Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الثامن
والستون دار احياء التراث العربي بيروت -لبنان الطبعة الثالثة المصححة
1403ه 1983 .م دار احياء التراث العربي بيروت -لبنان -بناية
كليوباترا -شارع دكاش -ص .ب 11 / 7957تلفون المستودع:
- 278766 - 273 .32 - 274696المنزل 83 .717 - 83 .711برقيا:
التراث -تلكس LE / 44632تراث
][1
بسم ال الرحمن الرحيم )) (60باب( * )الصدق والمواضع التى يجوز تركه( * *
)فيها ،ولزوم أداء المانة( * اليات :المائدة :قال ال هذا يوم ينفع
الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها النهار خالدين فيها
أبدارضي ال عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ) (1النعام :قال هذا
ربي ) (2التوبة :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع الصادقين )(3
يوسف :ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ) (4النبياء :قال بل فعله
كبيرهم هذا فاسئلوهم إن كانوا ينطقون ) (5الحزاب :من المؤمنين رجال
صدقوا ما عاهدوا ال عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما
بدلوا تبديل * ليجزي ال الصادقين بصدقهم ) (6الزمر :الذي جاء
بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون * لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك
جزاء المحسنين * ليكفر ال عنهم أسوء الذي عملوا ويجزيهم أجرهم
) (1المائدة (2) 119 :النعام (3) 76 :براءة (4) .119 :يوسف(5) 70 :
النبياء (6) 63 :الحزاب.23 - 24 :
][2
بأحسن الذي كانوا يعملون ) (1الحشر :اولئك هم الصادقون ) - 1 (2كا ،عن محمد
بن يحيى عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن الحسين ابن أبي العل،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن ال عزوجل لم يبعث نبيا إل بصدق
الحديث وأداء المانة إلى البر والفاجر ) (3تبيين " :إل بصدق الحديث "
أي متصفا بهما أو كان المر بهما في شريعته وقد مر أنه يحتمل شمول
المانة لجميع حقوق ال ،وحقوق الخلق ،لكن الظاهر منه أداء كل حق
ائتمنك عليه إنسان برا كان أو فاجرا ،والظاهر أن الفاجر يشمل الكافر
أيضا فيدل على عدم جواز الخيانة بل التقاص أيضا في ودائع الكفار
وأماناتهم واختلف الصحاب في التقاص مع تحقق شرايطه في الوديعة،
فذهب الشيخ في الستبصار وأكثر المتأخرين إلى الجواز على كراهة
وذهب الشيخ في النهاية وجماعة إلى التحريم ،والخبار مختلفة ،وسيأتي
تحقيقه في محله إنشاء ال وستأتي الخبار في وجوب أداء المانة
والوديعة إلى الكافر وإلى قاتل علي صلوات ال عليه ) - 2 (4كا ،عن
محمد بن يحيى ،عن عثمان بن عيسى ،عن إسحاق بن عمار و غيره ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ل تغتروا بصلتهم ول بصيامهم ،فان
الرجل ربما لهج بالصلة والصوم ،حتى لوتر كه استوحش ،ولكن
اختبروهم عند صدق الحديث وأداء المانة ) (5بيان :قال الجوهري اغتر
بالشئ خدع به ،وقال :اللهج بالشئ الولوع وقد لهج به بالكسر يلهج لهجا
إذا اغري به ،فثابر عليه انتهى ،وحاصل الحديث أن كثرة الصلة والصوم
ليست مما يختبر به صلح المرء وخوفه من ال
) (1الزمر (2) 35 - 33 :الحشر (3) 8 :راجع ج 75ص 4) 117 - 113و (5
الكافي ج 2ص .104
][3
تعالى ،فانها من الفعال الظاهرة التي لبد للمرء من التيان بها خوفا أو طمعا
ورياء لسيما للمتسمين بالصلح ،فيأتون بها من غير إخلص حتى
يعتادونها ،ول غرض لهم في تركها غالبا ،والدواعي الدنيوية في فعلها
لهم كثيرة ،بخلف الصدق وأداء المانة فانهما من المور الخفية وظهور
خلفهما على الناس نادر ،و الدواعي الدنيوية على تركهما كثيرة،
فاختبروهم بهما ،لن التي بهما غالبا من أهل الصلح والخوف من ال،
مع أنهما من الصفات الحسنة التي تدعو إلى كثير من الخيرات ،وبهما
تحصل كمال النفس ،وإن لم تكونا ل ،وأيضا الصدق يمنع كون العمل لغير
ال ،فان الرياء حقيقة من أقبح أنواع الكذب ،كما يومئ إليه الخبر التي 3
-كا :عن العدة ،عن سهل ،عن ابن أبي نجران ،عن مثنى الحناط ،عن
محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من صدق لسانه زكا
عمله ) (1بيان " :زكا عمله " أي يصير عمله بسببه زاكيا أي ناميا في
الثواب ،لنه إنما يتقبل ال من المتقين ،وهومن أعظم أركان التقوى ،أو
كثيرا لن الصدق مع ال يوجب التيان بما أمر ال ،والصدق مع الخلق
أيضا يوجب ذلك ،لنه إذا سئل عن عمل هل يفعله ؟ -ولم يفعله -ل يمكنه
ادعاء فعله ،فيأتي بذلك ،ولعله بعد ذلك يصير خالصا ل أويقال :لما كان
الصدق لزما للخوف ،والخوف ملزوما لكثرة العمال فالصدق ملزوم لها
أو المعنى طهر عمله من الرياء ،فانها نوع من الكذب ،كما أشرنا إليه في
الخبر السابق ،وفي بعض النسخ زكي على المجهول من بناء التفعيل،
بمعنى القبول أي يمدح ال عمله ويقبله ،فيرجع إلى المعنى الول ويؤيده.
- 4كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن موسى بن
سعدان ،عن عبد ال بن القاسم ،عن عمرو بن أبي المقدام قال :قال لي أبو
جعفر )عليه السلم( في أول دخلة دخلت عليه :تعلموا الصدق قبل الحديث
)(2
][4
بيان " :الدخلة " مصدر كالجلسة وإن لم يذكر بخصوصه في اللغة " تعلموا
الصدق " أي قواعده كجواز النقل بالمعنى ،ونسبة الحديث المأخوذ عن
واحد من الئمة إلى آبائه أو إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أو
تبعيض الحديث وأمثال ذلك ،أو يكون تعلمه كناية عن العمل به ،والتمرن
عليه على المشاكلة ،أو المراد تعلم وجوبه ولزومه وحرمة تركه " قبل
الحديث " أي قبل سماع الحديث منا وروايته وضبطه ونقله ،وهذا يناسب
أول دخوله فانه كان مريدا لسماع الحديث منه )عليه السلم( ولم يسمع
بعد ،هذا ما أفهمه ،وقيل فيه وجوه مبنية على أن المراد بالحديث التكلم ل،
الحديث بالمعنى المصطلح الول أن المراد التفكر في الكلم ليعرف الصدق
فيما يتكلم به ،ومثله قول أمير المؤمنين )عليه السلم( لسان العاقل وراء
قلبه ،وقلب الحمق وراء لسانه ) (1يعني أن العاقل يعلم الصدق والكذب
أول ويتفكر فيما يقول ثم يقول ما هو الحق والصدق ،والحمق يتكلم
ويقول من غير تأمل وتفكر ،فيتكلم بالكذب والباطل كثيرا الثاني :أن ل
يكون قبل متعلقا بتعلموا بل يكون بدل من قوله :في أول دخلة الثالث :أن
يكون قبل متعلقا بقال ،أي قال )عليه السلم( :ابتداء قبل التكلم بكلم آخر:
تعلموا الرابع :أن يكون المعنى تعلموا الصدق قبل تعلم آداب التكلم من
القواعد العربية والفصاحة والبلغة وأمثالها ،ول يخفى بعد الجميع لسيما
الثاني والثالث وكون ما ذكرنا أظهر وأنسب - 5كا :عن محمد بن يحيى،
عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن أبي كهمش قال :قلت لبي عبد ال
)عليه السلم( :عبد ال بن أبي يعفور يقرئك السلم قال :عليك
) (1نهج البلغة ج 2ص .153
][5
و )عليه السلم( إذا أتيت عبد ال فأقرئه السلم وقل له :إن جعفر ابن محمد يقول
لك :انظر ما بلغ به علي )عليه السلم( عند رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فالزمه ،فان عليا )عليه السلم( إنما بلغ ما بلغ )به( عند رسول ال
)صلى ال عليه وآله( بصدق الحديث وأداء المانة ) (1بيان :ما بلغ به
علي )عليه السلم( " كأن مفعول البلوغ محذوف أي انظر الشئ الذي
بسببه بلغ علي )عليه السلم( عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( المبلغ
الذي بلغه من القرب والمنزلة ،وقوله :بعد ذلك " ما بلغ به " كأنه زيدت
كلمة به من النساخ ،وليست في بعض النسخ ،وعلى تقديرها كان الباء
زائدة فانه يقال :بلغت المنزل أو الدار وقد يقال :بلغت إليه بتضمين فيمكن
أن يكون الباء بمعنى إلى ويحتمل على بعد أن يكون قوله " :فان عليا "
تعليل للزوم ،وضمير به راجعا إلى الموصول فيما بلغ به أول ،وقوله" :
بصدق الحديث " كلما مستأنفا متعلقا بفعل مقد رأي بلغ ذلك بصدق
الحديث - 6كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي إسماعيل
البصري عن الفضيل بن يسار قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :يا
فضيل إن الصادق أول من يصدقه ال عزوجل ،يعلم أنه صادق ،وتصدقه
نفسه تعلم أنه صادق ) - 7 (2كا :بالسناد ،عن ابن أبي عمير ،عن
منصور بن حازم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إنما سمي إسماعيل
صادق الوعد لنه وعد رجل في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة ،فسماه
ال عزوجل صادق الوعد ثم إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل:
مازلت منتظرا لك ) (3بيان :اختلف المفسرون في إسماعيل المذكور في
هذه الية ،قال الطبرسي رحمه ال :هو إسماعيل بن إبراهيم و " إنه كان
صادق الوعد " ) (4إذا وعد بشئ
) 1و (2الكافي ج 2ص (3) .104الكافي ج 2ص (4) .105مريم.54 :
][6
وفابه ولم يخلف " وكان " مع ذلك " رسول " إلى جرهم " نبيا " رفيع الشأن
عالي القدر ،وقال ابن عباس :إنه واعد رجل أن ينتظره في مكان ونسي
الرجل فانتظره سنة حتى أتاه الرجل ،وروي ذلك عن أبي عبد ال )عليه
السلم( وقيل :أقام ينتظره ثلثة أيام عن مقاتل ،وقيل :إن إسماعيل بن
إبراهيم )عليه السلم( مات قبل أبيه إبراهيم وإن هذا هو إسماعيل بن
حزقيل بعثه ال إلى قوم فسلخوا جلدة وجهه وفروة رأسه ،فخيره ال فيما
شاء من عذابهم فاستعفاه ،ورضي بثوابه ،وفوض أمره إلى ال في عفوه
وعقابه ،ورواه أصحابنا عن أبي عبد ال )عليه السلم( ثم قال في آخره:
أتاه ملك من ربه يقرئه السلم ويقول :قد رأيت ما صنع بك ،وقد أمرني
بطاعتك فمرني بما شئت ،فقال :يكون لي بالحسين اسوة ) - 8 (1كا :عن
أبي علي الشعري ،عن محمد بن سالم ،عن أحمد بن النضر الخزاز عن
جده الربيع بن سعد قال :قال لي أبو جعفر )عليه السلم( :يا ربيع إن
الرجل ليصدق حتى يكتبه ال صديقا ) (2بيان " :الصديق " مبالغة في
الصدق أو التصديق واليمان بالرسول قول و فعل قال الطبرسي رحمه ال
في قوله تعالى " إنه كان صديقا " ) (3أي كثير التصديق في امور الدين
عن الجبائي ،وقيل :صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن ال ) (4و قال
الراغب :الصدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبل وعدا
كان أو غيره ول يكونان بالقصد الول إل في القول ول يكونان من القول
إل في الخبر دون غيره من أصناف الكلم ،وقد يكونان بالعرض في غيره
من أنواع الكلم :الستفهام والمر والدعاء وذلك نحو قول القائل أزيد في
الدار فان في ضمنه إخبارا بكونه جاهل بحال زيد ،وكذا إذا قال :واسني،
في ضمنه أنه محتاج إلى المواساة
) (1مجمع البيان ج 6ص (2) .518الكافي ج 2ص (3) .105مريم(4) .41 :
مجمع البيان ج 6ص .516
][7
وإذا قال :ل تؤذني ففي ضمنه أنه يؤذيه ،والصديق من كثر منه الصدق ،وقيل بل
يقال ذلك لمن لم يكذب قط وقيل :بل لمن ل يتأتى منه الكذب لتعوده الصدق
وقيل بل لمن صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله ،فالصديقون هم
قوم دوين النبياء في الفضيلة ،وقد يستعمل الصدق والكذب في كل ما
يحق ويحصل في العتقاد نحو صدق ظني وكذب ،ويستعملن في أفعال
الجوارح فيقال صدق في القتال إذا وفى حقه ،وفعل على ما يجب وكما
يجب ،وكذب في القتال إذا كان بخلف ذلك ،قال ال تعالى " رجل صدقوا
ما عاهدوا ال عليه " ) (1أي حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم وقوله
" ليسئل الصادقين عن صدقهم ) (2أي يسأل من صدق بلسانه عن صدق
فعله تنبيها على أنه ل يكفي العتراف بالحق دون تحريه بالفعل )- 7 (3
كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن الوشاء ،عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :إن العبد
ليصدق حتى يكتب عند ال الصادقين ويكذب حتى يكتب عند ال من
الكاذبين ،فإذا صدق قال ال عزو جل صدق وبر ،وإذا كذب قال ال
عزوجل كذب وفجر ) (4توضيح :يدل على رفعة درجة الصادقين عند ال،
وقال الراغب :البر التوسع في فعل الخير ،ويستعمل في الصدق لكونه
بعض الخيرات المتوسع فيه ،وبر العبد ربه توسع في طاعته ) (5وقال
سمي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور ) - 8 (6كا :عن العدة ،عن
ابن محبوب ،عن العل بن رزين ،عن ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم :،ليروا
) (1الحزاب (2) .23 :الحزاب (3) .8 :مفردات غريب القرآن (4) .277الكافي
ج 2ص 5) .105و (6المفردات ص 40و .373
][8
منكم الجتهاد والصدق والورع ) (1بيان " :بغير ألسنتكم " أي بجوار حكم
وأعمالكم الصادرة عنها ،وإن كان اللسان أيضا داخل فيها من جهة
العمال ،لمن جهة الدعوة الصريحة ،و الجتهاد المبالغة في الطاعات،
والورع اجتناب المنهيات والشبهات كما مر - 9كا :عن محمد بن يحيى،
عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم قال :قال أبو الوليد حسن بن زياد
الصيقل قال أبو عبد ال )عليه السلم( :من صدق لسانه زكا عمله ومن
حسنت نيته زيد في رزقه ،ومن حسن بره بأهل بيته مدله في عمره )(2
ايضاح " :من حسنت نيته " أي عزمه على الطاعات أو على إيصال النفع
إلى العباد أو سريرته في معاملة الخلق بأن يكون ناصحا لهم غير مبطن
لهم غشا وعداوة وخديعة ،أوفي معاملة ال أيضا بأن يكون مخلصا
وليكون مرائيا ول يكون عازما على المعاصي ومبطنا خلف ما يظهر من
مخافة ال عزوجل والمراد بأهل بيته عياله أو العم منهم ومن أقاربه
بالتوسعة عليهم وحسن المعاشرة معهم - 10كا :عن محمد بن يحيى ،عن
أبي طالب رفعه قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :ل تنظروا إلى طول
ركوع الرجل وسجوده ،فان ذلك شئ قد اعتاده ،فلوتر كه استوحش لذلك،
ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته ) (3بيان :المراد بطول الركوع
والسجود حقيقته أو كناية عن كثرة الصلة والول أظهر .أقول :قد مضى
أخبار الباب في باب جوامع المكارم ) (4وباب صفات المؤمن - 11ل:
أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن الحسين بن سعيد ،عن أبي الحسين ابن
الحضرمي ،عن موسى بن القاسم البجلي ،عن جميل بن دراج ،عن محمد
بن سعيد ،عن المحاربي ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه ،عن
علي )عليهم السلم( قال :قال النبي )صلى ال عليه وآله( :ثلث يحسن
فيهن الكذب :المكيدة في الحرب ،وعدتك زوجتك
) (3 - 1الكافي ج 2ص (4) .105راجع ج 69ص .332
][9
والصلح بين الناس ،وقال :ثلث يقبح فيهن الصدق :النميمة وإخبارك الرجل عن
أهله بما يكرهه ،وتكذيبك الرجل عن الخبر ،وقال :ثلثة مجالستهم تميت
القلب :مجالسة النذال ،والحديث مع النساء ،ومجالسة الغنياء )- 12 (1
لى :سئل أمير المؤمنين )عليه السلم( :أي الناس أكرم ؟ قال :من صدق
في المواطن ) (2وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :زينة الحديث
الصدق ) - 13 (3ن ) (4لى :أبي ،عن أحمد بن علي التفليسي ،عن أحمد
بن محمد الهمداني ،عن أبي جعفر الثاني ،عن آبائه )عليهم السلم( عن
النبي )صلى ال عليه وآله( قال :ل تنظروا إلى كثرة صلتهم وصومهم
وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ولكن انظروا إلى صدق الحديث
وأداء المانة ) - 14 (5ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن
يعقوب بن زياد ،عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق ،عن أبيه ،عن جده
إسحاق بن جعفر ،عن أخيه موسى عن أبيه جعفر بن محمد )عليهم
السلم( قال :أحسن من الصدق قائله ،وخير من الخير فاعله ) - 15 (6ل:
الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :الزموا الصدق فانه منجاة )
- 16 (7فس :هارون ،عن ابن صدقة ،عن رجل من ولد عدي بن حاتم،
عن
][10
أبيه ،عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات ال عليه في حروبه أن عليا
)عليه السلم( قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته
يسمع أصحابه :لقتلن معاوية وأصحابه ،ثم قال :في آخر قوله :إنشاء ال
يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت :يا أمير المؤمنين إنك حلفت على
ما قلت ،ثم استثنيت فما أردت بذلك ؟ فقال )عليه السلم( :إن الحرب
خدعة وأنا عند أصحابي صدوق فأردت أن اطمع أصحابي في قولي كيل
يفشلوا ول يفروا ،فافهم فانك تنتفع بها بعد إنشاء ال ) - 17 (1ثو:
ماجيلويه ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن اليقطيني ،عن عثمان بن
عيسى ،عن عبد ال بن عجلن قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(
يقول :إن العبد إذا صدق كان أول من يصدقه ال ونفسه تعلم إنه صادق،
وإذا كذب كان أول من يكذبه ال ونفسه تعلم أنه كاذب ) - 18 (2مص :قال
الصادق )عليه السلم( :الصدق نور غير متشعشع إل في عالمه كالشمس
يستضئ بها كل شئ يغشاه من غير نقصان يقع على معناها ،والصادق
حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق مالديه ،وهو المعنى الذي ل
يسمع معه سواه أو ضده مثل آدم )عليه السلم( صدق إبليس في كذبه
حين أقسم له كاذبا لعدم ماهية الكذب في آدم )عليه السلم( قال ال
عزوجل " :ولم نجدله عزما " ) (3ولن إبليس أبدع شيئا كان أول من
أبدعه وهو غير معهود ظاهرا وباطنا فخسر هو بكذبه على معنى لم ينتفع
به من صدق آدم )عليه السلم( على بقاء البد وأفاد آدم )عليه السلم(
بتصديقه كذبه بشهادة ال عزوجل بنفي عزمه عما يضاد عهده على
الحقيقة ،على معنى لم ينقص من اصطفائه بكذبه شيئا فالصدق صفة
الصادقين وحقيقة الصدق ما يقتضي تزكية ال عزوجل لعبده
][11
كما ذكر عن صدق عيسى بن مريم في القيامة بسبب ما أشار إليه من صدقه مرآة
الصادقين ) (1من رجال امة محمد )صلى ال عليه وآله( فقال عزوجل" :
هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم " الية ) (2وقال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :الصدق سيف ال في أرضه وسمائه أينما هوى به يقد ) (3فإذا
أردت أن تعلم أصادق أنت أم كاذب ؟ فانظر في قصد معناك ،وغور دعواك
وعيرها بقسطاس من ال عزوجل في القيامة قال ال عزوجل " :والوزن
يومئذ الحق " ) (4فإذا اعتدل معناك بدعواك ،ثبت لك الصدق ،وأدنى حد
الصدق أن ل يخالف اللسان القلب ،ول اللقلب اللسان ،ومثل الصادق
الموصوف بما ذكرنا كمثل النازع روحه إن لم ينزع فماذا يصنع )- 19 (5
ختص :الصدوق ،عن ابن الوليد ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن
محبوب ،عن صالح بن سهل الهمداني قال :قال الصادق )عليه السلم(:
أيما مسلم سئل عن مسلم فصدق وأدخل على ذلك المسلم مضرة كتب من
الكاذبين ،ومن سئل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة كتب
عند ال من الصادقين ) - 20 (6ج :بالسناد إلى أبى محمد العسكري
)عليه السلم( أنه قال :قال بعض المخالفين بحضرة الصادق )عليه
السلم( لرجل من الشيعة :ما تقول في العشرة من الصحابة ؟ قال :أقول
فيهم الخير الجميل ،الذي يحط ال به سيئاتي ،ويرفع لي درجاتي ،قال
السائل :الحمدل على ما أنقذني من بغضك كنت أظنك رافضيا تبغض
الصحابة فقال الرجل :أل من أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة ال قال:
لعلك تتأول
) (1براءة للصادقين خ ل (2) .المائدة (3) .119 :أي يقطع وينفذ (4) .العراف:
(5) .8مصباح الشريعة ص 51و (6) .50الختصاص.224 :
][12
ما تقول فيمن أبغض العشرة ؟ فقال :من أبغض العشرة فعليه لعنة ال والملئكة
والناس أجمعين ،فوثب فقبل رأسه وقال :اجعلني في حل مما قذفتك به من
الرفض قبل اليوم ،قال :أنت في حل وأنت أخي ثم انصرف السائل فقال له
الصادق )عليه السلم( :جودت ل درك لقد أعجبت الملئكة من حسن
توريتك ،وتلفظك بما خلصك ،ولم تثلم دينك ،زاد ال في مخالفينا غما إلى
غم وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في بقيتهم فقال بعض أصحاب
الصادق )عليه السلم( :يا ابن رسول ال ما عقلنا من كلم هذا إل موافقته
لهذا المتعنت الناصب ،فقال الصادق )عليه السلم( :لئن كنتم لم تفهموا
ماعنى فقد فهمناه نحن ،وقد شكره ال له ،إن ولينا الموالي لوليائنا
المعادي لعدائنا إذا ابتله ال بمن يمتحنه من مخالفيه ،وفقه لجواب يسلم
معه دينه وعرضه ،ويعظم ال بالتقية ثوابه ،إن صاحبكم هذا قال :من
عاب واحدا منهم فعليه لعنة ال أي من عاب واحدا منهم هم أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب )عليه السلم( وقال في الثانية :من عابهم وشتمهم
فعليه لعنة ال ،وقد صدق لن من عابهم فقد عاب عليا )عليه السلم( لنه
أحدهم فإذا لم يعب عليا ولم يذمه فلم يعبهم ،وإنما عاب بعضهم ولقد كان
لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه
التورية كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد ال ونبوة موسى وتفضيل محمد
)صلى ال عليه وآله( على جميع رسل ال وخلقه ،وتفضيل علي بن أبي
طالب )عليه السلم( والخيار من الئمة على سائر أوصياء النبيين وإلى
البراءة من ربوبية فرعون ،فوشى به واشون إلى فرعون وقالوا :إن
حزقيل يدعو إلى مخالفتك ،ويعين أعداك على مضادتك فقال لهم فرعون:
ابن عمي وخليفتي على ملكي وولي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحق
العذاب على كفره نعمتي ،فان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العقاب
ليثاركم الدخول في مساءته فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا :أنت
تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماه ؟ فقال حزقيل :أيها الملك هل
جربت على كذبا قط ؟ قال ل:
][13
قال :فسلهم من ربهم ؟ فقالوا :فرعون ،قال :ومن خالقكم ؟ قالوا :فرعون هذا،
قال :ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا :فرعون
هذا ،قال حزقيل :أيها الملك فاشهدك وكل من حضرك أن ربهم هو ربي
وخالقهم هو خالقي ورازقهم هو رازقي ،ومصلح معايشهم هو مصلح
معايشي ،ل رب لي ول خالق ولرازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم،
واشهدك ومن حضرك أن كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم
ورازقهم فأنا برئ منه ومن ربوبيته وكافر بالهيته يقول حزقيل هذا وهو
يعني أن ربهم هو ال ربي ،ولم يقل أن الذي قالوا :إن ربهم هو ربي،
وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ،وتوهموا أنه يقول :فرعون
ربي وخالقي ورازقي ،فقال لهم فرعون :يا رجال الشر ويا طلب الفساد
في ملكي ،ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي ،وهو عضدي أنتم
المستحقون لعذابي لرادتكم فساد أمري وهلك ابن عمي ،والفت في
عضدي ثم أمر بالوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد ،وفي صدره
وتد ،وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم فذلك ما
قال ال تعالى " :فوقاه ال سيئات ما مكروا " ) (1لماوشوا به إلى
فرعون ليهلكوه " وحاق بآل فرعون سوء العذاب " وهم الذين وشوا
بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الوتاد ،ومشط عن أبدانهم لحومها بالمشاط )
- 21 (2ج :معاوية بن وهب ،عن سعيد بن السمان قال :كنت عند أبي
عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجلن من الزيدية فقال له :أفيكم إمام
مفترض طاعنه ؟ قال :فقال :ل ،فقال له :قد أخبرنا عنك الثقاة أنك تقول به
-وسموا قوما وقالوا :هم أصحاب ورع وتشمير ،وهم ممن ل يكذب -
فغضب أبو عبد ال )عليه السلم( وقال :ما أمرتهم بهذا ،فلما رأيا الغضب
بوجهه خرجا الخبر )(3
) (1المؤمن (2) .45 :الحتجاج ص ،200وتراه في تفسير المام ص (3) .162
الحتجاج ص..
][14
- 22ع :المظفر العلوي ،عن ابن العياشي ،عن أبيه ،عن إبراهيم بن علي ،عن
إبراهيم بن إسحاق ،عن يونس ،عن البطائني ،عن أبي بصير قال :سمعت
أبا جعفر )عليه السلم( يقول :لخير فيمن لتقية له ولقد قال يوسف" :
أيتها العير إنكم لسارقون " ) (1وما سرقوا ) - 23 (2ع :بالسناد ،عن
العياشي ،عن محمد بن نصير ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن
عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن أبي بصير قال :قال أبو عبد ال )عليه
السلم( :التقية )من( دين ال عزوجل قلت :من دين ال ؟ قال :فقال :إي
وال من دين ال ،لقد قال يوسف " :أيتها العير إنكم لسارقون " وال ما
كانوا سرقوا شيئا ) - 24 (3ع ،:أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن هشام بن الحكم عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول
يوسف " :أيتها العير إنكم لسارقون " قال :ما سرقوا وما كذب )- 25 (4
ع :المظفر العلوي ،عن ابن العياشي ،عن أبيه ،عن محمد بن أحمد عن
إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ،عن صالح بن سعيد ،عن رجل من أصحابنا
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألت عن قول ال عزوجل في
يوسف " :أيتها العير إنكم لسارقون " قال :إنهم سرقوا يوسف عن أبيه،
أل ترى أنه قال لهم حين قالوا " :ماذا تفقدون " ؟ قالوا " :نفقد صواع
الملك " ولم يقولوا :سرقتم صواع الملك إنما عنى أنكم سرقتم يوسف عن
أبيه ) - 26 (5ج :بالسناد إلى أبي محمد العسكري )عليه السلم( قال:
قال رجل من خواص الشيعة لموسى بن جعفر )عليهما السلم( وهو يرتعد
بعد ماخلى به :يا ابن رسول ال )صلى ال عليه وآله(
) (1يوسف (2) .70 :علل الشرايع ج 1ص (5 - 3) .48علل الشرايع ج 1ص
.49
][15
ما أخوفني أن يكون فلن بن فلن ينافقك في إظهاره واعتقاد وصيتك وإمامتك فقال
موسى )عليه السلم( :وكيف ذاك ؟ قال :لني حضرت معه اليوم في
مجلس فلن رجل من كبار أهل بغداد فقال له صاحب المجلس :أنت تزعم
أن موسى بن جعفر إمام دون هذا الخليفة القاعد على سريره ،قال له
صاحبك هذا :ما أقول هذا بل أزعم أن موسى بن جعفر غير إمام وإن لم
أكن أعتقد أنه غير إمام فعلي وعلى من لم يعتقد ذلك لعنة ال والملئكة
والناس أجمعين ،قال له صاحب المجلس :جزاك ال خيرا ولعن من وشى
بك فقال له موسى بن جعفر :ليس كما ظننت ولكن صاحبك أفقه منك ،إنما
قال :موسى غير إمام ،أي أن الذي هو غير إمام فموسى غيره ) (1فهو إذا
إمام ،فانما أثبت بقوله :هذا إمامتي ونفى إمامة غيري ،يا عبد ال متى
يزول عنك هذا الذي ظننته بأخيك هذا من النفاق ،تب إلى ال ففهم الرجل
ماقاله واغتم وقال :يا ابن رسول ال مالي مال فارضيه به ولكن قد وهبت
له شطر عملي كله من تعبدي وصلتي عليكم أهل البيت ،ومن لعنتي
لعدائكم ،قال موسى عليه السلم :الن خرجت من النار ) - 27 (2ج:
بهذا السناد قال :دخل على أبي الحسن الرضا )عليه السلم( رجل فقال
له :يا ابن رسول ال لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه قال :وما هو ؟ قال:
رجل كان معنا يظهر لنا أنه من الموالين لل محمد المتبرين من أعدائهم،
فرأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه وهو ذا يطاف به ببغداد وينادي
يقولون له :قل ! فيقول :خير الناس بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله(
أبا بكر ،فإذا قال ذلك ضجوا وقالوا :قد تاب وفضل أبا بكر على علي بن
أبي طالب )عليه السلم( فقال الرضا )عليه السلم( :إذا خلوت فأعد علي
هذا الحديث
) (1في تفسير المام :أي الذى هو عندك امام فموسى غيره فهو إذا امام الخ(2) .
الحتجاج ص .214
][16
فلما خل أعاد عليه فقال له :إنما لم افسر لك معنى كلم الرجل بحضرة هذا الخلق
المنكوس ،كراهة أن ينقل إليهم فيعرفوه ويؤذوه ،لم يقل الرجل :خير
الناس بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( )أبو بكر ،فيكون قد فضل أبا
بكر على علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،ولكن قال :خير الناس بعد
رسول ال( ) (1أبا بكر فجعله نداء لبي بكر ليرضي من يمشي بين يديه
من بعض هؤلء الجهلة ،ليتوارى من شرورهم إن ال تعالى جعل هذه
التورية ممارحم بها شيعتنا ومحبينا ) - 28 (2ج :بهذا السناد قال
الراويان ) :(3حضرنا عند الحسن بن علي أبي القايم )عليهما السلم(
فقال له بعض أصحابه :جاءني رجل من إخواننا الشيعة قد امتحن بجهال
العامة يمتحنونه في المامة ويحلفونه ،فكيف يصنع حتى يتخلص منهم
فقلت :كيف يقولون ؟ قال :يقولون لي :أتقول :إن فلنا هو المام بعد
رسول ال ؟ فلبد لي أن أقول :نعم ،وإل أثخنوني ضربا ،فإذا قلت :نعم،
قالوا لي :قل :وال ،قلت :فإذا قلت لهم :نعم ،تريد به نعما من النعام:
البل والبقر والغنم وقلت :فإذا قالوا) :قل وال فقل( وال أي وليي تريد في
أمر كذا ؟ فانهم ل يميزون ،وقد سلمت فقال لي :فان حققوا علي وقالوا،:
قل :وال وبين الهاء ؟ فقلت :قل :وال برفع الهاء فانه ل يكون يمينا إذا
لم تخفض ،فذهب ثم رجع إلي فقال :عرضوا علي وحلفوني فقلت كما
لقنتني ،فقال له الحسن )عليه السلم( :أنت كما قال رسول ال :الدال على
الخير كفاعله ،لقد كتب ال لصاحبك بتقيته بعدد كل من استعمل التقية من
شيعتنا وموالينا ومحبينا حسنة ،وبعدد كل من ترك التقية منهم
) (1ما بين العلمتين أضفناه من المصدر وتراه في تفسير المام ص (2) 164
الحتجاج ص (3) 243هما أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ،وأبو
الحسن على بن محمد بن سيار ،اللذان يروى عنهما محمد بن القاسم
المفسر تفسير المام العسكري )عليه السلم(.
][17
حسنة أدناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت ،ولك بارشادك إياه مثل
ماله ) - 29 (1سر :عن عبد ال بن بكير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
في الرجل يستأذن عليه فيقول لجاريته :قولي :ليس هو ههنا ،قال :ل بأس
ليس بكذب - 30قب :قال كهمش :قال لي جابر الجعفي :دخلت على أبي
جعفر )عليه السلم( فقال لي :من أين أنت ؟ فقلت :من أهل الكوفة قال:
ممن ؟ قلت :من جعفي قال :ما أقدمك إلى هاهنا ؟ قلت :طلب العلم ،قال:
ممن ؟ قلت :منك ،قال :فإذا سألك أحد من أين أنت فقل :من أهل المدينة،
قلت :أيحل لي أن أكذب ؟ قال :ليس هذا كذبا ،من كان في مدينة فهو من
أهلها حتى يخرج ) - 31 (2كش :جبرئيل بن أحمد ،عن الشجاعي ،عن
محمد بن الحسين ،عن أحمد ابن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر
مثله ) - 32 (3كتاب المامة والتبصرة :عن محمد بن عبد ال ،عن محمد
بن جعفر الرزاز عن خاله علي بن محمد ،عن عمرو بن عثمان الخزاز،
عن النوفلي ،عن السكوني عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :زينة الحديث
الصدق
) (1الحتجاج ص (2) .256مناقب آل أبى طالب ج 4ص (3) .200رجال الكشي
ص .170
][18
)) * (61باب الشكر( * اليات :البقرة :يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت
عليكم في مواضع ) (1وقال تعالى :لعلكم تشكرون .وقال تعالى :واشكروا
لي ول تكفرون وقال :ولعلكم تشكرون .وقال تعالى :ولكن أكثر الناس ل
يشكرون ) (2آل عمران :وسيجزي ال الشاكرين ،وقال :وسنجزي
الشاكرين ) (3النساء :ما يفعل ال بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان ال
شاكرا عليما ) (4المائدة :وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون .وقال:
واذكروا نعمة ال عليكم وقال تعالى :يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة ال
عليكم ) (5وقال سبحانه :وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكر نعمة ال
عليكم ) (6وقال تعالى :إذ قال ال يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك
وعلي والدتك ) (7النعام :أو ليس ال بأعلم بالشاكرين ) (8وقال تعالى:
قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا
من هذه لنكونن من الشاكرين * * )الهامش( * ) (1البقرة- 47 - 40 :
(2) .122البقرة (3) .243 - 185 - 158 - 52 :آل عمران 144 :و
(4) .145النساء (5) .147 :المائدة (6) .11 ،7 ،6 :المائدة(7) .20 :
المائدة (8) .110 :النعام.53 :
][19
قل ال ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ) (1العراف :ولقد مكنا كم في
الرض وجعلنا لكم فيها معايش قليل ما تشكرون ) (2وقال :كذلك نصرف
اليات لقوم يشكرون ،وقال :فاذكروا آلء ال لعلكم تفلحون ،وقال:
فاذكروا آلء ال ول تعثوا في الرض مفسدين ،وقال :فخذ ما آتيتك وكن
من الشاكرين ) (3النفال :واذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الرض
إلى قوله تعالى :لعلكم تشكرون ) (4يونس :إن ال لذو فضل على الناس
ولكن أكثرهم ل يشكرون ) (5ابراهيم :وإن في ذلك ليات لكل صبار شكور
* وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة ال عليكم إلى قوله تعالى وإذتأذن
ربكم لئن شكرتم لزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) (6وقال تعالى:
وإن تعدوا نعمة ال ل تحصوها وقال :وارزقهم من الثمرات لعلهم
يشكرون ) (7النحل :وجعل لكم السمع والبصار والفئدة لعلكم تشكرون )
(8وقال تعالى :كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون )(9
) (1النعام 63 :و (2) .64العراف (3) .10 :العراف) .144 ،74 ،69 ،58 :
(4النفال (5) .26 :يونس (6) .60 :ابراهيم (7) .7 - 5 :ابراهيم،34 :
(8) .37النحل (9) .78 :النحل.81 :
][20
وقال :واشكروا نعمة ال إن كنتم إياه تعبدون ) (1وقال تعالى في إبراهيم )عليه
السلم( :شاكرا لنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) (2السراء :إنه
كان عبدا شكورا ) (3النبياء :فهل أنتم شاكرون ) (4الحج :كذلك
سخرناها لكم لعلكم تشكرون ) (5المؤمنون :وهو الذي أنشأ لكم السمع
والبصار والفئدة قليل ما تشكرون ) (6النمل :فلما رآه مستقرا عنده قال
هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفرومن شكرفانما يشكر لنفسه ومن
كفر فان ربي غني كريم وقال تعالى :ولكن أكثرهم ل يشكرون )(7
القصص :ولعلكم تشكرون ) (8الروم :ولعلكم تشكرون ) (9لقمان :ولقد
آتينا لقمن الحكمة أن اشكر ل ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان
ال غني حميد إلى قوله تعالى :أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير )(10
) (1النحل (2) 114 :النحل (3) 121 :أسرى (4) 3 :النبياء (5) 80 :الحج36 :
) (6المؤمنون (7) 78 :النمل (8) 73 ،40 :القصص (9) 73 :الروم:
(10) 46لقمان(*) 14 ،12 :
][21
وقال تعالى :ألم تروا أن ال سخر لكم ما في السموات وما في الرض وأسبغ عليكم
نعمه ظاهرة وباطنة ) (1وقال تعالى :إن في ذلك ليات لكل صبار شكور )
(2التنزيل :قليل ما تشكرون ) (3سبا :اعملوا آل داود شكرا وقليل من
عبادي الشكور ) (4وقال تعالى :كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة
ورب غفور إلى قوله تعالى :إن في ذلك ليات لكل صبار شكور ) (5فاطر:
يا أيها الناس اذكروا نعمة ال عليكم وقال تعالى :ولعلكم تشكرون )(6
يس :أفل يشكرون ) (7الزمر :وإن تشكروا يرضه لكم .وقال تعالى :بل ال
فاعبدوكن من الشاكرين ) (8المؤمن :إن ال لذو فضل على الناس ولكن
أكثر الناس ل يشكرون ) (9حمعسق :إن في ذلك ليات لكل صبار شكور )
(10الجاثية :ولعلكم تشكرون ) (11القمر :كذلك نجزي من شكر )(12
) (1لقمان (2) 20 :لقمان (3) 31 :التنزيل (4) 9 :سبأ (5) 13 :سبأ) 19 - 15 :
(6فاطر (7) 12 - 3 :يس (8) 35 :الزمر (9) 66 - 7 :المؤمن) 61 :
(10الشورى (11) 33 :الجاثية (12) 12 :القمر35 :
][22
- 1كا :عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الطاعم الشاكر له من
الجر كأجر الصائم المحتسب ،والمعافى الشاكر له من الجر كأجر المبتلى
الصابر ،والمعطى الشاكر له من الجر كأجر المحروم القانع ) (1تبيين:
قال الراغب :الشكر تصور النعمة وإظهارها قيل :وهو مقلوب عن الكشر
أي الكشف ويضاده الكفر ،وهو نسيان النعمة وسترها ،ودابة شكور مظهر
بسمنه إسداء صاحبه إليه ،وقيل :أصله من عين شكرى :أي ممتلئة
فالشكر على هذا هو المتلء من ذكر المنعم عليه ،والشكر ثلثة أضرب:
شكر بالقلب ،وهو تصور النعمة ،وشكر باللسان وهو الثناء على المنعم،
وشكر بسائر الجوارح وهو مكافاة النعمة بقدر استحقاقها انتهى ) (2وقال
المحقق الطوسي قدس سره :الشكر أشرف العمال وأفضلها واعلم أن
الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية وله أركان ثلثة :الول معرفة
المنعم وصفاته اللئقة به ،ومعرفة النعمة من حيث إنها نعمة ول تتم تلك
المعرفة إل بأن يعرف أن النعم كلها جليها وخفيها من ال سبحانه وأنه
المنعم الحقيقي وأن الوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لمره الثاني
الحال التي هي ثمرة تلك المعرفة ،وهي الخضوع والتواضع والسرور
بالنعم ،من حيث إنها هدية دالة على عناية المنعم بك وعلمة ذلك أن
لتفرح من الدنيا إل بما يوجب القرب منه الثالث العمل الذي هو ثمرة تلك
الحال فان تلك الحال إذا حصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب
للقرب منه ،وهذا العمل يتعلق بالقلب واللسان والجوارح :أما عمل القلب
فالقصد إلى تعظيمه وتحميده وتمجيده ،والتفكر في صنائعه
][23
وأفعاله وآثار لطفه ،والعزم على إيصال الخير والحسان إلى كافة خلقه ،وأما عمل
اللسان فاظهار ذلك المقصود بالتحميد والتمجيد والتسبيح والتهليل ،والمر
بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك ،وأما عمل الجوارح فاستعمال
نعمه الظاهرة والباطنة في طاعته وعبادته ،والتوقي من الستعانة بها في
معصيته ومخالفته كاستعمال العين في مطالعة مصنوعاته ،وتلوة كتابه،
وتذكر العلوم المأثورة من النبياء والوصياء عليهم السلم وكذا سائر
الجوارح فظهر أن الشكر من امهات صفات الكمال ،وتحقق الكامل منه
نادر كما قال سبحانه " :وقليل من عبادي الشكور " ) (1ولما كان الشكر
بالجوارح التي هي من نعمه تعالى ول يتأتى إل بتوفيقه سبحانه ،فالشكر
أيضا نعمة من نعمه ،ويوجب شكرا آخر ،فينتهي إلى العتراف بالعجز عن
الشكر ،فآخر مراتب الشكر العتراف بالعجز عنه ،كما أن آخر مراتب
المعرفة والثناء العتراف بالعجز عنهما ،وكذا العبادة كما قال سيد
العابدين والعارفين والشاكرين )صلى ال عليه وآله( :لاحصي ثناء عليك
أنت كما أثنيت على نفسك ،وقال )صلى ال عليه وآله( :ما عبدناك حق
عبادتك ،وما عرفناك حق معرفتك قوله )عليه السلم( " :الطاعم الشاكر:
الطاعم يطلق على الكل والشارب ،كما قال تعالى " :ومن لم يطعمه " )(2
ويقال :فلن احتسب عمله وبعمله ،إذا نوى به وجه ال ،والمعطى اسم
مفعول والمحروم من حرم العطاء من ال أو من الخلق والقانع الراضي
بما أعطاه ال - 2كا :بالسناد المتقدم عنه )عليه السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :ما فتح ال على عبد باب شكر فخزن عنه باب
الزيادة )(3
بيان :فخزن أي أحرز ومنع ومثله في النهج عن أمير المؤمنين )عليه السلم( ما
كان ال ليفتح على عبدباب الشكر ويغلق عليه باب الزيادة ) (1وهما
إشارتان إلى قوله تعالى " :لئن شكرتم لزيدنكم " ) - 3 (2كا :عن حميد
بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن وهيب بن حفص ،عن أبي
بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كان رسول ال )صلى ال عليه
وآله( عند عائشة ليلتها ،فقالت :يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( لم
تتعب نفسك وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال :يا عائشة
أل أكون عبدا شكورا ؟ قال :وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقوم
على أطراف أصابع رجليه فأنزل ال سبحانه " طه ما أنزلنا عليك القرآن
لتشقى " ) (3ايضاح " :قد غفر ال لك " إشارة إلى قوله تعالى " إنا
فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر " وللشيعة في
تأويله أقوال :أحدها أن المراد :ليغفر لك ال ما تقدم من ذنب امتك وما
تأخر بشفاعتك ،وإضافة ذنوب امته إليه للتصال والسبب بينه وبين امته،
ويؤيده ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق )عليه السلم( قال سأله
رجل عن هذه الية فقال :وال ماكان له ذنب ولكن ال سبحانه ضمن له أن
يغفر ذنوب شيعة علي )عليه السلم( ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وروى
عمر بن يزيد عنه )عليه السلم( قال :ماكان له ذنب ولهم بذنب ،ولكن ال
حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له والثاني ما ذكره السيد المرتضى رضي ال
عنه :أن الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معا،
فيكون هنا مضافا إلى المفعول ،والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم
إياك عن مكة وصدهم لك عن المسجد الحرام ،و
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) 247ابراهيم (3) 7 :الكافي ج 2ص 95
][25
يكون معنى المغفرة على هذا التأويل الزالة والنسخ لحكام أعدائه من المشركين
عليه أي يزيل ال ذلك عنده ،ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح ال لك
من مكة فستدخلها فيما بعد ،ولذلك جعله جزاء على جهاده وغرضا في
الفتح ووجها له قال ولو أنه أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله " إنا فتحنا لك
فتحا مبينا ليغفر لك ال " معنى معقول ،لن المغفرة للذنوب لتعلق لها
بالفتح ،فل يكون غرضا فيه ،و أما قوله " ما تقدم وما تأخر " فل يمتنع
أن يريد به ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك الثالث :أن معناه لو
كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه لك الرابع :أن المراد بالذنب هناك ترك
المندوب ،وحسن ذلك ،لن من المعلوم أنه )صلى ال عليه وآله( ممن ل
يخالف الوامر الواجبة ،فجاز أن يسمى ذنبا منه ما لو وقع من غيره لم
يسم ذنبا لعلو قدره ورفعة شأنه الخامس أن القول خرج مخرج التعظيم
وحسن الخطاب كما قيل في قوله " عفى ال عنك " ) (1أقول :وقد روى
الصدوق في العيون ) (2باسناده ،عن علي بن محمد بن الجهم قال:
حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا )عليه السلم( فقال له المأمون :يا
ابن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أليس من قولك أن النبياء
معصومون ؟ قال :بلى ،قال :فما معنى قول ال " ليغفر لك ال ما تقدم من
ذنبك وما تأخر " قال للرضا )عليه السلم( :لم يكن أحد عند مشركي مكة
أعظم ذنبا من رسول ال )صلى ال عليه وآله( لنهم كانوا يعبدون من
دون ال ثلثمائة وستين صنما ،فلما جاءهم )صلى ال عليه وآله( بالدعوة
إلى كلمة الخلص كبر ذلك عليهم وعظم قالوا " أجعل اللهة إلها واحدا
إن هذا لشئ عجاب " إلى قوله " إن هذا إل اختلق " ) (3فلما فتح ال
تعالى على نبيه مكة قال له يا " محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال
ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند
][26
مشركي أهل مكة ،بدعائك إلى توحيد ال فيما تقدم وما تأخر لن مشركي مكة أسلم
بعضهم وخرج بعضهم عن مكة ،ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد
عليه ،إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك ،مغفورا بظهوره
عليهم ،فقال المأمون :ل درك يا أبا الحسن وكأن هذا الحديث بالوجه
الرابع أنسب لتقريره )صلى ال عليه وآله( كلم عائشة وإن أمكن توجيهه
على بعض الوجوه الخر والحاصل أن عائشة توهمت أن ارتكاب المشقة
في الطاعات إنما يكون لمحو السيئات ،فأجاب )صلى ال عليه وآله( بأنه
ليس منحصرا في ذلك بل يكون لشكر النعم الغير المتناهية ،ورفع الدرجات
الصورية والمعنوية ،بل الطاعات عند المحبين من أعظم اللذات كما عرفت
طه قيل :معنى طه يا رجل ،عن ابن عباس وجماعة ،وقد دلت الخبار
الكثيرة على أنه من أسماء النبي )صلى ال عليه وآله( ،وروى علي بن
إبراهيم في تفسيره ) (1باسناده عن أبي جعفر وأبي عبد ال )عليهما
السلم( قال :كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا صلى قام على
أصابع رجليه حتى تورم فأنزل ال تبارك وتعالى طه بلغة طيئ يا محمد ما
أنزلنا الية وروى الصدوق رحمه ال في معاني الخبار ) (2باسناده عن
سفيان الثوري عن الصادق )عليه السلم( في حديث طويل قال فيه :فأما
طه فاسم من أسماء النبي )صلى ال عليه وآله( ومعناه يا طالب الحق
الهادي إليه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى بل لتسعد وروى الطبرسي في
الحتجاج عن موسى بن جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :ولقد قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشر
سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه ،واصفر وجهه ،يقوم الليل
أجمع حتى عوتب في ذلك فقال ال عزوجل " :طه ما أنزلنا عليك القران
لتشقى " بل لتسعد به ،الخبر
][27
وقال النسفي من العامة :قال القشيري :الطاء إشارة إلى طهارة قلبه عن غير ال
والهاء إلى اهتداء قلبه إلى ال ،وقيل :الطاء طرب أهل الجنة ،والهاء
هوان أهل النار وقال الطبرسي رحمه ال :روي عن الحسن أنه قرأ طه
بفتح الطاء وسكون الهاء ،فان صح ذلك عنه فأصله طأ فابدل من الهمزة
هاء أو معناه طأ الرض بقدميك جميعا ،فقد روي أن النبي )صلى ال عليه
وآله( كان يرفع إحدى رجليه في الصلة ليزيد تعبه ،فأنزل ال " طه ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى " فوضعها وروي ذلك عن أبي -عبد ال )عليه
السلم( وقال الحسن :هو جواب للمشركين حين قالوا :إنه شقي فقال
سبحانه :يارجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ،لكن لتسعد به :تنال الكرامة
به في الدنيا والخرة ،قال قتادة :وكان يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل
حتى ل يغلبه النوم فأمره ال سبحانه أن يخفف عن نفسه وذكر أنه ما أنزل
عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب ) (1وقال البيضاوي :المعنى ما أنزلنا
عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريش إذما عليك إل أن تبلغ ،أو
بكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام على ساق ،والشقاء شايع بمعنى
التعب ،ولعله عدل إليه للشعار بأنه أنزل عليه ليسعد وقيل :رد وتكذيب
للكفرة ،فانهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا :إنك لتشقى بترك الدنيا وإن
القرآن انزل إليك لتشقى به انتهى ) (2وأقول :القيام على رجل واحد على
أطراف الصابع وأمثالهما لعلها كانت ابتداء في شريعته )صلى ال عليه
وآله( ثم نسخت بناء على ما هو الظهر من أنه )صلى ال عليه وآله( كان
عامل بشريعة نفسه ،أو في شريعة من كان يعمل بشريعته على القوال
الخر - 4كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
جعفر بن محمد
البغدادي ،عن عبد ال بن إسحاق الجعفري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك وانعم على من شكرك ،فانه ل
زوال للنعماء إذا شكرت ،ولبقاء لها إذا كفرت ،والشكر زيادة في النعم
وأمان من الغير ) (1بيان " :من أنعم عليك " يشمل المنعم الحقيقي
وغيره " زيادة في النعم " أي سبب لزيادتها " وأمان من الغير " أي من
تغير النعمة بالنقمة ،والغير بكسر الغين وفتح الياء :اسم للتغير ويظهر من
القاموس أنه بفتح الغين وسكون الياء ،قال في النهاية :في حديث
الستسقاء من يكفر بال يلق الغير أي تغير الحال وانتقالها من الصلح
إلى الفساد ،والغير السم من قولك غيرت الشئ فتغير وفي بعض النسخ
بالباء الموحدة وهو محركة داهية ل يهتدى لمثلها ،والظاهر أنه تصحيف
- 5كا :عن العدة ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن محمد بن علي ،عن علي
ابن أسباط ،عن يعقوب بن سالم ،عن رجل ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
أو أبي عبد ال )عليه السلم( قال :المعافى الشاكر له من الجر ما للمبتلى
الصابر ،والمعطى الشاكر له من الجر كالمحروم القانع ) - 6 (2كا :عن
العدة ،عن البرقي ،عن البزنطي ،عن داود بن الحصين ،عن فضل البقباق
قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز وجل " :وأما بنعمة
ربك فحدث " ) (3قال :الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك وأحسن إليك،
ثم قال :فحدث بدينه وما أعطاه ال ،وما أنعم به عليه ) (4بيان " :وأما
بنعمة ربك فحدث " قال في مجمع البيان :معناه اذكر نعم ال تعالى
وأظهرها وحدث بها ،وفي الحديث التحدث بنعمة ال شكر وتركه كفر،
وقال الكلبي :يريد بالنعمة القرآن وكان أعظم ما أنعم ال به ،فأمره أن
يقرأه ،وقال مجاهد والزجاج :يريد :بالنبوة التي أعطاك ربك أي بلغ ما
ارسلت
) 1و (2الكافي ج 2ص (3) 94الضحى (4) 11 :الكافي ج 2ص 94
][29
به وحدث بالنبوة التي آتاكها ال ،وهي أجل النعم ،وقيل :معناه اشكر لما ذكر من
النعمة عليك ،في هذه السورة ،وقال الصادق )عليه السلم( :،معناه فحدث
بما أعطاك ال وفضلك ورزقك وأحسن إليك وهداك انتهى ) (1قوله " :بما
فضلك " بيان للنعمة أي بتفضيلك على سائر الخلق أو بما فضلك به من
النبوة الخاصة " وأعطاك " من العلم والمعرفة والمحبة وسائر الكمالت
النفسانية ،والشفاعة واللواء والحوض ،وسائر النعم الخروية " وأحسن
إليك " من النعم الدنيوية أو العم " ثم قال " أي المام )عليه السلم( "
فحدث " بصيغة الماضي أي النبي )صلى ال عليه وآله( عمل بما امر به
" بدينه " أي العقائد اليمانية والعبادات القلبية والبدنية " وما أعطاه "
من النبوة والفضل والكرامة في الدنيا والخرة " وما أنعم به عليه " من
النعم الدنيوية والخروية والجسمانية والروحانية - 7كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن إسماعيل بن مهران ،عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال:
قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا ؟
قال :نعم ،قلت :ما هو ؟ قال :يحمد ال على كل نعمة عليه في أهل ومال،
وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه ،ومنه قول ال عزوجل "
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كناله مقرنين " )) (2ومنه قوله تعالى "
رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " ) ((3ومنه قوله تعالى " :رب
أنزلني منزل مباركا وأنت خير المنزلين " ) (4وقوله " رب أدخلني مدخل
صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا " )(5
ايضاح :قوله " حق " أي واجب أو العم " ومنه " أي من الشكر أو من
الحق
][30
الذي يجب أداؤه فيما أنعم ال عليه أن يقول عند ركوب الفلك أو الدابة اللتين أنعم
ال بهما عليه ماقاله سبحانه تعليما لعباده وإرشادا لهم حيث قال عزوجل
" و جعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا
نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي إلى قوله وما كنا له
مقرنين " أي مطيقين من أقرنت الشئ إقرانا أطقته وقويت عليه قال
الطبرسي في تفسير هذه الية :ثم تذكروا نعمة ربكم ،فتشكروه على تلك
النعمة التي هي تسخر ذلك المركب ،وتقولوا معترفين بنعمه منزهين له
عن شبه المخلوقين " سبحان الذي سخر لنا هذا " أي ذل لناحتى ركبناه،
قال قتادة " قد علمكم كيف تقولون إذا ركبتم ،وروى العياشي باسناده عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ذكر النعمة أن تقول الحمد ل الذي هدانا
للسلم وعلمنا القرآن ،ومن علينا بمحمد )صلى ال عليه وآله( وتقول
بعده سبحان الذي سخر لنا هذا إلى قوله " وإنا إلى ربنا لمنقلبون )(1
ومنه قوله تعالى " :رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " ليس هذا في
بعض النسخ ) (2وعلى تقديره المعنى أنه من موسى )عليه السلم( كان
متضمنا للشكر على نعمة الفقر وغيره ،لشتماله على العتراف بالمنعم
الحقيقي والتوسل إليه في جميع المور ،وروي عن أمير المؤمنين )عليه
السلم( أنه قال :وال ما سأله إل خبزا يأكله لنه كان يأكل بقلة الرض،
ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه
) (3وكذا علم سبحانه نوحا )عليه السلم( الشكر حيث أمره أن يقول عند
دخول السفينة أو عند الخروج منها " رب أنزلني " وصدر الية هكذا "
فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمدل الذي نجانا من القوم
الظالمين * وقل رب أنزلني منزل " قرأ أبو بكر منزل بفتح الميم وكسر
الزاي أي موضع النزول ،وقيل:
) (1مجمع البيان ج 9ص (2) 41كما ل يوجد في الكافي المطبوع ) (3نهج
البلغة ج 1ص 309
][31
هو السفينة بعد الركوب ،وقيل :هو الرض بعد النزول ،وقرأ الباقون منزل بضم
الميم وفتح الزاي أي إنزال مباركا فالبركة في السفينة النجاة ،وفي النزول
بعد الخروج كثرة النسل من أولده ،وقيل :مباركا بالماء والشجر " وأنت
خير المنزلين " لنه ل يقدر أحد على أن يصون غيره من الفات إذا أنزل
منزل ويكفيه جميع ما يحتاج إليه إل أنت ،فظهر أن هذا شكرأمر ال به،
وتوسل إلى جنابه سبحانه وكذا كل من قرأ هذه الية عند نزول منزل أو
دار فقد شكر ال وكذا ما علمه ال الرسول )صلى ال عليه وآله( أن يقول
عند دخول مكة أو في جميع المور " رب أدخلني " في جميع ما أرسلتني
به إدخال صدق وأخرجني منه سالما إخراج صدق ،أي أعني على الوحي
والرسالة ،وقيل :معناه أدخلني المدينة وأخرجني منها إلى مكة للفتح،
وقيل :إنه امر بهذا الدعاء إذا دخل في أمر أو خرج من أمر ،وقيل :أي
أدخلني القبر عند الموت مدخل صدق ،وأخرجني منه عند البعث مخرج
صدق ،ومدخل الصدق ما تحمد عاقبته في الدنيا والدين " واجعل لي من
لدنك سلطانا نصيرا " أي عزا أمتنع به ممن يحاول صدي عن إقامة
فرائضك ،وقوة تنصرني بها على من عاداني ،وقيل :اجعل لي ملكا عزيزا
أقهر به العصاة ،فنصر بالرعب ،وقد ورد قراءتها عند الدخول على
سلطان والتقريب في كونه شكرا ما مر - 8كا :عن محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد بن عيسى ،عن معمر بن خلد قال :سمعت أبا الحسن
صلوات ال عليه يقول :من حمدال على النعمة فقد شكره وكان الحمد
أفضل من تلك النعمة ) (1بيان " :وكان الحمد ! أي توفيق الحمد نعمة
اخرى أفضل من النعمة الولى ،ويستحق بذلك شكر آخر ،فل يمكن
الخروج عن عهدة الشكر ،فمنتهى الشكر العتراف بالعجز أو المعنى أن
أصل الحمد أفضل من تلك النعمة ،لن ثمراته الدنيوية والخروية له أعظم
][32
- 9كا :عن محمد بن أحمد ،عن علي بن الحكم ،عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :قال لي :ما أنعم ال على عبد بنعمة صغرت أو
كبرت فقال :الحمدل ،إل أدى شكرها ) - 10 (1كا :عن أبي علي
الشعري ،عن عيسى بن أيوب ،عن علي بن مهزيار عن القاسم بن محمد،
عن إسماعيل بن أبي الحسن ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :من أنعم ال عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها ) (2بيان" :
فعرفها بقلبه " أي عرف قدر تلك النعمة وأن ال هو المنعم بها - 11كا،:
عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن منصور بن يونس عن أبي
بصير قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إن الرجل منكم ليشرب الشربة
من الماء فيوجب ال له بها الجنة ،ثم قال :إنه ليأخذ الناء فيضعه على
فيه فيسمي ثم يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد ،ثم يعود فيشرب ثم
ينحيه فيحمد ال ،ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد ال ،فيوجب ال عزوجل
له بها الجنة ) (3بيان :يدل على استحباب تثليث الشرب ،واستحباب
الفتتاح بالتسمية مرة ،والختتام بالتحميد ثلثا ،وسيأتي في أبواب الشرب
في صحيحة ابن سنان ) (4تثليث التحميد من غير تسمية وفي رواية
اخرى عن عمربن يزيد ) (5الفتتاح والختتام بالتسمية والتحميد في كل
مرة ،وهو أفضل قوله )عليه السلم( :فيضعه أي يريد وضعه أو يقرب
وضعه على مجاز المشارفة إذ لتسمية بعد الوضع - 12كا :بالسناد ،عن
ابن أبي عمير ،عن الحسن بن عطية ،عن عمربن يزيد قال :قلت لبي عبد
ال )عليه السلم( :إني سألت ال عزوجل أن يرزقني مال فرزقني ،وإني
سألت ال أن يرزقني ولدا وفرزقني ،وسألته أن يرزقني دارا فرزقني وقد
خفت أن يكون ذلك استدراجا ،فقال :أما وال مع الحمد فل ) (6بيان :قال
في القاموس :استدرجه خدعه وأدناه كدرجه ،واستدراجه تعالى *
)الهامش( * ) (3 - 1الكافي ج 2ص (5 - 4) 96الكافي ج 6ص ) 384
(6الكافي ج 2ص 97
][33
العبد أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الستغفار أو أن يأخذه قليل قليل ول
يباغته - 13كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن
حماد بن عثمان قال خرج أبو عبد ال )عليه السلم( من المسجد وقد
ضاعت دابته فقال :لئن ردها ال علي لشكرن ال حق شكره ،قال :فما
لبث أن اتي بها ،فقال :الحمد ل ،فقال قائل له :جعلت فداك قلت لشكرن
ال حق شكره ،فقال أبو عبد ال ألم تسمعني قلت ،:الحمد ل ) (1بيان:
يدل على أن قول " الحمدل " أفضل أفراد الحمد اللساني ،وكفى به فضل
افتتاحه سبحانه به ،مع أنه على الوجه الذي قاله )عليه السلم( مقرونا
بغاية الخلص والمعرفة كان حق الشكر له تعالى - 14كا :عن محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن ،عن المثنى
الحناط ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان رسول ال )صلى ال
عليه وآله( إذا ورد عليه أمر يسره قال الحمد ل على هذه النعمة ،وإذا
ورد عليه أمر يغتم به قال :الحمدل على كل حال ) (2توضيح " :يغتم به
" على بناء المعلوم وقد يقرأ على المجهول " الحمدل على كل حال " أي
هو المستحق للحمد على النعمة والبلء ،لن كل ما يفعله ال بعبده ففيه ل
محالة صلحه قيل :في كل بلء خمسة أنواع من الشكر :الول يمكن أن
يكون دافعا أشد منه كما أن موت دابته دافع لموت نفسه ،فينبغي الشكر
على عدم ابتلئه بالشد الثاني أن البلء إما كفارة للذنوب أو سبب لرفع
الدرجة فينبغي الشكر على كل منهما الثالث أن البلء مصيبة دنيوية
فينبغي الشكر على أنه ليس مصيبته دينية وقد نقل أن عيسى )عليه
السلم( مر على رجل أعمى مجذوم مبروص مفلوج فسمع منه يشكر،
ويقول :الحمد ل الذي عافاني من بلء ابتلى به أكثر الخلق
][34
فقال )عليه السلم( :ما بقي من بلء لم يصبك ،قال :عافاني من بلء هو أعظم
البليا وهو الكفر فمسه )عليه السلم( فشفاه ال من تلك المراض،
وحسن وجهه فصاحبه وهو يعبد معه الرابع أن البلء كان مكتوبا في
اللوح المحفوظ ،وكان في طريقه ل محالة فينبغي الشكر على أنه مضى
ووقع خلف ظهره ،الخامس أن بلء الدنيا سبب لثواب الخرة وزوال حب
الدنيا من القلب فينبغي الشكر عليها - 15كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال تقول ثلث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه:
الحمدل الذي عافاني مما ابتلك به ،ولو شاء فعل ،قال :من قال ذلك لم
يصبه ذلك البلء أبدا ) (1بيان " :إلى المبتلى " قد يقال يعم المبتلى
بالمعصية أيضا إل أن عدم السماع ل يناسبه " من غير أن تسمعه " لئل
ينكسر قلبه ويكون موهنا للشماتة - 16كا :عن حميد بن زياد ،عن
الحسن بن محمد بن سماعة ،عن غير واحد ،عن أبان بن عثمان ،عن
حفص الكناسي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :مامن عبد رأى مبتلى
فيقول :الحمدل الذي عدل عني ما ابتلك به ،وفضلني عليك بالعافية،
اللهم عافني مما ابتليته به إل لم يبتل بذلك البلء أبدا ) - 17 (2كا :عن
العدة ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن عثمان بن عيسى ،عن خالد بن
نجيح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إذا رأيت الرجل قد ابتلي وأنعم
ال عليك فقل :اللهم إني ل أسخر ول أفخر ،ولكن أحمدك على عظيم
نعمائك على ) (3بيان " :لأسخر " أي لأستهزئ ،يقال سخر منه وبه
كفرح هزا ،والمعنى لأسخر من هذا المبتلى بابتلئه بذلك ،ول أفخر عليه
ببرائتي منه - 18كا :عن العدة ،عن أحمد ،عن أبيه ،عن هارون بن
الجهم ،عن حفص ابن عمر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إذا رأيتم أهل البلء
][35
فاحمدوا ال ول تسمعوهم فان ذلك يحزنهم ) - 19 (1كا :عن العدة ،عن البرقي،
عن عثمان بن عيسى ،عن عبد ال بن مسكان ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان في سفر يسير على
ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات ،فلما ركب قالوا :يا رسول ال إنا
رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه ؟ فقال :نعم استقبلني جبرئيل فبشرني
ببشارات من ال عزوجل فسجدت ل شكرا لكل بشرى سجدة ) (2بيان:
يدل على استجاب سجدة الشكر عند تجدد كل نعمة ،والبشارة بها ول
خلف فيه بين أصحابنا ،وإن أنكره المخالفون خلفا للشيعة مع ورودها
في رواياتهم كثيرا وسيأتي في كتاب الصلة إنشاء ال - 20كا :بالسناد
عن البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن يونس بن عمار ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :إذا ذكر أحدكم نعمة ال جل وعز فليضع خده على
التراب شكرا ل ،فان كان راكبا فلينزل فليضع خده على التراب ،وإن لم
يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه ،فان لم يكن يقدر
فليضع خده على كفه ثم ليحمد ال على ما أنعم عليه ) (3بيان :يدل على
استحباب وضع الخد في سجدة الشكر وعلى استحبابها عند تذكر النعم
أيضا ،ولو كان بعد حدوثها بمدة وعلى استحباب حمدال فيها - 21كا:
عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن علي بن عطية ،عن هشام بن
أحمر قال :كنت أسير مع أبي الحسن )عليه السلم( في بعض أطراف
المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال وأطال ثم رفع رأسه
وركب دابته ،فقلت :جعلت فداك قد أطلت السجود قال :إنني ذكرت نعمة
أنعم ال بها علي فأحببت أن أشكر ربي ) (4بيان :يدل على فورية سجدة
الشكر وعلى أنهم )عليهم السلم( يذهلون عن بعض المور في بعض
الحيان وكان هذا ليس من السهو المتنازع فيه
][36
- 22كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي عبد ال صاحب السابري
فيما أعلم أو غيره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أوحى ال عزوجل
إلى موسى )عليه السلم( يا موسى اشكرني حق شكري فقال :يا رب فكيف
أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إل وأنت أنعمت به علي ؟
قال :يا موسى الن شكرتني حين علمت أن ذلك مني ) (1بيان :تقول:
أديت حق فلن إذا قابلت إحسانه باحسان مثله ،والمراد هنا طلب أداء شكر
نعمته على وجه التفصيل ،وهو ل يمكن من وجوه :الول أن نعمه غير
متناهية ل يمكن إحصاؤها تفصيل فل يمكن مقابلتها بالشكر الثاني أن كل
ما نتعاطاه مستند إلى جوارحنا وقدرتنا من الفعال فهي في الحقيقة نعمة
وموهبة من ال تعالى ،وكذلك الطاعات وغيرها نعمة منه فتقابل نعمته
بنعمته الثالث أن الشكر أيضا نعمة منه حصل بتوفيقه فمقابلة كل نعمة
بالشكر يوجب التسلسل والعجز ،وقول موسى )عليه السلم( :يحتمل كل
من الوجهين الخيرين وقد روي هذا عن داود )عليه السلم( أيضا حيث
قال :يا رب كيف أشكرك وأنا ل أستطيع أن أشكرك إل بنعمة ثانية من
نعمك ،فأوحى ال تعالى إليه إذا عرفت هذا فقد شكرتني - 23كا :بالسناد،
عن ابن أبي عمير ،عن ابن رئاب ،عن إسماعيل بن الفضل قال :قال أبو
عبد ال )عليه السلم( :إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات :اللهم ما
أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك ل شريك لك،
لك الحمد ولك الشكر بها على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا ،فانك إذا
قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم ال عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة
)(2
ايضاح " :ما أصبحت بي " الصباح الدخول في الصباح ،وقد يراد به الدخول في
الوقات مطلقا ،وعلى الول ذكره على المثال ،فيقول في السماء :ما
أمسيت ،و " ما " موصولة مبتدأ ،والظرف مستقر والباء للملبسة أي
متلبسا بي ،فهو حال عن الموصول " ومن نعمة " بيان له ،ولذا انث
الضمير العايد إلى الموصول في أصبحت رعاية للمعنى ،وفي بعض
الروايات أصبح رعاية للفظ ،وقوله " :فمنك " خبر الموصول والفاء
لتضمن المبتدأ معنى الشرط ،وربما يقرأ منك بفتح الميم وتشديد النون
وهو تصحيف " حتى ترضى " المراد به أول مراتب الرضا " وبعد الرضا
" أي سائر مراتبه فان كان المراد بقوله " :لك الحمد ولك الشكر " أنك
تستحقهما يكون أول مراتب الرضا دون الستحقاق ،فان ال سبحانه
يرضى بقليل مما يستحقه من الحمد والشكر والطاعة ،وإن كان المراد لك
مني الحمد والشكر أي أحمدك وأشكرك فل يحتاج إلى ذلك " كنت قد أديت
" أي يرضى ال منك بذلك لأنك أديت ما يستحقه - 24كا :بالسناد ،عن
ابن أبي عمير ،عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :كان نوح )عليه السلم( يقول ذلك إذا أصبح فسمي بذلك عبدا شكورا
قال :وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من صدق ال نجا ) (1بيان:
" يقول ذلك " أي الدعاء المذكور في الحديث السابق ،وفي رواية اخرى
أن نوحا عليه السلم كان يقول ذلك عند الصباح وعند السماء )،(2
والخبار في ذلك كثيرة بأدنى اختلف ) (3وقوله )صلى ال عليه وآله(" :
من صدق ال نجا " معناه أنه إذا أظهر العبد حالة عند ال وكان صادقا في
ذلك بحيث ل يعتقد ول يعمل ما يخالفه يصير سبب نجاته من مهالك الدنيا
والخرة ،ولعل ذكره في هذا المقام لبيان أن نوحا )عليه السلم( كان
صادقا فيما ادعى في هذا الدعاء من أن جميع النعم الواصلة إلى العبد من
ال تعالى وأنه متوحد بالنعام والربوبية واستحقاق الحمد
][38
والشكر والطاعة ،فكان موقنا بجميع ذلك ،ولم يأت بما ينافيه من التوسل إلى
المخلوقين ورعاية رضاهم دون رضا رب العالمين أو معه ،فلذلك صار
سببا لنجاته وتسمية ال له شكورا وربما يقرأ صدق على بناء التفعيل ،كما
قال بعض الفاضل :لعله )عليه السلم( أشار بآخر الحديث إلى تسمية نوح
بنجي ال ويستفاد منه أن هذه الكلمات تصديق ل سبحانه فيما وصف ال
به نفسه ،وشهد به من التوحيد ،وقال آخر :تصديقه في تكاليفه عبارة عن
القرار بها ،والتيان بمقتضاها وفي نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب
ومقابلتها بالشكر والثناء انتهى ول يخفى أن ما ذكرنا أظهر - 25كا :عن
علي ،عن أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن المنقري ،عن سفيان ابن
عيينة ،عن عمار الدهني قال :سمعت علي بن الحسين )عليهما السلم(
يقول :إن ال يحب كل قلب حزين ،ويحب كل عبد شكور ،يقول ال تبارك
وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة :أشكرت فلنا ؟ فيقول :بل شكرتك يا
رب ،فيقول :لم تشكرني إذ لم تشكره ،ثم قال :أشكر كم ل أشكر كم للناس
) (1بيان " :كل قلب حزين " أي لمور الخرة متفكر فيها وفيما ينجي من
عقوباتها غير غافل عما يراد بالمرء ومنه لمحزون بامور الدنيا وإن
احتمل أن يكون المعنى إذا أحب ال عبدا ابتله بالبليا فيصير محزونا لكنه
بعيد " كل عبد شكور " أي كثير الشكر بحيث يشكر ال ويشكر وسائط نعم
ال كالنبي )صلى ال عليه وآله( والئمة )عليهم السلم( والوالدين
وأرباب الحسان من المخلوقين وفي الخبار ظاهرا تناف في هذا المطلب
لورود هذا الخبر وأمثاله ،وقد روي عن أمير المؤمنين صلوات ال عليه:
ول يحمد حامد إل ربه ) (2ومثله كثير ويمكن الجمع بينها بأنه إذا حمد
المخلوق وشكره لن مولى النعم أمر بشكره فقد شكر ربه ،ويحتمل أن
يكون هذا هو المراد بقوله " :لم تشكرني إذ لم تشكره " أو تكون أخبار
الشكر محمولة على أن يشكرهم باعتقاد أنهم وسائط
][39
نعم ال ،ولهم مدخلية قليلة في ذلك ،ول يسلب عليتهم رأسا فينتهي إلى الجبر
وأخبار الترك محمولة على أنه ل يجوز شكرهم بقصد أنهم مستقلون في
إيصال النعمة ،فان هذا في معنى الشرك كما عرفت أن النعم كلها اصولها
ووجود المنعم المجازي وآلت العطاء وتوفيق العطاء كلها من ال تعالى
وهذا أحد معاني المر بين المرين كما عرفت ،وإليه يرجع ما قيل :إن
الغير يتحمل المشقة بحمل رزق ال إليك ،فالنهي عن الحمد لغير ال ،على
أصل الرزق لن الرازق هو ال ،والترغيب في الحمد له على تكلف من
حمل الرزق وكلفة إيصاله باذن ال ليعطيه أجر مشقة الحمل واليصال،
وبالجملة هناك شكر ان شكر للرزق وهو ل ،وشكر للحمل وهو للغير،
وايد بما روي لتحمدن أحدا على رزق ال ،وقيل :النهي مختص بالخواص
من أهل اليقين الذين شاهدوه رازقا وشغلوا عن رؤية الوسائط ،فنهاهم
عن القبال عليها ،لنه تعالى يتولى جزاء الوسائط عنهم بنفسه ،والمر
بالشكر مختص بغيرهم ممن لحظ السباب والوسائط كأكثر الناس ،لن
فيه قضاء حق السبب أيضا والوجه الثاني الذي ذكرنا كأنه أظهر الوجوه،
لن ال تعالى مع أنه مولى النعم على الحقيقة ،وإليه يرجع كل الطاعات،
ونفعها يصل إلى العباد ،يشكرهم على أعمالهم قول وفعل في الدنيا
والخرة ،فكيف ل يحسن شكر العباد بعضهم بعضا لمدخليتهم في ذلك
ويمكن أن يكون قوله تعالى " :لم تشكرني إذ لم تشكره " إشارة إلى ذلك
أي إذا لم تشكر المنعم الظاهري بتوهم أنه لم يكن له مدخل في النعمة،
فكيف تنسب شكري إلى نفسك ،لن نسبة الفعلين إلى الفاعلين واحدة فأنت
أيضا لم تشكرني فلم نسبت الشكر إلى نفسك ،ونفيت الفعل عن غيرك،
وهذا معنى لطيف لم أرمن تفطن به ،وإن كان بعيدا في الجملة ،والوجه
الول أيضا وجه ظاهر ،وكأن آخر الخبر يؤيده ،وإن احتمل وجوها كما ل
يخفى - 26كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن حسن
بن جهم
][40
عن أبي اليقظان ،عن عبيد ال بن الوليد قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(
يقول :ثلث ل يضر معهن شئ :الدعاء عند الكرب ،والستغفار عن الذنب،
والشكر عند النعمة ) (1بيان " :ل يضر معهن " لن الدعاء يدفع الكرب
والستغفار يمحو الذنوب والشكر يوجب عدم زوال النعمة ،ويؤمن من
كونها استدراجا وبال في الخرة - 27كا :عن العدة ،عن سهل ،عن يحيى
بن المبارك ،عن ابن جبلة ،عن معاوية بن وهب ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :من اعطي الشكر اعطي الزيادة ،يقول :ال عزوجل " :لئن
شكرتم لزيد نكم " ) - 28 (2كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن
عبد الجبار ،عن صفوان ،عن إسحاق بن عمار ،عن رجلين من أصحابنا
سمعاه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما أنعم ال على عبد من نعمة
فعرفها بقلبه وحمد ال ظاهرا بلسانه فتم كلمه حتى يؤمر له بالمزيد )(3
بيان " :فعرفها بقلبه " أي عرف قدر النعمة وعظمتها وأنها من ال تعالى
لنه مسبب السباب ،وفيه إشعار بأن الشكر الموجب للمزيد هو القلبي مع
اللساني - 29كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن بعض أصحابنا ،عن محمد
بن هشام ،عن ميسر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :شكر النعمة
اجتناب المحارم ،وتمام الشكر قول الرجل :الحمدل رب العالمين ) (4بيان:
يدل على أن اجتناب المحارم من أعظم الشكر الركاني وأن الحمد ل رب
العالمين فرد كامل من الشكر لنه يستفاد منه اختصاص جميع المحامد
بال سبحانه ،فيدل على أنه المولى بجميع النعم الظاهرة والباطنة ،وأنه
رب لجميع ما سواه ،وخالق ومرب لها ،وأنه ل شريك له في الخالقية
والمعبودية والرازقية وقوله " :تمام الشكر " المراد به الشكر التام
الكامل ،وهو متمم لجتناب المحارم ومكمل له - 30كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن علي بن عقبة ،عن
][41
عمربن يزيد قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :شكر كل نعمة وإن
عظمت أن تحمد ال عزوجل عليها ) (1بيان :يدل على أن الشكر يتحقق
بالحمد اللساني ول ينافي كون كماله بانضمام شكر الجنان والركان - 31
لى :ماجيلويه ،عن محمد العطار ،عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان
عن عمار بن مروان ،عن سماعة ،عن أبي عبد ال الصادق )عليه السلم(
قال :إن ال عزوجل أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم
وبال ،وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة ) - 32 (2لى:
قال النبي )صلى ال عليه وآله( :من يشكر ال يزده ال ) - 33 (3لى :ابن
المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن محمد بن علي بن
أبي عمير ،عن منصور بن يونس ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
الصادق )عليه السلم( قال بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يسير مع
بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته ثم خر ساجدا
فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب فقال له أصحابه :يارسول ال
رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود فقال :إن جبرئيل
)عليه السلم( أتاني فأقرأني السلم من ربى وبشرني أنه لن يخزيني في
امتي ،فلم يكن لي مال فأتصدق به ،ول مملوك فاعتقه ،فأحببت أن أشكر
ربي عزوجل ) - 34 (4ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق ،عن
آبائه )عليهم السلم( قال :الطاعم الشاكر له من الجر مثل أجر الصائم
المحتسب ،والمعافى الشاكر له من الجر كأجر المبتلى الصابر ،والغني
الشاكر له من الجر كأجر المحروم القانع )(5
][42
مشكوة النوار :من المحاسن مرسل مثله ) (1كتاب المامة والتبصرة :عن القاسم
بن علي العلوي عن محمد بن أبي عبد ال عن سهل بن زياد ،عن النوفلي،
عن السكوني عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( مثله إل أن فيه مكان الغني المعطي
- 35ب :ابن أبي الخطاب ،عن البزنطي ،عن أبي جميلة قال :قال أبو -
عبد ال )عليه السلم( :من لم ينكر الجفوة لم يشكر النعمة - 36فس :قال
أبو عبد ال )عليه السلم( :أيما عبد أنعم ال عليه بنعمة فعرفها بقلبه
وحمد ال عليها بلسانه لم تنفد حتى يأمر ال له بالزيادة ،وهو قوله " لئن
شكرتم لزيدنكم " ) (2مشكوة النوار :من المحاسن مرسل مثله )37 (3
-ل :ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن علي بن حسان ،عمن ذكره عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة )38 (4
-ل :العطار ،عن أبيه ،عن الشعري ،عن السياري ،عن ابن أسباط رفعه
إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من لم تغضبه الجفوة لم يشكر النعمة
) - 39 (5ل :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :شكر كل نعمة الورع
عماحرم ال ) - 40 (6ل :أبي ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي
عمير ،عن ابن عطية عن عمر بن يزيد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :سمعته يقول :شكر كل نعمة وإن
][43
عظمت أن تحمد ال عزوجل ) - 41 (1ل :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن عبد
الرحمن بن حماد ،عن عمر ابن مصعب ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :العبد بين ثلثة :بلء وقضاء ونعمة :فعليه في البلء من ال
الصبر فريضة ،وعليه في القضاء من ال التسليم فريضة وعليه في النعمة
من ال عزوجل الشكر فريضة ) (2سن :عبد الرحمن بن حماد مثله )(3
- 42يد ،ل :الفامي وابن مسرور ،عن ابن بطة ،عن البرقي ،عن أبيه عن
ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
قال رجل لمير المؤمنين )عليه السلم( :بماذا شكرت نعماء ربك ؟ قال:
نظرت إلى بلء قد صرفه عني وأبل به غيري ،فعلمت أنه قد أنعم علي
فشكرته الخبر ) - 43 (4ل :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن معاوية ابن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال:
يا معاوية من اعطي ثلثة لم يحرم ثلثة من اعطي الدعاء اعطي الجابة،
ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة ،ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية ،فان
ال عزوجل يقول في كتابه " :ومن يتوكل على ال فهو حسبه " )(5
ويقول :لئن شكرتم لزيدنكم " ) (6ويقول " :ادعوني أستجب لكم " )(7
) (1الخصال ج 1ص (2) 13الخصال ج 1ص (3) 43المحاسن ص (4) 6
الخصال ج 1ص (5) 18الطلق (6) 3 :ابراهيم (7) 7 :الخصال ج 1
ص ،5والية الخيرة في المؤمن 60
][44
سن :معاوية بن وهب عنه )عليه السلم( مثله ) - 44 (1مع ) (2ل :الحسن بن
عبد ال العسكري ،عن بدر بن الهيثم ،عن علي بن منذر ،عن محمد بن
الفضيل ،عن أبي الصباح قال :قال جعفر بن محمد )عليهما السلم( :من
اعطي أربعا لم يحرم أربعا ،:من اعطي الدعاء لم يحرم الجابة ،ومن
اعطي الستغفار لم يحرم التوبة ،ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة ،ومن
اعطي الصبر لم يحرم الجر ) (3أقول :قد مضى في باب جوامع المكارم
وفي باب صفات خيار العباد - 45ل :ماجيلويه ،عن محمد العطار ،عن
الشعري ،عن السياري رفعه إلى الثمالي ،عن علي بن الحسين )عليهما
السلم( قال :من قال :الحمد ل فقد أدى شكر كل نعمة ل عزوجل عليه
الخبر ) - 46 (4ل :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :شكر المنعم
يزيد في الرزق ) - 47 (5ن :الدقاق والسناني والمكتب جميعا ،عن
السدي ،عن سهل ،عن عبد العظيم الحسني ،عن محمود بن أبي البلد،
عن الرضا )عليه السلم( قال :من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر
ال عزوجل ) - 48 (6ن :بالسانيد الثلثة ،عن الرضا ،عن آبائه ،عن
علي بن الحسين )عليهم السلم( قال :أخذ الناس ثلثة من ثلثة :أخذوا
الصبر عن أيوب ،والشكر عن نوح ،والحسد عن بني يعقوب )(7
) (1المحاسن ص (2) 3معاني الخبار ص (3) 323الخصال ج 1ص (4) 94
الخصال ج 1ص (5) 144الخصال ج 2ص (6) 94عيون أخبار
الرضا " عليه السلم " ج 2ص (7) 24عيون أخبار الرضا " عليه
السلم " ج 2ص .45
][45
- 49ن :بهذا السناد قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من أنعم ال
عزوجل عليه نعمة فليحمد ال ومن استبطأ الرزق فليستغفر ال ،ومن
حزبه ) (1أمر فليقل لحول ولقوة إل بال ) - 50 (2ن :بهذا السناد قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قال ال تبارك وتعالى :يا ابن آدم ل
يغرنك ذنب الناس عن نفسك ،ول نعمة الناس عن نعمة ال عليك ول تقنط
الناس من رحمة ال وأنت ترجوها لنفسك ) - 51 (3ن :الدقاق ،عن
الصوفي ،عن الروياني ،عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني،
عن آبائه )عليهم السلم( قال :دعا سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما إلى
منزله فقدم إليه رغيفين فأخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان :يا أبا
ذر لي شئ تقلب هذين الرغيفين ؟ قال :خفت أل يكونا نضيجين ،فغضب
سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال :ما أجرأك حيث تقلب الرغيفين ،فوال
لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش ،وعملت فيه الملئكة حتى
ألقوه إلى الريح ،وعملت فيه الريح حتى ألقاه إلى السحاب ،وعمل فيه
السحاب حتى أمطره إلى الرض وعمل فيه الرعد والملئكة حتى وضعوه
مواضعه ،وعملت فيه الرض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب
والملح ومال احصيه أكثر ،فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ فقال أبو ذر:
إلى ال أتوب وأستغفر ال مما أحدثت ،وإليك أعتذر مما كرهت قال :ودعا
سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه من جرابه
كسرا يابسة وبلها من ركوته ،فقال أبو ذر :ما أطيب هذا الخبز لو
) (1يقال :حزبه المر حزبا :أصابه واشتد عليه أو ضغطه فجاءة وفى الحديث :كان
إذا حزبه أمر صلى أي إذا نزل به مهم وأصابه غم ،ومنه في حديث
الدعاء اللهم أنت عدتي ان حزبت ،وكثيرا تصحف الكلمة كما في المصدر
بلفظ حزنه ،فل تغفل ) (2عيون أخبار الرضا ج 2ص (3) 46عيون
أخبار الرضا ج 2ص .29
][46
كان معه ملح ،فقام سلمان وخرج فرهن ركوته بملح وحمله إليه فجعل أبو ذر يأكل
ذلك الخبز ويذر عليه ذلك الملح ،ويقول :الحمدل الذي رزقنا هذه القناعة
فقال سلمان :لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة ) - 52 (1ن:
البيهقي ،عن الصولي ،عن ابى ذكوان ،عن ابراهيم بن العباس قال :كان
الرضا )عليه السلم( ينشد كثيرا :إذا كنت في خير فل تغترر به * ولكن قل
اللهم سلم وتمم ) - 53 (2ما :المفيد ،عن الحسن بن حمزة العلوي ،عن
ابن البرقي ،عن أبيه عن جده ،عن الحسن بن فضال ،عن الحسن بن
الجهم ،عن أبي اليقظان ،عن عبيد ال بن الوليد الرصافي قال :سمعت أبا
عبد ال )عليه السلم( جعفر بن محمد )عليهما السلم( يقول :ثلث ل
يضر معهن شئ :الدعاء عند الكربات ،والستغفار عند الذنب ،والشكر عند
النعمة ) - 54 (3ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار،
عن ابن عيسى ،عن محمد بن مروان ،عن محمد بن عجلن ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :طوبى لمن لم يبدل نعمة ال كفرا ،طوبى للمتحابين
في ال ) - 55 (4ما :بهذا السناد ،عن الصفار ،عن القاشاني ،عن
الصبهاني ،عن المنقري ،عن ابن عيينة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :مامن عبد إل ول عليه حجة إما في ذنب اقترفه وإما في نعمة قصر
عن شكرها ) - 56 (5ما :المفيد ،عن عمربن محمد الصيرفي ،عن علي
بن مهرويه ،عن داود ابن سليمان ،عن الرضا ،عن آبائه ،عن أمير
المؤمنين صلوات ال عليهم قال:
) (1عيون أخبار الرضا )عليه السلم( ج 2ص (2) 52عيون أخبار الرضا )عليه
السلم( ج 2ص (3) 178أمالى الطوسى ج 1ص (4) 207أمالى
الطوسى ج 1ص (5) 21أمالى الطوسى ج 1ص .215
][47
كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا أتاه أمر يسره قال :الحمدل الذي بنعمته
تتم الصالحات وإذا أتاه أمر يكرهه قال :الحمدل على كل حال )- 57 (1
ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن محمد بن همام ،عن حميد بن زياد عن
إبراهيم بن عبيدال ،عن الربيع بن سليمان ،عن السكوني ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من رد عن
عرض أخيه المسلم كتب له الجنة البتة ،ومن اتي إليه معروف فليكافئ،
فان عجز فليثن به ،فان لم يفعل فقد كفر النعمة ) - 58 (2ما :المفيد ،عن
أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب،
عن زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أحسنوا جوار النعم،
واحذروا أن ينتقل عنكم إلى غيركم ،أما إنها لم ينتقل عن أحد قط فكادت أن
ترجع إليه ،قال :وكان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول :قل ما أدبر شئ
فأقبل ) - 59 .(3ما :الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي
الحسن الثالث عن آبائه ،عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال :خمس
تذهب ضياعا :سراج تعده في شمس :الدهن يذهب والضوء ل ينتفع به،
ومطرجود على أرض سبخة :المطر يضيع والرض ل ينتفع بها ،وطعام
يحكمه طابخه يقدم إلى شبعان فل ينتفع به وامرأة حسناء تزف إلى عنين
فل ينتفع بها ،ومعروف تصطنعه إلى من ل يشكره ) - 60 (4ما :بالسناد
إلى أبي قتادة ،عن داود بن سرحان قال :كنا عند أبي عبد ال )عليه
السلم( إذ دخل عليه سديد الصيرفي فسلم وجلس فقال له :ياسدير ما كثر
مال رجل قط إل عظمت الحجة ل عليه ،فان قدرتم تدفعونها على أنفسكم
فافعلوا
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) 49أمالى الطوسى ج 1ص (3) 238أمالى
الطوسى ج 1ص (4) 251أمالى الطوسى ج 1ص .291
][48
فقال له :يا ابن رسول ال بماذا ؟ قال :بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم ثم قال:
تلقوا النعم ياسدير بحسن مجاورتها ،واشكروا من أنعم عليكم وأنعموا
على من شكركم ،فانكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من ال الزيادة ،ومن
إخوانكم المناصحة ثم تل " لئن شكرتم لزيدنكم " ) - 61 (1ما :بالسناد
إلى أبي قتادة ،عن صفوان الجمال قال :دخل معلى ابن خنيس على أبي
عبد ال )عليه السلم( ليودعه وقد أراد سفرا فلما ودعه قال :يا معلى
اعتزز بال يعززك قال :بماذا يا ابن رسول ال ؟ قال :يا معلى خف ال
يخف منك كل شئ يا معلى تحبب إلى إخوانك بصلتهم فان ال جعل العطاء
محبة والمنع مبغضة فأنتم وال إن تسألوني اعطكم أحب إلى من أن ل
تسألوني فل اعطيكم فتبغضوني ،ومهما أجرى ال عزوجل لكم من شئ
على يدي فالمحمود ال تعالى ول تبعدون من شكر ما أجرى ال لكم على
يدي ) - 62 (2ما :ابن حمويه ،عن محمد بن محمد بن بكر ،عن الفضل
بن حباب ،عن سلم ،عن أبي هلل ،عن بكربن عبد ال قال :إن عمربن
الخطاب دخل على النبي )صلى ال عليه وآله( وهو موقود أوقال محموم،
فقال له عمر :يارسول ال ما أشد وعكك أو حماك ؟ فقال :ما منعني ذلك
أن قرأت الليلة ثلثين سورة فيهن السبع الطول فقال عمر :يارسول ال
غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،وأنت تجتهد هذا الجتهاد ؟ فقال:
يا عمر أفل أكون عبدا شكورا ) - 63 (3ما :جماعة ،عن أبي المفضل،
عن محمد بن جعفر بن هشام ،عن محمد بن إسماعيل بن علية ،عن وهب
بن حريز ،عن أبيه ،عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر محمد بن علي
)عليه السلم( قال :من اعطي الدعاء لم يحرم الجابة ،ومن اعطي الشكر
لم يمنع الزيادة ،وتل أبو جعفر )عليه السلم( " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) 309أمالى الطوسى ج 1ص (3) 310أمالى
الطوسى ج 2ص .18
][49
ل زيدنكم " ) - 64 (1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن علي بن إسماعيل بن
يونس ،عن إبراهيم بن جابر ،عن عبد الرحيم الكرخي ،عن هشام بن
حسان ،عن همام بن عروة ،عن أبيه ،عن عائشة قالت :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :من لم يعلم فضل نعم ال عزوجل عليه إل في
مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه ) - 65 (2ما :جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن عبد ال بن أبي داود ،عن إبراهيم ابن الحسن ،عن ابن
زادان ،عن عمر بن صبيح ،عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( عن آبائه
عن أمير المؤمنين )عليهم السلم( قال :أربع للمرء ل عليه :اليمان
والشكر فان ال تعالى يقول " :ما يفعل ال بعذابكم إن شكرتم وآمنتم " )
(3والستغفار فانه قال " :وما كان ال ليعذبهم وأنت فيهم وما كان ال
معذبهم وهم يستغفرون " ) (4والدعاء فانه قال تعالى ) " :(5قل ما يعبؤا
بكم ربي لو لدعائكم " ) - 66 (6ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أبي
بشر حنان بن بشير ،عن خال أبيه عكرمة بن عامر ،عن محمد بن
المفضل ،عن أبيه المفضل بن محمد ،عن مالك بن أعين الجهني قال:
أوصى علي بن الحسين )عليهما السلم( بعض ولده فقال :يا بني اشكر ال
لمن أنعم عليك ،وانعم على من شكرك ،فانه ل زوال للنعمة إذا شكرت،
ولبقاء لها إذا كفرت ،والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه
الشكربها ،وتل يعني علي بن الحسين )عليهما السلم( قول ال تعالى" :
وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) 67أمالى الطوسى ج 2ص (3) 105النساء:
(4) 147النفال (5) 33 :الفرقان (6) 77 :أمالى الطوسى ج 2ص
.108
][50
لزيدنكم " ) (1إلى آخر الية ) - 67 (2ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أبي
شيبة ،عن إبراهيم بن سليمان عن أبي حفص العشى ،عن زياد بن
المنذر ،عن محمد بن علي )عليهما السلم( عن أبيه ،عن جده قال :قال
علي )عليه السلم( :حق على من أنعم عليه أن يحسن مكافاة المنعم ،فان
قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء ،فان كل عن ذلك لسانه فعليه
معرفة النعمة ،ومحبة المنعم بها ،فان قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل )
- 68 (3ع :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن
الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم )- 69 (4
مع :أبي ،عن سعد ،عن اليقطيني ،عن الدهقان ،عن درست ،عن ابن
اذينة ،عن زرارة قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :من صنع مثل
ما صنع إليه ،فانما كافى ،ومن أضعف كان شاكرا ،ومن شكر كان كريما،
ومن علم أن ما صنع إليه إنما يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في
شكرهم ،ولم يستزدهم في مودتهم ،واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم
وجهه عن وجهك ،فأكرم وجهك عن رده ) - 70 (5مع :أبي ،عن محمد
العطار ،عن الشعري ،عن السياري ،عن ابن بقاح ،عن عبد السلم رفعه
إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كفر بالنعم أن يقول الرجل :أكلت كذا
وكذا فضرني )(6
) (1ابراهيم (2) 7 :أمالى الطوسى ج 2ص (3) 115أمالى الطوسى ج 2ص
(4) 115علل الشرايع ج 1ص (5) 292معاني الخبار ص (6) 141
معاني الخبار ص .385
][51
- 71ع :أبي ،عن سعد ،عن اليقطيني ،عن القاسم ،عن جده ،عن أبي بصير ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها ،فانها تزول
وتشهد على صاحبها بما عمل فيها ) - 72 (1ثو :أبي ،عن سعد ،عن
الفضل بن عامر ،عن موسى بن القاسم ،عن صفوان بن يحيى ،عن الهيثم
بن واقد قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :ما أنعم ال على عبد
بنعمة بالغة ما بلغت فحمد ال عليها إل كان حمدال أفضل من تلك النعمة
وأعظم وأوزن ) - 73 (2ثو :ابن المتوكل ،عن محمد العطار ،عن
الشعري ،عن ابن معروف عن موسى بن القاسم ،عن ابن أبي عمير ،عن
بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :الطاعم الشاكر له أجر
الصائم المحتسب ،والمعافى الشاكر له مثل أجر المبتلى الصابر )- 74 (3
ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن أحمد بن إسحاق ،عن بكربن محمد ،عن
إسحاق بن عمار قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :يا إسحاق ما أنعم
ال على عبد نعمة فعرفها بقلبه وجهر بحمدال عليها ففرغ منها حتى
يؤمر له بالمزيد ) - 75 (4ص :بالسناد إلى الصدوق ،عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال صاحب السابري ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :أوحى ال تعالى إلى موسى :يا موسى اشكرني حق
شكري فقال :يا رب كيف أشكرك حق شكرك ؟ ليس من شكر أشكرك به إل
وأنت أنعمت به علي ،فقال :يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت أن
ذلك مني - 76ف :روي أن جمال حمل أبا جعفر الثاني )عليه السلم( من
المدينة إلى الكوفة فكلمه في صلته وقد كان )عليه السلم( وصله
بأربعمائة دينار ،فقال أبو جعفر :سبحان
ال أما علمت أنه ل ينقطع المزيد من ال حتى ينقطع الشكر من العباد )- 77 (1
مص :قال الصادق )عليه السلم( :في كل نفس من أنفاسك شكر لزم لك،
بل ألف وأكثر ،وأدنى الشكر رؤية النعمة من ال من غير علة يتعلق القلب
بها دون ال ،والرضا بما أعطاه ،وأن لتعصيه بنعمته ،وتخالفه بشئ من
أمره ونهيه بسبب نعمته ،وكن ل عبدا شاكرا على كل حال تجد ال ربا
كريما على كل حال ولو كان عند ال عبادة تعبد بها عبادة المخلصين
أفضل من الشكر على كل حال لطلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها ،فلما
لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات وخص أربابها فقال " :وقليل
من عبادي الشكور " ) (2وتمام الشكر اعتراف لسان السر خاضعا ل
تعالى بالعجز عن بلوغ أدنى شكره ،لن التوفيق للشكر نعمة حادثة يجب
الشكر عليها ،وهي أعظم قدرا وأعز وجودا من النعمة التي من أجلها
وفقت له ،فيلزمك على كل شكر شكر أعظم منه إلى ما ل نهاية له،
مستغرقا في نعمته قاصرا عاجزا عن درك غاية شكره وأنى يلحق العبد
شكر نعمة ال ،ومتى يحلق صنيعه بصنيعه ،والعبد ضعيف ل قوة له أبدا
إل بال ،وال غني عن طاعة العبد ،قوي على مزيد النعم على البد فكن ل
عبدا شاكرا على هذا الصل ترى العجب ) - 78 (3شى :عن أبي عمر
والزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :الكفر في كتاب ال على
خمسة أوجه :فمنها كفر النعم ،وذلك قول ال يحكي قول سليمان " :هذا
من فضل ربي ليبلونئ أشكر أم أكفر " ) (4الية وقال ال " :لئن شكرتم
لزيدنكم " ) (5وقال " :فاذكروني أذكركم واشكروا لي ول تكفرون " )(6
) (1تحف العقول 457في ط ) (2سبأ (3) 13 :مصباح الشريعة ص (4) 6النمل:
(5) 40ابراهيم (6) 7 :تفسير العياشي ج 1ص ،67والية الخيرة في
البقرة .152
][53
- 79شى :عن إبراهيم بن عمر ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في
قول ال " :وذكرهم بأيام ال " ) (1قال :بآلءال يعني نعمه )- 80 (2
شى :عن أبي عمر المديني قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول:
أيما عبد أنعم ال عليه فعرفها بقلبه -وفي رواية اخرى فأقر بها بقلبه -
وحمد ال عليها بلسانه ،لم ينفد كلمه حتى يأمر ال له بالزيادة وفي
رواية أبي إسحاق المدائني حتى يأذن ال له بالزيادة وهو قوله " :لئن
شكرتم لزيدنكم " ) - 81 (3شى :عن أبي ولد قال :قلت لبي عبد ال
)عليه السلم( :أرأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من ال أليس إن شكرناه
عليها وحمدناه زادنا ،كما قال ال في كتابه " :لئن شكرتم لزيدنكم " ؟
فقال :نعم من حمدال على نعمه وشكره وعلم أن ذلك منه لمن غيره )(4
- 82محص :عن أبي عبد ال )عليه السلم( قيل له :من أكرم الخلق على
ال ؟ قال :من إذا اعطي شكر ،وإذا ابتلي صبر - 83ما :جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن عبد ال بن محمد بن عبيد بن ياسين ،عن أبي الحسن
الثالث ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :ما
أنعم ال على عبد نعمة فشكرها بقلبه إل استوجب المزيد فيها قبل أن
يظهر شكرها على لسانه ) - 84 (5الدرة الباهرة :قال الجواد )عليه
السلم( :نعمة ل تشكر كسيئة ل تغفر - 85نهج :قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :إذا وصلت إليكم أطراف النعم ،فل تنفروا أقصاها بقلة الشكر،
وقال )عليه السلم( :إن ل تبارك وتعالى في كل نعمة حقا فمن أداه زاده
منها ،ومن قصر عنه خاطر بزوال نعمته )(6
][54
وقال )عليه السلم( :احذروا نفار النعم فماكل شارد بمردود ) (1وقال )عليه
السلم( :ماكان ال ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عنه باب الزيادة ،ول
ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الجابة ،ول ليفتح على
عبدباب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة ) - 86 (2مشكوة النوار :عن عل
بن الكامل قال :قلت لبي الحسن )عليه السلم( :أتاني ال بامور لأحتسبها
لأدري كيف وجوهها ؟ قال :أولتعلم أن هذا من الشكر وفي رواية قال لي:
ل تستصغر الحمد ) (3وعن سعدان بن يزيد قال :قلت لبي عبد ال )عليه
السلم( :إني أرى من هو شديد الحال مضيقا عليه العيش ،وأرى نفسي
في سعة من هذه الدنيا لأمد يدي إلى شئ إل رأيت فيه ما احب وقد أرى
من هو أفضل مني قد صرف ذلك عنه ،فقد خشيت أن يكون ذلك استدراجا
من ال لي بخطيئتي ؟ فقال :أما مع الحمد فل وال ) (4وعن الباقر )عليه
السلم( قال :ل ينقطع )المزيد من ال حتى ينقطع( الشكر من العباد وعن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أحسنوا جوار النعم ،قيل :وما جوار
النعم ؟ قال :الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها وعنه )عليه السلم( قال:
أحسنوا جوار نعم ال واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم أما إنها لم تنتقل
عن أحد قط وكادت أن ترجع إليه ،وكان علي )عليه السلم( قال :قل ما
أدبر شئ فأقبل وعن معمر بن خلد قال الرضا )عليه السلم( :اتقوا ال
وعليكم بالتواضع والشكر
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) 198نهج البلغة ج 2ص (3) 247مشكاة النوار
ص (4) 27مشكاة النوار ص .28
][55
والحمد ،إنه كان في بني إسرائيل رجل فأتاه في منامه من قال له :إن لك نصف
عمرك سعة ،فاختر أي النصفين شئت ،فقال :إن لي شريكا فلما أصبح
الرجل قال لزوجته :قد أتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني أن نصف عمري
لي سعة فاختر أي النصفين شئت ؟ فقالت له زوجته :اختر النصف الول
فقال :لك ذاك فأقبلت عليه الدنيا فكان كلما كانت نعمة قالت زوجته :جارك
فلن محتاج فصله ،وتقول :قرابتك فلن فتعطيه ،وكانوا كذلك كلما جاءتهم
نعمة أعطوا وتصدقوا وشكروا ،فلما كان ليلة من الليالي أتاه الرجل فقال:
يا هذا إن النصف قد انقضى فما رأيك ؟ قال ،:لي شريك فلما أصبح قال
لزوجته :أتاني الرجل فأعلمني أن النصف قد انقضى ،فقالت له زوجته :قد
أنعم ال علينا فشكرنا ،وال أولى بالوفاء ،قال :فان لك تمام عمرك )(1
عنه رحمه ال قال أبو عبد ال )عليه السلم( :ثلثة ل يضر معهن شئ
الدعاء عند الكرب والستغفار عند الذنب ،والشكر عند النعمة وعن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك ،وأنعم
على من شكرك ،فانه ل زوال للنعماء إذا شكرت ،ولبقاء لها إذا كفرت،
والشكر زيادة في النعم ،وأمان من الغير وعنه )عليه السلم( قال :من
شكر ال على ما افيد فقد استوجب على ال المزيد ومن أضاع الشكر فقد
خاطر بالنعم ،ولم يأمن التغير والنقم وعنه )عليه السلم( قال :إني سألت
ال عزوجل أن يرزقني مال فرزقني وقد خفت أن يكون ذلك من استدراج ؟
فقال :أما -بال -مع الحمد فل ) (2وعن الباقر )عليه السلم( قال :قال
ال عزوجل لموسى بن عمران :يا موسى اشكرني حق شكري ،قال :يا
رب كيف أشكرك حق شكرك والنعمة منك ،والشكر
][56
عليها نعمة منك ؟ فقال ال تبارك وتعالى :إذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني حق
شكري وعن الباقر )عليه السلم( قال :ل ينقطع المزيد من ال حتى ينقطع
الشكر من العباد وعن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :شكر كل نعمة
الورع عن محارم ال ) - 87 (1كتاب المامة والتبصرة :عن هارون بن
موسى ،عن محمد بن علي ،عن محمد بن الحسين ،عن علي بن أسباط،
عن ابن فضال ،عن الصادق )عليه السلم( عن أبيه عن آبائه )عليهم
السلم( عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :الشاكر له من الجر كأجر
المبتلى الصابر والمعطى الشاكر له من الجر كأجر المحترف القانع )(62
* )باب( * * )الصبر واليسر بعد العسر( * اليات :البقرة :واستعينوا
بالصبر والصلوة ) (2وقال تعالى :يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر
والصلوة إن ال مع الصابرين ) (3وقال تعالى :ولنبلونكم بشئ من الخوف
والجوع ونقص من الموال والنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين
إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات
من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون )(4
) (1مشكاة النوار (2) 32 :البقرة (3) 45 :البقرة (4) 153 :البقرة- 155 :
.157
][57
وقال تعالى :والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ) (1آل عمران :وال
يحب الصابرين ) (2وقال :يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )
(3العراف :وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا )(4
النفال :واصبروا إن ال مع الصابرين ) (5يونس :واصبر حتى يحكم ال
وهو خير الحاكمين ) (6هود :فاصبر إن العاقبة للمتقين ) (7وقال تعالى:
واصبر فان ال ل يضيع أجر المحسنين ) (8يوسف :فصبر جميل وال
المستعان على ما تصفون ) (9وقال :فصبر جميل عسى ال أن يأتيني بهم
جميعا ) (10وقال :إنه من يتق ويصبر فان ال ل يضيع أجر المحسنين )
(11الرعد :والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم إلى قوله تعالى :سلم عليكم
بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) (12ابراهيم :إن في ذلك ليات لكل صبار
شكور ) (13وقال :ولنصبرن على ما آذيتمونا )(14
) (1البقرة (2) 177 :آل عمران (3) 146 :آل عمران (4) 200 :العراف137 :
) (5النفال (6) 46 :يونس (7) 109 :هود (8) 49 :هود(9) 115 :
يوسف (10) 18 :يوسف (11) 83 :يوسف (12) 90 :الرعد(13) 22 :
ابراهيم (14) 5 :ابراهيم.12 :
][58
النحل :الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) (1وقال تعالى :ولنجزين الذين صبروا
أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) (2وقال تعالى :وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل
ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر وما صبرك إل
بال ول تحزن عليهم ولتك في ضيق مما يمكرون ) (3الكهف :ستجدني
إنشاء ال صابرا ) (4طه :فاصبر على ما يقولون ) (5النبياء :وإسماعيل
وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ) (6الحج :والصابرين على ما
أصابهم ) (7المؤمنون :إني جزيتهم اليوم بما صبروا إنهم هم الفائزون )
(8الفرقان :أتصبرون وكان ربك بصيرا ) (9وقال تعالى :اولئك يجزون
الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلما ) (10القصص :اولئك يؤتون
أجرهم مرتين بما صبروا ) (11وقال تعالى :وما يلقاها إل الصابرون )(12
العنكبوت :نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون )(13
) (1النحل (2) 42 :النحل (3) 96 :النحل 126 :و (4) 127الكهف (5) 69 :طه:
(6) 130النبياء (7) 85 :الحج (8) 35 :المؤمنون (9) 111 :الفرقان:
(10) 20الفرقان (11) 75 :القصص (12) 54 :القصص(13) 80 :
العنكبوت 58 :و .59
][59
) (1الروم (2) 60 :لقمان (3) 17 :لقمان (4) 31 :التنزيل (5) 24 :سبأ(6) 19 :
يس (7) 56 :الصافات (8) 102 :ص (9) 17 :ص (10) 44 :الزمر:
(11) 10المؤمن (12) 77 :الطلق (13) 7 :المعارج(14) 5 :
المعارج21 - 19 :
][60
المدثر :ولربك فاصبر ) (1الدهر :وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) (2وقال:
فاصبر لحكم ربك ) (3البلد :وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) (4الم
نشرح :فان مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ) (5العصر :وتواصوا
بالصبر ) - 1 (6كا :عن علي ،عن أبيه ،وعلي بن محمد القاساني جميعا،
عن القاسم بن محمد الصبهاني ،عن سليمان بن داود المنقري ،عن
حفص بن غياث قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :يا حفص إن من
صبر صبر قليل ،وإن من جزع جزع قليل ثم قال :عليك بالصبر في جميع
امورك ،فان ال عز وجل بعث محمدا )صلى ال عليه وآله( فأمره بالصبر
والرفق ،فقال " :واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميل * وذرني
والمكذبين اولي النعمة " ) (7وقال تبارك وتعالى " :ادفع بالتي هي
أحسن )السيئة( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها
إل الذين صبروا وما يلقاها إل ذوحظ عظيم " ) (8فصبر )صلى ال عليه
وآله( حتى نالوه بالعظائم ،ورموه بها ،فضاق صدره فأنزل ال عزوجل
عليه " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من
الساجدين " ) (9ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل ال عزوجل
) (1المدثر (2) 7 :الدهر (3) 12 :الدهر (4) 24 :البلد (5) 17 :النشراح6 - 5 :
) (6العصر (7) 3 :المزمل (8) 10 :فصلت 35 :و (9) 36الحجر97 :
.98 -
][61
" قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فانهم ل يكذبونك ولكن الظالمين بآيات ال
يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى
أتاهم نصرنا " ) (1فألزم النبي )صلى ال عليه وآله( نفسه الصبر فتعدوا
فذكروا ال تبارك وتعالى وكذبوه فقال :قد صبرت في نفسي وأهلي
وعرضي ولصبر لي على ذكر إلهي فأنزل ال عزوجل " ولقد خلقنا
السموات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوت * فاصبر
على ما يقولون " ) (2فصبر في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالئمة،
ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه " :وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما
صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " ) (3فعند ذلك قال )صلى ال عليه وآله(:
الصبر من اليمان كالرأس من الجسد فشكر ال عزوجل ذلك له ،فأنزل ال
عزوجل " وتمت كلمة ربك الحسنى بما صبروا ودمرنا ماكان يصنع
فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " ) (4فقال )صلى ال عليه وآله( :إنه
بشرى وانتقام ،فأباح ال عزوجل له قتال المشركين فأنزل ال " اقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد "
) " (5واقتلوهم حيث ثقفتموهم " ) (6فقتلهم ال على أيدي رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وأحبائه ،وجعل له ) (7ثواب صبره مع ما ادخر له
في الخرة ،فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر ال عينه في
أعدائه ،مع ما يدخر له في
) (1النعام 33 :و (2) 34ق (3) 38 :التنزيل (4) 24 :العراف(5) 137 :
براءة (6) 5 :البقرة (7) 191 :وعجل له خ ل.
][62
الخرة (1) :بيان " :صبر قليل " نصب " قليل " إما على المصدرية أو الظرفية
أي صبر صبرا قليل أوزمانا قليل وهو زمان العمر أوزمان البلية " في
جميع امورك " فان كل ما يصدر عنه من الفعل والترك والعقد ،وكل ما
يرد عليه من المصائب والنوائب من قبله تعالى أو من قبل غيره ،يحتاج
إلى الصبر ،إذ ل يمكنه تحمل ذلك بدون جهاده مع النفس والشيطان،
وحبس النفس عليه " واصبر على ما يقولون " أي من الخرافات والشتم
واليذاء " واهجرهم هجرا جميل " بأن تجانبهم وتداريهم ول تكافيهم،
وتكل أمرهم إلى ال كما قال " :وذرني والمكذبين " أي دعني وإياهم،
وكل إلي أمرهم فاني اجازيهم في الدنيا والخرة " اولي النعمة " النعمة
بالفتح لين الملمس أي المتنعمين ذوي الثروة في الدنيا ،وهم صناديد
قريش وغيرهم " ادفع " أول الية هكذا " ول تستوي الحسنة ول السيئة
" أي في الجزاء وحسن العاقبة " ول " الثانية مزيدة لتأكيد النفي " ادفع
بالتي هي أحسن السيئة " كذا في أكثر نسخ الكتاب وتفسير علي بن
إبراهيم ) (2والسيئة غير مذكورة في المصاحف ،وكأنه )عليه السلم(
زادها تفسيرا وليست في بعض النسخ وهو أظهر ،وقيل المعنى ادفع
السيئة حيث اعترضتك بالتي هي أحسن منها ،وهي الحسنة على أن المراد
بالحسن الزائد مطلقا أو بأحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات ،وإنما
اخرج مخرج الستيناف ،على أنه جواب من قال كيف أصنع للمبالغة ولذلك
وضع أحسن موضع الحسنة كذا ذكره البيضاوي وقيل :اسم التفضيل مجرد
عن معناه أو أصل الفعل معتبر في المفضل عليه على سبيل الفرض أو
المعنى ادفع السيئة بالحسنة التي هي أحسن من العفو أو المكافات ،وتلك
الحسنة هي الحسان في مقابل الساءة ومعنى التفضيل حينئذ بحاله لن
كل من العفو والمكافات أيضا حسنة إل أن الحسان أحسن منهما ،وهذا
قريب
مما ذكره الزمخشري من أن " ل " غير مزيدة ،والمعنى أن الحسنة والسيئة
متفاوتتان في أنفسهما ،فخذ بالحسنة التي هي أحسن أن تحسن إليه مكان
إساءته " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " أي إذا فعلت ذلك
صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق " وما يلقيها " أي ما يلقى هذه
السجية وهي مقابلة الساءة بالحسان " إل الذين صبروا " فانها تحبس
النفس عن النتقام " وما يلقيها إل ذوحظ عظيم " من الخير وكمال
النفس ،وقيل :الحظ العظيم الجنة ،يقال :لقاه الشئ أي ألقاه إليه " حتى
نالوه بالعظائم " يعني نسبوه إلى الكذب والجنون والسحر وغير ذلك
وافتروا عليه " أنك يضيق صدرك " كناية عن الغم " بما يقولون " من
الشرك أو الطعن فيك وفي القرآن والستهزاء بك وبه " فسبح بحمد ربك
" أي فنزه ربك عما يقولون مما ل يليق به متلبسأ بحمده في توفيقك له،
أو فانزع إلى ال فيما نالك من الغم بالتسبيح والتحميد ،فانهما يكشفان الغم
عنك " وكن من الساجدين " للشكر في توفيقك أو رفع غمك أوكن من
المصلين ،فان في الصلة قطع العليق عن الغير " إنه ليحزنك الذي
يقولون " الضمير للشأن أي ما يقولون إنك شاعر أو مجنون أو أشباه ذلك
" فانهم ل يكذبونك " قال الطبرسي رحمه ال :اختلف في معناه على
وجوه :أحدها أن معناه ل يكذبونك بقلوبهم اعتقادا ،وإن كانوا يظهرون
بأفواههم التكذيب عنادا ،وهو قول أكثر المفسرين ،ويؤيده ماروي أن
رسول ال صلى ال عليه وآله لقي أبا جهل فصافحه أبو جهل فقيل له في
ذلك فقال :وال إني لعلم أنه صادق ،ولكنا متى كنا تبعا لعبد مناف ؟ فأنزل
ال هذه الية وثانيها أن المعنى ل يكذبونك بحجة ول يتمكنون من إبطال
ماجئت به ببرهان ،ويدل عليه ماروي عن علي )عليه السلم( أنه كان
يقرء " ل يكذبونك " ويقول :إن المراد بها أنهم ل يأتون بحق هو أحق
من حقك
][64
وثالثها أن المراد ل يصادفونك كاذبا ،تقول العرب :قاتلناكم فما أجبناكم أي ما
أصبناكم جبناء ،ول يختص هذا الوجه بالقراءة بالتخفيف لن أفعلت وفعلت
يجوزان في هذا الموضع إل أن التخفيف أشبه بهذا الوجه ورابعها أن
المراد ل ينسبونك إلى الكذب فيما أتيت به ،لنك كنت عندهم أمينا صادقا
وإنما يدفعون ما أتيت به ويقصدون التكذيب بآيات ال ،ويقوي هذا الوجه
قوله " :ولكن الظالمين بآيات ال يجحدون " وقوله " :وكذب به قومك
وهو الحق " ) (1ولم يقل وكذبك قومك ،وما روي أن أبا جهل قال للنبي
)صلى ال عليه وآله( ما نتهمك ول نكذبك ،ولكنا نتهم الذي جئت به
ونكذبه وخامسها أن المراد أنهم ل يكذبونك بل يكذبونني فان تكذيبك راجع
إلي ولست مختصا به ،لنك رسولي فمن رد عليك فقد رد علي وذلك تسلية
منه تعالى للنبي )صلى ال عليه وآله( ) " (2ولكن الظالمين بآيات ال "
أي بالقرآن والمعجزات " يجحدون " بغير حجة سفها وجهل وعنادا،
ودخلت الباء لتضمين معنى التكذيب ،قال أبو علي :الباء تتعلق بالظالمين
ثم زاد في تسلية النبي )صلى ال عليه وآله( بقوله " :ولقد كذبت رسل
من قبلك فصبروا ما كذبوا واوذوا " أي صبروا على ما نالهم منهم من
التكذيب والزى في أداء الرسالة " حتى أتاهم نصرنا " إياهم على
المكذبين وهذا أمر منه تعالى لنبيه بالصبر على أذى كفار قومه إلى أن
يأتيه النصر كما صبرت النبياء ،وبعده " ول مبدل لكلمات ال " أي ل
يقدر أحد على تكذيب خبر ال على الحقيقة ،ول على إخلف وعده " ولقد
جاءك من نبأ المرسلين " أي خبرهم في القرآن كيف أنجيناهم ونصرناهم
على قومهم قوله )عليه السلم( " :فذكروا ال " أي نسبوا إليه ما ل يليق
بجنابه " ولقد
][65
خلقنا السموات " قيل :هذه إشارة إلى حسن التأني ،وترك التعجيل في المور
وتمهيد للمر بالصبر وأقول :يحتمل أن يكون توطئة للصبر على وجه
آخر ،وهو بيان عظم قدره ،وأنه قادر على النتقام منهم " وما مسنا من
لغوب " أي من تعب وإعياء وهو رد لما زعمت اليهود من أنه تعالى بدأ
خلق العالم يوم الحد ،وفرغ منه يوم الجمعة ،واستراح يوم السبت،
واستلقى على العرش " فاصبر على ما يقولون " أي ما يقول المشركون
من إنكارهم البعث ،فان من قدر على خلق العالم بل إعياء قدر على بعثهم
والنتقام منهم ،أوما يقول اليهود من الكفر والتشبيه قوله )عليه السلم(:
" ثم بشر " على بناء المجهول ،وقبل الية في سورة التنزيل هكذا " ولقد
آتينا موسى الكتاب فل تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل
* وجعلنا منهم أئمة " وفي أكثر نسخ الكتاب " وجعلناهم " وكأنه
تصحيف ،وفي بعضها " وجعلنا منهم " كما في المصاحف ثم إنه يرد أن
الظاهر من سياق الية رجوع ضمير منهم إلى بني إسرائيل فكيف تكون
بشارة للنبي )صلى ال عليه وآله( وإيتائه القرآن في عترته ؟ وكيف
وصفوا بالصبر ؟ والجواب ما عرفت أن ذكر القصص في القرآن لنذار
هذه المة وتبشيرهم ،مع أنه قد قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إنه
يقع في هذه المة ما وقع في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ،فذكر قصة
موسى وإيتائه الكتاب وجعل الئمة من بني إسرائيل أي هارون وأولده
ذكر نظير لبعثة النبي )صلى ال عليه وآله( وإيتائه القرآن ،وجعل الئمة
من أخيه ،وابن عمه وأولده ،كما قال )صلى ال عليه وآله( :أنت مني
بمنزلة هارون من موسى .وقد يقال :إن قوله " :فل تكن في مرية من
لقائه " المراد به ل تكن في تعجب من سقوط الكتاب بعدك ،وعدم عمل
المة به فانا نجعل بعدك امة يهدون بالكتاب كما جعلنا في بني إسرائيل امة
يهدون بالتوراة والمفسرون ذكروا فيه وجوها :الول أن المعني ل تكن في
شك من لقائك موسى ليلة السرى ،الثاني
][66
من لقاء موسى الكتاب ،الثالث من لقائك الكتاب ،الرابع من لقائك الذى كما لقي
موسى الذى " .وجعلناه " أي موسى )عليه السلم( أو المنزل عليه "
يهدون " أي الناس إلى ما فيه من الحكم والحكام " بأمرنا " إياهم أو
بتوفيقنا لهم " لما صبروا " أي لصبرهم على الطاعة أو على أذى القوم
أو عن الدنيا وملذها كما قيل " :وكانوا بآياتنا يوقنون " ل يشكون في
شئ منها ،ويعرفونها حق المعرفة " فشكر ال ذلك له " إشارة إلى الصبر
على جميع الحوال أو ذلك القول الدال على الرضا بالصبر ،وشكر ال
تعالى لعباده عبارة عن قبول العمل ،ومقابلته بالحسان ،والجزاء في الدنيا
والخرة " وتمت كلمت ربك " صدر الية " وأورثنا القوم الذين كانوا
يستضعفون " يعني بني إسرائيل في ظهر الية ،فان القبط كانوا
يستضعفونهم ،فأورثهم ال بأن مكنهم ،وحكم لهم بالتصرف ،وأباح لهم
بعد إهلك فرعون وقومه " مشارق الرض ومغاربها " أي أرض الشام
شرقها وغربها أو أرض الشام ومصر ،وقيل :كل الرض ،لن داود
وسليمان كانا منهم وملكا الرض " التي باركنا فيها " باخراج الزرع
والثمار وضروب المنافع " وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل "
قال الطبرسي -ره -معناه صح كلم ربك بانجاز الوعد باهلك عدوهم و
استخلفهم في الرض ،وإنما كان النجاز تماما للكلم لتمام النعمة به،
وقيل :إن كلمة الحسنى قوله سبحانه " ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الرض " إلى قوله " يحذرون " ) (1وقال " :الحسنى "
وإن كانت كلمات ال كلها حسنة لنها وعد بما يحبون ،وقال الحسن أراد
وعد ال لهم بالجنة " بما صبروا " على أذى فرعون وقومه " ودمرنا
ماكان يصنع فرعون وقومه " أي أهلكنا ما كانوا يبنون من البنية
والقصور والديار " وما كانوا يعرشون " من الشجار والعناب والثمار،
وقيل
) (1القصص 5 :و .6
][67
يعرشون يسقفون من القصور والبيوت ) " (1فقال )صلى ال عليه وآله( إنه
بشرى " أي لي ولصحابي " وانتقام " من أعدائي ووجه البشارة ما مر
أن ذكر هذه القصة تسلية للنبي )صلى ال عليه وآله( بأني أنصرك على
أعدائك وأهلكهم وأنصر الئمة من أهل بيتك ،على الفراعنة الذين غلبوا
عليهم وظلموهم في زمن القائم )عليه السلم( واملكهم جميع الرض
فظهر الية لموسى وبني إسرائيل و بطنها لمحمد وآل محمد صلى ال
عليهم " اقتلوا المشركين " الية هكذا " فإذا انسلخ الشهر الحرم فاقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم " قيل أي من حل وحرم " وخذوهم " أي
وأسروهم والخيذ السير " واحصروهم " أي واحبسوهم ،أو حيلوا بينهم
وبين المسجد الحرام " واقعدوا لهم كل مرصد " أي كل ممر لئل ينتشروا
في البلد ،وانتصابه على الظرف وقال تعالى في سورة البقرة " وقاتلوا
في سبيل ال الذين يقاتلونكم ول تعتدوا إن ال ل يحب المعتدين *
واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم " يقال :ثقفه أي
صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه " فقتلهم ال " أي في غزوة بدر
وغيرها " وعجل له الثواب :ثواب صبره " وفي بعض النسخ " وجعل له
ثواب صبره " والول أظهر وموافق للتفسير ،و الحاصل أن هذه النصرة
وقتل العداء كان ثوابا عاجل على صبره منضما مع ما ادخر له في
الخرة من مزيد الزلفى والكرامة " واحتسب " أي كان غرضه القربة إلى
ال ليكون محسوبا من أعماله الصالحة " حتى يقر ال عينه " أي يسره
في أعدائه بنصره عليهم " مع ما يدخر له في الخرة " من الجر الجميل
والثواب الجزيل - 2كا :عن العدة ،عن سهل ،عن ابن محبوب ،عن ابن
رئاب ،عن ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :قال :الصبر
رأس اليمان )(2
][68
بيان :قال المحقق الطوسي قدس سره :الصبر حبس النفس عن الجزع عند
المكروه ،وهو يمنع الباطن عن الضطراب ،واللسان عن الشكاية،
والعضاء عن الحركات غير المعتادة انتهى ،وقد مر وسيأتي أن الصبر
يكون على البلء وعلى فعل الطاعة ،وعلى ترك المعصية ،وعلى سوء
أخلق الخلق ،قال الراغب :الصبر المساك في ضيق يقال :صبرت الدابة
حبستها بل علف ،وصبرت فلنا حلفته حلفة ل خروج له منها ،والصبر
حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع أوعما يقتضيان حبسها عنه
فالصبر لفظ عام وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلف مواقعه فان كان
حبس النفس لمصيبة سمي صبرا لغير ويضاده الجزع ،وإن كان في
محاربة سمي شجاعة ويضاده الجبن ،وإن كان في نائبة مضجرة سمي
رحب الصدر ويضاده الضجر ،وإن كان في إمساك الكلم سمي كتمانا
ويضاده الذاعة ) (1وقد سمى ال تعالى كل ذلك صبرا ونبه عليه بقوله:
" والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس -والصابرين على ما
أصابهم -والصابرين والصابرات " ) (2وسمي الصوم صبرا لكونه
كالنوع له ،وقوله " :اصبروا وصابروا " ) (3أي احبسوا أنفسكم على
العبادة ،وجاهدوا أهواءكم ،وقوله عزوجل " :واصطبر لعبادته " ) (4أي
تحمل الصبر بجهدك ،وقوله " :اولئك يجزون الغرفة بما صبروا " )(5
أي بما تحملوه من الصبر في الوصول إلى مرضاة ال ) (6قوله " :رأس
اليمان " هو من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس ،ووجه الشبه ما سيأتي
في ر واية علء بن الفضيل ،ووجهه أن النسان مادام في تلك النشأة هو
مورد
) (1في المصدر :المذل ) (2البقرة ،177 :الحج ،35 :الحزاب (3) 35 :آل
عمران (4) 200 :مريم (5) 65 :الفرقان (6) 75 :المفردات ص 273و
.274
][69
للمصائب والفات ،ومحل للحوادث والنوائب والعاهات ،ومبتلى بتحمل الذى من
بني نوعه في المعاملت ،ومكلف بفعل الطاعات ،وترك المنهيات
والمشتهيات وكل ذلك ثقيل على النفس ل تشتهيها بطبعها ،فلبد من أن
تكون فيه قوة ثابتة وملكة راسخة بها يقتدر على حبس النفس على هذه
المور الشاقة ،ورعاية ما يوافق الشرع والعقل فيها ،وترك الجزع
والنتقام ،وسائر ما ينافي الداب المستحسنة المرضية عقل وشرعا ،وهي
المسماة بالصبر ،ومن البين أن اليمان الكامل بل نفس التصديق أيضا
يبقى ببقائه ،ويفنى بفنائه ،فلذلك هومن اليمان بمنزلة الرأس من الجسد
- 3كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن علي بن النعمان ،عن عبد
ال ابن مسكان ،عن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(
يقول :إن الحر حر على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها ،وإن تداكت
عليه المصائب لم تكسره وإن اسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان
يوسف الصديق المين لم يضرر حريته أن استعبد وقهر واسر ،ولم
يضرره ظلمة الجب ووحشته وما ناله ،أن من ال عليه فجعل الجبار
العاتي له عبدا بعد إذ كان مالكا فأرسله ورحم به امة وكذلك الصبر يعقب
خيرا فاصبروا ووطنوا أنفسكم على الصبر توجروا ) (1ايضاح :الحر ضد
العبد ،والمراد هنا من نجا في الدنيا من رق الشهوات النفسانية واعتق في
الخرة من أغلل العقوبات الربانية ،فهو كالحرار عزير غني في جميع
الحوال ،قال الراغب :الحر خلف العبد ،والحرية ضربان الول من لم يجر
عليه حكم السبي ،نحو " الحر بالحر " ) (2والثاني من لم يتملكه قواه
الذميمة من الحرص والشره على القنيات الدنيوية ،وإلى العبودية التي
تضاد ذلك أشار النبي )صلى ال عليه وآله( بقوله :تعسر عبد الدرهم
تعسر عبد الدينار ،وقول الشاعر :ورق ذوي الطماع رق مخلد ،وقيل:
عبد الشهوة أذل من عبدالرق ) (3انتهى
) (1الكافي ج 2ص (2) 89البقرة (3) 178 :المفردات ص 111وفيه تعس بدل
تعسر
][70
وفي القاموس الحر بالضم خلف العبد ،وخيار كل شئ والفرس العتيق ومن الطين
والرمل الطيب " إن نابته نائبة صبر لها " أي إن عرض له حادثة أو
نازلة أو مصيبة صبر عليها أو حمل عليه مال يؤخذ منه أداه ول يذل نفسه
بالبخل فيه ،قال في النهاية :في حديث خيبر قسمها نصفين نصفا لنوائبه
ونصفا بين المسلمين ،النوائب جمع النائبة وهي ما ينوب النسان أي ينزل
به من المهمات والحوادث وقد نابه ينوبه نوبا ومنه الحديث احتاطوا لهل
الموال في النائبة والواطئة أي الضياف الذين ينوبونهم " وإن تداكت
عليه المصائب " أي اجتمعت وازدحمت قال في النهاية :في حديث علي
)عليه السلم( ثم تداككتم علي تداكك البل الهيم على حياضها أي ازدحمتم
وأصل الدك بالكسر انتهى " لم تكسره " أي لم تعجزه عن الصبر ،ولم
تحمله على الجزع وترك الرضا بقضاء ال تعالى " ،وإن اسر " إن
وصلية " واستبدل باليسر عسرا " عطف على اسر وفي بعض النسخ
واستبدل بالعسر يسرا فهو عطف على قوله " لم تكسره " فيكون غاية
للصبر " أن استعبد " على بناء المجهول ،فاعل " لم يضرر " والمراد
بحريته عزه ورفعته وصبره على تلك المصائب ورضاه بقضاء ال،
واختياره طاعة ال وعدم تذل للمخلوقين " وما ناله " أي من ظلم
الخوان ،وسائر الحزان " أن من ال " أي في أن من ال أو بدل اشتمال
للمضير في " لم يضرره " أو بتقدير إلى فالظرف متعلق بلم يضرر في
الموضعين على سبيل التنازع وأقول :يحتمل أن يكون ما ناله عطفا على
الضمير في " لم يضرره " وأن من ال بيانا لما بتقدير من أو بدل منه،
فيحتمل أن يكون فاعل نال يوسف ،وقيل :اللم فيه مقدار أي لن من ال
فيكون تعليل لقوله لم يضرر في الموضعين ،أو " ما ناله " مبتدأ و " أن
من ال " خبره ،والجملة معطوفة على " لم يضرره " أو يكون الواو
بمعنى " مع " أي لم يضرره ذلك مع ما ناله ،وأن من بيان لما ،والعاتي
من العتو بمعنى التجبر والتكبر والتجاوز عن الحد والجبار بائعه في مصر
أو العزيز ،فالمراد بصيرورته عبدا له أنه صار مطيعا له
][71
مع أنه قد روى الثعلبي وغيره أن ملك مصر كان ريان بن الوليد ،والعزيز الذي
اشترى يوسف )عليه السلم( كان وزيره وكان اسمه قطفير ،فلما عبر
يوسف رؤيا الملك عزل قطفير عما كان عليه ،وفوض إلى يوسف أمر
مصر وألبسه التاج وأجلسه على سرير الملك ،وأعطاه خاتمه ،وهلك
قطفير في تلك الليالي فزوج الملك يوسف زليخا امرأة قطفير ،وكان اسمها
راعيل ،فولدت له ابنين افرائيم وميشا ،فلما دخلت السنة الولى من سني
الجدب هلك فيها كل شئ أعدوه في السنين المخصبة ،فجعل أهل مصر
يبتاعون من يوسف الطعام فباعهم أول سنة بالنقود حتى لم يبق بمصر
دينار ول درهم إل قبضه ،وباعهم السنة الثانية بالحلي والجواهر حتى لم
يبق في أيدي الناس منها شئ ،وباعهم السنة الثالثة بالمواشي والدواب،
حتى احتوى عليها أجمع ،وباعهم السنة الرابعة بالعبيد والماء حتى لم
يبق عند ول أمة في يد أحد وباعهم السنة الخامسة بالضياع والعقار
والدور حتى احتوى عليها ،وباعهم السنة السادسة بأولدهم حتى استرقهم
وباعهم السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر حر ول حرة إل صار
عبدا له ،ثم استأذن الملك وأعتقهم كلهم ورد أموالهم إليهم ،فظهر أن ال
ملكه جميع أهل مصر وأموالهم عوضا من مملو كيته صلوات ال عليه
لهم ،فهذه ثمرة الصبر والطاعة والمراد بارساله إرساله إلى الخلق بالنبوة
وبرحم المة به نجاتهم عن العقوبة البدية بايمانهم به ،أو عن القحط
والجوع أو العم " وكذلك الصبر يعقب خيرا " يعقب على بناء الفعال،
قال الراغب :أعقبه كذا أورثه ذلك قال تعالى " فأعقبهم نفاقا في قلوبهم "
) (1وفلن لم يعقب أي لم يترك ولدا انتهى أي كما أن صبر يوسف )عليه
السلم( أعقب خيرا عظيما له كذلك صبر كل أحد يعقب خيرا له ومن ثم قيل
اصبر تظفر ،وقيل :إني رأيت لليام تجربة ) * (2للصبر عاقبة محمودة
الثر وقل من جد في أمر يطالبه * فاستصحب الصبر إل فاز بالظفر
) (1براءة (2) 77 :من اليام ،أحسن وأوفق بالوزن )*(
][72
- 4كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن ابن بكير،
عن حمزة بن حمران ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :الجنة محفوفة
بالمكاره و الصبر ،فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة ،وجهنم
محفوفة باللذات و الشهوات ،فمن أعطى نفسه لذتها وشهواتها دخل النار
) (1بيان :مضمونه متفق عليه بين الخاصة والعامة فقد روى مسلم عن
أنس قال قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :حفت الجنة بالمكاره،
وحفت النار بالشهوات ،وهذا من بديع الكلم ،وقال الراوندي في ضوء
الشهاب يقال حف القوم حول زيد إذا أطافوا به واستداروا ،وحففته بشئ
أي أدرته عليه ،يقال حففت الهودج بالثياب و يقال إنه مشتق من حفافي
الشئ أي جانبيه يقول )صلى ال عليه وآله( :المكاره مطيفة محدقة بالجنة
وهي الطاعات ،والشهوات محدقة مستديرة بالنار ،وهي المعاصي ،وهذا
مثل يعني أنك ل يمكنك نيل الجنة إل باحتمال مشاق ومكاره ،وهي فعل
الطاعات والمتناع عن المقبحات ،ول التفصي عن النار إل بترك الشهوات
وهي المعاصي التي تتعلق الشهوة بها ،فكأن الجنة محفوفة بمكاره تحتاج
أن تقتطعها بتكلفها والنار محفوفة بملذ وشهوات تحتاج أن تتركها وروي
أن ال تعالى لما خلق الجنة قال لجبرئيل )عليه السلم( انظر إليها فلما
نظر إليها قال :يا رب ل يتركها أحد إل دخلها ،فلما حفها بالمكاره قال انظر
إليها فلما نظر إليها قال :يا رب أخشى أن ل يدخلها أحد ،ولما خلق النار،
قال :له :انظر إليها فلما نظر إليها قال :يا رب ل يدخلها أحد ،فلما حفها
بالشهوات قال انظر إليها فلما نظر إليها قال :يا رب أخشى أن يدخلها كل
أحد وفائدة الحديث إعلم أن العمال المفضية إلى الجنة مكروهة ،قرن ال
بها الكراهة ،وبالعكس منها العمال الموصلة إلى النار ،قرن بها الشهوة
ليجاهد النسان نفسه فيتحمل تلك ويجتنب هذه - 5كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن مرحوم ،عن
][73
أبي سيار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلة
عن يمينه والزكاة عن يساره ،والبر مطل عليه ويتنحى الصبر ناحية فإذا
دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلة والزكاة والبر:
دونكم صاحبكم فان عجزتم عنه فأنادونه ) (1توضيح :البر يطلق على
مطلق أعمال الخير ،وعلى مطلق الحسان إلى الغير ،وعلى الحسان إلى
الوالدين أو إليهما وإلى ذوي الرحام ،والمراد هنا أحد المعاني سوى
المعنى الول ،قال الراغب :البر خلف البحر ،وتصور منه التوسع فاشتق
منه البر أي التوسع في فعل الخير ،وينسب ذلك إلى ال تارة نحو إنه هو
البر الرحيم ،وإلى العبد تارة فيقال بر العبد ربه أي توسع في طاعته ،فمن
ال تعالى الثواب ومن العبد الطاعة ،وبر الواين التوسع في الحسان
إليهما ،وضده العقوق " مطل " بالطاء المهملة من قولهم أطل عليه أي
أشرف ،وفي بعض النسخ بالمعجمة ،وهو قريب المعنى من الول لكن
التعدية بعلى بالول أنسب " دونكم " اسم فعل بمعنى خذوا ويدل ظاهرا
على تجسم العمال والخلق في الخرة ومن أنكره يأوله وأمثاله بأن ال
تعالى يخلق صورا مناسبة للعمال يريه أياها لتفريحه أو تحزينه ،أو
الكلم مبنى على الستعارة التمثيلية ،وتنحي الصبر وتمكثه في إعانته
يناسب ذاته فتفطن - 6كا :علي ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد الشعري،
عن عبد ال بن ميمون عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :دخل أمير
المؤمنين )عليه السلم( المسجد فإذا هو برجل على باب المسجد كئيب
حزين ،فقال له أمير المؤمنين صلوات ال عليه :مالك ؟ قال :يا أمير
المؤمنين اصبت بأبي وأخي ،وأخشى أن أكون قد وجلت ،فقال له أمير
المؤمنين :عليك بتقوى ال ،والصبر تقدم عليه غدا ،والصبر في المور
بمنزلة الرأس من الجسد ،فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد ،وإذا فارق
الصبر المور
][74
فسدت المور ) (1بيان " :اصبت " على بناء المجهول " بأبي وأخي " أي ماتا "
وأخشى أن أكون قد وجلت " الوجل استشعار الخوف ،وكأن المعنى أخشى
أن يكون حزني بلغ حدا مذموما شرعا فعبر عنه بالوجل أو أخشى أن
تنشق مرارتي من شدة اللم أو أخشى الوجل الذي يوجب الجنون " عليك
" اسم فعل بمعنى الزم ،والباء للتقوية " بتقوى ال " أي في الشكاية
والجزع وغيرهما مما يوجب نقص اليمان وكأنه إشارة إلى قوله تعالى:
" وأن تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم المور " ) " (2تقدم " على بناء
المعلوم من باب علم بالجزم جزاء للمر في " عليك " أو بالرفع استينافا
بيانيا وضمير عليه راجع إلى الصبر بتقدير مضاف أي جزائه أو إلى ال
أي ثوابه ،وقيل :إلى كل من الب والخ أو إلى الخ فان فوته جزء أخير
للعلة أو إلى الب لنه الصل ،والكل بعيد " غدا " أي في القيامة أو عند
الموت أو سريعا - 7كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن
الحكم ،عن سماعة ابن مهران ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :قال
لي :ما حبسك عن الحج ؟ قال :قلت :جعلت فداك وقع على دين كثير،
وذهب مالي وديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي فلول أن رجل
من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج ،فقال لي :إن تصبر تغتبط ،وإن ل
تصبر ينفذ ال مقاديره راضيا كنت أم كارها ) (3بيان :الغتباط مطاوع
غبطه ،تقول :غبطته أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط هو كمنعته فامتنع،
والغبطة أن تتمنى حال المغبوط لكونها في غاية الحسن من غير أن تريد
زوالها عنه ،وهذا هو الفرق بينها وبين الحسد ،وفي القاموس الغبطة
بالكسر حسن الحال والمسرة ،وقد اغتبط ،وقال :الغتباط التبجح بالحال
الحسنة انتهى
) (1الكافي ج 2ص (2) 90آل عمران (3) 186 :الكافي ج 2ص .90
][75
والغتباط إما في الخرة بجزيل الجر وحسن الجزاء ،أو في الدنيا أيضا بتبديل
الضراء بالسراء ،فان الصبر مفتاح الفرج وقد قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :أضيق ما يكون الحرج أقرب ما يكون الفرج ،مع أن الكاره تزداد
مصيبته ،فان فوات الجر مصيبة اخرى ،والكراهة الموجبة لحزن القلب
مصيبة عظيمة ،ومن ثم قيل :المصيبة للصابر واحدة ،وللجازع اثنتان ،بل
له أربع مصيبات الثلثة المذكورة ،وشماتة العداء ،من ثم قيل :الصبر
عند المصيبة مصيبة على الشامت - 8كا :عن محمد ،عن أحمد ،عن ابن
سنان ،عن أبي الجارود ،عن الصبغ قال :قال أمير المؤمنين صلوات ال
عليه :الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل وأحسن من ذلك
الصبر عند ما حرم ال عليك ،والذكر ذكران ذكر ال عزوجل عند
المصيبة ،وأفضل من ذلك ذكر ال عند ما حرم عليك فيكون حاجزا )(1
توضيح :صبر خبر مبتدأ محذوف أي أحدهما صبر ،وحسن أيضا خبر
مبتدأ محذوف أي هو حسن ،ويحتمل أن يكون صبر مبتدأ وحسن خبره
فتكون الجملة استينافا بيانيا ،وقوله " :ذكر ال " خبر مبتدأ محذوف ليس
إل " فيكون " أي الذكر والفاء بيانية " حاجزا " أي مانعا عن فعل الحرام
- 9كا :عن أبي علي النباري ،عن الحسن بن علي الكوفي ،عن العباس
ابن عامر ،عن العرزمي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :سيأتي على الناس زمان ل ينال الملك فيه إل
بالقتل والتجبر ول الغنى إل بالغصب والبخل ،ول المحبة إل باستخراج
الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر
على الغنى ،وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل
وهو يقدر على العز ،آتاه ال ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي تبيين" :
ل ينال الملك فيه " أي السلطنة " إل بالقتل " لعدم إطاعتهم إمام الحق
فيتسلط عليهم الملوك الجورة ،فيقتلونهم ويتجبرون عليهم ،وذلك من
فساد الزمان وإل لم يتسلط عليهم هؤلء " ول الغنا إل بالغصب والبخل "
وذلك
][76
من فساد الزمان وأهله لنهم لسوء عقائدهم يظنون أن الغنا إنما يحصل بغصب
أموال الناس والبخل في حقوق ال والخلق ،مع أنه ل يتوقف على ذلك ،بل
المانة وأداء الحقوق أدعى إلى الغنا لنه بيد ال أو لنه لفسق أهل الزمان
منع ال عنهم البركات فل يحصل الغنا إل بهما " ول المحبة " أي جلب
محبة الناس " إل باستخراج الدين " أي طلب خروج الدين من القلب أو
بطلب خروجهم من الدين " واتباع الهوى " أي الهواء النفسانية أو
أهوائهم الباطلة ،وذلك لن أهل تلك الزمنة لفسادهم ل يحبون أهل الدين
والعبادة ،فمن طلب مودتهم لبد من خروجه من الدين ،ومتابعتهم في
الفسوق " وصبر على البغضة " أي بغضة الناس له لعدم اتباعه أهواءهم
" وصبر على الذل " كأنه ناظر إلى نيل الملك فاليشر ليس على ترتيب
اللف فالمراد بالعز هنا الملك والستيلء ،أو المراد بالملك هناك مطلق العز
والرفعة ،ويحتمل أن تكون الفقرتان الخيرتان ناظرتين إلى الفقرة
الخيرة ،ولم يتعرض للولى لكون الملك عزيز المنال ل يتيسر لكل أحد،
والول أظهر وفي جامع الخبار الرواية هكذا وقال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :إنه سيكون زمان ل يستقيم لهم الملك إل بالقتل والجور ،ول
يستقيم لهم الغنا إل بالبخل ول يستقيم لهم الصحبة في الناس إل باتباع
أهوائهم والستخراج من الدين ،فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر
وهو يقدر على الغنا ،وصبر على الذل وهو يقدر على العز ،وصبر على
بغضة الناس وهو يقدر على المحبة أعطاه ال ثواب خمسين صديقا - 10
كا :عن العدة ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن إسماعيل بن مهران عن
درست بن أبي منصور ،عن عيسى بن بشير ،عن أبي حمزة قال :قال أبو
جعفر )عليه السلم( :لما حضرت أبي علي بن الحسين )عليهما السلم(
الوفاة ضمني إلى صدره وقال :يا بنى اوصيك بما أوصاني به أبي حين
حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه
][77
أوصاه يا بني اصبر على الحق وإن كان مرا ) (1بيان " :اصبر على الحق " أي
على فعل الحق من ارتكاب الطاعات وترك المنهيات " وإن كان مرا "
ثقيل على الطبع ،لكونه مخالفا للمشتهيات النفسانية غالبا أو على قول
الحق وإن كان مرا على الناس ،فالصبر على ما يترتب على هذا القول من
بغض الناس وأذيتهم ،أو على سماع الحق الذي القي إليك وإن كان مرا
عليك مكروها لك ،كمن واجهك بعيب من عيوبك ،فتصدقه وتقبله أو أطلعك
على خطاء في الجتهاد أو الرأي فتقبله ويمكن التعميم ليشتمل الجميع 11
-كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن أبيه رفعه ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال الصبر صبران :صبر على البلء حسن جميل ،وأفضل الصبرين الورع
عن المحارم ) - 12 (2كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن
عيسى قال :أخبرني يحيى ابن سليم الطائفي قال :أخبرني عمرو بن شمر
اليماني يرفع الحديث إلى علي )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :الصبر ثلثة :صبر على المصيبة ،وصبر على الطاعة
وصبر على المعصية ،فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها
كتب ال له ثلثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى
الرض ،ومن صبر على الطاعة كتب ال له ستمائة درجة ما بين الدرجة
إلى الدرجة كما بين تخوم الرض إلى العرش ،ومن صبر على المعصية
كتب ال له تسعمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الرض
إلى منتهى العرش ) (3بيان " :حتى يردها " أي المصيبة وشدتها "
بحسن عزائها " أي بحسن الصبر اللئق لتلك المصيبة " ثلثمائة درجة
" أي من درجات الجنة أو درجات الكمال ،فالتشبيه من تشبيه المعقول
بالمحسوس ،وفي الصحاح التخم منتهى كل قرية أو أرض ،والجمع تخوم
كفلس وفلوس انتهى ،ويدل على أن ارتفاع الجنة أكثر من تخوم الرض
إلى العرش ،ول ينافي ذلك كون عرضها كعرض السماء والرض ،مع أنه
قد قيل في الية وجوه مع بعضها رفع التنافي أظهر
][78
- 13كا :عن محمد ،عن أحمد ،عن علي بن الحكم ،عن يونس بن يعقوب قال:
أمرني أبو عبد ال )عليه السلم( أن آتي المفضل واعزيه باسماعيل،
وقال :اقرأ المفضل السلم وقل له :إنا قد اصبنا باسماعيل فصبرنا ،فاصبر
كما صبرنا ،إنا أردنا أمرا وأراد ال أمرا ،فسلمنا لمر ال عزوجل )(1
توضيح :الظاهر أنه المفضل بن عمر ،ويدل على مدح عظيم له ،وأنه كان
من خواص أصحابه وأحبائه ،وإسماعيل ولده الكبر الذي كان يظن الناس
أنه المام بعده )عليه السلم( فلما مات في حياته علم أنه لم يكن إماما،
وهذا هو المراد بقوله )عليه السلم( " :أردنا أمرا " أي إمامته بظاهر
الحال أو بشهوة الطبع أو المراد إرادة الشيعة كالمفضل وأضرابه ،وأدخل
)عليه السلم( نفسه تغليبا ومماشاة ،ويدل على لزوم الرضا بقضاء ال
والتسليم له ،وقيل :المعنى أردنا طول عمر إسماعيل وأراد ال موته،
وأغرب من ذلك أنه قال :عزى المفضل بابن له مات في ذلك الوقت بذكر
فوت إسماعيل - 14كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن سيف
بن عميرة ،عن أبي حمزة الثمالي قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :من
ابتلى من المؤمنين ببلء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد ) (2بيان:
قوله )عليه السلم( " :مثل أجر ألف شهيد " فان قيل :كيف يستقيم هذا
مع أن الشهيد أيضا من الصابرين ؟ حيث صبر حتى استشهد ،قلت :يحتمل
أن يكون المراد بهم شهداء سائر المم ،أو المعنى مثل ما يستحق ألف
شهيد ،وإن كان ثوابهم التفضلي أضعاف ذلك ،وقيل :المراد بهم الشهداء
الذين لم تكن لهم نية خالصة ،فلم يستحقوا ثوابا عظيما والوسط كأنه
أظهر - 15كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن
صفوان ،عن إسحاق بن عمار وعبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قال ال عزوجل :إني
جعلت الدنيا بين عبادي قرضا فمن
][79
أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف ،وما شئت من
ذلك ،ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا أعطيته ثلث
خصال لو أعطيت واحدة منهن ملئكتي لرضوا بها مني قال :ثم تل أبو
عبد ال )عليه السلم( قول ال تعالى " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا:
إنا ل وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم " فهذه واحدة
من ثلث خصال " ورحمة " اثنتان " واولئك هم المهتدون " ) (1ثلث
ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( :هذا لمن أخذ ال منه شيئا قسرا )(2
بيان " :بين عبادي قرضا " القرض القطع ،وما سلفت من إساءة أو
إحسان وما تعطيه لتقضاه ،والمعنى أعطيتهم مقسوما بينهم ليقرضوني
فاعوضهم أضعافها ل ليمسكوا عليها وقيل :أي جعلتها قطعة قطعة
وأعطيت كل منهم نصيبا فمن أقرضني منها قرضا أي نوعا من القرض
كصلة المام والصدقة والهدية إلى الخوان ونحوها " وما شئت من ذلك
" أي من عدد العطية والزيادة زائدا على السبعمائة كما قال تعالى " وال
يضاعف لمن يشاء " ) (3وقيل :إشارة إلى كيفية الثواب المذكور،
والتفاوت باعتبار تفاوت مراتب الخلص وطيب المال واستحقاق الخذ
وصلحه وقرابته وأشباه ذلك ،والقسر القهر " لرضوابها مني " أي رضا
كامل " الذين " صدر الية " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص
من الموال والنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم
مصيبة " قال الطبرسي قدس ال روحه :أي نالتهم نكبة في النفس
والمال ،فوطنوا أنفسهم على ذلك احتسابا للجر ،والمصيبة المشقة
الداخلة على النفس لما يلحقها من المضرة وهومن الصابة كأنها يصيبها
بالنكبة " قالوا إنا ل " إقرارا بالعبودية أي نحن عبيدال وملكه " وإنا
إليه راجعون " هذا إقرار بالبعث والنشور أي نحن إلى حكمه نصير ،ولهذا
قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :إن قولنا " إنا ل " إقرار على أنفسنا
بالملك
][80
وقولنا " وإنا إليه راجعون " إقرار على أنفسنا بالهلك ،وإنما كانت هذه اللفظة
تعزية عن المصيبة ،لما فيها من الدللة على أن ال تعالى يجبرها إن كانت
عدل وينصف من فاعلها إن كانت ظلما ،وتقديره إنا ل تسليما لمره،
ورضا بتدبيره وإنا إليه راجعون ،ثقة بأنا نصير إلى عدله وانفراده بالحكم
في اموره " صلوات من ربهم " ثناء جميل من ربهم وتزكية ،وهو بمعنى
الدعاء لن الثناء يستحق دائما ،ففيه معنى اللزوم كما أن الدعاء يدعى به
مرة بعد مرة ،ففيه ،معنى اللزوم وقيل :بركات من ربهم ،عن ابن عباس
وقيل :مغفرة من ربهم " ورحمة " أي نعمة أي عاجل وآجل ،فالرحمة
النعمة على المحتاج ،وكل أحد يحتاج إلى نعمة ال في دنياه وعقباه "
واولئك هم المهتدون " أي المصيبون طريق الحق في السترجاع وقيل:
إلى الجنة والثواب ) (1انتهى قوله " هذا لمن أخذ ال منه شيئا قسرا "
أي فكيف من أنفق بطيب نفسه - 16كا :عن أبي علي الشعري ،عن
معلي بن محمد ،عن الوشاء ،عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :إنا صبر وشيعتنا أصبر منا ،قلت :جعلت فداك كيف صار
شيعتكم أصبر منكم ؟ قال :لنا نصبر على ما نعلم ،وشيعتنا يصبرون على
مال يعلمون ) (2تبيين :الصبر بضم الصاد وتشديد الباء المفتوحة جمع
الصابر " أصبر منا " أي الصبر عليهم أشق وأشد " لنا نصبر على ما
نعلم " أقول يحتمل وجوها :الول وهو الظهر أن المعنى إنا نصبر على ما
نعلم نزوله قيل وقوعه وهذا مما يهين المصيبة ويسهلها ،وشيعتنا تنزل
عليهم المصائب فجاءة مع عدم علمهم بها قبل وقوعها ،فهي عليهم أشد
ويؤيده ما مر في مجلد المامة أن قوله تعالى " :ما أصاب من مصيبة في
الرض ولفى أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على ال يسير
* لكيل تأسوا على ما فاتكم ول تفرحوا بما
][81
آتيكم " ) (1نزل فيهم )عليهم السلم( فتدبر الثاني أن المعنى إنا نصبر على ما نعلم
كنه ثوابه ،والحكمة في وقوعه ورفعة الدرجات بسببه ،وشيعتنا ليس
علمهم بجميع ذلك كعلمنا ،وهذه كلها مما يسكن النفس عند المصيبة
ويعزيها الثالث أنا نصبر على ما نعلم عواقبه وكيفية زواله ،وتبدل الحوال
بعده كعلم يوسف )عليه السلم( في الجب بعاقبة أمره ،واحتياج الخوة
إليه ،وكذا علم الئمة )عليهم السلم( برجوع الدولة إليهم والنتقام من
أعدائهم وابتلء أعدائهم بأنواع العقوبات في الدنيا والخرة ،وهذا قريب
من الوجه الثاني - 17كا :عن أبي علي الشعري ،عن ابن عيسى ،عن
محمد بن سنان ،عن العل بن الفضيل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
الصبر من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد ،فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد
كذلك إذا ذهب الصبر ذهب اليمان ) (2كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد،
عن ربعي ،عن الفضيل عنه )عليه السلم( مثله ) (3كا :عن محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن أبي محمد عبد ال السراج
رفعه إلى علي بن الحسين )عليهما السلم( قال :الصبر من اليمان بمنزلة
الرأس من الجسد ،ول إيمان لمن لصبر له ) - 18 (4كا :عن محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن سنان ،عن عمار بن مروان ،عن سماعة،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن ال عزوجل أنعم على قوم فلم
يشكروا فصارت عليهم وبال ،وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت
عليهم نعمة ) (1) (5الحديد (2) 23 - 22 :الكافي ج 2ص (4 - 3) 87
الكافي ج 2ص (5) 89الكافي ج 2ص 92
][82
بيان :الوبال الشدة والثقل والعذاب أي صارت النعمة مع عدم الشكر نكال وعذابا
عليهم في الدنيا والخرة ،وصار البلء على الصابر نعمة في الدنيا
والخرة - 19 :كا :عن علي ،عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن
شاذان جميعا عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبان بن
أبي مسافر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عزوجل " :يا أيها
الذين آمنوا اصبروا وصابروا " ) (1قال :اصبروا على المصائب ،وفي
رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :صابروا على
المصائب ) - 20 (2كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن محمد بن عيسى ،عن
علي بن محمد بن أبي جميلة ،عن جده أبي جميلة ،عن بعض أصحابه قال:
لول أن الصبر خلق قبل البلء لتفطر المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا
) (3بيان :التفطر التشقق من الفطر ،وهو الشق ،والصفا جمع الصفاة،
وهي الحجر الصلد الضخم ل تنبت ،وفيه إيماء إلى أن الصبر من لوازم
اليمان ،ومن لم يصبر عند البلء ل يستحق اسمه كما مر أنه من اليمان
بمنزلة الرأس من الجسد ويشعر بكثرة ورود البليا على المؤمن - 21كا:
عن علي ،عن أبيه والقاساني ،عن الصبهاني ،عن سليمان بن داود عن
يحيى بن آدم ،عن شريك ،عن جابر الجعفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال :مروة الصبر في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغناء أكثر من مروة
العطاء ) (4بيان :المروة هي الصفات التي بها تكمل إنسانية النسان،
والفاقة الفقر والحاجة ،والتعفف ترك السؤال عن الناس وهو عطف على
الصبر ،والغنا بالغين المعجمة أيضا الستغناء عن الناس وإظهار الغنى
لهم ،وفي بعض النسخ بالمهملة بمعنى التعب فعطفه على الحاجة حينئذ
أنسب ،وتخلل العطف في البين مما يبعده ،فالظهر
) (1آل عمران 2) 200 :و (3الكافي ج 2ص (4) 92الكافي ج 2ص 93
][83
على تقديره عطفه على الصبر أيضا - 22كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد
بن عبد الجبار ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر قال:
قلت لبي جعفر )عليه السلم( :يرحمك ال ما الصبر الجميل ؟ قال :ذلك
صبر ليس فيه شكوى إلى الناس ) (1بيان " :إلى الناس " ظاهره عموم
الناس وربما يخص بغير المؤمن ،لقول أمير المؤمنين )عليه السلم( :من
شكى الحاجة إلى مؤمن فكأنما شكاها إلى ال ،ومن شكاها إلى كافر فكأنما
شكى ال - 23كا :عن حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة،
عن بعض أصحابه عن أبان ،عن عبد الرحمن بن سيابة ،عن أبي النعمان،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( أو أبي جعفر )عليه السلم( قال :من ل يعد
الصبر لنوائب الدهر يعجز ) (2بيان " :من ل يعد " أي لم يجعل الصبر
ملكة راسخة في نفسه يدفع صولة نزول النوائب والمصائب به ،يعجز
طبعه ونفسه عن مقاومتها وتحملها ،فيهلك بالهلك الصوري والمعنوي
أيضا بالجزع وتفويت الجر ،وربما انتهى به إلى الفسق بل الكفر أقول :قد
مضى الخبار في باب جوامع المكارم ،وباب صفات خيار العباد وفي باب
الشكر وسيأتي في أبواب المواعظ - 24لى :قال النبي )صلى ال عليه
وآله( :من يعرف البلء بيصبر عليه ومن ل يعرفه ينكره ) - 25 (3فس:
أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن مسكان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :اصبروا على المصائب ،وقال :إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين
الصابرون ؟ فيقوم فئام من الناس ثم ينادي أين المتصبرون ؟ فيقوم فئام
من الناس ،قلت :جعلت فداك وما الصابرون )وما المتصبرون ؟ قال:
الصابرون( على أداء الفرائض والمتصبرون
][84
على اجتناب المحارم ) - 26 (1فس " :جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم
وأزواجهم وذرياتهم والملئكة يدخلون عليهم من كل باب * سلم عليكم
بما صبرتم فنعم عقبى الدار " ) (2قال :نزلت في الئمة )عليهم السلم(
وشيعتهم الذين صبروا وحدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن جميل ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :نحن صبر ،وشيعتنا أصبر منا ،لنا صبرنا
بعلم وصبروا بما ل يعلمون ) - 27 (3فس " :اولئك يؤتون أجرهم مرتين
بما صبروا " ) (4قال :الئمة عليهم السلم ،وقال الصادق )عليه السلم(:
نحن صبر وشيعتنا أصبر منا ،وذلك أنا صبرنا على ما نعلم ،وصبروا هم
على مال يعلمون ) - 28 (5ب :ابن سعد ،عن الزدي ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :سمعته يقول :أل إن المر ينزل من السماء إلى
الرض ،كل يوم كقطر المطر ،إلى كل نفس بما قدر ال لها من زيادة أو
نقصان ،في أهل أو مال أو نفس ،فإذا أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال
أو نفس ،أو رأى عند آخر غفيرة فل تكون له فتنة فان المرء المسلم ما لم
يغش دناءة تظهر تخشعا لها إذ ذكرت ويغرى بها لئام الناس كان كالياسر
الفالج الذي ينتظر أول فوزة من قداحه ،توجب له المغنم وتدفع عنه المغرم
فذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة والكذب ،ينتظر إحدى الحسنيين إما
داعي ال فما عند ال خير له ،وإما رزق ال فإذا هوذ وأهل ومال ،ومعه
دينه وحسبه المال والبنون حرث الدنيا ،والعمل الصالح حرث الخرة ،وقد
يجمعهما ال
) (1تفسير القمى ص 118في آية آل عمران (2) 200الرعد (3) 24 :تفسير
القمى ص (4) 341القصص (5) 54 :تفسير القمى ص 489
][85
عزوجل لقوام ) - 29 (1ب :ابن طريف ،عن ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه ،عن
علي )عليهم السلم( قال :ل يذوق المرء من حقيقة اليمان حتى يكون فيه
ثلث خصال :الفقه في الدين والصبر على المصائب ،وحسن التقدير في
المعاش أقول :قد مضى بسند آخر في باب صفات المؤمن - 30ل :أبي،
عن سعد ،عن البرقي ،عن عبد الرحمن بن حماد ،عن عمر بن مصعب،
عن الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :العبد بين ثلثة :بلء
وقضاء ونعمة فعليه في البلء من ال الصبر فريضة ،وعليه في القضاء
من ال التسليم فريضة ،وعليه في النعمة من ال عزوجل الشكر فريضة )
(2سن :عبد الرحمن بن حماد مثله ) - 31 (3ل :أبي ،عن سعد ،عن
البرقي ،عن المعلي ،عن محمد بن جمهور ،عن جعفر بن بشير ،عن أبي
بحر ،عن شريح الهمداني ،عن أبي إسحاق السبيعي ،عن الحارث بن
العور قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :ثلث بهن يكمل المسلم:
التفقه في الدين ،والتقدير في المعيشة ،والصبر على النوائب ) - 32 (4ل:
أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن ابن محبوب ،عن إسحاق بن عمار ،عن
عبد ال بن سنان قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :قال ال جل جلله :إني أعطيت الدنيا بين
عبادي فيضا فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى
سبعمائة ضعف ،وما شئت ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه قسرا
أعطيته ثلث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملئكتي لرضوا مني :الصلة
والهداية والرحمة ،إن ال عزوجل يقول:
) (1قرب السناد ص 27وصححناه على نسخة النهج الرقم 23من الخطب )(2
الخصال ج 1ص (3) 43المحاسن ص (4) 6الخصال ج 1ص .61
][86
" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات
من ربهم " واحدة من الثلث " ورحمة " اثنتين " واولئك هم المهتدون
" ثلثة ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( :هذا لمن أخذ منه شيئا قسرا )
- 33 (1ل :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عمن ذكره،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في
وصيته لبنه محمد ابن الحنفية :إياك والعجب ،وسوء الخلق ،وقلة الصبر،
فانه ل يستقيم لك على هذه الخصال الثلثة صاحب ،ول يزال لك عليها من
الناس مجانب الخبر ) - 34 (2ن :بالسانيد الثلثة ،عن الرضا ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال علي بن الحسين )عليهما السلم( :أخذوا الناس
ثلثة من ثلثة :أخذوا الصبر عن أيوب )عليه السلم( والشكر عن نوح
)عليه السلم( ،والحسد عن بني يعقوب )عليه السلم( ) - 35 (3ع :أحمد
بن محمد بن عيسى العلوي ،عن محمد بن إبراهيم بن أسباط ،عن أحمد بن
محمد بن زياد ،عن أحمد بن محمد بن عبد ال ،عن عيسى بن جعفر
العلوي عن آبائه ،عن عمربن علي ،عن أبيه علي بن أبي طالب )عليه
السلم( أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :علمة الصابر في ثلث أولها
أن ل يكسل ،والثانية أن ل يضجر ،والثالثة أن ل يشكو من ربه عزوجل،
لنه إذا كسل فقد ضيع الحق ،وإذا ضجر لم يؤد الشكر ،وإذا شكا من ربه
عزوجل فقد عصاه ) - 36 (4ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه،
عن الصفار ،عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير ،عن صباح الحذاء ،عن
الثمالي ،عن أبي جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :إذا كان يوم القيامة جمع ال عزوجل الخلئق في
صعيد واحد ،ونادى مناد من عند ال يسمع آخرهم كما يسمع أولهم
) (1الخصال 1ص (2) 64الخصال ج 1ص (3) 72عيون الخبار ج 2ص 45
) (4علل الشرائع ج 2ص .184
][87
يقول :أين أهل الصبر ؟ قال :فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملئكة
فيقولون لهم :ماكان صبركم هذا الذي صبرتم ؟ فيقولون :صبرنا أنفسنا
على طاعة ال ،وصبرناها عن معصيته ،قال :فينادي مناد من عند ال:
صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب الخبر ) - 37 (1ما:
الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي الحسن الثالث ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال الصادق )عليه السلم( في قول ال عزوجل :في
قول يعقوب " :فصبر جميل " ) (2قال :بلشكوى ) - 38 (3مع :أبي ،عن
سعد ،عن البرقي ،عن أبيه رفعه قال :سأل النبي )صلى ال عليه وآله(
جبرئيل )عليه السلم( ما تفسير الصبر ؟ قال :تصبر في الضراء كما تصبر
في السراء ،وفي الفاقة كما تصبر في الغنى ،وفي البلء كما تصبر في
العافية ،فل يشكو حاله ) (4عند المخلوق بما يصيبه من البلء )- 39 (5
فس :أبي ،عن الصبهاني ،عن المنقري ،عن حفص قال :قال أبو عبد ال
)عليه السلم( :يا حفص إن من صبر صبر قليل وإن من جزع جزع قليل
ثم قال :عليك بالصبر في جميع امورك ،فان ال بعث محمدا )صلى ال
عليه وآله( وأمره بالصبر والرفق فقال " :واصبر على ما يقولون
واهجرهم هجرا جميل " ) (6وقال " :ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا
الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " ) (7فصبر رسول ال حتى
قابلوه بالعظام ورموه بها فضاق صدره فأنزل ال تعالى " ولقد نعلم أنك
يضيق صدرك بما يقولون " ) (8ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل ال "
قد
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) 100يوسف (3) 18 :أمالى الطوسى ج 1ص
(4) 300معاني الخبار ص (5) 261خالقه خ ل ) (6المزمل(7) 10 :
فصلت (8) 34 :الحجر.97 :
][88
نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فانهم ل يكذبونك ولكن الظالمين بآيات ال يجحدون
* ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى أتاهم
نصرنا " ) (1فألزم نفسه الصبر )صلى ال عليه وآله( فتعدوا وذكروا ال
تبارك وتعالى وكذبوه فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :لقد صبرت
في نفسي وأهلي وعرضي ول صبر لي على ذكرهم إلهي ،فأنزل ال "
ولقد خلقنا السموات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب
* فاصبر على ما يقولون " ) (2فصبر )صلى ال عليه وآله( في جميع
أحواله ثم بشر في الئمة )عليهم السلم( من عترته ووصفوا بالصبر
فقال " :وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون
" ) (3فعند ذلك قال )صلى ال عليه وآله( :الصبر من اليمان كالرأس من
البدن ،فشكر ال له ذلك فأنزل ال عليه " وتمت كلمت ربك الحسنى على
بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ماكان يصنع فرعون وقومه وما كانوا
يعرشون " ) (4فقال )صلى ال عليه وآله( :آية بشرى وانتقام ،فأباح ال
قتل المشركين حيث وجدوا فقتلهم على يدي رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وأحبائه وعجل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الخرة )- 40 (5
ثو :أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن
مرحوم ،عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إذا دخل
المؤمن قبره كانت الصلة عن يمينه ،والزكاة عن يساره ،والبر مطل عليه
ويتنحى الصبر ناحية قال :فإذا دخل الملكان اللذان يليان مساءلته قال
الصبر للصلة والزكاة والبر:
) (1النعام (2) 34 - 33 :ق (3) 38 :فصلت (4) 24 :العراف (5) 137 :تفسير
القمى ص 184وقد مر مثله ص 60من الكافي مشروحا
][89
دونكم صاحبكم ،فان عجزتم عنه فأنا دونه ) - 41 (1سن :أبي ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :ثلث من أبواب البر :سخاء النفس ،وطيب الكلم ،و الصبر على
الذى ) - 42 (2ص :بالسناد إلى الصدوق ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن
عيسى ،عن ابن أبي عمير ،عن أبان بن عثمان ،عن الحلبي ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :أوحى ال تعالى إلى داود صلوات ال عليه أن
خلدة بنت أوس بشرها بالجنة و أعلمها أنها قرينتك في الجنة ،فانطلق
إليها فقرع الباب عليها فخرجت وقالت :هل نزل في شئ ؟ قال :نعم ،قالت:
ما هو ؟ قال :إن ال تعالى أوحى إلى وأخبرني أنك قريني في الجنة ،وأن
ابشرك بالجنة ،قالت :أو يكون اسم وافق اسمي ؟ قال :إنك لنت هي،
قالت :يا نبي ال ما اكذبك ،ول وال ما أعرف من نفسي ما وصفتني به
قال داود )عليه السلم( :أخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هو ؟ قالت:
أما هذا فسأخبرك به ،اخبرك أنه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ماكان،
ولنزل ضربي وحاجة وجوع كائنا ماكان إل صبرت عليه ،ولم أسأل ال
كشفه عني حتى يحوله ال عني إلى العافية والسعة ،ولم أطلب بها بدل،
وشكرت ال عليها وحمدته ،فقال داود صلوات ال عليه :فبهذا بلغت ما
بلغت ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( :وهذا دين ال الذي ارتضاه
للصالحين ) - 43 (3ضا :أروي أن الصبر على البلء حسن جميل ،وأفضل
منه الصبر عن المحارم
) (1ثواب العمال ص (2) 155المحاسن (3) 6 :أخرجه المؤلف العلمة هكذا في
باب ما أوحى إلى داود )عليه السلم( ج 14ص ) 39من هذه الطبعة
الحديثة( ولكن وجدناه في مشكاة النوار ص 23باختلف في اللفظ وفيه
بدل قوله " ولنزل ضربي وحاجة وجوع " ولنزل بى مرض وجوع "
الخ
][90
وروي :إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصابرون ؟ فيقوم عنق من الناس فيقال
لهم :اذهبوا إلى الجنه بغير حساب ،قال :فتلقاهم الملئكة فيقولون لهم :أي
شئ كانت أعمالكم ؟ فيقولون :كنا نصبر على طاعة ال ،ونصبر عن
معصية ال ،فيقولون نعم أجر العاملين ونروي سأن في وصايا النبياء
صلوات ال عليهم :اصبروا على الحق وإن كان مرا وأروي أن اليقين
فوق اليمان بدرجة واحدة ،والصبر فوق اليقين ونروي أنه من صبر
للحق عوضه ال خيرا مما صبر عليه ونروي أن ال تبارك وتعالى أوحى
إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أني آخذك بمداراة الناس كما آخذك
بالفرائض ونروي أن المؤمن أخذ عن ال جل وعز الكتمان ،وعن نبيه
)عليه السلم( مداراة الناس وعن العالم )عليه السلم( الصبر في البأساء
والضراء وروي في قول ال عزوجل " اصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم
تفلحون " ) (1قال " اصبروا " على طاعة ال وامتحانه " ،وصابروا "
قال الزموا طاعة الرسول ومن يقوم مقامه " ورابطوا " قال ل تفارقوا
ذلك يعني المرين و " لعل " في كتاب ال موجبة ومعناها أنكم تفلحون
وأروي عن العالم )عليه السلم( الصبر على العافية أعظم من الصبر على
البلء ،يريد بذلك أن يصبر على محارم ال ،مع بسط ال عليه في الرزق
وتحويله النعم ،وأن يعمل بما أمره به فيها ونروي ل يصلح المؤمن ال
بثلث خصال :الفقه في الدين ،والتقدير في المعيشة ،والصبر على النائبة
- 44مص :قال الصادق )عليه السلم( :الصبر يظهر ما في بواطن العباد
من النور والصفاء ،والجزع يظهر ما في بواطنهم من الظلمة والوحشة،
والصبر يدعيه كل
][91
أحد ،ول يثبت عنده إل المخبتون ،والجزع ينكره كل أحد وهو أبين على المنافقين،
لن نزول المحنة والمصيبة يخبر عن الصادق والكاذب ،وتفسير الصبر
ماء يستمر مذاقه ،وما كان عن اضطراب ل يسمى صبرا ،وتفسير الجزع
اضطراب القلب وتحزن الشخص ،وتغير السكون ،وتغير الحال ،وكل نازلة
خلت أوائلها من الخبات والنابة والتضرع إلى ال تعالى فصاحبها جزوع
غير صابر والصبر ماء أوله مر وآخره حلو ،من دخله من أواخره فقد
دخل ومن دخله من أوائله فقد خرج ،ومن عرف قدر الصبر ل يصبر عما
منه الصبر ،قال ال عز وجل في قصة موسى وخضر " :وكيف تصبر
على ما لم تحط به خبرا " ) (1فمن صبر كرها ولم يشك إلى الخلق ،ولم
يجزع بهتك ستره ،فهو من العام ،ونصيبه ما قال ال عزوجل " :وبشر
الصابرين " ) (2أي بالجنة والمغفرة ،ومن استقبل البلء بالرحب ،وصبر
على سكينة ووقار )فهو( من الخاص ونصيبه ما قال ال عزوجل " :إن
ال مع الصابرين " ) - 45 (3جا :محمد بن محمد بن طاهر ،عن ابن
عقدة ،عن أحمد بن يوسف ،عن الحسين بن محمد ،عن أبيه ،عن آدم بن
عيينة بن أبي عمران الهللي قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول:
كم من صبر ساعة قد أورثت فرحا طويل ،وكم من لذة ساعة قد أورثت
حزنا طويل ) - 46 (4جع (5) :علي بن موسى الرضا )عليه السلم(
باسناده ،عن علي بن الحسين قال:
) (1الكهف (2) 68 :البقرة (3) 155 :مصباح الشريعة ص ،62والية الخيرة في
النفال (4) 46مجالس المفيد ص (5) 33سقط رمز الحديث هذا ،عن
نسخة الكمباني ،وفى نسخة الصل محلها بياض وقد أومأنا إلى وجه ذلك
في مقدمة الجزء المتمم للسبعين وهو أن الكاتب كان يخلى محل الرموز
ويكتبها تذكرة في الهامش ،ثم كان يكتبها بعد ذلك بالحمرة ،فسقط عنه
كتابة هذا =
][92
خمسة لو رحلتم فيهن لصبتموهن :ل يخاف عبد إل ذنبه ،ول يرجو إل ربه ول
يستحي الجاهل إذا سئل عما ل يعلم أن يقول :لأعلم ،والصبر من اليمان
بمنزلة الرأس من الجسد ول إيمان لمن ل صبر له قال على )عليه
السلم( :عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :الصبر ثلثة :صبر على
المصيبة وصبر على الطاعة ،وصبر عن المعصية ،فمن صبر على
المصيبة أعطاه ال تعالى ثلثمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة مابين
السماء والرض ،ومن صبر على الطاعة كان له ستمائة درجة مابين
الدرجة إلى الدرجة مابين الثرى إلى العرش ،ومن صبر عن المعصية
أعطاه ال سبعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة مابين منتهى العرش
إلى الثرى مرتين وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :أيها الناس عليكم
بالصبر فانه لدين لمن لصبر له وقال )عليه السلم( :إنك إن صبرت
جرت عليك المقادير ،وأنت مأجور ،وإنك إن جزعت جرت عليك المقادير
وأنت مأزور عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :الصبر رأس اليمان عنه
قال )عليه السلم( :الصبر من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد ،فإذا ذهب
الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب اليمان قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( )حاكيا( عن ال تعالى :إذا وجهت إلى عبد من
عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ،ثم استقبل ذلك بصبر جميل
استحييت منه أن أنصب له ميزانا أو أنشرله ديوانا سئل محمد بن علي
)عليهما السلم( عن الصبر الجميل فقال :شئ لشكوى فيه ،ثم قال :وما
في الشكوى من الفرج ؟ فانما هو يحزن صديقك ،ويفرح عدوك وقال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :إن الصبرو حسن الخلق والبر والحلم من أخلق
النبياء وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :إنه سيكون زمان ل يستقيم
لهم الملك إل بالقتل والجور ،ول يستقيم لهم الغنا إل بالبخل ،ول يستقيم
لهم الصحبة في الناس إل
= الرمز فانه كان في آخر السطر .والن ل يوجد في نسخة الصل رمز الحديث في
الهامش أيضا فانه قد ذهب عند الصحافة.
][93
باتباع أهوائهم والستخراج من الدين ،فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو
يقدر على الغنا ،وصبر على الذل وهو يقدر على العز ،وصبر على بغضة
الناس وهو يقدر على المحبة ،أعطاه ال ثواب خمسين صديقا قال النبي
)صلى ال عليه وآله( :من ابتلي من المؤمنين ببلء فصبر عليه كان له
مثل أجر ألف شهيد وقال )عليه السلم( :الجزع عند البلء تمام المحنة
وقال )عليه السلم( :كل نعيم دون الجنة حقير ،وكل بلء دون النار يسير )
- 47 (1أقول :روى السيد ابن طاووس في كتاب سعد السعود من تفسير
أبي العباس ابن عقدة ،عن عثمان بن عيسى ،عن الفضل ،عن جابر قال:
قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :ما الصبر الجميل ؟ قال :ذاك صبر ليس
فيه شكوى إلى الناس إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان )إلى
عابد من العباد( في حاجة ،فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه
فاعتنقه وقال :مرحبا بك يا خليل الرحمن فقال يعقوب :لست بإبراهيم
ولكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فقال له الراهب :فما بلغ بك ما أرى
من الكبر ؟ قال :الهم والحزن والسقم فما جاوز صغير الباب حتى أوحى
ال إليه يا يعقوب شكوتني إلى العباد ؟ فخر ساجدا على عتبة الباب يقول:
رب لأعود فأوحى ال إليه إني قد غفرتها لك ،فلتعودن لمثلها ،فما شكى
مما أصاب من نوائب الدنيا إل أنه قال :إنما أشكو بثي وحزني إلى ال
وأعلم من ال مال تعلمون محص :عن جابر مثله - 48ختص :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :الصبر صبران :فالصبر عند المصيبة حسن
جميل ،وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم ال عليك ،والذكر ذكران ذكر
ال عزوجل عند المصيبة ،وأكبر من ذلك ذكر ال عند ما حرم ال فيكون
ذلك حاجزا )(2
][94
- 49محص :عن داود بن فرقد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أوحى ال
تعالى إلى موسى بن عمران ،:ماخلقت خلقا هو أحب إلي من عبدي
المؤمن إني إنما أبتليه لما هو خير له ،وأزوي عنه لما هو خير له،
واعطيه لما هو خير له ،وأنا أعلم بما يصلح عليه حال عبدي المؤمن،
فليرض بقضائي ،وليشكر نعمائي ،وليصبر على بلئي ،أكتبه ،في
الصديقين إذا عمل برضاي وأطاع لمري - 50محص :عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :إن العبد ليكون له عند ال الدرجة ل يبلغها بعمله،
فيبتليه ال في جسده أو يصاب بماله أو يصاب في ولده فان هو صبر بلغه
ال إياها - 51محص :عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :مامن مؤمن إل وهو مبتلى ببلء ،منتظر به ما هو أشد منه ،فان
صبر على البلية التي هو فيها عافاه ال من البلء الذي ينتظر به ،وإن لم
يصبر وجزع نزل به من البلء المنتظر أبدا حتى يحسن صبره وعزاؤه 52
-محص :عن الثمالي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من ابتلي من
شيعتنا فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد - 53محص :عن إسحاق بن
عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :يا إسحاق لتعدن مصيبة
اعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من ال ثوابا بمصيبة ،إنما
المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها - 54
محص ،:روى أحمد بن محمد البرقي في كتابه الكبير ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :قد عجز من لم يعد لكل بلء صبرا ،ولكل نعمة شكرا،
ولكل عسر يسرا ،أصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد أو في مال ،فان
ال إنما يقبض عاريته وهبته ،ليبلو شكرك وصبرك - 55محص :عن أبي
بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن ال أنعم على قوم فلم
يشكروا فصارت عليهم وبال ،وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت
عليهم نعمة وعنه )عليه السلم( أنه قال :لم يستزد في محبوب بمثل
الشكر ولم يستنقص
][95
من مكروه بمثل الصبر - 56محص :عن ربعي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :إن الصبر والبلء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلء ،وهو صبور،
وإن الجزع والبلء يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلء وهو جزوع - 57
محص :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :إن للنكبات غايات لبد أن
ينتهي إليها ،فإذا حكم على أحدكم بها فليتطأطأ لها ،ويصبر حتى يجوز،
فان إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها وكان يقول :الصبر
من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد ،فمن لصبر له لإيمان له ،وكان
يقول :الصبر ثلثة :الصبر على المصيبة ،والصبر على الطاعة والصبر
عن المعصية وقال أبو عبد ال )عليه السلم( :الصبر صبران :الصبر على
البلء حسن جميل ،وأفضل منه الصبر على المحارم - 58محص :عن ابن
عميرة قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :اتقوا ال واصبروا فانه من لم
يصبر أهلكه الجزع ،وإنما هلكه في الجزع أنه إذا جزع لم يؤجر - 59
محص :جابر بن عبد ال أن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :من كنوز
الجنة البر وإخفاء العمل ،والصبر على الرزايا ،وكتمان المصائب - 60
دعوات الراوندي :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :صبرك على محارم
ال أيسر من صبرك على عذاب القبر ،من صبر على ال وصل إليه نهج:
قال )عليه السلم( :الصبر صبران :صبر على ما تكره ،وصبر مما تحب )
(1وقال )عليه السلم( :ل يعدم الصبور الظفر ،وإن طال به الزمان )(2
][96
وقال )عليه السلم( :من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع ) (1وقال )عليه السلم( :عند
تناهي الشدة تكون الفرجة ،وعند تضايق حلق البلء يكون الرخاء )61 (2
-كنز الكراجكى :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :بالصبر يتوقع
الفرج ،ومن يدمن قرع الباب يلج وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(:
الصبر مطية لتكبو ،والقناعة سيف لينبو وقال )عليه السلم( :أفضل
العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج وقال )عليه السلم( :الصبر جنة
من الفاقة وقال )عليه السلم( :من ركب مركب الصبر اهتدى إلى ميدان
النصر - 62مشكوة النوار :قال الصادق )عليه السلم( :إن الحر حر على
جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها ،وإن تداكت عليه المصائب لم
تكسره ،وإن اسر وقهر واستبدل بالعسر يسرا كما كان يوسف الصديق
المين )عليه السلم( لم يضره حزنه أن استعبد وقهر واسر ،ولم تضرره
ظلمة الجب ووحشته وما ناله أن من ال عليه فجعل الجبار العاتي له
عبدا ،بعد أن كان مالكا له ،فأرسله فرحم به امة ،وكذلك الصبر يعقب خيرا
فاصبروا تظفروا ،وواظبوا على الصبر تؤجروا ) (3أقول :ورواه الكليني
في الكافي أيضا بأدنى تغيير ) - 63 (4ومنه :عن الباقر )عليه السلم(
قال :من صبر واسترجع وحمد ال عند المصيبة فقد رضي بما صنع ال،
ووقع أجره على ال ،ومن لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء وهو ذميم
وأحبط ال أجره )(5
) (1نهج البلغة 2ص (2) 187نهج البلغة ج 2ص (3) 227مشكاة النوار
21و (4) 22راجع الكافي ج 2ص (5) 89مشكاة النوار ص 22و
.23
][97
وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :المؤمن يطبع على الصبر على النوائب )(1
- 64ومنه :عن الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أوحى ال
عزوجل إلى داود )عليه السلم( أن قرينك في الجنة خلدة بنت أوس فأتها
وأخبرها وبشرها بالجنة وأعلمها أنها قرينك في الخرة فانطلق داود
)عليه السلم( إليها فقرع الباب عليها ،فخرجت إليه ،فقال :أنت خلدة بنت
أوس ؟ قالت :يا نبي ال لست بصاحبتك التي تطلب ،قال لها داود :ألست
خلدة بنت أوس من سبط كذا )وكذا( ؟ قالت :بلى قال :فأنت هي إذا،
فقالت :يا نبي ال لعل اسما وافق اسما ؟ فقال لها داود :ما كذبت ولكذبت،
وإنك لنت هي ،فقالت يا نبي ال ما اكذبك ول وال ما أعرف من نفسي ما
وصفتني به قال لها داود :خبريني عن سريرتك ماهي ؟ قالت :أما هذا
فسأخبرك به إنه لم يصبني وجع قط نزل بي من ال تبارك وتعالى كائنا
ماكان ولنزل بي مرض أو جوع إل صبرت عليه ولم أسأل ال كشفه حتى
هو يكون الذي يحوله عني إلى العافية والسعة لم أطلب بها بدل وشكرت
ال عليها وحمدته ،قال لها داود )عليه السلم( :فبهذا النعت بلغت ما بلغت
ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( :هذا وال دين ال الذي ارتضاه
للصالحين ) - 65 (2المؤمن :باسناده ،عن أحدهما )عليهما السلم( قال:
مامن عبد مسلم ابتله ال بمكروه وصبر إل كتب له أجر ألف شهيد وعن
أبي الحسن )عليه السلم( قال :مامن أحد يبليه ال عزوجل ببلية فصبر
عليها إل كان له أجر ألف شهيد
][98
][99
) (1المائدة (2) 11 :المائدة (3) 23 :المائدة (4) 119 :النعام (5) 17 :النعام:
(6) 80العراف (7) 89 :العراف (8) 196 :النفال (9) 2 :النفال:
(10) 49النفال.61 :
][100
) (1النفال (2) 64 - 62 :براءة (3) 52 :براءة (4) 59 - 58براءة(5) 129 :
يونس (6) 71 :يونس 84 :و (7) 85يونس (8) 107 - 106 :هود:
12
][101
تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم ل تنظرون * إني توكلت على ال ربي وربكم
مامن دابة إل هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) (1وقال
تعالى حاكيا عن شعيب )عليه السلم( :وما توفيقي إل بال عليه توكلت و
إليه انيب ) (2وقال تعالى :ول غيب السموات والرض وإليه يرجع المر
كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما يعملون ) (3يوسف :وإل
تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) (4وقال تعالى :وقال
للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث
في السجن بضع سنين ) (5وقال تعالى :فال خير حافظا وهو أرحم
الراحمين ) (6وقال تعالى :وقال ل تدخلوا من باب واحد وادخلوا من
أبواب متفرقة وما اغني عنكم من ال من شئ إن الحكم إل ل عليه توكلت
وعليه فليتوكل المتوكلون * ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ماكان يغني
عنهم من ال من شئ إل حاجة في نفس يعقوب قضيها وإنه لذو علم لما
علمناه ولكن اكثر الناس ل يعلمون ) (7وقال :عسى ال أن يأيتني بهم
جميعا أنه هو العليم الحكيم ) (8وقال تعالى :قال ألم أقل لكم إني أعلم من
ال مال تعلمون ) (9الرعد :له دعوة الحق والذين يدعون من دونه ل
يستجيبون بشئ إل
) (1هود (2) 56 - 54 :هود (3) 88 :هود (4) 123 :يوسف (5) 33 :يوسف:
(6) 42يوسف (7) 64 :يوسف (8) 68 - 67 :يوسف(9) 83 :
يوسف86 :
][102
كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إل في ضلل إلى
قوله تعالى :قل أفأتخذتم من دونه أولياء ل يملكون لنفسهم نفعا ولضرا )
(1وقال تعالى :قل هو ربي ل إله إل هو عليه توكلت وإليه متاب )(2
ابراهيم :وعلى ال فليتوكل المؤمنون * ومالنا أن ل نتوكل على ال وقد
هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى ال فليتوكل المتوكلون )(3
النحل الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) (4وقال تعالى :ويعبدون من
دون ال مال يملك لهم رزقا من السماوات و الرض شيئا ول يستطيعون )
(5السراء :أل تتخذوا من دوني وكيل ) (6وقال تعالى :قل ادعوا الذين
زعمتم من دونه فل يملكون كشف الضر عنكم ول تحويل ) (7وقال
سبحانه :وكفى بربك وكيل ) (8وقال :ثم لتجد لك به علينا وكيل ) (9وقال
تعالى :قل كفى بال شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا )(10
الكهف :مالهم من دونه من ولي ول يشرك في حكمه أحدا ) (11مريم:
واتخذوا من دون ال آلهة ليكونوا لهم عزا * كل سيكفرون بعبادتهم
ويكونون عليهم ضدا )(12
][103
طه :فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا ل تخف إنك أنت العلى ) (1الحج :يدعو
من دون ال مال يضره ومال ينفعه ذلك هو الضلل البعيد * يدعو لمن
ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير إلى قوله تعالى :من كان
يظن أن لن ينصره ال في الدنيا والخرة فليمدد بسبب من السماء ثم
ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) (2وقال تعالى :ومن يهن ال فماله
من مكرم إن ال يفعل ما يشاء ) (3وقال تعالى :إن ال يدافع عن الذين
آمنوا ) (4وقال تعالى :واعتصموا بال هو موليكم فنعم المولى ونعم
النصير ) (5المؤمنون :قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ول يجار
عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون ل قل فأنى تسحرون ) (6النور :ولول
فضل ال عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن ال يزكي من
يشاء وال سميع عليم ) (7وقال تعالى :ومن لم يجعل ال له نورا فماله
من نور ) (8الفرقان :وتوكل على الحى الذي ل يموت ) (9الشعراء :ولهم
على ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كل فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون )
(10وقال تعالى :قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كل إن معي ربي
سيهدين )(11
) (1طه 67 :و (2) 68الحج (3) 15 - 12 :الحج (4) 18 :الحج (5) 38 :الحج:
(6) 87المؤمنون (7) 89 - 88 :النور (8) 21 :النور(9) 40 :
الفرقان (10) 58 :الشعراء 14 :و (11) 15الشعراء 61 :و 62
][104
وقال تعالى :وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في
الساجدين * إنه هو السميع العليم ) (1النمل :أمن يجيب المضطر إذا دعاه
ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الرض أإله مع ال قليل ما تذكرون )(2
وقال تعالى :فتوكل على ال إنك على الحق المبين ) (3القصص :قال عسى
ربي أن يهديني سواء السبيل ) (4العنكبوت :نعم أجر العاملين * الذين
صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) (5الروم :فانتقمنا من الذين أجرموا وكان
حقا علينا نصر المؤمنين ) (6لقمان :ذلك بأن ال هوالحق وأن ما يدعون
من دونه الباطل وأن ال هو العلي الكبير ) (7التنزيل :مالكم من دونه من
ولي ول شفيع أفل تتذكرون ) (8الحزاب :وتوكل على ال وكفى بال
وكيل ) (9وقال تعالى :وتظنون بال الظنونا ) (10وقال تعالى :قل من
ذاالذي يعصمكم من ال إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة ول يجدون من
دون ال وليا ول نصيرا ) (11وقال تعالى :وتوكل على ال وكفى بال
وكيل ) (12فاطر :ما يفتح ال للناس من رحمة فل ممسك لها وما يمسك
فل مرسل له
) (1الشعراء (2) 220 - 217 :النمل (3) 62 :النمل (4) 79 :القصص(5) 22 :
العنكبوت (6) 59 - 58 :الروم (7) 47 :لقمان (8) 30 :التنزيل ص 40
) (9الحزاب (10) 3 :الحزاب (11) 10 :الحزاب (12) 17 :الحزاب:
48
][105
من بعده وهو العزيز الحكيم ) (1وقال تعالى :من كان يريد العزة فلله العزة جميعا )
(2الزمر :أليس ال بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل ال
فماله من هاد ومن يهد ال فماله من مضل أليس ال بعزيز ذي انتقام *
ولئن سألتهم من خلق السموات والرض ليقولن ال قل أفرأيتم ما تدعون
من دون ال إن أرادني ال بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة
هل هن ممسكات رحمته قل حسبي ال عليه يتوكل المتوكلون ) (3وقال
سبحانه :ال خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل * له مقاليد السموات
والرض ) (4المؤمن :وافوض أمري إلى ال إن ال بصير بالعباد * فوقاه
ال سيئات ما مكروا ) (5حمعسق :والذين اتخذوا من دونه أولياء ال
حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل إلى قوله تعالى :أم اتخذوا من دونه
أولياء فال هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير إلى قوله:
ذلكم ال ربي عليه توكلت وإليه انيب ) (6وقال تعالى :وما عند ال خير
وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) (7وقال تعالى :أل إلى ال تصير
المور ) (8الزخرف :أم أبرموا أمرا فانا مبرمون )(9
][106
الفتح :قل فمن يملك لكم من ال شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا ) (1الحديد:
لكيل تأسوا على ما فاتكم ول تفرحوا بما آتاكم ) (2الممتحنة :ربنا عليك
توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ) (3التغابن :ما أصاب من مصيبة إل باذن
ال ومن يؤمن بال يهد قلبه وال بكل شئ عليم إلى قوله تعالى :ال لإله
إل هو وعلى ال فليتوكل المؤمنون ) (4الطلق :ومن يتوكل على ال فهو
حسبه إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شئ قدرا ) (5الملك :قل هو
الرحمن آمنا به وعليه توكلنا ) (6الجن :قل إني لن يجيرني من ال أحد
ولن أجد من دونه ملتحدا ) (7المزمل :وتبتل إليه تبتيل * رب المشرق
والمغرب لإله إل هو فاتخذه وكيل ) (8الدهر :وما تشاؤن إل أن يشاء ال
إن ال كان عليما حكيما ) (9تفسير " :وهو كره لكم " ) (10أي شاق
عليكم مكروه طبعا " أن تكرهوا شيئا " أي في الحال " وهو خير لكم "
في العاقبة وهكذا أكثر ما كلفوا به ،فان الطبع يكرهه وهو مناط صلحهم
وسبب فلحهم " وعسى أن تحبوا شيئا " في الحال " و هو شرلكم " في
العاقبة ،وهكذا أكثر مانهوا عنه ،فان النفس تحبه وتهواه وهو يفضي بها
إلى الردى ،وإنما ذكر " عسى " لن النفس إذا ارتاضت ينعكس المر
عليها " وال يعلم " ما هو خير لكم " وأنتم ل تعلمون " ذلك ،فظهر
][107
أنه لبد من تسليم المر إلى ال واتباع أوامره وترك اتباع الهواء المخالفة لما
يحبه ال ويرضاه " ومن يعتصم بال " ) (1قيل أي ومن يستمسك بدينه
أو يلتجي إليه في مجامع اموره ،فقد اهتدى ل محالة " وعلى ال فليتوكل
المؤمنون " ) (2أي فليعتمدوا عليه في الكفاية " فإذا عزمت " ) (3أي
وطنت نفسك على شئ بعد الشورى " فتوكل على ال " في إمضاء أمرك
على ما هو أصلح لك ،فانه ل يعلمه سواه ،وروت العامة عن الصادق
)عليه السلم( فإذا عزمت بضم التاء أي فإذا عزمت لك ،ووفقتك وأرشدتك
" إن ال يحب المتوكلين " فينصرهم ويهديهم إلى الصلح " إن ينصركم
ال " كما نصركم يوم بدر " فل غالب لكم " أي فل أحد يغلبكم " وإن
يخذلكم " كما خذلكم يوم احد " فمن ذا الذي ينصركم من بعده " أي ل
ناصر لكم من بعد ال ،إذا جاوزتموه ،أو من بعد خذلنه " وعلى ال
فليتوكل المؤمنون " اي فليخصوه بالتوكل لما آمنوا به ،وعلموا ان ل
ناصر سواه " الذين قال لهم الناس " ) (4عن الباقر )عليه السلم( أنها
نزلت في غزوة بدر الصغرى حين بعث أبو سفيان نعيم بن ؟ ؟ ؟ ليخوف
المؤمنين ويثبطهم ،وقد مرت تلك القضية في المجلد السادس فقال
المؤمنون سيما أميرهم )عليه السلم( " :حسبنا ال ونعم الوكيل " أي
هو محسبنا وكافينا ،من أحسبه إذا كفاه ونعم الموكول إليه " قانقلبوا "
أي فرجعوا من بدر " بنعمة من ال " أي عافية وثبات على اليمان
وزيادة فيه " وفضل " أي ربح في التجارة " لم يمسسهم سوء " من
جراحة وكيد عدو " واتبعوا رضوان ال " بجرأتهم وخروجهم " وال
ذوفضل عظيم " قد تفضل
) (1آل عمران (2) 101 :آل عمران (3) 122 :آل عمران (4) 160 - 159 :آل
عمران.173 - 172 :
][108
عليهم بما ذكر وغيره ،وفي الخصال ) (1عجبت لمن يفزع من أربع كيف ليفزع
إلى أربع :عجبت لمن خاف كيف ليفزع إلى قوله تعالى :حسبنا ال ونعم
الوكيل فاني سمعت قول ال بعقبها " :فانقلبوا بنعمة من ال وفضل لم
يمسسهم سوء " الخبر ومثله كثير سيأتي في محله " وكفى بال وليا " )
(2يلي أمركم " وكفى بال نصيرا " يعينكم فثقوا به واكتفوا به عن غيره
" وكفى بال وكيل " ) (3يكفيك شرهم " وعلى ال فتوكلوا " ) (4أي في
نصرته على الجبارين " إن كنتم مؤمنين " به ومصدقين لوعده " رضي
ال عنهم ورضوا عنه " ) (5فيها إشعار بمدح الرضا بقضاء ال " أغير
ال أتخذوليا " إنكار لتخاذ غير ال وليا ،ل لتخاذ الولي ،ولذلك قدم غير
واولي الهمزة ،وقيل :المراد بالولي هنا المعبود ،وأقول :يحتمل مطلق
المتولي للمور ،والنبياء والوصياء لما كانوا منصوبين من قبل ال
فاتخاذهم اتخاذ ال " فاطر السموات والرض " أي منشئهما ومبدعهما
ابتداء بقدرته وحكمته من غير احتذاء مثال ،فمن كان بيده السباب
السماوية والرضية يصلح لن يتخذ وليا " وهو يطعم وليطعم " أي
يرزق ول يرزق ،يعني أن المنافع كلها من عنده ول يجوز عليه النتفاع "
بضر " ) (6أي ببلية كمرض وفقر " فل كاشف له " أي فل قادر على
كشفه " إل هو ،وإن يمسسك بخير " أي بنعمة كصحة وغنى " فهو على
كل شئ
) (1الخصال ج 1ص (2) 103النساء (3) 45 :النساء (4) 81 :المائدة(5) 23 :
المائدة (6) 119 :النعام17 :
][109
قدير " يقدر على إدامته وإزالته " ما تشركون به " ) (1قيل :أي لأخاف
معبوداتكم قط لنها ل قدرة لها على ضر أو نفع " إل أن يشاء ربي شيئا "
أن يصيبني بمكروه أقول :ويحتمل شمولها لمن يتوسلون إليهم من اللهة
المجازية فانه أيضا نوع من الشرك كما يستفاد من كثير من الخبار " إن
وليي " ) (2أي ناصري وحافظي " ال الذي نزل الكتاب " أي القرآن "
وهو يتولى الصالحين " أي ينصرهم ويحفظهم " وعلى ربهم يتوكلون "
) (3أي إليه يفوضون امورهم فيما يخافون ويرجون " فان ال عزيز " )
(4قيل :أي غالب بنصر الضعيف على القوي والقليل على الكثير " حكيم
" يفعل بحكمته البالغة ما يستبعده العقل ويعجز عن إدراكه " وتوكل على
ال " ) (5ول تخف من خديعتهم ومكرهم فان ال عاصمك وكافيك منهم "
إنه هو السميع " لقوالهم " العليم " بنياتهم " وإن يريدوا أن يخدعوك "
في الصلح " فان حسبك ال " أي محسبك ال وروى علي بن إبراهيم )(6
عن الباقر )عليه السلم( أن هؤلء قوم كانوا معه من قريش " هو الذي
أيدك " أي قواك " وألف بين قلوبهم " حتى صاروا متحابين متوادين "
ولكن ال ألف بينهم " بالسلم بقدرته البالغة " إنه عزيز " تام القدرة
والغلبة ل يعصي عليه ما يريده " حكيم " يعلم أنه كيف ينبغي أن يفعل ما
يريد
) (1النعاگ (2) 80 :العراف (3) 196 :النفال (4) 2 :النفال (5) 49 :النفال:
(6) 64 - 61تفسير القمى ص .255
][110
" هو مولنا " ) (1أي ناصرنا ومتولي أمرنا " وعلى ال فليتوكل المؤمنون "
لن حق المؤمن أن ل يتوكل إل على ال " من يلمزك " ) (2أي يعيبك "
في الصدقات أي في قسمتها " فان اعطوا " الخ يعني أن رضاهم
وسخطهم لنفسهم ل للدين ،وفي الكافي ) (3والمجمع ) (4والعياشي )(5
عن الصادق )عليه السلم( أن أهل هذه الية أكثر من ثلثي الناس " ما
آتيهم ال ورسوله " أي ما أعطاهم الرسول من الغنيمة أو الصدقة ،وذكر
ال للتعظيم والتنبيه على أن ما فعله الرسول كان بأمره كذا قيل " :وقالوا
حسبنا ال " أي كفانا فضله " سيؤتينا ال من فضله " صدقة أو غنيمة
اخرى " إنا إلى ال راغبون " في أن يوسع علينا من فضله وجواب
الشرط محذوف تقديره لكان خيرا لهم " فان تولوا " ) (6عن اليمان بك
فقل حسبي ال " أي استعن بال فانه يكفيك أمرهم وينصرك عليهم )" (7
عليه توكلت " فل أرجو ول أخاف إل منه " مقامي " ) (8أي مكاني أو
إقامتي بينكم مدة مديدة أو قيامي على الدعوة " وتذكيري " إياكم " بآيات
ال فعلى ال توكلت " أي به وثقت " فأجمعوا أمركم " أي فاعزموا على
ما تريدون " وشركائكم " أي مع شركائكم واجتمعوا على السعي في
إهلكي " ثم ل يكن أمركم عليكم غمة " أي مستورا واجعلوه ظاهرا
مكشوفا من غمه إذا ستره ،وقال علي بن إبراهيم :أي لتغتموا " ثم
اقضوا إلي " أي أدوا إلي ذلك المر الذي تريدون بي ،وقال علي بن
إبراهيم ):(9
) (1براءة (2) 52 :براءة (3) 58 :الكافي ج 2ص (4) 412مجمع البيان ج 5
ص (5) 41تفسير العياشي ج 2ص (6) 89براءة (7) 129 :في
النسخ وينصرهم عليك ،وهومن طغيان القلم ) (8يونس (9) 71 :تفسير
القمى ص .291
][111
أي ثم ادعوا علي " ول تنظرون " أي ل تمهلوني " وقال موسى " ) (1لما رأى
تخوف المؤمنين به " يا قوم إن كنتم آمنتم بال فعليه توكلوا " أي فثقوا
به ،وأسندوا أمركم إليه واعتمدوا عليه " إن كنتم مسلمين " أي
مستسلمين لقضاء ال مخلصين له ،وليس هذا تعليق الحكم بشرطين فان
المعلق باليمان وجوب التوكل فانه المقتضي له ،والمشروط بالسلم
حصوله فانه ل يوجد مع التخليط ،ونظيره :إن دعاك زيد فأجبه إن قدرت
" فقالوا على ال توكلنا " لنهم كانوا مؤمنين مخلصين ،ولذلك اجيبت
دعوتهم " ربنا ل تجعلنا فتنة أي موضع فتنة " للقوم الظالمين " أي ل
تسلطهم علينا فيفتنونا عن ديننا أو يعذبونا وفي المجمع ) (2عنهما
)عليهما السلم( والعياشي ) (3مقطوعا ل تسلطهم علينا فتفتنهم بنا "
مال ينفعك " ) (4إن دعوته " ول يضرك " إن خذلته " فان فعلت " أي
فان دعوته " فانك إذا من الظالمين " فان الشرك لظلم عظيم ،قال علي بن
إبراهيم :مخاطبة للنبي والمعنى للناس " وإن يمسسك ال بضر " أي إن
يصبك " فل كاشف له " يدفعه " إل هو " أي إل ال " فل راد " أي
فلدافع " لفضله " الذي أرادك به ،قيل :ذكر الرادة مع الخير والمس مع
الضر مع تلزم المرين للتنبيه على أن الخير مراد بالذات ،وأن الضر إنما
مسهم ل بالقصد الول ووضع الفضل موضع الضمير للدللة على أنه
متفضل بما يريد بهم من الخير ،لاستحقاق لهم عليه ،ولم يستثن لن مراد
ال ل يمكن رده " يصيب به " أي بالخير " وهو الغفور الرحيم "
فتعرضوا لرحمته بالطاعة ول تيأسوا من غفرانه بالمعصية
) (1يونس (2) 84 :مجمع البيان ج 5ص (3) 128تفسير العياشي ج 2ص
(4) 127يونس 106 :و .107
][112
وال على كل شئ وكيل " ) (1فتوكل عليه ،فانه عالم بحالهم ،وفاعل بهم جزاء
أقوالهم وأفعالهم " مما تشركون من دونه " ) (2أي من إشراككم آلهة من
دونه " فكيدوني جميعا ثم ل تنظرون " واجههم بهذا الكلم مع قوتهم
وشدتهم وكثرتهم وتعطشهم إلى إراقة دمه ،ثقة بال واعتمادا على
عصمته إياه واستهانة بهم وبكيدهم ،وإن اجتمعوا عليه وتواطؤا على
إهلكه " إني توكلت على ال ربي وربكم " تقرير له والمعنى وإن بذلتم
غاية وسعكم لم تضروني فاني متوكل على ال ،واثق بكلءته ،وهو مالكي
ومالككم ،ول يحيق بي ما لم يرده ول تقدرون على ما لم يقدره " إل هو
آخذ بناصيتها " أي إل وهو مالك لها ،قاهر عليها ،يصرفها على ما يريد
بها ،والخذ بالناصية تمثيل لذلك " إن ربي صراط مستقيم " أي إنه على
الحق والعدل ل يضيع عنده معتصم ،ول يفوته ظالم وفي تفسير العياشي )
(3عن ابن معمر قال :قال علي بن أبي طالب )عليه السلم( :في قوله" :
إن ربي على صراط مستقيم " يعني أنه على حق يجزي بالحسان إحسانا
وبالسيئ سيئا ،ويعفو عمن يشاء ويغفر ،سبحانه وتعالى " وما توفيقي "
) (4أي لصابة الحق والثواب " إل بال " أي بهدايته ومعونته " عليه
توكلت " فانه القادر المتمكن من كل شئ دون غيره ،قيل :وفيه إشارة إلى
محض التوحيد الذي هو أقصى مراتب العلم بالمبدء " وإليه انيب " إشارة
إلى معرفة المعاد ،نبه بهذه الكلمات على إقباله على ال بشراشره فيما
يأتي ويذر وحسم إطماع الكفار وعدم المبالة بعداوتهم وتهديدهم بالرجوع
إلى ال للجزاء " ول غيب السموات والرض " ) (5ل لغيره " وإليه
يرجع المر كله " لإلى
) (1هود (2) 12 :هود (3) 56 - 54 :تفسير العياشي ج 2ص (4) 151هود:
(5) 88هود123 :
][113
غيره " فاعبده وتوكل عليه " فانه كافيك " وما ربك بغافل عما تعملون " أنت
وهم ،فيجازي كل ما يستحقه " وإل تصرف عني " ) (1أي وإن لم
تصرف عني " كيدهن " في تحبيب ذلك إلى وتحسينه عندي بالتثبيت على
العصمة " أصب إليهن " أي أمل إلى إجابتهن أو إلى أنفسهن بطبعي
ومقتضى شهوتي والصبو الميل إلى الهوى " وأكن من الجاهلين " أي
من السفهاء بارتكاب ما يدعونني إليه " للذي ظن " ) (2أي علم "
اذكرني عند ربك " أي اذكر حالي عند الملك وأني حبست ظلما لكي
يخلصني من السجن " فأنساه الشيطان ذكر ربه " أي فأنسى الشيطان
صاحب الشراب أن يذكره لربه ،وقيل :أنسى يوسف ذكر ال حتى استعان
بغيره " فلبث في السجن بضع سنين " روى العياشي عن الصادق )عليه
السلم( أنه قال :سبع سنين ،وعنه )عليه السلم( لم يفزع يوسف في حاله
إلى ال فيدعوه فلذلك قال ال :فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن
بضع سنين قال :فأوحى ال إلى يوسف في ساعته تلك :يا يوسف من أراك
الرؤيا التي رأيتها ؟ فقال :أنت يا ربي ،قال :فمن حببك إلى أبيك ؟ قال:
أنت يا ربي قال :فمن وجه السيارة إليك ؟ فقال :أنت يا ربي قال :فمن
علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا ؟ قال :أنت يا
ربي قال :فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا ؟ قال :أنت يا ربي قال :فمن
أنطق لسان الصبي بعذرك ؟ قال :أنت يا ربي ،قال :فمن صرف كيد امرأة
العزيز والنسوة قال :أنت يا ربي ،قال :فمن ألهمك تأويل الرؤيا ؟ قال :أنت
يا ربي ،قال :فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي ؟ وتسألني أن اخرجك
من السجن واستعنت وأملت عبدا من عبادي ليذكر إلى مخلوق من خلقي
في قبضتي ولم تفزع إلي ،البث في السجن بذنبك بضع سنين بارسالك عبدا
إلى عبد )(3
وفي رواية اخرى عنه )) (1عليه السلم( اقتصر إلى بعضها وزاد في كل مرة:
فصاح ووضع خده على الرض ثم قال :أنت يا ربي أقول :قد مضت
الخبار في ذلك في أبواب أحوال يوسف )عليه السلم( ) " (2فال خير
حافظا " ) (3فأتوكل على ال وافوض أمري إليه " وهو أرحم الراحمين
" يرحم ضعفي وكبر سني فيحفظه ويرده علي وليجمع علي مصيبتين
وفي المجمع ) (4وعن الخبر أن ال سبحانه قال :فبعزتي لردنهما إليك
بعدما توكلت علي " وادخلوا من أبواب متفرقة " ) (5لنهم كانوا ذوي
بهاء وجمال وهيئة حسنة ،وقد شهروا في مصر بالقربة من الملك،
والتكرمة الخاصة التي لم يكن لغيرهم ،فخاف عليهم العين " وما اغني
عنكم من ال من شئ " يعني وإن أراد ال بكم لم ينفعكم ولم يدفع عنكم ما
أشرت به عليكم من التفرق وهو مصيبكم ل محالة فان الحذر ليمنع القدر
" من حيث أمرهم أبوهم " أي من أبواب متفرقة " ماكان يغني عنهم "
رأي يعقوب واتباعه " من ال من شئ " مما قضا عليهم كما قاله يعقوب
فسرقوا واخذ بنيامين وتضاعفت المصيبة على يعقوب " إل حاجة في
نفس يعقوب " استثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفسه يعني شفقته
عليهم واحترازه من أن يعانوا " قضيها " أظهرها ووصى بها " وإنه لذو
علم لما علمناه " أي لذو يقين ومعرفة بال من أجل تعليمنا إياه ،ولذلك
قال " :ما اغني " هو ولم يغتر بتدبيره " ولكن أكثر الناس ل يعلمون "
سر القدر ،وأنه ل يغني عنه الحذر
) (1تفسير القمى ص (2) 321راجع ج 12ص (3) 246يوسف (4) 64مجمع
البيان ج 5ص (5) 248يوسف68 - 67 :
][115
" له دعوة الحق " ) (1فانه يدعى فيستجيب " والذين يدعون " أي يدعوهم
المشركون " بشئ " من الطلبات " إل كباسط كفيه " أي إل استجابة
كاستجابة من بسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه يطلب منه أن يبلغه من بعيد أو
يغترف مع بسط كفيه ليشربه " وما هو ببالغه " لن الماء جماد ليشعر
بدعائه ول يقدر على إجابته ول يستقر في الكف المبسوطة ،وكذلك
آلهتهم ،وروى علي بن إبراهيم عن الباقر )عليه السلم( أنه قال :هذا مثل
ضربه ال للذين يعبدون الصنام ،والذين يعبدون اللهة من دون ال فل
يستجيبون لهم بشئ ،ول ينفعهم إل كباسط كفيه إلى الماء ليتناوله من
بعيد ،ول يناله " إل في ضلل " وبطلن أقول :هذا المثل جار في الصنام
واللهة المجازية فانهم ل يقدرون على إيصال المنافع إلى غيرهم إل
بتيسير ال وتسبيبه وهو مالك الرقاب ومقلب القلوب ومسبب السباب
وكذا قوله " :أفأتخذتم من دونه أولياء " ) (2ظاهره في الصنام ويجري
في غيرها " قل هو ربي " ) (3أي الرحمن خالقي ومتولي أمري " لإله
إل هو " أي ل يستحق العبادة إل هو تعالى عن الشركاء " عليه توكلت "
في نصرتي عليكم " وإليه متاب " أي مرجعي فيثيبني على مصابرتكم
ومجاهدتكم " ومالنا أن ل نتوكل على ال " ) (4أي أي عذر لنا في أن ل
نتوكل " وقد هدينا سبلنا " التي بها نعرفه ونعلم أن المور كلها بيده "
الذين صبروا " ) (5أي على أذى الكفار ومفارقة الوطن " وعلى ربهم
يتوكلون " أي يفوضون إليه المر كله
) (1الرعد (2) 14 :الرعد (3) 16 :الرعد (4) 30 :ابراهيم (5) 11 :النحل42 :
][116
" مال يملك لهم رزقا " ) (1يعني ل يملك أن يرزق شيئا من مطر ونبات " ول
يستطيعون " أن يملكوه أول استطاعة لهم ،قيل :ويجوز أن يكون الضمير
للكفار أي ول يستطيعون هم مع أنهم أحياء شيئا من ذلك فكيف بالجماد "
من دوني وكيل " ) (2أي ربا تكلون إليه اموركم " قل ادعوا الذين زعمتم
" ) (3أنهم آلهة " من دونه " كالملئكة والمسيح وعزيز بل العم منهم
أيضا كما مر " فل يملكون " أي ل يستطيعون " كشف الضر عنكم "
كالمرض والفقر والقحط " ول تحويل " أي ول تحويل ذلك منكم إلى
غيركم " مالهم " ) (4أي ما لهل السماوات والرض " من ولي " يتولى
امورهم " ول يشرك في حكمه " أي في قضائه " أحدا " منهم " ليكونوا
لهم عزا " ) (5أي ليتعززوا بهم من حيث يكونون لهم وصلة إلى ال
وشفعاء عنده " كل " ردع وإنكار لتعززهم بها " ويكونون عليهم ضدا "
روى علي بن إبراهيم ) (6عن الصادق )عليه السلم( في هذه الية أي
يكونون هؤلء الذين اتخذوهم آلهة من دون ال ضدا يوم القيامة،
ويتبرؤن منهم ومن عبادتهم ،ثم قال :ليست العبادة هي السجود ول
الركوع وإنما هي طاعة الرجال من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد
عبده " فأوجس في نفسه خيفة " ) (7أي فأضمر فيها خوفا " هو الضلل
البعيد " ) (8عن القصد " لبئس المولى " أي الناصر " ولبئس
) (1النحل (2) 73 :أسرى (3) 2 :أسرى (4) 56 :الكهف (5) 26 :مريم(6) 81 :
تفسير القمى (7) 415 :طه (8) 68 - 67 :الحج12 :
][117
العشير " أي الصاحب " من كان يظن " قيل :معناه أن ال ناصر رسوله في الدنيا
والخرة ،فمن كان يظن خلف ذلك ويتوقعه من غيظه أو جزعه،
فليستقص في إزالة غيظه بأن يفعل كل ما يفعله الممتلي غضبا أو المبالغ
جزعا حتى يمد حبل إلى سماء بيته فيختنق من قطع إذا اختنق ،فان
المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه أو فليمدد حبل إلى سماء الدنيا ثم
ليقطع به المسافة حتى يبلغ عنانه فيجتهد في دفع نصره ،وقيل :المراد
بالنصر الرزق والضمير لمن " إن ال يدافع " ) (1أي غائلة المشركين "
واعتصموا بال " أي وثقوا به في مجامع اموركم ول تطلبوا العانة
والنصرة إل منه " هو موليكم " ) (2أي ناصركم ومتولي اموركم " فنعم
المولى ونعم النصير " هو ،إذ ل مثل له في الولية والنصرة ،بل لمولى
ول نصير سواه في الحقيقة " ملكوت كل شئ ) (3قيل :أي ملكه غاية ما
يمكن وقيل :خزائنه " وهو يجير " أي يغيث من يشاء ويحرسه "
وليجار عليه " أي ول يغاث أحد أو ليمنع منه ،وتعديته بعلى لتضمين
معنى النصرة " فأنى تسحرون " أي فمن أين تخدعون فتصرفون عن
الرشد مع ظهور المر وتظاهر الدلة " ولول فضل ال عليكم ورحمته " )
(4بتوفيق التوبة الماحية للذنوب وشرع الحدود المكفرة لها " ما زكى "
أي ما طهر من دنسها " أبدا " أي آخر الدهر " ولكن ال يزكي من يشاء
" بحمله على التوبة وقبولها " وال سميع " لمقالتهم " عليم " بنياتهم
" ومن لم يجعل ال له نورا " ) (5أي لم يقدر له الهداية ولم يوفقه
لسبابها
) (1الحج (2) 38 :الحج (3) 87 :المؤمنون (4) 88 :النور (5) 21 :النور.40 :
][118
" وتوكل على الحي الذي ل يموت " ) (1في استكفاء شرورهم والغناء عن
اجورهم فانه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الحياء الذين يموتون فانهم إذا
ماتوا ضاع من توكل عليهم " إن معي ربي " ) (2بالحفظ والنصرة "
سيهدين " طريق النجاة منهم " وتوكل على العزيز الرحيم " ) (3الذي
يقدر على قهر أعدائه ونصر أوليائه يكفك شر من يعصيك " الذي يراك
حين تقوم " قيل :إلى التهجد " وتقلبك في الساجدين " قيل :وترددك في
تصفح أحوال المتهجدين أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع
والسجود والقعود إذا أممتهم وروى علي بن إبراهيم ) (4عن الباقر )عليه
السلم( قال :الذي يراك حين تقوم في النبوة وتقلبك في الساجدين قال :في
أصلب النبيين وفي المجمع ) (5عنهما )عليهما السلم( قال :في أصلب
النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من
لدن آدم " أم من يجيب المضطر " ) (6الذي أخرجه شدة ما به إلى اللجاء
إلى ال " إذا دعاه ويكشف السوء " أي ويدفع عن النسان ما يسوؤه "
ويجعلكم خلفاء الرض " أي خلفاء فيها بأن ورثكم سكناها والتصرف
فيها ممن كان قبلكم " أإله مع ال " الذي حفكم بهذه النعم " قليل ما
تذكرون " أي تذكرون آلءه تذكرا قليل " وما " مزيدة " فتوكل على ال
" ) (7ول تبال بمعاداتهم " إنك على الحق المبين "
) (1الفرقان (2) 58 :الشعراء (3) 62 :الشعراء (4) 217 :تفسير القمى ص
(5) 474مجمع البيان ج 7ص (6) 207النمل (7) 62 :النمل.79 :
][119
وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ ال ونصره " الذين صبروا " ) (1على المحن
والمشاق " وعلى ربهم يتوكلون " أي ل يتوكلون إل على ال " وكان
حقا علينا نصر المؤمنين " ) (2فيه إشعار بأن النتقام لهم وإظهار
لكرامتهم حيث جعلهم مستحقين على ال أن ينصرهم وفي المجمع )(3
عن النبي )صلى ال عليه وآله( :ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه
إل كان حقا على ال أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ثم قرأ " وكان حقا
علينا نصر المؤمنين " " وإن ال هو العلي الكبير " ) (4أي المرتفع على
كل شئ والمتسلط عليه " مالكم من دونه من ولي ول شفيع " ) (5أي
مالكم إذا جاوزتم رضى ال أحد ينصركم ويشفع لكم ،أو مالكم سواه ولي
ول شفيع بل هو الذي يتولى مصالحكم وينصركم في مواطن نصركم ،على
أن الشفيع متجوز به للناصر ،فإذا خذلكم لم يبق لكم ولي ولناصر " أفل
تتذكرون " بمواعظ ال " وتوكل على ال " ) (6فانه يكفيكم " وكفى بال
وكيل " موكول إليه المر في الحوال كلها " ما يفتح ال للناس " )(7
أي ما يطلق لهم " من رحمة " كنعمة وأمن وصحة وعلم ونبوة وولية
وروى علي بن إبراهيم ) (8عن الصادق )عليه السلم( قال :والمتعة من
ذلك " فل ممسك لها " يحبسها " وما يمسك فل مرسل له " يطلقه " من
بعده "
) (1العنكبوت (2) 59 :الروم (3) 47 :مجمع البيان ج 8ص (4) 309لقمان30 :
) (5التنزيل (6) 4 :الحزاب (7) 3 :فاطر (8) 2 :تفسير القمى.544 :
][120
أي من بعد إمساكه " وهو العزيز " الغالب على ما يشاء ليس لحد أن ينازعه فيه
" الحكيم " ل يفعل إل بعلم وإتقان " من كان يريد العزة " ) (1أي
الشرف والمنعة " فلله العزة جميعا " أي فليطلبها من عنده فان كلها له،
وفي المجمع ) (2عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :إن ربكم يقول كل
يوم :أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز " أليس ال بكاف
عبده ،ويخوفونك بالذين من دونه " ) (3قيل :قالت قريش إنا نخاف أن
تخبلك آلهتنا لعيبك إياها ،وقال علي بن إبراهيم ) (4يعني يقولون لك يا
محمد اعفنا من علي ويخوفونك بأنهم يلحقون بالكفار " أليس ال بعزيز
" غالب منيع " ذي انتقام " ينتقم من أعدائه " ليقولن ال " لوضوح
البرهان على تفرده بالخالقية " قل أفرأيتم " أي أرأيتم بعد ما تحققتم أن
خالق العالم هو ال أن آلهتكم إن أراد ال أن يصيبني بضر هل هن يكشفنه
أو أرادني برحمة أي بنفع " هل هن ممسكات رحمته " فيمسكنها عني ؟
" قل حسبي ال " في إصابة الخير ودفع الضر " عليه يتوكل المتوكلون
" لعلمهم بأن الكل منه " وهو على كل شئ وكيل " ) (5يتولى التصرف
فيه " له مقاليد السموات والرض " أي مفاتيحها ل يملك ول يتمكن من
التصرف فيها غيره ،وهو كناية عن قدرته وحفظه لها " وافوض أمري
إلى ال " ) (6ليعصمني من كل سوء " إن ال بصير بالعباد "
) (1فاطر (2) 10 :مجمع البيان ج 8ص (3) 402الزمر (4) 37 :تفسير القمى:
(5) 578الزمر (6) 62 :المؤمن.44 :
][121
فيحرسهم " فوقاه ال سيئات ما مكروا " أي شدائد مكرهم ،وفي الخصال ) (1عن
الصادق )عليه السلم( قال :عجبت لمن يفزع من أربع كيف ل يفزع إلى
أربع إلى قوله )عليه السلم( :وعجبت لمن مكر به كيف ليفزع إلى قوله
تعالى " :وافوض أمري إلى ال إن ال بصير بالعباد " فاني سمعت ال
بعقبها " فوقاه ال سيئات ما مكروا " " ال حفيظ عليم " ) (2أي رقيب
على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها " فال هو الولى " قيل جواب شرط
محذوف مثل إن أرادوا وليا بحق فال هو الولى بالحق " وهو يحيي
الموتى " هو كالتقرير لكونه حقيقا بالولية " عليه توكلت " أي في
مجامع المور " وإليه انيب " قيل أي أرجع في المعضلت " وما عند ال
" ) (3أي من ثواب الخرة " خير وأبقى " لخلوص نفعه ودوامه " أل
إلى ال تصير المور " ) (4بارتفاع الوسائط والتعليقات ،وفيه وعد
ووعيد للمطيعين والمجرمين ،وفي الكافي عن الباقر )عليه السلم( قال:
وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إل هذه الية " أل إلى ال
تصير المور " " فمن يملك لكم من ال شيئا " ) (5أي فمن يمنعكم من
مشيته وقضائه " إن أراد بكم ضرا " أي ما يضركم كقتل أو هزيمة وخلل
في المال والهل أو عقوبة على التخلف " أو أراد بكم نفعا " أي ما يضاد
ذلك " لكيل تأسوا " ) (6أي أثبت وكتب ما أصابكم لئل تحزنوا " على ما
فاتكم " من نعم الدنيا " ول تفرحوا بما آتيكم " أي أعطاكم ال منها فان
من علم أن الكل مقدرهان عليه المر
][122
" إل باذن ال " ) (1أي إل بتقديره ومشيته " ومن يؤمن بال يهد قلبه " فال
علي بن إبراهيم :أي يصدق ال في قلبه فإذا بين ال له اختار الهدى "
ويزيد ال الذين اهتدوا هدى وال بكل شئ عليم " حتى القلوب وأحوالها
" وعلى ال فليتوكل المؤمنون " لن اليمان بالتوحيد يقتضي ذلك " فهو
حسبه " ) (2أي كافيه " إن ال بالغ أمره " أي يبلغ ما يريده ول يفوته
مراد " لكل شئ قدرا " أي تقديرا أو مقدارا ل يتغير ،وهو بيان لوجوب
التوكل " قل هو الرحمن " ) (3أدعوكم إليه مولى النعم كلها " لن
يجيرني من ال أحد " ) (4أي إن عصيته " ملتحدا " أي منحرفا وملتجئا
" وتبتل إليه تبتيل " ) (5قيل أي انقطع إليه بالعبادة وجرد نفسك عما
سواه ،وقال علي بن إبراهيم أخلص إليه إخلصا " وما تشاؤن إل أن
يشاء ال " ) (6في بعض الخبار أنها في الئمة عليهم السلم - 1كا :عن
أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن ابن محبوب عن أبي
حفص العشى ،عن عمر بن خالد ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن على بن
الحسين صلوات ال عليهما قال :خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط
فاتكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثم قال :يا
علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا ؟ أعلى الدنيا فرزق ال حاضر للبر
والفاجر ،قلت :ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول ،قال :فعلى الخرة ؟
فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر أوقال قادر ،قلت :ما على هذا أحزن وإنه
لكما تقول ،فقال :مما حزنك ؟ قلت :مما يتخوف من فتنة ابن الزبير ،وما
فيه الناس ،قال :فضحك ثم قال :يا علي بن
) (1التغابن (2) 13 - 11 :الطلق (3) 3 :الملك (4) 29 :الجن (5) 22 :المزمل:
8و (6) 9الدهر30 :
][123
الحسين هل رأيت أحدا دعا ال فلم يجبه ؟ قلت :لقال :فهل رأيت أحدا توكل على
ال فلم يكفه ؟ قلت :ل ،قال :فهل رأيت أحدا سأل ال فلم يعطه ؟ قلت :ل ثم
غاب عني ) (1بيان :في القاموس :وجاهك وتجاهك مثلثتين تلقاء وجهك،
وفي النهاية وطائفة تجاه العدو أي مقابلهم وحذاهم ،والتاء فيه بدل من
واو وجاه أي مما يلي وجوههم " فرزق ال حاضر " جزاء للشرط
المحذوف واقيم الدليل مقام المدلول والتقدير إن كان على الدنيا فل تحزن
لن رزق ال ..وكذا قوله " فوعد صادق " وقوله " أوقال قادر " ترديد
من الثمالي أو أحد الرواة عنه وفي هذا التعليل خفاء ويحتمل وجوها الول
أن يكون المعنى أن ال لما وعد على الطاعات المثوبات العظيمة ،وقد
أتيت بها ول يخلف ال وعده فلينبغي الحزن عليها مع أنك من أهل
العصمة ،وقد ضمن ال عصمتك فلي شئ حزنك ؟ فيكون مختصابه )عليه
السلم( فل ينافي مطلوبية الحزن للخرة لغيرهم )عليهم السلم( الثاني أن
الحزن إنما يكون لمر لم يكن منه مخرج والمخرج موجود لن وعد ال
صادق ،وقد وعد على الطاعة الثواب وعلى المعصية العقاب فينبغي فعل
الطاعة وترك المعصية لنيل الثواب والحذر عن العقوبات ،ول فائدة
للحزن ،الثالث ما قيل :إن المراد بالحزين من به غاية الحزن لضم الكئيب
معه ،فل ينافي استحباب قدر من الحزن للخرة ،والول أظهر وأنسب
بالمقام " وما فيه الناس " أي من الضطراب والشدة لفتنته أو المراد
بالناس الشيعة لنه كان ينتقم منهم وابن الزبير هو عبد ال ،وكان أعدى
عدو أهل البيت )عليهم السلم( ،وهو صار سببا لعدول الزبير عن ناحية
أمير المؤمنين )عليه السلم( حيث قال )عليه السلم( :ل زال الزبير معنا
حتى أدرك فرخه ،والمشهور أنه بويع له بالخلفة بعد شهادة الحسين
صلوات ال عليه لسبع بقين من رجب سنة أربع وستين في أيام يزيد
وقيل :لما استشهد الحسين )عليه السلم( في سنة ستين من الهجرة دعا
ابن الزبير بمكة إلى نفسه وعاب يزيد
][124
بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور ،فبايعه أهل تهامة والحجاز فلما بلغ يزيد ذلك
ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع وضم إلى كل واحد جيشا
واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير المراء ،ولما ودعهم
قال :يا مسلم لترد أهل الشام عن شئ يريدونه لعدوهم ،واجعل طريقك
على المدينة ،فان حاربوك فحاربهم فان ظفرت بهم فأبحهم ثلثا فسار
مسلم حتى نزل الحرة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها ،وأميرهم عبد ال
بن حنظلة الراهب غسيل الملئكة فدعاهم مسلم ثلثا فلم يجيبوا فقاتلهم
فغلب أهل الشام وقتل عبد ال وسبعمائة من المهاجرين والنصار ،ودخل
مسلم المدينة وأباحها ثلثة أيام ثم شخص بالجيش إلى مكة ،وكتب إلى
يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم لعنه ال في الطريق فتولى أمر الجيش
الحصين بن نمير حتى وافا مكة فتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام
في جميع من كان معه ،ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى
به الكعبة ،فبينماهم كذلك إذ ورد في الخبر على الحصين بموت يزيد لعنة
ال عليهما فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلى ذلك ،وفتح
البواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت فبينما الحصين يطوف ليلة بعد
العشاء إذا استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده وقال له سرا :هل لك في
الخروج معي إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك ؟ فان أمرهم قد مرج ول
أدري أحدا أحق بها اليوم منك ،ولست اعصى هناك فاجتذب ابن الزبير يده
من يده ،وهو يجهر :دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من
الشام ،فقال الحصين :لقد كذب الذي زعم أنك من دهاة العرب اكلمك سر أو
تكلمني علنية ،وأدعوك إلى الخلفة وتدعوني إلى الحرب ،ثم انصر ف
بمن معه إلى الشام وقالوا :بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام
إلى أن بايعوا لمروان بعد حروب ،واستمر له العراق إلى سنة إحدى
وسبعين ،وهي التي قتل
][125
فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير وهدم قصر المارة بالكوفة ولما
قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعى بهم عبد الملك ،فبايعوه وسار إلى
الكوفة ودخلها واستقر له المر بالعراق والشام ومصر ،ثم جهز الحجاج
في سنة ثلث وسبعين إلى عبد ال بن الزبير فحصره بمكة ورمى البيت
بالمنجنيق ثم ظفر به وقتله واجتز الحجاج رأسه وصلبه منكسا ثم أنزله
ودفنه في مقابر اليهود وكانت خلفته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين
وعشرين يوما ،وله من العمر ثلث وسبعون سنة ،وقيل :اثنان وسبعون
سنة ،وكانت امه أسماء بنت أبي بكر وأقول :الظاهر أن خوفه )عليه
السلم( كان من ابن الزبير عليه وعلى شيعته ويحتمل أن يكون من
الحجاج وغيره ممن حاربه وكأن الفرق بين الدعاء والسؤال أن الدعاء
لدفع الضرر ،والسؤال لجلب النفع " فهل رأيت أحدا " أي من الئمة
)عليهم السلم( فانهم ل يدعون إل لمر علموا أن ال لم يتعلق إرادته
الحتمية بخلفه أو هو مقيد بشرائط الجابة التي منها ما ذكر كما فصلناه
في كتاب الدعاء ثم الظاهر أن هذا الرجل إما كان ملكا تمثل بشرا بأمر ال
تعالى أو كان بشرا كخضر أو إلياس )عليهما السلم( ،وكونه )عليه
السلم( أفضل وأعلم منهم ل ينافي إرسال ال تعالى بعضهم إليه لتذكيره
وتنبيهه وتسكينه كإرسال بعض الملئكة إلى النبي )صلى ال عليه وآله(
مع كونه أفضل منهم ،وكإرسال خضر إلى موسى )عليهما السلم( وكونه
)عليه السلم( عالما بما ألقى إليه ،ل ينافي التذكير والتنبيه فان أكثر
أرباب المصائب عالمون بما يلقى إليهم على سبيل التسلية والتعزية ،ومع
ذلك ينفعهم لسيما إذا علم أن ذلك من قبل ال تعالى وقيل :إنه )عليه
السلم( كان مترددا في أن يدعو على ابن الزبير ،وهل هو مقرون برضاه
سبحانه ؟ فلما أذن بتوسط هذا الرجل أو الملك في الدعاء عليه دعا
فاستجيب له فلذا لم يمنع ال من ألقى المنجنيق إلى الكعبة لقتله كما منع
الفيل لن حرمة المام )عليه السلم( أعظم من الكعبة انتهى - 2كا :عن
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل
][126
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أوحى ال عزوجل إلى داود :ما اعتصم بي
عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ،ثم تكيده السماوات
والرض ومن فيهن إل جعلت له المخرج من بينهن ،وما اعتصم عبد من
عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إل قطعت أسباب السماوات من
يديه وأسخت الرض من تحته ولم ابال بأي واد هلك ) (1بيان " :عبد من
عبادي " أي مؤمن " عرفت " نعت للعبد والكيد المكر والحيلة والحرب،
والظاهر أن تكيد كتبيع وربما يقرأ على بناء التفعل وأسخت بالخاء
المعجمة وتشديد التاء من السخت وهو الشديد ،وهو من اللغات المشتركة
بين العرب والعجم ،أي ل ينبت له زرع ول يخرج له خير من الرض أو
من السوخ وهو ال نخساف ،على بناء الفعال أي خسفت الرض به،
وربما يقرأ بالحاء المهملة من السياحة كناية عن الزلزلة " ولم ابال "
كناية عن سلب اللطف والتوفيق عنه ،وعدم علمه سبحانه الخير فيه،
وعدم استحقاقه اللطف - 3كا :عن العدة ،عن سهل ،عن علي بن حسان،
عن عمه عبد الرحمن بن كثير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن
الغناء والعز يجولن ،فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا ) (2كا :عن العدة،
عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن محمد بن علي ،عن علي بن حسان مثله )
(3بيان " :يجولن " من الجولن أي يسيران ويتحر كان لطلب موطن
ومنزل يقيمان فيه ،فإذا وجدا موضع التوكل أي المتوكل أوطنا عنده
ولزماه ،وكأنه استعارة تمثيلية لبيان أن الغنا والعز يلزمان التوكل فان
المتوكل يعتمد على ال ول يلتجئ إلى المخلوقين فينجو من ذل الطلب
ويستغني عنهم ،فان الغنا غنا
) (1الكافي ج 2ص (2) 63الكافي ج 2ص (3) 64الكافي ج 2ص 65
][127
النفس ،ل الغنا بالمال ،مع أنه سبحانه يغنيه عن التوسل إليهم على كل حال ثم إن
التوكل ليس معناه ترك السعي في المور الضرورية ،وعدم الحذر عن
المور المحذورة بالكلية ،بل لبد من التوسل بالوسايل والسباب على ما
ورد في الشريعة من غير حرص ومبالغة فيه ومع ذلك ل يعتمد على سعيه
وما يحصله من السباب بل يعتمد على مسبب السباب قال المحقق
الطوسي قدس سره في أوصاف الشراف :المراد بالتوكل أن يكل العبد
جميع ما يصدر عنه ويرد عليه إلى ال تعالى ،لعلمه بأنه أقوى وأقدر
ويضع ما قدر عليه على وجه أحسن وأكمل ثم يرضى بما فعل ،وهومع
ذلك يسعى ويجتهد فيما وكله إليه ،ويعد نفسه وعمله وقدرته وإرادته من
السباب والشروط المخصصة ،لتعلق قدرته تعالى ،وإرادته بما صنعه
بالنسبة إليه ،ومن ذلك يظهر معنى لجبر ول تفويض بل أمر بين أمرين 4
-كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال
بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أيما عبد أقبل قبل ما يحب
ال عزوجل أقبل ال قبل ما يحب ،ومن اعتصم بال عصمه ال ،ومن أقبل
ال قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الرض ،أو كانت نازلة
نزلت على أهل الرض فشملتهم بلية كان في حزب ال بالتقوى من كل
بلية ،أليس ال عزوجل يقول " :إن المتقين في مقام أمين " ) (1بيان:
في القاموس وإذا أقبل قبلك بالضم أقصد قصدك ،وقبالته بالضم تجاهه،
والقبل محركة المحجة الواضحة ،ولي قبله بكسر القاف أي عنده انتهى،
والمراد إقبال العبد نحو ما يحبه ال ،وكون ذلك مقصوده دائما وإقبال ال
نحو ما يحبه العبد توجيه أسباب ما يحبه العبد من مطلوبات الدنيا
والخرة ،والعتصام بال العتماد والتوكل عليه ومن أقبل ال الخ هذه
الجمل تحتمل وجهين :الول أن يكون لم يبال
][128
خبرا للموصول ،وقوله " :لو سقطت " جملة اخرى استينافية وقوله " :كان في
حزب ال " جزاء الشرط ،الثاني أن يكون لم يبال جزاء الشرط ،ومجموع
الشرط والجزاء خبر الموصول ،وقوله " :كان في حزب ال " استينافا "
فشملتهم بلية " بالنصب على التميز أو بالرفع أي شملتهم بلية بسبب
النازلة أو يكون من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر " بالتقوى " أي
بسببه كما هو ظاهر الية فقوله " :من كل بلية " متعلق بمحذوف أي
محفوظا من كل بلية أو الباء للملبسة " ومن كل " متعلق بالتقوى أي
يقيه من كل بلية والول أظهر ،وقوله :في حزب ال كناية عن الغلبة
والظفر أي الحزب الذين وعد ال نصرهم وتيسير امورهم كما قال تعالى:
" أل إن حزب ال هم الغالبون " ) " (1إن المتقين في مقام " ) (2قرأ
ابن عامر ونافع بضم الميم والباقون بالفتح أي في موضع إقامة " أمين "
أي أمنوا فيه الغير من الموت والحوادث أو أمنوا فيه من الشيطان
والحزان ،قال البيضاوي :يأمن صاحبه عن الفة والنتقال انتهى وأقول:
ظاهر أكثر المفسرين أن المراد وصف مقامهم في الخرة بالمن وظاهر
الرواية الدنيا ،ويمكن حمله على العم ول يأبي عنه الخبر ،ولعل المراد
أمنهم من الضلل والحيرة ،ومضلت الفتن في الدنيا ،ومن جميع الفات
والعقوبات في الخرة ،وعليه يحمل قوله سبحانه " :أل إن أولياء ال
لخوف عليهم ولهم يحزنون " ) (3فانه ل يتخوف عليهم الضللة بعد
الهداية ،ول يحزنون من مصائب الدنيا لعلمهم بحسن عواقبها ويحتمل أن
يكون المعنى هنا أن ال تعالى يحفظ المطيعين والمتقين المتوكلين عليه
من أكثر النوازل والمصائب ،وينصرهم على أعدائهم غالبا كما نصر كثيرا
من النبياء والولياء على كثير من الفراعنة ول ينافي مغلوبيتهم في
بعض الحيان لبعض المصالح
][129
- 5كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن غير واحد ،عن علي بن أسباط ،عن أحمد بن
عمر الحلل ،عن علي بن سويد ،عن أبي الحسن الول )عليه السلم( قال:
سألته عن قول ال عزوجل " :ومن يتوكل على ال فهو حسبه " )(1
فقال :التوكل على ال درجات منها أن تتوكل على ال في امورك كلها فما
فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه ليألوك خيرا وفضل ،وتعلم أن الحكم في
ذلك له فتوكل على ال بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها )(2
بيان " :الحلل " بالتشديد بياع الحل بالفتح ،وهود هن السمسم " ومن
يتوكل على ال فهو حسبه " أي ومن يفوض اموره إلى ال ووثق بحسن
تدبيره وتقديره ،فهو كافيه يكفيه أمر دنياه ،ويعطيه ثواب الجنة ،ويجعله
بحيث ل يحتاج إلى غيره " منها أن تتوكل " الظاهر أن هذا آخر أفراد
التوكل ،وسائر درجات التوكل أن يتوكل على ال في بعض اموره دون
بعض ،وتعددها بحسب كثرة المور المتوكل فيها وقلتها " فما فعل بك "
الخ بيان للوازم التوكل وآثاره وأسبابه واللو التقصير وإذا عدي إلى
مفعولين ضمن معنى المنع ،قال في النهاية :ألوت قصرت يقال :إلى الرجل
وألى إذا قصر وترك الجهد ،قوله " :فيها " أي في امورك كلها " وفي
غيرها " أي في امور غيرك من عشائرك وأتباعك وغيرهم - 6كا :عن
العدة ،عن سهل وعلي ،عن أبيه جميعا ،عن يحيى بن المبارك عن عبد ال
بن جبلة ،عن معاوية بن وهب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال من
اعطي :ثلثا لم يمنع ثلثا من اعطي الدعاء اعطي الجابة ،ومن اعطي
الشكر اعطي الزيادة ،ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية ،ثم قال :أتلوت
كتاب ال عزوجل " ومن يتوكل على ال فهو حسبه " وقال " :ولئن
شكرتم لزيدنكم " ) (3وقال:
][130
" ادعوني أستجب لكم " ) (1بيان :النشر في اليات على عكس ترتيب اللف
والمراد بالعطاء توفيق التيان به في الكل ،والتخلف المتوهم في بعض
الموارد لعدم تحقق بعض الشرايط فان كل منها مشروط بعدم كون
المصلحة في خلفها ،وعدم صدور ما يمنع الستحقاق عن فاعله ،وقد قال
تعالى " :أوفوا بعهدي اوف بعهدكم " ) (2وسيأتي مزيد تحقيق لذلك
إنشاء ال - 7كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن أبي علي ،عن
محمد بن الحسن عن الحسين بن راشد ،عن الحسين بن علوان قال :كنا
في مجلس يطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض السفار ،فقال لي
بعض أصحابنا :من تؤمل لما قد نزل بك ؟ فقلت :فلنا ،فقال :إذا وال
لتسعف حاجتك ،ول يبلغك أملك ،ول تنجح طلبتك ،قلت :وما علمك رحمك
ال ؟ قال :إن أبا عبد ال )عليه السلم( حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أن
ال تبارك وتعالى يقول :وعزتي وجللي ومجدي وارتفاعي على عرشي
لقطعن أمل كل مؤمل من الناس أمل غيري باليأس ،ولكسونه ثوب المذلة
عند الناس ولنحينه من قربي ،ولبعدنه من وصلي أيؤمل غيري في
الشدائد والشدائد بيدي ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري ،وبيدي
مفاتيح البواب وهي مغلقة ،وبابي مفتوح لمن دعاني فمن ذا الذي أملني
لنوائبة فقطعته دونها ،ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاه مني ؟
جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي وملت سماواتي
ممن ل يمل من تسبيحي وأمرتهم أن ل يغلقوا البواب بيني وبين عبادي
فلم يثقوا بقولي ،ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه ل يملك كشفها
أحد غيري إل من بعد إذني ،فمالي أراه لهيا عني ؟ أعطيته بجودي ما لم
يسألني ثم انتزعته
][131
عنه فلم يسألني رده وسأل غيري أفيراني أبدأ بالعطايا قبل المسألة ؟ ثم اسأل فل
اجيب سائلي أبخيل أنا فيبخلني عبدي أو ليس الجود والكرم لي أو ليس
العفو والرحمة بيدي ،أو ليس أنا محل المال فمن يقطعها دوني ؟ أفل
يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري ؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي
أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من
ملكي مثل عضو ذرة ،وكيف ينقص ملك أنا قيمه ،فيا بؤسا للقانطين من
رحمتي ،ويابؤسا لمن عصاني ولم يراقبني ) (1بيان " :أسعف حاجته "
قضاها له ،وفي أكثر النسخ :لتسعف ،ول تنجح بالتاء فيهما على بناء
المفعول وفي بعضها بالياء فهما على بناء الفاعل وحينئذ " ل يبلغك "
على التفعيل أو الفعال والضمائر المستترة لفلن " وما علمك " أي ما
سبب علمك ،والعزة الشدة والقوة والغلبة والسلطنة والملك ،قال الراغب:
العزة حالة مانعة للنسان من أن يقهر من قولهم أرض عزاز أي صلبة
والعزيز الذي يقهر ول يقهر ،والجلل العظمة والتنزه عن النقائص ،قال
الراغب :الجللة عظم القدر والجلل بغير الهاء التناهي في ذلك وخص
بوصف ال فقيل :ذو الجلل ،ولم يستعمل في غيره ،والجليل العظيم القدر،
ووصفه تعالى بذلك إما لخلقه الشياء العظيمة المستدل بها عليه ،أو لنه
يجل عن الحاطة به ،أو لنه يجل عن أن يدرك بالحواس وقال :المجد
السعة في الكرم والجللة انتهى وارتفاعه إما على عرش العظمة والجلل،
أو هو كناية عن استيلئه على العرش فهو يتضمن الستيلء على كل شئ
لن تقدير جميع المور فيه ،أو لكونه محيطا بالجميع ،أو المراد بالعرش
جميع الشياء وهو أحد إطلقاته كما مر وقوله " :باليأس " متعلق بقوله:
" لقطعن " أي ييئس غالبا أو إل باذنه تعالى وإضافة الثوب إلى المذلة
من إضافة المشبه به إلى المشبه والكسوة ترشيح التشبيه " ولنحينه "
أي لبعدنه وازيلنه " والشدائد بيدي " أي تحت قدرتي
][132
" ويقرع بالفكر " تشبيه الفكر باليد مكنية وإثبات القرع له تخييلية وذكر الباب
ترشيح " وهي مغلقة " أي أبواب الحاجات مغلقة ومفاتيحها بيده سبحانه
وهو استعارة على التمثيل للتنبيه على أن قضاء الحاجة المرفوعة إلى
الخلق ل يتحقق إل باذنه ،والنائبة المصيبة واحدة نوائب الدهر أي أمل
رحمتي لدفع نوائبه " فقطعته دونها " أي فجعلته منقطعا عاجزا قبل
الوصول إلى دفعها ،من قولهم قطع بفلن فهو مقطوع به ،إذا عجز عن
سفره ،من نفقة ذهبت أو قامت عليه راحلته ،ونحوه فالدفع أو نحوه مقدر
في الموضعين ،أو التقدير فقطعته أي تجاوزت عنه عند تلك المصيبة ،فلم
اخلصه عنها ،من قطع النهر إذا تجاوزه ،وقيل :المعنى قطعته عن نفسي
قبل تلك المصيبة ،فلم ارافقه لدفعها ،وقيل :أي قطعته عند النوائب
وهجرته أو منعته من أمله ورجائه ،ولم أدفع نوائبه ،تقول :قطت الصديق
قطيعة إذا هجرته وقطعته من حقه إذا منعته " لعظيمة " أي لمطالب
عظيمة أو لنازلة عظيمة " عندي محفوظة " أي لم اعطهم إياها لعدم
مصلحتهم وحفظت عوضها من المثوبات العظيمة " فلم يرضوا " بهذا
الحفظ بل حملوه على التقصير أو العجز أو قلة اللطف ،وعجلوا طلبها،
وطلبوا من غيري " ممن ل يمل " أي من الملئكة " وأمرتهم أن ل
يغلقوا البواب " كناية عن السعي في قضاء حوائجهم ،أو دفع وساوس
الشيطان عنهم ،وتوفيقهم للدعاء والمسألة ،بل الدعاء وسؤال المغفرة و
الرحمة لهم ،أو رفع حاجاتهم إلى ال وعرضها عليه سبحانه ،وإن كان
تعالى عالما بها ،فانه من أسباب الجابة وكل ذلك ورد في اليات والخبار،
مع أنه لاستبعاد في أن يكون للسماوات أبواب تفتح عند دعاء المؤمنين
علمة لجابتهم " فلم يثقوا بقولي " أي وعدي الجابة لهم وأني اعطيهم
مع عدم الجابة أفضل من ذلك ،وأن مفاتيح المور بيدي " من طرقته "
أي نزلت به وأتته مطلقا وإن كان إطلقه على ما نزل بالليل أكثر " إل من
بعد إذني " أي تيسير السباب ورفع الموانع " أعطيته " الضمير راجع
إلى " من طرقته نائبة " أو إلى النسان مطلقا " أفيراني " الستفهام
للنكار والتعجب ويقال بخله بالتشديد أي نسبه إلى البخل
][133
" أو ليس " عطف على بخيل أو الهمزة للستفهام ،والواو للعطف على الجمل
السابقة وكذا الفقرة ،التية تحتمل الوجهين " فمن يقطعها دوني " أي
فمن يقدر أن يقطع آمال العباد عني قبل وصولها إلي أو من يقدر أن يقطع
المال عن العباد غيري ،وعلى الول أيضا يشعر بأنه سبحانه قادر على
قطع آمال العباد بعضهم عن بعض " أفل يخشى المؤملون " الخشية إما
من العقوبة أو من قطع المال ،أو من البعاد عن مقام القرب ،أو من إزالة
النعماء عنه " أنا قيمه " أي قائم بسياسة اموره ،وفيه إشارة إلى أن
مقدوراته سبحانه غير متناهية والزيادة والنقصان من خواص المتناهي "
فيا بؤسا " البؤس والبأساء الشدة والفقر والحزن ،ونصب بؤسا بالنداء
لكونه نكرة ،فالنداء مجاز لبيان أن القانط والعاصي هو محل ذلك
ومستحقه ،وقيل تقديره يا قوم أبصروا بؤسا ،وأقول يحتمل أن يكون " يا
" للتنبيه وقوله بؤسا كقوله تعالى " :فسحقا لصحاب السعير " فان
التقدير أسحقهم ال سحقا فكذا ههنا " ولم يراقبني " أي لم يخف عذابي
أولم يحفظ حقوقي - 8كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين،
عن بعض أصحابنا ،عن عباد بن يعقوب الرواجني ،عن سعيد بن عبد
الرحمان قال :كنت مع موسى بن عبد ال بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض
السفار فقال لي بعض ولد الحسين :من تؤمل لما قد نزل بك ؟ فقلت:
موسى بن عبد ال ،فقال :إذا ل تقضى حاجتك ثم ل تنجح طلبتك ،قلت :ولم
ذاك ؟ قال لني :وجدت في بعض كتب آبائي أن ال عزوجل يقول ثم ذكر
مثل الحديث السابق ،فقلت :يا ابن رسول ال أمل علي فأمله علي فقلت:
ل وال ما أسأله حاجة بعدها ) (1بيان :في القاموس ينبع كينصر حصن له
عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر )(2
) (1الكافي ج 2ص (2) 67وأما موسى بن عبد ال ،فهو موسى بن عبد ال بن
الحسن المثنى = )*(
][134
- 9لى :ابن مسرور ،عن ابن عامر ،عن عمه ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن
القاسم ،عن الصادق ،عن آبائه ،عن علي )عليهم السلم( قال :كن لما ل
ترجو أرجى منك لما ترجو ،فان موسى بن عمران )عليه السلم( خرج
يقتبس لهله نارا فكلمه ال عزوجل فرجع نبيا ،وخرج ملكة سبا فأسلمت
مع سليمان )عليه السلم( ،وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون
فرجعوا مؤمنين ) - 10 (1لى :ابن إدريس ،عن ابن عيسى ،عن ابن أبي
نجران ،عن الفضل ابن صالح ،عن جابر الجعفي ،عن الباقر )عليه السلم(
قال :إن موسى بن عمران )عليه السلم( قال :يا رب رضيت بما قضيت:
تميت الكبير ،وتبقي الطفل الصغير ،فقال ال جل جلله :يا موسى أما
ترضاني لهم رازقا وكفيل ؟ قال :بلى يا رب فنعم الوكيل أنت ونعم الكفيل )
- 11 (2ن ) (3لى :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن سهل ،عن الحسن بن علي
بن النعمان ،عن ابن أسباط ،عن الحسن بن الجهم قال :سألت الرضا )عليه
السلم( فقلت له :جعلت فداك ماحد التوكل ؟ فقال لي :أن ل تخاف مع ال
أحدا قال :قلت:
= وكنيته أبو عبد ال ولقبه الجون ،وله خبر في كتاب الكافي ج 1ص - 358
،366وقال أبو نصر البخاري :أمه أم هند أم أخويه -يعنى محمد النفس
الزكية وابراهيم ابني عبد ال ابن الحسن -هرب إلى مكة بعد قتل أخويه
وحج المهدى بالناس في تلك السنة فقال في الطواف قائل :أيها المير لى
المان وأدلك على موسى الجون ابن عبد ال ؟ فقال المهدى لك المان ان
دللتني عليه ،فقال :ال أكبر أنا موسى بن عبد ال فقال المهدى :من
يعرفك ممن حولك من الطالبية ؟ فقال :هذا الحسن بن زيد وهذا موسى
بن جعفر ،وهذا الحسن بن عبيدال بن العباس بن على ،فقالوا جميعا
صدق هذا موسى بن عبد ال بن الحسن ،فخلى سبيله ) (1أمالى الصدوق
ص (2) 107أمالى الصدوق ص (3) 119عيون أخبار الرضا " عليه
السلم " ج 2ص 50
][135
فما حد التواضع ؟ قال :أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله ،قال:
قلت :جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك ؟ فقال :انظر كيف أنا
عندك ) - 12 (1لى :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن الشعري ،عن البرقي،
عن أبيه عن وهب بن وهب ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قال ال جل جلله :يا ابن آدم أطعني
فيما أمرتك ول تعلمني ما يصلحك ) - 13 (2ب :ابن عيسى ،عن البزنطي
قال :سمعت الرضا )عليه السلم( يقول :اليمان أربعة أركان :التوكل على
ال عزوجل ،والرضا بقضائه ،والتسليم لمر ال والتفويض إلى ال ،قال
عبد صالح :وافوض أمري إلى ال ،فوقاه ال سيئات ما مكروا )- 14 (3
لى :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( من وثق بالزمان صرع )- 15 (4
ل :عن الصادق )عليه السلم( قال :ثق بال تكن مؤمنا وارض بما قسم
ال لك تكن غنيا ) - 16 (5ل :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن
ابن أبي عمير ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه
قال :يا معاوية من اعطى ثلثة لم يحرم ثلثة من اعطي الدعاء اعطي
الجابة ،ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة ،ومن اعطي التوكل اعطي
الكفاية ،فان ال عزوجل يقول في كتابه " :ومن يتوكل على ال فهو
حسبه " ) (6ويقول " :لئن شكرتم لزيدنكم " ) (7ويقول:
" ادعوني أستجب لكم " ) (1سن :معاوية بن وهب عنه )عليه السلم( مثله )(2
- 17ل :أبي ،عن سعد ،عن الصبهاني ،عن المنقري ،عن حماد بن
عيسى ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له :يا بني ليعتبر من قصر
يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق ،أن ال تبارك وتعالى خلقه في ثلثة
أحوال من أمره وآتاه رزقه ،ولم يكن له في واحدة منها كسب ول حيلة ،أن
ال تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة :أما أول ذلك فانه كان في رحم
امه يرزقه هناك في قرار مكين ،حيث ل يؤذيه حر ولبرد ثم أخرجه من
ذلك وأجرى رزقا من لبن امه يكفيه به ويربيه وينعشه ) (3من غير حول
به ولقوة ،ثم فطم من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه برأفة ورحمة
له من قلوبهما ل يملكان غير ذلك حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما في
أحوال كثيرة حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره وظن
الظنون بربه ،وجحد الحقوق في ماله ،وقتر على نفسه وعياله ،مخافة
إقتار رزقه وسوء يقين بالخلف من ال تبارك وتعالى في العاجل والجل،
فبئس العبد هذا يا بني ) - 18 (4ل :الفامي ،عن ابن بطة ،عن البرقي،
عن أبيه ،عن صفوان رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال :قال
إبليس :خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة وسائر الناس في قبضتي :من
اعتصم بال عن نية صادقة ،واتكل عليه في جميع اموره ومن كثر
تسبيحه في ليله ونهاره ،ومن رضي لخيه المؤمن ما يرضاه لنفسه ،ومن
لم يجزع على المصيبة حين تصيبه ،ومن رضي بما قسم ال له ولم يهتم
لرزقه )(5
) (1الخصال ج 1ص ،50والية الخيرة في غافر (2) 60 :المحاسن ص (3) 3
يقال :نعشه ال نعشا :رفعه وأقامه ،وتداركه من هلكة ،وجبره بعد فقر
وسد فقره ) (4الخصال ج 1ص (5) 60الخصال ج 1ص 137
][137
- 19ن :بالسانيد الثلثة ،عن الرضا ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :سأل الصادق
)عليه السلم( عن بعض أهل مجلسه فقيل :عليل ،فقصده عائدا وجلس
عند رأسه فوجده دنفا ) (1فقال له :أحسن ظنك بال ،قال :أما ظني بال
حسن ،ولكن غمي لبناتي ما أمرضني غير غمي بهن ) (2قال الصادق
)عليه السلم( :الذي ترجوه لتضعيف حسناتك ومحو سيئاتك فارجه
لصلح حال بناتك ،أما علمت أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :لما
جاوزت سدرة المنتهى ،وبلغت أغصانها وقضبانها رأيت بعض ثمار
قضبانها أثداؤه معلقة يقطر من بعضها اللبن ،ومن بعضها العسل ،ومن
بعضها الدهن ويخرج عن بعضها شبه دقيق السميذ ) (3وعن بعضها
الثياب ،وعن بعضها كالنيق ،فيهوى ذلك نحو الرض فقلت في نفسي :أين
مقر هذه الخارجات عن هذه الثداه وذلك أنه لم يكن معي جبرئيل لني كنت
جاوزت مرتبته ،واختزل دوني فناداني ربي عزوجل في سري يا محمد هذه
أنبتها من هذا المكان ال رفع لغذو منها بنات المؤمنين من امتك وبنيهم،
فقل لباء البنات :لتضيقن صدوركم على فاقتهن فاني كما خلقتهن أرزقهن
) - 20 (4ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن يحيى بن زكريا،
عن محمد بن مروان ،عن عمرو بن سيف ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :ل تدع طلب الرزق
) (1الدنف -محركة -المرض اللزم وهكذا يقال للمريض الذى لزمه المرض بلفظ
واحد مع الجميع يقال :رجل دنف وامرأة دنف وهم دنف ،والدنف -ككتف
-أيضا من لزمه مرضه والجمع أدناف وهى دنفة والجمع دنفات ) (2في
المصدر المطبوع :غير رفقي بهن ،و " غير همى بهن " خ ل ) (3في
المصدر السميد -بالدال المهملة وفى بعض النسخ السمراء والمعنى
واحد وهو الحوارى -كسمانى -لباب الدقيق وكل ما حور أي بيض من
طعام والسميذ بالمعجمة أفصح منه بالمهملة ) (4عيون الخبار ج 2ص
3
][138
من حله ،فانه عون لك على دينك ،واعقل راحلتك وتوكل ) (1جا :الجعابي مثله )(2
- 21ما :سيأتي في مواعظ الباقر )عليه السلم( يا جابر من )هذا( الذي
سأل ال فلم يعطه ؟ أو توكل عليه فلم يكفه ؟ أو وثق به فلم ينجه )22 (3
-مع :عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :من أحب أن يكون أتقى الناس،
فليتوكل على ال ،ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند ال
عزوجل أوثق منه بما في يده ) - 23 (4مع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي،
عن أبيه رفعه قال :سأل النبي )صلى ال عليه وآله( ،عن جبرئيل ما
التوكل على ال عزوجل ؟ فقال :العلم بأن المخلوق ل يضر ول ينفع ،ول
يعطي ول يمنع ،واستعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل
لحد سوى ال ،ولم يرج ولم يخف سوى ال ،ولم يطمع في أحد سوى
ال ،فهذا هو التوكل ،الخبر ) - 24 (5يد :القطان ،عن أحمد الهمداني ،عن
علي بن الحسن بن فضال ،عن أبيه ،عن مروان بن مسلم ،عن الثمالي،
عن ابن طريف ،عن ابن نباته قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم(:
أوحى ال تعالى إلى داود )عليه السلم( :يا داود تريد واريد ،وليكون إل
ما اريد ،فان أسلمت لما ازيد أعطيتك ما تريد ،وإن لم تسلم لما اريد أتعبتك
فيما تريد ،ثم ل يكون إل ما اريد ) - 25 (6ن ،يد :المكتب ،عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن معبد ،عن ابن خالد
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) 196أمالى المفيد ص (3) 110أمالى الطوسى
ج 1ص (4) 302معاني الخبار ص (5) 196معاني الخبار ص 261
) (6التوحيد349 :
][139
عن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
قال ال جل جلله :من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمص إلها
غيري وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :في كل قضاء ال عزوجل
خيرة للمؤمن ) (1أقول :قد مضى بعض الخبار في باب علمات المؤمن
- 26ل :أبي ،عن سعد ،عن أيوب بن نوح ،عن ابن أبي عمير ،عن الفراء
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من رضي القضاء أتى عليه القضاء،
وهو مأجور ،ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء وأحبط ال أجره )(2
- 27ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :من رضي من ال
بما قسم له استراح بدنه ) - 28 (3ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن
الكليني ،عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن
إسحاق بن عمار قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :رأس طاعة ال
الرضا بما صنع ال فيما أحب العبد وفيما كره )ولم يصنع ال بعبد شيئا(
إل وهو خير له ) - 29 (4ما :المفيد ،عن محمد بن طاهر ،عن ابن عقدة،
عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ،عن الحسن بن
موسى ،عن أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :؟ ؟ نيادول فما كان لك منها أتاك على ضعفك ،وما كان عليك
لم تدفعه بقوتك ،ومن انقطع رجاه مما فات استراح بدنه ،ومن رضي بما
رزقه ال قرت عينه ) - 30 (5ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن
سعد ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن ابن محبوب ،عن ابن
عطية ،عن ابن فرقد ،عن أبي عبد ال
) (1عيون الخبار ج 1ص (2) 141الخصال ج 1ص (3) 14الخصال ج 2ص
(4) 167أمالى الطوسى ج 1ص (5) 200أمالى الطوسى ج 1ص
229
][140
)عليه السلم( قال :فيما أوحى ال جل وعز إلى موسى بن عمران :يا موسى ما
خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن وإني إنما أبتليه لما هو خير له
واعافيه لما هو خير له ،وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه ،فليصبر على
بلئي ،وليشكر على نعمائي ،وليرض بقضائي ،أكتبه في الصديقين عندي،
إذا عمل برضاي ،وأطاع أمري ) - 31 (1ما :المفيد ،عن عمربن محمد،
عن علي بن مهرويه ،عن داود بن سليمان عن الرضا ،عن آبائه ،عن
أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :قال ال عزوجل :يا بني آدم كلكم ضال إل من هديت ،وكلكم عائل
إلمن أغنيت ،وكلكم هالك إل من أنجيت ،فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل
رشدكم إن من عبادي المؤمنين من ل يصلحه إل الفاقة ،ولو أغنيته
لفسده ذلك وإن من عبادي من ل يصلحه إل الصحة ،ولو أمرضته لفسده
ذلك ،وإن من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام الليل لي فالقي عليه
النعاس نظرا مني له فيرقد حتى يصبح ويقوم حين يقوم وهو ماقت لنفسه،
زار عليها ،ولو خليت بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله ،ثم كان هلكه
في عجبه ورضاه عن نفسه ،فيظن أنه قد فاق العابدين ،وجاز باجتهاده حد
المقصرين فيتباعد بذلك مني ،وهو يظن أنه يتقرب إلي أل فل يتكل
العاملون على أعمالهم ،وإن حسنت ،ول ييئس المذنبون من مغفرتي
لذنوبهم ،وإن كثرت ،لكن برحمتي فليثقوا ،ولفضلي فليرجوا ،وإلى حسن
نظري فليطمئنوا ،وذلك أني ادبر عبادي بما يصلحهم ،وأنا بهم لطيف خبير
) (2أقول :قد مضى بعض الخبار في كتاب العدل - 32 .لى :ابن البرقي،
عن أبيه ،عن جده ،عن الحسن بن علي بن فضال
][141
عن علي بن عقبة ،عن أبيه ،عن سليمان بن خالد ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :ضحك رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم حتى
بدت نواجذه ثم قال :أل تسألوني مم ضحكت ؟ قالوا :بلى يا رسول ال
)صلى ال عليه وآله( قال :عجبت للمرء المسلم أنه ليس من قضاء يقضيه
ال عزوجل له إل كان خيرا له في عاقبة أمره ) - 33 (1لى :أبي ،عن
سعد ،عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن يعقوب بن محمد البصري ،عن
ابن عمارة ،عن علي بن أبي الزعزاع ،عن أبي ثابت الخزري ،عن عبد
الكريم ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس قال :جاع رسول ال )صلى ال
عليه وآله( جوعا شديدا فأتى الكعبة فتعلق بأستارها فقال :رب محمد
لتجع محمدا أكثر مما أجعته قال :فهبط جبرئيل )عليه السلم( ومعه لوزة
فقال :يا محمد إن ال جل جلله يقرأ عليك السلم ،فقال :يا جبرئيل ال
السلم ومنه السلم وإليه يعود السلم فقال :إن ال يأمرك أن تفك عن هذه
اللوزة ،ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة ،مكتوبة عليها :لإله إل
ال محمد رسول ال أيدت محمدا بعلي ،ونصرته به ،ما أنصف ال من
نفسه من اتهم ال في قضائه ،واستبطأه في رزقه ) - 34 (2مع :ابن
الوليد ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن الحسن بن علي رفعه إلى
عمرو بن جميع رفعه إلى علي )عليه السلم( في قول ال عز وجل "
وكان تحته كنز لهما " ) (3قال :كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب
بسم ال الرحمن الرحيم لإله إل ال محمد رسول ال عجبت لمن يعلم أن
الموت حق كيف يفرح ؟ عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن ؟ عجبت لمن
يذكر النار كيف يضحك عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حال بعد حال
كيف يطمئن إليها ) - 35 (4ل :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن عبد
الرحمن بن حماد ،عن
][142
عمر بن مصعب ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :العبد بين ثلثة،
بلء ،و قضاء ،ونعمة ،فعليه في البلء من ال الصبر فريضة ،وعليه في
القضاء من ال التسليم فريضة ،وعليه في النعمة من ال عزوجل الشكر
فريضة ) (1سن :عبد الرحمن مثله ) - 36 (2مع :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد الحميد بن أبي العل
قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إن الشرك أخفى من دبيب النمل ،وقال
منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة وشبه هذا ) - 37 (3فس " :ول تقولن
لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال " ) (4أخبره أنه إنما حبس الوحي
أربعين صباحا لنه قال لقريش :غدا اخبركم بجواب مسائلكم ،ولم يستثن،
فقال ال " ول تقولن لشئ " الية ) - 38 (5ص :بالسناد إلى الصدوق،
عن ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن
مقاتل بن سليمان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم لما صعد موسى إلى
الطور فناجى ربه قال :رب أرني خزائنك ،قال :يا موسى إن خزائني إذا
أردت شيئا أن أقول له كن فيكون وقال :قال :يا رب أي خلق أبغض إليك ؟
قال الذي يتهمني ،قال :ومن خلقك من يتهمك ؟ قال :نعم الذي يستخيرني
فاخير له ،والذي أقضي القضاء له وهو خير له فيتهمني - 39ك :ابن
البرقي ،عن أبيه ،عن جده أحمد ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حمزة
بن حمران وغيره ،عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال:
خرج
) (1الخصال ج 1ص (2) 43المحاسن ص (3) 6معاني الخبار ص (4) 379
الكهف (5) 23 :تفسير القمى ص 395
][143
أبو جعفر محمد بن علي الباقر )عليهما السلم( بالمدينة فتصحر واتكى على جدار
من جدرانها مفكرا إذ أقبل إليه رجل فقال :يا أبا جعفر علم حزنك ؟ أعلى
الدنيا فرزق ال حاضر يشترك فيه البر والفاجر ،أم على الخرة فوعد
صادق يحكم فيه ملك قادر قال أبو جعفر عليه السلم :ما على هذا أحزن
إنما حزني على فتنة ابن الزبير ،فقال له الرجل :فهل رأيت أحدا خاف ال
فلم ينجه ؟ أم هل رأيت أحدا توكل على ال فلم يكفه ؟ وهل رأيت أحدا
استخار ال فلم يخر له ؟ قال أبو جعفر )عليه السلم( :فولى الرجل وقال
هو ذاك ،فقال أبو جعفر )عليه السلم( هذا هو الخضر )عليه السلم( قال
الصدوق :جاء هذا الحديث هكذا ،وقد روي في حديث آخر أن ذلك كان مع
علي بن الحسين )عليه السلم( ) - 40 (1صح :عن الرضا ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يقول ال عزو
جل :مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إل قطعت أسباب السماوات
والرض من دونه )فان سألني لم اعطه ،وإن دعاني لم اجبه ،وما من
مخلوق يعتصم بي دون خلقي إل ضمنت السماوات والرض برزقه( ،فان
سألني أعطيته وإن دعاني أجبته ،وإن استغفر لي غفرت له )- 41 (2
صح :عن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال الحسين )عليه
السلم( :روي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أنه قال :يقول ال
تعالى :لقطعن أمل كل مؤمن أمل دوني الناس ،وللبسنه ثوب مذلة بين
الناس ،ولنحينه من وصلي ،ولبعدنه من قربي ،من ذا الذي رجاني
لقضاء حوائجه فقطعت به دونها ) - 42 (3ضا :أروي عن العالم )عليه
السلم( أنه قال :من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على ال ،وسئل
عن حد التوكل ما هو ؟ قال :ل تخاف سواه وأروي أن الغنى والعز يجولن
فإذا ظفرا بمواضع التوكل أوطنا وأروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال:
التوكل على ال عز وجل درجات منها
) (1كمال الدين ج 2ص 58راجع الرقم 1فيما سبق ) (2صحيفة الرضا )عليه
السلم( ص 2والسافط أضفناه من المصدر ) (3لم نجده في المصدر
][144
أن تثق به في امورك كلها ،فما فعله بك كنت عنه راضيا وروي أن ال عزوجل
أوحى إلى داود )عليه السلم( ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من
خلقي عرفت ذلك من نيته ثم يكيده أهل السماوات والرض وما فيهن إل
جعلت له المخرج من بينهن ،وما اعتصم عبد من عبيدي بأحد من خلقي
دوني عرفت ذلك من نيته إل قطعت أسباب السماوات من يديه وأسخت
الرض من تحته ،ولم ابال بأي الوادي هلك وأروي عن العالم )عليه
السلم( أنه قال :يقول ال تبارك وتعالى :وعزتي وجللي وارتفاعي في
علوي ل يؤثر عبد هواي على هواه إل جعلت غناه في قلبه وهمه في
آخرته ،وكففت عليه ضيعته ،وضمنت السماوات والرض رزقه ،وكنت له
من وراء حاجته ،وأتته الدنيا وهي راغمة ،وعزتي وجللي وارتفاعي في
علو مكاني ل يؤثر عبد هواه على هواي إل قطعت رجاه ،ولم أرزقه منها
إل ما قدرت له وأروي أن بعض العلماء كان يقول :سبحان من لو كانت
الدنيا خيرا كلها أهلك فيها من أحب ،سبحان من لو كانت الدنيا شرا كلها
نجا منها من أراد وروي كن لما ل ترجو أرجى منك لما ترجو ،فان موسى
بن عمران )عليه السلم( خرج يقتبس نارا لهله فكلمه ال ورجع نبيا
وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان ،وخرجت سحرة فرعون يطلبون
العز لفرعون فرجعوا مؤمنين وروي ل تقل لشئ قد مضى :لو كان غيره
روي عن العالم )عليه السلم( قال :إذا شاء ال فيعطينا وإذا أحب أن يكره
رضينا وأروي أعلم الناس بال أرضاهم بقضاء ال وروي رأس طاعة ال
الصبر والرضا وروي ما قضى ال على عبده قضاء فرضي به إل جعل
الخير فيه وروي أن ال تبارك وتعالى أوحي إلى موسى بن عمران )عليه
السلم( يا موسى !
][145
ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن وإني إنما أبتليه لما هو خير له ،واعافيه
لما هو خير له ،فليصبر على بلي ،وليشكر نعماي ،وليرض بقضاي،
أكتبه من الصديقين عندي وأروي عن العالم )عليه السلم( :المؤمن
تعرض كل خير ،لوقرض بالمقاريض كان خيرا له ،وإن ملك مابين
المشرق والمغرب كان خيرا له وروي :من اعطي الدين فقد اعطي وروي
أن ال تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحب ،ومن ل يحب ،ول يعطي الدين
إل من يحبه وفي خبر آخر :ل يعطي ال الدين إل أهل خاصته وصفوته من
خلقه وروي إذا طلبت شيئا من الدنيا فزوي عنك ،فاذكر ما خصك ال به
من دينه ،وما صرفه عنك بغيره ،فان ذلك أحرى أن تسخو نفسك عما فاتك
من الدنيا وروي أن ال تبارك وتعالى أوحى إلى داود )عليه السلم( :فلنة
بنت فلنة معك في الجنة في درجتك فسار إليها فسألها عن عملها ،فخبرته
فوجده مثل أعمال سائر الناس فسألها عن نيتها ،فقالت :ماكنت في حالة
فنقلني منها إلى غيرها إل كنت بالحالة التي نقلني إليها أسر مني بالحالة
التي كنت فيها ،فقال :حسن ظنك بال جل وعز وأروي عن العالم أنه قال:
وال ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا والخرة إل بحسن ظنه بال عزوجل،
ورجائه منه ،وحسن خلقه ،والكف عن اغتياب المؤمنين ،وأيم ال ل يعذب
ال مؤمنا بعد التوبة والستغفار إل أن يسوء الظن بال ،وتقصيره من
رجائه ل ،وسوء خلقه ،ومن اغتيابه للمؤمنين ،وال ل يحسن ظن عبد
مؤمن بال إل كان ال عند ظنه به ،لن ال عزوجل كريم يستحي أن يخلف
ظن عبده ورجائه ،فأحسنوا الظن بال وارغبوا إليه وقد قال ال عزوجل:
" الظانين بال ظن السوء عليهم دائرة السوء " )(1
][146
وروي أن داود )عليه السلم( قال :يا رب ما آمن بك من عرفك فلم يحسن الظن بك
وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى الناز فيلتفت فيقول :يا رب لم يكن هذا
ظني بك فيقول :ماكان ظنك بي ؟ قال :كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي ،و
تسكنني جنتك ،فيقول ال عزوجل :يا ملئكتي وعزتي وجللي وجودي و
كرمي وارتفاعي في علوي ما ظن بي عبدي خيرا ساعة قط ولو ظن بي
ساعة خيرا ما روعته بالنار ،أجيزوا له كذبه ،وأدخلوه الجنة ثم قال العالم
)عليه السلم( :قال ال عزوجل :أل ل يتكل العاملون على أعمالهم التي
يعملونها لثوابي ،فانهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي
كانوا مقصرين غير بالغين في عباداتهم كنه عبادتي فيما يظنونه )(1
عندي من كرامتي ،ولكن برحمتي فليثقوا ،ومن فضلي فليرجوا ،وإلى
حسن الظن )بي( فليطمئنوا ،فان رحمتي عتد ذلك تدركهم ومنتي تبلغهم،
ورضواني ومغفرتي يلبسهم ،فاني أنا ال الرحمن الرحيم ،وبذلك سميت
وأروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال :إن ال أوحى إلى موسى بن
عمران أن )يحبس( في الحبس رجلين من بني إسرائيل فحبسهما ثم أمره
باطلقهما ،قال :فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة ،فقال له :ما الذي
بلغ بك ما أرى منك ؟ قال :الخوف عن ال ،ونظر إلى الخر لم يتشعب منه
شئ فقال له :أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد وقد رأيت بلغ المر
بصاحبك وأنت لم تتغير ؟ فقال له الرجل :إنه كان ظني بال جميل حسنا،
فقال :يا رب قد سمعت مقالة عبديك فأيهما أفضل ؟ قال :صاحب الظن
الحسن أفضل وأروي عن العالم أن ال الوحى إلى موسى بن عمران )عليه
السلم( :يا موسى قل لبني إسرائيل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما
شاء يجدني عنده )(2
) (1فيما يطلبونه خ ) (2قد مر بعض هذه الخبار عن المصدر في المجلد 70باب
الخوف والرجاء ص 389
][147
- 42مص :قال الصادق )عليه السلم( :التوكل كأس مختوم يختم ال عزوجل فل
يشرب بها ول يفض ختامها إل المتوكل كما قال ال تعالى " :وعلى ال
فليتوكل المتوكلون " ) (1وقال ال عزوجل " :وعلى ال فتوكلوا إن كنتم
مؤمنين " ) (2جعل التوكل مفتاح اليمان ،واليمان قفل التوكل ،وحقيقة
التوكل اليثار وأصل اليثار تقديم الشئ بحقه ،ول ينفك المتوكل في توكله
من إثبات أحد اليثارين ،فان آثر معلول التوكل وهو الكون ،حجب به ،وإن
آثر )المعلل( علة التوكل وهو الباري سبحانه بقي معه فان أردت أن تكون
متوكل لمتعلل فكبر على روحك خمس تكبيرات وودع أمانيك كلها ،وداع
الموت والحياة وأدنى حد التوكل أن لتسابق مقدورك بالهمة ،ول تطالع
مقسومك ،ول تستشرف معدومك ،فينتقض بأحدها عقد إيمانك ،وأنت ل
تشعر وإن عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكلين حقا فاعتصم بمعرفة
هذه الحكاية وهي أنه روي أن بعض المتوكلين قدم على بعض الئمة،
فقال له :اعطف علي بجواب مسألة في التوكل ،والمام كان يعرف الرجل
بحسن التوكل ،ونفيس الورع ،وأشرف على صدقه فيما سأل عنه ،من قبل
إبدائه إياه ،فقال له :قف مكانك وأنظرني ساعة ،ففعل فبينما هو مطرق
لجوابه إذا اجتاز بهما فقير ،فأدخل المام )عليه السلم( يده في جيبه
وأخرج شيئا فناوله للفقير ،ثم أقبل على السائل فقال :هات وسل عما بدالك
فقال السائل :أيها المام كنت أعرفك قادرا متمكنا من جواب مسألتي قبل
أن استنظرتني فما شأنك في إبطائك عني ؟ فقال المام :لتعتبر المعنى مني
قبل كلمي ،إذا لم أكن أراني ساهيا بسري وربي مطلع عليه أن أتكلم بعلم
التوكل ،وفي جيبي دانق ،ثم لم يحل لي ذلك إل بعد إيتائه ) (3ثم
][148
ليعلم به )فافهم( فشهق السائل فحلف أن ل يأوي عمرانا ول يأنس بشرا ما عاش )
- 43 (1شا :أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ،عن جده ،عن ابن
يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن المغيرة ،عن أبي حفص العشى ،عن
الثمالي ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال :خرجت حتى انتهيت
إلى هذا الحائط فاتكيت عليه ،فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه
وجهي ،ثم قال :يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا ؟ أعلى الدنيا
حزنك ؟ فرزق ال حاضر للبر والفاجر ،فقلت :ما على هذا أحزن ،وإنه
لكما تقول ،قال :فعلى الخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر فعلى م
خوفك ؟ قلت :الخوف من فتنة ابن الزبير قال :فضحك ثم قال :يا علي بن
الحسين هل رأيت أحدا قط توكل على ال فلم يكفه ؟ قلت :ل ،قال :يا علي
بن الحسين هل رأيت أحدا قط خاف ال فلم ينجه ؟ قلت :ل ،قال :يا علي
بن الحسين هل رأيت أحدا قط سأل ال فلم يعطه ؟ قلت :ل ،ثم نظرت إليه
فإذا ليس قد امي أحد ) (2جا :أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن
ابن معروف ،عن ابن مهزيار ،عن علي بن الحكم ،عن أبي حفص العشى
ومحمد بن سنان ،عن رجل من بني أسد جميعا ،عن الثمالي مثله )44 (3
-مص :قال الصادق )عليه السلم( :المفوض أمره إلى ال في راحة البد
والعيش الدائم الرغد ،والمفوض حقا هو العالي ،عن كل همة دون ال،
كقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( نظما :رضيت بما
قسم ال لي * وفوضت أمري إلى خالقي كما أحسن ال فيما مضى * كذلك
يحسن فيما بقي
) (1مصباح الشريعة (2) 51ارشاد المفيد ص (3) 242 - 241مجالس المفيد
ص 127
][149
][150
ليوسف :ألست الذي حببتك إلى أبيك ،وفضلتك على الناس بالحسن ،أو لست الذي
سقت إليك السيارة وأنقذتك وأخرجتك من الجب ؟ أو لست الذي صرفت
عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك )عني( أو تدعو مخلوقا
دوني ،فالبث لما قلت في السجن بضع سنين ) - 48 (1شى :عن عبد ال
بن عبد الرحمن عمن ذكره عنه قال لما قال للفتى " :اذكرني عند ربك " )
(2أتاه جبرئيل )عليه السلم( فضربه برجله حتى كشط له عن الرض
السابعة ،فقال له :يا يوسف انظر ماذا ترى ؟ قال :أرى حجرا صغيرا ففلق
الحجر فقال ماذا ترى ؟ قال أرى دودة صغيرة قال فمن رازقها ؟ قال :ال،
قال :فان ربك يقول لم أنس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الرض
السابعة ،أظننت أني أنساك حتى تقول للفتى " :اذكرني عند ربك " لتلبثن
في السجن بمقالتك هذه بضع سنين قال فبكايوسف عند ذلك حتى بكى
لبكائه الحيطان قال فتأذى به أهل السجن فصالحهم على أن يبكي يوما
ويسكت يوما وكان في اليوم الذي يسكت أسوء حال ) - 49 (3شى :عن
مالك بن عطية ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :في قوله " :وما يؤمن
أكثرهم بال إل وهم مشركون " ) (4قال :هو قول الرجل لول فلن لهلكت،
و لول فلن لصبت كذا وكذا ،ولول فلن لضاع عيالي أل ترى أنه قد جعل
شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه ؟ قال قلت :فيقول :لول أن ال من علي
بفلن لهلكت قال :نعم ل بأس بهذا ) (5أقول :قد مر مثله بأسانيد في باب
أنواع الكفر ) - 50 (6شى :عن البزنطى عن الرضا )عليه السلم( قال:
عجبا لمن عقل عن ال كيف
) (1تفسير العياشي ج 2ص (2) 177يوسف (3) 42 :المصدر ج 2ص ) 177
(4يوسف (5) 106 :تفسير العياشي ج 2ص (6) 200بل سيجئ في
باب الكفر ولوازمه تحت الرقم .25
][151
][152
يبلغهم رضواني ،ومغفرتي يلبسهم عفوي ،فاني أنا ال الرحمن الرحيم بذلك
تسميت - 54 .محص :عن محمد بن مسلم ،عن ابى جعفر )عليه السلم(
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :عجبا للمؤمن ل يقضي ال
عليه قضاء ال كان خيرا له سره أو ساءه ،ان ابتله كان كفارة لذنبه ،وإن
أعطاه وأكرمه كان قد حباه - 55محص :عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :كم من نعمة ل على عبده في غير أمله وكم من مؤمل أمل الخيار في
غيره ،وكم من ساع من حتفه وهو مبطئ عن حظه - 56محص :عن
زراره قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول في قضاء ال كل خير
للمؤمن عن طريف ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن العبد الولي ل
يدعو في المر ينوبه فيقول ال للملك الموكل بذلك المر) :اقض لعبدي
حاجته ول تعجل فاني أشتهي أن أسمع نداءه وصوته ،وإن العبد العدو ل
ليدعو ال في المر ينوبه فيقال :للملك الموكل به( ) (1اقض حاجته
وعجلها ،فاني ابغض أن أسمع نداءه وصوته قال :فيقول الناس :ما اعطي
هذا حاجته وحرم هذا ،إل لكرامة هذا على ال وهوان هذا عليه - 57
محص :عن محمد بن سنان ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :من اغتم
كان للغم أهل فينبغي للمؤمن أن يكون بال وبما صنع راضيا - 58محص:
عن أبي خليفة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ما قضى ال لمؤمن
قضاء فرضي به إل جعل ال له الخيرة فيما يقضي - 59محص :عن عبد
ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن ال بعد له وحكمته
وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا عن ال وجعل الهم والحزن
في الشك ،فارضوا عن ال وسلموا المره - 60محص :عن ابن مسكان،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :الرضا بمكروه القضاء من أعلى درجات
اليقين
) (1مابين العلمتين أضفناه من الكافي ج 2ص ،490وقد كان في الصل بياض
][153
وقال )عليه السلم( :من صبر ورضي عن ال فيما قضى عليه فيما أحب أو كره لم
يقض ال عليه فيما أحب أو كره إل ما هو خير له - 61محص :عن
سليمان الجعفري ،عن أبي الحسن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال:
رفع إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( )قوم( في بعض غزواته فقال:
من القوم ؟ قالوا :مؤمنون يارسول ال قال :ما بلغ من إيمانكم ؟ قالوا:
الصبر عند البلء )والشكر عند الرخاء والرضا بالقضاء ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء ،إن
كنتم كما تصفون( ) (1فلتبنوا مال تسكنون ،ول تجمعوا ما ل تأكلون،
واتقوا ال الذي إليه ترجعون ) - 62 (2محص :عن علي بن سويد ،عن
أبي الحسن الول )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال عزوجل " :ومن
يتوكل على ال فهو حسبه " ) (3فقال :التوكل على ال درجات ،فمنها أن
تثق به في امورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه لم يؤتك إل
خيرا وفضل وتعلم أن الحكم في ذلك له ،فتوكلت على ال بتفويض ذلك
إليه ووثقت به فيها وفي غيرها مشكوة النوار :عن أبي الحسن الول
)عليه السلم( مثله ) - 63 (4محص :عن أبي جعفر )عليه السلم( قال:
أحق من خلق ال بالتسليم لما قضى ال من عرف ال ومن رضي بالقضاء
أتى عليه القضاء وعظم عليه أجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء
وأحبط ال أجره
) (1ما بين العلمتين أضفناه من نسخة المشكاة ص (2) 34وفى الكافي :بينا
رسول ال )صلى ال عليه وآله( في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا:
السلم عليك يارسول ،فقال :ما أنتم ؟ فقالوا :نحن مؤمنون يارسول ال
قال :فما حقيقة ايمانكم ؟ قالوا :الرضا بقضاء ال ،والتفويض إلى ال،
والتسليم لمر ال ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :علماء حكماء
كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء ،فان كنتم صادقين فل تبنوا مال
تسكنون ول تجمعوا مال تأكلون ،واتقوا ال الذى إليه ترجعون )(3
الطلق (4) 3 :مشكاة :النوار 16مع اختلف
][154
][155
عني ،قد أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني فأعرض عني ولم يسألني ،وسأل في
نائبته غيري وأنا ال أبتدي بالعطية قبل المسألة ،أفاسأل فل اجيب ؟ كل أو
ليس الجود والكرم لي ؟ أو ليس الدنيا والخرة بيدي ؟ فلو أن أهل سبع
سموات وأرضين سألوني جميعا فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص
ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة ،وكيف ينقص ملك أنا قيمه فيا بؤسا لمن
عصاني ولم يراقبني فقلت له :يا ابن رسول ال أعد علي هذا الحديث
فأعاده ثلثا فقلت لو ال ل سألت أحدا بعد هذا حاجة ،فما لبثت أن جاءني
ال برزق وفضل من عنده ) - 68 (1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن
أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق )العلوي عن إسحاق( ابن جعفر،
عن أخيه موسى )عليه السلم( ،عن أبيه جعفر بن محمد ،عن آبائه ،عن
علي )عليهم السلم( ،عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :يقول ال
عزوجل :مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إل قطعت به أسباب
السماوات وأسباب الرض من دونه ،فان سألني لم اعطه وإن دعائي لم
اجبه ،وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إل ضمنت السموات و الرض
رزقه ،فان دعاني أجبته وإن سألني أعطيته ،وإن استغفرني غفرت له )(2
- 69الدرة الباهرة :قال :على بن الحسين )عليهما السلم( :ما استغنى
أحد بال )إل( افتقر الناس إليه وقال )عليه السلم( :من عتب على الزمان
طال معتبته وقال الجواد )عليه السلم( :كيف يضيع من ال كافله ،وكيف
ينجو من ال طالبه ومن انقطع إلى غير ال وكله ال إليه - 70بيان
التنزيل لبن شهر آشوب :قال :أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الكوفة
عند نهر كوثا ) (3من قرية قطنانا وأو قدالنار فعجزوا عن رمي إبراهيم
فعمل
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) 196أمالى الطوسى ج 2ص (3) 198قيل هي
كوثاربى على وزن طوبى هدى كان قرية من قرى الكوفة كما ذكره
المؤرخون والذى ذكر اللغويون هوكوثى قال الجزرى :كوثى العراق هي
سرة السواد =
][156
لهم إبليس المنجنيق فرمي به ،فتلقاه جبرئيل في الهواء فقال :هل لك من حاجة ؟
فقال :أما إليك فل ،حسبي ال ونعم الوكيل ،فاستقبله ميكائيل فقال :إن
أردت أخمدت النار فان خزائن المطار والمياه بيدي ،فقال :لاريد ،وأتاه
ملك الريح ،فقال :لو شئت طيرت النار ،قال :لاريد ،فقال جبرئيل :فاسأل
ال " فقال :حسبي من سؤالي علمه بحالي - 71دعوات الراوندي :قال
النبي )صلى ال عليه وآله( :ثلث من كن فيه جمع ال له خير الدنيا
والخرة :الرضا بالقضاء ،والصبر عند البلء ،والدعاء عند الشدة
والرخاء وقال الصادق )عليه السلم( :رأس كل طاعة ال الرضا بما صنع
ال إلى العبد فيما أحب وفيما كره - 72نهج :اغض على القذى وإل لم
ترض أبدا ) - 73 (1كنز الكراجكى :قال لقمان لبنه :يا بني ثق بال
عزوجل ثم سل في الناس هل من أحد وثق بال فلم ينجه ؟ يا بني توكل
على ال ثم سل في الناس من ذاالذي توكل على ال فلم يكفه ؟ يا بني
أحسن الظن بال ثم سل في الناس من ذا الذي أحسن الظن بال فلم يكن
عند حسن ظنه به - 74عدة الداعي :سئل الصادق )عليه السلم( عن حد
التوكل ،فقال :أن ل تخاف مع ال شيئا .وقال الصادق )عليه السلم( :من
أراد أن يعرف كيف منزلته عند ال فليعرف كيف منزلة ال عنده ،فان ال
ينزل العبد مثل ما ينزل العبد ال من نفسه )(2
= وبها ولد ابراهيم الخليل )عليه السلم( وقال ياقوت :وكوثى العراق كوثيان:
أحدهما الطريق والخر كوثى ربى وبها مشهد ابراهيم الخليل )عليه
السلم( وبها مولده ،وهما من أرض بابل وبها طرح ابراهيم في النار
وقال الفيروز آبادي :والقطقطانة بضمهما موضع بالكوفة كانت سجن
النعمان بن المنذر ) (1نهج البلغة ج 2ص (2) 193عدة الداعي ص
106
][157
- 75مشكوة النوار :عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن الغنى والعز يجولن
فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطناه وعنه )عليه السلم( قال :أوحى ال
تبارك وتعالى إلى داود )عليه السلم( إنه ما اعتصم بي عبد من عبادي
دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السماوات والرض ومن
فيهن إل جعلت له المخرج من بينهن ،وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من
خلقي عرفت ذلك من نيته إل قطعت أسباب السماوات من بين يديه وأسخت
الرض من تحته ،ولم ابال في أي وادتهالك ) (1وعنه )عليه السلم( قال:
لم يكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول لشئ قد مضى :لو كان غيره
وعنه )عليه السلم( في قول ال عز وجل " :إن ال وملئكته يصلون
على النبي " ) (2الية قال :أثنوا عليه وسلموا عليه ،قلت :فكيف علم
الرسول أنها كذلك ؟ قال :كشف له الغطاء قلت :فبأي شئ علم المؤمن أنه
مؤمن ؟ قال :بالتسليم ل ،والرضا فيما ورد عليه من وراء سخط )(3
ومنه :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :اليمان له أركان أربعة :التوكل
على ال وتفويض المر إلى ال ،والرضا بقضاء ال ،والتسليم لمر ال
وعن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال جل ثناؤه " :فل وربك ل
يؤمنون حتى يحكموك " ) (4الية قال :التسليم والرضا والقنوع بقضائه
ومنه عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :بعث ال نبيا إلى قوم وأمر أن
يقاتلهم فشكى إلى ال الضعف فقال :اختر القتال أو النار ،قال :يا رب ل
طاقة لي بالنار فأوحى ال إليه أن النصر يأتيك في سنتك هذه ،فقال ذلك
النبي )عليه السلم( :لصحابه
) (1مشكاة النوار ص (2) 16الحزاب (3) 56 :مشكاة النوار ص (4) 17
النساء65 :
][158
إن ال عزوجل قد أمرني بقتال بني فلن ،فقلت :ل طاقة لنا بقتالهم ،فقال :اختر
النار أو القتال ،قالوا :بلى ل طاقة لنا بالنار ،فقال :إن ال قد أوحى أن
النصر يأتيني في سنتي هذه قالوا :تفعل ونفعل وتكون ونكون ) (1قال:
وبعث ال نبيا آخر إلى قوم )وأمره أن يقاتلهم( فكشى إلى ال الضعف
فأوحى ال عزوجل أن النصر يأتيك بعد خمسة عشرة سنة ،فقال لصحابه:
إن ال عزوجل أمرني بقتال بني فلن فشكوت إليه الضعف فقالوا :لحول
ول قوة إل بال فقال لهم :إن ال قد أوحى إلي أن النصر يأتيني بعد خمسة
عشرة سنة فقالوا :ما شاء ال لقوة إل بال ،قال :فأتاهم ال بالنصر في
سنتهم تلك لتفويضهم إلى ال وقولهم ما شاء ال لحول ولقوة إل بال
ومنه عن أبي عبد ال )عليه السلم( :ومن التوكل أن ل تخاف مع ال
غيره ) (2ومنه نقل من كتاب المحاسن عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :إن أعلم الناس بال أرضاهم بقضاء ال وعنه )عليه السلم( قال:
رأس طاعة ال الصبر والرضا عن ال فيما أحب العبد أو كره ،ول يرضى
عبد عن ال فيما أحب أو كره إل كان خيرا له فيما أحب أو كره وعنه
)عليه السلم( قال :ما قضى ال لمؤمن قضاء قرضي به إل جعل الخيرة له
فيما قضى ) (3وعن الباقر )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :إن ال جل ثناؤه يقول :وعزتي وجللي ماخلقت من خلقي
خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن ولذلك سميته باسمي مؤمنا لحرمه مابين
المشرق والمغرب وهي خيرة له مني ،وإني لملكه مابين المشرق
والمغرب وهي خيرة له مني ،فليرض بقضائي وليصبر
) (1مشكاة النوار ص (2) 19مشكاة النوار ص (3) 20مشكاة النوار ص 21
][159
على بلئي وليشكر نعمائي أكتبه يا محمد من الصديقين عندي وعن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :لقي الحسن بن علي عبد ال بن جعفر )عليهما السلم(
فقال :يا عبد ال كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر
منزلته والحاكم عليه ال ،فأنا الضامن لمن ل يهجس في قلبه إل الرضا أن
يدعو ال فيستجاب له وعنه )عليه السلم( قال :الروح والراحة في الرضا
واليقين ،والهم والحزن في الشك والسخط وقال )عليه السلم( :اجري
القلم في محبة ال فمن أصفاه ال بالرضا فقد أكرمه ،ومن ابتله بالسخط
فقد أهانه ،والرضا والسخط خلقان من خلق ال وال يزيد في الخلق ما
يشاء وعن أبي الحسن الول :ينبغي لمن عقل عن ال أن ل يستبطئه في
رزقه ،ول يتهمه في قضائه وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قضاء
الحوائج إلى ال عزوجل وأسبابها إلى العباد فمن قضيت له حاجة فليقبلها
عن ال بالرضا والصبر قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :إنما يجمع
الناس بالرضا والسخط ،فمن رضي أمرا فقد دخل عليه ومن سخط فقد
خرج منه وعن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال :الصبر والرضا عن
ال رأس طاعة ال ومن صبر ورضي عن ال فيما قضى عليه مما أحب أو
كره )لم يقض ال له فيما أحب أو كره( إل ما هو خير له ،ودخل بعض
أصحاب أبي عبد ال )عليه السلم( في مرضه الذي توفي فيه إليه ،وقد
ذبل فلم يبق إل رأسه ،فبكى ،فقال :لي شئ تبكي ؟ فقال :لأبكي وأنا أراك
على هذه الحال ؟ قال :ل تفعل فان المؤمن تعرض كل خير إن قطع
أعضاؤه كان خيرا له ،وإن ملك مابين المشرق والمغرب كان خيرا له )(2
- 76المؤمن :عن زرارة قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :في
قضاء ال
][160
عزوجل كل خير للمؤمن وعن الصادق )عليه السلم( إن المسلم ل يقضي ال
عزوجل له قضاء إل كان خيرا له ،وإن ملك مشارق الرض ومغاربها كان
خيرا له ،ثم تل هذه الية " فوقاه ال سيئات ما مكروا " ) (1ثم قال :أم
وال لقد سلطوا عليه وقتلوه فأما ما وقاه ال فوقاه أن يفتنوه في دينه
وعن الصادق )عليه السلم( إنه قال :لويعلم المؤمن ماله في المصائب من
الجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض - 77المؤمن :عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :فيما أوحى ال إلى موسى يا موسى ما خلقت خلقا أحب إلي
من عبدي المؤمن ،وإني أنا أبتليه بما هو خير له واعطيه لما هو خير له،
وأزوي عنه لما هو خير له ،وأنا أعلم بما يصلح عليه فليصبر على بلئي
وليرض بقضائي ،وليشكر نعمائي ،أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل
برضاي وأطاع أمري )) * (64باب( * * )الجتهاد والحث على العمل( *
اليات :البقرة :يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم
لعلكم تتقون ) (2وقال تعالى :فمن تبع هداي فلخوف عليهم ولهم
يحزنون ) (3وقال تعالى :سنزيد المحسنين )(4
) (1سورة المؤمن 44 :و (2) 45البقرة (3) 21 :البقرة (4) 38 :البقرة58 :
][161
وقال " :إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن منهم بال
واليوم الخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولخوف عليهم ولهم
يحزنون " ) (1وقال تعالى " :وما تقدموا لنفسكم من خير تجدوه عند ال
إن ال بما تعملون بصير " ) (2وقال تعالى " :وقدموا لنفسكم واتقوا ال
واعلموا أنكم ملقوه وبشر المؤمنين " ) (3آل عمران :يوم تجد كل نفس
ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا
بعيدا ويحذركم ال نفسه وال رؤف بالعباد ) (4وقال حاكيا عن عيسى :إن
ال ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) (5النساء :ليس بأمانيكم ول
أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ول يجدله من دون ال وليا ول
نصيرا * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو انثى وهو مؤمن فاولئك
يدخلون الجنة ول يظلمون نقيرا ) (6وقال تعالى :لن يستنكف المسيح أن
يكون عبدا ل ول الملئكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر
فسيحشرهم إليه جميعا * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم
اجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا
أليما ول يجدون لهم من دون ال وليا ول نصيرا ) (7المائدة :إن الذين
آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بال
) (1البقرة (2) 62 :البقرة (3) 110 :البقرة (4) 223 :آل عمران (5) 30 :آل
عمران (6) .51 :النساء (7) 124 - 123 :النساء173 - 172 :
][162
واليوم الخر وعمل صالحا فلخوف عليهم ولهم يحزنون ) (1وقال تعالى :يا أيها
الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى ال مرجعكم
فينبئكم بما كنتم تعملون ) (2النعام :ذلكم ال ربكم خالق كل شئ فاعبدوه
وهو على كل شئ وكيل ) (3العراف :حاكيا عن نوح :يا قوم اعبدوا ال
مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) (4وقال تعالى:
حاكيا عن هود :يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره أفل تتقون ) (5وقال
تعالى ،حاكيا عن صالح وشعيب )عليهما السلم( :يا قوم اعبدوا ال مالكم
من إله غيره ) (6وقال :إن الذين عند ربك ل يستكبرون عن عبادته
ويسبحونه وله يسجدون ) (7النفال :يا أيها الذين آمنوا استجيبوا ل
وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن ال يحول بين المرء وقلبه وأنه
إليه تحشرون ) (8التوبة :وسيرى ال عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم
الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) (9وقال تعالى :وقل اعملوا
فسيرى ال عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب
والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )(10
) (1المائدة (2) 69 :المائدة (3) 105 :النعام (4) 102 :العراف(5) 59 :
العراف (6) 65 :العراف 73 :و (7) 85العراف (8) 206 :النفال:
(9) 24براءة (10) 94 :براءة.105 :
][163
يونس :ذلكم ال ربكم فاعبدوه أفل تذكرون -إلى قوله تعالى :ليجزي الذين آمنو
وعملوا الصالحات بالقسط ) (1هود :حاكيا عن صالح )عليه السلم( :قال
يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره هو أنشأكم من الرض واستعمركم
فيها ) (2وقال تعالى :وإن كل لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما تعملون
خبير * فاستقم كما امرت ومن تاب معك ول تطغوا إنه بما يعملون بصير )
(3النحل :من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة
طيبة ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون ) (4وقال تعالى :إل من اكره
وقلبه مطمئن باليمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من ال
ولهم عذاب عظيم -إلى قوله تعالى :اولئك الذين طبع ال على قلوبهم
وسمعهم وأبصارهم واولئك هم الغافلون ) (5الكهف :إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات إنا ل نضيع أجر من أحسن عمل * اولئك لهم جنات
عدن تجري من تحتهم النهار ) (6وقال تعالى :والباقيات الصالحات خير
عند ربك ثوابا وخير أمل ) (7مريم :وإن ال ربي وربكم فاعبدوه هذا
صراط مستقيم ) (8وقال تعالى :رب السموات والرض وما بينهما فاعبده
واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) (9وقال تعالى :ويزيد ال الذين اهتدوا
هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا )(10
) (1يونس (2) 3 :هود (3) 61 :هود (4) 112 - 111 :النحل (5) 97 :النحل:
(6) 108 - 106الكهف (7) 30 :الكهف (8) 46 :مريم (9) 36 :مريم:
(10) 65مريم76 :
][164
طه :إنني أنا ال ل إله إل أنا فاعبدني ) (1وقال تعالى :ومن يعمل من الصالحات
وهو مؤمن فل يخاف ظلما ول هضما ) (2وقال تعالى :ولقد عهدنا إلى آدم
من قبل فنسي ولم نجد له عزما ) (3النبياء :ومن عنده ل يستكبرون عن
عبادته ول يستحسرون ) (4وقال تعالى :وما أرسلنا من رسول إل نوحي
إليه أنه لإله إل أنا فاعبدون ) (5وقال تعالى :إن هذه امتكم امة واحدة وأنا
ربكم فاعبدون ) (6وقال تعالى :فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فل
كفران لسعيه وإنا له كاتبون ) (7الحج :وبشر المحسنين ) (8المؤمنون:
حاكيا عن نوح )عليه السلم( :يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره أفل
تتقون ) (9وقال تعالى :يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا
إني بما تعملون عليم * وإن هذه امتكم امة واحدة وأنا ربكم فاتقون )(10
النور :وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبدلنهم من
) (1طه (2) .24 :طه (3) 112 :طه (4) 115 :النبياء (5) 19 :النبياء(6) 25 :
النبياء (7) 92 :النبياء (8) 94 :الحج (9) 37 :المؤمنون(10) 23 :
المؤمنون52 - 51 :
][165
بعد خوفهم أمنا يعبدونني ل يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم
الفاسقون ) (1العنكبوت :والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم
سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون ) (2وقال سبحانه :والذين
آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) (3وقال تعالى :وإبراهيم
إذ قال لقومه اعبدوا ال واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) (4وقال
تعالى :والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن ال لمع المحسنين )(5
لقمان :يا بنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في
السموات أو في الرض يأت بها ال إن ال لطيف خبير ) (6سبا :واعملوا
صالحا إني بما تعملون بصير ) (7فاطر :من كان يريد العزة فلله العزة
جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) (8يس :ونكتب ما
قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ) (9وقال تعالى :ألم أعهد
إليكم يا بني آدم أن ل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني
هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبل كثيرا أفلم تكونوا تعقلون )(10
][166
الصافات :إنا كذلك نجزي المحسنين ) (1في مواضع ص :أم نجعل الذين آمنوا
وعملوا الصالحات كالمفسدين في الرض أم نجعل المتقين كالفجار )(2
الزمر :ثم إلى ربكم مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون * إنه عليم بذات
الصدور ) (3وقال تعالى :لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين )
(4وقال تعالى :وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة
وأنتم ل تشعرون * أو تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب ال
وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن ال هداني لكنت من المتقين *
أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون مع المحسنين * بلى قد
جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ) (5المؤمن :من
عمل سيئة فل يجزى إل مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو
مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ) (6وقال تعالى:
وما يستوي العمي والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ول المسيئ
قليل ما تتذكرون ) (7السجدة :من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها
وما ربك بظلم للعبيد ) (8حمعسق :والذين آمنوا وعملوا الصالحات في
روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك
الذي يبشر ال عباده الذين آمنوا وعملوا
) (1الصافات (2) 131 ،121 ،110 ،105 ،80 :ص (3) 28 :الزمر(4) 7 :
الزمر (5) 34 :الزمر (6) 59 - 54 :المؤمن (7) 40 :المؤمن(8) 58 :
السجدة46 :
][167
الصالحات ) (1وقال تعالى :ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من
فضله ) (2الزخرف :إن ال ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم )(3
الجاثية :من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون )
(4وقال تعالى :أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا
وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون * وخلق ال
السموات والرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم ل يظلمون )(5
الذاريات :ففروا إلى ال إني لكم منه نذير مبين ) (6الطور :كل امرئ بما
كسب رهين ) (7النجم :أم للنسان ما تمنى * فلله الخرة والولى * وكم
من ملك في السموات ل تغني شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لمن
يشاء ويرضى ) (8وقال تعالى :ول ما في السموات وما في الرض
ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى -إلى قوله
تعالى :هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الرض وإذ أنتم أجنة في بطون امهاتكم
فل تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) (9الحديد :سابقوا إلى مغفرة من
ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والرض
) (1الشورى - 22 :و (2) 23الشورى (3) 26 :الزخرف (4) 64 :الجاثية) 15 :
(5الجاثية (6) 22 - 21 :الذاريات (7) 50 :الطور (8) 21 :النجم24 :
(9) 26 -النجم32 - 31 :
][168
اعدت للذين آمنوا بال ورسله ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم
) (1التحريم :يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس
والحجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما
يؤمرون ) (2نوح :قال يا قوم إني لكم نذير مبين * أن اعبدوا ال واتقوه
وأطيعون * يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ان اجل ال إذا
جاء ل يؤخر لو كنتم تعلمون ) .(3المزمل :وما تقدموا لنفسكم من خير
تجدوه عند ال خيرا وأعظم أجرا ) (4المدثر :كل نفس بما كسبت رهينة *
إل أصحاب اليمين * في جنات ) (5القيامة :ينبا النسان يومئذ بما قدم
وأخر * بل النسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيره ) (6الدهر :إن
هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ) (7المرسلت :كلوا واشربوا
هنيئا بما كنتم تعملون * إنا كذلك نجزي المحسنين ) (8النازعات :يوم
يتذكر النسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى ) (9المطففين :كل إن
كتاب الفجار لفي سجين * وما أدريك ماسجين *
) (1الحديد (2) 21 :التحريم (3) 6 :نوح (4) 4 - 2 :المزمل (5) 20 :المدثر:
(6) 39 - 38القيامة (7) 15 - 13 :الدهر (8) 22 :المرسلت- 43 :
(9) 44النازعات36 - 35 :
][169
كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين * وما يكذب به إل
كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الولين * كل بل ران على
قلوبهم ما كانوا يكسبون * كل إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم
لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون * كل إن كتاب البرار
لفي عليين * وما أدريك ماعليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن
البرار لفي نعيم * على الرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة
النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون )(1
النشقاق :يا أيها النسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه * فأما من اوتي
كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا *
وأما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا * إنه
كان في أهله مسرورا * إنه ظن أن لن يحور * بلى إن ربه كان به بصيرا
* فل اقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر إذا اتسق * لتركبن طبقا
عن طبق ) (2الطارق :إن كل نفس لما عليها حافظ ) (3التين :إل الذين
آمنوا وعملو الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) (4الزلزال :فمن يعمل
مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) (5القارعة :فأما
من ثقلت موازينه فهوفي عيشة راضية * وأما من خفت
][170
موازينه فامه هاوية * وما أدريك ماهية * نار حامية ) - 1 (1مع ) (2ل ) (3لى:
الحسن بن عبد ال بن سعيد ،عن محمد بن الحسن بن دريد عن أبي حاتم،
عن العتبى يعني محمد بن عبيدال ،عن أبيه قال وأخبرنا عبد ال بن شبيب
عن زكريا بن يحيى المنقرى ،عن العلبن محمد بن الفضل ،عن أبيه ،عن
جده قال :قال قيس بن عاصم :وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي
)صلى ال عليه وآله( فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس ) (4فقلت يا
نبي ال عظنا موعظة ننتفع بها ،فانا قوم نعمر ) (5في البرية
) (1القارعة (2) 11 - 6 :معاني الخبار ص (3) 233الخصال ج 1ص (4) 56
عنونه ابن حجر في القسم الول من الصابة وقال :الصلصال بن
الدلهمس بن جندلة بن المحتجب بن الغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة
بن نزار ،أبو الغضنفر قال ابن حبان :له صحبة حديثه عند ابن الضو
وقال المرزباني :يقال انه أنشد النبي )صلى ال عليه وآله( شعرا :وذكر
ابن الجوزى أن الصلصال قدم مع بنى تميم وأن النبي )صلى ال عليه
وآله( أوصاهم بشئ فقال قيس بن عاصم :وددت لو كان هذا الكلم شعرا
نعلمه أولدنا فقال الصلصال :أنا أنظمه يارسول ال ،فأنشده أبياتا
وأوردها ابن دريد في أماليه عن أبى حاتم السجستاني عن العتبى عن
أبيه قال :قال قيس بن عاصم :وفدت مع جماعة من بنى تميم فدخلت
عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقال قيس :يارسول ال عظنا عظة
ننتفع بها فوعظهم موعظة حسنة فقال قيس :أحب أن يكون هذا الكلم
أبياتا من الشعر نفتخر به على من يلينا وندخرها فأمر من يأتيه بحسان
فقال الصلصال :يارسول ال ! قد حضر تنى أبيات أحسبها توافق ما أراد
قيس فقال :هاتها فقال إلى آخر البيات مع اختلف ما ،راجع الصابة ج
2ص (5) 186في بعض النسخ كالمالي والخصال نعبر من العبور وفى
المعاني نعير :أي نذهب ونجئ ونتردد في البرية وأما نعمر فهو الصح
يقال :عمر بالمكان أي أقام به ،وعمر بيته أي لزمه ،والمعنى أنا نسكن
في البرية والصحارى ول يمكننا أن نقدم عليك كل يوم أو نسكن في سائر
البلدان العامرة بأهل الديانة فننتفع بمواعظهم فعظنا بموعظة ننتفع بها
أيام اقامتنا في البراري
][171
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا قيس إن مع العز ذل وإن مع الحياة موتا
وإن مع الدنيا آخرة ،وإن لكل شئ حسيبا ،وعلي كل شئ رقيبا ،وإن لكل
حسنة ثوابا ،ولكل سيئة عقابا ،ولكل أجل كتابا وإنه لبد لك يا قيس من
قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فان كان كريما أكرمك،
وإن كان لئيما أسلمك ،ثم ل يحشر إل معك ،ول تبعث إل معه ول تسأل إل
عنه فل تجعله إل صالحا فانه إن صلح أنست به ،وإن فسد ل تستوحش إل
منه ،وهو فعلك فقال :يا نبي ال احب أن يكون هذا الكلم في أبيات من
الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره فأمر النبي )صلى ال
عليه وآله( من يأتيه بحسان )بن ثابت( قال فأقبلت ) (1افكر فيما أشبه هذه
العظة من الشعر فاستتب لي ) (2القول قبل مجئ حسان فقلت :يارسول ال
قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما يريد ،فقلت لقيس )ابن عاصم( :تخير
خليطا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ماكان يفعل ولبد بعد الموت
من أن تعده * ليوم ينادي المرء فيه فيقبل فان كنت مشغول بشئ فل ؟ ؟ *
بغير الذي يرضى به ال تشغل فلن يصحب النسان من بعد موته * ومن
قبله إل الذي كان يعمل أل إنما النسان ضيف لهله * يقيم قليل بينهم ثم
يرحل ) - 2 (3لى :ابن ناتانه ،عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن
عبد ال بن -الفضل ،عن الصادق )عليه السلم( ،عن آبائه )عليهم
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( طوبى لمن طال
) (1الصحيح " :قال الصلصال فأقبلت افكر " الخ ،ولذلك يقول بعد ذلك فقلت
لقيس ،وليكون القائل ال الصلصال ،مع ما عرفت من نسخة الصابة "
فقال الصلصال يارسول ال قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد
قيس فقال هاتها " ) (2يقال :استتب المر :اطرد واستقام واستمر ،وذل
له ما أراد ) (3أمالى الصدوق ص 3
][172
عمره ،وحسن عمله ،فحسن منقلبه ،إذ رضي عنه ربه عزوجل ،وويل لمن طال
عمره وساء عمله فساء منقلبه ،إذ سخط عليه ربه عزوجل ) (1اقول:
سيأتي الخبار في أبواب المواعظ - 3لى :ابن المتوكل ،عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عمن سمع أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :اعمل
على مهل فانك ميت * واختر لنفسك أيها النسان فكأن ما قد كان لم يك إذ
مضى * وكأن ما هو كائن قد كان ) - 4 (2لى :أبي ،عن سعد ،عن ابن
هاشم ،عن ابن أبي نجران ،عن ابن حميد عن ابن قيس ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :كان أمير المؤمنين )عليه السلم( بالكوفة إذا صلى
العشاء الخرة ينادي الناس ثلث مرات حتى يسمع أهل المسجد :أيها
الناس تجهزوا رحمكم ال فقد نودي فيكم بالرحيل ) (3فما التعرج )(4
على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل ،تجهزوا رحمكم ال ! وانتقلوا بأفضل ما
بحضرتكم من الزاد وهو التقوى ،واعلموا أن طريقكم إلى المعاد ،وممركم
) (1أمالى الصدوق ص (2) 35أمالى الصدوق ص (3) 293قال في النهج :ومن
كلم له )عليه السلم( كان كثيرا ما ينادى به أصحابه :تجهزوا رحمكم
ال فقد نودى فيكم بالرحيل ،وأقلوا العرجة على الدنيا وانقلبوا بصالح ما
بحضرتكم من الزاد ،فان أمامكم عقبة كؤدا ومنازل مخوفة مهولة ،لبد
من الورود عليها ،والوقوف عندها ،واعلموا أن ملحظ المنية نحوكم
دانية وكأنكم بمخالبها وقد نشبت فيكم وقد دهمتكم فيها مفظعات المور
ومعضلت المحذور ،فقطعوا علئق الدنيا واستظهروا بزاد التقوى )(4
التعرج هو حبس المطية على المنزل والقامة الطويلة فيه والغفلة عن
السير والسفر ،والتعرج على الدنيا هو الركون عليها والشتغال بها
بحيث ينسى الهدف من المسير وهو النعم الخروية
][173
على الصراط ،والهول العظم أمامكم ،وعلى طريقكم عقبة كؤد ،ومنازل مهولة
مخوفة ،لبدلكم من الممر عليها ،والوقوف بها ،فإما برحمة من ال فنجاة
من هولها ،وعظم خطرها وفظاعة منظرها وشدة مختبرها ،وإما بهلكة
ليس بعدها انجبار ) - 5 (1لى :ابن الوليد ،عن ابن متيل ،عن ابن أبي
الخطاب ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل قال :قال الصادق )عليه
السلم( :من استوى يوماه فهو مغبون ،ومن كان آخر يومه شرهما فهو
ملعون ،ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب ،ومن كان
إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة ) (2مع :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( مثله وفيه :ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو
إلى النقصان ومن كان - 6 (3) ...ل :الخليل بن أحمد ،عن ابن منيع ،عن
أحمد بن عمران ،عن أبي خالد الحمري ،عن إسماعيل بن أبي خالد ،عن
عطاء بن السائب ،عن أبيه ،عن عبد ال بن عمر قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :الخير كثير وفاعله قليل ) (4أقول :قد مضى أخبار
كثيرة في باب جوامع المكارم ،وباب صفات المؤمن وباب صفات الشيعة 7
-ل :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن الشعري ،عن أحمد بن محمد ،عن بعض
النوفليين ومحمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( قال:
كونوا على قبول العمل أشد عناية منكم على العمل ،الخبر )(5
][174
- 8ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :من أحبنا فليعمل بعملنا،
وليستعن بالورع فانه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والخرة ،ول
تجالسوا لنا عائبا ول تمتدحوا بنا عند عدونا معلنين باظهار حبنا ،فتذللوا
أنفسكم عند سلطانكم الزموا الصدق فانه منجاة ،وارغبوا فيما عند ال
عزوجل ،واطلبوا طاعته واصبروا عليها ،فما أقبح بالمؤمن أن يدخل
الجنة وهو مهتوك الستر ،لتعنونا في الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة
فيما قدمتم ،ل تفضحوا أنفسكم عند عدوكم في القيامة ول تكذبوا أنفسكم
عندهم في منزلتكم عند ال بالحقير من الدنيا تمسكوا بما أمركم ال به،
فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إل أن يحضره رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وما عند ال خير وأبقى ،وتأتيه البشارة من ال
عزوجل فتقر عينه ويحب لقاء ال ) - 9 (1ن :بالسانيد الثلثة ،عن
الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :اختاروا الجنة على النار ،ول تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار
منكبين خالدين فيها أبدا ) (2صح :عنه )عليه السلم( مثله ) - 10 (3ن:
من كلم الرضا المشهور :الصغائر من الذنوب طرق إلى البكائر ،ومن لم
يخف ال في القليل لم يخفه في الكثير ،ولو لم يخوف ال الناس بجنة ونار
لكان الواجب عليهم أن يطيعوه ول يعصوه ،لتفضله عليهم وإحسانه إليهم،
وما بدأهم به من أنعامه الذي ما استحقوه - 11ل :أبي ،عن الحميري،
عن هارون ،عن ابن زياد ،عن جعفر بن
) (1الخصال ج 2ص (2) 157عيون الخبار ج 2ص (3) 32صحيفة الرضا
)عليه السلم( ص 30وفيه منكسين كما هو في بعض نسخ العيون
وكلهما بمعنى وفى بعض النسخ مكبين وهومن قوله تعالى " :ومن جاء
بالسيئة فكبت وجوههم في النار "
][175
محمد ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( قال :قال علي )عليه السلم( :إن للمرء
المسلم ثلثة أخلء :فخليل يقول :أنا معك حيا وميتا وهو عمله ،وخليل
يقول له :أنا معك إلى باب قبرك ثم اخليك وهو ولده ،وخليل يقول له :أنا
معك إلى أن تموت وهو ماله ،فإذا مات صار للوارث ) - 12 (1ما :المفيد،
عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن يونس ،عن
كليب السدي ،عن الصادق )عليه السلم( قال :أم وال إنكم لعلى دين ال
ودين ملئكته ،فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ،عليكم بالصلة والعبادة،
عليكم بالورع ) - 13 (2ما :المفيد ،عن أحمد بن محمد بن الحسين ،عن
أبيه ،عن الصفار ،عن القاشاني ،عن الصبهاني ،عن المنقري ،عن
حفص قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :قال عيسى بن مريم
لصحابه :تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ول تعملون )للخرة
وأنتم( ل ترزقون فيها إل بالعمل ،ويلكم علماء السوء الجرة تأخذون،
والعمل ل تصنعون ،يوشك رب العمل أن يطلب عمله ،وتوشكوا أن
تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر ،كيف يكون من أهل العلم من مصيره
إلى آخرته ،وهو مقبل على دنياه ،وما يضره أشهى إليه مما ينفعه )14 (3
-ما ) :(4عن ابن عمر قال :أخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم
ببعض
) (1الخصال ج 1ص (2) 56أمالى الطوسى ج 1ص (3) 31أمالى الطوسى ج
1ص (4) 211في المصدر :وعنه -يعنى الشيخ المفيد أبو على
الطوسى -عن شيخه رحمه ال قال :أخبرنا ابن الحمامى المقرى ،قال:
حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبيدال بن زياد القطان قال :حدثنا
يعقوب بن اسحاق النحوي قال :حدثنا عبد السلم بن مطهر أبو ظفر قال:
حدثنا موسى بن خلف عن ليث بن أبى سليم عن مجاهد عن ابن عمر
قال :قال رسول ال :كن في الدنيا الخ
][176
جسدي فقال :يا عبد ال بن عمر كن في الدنيا كأنك غريب وكأنك عابر سبيل واعدد
نفسك في الموتى قال :قال لي مجاهد :ثم قال لي ابن عمر :يا مجاهد إذا
أصبحت فل تحدثن نفسك بالصباح ) (1وخذ من حياتك لموتك ،وخذ من
صحتك لسقمك وخذ من فراغك لشغلك ،فانك يا عبد ال ل تدري ما اسمك
غدا ) - 15 (2ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أحمد بن عبيدال بن
سابور ،عن أيوب بن محمد الرقي ،عن سلم بن رزين ،عن إسرائيل بن
يونس ،عن جده أبي إسحاق الحارث الهمداني ،عن علي ،عن النبي )صلى
ال عليه وآله( قال :النبياء قادة والفقهاء سادة ،ومجالستهم زيادة ،وأنتم
في ممر الليل والنهار ،في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتيكم
بغتة ،فمن يزرع خيرا يحصد غبطة ،ومن يزرع شرا يحصد ندامة )16 (3
-ع :ابن الوليد ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن ابن يزيد عن
الوشاء ،عمن ذكره ،عن بعضهم قال :مامن يوم إل وملك ينادي من
المشرق :لو يعلم الخلق لماذا خلقوا ؟ قال :فيجيبه ملك آخر من المغرب:
لعملوا لما خلقوا ) - 17 (4ل ) (5مع :ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي،
عن القاسم ،عن جده عن أبي بصير ،عن محمد بن مسلم ،عن الباقر )عليه
السلم( عن أبيه ،عن جده ،عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال :إن
ال تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة
) (1في المصدر :إذا أمسيت فلتحدث نفسك أن تصبح ،وإذا أصبحت فل تحدث
نفسك أن تمسى ) (2أمالى الطوسى ج 1ص (3) 391أمالى الطوسى ج
2ص (4) 87علل الشرائع ج 1ص (5) 11الخصال ج 1ص 99
][177
أخفى رضاه في طاعته ،فل تستصغرن شيئا من طاعته ،فربما وافق رضاه وأنت ل
تعلم ،وأخفى سخطه في معصيته ،فل تستصغرن شيئا من معصيته ،فربما
وافق سخطه وأنت لتعلم ،وأخفى إجابته في دعوته فل تستصغرن )شيئا
من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لتعلم ،وأخفى وليه في عباده فل
تستصغرن( عبدا ) (1من عبيدال فربما يكون وليه وأنت لتعلم )- 18 (2
لى ) (3مع :العسكري ،عن محمد بن أحمد القشيري ،عن أحمد بن عيسى
الكوفي ،عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن جده
عن آبائه ،عن علي )عليهم السلم( في قول ال عزوجل " :ول تنس
نصيبك من الدنيا " ) (4قال :ل تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك
ونشاطك أن تطلب بها الخرة ) - 19 (5مع :أبي ،عن محمد العطار ،عن
الشعري رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال :المغبون من غبن
عمره ساعة بعد ساعة ) - 20 (6مع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن
هارون ،عن ابن زياد ،عن الصادق عن أبيه )عليهما السلم( أن النبي
)صلى ال عليه وآله( قال :من أطاع ال فقد ذكر ال ،وإن قلت صلته
وصيامه وتلوته القرآن ) - 21 (7لى :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن
صفوان ،عن الكناني ،عن الصادق )عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( :ل تسخطوا ال برضا أحد من خلقه ،ول تتقربوا إلى أحد
من الخلق بتباعد من ال عزوجل ،فان ال ليس بينه وبين أحد من الخلق
) (1ما بين العلمتين أضفناه من المصدر ) (2معاني الخبار (3) 112أمالى
الصدوق (4) 138القصص (5) 77 :معاني الخبار (6) 325 :معاني
الخبار (7) 342 :معاني الخبار399 :
][178
شئ يعطيه به خيرا أو يصرف به عنه سوءا إل بطاعته ،وابتغاء مرضاته ،إن
طاعة ال نجاح كل خير يبتغى ،ونجاة من كل شر يتقى ،وإن ال يعصم من
أطاعه ول يعتصم منه من عصاه ،ول يجد الهارب من ال مهربا ،فان أمر
ال نازل باذلله ولو كره الخليق ،وكل ما هو آت قريب ،ما شاء ال كان،
وما لم يشأ لم يكن " تعاونوا على البر والتقوى ول تعاونوا على الثم
والعدوان واتقوا ال إن ال شديد العقاب " ) - 22 (1لى :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن مروان بن مسلم ،عن أبي
عبد ال ،عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال:
قال ال عز وجل :أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري ،وأيما عبد عصاني
وكلته إلى نفسه ثم لم ابال في أي واد هلك ) - 23 (2ب :ابن طريف ،عن
ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أطيعوا ال عزوجل فما أعلم ال بما يصلحكم )(3
- 24ل :ابن الوليد ،عن سعد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن علي بن النعمان
رفعه إلى النبي )صلى ال عليه وآله( قال :قال ال تبارك وتعالى :يا ابن
آدم أطعني فيما أمرتك ول تعلمني ما يصلحك ) - 25 (4ل :عن علي بن
الحسين )عليهما السلم( قال :إن أبغض الناس إلى ال عز وجل من يقتدي
بسنة إمام ول يقتدي بأعماله ) - 26 (5ل :عن سفيان الثوري قال :قال
الصادق )عليه السلم( :يا سفيان من أراد عزا
) (1أمالى الصدوق 293والية في المائدة (2) .2 :المصدر (3) 293 :قرب
السناد ص (4) 74الخصال ج 1ص (5) 6الخصال ج 1ص 12
][179
بل عشيرة ،وغنى بل مال ،وهيبة بل سلطان ،فلينتقل من ذل معصية ال إلى عز
طاعته ) - 27 (1ثو ) (2ل :أبي ،عن سعد ،عن الحميري ،عن إبراهيم بن
مهزيار عن أخيه علي ،عن فضالة ،عن سليمان بن درستويه ،عن
عجلن ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ثلثة يدخلهم ال الجنة بغير
حساب :إمام عادل ،وتاجر صدوق وشيخ أفنى عمره في طاعة ال عزوجل
) - 28 (3ما :الفحام ،عن عمه عمرو بن يحيى ،عن محمد بن جعفر ،عن
محمد بن المثنى ،عن أبيه ،عن عثمان بن زيد ،عن جابر الجعفي ،عن
الباقر صلوات ال عليه قال :يا جابر بلغ شيعتي عني السلم وأعلمهم أنه
ل قرابة بيننا وبين ال عزوجل ،ول يتقرب إليه إل بالطاعة له ،يا جابر من
أطاع ال وأحبنا فهو ولينا ومن عصى ال لم ينفعه حبنا ) - 29 (4ما:
باسناد المجاشعي ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :من أراد عزا بل عشيرة ،وهيبة من غير سلطان،
وغنى من غير مال ،وطاعة من غير بذل ،فليتحول من ذل معصية ال إلى
عز طاعته ،فانه يجد ذلك كله ) - 30 (5ما :باسناد أخي دعبل ،عن الرضا،
عن آبائه ،عن أبي جعفر )عليهم السلم( أنه قال :لخثيمة أبلغ شيعتنا أنا
لنغني عن ال شيئا ،وأبلغ شيعتنا أنه ل ينال ما عند ال إل بالعمل ،وأبلغ
شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدل ثم خالفه إلى
غيره وأبلغ شيعتنا أنهم إذا قاموا بما امروا أنهم هم الفائزون
) (1الخصال ج 1ص (2) 80ثواب العمال ص (3) 120الخصال ج 1ص ) 40
(4أمالى الطوسى ج 1ص (5) 302أمالى الطوسى ج 2ص 137
][180
يوم القيامة ) - 31 (1ع :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن علي بن
الريان عن الحسين بن محمد ،عن ابن أبي نجران ،عن عبد الرحمان بن
حماد ،عن ذريح المحاربي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :قال جاء رجل
إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال يسأل ال عما سوى
الفريضة ؟ قال :ل قال :فو الذي بعثك بالحق ل تقربت إلى ال بشئ
سواها ،قال :ولم ؟ قال :لن ال قبح خلقي قال :فأمسك النبي )صلى ال
عليه وآله( ونزل جبرئيل )عليه السلم( فقال :يا محمد ربك يقرئك السلم،
ويقول أقرئ عبدي فلنا السلم ،وقل له :أما ترضى أن أبعثك غدا في
المنين ؟ فقال :يارسول ال وقد ذكرني ال عنده ،قال :نعم ،قال :فو الذي
بعثك بالحق لبقي شئ يتقرب به إلى ال إل تقربت به ) - 32 (2ل :أبي،
عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن موسى بن القاسم ،عن محمد بن غزوان ،عن
السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :بادر بأربع قبل أربع :بشبابك قبل هرمك،
وصحتك قبل سقمك غناك قبل فقرك ،وحياتك قبل موتك ) (3ل :في وصية
النبي )صلى ال عليه وآله( إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( مثله )(4
- 32لى :محمد بن أحمد السدي ،عن رقية بنت إسحاق بن موسى بن
جعفر عن أبيها ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :ل تزول قدما عبد يوم القيامة ،حتى يسأل عن أربع :عن
عمره فيما أفناه ،وشبابه فيما أبله ،وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه،
وعن حبنا أهل البيت )(5
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) 380علل الشرايع ج 2ص (3) 148الخصال ج
1ص (4) 113المصدر نفسه ) (5أمالى الصدوق25 :
][181
- 34لى ) (1مع ) (2ما :في خبر الشيخ الشامي قال أمير المؤمنين )عليه السلم(:
يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون ،ومن كانت الدنيا همته اشتدت
حسرته عند فراقها ،ومن كان غده شر يوميه فمحروم ،ومن لم يبال ما
رزئ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ،ومن لم يتعاهد النقص من
نفسه غلب عليه الهوى ،ومن كان في نقص فالموت خير له ) - 35 (3لى:
أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن الصادق ،عن
آبائه )عليهم السلم( قال :قال علي )عليه السلم( :مامن يوم يمر على ابن
آدم إل قال له ذلك اليوم :يا ابن آدم أنا يوم جديد ،وأنا عليك شهيد ،فقل في
خيرا واعمل في خيرا أشهد لك به يوم القيامة فانك لن تراني بعده أبدا )(4
- 36ل ) (5لى :ابن المغيرة ،عن جده ،عن جده ،عن السكوني ،عن
الصادق )عليه السلم( عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( :كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلث
ليس معهن رابعة ،من كانت الخرة همه كفاه ال همه من الدنيا ،ومن
أصلح سريرته أصلح ال علنيته ،ومن أصلح فيما بينه وبين ال عزوجل
أصلح ال له فيما بينه وبين الناس ) - 37 (6ثو :أبي ،عن محمد بن
يحيى ،عن الحسين بن إسحاق التاجر ،عن علي بن مهزيار ،عمن رواه،
عن الحارث بن الحوال صاحب الطاق ،عن جميل ابن صالح قال :قال أبو
عبد ال )عليه السلم( :ل يغرك الناس من نفسك فان المر يصل إليك من
دونهم ول تقطع النهار بكذا وكذا ،فان معك من يحفظ عليك ،ولم
) (1أمالى الصدوق (2) 237 :معاني الخبار (3) 198 :أمالى الطوسى ج 2ص
(4) 49أمالى الصدوق (5) 66 :الخصال ج 1ص (6) 64أمالى
الصدوق .22
][182
أر شيئا قط أشد طلبا ول أسرع دركا من الحسنة للذنب القديم ولتصغر شيئا من
الخير فانك تراه غدا حيث يسرك ولتصغر شيئا من الشر فانك تراه غدا
حيث يسوؤك إن ال عزوجل يقول " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك
ذكرى للذاكرين " ) - 38 (1سن :أبي ،عن الحسن ،عن معاوية ،عن أبيه،
قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :مانا صح ل عبد مسلم في
نفسه فأعطى الحق منها وأخذ الحق لها إل اعطي خصلتين :رزق من ال
يقنع به ،ورضى عن ال ينجيه ) - 39 (2ص :بالسناد إلى الصدوق ،عن
أبيه ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عمربن يزيد،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال في التوراة مكتوب :ابن آدم تفرغ
لعبادتي أمل قلبك خوفا مني وإل تفرغ لعبادتي أمل قلبك شغل بالدنيا ثم
لأسد فاقتك ،وأكلك إلى طلبها - 40ص :بالسناد إلى الصدوق ،عن أبيه،
عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن مالك بن عطية ،عن
الثمالي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أن بلغ قومك إنه ليس من عبد
منهم آمره بطاعتي فيعطيني إل كان حقا علي أن اعينه على طاعتي فان
سألني أعطيته وإن دعاني أجبته ،وإن اعتصم بي عصمته ،وإن استكفاني
كفيته وإن توكل علي حفظته ،وإن كاده جميع خلقي كدت دونه - 41ف:
عن أبي الحسن الثالث عليه السلم قال :من اتقى ال يتقى ،ومن أطاع ال
يطاع ،ومن أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين ومن أسخط الخالق فقمن
أن يحل به سخط المخلوقين )(3
) (1ثواب العمال ص ،120والية في هود ،114وروى مثله الشيخ المفيد في
مجالسه ص 116باسناده عن على بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن
عبد ال بن زيد عن ابن ابى يعفور عنه )عليه السلم( ) (2المحاسن28 :
) (3تحف العقول 482في ط و 510في ط
][183
- 42سن :ابن محبوب ،عن العل ،عن محمد قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم(
يقول :اتقوا ال واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والجتهاد في طاعة
ال ،فان أشد ما يكون أحدكم اغتباطا ما هو عليه لوقدصار في حد الخرة
وانقطعت الدنيا عنه ،فإذا كان في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم
والكرامة من ال ،والبشرى بالجنة ،وأمن ممن كان يخاف وأيقن أن الذي
كان عليه هوالحق ،وإن من خالف دينه على باطل هالك ) - 43 (1سن:
أبي ،عن ابن سنان ،عن محمد بن حكيم ،عمن حدثه ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :قال علي )عليه السلم( :اعلموا أنه ل يصغر ما
ضريوم القيامة ول يصغر ما ينفع يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم ال كمن
عاين ) - 44 (2م :قوله عز وجل " وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ل
تعبدون إل ال وبالوالدين إحسانا وذوي القربى واليتامى والمساكين
وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ثم توليتم إل قليل منكم
وأنتم معرضون " ) (3قال المام )عليه السلم( قال ال تعالى لبني
إسرائيل اذكروا " إذ أخذنا ميثاق بني -إسرائيل " عهدهم المؤكد عليهم
" ل تعبدون إل ال " أي ل تشبهوه بخلقه ول تجوروه في حكمه ،ول
تعلموا ما يراد به وجهه تريدون به وجه غيره " وبالوالدين إحسانا "
وأخذنا ميثاقهم بأن يعملوا بوالديهم إحسانا مكافاة عن إنعامهما عليهم
وإحسانهما إليهم واحتمال المكروه الغليظ لترفيههما وتوديعهما " وذوي
القربى " قرابات الوالدين بأن يحسنوا إليهم لكرامة الوالدين " واليتامى "
وأن يحسنوا إلى اليتامى الذين فقدوا آباءهم الكافلين لهم امورهم،
السائقين لهم غذاءهم وقوتهم ،المصلحين لهم معاشهم
][184
" وقولوا للناس " الذين لمؤنة لكم عليهم " حسنا " عاملوهم بخلق جميل "
وأقيموا الصلوات " الخمس وأقيموا أيضا الصلة على محمد وآله الطيبين
عند أحوال غضبكم ورضاكم ،وشدتكم ورخاكم وهمومكم المعلقة لقلوبكم "
ثم توليتم " أيها اليهود عن الوفاء بما نقل إليكم من العهد الذي أداه
أسلفكم إليكم " وأنتم معرضون " عن ذلك العهد تاركين له غافلين عنه
قال المام )عليه السلم( :أما قوله تعالى " :ل تعبدون إل ال " فان
رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :من شغلته عبادة ال عن مسألته
أعطاه ال أفضل ما يعطي السائلين وقال علي )عليه السلم( :قال ال
تعالى من فوق عرشه :يا عبادي اعبدوني فيما أمرتكم ول تعلموني ما
يصلحكم ،فاني أعلم به ول أبخل عليكم بمصالحكم ،وقالت فاطمة عليها
السلم :من أصعد إلى ال خالص عبادته ،أهبط ال إليه أفضل مصلحته،
وقال الحسن بن علي )عليهما السلم( :من عبد ال عبد ال له كل شي،
وقال الحسين بن علي )عليهما السلم( :من عبد ال حق عبادته آتاه ال
فوق أمانيه وكفايته ) - 45 (1شى :عن إبراهيم الكرخي قال :إني عند أبي
عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجل من المدينة فقال له أبو عبد ال
)عليه السلم( :من أين جئت ؟ ثم قال له :جئت من ههنا وههنا لغير معاش
تطلبه ول لعمل آخرة ،انظر بماذا تقطع يومك وليلتك واعلم أن معك ملكا
كريما موكل بك يحفظ عليك ما تفعل ،ويطلع على سرك الذي تخفيه من
الناس ،فاستحي ول تحقرن سيئة فانها ستسوؤك يوما ،ول تحقرن حسنة
وإن صغرت عندك ،وقلت في عينك ،فانها ستسرك يوما واعلم أنه ليس
شئ أضر عاقبة ول أسرع ندامة من الخطيئة ،وإنه ليس شئ أشد طلبا ول
أسرع دركا للخطيئة من الحسنة ،أما إنها لتدرك العظيم القديم المنسي عند
عامله ،فيجد به ويسقط ،ويذهب به بعد إساءته وذلك قول ال " :إن
الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " )(2
) (1تفسير المام ص 131ط تبريز وص 151في ط آخر ) (2تفسير العياشي ج 2
ص 163والية في هود114 :
][185
- 46جا :أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن معروف ،عن ابن
مهزيار ،عن ابن حديد ،عن علي بن النعمان رفعه قال :كان علي بن
الحسين )عليهما السلم( يقول :ويح من غلبت واحدته عشرته ) (1وكان
أبو عبد ال )عليه السلم( يقول :المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة
وكان علي بن الحسين )عليه السلم( يقول :أظهر اليأس من الناس ،فان
ذلك من الغنا وأقل طلب الحوائج إليهم فان ذلك فقر حاضر ،وإياك وما
يعتذر منه ،وصل صلة مودع وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك
أمس ،وغدا خيرا منك اليوم فافعل ) (2أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن
الصفار ،عن ابن معروف ،عن ابن مهزيار عن علي بن النعمان ،عن داود
بن فرقد قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :إن العمل الصالح
يذهب إلى الجنة فيمهد لصاحبه كما يبعث الرجل غلمه فيفرش له ثم قرأ "
وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فل نفسهم يمهدون " ) - 47 (3بشا:
محمد بن شهريار الخازن ،عن شيخ الطائفة ومحمد بن محمد بن ميمون
المعدل معا ،عن الحسن بن إسماعيل البزاز وجماعة ،عن أبي المفضل
الشيباني عن جعفر بن محمد العلوي ،عن محمد بن عبد المنعم الصيداوي،
عن حسين بن شداد الجعفي ،عن شداد بن رشيد ،عن عمرو بن عبد ال
بن هند الجملي ،عن أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( أن
فاطمة بنت علي بن أبي طالب )عليه السلم( أتت جابر بن عبد ال
النصاري فقالت له :يا صاحب رسول ال إن لنا عليكم حقوقا وإن من حقنا
عليكم أن إذ رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه ال وتدعوه إلى
البقيا على نفسه ،وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين )عليه السلم(
قد انخرم أنفه وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إد آبا منه لنفسه في العبادة
فأتى جابر بن عبد ال باب علي بن الحسين )عليهما السلم( وبالباب أبو
جعفر محمد بن
) (1كناية عن السيئة والحسنة فان الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة ) (2مجالس
المفيد ص 116و (3) 117مجالس المفيد ص ،122ومضمون الية في
الروم44 :
][186
علي )عليهما السلم( في اغيلمة من بني هاشم وقد اجتمعوا هناك فنظر جابر بن
عبد ال إليه مقبل فقال :هذه مشية رسول ال وسجيته فمن أنت يا غلم ؟
فقال :أنا محمد بن علي بن الحسين ،فبكى جابر وقال :أنت وال الباقر عن
العلم حقا ادن مني بأبي أنت فدنا منه فحل جابر أزراره ثم وضع يده على
صدره فقبله ،وجعل عليه خده وجهه ،وقال :اقرئك عن جدك رسول ال
السلم وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت ،وقال لي :يوشك أن تعيش وتبقى
حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد بن علي يبقر العلم بقرا وقال :إنك
تبقى حتى تعمى ،ويكشف لك عن بصرك ،ثم قال له :ائذن لي على أبيك
علي بن الحسين )عليهما السلم( فدخل أبو جعفر إلى أبيه )عليهما السلم(
وأخبره الخبر وقال :إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت كيت ،فقال :يا بنى
ذاك جابر بن عبد ال ،ثم قال :من بين ولدان أهلك قال لك ماقاله وفعل بك
ما فعله ؟ قال :نعم ،قال :إنا ل ..إنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك
ثم أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد أنضته العبادة فنهض علي
وسأله عن حاله سؤال حثيثا ثم أجلسه فأقبل جابر عليه يقول له يا ابن
رسول ال ماهذا الجهد الذي كلفته نفسك أما علمت أن ال إنما خلق الجنة
لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم )وعاداكم( فقال له علي بن
الحسين )عليهما السلم( :يا صاحب رسول ال أما علمت أن جدي رسول
ال قد غفر ال ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،فلم يدع الجتهاد ،وقد تعبد بأبي
هو وامي حتى انتفخ الساق وورم القدم ،فقيل له أتفعل هذا وقد غفر ال لك
ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال :أفل أكون عبدا شكورا فلما نظر جابر
إلى علي بن الحسين )عليهما السلم( وأنه ليس يغني فيه قول من يستميله
من الجهد والتعب إلى القصد ،قال له يا ابن رسول ال البقاء على نفسك،
فانك من اسرة بهم يستدفع البلء ،ويكشف اللواء ،وبهم يستمطر
السماء ،فقال :يا جابر لأزال على منهاج آبائي صلوات ال عليهم حتى
ألقاهم فأقبل جابر على من حضر وقال :وال مارئي من أولد النبياء مثل
علي بن الحسين صلوات ال عليهما إل يوسف
][187
ابن يعقوب وال لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب إن منه
لمن يمل الرض عدل كما ملئت جورا ) - 48 (1بشا :الحسن بن الحسين
بن بابويه ،عن عمه محمد بن الحسن ،عن أبيه عن عمه أبي جعفر بن
بابويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير عن صفوان
عن خيثمة الجعفي قال :دخلت على الصادق جعفر بن محمد )عليهما
السلم( وأنا اريد الشخوص فقال :أبلغ موالينا السلم وأوصهم بتقوى ال
وأن يعود غنيهم فقيرهم ،وقويهم ضعيفهم ،وأن يعود صحيحهم مريضهم،
وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ،وأن يتلقوا في بيوتهم ،وإن لقاء بعضهم
بعضا حياة لمرنا ،رحم ال عبدا أحيا أمرنا يا خيثمة إنا لنغني عنكم من
ال شيئا إل بالعمل ،إن وليتنا ل تنال إل بالودع ،وإن أشد الناس حسرة
يوم القيامة من وصف عدل ثم خالفه إلى غيره ) - 49 (2ين :علي بن
النعمان ،عن ابن فرقد قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :إن
العمل الصالح ليذهب إلى الجنة ،فيسهل لصاحبه كما يبعث الرجل غلما
فيفرش له ،ثم قرأ " أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فل نفسهم يمهدون
" ) - 50 (3ما :الحسين بن إبراهيم ،عن محمد بن وهبان ،عن محمد بن
إسماعيل ابن حيان الوراق ،في دكانه بسكة الموالي ،عن محمد بن
الحسين بن حفص الخثعمي ،عن عباد بن يعقوب ،عن خلد أبى علي قال:
قال لنا جعفر بن محمد )عليه السلم( وهو يوصينا :اتقوا ال وأحسنوا
الركوع والسجود ،وكونوا أطوع عباد ال فانكم لن تنالوا ولتينا إل
بالورع ،ولن تنالوا ما عند ال تعالى إل بالعمل ،وإن
) (1بشارة المصطفى 79 :وقد صححناه على نسخة المالى ج 2ص (2) 239
بشارة المصطفى (3) 160 :راجع الروم44 :
][188
أشد الناس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدل وخالفه إلى غيره - 51من كتاب
صفات الشيعة ،للصدوق رحمه ال :عن ابن المتوكل عن الحميري ،عن
ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن أبي عبيدة الحذاء ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :لما فتح رسول ال )صلى ال عليه وآله(
مكة قام على الصفا فقال يا بني هاشم يا بني عبد المطلب إني رسول ال
إليكم وإني شفيق عليكم ل تقولوا إن محمدا منافوال ما أوليائي منكم
ولمن غيركم إل المتقون أل فل أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا
على رقابكم ،ويأتي الناس يحملون الخرة ،أل وإني قد أعذرت فيما بيني
وبينكم ،وفيما بين ال عزوجل وبينكم ،وإن لي عملي ولكم عملكم )52 (1
-ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن عبد ال بن محمد بن عبيد بن ياسين
عن أبي الحسن الثالث ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( :إن من الغرة بال أن يصر العبد على المعصية ،ويتمنى
على ال المغفرة ) - 53 (2ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن رجاء بن
يحيى ،عن يعقوب بن السكيت النحوي ،عن أبي الحسن الثالث )عليه
السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( إياكم واليكال ) (3بالمنى
فانها من بضائع العجزة ،قال :وأنشدني ابن السكيت :إذا ما رمى بي الهم
في ضيق مذهب * رمت بي المنى عنه إلى مذهب رحب ) - 54 (4ما:
جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد بن أحمد بن محمد بن هلل ،عن
محمد بن يحيى بن ضريس ،عن عيسى بن عبد ال العلوي ،عن أبيه ،عن
خاله جعفر ابن محمد ،عن آبائه )عليهم السلم( ،عن النبي )صلى ال
عليه وآله( قال :وعظني جبرئيل فقال :يا محمد
) (1صفات الشيعه الرقم 8ص 47في ط ) (2أمالى الطوسى ج 2ص (3) 193
في المصدر المطبوع اللطاط بالمنى وفى الصل " اللفاظ " وكلهما
تصحيف ) (4أمالى الطوسى ج 2ص 193
][189
أحبب من شئت فانك مفارقه ،واعمل ما شئت فانك ملقيه ) - 55 (1نهج :قال
)عليه السلم( :من أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه ) (2وقال )عليه
السلم( :إن أولى الناس بالنبياء أعلمهم بما جاؤا به ،ثم تل )عليه
السلم( " :إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا
" ) (3الية ثم قال )عليه السلم( :إن ولي محمد بن أطاع ال ،وإن بعدت
لحمته ،وإن عدو محمد من عصى ال وإن قربت قرابته ) (4بيان :في أكثر
النسخ أعلمهم ،والصوب أعملهم كما يدل عليه التتمة إل أن يقال العلم
الكامل ل يكون إل مع العمل - 56نهج :قال )عليه السلم( :شتان بين
عملين :عمل تذهب لذته ،وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره )(5
وقال )عليه السلم( :عليكم بطاعة من ل تعذرون بجهالته ) (6وقال )عليه
السلم( :من تذكر بعد السفر استعد ) (7وقال )عليه السلم( :إن ال
سبحانه جعل الطاعة غنيمة الكياس عند تفريط العجزة ) (8وقال )عليه
السلم( :احذر أن يراك ال عند معصيته ويفقدك عند طاعته فتكون من
الخاسرين ،وإذا قويت فاقو على طاعة ال ،وإذا ضعفت فاضعف عن
معصية ال )(9
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) 203نهج البلغة ج 2ص ،147وفيه نسبه بدل
حسبه ) (3آل عمران (4) 68 :نهج البلغة ج 2ص ،163واللحمة:
النسب ) (5نهج البلغة ج 2ص (6) 170نهج البلغة ج 2ص ) 183
(7نهج البلغة ج 2ص (8) 213نهج البلغة ج 2ص (9) 223نهج
البلغة ج 2ص 237
][190
وقال )عليه السلم( :الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل ،والتقصير في حسن
العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن ،والطمأنينة إلى كل أحد قبل الختبار
عجز ) (1وقال )عليه السلم( :افعلوا الخير ول تحقروا منه شيئا فان
صغيره كبير وقليله كثير ول يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني
فيكون وال كذلك ،إن للخير والشر أهل فما تركتموه منهما )كفاكموه أهله(
) (2وقال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في خطبة :اعملوا رحمكم ال
على أعلم بينة فالطريق نهج يدعو إلى دار السلم ،وأنتم في دار مستعتب
على مهل وفراغ والصحف منشورة ،والقلم جارية ،والبدان صحيحة،
واللسن مطلقة ،والتوبة مسموعة ،والعمال مقبولة ) (3وقال )عليه
السلم( :العمل العمل ،ثم النهاية النهاية ،والستقامة الستقامة ،ثم الصبر
الصبر ،والورع الورع ،إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ،وإن لكم علما
فاهتدوا بعلمكم ،وإن للسلم غاية فانتهوا إلى غايته ،واخرجها إلى ال
مما افترض عليكم من حقه وبين لكم من وظائفه ،أنا شاهد لكم وحجيج
يوم القيامة عنكم ،أل وإن القدر السابق قد وقع ،والقضاء الماضي قد
تورد ،وإني متكلم بعدة ال وحجته قال ال تعالى " :إن الذين قالوا ربنا
ال ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكة أل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا
بالجنة التي كنتم توعدون " ) (4وقد قلتم ربنا ال فاستقيموا على كتابه،
وعلى منهاج أمره ،وعلى الطريقة الصالحة
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) 237نهج البلغة ج 2يص ،244وما بين
العلمتين أضفناه من المصدر ،والمعنى قيل :ما تركتموه من الخير يقوم
أهله بفعله بدلكم ،وما تركتموه من الشريأتى به أهله بدل عنكم ،فل
تختاروا أن تكونوا للشر أهل ،ول أن يكون عنكم في الخير بدل ) (3نهج
البلغة ج 1ص (4) 201فصلت(*) 30 :
][191
من عبادته ،ثم ل تمرقوا منها ،ول تبتدعوا فيها ،ول تخالفوا عنها ،فان أهل
المروق منقطع بهم عند ال يوم القيامة الخطبة ) (1وقال )عليه السلم(
في بعض خطبه :فاعملوا وأنتم في نفس البقاء ،والصحف منشورة
والتوبة مبسوطة ،والمدبر يدعى ،والمسئ يرجى ،قبل أن يخمد العمل،
وينقطع المهل ،وتنقضي المدة ،ويسد باب التوبة ،وتصعد الملئكة ،فأخذ
امرؤمن نفسه لنفسه ،وأخذ من حي لميت ،ومن فان لباق ،ومن ذاهب
لدائم ،امرؤ خاف ال وهو معمر إلى أجله ،ومنظور إلى عمله ،امرؤ ألجم
نفسه بلجامها ،وزمها بزمامها فأمسكها بلجامها من معاصي ال ،وقادها
بزمامها إلى طاعة ال ) - 57 (2كتاب الغارات لبراهيم بن محمد الثقفي
رفعه عن بعض أصحاب علي )عليه السلم( أنه قيل له :كم تتصدق أل
تمسك ؟ قال :إي وال لو أعلم أن ال قبل مني فرضا واحدا لمسكت،
ولكني وال ما أدري أقبل ال مني شيئا أم ل - 58عدة الداعي :حدثنا أبو
حازم عبد الغفار بن الحسن قال قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه،
وذلك على عهد المنصور ،وقدمها أبو عبد ال جعفر بن محمد بن علي
العلوي فخرج جعفر بن محمد صلوات ال عليهما يريد الرجوع إلى المدينة
فشيعه العلماء وأهل الفضل من أهل الكوفة ،وكان فيمن شيعه الثوري
وإبراهيم ابن أدهم فتقدم المشيعون فإذاهم بأسد على الطريق فقال لهم
إبراهيم بن أدهم :قفوا حتى يأتي جعفر فنظر مايصنع ؟ فجاء جعفر فذكروا
له حال السد فأقبل أبو عبد ال )عليه السلم( حتى دنا من السد فأخذ
باذنه حتى نحاه عن الطريق ثم أقبل عليهم فقال :أما إن الناس لو أطاعوا
ال حق طاعته لحملوا عليه أثقالهم وروى داود بن فرقد عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :إن العمل الصالح ليمهد لصاحبه في الجنة كما يرسل
الرجل غلما بفراشه فيفرش له ،ثم قرأ " ومن عمل
][192
صالحا فلنفسهم يمهدون " ) - 59 (1نهج :ومن كلم له عند تلوته " يا أيها
النسان ما غرك بربك الكريم " ) (2أدحض ) (3مسؤل حجة ،وأقطع مغتر
معذرة ،لقد أبرح جهالة بنفسه ) (4يا أيها النسان ما غرك بربك ؟ وما
جرأك على ذنبك ؟ وما آنسك بهلكة نفسك ؟ أما من دائك بلول ؟ ) (5أم
ليس من نومتك يقظة ؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرها ؟ فلربما
ترى الضاحي لحر الشمس فتظله أو ترى المبتلى بألم يمض جسده فتبكي
رحمة له ؟ فما صبرك على دائك ؟ وجلدك على مصائبك ؟ وعزاك من
البكاء على نفسك ؟ وهي أعز النفس عليك ؟ وكيف ل يوقظك خوف بيات
نقمة ) (6وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته ؟ فتداو من داء الفترة في
قلبك بعزيمة ،ومن كرى الغفلة في ناظرك بيقظة وكن ل مطيعا ،وبذكره
آنسا ،وتمثل في حال توليك عنه إقباله عليك ،يدعوك إلى عفوه ،ويتغمدك
بفضله وأنت متول عنه إلى غيره فتعالى من قوي ما أكرمه )وأحلمه(
وتواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته وأنت في كنف ستره مقيم،
وفي سعة فضله متقلب ،فلم يمنعك فضله ولم يهتك عنك ستره بل لم تخل
من لطفه مطرف عين ،في نعمة يحدثها لك أو سيئة يسترها عليك أو بلية
يصرفها عنك فما ظنك به لو أطعته
) (1عدة الداعي ،67 :والية في سورة الروم (2) 44 :النفطار (3) 6 :يقال:
دحضت الحجة :بطلت ،وأدحض خبر مبتدأ محذوف وهو المغتر بربه
الكريم ) (4يعنى أعجب بنفسه ) (5البلول :الشفاء وحسن الحال بعد
الهزال والمرض ) (6وذلك لن نقمة ال تنزل حين الغفلة والمن
][193
][194
)) * (65باب( * * )اداء الفرايض واجتناب المحارم( * اليات :آل عمران :أفمن
اتبع رضوان ال كمن باء بسخط من ال ومأويه جهنم وبئس المصير )(1
النساء :ومن يطع ال ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها النهار
خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص ال ورسوله ويتعد حدوده
يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ) (2وقال :ومن يطع ال والرسول
فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن اولئك رفيقا * ذلك الفضل من ال وكفى بال عليما )(3
الحجر :واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) (4النحل :ولقد بعثنا في كل امة
رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ال ومنهم من
حقت عليه الضللة فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )
(5النبياء :وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة
وكانوا لنا عابدين )(6
) (1آل عمران (2) 162 :النساء 13 :و (3) 14النساء 69و (4) 70الحجر99 :
) (5النحل (6) 36 :النبياء73 :
][195
الحج :يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم
تفلحون ) - 1 (1كا :عن العدة ،عن سهل ،وعلي ،عن أبيه ،جميعا عن ابن
محبوب ،عن أبي حمزة الثمالي قال :قال علي بن الحسين )عليه السلم(:
من عمل بما افترض ال عليه فهو )من( خير الناس ) (2بيان " :فهو من
خير الناس " ليس " من " في بعض النسخ فالخيرية إضافية بالنسبة إلى
من يأتي بالمستحبات ويترك بعض الفرائض - 2كا :عن علي ،عن أبيه،
عن حمادبن عيسى ،عن الحسين بن المختار عن عبد ال بن أبي يعفور،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( :في قول ال عز وجل " اصبروا وصابروا
ورابطوا " ) (3قال :اصبروا على الفرائض ) - 3 (4كا :عن العدة ،عن
سهل ،عن ابن أبي نجران ،عن حمادبن عيسى ،عن أبي السفاتج عن أبي
عبد ال )عليه السلم( :في قول ال عزوجل " اصبروا وصابروا ورابطوا
" قال :اصبروا على الفرائض ،وصابروا على المصائب ،ورابطوا على
الئمة )عليهم السلم( ،وفي رواية ابن محبوب ،عن أبي السفاتج وزاد
فيه :واتقوا ال ربكم فيما افترض عليكم ) (5بيان " :اصبروا " قال
الطبرسي -ره :-اختلف في معناها على وجوه أحدها أن المعنى اصبروا
على دينكم أي اثبتوا عليه " وصابروا " الكفار ورابطوهم في سبيل ال
فالمعنى اصبروا على طاعة ال سبحانه وعن معاصيه ،وقاتلوا العدو
وصابروا على قتالهم في الحق كما يصبرون على قتالكم في الباطل لن
الرباط هو المرابطة فيكون بين اثنين يعني أعدوا لهم من الخيل ما يعدونه
لكم وثانيها أن المراد اصبروا على دينكم ،وصابروا وعدي إياكم ،ورابطوا
) (1الحج (2) 77 :الكافي ج 2ص (3) 81آل عمران 4) 200 :و (5الكافي ج 2
ص 81
][196
عدوي وعدوكم وثالثها أن المراد اصبروا على الجهاد ،وقيل إن معنى رابطوا:
رابطوا الصلوات ومعناه انتظروها واحدة بعد واحدة لن المرابطة لم تكن
حينئذ روي ذلك عن علي )عليه السلم( وروي عن النبي )صلى ال عليه
وآله( أنه سئل من أفضل العمال فقال :إسباغ الوضوء في السبرات ،ونقل
القدام إلى الجماعات ،وانتظار الصلة بعد الصلة فذلكم الرباط ،وروي
عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال :معناه اصبروا على المصائب
وصابروا على عدوكم ورابطوا عدوكم ،وهو قريب من الول انتهى )" (1
على الفرايض " يحتمل شمولها لترك المحرمات أيضا " وصابروا على
المصائب " لعل صيغة المفاعلة على هذا الوجه للمبالغة لن ما يكون بين
الثنين يكون الهتمام فيه أشد أو لن فيه معارضة النفس والشيطان ،وكذا
قوله " رابطوا " يحتمل الوجهين لن المراد به ربط النفس على طاعتهم،
وانقيادهم وانتظار فرجهم مع أن في ذلك معارضة لعدوهم " فيما افترض
عليكم " من فعل الواجبات وترك المحرمات - 4كا :عن علي ،عن أبيه،
عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :اعمل بفرائض ال تكن أتقى الناس )(2
- 5كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن أبي جميلة عن
محمد الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال ال تبارك وتعالى:
ما تحبب إلي عبدي بأحب مما افترضت عليه ) (3بيان :التحبب جلب
المحبة أو إظهارها ،والول أنسب ،ولو لم تكن الفرائض أحب إليه تعالى
لما افترضه - 6كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن
سالم ،عن سليمان بن خالد قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول
ال عز وجل " :وقدمنا
][197
إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " ) (1قال :أما وال إن كانت أعمالهم
أشد بياضا من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه )(2
تبيين " :وقدمنا " أي عمدنا وقصدنا " إلى ما عملوا من عمل " كقرى
الضيف ،وصلة الرحم ،وإغاثة الملهوف ،وغيرها " فجعلناه هباء منثورا
" فلم يبق له أثر ،والهباء غبار يرى في شعاع الشمس الطالع من الكوة
من الهبوة وهو الغبار " والقباطي " بالفتح جمع القبطية بالكسر ثياب
بيض دقاق من كتان تتخذ بمصر ،وقد يضم لنهم يغيرون في النسبة وفي
المصباح القبطي بالضم ثوب من كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلى القبط
على غير قياس فرقا بين النسان والثوب وثياب قبطية أيضا بالضم،
والجمع قباطي انتهى وفيه دللة على حبط الطاعات بالفسوق وخصه
بعض المفسرين بالكفر ول كلم فيه ،ولنذكر هنا مجمل من معاني الحبط
والتكفير ،والختلفات الواردة فيه :اعلم أن الحباط في عرف المتكلمين
عبارة عن إبطال الحسنة بعدم ترتب ما يتوقع منها عليها ،ويقابله التكفير
وهو إسقاط السيئة بعدم جريان مقتضاها عليها فهوفي المعصية نقيض
الحباط في الطاعة والحبط والتكفير وإطلقهما بهذين اللفظين ربما
يساوقهما كثير من اليات والخبار ،وقد اشتهر بين المتكلمين أن الوعيدية
من المعتزلة وغيرهم يقولون :بالحباط والتكفير ،دون من سواهم من
الشاعرة وغيرهم ،وهذا على إطلقه غير صحيح ،فان أصل الحباط
والتكفير مما ل يمكن إنكاره لحد من المسلمين كما ظهر مما تلونا عليك،
فلبد أن يحرر مقصود كل طائفة ليتبين ما هو الحق فنقول :ل خلف بين
من يعتد به من أهل السلم في أن كل مؤمن صالح يدخل الجنة خالدا فيها
حقيقة ،وكل كافر يدخل النار خالدا فيها كذلك ،وأما المؤمن الذي خلط عمل
صالحا بعمل غير صالح ،فاختلفوا فيه فذهب بعض المرجئة إلى أن اليمان
يحبط الزلت ،فل عقاب على زلة مع اليمان
][198
كما لثواب لطاعة مع الكفر ،وذهب الخرون إلى ثبوت الثواب والعقاب في حقه أما
المعتزلة فبعنوان الستحقاق المعلوم عقل باعتبار الحسن والقبح العقليين
وشرعا باعتبار اليات الدالة عليه من الوعد والوعيد وأما الشاعرة
فبعنوان النتفاء ) (1يقولون :إنه ل يجب على ال شئ ،فل يستحق
المكلف ثوابا منه تعالى فان أثابه فبفضله ،وإن عاقبه فبعدله ،بل له إثابة
العاصي وعقاب المطيع أيضا وبالجملة قول :المعتزلة في المؤمن الخارج
من الدنيا بغير توبة عن كبيرة ارتكبها أنه استحق الخلود في النار ،لكن
يكون عقابه أخف من عقاب الكفار أما مطلق الستحقاق فلما عرفت ،وأما
خصوص الخلود فللعمومات المتأولة عند غيرهم بتخصيصها بالكفار أو
بحمل الخلود على المكث الطويل كقوله تعالى " :ومن يعص ال ورسوله
فان له نار جهنم خالدا فيها " ) (2وقوله " :ومن يتعد حدوده يدخله نارا
خالدا فيها " ) (3فلهذا حكموا بأن كبيرة واحدة تحبط جميع الطاعات فان
الخلود الموعود مستلزم لذلك ،هذا قول جمهورهم في أصل الحباط ثم إن
الجبائيين أبا على وابنه أبا هاشم منهم على ما نقل عنهما المدي ذهبا إلى
اشتراط الكثرة في المحبط ،بمعنى أن من زادت معاصيه على طاعته
أحبطت معاصيه طاعاته ،وبالعكس ،لكنهما اختلفا فقال أبو على :ينحبط
الناقص برمته من غير أن ينتقص من الزائد شئ وقال أبو هاشم :بل
ينتقص من الزايد أيضا بقدره ويبقي الباقي إذا عرفت هذا فاعلم أن ما
ذكره أكثر أصحابنا من نفي الحباط والتكفير مع ورود اليات الكثيرة،
والخبار المستفيضة ،بل المتواترة بالمعنى في كل منهما ،مما يقضي منه
العجب مع أنه ليس لهم على ذلك إل شبه ضعيفة مذكورة
) (1في مرآت العقول ج 2ص " 97التفاق " ) (2الجن (3) 23 :النساء14 :
][199
في كتب الكلم ،كالتجريد وغيره ،لكن بعد التأمل والتحقيق يظهر أن الذي ينفونه
منهما ل ينافي ظواهر اليات والخبار ،كثيرا ،بل يرجع إلى مناقشة لفظية
لنهم قائلون بأن التوبة ترفع العقاب ،وأن الموت على الكفر تبطل ثواب
جميع العمال ،لكن الكثر يقولون :ليس هذا بالحباط ،بل باشتراط
الموافاة على اليمان في استحقاق الثواب على القول بالستحقاق ،وفي
الوعد بالثواب على القول بعدم الستحقاق ،وكذا يمكنهم القول بأحد
المرين في المعاصي التي وردت أنها حابطة لبعض الحسنات ،من غير
قول بالحبط ،بأن يكون الستحقاق أو الوعد مشروطا بعدم صدور تلك
المعصية وأما التوبة والعمال المكفرة فل حاجة إلى ارتكاب أمثال ذلك
فيها ،إذ في تجويز التفضل والعفو ،كما هو مذهبنا غنى عنها ،وأيضا
لنقول باذهاب كل معصية كل طاعة وبالعكس كما ذهب إليه المعتزلة ،بل
نتبع في ذلك النصوص الواردة في ذلك ،فكل معصية وردت في الكتاب أو
في الثار الصحيحة أنها ذاهبة أو منقصة لثواب جميع الحسنات أو بعضها
نقول به وبالعكس ،تابعين للنص في جميع ذلك ومن أصحابنا من لم يقل
بالموافاة ،ول بالحباط ،بل يقول :كل من اليمان والكفر يتحقق بتحقق
شروطه المقارنة ،وليس شئ من استحقاق الثواب والعقاب مشروطا
بشرط متأخر ،بل إن تحقق اليمان تحقق استحقاق الثواب وإن تحقق الكفر
تحقق معه استحقاق العقاب ،فان كفر بعد اليمان كان كفره اللحق كاشفا
عن أنه لم يكن مؤمنا سابقا ولم يكن مستحقا للثواب عليه وإطلق المؤمن
عليه بمحض اللفظ ،وبحسب الظاهر ،وإن آمن أحد بعد الكفر زال كفره
الصلي باليمان اللحق ،وسقط استحقاقه العقاب لعفو ال تعالى ل
بالحباط ول لعدم الموافاة ،كما يقول الخرون وتفصيل هذا المطلب
وتنقيحه يحتاج إلى إيراد مقاصد الول :أن النافين للحسن والقبح ،ل
يثبتون استحقاق شئ من الثواب والعقاب بشئ من العمال ،بل
][200
المالك للعباد عندهم قادر على الثواب والعقاب ،ومالك للتصرف فيهم كيف شاء
وليس من شأن فعله في خلقه استحقاق الذم ،بل ول المدح ،وكلهما
اصطلح ومواضعة من الشارع وأما المثبتون لهما فل كلم عندهم في
استحقاق العقاب ،نعم ربما قيل :بعدم استقلل العقل فيه ،ضرورة أو نظرا،
وأما الثواب فعند بعضهم مما يستحقه العبد بطاعته ،وإليه يذهب جماعة
من أصحابنا ويحتجون لذلك بأن إلزام المشقة بدون التزام نفع في مقابله
قبيح ،وربما يوجه عليه أن التزام النفع في مقابله إنما يلزم لو لم تسبق
النعم عليه ،بما يحسن إلزام المشقة بازائها ،والفرق بين النفع المستقبل
والنعمة الماضية تحكم ،وربما كفى في إلزام المشقة حسن العمل الشاق
ولم يحتج في حسن اللزام إلى أزيد منه ،ولهذا ذهب بعض أصحابنا
وغيرهم إلى أن الثواب تفضل ووعد منه تعالى بدون استحقاق للعبد وهو
الظاهر من كلم أكثر أصحابنا رضوان ال عليهم ،ويدل عليه كثير من
الخبار والدعية الثاني أن الثواب والعقاب هل يجب دوامهما أم ل ،فذهب
المعتزلة إلى الول وطريقه العقل عندهم ،والصحيح عند أصحابنا أنه ل
يجب عقل .وأما شرعا فالثواب دائم وكذا عقاب الكفر إجماعا من
المسلمين إل ما نقل من شذاذ من المتصوفين الذين ل يعدون من المسلمين
وأما عقاب المعاصي فمنقطع :ويكفي هنا عدم وجدان طريق عقلي إلى
دوامهما وفي عبارة التجريد في هذا المطلب تناقض يحتاج إلى تكلف تام
في دفعه الثالث أن الحباط بالمعنى الذي ذكرناه من إفناء كل من
الستحقاقين للخر أو المتأخر للمتقدم باطل عند أصحابنا ،ومذهب أبي
علي وهو بقاء المتأخر وفناء المتقدم مناف للنصوص الكثيرة المتضمنة
لعدم تضييع العمل ،وأما مذهب أبي هاشم فل ينافي ظواهر النصوص لنه
إذا أفنى المتقدم المتأخر أيضا فليس بضايع ولمما لم يره العامل ،لكن
الظاهر أن ما ذهب إليه من إبطاله له من جهة المنافاة بينهما ،فليس
بصحيح إذ ل منافاة عقل بين الثواب والعقاب واستحقاقهما ،بل يكاد
][201
العقل يجزم بعدم مساواة من أعقب كثيرا من الطاعة بقليل من المعصية ،مع من
اكتفى بالفضل بينهما حسب ،وعدم مساواة من أعقب أحدهما بما يساوي
الخر ،مع من لم يفعل شيئا ثم إنه يمكن أن يسقط العقاب المتقدم عند
الطاعة المتأخرة على سبيل العفو وهو إسقاط ال تعالى ما يستحقه على
العبد من العقوبة ،وهو الظاهر من مذاهب أصحابنا رضي ال عنهم وأما
الثواب فل يتصور فيه ذلك ،ويمكن أن يكون الوعد بالثواب على الطاعة
المتقدمة أو استحقاقه مشروطا بعدم معاقبة المعصية لها ،كما يشترط
ثواب اليمان والطاعات بالموافاة على اليمان ،بأن يموت مؤمنا عند كثير
من أصحابنا لكن ذلك الشتراط ليس بعام لجميع المعاصي بل مخصوص
بمقتضى النصوص ببعضها ،وليس كل ما ورد بطلن الطاعة بسببه مما
يقطع باشتراط الثواب به ،لن كل منها أخبار آحاد ل تفيد القطع نعم ربما
حصل القطع بأن شيئا من تلك المعاصي يشترط استمرار انتفائه لستحقاق
الثواب ،أو هو شرط في الوعد به ،والفرق بين هذا وبين الحباط ظاهر من
وجوه :الول أن إبطال الثواب في الحباط من حيث التضاد عقل بين
الستحقاقين وههنا من جهة اشتراطه شرعا بنفي المعصية الثاني أن
المنافاة هناك بين الستحقاقين ،فلو لم يحصل استحقاق العقاب لنتفاء
شرطه ،لم يحصل الحباط ،وههنا بنفس المعصية ينتفي الثواب أو
استحقاقه إن ثبت وكان مستمرا ،وإن توقف أصل الستحقاق على استمرار
النفي لم يحصل أصل وإنما يحصل في موضع الحصول بالموت ول يختلف
الحال باستحقاق العقاب على )تلك( المعصية ،لستجماع شرائطه وعدمه
لفقد شئ منه ،كمنع ال تعالى لطفا معلوما عن المكلف ،وكمالو أعلم ال
تعالى المكلف أنه يغفر له ويعفو عن جميع معاصيه ،فكان مغريا له
بالقبيح ،وكما لو لم يقع فعل القبيح ول الخلل بالواجب عن المكلف على
سبيل إيثاره على فعل الواجب
][202
والمتناع من القبيح ،بل وقع لعلى وجه اليثار ،فان العاصي في جميع هذه
الصور يستحق ذما ول يستحق عقابا عند أبي هاشم ومن يحذو حذوه
وعلى تقدير الشتراط باستمرار انتفاء المعصية ينتفي استحقاق الثواب،
وعلى تقدير الحباط ل ينتفي الثالث أن التوبة على مذهب الحباط يمنع من
الحباط ،وعلى ما ذكرنا ليمنع من الحباط ،نعم لو كان الشرط استمرار
انتفاء المعصية ،أو الموافاة بالتوبة من المعصية ،دون استمرار انتفائها
فقط ،منع من الحباط كمذهب القائلين به الرابع ) (1أن هذا يجري في
مذهب النافين للستحقاق دون الحباط ،وهذا الذي ذكرناه وإن لم يكن
مذهبا صريحا لصحابنا إل أن من يذهب إلى الموافاة لبدله من تجويزه،
وبه يجمع بين نفي الحباط كما تقتضيه الدلة بزعمهم وبين اليات وكثير
من الروايات الدالة على أن بعضا من المعاصي يبطل العمال السابقة،
ويمكن القول بمثل هذا في المعاصي بأن يكون استحقاق العقاب عليها أو
استمرار مشروطا بعدم بعض الطاعات في المستقبل ،فيأول ما يتضمن
شبه هذا المعنى من الروايات به ،لكن عدم استحقاق العقاب بتعمد معصية
ال تعالى وتوقفه على أمر منتظر بعيد ،وكذلك انقطاع استمراره ،وفي
العفو مندوحة عنه ،والكلم فيه كالكلم في التوبة ،وهو ظاهر النصوص،
وفي كلم الشارح العلمة قدس سره في شرح التجريد عند قول المصنف
ره :وهو مشروط بالموافاة الخ ما يدل على أن في المعتزلة من يقول
باشتراط الطاعات بالمعاصي المتأخرة ،وبالعكس وظاهره أنه حمل كلم
المصنف على هذا المعنى ،فيكون قائل بالموافاة في الطاعات باشتراطه
بانتفاء الذنب في المستقبل ،وفي المعاصي باشتراطه بعدم الطاعة
الصالحة للتكفير في المستقبل ،إل أني لم أقف على قائل به من أصحابنا
صريحا وكلم التجريد ليس بصريح إل في الموافاة باليمان الرابع ) (2أن
العفو مطلقا ،سواء كانت المعصية مما تاب المكلف منها أول وسواء كانت
صغيرة مكفرة أو كبيرة ،غير واقع بالسمع عند جميع المعتزلة وذهب
بعضهم
][203
وهم البغداديون منهم إلى أنه قبيح عقل والسمع أكده ،والبصريون إلى جوازه عقل
وإنما المانع منه السمع ،فمزيل العقاب عندهم منحصر في أمرين أحدهما
التوبة والثاني التكفير بالثواب ،وذلك عند من قال بأن التوبة إنما تسقط
العقاب لكونه ندما على المعصية ،وأما عند من قال إنه يسقط لكثرة
الثواب ،فالمزيل منحصر في أمر واحد هو الحباط ،فتوهم غير هذا باطل،
ودعوى التفاق على العفو من الصغائر عند اجتناب الكبائر ومن الذنوب
مطلقا عند التوبة كما وقع من الشارح الجديد للتجريد ،مضمحل عند
التحقيق ،كما ذكره بعض الفاضل قال صاحب الكشاف في تفسير قوله
تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " نمط ما
تستحقونه من العقاب ،في كل وقت على صغائر كم ونجعلها كأن لم تكن
لزيادة الثواب المستحق على اجتنابكم الكبائر ،وصبركم عنها ،على عقاب
السيئات ،وأما إسقاط التوبة للعقاب ففيه ثلث مذاهب :الول أنها تسقطه
على سبيل الوجوب عند اجتماع شرائطها ،لكونها ندما على المعصية ،كما
أن الندم على الطاعة يحبطها لكونه ندما عليها ،مع قطع النظر عن
استتباعها الثواب والعقاب الثاني أنها تسقطه على سبب الوجوب ،للكونها
ندما عليها ،بل لستتباعها ثوابا كثيرا الثالث أنها ل تسقطه ،وإنما يسقط
العقاب عندها ،لنها على سبيل العفو دون الستحقاق ،وهذه المذاهب
مشهورة مسطورة في كتب الكلم وأقول :بهذا التفصيل الذي ذكر ارتفع
التشنيع واللوم عن محققي أصحابنا رضوان ال عليهم ،بمخالفتهم لليات
المتضافرة ،والروايات المتواترة ،وأن الحباط والتكفير بالمعنى الذي هو
المتنازع فيه بين أصحابنا وبين المعتزلة ،نفيهما ل ينافي شيئا من ذلك
وإنما أطنبنا الكلم في هذا المقام لنه من مهمات المسائل الكلمية ،و من
تعرض لتحقيقه لم يستوف حقه وال الموفق
][204
- 7كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حمادبن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( قال :كل عين باكية يوم القيامة غير ثلث :عين
سهرت في سبيل ال ،وعين فاضت من خشية ال ،وعين غضت من
محارم ال ) (1بيان " :في سبيل ال " أي في الجهاد ،أو العم منه ومن
السفر إلى الحج و الزيارات ،أو العم منها ومن السهر للعبادة ،ومطالعة
العلوم الدينية ،وهذا أظهر ،وإسناد الفيض إلى العين مجاز ،يقال فاض
الماء والدمع يفيص فيضا كثر حتى سال و " غضت " على بناء المفعول
يقال غض طرفه أي كسره ،وأطرق لم يفتح عينه - 8كا :عن علي ،عن
محمد بن عيسى ،عن يونس ،عمن ذكره ،عن أبي -عبد ال عليه السلم
قال فيما :ناجى ال عزوجل به موسى )عليه السلم( :يا موسى ما تقرب
إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي ،فاني ابيحهم جنات عدن لاشرك
معهم أحدا ) (2بيان " :جنات عدن " قال الراغب :إي استقرار وثبات
وعدن بمكان كذا استقر ،ومنه المعدن لمستقر الجواهر - 9كا :عن علي،
عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبيدة ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :من أشد ما فرض ال على خلقه ذكر ال كثيرا
ثم قال :ل أعني سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر ،وإن كان
منه ،ولكن ذكر ال عند ما أحل وحرم ،فان كان طاعة عمل بها ،وإن كان
معصية تركها ) (3توضيح " :ما فرض ال " أي قرره أعم من الواجب
والندب ،ويحتمل الوجوب " وإن كان " أي هذا الذكر اللساني " منه "
أي من مطلق الذكر الشديد الذكر عند الطاعة والمعصية ،والذكر اللساني
هين بالنسبة إليه ،والحاصل أن ال سبحانه أمر بالذكر ومدجه في مواضع
كثيرة من الذكر الحكيم لقوله سبحانه " و
][205
اذكروا ال ذكرا كثيرا " ) (1وقوله " واذكر ربك في نفسك تضرعاو خيفة ودون
الجهر من القول بالغدو والصال " ) (2وقوله تعالى " الذين يذكرون ال
قياما وقعودا وعلى جنوبهم " ) (3وأصل الذكر التذكر بالقلب ،ومنه "
واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " ) (4أي تذكروا ثم يطلق على الذكر
اللساني حقيقة أو من باب تسمية الدال باسم المدلول ،ثم كثر استعماله فيه
لظهوره حتى صار هو السابق إلى الفهم ،فنص )عليه السلم( على إرادة
الول دون الثاني فقط ،دفعا لتوهم تخصيصه بالثاني ،وإشارة إلى أكمل
أفراده وقال بعضهم :ذكر اللسان مع خلو القلب عنه ،ل يخلو من فائدة،
لنه بمنعه من التكلم باللغو ،ويجعل لسانه معتادا بالخير ،وقد يلقي
الشيطان إليه أن حركة اللسان بدون توجه القلب عبث ينبغي تركه ،فاللئق
بحال الذاكر حينئذ أن يحضر قلبه رغما للشيطان ،ولو لم يحضره فاللئق
به أن ل يترك ذكر اللسان رغما لنفه أيضا وأن يجيبه بأن اللسان آلة
للذكر كالقلب ،ول يترك أحدهما بترك الخر فان لكل عضو عبادة ثم اعلم
أن الذكر القلبي من أعظم بواعث المحبة )والمحبة( أرفع منازل المقربين
رزقنا ال إياها وسائر المؤمنين - 10كا :عن علي ،عن أبيه ،عن
النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :من ترك معصية ال مخافة ال تبارك وتعالى
أرضاه ال يوم القيامة )(5
) (1الحزاب (2) 41 :العراف (3) 205 :آل عمران (4) 191 :البقرة(5) 47 :
الكافي ج 2ص 81
][206
بيان :يمكن تعميم المعصية ليشمل ترك الطاعة أيضا وعدم ما يرضيه به لتفخيمه
إيماء إلى أن عقل البشر ل يصل إلى كنه حقيقته ،كما قال سبحانه "
ورضوان من ال أكبر " ) (1أقول :قد أثبتنا بعض الخبار في باب
الستعداد للموت - 11ن :بالسانيد الثلثة عن الرضا ،عن آبائه )عليهم
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تزال امتي بخير ما
تحابوا وتهادوا وأدوا المانة ،و اجتنبوا الحرام ،وقروا الضيف ،وأقاموا
الصلة ،وآتوا الزكاة ،فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين )- 12 (2
ما :المفيد ،عن المظفر بن محمد البلخي ،عن محمد بن همام ،عن حميد
ابن زياد ،عن إبراهيم بن عبيد بن حنان ،عن الربيع بن سلمان ،عن
السكوني عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :اعمل بفرائض ال تكن من أتقى الناس ،وارض بقسم ال
تكن من أغنى الناس ،وكف عن محارم ال تكن أورع الناس ،وأحسن
مجاورة من يجاورك تكن مؤمنا ،وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما
) (3لى :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن المغيرة ،عن السكوني
مثله ) - 13 (4لى :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أعبد الناس من
أقام الفرائض ،وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب ) - 14 (5ل:
ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن ابن معروف ،عن أبي شعيب
) (1براءة (2) 72 :عيون الخبار ج 2ص (3) 81أمالى الطوسى ج 1ص 120
) (4أمالى الصدوق ص (5) 121أمالى الصدوق ص 14
][207
يرفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أورع الناس من وقف عند الشبهة ،أعبد
الناس من أقام الفرايض ،أزهد الناس من ترك الحرام ،أشد الناس اجتهادا
من ترك الذنوب ) (1أقول :قد مضى بعض الخبار في باب اليقين - 15ع:
علي بن حاتم ،عن أحمد بن علي العبدي ،عن الحسن بن إبراهيم
الهاشمي ،عن إسحاق بن إبراهيم الديري ،عن عبد الرزاق بن همام ،عن
معمر عن قتادة ،عن أنس قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قال
حبيبي جبرئيل :إن مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة ،اليمان أصلها،
والصلة عروقها ،والزكاة ماؤها والصوم سعفها ،وحسن الخلق ورقها،
والكف عن المحارم ثمرها ،فل تكمل شجرة إل بالثمر ،كذلك اليمان ل
يكمل إل بالكف عن المحارم ) - 16 (2ثو :ابن موسى ،عن السدي ،عن
النخعي ،عن النوفلي ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل قال :قلت لبي
عبد ال )عليه السلم( :روي عن المغيرة أنه قال :إذا عرف الرجل ربه
ليس عليه وراء ذلك شئ ،قال :ماله لعنه ال أليس كلما ازداد بال معرفة
فهو أطوع له ،أفيطيع ال عز وجل من ل يعرفه ؟ إن ال عز وجل أمر
محمدا )صلى ال عليه وآله( بأمر وأمر محمد )صلى ال عليه وآله(
المؤمنين بأمر ،فهم عاملون به إلى أن يجئ نهيه ،والمر والنهي عند
المؤمن سواء قال :ثم قال :ل ينظر ال عزوجل إلى عبد ول يزكيه إذا ترك
فريضة من فرائض ال ،أو ارتكب كبيرة من الكبائر ،قال :قلت :ل ينظر ال
إليه ؟ قال نعم ،قد أشرك بال ،قال :قلت :أشرك ؟ قال :نعم إن ال عزوجل
أمره بأمر وأمره إبليس بأمر فترك ما أمر ال عزوجل به وصار إلى ما أمر
إبليس فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار )(3
) (1الخصال ج 1ص (2) 11علل الشرائع ج 1ص (3) 237ثواب العمال ص
(*) 220
][208
- 17ختص :قال الصادق )عليه السلم( :حدثني أبي ،عن أبيه )عليهما السلم( أن
رجل من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن علي )عليهما السلم( :يا
سيدي أخبرني بخير الدنيا والخرة فكتب صلوات ال عليه " :بسم ال
الرحمن الرحيم أما بعد فان من طلب رضى ال بسخط الناس كفاه ال امور
الناس ،ومن طلب رضى الناس بسخط ال وكله ال إلى الناس والسلم )
- 18 (1ين :عثمان بن عيسى ،عن سماعة قال :سمعت أبا عبد ال )عليه
السلم( يقول :اصبر ) (2وما لم يأت منها فلست تعرفه ،فاصبر على تلك
الساعة التي أنت فيها وكأنك قد أعطيت - 19نوادر الراوندي :باسناده،
عن موسى بن جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :ما من شئ أحب إلى ال تعالى من اليمان به ،والعمل
الصالح ،وترك ما أمر به أن يتركه - 20نهج :قال )عليه السلم( :ل عبادة
كأداء الفرائض )(3
) (1الختصاص (2) 255 :كذا ،ولعله سقط منه نحو هذا )على ما أتاك من
المصائب ول تجزع لما لم يأتك فان ما لم يأت( ) (3نهج البلغة ج 2ص
168
][209
)) (66باب( * )القتصاد في العبادة والمداومة عليها ،وفعل الخير وتعجيله( * "
)وفضل التوسط في جميع المور واستواء العمل( " اليات :البقرة:
فاستبقوا الخيرات ) (1آل عمران :ويسارعون في الخيرات واولئك من
الصالحين ) (2وقال :وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ) (3المائدة :واستبقوا
الخيرات إلى ال مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) (4طه :وعجلت
إليك رب لترضى ) (5النبياء :إنهم كانوا يسارعون في الخيرات )(6
المؤمنون :اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) - 1 (7كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن الحول عن سلم
بن المستنير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أل إن لكل عبادة شرة ،ثم تصير إلى فترة ،فمن صارت شرة
عبادته إلى سنتي فقد اهتدى ،ومن خالف سنتي فقد ضل ،وكان عمله في
تباب أما إني اصلي وأنام
) (1البقرة (2) 148 :آل عمران (3) 114 :آل عمران (4) 133 :المائدة(5) 48 :
طه (6) 84 :النبياء (7) 90 :المؤمنون61 :
][210
وأصوم وافطر وأضحك وأبكي ،فمن رغب من منهاجي وسنتي فليس مني وقال:
كفى بالموت موعظة ،وكفى باليقين غنى ،وكفى بالعبادة شغل ) (1تبيين:
" إن لكل عبادة شرة " الشرة بكسر الشين وتشديد الراء شدة الرغبة ،قال
في النهاية :فيه إن لهذا القرآن شرة ،ثم إن للناس عنه فترة :الشرة
النشاط والرغبة ،ومنه الحديث الخر :لكل عابد شرة ،وقال في حديث ابن
مسعود :إنه مرض فبكى فقال :إنما أبكي لنه أصابني على حال فترة ،ولم
يصبني على حال اجتهاد ،أي في حال سكون وتقليل من العبادات
والمجاهدات انتهى " إلى سنتي " أي منتهيا إليها أو " إلى " بمعنى "
مع " أي ل تدعوه كثرة الرغبة في العبادة إلى ارتكاب البدع كالرياضات
المبتدعة للمتصوفة ،بل يعمل بالسنن والتطوعات الواردة في السنة
ويحتمل أن يكون المراد بانتهاء الشرة أن يكون ترك الشرة بالقتصاد،
والكتفاء بالسنن ،وترك بعض التطوعات ل بترك السنن أيضا ويؤيده
الخبر التي " في تباب " أي تباب العمل أو صاحبه والتباب الخسران
والهلك ،وفي بعض النسخ " في تبار " بالراء وهو أيضا الهلك " كفى
بالموت موعظة " الباء زائدة ،والموعظة ما يتغظ النسان به ،ويصير
سببا لنزجار النفس عن الخطايا ،والميل إلى الدنيا ،والركون إليها،
وأعظمها الموت ،إذ العاقل إذا تفكر فيه وفي غمراته وما يعقبه من أحوال
البرزخ والقيامة وأهوالها ،وما فعله بأهل الدنيا من قطع أيديهم عنها
وإخراجهم منها طوعا أو كرها فجاءة من غير اطلع منهم على وقت
نزوله ،وكيفية حلوله ،هانت عنده الدنيا ،وما فيها ،وشرع في التهيئة له
إن أعطاه ال تعالى بصيرة في ذلك " وكفى باليقين غنى " أي كفى اليقين
بأن ال رازق العباد ،وأنه يوسع على من يشاء ،ويقتر على من يشاء،
بحسب المصالح ،سببا لغنى النفس ،وعدم
][211
الحرص ،وترك التوسل بالمخلوقين ،وهو من فروع اليقين بالقضاء والقدر ،وقد
مر في باب اليقين أنه يطلق غالبا عليه " وكفى بالعبادة شغل " كأن
المقصود أن النفس يطلب شغل ليشتغل به فإذا شغلها المرؤ بالعبادة تحيط
بجميع أوقاته ،فل يكون له فراغ يصرفه في الملهي وإذا لم يشتغل
بالعبادة يدعوه الفراغ إلى البطر واللهو ،وصرف العمر في المعاصي
والملهي ،والمور الباطلة ،كسماع القصص الكاذبة وأمثالها ،والغرض
الترغيب في العبادة ،وبيان عمدة ثمراتها والظاهر أن هذه الفقرات الخيرة
مواعظ اخر لارتباط لها بما تقدمها وقد يتكلف بجعلها مربوطة بها ،بأن
المراد بالولى كفى الموت موعظة في عدم مخالفة السنة ،وكفى اليقين
غنى لئل ،يطلب الدنيا بالرئاء ،وارتكاب البدع وكفت العبادة المقررة
الشرعية شغل فل يلزم الشتغال بالبدع - 2كا :عن العدة ،عن سهل بن
زياد ،عن الحجال ،عن ثعلبة قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :لكل أحد
شرة ،ولكل شرة فترة ،فطوبى لمن كانت فترته إلى خير ) (1بيان :الحاصل
أن لكل أحد شوقا ونشاطا في العبادة ،في أول المر ،ثم يعرض له فترة
وسكون فمن كانت فترته بالكتفاء بالسنن ،وترك البدع أو ترك التطوعات
الزائدة فطوبى له ،ومن كانت فترته بترك السنن أيضا أو بترك الطاعات
رأسا وارتكاب المعاصي أو بالقتصار على البدع ،فويل له وقد روي عن
أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال :ما من أحد إل وله شرة وفترة فمن كانت
فترته إلى سنة فقد اهتدى ،ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى ،وهو
يؤيد ما ذكرنا - 3كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن
سنان ،عن أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :إن هذا الدين متين
][212
فأوغلوا فيه برفق ،ول تكرهوا عبادة ال إلى عباد ال ،فتكونوا كالراكب المنبت
الذي لسفرا قطع ،ول ظهرا أبقى وبالسناد ،عن ابن سنان ،عن مقرن،
عن محمد بن سوقه ،عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله ) (1بيان :قال في
النهاية المتين الشديد القوي وقال :فيه إن هذا الدين متين فأوغل فيه
برفق ،اليغال السير الشديد يقال :أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في
سيرهم ،والوغول الدخول في الشئ وقد وعل يغل وغول ،يريد سر فيه
برفق وابلغ الغاية القصوى منه بالرفق ،لعلى سبيل التهافت والخرق ،ول
تحمل نفسك ول تكلفها مال تطيقه فتعجز ،وتترك الدين والعمل وقال :فيه
فان المنبت لأرضا قطع ولظهرا أبقى ،يقال للرجل إذا انقطع به في سفره
وعطبت راحلته :قد أنبت من البت القطع ،وهو مطاوع بت يقال :بته وأبته
يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده ،لم يقض وطره ،وقد أعطب
ظهره انتهى " ول تكرهوا عبادة ال " كأن المعنى أنكم إذا أفرطتم في
الطاعات ،يريد الناس متابعتكم في ذلك فيشق عليهم ،فيكرهون عبادة ال
ويفعلونها من غير رغبة وشوق ،ويحتمل أن يكون أو غلوا في فعل
أنفسهم ،ول تكرهوا في دعوة الغير أي ل تحملوا على الناس في تعليمهم
وهدايتهم فوق سعتهم ،وما يشق عليهم ،كما مر في حديث الرجل الذي
هدى النصراني في باب درجات اليمان ) (2ويحتمل أن يكون عباد ال
شامل لنفسهم أيضا ،ويمكن أن يكون اليغال هنا متعديا أي أدخلوا الناس
فيه ،برفق ليوافق الفقرة الثانية ،قال في القاموس :وغل في الشئ يغل
وغول :دخل وتوارى ،أو بعد وذهب وأوغل في البلد والعلم ذهب وبالغ
وأبعد كتوغل ،وكل داخل مستعجل موغل ،وقد أو غلته الحاجة
][213
- 4كا :عن علي ،عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان جميعا عن
ابن أبي عمير ،عن حفص بن البخترى ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :ل تكرهوا إلى أنفسكم العبادة ) (1بيان :حاصله النهي عن الفراط في
التطوعات ،بحيث يكرهها النفس ول تكون فيها راغبا ناشطا - 5كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن إسماعيل ،عن حنان ابن
سدير قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :إن ال عز وجل إذا
أحب عبدا فعمل )عمل( قليل جزاه بالقليل الكثير ،ولم يتعاظمه أن يجزي
بالقليل الكثير له ) (2بيان :في القاموس تعاظمه عظم عليه ،وكأن في أكثر
هذه الخبار إشارة إلى أن السعي في زيادة كيفية العمل أحسن من السعي
في زيادة كميته ،وأن السعي في تصحيح العقايد والخلق أهم من السعي
في كثرة العمال - 6كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال،
عن الحسن بن جهم عن منصور ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :مربي أبي وأنا بالطواف وأنا حدث ،وقد اجتهدت في العبادة،
فرآني وأنا أتصاب عرقا فقال لي يا جعفر يا بني إن ال إذا أحب عبدا أدخله
الجنة ورضي عنه باليسير ) (3بيان " :إذا أحب عبدا " أي بحسن العقائد
والخلق ،ورعاية الشرايط في العمال التي منها التقوى - 7 .كا :عن
علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حفص بن البختري ،وغيره عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :اجتهدت في العبادة وأنا شاب فقال لي
أبي :يا بني دون ما أراك تصنع فان ال عزوجل إذا أحب عبدا رضي عنه
باليسير ) (4بيان " :دون ما أراك تصنع " دون منصوب بفعل مقدر أي
اصنع دون ذلك - 8كا :عن حميد بن زياد ،عن الخشاب ،عن ابن بقاح،
عن معاذ بن
ثابت ،عن عمرو بن جميع ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :يا علي إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ول
تبغض إلى نفسك عبادة ربك ،إن المنبت يعني المفرط لظهرا أبقى ول
أرضا قطع ،فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما واحذر حذر من يتخوف
أن يموت غدا ) (1بيان " :فاعمل عمل من يرجوا أن يموت هرما " أي
تأن وارفق ول تستعجل فان من يرجو البقاء طويل ل يسارع في الفعل
كثيرا أو أن من يرجو ذلك ل يتعب نفسه ،بل يداري بدنه ،ول ينهكه بكثرة
الصيام والسهر وأمثالهما ،واحذر عن المنهيات كحذر من يخاف أن يموت
غدا قيل :ولعل السر فيه أن العبادات أعمال وفيها تعب الركان ،وشغل عما
سواها ،فأمر فيها بالرفق والقتصاد كيل تكل بها الجوارح ،ول تبغضها
النفس ،ول تفوت بسببها حق من الحقوق فأما الحذر عن المعاصي
والمنهيات فهو ترك وإطراح ،ليس فيه كثير كد ولمللة ،ولشغل عن
شئ ،فيترك ترك من يخاف أن يموت غدا على معصية ال تعالى ،وقيل:
الفرق أن فعل الطاعات نفل وفضل ،وترك المخالفات حتم وفرض - 9ما:
في وصية أمير المؤمنين صلوات ال عليه عند وفاته :واقتصد يا بني في
معيشتك ،واقتصد في عبادتك ،وعليك فيها بالمر الدائم الذي تطيقه )(2
- 10ع :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن محمد بن عيسى ،عن ابن
محبوب عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :العمل
الدائم القليل على اليقين أفضل عند ال من العمل الكثير على غير يقين )(3
- 11ع :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( أل وقولوا خيرا تعرفوا به،
واعملوا به تكونوا من أهله )(4
) (1الكافي ج 2ص (2) 87أمالى الطوسى ج 2ص (3) 6علل الشرائع ج 2ص
(4) 246علل الشرائع ج 1ص 236
][215
ما :بأسانيد كثيرة مثله ) - 12 (1ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن
يعقوب بن زياد ،عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر ،عن أبيه،
عن جده إسحاق ،عن أخيه موسى عن أبيه )عليهما السلم( قال :أحسن
من الصدق قائله وخير من الخير فاعله ) - 13 (2ل :أبي ،عن سعد ،عن
ابن عيسى ،عن الحجال ،عن العل ،عن محمد قال :سمعت أبا جعفر )عليه
السلم( يقول :إن الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم
يوم القيامة ،وإن الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم )
- 14 (3لى :ابن البرقي ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي بن الحكم ،عن أبان
ابن عثمان ،عن بشار بن بشار ،عن الصادق جعفر بن محمد )عليه
السلم( قال :إذا أردت شيئا من الخير فل تؤخره ،فان العبد ليصوم اليوم
الحار يريد به ما عند ال عزوجل فيعتقه ال من النار ،ويتصدق بالصدقة
يريد بها وجه ال فيعتقه ال من النار ) - 15 (4ل :الربعمائة قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله وقال
)عليه السلم( :بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره ) - 16 (5ما:
فيما أوصى به أمير المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته :إذا عرض شئ
من أمر الخرة فابدأ به ،وإذا عرض شئ من أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب
رشدك فيه ) - 17 (6مص :قال الصادق )عليه السلم( :داوم على تخليص
المفترضات والسنن فانهما الصل فمن أصابهما وأداهما بحقهما فقد أصاب
الكل ،فان خير العبادات
) (1راجع أمالى الطوسى ج 1ص (2) 220أمالى الطوسى ج 2ص (3) 209
الخصال ج 1ص (4) 12أمالى الصدوق ص (5) 220الخصال ج 2
ص (6) 161أمالى الطوسى ج 2ص .6
][216
أقربها بالمن ،وأخلصها من الفات وأدومها وإن قل ،فان سلم لك فرضك وسنتك
فأنت أنت ،واحذر أن تطأ بساط مليكك إل بالذلة والفتقار ،والخشية
والتعظيم ،وأخلص حركاتك من الرياء وسرك من القساوة ،فان النبي
)صلى ال عليه وآله( قال :المصلي يناجي ربه فاستحي أن يطلع على
سرك العالم بنجواك وما يخفي ضميرك وكن بحيث رآك لما أراد منك،
ودعاك إليه وكان السلف ل يزالون من وقت الفرض إلى وقت الفرض في
إصلح الفرضين جميعا ،وفي هذا الزمان للفضائل على الفرايض ،كيف
يكون بدون بل روح قال علي بن الحسين )عليهما السلم( :عجبت لطالب
فضيلة تارك فريضة ،وليس ذلك إل لحرمان معرفة المر ،وتعظيمه ،وترك
رؤية مشيته بما أهلهم لمره واختارهم له ) - 18 (1سر :عن حريز ،عن
زرارة قال :قال أبو جعفر )عليه السلم( :اعلم أن أول الوقت أبدا أفضل،
فتعجل الخير أبدا ما استطعت ،وأحب العمال إلى ال تعالى مادام عليه
العبد ،وإن قل - 19شى :عن الحلبي ،عن بعض أصحابنا عنه قال :قال
أبو جعفر )عليه السلم( لبي -عبد ال )عليه السلم( :يا بني عليك
بالحسنة بين السيئتين تمحوهما قال :وكيف ذلك يا أبه قال :مثل قول ال:
" ول تجهر بصلوتك ول تخافت بها " )ل تجهر بصلتك سيئة ،ول تخافت
بها( سيئة " وابتغ بين ذلك سبيل " )حسنة( ) (2ومثل قوله " :ول تجعل
يدك مغلولة إلى عنقك ول تبسطها كل البسط " ) (3ومثل قوله " :والذين
إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا " فأسرفوا سيئة وأقتروا سيئة " وكان
بين ذلك قواما " ) (4حسنة ،فعليك بالحسنة
) (1مصباح الشريعة ص (2) 19أسرى (3) 110 :أسرى (4) 29 :الفرقان67 :
][217
بين السيئتين ) - 20 (1جا :أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن
معروف ،عن ابن مهزيار عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( أنه قال :إذا هممت بخير فل تؤخره فان ال تبارك
وتعالى ربما اطلع على عبده وهو على الشئ من طاعته فيقول :وعزتي
وجللي لاعذبك بعدها ،وإذا هممت بمعصية فل تفعلها فان ال تبارك
وتعالى ربما اطلع على العبدو هو على شئ من معاصيه ،فيقول :وعزتي
وجللي لأغفر لك أبدا ) - 21 (2جا :بهذا السناد ،عن ابن مهزيار ،عن
ابن حديد ،عن علي بن النعمان ،عن حمزة بن حمران قال :سمعت أبا عبد
ال )عليه السلم( يقول :إذا هم أحدكم بخير فل يؤخره ،فان العبد ربما
صلى الصلة وصام الصوم فيقال له :اعمل ما شئت بعدها فقد غفر لك أبدا
) - 22 (3نهج :قال )عليه السلم( :فاعل الخير خير منه ،وفاعل الشر شر
منه ) (4وقال )عليه السلم( :ل يرى الجاهل إل مفرطا أو مفرطا ) (5وقال
)عليه السلم( :إضاعة الفرصة غصة ) (6وقال )عليه السلم( :إن للقلوب
شهوة وإقبال وإدبارا فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها ،فان القلب إذا اكره
عمي )(7
) (1تفسير العياشي ج 2ص (2) 319مجالس المفيد ص (3) 127مجالس المفيد
ص (4) 128نهج البلغة ج 2ص (5) 151نهج البلغة ج 2ص
(6) 157نهج البلغة ج 2ص (7) 170نهج البلغة ج 2ص 188
][218
وقال )عليه السلم( :أفضل العمال ما أكرهت نفسك عليه ) (1وقال )عليه
السلم( :قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول منه ) (2وقال )عليه
السلم( :إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها ) (3وقال )عليه السلم(:
قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه ) - 23 (4المجازاة النبوية :قال
)صلى ال عليه وآله( :إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ول تبغض إلى
نفسك عبادة ال فان المنبت ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى بيان :قال السيد
وصف الدين بالمتانة مجاز ،والمراد أنه صعب الظهر شديد السر مأخوذ
من متن النسان ،وهو ما اشتد من لحم منكبيه ،وإنما وصفه )عليه
السلم( بذلك لمشقة القيام بشرائطه والداء لوظائفه فأمر )عليه السلم(
أن يدخل النسان أبوابه مترفقا ويرقا هضابه متدرجا ليستمر على تجشم
متاعبه ،ويمرن على امتطاء مصاعبه وشبه )عليه السلم( العابد الذي
يحسر منته ،ويستنفد طاقته بالمنبت وهو الذي يغذ السير ويكد الظهر
منقطعا من رفقته ومتفردا عن صحابته فتحسر مطيته ول يقطع شقته،
وهذا من أحسن التمثيلت وأوقع التشبيهات ومما يقوي أن المراد بهذا
الخبر ما كشفنا عن حقيقته ،الخبر الخر عنه )عليه السلم( وهو فيما
رواه بريدة ابن الحصيب السلمي قال :قال )عليه السلم( :عليكم هديا
قاصدا فانه من يثابر هذا الدين يغلبه ) - 24 (5كا :عن علي ،عن أبيه،
عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن الحلبي قال :قال أبو عبد ال )عليه
السلم( :إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه إن شاء
إلى غيره ،وذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء ال
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) 199نهج البلغة ج 2ص (3) 213نهج البلغة
ج 2ص (4) 213نهج البلغة ج 2ص (5) 249المجازات النبويه
167
][219
أن يكون ) (1بيان " :ثم يتحول عنه إن شاء إلى غيره " من الطاعات لأن يتركه
بغير عوض " يكون " خبر أن و " فيها " خبر " يكون " والضمير
راجع إلى الليلة ،وقوله " ما شاء ال أن يكون " اسم " يكون " وقوله "
في عامه " متعلق بيكون أو حال عن الليلة والحاصل أنه إذا داوم سنة
يصادف ليلة القدر التي فيها ما شاء ال كونه من البركات والخيرات
والمضاعفات ،فيصير له هذا العمل مضاعفا مقبول ،ويحتمل أن يكون
الكون بمعنى التقدير أو يقدر مضاف في ما شاء ال فالمعنى :لما كان
تقدير المور في ليلة القدر فإذا صادفها يصير سببا لتقدير المور العظيمة
له ،وكون العمل في اليوم ل ينافي ذلك فانه قد ورد أن يومها مثل الليلة في
الفضل ،وقيل :المستتر في تكون لليلة القدر ،وضمير فيها للسنة وفي
عامة بتشديد الميم متعلق بتكون أو بقوله فيها ،والمراد بالعامة المجموع
والمشار إليه بذلك مصدر فليدم فالمراد زمان الدوام ،وما شاء ال بدل
بعض للعامة والحاصل أنه يكون فيه ليلة القدر سواء وقع أوله أو وسطه
أو آخره ،وما ذكرنا أظهر - 25كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن
حريز ،عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :أحب العمال إلى ال
عزوجل ما داوم عليه العبد وإن قل ) (2بيان :يدل على أن العمل القليل
الذي يداوم عليه ،خير من عمل كثير يفارقه ويتركه ،كما قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :قليل من عمل مدوم عليه خير من عمل كثير
مملول منه أي يمل منه - 26كا :عن أبي علي الشعري ،عن عيسى بن
أيوب ،عن علي بن مهزيار ،عن فضالة بن أيوب ،عن معاوية بن عمار،
عن نجبة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :ما
][220
من شئ أحب إلى ال عزوجل من عمل يداوم عليه وإن قل ) - 27 (1كا :بالسناد
المتقدم ،عن فضالة ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :كان علي بن الحسين صلوات ال عليهما يقول إني لحب أن اداوم
على العمل وإن قل ) - 28 (2كا :وبالسناد ،عن فضالة ،عن العل ،عن
محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كان علي بن الحسين
)عليه السلم( يقول :إني لحب أن أقدم على ربي وعملي مستو ) (3بيان:
" وعملي مستو " كأن المراد بالستواء الشتراك في الكمال ،وعدم
النقص ،فل ينافي ماروي عن النبي )صلى ال عليه وآله( من استوى
يوماه فهو مغبون ،ويمكن أن يكون المراد الستواء في الترقي ،فان من
كان كل يوم منه أزيد من السابق فعمله مستو للشتراك في هذا المعنى ،أو
يكون المراد بأحدهما الكيفية وبالخر الكمية - 29كا :عن العدة ،عن أحمد
بن محمد ،عن محمد بن إسماعيل عن جعفر بن بشير ،عن عبد الكريم بن
عمرو ،عن سليمان بن خالد قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( ،إياك أن
تفرض على نفسك فريضة ،فتفارقها اثني عشرهل ل ) (4توضيح " :أن
تفرض على نفسك " أي تقرر عليها أمرا من الطاعات ل على سبيل النذر،
فانه ل يجوز مفارقته بعد السنة أيضا ،ويحتمل شموله للنذر القلبي أيضا
فان الوفاء به مستحب أيضا - 30كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن علي بن النعمان قال :حدثني حمزة بن حمران قال :سمعت أبا
عبد ال )عليه السلم( يقول :إذا هم أحدكم بخير
][221
فل يؤخره فان العبد ربما صلى الصلة أو صام الصوم فيقال له :اعمل ما شئت
بعدها فقد غفر )ال( لك ) (1بيان :قوله )عليه السلم( " :فان العبد "
يعني أن العبادة التي توجب المغفرة التامة والقرب )الكامل من جناب الحق
تعالى مستورة على العبد ل يدري أيها هي فكلماهم بعبادة فعليه إمضاؤها
قبل أن تفوته فلعلها تكون هي تلك( العبادة ،كما روي عن النبي )صلى ال
عليه وآله( :إنن لربكم في أيام دهركم نفحات ،أل فتعرضوا لها ،والصلة
والصوم منصوبان بالمصدرية للنوع أي نوعا من الصلوة ونوعا من
الصوم ،وفي بعض النسخ مكان الصوم " اليوم " فهو منصوب على
الظرفية " فيقال له " القائل هو ال كما سيأتي أو الملئكة " بعدها "
الضمير راجع إلى الصلة على المثال أو إلى كل منهما بتأويل العبادة ،وفي
قوله " :اعمل ما شئت " إشكال فانه ظاهرا أمر بالقبيح ،والجواب أنه
معلوم أنه ليس المر هنا على حقيقته بل الغرض بيان أن العمال السيئة
ل تضرك بحيث تحرمك عن دخول الجنة ،بأن وفقت لعدم الصرار على
الكبيرة أو صرت قابل للعفو والمغفرة ،فيغفر ال لك فان قيل :هذا إغراء
بالقبيح قلت :الغراء بالقبيح إنما يكون إذا علم العبد صدور مثل ذلك العمل
عنه ،وأنه أي عمل هو ،وهو مستور عنه ،وقد يقال :إن المعنى أنك
لتحاسب على ما مضى ،فقد غفر لك ،فبعد ذلك استأنف العمل إما للجنة
فستوجبها وإما للنار ،فتستحقها كقوله اعمل ما شئت فانك ملقيه وهذا
الخبر منقول في طرق العامة ،وقال القرطبي :المر في قوله " اعمل ما
شئت " أمر إكرام كما في قوله تعالى " ادخلوها بسلم آمنين " )(2
وإخبار عن الرجل بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه ،ومحفوظ في التي،
وقال البي :يريد بأمر الكرام أنه ليس إباحة لن يفعل ما يشاء - 31كا:
عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم عن أبي جميلة
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :افتتحوا نهاركم بخير ،وأملوا
][222
على حفظتكم في أوله وفي آخره خيرا يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء ال ) (1بيان:
هو حث على فعل الطاعات في أول النهار ،وافتتاح النهار بالدعية
والذكار والتلوة وسائر القوال الحسنة ،فإن ملئكة النهار يكتبونها في
أول صحيفة أعمالهم ،فكأنه يملي عليهم ،وكذا في آخر النهار فان الملء
هو أن تلقي شيئا على غيرك ليكتب ،وأصله الملل ،ويدل على أن فعل
ذلك يوجب غفران ما بينهما من الذنوب ،ولذا وردت عن أئمتنا عليهم
السلم أذكار وأدعية كثيرة للصباح والمساء ،والتقييد بالمشية للتبرك أو
لعدم الغترار - 32كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن أبي
عمير ،عن مرازم بن حكيم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان أبي
يقول :إذا هممت بخير فبادر ،فانك ل تدري ما يحدث ) (2بيان " :فانك ل
تدري ما يحدث " أي كموت أو هرم أو مرض أو سهو أو نسيان أو
وسوسة شيطان أو مانع من الموانع التي لتعد ول تحصى - 33كا :عن
علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة ،عن زرارة عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال
يحب من الخير ما يعجل ) (3بيان :يدل على استحباب تعجيل الخيرات ،كما
قال تعالى " :وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " ) (4وقال سبحانه " اولئك
يسارعون في الخيرات " ) (5ويدل على استحباب المبادرة إلى الصلوات
في أوائل أوقاتها وكذا سائر العبادات - 34كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن
علي بن الحكم ،عن أبان بن عثمان عن بشر بن يسار ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( :قال :إذا أردت شيئا من الخير فل تؤخره فان العبد يصوم
اليوم الحار يريد ما عند ال فيعتقه ال به من النار ،ول يستقل ما
) (3 - 1الكافي ج 2ص (4) 142آل عمران (5) 133 :المؤمنون.61 :
][223
يتقرب به إلى ال عزوجل ،ولو بشق تمرة ) (1بيان " :ولو بشق تمرة " أي
نصفها فانه قد يحفظ به النفس عن الجوع المهلك ،وقد يعلل به اليتيم،،
ولنه إذا اجتمع منه كثير يصير قوتا لشخص ،قال في النهاية :فيه اتقوا
النار ولو بشق تمرة فانها تقع من الجائع موقعها من الشبعان قيل :أراد
شق التمرة أي نصفها ل يتبين له كبير موقع من الجايع ،إذا تناوله كما ل
يتبين على شبع الشبعان إذا أكله ،فل تعجزوا أن تتصدقوا به ،وقيل :لنه
يسأل هذا شق تمرة) ،وذا شق تمرة( وثالثا ورابعا فيجتمع له ما يسد به
جوعته - 35كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير،
عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من هم بخير
فليعجله ول يؤخره ،فان العبد ربما عمل العمل فيقول ال تبارك وتعالى :قد
غفرت لك ول أكتب عليك شيئا أبدا ،ومن هم بسيئة فل يعملها فانه ربما
عمل العبد السيئة فيراه الرب سبحانه فيقول :ل وعزتي وجللي ل أغفر
لك بعدها أبدا ) (2ايضاح :قوله تعالى " قد غفرت لك " الظاهر أن هذا من
باب التفضل وذلك العمل يصير سببا لستحقاق هذا الفضل ،ويحتمل أن
يكون مبنيا على التكفير فان الحسنات يذهبن السيئات ،ويكون هذا العمل
مكفرا لما بعده أيضا أو يحفظه ال فيما يأتي عن الكبائر كما مر ،وأما قوله
" لأغفر لك بعدها أبدا " فهو إما لخروجه بذلك عن استحقاق الغفران،
فيعاقب على جميع معاصيه بعد ذلك ،أو لستحقاقه للخذلن ،فيتسلط عليه
الشيطان فيخرجه من اليمان ،أو هو مبني على الحبط ،فيحبط هذا العمل
ما يأتي به من الطاعات بعده ،أعاذنا ال وسائر المؤمنين من ذلك وال
المستعان - 36كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن
سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إذا هممت بشئ من الخير فل
تؤخره ،فان ال عزوجل ربما اطلع
][224
على العبد وهو على شئ من الطاعة ،فيقول :وعزتي وجللي لاعذبك بعدها أبدا،
وإذا هممت بسيئة فل تعملها فانه ربما اطلع ال على العبد وهو على شئ
من المعصية فيقول :وعزتي وجللي لأغفر لك بعدها أبدا ) (1بيان :في
المصباح :أطلعت زيدا على كذا ،مثال أعلمته وزنا ومعنى ،فاطلع على
افتعل ،أي أشرف عليه وعلم به - 37كا :عن أبي علي الشعري ،عن
محمد بن عبد الجبار ،عن ابن فضال عن أبي جميلة ،عن محمد بن
حمران ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إذا هم أحدكم بخير أو صلة،
فان عن يمينه وشماله شيطانين فيبادر ل يكفاه عن ذلك ) (2تبيان" :
بخير " أي إيصال نفع إلى الغير أو العم منه ومن سائر العمال الصالحة
التي ينتفع بها في الخرة " أو صلة " أي صلة رحم من الوالدين
والقارب أو العم منهم ومن المؤمنين ،فيكون تخصيصا بعد التعميم أو
المراد بالخير ما يصل نفعه إلى نفسه ،وبالصلة ما يصل إلى الغير " فان
عن يمينه وشماله " قد يقال :صاحب اليمين يضله من جهة الطاعة و
صاحب الشمال يضله من جهة المعصية واعلم أن النفوس البشرية نافرة
عن العبادات لما فيها من المشقة الثقيلة عليها ،ومن صلة الرحام
والمبرات لما فيها من صرف المال المحبوب لها ،فإذا هم أحدهم بشئ من
ذلك مما يوجب وصوله إلى مقام الزلفى وتشرفه بالسعادة العظمى فليبادر
إلى إمضائه وليعجل إلى اقتنائه فان الشيطان أبدا في مكمن ينتهض
الفرصة لنفثه في نفسه المارة بالسوء ،ويتحرى الحيلة مرة بعد اخرى في
منعها عن الرادات الصحيحة الموجبة لسعادتها ،وأمرها بالقبائح المورثة
لشقاوتها ،ويجلب عليها خيله )ورجله من جميع الجهات ليسد عليها طرق
الوصول إلى الخيرات وهي مع ذلك قابلة( ) (3لتلك الوساوس ،ومائلة
بالطبع إلى هذه الخسايس
فربما يتمكن منها الشيطان غاية التمكن حتى يصرفها عن تلك الرادة ،ويكفها عن
هذه السعادة ،وهي مجربة مشاهدة في أكثر الناس إل من عصمه ال " ل
يكفاه " أي ل يمنعاه - 38كا :عن محمد ،عن أحمد ،عن ابن سنان ،عن
أبي الجارود قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :من هم بشئ من
الخير فليعجله ،فان كل شئ فيه تأخير فان للشيطان فيه نظرة ) (1بيان" :
فان للشيطان فيه نظرة " بسكون الظاء أي فكرة لحداث حيلة يكف بها
العبد عن التيان بالخير ،أو بكسرها يعني مهلة يتفكر فيها لذلك أو
بالتحريك بمعنى الحكم أو بمعنى الفكر أو بمعنى النتظار والكل مناسب،
قال في القاموس نظره كضربه وسمعه وإليه نظرا ومنظرا تأمله بعينه،
وبينهم حكم ،والنظر محركة الفكر في الشئ تقدره وتقيسه ،والنتظار
والحكم بين القوم والعانة والفعل كنصر والنظرة كفرحة التأخير في المر
والنظرة الهيئة ) - 39 (2كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين،
عن علي بن أسباط ،عن العل ،عن محمد بن مسلم قال :سمعت أبا جعفر
)عليه السلم( يقول :إن ال ثقل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم
يوم القيامة ،وإن ال خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم
القيامة ) (3تبيين " :ثقل الخير على أهل الدنيا " أي على جميع المكلفين
في الدنيا بأن جعل ما كلفهم به مخالفا لمشتهيات طباعهم وإن كان
المقربون لقوة عقولهم وكثرة علومهم ورياضاتهم غلبوا على أهوائهم،
وصار عليهم خفيفا ،بل يلتذون به ،أو المراد بأهل الدنيا الراغبون فيها
والطالبون مع ذلك للخرة ،فهم يزجرون أنفسهم على ترك الشهوات،
فالحسنات عليهم ثقيلة والشرور عليهم خفيفة
) (1الكافي ج 2ص (2) 143القاموس ج 2ص (3) 144الكافي ج 2ص 143
][226
والثقل والخفة في الموازين إشارة إلى قوله تعالى " فأما من ثقلت موازينه فهو في
عيشة راضية وأما من خفت موازينه فامه هاوية " ) (1واعلم أنه ل
خلف في حقية الميزان ،وقد نطق به صريح القرآن في مواضع لكن
اختلف المتكلمون من الخاصة والعامة في معناه ،فمنهم من حمله على
المجاز ،وأن المراد من الموازين هي التعديل بين العمال والجزاء عليها
ووضع كل جزاء في موضعه ،وإيصال كل ذي حق إلى حقه ،ذهب إليه
الشيخ المفيد قدس ال روحه ،وجماعة من العامة ،والكثرون منا ومنهم
حملوه على الحقيقة وقالوا :إن ال ينصب ميزانا له لسان وكفتان ،يوم
القيامة ،فتوزن به أعمال العباد والحسنات والسيئات واختلفوا في كيفية
الوزن لن العمال أعراض ل تجوز عليها العادة وليكون لها وزن ول
تقوم بأنفسها ،فقيل :توزن صحائف العمال وقيل :تظهر علمات
للحسنات ،وعلمات للسيئات في الكفتين فتراها الناس ،وقيل :تظهر
للحسنات صور حسنة ،وللسيئات صور سيئة ،وهو مروى عن ابن عباس،
و قيل :بتجسم العمال في تلك النشأة ،وقالوا بجواز تبدل الحقائق في
النشأتين كما في النوم واليقظة وقيل :توزن نفس المؤمن والكافر فعن
عبيد بن عمير قال :يؤتى بالرجل العظيم الجثة فل يزن جناح بعوضة،
وقيل :الميزان واحد والجمع باعتبار أنواع العمال والشخاص ،وقيل:
الموازين متعددة بحسب ذلك ،وقد ورد في الخبار أن الئمة )عليهم
السلم( هم الموازين القسط ،فيمكن حملها على أنهم الحاضرون عندها
والحاكمون عليها ،وعدم صرف ألفاظ القرآن عن حقائقها بدون حجة
قاطعة أولى فعلى القول بظاهر الميزان نسبة الخفة والثقل إلى الموازين
باعتبار كفة
][227
الحسنات ،فالمراد بمن خفت موازينه من خفت كفة حسناته بسبب ثقل كفة سيئاته
قال الطبرسي -ره -في قوله تعالى " فأما من ثقلت موازينه " الخ :قد
ذكر سبحانه الحسنات في الموضعين ،ولم يذكر وزن السيئات لن الوزن
عبارة عن القدر والخطر ،والسيئة لخطر لها ولقدر ،وإنما الخطر والقدر
للحسنات فكان المعنى فأما من عظم قدره عند ال لكثرة حسناته ،ومن
خفت قدره عند ال لخفة حسناته انتهى ) (1وأما ما ورد في الخبر من
نسبة الخفة إلى الشر فيمكن أن يكون السناد على المجاز ،فان الشر لما
كان علة لخفة كفة الحسنات ،نسبت الخفة إليها أو لنه يصير سببا لخفة
قدر صاحبه ومذلته ،ول يبعد القول بوحدة كفة الميزان في القيامة،
فتوضع فيها الحسنات والسيئات معا ،فتخف بسبب السيئات وتثقل بسبب
الحسنات ،فتكون لوقوفها منازل من العتدال والثقل والخفة ،كما ذهب إليه
بعض المحدثين ،فاليات والخبار تعتدل على ظواهرها ،وال يعلم حقائق
كلمه وكلم حججه وهم )عليهم السلم(
][228
)) * (67باب( * * " )ترك العجب والعتراف بالتقصير( " * اليات :فاطر :أفمن
زين له سوء عمله فرآه حسنا فان ال يضل من يشاء ويهدي من يشاء )
- 1 (1ب :ذكر الحسن بن الجهم أنه سمع الرضا )عليه السلم( يقول إن
رجل كان في بني إسرائيل عبد ال تبارك وتعالى أربعين سنة ،فلم يقبل
منه فقال لنفسه ما اتيت إل منك ،ول أكديت إل لك ،فأوحى ال تبارك
وتعالى إليه :ذمك نفسك أفضل من عبادة أربعين سنة ) - 2 (3ما :المفيد،
عن ابن قولويه ،عن الكليني ،عن عدة من أصحابه عن ابن عيسى ،عن
ابن محبوب ،عن البرقي ،عن الحذاء ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قال ال عزوجل :ل يتكل العاملون
على أعمالهم التي يعملون بها لثوابي ،فانهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم
أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي،
فيما يطلبون من كرامتي ،والنعيم في جناتي ،ورفيع الدرجات العلى في
جواري ،ولكن برحمتي فليثقوا ،و فضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي
فليطمئنوا ،فان رحمتي عند ذلك تدركهم وبمني ابلغهم رضواني ،والبسهم
عفوي ،فاني أنا ال الرحمن الرحيم بذلك تسميت ) - 3 (2ما :بهذا
السناد ،عن الكليني ،عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن
محبوب ،عن سعد بن أبي خلف ،عن أبي الحسن )عليه السلم( أنه قال:
عليك بالجد
) (1فاطر (2) 8 :كذا في الصل والكداء كناية عن الحرمان في الطلب يقال :أكدى
الرجل :أخفق ولم يظفر بحاجته ،وفى المصدر ط النجف موافق لنسخة
الكافي الرقم (3) 15قرب السناد ص 231وفى ط (4) 174أمالى
الطوسى ج 1ص 215
][229
][230
ما فيه ،ثم قال :يا زهري وما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل
كبيرهم بمنزلة والدك ،وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك ،وتجعل تربك منهم
بمنزلة أخيك ،فأي هؤلء تحب أن تظلم ؟ وأي هؤلء تحب أن تدعو عليه ؟
وأي هؤلء تحب أن تهتك ستره وإن عرض لك إبليس لعنه ال بأن لك
فضل على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك ،فقل :قد سبقني
باليمان والعمل الصالح فهو خير مني ،وإن كان أصغر منك فقل :قد سبقته
بالمعاصي والذنوب فهو خير مني وإن كان تربك فقل :أنا على يقين من
ذنبي وفي شك من أمره ،فمالي أدع يقيني بشكي ،وإن رأيت المسلمين
يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك فقل :هذا فضل أخذوا به ،وإن رأيت منهم
جفاء وانقباضا عنك ،فقل :هذا لذنب أحدثته ،فانك إن فعلت ذلك سهل ال
عليك عيشك ،وكثر أصدقاؤك ،وقل أعداؤك ،وفرحت بما يكون من برهم،
ولم تأسف على ما يكون من جفائهم واعلم أن أكرم الناس على الناس من
كان خيره فائضا عليهم ،وكان عنهم مستغنيا متعففا ،وأكرم الناس بعده
عليهم من كان عنهم متعففا وإن كان إليهم محتاجا ،فانما أهل الدنيا
يعشقون الموال ،فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم ،ومن لم
يزاحمهم فيها ومكنهم منها أو من بعضها كان أعز وأكرم ) - 6 (1ين:
النضر ،عن محمد بن سنان ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :إن عالما أتى عابدا فقال له :كيف صلتك ؟ فقال :تسألني عن
صلتي وأنا أ عبد ال منذ كذا وكذا ؟ فقال :كيف بكاؤك ؟ فقال :إني لبكي
حتى تجري دموعي فقال له العالم :فان ضحكك وأنت تخاف ال أفضل من
بكائك وأنت مدل على ال ،إن المدل بعمله ل يصعد من عمله شئ - 7ين:
النضر ،عن محمد بن سنان ،عن موسى بن بكر ،عن زرارة ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :قال داود النبي )عليه السلم( :ل عبدن ال اليوم
عبادة ول قرأن
][231
قراءة لم أفعل مثلها قط ،فدخل محرابه ففعل ،فلما فرغ من صلته إذا هو بضفدع
في المحراب ،فقال له :يا داود أعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك
وقراءتك ؟ فقال :نعم ،فقال :ل يعجبنك فاني اسبح ال في كل ليلة ألف
تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلثة آلف تحميدة ،وإني لكون في قعر
الماء فيصوت الطير في الهواء فأحسبه جائعا فأطفو له على الماء ليأكلني
ومالي ذنب - 8ين :ابن أبي عمير ،عن عبد الرحمن بن الحجاج ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :إن العبد ليذنب الذنب فيندم عليه ،ثم يعمل
العمل فيسره ذلك ،فيتراخى عن حاله تلك ،ولن يكون على حاله تلك خير
له مما دخل فيه - 9ين :ابن أبي عمير ،عن منصور بن يونس ،عن
الثمالي ،عن أحدهما )عليهما السلم( قال :إن ال تبارك وتعالى يقول :إن
من عبادي من يسألني الشئ من طاعتي لحبه فأصرف ذلك عنه لكيل
يعجبه عمله - 10ين :الوشاء ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :سمعته
يقول :إن أيوب النبي )صلى ال عليه وآله( قال :يا رب ما سألتك شيئا من
الدنيا قط وداخله شئ فأقبلت إليه سحابة حتى نادته :يا أيوب من وفقك
لذلك ؟ قال :أنت يا رب - 11نهج :قال )عليه السلم( :ل وحدة أوحش من
العجب ) - 12 (1عدة الداعي :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :واعلموا
عباد ال أن المؤمن ل يصبح ول يمسي إل ونفسه ظنون عنده ،فل يزال
زاريا عليها ومستزيدا لها فكونوا كالسابقين قبلكم ،والماضين أمامكم،
قوضوا من الدنيا تقويض الراحل وطووها طي المنازل ) - 13 (2كتاب
الغارات :لبراهيم بن محمد الثقفي باسناده عن الصبغ بن نباتة قال:
خطب علي )عليه السلم( فحمد ال وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه،
ثم قال:
أما بعد فاني اوصيكم بتقوى ال الذي بطاعته ينفع أولياءه ،وبمعصيته يضر أعداءه
وإنه ليس لهالك هلك من يعذره في تعمد ضللة حسبها هدى ،ولترك حق
حسبه ضللة ،وإن أحق ما يتعاهد الراعي من رعيته أن يتعاهدهم بالذي
ل عليهم في وظائف دينهم .وإنما علينا أن نأمركم بما أمركم ال به ،وأن
ننهاكم عما نهاكم ال عنه وأن نقيم أمر ال في قريب الناس وبعيدهم ل
نبالي بمن جاء الحق عليه ،وقد علمت أن أقوى ما يتمنون في دينهم
الماني ،ويقولون :نحن نصلي مع المصلين ونجاهد مع المجاهدين،
ونهجر الهجرة ،ونقتل العدو ،وكل ذلك يفعله أقوام ليس اليمان بالتحلي
ول بالتمني ،الصلة لها وقت فرضه رسول ال ،ل تصلح إل به ،فوقت
صلة الفجر حين تزايل المرء ليله ،ويحرم على الصائم طعامه وشرابه
ووقت صلة الظهر إذا كان القيظ حين يكون ظلك مثلك ،وإذا كان الشتاء
حين تزول الشمس من الفلك ،وذلك حين تكون على حاجبك اليمن مع
شروط ال في الركوع والسجود ،ووقت العصر والشمس بيضاء نقية ،قدر
ما يسلك الرجل على الجمل الثقيل فرسخين قبل غروبها ،ووقت صلة
المغرب إذا غربت الشمس وأفطر الصائم ،ووقت صلة العشاء الخرة حين
غسق الليل وتذهب حمرة الفق إلى ثلث الليل ،فمن نام عند ذلك فل أنام
ال عينه ،فهذه مواقيت الصلة " ،إن الصلة كانت على المؤمنين كتابا
موقوتا " ) (1ويقول الرجل :هاجرت ولم يهاجر ،إنما المهاجرون الذين
يهجرون السيئات ولم يأتوا بها ،ويقول الرجل :جاهدت ولم يجاهد ،إنما
الجهاد اجتناب المحارم ومجاهدة العدو ،وقد يقاتل أقوام فيحبون القتال ،ل
يريدون إل الذكر والجر وإن الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة فيحمي من
يعرف ومن ليعرف ،ويجبن بطبيعته من الجبن فيسلم أباه وامه إلى العدو،
وإنما المثال
][233
حتف من الحتوف ،وكل امرئ على ما قاتل عليه ،وإن الكلب ليقاتل دون أهله
والصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب ،والزكاة
التي فرضها النبي )صلى ال عليه وآله( طيبة بها نفسك ل تسنوا عليها
سنيها ،فافهموا ما توعظون ،فان الحريب من حرب دينه ،والسعيد من
وعظ بغيره ،أل وقد وعظتكم فنصحتكم ،ول حجة لكم على ال ،أقول قولي
هذا وأستغفر ال لي ولكم ) - 14 (1كا :عن أبي علي الشعري ،عن
عيسى بن أيوب ،عن علي بن مهزيار عن الفضل بن يونس ،عن أبي
الحسن )عليه السلم( قال :قال أكثر من أن تقول :اللهم ل تجعلني من
المعارين ،ول تخرجني من التقصير ،قلت :أما المعارون فقد عرفت أن
الرجل يعار الدين ،ثم يخرج منه ،فما معنى ل تخرجني من التقصير ؟
فقال :كل عمد تريد به ال عزوجل فكن فيه مقصرا عند نفسك ،فان الناس
كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين ال مقصرون ،إل من عصمه ال
عزوجل ) (2بيان :قوله )عليه السلم( " :من المعارين " قال السيد
الداماد قدس ال روحه :المعاري من يركب الفرس عريانا ،قال في
القاموس :اعرورى سار في الرض وحده وقبيحا أتاه ،وفرسا ركبه
عريانا ونحن نعاري نركب الخيل أعراء ،والمعنى بالمعاري ههنا
المتعبدون الذين يتعبدون لعلى أسبغ الوجوه ،والطائعون الذين يلتزمون
الطاعات ،ولكن لعلى قصيا المراتب بل على ضرب من التقصير كالذين
يركبون الخيل ولكن أعراء ،بلغنا ال تعالى أقصى المدى في طاعته انتهى
ولعله -ره -غفل عن هذا الخبر وغيره مما سيأتي في باب المعارين فانها
صريحة في أنه مأخوذ من العارية " إل من عصمه ال " أي من النبياء
والوصياء )عليهم السلم( فانهم ل يقصرون في
) (1الحديث كثير التصحيف نقل في نسخة الصل وهكذا نسخة الكمبانى من دون
تصحيح ،فصححناه بحسب المكان ) (2الكافي ج 2ص 73
][234
شرائط الطاعة بحسب المكان وإن كانوا أيضا يعدون أنفسهم مقصرين إظهارا
للعجز والنقصان ،ولما يرون أعمالهم قاصرة في جنب ما أنعم ال عليهم
من الفضل والحسان وقيل :إل من عصمه ال من التقصير بالعتراف
بالتقصير - 15كا :عن محمد بن يحيى ) ،(1عن أحمد بن محمد ،عن ابن
فضال ،عن الحسن بن الجهم قال :سمعت أبا الحسن )عليه السلم( يقول:
إن رجل في بني إسرائيل عبد ال أربعين سنة ،ثم قرب قربانا فلم يقبل
منه ،فقال لنفسه :وما اتيت إل منك ،وما الذنب ) (2إل لك ،قال :فأوحى
ال تبارك وتعالى إليه :ذمك نفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة )(3
بيان :القربان بالضم ما يتقرب به إلى ال من هدي أو غيره ،وكانت علمة
القبول في بني إسرائيل أن تجئ نار من السماء فتحرقه ،وقال في المغرب:
يقال " :من هنا اتيت " أي من هنا دخل البلء عليك " فأوحى ال "
يحتمل أن يكون ذلك الرجل نبيا ويحتمل أن يكون الوحي بتوسط نبي في
ذلك الزمان ،مع أنه لم يثبت امتناع نزول الوحي على غير النبياء كما أن
ظاهر الية نزول الوحي على ام موسى )عليه السلم( قال الطبرسي رحمه
ال :في قوله تعالى " :وأوحينا إلى ام موسى " ) (4أي ألهمناها ،وقذفنا
في قلبها ،وليس بوحي نبوة عن قتادة وغيره ،وقيل :أتاها جبرئيل بذلك
عن مقاتل ،وقيل :كان هذا الوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من
علماء بني إسرائيل عن الجبائي )(5
) (1كذا في الصل ،وفى المصدر :عنه عن ابن فضال ،والظاهر بقرينة الحديث
السابق عليه :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن ابن
فضال ) (2مر تحت الرقم " :1وما أكديت " وهو الصواب ) (3الكافي ج
2ص (4) 73القصص (5) 7 :مجمع البيان ج 7ص 240
][235
- 16كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن سعد بن أبي
خلف ،عن أبي الحسن موسى )عليه السلم( قال :قال لبعض ولده :يا بني
عليك بالجد ل تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة ال عزوجل
وطاعته ،فان ال ل يعبد حق عبادته ) (1بيان " :ل تخرجن نفسك " الخ
أي عد نفسك مقصرا في طاعة ال ،وإن بذلت الجهد فيها ،فان ال ل يمكن
أن يعبد حق عبادته كما قال سيد البشر )صلى ال عليه وآله( :ما عبدناك
حق عبادتك - 17كا :العدة ،عن البرقي ،عن بعض العراقيين ،عن محمد
بن المثنى الحضرمي ،عن أبيه ،عن عثمان بن زيد ،عن جابر قال :قال لي
أبو جعفر )عليه السلم( :يا جابر لأخرجك ال من النقص ول التقصير )
(2بيان " :لأخرجك ال " أي وفقك ال لن تعد عبادتك ناقصة ونفسك
مقصرة أبدا
][236
) (1الكهف (2) 82 :تفسير العياشي ج 2ص (3) 338تفسير العياشي ج 2ص
(4) 339تفسير العياشي ج 2ص (5) 337تفسير العياشي ج 2ص
339
][237
)) * (69باب( * * )أن ال ل يعاقب أحدا بفعل غيره ) * (1اليات :فاطر :ول تزر
وازرة وزر اخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها ل يحمل منه شئ ولو كان
ذاقربى -إلى قوله تعالى :ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه وإلى ال المصير
)(2
) (1هذا الباب بعنوانه مع اليتين المنقولتين مكتوب في نسخة الصل وبعده بياض
وفى أعلى الصفحة مكتوب تذكرة " لبد أن يكتب أخبار هذا الباب انشاء
ال " وأما في نسخة الكمبانى فقد أسقطوا الباب ،لجل نقصانه مع ذكر
عنوانه في فهرس البواب ) (2فاطر ،18 :قال الطبرسي) :ول تزر
وازرة وزر اخرى( أي لتحمل نفس حاملة حمل نفس اخرى ،أي ل
يؤاخذ أحد بذنب غيره ،وانما يؤاخذ كل بما يقترفه من الثام )وان تدع
مثقلة إلى حملها( أي وان تدع نفس مثقلة بالثام غيرها إلى أن يتحمل
عنها شيئا من اثمها )ل يحمل منه شئ( أي ل يحمل غيرها شيئا من ذلك
الحمل )ولو كان ذاقربى أي ولو كان المدعو إلى التحمل ذاقربة منها
وأقرب الناس إليها ما حمل عنها شيئا فكل نفس بما كسبت رهينة ،قال
ابن عباس يقول الب والم يا بنى ! احمل عنى " فيقول :حسبى ما على
وقال) :من تزكى( أي فعل الطاعات وقام بما يجب عليه من الزكاة
وغيرها من الواجبات وقيل :تطهر من الثام )فانما يتزكى لنفسه( لن
جزاء ذلك يصل إليه دون غيره )والى ال المصير( أي مرجع الخلق كلهم
إلى حيث ل يملك الحكم ال ال سبحانه فيجازى كل على قدر عمله وقال
على بن ابراهيم :وقوله " :ول تزر وازرة وزر اخرى " يعنى ل يحمل
ذنب أحد على أحد ،المن يأمر به -يعنى بالذنب -فيحمله المر والمأمور
][238
الزمر :ول تزر وازرة وزر اخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون )(1
) (1الزمر ،7 :وفى القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على أن ال عزوجل ل يعاقب
أحدا بفعل غيره منها :البقرة :تلك أمة قدخلت لها ما كسبت ولكم ما
كسبتم ول تسألون عما كانوا يعملون ) (134وقال تعالى :قل أتحاجوننا
في ال وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون )
(139وقال سبحانه :ل يكلف ال نفسا ال وسعها لها ما كسبت وعليها ما
اكتسبت ) (286النساء :من يكسب اثما فانما يكسب على نفسه )(110
النعام :ول تكسب كل نفس العليها ول تزر وازرة وزر اخرى ثم إلى
ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) (164أسرى :من اهتدى
فانما يهتدى لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ول تزر وازرة وزر اخرى
وما كنا معذبين حتى نبعث رسول ) (15لقمان :واخشوا يوما ل يجزى
والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده شيئا ) (33سبأ :قل ل
تسئلون عما أجرمنا ول نسئل عما تعملون ) (25النجم :أم لم ينبأ بما في
صحف موسى * وابراهيم الذى وفى * أل تزر وازرة وزر اخرى * وأن
ليس للنسان ال ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء
الوفى ) (41 - 36إلى غير ذلك من اليات الكريمة ،وانما نقلنا بعضها
ولعلها كانت أهمها ومن الخبار التى تناسب عنوان الباب وظفرنا عليها
على العجالة :ل -أحمد بن محمد بن الهيثم العجلى وأحمد بن الحسن
القطان ومحمد بن أحمد السنانى والحسين بن ابراهيم بن هشام المكتب
وعبد ال بن محمد الصائغ وعلى بن عبد ال =
][239
= الوراق رضى ال عنهم قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان
قال :حدثنا بكربن عبد ال بن حبيب ،قال :حدثنا تميم بن بهلول قال:
حدثنا ابن معاوية عن العمش عن جعفر بن محمد )عليه السلم( قال،
فيما وصف لى من شرائع الدين ان ال ل يكلف نفسا ال وسعها ول
يكلفها فوق طاقتها وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لخلق تكوين ،وال
خالق كل شئ ول يقول بالجبر ول بالتفويض ول يأخذ ال عزوجل البرئ
بالسقيم ول يعذب ال عزوجل الطفال بذنوب الباء فانه قال في محكم
كتابه " ول تزر وازرة وزر اخرى " وقال ال عزوجل " :وأن ليس
للنسان ال ما سعى * وأن سعيه سوف يرى " ول عزوجل ان يعفو
ويتفضل وليس له أن يظلم الخبر )الخصال ج 2ص (154يد ،ن:
الطالقاني ،عن أحمد بن على النصاري ،عن الهروي قال :سمعت أبا
الحسن على بن موسى بن جعفر )عليهم السلم( يقول :من قال بالجبر
فل تعطوه من الزكاة ول تقبلوا له شهادة ،ان ال تبارك وتعالى ل يكلف
ال نفسا ال وسعها ،ول يحملها فوق طاقتها ول تكسب كل نفس
العليها ،ول تزر وازرة وزر اخرى )التوحيد ص ،371عيون الخبار ج
1ص (144ن :ابن عبدوس ،عن ابن قتيبة ،عن الفضل ،عن الرضا
)عليه السلم( فيما كتب للمأمون من محض السلم :ان ال تبارك
وتعالى ل يكلف نفسا ال وسعها ،وان افعال العباد مخلوقة ل تعالى خلق
تقدير لخلق تكوين ،وال خالق كل شئ ول نقول بالجبر والتفويض ول
يأخذ ال البرئ بالسقيم ،ول يعذب ال تعالى الطفال بذنوب الباء ول
تزر وازرة وزر اخرى ،وأن ليس للنسان ال ما سعى ،الخبر )عيون
الخبار ج 2ص (125ن -ع -حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني
قال :حدثنا على بن ابراهيم عن عبد ال بن صالح قال :قلت لبي الحسن
الرضا )عليه السلم( :ما تقول :في حديث يروى عن الصادق )عليه
السلم( أنه إذا خرج القائم قتل ذرارى قتلة الحسين )عليه السلم( بفعال
آبائها فقال )عليه السلم( :هو كذلك ،فقلت :فقول ال عزوجل " :ول
تزر وازرة وزر اخرى " ما معناه ؟ فقال :صدق ال في جميع أقواله لكن
ذرارى قتلة الحسين يرضون أفعال أبائهم =
][240
= ويفتخرون بها ،ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ،ولو أن رجل قتل في المشرق
فرضى بقتله رجل في المغرب ،لكان الراضي عند ال شريك القاتل ،وانما
يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم ،الخبر راجع علل الشرايع ج
1ص ،219عيون الخبار ج 1ص 273نهج ،:أيها الناس انما يجمع
الناس الرضا والسخط وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم ال بالعذاب
لما عموه بالرضا ،فقال سبحانه " :فعقروها فأصبحوا نادمين " فما كان
ال أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الرض الخوارة
)الرقم 199من الخطب( أقول :السكة المحماة :حديدة الفدان إذا حميت
بالنار ،والرض الخوارة :السهلة اللينة ،فالسكة إذا كانت محماة فهى
أسرع غورا واثارة للرض إذا كانت خوارة وانما قال ال تعالى" :
فعقروها فأصبحوا نادمين " فان قتل الناقة كانت بتوطئة من رؤسائهم
ومشايخهم فبعثوا واحدا من الشرار فعقرها ،فالجناية تنسب إلى
المشايخ والرؤساء اول ثم تنسب إلى أتباعهم وأفراد صفوفهم ،حيث انهم
بأجمعهم صفوا قبال صالح النبي صلى ال عليه وناقته ،فخرج واحد
منهم وحمل على الناقة فعقرها ،وبذلك حق القتال معهم فقاتلهم ال وليس
قتاله الكما قاتل قوم لوط أو قوم شعيب أو قوم صالح ول يعلم جنود ربك
الهو .ولذلك كان على بن أبى طالب )عليه السلم( ليبدء بقتال أهل
البغى ال أن يبدؤا هم بالقتال كما فعل ذلك في جمل وصفين وغير ذلك من
الموارد روى ثقة السلم الكليني في الكافي ج 5ص 83عن عبد
الرحمن بن جندب ،عن أبيه أن أمير المؤمنين صلوات ال عليه كان يأمر
في كل موطن لقينا فيه عدونا فيقول :ل تقاتلوا القوم حتى يبدؤكم فانكم
بحمدال على حجة ،وترككم اياهم حتى يبدؤكم حجة لكم اخرى الخبر وفى
الدر المنثور :أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن
عمرو ابن الحوص ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال في حجة
الوداع :أل ل يجنى جان ال =
][241
)) * (70باب( * * )الحسنات بعد السيئات( * * )وتفسير قوله تعالى :ان أحسنتم
أحسنتم لنفسكم( * اليات :هود :إن الحسنات يذهبن السيئات ) (1اسرى:
إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم وإن أسأتم فلها ) (2الفرقان :إل من تاب وآمن
وعمل عمل صالحا فاولئك يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفورا
رحيما ) (3النمل :إل من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فاني غفور رحيم )(4
= على نفسه ل يجنى والد على ولده ول مولود على والده -أقول :ومنه قوله
تعالى :واخشوا يوما ل يجزى والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده
شيئا -لقمان - 33 :وفيه :أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن
عكرمة قال :قال - :يعنى ابن عباس :-ان الوالد يتعلق بولده يوم القيامة
فيقول :يا بنى أي والد كنت لك فيثنى خيرا فيقول يا بنى انى احتجت إلى
مثقال ذرة من حسناتك أنجوبها مما ترى ،فيقول له ولده :يا أبت ما أيسر
ما طلبت ولكني لأطبق أن أعطيك شيئا ،أتخوف مثل الذى تخوفت ،فل
استطيع أن أعطيك شيئا ،ثم يتعلق بزوجته فيقول :يا فلنة أي زوج كنت
لك فتثنى خيرا فيقول لها :فانى اطلب اليك حسنة واحدة تهبها لى لعلى
انجو مما ترين ،قالت :ما أيسر ما طلبت ولكني لاطيق ان اعطيك شيئا
اتخوف مثل الذى تخوفت ،يقول ال وان تدع مثقلة إلى حملها الية )(1
هود (2) 114 :أسرى (3) 7 :الفرقان (4) 70 :النمل ،11 :وفى الصل
وهكذا نسخة الكمبانى المزمل
][242
وقال تعالى :من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ) - (1لى:
ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن محبوب ،عن
أبي أيوب ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :ما
أحسن الحسنات بعد السيئات ،وما أقبح السيئات بعد الحسنات )- 2 (2
فس :أبي ،عن حماد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعلي )عليه السلم( :يا علي ما من
دار فيها فرحة إل يتبعها ترحة ) (3وما من هم إل وله فرج إل هم أهل
النار ،فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا وعليك بصنائع الخير
فانها تدفع مصارع السوء ) - 3 (4ما :المفيد ،عن الكاتب ،عن أحمد بن
جعفر المالكي ،عن عبد ال بن أحمد بن حنبل ،عن أبيه ،عن يحيى بن
سعيد ،عن سفيان ،عن حبيب ،عن ميمون ابن أبي شبيب ،عن أبي ذر
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :اتق ال حيث كنت وخالق
الناس بخلق حسن ،وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها ) - 4 (5فس:
أبي ،عن جعفر وإبراهيم ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال :إذا
كان يوم القيامة أوقف ال المؤمنين بين يديه ،وعرض عليه عمله ،فينظر
في صحيفته فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه ،وترتعش فرائصه ،ثم
يعرض عليه حسناته فيفرح لذلك نفسه فيقول ال عزوجل :بدلوا سيئاتهم
حسنات وأظهروها
) (1النمل (2) 89أمالى الصدوق (3) 153الترحة :الحزن والغم ،تقول :ما الدنيا
الفرح وترح ،وما من فرحة ال وبعدها ترحة ) (4تفسير القمى(5) :
أمالى الطوسى ج 1ص (*) 189
][243
للناس " فيبدل لهم فيقول الناس :أما كان لهؤلء سيئة واحدة ؟ وهو قوله " :يبدل
ال سيئاتهم حسنات " ) - 5 (1ع :ابن المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن
البرقي ،عن عبد العظيم الحسني ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن
الفضل ،عن خاله محمد بن سليمان ،عن رجل ،عن الباقر )عليه السلم(
قال :إني لم أر شيئا قط أشد طلبا ول أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب
قديم ) - 6 (2مع :ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن محمد بن سنان،
عن المفضل عن ابن ظبيان قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :من خل
بعمل فلينظر فيه ،فان كان حسنا جميل فليمض عليه ،وإن كان سيئا قبيحا
فليجتنبه ،فان ال عزوجل أولى بالوفاء والزيادة ،ومن عمل سيئة في
السر فليعمل حسنة في السر ،ومن عمل سيئة في العلنية ) (3فليعمل
حسنة في العلنية - 7مع :أبي ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي
عمير ،عن هشام بن سالم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان علي
بن الحسين )عليه السلم( يقول :ويل لمن غلبت آحاده أعشاره ،فقلت له:
وكيف هذا ؟ فقال :أما سمعت ال عزوجل يقول " :من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فل يجزى إل مثلها " ) (4فالحسنة الواحدة
إذا عملها كتبت له عشرا ،والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ
بال ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات ،ول تكون له حسنة واحدة
فتغلب حسناته سيئاته )(5
) (1تفسير القمى (2) 468علل الشرائع ج 2ص 280في حديث ) (3معاني
الخبار 237 :في حديث ) (4النعام (5) 160 :معاني الخبار248 :
][244
- 8ن ) :(1لى :الطالقاني ،عن أحمد الهمداني ،عن علي بن الحسن بن فضال ،عن
أبيه ،عن الرضا )عليه السلم( :في قول ال عزوجل " إن أحسنتم أحسنتم
لنفسكم ،وإن أسأتم فلها " ) (2قال :إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم ،وإن
أسأتها فلها رب يغفر لها ) - 9 (3جا :الصدوق ،عن ماجيلويه ،عن عمه،
عن الكوفي ،عن محمد بن سنان عن أبي النعمان ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قال لي :يا أبا النعمان ل يغرنك الناس من نفسك فان المر
يصل إليك دونهم ،ول تقطع نهارك بكذا وكذا ،فان معك من يحصي عليك،
وأحسن فاني لم أر أشد طلبا ول أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم،
إن ال جل وعز يقول " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين
" )(4
) (1عيون الخبار ج 1ص (2) 294أسرى (3) 7 :أمالى الصدوق(4) 45 :
مجالس المفيد ،50 :والية في هود.114 :
][245
)) * (71باب( * * )تضاعف الحسنات وتأخير اثبات الذنوب بفضل ال( * "
)وثواب نية الحسنة والعزم عليها( " * )وانه ل يعاقب على العزم على
الذنوب( * اليات :النساء :إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة
يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما ) .(1وقال :ان تبدوا خيرا أو تخفوه
أو تعفوا عن سوء فان ال عفوا قديرا ) .(2النعام :من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فل يجزى إل مثلها وهم ل يظلمون )(3
يونس :للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ول يرهق وجوههم قتر ولذلة اولئك
أصحاب الجنة هم فيها خالدون * والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة
بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل
مظلما اولئك أصحاب النارهم فيها خالدون ) (4القصص :من جاء بالحسنة
فله خير منها ومن جاء بالسيئة فل يجزى الذين عملوا السيئات إل ما
كانوا يعملون ) (5حمعسق :ومن يقترف حسنة نزدله فيها حسنا إن ال
غفور شكور )(6
) (1النساء (2) 40 :النساء (3) 149 :النعام (4) 160 :يونس(5) 27 - 26 :
القصص (6) 84 :الشورى23 :
][246
- 1مع :ابن المتوكل ،عن محمد العطار ،عن ابن عيسى ،عن عثمان بن عيسى
عن أبي أيوب الخزاز قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :لما
نزلت هذه الية على النبي )صلى ال عليه وآله( " :من جاء بالحسنة فله
خير منها " ) (1قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :اللهم زدني فأنزل
ال تبارك وتعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ) (2فقال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :اللهم زدني فأنزل ال عزوجل " من ذاالذي
يقرض ال قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " ) (3فعلم رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أن الكثير من ال عز وجل ل يحصى وليس له
منتهى ) (4شى :عن على بن عمار ،عنه )عليه السلم( مثله ) - 2 (5ل:
الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ،عن فرات ،عن محمد بن ظهير ،عن
الحسن بن علي العبدي ،عن سهل بن عبد الوهاب ،عن عبد القدوس ،عن
سليمان ابن مهران ،عن جعفر بن محمد )عليه السلم( أنه قال :إذا هم
العبد بحسنة كتبت له حسنة فإذا عملها كتبت له عشر حسنات ،واذاهم
بسيئة لم تكتب عليه ،فإذا عملها اجل تسع ساعات ،فان ندم عليها
واستغفر وتاب لم تكتب عليه وإن لم يندم ولم يتب منها كتبت عليه سيئة
واحدة ) - 3 (6ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن جعفر ،عن أبيه )عليهما
السلم( قال :مامن عبد مؤمن يذنب ذنبا إل أجله ال فيه سبع ساعات ،فان
هو تاب منه واستغفر لم يكتب عليه ،وإن لم يتب كتب عليه سيئة واحدة )
(7
) (1النمل ،89 :القصص (2) 84 :النعام (3) 160 :البقرة (4) 245 :معاني
الخبار (5) 397 :تفسير العياشي ج 1ص (6) 131الخصال ج 2ص
(7) 44قرب السناد ص (*) 2
][247
- 4ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن جعفر ،عن أبيه )عليه السلم( :قال أتى أبي
رضي ال عنه الحسن البصري وقال :يا أبا جعفر بلغني عنك أنك قلت
مامن عبد يذنب ذنبا إل أجله ال سبع ساعات فان هو تاب منه واستغفر لم
يكتب عليه ،فقال له أبي :ليس هكذا قلت ،ولكني قلت ما من عبد مؤمن
يذنب ذنبا وكذلك كان قولي ) - 5 (1ما :المفيد ،عن محمد بن محمد بن
طاهر ،عن ابن عقدة ،عن محمد بن إسماعيل ،عن الحسن بن زياد ،عن
محمد بن إسحاق ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عن جده قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ،فإذا
عمل العبد السيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال ل تعجل وأنظره سبع
ساعات فان مضى سبع ساعات ولم يستغفر قال :اكتب ،فما أقل حياء هذا
العبد ) - 6 (2ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن جعفر بن محمد بن
عبيدال ،عن بكربن محمد الزدي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن
المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه ) - 7 (3سن :ابن محبوب ،عن عمربن
يزيد قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :إذا أحسن المؤمن
عمله ،ضاعف ال عمله لكل حسنة سبعمائة ،وذلك قول ال تبارك وتعالى
" وال يضاعف لمن يشاء " ) (4فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب
ال ،فقلت له :وما الحسان ؟ قال فقال :إذا صليت فأحسن ركوعك
وسجودك ،وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك ،وإذا حججت فتوق ما
يحرم عليك في حجك وعمرتك ،قال وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس
)(5
) (1قرب السناد ص (2) 2أمالى الطوسى ج 1ص (3) 210ثواب العمال:
(4) 116البقرة (5) 261 :المحاسن255 :
][248
شى :عن عمربن يزيد مثله ) - 8 (1شى :عن محمد الوابشي ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف ال له عمله بكل حسنة
سبعمائة ضعف ،وذلك قول ال تبارك و تعالى " وال يضاعف لمن يشاء
" ) - 9 (2شى :عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ،عن أبي جعفر
وأبي عبد ال )عليهما السلم( قالوا سألناهما عن قوله " من جاء
بالحسنة فله عشر أمثالها " ) (3أهي لضعفاء المسلمين ؟ قال :ل ،ولكنها
للمؤمنين وإنه لحق على ال أن يرحمهم ) - 10 (4شى :عن زرارة ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن ال تبارك وتعالى جعل لدم ثلث
خصال في ذريته :جعل لهم أن :من هم منهم بحسنة أن يعملها كتب له
حسنة ،ومن هم بحسنة فعملها كتب له بها عشر حسنات ،ومن هم بالسيئة
أن يعملها ل يكتب عليه ومن عملها كتبت عليه سيئة واحدة ،وجعل لهم
التوبة حتى يبلغ حنجرة الرجل فقال إبليس :يا رب جعلت لدم ثلث خصال
فاجعل لى مثل ما جعلت له فقال :قد جعلت لك ل يولد له مولود إل ولد لك
مثله ،وجعلت لك أن تجري منهم مجرى الدم في العروق ،وجعلت لك أن
جعلت صدورهم أوطانا ومساكن لك ،فقال إبليس :يا رب حسبي )- 11 (5
ين :ابن أبي عمير ،عن جميل ،عن بكير ،عن أحدهما )عليه السلم( قال:
إن آدم )عليه السلم( قال :يا رب سلطت علي الشيطان ،وأجريته مجرى
الدم مني فاجعل لي شيئا أصرف كيده عني قال :يا آدم قد جعلت لك أن :من
هم من ذريتك
) (1تفسير العياشي ج 1ص (2) 146تفسير العياشي ج 1ص (3) 147النعام:
(4) 160تفسير العياشي ج 1ص (5) 386تفسير العياشي ج 1ص
.(*) 387
][249
بسيئة لم يكتب عليه ومن هم منهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها
كتبت له عشرة ،قال :يا رب زدني ،قال :يا آدم قد جعلت لك أن من عمل
منهم بسيئة ثم استغفر غفرت له ،قال :يا رب زدني ،قال :قد جعلت لهم
التوبة أو بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس الحنجرة قال :يا رب حسبي )
(1
) (1ورواه ثقة السلم الكليني في الكافي ج 2ص 440في باب ما أعطى ال عز
وجل آدم )عليه السلم( وقت التوبة عن على بن ابراهيم ،عن أبيه ،عن
ابن أبى عمير ،عن جميل ابن دراج ،عن ابن بكير ،عن أبى عبد ال أو
عن أبى جعفر )عليه السلم( وقال المؤلف العلمة في شرحه :روى
العامة أيضا أن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم وقال بعضهم:
ذهب قوم ممن ينتمى إلى ظاهر العلم إلى أن المراد به أن الشيطان ل
يفارق ابن آدم مادام حيا ،كما ل يفارقه دمه وحكى هذا عن الزهرى،
وقال :هذا طريق ضرب المثل والجمهور من علماء المة أجروا ذلك على
ظاهره وقالوا :ان الشيطان جعل له هذا القدر من التطرق إلى باطن
الدمى بلطافة هيئته لمحنة البتلء ويجرى في العروق التى هي مجارى
الدم من الدمى إلى أن يصل إلى قلبه فيوسوسه على حسب ضعف ايمان
العبد وقلة ذكره وكثرة غفلته ويبعد عنه ويقل تسلطه وسلوكه إلى باطنه
بمقدار قوة ايمانه ويقظته ودوام ذكره واخلص توحيده وما رواه
المفسرون عن ابن عباس قال :ان ال جعل الشياطين من بنى آدم مجرى
الدم وصدور بنى آدم مساكن لهم ،مؤيد لما ذهب إليه الجمهور ،وهم
يسمون وسوسته لمة الشيطان ،ومن ألطافه تعالى أنه هيأ ذوات الملئكة
على ذلك الوصف من أجل لطافتهم وأعطاهم قوة الحفظ لبنى آدم وقوة
اللمام في بواطنهم وتلقين الخير لهم في مقابلة لمة الشيطان كما روى
أن للملك لمة بابن آدم وللشيطان لمة :لمة الملك ايعاد بالخير وتصديق
بالحق ،ولمة الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالحق ،فمن وجد ذلك فليستعد
بال من الشيطان= .
][250
- 12العيون :عن محمد بن أحمد بن الحسين ،عن علي بن محمد بن جعفر عن
دارم بن قبيصة ،عن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :يوحي ال إلى الحفظة الكرام البررة :ل تكتبوا على
عبدي وأمتي على ضجرهم و عثراتهم بعد العصر ) - 13 (1كتاب
المسلسلت :حدثنا محمد بن علي بن الحسين قال :حدثني أبي عن حبيب
بن الحسن التغلبي ،عن عبد ال بن المنصور ،عن أبيه قال :سألت مولنا
أبا الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( عن قوله عزوجل " يعلم
السر وأخفى " ) (2قال :فقال لي :سألت أبي ،قال :سألت جدي ،قال:
سألت أبي علي بن الحسين قال :سألت أبي الحسين بن علي ،قال :سألت
النبي )صلى ال عليه وآله( عن قول ال عزوجل " يعلم السر وأخفى "
قال :سألت ال عزوجل فأوحى إلي أني خلقت في قلب آدم عرقين يتحركان
بشئ من الهواء ،فان يكن في طاعتي كتبت له حسنات ،وإن يكن في
معصيتي لم أكتب عليه شيئا حتى يواقع الخطيئة ،فاذكروا ال على ما
أعطاكم أيها المؤمنون - 14قال الشهيد رفع ال درجته في القواعد :ل
يؤثرنية المعصية عقابا ولذما ما لم يتلبس بها ،وهو مما ثبت في الخبار
العفو عنه ولو نوى المعصية وتلبس بما يراه معصية فظهر خلفها ففي
تأثير هذه النية نظر من حيث إنها لم تصادف المعصية فقد صارت كنية
مجردة وهي غير مؤاخذبها ،ومن دللتها على انتها كه الحرمة وجرأته
على
= وقالوا :انما ينكر مثل هذا عقول أسراء العادات الذين استولت عليهم المألوفات
فما لم يوجدوا في مستقر عاداتهم أنكروه كما أنكر الكفار احياء العظام
النخرة واعادة الجسام البالية ،والذى يجب هو التسليم بما نطق به الخبر
الصحيح ،وليأباه العقل السليم ثم قال :وروى من طريق العامة أن ابليس
بعد ما صار ملعونا وأنظر قال :بعزتك لأخرج عن قلب ابن آدم مادام
الروح في بدنه ،فقال ال تبارك وتعالى :بعزتي لأسد باب التوبة عليه
مادام الروح في بدنه ) (1عيون الخبار ج 2ص (2) 71طه7 :
][251
المعاصي ،وقد ذكر بعض الصحاب أنه لو شرب المباح متشبها بشراب المسكر
فعل حراما ولعله ليس لمجرد النية بل بانضمام فعل الجوارح إليها ويتصور
محل النظر في صور منها :مالو وجد امرأته في منزل غيره فظنها أجنبية
فأصابها فتبين أنها زوجته أو أمته ،ومنها مالو وطئ زوجته فظنها حائضا
فبان طاهرا ومنها لوهجم على طعام بيد غيره فأكل منه فتبين ملك الكل،
ومنها لوذبح شاة فظنها للغير بقصد العدوان ،فظهرت ملكه ،ومنها إذا قتل
نفسا فظنها معصومة فبانت مهدورة وقد قال بعض العامة يحكم بفسق
متعاطي ذلك لدللته على عدم المبالة بالمعاصي ويعاقب في الخرة ما لم
يتب عقابا متوسطا بين عقاب الكبيرة والصغيرة وكلهما تحكم وتخرص
على الغيب انتهى وقال شيخنا البهائي قدس ال روحه في بعض تعليقاته
على الكتاب المذكور قوله " ل يؤثرنية المعصية عقابا ولذما " الخ
غرضه طاب ثراه أن نية المعصية وإن كانت معصية إل أنه لما وردت
الخبار بالعفو عنها لم يترتب على فعلها عقاب ولذم وإن ترتب
استحقاقهما ولم يرد أن قصد المعصية والعزم على فعلها غير محرم كما
يتبادر إلى بعض الوهام ،حتى لو قصد الفطار مثل في شهر رمضان ولم
يفطر لم يكن آثما كيف والمصنف مصرح في كتب الفروع بتأثيمه،
والحاصل أن تحريم العزم على المعصية مما لريب فيه عندنا وكذا عند
العامة ،وكتب الفريقين من التفاسير وغيرها مشحونة بذلك ،بل هو من
ضروريات الدين ،ول بأس بنقل شئ من كلم الخاصة والعامة في هذا
الكتاب ليرتفع به جلباب الرتياب في الجوامع عند تفسير قوله تعالى" :
إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئول " ) (1يقال للنسان:
لم سمعت مال يحل لك ]سماعه ،ولم نظرت إلى مال يحل لك[ النظر إليه،
ولم عزمت على مال يحل لك العزم عليه انتهى وكلمه
][252
رحمه ال في مجمع البيان قريب من كلمه هذا ) (1وقال البيضاوي ) (2وغيره من
علماء العامة عند تفسير هذه الية :فيها دليل على أن العبد مؤاخذ بعزمه
على المعصية انتهى وعبارة الكشاف موافقة لعبارة الطبرسي ره ،وكذا
عبارة التفسير الكبير للفخري وقال السيد المرتضى علم الهدى أنار ال
برهانه في كتاب تنزيه النبياء عند ذكر قوله تعالى " :إذ همت طائفتان
منكم أن تفشل وال وليهما " ) (3إنما أراد تعالى أن الفشل خطر ببالهم،
ولو كان الهم في هذا المكان عزما لما كان ال وليهما ثم قال :وإرادة
المعصية والعزم عليها معصية ،وقد تجاوز قوم حتى قالوا :العزم على
الكبيرة كبيرة وعلى الكفر كفر انتهى كلمه نور ال مرقده وكلم صاحب
الكشاف في تفسير هذه الية مطابق لكلمه طاب ثراه ،وكذا كلم البيضاوى
) (4وغيره وأيضا فقد صرح الفقهاء بأن الصرار على الصغاير الذي هو
معدود من الكبائر إما فعلي وهو المداومة على الصغائر بل توبة ،وإما
حكمي وهو العزم على فعل الصغاير متى تمكن منها وبالجملة فتصريحات
المفسيرين والفقهاء والصوليين بهذا المطلب أزيد من أن تحصى
والخوض فيه من قبيل توضيح الواضحات ،ومن تصفح كتب الخاصة
والعامة ل يعتريه ريب فيها تلوناه فان قلت :قد ورد عن أئمتنا )عليهم
السلم( أخبار كثيرة تشعر بأن العزم على المعصية ]ليس بمعصية[ كما
رواه ثقة السلم في الكافي عن زرارة ،عن أحدهما )عليهما السلم( أنه
قال :إن ال تعالى جعل لدم في ذريته من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له
حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة لم تكتب
عليه ،ومن هم
) (1مجمع البيان ج 6ص (2) 415أنوار التنزيل ص (3) 237آل عمران122 :
) (4أنوار التنزيل ص 80
][253
بها وعملها كتبت عليه سيئة ) (1وكما رواه عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم(
) (1الكافي ج 2ص ،428ولفظ الحديث :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد عن
على بن حديد ،عن جميل بن دراج ،عن زرارة ،عن أحدهما )عليهما
السلم( قال :ان ال تبارك وتعالى جعل لدم في ذريته :من هم بحسنة ولم
يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا ،ومن
هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه ]سيئة[ ومن هم بها وعملها كتبت
عليه سيئة وقال المؤلف العلمة في شرحه :يدل على أنه ل مؤاخذة على
قصد المعاصي إذا لم يعمل بها وهو يحتمل وجهين :الول أن تكون سيئة
ضعيفة يكفرها تركها ،الثاني أن ل يكون القصد متصفا بالحسن والقبح
أصل كما ذهب إليه جماعة ،والول أظهر نعم لو كان بمحض الخطور
بدون اختياره ،ل يتعلق به التكليف ،وقد مر تفصيل ذلك في باب أن
اليمان مبثوث لجوارح البدن ،وفى باب الوسوسة وقال المحقق الطوسى
قدس ال سره في التجريد :ارادة القبيح قبيحة وتفصيله أن مافى النفس
ثلثة اقسام :الول الخطرات التى ل تقصد ول تستقر وقد مر أن ل
مؤاخذة بها ول خلف فيه بين المة ظاهرا والثانى الهم وهو حديث
النفس اختيارا أن تفعل شيئا أو أن ل تفعل ،فان كان ذلك حسنة كتبت له
حسنة واحدة ،فان فعلها كتبت له عشر حسنات ،وان كانت سيئة لم تكتب
عليه ،فان فعلها كتبت عليه سيئة واحدة ،كل ذلك مقتضى أحاديث هذا
الباب ،وكانه ل خلف فيه أيضا بين المة ،ال أن بعض العامة صرح بأن
هذه الكرامة مختصة بهذه المة وظاهر هذا الخبر أنها كانت في المم
السابقة أيضا الثالث العزم وهو التصميم وتوطين النفس على الفعل أو
الترك ،وقد اختلفوا فيه فقال أكثر الصحاب :أنه ل يؤاخذ به لظاهر هذه
الخبار ،وقال :أكثر العامة والمتكلمين والمحدثين أنه يؤاخذ به ،لكن
بسيئة العزم ل بسيئة المعزوم عليه ،لنها لم تفعل ،فان فعلت كتبت سيئة
ثانية لقوله تعالى " :ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا
لهم عذاب أليم " وقوله " :اجتنبوا كثيرا من الظن " ولكثرة الخبار
الدالة على حرمة = )*(
][254
= الحسد واحتقار الناس ،وارادة المكروه بهم ،وحملوا الحاديث الدالة على عدم
المؤاخذة على الهم والمنكرون أجابوا عن اليتين بأنهما مخصصان
باظهار الفاحشة والمظنون كما هو الظاهر من سياقهما ،وعن الثالث أن
العزم المختلف فيه ماله صورة في الخارج كالزنا وشرب الخمر ،وأما ما
لصورة له في الخارج كالعتقادات وخبائث النفس مثل الحسد وغيره
فليس من صور محل الخلف ،فلحجة فيه على ما نحن فيه وأما احتقار
الناس وارادة المكروه بهم فاظهارهما حرام يؤاخذ به ،ولنزاع فيه،
وبدونه أول المسألة ثم الظاهر أنه لفرق في قوله " :ومن هم بسيئة ولم
يعملها لم يكتب عليه " بين أن لم يعملها خوفا من ال ،أو خوفا من
الناس وصونا لعرضه ثم ان عشر أمثال الحسنة مضمونة البتة لدللة
نص القرآن عليه ،وأن ال قد يضاعف لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف،
كما جاء في بعض الخبار ،والى مال حساب له كما قال سبحانه " :انما
يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ثم اعلم أن الظاهر أن عدم
المؤاخذة بارادة المعصية انما هو للمؤمنين فل ينافي ما مرمرويا عن
الصادق )عليه السلم( أنه انما خلد أهل النار في النار ،لن نياتهم كانت
في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا ال أبدا ،ولو سلم العموم فانما
يعفى عنه إذا بقى زمانا عزم على فعله في ذلك الزمان ولم يفعل ،وفى
الكافر ليس كذلك ،لنه لم يبق الزمان الذى عزم على الفعل فيه فان قيل:
لعله كان لو بقى في أزمنة البد أو عاد لم يفعل ،قلنا :يعلم ال خلف ذلك
منهم لقوله سبحانه " :ولو ردوا لعادوا لما نهوا " وقد يجاب بأنه ل
منافاة بينهما إذ دل أحدهما على عدم المؤاخذة بنية المعصية اذالم يفعلها
ودل الخر على المؤاخذة بنية المعصية إذا فعلها ،فان المنوي كالكفر
واستمراره مثل موجود في الخارج بهذه النية ليست داخلة في النية
بالسيئة التى لم يعملها واعترض عليه بأن المعصية ليست سببا للخلود
على ما يفهم من الحديث المذكور =
][255
أنه قال :إن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها ،فل تكتب عليه ) (1والحاديث الواردة
في الكافي وغيره بهذا المضمون كثيرة قلت :لدللة في تلك الحاديث على
ما ظننت من أن العزم على المعصية ليس معصية ،وإنما دلت على أن من
عزم على معصية كشرب الخمر والزنا مثل ولم يعملها لم يكتب عليه تلك
المعصية التي عزم عليها ،وأين هذا عن المعنى الذي ظننته قوله " :فهو
غير مؤاخذبها " أي غير معاقب عليها لنها معفو عنها قوله " منها ما لو
وجد امرأته " الخ عد بعضهم من هذه الصور ما لو صلى في ثوب يظن
أنه حرير أو مغصوب عالما بالحكم ،فظهر بعد الصلة أنه ممزوج أو
مباح * ،وفرع على ذلك التردد في بطلن صلته ،والولى عدم التردد في
بطلنها ،نعم يتمشى صحتها عند القائل بعدم دللة النهي في العبادة على
الفساد
= لكونها في زمان منقطع محصور هو مدة العمر ،كذلك نيتها لنها تنقطع أيضا
عند انقطاع العمر ،لدللة اليات والروايات على ندامة العاصى عند
الموت ،ومشاهدة أحوال الخرة فينبغي أن يكون ناويها في النار ،بقدر
كونها في الدنيا ،ل مخلدا فأجيب أول بأن هذه النية موجبة للخلود لدللة
الحديث عليه بل معارض ،فوجب التسليم والقبول ،وثانيا بأن صاحبها
في هذه الدنيا التى هي دار التكليف لم يفعل شيئا يوجب نجاته من النار،
وندامته بعد الموت ل تنفع لنقطاع زمان التكليف ،وثالثا أن سبب الخلود
ليس ذات المعصية ونيتها من حيث هي ،بل هو المعصية ونيتها على
فرض البقاء أبدا ،ولريب في انها معصية أبدية موجبة للخلود ابدا انتهى
وأقول :ل يخفى مافى الجميع من الوهن والضعف وقد مر بعض القول
منافيه في باب النية وقال الشهيد رحمه ال في القواعد :إلى آخر ما تراه
في المتن تحت الرقم (1) 14والحديث لفظه هكذا (2) :عدة من
أصحابنا ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة
بن =
][256
قوله " وكلهما " أي الحكم بفسق متعاطي ذلك وبعقابه عقابا متوسطا " قول بل
دليل " وفيه أن دليل الول مذكور ،وسيما على القول بأن العزم على
الكبيرة كبيرة فتأمل ،قوله " وتخرص " بالخاء المعجمة والصاد المهملة
أي كذب وتخمين باطل )(1
= مهران ،عن أبى بصير ،عن أبى عبد ال )عليه السلم( قال :ان المؤمن ليهم
بالحسنة ول يعمل بها ،فتكتب له حسنة ،وان هو عملها كتبت له عشر
حسنات ،وان المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فل يعملها ،فل تكتب عليه )
(1ومن الروايات التى تستدرك على الباب ما رواه الكليني في الكافي ج
2ص 430ولفظه :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
على بن الحكم ،عن فضل ابن عثمان المرادى قال :سمعت أبا عبد ال
)عليه السلم( يقول :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أربع من كن
فيه لم يهلك على ال بعد هن ال هالك :يهم العبد بالحسنة أن يعملها فان
هو لم يعملها كتب ال له حسنة بحسن نيته ،وان هو عملها كتب ال له
عشرا ،ويهم بالسيئة أن يعملها فان لم يعملها لم يكتب عليه شئ وان هو
عملها أجل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو
صاحب الشمال :ل تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها ،فان ال
عزوجل يقول " :ان الحسنات يذهبن السيئات " أو الستغفار ،فان هو
قال :أستغفر ال الذى ل اله الهو ،عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم
الغفور الرحيم ذو الجلل والكرام وأتوب إليه ،لم يكتب عليه شئ ،وان
مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات
لصاحب السيئات :اكتب على الشقى المحروم
][257
)) * (72باب( * * )ثواب من سن سنة حسنة( * * )وما يلحق الرجل بعد موته(
* - 1لى :محمد بن علي ،عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن
منصور عن هشام بن سالم ،عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم(
قال :ليس يتبع الرجل بعد موته من الجر إل ثلث خصال :صدقة أجراها
في حياته ،فهي تجري بعد موته وسنة هدى سنها فهي تعمل بها بعد
موته ،وولد صالح يستغفر له ) - 2 (1ل ) (2لى :أبى ،عن سعد ،عن
اليقطيني ،عن محمد بن شعيب ،عن الهيثم ابن أبي كهمش ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته :ولد صالح
يستغفر له ،ومصحف يقرأ منه ،وقليب يحفره ،وغرس يغرسه وصدقة
ماء يجريه ،وسنة حسنة يؤخذ بها بعده ) - 3 (3ل :أبي ،عن الحميري،
عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب عن الحلبي ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :ليس يتبع الرجل بعد موته من الجر إل ثلث
خصال :صدقة أجراها في حياته ،فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة
صدقة موقوفة ل تورث أو سنة هدى سنها فكان يعمل بها وعمل بها من
بعده غيره ،أو ولد صالح يستغفر له ) - 4 (4ما :المفيد ،عن أحمد بن
الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى عن يونس ،عن السرى بن
عيسى ،عن عبد الخالق بن عبد ربه قال :قال أبو عبد ال
) (1أمالى الصدوق (2) 22 :الخصال ج 1ص (3) 157أمالى الصدوق) 102 :
(4الخصال ج 1ص .73
][258
)عليه السلم( :خير ما يخلفه الرجل بعده ثلثة :ولد بار يستغفر له ،وسنة خير
يقتدى به فيها ،وصدقة تجري من بعده ) - 5 (1ثو :ابن المتوكل ،عن
الحميري ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب ،عن
ميمون القداح ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :أيما عبد من عباد ال
سن سنة هدى كان له أجر مثل أجر من عمل بذلك ،من غير أن ينقص من
اجورهم شئ ،وأيما عبد من عباد ال سن سنة ضللة كان عليه مثل وزر
من فعل ذلك ،من غير أن ينقص من أوزارهم شئ ) - 6 (2سن :أبي ،عن
ابن محبوب ،عن إسماعيل الجعفي قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم(
يقول :من سن سنة عدل فاتبع كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن
ينقص من اجورهم شئ ،ومن سن سنة جور فاتبع كان له مثل وزر من
عمل به من غير أن ينقص من أوزارهم شئ ) (3جا :أحمد بن الوليد ،عن
أبيه ،عن الصفار ،عن ابن معروف ،عن ابن مهزيار ،عن أحمد بن محمد،
عن حمادبن عثمان ،عن إسماعيل الجعفي مثله )(4
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) 242ثواب العمال (3) 119المحاسن(4) 27 :
مجالس المفيد120 :
][259
)) * (73باب( * * )الستبشار بالحسنة( * - 1لى :الفامي ،عن محمد الحميرى،
عن أبيه ،عن هارون ،عن ابن صدقة عن الصادق ،عن آبائه )عليهم
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من سائته سيئته
وسرته حسنته فهو مؤمن ) (1ل :مرسل مثله ) (2أقول :قد مر في باب
صفات خيار العباد ،عن الباقر )عليه السلم( أنه سئل رسول ال )صلى ال
عليه وآله( عن خيار العباد فقال :الذين إذا أحسنوا استبشروا ،وإذا أساؤا
استغفروا الخبر ) - 2 (3ن :الدقاق والسناني والمكتب جميعا عن السدي،
عن سهل ،عن عبد العظيم الحسني ،عن إبراهيم بن أبي محمود قال :قال
الرضا )عليه السلم( :المؤمن الذي إذا أحسن استبشر ،وإذا أساء استغفر،
والمسلم الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده ،وليس منا من لم يأمن
جاره بوائقه ) - 3 (4عدة الداعي :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :ليس
منا من لم يحاسب نفسه كل يوم ،فان عمل خيرا حمدال واستزاده ،وإن
عمل سوء استغفر ال )(5
) (1أمالى الصدوق (2) 120 :الخصال ) (3راجع ج 69ص ،305والحديث عن
الكافي ج 2ص (4) 240عيون الخبار ج 2ص (5) 24رواه ثقة
السلم الكليني في الكافي ج 2ص ،453وتراه في الختصاص 243
][260
)) * (74باب( * * )الوفاء بما جعل ل على نفسه( * اليات :البقرة :قل ما أنفقتم
من نفقة أو نذرتم من نذر فان ال يعلمه وما للظالمين من أنضار )(1
النعام :وبعهد ال أوفوا ) (2العراف :وما وجدنا لكثرهم من عهد )1 (3
-ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى،
عن ابن محبوب ،عن أبي أيوب ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال أربع من كن فيه كمل إسلمه ،واعين على إيمانه ،ومحصت
ذنوبه ،ولقي ربه وهو عنه راض ،ولو كان فيما بين قرنه إلى قدميه ذنوب
حطها ال عنه ،وهي :الوفاء بما يجعل ل على نفسه ،وصدق اللسان مع
الناس ،والحياء مما يقبح عند ال وعند الناس ،وحسن الخلق مع الهل
والناس الخبر )(4
) (1البقرة (2) 27 :النعام (3) 152 :العراف (4) 102 :أمالى الطوسى ج 1
ص 43
][261
)) * (75باب( * * )ثواب تمنى الخيرات ومن سن سنة( * " )عدل على نفسه،
ولزوم الرضا بما فعله( " " )النبياء والئمة )عليهم السلم(( " أقول :قد
مضى في باب تضاعف الحسنات ما يشيد بنيان هذا الباب - 1ل ،ابن
المتوكل ،عن محمد العطار ،عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن
مهزيار ،عن فضالة ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،عن
آبائه عن علي )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
من تمنى شيئا وهو ال عزوجل رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه )(1
لى :ابن إدريس ،عن الحسين بن إسحاق مثله ) - 2 (2سن :أبي ،عن
الحسن بن علي بن يقطين ،عن سعدان بن مسلم ،عن إسحاق ابن عمار،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :مامن مؤمن سن على نفسه سنة
حسنة أو شيئا من الخير ثم حال بينه وبين ذلك حائل إل كتب ال له ما
أجرى على نفسه أيام الدنيا ) - 3 (3سن :ابن محبوب ،عن هشام بن
سالم ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن العبد
المؤمن الفقير ليقول يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه
الخير ،فإذا علم ال ذلك منه بصدق نيته كتب ال له من الجر مثل ما يكتب
له لو عمله ،إن ال واسع كريم )(4
][262
][263
)) * (76باب( * * )الستعداد للموت( * - 1لى ) (1ن :المفسر ،عن أحمد بن
الحسن الحسيني ،عن أبي محمد العسكري عن آبائه )عليهم السلم( قال:
قيل لمير المؤمنين )عليه السلم( ما الستعداد للموت ؟ قال :أداء
الفرائض ،واجتناب المحارم ،والشتمال على المكارم ،ثم ل يبالي أوقع
على الموت أم وقع الموت عليه ،وال ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على
الموت أم وقع الموت عليه ) - 2 (2لى :في خطبة الوسيلة عن أمير
المؤمنين صلوات ال عليه :ل غائب أقرب من الموت ،أيها الناس إنه من
مشى على وجه الرض فانه يصير إلى بطنها ،والليل والنهار مسرعان في
هدم العمار ،ولكل ذي رمق قوت ،ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت ،وإن
من عرف اليام لم يغفل عن الستعداد لن ينجو من الموت غني بماله ،ول
فقير لقلله ) - 3 (3لى :أبي ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن ابن أبي
نجران ،عن ابن حميد ،عن ابن قيس ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال:
كان أمير المؤمنين )عليه السلم( بالكوفة إذا صلى العشاء الخرة ينادي
الناس ثلث مرات حتى يسمع أهل المسجد :أيها الناس تجهزوا رحمكم ال
فقد نودي فيكم بالرحيل ،فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل،
تجهزوا رحمكم ال وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد ،وهو التقوى،
واعلموا أن طريقكم إلى المعاد ،وممركم على الصراط والهول العظم
أمامكم ،وعلى طريقكم عقبة كؤد ،ومنازل مهولة مخوفة ،لبد
) (1أمالى الصدوق (2) 67 :عيون الخبار ج 1ص (3) 297أمالى الصدوق:
193
][264
لكم من الممر عليها ،والوقوف بها ،فإما برحمة من ال فنجاة من هولها ،وعظم
خطرها ،وفظاعة منظرها ،وشدة مختبرها ،وإما بهلكة ليس بعدها انجبار )
- 4 (1ما :فيما كتب أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى أهل مصر :عباد
ال إن الموت ليس منه فوت ،فاحذروا قبل وقوعه ،وأعدوا له عدته ،فانكم
طرد الموت إن أقمتم له أخذكم ،وإن فررتم منه أدرككم ،وهو ألزم لكم من
ظلكم ،الموت معقود بنواصيكم ،والدنيا تطوى خلفكم ،فأكثروا ذكر الموت
عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ،وكفى بالموت واعظا وكان
رسول ال )صلى ال عليه وآله( كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت،
فيقول :أكثروا ذكر الموت ،فانه هادم اللذات ،حايل بينكم وبين الشهوات )
- 5 (2ما :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :الموت طالب ومطلوب ،ل
يعجزه المقيم ول يفوته الهارب ،فقدموا ول تتكلوا ،فانه ليس عن الموت
محيص ،إنكم إن لم تقتلوا تموتوا ،والذي نفس علي بيده للف ضربة
بالسيف على الرأس أهون من موت على فراش ) - 6 (3ما :ومن كلمه
)عليه السلم( أيها الناس أصبحتم أغراضا ،تنتضل فيكم المنايا )(4
وأموالكم نهب للمصائب ،ما طعمتم في الدنيا من طعام فلكم فيه غصص
وما شربتموه من شراب فلكم فيه شرق ) (5وأشهد بال ما تنالون من
الدنيا نعمة تفرحون بها إل بفراق اخرى تكرهونها ،أيها الناس وإنا خلقنا
وإياكم
) (1أمالى الصدوق (2) 298 :أمالى الطوسى ج 1ص (3) 27أمالى الطوسى ج
1ص (4) 220الغراض جمع غرض -بالتحريك -وهوما ينصب هدفا
للترامي ،ومعنى تنتضل فيه :أي تترامى إليه والمنايا جمع منية وهو
الموت ووجه التشبيه ظاهر ) (5الشرق :انعقاد الماء ووقوفه في الحلق،
والغصص في مقابله وهو انعقاد اللقمة المأكولة ووقوفها في الحلق )*(
][265
للبقاء ل للفناء ،ولكنكم من دار ]إلى دار[ تنقلون ،فتزودوا لما أنتم صائرون إليه
وخالدون فيه والسلم ) - 7 (1لى :ابن المتوكل ،عن علي ،عن أبيه ،عن
ابن أبي عمير ،عمن سمع الصادق قال :كان )عليه السلم( يقول :اعمل
على مهل ،فانك ميت * واختر لنفسك أيها النسان فكأنما قد كان لم يك إذ
مضى * وكأنما هو كائن قد كان ) - 8 (2مص :قال الصادق )عليه
السلم( :لو لم يكن للحساب مهولة إل حياء العرض على ال عزوجل،
وفضيحة هتك الستر على المخفيات ،لحق للمرء أل يهبط من رؤس
الجبال ،ول يأوي إلى عمران ،ول يأكل ،ول يشرب ،ول ينام إل عن
اضطرار متصل بالتلف ،ومثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها،
وشدائدها قائمة في كل نفس ويعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار،
حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة كأنه إلى عرصاتها مدعو ،وفي غمراتها
مسؤل ،قال ال عزوجل " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى
بناحاسبين " ) (3وقال بعض الئمة :حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،
وزنوا أعمالكم بميزان الحياء قبل أن توزنوا ) (4وقال أبو ذر رحمة ال
عليه :ذكر الجنة موت ،وذكر النار موت ،فواعجبا لنفس تحيى بين موتين
) (1أمالى الطوسى ج 1ص ،220وترى هذا الكلم في نهج البلغة مع اختلف
تارة في قسم الخطب تحت الرقم ،143وتارة في قسم الحكم تحت الرقم
،191واكثر خطبه وكلماته )عليه السلم( في الستعداد للموت ) (2أمالى
الصدوق (3) 293 :النبياء (4) 47 :رواه في كتاب محاسبة النفس عن
النبي )صلى ال عليه وآله( ،كما مرفى ج 70ص 73
][266
وروي أن يحيى بن زكريا )عليه السلم( كان يفكر في طول الليل في أمر الجنة
والنار ،فيسهر ليله ول يأخذه نوم ،ثم يقول عند الصباح :اللهم أين المفر
وأين المستقر اللهم إل إليك ) - 9 (1ضه ،:قال سلمان رضي ال عنه
عجبت لست :ثلث أضحكتني وثلث أبكتني :فأما التي أبكتني ففراق الحبة
محمد وحزبه ،وهول المطلع ،والوقوف بين يدي ال عزوجل ،وأما الذي
أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه ،وغافل ليس بمغفول عنه ،وضاحك
ملء فيه ل يدري أرضي ال أم سخط - 10ين :فضالة ،عن سعدان
الواسطي ،عن عجلن أي صالح قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :يا
باصالح إذا حملت جنازة فكن كأنك أنت المحمول ،أو كأنك سألت ربك
الرجوع إلى الدنيا لتعمل ،فانظر ما تستأنف ،قال :ثم قال :عجبا حبس
أولهم على آخرهم ،ثم نادى منادفيهم بالرحيل وهم يلعبون - 11ين :ابن
أبي عمير ،عن الحكم بن أيمن ،عن داود البزاري ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :ينادي مناد كل يوم :ابن آدم لد للموت واجمع للفناء ،وابن
للخراب - 12ين :ابن أبي عمير ،عن أبي أيوب ،عن أبي عبيدة قال :قلت
لبي جعفر )عليه السلم( :جعلت فداك حدثني بما أنتفع به ،فقال :يا با
عبيدة أكثر ذكر الموت ،فما أكثر ذكر الموت إنسان إل زهد في الدنيا - 13
ين :علي بن النعمان ،عن ابن مسكان ،عن داود بن أبي يزيد ،عن أبي
شيبة الزهري ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :الموت الموت جاء الموت بما فيه ،جاء بالروح والراحة،
والكرة المباركة إلى جنة عالية لهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم،
وفيها رغبتهم وقال :إذا استحقت ولية الشيطان والشقاوة جاء المل بين
العينين ،وذهب الجل وراء الظهر
قال :وقال سئل رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أي المؤمنين أكيس ؟ قال :أكثرهم
ذكرا للموت ،وأشدهم له استعدادا - 14ين :ابن أبي عمير ،عن هشام بن
سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال ،:جاء جبرئيل )عليه السلم( إلى
النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :يا محمد عش ما شئت فانك ميت،
واحبب من شئت فانك مفارقه ،واعمل ما شئت فانك ملقيه قال ابن أبي
عمير :وزاد فيه ابن سنان :يا محمد شرف المؤمن صلته بالليل وعزه
كفه الذى عن الناس - 15ين :فضالة ،عن إسماعيل ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( عن أبيه قال :كان عيسى بن مريم )عليه السلم( يقول:
هول ل تدري متى يلقاك ،ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك - 16نهج:
قال )عليه السلم( :من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير )(1
- 17دعوات الراوندي :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في قوله تعالى:
" ول تنس نصيبك من الدنيا " ) (2أي ل تنس صحتك وقوتك ،وفراغك
وشبابك ،ونشاطك وغناك أن تطلب به الخرة وقيل لزين العابدين )عليه
السلم( ماخير ما يموت عليه العبد ؟ قال :أن يكون قد فرغ من أبنيته
ودوره وقصور ،قيل :وكيف ذلك ؟ قال :أن يكون من ذنوبه تائبا وعلى
الخيرات مقيما ،يرد على ال حبيبا كريما وقال النبي )صلى ال عليه وآله(
قال :من مات ولم يترك درهما ول دينارا لم يدخل الجنة أغنى منه وقال أبو
عبد ال )عليه السلم( :إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك وما
كسبت في يومك ،واذكر أنك ميت ،وأن لك معادا
][268
][269
وكونهما من أفضل العبادات ،وكون العفتين من أفضل العبادات لكونهما أشقهما - 2
كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن إسماعيل ،عن
حنان بن سدير ،عن أبيه قال :قال أبو جعفر )عليه السلم( :إن أفضل
العبادة عفة البطن والفرج ) - 3 (1كا :عن العدة ،عن سهل بن زياد ،عن
جعفر بن محمد الشعري ،عن عبد ال بن ميمون القداح ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :كان أمير المؤمنين صلوات ال عليه يقول :أفضل
العبادة العفاف ) (2بيان :يمكن حمل العفاف هنا على ما يشمل ترك جميع
المحرمات - 4كا :عن العدة ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن
النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي ،عن معلى أبي عثمان ،عن
أبي بصير قال :قال رجل لبي جعفر )عليه السلم( :إني ضعيف العمل قليل
الصيام ،ولكني أرجو أن ل أكل إل حلل ،قال :فقال له :وأي الجتهاد أفضل
من عفة بطن وفرج ) (3بيان :الجتهاد بذل الوسع في طلب المر والمراد
هنا المبالغة في الطاعة - 5كا :عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أكثر ما تلج به امتي النار الجوفان :البطن والفرج وباسناده
المتقدم وقال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ثلث أخافهن بعدي
على امتي الضللة بعد المعرفة ،ومضلت الفتن ،وشهوة البطن والفرج )
(4بيان :ما تلج أي تدخل وفي النهاية الجوف الذي له جوف ،ومنه
الحديث أن ل تنسوا الجوف ،وماوعا ،أي ما يدخل إليه من الطعام
والشراب ويجمع فيه ،وقيل أراد بالجوف القلب وما وعى وحفظ من معرفة
ال تعالى ،وقيل :أراد بالجوف البطن والفرج معاومنه الحديث إن أخوف
ما أخاف عليكم الجوفان
" وباسناده " الضمير لعلي أو للسكوني ،وعلى التقديرين المراد بالسناد السناد
السابق ،وقيل :ليس هذا في نسخة الشهيد الثاني ره وأقول :قد وقعت
المة في كل ما خاف )صلى ال عليه وآله( عليهم إل من عصمه ال وهم
قليل من المة - 6كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار،
عن بعض أصحابه عن ميمون القداح قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم(
يقول :مامن عبادة أفضل من عفة بطن وفرج ) - 7 (1كا :عن محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن سيف بن عميرة ،عن
منصور بن حازم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :مامن عبادة أفضل
عند ال من عفة بطن وفرج ) - 8 (2ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن الفضل
بن حباب ،عن عبد الواحد بن سليمان ،عن أبيه ،عن الجلح الكندي ،عن
نافع ،عن ابن عمر قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال يحب
الحيي المتعفف ،ويبغض البذي السائل الملحف ) - 9 (3ل :أبي ،عن سعد،
عن أيوب بن نوح ،عن ابن أبي عمير ،عن سعد بن أبي خلف ،عن نجم،
عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال لي :يا نجم كلكم في الجنة معنا إل
أنه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك وبدت عورته ،قال :قلت
له :جعلت فداك وإن ذلك لكائن ؟ قال :نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه )(4
- 10ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عبد الجبار ،عن ابن أبي نجران
عن ابن رباط ،عن الحضرمي ،عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ،وعفوا عن نساء الناس تعف
نساؤكم )(5
) (2 - 1الكافي ج 2ص (3) 80أمالى الطوسى ج 1ص (4) 37الخصال ج 1
ص (5) 15الخصال ج 1ص 29
][271
- 11ب :محمد بن عيسى ،عن القداح ،عن جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم( قال:
قال النبي )صلى ال عليه وآله( :استحيوا من ال حق الحيا ،قالوا وما
نفعل يارسول ال ؟ قال :فان كنتم فاعلين فل يبيتن أحدكم إل وأجله بين
عينيه ،وليحفظ الرأس وما وعا ،والبطن وما حوى ،وليذكر القبر والبلى،
ومن أراد الخرة فليدع زينة الحياة الدنيا ) - 12 (1لى :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن ابن هاشم ،عن القداح مثله ) - 13 (2ل :الخليل بن أحمد،
عن معاذ ،عن الحسين المروزي ،عن محمد بن عبيد ،عن داود الودي،
عن أبيه ،عن أبي هريرة ،عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :إن أول ما
يدخل النار من امتي الجوفان ،قالوا :يارسول ال )صلى ال عليه وآله(
وما الجوفان ؟ قال :الفرج والفم ،وأكثر ما يدخل به الجنة تقوى ال
وحسن الخلق ) (3اقول :قد مضى بعض الخبار في باب صفات الشيعة 14
-ل :الفامي ،عن محمد بن جعفر ،عن الصفار ،عن ابن هاشم ،عن الحسن
بن أبي الحسين ،عن عبد ال بن الحسين بن زيد بن علي ،عن أبيه ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من
سلم من امتي أربع خصال فله الجنة :من الدخول في الدنيا ،واتباع الهوى،
وشهوة البطن ،وشهوة الفرج ) - 15 (4فس :في رواية أبي الجارود ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( قال :في قوله تعالى " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم
لباسا يواري سوآتكم وريشا " ) (5فأما اللباس فالثياب التي يلبسون ،وأما
الرياش فالمتاع والمال ،وأما لباس التقوى
][272
فالعفاف ،إن العفيف ل تبدوله عورة ،وإن كان عاريا من الثياب ،والفاجر بادي
العورة وإن كان كاسيا من الثياب ،يقول ال " ولباس التقوى ذلك خير "
يقول العفاف خير " ذلك من آيات ال لعلهم يذكرون " ) - 16 (1ن:
بالسانيد الثلثة عن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :ثلث أخافهن على امتي من بعدى :الضللة بعد
المعرفة ،ومضلة الفتن ،وشهوة البطن والفرج ) (2صح :عن الرضا ،عن
آبائه )عليهم السلم( مثله ) - 17 (3ن :بهذا السناد قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أول من يدخل الجنة شهيد وعبد مملوك أحسن
عبادة ربه ونصح لسيده ،ورجل عفيف متعفف ذوعبادة ) (4صح ،:عن
الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( مثله ) (5ما :المفيد ،عن عمربن محمد
الصيرفي ،عن علي بن مهرويه ،عن داود بن سليمان ،عن الرضا ،عن
آبائه عليهم السلم مثله ) (6أقول :قد مضى بعض الخبار في باب الورع
وفي باب المكارم - 18مع :علي بن عبد ال المذكر ،عن علي بن أحمد
الطبري ،عن الحسن ابن علي بن زكريا ،عن خراش مولى أنس ،عن أنس
قال :خرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( على أصحابه فقال :من ضمن
لي اثنين ضمنت له الجنة فقال أبو هريرة :فداك أبي وامي يارسول ال !
أنا أضمنهما لك ،ماهما ؟ قال :فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من
ضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه ،ضمنت له الجنة
) (1تفسير القمى (2) 213عيون الخبار ج 2ص (3) 29صحيفة الرضا )عليه
السلم( :ص (4) 4عيون الخبار ج 2ص (5) 28صحيفة الرضا
)عليه السلم( :ص (6) 3أمالى الطوسى ج 1ص ،158لكنه مثل
الحديث الرقم 16
][273
يعني من ضمن لي لسانه وفرجه ،وأسباب البليا تنفتح من هذين العضوين وجناية
اللسان الكفر بال ،وتقول الزور والبهتان ،واللحاد في أسماء ال وصفاته
والغيبة والنميمة ،وكل ذلك من جنايات اللسان ،وجناية الفرج الوطي حيث
ل يحل النكاح ولملك يمين ،قال ال تبارك وتعالى " والذينهم لفروجهم
حافظون * إل على أزواجهم أوما ملكت إيمانهم فانهم غير ملومين * فمن
ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون " ) - 17 (1مع :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن البرقي ،عن علي بن حفص القرشي ،عن رجل من أصحابنا
يقال له إبراهيم :قال سئل الحسن )عليه السلم( :عن المروة فقال :العفاف
في الدين ،وحسن التقدير في المعيشة ،والصبر على النائبة )- 18 (2
سن :أبي ،عن النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن معلى أبي عثمان ،عن أبي
بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال له رجل :إني ضعيف العمل
قليل الصلة قليل الصوم ،ولكن أرجو أن ل أكل إل حلل ،ول أنكح إل
حلل ،فقال :وأي جهاد أفضل من عفة بطن وفرج ) - 19 (3سن :ابن
محبوب ،عن عبد ال بن غالب السدي ،عن ثابت أبي المقدام عن أبي
برزة وكان مكفوفا وكان من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( في
حديث له طويل قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما أخاف عليكم
بعدي إل ثلثا :الجهل بعد المعرفة ومضلت الفتن ،وشهوات العين من
البطن والفرج ) - 20 (4صح :عن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال:
سئل رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما أكثر ما يدخل الجنة ؟ قال :تقوى
ال وحسن الخلق ،وسئل عن أكثر ما يدخل
) (1معاني الخبار ،411والية في المؤمنون (2) 50معاني الخبار ص (3) 258
المحاسن (4) 292 :المحاسن 295 :وفيه شهوات العنت
][274
النار قال :ال جوفان :البطن والفرج ) - 21 (1ين :صفوان بن يحيى ،عن أبي
خالد ،عن حمزة بن حمران ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أتى النبي
)صلى ال عليه وآله( أعرابي فقال له :أوصني يارسول ال فقال :نعم
اوصيك بحفظ مابين رجليك - 22مشكوة النوار :عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :اوصيكم بحفظ مابين رجليك وما بين لحييك )* (78) (2
)باب( * * )السكوت والكلم وموقعهما وفضل الصمت( * * )وترك مال
يعنى من الكلم( * اليات :المائدة :يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء
إن تبدلكم تسؤكم -إلى قوله تعالى :قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها
كافرين ) - 1 (3ج :سئل علي بن الحسين )عليهما السلم( عن الكلم
والسكوت أيهما أفضل ؟ فقال )عليه السلم( :لكل واحد منهما آفات ،فإذا
سلما من الفات فالكلم أفضل من السكوت ،قيل :كيف ذلك يا ابن رسول
ال )صلى ال عليه وآله( قال :لن ال عزوجل ما بعث النبياء والوصياء
بالسكوت ،إنما بعثهم بالكلم ،ول استحقت الجنة بالسكوت ،ول استوجبت
ولية ال بالسكوت ،ول توقيت النار بالسكوت ،إنما ذلك كله بالكلم،
ماكنت لعدل القمر بالشمس ،إنك تصف فضل السكوت بالكلم ولست
تصف فضل الكلم بالسكوت )(4
) (1صحيفة الرضا (2) 12 :مشكاة النوار (3) :المائدة(4) 102 - 101 :
الحتجاج ،172 :ط النجف
][275
- 2لى :أبي ،عن الحميري ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام ابن سالم،
عن سليمان بن خالد ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( أن أمير
المؤمنين )عليه السلم( قال :جمع الخير كله في ثلث خصال :النظر،
والسكوت ،والكلم ،فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ،وكل سكوت ليس
فيه فكر فهو غفلة ،وكل كلم ليس فيه ذكر فهو لغو ،فطوبى لمن كان
نظره عبرا وسكوته فكرا وكلمه ذكرا وبكى على خطيئته ،وآمن الناس
شره ) (1ثو :ابن المتوكل ،عن علي بن إبراهيم ،عن اليقطيني ،عن
يونس ،عن أبي أيوب ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( من
أمير المؤمنين )عليه السلم( مثله ) (2سن :أبي ،عمن ذكره ،عن الصادق
)عليه السلم( مثله ) (3لى :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن هاشم ،عن
ابن مرار ،عن يونس عن أبي أيوب ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :وذكر مثله ) (4ل :ابن
المتوكل ،عن علي بن إبراهيم ،عن اليقطيني ،عن يونس مثله ) (5مع:
أبي ،عن سعد ،عن اليقطيني مثله ) - 3 (6لى :عن الباقر ،عن آبائه
)عليهم السلم( عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :لحافظ أحفظ من
الصمت )(7
) (1أمالى الصدوق (2) 18ثواب العمال (3) 161 :المحاسن (4) 5 :أمالى
الصدوق (5) 67 :الخصال (6) 49 :معاني الخبار (7) 344أمالى
الصدوق193 :
][276
- 4لى :الدقاق ،عن الصوفي ،عن الروياني ،عن عبد العظيم الحسني ،عن سليمان
الجعفري ،عن موسى بن جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :مر أمير
المؤمنين )عليه السلم( علي بن أبي طالب برجل يتكلم بفضول الكلم،
فوقف عليه ،ثم قال :يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما
يعنيك ودع مال يعنيك ) - 5 (1مع ) (2لى :قال رسول ال :أعظم الناس
قدرا من ترك مال يعنيه ) - 6 (3لى :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن
معروف ،عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :النوم
راحة للجسد ،والنطق راحة للروح ،والسكوت راحة للعقل ) - 7 (4ن )(5
لى :ابن موسى ،عن الصوفي ،عن الروياني ،عن عبد العظيم عن أبي
جعفر الثاني ،عن آبائه ،عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال :المرء
محبوء تحت لسانه ) (6أقول :سيأتي في باب مواعظه باسناد آخر )- 8 (7
ب :ابن عيسى ،عن البزنطي ،عن الرضا )عليه السلم( قال :من علمات
الفقه الحلم والعلم والصمت ،إن الصمت باب من أبواب الحكمة ،إن الصمت
يكسب المحبة ،وهو دليل على الخير ) - 9 (8ن ) (9ل :أبي ،عن
الكمنداني ،عن ابن عيسى ،عن البزنطي عنه
) (1أمالى الصدوق (2) 21 :معاني الخبار (3) 195 :أمالى الصدوق(4) 14 :
أمالى الصدوق (5) 264 :عيون الخبار ج 2ص (6) 54أمالى
الصدوق (7) 268 :راجع نهج البلغة قسم الحكم (8) 148قرب
السناد 216 :ط النجف ) (9عيون الخبار ج 1ص 258
][277
)عليه السلم( مثله وفيه أنه دليل على كل خير ) - 10 (1ب :هارون ،عن ابن
صدقة ،عن جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :إن على لسان كل قائل رقيبا ،فليتق ال العبد ،ولينظر ما
يقول (2) :وقال :من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه ) - 11 (3ل:
حمزة العلوي ،عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن زياد ابن
مروان ،عن أبي وكيع ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث ،عن أمير المؤمنين
)عليه السلم( قال :مامن شئ أحق بطول السجن من اللسان ) - 12 (4ثو
) (5ل :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن موسى ابن عمران،
عن علي بن الحسن بن رباط ،عن بعض رجاله ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ل يزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا فإذا تكلم كتب
محسنا أو مسيئا ) (6ثو :أبي ،عن محمد بن يحيى ،عن الشعري مثله )(7
- 13ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم(
قال :إن داود قال لسليمان عليهما جميعا السلم :يا بني إياك وكثرة
الضحك ،فان كثرة الضحك تترك العبد حقيرا يوم القيامة ،يا بني عليك
بطول الصمت ،إل من خير فان الندامة على طول الصمت مرة واحدة ،خير
من الندامة على كثرة الكلم مرات
) (1الخصال ج 1ص 2) 76و (3قرب السناد :ص 45ط النجف ) (4الخصال ج
1ص (5) 11ثواب العمال ص (6) 149الخصال ج 1ص (7) 11
ثواب العمال ص 162
][278
يا بني لو أن الكلم كان من فضة ينبغي للصمت أن يكون من ذهب ) - 14 (1ثو )
(2ل :أبي ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن محمد بن السندي عن
علي بن الحكم ،عن إبراهيم بن مهزم ،عن الثمالي ،عن علي بن الحسين
)عليهما السلم( قال :إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه
فيقول :كيف أصبحتم ؟ فيقولون :بخير إن تركتنا ،ويقولون :ال ال فينا
ويناشدونه ويقولون :إنما نثاب بك ونعاقب بك ) - 15 (3ل :ابن الوليد،
عن الصفار ،عن أيوب بن نوح ،عن ربيع بن محمد المسلي ،عن أبي
الربيع الشامي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ما عبد ال بشي
أفضل من الصمت والمشي إلى بيته ) (4كتاب الغايات :مرسل مثله وفيه
مثل الصمت - 16ل :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال أبو ذر
رحمة ال عليه :اجعل الدنيا كلمتين :كلمة في طلب الحلل ،وكلمة للخرة،
والثالثة تضر ول تنفع ،فل تردها الخبر ) - 17 (5ل :القاسم بن محمد
السراج ،عن محمد بن أحمد الضبي ،عن محمد بن عبد العزيز ،عن
عبيدال بن موسى ،عن سفيان الثوري ،عن الصادق جعفر بن محمد
صلوات ال عليه قال :يا سفيان أمرني والدي )عليه السلم( بثلث ونهاني
عن ثلث فكان فيما قال لي :يا بني من يصحب صاحب السوء ل يسلم،
ومن يدخل مداخل السوء يتهم ،ومن ل يملك لسانه يندم ،ثم أنشدني:
) (1قرب السناد ص 33ط حجر وص 46ط النجف ) (2ثواب العمال ص ) 212
(3الخصال ج 1ص (4) 6الخصال ج 1ص (5) 19الخصال ج 1ص
21مع اختلف
][279
عود لسانك قول الخير تحظ به * إن اللسان لما عودت معتاد موكل بتقاضي ما
سننت له * في الخير والشر فانظر كيف تعتاد ) (1اقول :قد مضى في باب
جوامع المكارم ) - 18 (2ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن معروف،
عن علي بن مهزيار باسناده رفعه قال :يأتي على الناس زمان تكون
العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس ،وواحدة في
الصمت ) (3ثو :ابن الوليد ،عن محمد بن يحيى ،عن الشعري ،عن ابن
معروف مثله ) - 19 (4مع ) (5ل :في وصايا أبي ذر قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ،مقبل على
شأنه ،حافظا للسانه ،فان من حسب كلمه من عمله قل كلمه ،إل فيما
يعنيه وقال )صلى ال عليه وآله( :عليك بطول الصمت فانه مطردة
للشيطان ،وعون لك على أمر دينك ) - 20 (6ل :ماجيلويه ،عن عمه ،عن
هارون ،عن ابن زياد ،عن الصادق عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ثلث منجيات :تكف لسانك ،وتبكي على
خطيئتك ،وتلزم بيتك ) - 21 (7ل :أبي ،عن سعد ،عن الصبهاني ،عن
المنقري ،عن حماد بن عيسى
) (1الخصال ج 1ص (2) 80مرباب جوامع المكارم في ج 69ص ،414 - 332
ول يوجد مثله في ذاك الباب ) (3الخصال ج 2ص (4) 54ثواب العمال
ص (5) 162معاني الخبار ص (6) 334الخصال ج 2ص (7) 104
الخصال ج 1ص 42
][280
قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إن أردت أن تقرعينك ،وتنال خير الدنيا
والخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس ،وعد نفسك في الموتى ،ول
تحدثن نفسك أنك فوق أحد من الناس ،واخزن لسانك كما تخزن مالك )(1
- 22ن :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب وأحمد بن محمد،
عن أبيه ،عن ابن أسباط والحجال أنهما سمعا الرضا )عليه السلم( يقول:
كان العابد من بني -إسرائيل ل يتعبد حتى يصمت عشر سنين )- 23 (2
مع :أبي ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن موسى بن عمر ،عن
موسى بن بكر ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أتى النبي
أعرابي فقال له :ألست خيرنا أبا واما ،وأكرمنا عقبا ورئيسنا في الجاهلية،
والسلم ؟ فغضب النبي )صلى ال عليه وآله( وقال :يا أعرابي كم دون
لسانك من حجاب ؟ قال :اثنان شفتان وأسنان فقال )عليه السلم( :فما كان
في أحد هذين ما يرد عنا غرب لسانك هذا ) (3أما إنه لم يعط أحد في دنياه
شئ هو أضر له في آخرته من طلقة لسانه ،يا علي قم فاقطع لسانه فظن
الناس أنه يقطع لسانه ،فأعطاه دراهم ) - 24 (4ما :فيما أوصى به أمير
المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته :الزم الصمت تسلم ) - 25 (5مع :عن
الحسن بن علي صلوات ال عليه قال :نعم العون الصمت في مواطن
كثيرة ،وإن كنت فصيحا ) - 26 (6مع :علي بن عبد ال بن أحمد المذكر،
عن علي بن أحمد الطبري
) (1الخصال ج 1ص (2) 60عيون الخبار ج 2ص (3) 12قال الجوهرى :يقال
لحد السيف غرب ،وغرب كل شئ حده ،يقال :في لسانه غرب أي حدة
وغرب الفرس حدته وأول جريه ،تقول :كففت من غربه ) (4معاني
الخبار ص (5) 171أمالى الطوسى ج 1ص (6) 7معاني الخبار ص
401
][281
عن الحسن بن علي بن زكريا ،عن خراش مولى أنس ،عن أنس قال :خرج رسول
ال )صلى ال عليه وآله( على أصحابه فقال :من ضمن لي اثنين ضمنت
له الجنة فقال أبو هريرة :فداك أبي وامي يا رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :أنا أضمنهما لك ماهما ؟ قال :فقال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ،ضمنت له الجنة يعني
من ضمن لي لسانه وفرجه ،وأسباب البليا تنفتح من هذين العضوين ،و
جناية اللسان الكفر بال ،وتقول الزور والبهتان ،واللحاد في أسماء ال
وصفاته والغيبة والنميمة وكل ذلك من جنايات اللسان ،وجناية الفرج
الوطي حيث ل يحل النكاح ،ولملك يمين ،قال ال تبارك وتعالى" :
والذينهم لفروجهم حافظون * إل على أزواجهم أوما ملكت أيمانهم فإنهم
غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون " ) - 27 (1لى:
قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :اخزن لسانك ،وعد كلمك يقل كلمك إل
بخير ) - 28 (2ما :المفيد ،عن التمار ،عن محمد بن أحمد ،عن جده ،عن
علي بن حفص ،عن إبراهيم بن الحارث ،عن عبد ال بن دينار ،عن ابن
عمر قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تكثروا الكلم بغير ذكر
ال فان كثرة الكلم بغير ذكر ال تقسو القلب إن أبعد الناس من ال القلب
القاسي ) - 29 (3ما :فيما أوصي به أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى
ابنه )عليه السلم( يا بني إنه لبد للعاقل من أن ينظر في شأنه ،فليحفظ
لسانه ،وليعرف أهل زمانه ) - 30 (4ما :المفيد ،عن الحسن بن حمزة
الحسني ،عن علي بن إبراهيم فيما
][282
كتب إلينا على يد أبي نوح الكاتب ،عن أبيه ،عن ابن بزيع ،عن عبيدال بن عبد ال
عن أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم( :أنه قال لصحابه:
اسمعوا مني كلما هو خير لكم من الدهم الموقفة ) :(1ل يتكلم أحدكم بمال
يعنيه ،وليدع كثيرا من الكلم فيما يعنيه ،حتى يجدله موضعا ،فرب متكلم
في غير موضعه ،جنى على نفسه بكلمه ول يمارين أحدكم سفيها ول
حليما فانه من مارى حليما أقصاه ،ومن مارى سفيها أرداه ،واذكروا
أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به إذا غبتم عنه،
واعملوا عمل من يعلم أنه مجازى بالحسان مأخوذ بالجرام ) - 31 (2ل:
الربعمائة ،قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :ل تقطعوا أنهاركم بكذا
وكذا ،وفعلنا كذا وكذا ،فان معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم ،وقال )عليه
السلم( :كفوا ألسنتكم وسلموا تسليما تغنموا ) - 32 (3ع :ابن المتوكل،
عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن عبد العظيم الحسني عن ابن أبي عمير،
عن عبد ال بن الفضل ،عن محمد بن سليمان ،عن رجل ،عن الباقر )عليه
السلم(
) (1الدهم -بالضم -جمع الدهم ،وهومن الخيل والبل :الشديد الورقة -أي
السواد في غبرة -حتى ذهب البياض الذى فيه ،فان زاد على ذلك حتى
اشتد السواد فهو جون ،قاله الجوهرى ،وقال :فرس موقف :إذا أصاب
الوظفة منه بياض في موضع الوقف ،ولم يعدها إلى أسفل وفوق ،فذلك
التوقيف وقال في أقرب الموارد :الموقف من الخيل :البرش أعلى
الذنين كأنهما منقوشتان ببياض ولون سائره ماكان -أي لقيد فيه -
والحمار الذى كويت ذراعاه كيا مستديرا وقال الراغب :حمار موقف:
بأرساغه مثل الوقف )وهو سوار من عاج تلبسه المرأة( من البياض
كقولهم فرس محجل إذا كان به مثل الحجل ،وفى التاج :دابة موقفة
كمعظمة في قوائمها خطوط سود قال الشماخ :وما أروى وان كرمت
علينا * بأدنى من موقفة حرون ) (2أمالى الطوسى ج 1ص (3) 228
الخصال ج 2ص 157
][283
قال :ل تقطع النهار عنك بكذا وكذا ،فان معك من يحصي عليك الخبر ) - 33 (1ما
جماعة ،عن أبي المفضل ،عن عبيدال بن الحسن بن إبراهيم العلوي عن
أبيه ،عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني ،عن آبائه )عليهم
السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( قلت أربعا أنزل ال تصديقي
بها في كتابه قلت :المرء مخبوء تحت لسانه ،فإذا تكلم ظهر ،فأنزل ال
تعالى " :ولتعرفنهم في لحن القول " ) (2قلت :فمن جهل شيئا عاداه
فأنزل ال " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه " ) (3وقلت :قدر -أو قيمة -
كل امرء ما يحسن فأنزل ال في قصة طالوت " إن ال اصطفاه عليكم
وزاده بسطة في العلم والجسم " ) (4وقلت :القتل يقل القتل ،فأنزل ال "
ولكم في القصاص حيوة يا اولي اللباب " ) - 34 (5فس :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ،و أمسك الفضل
من كلمه - 35ص :إن آدم )عليه السلم( لما كثر ولده ،وولد ولده ،كانوا
يحدثون عنده وهو ساكت ،فقالوا :يا أبه مالك ل تتكلم ؟ فقال :يا بني إن
ال جل جلله لما أخرجني من جواره ،عهد إلى وقال :أقل كلمك ترجع إلى
جواري - 36ثو :أبي ،عن سعد ،عن معاوية بن حكيم ،عن معمر بن
خلد ،عن الرضا ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال أبو عبد ال )عليه
السلم( :نجاة المؤمن في حفظ لسانه وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(:
من حفظ لسانه ستر ال عورته ) - 37 (6سن :ابن محبوب ،عن عمرو
بن أبي المقدام ،عن مالك بن أعين وعن ابن فضال ،عن أبي جميلة
النخاس ،عن مالك بن أيمن قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(
) (1علل الشرائع ج 2ص (2) 286القتال (3) 30 :يونس (4) 39 :البقرة247 :
) (5أمالى الطوسى ج 2ص ،108والية الخيرة في البقرة(6) 179 :
ثواب العمال ص 166
][284
أما ترضون أن تقيموا الصلة ،وتؤتوا الزكاة ،وتكفوا ألسنتكم ،وتدخلوا الجنة )(1
قال :ورواه أبي ،عن علي بن النعمان ،عن ابن مسكان - 38مص :قال
الصادق )عليه السلم( :الصمت شعار المحققين بحقائق ما سبق وجف
القلم به ،وهو مفتاح كل راحة من الدنيا والخرة ،وفيه رضا الرب و
تخفيف الحساب ،والصون من الخطايا والزلل ،قد جعله ال سترا على
الجاهل وزينا للعالم ،ومعه عزل الهواء ،ورياضة النفس ،وحلوة العبادة،
وزوال قسوة القلب ،والعفاف والمروة والظرف ) (2فأغلق باب لسانك
عمالك بد منه ،لسيما إذا لم تجد أهل للكلم والمساعد في المذاكرة ل
وفي ال وكان ربيع بن خثيم يضع قرطاسا بين يديه ويكتب ما يتكلم ثم
يحاسب نفسه في عشيته ماله وما عليه ،ويقول أوه ) (3نجا الصامتون
وبقينا وكان بعض أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( يضع حصاة
في فمه فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه ل وفي ال ولوجه ال أخرجها ،وإن
كثيرا من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى ،ويتكلمون شبه المرضى،
وإنما سبب هلك الخلق ونجاتهم الكلم والصمت فطوبى لمن رزق معرفة
عيب الكلم وصوابه ،وعلم الصمت وفوائده ،فان
) (1المحاسن ص (2) 166يعنى الكياسة ) (3قال الجوهرى :قولهم عند الشكاية:
أوه من كذا ساكنة الواو -يعنى مع فتح الهمزة -انما هو توجع قال
الشاعر :فأوه لذكراها إذا ما ذكرتها * ومن بعد أرض بيننا وسماء وربما
قلبوا الواو ألفا فقالوا :آه من كذا ،وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا
الهاء
][285
ذلك من أخلق النبياء ،وشعار الصفياء ،ومن علم قدر الكلم أحسن صحبة
الصمت ومن أشرف على ما في لطائف الصمت وائتمنه على خزائنه كان
كلمه وصمته كله عبادة ،ول يطلع على عبادته إل الملك الجبار )- 39 (1
مص :قال الصادق )عليه السلم( :الكلم إظهار ما في قلب المرء من
الصفا و الكدر ،والعلم والجهل ،قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب )عليه
السلم( :المرء مخبوء تحت لسانه ،فزن كلمك ،واعرضه على العقل
والمعرفة ،فان كان ل وفي ال فتكلم به ،وإن كان غير ذلك فالسكوت خير
منه وليس على الجوارح عبادة أخف مؤنة ،وأفضل منزلة ،وأعظم قدرا
عند ال من الكلم في رضاال ولوجهه ،ونشر آلئه ونعمائه في عباده ،أل
ترى أن ال عزوجل لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسر
إليهم من مكنونات علمه ومخزونات وحيه ،غير الكلم ،وكذلك بين الرسل
والمم ،ثبت بهذا أنه أفضل الوسائل والكلف والعبادة ) (2وكذلك ل معصية
أنغل على العبد وأسرع عقوبة عند ال وأشدها ملمة و أعجلها سآمة عند
الخلق منه واللسان ترجمان الضمير ،وصاحب خبر القلب ،و به ينكشف ما
في سر الباطن ،وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة ،والكلم خمر تسكر
العقول ماكان منه لغير ال ،وليس شئ أحق بطول السجن من اللسان قال
بعض الحكماء :احفظ لسانك عن خبيث الكلم ،وفي غيره ل تسكت إن
استطعت ،فأما السكينة فهي هيئة حسنة رفيعة من ال عزوجل لهلها،
وهم امناء أسراره في أرضه ) - 40 (3سر :ابن محبوب ،عن عبد ال بن
سنان ،عن أبي حمزة قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :إنما
شيعتنا الخرس
) (1مصباح الشريعة ص (2) 20في المصدر المطبوع " وألطف العبادة " )(3
مصباح الشريعة ص 30
][286
- 41ضه :قال علي بن الحسين )عليهما السلم( :حق اللسان إكرامه عن الخنا )
(1وتعويده الخير ،وترك الفضول التي ل فائدة لها ،والبر بالناس ،وحسن
القول فيهم وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :تقبلوا لي ست خصال
أتقبل لكم بالجنة :إذا حدثتم فل تكذبوا ،وإذا وعدتم فل تخلفوا ،وإذا ائتمنتم
فل تخونوا ،وغضوا أبصاركم ،واحفظوا فروجكم ،وكفوا أيديكم وألسنتكم
وقال الصادق )عليه السلم( :كونوا لنا زينا ول تكونوا علينا شينا ،قولوا
للناس حسنا ،واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول وقال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :الكلم في وثاقك ما لم تتكلم به ،فإذا تكلمت
به صرت في وثاقه ،فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ،فرب كلمة
سلبت نعمة ول تقل مال تعلم ،فان ال سبحانه قد فرض على جوارحك كلها
فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة ،هانت عليه نفسه من أمر عليها
لسانه ،ومن كثر كلمه كثر خطاؤه ،ومن كثر خطاؤه قل حياؤه ،ومن قل
حياؤه قل ورعه ،ومن قل ورعه مات قلبه ،ومن مات قلبه دخل النار - 42
جع :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :راحة النسان في حبس
اللسان ،وقال :حبس اللسان سلمة النسان وقال )عليه السلم( :بلء
النسان من اللسان وقال )عليه السلم( :سلمة النسان في حفظ اللسان
وقال )عليه السلم( :ذلقة اللسان رأس المال ،وقال عليه السلم :البلء
موكل بالمنطق ،وقال )عليه السلم( :فتنة اللسان أشد من ضرب السيف
وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :ضرب اللسان أشد من ضرب السنان،
وقال الصادق )عليه السلم( :نجاة المرء في حفظ لسانه قال النبي )صلى
ال عليه وآله( :في الوصية لعلي :يا علي من خاف الناس لسانه فهو من
أهل النار
وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من تقي ) (1من مؤنة لقلقه وقبقبه وذبذبه
) (2دخل الجنة وقال )صلى ال عليه وآله( :طوبى لمن أنفق فضلت ماله
وأمسك فضلت لسانه وقال )صلى ال عليه وآله( :إن ال تعالى عند لسان
كل قائل ،وقال :ل يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ول يستقيم قلبه حتى
يستقيم لسانه ) - 43 (3ختص :عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
أمير المؤمنين )عليه السلم( في وصيته لمحمد بن الحنفية :واعلم أن
اللسان كلب عقور ،إن خليته عقر ،ورب كلمة سلبت نعمة ،فاخزن لسانك
كما تخزن ذهبك وورقك ) - 44 (4ختص :عن الثمالي ،عن علي بن
الحسين )عليهما السلم( قال :إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على
جوارحه ،فيقول :كيف أصبحتم ؟ فيقولون :بخير إن تركتنا ويقولون :ال
ال ،فيناشدونه ويقولون :إنما نثاب بك ونعاقب بك ) - 45 (5ختص:
معاوية بن وهب قال :قال الصادق )عليه السلم( :كان أبي يقول :قم
) (1تقى أصله وقى من الوقاية قال الجوهرى :اتقى يتقى :أصله :اوتقى على افتعل
فقلبت الواو ياء لنكسار ما قبلها ،وابدلت منها التاء وأدغمت فلما كثر
استعماله على لفظ الفتعال ،توهموا أن التاء من نفس الحرف فجعلوه
اتقى يتقى بفتح التاء فيهما ]مخففة[ ثم لم يجدوا له مثال في كلمهم
يلحقونه به فقالوا :تقى يتقى مثل قضى يقضى قال أوس :تقاك بكعب
واحد وتلذه * يداك إذا ما هز بالكف يعسل ) (2اللقلق :اللسان ،يقال:
حرك لقلقه :أي لسانه ،واللقلق كل صوت في اضطراب وحركة وقيل شدة
الصوت في حركة واضطراب والقبقب :البطن والذبذب :الذكر قال في
اللسان :وفى الحديث " من وقى شر ذبذبه وقبقبه فقد وقى " أي فرجه
وبطنه ) (3جامع الخبار ص (4) 109الختصاص ،229 :والعقر
الجرح ،والكلب العقور :العضوض ) (5الختصاص230 :
][288
بالحق ول تعرض لما نابك واعتزل عما ل يعنيك ) - 46 (1ختص :قال الصادق
)عليه السلم( :استمعوا مني كلما هو خير من الدرهم المدقوقة )(2
لتكلمن بما ل يعنيك ،ودع كثيرا من الكلم فيما يعنيك ،حتى تجد له موضعا
فرب متكلم بحق في غير موضعه فعنت ،ول تمارين سفيها ول حليما فان
الحليم يقليك ،والسفيه يرديك ،واذكر أخاك إذا تغيب عنك بأحسن مما تحب
أن يذكرك به إذا تغيبت عنه ،واعلم أن هذا هو العمل ،واعمل عمل من يعلم
أنه مجزي بالحسان مأخوذ بالجرام ) - 47 (3ختص :قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( لبنه محمد بن الحنفية :ل تقل مال تعلم بل ل تقل كل ما تعلم
) - 48 (4ختص :عن جعفر بن محمد ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال
عيسى بن مريم :طوبى لمن كان صمته فكرا ،ونظره عبرا ،ووسعه بيته،
وبكى على خطيئته ،وسلم الناس من يديه ولسانه ) - 49 (5ختص :قال
الرضا )عليه السلم( :ما أحسن الصمت لمن عي والمهذار له سقطات )
(6مشكوة النوار :عن موسى بن جعفر )عليهما السلم( مثله )- 50 (7
ختص :داود الرقي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :الصمت كنز وافر
وزين الحليم وستر الجاهل ) - 51 (8ختص ،:قال الرضا )عليه السلم(:
الصمت باب من أبواب الحكمة وإن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل
خير ،وقال )عليه السلم( :من علمات الفقه الحلم والعلم
) (1الختصاص (2) 231 :الدرهم المدقوقة :هو المكسور منها ،ول يعبأ بها،
والكلمة مصحفة والصحيح " الدهم الموقفة :كما مر عن أمالى الطوسى
تحت الرقم 30فراجع ) (4 - 3الختصاص (6 - 5) 231 :الختصاص:
،232والمهذار :الكثير الكلم (7) .مشكاة النوار ص (8) 175
الختصاص232 :
][289
والصمت ) - 52 (1ختص :قال الصادق )عليه السلم( :ل يزال الرجل المؤمن
يكتب محسنا مادام ساكتا ،فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا وقال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :الرجل الصالح يجئ بخبر صالح ،والرجل
السوء يجئ بخبر سوء ) - 53 (2ختص :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :إن كان الشر في شئ ففي اللسان ) - 54 (3ين :محمد بن سنان،
عن جعفر بن إبراهيم قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول من علم
موضع كلمه من عمله قل كلمه فيما ل يعنيه وقال أبو عبد ال )عليه
السلم( :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إياكم وجدال كل مفتون فان
كل مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته فإذا انقضت مدته أحرقته فتنته
بالنار - 55ين :ابن علوان ،عن عمرو بن خالد ،عن زيد بن علي ،عن
آبائه )عليهم السلم( عن علي قال :سمعت رسول ال )صلى ال عليه
وآله( حين يقول :الكلم ثلثة فرابح وسالم وشاحب فأما الرابح فالذي يذكر
ال ،وأما السالم فالذي يقول ما أحب ال ،وأما الشاحب فالذي يخوض في
الناس - 56ين :محمد بن سنان ،عن ابن مسكان ،عن الصيقل قال :كنت
عند أبي عبد ال )عليه السلم( جالسا فبعث غلما له أعجميا في حاجة إلى
رجل فانطلق ثم رجع فجعل أبو عبد ال )عليه السلم( يستفهمه الجواب
وجعل الغلم ل يفهمه مرارا قال :فلما رأيته ليتعبر لسانه ول يفهمه ظننت
أن أبا عبد ال )عليه السلم( سيغضب عليه قال :وأحد أبو عبد ال )عليه
السلم( النظر إليه ،ثم قال :أما وال لئن كنت عيي اللسان فما أنت بعيي
القلب ،ثم قال :إن الحياء والعي -عي اللسان لعي القلب -من اليمان
والفحش والبذاء والسلطة من النفاق )(4
) (2 - 1الختصاص (3) 232 :الختصاص (4) 249 :كتاب الزهد للحسين بن
سعيد الهوازي مخطوط ،تجد الحديث في أواخر باب الصمت ال بخير
وترك الرجل مليعنيه ،وهو أول باب من الكتاب ،وقد نقله المؤلف =
][290
- 57ين :إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه رفعه قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :وهل يكب الناس في النار إل حصائد ألسنتهم - 58ين :النضر بن
سويد ،عن القاسم بن سليمان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعت
أبي )عليه السلم( يقول :من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه - 59ما:
جماعة ،عن أبي المفضل ،عن عبد الرزاق بن سليمان بن غالب ،عن
الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانه ،عن حماد بن عيسى ،عن عمر بن
اذينة عن أبان بن أبي عياش ،عن سليم بن قيس ،عن علي بن أبيطالب
)عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من فقه الرجل
قلة كلمه فيما ل يعنيه ) - 60 (1ما :ابن الصلت ،عن ابن عقدة ،عن
محمد بن عيسى الضرير ،عن محمد بن زكريا المكي ،عن كثير بن طارق،
عن زيد بن علي ،عن أبيه )عليه السلم( قال :سئل علي بن أبي طالب
)عليه السلم( من أفصح الناس ،قال :المجيب المسكت عند بديهة السؤال
) - 61 (2دعوات الراوندي :قال الصادق )عليه السلم( :ل تتكلم بما ل
يعنيك ،ودع كثيرا من الكلم فيما يعنيك - 62نهج :قال )عليه السلم(:
اللسان سبع إن خلي عنه عقر ) (3وقال )عليه السلم( :هانت عليه نفسه
من أمر عليها لسانه ) (4وقال )عليه السلم( :إذا تم العقل نقص الكلم )
(5
= في ج 47ص 61وفيه ثم قال :ان الحياء والعفاف والعى الخ ،وسيجئ في الباب
81باب الحياء من ال ومن الخلق تحت الرقم 1مثل مافى المتن )(1
أمالى الطوسى ج 2ص (2) 235أمالى الطوسى ج 2ص (3) 314
نهج البلغة ج 2ص (4) 156نهج البلغة ج 2ص (5) 143نهج
البلغة ج 2ص 157
][291
وقال )عليه السلم( :المرء مخبوء تحت لسانه ) (1وقال )عليه السلم( :لخير في
الصمت عن الحكم ،كما أنه لخير في القول بالجهل ) (2وقال )عليه
السلم( :من كثر كلمه كثر خطاؤه ،ومن كثر خطاؤه قل حياؤه ومن قل
حياؤه قل ورعه ،ومن قل ورعه مات قلبه ،ومن مات قلبه دخل النار )(3
وقال )عليه السلم( :من علم أن كلمه من عمله قل كلمه إل فيما يعنيه )
(4وقال )عليه السلم( :الكلم في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به
صرت وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ،فرب كلمة سلبت نعمة
]وجلبت نقمة[ ) (5وقال )عليه السلم( :ل تقل مال تعلم ،ول تقل كل ما
تعلم ،فان ال سبحانه قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك
يوم القيامة ) (6وقال )عليه السلم( :تكلموا تعرفوا فان المرء مخبوء
تحت لسانه ) (7وقال )عليه السلم( :رب قول أنفذ من صول ) (8وقال
)عليه السلم( :إياكم وتهزيع الخلق وتصريفها ) (9واجعلوا اللسان
واحدا
][292
وليختزن الرجل لسانه ،فانه هذا اللسان جموح بصاحبه ،وال ما أرى عبدا يتقي
تقوى تنفعه حتى يختزن لسانه ،وإن لسان المؤمن من وراء قلبه ،وإن
قلب المنافق من وراء لسانه ،لن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلم تدبره في
نفسه ،فان كان خيرا أبداه وإن كان شرا واراه ،وإن المنافق يتكلم بما أتى
على لسانه ل يدري ماذاله وماذا عليه ولقد قال رسول ال :ل يستقيم
إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ول يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه فمن
استطاع منكم أن يلقى ال سبحانه وهو نقى الراحة من دماء المسلمين
وأموالهم سليم اللسان من أعراضهم فليفعل ) (1ومن كلم له )عليه
السلم( :أل إن اللسان بضعة من النسان فل يسعده القول إذا امتنع )(2
ول يمهله النطق إذا اتسع ،وإنا لمراء الكلم وفينا تنشبت عروقه ،وعلينا
تهدلت غصونه واعلموا رحمكم ال أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل،
واللسان عن الصدق كليل ،واللزم للحق ذليل الخبر ) (3وقال في وصيته
لبنه الحسين )عليهما السلم( :تلفيك ما فرط من صمتك ايسر من
) (1نهج البلغة ج 1ص ،346الرقم 174من الخطب ) (2الظاهر رجوع الضمير
في " يسعده " و " يمهله " إلى النسان وفى " امتنع " و " اتسع "
إلى اللسان ،والمعنى إذا اتسع اللسان أتاه الكلم متواترا ،وإذا امتنع
حسر عن الكلم ،وعيى ،ويكون اتساع اللسان وامتناعه لجل أسباب
كالخجل والحياء أو ضؤلة النفس وحقارتها أو الخوف أو الحشمة من
المجتمع الذى أراد القاء الكلم إليهم وقيل :ان اللسان آلة تحركها سلطة
النفس فل يسعد بالنطق ناطق امتنع عليه ذهنه من المعاني فلم
يستحضرها ول يمهله النطق إذا هو اتسع في فكره ،بل تنحدر المعاني
إلى اللفاظ جارية على اللسان قهرا عنه ،فسعة الكلم تابعة لسعة العلم )
(3نهج البلغة ج 1ص 489
][293
) (1يعنى ان السكوت يمكن تداركه وأما الكلم الذى فرط منك ان كان باطل ل
يتيسر تداركه غالبا ) (2نهج البلغة ج 2ص 51
][294
ومنه :عن أحمد بن علي ،عن محمد بن الحسن ،عن محمد بن الحسن الصفار ،عن
إبراهيم بن هاشم ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن
أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
السكوت خير من إملء الشر ،وإملء الخير خير من السكوت وقال )صلى
ال عليه وآله( :السكوت ذهب والكلم فضة ومنه :عن الحسن بن حمزة
العلوي ،عن علي بن محمد بن أبي القاسم ،عن أبيه ،عن هارون بن
مسلم ،عن مسعدة بن صدقه ،عن الصادق ،عن أبيه ،عن آبائه )عليهم
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( الصمت كنز وافر ،وزين
الحليم ،وستر الجاهل وقال )صلى ال عليه وآله( :الصمت عبادة لمن ذكر
ال - 65كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن البزنطي قال :قال
أبو -الحسن الرضا )عليه السلم( من علمات الفقه الحلم والعلم
والصمت ،إن الصمت باب من أبواب الحكمة ،إن الصمت يكسب المحبة،
إنه دليل على كل خير ) (1بيان :كأن المراد بالفقه العلم المقرون بالعمل،
فل ينافي كون مطلق العلم من علماته ،أو المراد بالفقه التفكر والتدبر في
المور قال الراغب :الفقه هو التوصل إلى غائب بعلم شاهد فهو أخص من
العلم ،قال تعالى " :فما لهؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثا " )" (2
بأنهم قوم ل يفقهون " ) (3إلى غير ذلك من اليات والفقه العلم بأحكام
الشريعة انتهى ) (4وقيل :أراد العلم فيما يقول ،والصمت عما ل يعلم أو
يضر ،وقيل :المراد بالعلم آثاره أعني إثبات الحق وإبطال الباطل ،وترويج
الدين وحل المشكلت انتهى وأقول :قد مر بسند آخر عنه )عليه السلم(:
من علمات الفقيه الحلم والصمت
) (1الكافي ج 2ص (2) 113النساء (3) 78 :النفال ،65 :والية في الصل
وجميع النسخ حتى المصدر هكذا " بل هم " و " بلهم " مصحف "
بانهم " ) (4مفردات غريب القرآن 385
][295
ويظهر من بعض الخبار أن الفقه هو العلم الرباني المستقر في القلب الذي يظهر
آثاره على الجوارح " إن الصمت باب من أبواب الحكمة " أي سبب من
أسباب حصول العلوم الربانية ،فان بالصمت يتم التفكر وبالتفكر يحصل
الحكمة ،أو هو سبب لفاضة الحكم عليه من ال سبحانه ،أو الصمت عند
العالم وعدم معارضته والنصات إليه سبب لفاضة الحكم منه ،أو الصمت
دليل من دلئل وجود الحكمة في صاحبه " يكسب المحبة " أي محبة ال
أو محبة الخلق ،لن عمدة أسباب العداوة بين الخلق الكلم من المنازعة
والمجادلة والشتم والغيبة والنميمة والمزاح ،وفي بعض النسخ " يكسب
الجنة " وفي سائر نسخ الحديث " المحبة " " إنه دليل على كل خير "
أي وجود كل خير في صاحبه ،أو دليل لصاحبه إلى كل خير - 66 .كا :عن
محمد ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي
حمزة قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول إن شيعتنا الخرس )(1
بيان :الخرس بالضم جمع الخرس أي هم ل يتكلمون باللغو والباطل،
وفيما ل يعلمون ،وفي مقام التقية خوفا على أئمتهم وأنفسهم وإخوانهم
فكلمهم قليل فكأنهم خرس - 67كا :بالسناد عن ابن محبوب ،عن أبي
علي الجواني قال :شهدت أبا عبد ال )عليه السلم( وهو يقول لمولى له
يقال له سالم ووضع يده على شفتيه ]وقال[ :يا سالم احفظ لسانك تسلم،
ول تحمل الناس على رقابنا ) (2بيان :ضمير " شفتيه " للمام )عليه
السلم( ورجوعه إلى سالم بعيد " تسلم " أي من معاصي اللسان ومفاسد
الكلم " ول تحمل الناس على رقابنا " أي ل تسلطهم علينا بترك التقية
وإذاعة أسرارنا
][296
- 68كا :عن محمد ،عن ابن عيسى ،عن عثمان بن عيسى قال :حضرت أبا الحسن
صلوات ال عليه وقال له رجل :أوصني فقال :احفظ لسانك تعز ،ولتمكن
الناس من قيادك ،فتذل رقبتك ) (1ايضاح :قال الراغب :الوصية التقدم إلى
الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ من قولهم أرض واصية متصلة النبات يقال
أو صاه ووصاه ،والقياد ككتاب حبل تقادبه الدابة ،وتمكين الناس من القياد
كناية عن تسلطهم وإعطاء حجة لهم على إيذائه وإهانته بترك التقية،
ونسبة الذلل إلى الرقبة لظهور الذل فيها أكثر من سائر العضاء ،وفيه
ترشيح للستعارة السابقة لن القياد يشد على الرقبة - 69كا :عن محمد،
عن ابن عيسى ،عن الهيثم بن أبي مسروق ،عن هشام بن سالم عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لرجل
أتاه :أل أدلك على أمر يدخلك ال به الجنة ؟ قال :بلى يارسول ال ،قال:
أنل مما أنالك ال ،قال :فان كنت أحوج ممن انيله ؟ قال :فانصر المظلوم،
قال :فان كنت أضعف ممن أنصره ؟ قال :فاصنع للخرق يعني أشر عليه،
قال :فان كنت أخرق ممن أصنع له ؟ قال :فاصمت لسانك إل من خير ،أما
يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة ) (2توضيح:
" أنل مما أنالك ال " أي أعط المحتاجين مما أعطاك ال تعالى قال
الجوهري :نال خيرا ينال نيل أي أصاب ،وأناله غيره ،والمر فيه نل بفتح
النون " للخرق " أي الجاهل بمصالح نفسه ،وفي القاموس صنع إليه
معروفا كمنع صنعا بالضم وصنع به صنيعا قبيحا فعله والشئ صنعا بالفتح
والضم عمله وصنعة الفرس حسن القيام عليه ،وأصنع أعان آخر،
والخرق تعلم وأحكم واصطنع عنده صنيعة اتخذها ) (3وفي النهاية
الخرق بالضم الجهل والحمق ،وقد يخرق خرقا فهو أخرق ،والسم الخرق
بالضم ،ومنه الحديث :تعين ضائعا أو تصنع
][297
لخرق أي جاهل بما يجب أن يعمله ،ولم يكن في يده صنعة يكسب بها انتهى
والظاهر أن " يعني " من كلم الصادق )عليه السلم( ويحتمل كونه كلم
بعض الرواة ،أي لبس المراد نفعه بمال ونحوه بل برأي ومشورة ينفعه،
وفيه حث على إرشاد كل من لم يعلم أمرا من مصالح الدين والدنيا " فان
كنت أخرق " أي أشد خرقا وإن كان نادرا ) " (1فاصمت " على بناء
المجرد والفعال في القاموس الصمت والصموت والصمات السكوت
كالصمات والتصميت وأصمته أسكته لزمان متعديان ،والمراد بالخير ما
يورث ثوابا في الخرة أو نفعا في الدنيا بل مضرة أحد فالمباح غالبا مما
ينبغي السكوت عنه والمر لمطلق الطلب الشامل للوجوب والرجحان
واختلف في المباح هل يكتب أم ل ؟ نقل عن ابن عباس أنه ل يكتب ول
يجازى عليه ،والظهر أنه يكتب لعموم قوله تعالى " ما يلفظ من قول إل
لديه رقيب عتيد " ) (2وقوله سبحانه " كل صغير وكبير مستطر " )(3
ولدللة كثيرة من الروايات عليه وقد أوردناها في كتاب العدل ،وعدم
المجازاة ل يدل على عدم الكتابة إذ لعل الكتابة لغرض آخر كالتأسف
والتحسر على تضييع العمر فيما ل ينفع مع القدرة على فعل ما يوجب
الثواب ويدل الخبر على أن كمال خصلة واحدة من تلك الخصال يوجب
الجنة ،ويحتمل اشتراطها بترك الكبائر أو نحوه أو يكون الجر إليها كناية
عن القرب منها ،وقيل :يمكن أن يراد أن الخصلة الواحدة تجر إلى أسباب
الدخول في الجنة ،وهي الخصال الخر ،فان الخير بعضه يفضي إلى بعض
- 70كا :عن العدة ،عن سهل بن زياد ،عن جعفر بن محمد الشعري ،عن
ابن القداح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال لقمان لبنه :يا بني
إن كنت زعمت أن
) (1يعنى أن مجيئ أفعل التفضيل من الخرق -وهو فعل يدل على العيب والنقص
ويجئ الوصف منه بصيغة أفعل -نادر ) (2ق (3) 18 :القمر53 :
][298
الكلم من فضة ،فان السكوت من ذهب ) (1تبيين :يدل على أن السكوت أفضل من
الكلم ،وكأنه مبني على الغالب وإل فظاهر أن الكلم خير من السكوت في
كثير من الموارد ،بل يجب الكلم و يحرم السكوت عند إظهار اصول الدين
وفروعه ،والمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ويستحب في المواعظ
والنصايح ،وإرشاد الناس إلى مصالحهم وترويج العلوم الدينية ،والشفاعة
للمؤمنين ،وقضاء حوائجهم وأمثال ذلك ،فتلك الخبار مخصوصة بغير تلك
الموارد أو بأحوال عامة الخلق فان غالب كلمهم إنما هو فيما ل يعنيهم،
أو هو مقصور على المباحات وقد مر في كتاب العقل ) (2في حديث هشام
أن أمير المؤمنين )عليه السلم( كان يقول :إن من علمة العاقل أن يكون
فيه ثلث خصال يجيب إذا سئل ،وينطق إذا عجز القوم عن الكلم ،ويشير
بالرأي الذي فيه صلح أهله ،فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلث شئ
فهو أحمق - 71كا :عن علي ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن
الحلبي رفعه قال ،:قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أمسك لسانك
فانها صدقة تصدق بها على نفسك ،ثم قال :ول يعرف عبد حقيقة اليمان
حتى يخزن من لسانه ) (3بيان " :فانها " أي المساك والتأنيث بتأويل
الخصلة أو الفعلة أو الصفة أي صفة أنه صدقة أو باعتبار تأنيث الخبر،
وتشبيه المساك بالصدقة على النفس باعتبار أنه ينفعها في الدنيا والخرة
كما أن الصدقة تنفع الفقير وباعتبار أنه معط يدفع عنه البليا ،ويوجب
قربه من الحق كالصدقة ،فالتشبيه كامل من الجهتين " ول يعرف عبد "
الخ أشار )عليه السلم( بذلك إلى أن اليمان ل يكمل إل باستقامة اللسان
على الحق ،وخزنه عن الباطل ،كالغيبة والنميمة والقذف والشتم والكذب
والزور والفتوى بغير الحق والقول بالرأي وأشباهها من المور التي نهى
) (1الكافي ج 2ص (2) 114راجع الكافي ج 1ص (3) 19الكافي ج 2ص 114
][299
) (1جامع الخبار ص (2) 109الكافي ج 2ص (3) 114النساء (4) 77 :تفسير
القمى ص 131
][300
وعن الباقر )عليه السلم( :أنتم وال أهل هذه الية وفي بعض الخبار " كفوا
أيديكم " مع الحسن )عليه السلم( :كتب عليهم القتال " مع الحسين
)عليه السلم( " إلى أجل قريب " إلى خروج القائم ،فإن معه الظفر )(1
فهذا الخبر إما تفسير لظهر الية كما ذكرناه أول ،أو لبطنها بتنزيل الية
على الشيعة في زمن التقية ،وهذا أنسب بكف اللسن تقية ،فان أحوال
أمير المؤمنين )عليه السلم( في أول أمره وآخره كان شبيها بأحوال
الرسول في أول المر حين كونه بمكة وترك القتال لعدم العوان ،وأمره
في المدينة بالجهاد لوجود النصار ،وكذا حال الحسن )عليه السلم( في
الصلح والهدنة ،وحال الحسين )عليه السلم( عند وجود النصار ظاهرا،
وحال سائر الئمة )عليهم السلم( في ترك القتال والتقية مع حال القائم
فالية وإن نزلت في حال الرسول فهي شاملة لتلك الحوال أيضا
لمشابهتها لها ،واشتراك العلل بينها وبينها وأما تفسيره )عليه السلم(
كف اليدي بكف اللسن على الوجهين يحتمل وجوها الول :أن يكون
المعنى أن المراد بكف اليدي عن القتال الكف عنها ومما يوجب بسطها
بسط اليدي وهي اللسنة ،فان مع عدم كف اللسنة ينتهي المر إلى القتال
شاؤا أم أبوا ،فالنهي عن بسط اليدي يستلزم النهي عن بسط اللسنة،
فالنهي عن القتال في زمن الهدنة يستلزم المر بالتقية الثاني أن يكون
المراد بكف اليدي كف اللسن إطلقا لسم المسبب على السبب أو الملزوم
على اللزم الثالث أن يكون المراد باليدي في الية اللسن لتشابههما في
القوة وكونهما آلة المجادلة ،وهذا أبعد الوجوه كما أن الول أقربها - 73
كا :عن علي ،عن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن الحلبي
رفعه قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :نجاة المؤمن ]من[ حفظ
لسانه )(2
][301
بيان " :نجاة المؤمن " أي من مهالك الدنيا والخرة " حفظ لسانه " الحمل على
المبالغة ،وفي بعض النسخ " من حفظ لسانه " ) (1أي هو من أعظم
أسباب النجاة فكأنها منحصرة فيه ،والحاصل أنه لينجو إل من حفظ لسانه
- 74كا :بالسناد عن يونس ،عن مثنى ،عن أبي بصير قال :سمعت أبا
جعفر )عليه السلم( يقول :كان أبو ذر يقول :يا مبتغي العلم إن هذا اللسان
مفتاح خير ومفتاح شر ،فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك )
(2بيان " :يا مبتغي العلم " أي يا طالبه ،وفيه ترغيب على التكلم بما
ينفع في الخرة أو في الدنيا أيضا إذا لم يضر بالخرة " فاختم على لسانك
" أي إذا كان اللسان مفتاحا للشر فاخزنه حتى ل يجري عليه ما يوجب
خسارك وبوارك كما أن ذهبك وفضتك تخزنهما لتوهم صلح عاجل فيهما،
فاللسان أولى بذلك فانه مادة لصلح الدنيا والخرة ،وفساده يوجب فساد
الدارين وفي القاموس الورق مثلثة وككتف وجبل الدراهم المضروبة
والجمع أوراق ،وفي المصباح ومنهم من يقول هو النقرة مضروبة ]أو
غير مضروبة[ ،وقال الفارابي الورق المال من الدراهم وفي نهج البلغة
قال أمير المؤمنين صلوات ال عليه :الكلم في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا
تكلمت به صرت في وثاقه ،فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ،فرب
كلمة سلبت نعمة ]وجلبت نقمة[ ) - 75 (3كا :عن حميد بن زياد ،عن
الخشاب ،عن ابن بقاح ،عن معاذ بن ثابت ،عن عمرو بن جميع ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :كان المسيح )عليه السلم( يقول :ل تكثروا
الكلم في غير ذكر ال ،فان الذين يكثرون الكلم في غير ذكر ال قاسية
قلوبهم ،ولكن ل يعلمون )(4
) (1وفى بعض النسخ " في حفظ لسانه " كما في المصدر المطبوع ) (2الكافي ج
2ص (3) 114نهج البلغة ج 2ص ،237وقد مر ) (4الكافي ج 2
ص 114
][302
بيان :قساوة القلب غلظه وشدته وصلبته ،بحيث يتأبى عن قبول الحق كالحجر
الصلب يمر عليه الماء ول يقف فيه ،وفيه دللة على أن كثرة الكلم في
المور المباحة يوجب قساوة القلب ،وأما الكلم في المور الباطلة فقليله
كالكثير في إيجاب القساوة والنهي عنه ،وكأن في الحديث إشارة إلى قوله
سبحانه " أفمن شرح ال صدره للسلم فهو على نور من ربه فويل
للقاسية قلوبهم من ذكر ال اولئك في ضلل مبين " ) .(1قال البيضاوي:
الية في حمزة وعلي وأبي لهب وولده - 76كا :عن العدة ،عن سهل ،عن
ابن أبي نجران ،عن أبي جميلة عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :مامن يوم إل وكل عضو من أعضاء الجسد يكفر اللسان
يقول :نشدتك ال أن نعذب فيك ) (2تبيين :في النهاية في حديث الخدري
إذا أصبح ابن آدم فان العضاء كلها تكفر اللسان أي تذل وتخضع،
والتكفير هو أن ينحني النسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل
من يريد تعظيم صاحبه ،وقال :نشدتك ال والرحم أي سألتك بال وبالرحم،
يقال :نشدتك ال وأنشدك ال وبال وناشدتك ال وبال أي سألتك وأقسمت
عليك ،وتعديته إلى مفعولين إما لنه بمنزلة دعوت أو لنهم ضمنوه معنى
ذكرت ،فأما أنشدتك بال فخطاء انتهى وكأن الكلم بلسان الحال وفيه
استعارة تمثيلية ،قوله " أن نعذب " كان في الكلم تقديرا أي تكف نفسك
من أن نعذب فيك ،أي بسببك - 77كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد بن عيسى ،عن علي بن الحكم عن إبراهيم بن مهزم السدي ،عن
أبي حمزة ،عن علي بن الحسين صلوات عليهما قال :إن لسان ابن آدم
يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول :كيف أصبحتم فيقولون بخير
إن تركتنا ،ويقولون :ال ال فينا ،ويناشدونه ويقولون :إنما نثاب
) (1الزمر (2) 22 :الكافي ج 2ص 114
][303
ونعاقب بك ) (1ايضاح :قوله )عليه السلم( " يشرف " كأن إشرافه كناية عن
تسلطه عليها وكونها تحب حكمه ،وال منصوب بتقدير اتق أو احذر،
والتكرار للتأكيد والحصر وقوله " إنما نثاب " ادعائي بناء على الغالب
والحاصل أن العمدة في ثوابنا و عقابنا أنت - 78كا :عن علي ،عن أبيه
ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير ،عن
إبراهيم بن عبد الحميد ،عن قيس أبي إسماعيل -وذكر أنه ل بأس به من
أصحابنا -رفعه قال :جاء رجل إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال:
يارسول ال أوصني فقال :احفظ لسانك قال :يارسول ال أوصني ،قال:
احفظ لسانك ،قال :يارسول ال أوصني ،قال :احفظ لسانك ،ويحك وهل
يكب الناس على مناخرهم في النار إل حصائد ألسنتهم ) (2تبيان " :جاء
رجل " في روايات العامة أن الرجل كان معاذ بن جبل ،وويح كأنه
منصوب على النداء كما يصرح به كثيرا ورد للتعجب من حاله كيف
استصغر ما أوصاه به ولم يكتف ،وطلب غيره بتكرار السؤال ،وفي النهاية
ويح كلمة ترحم وتوجع ،يقال لمن وقع في هلكة ل يستحقها ،وقد يقال
بمعنى المدح والتعجب وهي منصوبة على المصدر وقال :في الحديث وهل
يكب الناس على مناخر هم في النار إل حصائد ألسنتهم أي ما يقطعونه من
الكلم الذي لخير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع
وتشبيها للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به وفي
القاموس :كبه قلبه وصرعه كأكبه وكبكبه فأكب وهو لزم ومتعد ،و قال
المنخر بفتح الميم والخاء وبكسرهما وضمهما وكمجلس وملمول النف
انتهى والحصر كما مر وكأنه إشارة إلى قوله تعالى " فكبكبوا فيها هم
والغاون )(3
][304
وقد وردت أخبار بأن الغاوين قوم وصفوا عدل ثم خالفوه إلى غيره - 79كا :عن
أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن ابن فضال عمن رواه،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
من لم يحسب كلمه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه ) (1بيان" :
من لم يحسب " من باب نصر من الحساب أو كنعم من الحسبان بمعنى
الظن والول أظهر وهذا رد على ما يسبق إلى أوهام أكثر الخلق من
الخواص والعوام أن الكلم ليس مما يترتب عليه عقاب ،فيجترؤن على
أنواع الكلم بل تأمل وتفكر ،مع أن أكثر أنواع الكفر والمعاصي من جهة
اللسان ،لن اللسان له تصرف في كل موجود وموهوم ومعدوم ،وله يد في
العقليات والخياليات والمسموعات والمشمومات والمبصرات والمذوقات
والملموسات ،فصاحب هذا الحسبان الباطل ل يبالي بالكلم في أباطيل هذه
المور وأكاذيبها فيجتمع عليه من كل وجه خطيئة ،فتكثر خطاياه وأما غير
اللسان فخطاياه قليلة ،بالنسبة إليه فان خطيئة السمع ليست إل
المسموعات ،وخطيئة البصر ليست إل المبصرات ،وقس عليهما سائر
الجوارح والمراد بحضور عذابه حضور أسبابه ،وقيل :إنما حضر عذابه
لنه أكثر ما يكون يندم على بعض ماقاله ،ول ينفعه الندم ،ولنه قلما يكون
كلم ل يكون موردا للعتراض ولسيما إذا كثر - 80كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يعذب ال اللسان بعذاب ل يعذب به شيئا
من الجوارح ،فيقول :يا رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا ؟ فيقول له:
خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الرض ومغاربها ،فسفك بها الدم الحرام،
وانتهب بها المال الحرام ،وانتهك بها الفرج الحرام ،وعزتي وجللي
لعذبنك بعذاب
][305
لاعذب به شيئا من جوارحك ) (1بيان " :خرجت منك كلمة " أي من الفتاوى
الباطلة أو العم منها ومن أحكام الملوك وغيرهم ،وسائر ما يكون
سببالمثال ذلك ،وقوله " من جوارحك " إما بتقدير مضاف أي جوارح
صاحبك ،أو الضافة للمجاورة والملبسة ،أو للشارة إلى أن سائر
الجوارح تابعة له وهو رئيسها وكأن الكلم مبني على التمثيل و السؤال
والجواب بلسان الحال ،ويحتمل أن يكون ال تعالى يعطيه حياة وشعورا
وقدرة على الكلم كما قيل في شهادة الجوارح - 81كا :بالسناد المتقدم
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن كان في شئ شؤم ففي
اللسان ) (2بيان :الشؤم أصله الهمز ،وقد يخفف ،بل الغالب عليه التخفيف
لكن الجوهري والفيروز آبادي لم يذكراه إل مهموزا قال الجوهري :الشؤم
نقيض اليمن ،يقال :رجل مشوم ومشؤوم وقد شام فلن على قومه يشأمهم
فهو شائم إذا جر عليهم الشؤم ،وقد شئم عليهم فهو مشؤوم إذا صار
شؤما عليهم انتهى وقال في النهاية :فيه إن كان الشؤم في شئ ففي ثلث:
المرأة ،والدار ،والفرس ،أي إن كان ما يكره ويخاف عاقبته ،ثم قال:
والواو في الشؤم همزة ولكنها خففت فصارت واوا وغلب عليها التخفيف
حتى لم ينطق بها مهموزة ،والشؤم ضد اليمن يقال :تشاءمت بالشئ
وتيمنت به وأقول :الحديث الذي أورده مروي في طرقنا أيضا ) (3فالحصر
في هذا
) (1الكافي ج 2ص (2) 115الكافي ج 2ص (3) 116من ذلك ما رواه الصدوق
في الخصال ج 1ص 49عن محمد بن على ماجيلويه عن محمد بن
يحيى العطار ،عن سهل بن زياد ،عن عثمان بن عيسى ،عن خالد بن
نجيح عن أبى عبد ال )عليه السلم( قال :تذاكروا الشؤم عنده فقال
)عليه السلم( :الشؤم في ثلثة :في المرأة ،والدابة ،والدار :فأما شؤم
المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها ،وأما =
][306
الخبر بالنسبة إلى أعضاء النسان ،وكثرة شؤم اللسان لكثرة المضرات والمفاسد
المترتبة عليها ظاهرة قد سبق القول فيها - 82كا :عن العدة ،عن سهل
والحسين بن محمد ،عن المعلى جميعا ،عن الوشاء قال :سمعت الرضا
)عليه السلم( يقول :كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت
قبل ذلك عشر سنين ) (1ايضاح " :صمت قبل ذلك " أي عمال ينبغي،
وتلك المدة ليصير الصمت ملكة له ،ثم كان يشتغل بالعبادة والجتهاد فيها،
لتقع العبادة صافية خالية عن المفاسد وأقول :يحتمل أن يكون الصمت في
تلك المدة للتفكر في المعارف اليقينية والعلوم الدينية حتى يكمل في العلم،
ويستحق لتعليم العباد ،وإرشادهم ،وتكميل نفسه بالعمال الصالحة أيضا
فيأمن عن الخطاء والخطل في القول والعمل ،ثم يشرع في أنواع العبادات
التي منها هداية الخلق وتعليمهم وتكميلهم كما مر ) (2عن أمير -
المؤمنين )عليه السلم( " كل سكوت ليس فيه فكرة فهو سهو " وقال
الكاظم )عليه السلم( :دليل العقل التفكر ،ودليل التفكر الصمت ،ومثله كثير
وهذا وجه حسن لم يسبقني إليه فطن ،وإن كان بفضل المفيض المالك جل
ما أوردته في هذا الكتاب كذلك - 83كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن بكربن صالح ،عن الغفاري ،عن جعفر بن إبراهيم قال :سمعت
أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من
رأى موضع كلمه من عمله ،قل كلمه إل فيما يعنيه ) (3ايضاح :الغفار
ككتاب حي من العرب )من راى موضع كلمه من عمله( أي يعلم ان كلمه
اكثر من سائر اعماله ،أو يعلم انه محسوب من اعماله ومجازي
= الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهر ها ،واما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها
وكثرة عيوبها ) 1و (3الكافي ج 2ص (2) 116راجع ص 275فيما
مضي
][307
به ،كما مر ،والول هنا أظهر ،ويمكن إدراج المعنيين فيه " فيما يعنيه " أي يهمه
وينفعه - 84كا :عن أبي علي الشعري ،عن الحسن بن علي الكوفي ،عن
عثمان ابن عيسى ،عن سعيد بن يسار ،عن منصور بن يونس ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :في حكم آل داود :على العاقل أن يكون عارفا
بزمانه ،مقبل على شأنه ،حافظا للسانه ) (1بيان " :في حكم آل داود "
أي الزبور أو العم منه ومما صدر عنه )عليه السلم( أو عنهم من الحكم
" على العاقل " أي يجب أو يلزم عليه " أن يكون عارفا بزمانه " أي
بأهل زمانه ليميز بين صديقه وعدوه الواقعيين وبين من يضله ومن يهديه
وبين من تجب متابعته ومن تجب مفارقته ومجانبته ،فل ينخدع منهم في
دينه ودنياه ويعلم موضع التقية والعشرة والعزلة والحب والبغض ،وفي
الحديث والعالم بزمانه لتهجم عليه اللوابس وفي حديث آخر :عارفا بأهل
زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه ،و في وصية أمير المؤمنين للحسن
صلوات ال عليهما يا بني إنه لبد للعاقل من أن ينظر في شأنه ،فليحفظ
لسانه ،وليعرف أهل زمانه قوله )عليه السلم( " :مقبل على شأنه " أي
يكون دائما مشتغل باصلح نفسه ومحاسبتها ومعالجة أدوائها وتحصيل ما
ينفعها ،والجتناب عما يرديها ويضر بها ،ول يصرف شيئا من عمره فيها
ل يعنيه " حافظا للسانه " عن اللغو والباطل كما قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :إذا تم العقل نقص الكلم ) - 85 (2كا :عن محمد بن يحيى ،عن
محمد بن الحسين ،عن علي بن رباط ،عن بعض رجاله ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :ل يزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا ،فإذا
تكلم كتب محسنا أو مسيئا )(3
) (1الكافي ج 2ص (2) 116نهج البلغة ج 2ص (3) 157الكافي ج 2ص
116
][308
بيان :يكتب محسنا " إما ليمانه ،أو لسكوته فانه من العمال الصالحة كما ذكره
الناظرون في هذا الخبر ،وأقول :الول عندي أظهر ،وإن لم يتفطن به
الكثر لقوله )عليه السلم( :فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا لنه على
الحتمال الثاني يبطل الحصر لنه يمكن أن يتكلم بالمباح ،فل يكون محسنا
ول مسيئا إل أن يعم المسئ تجوزا بحيث يشمل غير المحسن مطلقا وهو
بعيد فان قيل :يرد على ما اخترته أن في حال التكلم بالحرام ثواب اليمان
حاصل له ،فيكتب محسنا ومسيئا معا فل يصح الترديد ،قلت :يمكن أن
يكون المراد بالمحسن المحسن من غير إساءة كما هو الظاهر فتصح
المقابلة ،مع أن بقاء ثواب استمرار اليمان مع فعل المعصية في محل
المنع ،ويومي إلى عدمه قولهم )عليهم السلم( " ل يزني الزاني حين
يزني وهو مؤمن " ) (1وأمثاله مما قدمر بعضها ويمكن أن يكون هذا أحد
محامل هذه الخبار ،وأحد علل ما ورد أن نوم العالم عبادة ،أي هو في حال
النوم في حكم العبادة ،لستمرار ثواب علمه وإيمانه وعدم صدور شئ منه
يبطله في تلك الحالة
][309
)) (79باب( * )قول الخير والقول الحسن( * * )والتفكر فيما يتكلم( * اليات:
البقرة ،وقولوا للناس حسنا ) (1اسرى :قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للنسان عدوا مبينا )(2
الفرقان ،:وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما ) (3القصص :وإذا سمعوا
اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلم عليكم لنبتغي
الجاهلين ) (4الحزاب :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وقولوا قول سديدا *
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ) (5تفسير " :وقولوا للناس " قال
المام )عليه السلم( :قولوا للناس كلهم حسنا مؤمنهم ومخالفهم أما
المؤمنون فيبسط لهم وجهه وبشره ،وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة
لجتذابهم ،فان ييأس من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وإخوانه المؤمنين
إلى آخر ما سيأتي في باب التقية ) (6وفي الكافي والعياشي ،عن الباقر
)عليه السلم( :في هذه الية قال :قولوا
) (1البقرة (2) 83 :أسرى (3) 53 :الفرقان (4) 63 :القصص (5) 55 :الحزاب:
(6) 71 - 70تفسير المام ص ،145وترى تتمة التفسير في ج 75ص
406 - 401
][310
للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ) (1وفي الكافي ،عن الصادق )عليه السلم(:
ل تقولوا إل خيرا حتى تعلموا ما هو ؟ قيل :يعني ل تقولوا إل خيرا ما
تعلموا الخير فيهم ،فأما إذا علمتم أنه لخير فيهم وانكشف لكم عن سوء
ضمائرهم بحيث ل تبقى لكم مرية ،فل عليكم أن ل تقولوا خيرا ،و " ما "
تحتمل الموصولية والستفهام والنفي ،وقال علي بن إبراهيم :نزلت في
اليهود ثم نسخت بقوله تعالى " :اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " )(2
ويمكن الجمع بأنه إنما نسخت في حق اليهود وأهل الذمة المأمور بقتالهم،
وبقي حكمها في سائر الناس - 1ل ) (3لى :يحيى بن زيد بن العباس ،عن
عمه علي بن العباس ،عن إبراهيم بن بشر ،عن عمرو بن خالد ،عن
الثمالي ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال :القول الحسن يثري
المال ،وينمي الرزق وينسي في الجل ،ويحبب إلى الهل ،و يدخل الجنة )
- 2 (4لى :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :يا نوف قل خيرا تذكر بخير
) - 3 (5لى :المكتب ،عن ابن زكريا ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن
جعفر بن عثمان ،عن سليمان بن مهران قال :دخلت على الصادق وعنده
نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول :معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ول
تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا ،واحفظوا ألسنتكم ،وكفوها عن
الفضول وقبيح القول )(6
) (1تفسير العياشي ج 1ص (2) 48تفسير القمى ص (3) 43الخصال ج 1ص
(4) 153أمالى الصدوق ص (5) 2أمالى الصدوق ص (6) 126أمالى
الصدوق ص 240
][311
ما :الغضايرى ،عن الصدوق مثله ) - 4 (1لى :عن أمير المؤمنين )عليه السلم(
قال :من لم يرع في كلمه أظهر هجره ) - 5 (2ما ) (3ع :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( أل قولوا خيرا تعرفوا به ،واعملوا به تكونوا من
أهله ) - 6 (4ع :ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن القاساني ،عن
الثقفى عن علي بن المعلى ،عن إبراهيم بن الخطاب رفعه إلى أبي عبد ال
)عليه السلم( :قال :إذا أفلتت من أحدكم كلمة جفاء يخاف منها على
نفسه ،فليتبعها بكلمة تعجب منها تحفظ عليه وتنسى تلك ) - 7 (5سن:
أبي ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :ثلث من أبواب البر سخاء النفس ،وطيب
الكلم ،والصبر على الذى ) - 8 (6سن :أبي ،عن النوفلي ،عن السكوني،
عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير
) - 9 (7سن :أبي ،عن اليقطيني ،عن يونس ،عن أبي الحسن الصفهاني،
عن أبي عبد ال )عليه السلم (:قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم(:
قولوا الخير تعرفوا به ،واعملوا
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) 55أمالى الصدوق ص (3) 194أمالى الطوسى
ج 1ص (4) 221علل الشرائع ج 1ص (5) 235علل الشرائع ج 2
ص ،150وفيه " كلمة حمقاء " بدل " كلمة جفاء " والمراد بقوله" :
وكلمة تعجب منها " الكلمة الصالحة الحكيمة التى تعجب منها النفوس
وتبتدعها ) (6المحاسن ص 6
][312
الخير تكونوا من أهله ) - 10 (1سن :أبي ،عن ابن أسباط رفعه قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( رحم ال عبدا قال خيرا فغنم ،أوسكت على سوء
فسلم ) - 11 (2ف :عن أبي محمد )عليه السلم( قال :قلب الحمق في
فمه ،وفم الحكيم في قلبه ) - 12 (3سن :أبي ،عن عبد ال بن الفضل ،عن
خالد ،عن محمد بن سليمان رفعه قال :أخذ رجل بلجام دابة رسول ال
فقال :يارسول ال أي العمال أفضل ؟ فقال إطعام الطعام ،وإطياب الكلم )
- 13 (4ل :باسناده ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه )عليهما السلم( في قول
ال تعالى " و قولوا للناس حسنا " ) (5قال :نزلت في أهل الذمة ثم
نسخها قوله تعالى " قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول
يحرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب
حتى يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون " ) - 14 (6يب :باسناده ،عن
أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن أبي علي قال :كنا
عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال رجل :جعلت فداك قول ال عزوجل "
وقولوا للناس حسنا " هو للناس جميعا ؟ فضحك وقال :ل ،عني :قولوا
محمد رسول ال صلى ال عليه وعلى أهل بيته بيان :كأنه على المثال،
والمراد تأويل الية بأن الغرض إظهار المور الحقة بين الناس ،أو المراد
بالناس النسان الحقيقي وهم النبياء والئمة )عليهم السلم( كما ورد في
تفسير قوله تعالى " :ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " ) (7وعلى
][313
التقديرين هو أحد بطون الية ،ومحمول على غير حال التقية - 15شى :عن
حريز ،عن بريد قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :اطعم رجل سائل
لأعرفه مسلما ؟ قال :نعم أطعمه ما لم تعرفه بولية ول بعداوة ،إن ال
يقول " :وقولوا للناس حسنا " ) (1بيان :كأن المعنى أنه إذا كان القول
الحسن معهم مطلوبا كان إطعامهم أيضا مطلوبا بطريق أولى ،أو يكون
ذكره للتنظير لرفع الستبعاد ،أو يكون هذا تأويل آخر للية ،بأن يراد بها
حسن الظن بهم ،وعدم نسبة الكفر والخلف إليهم ما لم يعلم ذلك - 16
شى :عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سمعته
يقول :اتقو ال ول تحملوا الناس على أكتافكم ،إن ال يقول في كتابه" :
وقولوا للناس حسنا " )(2
][314
)) (80باب( * )التفكر والعتبار والتعاظ بالعبر( * اليات :البقرة :كذلك يبين ال
لكم اليات لعلكم تتفكرون * في الدنيا والخرة ) (1وقال تعالى :وما يذكر
إل اولوا اللباب ) (2آل عمران :إن في ذلك لعبرة لولي البصار ) (3وقال
تعالى :قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة
المكذبين ) (4وقال تعالى :ويتفكرون في خلق السموات والرض ما خلقت
هذا باطل ) (5النعام :قل سيروا في الرض ثم انظروا كيف كان عاقبة
المكذبين ) (6وقال تعالى :إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم ال
ثم إليه يرجعون ) (7وقال :قل هل يستوي العمى والبصير أفل تتفكرون )
(8
) (1البقرة ،219 :و (2) 266البقرة (3) 269 :آل عمران (4) 13 :آل عمران:
(5) 137آل عمران (6) 191 :النعام (7) 11 :النعام (8) 36 :النعام:
50
][315
) (1النعام (2) 152 :العراف (3) 3 :العراف (4) 176 :العراف(5) 185 :
العراف 201 :و (6) 202يونس (7) 24 :يونس (8) 73 :يونس:
(9) 101يوسف (10) 109 :يوسف (11) 111 :الرعد3 :
][316
ذلك لية للمؤمنين ) (1النحل :إن في ذلك لية لقوم يتفكرون ) (2وقال تعالى:
فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) (3المؤمنون :قل
أفل تذكرون ) (4الفرقان :ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إل
كفورا ) (5وقال تعالى :والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما
وعميانا ) (6النمل :قليل ما تذكرون ) (7وقال تعالى :قل سيروا في
الرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) (8العنكبوت :قل سيروا في
الرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم ال ينشئ النشأة الخرة إن ال على كل
شئ قدير ) (9وقال تعالى :إن في ذلك ليات لقوم يؤمنون ) (10وقال
تعالى :ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون ) (11وقال تعالى :وتلك
المثال نضربها للناس وما يعقلها إل العالمون ) (12الروم :أولم يتكفروا
في أنفسهم ما خلق ال السموات والرض وما بينهما
][317
إل بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون * أو لم يسيروا
في الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة
وأثاروا الرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما
كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) (1وقال تعالى :إن في ذلك
ليات لقوم يتفكرون ) (2المؤمن :وما يتذكر إل من ينيب .وقال تعالى:
قليل ما تتذكرون ) (3وقال تعالى :أفلم يسيروا في الرض فينظروا كيف
كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الرض فما
أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ) (4السجدة :سنريهم آياتنا في الفاق وفي
أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد *
أل إنهم في مرية من لقاء ربهم أل إنه بكل شئ محيط ) (5الجاثية :إن في
السموات والرض ليات للمؤمنين * وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات
لقوم يوقنون * واختلف الليل والنهار وما أنزل ال من السماء من رزق
فأحيابه الرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون ) (6وقال
تعالى :إن في ذلك ليات لقوم يتفكرون )(7
) (1الروم 8 :و (2) 9الروم (3) 21 :المؤمن 13 :و (4) 58المؤمن(5) 82 :
السجدة 53 :و (6) 54الجاثية (7) 5 - 3 :الجاثية13 :
][318
محمد :أفلم يسيروا في الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر ال
عليهم وللكافرين أمثالها ) (1الذاريات :وفي الرض آيات للموقنين * وفي
أنفسكم أفل تبصرون ) (2القمر :ولقد جائهم من النباء ما فيه مزد جر *
حكمة بالغة فما تغن النذر إلى قوله تعالى :ولقد تركناها آية فهل من مدكر
* فكيف كان عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )(3
الحشر :فاعتبروا يا اولي البصار ) (4وقال :وتلك المثال نضربها للناس
لعلهم يتفكرون ) (5الحاقة :لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية )(6
المزمل والدهر :إن هذه تذكرة * فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيل ) - 1 (7كا:
عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول :نبه بالتفكر قلبك،
وجاف عن الليل جنبك ،واتق ال ربك ) (8بيان :التنبيه اليقاظ عن النوم
وعن الغفلة ،وفي القاموس النبه بالضم الفطنة ،والقيام من النوم ،وأنبهته
ونبهته فتنبه وانتبه ،وهذا منبهة على كذا مشعر به ،ولفلن مشعر بقدره
ومعل له ،وما نبه له كفرح ما فطن ،والسم
) (1القتال (2) 10 :الذاريات 20 :و (3) 21القمر (4) 15 - 4 :الحشر(5) 2 :
الحشر (6) 21 :الحاقة (7) 12 :المزمل ،19 :الدهر (8) 29 :الكافي ج
2ص 54
][319
النبه بالضم ونبه باسمه تنبيها نوه انتهى والتفكر إعمال الفكر فيما يفيد العلم به
قوة اليمان واليقين ،والزهد في الدنيا ،والرغبة في الخرة قال الغزالي:
حقيقة التفكر طلب علم غير بديهي من مقدمات موصلة إليه كما إذا تفكر
أن الخرة باقية والدنيا فانية ،فانه يحصل له العلم بأن الخرة خير من
الدنيا ،وهو يبعثه على العمل للخرة فالتفكر سبب لهذا العلم ،وهذا العمل
حالة نفسانية ،وهو التوجه إلى الخرة ،وهذه الحالة تقتضي العمل لها
وقس على هذا ،فالتفكر موجب لتنور القلب وخروجه من الغفلة وأصل
لجميع الخيرات وقال المحقق الطوسي قدس سره :التفكر سير الباطن من
المبادي إلى المقاصد ،وهو قريب من النظر ،ول يرتقي أحد من النقص إلى
الكمال إل بهذا السير ،ومباديه الفاق والنفس ،بأن يتفكر في أجزاء العالم
وذراته ،وفي الجرام العلوية من الفلك والكواكب ،وحركاتها وأوضاعها
ومقاديرها واختلفاتها ومقارناتها ومفارقانها وتأثيراتها وتغييراتها ،وفي
الجرام السفلية وترتيبها وتفاعلها وكيفياتها ومركباتها ومعدنياتها
وحيواناتها ،وفي أجزاء النسان وأعضائه من العظام والعضلت
والعصبات والعروق ،وغيرها مما ل يحصى كثرة ويستدل بها وبما فيها
من المصالح والمنافع والحكم والتغيير على كمال الصانع وعظمته وعلمه
وقدرته وعدم ثبات ما سواه وبالجملة التفكر فيما ذكر ونحوه من حيث
الخلق والحكمة والمصالح أثره العلم بوجود الصانع وقدرته وحكمته ،ومن
حيث تغيره وانقلبه وفنائه بعد وجوده أثره النقطاع منه ،والتوجه بالكلية
إلى الخالق الحق ومن هذا القبيل التفكر في أحوال الماضين ،وانقطاع
أيديهم عن الدنيا وما فيها ،ورجوعهم إلى دار الخرة ،فإنه يوجب قطع
المحبة عن غير ال والنقطاع إليه بالتقوى والطاعة ،ولذا أمر بهما بعد
المر بالتفكر ،ويمكن تعميم التفكر بحيث يشمل التفكر في معاني اليات
القرآنية والخبار النبوية والثار المروية
][320
][321
وقيل :هو من قبيل ذكر اللزم وإرادة الملزوم ،فنفي التكلم كناية عن نفي الستماع،
أي لم ل يستمع الغافلون ما تتكلمين به بلسان الحال جهرا ،وقيل استفهام
إنكاري أي أنت تتكلمين لكن الغافلون ل يستمعون وهو بعيد ويمكن أن
يكون كلمها كناية عن تنبيه الغافلين أي لم لتنبه المغرورين بالدنيا مع
هذه الحالة الواضحة ،ويؤل إلى تعيير الجاهلين بعدم التعاظ به كما أنه
يقول رجل لوالد رجل فاسق بحضرته :لم لتعظ ابنك مع أنه يعظه ،وإنما
يقول ذلك تعييرا للبن - 3كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن البزنطي ،عن
بعض رجاله ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أفضل العبادة إدمان
التفكر في ال وفي قدرته ) (1بيان :الدمان الدامة ،وقوله )عليه السلم(:
" وفي قدرته " كأنه عطف تفسير لقوله " :في ال " فان التفكر في ذات
ال وكنه صفاته ممنوع كما مر في الخبار في كتاب التوحيد ،لنه يورث
الحيرة والدهش واضطراب العقل .فالمراد بالتفكر في ال النظر إلى أفعاله
وعجائب صنعه وبدايع أمره في خلقه ،فانها تدل على جلله وكبريائه
وتقدسه وتعاليه ،وتدل على كمال علمه وحكمته ،وعلى نفاذ مشيته
وقدرته وإحاطته بالشياء ،وأنه سبحانه لكمال علمه وحكمته لم يخلق هذا
الخلق عبثا من غير تكليف ومعرفة وثواب وعقاب ،فانه لو لم تكن نشأة
اخرى باقية غير هذه النشأة الفانية المحفوفة بأنواع المكاره واللم لكان
خلقها عبثا كما قال تعالى " :أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل
ترجعون " ) (2وهذا تفكر اولي اللباب ،كما قال تعالى " :إن في خلق
السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب * الذين
يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات
والرض ربنا ماخلقت هذا
][322
باطل سبحانك فقنا عذاب النار " ) (1وقال سبحانه " :ومن آياته " ]ومن آياته[
في مواضع كثيرة فتلك اليات هي مجاري التفكر في ال وفي قدرته لولي
النهى ،لذاته تعالى فقد روي عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال:
تفكروا في آلء ال فانكم لن تقدروا قدره - 4كا :عن محمد بن يحيى ،عن
ابن عيسى ،عن معمر بن خلد قال :سألت أبا الحسن الرضا )عليه
السلم( :يقول ليس العبادة كثرة الصلة والصوم :إنما العبادة التفكر في
أمر ال عزوجل ) (2توضيح " :ليس العبادة كثرة الصلوة " أي ليست
منحصرة فيها " إنما العبادة " أي الكاملة " التفكر في أمر ال " بالمعاني
المتقدمة ،وقد يقال :المراد بالتفكر في أمر ال طلب العلم بكيفية العمل،
وآدابه وشرايطه ،والعبادة بدونه باطله ،فالحاصل أن كثرة الصلة والصوم
بدون العمل بشرائطهما وكيفياتهما وأحكامهما ليست عبادة وأقول :يحتمل
أن يكون المعنى أن كثرة الصلة والصوم بدون التفكر في معرفة ال
ومعرفة رسوله ومعرفة أئمة الهدى كما يصنعه المخالفون غير مقبولة
وموجبة للبعد عن الحق - 5كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد
بن عيسى ،عن أحمد بن محمد عن إسماعيل بن سهل ،عن حماد ،عن
ربعي قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :التفكر يدعو إلى البر والعمل به ) (3بيان " :التفكر يدعو إلى
البر " كأن التفكر الوارد في هذا الخبر شامل لجميع التفكرات الصحيحة
التي أشرنا إليها ،كالتفكر في عظمة ال فانه يدعو إلى خشيته وطاعته،
والتفكر في فناء الدنيا ولذاتها فانه يدعو إلى تركها ،و التفكر في عواقب
من مضى من الصالحين فيدعو إلى اقتفاء آثارهم ،وفي ما آل
إليه أمر المجرمين فيدعو إلى اجتناب أطوارهم ،وفي عيوب النفس وآفاتها فيدعو
إلى القبال على إصلحها ،وفي أسرار العبادة وغاياتها ،فيدعو إلى السعي
في تكميلها ورفع النقص عنها ،وفي رفعة درجات الخرة فيدعو إلى
تحصيلها ،وفي مسائل الشريعة فيدعو إلى العمل بها في مواضعها ،وفي
حسن الخلق الحسنة فيدعو إلى تحصيلها ،وفي قبح الخلق السيئة
وسوء آثارها فيدعو إلى تجنبها وفي نقص أعماله ومعائبها فيدعو إلى
السعي في إصلحها وفي سيئاته وما يترتب عليها من العقوبات والبعد عن
ال والحرمان عن السعادات فيدعوه إلى النتهاء عنها و تدارك ما أتى به
بالتوبة والندم ،وفي صفات ال وأفعاله من لطفه بعباده وإحسانه إليه
بسوابغ النعماء وبسط اللء والتكليف دون الطاقة ،والوعد لعمل قليل
بثواب جزيل ،وتسخيره له ما في السماوات والرض وما بينهما إلى غير
ذلك ،فيدعوه إلى البر والعمل به ،والرغبة في الطاعات والنتهاء عن
السيئات ،وبالمقايسة إلى ما ذكرنا يظهر آثار سائر التفكرات وال الموفق
للخيرات أقول :قد مضى بعض الخبار في باب السكوت والكلم - 6ل :ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن ابن هاشم ،عن يحيى بن أبي عمران عن يونس،
عمن رواه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان أكثر عبادة أبي ذر
رحمة ال عليه التفكر والعتبار ) - 7 (1مع ) (2ل :في خبر أبي ذر قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :على العاقل أن يكون له ثلث
ساعات :ساعة يناجي فيها ربه عزوجل ،وساعة يحاسب فيها نفسه
وساعة يتفكر فيما صنع ال عزوجل إليه ،وساعة يخلو فيها بحظ نفسه
من الحلل ) - 10 (3ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن عبد ال بن محمد بن
عبد ال بن ياسين
) (1الخصال ج 1ص (2) 23معاني الخبار (3) 334 :الخصال ج 2ص ،104
وبعده " فان هذه الساعة عون لتلك الساعات "
][324
عن أبي الحسن الثالث ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :العلم وراثة كريمة ،والداب
حلل حسان ،والفكرة مرآت صافية الخبر ) - 11 (1ما :قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( فيما أوصى به الحسن )عليه السلم( :ل عبادة كالتفكر في
صنعة ال عزوجل ) - 12 (2مع :عن الصادق )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من
حال إلى حال ) - 13 (3لى :عن الصادق )عليه السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :السعيد من وعظ بغيره ) - 14 (4لى :أبي ،عن
محمد العطار ،عن جعفر بن محمد بن مالك ،عن سعيد بن عمرو ،عن
إسماعيل بن بشر بن عمار قال :كتب هارون إلى موسى بن جعفر عليهما
السلم عظني وأوجز قال :فكتب إليه :مامن شئ تراه عينك إل وفيه
موعظة ) - 15 (5سن :أبي ،عمن ذكره قال :قال أبو عبد ال )عليه
السلم( :الخير كله في ثلث خصال في النظر والسكوت والكلم ،فكل نظر
ليس فيه اعتبار فهو سهو ،وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة ،وكل
كلم ليس فيه ذكر فهو لغو ،فطوبى لمن كان نظره اعتبارا ،وسكوته فكرة،
وكلمه ذكرا ،وبكى على خطيئته ،وأمن الناس شره ) - 16 (6سن :أبي،
عن بنان بن العباس ،عن حسين الكرخي ،عن جعفر بن أبان ،عن الحسن
الصيقل قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :تفكر ساعة خير من
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) 114أمالى الطوسى ج 1ص (3) 145معاني
الخبار (4) 195 :أمالى الصدوق ص (5) 292أمالى الصدوق) 305 :
(6المحاسن(*) 5 :
][325
قيام ليلة ؟ قال :نعم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :تفكر ساعة خير من قيام
ليلة ،قلت :كيف يتفكر ؟ قال :يمر بالدور الخربة فيقول :أين بانوك أين
ساكنوك مالك ل تتكلمين ؟ ) (1ين :القاسم وفضالة ،عن أبان ،عن الصيقل
مثله - 17ف :عن أبي محمد العسكري عليه السلم قال :ليست العبادة
كثرة الصيام والصلة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر ال ) - 18 (2سن:
بعض أصحابنا ،عن صالح بن عقبة ،عن عبد ال بن محمد الجعفي قال:
سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :إن ال يحب المداعب في الجماعة
بل رفث المتوحد بالفكرة ،المتخلي بالصبر ،المساهر بالصلة )- 19 (3
ضا :أروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال :طوبى لمن كان صمته فكرا
ونظره عبرا ،وكلمه ذكرا ،ووسعه بيته ،وبكى على خطيئته ،وسلم الناس
من لسانه ويده وأروي فكر ساعة خير من عبادة سنة ،فسألت العالم )عليه
السلم( عن ذلك فقال :تمر بالخربة وبالديار القفار فتقول :أين بانيك ؟ أين
سكانك ؟ مالك ل تكلمين ؟ وليس العبادة كثرة الصلة والصيام ،والعبادة
التفكر في أمر ال جل وعل وأروي التفكر مرآتك تريك سيئاتك وحسناتك
- 20مص :قال الصادق عليه السلم :اعتبروا بما مضى من الدنيا ،هل
بقى على أحد ؟ أو هل فيها باق من الشريف والوضيع والغني والفقير
والولي والعدو ؟ فكذلك ما لم يأت منها بما مضى أشبه من الماء بالماء،
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :كفى بالموت واعظا وبالعقل دليل،
وبالتقوى زادا ،وبالعبادة شغل ،وبال مونسا وبالقرآن بيانا
) (1المحاسن (2) 26 :تحف العقول (3) 488 :المحاسن293 :
][326
وقال النبي )صلى ال عليه وآله( :لم يبق من الدنيا إل بلء وفتنة ،وما نجا من نجا
إل بصدق اللتجاء وقال نوح )عليه السلم( :وجدت الدنيا كبيت له بابان:
دخلت من أحدهما وخرجت من الخر ،هذا حال صفى ال ،كيف حال من
اطمأن فيها وركن إليها ،وأضاع عمره في عمارتها ومزق دينه في طلبها
والفكرة مرآت الحسنات وكفارة السيئات وضياء القلوب وفسحة الخلق
وإصابة في صلح المعاد ،واطلع على العواقب ،واستزادة في العلم ،وهي
خصلة ل يعبد ال بمثلها قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :فكرة ساعة
خير من عبادة سنة ،ول ينال منزلة التفكر إل من قد خصه ال بنور
المعرفة والتوحيد ) - 21 (1مص :قال الصادق )عليه السلم( :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :المعتبر في الدنيا عيشه فيها كعيش النائم يراها
ول يمسها ،وهو يزيل عن قلبه ونفسه باستقباحه معاملت المغرورين بها
ما يورثه الحساب والعقاب ،ويتبدل بها ما يقربه من رضى ال وعفوه،
ويغسل بماء زوالها مواضع دعوتها إليه ،وتزيين نفسها إليه فالعبرة
يورث صاحبها ثلثة أشياء ،العلم بما يعمل ،والعمل بما يعلم ،وعلم ما لم
يعلم والعبرة أصلها أول يخشى آخره ،وآخر يحقق الزهد في أوله ،ول
يصح العتبار إل لهل الصفا والبصيرة ،قال ال عزوجل " :فاعتبروا يا
اولي البصار " ) (2وقال جل اسمه " :فانها لتعمى البصار ولكن تعمى
القلوب التي في الصدور " ) (3فمن فتح ال عين قلبه وبصيرة عينه
بالعتبار ،فقد أعطاه
][327
منزلة رفيعة وزلفة عظيمة ) - 22 (1شى :عن أبي العباس ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :تفكر ساعة خير من عبادة سنة " إنما يتذكر اولو
اللباب " ) - 23 (2جا :أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن
معروف ،عن ابن مهزيار ،عن فضالة ،عن إسماعيل ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول :نبه بالتفكر
قلبك ،وجاف عن النوم جنبك ،واتق ال ربك ) - 24 (3كتاب صفين :قال:
لما توجه علي )عليه السلم( إلى صفين انتهى إلى ساباط ثم إلى مدينة
بهر سير وإذا رجل من أصحابه يقال له :حريز بن سهم من بني ربيعة
ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفر التميمي :جرت الرياح
على مكان ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد فقال علي )عليه السلم( :أفل
قلت " :كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا
فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم السماء
والرض وما كانوا منظرين " ) (4إن هؤلء كانوا وارثين فأصبحوا
موروثين ،إن هؤلء لم يشكروا النعمة ،فسلبوا دنياهم بالمعصية ،إياك
وكفر النعم ل تحل بكم النقم ) - 25 (5نهج :إن المور إذا اشتبهت اعتبر
آخرها بأولها ) (6وقال )عليه السلم( :من اعتبر أبصر ،ومن أبصر فهم،
ومن فهم علم )(7
) (1مصباح الشريعة ص (2) 23تفسير العياشي ج 2ص 208في آية الرعد19 :
) (3مجالس المفيد (4) 129 :الدخان (5) 30 - 25 :ومثله في كنز
الكراجكى (6) 145نهج البلغة :ج 2ص (7) 158نهج البلغة :ج 2
ص 191
][328
وقال )عليه السلم( :ما أكثر العبر وأقل العتبار ) (1وقال )عليه السلم( :الفكر
مرآت صافية ،والعتبار منذر ناصح ،وكفى أدبا لنفسك تجنبك ما كرهته
لغيرك ) (2وقال )عليه السلم( :القلب مصحف البصر ) (3وقال )عليه
السلم( في وصيته للحسن )عليهما السلم( :استدل على ما لم يكن بما قد
كان ،فان المور أشباه ،ول تكونن ممن ل تنفعه العظة إل إذا بالغت في
إيلمه فان العاقل يتعظ بالدب ،والبهائم ل تتعظ إل بالضرب ) - 26 (4كنز
الكراجكى :عن المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه وأخيه معا عن سعد بن
عبد ال ،عن يعقوب بن يزيد ،عن محمد بن زياد ،عن حفص بن قرط ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من وعظه ال بخير فقبل فالبشرى ،ومن
لم يقبل فالنار له أحرى - 27مشكوة النوار :عن الحسن الصيقل قال:
سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عما يروي الناس :تفكر ساعة خير من
قيام ليلة ]قلت :يتفكر ساعة خير من قيام ليلة ؟[ قال :نعم قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :تفكر ساعة خير من قيام ليلة ،قلت :كيف يتفكر
قال :يمر بالخربة وبالدار فيفكر ،ويقول :أين ساكنوك ؟ أين بانوك ؟ مالك
ل تكلمين .وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( في كلم له :ما ابن آدم إن التفكر يدعو إلى البر والعمل به ،وإن
الندم على الشر يدعو إلى تركه وليس ما يفنى وإن كان كثيرا بأهل أن
يؤثر على ما يبقى وإن كان طلبه عزيزا )(5
) (1نهج البلغة :ج 2ص (2) .217نهج البلغة ج 2ص (3) 230نهج البلغة
ج 2ص (4) 241نهج البلغة :ج 2ص (5) 409مشكاة النوار ص
37
][329
)) * (81باب( * * )الحياء من ال ومن الخلق( * - 1كا :عن العدة ،عن سهل،
عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن أبي عبيدة عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :الحياء من اليمان ،واليمان في الجنة ) (1تبيين :الحياء
ملكة للنفس توجب انقباضها عن القبيح ،وانزجارها عن خلف الداب
خوفا من اللوم ،و " من " في قوله " :من اليمان " إما سببية أي تحصل
بسبب اليمان ،لن اليمان بال وبرسوله وبالثواب والعقاب وقبح ما بين
الشارع قبحه يوجب الحياء من ال ومن الرسول ومن الملئكة ،وانزجار
النفس من القبايح والمحرمات لذلك أو تبعيضية أي من الخصال التي هي
من أركان اليمان أو توجب كماله وقال الراوندي رحمه ال في ضوء
الشهاب :الحياء انقباض النفس عن القبائح وتركها لذلك ،يقال :حيي يحيى
حياء فهو حيى واستحيا فهو مستحى واستحى فهو مستح ،والحياء إذا
نسب إلى ال فالمراد به التنزيه ،وأنه ل يرضى فيوصف بأنه يستحي منه
ويتركه كرما ،وما أكثر ما يمنع الحياء من الفواحش والذنوب ،ولذلك قال
صلى ال عليه وآله :الحياء من اليمان ،الحياء خير كله ،الحياء ل يأتي إل
بالخير ،فان الرجل إذا كان حييا لم يرخص حياؤه من الخلق في شئ من
الفواحش فضل عن الحياء من ال وروى ابن مسعود أنه جاء قوم إلى
النبي )صلى ال عليه وآله( فقالوا :إن صاحبنا قد أفسده الحياء فقال النبي
)صلى ال عليه وآله( :إن الحياء من السلم ،وإن البذاء من لؤم المرء
انتهى ،واليمان في الجنة أي صاحبه - 2كا :عن محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد ،عن محمد بن سنان ،عن ابن مسكان ،عن حسن الصيقل
قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :الحياء والعفاف والعي -أعني
][330
عى اللسان لعي القلب -من اليمان ) (1بيان :العفاف أي ترك المحرمات بل
الشبهات أيضا ،ويطلق غالبا على عفة البطن والفرج ،وفي القاموس عي
بالمر وعيي كرضي ،وتعايا واستعيى وتعيى لم يهتد لوجه مراده ،أو عجز
منه ولم يطق إحكامه وعيي في المنطق كرضي عيا بالكسر حصر وأعيا
الماشي كل انتهى والمراد بعي اللسان ترك الكلم فيما ل فائدة فيه ،وعدم
الجتراء على الفتوى بغير علم ،وعلى إيذاء الناس وأمثاله ،وهذا ممدوح
وعي القلب عجزه عن إدراك دقائق المسائل ،وحقائق المور وهو مذموم
" من اليمان " قيل أي من قبيله في المنع عن القبائح أو من أفراده أو
من أجزائه أو من شيم أهله ومحاسنه التي ينبغي التخلق بها انتهى أقول:
وروى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد ،عن محمد بن سنان ،عن ابن
مسكان ،عن الصيقل قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( :جالسا
فبعث غلما له أعجميا في حاجة إلى رجل فانطلق ثم رجع فجعل أبو عبد
ال )عليه السلم( يستفهمه الجواب وجعل الغلم ل يفهمه مرارا ،قال فلما
رأيته ليتعبر لسانه ول يفهمه ،ظننت أن أبا عبد ال )عليه السلم(
سيغضب عليه قال :وأحد أبو عبد ال النظر إليه ثم قال :أما وال لئن كنت
عيي اللسان فما أنت بعيي القلب ،ثم قال :إن الحياء والعي -عي اللسان
لعي القلب -من اليمان ،والفحش والبذاء والسلطة من النفاق - 3كا:
عن الحسين بن محمد ،عن محمد بن أحمد النهدي ،عن مصعب بن يزيد
عن العوام بن الزبير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :قال من رق وجهه
رق علمه ) (2بيان :المراد برقة الوجه الستحياء عن السؤال وطلب
العلم ،وهو مذموم فانه لحياء في طلب العلم ولفي إظهار الحق ،وإنما
الحياء عن المر القبيح قال تعالى " :إن ال ل يستحيي من الحق " )(3
ورقة العلم كناية عن قلته ،وما قيل إن المراد برقة الوجه قلة الحياء
فضعفه ظاهر ،وفي القاموس الرقة بالكسر
][331
الرحمة ،رققت له أرق والستحياء والدقة رق يرق فهو رقيق ورقاق انتهى
واستعارة رقة الوجه للحياء شائع بين العرب والعجم ،وقيل :المراد برقة
العلم الكتفاء بما يجب ويحسن طلبه ،ل الغلو فيه ،بطلب مال يفيد بل،
يضر كعلم الفلسفة ونحوه أو استعارة للنتاج فان الثوب الرقيق يحكي ما
تحته أو يكون نسبة الرقة إلى العلم على المجاز ،والمراد رقة المعلوم أي
يتعلق علمه بالدقايق والحقايق الخفية ول يخفى ما في الجميع من التكلف
والتعسف - 4كا :عن علي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن المغيرة ،عن يحيى
أخي دارم عن معاذ بن كثير ،عن أحدهما عليهما السلم قال :الحياء
واليمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه ) (1بيان :في
القاموس القرن بالتحريك حبل يجمع به البعيران ،وخيط من سلب يشد في
عنق الفدان انتهى والغرض بيان تلزمهما ول ينافي الجزئية ،و يحتمل أن
يكون المراد هنا باليمان العقائد اليقينية المستلزمة للخلق الجميلة
والفعال الحسنة كما عرفت أنه أحد معانيه - 5كا :عن العدة ،عن سهل،
عن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن علي بن يقطين ،عن الفضيل بن
كثير ،من ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ل إيمان لمن لحياء
له ) - 6 (2كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن بعض أصحابنا رفعه قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الحياء حياء ان :حياء عقل وحياء
حمق ،فحياء العقل هو العلم وحياء الحمق هو الجهل ) (3بيان :يدل على
انقسام الحياء إلى قسمين ممدوح ومذموم ،فأما الممدوح فهو حياء ناش
عن العقل ،بأن يكون حياؤه وانقباض نفسه ،عن أمر يحكم العقل الصحيح
أو الشرع بقبحه ،كالحياء عن المعاصي أو المكروهات ،وأما المذموم فهو
الحياء الناشي عن الحمق ،بأن يستحيي عن أمر يستقبحه أهل العرف من
العوام
][332
وليست له قباحة واقعية يحكم بها العقل الصحيح والشرع الصريح ،كالستحياء عن
سؤال المسائل العلمية أو التيان بالعبادات الشرعية التي يستقبحها الجهال
" فحياء العقل هو العلم " أي موجب لوفور العلم أو سببه العلم المميزبين
الحسن و -القبح ،وحياء الحمق سببه الجهل وعدم التمييز المذكور أو
موجب للجهل لنه يستحيي عن طلب العلم فهو مؤيد لما ذكرنا في الخبر
الثالث - 7كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن بكر بن
صالح ،عن الحسن بن علي ،عن عبد ال بن إبراهيم ،عن علي بن أبي
علي اللهبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أربع من كن فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدلها ال
حسنات :الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر ) (1بيان :بدلها ال
حسنات إشارة إلى قوله تعالى " إل من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك
يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفورا رحيما " ) (2وقد قيل في هذا
التبديل وجوه :الول أنه يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ،ويثبت مكانها
لواحق طاعاتهم ،الثاني أنه يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة
الثالث أنه تعالى يوفقه لضداد ما سلف منه الرابع أنه يثبت له بدل كل
عقاب ثوابا ،ويؤيده ما رواه مسلم ،عن أبي ذر رضي ال عنه قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يؤتى بالرجل يوم القيامة ،فيقال اعرضا
عليه صغار ذنوبه ،ونحيا عنه كبارها فيقال :عملت يوم كذا وكذا ،كذا و
كذا ،وهو مقر ل ينكر ،وهو مشفق من الكبار ،فيقال :أعطوه مكان كل
سيئة عملها حسنة فيقول :إن لي ذنوبا ما أراها ههنا ،قال :ولقد رأيت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ضحك حتى بدت نواجذه وما رواه علي
بن إبراهيم باسناده ،عن الرضا )عليه السلم( قال :إذا كان يوم القيامة
أوقف ال عزوجل المؤمن بين يديه ،ويعرض عليه عمله ،فينظر في
صحيفته
][333
فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه ،وترتعد فرائصه ثم تعرض عليه حسناته
فتفرح لذلك نفسه ،فيقول ال عزوجل :بدلوا سيئاتهم حسنات ،وأظهروها
للناس ،فيبدل ال لهم فيقول الناس أما كان لهؤلء سيئة واحدة ،وهو قوله
تعالى " يبدل ال سيئاتهم حسنات " ) (1وأقول :أكثر الوجوه جارية في
الخبر بأن يوفقه ال للتوبة والعمال الصالحة فيبدل فسوقه بالطاعات أو
مساوي أخلقه بمحاسنها أو يكتب له في القيامة بدل سيئاته حسنات أقول:
قد مضى أخبار هذا الباب في باب جوامع المكارم - 8ن ) (2لى :أبي ،عن
سعد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن أسباط عن الرضا ،عن آبائه )عليهم
السلم( أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :لم يبق من أمثال النبياء
إل قول الناس :إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) (3ص :الصدوق ،عن ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب مثله - 9لى :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن ابن هاشم ،عن عبد ال بن ميمون المكي ،عن الصادق ،عن
آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :استحيوا
من ال حق الحياء ،قالوا :وما نفعل يا رسول ال ؟ قال :فان كنتم فاعلين
فليبيتن أحدكم إل وأجله بين عينيه ،وليحفظ الرأس وما حوى ،والبطن
وما وعى وليذكر القبر والبلى ،ومن أراد الخرة فليدع زينة الحياة الدنيا )
(4ل :ماجيلويه ،عن علي ،عن أبيه ،عن عبد ال مثله ) (5ب :محمد بن
عيسى ،عن عبد ال بن ميمون مثله )(6
][334
- 10ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الحياء على وجهين فمنه الضعف ومنه
قوة وإسلم وإيمان ) (1ل :ماجيلويه ،عن عمه ،عن هارون ،عن ابن
زياد ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( مثله ) - 11 (2ب :هارون،
عن ابن صدقة ،عن الصادق )عليه السلم( قال :قال عيسى بن مريم )عليه
السلم( :إذا قعد أحدكم في منزلة فليرخ عليه ستره ،فان ال تبارك وتعالى
قسم الحياء كما قسم الرزق ) - 12 (3ن :ابن سعيد الهاشمي ،عن فرات،
عن محمد بن أحمد الهمداني ،عن العباس بن عبد ال البخاري ،عن محمد
بن القاسم بن إبراهيم ،عن الهروي قال :قال الرضا صلوات ال عليه:
الحياء من اليمان ) - 13 (4ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن الفضل بن
حباب ،عن عبد الواحد بن سلمان ،عن أبيه ،عن الجلح ،عن نافع ،عن
ابن عمر قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال يحب الحيي
المتعفف ،ويبغض البذي السائل الملحف ) - 14 (5ما :المفيد ،عن
المرزباني ،عن محمد بن أحمد الحكيمي ،عن محمد بن إسحاق ،عن يحيى
بن معين ،عن عبد الرزاق ،عن معمر بن ثابت ،عن أنس قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :ماكان الفحش في شئ قط إل شانه ،ولكان الحياء
في شئ قط إل زانه )(6
][335
جا :المرزباني مثله ) - 15 (1مع :علي بن عبد ال بن أحمد المذكر ،عن علي بن
أحمد الطبري عن الحسن بن علي بن زكريا ،عن خراش مولى أنس قال:
حدثنا مولي أنس قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الحياء خير
كله يعني أن الحياء يكف ذاالدين ومن لدين له عن القبيح ،فهو جماع كل
جميل ) - 16 (4مع :بهذا السناد قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :الحياء واليمان في قرن واحد ،فإذا سلب أحدهما اتبعه الخر يعني
أن من لم يكفه الحياء عن القبيح فيما بينه وبين الناس فهوليكفه عن
القبيح فيما بينه وبين ربه عزوجل ،ومن لم يستحي من ال عزوجل
وجاهره بالقبيح فلدين له ) - 17 (3مع :بهذا السناد قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أول ما ينزع ال من العبد الحياء ،فيصير ماقتا
ممقتا ثم ينزع منه المانة ثم ينزع منه الرحمة ،ثم يخلع دين السلم عن
عنقه ،فيصير شيطانا لعينا يعني أن ارتكاب القبيحة بعد القبيحة ينتهي إلى
الشيطنة ومن تشيطن على ال لعنه ال ) - 18 (4ل :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن أسباط عن الحسن بن الجهم ،عن
أبي الحسن الول )عليه السلم( قال :ما بقي من أمثال النبياء )عليهم
السلم( إل كلمة :إذا لم تستح فاعمل ما شئت ،وقال :أما إنها في بني امية
)(5
][336
- 19مص :قال الصادق )عليه السلم( :الحياء نور جوهره صدر اليمان،
وتفسيره التذويب عند كل شئ ينكره التوحيد والمعرفة ،قال النبي )صلى
ال عليه وآله( :الحياء من اليمان ،فقيل ) (1الحياء باليمان ،واليمان
بالحياء ،وصاحب الحياء خير كله ومن حرم الحياء فهو شر كله ،وإن تعبد
وتورع ،وإن خطوة يتخطا في ساحات هيبة ال تعالى بالحياء منه إليه خير
من عبادة سبعين سنة ،والوقاحة صدر النفاق والشقاق والكفر ،قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :إذا لم تستح فافعل ما شئت أي إذا فارقت الحياء
فكل ما عملت من خير وشر فأنت به معاقب وقوة الحياء من الحزن
والخوف والحياء مسكن الخشية ،فالحياء أوله الهيبة وصاحب الحياء
مشتغل بشأنه معتزل من الناس مزد جر عماهم فيه ،ولو ترك صاحب
الحياء ما جالس أحدا ،قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إذا أراد ال
بعبد خيرا ألهاه عن محاسنه وجعل مساويه بين عينيه ،وكرهه مجالسة
المعرضين عن ذكر ال والحياء خمسة أنواع :حياء ذنب ،وحياء تقصير،
وحياء كرامة ،وحياء حب ،وحياء هيبة ،ولكل واحد من ذلك أهل ،ولهله
مرتبة على حدة ) - 20 (3ضه :قيل للنبي )صلى ال عليه وآله( :أوصني
قال :استحي من ال كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك - 21
ختص :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :رحم ال عبدا استحيا من
ربه حق الحياء ،فحفظ الرأس وما حوى ،والبطن وما وعى ،وذكر القبر
والبلى ،وذكر أن له في الخرة معادا ) - 22 (3الدرة الباهرة :قال علي بن
الحسين )عليهما السلم( :خف ال تعالى لقدرته عليك ،واستحي منه لقربه
منك وقال أبو محمد العسكري )عليه السلم( :من لم يتق وجوه الناس لم
يتق ال
- 23نهج :قال )عليه السلم( :قرنت الهيبة بالخيبة ،والحياء بالحرمان والفرصة
تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير ) (1وقال )عليه السلم( :من كساه
الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه )) * (82) (2باب( * * " )السكينة
والوقار وغض الصوت( * " اليات :الفرقان :وعباد الرحمن الذين
يمشون على الرض هونا ) (3لقمان :واقصد في مشيك واغضض من
صوتك إن أنكر الصوات لصوت الحمير ) - 1 (4لى :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن النهدي ،عن عبد العزيز بن عمر عن أحمد بن عمر الحلبي
قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أي الخصال بالمرء أجمل ؟ قال:
وقار بل مهابة ،وسماح بلطلب مكافاة ،وتشاغل بغير متاع الدنيا ) (5ل:
العطار ،عن سعد ،عن النهدي مثله ) - 2 (6لى :عن الصادق )عليه
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أحسن زينة الرجل
السكينة مع إيمان )(7
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) 147نهج البلغة ج 2ص (3) 194الفرقان63 :
) (4لقمان (5) 19 :أمالى الصدوق ص (6) 174الخصال ج 1ص 46
) (7أمالى الصدوق ص 292
][338
)) * (83باب( * * " )التدبير والحزم والحذر والتثبت( " * * " )في المور
وترك اللجاجة( " * ]من[ اليات :النبياء :خلق النسان من عجل ساريكم
آياتي فل تستعجلون ) (1أقول :قد مضى في باب جوامع المكارم بعض
أخبار هذا الباب - 1ن ) (2لى :ابن موسى ،عن الصوفي ،عن الروياني،
عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني ،عن آبائه )عليهم السلم(
قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم
) - 2 (3مع ) (4ل :في وصية أبي ذر قال :قال النبي )صلى ال عليه
وآله( :ل عقل كالتدبير ول ورع كالكف ،ول حسب كحسن الخلق )- 3 (5
ل :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن الشعري ،عن موسى بن جعفر بن وهب،
عن الدهقان ،عن أحمد بن عمر الحلبي ،عن زيد القتات ،عن أبان بن تغلب
قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :مع التثبت تكون السلمة،
ومع العجلة تكون الندامة ،ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في
غير حينه ) - 4 (6ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن جعفر ،عن آبائه
)عليهم السلم( أن رجل
) (1النبياء (2) 37 :عيون الخبار ج 2ص (3) 54أمالى الصدوق ص (4) 268
معاني الخبار ص (5) 335الخصال ج 2ص (6) 105الخصال ج 1
ص 49
][339
أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :يارسول ال أوصني فقال له :فهل أنت
مستوص إن أوصيتك ؟ حتى قال ذلك ثلثا في كلها يقول الرجل :نعم
يارسول ال ،فقال له رسول ال :فاني اوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبر
عاقبته ،فان يك رشدا فامضه ،وإن يك غيا فانته عنه ) (1أقول :قد مضى
مثله في باب وصاياه )صلى ال عليه وآله( ) - 5 (2ما :فيما أوصى به
أمير المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته :أنهاك عن التسرع بالقول والفعل
) - 6 (3ل (4) :ن :ماجيلويه عن عمه ،عن البرقي ،عن علي بن محمد،
عن أبي أيوب المديني ،عن سليمان بن جعفر الجعفري ،عن الرضا ،عن
آبائه )عليهم السلم( قال :؟ ؟ رسول ال )صلى ال عليه وآله( :تعلموا من
الغراب خصال ثلثا :استتاره بالسفاد ،وبكوره في طلب الرزق ،وحذره )
- 7 (5ما :فيما أوصى به أمير المؤمنين ابنه )عليهما السلم( :يا بني إنه
لبد للعاقل من أن ينظر في شأنه ،فليحفظ لسانه ،وليعرف أهل زمانه )(6
- 8ل :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :الحزم كياسة ) - 9 (7مع :سئل
أمير المؤمنين )عليه السلم( :ما الحزم ؟ قال :أن تنتظر فرصتك وتعاجل
ما أمكنك )(8
) (1قرب السناد ص (2) 32بل يأتي في كتاب الروضة ،راجع ج 77ص 129و
(3) 130أمالى الطوسى ج 1ص (4) 6الخصال ج 1ص (5) 49
عيون الخبار ج 1ص (6) 257أمالى الطوسى ج 1ص (7) 146
الخصال ج 2ص (8) 94معاني الخبار ص 401
][340
- 10ل :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن أبي عبد ال الرازي ،عن
ابن أبي عثمان ،عن أحمد بن عمر الحلل ،عن يحيى بن عمران الحلبي
قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :سبعة يفسدون أعمالهم:
الرجل الحليم ذو العلم الكثير ليعرف بذلك ول يذكر به ،والحكيم الذي يدبر
ماله كل كاذب منكر لما يؤتى إليه ،والرجل الذي يأمن ذاالمكر والخيانة،
والسيد الفظ الذي ل رحمة ل ،والم التي ل تكتم عن الولد السر )(1
وتفشي عليه ،والسريع إلى لئمة إخوانه ،والذي يجادل أخاه مخاصما له )
(2سن :محمد البرقي ،عن محمد بن إسماعيل ،عن ابن بزيع ،عن
منصور بن يونس بزرج ،عن عمربن اذينة ،عن زرارة ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إنما أهلك الناس
العجلة ،ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد ) (3سن :أبي ،عن فضالة ،عن
ابن سيابة ،عن أبي النعمان ،عن أبي جعفر قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :الناة من ال ،والعجلة من الشيطان ) - 13 .(4الدرة الباهرة:
قال الرضا )عليه السلم( :من طلب المر من وجهه لم يزل فان زل لم
تخذله الحيلة وقال الجواد )عليه السلم( :اتئد تصب أوتكد ) (5وقال عليه
السلم :من لم يعرف الموارد أعيته المصادر وقال )عليه السلم( :من
انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة ،فقد عرض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة
) (1كانه )عليه السلم( أراد بالسر النكاح كما قيل في قوله تعالى " ول تواعدوهن
سرا " ) (2الخصال ج 2ص (3) 50المحاسن (4) 215 :المصدر نفسه
) (5التئاد :افتعال من الوأد يقال :اتئد :أي تمهل وترزن فيه وتأني
وتثبت )*(
][341
وقال )عليه السلم( :من هجر المداراة قاربه المكروه - 14نهج :قال )عليه
السلم( :الظفر بالحزم والحزم باجالة الرأي والرأي بتحصين السرار )(1
وقال )عليه السلم( :اللجاجة تسل الرأي وقال )عليه السلم( :ثمرة
التفريط الندامة وثمرة الحزم السلمة ) (2وقال )عليه السلم( :الخلف
يهدم الرأي ) (3وقال )عليه السلم( :من الخرق المعاجلة قبل المكان،
والناة بعد الفرصة ) (4وقال )عليه السلم( :الطمأنينة إلى كل أحد قبل
الختبار عجز ) (5وقال )عليه السلم( :ما أنقض النوم لعزائم اليوم )(6
وقال )عليه السلم( :وإياك أن تجمح بك مطية اللجاج ) (7وقال )عليه
السلم( :بادر الفرصة قبل أن تكون غصة ) - 15 (8كنز الكراجكى :قال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :روتحزم ) (9فإذا
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) 193نهج البلغة ج 2ص (3) 186نهج البلغة
ج 2ص (4) 193نهج البلغة ج 2ص (5) 230نهج البلغة ج 2ص
(6) 237نهج البلغة ج 2ص (7) 248نهج البلغة ج 2ص ،51
والجموح :أن يركب الفرس رأسه ل يثنيه شئ -يقال جمح براكبه:
اعتزه وجرى غالبا اياه ،واللجاج -بالفتح الخصومة والمعنى ل تسترسل
في الحجاج والخصومة والجدال بحيث ل تملك نفسك عن النتهاء منها
فتغلبك وتوقعك في مساوى عاقبتها ) (8نهج البلغة ج 2ص " (9) 52
رو " أمر من التروي وهو التفكر قبل العمل ،يعنى تفكر فيما تعنيه فانك
ان
][342
استوضحت فاجزم وقال )عليه السلم( :اللجاجة تسلب الرأي والطمأنينة قبل الحزم
ضد الحزم ،والتدبير قبل العمل يؤمنك الندم ،ومن تحرى القصد خفت عليه
المؤن ،ومن كابد المور عطب ،ولول التجارب عميت المذاهب ،وفي
التجارب علم مستأنف ،وفي التواني والعجز انتجت الهلكة وقال النبي
)صلى ال عليه وآله( :إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته ،فان كان خيرا فأسرع
إليه وإن كان شرا فانته عنه وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :من لم
يعرف لؤم ظفر اليام لم يحترس من سطوات الدهر ،ولم يتحفظ من فلتات
الزلل ولم يتعاظمه ذنب وإن عظم )) * (84باب( * * " )الغيرة
والشجاعة( " * أقول :قد مضى في باب جمامع المكارم بعض أخبار هذا
الباب - 1ن :أبي عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن إبراهيم بن
حمويه ،عن اليقطيني قال :قال الرضا )عليه السلم( :في الديك البيض
خمس خصال من خصال النبياء :معرفته بأوقات الصلوة ،والغيرة،
والسخاء والشجاعة ،وكثرة الطروقة ) - 2 (1كتاب المامة والتبصرة:
عن أحمد بن علي ،عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم،
عن النوفلي ،عن السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الغيرة من
اليمان والبذاء من النفاق
= تتفكر فقد أخذت بالحزم في أمورك فإذا رويت واستوضح لك المر وعواقبه
فاجزم على المضى عليه ان كان فيه نفعك آجل وعاجل وانته عنه ان
كان فيه مضرتك كذلك ) (1عيون الخبار ج 1ص 277
][343
)) * (85باب( * * " )حسن السمت وحسن السيماء( " * * " )وظهور آثار
العبادة في الوجه( " * ]من[ اليات :الفتح :سيماهم في وجوههم من أثر
السجود ) - 1 (1ل :ابن مسرور ،عن ابن عامر ،عن عمه ،عن ابن
محبوب ،عن عباد ابن صهيب قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(
يقول :ل يجمع ال لمنافق ول فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق
أبدا ) - 2 (2ل :ابن بندار ،عن أبي العباس الحمادي ،عن صالح بن محمد،
عن محمد ابن بكار ،عن عبيدة بن حميد ،عن قابوس بن أبي ظبيان ،عن
أبيه ،عن ابن عباس قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الهدي
الصالح والسمت الصالح والقتصاد جزء من خمسة وأربعين جزءا من
النبوة ) - 3 (3ما :المفيد ،عن علي بن خالد ،عن علي بن الحسن ،عن
جعفر بن محمد ابن مروان ،عن أبيه ،عن أحمد بن عيسى ،عن محمد بن
جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :خلتان ل تجتمعان في منافق :فقه في السلم،
وحسن سمت في الوجه ) - 4 (4نوادر الراوندي :باسناده عن موسى بن
جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال علي )عليه السلم( :إن رسول
ال )صلى ال عليه وآله( أبصر رجل دبرت جبهته ،فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :من يغالب ال تعالى يغلبه ومن يخدع ال يخدعه ،فهل
تجافيت بجبهتك عن الرض
) (1الفتح (2) 29 :الخصال ج 1ص (3) 63الخصال ج 1ص (4) 84أمالى
الطوسى ج 1ص 34
][344
ولم تشوه خلقك ؟ وبهذا السناد قال :قال علي )عليه السلم( :إني لكره للرجل أن
ترى جبهته جلجاء ليس فيها شئ من أثر السجود - 5كتاب المامة
والتبصرة :عن محمد بن عبد ال ،عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله
علي بن محمد ،عن عمرو بن عثمان الخزاز ،عن النوفلي ،عن السكوني
عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :زين امتي في حسن السمت )) * (86باب( * *
" )القتصاد وذم السراف والتبذير والتقتير( " * ]من[ اليات الفرقان:
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )- 1 (1
دعوات الراوندي :قال الصادق )عليه السلم( :أربعة ل يستجاب لهم
دعاء :رجل جالس في بيته يقول يا رب ارزقني فيقول له ،:ألم آمرك
بالطلب ؟ ورجل كانت له امرأة فدعا عليها فيقول ألم أجعل أمرها بيدك ؟
ورجل كان له مال فأفسده فيقول يا رب ارزقني فيقول له ألم آمرك
بالقتصاد ألم آمرك بالصلح ؟ ثم قرأ " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم
يقتروا وكان بين ذلك قواما " ورجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول ألم
آمرك بالشهادة ؟ - 2نهج :قال )عليه السلم( :القناعة مال ل ينفد )(2
وقال )عليه السلم( :كن سمحا ول تكن مبذرا وكن مقدرا ول تكن مقترا )
(3
) (1الفرقان (2) 67 :نهج البلغة ج 2ص 156و (3) 225نهج البلغة ج 2
ص 151
][345
وقال )عليه السلم( :إذا لم يكن ما تريد فل تبل كيف كنت ؟ ) (1وقال )عليه
السلم( :كفى بالقناعة ملكا وبحسن الخلق نعيما وسئل )عليه السلم( عن
قوله تعالى " فلنحيينه حيوة طيبة " ) (2فقال :هي القناعة ) (3وقال
)عليه السلم( :من رضي برزق ال لم يحزن على ما فاته ) (4أقول :قد
مضى في باب جوامع المكارم بعض أخبار هذا الباب - 3ل :ابن الوليد،
عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن أسباط عن سليم مولى طربال،
عن رجل ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سمعته يقول :الدنيا دول ،فما
كان لك فيها أتاك على ضعفك ،وما كان منها عليك أتاك ولم تمتنع منه
بقوة ،ثم أتبع هذا الكلم بأن قال :من يئس مما فات أراح بدنه ،ومن قنع
بما اوتي قرت عينه ) - 4 (5ما :الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه،
عن أبي الحسن الثالث عن آبائه ،عن الصادق )عليهم السلم( في قوله
تعالى " فلنحيينه حيوة طيبة " قال :القنوع ) - 5 (6لى ) (7مع ) (8ما:
سئل أمير المؤمنين )عليه السلم( :أي القنوع أفضل ؟ قال
) (1نهج البلغة ج 2ص 157وقوله " فلتبل " نهى من المبالة وفى بعض
النسخ " فلتبال " والمعنى :إذا سعيت سعيك في التقدم والفوز بالماني
فلم ينفع سعيك ،وعاقك عن امنيتك العوائق فلم يكن ما تريد ،فلتبال كيف
كنت وعلى أي حال كنت من سوء الحال وحسنه ،وارض بما قدر لك )(2
النحل (3) 97 :نهج البلغة ج 2ص (4) 195نهج البلغة ج 2ص
(5) 227الخصال ج 1ص (6) 124أمالى الطوسى ج 1ص (7) 281
أمالى الصدوق (8) 237 :معاني الخبار199 :
][346
القانع بما أعطاه ال ) - 6 (1ع :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن محمد بن عيسى،
عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
لمال أنفع من القنوع باليسير المجزي الخبر ) - 7 (2مع :أبي ،عن سعد،
عن البرقي ،عن أبيه رفعه قال :قال النبي )صلى ال عليه وآله( لجبرئيل
ما تفسير القناعة ؟ قال :تقنع بما تصيب من الدنيا تقنع بالقليل وتشكر
اليسير ) - 8 (3ب :ابن طريف ،عن ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه ،عن
علي )عليهم السلم( قال :ل يذوق المرء من حقيقة اليمان حتى يكون فيه
ثلث خصال :الفقه في الدين والصبر على المصائب ،وحسن التقدير في
المعاش ) (4أقول :قد مضى بسند آخر في باب صفات المؤمن ) - 9 (5ل:
أبي ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن علي بن إسماعيل ،عن محمد
بن عمر ،عن عبد ال بن أيوب ،عن إبراهيم بن ميمون قال :سمعت أبا
عبد ال )عليه السلم( يقول :ضمنت لمن اقتصد أن ل يفتقر ) - 10 (6ل:
أبي ،عن سعد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن جعفر بن بشير ،عن داود الرقي،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن القصد أمر يحبه ال عزوجل وإن
السرف يبغضه حتى طرحك النواة ،فانها تصلح لشئ ،وحتى صبك فضل
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) 51علل الشرائع ج 2ص (3) 246معاني
الخبار (4) 261 :قرب السناد (5) 46 :راجع ج 67ص ،300عن
المحاسن ) (6الخصال ج 1ص 8
][347
شرابك ) (1ثو :ماجيلويه ،عن محمد بن يحيى ،عن الشعري ،عن ابن أبي الخطاب
مثله ) - 11 (2ل :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن علي بن
إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد ،عن بعض أصحابه قال :سمعت
العباسي وهو يقول :استأذنت الرضا )عليه السلم( في النفقة على العيال،
فقال :بين المكروهين ،قال :فقلت :جعلت فداك ل وال ما أعرف
المكروهين ،قال :فقال لي :يرحمك ال أما تعرف أن ال عزوجل كره
السراف وكره القتار ؟ فقال " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا
وكان بين ذلك قواما ) - 12 (3اقول :قد مضى في باب ،جوامع المكارم،
عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال :أما المنجيات فخوف ال في السر
والعلنية ،والقصد في الغنا والفقر ،وكلمة العدل في الرضا والسخط - 13
ل :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :ترك التقدير في المعيشة يورث
الفقر ) (4وعنه )عليه السلم( قال :السرف مثواة ،والقصد مثراة )14 (5
-ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :التقدير نصف العيش
وقال )عليه السلم( :ما عال امرؤ اقتصد ) - 15 (6مع :أبي ،عن سعد،
عن البرقي ،عن علي بن جعفر ،عن رجل من أصحابنا يقال له إبراهيم
قال :سئل الحسن )عليه السلم( :عن المروة فقال :العفاف في الدين
) (1الخصال ج 1ص (2) 9ثواب العمال (3) 169 :الخصال ج 1ص ،29
والية في سورة الفرقان (4) 67 :الخصال ج 2ص (5) 94المصدر
نفسه في حديث آخر ) (6الخصال ج 2ص 161
][348
وحسن التقدير في المعيشة ،والصبر على النائبة ) - 16 (1ما :في وصية أمير
المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته :واقتصد يا بني في معيشتك )- 17 (2
ضا :أروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال :من أراد أن يكون أغنى
الناس فليكن واثقا بما عند ال عزوجل وروي فليكن بما في يد ال أوثق
منه مما في يديه وأروي عن العالم )عليه السلم( :أنه قال :قال ال
سبحانه :ارض بما آتيتك تكن من أغنى الناس وأروي :من قنع شبع ،ومن
لم يقنع لم يشبع وأروي أن جبرئيل )عليه السلم( هبط إلى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فقال :إن ال عز وجل يقرأ عليك السلم ،ويقول لك:
اقرأ بسم ال الرحمن الرحيم " ول تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا
منهم " ) (3الية فأمر النبي )صلى ال عليه وآله( مناديا ينادي :من لم
يتأدب بأدب ال تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ونروي :من رضي من
الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه ،ومن لم يرض من الدنيا بما
يجزيه لم يكن شئ منها يكفيه ونروي :ما هلك من عرف قدره ،وما ينكر
الناس عن القنوت إنما ينكر عن العقول ) (4ثم قال :وكم عسى يكفي
النسان ونروي :من رضي من ال باليسير من الرزق رضي ال منه
بالقليل من العمل ونروي :عن النبي )صلى ال عليه وآله( :أنه قال :من
سألنا أعطيناه ،ومن استغنى أغناه ال ونروي إن دخل نفسك شئ من
القناعة فاذكر عيش رسول ال )صلى ال عليه وآله( فانما كان قوته
الشعير ،وحلوته التمر ،ووقوده السعف ،إذا وجد
) (1معاني الخبار (2) 258 :أمالى الطوسى ج 1ص (3) 6طه (4) 131 :كذا،
والظاهر :ما ينكر الناس عن القوت وانما ينكر عن الفضول
][349
- 18مص :قال الصادق )عليه السلم( :لو حلف القانع بتملكه الدارين لصدقه ال
عزوجل بذلك ،ولبره لعظم شأن مرتبة القناعة ،ثم كيف ل يقنع العبد بما
قسم ال عزوجل له وهو يقول " :نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة
الدنيا " ) (1فمن أيقن وصدقه بما شاء ولما شاء ،بل غفلة ممن أيقن
بربوبيته ،أضاف تولية القسام إلى نفسه بل سبب ،ومن قنع بالمقسوم
استراح من الهم والكذب والتعب وكلما نقص من القناعة زاد في الرغبة،
والطمع والرغبة في الدنيا أصلن لكل شر وصاحبهما لينجو من النار إل
أن يتوب ،ولذلك قال النبي )صلى ال عليه وآله( :القناعة ملك ل يزول،
وهو مركب رضا ال ،تحمل صاحبها إلى داره ،فأحسن التوكل فيما لم تعط،
والرضا بما اعطيته ،واصبر على ما أصابك ،فان ذلك من عزم المور )(2
- 19سر :موسى بن بكر ،عن العبد الصالح )عليه السلم( قال :قال النبي
)صلى ال عليه وآله( :التودد إلى الناس نصف العقل ،والرفق نصف
المعيشة ،وما عال امرؤفي اقتصاد - 20ما :الحسين بن إبراهيم عن ابن
وهبان ،عن علي بن الحبشي ،عن العباس ابن محمد بن الحسين ،عن
أبيه ،عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى ،عن الحسين بن أبي غندر،
عن أيوب بن الحر قال :سمعت رجل يقول لبي عبد ال )عليه السلم(:
بلغني أن القتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب ؟ فقال أبو عبد ال
)عليه السلم( :لبل هو الكسب كله ،ومن الدين التدبير في المعيشة )(3
) (1الزخرف (2) 33 :مصباح الشريعة ص (3) 21أمالى الطوسى ج 2ص 283
][350
)) * (87باب( * * " )السخاء والسماحة والجود( " * ]من[ اليات التغابن:
وأنفقوا خيرا لنفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون * إن
تقرضوا ال قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم وال شكور حليم )- 1 (1
لى :الحسن بن عبد ال بن سعيد ،عن عبد العزيز بن يحيى ،عن محمد بن
سهل ،عن عبد ال بن محمد البلوي ،عن إبراهيم بن عبيدال ،عن أبيه،
عن زيد بن علي ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي )عليه السلم( قال :سادة
الناس في الدنيا السخياء وفي الخرة التقياء ) (2صح :عن الرضا ،عن
آبائه ،عن علي بن الحسين )عليهم السلم( مثله ) (3أقول ،:قد مر بعض
الخبار في باب جوامع المكارم ،وبعضها في باب حسن الخلق - 2لى :ابن
المتوكل ،عن علي بن إبراهيم ،عن اليقطيني ،عن يونس عن الحسن بن
زياد ،عن الصادق )عليه السلم( :أنه قال :إن ال تبارك وتعالى رضي لكم
السلم دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق ) - 3 (4ل :ابن
المتوكل ،عن محمد العطار ،عن سهل ،عن رجل وعمر بن عبد العزيز عن
جميل بن دراج قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :خياركم سمحاؤكم
وشراركم بخلؤكم ،ومن صالح العمال البر بالخوان ،والسعي في
حوائجهم ،وذلك مرغمة
) (1التغابن (2) 17 - 16 :أمالى الصدوق (3) 20 :صحيفة الرضا )عليه السلم(:
(4) 42أمالى الصدوق(*) 163 :
][351
للشيطان ،وتزحزح عن النيران ،ودخول الجنان يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر
أصحابك ،قال :فقلت له :جعلت فداك من غرر أصحابي ؟ قال :هم البارون
بالخوان ،في العسر واليسر ،ثم قال :يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون
عليه ذلك ،وقد مدح ال عزوجل صاحب القليل فقال " :ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون "
) - 4 (1ما :المفيد ،عن أبي غالب أحمد بن محمد ،عن ابن أبي الخطاب،
عن ابن محبوب ،عن جميل بن صالح ،عن بريد العجلي ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :يقول ال تعالى :المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن ،فان
قبلها مني فبرحمة مني ،فان ردها فبذنبه حرمها ،ومنه ل مني ،وأيما عبد
خلقته فهديته إلى اليمان وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل ،فاني اريد به
خيرا ) - 5 (2ن :أبي ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن أحمد بن سليمان
قال :سأل رجل أبا الحسن )عليه السلم( وهوفي الطواف فقال له :أخبرني
عن الجواد ،فقال :إن لكلمك وجهين فان كنت تسأل عن المخلوق ،فان
الجواد الذي يؤدي ما افترض ال تعالى عليه ،والبخيل من بخل بما
افترض ال تعالى عليه ،وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى ،وهو
الجواد إن منع ،لنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له وإن منع منع ما ليس
له ) (3مع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن أبي الجهم ،عن
موسى ابن بكر ،عن أحمد بن سلم قال :سأل رجل أبا الحسن )عليه السلم(
الحديث )(4
) (1الخصال ج 1ص (2) 48أمالى الطوسى ج 1ص (3) 24عيون الخبار ج 1
ص (4) 141معاني الخبار256 :
][352
- 6ن :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن إبراهيم بن حمويه عن محمد
بن عيسى اليقطيني قال :قال الرضا )عليه السلم( :في الديك البيض
خمس خصال من خصال النبياء :معرفته بأوقات الصلوة ،والغيرة،
والسخاء ،والشجاعة ،وكثرة الطروقة ) - 7 (1ن :ابن مسرور ،عن ابن
عامر ،عن المعلى ،عن الوشاء قال :سمعت الرضا )عليه السلم( يقول:
السخي قريب من ال ،قريب من الجنة ،قريب من الناس والبخيل بعيد من
ال ،بعيد من الجنة ،بعيد من الناس ،وسمعته يقول :السخاء شجرة في
الجنة من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة ) - 8 (2ن :أبي عن علي
بن إبراهيم ،عن ياسر الخادم ،عن الرضا )عليه السلم( :قال :السخي يأكل
من طعام الناس ليأكلوا من طعامه ،والبخيل ل يأكل من طعام الناس لئل
يأكلوا من طعامه ) - 9 (3ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن جعفر بن
محمد بن جعفر الحسيني ،عن أيوب بن محمد بن فروخ ،عن سعيد بن
مسلمة ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه صلوات ال عليهم قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :إن السخاء شجرة من أشجار الجنة لها أغصان
متدلية في الدنيا] ،فمن كان سخيا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك
الغصن إلى الجنة والبخل شجرة من أشجار النار لها أغصان متدلية في
الدنيا[ ) (4فمن كان بخيل تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن
إلى النار قال أبو المفضل :قال لنا أبو عبد ال الحسين :فحدثني شيخ من
أهلنا عن أبيه عن جعفر بن محمد بحديثه هذا حديث السخا والبخل ،قال:
فقال أبو عبد ال )عليه السلم( :ليس السخي المبذر الذي ينفق ماله في
غير حقه ،ولكنه الذي يؤدي إلى ال عزوجل ما فرض عليه في ماله من
الزكاة وغيرها ،والبخيل الذي ليؤدي
) (1عيون الخبار ج 1ص (2) 277عيون الخبار ج 2ص (3) 12المصدر
نفسه ) (4مابين العلمتين ساقط من الصل
][353
حق ال عزوجل في ماله ) - 10 (1مع :أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن
ابن محبوب ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت
له :ماحد السخاء ؟ قال :تخرج من مالك الحق الذي أوجبه ال عليك،
فتضعه في موضعه ) (2مع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن البرقي ،عن ابن
فضال ،عن علي بن عقبة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله )- 11 (3
مع :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن حريز ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق ) - 12 (4مع:
ابن المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن أحمد بن
النضر ،عن علي بن عوف الزدي قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(:
السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه ،فإذا ظفر بالحلل طابت
نفسه أن ينفقه في طاعة ال عزوجل ) - 13 (5مع :ابن المتوكل ،عن
السعد آبادي ،عن البرقي ،عن ابن فضال ،عن رجل ،عن حفص بن غياث،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
السخاء شجرة أصلها في الجنة وهي مطلة على الدنيا ،من تعلق بغصن
منها اجتره إلى الجنة ) - 14 (6مع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي رفعه عن
ابن طريف ،عن ابن نباته عن الحارث العور قال :قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( للحسن :يا بني ما السماحة ؟ قال :البذل في العسر واليسر )
(7أقول :روى في الكتاب المذكور باسناد آخر أنه قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( للحسن :ما السماحة ؟ قال إجابة السائل وبذل النائل
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) 89معاني الخبار (7 - 3) 255 :معاني الخبار:
256
][354
- 15سن :أبي ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :ثلث من أبواب البر :سخاء النفس،
وطيب الكلم ،والصبر على الذى ) - 16 (1ختص ) (2ضا :أروي عن
العالم )عليه السلم( أنه قال :السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا
فمن تعلق بغصن منها أدته إلى الجنة ،والبخل شجرة في النار أغصانها في
الدنيا فمن تعلق بغصن من أغصانها أدته إلى النار ،أعاذنا ال وإياكم من
النار ) (3ونروي أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال لعدي بن حاتم
طيئ :دفع عن أبيك العذاب الشديد لسخاء نفسه وروي أن جماعة من
السارى جاؤا بهم إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأمر أمير
المؤمنين )عليه السلم( بضرب أعناقهم ثم أمره بافراد واحد ل يقتله ،فقال
الرجل :لم أفردتني من أصحابي والجناية واحدة ؟ فقال له :إن ال تبارك
وتعالى أوحى إلي أنك سخي قومك
) (1المحاسن (2) 6 :الختصاص ،253 :ويظهر من هذا التوافق بين كتاب
الختصاص وبين كتاب التكليف لبن ابى العزاقر الشلمغانى المعروف
بفقه الرضا )عليه السلم( -كما عرفت في ج 51ص 375من هذه
الطبعة -أن مؤلف كتاب الختصاص اعتمد على كتاب التكليف وأخذ عنه
كما أخذ عنه ابن أبى جمهور في كتابه غوالى اللئالى عارفا بنسبة كتاب
التكليف إلى مؤلفه ويستظهر من هذا التوافق بين العبارتين أن مؤلف
كتاب الختصاص ألف كتابه و جمعه من مطاوى كتب المحدثين تارة مع
السند ،وتارة بلسند ،كماحذى حذوه مؤلف كتاب جامع الخبار الذى
نسب إلى الصدوق رحمه ال فمن البعيد جدا أن يأخذ الشيخ المفيد عن
الشلمغانى رواياته هذه وكلها مرسلة -بلفظه ونصه وكيف كان هذا
التوافق بين العبارتين مما يوهن نسبة كتاب الختصاص إلى الشيخ
المفيد قدس سره
][355
ول أقتلك ،فقال الرجل :فاني أشهد أن لإله إل ال ،وأنك محمد رسول ال )صلى
ال عليه وآله( قال فقاده سخاؤه إلى الجنة وروي :الشاب السخي
المعترف للذنوب أحب إلى ال من الشيخ العابد البخيل وروي ماشئ يتقرب
به إلى ال عزوجل من إطعام الطعام وإراقة الدماء وروي أطيلوا الجلوس
عند الموائد ،فانها أوقات ل تحسب من أعماركم وروي لو عملت طعاما
بمائة ألف درهم ثم أكل منه مؤمن واحد لم تعد مسرفا وروي عن العالم
)عليه السلم( أنه قال :أطعموا الطعام ،وأفشوا السلم ،وصلوا والناس
نيام ،وادخلوا الجنة بسلم وأروي إياك والسخي فان ال عزوجل يأخذ بيده
وروي أن ال تبارك وتعالى يأخذ بناصية السخي إذا اعثر - 17مص :قال
الصادق )عليه السلم( :السخاء من أخلق النبياء وهو عماد اليمان ول
يكون مؤمن إل سخيا ،وليكون سخيا إل ذويقين وهمة عالية ،لن السخاء
شعاع نور اليقين ،ومن عرف ما قصد ،هان عليه ما بذل وقال النبي )صلى
ال عليه وآله( :وما جبل ولي ال إل على السخاء ،والسخاء ما يقع على
كل محبوب أقله الدنيا ،ومن علمة السخاء أن ل يبالي من ]أصحاب[ خ
أكل الدنيا ومن ملكها مؤمنا أو كافرا ،وعاصيا أو مطيعا ،شريفا أو
وضيعا ،يطعم غيره ويجوع ويكسو غيره ويعرى ،ويعطي غيره ويمتنع
من قبول عطاء غيره ،ويمن بذلك ول يمتن ،ولو ملك الدنيا بأجمعها لم
يرنفسه فيها إل أجنبيا ،ولو بذلها في ذات ال عزوجل في ساعة واحدة
مامل قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :السخي قريب من ال قريب من
الناس ،قريب من الجنة بعيد من النار ،والبخيل بعيد من ال ،بعيد من
الناس ،بعيد من الجنة ،قريب من النار ول يسمى سخيا إل الباذل في طاعة
ال ولوجهه ،ولو برغيف أو شربة ماء قال النبي )صلى ال عليه وآله(:
السخي بما ملك وأراد به وجه ال وأما السخي في معصية ال
][356
فحمال سخط ال وغضبه ،وهو أبخل الناس على نفسه ،فكيف لغيره ،حيث اتبع
هواه ،وخالف أمر ال ،قال ال عزوجل " :وليحملن أثقالهم ]وأثقال مع
أثقالهم "[ ) (1وقال النبي )صلى ال عليه وآله( :يقول ابن آدم :ملكي
ملكي ،ومالي مالى ،يا مسكين أين كنت حيث كان الملك ولم تكن ،وهل لك
إل ما أكلت فأفنيت أولبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت إما مرحوم به وإما
معاقب عليه ،فاعقل أن ل يكون مال غيرك أحب إليك من مالك ،فقد قال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :ما قدمت فهو للمالكين ،وما أخرت فهو
للوارثين ،وما معك فمالك عليه سبيل سوى الغرور به ،كم تسعى في طلب
الدنيا ؟ وكم تدعي ؟ أفتريد أن تفقرنفسك وتغني غيرك ) - 18 (2جع :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الجنة دار السخياء وقال الصادق )عليه
السلم( :السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق روي عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :لجاهل سخي أفضل من سائح بخيل ) (3وفي حديث
آخر عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :لشاب مرهق في الذنوب سخي أحب إلى ال من شيخ عابد بخيل
الحسن بن علي الوشاء قال :سمعت أبا الحسن الرضا )عليه السلم(
يقول :السخي قريب من ال ،قريب من الجنة ،قريب من الناس ،بعيد من
النار ،والبخيل بعيد من ال ،بعيد من الجنة ،بعيد من الناس ،قريب من
النار وقال النبي )صلى ال عليه وآله( :الرجال أربعة :سخي وكريم وبخيل
ولئيم ،فالسخي
) (1العنكبوت (2) 13 :مصباح الشريعة 34 :و (3) 35السائح :الصائم العابد،
والمراد بالجاهل :غير العاقل الذى يجهل في فعاله ويعمل من غير تدبر
وترو ،ل الجاهل في مقابلة العالم ،وفى الصل وهكذا نسخة الكمبانى "
تاسخ " وفى نسخة المصدر المطبوع " شيخ " وكلها تصحيف وسيجئ
عن الدرة الباهرة " :ناسك " وهو قريب المعنى من السائح
][357
الذي يأكل ويعطي والكريم الذي ل يأكل ويعطي والبخيل الذي يأكل ول يعطي واللئيم
الذي ل يأكل ول يعطي ) - 19 (1ين :محمد بن الفضيل ،عن زرارة قال:
سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :إن ال ارتضى السلم لنفسه دينا
فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق - 20ما :باسناده عن موسى بن
بكر ،عن العبد الصالح )عليه السلم( عن أبي ذر رضي ال عنه قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من صدق بالخلف جاد بالعطية - 21
الدرة الباهرة :قال الحسين بن علي )عليه السلم( :من قبل عطاءك ،فقد
أعانك على الكرم قال )عليه السلم( :مالك إن لم يكن لك كنت له ،فلتبق
عليه ،فانه ل يبقي عليك ،وكله قبل أن يأكلك وقال الصادق )عليه السلم(:
جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل قال )عليه السلم( :السخاء ماكان
ابتداء ،فأما ماكان من مسألة فحياء وتذمم وقال )عليه السلم( :الكرم
أعطف من الرحم - 22كتاب المامة والتبصرة :عن القاسم بن علي
العلوي ،عن محمد بن أبي عبد ال ،عن سهل بن زياد ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :طعام السخي دواء ،وطعام الشحيح داء
)) * (88باب( * * " )من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والرضا( " * * "
)والغضب والشهوة( " * - 1لى :ابن ناتانه ،عن علي ،عن أبيه ،عن
الحسن بن علي بن فضال عن غالب بن عثمان ،عن شعيب العقر قوفي،
عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال :من ملك نفسه إذا رغب
وإذا رهب ،وإذا اشتهى ،وإذا غضب وإذا رضي ،حرم ال جسده على النار
) - 2 (1ل :ماجيلويه ،عن عمه ،عن هارون ،عن ابن صدقة ،عن جعفر
ابن محمد ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :ما أنفق مؤمن نفقة هي أحب إلى ال عزوجل من قول الحق في
الرضا والغضب ) (2اقول :قد مضى كثير من الخبار في هذا المعنى في
باب جوامع المكارم وبعضها في باب الخوف - 3ل :ابن المتوكل ،عن
الحميري ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن أبي أيوب ،عن أبي عبيدة
الحذاء ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :إنما المؤمن الذي إذا رضي لم
يدخله رضاه في إثم ول باطل ،وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق،
والمؤمن الذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي وإلى ما ليس له بحق )
- 4 (3ل :أبي ،عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ،عن البرقي ،عن
الحسن ابن علي بن فضال ،عن ابن حميد ،عن الثمالي ،عن عبد ال بن
الحسن ،عن امه
) (1أمالى الصدوق (2) 198 :الخصال ج 1ص (3) 32الخصال ج 1ص 52
][359
فاطمة بنت الحسين بن علي ،عن أبيه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :ثلث خصال من كن فيه استكمل خصال اليمان :الذي إذا
رضي لم يدخله رضاه في إثم ول باطل ،وإذا غضب لم يخرجه الغضب من
الحق ،وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له ) - 5 (1ل :ابن الوليد ،عن الصفار،
عن البرقي ،عن أبيه ،عن صفوان ،عن عبد ال سنان قال :ذكر رجل
المؤمن عند أبي عبد ال فقال )عليه السلم( :إنما المؤمن الذي إذا سخط
لم يخرجه سخطه من الحق ،والمؤمن إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل،
والمؤمن الذي إذا قدر لم يتعاط ما ليس له ) - 5 (2ل :الطالقاني ،عن
محمد بن جرير الطبري ،عن أبي صالح الكناني عن يحيى بن عبد الحميد،
عن شريك ،عن هشام بن معاذ ،عن الباقر )عليه السلم( قال :ثلث من كن
فيه استكمل اليمان بال :من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل ،و إذا
غضب لم يخرجه غضبه من الحق ،ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له
الخبر ) - 7 (3ثو :العطار ،عن سعد ،عن محمد بن عيسى ،عن ابن
فضال ،عن غالب ابن عثمان ،عن شعيب ،عن رجل ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا
غضب حرم ال جسده على النار )(4
) 1و (2الخصال ج 1ص (3) 52الخصال ج 1ص (4) 51ثواب العمال ص
145
][360
)) * (89باب( * * " )انه ينبغى ان ل يخاف في ال لومة لئم وترك( " * * "
)المداهنة في الدين( " * اليات ،المائدة :يجاهدون في سبيل ال ول
يخافون لومة لئم ) (1القلم :فلتطلع المكذبين * ودو الوتدهن فيدهنون )
- 1 (2ل :في وصايا أبي ذر رحمة ال عليه قال :أوصاني رسول ال
)صلى ال عليه وآله( أن ل أخاف في ال لومة لئم ) (3وفي خبر آخر
عنه رحمة ال عليه قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تخف
في ال لومة لئم ) (4وسيأتي بأسانيده في أبواب المواعظ ) - 2 (5ما:
فيما كتب أمير المؤمنين )عليه السلم( لمحمد بن أبي بكر :اوصيك بسبع
هن جوامع السلم :تخشى ال عزوجل ،ول تخشى الناس في ال ،إلى أن
قال :ول تخف في ال لومة لئم ) - 3 (6ما :باسناد المجاشعي ،عن
الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم(:
ل تأخذكم في ال لومة لئم ،يكفكم ال من أرادكم وبغى عليكم
) (1المائدة (2) 54 :القلم 8 :و (3) :9الخصال ج 2ص (4) 105الخصال ج 2
ص 4في حديثين ) (5راجع ج - 77ص 91 - 70من هذه الطبعة
الحديثة ) (6أمالى الطوسى ج 1ص 30
][361
- 4فتح :روي أن لقمان الحكيم قال لولده في وصيته :لتعلق قلبك برضى الناس
ومدحهم وذمهم ،فان ذلك ل يحصل ولو بالغ النسان في تحصيله بغاية
قدرته فقال ولده ما معناه :احب أن أرى لذلك مثال أو فعال أو مقال ،فقال
له :أخرج أنا وأنت ،فخرجا ومعهما بهيم فركبه لقمان وترك ولده يمشي
وراءه فاجتازوا على قوم فقالوا :هذا شيخ قاسي القلب ،قليل الرحمة،
يركب هو الدابة وهو أقوى من هذا الصبي ،ويترك هذا الصبي يمشي
وراءه ،وإن هذا بئس التدبير ،فقال لولده :سمعت قولهم وإنكارهم لركوبي
ومشيك ؟ فقال :نعم فقال :اركب أنت يا ولدي حتى أمشي أنا ،فركب ولده
ومشى لقمان فاجتازوا على جماعة اخرى فقالوا :هذا بئس الوالد ،وهذا
بئس الولد .أما أبوه فانه ما أدب هذا الصبي حتى يركب الدابة ويترك والده
يمشي وراءه ،والوالد أحق بالحترام والركوب ،وأما الولد فلنه عق والده
بهذه الحال فكلهما أساءا في الفعال ،فقال لقمان لولده :سمعت ؟ فقال:
نعم ،فقال :نركب معا الدابة فركبا معا فاجتازوا على جماعة فقالوا :ما في
قلب هذين الراكبين رحمة ،ول عندهم من ال خبر ،يركبان معا الدابة
يقطعان ظهرها ،ويحملنها مال تطيق ،لو كان قد ركب واحد ومشى واحد
كان أصلح وأجود ،فقال :سمعت ؟ فقال :نعم ،فقال :هات حتى نترك الدابة
تمشي خالية من ركوبنا ،فساقا الدابة بين أيديهما وهما يمشيان فاجتازوا
على جماعة فقالوا :هذا عجيب من هذين الشخصين يتركان دابة فارغة
تمشي بغير راكب ويمشيان ،وذموهما على ذلك كما ذموهما على كل ماكان
فقال لولده :ترى في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال ،فل تلتفت إليهم واشتغل
برضا ال جل جلله ،ففيه شغل شاغل ،وسعادة وإقبال في الدنيا ويوم
الحساب والسؤال - 5فتح :روي أن موسى )عليه السلم( قال :يا رب
احبس عني ألسنة بني آدم فانهم يذموني -وقد اوذي كما قال ال جل
جلله عنهم " :ل تكونوا كالذين آذوا
][362
موسى " ) - (1قيل :فأوحى ال جل جلله إليه :يا موسى هذا شئ ما فعلته مع
نفسي أفتريد أن أعمله معك ؟ فقال :قد رضيت أن تكون لي اسوة بك - 6
نهج :قال )عليه السلم( :من أحد سنان الغضب ل قوي على قتل أشداء
الباطل ) (2وقال )عليه السلم( :إذا هبت أمرا فقع فيه ،فان شدة توقيه
أعظم مما تخاف منه )) * (90) (3باب( * * " )حسن العاقبة واصلح
السريرة( " * اليات :آل عمران :قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه
يعلمه ال ويعلم ما في السموات وما في الرض وال على كل شئ قدير )
(4النساء :يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهم معهم إذ
يبيتون مال يرضى من القول وكان ال بما يعملون محيطا ) (5النعام:
وهو ال في السموات والرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )(6
اسرى :ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين إنه كان للوابين
غفورا )(7
) (1الحزاب 2) 69 :و (3نهج البلغة ج 2ص (4) 185آل عمران(5) 29 :
النساء (6) 108 :النعام (7) 3 :أسرى25 :
][363
الحزاب :إن تبدوا شيئا أو تخفوه فان ال كان بكل شئ عليما ) (1السجدة :وما
كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ول أبصاركم ول جلودكم ولكن ظننتم
أن ال ل يعلم كثيرا مما كنتم تعملون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم
أرديكم فأصبحتم من الخاسرين ) (2وقال تعالى :اعملوا ما شئتم إنه بما
تعملون بصير ) (3الحجرات :إن ال يعلم غيب السموات والرض وال
بصير بما تعملون ) (4الحشر :كمثل الشيطان إذ قال للنسان اكفر فلما كفر
قال إني برئ منك إني أخاف ال رب العالمين ) (5التغابن :يعلم ما في
السموات والرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون وال عليم بذات الصدور )
(6الملك :وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * أل يعلم
من خلق وهو اللطيف الخبير ) - 1 (7لى :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن
أيوب بن نوح ،عن محمد بن زياد ،عن غياث بن إبراهيم ،عن الصادق
جعفر بن محمد )عليه السلم( عن أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤاخذ
بما مضى من ذنبه ومن أساء فيما بقي من عمر ؟ ؟ بالول والخر )2 (8
-لى :عن الصادق )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :خير المور خيرها عاقبة )(9
][364
- 3مع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن وهب القرشي عن
جعفر بن محمد ،عن أبيه )عليهما السلم( أن عليا )عليه السلم( قال :إن
حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة ،وإن حقيقة الشقاء أن يختم
للمرء عمله بالشقاء ) - 4 (1ب :ابن طريف ،عن ابن علوان ،عن جعفر،
عن أبيه ،عن علي )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :من تزين للناس بما يحب ال ،وبارز ال في السر بما يكره ]ال[
لقي ال وهو عليه غضبان ،له ماقت ) - 5 (2مع :أبي ،عن محمد العطار،
عن محمد بن الحسين ،عن أحمد بن سهل قال :سمعت أبا فروة النصاري
وكان من السائحين يقول :قال عيسى بن مريم :يا معشر الحواريين بحق
أقول لكم إن الناس يقولون :إن البنا بأساسه وإني لأقول لكم كذلك ،قالوا:
فماذا تقول يا روح ال ؟ قال :بحق أقول لكم :إن آخر حجر يضعه العامل
هو الساس ،قال أبو فروة إنما أراد خاتمة المر ) - 6 (3لى :عن نوف
البكالي قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :يا نوف إياك أن تتزين
للناس وتبارز ال بالمعاصي فيفضحك ال يوم تلقاه ) - 7 (4لى :ابن
المغيرة ،عن جده ،عن جده ،عن السكوني عن الصادق عن آبائه )عليهم
السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :كانت الفقهاء والحكماء إذا
كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلث ليس معهن رابعة :من كانت الخرة همه
كفاه ال همه من الدنيا ،ومن أصلح سريرته أصلح ال علنيته ،ومن
أصلح فيما بينه وبين ال عز وجل أصلح ال له فيما بينه وبين الناس )(5
- 8ل :ابن المتوكل ،عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني
) (1معاني الخبار (2) 345 :قرب السناد ص (3) 45معاني الخبار(4) 348 :
أمالى الصدوق (5) 126 :أمالى الصدوق22 :
][365
مثله ) (1ثو :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،مثله ) - 9 (2لى :العطار ،عن سعد ،عن
ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن عيسى الفراء ،عن ابن أبي يعفور ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال أبو جعفر )عليه السلم( :من كان
ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه ) - 10 (3ما :عن أبي قلبة قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من أسر ما يرضي ال عزوجل أظهر ال
له ما يسره ،ومن أسر ما يسخط ال تعالى أظهر ال ما يخزيه ) (4أقول:
قد مر الخبر بتمامه في باب جوامع المكارم ) - 11 (5ما :جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن رجاء بن يحيى ،عن يعقوب بن يزيد النباري ،عن زياد بن
مروان ،عن جراح بن مليح أبي وكيع ،عن أبي إسحاق السبيعي ،عن
الحارث الهمداني ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يا علي مامن عبد إل وله جواني وبراني يعني
سريرة وعلنية ،فمن أصلح جوانيه أصلح ال عزوجل برانيه ،ومن أفسد
جوانيه أفسد ال برانيه ،وما من أحد إل له صيت في أهل السماء ،وصيت
في أهل الرض ،فإذا حسن صيته في أهل السماء وضع ذلك له في أهل
الرض ،فإذا ساء صيته في أهل السماء وضع ذلك له في الرض قال:
فسئل )عليه السلم( عن صيته ما هو ؟ قال :ذكره ) - 11 (6فس :قال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :طوبى لمن ذل في نفسه ،وطاب كسبه
وصلحت سريرته )(7
) (1الخصال ج 1ص (2) 64ثواب العمال (3) 164 :أمالى الصدوق(4) 294 :
أمالى الطوسى ج 1ص (5) 185راجع ج 69ص 382من هذه الطبعة
) (6أمالى الطوسى ج 2ص (7) 73تفسير القمى ،429 :في آية
النبياء35 :
][366
- 12سن :أبي ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن الصادق ،عن أبيه ،عن علي
)عليهم السلم( قال :من أصلح فيما بينه وبين ال أصلح ال فيما بينه
وبين الناس ) - 13 (1م :قوله عزوجل " الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم
" ) (2الذين يقدرون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم كراماته،
وإنما قال " يظنون " لنهم ل يرون بماذا يختم لهم ،والعاقبة مستورة
عنهم " وأنهم إليه راجعون " إلى كراماته ونعيم جناته ،ليمانهم
وخشوعهم ،ل يعلمون ذلك يقينا لنهم ل يأمنون أن يغيروا ويبدلوا قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ل يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة ل
يتيقن الوصول إلى رضوان ال حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك
الموت له ) - 14 (3جا :أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن
عيسى ،عن يونس ،عن محمد بن ياسين قال :سمعت أبا عبد ال )عليه
السلم( يقول :ما ينفع العبد يظهر حسنا ويسير سيئا ،أليس إذا رجع إلى
نفسه ،علم أنه ليس كذلك ،وال تعالى يقول " :بل النسان على نفسه
بصيرة " ) (4إن السريرة إذا صلحت قويت العلنية ) - 15 (5ين :محمد
بن خالد ،عن ابن المغيرة ،عن أبي خالد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(:
قال من أظهر للناس ما يحب ال وبارزه بما يكره لقي ال وهوله ماقت 16
-ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن عبد ال بن الحسين العلوي ،عن عبد
العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الجواد ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :المرض ل أجر فيه ،ولكنه ل يدع على العبد
ذنبا إل حطه ،وإنما الجر
) (1المحاسن ص (2) 29البقرة (3) 46 :تفسير المام ص 96ط تبريز وص
115في ط ) (4القيامة (5) 14 :مجالس المفيد133 :
][367
في القول باللسان ،والعمل بالجوارح ،وإن ال بكرمه وفضله يدخل العبد بصدق
النية والسريرة الصالحة الجنة ) - 17 (1نهج :قال )عليه السلم( :من
أصلح ما بينه وبين ال سبحانه أصلح ال ما بينه وبين الناس ،ومن أصلح
أمر آخرته أصلح ال له أمر دنياه ،ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه
من ال حافظ ) (2وقال )عليه السلم( :لكل امرئ عاقبة حلوة أو مرة )(3
وقال )عليه السلم( :من أصلح سريرته أصلح ال ]له[ علنيته ،ومن عمل
لدينه كفاه ال أمر دنياه ،ومن أحسن فيما بينه وبين ال كفاه ال ما بينه
وبين الناس ) (4وقال )عليه السلم( :واعلم أن لكل ظاهر باطنا على
مثاله ،فما طاب ظاهره طاب باطنه ،وما خبث ظاهره خبث باطنه ،وقد قال
الرسول الصادق )صلى ال عليه وآله( :إن ال يحب العبد ويبغض عمله،
ويحب العمل ويبغض بدنه واعلم أن لكل عمل نبات وكل نبات لغنى به
عن الماء ،والمياه مختلفة ،فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته ،وما
خبث سقيه خبث غرسه وأمرت ثمرته ) (5بيان :لعل المراد بالظاهر
والباطن ما يظهر من النسان من أعماله ،وما هو باطن من نياته
وعقائده ،فقوله )عليه السلم( " :وقد قال " كالستثناء من المقدمتين
والحاصل أن الغالب مطابقة الظاهر للباطن ،وقد يتخلف ذلك كما يدل عليه
الخبر ويحتمل أن يكون المعنى أن ما يظهر من أفعال المرء وأفعاله في
آخر عمره يدل على ماكان كامنا في النفس من النيات الحسنة ،والعقائد
الحقة ،والطينات الطيبة
][368
أو النيات الفاسدة ،والعقائد الردية ،والطينات الخبيثة ،فيكون الخبر دليل على ذلك،
فان من يكون في بدو حاله فاجرا ويختم له بالحسنى ،إنما يحبه ال لما
يعلم من حسن سريرته الذي يدل عليه خاتمه عمله ،ومن كان بعكس ذلك
يبغضه لما يعلم من سوء سريرته ،وهذان الوجهان مما خطر بالبال وربما
يؤيد الثاني ما ذكره بعده كماليخفى بعد التأمل وقال ابن أبي الحديد )(1
هو مشتق من قوله تعالى " والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه " )(2
والمعنى أن لكلي حالتي النسان الظاهرة أمرا باطنيا يناسبها من أحواله،
والحالتان الظاهرتان ميله إلى العقل ،وميله إلى الهوى ،فالمتبع لعله يرزق
السعادة والفوز ،فهذا هو الذي طاب ظاهره وطاب باطنه ،والمتبع لمقتضى
هواه يرزق الشقاوة والعطب ،وهذا هو الذي خبث ظاهره وخبث باطنه،
ومنهم من حمل الظاهر على حسن الصورة والهيئة وقبحهما ،وقال :هما
يدلن على قبح الباطن وحسنه ،وحمل حب العبد مع قبح الفعل على ما إذا
كان مع قبح الصورة ول يخفى بعد الوجهين على الخبير - 18مجمع
البيان :روى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :مايصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسر سيئا ؟ أليس إذا رجع
إلى نفسه يعلم أنه ليس كذلك ؟ وال سبحانه يقول " بل النسان على
نفسه بصيرة " ) (3إن السريرة إذا صلحت قويت العلنية وعن عمربن
يزيد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه تلهذه الية ثم قال :مايصنع
النسان أن يعتذر إلى الناس خلف ما يعلم ال منه ،إن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( كان يقول :من أسر سريرة رداه ال رداءها إن خيرا فخير،
وإن شرا فشر )(4
) (1شرح النهج الحديدي ج 2ص (2) 448العراف (3) 75 :القيامة(4) 14 :
مجمع البيان ج 10ص 396
][369
- 19عدة الداعي :قال الصادق )عليه السلم( يوما للمفضل بن صالح :يا مفضل
إن ل عبادا عاملوه بخالص من سره ،فعاملهم بخالص من بره ،فهم الذين
تم صحفهم يوم القيامة فرغا ،فإذا وقفوا بين يديه ملها من سر ما أسروا
إليه فقلت :يا مولي ولم ذلك ؟ فقال :أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه
وبينهم وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :إياك وما تعتذر منه ،فانه ل
يعتذر من خير ،وإياك وكل عمل في السر تستحي منه في العلنية ،وإياك
وكل عمل إذا ذكر لصاحبه أنكره وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن
أعل منازل اليمان درجة واحدة ،من بلغ إليها فقد فاز وظفر ،وهو أن
ينتهي بسريرته في الصلح إلى أن ل يبالي لها إذا ظهرت ول يخاف
عقابها إذا استترت - 20اسرار الصلوة :روي أن رجل من بني إسرائيل
قال :وال لعبدن ال عبادة اذكر بها فكان أول داخل في المسجد وآخر
خارج منه ،ل يراه أحد حين الصلة إل قائما يصلي ،وصائما ل يفطر،
ويجلس إلى حلق الذكر ،فمكث بذلك مدة طويلة وكان ل يمر بقوم إل قالوا
فعل ال بهذا المرائي وصنع ،فأقبل على نفسه وقال :أراني في غير شئ
لجعلن عملي كله ل ،فلم يزد على عمله الذي كان يعمل قبل ذلك إل أنه
تغيرت نيته إلى الخير فكان ذلك الرجل يمر بعد ذلك بالناس فيقولون :رحم
ال فلنا الن أقبل على الخير
][370
)) * (91باب( * * " )الذكر الجميل وما يلقى ال في قلوب العباد من محبة
الصالحين( " * " " )ومن طلب رضى ال بسخط الناس( " " اليات:
مريم :واجعل لهم لسان صدق عليا ) (1وقال تعالى :إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) (2طه :وألقيت عليك محبة
مني ) (3الشعراء :واجعل لي لسان صدق في الخرين ) (4العنكبوت:
وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الخرة لمن الصالحين ) (5الصافات:
وتركنا عليه في الخرين ) - 1 (6مع ) (7لى :محمد بن أحمد السدي ،عن
عبد ال بن محمد بن المرزبان عن علي بن الجعد ،عن شعبة ،عن أبي
عمران الجوني ) ،(8عن عبد ال بن الصامت قال :قال أبو ذر رحمة ال
عليه :قلت :يارسول ال الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس ؟ قال :تلك عاجل
بشرى المؤمن ) (9أقول :قد مضى خبر الحارث في باب حسن العاقبة )
(10
) (1مريم (2) 50 :مريم (3) 96 :طه (4) 39 :الشعراء (5) 84 :العنكبوت) 27 :
(6الصافات 78 :و 108و (7) 129 ،119معاني الخبار(8) 322 :
في الصل ونسخة المالى الجدى وهو تصحيف واسم الرجل عبد الملك
بن حبيب راجع المشتبه ص (9) 192أمالى الصدوق (10) 137 ،راجع
ص 365فيما مضى )*(
][371
- 2مع :أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن المفضل قال :قلت لبي عبد ال )عليه
السلم( :إن من قبلنا يقولون :إن ال تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نوه به
منوه من السماء أن ال يحب فلنا فأحبوه ،فتلقى له المحبة في قلوب
العباد وإذا أبغض ال عبدا نوه منوه من السماء أن ال يبغض فلنا
فأبغضوه ،قال :فيلقي ال له البغضاء في قلوب العباد قال :وكان )عليه
السلم( متكئا فاستوى جالسا فنفض يده ثلث مرات يقول :ل ليس كما
يقولون ،ولكن ال عزوجل إذا أحب عبدا أغرى به الناس في الرض
ليقولوا فيه فيوثمهم ويأجره ،وإذا أبغض ال عبدا حببه إلى الناس ليقولوا
فيه ليوثمهم ويوثمه ثم قال )عليه السلم( :من كان أحب إلى ال من يحيى
بن زكريا )عليه السلم( أغراهم به حتى قتلوه ،ومن كان أحب إلى ال
عزوجل من علي بن أبي طالب )عليه السلم( فلقي من الناس ما قد
علمتم ،ومن كان أحب إلى ال تبارك وتعالى من الحسين بن علي صلوات
ال عليهما فأغراهم به حتى قتلوه ) - 3 (1لى :ابن المتوكل ،عن السدي،
عن النخعي ،عن النوفلي ،عن ابن البطائني ،عن أبيه ،عن الصادق ،عن
أبيه ،عن جده )عليهم السلم( قال :كتب رجل إلى الحسين بن علي )عليه
السلم( :يا سيدي أخبرني بخير الدنيا والخرة فكتب إليه بسم ال الرحمن
الرحيم أما بعد فانه من طلب رضى ال بسخط الناس كفاه ال امور الناس
ومن طلب رضى الناس بسخط ال وكله ال إلى الناس والسلم )- 4 (2
ما :فيما كتب أمير المؤمنين )عليه السلم( لمحمد بن أبي بكر :إن
استطعت أن ل تسخط ربك برضا أحد من خلقه فافعل ،فان في ال عزوجل
خلفا من غيره ،وليس في شئ سواه خلف منه )(3
) (1معاني الخبار ص (2) 382أمالى الصدوق (3) 121 :أمالى الطوسى ج 1
ص 28
][372
- 5نوادر الراوندي :باسناده عن موسى بن جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إذا أحب ال تعالى عبدا نادى مناد
من السماء :أل إن ال تعالى قد أحب فلنا فأحبوه ،فتعيه القلوب ول يلقى
إل حبيبا محببا مذاقا عند الناس ،وإذا أبغض ال تعالى عبدا نادى مناد من
السماء :أل إن ال تعالى قد أبغض فلنا فأبغضوه ،فتعيه القلوب وتعي عنه
الذان ،فل تلقاه إل بغيضا مبغضا شيطانا ماردا ) - 6 (1نهج :قال في
وصيته لبنه الحسن )عليهما السلم( :إنما يستدل على الصالحين بما
يجري ال لهم على ألسن عباده ،فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل
الصالح )) * (92) (2باب( * * " )حسن الخلق( " * * " )وتفسير قوله
تعالى :انك لعلى خلق عظيم( " * اليات :آل عمران :فبما رحمة من ال
لنت لهم ) (3القلم :إنك لعلى خلق عظيم ) (4أقول :قد مضى أخبار هذا
الباب في البواب السابقة ،وخاصة في باب جوامع مكارم الخلق وستأتي
أيضا ) - 1 (5كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب،
عن جميل بن
) (1نوادر الراوندي (2) 7 :نهج البلغة ج 2ص 85في عهده إلى الشتر ) (3آل
عمران (4) 159 :القلم4 :
][373
صالح ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( :قال إن أكمل المؤمنين
إيمانا أحسنهم خلقا ) (1بيان :الخلق بالضم يطلق على الملكات والصفات
الراسخة في النفس ،حسنة كانت أم قبيحة ،وهي في مقابلة العمال،
ويطلق حسن الخلق غالبا على ما يوجب حسن المعاشرة ومخالطة الناس
بالجميل قال الراغب :الخلق والخلق في الصل واحد ،لكن خص الخلق
بالهيئات والشكال والصور المدركة بالبصر ،وخص الخلق بالقوى
والسجايا المدركة بالبصيرة ) (2وقال في النهاية :فيه ليس شئ في
الميزان أثقل من حسن الخلق الخلق بضم اللم وسكونها الدين والطبع
والسجية وحقيقته أنه لصورة النسان الباطنة وهي نفسها وأوصافها
ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها
ولهما أوصاف حسنة وقبيحة ،والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة
الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة ،ولهذا تكررت
الحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع ،كقوله " أكثر ما يدخل
الناس الجنة تقوى ال وحسن الخلق " وقوله " أكمل المؤمنين إيمانا
أحسنهم خلقا " وقوله " إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم
" وقوله " :بعثت لتمم مكارم الخلق " وأحاديث من هذا النوع كثيرة،
وكذلك جاء في ذم سوء الخلق أحاديث كثيرة انتهى وقيل :حسن الخلق إنما
يحصل من العتدال بين الفراط والتفريط في القوة الشهوية والقوة
الغضبية ،ويعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل والتودد والصلة والصدق
واللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة والمراعاة والمساواة والرفق
والحلم والصبر والحتمال لهم والشفاق عليهم ،وبالجملة هي حالة
نفسانية يتوقف حصولها على اشتباك الخلق النفسانية بعضها ببعض،
ومن ثم قيل :هو حسن الصورة
][374
الباطنة التي هي صورة الناطقة كما أن حسن الخلق هو حسن الصورة الظاهرة و
تناسب الجزاء ،إل أن حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسبا ولذا تكررت
الحاديث في الحث به وبتحصيله وقال الراوندي رحمه ال في ضوء
الشهاب :الخلق السجية والطبيعة ثم يستعمل في العادات التي يتعودها
النسان من خير أو شر ،والخلق ما يوصف العبد بالقدرة عليه ،ولذلك
يمدح ويذم به ،ويدل على ذلك قوله صلى ال عليه وآله " خالق الناس
بخلق حسن " انتهى وأقول :مدخلية حسن الخلق في كمال اليمان قدمر
تحقيقه في أبواب اليمان - 2كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلي ،عن
الوشاء ،عن عبد ال بن سنان عن رجل من أهل المدينة ،عن علي بن
الحسين )عليهما السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما
يوضع في ميزان امرء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق ) (1بيان :،هو
مما يستدل به على تجسم العمال وقد مضى الكلم فيه - 3كا :عن محمد
بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن أبي ولد الحناط ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أربع من كن فيه كمل إيمانه ،وإن كان من
قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك ،قال :وهو الصدق وأداء المانة
والحياء وحسن الخلق ) (2بيان :أربع مبتدأ وكأن موصوفه مقدر أي
خصال أربع ،والموصول بصلته خبره " وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا
" مبالغة في كثرة ذنوبه أو كناية عن صدورها من كل جارحة من
جوارحه ،ويمكن حملها على الصغائر فان صاحب هذه الخصال ل يجترئ
على الصرار على الكبائر ،أو أنه يوفق للتوبة وهذه الخصال تدعوه إليها
مع أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب وما يشاكله وكذا أداء
المانة يخرج كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس ومنع الزكوات
][375
والخماس وسائر حقوق ال ،وكذا الحياء من الخلق يمنعه ]من التظاهر بأكثر
المعاصي والحياء من ال يمنعه عن تعمد المعاصي والصرار ويدعوه إلى
التوبة سريعا وكذا حسن الخلق يمنعه[ ) (1عن المعاصي المتعلقة بايذاء
الخلق كعقوق الوالدين وقطع الرحام والضرار بالمسلمين ،فل يبقى من
الذنوب إل قليل ل يضر في إيمانه مع أنه موفق للتوبة ،وال الموفق - 4
كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن ابن محبوب ،عن عنبسة العابد قال :قال لي
أبو عبد ال )عليه السلم( :ما يقدم المؤمن على ال عزوجل بعمل بعد
الفرائض أحب إلى ال تعالى من أن يسع الناس بخلقه ) (2بيان " :ما يقدم
" كيعلم قدوما ،وتعديته بعلى لتضمين معنى القبال ،و الباء في قوله "
بعمل " للمصاحبة ،ويحتمل التعدية " من أن يسع الناس بخلقه " أي
يكون خلقه الحسن وسيعا بحيث يشمل جميع الناس - 5كا :عن أبي علي
الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان ،عن ذريح ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن صاحب
الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم ) (3بيان :يدل على أن الخلق لها
ثواب مثل ثواب العمال - 6كا :عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أكثر ما تلج به امتي الجنة :تقوى ال وحسن الخلق )(4
توضيح :التقوى حسن المعاملة مع الرب وحسن الخلق حسن المعاملة مع
الخلق ،وهما يوجبان دخول الجنة ،والولوج الدخول - 7كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حسين الحمسي وعبد ال ابن سنان ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كماتميث
الشمس الجليد ) (5توضيح :الميث والموث الذابة ،مثت الشئ أميثه
وأموثه من بابي باع
وقال -فانماث إذا دفته وخلطته بالماء وأذبته ،وفي النهاية فيه حسن الخلق يذيب
الخطايا كما تذيب الشمس الجليد ،الجليد هو الماء الجامد من البرد ،وفي
المغرب الجليد ما يسقط على الرض من الندى فيجمد - 8كا :عن محمد
بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن الوشاء ،عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :هلك رجل على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فأتى الحفارين فإذا بهم لم يحفروا شيئا وشكوا ذلك إلى رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فقالوا :ما يعمل حديدنا في الرض فكأنما نضرب به في
الصفا فقال :ولم ؟ إن كان صاحبكم لحسن الخلق ائتوني بقدح من ماء
فأتوه به فأدخل يده فيه ثم رشه على الرض رشا ثم قال احفروا قال :فحفر
الحفارون فكأنما كان رمل يتهايل عليهم ) (1بيان :المستتر في قوله "
فأتى " للنبي )صلى ال عليه وآله( ومنهم من قرأ اتي على بناء المفعول،
من باب التفعيل ،فالنائب للفاعل الضمير المستتر الراجع إلى الرجل
والحفارين مفعوله الثاني ول يخفى ما فيه ،والصفا جمع الصفاة وهي
الصخرة الملساء وقوله " ولم " استفهام إنكاري أو تعجبي " إن كان "
الظاهر أن " إن " مخففة عن المثقلة وتعجبه )صلى ال عليه وآله( من
أنه لم اشتد الرض عليهم مع كون صاحبهم حسن الخلق فانه يوجب يسر
المر في الحياة وبعد الوفاة بخلف سوء الخلق فانه يوجب اشتداد المر
فيهما ،والحاصل أنه لما كان حسن الخلق فليس هذا الشتداد من قبله فهو
من قبل صلبة الرض فصب الماء المتبرك بيده المباركة على الموضع،
فصار باعجازه في غاية الرخاوة وقيل " :إن " للشرط " ولم " قائم مقام
جزاء الشرط ،فحاصله أنه لو كان حسن الخلق لم يشتد الحفر على
الحفارين ،فرش صاحب الخلق الحسن الماء الذي أدخل يده المباركة فيه
لرفع تأثير خلقه السيئ ول يخفى بعده وقال في النهاية :كل شئ أرسلته
إرسال من طعام أو تراب أو رمل فقد هلته هيل ،يقال :هلت الماء وأهلته
إذا صببته وأرسلته ،ومنه حديث الخندق فعادت كثيبا أهيل أي رمل سائل
انتهى ،وبعضهم يقول :هلت التراب حركت أسفله فسال من أعله
][377
- 9كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن سنان ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :إن الخلق منيحة يمنحها ال عزوجل خلقه،
فمنه سجية ومنه نية ،فقلت :فأيتهما أفضل ؟ فقال :صاحب السجية هو
مجبول ليستطيع غيره ،وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو
أفضلهما ) (1ايضاح :المنيحة كسفينة والمنحة بالكسر العطية " فمنه
سجية " أي جبلة وطبيعة خلق عليها " ومنه نية " أي يحصل عن قصد
واكتساب وتعمل ،والحاصل أنه يتمرن عليه حتى يصير كالغريزة فبطل
قول من قال إنه غريزة لمدخل للكتساب فيه ،وقال أمير المؤمنين صلوات
ال عليه " عود نفسك الصبر على المكروه ،فنعم الخلق التصبر " )(2
والمراد بالتصبر تحمل الصبر بتكلف و مشقة لكونه غير خلق - 10كا:
عن محمد بن يحيى ،عن بكر بن صالح ،عن الحسن بن علي ،عن عبد ال
بن إبراهيم ،عن علي بن أبي علي اللهبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :إن ال تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما
يعطي المجاهد في سبيل ال يغدو عليه ويروح ) (3بيان :اللهب بالكسر
قبيلة " كما يعطي المجاهد " لمشقتهما على النفس ولكون جهاد النفس
كجهاد العدو بل أشق وأشد ،ولذا سمي بالجهاد الكبر وإن كان في جهاد
العدو جهاد النفس أيضا ،وقوله " يغدو عليه ويروح " حال عن المجاهد
كناية عن استمراره في الجهاد في أول النهار ،وآخره ،فان الغدو أول
النهار والرواح آخره ،أو المعنى يذهب أول النهار ويرجع آخره ،والول
أظهر وقال في المصباح :غدا غدوا من باب قعد ذهب غدوة ،وهي مابين
صلة الصبح وطلوع الشمس ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والنطلق
أي وقت كان
) (1الكافي ج 2ص (2) 101نهج البلغة الرقم 31من الرسائل والكتب )(3
الكافي ج 2ص (*) 101
][378
وراح يروح رواحا أي رجع كما في قوله تعالى " :غدوها شهر ورواحها شهر " )
(1أي ذهابها شهر ورجوعها شهر ،وقد يتوهم بعض الناس أن الرواح ل
يكون إل في آخر النهار ،وليس كذلك ،بل الرواح والغدو عند العرب
يستعملن في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار .وقال الزهري وغيره:
وعليه قوله )عليه السلم( :من راح إلى الجمعة في أول النهار فله كذا أي
ذهب انتهى وكأن النسب هنا ما ذكرنا أول .وقيل :لعل المراد أن الثواب
يغدو على حسن خلقه ويروح ،يعني أنه ملزم له كملزمة حسن خلقه ،ول
يخلو من بعد - 11كا :عن محمد بن يحيى ،عن عبد ال الحجال ،عن أبي
عثمان القابوسي عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :قال إن ال
تبارك وتعالى أعار أعداءه أخلقا من أخلق أوليائه ليعيش أولياؤه مع
أعدائه في دولتهم ،وفي رواية اخرى :ولول ذلك لما تركوا وليا ال إل
قتلوه ) (2بيان " :أعار أعداءه " كأن العارة إشارة إلى أن هذه الخلق
ل تبقى لهم ثمرتها ول ينتفعون بها في الخرة ،فكأنها عارية تسلب منهم
بعد الموت ،أو أن هذه ليست مقتضى ذواتهم وطيناتهم ،وإنما اكتسبوها
من مخالطة طينتهم مع طينة المؤمنين ،كما ورد في بعض الخبار وقد مر
شرحها ،أو إلى أنها لما لم تكن مقتضى عقائدهم ونياتهم الفاسدة ،وإنما
اعطوها لمصلحة غيرهم ،فكأنها عارية عندهم ،والوجوه متقاربة - 12
كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حمادبن عيسى ،عن الحسين بن المختار عن
العل بن كامل قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إذا خالطت الناس فان
استطعت أن ل تخالط أحدا من الناس إل كانت يدك العليا عليه فافعل ،فان
العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ،ويكون له خلق حسن فيبلغه ال
بخلقه ) (3درجة الصائم
][379
القائم ) (1ايضاح :العليا بالضم مؤنث العلى ،وهي خبر " كانت " و " عليه "
متعلق بالعليا والتعريف يفيد الحصر " فافعل " أي الحسان أو المخالطة
والول أظهر أي كن أنت المحسن عليه ،أو أكثر إحسانا ل بالعكس،
ويحتمل كون " العليا " صفة لليد و " عليه " خبر " كانت " أي يدك
المعطية ثابتة أو مفيضة أو مشرفة عليه والول أظهر ،وفي كتاب الزهد
للحسين بن سعيد يدك عليه العليا ) (2قال في النهاية :فيه :اليد العليا خير
من اليد السفلى ،العليا المتعففة والسفلى السائلة ،روي ذلك عن ابن عمر،
عن وروي عنه أنها المنفقة ،وقيل :العليا المعطية والسفلى الخذة ،وقيل:
السفلى المانعة وقال السيد المرتضى رضي ال عنه في الغرر والدرر:
معنى قوله )عليه السلم( " اليد " النعمة والعطية ،وهذا الطلق شائع
بين العرب ،فالمعنى أن العطية الجزيلة خير من العطية القليلة وهذا حث
منه )صلى ال عليه وآله( على المكارم وتحضيض على اصطناع المعروف
بأوجز الكلم وأحسنه انتهى والتعليل المذكور بعده مبني على أن الكرم
أيضا من حسن الخلق أو هو من لوازمه " الصائم القائم " أي المواظب
على الصيام بالنهار في غير اليام المحرمة أوفي اليام المسنونة ،وعلى
قيام الليل أي تمامه أو على صلة الليل مراعيا لدابها - 13كا :عن العدة،
عن البرقي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن حريز ،عن بحر السقاء قال :قال لي
أبو عبد ال )عليه السلم( :يا بحر حسن الخلق يسر ][ ثم قال :أل اخبرك
بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة ؟ قلت :بلى ،قال :بينما رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية
لبعض النصار وهو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي )صلى ال
عليه وآله( فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي )صلى ال عليه وآله(
][380
شيئا -حتى فعلت ذلك ثلث مرات -فقام لها النبي )صلى ال عليه وآله( في الرابعة
وهي خلفه فأخذت هدبة من ثوبه ،ثم رجعت فقال لها الناس :فعل ال بك
وفعل ،حبست رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث مرات ل تقولين له
شيئا ولهو يقول لك شيئا ،ما كانت حاجتك إليه ؟ قالت :إن لنا مريضا
فأرسلني أهلي لخذ هدبة من ثوبه ،ليستشفي بها ،فلما أردت أخذها رآني
فقام فاستحييت أن آخذها وهو يراني ،وأكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها
) (1بيان " :يسر " أي سبب ليسر المور على صاحبه ويمكن أن يقرأ "
يسر " بصيغة المضارع أي يصير سببا لسرور صاحبه أو الناس أو العم
" ما هو " " ما " نافية والجملة صفة للحديث " وهو قائم " حال عن
بعض النصار وقيل :إنما ذكر ذلك للشعار بأن مالكها لم يكن مطلعا على
هذا المر فحسن الخلق فيه أظهر " فقام لها النبي " كأن قيامه )صلى ال
عليه وآله( لظن أنها تريده لحاجة يذهب معها فقام )صلى ال عليه وآله(
لذلك ،فلما لم تقل شيئا ولم يعلم غرضها جلس ،وقيل :إنما قام لترى
الجارية أن الهدبة في أي موضع من الثوب فتأخذ وقال في النهاية :هدب
الثوب وهدبته وهدابه طرف الثوب مما يلي طرته ،وفي القاموس الهدب
بالضم وبضمتين شعر أشفار العين وخمل الثوب ،واحدتهما بهاء " فعل
ال بك وفعل " كناية عن كثرة الدعاء عليه بايذائه النبي )صلى ال عليه
وآله( وهذا شائع في عرف العرب والعجم ،وقولها " :يستشفي " الضمير
المستتر راجع إلى المريض ،وهو استيناف بياني أو حال مقدرة عن
الهدبة ،أو هو بتقدير " لن يستشفي " وفي بعض النسخ بل أكثرها "
ليستشفي " " وهو يراني " حال عن فاعل " آخذها " وقيل " أكره "
حال عن فاعل " استحييت " - 14كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :أفاضلكم أحسنكم أخلقا الموطؤن أكنافا الذين
يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم )(2
بيان " :أحسنكم " خبر " أفاضلكم " ويجوز في أفعل التفضيل المضاف إلى
المفضل عليه الفراد والموافقة مع صاحبه في التثنية والجمع كما روعي
في قوله " :الموطؤن " وفي بعض الروايات أحاسنكم كما في كتاب الزهد
للحسين بن سعيد وغيره ،قال في النهاية :الواطئة المارة والسابلة سموا
بذلك لوطئهم الطريق ،ومنه الحديث أل اخبركم بأحبكم إلى وأقربكم مني
مجلسا يوم القيامة ؟ أحاسنكم أخلقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون
ويؤلفون ،هذا مثل وحقيقته من التوطئة ،وهي التمهيد والتذلل وفراش
وطئ ل يؤذي جنب النائم ،والكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة
يتمكن فيها من يصاحبهم ول يتأذى انتهى ويقال :رجل موطئ الكناف أي
كريم مضياف ،وفي بعض النسخ بالتاء كناية عن غاية حسن الخلق كأنهم
يحملون الناس على أكتافهم ورقابهم ،وكأنه تصحيف وإن كان موافقا لما
في كتاب الحسين بن سعيد ،وفي المصباح ألفته إلفا ،من باب علم أنست
به وأحببته والسم اللفة بالضم واللفة أيضا إسم من اليلف وهو اللتيام
والجتماع واسم الفاعل آلف مثل عالم والجمع الف مثل كفار انتهى "
وتوطأ رحالهم " أي للضيافة أو للزيارة أو لطلب الحاجة أو العم ورحل
الرجل منزله ومأواه وأثاث بيته - 15كا :عن العدة ،عن سهل ،عن جعفر
بن محمد الشعري ،عن عبد ال ابن ميمون القداح ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :المؤمن مألوف
ولخير فيمن ل يألف ول يؤلف ) (1بيان :فيه حث على اللفة وحمل على
اللفة بالخيار وإن احتمل التعميم إذا لم يوافقهم في المعاصي كما وردت
الخبار في حسن المعاشرة - 16كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبى
عمير ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن
حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم )(2
][382
بيان :يبلغ كينصر والباء للتعدية - 17مع :عن أبيه ،عن سعد ،عن أحمد بن
محمد ،عن أبيه ،عن فضالة ،عن أبان ،عن أبي الجارود ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( :في قول ال عزوجل " :إنك لعلى خلق عظيم " ) .(1قال:
هو السلم ،وروي أن الخلق العظيم الدين العظيم ) (2بيان :قال في مجمع
البيان في تفسير قوله تعالى " :وإنك لعلى خلق عظيم " أي على دين
عظيم وهو دين السلم ،عن ابن عباس ،ومجاهد والحسن ،وقيل :معناه
إنك متخلق بأخلق السلم ،وعلى طبع كريم ،وحقيقة الخلق ما يأخذ به
النسان نفسه من الداب ،وإنما سمي خلقا لنه يصير كالخلقة فيه فأما ما
طبع عليه من الداب فإنه الخيم فالخلق هو الطبع المكتسب ،والخيم الطبع
الغريزي وقيل :الخلق العظيم الصبر على الحق ،وسعة البذل ،وتدبير
المور على مقتضى العقل بالصلح والرفق والمداراة ،وتحمل المكاره في
الدعاء إلى ال سبحانه والتجاوز والعفو ،وبذل الجهد في نصرة المؤمنين،
وترك الحسد والحرص ونحو ذلك عن الجبائي وقالت عائشة :كان خلق
النبي )صلى ال عليه وآله( ما تضمنه العشر الول من سورة المؤمنين
ومن مدحه ال سبحانه بأنه على خلق عظيم ،فليس وراءه مدح ،وقيل:
سمى خلقه عظيما لنه عاشر الخلق بخلقه وزايلهم بقلبه ،فكان ظاهره مع
الخلق وباطنه مع الحق وقيل :لنه امتثل تأديب ال سبحانه إياه بقوله" :
خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) (3وقيل :سمى خلقه
عظيما لجتماع مكارم الخلق فيه ويعضده ما روي عنه )صلى ال عليه
وآله( أنه قال :إنما بعثت لتمم مكارم الخلق ،وقال )صلى ال عليه
وآله( :أدبني ربي فأحسن تأديبي ،وقال )صلى ال عليه وآله( :إن المؤمن
ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار
][383
وعن أبي الدرداء قال :قال النبي )صلى ال عليه وآله( :مامن شئ أثقل في الميزان
من خلق حسن ،وعن الرضا ،عن آبائه عليه وعليهم السلم ،عن النبي
)صلى ال عليه وآله( قال :عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة
ل محالة وإياكم وسوء الخلق ،فان سوء الخلق في النار ل محالة ،وعن
أبي هريرة عنه )صلى ال عليه وآله( قال :أحبكم إلى ال أحاسنكم أخلقا
الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ،وأبغضكم إلى ال المشاؤن
بالنميمة المفرقون بين الخوان ،الملتمسون للبراء العثرات ) - 18 (1لى:
ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب عن
جميل بن صالح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله عزوجل" :
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة " ) .(2قال :رضوان ال
والجنة في الخرة ،والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا )
- 19 (3لى :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن معروف ،عن محمد بن
سنان ،عن غاث بن إبراهيم ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم
فسعوهم بأخلقكم ) - 20 (4لى :قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :أفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(
لنوف :يا نوف صل رحمك يزيد ال في عمرك ،وحسن خلقك يخفف ال
حسابك ) (5أقول :قد مضى في باب صفات المؤمن وباب جوامع المكارم
وسيأتي في أبواب المواعظ - 21لى :قال الصادق )عليه السلم( :عليكم
بحسن الخلق فانه يبلغ بصاحبه
) (1مجمع البيان ج 10ص (2) 333البقرة (3) 201 :أمالى الصدوق لم نجده )
(4أمالى الصدوق ص (5) 9أمالى الصدوق ص 126
][384
درجة الصائم القائم ) - 22 (1ن ) (2لى :علي بن أحمد بن موسى ،عن محمد بن
هارون ،عن الروياني ،عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني ،عن
آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :إنكم لن
تسعوا الناس بأموالكم ،فسعوهم بطلقة الوجه وحسن اللقاء ،فاني سمعت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم
فسعوهم بأخلقكم ) - 23 (3لى :ماجيلويه ،عن محمد العطار ،عن
الشعري ،عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عمرو ،عن موسى بن
إبراهيم ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( قال:
قالت ام سلمة رضي ال عنها لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :بأبي أنت
وامي :المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنة ليهما تكون ؟
فقال )عليه السلم( :يا ام سلمه تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لهله ،يا ام
سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والخرة ) - 24 (4لى :ابن
المتوكل ،عن علي ،عن أبيه ،عن موسى بن إبراهيم ،عن الحسن ،عن
أبيه ،باسناده رفعه إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن ام سلمة قالت
له بأبي أنت الخبر ثو :حمزة بن محمد ،عن علي ،عن أبيه مثله )- 25 (5
لى :جعفر بن الحسين ،عن محمد بن جعفر ،عن البرقي ،عن ابن محبوب،
عن هشام بن سالم ،عن أبي عبيدة الحذاء ،عن أبى عبد ال )عليه السلم(
قال :اتي النبي )صلى ال عليه وآله( بأسارى فأمر بقتلهم خل رجل من
بينهم ،فقال الرجل :بأبي
) (1أمالى الصدوق ص (2) 216عيون الخبار ج 2ص (3) 53أمالى الصدوق
ص (4) 268أمالى الصدوق ص (5) 298ثواب العمال ص (*) 164
][385
أنت وامي يا محمد كيف أطلقت عني من بينهم ؟ فقال :أخبرني جبرئيل عن ال
عزوجل أن فيك خمس خصال يحبه ال عزوجل ورسوله :الغيرة الشديدة
على حرمك ،والسخاء وحسن الخلق ،وصدق اللسان ،والشجاعة ،فلما
سمعها الرجل أسلم وحسن إسلمه ،وقاتل مع رسول ال )صلى ال عليه
وآله( قتال شديدا حتى استشهد ) - 26 (1ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن
جعفر بن محمد ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :إن أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا
وأشدكم تواضعا وإن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون
قال :وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أول ما يوضع في ميزان العبد
يوم القيامة حسن خلقه ) - 27 (2ب :بهذا السناد قال :إن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( مر بقبر يحفر قد انبهر الذي يحفره فقال له :لمن
تحفر هذا القبر ؟ فقال :لفلن بن فلن فقال :وما للرض تشدد عليك إن
كان ما علمت لسهل حسن الخلق فلنت الرض عليه حتى كان ليحفرها
بكفيه ثم قال :لقد كان يحب إقراء الضيف ول يقري الضيف إل مؤمن تقي
) - 28 (3ل :الخليل بن أحمد ،عن ابن منيع ،عن علي بن عيسى ،عن
خلد ابن عيسى ،عن ثابت ،عن أنس قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :الخلق الحسن نصف الدين ) - 29 (4ل :الخليل ،عن أبي العباس
السراج ،عن يعقوب بن إبراهيم ،عن وكيع ،عن مسعر وسفيان ،عن زياد
بن علقة ،عن اسامة بن شريك قال :قيل
][386
لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما أفضل ما اعطي المرء المسلم ؟ قال :الخلق
الحسن ) - 30 (1ل :أبو الحسن علي بن عبد ال السواري ،عن أحمد بن
محمد بن قيس عن عبد العزيز بن علي السرخسي ،عن أحمد بن عمران
البغدادي قال :حدثنا أبو الحسن قال :حدثنا أبو الحسن قال :حدثنا أبو
الحسن قال :حدثنا الحسن عن الحسن ،عن الحسن أن أحسن الحسن خلق
الحسن فأما أبو الحسن الول فمحمد بن عبد الرحيم التستري وأما أبو
الحسن الثاني فعلي بن أحمد البصري التمار وأما أبو الحسن الثالث فعلي
بن محمد الواقدي وأما الحسن الول فالحسن بن عرفة العبدى ،وأما
الحسن الثاني فالحسن بن أبي الحسن البصري ،وأما الحسن الثالث
فالحسن بن علي بن أبيطالب )عليه السلم( ) (2كتاب المسلسلت :لجعفر
بن أحمد القمي ،عن السواري مثله - 31ن :بالسانيد الثلثة عن الرضا،
عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :عليكم
بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة ل محالة ،و إياكم وسوء الخلق
فان سوء الخلق في النار ل محالة ) (3صح :عنه )عليه السلم( مثله )(4
- 32ن :بهذا السناد قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن العبد
لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) (5صح :عنه )عليه السلم( مثله )
- 33 (6ن :بهذا السناد قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :مامن
شئ في الميزان
) 1و (2الخصال ج 1ص (3) 17عيون الخبار ج 2ص (4) 31صحيفة الرضا
)عليه السلم( ص (5) 24عيون الخبار ج 2ص (6) 37صحيفة
الرضا )عليه السلم( ص 19
][387
أحسن من حسن الخلق ) (1صح :عنه )عليه السلم( مثله ) - 34 (2ن :بهذا
السناد قال :قال أمير المؤمنين صلوات ال عليه :أكملكم إيمانا أحسنكم
خلقا وقال )عليه السلم( :حسن الخلق خير قرين وقال )عليه السلم(:
سئل رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما أكثر ما يدخل به الجنة ؟ قال:
تقوى ال وحسن الخلق وقال )عليه السلم( :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا وخيركم لهله
وقال )عليه السلم( :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أحسن الناس
إيمانا أحسنهم خلقا و ألطفهم بأهله ،وأنا ألطفكم بأهلي ) (3صح :عنه
)عليه السلم( مثله ) - 35 (4ن :ماجيلويه ،عن علي ،عن أبيه ،عن ابن
معبد ،عن ابن خالد عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :من كان مسلما فل يمكر ول يخدع ،فاني سمعت
جبرئيل )عليه السلم( يقول :إن المكر والخديعة في النار ،ثم قال )عليه
السلم( :ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما ثم قال )عليه
السلم( :إن جبرئيل الروح المين نزل علي من عند رب العالمين فقال :يا
محمد عليك بحسن الخلق فانه ذهب بخير الدنيا والخرة أل وإن أشبهكم
بي أحسنكم خلقا )(5
) (1عيون الخبار ج 2ص (2) 37صحيفة الرضا )عليه السلم( ص (3) 19
عيون الخبار ج 2ص (4) 38صحيفة الرضا )عليه السلم( ص ) 12
(5عيون الخبار ج 2ص 50
][388
- 36ن :محمد بن أحمد بن الحسين ،عن علي بن محمد بن عنبسة ،عن بكربن
أحمد بن محمد ،عن فاطمة بنت الرضا ،عن أبيها ،عن أبيه ،عن جعفر بن
محمد ،عن أبيه وعمه زيد ،عن أبيهما علي بن الحسين ،عن أبيه وعمه،
عن علي ابن أبيطالب )عليهم السلم( ،عن النبي )صلى ال عليه وآله(
قال :من كف غضبه كف ال عنه عذابه ومن حسن خلقه بلغه ال درجة
الصائم القائم ) - 37 .(1ل :الخليل بن احمد ،عن معاذ ،عن الحسين
المروزي ،عن محمد بن عبيد ،عن داود الودي ،عن أبيه ،عن أبي هريرة
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( أكثر ما يدخل به الجنة تقوى ال
وحسن الخلق ) - 38 (2ل :ابن مسرور ،عن ابن عامر ،عن عمه ،عن
ابن محبوب ،عن عباد ابن صهيب قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(
يقول :ل يجمع ال لمنافق ول فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق
أبدا ) - 39 (3ل :الخليل بن أحمد ،عن أبي العباس السراج ،عن قتيبة،
عن قزعة عن إسماعيل ،بن اسيد ،عن جبلة الفريقي أن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( قال :أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة،
وبيت في أعلى الجنة ،لمن ترك المراء وإن كان محقا ،ولمن ترك الكذب
وإن كان هازل ،ولمن حسن خلقه ) - 40 (4ع :عن أنس قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( قال :حبيبي جبرئيل :إن مثل هذا الدين كمثل
شجرة ثابتة ،اليمان أصلها ،والصلة عروقها ،والزكاة ماؤها والصوم
سعفها ،وحسن الخلق ورقها ،والكف عن المحارم ثمرها ،فل تكمل شجرة
إل بالثمر ،كذلك اليمان ل يكمل إل بالكف عن المحارم )(5
) (1عيون الخبار ج 2ص (2) 71الخصال ج 1ص (3) 39الخصال ج 1ص
(4) 63الخصال ج 1ص (5) 70علل الشرائع ج 1ص 237
][389
- 41ع :قال الصادق )عليه السلم( :لعيش أهنأ من حسن الخلق ) - 42 (1مع:
ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب عن بعض
أصحابنا قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :ماحد حسن الخلق ؟ قال:
تلين جانبك ،وتطيب كلمك وتلقى أخاك ببشر حسن ) - 43 (2مع :في خبر
أبي ذر قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا أبا ذر لعقل كالتدبير ول
ورع كالكف ،ولحسب كحسن الخلق ) - 44 (3ما :المفيد ،عن الجعابي،
عن ابن عقدة ،عن محمد بن أحمد بن الحسين عن عبد ال بن محمد بن
علي بن عبد ال بن جعفر ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عن
جده )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أكمل
المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) - 45 (4ما :فيما أوصى أمير المؤمنين
)عليه السلم( إلى الحسن )عليه السلم( :لحسب كحسن الخلق )- 46 (5
ما :عن أبي ذر قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :اتق ال حيث
كنت وخالق الناس بخلق حسن ،وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها )
- 47 (6ما :ابن مخلد ،عن محمد بن عمر وبن البختري ،عن محمد بن
أحمد بن أبي العوام ،عن عبد الوهاب بن عطا ،عن محمد بن عمرو ،عن
أبي سلمة ،عن أبي هريرة عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :إن أكمل
المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم
) (1علل الشرائع ج 2ص (2) 246معاني الخبار (3) 253 :معاني الخبار:
(4) 355أمالى الطوسى ج 1ص (5) 139أمالى الطوسى ج 1ص
(6) 145أمالى الطوسى ج 1ص 189
][390
لنسائه ) - 48 (1ما :عن جابر بن عبد ال قال :قال العباس للنبي )صلى ال عليه
وآله( :ما الجمال بالرجل يارسول ال ؟ قال :بصواب القول بالحق ،قال:
فما الكمال ؟ قال :تقوى ال عزوجل وحسن الخلق ) - 49 (2ل ) (3لى:
أبي ،عن محمد بن معقل ،عن جعفر الوراق ،عن محمد ابن الحسن الشج،
عن يحيى بن زيد ،عن زيد بن علي ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم(
في خبر طويل قال :ثلثة نفر آلوا باللت والعزى ليقتلوا محمدا )صلى ال
عليه وآله( فذهب أمير المؤمنين )عليه السلم( وحده إليهم وقتل واحدا
منهم وجاء بالخرين فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :قدم إلى أحد
الرجلين ،فقدمه فقال :قل لإله إل ال واشهد أني رسول ال ،فقال :لنقل
جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة ،قال :يا علي أخره
واضرب عنقه ،ثم قال :قدم الخر فقال :قل لإله إل ال واشهد أني رسول
ال قال :الحقني بصاحبي ،قال يا علي أخره واضرب عنقه ،فأخره وقام
أمير المؤمنين )عليه السلم( ليضرب عنقه فنزل جبرئيل )عليه السلم(
على النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :يا محمد إن ربك يقرئك السلم
ويقول :ل تقتله فانه حسن الخلق سخي في قومه ،فقال النبي )صلى ال
عليه وآله( :يا علي أمسك فان هذا رسول ربي عزوجل يخبرني أنه حسن
الخلق سخي في قومه ،فقال المشرك تحت السيف :هذا رسول ربك
يخبرك ؟ قال :نعم ،قال :وال ما ملكت درهما مع أخ لي قط ولقطبت
وجهي في الحرب ،فأنا أشهد أن لإله إل ال وأنك رسول ال ،فقال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات
النعيم )(4
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) 6أمالى الطوسى ج 2ص (3) 112الخصال ج
1ص (4) 47أمالى الصدوق65 :
][391
أقول :قدمر الخبر بطوله في باب شجاعة أمير المؤمنين )عليه السلم( ونوادر
غزواته ) - 50 (1لى :ابن المتوكل ،عن علي بن إبراهيم ،عن اليقطيني،
عن يونس عن الحسن بن زياد ،عن الصادق )عليه السلم( أنه قال :إن
ال تبارك وتعالى رضي لكم السلم دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن
الخلق ) (2ين :محمد بن الفضيل ،عن زرارة مثله - 51ما :بالسناد إلى
أبي قتادة قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( للمعلى بن خنيس يا معلى
عليك بالسخاء وحسن الخلق فانهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة
القلدة ) - 52 (3ما :بهذا السناد قال :إن ل عزوجل وجوها خلقهم من
خلقه و ]أمشاهم في[ ) (4أرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد
مجدا ،وال عزوجل يحب مكارم الخلق ،وكان فيما خاطب ال تعالى نبيه
)عليه السلم( أن قال له :يا محمد " إنك لعلى خلق عظيم " قال :السخاء
وحسن الخلق ) - 53 (5ما :باسناد أخي دعبل عن الرضا ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :المؤمن هين
لين سمح ،له خلق حسن ،والكافر فظ غليظ له خلق سيئ وفيه جبرية )(6
- 54ثو :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن محمد بن عمرو ،عن موسى بن
) (1راجع ج 41ص .75 - 73من هذه الطبعة الحديثة ) (2أمالى الصدوق163 :
) (3أمالى الطوسى ج 1ص (4) 308مابين العلمتين ساقط من الصل
طبقا للمصدر ،والتصحيح من حديث آخر ) (5أمالى الطوسى ج 1ص
(6) 309أمالى الطوسى ج 1ص 376
][392
إبراهيم ،عن أبي الحسن الول )عليه السلم( قال :سمعته يقول :ما حسن ال خلق
عبد ولخلقه إل استحيى أن يطعم لحمه يوم القيامة النار ) - 55 (1ل :فيما
أوصى به رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا :يا علي ثلثة من لم تكن
فيه لم يقم له عمل :ورع يحجزه عن معاصي ال عزوجل ،وخلق يداري به
الناس ،وحلم يرد به جهل الجاهل ) (2سن :أبي ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( عنه )صلى ال عليه
وآله( مثله ) - 56 (3سن :إبراهيم ،عن ابن أبي عمير ،عن حمادبن
عثمان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :من اليمان حسن الخلق
وإطعام الطعام ) - 57 (4سن :أحمد بن محمد ،عن الحكم بن أيمن ،عن
ميمون البان ،عن أبي جعفر قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
اليمان حسن الخلق ،وإطعام الطعام ،وإراقة الدماء ) - 58 (5صح :عن
الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :لو يعلم العبد ماله في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له حسن
الخلق ) - 59 (6صح :عن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال علي
بن أبي طالب )عليه السلم( :عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه )- 60 (7
ضا :أروي عن العالم )عليه السلم( :أنه قال] :عجبت[ لمن يشتري العبيد
بماله فيعتقهم كيف ل يشتري الحرار بحسن خلقه
) (1ثواب العمال (2) 164 :الخصال ج 1ص (3) 62المحاسن(5 - 4) 6 :
المحاسن (6) 389 :صحيفة الرضا (7) 24 :صحيفة الرضا12 :
][393
- 61مص :قال الصادق )عليه السلم( :الخلق الحسن جمال في الدنيا ونزهة في
الخرة ،وبه كمال الدين والقربة إلى ال عزوجل ،وليكون حسن الخلق إل
في كل ولي وصفي ،لن ال تعالى أبى أن يترك ألطافه وحسن الخلق إل
في مطايا نوره العلى وجماله ال زكى ،لنها خصلة يخص بها العرفين
به ،ول يعلم ما في حقيقة حسن الخلق إل ال عزوجل قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :خاتم زماننا إلى حسن الخلق ،والخلق الحسن ألطف شئ
في الدين ،وأثقل شئ في الميزان ،وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل
العسل ،وإن ارتقافي الدرجات فمصيره إلى الهوان قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :حسن الخلق شجرة في الجنة وصاحبه متعلق بغصنها
يجذبه إليها ،وسوء الخلق شجرة في النار وصاحبه متعلق بغصنها يجذبه
إليها ) - 62 (1ضه :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :حسن الخلق
نصف الدين ،وقيل له )صلى ال عليه وآله( :ما أفضل ما اعطي المرء
المسلم ؟ قال :الخلق الحسن وقال )صلى ال عليه وآله( :رأيت رجل في
المنام جاثيا على ركبتيه بينه وبين رحمة ال حجاب فجاءه حسن خلقه
فأخذ بيده فأدخله في رحمة ال - 63نبه :جاء رجل إلى رسول ال صلى
ال عليه وآله من بين يديه فقال :يارسول ال ما الدين ؟ فقال :حسن
الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال :ما الدين ؟ فقال :حسن الخلق ثم أتاه من قبل
شماله فقال :ما الدين ؟ فقال حسن الخلق ثم أتاه من ورائه فقال :ما
الدين ؟ فالتفت إليه وقال أما تفقه الدين ؟ هو أن ل تغضب وقيل :يارسول
ال ما الشؤم ؟ قال :سوء الخلق وقال رجل لرسول ال )صلى ال عليه
وآله( :أوصني فقال :اتق ال حيث كنت قال :زدني قال :أتبع السيئة
الحسنة تمحها ،قال :زدني قال :خالط الناس بحسن الخلق وسئل )صلى ال
عليه وآله( :أي العمال أفضل ؟ قال :حسن الخلق ،وقال )صلى ال عليه
وآله( :ما حسن ال خلق امرئ وخلقه فيطعمه النار
][394
قيل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن فلنة تصوم النهار وتقوم الليل وهي
سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها فقال :لخير فيها هي من أهل النار
وقال )صلى ال عليه وآله( :إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط
الوجوه ،و حسن الخلق ،وقال أيضا :سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد
الخل العسل وقال جرير بن عبد ال :قال لي رسول ال :إنك امرء قد أحسن
ال خلقك فأحسن خلقك عن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :ثلث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فل يعتدن بشئ من عمله :تقوى
يحجزه عن معاصي ال عزوجل ،أو حلم يكف به السفيه ،أو خلق يعيش به
في الناس وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :حسن الخلق في ثلث:
اجتناب المحارم ،وطلب الحلل ،والتوسع على العيال ،وقال بعضهم :أن ل
يكون لك همة إل ال - 64ختص :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
الخلق منايح من ال عزوجل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا وإذا أبغض
عبدا منحه خلقا سيئا ) - 65 (1ين :علي بن النعمان ،عن عمرو بن شمر،
عن جابر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :لو كان حسن الخلق خلقا يرى ماكان مما خلق ال شئ أحسن
منه ،ولو كان الخرق خلقا يرى ماكان مما خلق ال شئ أقبح منه ،و إن
ال ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصائم القائم - 66ين :حمادبن عيسى،
عن ربعي قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( ليحيى السقاء :يا يحيى إن
الخلق الحسن يسر ،وإن الخلق السيئ نكد - 67ين :المحاملي ،عن ذريح،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
إذا أراد ال بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة وحسن الخلق - 68
ين :حمادبن عيسى ،عن الحسين بن المختار ،عن العلبن كامل قال :قال
أبو عبد ال )عليه السلم( :إذا خالطت الناس فان استطعت أن ل تخالط
أحدا من الناس
إل كانت يدل عليه العليا فافعل ،فان العبد يكون منه بعض التقصير في العبادة
ويكون له خلق حسن فيبلغه ال بخلقه درجة الصائم القائم - 69ين:
حمادبن عيسى ،عن العقر قوفي ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أقربكم مني غدا
أحسنكم خلقا وأقربكم من الناس - 70ين :حماد ،عن ربعي ،عن الفضيل،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :جاء رجل إلى النبي )صلى ال عليه
وآله( فقال :يارسول ال أي الناس أكمل إيمانا ؟ قال :أحسنهم خلقا - 71
ين :علي بن النعمان ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أيها الناس وال إني
لعلم أنكم ل تسعون الناس بأموالكم ولكن سعوهم بالطلقة وحسن الخلق،
قال :وسمعته يقول :رحم ال كل سهل مطلق - 72ين :محمد بن سنان،
عن إسحاق بن عمار قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :الخلق
منحة يمنحها ال من شاء من خلقه ،فمنه سجية ومنه نية ،قلت :فأيهما
أفضل ؟ قال :صاحب النية أفضل ،فان صاحب السجية هو المجبول على
المر الذي ليستطيع غيره ،وصاحب النية هو الذي يتصبر على الطاعة
فيصبر فهذا أفضل - 73ين :ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن سنان قال:
قال أبو عبد ال )عليه السلم( :يا ابن سنان إن النبي )صلى ال عليه
وآله( كان قوته الشعير من غير أدم ،إن البر وحسن الخلق يعمران الديار،
ويزيدان في العمار - 74ين :ابن أبي عمير ،عن علي الحمسي ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن حسن الخلق يذيب الخطيئة ،كما تذيب
الشمس الجليد ،وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل - 75
ين :ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال:
][396
أتى النبي )صلى ال عليه وآله( رجل فقال :إن فلنا مات فحفرنا له فامتنعت
الرض فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إنه كان سيئ الخلق - 76
ين :ابن أبي عمير ،عن حبيب الخثعمي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أل انبئكم بخياركم ؟ قالوا :بلى
يا رسول ال قال :أحاسنكم أخلقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون
- 77ين :أبو العباس ،عن ابن شجرة ،عن إبراهيم بن أبي رجاء قال :قال
أبو عبد ال )عليه السلم( :حسن الخلق يزيد في الرزق - 78نهج :قال
)عليه السلم( :أكرم الحسب حسن الخلق ) (1وقال )عليه السلم( ،:كفى
بالقناعة ملكا وبحسن الخلق نعيما ) - 79 (2كنز الكراجكى :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم وقال )عليه
السلم( :حسن الخلق خير رفيق وقال )عليه السلم( :رب عزيز أذله
خلقه ،وذليل أعزه خلقه وقال )عليه السلم( :من لنت كلمته وجبت محبته
- 80كتاب المامة والتبصرة :عن أحمد بن إسماعيل ،عن أحمد بن
إدريس عن الحسن بن علي بن عبد ال بن المغيرة ،عن جعفر بن محمد
بن عبيدال ،عن عبد ال بن المغيرة ،عن طلحة بن زيد ،عن جعفر بن
محمد ،عن أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :لو علم الرجل ماله في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون
له خلق حسن
][397
)) * (93باب( * * " )الحلم والعفو وكظم الغيظ( " * اليات :البقرة :فاعفوا
واصفحوا حتى يأتي ال يأمره ) (1آل عمران :والكاظمين الغيظ والعافين
عن الناس وال يحب المحسنين ) (2النساء :إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو
تعفوا عن سوء فأن ال كان عفوا قديرا ) (3المائدة :فاعف عنهم واصفح
إن ال يحب المحسنين ) (4العراف :خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن
الجاهلين ) (5الرعد :ويدرؤن بالحسنة السيئة ) (6الحجر :فاصفح الصفح
الجميل ) (7المؤمنون :ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون
) (8النور :وليعفوا وليصفحوا أل تحبون أن يغفر ال لكم وال غفور رحيم
) (9الفرقان :وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما ) (10القصص :ويدرؤن
بالحسنة السيئة ) (11السجدة :ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي
هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إل
الذين صبروا وما يلقيها
) (1البقرة (2) 109 :آل عمران (3) 134 :النساء (4) 149 :المائدة(5) 17 :
العراف (6) 199 :الرعد (7) 23 :الحجر (8) 86 :المؤمنون(9) 99 :
النور (10) 23 :الفرقان (11) 65 :القصص55 :
][398
إل ذوحظ عظيم ) (1حمعسق :وإذا ما غضبوا هم يغفرون إلى قوله تعالى :والذين
إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى
وأصلح فأجره على ال إنه ل يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه
فاولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس
ويبغون في الرض بغير الحق اولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر
إن ذلك لمن عزم المور ) (2الزخرف :فاصفح عنهم وقل سلم فسوف
يعلمون ) (3الجاثية :قل للذين آمنوا يغفروا للذين ل يرجون أيام ال
ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ) (4التغابن :وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا
فإن ال غفور رحيم ) (5المزمل :واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا
جميل ) (6تفسير " :فاعفوا واصفحوا " ) (7قيل :العفو ترك عقوبة
الذنب والصفح ترك تثريبه " حتى يأتي ال بأمره " فيهم بالقتل يوم فتح
مكة " والكاظمين الغيظ " ) (8قال تعالى :قبل ذلك " وسارعوا إلى مغفرة
من ربكم وجنة عرضها السموات والرض اعدت للمتقين * الذين ينفقون
في السراء والضراء " يعني ينفقون في أحوالهم كلها ما تيسر لهم من
قليل أو كثير " والكاظمين الغيظ " أي الممسكين عليه الكافين عن
إمضائه ،في المجمع ) (9روي أن جارية لعلي بن الحسين )عليهما
السلم( جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلة فسقط البريق من يدها
فشجه فرفع رأسه إليها ،فقالت له
][399
الجارية :إن ال يقول " :والكاظمين الغيظ " فقال لها :كظمت غيظي قالت" :
والعافين عن الناس قال :عفى ال عنك ،قالت " :وال يحب المحسنين "
قال :فاذهبي فأنت حرة لوجه ال - 1كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( في خطبته :أل اخبركم بخير خلئق الدنيا
والخرة ؟ العفو عمن ظلمك ،وتصل من قطعك ،والحسان إلى من أساء
إليك وإعطاء من حرمك ) (1بيان :الخلئق جمع الخليقة ،وهي الطبيعة
والمراد هنا الملكات النفسانية الراسخة أي خير الصفات النافعة في الدنيا
والخرة " وتصل " في ساير الروايات " وصلة وعلى ماهنا لعله مصدر
أيضا بتقدير أن أويقال عدل إلى الجملة الفعلية التي هي في قوة المر
لزيادة التأكيد والفرق بينها وبين الولى أن القطع ل يستلزم الظلم بل اريد
بها المعاشرة لمن اختار الهجران ،ويمكن تخصيصها بالرحم لستعمال
الصلة غالبا فيها ،والحسان في مقابلة الساءة أخص منهما ،لن الحسان
يزيد على العفو ،والساءة أخص من القطع الذي هو ترك المواصلة وكذا
الحرمان غير الساءة والقطع ،إذ يعتبر في الساءة فعل ما يضره ،والقطع
إنما هو في المعاشرة ،مع أنه يمكن أن يكون بعضها تأكيدا لبعض ،كما هو
الشائع في الخطب والمواعظ - 2كا :عن العدة ،عن سهل ،عن محمد بن
عبد الحميد ،عن يونس بن يعقوب عن ضمرة بن الدينار الرقي ،عن أبي
إسحاق السبيعي رفعه قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أل أدلكم
على خير أخلق الدنيا والخرة ؟ تصل من قطعك وتعطي من حرمك ،وتعفو
عمن ظلمك ) - 3 (2كا :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن
يونس ،عن أبي -عبد ال نشيب اللفائفي ،عن حمران بن أعين قال :قال
أبو عبد ال )عليه السلم( :ثلث
][400
من مكارم الدنيا والخرة :تعفو عمن ظلمك ،وتصل من قطعك ،وتحلم إذا جهل عليك
) (1بيان :اللفائفي كأنه بياع اللفافة ،وفي القاموس :اللفافة بالكسر ما
يلف به على الرجل وغيرها ،والجمع لفائف انتهى ويقال جهل على غيره
سفه - 4كا :عن علي ،عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل جميعا،
عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن الثمالي ،عن علي بن
الحسين )عليهما السلم( قال :سمعته يقول :إذا كان يوم القيامة جمع ال
تبارك وتعالى الولين والخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد :أين أهل
الفضل ؟ قال :فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملئكة فيقولون :وما كان
فضلكم ؟ فيقولون :كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ،ونعفو عمن
ظلمنا ،قال :فيقال لهم :صدقتم ،ادخلوا الجنة ) (2تبيان :في القاموس
العنق بالضم وبضمتين وكأمير وصرد الجيد والجمع أعناق والجماعة من
الناس والرؤساء انتهى والمراد بأهل الفضل إما أهل الفضيلة والكمال
وأهل الرجحان ،أو أهل التفضل والحسان " فيقال لهم " أي من قبل ال
تعالى " صدقتم أي في اتصافكم بتلك الصفات أوفي كونها سبب الفضل ،أو
فيهما معا وهو أظهر واعلم أن هذه الخصال فضيلة وأيه فضيلة ،ومكرمة
وأية مكرمة ل يدرك كنه شرفها وفضلها ،إذ العامل بها يثبت بها لنفسه
الفضيلة ،ويرفع بها عن صاحبه الرذيلة ،ويغلب على صاحبه بقوة قلبه
يكسر بها عدو نفسه ونفس عدوه وإلى هذا اشير في القرآن المجيد بقوله
سبحانه " ادفع بالتي هي أحسن " ) (3يعني السيئة " فإذا الذي بينك
وبينه عداوة كأنه ولي حميم " ثم اشير إلى فضلها العالي وشرفها الرفيع
بقوله عزوجل " :وما يلقيها إل الذين صبروا وما يلقيها إل ذوحظ عظيم
" يعني من اليمان والمعرفة ،رزقنا ال الوصول إليها
) 1و (2الكافي ج 2ص (3) 107السجدة36 - 35 :
][401
وجعلنا من أهلها - 5كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن جهم بن الحكم المدائني ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :عليكم بالعفو فان العفو ل يزيد العبد إل عزا فتعافوا يعزكم ال
) (1بيان " :ل يزيد العبد إل عزا " أي في الدنيا ردا على ما يسول
الشيطان للنسان بأن ترك النتقام يوجب المذلة بين الناس وجرأتهم عليه،
وليس كذلك بل يصير سببا لرفعة قدره وعلو أمره عند الناس لسيما إذا
عفا مع القدرة ،وترك العفو ينجر إلى المعارضات والمجادلت والمرافعة
إلى الحكام أو إلى إثارة الفتنة الموجبة لتلف النفوس والموال ،وكل ذلك
مورث للمذلة ،والعزة الخروية ظاهرة كما مر ،والتعافي عفوكل عن
صاحبه - 6كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
محمد بن سنان عن أبي خالد القماط ،عن حمران ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة )(2
ايضاح :الندامة على العفو أفضل :يحتمل وجوها :الول أن صاحب الندامة
الولى أفضل من صاحب الندامة الثانية ،وإن كانت الندامة الولى أخس
وأرذل ،الثاني أن يكون الكلم مبنيا على التنزل أي لو كان في العفو ندامة
فهي أفضل وأيسر ،إذ يمكن تداركه غالبا بخلف الندامة على العقوبة فإنه
ل يمكن تدارك العقوبة بعد وقوعها غالبا فلتزول تلك الندامة ،فيرجع إلى
أن العفو أفضل ،فإنه يمكن إزالة ندامته بخلف المبادرة بالعقوبة ،فانه ل
يمكن إزالة ندامتها وتداركها ،الثالث أن يقدر مضاف فيهما مثل الدفع أو
الرفع أي رفع تلك الندامة أيسر من رفع هذه ،الرابع أن يكون المعنى أن
مجموع تلك الحالتين أي العفو والندم عليه أفضل من مجموع حالتي
العقوبة والندم عليها ،فل ينافي كون الندم على العقوبة ممدوحا والندم
على العفو مذموما إذ العفو أفضل من تلك الندم والعقوبة أقبح من هذا الندم
وهذا وجه وجيه
][402
- 7كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن سعدان ،عن معتب قال :كان أبو الحسن موسى
)عليه السلم( في حائط له يصرم فنظرت إلى غلم له قد أخذ كارة من تمر
فرمى بها وراء الحائط ،فأتيته فأخذته وذهبت به إليه فقلت له :جعلت فداك
إني وجدت هذا وهذه الكارة ،فقال للغلم فلن ! قال :لبيك قال :أتجوع ؟
قال :ل يا سيدي قال :فلي شئ أخذت هذه ؟ قال :اشتهيت ذلك ،قال :اذهب
فهي لك ،وقال :خلوا عنه ) (1بيان :صرم النخل جزه والفعل كضرب ،وفي
القاموس الكارة مقدار معلوم من الطعام ،ويدل على استحباب العفو عن
السارق وترك ما سرقه له - 8كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن ابن فضال
قال :سمعت أبا الحسن )عليه السلم( يقول :ما التقت فئتان قط إل نصر
أعظمهما عفوا ) (2بيان :يدل على أن نية العفو تورث الغلبة على الخصم
- 9كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن ابن
بكير ،عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( اتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي )صلى ال عليه وآله(
فقال لها :ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت :قلت :إن كان نبيا لم يضره وإن
كان ملكا أرحت الناس منه ،قال :فعفا رسول ال )صلى ال عليه وآله(
عنها ) (3بيان :يدل على حسن العفو عن الكافر ،وإن أراد القتل وتمسك
بحجة كاذبة ،وظاهر أكثر الروايات أنه )صلى ال عليه وآله( أكل منها
ولكن باعجازه لم يؤثر فيه عاجل وفي بعض الروايات أن أثره بقي في
جسده حتى توفي ،به بعد سنين ،فصار شهيدا فجمع ال له بذلك بين كرم
النبوة وفضل الشهادة واختلف المخالفون في أنه )صلى ال عليه وآله( هل
قتلها أم ل ؟ واختلف رواياتهم أيضا في ذلك ففي أكثر روايات الفريقين أنه
عفا عنها ولم يقتلها ،وقال بعضهم :إنه قتلها ورووا عن ابن عباس أنه
رفعها إلى أولياء بشر ،وقد كان أكل من الشاة فمات فقتلوها وبه جمعوا
بين الروايات
][403
- 10كا :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس عن عمرو بن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :ثلث ل يزيد ال بهن
المرء المسلم إل عزا :الصفح عمن ظلمه ،وإعطاء من حرمه ،والصلة
لمن قطعه ) - 11 (1د :في طي خبر طلب المنصور الصادق )عليه
السلم( :ومعاتبته له والخبر طويل فقال )عليه السلم( في جوابه :وحدثني
أبي ،عن أبيه ،عن جده أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :ينادي مناد
يوم القيامة من بطنان العرش أل فليقم كل من أجره علي فل يقوم إل من
عفى عن أخيه ،الحديث بطوله - 12كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن ابن أبي نصر ،عن محمد ابن عبد ال قال :سمعت الرضا
)عليه السلم( يقول :ل يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما وإن الرجل
كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين
) (2تبيين :قال الراغب :الحلم ضبط النفس ،عن هيجان الغضب وقيل:
الحلم الناءة والتثبت في المور ،وهو يحصل من العتدال في القوة
الغضبية ويمنع النفس من النفعال ،عن الواردات المكروهة المؤذية ،ومن
آثاره عدم جزع النفس عند المور الهائلة ،وعدم طيشها في المؤاخذة،
وعدم صدور حركات غير منتظمة منها وعدم إظهار المزية على الغير،
وعدم التهاون في حفظ ما يجب حفظه شرعا وعقل انتهى ويدل الحديث
على اشتراط قبول العبادة وكمالها بالحلم ،لن السفيه يبادر بامور قبيحة
من الفحش والبذاء والضرب واليذاء ،بل الجراحة والقتل ،وكل ذلك يفسد
العبادة ،فان ال إنما يتقبلها من المتقين ،وقيل :الحليم هنا العاقل وقد مر
أن عبادة غير العاقل ليس بكامل ،ولما كان الصمت عما ل يعني من لوازم
الحلم غالبا ذكره
][404
بعده ،ولذلك قال النبي )صلى ال عليه وآله( :إذا غضب أحدكم فليسكت ،وصوم
الصمت كان في بني إسرائيل وهو وإن نسخ في هذه المة ،لكن كمال
الصمت غير منسوخ فاستشهد )عليه السلم( على حسنه بكونه شرعا
مقررا في بني إسرائيل ولم يكونوا يعدون الرجل في العابدين المعروفين
بالعبادة ،إل بعد المواظبة على صوم الصمت أو أصله عشر سنين - 13
كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير عن
زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كان علي بن الحسين )عليه
السلم( يقول :إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه ) (1بيان:
قوله أن يدركه بدل اشتمال للرجل - 14كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن
علي بن الحكم ،عن أبي جميلة ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال :إن ال عزوجل يحب الحيي الحليم ) - 15 (2كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن علي بن حفص القرشي الكوفي رفعه إلى أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما أعز ال بجهل قط
ول أذل بحلم قط ) (3بيان :الجهل يطلق على خلف العلم ،وعلى ما هو
مقتضاه من السفاهة ،وصدور الفعال المخالفة للعقل ،وهنا يحتمل
الوجهين كما أن الحلم يحتمل مقابلهما والثاني أظهر فيهما - 16كا :عن
العدة ،عن البرقي ،عن بعض أصحابه -رفعه -قال :قال أبو عبد ال
)عليه السلم( :كفى بالحلم ناصرا ،وقال :إذا لم تكن حليما فتحلم )(4
بيان " :كفى بالحلم ناصرا " لنه بالحلم تندفع الخصومة ،بل يصير
الخصم محبا له ،وهذا أحسن النصر مع أن الحليم يصير محبوبا عند
الناس ،فالناس ينصرونه على الخصوم ،ويعينونه في المكاره " وقال إذا
لم تكن حليما " أي بحسب الخلقة والطبع " فتحلم " أي أظهر الحلم تكلفا
وجاهد نفسك في ذلك حتى يصير خلقا كل ،ويسهل عليك ،مع أن تكلفه
بمشقة أكثر ثوابا كما مر ،وقال
][405
أمير المؤمنين )عليه السلم( :إن لم تكن حليما فتحلم فانه قل من تشبه بقوم إل
أوشك أن يكون منهم ) - 17 (1كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى،
عن عبد ال الحجال ،عن حفص بن أبي عايشة قال :بعث أبو عبد ال
)عليه السلم( غلما له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد ال على أثره لما
أبطأ ،فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبو
عبد ال )عليه السلم( :يا فلن وال ماذلك لك تنام الليل والنهار ،لك الليل
ولنا منك النهار ) (2ايضاح " :تنام " مرفوع أو منصوب بتقدير أن وهو
بدل " ذلك " " لك الليل " استيناف ويدل على جواز تكليف العبد بعدم
النوم في النهار إذا لم يستخدمه في الليل ،وعلى استحباب عدم تنبيه
المملوك على النوم وترويحه وهذا غاية المروة والحلم - 18كا :عن
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن النعمان ،عن عمرو بن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :إن ال يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف ) (3توضيح:
العفيف المجتنب عن المحرمات لسيما ما يتعلق منها بالبطن والفرج
والمتعفف إما تأكيد كقولهم ليل أليل أو العفيف عن المحرمات المتعفف عن
المكروهات لنه أشد فيناسب هذا البناء أو العفيف في البطن المتعفف في
الفرج أو العفيف عن الحرام المتعفف عن السؤال كما قال تعالى" :
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " ) (4أو العفيف خلقا المتعفف تكلفا
]فان العفة قد يكون عن بعض المحرمات خلقا وطبعيا وعن بعضها تكليفا[
) (5ولعل هذا أنسب ،قال الراغب :العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن
غلبة الشهوة ،والتعفف التعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر وأصله
القتصار على تناول الشئ القليل الجاري مجرى
) (1نهج البلغة ج 2ص 2) 191و (3الكافي ج 2ص (4) 112البقرة) 273 :
(5مابين العلمتين أضفناه من شرح الكافي )*(
][406
العفافة والعفة ،أي البقية من الشئ أوالعفف وهو ثمر الراك وفي النهاية فيه من
يستعفف يعفه ال ،الستعفاف طلب العفاف والتعفف ،وهو الكف عن
الحرام والسؤال من الناس أي من طلب العفة وتكلفها أعطاه ال تعالى
إياها - 19 .كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن علي بن محبوب،
عن أيوب بن نوح ،عن عباس بن عامر ،عن ربيع بن محمد المسلى ،عن
أبي محمد ،عن عمران ،عن سعيد بن يسار ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولن للسفيه
منهما :قلت وقلت وأنت أهل لما قلت ستجزى بما قلت ويقولن للحليم
منهما :صبرت وحلمت سيغفر ال لك إن أتممت ذلك ،قال :فان رد الحليم
عليه ارتفع الملكان ) (1بيان " :قلت وقلت " التكرار لبيان كثرة الشتم
وقول الباطل ،وربما يقرأ الثاني بالفاء ،قال في النهاية :يقال فال الرجل في
رأيه وفيل :إذا لم يصب فيه ورجل فائل الرأي وفاله وفيله انتهى ،والظاهر
أنه تصحيف " فان رد الحليم عليه " أي بعد حلمه عنه أول " ارتفع
الملكان " ساخطين عليهما ،ويكلنهما إلى الملكين ليكتبا عليهما قولهما،
والرد بعد مبالغة الخر في الشتم والفحش ل ينافي وصفه بالحلم ،لنه قد
حلم أول ،ومراتب الحلم متفاوتة - 20كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن هشام بن الحكم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان علي
بن الحسين )عليهما السلم( يقول :ما احب أن لي بذل نفسي حمر النعم،
وما تجرعت جرعة أحب إلى من جرعة غيظ لاكافي بها صاحبها )(2
بيان :ذل النفس بالكسر سهولتها وانقيادها ،وهي ذلول وبالضم مذلتها
وضعفها ،وهي ذليل ،والنعم المال الراعي وهوجمع ل واحد له من لفظة،
وأكثر ما يقع على البل ،قال أبو عبيد :النعم الجمال فقط ويؤنث ويذكر،
وجمعه نعمان
][407
وأنعام أيضا وقيل :النعم البل خاصة ،والنعام ذوات الخف والظلف ،وهي البل
والبقرو الغنم ،وقيل :تطلق النعام على هذه الثلثة فإذا انفردت البل فهي
نعم ،وإن انفردت البقر والغنم لم تسم نعما كذا في المصباح .وقال
الكرماني :حمر النعم بضم الحاء وسكون الميم أي أقواها وأجلدها وقال
الطيبي :أي البل الحمر وهي أنفس أموال العرب وقال في المغرب :حمر
النعم كرائمها وهي مثل في كل نفيس ،وقيل الحسن أحمر انتهى .وربما
يقرأ النعم بالكسر جمع نعمة فالحمرة كناية عن الحسن أي محاسن النعم،
والول أشهر وأظهر .والخبر يحتمل وجهين :الول أن يكون الذل بالضم
والباء للسبية أو المصاحبة ،أي لاحب أن يكون لي مع ذل نفسي أو بسببه
نفائس أموال الدنيا أقتنيها أو أتصدق بها لنه لم يكن للمال عنده )عليه
السلم( قدر ومنزلة ،وقال الطيبي هو كناية عن خير الدنيا كله ،والحاصل
أني ما أرضى أن أذل نفسي ولي بذلك كرائم الدنيا ،ونبه )عليه السلم(
بذكر تجرع الغيظ عقيب هذا على أن في التجرع العز وفي المكافاة الذل كما
مر وسيأتي أو المعنى مع أني لأرضي بذل نفسي احب ذلك لكثرة ثوابه،
وعظم فوائده ،والول أظهر .الثاني أن يكون الذل بالكسر والباء للعوض
أي لأرضى أن يكون لي عوض انقياد نفسي وسهولتها وتواضعها أو
بالضم أيضا أي المذلة الحاصلة عند إطاعة أمر ال بكظم الغيظ والعفو
نفائس الموال ،وقيل :التشبية للتقريب إلى الفهام وإل فذرة من الخرة
خير من الرض وما فيها .قوله )عليه السلم( " :وما تجرعت جرعة "
الجرعة من الماء كاللقمة من الطعام ،وهو ما يجرع مرة واحدة ،والجمع
جرع كغرفة وغرف ،وتجرع الغصص مستعار منه وأصله الشرب من
عجلة وقيل الشرب قليل وإضافة الجرعة إلى الغيظ من قبيل لجين الماء،
والغيظ صفة للنفس عند احتدادها موجبة لتحركها نحو النتقام ،وفي الكلم
تمثيل.
][408
وقال بعض الفاضل :ل يقال :الغيظ أمر جبلي لاختيار للعبد في حصوله فكيف
يكلف برفعه ؟ لنا نقول هو مكلف بتصفية النفس على وجه ل يحركها
أسباب الغيظ بسهولة .وأقول :على تقدير حصول الغيظ بغير اختياره فهو
غير مكلف برفعه ،ولكنه مكلف بعدم العمل بمقتضاه ،فانه باختياره غالبا،
وإن سلب اختياره فل يكون مكلفا - 21 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن ابن سنان وعلي بن النعمان عن عمار بن مروان ،عن زيد
الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :نعم الجرعة الغيظ لمن صبر
عليها ،فان عظيم الجر لمن عظيم البلء ،وما أحب ال قوما إل ابتلهم )
(1بيان " :لمن عظيم البلء " أي المتحان والختبار فان ال تعالى ابتلى
المؤمنين بمعاشرة المخالفين والظلمة وأرباب الخلق السيئة ،وأمرهم
بالصبر وكظم الغيظ وهذا من أشد البلء وأشق البتلء - 22 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن علي بن النعمان ،ومحمد بن سنان ،عن عمار ابن
مروان ،عن أبي الحسن الول )عليه السلم( قال :اصبر على أعداء النعم،
فانك لن تكافي من عصى ال فيك بأفضل من أن تطيع ال فيه ) (2ايضاح:
لعل المراد بأعداء النعم الحاسدون الذين يحبون زوال النعم من غيرهم،
فهم أعداء لنعم غيرهم ،يسعون في سلبها ،أو الذين أنعم ال عليهم بنعم
وهم يطغون ويظلمون الناس ،فبذلك يتعرضون لزوال النعم عن أنفسهم،
فهم أعداء لنعم أنفسهم ،ويحتمل أن يكون المراد بالنعم الئمة )عليهم
السلم( " .من عصى ال فيك " بالحسد وما يترتب عليه أو بالظلم أو
الطغيان والذى " من أن تطيع ال فيه " بالعفو وكظم الغيظ والصبر على
أذاه كما قال تعالى " والكاظمين
][409
الغيظ " الية ) (1وفي صيغة التفضيل دللة على جواز المكافاة بشرط أن ل يتعدى
كما قال سبحانه " :من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم
" ) (2وغيره ،ولكن العفو أفضل - 23 .كا :بالسناد ،عن محمد بن سنان،
عن ثابت مولى آل حريز ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كظم الغيظ من
العدو في دولتهم تقية حزم لمن أخذ به ،وتحرز عن التعرض للبلء في
الدنيا ،ومعاندة العداء في دولتهم ومماظتهم في غير تقية ترك أمر ال،
فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم ،ول تعادوهم فتحملوهم على رقابكم
فتذلوا ) (3تبيان :في النهاية كظم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر
عليه ،ومنه الحديث إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع أي ليحبسه ما
أمكنه ،وقال :الحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته ،من قولهم حزمت
الشئ أي شددته ،وفي القاموس الحزم ضبط المر والخذ فيه بالثقة،
وقال :المظاظة شدة الخلق وفظاظته ومظظته لمته ،وماظظته مماظة
ومماظا شاردته ونازعته ،والخصم لزمته ،وقال :جامله لم يصفه الخاء
بل ماسحه بالجميل أو أحسن عشرته .قوله " يسمن ذلك عندهم " كذا في
أكثر النسخ من قولهم سمن فلن يسمن من باب تعب وفي لغة من باب
قرب إذا كثر لحمه وشحمه كناية عن العظمة والنمو ويمكن أن يقرأ على
بناء المفعول من الفعال أو التفعيل ،أي يفعل ال ذلك مرضيا محبوبا
عندهم ،وفي بعض النسخ يسمى على بناء المفعول من التسمية أي يذكر
عندهم ويحمدونكم بذلك ،فيكون مرفوعا بالستيناف البياني ،والحمل على
الرقاب كناية عن التسلط والستيلء - 24 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن
بعض أصحابه ،عن مالك بن حصين السكوني قال :قال أبو عبد ال )عليه
السلم( :مامن عبد كظم غيظا إل زاده ال عزوجل عزا
) (1آل عمران (2) 143 :البقرة (3) 194 :الكافي ج 2ص 109
][410
في الدنيا والخرة ،وقد قال ال عزوجل " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
وال يحب المحسنين " ) (1وأثابه ال مكان غيظه ذلك ) (2بيان " :وقد
قال ال " بيان لعز الخرة ،لنه تعالى قال في سورة آل عمران "
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والرض اعدت
للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ " قال
البيضاوي ) (3الممسكين عليه الكافين عن إمضائه مع القدرة من كظمت
القربة إذا ملتها وشددت رأسها وعن النبي )صلى ال عليه وآله( :من
كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه مل ال قلبه أمنا وإيمانا " والعافين عن
الناس " التاركين عقوبة من استحقوا مؤاخذته " وال يحب المحسنين "
يحتمل الجنس ويدخل تحته هؤلء ،والعهد فيكون إشارة إليهم انتهى فكفى
عزالهم في الخرة بأن بشر ال لهم بالجنة وحكم بأنها اعدت لهم وأنه
تعالى يحبهم .ويحتمل أن يكون تعليل لعز الدنيا أيضا بأنهم يدخلون تحت
هذه الية وهذا شرف في الدنيا أيضا أو يدل الية على أنهم من المحسنين
وممن يحبهم ال ومحبوبه تعالى عزيز في الدنيا والخرة كما قيل .قوله
)عليه السلم( " :وأثابه ال مكان غيظه ذلك " يحتمل أن يكون ذلك إشارة
إلى المذكور في الية ،ويكون فيه تقدير أي مكان كظم غيظه أي لجله أو
عوضه ويحتمل أن يكون ذلك عطف بيان أو بدل من غيظه ،ويكون "
أثابه " عطفا على " زاده " أي ويعطيه ال أيضا مع عز الدنيا والخرة
أجرا لصل الغيظ لنه من البليا التي يصيب النسان بغير اختياره ،ويعطي
ال لها عوضا على اصطلح المتكلمين فالمراد بالثواب العوض ،لن
الثواب إنما يكون على المور الختيارية بزعمهم والغيظ ليس باختياره،
وإن كان الكظم باختياره ،فالجنة على الكظم ،والثواب أي العوض لصل
الغيظ ،وقيل :المراد بالمكان المنزل المخصوص لكل من أهل
) (1آل عمران (2) 143 :الكافي ج 2ص (3) 110انوار التنزيل81 :
][411
الجنة ،وإضافته من قبيل إضافة المعلول إلى العلة - 25 .كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن ابن مهران ،عن سيف بن عميرة قال :حدثني من سمع أبا
عبد ال )عليه السلم( يقول :من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه
مل ال قلبه يوم القيامة رضاه ) (1بيان " :ولو شاء أن يمضيه " أي
يعمل بمقتضى الغيظ " مل ال قلبه يوم القيامة " أي يعطيه من الثواب
والكرامة والشفاعة والدرجة حتى يرضا رضا كامل ل يتصور فوقه كا:
عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن ابن فضال ،عن
غالب بن عثمان ،عن عبد ال بن منذر * عن الوصافي ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشى ال قلبه
أمنا وإيمانا يوم القيامة ) (2ايضاح " :أمنا وإيمانا " كأن المراد باليمان
التصديق الكامل بكرمه ولطفه ورحمته لكثرة ما يعطيه من الثواب ،فيرجع
إلى الخبر السابق ،ويحتمل العم بأن يزيد ال تعالى في يقينه وإيمانه
فيستحق مزيد الثواب والكرامة ،إذ لدليل على عدم جواز مزيد اليمان في
ذلك اليوم - 26 .كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن
عبد الكريم بن عمرو ،عن زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :قال لي :يا زيد اصبر على أعداء النعم ،فانك لن تكافي من عصى ال
فيك بأفضل من أن تطيع ال فيه ،يا زيد إن ال اصطفى السلم واختاره،
فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق ) .(3توضيح :قوله " :فأحسنوا
صحبته " إيماء إلى أن مع ترك هاتين الخصلتين يخاف زوال السلم ،فان
ترك حسن الصحبة موجب للهجرة غالبا - 27 .كا :عن علي بن إبراهيم،
عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن حفص بياع السابري ،عن أبي
حمزة ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :من أحب السبيل إلى ال عزوجل جرعتان :جرعة غيظ
يردها
][412
بحلم ،وجرعة مصيبة يردها بصبر ) (1بيان " :يردها " هذا على التمثيل كأن
المغتاظ الذي يريد إظهار غيظه فيدفعه ول يظهره لمنافعه الدنيوية
والخروية كمن شرب دواء بشعا ل يقبله طبعه ويريد أن يدفعه فيتصور
نفع هذا الدواء فيرده ،وكذا الصبر عند البلء وترك الجزع يشبه تلك
الحالة ،ففيهما استعارة تمثيلية ،والفرق بين الكظم والصبر أن الكظم فيما
يقدر على النتقام ،والصبر فيما ل يقدر عليه - 28 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن حماد ،عن ربعي ،عمن حدثه ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال:
قال لي أبي :يا بني مامن شئ أقر لعين أبيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر،
وما يسرني أن لي بذل نفسي حمر النعم ) (2بيان " :مامن شئ " ما "
نافية و " من " زائدة للتصريح بالتعميم ،وهو مرفوع محل لنه اسم " ما
" وأقر " خبره ،واللم في " لعين " للتعدية ،قال الراغب :قرت عينه تقر
سرت ،قال تعالى " :كي تقر عينها " ) (3وقيل لمن يسر به :قرة عين،
قال تعالى " :قرة عين لي ولك " ) (4قيل :أصله من القرأي البرد فقرت
عينه قيل :معناه بردت فصحت ،وقيل :بل لن للسرور دمعة ]باردة[ قارة
وللحزن دمعة حارة ،ولذلك يقال فيمن يدعى عليه :أسخن ال عينه وقيل:
هو من القرار ،والمعنى أعطاه ال ما تسكن به عينه ،فل تطمح إلى غيره
) .(5قوله )عليه السلم( " :عاقبتها صبر " كأن المراد بالصبر الرضا
بكظم الغيظ والعزم على ترك النتقام أو المعنى أنه يكظم الغيظ بشدة
ومشقة إلى إن ينتهي إلى درجة الصابرين ،بحيث يكون موافقا لطبعه غير
كاره له ،وهذا من أفضل صفات المقربين وقيل :إشارة إلى أن كظم الغيظ
إنما هو مع القدرة على النتقام
) (2 - 1الكافي ج 2ص (3) .110طه (4) .40 :القصص (5) .9 :مفردات غريب
القرآن 398
][413
وهو محبوب وإن انتهى إلى حد يصبر مع عدم القدرة على النتقام أيضا ،ول يخفى
ما فيه .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن معاوية بن وهب،
عن معاذ ابن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله ) - 29 .(1كا:
عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن الوشاء ،عن مثنى الحناط عن أبي
حمزة قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :مامن جرعة يتجرعها العبد
أحب إلى ال من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه إما بصبر وإما
بحلم ) (2ايضاح :المراد بترددها في قلبه إقدام القلب تارة إلى تجرعها لما
فيه من الجر الجزيل وإصلح النفس ،وتارة إلى ترك تجرعها لما فيه من
البشاعة والمرارة ،إما بصبر وإما بحلم الفرق بينهما إما بأن الول فيما إذا
لم يكن حليما فيتحلم ويصبر ،والثاني فيما إذا كان حليما وكان ذلك خلقه،
وكان عليه يسيرا أو الول فيما إذا لم يقدر على النتقام فيصبر ول يجزع،
والثاني فيما إذا قدر ولم يفعل حلما وتكرما بناء على أن كظم الغيظ قد
يستعمل فيما إذا لم يقدر على النتقام أيضا ،وقيل :الصبر هو أن ل يقول
ول يفعل شيئا أصل ،والحلم أن يقول أو يفعل شيئا يوجب رفع الفتنة
وتسكين الغضب ،فيكون الحلم بمعنى العقل واستعماله .أقول :قد مضى
كثير من أخبار هذا الباب في باب جوامع المكارم ،وباب صفات المؤمن،
وباب صفات خيار العباد - 30 .لى :الحسين بن محمد العلوي ،عن يحيى
بن الحسين بن جعفر ،عن عبد ال ابن محمد اليماني قال :سمعت عبد
الرزاق يقول :جعلت جارية لعلي بن الحسين )عليهما السلم( تسكب الماء
عليه ،وهو يتوضأ للصلة ،فسقط البريق من يد الجارية على وجهه
فشجه ،فرفع علي بن الحسين )عليهما السلم( رأسه إليها فقالت الجارية:
إن ال عزوجل يقول " :والكاظمين الغيظ " فقال لها :قدكظمت غيظي،
قالت:
) (1هو مثل الحديث ،22فل تغفل (2) .الكافي ج 2ص 111وفى بعض النسخ "
اما يصبر واما يحلم "
][414
" والعافين عن الناس " قال لها :قد عفى ال عنك ،قالت " :وال يحب المحسنين
" قال :اذهبي فأنت حرة ) - 31 (1لى :ماجيلويه ،عن علي ،عن أبيه ،عن
حماد ،عن حريز ،عن زرارة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إنا أهل
بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا ) (2لى :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن
النهدي ،عن ابن أبي نجران ،عن حماد مثله - 32 .لى :عن أمير المؤمنين
)عليه السلم( قال :لعز أرفع من الحلم ) - 33 (3لى :ابن ناتانة ،عن
علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي زياد النهدي ،عن ابن بكير،
عن الصادق )عليه السلم( قال :حسب المؤمن من ال نصرة أن يرى
عدوه يعمل بمعاصي ال عزوجل .لى :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن
البرقي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير مثله ) - 34 (4ل :أبي ،عن سعد،
عن أيوب بن نوح ،عن ابن أبي عمير ،عن قتيبة العشى ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( مثله ) - 35 .(5لى :ابن البرقي ،عن أبيه ،عن جده،
عن جعفر بن عبد ال ،عن عبد الجبار بن محمد ،عن داود الشعيري ،عن
الربيع صاحب المنصور قال :قال المنصور للصادق )عليه السلم( :حدثني
عن نفسك بحديث أتعظ به ،ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات ،فقال
الصادق )عليه السلم( :عليك بالحلم فانه ركن العلم ،واملك نفسك عند
أسباب القدرة ،فانك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظا وتداوى
حقدا ،أو يحب أن يذكر بالصولة واعلم بأنك إن عاقبت مستحقا لم تكن
غاية
) (1أمالى الصدوق (2) .121 :أمالى الصدوق (3) 173 :أمالى الصدوق) .193 :
(4أمالى الصدوق (5) .24 :الخصال ج 1ص 16
][415
ما توصف به إل العدل ]ول أعرف حال أفضل من حال العدل[ والحال التي توجب
الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر ،فقال المنصور :وعظمت
فأحسنت وقلت فأوجزت الخبر ) - 36 (1لى :الحسن بن عبد ال بن سعيد،
عن محمد بن عبد ال بن محمد بن الحجاج عن أحمد بن محمد النحوي،
عن شعيب بن واقد ،عن صالح بن الصلت عن عبد ال ابن زهير قال :وفد
العلبن الحضرمي على النبي )صلى ال عليه وآله( ،فقال :يا رسول ال
إن لي أهل بيت احسن إليهم فيسيؤن ،وأصلهم فيقطعون .فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( " :ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه
عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إل الذين صبروا وما يلقيها إل ذوحظ
عظيم " ) (2فقال العلبن الحضرمي :إني قلت شعرا هو أحسن من هذا
قال :وما قلت ؟ فأنشده :وحي ) (3ذوي الضغان تسب قلوبهم * تحيتك
العظمى فقد يرفع النغل فان أظهروا خيرا فجاز بمثله * وإن خنسوا عنك
الحديث فل تسل فان الذي يؤذيك منك سماعه * وإن الذي قالوا وراءك لم
يقل فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :إن من الشعر لحكما ،وإن من البيان
لسحرا ،وإن شعرك لحسن ،وإن كتاب ال أحسن ) - 37 .(4لى :العطار،
عن أبيه ،عن البرقي ،عن محمد بن علي الكوفي ،عن التفليسي ،عن
إبراهيم بن محمد ،عن الصادق )عليه السلم( عن آبائه )عليهم السلم(
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قال عيسى بن مريم ليحيى بن
زكريا )عليه السلم( :إذا قيل فيك ما فيك ،فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر
ال منه ،وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنه حسنة كتبت لك لم تتعب فيها
).(5
) (1أمالى الصدوق 365 :في حديث (2) .فصلت (3) .34 :أمر من التحية وهو
السلم واطابة الكلم وقوله " تسب " من السبى (4) .أمالى الصدوق:
(5) .368أمالى الصدوق.306 :
][416
- 38لى :العطار ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن معاوية ابن
وهب ،عن معاذ بن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :اصبر على
أعداء النعم فانك لن تكافئ من عصى ال فيك بأفضل من أن تطيع ال فيه )
.1ل :أبي ،عن سعد مثله ) - 39 (2ل :بهذا السناد ،عن ابن أبي عمير،
عن خلد ،عن الثمالي ،عن علي بن الحسين )عليه السلم( قال :ما احب
أن لي بذل نفسي حمر النعم ،وما تجرعت جرعة أحب إلى من جرعة غيظ
ل اكافي به صاحبها ) .(3ين :عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن الحكم ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( ومنصور عن الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( :قال :كان علي بن الحسين )عليه السلم( يقول ،وذكر مثله- 40 .
ل :أبي ،عن الحميري ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن محبوب ،عن ابن
عطية ،عن الثمالي ،عن علي بن الحسين )عليه السلم( قال :وددت أني
افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض ساعدي :النزق وقلة الكتمان ).(4
- 41ل :أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن ابن
أبي عمير ،عن منصور بن يونس ،عن الثمالي ،عن علي بن الحسين
)عليه السلم( قال :مامن جرعة أحب إلى ال عزوجل من جرعتين :جرعة
غيظ ردها مؤمن بحلم ،وجرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر الخبر )- 42 (5
ل :ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن أحمد بن عبيد ،عن ابن علوان،
عن عمرو بن ثابت ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال
علي )عليه السلم(:
) (1أمالى الصدوق (2) 60 :الخصال ج 1ص (3) .13الخصال ج 1ص 14
ومثله في الكافي ج 2ص 111سندا ومتنا (4) .الخصال ج 1ص ) .24
(5الخصال ج 1ص .26
][417
) (1الخصال ج 1ص (2) .43المحاسن (3) .6 :الخصال ج 1ص (4) .43
المحاسن الخصال ج 1ص (6) .51الشورى (7) .37 :تفسير القمي:
.604
][418
- 46ل :سليمان بن أحمد اللخمي ،عن عبد الوهاب بن خراجة ،عن أبي كريب،
عن علي بن جعفر العبسى ،عن الحسن بن الحسين العلوي ،عن أبيه
الحسين ابن زيد ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه )عليهم السلم( ،عن
النبي )صلى ال عليه وآله( قال :ثلث من لم تكن فيه فليس مني ولمن
ال عزوجل ،قيل :يارسول ال وماهن ؟ قال :حلم يرد به جهل الجاهل،
وحسن خلق يعيش به في الناس ،وورع يحجزه عن معاصي ال عزوجل )
- 47 .(1ن ) (2ل :تميم القرشي ،عن أحمد بن علي النصاري ،عن أبيه
عن الهروي قال ،:سمعت الرضا )عليه السلم( يقول :أوحى ال عزوجل
إلى نبي من أنبيائه إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله ،والثاني فاكتمه،
والثالث فاقبله ،والرابع فل تؤيسه ،والخامس فاهرب منه قال :فلما أصبح
مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال :أمرني ربي عزوجل أن آكل
هذا وبقي متحيرا ثم رجع إلى نفسه فقال :إن ربي جل جلله ل يأمرني إل
بما اطيق فمشى إليه ليأكله ،فلما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة
فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله .ثم مضى فوجد طشتا من ذهب فقال :أمرني
ربي عزوجل أن أكتم هذا فحفر له وجعله فيه وألقى عليه التراب ،ثم مضى
فالتفت فإذا الطشت قد ظهر ،فقال :قد فعلت ما أمرني ربي عزوجل .فمضى
فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال :أمرني ربي عزوجل أن
أقبل هذا ففتح كمه فدخل الطير فيه ،فقال له البازي :أخذت مني صيدي
وأنا خلفه منذ أيام فقال :أمرني ربي عزوجل أن ل اويس هذا ،فقطع من
فخذه قطعة فألقاها إليه ثم مضى ،فلما مضى فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود
) (3فقال :أمرني ربي عزوجل أن أهرب من هذا فهرب منه .فرجع فرأى
في المنام كأنه قد قيل له :إنك قد فعلت ما امرت به فهل تدري
) (1الخصال ج 1ص (2) .71عيون الخبار ج 1ص (3) .275أي جعل فيه
الدود
][419
ماذا كان ؟ قال :ل ،قيل له :أما الجبل فهو الغضب إن العبد إذا غضب لم يرنفسه
وجهل قدره من عظم الغضب فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه
كانت عاقبته وكاللقمة الطيبة التي أكلتها ،وأما الطشت فهو العمل الصالح
إذا كتمه العبد وأخفاه أبى ال عزوجل إل أن يظهره ليزينه به معما يدخر
له من ثواب الخرة ،وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله
واقبل نصيحته ،وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلتؤيسه،
وأما اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها ) - 48 .(1ما :المفيد ،عن أحمد
بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن ابن أبي عمير ،عن
صباح الحذاء ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إذا كان يوم القيامة نادى مناد يسمع
آخر هم كما يسمع أولهم فيقول :أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من الناس
فتستقبلهم الملئكة ،فيقولون :ما فضلكم هذا الذي ترديتم به ؟ فيقولون:
كنا يجهل علينا في الدنيا فنتحمل ،ويساء إلينا فنعفو ،قال :فينادي مناد من
عند ال تعالى صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب الخبر
) - 49 .(2ما :المفيد ،عن أحمد بن الحسين بن اسامة ،عن عبيدال بن
محمد الواسطي عن محمد بن يحيى ،عن هارون ،عن ابن صدقة ،عن
جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :إن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم ال الخبر ) - 50 .(3ما:
في وصية أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى الحسن :يا بني العقل خليل
المرء والحلم وزيره ،والرفق والده ،والصبر من خير جنوده )- 51 .(4
ما :عن أبي قلبة قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من كظم
غيظا مل ال
) (1الخصال ج 1ص (2) .128أمالى الطوسى ج 1ص (3) .101أمالى الطوسى
ج 1ص (4) 14أمالى الطوسى ج 1ص 145
][420
جوفه إيمانا ،ومن عفى عن مظلمة أبدله ال بها عزا في الدنيا والخرة )- 52 .(1
لى :سئل أمير المؤمنين )عليه السلم( أي الخلق أقوى ؟ قال :الحليم،
وسئل من أحلم الناس قال :الذي ل يغضب ) - 53 .(2ما :جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ،عن محمد بن علي بن
الحسين بن زيد ،عن الرضا ،عن آبائه ،عن أمير المؤمنين صلوات ال
عليهم قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :عليكم بمكارم الخلق،
فان ال عزوجل بعثني بها ،وإن من مكارم الخلق أن يعفو الرجل عمن
ظلمه ،ويعطي من حرمه ،ويصل من قطعه ،وأن يعود من ل يعوده ).(3
- 54ن ) :(4ابن المتوكل وابن عصام والمكتب والوراق والدقاق جميعا
عن الكليني ،عن علي بن إبراهيم العلوي ،عن موسى بن محمد المحاربي،
عن رجل ذكر اسمه ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( أن المأمون قال
له :هل رويت من الشعر شيئا ؟ فقال :قد رويت منه الكثير ،فقال :أنشدني
أحسن ما رويته في الحلم فقال )عليه السلم( :إذا كان دوني من بليت
بجهله * أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل وإن كان مثلي في محلي من النهى
* أخذت بحلمي كي اجل عن المثل وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى
* عرفت له حق التقدم والفضل قال له المأمون :ما أحسن هذا ؟ هذا من
قاله ؟ فقال :بعض فتياننا ) - 55 (5مع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن
أيوب بن نوح ،عن ابن أبي عمير
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .185أمالى الصدوق (3) .237 :أمالى الطوسى
ج 2ص (4) .92في نسخة الكمبانى زاد قبله رمز معاني الخبار ،وهو
كذلك في نسخة الصل لكنه مضروب عليه ،والحديث ل يوجد في معاني
الخبار (5) .عيون الخبار ج 2ص 174
][421
عن سيف بن عميرة ،عن الثمالي ،عن الصادق ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أولى الناس بالعفو أقدرهم على التوبة،
وأحزم الناس أكظمهم للغيظ ) - 56 (1مع ) (2لى :الطالقاني ،عن أحمد
الهمداني ،عن علي بن الحسن ابن فضال ،عن أبيه ،عن الرضا )عليه
السلم( في قول ال عزوجل " فاصفح الصفح الجميل " ) (3قال :العفو
من غير عتاب ) .(4ن :القطان والنقاش والطالقاني جميعا ،عن أحمد
الهمداني ،مثله ) .(5لى :حمزة العلوي ،عن عبد الرحمان بن محمد بن
القاسم الحسني ،عن محمد بن الحسين الوادعي ،عن أحمد بن صبيح ،عن
ابن علوان ،عن عمرو بن ثابت ،عن الصادق ،عن أبيه ،عن علي بن
الحسين )عليهم السلم( مثله ) - 57 .(6لى :علي بن أحمد ،عن السدي،
عن سهل ،عن عبد العظيم الحسني عن أبي الحسن الثالث )عليه السلم(
قال :كان فيما ناجى ال موسى بن عمران )عليه السلم( أن قال :إلهي ما
جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك ؟ قال :اعينه على أهوال يوم
القيامة ) - 58 .(7الربعمائة :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :صافح
عدوك وإن كره فانه مما أمر ال عزوجل به عباده ،يقول " :ادفع بالتي
هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إل
الذين صبروا وما يلقاها إل ذوحظ
) (1معاني الخبار (2) 196 :معاني الخبار ص (3) 273الحجر (4) .85 :أمالى
الصدوق ص (5) .45عيون الخبار ج 1ص (6) .294أمالى الصدوق
ص (7) .202أمالى الصدوق ص .125
][422
عظيم " ) (1وقال )عليه السلم( :ما تكافئ عدوك بشئ أشد عليه من أن تطيع ال
فيه وحسبك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي ال عزوجل ) - 59 .(2سن:
أبي ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من لم يكن فيه
ثلث لم يقم له عمل :ورع يحجزه عن معاصي ال ،وخلق يداري به
الناس ،وحلم يرد به جهل الجاهل ) - 60 .(3سن :الوشاء ،عن مثنى
الحناط ،عن الثمالي قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :مامن قطرة أحب
إلى ال من جرعة غيظ يتجرعها عبد يرددها في قلبه إما بصبر وإما بحلم
) - 61 .(4مص :قال الصادق )عليه السلم( :الحلم سراج ال يستضئ به
صاحبه إلى جواره ،وليكون حليما إل المؤيد بأنوار ال ،وبأنوار المعرفة
والتوحيد ،و الحلم يدور على خمسة أوجه :أن يكون عزيزا فيذل ،أو يكون
صادقا فيتهم ،أو يدعو إلى الحق فيستخف به ،أو أن يوذى بل جرم ،أو أن
يطالب بالحق و يخالفوه فيه ،فان آتيت كلمنها حقه فقد أصبت ،وقابل
السفيه بالعراض عنه وترك الجواب ،يكن الناس أنصارك ،لن من جاوب
السفيه وكأفاه قد وضع الحطب على النار .قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :مثل المؤمن مثل الرض ،منافعهم منها وأذاهم عليها ومن ل يصبر
على جفاء الخلق ل يصل إلى رضا ال تعالى ،لن رضى ال مشوب بجفاء
الخلق .وحكي أن رجل قال لحنف بن قيس :إياك ]إياك أعني قال :وعنك
) (1فصلت (2) .34 :الخصال ج 2ص (3) .168المحاسن ص (4) 6المحاسن
ص .292
][423
أعرض ) (1وقال النبي )صلى ال عليه وآله( :بعثت للحلم مركزا وللعلم معدنا
وللصبر مسكنا ) - 62 .(2مص :قال الصادق )عليه السلم( :العفو عند
القدرة من سنن المرسلين والمتقين وتفسير العفو أن ل تلزم صاحبك فيما
أجرم ظاهرا وتنسى من الصل ما اصبت منه باطنا ،وتزيد على الختيارات
إحسانا ولن يجد إلى ذلك سبيل إل من قد عفى ال عنه ،وغفر له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر ،وزينه بكرامته ،وألبسه من نور بهائه ،لن العفو
والغفران صفتان من صفات ال عزوجل أو دعهما في أسرار أصفيائه،
ليتخلقوا ]مع الخلق[ بأخلق خالقهم ،وجعلهم كذلك قال ال عزوجل "
وليعفوا وليصفحوا أل تحبون أن يغفر ال لكم وال غفور رحيم " )(3
ومن ل يعفو عن بشر مثله كيف يرجو عفو ملك جبار .قال النبي )صلى ال
عليه وآله( حاكيا عن ربه يأمره بهذه الخصال قال :صل من قطعك واعف
عمن ظلمك ،وأعط من حرمك ،وأحسن إلى من أساء إليك ،وقد أمرنا
بمتابعته يقول ال عزوجل " وما آتاكم الرسول فخذوه ومانها كم عنه
فانتهوا " ) (4والعفو سر ال في القلوب قلوب خواصه ممن يسر له سره،
وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :أيعجز أحدكم أن يكون كأبي
ضمضم ،قالوا :يارسول ال وما أبو ضمضم ؟ قال :رجل كان ممن قبلكم
كان إذا أصبح يقول :اللهم إني أتصدق بعرضي على الناس عامة )63 (5
-شى :أبو خالد الكابلي قال :قال علي بن الحسين )عليهما السلم( :لوددت
أنه اذن لي فكلمت الناس ثلثا ثم صنع ال بي ما أحب ،قال بيده على
صدره ،ثم
) (1في المصدر المطبوع :اياك اعني قال :وعنك أحلم (2) .مصباح الشريعة) 37 :
(3النور (4) .23 :الحشر (5) 8 :مصباح الشريعة.39 :
][424
قال :ولكنها عزمة من ال أن نصبر ،ثم تل هذه الية " ولتسمعن من الذين اوتوا
الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فان
ذلك من عزم المور " ) (1وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره )64 .(2
-جا :محمد بن المظفر البزاز ،عن عبد الملك بن علي الدهان ،عن علي
بن الحسن ،عن الحسن بن بشر ،عن أسد بن سعيد ،عن جابر قال :سمع
أمير المؤمنين )عليه السلم( رجل يشتم قنبرا وقدرام قنبر أن يرد عليه،
فناداه أمير المؤمنين )عليه السلم( :مهل يا قنبر ! دع شاتمك مهانا
ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك ،فوالذي فلق الجنة وبرأ
النسمة ،ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ،ول أسخط الشيطان بمثل
الصمت ،ولعوقب الحمق بمثل السكوت عنه ) - 65 .(3جا :أحمد بن
الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن معروف ،عن ابن مهزيار ،عن ابن
فضال ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :ما التقت فئتان قط إل نصر ال
أعظمهما عفوا ) - 66 .(4جا :الصدوق ،عن ماجيلويه ،عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :كان بالمدينة رجل بطال يضحك أهل المدينة من كلمه ،فقال
يوما لهم :قد أعياني هذا الرجل ،يعني علي بن الحسين )عليهما السلم(
فما يضحكه مني شئ ،ولبد من أن أحتال في أن اضحكه .قال :فمر علي
بن الحسين )عليهما السلم( ذات يوم ومعه موليان له ،فجاء ذلك البطال
حتى انتزع رداءه من ظهره واتبعه الموليان فاستر جعا الرداء منه وألقياه
عليه ،وهو مختب ) (5ل يرفع طرفه من الرض ،ثم قال لمولييه :ماهذا ؟
) (1آل عمران (2) 185 :تفسير العياشي ج 1ص (3) .211مجالس المفيد.77 :
) (4مجالس المفيد (5) .130 :الختباء -الستتار ،ودخول الخباء :وهو
ما يعمل من وبر أو صوف وقد يكون =
][425
فقالله :رجل بطال يضحك أهل المدينة ويستطعم منهم بذلك ،قال :فقول له :يا
ويحك إن ل يوما يخسر فيه البطالون ) - 67 .(1كشف :قال عبد العزيز
الجنابذي :روي أن موسى بن جعفر )عليهما السلم( أحضر ولده يوما
فقال لهم :يا بني إني موصيكم بوصية فمن حفظها لم يضع معها إن أتاكم
آت فأسمعكم في الذن اليمنى مكروها ثم تحول إلى الذن اليسرى فاعتذر
وقال :لم أقل شيئا .فاقبلوا عذره ) - 68 .(2جع :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه ال يوم القيامة
على رؤس الخلئق حتى يخير من أي الحورشاء .وقال علي )عليه
السلم( :إن أول عوض الحليم من خصلته أن الناس أعوانه على الجاهل.
وفي الحديث إذا كان يوم القيامة نادى مناد :من كان أجره على ال فليدخل
الجنة ،فيقال :من هم ؟ فيقال :العافون عن الناس يدخلون الجنة بل
حساب .عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال :من كظم غيظا وهو يقدر
على إنفاذه مله ال أمنا وإيمانا ،ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر
عليه تواضعا كساه ال حلة الكرامة ) - 69 .(3تفسير النعماني :بالسناد
المذكور في كتاب القرآن عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :وأما
الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار فان ال تبارك وتعالى رخص أن يعاقب
العبد على ظلمه ،فقال ال تعالى " :جزاء سيئة سيئة مثلها فمن
= من شعر ويكون على عمودين أو ثلثة وما فوق ذلك فهو بيت .وفى المصدر
المطبوع " وهو محتب " من الحتباء وهو نوع جلوس (1) .مجالس
المفيد (2) .136 ،كشف الغمة ج 3ص (3) 12جامع الخبار.137 :
][426
عفى وأصلح فأجره على ال " ) (1وهذا هو فيه بالخيار إن شاء عفى ،وإن شاء
عاقب - 70 .ختص :قال الرضا )عليه السلم( :من صبر على ما ورد عليه
فهو الحليم وقال لقمان :عدو حليم خير من صديق سفيه ،وقال لقمان:
ثلثة ل يعرفون إل في ثلثة مواضع :ليعرف الحليم إل عند الغضب ،ول
يعرف الشجاع إل في الحرب ولتعرف أخاك إل عند حاجتك إليه )- 71 .(2
ين :فضالة ،عن الحسين بن عبد ال قال :قال جعفر )عليه السلم( :من
كف عن أعراض الناس أقال ال عثرته يوم القيامة ،ومن كف غضبه عن
الناس كف ال عنه عذاب يوم القيامة - 72 .ما :الحسين بن عبيدال ،عن
التلعكبري ،عن محمد بن علي بن معمر عن حمران بن المعافا ،عن حمويه
بن أحمد ،عن أحمد بن عيسى قال :قال جعفر بن محمد )عليهما السلم(:
إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فابادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها
صاحبها ،أل وإن مكارم الدنيا والخرة في ثلثة أحرف من كتاب ال " خذ
العفو ،وأمر بالعرف ،وأعرض عن الجاهلين " ) (3وتفسيره أن تصل من
قطعك ،وتعفو عمن ظلمك ،وتعطي من حرمك ) - 73 .(4ما :أحمد بن
عبدون ،عن علي بن محمد بن الزبير ،عن علي بن فضال ،عن العباس بن
عامر ،عن أحمد بن رزق الغمشاني ،عن أبي اسامة ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :كان علي بن الحسين )عليهما السلم( يقول :ما
تجرعت جرعة غيظ قط أحب إلى من جرعة غيظ أعقبها صبرا ،وما أحب
أن لي بذلك حمر النعم ).(5
) (1الشورى (2) .40 :الختصاص (3) .246 :العراف (4) .199 :أمالى
الطوسى ج 2ص (5) .258أمالى الطوسى ج 2ص .285
][427
- 74الدرة الباهرة :قال الرضا )عليه السلم( في تفسير قوله تعالى " :فاصفح
الصفح الجميل " ) (1عفو بغير عتاب - 75 .دعوات الراوندي :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :أشرف خصال الكرم غفلتك عما تعلم - 76 .نهج:
أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ) .(2وقال )عليه السلم(:
الحتمال قبر العيوب وقال السيد :وروي أنه قال في العبارة عن هذا المعنى
أيضا :المسالمة خبء العيوب ) .(3وقال )عليه السلم( :إذا قدرت على
عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه ) .(4وقال )عليه السلم(:
عاتب أخاك بالحسان إليه ،واردد شره بالنعام عليه ) .(5وكان )عليه
السلم( يقول :متى أشفي غيظي إذا غضبت أحين أعجز عن النتقام فيقال
لي :لو صبرت ؟ أم حين أقدر عليه فيقال لي :لو غفرت ) .(6وقال )عليه
السلم( :أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل ).(7
وقال )عليه السلم( :إن لم تكن حليما فتحلم ،فانه قل من تشبه بقوم إل
أوشك أن يكون منهم ).(8
) (1الحجر (2) .85 :نهج البلغة ج 2ص (3) .155نهج البلغة ج 2ص .144
) (4نهج البلغة ج 2ص (5) .145نهج البلغة ج 2ص (6) .184
نهج البلغة ج 2ص (8 - 7) .188نهج البلغة ج 2ص ،191
][428
وقال )عليه السلم( :الحلم عشيرة ) .(1وقال )عليه السلم( :الحلم غطاء ساتر،
والعقل حسام باتر ،فاستر خلل خلقك بحلمك ،وقاتل هواك بعقلك ) .(2وقال
)عليه السلم( :الحلم والناة توأمان تنتجهما علو الهمة ) - 77 (3كنز
الكراجكى :قال لقمان :من ل يكظم غيظه يشمت عدوه - 78 .كنز
الكراجكى :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :الحلم سجية فاضلة .وقال
)عليه السلم( :من حلم من عدوه ظفر به .وقال )عليه السلم( :شدة
الغضب تغير المنطق ،وتقطع مادة الحجة ،وتفرق الفهم .وقال )عليه
السلم( :لعز أنفع من الحلم ،ولحسب أنفع من الدب ولنسب أوضع من
الغضب.
) (1نهج البلغة ج 2ص 244ومغزى قوله )عليه السلم( الحلم عشيرة معنى
قوله :أن الناس أنصار الحليم على الجاهل ،فهو يعتز بحلمه ونصرة
الناس له ،كما يعتز بالعشيرة (2) .نهج البلغة ج 2ص (3) .245نهج
البلغة ج 2ص .251
][429
كلمة المصحح :بسم ال الرحن الرحيم الحمدل -والصلة والسلم على رسول ال،
وعلى آله امناء ال .وبعد :فقد تفضل ال علينا -وله الفضل والمن -حيث
اختارنا لخدمة الدين وأهله ،وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى وهي
الباحثة عن المعارف السلمية الدائرة بين المسلمين :أعني بحار النوار
الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار عليهم الصلوات والسلم .وهذا الجزء
الذي نخرجه إلى القراء الكرام هو الجزء الخامس من المجلد الخامس
عشر ،وقد اعتمدنا في تصحيح الحاديث وتحقيقها على النسخة المصححة
المشهورة بكمباني ،بعد تخريجها من المصادر وتعيين موضع النص من
المصدر وقابلناها معذلك على النسخة الوحيدة من نسخة الصل لخزانة
كتب الحبر الفاضل حجة السلم الحاج الشيخ حسن المصطفوي دام
إفضاله ،وقد قدمنا في مقدمة الجزء السابق - 70 -شطرا مما يتعلق
بمعرفة هذه النسخة ،ويرى القارئ صورا فتوغرافية منها فيما يلي ثم إنه
قد وجدنا في خزانة مكتبة ملك بطهران نسخة اخرى من مسودات هذا
المجلد أعني الجزء الثاني أبواب مكارم الخلق ،لكن النسخة ناقصة في
مواضع مختلفة :منها في أواسط الباب الول -باب جوامع المكارم -إلى
باب العزلة عن شرار الخلق والنس بال وهو الباب ،12فقد سقط من
ههنا أحد عشر بابا وغير ذلك من النواقص والسقطات .ولكن مسودات
هذه النسخة أشبه بنسخة الصل فعناوين البواب الموجودة
][430
فيها بخط يد المؤلف قدس سره كما في سائر نسخ الصل ،وهكذا شطر كثير من
الحاديث ،مع ما فيها من الترقين على بعض السطور .ويعجبني توارد
هاتين النسختين فما يوجد في هذه النسخة )نسخة ملك( محضا أو ملفقا
بخط المؤلف العلمة ،ففي نسخة المصطفوي بخط كاتبه ،وبالعكس:
فاليات الكريمة التي نقلها المؤلف العلمة في صدر باب جوامع المكارم
وهكذا باب اليقين والصبر على الشدائد ،وباب الخلص ومعنى قربه تعالى
وباب الطاعة والتقوى والورع ...في نسخة ملك كلها مكتوبة بخطه قدس
سره وتفسيرها بخط كاتبه وأما في نسخة المصطفوي فبالعكس :اليات
بخط كاتبه وتفسيرها بخط يده رضوان ال عليه وللظن في اقتسام هاتين
النسختين لمسودات الصل مذاهب .ومما يجب أن نتذكر ههنا أن الباب 69
)باب أن ال ل يعاقب أحدا بفعل غيره( كان ساقطا في نسخة أمين الضرب
أعني طبعة الكمباني ،ولعلهم أسقطوا الباب لجل نقصانه ،وعدم تخريج
حديث فيه ،لكنا أدرجنا الباب بعنوانه مع ماوليه من اليات تبعا لنسختي
الصل وطبقا لما سطر في فهرس البواب من طبعة الكمباني والنسختين
المخطوطتين .ولما كان في أعلى الصفحة من هذا الباب مكتوبا " لبد أن
يكتب أخبار هذا الباب إنشاء ال " أدرجنا شطرا من الحاديث المناسبة
لعنوان ذاك الباب مستخرجة من سائر أجزاء البحار )كتاب العدل -باب
القضاء والقدر وغيره( في ذيل الباب فليراجع ص .241 - 237محمد
الباقر البهبودى ذي حجة الحرام 1386 -
][431
صورة اخرى منها وفيها خط يده -قده -ينطبق على الصفحة 114 - 111من هذا
الجزء
][432
صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة ينطبق على الصفحة 382
و 383من هذا الجزء
][433
بسمه تعالى ولما كان في أعلى الصفحة من هذا الباب مكتوبا " لبد أن يكتب أخبار
هذا الباب إنشاء ال " أدرجنا شطرا من الحاديث المناسبة لعنوان ذاك
الباب مستخرجة من سائر أجزاء البحار )كتاب العدل -باب القضاء والقدر
وغيره( في ذيل الباب فليراجع ص .241 - 237محمد الباقر البهبودى
ذي حجة الحرام 1386 -
][431
صورة اخرى منها وفيها خط يده -قده -ينطبق على الصفحة 114 - 111من هذا
الجزء
][432
صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة ينطبق على الصفحة 382
و 383من هذا الجزء
][433
بسمه تعالى الى هنا انتهى الجزء الخامس من المجلد الخامس عشر ،وهو الجزء
الثامن والستون حسب تجزئتنا يحتوي على اربعة وثلثين بابا من ابواب
مكارم الخلق .ولقد بذلنا الجهد في تصحيحه ومقابلته فخرج بعون ال
ومشيئته نفيا من الغلط ال نزرا يسيرا زاغ عنه البصر ،وكل عنه النظر،
ومن ال العصمة والتوفيق .السيد ابراهيم الميانجى محمد الباقر البهبودى