You are on page 1of 306

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪68‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الثامن‬
‫والستون دار احياء التراث العربي بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة الثالثة المصححة‬
‫‪‍ 1403‬ه‪ 1983 .‬م دار احياء التراث العربي بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬بناية‬
‫كليوباترا ‪ -‬شارع دكاش ‪ -‬ص‪ .‬ب ‪ 11 / 7957‬تلفون المستودع‪:‬‬
‫‪ - 278766 - 273 .32 - 274696‬المنزل ‪ 83 .717 - 83 .711‬برقيا‪:‬‬
‫التراث ‪ -‬تلكس ‪ LE / 44632‬تراث‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم )‪) (60‬باب( * )الصدق والمواضع التى يجوز تركه( * *‬
‫)فيها‪ ،‬ولزوم أداء المانة( * اليات‪ :‬المائدة‪ :‬قال ال هذا يوم ينفع‬
‫الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها النهار خالدين فيها‬
‫أبدارضي ال عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم )‪ (1‬النعام‪ :‬قال هذا‬
‫ربي )‪ (2‬التوبة‪ :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع الصادقين )‪(3‬‬
‫يوسف‪ :‬ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون )‪ (4‬النبياء‪ :‬قال بل فعله‬
‫كبيرهم هذا فاسئلوهم إن كانوا ينطقون )‪ (5‬الحزاب‪ :‬من المؤمنين رجال‬
‫صدقوا ما عاهدوا ال عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما‬
‫بدلوا تبديل * ليجزي ال الصادقين بصدقهم )‪ (6‬الزمر‪ :‬الذي جاء‬
‫بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون * لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك‬
‫جزاء المحسنين * ليكفر ال عنهم أسوء الذي عملوا ويجزيهم أجرهم‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) 119 :‬النعام‪ (3) 76 :‬براءة‪ (4) .119 :‬يوسف‪(5) 70 :‬‬
‫النبياء‪ (6) 63 :‬الحزاب‪.23 - 24 :‬‬

‫]‪[2‬‬

‫بأحسن الذي كانوا يعملون )‪ (1‬الحشر‪ :‬اولئك هم الصادقون )‪ - 1 (2‬كا‪ ،‬عن محمد‬
‫بن يحيى عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن الحسين ابن أبي العل‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال عزوجل لم يبعث نبيا إل بصدق‬
‫الحديث وأداء المانة إلى البر والفاجر )‪ (3‬تبيين‪ " :‬إل بصدق الحديث "‬
‫أي متصفا بهما أو كان المر بهما في شريعته وقد مر أنه يحتمل شمول‬
‫المانة لجميع حقوق ال‪ ،‬وحقوق الخلق‪ ،‬لكن الظاهر منه أداء كل حق‬
‫ائتمنك عليه إنسان برا كان أو فاجرا‪ ،‬والظاهر أن الفاجر يشمل الكافر‬
‫أيضا فيدل على عدم جواز الخيانة بل التقاص أيضا في ودائع الكفار‬
‫وأماناتهم واختلف الصحاب في التقاص مع تحقق شرايطه في الوديعة‪،‬‬
‫فذهب الشيخ في الستبصار وأكثر المتأخرين إلى الجواز على كراهة‬
‫وذهب الشيخ في النهاية وجماعة إلى التحريم‪ ،‬والخبار مختلفة‪ ،‬وسيأتي‬
‫تحقيقه في محله إنشاء ال وستأتي الخبار في وجوب أداء المانة‬
‫والوديعة إلى الكافر وإلى قاتل علي صلوات ال عليه )‪ - 2 (4‬كا‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن إسحاق بن عمار و غيره‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ل تغتروا بصلتهم ول بصيامهم‪ ،‬فان‬
‫الرجل ربما لهج بالصلة والصوم‪ ،‬حتى لوتر كه استوحش‪ ،‬ولكن‬
‫اختبروهم عند صدق الحديث وأداء المانة )‪ (5‬بيان‪ :‬قال الجوهري اغتر‬
‫بالشئ خدع به‪ ،‬وقال‪ :‬اللهج بالشئ الولوع وقد لهج به بالكسر يلهج لهجا‬
‫إذا اغري به‪ ،‬فثابر عليه انتهى‪ ،‬وحاصل الحديث أن كثرة الصلة والصوم‬
‫ليست مما يختبر به صلح المرء وخوفه من ال‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) 35 - 33 :‬الحشر‪ (3) 8 :‬راجع ج ‪ 75‬ص ‪ 4) 117 - 113‬و ‪(5‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.104‬‬

‫]‪[3‬‬

‫تعالى‪ ،‬فانها من الفعال الظاهرة التي لبد للمرء من التيان بها خوفا أو طمعا‬
‫ورياء لسيما للمتسمين بالصلح‪ ،‬فيأتون بها من غير إخلص حتى‬
‫يعتادونها‪ ،‬ول غرض لهم في تركها غالبا‪ ،‬والدواعي الدنيوية في فعلها‬
‫لهم كثيرة‪ ،‬بخلف الصدق وأداء المانة فانهما من المور الخفية وظهور‬
‫خلفهما على الناس نادر‪ ،‬و الدواعي الدنيوية على تركهما كثيرة‪،‬‬
‫فاختبروهم بهما‪ ،‬لن التي بهما غالبا من أهل الصلح والخوف من ال‪،‬‬
‫مع أنهما من الصفات الحسنة التي تدعو إلى كثير من الخيرات‪ ،‬وبهما‬
‫تحصل كمال النفس‪ ،‬وإن لم تكونا ل‪ ،‬وأيضا الصدق يمنع كون العمل لغير‬
‫ال‪ ،‬فان الرياء حقيقة من أقبح أنواع الكذب‪ ،‬كما يومئ إليه الخبر التي ‪3‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن مثنى الحناط‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من صدق لسانه زكا‬
‫عمله )‪ (1‬بيان‪ " :‬زكا عمله " أي يصير عمله بسببه زاكيا أي ناميا في‬
‫الثواب‪ ،‬لنه إنما يتقبل ال من المتقين‪ ،‬وهومن أعظم أركان التقوى‪ ،‬أو‬
‫كثيرا لن الصدق مع ال يوجب التيان بما أمر ال‪ ،‬والصدق مع الخلق‬
‫أيضا يوجب ذلك‪ ،‬لنه إذا سئل عن عمل هل يفعله ؟ ‪ -‬ولم يفعله ‪ -‬ل يمكنه‬
‫ادعاء فعله‪ ،‬فيأتي بذلك‪ ،‬ولعله بعد ذلك يصير خالصا ل أويقال‪ :‬لما كان‬
‫الصدق لزما للخوف‪ ،‬والخوف ملزوما لكثرة العمال فالصدق ملزوم لها‬
‫أو المعنى طهر عمله من الرياء‪ ،‬فانها نوع من الكذب‪ ،‬كما أشرنا إليه في‬
‫الخبر السابق‪ ،‬وفي بعض النسخ زكي على المجهول من بناء التفعيل‪،‬‬
‫بمعنى القبول أي يمدح ال عمله ويقبله‪ ،‬فيرجع إلى المعنى الول ويؤيده‪.‬‬
‫‪ - 4‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن موسى بن‬
‫سعدان‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫جعفر )عليه السلم( في أول دخلة دخلت عليه‪ :‬تعلموا الصدق قبل الحديث‬
‫)‪(2‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ‪ 2‬ص ‪.104‬‬

‫]‪[4‬‬

‫بيان‪ " :‬الدخلة " مصدر كالجلسة وإن لم يذكر بخصوصه في اللغة " تعلموا‬
‫الصدق " أي قواعده كجواز النقل بالمعنى‪ ،‬ونسبة الحديث المأخوذ عن‬
‫واحد من الئمة إلى آبائه أو إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أو‬
‫تبعيض الحديث وأمثال ذلك‪ ،‬أو يكون تعلمه كناية عن العمل به‪ ،‬والتمرن‬
‫عليه على المشاكلة‪ ،‬أو المراد تعلم وجوبه ولزومه وحرمة تركه " قبل‬
‫الحديث " أي قبل سماع الحديث منا وروايته وضبطه ونقله‪ ،‬وهذا يناسب‬
‫أول دخوله فانه كان مريدا لسماع الحديث منه )عليه السلم( ولم يسمع‬
‫بعد‪ ،‬هذا ما أفهمه‪ ،‬وقيل فيه وجوه مبنية على أن المراد بالحديث التكلم ل‪،‬‬
‫الحديث بالمعنى المصطلح الول أن المراد التفكر في الكلم ليعرف الصدق‬
‫فيما يتكلم به‪ ،‬ومثله قول أمير المؤمنين )عليه السلم( لسان العاقل وراء‬
‫قلبه‪ ،‬وقلب الحمق وراء لسانه )‪ (1‬يعني أن العاقل يعلم الصدق والكذب‬
‫أول ويتفكر فيما يقول ثم يقول ما هو الحق والصدق‪ ،‬والحمق يتكلم‬
‫ويقول من غير تأمل وتفكر‪ ،‬فيتكلم بالكذب والباطل كثيرا الثاني‪ :‬أن ل‬
‫يكون قبل متعلقا بتعلموا بل يكون بدل من قوله‪ :‬في أول دخلة الثالث‪ :‬أن‬
‫يكون قبل متعلقا بقال‪ ،‬أي قال )عليه السلم(‪ :‬ابتداء قبل التكلم بكلم آخر‪:‬‬
‫تعلموا الرابع‪ :‬أن يكون المعنى تعلموا الصدق قبل تعلم آداب التكلم من‬
‫القواعد العربية والفصاحة والبلغة وأمثالها‪ ،‬ول يخفى بعد الجميع لسيما‬
‫الثاني والثالث وكون ما ذكرنا أظهر وأنسب ‪ - 5‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي كهمش قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬عبد ال بن أبي يعفور يقرئك السلم قال‪ :‬عليك‬
‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪.153‬‬

‫]‪[5‬‬

‫و )عليه السلم( إذا أتيت عبد ال فأقرئه السلم وقل له‪ :‬إن جعفر ابن محمد يقول‬
‫لك‪ :‬انظر ما بلغ به علي )عليه السلم( عند رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فالزمه‪ ،‬فان عليا )عليه السلم( إنما بلغ ما بلغ )به( عند رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( بصدق الحديث وأداء المانة )‪ (1‬بيان‪ :‬ما بلغ به‬
‫علي )عليه السلم( " كأن مفعول البلوغ محذوف أي انظر الشئ الذي‬
‫بسببه بلغ علي )عليه السلم( عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( المبلغ‬
‫الذي بلغه من القرب والمنزلة‪ ،‬وقوله‪ :‬بعد ذلك " ما بلغ به " كأنه زيدت‬
‫كلمة به من النساخ‪ ،‬وليست في بعض النسخ‪ ،‬وعلى تقديرها كان الباء‬
‫زائدة فانه يقال‪ :‬بلغت المنزل أو الدار وقد يقال‪ :‬بلغت إليه بتضمين فيمكن‬
‫أن يكون الباء بمعنى إلى ويحتمل على بعد أن يكون قوله‪ " :‬فان عليا "‬
‫تعليل للزوم‪ ،‬وضمير به راجعا إلى الموصول فيما بلغ به أول‪ ،‬وقوله‪" :‬‬
‫بصدق الحديث " كلما مستأنفا متعلقا بفعل مقد رأي بلغ ذلك بصدق‬
‫الحديث ‪ - 6‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي إسماعيل‬
‫البصري عن الفضيل بن يسار قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا‬
‫فضيل إن الصادق أول من يصدقه ال عزوجل‪ ،‬يعلم أنه صادق‪ ،‬وتصدقه‬
‫نفسه تعلم أنه صادق )‪ - 7 (2‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫منصور بن حازم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إنما سمي إسماعيل‬
‫صادق الوعد لنه وعد رجل في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة‪ ،‬فسماه‬
‫ال عزوجل صادق الوعد ثم إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل‪:‬‬
‫مازلت منتظرا لك )‪ (3‬بيان‪ :‬اختلف المفسرون في إسماعيل المذكور في‬
‫هذه الية‪ ،‬قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬هو إسماعيل بن إبراهيم و " إنه كان‬
‫صادق الوعد " )‪ (4‬إذا وعد بشئ‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .104‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .105‬مريم‪.54 :‬‬

‫]‪[6‬‬

‫وفابه ولم يخلف " وكان " مع ذلك " رسول " إلى جرهم " نبيا " رفيع الشأن‬
‫عالي القدر‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬إنه واعد رجل أن ينتظره في مكان ونسي‬
‫الرجل فانتظره سنة حتى أتاه الرجل‪ ،‬وروي ذلك عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( وقيل‪ :‬أقام ينتظره ثلثة أيام عن مقاتل‪ ،‬وقيل‪ :‬إن إسماعيل بن‬
‫إبراهيم )عليه السلم( مات قبل أبيه إبراهيم وإن هذا هو إسماعيل بن‬
‫حزقيل بعثه ال إلى قوم فسلخوا جلدة وجهه وفروة رأسه‪ ،‬فخيره ال فيما‬
‫شاء من عذابهم فاستعفاه‪ ،‬ورضي بثوابه‪ ،‬وفوض أمره إلى ال في عفوه‬
‫وعقابه‪ ،‬ورواه أصحابنا عن أبي عبد ال )عليه السلم( ثم قال في آخره‪:‬‬
‫أتاه ملك من ربه يقرئه السلم ويقول‪ :‬قد رأيت ما صنع بك‪ ،‬وقد أمرني‬
‫بطاعتك فمرني بما شئت‪ ،‬فقال‪ :‬يكون لي بالحسين اسوة )‪ - 8 (1‬كا‪ :‬عن‬
‫أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن سالم‪ ،‬عن أحمد بن النضر الخزاز عن‬
‫جده الربيع بن سعد قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا ربيع إن‬
‫الرجل ليصدق حتى يكتبه ال صديقا )‪ (2‬بيان‪ " :‬الصديق " مبالغة في‬
‫الصدق أو التصديق واليمان بالرسول قول و فعل قال الطبرسي رحمه ال‬
‫في قوله تعالى " إنه كان صديقا " )‪ (3‬أي كثير التصديق في امور الدين‬
‫عن الجبائي‪ ،‬وقيل‪ :‬صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن ال )‪ (4‬و قال‬
‫الراغب‪ :‬الصدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبل وعدا‬
‫كان أو غيره ول يكونان بالقصد الول إل في القول ول يكونان من القول‬
‫إل في الخبر دون غيره من أصناف الكلم‪ ،‬وقد يكونان بالعرض في غيره‬
‫من أنواع الكلم‪ :‬الستفهام والمر والدعاء وذلك نحو قول القائل أزيد في‬
‫الدار فان في ضمنه إخبارا بكونه جاهل بحال زيد‪ ،‬وكذا إذا قال‪ :‬واسني‪،‬‬
‫في ضمنه أنه محتاج إلى المواساة‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .518‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .105‬مريم‪(4) .41 :‬‬
‫مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪.516‬‬

‫]‪[7‬‬

‫وإذا قال‪ :‬ل تؤذني ففي ضمنه أنه يؤذيه‪ ،‬والصديق من كثر منه الصدق‪ ،‬وقيل بل‬
‫يقال ذلك لمن لم يكذب قط وقيل‪ :‬بل لمن ل يتأتى منه الكذب لتعوده الصدق‬
‫وقيل بل لمن صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله‪ ،‬فالصديقون هم‬
‫قوم دوين النبياء في الفضيلة‪ ،‬وقد يستعمل الصدق والكذب في كل ما‬
‫يحق ويحصل في العتقاد نحو صدق ظني وكذب‪ ،‬ويستعملن في أفعال‬
‫الجوارح فيقال صدق في القتال إذا وفى حقه‪ ،‬وفعل على ما يجب وكما‬
‫يجب‪ ،‬وكذب في القتال إذا كان بخلف ذلك‪ ،‬قال ال تعالى " رجل صدقوا‬
‫ما عاهدوا ال عليه " )‪ (1‬أي حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم وقوله‬
‫" ليسئل الصادقين عن صدقهم )‪ (2‬أي يسأل من صدق بلسانه عن صدق‬
‫فعله تنبيها على أنه ل يكفي العتراف بالحق دون تحريه بالفعل )‪- 7 (3‬‬
‫كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‬
‫عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن العبد‬
‫ليصدق حتى يكتب عند ال الصادقين ويكذب حتى يكتب عند ال من‬
‫الكاذبين‪ ،‬فإذا صدق قال ال عزو جل صدق وبر‪ ،‬وإذا كذب قال ال‬
‫عزوجل كذب وفجر )‪ (4‬توضيح‪ :‬يدل على رفعة درجة الصادقين عند ال‪،‬‬
‫وقال الراغب‪ :‬البر التوسع في فعل الخير‪ ،‬ويستعمل في الصدق لكونه‬
‫بعض الخيرات المتوسع فيه‪ ،‬وبر العبد ربه توسع في طاعته )‪ (5‬وقال‬
‫سمي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور )‪ - 8 (6‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن العل بن رزين‪ ،‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم‪ :،‬ليروا‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .23 :‬الحزاب‪ (3) .8 :‬مفردات غريب القرآن ‪ (4) .277‬الكافي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ 5) .105‬و ‪ (6‬المفردات ص ‪ 40‬و ‪.373‬‬

‫]‪[8‬‬

‫منكم الجتهاد والصدق والورع )‪ (1‬بيان‪ " :‬بغير ألسنتكم " أي بجوار حكم‬
‫وأعمالكم الصادرة عنها‪ ،‬وإن كان اللسان أيضا داخل فيها من جهة‬
‫العمال‪ ،‬لمن جهة الدعوة الصريحة‪ ،‬و الجتهاد المبالغة في الطاعات‪،‬‬
‫والورع اجتناب المنهيات والشبهات كما مر ‪ - 9‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم قال‪ :‬قال أبو الوليد حسن بن زياد‬
‫الصيقل قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من صدق لسانه زكا عمله ومن‬
‫حسنت نيته زيد في رزقه‪ ،‬ومن حسن بره بأهل بيته مدله في عمره )‪(2‬‬
‫ايضاح‪ " :‬من حسنت نيته " أي عزمه على الطاعات أو على إيصال النفع‬
‫إلى العباد أو سريرته في معاملة الخلق بأن يكون ناصحا لهم غير مبطن‬
‫لهم غشا وعداوة وخديعة‪ ،‬أوفي معاملة ال أيضا بأن يكون مخلصا‬
‫وليكون مرائيا ول يكون عازما على المعاصي ومبطنا خلف ما يظهر من‬
‫مخافة ال عزوجل والمراد بأهل بيته عياله أو العم منهم ومن أقاربه‬
‫بالتوسعة عليهم وحسن المعاشرة معهم ‪ - 10‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أبي طالب رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ل تنظروا إلى طول‬
‫ركوع الرجل وسجوده‪ ،‬فان ذلك شئ قد اعتاده‪ ،‬فلوتر كه استوحش لذلك‪،‬‬
‫ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته )‪ (3‬بيان‪ :‬المراد بطول الركوع‬
‫والسجود حقيقته أو كناية عن كثرة الصلة والول أظهر‪ .‬أقول‪ :‬قد مضى‬
‫أخبار الباب في باب جوامع المكارم )‪ (4‬وباب صفات المؤمن ‪ - 11‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن أبي الحسين ابن‬
‫الحضرمي‪ ،‬عن موسى بن القاسم البجلي‪ ،‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن المحاربي‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫علي )عليهم السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ثلث يحسن‬
‫فيهن الكذب‪ :‬المكيدة في الحرب‪ ،‬وعدتك زوجتك‬
‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .105‬راجع ج ‪ 69‬ص ‪.332‬‬

‫]‪[9‬‬

‫والصلح بين الناس‪ ،‬وقال‪ :‬ثلث يقبح فيهن الصدق‪ :‬النميمة وإخبارك الرجل عن‬
‫أهله بما يكرهه‪ ،‬وتكذيبك الرجل عن الخبر‪ ،‬وقال‪ :‬ثلثة مجالستهم تميت‬
‫القلب‪ :‬مجالسة النذال‪ ،‬والحديث مع النساء‪ ،‬ومجالسة الغنياء )‪- 12 (1‬‬
‫لى‪ :‬سئل أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أي الناس أكرم ؟ قال‪ :‬من صدق‬
‫في المواطن )‪ (2‬وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬زينة الحديث‬
‫الصدق )‪ - 13 (3‬ن )‪ (4‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن علي التفليسي‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد الهمداني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( عن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬ل تنظروا إلى كثرة صلتهم وصومهم‬
‫وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ولكن انظروا إلى صدق الحديث‬
‫وأداء المانة )‪ - 14 (5‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن‬
‫يعقوب بن زياد‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫إسحاق بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عن أبيه جعفر بن محمد )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬أحسن من الصدق قائله‪ ،‬وخير من الخير فاعله )‪ - 15 (6‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الزموا الصدق فانه منجاة )‬
‫‪ - 16 (7‬فس‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن رجل من ولد عدي بن حاتم‪،‬‬
‫عن‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .43‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .238‬أمالى الصدوق ص‬


‫‪ (4) .292‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .51‬أمالى الصدوق ص ‪) .182‬‬
‫‪ (6‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (7) .226‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.157‬‬

‫]‪[10‬‬

‫أبيه‪ ،‬عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات ال عليه في حروبه أن عليا‬
‫)عليه السلم( قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته‬
‫يسمع أصحابه‪ :‬لقتلن معاوية وأصحابه‪ ،‬ثم قال‪ :‬في آخر قوله‪ :‬إنشاء ال‬
‫يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين إنك حلفت على‬
‫ما قلت‪ ،‬ثم استثنيت فما أردت بذلك ؟ فقال )عليه السلم(‪ :‬إن الحرب‬
‫خدعة وأنا عند أصحابي صدوق فأردت أن اطمع أصحابي في قولي كيل‬
‫يفشلوا ول يفروا‪ ،‬فافهم فانك تنتفع بها بعد إنشاء ال )‪ - 17 (1‬ثو‪:‬‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن عبد ال بن عجلن قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬إن العبد إذا صدق كان أول من يصدقه ال ونفسه تعلم إنه صادق‪،‬‬
‫وإذا كذب كان أول من يكذبه ال ونفسه تعلم أنه كاذب )‪ - 18 (2‬مص‪ :‬قال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬الصدق نور غير متشعشع إل في عالمه كالشمس‬
‫يستضئ بها كل شئ يغشاه من غير نقصان يقع على معناها‪ ،‬والصادق‬
‫حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق مالديه‪ ،‬وهو المعنى الذي ل‬
‫يسمع معه سواه أو ضده مثل آدم )عليه السلم( صدق إبليس في كذبه‬
‫حين أقسم له كاذبا لعدم ماهية الكذب في آدم )عليه السلم( قال ال‬
‫عزوجل‪ " :‬ولم نجدله عزما " )‪ (3‬ولن إبليس أبدع شيئا كان أول من‬
‫أبدعه وهو غير معهود ظاهرا وباطنا فخسر هو بكذبه على معنى لم ينتفع‬
‫به من صدق آدم )عليه السلم( على بقاء البد وأفاد آدم )عليه السلم(‬
‫بتصديقه كذبه بشهادة ال عزوجل بنفي عزمه عما يضاد عهده على‬
‫الحقيقة‪ ،‬على معنى لم ينقص من اصطفائه بكذبه شيئا فالصدق صفة‬
‫الصادقين وحقيقة الصدق ما يقتضي تزكية ال عزوجل لعبده‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ (2) .419‬ثواب العمال ‪ (3) .162‬طه‪.115 :‬‬

‫]‪[11‬‬

‫كما ذكر عن صدق عيسى بن مريم في القيامة بسبب ما أشار إليه من صدقه مرآة‬
‫الصادقين )‪ (1‬من رجال امة محمد )صلى ال عليه وآله( فقال عزوجل‪" :‬‬
‫هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم " الية )‪ (2‬وقال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬الصدق سيف ال في أرضه وسمائه أينما هوى به يقد )‪ (3‬فإذا‬
‫أردت أن تعلم أصادق أنت أم كاذب ؟ فانظر في قصد معناك‪ ،‬وغور دعواك‬
‫وعيرها بقسطاس من ال عزوجل في القيامة قال ال عزوجل‪ " :‬والوزن‬
‫يومئذ الحق " )‪ (4‬فإذا اعتدل معناك بدعواك‪ ،‬ثبت لك الصدق‪ ،‬وأدنى حد‬
‫الصدق أن ل يخالف اللسان القلب‪ ،‬ول اللقلب اللسان‪ ،‬ومثل الصادق‬
‫الموصوف بما ذكرنا كمثل النازع روحه إن لم ينزع فماذا يصنع )‪- 19 (5‬‬
‫ختص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن صالح بن سهل الهمداني قال‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪:‬‬
‫أيما مسلم سئل عن مسلم فصدق وأدخل على ذلك المسلم مضرة كتب من‬
‫الكاذبين‪ ،‬ومن سئل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة كتب‬
‫عند ال من الصادقين )‪ - 20 (6‬ج‪ :‬بالسناد إلى أبى محمد العسكري‬
‫)عليه السلم( أنه قال‪ :‬قال بعض المخالفين بحضرة الصادق )عليه‬
‫السلم( لرجل من الشيعة‪ :‬ما تقول في العشرة من الصحابة ؟ قال‪ :‬أقول‬
‫فيهم الخير الجميل‪ ،‬الذي يحط ال به سيئاتي‪ ،‬ويرفع لي درجاتي‪ ،‬قال‬
‫السائل‪ :‬الحمدل على ما أنقذني من بغضك كنت أظنك رافضيا تبغض‬
‫الصحابة فقال الرجل‪ :‬أل من أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة ال قال‪:‬‬
‫لعلك تتأول‬

‫)‪ (1‬براءة للصادقين خ ل‪ (2) .‬المائدة‪ (3) .119 :‬أي يقطع وينفذ‪ (4) .‬العراف‪:‬‬
‫‪ (5) .8‬مصباح الشريعة ص ‪ 51‬و ‪ (6) .50‬الختصاص‪.224 :‬‬

‫]‪[12‬‬

‫ما تقول فيمن أبغض العشرة ؟ فقال‪ :‬من أبغض العشرة فعليه لعنة ال والملئكة‬
‫والناس أجمعين‪ ،‬فوثب فقبل رأسه وقال‪ :‬اجعلني في حل مما قذفتك به من‬
‫الرفض قبل اليوم‪ ،‬قال‪ :‬أنت في حل وأنت أخي ثم انصرف السائل فقال له‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬جودت ل درك لقد أعجبت الملئكة من حسن‬
‫توريتك‪ ،‬وتلفظك بما خلصك‪ ،‬ولم تثلم دينك‪ ،‬زاد ال في مخالفينا غما إلى‬
‫غم وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في بقيتهم فقال بعض أصحاب‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬يا ابن رسول ال ما عقلنا من كلم هذا إل موافقته‬
‫لهذا المتعنت الناصب‪ ،‬فقال الصادق )عليه السلم(‪ :‬لئن كنتم لم تفهموا‬
‫ماعنى فقد فهمناه نحن‪ ،‬وقد شكره ال له‪ ،‬إن ولينا الموالي لوليائنا‬
‫المعادي لعدائنا إذا ابتله ال بمن يمتحنه من مخالفيه‪ ،‬وفقه لجواب يسلم‬
‫معه دينه وعرضه‪ ،‬ويعظم ال بالتقية ثوابه‪ ،‬إن صاحبكم هذا قال‪ :‬من‬
‫عاب واحدا منهم فعليه لعنة ال أي من عاب واحدا منهم هم أمير المؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم( وقال في الثانية‪ :‬من عابهم وشتمهم‬
‫فعليه لعنة ال‪ ،‬وقد صدق لن من عابهم فقد عاب عليا )عليه السلم( لنه‬
‫أحدهم فإذا لم يعب عليا ولم يذمه فلم يعبهم‪ ،‬وإنما عاب بعضهم ولقد كان‬
‫لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه‬
‫التورية كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد ال ونبوة موسى وتفضيل محمد‬
‫)صلى ال عليه وآله( على جميع رسل ال وخلقه‪ ،‬وتفضيل علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( والخيار من الئمة على سائر أوصياء النبيين وإلى‬
‫البراءة من ربوبية فرعون‪ ،‬فوشى به واشون إلى فرعون وقالوا‪ :‬إن‬
‫حزقيل يدعو إلى مخالفتك‪ ،‬ويعين أعداك على مضادتك فقال لهم فرعون‪:‬‬
‫ابن عمي وخليفتي على ملكي وولي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحق‬
‫العذاب على كفره نعمتي‪ ،‬فان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العقاب‬
‫ليثاركم الدخول في مساءته فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا‪ :‬أنت‬
‫تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماه ؟ فقال حزقيل‪ :‬أيها الملك هل‬
‫جربت على كذبا قط ؟ قال ل‪:‬‬

‫]‪[13‬‬
‫قال‪ :‬فسلهم من ربهم ؟ فقالوا‪ :‬فرعون‪ ،‬قال‪ :‬ومن خالقكم ؟ قالوا‪ :‬فرعون هذا‪،‬‬
‫قال‪ :‬ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا‪ :‬فرعون‬
‫هذا‪ ،‬قال حزقيل‪ :‬أيها الملك فاشهدك وكل من حضرك أن ربهم هو ربي‬
‫وخالقهم هو خالقي ورازقهم هو رازقي‪ ،‬ومصلح معايشهم هو مصلح‬
‫معايشي‪ ،‬ل رب لي ول خالق ولرازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم‪،‬‬
‫واشهدك ومن حضرك أن كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم‬
‫ورازقهم فأنا برئ منه ومن ربوبيته وكافر بالهيته يقول حزقيل هذا وهو‬
‫يعني أن ربهم هو ال ربي‪ ،‬ولم يقل أن الذي قالوا‪ :‬إن ربهم هو ربي‪،‬‬
‫وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره‪ ،‬وتوهموا أنه يقول‪ :‬فرعون‬
‫ربي وخالقي ورازقي‪ ،‬فقال لهم فرعون‪ :‬يا رجال الشر ويا طلب الفساد‬
‫في ملكي‪ ،‬ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي‪ ،‬وهو عضدي أنتم‬
‫المستحقون لعذابي لرادتكم فساد أمري وهلك ابن عمي‪ ،‬والفت في‬
‫عضدي ثم أمر بالوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد‪ ،‬وفي صدره‬
‫وتد‪ ،‬وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم فذلك ما‬
‫قال ال تعالى‪ " :‬فوقاه ال سيئات ما مكروا " )‪ (1‬لماوشوا به إلى‬
‫فرعون ليهلكوه " وحاق بآل فرعون سوء العذاب " وهم الذين وشوا‬
‫بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الوتاد‪ ،‬ومشط عن أبدانهم لحومها بالمشاط )‬
‫‪ - 21 (2‬ج‪ :‬معاوية بن وهب‪ ،‬عن سعيد بن السمان قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجلن من الزيدية فقال له‪ :‬أفيكم إمام‬
‫مفترض طاعنه ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقال له‪ :‬قد أخبرنا عنك الثقاة أنك تقول به‬
‫‪ -‬وسموا قوما وقالوا‪ :‬هم أصحاب ورع وتشمير‪ ،‬وهم ممن ل يكذب ‪-‬‬
‫فغضب أبو عبد ال )عليه السلم( وقال‪ :‬ما أمرتهم بهذا‪ ،‬فلما رأيا الغضب‬
‫بوجهه خرجا الخبر )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬المؤمن‪ (2) .45 :‬الحتجاج ص ‪ ،200‬وتراه في تفسير المام ص ‪(3) .162‬‬
‫الحتجاج ص‪..‬‬

‫]‪[14‬‬

‫‪ - 22‬ع‪ :‬المظفر العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إبراهيم بن علي‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬لخير فيمن لتقية له ولقد قال يوسف‪" :‬‬
‫أيتها العير إنكم لسارقون " )‪ (1‬وما سرقوا )‪ - 23 (2‬ع‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن‬
‫العياشي‪ ،‬عن محمد بن نصير‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬التقية )من( دين ال عزوجل قلت‪ :‬من دين ال ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬إي‬
‫وال من دين ال‪ ،‬لقد قال يوسف‪ " :‬أيتها العير إنكم لسارقون " وال ما‬
‫كانوا سرقوا شيئا )‪ - 24 (3‬ع‪ ،:‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول‬
‫يوسف‪ " :‬أيتها العير إنكم لسارقون " قال‪ :‬ما سرقوا وما كذب )‪- 25 (4‬‬
‫ع‪ :‬المظفر العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أحمد عن‬
‫إبراهيم بن إسحاق النهاوندي‪ ،‬عن صالح بن سعيد‪ ،‬عن رجل من أصحابنا‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألت عن قول ال عزوجل في‬
‫يوسف‪ " :‬أيتها العير إنكم لسارقون " قال‪ :‬إنهم سرقوا يوسف عن أبيه‪،‬‬
‫أل ترى أنه قال لهم حين قالوا‪ " :‬ماذا تفقدون " ؟ قالوا‪ " :‬نفقد صواع‬
‫الملك " ولم يقولوا‪ :‬سرقتم صواع الملك إنما عنى أنكم سرقتم يوسف عن‬
‫أبيه )‪ - 26 (5‬ج‪ :‬بالسناد إلى أبي محمد العسكري )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قال رجل من خواص الشيعة لموسى بن جعفر )عليهما السلم( وهو يرتعد‬
‫بعد ماخلى به‪ :‬يا ابن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬يوسف‪ (2) .70 :‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ (5 - 3) .48‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.49‬‬

‫]‪[15‬‬

‫ما أخوفني أن يكون فلن بن فلن ينافقك في إظهاره واعتقاد وصيتك وإمامتك فقال‬
‫موسى )عليه السلم(‪ :‬وكيف ذاك ؟ قال‪ :‬لني حضرت معه اليوم في‬
‫مجلس فلن رجل من كبار أهل بغداد فقال له صاحب المجلس‪ :‬أنت تزعم‬
‫أن موسى بن جعفر إمام دون هذا الخليفة القاعد على سريره‪ ،‬قال له‬
‫صاحبك هذا‪ :‬ما أقول هذا بل أزعم أن موسى بن جعفر غير إمام وإن لم‬
‫أكن أعتقد أنه غير إمام فعلي وعلى من لم يعتقد ذلك لعنة ال والملئكة‬
‫والناس أجمعين‪ ،‬قال له صاحب المجلس‪ :‬جزاك ال خيرا ولعن من وشى‬
‫بك فقال له موسى بن جعفر‪ :‬ليس كما ظننت ولكن صاحبك أفقه منك‪ ،‬إنما‬
‫قال‪ :‬موسى غير إمام‪ ،‬أي أن الذي هو غير إمام فموسى غيره )‪ (1‬فهو إذا‬
‫إمام‪ ،‬فانما أثبت بقوله‪ :‬هذا إمامتي ونفى إمامة غيري‪ ،‬يا عبد ال متى‬
‫يزول عنك هذا الذي ظننته بأخيك هذا من النفاق‪ ،‬تب إلى ال ففهم الرجل‬
‫ماقاله واغتم وقال‪ :‬يا ابن رسول ال مالي مال فارضيه به ولكن قد وهبت‬
‫له شطر عملي كله من تعبدي وصلتي عليكم أهل البيت‪ ،‬ومن لعنتي‬
‫لعدائكم‪ ،‬قال موسى عليه السلم‪ :‬الن خرجت من النار )‪ - 27 (2‬ج‪:‬‬
‫بهذا السناد قال‪ :‬دخل على أبي الحسن الرضا )عليه السلم( رجل فقال‬
‫له‪ :‬يا ابن رسول ال لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه قال‪ :‬وما هو ؟ قال‪:‬‬
‫رجل كان معنا يظهر لنا أنه من الموالين لل محمد المتبرين من أعدائهم‪،‬‬
‫فرأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه وهو ذا يطاف به ببغداد وينادي‬
‫يقولون له‪ :‬قل ! فيقول‪ :‬خير الناس بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫أبا بكر‪ ،‬فإذا قال ذلك ضجوا وقالوا‪ :‬قد تاب وفضل أبا بكر على علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( فقال الرضا )عليه السلم(‪ :‬إذا خلوت فأعد علي‬
‫هذا الحديث‬

‫)‪ (1‬في تفسير المام‪ :‬أي الذى هو عندك امام فموسى غيره فهو إذا امام الخ‪(2) .‬‬
‫الحتجاج ص ‪.214‬‬

‫]‪[16‬‬

‫فلما خل أعاد عليه فقال له‪ :‬إنما لم افسر لك معنى كلم الرجل بحضرة هذا الخلق‬
‫المنكوس‪ ،‬كراهة أن ينقل إليهم فيعرفوه ويؤذوه‪ ،‬لم يقل الرجل‪ :‬خير‬
‫الناس بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( )أبو بكر‪ ،‬فيكون قد فضل أبا‬
‫بكر على علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬ولكن قال‪ :‬خير الناس بعد‬
‫رسول ال( )‪ (1‬أبا بكر فجعله نداء لبي بكر ليرضي من يمشي بين يديه‬
‫من بعض هؤلء الجهلة‪ ،‬ليتوارى من شرورهم إن ال تعالى جعل هذه‬
‫التورية ممارحم بها شيعتنا ومحبينا )‪ - 28 (2‬ج‪ :‬بهذا السناد قال‬
‫الراويان )‪ :(3‬حضرنا عند الحسن بن علي أبي القايم )عليهما السلم(‬
‫فقال له بعض أصحابه‪ :‬جاءني رجل من إخواننا الشيعة قد امتحن بجهال‬
‫العامة يمتحنونه في المامة ويحلفونه‪ ،‬فكيف يصنع حتى يتخلص منهم‬
‫فقلت‪ :‬كيف يقولون ؟ قال‪ :‬يقولون لي‪ :‬أتقول‪ :‬إن فلنا هو المام بعد‬
‫رسول ال ؟ فلبد لي أن أقول‪ :‬نعم‪ ،‬وإل أثخنوني ضربا‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قالوا لي‪ :‬قل‪ :‬وال‪ ،‬قلت‪ :‬فإذا قلت لهم‪ :‬نعم‪ ،‬تريد به نعما من النعام‪:‬‬
‫البل والبقر والغنم وقلت‪ :‬فإذا قالوا‪) :‬قل وال فقل( وال أي وليي تريد في‬
‫أمر كذا ؟ فانهم ل يميزون‪ ،‬وقد سلمت فقال لي‪ :‬فان حققوا علي وقالوا‪،:‬‬
‫قل‪ :‬وال وبين الهاء ؟ فقلت‪ :‬قل‪ :‬وال برفع الهاء فانه ل يكون يمينا إذا‬
‫لم تخفض‪ ،‬فذهب ثم رجع إلي فقال‪ :‬عرضوا علي وحلفوني فقلت كما‬
‫لقنتني‪ ،‬فقال له الحسن )عليه السلم(‪ :‬أنت كما قال رسول ال‪ :‬الدال على‬
‫الخير كفاعله‪ ،‬لقد كتب ال لصاحبك بتقيته بعدد كل من استعمل التقية من‬
‫شيعتنا وموالينا ومحبينا حسنة‪ ،‬وبعدد كل من ترك التقية منهم‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين أضفناه من المصدر وتراه في تفسير المام ص ‪(2) 164‬‬
‫الحتجاج ص ‪ (3) 243‬هما أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد‪ ،‬وأبو‬
‫الحسن على بن محمد بن سيار‪ ،‬اللذان يروى عنهما محمد بن القاسم‬
‫المفسر تفسير المام العسكري )عليه السلم(‪.‬‬
‫]‪[17‬‬

‫حسنة أدناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت‪ ،‬ولك بارشادك إياه مثل‬
‫ماله )‪ - 29 (1‬سر‪ :‬عن عبد ال بن بكير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫في الرجل يستأذن عليه فيقول لجاريته‪ :‬قولي‪ :‬ليس هو ههنا‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس‬
‫ليس بكذب ‪ - 30‬قب‪ :‬قال كهمش‪ :‬قال لي جابر الجعفي‪ :‬دخلت على أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( فقال لي‪ :‬من أين أنت ؟ فقلت‪ :‬من أهل الكوفة قال‪:‬‬
‫ممن ؟ قلت‪ :‬من جعفي قال‪ :‬ما أقدمك إلى هاهنا ؟ قلت‪ :‬طلب العلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ممن ؟ قلت‪ :‬منك‪ ،‬قال‪ :‬فإذا سألك أحد من أين أنت فقل‪ :‬من أهل المدينة‪،‬‬
‫قلت‪ :‬أيحل لي أن أكذب ؟ قال‪ :‬ليس هذا كذبا‪ ،‬من كان في مدينة فهو من‬
‫أهلها حتى يخرج )‪ - 31 (2‬كش‪ :‬جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن الشجاعي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد ابن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‬
‫مثله )‪ - 32 (3‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد‬
‫بن جعفر الرزاز عن خاله علي بن محمد‪ ،‬عن عمرو بن عثمان الخزاز‪،‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬زينة الحديث‬
‫الصدق‬

‫)‪ (1‬الحتجاج ص ‪ (2) .256‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .200‬رجال الكشي‬
‫ص ‪.170‬‬

‫]‪[18‬‬

‫)‪) * (61‬باب الشكر( * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت‬
‫عليكم في مواضع )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬لعلكم تشكرون‪ .‬وقال تعالى‪ :‬واشكروا‬
‫لي ول تكفرون وقال‪ :‬ولعلكم تشكرون‪ .‬وقال تعالى‪ :‬ولكن أكثر الناس ل‬
‫يشكرون )‪ (2‬آل عمران‪ :‬وسيجزي ال الشاكرين‪ ،‬وقال‪ :‬وسنجزي‬
‫الشاكرين )‪ (3‬النساء‪ :‬ما يفعل ال بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان ال‬
‫شاكرا عليما )‪ (4‬المائدة‪ :‬وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون‪ .‬وقال‪:‬‬
‫واذكروا نعمة ال عليكم وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة ال‬
‫عليكم )‪ (5‬وقال سبحانه‪ :‬وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكر نعمة ال‬
‫عليكم )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬إذ قال ال يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك‬
‫وعلي والدتك )‪ (7‬النعام‪ :‬أو ليس ال بأعلم بالشاكرين )‪ (8‬وقال تعالى‪:‬‬
‫قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا‬
‫من هذه لنكونن من الشاكرين * * )الهامش( * )‪ (1‬البقرة‪- 47 - 40 :‬‬
‫‪ (2) .122‬البقرة‪ (3) .243 - 185 - 158 - 52 :‬آل عمران‪ 144 :‬و‬
‫‪ (4) .145‬النساء‪ (5) .147 :‬المائدة‪ (6) .11 ،7 ،6 :‬المائدة‪(7) .20 :‬‬
‫المائدة‪ (8) .110 :‬النعام‪.53 :‬‬

‫]‪[19‬‬

‫قل ال ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون )‪ (1‬العراف‪ :‬ولقد مكنا كم في‬
‫الرض وجعلنا لكم فيها معايش قليل ما تشكرون )‪ (2‬وقال‪ :‬كذلك نصرف‬
‫اليات لقوم يشكرون‪ ،‬وقال‪ :‬فاذكروا آلء ال لعلكم تفلحون‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫فاذكروا آلء ال ول تعثوا في الرض مفسدين‪ ،‬وقال‪ :‬فخذ ما آتيتك وكن‬
‫من الشاكرين )‪ (3‬النفال‪ :‬واذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الرض‬
‫إلى قوله تعالى‪ :‬لعلكم تشكرون )‪ (4‬يونس‪ :‬إن ال لذو فضل على الناس‬
‫ولكن أكثرهم ل يشكرون )‪ (5‬ابراهيم‪ :‬وإن في ذلك ليات لكل صبار شكور‬
‫* وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة ال عليكم إلى قوله تعالى وإذتأذن‬
‫ربكم لئن شكرتم لزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )‪ (6‬وقال تعالى‪:‬‬
‫وإن تعدوا نعمة ال ل تحصوها وقال‪ :‬وارزقهم من الثمرات لعلهم‬
‫يشكرون )‪ (7‬النحل‪ :‬وجعل لكم السمع والبصار والفئدة لعلكم تشكرون )‬
‫‪ (8‬وقال تعالى‪ :‬كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون )‪(9‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪ 63 :‬و ‪ (2) .64‬العراف‪ (3) .10 :‬العراف‪) .144 ،74 ،69 ،58 :‬‬
‫‪ (4‬النفال‪ (5) .26 :‬يونس‪ (6) .60 :‬ابراهيم‪ (7) .7 - 5 :‬ابراهيم‪،34 :‬‬
‫‪ (8) .37‬النحل‪ (9) .78 :‬النحل‪.81 :‬‬

‫]‪[20‬‬

‫وقال‪ :‬واشكروا نعمة ال إن كنتم إياه تعبدون )‪ (1‬وقال تعالى في إبراهيم )عليه‬
‫السلم(‪ :‬شاكرا لنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم )‪ (2‬السراء‪ :‬إنه‬
‫كان عبدا شكورا )‪ (3‬النبياء‪ :‬فهل أنتم شاكرون )‪ (4‬الحج‪ :‬كذلك‬
‫سخرناها لكم لعلكم تشكرون )‪ (5‬المؤمنون‪ :‬وهو الذي أنشأ لكم السمع‬
‫والبصار والفئدة قليل ما تشكرون )‪ (6‬النمل‪ :‬فلما رآه مستقرا عنده قال‬
‫هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفرومن شكرفانما يشكر لنفسه ومن‬
‫كفر فان ربي غني كريم وقال تعالى‪ :‬ولكن أكثرهم ل يشكرون )‪(7‬‬
‫القصص‪ :‬ولعلكم تشكرون )‪ (8‬الروم‪ :‬ولعلكم تشكرون )‪ (9‬لقمان‪ :‬ولقد‬
‫آتينا لقمن الحكمة أن اشكر ل ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان‬
‫ال غني حميد إلى قوله تعالى‪ :‬أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير )‪(10‬‬
‫)‪ (1‬النحل‪ (2) 114 :‬النحل‪ (3) 121 :‬أسرى‪ (4) 3 :‬النبياء‪ (5) 80 :‬الحج‪36 :‬‬
‫)‪ (6‬المؤمنون‪ (7) 78 :‬النمل‪ (8) 73 ،40 :‬القصص‪ (9) 73 :‬الروم‪:‬‬
‫‪ (10) 46‬لقمان‪(*) 14 ،12 :‬‬

‫]‪[21‬‬

‫وقال تعالى‪ :‬ألم تروا أن ال سخر لكم ما في السموات وما في الرض وأسبغ عليكم‬
‫نعمه ظاهرة وباطنة )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬إن في ذلك ليات لكل صبار شكور )‬
‫‪ (2‬التنزيل‪ :‬قليل ما تشكرون )‪ (3‬سبا‪ :‬اعملوا آل داود شكرا وقليل من‬
‫عبادي الشكور )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة‬
‫ورب غفور إلى قوله تعالى‪ :‬إن في ذلك ليات لكل صبار شكور )‪ (5‬فاطر‪:‬‬
‫يا أيها الناس اذكروا نعمة ال عليكم وقال تعالى‪ :‬ولعلكم تشكرون )‪(6‬‬
‫يس‪ :‬أفل يشكرون )‪ (7‬الزمر‪ :‬وإن تشكروا يرضه لكم‪ .‬وقال تعالى‪ :‬بل ال‬
‫فاعبدوكن من الشاكرين )‪ (8‬المؤمن‪ :‬إن ال لذو فضل على الناس ولكن‬
‫أكثر الناس ل يشكرون )‪ (9‬حمعسق‪ :‬إن في ذلك ليات لكل صبار شكور )‬
‫‪ (10‬الجاثية‪ :‬ولعلكم تشكرون )‪ (11‬القمر‪ :‬كذلك نجزي من شكر )‪(12‬‬

‫)‪ (1‬لقمان‪ (2) 20 :‬لقمان‪ (3) 31 :‬التنزيل‪ (4) 9 :‬سبأ‪ (5) 13 :‬سبأ‪) 19 - 15 :‬‬
‫‪ (6‬فاطر‪ (7) 12 - 3 :‬يس‪ (8) 35 :‬الزمر‪ (9) 66 - 7 :‬المؤمن‪) 61 :‬‬
‫‪ (10‬الشورى‪ (11) 33 :‬الجاثية‪ (12) 12 :‬القمر‪35 :‬‬

‫]‪[22‬‬

‫‪ - 1‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الطاعم الشاكر له من‬
‫الجر كأجر الصائم المحتسب‪ ،‬والمعافى الشاكر له من الجر كأجر المبتلى‬
‫الصابر‪ ،‬والمعطى الشاكر له من الجر كأجر المحروم القانع )‪ (1‬تبيين‪:‬‬
‫قال الراغب‪ :‬الشكر تصور النعمة وإظهارها قيل‪ :‬وهو مقلوب عن الكشر‬
‫أي الكشف ويضاده الكفر‪ ،‬وهو نسيان النعمة وسترها‪ ،‬ودابة شكور مظهر‬
‫بسمنه إسداء صاحبه إليه‪ ،‬وقيل‪ :‬أصله من عين شكرى‪ :‬أي ممتلئة‬
‫فالشكر على هذا هو المتلء من ذكر المنعم عليه‪ ،‬والشكر ثلثة أضرب‪:‬‬
‫شكر بالقلب‪ ،‬وهو تصور النعمة‪ ،‬وشكر باللسان وهو الثناء على المنعم‪،‬‬
‫وشكر بسائر الجوارح وهو مكافاة النعمة بقدر استحقاقها انتهى )‪ (2‬وقال‬
‫المحقق الطوسي قدس سره‪ :‬الشكر أشرف العمال وأفضلها واعلم أن‬
‫الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية وله أركان ثلثة‪ :‬الول معرفة‬
‫المنعم وصفاته اللئقة به‪ ،‬ومعرفة النعمة من حيث إنها نعمة ول تتم تلك‬
‫المعرفة إل بأن يعرف أن النعم كلها جليها وخفيها من ال سبحانه وأنه‬
‫المنعم الحقيقي وأن الوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لمره الثاني‬
‫الحال التي هي ثمرة تلك المعرفة‪ ،‬وهي الخضوع والتواضع والسرور‬
‫بالنعم‪ ،‬من حيث إنها هدية دالة على عناية المنعم بك وعلمة ذلك أن‬
‫لتفرح من الدنيا إل بما يوجب القرب منه الثالث العمل الذي هو ثمرة تلك‬
‫الحال فان تلك الحال إذا حصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب‬
‫للقرب منه‪ ،‬وهذا العمل يتعلق بالقلب واللسان والجوارح‪ :‬أما عمل القلب‬
‫فالقصد إلى تعظيمه وتحميده وتمجيده‪ ،‬والتفكر في صنائعه‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 94‬المفردات للراغب ص ‪265‬‬

‫]‪[23‬‬

‫وأفعاله وآثار لطفه‪ ،‬والعزم على إيصال الخير والحسان إلى كافة خلقه‪ ،‬وأما عمل‬
‫اللسان فاظهار ذلك المقصود بالتحميد والتمجيد والتسبيح والتهليل‪ ،‬والمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك‪ ،‬وأما عمل الجوارح فاستعمال‬
‫نعمه الظاهرة والباطنة في طاعته وعبادته‪ ،‬والتوقي من الستعانة بها في‬
‫معصيته ومخالفته كاستعمال العين في مطالعة مصنوعاته‪ ،‬وتلوة كتابه‪،‬‬
‫وتذكر العلوم المأثورة من النبياء والوصياء عليهم السلم وكذا سائر‬
‫الجوارح فظهر أن الشكر من امهات صفات الكمال‪ ،‬وتحقق الكامل منه‬
‫نادر كما قال سبحانه‪ " :‬وقليل من عبادي الشكور " )‪ (1‬ولما كان الشكر‬
‫بالجوارح التي هي من نعمه تعالى ول يتأتى إل بتوفيقه سبحانه‪ ،‬فالشكر‬
‫أيضا نعمة من نعمه‪ ،‬ويوجب شكرا آخر‪ ،‬فينتهي إلى العتراف بالعجز عن‬
‫الشكر‪ ،‬فآخر مراتب الشكر العتراف بالعجز عنه‪ ،‬كما أن آخر مراتب‬
‫المعرفة والثناء العتراف بالعجز عنهما‪ ،‬وكذا العبادة كما قال سيد‬
‫العابدين والعارفين والشاكرين )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لاحصي ثناء عليك‬
‫أنت كما أثنيت على نفسك‪ ،‬وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما عبدناك حق‬
‫عبادتك‪ ،‬وما عرفناك حق معرفتك قوله )عليه السلم(‪ " :‬الطاعم الشاكر‪:‬‬
‫الطاعم يطلق على الكل والشارب‪ ،‬كما قال تعالى‪ " :‬ومن لم يطعمه " )‪(2‬‬
‫ويقال‪ :‬فلن احتسب عمله وبعمله‪ ،‬إذا نوى به وجه ال‪ ،‬والمعطى اسم‬
‫مفعول والمحروم من حرم العطاء من ال أو من الخلق والقانع الراضي‬
‫بما أعطاه ال ‪ - 2‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم عنه )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما فتح ال على عبد باب شكر فخزن عنه باب‬
‫الزيادة )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬سبأ‪ (2) 13 :‬البقرة‪ (3) 249 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪94‬‬


‫]‪[24‬‬

‫بيان‪ :‬فخزن أي أحرز ومنع ومثله في النهج عن أمير المؤمنين )عليه السلم( ما‬
‫كان ال ليفتح على عبدباب الشكر ويغلق عليه باب الزيادة )‪ (1‬وهما‬
‫إشارتان إلى قوله تعالى‪ " :‬لئن شكرتم لزيدنكم " )‪ - 3 (2‬كا‪ :‬عن حميد‬
‫بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن وهيب بن حفص‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( عند عائشة ليلتها‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( لم‬
‫تتعب نفسك وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال‪ :‬يا عائشة‬
‫أل أكون عبدا شكورا ؟ قال‪ :‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقوم‬
‫على أطراف أصابع رجليه فأنزل ال سبحانه " طه ما أنزلنا عليك القرآن‬
‫لتشقى " )‪ (3‬ايضاح‪ " :‬قد غفر ال لك " إشارة إلى قوله تعالى " إنا‬
‫فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر " وللشيعة في‬
‫تأويله أقوال‪ :‬أحدها أن المراد‪ :‬ليغفر لك ال ما تقدم من ذنب امتك وما‬
‫تأخر بشفاعتك‪ ،‬وإضافة ذنوب امته إليه للتصال والسبب بينه وبين امته‪،‬‬
‫ويؤيده ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق )عليه السلم( قال سأله‬
‫رجل عن هذه الية فقال‪ :‬وال ماكان له ذنب ولكن ال سبحانه ضمن له أن‬
‫يغفر ذنوب شيعة علي )عليه السلم( ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وروى‬
‫عمر بن يزيد عنه )عليه السلم( قال‪ :‬ماكان له ذنب ولهم بذنب‪ ،‬ولكن ال‬
‫حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له والثاني ما ذكره السيد المرتضى رضي ال‬
‫عنه‪ :‬أن الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معا‪،‬‬
‫فيكون هنا مضافا إلى المفعول‪ ،‬والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم‬
‫إياك عن مكة وصدهم لك عن المسجد الحرام‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 247‬ابراهيم‪ (3) 7 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪95‬‬

‫]‪[25‬‬

‫يكون معنى المغفرة على هذا التأويل الزالة والنسخ لحكام أعدائه من المشركين‬
‫عليه أي يزيل ال ذلك عنده‪ ،‬ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح ال لك‬
‫من مكة فستدخلها فيما بعد‪ ،‬ولذلك جعله جزاء على جهاده وغرضا في‬
‫الفتح ووجها له قال ولو أنه أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله " إنا فتحنا لك‬
‫فتحا مبينا ليغفر لك ال " معنى معقول‪ ،‬لن المغفرة للذنوب لتعلق لها‬
‫بالفتح‪ ،‬فل يكون غرضا فيه‪ ،‬و أما قوله " ما تقدم وما تأخر " فل يمتنع‬
‫أن يريد به ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك الثالث‪ :‬أن معناه لو‬
‫كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه لك الرابع‪ :‬أن المراد بالذنب هناك ترك‬
‫المندوب‪ ،‬وحسن ذلك‪ ،‬لن من المعلوم أنه )صلى ال عليه وآله( ممن ل‬
‫يخالف الوامر الواجبة‪ ،‬فجاز أن يسمى ذنبا منه ما لو وقع من غيره لم‬
‫يسم ذنبا لعلو قدره ورفعة شأنه الخامس أن القول خرج مخرج التعظيم‬
‫وحسن الخطاب كما قيل في قوله " عفى ال عنك " )‪ (1‬أقول‪ :‬وقد روى‬
‫الصدوق في العيون )‪ (2‬باسناده‪ ،‬عن علي بن محمد بن الجهم قال‪:‬‬
‫حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا )عليه السلم( فقال له المأمون‪ :‬يا‬
‫ابن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أليس من قولك أن النبياء‬
‫معصومون ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فما معنى قول ال " ليغفر لك ال ما تقدم من‬
‫ذنبك وما تأخر " قال للرضا )عليه السلم(‪ :‬لم يكن أحد عند مشركي مكة‬
‫أعظم ذنبا من رسول ال )صلى ال عليه وآله( لنهم كانوا يعبدون من‬
‫دون ال ثلثمائة وستين صنما‪ ،‬فلما جاءهم )صلى ال عليه وآله( بالدعوة‬
‫إلى كلمة الخلص كبر ذلك عليهم وعظم قالوا " أجعل اللهة إلها واحدا‬
‫إن هذا لشئ عجاب " إلى قوله " إن هذا إل اختلق " )‪ (3‬فلما فتح ال‬
‫تعالى على نبيه مكة قال له يا " محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال‬
‫ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (2) 43 :‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 202‬ص‪50 :‬‬

‫]‪[26‬‬

‫مشركي أهل مكة‪ ،‬بدعائك إلى توحيد ال فيما تقدم وما تأخر لن مشركي مكة أسلم‬
‫بعضهم وخرج بعضهم عن مكة‪ ،‬ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد‬
‫عليه‪ ،‬إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك‪ ،‬مغفورا بظهوره‬
‫عليهم‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬ل درك يا أبا الحسن وكأن هذا الحديث بالوجه‬
‫الرابع أنسب لتقريره )صلى ال عليه وآله( كلم عائشة وإن أمكن توجيهه‬
‫على بعض الوجوه الخر والحاصل أن عائشة توهمت أن ارتكاب المشقة‬
‫في الطاعات إنما يكون لمحو السيئات‪ ،‬فأجاب )صلى ال عليه وآله( بأنه‬
‫ليس منحصرا في ذلك بل يكون لشكر النعم الغير المتناهية‪ ،‬ورفع الدرجات‬
‫الصورية والمعنوية‪ ،‬بل الطاعات عند المحبين من أعظم اللذات كما عرفت‬
‫طه قيل‪ :‬معنى طه يا رجل‪ ،‬عن ابن عباس وجماعة‪ ،‬وقد دلت الخبار‬
‫الكثيرة على أنه من أسماء النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وروى علي بن‬
‫إبراهيم في تفسيره )‪ (1‬باسناده عن أبي جعفر وأبي عبد ال )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا صلى قام على‬
‫أصابع رجليه حتى تورم فأنزل ال تبارك وتعالى طه بلغة طيئ يا محمد ما‬
‫أنزلنا الية وروى الصدوق رحمه ال في معاني الخبار )‪ (2‬باسناده عن‬
‫سفيان الثوري عن الصادق )عليه السلم( في حديث طويل قال فيه‪ :‬فأما‬
‫طه فاسم من أسماء النبي )صلى ال عليه وآله( ومعناه يا طالب الحق‬
‫الهادي إليه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى بل لتسعد وروى الطبرسي في‬
‫الحتجاج عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ولقد قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشر‬
‫سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه‪ ،‬واصفر وجهه‪ ،‬يقوم الليل‬
‫أجمع حتى عوتب في ذلك فقال ال عزوجل‪ " :‬طه ما أنزلنا عليك القران‬
‫لتشقى " بل لتسعد به‪ ،‬الخبر‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ (2) 417‬معاني الخبار ص ‪(*) 22‬‬

‫]‪[27‬‬

‫وقال النسفي من العامة‪ :‬قال القشيري‪ :‬الطاء إشارة إلى طهارة قلبه عن غير ال‬
‫والهاء إلى اهتداء قلبه إلى ال‪ ،‬وقيل‪ :‬الطاء طرب أهل الجنة‪ ،‬والهاء‬
‫هوان أهل النار وقال الطبرسي رحمه ال‪ :‬روي عن الحسن أنه قرأ طه‬
‫بفتح الطاء وسكون الهاء‪ ،‬فان صح ذلك عنه فأصله طأ فابدل من الهمزة‬
‫هاء أو معناه طأ الرض بقدميك جميعا‪ ،‬فقد روي أن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( كان يرفع إحدى رجليه في الصلة ليزيد تعبه‪ ،‬فأنزل ال " طه ما‬
‫أنزلنا عليك القرآن لتشقى " فوضعها وروي ذلك عن أبي ‪ -‬عبد ال )عليه‬
‫السلم( وقال الحسن‪ :‬هو جواب للمشركين حين قالوا‪ :‬إنه شقي فقال‬
‫سبحانه‪ :‬يارجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‪ ،‬لكن لتسعد به‪ :‬تنال الكرامة‬
‫به في الدنيا والخرة‪ ،‬قال قتادة‪ :‬وكان يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل‬
‫حتى ل يغلبه النوم فأمره ال سبحانه أن يخفف عن نفسه وذكر أنه ما أنزل‬
‫عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب )‪ (1‬وقال البيضاوي‪ :‬المعنى ما أنزلنا‬
‫عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريش إذما عليك إل أن تبلغ‪ ،‬أو‬
‫بكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام على ساق‪ ،‬والشقاء شايع بمعنى‬
‫التعب‪ ،‬ولعله عدل إليه للشعار بأنه أنزل عليه ليسعد وقيل‪ :‬رد وتكذيب‬
‫للكفرة‪ ،‬فانهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا‪ :‬إنك لتشقى بترك الدنيا وإن‬
‫القرآن انزل إليك لتشقى به انتهى )‪ (2‬وأقول‪ :‬القيام على رجل واحد على‬
‫أطراف الصابع وأمثالهما لعلها كانت ابتداء في شريعته )صلى ال عليه‬
‫وآله( ثم نسخت بناء على ما هو الظهر من أنه )صلى ال عليه وآله( كان‬
‫عامل بشريعة نفسه‪ ،‬أو في شريعة من كان يعمل بشريعته على القوال‬
‫الخر ‪ - 4‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 7‬ص ‪ (2) 2‬أنوار التنزيل ص ‪261‬‬


‫]‪[28‬‬

‫البغدادي‪ ،‬عن عبد ال بن إسحاق الجعفري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك وانعم على من شكرك‪ ،‬فانه ل‬
‫زوال للنعماء إذا شكرت‪ ،‬ولبقاء لها إذا كفرت‪ ،‬والشكر زيادة في النعم‬
‫وأمان من الغير )‪ (1‬بيان‪ " :‬من أنعم عليك " يشمل المنعم الحقيقي‬
‫وغيره " زيادة في النعم " أي سبب لزيادتها " وأمان من الغير " أي من‬
‫تغير النعمة بالنقمة‪ ،‬والغير بكسر الغين وفتح الياء‪ :‬اسم للتغير ويظهر من‬
‫القاموس أنه بفتح الغين وسكون الياء‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬في حديث‬
‫الستسقاء من يكفر بال يلق الغير أي تغير الحال وانتقالها من الصلح‬
‫إلى الفساد‪ ،‬والغير السم من قولك غيرت الشئ فتغير وفي بعض النسخ‬
‫بالباء الموحدة وهو محركة داهية ل يهتدى لمثلها‪ ،‬والظاهر أنه تصحيف‬
‫‪ - 5‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن علي‬
‫ابن أسباط‪ ،‬عن يعقوب بن سالم‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫أو أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬المعافى الشاكر له من الجر ما للمبتلى‬
‫الصابر‪ ،‬والمعطى الشاكر له من الجر كالمحروم القانع )‪ - 6 (2‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن داود بن الحصين‪ ،‬عن فضل البقباق‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز وجل‪ " :‬وأما بنعمة‬
‫ربك فحدث " )‪ (3‬قال‪ :‬الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك وأحسن إليك‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬فحدث بدينه وما أعطاه ال‪ ،‬وما أنعم به عليه )‪ (4‬بيان‪ " :‬وأما‬
‫بنعمة ربك فحدث " قال في مجمع البيان‪ :‬معناه اذكر نعم ال تعالى‬
‫وأظهرها وحدث بها‪ ،‬وفي الحديث التحدث بنعمة ال شكر وتركه كفر‪،‬‬
‫وقال الكلبي‪ :‬يريد بالنعمة القرآن وكان أعظم ما أنعم ال به‪ ،‬فأمره أن‬
‫يقرأه‪ ،‬وقال مجاهد والزجاج‪ :‬يريد‪ :‬بالنبوة التي أعطاك ربك أي بلغ ما‬
‫ارسلت‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 94‬الضحى‪ (4) 11 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪94‬‬

‫]‪[29‬‬

‫به وحدث بالنبوة التي آتاكها ال‪ ،‬وهي أجل النعم‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه اشكر لما ذكر من‬
‫النعمة عليك‪ ،‬في هذه السورة‪ ،‬وقال الصادق )عليه السلم(‪ :،‬معناه فحدث‬
‫بما أعطاك ال وفضلك ورزقك وأحسن إليك وهداك انتهى )‪ (1‬قوله‪ " :‬بما‬
‫فضلك " بيان للنعمة أي بتفضيلك على سائر الخلق أو بما فضلك به من‬
‫النبوة الخاصة " وأعطاك " من العلم والمعرفة والمحبة وسائر الكمالت‬
‫النفسانية‪ ،‬والشفاعة واللواء والحوض‪ ،‬وسائر النعم الخروية " وأحسن‬
‫إليك " من النعم الدنيوية أو العم " ثم قال " أي المام )عليه السلم( "‬
‫فحدث " بصيغة الماضي أي النبي )صلى ال عليه وآله( عمل بما امر به‬
‫" بدينه " أي العقائد اليمانية والعبادات القلبية والبدنية " وما أعطاه "‬
‫من النبوة والفضل والكرامة في الدنيا والخرة " وما أنعم به عليه " من‬
‫النعم الدنيوية والخروية والجسمانية والروحانية ‪ - 7‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬ما هو ؟ قال‪ :‬يحمد ال على كل نعمة عليه في أهل ومال‪،‬‬
‫وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه‪ ،‬ومنه قول ال عزوجل "‬
‫سبحان الذي سخر لنا هذا وما كناله مقرنين " )‪) (2‬ومنه قوله تعالى "‬
‫رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " )‪ ((3‬ومنه قوله تعالى‪ " :‬رب‬
‫أنزلني منزل مباركا وأنت خير المنزلين " )‪ (4‬وقوله " رب أدخلني مدخل‬
‫صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا " )‪(5‬‬
‫ايضاح‪ :‬قوله " حق " أي واجب أو العم " ومنه " أي من الشكر أو من‬
‫الحق‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪ (2) 507‬الزخرف‪ (3) 13 :‬القصص‪(4) 24 :‬‬


‫المؤمنون‪ (5) 29 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 95‬و ‪ 96‬والية في أسرى‪80 :‬‬

‫]‪[30‬‬

‫الذي يجب أداؤه فيما أنعم ال عليه أن يقول عند ركوب الفلك أو الدابة اللتين أنعم‬
‫ال بهما عليه ماقاله سبحانه تعليما لعباده وإرشادا لهم حيث قال عزوجل‬
‫" و جعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا‬
‫نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي إلى قوله وما كنا له‬
‫مقرنين " أي مطيقين من أقرنت الشئ إقرانا أطقته وقويت عليه قال‬
‫الطبرسي في تفسير هذه الية‪ :‬ثم تذكروا نعمة ربكم‪ ،‬فتشكروه على تلك‬
‫النعمة التي هي تسخر ذلك المركب‪ ،‬وتقولوا معترفين بنعمه منزهين له‬
‫عن شبه المخلوقين " سبحان الذي سخر لنا هذا " أي ذل لناحتى ركبناه‪،‬‬
‫قال قتادة " قد علمكم كيف تقولون إذا ركبتم‪ ،‬وروى العياشي باسناده عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ذكر النعمة أن تقول الحمد ل الذي هدانا‬
‫للسلم وعلمنا القرآن‪ ،‬ومن علينا بمحمد )صلى ال عليه وآله( وتقول‬
‫بعده سبحان الذي سخر لنا هذا إلى قوله " وإنا إلى ربنا لمنقلبون )‪(1‬‬
‫ومنه قوله تعالى‪ " :‬رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " ليس هذا في‬
‫بعض النسخ )‪ (2‬وعلى تقديره المعنى أنه من موسى )عليه السلم( كان‬
‫متضمنا للشكر على نعمة الفقر وغيره‪ ،‬لشتماله على العتراف بالمنعم‬
‫الحقيقي والتوسل إليه في جميع المور‪ ،‬وروي عن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( أنه قال‪ :‬وال ما سأله إل خبزا يأكله لنه كان يأكل بقلة الرض‪،‬‬
‫ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه‬
‫)‪ (3‬وكذا علم سبحانه نوحا )عليه السلم( الشكر حيث أمره أن يقول عند‬
‫دخول السفينة أو عند الخروج منها " رب أنزلني " وصدر الية هكذا "‬
‫فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمدل الذي نجانا من القوم‬
‫الظالمين * وقل رب أنزلني منزل " قرأ أبو بكر منزل بفتح الميم وكسر‬
‫الزاي أي موضع النزول‪ ،‬وقيل‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 9‬ص ‪ (2) 41‬كما ل يوجد في الكافي المطبوع )‪ (3‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 1‬ص ‪309‬‬

‫]‪[31‬‬

‫هو السفينة بعد الركوب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الرض بعد النزول‪ ،‬وقرأ الباقون منزل بضم‬
‫الميم وفتح الزاي أي إنزال مباركا فالبركة في السفينة النجاة‪ ،‬وفي النزول‬
‫بعد الخروج كثرة النسل من أولده‪ ،‬وقيل‪ :‬مباركا بالماء والشجر " وأنت‬
‫خير المنزلين " لنه ل يقدر أحد على أن يصون غيره من الفات إذا أنزل‬
‫منزل ويكفيه جميع ما يحتاج إليه إل أنت‪ ،‬فظهر أن هذا شكرأمر ال به‪،‬‬
‫وتوسل إلى جنابه سبحانه وكذا كل من قرأ هذه الية عند نزول منزل أو‬
‫دار فقد شكر ال وكذا ما علمه ال الرسول )صلى ال عليه وآله( أن يقول‬
‫عند دخول مكة أو في جميع المور " رب أدخلني " في جميع ما أرسلتني‬
‫به إدخال صدق وأخرجني منه سالما إخراج صدق‪ ،‬أي أعني على الوحي‬
‫والرسالة‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه أدخلني المدينة وأخرجني منها إلى مكة للفتح‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه امر بهذا الدعاء إذا دخل في أمر أو خرج من أمر‪ ،‬وقيل‪ :‬أي‬
‫أدخلني القبر عند الموت مدخل صدق‪ ،‬وأخرجني منه عند البعث مخرج‬
‫صدق‪ ،‬ومدخل الصدق ما تحمد عاقبته في الدنيا والدين " واجعل لي من‬
‫لدنك سلطانا نصيرا " أي عزا أمتنع به ممن يحاول صدي عن إقامة‬
‫فرائضك‪ ،‬وقوة تنصرني بها على من عاداني‪ ،‬وقيل‪ :‬اجعل لي ملكا عزيزا‬
‫أقهر به العصاة‪ ،‬فنصر بالرعب‪ ،‬وقد ورد قراءتها عند الدخول على‬
‫سلطان والتقريب في كونه شكرا ما مر ‪ - 8‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬سمعت أبا الحسن‬
‫صلوات ال عليه يقول‪ :‬من حمدال على النعمة فقد شكره وكان الحمد‬
‫أفضل من تلك النعمة )‪ (1‬بيان‪ " :‬وكان الحمد ! أي توفيق الحمد نعمة‬
‫اخرى أفضل من النعمة الولى‪ ،‬ويستحق بذلك شكر آخر‪ ،‬فل يمكن‬
‫الخروج عن عهدة الشكر‪ ،‬فمنتهى الشكر العتراف بالعجز أو المعنى أن‬
‫أصل الحمد أفضل من تلك النعمة‪ ،‬لن ثمراته الدنيوية والخروية له أعظم‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪96‬‬

‫]‪[32‬‬

‫‪ - 9‬كا‪ :‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال لي‪ :‬ما أنعم ال على عبد بنعمة صغرت أو‬
‫كبرت فقال‪ :‬الحمدل‪ ،‬إل أدى شكرها )‪ - 10 (1‬كا‪ :‬عن أبي علي‬
‫الشعري‪ ،‬عن عيسى بن أيوب‪ ،‬عن علي بن مهزيار عن القاسم بن محمد‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن أبي الحسن‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬من أنعم ال عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها )‪ (2‬بيان‪" :‬‬
‫فعرفها بقلبه " أي عرف قدر تلك النعمة وأن ال هو المنعم بها ‪ - 11‬كا‪،:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن يونس عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن الرجل منكم ليشرب الشربة‬
‫من الماء فيوجب ال له بها الجنة‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنه ليأخذ الناء فيضعه على‬
‫فيه فيسمي ثم يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد‪ ،‬ثم يعود فيشرب ثم‬
‫ينحيه فيحمد ال‪ ،‬ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد ال‪ ،‬فيوجب ال عزوجل‬
‫له بها الجنة )‪ (3‬بيان‪ :‬يدل على استحباب تثليث الشرب‪ ،‬واستحباب‬
‫الفتتاح بالتسمية مرة‪ ،‬والختتام بالتحميد ثلثا‪ ،‬وسيأتي في أبواب الشرب‬
‫في صحيحة ابن سنان )‪ (4‬تثليث التحميد من غير تسمية وفي رواية‬
‫اخرى عن عمربن يزيد )‪ (5‬الفتتاح والختتام بالتسمية والتحميد في كل‬
‫مرة‪ ،‬وهو أفضل قوله )عليه السلم(‪ :‬فيضعه أي يريد وضعه أو يقرب‬
‫وضعه على مجاز المشارفة إذ لتسمية بعد الوضع ‪ - 12‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن الحسن بن عطية‪ ،‬عن عمربن يزيد قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬إني سألت ال عزوجل أن يرزقني مال فرزقني‪ ،‬وإني‬
‫سألت ال أن يرزقني ولدا وفرزقني‪ ،‬وسألته أن يرزقني دارا فرزقني وقد‬
‫خفت أن يكون ذلك استدراجا‪ ،‬فقال‪ :‬أما وال مع الحمد فل )‪ (6‬بيان‪ :‬قال‬
‫في القاموس‪ :‬استدرجه خدعه وأدناه كدرجه‪ ،‬واستدراجه تعالى *‬
‫)الهامش( * )‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5 - 4) 96‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪) 384‬‬
‫‪ (6‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪97‬‬

‫]‪[33‬‬
‫العبد أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الستغفار أو أن يأخذه قليل قليل ول‬
‫يباغته ‪ - 13‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عثمان قال خرج أبو عبد ال )عليه السلم( من المسجد وقد‬
‫ضاعت دابته فقال‪ :‬لئن ردها ال علي لشكرن ال حق شكره‪ ،‬قال‪ :‬فما‬
‫لبث أن اتي بها‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل‪ ،‬فقال قائل له‪ :‬جعلت فداك قلت لشكرن‬
‫ال حق شكره‪ ،‬فقال أبو عبد ال ألم تسمعني قلت‪ ،:‬الحمد ل )‪ (1‬بيان‪:‬‬
‫يدل على أن قول " الحمدل " أفضل أفراد الحمد اللساني‪ ،‬وكفى به فضل‬
‫افتتاحه سبحانه به‪ ،‬مع أنه على الوجه الذي قاله )عليه السلم( مقرونا‬
‫بغاية الخلص والمعرفة كان حق الشكر له تعالى ‪ - 14‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن المثنى‬
‫الحناط‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( إذا ورد عليه أمر يسره قال الحمد ل على هذه النعمة‪ ،‬وإذا‬
‫ورد عليه أمر يغتم به قال‪ :‬الحمدل على كل حال )‪ (2‬توضيح‪ " :‬يغتم به‬
‫" على بناء المعلوم وقد يقرأ على المجهول " الحمدل على كل حال " أي‬
‫هو المستحق للحمد على النعمة والبلء‪ ،‬لن كل ما يفعله ال بعبده ففيه ل‬
‫محالة صلحه قيل‪ :‬في كل بلء خمسة أنواع من الشكر‪ :‬الول يمكن أن‬
‫يكون دافعا أشد منه كما أن موت دابته دافع لموت نفسه‪ ،‬فينبغي الشكر‬
‫على عدم ابتلئه بالشد الثاني أن البلء إما كفارة للذنوب أو سبب لرفع‬
‫الدرجة فينبغي الشكر على كل منهما الثالث أن البلء مصيبة دنيوية‬
‫فينبغي الشكر على أنه ليس مصيبته دينية وقد نقل أن عيسى )عليه‬
‫السلم( مر على رجل أعمى مجذوم مبروص مفلوج فسمع منه يشكر‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬الحمد ل الذي عافاني من بلء ابتلى به أكثر الخلق‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(*) 97‬‬

‫]‪[34‬‬

‫فقال )عليه السلم(‪ :‬ما بقي من بلء لم يصبك‪ ،‬قال‪ :‬عافاني من بلء هو أعظم‬
‫البليا وهو الكفر فمسه )عليه السلم( فشفاه ال من تلك المراض‪،‬‬
‫وحسن وجهه فصاحبه وهو يعبد معه الرابع أن البلء كان مكتوبا في‬
‫اللوح المحفوظ‪ ،‬وكان في طريقه ل محالة فينبغي الشكر على أنه مضى‬
‫ووقع خلف ظهره‪ ،‬الخامس أن بلء الدنيا سبب لثواب الخرة وزوال حب‬
‫الدنيا من القلب فينبغي الشكر عليها ‪ - 15‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال تقول ثلث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه‪:‬‬
‫الحمدل الذي عافاني مما ابتلك به‪ ،‬ولو شاء فعل‪ ،‬قال‪ :‬من قال ذلك لم‬
‫يصبه ذلك البلء أبدا )‪ (1‬بيان‪ " :‬إلى المبتلى " قد يقال يعم المبتلى‬
‫بالمعصية أيضا إل أن عدم السماع ل يناسبه " من غير أن تسمعه " لئل‬
‫ينكسر قلبه ويكون موهنا للشماتة ‪ - 16‬كا‪ :‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫حفص الكناسي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬مامن عبد رأى مبتلى‬
‫فيقول‪ :‬الحمدل الذي عدل عني ما ابتلك به‪ ،‬وفضلني عليك بالعافية‪،‬‬
‫اللهم عافني مما ابتليته به إل لم يبتل بذلك البلء أبدا )‪ - 17 (2‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خالد بن‬
‫نجيح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إذا رأيت الرجل قد ابتلي وأنعم‬
‫ال عليك فقل‪ :‬اللهم إني ل أسخر ول أفخر‪ ،‬ولكن أحمدك على عظيم‬
‫نعمائك على )‪ (3‬بيان‪ " :‬لأسخر " أي لأستهزئ‪ ،‬يقال سخر منه وبه‬
‫كفرح هزا‪ ،‬والمعنى لأسخر من هذا المبتلى بابتلئه بذلك‪ ،‬ول أفخر عليه‬
‫ببرائتي منه ‪ - 18‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن‬
‫الجهم‪ ،‬عن حفص ابن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا رأيتم أهل البلء‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 97‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪98‬‬

‫]‪[35‬‬

‫فاحمدوا ال ول تسمعوهم فان ذلك يحزنهم )‪ - 19 (1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان في سفر يسير على‬
‫ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات‪ ،‬فلما ركب قالوا‪ :‬يا رسول ال إنا‬
‫رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه ؟ فقال‪ :‬نعم استقبلني جبرئيل فبشرني‬
‫ببشارات من ال عزوجل فسجدت ل شكرا لكل بشرى سجدة )‪ (2‬بيان‪:‬‬
‫يدل على استجاب سجدة الشكر عند تجدد كل نعمة‪ ،‬والبشارة بها ول‬
‫خلف فيه بين أصحابنا‪ ،‬وإن أنكره المخالفون خلفا للشيعة مع ورودها‬
‫في رواياتهم كثيرا وسيأتي في كتاب الصلة إنشاء ال ‪ - 20‬كا‪ :‬بالسناد‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن يونس بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إذا ذكر أحدكم نعمة ال جل وعز فليضع خده على‬
‫التراب شكرا ل‪ ،‬فان كان راكبا فلينزل فليضع خده على التراب‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه‪ ،‬فان لم يكن يقدر‬
‫فليضع خده على كفه ثم ليحمد ال على ما أنعم عليه )‪ (3‬بيان‪ :‬يدل على‬
‫استحباب وضع الخد في سجدة الشكر وعلى استحبابها عند تذكر النعم‬
‫أيضا‪ ،‬ولو كان بعد حدوثها بمدة وعلى استحباب حمدال فيها ‪ - 21‬كا‪:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بن عطية‪ ،‬عن هشام بن‬
‫أحمر قال‪ :‬كنت أسير مع أبي الحسن )عليه السلم( في بعض أطراف‬
‫المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال وأطال ثم رفع رأسه‬
‫وركب دابته‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك قد أطلت السجود قال‪ :‬إنني ذكرت نعمة‬
‫أنعم ال بها علي فأحببت أن أشكر ربي )‪ (4‬بيان‪ :‬يدل على فورية سجدة‬
‫الشكر وعلى أنهم )عليهم السلم( يذهلون عن بعض المور في بعض‬
‫الحيان وكان هذا ليس من السهو المتنازع فيه‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪98‬‬

‫]‪[36‬‬

‫‪ - 22‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي عبد ال صاحب السابري‬
‫فيما أعلم أو غيره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال عزوجل‬
‫إلى موسى )عليه السلم( يا موسى اشكرني حق شكري فقال‪ :‬يا رب فكيف‬
‫أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إل وأنت أنعمت به علي ؟‬
‫قال‪ :‬يا موسى الن شكرتني حين علمت أن ذلك مني )‪ (1‬بيان‪ :‬تقول‪:‬‬
‫أديت حق فلن إذا قابلت إحسانه باحسان مثله‪ ،‬والمراد هنا طلب أداء شكر‬
‫نعمته على وجه التفصيل‪ ،‬وهو ل يمكن من وجوه‪ :‬الول أن نعمه غير‬
‫متناهية ل يمكن إحصاؤها تفصيل فل يمكن مقابلتها بالشكر الثاني أن كل‬
‫ما نتعاطاه مستند إلى جوارحنا وقدرتنا من الفعال فهي في الحقيقة نعمة‬
‫وموهبة من ال تعالى‪ ،‬وكذلك الطاعات وغيرها نعمة منه فتقابل نعمته‬
‫بنعمته الثالث أن الشكر أيضا نعمة منه حصل بتوفيقه فمقابلة كل نعمة‬
‫بالشكر يوجب التسلسل والعجز‪ ،‬وقول موسى )عليه السلم(‪ :‬يحتمل كل‬
‫من الوجهين الخيرين وقد روي هذا عن داود )عليه السلم( أيضا حيث‬
‫قال‪ :‬يا رب كيف أشكرك وأنا ل أستطيع أن أشكرك إل بنعمة ثانية من‬
‫نعمك‪ ،‬فأوحى ال تعالى إليه إذا عرفت هذا فقد شكرتني ‪ - 23‬كا‪ :‬بالسناد‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن إسماعيل بن الفضل قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات‪ :‬اللهم ما‬
‫أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك ل شريك لك‪،‬‬
‫لك الحمد ولك الشكر بها على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا‪ ،‬فانك إذا‬
‫قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم ال عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة‬
‫)‪(2‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 98‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪99‬‬


‫]‪[37‬‬

‫ايضاح‪ " :‬ما أصبحت بي " الصباح الدخول في الصباح‪ ،‬وقد يراد به الدخول في‬
‫الوقات مطلقا‪ ،‬وعلى الول ذكره على المثال‪ ،‬فيقول في السماء‪ :‬ما‬
‫أمسيت‪ ،‬و " ما " موصولة مبتدأ‪ ،‬والظرف مستقر والباء للملبسة أي‬
‫متلبسا بي‪ ،‬فهو حال عن الموصول " ومن نعمة " بيان له‪ ،‬ولذا انث‬
‫الضمير العايد إلى الموصول في أصبحت رعاية للمعنى‪ ،‬وفي بعض‬
‫الروايات أصبح رعاية للفظ‪ ،‬وقوله‪ " :‬فمنك " خبر الموصول والفاء‬
‫لتضمن المبتدأ معنى الشرط‪ ،‬وربما يقرأ منك بفتح الميم وتشديد النون‬
‫وهو تصحيف " حتى ترضى " المراد به أول مراتب الرضا " وبعد الرضا‬
‫" أي سائر مراتبه فان كان المراد بقوله‪ " :‬لك الحمد ولك الشكر " أنك‬
‫تستحقهما يكون أول مراتب الرضا دون الستحقاق‪ ،‬فان ال سبحانه‬
‫يرضى بقليل مما يستحقه من الحمد والشكر والطاعة‪ ،‬وإن كان المراد لك‬
‫مني الحمد والشكر أي أحمدك وأشكرك فل يحتاج إلى ذلك " كنت قد أديت‬
‫" أي يرضى ال منك بذلك لأنك أديت ما يستحقه ‪ - 24‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كان نوح )عليه السلم( يقول ذلك إذا أصبح فسمي بذلك عبدا شكورا‬
‫قال‪ :‬وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من صدق ال نجا )‪ (1‬بيان‪:‬‬
‫" يقول ذلك " أي الدعاء المذكور في الحديث السابق‪ ،‬وفي رواية اخرى‬
‫أن نوحا عليه السلم كان يقول ذلك عند الصباح وعند السماء )‪،(2‬‬
‫والخبار في ذلك كثيرة بأدنى اختلف )‪ (3‬وقوله )صلى ال عليه وآله(‪" :‬‬
‫من صدق ال نجا " معناه أنه إذا أظهر العبد حالة عند ال وكان صادقا في‬
‫ذلك بحيث ل يعتقد ول يعمل ما يخالفه يصير سبب نجاته من مهالك الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬ولعل ذكره في هذا المقام لبيان أن نوحا )عليه السلم( كان‬
‫صادقا فيما ادعى في هذا الدعاء من أن جميع النعم الواصلة إلى العبد من‬
‫ال تعالى وأنه متوحد بالنعام والربوبية واستحقاق الحمد‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 2) 99‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪535 - 522‬‬

‫]‪[38‬‬

‫والشكر والطاعة‪ ،‬فكان موقنا بجميع ذلك‪ ،‬ولم يأت بما ينافيه من التوسل إلى‬
‫المخلوقين ورعاية رضاهم دون رضا رب العالمين أو معه‪ ،‬فلذلك صار‬
‫سببا لنجاته وتسمية ال له شكورا وربما يقرأ صدق على بناء التفعيل‪ ،‬كما‬
‫قال بعض الفاضل‪ :‬لعله )عليه السلم( أشار بآخر الحديث إلى تسمية نوح‬
‫بنجي ال ويستفاد منه أن هذه الكلمات تصديق ل سبحانه فيما وصف ال‬
‫به نفسه‪ ،‬وشهد به من التوحيد‪ ،‬وقال آخر‪ :‬تصديقه في تكاليفه عبارة عن‬
‫القرار بها‪ ،‬والتيان بمقتضاها وفي نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب‬
‫ومقابلتها بالشكر والثناء انتهى ول يخفى أن ما ذكرنا أظهر ‪ - 25‬كا‪ :‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن سفيان ابن‬
‫عيينة‪ ،‬عن عمار الدهني قال‪ :‬سمعت علي بن الحسين )عليهما السلم(‬
‫يقول‪ :‬إن ال يحب كل قلب حزين‪ ،‬ويحب كل عبد شكور‪ ،‬يقول ال تبارك‬
‫وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة‪ :‬أشكرت فلنا ؟ فيقول‪ :‬بل شكرتك يا‬
‫رب‪ ،‬فيقول‪ :‬لم تشكرني إذ لم تشكره‪ ،‬ثم قال‪ :‬أشكر كم ل أشكر كم للناس‬
‫)‪ (1‬بيان‪ " :‬كل قلب حزين " أي لمور الخرة متفكر فيها وفيما ينجي من‬
‫عقوباتها غير غافل عما يراد بالمرء ومنه لمحزون بامور الدنيا وإن‬
‫احتمل أن يكون المعنى إذا أحب ال عبدا ابتله بالبليا فيصير محزونا لكنه‬
‫بعيد " كل عبد شكور " أي كثير الشكر بحيث يشكر ال ويشكر وسائط نعم‬
‫ال كالنبي )صلى ال عليه وآله( والئمة )عليهم السلم( والوالدين‬
‫وأرباب الحسان من المخلوقين وفي الخبار ظاهرا تناف في هذا المطلب‬
‫لورود هذا الخبر وأمثاله‪ ،‬وقد روي عن أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪:‬‬
‫ول يحمد حامد إل ربه )‪ (2‬ومثله كثير ويمكن الجمع بينها بأنه إذا حمد‬
‫المخلوق وشكره لن مولى النعم أمر بشكره فقد شكر ربه‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون هذا هو المراد بقوله‪ " :‬لم تشكرني إذ لم تشكره " أو تكون أخبار‬
‫الشكر محمولة على أن يشكرهم باعتقاد أنهم وسائط‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 99‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪52‬‬

‫]‪[39‬‬

‫نعم ال‪ ،‬ولهم مدخلية قليلة في ذلك‪ ،‬ول يسلب عليتهم رأسا فينتهي إلى الجبر‬
‫وأخبار الترك محمولة على أنه ل يجوز شكرهم بقصد أنهم مستقلون في‬
‫إيصال النعمة‪ ،‬فان هذا في معنى الشرك كما عرفت أن النعم كلها اصولها‬
‫ووجود المنعم المجازي وآلت العطاء وتوفيق العطاء كلها من ال تعالى‬
‫وهذا أحد معاني المر بين المرين كما عرفت‪ ،‬وإليه يرجع ما قيل‪ :‬إن‬
‫الغير يتحمل المشقة بحمل رزق ال إليك‪ ،‬فالنهي عن الحمد لغير ال‪ ،‬على‬
‫أصل الرزق لن الرازق هو ال‪ ،‬والترغيب في الحمد له على تكلف من‬
‫حمل الرزق وكلفة إيصاله باذن ال ليعطيه أجر مشقة الحمل واليصال‪،‬‬
‫وبالجملة هناك شكر ان شكر للرزق وهو ل‪ ،‬وشكر للحمل وهو للغير‪،‬‬
‫وايد بما روي لتحمدن أحدا على رزق ال‪ ،‬وقيل‪ :‬النهي مختص بالخواص‬
‫من أهل اليقين الذين شاهدوه رازقا وشغلوا عن رؤية الوسائط‪ ،‬فنهاهم‬
‫عن القبال عليها‪ ،‬لنه تعالى يتولى جزاء الوسائط عنهم بنفسه‪ ،‬والمر‬
‫بالشكر مختص بغيرهم ممن لحظ السباب والوسائط كأكثر الناس‪ ،‬لن‬
‫فيه قضاء حق السبب أيضا والوجه الثاني الذي ذكرنا كأنه أظهر الوجوه‪،‬‬
‫لن ال تعالى مع أنه مولى النعم على الحقيقة‪ ،‬وإليه يرجع كل الطاعات‪،‬‬
‫ونفعها يصل إلى العباد‪ ،‬يشكرهم على أعمالهم قول وفعل في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬فكيف ل يحسن شكر العباد بعضهم بعضا لمدخليتهم في ذلك‬
‫ويمكن أن يكون قوله تعالى‪ " :‬لم تشكرني إذ لم تشكره " إشارة إلى ذلك‬
‫أي إذا لم تشكر المنعم الظاهري بتوهم أنه لم يكن له مدخل في النعمة‪،‬‬
‫فكيف تنسب شكري إلى نفسك‪ ،‬لن نسبة الفعلين إلى الفاعلين واحدة فأنت‬
‫أيضا لم تشكرني فلم نسبت الشكر إلى نفسك‪ ،‬ونفيت الفعل عن غيرك‪،‬‬
‫وهذا معنى لطيف لم أرمن تفطن به‪ ،‬وإن كان بعيدا في الجملة‪ ،‬والوجه‬
‫الول أيضا وجه ظاهر‪ ،‬وكأن آخر الخبر يؤيده‪ ،‬وإن احتمل وجوها كما ل‬
‫يخفى ‪ - 26‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن حسن‬
‫بن جهم‬

‫]‪[40‬‬

‫عن أبي اليقظان‪ ،‬عن عبيد ال بن الوليد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬ثلث ل يضر معهن شئ‪ :‬الدعاء عند الكرب‪ ،‬والستغفار عن الذنب‪،‬‬
‫والشكر عند النعمة )‪ (1‬بيان‪ " :‬ل يضر معهن " لن الدعاء يدفع الكرب‬
‫والستغفار يمحو الذنوب والشكر يوجب عدم زوال النعمة‪ ،‬ويؤمن من‬
‫كونها استدراجا وبال في الخرة ‪ - 27‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن يحيى‬
‫بن المبارك‪ ،‬عن ابن جبلة‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬من اعطي الشكر اعطي الزيادة‪ ،‬يقول‪ :‬ال عزوجل‪ " :‬لئن‬
‫شكرتم لزيد نكم " )‪ - 28 (2‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن رجلين من أصحابنا‬
‫سمعاه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما أنعم ال على عبد من نعمة‬
‫فعرفها بقلبه وحمد ال ظاهرا بلسانه فتم كلمه حتى يؤمر له بالمزيد )‪(3‬‬
‫بيان‪ " :‬فعرفها بقلبه " أي عرف قدر النعمة وعظمتها وأنها من ال تعالى‬
‫لنه مسبب السباب‪ ،‬وفيه إشعار بأن الشكر الموجب للمزيد هو القلبي مع‬
‫اللساني ‪ - 29‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن محمد‬
‫بن هشام‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬شكر النعمة‬
‫اجتناب المحارم‪ ،‬وتمام الشكر قول الرجل‪ :‬الحمدل رب العالمين )‪ (4‬بيان‪:‬‬
‫يدل على أن اجتناب المحارم من أعظم الشكر الركاني وأن الحمد ل رب‬
‫العالمين فرد كامل من الشكر لنه يستفاد منه اختصاص جميع المحامد‬
‫بال سبحانه‪ ،‬فيدل على أنه المولى بجميع النعم الظاهرة والباطنة‪ ،‬وأنه‬
‫رب لجميع ما سواه‪ ،‬وخالق ومرب لها‪ ،‬وأنه ل شريك له في الخالقية‬
‫والمعبودية والرازقية وقوله‪ " :‬تمام الشكر " المراد به الشكر التام‬
‫الكامل‪ ،‬وهو متمم لجتناب المحارم ومكمل له ‪ - 30‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪95‬‬

‫]‪[41‬‬

‫عمربن يزيد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬شكر كل نعمة وإن‬
‫عظمت أن تحمد ال عزوجل عليها )‪ (1‬بيان‪ :‬يدل على أن الشكر يتحقق‬
‫بالحمد اللساني ول ينافي كون كماله بانضمام شكر الجنان والركان ‪- 31‬‬
‫لى‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان‬
‫عن عمار بن مروان‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال الصادق )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن ال عزوجل أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم‬
‫وبال‪ ،‬وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة )‪ - 32 (2‬لى‪:‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من يشكر ال يزده ال )‪ - 33 (3‬لى‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن علي بن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫الصادق )عليه السلم( قال بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يسير مع‬
‫بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته ثم خر ساجدا‬
‫فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب فقال له أصحابه‪ :‬يارسول ال‬
‫رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود فقال‪ :‬إن جبرئيل‬
‫)عليه السلم( أتاني فأقرأني السلم من ربى وبشرني أنه لن يخزيني في‬
‫امتي‪ ،‬فلم يكن لي مال فأتصدق به‪ ،‬ول مملوك فاعتقه‪ ،‬فأحببت أن أشكر‬
‫ربي عزوجل )‪ - 34 (4‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬الطاعم الشاكر له من الجر مثل أجر الصائم‬
‫المحتسب‪ ،‬والمعافى الشاكر له من الجر كأجر المبتلى الصابر‪ ،‬والغني‬
‫الشاكر له من الجر كأجر المحروم القانع )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 95‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 182‬أمالى الصدوق ص‬


‫‪ (4) 293‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 304‬قرب السناد ص ‪50‬‬

‫]‪[42‬‬

‫مشكوة النوار‪ :‬من المحاسن مرسل مثله )‪ (1‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن القاسم‬
‫بن علي العلوي عن محمد بن أبي عبد ال عن سهل بن زياد‪ ،‬عن النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( مثله إل أن فيه مكان الغني المعطي‬
‫‪ - 35‬ب‪ :‬ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن أبي جميلة قال‪ :‬قال أبو ‪-‬‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من لم ينكر الجفوة لم يشكر النعمة ‪ - 36‬فس‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أيما عبد أنعم ال عليه بنعمة فعرفها بقلبه‬
‫وحمد ال عليها بلسانه لم تنفد حتى يأمر ال له بالزيادة‪ ،‬وهو قوله " لئن‬
‫شكرتم لزيدنكم " )‪ (2‬مشكوة النوار‪ :‬من المحاسن مرسل مثله )‪37 (3‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عمن ذكره عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة )‪38 (4‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن ابن أسباط رفعه‬
‫إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من لم تغضبه الجفوة لم يشكر النعمة‬
‫)‪ - 39 (5‬ل‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬شكر كل نعمة الورع‬
‫عماحرم ال )‪ - 40 (6‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن ابن عطية عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬شكر كل نعمة وإن‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار ص ‪ (2) 27‬تفسير القمى ص ‪ ،344‬والية في سورة ابراهيم‪:‬‬


‫‪ (3) 7‬مشكاة النوار ص ‪ (5 - 4) 29‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (6) 9‬الخصال‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪11‬‬

‫]‪[43‬‬

‫عظمت أن تحمد ال عزوجل )‪ - 41 (1‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن حماد‪ ،‬عن عمر ابن مصعب‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬العبد بين ثلثة‪ :‬بلء وقضاء ونعمة‪ :‬فعليه في البلء من ال‬
‫الصبر فريضة‪ ،‬وعليه في القضاء من ال التسليم فريضة وعليه في النعمة‬
‫من ال عزوجل الشكر فريضة )‪ (2‬سن‪ :‬عبد الرحمن بن حماد مثله )‪(3‬‬
‫‪ - 42‬يد‪ ،‬ل‪ :‬الفامي وابن مسرور‪ ،‬عن ابن بطة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قال رجل لمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬بماذا شكرت نعماء ربك ؟ قال‪:‬‬
‫نظرت إلى بلء قد صرفه عني وأبل به غيري‪ ،‬فعلمت أنه قد أنعم علي‬
‫فشكرته الخبر )‪ - 43 (4‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن معاوية ابن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪:‬‬
‫يا معاوية من اعطي ثلثة لم يحرم ثلثة من اعطي الدعاء اعطي الجابة‪،‬‬
‫ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة‪ ،‬ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية‪ ،‬فان‬
‫ال عزوجل يقول في كتابه‪ " :‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه " )‪(5‬‬
‫ويقول‪ :‬لئن شكرتم لزيدنكم " )‪ (6‬ويقول‪ " :‬ادعوني أستجب لكم " )‪(7‬‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 13‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 43‬المحاسن ص ‪(4) 6‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 18‬الطلق‪ (6) 3 :‬ابراهيم‪ (7) 7 :‬الخصال ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،5‬والية الخيرة في المؤمن ‪60‬‬

‫]‪[44‬‬

‫سن‪ :‬معاوية بن وهب عنه )عليه السلم( مثله )‪ - 44 (1‬مع )‪ (2‬ل‪ :‬الحسن بن‬
‫عبد ال العسكري‪ ،‬عن بدر بن الهيثم‪ ،‬عن علي بن منذر‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الفضيل‪ ،‬عن أبي الصباح قال‪ :‬قال جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ :‬من‬
‫اعطي أربعا لم يحرم أربعا‪ ،:‬من اعطي الدعاء لم يحرم الجابة‪ ،‬ومن‬
‫اعطي الستغفار لم يحرم التوبة‪ ،‬ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة‪ ،‬ومن‬
‫اعطي الصبر لم يحرم الجر )‪ (3‬أقول‪ :‬قد مضى في باب جوامع المكارم‬
‫وفي باب صفات خيار العباد ‪ - 45‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن السياري رفعه إلى الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬من قال‪ :‬الحمد ل فقد أدى شكر كل نعمة ل عزوجل عليه‬
‫الخبر )‪ - 46 (4‬ل‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬شكر المنعم‬
‫يزيد في الرزق )‪ - 47 (5‬ن‪ :‬الدقاق والسناني والمكتب جميعا‪ ،‬عن‬
‫السدي‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن محمود بن أبي البلد‪،‬‬
‫عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر‬
‫ال عزوجل )‪ - 48 (6‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحسين )عليهم السلم( قال‪ :‬أخذ الناس ثلثة من ثلثة‪ :‬أخذوا‬
‫الصبر عن أيوب‪ ،‬والشكر عن نوح‪ ،‬والحسد عن بني يعقوب )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) 3‬معاني الخبار ص ‪ (3) 323‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(4) 94‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 144‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (6) 94‬عيون أخبار‬
‫الرضا " عليه السلم " ج ‪ 2‬ص ‪ (7) 24‬عيون أخبار الرضا " عليه‬
‫السلم " ج ‪ 2‬ص ‪.45‬‬

‫]‪[45‬‬

‫‪ - 49‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أنعم ال‬
‫عزوجل عليه نعمة فليحمد ال ومن استبطأ الرزق فليستغفر ال‪ ،‬ومن‬
‫حزبه )‪ (1‬أمر فليقل لحول ولقوة إل بال )‪ - 50 (2‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قال ال تبارك وتعالى‪ :‬يا ابن آدم ل‬
‫يغرنك ذنب الناس عن نفسك‪ ،‬ول نعمة الناس عن نعمة ال عليك ول تقنط‬
‫الناس من رحمة ال وأنت ترجوها لنفسك )‪ - 51 (3‬ن‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن‬
‫الصوفي‪ ،‬عن الروياني‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪،‬‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬دعا سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما إلى‬
‫منزله فقدم إليه رغيفين فأخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان‪ :‬يا أبا‬
‫ذر لي شئ تقلب هذين الرغيفين ؟ قال‪ :‬خفت أل يكونا نضيجين‪ ،‬فغضب‬
‫سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال‪ :‬ما أجرأك حيث تقلب الرغيفين‪ ،‬فوال‬
‫لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش‪ ،‬وعملت فيه الملئكة حتى‬
‫ألقوه إلى الريح‪ ،‬وعملت فيه الريح حتى ألقاه إلى السحاب‪ ،‬وعمل فيه‬
‫السحاب حتى أمطره إلى الرض وعمل فيه الرعد والملئكة حتى وضعوه‬
‫مواضعه‪ ،‬وعملت فيه الرض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب‬
‫والملح ومال احصيه أكثر‪ ،‬فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ فقال أبو ذر‪:‬‬
‫إلى ال أتوب وأستغفر ال مما أحدثت‪ ،‬وإليك أعتذر مما كرهت قال‪ :‬ودعا‬
‫سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه من جرابه‬
‫كسرا يابسة وبلها من ركوته‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬ما أطيب هذا الخبز لو‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬حزبه المر حزبا‪ :‬أصابه واشتد عليه أو ضغطه فجاءة وفى الحديث‪ :‬كان‬
‫إذا حزبه أمر صلى أي إذا نزل به مهم وأصابه غم‪ ،‬ومنه في حديث‬
‫الدعاء اللهم أنت عدتي ان حزبت‪ ،‬وكثيرا تصحف الكلمة كما في المصدر‬
‫بلفظ حزنه‪ ،‬فل تغفل )‪ (2‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 46‬عيون‬
‫أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.29‬‬

‫]‪[46‬‬

‫كان معه ملح‪ ،‬فقام سلمان وخرج فرهن ركوته بملح وحمله إليه فجعل أبو ذر يأكل‬
‫ذلك الخبز ويذر عليه ذلك الملح‪ ،‬ويقول‪ :‬الحمدل الذي رزقنا هذه القناعة‬
‫فقال سلمان‪ :‬لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة )‪ - 52 (1‬ن‪:‬‬
‫البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن ابى ذكوان‪ ،‬عن ابراهيم بن العباس قال‪ :‬كان‬
‫الرضا )عليه السلم( ينشد كثيرا‪ :‬إذا كنت في خير فل تغترر به * ولكن قل‬
‫اللهم سلم وتمم )‪ - 53 (2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الحسن بن حمزة العلوي‪ ،‬عن‬
‫ابن البرقي‪ ،‬عن أبيه عن جده‪ ،‬عن الحسن بن فضال‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫الجهم‪ ،‬عن أبي اليقظان‪ ،‬عن عبيد ال بن الوليد الرصافي قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( جعفر بن محمد )عليهما السلم( يقول‪ :‬ثلث ل‬
‫يضر معهن شئ‪ :‬الدعاء عند الكربات‪ ،‬والستغفار عند الذنب‪ ،‬والشكر عند‬
‫النعمة )‪ - 54 (3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن محمد بن عجلن‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬طوبى لمن لم يبدل نعمة ال كفرا‪ ،‬طوبى للمتحابين‬
‫في ال )‪ - 55 (4‬ما‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن القاشاني‪ ،‬عن‬
‫الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن ابن عيينة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬مامن عبد إل ول عليه حجة إما في ذنب اقترفه وإما في نعمة قصر‬
‫عن شكرها )‪ - 56 (5‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن عمربن محمد الصيرفي‪ ،‬عن علي‬
‫بن مهرويه‪ ،‬عن داود ابن سليمان‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليهم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا )عليه السلم( ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 52‬عيون أخبار الرضا )عليه‬
‫السلم( ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 178‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 207‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 21‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.215‬‬

‫]‪[47‬‬

‫كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا أتاه أمر يسره قال‪ :‬الحمدل الذي بنعمته‬
‫تتم الصالحات وإذا أتاه أمر يكرهه قال‪ :‬الحمدل على كل حال )‪- 57 (1‬‬
‫ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن حميد بن زياد عن‬
‫إبراهيم بن عبيدال‪ ،‬عن الربيع بن سليمان‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من رد عن‬
‫عرض أخيه المسلم كتب له الجنة البتة‪ ،‬ومن اتي إليه معروف فليكافئ‪،‬‬
‫فان عجز فليثن به‪ ،‬فان لم يفعل فقد كفر النعمة )‪ - 58 (2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬
‫عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أحسنوا جوار النعم‪،‬‬
‫واحذروا أن ينتقل عنكم إلى غيركم‪ ،‬أما إنها لم ينتقل عن أحد قط فكادت أن‬
‫ترجع إليه‪ ،‬قال‪ :‬وكان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪ :‬قل ما أدبر شئ‬
‫فأقبل )‪ - 59 .(3‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن الثالث عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال‪ :‬خمس‬
‫تذهب ضياعا‪ :‬سراج تعده في شمس‪ :‬الدهن يذهب والضوء ل ينتفع به‪،‬‬
‫ومطرجود على أرض سبخة‪ :‬المطر يضيع والرض ل ينتفع بها‪ ،‬وطعام‬
‫يحكمه طابخه يقدم إلى شبعان فل ينتفع به وامرأة حسناء تزف إلى عنين‬
‫فل ينتفع بها‪ ،‬ومعروف تصطنعه إلى من ل يشكره )‪ - 60 (4‬ما‪ :‬بالسناد‬
‫إلى أبي قتادة‪ ،‬عن داود بن سرحان قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( إذ دخل عليه سديد الصيرفي فسلم وجلس فقال له‪ :‬ياسدير ما كثر‬
‫مال رجل قط إل عظمت الحجة ل عليه‪ ،‬فان قدرتم تدفعونها على أنفسكم‬
‫فافعلوا‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 49‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 238‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 251‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.291‬‬
‫]‪[48‬‬

‫فقال له‪ :‬يا ابن رسول ال بماذا ؟ قال‪ :‬بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم ثم قال‪:‬‬
‫تلقوا النعم ياسدير بحسن مجاورتها‪ ،‬واشكروا من أنعم عليكم وأنعموا‬
‫على من شكركم‪ ،‬فانكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من ال الزيادة‪ ،‬ومن‬
‫إخوانكم المناصحة ثم تل " لئن شكرتم لزيدنكم " )‪ - 61 (1‬ما‪ :‬بالسناد‬
‫إلى أبي قتادة‪ ،‬عن صفوان الجمال قال‪ :‬دخل معلى ابن خنيس على أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( ليودعه وقد أراد سفرا فلما ودعه قال‪ :‬يا معلى‬
‫اعتزز بال يعززك قال‪ :‬بماذا يا ابن رسول ال ؟ قال‪ :‬يا معلى خف ال‬
‫يخف منك كل شئ يا معلى تحبب إلى إخوانك بصلتهم فان ال جعل العطاء‬
‫محبة والمنع مبغضة فأنتم وال إن تسألوني اعطكم أحب إلى من أن ل‬
‫تسألوني فل اعطيكم فتبغضوني‪ ،‬ومهما أجرى ال عزوجل لكم من شئ‬
‫على يدي فالمحمود ال تعالى ول تبعدون من شكر ما أجرى ال لكم على‬
‫يدي )‪ - 62 (2‬ما‪ :‬ابن حمويه‪ ،‬عن محمد بن محمد بن بكر‪ ،‬عن الفضل‬
‫بن حباب‪ ،‬عن سلم‪ ،‬عن أبي هلل‪ ،‬عن بكربن عبد ال قال‪ :‬إن عمربن‬
‫الخطاب دخل على النبي )صلى ال عليه وآله( وهو موقود أوقال محموم‪،‬‬
‫فقال له عمر‪ :‬يارسول ال ما أشد وعكك أو حماك ؟ فقال‪ :‬ما منعني ذلك‬
‫أن قرأت الليلة ثلثين سورة فيهن السبع الطول فقال عمر‪ :‬يارسول ال‬
‫غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر‪ ،‬وأنت تجتهد هذا الجتهاد ؟ فقال‪:‬‬
‫يا عمر أفل أكون عبدا شكورا )‪ - 63 (3‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪،‬‬
‫عن محمد بن جعفر بن هشام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن علية‪ ،‬عن وهب‬
‫بن حريز‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬من اعطي الدعاء لم يحرم الجابة‪ ،‬ومن اعطي الشكر‬
‫لم يمنع الزيادة‪ ،‬وتل أبو جعفر )عليه السلم( " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 309‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 310‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.18‬‬

‫]‪[49‬‬

‫ل زيدنكم " )‪ - 64 (1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن علي بن إسماعيل بن‬
‫يونس‪ ،‬عن إبراهيم بن جابر‪ ،‬عن عبد الرحيم الكرخي‪ ،‬عن هشام بن‬
‫حسان‪ ،‬عن همام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬من لم يعلم فضل نعم ال عزوجل عليه إل في‬
‫مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه )‪ - 65 (2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن أبي داود‪ ،‬عن إبراهيم ابن الحسن‪ ،‬عن ابن‬
‫زادان‪ ،‬عن عمر بن صبيح‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( عن آبائه‬
‫عن أمير المؤمنين )عليهم السلم( قال‪ :‬أربع للمرء ل عليه‪ :‬اليمان‬
‫والشكر فان ال تعالى يقول‪ " :‬ما يفعل ال بعذابكم إن شكرتم وآمنتم " )‬
‫‪ (3‬والستغفار فانه قال‪ " :‬وما كان ال ليعذبهم وأنت فيهم وما كان ال‬
‫معذبهم وهم يستغفرون " )‪ (4‬والدعاء فانه قال تعالى )‪ " :(5‬قل ما يعبؤا‬
‫بكم ربي لو لدعائكم " )‪ - 66 (6‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أبي‬
‫بشر حنان بن بشير‪ ،‬عن خال أبيه عكرمة بن عامر‪ ،‬عن محمد بن‬
‫المفضل‪ ،‬عن أبيه المفضل بن محمد‪ ،‬عن مالك بن أعين الجهني قال‪:‬‬
‫أوصى علي بن الحسين )عليهما السلم( بعض ولده فقال‪ :‬يا بني اشكر ال‬
‫لمن أنعم عليك‪ ،‬وانعم على من شكرك‪ ،‬فانه ل زوال للنعمة إذا شكرت‪،‬‬
‫ولبقاء لها إذا كفرت‪ ،‬والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه‬
‫الشكربها‪ ،‬وتل يعني علي بن الحسين )عليهما السلم( قول ال تعالى‪" :‬‬
‫وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 67‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 105‬النساء‪:‬‬
‫‪ (4) 147‬النفال‪ (5) 33 :‬الفرقان‪ (6) 77 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.108‬‬

‫]‪[50‬‬

‫لزيدنكم " )‪ (1‬إلى آخر الية )‪ - 67 (2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أبي‬
‫شيبة‪ ،‬عن إبراهيم بن سليمان عن أبي حفص العشى‪ ،‬عن زياد بن‬
‫المنذر‪ ،‬عن محمد بن علي )عليهما السلم( عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬قال‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬حق على من أنعم عليه أن يحسن مكافاة المنعم‪ ،‬فان‬
‫قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء‪ ،‬فان كل عن ذلك لسانه فعليه‬
‫معرفة النعمة‪ ،‬ومحبة المنعم بها‪ ،‬فان قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل )‬
‫‪ - 68 (3‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم )‪- 69 (4‬‬
‫مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن ابن‬
‫اذينة‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬من صنع مثل‬
‫ما صنع إليه‪ ،‬فانما كافى‪ ،‬ومن أضعف كان شاكرا‪ ،‬ومن شكر كان كريما‪،‬‬
‫ومن علم أن ما صنع إليه إنما يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في‬
‫شكرهم‪ ،‬ولم يستزدهم في مودتهم‪ ،‬واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم‬
‫وجهه عن وجهك‪ ،‬فأكرم وجهك عن رده )‪ - 70 (5‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن ابن بقاح‪ ،‬عن عبد السلم رفعه‬
‫إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كفر بالنعم أن يقول الرجل‪ :‬أكلت كذا‬
‫وكذا فضرني )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬ابراهيم‪ (2) 7 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 115‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) 115‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 292‬معاني الخبار ص ‪(6) 141‬‬
‫معاني الخبار ص ‪.385‬‬

‫]‪[51‬‬

‫‪ - 71‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها‪ ،‬فانها تزول‬
‫وتشهد على صاحبها بما عمل فيها )‪ - 72 (1‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫الفضل بن عامر‪ ،‬عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن الهيثم‬
‫بن واقد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬ما أنعم ال على عبد‬
‫بنعمة بالغة ما بلغت فحمد ال عليها إل كان حمدال أفضل من تلك النعمة‬
‫وأعظم وأوزن )‪ - 73 (2‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن ابن معروف عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬الطاعم الشاكر له أجر‬
‫الصائم المحتسب‪ ،‬والمعافى الشاكر له مثل أجر المبتلى الصابر )‪- 74 (3‬‬
‫ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق‪ ،‬عن بكربن محمد‪ ،‬عن‬
‫إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا إسحاق ما أنعم‬
‫ال على عبد نعمة فعرفها بقلبه وجهر بحمدال عليها ففرغ منها حتى‬
‫يؤمر له بالمزيد )‪ - 75 (4‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال صاحب السابري‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال تعالى إلى موسى‪ :‬يا موسى اشكرني حق‬
‫شكري فقال‪ :‬يا رب كيف أشكرك حق شكرك ؟ ليس من شكر أشكرك به إل‬
‫وأنت أنعمت به علي‪ ،‬فقال‪ :‬يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت أن‬
‫ذلك مني ‪ - 76‬ف‪ :‬روي أن جمال حمل أبا جعفر الثاني )عليه السلم( من‬
‫المدينة إلى الكوفة فكلمه في صلته وقد كان )عليه السلم( وصله‬
‫بأربعمائة دينار‪ ،‬فقال أبو جعفر‪ :‬سبحان‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ 2) 149‬و ‪ (3‬ثواب العمال ص ‪ (4) 165‬ثواب‬


‫العمال ص ‪.171‬‬
‫]‪[52‬‬

‫ال أما علمت أنه ل ينقطع المزيد من ال حتى ينقطع الشكر من العباد )‪- 77 (1‬‬
‫مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬في كل نفس من أنفاسك شكر لزم لك‪،‬‬
‫بل ألف وأكثر‪ ،‬وأدنى الشكر رؤية النعمة من ال من غير علة يتعلق القلب‬
‫بها دون ال‪ ،‬والرضا بما أعطاه‪ ،‬وأن لتعصيه بنعمته‪ ،‬وتخالفه بشئ من‬
‫أمره ونهيه بسبب نعمته‪ ،‬وكن ل عبدا شاكرا على كل حال تجد ال ربا‬
‫كريما على كل حال ولو كان عند ال عبادة تعبد بها عبادة المخلصين‬
‫أفضل من الشكر على كل حال لطلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها‪ ،‬فلما‬
‫لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات وخص أربابها فقال‪ " :‬وقليل‬
‫من عبادي الشكور " )‪ (2‬وتمام الشكر اعتراف لسان السر خاضعا ل‬
‫تعالى بالعجز عن بلوغ أدنى شكره‪ ،‬لن التوفيق للشكر نعمة حادثة يجب‬
‫الشكر عليها‪ ،‬وهي أعظم قدرا وأعز وجودا من النعمة التي من أجلها‬
‫وفقت له‪ ،‬فيلزمك على كل شكر شكر أعظم منه إلى ما ل نهاية له‪،‬‬
‫مستغرقا في نعمته قاصرا عاجزا عن درك غاية شكره وأنى يلحق العبد‬
‫شكر نعمة ال‪ ،‬ومتى يحلق صنيعه بصنيعه‪ ،‬والعبد ضعيف ل قوة له أبدا‬
‫إل بال‪ ،‬وال غني عن طاعة العبد‪ ،‬قوي على مزيد النعم على البد فكن ل‬
‫عبدا شاكرا على هذا الصل ترى العجب )‪ - 78 (3‬شى‪ :‬عن أبي عمر‬
‫والزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬الكفر في كتاب ال على‬
‫خمسة أوجه‪ :‬فمنها كفر النعم‪ ،‬وذلك قول ال يحكي قول سليمان‪ " :‬هذا‬
‫من فضل ربي ليبلونئ أشكر أم أكفر " )‪ (4‬الية وقال ال‪ " :‬لئن شكرتم‬
‫لزيدنكم " )‪ (5‬وقال‪ " :‬فاذكروني أذكركم واشكروا لي ول تكفرون " )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬تحف العقول ‪ 457‬في ط )‪ (2‬سبأ‪ (3) 13 :‬مصباح الشريعة ص ‪ (4) 6‬النمل‪:‬‬
‫‪ (5) 40‬ابراهيم‪ (6) 7 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ ،67‬والية الخيرة في‬
‫البقرة ‪.152‬‬

‫]‪[53‬‬

‫‪ - 79‬شى‪ :‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في‬
‫قول ال‪ " :‬وذكرهم بأيام ال " )‪ (1‬قال‪ :‬بآلءال يعني نعمه )‪- 80 (2‬‬
‫شى‪ :‬عن أبي عمر المديني قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫أيما عبد أنعم ال عليه فعرفها بقلبه ‪ -‬وفي رواية اخرى فأقر بها بقلبه ‪-‬‬
‫وحمد ال عليها بلسانه‪ ،‬لم ينفد كلمه حتى يأمر ال له بالزيادة وفي‬
‫رواية أبي إسحاق المدائني حتى يأذن ال له بالزيادة وهو قوله‪ " :‬لئن‬
‫شكرتم لزيدنكم " )‪ - 81 (3‬شى‪ :‬عن أبي ولد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬أرأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من ال أليس إن شكرناه‬
‫عليها وحمدناه زادنا‪ ،‬كما قال ال في كتابه‪ " :‬لئن شكرتم لزيدنكم " ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم من حمدال على نعمه وشكره وعلم أن ذلك منه لمن غيره )‪(4‬‬
‫‪ - 82‬محص‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قيل له‪ :‬من أكرم الخلق على‬
‫ال ؟ قال‪ :‬من إذا اعطي شكر‪ ،‬وإذا ابتلي صبر ‪ - 83‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عبيد بن ياسين‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫الثالث‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ما‬
‫أنعم ال على عبد نعمة فشكرها بقلبه إل استوجب المزيد فيها قبل أن‬
‫يظهر شكرها على لسانه )‪ - 84 (5‬الدرة الباهرة‪ :‬قال الجواد )عليه‬
‫السلم(‪ :‬نعمة ل تشكر كسيئة ل تغفر ‪ - 85‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إذا وصلت إليكم أطراف النعم‪ ،‬فل تنفروا أقصاها بقلة الشكر‪،‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬إن ل تبارك وتعالى في كل نعمة حقا فمن أداه زاده‬
‫منها‪ ،‬ومن قصر عنه خاطر بزوال نعمته )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬ابراهيم‪ (4 - 2) 5 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 222‬أمالى الطوسى ج ‪2‬‬


‫ص ‪ (6) 192‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪.145‬‬

‫]‪[54‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬احذروا نفار النعم فماكل شارد بمردود )‪ (1‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ماكان ال ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عنه باب الزيادة‪ ،‬ول‬
‫ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الجابة‪ ،‬ول ليفتح على‬
‫عبدباب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة )‪ - 86 (2‬مشكوة النوار‪ :‬عن عل‬
‫بن الكامل قال‪ :‬قلت لبي الحسن )عليه السلم(‪ :‬أتاني ال بامور لأحتسبها‬
‫لأدري كيف وجوهها ؟ قال‪ :‬أولتعلم أن هذا من الشكر وفي رواية قال لي‪:‬‬
‫ل تستصغر الحمد )‪ (3‬وعن سعدان بن يزيد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إني أرى من هو شديد الحال مضيقا عليه العيش‪ ،‬وأرى نفسي‬
‫في سعة من هذه الدنيا لأمد يدي إلى شئ إل رأيت فيه ما احب وقد أرى‬
‫من هو أفضل مني قد صرف ذلك عنه‪ ،‬فقد خشيت أن يكون ذلك استدراجا‬
‫من ال لي بخطيئتي ؟ فقال‪ :‬أما مع الحمد فل وال )‪ (4‬وعن الباقر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬ل ينقطع )المزيد من ال حتى ينقطع( الشكر من العباد وعن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أحسنوا جوار النعم‪ ،‬قيل‪ :‬وما جوار‬
‫النعم ؟ قال‪ :‬الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها وعنه )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫أحسنوا جوار نعم ال واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم أما إنها لم تنتقل‬
‫عن أحد قط وكادت أن ترجع إليه‪ ،‬وكان علي )عليه السلم( قال‪ :‬قل ما‬
‫أدبر شئ فأقبل وعن معمر بن خلد قال الرضا )عليه السلم(‪ :‬اتقوا ال‬
‫وعليكم بالتواضع والشكر‬
‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 198‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 247‬مشكاة النوار‬
‫ص ‪ (4) 27‬مشكاة النوار ص ‪.28‬‬

‫]‪[55‬‬

‫والحمد‪ ،‬إنه كان في بني إسرائيل رجل فأتاه في منامه من قال له‪ :‬إن لك نصف‬
‫عمرك سعة‪ ،‬فاختر أي النصفين شئت‪ ،‬فقال‪ :‬إن لي شريكا فلما أصبح‬
‫الرجل قال لزوجته‪ :‬قد أتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني أن نصف عمري‬
‫لي سعة فاختر أي النصفين شئت ؟ فقالت له زوجته‪ :‬اختر النصف الول‬
‫فقال‪ :‬لك ذاك فأقبلت عليه الدنيا فكان كلما كانت نعمة قالت زوجته‪ :‬جارك‬
‫فلن محتاج فصله‪ ،‬وتقول‪ :‬قرابتك فلن فتعطيه‪ ،‬وكانوا كذلك كلما جاءتهم‬
‫نعمة أعطوا وتصدقوا وشكروا‪ ،‬فلما كان ليلة من الليالي أتاه الرجل فقال‪:‬‬
‫يا هذا إن النصف قد انقضى فما رأيك ؟ قال‪ ،:‬لي شريك فلما أصبح قال‬
‫لزوجته‪ :‬أتاني الرجل فأعلمني أن النصف قد انقضى‪ ،‬فقالت له زوجته‪ :‬قد‬
‫أنعم ال علينا فشكرنا‪ ،‬وال أولى بالوفاء‪ ،‬قال‪ :‬فان لك تمام عمرك )‪(1‬‬
‫عنه رحمه ال قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ثلثة ل يضر معهن شئ‬
‫الدعاء عند الكرب والستغفار عند الذنب‪ ،‬والشكر عند النعمة وعن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك‪ ،‬وأنعم‬
‫على من شكرك‪ ،‬فانه ل زوال للنعماء إذا شكرت‪ ،‬ولبقاء لها إذا كفرت‪،‬‬
‫والشكر زيادة في النعم‪ ،‬وأمان من الغير وعنه )عليه السلم( قال‪ :‬من‬
‫شكر ال على ما افيد فقد استوجب على ال المزيد ومن أضاع الشكر فقد‬
‫خاطر بالنعم‪ ،‬ولم يأمن التغير والنقم وعنه )عليه السلم( قال‪ :‬إني سألت‬
‫ال عزوجل أن يرزقني مال فرزقني وقد خفت أن يكون ذلك من استدراج ؟‬
‫فقال‪ :‬أما ‪ -‬بال ‪ -‬مع الحمد فل )‪ (2‬وعن الباقر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫ال عزوجل لموسى بن عمران‪ :‬يا موسى اشكرني حق شكري‪ ،‬قال‪ :‬يا‬
‫رب كيف أشكرك حق شكرك والنعمة منك‪ ،‬والشكر‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار ص ‪ (2) 30‬مشكاة النوار ص ‪(*) .31‬‬

‫]‪[56‬‬

‫عليها نعمة منك ؟ فقال ال تبارك وتعالى‪ :‬إذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني حق‬
‫شكري وعن الباقر )عليه السلم( قال‪ :‬ل ينقطع المزيد من ال حتى ينقطع‬
‫الشكر من العباد وعن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬شكر كل نعمة‬
‫الورع عن محارم ال )‪ - 87 (1‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن هارون بن‬
‫موسى‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن أسباط‪،‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( عن أبيه عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬الشاكر له من الجر كأجر‬
‫المبتلى الصابر والمعطى الشاكر له من الجر كأجر المحترف القانع )‪(62‬‬
‫* )باب( * * )الصبر واليسر بعد العسر( * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬واستعينوا‬
‫بالصبر والصلوة )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر‬
‫والصلوة إن ال مع الصابرين )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬ولنبلونكم بشئ من الخوف‬
‫والجوع ونقص من الموال والنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين‬
‫إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات‬
‫من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار‪ (2) 32 :‬البقرة‪ (3) 45 :‬البقرة‪ (4) 153 :‬البقرة‪- 155 :‬‬
‫‪.157‬‬

‫]‪[57‬‬

‫وقال تعالى‪ :‬والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس )‪ (1‬آل عمران‪ :‬وال‬
‫يحب الصابرين )‪ (2‬وقال‪ :‬يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )‬
‫‪ (3‬العراف‪ :‬وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا )‪(4‬‬
‫النفال‪ :‬واصبروا إن ال مع الصابرين )‪ (5‬يونس‪ :‬واصبر حتى يحكم ال‬
‫وهو خير الحاكمين )‪ (6‬هود‪ :‬فاصبر إن العاقبة للمتقين )‪ (7‬وقال تعالى‪:‬‬
‫واصبر فان ال ل يضيع أجر المحسنين )‪ (8‬يوسف‪ :‬فصبر جميل وال‬
‫المستعان على ما تصفون )‪ (9‬وقال‪ :‬فصبر جميل عسى ال أن يأتيني بهم‬
‫جميعا )‪ (10‬وقال‪ :‬إنه من يتق ويصبر فان ال ل يضيع أجر المحسنين )‬
‫‪ (11‬الرعد‪ :‬والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم إلى قوله تعالى‪ :‬سلم عليكم‬
‫بما صبرتم فنعم عقبى الدار )‪ (12‬ابراهيم‪ :‬إن في ذلك ليات لكل صبار‬
‫شكور )‪ (13‬وقال‪ :‬ولنصبرن على ما آذيتمونا )‪(14‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 177 :‬آل عمران‪ (3) 146 :‬آل عمران‪ (4) 200 :‬العراف‪137 :‬‬
‫)‪ (5‬النفال‪ (6) 46 :‬يونس‪ (7) 109 :‬هود‪ (8) 49 :‬هود‪(9) 115 :‬‬
‫يوسف‪ (10) 18 :‬يوسف‪ (11) 83 :‬يوسف‪ (12) 90 :‬الرعد‪(13) 22 :‬‬
‫ابراهيم‪ (14) 5 :‬ابراهيم‪.12 :‬‬

‫]‪[58‬‬

‫النحل‪ :‬الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬ولنجزين الذين صبروا‬
‫أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل‬
‫ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر وما صبرك إل‬
‫بال ول تحزن عليهم ولتك في ضيق مما يمكرون )‪ (3‬الكهف‪ :‬ستجدني‬
‫إنشاء ال صابرا )‪ (4‬طه‪ :‬فاصبر على ما يقولون )‪ (5‬النبياء‪ :‬وإسماعيل‬
‫وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين )‪ (6‬الحج‪ :‬والصابرين على ما‬
‫أصابهم )‪ (7‬المؤمنون‪ :‬إني جزيتهم اليوم بما صبروا إنهم هم الفائزون )‬
‫‪ (8‬الفرقان‪ :‬أتصبرون وكان ربك بصيرا )‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬اولئك يجزون‬
‫الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلما )‪ (10‬القصص‪ :‬اولئك يؤتون‬
‫أجرهم مرتين بما صبروا )‪ (11‬وقال تعالى‪ :‬وما يلقاها إل الصابرون )‪(12‬‬
‫العنكبوت‪ :‬نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون )‪(13‬‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) 42 :‬النحل‪ (3) 96 :‬النحل‪ 126 :‬و ‪ (4) 127‬الكهف‪ (5) 69 :‬طه‪:‬‬
‫‪ (6) 130‬النبياء‪ (7) 85 :‬الحج‪ (8) 35 :‬المؤمنون‪ (9) 111 :‬الفرقان‪:‬‬
‫‪ (10) 20‬الفرقان‪ (11) 75 :‬القصص‪ (12) 54 :‬القصص‪(13) 80 :‬‬
‫العنكبوت‪ 58 :‬و ‪.59‬‬

‫]‪[59‬‬

‫الروم‪ :‬فاصبر إن وعد ال حق ول يستخفنك الذين ل يوقنون )‪ (1‬لقمان‪ :‬واصبر‬


‫على ما أصابك إن ذلك من عزم المور )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬إن في ذلك ليات‬
‫لكل صبار شكور )‪ (3‬التنزيل‪ :‬وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا‬
‫وكانوا بآياتنا يوقنون )‪ (4‬سبا‪ :‬إن في ذلك ليات لكل صبار شكور )‪(5‬‬
‫يس‪ :‬فل يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون )‪ (6‬الصافات‪:‬‬
‫ستجدني إنشاء ال من الصابرين )‪ (7‬ص‪ :‬اصبر على ما يقولون )‪(8‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )‪ (9‬الزمر‪ :‬إنما يوفى‬
‫الصابرون أجرهم بغير حساب )‪ (10‬المؤمن‪ :‬فاصبر إن وعد ال حق )‬
‫‪ (11‬الطلق‪ :‬سيجعل ال بعد عسر يسرا )‪ (12‬المعارج‪ :‬فاصبر صبرا‬
‫جميل )‪ (13‬وقال تعالى‪ :‬إن النسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا‬
‫* وإذا مسه الخير منوعا )‪(14‬‬

‫)‪ (1‬الروم‪ (2) 60 :‬لقمان‪ (3) 17 :‬لقمان‪ (4) 31 :‬التنزيل‪ (5) 24 :‬سبأ‪(6) 19 :‬‬
‫يس‪ (7) 56 :‬الصافات‪ (8) 102 :‬ص‪ (9) 17 :‬ص‪ (10) 44 :‬الزمر‪:‬‬
‫‪ (11) 10‬المؤمن‪ (12) 77 :‬الطلق‪ (13) 7 :‬المعارج‪(14) 5 :‬‬
‫المعارج‪21 - 19 :‬‬

‫]‪[60‬‬
‫المدثر‪ :‬ولربك فاصبر )‪ (1‬الدهر‪ :‬وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا )‪ (2‬وقال‪:‬‬
‫فاصبر لحكم ربك )‪ (3‬البلد‪ :‬وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة )‪ (4‬الم‬
‫نشرح‪ :‬فان مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا )‪ (5‬العصر‪ :‬وتواصوا‬
‫بالصبر )‪ - 1 (6‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬وعلي بن محمد القاساني جميعا‪،‬‬
‫عن القاسم بن محمد الصبهاني‪ ،‬عن سليمان بن داود المنقري‪ ،‬عن‬
‫حفص بن غياث قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا حفص إن من‬
‫صبر صبر قليل‪ ،‬وإن من جزع جزع قليل ثم قال‪ :‬عليك بالصبر في جميع‬
‫امورك‪ ،‬فان ال عز وجل بعث محمدا )صلى ال عليه وآله( فأمره بالصبر‬
‫والرفق‪ ،‬فقال‪ " :‬واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميل * وذرني‬
‫والمكذبين اولي النعمة " )‪ (7‬وقال تبارك وتعالى‪ " :‬ادفع بالتي هي‬
‫أحسن )السيئة( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها‬
‫إل الذين صبروا وما يلقاها إل ذوحظ عظيم " )‪ (8‬فصبر )صلى ال عليه‬
‫وآله( حتى نالوه بالعظائم‪ ،‬ورموه بها‪ ،‬فضاق صدره فأنزل ال عزوجل‬
‫عليه " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من‬
‫الساجدين " )‪ (9‬ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل ال عزوجل‬

‫)‪ (1‬المدثر‪ (2) 7 :‬الدهر‪ (3) 12 :‬الدهر‪ (4) 24 :‬البلد‪ (5) 17 :‬النشراح‪6 - 5 :‬‬
‫)‪ (6‬العصر‪ (7) 3 :‬المزمل‪ (8) 10 :‬فصلت‪ 35 :‬و ‪ (9) 36‬الحجر‪97 :‬‬
‫‪.98 -‬‬

‫]‪[61‬‬

‫" قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فانهم ل يكذبونك ولكن الظالمين بآيات ال‬
‫يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى‬
‫أتاهم نصرنا " )‪ (1‬فألزم النبي )صلى ال عليه وآله( نفسه الصبر فتعدوا‬
‫فذكروا ال تبارك وتعالى وكذبوه فقال‪ :‬قد صبرت في نفسي وأهلي‬
‫وعرضي ولصبر لي على ذكر إلهي فأنزل ال عزوجل " ولقد خلقنا‬
‫السموات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوت * فاصبر‬
‫على ما يقولون " )‪ (2‬فصبر في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالئمة‪،‬‬
‫ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه‪ " :‬وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما‬
‫صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " )‪ (3‬فعند ذلك قال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫الصبر من اليمان كالرأس من الجسد فشكر ال عزوجل ذلك له‪ ،‬فأنزل ال‬
‫عزوجل " وتمت كلمة ربك الحسنى بما صبروا ودمرنا ماكان يصنع‬
‫فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " )‪ (4‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنه‬
‫بشرى وانتقام‪ ،‬فأباح ال عزوجل له قتال المشركين فأنزل ال " اقتلوا‬
‫المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد "‬
‫)‪ " (5‬واقتلوهم حيث ثقفتموهم " )‪ (6‬فقتلهم ال على أيدي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وأحبائه‪ ،‬وجعل له )‪ (7‬ثواب صبره مع ما ادخر له‬
‫في الخرة‪ ،‬فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر ال عينه في‬
‫أعدائه‪ ،‬مع ما يدخر له في‬

‫)‪ (1‬النعام‪ 33 :‬و ‪ (2) 34‬ق‪ (3) 38 :‬التنزيل‪ (4) 24 :‬العراف‪(5) 137 :‬‬
‫براءة‪ (6) 5 :‬البقرة‪ (7) 191 :‬وعجل له خ ل‪.‬‬

‫]‪[62‬‬

‫الخرة‪ (1) :‬بيان‪ " :‬صبر قليل " نصب " قليل " إما على المصدرية أو الظرفية‬
‫أي صبر صبرا قليل أوزمانا قليل وهو زمان العمر أوزمان البلية " في‬
‫جميع امورك " فان كل ما يصدر عنه من الفعل والترك والعقد‪ ،‬وكل ما‬
‫يرد عليه من المصائب والنوائب من قبله تعالى أو من قبل غيره‪ ،‬يحتاج‬
‫إلى الصبر‪ ،‬إذ ل يمكنه تحمل ذلك بدون جهاده مع النفس والشيطان‪،‬‬
‫وحبس النفس عليه " واصبر على ما يقولون " أي من الخرافات والشتم‬
‫واليذاء " واهجرهم هجرا جميل " بأن تجانبهم وتداريهم ول تكافيهم‪،‬‬
‫وتكل أمرهم إلى ال كما قال‪ " :‬وذرني والمكذبين " أي دعني وإياهم‪،‬‬
‫وكل إلي أمرهم فاني اجازيهم في الدنيا والخرة " اولي النعمة " النعمة‬
‫بالفتح لين الملمس أي المتنعمين ذوي الثروة في الدنيا‪ ،‬وهم صناديد‬
‫قريش وغيرهم " ادفع " أول الية هكذا " ول تستوي الحسنة ول السيئة‬
‫" أي في الجزاء وحسن العاقبة " ول " الثانية مزيدة لتأكيد النفي " ادفع‬
‫بالتي هي أحسن السيئة " كذا في أكثر نسخ الكتاب وتفسير علي بن‬
‫إبراهيم )‪ (2‬والسيئة غير مذكورة في المصاحف‪ ،‬وكأنه )عليه السلم(‬
‫زادها تفسيرا وليست في بعض النسخ وهو أظهر‪ ،‬وقيل المعنى ادفع‬
‫السيئة حيث اعترضتك بالتي هي أحسن منها‪ ،‬وهي الحسنة على أن المراد‬
‫بالحسن الزائد مطلقا أو بأحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات‪ ،‬وإنما‬
‫اخرج مخرج الستيناف‪ ،‬على أنه جواب من قال كيف أصنع للمبالغة ولذلك‬
‫وضع أحسن موضع الحسنة كذا ذكره البيضاوي وقيل‪ :‬اسم التفضيل مجرد‬
‫عن معناه أو أصل الفعل معتبر في المفضل عليه على سبيل الفرض أو‬
‫المعنى ادفع السيئة بالحسنة التي هي أحسن من العفو أو المكافات‪ ،‬وتلك‬
‫الحسنة هي الحسان في مقابل الساءة ومعنى التفضيل حينئذ بحاله لن‬
‫كل من العفو والمكافات أيضا حسنة إل أن الحسان أحسن منهما‪ ،‬وهذا‬
‫قريب‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 88‬تفسير القمى ص ‪.184‬‬


‫]‪[63‬‬

‫مما ذكره الزمخشري من أن " ل " غير مزيدة‪ ،‬والمعنى أن الحسنة والسيئة‬
‫متفاوتتان في أنفسهما‪ ،‬فخذ بالحسنة التي هي أحسن أن تحسن إليه مكان‬
‫إساءته " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " أي إذا فعلت ذلك‬
‫صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق " وما يلقيها " أي ما يلقى هذه‬
‫السجية وهي مقابلة الساءة بالحسان " إل الذين صبروا " فانها تحبس‬
‫النفس عن النتقام " وما يلقيها إل ذوحظ عظيم " من الخير وكمال‬
‫النفس‪ ،‬وقيل‪ :‬الحظ العظيم الجنة‪ ،‬يقال‪ :‬لقاه الشئ أي ألقاه إليه " حتى‬
‫نالوه بالعظائم " يعني نسبوه إلى الكذب والجنون والسحر وغير ذلك‬
‫وافتروا عليه " أنك يضيق صدرك " كناية عن الغم " بما يقولون " من‬
‫الشرك أو الطعن فيك وفي القرآن والستهزاء بك وبه " فسبح بحمد ربك‬
‫" أي فنزه ربك عما يقولون مما ل يليق به متلبسأ بحمده في توفيقك له‪،‬‬
‫أو فانزع إلى ال فيما نالك من الغم بالتسبيح والتحميد‪ ،‬فانهما يكشفان الغم‬
‫عنك " وكن من الساجدين " للشكر في توفيقك أو رفع غمك أوكن من‬
‫المصلين‪ ،‬فان في الصلة قطع العليق عن الغير " إنه ليحزنك الذي‬
‫يقولون " الضمير للشأن أي ما يقولون إنك شاعر أو مجنون أو أشباه ذلك‬
‫" فانهم ل يكذبونك " قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬اختلف في معناه على‬
‫وجوه‪ :‬أحدها أن معناه ل يكذبونك بقلوبهم اعتقادا‪ ،‬وإن كانوا يظهرون‬
‫بأفواههم التكذيب عنادا‪ ،‬وهو قول أكثر المفسرين‪ ،‬ويؤيده ماروي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله لقي أبا جهل فصافحه أبو جهل فقيل له في‬
‫ذلك فقال‪ :‬وال إني لعلم أنه صادق‪ ،‬ولكنا متى كنا تبعا لعبد مناف ؟ فأنزل‬
‫ال هذه الية وثانيها أن المعنى ل يكذبونك بحجة ول يتمكنون من إبطال‬
‫ماجئت به ببرهان‪ ،‬ويدل عليه ماروي عن علي )عليه السلم( أنه كان‬
‫يقرء " ل يكذبونك " ويقول‪ :‬إن المراد بها أنهم ل يأتون بحق هو أحق‬
‫من حقك‬

‫]‪[64‬‬

‫وثالثها أن المراد ل يصادفونك كاذبا‪ ،‬تقول العرب‪ :‬قاتلناكم فما أجبناكم أي ما‬
‫أصبناكم جبناء‪ ،‬ول يختص هذا الوجه بالقراءة بالتخفيف لن أفعلت وفعلت‬
‫يجوزان في هذا الموضع إل أن التخفيف أشبه بهذا الوجه ورابعها أن‬
‫المراد ل ينسبونك إلى الكذب فيما أتيت به‪ ،‬لنك كنت عندهم أمينا صادقا‬
‫وإنما يدفعون ما أتيت به ويقصدون التكذيب بآيات ال‪ ،‬ويقوي هذا الوجه‬
‫قوله‪ " :‬ولكن الظالمين بآيات ال يجحدون " وقوله‪ " :‬وكذب به قومك‬
‫وهو الحق " )‪ (1‬ولم يقل وكذبك قومك‪ ،‬وما روي أن أبا جهل قال للنبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ما نتهمك ول نكذبك‪ ،‬ولكنا نتهم الذي جئت به‬
‫ونكذبه وخامسها أن المراد أنهم ل يكذبونك بل يكذبونني فان تكذيبك راجع‬
‫إلي ولست مختصا به‪ ،‬لنك رسولي فمن رد عليك فقد رد علي وذلك تسلية‬
‫منه تعالى للنبي )صلى ال عليه وآله( )‪ " (2‬ولكن الظالمين بآيات ال "‬
‫أي بالقرآن والمعجزات " يجحدون " بغير حجة سفها وجهل وعنادا‪،‬‬
‫ودخلت الباء لتضمين معنى التكذيب‪ ،‬قال أبو علي‪ :‬الباء تتعلق بالظالمين‬
‫ثم زاد في تسلية النبي )صلى ال عليه وآله( بقوله‪ " :‬ولقد كذبت رسل‬
‫من قبلك فصبروا ما كذبوا واوذوا " أي صبروا على ما نالهم منهم من‬
‫التكذيب والزى في أداء الرسالة " حتى أتاهم نصرنا " إياهم على‬
‫المكذبين وهذا أمر منه تعالى لنبيه بالصبر على أذى كفار قومه إلى أن‬
‫يأتيه النصر كما صبرت النبياء‪ ،‬وبعده " ول مبدل لكلمات ال " أي ل‬
‫يقدر أحد على تكذيب خبر ال على الحقيقة‪ ،‬ول على إخلف وعده " ولقد‬
‫جاءك من نبأ المرسلين " أي خبرهم في القرآن كيف أنجيناهم ونصرناهم‬
‫على قومهم قوله )عليه السلم(‪ " :‬فذكروا ال " أي نسبوا إليه ما ل يليق‬
‫بجنابه " ولقد‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) 66 :‬مجمع البيان ج ‪ 4‬ص ‪(*) 294‬‬

‫]‪[65‬‬

‫خلقنا السموات " قيل‪ :‬هذه إشارة إلى حسن التأني‪ ،‬وترك التعجيل في المور‬
‫وتمهيد للمر بالصبر وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون توطئة للصبر على وجه‬
‫آخر‪ ،‬وهو بيان عظم قدره‪ ،‬وأنه قادر على النتقام منهم " وما مسنا من‬
‫لغوب " أي من تعب وإعياء وهو رد لما زعمت اليهود من أنه تعالى بدأ‬
‫خلق العالم يوم الحد‪ ،‬وفرغ منه يوم الجمعة‪ ،‬واستراح يوم السبت‪،‬‬
‫واستلقى على العرش " فاصبر على ما يقولون " أي ما يقول المشركون‬
‫من إنكارهم البعث‪ ،‬فان من قدر على خلق العالم بل إعياء قدر على بعثهم‬
‫والنتقام منهم‪ ،‬أوما يقول اليهود من الكفر والتشبيه قوله )عليه السلم(‪:‬‬
‫" ثم بشر " على بناء المجهول‪ ،‬وقبل الية في سورة التنزيل هكذا " ولقد‬
‫آتينا موسى الكتاب فل تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل‬
‫* وجعلنا منهم أئمة " وفي أكثر نسخ الكتاب " وجعلناهم " وكأنه‬
‫تصحيف‪ ،‬وفي بعضها " وجعلنا منهم " كما في المصاحف ثم إنه يرد أن‬
‫الظاهر من سياق الية رجوع ضمير منهم إلى بني إسرائيل فكيف تكون‬
‫بشارة للنبي )صلى ال عليه وآله( وإيتائه القرآن في عترته ؟ وكيف‬
‫وصفوا بالصبر ؟ والجواب ما عرفت أن ذكر القصص في القرآن لنذار‬
‫هذه المة وتبشيرهم‪ ،‬مع أنه قد قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنه‬
‫يقع في هذه المة ما وقع في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل‪ ،‬فذكر قصة‬
‫موسى وإيتائه الكتاب وجعل الئمة من بني إسرائيل أي هارون وأولده‬
‫ذكر نظير لبعثة النبي )صلى ال عليه وآله( وإيتائه القرآن‪ ،‬وجعل الئمة‬
‫من أخيه‪ ،‬وابن عمه وأولده‪ ،‬كما قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنت مني‬
‫بمنزلة هارون من موسى‪ .‬وقد يقال‪ :‬إن قوله‪ " :‬فل تكن في مرية من‬
‫لقائه " المراد به ل تكن في تعجب من سقوط الكتاب بعدك‪ ،‬وعدم عمل‬
‫المة به فانا نجعل بعدك امة يهدون بالكتاب كما جعلنا في بني إسرائيل امة‬
‫يهدون بالتوراة والمفسرون ذكروا فيه وجوها‪ :‬الول أن المعني ل تكن في‬
‫شك من لقائك موسى ليلة السرى‪ ،‬الثاني‬

‫]‪[66‬‬

‫من لقاء موسى الكتاب‪ ،‬الثالث من لقائك الكتاب‪ ،‬الرابع من لقائك الذى كما لقي‬
‫موسى الذى‪ " .‬وجعلناه " أي موسى )عليه السلم( أو المنزل عليه "‬
‫يهدون " أي الناس إلى ما فيه من الحكم والحكام " بأمرنا " إياهم أو‬
‫بتوفيقنا لهم " لما صبروا " أي لصبرهم على الطاعة أو على أذى القوم‬
‫أو عن الدنيا وملذها كما قيل‪ " :‬وكانوا بآياتنا يوقنون " ل يشكون في‬
‫شئ منها‪ ،‬ويعرفونها حق المعرفة " فشكر ال ذلك له " إشارة إلى الصبر‬
‫على جميع الحوال أو ذلك القول الدال على الرضا بالصبر‪ ،‬وشكر ال‬
‫تعالى لعباده عبارة عن قبول العمل‪ ،‬ومقابلته بالحسان‪ ،‬والجزاء في الدنيا‬
‫والخرة " وتمت كلمت ربك " صدر الية " وأورثنا القوم الذين كانوا‬
‫يستضعفون " يعني بني إسرائيل في ظهر الية‪ ،‬فان القبط كانوا‬
‫يستضعفونهم‪ ،‬فأورثهم ال بأن مكنهم‪ ،‬وحكم لهم بالتصرف‪ ،‬وأباح لهم‬
‫بعد إهلك فرعون وقومه " مشارق الرض ومغاربها " أي أرض الشام‬
‫شرقها وغربها أو أرض الشام ومصر‪ ،‬وقيل‪ :‬كل الرض‪ ،‬لن داود‬
‫وسليمان كانا منهم وملكا الرض " التي باركنا فيها " باخراج الزرع‬
‫والثمار وضروب المنافع " وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل "‬
‫قال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ -‬معناه صح كلم ربك بانجاز الوعد باهلك عدوهم و‬
‫استخلفهم في الرض‪ ،‬وإنما كان النجاز تماما للكلم لتمام النعمة به‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬إن كلمة الحسنى قوله سبحانه " ونريد أن نمن على الذين‬
‫استضعفوا في الرض " إلى قوله " يحذرون " )‪ (1‬وقال‪ " :‬الحسنى "‬
‫وإن كانت كلمات ال كلها حسنة لنها وعد بما يحبون‪ ،‬وقال الحسن أراد‬
‫وعد ال لهم بالجنة " بما صبروا " على أذى فرعون وقومه " ودمرنا‬
‫ماكان يصنع فرعون وقومه " أي أهلكنا ما كانوا يبنون من البنية‬
‫والقصور والديار " وما كانوا يعرشون " من الشجار والعناب والثمار‪،‬‬
‫وقيل‬
‫)‪ (1‬القصص‪ 5 :‬و ‪.6‬‬

‫]‪[67‬‬

‫يعرشون يسقفون من القصور والبيوت )‪ " (1‬فقال )صلى ال عليه وآله( إنه‬
‫بشرى " أي لي ولصحابي " وانتقام " من أعدائي ووجه البشارة ما مر‬
‫أن ذكر هذه القصة تسلية للنبي )صلى ال عليه وآله( بأني أنصرك على‬
‫أعدائك وأهلكهم وأنصر الئمة من أهل بيتك‪ ،‬على الفراعنة الذين غلبوا‬
‫عليهم وظلموهم في زمن القائم )عليه السلم( واملكهم جميع الرض‬
‫فظهر الية لموسى وبني إسرائيل و بطنها لمحمد وآل محمد صلى ال‬
‫عليهم " اقتلوا المشركين " الية هكذا " فإذا انسلخ الشهر الحرم فاقتلوا‬
‫المشركين حيث وجدتموهم " قيل أي من حل وحرم " وخذوهم " أي‬
‫وأسروهم والخيذ السير " واحصروهم " أي واحبسوهم‪ ،‬أو حيلوا بينهم‬
‫وبين المسجد الحرام " واقعدوا لهم كل مرصد " أي كل ممر لئل ينتشروا‬
‫في البلد‪ ،‬وانتصابه على الظرف وقال تعالى في سورة البقرة " وقاتلوا‬
‫في سبيل ال الذين يقاتلونكم ول تعتدوا إن ال ل يحب المعتدين *‬
‫واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم " يقال‪ :‬ثقفه أي‬
‫صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه " فقتلهم ال " أي في غزوة بدر‬
‫وغيرها " وعجل له الثواب‪ :‬ثواب صبره " وفي بعض النسخ " وجعل له‬
‫ثواب صبره " والول أظهر وموافق للتفسير‪ ،‬و الحاصل أن هذه النصرة‬
‫وقتل العداء كان ثوابا عاجل على صبره منضما مع ما ادخر له في‬
‫الخرة من مزيد الزلفى والكرامة " واحتسب " أي كان غرضه القربة إلى‬
‫ال ليكون محسوبا من أعماله الصالحة " حتى يقر ال عينه " أي يسره‬
‫في أعدائه بنصره عليهم " مع ما يدخر له في الخرة " من الجر الجميل‬
‫والثواب الجزيل ‪ - 2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن‬
‫رئاب‪ ،‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬الصبر‬
‫رأس اليمان )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 4‬ص ‪ (2) 470‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.87‬‬

‫]‪[68‬‬

‫بيان‪ :‬قال المحقق الطوسي قدس سره‪ :‬الصبر حبس النفس عن الجزع عند‬
‫المكروه‪ ،‬وهو يمنع الباطن عن الضطراب‪ ،‬واللسان عن الشكاية‪،‬‬
‫والعضاء عن الحركات غير المعتادة انتهى‪ ،‬وقد مر وسيأتي أن الصبر‬
‫يكون على البلء وعلى فعل الطاعة‪ ،‬وعلى ترك المعصية‪ ،‬وعلى سوء‬
‫أخلق الخلق‪ ،‬قال الراغب‪ :‬الصبر المساك في ضيق يقال‪ :‬صبرت الدابة‬
‫حبستها بل علف‪ ،‬وصبرت فلنا حلفته حلفة ل خروج له منها‪ ،‬والصبر‬
‫حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع أوعما يقتضيان حبسها عنه‬
‫فالصبر لفظ عام وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلف مواقعه فان كان‬
‫حبس النفس لمصيبة سمي صبرا لغير ويضاده الجزع‪ ،‬وإن كان في‬
‫محاربة سمي شجاعة ويضاده الجبن‪ ،‬وإن كان في نائبة مضجرة سمي‬
‫رحب الصدر ويضاده الضجر‪ ،‬وإن كان في إمساك الكلم سمي كتمانا‬
‫ويضاده الذاعة )‪ (1‬وقد سمى ال تعالى كل ذلك صبرا ونبه عليه بقوله‪:‬‬
‫" والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ‪ -‬والصابرين على ما‬
‫أصابهم ‪ -‬والصابرين والصابرات " )‪ (2‬وسمي الصوم صبرا لكونه‬
‫كالنوع له‪ ،‬وقوله‪ " :‬اصبروا وصابروا " )‪ (3‬أي احبسوا أنفسكم على‬
‫العبادة‪ ،‬وجاهدوا أهواءكم‪ ،‬وقوله عزوجل‪ " :‬واصطبر لعبادته " )‪ (4‬أي‬
‫تحمل الصبر بجهدك‪ ،‬وقوله‪ " :‬اولئك يجزون الغرفة بما صبروا " )‪(5‬‬
‫أي بما تحملوه من الصبر في الوصول إلى مرضاة ال )‪ (6‬قوله‪ " :‬رأس‬
‫اليمان " هو من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس‪ ،‬ووجه الشبه ما سيأتي‬
‫في ر واية علء بن الفضيل‪ ،‬ووجهه أن النسان مادام في تلك النشأة هو‬
‫مورد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المذل )‪ (2‬البقرة‪ ،177 :‬الحج‪ ،35 :‬الحزاب‪ (3) 35 :‬آل‬
‫عمران‪ (4) 200 :‬مريم‪ (5) 65 :‬الفرقان‪ (6) 75 :‬المفردات ص ‪ 273‬و‬
‫‪.274‬‬

‫]‪[69‬‬

‫للمصائب والفات‪ ،‬ومحل للحوادث والنوائب والعاهات‪ ،‬ومبتلى بتحمل الذى من‬
‫بني نوعه في المعاملت‪ ،‬ومكلف بفعل الطاعات‪ ،‬وترك المنهيات‬
‫والمشتهيات وكل ذلك ثقيل على النفس ل تشتهيها بطبعها‪ ،‬فلبد من أن‬
‫تكون فيه قوة ثابتة وملكة راسخة بها يقتدر على حبس النفس على هذه‬
‫المور الشاقة‪ ،‬ورعاية ما يوافق الشرع والعقل فيها‪ ،‬وترك الجزع‬
‫والنتقام‪ ،‬وسائر ما ينافي الداب المستحسنة المرضية عقل وشرعا‪ ،‬وهي‬
‫المسماة بالصبر‪ ،‬ومن البين أن اليمان الكامل بل نفس التصديق أيضا‬
‫يبقى ببقائه‪ ،‬ويفنى بفنائه‪ ،‬فلذلك هومن اليمان بمنزلة الرأس من الجسد‬
‫‪ - 3‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن عبد‬
‫ال ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬إن الحر حر على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها‪ ،‬وإن تداكت‬
‫عليه المصائب لم تكسره وإن اسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان‬
‫يوسف الصديق المين لم يضرر حريته أن استعبد وقهر واسر‪ ،‬ولم‬
‫يضرره ظلمة الجب ووحشته وما ناله‪ ،‬أن من ال عليه فجعل الجبار‬
‫العاتي له عبدا بعد إذ كان مالكا فأرسله ورحم به امة وكذلك الصبر يعقب‬
‫خيرا فاصبروا ووطنوا أنفسكم على الصبر توجروا )‪ (1‬ايضاح‪ :‬الحر ضد‬
‫العبد‪ ،‬والمراد هنا من نجا في الدنيا من رق الشهوات النفسانية واعتق في‬
‫الخرة من أغلل العقوبات الربانية‪ ،‬فهو كالحرار عزير غني في جميع‬
‫الحوال‪ ،‬قال الراغب‪ :‬الحر خلف العبد‪ ،‬والحرية ضربان الول من لم يجر‬
‫عليه حكم السبي‪ ،‬نحو " الحر بالحر " )‪ (2‬والثاني من لم يتملكه قواه‬
‫الذميمة من الحرص والشره على القنيات الدنيوية‪ ،‬وإلى العبودية التي‬
‫تضاد ذلك أشار النبي )صلى ال عليه وآله( بقوله‪ :‬تعسر عبد الدرهم‬
‫تعسر عبد الدينار‪ ،‬وقول الشاعر‪ :‬ورق ذوي الطماع رق مخلد‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫عبد الشهوة أذل من عبدالرق )‪ (3‬انتهى‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 89‬البقرة‪ (3) 178 :‬المفردات ص ‪ 111‬وفيه تعس بدل‬
‫تعسر‬

‫]‪[70‬‬

‫وفي القاموس الحر بالضم خلف العبد‪ ،‬وخيار كل شئ والفرس العتيق ومن الطين‬
‫والرمل الطيب " إن نابته نائبة صبر لها " أي إن عرض له حادثة أو‬
‫نازلة أو مصيبة صبر عليها أو حمل عليه مال يؤخذ منه أداه ول يذل نفسه‬
‫بالبخل فيه‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬في حديث خيبر قسمها نصفين نصفا لنوائبه‬
‫ونصفا بين المسلمين‪ ،‬النوائب جمع النائبة وهي ما ينوب النسان أي ينزل‬
‫به من المهمات والحوادث وقد نابه ينوبه نوبا ومنه الحديث احتاطوا لهل‬
‫الموال في النائبة والواطئة أي الضياف الذين ينوبونهم " وإن تداكت‬
‫عليه المصائب " أي اجتمعت وازدحمت قال في النهاية‪ :‬في حديث علي‬
‫)عليه السلم( ثم تداككتم علي تداكك البل الهيم على حياضها أي ازدحمتم‬
‫وأصل الدك بالكسر انتهى " لم تكسره " أي لم تعجزه عن الصبر‪ ،‬ولم‬
‫تحمله على الجزع وترك الرضا بقضاء ال تعالى‪ " ،‬وإن اسر " إن‬
‫وصلية " واستبدل باليسر عسرا " عطف على اسر وفي بعض النسخ‬
‫واستبدل بالعسر يسرا فهو عطف على قوله " لم تكسره " فيكون غاية‬
‫للصبر " أن استعبد " على بناء المجهول‪ ،‬فاعل " لم يضرر " والمراد‬
‫بحريته عزه ورفعته وصبره على تلك المصائب ورضاه بقضاء ال‪،‬‬
‫واختياره طاعة ال وعدم تذل للمخلوقين " وما ناله " أي من ظلم‬
‫الخوان‪ ،‬وسائر الحزان " أن من ال " أي في أن من ال أو بدل اشتمال‬
‫للمضير في " لم يضرره " أو بتقدير إلى فالظرف متعلق بلم يضرر في‬
‫الموضعين على سبيل التنازع وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون ما ناله عطفا على‬
‫الضمير في " لم يضرره " وأن من ال بيانا لما بتقدير من أو بدل منه‪،‬‬
‫فيحتمل أن يكون فاعل نال يوسف‪ ،‬وقيل‪ :‬اللم فيه مقدار أي لن من ال‬
‫فيكون تعليل لقوله لم يضرر في الموضعين‪ ،‬أو " ما ناله " مبتدأ و " أن‬
‫من ال " خبره‪ ،‬والجملة معطوفة على " لم يضرره " أو يكون الواو‬
‫بمعنى " مع " أي لم يضرره ذلك مع ما ناله‪ ،‬وأن من بيان لما‪ ،‬والعاتي‬
‫من العتو بمعنى التجبر والتكبر والتجاوز عن الحد والجبار بائعه في مصر‬
‫أو العزيز‪ ،‬فالمراد بصيرورته عبدا له أنه صار مطيعا له‬

‫]‪[71‬‬

‫مع أنه قد روى الثعلبي وغيره أن ملك مصر كان ريان بن الوليد‪ ،‬والعزيز الذي‬
‫اشترى يوسف )عليه السلم( كان وزيره وكان اسمه قطفير‪ ،‬فلما عبر‬
‫يوسف رؤيا الملك عزل قطفير عما كان عليه‪ ،‬وفوض إلى يوسف أمر‬
‫مصر وألبسه التاج وأجلسه على سرير الملك‪ ،‬وأعطاه خاتمه‪ ،‬وهلك‬
‫قطفير في تلك الليالي فزوج الملك يوسف زليخا امرأة قطفير‪ ،‬وكان اسمها‬
‫راعيل‪ ،‬فولدت له ابنين افرائيم وميشا‪ ،‬فلما دخلت السنة الولى من سني‬
‫الجدب هلك فيها كل شئ أعدوه في السنين المخصبة‪ ،‬فجعل أهل مصر‬
‫يبتاعون من يوسف الطعام فباعهم أول سنة بالنقود حتى لم يبق بمصر‬
‫دينار ول درهم إل قبضه‪ ،‬وباعهم السنة الثانية بالحلي والجواهر حتى لم‬
‫يبق في أيدي الناس منها شئ‪ ،‬وباعهم السنة الثالثة بالمواشي والدواب‪،‬‬
‫حتى احتوى عليها أجمع‪ ،‬وباعهم السنة الرابعة بالعبيد والماء حتى لم‬
‫يبق عند ول أمة في يد أحد وباعهم السنة الخامسة بالضياع والعقار‬
‫والدور حتى احتوى عليها‪ ،‬وباعهم السنة السادسة بأولدهم حتى استرقهم‬
‫وباعهم السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر حر ول حرة إل صار‬
‫عبدا له‪ ،‬ثم استأذن الملك وأعتقهم كلهم ورد أموالهم إليهم‪ ،‬فظهر أن ال‬
‫ملكه جميع أهل مصر وأموالهم عوضا من مملو كيته صلوات ال عليه‬
‫لهم‪ ،‬فهذه ثمرة الصبر والطاعة والمراد بارساله إرساله إلى الخلق بالنبوة‬
‫وبرحم المة به نجاتهم عن العقوبة البدية بايمانهم به‪ ،‬أو عن القحط‬
‫والجوع أو العم " وكذلك الصبر يعقب خيرا " يعقب على بناء الفعال‪،‬‬
‫قال الراغب‪ :‬أعقبه كذا أورثه ذلك قال تعالى " فأعقبهم نفاقا في قلوبهم "‬
‫)‪ (1‬وفلن لم يعقب أي لم يترك ولدا انتهى أي كما أن صبر يوسف )عليه‬
‫السلم( أعقب خيرا عظيما له كذلك صبر كل أحد يعقب خيرا له ومن ثم قيل‬
‫اصبر تظفر‪ ،‬وقيل‪ :‬إني رأيت لليام تجربة )‪ * (2‬للصبر عاقبة محمودة‬
‫الثر وقل من جد في أمر يطالبه * فاستصحب الصبر إل فاز بالظفر‬
‫)‪ (1‬براءة‪ (2) 77 :‬من اليام‪ ،‬أحسن وأوفق بالوزن )*(‬

‫]‪[72‬‬

‫‪ - 4‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن ابن بكير‪،‬‬
‫عن حمزة بن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬الجنة محفوفة‬
‫بالمكاره و الصبر‪ ،‬فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة‪ ،‬وجهنم‬
‫محفوفة باللذات و الشهوات‪ ،‬فمن أعطى نفسه لذتها وشهواتها دخل النار‬
‫)‪ (1‬بيان‪ :‬مضمونه متفق عليه بين الخاصة والعامة فقد روى مسلم عن‬
‫أنس قال قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حفت الجنة بالمكاره‪،‬‬
‫وحفت النار بالشهوات‪ ،‬وهذا من بديع الكلم‪ ،‬وقال الراوندي في ضوء‬
‫الشهاب يقال حف القوم حول زيد إذا أطافوا به واستداروا‪ ،‬وحففته بشئ‬
‫أي أدرته عليه‪ ،‬يقال حففت الهودج بالثياب و يقال إنه مشتق من حفافي‬
‫الشئ أي جانبيه يقول )صلى ال عليه وآله(‪ :‬المكاره مطيفة محدقة بالجنة‬
‫وهي الطاعات‪ ،‬والشهوات محدقة مستديرة بالنار‪ ،‬وهي المعاصي‪ ،‬وهذا‬
‫مثل يعني أنك ل يمكنك نيل الجنة إل باحتمال مشاق ومكاره‪ ،‬وهي فعل‬
‫الطاعات والمتناع عن المقبحات‪ ،‬ول التفصي عن النار إل بترك الشهوات‬
‫وهي المعاصي التي تتعلق الشهوة بها‪ ،‬فكأن الجنة محفوفة بمكاره تحتاج‬
‫أن تقتطعها بتكلفها والنار محفوفة بملذ وشهوات تحتاج أن تتركها وروي‬
‫أن ال تعالى لما خلق الجنة قال لجبرئيل )عليه السلم( انظر إليها فلما‬
‫نظر إليها قال‪ :‬يا رب ل يتركها أحد إل دخلها‪ ،‬فلما حفها بالمكاره قال انظر‬
‫إليها فلما نظر إليها قال‪ :‬يا رب أخشى أن ل يدخلها أحد‪ ،‬ولما خلق النار‪،‬‬
‫قال‪ :‬له‪ :‬انظر إليها فلما نظر إليها قال‪ :‬يا رب ل يدخلها أحد‪ ،‬فلما حفها‬
‫بالشهوات قال انظر إليها فلما نظر إليها قال‪ :‬يا رب أخشى أن يدخلها كل‬
‫أحد وفائدة الحديث إعلم أن العمال المفضية إلى الجنة مكروهة‪ ،‬قرن ال‬
‫بها الكراهة‪ ،‬وبالعكس منها العمال الموصلة إلى النار‪ ،‬قرن بها الشهوة‬
‫ليجاهد النسان نفسه فيتحمل تلك ويجتنب هذه ‪ - 5‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن مرحوم‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.89‬‬

‫]‪[73‬‬

‫أبي سيار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلة‬
‫عن يمينه والزكاة عن يساره‪ ،‬والبر مطل عليه ويتنحى الصبر ناحية فإذا‬
‫دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلة والزكاة والبر‪:‬‬
‫دونكم صاحبكم فان عجزتم عنه فأنادونه )‪ (1‬توضيح‪ :‬البر يطلق على‬
‫مطلق أعمال الخير‪ ،‬وعلى مطلق الحسان إلى الغير‪ ،‬وعلى الحسان إلى‬
‫الوالدين أو إليهما وإلى ذوي الرحام‪ ،‬والمراد هنا أحد المعاني سوى‬
‫المعنى الول‪ ،‬قال الراغب‪ :‬البر خلف البحر‪ ،‬وتصور منه التوسع فاشتق‬
‫منه البر أي التوسع في فعل الخير‪ ،‬وينسب ذلك إلى ال تارة نحو إنه هو‬
‫البر الرحيم‪ ،‬وإلى العبد تارة فيقال بر العبد ربه أي توسع في طاعته‪ ،‬فمن‬
‫ال تعالى الثواب ومن العبد الطاعة‪ ،‬وبر الواين التوسع في الحسان‬
‫إليهما‪ ،‬وضده العقوق " مطل " بالطاء المهملة من قولهم أطل عليه أي‬
‫أشرف‪ ،‬وفي بعض النسخ بالمعجمة‪ ،‬وهو قريب المعنى من الول لكن‬
‫التعدية بعلى بالول أنسب " دونكم " اسم فعل بمعنى خذوا ويدل ظاهرا‬
‫على تجسم العمال والخلق في الخرة ومن أنكره يأوله وأمثاله بأن ال‬
‫تعالى يخلق صورا مناسبة للعمال يريه أياها لتفريحه أو تحزينه‪ ،‬أو‬
‫الكلم مبنى على الستعارة التمثيلية‪ ،‬وتنحي الصبر وتمكثه في إعانته‬
‫يناسب ذاته فتفطن ‪ - 6‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن محمد الشعري‪،‬‬
‫عن عبد ال بن ميمون عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬دخل أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( المسجد فإذا هو برجل على باب المسجد كئيب‬
‫حزين‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬مالك ؟ قال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين اصبت بأبي وأخي‪ ،‬وأخشى أن أكون قد وجلت‪ ،‬فقال له أمير‬
‫المؤمنين‪ :‬عليك بتقوى ال‪ ،‬والصبر تقدم عليه غدا‪ ،‬والصبر في المور‬
‫بمنزلة الرأس من الجسد‪ ،‬فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد‪ ،‬وإذا فارق‬
‫الصبر المور‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.90‬‬

‫]‪[74‬‬

‫فسدت المور )‪ (1‬بيان‪ " :‬اصبت " على بناء المجهول " بأبي وأخي " أي ماتا "‬
‫وأخشى أن أكون قد وجلت " الوجل استشعار الخوف‪ ،‬وكأن المعنى أخشى‬
‫أن يكون حزني بلغ حدا مذموما شرعا فعبر عنه بالوجل أو أخشى أن‬
‫تنشق مرارتي من شدة اللم أو أخشى الوجل الذي يوجب الجنون " عليك‬
‫" اسم فعل بمعنى الزم‪ ،‬والباء للتقوية " بتقوى ال " أي في الشكاية‬
‫والجزع وغيرهما مما يوجب نقص اليمان وكأنه إشارة إلى قوله تعالى‪:‬‬
‫" وأن تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم المور " )‪ " (2‬تقدم " على بناء‬
‫المعلوم من باب علم بالجزم جزاء للمر في " عليك " أو بالرفع استينافا‬
‫بيانيا وضمير عليه راجع إلى الصبر بتقدير مضاف أي جزائه أو إلى ال‬
‫أي ثوابه‪ ،‬وقيل‪ :‬إلى كل من الب والخ أو إلى الخ فان فوته جزء أخير‬
‫للعلة أو إلى الب لنه الصل‪ ،‬والكل بعيد " غدا " أي في القيامة أو عند‬
‫الموت أو سريعا ‪ - 7‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحكم‪ ،‬عن سماعة ابن مهران‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫لي‪ :‬ما حبسك عن الحج ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وقع على دين كثير‪،‬‬
‫وذهب مالي وديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي فلول أن رجل‬
‫من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن تصبر تغتبط‪ ،‬وإن ل‬
‫تصبر ينفذ ال مقاديره راضيا كنت أم كارها )‪ (3‬بيان‪ :‬الغتباط مطاوع‬
‫غبطه‪ ،‬تقول‪ :‬غبطته أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط هو كمنعته فامتنع‪،‬‬
‫والغبطة أن تتمنى حال المغبوط لكونها في غاية الحسن من غير أن تريد‬
‫زوالها عنه‪ ،‬وهذا هو الفرق بينها وبين الحسد‪ ،‬وفي القاموس الغبطة‬
‫بالكسر حسن الحال والمسرة‪ ،‬وقد اغتبط‪ ،‬وقال‪ :‬الغتباط التبجح بالحال‬
‫الحسنة انتهى‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 90‬آل عمران‪ (3) 186 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.90‬‬

‫]‪[75‬‬

‫والغتباط إما في الخرة بجزيل الجر وحسن الجزاء‪ ،‬أو في الدنيا أيضا بتبديل‬
‫الضراء بالسراء‪ ،‬فان الصبر مفتاح الفرج وقد قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أضيق ما يكون الحرج أقرب ما يكون الفرج‪ ،‬مع أن الكاره تزداد‬
‫مصيبته‪ ،‬فان فوات الجر مصيبة اخرى‪ ،‬والكراهة الموجبة لحزن القلب‬
‫مصيبة عظيمة‪ ،‬ومن ثم قيل‪ :‬المصيبة للصابر واحدة‪ ،‬وللجازع اثنتان‪ ،‬بل‬
‫له أربع مصيبات الثلثة المذكورة‪ ،‬وشماتة العداء‪ ،‬من ثم قيل‪ :‬الصبر‬
‫عند المصيبة مصيبة على الشامت ‪ - 8‬كا‪ :‬عن محمد‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن ابن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن الصبغ قال‪ :‬قال أمير المؤمنين صلوات ال‬
‫عليه‪ :‬الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل وأحسن من ذلك‬
‫الصبر عند ما حرم ال عليك‪ ،‬والذكر ذكران ذكر ال عزوجل عند‬
‫المصيبة‪ ،‬وأفضل من ذلك ذكر ال عند ما حرم عليك فيكون حاجزا )‪(1‬‬
‫توضيح‪ :‬صبر خبر مبتدأ محذوف أي أحدهما صبر‪ ،‬وحسن أيضا خبر‬
‫مبتدأ محذوف أي هو حسن‪ ،‬ويحتمل أن يكون صبر مبتدأ وحسن خبره‬
‫فتكون الجملة استينافا بيانيا‪ ،‬وقوله‪ " :‬ذكر ال " خبر مبتدأ محذوف ليس‬
‫إل " فيكون " أي الذكر والفاء بيانية " حاجزا " أي مانعا عن فعل الحرام‬
‫‪ - 9‬كا‪ :‬عن أبي علي النباري‪ ،‬عن الحسن بن علي الكوفي‪ ،‬عن العباس‬
‫ابن عامر‪ ،‬عن العرزمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬سيأتي على الناس زمان ل ينال الملك فيه إل‬
‫بالقتل والتجبر ول الغنى إل بالغصب والبخل‪ ،‬ول المحبة إل باستخراج‬
‫الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر‬
‫على الغنى‪ ،‬وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل‬
‫وهو يقدر على العز‪ ،‬آتاه ال ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي تبيين‪" :‬‬
‫ل ينال الملك فيه " أي السلطنة " إل بالقتل " لعدم إطاعتهم إمام الحق‬
‫فيتسلط عليهم الملوك الجورة‪ ،‬فيقتلونهم ويتجبرون عليهم‪ ،‬وذلك من‬
‫فساد الزمان وإل لم يتسلط عليهم هؤلء " ول الغنا إل بالغصب والبخل "‬
‫وذلك‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.90‬‬

‫]‪[76‬‬

‫من فساد الزمان وأهله لنهم لسوء عقائدهم يظنون أن الغنا إنما يحصل بغصب‬
‫أموال الناس والبخل في حقوق ال والخلق‪ ،‬مع أنه ل يتوقف على ذلك‪ ،‬بل‬
‫المانة وأداء الحقوق أدعى إلى الغنا لنه بيد ال أو لنه لفسق أهل الزمان‬
‫منع ال عنهم البركات فل يحصل الغنا إل بهما " ول المحبة " أي جلب‬
‫محبة الناس " إل باستخراج الدين " أي طلب خروج الدين من القلب أو‬
‫بطلب خروجهم من الدين " واتباع الهوى " أي الهواء النفسانية أو‬
‫أهوائهم الباطلة‪ ،‬وذلك لن أهل تلك الزمنة لفسادهم ل يحبون أهل الدين‬
‫والعبادة‪ ،‬فمن طلب مودتهم لبد من خروجه من الدين‪ ،‬ومتابعتهم في‬
‫الفسوق " وصبر على البغضة " أي بغضة الناس له لعدم اتباعه أهواءهم‬
‫" وصبر على الذل " كأنه ناظر إلى نيل الملك فاليشر ليس على ترتيب‬
‫اللف فالمراد بالعز هنا الملك والستيلء‪ ،‬أو المراد بالملك هناك مطلق العز‬
‫والرفعة‪ ،‬ويحتمل أن تكون الفقرتان الخيرتان ناظرتين إلى الفقرة‬
‫الخيرة‪ ،‬ولم يتعرض للولى لكون الملك عزيز المنال ل يتيسر لكل أحد‪،‬‬
‫والول أظهر وفي جامع الخبار الرواية هكذا وقال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إنه سيكون زمان ل يستقيم لهم الملك إل بالقتل والجور‪ ،‬ول‬
‫يستقيم لهم الغنا إل بالبخل ول يستقيم لهم الصحبة في الناس إل باتباع‬
‫أهوائهم والستخراج من الدين‪ ،‬فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر‬
‫وهو يقدر على الغنا‪ ،‬وصبر على الذل وهو يقدر على العز‪ ،‬وصبر على‬
‫بغضة الناس وهو يقدر على المحبة أعطاه ال ثواب خمسين صديقا ‪- 10‬‬
‫كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران عن‬
‫درست بن أبي منصور‪ ،‬عن عيسى بن بشير‪ ،‬عن أبي حمزة قال‪ :‬قال أبو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬لما حضرت أبي علي بن الحسين )عليهما السلم(‬
‫الوفاة ضمني إلى صدره وقال‪ :‬يا بنى اوصيك بما أوصاني به أبي حين‬
‫حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه‬
‫]‪[77‬‬

‫أوصاه يا بني اصبر على الحق وإن كان مرا )‪ (1‬بيان‪ " :‬اصبر على الحق " أي‬
‫على فعل الحق من ارتكاب الطاعات وترك المنهيات " وإن كان مرا "‬
‫ثقيل على الطبع‪ ،‬لكونه مخالفا للمشتهيات النفسانية غالبا أو على قول‬
‫الحق وإن كان مرا على الناس‪ ،‬فالصبر على ما يترتب على هذا القول من‬
‫بغض الناس وأذيتهم‪ ،‬أو على سماع الحق الذي القي إليك وإن كان مرا‬
‫عليك مكروها لك‪ ،‬كمن واجهك بعيب من عيوبك‪ ،‬فتصدقه وتقبله أو أطلعك‬
‫على خطاء في الجتهاد أو الرأي فتقبله ويمكن التعميم ليشتمل الجميع ‪11‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه رفعه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال الصبر صبران‪ :‬صبر على البلء حسن جميل‪ ،‬وأفضل الصبرين الورع‬
‫عن المحارم )‪ - 12 (2‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى قال‪ :‬أخبرني يحيى ابن سليم الطائفي قال‪ :‬أخبرني عمرو بن شمر‬
‫اليماني يرفع الحديث إلى علي )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬الصبر ثلثة‪ :‬صبر على المصيبة‪ ،‬وصبر على الطاعة‬
‫وصبر على المعصية‪ ،‬فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها‬
‫كتب ال له ثلثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى‬
‫الرض‪ ،‬ومن صبر على الطاعة كتب ال له ستمائة درجة ما بين الدرجة‬
‫إلى الدرجة كما بين تخوم الرض إلى العرش‪ ،‬ومن صبر على المعصية‬
‫كتب ال له تسعمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الرض‬
‫إلى منتهى العرش )‪ (3‬بيان‪ " :‬حتى يردها " أي المصيبة وشدتها "‬
‫بحسن عزائها " أي بحسن الصبر اللئق لتلك المصيبة " ثلثمائة درجة‬
‫" أي من درجات الجنة أو درجات الكمال‪ ،‬فالتشبيه من تشبيه المعقول‬
‫بالمحسوس‪ ،‬وفي الصحاح التخم منتهى كل قرية أو أرض‪ ،‬والجمع تخوم‬
‫كفلس وفلوس انتهى‪ ،‬ويدل على أن ارتفاع الجنة أكثر من تخوم الرض‬
‫إلى العرش‪ ،‬ول ينافي ذلك كون عرضها كعرض السماء والرض‪ ،‬مع أنه‬
‫قد قيل في الية وجوه مع بعضها رفع التنافي أظهر‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪91‬‬

‫]‪[78‬‬

‫‪ - 13‬كا‪ :‬عن محمد‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن يونس بن يعقوب قال‪:‬‬
‫أمرني أبو عبد ال )عليه السلم( أن آتي المفضل واعزيه باسماعيل‪،‬‬
‫وقال‪ :‬اقرأ المفضل السلم وقل له‪ :‬إنا قد اصبنا باسماعيل فصبرنا‪ ،‬فاصبر‬
‫كما صبرنا‪ ،‬إنا أردنا أمرا وأراد ال أمرا‪ ،‬فسلمنا لمر ال عزوجل )‪(1‬‬
‫توضيح‪ :‬الظاهر أنه المفضل بن عمر‪ ،‬ويدل على مدح عظيم له‪ ،‬وأنه كان‬
‫من خواص أصحابه وأحبائه‪ ،‬وإسماعيل ولده الكبر الذي كان يظن الناس‬
‫أنه المام بعده )عليه السلم( فلما مات في حياته علم أنه لم يكن إماما‪،‬‬
‫وهذا هو المراد بقوله )عليه السلم(‪ " :‬أردنا أمرا " أي إمامته بظاهر‬
‫الحال أو بشهوة الطبع أو المراد إرادة الشيعة كالمفضل وأضرابه‪ ،‬وأدخل‬
‫)عليه السلم( نفسه تغليبا ومماشاة‪ ،‬ويدل على لزوم الرضا بقضاء ال‬
‫والتسليم له‪ ،‬وقيل‪ :‬المعنى أردنا طول عمر إسماعيل وأراد ال موته‪،‬‬
‫وأغرب من ذلك أنه قال‪ :‬عزى المفضل بابن له مات في ذلك الوقت بذكر‬
‫فوت إسماعيل ‪ - 14‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سيف‬
‫بن عميرة‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من‬
‫ابتلى من المؤمنين ببلء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد )‪ (2‬بيان‪:‬‬
‫قوله )عليه السلم(‪ " :‬مثل أجر ألف شهيد " فان قيل‪ :‬كيف يستقيم هذا‬
‫مع أن الشهيد أيضا من الصابرين ؟ حيث صبر حتى استشهد‪ ،‬قلت‪ :‬يحتمل‬
‫أن يكون المراد بهم شهداء سائر المم‪ ،‬أو المعنى مثل ما يستحق ألف‬
‫شهيد‪ ،‬وإن كان ثوابهم التفضلي أضعاف ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بهم الشهداء‬
‫الذين لم تكن لهم نية خالصة‪ ،‬فلم يستحقوا ثوابا عظيما والوسط كأنه‬
‫أظهر ‪ - 15‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار وعبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قال ال عزوجل‪ :‬إني‬
‫جعلت الدنيا بين عبادي قرضا فمن‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.92‬‬

‫]‪[79‬‬

‫أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف‪ ،‬وما شئت من‬
‫ذلك‪ ،‬ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا أعطيته ثلث‬
‫خصال لو أعطيت واحدة منهن ملئكتي لرضوا بها مني قال‪ :‬ثم تل أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم( قول ال تعالى " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا‪:‬‬
‫إنا ل وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم " فهذه واحدة‬
‫من ثلث خصال " ورحمة " اثنتان " واولئك هم المهتدون " )‪ (1‬ثلث‬
‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هذا لمن أخذ ال منه شيئا قسرا )‪(2‬‬
‫بيان‪ " :‬بين عبادي قرضا " القرض القطع‪ ،‬وما سلفت من إساءة أو‬
‫إحسان وما تعطيه لتقضاه‪ ،‬والمعنى أعطيتهم مقسوما بينهم ليقرضوني‬
‫فاعوضهم أضعافها ل ليمسكوا عليها وقيل‪ :‬أي جعلتها قطعة قطعة‬
‫وأعطيت كل منهم نصيبا فمن أقرضني منها قرضا أي نوعا من القرض‬
‫كصلة المام والصدقة والهدية إلى الخوان ونحوها " وما شئت من ذلك‬
‫" أي من عدد العطية والزيادة زائدا على السبعمائة كما قال تعالى " وال‬
‫يضاعف لمن يشاء " )‪ (3‬وقيل‪ :‬إشارة إلى كيفية الثواب المذكور‪،‬‬
‫والتفاوت باعتبار تفاوت مراتب الخلص وطيب المال واستحقاق الخذ‬
‫وصلحه وقرابته وأشباه ذلك‪ ،‬والقسر القهر " لرضوابها مني " أي رضا‬
‫كامل " الذين " صدر الية " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص‬
‫من الموال والنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم‬
‫مصيبة " قال الطبرسي قدس ال روحه‪ :‬أي نالتهم نكبة في النفس‬
‫والمال‪ ،‬فوطنوا أنفسهم على ذلك احتسابا للجر‪ ،‬والمصيبة المشقة‬
‫الداخلة على النفس لما يلحقها من المضرة وهومن الصابة كأنها يصيبها‬
‫بالنكبة " قالوا إنا ل " إقرارا بالعبودية أي نحن عبيدال وملكه " وإنا‬
‫إليه راجعون " هذا إقرار بالبعث والنشور أي نحن إلى حكمه نصير‪ ،‬ولهذا‬
‫قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن قولنا " إنا ل " إقرار على أنفسنا‬
‫بالملك‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 156 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 92‬البقرة‪261 :‬‬

‫]‪[80‬‬

‫وقولنا " وإنا إليه راجعون " إقرار على أنفسنا بالهلك‪ ،‬وإنما كانت هذه اللفظة‬
‫تعزية عن المصيبة‪ ،‬لما فيها من الدللة على أن ال تعالى يجبرها إن كانت‬
‫عدل وينصف من فاعلها إن كانت ظلما‪ ،‬وتقديره إنا ل تسليما لمره‪،‬‬
‫ورضا بتدبيره وإنا إليه راجعون‪ ،‬ثقة بأنا نصير إلى عدله وانفراده بالحكم‬
‫في اموره " صلوات من ربهم " ثناء جميل من ربهم وتزكية‪ ،‬وهو بمعنى‬
‫الدعاء لن الثناء يستحق دائما‪ ،‬ففيه معنى اللزوم كما أن الدعاء يدعى به‬
‫مرة بعد مرة‪ ،‬ففيه‪ ،‬معنى اللزوم وقيل‪ :‬بركات من ربهم‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫وقيل‪ :‬مغفرة من ربهم " ورحمة " أي نعمة أي عاجل وآجل‪ ،‬فالرحمة‬
‫النعمة على المحتاج‪ ،‬وكل أحد يحتاج إلى نعمة ال في دنياه وعقباه "‬
‫واولئك هم المهتدون " أي المصيبون طريق الحق في السترجاع وقيل‪:‬‬
‫إلى الجنة والثواب )‪ (1‬انتهى قوله " هذا لمن أخذ ال منه شيئا قسرا "‬
‫أي فكيف من أنفق بطيب نفسه ‪ - 16‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن‬
‫معلي بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إنا صبر وشيعتنا أصبر منا‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك كيف صار‬
‫شيعتكم أصبر منكم ؟ قال‪ :‬لنا نصبر على ما نعلم‪ ،‬وشيعتنا يصبرون على‬
‫مال يعلمون )‪ (2‬تبيين‪ :‬الصبر بضم الصاد وتشديد الباء المفتوحة جمع‬
‫الصابر " أصبر منا " أي الصبر عليهم أشق وأشد " لنا نصبر على ما‬
‫نعلم " أقول يحتمل وجوها‪ :‬الول وهو الظهر أن المعنى إنا نصبر على ما‬
‫نعلم نزوله قيل وقوعه وهذا مما يهين المصيبة ويسهلها‪ ،‬وشيعتنا تنزل‬
‫عليهم المصائب فجاءة مع عدم علمهم بها قبل وقوعها‪ ،‬فهي عليهم أشد‬
‫ويؤيده ما مر في مجلد المامة أن قوله تعالى‪ " :‬ما أصاب من مصيبة في‬
‫الرض ولفى أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على ال يسير‬
‫* لكيل تأسوا على ما فاتكم ول تفرحوا بما‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 238‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.93‬‬

‫]‪[81‬‬

‫آتيكم " )‪ (1‬نزل فيهم )عليهم السلم( فتدبر الثاني أن المعنى إنا نصبر على ما نعلم‬
‫كنه ثوابه‪ ،‬والحكمة في وقوعه ورفعة الدرجات بسببه‪ ،‬وشيعتنا ليس‬
‫علمهم بجميع ذلك كعلمنا‪ ،‬وهذه كلها مما يسكن النفس عند المصيبة‬
‫ويعزيها الثالث أنا نصبر على ما نعلم عواقبه وكيفية زواله‪ ،‬وتبدل الحوال‬
‫بعده كعلم يوسف )عليه السلم( في الجب بعاقبة أمره‪ ،‬واحتياج الخوة‬
‫إليه‪ ،‬وكذا علم الئمة )عليهم السلم( برجوع الدولة إليهم والنتقام من‬
‫أعدائهم وابتلء أعدائهم بأنواع العقوبات في الدنيا والخرة‪ ،‬وهذا قريب‬
‫من الوجه الثاني ‪ - 17‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن العل بن الفضيل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫الصبر من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد‪ ،‬فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد‬
‫كذلك إذا ذهب الصبر ذهب اليمان )‪ (2‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪،‬‬
‫عن ربعي‪ ،‬عن الفضيل عنه )عليه السلم( مثله )‪ (3‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبي محمد عبد ال السراج‬
‫رفعه إلى علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬الصبر من اليمان بمنزلة‬
‫الرأس من الجسد‪ ،‬ول إيمان لمن لصبر له )‪ - 18 (4‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن عمار بن مروان‪ ،‬عن سماعة‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال عزوجل أنعم على قوم فلم‬
‫يشكروا فصارت عليهم وبال‪ ،‬وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت‬
‫عليهم نعمة )‪ (1) (5‬الحديد‪ (2) 23 - 22 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(4 - 3) 87‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 89‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪92‬‬

‫]‪[82‬‬

‫بيان‪ :‬الوبال الشدة والثقل والعذاب أي صارت النعمة مع عدم الشكر نكال وعذابا‬
‫عليهم في الدنيا والخرة‪ ،‬وصار البلء على الصابر نعمة في الدنيا‬
‫والخرة‪ - 19 :‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن‬
‫شاذان جميعا عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبان بن‬
‫أبي مسافر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عزوجل‪ " :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا اصبروا وصابروا " )‪ (1‬قال‪ :‬اصبروا على المصائب‪ ،‬وفي‬
‫رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬صابروا على‬
‫المصائب )‪ - 20 (2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫علي بن محمد بن أبي جميلة‪ ،‬عن جده أبي جميلة‪ ،‬عن بعض أصحابه قال‪:‬‬
‫لول أن الصبر خلق قبل البلء لتفطر المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا‬
‫)‪ (3‬بيان‪ :‬التفطر التشقق من الفطر‪ ،‬وهو الشق‪ ،‬والصفا جمع الصفاة‪،‬‬
‫وهي الحجر الصلد الضخم ل تنبت‪ ،‬وفيه إيماء إلى أن الصبر من لوازم‬
‫اليمان‪ ،‬ومن لم يصبر عند البلء ل يستحق اسمه كما مر أنه من اليمان‬
‫بمنزلة الرأس من الجسد ويشعر بكثرة ورود البليا على المؤمن ‪ - 21‬كا‪:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه والقاساني‪ ،‬عن الصبهاني‪ ،‬عن سليمان بن داود عن‬
‫يحيى بن آدم‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬مروة الصبر في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغناء أكثر من مروة‬
‫العطاء )‪ (4‬بيان‪ :‬المروة هي الصفات التي بها تكمل إنسانية النسان‪،‬‬
‫والفاقة الفقر والحاجة‪ ،‬والتعفف ترك السؤال عن الناس وهو عطف على‬
‫الصبر‪ ،‬والغنا بالغين المعجمة أيضا الستغناء عن الناس وإظهار الغنى‬
‫لهم‪ ،‬وفي بعض النسخ بالمهملة بمعنى التعب فعطفه على الحاجة حينئذ‬
‫أنسب‪ ،‬وتخلل العطف في البين مما يبعده‪ ،‬فالظهر‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ 2) 200 :‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 92‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪93‬‬

‫]‪[83‬‬

‫على تقديره عطفه على الصبر أيضا ‪ - 22‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عبد الجبار‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر قال‪:‬‬
‫قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬يرحمك ال ما الصبر الجميل ؟ قال‪ :‬ذلك‬
‫صبر ليس فيه شكوى إلى الناس )‪ (1‬بيان‪ " :‬إلى الناس " ظاهره عموم‬
‫الناس وربما يخص بغير المؤمن‪ ،‬لقول أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬من‬
‫شكى الحاجة إلى مؤمن فكأنما شكاها إلى ال‪ ،‬ومن شكاها إلى كافر فكأنما‬
‫شكى ال ‪ - 23‬كا‪ :‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪،‬‬
‫عن بعض أصحابه عن أبان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن سيابة‪ ،‬عن أبي النعمان‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( أو أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬من ل يعد‬
‫الصبر لنوائب الدهر يعجز )‪ (2‬بيان‪ " :‬من ل يعد " أي لم يجعل الصبر‬
‫ملكة راسخة في نفسه يدفع صولة نزول النوائب والمصائب به‪ ،‬يعجز‬
‫طبعه ونفسه عن مقاومتها وتحملها‪ ،‬فيهلك بالهلك الصوري والمعنوي‬
‫أيضا بالجزع وتفويت الجر‪ ،‬وربما انتهى به إلى الفسق بل الكفر أقول‪ :‬قد‬
‫مضى الخبار في باب جوامع المكارم‪ ،‬وباب صفات خيار العباد وفي باب‬
‫الشكر وسيأتي في أبواب المواعظ ‪ - 24‬لى‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬من يعرف البلء بيصبر عليه ومن ل يعرفه ينكره )‪ - 25 (3‬فس‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬اصبروا على المصائب‪ ،‬وقال‪ :‬إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين‬
‫الصابرون ؟ فيقوم فئام من الناس ثم ينادي أين المتصبرون ؟ فيقوم فئام‬
‫من الناس‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك وما الصابرون )وما المتصبرون ؟ قال‪:‬‬
‫الصابرون( على أداء الفرائض والمتصبرون‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 93‬أمالي الصدوق ص ‪292‬‬

‫]‪[84‬‬

‫على اجتناب المحارم )‪ - 26 (1‬فس‪ " :‬جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم‬
‫وأزواجهم وذرياتهم والملئكة يدخلون عليهم من كل باب * سلم عليكم‬
‫بما صبرتم فنعم عقبى الدار " )‪ (2‬قال‪ :‬نزلت في الئمة )عليهم السلم(‬
‫وشيعتهم الذين صبروا وحدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬نحن صبر‪ ،‬وشيعتنا أصبر منا‪ ،‬لنا صبرنا‬
‫بعلم وصبروا بما ل يعلمون )‪ - 27 (3‬فس‪ " :‬اولئك يؤتون أجرهم مرتين‬
‫بما صبروا " )‪ (4‬قال‪ :‬الئمة عليهم السلم‪ ،‬وقال الصادق )عليه السلم(‪:‬‬
‫نحن صبر وشيعتنا أصبر منا‪ ،‬وذلك أنا صبرنا على ما نعلم‪ ،‬وصبروا هم‬
‫على مال يعلمون )‪ - 28 (5‬ب‪ :‬ابن سعد‪ ،‬عن الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬أل إن المر ينزل من السماء إلى‬
‫الرض‪ ،‬كل يوم كقطر المطر‪ ،‬إلى كل نفس بما قدر ال لها من زيادة أو‬
‫نقصان‪ ،‬في أهل أو مال أو نفس‪ ،‬فإذا أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال‬
‫أو نفس‪ ،‬أو رأى عند آخر غفيرة فل تكون له فتنة فان المرء المسلم ما لم‬
‫يغش دناءة تظهر تخشعا لها إذ ذكرت ويغرى بها لئام الناس كان كالياسر‬
‫الفالج الذي ينتظر أول فوزة من قداحه‪ ،‬توجب له المغنم وتدفع عنه المغرم‬
‫فذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة والكذب‪ ،‬ينتظر إحدى الحسنيين إما‬
‫داعي ال فما عند ال خير له‪ ،‬وإما رزق ال فإذا هوذ وأهل ومال‪ ،‬ومعه‬
‫دينه وحسبه المال والبنون حرث الدنيا‪ ،‬والعمل الصالح حرث الخرة‪ ،‬وقد‬
‫يجمعهما ال‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ 118‬في آية آل عمران ‪ (2) 200‬الرعد‪ (3) 24 :‬تفسير‬
‫القمى ص ‪ (4) 341‬القصص‪ (5) 54 :‬تفسير القمى ص ‪489‬‬
‫]‪[85‬‬

‫عزوجل لقوام )‪ - 29 (1‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫علي )عليهم السلم( قال‪ :‬ل يذوق المرء من حقيقة اليمان حتى يكون فيه‬
‫ثلث خصال‪ :‬الفقه في الدين والصبر على المصائب‪ ،‬وحسن التقدير في‬
‫المعاش أقول‪ :‬قد مضى بسند آخر في باب صفات المؤمن ‪ - 30‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حماد‪ ،‬عن عمر بن مصعب‪،‬‬
‫عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬العبد بين ثلثة‪ :‬بلء‬
‫وقضاء ونعمة فعليه في البلء من ال الصبر فريضة‪ ،‬وعليه في القضاء‬
‫من ال التسليم فريضة‪ ،‬وعليه في النعمة من ال عزوجل الشكر فريضة )‬
‫‪ (2‬سن‪ :‬عبد الرحمن بن حماد مثله )‪ - 31 (3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن المعلي‪ ،‬عن محمد بن جمهور‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن أبي‬
‫بحر‪ ،‬عن شريح الهمداني‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬عن الحارث بن‬
‫العور قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ثلث بهن يكمل المسلم‪:‬‬
‫التفقه في الدين‪ ،‬والتقدير في المعيشة‪ ،‬والصبر على النوائب )‪ - 32 (4‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قال ال جل جلله‪ :‬إني أعطيت الدنيا بين‬
‫عبادي فيضا فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى‬
‫سبعمائة ضعف‪ ،‬وما شئت ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه قسرا‬
‫أعطيته ثلث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملئكتي لرضوا مني‪ :‬الصلة‬
‫والهداية والرحمة‪ ،‬إن ال عزوجل يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 27‬وصححناه على نسخة النهج الرقم ‪ 23‬من الخطب )‪(2‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 43‬المحاسن ص ‪ (4) 6‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.61‬‬

‫]‪[86‬‬

‫" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات‬
‫من ربهم " واحدة من الثلث " ورحمة " اثنتين " واولئك هم المهتدون‬
‫" ثلثة ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هذا لمن أخذ منه شيئا قسرا )‬
‫‪ - 33 (1‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عمن ذكره‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في‬
‫وصيته لبنه محمد ابن الحنفية‪ :‬إياك والعجب‪ ،‬وسوء الخلق‪ ،‬وقلة الصبر‪،‬‬
‫فانه ل يستقيم لك على هذه الخصال الثلثة صاحب‪ ،‬ول يزال لك عليها من‬
‫الناس مجانب الخبر )‪ - 34 (2‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬أخذوا الناس‬
‫ثلثة من ثلثة‪ :‬أخذوا الصبر عن أيوب )عليه السلم( والشكر عن نوح‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬والحسد عن بني يعقوب )عليه السلم( )‪ - 35 (3‬ع‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى العلوي‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم بن أسباط‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن عيسى بن جعفر‬
‫العلوي عن آبائه‪ ،‬عن عمربن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم( أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬علمة الصابر في ثلث أولها‬
‫أن ل يكسل‪ ،‬والثانية أن ل يضجر‪ ،‬والثالثة أن ل يشكو من ربه عزوجل‪،‬‬
‫لنه إذا كسل فقد ضيع الحق‪ ،‬وإذا ضجر لم يؤد الشكر‪ ،‬وإذا شكا من ربه‬
‫عزوجل فقد عصاه )‪ - 36 (4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن صباح الحذاء‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا كان يوم القيامة جمع ال عزوجل الخلئق في‬
‫صعيد واحد‪ ،‬ونادى مناد من عند ال يسمع آخرهم كما يسمع أولهم‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ 1‬ص ‪ (2) 64‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 72‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪45‬‬
‫)‪ (4‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪.184‬‬

‫]‪[87‬‬

‫يقول‪ :‬أين أهل الصبر ؟ قال‪ :‬فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملئكة‬
‫فيقولون لهم‪ :‬ماكان صبركم هذا الذي صبرتم ؟ فيقولون‪ :‬صبرنا أنفسنا‬
‫على طاعة ال‪ ،‬وصبرناها عن معصيته‪ ،‬قال‪ :‬فينادي مناد من عند ال‪:‬‬
‫صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب الخبر )‪ - 37 (1‬ما‪:‬‬
‫الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال الصادق )عليه السلم( في قول ال عزوجل‪ :‬في‬
‫قول يعقوب‪ " :‬فصبر جميل " )‪ (2‬قال‪ :‬بلشكوى )‪ - 38 (3‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه رفعه قال‪ :‬سأل النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫جبرئيل )عليه السلم( ما تفسير الصبر ؟ قال‪ :‬تصبر في الضراء كما تصبر‬
‫في السراء‪ ،‬وفي الفاقة كما تصبر في الغنى‪ ،‬وفي البلء كما تصبر في‬
‫العافية‪ ،‬فل يشكو حاله )‪ (4‬عند المخلوق بما يصيبه من البلء )‪- 39 (5‬‬
‫فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن حفص قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا حفص إن من صبر صبر قليل وإن من جزع جزع قليل‬
‫ثم قال‪ :‬عليك بالصبر في جميع امورك‪ ،‬فان ال بعث محمدا )صلى ال‬
‫عليه وآله( وأمره بالصبر والرفق فقال‪ " :‬واصبر على ما يقولون‬
‫واهجرهم هجرا جميل " )‪ (6‬وقال‪ " :‬ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا‬
‫الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " )‪ (7‬فصبر رسول ال حتى‬
‫قابلوه بالعظام ورموه بها فضاق صدره فأنزل ال تعالى " ولقد نعلم أنك‬
‫يضيق صدرك بما يقولون " )‪ (8‬ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل ال "‬
‫قد‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 100‬يوسف‪ (3) 18 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) 300‬معاني الخبار ص ‪ (5) 261‬خالقه خ ل )‪ (6‬المزمل‪(7) 10 :‬‬
‫فصلت‪ (8) 34 :‬الحجر‪.97 :‬‬

‫]‪[88‬‬

‫نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فانهم ل يكذبونك ولكن الظالمين بآيات ال يجحدون‬
‫* ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى أتاهم‬
‫نصرنا " )‪ (1‬فألزم نفسه الصبر )صلى ال عليه وآله( فتعدوا وذكروا ال‬
‫تبارك وتعالى وكذبوه فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لقد صبرت‬
‫في نفسي وأهلي وعرضي ول صبر لي على ذكرهم إلهي‪ ،‬فأنزل ال "‬
‫ولقد خلقنا السموات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب‬
‫* فاصبر على ما يقولون " )‪ (2‬فصبر )صلى ال عليه وآله( في جميع‬
‫أحواله ثم بشر في الئمة )عليهم السلم( من عترته ووصفوا بالصبر‬
‫فقال‪ " :‬وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون‬
‫" )‪ (3‬فعند ذلك قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الصبر من اليمان كالرأس من‬
‫البدن‪ ،‬فشكر ال له ذلك فأنزل ال عليه " وتمت كلمت ربك الحسنى على‬
‫بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ماكان يصنع فرعون وقومه وما كانوا‬
‫يعرشون " )‪ (4‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬آية بشرى وانتقام‪ ،‬فأباح ال‬
‫قتل المشركين حيث وجدوا فقتلهم على يدي رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وأحبائه وعجل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الخرة )‪- 40 (5‬‬
‫ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫مرحوم‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إذا دخل‬
‫المؤمن قبره كانت الصلة عن يمينه‪ ،‬والزكاة عن يساره‪ ،‬والبر مطل عليه‬
‫ويتنحى الصبر ناحية قال‪ :‬فإذا دخل الملكان اللذان يليان مساءلته قال‬
‫الصبر للصلة والزكاة والبر‪:‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) 34 - 33 :‬ق‪ (3) 38 :‬فصلت‪ (4) 24 :‬العراف‪ (5) 137 :‬تفسير‬
‫القمى ص ‪ 184‬وقد مر مثله ص ‪ 60‬من الكافي مشروحا‬
‫]‪[89‬‬

‫دونكم صاحبكم‪ ،‬فان عجزتم عنه فأنا دونه )‪ - 41 (1‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ثلث من أبواب البر‪ :‬سخاء النفس‪ ،‬وطيب الكلم‪ ،‬و الصبر على‬
‫الذى )‪ - 42 (2‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال تعالى إلى داود صلوات ال عليه أن‬
‫خلدة بنت أوس بشرها بالجنة و أعلمها أنها قرينتك في الجنة‪ ،‬فانطلق‬
‫إليها فقرع الباب عليها فخرجت وقالت‪ :‬هل نزل في شئ ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫ما هو ؟ قال‪ :‬إن ال تعالى أوحى إلى وأخبرني أنك قريني في الجنة‪ ،‬وأن‬
‫ابشرك بالجنة‪ ،‬قالت‪ :‬أو يكون اسم وافق اسمي ؟ قال‪ :‬إنك لنت هي‪،‬‬
‫قالت‪ :‬يا نبي ال ما اكذبك‪ ،‬ول وال ما أعرف من نفسي ما وصفتني به‬
‫قال داود )عليه السلم(‪ :‬أخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هو ؟ قالت‪:‬‬
‫أما هذا فسأخبرك به‪ ،‬اخبرك أنه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ماكان‪،‬‬
‫ولنزل ضربي وحاجة وجوع كائنا ماكان إل صبرت عليه‪ ،‬ولم أسأل ال‬
‫كشفه عني حتى يحوله ال عني إلى العافية والسعة‪ ،‬ولم أطلب بها بدل‪،‬‬
‫وشكرت ال عليها وحمدته‪ ،‬فقال داود صلوات ال عليه‪ :‬فبهذا بلغت ما‬
‫بلغت ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬وهذا دين ال الذي ارتضاه‬
‫للصالحين )‪ - 43 (3‬ضا‪ :‬أروي أن الصبر على البلء حسن جميل‪ ،‬وأفضل‬
‫منه الصبر عن المحارم‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) 155‬المحاسن‪ (3) 6 :‬أخرجه المؤلف العلمة هكذا في‬
‫باب ما أوحى إلى داود )عليه السلم( ج ‪ 14‬ص ‪) 39‬من هذه الطبعة‬
‫الحديثة( ولكن وجدناه في مشكاة النوار ص ‪ 23‬باختلف في اللفظ وفيه‬
‫بدل قوله " ولنزل ضربي وحاجة وجوع " ولنزل بى مرض وجوع "‬
‫الخ‬

‫]‪[90‬‬

‫وروي‪ :‬إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصابرون ؟ فيقوم عنق من الناس فيقال‬
‫لهم‪ :‬اذهبوا إلى الجنه بغير حساب‪ ،‬قال‪ :‬فتلقاهم الملئكة فيقولون لهم‪ :‬أي‬
‫شئ كانت أعمالكم ؟ فيقولون‪ :‬كنا نصبر على طاعة ال‪ ،‬ونصبر عن‬
‫معصية ال‪ ،‬فيقولون نعم أجر العاملين ونروي سأن في وصايا النبياء‬
‫صلوات ال عليهم‪ :‬اصبروا على الحق وإن كان مرا وأروي أن اليقين‬
‫فوق اليمان بدرجة واحدة‪ ،‬والصبر فوق اليقين ونروي أنه من صبر‬
‫للحق عوضه ال خيرا مما صبر عليه ونروي أن ال تبارك وتعالى أوحى‬
‫إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أني آخذك بمداراة الناس كما آخذك‬
‫بالفرائض ونروي أن المؤمن أخذ عن ال جل وعز الكتمان‪ ،‬وعن نبيه‬
‫)عليه السلم( مداراة الناس وعن العالم )عليه السلم( الصبر في البأساء‬
‫والضراء وروي في قول ال عزوجل " اصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم‬
‫تفلحون " )‪ (1‬قال " اصبروا " على طاعة ال وامتحانه‪ " ،‬وصابروا "‬
‫قال الزموا طاعة الرسول ومن يقوم مقامه " ورابطوا " قال ل تفارقوا‬
‫ذلك يعني المرين و " لعل " في كتاب ال موجبة ومعناها أنكم تفلحون‬
‫وأروي عن العالم )عليه السلم( الصبر على العافية أعظم من الصبر على‬
‫البلء‪ ،‬يريد بذلك أن يصبر على محارم ال‪ ،‬مع بسط ال عليه في الرزق‬
‫وتحويله النعم‪ ،‬وأن يعمل بما أمره به فيها ونروي ل يصلح المؤمن ال‬
‫بثلث خصال‪ :‬الفقه في الدين‪ ،‬والتقدير في المعيشة‪ ،‬والصبر على النائبة‬
‫‪ - 44‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬الصبر يظهر ما في بواطن العباد‬
‫من النور والصفاء‪ ،‬والجزع يظهر ما في بواطنهم من الظلمة والوحشة‪،‬‬
‫والصبر يدعيه كل‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪.200 :‬‬

‫]‪[91‬‬

‫أحد‪ ،‬ول يثبت عنده إل المخبتون‪ ،‬والجزع ينكره كل أحد وهو أبين على المنافقين‪،‬‬
‫لن نزول المحنة والمصيبة يخبر عن الصادق والكاذب‪ ،‬وتفسير الصبر‬
‫ماء يستمر مذاقه‪ ،‬وما كان عن اضطراب ل يسمى صبرا‪ ،‬وتفسير الجزع‬
‫اضطراب القلب وتحزن الشخص‪ ،‬وتغير السكون‪ ،‬وتغير الحال‪ ،‬وكل نازلة‬
‫خلت أوائلها من الخبات والنابة والتضرع إلى ال تعالى فصاحبها جزوع‬
‫غير صابر والصبر ماء أوله مر وآخره حلو‪ ،‬من دخله من أواخره فقد‬
‫دخل ومن دخله من أوائله فقد خرج‪ ،‬ومن عرف قدر الصبر ل يصبر عما‬
‫منه الصبر‪ ،‬قال ال عز وجل في قصة موسى وخضر‪ " :‬وكيف تصبر‬
‫على ما لم تحط به خبرا " )‪ (1‬فمن صبر كرها ولم يشك إلى الخلق‪ ،‬ولم‬
‫يجزع بهتك ستره‪ ،‬فهو من العام‪ ،‬ونصيبه ما قال ال عزوجل‪ " :‬وبشر‬
‫الصابرين " )‪ (2‬أي بالجنة والمغفرة‪ ،‬ومن استقبل البلء بالرحب‪ ،‬وصبر‬
‫على سكينة ووقار )فهو( من الخاص ونصيبه ما قال ال عزوجل‪ " :‬إن‬
‫ال مع الصابرين " )‪ - 45 (3‬جا‪ :‬محمد بن محمد بن طاهر‪ ،‬عن ابن‬
‫عقدة‪ ،‬عن أحمد بن يوسف‪ ،‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آدم بن‬
‫عيينة بن أبي عمران الهللي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫كم من صبر ساعة قد أورثت فرحا طويل‪ ،‬وكم من لذة ساعة قد أورثت‬
‫حزنا طويل )‪ - 46 (4‬جع‪ (5) :‬علي بن موسى الرضا )عليه السلم(‬
‫باسناده‪ ،‬عن علي بن الحسين قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الكهف‪ (2) 68 :‬البقرة‪ (3) 155 :‬مصباح الشريعة ص ‪ ،62‬والية الخيرة في‬
‫النفال ‪ (4) 46‬مجالس المفيد ص ‪ (5) 33‬سقط رمز الحديث هذا‪ ،‬عن‬
‫نسخة الكمباني‪ ،‬وفى نسخة الصل محلها بياض وقد أومأنا إلى وجه ذلك‬
‫في مقدمة الجزء المتمم للسبعين وهو أن الكاتب كان يخلى محل الرموز‬
‫ويكتبها تذكرة في الهامش‪ ،‬ثم كان يكتبها بعد ذلك بالحمرة‪ ،‬فسقط عنه‬
‫كتابة هذا =‬

‫]‪[92‬‬

‫خمسة لو رحلتم فيهن لصبتموهن‪ :‬ل يخاف عبد إل ذنبه‪ ،‬ول يرجو إل ربه ول‬
‫يستحي الجاهل إذا سئل عما ل يعلم أن يقول‪ :‬لأعلم‪ ،‬والصبر من اليمان‬
‫بمنزلة الرأس من الجسد ول إيمان لمن ل صبر له قال على )عليه‬
‫السلم(‪ :‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬الصبر ثلثة‪ :‬صبر على‬
‫المصيبة وصبر على الطاعة‪ ،‬وصبر عن المعصية‪ ،‬فمن صبر على‬
‫المصيبة أعطاه ال تعالى ثلثمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة مابين‬
‫السماء والرض‪ ،‬ومن صبر على الطاعة كان له ستمائة درجة مابين‬
‫الدرجة إلى الدرجة مابين الثرى إلى العرش‪ ،‬ومن صبر عن المعصية‬
‫أعطاه ال سبعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة مابين منتهى العرش‬
‫إلى الثرى مرتين وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أيها الناس عليكم‬
‫بالصبر فانه لدين لمن لصبر له وقال )عليه السلم(‪ :‬إنك إن صبرت‬
‫جرت عليك المقادير‪ ،‬وأنت مأجور‪ ،‬وإنك إن جزعت جرت عليك المقادير‬
‫وأنت مأزور عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬الصبر رأس اليمان عنه‬
‫قال )عليه السلم(‪ :‬الصبر من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد‪ ،‬فإذا ذهب‬
‫الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب اليمان قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( )حاكيا( عن ال تعالى‪ :‬إذا وجهت إلى عبد من‬
‫عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده‪ ،‬ثم استقبل ذلك بصبر جميل‬
‫استحييت منه أن أنصب له ميزانا أو أنشرله ديوانا سئل محمد بن علي‬
‫)عليهما السلم( عن الصبر الجميل فقال‪ :‬شئ لشكوى فيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬وما‬
‫في الشكوى من الفرج ؟ فانما هو يحزن صديقك‪ ،‬ويفرح عدوك وقال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن الصبرو حسن الخلق والبر والحلم من أخلق‬
‫النبياء وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إنه سيكون زمان ل يستقيم‬
‫لهم الملك إل بالقتل والجور‪ ،‬ول يستقيم لهم الغنا إل بالبخل‪ ،‬ول يستقيم‬
‫لهم الصحبة في الناس إل‬
‫= الرمز فانه كان في آخر السطر‪ .‬والن ل يوجد في نسخة الصل رمز الحديث في‬
‫الهامش أيضا فانه قد ذهب عند الصحافة‪.‬‬

‫]‪[93‬‬

‫باتباع أهوائهم والستخراج من الدين‪ ،‬فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو‬
‫يقدر على الغنا‪ ،‬وصبر على الذل وهو يقدر على العز‪ ،‬وصبر على بغضة‬
‫الناس وهو يقدر على المحبة‪ ،‬أعطاه ال ثواب خمسين صديقا قال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬من ابتلي من المؤمنين ببلء فصبر عليه كان له‬
‫مثل أجر ألف شهيد وقال )عليه السلم(‪ :‬الجزع عند البلء تمام المحنة‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬كل نعيم دون الجنة حقير‪ ،‬وكل بلء دون النار يسير )‬
‫‪ - 47 (1‬أقول‪ :‬روى السيد ابن طاووس في كتاب سعد السعود من تفسير‬
‫أبي العباس ابن عقدة‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن الفضل‪ ،‬عن جابر قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما الصبر الجميل ؟ قال‪ :‬ذاك صبر ليس‬
‫فيه شكوى إلى الناس إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان )إلى‬
‫عابد من العباد( في حاجة‪ ،‬فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه‬
‫فاعتنقه وقال‪ :‬مرحبا بك يا خليل الرحمن فقال يعقوب‪ :‬لست بإبراهيم‬
‫ولكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فقال له الراهب‪ :‬فما بلغ بك ما أرى‬
‫من الكبر ؟ قال‪ :‬الهم والحزن والسقم فما جاوز صغير الباب حتى أوحى‬
‫ال إليه يا يعقوب شكوتني إلى العباد ؟ فخر ساجدا على عتبة الباب يقول‪:‬‬
‫رب لأعود فأوحى ال إليه إني قد غفرتها لك‪ ،‬فلتعودن لمثلها‪ ،‬فما شكى‬
‫مما أصاب من نوائب الدنيا إل أنه قال‪ :‬إنما أشكو بثي وحزني إلى ال‬
‫وأعلم من ال مال تعلمون محص‪ :‬عن جابر مثله ‪ - 48‬ختص‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الصبر صبران‪ :‬فالصبر عند المصيبة حسن‬
‫جميل‪ ،‬وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم ال عليك‪ ،‬والذكر ذكران ذكر‬
‫ال عزوجل عند المصيبة‪ ،‬وأكبر من ذلك ذكر ال عند ما حرم ال فيكون‬
‫ذلك حاجزا )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪ 135‬و ‪ (2) 136‬الختصاص‪ 218 :‬وفيه سقط‬

‫]‪[94‬‬

‫‪ - 49‬محص‪ :‬عن داود بن فرقد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال‬
‫تعالى إلى موسى بن عمران‪ ،:‬ماخلقت خلقا هو أحب إلي من عبدي‬
‫المؤمن إني إنما أبتليه لما هو خير له‪ ،‬وأزوي عنه لما هو خير له‪،‬‬
‫واعطيه لما هو خير له‪ ،‬وأنا أعلم بما يصلح عليه حال عبدي المؤمن‪،‬‬
‫فليرض بقضائي‪ ،‬وليشكر نعمائي‪ ،‬وليصبر على بلئي‪ ،‬أكتبه‪ ،‬في‬
‫الصديقين إذا عمل برضاي وأطاع لمري ‪ - 50‬محص‪ :‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن العبد ليكون له عند ال الدرجة ل يبلغها بعمله‪،‬‬
‫فيبتليه ال في جسده أو يصاب بماله أو يصاب في ولده فان هو صبر بلغه‬
‫ال إياها ‪ - 51‬محص‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬مامن مؤمن إل وهو مبتلى ببلء‪ ،‬منتظر به ما هو أشد منه‪ ،‬فان‬
‫صبر على البلية التي هو فيها عافاه ال من البلء الذي ينتظر به‪ ،‬وإن لم‬
‫يصبر وجزع نزل به من البلء المنتظر أبدا حتى يحسن صبره وعزاؤه ‪52‬‬
‫‪ -‬محص‪ :‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من ابتلي من‬
‫شيعتنا فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد ‪ - 53‬محص‪ :‬عن إسحاق بن‬
‫عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬يا إسحاق لتعدن مصيبة‬
‫اعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من ال ثوابا بمصيبة‪ ،‬إنما‬
‫المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها ‪- 54‬‬
‫محص‪ ،:‬روى أحمد بن محمد البرقي في كتابه الكبير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قد عجز من لم يعد لكل بلء صبرا‪ ،‬ولكل نعمة شكرا‪،‬‬
‫ولكل عسر يسرا‪ ،‬أصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد أو في مال‪ ،‬فان‬
‫ال إنما يقبض عاريته وهبته‪ ،‬ليبلو شكرك وصبرك ‪ - 55‬محص‪ :‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال أنعم على قوم فلم‬
‫يشكروا فصارت عليهم وبال‪ ،‬وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت‬
‫عليهم نعمة وعنه )عليه السلم( أنه قال‪ :‬لم يستزد في محبوب بمثل‬
‫الشكر ولم يستنقص‬

‫]‪[95‬‬

‫من مكروه بمثل الصبر ‪ - 56‬محص‪ :‬عن ربعي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن الصبر والبلء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلء‪ ،‬وهو صبور‪،‬‬
‫وإن الجزع والبلء يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلء وهو جزوع ‪- 57‬‬
‫محص‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن للنكبات غايات لبد أن‬
‫ينتهي إليها‪ ،‬فإذا حكم على أحدكم بها فليتطأطأ لها‪ ،‬ويصبر حتى يجوز‪،‬‬
‫فان إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها وكان يقول‪ :‬الصبر‬
‫من اليمان بمنزلة الرأس من الجسد‪ ،‬فمن لصبر له لإيمان له‪ ،‬وكان‬
‫يقول‪ :‬الصبر ثلثة‪ :‬الصبر على المصيبة‪ ،‬والصبر على الطاعة والصبر‬
‫عن المعصية وقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬الصبر صبران‪ :‬الصبر على‬
‫البلء حسن جميل‪ ،‬وأفضل منه الصبر على المحارم ‪ - 58‬محص‪ :‬عن ابن‬
‫عميرة قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬اتقوا ال واصبروا فانه من لم‬
‫يصبر أهلكه الجزع‪ ،‬وإنما هلكه في الجزع أنه إذا جزع لم يؤجر ‪- 59‬‬
‫محص‪ :‬جابر بن عبد ال أن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬من كنوز‬
‫الجنة البر وإخفاء العمل‪ ،‬والصبر على الرزايا‪ ،‬وكتمان المصائب ‪- 60‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬صبرك على محارم‬
‫ال أيسر من صبرك على عذاب القبر‪ ،‬من صبر على ال وصل إليه نهج‪:‬‬
‫قال )عليه السلم(‪ :‬الصبر صبران‪ :‬صبر على ما تكره‪ ،‬وصبر مما تحب )‬
‫‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬ل يعدم الصبور الظفر‪ ،‬وإن طال به الزمان )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 156‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪183‬‬

‫]‪[96‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬عند‬
‫تناهي الشدة تكون الفرجة‪ ،‬وعند تضايق حلق البلء يكون الرخاء )‪61 (2‬‬
‫‪ -‬كنز الكراجكى‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬بالصبر يتوقع‬
‫الفرج‪ ،‬ومن يدمن قرع الباب يلج وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫الصبر مطية لتكبو‪ ،‬والقناعة سيف لينبو وقال )عليه السلم(‪ :‬أفضل‬
‫العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج وقال )عليه السلم(‪ :‬الصبر جنة‬
‫من الفاقة وقال )عليه السلم(‪ :‬من ركب مركب الصبر اهتدى إلى ميدان‬
‫النصر ‪ - 62‬مشكوة النوار‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬إن الحر حر على‬
‫جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها‪ ،‬وإن تداكت عليه المصائب لم‬
‫تكسره‪ ،‬وإن اسر وقهر واستبدل بالعسر يسرا كما كان يوسف الصديق‬
‫المين )عليه السلم( لم يضره حزنه أن استعبد وقهر واسر‪ ،‬ولم تضرره‬
‫ظلمة الجب ووحشته وما ناله أن من ال عليه فجعل الجبار العاتي له‬
‫عبدا‪ ،‬بعد أن كان مالكا له‪ ،‬فأرسله فرحم به امة‪ ،‬وكذلك الصبر يعقب خيرا‬
‫فاصبروا تظفروا‪ ،‬وواظبوا على الصبر تؤجروا )‪ (3‬أقول‪ :‬ورواه الكليني‬
‫في الكافي أيضا بأدنى تغيير )‪ - 63 (4‬ومنه‪ :‬عن الباقر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬من صبر واسترجع وحمد ال عند المصيبة فقد رضي بما صنع ال‪،‬‬
‫ووقع أجره على ال‪ ،‬ومن لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء وهو ذميم‬
‫وأحبط ال أجره )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ‪ 2‬ص ‪ (2) 187‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 227‬مشكاة النوار‬
‫‪ 21‬و ‪ (4) 22‬راجع الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 89‬مشكاة النوار ص ‪ 22‬و‬
‫‪.23‬‬

‫]‪[97‬‬
‫وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬المؤمن يطبع على الصبر على النوائب )‪(1‬‬
‫‪ - 64‬ومنه‪ :‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال‬
‫عزوجل إلى داود )عليه السلم( أن قرينك في الجنة خلدة بنت أوس فأتها‬
‫وأخبرها وبشرها بالجنة وأعلمها أنها قرينك في الخرة فانطلق داود‬
‫)عليه السلم( إليها فقرع الباب عليها‪ ،‬فخرجت إليه‪ ،‬فقال‪ :‬أنت خلدة بنت‬
‫أوس ؟ قالت‪ :‬يا نبي ال لست بصاحبتك التي تطلب‪ ،‬قال لها داود‪ :‬ألست‬
‫خلدة بنت أوس من سبط كذا )وكذا( ؟ قالت‪ :‬بلى قال‪ :‬فأنت هي إذا‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يا نبي ال لعل اسما وافق اسما ؟ فقال لها داود‪ :‬ما كذبت ولكذبت‪،‬‬
‫وإنك لنت هي‪ ،‬فقالت يا نبي ال ما اكذبك ول وال ما أعرف من نفسي ما‬
‫وصفتني به قال لها داود‪ :‬خبريني عن سريرتك ماهي ؟ قالت‪ :‬أما هذا‬
‫فسأخبرك به إنه لم يصبني وجع قط نزل بي من ال تبارك وتعالى كائنا‬
‫ماكان ولنزل بي مرض أو جوع إل صبرت عليه ولم أسأل ال كشفه حتى‬
‫هو يكون الذي يحوله عني إلى العافية والسعة لم أطلب بها بدل وشكرت‬
‫ال عليها وحمدته‪ ،‬قال لها داود )عليه السلم(‪ :‬فبهذا النعت بلغت ما بلغت‬
‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هذا وال دين ال الذي ارتضاه‬
‫للصالحين )‪ - 65 (2‬المؤمن‪ :‬باسناده‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪:‬‬
‫مامن عبد مسلم ابتله ال بمكروه وصبر إل كتب له أجر ألف شهيد وعن‬
‫أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬مامن أحد يبليه ال عزوجل ببلية فصبر‬
‫عليها إل كان له أجر ألف شهيد‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار ص ‪ (2) 23‬مشكاة النوار ‪ 23‬و ‪24‬‬

‫]‪[98‬‬

‫)‪) * (63‬باب( * * )التوكل‪ ،‬والتفويض‪ ،‬والرضا‪ ،‬والتسليم‪ ،‬وذم العتماد( * على‬


‫غيره تعالى ولزوم الستثناء بمشية ال في كل أمر اليات‪ ،‬البقرة‪ :‬كتب‬
‫عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن‬
‫تحبوا شيئا وهو شر لكم وال يعلم وأنتم ل تعلمون )‪ (1‬آل عمران‪ :‬ومن‬
‫يعتصم بال فقد هدي إلى صراط مستقيم )‪ (2‬وقال سبحانه‪ :‬وعلى ال‬
‫فليتوكل المؤمنون )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬فإذا عزمت فتوكل على ال إن ال‬
‫يحب المتوكلين * إن ينصركم ال فل غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي‬
‫ينصركم من بعده وعلى ال فليتوكل المؤمنون )‪ (4‬وقال‪ :‬الذين قال لهم‬
‫الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا ال‬
‫ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من ال وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا‬
‫رضوان ال وال ذوفضل عظيم )‪ (5‬النساء‪ :،‬وكفى بال وليا وكفى بال‬
‫نصيرا )‪ (6‬وقال‪ :‬فأعرض عنهم وتوكل على ال وكفى بال وكيل )‪(7‬‬
‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 216 :‬آل عمران‪ (3) 101 :‬آل عمران‪ (4) 122 :‬آل عمران‪159 :‬‬
‫‪ (5) 160 -‬آل عمران ‪ (6) 173 - 172‬النساء‪ (7) 45 :‬النساء‪81 :‬‬

‫]‪[99‬‬

‫المائدة‪ :‬وعلى ال فليتوكل المؤمنون )‪ (1‬وقال‪ :‬وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمنين‬


‫)‪ (2‬وقال‪ :‬رضي ال عنهم ورضوا عنه )‪ (3‬النعام‪ :‬قل أغير ال أتخذوليا‬
‫فاطر السماوات والرض وهو يطعم ول يطعم ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬وإن‬
‫يمسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يمسك بخير فهو على كل شئ‬
‫قدير )‪ (4‬وقال تعالى حاكيا عن إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬ول أخاف ما‬
‫تشركون به إل أن يشاء ربي شيئا )‪ (5‬العراف‪ :‬قال تعالى حاكيا عن‬
‫شعيب )عليه السلم(‪ :‬على ال توكلنا )‪ (6‬وقال سبحانه‪ :‬إن وليي ل الذي‬
‫نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين * والذين تدعون من دونه ل يستطيعون‬
‫نصركم ول أنفسهم ينصرون )‪ (7‬النفال‪ :‬وعلى ربهم يتوكلون )‪ (8‬وقال‪:‬‬
‫ومن يتوكل على ال فان ال عزيز حكيم )‪ (9‬وقال‪ :‬وتوكل على ال إنه هو‬
‫السميع العليم )‪ (10‬وقال‪ :‬وإن يريدوا أن يخدعوك فان حسبك ال هو‬
‫الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الرض‬
‫جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن ال ألف بينهم إنه عزيز حكيم * يا أيها‬
‫النبي حسبك ال ومن اتبعك من‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) 11 :‬المائدة‪ (3) 23 :‬المائدة‪ (4) 119 :‬النعام‪ (5) 17 :‬النعام‪:‬‬
‫‪ (6) 80‬العراف‪ (7) 89 :‬العراف‪ (8) 196 :‬النفال‪ (9) 2 :‬النفال‪:‬‬
‫‪ (10) 49‬النفال‪.61 :‬‬

‫]‪[100‬‬

‫المؤمنين )‪ (1‬التوبة‪ :‬قل لن يصيبنا إل ماكتب ال لنا هو مولينا وعلى ال فليتوكل‬


‫المؤمنون )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها‬
‫رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون * ولو أنهم رضوا ما آتيهم ال‬
‫ورسوله وقالوا حسبنا ال سيؤتينا ال من فضله ورسوله إنا إلى ال‬
‫راغبون )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬فان تولوا فقل حسبي ال لإله إل هو عليه‬
‫توكلت وهو رب العرش العظيم )‪ (4‬يونس‪ :‬حاكيا عن نوح )عليه السلم(‪:‬‬
‫يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات ال فعلى ال توكلت‬
‫فأجمعوا أمركم وشركائكم ثم ل يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ول‬
‫تنظرون )‪ (5‬وقال تعالى‪ :‬وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بال فعليه‬
‫توكلوا إن كنتم مسلمين * فقالوا على ال توكلنا ربنا ل تجعلنا فتنة للقوم‬
‫الظالمين )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬ول تدع من دون ال مال ينفعك ول يضرك فان‬
‫فعلت فانك إذا من الظالمين * وإن يمسسك ال بضر فل كاشف له إل هو‬
‫وإن يردك بخير فل راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور‬
‫الرحيم )‪ (7‬هود‪ :‬وال على كل شئ وكيل )‪ (8‬وقال تعالى حاكيا عن هود‬
‫)عليه السلم(‪ :‬قال إني اشهد ال واشهدوا أني برئ مما‬

‫)‪ (1‬النفال‪ (2) 64 - 62 :‬براءة‪ (3) 52 :‬براءة ‪ (4) 59 - 58‬براءة‪(5) 129 :‬‬
‫يونس‪ (6) 71 :‬يونس‪ 84 :‬و ‪ (7) 85‬يونس‪ (8) 107 - 106 :‬هود‪:‬‬
‫‪12‬‬

‫]‪[101‬‬

‫تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم ل تنظرون * إني توكلت على ال ربي وربكم‬
‫مامن دابة إل هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم )‪ (1‬وقال‬
‫تعالى حاكيا عن شعيب )عليه السلم(‪ :‬وما توفيقي إل بال عليه توكلت و‬
‫إليه انيب )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬ول غيب السموات والرض وإليه يرجع المر‬
‫كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما يعملون )‪ (3‬يوسف‪ :‬وإل‬
‫تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬وقال‬
‫للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث‬
‫في السجن بضع سنين )‪ (5‬وقال تعالى‪ :‬فال خير حافظا وهو أرحم‬
‫الراحمين )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬وقال ل تدخلوا من باب واحد وادخلوا من‬
‫أبواب متفرقة وما اغني عنكم من ال من شئ إن الحكم إل ل عليه توكلت‬
‫وعليه فليتوكل المتوكلون * ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ماكان يغني‬
‫عنهم من ال من شئ إل حاجة في نفس يعقوب قضيها وإنه لذو علم لما‬
‫علمناه ولكن اكثر الناس ل يعلمون )‪ (7‬وقال‪ :‬عسى ال أن يأيتني بهم‬
‫جميعا أنه هو العليم الحكيم )‪ (8‬وقال تعالى‪ :‬قال ألم أقل لكم إني أعلم من‬
‫ال مال تعلمون )‪ (9‬الرعد‪ :‬له دعوة الحق والذين يدعون من دونه ل‬
‫يستجيبون بشئ إل‬

‫)‪ (1‬هود‪ (2) 56 - 54 :‬هود‪ (3) 88 :‬هود‪ (4) 123 :‬يوسف‪ (5) 33 :‬يوسف‪:‬‬
‫‪ (6) 42‬يوسف‪ (7) 64 :‬يوسف‪ (8) 68 - 67 :‬يوسف‪(9) 83 :‬‬
‫يوسف‪86 :‬‬

‫]‪[102‬‬
‫كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إل في ضلل إلى‬
‫قوله تعالى‪ :‬قل أفأتخذتم من دونه أولياء ل يملكون لنفسهم نفعا ولضرا )‬
‫‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬قل هو ربي ل إله إل هو عليه توكلت وإليه متاب )‪(2‬‬
‫ابراهيم‪ :‬وعلى ال فليتوكل المؤمنون * ومالنا أن ل نتوكل على ال وقد‬
‫هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى ال فليتوكل المتوكلون )‪(3‬‬
‫النحل الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬ويعبدون من‬
‫دون ال مال يملك لهم رزقا من السماوات و الرض شيئا ول يستطيعون )‬
‫‪ (5‬السراء‪ :‬أل تتخذوا من دوني وكيل )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬قل ادعوا الذين‬
‫زعمتم من دونه فل يملكون كشف الضر عنكم ول تحويل )‪ (7‬وقال‬
‫سبحانه‪ :‬وكفى بربك وكيل )‪ (8‬وقال‪ :‬ثم لتجد لك به علينا وكيل )‪ (9‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬قل كفى بال شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا )‪(10‬‬
‫الكهف‪ :‬مالهم من دونه من ولي ول يشرك في حكمه أحدا )‪ (11‬مريم‪:‬‬
‫واتخذوا من دون ال آلهة ليكونوا لهم عزا * كل سيكفرون بعبادتهم‬
‫ويكونون عليهم ضدا )‪(12‬‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) 16 - 14 :‬الرعد‪ (3) 30 :‬ابراهيم‪ (4) 12 - 11 :‬النحل‪(5) 42 :‬‬


‫النحل‪ (6) 73 :‬أسرى ‪ (7) 2‬أسرى‪ (8) 56 :‬أسرى‪ (9) 65 :‬أسرى‪:‬‬
‫‪ (10) 86‬أسرى ‪ (11) 96‬الكهف‪ (12) 26 :‬مريم‪ 81 :‬و ‪82‬‬

‫]‪[103‬‬

‫طه‪ :‬فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا ل تخف إنك أنت العلى )‪ (1‬الحج‪ :‬يدعو‬
‫من دون ال مال يضره ومال ينفعه ذلك هو الضلل البعيد * يدعو لمن‬
‫ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير إلى قوله تعالى‪ :‬من كان‬
‫يظن أن لن ينصره ال في الدنيا والخرة فليمدد بسبب من السماء ثم‬
‫ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬ومن يهن ال فماله‬
‫من مكرم إن ال يفعل ما يشاء )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬إن ال يدافع عن الذين‬
‫آمنوا )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬واعتصموا بال هو موليكم فنعم المولى ونعم‬
‫النصير )‪ (5‬المؤمنون‪ :‬قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ول يجار‬
‫عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون ل قل فأنى تسحرون )‪ (6‬النور‪ :‬ولول‬
‫فضل ال عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن ال يزكي من‬
‫يشاء وال سميع عليم )‪ (7‬وقال تعالى‪ :‬ومن لم يجعل ال له نورا فماله‬
‫من نور )‪ (8‬الفرقان‪ :‬وتوكل على الحى الذي ل يموت )‪ (9‬الشعراء‪ :‬ولهم‬
‫على ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كل فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون )‬
‫‪ (10‬وقال تعالى‪ :‬قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كل إن معي ربي‬
‫سيهدين )‪(11‬‬
‫)‪ (1‬طه‪ 67 :‬و ‪ (2) 68‬الحج‪ (3) 15 - 12 :‬الحج‪ (4) 18 :‬الحج‪ (5) 38 :‬الحج‪:‬‬
‫‪ (6) 87‬المؤمنون‪ (7) 89 - 88 :‬النور‪ (8) 21 :‬النور‪(9) 40 :‬‬
‫الفرقان‪ (10) 58 :‬الشعراء‪ 14 :‬و ‪ (11) 15‬الشعراء‪ 61 :‬و ‪62‬‬

‫]‪[104‬‬

‫وقال تعالى‪ :‬وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في‬
‫الساجدين * إنه هو السميع العليم )‪ (1‬النمل‪ :‬أمن يجيب المضطر إذا دعاه‬
‫ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الرض أإله مع ال قليل ما تذكرون )‪(2‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬فتوكل على ال إنك على الحق المبين )‪ (3‬القصص‪ :‬قال عسى‬
‫ربي أن يهديني سواء السبيل )‪ (4‬العنكبوت‪ :‬نعم أجر العاملين * الذين‬
‫صبروا وعلى ربهم يتوكلون )‪ (5‬الروم‪ :‬فانتقمنا من الذين أجرموا وكان‬
‫حقا علينا نصر المؤمنين )‪ (6‬لقمان‪ :‬ذلك بأن ال هوالحق وأن ما يدعون‬
‫من دونه الباطل وأن ال هو العلي الكبير )‪ (7‬التنزيل‪ :‬مالكم من دونه من‬
‫ولي ول شفيع أفل تتذكرون )‪ (8‬الحزاب‪ :‬وتوكل على ال وكفى بال‬
‫وكيل )‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬وتظنون بال الظنونا )‪ (10‬وقال تعالى‪ :‬قل من‬
‫ذاالذي يعصمكم من ال إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة ول يجدون من‬
‫دون ال وليا ول نصيرا )‪ (11‬وقال تعالى‪ :‬وتوكل على ال وكفى بال‬
‫وكيل )‪ (12‬فاطر‪ :‬ما يفتح ال للناس من رحمة فل ممسك لها وما يمسك‬
‫فل مرسل له‬

‫)‪ (1‬الشعراء‪ (2) 220 - 217 :‬النمل‪ (3) 62 :‬النمل‪ (4) 79 :‬القصص‪(5) 22 :‬‬
‫العنكبوت‪ (6) 59 - 58 :‬الروم‪ (7) 47 :‬لقمان‪ (8) 30 :‬التنزيل ص ‪40‬‬
‫)‪ (9‬الحزاب‪ (10) 3 :‬الحزاب‪ (11) 10 :‬الحزاب‪ (12) 17 :‬الحزاب‪:‬‬
‫‪48‬‬

‫]‪[105‬‬

‫من بعده وهو العزيز الحكيم )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬من كان يريد العزة فلله العزة جميعا )‬
‫‪ (2‬الزمر‪ :‬أليس ال بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل ال‬
‫فماله من هاد ومن يهد ال فماله من مضل أليس ال بعزيز ذي انتقام *‬
‫ولئن سألتهم من خلق السموات والرض ليقولن ال قل أفرأيتم ما تدعون‬
‫من دون ال إن أرادني ال بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة‬
‫هل هن ممسكات رحمته قل حسبي ال عليه يتوكل المتوكلون )‪ (3‬وقال‬
‫سبحانه‪ :‬ال خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل * له مقاليد السموات‬
‫والرض )‪ (4‬المؤمن‪ :‬وافوض أمري إلى ال إن ال بصير بالعباد * فوقاه‬
‫ال سيئات ما مكروا )‪ (5‬حمعسق‪ :‬والذين اتخذوا من دونه أولياء ال‬
‫حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل إلى قوله تعالى‪ :‬أم اتخذوا من دونه‬
‫أولياء فال هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير إلى قوله‪:‬‬
‫ذلكم ال ربي عليه توكلت وإليه انيب )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬وما عند ال خير‬
‫وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون )‪ (7‬وقال تعالى‪ :‬أل إلى ال تصير‬
‫المور )‪ (8‬الزخرف‪ :‬أم أبرموا أمرا فانا مبرمون )‪(9‬‬

‫)‪ (1‬فاطر‪ (2) 2 :‬فاطر‪ (3) 10 :‬الزمر‪ (4) 38 - 37 :‬الزمر‪(5) 63 - 62 :‬‬


‫المؤمن‪ 44 :‬و ‪ (6) 45‬الشورى‪ (7) 10 - 6 :‬الشورى‪(8) 36 :‬‬
‫الشورى‪ (9) 53 :‬الزخرف‪79 :‬‬

‫]‪[106‬‬

‫الفتح‪ :‬قل فمن يملك لكم من ال شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا )‪ (1‬الحديد‪:‬‬
‫لكيل تأسوا على ما فاتكم ول تفرحوا بما آتاكم )‪ (2‬الممتحنة‪ :‬ربنا عليك‬
‫توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير )‪ (3‬التغابن‪ :‬ما أصاب من مصيبة إل باذن‬
‫ال ومن يؤمن بال يهد قلبه وال بكل شئ عليم إلى قوله تعالى‪ :‬ال لإله‬
‫إل هو وعلى ال فليتوكل المؤمنون )‪ (4‬الطلق‪ :‬ومن يتوكل على ال فهو‬
‫حسبه إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شئ قدرا )‪ (5‬الملك‪ :‬قل هو‬
‫الرحمن آمنا به وعليه توكلنا )‪ (6‬الجن‪ :‬قل إني لن يجيرني من ال أحد‬
‫ولن أجد من دونه ملتحدا )‪ (7‬المزمل‪ :‬وتبتل إليه تبتيل * رب المشرق‬
‫والمغرب لإله إل هو فاتخذه وكيل )‪ (8‬الدهر‪ :‬وما تشاؤن إل أن يشاء ال‬
‫إن ال كان عليما حكيما )‪ (9‬تفسير‪ " :‬وهو كره لكم " )‪ (10‬أي شاق‬
‫عليكم مكروه طبعا " أن تكرهوا شيئا " أي في الحال " وهو خير لكم "‬
‫في العاقبة وهكذا أكثر ما كلفوا به‪ ،‬فان الطبع يكرهه وهو مناط صلحهم‬
‫وسبب فلحهم " وعسى أن تحبوا شيئا " في الحال " و هو شرلكم " في‬
‫العاقبة‪ ،‬وهكذا أكثر مانهوا عنه‪ ،‬فان النفس تحبه وتهواه وهو يفضي بها‬
‫إلى الردى‪ ،‬وإنما ذكر " عسى " لن النفس إذا ارتاضت ينعكس المر‬
‫عليها " وال يعلم " ما هو خير لكم " وأنتم ل تعلمون " ذلك‪ ،‬فظهر‬

‫)‪ (1‬الفتح‪ (2) 11 :‬الحديد‪ (3) 23 ::‬الممتحنة‪ (4) 4 :‬التغابن‪(5) 13 - 11 :‬‬


‫الطلق‪ (6) 3 :‬الملك‪ (7) 29 :‬الجن‪ (8) 22 :‬المزمل‪ (9) 9 .8 :‬الدهر‪:‬‬
‫‪ (10) 30‬البقرة‪.216 :‬‬

‫]‪[107‬‬
‫أنه لبد من تسليم المر إلى ال واتباع أوامره وترك اتباع الهواء المخالفة لما‬
‫يحبه ال ويرضاه " ومن يعتصم بال " )‪ (1‬قيل أي ومن يستمسك بدينه‬
‫أو يلتجي إليه في مجامع اموره‪ ،‬فقد اهتدى ل محالة " وعلى ال فليتوكل‬
‫المؤمنون " )‪ (2‬أي فليعتمدوا عليه في الكفاية " فإذا عزمت " )‪ (3‬أي‬
‫وطنت نفسك على شئ بعد الشورى " فتوكل على ال " في إمضاء أمرك‬
‫على ما هو أصلح لك‪ ،‬فانه ل يعلمه سواه‪ ،‬وروت العامة عن الصادق‬
‫)عليه السلم( فإذا عزمت بضم التاء أي فإذا عزمت لك‪ ،‬ووفقتك وأرشدتك‬
‫" إن ال يحب المتوكلين " فينصرهم ويهديهم إلى الصلح " إن ينصركم‬
‫ال " كما نصركم يوم بدر " فل غالب لكم " أي فل أحد يغلبكم " وإن‬
‫يخذلكم " كما خذلكم يوم احد " فمن ذا الذي ينصركم من بعده " أي ل‬
‫ناصر لكم من بعد ال‪ ،‬إذا جاوزتموه‪ ،‬أو من بعد خذلنه " وعلى ال‬
‫فليتوكل المؤمنون " اي فليخصوه بالتوكل لما آمنوا به‪ ،‬وعلموا ان ل‬
‫ناصر سواه " الذين قال لهم الناس " )‪ (4‬عن الباقر )عليه السلم( أنها‬
‫نزلت في غزوة بدر الصغرى حين بعث أبو سفيان نعيم بن ؟ ؟ ؟ ليخوف‬
‫المؤمنين ويثبطهم‪ ،‬وقد مرت تلك القضية في المجلد السادس فقال‬
‫المؤمنون سيما أميرهم )عليه السلم(‪ " :‬حسبنا ال ونعم الوكيل " أي‬
‫هو محسبنا وكافينا‪ ،‬من أحسبه إذا كفاه ونعم الموكول إليه " قانقلبوا "‬
‫أي فرجعوا من بدر " بنعمة من ال " أي عافية وثبات على اليمان‬
‫وزيادة فيه " وفضل " أي ربح في التجارة " لم يمسسهم سوء " من‬
‫جراحة وكيد عدو " واتبعوا رضوان ال " بجرأتهم وخروجهم " وال‬
‫ذوفضل عظيم " قد تفضل‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) 101 :‬آل عمران‪ (3) 122 :‬آل عمران‪ (4) 160 - 159 :‬آل‬
‫عمران‪.173 - 172 :‬‬

‫]‪[108‬‬

‫عليهم بما ذكر وغيره‪ ،‬وفي الخصال )‪ (1‬عجبت لمن يفزع من أربع كيف ليفزع‬
‫إلى أربع‪ :‬عجبت لمن خاف كيف ليفزع إلى قوله تعالى‪ :‬حسبنا ال ونعم‬
‫الوكيل فاني سمعت قول ال بعقبها‪ " :‬فانقلبوا بنعمة من ال وفضل لم‬
‫يمسسهم سوء " الخبر ومثله كثير سيأتي في محله " وكفى بال وليا " )‬
‫‪ (2‬يلي أمركم " وكفى بال نصيرا " يعينكم فثقوا به واكتفوا به عن غيره‬
‫" وكفى بال وكيل " )‪ (3‬يكفيك شرهم " وعلى ال فتوكلوا " )‪ (4‬أي في‬
‫نصرته على الجبارين " إن كنتم مؤمنين " به ومصدقين لوعده " رضي‬
‫ال عنهم ورضوا عنه " )‪ (5‬فيها إشعار بمدح الرضا بقضاء ال " أغير‬
‫ال أتخذوليا " إنكار لتخاذ غير ال وليا‪ ،‬ل لتخاذ الولي‪ ،‬ولذلك قدم غير‬
‫واولي الهمزة‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بالولي هنا المعبود‪ ،‬وأقول‪ :‬يحتمل مطلق‬
‫المتولي للمور‪ ،‬والنبياء والوصياء لما كانوا منصوبين من قبل ال‬
‫فاتخاذهم اتخاذ ال " فاطر السموات والرض " أي منشئهما ومبدعهما‬
‫ابتداء بقدرته وحكمته من غير احتذاء مثال‪ ،‬فمن كان بيده السباب‬
‫السماوية والرضية يصلح لن يتخذ وليا " وهو يطعم وليطعم " أي‬
‫يرزق ول يرزق‪ ،‬يعني أن المنافع كلها من عنده ول يجوز عليه النتفاع "‬
‫بضر " )‪ (6‬أي ببلية كمرض وفقر " فل كاشف له " أي فل قادر على‬
‫كشفه " إل هو‪ ،‬وإن يمسسك بخير " أي بنعمة كصحة وغنى " فهو على‬
‫كل شئ‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 103‬النساء‪ (3) 45 :‬النساء‪ (4) 81 :‬المائدة‪(5) 23 :‬‬
‫المائدة‪ (6) 119 :‬النعام‪17 :‬‬

‫]‪[109‬‬

‫قدير " يقدر على إدامته وإزالته " ما تشركون به " )‪ (1‬قيل‪ :‬أي لأخاف‬
‫معبوداتكم قط لنها ل قدرة لها على ضر أو نفع " إل أن يشاء ربي شيئا "‬
‫أن يصيبني بمكروه أقول‪ :‬ويحتمل شمولها لمن يتوسلون إليهم من اللهة‬
‫المجازية فانه أيضا نوع من الشرك كما يستفاد من كثير من الخبار " إن‬
‫وليي " )‪ (2‬أي ناصري وحافظي " ال الذي نزل الكتاب " أي القرآن "‬
‫وهو يتولى الصالحين " أي ينصرهم ويحفظهم " وعلى ربهم يتوكلون "‬
‫)‪ (3‬أي إليه يفوضون امورهم فيما يخافون ويرجون " فان ال عزيز " )‬
‫‪ (4‬قيل‪ :‬أي غالب بنصر الضعيف على القوي والقليل على الكثير " حكيم‬
‫" يفعل بحكمته البالغة ما يستبعده العقل ويعجز عن إدراكه " وتوكل على‬
‫ال " )‪ (5‬ول تخف من خديعتهم ومكرهم فان ال عاصمك وكافيك منهم "‬
‫إنه هو السميع " لقوالهم " العليم " بنياتهم " وإن يريدوا أن يخدعوك "‬
‫في الصلح " فان حسبك ال " أي محسبك ال وروى علي بن إبراهيم )‪(6‬‬
‫عن الباقر )عليه السلم( أن هؤلء قوم كانوا معه من قريش " هو الذي‬
‫أيدك " أي قواك " وألف بين قلوبهم " حتى صاروا متحابين متوادين "‬
‫ولكن ال ألف بينهم " بالسلم بقدرته البالغة " إنه عزيز " تام القدرة‬
‫والغلبة ل يعصي عليه ما يريده " حكيم " يعلم أنه كيف ينبغي أن يفعل ما‬
‫يريد‬

‫)‪ (1‬النعا‍گ‪ (2) 80 :‬العراف‪ (3) 196 :‬النفال‪ (4) 2 :‬النفال‪ (5) 49 :‬النفال‪:‬‬
‫‪ (6) 64 - 61‬تفسير القمى ص ‪.255‬‬
‫]‪[110‬‬

‫" هو مولنا " )‪ (1‬أي ناصرنا ومتولي أمرنا " وعلى ال فليتوكل المؤمنون "‬
‫لن حق المؤمن أن ل يتوكل إل على ال " من يلمزك " )‪ (2‬أي يعيبك "‬
‫في الصدقات أي في قسمتها " فان اعطوا " الخ يعني أن رضاهم‬
‫وسخطهم لنفسهم ل للدين‪ ،‬وفي الكافي )‪ (3‬والمجمع )‪ (4‬والعياشي )‪(5‬‬
‫عن الصادق )عليه السلم( أن أهل هذه الية أكثر من ثلثي الناس " ما‬
‫آتيهم ال ورسوله " أي ما أعطاهم الرسول من الغنيمة أو الصدقة‪ ،‬وذكر‬
‫ال للتعظيم والتنبيه على أن ما فعله الرسول كان بأمره كذا قيل‪ " :‬وقالوا‬
‫حسبنا ال " أي كفانا فضله " سيؤتينا ال من فضله " صدقة أو غنيمة‬
‫اخرى " إنا إلى ال راغبون " في أن يوسع علينا من فضله وجواب‬
‫الشرط محذوف تقديره لكان خيرا لهم " فان تولوا " )‪ (6‬عن اليمان بك‬
‫فقل حسبي ال " أي استعن بال فانه يكفيك أمرهم وينصرك عليهم )‪" (7‬‬
‫عليه توكلت " فل أرجو ول أخاف إل منه " مقامي " )‪ (8‬أي مكاني أو‬
‫إقامتي بينكم مدة مديدة أو قيامي على الدعوة " وتذكيري " إياكم " بآيات‬
‫ال فعلى ال توكلت " أي به وثقت " فأجمعوا أمركم " أي فاعزموا على‬
‫ما تريدون " وشركائكم " أي مع شركائكم واجتمعوا على السعي في‬
‫إهلكي " ثم ل يكن أمركم عليكم غمة " أي مستورا واجعلوه ظاهرا‬
‫مكشوفا من غمه إذا ستره‪ ،‬وقال علي بن إبراهيم‪ :‬أي لتغتموا " ثم‬
‫اقضوا إلي " أي أدوا إلي ذلك المر الذي تريدون بي‪ ،‬وقال علي بن‬
‫إبراهيم )‪:(9‬‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (2) 52 :‬براءة‪ (3) 58 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 412‬مجمع البيان ج ‪5‬‬
‫ص ‪ (5) 41‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (6) 89‬براءة‪ (7) 129 :‬في‬
‫النسخ وينصرهم عليك‪ ،‬وهومن طغيان القلم )‪ (8‬يونس‪ (9) 71 :‬تفسير‬
‫القمى ص ‪.291‬‬

‫]‪[111‬‬

‫أي ثم ادعوا علي " ول تنظرون " أي ل تمهلوني " وقال موسى " )‪ (1‬لما رأى‬
‫تخوف المؤمنين به " يا قوم إن كنتم آمنتم بال فعليه توكلوا " أي فثقوا‬
‫به‪ ،‬وأسندوا أمركم إليه واعتمدوا عليه " إن كنتم مسلمين " أي‬
‫مستسلمين لقضاء ال مخلصين له‪ ،‬وليس هذا تعليق الحكم بشرطين فان‬
‫المعلق باليمان وجوب التوكل فانه المقتضي له‪ ،‬والمشروط بالسلم‬
‫حصوله فانه ل يوجد مع التخليط‪ ،‬ونظيره‪ :‬إن دعاك زيد فأجبه إن قدرت‬
‫" فقالوا على ال توكلنا " لنهم كانوا مؤمنين مخلصين‪ ،‬ولذلك اجيبت‬
‫دعوتهم " ربنا ل تجعلنا فتنة أي موضع فتنة " للقوم الظالمين " أي ل‬
‫تسلطهم علينا فيفتنونا عن ديننا أو يعذبونا وفي المجمع )‪ (2‬عنهما‬
‫)عليهما السلم( والعياشي )‪ (3‬مقطوعا ل تسلطهم علينا فتفتنهم بنا "‬
‫مال ينفعك " )‪ (4‬إن دعوته " ول يضرك " إن خذلته " فان فعلت " أي‬
‫فان دعوته " فانك إذا من الظالمين " فان الشرك لظلم عظيم‪ ،‬قال علي بن‬
‫إبراهيم‪ :‬مخاطبة للنبي والمعنى للناس " وإن يمسسك ال بضر " أي إن‬
‫يصبك " فل كاشف له " يدفعه " إل هو " أي إل ال " فل راد " أي‬
‫فلدافع " لفضله " الذي أرادك به‪ ،‬قيل‪ :‬ذكر الرادة مع الخير والمس مع‬
‫الضر مع تلزم المرين للتنبيه على أن الخير مراد بالذات‪ ،‬وأن الضر إنما‬
‫مسهم ل بالقصد الول ووضع الفضل موضع الضمير للدللة على أنه‬
‫متفضل بما يريد بهم من الخير‪ ،‬لاستحقاق لهم عليه‪ ،‬ولم يستثن لن مراد‬
‫ال ل يمكن رده " يصيب به " أي بالخير " وهو الغفور الرحيم "‬
‫فتعرضوا لرحمته بالطاعة ول تيأسوا من غفرانه بالمعصية‬

‫)‪ (1‬يونس‪ (2) 84 :‬مجمع البيان ج ‪ 5‬ص ‪ (3) 128‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) 127‬يونس‪ 106 :‬و ‪.107‬‬

‫]‪[112‬‬

‫وال على كل شئ وكيل " )‪ (1‬فتوكل عليه‪ ،‬فانه عالم بحالهم‪ ،‬وفاعل بهم جزاء‬
‫أقوالهم وأفعالهم " مما تشركون من دونه " )‪ (2‬أي من إشراككم آلهة من‬
‫دونه " فكيدوني جميعا ثم ل تنظرون " واجههم بهذا الكلم مع قوتهم‬
‫وشدتهم وكثرتهم وتعطشهم إلى إراقة دمه‪ ،‬ثقة بال واعتمادا على‬
‫عصمته إياه واستهانة بهم وبكيدهم‪ ،‬وإن اجتمعوا عليه وتواطؤا على‬
‫إهلكه " إني توكلت على ال ربي وربكم " تقرير له والمعنى وإن بذلتم‬
‫غاية وسعكم لم تضروني فاني متوكل على ال‪ ،‬واثق بكلءته‪ ،‬وهو مالكي‬
‫ومالككم‪ ،‬ول يحيق بي ما لم يرده ول تقدرون على ما لم يقدره " إل هو‬
‫آخذ بناصيتها " أي إل وهو مالك لها‪ ،‬قاهر عليها‪ ،‬يصرفها على ما يريد‬
‫بها‪ ،‬والخذ بالناصية تمثيل لذلك " إن ربي صراط مستقيم " أي إنه على‬
‫الحق والعدل ل يضيع عنده معتصم‪ ،‬ول يفوته ظالم وفي تفسير العياشي )‬
‫‪ (3‬عن ابن معمر قال‪ :‬قال علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬في قوله‪" :‬‬
‫إن ربي على صراط مستقيم " يعني أنه على حق يجزي بالحسان إحسانا‬
‫وبالسيئ سيئا‪ ،‬ويعفو عمن يشاء ويغفر‪ ،‬سبحانه وتعالى " وما توفيقي "‬
‫)‪ (4‬أي لصابة الحق والثواب " إل بال " أي بهدايته ومعونته " عليه‬
‫توكلت " فانه القادر المتمكن من كل شئ دون غيره‪ ،‬قيل‪ :‬وفيه إشارة إلى‬
‫محض التوحيد الذي هو أقصى مراتب العلم بالمبدء " وإليه انيب " إشارة‬
‫إلى معرفة المعاد‪ ،‬نبه بهذه الكلمات على إقباله على ال بشراشره فيما‬
‫يأتي ويذر وحسم إطماع الكفار وعدم المبالة بعداوتهم وتهديدهم بالرجوع‬
‫إلى ال للجزاء " ول غيب السموات والرض " )‪ (5‬ل لغيره " وإليه‬
‫يرجع المر كله " لإلى‬

‫)‪ (1‬هود‪ (2) 12 :‬هود‪ (3) 56 - 54 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 151‬هود‪:‬‬
‫‪ (5) 88‬هود‪123 :‬‬

‫]‪[113‬‬

‫غيره " فاعبده وتوكل عليه " فانه كافيك " وما ربك بغافل عما تعملون " أنت‬
‫وهم‪ ،‬فيجازي كل ما يستحقه " وإل تصرف عني " )‪ (1‬أي وإن لم‬
‫تصرف عني " كيدهن " في تحبيب ذلك إلى وتحسينه عندي بالتثبيت على‬
‫العصمة " أصب إليهن " أي أمل إلى إجابتهن أو إلى أنفسهن بطبعي‬
‫ومقتضى شهوتي والصبو الميل إلى الهوى " وأكن من الجاهلين " أي‬
‫من السفهاء بارتكاب ما يدعونني إليه " للذي ظن " )‪ (2‬أي علم "‬
‫اذكرني عند ربك " أي اذكر حالي عند الملك وأني حبست ظلما لكي‬
‫يخلصني من السجن " فأنساه الشيطان ذكر ربه " أي فأنسى الشيطان‬
‫صاحب الشراب أن يذكره لربه‪ ،‬وقيل‪ :‬أنسى يوسف ذكر ال حتى استعان‬
‫بغيره " فلبث في السجن بضع سنين " روى العياشي عن الصادق )عليه‬
‫السلم( أنه قال‪ :‬سبع سنين‪ ،‬وعنه )عليه السلم( لم يفزع يوسف في حاله‬
‫إلى ال فيدعوه فلذلك قال ال‪ :‬فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن‬
‫بضع سنين قال‪ :‬فأوحى ال إلى يوسف في ساعته تلك‪ :‬يا يوسف من أراك‬
‫الرؤيا التي رأيتها ؟ فقال‪ :‬أنت يا ربي‪ ،‬قال‪ :‬فمن حببك إلى أبيك ؟ قال‪:‬‬
‫أنت يا ربي قال‪ :‬فمن وجه السيارة إليك ؟ فقال‪ :‬أنت يا ربي قال‪ :‬فمن‬
‫علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا ؟ قال‪ :‬أنت يا‬
‫ربي قال‪ :‬فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا ؟ قال‪ :‬أنت يا ربي قال‪ :‬فمن‬
‫أنطق لسان الصبي بعذرك ؟ قال‪ :‬أنت يا ربي‪ ،‬قال‪ :‬فمن صرف كيد امرأة‬
‫العزيز والنسوة قال‪ :‬أنت يا ربي‪ ،‬قال‪ :‬فمن ألهمك تأويل الرؤيا ؟ قال‪ :‬أنت‬
‫يا ربي‪ ،‬قال‪ :‬فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي ؟ وتسألني أن اخرجك‬
‫من السجن واستعنت وأملت عبدا من عبادي ليذكر إلى مخلوق من خلقي‬
‫في قبضتي ولم تفزع إلي‪ ،‬البث في السجن بذنبك بضع سنين بارسالك عبدا‬
‫إلى عبد )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬يوسف‪ (2) 33 :‬يوسف‪ (3) 42 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪176‬‬


‫]‪[114‬‬

‫وفي رواية اخرى عنه )‪) (1‬عليه السلم( اقتصر إلى بعضها وزاد في كل مرة‪:‬‬
‫فصاح ووضع خده على الرض ثم قال‪ :‬أنت يا ربي أقول‪ :‬قد مضت‬
‫الخبار في ذلك في أبواب أحوال يوسف )عليه السلم( )‪ " (2‬فال خير‬
‫حافظا " )‪ (3‬فأتوكل على ال وافوض أمري إليه " وهو أرحم الراحمين‬
‫" يرحم ضعفي وكبر سني فيحفظه ويرده علي وليجمع علي مصيبتين‬
‫وفي المجمع )‪ (4‬وعن الخبر أن ال سبحانه قال‪ :‬فبعزتي لردنهما إليك‬
‫بعدما توكلت علي " وادخلوا من أبواب متفرقة " )‪ (5‬لنهم كانوا ذوي‬
‫بهاء وجمال وهيئة حسنة‪ ،‬وقد شهروا في مصر بالقربة من الملك‪،‬‬
‫والتكرمة الخاصة التي لم يكن لغيرهم‪ ،‬فخاف عليهم العين " وما اغني‬
‫عنكم من ال من شئ " يعني وإن أراد ال بكم لم ينفعكم ولم يدفع عنكم ما‬
‫أشرت به عليكم من التفرق وهو مصيبكم ل محالة فان الحذر ليمنع القدر‬
‫" من حيث أمرهم أبوهم " أي من أبواب متفرقة " ماكان يغني عنهم "‬
‫رأي يعقوب واتباعه " من ال من شئ " مما قضا عليهم كما قاله يعقوب‬
‫فسرقوا واخذ بنيامين وتضاعفت المصيبة على يعقوب " إل حاجة في‬
‫نفس يعقوب " استثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفسه يعني شفقته‬
‫عليهم واحترازه من أن يعانوا " قضيها " أظهرها ووصى بها " وإنه لذو‬
‫علم لما علمناه " أي لذو يقين ومعرفة بال من أجل تعليمنا إياه‪ ،‬ولذلك‬
‫قال‪ " :‬ما اغني " هو ولم يغتر بتدبيره " ولكن أكثر الناس ل يعلمون "‬
‫سر القدر‪ ،‬وأنه ل يغني عنه الحذر‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ (2) 321‬راجع ج ‪ 12‬ص ‪ (3) 246‬يوسف ‪ (4) 64‬مجمع‬
‫البيان ج ‪ 5‬ص ‪ (5) 248‬يوسف‪68 - 67 :‬‬

‫]‪[115‬‬

‫" له دعوة الحق " )‪ (1‬فانه يدعى فيستجيب " والذين يدعون " أي يدعوهم‬
‫المشركون " بشئ " من الطلبات " إل كباسط كفيه " أي إل استجابة‬
‫كاستجابة من بسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه يطلب منه أن يبلغه من بعيد أو‬
‫يغترف مع بسط كفيه ليشربه " وما هو ببالغه " لن الماء جماد ليشعر‬
‫بدعائه ول يقدر على إجابته ول يستقر في الكف المبسوطة‪ ،‬وكذلك‬
‫آلهتهم‪ ،‬وروى علي بن إبراهيم عن الباقر )عليه السلم( أنه قال‪ :‬هذا مثل‬
‫ضربه ال للذين يعبدون الصنام‪ ،‬والذين يعبدون اللهة من دون ال فل‬
‫يستجيبون لهم بشئ‪ ،‬ول ينفعهم إل كباسط كفيه إلى الماء ليتناوله من‬
‫بعيد‪ ،‬ول يناله " إل في ضلل " وبطلن أقول‪ :‬هذا المثل جار في الصنام‬
‫واللهة المجازية فانهم ل يقدرون على إيصال المنافع إلى غيرهم إل‬
‫بتيسير ال وتسبيبه وهو مالك الرقاب ومقلب القلوب ومسبب السباب‬
‫وكذا قوله‪ " :‬أفأتخذتم من دونه أولياء " )‪ (2‬ظاهره في الصنام ويجري‬
‫في غيرها " قل هو ربي " )‪ (3‬أي الرحمن خالقي ومتولي أمري " لإله‬
‫إل هو " أي ل يستحق العبادة إل هو تعالى عن الشركاء " عليه توكلت "‬
‫في نصرتي عليكم " وإليه متاب " أي مرجعي فيثيبني على مصابرتكم‬
‫ومجاهدتكم " ومالنا أن ل نتوكل على ال " )‪ (4‬أي أي عذر لنا في أن ل‬
‫نتوكل " وقد هدينا سبلنا " التي بها نعرفه ونعلم أن المور كلها بيده "‬
‫الذين صبروا " )‪ (5‬أي على أذى الكفار ومفارقة الوطن " وعلى ربهم‬
‫يتوكلون " أي يفوضون إليه المر كله‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) 14 :‬الرعد‪ (3) 16 :‬الرعد‪ (4) 30 :‬ابراهيم‪ (5) 11 :‬النحل‪42 :‬‬

‫]‪[116‬‬

‫" مال يملك لهم رزقا " )‪ (1‬يعني ل يملك أن يرزق شيئا من مطر ونبات " ول‬
‫يستطيعون " أن يملكوه أول استطاعة لهم‪ ،‬قيل‪ :‬ويجوز أن يكون الضمير‬
‫للكفار أي ول يستطيعون هم مع أنهم أحياء شيئا من ذلك فكيف بالجماد "‬
‫من دوني وكيل " )‪ (2‬أي ربا تكلون إليه اموركم " قل ادعوا الذين زعمتم‬
‫" )‪ (3‬أنهم آلهة " من دونه " كالملئكة والمسيح وعزيز بل العم منهم‬
‫أيضا كما مر " فل يملكون " أي ل يستطيعون " كشف الضر عنكم "‬
‫كالمرض والفقر والقحط " ول تحويل " أي ول تحويل ذلك منكم إلى‬
‫غيركم " مالهم " )‪ (4‬أي ما لهل السماوات والرض " من ولي " يتولى‬
‫امورهم " ول يشرك في حكمه " أي في قضائه " أحدا " منهم " ليكونوا‬
‫لهم عزا " )‪ (5‬أي ليتعززوا بهم من حيث يكونون لهم وصلة إلى ال‬
‫وشفعاء عنده " كل " ردع وإنكار لتعززهم بها " ويكونون عليهم ضدا "‬
‫روى علي بن إبراهيم )‪ (6‬عن الصادق )عليه السلم( في هذه الية أي‬
‫يكونون هؤلء الذين اتخذوهم آلهة من دون ال ضدا يوم القيامة‪،‬‬
‫ويتبرؤن منهم ومن عبادتهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬ليست العبادة هي السجود ول‬
‫الركوع وإنما هي طاعة الرجال من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد‬
‫عبده " فأوجس في نفسه خيفة " )‪ (7‬أي فأضمر فيها خوفا " هو الضلل‬
‫البعيد " )‪ (8‬عن القصد " لبئس المولى " أي الناصر " ولبئس‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) 73 :‬أسرى‪ (3) 2 :‬أسرى‪ (4) 56 :‬الكهف‪ (5) 26 :‬مريم‪(6) 81 :‬‬
‫تفسير القمى‪ (7) 415 :‬طه‪ (8) 68 - 67 :‬الحج‪12 :‬‬
‫]‪[117‬‬

‫العشير " أي الصاحب " من كان يظن " قيل‪ :‬معناه أن ال ناصر رسوله في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬فمن كان يظن خلف ذلك ويتوقعه من غيظه أو جزعه‪،‬‬
‫فليستقص في إزالة غيظه بأن يفعل كل ما يفعله الممتلي غضبا أو المبالغ‬
‫جزعا حتى يمد حبل إلى سماء بيته فيختنق من قطع إذا اختنق‪ ،‬فان‬
‫المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه أو فليمدد حبل إلى سماء الدنيا ثم‬
‫ليقطع به المسافة حتى يبلغ عنانه فيجتهد في دفع نصره‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد‬
‫بالنصر الرزق والضمير لمن " إن ال يدافع " )‪ (1‬أي غائلة المشركين "‬
‫واعتصموا بال " أي وثقوا به في مجامع اموركم ول تطلبوا العانة‬
‫والنصرة إل منه " هو موليكم " )‪ (2‬أي ناصركم ومتولي اموركم " فنعم‬
‫المولى ونعم النصير " هو‪ ،‬إذ ل مثل له في الولية والنصرة‪ ،‬بل لمولى‬
‫ول نصير سواه في الحقيقة " ملكوت كل شئ )‪ (3‬قيل‪ :‬أي ملكه غاية ما‬
‫يمكن وقيل‪ :‬خزائنه " وهو يجير " أي يغيث من يشاء ويحرسه "‬
‫وليجار عليه " أي ول يغاث أحد أو ليمنع منه‪ ،‬وتعديته بعلى لتضمين‬
‫معنى النصرة " فأنى تسحرون " أي فمن أين تخدعون فتصرفون عن‬
‫الرشد مع ظهور المر وتظاهر الدلة " ولول فضل ال عليكم ورحمته " )‬
‫‪ (4‬بتوفيق التوبة الماحية للذنوب وشرع الحدود المكفرة لها " ما زكى "‬
‫أي ما طهر من دنسها " أبدا " أي آخر الدهر " ولكن ال يزكي من يشاء‬
‫" بحمله على التوبة وقبولها " وال سميع " لمقالتهم " عليم " بنياتهم‬
‫" ومن لم يجعل ال له نورا " )‪ (5‬أي لم يقدر له الهداية ولم يوفقه‬
‫لسبابها‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) 38 :‬الحج‪ (3) 87 :‬المؤمنون‪ (4) 88 :‬النور‪ (5) 21 :‬النور‪.40 :‬‬

‫]‪[118‬‬

‫" وتوكل على الحي الذي ل يموت " )‪ (1‬في استكفاء شرورهم والغناء عن‬
‫اجورهم فانه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الحياء الذين يموتون فانهم إذا‬
‫ماتوا ضاع من توكل عليهم " إن معي ربي " )‪ (2‬بالحفظ والنصرة "‬
‫سيهدين " طريق النجاة منهم " وتوكل على العزيز الرحيم " )‪ (3‬الذي‬
‫يقدر على قهر أعدائه ونصر أوليائه يكفك شر من يعصيك " الذي يراك‬
‫حين تقوم " قيل‪ :‬إلى التهجد " وتقلبك في الساجدين " قيل‪ :‬وترددك في‬
‫تصفح أحوال المتهجدين أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع‬
‫والسجود والقعود إذا أممتهم وروى علي بن إبراهيم )‪ (4‬عن الباقر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬الذي يراك حين تقوم في النبوة وتقلبك في الساجدين قال‪ :‬في‬
‫أصلب النبيين وفي المجمع )‪ (5‬عنهما )عليهما السلم( قال‪ :‬في أصلب‬
‫النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من‬
‫لدن آدم " أم من يجيب المضطر " )‪ (6‬الذي أخرجه شدة ما به إلى اللجاء‬
‫إلى ال " إذا دعاه ويكشف السوء " أي ويدفع عن النسان ما يسوؤه "‬
‫ويجعلكم خلفاء الرض " أي خلفاء فيها بأن ورثكم سكناها والتصرف‬
‫فيها ممن كان قبلكم " أإله مع ال " الذي حفكم بهذه النعم " قليل ما‬
‫تذكرون " أي تذكرون آلءه تذكرا قليل " وما " مزيدة " فتوكل على ال‬
‫" )‪ (7‬ول تبال بمعاداتهم " إنك على الحق المبين "‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪ (2) 58 :‬الشعراء‪ (3) 62 :‬الشعراء‪ (4) 217 :‬تفسير القمى ص‬
‫‪ (5) 474‬مجمع البيان ج ‪ 7‬ص ‪ (6) 207‬النمل‪ (7) 62 :‬النمل‪.79 :‬‬

‫]‪[119‬‬

‫وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ ال ونصره " الذين صبروا " )‪ (1‬على المحن‬
‫والمشاق " وعلى ربهم يتوكلون " أي ل يتوكلون إل على ال " وكان‬
‫حقا علينا نصر المؤمنين " )‪ (2‬فيه إشعار بأن النتقام لهم وإظهار‬
‫لكرامتهم حيث جعلهم مستحقين على ال أن ينصرهم وفي المجمع )‪(3‬‬
‫عن النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه‬
‫إل كان حقا على ال أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ثم قرأ " وكان حقا‬
‫علينا نصر المؤمنين " " وإن ال هو العلي الكبير " )‪ (4‬أي المرتفع على‬
‫كل شئ والمتسلط عليه " مالكم من دونه من ولي ول شفيع " )‪ (5‬أي‬
‫مالكم إذا جاوزتم رضى ال أحد ينصركم ويشفع لكم‪ ،‬أو مالكم سواه ولي‬
‫ول شفيع بل هو الذي يتولى مصالحكم وينصركم في مواطن نصركم‪ ،‬على‬
‫أن الشفيع متجوز به للناصر‪ ،‬فإذا خذلكم لم يبق لكم ولي ولناصر " أفل‬
‫تتذكرون " بمواعظ ال " وتوكل على ال " )‪ (6‬فانه يكفيكم " وكفى بال‬
‫وكيل " موكول إليه المر في الحوال كلها " ما يفتح ال للناس " )‪(7‬‬
‫أي ما يطلق لهم " من رحمة " كنعمة وأمن وصحة وعلم ونبوة وولية‬
‫وروى علي بن إبراهيم )‪ (8‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬والمتعة من‬
‫ذلك " فل ممسك لها " يحبسها " وما يمسك فل مرسل له " يطلقه " من‬
‫بعده "‬

‫)‪ (1‬العنكبوت‪ (2) 59 :‬الروم‪ (3) 47 :‬مجمع البيان ج ‪ 8‬ص ‪ (4) 309‬لقمان‪30 :‬‬
‫)‪ (5‬التنزيل‪ (6) 4 :‬الحزاب‪ (7) 3 :‬فاطر‪ (8) 2 :‬تفسير القمى‪.544 :‬‬

‫]‪[120‬‬
‫أي من بعد إمساكه " وهو العزيز " الغالب على ما يشاء ليس لحد أن ينازعه فيه‬
‫" الحكيم " ل يفعل إل بعلم وإتقان " من كان يريد العزة " )‪ (1‬أي‬
‫الشرف والمنعة " فلله العزة جميعا " أي فليطلبها من عنده فان كلها له‪،‬‬
‫وفي المجمع )‪ (2‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن ربكم يقول كل‬
‫يوم‪ :‬أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز " أليس ال بكاف‬
‫عبده‪ ،‬ويخوفونك بالذين من دونه " )‪ (3‬قيل‪ :‬قالت قريش إنا نخاف أن‬
‫تخبلك آلهتنا لعيبك إياها‪ ،‬وقال علي بن إبراهيم )‪ (4‬يعني يقولون لك يا‬
‫محمد اعفنا من علي ويخوفونك بأنهم يلحقون بالكفار " أليس ال بعزيز‬
‫" غالب منيع " ذي انتقام " ينتقم من أعدائه " ليقولن ال " لوضوح‬
‫البرهان على تفرده بالخالقية " قل أفرأيتم " أي أرأيتم بعد ما تحققتم أن‬
‫خالق العالم هو ال أن آلهتكم إن أراد ال أن يصيبني بضر هل هن يكشفنه‬
‫أو أرادني برحمة أي بنفع " هل هن ممسكات رحمته " فيمسكنها عني ؟‬
‫" قل حسبي ال " في إصابة الخير ودفع الضر " عليه يتوكل المتوكلون‬
‫" لعلمهم بأن الكل منه " وهو على كل شئ وكيل " )‪ (5‬يتولى التصرف‬
‫فيه " له مقاليد السموات والرض " أي مفاتيحها ل يملك ول يتمكن من‬
‫التصرف فيها غيره‪ ،‬وهو كناية عن قدرته وحفظه لها " وافوض أمري‬
‫إلى ال " )‪ (6‬ليعصمني من كل سوء " إن ال بصير بالعباد "‬

‫)‪ (1‬فاطر‪ (2) 10 :‬مجمع البيان ج ‪ 8‬ص ‪ (3) 402‬الزمر‪ (4) 37 :‬تفسير القمى‪:‬‬
‫‪ (5) 578‬الزمر‪ (6) 62 :‬المؤمن‪.44 :‬‬

‫]‪[121‬‬

‫فيحرسهم " فوقاه ال سيئات ما مكروا " أي شدائد مكرهم‪ ،‬وفي الخصال )‪ (1‬عن‬
‫الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬عجبت لمن يفزع من أربع كيف ل يفزع إلى‬
‫أربع إلى قوله )عليه السلم(‪ :‬وعجبت لمن مكر به كيف ليفزع إلى قوله‬
‫تعالى‪ " :‬وافوض أمري إلى ال إن ال بصير بالعباد " فاني سمعت ال‬
‫بعقبها " فوقاه ال سيئات ما مكروا " " ال حفيظ عليم " )‪ (2‬أي رقيب‬
‫على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها " فال هو الولى " قيل جواب شرط‬
‫محذوف مثل إن أرادوا وليا بحق فال هو الولى بالحق " وهو يحيي‬
‫الموتى " هو كالتقرير لكونه حقيقا بالولية " عليه توكلت " أي في‬
‫مجامع المور " وإليه انيب " قيل أي أرجع في المعضلت " وما عند ال‬
‫" )‪ (3‬أي من ثواب الخرة " خير وأبقى " لخلوص نفعه ودوامه " أل‬
‫إلى ال تصير المور " )‪ (4‬بارتفاع الوسائط والتعليقات‪ ،‬وفيه وعد‬
‫ووعيد للمطيعين والمجرمين‪ ،‬وفي الكافي عن الباقر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إل هذه الية " أل إلى ال‬
‫تصير المور " " فمن يملك لكم من ال شيئا " )‪ (5‬أي فمن يمنعكم من‬
‫مشيته وقضائه " إن أراد بكم ضرا " أي ما يضركم كقتل أو هزيمة وخلل‬
‫في المال والهل أو عقوبة على التخلف " أو أراد بكم نفعا " أي ما يضاد‬
‫ذلك " لكيل تأسوا " )‪ (6‬أي أثبت وكتب ما أصابكم لئل تحزنوا " على ما‬
‫فاتكم " من نعم الدنيا " ول تفرحوا بما آتيكم " أي أعطاكم ال منها فان‬
‫من علم أن الكل مقدرهان عليه المر‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 103‬الشورى‪ (3) 10 - 6 :‬الشورى‪(4) 36 :‬‬


‫الشورى‪ (5) 53 :‬الفتح‪ (6) 11 :‬الحديد‪.23 :‬‬

‫]‪[122‬‬

‫" إل باذن ال " )‪ (1‬أي إل بتقديره ومشيته " ومن يؤمن بال يهد قلبه " فال‬
‫علي بن إبراهيم‪ :‬أي يصدق ال في قلبه فإذا بين ال له اختار الهدى "‬
‫ويزيد ال الذين اهتدوا هدى وال بكل شئ عليم " حتى القلوب وأحوالها‬
‫" وعلى ال فليتوكل المؤمنون " لن اليمان بالتوحيد يقتضي ذلك " فهو‬
‫حسبه " )‪ (2‬أي كافيه " إن ال بالغ أمره " أي يبلغ ما يريده ول يفوته‬
‫مراد " لكل شئ قدرا " أي تقديرا أو مقدارا ل يتغير‪ ،‬وهو بيان لوجوب‬
‫التوكل " قل هو الرحمن " )‪ (3‬أدعوكم إليه مولى النعم كلها " لن‬
‫يجيرني من ال أحد " )‪ (4‬أي إن عصيته " ملتحدا " أي منحرفا وملتجئا‬
‫" وتبتل إليه تبتيل " )‪ (5‬قيل أي انقطع إليه بالعبادة وجرد نفسك عما‬
‫سواه‪ ،‬وقال علي بن إبراهيم أخلص إليه إخلصا " وما تشاؤن إل أن‬
‫يشاء ال " )‪ (6‬في بعض الخبار أنها في الئمة عليهم السلم ‪ - 1‬كا‪ :‬عن‬
‫أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن محبوب عن أبي‬
‫حفص العشى‪ ،‬عن عمر بن خالد‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن على بن‬
‫الحسين صلوات ال عليهما قال‪ :‬خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط‬
‫فاتكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثم قال‪ :‬يا‬
‫علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا ؟ أعلى الدنيا فرزق ال حاضر للبر‬
‫والفاجر‪ ،‬قلت‪ :‬ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول‪ ،‬قال‪ :‬فعلى الخرة ؟‬
‫فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر أوقال قادر‪ ،‬قلت‪ :‬ما على هذا أحزن وإنه‬
‫لكما تقول‪ ،‬فقال‪ :‬مما حزنك ؟ قلت‪ :‬مما يتخوف من فتنة ابن الزبير‪ ،‬وما‬
‫فيه الناس‪ ،‬قال‪ :‬فضحك ثم قال‪ :‬يا علي بن‬

‫)‪ (1‬التغابن‪ (2) 13 - 11 :‬الطلق‪ (3) 3 :‬الملك‪ (4) 29 :‬الجن‪ (5) 22 :‬المزمل‪:‬‬
‫‪ 8‬و ‪ (6) 9‬الدهر‪30 :‬‬
‫]‪[123‬‬

‫الحسين هل رأيت أحدا دعا ال فلم يجبه ؟ قلت‪ :‬لقال‪ :‬فهل رأيت أحدا توكل على‬
‫ال فلم يكفه ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فهل رأيت أحدا سأل ال فلم يعطه ؟ قلت‪ :‬ل ثم‬
‫غاب عني )‪ (1‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬وجاهك وتجاهك مثلثتين تلقاء وجهك‪،‬‬
‫وفي النهاية وطائفة تجاه العدو أي مقابلهم وحذاهم‪ ،‬والتاء فيه بدل من‬
‫واو وجاه أي مما يلي وجوههم " فرزق ال حاضر " جزاء للشرط‬
‫المحذوف واقيم الدليل مقام المدلول والتقدير إن كان على الدنيا فل تحزن‬
‫لن رزق ال‪ ..‬وكذا قوله " فوعد صادق " وقوله " أوقال قادر " ترديد‬
‫من الثمالي أو أحد الرواة عنه وفي هذا التعليل خفاء ويحتمل وجوها الول‬
‫أن يكون المعنى أن ال لما وعد على الطاعات المثوبات العظيمة‪ ،‬وقد‬
‫أتيت بها ول يخلف ال وعده فلينبغي الحزن عليها مع أنك من أهل‬
‫العصمة‪ ،‬وقد ضمن ال عصمتك فلي شئ حزنك ؟ فيكون مختصابه )عليه‬
‫السلم( فل ينافي مطلوبية الحزن للخرة لغيرهم )عليهم السلم( الثاني أن‬
‫الحزن إنما يكون لمر لم يكن منه مخرج والمخرج موجود لن وعد ال‬
‫صادق‪ ،‬وقد وعد على الطاعة الثواب وعلى المعصية العقاب فينبغي فعل‬
‫الطاعة وترك المعصية لنيل الثواب والحذر عن العقوبات‪ ،‬ول فائدة‬
‫للحزن‪ ،‬الثالث ما قيل‪ :‬إن المراد بالحزين من به غاية الحزن لضم الكئيب‬
‫معه‪ ،‬فل ينافي استحباب قدر من الحزن للخرة‪ ،‬والول أظهر وأنسب‬
‫بالمقام " وما فيه الناس " أي من الضطراب والشدة لفتنته أو المراد‬
‫بالناس الشيعة لنه كان ينتقم منهم وابن الزبير هو عبد ال‪ ،‬وكان أعدى‬
‫عدو أهل البيت )عليهم السلم(‪ ،‬وهو صار سببا لعدول الزبير عن ناحية‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( حيث قال )عليه السلم(‪ :‬ل زال الزبير معنا‬
‫حتى أدرك فرخه‪ ،‬والمشهور أنه بويع له بالخلفة بعد شهادة الحسين‬
‫صلوات ال عليه لسبع بقين من رجب سنة أربع وستين في أيام يزيد‬
‫وقيل‪ :‬لما استشهد الحسين )عليه السلم( في سنة ستين من الهجرة دعا‬
‫ابن الزبير بمكة إلى نفسه وعاب يزيد‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.63‬‬

‫]‪[124‬‬

‫بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور‪ ،‬فبايعه أهل تهامة والحجاز فلما بلغ يزيد ذلك‬
‫ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع وضم إلى كل واحد جيشا‬
‫واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير المراء‪ ،‬ولما ودعهم‬
‫قال‪ :‬يا مسلم لترد أهل الشام عن شئ يريدونه لعدوهم‪ ،‬واجعل طريقك‬
‫على المدينة‪ ،‬فان حاربوك فحاربهم فان ظفرت بهم فأبحهم ثلثا فسار‬
‫مسلم حتى نزل الحرة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها‪ ،‬وأميرهم عبد ال‬
‫بن حنظلة الراهب غسيل الملئكة فدعاهم مسلم ثلثا فلم يجيبوا فقاتلهم‬
‫فغلب أهل الشام وقتل عبد ال وسبعمائة من المهاجرين والنصار‪ ،‬ودخل‬
‫مسلم المدينة وأباحها ثلثة أيام ثم شخص بالجيش إلى مكة‪ ،‬وكتب إلى‬
‫يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم لعنه ال في الطريق فتولى أمر الجيش‬
‫الحصين بن نمير حتى وافا مكة فتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام‬
‫في جميع من كان معه‪ ،‬ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى‬
‫به الكعبة‪ ،‬فبينماهم كذلك إذ ورد في الخبر على الحصين بموت يزيد لعنة‬
‫ال عليهما فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلى ذلك‪ ،‬وفتح‬
‫البواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت فبينما الحصين يطوف ليلة بعد‬
‫العشاء إذا استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده وقال له سرا‪ :‬هل لك في‬
‫الخروج معي إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك ؟ فان أمرهم قد مرج ول‬
‫أدري أحدا أحق بها اليوم منك‪ ،‬ولست اعصى هناك فاجتذب ابن الزبير يده‬
‫من يده‪ ،‬وهو يجهر‪ :‬دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من‬
‫الشام‪ ،‬فقال الحصين‪ :‬لقد كذب الذي زعم أنك من دهاة العرب اكلمك سر أو‬
‫تكلمني علنية‪ ،‬وأدعوك إلى الخلفة وتدعوني إلى الحرب‪ ،‬ثم انصر ف‬
‫بمن معه إلى الشام وقالوا‪ :‬بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام‬
‫إلى أن بايعوا لمروان بعد حروب‪ ،‬واستمر له العراق إلى سنة إحدى‬
‫وسبعين‪ ،‬وهي التي قتل‬

‫]‪[125‬‬

‫فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير وهدم قصر المارة بالكوفة ولما‬
‫قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعى بهم عبد الملك‪ ،‬فبايعوه وسار إلى‬
‫الكوفة ودخلها واستقر له المر بالعراق والشام ومصر‪ ،‬ثم جهز الحجاج‬
‫في سنة ثلث وسبعين إلى عبد ال بن الزبير فحصره بمكة ورمى البيت‬
‫بالمنجنيق ثم ظفر به وقتله واجتز الحجاج رأسه وصلبه منكسا ثم أنزله‬
‫ودفنه في مقابر اليهود وكانت خلفته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين‬
‫وعشرين يوما‪ ،‬وله من العمر ثلث وسبعون سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬اثنان وسبعون‬
‫سنة‪ ،‬وكانت امه أسماء بنت أبي بكر وأقول‪ :‬الظاهر أن خوفه )عليه‬
‫السلم( كان من ابن الزبير عليه وعلى شيعته ويحتمل أن يكون من‬
‫الحجاج وغيره ممن حاربه وكأن الفرق بين الدعاء والسؤال أن الدعاء‬
‫لدفع الضرر‪ ،‬والسؤال لجلب النفع " فهل رأيت أحدا " أي من الئمة‬
‫)عليهم السلم( فانهم ل يدعون إل لمر علموا أن ال لم يتعلق إرادته‬
‫الحتمية بخلفه أو هو مقيد بشرائط الجابة التي منها ما ذكر كما فصلناه‬
‫في كتاب الدعاء ثم الظاهر أن هذا الرجل إما كان ملكا تمثل بشرا بأمر ال‬
‫تعالى أو كان بشرا كخضر أو إلياس )عليهما السلم(‪ ،‬وكونه )عليه‬
‫السلم( أفضل وأعلم منهم ل ينافي إرسال ال تعالى بعضهم إليه لتذكيره‬
‫وتنبيهه وتسكينه كإرسال بعض الملئكة إلى النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫مع كونه أفضل منهم‪ ،‬وكإرسال خضر إلى موسى )عليهما السلم( وكونه‬
‫)عليه السلم( عالما بما ألقى إليه‪ ،‬ل ينافي التذكير والتنبيه فان أكثر‬
‫أرباب المصائب عالمون بما يلقى إليهم على سبيل التسلية والتعزية‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ينفعهم لسيما إذا علم أن ذلك من قبل ال تعالى وقيل‪ :‬إنه )عليه‬
‫السلم( كان مترددا في أن يدعو على ابن الزبير‪ ،‬وهل هو مقرون برضاه‬
‫سبحانه ؟ فلما أذن بتوسط هذا الرجل أو الملك في الدعاء عليه دعا‬
‫فاستجيب له فلذا لم يمنع ال من ألقى المنجنيق إلى الكعبة لقتله كما منع‬
‫الفيل لن حرمة المام )عليه السلم( أعظم من الكعبة انتهى ‪ - 2‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‬

‫]‪[126‬‬

‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال عزوجل إلى داود‪ :‬ما اعتصم بي‬
‫عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته‪ ،‬ثم تكيده السماوات‬
‫والرض ومن فيهن إل جعلت له المخرج من بينهن‪ ،‬وما اعتصم عبد من‬
‫عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إل قطعت أسباب السماوات من‬
‫يديه وأسخت الرض من تحته ولم ابال بأي واد هلك )‪ (1‬بيان‪ " :‬عبد من‬
‫عبادي " أي مؤمن " عرفت " نعت للعبد والكيد المكر والحيلة والحرب‪،‬‬
‫والظاهر أن تكيد كتبيع وربما يقرأ على بناء التفعل وأسخت بالخاء‬
‫المعجمة وتشديد التاء من السخت وهو الشديد‪ ،‬وهو من اللغات المشتركة‬
‫بين العرب والعجم‪ ،‬أي ل ينبت له زرع ول يخرج له خير من الرض أو‬
‫من السوخ وهو ال نخساف‪ ،‬على بناء الفعال أي خسفت الرض به‪،‬‬
‫وربما يقرأ بالحاء المهملة من السياحة كناية عن الزلزلة " ولم ابال "‬
‫كناية عن سلب اللطف والتوفيق عنه‪ ،‬وعدم علمه سبحانه الخير فيه‪،‬‬
‫وعدم استحقاقه اللطف ‪ - 3‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن علي بن حسان‪،‬‬
‫عن عمه عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫الغناء والعز يجولن‪ ،‬فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا )‪ (2‬كا‪ :‬عن العدة‪،‬‬
‫عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن علي بن حسان مثله )‬
‫‪ (3‬بيان‪ " :‬يجولن " من الجولن أي يسيران ويتحر كان لطلب موطن‬
‫ومنزل يقيمان فيه‪ ،‬فإذا وجدا موضع التوكل أي المتوكل أوطنا عنده‬
‫ولزماه‪ ،‬وكأنه استعارة تمثيلية لبيان أن الغنا والعز يلزمان التوكل فان‬
‫المتوكل يعتمد على ال ول يلتجئ إلى المخلوقين فينجو من ذل الطلب‬
‫ويستغني عنهم‪ ،‬فان الغنا غنا‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 63‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 64‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪65‬‬

‫]‪[127‬‬

‫النفس‪ ،‬ل الغنا بالمال‪ ،‬مع أنه سبحانه يغنيه عن التوسل إليهم على كل حال ثم إن‬
‫التوكل ليس معناه ترك السعي في المور الضرورية‪ ،‬وعدم الحذر عن‬
‫المور المحذورة بالكلية‪ ،‬بل لبد من التوسل بالوسايل والسباب على ما‬
‫ورد في الشريعة من غير حرص ومبالغة فيه ومع ذلك ل يعتمد على سعيه‬
‫وما يحصله من السباب بل يعتمد على مسبب السباب قال المحقق‬
‫الطوسي قدس سره في أوصاف الشراف‪ :‬المراد بالتوكل أن يكل العبد‬
‫جميع ما يصدر عنه ويرد عليه إلى ال تعالى‪ ،‬لعلمه بأنه أقوى وأقدر‬
‫ويضع ما قدر عليه على وجه أحسن وأكمل ثم يرضى بما فعل‪ ،‬وهومع‬
‫ذلك يسعى ويجتهد فيما وكله إليه‪ ،‬ويعد نفسه وعمله وقدرته وإرادته من‬
‫السباب والشروط المخصصة‪ ،‬لتعلق قدرته تعالى‪ ،‬وإرادته بما صنعه‬
‫بالنسبة إليه‪ ،‬ومن ذلك يظهر معنى لجبر ول تفويض بل أمر بين أمرين ‪4‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أيما عبد أقبل قبل ما يحب‬
‫ال عزوجل أقبل ال قبل ما يحب‪ ،‬ومن اعتصم بال عصمه ال‪ ،‬ومن أقبل‬
‫ال قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الرض‪ ،‬أو كانت نازلة‬
‫نزلت على أهل الرض فشملتهم بلية كان في حزب ال بالتقوى من كل‬
‫بلية‪ ،‬أليس ال عزوجل يقول‪ " :‬إن المتقين في مقام أمين " )‪ (1‬بيان‪:‬‬
‫في القاموس وإذا أقبل قبلك بالضم أقصد قصدك‪ ،‬وقبالته بالضم تجاهه‪،‬‬
‫والقبل محركة المحجة الواضحة‪ ،‬ولي قبله بكسر القاف أي عنده انتهى‪،‬‬
‫والمراد إقبال العبد نحو ما يحبه ال‪ ،‬وكون ذلك مقصوده دائما وإقبال ال‬
‫نحو ما يحبه العبد توجيه أسباب ما يحبه العبد من مطلوبات الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬والعتصام بال العتماد والتوكل عليه ومن أقبل ال الخ هذه‬
‫الجمل تحتمل وجهين‪ :‬الول أن يكون لم يبال‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.65‬‬

‫]‪[128‬‬

‫خبرا للموصول‪ ،‬وقوله‪ " :‬لو سقطت " جملة اخرى استينافية وقوله‪ " :‬كان في‬
‫حزب ال " جزاء الشرط‪ ،‬الثاني أن يكون لم يبال جزاء الشرط‪ ،‬ومجموع‬
‫الشرط والجزاء خبر الموصول‪ ،‬وقوله‪ " :‬كان في حزب ال " استينافا "‬
‫فشملتهم بلية " بالنصب على التميز أو بالرفع أي شملتهم بلية بسبب‬
‫النازلة أو يكون من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر " بالتقوى " أي‬
‫بسببه كما هو ظاهر الية فقوله‪ " :‬من كل بلية " متعلق بمحذوف أي‬
‫محفوظا من كل بلية أو الباء للملبسة " ومن كل " متعلق بالتقوى أي‬
‫يقيه من كل بلية والول أظهر‪ ،‬وقوله‪ :‬في حزب ال كناية عن الغلبة‬
‫والظفر أي الحزب الذين وعد ال نصرهم وتيسير امورهم كما قال تعالى‪:‬‬
‫" أل إن حزب ال هم الغالبون " )‪ " (1‬إن المتقين في مقام " )‪ (2‬قرأ‬
‫ابن عامر ونافع بضم الميم والباقون بالفتح أي في موضع إقامة " أمين "‬
‫أي أمنوا فيه الغير من الموت والحوادث أو أمنوا فيه من الشيطان‬
‫والحزان‪ ،‬قال البيضاوي‪ :‬يأمن صاحبه عن الفة والنتقال انتهى وأقول‪:‬‬
‫ظاهر أكثر المفسرين أن المراد وصف مقامهم في الخرة بالمن وظاهر‬
‫الرواية الدنيا‪ ،‬ويمكن حمله على العم ول يأبي عنه الخبر‪ ،‬ولعل المراد‬
‫أمنهم من الضلل والحيرة‪ ،‬ومضلت الفتن في الدنيا‪ ،‬ومن جميع الفات‬
‫والعقوبات في الخرة‪ ،‬وعليه يحمل قوله سبحانه‪ " :‬أل إن أولياء ال‬
‫لخوف عليهم ولهم يحزنون " )‪ (3‬فانه ل يتخوف عليهم الضللة بعد‬
‫الهداية‪ ،‬ول يحزنون من مصائب الدنيا لعلمهم بحسن عواقبها ويحتمل أن‬
‫يكون المعنى هنا أن ال تعالى يحفظ المطيعين والمتقين المتوكلين عليه‬
‫من أكثر النوازل والمصائب‪ ،‬وينصرهم على أعدائهم غالبا كما نصر كثيرا‬
‫من النبياء والولياء على كثير من الفراعنة ول ينافي مغلوبيتهم في‬
‫بعض الحيان لبعض المصالح‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) 56 :‬الدخان‪ (3) 51 :‬يونس‪62 :‬‬

‫]‪[129‬‬

‫‪ - 5‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫عمر الحلل‪ ،‬عن علي بن سويد‪ ،‬عن أبي الحسن الول )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫سألته عن قول ال عزوجل‪ " :‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه " )‪(1‬‬
‫فقال‪ :‬التوكل على ال درجات منها أن تتوكل على ال في امورك كلها فما‬
‫فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه ليألوك خيرا وفضل‪ ،‬وتعلم أن الحكم في‬
‫ذلك له فتوكل على ال بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها )‪(2‬‬
‫بيان‪ " :‬الحلل " بالتشديد بياع الحل بالفتح‪ ،‬وهود هن السمسم " ومن‬
‫يتوكل على ال فهو حسبه " أي ومن يفوض اموره إلى ال ووثق بحسن‬
‫تدبيره وتقديره‪ ،‬فهو كافيه يكفيه أمر دنياه‪ ،‬ويعطيه ثواب الجنة‪ ،‬ويجعله‬
‫بحيث ل يحتاج إلى غيره " منها أن تتوكل " الظاهر أن هذا آخر أفراد‬
‫التوكل‪ ،‬وسائر درجات التوكل أن يتوكل على ال في بعض اموره دون‬
‫بعض‪ ،‬وتعددها بحسب كثرة المور المتوكل فيها وقلتها " فما فعل بك "‬
‫الخ بيان للوازم التوكل وآثاره وأسبابه واللو التقصير وإذا عدي إلى‬
‫مفعولين ضمن معنى المنع‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬ألوت قصرت يقال‪ :‬إلى الرجل‬
‫وألى إذا قصر وترك الجهد‪ ،‬قوله‪ " :‬فيها " أي في امورك كلها " وفي‬
‫غيرها " أي في امور غيرك من عشائرك وأتباعك وغيرهم ‪ - 6‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن سهل وعلي‪ ،‬عن أبيه جميعا‪ ،‬عن يحيى بن المبارك عن عبد ال‬
‫بن جبلة‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال من‬
‫اعطي‪ :‬ثلثا لم يمنع ثلثا من اعطي الدعاء اعطي الجابة‪ ،‬ومن اعطي‬
‫الشكر اعطي الزيادة‪ ،‬ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية‪ ،‬ثم قال‪ :‬أتلوت‬
‫كتاب ال عزوجل " ومن يتوكل على ال فهو حسبه " وقال‪ " :‬ولئن‬
‫شكرتم لزيدنكم " )‪ (3‬وقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الطلق‪ (2) 3 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 65‬ابراهيم‪.7 :‬‬

‫]‪[130‬‬

‫" ادعوني أستجب لكم " )‪ (1‬بيان‪ :‬النشر في اليات على عكس ترتيب اللف‬
‫والمراد بالعطاء توفيق التيان به في الكل‪ ،‬والتخلف المتوهم في بعض‬
‫الموارد لعدم تحقق بعض الشرايط فان كل منها مشروط بعدم كون‬
‫المصلحة في خلفها‪ ،‬وعدم صدور ما يمنع الستحقاق عن فاعله‪ ،‬وقد قال‬
‫تعالى‪ " :‬أوفوا بعهدي اوف بعهدكم " )‪ (2‬وسيأتي مزيد تحقيق لذلك‬
‫إنشاء ال ‪ - 7‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن أبي علي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسن عن الحسين بن راشد‪ ،‬عن الحسين بن علوان قال‪ :‬كنا‬
‫في مجلس يطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض السفار‪ ،‬فقال لي‬
‫بعض أصحابنا‪ :‬من تؤمل لما قد نزل بك ؟ فقلت‪ :‬فلنا‪ ،‬فقال‪ :‬إذا وال‬
‫لتسعف حاجتك‪ ،‬ول يبلغك أملك‪ ،‬ول تنجح طلبتك‪ ،‬قلت‪ :‬وما علمك رحمك‬
‫ال ؟ قال‪ :‬إن أبا عبد ال )عليه السلم( حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أن‬
‫ال تبارك وتعالى يقول‪ :‬وعزتي وجللي ومجدي وارتفاعي على عرشي‬
‫لقطعن أمل كل مؤمل من الناس أمل غيري باليأس‪ ،‬ولكسونه ثوب المذلة‬
‫عند الناس ولنحينه من قربي‪ ،‬ولبعدنه من وصلي أيؤمل غيري في‬
‫الشدائد والشدائد بيدي ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري‪ ،‬وبيدي‬
‫مفاتيح البواب وهي مغلقة‪ ،‬وبابي مفتوح لمن دعاني فمن ذا الذي أملني‬
‫لنوائبة فقطعته دونها‪ ،‬ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاه مني ؟‬
‫جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي وملت سماواتي‬
‫ممن ل يمل من تسبيحي وأمرتهم أن ل يغلقوا البواب بيني وبين عبادي‬
‫فلم يثقوا بقولي‪ ،‬ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه ل يملك كشفها‬
‫أحد غيري إل من بعد إذني‪ ،‬فمالي أراه لهيا عني ؟ أعطيته بجودي ما لم‬
‫يسألني ثم انتزعته‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،65‬والية في المؤمن‪ (2) 60 :‬البقرة‪40 :‬‬

‫]‪[131‬‬

‫عنه فلم يسألني رده وسأل غيري أفيراني أبدأ بالعطايا قبل المسألة ؟ ثم اسأل فل‬
‫اجيب سائلي أبخيل أنا فيبخلني عبدي أو ليس الجود والكرم لي أو ليس‬
‫العفو والرحمة بيدي‪ ،‬أو ليس أنا محل المال فمن يقطعها دوني ؟ أفل‬
‫يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري ؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي‬
‫أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من‬
‫ملكي مثل عضو ذرة‪ ،‬وكيف ينقص ملك أنا قيمه‪ ،‬فيا بؤسا للقانطين من‬
‫رحمتي‪ ،‬ويابؤسا لمن عصاني ولم يراقبني )‪ (1‬بيان‪ " :‬أسعف حاجته "‬
‫قضاها له‪ ،‬وفي أكثر النسخ‪ :‬لتسعف‪ ،‬ول تنجح بالتاء فيهما على بناء‬
‫المفعول وفي بعضها بالياء فهما على بناء الفاعل وحينئذ " ل يبلغك "‬
‫على التفعيل أو الفعال والضمائر المستترة لفلن " وما علمك " أي ما‬
‫سبب علمك‪ ،‬والعزة الشدة والقوة والغلبة والسلطنة والملك‪ ،‬قال الراغب‪:‬‬
‫العزة حالة مانعة للنسان من أن يقهر من قولهم أرض عزاز أي صلبة‬
‫والعزيز الذي يقهر ول يقهر‪ ،‬والجلل العظمة والتنزه عن النقائص‪ ،‬قال‬
‫الراغب‪ :‬الجللة عظم القدر والجلل بغير الهاء التناهي في ذلك وخص‬
‫بوصف ال فقيل‪ :‬ذو الجلل‪ ،‬ولم يستعمل في غيره‪ ،‬والجليل العظيم القدر‪،‬‬
‫ووصفه تعالى بذلك إما لخلقه الشياء العظيمة المستدل بها عليه‪ ،‬أو لنه‬
‫يجل عن الحاطة به‪ ،‬أو لنه يجل عن أن يدرك بالحواس وقال‪ :‬المجد‬
‫السعة في الكرم والجللة انتهى وارتفاعه إما على عرش العظمة والجلل‪،‬‬
‫أو هو كناية عن استيلئه على العرش فهو يتضمن الستيلء على كل شئ‬
‫لن تقدير جميع المور فيه‪ ،‬أو لكونه محيطا بالجميع‪ ،‬أو المراد بالعرش‬
‫جميع الشياء وهو أحد إطلقاته كما مر وقوله‪ " :‬باليأس " متعلق بقوله‪:‬‬
‫" لقطعن " أي ييئس غالبا أو إل باذنه تعالى وإضافة الثوب إلى المذلة‬
‫من إضافة المشبه به إلى المشبه والكسوة ترشيح التشبيه " ولنحينه "‬
‫أي لبعدنه وازيلنه " والشدائد بيدي " أي تحت قدرتي‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪66‬‬

‫]‪[132‬‬
‫" ويقرع بالفكر " تشبيه الفكر باليد مكنية وإثبات القرع له تخييلية وذكر الباب‬
‫ترشيح " وهي مغلقة " أي أبواب الحاجات مغلقة ومفاتيحها بيده سبحانه‬
‫وهو استعارة على التمثيل للتنبيه على أن قضاء الحاجة المرفوعة إلى‬
‫الخلق ل يتحقق إل باذنه‪ ،‬والنائبة المصيبة واحدة نوائب الدهر أي أمل‬
‫رحمتي لدفع نوائبه " فقطعته دونها " أي فجعلته منقطعا عاجزا قبل‬
‫الوصول إلى دفعها‪ ،‬من قولهم قطع بفلن فهو مقطوع به‪ ،‬إذا عجز عن‬
‫سفره‪ ،‬من نفقة ذهبت أو قامت عليه راحلته‪ ،‬ونحوه فالدفع أو نحوه مقدر‬
‫في الموضعين‪ ،‬أو التقدير فقطعته أي تجاوزت عنه عند تلك المصيبة‪ ،‬فلم‬
‫اخلصه عنها‪ ،‬من قطع النهر إذا تجاوزه‪ ،‬وقيل‪ :‬المعنى قطعته عن نفسي‬
‫قبل تلك المصيبة‪ ،‬فلم ارافقه لدفعها‪ ،‬وقيل‪ :‬أي قطعته عند النوائب‬
‫وهجرته أو منعته من أمله ورجائه‪ ،‬ولم أدفع نوائبه‪ ،‬تقول‪ :‬قطت الصديق‬
‫قطيعة إذا هجرته وقطعته من حقه إذا منعته " لعظيمة " أي لمطالب‬
‫عظيمة أو لنازلة عظيمة " عندي محفوظة " أي لم اعطهم إياها لعدم‬
‫مصلحتهم وحفظت عوضها من المثوبات العظيمة " فلم يرضوا " بهذا‬
‫الحفظ بل حملوه على التقصير أو العجز أو قلة اللطف‪ ،‬وعجلوا طلبها‪،‬‬
‫وطلبوا من غيري " ممن ل يمل " أي من الملئكة " وأمرتهم أن ل‬
‫يغلقوا البواب " كناية عن السعي في قضاء حوائجهم‪ ،‬أو دفع وساوس‬
‫الشيطان عنهم‪ ،‬وتوفيقهم للدعاء والمسألة‪ ،‬بل الدعاء وسؤال المغفرة و‬
‫الرحمة لهم‪ ،‬أو رفع حاجاتهم إلى ال وعرضها عليه سبحانه‪ ،‬وإن كان‬
‫تعالى عالما بها‪ ،‬فانه من أسباب الجابة وكل ذلك ورد في اليات والخبار‪،‬‬
‫مع أنه لاستبعاد في أن يكون للسماوات أبواب تفتح عند دعاء المؤمنين‬
‫علمة لجابتهم " فلم يثقوا بقولي " أي وعدي الجابة لهم وأني اعطيهم‬
‫مع عدم الجابة أفضل من ذلك‪ ،‬وأن مفاتيح المور بيدي " من طرقته "‬
‫أي نزلت به وأتته مطلقا وإن كان إطلقه على ما نزل بالليل أكثر " إل من‬
‫بعد إذني " أي تيسير السباب ورفع الموانع " أعطيته " الضمير راجع‬
‫إلى " من طرقته نائبة " أو إلى النسان مطلقا " أفيراني " الستفهام‬
‫للنكار والتعجب ويقال بخله بالتشديد أي نسبه إلى البخل‬

‫]‪[133‬‬

‫" أو ليس " عطف على بخيل أو الهمزة للستفهام‪ ،‬والواو للعطف على الجمل‬
‫السابقة وكذا الفقرة‪ ،‬التية تحتمل الوجهين " فمن يقطعها دوني " أي‬
‫فمن يقدر أن يقطع آمال العباد عني قبل وصولها إلي أو من يقدر أن يقطع‬
‫المال عن العباد غيري‪ ،‬وعلى الول أيضا يشعر بأنه سبحانه قادر على‬
‫قطع آمال العباد بعضهم عن بعض " أفل يخشى المؤملون " الخشية إما‬
‫من العقوبة أو من قطع المال‪ ،‬أو من البعاد عن مقام القرب‪ ،‬أو من إزالة‬
‫النعماء عنه " أنا قيمه " أي قائم بسياسة اموره‪ ،‬وفيه إشارة إلى أن‬
‫مقدوراته سبحانه غير متناهية والزيادة والنقصان من خواص المتناهي "‬
‫فيا بؤسا " البؤس والبأساء الشدة والفقر والحزن‪ ،‬ونصب بؤسا بالنداء‬
‫لكونه نكرة‪ ،‬فالنداء مجاز لبيان أن القانط والعاصي هو محل ذلك‬
‫ومستحقه‪ ،‬وقيل تقديره يا قوم أبصروا بؤسا‪ ،‬وأقول يحتمل أن يكون " يا‬
‫" للتنبيه وقوله بؤسا كقوله تعالى‪ " :‬فسحقا لصحاب السعير " فان‬
‫التقدير أسحقهم ال سحقا فكذا ههنا " ولم يراقبني " أي لم يخف عذابي‬
‫أولم يحفظ حقوقي ‪ - 8‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪،‬‬
‫عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن عباد بن يعقوب الرواجني‪ ،‬عن سعيد بن عبد‬
‫الرحمان قال‪ :‬كنت مع موسى بن عبد ال بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض‬
‫السفار فقال لي بعض ولد الحسين‪ :‬من تؤمل لما قد نزل بك ؟ فقلت‪:‬‬
‫موسى بن عبد ال‪ ،‬فقال‪ :‬إذا ل تقضى حاجتك ثم ل تنجح طلبتك‪ ،‬قلت‪ :‬ولم‬
‫ذاك ؟ قال لني‪ :‬وجدت في بعض كتب آبائي أن ال عزوجل يقول ثم ذكر‬
‫مثل الحديث السابق‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ابن رسول ال أمل علي فأمله علي فقلت‪:‬‬
‫ل وال ما أسأله حاجة بعدها )‪ (1‬بيان‪ :‬في القاموس ينبع كينصر حصن له‬
‫عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 67‬وأما موسى بن عبد ال‪ ،‬فهو موسى بن عبد ال بن‬
‫الحسن المثنى = )*(‬

‫]‪[134‬‬

‫‪ - 9‬لى‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن ابن عامر‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫القاسم‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬كن لما ل‬
‫ترجو أرجى منك لما ترجو‪ ،‬فان موسى بن عمران )عليه السلم( خرج‬
‫يقتبس لهله نارا فكلمه ال عزوجل فرجع نبيا‪ ،‬وخرج ملكة سبا فأسلمت‬
‫مع سليمان )عليه السلم(‪ ،‬وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون‬
‫فرجعوا مؤمنين )‪ - 10 (1‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫نجران‪ ،‬عن الفضل ابن صالح‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن الباقر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن موسى بن عمران )عليه السلم( قال‪ :‬يا رب رضيت بما قضيت‪:‬‬
‫تميت الكبير‪ ،‬وتبقي الطفل الصغير‪ ،‬فقال ال جل جلله‪ :‬يا موسى أما‬
‫ترضاني لهم رازقا وكفيل ؟ قال‪ :‬بلى يا رب فنعم الوكيل أنت ونعم الكفيل )‬
‫‪ - 11 (2‬ن )‪ (3‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن الحسن بن علي‬
‫بن النعمان‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن الحسن بن الجهم قال‪ :‬سألت الرضا )عليه‬
‫السلم( فقلت له‪ :‬جعلت فداك ماحد التوكل ؟ فقال لي‪ :‬أن ل تخاف مع ال‬
‫أحدا قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫= وكنيته أبو عبد ال ولقبه الجون‪ ،‬وله خبر في كتاب الكافي ج ‪ 1‬ص ‪- 358‬‬
‫‪ ،366‬وقال أبو نصر البخاري‪ :‬أمه أم هند أم أخويه ‪ -‬يعنى محمد النفس‬
‫الزكية وابراهيم ابني عبد ال ابن الحسن ‪ -‬هرب إلى مكة بعد قتل أخويه‬
‫وحج المهدى بالناس في تلك السنة فقال في الطواف قائل‪ :‬أيها المير لى‬
‫المان وأدلك على موسى الجون ابن عبد ال ؟ فقال المهدى لك المان ان‬
‫دللتني عليه‪ ،‬فقال‪ :‬ال أكبر أنا موسى بن عبد ال فقال المهدى‪ :‬من‬
‫يعرفك ممن حولك من الطالبية ؟ فقال‪ :‬هذا الحسن بن زيد وهذا موسى‬
‫بن جعفر‪ ،‬وهذا الحسن بن عبيدال بن العباس بن على‪ ،‬فقالوا جميعا‬
‫صدق هذا موسى بن عبد ال بن الحسن‪ ،‬فخلى سبيله )‪ (1‬أمالى الصدوق‬
‫ص ‪ (2) 107‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 119‬عيون أخبار الرضا " عليه‬
‫السلم " ج ‪ 2‬ص ‪50‬‬

‫]‪[135‬‬

‫فما حد التواضع ؟ قال‪ :‬أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك ؟ فقال‪ :‬انظر كيف أنا‬
‫عندك )‪ - 12 (1‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن أبيه عن وهب بن وهب‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قال ال جل جلله‪ :‬يا ابن آدم أطعني‬
‫فيما أمرتك ول تعلمني ما يصلحك )‪ - 13 (2‬ب‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‬
‫قال‪ :‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪ :‬اليمان أربعة أركان‪ :‬التوكل على‬
‫ال عزوجل‪ ،‬والرضا بقضائه‪ ،‬والتسليم لمر ال والتفويض إلى ال‪ ،‬قال‬
‫عبد صالح‪ :‬وافوض أمري إلى ال‪ ،‬فوقاه ال سيئات ما مكروا )‪- 14 (3‬‬
‫لى‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( من وثق بالزمان صرع )‪- 15 (4‬‬
‫ل‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬ثق بال تكن مؤمنا وارض بما قسم‬
‫ال لك تكن غنيا )‪ - 16 (5‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه‬
‫قال‪ :‬يا معاوية من اعطى ثلثة لم يحرم ثلثة من اعطي الدعاء اعطي‬
‫الجابة‪ ،‬ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة‪ ،‬ومن اعطي التوكل اعطي‬
‫الكفاية‪ ،‬فان ال عزوجل يقول في كتابه‪ " :‬ومن يتوكل على ال فهو‬
‫حسبه " )‪ (6‬ويقول‪ " :‬لئن شكرتم لزيدنكم " )‪ (7‬ويقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) 145‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 193‬قرب السناد ص‬


‫‪ (4) 208‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 268‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(6) 80‬‬
‫الطلق‪ (7) 3 :‬ابراهيم‪7 :‬‬
‫]‪[136‬‬

‫" ادعوني أستجب لكم " )‪ (1‬سن‪ :‬معاوية بن وهب عنه )عليه السلم( مثله )‪(2‬‬
‫‪ - 17‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له‪ :‬يا بني ليعتبر من قصر‬
‫يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق‪ ،‬أن ال تبارك وتعالى خلقه في ثلثة‬
‫أحوال من أمره وآتاه رزقه‪ ،‬ولم يكن له في واحدة منها كسب ول حيلة‪ ،‬أن‬
‫ال تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة‪ :‬أما أول ذلك فانه كان في رحم‬
‫امه يرزقه هناك في قرار مكين‪ ،‬حيث ل يؤذيه حر ولبرد ثم أخرجه من‬
‫ذلك وأجرى رزقا من لبن امه يكفيه به ويربيه وينعشه )‪ (3‬من غير حول‬
‫به ولقوة‪ ،‬ثم فطم من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه برأفة ورحمة‬
‫له من قلوبهما ل يملكان غير ذلك حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما في‬
‫أحوال كثيرة حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره وظن‬
‫الظنون بربه‪ ،‬وجحد الحقوق في ماله‪ ،‬وقتر على نفسه وعياله‪ ،‬مخافة‬
‫إقتار رزقه وسوء يقين بالخلف من ال تبارك وتعالى في العاجل والجل‪،‬‬
‫فبئس العبد هذا يا بني )‪ - 18 (4‬ل‪ :‬الفامي‪ ،‬عن ابن بطة‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن صفوان رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪ :‬قال‬
‫إبليس‪ :‬خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة وسائر الناس في قبضتي‪ :‬من‬
‫اعتصم بال عن نية صادقة‪ ،‬واتكل عليه في جميع اموره ومن كثر‬
‫تسبيحه في ليله ونهاره‪ ،‬ومن رضي لخيه المؤمن ما يرضاه لنفسه‪ ،‬ومن‬
‫لم يجزع على المصيبة حين تصيبه‪ ،‬ومن رضي بما قسم ال له ولم يهتم‬
‫لرزقه )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،50‬والية الخيرة في غافر‪ (2) 60 :‬المحاسن ص ‪(3) 3‬‬
‫يقال‪ :‬نعشه ال نعشا‪ :‬رفعه وأقامه‪ ،‬وتداركه من هلكة‪ ،‬وجبره بعد فقر‬
‫وسد فقره )‪ (4‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 60‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪137‬‬

‫]‪[137‬‬

‫‪ - 19‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬سأل الصادق‬
‫)عليه السلم( عن بعض أهل مجلسه فقيل‪ :‬عليل‪ ،‬فقصده عائدا وجلس‬
‫عند رأسه فوجده دنفا )‪ (1‬فقال له‪ :‬أحسن ظنك بال‪ ،‬قال‪ :‬أما ظني بال‬
‫حسن‪ ،‬ولكن غمي لبناتي ما أمرضني غير غمي بهن )‪ (2‬قال الصادق‬
‫)عليه السلم(‪ :‬الذي ترجوه لتضعيف حسناتك ومحو سيئاتك فارجه‬
‫لصلح حال بناتك‪ ،‬أما علمت أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬لما‬
‫جاوزت سدرة المنتهى‪ ،‬وبلغت أغصانها وقضبانها رأيت بعض ثمار‬
‫قضبانها أثداؤه معلقة يقطر من بعضها اللبن‪ ،‬ومن بعضها العسل‪ ،‬ومن‬
‫بعضها الدهن ويخرج عن بعضها شبه دقيق السميذ )‪ (3‬وعن بعضها‬
‫الثياب‪ ،‬وعن بعضها كالنيق‪ ،‬فيهوى ذلك نحو الرض فقلت في نفسي‪ :‬أين‬
‫مقر هذه الخارجات عن هذه الثداه وذلك أنه لم يكن معي جبرئيل لني كنت‬
‫جاوزت مرتبته‪ ،‬واختزل دوني فناداني ربي عزوجل في سري يا محمد هذه‬
‫أنبتها من هذا المكان ال رفع لغذو منها بنات المؤمنين من امتك وبنيهم‪،‬‬
‫فقل لباء البنات‪ :‬لتضيقن صدوركم على فاقتهن فاني كما خلقتهن أرزقهن‬
‫)‪ - 20 (4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن يحيى بن زكريا‪،‬‬
‫عن محمد بن مروان‪ ،‬عن عمرو بن سيف‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬ل تدع طلب الرزق‬

‫)‪ (1‬الدنف ‪ -‬محركة ‪ -‬المرض اللزم وهكذا يقال للمريض الذى لزمه المرض بلفظ‬
‫واحد مع الجميع يقال‪ :‬رجل دنف وامرأة دنف وهم دنف‪ ،‬والدنف ‪ -‬ككتف‬
‫‪ -‬أيضا من لزمه مرضه والجمع أدناف وهى دنفة والجمع دنفات )‪ (2‬في‬
‫المصدر المطبوع‪ :‬غير رفقي بهن‪ ،‬و " غير همى بهن " خ ل )‪ (3‬في‬
‫المصدر السميد ‪ -‬بالدال المهملة وفى بعض النسخ السمراء والمعنى‬
‫واحد وهو الحوارى ‪ -‬كسمانى ‪ -‬لباب الدقيق وكل ما حور أي بيض من‬
‫طعام والسميذ بالمعجمة أفصح منه بالمهملة )‪ (4‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص‬
‫‪3‬‬

‫]‪[138‬‬

‫من حله‪ ،‬فانه عون لك على دينك‪ ،‬واعقل راحلتك وتوكل )‪ (1‬جا‪ :‬الجعابي مثله )‪(2‬‬
‫‪ - 21‬ما‪ :‬سيأتي في مواعظ الباقر )عليه السلم( يا جابر من )هذا( الذي‬
‫سأل ال فلم يعطه ؟ أو توكل عليه فلم يكفه ؟ أو وثق به فلم ينجه )‪22 (3‬‬
‫‪ -‬مع‪ :‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬من أحب أن يكون أتقى الناس‪،‬‬
‫فليتوكل على ال‪ ،‬ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند ال‬
‫عزوجل أوثق منه بما في يده )‪ - 23 (4‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن أبيه رفعه قال‪ :‬سأل النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬عن جبرئيل ما‬
‫التوكل على ال عزوجل ؟ فقال‪ :‬العلم بأن المخلوق ل يضر ول ينفع‪ ،‬ول‬
‫يعطي ول يمنع‪ ،‬واستعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل‬
‫لحد سوى ال‪ ،‬ولم يرج ولم يخف سوى ال‪ ،‬ولم يطمع في أحد سوى‬
‫ال‪ ،‬فهذا هو التوكل‪ ،‬الخبر )‪ - 24 (5‬يد‪ :‬القطان‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مروان بن مسلم‪ ،‬عن الثمالي‪،‬‬
‫عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن نباته قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫أوحى ال تعالى إلى داود )عليه السلم(‪ :‬يا داود تريد واريد‪ ،‬وليكون إل‬
‫ما اريد‪ ،‬فان أسلمت لما ازيد أعطيتك ما تريد‪ ،‬وإن لم تسلم لما اريد أتعبتك‬
‫فيما تريد‪ ،‬ثم ل يكون إل ما اريد )‪ - 25 (6‬ن‪ ،‬يد‪ :‬المكتب‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن معبد‪ ،‬عن ابن خالد‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 196‬أمالى المفيد ص ‪ (3) 110‬أمالى الطوسى‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 302‬معاني الخبار ص ‪ (5) 196‬معاني الخبار ص ‪261‬‬
‫)‪ (6‬التوحيد‪349 :‬‬

‫]‪[139‬‬

‫عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫قال ال جل جلله‪ :‬من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمص إلها‬
‫غيري وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬في كل قضاء ال عزوجل‬
‫خيرة للمؤمن )‪ (1‬أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب علمات المؤمن‬
‫‪ - 26‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن الفراء‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من رضي القضاء أتى عليه القضاء‪،‬‬
‫وهو مأجور‪ ،‬ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء وأحبط ال أجره )‪(2‬‬
‫‪ - 27‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬من رضي من ال‬
‫بما قسم له استراح بدنه )‪ - 28 (3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن‬
‫الكليني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن‬
‫إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬رأس طاعة ال‬
‫الرضا بما صنع ال فيما أحب العبد وفيما كره )ولم يصنع ال بعبد شيئا(‬
‫إل وهو خير له )‪ - 29 (4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن محمد بن طاهر‪ ،‬عن ابن عقدة‪،‬‬
‫عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫موسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬؟ ؟ نيادول فما كان لك منها أتاك على ضعفك‪ ،‬وما كان عليك‬
‫لم تدفعه بقوتك‪ ،‬ومن انقطع رجاه مما فات استراح بدنه‪ ،‬ومن رضي بما‬
‫رزقه ال قرت عينه )‪ - 30 (5‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن‬
‫عطية‪ ،‬عن ابن فرقد‪ ،‬عن أبي عبد ال‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 141‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 14‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) 167‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 200‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪229‬‬
‫]‪[140‬‬

‫)عليه السلم( قال‪ :‬فيما أوحى ال جل وعز إلى موسى بن عمران‪ :‬يا موسى ما‬
‫خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن وإني إنما أبتليه لما هو خير له‬
‫واعافيه لما هو خير له‪ ،‬وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه‪ ،‬فليصبر على‬
‫بلئي‪ ،‬وليشكر على نعمائي‪ ،‬وليرض بقضائي‪ ،‬أكتبه في الصديقين عندي‪،‬‬
‫إذا عمل برضاي‪ ،‬وأطاع أمري )‪ - 31 (1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن عمربن محمد‪،‬‬
‫عن علي بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬قال ال عزوجل‪ :‬يا بني آدم كلكم ضال إل من هديت‪ ،‬وكلكم عائل‬
‫إلمن أغنيت‪ ،‬وكلكم هالك إل من أنجيت‪ ،‬فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل‬
‫رشدكم إن من عبادي المؤمنين من ل يصلحه إل الفاقة‪ ،‬ولو أغنيته‬
‫لفسده ذلك وإن من عبادي من ل يصلحه إل الصحة‪ ،‬ولو أمرضته لفسده‬
‫ذلك‪ ،‬وإن من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام الليل لي فالقي عليه‬
‫النعاس نظرا مني له فيرقد حتى يصبح ويقوم حين يقوم وهو ماقت لنفسه‪،‬‬
‫زار عليها‪ ،‬ولو خليت بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله‪ ،‬ثم كان هلكه‬
‫في عجبه ورضاه عن نفسه‪ ،‬فيظن أنه قد فاق العابدين‪ ،‬وجاز باجتهاده حد‬
‫المقصرين فيتباعد بذلك مني‪ ،‬وهو يظن أنه يتقرب إلي أل فل يتكل‬
‫العاملون على أعمالهم‪ ،‬وإن حسنت‪ ،‬ول ييئس المذنبون من مغفرتي‬
‫لذنوبهم‪ ،‬وإن كثرت‪ ،‬لكن برحمتي فليثقوا‪ ،‬ولفضلي فليرجوا‪ ،‬وإلى حسن‬
‫نظري فليطمئنوا‪ ،‬وذلك أني ادبر عبادي بما يصلحهم‪ ،‬وأنا بهم لطيف خبير‬
‫)‪ (2‬أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في كتاب العدل‪ - 32 .‬لى‪ :‬ابن البرقي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 243‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪168‬‬

‫]‪[141‬‬

‫عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سليمان بن خالد‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬ضحك رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم حتى‬
‫بدت نواجذه ثم قال‪ :‬أل تسألوني مم ضحكت ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬عجبت للمرء المسلم أنه ليس من قضاء يقضيه‬
‫ال عزوجل له إل كان خيرا له في عاقبة أمره )‪ - 33 (1‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن يعقوب بن محمد البصري‪ ،‬عن‬
‫ابن عمارة‪ ،‬عن علي بن أبي الزعزاع‪ ،‬عن أبي ثابت الخزري‪ ،‬عن عبد‬
‫الكريم‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬جاع رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( جوعا شديدا فأتى الكعبة فتعلق بأستارها فقال‪ :‬رب محمد‬
‫لتجع محمدا أكثر مما أجعته قال‪ :‬فهبط جبرئيل )عليه السلم( ومعه لوزة‬
‫فقال‪ :‬يا محمد إن ال جل جلله يقرأ عليك السلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبرئيل ال‬
‫السلم ومنه السلم وإليه يعود السلم فقال‪ :‬إن ال يأمرك أن تفك عن هذه‬
‫اللوزة‪ ،‬ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة‪ ،‬مكتوبة عليها‪ :‬لإله إل‬
‫ال محمد رسول ال أيدت محمدا بعلي‪ ،‬ونصرته به‪ ،‬ما أنصف ال من‬
‫نفسه من اتهم ال في قضائه‪ ،‬واستبطأه في رزقه )‪ - 34 (2‬مع‪ :‬ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن الحسن بن علي رفعه إلى‬
‫عمرو بن جميع رفعه إلى علي )عليه السلم( في قول ال عز وجل "‬
‫وكان تحته كنز لهما " )‪ (3‬قال‪ :‬كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم لإله إل ال محمد رسول ال عجبت لمن يعلم أن‬
‫الموت حق كيف يفرح ؟ عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن ؟ عجبت لمن‬
‫يذكر النار كيف يضحك عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حال بعد حال‬
‫كيف يطمئن إليها )‪ - 35 (4‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن حماد‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) 326‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 330‬الكهف‪(4) 81 :‬‬


‫معاني الخبار ص ‪200‬‬

‫]‪[142‬‬

‫عمر بن مصعب‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬العبد بين ثلثة‪،‬‬
‫بلء‪ ،‬و قضاء‪ ،‬ونعمة‪ ،‬فعليه في البلء من ال الصبر فريضة‪ ،‬وعليه في‬
‫القضاء من ال التسليم فريضة‪ ،‬وعليه في النعمة من ال عزوجل الشكر‬
‫فريضة )‪ (1‬سن‪ :‬عبد الرحمن مثله )‪ - 36 (2‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد الحميد بن أبي العل‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن الشرك أخفى من دبيب النمل‪ ،‬وقال‬
‫منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة وشبه هذا )‪ - 37 (3‬فس‪ " :‬ول تقولن‬
‫لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال " )‪ (4‬أخبره أنه إنما حبس الوحي‬
‫أربعين صباحا لنه قال لقريش‪ :‬غدا اخبركم بجواب مسائلكم‪ ،‬ولم يستثن‪،‬‬
‫فقال ال " ول تقولن لشئ " الية )‪ - 38 (5‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪،‬‬
‫عن ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫مقاتل بن سليمان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم لما صعد موسى إلى‬
‫الطور فناجى ربه قال‪ :‬رب أرني خزائنك‪ ،‬قال‪ :‬يا موسى إن خزائني إذا‬
‫أردت شيئا أن أقول له كن فيكون وقال‪ :‬قال‪ :‬يا رب أي خلق أبغض إليك ؟‬
‫قال الذي يتهمني‪ ،‬قال‪ :‬ومن خلقك من يتهمك ؟ قال‪ :‬نعم الذي يستخيرني‬
‫فاخير له‪ ،‬والذي أقضي القضاء له وهو خير له فيتهمني ‪ - 39‬ك‪ :‬ابن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أحمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حمزة‬
‫بن حمران وغيره‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪:‬‬
‫خرج‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 43‬المحاسن ص ‪ (3) 6‬معاني الخبار ص ‪(4) 379‬‬
‫الكهف‪ (5) 23 :‬تفسير القمى ص ‪395‬‬

‫]‪[143‬‬

‫أبو جعفر محمد بن علي الباقر )عليهما السلم( بالمدينة فتصحر واتكى على جدار‬
‫من جدرانها مفكرا إذ أقبل إليه رجل فقال‪ :‬يا أبا جعفر علم حزنك ؟ أعلى‬
‫الدنيا فرزق ال حاضر يشترك فيه البر والفاجر‪ ،‬أم على الخرة فوعد‬
‫صادق يحكم فيه ملك قادر قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ما على هذا أحزن‬
‫إنما حزني على فتنة ابن الزبير‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬فهل رأيت أحدا خاف ال‬
‫فلم ينجه ؟ أم هل رأيت أحدا توكل على ال فلم يكفه ؟ وهل رأيت أحدا‬
‫استخار ال فلم يخر له ؟ قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬فولى الرجل وقال‬
‫هو ذاك‪ ،‬فقال أبو جعفر )عليه السلم( هذا هو الخضر )عليه السلم( قال‬
‫الصدوق‪ :‬جاء هذا الحديث هكذا‪ ،‬وقد روي في حديث آخر أن ذلك كان مع‬
‫علي بن الحسين )عليه السلم( )‪ - 40 (1‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يقول ال عزو‬
‫جل‪ :‬مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إل قطعت أسباب السماوات‬
‫والرض من دونه )فان سألني لم اعطه‪ ،‬وإن دعاني لم اجبه‪ ،‬وما من‬
‫مخلوق يعتصم بي دون خلقي إل ضمنت السماوات والرض برزقه(‪ ،‬فان‬
‫سألني أعطيته وإن دعاني أجبته‪ ،‬وإن استغفر لي غفرت له )‪- 41 (2‬‬
‫صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬روي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬يقول ال‬
‫تعالى‪ :‬لقطعن أمل كل مؤمن أمل دوني الناس‪ ،‬وللبسنه ثوب مذلة بين‬
‫الناس‪ ،‬ولنحينه من وصلي‪ ،‬ولبعدنه من قربي‪ ،‬من ذا الذي رجاني‬
‫لقضاء حوائجه فقطعت به دونها )‪ - 42 (3‬ضا‪ :‬أروي عن العالم )عليه‬
‫السلم( أنه قال‪ :‬من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على ال‪ ،‬وسئل‬
‫عن حد التوكل ما هو ؟ قال‪ :‬ل تخاف سواه وأروي أن الغنى والعز يجولن‬
‫فإذا ظفرا بمواضع التوكل أوطنا وأروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال‪:‬‬
‫التوكل على ال عز وجل درجات منها‬

‫)‪ (1‬كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ 58‬راجع الرقم ‪ 1‬فيما سبق )‪ (2‬صحيفة الرضا )عليه‬
‫السلم( ص ‪ 2‬والسافط أضفناه من المصدر )‪ (3‬لم نجده في المصدر‬
‫]‪[144‬‬

‫أن تثق به في امورك كلها‪ ،‬فما فعله بك كنت عنه راضيا وروي أن ال عزوجل‬
‫أوحى إلى داود )عليه السلم( ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من‬
‫خلقي عرفت ذلك من نيته ثم يكيده أهل السماوات والرض وما فيهن إل‬
‫جعلت له المخرج من بينهن‪ ،‬وما اعتصم عبد من عبيدي بأحد من خلقي‬
‫دوني عرفت ذلك من نيته إل قطعت أسباب السماوات من يديه وأسخت‬
‫الرض من تحته‪ ،‬ولم ابال بأي الوادي هلك وأروي عن العالم )عليه‬
‫السلم( أنه قال‪ :‬يقول ال تبارك وتعالى‪ :‬وعزتي وجللي وارتفاعي في‬
‫علوي ل يؤثر عبد هواي على هواه إل جعلت غناه في قلبه وهمه في‬
‫آخرته‪ ،‬وكففت عليه ضيعته‪ ،‬وضمنت السماوات والرض رزقه‪ ،‬وكنت له‬
‫من وراء حاجته‪ ،‬وأتته الدنيا وهي راغمة‪ ،‬وعزتي وجللي وارتفاعي في‬
‫علو مكاني ل يؤثر عبد هواه على هواي إل قطعت رجاه‪ ،‬ولم أرزقه منها‬
‫إل ما قدرت له وأروي أن بعض العلماء كان يقول‪ :‬سبحان من لو كانت‬
‫الدنيا خيرا كلها أهلك فيها من أحب‪ ،‬سبحان من لو كانت الدنيا شرا كلها‬
‫نجا منها من أراد وروي كن لما ل ترجو أرجى منك لما ترجو‪ ،‬فان موسى‬
‫بن عمران )عليه السلم( خرج يقتبس نارا لهله فكلمه ال ورجع نبيا‬
‫وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان‪ ،‬وخرجت سحرة فرعون يطلبون‬
‫العز لفرعون فرجعوا مؤمنين وروي ل تقل لشئ قد مضى‪ :‬لو كان غيره‬
‫روي عن العالم )عليه السلم( قال‪ :‬إذا شاء ال فيعطينا وإذا أحب أن يكره‬
‫رضينا وأروي أعلم الناس بال أرضاهم بقضاء ال وروي رأس طاعة ال‬
‫الصبر والرضا وروي ما قضى ال على عبده قضاء فرضي به إل جعل‬
‫الخير فيه وروي أن ال تبارك وتعالى أوحي إلى موسى بن عمران )عليه‬
‫السلم( يا موسى !‬

‫]‪[145‬‬

‫ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن وإني إنما أبتليه لما هو خير له‪ ،‬واعافيه‬
‫لما هو خير له‪ ،‬فليصبر على بلي‪ ،‬وليشكر نعماي‪ ،‬وليرض بقضاي‪،‬‬
‫أكتبه من الصديقين عندي وأروي عن العالم )عليه السلم(‪ :‬المؤمن‬
‫تعرض كل خير‪ ،‬لوقرض بالمقاريض كان خيرا له‪ ،‬وإن ملك مابين‬
‫المشرق والمغرب كان خيرا له وروي‪ :‬من اعطي الدين فقد اعطي وروي‬
‫أن ال تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحب‪ ،‬ومن ل يحب‪ ،‬ول يعطي الدين‬
‫إل من يحبه وفي خبر آخر‪ :‬ل يعطي ال الدين إل أهل خاصته وصفوته من‬
‫خلقه وروي إذا طلبت شيئا من الدنيا فزوي عنك‪ ،‬فاذكر ما خصك ال به‬
‫من دينه‪ ،‬وما صرفه عنك بغيره‪ ،‬فان ذلك أحرى أن تسخو نفسك عما فاتك‬
‫من الدنيا وروي أن ال تبارك وتعالى أوحى إلى داود )عليه السلم(‪ :‬فلنة‬
‫بنت فلنة معك في الجنة في درجتك فسار إليها فسألها عن عملها‪ ،‬فخبرته‬
‫فوجده مثل أعمال سائر الناس فسألها عن نيتها‪ ،‬فقالت‪ :‬ماكنت في حالة‬
‫فنقلني منها إلى غيرها إل كنت بالحالة التي نقلني إليها أسر مني بالحالة‬
‫التي كنت فيها‪ ،‬فقال‪ :‬حسن ظنك بال جل وعز وأروي عن العالم أنه قال‪:‬‬
‫وال ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا والخرة إل بحسن ظنه بال عزوجل‪،‬‬
‫ورجائه منه‪ ،‬وحسن خلقه‪ ،‬والكف عن اغتياب المؤمنين‪ ،‬وأيم ال ل يعذب‬
‫ال مؤمنا بعد التوبة والستغفار إل أن يسوء الظن بال‪ ،‬وتقصيره من‬
‫رجائه ل‪ ،‬وسوء خلقه‪ ،‬ومن اغتيابه للمؤمنين‪ ،‬وال ل يحسن ظن عبد‬
‫مؤمن بال إل كان ال عند ظنه به‪ ،‬لن ال عزوجل كريم يستحي أن يخلف‬
‫ظن عبده ورجائه‪ ،‬فأحسنوا الظن بال وارغبوا إليه وقد قال ال عزوجل‪:‬‬
‫" الظانين بال ظن السوء عليهم دائرة السوء " )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬الفتح‪.6 :‬‬

‫]‪[146‬‬

‫وروي أن داود )عليه السلم( قال‪ :‬يا رب ما آمن بك من عرفك فلم يحسن الظن بك‬
‫وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى الناز فيلتفت فيقول‪ :‬يا رب لم يكن هذا‬
‫ظني بك فيقول‪ :‬ماكان ظنك بي ؟ قال‪ :‬كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي‪ ،‬و‬
‫تسكنني جنتك‪ ،‬فيقول ال عزوجل‪ :‬يا ملئكتي وعزتي وجللي وجودي و‬
‫كرمي وارتفاعي في علوي ما ظن بي عبدي خيرا ساعة قط ولو ظن بي‬
‫ساعة خيرا ما روعته بالنار‪ ،‬أجيزوا له كذبه‪ ،‬وأدخلوه الجنة ثم قال العالم‬
‫)عليه السلم(‪ :‬قال ال عزوجل‪ :‬أل ل يتكل العاملون على أعمالهم التي‬
‫يعملونها لثوابي‪ ،‬فانهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي‬
‫كانوا مقصرين غير بالغين في عباداتهم كنه عبادتي فيما يظنونه )‪(1‬‬
‫عندي من كرامتي‪ ،‬ولكن برحمتي فليثقوا‪ ،‬ومن فضلي فليرجوا‪ ،‬وإلى‬
‫حسن الظن )بي( فليطمئنوا‪ ،‬فان رحمتي عتد ذلك تدركهم ومنتي تبلغهم‪،‬‬
‫ورضواني ومغفرتي يلبسهم‪ ،‬فاني أنا ال الرحمن الرحيم‪ ،‬وبذلك سميت‬
‫وأروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال‪ :‬إن ال أوحى إلى موسى بن‬
‫عمران أن )يحبس( في الحبس رجلين من بني إسرائيل فحبسهما ثم أمره‬
‫باطلقهما‪ ،‬قال‪ :‬فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة‪ ،‬فقال له‪ :‬ما الذي‬
‫بلغ بك ما أرى منك ؟ قال‪ :‬الخوف عن ال‪ ،‬ونظر إلى الخر لم يتشعب منه‬
‫شئ فقال له‪ :‬أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد وقد رأيت بلغ المر‬
‫بصاحبك وأنت لم تتغير ؟ فقال له الرجل‪ :‬إنه كان ظني بال جميل حسنا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا رب قد سمعت مقالة عبديك فأيهما أفضل ؟ قال‪ :‬صاحب الظن‬
‫الحسن أفضل وأروي عن العالم أن ال الوحى إلى موسى بن عمران )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا موسى قل لبني إسرائيل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما‬
‫شاء يجدني عنده )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬فيما يطلبونه خ )‪ (2‬قد مر بعض هذه الخبار عن المصدر في المجلد ‪ 70‬باب‬
‫الخوف والرجاء ص ‪389‬‬

‫]‪[147‬‬

‫‪ - 42‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬التوكل كأس مختوم يختم ال عزوجل فل‬
‫يشرب بها ول يفض ختامها إل المتوكل كما قال ال تعالى‪ " :‬وعلى ال‬
‫فليتوكل المتوكلون " )‪ (1‬وقال ال عزوجل‪ " :‬وعلى ال فتوكلوا إن كنتم‬
‫مؤمنين " )‪ (2‬جعل التوكل مفتاح اليمان‪ ،‬واليمان قفل التوكل‪ ،‬وحقيقة‬
‫التوكل اليثار وأصل اليثار تقديم الشئ بحقه‪ ،‬ول ينفك المتوكل في توكله‬
‫من إثبات أحد اليثارين‪ ،‬فان آثر معلول التوكل وهو الكون‪ ،‬حجب به‪ ،‬وإن‬
‫آثر )المعلل( علة التوكل وهو الباري سبحانه بقي معه فان أردت أن تكون‬
‫متوكل لمتعلل فكبر على روحك خمس تكبيرات وودع أمانيك كلها‪ ،‬وداع‬
‫الموت والحياة وأدنى حد التوكل أن لتسابق مقدورك بالهمة‪ ،‬ول تطالع‬
‫مقسومك‪ ،‬ول تستشرف معدومك‪ ،‬فينتقض بأحدها عقد إيمانك‪ ،‬وأنت ل‬
‫تشعر وإن عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكلين حقا فاعتصم بمعرفة‬
‫هذه الحكاية وهي أنه روي أن بعض المتوكلين قدم على بعض الئمة‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬اعطف علي بجواب مسألة في التوكل‪ ،‬والمام كان يعرف الرجل‬
‫بحسن التوكل‪ ،‬ونفيس الورع‪ ،‬وأشرف على صدقه فيما سأل عنه‪ ،‬من قبل‬
‫إبدائه إياه‪ ،‬فقال له‪ :‬قف مكانك وأنظرني ساعة‪ ،‬ففعل فبينما هو مطرق‬
‫لجوابه إذا اجتاز بهما فقير‪ ،‬فأدخل المام )عليه السلم( يده في جيبه‬
‫وأخرج شيئا فناوله للفقير‪ ،‬ثم أقبل على السائل فقال‪ :‬هات وسل عما بدالك‬
‫فقال السائل‪ :‬أيها المام كنت أعرفك قادرا متمكنا من جواب مسألتي قبل‬
‫أن استنظرتني فما شأنك في إبطائك عني ؟ فقال المام‪ :‬لتعتبر المعنى مني‬
‫قبل كلمي‪ ،‬إذا لم أكن أراني ساهيا بسري وربي مطلع عليه أن أتكلم بعلم‬
‫التوكل‪ ،‬وفي جيبي دانق‪ ،‬ثم لم يحل لي ذلك إل بعد إيتائه )‪ (3‬ثم‬

‫)‪ (1‬ابراهيم‪ (2) 11 :‬المائدة‪ (3) 23 :‬في المصدر‪ :‬ايثاره‬

‫]‪[148‬‬
‫ليعلم به )فافهم( فشهق السائل فحلف أن ل يأوي عمرانا ول يأنس بشرا ما عاش )‬
‫‪ - 43 (1‬شا‪ :‬أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن ابن‬
‫يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن أبي حفص العشى‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬خرجت حتى انتهيت‬
‫إلى هذا الحائط فاتكيت عليه‪ ،‬فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه‬
‫وجهي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا ؟ أعلى الدنيا‬
‫حزنك ؟ فرزق ال حاضر للبر والفاجر‪ ،‬فقلت‪ :‬ما على هذا أحزن‪ ،‬وإنه‬
‫لكما تقول‪ ،‬قال‪ :‬فعلى الخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر فعلى م‬
‫خوفك ؟ قلت‪ :‬الخوف من فتنة ابن الزبير قال‪ :‬فضحك ثم قال‪ :‬يا علي بن‬
‫الحسين هل رأيت أحدا قط توكل على ال فلم يكفه ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬يا علي‬
‫بن الحسين هل رأيت أحدا قط خاف ال فلم ينجه ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬يا علي‬
‫بن الحسين هل رأيت أحدا قط سأل ال فلم يعطه ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬ثم نظرت إليه‬
‫فإذا ليس قد امي أحد )‪ (2‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫ابن معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبي حفص العشى‬
‫ومحمد بن سنان‪ ،‬عن رجل من بني أسد جميعا‪ ،‬عن الثمالي مثله )‪44 (3‬‬
‫‪ -‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬المفوض أمره إلى ال في راحة البد‬
‫والعيش الدائم الرغد‪ ،‬والمفوض حقا هو العالي‪ ،‬عن كل همة دون ال‪،‬‬
‫كقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( نظما‪ :‬رضيت بما‬
‫قسم ال لي * وفوضت أمري إلى خالقي كما أحسن ال فيما مضى * كذلك‬
‫يحسن فيما بقي‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة ‪ (2) 51‬ارشاد المفيد ص ‪ (3) 242 - 241‬مجالس المفيد‬
‫ص ‪127‬‬

‫]‪[149‬‬

‫وقال ال عزوجل في المؤمن من آل فرعون‪ " :‬وافوض أمري إلى ال إن ال‬


‫بصير بالعباد * فوقيه ال سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب‬
‫" )‪ (1‬والتفويض خمسة أحرف لكل حرف منها حكم فمن أتى بأحكامه فقد‬
‫أتى به‪ :‬التاء من ترك التدبير والدنيا‪ ،‬والفاء من فناء كل همة غير ال‪،‬‬
‫والواو من وفاء العهد وتصديق الوعد‪ ،‬والياء من اليأس من نفسك‪،‬‬
‫واليقين بربك‪ ،‬والضاد من الضمير الصافي ل‪ ،‬والضرورة إليه والمفوض‬
‫ل يصبح إل سالما من جميع الفات‪ ،‬ول يمسي إل معافا بدينه )‪- 45 (2‬‬
‫مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬صفة الرضا أن يرضى المحبوب‬
‫والمكروه‪ ،‬والرضا )شعاع نور المعرفة‪ ،‬والراضي فان عن جميع اختياره‬
‫والراضي حقيقة هو المرضي عنه‪ ،‬والرضا اسم يجتمع فيه معاني‬
‫العبودية وتفسير الرضا( سرور القلب سمعت أبي محمد الباقر )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬تعلق القلب بالموجود شرك وبالمفقود كفر‪ ،‬وهما خارجان‬
‫عن سنة الرضا وأعجب ممن يدعى العبودية ل كيف ينازعه في‬
‫مقدوراته‪ ،‬حاشا الراضين العارفين عن ذلك )‪ - 46 (3‬م‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أل فل تفعلوا كما فعلت بنو إسرائيل‪ ،‬ول تسخطوا‬
‫نعم ال‪ ،‬ول تقترحوا على ال‪ ،‬وإذا ابتلي أحدكم في رزقه أو معيشته بما ل‬
‫يحب فلينجذن شيئا يسأله لعل في ذلك حتفه وهلكه‪ ،‬ولكن ليقل اللهم‬
‫بجاه محمد وآله الطيبين إن كان ما كرهته من أمري هذا خيرا لي )وأفضل‬
‫في ديني فصبرني عليه وقوني على احتماله ونشطني للنهوض بثقل‬
‫أعبائه‪ ،‬وإن كان خلف ذلك خيرا( فجد علي به ورضني بقضائك على كل‬
‫حال‪ ،‬فلك الحمد فانك إذا قلت ذلك قدر ال ويسر لك ما هو خير )‪- 47 (4‬‬
‫شى‪ :‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬قال ال‬

‫)‪ (1‬المؤمن‪ (2) 45 - 44 :‬مصباح الشريعة ص ‪ (3) 59‬مصباح الشريعة ص ‪61‬‬


‫)‪ (4‬تفسير المام ‪ ،125‬والنجذ اللحاح‬

‫]‪[150‬‬

‫ليوسف‪ :‬ألست الذي حببتك إلى أبيك‪ ،‬وفضلتك على الناس بالحسن‪ ،‬أو لست الذي‬
‫سقت إليك السيارة وأنقذتك وأخرجتك من الجب ؟ أو لست الذي صرفت‬
‫عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك )عني( أو تدعو مخلوقا‬
‫دوني‪ ،‬فالبث لما قلت في السجن بضع سنين )‪ - 48 (1‬شى‪ :‬عن عبد ال‬
‫بن عبد الرحمن عمن ذكره عنه قال لما قال للفتى‪ " :‬اذكرني عند ربك " )‬
‫‪ (2‬أتاه جبرئيل )عليه السلم( فضربه برجله حتى كشط له عن الرض‬
‫السابعة‪ ،‬فقال له‪ :‬يا يوسف انظر ماذا ترى ؟ قال‪ :‬أرى حجرا صغيرا ففلق‬
‫الحجر فقال ماذا ترى ؟ قال أرى دودة صغيرة قال فمن رازقها ؟ قال‪ :‬ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬فان ربك يقول لم أنس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الرض‬
‫السابعة‪ ،‬أظننت أني أنساك حتى تقول للفتى‪ " :‬اذكرني عند ربك " لتلبثن‬
‫في السجن بمقالتك هذه بضع سنين قال فبكايوسف عند ذلك حتى بكى‬
‫لبكائه الحيطان قال فتأذى به أهل السجن فصالحهم على أن يبكي يوما‬
‫ويسكت يوما وكان في اليوم الذي يسكت أسوء حال )‪ - 49 (3‬شى‪ :‬عن‬
‫مالك بن عطية‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬في قوله‪ " :‬وما يؤمن‬
‫أكثرهم بال إل وهم مشركون " )‪ (4‬قال‪ :‬هو قول الرجل لول فلن لهلكت‪،‬‬
‫و لول فلن لصبت كذا وكذا‪ ،‬ولول فلن لضاع عيالي أل ترى أنه قد جعل‬
‫شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه ؟ قال قلت‪ :‬فيقول‪ :‬لول أن ال من علي‬
‫بفلن لهلكت قال‪ :‬نعم ل بأس بهذا )‪ (5‬أقول‪ :‬قد مر مثله بأسانيد في باب‬
‫أنواع الكفر )‪ - 50 (6‬شى‪ :‬عن البزنطى عن الرضا )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫عجبا لمن عقل عن ال كيف‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 177‬يوسف‪ (3) 42 :‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪) 177‬‬
‫‪ (4‬يوسف‪ (5) 106 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (6) 200‬بل سيجئ في‬
‫باب الكفر ولوازمه تحت الرقم ‪.25‬‬

‫]‪[151‬‬

‫يستبطئ ال في رزقه ؟ وكيف لم يصطبر على قضائه )‪ - 51 (1‬جع‪ :‬قال رسول‬


‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لو أنكم تتوكلون على ال حق توكله لرزقكم كما‬
‫يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا وقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على ال وقال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( من وثق بال أراه السرور ومن توكل عليه كفاه‬
‫المور قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أحب أن يكون أتقى الناس‬
‫فليتوكل على ال وقال الباقر )عليه السلم( من توكل على ال ل يغلب ومن‬
‫اعتصم بال ل يهزم )‪ - 52 (2‬محص‪ :‬عن سعيد بن الحسن قال‪ :‬قال أبو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬ما ابالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا لن ال‬
‫يقول لأفعل بالمؤمن إل ما هو خير له ‪ - 53‬محص‪ :‬عن أبي عبيدة‬
‫الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( إن من عبادي المؤمنين لعبادا ل يصلح لهم أمر دينهم إل بالفاقة‬
‫والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح لهم‬
‫عليه أمر دين عبادي وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي‬
‫فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجد لي الليالي‪ ،‬فيتعب نفسه في عبادتي‬
‫فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وإبقاء عليه‪ ،‬فينام حتى‬
‫يصبح فيقرأه وهو ماقت لنفسه‪ ،‬زار عليها‪ ،‬ولو اخلي بينه وبين ما يريد‬
‫من عبادتي لدخله من ذلك العجب فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله‪،‬‬
‫فيأتيه من ذلك ما فيه هلكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه‪ ،‬عند حد‬
‫التقصير فيتباعد مني عند ذلك‪ ،‬وهو يظن أنه يتقرب إلى فل يتكل العاملون‬
‫على أعمالهم التي يعملونها لثوابي‪ ،‬فانهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم‬
‫أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي‬
‫فيما يطلبون عندي من كرامتي‪ ،‬والنعيم في جناتي‪ ،‬ولكن برحمتي فليثقوا‪،‬‬
‫ولفضلي فليرجوا‪ ،‬وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا‪ ،‬فان رحمتي عند ذلك‬
‫تداركهم‪ ،‬ومني‬
‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ ،339‬في آية الكهف‪ (2) 83 :‬جامع الخبار ص‬
‫‪137‬‬

‫]‪[152‬‬

‫يبلغهم رضواني‪ ،‬ومغفرتي يلبسهم عفوي‪ ،‬فاني أنا ال الرحمن الرحيم بذلك‬
‫تسميت‪ - 54 .‬محص‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن ابى جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬عجبا للمؤمن ل يقضي ال‬
‫عليه قضاء ال كان خيرا له سره أو ساءه‪ ،‬ان ابتله كان كفارة لذنبه‪ ،‬وإن‬
‫أعطاه وأكرمه كان قد حباه ‪ - 55‬محص‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كم من نعمة ل على عبده في غير أمله وكم من مؤمل أمل الخيار في‬
‫غيره‪ ،‬وكم من ساع من حتفه وهو مبطئ عن حظه ‪ - 56‬محص‪ :‬عن‬
‫زراره قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول في قضاء ال كل خير‬
‫للمؤمن عن طريف‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن العبد الولي ل‬
‫يدعو في المر ينوبه فيقول ال للملك الموكل بذلك المر‪) :‬اقض لعبدي‬
‫حاجته ول تعجل فاني أشتهي أن أسمع نداءه وصوته‪ ،‬وإن العبد العدو ل‬
‫ليدعو ال في المر ينوبه فيقال‪ :‬للملك الموكل به( )‪ (1‬اقض حاجته‬
‫وعجلها‪ ،‬فاني ابغض أن أسمع نداءه وصوته قال‪ :‬فيقول الناس‪ :‬ما اعطي‬
‫هذا حاجته وحرم هذا‪ ،‬إل لكرامة هذا على ال وهوان هذا عليه ‪- 57‬‬
‫محص‪ :‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬من اغتم‬
‫كان للغم أهل فينبغي للمؤمن أن يكون بال وبما صنع راضيا ‪ - 58‬محص‪:‬‬
‫عن أبي خليفة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ما قضى ال لمؤمن‬
‫قضاء فرضي به إل جعل ال له الخيرة فيما يقضي ‪ - 59‬محص‪ :‬عن عبد‬
‫ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال بعد له وحكمته‬
‫وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا عن ال وجعل الهم والحزن‬
‫في الشك‪ ،‬فارضوا عن ال وسلموا المره ‪ - 60‬محص‪ :‬عن ابن مسكان‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الرضا بمكروه القضاء من أعلى درجات‬
‫اليقين‬

‫)‪ (1‬مابين العلمتين أضفناه من الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،490‬وقد كان في الصل بياض‬

‫]‪[153‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬من صبر ورضي عن ال فيما قضى عليه فيما أحب أو كره لم‬
‫يقض ال عليه فيما أحب أو كره إل ما هو خير له ‪ - 61‬محص‪ :‬عن‬
‫سليمان الجعفري‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫رفع إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( )قوم( في بعض غزواته فقال‪:‬‬
‫من القوم ؟ قالوا‪ :‬مؤمنون يارسول ال قال‪ :‬ما بلغ من إيمانكم ؟ قالوا‪:‬‬
‫الصبر عند البلء )والشكر عند الرخاء والرضا بالقضاء‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء‪ ،‬إن‬
‫كنتم كما تصفون( )‪ (1‬فلتبنوا مال تسكنون‪ ،‬ول تجمعوا ما ل تأكلون‪،‬‬
‫واتقوا ال الذي إليه ترجعون )‪ - 62 (2‬محص‪ :‬عن علي بن سويد‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن الول )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عزوجل‪ " :‬ومن‬
‫يتوكل على ال فهو حسبه " )‪ (3‬فقال‪ :‬التوكل على ال درجات‪ ،‬فمنها أن‬
‫تثق به في امورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه لم يؤتك إل‬
‫خيرا وفضل وتعلم أن الحكم في ذلك له‪ ،‬فتوكلت على ال بتفويض ذلك‬
‫إليه ووثقت به فيها وفي غيرها مشكوة النوار‪ :‬عن أبي الحسن الول‬
‫)عليه السلم( مثله )‪ - 63 (4‬محص‪ :‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫أحق من خلق ال بالتسليم لما قضى ال من عرف ال ومن رضي بالقضاء‬
‫أتى عليه القضاء وعظم عليه أجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء‬
‫وأحبط ال أجره‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين أضفناه من نسخة المشكاة ص ‪ (2) 34‬وفى الكافي‪ :‬بينا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا‪:‬‬
‫السلم عليك يارسول‪ ،‬فقال‪ :‬ما أنتم ؟ فقالوا‪ :‬نحن مؤمنون يارسول ال‬
‫قال‪ :‬فما حقيقة ايمانكم ؟ قالوا‪ :‬الرضا بقضاء ال‪ ،‬والتفويض إلى ال‪،‬‬
‫والتسليم لمر ال‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬علماء حكماء‬
‫كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء‪ ،‬فان كنتم صادقين فل تبنوا مال‬
‫تسكنون ول تجمعوا مال تأكلون‪ ،‬واتقوا ال الذى إليه ترجعون )‪(3‬‬
‫الطلق‪ (4) 3 :‬مشكاة‪ :‬النوار ‪ 16‬مع اختلف‬

‫]‪[154‬‬

‫مشكوة النوار‪ :‬نقل من كتاب المحاسن مثله )‪ - 64 (1‬محص‪ :‬عن صفوان‬


‫الجمال‪ ،‬عن أبي الحسن الول )عليه السلم( قال‪ :‬ينبغي لمن عقل عن ال‬
‫أن ل يستبطئه )في رزقه( ول يتهمه في قضائه ‪ - 65‬محص‪ :‬عن ميمون‬
‫القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال علي صلوات ال عليه‪ :‬ما‬
‫احب أن لي بالرضا في موضع القضاء حمر النعم ‪ - 66‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫باسناده‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من توكل وقنع ورضي كفي المطلب )‪- 67 (2‬‬
‫ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عبيد بن ياسين‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده ياسين بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن عجلن قال‪:‬‬
‫أصابتني فاقة شديدة وإضاقة ول صديق لمضيق‪ ،‬ولزمني دين ثقيل‪،‬‬
‫وغريم يلح باقتضائه فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد وهو يومئذ أمير‬
‫المدينة لمعرفة كانت بيني وبينه وشعر بذلك من حالي محمد بن عبد ال‬
‫بن علي بن الحسين وكانت بينى وبينه‪ ،‬قديم معرفة فلقينى في الطريق‬
‫فأخذ بيدي وقال لي‪ :‬قد بلغني ما أنت بسبيله‪ ،‬فمن تؤمل لكشف ما نزل‬
‫بك ؟ قلت‪ :‬الحسن بن زيد‪ ،‬فقال‪ :‬إذا ل تقضى حاجتك‪ ،‬ول تسعف بطلبتك‪،‬‬
‫فعليك بمن يقدر على ذلك وهو أجود الجودين‪ ،‬فالتمس ما تؤمله من قبله‪،‬‬
‫فاني سمعت ابن عمي جعفر بن محمد يحدث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبيه‬
‫الحسين بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن أبي طالب )عليهم السلم( عن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬أوحى ال عز وجل إلى بعض أنبيائه في بعض‬
‫وحيه إليه‪ :‬وعزتي وجللي لقطعن أمل كل مؤمل غيري بالياس‬
‫ولكسونه ثوب المذلة في النار‪ ،‬ول بعدنه من فرجي وفضلي أيؤمل عبدي‬
‫في الشدائد غيري والشدائد بيدي‪ ،‬أو يرجو سواي وأنا الغني الجواد‪ ،‬بيدي‬
‫مفاتيح البواب وهي مغلقة‪ ،‬وبابي مفتوح لمن دعاني ألم يعلم أنه ما‬
‫أوهنته نائبة لم يملك كشفها عنه غيري‪ ،‬فما لي أراه بأمله معرضا‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار ص ‪ (2) 17‬نوادر الراوندي ص ‪.16‬‬

‫]‪[155‬‬

‫عني‪ ،‬قد أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني فأعرض عني ولم يسألني‪ ،‬وسأل في‬
‫نائبته غيري وأنا ال أبتدي بالعطية قبل المسألة‪ ،‬أفاسأل فل اجيب ؟ كل أو‬
‫ليس الجود والكرم لي ؟ أو ليس الدنيا والخرة بيدي ؟ فلو أن أهل سبع‬
‫سموات وأرضين سألوني جميعا فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص‬
‫ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة‪ ،‬وكيف ينقص ملك أنا قيمه فيا بؤسا لمن‬
‫عصاني ولم يراقبني فقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال أعد علي هذا الحديث‬
‫فأعاده ثلثا فقلت لو ال ل سألت أحدا بعد هذا حاجة‪ ،‬فما لبثت أن جاءني‬
‫ال برزق وفضل من عنده )‪ - 68 (1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق )العلوي عن إسحاق( ابن جعفر‪،‬‬
‫عن أخيه موسى )عليه السلم(‪ ،‬عن أبيه جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫علي )عليهم السلم(‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬يقول ال‬
‫عزوجل‪ :‬مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إل قطعت به أسباب‬
‫السماوات وأسباب الرض من دونه‪ ،‬فان سألني لم اعطه وإن دعائي لم‬
‫اجبه‪ ،‬وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إل ضمنت السموات و الرض‬
‫رزقه‪ ،‬فان دعاني أجبته وإن سألني أعطيته‪ ،‬وإن استغفرني غفرت له )‪(2‬‬
‫‪ - 69‬الدرة الباهرة‪ :‬قال‪ :‬على بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬ما استغنى‬
‫أحد بال )إل( افتقر الناس إليه وقال )عليه السلم(‪ :‬من عتب على الزمان‬
‫طال معتبته وقال الجواد )عليه السلم(‪ :‬كيف يضيع من ال كافله‪ ،‬وكيف‬
‫ينجو من ال طالبه ومن انقطع إلى غير ال وكله ال إليه ‪ - 70‬بيان‬
‫التنزيل لبن شهر آشوب‪ :‬قال‪ :‬أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الكوفة‬
‫عند نهر كوثا )‪ (3‬من قرية قطنانا وأو قدالنار فعجزوا عن رمي إبراهيم‬
‫فعمل‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 196‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 198‬قيل هي‬
‫كوثاربى على وزن طوبى هدى كان قرية من قرى الكوفة كما ذكره‬
‫المؤرخون والذى ذكر اللغويون هوكوثى قال الجزرى‪ :‬كوثى العراق هي‬
‫سرة السواد =‬

‫]‪[156‬‬

‫لهم إبليس المنجنيق فرمي به‪ ،‬فتلقاه جبرئيل في الهواء فقال‪ :‬هل لك من حاجة ؟‬
‫فقال‪ :‬أما إليك فل‪ ،‬حسبي ال ونعم الوكيل‪ ،‬فاستقبله ميكائيل فقال‪ :‬إن‬
‫أردت أخمدت النار فان خزائن المطار والمياه بيدي‪ ،‬فقال‪ :‬لاريد‪ ،‬وأتاه‬
‫ملك الريح‪ ،‬فقال‪ :‬لو شئت طيرت النار‪ ،‬قال‪ :‬لاريد‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬فاسأل‬
‫ال " فقال‪ :‬حسبي من سؤالي علمه بحالي ‪ - 71‬دعوات الراوندي‪ :‬قال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ثلث من كن فيه جمع ال له خير الدنيا‬
‫والخرة‪ :‬الرضا بالقضاء‪ ،‬والصبر عند البلء‪ ،‬والدعاء عند الشدة‬
‫والرخاء وقال الصادق )عليه السلم(‪ :‬رأس كل طاعة ال الرضا بما صنع‬
‫ال إلى العبد فيما أحب وفيما كره ‪ - 72‬نهج‪ :‬اغض على القذى وإل لم‬
‫ترض أبدا )‪ - 73 (1‬كنز الكراجكى‪ :‬قال لقمان لبنه‪ :‬يا بني ثق بال‬
‫عزوجل ثم سل في الناس هل من أحد وثق بال فلم ينجه ؟ يا بني توكل‬
‫على ال ثم سل في الناس من ذاالذي توكل على ال فلم يكفه ؟ يا بني‬
‫أحسن الظن بال ثم سل في الناس من ذا الذي أحسن الظن بال فلم يكن‬
‫عند حسن ظنه به ‪ - 74‬عدة الداعي‪ :‬سئل الصادق )عليه السلم( عن حد‬
‫التوكل‪ ،‬فقال‪ :‬أن ل تخاف مع ال شيئا‪ .‬وقال الصادق )عليه السلم(‪ :‬من‬
‫أراد أن يعرف كيف منزلته عند ال فليعرف كيف منزلة ال عنده‪ ،‬فان ال‬
‫ينزل العبد مثل ما ينزل العبد ال من نفسه )‪(2‬‬

‫= وبها ولد ابراهيم الخليل )عليه السلم( وقال ياقوت‪ :‬وكوثى العراق كوثيان‪:‬‬
‫أحدهما الطريق والخر كوثى ربى وبها مشهد ابراهيم الخليل )عليه‬
‫السلم( وبها مولده‪ ،‬وهما من أرض بابل وبها طرح ابراهيم في النار‬
‫وقال الفيروز آبادي‪ :‬والقطقطانة بضمهما موضع بالكوفة كانت سجن‬
‫النعمان بن المنذر )‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 193‬عدة الداعي ص‬
‫‪106‬‬

‫]‪[157‬‬

‫‪ - 75‬مشكوة النوار‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن الغنى والعز يجولن‬
‫فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطناه وعنه )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال‬
‫تبارك وتعالى إلى داود )عليه السلم( إنه ما اعتصم بي عبد من عبادي‬
‫دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السماوات والرض ومن‬
‫فيهن إل جعلت له المخرج من بينهن‪ ،‬وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من‬
‫خلقي عرفت ذلك من نيته إل قطعت أسباب السماوات من بين يديه وأسخت‬
‫الرض من تحته‪ ،‬ولم ابال في أي وادتهالك )‪ (1‬وعنه )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫لم يكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول لشئ قد مضى‪ :‬لو كان غيره‬
‫وعنه )عليه السلم( في قول ال عز وجل‪ " :‬إن ال وملئكته يصلون‬
‫على النبي " )‪ (2‬الية قال‪ :‬أثنوا عليه وسلموا عليه‪ ،‬قلت‪ :‬فكيف علم‬
‫الرسول أنها كذلك ؟ قال‪ :‬كشف له الغطاء قلت‪ :‬فبأي شئ علم المؤمن أنه‬
‫مؤمن ؟ قال‪ :‬بالتسليم ل‪ ،‬والرضا فيما ورد عليه من وراء سخط )‪(3‬‬
‫ومنه‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬اليمان له أركان أربعة‪ :‬التوكل‬
‫على ال وتفويض المر إلى ال‪ ،‬والرضا بقضاء ال‪ ،‬والتسليم لمر ال‬
‫وعن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال جل ثناؤه‪ " :‬فل وربك ل‬
‫يؤمنون حتى يحكموك " )‪ (4‬الية قال‪ :‬التسليم والرضا والقنوع بقضائه‬
‫ومنه عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬بعث ال نبيا إلى قوم وأمر أن‬
‫يقاتلهم فشكى إلى ال الضعف فقال‪ :‬اختر القتال أو النار‪ ،‬قال‪ :‬يا رب ل‬
‫طاقة لي بالنار فأوحى ال إليه أن النصر يأتيك في سنتك هذه‪ ،‬فقال ذلك‬
‫النبي )عليه السلم(‪ :‬لصحابه‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار ص ‪ (2) 16‬الحزاب‪ (3) 56 :‬مشكاة النوار ص ‪(4) 17‬‬
‫النساء‪65 :‬‬

‫]‪[158‬‬

‫إن ال عزوجل قد أمرني بقتال بني فلن‪ ،‬فقلت‪ :‬ل طاقة لنا بقتالهم‪ ،‬فقال‪ :‬اختر‬
‫النار أو القتال‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى ل طاقة لنا بالنار‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال قد أوحى أن‬
‫النصر يأتيني في سنتي هذه قالوا‪ :‬تفعل ونفعل وتكون ونكون )‪ (1‬قال‪:‬‬
‫وبعث ال نبيا آخر إلى قوم )وأمره أن يقاتلهم( فكشى إلى ال الضعف‬
‫فأوحى ال عزوجل أن النصر يأتيك بعد خمسة عشرة سنة‪ ،‬فقال لصحابه‪:‬‬
‫إن ال عزوجل أمرني بقتال بني فلن فشكوت إليه الضعف فقالوا‪ :‬لحول‬
‫ول قوة إل بال فقال لهم‪ :‬إن ال قد أوحى إلي أن النصر يأتيني بعد خمسة‬
‫عشرة سنة فقالوا‪ :‬ما شاء ال لقوة إل بال‪ ،‬قال‪ :‬فأتاهم ال بالنصر في‬
‫سنتهم تلك لتفويضهم إلى ال وقولهم ما شاء ال لحول ولقوة إل بال‬
‫ومنه عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ومن التوكل أن ل تخاف مع ال‬
‫غيره )‪ (2‬ومنه نقل من كتاب المحاسن عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن أعلم الناس بال أرضاهم بقضاء ال وعنه )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫رأس طاعة ال الصبر والرضا عن ال فيما أحب العبد أو كره‪ ،‬ول يرضى‬
‫عبد عن ال فيما أحب أو كره إل كان خيرا له فيما أحب أو كره وعنه‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬ما قضى ال لمؤمن قضاء قرضي به إل جعل الخيرة له‬
‫فيما قضى )‪ (3‬وعن الباقر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن ال جل ثناؤه يقول‪ :‬وعزتي وجللي ماخلقت من خلقي‬
‫خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن ولذلك سميته باسمي مؤمنا لحرمه مابين‬
‫المشرق والمغرب وهي خيرة له مني‪ ،‬وإني لملكه مابين المشرق‬
‫والمغرب وهي خيرة له مني‪ ،‬فليرض بقضائي وليصبر‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار ص ‪ (2) 19‬مشكاة النوار ص ‪ (3) 20‬مشكاة النوار ص ‪21‬‬

‫]‪[159‬‬

‫على بلئي وليشكر نعمائي أكتبه يا محمد من الصديقين عندي وعن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬لقي الحسن بن علي عبد ال بن جعفر )عليهما السلم(‬
‫فقال‪ :‬يا عبد ال كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر‬
‫منزلته والحاكم عليه ال‪ ،‬فأنا الضامن لمن ل يهجس في قلبه إل الرضا أن‬
‫يدعو ال فيستجاب له وعنه )عليه السلم( قال‪ :‬الروح والراحة في الرضا‬
‫واليقين‪ ،‬والهم والحزن في الشك والسخط وقال )عليه السلم(‪ :‬اجري‬
‫القلم في محبة ال فمن أصفاه ال بالرضا فقد أكرمه‪ ،‬ومن ابتله بالسخط‬
‫فقد أهانه‪ ،‬والرضا والسخط خلقان من خلق ال وال يزيد في الخلق ما‬
‫يشاء وعن أبي الحسن الول‪ :‬ينبغي لمن عقل عن ال أن ل يستبطئه في‬
‫رزقه‪ ،‬ول يتهمه في قضائه وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قضاء‬
‫الحوائج إلى ال عزوجل وأسبابها إلى العباد فمن قضيت له حاجة فليقبلها‬
‫عن ال بالرضا والصبر قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إنما يجمع‬
‫الناس بالرضا والسخط‪ ،‬فمن رضي أمرا فقد دخل عليه ومن سخط فقد‬
‫خرج منه وعن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬الصبر والرضا عن‬
‫ال رأس طاعة ال ومن صبر ورضي عن ال فيما قضى عليه مما أحب أو‬
‫كره )لم يقض ال له فيما أحب أو كره( إل ما هو خير له‪ ،‬ودخل بعض‬
‫أصحاب أبي عبد ال )عليه السلم( في مرضه الذي توفي فيه إليه‪ ،‬وقد‬
‫ذبل فلم يبق إل رأسه‪ ،‬فبكى‪ ،‬فقال‪ :‬لي شئ تبكي ؟ فقال‪ :‬لأبكي وأنا أراك‬
‫على هذه الحال ؟ قال‪ :‬ل تفعل فان المؤمن تعرض كل خير إن قطع‬
‫أعضاؤه كان خيرا له‪ ،‬وإن ملك مابين المشرق والمغرب كان خيرا له )‪(2‬‬
‫‪ - 76‬المؤمن‪ :‬عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬في‬
‫قضاء ال‬

‫)‪ (1‬مشكوة النوار ص ‪ (2) 33‬مشكوة النوار‪34 :‬‬

‫]‪[160‬‬

‫عزوجل كل خير للمؤمن وعن الصادق )عليه السلم( إن المسلم ل يقضي ال‬
‫عزوجل له قضاء إل كان خيرا له‪ ،‬وإن ملك مشارق الرض ومغاربها كان‬
‫خيرا له‪ ،‬ثم تل هذه الية " فوقاه ال سيئات ما مكروا " )‪ (1‬ثم قال‪ :‬أم‬
‫وال لقد سلطوا عليه وقتلوه فأما ما وقاه ال فوقاه أن يفتنوه في دينه‬
‫وعن الصادق )عليه السلم( إنه قال‪ :‬لويعلم المؤمن ماله في المصائب من‬
‫الجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض ‪ - 77‬المؤمن‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬فيما أوحى ال إلى موسى يا موسى ما خلقت خلقا أحب إلي‬
‫من عبدي المؤمن‪ ،‬وإني أنا أبتليه بما هو خير له واعطيه لما هو خير له‪،‬‬
‫وأزوي عنه لما هو خير له‪ ،‬وأنا أعلم بما يصلح عليه فليصبر على بلئي‬
‫وليرض بقضائي‪ ،‬وليشكر نعمائي‪ ،‬أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل‬
‫برضاي وأطاع أمري )‪) * (64‬باب( * * )الجتهاد والحث على العمل( *‬
‫اليات‪ :‬البقرة‪ :‬يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم‬
‫لعلكم تتقون )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬فمن تبع هداي فلخوف عليهم ولهم‬
‫يحزنون )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬سنزيد المحسنين )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬سورة المؤمن‪ 44 :‬و ‪ (2) 45‬البقرة‪ (3) 21 :‬البقرة‪ (4) 38 :‬البقرة‪58 :‬‬

‫]‪[161‬‬

‫وقال‪ " :‬إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن منهم بال‬
‫واليوم الخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولخوف عليهم ولهم‬
‫يحزنون " )‪ (1‬وقال تعالى‪ " :‬وما تقدموا لنفسكم من خير تجدوه عند ال‬
‫إن ال بما تعملون بصير " )‪ (2‬وقال تعالى‪ " :‬وقدموا لنفسكم واتقوا ال‬
‫واعلموا أنكم ملقوه وبشر المؤمنين " )‪ (3‬آل عمران‪ :‬يوم تجد كل نفس‬
‫ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا‬
‫بعيدا ويحذركم ال نفسه وال رؤف بالعباد )‪ (4‬وقال حاكيا عن عيسى‪ :‬إن‬
‫ال ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم )‪ (5‬النساء‪ :‬ليس بأمانيكم ول‬
‫أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ول يجدله من دون ال وليا ول‬
‫نصيرا * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو انثى وهو مؤمن فاولئك‬
‫يدخلون الجنة ول يظلمون نقيرا )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬لن يستنكف المسيح أن‬
‫يكون عبدا ل ول الملئكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر‬
‫فسيحشرهم إليه جميعا * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم‬
‫اجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا‬
‫أليما ول يجدون لهم من دون ال وليا ول نصيرا )‪ (7‬المائدة‪ :‬إن الذين‬
‫آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بال‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 62 :‬البقرة‪ (3) 110 :‬البقرة‪ (4) 223 :‬آل عمران‪ (5) 30 :‬آل‬
‫عمران‪ (6) .51 :‬النساء‪ (7) 124 - 123 :‬النساء‪173 - 172 :‬‬

‫]‪[162‬‬

‫واليوم الخر وعمل صالحا فلخوف عليهم ولهم يحزنون )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى ال مرجعكم‬
‫فينبئكم بما كنتم تعملون )‪ (2‬النعام‪ :‬ذلكم ال ربكم خالق كل شئ فاعبدوه‬
‫وهو على كل شئ وكيل )‪ (3‬العراف‪ :‬حاكيا عن نوح‪ :‬يا قوم اعبدوا ال‬
‫مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم )‪ (4‬وقال تعالى‪:‬‬
‫حاكيا عن هود‪ :‬يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره أفل تتقون )‪ (5‬وقال‬
‫تعالى‪ ،‬حاكيا عن صالح وشعيب )عليهما السلم(‪ :‬يا قوم اعبدوا ال مالكم‬
‫من إله غيره )‪ (6‬وقال‪ :‬إن الذين عند ربك ل يستكبرون عن عبادته‬
‫ويسبحونه وله يسجدون )‪ (7‬النفال‪ :‬يا أيها الذين آمنوا استجيبوا ل‬
‫وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن ال يحول بين المرء وقلبه وأنه‬
‫إليه تحشرون )‪ (8‬التوبة‪ :‬وسيرى ال عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم‬
‫الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬وقل اعملوا‬
‫فسيرى ال عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب‬
‫والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )‪(10‬‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) 69 :‬المائدة‪ (3) 105 :‬النعام‪ (4) 102 :‬العراف‪(5) 59 :‬‬
‫العراف‪ (6) 65 :‬العراف‪ 73 :‬و ‪ (7) 85‬العراف‪ (8) 206 :‬النفال‪:‬‬
‫‪ (9) 24‬براءة‪ (10) 94 :‬براءة‪.105 :‬‬
‫]‪[163‬‬

‫يونس‪ :‬ذلكم ال ربكم فاعبدوه أفل تذكرون ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬ليجزي الذين آمنو‬
‫وعملوا الصالحات بالقسط )‪ (1‬هود‪ :‬حاكيا عن صالح )عليه السلم(‪ :‬قال‬
‫يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره هو أنشأكم من الرض واستعمركم‬
‫فيها )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬وإن كل لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما تعملون‬
‫خبير * فاستقم كما امرت ومن تاب معك ول تطغوا إنه بما يعملون بصير )‬
‫‪ (3‬النحل‪ :‬من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة‬
‫طيبة ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬إل من اكره‬
‫وقلبه مطمئن باليمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من ال‬
‫ولهم عذاب عظيم ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬اولئك الذين طبع ال على قلوبهم‬
‫وسمعهم وأبصارهم واولئك هم الغافلون )‪ (5‬الكهف‪ :‬إن الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات إنا ل نضيع أجر من أحسن عمل * اولئك لهم جنات‬
‫عدن تجري من تحتهم النهار )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬والباقيات الصالحات خير‬
‫عند ربك ثوابا وخير أمل )‪ (7‬مريم‪ :‬وإن ال ربي وربكم فاعبدوه هذا‬
‫صراط مستقيم )‪ (8‬وقال تعالى‪ :‬رب السموات والرض وما بينهما فاعبده‬
‫واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬ويزيد ال الذين اهتدوا‬
‫هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا )‪(10‬‬

‫)‪ (1‬يونس‪ (2) 3 :‬هود‪ (3) 61 :‬هود‪ (4) 112 - 111 :‬النحل‪ (5) 97 :‬النحل‪:‬‬
‫‪ (6) 108 - 106‬الكهف‪ (7) 30 :‬الكهف‪ (8) 46 :‬مريم‪ (9) 36 :‬مريم‪:‬‬
‫‪ (10) 65‬مريم‪76 :‬‬

‫]‪[164‬‬

‫طه‪ :‬إنني أنا ال ل إله إل أنا فاعبدني )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬ومن يعمل من الصالحات‬
‫وهو مؤمن فل يخاف ظلما ول هضما )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬ولقد عهدنا إلى آدم‬
‫من قبل فنسي ولم نجد له عزما )‪ (3‬النبياء‪ :‬ومن عنده ل يستكبرون عن‬
‫عبادته ول يستحسرون )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬وما أرسلنا من رسول إل نوحي‬
‫إليه أنه لإله إل أنا فاعبدون )‪ (5‬وقال تعالى‪ :‬إن هذه امتكم امة واحدة وأنا‬
‫ربكم فاعبدون )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فل‬
‫كفران لسعيه وإنا له كاتبون )‪ (7‬الحج‪ :‬وبشر المحسنين )‪ (8‬المؤمنون‪:‬‬
‫حاكيا عن نوح )عليه السلم(‪ :‬يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره أفل‬
‫تتقون )‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا‬
‫إني بما تعملون عليم * وإن هذه امتكم امة واحدة وأنا ربكم فاتقون )‪(10‬‬
‫النور‪ :‬وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في‬
‫الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم‬
‫وليبدلنهم من‬

‫)‪ (1‬طه‪ (2) .24 :‬طه‪ (3) 112 :‬طه‪ (4) 115 :‬النبياء‪ (5) 19 :‬النبياء‪(6) 25 :‬‬
‫النبياء‪ (7) 92 :‬النبياء‪ (8) 94 :‬الحج‪ (9) 37 :‬المؤمنون‪(10) 23 :‬‬
‫المؤمنون‪52 - 51 :‬‬

‫]‪[165‬‬

‫بعد خوفهم أمنا يعبدونني ل يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم‬
‫الفاسقون )‪ (1‬العنكبوت‪ :‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم‬
‫سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون )‪ (2‬وقال سبحانه‪ :‬والذين‬
‫آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬وإبراهيم‬
‫إذ قال لقومه اعبدوا ال واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )‪ (4‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن ال لمع المحسنين )‪(5‬‬
‫لقمان‪ :‬يا بنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في‬
‫السموات أو في الرض يأت بها ال إن ال لطيف خبير )‪ (6‬سبا‪ :‬واعملوا‬
‫صالحا إني بما تعملون بصير )‪ (7‬فاطر‪ :‬من كان يريد العزة فلله العزة‬
‫جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )‪ (8‬يس‪ :‬ونكتب ما‬
‫قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين )‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬ألم أعهد‬
‫إليكم يا بني آدم أن ل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني‬
‫هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبل كثيرا أفلم تكونوا تعقلون )‪(10‬‬

‫)‪ (1‬النور‪ (2) 55 :‬العنكبوت‪ (3) 7 :‬العنكبوت‪ (4) 9 :‬العنكبوت‪(5) 16 :‬‬


‫العنكبوت‪ (6) 69 :‬لقمان‪ (7) 16 :‬سبأ‪ (8) 11 :‬فاطر‪ (9) 10 :‬يس‪:‬‬
‫‪ (10) 12‬يس‪62 - 60 :‬‬

‫]‪[166‬‬

‫الصافات‪ :‬إنا كذلك نجزي المحسنين )‪ (1‬في مواضع ص‪ :‬أم نجعل الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات كالمفسدين في الرض أم نجعل المتقين كالفجار )‪(2‬‬
‫الزمر‪ :‬ثم إلى ربكم مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون * إنه عليم بذات‬
‫الصدور )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين )‬
‫‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة‬
‫وأنتم ل تشعرون * أو تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب ال‬
‫وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن ال هداني لكنت من المتقين *‬
‫أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون مع المحسنين * بلى قد‬
‫جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين )‪ (5‬المؤمن‪ :‬من‬
‫عمل سيئة فل يجزى إل مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو‬
‫مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب )‪ (6‬وقال تعالى‪:‬‬
‫وما يستوي العمي والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ول المسيئ‬
‫قليل ما تتذكرون )‪ (7‬السجدة‪ :‬من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها‬
‫وما ربك بظلم للعبيد )‪ (8‬حمعسق‪ :‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات في‬
‫روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك‬
‫الذي يبشر ال عباده الذين آمنوا وعملوا‬

‫)‪ (1‬الصافات‪ (2) 131 ،121 ،110 ،105 ،80 :‬ص‪ (3) 28 :‬الزمر‪(4) 7 :‬‬
‫الزمر‪ (5) 34 :‬الزمر‪ (6) 59 - 54 :‬المؤمن‪ (7) 40 :‬المؤمن‪(8) 58 :‬‬
‫السجدة‪46 :‬‬

‫]‪[167‬‬

‫الصالحات )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من‬
‫فضله )‪ (2‬الزخرف‪ :‬إن ال ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم )‪(3‬‬
‫الجاثية‪ :‬من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون )‬
‫‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون * وخلق ال‬
‫السموات والرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم ل يظلمون )‪(5‬‬
‫الذاريات‪ :‬ففروا إلى ال إني لكم منه نذير مبين )‪ (6‬الطور‪ :‬كل امرئ بما‬
‫كسب رهين )‪ (7‬النجم‪ :‬أم للنسان ما تمنى * فلله الخرة والولى * وكم‬
‫من ملك في السموات ل تغني شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لمن‬
‫يشاء ويرضى )‪ (8‬وقال تعالى‪ :‬ول ما في السموات وما في الرض‬
‫ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ‪ -‬إلى قوله‬
‫تعالى‪ :‬هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الرض وإذ أنتم أجنة في بطون امهاتكم‬
‫فل تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )‪ (9‬الحديد‪ :‬سابقوا إلى مغفرة من‬
‫ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والرض‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ - 22 :‬و ‪ (2) 23‬الشورى‪ (3) 26 :‬الزخرف‪ (4) 64 :‬الجاثية‪) 15 :‬‬
‫‪ (5‬الجاثية‪ (6) 22 - 21 :‬الذاريات‪ (7) 50 :‬الطور‪ (8) 21 :‬النجم‪24 :‬‬
‫‪ (9) 26 -‬النجم‪32 - 31 :‬‬
‫]‪[168‬‬

‫اعدت للذين آمنوا بال ورسله ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم‬
‫)‪ (1‬التحريم‪ :‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس‬
‫والحجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما‬
‫يؤمرون )‪ (2‬نوح‪ :‬قال يا قوم إني لكم نذير مبين * أن اعبدوا ال واتقوه‬
‫وأطيعون * يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ان اجل ال إذا‬
‫جاء ل يؤخر لو كنتم تعلمون )‪ .(3‬المزمل‪ :‬وما تقدموا لنفسكم من خير‬
‫تجدوه عند ال خيرا وأعظم أجرا )‪ (4‬المدثر‪ :‬كل نفس بما كسبت رهينة *‬
‫إل أصحاب اليمين * في جنات )‪ (5‬القيامة‪ :‬ينبا النسان يومئذ بما قدم‬
‫وأخر * بل النسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيره )‪ (6‬الدهر‪ :‬إن‬
‫هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا )‪ (7‬المرسلت‪ :‬كلوا واشربوا‬
‫هنيئا بما كنتم تعملون * إنا كذلك نجزي المحسنين )‪ (8‬النازعات‪ :‬يوم‬
‫يتذكر النسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى )‪ (9‬المطففين‪ :‬كل إن‬
‫كتاب الفجار لفي سجين * وما أدريك ماسجين *‬

‫)‪ (1‬الحديد‪ (2) 21 :‬التحريم‪ (3) 6 :‬نوح‪ (4) 4 - 2 :‬المزمل‪ (5) 20 :‬المدثر‪:‬‬
‫‪ (6) 39 - 38‬القيامة‪ (7) 15 - 13 :‬الدهر‪ (8) 22 :‬المرسلت‪- 43 :‬‬
‫‪ (9) 44‬النازعات‪36 - 35 :‬‬

‫]‪[169‬‬

‫كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين * وما يكذب به إل‬
‫كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الولين * كل بل ران على‬
‫قلوبهم ما كانوا يكسبون * كل إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم‬
‫لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون * كل إن كتاب البرار‬
‫لفي عليين * وما أدريك ماعليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن‬
‫البرار لفي نعيم * على الرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة‬
‫النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس‬
‫المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون )‪(1‬‬
‫النشقاق‪ :‬يا أيها النسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه * فأما من اوتي‬
‫كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا *‬
‫وأما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا * إنه‬
‫كان في أهله مسرورا * إنه ظن أن لن يحور * بلى إن ربه كان به بصيرا‬
‫* فل اقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر إذا اتسق * لتركبن طبقا‬
‫عن طبق )‪ (2‬الطارق‪ :‬إن كل نفس لما عليها حافظ )‪ (3‬التين‪ :‬إل الذين‬
‫آمنوا وعملو الصالحات فلهم أجر غير ممنون )‪ (4‬الزلزال‪ :‬فمن يعمل‬
‫مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )‪ (5‬القارعة‪ :‬فأما‬
‫من ثقلت موازينه فهوفي عيشة راضية * وأما من خفت‬

‫)‪ (1‬المطففين‪ (2) 28 - 7 :‬النشقاق‪ (3) 19 - 6 :‬الطارق‪ (4) 4 :‬التين‪(5) 6 :‬‬


‫الزلزال‪8 - 7 :‬‬

‫]‪[170‬‬

‫موازينه فامه هاوية * وما أدريك ماهية * نار حامية )‪ - 1 (1‬مع )‪ (2‬ل )‪ (3‬لى‪:‬‬
‫الحسن بن عبد ال بن سعيد‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن دريد عن أبي حاتم‪،‬‬
‫عن العتبى يعني محمد بن عبيدال‪ ،‬عن أبيه قال وأخبرنا عبد ال بن شبيب‬
‫عن زكريا بن يحيى المنقرى‪ ،‬عن العلبن محمد بن الفضل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جده قال‪ :‬قال قيس بن عاصم‪ :‬وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس )‪ (4‬فقلت يا‬
‫نبي ال عظنا موعظة ننتفع بها‪ ،‬فانا قوم نعمر )‪ (5‬في البرية‬

‫)‪ (1‬القارعة‪ (2) 11 - 6 :‬معاني الخبار ص ‪ (3) 233‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(4) 56‬‬
‫عنونه ابن حجر في القسم الول من الصابة وقال‪ :‬الصلصال بن‬
‫الدلهمس بن جندلة بن المحتجب بن الغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة‬
‫بن نزار‪ ،‬أبو الغضنفر قال ابن حبان‪ :‬له صحبة حديثه عند ابن الضو‬
‫وقال المرزباني‪ :‬يقال انه أنشد النبي )صلى ال عليه وآله( شعرا‪ :‬وذكر‬
‫ابن الجوزى أن الصلصال قدم مع بنى تميم وأن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( أوصاهم بشئ فقال قيس بن عاصم‪ :‬وددت لو كان هذا الكلم شعرا‬
‫نعلمه أولدنا فقال الصلصال‪ :‬أنا أنظمه يارسول ال‪ ،‬فأنشده أبياتا‬
‫وأوردها ابن دريد في أماليه عن أبى حاتم السجستاني عن العتبى عن‬
‫أبيه قال‪ :‬قال قيس بن عاصم‪ :‬وفدت مع جماعة من بنى تميم فدخلت‬
‫عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقال قيس‪ :‬يارسول ال عظنا عظة‬
‫ننتفع بها فوعظهم موعظة حسنة فقال قيس‪ :‬أحب أن يكون هذا الكلم‬
‫أبياتا من الشعر نفتخر به على من يلينا وندخرها فأمر من يأتيه بحسان‬
‫فقال الصلصال‪ :‬يارسول ال ! قد حضر تنى أبيات أحسبها توافق ما أراد‬
‫قيس فقال‪ :‬هاتها فقال إلى آخر البيات مع اختلف ما‪ ،‬راجع الصابة ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ (5) 186‬في بعض النسخ كالمالي والخصال نعبر من العبور وفى‬
‫المعاني نعير‪ :‬أي نذهب ونجئ ونتردد في البرية وأما نعمر فهو الصح‬
‫يقال‪ :‬عمر بالمكان أي أقام به‪ ،‬وعمر بيته أي لزمه‪ ،‬والمعنى أنا نسكن‬
‫في البرية والصحارى ول يمكننا أن نقدم عليك كل يوم أو نسكن في سائر‬
‫البلدان العامرة بأهل الديانة فننتفع بمواعظهم فعظنا بموعظة ننتفع بها‬
‫أيام اقامتنا في البراري‬

‫]‪[171‬‬

‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا قيس إن مع العز ذل وإن مع الحياة موتا‬
‫وإن مع الدنيا آخرة‪ ،‬وإن لكل شئ حسيبا‪ ،‬وعلي كل شئ رقيبا‪ ،‬وإن لكل‬
‫حسنة ثوابا‪ ،‬ولكل سيئة عقابا‪ ،‬ولكل أجل كتابا وإنه لبد لك يا قيس من‬
‫قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فان كان كريما أكرمك‪،‬‬
‫وإن كان لئيما أسلمك‪ ،‬ثم ل يحشر إل معك‪ ،‬ول تبعث إل معه ول تسأل إل‬
‫عنه فل تجعله إل صالحا فانه إن صلح أنست به‪ ،‬وإن فسد ل تستوحش إل‬
‫منه‪ ،‬وهو فعلك فقال‪ :‬يا نبي ال احب أن يكون هذا الكلم في أبيات من‬
‫الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره فأمر النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( من يأتيه بحسان )بن ثابت( قال فأقبلت )‪ (1‬افكر فيما أشبه هذه‬
‫العظة من الشعر فاستتب لي )‪ (2‬القول قبل مجئ حسان فقلت‪ :‬يارسول ال‬
‫قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما يريد‪ ،‬فقلت لقيس )ابن عاصم(‪ :‬تخير‬
‫خليطا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ماكان يفعل ولبد بعد الموت‬
‫من أن تعده * ليوم ينادي المرء فيه فيقبل فان كنت مشغول بشئ فل ؟ ؟ *‬
‫بغير الذي يرضى به ال تشغل فلن يصحب النسان من بعد موته * ومن‬
‫قبله إل الذي كان يعمل أل إنما النسان ضيف لهله * يقيم قليل بينهم ثم‬
‫يرحل )‪ - 2 (3‬لى‪ :‬ابن ناتانه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن ‪ -‬الفضل‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( طوبى لمن طال‬

‫)‪ (1‬الصحيح‪ " :‬قال الصلصال فأقبلت افكر " الخ‪ ،‬ولذلك يقول بعد ذلك فقلت‬
‫لقيس‪ ،‬وليكون القائل ال الصلصال‪ ،‬مع ما عرفت من نسخة الصابة "‬
‫فقال الصلصال يارسول ال قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد‬
‫قيس فقال هاتها " )‪ (2‬يقال‪ :‬استتب المر‪ :‬اطرد واستقام واستمر‪ ،‬وذل‬
‫له ما أراد )‪ (3‬أمالى الصدوق ص ‪3‬‬

‫]‪[172‬‬

‫عمره‪ ،‬وحسن عمله‪ ،‬فحسن منقلبه‪ ،‬إذ رضي عنه ربه عزوجل‪ ،‬وويل لمن طال‬
‫عمره وساء عمله فساء منقلبه‪ ،‬إذ سخط عليه ربه عزوجل )‪ (1‬اقول‪:‬‬
‫سيأتي الخبار في أبواب المواعظ ‪ - 3‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عمن سمع أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬اعمل‬
‫على مهل فانك ميت * واختر لنفسك أيها النسان فكأن ما قد كان لم يك إذ‬
‫مضى * وكأن ما هو كائن قد كان )‪ - 4 (2‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن‬
‫هاشم‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن ابن حميد عن ابن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كان أمير المؤمنين )عليه السلم( بالكوفة إذا صلى‬
‫العشاء الخرة ينادي الناس ثلث مرات حتى يسمع أهل المسجد‪ :‬أيها‬
‫الناس تجهزوا رحمكم ال فقد نودي فيكم بالرحيل )‪ (3‬فما التعرج )‪(4‬‬
‫على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل‪ ،‬تجهزوا رحمكم ال ! وانتقلوا بأفضل ما‬
‫بحضرتكم من الزاد وهو التقوى‪ ،‬واعلموا أن طريقكم إلى المعاد‪ ،‬وممركم‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) 35‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 293‬قال في النهج‪ :‬ومن‬
‫كلم له )عليه السلم( كان كثيرا ما ينادى به أصحابه‪ :‬تجهزوا رحمكم‬
‫ال فقد نودى فيكم بالرحيل‪ ،‬وأقلوا العرجة على الدنيا وانقلبوا بصالح ما‬
‫بحضرتكم من الزاد‪ ،‬فان أمامكم عقبة كؤدا ومنازل مخوفة مهولة‪ ،‬لبد‬
‫من الورود عليها‪ ،‬والوقوف عندها‪ ،‬واعلموا أن ملحظ المنية نحوكم‬
‫دانية وكأنكم بمخالبها وقد نشبت فيكم وقد دهمتكم فيها مفظعات المور‬
‫ومعضلت المحذور‪ ،‬فقطعوا علئق الدنيا واستظهروا بزاد التقوى )‪(4‬‬
‫التعرج هو حبس المطية على المنزل والقامة الطويلة فيه والغفلة عن‬
‫السير والسفر‪ ،‬والتعرج على الدنيا هو الركون عليها والشتغال بها‬
‫بحيث ينسى الهدف من المسير وهو النعم الخروية‬

‫]‪[173‬‬

‫على الصراط‪ ،‬والهول العظم أمامكم‪ ،‬وعلى طريقكم عقبة كؤد‪ ،‬ومنازل مهولة‬
‫مخوفة‪ ،‬لبدلكم من الممر عليها‪ ،‬والوقوف بها‪ ،‬فإما برحمة من ال فنجاة‬
‫من هولها‪ ،‬وعظم خطرها وفظاعة منظرها وشدة مختبرها‪ ،‬وإما بهلكة‬
‫ليس بعدها انجبار )‪ - 5 (1‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن ابن متيل‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل قال‪ :‬قال الصادق )عليه‬
‫السلم(‪ :‬من استوى يوماه فهو مغبون‪ ،‬ومن كان آخر يومه شرهما فهو‬
‫ملعون‪ ،‬ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب‪ ،‬ومن كان‬
‫إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة )‪ (2‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( مثله وفيه‪ :‬ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو‬
‫إلى النقصان ومن كان‪ - 6 (3) ...‬ل‪ :‬الخليل بن أحمد‪ ،‬عن ابن منيع‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن عمران‪ ،‬عن أبي خالد الحمري‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن السائب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬الخير كثير وفاعله قليل )‪ (4‬أقول‪ :‬قد مضى أخبار‬
‫كثيرة في باب جوامع المكارم‪ ،‬وباب صفات المؤمن وباب صفات الشيعة ‪7‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن بعض‬
‫النوفليين ومحمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫كونوا على قبول العمل أشد عناية منكم على العمل‪ ،‬الخبر )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) 298‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 396‬معاني الخبار ص‬


‫‪ (4) 342‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 17‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪11‬‬

‫]‪[174‬‬

‫‪ - 8‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬من أحبنا فليعمل بعملنا‪،‬‬
‫وليستعن بالورع فانه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والخرة‪ ،‬ول‬
‫تجالسوا لنا عائبا ول تمتدحوا بنا عند عدونا معلنين باظهار حبنا‪ ،‬فتذللوا‬
‫أنفسكم عند سلطانكم الزموا الصدق فانه منجاة‪ ،‬وارغبوا فيما عند ال‬
‫عزوجل‪ ،‬واطلبوا طاعته واصبروا عليها‪ ،‬فما أقبح بالمؤمن أن يدخل‬
‫الجنة وهو مهتوك الستر‪ ،‬لتعنونا في الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة‬
‫فيما قدمتم‪ ،‬ل تفضحوا أنفسكم عند عدوكم في القيامة ول تكذبوا أنفسكم‬
‫عندهم في منزلتكم عند ال بالحقير من الدنيا تمسكوا بما أمركم ال به‪،‬‬
‫فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إل أن يحضره رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وما عند ال خير وأبقى‪ ،‬وتأتيه البشارة من ال‬
‫عزوجل فتقر عينه ويحب لقاء ال )‪ - 9 (1‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬اختاروا الجنة على النار‪ ،‬ول تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار‬
‫منكبين خالدين فيها أبدا )‪ (2‬صح‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله )‪ - 10 (3‬ن‪:‬‬
‫من كلم الرضا المشهور‪ :‬الصغائر من الذنوب طرق إلى البكائر‪ ،‬ومن لم‬
‫يخف ال في القليل لم يخفه في الكثير‪ ،‬ولو لم يخوف ال الناس بجنة ونار‬
‫لكان الواجب عليهم أن يطيعوه ول يعصوه‪ ،‬لتفضله عليهم وإحسانه إليهم‪،‬‬
‫وما بدأهم به من أنعامه الذي ما استحقوه ‪ - 11‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪،‬‬
‫عن هارون‪ ،‬عن ابن زياد‪ ،‬عن جعفر بن‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 157‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 32‬صحيفة الرضا‬
‫)عليه السلم( ص ‪ 30‬وفيه منكسين كما هو في بعض نسخ العيون‬
‫وكلهما بمعنى وفى بعض النسخ مكبين وهومن قوله تعالى‪ " :‬ومن جاء‬
‫بالسيئة فكبت وجوههم في النار "‬
‫]‪[175‬‬

‫محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬إن للمرء‬
‫المسلم ثلثة أخلء‪ :‬فخليل يقول‪ :‬أنا معك حيا وميتا وهو عمله‪ ،‬وخليل‬
‫يقول له‪ :‬أنا معك إلى باب قبرك ثم اخليك وهو ولده‪ ،‬وخليل يقول له‪ :‬أنا‬
‫معك إلى أن تموت وهو ماله‪ ،‬فإذا مات صار للوارث )‪ - 12 (1‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن‬
‫كليب السدي‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬أم وال إنكم لعلى دين ال‬
‫ودين ملئكته‪ ،‬فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد‪ ،‬عليكم بالصلة والعبادة‪،‬‬
‫عليكم بالورع )‪ - 13 (2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن القاشاني‪ ،‬عن الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن‬
‫حفص قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬قال عيسى بن مريم‬
‫لصحابه‪ :‬تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ول تعملون )للخرة‬
‫وأنتم( ل ترزقون فيها إل بالعمل‪ ،‬ويلكم علماء السوء الجرة تأخذون‪،‬‬
‫والعمل ل تصنعون‪ ،‬يوشك رب العمل أن يطلب عمله‪ ،‬وتوشكوا أن‬
‫تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر‪ ،‬كيف يكون من أهل العلم من مصيره‬
‫إلى آخرته‪ ،‬وهو مقبل على دنياه‪ ،‬وما يضره أشهى إليه مما ينفعه )‪14 (3‬‬
‫‪ -‬ما )‪ :(4‬عن ابن عمر قال‪ :‬أخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم‬
‫ببعض‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 56‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 31‬أمالى الطوسى ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (4) 211‬في المصدر‪ :‬وعنه ‪ -‬يعنى الشيخ المفيد أبو على‬
‫الطوسى ‪ -‬عن شيخه رحمه ال قال‪ :‬أخبرنا ابن الحمامى المقرى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبيدال بن زياد القطان قال‪ :‬حدثنا‬
‫يعقوب بن اسحاق النحوي قال‪ :‬حدثنا عبد السلم بن مطهر أبو ظفر قال‪:‬‬
‫حدثنا موسى بن خلف عن ليث بن أبى سليم عن مجاهد عن ابن عمر‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال‪ :‬كن في الدنيا الخ‬

‫]‪[176‬‬

‫جسدي فقال‪ :‬يا عبد ال بن عمر كن في الدنيا كأنك غريب وكأنك عابر سبيل واعدد‬
‫نفسك في الموتى قال‪ :‬قال لي مجاهد‪ :‬ثم قال لي ابن عمر‪ :‬يا مجاهد إذا‬
‫أصبحت فل تحدثن نفسك بالصباح )‪ (1‬وخذ من حياتك لموتك‪ ،‬وخذ من‬
‫صحتك لسقمك وخذ من فراغك لشغلك‪ ،‬فانك يا عبد ال ل تدري ما اسمك‬
‫غدا )‪ - 15 (2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أحمد بن عبيدال بن‬
‫سابور‪ ،‬عن أيوب بن محمد الرقي‪ ،‬عن سلم بن رزين‪ ،‬عن إسرائيل بن‬
‫يونس‪ ،‬عن جده أبي إسحاق الحارث الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( قال‪ :‬النبياء قادة والفقهاء سادة‪ ،‬ومجالستهم زيادة‪ ،‬وأنتم‬
‫في ممر الليل والنهار‪ ،‬في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتيكم‬
‫بغتة‪ ،‬فمن يزرع خيرا يحصد غبطة‪ ،‬ومن يزرع شرا يحصد ندامة )‪16 (3‬‬
‫‪ -‬ع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن يزيد عن‬
‫الوشاء‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن بعضهم قال‪ :‬مامن يوم إل وملك ينادي من‬
‫المشرق‪ :‬لو يعلم الخلق لماذا خلقوا ؟ قال‪ :‬فيجيبه ملك آخر من المغرب‪:‬‬
‫لعملوا لما خلقوا )‪ - 17 (4‬ل )‪ (5‬مع‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن القاسم‪ ،‬عن جده عن أبي بصير‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن الباقر )عليه‬
‫السلم( عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال‪ :‬إن‬
‫ال تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إذا أمسيت فلتحدث نفسك أن تصبح‪ ،‬وإذا أصبحت فل تحدث‬
‫نفسك أن تمسى )‪ (2‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 391‬أمالى الطوسى ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ (4) 87‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 11‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪99‬‬

‫]‪[177‬‬

‫أخفى رضاه في طاعته‪ ،‬فل تستصغرن شيئا من طاعته‪ ،‬فربما وافق رضاه وأنت ل‬
‫تعلم‪ ،‬وأخفى سخطه في معصيته‪ ،‬فل تستصغرن شيئا من معصيته‪ ،‬فربما‬
‫وافق سخطه وأنت لتعلم‪ ،‬وأخفى إجابته في دعوته فل تستصغرن )شيئا‬
‫من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لتعلم‪ ،‬وأخفى وليه في عباده فل‬
‫تستصغرن( عبدا )‪ (1‬من عبيدال فربما يكون وليه وأنت لتعلم )‪- 18 (2‬‬
‫لى )‪ (3‬مع‪ :‬العسكري‪ ،‬عن محمد بن أحمد القشيري‪ ،‬عن أحمد بن عيسى‬
‫الكوفي‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم( في قول ال عزوجل‪ " :‬ول تنس‬
‫نصيبك من الدنيا " )‪ (4‬قال‪ :‬ل تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك‬
‫ونشاطك أن تطلب بها الخرة )‪ - 19 (5‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬المغبون من غبن‬
‫عمره ساعة بعد ساعة )‪ - 20 (6‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫هارون‪ ،‬عن ابن زياد‪ ،‬عن الصادق عن أبيه )عليهما السلم( أن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬من أطاع ال فقد ذكر ال‪ ،‬وإن قلت صلته‬
‫وصيامه وتلوته القرآن )‪ - 21 (7‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن الكناني‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ل تسخطوا ال برضا أحد من خلقه‪ ،‬ول تتقربوا إلى أحد‬
‫من الخلق بتباعد من ال عزوجل‪ ،‬فان ال ليس بينه وبين أحد من الخلق‬
‫)‪ (1‬ما بين العلمتين أضفناه من المصدر )‪ (2‬معاني الخبار ‪ (3) 112‬أمالى‬
‫الصدوق ‪ (4) 138‬القصص‪ (5) 77 :‬معاني الخبار‪ (6) 325 :‬معاني‬
‫الخبار‪ (7) 342 :‬معاني الخبار‪399 :‬‬

‫]‪[178‬‬

‫شئ يعطيه به خيرا أو يصرف به عنه سوءا إل بطاعته‪ ،‬وابتغاء مرضاته‪ ،‬إن‬
‫طاعة ال نجاح كل خير يبتغى‪ ،‬ونجاة من كل شر يتقى‪ ،‬وإن ال يعصم من‬
‫أطاعه ول يعتصم منه من عصاه‪ ،‬ول يجد الهارب من ال مهربا‪ ،‬فان أمر‬
‫ال نازل باذلله ولو كره الخليق‪ ،‬وكل ما هو آت قريب‪ ،‬ما شاء ال كان‪،‬‬
‫وما لم يشأ لم يكن " تعاونوا على البر والتقوى ول تعاونوا على الثم‬
‫والعدوان واتقوا ال إن ال شديد العقاب " )‪ - 22 (1‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن مروان بن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪:‬‬
‫قال ال عز وجل‪ :‬أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري‪ ،‬وأيما عبد عصاني‬
‫وكلته إلى نفسه ثم لم ابال في أي واد هلك )‪ - 23 (2‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن‬
‫ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أطيعوا ال عزوجل فما أعلم ال بما يصلحكم )‪(3‬‬
‫‪ - 24‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن علي بن النعمان‬
‫رفعه إلى النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬قال ال تبارك وتعالى‪ :‬يا ابن‬
‫آدم أطعني فيما أمرتك ول تعلمني ما يصلحك )‪ - 25 (4‬ل‪ :‬عن علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬إن أبغض الناس إلى ال عز وجل من يقتدي‬
‫بسنة إمام ول يقتدي بأعماله )‪ - 26 (5‬ل‪ :‬عن سفيان الثوري قال‪ :‬قال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬يا سفيان من أراد عزا‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ‪ 293‬والية في المائدة‪ (2) .2 :‬المصدر‪ (3) 293 :‬قرب‬
‫السناد ص ‪ (4) 74‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 6‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪12‬‬

‫]‪[179‬‬

‫بل عشيرة‪ ،‬وغنى بل مال‪ ،‬وهيبة بل سلطان‪ ،‬فلينتقل من ذل معصية ال إلى عز‬
‫طاعته )‪ - 27 (1‬ثو )‪ (2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫مهزيار عن أخيه علي‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن سليمان بن درستويه‪ ،‬عن‬
‫عجلن‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ثلثة يدخلهم ال الجنة بغير‬
‫حساب‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وتاجر صدوق وشيخ أفنى عمره في طاعة ال عزوجل‬
‫)‪ - 28 (3‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن عمه عمرو بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫محمد بن المثنى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عثمان بن زيد‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن‬
‫الباقر صلوات ال عليه قال‪ :‬يا جابر بلغ شيعتي عني السلم وأعلمهم أنه‬
‫ل قرابة بيننا وبين ال عزوجل‪ ،‬ول يتقرب إليه إل بالطاعة له‪ ،‬يا جابر من‬
‫أطاع ال وأحبنا فهو ولينا ومن عصى ال لم ينفعه حبنا )‪ - 29 (4‬ما‪:‬‬
‫باسناد المجاشعي‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬من أراد عزا بل عشيرة‪ ،‬وهيبة من غير سلطان‪،‬‬
‫وغنى من غير مال‪ ،‬وطاعة من غير بذل‪ ،‬فليتحول من ذل معصية ال إلى‬
‫عز طاعته‪ ،‬فانه يجد ذلك كله )‪ - 30 (5‬ما‪ :‬باسناد أخي دعبل‪ ،‬عن الرضا‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليهم السلم( أنه قال‪ :‬لخثيمة أبلغ شيعتنا أنا‬
‫لنغني عن ال شيئا‪ ،‬وأبلغ شيعتنا أنه ل ينال ما عند ال إل بالعمل‪ ،‬وأبلغ‬
‫شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدل ثم خالفه إلى‬
‫غيره وأبلغ شيعتنا أنهم إذا قاموا بما امروا أنهم هم الفائزون‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 80‬ثواب العمال ص ‪ (3) 120‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪) 40‬‬
‫‪ (4‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 302‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪137‬‬

‫]‪[180‬‬

‫يوم القيامة )‪ - 31 (1‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن علي بن‬
‫الريان عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن عبد الرحمان بن‬
‫حماد‪ ،‬عن ذريح المحاربي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال جاء رجل‬
‫إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال يسأل ال عما سوى‬
‫الفريضة ؟ قال‪ :‬ل قال‪ :‬فو الذي بعثك بالحق ل تقربت إلى ال بشئ‬
‫سواها‪ ،‬قال‪ :‬ولم ؟ قال‪ :‬لن ال قبح خلقي قال‪ :‬فأمسك النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( ونزل جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا محمد ربك يقرئك السلم‪،‬‬
‫ويقول أقرئ عبدي فلنا السلم‪ ،‬وقل له‪ :‬أما ترضى أن أبعثك غدا في‬
‫المنين ؟ فقال‪ :‬يارسول ال وقد ذكرني ال عنده‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فو الذي‬
‫بعثك بالحق لبقي شئ يتقرب به إلى ال إل تقربت به )‪ - 32 (2‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن محمد بن غزوان‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬بادر بأربع قبل أربع‪ :‬بشبابك قبل هرمك‪،‬‬
‫وصحتك قبل سقمك غناك قبل فقرك‪ ،‬وحياتك قبل موتك )‪ (3‬ل‪ :‬في وصية‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( مثله )‪(4‬‬
‫‪ - 32‬لى‪ :‬محمد بن أحمد السدي‪ ،‬عن رقية بنت إسحاق بن موسى بن‬
‫جعفر عن أبيها‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬ل تزول قدما عبد يوم القيامة‪ ،‬حتى يسأل عن أربع‪ :‬عن‬
‫عمره فيما أفناه‪ ،‬وشبابه فيما أبله‪ ،‬وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه‪،‬‬
‫وعن حبنا أهل البيت )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 380‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 148‬الخصال ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (4) 113‬المصدر نفسه )‪ (5‬أمالى الصدوق‪25 :‬‬

‫]‪[181‬‬

‫‪ - 34‬لى )‪ (1‬مع )‪ (2‬ما‪ :‬في خبر الشيخ الشامي قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون‪ ،‬ومن كانت الدنيا همته اشتدت‬
‫حسرته عند فراقها‪ ،‬ومن كان غده شر يوميه فمحروم‪ ،‬ومن لم يبال ما‬
‫رزئ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك‪ ،‬ومن لم يتعاهد النقص من‬
‫نفسه غلب عليه الهوى‪ ،‬ومن كان في نقص فالموت خير له )‪ - 35 (3‬لى‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬مامن يوم يمر على ابن‬
‫آدم إل قال له ذلك اليوم‪ :‬يا ابن آدم أنا يوم جديد‪ ،‬وأنا عليك شهيد‪ ،‬فقل في‬
‫خيرا واعمل في خيرا أشهد لك به يوم القيامة فانك لن تراني بعده أبدا )‪(4‬‬
‫‪ - 36‬ل )‪ (5‬لى‪ :‬ابن المغيرة‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫الصادق )عليه السلم( عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلث‬
‫ليس معهن رابعة‪ ،‬من كانت الخرة همه كفاه ال همه من الدنيا‪ ،‬ومن‬
‫أصلح سريرته أصلح ال علنيته‪ ،‬ومن أصلح فيما بينه وبين ال عزوجل‬
‫أصلح ال له فيما بينه وبين الناس )‪ - 37 (6‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن الحسين بن إسحاق التاجر‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عمن رواه‪،‬‬
‫عن الحارث بن الحوال صاحب الطاق‪ ،‬عن جميل ابن صالح قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ل يغرك الناس من نفسك فان المر يصل إليك من‬
‫دونهم ول تقطع النهار بكذا وكذا‪ ،‬فان معك من يحفظ عليك‪ ،‬ولم‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 237 :‬معاني الخبار‪ (3) 198 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) 49‬أمالى الصدوق‪ (5) 66 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (6) 64‬أمالى‬
‫الصدوق ‪.22‬‬

‫]‪[182‬‬

‫أر شيئا قط أشد طلبا ول أسرع دركا من الحسنة للذنب القديم ولتصغر شيئا من‬
‫الخير فانك تراه غدا حيث يسرك ولتصغر شيئا من الشر فانك تراه غدا‬
‫حيث يسوؤك إن ال عزوجل يقول " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك‬
‫ذكرى للذاكرين " )‪ - 38 (1‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬مانا صح ل عبد مسلم في‬
‫نفسه فأعطى الحق منها وأخذ الحق لها إل اعطي خصلتين‪ :‬رزق من ال‬
‫يقنع به‪ ،‬ورضى عن ال ينجيه )‪ - 39 (2‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عمربن يزيد‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال في التوراة مكتوب‪ :‬ابن آدم تفرغ‬
‫لعبادتي أمل قلبك خوفا مني وإل تفرغ لعبادتي أمل قلبك شغل بالدنيا ثم‬
‫لأسد فاقتك‪ ،‬وأكلك إلى طلبها ‪ - 40‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أن بلغ قومك إنه ليس من عبد‬
‫منهم آمره بطاعتي فيعطيني إل كان حقا علي أن اعينه على طاعتي فان‬
‫سألني أعطيته وإن دعاني أجبته‪ ،‬وإن اعتصم بي عصمته‪ ،‬وإن استكفاني‬
‫كفيته وإن توكل علي حفظته‪ ،‬وإن كاده جميع خلقي كدت دونه ‪ - 41‬ف‪:‬‬
‫عن أبي الحسن الثالث عليه السلم قال‪ :‬من اتقى ال يتقى‪ ،‬ومن أطاع ال‬
‫يطاع‪ ،‬ومن أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين ومن أسخط الخالق فقمن‬
‫أن يحل به سخط المخلوقين )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ ،120‬والية في هود ‪ ،114‬وروى مثله الشيخ المفيد في‬
‫مجالسه ص ‪ 116‬باسناده عن على بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن‬
‫عبد ال بن زيد عن ابن ابى يعفور عنه )عليه السلم( )‪ (2‬المحاسن‪28 :‬‬
‫)‪ (3‬تحف العقول ‪ 482‬في ط و ‪ 510‬في ط‬

‫]‪[183‬‬

‫‪ - 42‬سن‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬اتقوا ال واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والجتهاد في طاعة‬
‫ال‪ ،‬فان أشد ما يكون أحدكم اغتباطا ما هو عليه لوقدصار في حد الخرة‬
‫وانقطعت الدنيا عنه‪ ،‬فإذا كان في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم‬
‫والكرامة من ال‪ ،‬والبشرى بالجنة‪ ،‬وأمن ممن كان يخاف وأيقن أن الذي‬
‫كان عليه هوالحق‪ ،‬وإن من خالف دينه على باطل هالك )‪ - 43 (1‬سن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن محمد بن حكيم‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬اعلموا أنه ل يصغر ما‬
‫ضريوم القيامة ول يصغر ما ينفع يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم ال كمن‬
‫عاين )‪ - 44 (2‬م‪ :‬قوله عز وجل " وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ل‬
‫تعبدون إل ال وبالوالدين إحسانا وذوي القربى واليتامى والمساكين‬
‫وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ثم توليتم إل قليل منكم‬
‫وأنتم معرضون " )‪ (3‬قال المام )عليه السلم( قال ال تعالى لبني‬
‫إسرائيل اذكروا " إذ أخذنا ميثاق بني ‪ -‬إسرائيل " عهدهم المؤكد عليهم‬
‫" ل تعبدون إل ال " أي ل تشبهوه بخلقه ول تجوروه في حكمه‪ ،‬ول‬
‫تعلموا ما يراد به وجهه تريدون به وجه غيره " وبالوالدين إحسانا "‬
‫وأخذنا ميثاقهم بأن يعملوا بوالديهم إحسانا مكافاة عن إنعامهما عليهم‬
‫وإحسانهما إليهم واحتمال المكروه الغليظ لترفيههما وتوديعهما " وذوي‬
‫القربى " قرابات الوالدين بأن يحسنوا إليهم لكرامة الوالدين " واليتامى "‬
‫وأن يحسنوا إلى اليتامى الذين فقدوا آباءهم الكافلين لهم امورهم‪،‬‬
‫السائقين لهم غذاءهم وقوتهم‪ ،‬المصلحين لهم معاشهم‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .177 :‬المحاسن‪ (3) 249 :‬البقرة‪83 :‬‬

‫]‪[184‬‬

‫" وقولوا للناس " الذين لمؤنة لكم عليهم " حسنا " عاملوهم بخلق جميل "‬
‫وأقيموا الصلوات " الخمس وأقيموا أيضا الصلة على محمد وآله الطيبين‬
‫عند أحوال غضبكم ورضاكم‪ ،‬وشدتكم ورخاكم وهمومكم المعلقة لقلوبكم "‬
‫ثم توليتم " أيها اليهود عن الوفاء بما نقل إليكم من العهد الذي أداه‬
‫أسلفكم إليكم " وأنتم معرضون " عن ذلك العهد تاركين له غافلين عنه‬
‫قال المام )عليه السلم(‪ :‬أما قوله تعالى‪ " :‬ل تعبدون إل ال " فان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬من شغلته عبادة ال عن مسألته‬
‫أعطاه ال أفضل ما يعطي السائلين وقال علي )عليه السلم(‪ :‬قال ال‬
‫تعالى من فوق عرشه‪ :‬يا عبادي اعبدوني فيما أمرتكم ول تعلموني ما‬
‫يصلحكم‪ ،‬فاني أعلم به ول أبخل عليكم بمصالحكم‪ ،‬وقالت فاطمة عليها‬
‫السلم‪ :‬من أصعد إلى ال خالص عبادته‪ ،‬أهبط ال إليه أفضل مصلحته‪،‬‬
‫وقال الحسن بن علي )عليهما السلم(‪ :‬من عبد ال عبد ال له كل شي‪،‬‬
‫وقال الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ :‬من عبد ال حق عبادته آتاه ال‬
‫فوق أمانيه وكفايته )‪ - 45 (1‬شى‪ :‬عن إبراهيم الكرخي قال‪ :‬إني عند أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجل من المدينة فقال له أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬من أين جئت ؟ ثم قال له‪ :‬جئت من ههنا وههنا لغير معاش‬
‫تطلبه ول لعمل آخرة‪ ،‬انظر بماذا تقطع يومك وليلتك واعلم أن معك ملكا‬
‫كريما موكل بك يحفظ عليك ما تفعل‪ ،‬ويطلع على سرك الذي تخفيه من‬
‫الناس‪ ،‬فاستحي ول تحقرن سيئة فانها ستسوؤك يوما‪ ،‬ول تحقرن حسنة‬
‫وإن صغرت عندك‪ ،‬وقلت في عينك‪ ،‬فانها ستسرك يوما واعلم أنه ليس‬
‫شئ أضر عاقبة ول أسرع ندامة من الخطيئة‪ ،‬وإنه ليس شئ أشد طلبا ول‬
‫أسرع دركا للخطيئة من الحسنة‪ ،‬أما إنها لتدرك العظيم القديم المنسي عند‬
‫عامله‪ ،‬فيجد به ويسقط‪ ،‬ويذهب به بعد إساءته وذلك قول ال‪ " :‬إن‬
‫الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬تفسير المام ص ‪ 131‬ط تبريز وص ‪ 151‬في ط آخر )‪ (2‬تفسير العياشي ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 163‬والية في هود‪114 :‬‬

‫]‪[185‬‬

‫‪ - 46‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن ابن‬
‫مهزيار‪ ،‬عن ابن حديد‪ ،‬عن علي بن النعمان رفعه قال‪ :‬كان علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( يقول‪ :‬ويح من غلبت واحدته عشرته )‪ (1‬وكان‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة‬
‫وكان علي بن الحسين )عليه السلم( يقول‪ :‬أظهر اليأس من الناس‪ ،‬فان‬
‫ذلك من الغنا وأقل طلب الحوائج إليهم فان ذلك فقر حاضر‪ ،‬وإياك وما‬
‫يعتذر منه‪ ،‬وصل صلة مودع وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك‬
‫أمس‪ ،‬وغدا خيرا منك اليوم فافعل )‪ (2‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار عن علي بن النعمان‪ ،‬عن داود‬
‫بن فرقد قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إن العمل الصالح‬
‫يذهب إلى الجنة فيمهد لصاحبه كما يبعث الرجل غلمه فيفرش له ثم قرأ "‬
‫وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فل نفسهم يمهدون " )‪ - 47 (3‬بشا‪:‬‬
‫محمد بن شهريار الخازن‪ ،‬عن شيخ الطائفة ومحمد بن محمد بن ميمون‬
‫المعدل معا‪ ،‬عن الحسن بن إسماعيل البزاز وجماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‬
‫الشيباني عن جعفر بن محمد العلوي‪ ،‬عن محمد بن عبد المنعم الصيداوي‪،‬‬
‫عن حسين بن شداد الجعفي‪ ،‬عن شداد بن رشيد‪ ،‬عن عمرو بن عبد ال‬
‫بن هند الجملي‪ ،‬عن أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( أن‬
‫فاطمة بنت علي بن أبي طالب )عليه السلم( أتت جابر بن عبد ال‬
‫النصاري فقالت له‪ :‬يا صاحب رسول ال إن لنا عليكم حقوقا وإن من حقنا‬
‫عليكم أن إذ رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه ال وتدعوه إلى‬
‫البقيا على نفسه‪ ،‬وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين )عليه السلم(‬
‫قد انخرم أنفه وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إد آبا منه لنفسه في العبادة‬
‫فأتى جابر بن عبد ال باب علي بن الحسين )عليهما السلم( وبالباب أبو‬
‫جعفر محمد بن‬
‫)‪ (1‬كناية عن السيئة والحسنة فان الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة )‪ (2‬مجالس‬
‫المفيد ص ‪ 116‬و ‪ (3) 117‬مجالس المفيد ص ‪ ،122‬ومضمون الية في‬
‫الروم‪44 :‬‬

‫]‪[186‬‬

‫علي )عليهما السلم( في اغيلمة من بني هاشم وقد اجتمعوا هناك فنظر جابر بن‬
‫عبد ال إليه مقبل فقال‪ :‬هذه مشية رسول ال وسجيته فمن أنت يا غلم ؟‬
‫فقال‪ :‬أنا محمد بن علي بن الحسين‪ ،‬فبكى جابر وقال‪ :‬أنت وال الباقر عن‬
‫العلم حقا ادن مني بأبي أنت فدنا منه فحل جابر أزراره ثم وضع يده على‬
‫صدره فقبله‪ ،‬وجعل عليه خده وجهه‪ ،‬وقال‪ :‬اقرئك عن جدك رسول ال‬
‫السلم وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت‪ ،‬وقال لي‪ :‬يوشك أن تعيش وتبقى‬
‫حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد بن علي يبقر العلم بقرا وقال‪ :‬إنك‬
‫تبقى حتى تعمى‪ ،‬ويكشف لك عن بصرك‪ ،‬ثم قال له‪ :‬ائذن لي على أبيك‬
‫علي بن الحسين )عليهما السلم( فدخل أبو جعفر إلى أبيه )عليهما السلم(‬
‫وأخبره الخبر وقال‪ :‬إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت كيت‪ ،‬فقال‪ :‬يا بنى‬
‫ذاك جابر بن عبد ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬من بين ولدان أهلك قال لك ماقاله وفعل بك‬
‫ما فعله ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬إنا ل‪ ..‬إنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك‬
‫ثم أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد أنضته العبادة فنهض علي‬
‫وسأله عن حاله سؤال حثيثا ثم أجلسه فأقبل جابر عليه يقول له يا ابن‬
‫رسول ال ماهذا الجهد الذي كلفته نفسك أما علمت أن ال إنما خلق الجنة‬
‫لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم )وعاداكم( فقال له علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم(‪ :‬يا صاحب رسول ال أما علمت أن جدي رسول‬
‫ال قد غفر ال ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬فلم يدع الجتهاد‪ ،‬وقد تعبد بأبي‬
‫هو وامي حتى انتفخ الساق وورم القدم‪ ،‬فقيل له أتفعل هذا وقد غفر ال لك‬
‫ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال‪ :‬أفل أكون عبدا شكورا فلما نظر جابر‬
‫إلى علي بن الحسين )عليهما السلم( وأنه ليس يغني فيه قول من يستميله‬
‫من الجهد والتعب إلى القصد‪ ،‬قال له يا ابن رسول ال البقاء على نفسك‪،‬‬
‫فانك من اسرة بهم يستدفع البلء‪ ،‬ويكشف اللواء‪ ،‬وبهم يستمطر‬
‫السماء‪ ،‬فقال‪ :‬يا جابر لأزال على منهاج آبائي صلوات ال عليهم حتى‬
‫ألقاهم فأقبل جابر على من حضر وقال‪ :‬وال مارئي من أولد النبياء مثل‬
‫علي بن الحسين صلوات ال عليهما إل يوسف‬

‫]‪[187‬‬

‫ابن يعقوب وال لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب إن منه‬
‫لمن يمل الرض عدل كما ملئت جورا )‪ - 48 (1‬بشا‪ :‬الحسن بن الحسين‬
‫بن بابويه‪ ،‬عن عمه محمد بن الحسن‪ ،‬عن أبيه عن عمه أبي جعفر بن‬
‫بابويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن صفوان‬
‫عن خيثمة الجعفي قال‪ :‬دخلت على الصادق جعفر بن محمد )عليهما‬
‫السلم( وأنا اريد الشخوص فقال‪ :‬أبلغ موالينا السلم وأوصهم بتقوى ال‬
‫وأن يعود غنيهم فقيرهم‪ ،‬وقويهم ضعيفهم‪ ،‬وأن يعود صحيحهم مريضهم‪،‬‬
‫وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم‪ ،‬وأن يتلقوا في بيوتهم‪ ،‬وإن لقاء بعضهم‬
‫بعضا حياة لمرنا‪ ،‬رحم ال عبدا أحيا أمرنا يا خيثمة إنا لنغني عنكم من‬
‫ال شيئا إل بالعمل‪ ،‬إن وليتنا ل تنال إل بالودع‪ ،‬وإن أشد الناس حسرة‬
‫يوم القيامة من وصف عدل ثم خالفه إلى غيره )‪ - 49 (2‬ين‪ :‬علي بن‬
‫النعمان‪ ،‬عن ابن فرقد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن‬
‫العمل الصالح ليذهب إلى الجنة‪ ،‬فيسهل لصاحبه كما يبعث الرجل غلما‬
‫فيفرش له‪ ،‬ثم قرأ " أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فل نفسهم يمهدون‬
‫" )‪ - 50 (3‬ما‪ :‬الحسين بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسماعيل ابن حيان الوراق‪ ،‬في دكانه بسكة الموالي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسين بن حفص الخثعمي‪ ،‬عن عباد بن يعقوب‪ ،‬عن خلد أبى علي قال‪:‬‬
‫قال لنا جعفر بن محمد )عليه السلم( وهو يوصينا‪ :‬اتقوا ال وأحسنوا‬
‫الركوع والسجود‪ ،‬وكونوا أطوع عباد ال فانكم لن تنالوا ولتينا إل‬
‫بالورع‪ ،‬ولن تنالوا ما عند ال تعالى إل بالعمل‪ ،‬وإن‬

‫)‪ (1‬بشارة المصطفى‪ 79 :‬وقد صححناه على نسخة المالى ج ‪ 2‬ص ‪(2) 239‬‬
‫بشارة المصطفى‪ (3) 160 :‬راجع الروم‪44 :‬‬

‫]‪[188‬‬

‫أشد الناس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدل وخالفه إلى غيره ‪ - 51‬من كتاب‬
‫صفات الشيعة‪ ،‬للصدوق رحمه ال‪ :‬عن ابن المتوكل عن الحميري‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة الحذاء‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما فتح رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫مكة قام على الصفا فقال يا بني هاشم يا بني عبد المطلب إني رسول ال‬
‫إليكم وإني شفيق عليكم ل تقولوا إن محمدا منافوال ما أوليائي منكم‬
‫ولمن غيركم إل المتقون أل فل أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا‬
‫على رقابكم‪ ،‬ويأتي الناس يحملون الخرة‪ ،‬أل وإني قد أعذرت فيما بيني‬
‫وبينكم‪ ،‬وفيما بين ال عزوجل وبينكم‪ ،‬وإن لي عملي ولكم عملكم )‪52 (1‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عبيد بن ياسين‬
‫عن أبي الحسن الثالث‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن من الغرة بال أن يصر العبد على المعصية‪ ،‬ويتمنى‬
‫على ال المغفرة )‪ - 53 (2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن رجاء بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن يعقوب بن السكيت النحوي‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( إياكم واليكال )‪ (3‬بالمنى‬
‫فانها من بضائع العجزة‪ ،‬قال‪ :‬وأنشدني ابن السكيت‪ :‬إذا ما رمى بي الهم‬
‫في ضيق مذهب * رمت بي المنى عنه إلى مذهب رحب )‪ - 54 (4‬ما‪:‬‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن محمد بن هلل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى بن ضريس‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫خاله جعفر ابن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم(‪ ،‬عن النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( قال‪ :‬وعظني جبرئيل فقال‪ :‬يا محمد‬

‫)‪ (1‬صفات الشيعه الرقم ‪ 8‬ص ‪ 47‬في ط )‪ (2‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪(3) 193‬‬
‫في المصدر المطبوع اللطاط بالمنى وفى الصل " اللفاظ " وكلهما‬
‫تصحيف )‪ (4‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪193‬‬

‫]‪[189‬‬

‫أحبب من شئت فانك مفارقه‪ ،‬واعمل ما شئت فانك ملقيه )‪ - 55 (1‬نهج‪ :‬قال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬من أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه )‪ (2‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن أولى الناس بالنبياء أعلمهم بما جاؤا به‪ ،‬ثم تل )عليه‬
‫السلم(‪ " :‬إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا‬
‫" )‪ (3‬الية ثم قال )عليه السلم(‪ :‬إن ولي محمد بن أطاع ال‪ ،‬وإن بعدت‬
‫لحمته‪ ،‬وإن عدو محمد من عصى ال وإن قربت قرابته )‪ (4‬بيان‪ :‬في أكثر‬
‫النسخ أعلمهم‪ ،‬والصوب أعملهم كما يدل عليه التتمة إل أن يقال العلم‬
‫الكامل ل يكون إل مع العمل ‪ - 56‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬شتان بين‬
‫عملين‪ :‬عمل تذهب لذته‪ ،‬وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره )‪(5‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬عليكم بطاعة من ل تعذرون بجهالته )‪ (6‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬من تذكر بعد السفر استعد )‪ (7‬وقال )عليه السلم(‪ :‬إن ال‬
‫سبحانه جعل الطاعة غنيمة الكياس عند تفريط العجزة )‪ (8‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬احذر أن يراك ال عند معصيته ويفقدك عند طاعته فتكون من‬
‫الخاسرين‪ ،‬وإذا قويت فاقو على طاعة ال‪ ،‬وإذا ضعفت فاضعف عن‬
‫معصية ال )‪(9‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 203‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ ،147‬وفيه نسبه بدل‬
‫حسبه )‪ (3‬آل عمران‪ (4) 68 :‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ ،163‬واللحمة‪:‬‬
‫النسب )‪ (5‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (6) 170‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪) 183‬‬
‫‪ (7‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (8) 213‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (9) 223‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 2‬ص ‪237‬‬

‫]‪[190‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل‪ ،‬والتقصير في حسن‬
‫العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن‪ ،‬والطمأنينة إلى كل أحد قبل الختبار‬
‫عجز )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬افعلوا الخير ول تحقروا منه شيئا فان‬
‫صغيره كبير وقليله كثير ول يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني‬
‫فيكون وال كذلك‪ ،‬إن للخير والشر أهل فما تركتموه منهما )كفاكموه أهله(‬
‫)‪ (2‬وقال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في خطبة‪ :‬اعملوا رحمكم ال‬
‫على أعلم بينة فالطريق نهج يدعو إلى دار السلم‪ ،‬وأنتم في دار مستعتب‬
‫على مهل وفراغ والصحف منشورة‪ ،‬والقلم جارية‪ ،‬والبدان صحيحة‪،‬‬
‫واللسن مطلقة‪ ،‬والتوبة مسموعة‪ ،‬والعمال مقبولة )‪ (3‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬العمل العمل‪ ،‬ثم النهاية النهاية‪ ،‬والستقامة الستقامة‪ ،‬ثم الصبر‬
‫الصبر‪ ،‬والورع الورع‪ ،‬إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم‪ ،‬وإن لكم علما‬
‫فاهتدوا بعلمكم‪ ،‬وإن للسلم غاية فانتهوا إلى غايته‪ ،‬واخرجها إلى ال‬
‫مما افترض عليكم من حقه وبين لكم من وظائفه‪ ،‬أنا شاهد لكم وحجيج‬
‫يوم القيامة عنكم‪ ،‬أل وإن القدر السابق قد وقع‪ ،‬والقضاء الماضي قد‬
‫تورد‪ ،‬وإني متكلم بعدة ال وحجته قال ال تعالى‪ " :‬إن الذين قالوا ربنا‬
‫ال ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكة أل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا‬
‫بالجنة التي كنتم توعدون " )‪ (4‬وقد قلتم ربنا ال فاستقيموا على كتابه‪،‬‬
‫وعلى منهاج أمره‪ ،‬وعلى الطريقة الصالحة‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 237‬نهج البلغة ج ‪ 2‬يص ‪ ،244‬وما بين‬
‫العلمتين أضفناه من المصدر‪ ،‬والمعنى قيل‪ :‬ما تركتموه من الخير يقوم‬
‫أهله بفعله بدلكم‪ ،‬وما تركتموه من الشريأتى به أهله بدل عنكم‪ ،‬فل‬
‫تختاروا أن تكونوا للشر أهل‪ ،‬ول أن يكون عنكم في الخير بدل )‪ (3‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 201‬فصلت‪(*) 30 :‬‬

‫]‪[191‬‬

‫من عبادته‪ ،‬ثم ل تمرقوا منها‪ ،‬ول تبتدعوا فيها‪ ،‬ول تخالفوا عنها‪ ،‬فان أهل‬
‫المروق منقطع بهم عند ال يوم القيامة الخطبة )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‬
‫في بعض خطبه‪ :‬فاعملوا وأنتم في نفس البقاء‪ ،‬والصحف منشورة‬
‫والتوبة مبسوطة‪ ،‬والمدبر يدعى‪ ،‬والمسئ يرجى‪ ،‬قبل أن يخمد العمل‪،‬‬
‫وينقطع المهل‪ ،‬وتنقضي المدة‪ ،‬ويسد باب التوبة‪ ،‬وتصعد الملئكة‪ ،‬فأخذ‬
‫امرؤمن نفسه لنفسه‪ ،‬وأخذ من حي لميت‪ ،‬ومن فان لباق‪ ،‬ومن ذاهب‬
‫لدائم‪ ،‬امرؤ خاف ال وهو معمر إلى أجله‪ ،‬ومنظور إلى عمله‪ ،‬امرؤ ألجم‬
‫نفسه بلجامها‪ ،‬وزمها بزمامها فأمسكها بلجامها من معاصي ال‪ ،‬وقادها‬
‫بزمامها إلى طاعة ال )‪ - 57 (2‬كتاب الغارات لبراهيم بن محمد الثقفي‬
‫رفعه عن بعض أصحاب علي )عليه السلم( أنه قيل له‪ :‬كم تتصدق أل‬
‫تمسك ؟ قال‪ :‬إي وال لو أعلم أن ال قبل مني فرضا واحدا لمسكت‪،‬‬
‫ولكني وال ما أدري أقبل ال مني شيئا أم ل ‪ - 58‬عدة الداعي‪ :‬حدثنا أبو‬
‫حازم عبد الغفار بن الحسن قال قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه‪،‬‬
‫وذلك على عهد المنصور‪ ،‬وقدمها أبو عبد ال جعفر بن محمد بن علي‬
‫العلوي فخرج جعفر بن محمد صلوات ال عليهما يريد الرجوع إلى المدينة‬
‫فشيعه العلماء وأهل الفضل من أهل الكوفة‪ ،‬وكان فيمن شيعه الثوري‬
‫وإبراهيم ابن أدهم فتقدم المشيعون فإذاهم بأسد على الطريق فقال لهم‬
‫إبراهيم بن أدهم‪ :‬قفوا حتى يأتي جعفر فنظر مايصنع ؟ فجاء جعفر فذكروا‬
‫له حال السد فأقبل أبو عبد ال )عليه السلم( حتى دنا من السد فأخذ‬
‫باذنه حتى نحاه عن الطريق ثم أقبل عليهم فقال‪ :‬أما إن الناس لو أطاعوا‬
‫ال حق طاعته لحملوا عليه أثقالهم وروى داود بن فرقد عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن العمل الصالح ليمهد لصاحبه في الجنة كما يرسل‬
‫الرجل غلما بفراشه فيفرش له‪ ،‬ثم قرأ " ومن عمل‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 346‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪493‬‬

‫]‪[192‬‬

‫صالحا فلنفسهم يمهدون " )‪ - 59 (1‬نهج‪ :‬ومن كلم له عند تلوته " يا أيها‬
‫النسان ما غرك بربك الكريم " )‪ (2‬أدحض )‪ (3‬مسؤل حجة‪ ،‬وأقطع مغتر‬
‫معذرة‪ ،‬لقد أبرح جهالة بنفسه )‪ (4‬يا أيها النسان ما غرك بربك ؟ وما‬
‫جرأك على ذنبك ؟ وما آنسك بهلكة نفسك ؟ أما من دائك بلول ؟ )‪ (5‬أم‬
‫ليس من نومتك يقظة ؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرها ؟ فلربما‬
‫ترى الضاحي لحر الشمس فتظله أو ترى المبتلى بألم يمض جسده فتبكي‬
‫رحمة له ؟ فما صبرك على دائك ؟ وجلدك على مصائبك ؟ وعزاك من‬
‫البكاء على نفسك ؟ وهي أعز النفس عليك ؟ وكيف ل يوقظك خوف بيات‬
‫نقمة )‪ (6‬وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته ؟ فتداو من داء الفترة في‬
‫قلبك بعزيمة‪ ،‬ومن كرى الغفلة في ناظرك بيقظة وكن ل مطيعا‪ ،‬وبذكره‬
‫آنسا‪ ،‬وتمثل في حال توليك عنه إقباله عليك‪ ،‬يدعوك إلى عفوه‪ ،‬ويتغمدك‬
‫بفضله وأنت متول عنه إلى غيره فتعالى من قوي ما أكرمه )وأحلمه(‬
‫وتواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته وأنت في كنف ستره مقيم‪،‬‬
‫وفي سعة فضله متقلب‪ ،‬فلم يمنعك فضله ولم يهتك عنك ستره بل لم تخل‬
‫من لطفه مطرف عين‪ ،‬في نعمة يحدثها لك أو سيئة يسترها عليك أو بلية‬
‫يصرفها عنك فما ظنك به لو أطعته‬

‫)‪ (1‬عدة الداعي‪ ،67 :‬والية في سورة الروم‪ (2) 44 :‬النفطار‪ (3) 6 :‬يقال‪:‬‬
‫دحضت الحجة‪ :‬بطلت‪ ،‬وأدحض خبر مبتدأ محذوف وهو المغتر بربه‬
‫الكريم )‪ (4‬يعنى أعجب بنفسه )‪ (5‬البلول‪ :‬الشفاء وحسن الحال بعد‬
‫الهزال والمرض )‪ (6‬وذلك لن نقمة ال تنزل حين الغفلة والمن‬

‫]‪[193‬‬

‫وأيم ال لو أن هذه الصفة كانت في متفقين في القوة‪ ،‬متوازنين في القدرة‪ ،‬لكنت‬


‫أول حاكم على نفسك بذميم الخلق‪ ،‬ومساوي العمال وحقا أقول‪ :‬ما‬
‫الدنيا غرتك‪ ،‬ولكن بها اغتررت‪ ،‬ولقد كاشفتك بالعظات وآذنتك على‬
‫سواء‪ ،‬ولهي بما تعدك من نزول البلء بجسمك والنقص في قوتك أصدق‬
‫وأوفى من أن تكذبك أو تغرك ولرب ناصح لها عندك متهم وصادق من‬
‫خبرها مكذب ولئن تعرفتها في الديار الخاوية‪ ،‬والربوع الخالية‪ ،‬لتجدنها‬
‫من حسن تذكيرك وبلغ موعظتك بمحلة الشفيق عليك والشحيح بك‪،‬‬
‫ولنعم دار من لم يرض بها دارا ومحل من لم يوطنها محل‪ ،‬وإن السعداء‬
‫بالدنيا غدا هم الهاربون منها اليوم إذا رجفت الراجفة وحقت بجلئلها‬
‫القيامة ولحق بكل منسك أهله‪ ،‬وبكل معبود عبدته‪ ،‬وبكل مطاع أهل طاعته‬
‫فلم يجز في عدله وقسطه يومئذ خرق بصر في الهواء ولهمس قدم في‬
‫الرض إل بحقه فكم حجة يوم ذاك داحضة‪ ،‬وعلئق عذر منقطعة‪ ،‬فتحر‬
‫من أمرك ما يقوم به عذرك‪ ،‬وتبثت به حجتك‪ ،‬وخذ ما يبقى لك مما ل تبقى‬
‫له‪ ،‬وتيسر لسفرك وشم برق النجاة‪ ،‬وارحل مطايا التشمير )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪476‬‬

‫]‪[194‬‬

‫)‪) * (65‬باب( * * )اداء الفرايض واجتناب المحارم( * اليات‪ :‬آل عمران‪ :‬أفمن‬
‫اتبع رضوان ال كمن باء بسخط من ال ومأويه جهنم وبئس المصير )‪(1‬‬
‫النساء‪ :‬ومن يطع ال ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها النهار‬
‫خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص ال ورسوله ويتعد حدوده‬
‫يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين )‪ (2‬وقال‪ :‬ومن يطع ال والرسول‬
‫فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء‬
‫والصالحين وحسن اولئك رفيقا * ذلك الفضل من ال وكفى بال عليما )‪(3‬‬
‫الحجر‪ :‬واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )‪ (4‬النحل‪ :‬ولقد بعثنا في كل امة‬
‫رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ال ومنهم من‬
‫حقت عليه الضللة فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )‬
‫‪ (5‬النبياء‪ :‬وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة‬
‫وكانوا لنا عابدين )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) 162 :‬النساء‪ 13 :‬و ‪ (3) 14‬النساء ‪ 69‬و ‪ (4) 70‬الحجر‪99 :‬‬
‫)‪ (5‬النحل‪ (6) 36 :‬النبياء‪73 :‬‬

‫]‪[195‬‬

‫الحج‪ :‬يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم‬
‫تفلحون )‪ - 1 (1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬وعلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬جميعا عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬قال علي بن الحسين )عليه السلم(‪:‬‬
‫من عمل بما افترض ال عليه فهو )من( خير الناس )‪ (2‬بيان‪ " :‬فهو من‬
‫خير الناس " ليس " من " في بعض النسخ فالخيرية إضافية بالنسبة إلى‬
‫من يأتي بالمستحبات ويترك بعض الفرائض ‪ - 2‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن حمادبن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار عن عبد ال بن أبي يعفور‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬في قول ال عز وجل " اصبروا وصابروا‬
‫ورابطوا " )‪ (3‬قال‪ :‬اصبروا على الفرائض )‪ - 3 (4‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن حمادبن عيسى‪ ،‬عن أبي السفاتج عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬في قول ال عزوجل " اصبروا وصابروا ورابطوا‬
‫" قال‪ :‬اصبروا على الفرائض‪ ،‬وصابروا على المصائب‪ ،‬ورابطوا على‬
‫الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬وفي رواية ابن محبوب‪ ،‬عن أبي السفاتج وزاد‬
‫فيه‪ :‬واتقوا ال ربكم فيما افترض عليكم )‪ (5‬بيان‪ " :‬اصبروا " قال‬
‫الطبرسي ‪ -‬ره ‪ :-‬اختلف في معناها على وجوه أحدها أن المعنى اصبروا‬
‫على دينكم أي اثبتوا عليه " وصابروا " الكفار ورابطوهم في سبيل ال‬
‫فالمعنى اصبروا على طاعة ال سبحانه وعن معاصيه‪ ،‬وقاتلوا العدو‬
‫وصابروا على قتالهم في الحق كما يصبرون على قتالكم في الباطل لن‬
‫الرباط هو المرابطة فيكون بين اثنين يعني أعدوا لهم من الخيل ما يعدونه‬
‫لكم وثانيها أن المراد اصبروا على دينكم‪ ،‬وصابروا وعدي إياكم‪ ،‬ورابطوا‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) 77 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 81‬آل عمران‪ 4) 200 :‬و ‪ (5‬الكافي ج ‪2‬‬
‫ص ‪81‬‬
‫]‪[196‬‬

‫عدوي وعدوكم وثالثها أن المراد اصبروا على الجهاد‪ ،‬وقيل إن معنى رابطوا‪:‬‬
‫رابطوا الصلوات ومعناه انتظروها واحدة بعد واحدة لن المرابطة لم تكن‬
‫حينئذ روي ذلك عن علي )عليه السلم( وروي عن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( أنه سئل من أفضل العمال فقال‪ :‬إسباغ الوضوء في السبرات‪ ،‬ونقل‬
‫القدام إلى الجماعات‪ ،‬وانتظار الصلة بعد الصلة فذلكم الرباط‪ ،‬وروي‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال‪ :‬معناه اصبروا على المصائب‬
‫وصابروا على عدوكم ورابطوا عدوكم‪ ،‬وهو قريب من الول انتهى )‪" (1‬‬
‫على الفرايض " يحتمل شمولها لترك المحرمات أيضا " وصابروا على‬
‫المصائب " لعل صيغة المفاعلة على هذا الوجه للمبالغة لن ما يكون بين‬
‫الثنين يكون الهتمام فيه أشد أو لن فيه معارضة النفس والشيطان‪ ،‬وكذا‬
‫قوله " رابطوا " يحتمل الوجهين لن المراد به ربط النفس على طاعتهم‪،‬‬
‫وانقيادهم وانتظار فرجهم مع أن في ذلك معارضة لعدوهم " فيما افترض‬
‫عليكم " من فعل الواجبات وترك المحرمات ‪ - 4‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اعمل بفرائض ال تكن أتقى الناس )‪(2‬‬
‫‪ - 5‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة عن‬
‫محمد الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال ال تبارك وتعالى‪:‬‬
‫ما تحبب إلي عبدي بأحب مما افترضت عليه )‪ (3‬بيان‪ :‬التحبب جلب‬
‫المحبة أو إظهارها‪ ،‬والول أنسب‪ ،‬ولو لم تكن الفرائض أحب إليه تعالى‬
‫لما افترضه ‪ - 6‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن سليمان بن خالد قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول‬
‫ال عز وجل‪ " :‬وقدمنا‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 2‬ص ‪ 2) 562‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪82‬‬

‫]‪[197‬‬

‫إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " )‪ (1‬قال‪ :‬أما وال إن كانت أعمالهم‬
‫أشد بياضا من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه )‪(2‬‬
‫تبيين‪ " :‬وقدمنا " أي عمدنا وقصدنا " إلى ما عملوا من عمل " كقرى‬
‫الضيف‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وإغاثة الملهوف‪ ،‬وغيرها " فجعلناه هباء منثورا‬
‫" فلم يبق له أثر‪ ،‬والهباء غبار يرى في شعاع الشمس الطالع من الكوة‬
‫من الهبوة وهو الغبار " والقباطي " بالفتح جمع القبطية بالكسر ثياب‬
‫بيض دقاق من كتان تتخذ بمصر‪ ،‬وقد يضم لنهم يغيرون في النسبة وفي‬
‫المصباح القبطي بالضم ثوب من كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلى القبط‬
‫على غير قياس فرقا بين النسان والثوب وثياب قبطية أيضا بالضم‪،‬‬
‫والجمع قباطي انتهى وفيه دللة على حبط الطاعات بالفسوق وخصه‬
‫بعض المفسرين بالكفر ول كلم فيه‪ ،‬ولنذكر هنا مجمل من معاني الحبط‬
‫والتكفير‪ ،‬والختلفات الواردة فيه‪ :‬اعلم أن الحباط في عرف المتكلمين‬
‫عبارة عن إبطال الحسنة بعدم ترتب ما يتوقع منها عليها‪ ،‬ويقابله التكفير‬
‫وهو إسقاط السيئة بعدم جريان مقتضاها عليها فهوفي المعصية نقيض‬
‫الحباط في الطاعة والحبط والتكفير وإطلقهما بهذين اللفظين ربما‬
‫يساوقهما كثير من اليات والخبار‪ ،‬وقد اشتهر بين المتكلمين أن الوعيدية‬
‫من المعتزلة وغيرهم يقولون‪ :‬بالحباط والتكفير‪ ،‬دون من سواهم من‬
‫الشاعرة وغيرهم‪ ،‬وهذا على إطلقه غير صحيح‪ ،‬فان أصل الحباط‬
‫والتكفير مما ل يمكن إنكاره لحد من المسلمين كما ظهر مما تلونا عليك‪،‬‬
‫فلبد أن يحرر مقصود كل طائفة ليتبين ما هو الحق فنقول‪ :‬ل خلف بين‬
‫من يعتد به من أهل السلم في أن كل مؤمن صالح يدخل الجنة خالدا فيها‬
‫حقيقة‪ ،‬وكل كافر يدخل النار خالدا فيها كذلك‪ ،‬وأما المؤمن الذي خلط عمل‬
‫صالحا بعمل غير صالح‪ ،‬فاختلفوا فيه فذهب بعض المرجئة إلى أن اليمان‬
‫يحبط الزلت‪ ،‬فل عقاب على زلة مع اليمان‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪ (2) 23 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪81‬‬

‫]‪[198‬‬

‫كما لثواب لطاعة مع الكفر‪ ،‬وذهب الخرون إلى ثبوت الثواب والعقاب في حقه أما‬
‫المعتزلة فبعنوان الستحقاق المعلوم عقل باعتبار الحسن والقبح العقليين‬
‫وشرعا باعتبار اليات الدالة عليه من الوعد والوعيد وأما الشاعرة‬
‫فبعنوان النتفاء )‪ (1‬يقولون‪ :‬إنه ل يجب على ال شئ‪ ،‬فل يستحق‬
‫المكلف ثوابا منه تعالى فان أثابه فبفضله‪ ،‬وإن عاقبه فبعدله‪ ،‬بل له إثابة‬
‫العاصي وعقاب المطيع أيضا وبالجملة قول‪ :‬المعتزلة في المؤمن الخارج‬
‫من الدنيا بغير توبة عن كبيرة ارتكبها أنه استحق الخلود في النار‪ ،‬لكن‬
‫يكون عقابه أخف من عقاب الكفار أما مطلق الستحقاق فلما عرفت‪ ،‬وأما‬
‫خصوص الخلود فللعمومات المتأولة عند غيرهم بتخصيصها بالكفار أو‬
‫بحمل الخلود على المكث الطويل كقوله تعالى‪ " :‬ومن يعص ال ورسوله‬
‫فان له نار جهنم خالدا فيها " )‪ (2‬وقوله‪ " :‬ومن يتعد حدوده يدخله نارا‬
‫خالدا فيها " )‪ (3‬فلهذا حكموا بأن كبيرة واحدة تحبط جميع الطاعات فان‬
‫الخلود الموعود مستلزم لذلك‪ ،‬هذا قول جمهورهم في أصل الحباط ثم إن‬
‫الجبائيين أبا على وابنه أبا هاشم منهم على ما نقل عنهما المدي ذهبا إلى‬
‫اشتراط الكثرة في المحبط‪ ،‬بمعنى أن من زادت معاصيه على طاعته‬
‫أحبطت معاصيه طاعاته‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬لكنهما اختلفا فقال أبو على‪ :‬ينحبط‬
‫الناقص برمته من غير أن ينتقص من الزائد شئ وقال أبو هاشم‪ :‬بل‬
‫ينتقص من الزايد أيضا بقدره ويبقي الباقي إذا عرفت هذا فاعلم أن ما‬
‫ذكره أكثر أصحابنا من نفي الحباط والتكفير مع ورود اليات الكثيرة‪،‬‬
‫والخبار المستفيضة‪ ،‬بل المتواترة بالمعنى في كل منهما‪ ،‬مما يقضي منه‬
‫العجب مع أنه ليس لهم على ذلك إل شبه ضعيفة مذكورة‬

‫)‪ (1‬في مرآت العقول ج ‪ 2‬ص ‪ " 97‬التفاق " )‪ (2‬الجن‪ (3) 23 :‬النساء‪14 :‬‬

‫]‪[199‬‬

‫في كتب الكلم‪ ،‬كالتجريد وغيره‪ ،‬لكن بعد التأمل والتحقيق يظهر أن الذي ينفونه‬
‫منهما ل ينافي ظواهر اليات والخبار‪ ،‬كثيرا‪ ،‬بل يرجع إلى مناقشة لفظية‬
‫لنهم قائلون بأن التوبة ترفع العقاب‪ ،‬وأن الموت على الكفر تبطل ثواب‬
‫جميع العمال‪ ،‬لكن الكثر يقولون‪ :‬ليس هذا بالحباط‪ ،‬بل باشتراط‬
‫الموافاة على اليمان في استحقاق الثواب على القول بالستحقاق‪ ،‬وفي‬
‫الوعد بالثواب على القول بعدم الستحقاق‪ ،‬وكذا يمكنهم القول بأحد‬
‫المرين في المعاصي التي وردت أنها حابطة لبعض الحسنات‪ ،‬من غير‬
‫قول بالحبط‪ ،‬بأن يكون الستحقاق أو الوعد مشروطا بعدم صدور تلك‬
‫المعصية وأما التوبة والعمال المكفرة فل حاجة إلى ارتكاب أمثال ذلك‬
‫فيها‪ ،‬إذ في تجويز التفضل والعفو‪ ،‬كما هو مذهبنا غنى عنها‪ ،‬وأيضا‬
‫لنقول باذهاب كل معصية كل طاعة وبالعكس كما ذهب إليه المعتزلة‪ ،‬بل‬
‫نتبع في ذلك النصوص الواردة في ذلك‪ ،‬فكل معصية وردت في الكتاب أو‬
‫في الثار الصحيحة أنها ذاهبة أو منقصة لثواب جميع الحسنات أو بعضها‬
‫نقول به وبالعكس‪ ،‬تابعين للنص في جميع ذلك ومن أصحابنا من لم يقل‬
‫بالموافاة‪ ،‬ول بالحباط‪ ،‬بل يقول‪ :‬كل من اليمان والكفر يتحقق بتحقق‬
‫شروطه المقارنة‪ ،‬وليس شئ من استحقاق الثواب والعقاب مشروطا‬
‫بشرط متأخر‪ ،‬بل إن تحقق اليمان تحقق استحقاق الثواب وإن تحقق الكفر‬
‫تحقق معه استحقاق العقاب‪ ،‬فان كفر بعد اليمان كان كفره اللحق كاشفا‬
‫عن أنه لم يكن مؤمنا سابقا ولم يكن مستحقا للثواب عليه وإطلق المؤمن‬
‫عليه بمحض اللفظ‪ ،‬وبحسب الظاهر‪ ،‬وإن آمن أحد بعد الكفر زال كفره‬
‫الصلي باليمان اللحق‪ ،‬وسقط استحقاقه العقاب لعفو ال تعالى ل‬
‫بالحباط ول لعدم الموافاة‪ ،‬كما يقول الخرون وتفصيل هذا المطلب‬
‫وتنقيحه يحتاج إلى إيراد مقاصد الول‪ :‬أن النافين للحسن والقبح‪ ،‬ل‬
‫يثبتون استحقاق شئ من الثواب والعقاب بشئ من العمال‪ ،‬بل‬
‫]‪[200‬‬

‫المالك للعباد عندهم قادر على الثواب والعقاب‪ ،‬ومالك للتصرف فيهم كيف شاء‬
‫وليس من شأن فعله في خلقه استحقاق الذم‪ ،‬بل ول المدح‪ ،‬وكلهما‬
‫اصطلح ومواضعة من الشارع وأما المثبتون لهما فل كلم عندهم في‬
‫استحقاق العقاب‪ ،‬نعم ربما قيل‪ :‬بعدم استقلل العقل فيه‪ ،‬ضرورة أو نظرا‪،‬‬
‫وأما الثواب فعند بعضهم مما يستحقه العبد بطاعته‪ ،‬وإليه يذهب جماعة‬
‫من أصحابنا ويحتجون لذلك بأن إلزام المشقة بدون التزام نفع في مقابله‬
‫قبيح‪ ،‬وربما يوجه عليه أن التزام النفع في مقابله إنما يلزم لو لم تسبق‬
‫النعم عليه‪ ،‬بما يحسن إلزام المشقة بازائها‪ ،‬والفرق بين النفع المستقبل‬
‫والنعمة الماضية تحكم‪ ،‬وربما كفى في إلزام المشقة حسن العمل الشاق‬
‫ولم يحتج في حسن اللزام إلى أزيد منه‪ ،‬ولهذا ذهب بعض أصحابنا‬
‫وغيرهم إلى أن الثواب تفضل ووعد منه تعالى بدون استحقاق للعبد وهو‬
‫الظاهر من كلم أكثر أصحابنا رضوان ال عليهم‪ ،‬ويدل عليه كثير من‬
‫الخبار والدعية الثاني أن الثواب والعقاب هل يجب دوامهما أم ل‪ ،‬فذهب‬
‫المعتزلة إلى الول وطريقه العقل عندهم‪ ،‬والصحيح عند أصحابنا أنه ل‬
‫يجب عقل‪ .‬وأما شرعا فالثواب دائم وكذا عقاب الكفر إجماعا من‬
‫المسلمين إل ما نقل من شذاذ من المتصوفين الذين ل يعدون من المسلمين‬
‫وأما عقاب المعاصي فمنقطع‪ :‬ويكفي هنا عدم وجدان طريق عقلي إلى‬
‫دوامهما وفي عبارة التجريد في هذا المطلب تناقض يحتاج إلى تكلف تام‬
‫في دفعه الثالث أن الحباط بالمعنى الذي ذكرناه من إفناء كل من‬
‫الستحقاقين للخر أو المتأخر للمتقدم باطل عند أصحابنا‪ ،‬ومذهب أبي‬
‫علي وهو بقاء المتأخر وفناء المتقدم مناف للنصوص الكثيرة المتضمنة‬
‫لعدم تضييع العمل‪ ،‬وأما مذهب أبي هاشم فل ينافي ظواهر النصوص لنه‬
‫إذا أفنى المتقدم المتأخر أيضا فليس بضايع ولمما لم يره العامل‪ ،‬لكن‬
‫الظاهر أن ما ذهب إليه من إبطاله له من جهة المنافاة بينهما‪ ،‬فليس‬
‫بصحيح إذ ل منافاة عقل بين الثواب والعقاب واستحقاقهما‪ ،‬بل يكاد‬

‫]‪[201‬‬

‫العقل يجزم بعدم مساواة من أعقب كثيرا من الطاعة بقليل من المعصية‪ ،‬مع من‬
‫اكتفى بالفضل بينهما حسب‪ ،‬وعدم مساواة من أعقب أحدهما بما يساوي‬
‫الخر‪ ،‬مع من لم يفعل شيئا ثم إنه يمكن أن يسقط العقاب المتقدم عند‬
‫الطاعة المتأخرة على سبيل العفو وهو إسقاط ال تعالى ما يستحقه على‬
‫العبد من العقوبة‪ ،‬وهو الظاهر من مذاهب أصحابنا رضي ال عنهم وأما‬
‫الثواب فل يتصور فيه ذلك‪ ،‬ويمكن أن يكون الوعد بالثواب على الطاعة‬
‫المتقدمة أو استحقاقه مشروطا بعدم معاقبة المعصية لها‪ ،‬كما يشترط‬
‫ثواب اليمان والطاعات بالموافاة على اليمان‪ ،‬بأن يموت مؤمنا عند كثير‬
‫من أصحابنا لكن ذلك الشتراط ليس بعام لجميع المعاصي بل مخصوص‬
‫بمقتضى النصوص ببعضها‪ ،‬وليس كل ما ورد بطلن الطاعة بسببه مما‬
‫يقطع باشتراط الثواب به‪ ،‬لن كل منها أخبار آحاد ل تفيد القطع نعم ربما‬
‫حصل القطع بأن شيئا من تلك المعاصي يشترط استمرار انتفائه لستحقاق‬
‫الثواب‪ ،‬أو هو شرط في الوعد به‪ ،‬والفرق بين هذا وبين الحباط ظاهر من‬
‫وجوه‪ :‬الول أن إبطال الثواب في الحباط من حيث التضاد عقل بين‬
‫الستحقاقين وههنا من جهة اشتراطه شرعا بنفي المعصية الثاني أن‬
‫المنافاة هناك بين الستحقاقين‪ ،‬فلو لم يحصل استحقاق العقاب لنتفاء‬
‫شرطه‪ ،‬لم يحصل الحباط‪ ،‬وههنا بنفس المعصية ينتفي الثواب أو‬
‫استحقاقه إن ثبت وكان مستمرا‪ ،‬وإن توقف أصل الستحقاق على استمرار‬
‫النفي لم يحصل أصل وإنما يحصل في موضع الحصول بالموت ول يختلف‬
‫الحال باستحقاق العقاب على )تلك( المعصية‪ ،‬لستجماع شرائطه وعدمه‬
‫لفقد شئ منه‪ ،‬كمنع ال تعالى لطفا معلوما عن المكلف‪ ،‬وكمالو أعلم ال‬
‫تعالى المكلف أنه يغفر له ويعفو عن جميع معاصيه‪ ،‬فكان مغريا له‬
‫بالقبيح‪ ،‬وكما لو لم يقع فعل القبيح ول الخلل بالواجب عن المكلف على‬
‫سبيل إيثاره على فعل الواجب‬

‫]‪[202‬‬

‫والمتناع من القبيح‪ ،‬بل وقع لعلى وجه اليثار‪ ،‬فان العاصي في جميع هذه‬
‫الصور يستحق ذما ول يستحق عقابا عند أبي هاشم ومن يحذو حذوه‬
‫وعلى تقدير الشتراط باستمرار انتفاء المعصية ينتفي استحقاق الثواب‪،‬‬
‫وعلى تقدير الحباط ل ينتفي الثالث أن التوبة على مذهب الحباط يمنع من‬
‫الحباط‪ ،‬وعلى ما ذكرنا ليمنع من الحباط‪ ،‬نعم لو كان الشرط استمرار‬
‫انتفاء المعصية‪ ،‬أو الموافاة بالتوبة من المعصية‪ ،‬دون استمرار انتفائها‬
‫فقط‪ ،‬منع من الحباط كمذهب القائلين به الرابع )‪ (1‬أن هذا يجري في‬
‫مذهب النافين للستحقاق دون الحباط‪ ،‬وهذا الذي ذكرناه وإن لم يكن‬
‫مذهبا صريحا لصحابنا إل أن من يذهب إلى الموافاة لبدله من تجويزه‪،‬‬
‫وبه يجمع بين نفي الحباط كما تقتضيه الدلة بزعمهم وبين اليات وكثير‬
‫من الروايات الدالة على أن بعضا من المعاصي يبطل العمال السابقة‪،‬‬
‫ويمكن القول بمثل هذا في المعاصي بأن يكون استحقاق العقاب عليها أو‬
‫استمرار مشروطا بعدم بعض الطاعات في المستقبل‪ ،‬فيأول ما يتضمن‬
‫شبه هذا المعنى من الروايات به‪ ،‬لكن عدم استحقاق العقاب بتعمد معصية‬
‫ال تعالى وتوقفه على أمر منتظر بعيد‪ ،‬وكذلك انقطاع استمراره‪ ،‬وفي‬
‫العفو مندوحة عنه‪ ،‬والكلم فيه كالكلم في التوبة‪ ،‬وهو ظاهر النصوص‪،‬‬
‫وفي كلم الشارح العلمة قدس سره في شرح التجريد عند قول المصنف‬
‫ره‪ :‬وهو مشروط بالموافاة الخ ما يدل على أن في المعتزلة من يقول‬
‫باشتراط الطاعات بالمعاصي المتأخرة‪ ،‬وبالعكس وظاهره أنه حمل كلم‬
‫المصنف على هذا المعنى‪ ،‬فيكون قائل بالموافاة في الطاعات باشتراطه‬
‫بانتفاء الذنب في المستقبل‪ ،‬وفي المعاصي باشتراطه بعدم الطاعة‬
‫الصالحة للتكفير في المستقبل‪ ،‬إل أني لم أقف على قائل به من أصحابنا‬
‫صريحا وكلم التجريد ليس بصريح إل في الموافاة باليمان الرابع )‪ (2‬أن‬
‫العفو مطلقا‪ ،‬سواء كانت المعصية مما تاب المكلف منها أول وسواء كانت‬
‫صغيرة مكفرة أو كبيرة‪ ،‬غير واقع بالسمع عند جميع المعتزلة وذهب‬
‫بعضهم‬

‫)‪ (1‬يعنى الرابع من الوجوه )‪ (2‬يعنى الرابع من المقاصد‬

‫]‪[203‬‬

‫وهم البغداديون منهم إلى أنه قبيح عقل والسمع أكده‪ ،‬والبصريون إلى جوازه عقل‬
‫وإنما المانع منه السمع‪ ،‬فمزيل العقاب عندهم منحصر في أمرين أحدهما‬
‫التوبة والثاني التكفير بالثواب‪ ،‬وذلك عند من قال بأن التوبة إنما تسقط‬
‫العقاب لكونه ندما على المعصية‪ ،‬وأما عند من قال إنه يسقط لكثرة‬
‫الثواب‪ ،‬فالمزيل منحصر في أمر واحد هو الحباط‪ ،‬فتوهم غير هذا باطل‪،‬‬
‫ودعوى التفاق على العفو من الصغائر عند اجتناب الكبائر ومن الذنوب‬
‫مطلقا عند التوبة كما وقع من الشارح الجديد للتجريد‪ ،‬مضمحل عند‬
‫التحقيق‪ ،‬كما ذكره بعض الفاضل قال صاحب الكشاف في تفسير قوله‬
‫تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " نمط ما‬
‫تستحقونه من العقاب‪ ،‬في كل وقت على صغائر كم ونجعلها كأن لم تكن‬
‫لزيادة الثواب المستحق على اجتنابكم الكبائر‪ ،‬وصبركم عنها‪ ،‬على عقاب‬
‫السيئات‪ ،‬وأما إسقاط التوبة للعقاب ففيه ثلث مذاهب‪ :‬الول أنها تسقطه‬
‫على سبيل الوجوب عند اجتماع شرائطها‪ ،‬لكونها ندما على المعصية‪ ،‬كما‬
‫أن الندم على الطاعة يحبطها لكونه ندما عليها‪ ،‬مع قطع النظر عن‬
‫استتباعها الثواب والعقاب الثاني أنها تسقطه على سبب الوجوب‪ ،‬للكونها‬
‫ندما عليها‪ ،‬بل لستتباعها ثوابا كثيرا الثالث أنها ل تسقطه‪ ،‬وإنما يسقط‬
‫العقاب عندها‪ ،‬لنها على سبيل العفو دون الستحقاق‪ ،‬وهذه المذاهب‬
‫مشهورة مسطورة في كتب الكلم وأقول‪ :‬بهذا التفصيل الذي ذكر ارتفع‬
‫التشنيع واللوم عن محققي أصحابنا رضوان ال عليهم‪ ،‬بمخالفتهم لليات‬
‫المتضافرة‪ ،‬والروايات المتواترة‪ ،‬وأن الحباط والتكفير بالمعنى الذي هو‬
‫المتنازع فيه بين أصحابنا وبين المعتزلة‪ ،‬نفيهما ل ينافي شيئا من ذلك‬
‫وإنما أطنبنا الكلم في هذا المقام لنه من مهمات المسائل الكلمية‪ ،‬و من‬
‫تعرض لتحقيقه لم يستوف حقه وال الموفق‬

‫]‪[204‬‬

‫‪ - 7‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حمادبن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كل عين باكية يوم القيامة غير ثلث‪ :‬عين‬
‫سهرت في سبيل ال‪ ،‬وعين فاضت من خشية ال‪ ،‬وعين غضت من‬
‫محارم ال )‪ (1‬بيان‪ " :‬في سبيل ال " أي في الجهاد‪ ،‬أو العم منه ومن‬
‫السفر إلى الحج و الزيارات‪ ،‬أو العم منها ومن السهر للعبادة‪ ،‬ومطالعة‬
‫العلوم الدينية‪ ،‬وهذا أظهر‪ ،‬وإسناد الفيض إلى العين مجاز‪ ،‬يقال فاض‬
‫الماء والدمع يفيص فيضا كثر حتى سال و " غضت " على بناء المفعول‬
‫يقال غض طرفه أي كسره‪ ،‬وأطرق لم يفتح عينه ‪ - 8‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم‬
‫قال فيما‪ :‬ناجى ال عزوجل به موسى )عليه السلم(‪ :‬يا موسى ما تقرب‬
‫إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي‪ ،‬فاني ابيحهم جنات عدن لاشرك‬
‫معهم أحدا )‪ (2‬بيان‪ " :‬جنات عدن " قال الراغب‪ :‬إي استقرار وثبات‬
‫وعدن بمكان كذا استقر‪ ،‬ومنه المعدن لمستقر الجواهر ‪ - 9‬كا‪ :‬عن علي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من أشد ما فرض ال على خلقه ذكر ال كثيرا‬
‫ثم قال‪ :‬ل أعني سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر‪ ،‬وإن كان‬
‫منه‪ ،‬ولكن ذكر ال عند ما أحل وحرم‪ ،‬فان كان طاعة عمل بها‪ ،‬وإن كان‬
‫معصية تركها )‪ (3‬توضيح‪ " :‬ما فرض ال " أي قرره أعم من الواجب‬
‫والندب‪ ،‬ويحتمل الوجوب " وإن كان " أي هذا الذكر اللساني " منه "‬
‫أي من مطلق الذكر الشديد الذكر عند الطاعة والمعصية‪ ،‬والذكر اللساني‬
‫هين بالنسبة إليه‪ ،‬والحاصل أن ال سبحانه أمر بالذكر ومدجه في مواضع‬
‫كثيرة من الذكر الحكيم لقوله سبحانه " و‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪80‬‬

‫]‪[205‬‬

‫اذكروا ال ذكرا كثيرا " )‪ (1‬وقوله " واذكر ربك في نفسك تضرعاو خيفة ودون‬
‫الجهر من القول بالغدو والصال " )‪ (2‬وقوله تعالى " الذين يذكرون ال‬
‫قياما وقعودا وعلى جنوبهم " )‪ (3‬وأصل الذكر التذكر بالقلب‪ ،‬ومنه "‬
‫واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " )‪ (4‬أي تذكروا ثم يطلق على الذكر‬
‫اللساني حقيقة أو من باب تسمية الدال باسم المدلول‪ ،‬ثم كثر استعماله فيه‬
‫لظهوره حتى صار هو السابق إلى الفهم‪ ،‬فنص )عليه السلم( على إرادة‬
‫الول دون الثاني فقط‪ ،‬دفعا لتوهم تخصيصه بالثاني‪ ،‬وإشارة إلى أكمل‬
‫أفراده وقال بعضهم‪ :‬ذكر اللسان مع خلو القلب عنه‪ ،‬ل يخلو من فائدة‪،‬‬
‫لنه بمنعه من التكلم باللغو‪ ،‬ويجعل لسانه معتادا بالخير‪ ،‬وقد يلقي‬
‫الشيطان إليه أن حركة اللسان بدون توجه القلب عبث ينبغي تركه‪ ،‬فاللئق‬
‫بحال الذاكر حينئذ أن يحضر قلبه رغما للشيطان‪ ،‬ولو لم يحضره فاللئق‬
‫به أن ل يترك ذكر اللسان رغما لنفه أيضا وأن يجيبه بأن اللسان آلة‬
‫للذكر كالقلب‪ ،‬ول يترك أحدهما بترك الخر فان لكل عضو عبادة ثم اعلم‬
‫أن الذكر القلبي من أعظم بواعث المحبة )والمحبة( أرفع منازل المقربين‬
‫رزقنا ال إياها وسائر المؤمنين ‪ - 10‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬من ترك معصية ال مخافة ال تبارك وتعالى‬
‫أرضاه ال يوم القيامة )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) 41 :‬العراف‪ (3) 205 :‬آل عمران‪ (4) 191 :‬البقرة‪(5) 47 :‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪81‬‬

‫]‪[206‬‬

‫بيان‪ :‬يمكن تعميم المعصية ليشمل ترك الطاعة أيضا وعدم ما يرضيه به لتفخيمه‬
‫إيماء إلى أن عقل البشر ل يصل إلى كنه حقيقته‪ ،‬كما قال سبحانه "‬
‫ورضوان من ال أكبر " )‪ (1‬أقول‪ :‬قد أثبتنا بعض الخبار في باب‬
‫الستعداد للموت ‪ - 11‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تزال امتي بخير ما‬
‫تحابوا وتهادوا وأدوا المانة‪ ،‬و اجتنبوا الحرام‪ ،‬وقروا الضيف‪ ،‬وأقاموا‬
‫الصلة‪ ،‬وآتوا الزكاة‪ ،‬فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين )‪- 12 (2‬‬
‫ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن المظفر بن محمد البلخي‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن حميد‬
‫ابن زياد‪ ،‬عن إبراهيم بن عبيد بن حنان‪ ،‬عن الربيع بن سلمان‪ ،‬عن‬
‫السكوني عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬اعمل بفرائض ال تكن من أتقى الناس‪ ،‬وارض بقسم ال‬
‫تكن من أغنى الناس‪ ،‬وكف عن محارم ال تكن أورع الناس‪ ،‬وأحسن‬
‫مجاورة من يجاورك تكن مؤمنا‪ ،‬وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما‬
‫)‪ (3‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن السكوني‬
‫مثله )‪ - 13 (4‬لى‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أعبد الناس من‬
‫أقام الفرائض‪ ،‬وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب )‪ - 14 (5‬ل‪:‬‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن أبي شعيب‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (2) 72 :‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 81‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪120‬‬
‫)‪ (4‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 121‬أمالى الصدوق ص ‪14‬‬

‫]‪[207‬‬

‫يرفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أورع الناس من وقف عند الشبهة‪ ،‬أعبد‬
‫الناس من أقام الفرايض‪ ،‬أزهد الناس من ترك الحرام‪ ،‬أشد الناس اجتهادا‬
‫من ترك الذنوب )‪ (1‬أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب اليقين ‪ - 15‬ع‪:‬‬
‫علي بن حاتم‪ ،‬عن أحمد بن علي العبدي‪ ،‬عن الحسن بن إبراهيم‬
‫الهاشمي‪ ،‬عن إسحاق بن إبراهيم الديري‪ ،‬عن عبد الرزاق بن همام‪ ،‬عن‬
‫معمر عن قتادة‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قال‬
‫حبيبي جبرئيل‪ :‬إن مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة‪ ،‬اليمان أصلها‪،‬‬
‫والصلة عروقها‪ ،‬والزكاة ماؤها والصوم سعفها‪ ،‬وحسن الخلق ورقها‪،‬‬
‫والكف عن المحارم ثمرها‪ ،‬فل تكمل شجرة إل بالثمر‪ ،‬كذلك اليمان ل‬
‫يكمل إل بالكف عن المحارم )‪ - 16 (2‬ثو‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن‬
‫النخعي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬روي عن المغيرة أنه قال‪ :‬إذا عرف الرجل ربه‬
‫ليس عليه وراء ذلك شئ‪ ،‬قال‪ :‬ماله لعنه ال أليس كلما ازداد بال معرفة‬
‫فهو أطوع له‪ ،‬أفيطيع ال عز وجل من ل يعرفه ؟ إن ال عز وجل أمر‬
‫محمدا )صلى ال عليه وآله( بأمر وأمر محمد )صلى ال عليه وآله(‬
‫المؤمنين بأمر‪ ،‬فهم عاملون به إلى أن يجئ نهيه‪ ،‬والمر والنهي عند‬
‫المؤمن سواء قال‪ :‬ثم قال‪ :‬ل ينظر ال عزوجل إلى عبد ول يزكيه إذا ترك‬
‫فريضة من فرائض ال‪ ،‬أو ارتكب كبيرة من الكبائر‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ل ينظر ال‬
‫إليه ؟ قال نعم‪ ،‬قد أشرك بال‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬أشرك ؟ قال‪ :‬نعم إن ال عزوجل‬
‫أمره بأمر وأمره إبليس بأمر فترك ما أمر ال عزوجل به وصار إلى ما أمر‬
‫إبليس فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 11‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 237‬ثواب العمال ص‬
‫‪(*) 220‬‬

‫]‪[208‬‬
‫‪ - 17‬ختص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( أن‬
‫رجل من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ :‬يا‬
‫سيدي أخبرني بخير الدنيا والخرة فكتب صلوات ال عليه‪ " :‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم أما بعد فان من طلب رضى ال بسخط الناس كفاه ال امور‬
‫الناس‪ ،‬ومن طلب رضى الناس بسخط ال وكله ال إلى الناس والسلم )‬
‫‪ - 18 (1‬ين‪ :‬عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬اصبر )‪ (2‬وما لم يأت منها فلست تعرفه‪ ،‬فاصبر على تلك‬
‫الساعة التي أنت فيها وكأنك قد أعطيت ‪ - 19‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪،‬‬
‫عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬ما من شئ أحب إلى ال تعالى من اليمان به‪ ،‬والعمل‬
‫الصالح‪ ،‬وترك ما أمر به أن يتركه ‪ - 20‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬ل عبادة‬
‫كأداء الفرائض )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) 255 :‬كذا‪ ،‬ولعله سقط منه نحو هذا )على ما أتاك من‬
‫المصائب ول تجزع لما لم يأتك فان ما لم يأت( )‪ (3‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص‬
‫‪168‬‬

‫]‪[209‬‬

‫)‪) (66‬باب( * )القتصاد في العبادة والمداومة عليها‪ ،‬وفعل الخير وتعجيله( * "‬
‫)وفضل التوسط في جميع المور واستواء العمل( " اليات‪ :‬البقرة‪:‬‬
‫فاستبقوا الخيرات )‪ (1‬آل عمران‪ :‬ويسارعون في الخيرات واولئك من‬
‫الصالحين )‪ (2‬وقال‪ :‬وسارعوا إلى مغفرة من ربكم )‪ (3‬المائدة‪ :‬واستبقوا‬
‫الخيرات إلى ال مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )‪ (4‬طه‪ :‬وعجلت‬
‫إليك رب لترضى )‪ (5‬النبياء‪ :‬إنهم كانوا يسارعون في الخيرات )‪(6‬‬
‫المؤمنون‪ :‬اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )‪ - 1 (7‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن الحول عن سلم‬
‫بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أل إن لكل عبادة شرة‪ ،‬ثم تصير إلى فترة‪ ،‬فمن صارت شرة‬
‫عبادته إلى سنتي فقد اهتدى‪ ،‬ومن خالف سنتي فقد ضل‪ ،‬وكان عمله في‬
‫تباب أما إني اصلي وأنام‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 148 :‬آل عمران‪ (3) 114 :‬آل عمران‪ (4) 133 :‬المائدة‪(5) 48 :‬‬
‫طه‪ (6) 84 :‬النبياء‪ (7) 90 :‬المؤمنون‪61 :‬‬
‫]‪[210‬‬

‫وأصوم وافطر وأضحك وأبكي‪ ،‬فمن رغب من منهاجي وسنتي فليس مني وقال‪:‬‬
‫كفى بالموت موعظة‪ ،‬وكفى باليقين غنى‪ ،‬وكفى بالعبادة شغل )‪ (1‬تبيين‪:‬‬
‫" إن لكل عبادة شرة " الشرة بكسر الشين وتشديد الراء شدة الرغبة‪ ،‬قال‬
‫في النهاية‪ :‬فيه إن لهذا القرآن شرة‪ ،‬ثم إن للناس عنه فترة‪ :‬الشرة‬
‫النشاط والرغبة‪ ،‬ومنه الحديث الخر‪ :‬لكل عابد شرة‪ ،‬وقال في حديث ابن‬
‫مسعود‪ :‬إنه مرض فبكى فقال‪ :‬إنما أبكي لنه أصابني على حال فترة‪ ،‬ولم‬
‫يصبني على حال اجتهاد‪ ،‬أي في حال سكون وتقليل من العبادات‬
‫والمجاهدات انتهى " إلى سنتي " أي منتهيا إليها أو " إلى " بمعنى "‬
‫مع " أي ل تدعوه كثرة الرغبة في العبادة إلى ارتكاب البدع كالرياضات‬
‫المبتدعة للمتصوفة‪ ،‬بل يعمل بالسنن والتطوعات الواردة في السنة‬
‫ويحتمل أن يكون المراد بانتهاء الشرة أن يكون ترك الشرة بالقتصاد‪،‬‬
‫والكتفاء بالسنن‪ ،‬وترك بعض التطوعات ل بترك السنن أيضا ويؤيده‬
‫الخبر التي " في تباب " أي تباب العمل أو صاحبه والتباب الخسران‬
‫والهلك‪ ،‬وفي بعض النسخ " في تبار " بالراء وهو أيضا الهلك " كفى‬
‫بالموت موعظة " الباء زائدة‪ ،‬والموعظة ما يتغظ النسان به‪ ،‬ويصير‬
‫سببا لنزجار النفس عن الخطايا‪ ،‬والميل إلى الدنيا‪ ،‬والركون إليها‪،‬‬
‫وأعظمها الموت‪ ،‬إذ العاقل إذا تفكر فيه وفي غمراته وما يعقبه من أحوال‬
‫البرزخ والقيامة وأهوالها‪ ،‬وما فعله بأهل الدنيا من قطع أيديهم عنها‬
‫وإخراجهم منها طوعا أو كرها فجاءة من غير اطلع منهم على وقت‬
‫نزوله‪ ،‬وكيفية حلوله‪ ،‬هانت عنده الدنيا‪ ،‬وما فيها‪ ،‬وشرع في التهيئة له‬
‫إن أعطاه ال تعالى بصيرة في ذلك " وكفى باليقين غنى " أي كفى اليقين‬
‫بأن ال رازق العباد‪ ،‬وأنه يوسع على من يشاء‪ ،‬ويقتر على من يشاء‪،‬‬
‫بحسب المصالح‪ ،‬سببا لغنى النفس‪ ،‬وعدم‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪85‬‬

‫]‪[211‬‬

‫الحرص‪ ،‬وترك التوسل بالمخلوقين‪ ،‬وهو من فروع اليقين بالقضاء والقدر‪ ،‬وقد‬
‫مر في باب اليقين أنه يطلق غالبا عليه " وكفى بالعبادة شغل " كأن‬
‫المقصود أن النفس يطلب شغل ليشتغل به فإذا شغلها المرؤ بالعبادة تحيط‬
‫بجميع أوقاته‪ ،‬فل يكون له فراغ يصرفه في الملهي وإذا لم يشتغل‬
‫بالعبادة يدعوه الفراغ إلى البطر واللهو‪ ،‬وصرف العمر في المعاصي‬
‫والملهي‪ ،‬والمور الباطلة‪ ،‬كسماع القصص الكاذبة وأمثالها‪ ،‬والغرض‬
‫الترغيب في العبادة‪ ،‬وبيان عمدة ثمراتها والظاهر أن هذه الفقرات الخيرة‬
‫مواعظ اخر لارتباط لها بما تقدمها وقد يتكلف بجعلها مربوطة بها‪ ،‬بأن‬
‫المراد بالولى كفى الموت موعظة في عدم مخالفة السنة‪ ،‬وكفى اليقين‬
‫غنى لئل‪ ،‬يطلب الدنيا بالرئاء‪ ،‬وارتكاب البدع وكفت العبادة المقررة‬
‫الشرعية شغل فل يلزم الشتغال بالبدع ‪ - 2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل بن‬
‫زياد‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن ثعلبة قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬لكل أحد‬
‫شرة‪ ،‬ولكل شرة فترة‪ ،‬فطوبى لمن كانت فترته إلى خير )‪ (1‬بيان‪ :‬الحاصل‬
‫أن لكل أحد شوقا ونشاطا في العبادة‪ ،‬في أول المر‪ ،‬ثم يعرض له فترة‬
‫وسكون فمن كانت فترته بالكتفاء بالسنن‪ ،‬وترك البدع أو ترك التطوعات‬
‫الزائدة فطوبى له‪ ،‬ومن كانت فترته بترك السنن أيضا أو بترك الطاعات‬
‫رأسا وارتكاب المعاصي أو بالقتصار على البدع‪ ،‬فويل له وقد روي عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال‪ :‬ما من أحد إل وله شرة وفترة فمن كانت‬
‫فترته إلى سنة فقد اهتدى‪ ،‬ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى‪ ،‬وهو‬
‫يؤيد ما ذكرنا ‪ - 3‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن هذا الدين متين‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪86‬‬

‫]‪[212‬‬

‫فأوغلوا فيه برفق‪ ،‬ول تكرهوا عبادة ال إلى عباد ال‪ ،‬فتكونوا كالراكب المنبت‬
‫الذي لسفرا قطع‪ ،‬ول ظهرا أبقى وبالسناد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن مقرن‪،‬‬
‫عن محمد بن سوقه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله )‪ (1‬بيان‪ :‬قال في‬
‫النهاية المتين الشديد القوي وقال‪ :‬فيه إن هذا الدين متين فأوغل فيه‬
‫برفق‪ ،‬اليغال السير الشديد يقال‪ :‬أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في‬
‫سيرهم‪ ،‬والوغول الدخول في الشئ وقد وعل يغل وغول‪ ،‬يريد سر فيه‬
‫برفق وابلغ الغاية القصوى منه بالرفق‪ ،‬لعلى سبيل التهافت والخرق‪ ،‬ول‬
‫تحمل نفسك ول تكلفها مال تطيقه فتعجز‪ ،‬وتترك الدين والعمل وقال‪ :‬فيه‬
‫فان المنبت لأرضا قطع ولظهرا أبقى‪ ،‬يقال للرجل إذا انقطع به في سفره‬
‫وعطبت راحلته‪ :‬قد أنبت من البت القطع‪ ،‬وهو مطاوع بت يقال‪ :‬بته وأبته‬
‫يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده‪ ،‬لم يقض وطره‪ ،‬وقد أعطب‬
‫ظهره انتهى " ول تكرهوا عبادة ال " كأن المعنى أنكم إذا أفرطتم في‬
‫الطاعات‪ ،‬يريد الناس متابعتكم في ذلك فيشق عليهم‪ ،‬فيكرهون عبادة ال‬
‫ويفعلونها من غير رغبة وشوق‪ ،‬ويحتمل أن يكون أو غلوا في فعل‬
‫أنفسهم‪ ،‬ول تكرهوا في دعوة الغير أي ل تحملوا على الناس في تعليمهم‬
‫وهدايتهم فوق سعتهم‪ ،‬وما يشق عليهم‪ ،‬كما مر في حديث الرجل الذي‬
‫هدى النصراني في باب درجات اليمان )‪ (2‬ويحتمل أن يكون عباد ال‬
‫شامل لنفسهم أيضا‪ ،‬ويمكن أن يكون اليغال هنا متعديا أي أدخلوا الناس‬
‫فيه‪ ،‬برفق ليوافق الفقرة الثانية‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬وغل في الشئ يغل‬
‫وغول‪ :‬دخل وتوارى‪ ،‬أو بعد وذهب وأوغل في البلد والعلم ذهب وبالغ‬
‫وأبعد كتوغل‪ ،‬وكل داخل مستعجل موغل‪ ،‬وقد أو غلته الحاجة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 86‬راجع ج ‪ 69‬ص ‪161‬‬

‫]‪[213‬‬

‫‪ - 4‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان جميعا عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن البخترى‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬ل تكرهوا إلى أنفسكم العبادة )‪ (1‬بيان‪ :‬حاصله النهي عن الفراط في‬
‫التطوعات‪ ،‬بحيث يكرهها النفس ول تكون فيها راغبا ناشطا ‪ - 5‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن حنان ابن‬
‫سدير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال عز وجل إذا‬
‫أحب عبدا فعمل )عمل( قليل جزاه بالقليل الكثير‪ ،‬ولم يتعاظمه أن يجزي‬
‫بالقليل الكثير له )‪ (2‬بيان‪ :‬في القاموس تعاظمه عظم عليه‪ ،‬وكأن في أكثر‬
‫هذه الخبار إشارة إلى أن السعي في زيادة كيفية العمل أحسن من السعي‬
‫في زيادة كميته‪ ،‬وأن السعي في تصحيح العقايد والخلق أهم من السعي‬
‫في كثرة العمال ‪ - 6‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪،‬‬
‫عن الحسن بن جهم عن منصور‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬مربي أبي وأنا بالطواف وأنا حدث‪ ،‬وقد اجتهدت في العبادة‪،‬‬
‫فرآني وأنا أتصاب عرقا فقال لي يا جعفر يا بني إن ال إذا أحب عبدا أدخله‬
‫الجنة ورضي عنه باليسير )‪ (3‬بيان‪ " :‬إذا أحب عبدا " أي بحسن العقائد‬
‫والخلق‪ ،‬ورعاية الشرايط في العمال التي منها التقوى‪ - 7 .‬كا‪ :‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري‪ ،‬وغيره عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬اجتهدت في العبادة وأنا شاب فقال لي‬
‫أبي‪ :‬يا بني دون ما أراك تصنع فان ال عزوجل إذا أحب عبدا رضي عنه‬
‫باليسير )‪ (4‬بيان‪ " :‬دون ما أراك تصنع " دون منصوب بفعل مقدر أي‬
‫اصنع دون ذلك ‪ - 8‬كا‪ :‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن ابن بقاح‪،‬‬
‫عن معاذ بن‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 86‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪87‬‬


‫]‪[214‬‬

‫ثابت‪ ،‬عن عمرو بن جميع‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ول‬
‫تبغض إلى نفسك عبادة ربك‪ ،‬إن المنبت يعني المفرط لظهرا أبقى ول‬
‫أرضا قطع‪ ،‬فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما واحذر حذر من يتخوف‬
‫أن يموت غدا )‪ (1‬بيان‪ " :‬فاعمل عمل من يرجوا أن يموت هرما " أي‬
‫تأن وارفق ول تستعجل فان من يرجو البقاء طويل ل يسارع في الفعل‬
‫كثيرا أو أن من يرجو ذلك ل يتعب نفسه‪ ،‬بل يداري بدنه‪ ،‬ول ينهكه بكثرة‬
‫الصيام والسهر وأمثالهما‪ ،‬واحذر عن المنهيات كحذر من يخاف أن يموت‬
‫غدا قيل‪ :‬ولعل السر فيه أن العبادات أعمال وفيها تعب الركان‪ ،‬وشغل عما‬
‫سواها‪ ،‬فأمر فيها بالرفق والقتصاد كيل تكل بها الجوارح‪ ،‬ول تبغضها‬
‫النفس‪ ،‬ول تفوت بسببها حق من الحقوق فأما الحذر عن المعاصي‬
‫والمنهيات فهو ترك وإطراح‪ ،‬ليس فيه كثير كد ولمللة‪ ،‬ولشغل عن‬
‫شئ‪ ،‬فيترك ترك من يخاف أن يموت غدا على معصية ال تعالى‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الفرق أن فعل الطاعات نفل وفضل‪ ،‬وترك المخالفات حتم وفرض ‪ - 9‬ما‪:‬‬
‫في وصية أمير المؤمنين صلوات ال عليه عند وفاته‪ :‬واقتصد يا بني في‬
‫معيشتك‪ ،‬واقتصد في عبادتك‪ ،‬وعليك فيها بالمر الدائم الذي تطيقه )‪(2‬‬
‫‪ - 10‬ع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬العمل‬
‫الدائم القليل على اليقين أفضل عند ال من العمل الكثير على غير يقين )‪(3‬‬
‫‪ - 11‬ع‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( أل وقولوا خيرا تعرفوا به‪،‬‬
‫واعملوا به تكونوا من أهله )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 87‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 6‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) 246‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪236‬‬

‫]‪[215‬‬

‫ما‪ :‬بأسانيد كثيرة مثله )‪ - 12 (1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن‬
‫يعقوب بن زياد‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن جده إسحاق‪ ،‬عن أخيه موسى عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬أحسن‬
‫من الصدق قائله وخير من الخير فاعله )‪ - 13 (2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إن الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وإن الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم )‬
‫‪ - 14 (3‬لى‪ :‬ابن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان‬
‫ابن عثمان‪ ،‬عن بشار بن بشار‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إذا أردت شيئا من الخير فل تؤخره‪ ،‬فان العبد ليصوم اليوم‬
‫الحار يريد به ما عند ال عزوجل فيعتقه ال من النار‪ ،‬ويتصدق بالصدقة‬
‫يريد بها وجه ال فيعتقه ال من النار )‪ - 15 (4‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله وقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره )‪ - 16 (5‬ما‪:‬‬
‫فيما أوصى به أمير المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته‪ :‬إذا عرض شئ‬
‫من أمر الخرة فابدأ به‪ ،‬وإذا عرض شئ من أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب‬
‫رشدك فيه )‪ - 17 (6‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬داوم على تخليص‬
‫المفترضات والسنن فانهما الصل فمن أصابهما وأداهما بحقهما فقد أصاب‬
‫الكل‪ ،‬فان خير العبادات‬

‫)‪ (1‬راجع أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 220‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪(3) 209‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 12‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 220‬الخصال ج ‪2‬‬
‫ص ‪ (6) 161‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.6‬‬

‫]‪[216‬‬

‫أقربها بالمن‪ ،‬وأخلصها من الفات وأدومها وإن قل‪ ،‬فان سلم لك فرضك وسنتك‬
‫فأنت أنت‪ ،‬واحذر أن تطأ بساط مليكك إل بالذلة والفتقار‪ ،‬والخشية‬
‫والتعظيم‪ ،‬وأخلص حركاتك من الرياء وسرك من القساوة‪ ،‬فان النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬المصلي يناجي ربه فاستحي أن يطلع على‬
‫سرك العالم بنجواك وما يخفي ضميرك وكن بحيث رآك لما أراد منك‪،‬‬
‫ودعاك إليه وكان السلف ل يزالون من وقت الفرض إلى وقت الفرض في‬
‫إصلح الفرضين جميعا‪ ،‬وفي هذا الزمان للفضائل على الفرايض‪ ،‬كيف‬
‫يكون بدون بل روح قال علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬عجبت لطالب‬
‫فضيلة تارك فريضة‪ ،‬وليس ذلك إل لحرمان معرفة المر‪ ،‬وتعظيمه‪ ،‬وترك‬
‫رؤية مشيته بما أهلهم لمره واختارهم له )‪ - 18 (1‬سر‪ :‬عن حريز‪ ،‬عن‬
‫زرارة قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬اعلم أن أول الوقت أبدا أفضل‪،‬‬
‫فتعجل الخير أبدا ما استطعت‪ ،‬وأحب العمال إلى ال تعالى مادام عليه‬
‫العبد‪ ،‬وإن قل ‪ - 19‬شى‪ :‬عن الحلبي‪ ،‬عن بعض أصحابنا عنه قال‪ :‬قال‬
‫أبو جعفر )عليه السلم( لبي ‪ -‬عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا بني عليك‬
‫بالحسنة بين السيئتين تمحوهما قال‪ :‬وكيف ذلك يا أبه قال‪ :‬مثل قول ال‪:‬‬
‫" ول تجهر بصلوتك ول تخافت بها " )ل تجهر بصلتك سيئة‪ ،‬ول تخافت‬
‫بها( سيئة " وابتغ بين ذلك سبيل " )حسنة( )‪ (2‬ومثل قوله‪ " :‬ول تجعل‬
‫يدك مغلولة إلى عنقك ول تبسطها كل البسط " )‪ (3‬ومثل قوله‪ " :‬والذين‬
‫إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا " فأسرفوا سيئة وأقتروا سيئة " وكان‬
‫بين ذلك قواما " )‪ (4‬حسنة‪ ،‬فعليك بالحسنة‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة ص ‪ (2) 19‬أسرى‪ (3) 110 :‬أسرى‪ (4) 29 :‬الفرقان‪67 :‬‬

‫]‪[217‬‬

‫بين السيئتين )‪ - 20 (1‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬
‫معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪ :‬إذا هممت بخير فل تؤخره فان ال تبارك‬
‫وتعالى ربما اطلع على عبده وهو على الشئ من طاعته فيقول‪ :‬وعزتي‬
‫وجللي لاعذبك بعدها‪ ،‬وإذا هممت بمعصية فل تفعلها فان ال تبارك‬
‫وتعالى ربما اطلع على العبدو هو على شئ من معاصيه‪ ،‬فيقول‪ :‬وعزتي‬
‫وجللي لأغفر لك أبدا )‪ - 21 (2‬جا‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن ابن مهزيار‪ ،‬عن‬
‫ابن حديد‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن حمزة بن حمران قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إذا هم أحدكم بخير فل يؤخره‪ ،‬فان العبد ربما‬
‫صلى الصلة وصام الصوم فيقال له‪ :‬اعمل ما شئت بعدها فقد غفر لك أبدا‬
‫)‪ - 22 (3‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬فاعل الخير خير منه‪ ،‬وفاعل الشر شر‬
‫منه )‪ (4‬وقال )عليه السلم(‪ :‬ل يرى الجاهل إل مفرطا أو مفرطا )‪ (5‬وقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إضاعة الفرصة غصة )‪ (6‬وقال )عليه السلم(‪ :‬إن للقلوب‬
‫شهوة وإقبال وإدبارا فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها‪ ،‬فان القلب إذا اكره‬
‫عمي )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 319‬مجالس المفيد ص ‪ (3) 127‬مجالس المفيد‬
‫ص ‪ (4) 128‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 151‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (6) 157‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (7) 170‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪188‬‬

‫]‪[218‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬أفضل العمال ما أكرهت نفسك عليه )‪ (1‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول منه )‪ (2‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها )‪ (3‬وقال )عليه السلم(‪:‬‬
‫قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه )‪ - 23 (4‬المجازاة النبوية‪ :‬قال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ول تبغض إلى‬
‫نفسك عبادة ال فان المنبت ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى بيان‪ :‬قال السيد‬
‫وصف الدين بالمتانة مجاز‪ ،‬والمراد أنه صعب الظهر شديد السر مأخوذ‬
‫من متن النسان‪ ،‬وهو ما اشتد من لحم منكبيه‪ ،‬وإنما وصفه )عليه‬
‫السلم( بذلك لمشقة القيام بشرائطه والداء لوظائفه فأمر )عليه السلم(‬
‫أن يدخل النسان أبوابه مترفقا ويرقا هضابه متدرجا ليستمر على تجشم‬
‫متاعبه‪ ،‬ويمرن على امتطاء مصاعبه وشبه )عليه السلم( العابد الذي‬
‫يحسر منته‪ ،‬ويستنفد طاقته بالمنبت وهو الذي يغذ السير ويكد الظهر‬
‫منقطعا من رفقته ومتفردا عن صحابته فتحسر مطيته ول يقطع شقته‪،‬‬
‫وهذا من أحسن التمثيلت وأوقع التشبيهات ومما يقوي أن المراد بهذا‬
‫الخبر ما كشفنا عن حقيقته‪ ،‬الخبر الخر عنه )عليه السلم( وهو فيما‬
‫رواه بريدة ابن الحصيب السلمي قال‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬عليكم هديا‬
‫قاصدا فانه من يثابر هذا الدين يغلبه )‪ - 24 (5‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن الحلبي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه إن شاء‬
‫إلى غيره‪ ،‬وذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء ال‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 199‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 213‬نهج البلغة‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 213‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 249‬المجازات النبويه‬
‫‪167‬‬

‫]‪[219‬‬

‫أن يكون )‪ (1‬بيان‪ " :‬ثم يتحول عنه إن شاء إلى غيره " من الطاعات لأن يتركه‬
‫بغير عوض " يكون " خبر أن و " فيها " خبر " يكون " والضمير‬
‫راجع إلى الليلة‪ ،‬وقوله " ما شاء ال أن يكون " اسم " يكون " وقوله "‬
‫في عامه " متعلق بيكون أو حال عن الليلة والحاصل أنه إذا داوم سنة‬
‫يصادف ليلة القدر التي فيها ما شاء ال كونه من البركات والخيرات‬
‫والمضاعفات‪ ،‬فيصير له هذا العمل مضاعفا مقبول‪ ،‬ويحتمل أن يكون‬
‫الكون بمعنى التقدير أو يقدر مضاف في ما شاء ال فالمعنى‪ :‬لما كان‬
‫تقدير المور في ليلة القدر فإذا صادفها يصير سببا لتقدير المور العظيمة‬
‫له‪ ،‬وكون العمل في اليوم ل ينافي ذلك فانه قد ورد أن يومها مثل الليلة في‬
‫الفضل‪ ،‬وقيل‪ :‬المستتر في تكون لليلة القدر‪ ،‬وضمير فيها للسنة وفي‬
‫عامة بتشديد الميم متعلق بتكون أو بقوله فيها‪ ،‬والمراد بالعامة المجموع‬
‫والمشار إليه بذلك مصدر فليدم فالمراد زمان الدوام‪ ،‬وما شاء ال بدل‬
‫بعض للعامة والحاصل أنه يكون فيه ليلة القدر سواء وقع أوله أو وسطه‬
‫أو آخره‪ ،‬وما ذكرنا أظهر ‪ - 25‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬أحب العمال إلى ال‬
‫عزوجل ما داوم عليه العبد وإن قل )‪ (2‬بيان‪ :‬يدل على أن العمل القليل‬
‫الذي يداوم عليه‪ ،‬خير من عمل كثير يفارقه ويتركه‪ ،‬كما قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬قليل من عمل مدوم عليه خير من عمل كثير‬
‫مملول منه أي يمل منه ‪ - 26‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن عيسى بن‬
‫أيوب‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪،‬‬
‫عن نجبة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬ما‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 82‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫]‪[220‬‬

‫من شئ أحب إلى ال عزوجل من عمل يداوم عليه وإن قل )‪ - 27 (1‬كا‪ :‬بالسناد‬
‫المتقدم‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كان علي بن الحسين صلوات ال عليهما يقول إني لحب أن اداوم‬
‫على العمل وإن قل )‪ - 28 (2‬كا‪ :‬وبالسناد‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان علي بن الحسين‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬إني لحب أن أقدم على ربي وعملي مستو )‪ (3‬بيان‪:‬‬
‫" وعملي مستو " كأن المراد بالستواء الشتراك في الكمال‪ ،‬وعدم‬
‫النقص‪ ،‬فل ينافي ماروي عن النبي )صلى ال عليه وآله( من استوى‬
‫يوماه فهو مغبون‪ ،‬ويمكن أن يكون المراد الستواء في الترقي‪ ،‬فان من‬
‫كان كل يوم منه أزيد من السابق فعمله مستو للشتراك في هذا المعنى‪ ،‬أو‬
‫يكون المراد بأحدهما الكيفية وبالخر الكمية ‪ - 29‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن عبد الكريم بن‬
‫عمرو‪ ،‬عن سليمان بن خالد قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬إياك أن‬
‫تفرض على نفسك فريضة‪ ،‬فتفارقها اثني عشرهل ل )‪ (4‬توضيح‪ " :‬أن‬
‫تفرض على نفسك " أي تقرر عليها أمرا من الطاعات ل على سبيل النذر‪،‬‬
‫فانه ل يجوز مفارقته بعد السنة أيضا‪ ،‬ويحتمل شموله للنذر القلبي أيضا‬
‫فان الوفاء به مستحب أيضا ‪ - 30‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن علي بن النعمان قال‪ :‬حدثني حمزة بن حمران قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إذا هم أحدكم بخير‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 3) 82‬و ‪ (4‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪83‬‬

‫]‪[221‬‬

‫فل يؤخره فان العبد ربما صلى الصلة أو صام الصوم فيقال له‪ :‬اعمل ما شئت‬
‫بعدها فقد غفر )ال( لك )‪ (1‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ " :‬فان العبد "‬
‫يعني أن العبادة التي توجب المغفرة التامة والقرب )الكامل من جناب الحق‬
‫تعالى مستورة على العبد ل يدري أيها هي فكلماهم بعبادة فعليه إمضاؤها‬
‫قبل أن تفوته فلعلها تكون هي تلك( العبادة‪ ،‬كما روي عن النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إنن لربكم في أيام دهركم نفحات‪ ،‬أل فتعرضوا لها‪ ،‬والصلة‬
‫والصوم منصوبان بالمصدرية للنوع أي نوعا من الصلوة ونوعا من‬
‫الصوم‪ ،‬وفي بعض النسخ مكان الصوم " اليوم " فهو منصوب على‬
‫الظرفية " فيقال له " القائل هو ال كما سيأتي أو الملئكة " بعدها "‬
‫الضمير راجع إلى الصلة على المثال أو إلى كل منهما بتأويل العبادة‪ ،‬وفي‬
‫قوله‪ " :‬اعمل ما شئت " إشكال فانه ظاهرا أمر بالقبيح‪ ،‬والجواب أنه‬
‫معلوم أنه ليس المر هنا على حقيقته بل الغرض بيان أن العمال السيئة‬
‫ل تضرك بحيث تحرمك عن دخول الجنة‪ ،‬بأن وفقت لعدم الصرار على‬
‫الكبيرة أو صرت قابل للعفو والمغفرة‪ ،‬فيغفر ال لك فان قيل‪ :‬هذا إغراء‬
‫بالقبيح قلت‪ :‬الغراء بالقبيح إنما يكون إذا علم العبد صدور مثل ذلك العمل‬
‫عنه‪ ،‬وأنه أي عمل هو‪ ،‬وهو مستور عنه‪ ،‬وقد يقال‪ :‬إن المعنى أنك‬
‫لتحاسب على ما مضى‪ ،‬فقد غفر لك‪ ،‬فبعد ذلك استأنف العمل إما للجنة‬
‫فستوجبها وإما للنار‪ ،‬فتستحقها كقوله اعمل ما شئت فانك ملقيه وهذا‬
‫الخبر منقول في طرق العامة‪ ،‬وقال القرطبي‪ :‬المر في قوله " اعمل ما‬
‫شئت " أمر إكرام كما في قوله تعالى " ادخلوها بسلم آمنين " )‪(2‬‬
‫وإخبار عن الرجل بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬ومحفوظ في التي‪،‬‬
‫وقال البي‪ :‬يريد بأمر الكرام أنه ليس إباحة لن يفعل ما يشاء ‪ - 31‬كا‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم عن أبي جميلة‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬افتتحوا نهاركم بخير‪ ،‬وأملوا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 142‬الحجر‪64 :‬‬

‫]‪[222‬‬

‫على حفظتكم في أوله وفي آخره خيرا يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء ال )‪ (1‬بيان‪:‬‬
‫هو حث على فعل الطاعات في أول النهار‪ ،‬وافتتاح النهار بالدعية‬
‫والذكار والتلوة وسائر القوال الحسنة‪ ،‬فإن ملئكة النهار يكتبونها في‬
‫أول صحيفة أعمالهم‪ ،‬فكأنه يملي عليهم‪ ،‬وكذا في آخر النهار فان الملء‬
‫هو أن تلقي شيئا على غيرك ليكتب‪ ،‬وأصله الملل‪ ،‬ويدل على أن فعل‬
‫ذلك يوجب غفران ما بينهما من الذنوب‪ ،‬ولذا وردت عن أئمتنا عليهم‬
‫السلم أذكار وأدعية كثيرة للصباح والمساء‪ ،‬والتقييد بالمشية للتبرك أو‬
‫لعدم الغترار ‪ - 32‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن مرازم بن حكيم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان أبي‬
‫يقول‪ :‬إذا هممت بخير فبادر‪ ،‬فانك ل تدري ما يحدث )‪ (2‬بيان‪ " :‬فانك ل‬
‫تدري ما يحدث " أي كموت أو هرم أو مرض أو سهو أو نسيان أو‬
‫وسوسة شيطان أو مانع من الموانع التي لتعد ول تحصى ‪ - 33‬كا‪ :‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة‪ ،‬عن زرارة عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال‬
‫يحب من الخير ما يعجل )‪ (3‬بيان‪ :‬يدل على استحباب تعجيل الخيرات‪ ،‬كما‬
‫قال تعالى‪ " :‬وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " )‪ (4‬وقال سبحانه " اولئك‬
‫يسارعون في الخيرات " )‪ (5‬ويدل على استحباب المبادرة إلى الصلوات‬
‫في أوائل أوقاتها وكذا سائر العبادات ‪ - 34‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان عن بشر بن يسار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬إذا أردت شيئا من الخير فل تؤخره فان العبد يصوم‬
‫اليوم الحار يريد ما عند ال فيعتقه ال به من النار‪ ،‬ول يستقل ما‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 142‬آل عمران‪ (5) 133 :‬المؤمنون‪.61 :‬‬

‫]‪[223‬‬

‫يتقرب به إلى ال عزوجل‪ ،‬ولو بشق تمرة )‪ (1‬بيان‪ " :‬ولو بشق تمرة " أي‬
‫نصفها فانه قد يحفظ به النفس عن الجوع المهلك‪ ،‬وقد يعلل به اليتيم‪،،‬‬
‫ولنه إذا اجتمع منه كثير يصير قوتا لشخص‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فيه اتقوا‬
‫النار ولو بشق تمرة فانها تقع من الجائع موقعها من الشبعان قيل‪ :‬أراد‬
‫شق التمرة أي نصفها ل يتبين له كبير موقع من الجايع‪ ،‬إذا تناوله كما ل‬
‫يتبين على شبع الشبعان إذا أكله‪ ،‬فل تعجزوا أن تتصدقوا به‪ ،‬وقيل‪ :‬لنه‬
‫يسأل هذا شق تمرة‪) ،‬وذا شق تمرة( وثالثا ورابعا فيجتمع له ما يسد به‬
‫جوعته ‪ - 35‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكير‪،‬‬
‫عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من هم بخير‬
‫فليعجله ول يؤخره‪ ،‬فان العبد ربما عمل العمل فيقول ال تبارك وتعالى‪ :‬قد‬
‫غفرت لك ول أكتب عليك شيئا أبدا‪ ،‬ومن هم بسيئة فل يعملها فانه ربما‬
‫عمل العبد السيئة فيراه الرب سبحانه فيقول‪ :‬ل وعزتي وجللي ل أغفر‬
‫لك بعدها أبدا )‪ (2‬ايضاح‪ :‬قوله تعالى " قد غفرت لك " الظاهر أن هذا من‬
‫باب التفضل وذلك العمل يصير سببا لستحقاق هذا الفضل‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون مبنيا على التكفير فان الحسنات يذهبن السيئات‪ ،‬ويكون هذا العمل‬
‫مكفرا لما بعده أيضا أو يحفظه ال فيما يأتي عن الكبائر كما مر‪ ،‬وأما قوله‬
‫" لأغفر لك بعدها أبدا " فهو إما لخروجه بذلك عن استحقاق الغفران‪،‬‬
‫فيعاقب على جميع معاصيه بعد ذلك‪ ،‬أو لستحقاقه للخذلن‪ ،‬فيتسلط عليه‬
‫الشيطان فيخرجه من اليمان‪ ،‬أو هو مبني على الحبط‪ ،‬فيحبط هذا العمل‬
‫ما يأتي به من الطاعات بعده‪ ،‬أعاذنا ال وسائر المؤمنين من ذلك وال‬
‫المستعان ‪ - 36‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إذا هممت بشئ من الخير فل‬
‫تؤخره‪ ،‬فان ال عزوجل ربما اطلع‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪142‬‬

‫]‪[224‬‬

‫على العبد وهو على شئ من الطاعة‪ ،‬فيقول‪ :‬وعزتي وجللي لاعذبك بعدها أبدا‪،‬‬
‫وإذا هممت بسيئة فل تعملها فانه ربما اطلع ال على العبد وهو على شئ‬
‫من المعصية فيقول‪ :‬وعزتي وجللي لأغفر لك بعدها أبدا )‪ (1‬بيان‪ :‬في‬
‫المصباح‪ :‬أطلعت زيدا على كذا‪ ،‬مثال أعلمته وزنا ومعنى‪ ،‬فاطلع على‬
‫افتعل‪ ،‬أي أشرف عليه وعلم به ‪ - 37‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن فضال عن أبي جميلة‪ ،‬عن محمد بن‬
‫حمران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إذا هم أحدكم بخير أو صلة‪،‬‬
‫فان عن يمينه وشماله شيطانين فيبادر ل يكفاه عن ذلك )‪ (2‬تبيان‪" :‬‬
‫بخير " أي إيصال نفع إلى الغير أو العم منه ومن سائر العمال الصالحة‬
‫التي ينتفع بها في الخرة " أو صلة " أي صلة رحم من الوالدين‬
‫والقارب أو العم منهم ومن المؤمنين‪ ،‬فيكون تخصيصا بعد التعميم أو‬
‫المراد بالخير ما يصل نفعه إلى نفسه‪ ،‬وبالصلة ما يصل إلى الغير " فان‬
‫عن يمينه وشماله " قد يقال‪ :‬صاحب اليمين يضله من جهة الطاعة و‬
‫صاحب الشمال يضله من جهة المعصية واعلم أن النفوس البشرية نافرة‬
‫عن العبادات لما فيها من المشقة الثقيلة عليها‪ ،‬ومن صلة الرحام‬
‫والمبرات لما فيها من صرف المال المحبوب لها‪ ،‬فإذا هم أحدهم بشئ من‬
‫ذلك مما يوجب وصوله إلى مقام الزلفى وتشرفه بالسعادة العظمى فليبادر‬
‫إلى إمضائه وليعجل إلى اقتنائه فان الشيطان أبدا في مكمن ينتهض‬
‫الفرصة لنفثه في نفسه المارة بالسوء‪ ،‬ويتحرى الحيلة مرة بعد اخرى في‬
‫منعها عن الرادات الصحيحة الموجبة لسعادتها‪ ،‬وأمرها بالقبائح المورثة‬
‫لشقاوتها‪ ،‬ويجلب عليها خيله )ورجله من جميع الجهات ليسد عليها طرق‬
‫الوصول إلى الخيرات وهي مع ذلك قابلة( )‪ (3‬لتلك الوساوس‪ ،‬ومائلة‬
‫بالطبع إلى هذه الخسايس‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 143‬زيادة من المرآت‬


‫]‪[225‬‬

‫فربما يتمكن منها الشيطان غاية التمكن حتى يصرفها عن تلك الرادة‪ ،‬ويكفها عن‬
‫هذه السعادة‪ ،‬وهي مجربة مشاهدة في أكثر الناس إل من عصمه ال " ل‬
‫يكفاه " أي ل يمنعاه ‪ - 38‬كا‪ :‬عن محمد‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن‬
‫أبي الجارود قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬من هم بشئ من‬
‫الخير فليعجله‪ ،‬فان كل شئ فيه تأخير فان للشيطان فيه نظرة )‪ (1‬بيان‪" :‬‬
‫فان للشيطان فيه نظرة " بسكون الظاء أي فكرة لحداث حيلة يكف بها‬
‫العبد عن التيان بالخير‪ ،‬أو بكسرها يعني مهلة يتفكر فيها لذلك أو‬
‫بالتحريك بمعنى الحكم أو بمعنى الفكر أو بمعنى النتظار والكل مناسب‪،‬‬
‫قال في القاموس نظره كضربه وسمعه وإليه نظرا ومنظرا تأمله بعينه‪،‬‬
‫وبينهم حكم‪ ،‬والنظر محركة الفكر في الشئ تقدره وتقيسه‪ ،‬والنتظار‬
‫والحكم بين القوم والعانة والفعل كنصر والنظرة كفرحة التأخير في المر‬
‫والنظرة الهيئة )‪ - 39 (2‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪،‬‬
‫عن علي بن أسباط‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سمعت أبا جعفر‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال ثقل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وإن ال خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم‬
‫القيامة )‪ (3‬تبيين‪ " :‬ثقل الخير على أهل الدنيا " أي على جميع المكلفين‬
‫في الدنيا بأن جعل ما كلفهم به مخالفا لمشتهيات طباعهم وإن كان‬
‫المقربون لقوة عقولهم وكثرة علومهم ورياضاتهم غلبوا على أهوائهم‪،‬‬
‫وصار عليهم خفيفا‪ ،‬بل يلتذون به‪ ،‬أو المراد بأهل الدنيا الراغبون فيها‬
‫والطالبون مع ذلك للخرة‪ ،‬فهم يزجرون أنفسهم على ترك الشهوات‪،‬‬
‫فالحسنات عليهم ثقيلة والشرور عليهم خفيفة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 143‬القاموس ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 144‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪143‬‬

‫]‪[226‬‬

‫والثقل والخفة في الموازين إشارة إلى قوله تعالى " فأما من ثقلت موازينه فهو في‬
‫عيشة راضية وأما من خفت موازينه فامه هاوية " )‪ (1‬واعلم أنه ل‬
‫خلف في حقية الميزان‪ ،‬وقد نطق به صريح القرآن في مواضع لكن‬
‫اختلف المتكلمون من الخاصة والعامة في معناه‪ ،‬فمنهم من حمله على‬
‫المجاز‪ ،‬وأن المراد من الموازين هي التعديل بين العمال والجزاء عليها‬
‫ووضع كل جزاء في موضعه‪ ،‬وإيصال كل ذي حق إلى حقه‪ ،‬ذهب إليه‬
‫الشيخ المفيد قدس ال روحه‪ ،‬وجماعة من العامة‪ ،‬والكثرون منا ومنهم‬
‫حملوه على الحقيقة وقالوا‪ :‬إن ال ينصب ميزانا له لسان وكفتان‪ ،‬يوم‬
‫القيامة‪ ،‬فتوزن به أعمال العباد والحسنات والسيئات واختلفوا في كيفية‬
‫الوزن لن العمال أعراض ل تجوز عليها العادة وليكون لها وزن ول‬
‫تقوم بأنفسها‪ ،‬فقيل‪ :‬توزن صحائف العمال وقيل‪ :‬تظهر علمات‬
‫للحسنات‪ ،‬وعلمات للسيئات في الكفتين فتراها الناس‪ ،‬وقيل‪ :‬تظهر‬
‫للحسنات صور حسنة‪ ،‬وللسيئات صور سيئة‪ ،‬وهو مروى عن ابن عباس‪،‬‬
‫و قيل‪ :‬بتجسم العمال في تلك النشأة‪ ،‬وقالوا بجواز تبدل الحقائق في‬
‫النشأتين كما في النوم واليقظة وقيل‪ :‬توزن نفس المؤمن والكافر فعن‬
‫عبيد بن عمير قال‪ :‬يؤتى بالرجل العظيم الجثة فل يزن جناح بعوضة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الميزان واحد والجمع باعتبار أنواع العمال والشخاص‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الموازين متعددة بحسب ذلك‪ ،‬وقد ورد في الخبار أن الئمة )عليهم‬
‫السلم( هم الموازين القسط‪ ،‬فيمكن حملها على أنهم الحاضرون عندها‬
‫والحاكمون عليها‪ ،‬وعدم صرف ألفاظ القرآن عن حقائقها بدون حجة‬
‫قاطعة أولى فعلى القول بظاهر الميزان نسبة الخفة والثقل إلى الموازين‬
‫باعتبار كفة‬

‫)‪ (1‬القارعة‪(*) 6 :‬‬

‫]‪[227‬‬

‫الحسنات‪ ،‬فالمراد بمن خفت موازينه من خفت كفة حسناته بسبب ثقل كفة سيئاته‬
‫قال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ -‬في قوله تعالى " فأما من ثقلت موازينه " الخ‪ :‬قد‬
‫ذكر سبحانه الحسنات في الموضعين‪ ،‬ولم يذكر وزن السيئات لن الوزن‬
‫عبارة عن القدر والخطر‪ ،‬والسيئة لخطر لها ولقدر‪ ،‬وإنما الخطر والقدر‬
‫للحسنات فكان المعنى فأما من عظم قدره عند ال لكثرة حسناته‪ ،‬ومن‬
‫خفت قدره عند ال لخفة حسناته انتهى )‪ (1‬وأما ما ورد في الخبر من‬
‫نسبة الخفة إلى الشر فيمكن أن يكون السناد على المجاز‪ ،‬فان الشر لما‬
‫كان علة لخفة كفة الحسنات‪ ،‬نسبت الخفة إليها أو لنه يصير سببا لخفة‬
‫قدر صاحبه ومذلته‪ ،‬ول يبعد القول بوحدة كفة الميزان في القيامة‪،‬‬
‫فتوضع فيها الحسنات والسيئات معا‪ ،‬فتخف بسبب السيئات وتثقل بسبب‬
‫الحسنات‪ ،‬فتكون لوقوفها منازل من العتدال والثقل والخفة‪ ،‬كما ذهب إليه‬
‫بعض المحدثين‪ ،‬فاليات والخبار تعتدل على ظواهرها‪ ،‬وال يعلم حقائق‬
‫كلمه وكلم حججه وهم )عليهم السلم(‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪532‬‬

‫]‪[228‬‬
‫)‪) * (67‬باب( * * " )ترك العجب والعتراف بالتقصير( " * اليات‪ :‬فاطر‪ :‬أفمن‬
‫زين له سوء عمله فرآه حسنا فان ال يضل من يشاء ويهدي من يشاء )‬
‫‪ - 1 (1‬ب‪ :‬ذكر الحسن بن الجهم أنه سمع الرضا )عليه السلم( يقول إن‬
‫رجل كان في بني إسرائيل عبد ال تبارك وتعالى أربعين سنة‪ ،‬فلم يقبل‬
‫منه فقال لنفسه ما اتيت إل منك‪ ،‬ول أكديت إل لك‪ ،‬فأوحى ال تبارك‬
‫وتعالى إليه‪ :‬ذمك نفسك أفضل من عبادة أربعين سنة )‪ - 2 (3‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن عدة من أصحابه عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قال ال عزوجل‪ :‬ل يتكل العاملون‬
‫على أعمالهم التي يعملون بها لثوابي‪ ،‬فانهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم‬
‫أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي‪،‬‬
‫فيما يطلبون من كرامتي‪ ،‬والنعيم في جناتي‪ ،‬ورفيع الدرجات العلى في‬
‫جواري‪ ،‬ولكن برحمتي فليثقوا‪ ،‬و فضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي‬
‫فليطمئنوا‪ ،‬فان رحمتي عند ذلك تدركهم وبمني ابلغهم رضواني‪ ،‬والبسهم‬
‫عفوي‪ ،‬فاني أنا ال الرحمن الرحيم بذلك تسميت )‪ - 3 (2‬ما‪ :‬بهذا‬
‫السناد‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن سعد بن أبي خلف‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( أنه قال‪:‬‬
‫عليك بالجد‬

‫)‪ (1‬فاطر‪ (2) 8 :‬كذا في الصل والكداء كناية عن الحرمان في الطلب يقال‪ :‬أكدى‬
‫الرجل‪ :‬أخفق ولم يظفر بحاجته‪ ،‬وفى المصدر ط النجف موافق لنسخة‬
‫الكافي الرقم ‪ (3) 15‬قرب السناد ص ‪ 231‬وفى ط ‪ (4) 174‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪215‬‬

‫]‪[229‬‬

‫ول تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة ال وطاعته‪ ،‬فان ال تعالى ل يعبد‬


‫حق عبادته )‪ - 4 (1‬سن‪ :‬في رواية عبد الرحمن بن أبي نجران قال‪ :‬قلت‬
‫لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق‪ ،‬ثم‬
‫يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب‪ ،‬لما عمل‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬فهو‬
‫في حاله الولى احسن حال منه في هذه الحال )‪ - 5 .(2‬سن‪ :‬ابن سنان‪،‬‬
‫عن العل‪ ،‬عن خالد الصيقل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال‬
‫فوض المر إلى ملك من الملئكة فخلق سبع سماوات وسبع أرضين فلما‬
‫رأى أن الشياء قد انقادت له‪ ،‬قال‪ :‬من مثلي فأرسل ال عليه نويرة من‬
‫النار قلت‪ :‬وما النويرة ؟ قال‪ :‬نار مثل النملة‪ ،‬فاستقبلها بجميع ما خلق‬
‫فيحك لذلك حتى وصلت إلى نفسه لما أن دخله العجب )‪ - 6 (3‬م‪ :‬قال‬
‫محمد بن علي الباقر )عليهما السلم(‪ :‬دخل محمد بن علي ‪ -‬بن مسلم بن‬
‫شهاب الزهري على علي بن الحسين زين العابدين )عليهما السلم( وهو‬
‫كئيب حزين‪ ،‬فقال له زين العابدين‪ :‬ما بالك مهموما مغموما ؟ قال‪ :‬يا ابن‬
‫رسول ال هموم وغموم تتوالى علي لما امتحنت به من جهة حساد‬
‫نعمتي‪ ،‬والطامعين في‪ ،‬وممن أرجوه وممن أحسنت إليه فيخلف ظني‪،‬‬
‫فقال له علي بن الحسين زين العابدين )عليهما السلم(‪ :‬احفظ لسانك تملك‬
‫به إخوانك قال الزهري‪ :‬يا ابن رسول ال إني احسن إليهم بما يبدر من‬
‫كلمي‪ ،‬قال علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬هيهات هيهات إياك وأن‬
‫تعجب من نفسك بذلك‪ ،‬وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره‪ ،‬وإن‬
‫كان عندك اعتذاره‪ ،‬فليس كل من تسمعه نكرا يمكنك لن توسعه عذرا ثم‬
‫قال‪ :‬يا زهري من لم يكن عقله أكمل ما فيه‪ ،‬كان هلكه من أيسر‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 215‬المحاسن ص ‪ 122‬في حديث )‪ (3‬المحاسن‬


‫ص ‪123‬‬

‫]‪[230‬‬

‫ما فيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا زهري وما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل‬
‫كبيرهم بمنزلة والدك‪ ،‬وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك‪ ،‬وتجعل تربك منهم‬
‫بمنزلة أخيك‪ ،‬فأي هؤلء تحب أن تظلم ؟ وأي هؤلء تحب أن تدعو عليه ؟‬
‫وأي هؤلء تحب أن تهتك ستره وإن عرض لك إبليس لعنه ال بأن لك‬
‫فضل على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك‪ ،‬فقل‪ :‬قد سبقني‬
‫باليمان والعمل الصالح فهو خير مني‪ ،‬وإن كان أصغر منك فقل‪ :‬قد سبقته‬
‫بالمعاصي والذنوب فهو خير مني وإن كان تربك فقل‪ :‬أنا على يقين من‬
‫ذنبي وفي شك من أمره‪ ،‬فمالي أدع يقيني بشكي‪ ،‬وإن رأيت المسلمين‬
‫يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك فقل‪ :‬هذا فضل أخذوا به‪ ،‬وإن رأيت منهم‬
‫جفاء وانقباضا عنك‪ ،‬فقل‪ :‬هذا لذنب أحدثته‪ ،‬فانك إن فعلت ذلك سهل ال‬
‫عليك عيشك‪ ،‬وكثر أصدقاؤك‪ ،‬وقل أعداؤك‪ ،‬وفرحت بما يكون من برهم‪،‬‬
‫ولم تأسف على ما يكون من جفائهم واعلم أن أكرم الناس على الناس من‬
‫كان خيره فائضا عليهم‪ ،‬وكان عنهم مستغنيا متعففا‪ ،‬وأكرم الناس بعده‬
‫عليهم من كان عنهم متعففا وإن كان إليهم محتاجا‪ ،‬فانما أهل الدنيا‬
‫يعشقون الموال‪ ،‬فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم‪ ،‬ومن لم‬
‫يزاحمهم فيها ومكنهم منها أو من بعضها كان أعز وأكرم )‪ - 6 (1‬ين‪:‬‬
‫النضر‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن عالما أتى عابدا فقال له‪ :‬كيف صلتك ؟ فقال‪ :‬تسألني عن‬
‫صلتي وأنا أ عبد ال منذ كذا وكذا ؟ فقال‪ :‬كيف بكاؤك ؟ فقال‪ :‬إني لبكي‬
‫حتى تجري دموعي فقال له العالم‪ :‬فان ضحكك وأنت تخاف ال أفضل من‬
‫بكائك وأنت مدل على ال‪ ،‬إن المدل بعمله ل يصعد من عمله شئ ‪ - 7‬ين‪:‬‬
‫النضر‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال داود النبي )عليه السلم(‪ :‬ل عبدن ال اليوم‬
‫عبادة ول قرأن‬

‫)‪ (1‬تفسير المام ص ‪ 12‬في ط وص ‪ 9‬في ط‪.‬‬

‫]‪[231‬‬

‫قراءة لم أفعل مثلها قط‪ ،‬فدخل محرابه ففعل‪ ،‬فلما فرغ من صلته إذا هو بضفدع‬
‫في المحراب‪ ،‬فقال له‪ :‬يا داود أعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك‬
‫وقراءتك ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬ل يعجبنك فاني اسبح ال في كل ليلة ألف‬
‫تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلثة آلف تحميدة‪ ،‬وإني لكون في قعر‬
‫الماء فيصوت الطير في الهواء فأحسبه جائعا فأطفو له على الماء ليأكلني‬
‫ومالي ذنب ‪ - 8‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن العبد ليذنب الذنب فيندم عليه‪ ،‬ثم يعمل‬
‫العمل فيسره ذلك‪ ،‬فيتراخى عن حاله تلك‪ ،‬ولن يكون على حاله تلك خير‬
‫له مما دخل فيه ‪ - 9‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى يقول‪ :‬إن‬
‫من عبادي من يسألني الشئ من طاعتي لحبه فأصرف ذلك عنه لكيل‬
‫يعجبه عمله ‪ - 10‬ين‪ :‬الوشاء‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته‬
‫يقول‪ :‬إن أيوب النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬يا رب ما سألتك شيئا من‬
‫الدنيا قط وداخله شئ فأقبلت إليه سحابة حتى نادته‪ :‬يا أيوب من وفقك‬
‫لذلك ؟ قال‪ :‬أنت يا رب ‪ - 11‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬ل وحدة أوحش من‬
‫العجب )‪ - 12 (1‬عدة الداعي‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬واعلموا‬
‫عباد ال أن المؤمن ل يصبح ول يمسي إل ونفسه ظنون عنده‪ ،‬فل يزال‬
‫زاريا عليها ومستزيدا لها فكونوا كالسابقين قبلكم‪ ،‬والماضين أمامكم‪،‬‬
‫قوضوا من الدنيا تقويض الراحل وطووها طي المنازل )‪ - 13 (2‬كتاب‬
‫الغارات‪ :‬لبراهيم بن محمد الثقفي باسناده عن الصبغ بن نباتة قال‪:‬‬
‫خطب علي )عليه السلم( فحمد ال وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه‪،‬‬
‫ثم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 168‬عدة الداعي ص ‪175‬‬


‫]‪[232‬‬

‫أما بعد فاني اوصيكم بتقوى ال الذي بطاعته ينفع أولياءه‪ ،‬وبمعصيته يضر أعداءه‬
‫وإنه ليس لهالك هلك من يعذره في تعمد ضللة حسبها هدى‪ ،‬ولترك حق‬
‫حسبه ضللة‪ ،‬وإن أحق ما يتعاهد الراعي من رعيته أن يتعاهدهم بالذي‬
‫ل عليهم في وظائف دينهم‪ .‬وإنما علينا أن نأمركم بما أمركم ال به‪ ،‬وأن‬
‫ننهاكم عما نهاكم ال عنه وأن نقيم أمر ال في قريب الناس وبعيدهم ل‬
‫نبالي بمن جاء الحق عليه‪ ،‬وقد علمت أن أقوى ما يتمنون في دينهم‬
‫الماني‪ ،‬ويقولون‪ :‬نحن نصلي مع المصلين ونجاهد مع المجاهدين‪،‬‬
‫ونهجر الهجرة‪ ،‬ونقتل العدو‪ ،‬وكل ذلك يفعله أقوام ليس اليمان بالتحلي‬
‫ول بالتمني‪ ،‬الصلة لها وقت فرضه رسول ال‪ ،‬ل تصلح إل به‪ ،‬فوقت‬
‫صلة الفجر حين تزايل المرء ليله‪ ،‬ويحرم على الصائم طعامه وشرابه‬
‫ووقت صلة الظهر إذا كان القيظ حين يكون ظلك مثلك‪ ،‬وإذا كان الشتاء‬
‫حين تزول الشمس من الفلك‪ ،‬وذلك حين تكون على حاجبك اليمن مع‬
‫شروط ال في الركوع والسجود‪ ،‬ووقت العصر والشمس بيضاء نقية‪ ،‬قدر‬
‫ما يسلك الرجل على الجمل الثقيل فرسخين قبل غروبها‪ ،‬ووقت صلة‬
‫المغرب إذا غربت الشمس وأفطر الصائم‪ ،‬ووقت صلة العشاء الخرة حين‬
‫غسق الليل وتذهب حمرة الفق إلى ثلث الليل‪ ،‬فمن نام عند ذلك فل أنام‬
‫ال عينه‪ ،‬فهذه مواقيت الصلة‪ " ،‬إن الصلة كانت على المؤمنين كتابا‬
‫موقوتا " )‪ (1‬ويقول الرجل‪ :‬هاجرت ولم يهاجر‪ ،‬إنما المهاجرون الذين‬
‫يهجرون السيئات ولم يأتوا بها‪ ،‬ويقول الرجل‪ :‬جاهدت ولم يجاهد‪ ،‬إنما‬
‫الجهاد اجتناب المحارم ومجاهدة العدو‪ ،‬وقد يقاتل أقوام فيحبون القتال‪ ،‬ل‬
‫يريدون إل الذكر والجر وإن الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة فيحمي من‬
‫يعرف ومن ليعرف‪ ،‬ويجبن بطبيعته من الجبن فيسلم أباه وامه إلى العدو‪،‬‬
‫وإنما المثال‬

‫)‪ (1‬النساء‪102 :‬‬

‫]‪[233‬‬

‫حتف من الحتوف‪ ،‬وكل امرئ على ما قاتل عليه‪ ،‬وإن الكلب ليقاتل دون أهله‬
‫والصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب‪ ،‬والزكاة‬
‫التي فرضها النبي )صلى ال عليه وآله( طيبة بها نفسك ل تسنوا عليها‬
‫سنيها‪ ،‬فافهموا ما توعظون‪ ،‬فان الحريب من حرب دينه‪ ،‬والسعيد من‬
‫وعظ بغيره‪ ،‬أل وقد وعظتكم فنصحتكم‪ ،‬ول حجة لكم على ال‪ ،‬أقول قولي‬
‫هذا وأستغفر ال لي ولكم )‪ - 14 (1‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن أيوب‪ ،‬عن علي بن مهزيار عن الفضل بن يونس‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬قال أكثر من أن تقول‪ :‬اللهم ل تجعلني من‬
‫المعارين‪ ،‬ول تخرجني من التقصير‪ ،‬قلت‪ :‬أما المعارون فقد عرفت أن‬
‫الرجل يعار الدين‪ ،‬ثم يخرج منه‪ ،‬فما معنى ل تخرجني من التقصير ؟‬
‫فقال‪ :‬كل عمد تريد به ال عزوجل فكن فيه مقصرا عند نفسك‪ ،‬فان الناس‬
‫كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين ال مقصرون‪ ،‬إل من عصمه ال‬
‫عزوجل )‪ (2‬بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ " :‬من المعارين " قال السيد‬
‫الداماد قدس ال روحه‪ :‬المعاري من يركب الفرس عريانا‪ ،‬قال في‬
‫القاموس‪ :‬اعرورى سار في الرض وحده وقبيحا أتاه‪ ،‬وفرسا ركبه‬
‫عريانا ونحن نعاري نركب الخيل أعراء‪ ،‬والمعنى بالمعاري ههنا‬
‫المتعبدون الذين يتعبدون لعلى أسبغ الوجوه‪ ،‬والطائعون الذين يلتزمون‬
‫الطاعات‪ ،‬ولكن لعلى قصيا المراتب بل على ضرب من التقصير كالذين‬
‫يركبون الخيل ولكن أعراء‪ ،‬بلغنا ال تعالى أقصى المدى في طاعته انتهى‬
‫ولعله ‪ -‬ره ‪ -‬غفل عن هذا الخبر وغيره مما سيأتي في باب المعارين فانها‬
‫صريحة في أنه مأخوذ من العارية " إل من عصمه ال " أي من النبياء‬
‫والوصياء )عليهم السلم( فانهم ل يقصرون في‬

‫)‪ (1‬الحديث كثير التصحيف نقل في نسخة الصل وهكذا نسخة الكمبانى من دون‬
‫تصحيح‪ ،‬فصححناه بحسب المكان )‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪73‬‬

‫]‪[234‬‬

‫شرائط الطاعة بحسب المكان وإن كانوا أيضا يعدون أنفسهم مقصرين إظهارا‬
‫للعجز والنقصان‪ ،‬ولما يرون أعمالهم قاصرة في جنب ما أنعم ال عليهم‬
‫من الفضل والحسان وقيل‪ :‬إل من عصمه ال من التقصير بالعتراف‬
‫بالتقصير ‪ - 15‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى )‪ ،(1‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن الحسن بن الجهم قال‪ :‬سمعت أبا الحسن )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫إن رجل في بني إسرائيل عبد ال أربعين سنة‪ ،‬ثم قرب قربانا فلم يقبل‬
‫منه‪ ،‬فقال لنفسه‪ :‬وما اتيت إل منك‪ ،‬وما الذنب )‪ (2‬إل لك‪ ،‬قال‪ :‬فأوحى‬
‫ال تبارك وتعالى إليه‪ :‬ذمك نفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة )‪(3‬‬
‫بيان‪ :‬القربان بالضم ما يتقرب به إلى ال من هدي أو غيره‪ ،‬وكانت علمة‬
‫القبول في بني إسرائيل أن تجئ نار من السماء فتحرقه‪ ،‬وقال في المغرب‪:‬‬
‫يقال‪ " :‬من هنا اتيت " أي من هنا دخل البلء عليك " فأوحى ال "‬
‫يحتمل أن يكون ذلك الرجل نبيا ويحتمل أن يكون الوحي بتوسط نبي في‬
‫ذلك الزمان‪ ،‬مع أنه لم يثبت امتناع نزول الوحي على غير النبياء كما أن‬
‫ظاهر الية نزول الوحي على ام موسى )عليه السلم( قال الطبرسي رحمه‬
‫ال‪ :‬في قوله تعالى‪ " :‬وأوحينا إلى ام موسى " )‪ (4‬أي ألهمناها‪ ،‬وقذفنا‬
‫في قلبها‪ ،‬وليس بوحي نبوة عن قتادة وغيره‪ ،‬وقيل‪ :‬أتاها جبرئيل بذلك‬
‫عن مقاتل‪ ،‬وقيل‪ :‬كان هذا الوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من‬
‫علماء بني إسرائيل عن الجبائي )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬كذا في الصل‪ ،‬وفى المصدر‪ :‬عنه عن ابن فضال‪ ،‬والظاهر بقرينة الحديث‬
‫السابق عليه‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال )‪ (2‬مر تحت الرقم ‪ " :1‬وما أكديت " وهو الصواب )‪ (3‬الكافي ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ (4) 73‬القصص‪ (5) 7 :‬مجمع البيان ج ‪ 7‬ص ‪240‬‬

‫]‪[235‬‬

‫‪ - 16‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن سعد بن أبي‬
‫خلف‪ ،‬عن أبي الحسن موسى )عليه السلم( قال‪ :‬قال لبعض ولده‪ :‬يا بني‬
‫عليك بالجد ل تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة ال عزوجل‬
‫وطاعته‪ ،‬فان ال ل يعبد حق عبادته )‪ (1‬بيان‪ " :‬ل تخرجن نفسك " الخ‬
‫أي عد نفسك مقصرا في طاعة ال‪ ،‬وإن بذلت الجهد فيها‪ ،‬فان ال ل يمكن‬
‫أن يعبد حق عبادته كما قال سيد البشر )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما عبدناك‬
‫حق عبادتك ‪ - 17‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن بعض العراقيين‪ ،‬عن محمد‬
‫بن المثنى الحضرمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عثمان بن زيد‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا جابر لأخرجك ال من النقص ول التقصير )‬
‫‪ (2‬بيان‪ " :‬لأخرجك ال " أي وفقك ال لن تعد عبادتك ناقصة ونفسك‬
‫مقصرة أبدا‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪72‬‬

‫]‪[236‬‬

‫)‪) * (68‬باب( * * )أن ال يحفظ بصلح الرجل أولده وجيرانه( * اليات‪:‬‬


‫الكهف‪ :‬وأما الجدار فكان لغلمين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما‬
‫وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة‬
‫من ربك )‪ - 1 (1‬شى‪ :‬عن زرارة وحمران‪ ،‬عن أبي جعفر وأبي عبد ال‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬يحفظ الطفال بصلح آبائهم كما حفظ ال الغلمين‬
‫بصلح أبويهما )‪ - 2 (2‬شى‪ :‬عن محمد بن عمرو الكوفي‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال يحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة‪،‬‬
‫وإن الغلمين كان بينهما وبين أبيهما سبعمائة سنة )‪ - 3 (3‬شى‪ :‬عن‬
‫إسحاق بن عمار قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال‬
‫ليفلح بفلح الرجل المؤمن ولده وولد ولده‪ ،‬ويحفظه في دويرته ودويرات‬
‫حوله فل يزالون في حفظ ال لكرامته على ال‪ ،‬ثم ذكر الغلمين‪ ،‬فقال‪" :‬‬
‫وكان أبوهما صالحا " ألم تر أن ال شكر صلح أبويهما لهما )‪- 4 (4‬‬
‫شى‪ :‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم(‬
‫أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن ال ليخلف العبد الصالح من بعد‬
‫موته في أهله وماله وإن كان أهله أهل سوء‪ ،‬ثم قرأ هذه الية إلى آخرها‬
‫" وكان أبوهما صالحا " )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬الكهف‪ (2) 82 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 338‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) 339‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 337‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪339‬‬

‫]‪[237‬‬

‫)‪) * (69‬باب( * * )أن ال ل يعاقب أحدا بفعل غيره )‪ * (1‬اليات‪ :‬فاطر‪ :‬ول تزر‬
‫وازرة وزر اخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها ل يحمل منه شئ ولو كان‬
‫ذاقربى ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه وإلى ال المصير‬
‫)‪(2‬‬

‫)‪ (1‬هذا الباب بعنوانه مع اليتين المنقولتين مكتوب في نسخة الصل وبعده بياض‬
‫وفى أعلى الصفحة مكتوب تذكرة " لبد أن يكتب أخبار هذا الباب انشاء‬
‫ال " وأما في نسخة الكمبانى فقد أسقطوا الباب‪ ،‬لجل نقصانه مع ذكر‬
‫عنوانه في فهرس البواب )‪ (2‬فاطر‪ ،18 :‬قال الطبرسي‪) :‬ول تزر‬
‫وازرة وزر اخرى( أي لتحمل نفس حاملة حمل نفس اخرى‪ ،‬أي ل‬
‫يؤاخذ أحد بذنب غيره‪ ،‬وانما يؤاخذ كل بما يقترفه من الثام )وان تدع‬
‫مثقلة إلى حملها( أي وان تدع نفس مثقلة بالثام غيرها إلى أن يتحمل‬
‫عنها شيئا من اثمها )ل يحمل منه شئ( أي ل يحمل غيرها شيئا من ذلك‬
‫الحمل )ولو كان ذاقربى أي ولو كان المدعو إلى التحمل ذاقربة منها‬
‫وأقرب الناس إليها ما حمل عنها شيئا فكل نفس بما كسبت رهينة‪ ،‬قال‬
‫ابن عباس يقول الب والم يا بنى ! احمل عنى " فيقول‪ :‬حسبى ما على‬
‫وقال‪) :‬من تزكى( أي فعل الطاعات وقام بما يجب عليه من الزكاة‬
‫وغيرها من الواجبات وقيل‪ :‬تطهر من الثام )فانما يتزكى لنفسه( لن‬
‫جزاء ذلك يصل إليه دون غيره )والى ال المصير( أي مرجع الخلق كلهم‬
‫إلى حيث ل يملك الحكم ال ال سبحانه فيجازى كل على قدر عمله وقال‬
‫على بن ابراهيم‪ :‬وقوله‪ " :‬ول تزر وازرة وزر اخرى " يعنى ل يحمل‬
‫ذنب أحد على أحد‪ ،‬المن يأمر به ‪ -‬يعنى بالذنب ‪ -‬فيحمله المر والمأمور‬
‫]‪[238‬‬

‫الزمر‪ :‬ول تزر وازرة وزر اخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ ،7 :‬وفى القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على أن ال عزوجل ل يعاقب‬
‫أحدا بفعل غيره منها‪ :‬البقرة‪ :‬تلك أمة قدخلت لها ما كسبت ولكم ما‬
‫كسبتم ول تسألون عما كانوا يعملون )‪ (134‬وقال تعالى‪ :‬قل أتحاجوننا‬
‫في ال وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون )‬
‫‪ (139‬وقال سبحانه‪ :‬ل يكلف ال نفسا ال وسعها لها ما كسبت وعليها ما‬
‫اكتسبت )‪ (286‬النساء‪ :‬من يكسب اثما فانما يكسب على نفسه )‪(110‬‬
‫النعام‪ :‬ول تكسب كل نفس العليها ول تزر وازرة وزر اخرى ثم إلى‬
‫ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )‪ (164‬أسرى‪ :‬من اهتدى‬
‫فانما يهتدى لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ول تزر وازرة وزر اخرى‬
‫وما كنا معذبين حتى نبعث رسول )‪ (15‬لقمان‪ :‬واخشوا يوما ل يجزى‬
‫والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده شيئا )‪ (33‬سبأ‪ :‬قل ل‬
‫تسئلون عما أجرمنا ول نسئل عما تعملون )‪ (25‬النجم‪ :‬أم لم ينبأ بما في‬
‫صحف موسى * وابراهيم الذى وفى * أل تزر وازرة وزر اخرى * وأن‬
‫ليس للنسان ال ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء‬
‫الوفى )‪ (41 - 36‬إلى غير ذلك من اليات الكريمة‪ ،‬وانما نقلنا بعضها‬
‫ولعلها كانت أهمها ومن الخبار التى تناسب عنوان الباب وظفرنا عليها‬
‫على العجالة‪ :‬ل ‪ -‬أحمد بن محمد بن الهيثم العجلى وأحمد بن الحسن‬
‫القطان ومحمد بن أحمد السنانى والحسين بن ابراهيم بن هشام المكتب‬
‫وعبد ال بن محمد الصائغ وعلى بن عبد ال =‬

‫]‪[239‬‬

‫= الوراق رضى ال عنهم قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‬
‫قال‪ :‬حدثنا بكربن عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن بهلول قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن معاوية عن العمش عن جعفر بن محمد )عليه السلم( قال‪،‬‬
‫فيما وصف لى من شرائع الدين ان ال ل يكلف نفسا ال وسعها ول‬
‫يكلفها فوق طاقتها وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لخلق تكوين‪ ،‬وال‬
‫خالق كل شئ ول يقول بالجبر ول بالتفويض ول يأخذ ال عزوجل البرئ‬
‫بالسقيم ول يعذب ال عزوجل الطفال بذنوب الباء فانه قال في محكم‬
‫كتابه " ول تزر وازرة وزر اخرى " وقال ال عزوجل‪ " :‬وأن ليس‬
‫للنسان ال ما سعى * وأن سعيه سوف يرى " ول عزوجل ان يعفو‬
‫ويتفضل وليس له أن يظلم الخبر )الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (154‬يد‪ ،‬ن‪:‬‬
‫الطالقاني‪ ،‬عن أحمد بن على النصاري‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫الحسن على بن موسى بن جعفر )عليهم السلم( يقول‪ :‬من قال بالجبر‬
‫فل تعطوه من الزكاة ول تقبلوا له شهادة‪ ،‬ان ال تبارك وتعالى ل يكلف‬
‫ال نفسا ال وسعها‪ ،‬ول يحملها فوق طاقتها ول تكسب كل نفس‬
‫العليها‪ ،‬ول تزر وازرة وزر اخرى )التوحيد ص ‪ ،371‬عيون الخبار ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (144‬ن‪ :‬ابن عبدوس‪ ،‬عن ابن قتيبة‪ ،‬عن الفضل‪ ،‬عن الرضا‬
‫)عليه السلم( فيما كتب للمأمون من محض السلم‪ :‬ان ال تبارك‬
‫وتعالى ل يكلف نفسا ال وسعها‪ ،‬وان افعال العباد مخلوقة ل تعالى خلق‬
‫تقدير لخلق تكوين‪ ،‬وال خالق كل شئ ول نقول بالجبر والتفويض ول‬
‫يأخذ ال البرئ بالسقيم‪ ،‬ول يعذب ال تعالى الطفال بذنوب الباء ول‬
‫تزر وازرة وزر اخرى‪ ،‬وأن ليس للنسان ال ما سعى‪ ،‬الخبر )عيون‬
‫الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (125‬ن ‪ -‬ع ‪ -‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني‬
‫قال‪ :‬حدثنا على بن ابراهيم عن عبد ال بن صالح قال‪ :‬قلت لبي الحسن‬
‫الرضا )عليه السلم(‪ :‬ما تقول‪ :‬في حديث يروى عن الصادق )عليه‬
‫السلم( أنه إذا خرج القائم قتل ذرارى قتلة الحسين )عليه السلم( بفعال‬
‫آبائها فقال )عليه السلم(‪ :‬هو كذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬فقول ال عزوجل‪ " :‬ول‬
‫تزر وازرة وزر اخرى " ما معناه ؟ فقال‪ :‬صدق ال في جميع أقواله لكن‬
‫ذرارى قتلة الحسين يرضون أفعال أبائهم =‬

‫]‪[240‬‬

‫= ويفتخرون بها‪ ،‬ومن رضى شيئا كان كمن أتاه‪ ،‬ولو أن رجل قتل في المشرق‬
‫فرضى بقتله رجل في المغرب‪ ،‬لكان الراضي عند ال شريك القاتل‪ ،‬وانما‬
‫يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم‪ ،‬الخبر راجع علل الشرايع ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ ،219‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ 273‬نهج‪ ،:‬أيها الناس انما يجمع‬
‫الناس الرضا والسخط وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم ال بالعذاب‬
‫لما عموه بالرضا‪ ،‬فقال سبحانه‪ " :‬فعقروها فأصبحوا نادمين " فما كان‬
‫ال أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الرض الخوارة‬
‫)الرقم ‪ 199‬من الخطب( أقول‪ :‬السكة المحماة‪ :‬حديدة الفدان إذا حميت‬
‫بالنار‪ ،‬والرض الخوارة‪ :‬السهلة اللينة‪ ،‬فالسكة إذا كانت محماة فهى‬
‫أسرع غورا واثارة للرض إذا كانت خوارة وانما قال ال تعالى‪" :‬‬
‫فعقروها فأصبحوا نادمين " فان قتل الناقة كانت بتوطئة من رؤسائهم‬
‫ومشايخهم فبعثوا واحدا من الشرار فعقرها‪ ،‬فالجناية تنسب إلى‬
‫المشايخ والرؤساء اول ثم تنسب إلى أتباعهم وأفراد صفوفهم‪ ،‬حيث انهم‬
‫بأجمعهم صفوا قبال صالح النبي صلى ال عليه وناقته‪ ،‬فخرج واحد‬
‫منهم وحمل على الناقة فعقرها‪ ،‬وبذلك حق القتال معهم فقاتلهم ال وليس‬
‫قتاله الكما قاتل قوم لوط أو قوم شعيب أو قوم صالح ول يعلم جنود ربك‬
‫الهو‪ .‬ولذلك كان على بن أبى طالب )عليه السلم( ليبدء بقتال أهل‬
‫البغى ال أن يبدؤا هم بالقتال كما فعل ذلك في جمل وصفين وغير ذلك من‬
‫الموارد روى ثقة السلم الكليني في الكافي ج ‪ 5‬ص ‪ 83‬عن عبد‬
‫الرحمن بن جندب‪ ،‬عن أبيه أن أمير المؤمنين صلوات ال عليه كان يأمر‬
‫في كل موطن لقينا فيه عدونا فيقول‪ :‬ل تقاتلوا القوم حتى يبدؤكم فانكم‬
‫بحمدال على حجة‪ ،‬وترككم اياهم حتى يبدؤكم حجة لكم اخرى الخبر وفى‬
‫الدر المنثور‪ :‬أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن‬
‫عمرو ابن الحوص ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال في حجة‬
‫الوداع‪ :‬أل ل يجنى جان ال =‬

‫]‪[241‬‬

‫)‪) * (70‬باب( * * )الحسنات بعد السيئات( * * )وتفسير قوله تعالى‪ :‬ان أحسنتم‬
‫أحسنتم لنفسكم( * اليات‪ :‬هود‪ :‬إن الحسنات يذهبن السيئات )‪ (1‬اسرى‪:‬‬
‫إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم وإن أسأتم فلها )‪ (2‬الفرقان‪ :‬إل من تاب وآمن‬
‫وعمل عمل صالحا فاولئك يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفورا‬
‫رحيما )‪ (3‬النمل‪ :‬إل من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فاني غفور رحيم )‪(4‬‬

‫= على نفسه ل يجنى والد على ولده ول مولود على والده ‪ -‬أقول‪ :‬ومنه قوله‬
‫تعالى‪ :‬واخشوا يوما ل يجزى والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده‬
‫شيئا ‪ -‬لقمان‪ - 33 :‬وفيه‪ :‬أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن‬
‫عكرمة قال‪ :‬قال‪ - :‬يعنى ابن عباس ‪ :-‬ان الوالد يتعلق بولده يوم القيامة‬
‫فيقول‪ :‬يا بنى أي والد كنت لك فيثنى خيرا فيقول يا بنى انى احتجت إلى‬
‫مثقال ذرة من حسناتك أنجوبها مما ترى‪ ،‬فيقول له ولده‪ :‬يا أبت ما أيسر‬
‫ما طلبت ولكني لأطبق أن أعطيك شيئا‪ ،‬أتخوف مثل الذى تخوفت‪ ،‬فل‬
‫استطيع أن أعطيك شيئا‪ ،‬ثم يتعلق بزوجته فيقول‪ :‬يا فلنة أي زوج كنت‬
‫لك فتثنى خيرا فيقول لها‪ :‬فانى اطلب اليك حسنة واحدة تهبها لى لعلى‬
‫انجو مما ترين‪ ،‬قالت‪ :‬ما أيسر ما طلبت ولكني لاطيق ان اعطيك شيئا‬
‫اتخوف مثل الذى تخوفت‪ ،‬يقول ال وان تدع مثقلة إلى حملها الية )‪(1‬‬
‫هود‪ (2) 114 :‬أسرى‪ (3) 7 :‬الفرقان‪ (4) 70 :‬النمل‪ ،11 :‬وفى الصل‬
‫وهكذا نسخة الكمبانى المزمل‬

‫]‪[242‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون )‪ - (1‬لى‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫أبي أيوب‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬ما‬
‫أحسن الحسنات بعد السيئات‪ ،‬وما أقبح السيئات بعد الحسنات )‪- 2 (2‬‬
‫فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعلي )عليه السلم(‪ :‬يا علي ما من‬
‫دار فيها فرحة إل يتبعها ترحة )‪ (3‬وما من هم إل وله فرج إل هم أهل‬
‫النار‪ ،‬فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا وعليك بصنائع الخير‬
‫فانها تدفع مصارع السوء )‪ - 3 (4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الكاتب‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫جعفر المالكي‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن حنبل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن ميمون ابن أبي شبيب‪ ،‬عن أبي ذر‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اتق ال حيث كنت وخالق‬
‫الناس بخلق حسن‪ ،‬وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها )‪ - 4 (5‬فس‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن جعفر وإبراهيم‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬إذا‬
‫كان يوم القيامة أوقف ال المؤمنين بين يديه‪ ،‬وعرض عليه عمله‪ ،‬فينظر‬
‫في صحيفته فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه‪ ،‬وترتعش فرائصه‪ ،‬ثم‬
‫يعرض عليه حسناته فيفرح لذلك نفسه فيقول ال عزوجل‪ :‬بدلوا سيئاتهم‬
‫حسنات وأظهروها‬

‫)‪ (1‬النمل ‪ (2) 89‬أمالى الصدوق ‪ (3) 153‬الترحة‪ :‬الحزن والغم‪ ،‬تقول‪ :‬ما الدنيا‬
‫الفرح وترح‪ ،‬وما من فرحة ال وبعدها ترحة )‪ (4‬تفسير القمى‪(5) :‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(*) 189‬‬

‫]‪[243‬‬

‫للناس " فيبدل لهم فيقول الناس‪ :‬أما كان لهؤلء سيئة واحدة ؟ وهو قوله‪ " :‬يبدل‬
‫ال سيئاتهم حسنات " )‪ - 5 (1‬ع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الفضل‪ ،‬عن خاله محمد بن سليمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن الباقر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إني لم أر شيئا قط أشد طلبا ول أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب‬
‫قديم )‪ - 6 (2‬مع‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن المفضل عن ابن ظبيان قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬من خل‬
‫بعمل فلينظر فيه‪ ،‬فان كان حسنا جميل فليمض عليه‪ ،‬وإن كان سيئا قبيحا‬
‫فليجتنبه‪ ،‬فان ال عزوجل أولى بالوفاء والزيادة‪ ،‬ومن عمل سيئة في‬
‫السر فليعمل حسنة في السر‪ ،‬ومن عمل سيئة في العلنية )‪ (3‬فليعمل‬
‫حسنة في العلنية ‪ - 7‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان علي‬
‫بن الحسين )عليه السلم( يقول‪ :‬ويل لمن غلبت آحاده أعشاره‪ ،‬فقلت له‪:‬‬
‫وكيف هذا ؟ فقال‪ :‬أما سمعت ال عزوجل يقول‪ " :‬من جاء بالحسنة فله‬
‫عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فل يجزى إل مثلها " )‪ (4‬فالحسنة الواحدة‬
‫إذا عملها كتبت له عشرا‪ ،‬والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ‬
‫بال ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات‪ ،‬ول تكون له حسنة واحدة‬
‫فتغلب حسناته سيئاته )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ‪ (2) 468‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ 280‬في حديث )‪ (3‬معاني‬
‫الخبار‪ 237 :‬في حديث )‪ (4‬النعام‪ (5) 160 :‬معاني الخبار‪248 :‬‬

‫]‪[244‬‬

‫‪ - 8‬ن )‪ :(1‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم(‪ :‬في قول ال عزوجل " إن أحسنتم أحسنتم‬
‫لنفسكم‪ ،‬وإن أسأتم فلها " )‪ (2‬قال‪ :‬إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم‪ ،‬وإن‬
‫أسأتها فلها رب يغفر لها )‪ - 9 (3‬جا‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪،‬‬
‫عن الكوفي‪ ،‬عن محمد بن سنان عن أبي النعمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا أبا النعمان ل يغرنك الناس من نفسك فان المر‬
‫يصل إليك دونهم‪ ،‬ول تقطع نهارك بكذا وكذا‪ ،‬فان معك من يحصي عليك‪،‬‬
‫وأحسن فاني لم أر أشد طلبا ول أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم‪،‬‬
‫إن ال جل وعز يقول " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين‬
‫" )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 294‬أسرى‪ (3) 7 :‬أمالى الصدوق‪(4) 45 :‬‬
‫مجالس المفيد‪ ،50 :‬والية في هود‪.114 :‬‬

‫]‪[245‬‬

‫)‪) * (71‬باب( * * )تضاعف الحسنات وتأخير اثبات الذنوب بفضل ال( * "‬
‫)وثواب نية الحسنة والعزم عليها( " * )وانه ل يعاقب على العزم على‬
‫الذنوب( * اليات‪ :‬النساء‪ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة‬
‫يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما )‪ .(1‬وقال‪ :‬ان تبدوا خيرا أو تخفوه‬
‫أو تعفوا عن سوء فان ال عفوا قديرا )‪ .(2‬النعام‪ :‬من جاء بالحسنة فله‬
‫عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فل يجزى إل مثلها وهم ل يظلمون )‪(3‬‬
‫يونس‪ :‬للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ول يرهق وجوههم قتر ولذلة اولئك‬
‫أصحاب الجنة هم فيها خالدون * والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة‬
‫بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل‬
‫مظلما اولئك أصحاب النارهم فيها خالدون )‪ (4‬القصص‪ :‬من جاء بالحسنة‬
‫فله خير منها ومن جاء بالسيئة فل يجزى الذين عملوا السيئات إل ما‬
‫كانوا يعملون )‪ (5‬حمعسق‪ :‬ومن يقترف حسنة نزدله فيها حسنا إن ال‬
‫غفور شكور )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) 40 :‬النساء‪ (3) 149 :‬النعام‪ (4) 160 :‬يونس‪(5) 27 - 26 :‬‬
‫القصص‪ (6) 84 :‬الشورى‪23 :‬‬

‫]‪[246‬‬

‫‪ - 1‬مع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‬
‫عن أبي أيوب الخزاز قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬لما‬
‫نزلت هذه الية على النبي )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬من جاء بالحسنة فله‬
‫خير منها " )‪ (1‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اللهم زدني فأنزل‬
‫ال تبارك وتعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " )‪ (2‬فقال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اللهم زدني فأنزل ال عزوجل " من ذاالذي‬
‫يقرض ال قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " )‪ (3‬فعلم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أن الكثير من ال عز وجل ل يحصى وليس له‬
‫منتهى )‪ (4‬شى‪ :‬عن على بن عمار‪ ،‬عنه )عليه السلم( مثله )‪ - 2 (5‬ل‪:‬‬
‫الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي‪ ،‬عن فرات‪ ،‬عن محمد بن ظهير‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي العبدي‪ ،‬عن سهل بن عبد الوهاب‪ ،‬عن عبد القدوس‪ ،‬عن‬
‫سليمان ابن مهران‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليه السلم( أنه قال‪ :‬إذا هم‬
‫العبد بحسنة كتبت له حسنة فإذا عملها كتبت له عشر حسنات‪ ،‬واذاهم‬
‫بسيئة لم تكتب عليه‪ ،‬فإذا عملها اجل تسع ساعات‪ ،‬فان ندم عليها‬
‫واستغفر وتاب لم تكتب عليه وإن لم يندم ولم يتب منها كتبت عليه سيئة‬
‫واحدة )‪ - 3 (6‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬مامن عبد مؤمن يذنب ذنبا إل أجله ال فيه سبع ساعات‪ ،‬فان‬
‫هو تاب منه واستغفر لم يكتب عليه‪ ،‬وإن لم يتب كتب عليه سيئة واحدة )‬
‫‪(7‬‬

‫)‪ (1‬النمل‪ ،89 :‬القصص‪ (2) 84 :‬النعام‪ (3) 160 :‬البقرة‪ (4) 245 :‬معاني‬
‫الخبار‪ (5) 397 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (6) 131‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (7) 44‬قرب السناد ص ‪(*) 2‬‬
‫]‪[247‬‬

‫‪ - 4‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليه السلم(‪ :‬قال أتى أبي‬
‫رضي ال عنه الحسن البصري وقال‪ :‬يا أبا جعفر بلغني عنك أنك قلت‬
‫مامن عبد يذنب ذنبا إل أجله ال سبع ساعات فان هو تاب منه واستغفر لم‬
‫يكتب عليه‪ ،‬فقال له أبي‪ :‬ليس هكذا قلت‪ ،‬ولكني قلت ما من عبد مؤمن‬
‫يذنب ذنبا وكذلك كان قولي )‪ - 5 (1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن‬
‫طاهر‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الحسن بن زياد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال‪ ،‬فإذا‬
‫عمل العبد السيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال ل تعجل وأنظره سبع‬
‫ساعات فان مضى سبع ساعات ولم يستغفر قال‪ :‬اكتب‪ ،‬فما أقل حياء هذا‬
‫العبد )‪ - 6 (2‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن‬
‫عبيدال‪ ،‬عن بكربن محمد الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه )‪ - 7 (3‬سن‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن عمربن‬
‫يزيد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إذا أحسن المؤمن‬
‫عمله‪ ،‬ضاعف ال عمله لكل حسنة سبعمائة‪ ،‬وذلك قول ال تبارك وتعالى‬
‫" وال يضاعف لمن يشاء " )‪ (4‬فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب‬
‫ال‪ ،‬فقلت له‪ :‬وما الحسان ؟ قال فقال‪ :‬إذا صليت فأحسن ركوعك‬
‫وسجودك‪ ،‬وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك‪ ،‬وإذا حججت فتوق ما‬
‫يحرم عليك في حجك وعمرتك‪ ،‬قال وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس‬
‫)‪(5‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) 2‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 210‬ثواب العمال‪:‬‬
‫‪ (4) 116‬البقرة‪ (5) 261 :‬المحاسن‪255 :‬‬

‫]‪[248‬‬

‫شى‪ :‬عن عمربن يزيد مثله )‪ - 8 (1‬شى‪ :‬عن محمد الوابشي‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف ال له عمله بكل حسنة‬
‫سبعمائة ضعف‪ ،‬وذلك قول ال تبارك و تعالى " وال يضاعف لمن يشاء‬
‫" )‪ - 9 (2‬شى‪ :‬عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫وأبي عبد ال )عليهما السلم( قالوا سألناهما عن قوله " من جاء‬
‫بالحسنة فله عشر أمثالها " )‪ (3‬أهي لضعفاء المسلمين ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكنها‬
‫للمؤمنين وإنه لحق على ال أن يرحمهم )‪ - 10 (4‬شى‪ :‬عن زرارة‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى جعل لدم ثلث‬
‫خصال في ذريته‪ :‬جعل لهم أن‪ :‬من هم منهم بحسنة أن يعملها كتب له‬
‫حسنة‪ ،‬ومن هم بحسنة فعملها كتب له بها عشر حسنات‪ ،‬ومن هم بالسيئة‬
‫أن يعملها ل يكتب عليه ومن عملها كتبت عليه سيئة واحدة‪ ،‬وجعل لهم‬
‫التوبة حتى يبلغ حنجرة الرجل فقال إبليس‪ :‬يا رب جعلت لدم ثلث خصال‬
‫فاجعل لى مثل ما جعلت له فقال‪ :‬قد جعلت لك ل يولد له مولود إل ولد لك‬
‫مثله‪ ،‬وجعلت لك أن تجري منهم مجرى الدم في العروق‪ ،‬وجعلت لك أن‬
‫جعلت صدورهم أوطانا ومساكن لك‪ ،‬فقال إبليس‪ :‬يا رب حسبي )‪- 11 (5‬‬
‫ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن بكير‪ ،‬عن أحدهما )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫إن آدم )عليه السلم( قال‪ :‬يا رب سلطت علي الشيطان‪ ،‬وأجريته مجرى‬
‫الدم مني فاجعل لي شيئا أصرف كيده عني قال‪ :‬يا آدم قد جعلت لك أن‪ :‬من‬
‫هم من ذريتك‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 146‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 147‬النعام‪:‬‬
‫‪ (4) 160‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 386‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.(*) 387‬‬

‫]‪[249‬‬

‫بسيئة لم يكتب عليه ومن هم منهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها‬
‫كتبت له عشرة‪ ،‬قال‪ :‬يا رب زدني‪ ،‬قال‪ :‬يا آدم قد جعلت لك أن من عمل‬
‫منهم بسيئة ثم استغفر غفرت له‪ ،‬قال‪ :‬يا رب زدني‪ ،‬قال‪ :‬قد جعلت لهم‬
‫التوبة أو بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس الحنجرة قال‪ :‬يا رب حسبي )‬
‫‪(1‬‬

‫)‪ (1‬ورواه ثقة السلم الكليني في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 440‬في باب ما أعطى ال عز‬
‫وجل آدم )عليه السلم( وقت التوبة عن على بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبى عمير‪ ،‬عن جميل ابن دراج‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن أبى عبد ال أو‬
‫عن أبى جعفر )عليه السلم( وقال المؤلف العلمة في شرحه‪ :‬روى‬
‫العامة أيضا أن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم وقال بعضهم‪:‬‬
‫ذهب قوم ممن ينتمى إلى ظاهر العلم إلى أن المراد به أن الشيطان ل‬
‫يفارق ابن آدم مادام حيا‪ ،‬كما ل يفارقه دمه وحكى هذا عن الزهرى‪،‬‬
‫وقال‪ :‬هذا طريق ضرب المثل والجمهور من علماء المة أجروا ذلك على‬
‫ظاهره وقالوا‪ :‬ان الشيطان جعل له هذا القدر من التطرق إلى باطن‬
‫الدمى بلطافة هيئته لمحنة البتلء ويجرى في العروق التى هي مجارى‬
‫الدم من الدمى إلى أن يصل إلى قلبه فيوسوسه على حسب ضعف ايمان‬
‫العبد وقلة ذكره وكثرة غفلته ويبعد عنه ويقل تسلطه وسلوكه إلى باطنه‬
‫بمقدار قوة ايمانه ويقظته ودوام ذكره واخلص توحيده وما رواه‬
‫المفسرون عن ابن عباس قال‪ :‬ان ال جعل الشياطين من بنى آدم مجرى‬
‫الدم وصدور بنى آدم مساكن لهم‪ ،‬مؤيد لما ذهب إليه الجمهور‪ ،‬وهم‬
‫يسمون وسوسته لمة الشيطان‪ ،‬ومن ألطافه تعالى أنه هيأ ذوات الملئكة‬
‫على ذلك الوصف من أجل لطافتهم وأعطاهم قوة الحفظ لبنى آدم وقوة‬
‫اللمام في بواطنهم وتلقين الخير لهم في مقابلة لمة الشيطان كما روى‬
‫أن للملك لمة بابن آدم وللشيطان لمة‪ :‬لمة الملك ايعاد بالخير وتصديق‬
‫بالحق‪ ،‬ولمة الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالحق‪ ،‬فمن وجد ذلك فليستعد‬
‫بال من الشيطان‪= .‬‬

‫]‪[250‬‬

‫‪ - 12‬العيون‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن محمد بن جعفر عن‬
‫دارم بن قبيصة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬يوحي ال إلى الحفظة الكرام البررة‪ :‬ل تكتبوا على‬
‫عبدي وأمتي على ضجرهم و عثراتهم بعد العصر )‪ - 13 (1‬كتاب‬
‫المسلسلت‪ :‬حدثنا محمد بن علي بن الحسين قال‪ :‬حدثني أبي عن حبيب‬
‫بن الحسن التغلبي‪ ،‬عن عبد ال بن المنصور‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت مولنا‬
‫أبا الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( عن قوله عزوجل " يعلم‬
‫السر وأخفى " )‪ (2‬قال‪ :‬فقال لي‪ :‬سألت أبي‪ ،‬قال‪ :‬سألت جدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سألت أبي علي بن الحسين قال‪ :‬سألت أبي الحسين بن علي‪ ،‬قال‪ :‬سألت‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( عن قول ال عزوجل " يعلم السر وأخفى "‬
‫قال‪ :‬سألت ال عزوجل فأوحى إلي أني خلقت في قلب آدم عرقين يتحركان‬
‫بشئ من الهواء‪ ،‬فان يكن في طاعتي كتبت له حسنات‪ ،‬وإن يكن في‬
‫معصيتي لم أكتب عليه شيئا حتى يواقع الخطيئة‪ ،‬فاذكروا ال على ما‬
‫أعطاكم أيها المؤمنون ‪ - 14‬قال الشهيد رفع ال درجته في القواعد‪ :‬ل‬
‫يؤثرنية المعصية عقابا ولذما ما لم يتلبس بها‪ ،‬وهو مما ثبت في الخبار‬
‫العفو عنه ولو نوى المعصية وتلبس بما يراه معصية فظهر خلفها ففي‬
‫تأثير هذه النية نظر من حيث إنها لم تصادف المعصية فقد صارت كنية‬
‫مجردة وهي غير مؤاخذبها‪ ،‬ومن دللتها على انتها كه الحرمة وجرأته‬
‫على‬

‫= وقالوا‪ :‬انما ينكر مثل هذا عقول أسراء العادات الذين استولت عليهم المألوفات‬
‫فما لم يوجدوا في مستقر عاداتهم أنكروه كما أنكر الكفار احياء العظام‬
‫النخرة واعادة الجسام البالية‪ ،‬والذى يجب هو التسليم بما نطق به الخبر‬
‫الصحيح‪ ،‬وليأباه العقل السليم ثم قال‪ :‬وروى من طريق العامة أن ابليس‬
‫بعد ما صار ملعونا وأنظر قال‪ :‬بعزتك لأخرج عن قلب ابن آدم مادام‬
‫الروح في بدنه‪ ،‬فقال ال تبارك وتعالى‪ :‬بعزتي لأسد باب التوبة عليه‬
‫مادام الروح في بدنه )‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 71‬طه‪7 :‬‬

‫]‪[251‬‬

‫المعاصي‪ ،‬وقد ذكر بعض الصحاب أنه لو شرب المباح متشبها بشراب المسكر‬
‫فعل حراما ولعله ليس لمجرد النية بل بانضمام فعل الجوارح إليها ويتصور‬
‫محل النظر في صور منها‪ :‬مالو وجد امرأته في منزل غيره فظنها أجنبية‬
‫فأصابها فتبين أنها زوجته أو أمته‪ ،‬ومنها مالو وطئ زوجته فظنها حائضا‬
‫فبان طاهرا ومنها لوهجم على طعام بيد غيره فأكل منه فتبين ملك الكل‪،‬‬
‫ومنها لوذبح شاة فظنها للغير بقصد العدوان‪ ،‬فظهرت ملكه‪ ،‬ومنها إذا قتل‬
‫نفسا فظنها معصومة فبانت مهدورة وقد قال بعض العامة يحكم بفسق‬
‫متعاطي ذلك لدللته على عدم المبالة بالمعاصي ويعاقب في الخرة ما لم‬
‫يتب عقابا متوسطا بين عقاب الكبيرة والصغيرة وكلهما تحكم وتخرص‬
‫على الغيب انتهى وقال شيخنا البهائي قدس ال روحه في بعض تعليقاته‬
‫على الكتاب المذكور قوله " ل يؤثرنية المعصية عقابا ولذما " الخ‬
‫غرضه طاب ثراه أن نية المعصية وإن كانت معصية إل أنه لما وردت‬
‫الخبار بالعفو عنها لم يترتب على فعلها عقاب ولذم وإن ترتب‬
‫استحقاقهما ولم يرد أن قصد المعصية والعزم على فعلها غير محرم كما‬
‫يتبادر إلى بعض الوهام‪ ،‬حتى لو قصد الفطار مثل في شهر رمضان ولم‬
‫يفطر لم يكن آثما كيف والمصنف مصرح في كتب الفروع بتأثيمه‪،‬‬
‫والحاصل أن تحريم العزم على المعصية مما لريب فيه عندنا وكذا عند‬
‫العامة‪ ،‬وكتب الفريقين من التفاسير وغيرها مشحونة بذلك‪ ،‬بل هو من‬
‫ضروريات الدين‪ ،‬ول بأس بنقل شئ من كلم الخاصة والعامة في هذا‬
‫الكتاب ليرتفع به جلباب الرتياب في الجوامع عند تفسير قوله تعالى‪" :‬‬
‫إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئول " )‪ (1‬يقال للنسان‪:‬‬
‫لم سمعت مال يحل لك ]سماعه‪ ،‬ولم نظرت إلى مال يحل لك[ النظر إليه‪،‬‬
‫ولم عزمت على مال يحل لك العزم عليه انتهى وكلمه‬

‫)‪ (1‬أسرى‪36 :‬‬

‫]‪[252‬‬

‫رحمه ال في مجمع البيان قريب من كلمه هذا )‪ (1‬وقال البيضاوي )‪ (2‬وغيره من‬
‫علماء العامة عند تفسير هذه الية‪ :‬فيها دليل على أن العبد مؤاخذ بعزمه‬
‫على المعصية انتهى وعبارة الكشاف موافقة لعبارة الطبرسي ره‪ ،‬وكذا‬
‫عبارة التفسير الكبير للفخري وقال السيد المرتضى علم الهدى أنار ال‬
‫برهانه في كتاب تنزيه النبياء عند ذكر قوله تعالى‪ " :‬إذ همت طائفتان‬
‫منكم أن تفشل وال وليهما " )‪ (3‬إنما أراد تعالى أن الفشل خطر ببالهم‪،‬‬
‫ولو كان الهم في هذا المكان عزما لما كان ال وليهما ثم قال‪ :‬وإرادة‬
‫المعصية والعزم عليها معصية‪ ،‬وقد تجاوز قوم حتى قالوا‪ :‬العزم على‬
‫الكبيرة كبيرة وعلى الكفر كفر انتهى كلمه نور ال مرقده وكلم صاحب‬
‫الكشاف في تفسير هذه الية مطابق لكلمه طاب ثراه‪ ،‬وكذا كلم البيضاوى‬
‫)‪ (4‬وغيره وأيضا فقد صرح الفقهاء بأن الصرار على الصغاير الذي هو‬
‫معدود من الكبائر إما فعلي وهو المداومة على الصغائر بل توبة‪ ،‬وإما‬
‫حكمي وهو العزم على فعل الصغاير متى تمكن منها وبالجملة فتصريحات‬
‫المفسيرين والفقهاء والصوليين بهذا المطلب أزيد من أن تحصى‬
‫والخوض فيه من قبيل توضيح الواضحات‪ ،‬ومن تصفح كتب الخاصة‬
‫والعامة ل يعتريه ريب فيها تلوناه فان قلت‪ :‬قد ورد عن أئمتنا )عليهم‬
‫السلم( أخبار كثيرة تشعر بأن العزم على المعصية ]ليس بمعصية[ كما‬
‫رواه ثقة السلم في الكافي عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( أنه‬
‫قال‪ :‬إن ال تعالى جعل لدم في ذريته من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له‬
‫حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة لم تكتب‬
‫عليه‪ ،‬ومن هم‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪ (2) 415‬أنوار التنزيل ص ‪ (3) 237‬آل عمران‪122 :‬‬
‫)‪ (4‬أنوار التنزيل ص ‪80‬‬

‫]‪[253‬‬

‫بها وعملها كتبت عليه سيئة )‪ (1‬وكما رواه عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،428‬ولفظ الحديث‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن‬
‫على بن حديد‪ ،‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬ان ال تبارك وتعالى جعل لدم في ذريته‪ :‬من هم بحسنة ولم‬
‫يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا‪ ،‬ومن‬
‫هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه ]سيئة[ ومن هم بها وعملها كتبت‬
‫عليه سيئة وقال المؤلف العلمة في شرحه‪ :‬يدل على أنه ل مؤاخذة على‬
‫قصد المعاصي إذا لم يعمل بها وهو يحتمل وجهين‪ :‬الول أن تكون سيئة‬
‫ضعيفة يكفرها تركها‪ ،‬الثاني أن ل يكون القصد متصفا بالحسن والقبح‬
‫أصل كما ذهب إليه جماعة‪ ،‬والول أظهر نعم لو كان بمحض الخطور‬
‫بدون اختياره‪ ،‬ل يتعلق به التكليف‪ ،‬وقد مر تفصيل ذلك في باب أن‬
‫اليمان مبثوث لجوارح البدن‪ ،‬وفى باب الوسوسة وقال المحقق الطوسى‬
‫قدس ال سره في التجريد‪ :‬ارادة القبيح قبيحة وتفصيله أن مافى النفس‬
‫ثلثة اقسام‪ :‬الول الخطرات التى ل تقصد ول تستقر وقد مر أن ل‬
‫مؤاخذة بها ول خلف فيه بين المة ظاهرا والثانى الهم وهو حديث‬
‫النفس اختيارا أن تفعل شيئا أو أن ل تفعل‪ ،‬فان كان ذلك حسنة كتبت له‬
‫حسنة واحدة‪ ،‬فان فعلها كتبت له عشر حسنات‪ ،‬وان كانت سيئة لم تكتب‬
‫عليه‪ ،‬فان فعلها كتبت عليه سيئة واحدة‪ ،‬كل ذلك مقتضى أحاديث هذا‬
‫الباب‪ ،‬وكانه ل خلف فيه أيضا بين المة‪ ،‬ال أن بعض العامة صرح بأن‬
‫هذه الكرامة مختصة بهذه المة وظاهر هذا الخبر أنها كانت في المم‬
‫السابقة أيضا الثالث العزم وهو التصميم وتوطين النفس على الفعل أو‬
‫الترك‪ ،‬وقد اختلفوا فيه فقال أكثر الصحاب‪ :‬أنه ل يؤاخذ به لظاهر هذه‬
‫الخبار‪ ،‬وقال‪ :‬أكثر العامة والمتكلمين والمحدثين أنه يؤاخذ به‪ ،‬لكن‬
‫بسيئة العزم ل بسيئة المعزوم عليه‪ ،‬لنها لم تفعل‪ ،‬فان فعلت كتبت سيئة‬
‫ثانية لقوله تعالى‪ " :‬ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا‬
‫لهم عذاب أليم " وقوله‪ " :‬اجتنبوا كثيرا من الظن " ولكثرة الخبار‬
‫الدالة على حرمة = )*(‬

‫]‪[254‬‬

‫= الحسد واحتقار الناس‪ ،‬وارادة المكروه بهم‪ ،‬وحملوا الحاديث الدالة على عدم‬
‫المؤاخذة على الهم والمنكرون أجابوا عن اليتين بأنهما مخصصان‬
‫باظهار الفاحشة والمظنون كما هو الظاهر من سياقهما‪ ،‬وعن الثالث أن‬
‫العزم المختلف فيه ماله صورة في الخارج كالزنا وشرب الخمر‪ ،‬وأما ما‬
‫لصورة له في الخارج كالعتقادات وخبائث النفس مثل الحسد وغيره‬
‫فليس من صور محل الخلف‪ ،‬فلحجة فيه على ما نحن فيه وأما احتقار‬
‫الناس وارادة المكروه بهم فاظهارهما حرام يؤاخذ به‪ ،‬ولنزاع فيه‪،‬‬
‫وبدونه أول المسألة ثم الظاهر أنه لفرق في قوله‪ " :‬ومن هم بسيئة ولم‬
‫يعملها لم يكتب عليه " بين أن لم يعملها خوفا من ال‪ ،‬أو خوفا من‬
‫الناس وصونا لعرضه ثم ان عشر أمثال الحسنة مضمونة البتة لدللة‬
‫نص القرآن عليه‪ ،‬وأن ال قد يضاعف لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف‪،‬‬
‫كما جاء في بعض الخبار‪ ،‬والى مال حساب له كما قال سبحانه‪ " :‬انما‬
‫يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ثم اعلم أن الظاهر أن عدم‬
‫المؤاخذة بارادة المعصية انما هو للمؤمنين فل ينافي ما مرمرويا عن‬
‫الصادق )عليه السلم( أنه انما خلد أهل النار في النار‪ ،‬لن نياتهم كانت‬
‫في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا ال أبدا‪ ،‬ولو سلم العموم فانما‬
‫يعفى عنه إذا بقى زمانا عزم على فعله في ذلك الزمان ولم يفعل‪ ،‬وفى‬
‫الكافر ليس كذلك‪ ،‬لنه لم يبق الزمان الذى عزم على الفعل فيه فان قيل‪:‬‬
‫لعله كان لو بقى في أزمنة البد أو عاد لم يفعل‪ ،‬قلنا‪ :‬يعلم ال خلف ذلك‬
‫منهم لقوله سبحانه‪ " :‬ولو ردوا لعادوا لما نهوا " وقد يجاب بأنه ل‬
‫منافاة بينهما إذ دل أحدهما على عدم المؤاخذة بنية المعصية اذالم يفعلها‬
‫ودل الخر على المؤاخذة بنية المعصية إذا فعلها‪ ،‬فان المنوي كالكفر‬
‫واستمراره مثل موجود في الخارج بهذه النية ليست داخلة في النية‬
‫بالسيئة التى لم يعملها واعترض عليه بأن المعصية ليست سببا للخلود‬
‫على ما يفهم من الحديث المذكور =‬

‫]‪[255‬‬

‫أنه قال‪ :‬إن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها‪ ،‬فل تكتب عليه )‪ (1‬والحاديث الواردة‬
‫في الكافي وغيره بهذا المضمون كثيرة قلت‪ :‬لدللة في تلك الحاديث على‬
‫ما ظننت من أن العزم على المعصية ليس معصية‪ ،‬وإنما دلت على أن من‬
‫عزم على معصية كشرب الخمر والزنا مثل ولم يعملها لم يكتب عليه تلك‬
‫المعصية التي عزم عليها‪ ،‬وأين هذا عن المعنى الذي ظننته قوله‪ " :‬فهو‬
‫غير مؤاخذبها " أي غير معاقب عليها لنها معفو عنها قوله " منها ما لو‬
‫وجد امرأته " الخ عد بعضهم من هذه الصور ما لو صلى في ثوب يظن‬
‫أنه حرير أو مغصوب عالما بالحكم‪ ،‬فظهر بعد الصلة أنه ممزوج أو‬
‫مباح‪ * ،‬وفرع على ذلك التردد في بطلن صلته‪ ،‬والولى عدم التردد في‬
‫بطلنها‪ ،‬نعم يتمشى صحتها عند القائل بعدم دللة النهي في العبادة على‬
‫الفساد‬

‫= لكونها في زمان منقطع محصور هو مدة العمر‪ ،‬كذلك نيتها لنها تنقطع أيضا‬
‫عند انقطاع العمر‪ ،‬لدللة اليات والروايات على ندامة العاصى عند‬
‫الموت‪ ،‬ومشاهدة أحوال الخرة فينبغي أن يكون ناويها في النار‪ ،‬بقدر‬
‫كونها في الدنيا‪ ،‬ل مخلدا فأجيب أول بأن هذه النية موجبة للخلود لدللة‬
‫الحديث عليه بل معارض‪ ،‬فوجب التسليم والقبول‪ ،‬وثانيا بأن صاحبها‬
‫في هذه الدنيا التى هي دار التكليف لم يفعل شيئا يوجب نجاته من النار‪،‬‬
‫وندامته بعد الموت ل تنفع لنقطاع زمان التكليف‪ ،‬وثالثا أن سبب الخلود‬
‫ليس ذات المعصية ونيتها من حيث هي‪ ،‬بل هو المعصية ونيتها على‬
‫فرض البقاء أبدا‪ ،‬ولريب في انها معصية أبدية موجبة للخلود ابدا انتهى‬
‫وأقول‪ :‬ل يخفى مافى الجميع من الوهن والضعف وقد مر بعض القول‬
‫منافيه في باب النية وقال الشهيد رحمه ال في القواعد‪ :‬إلى آخر ما تراه‬
‫في المتن تحت الرقم ‪ (1) 14‬والحديث لفظه هكذا‪ (2) :‬عدة من‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‬
‫بن =‬

‫]‪[256‬‬

‫قوله " وكلهما " أي الحكم بفسق متعاطي ذلك وبعقابه عقابا متوسطا " قول بل‬
‫دليل " وفيه أن دليل الول مذكور‪ ،‬وسيما على القول بأن العزم على‬
‫الكبيرة كبيرة فتأمل‪ ،‬قوله " وتخرص " بالخاء المعجمة والصاد المهملة‬
‫أي كذب وتخمين باطل )‪(1‬‬

‫= مهران‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬عن أبى عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ان المؤمن ليهم‬
‫بالحسنة ول يعمل بها‪ ،‬فتكتب له حسنة‪ ،‬وان هو عملها كتبت له عشر‬
‫حسنات‪ ،‬وان المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فل يعملها‪ ،‬فل تكتب عليه )‬
‫‪ (1‬ومن الروايات التى تستدرك على الباب ما رواه الكليني في الكافي ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ 430‬ولفظه‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫على بن الحكم‪ ،‬عن فضل ابن عثمان المرادى قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أربع من كن‬
‫فيه لم يهلك على ال بعد هن ال هالك‪ :‬يهم العبد بالحسنة أن يعملها فان‬
‫هو لم يعملها كتب ال له حسنة بحسن نيته‪ ،‬وان هو عملها كتب ال له‬
‫عشرا‪ ،‬ويهم بالسيئة أن يعملها فان لم يعملها لم يكتب عليه شئ وان هو‬
‫عملها أجل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو‬
‫صاحب الشمال‪ :‬ل تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها‪ ،‬فان ال‬
‫عزوجل يقول‪ " :‬ان الحسنات يذهبن السيئات " أو الستغفار‪ ،‬فان هو‬
‫قال‪ :‬أستغفر ال الذى ل اله الهو‪ ،‬عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم‬
‫الغفور الرحيم ذو الجلل والكرام وأتوب إليه‪ ،‬لم يكتب عليه شئ‪ ،‬وان‬
‫مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات‬
‫لصاحب السيئات‪ :‬اكتب على الشقى المحروم‬

‫]‪[257‬‬

‫)‪) * (72‬باب( * * )ثواب من سن سنة حسنة( * * )وما يلحق الرجل بعد موته(‬
‫* ‪ - 1‬لى‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫منصور عن هشام بن سالم‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬ليس يتبع الرجل بعد موته من الجر إل ثلث خصال‪ :‬صدقة أجراها‬
‫في حياته‪ ،‬فهي تجري بعد موته وسنة هدى سنها فهي تعمل بها بعد‬
‫موته‪ ،‬وولد صالح يستغفر له )‪ - 2 (1‬ل )‪ (2‬لى‪ :‬أبى‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن محمد بن شعيب‪ ،‬عن الهيثم ابن أبي كهمش‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته‪ :‬ولد صالح‬
‫يستغفر له‪ ،‬ومصحف يقرأ منه‪ ،‬وقليب يحفره‪ ،‬وغرس يغرسه وصدقة‬
‫ماء يجريه‪ ،‬وسنة حسنة يؤخذ بها بعده )‪ - 3 (3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬ليس يتبع الرجل بعد موته من الجر إل ثلث‬
‫خصال‪ :‬صدقة أجراها في حياته‪ ،‬فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة‬
‫صدقة موقوفة ل تورث أو سنة هدى سنها فكان يعمل بها وعمل بها من‬
‫بعده غيره‪ ،‬أو ولد صالح يستغفر له )‪ - 4 (4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى عن يونس‪ ،‬عن السرى بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن عبد الخالق بن عبد ربه قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 22 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 157‬أمالى الصدوق‪) 102 :‬‬
‫‪ (4‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.73‬‬

‫]‪[258‬‬

‫)عليه السلم(‪ :‬خير ما يخلفه الرجل بعده ثلثة‪ :‬ولد بار يستغفر له‪ ،‬وسنة خير‬
‫يقتدى به فيها‪ ،‬وصدقة تجري من بعده )‪ - 5 (1‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن‬
‫ميمون القداح‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬أيما عبد من عباد ال‬
‫سن سنة هدى كان له أجر مثل أجر من عمل بذلك‪ ،‬من غير أن ينقص من‬
‫اجورهم شئ‪ ،‬وأيما عبد من عباد ال سن سنة ضللة كان عليه مثل وزر‬
‫من فعل ذلك‪ ،‬من غير أن ينقص من أوزارهم شئ )‪ - 6 (2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن إسماعيل الجعفي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬من سن سنة عدل فاتبع كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن‬
‫ينقص من اجورهم شئ‪ ،‬ومن سن سنة جور فاتبع كان له مثل وزر من‬
‫عمل به من غير أن ينقص من أوزارهم شئ )‪ (3‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن حمادبن عثمان‪ ،‬عن إسماعيل الجعفي مثله )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 242‬ثواب العمال ‪ (3) 119‬المحاسن‪(4) 27 :‬‬
‫مجالس المفيد‪120 :‬‬

‫]‪[259‬‬
‫)‪) * (73‬باب( * * )الستبشار بالحسنة( * ‪ - 1‬لى‪ :‬الفامي‪ ،‬عن محمد الحميرى‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من سائته سيئته‬
‫وسرته حسنته فهو مؤمن )‪ (1‬ل‪ :‬مرسل مثله )‪ (2‬أقول‪ :‬قد مر في باب‬
‫صفات خيار العباد‪ ،‬عن الباقر )عليه السلم( أنه سئل رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( عن خيار العباد فقال‪ :‬الذين إذا أحسنوا استبشروا‪ ،‬وإذا أساؤا‬
‫استغفروا الخبر )‪ - 2 (3‬ن‪ :‬الدقاق والسناني والمكتب جميعا عن السدي‪،‬‬
‫عن سهل‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي محمود قال‪ :‬قال‬
‫الرضا )عليه السلم(‪ :‬المؤمن الذي إذا أحسن استبشر‪ ،‬وإذا أساء استغفر‪،‬‬
‫والمسلم الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬وليس منا من لم يأمن‬
‫جاره بوائقه )‪ - 3 (4‬عدة الداعي‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ليس‬
‫منا من لم يحاسب نفسه كل يوم‪ ،‬فان عمل خيرا حمدال واستزاده‪ ،‬وإن‬
‫عمل سوء استغفر ال )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 120 :‬الخصال )‪ (3‬راجع ج ‪ 69‬ص ‪ ،305‬والحديث عن‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 240‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 24‬رواه ثقة‬
‫السلم الكليني في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،453‬وتراه في الختصاص ‪243‬‬

‫]‪[260‬‬

‫)‪) * (74‬باب( * * )الوفاء بما جعل ل على نفسه( * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬قل ما أنفقتم‬
‫من نفقة أو نذرتم من نذر فان ال يعلمه وما للظالمين من أنضار )‪(1‬‬
‫النعام‪ :‬وبعهد ال أوفوا )‪ (2‬العراف‪ :‬وما وجدنا لكثرهم من عهد )‪1 (3‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال أربع من كن فيه كمل إسلمه‪ ،‬واعين على إيمانه‪ ،‬ومحصت‬
‫ذنوبه‪ ،‬ولقي ربه وهو عنه راض‪ ،‬ولو كان فيما بين قرنه إلى قدميه ذنوب‬
‫حطها ال عنه‪ ،‬وهي‪ :‬الوفاء بما يجعل ل على نفسه‪ ،‬وصدق اللسان مع‬
‫الناس‪ ،‬والحياء مما يقبح عند ال وعند الناس‪ ،‬وحسن الخلق مع الهل‬
‫والناس الخبر )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 27 :‬النعام‪ (3) 152 :‬العراف‪ (4) 102 :‬أمالى الطوسى ج ‪1‬‬
‫ص ‪43‬‬

‫]‪[261‬‬
‫)‪) * (75‬باب( * * )ثواب تمنى الخيرات ومن سن سنة( * " )عدل على نفسه‪،‬‬
‫ولزوم الرضا بما فعله( " " )النبياء والئمة )عليهم السلم(( " أقول‪ :‬قد‬
‫مضى في باب تضاعف الحسنات ما يشيد بنيان هذا الباب ‪ - 1‬ل‪ ،‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن‬
‫مهزيار‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬عن‬
‫آبائه عن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫من تمنى شيئا وهو ال عزوجل رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه )‪(1‬‬
‫لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن الحسين بن إسحاق مثله )‪ - 2 (2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن إسحاق ابن عمار‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬مامن مؤمن سن على نفسه سنة‬
‫حسنة أو شيئا من الخير ثم حال بينه وبين ذلك حائل إل كتب ال له ما‬
‫أجرى على نفسه أيام الدنيا )‪ - 3 (3‬سن‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن العبد‬
‫المؤمن الفقير ليقول يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه‬
‫الخير‪ ،‬فإذا علم ال ذلك منه بصدق نيته كتب ال له من الجر مثل ما يكتب‬
‫له لو عمله‪ ،‬إن ال واسع كريم )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 6‬أمالى الصدوق ‪ (3) 345‬المحاسن‪(4) 28 :‬‬


‫المحاسن‪261 :‬‬

‫]‪[262‬‬

‫‪ - 4‬سن‪ :‬محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬عن عبد ال بن حماد النصاري‪ ،‬عن‬


‫الصباح المزني‪ ،‬عن الحارث بن حصيرة‪ ،‬عن الحكم بن عيينة قال‪ :‬لما قتل‬
‫أمير ‪ -‬المؤمنين )عليه السلم( الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين ]طوبى لنا إذ شهدنا‪ ،‬معك هذا الموقف‪ ،‬وقتلنا معك‬
‫هؤلء الخوارج فقال أمير المؤمنين )عليه السلم([ )‪ (1‬والذي فلق الحبة‬
‫وبرأ النسمة‪ ،‬لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق ال آباءهم ول‬
‫أجدادهم بعد‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا ؟ قال‪ :‬بلى قوم‬
‫يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه‪ ،‬ويسلمون لنا‪ ،‬فاولئك‬
‫شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا )‪ - 5 (2‬سن‪ :‬محمد بن سلمة رفعه قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إنما يجمع الناس الرضا والسخط‪ ،‬فمن‬
‫رضي أمرا فقد دخل فيه ومن سخطه فقد خرج منه )‪ - 6 (3‬سن‪ :‬ابن‬
‫بزيع‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان‬
‫بن خالد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لو أن أهل السماوات‬
‫والرض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا مع رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫لكانوا من أهل النار )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين زيادة من المصدر )‪ (4 - 2‬المحاسن‪262 :‬‬

‫]‪[263‬‬

‫)‪) * (76‬باب( * * )الستعداد للموت( * ‪ - 1‬لى )‪ (1‬ن‪ :‬المفسر‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫الحسن الحسيني‪ ،‬عن أبي محمد العسكري عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قيل لمير المؤمنين )عليه السلم( ما الستعداد للموت ؟ قال‪ :‬أداء‬
‫الفرائض‪ ،‬واجتناب المحارم‪ ،‬والشتمال على المكارم‪ ،‬ثم ل يبالي أوقع‬
‫على الموت أم وقع الموت عليه‪ ،‬وال ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على‬
‫الموت أم وقع الموت عليه )‪ - 2 (2‬لى‪ :‬في خطبة الوسيلة عن أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬ل غائب أقرب من الموت‪ ،‬أيها الناس إنه من‬
‫مشى على وجه الرض فانه يصير إلى بطنها‪ ،‬والليل والنهار مسرعان في‬
‫هدم العمار‪ ،‬ولكل ذي رمق قوت‪ ،‬ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت‪ ،‬وإن‬
‫من عرف اليام لم يغفل عن الستعداد لن ينجو من الموت غني بماله‪ ،‬ول‬
‫فقير لقلله )‪ - 3 (3‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫نجران‪ ،‬عن ابن حميد‪ ،‬عن ابن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫كان أمير المؤمنين )عليه السلم( بالكوفة إذا صلى العشاء الخرة ينادي‬
‫الناس ثلث مرات حتى يسمع أهل المسجد‪ :‬أيها الناس تجهزوا رحمكم ال‬
‫فقد نودي فيكم بالرحيل‪ ،‬فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل‪،‬‬
‫تجهزوا رحمكم ال وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد‪ ،‬وهو التقوى‪،‬‬
‫واعلموا أن طريقكم إلى المعاد‪ ،‬وممركم على الصراط والهول العظم‬
‫أمامكم‪ ،‬وعلى طريقكم عقبة كؤد‪ ،‬ومنازل مهولة مخوفة‪ ،‬لبد‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 67 :‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 297‬أمالى الصدوق‪:‬‬
‫‪193‬‬

‫]‪[264‬‬

‫لكم من الممر عليها‪ ،‬والوقوف بها‪ ،‬فإما برحمة من ال فنجاة من هولها‪ ،‬وعظم‬
‫خطرها‪ ،‬وفظاعة منظرها‪ ،‬وشدة مختبرها‪ ،‬وإما بهلكة ليس بعدها انجبار )‬
‫‪ - 4 (1‬ما‪ :‬فيما كتب أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى أهل مصر‪ :‬عباد‬
‫ال إن الموت ليس منه فوت‪ ،‬فاحذروا قبل وقوعه‪ ،‬وأعدوا له عدته‪ ،‬فانكم‬
‫طرد الموت إن أقمتم له أخذكم‪ ،‬وإن فررتم منه أدرككم‪ ،‬وهو ألزم لكم من‬
‫ظلكم‪ ،‬الموت معقود بنواصيكم‪ ،‬والدنيا تطوى خلفكم‪ ،‬فأكثروا ذكر الموت‬
‫عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات‪ ،‬وكفى بالموت واعظا وكان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬أكثروا ذكر الموت‪ ،‬فانه هادم اللذات‪ ،‬حايل بينكم وبين الشهوات )‬
‫‪ - 5 (2‬ما‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الموت طالب ومطلوب‪ ،‬ل‬
‫يعجزه المقيم ول يفوته الهارب‪ ،‬فقدموا ول تتكلوا‪ ،‬فانه ليس عن الموت‬
‫محيص‪ ،‬إنكم إن لم تقتلوا تموتوا‪ ،‬والذي نفس علي بيده للف ضربة‬
‫بالسيف على الرأس أهون من موت على فراش )‪ - 6 (3‬ما‪ :‬ومن كلمه‬
‫)عليه السلم( أيها الناس أصبحتم أغراضا‪ ،‬تنتضل فيكم المنايا )‪(4‬‬
‫وأموالكم نهب للمصائب‪ ،‬ما طعمتم في الدنيا من طعام فلكم فيه غصص‬
‫وما شربتموه من شراب فلكم فيه شرق )‪ (5‬وأشهد بال ما تنالون من‬
‫الدنيا نعمة تفرحون بها إل بفراق اخرى تكرهونها‪ ،‬أيها الناس وإنا خلقنا‬
‫وإياكم‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 298 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 27‬أمالى الطوسى ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (4) 220‬الغراض جمع غرض ‪ -‬بالتحريك ‪ -‬وهوما ينصب هدفا‬
‫للترامي‪ ،‬ومعنى تنتضل فيه‪ :‬أي تترامى إليه والمنايا جمع منية وهو‬
‫الموت ووجه التشبيه ظاهر )‪ (5‬الشرق‪ :‬انعقاد الماء ووقوفه في الحلق‪،‬‬
‫والغصص في مقابله وهو انعقاد اللقمة المأكولة ووقوفها في الحلق )*(‬

‫]‪[265‬‬

‫للبقاء ل للفناء‪ ،‬ولكنكم من دار ]إلى دار[ تنقلون‪ ،‬فتزودوا لما أنتم صائرون إليه‬
‫وخالدون فيه والسلم )‪ - 7 (1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عمن سمع الصادق قال‪ :‬كان )عليه السلم( يقول‪ :‬اعمل‬
‫على مهل‪ ،‬فانك ميت * واختر لنفسك أيها النسان فكأنما قد كان لم يك إذ‬
‫مضى * وكأنما هو كائن قد كان )‪ - 8 (2‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه‬
‫السلم(‪ :‬لو لم يكن للحساب مهولة إل حياء العرض على ال عزوجل‪،‬‬
‫وفضيحة هتك الستر على المخفيات‪ ،‬لحق للمرء أل يهبط من رؤس‬
‫الجبال‪ ،‬ول يأوي إلى عمران‪ ،‬ول يأكل‪ ،‬ول يشرب‪ ،‬ول ينام إل عن‬
‫اضطرار متصل بالتلف‪ ،‬ومثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها‪،‬‬
‫وشدائدها قائمة في كل نفس ويعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار‪،‬‬
‫حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة كأنه إلى عرصاتها مدعو‪ ،‬وفي غمراتها‬
‫مسؤل‪ ،‬قال ال عزوجل " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى‬
‫بناحاسبين " )‪ (3‬وقال بعض الئمة‪ :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا‪،‬‬
‫وزنوا أعمالكم بميزان الحياء قبل أن توزنوا )‪ (4‬وقال أبو ذر رحمة ال‬
‫عليه‪ :‬ذكر الجنة موت‪ ،‬وذكر النار موت‪ ،‬فواعجبا لنفس تحيى بين موتين‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ ،220‬وترى هذا الكلم في نهج البلغة مع اختلف‬
‫تارة في قسم الخطب تحت الرقم ‪ ،143‬وتارة في قسم الحكم تحت الرقم‬
‫‪ ،191‬واكثر خطبه وكلماته )عليه السلم( في الستعداد للموت )‪ (2‬أمالى‬
‫الصدوق‪ (3) 293 :‬النبياء‪ (4) 47 :‬رواه في كتاب محاسبة النفس عن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬كما مرفى ج ‪ 70‬ص ‪73‬‬

‫]‪[266‬‬

‫وروي أن يحيى بن زكريا )عليه السلم( كان يفكر في طول الليل في أمر الجنة‬
‫والنار‪ ،‬فيسهر ليله ول يأخذه نوم‪ ،‬ثم يقول عند الصباح‪ :‬اللهم أين المفر‬
‫وأين المستقر اللهم إل إليك )‪ - 9 (1‬ضه‪ ،:‬قال سلمان رضي ال عنه‬
‫عجبت لست‪ :‬ثلث أضحكتني وثلث أبكتني‪ :‬فأما التي أبكتني ففراق الحبة‬
‫محمد وحزبه‪ ،‬وهول المطلع‪ ،‬والوقوف بين يدي ال عزوجل‪ ،‬وأما الذي‬
‫أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه‪ ،‬وغافل ليس بمغفول عنه‪ ،‬وضاحك‬
‫ملء فيه ل يدري أرضي ال أم سخط ‪ - 10‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن سعدان‬
‫الواسطي‪ ،‬عن عجلن أي صالح قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا‬
‫باصالح إذا حملت جنازة فكن كأنك أنت المحمول‪ ،‬أو كأنك سألت ربك‬
‫الرجوع إلى الدنيا لتعمل‪ ،‬فانظر ما تستأنف‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال‪ :‬عجبا حبس‬
‫أولهم على آخرهم‪ ،‬ثم نادى منادفيهم بالرحيل وهم يلعبون ‪ - 11‬ين‪ :‬ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن الحكم بن أيمن‪ ،‬عن داود البزاري‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬ينادي مناد كل يوم‪ :‬ابن آدم لد للموت واجمع للفناء‪ ،‬وابن‬
‫للخراب ‪ - 12‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن أبي عبيدة قال‪ :‬قلت‬
‫لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك حدثني بما أنتفع به‪ ،‬فقال‪ :‬يا با‬
‫عبيدة أكثر ذكر الموت‪ ،‬فما أكثر ذكر الموت إنسان إل زهد في الدنيا ‪- 13‬‬
‫ين‪ :‬علي بن النعمان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن داود بن أبي يزيد‪ ،‬عن أبي‬
‫شيبة الزهري‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬الموت الموت جاء الموت بما فيه‪ ،‬جاء بالروح والراحة‪،‬‬
‫والكرة المباركة إلى جنة عالية لهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم‪،‬‬
‫وفيها رغبتهم وقال‪ :‬إذا استحقت ولية الشيطان والشقاوة جاء المل بين‬
‫العينين‪ ،‬وذهب الجل وراء الظهر‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة‪58 :‬‬


‫]‪[267‬‬

‫قال‪ :‬وقال سئل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أي المؤمنين أكيس ؟ قال‪ :‬أكثرهم‬
‫ذكرا للموت‪ ،‬وأشدهم له استعدادا ‪ - 14‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ ،:‬جاء جبرئيل )عليه السلم( إلى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا محمد عش ما شئت فانك ميت‪،‬‬
‫واحبب من شئت فانك مفارقه‪ ،‬واعمل ما شئت فانك ملقيه قال ابن أبي‬
‫عمير‪ :‬وزاد فيه ابن سنان‪ :‬يا محمد شرف المؤمن صلته بالليل وعزه‬
‫كفه الذى عن الناس ‪ - 15‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن إسماعيل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( عن أبيه قال‪ :‬كان عيسى بن مريم )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫هول ل تدري متى يلقاك‪ ،‬ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك ‪ - 16‬نهج‪:‬‬
‫قال )عليه السلم(‪ :‬من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير )‪(1‬‬
‫‪ - 17‬دعوات الراوندي‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في قوله تعالى‪:‬‬
‫" ول تنس نصيبك من الدنيا " )‪ (2‬أي ل تنس صحتك وقوتك‪ ،‬وفراغك‬
‫وشبابك‪ ،‬ونشاطك وغناك أن تطلب به الخرة وقيل لزين العابدين )عليه‬
‫السلم( ماخير ما يموت عليه العبد ؟ قال‪ :‬أن يكون قد فرغ من أبنيته‬
‫ودوره وقصور‪ ،‬قيل‪ :‬وكيف ذلك ؟ قال‪ :‬أن يكون من ذنوبه تائبا وعلى‬
‫الخيرات مقيما‪ ،‬يرد على ال حبيبا كريما وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫قال‪ :‬من مات ولم يترك درهما ول دينارا لم يدخل الجنة أغنى منه وقال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك وما‬
‫كسبت في يومك‪ ،‬واذكر أنك ميت‪ ،‬وأن لك معادا‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 227‬القصص‪77 :‬‬

‫]‪[268‬‬

‫)‪) * (77‬باب( * * )العفاف وعفة البطن والفرج( * اليات‪ :‬الحزاب‪ :‬الحافظين‬


‫فروجهم والحافظات )‪ (1‬المعارج‪ :‬والذينهم لفروجهم حافظون * إل على‬
‫أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك‬
‫فاولئك هم العادون )‪ - 1 (2‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حمادبن عيسى‪،‬‬
‫عن حريز‪ ،‬عن زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬ما عبد ال بشئ‬
‫أفضل من عفة بطن وفرج )‪ (3‬بيان‪ :‬العفة في الصل الكف قال في‬
‫القاموس‪ :‬عف عفا وعفافا وعفافة بفتحهن وعفة بالكسر‪ ،‬فهو عف‬
‫وعفيف كف عما ل يحل ول يجمل كاستعف وتعفف )‪ (1‬وقال الراغب‪:‬‬
‫العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة والمتعفف المتعاطي‬
‫لذلك بضرب من الممارسة والقهر‪ ،‬وأصله القتصار على تناول الشئ‬
‫القليل الجاري مجري العفافة والعفة أي البقية من الشئ أو مجرى‬
‫العفعف‪ ،‬وهو ثمر الراك والستعفاف طلب العفة انتهى )‪ (5‬وتطلق في‬
‫الخبار غالبا على عفة البطن والفرج وكفهما عن مشتهياتهما المحرمة‪،‬‬
‫بل المشتبهة والمكروهة أيضا‪ ،‬من المأكولت والمشروبات والمنكوحات‪،‬‬
‫بل من مقدماتهما من تحصيل الموال المحرمة لذلك ومن القبلة واللمس‬
‫والنظر إلى المحرم‪ ،‬ويدل على أن ترك المحرمات من العبادات‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) 35 :‬المعارج‪ (3) 31 - 29 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 79‬القاموس‬


‫ج ‪ 3‬ص ‪ (5) 177‬مفردات الراغب‪339 :‬‬

‫]‪[269‬‬

‫وكونهما من أفضل العبادات‪ ،‬وكون العفتين من أفضل العبادات لكونهما أشقهما ‪- 2‬‬
‫كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن‬
‫حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن أفضل‬
‫العبادة عفة البطن والفرج )‪ - 3 (1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كان أمير المؤمنين صلوات ال عليه يقول‪ :‬أفضل‬
‫العبادة العفاف )‪ (2‬بيان‪ :‬يمكن حمل العفاف هنا على ما يشمل ترك جميع‬
‫المحرمات ‪ - 4‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي‪ ،‬عن معلى أبي عثمان‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير قال‪ :‬قال رجل لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬إني ضعيف العمل قليل‬
‫الصيام‪ ،‬ولكني أرجو أن ل أكل إل حلل‪ ،‬قال‪ :‬فقال له‪ :‬وأي الجتهاد أفضل‬
‫من عفة بطن وفرج )‪ (3‬بيان‪ :‬الجتهاد بذل الوسع في طلب المر والمراد‬
‫هنا المبالغة في الطاعة ‪ - 5‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أكثر ما تلج به امتي النار الجوفان‪ :‬البطن والفرج وباسناده‬
‫المتقدم وقال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ثلث أخافهن بعدي‬
‫على امتي الضللة بعد المعرفة‪ ،‬ومضلت الفتن‪ ،‬وشهوة البطن والفرج )‬
‫‪ (4‬بيان‪ :‬ما تلج أي تدخل وفي النهاية الجوف الذي له جوف‪ ،‬ومنه‬
‫الحديث أن ل تنسوا الجوف‪ ،‬وماوعا‪ ،‬أي ما يدخل إليه من الطعام‬
‫والشراب ويجمع فيه‪ ،‬وقيل أراد بالجوف القلب وما وعى وحفظ من معرفة‬
‫ال تعالى‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد بالجوف البطن والفرج معاومنه الحديث إن أخوف‬
‫ما أخاف عليكم الجوفان‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪79‬‬


‫]‪[270‬‬

‫" وباسناده " الضمير لعلي أو للسكوني‪ ،‬وعلى التقديرين المراد بالسناد السناد‬
‫السابق‪ ،‬وقيل‪ :‬ليس هذا في نسخة الشهيد الثاني ره وأقول‪ :‬قد وقعت‬
‫المة في كل ما خاف )صلى ال عليه وآله( عليهم إل من عصمه ال وهم‬
‫قليل من المة ‪ - 6‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪،‬‬
‫عن بعض أصحابه عن ميمون القداح قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬مامن عبادة أفضل من عفة بطن وفرج )‪ - 7 (1‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن‬
‫منصور بن حازم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬مامن عبادة أفضل‬
‫عند ال من عفة بطن وفرج )‪ - 8 (2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن الفضل‬
‫بن حباب‪ ،‬عن عبد الواحد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الجلح الكندي‪ ،‬عن‬
‫نافع‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال يحب‬
‫الحيي المتعفف‪ ،‬ويبغض البذي السائل الملحف )‪ - 9 (3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سعد بن أبي خلف‪ ،‬عن نجم‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا نجم كلكم في الجنة معنا إل‬
‫أنه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك وبدت عورته‪ ،‬قال‪ :‬قلت‬
‫له‪ :‬جعلت فداك وإن ذلك لكائن ؟ قال‪ :‬نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه )‪(4‬‬
‫‪ - 10‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن أبي نجران‬
‫عن ابن رباط‪ ،‬عن الحضرمي‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬بروا آباءكم يبركم أبناؤكم‪ ،‬وعفوا عن نساء الناس تعف‬
‫نساؤكم )‪(5‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 80‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 37‬الخصال ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (5) 15‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪29‬‬

‫]‪[271‬‬

‫‪ - 11‬ب‪ :‬محمد بن عيسى‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪:‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬استحيوا من ال حق الحيا‪ ،‬قالوا وما‬
‫نفعل يارسول ال ؟ قال‪ :‬فان كنتم فاعلين فل يبيتن أحدكم إل وأجله بين‬
‫عينيه‪ ،‬وليحفظ الرأس وما وعا‪ ،‬والبطن وما حوى‪ ،‬وليذكر القبر والبلى‪،‬‬
‫ومن أراد الخرة فليدع زينة الحياة الدنيا )‪ - 12 (1‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن القداح مثله )‪ - 13 (2‬ل‪ :‬الخليل بن أحمد‪،‬‬
‫عن معاذ‪ ،‬عن الحسين المروزي‪ ،‬عن محمد بن عبيد‪ ،‬عن داود الودي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن أول ما‬
‫يدخل النار من امتي الجوفان‪ ،‬قالوا‪ :‬يارسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وما الجوفان ؟ قال‪ :‬الفرج والفم‪ ،‬وأكثر ما يدخل به الجنة تقوى ال‬
‫وحسن الخلق )‪ (3‬اقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب صفات الشيعة ‪14‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬الفامي‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن أبي الحسين‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين بن زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من‬
‫سلم من امتي أربع خصال فله الجنة‪ :‬من الدخول في الدنيا‪ ،‬واتباع الهوى‪،‬‬
‫وشهوة البطن‪ ،‬وشهوة الفرج )‪ - 15 (4‬فس‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬في قوله تعالى " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم‬
‫لباسا يواري سوآتكم وريشا " )‪ (5‬فأما اللباس فالثياب التي يلبسون‪ ،‬وأما‬
‫الرياش فالمتاع والمال‪ ،‬وأما لباس التقوى‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 13‬في ط وص ‪ 18‬في ط )‪ (2‬أمالى الصدوق ‪(3) 366‬‬


‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 39‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 106‬العراف‪26 :‬‬

‫]‪[272‬‬

‫فالعفاف‪ ،‬إن العفيف ل تبدوله عورة‪ ،‬وإن كان عاريا من الثياب‪ ،‬والفاجر بادي‬
‫العورة وإن كان كاسيا من الثياب‪ ،‬يقول ال " ولباس التقوى ذلك خير "‬
‫يقول العفاف خير " ذلك من آيات ال لعلهم يذكرون " )‪ - 16 (1‬ن‪:‬‬
‫بالسانيد الثلثة عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ثلث أخافهن على امتي من بعدى‪ :‬الضللة بعد‬
‫المعرفة‪ ،‬ومضلة الفتن‪ ،‬وشهوة البطن والفرج )‪ (2‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( مثله )‪ - 17 (3‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أول من يدخل الجنة شهيد وعبد مملوك أحسن‬
‫عبادة ربه ونصح لسيده‪ ،‬ورجل عفيف متعفف ذوعبادة )‪ (4‬صح‪ ،:‬عن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( مثله )‪ (5‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن عمربن محمد‬
‫الصيرفي‪ ،‬عن علي بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم مثله )‪ (6‬أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب الورع‬
‫وفي باب المكارم ‪ - 18‬مع‪ :‬علي بن عبد ال المذكر‪ ،‬عن علي بن أحمد‬
‫الطبري‪ ،‬عن الحسن ابن علي بن زكريا‪ ،‬عن خراش مولى أنس‪ ،‬عن أنس‬
‫قال‪ :‬خرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( على أصحابه فقال‪ :‬من ضمن‬
‫لي اثنين ضمنت له الجنة فقال أبو هريرة‪ :‬فداك أبي وامي يارسول ال !‬
‫أنا أضمنهما لك‪ ،‬ماهما ؟ قال‪ :‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من‬
‫ضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه‪ ،‬ضمنت له الجنة‬
‫)‪ (1‬تفسير القمى ‪ (2) 213‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 29‬صحيفة الرضا )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ص ‪ (4) 4‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 28‬صحيفة الرضا‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ص ‪ (6) 3‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ ،158‬لكنه مثل‬
‫الحديث الرقم ‪16‬‬

‫]‪[273‬‬

‫يعني من ضمن لي لسانه وفرجه‪ ،‬وأسباب البليا تنفتح من هذين العضوين وجناية‬
‫اللسان الكفر بال‪ ،‬وتقول الزور والبهتان‪ ،‬واللحاد في أسماء ال وصفاته‬
‫والغيبة والنميمة‪ ،‬وكل ذلك من جنايات اللسان‪ ،‬وجناية الفرج الوطي حيث‬
‫ل يحل النكاح ولملك يمين‪ ،‬قال ال تبارك وتعالى " والذينهم لفروجهم‬
‫حافظون * إل على أزواجهم أوما ملكت إيمانهم فانهم غير ملومين * فمن‬
‫ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون " )‪ - 17 (1‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن علي بن حفص القرشي‪ ،‬عن رجل من أصحابنا‬
‫يقال له إبراهيم‪ :‬قال سئل الحسن )عليه السلم(‪ :‬عن المروة فقال‪ :‬العفاف‬
‫في الدين‪ ،‬وحسن التقدير في المعيشة‪ ،‬والصبر على النائبة )‪- 18 (2‬‬
‫سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن معلى أبي عثمان‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال له رجل‪ :‬إني ضعيف العمل‬
‫قليل الصلة قليل الصوم‪ ،‬ولكن أرجو أن ل أكل إل حلل‪ ،‬ول أنكح إل‬
‫حلل‪ ،‬فقال‪ :‬وأي جهاد أفضل من عفة بطن وفرج )‪ - 19 (3‬سن‪ :‬ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن غالب السدي‪ ،‬عن ثابت أبي المقدام عن أبي‬
‫برزة وكان مكفوفا وكان من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( في‬
‫حديث له طويل قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أخاف عليكم‬
‫بعدي إل ثلثا‪ :‬الجهل بعد المعرفة ومضلت الفتن‪ ،‬وشهوات العين من‬
‫البطن والفرج )‪ - 20 (4‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫سئل رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما أكثر ما يدخل الجنة ؟ قال‪ :‬تقوى‬
‫ال وحسن الخلق‪ ،‬وسئل عن أكثر ما يدخل‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ‪ ،411‬والية في المؤمنون ‪ (2) 50‬معاني الخبار ص ‪(3) 258‬‬
‫المحاسن‪ (4) 292 :‬المحاسن‪ 295 :‬وفيه شهوات العنت‬

‫]‪[274‬‬

‫النار قال‪ :‬ال جوفان‪ :‬البطن والفرج )‪ - 21 (1‬ين‪ :‬صفوان بن يحيى‪ ،‬عن أبي‬
‫خالد‪ ،‬عن حمزة بن حمران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أتى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أعرابي فقال له‪ :‬أوصني يارسول ال فقال‪ :‬نعم‬
‫اوصيك بحفظ مابين رجليك ‪ - 22‬مشكوة النوار‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬اوصيكم بحفظ مابين رجليك وما بين لحييك )‪* (78) (2‬‬
‫)باب( * * )السكوت والكلم وموقعهما وفضل الصمت( * * )وترك مال‬
‫يعنى من الكلم( * اليات‪ :‬المائدة‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء‬
‫إن تبدلكم تسؤكم ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها‬
‫كافرين )‪ - 1 (3‬ج‪ :‬سئل علي بن الحسين )عليهما السلم( عن الكلم‬
‫والسكوت أيهما أفضل ؟ فقال )عليه السلم(‪ :‬لكل واحد منهما آفات‪ ،‬فإذا‬
‫سلما من الفات فالكلم أفضل من السكوت‪ ،‬قيل‪ :‬كيف ذلك يا ابن رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬لن ال عزوجل ما بعث النبياء والوصياء‬
‫بالسكوت‪ ،‬إنما بعثهم بالكلم‪ ،‬ول استحقت الجنة بالسكوت‪ ،‬ول استوجبت‬
‫ولية ال بالسكوت‪ ،‬ول توقيت النار بالسكوت‪ ،‬إنما ذلك كله بالكلم‪،‬‬
‫ماكنت لعدل القمر بالشمس‪ ،‬إنك تصف فضل السكوت بالكلم ولست‬
‫تصف فضل الكلم بالسكوت )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪ (2) 12 :‬مشكاة النوار‪ (3) :‬المائدة‪(4) 102 - 101 :‬‬
‫الحتجاج‪ ،172 :‬ط النجف‬

‫]‪[275‬‬

‫‪ - 2‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام ابن سالم‪،‬‬
‫عن سليمان بن خالد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( أن أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬جمع الخير كله في ثلث خصال‪ :‬النظر‪،‬‬
‫والسكوت‪ ،‬والكلم‪ ،‬فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو‪ ،‬وكل سكوت ليس‬
‫فيه فكر فهو غفلة‪ ،‬وكل كلم ليس فيه ذكر فهو لغو‪ ،‬فطوبى لمن كان‬
‫نظره عبرا وسكوته فكرا وكلمه ذكرا وبكى على خطيئته‪ ،‬وآمن الناس‬
‫شره )‪ (1‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن‬
‫يونس‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( من‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( مثله )‪ (2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن الصادق‬
‫)عليه السلم( مثله )‪ (3‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن‬
‫ابن مرار‪ ،‬عن يونس عن أبي أيوب‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬وذكر مثله )‪ (4‬ل‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس مثله )‪ (5‬مع‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني مثله )‪ - 3 (6‬لى‪ :‬عن الباقر‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬لحافظ أحفظ من‬
‫الصمت )‪(7‬‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ‪ (2) 18‬ثواب العمال‪ (3) 161 :‬المحاسن‪ (4) 5 :‬أمالى‬
‫الصدوق‪ (5) 67 :‬الخصال‪ (6) 49 :‬معاني الخبار ‪ (7) 344‬أمالى‬
‫الصدوق‪193 :‬‬

‫]‪[276‬‬

‫‪ - 4‬لى‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن الصوفي‪ ،‬عن الروياني‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن سليمان‬
‫الجعفري‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬مر أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( علي بن أبي طالب برجل يتكلم بفضول الكلم‪،‬‬
‫فوقف عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما‬
‫يعنيك ودع مال يعنيك )‪ - 5 (1‬مع )‪ (2‬لى‪ :‬قال رسول ال‪ :‬أعظم الناس‬
‫قدرا من ترك مال يعنيه )‪ - 6 (3‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬
‫معروف‪ ،‬عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬النوم‬
‫راحة للجسد‪ ،‬والنطق راحة للروح‪ ،‬والسكوت راحة للعقل )‪ - 7 (4‬ن )‪(5‬‬
‫لى‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن الصوفي‪ ،‬عن الروياني‪ ،‬عن عبد العظيم عن أبي‬
‫جعفر الثاني‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال‪ :‬المرء‬
‫محبوء تحت لسانه )‪ (6‬أقول‪ :‬سيأتي في باب مواعظه باسناد آخر )‪- 8 (7‬‬
‫ب‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬من علمات‬
‫الفقه الحلم والعلم والصمت‪ ،‬إن الصمت باب من أبواب الحكمة‪ ،‬إن الصمت‬
‫يكسب المحبة‪ ،‬وهو دليل على الخير )‪ - 9 (8‬ن )‪ (9‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫الكمنداني‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي عنه‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 21 :‬معاني الخبار‪ (3) 195 :‬أمالى الصدوق‪(4) 14 :‬‬
‫أمالى الصدوق‪ (5) 264 :‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (6) 54‬أمالى‬
‫الصدوق‪ (7) 268 :‬راجع نهج البلغة قسم الحكم ‪ (8) 148‬قرب‬
‫السناد‪ 216 :‬ط النجف )‪ (9‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪258‬‬

‫]‪[277‬‬

‫)عليه السلم( مثله وفيه أنه دليل على كل خير )‪ - 10 (1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن‬
‫صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن على لسان كل قائل رقيبا‪ ،‬فليتق ال العبد‪ ،‬ولينظر ما‬
‫يقول‪ (2) :‬وقال‪ :‬من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه )‪ - 11 (3‬ل‪:‬‬
‫حمزة العلوي‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن زياد ابن‬
‫مروان‪ ،‬عن أبي وكيع‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬مامن شئ أحق بطول السجن من اللسان )‪ - 12 (4‬ثو‬
‫)‪ (5‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى ابن عمران‪،‬‬
‫عن علي بن الحسن بن رباط‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ل يزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا فإذا تكلم كتب‬
‫محسنا أو مسيئا )‪ (6‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن الشعري مثله )‪(7‬‬
‫‪ - 13‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬إن داود قال لسليمان عليهما جميعا السلم‪ :‬يا بني إياك وكثرة‬
‫الضحك‪ ،‬فان كثرة الضحك تترك العبد حقيرا يوم القيامة‪ ،‬يا بني عليك‬
‫بطول الصمت‪ ،‬إل من خير فان الندامة على طول الصمت مرة واحدة‪ ،‬خير‬
‫من الندامة على كثرة الكلم مرات‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ 2) 76‬و ‪ (3‬قرب السناد‪ :‬ص ‪ 45‬ط النجف )‪ (4‬الخصال ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (5) 11‬ثواب العمال ص ‪ (6) 149‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(7) 11‬‬
‫ثواب العمال ص ‪162‬‬

‫]‪[278‬‬

‫يا بني لو أن الكلم كان من فضة ينبغي للصمت أن يكون من ذهب )‪ - 14 (1‬ثو )‬
‫‪ (2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن السندي عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزم‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه‬
‫فيقول‪ :‬كيف أصبحتم ؟ فيقولون‪ :‬بخير إن تركتنا‪ ،‬ويقولون‪ :‬ال ال فينا‬
‫ويناشدونه ويقولون‪ :‬إنما نثاب بك ونعاقب بك )‪ - 15 (3‬ل‪ :‬ابن الوليد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ربيع بن محمد المسلي‪ ،‬عن أبي‬
‫الربيع الشامي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ما عبد ال بشي‬
‫أفضل من الصمت والمشي إلى بيته )‪ (4‬كتاب الغايات‪ :‬مرسل مثله وفيه‬
‫مثل الصمت ‪ - 16‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال أبو ذر‬
‫رحمة ال عليه‪ :‬اجعل الدنيا كلمتين‪ :‬كلمة في طلب الحلل‪ ،‬وكلمة للخرة‪،‬‬
‫والثالثة تضر ول تنفع‪ ،‬فل تردها الخبر )‪ - 17 (5‬ل‪ :‬القاسم بن محمد‬
‫السراج‪ ،‬عن محمد بن أحمد الضبي‪ ،‬عن محمد بن عبد العزيز‪ ،‬عن‬
‫عبيدال بن موسى‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد‬
‫صلوات ال عليه قال‪ :‬يا سفيان أمرني والدي )عليه السلم( بثلث ونهاني‬
‫عن ثلث فكان فيما قال لي‪ :‬يا بني من يصحب صاحب السوء ل يسلم‪،‬‬
‫ومن يدخل مداخل السوء يتهم‪ ،‬ومن ل يملك لسانه يندم‪ ،‬ثم أنشدني‪:‬‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 33‬ط حجر وص ‪ 46‬ط النجف )‪ (2‬ثواب العمال ص ‪) 212‬‬
‫‪ (3‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 6‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 19‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 21‬مع اختلف‬

‫]‪[279‬‬

‫عود لسانك قول الخير تحظ به * إن اللسان لما عودت معتاد موكل بتقاضي ما‬
‫سننت له * في الخير والشر فانظر كيف تعتاد )‪ (1‬اقول‪ :‬قد مضى في باب‬
‫جوامع المكارم )‪ - 18 (2‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪،‬‬
‫عن علي بن مهزيار باسناده رفعه قال‪ :‬يأتي على الناس زمان تكون‬
‫العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس‪ ،‬وواحدة في‬
‫الصمت )‪ (3‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن‬
‫معروف مثله )‪ - 19 (4‬مع )‪ (5‬ل‪ :‬في وصايا أبي ذر قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه‪ ،‬مقبل على‬
‫شأنه‪ ،‬حافظا للسانه‪ ،‬فان من حسب كلمه من عمله قل كلمه‪ ،‬إل فيما‬
‫يعنيه وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬عليك بطول الصمت فانه مطردة‬
‫للشيطان‪ ،‬وعون لك على أمر دينك )‪ - 20 (6‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن‬
‫هارون‪ ،‬عن ابن زياد‪ ،‬عن الصادق عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ثلث منجيات‪ :‬تكف لسانك‪ ،‬وتبكي على‬
‫خطيئتك‪ ،‬وتلزم بيتك )‪ - 21 (7‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الصبهاني‪ ،‬عن‬
‫المنقري‪ ،‬عن حماد بن عيسى‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 80‬مرباب جوامع المكارم في ج ‪ 69‬ص ‪،414 - 332‬‬
‫ول يوجد مثله في ذاك الباب )‪ (3‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 54‬ثواب العمال‬
‫ص ‪ (5) 162‬معاني الخبار ص ‪ (6) 334‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪(7) 104‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪42‬‬

‫]‪[280‬‬

‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن أردت أن تقرعينك‪ ،‬وتنال خير الدنيا‬
‫والخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس‪ ،‬وعد نفسك في الموتى‪ ،‬ول‬
‫تحدثن نفسك أنك فوق أحد من الناس‪ ،‬واخزن لسانك كما تخزن مالك )‪(1‬‬
‫‪ - 22‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب وأحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن أسباط والحجال أنهما سمعا الرضا )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫كان العابد من بني ‪ -‬إسرائيل ل يتعبد حتى يصمت عشر سنين )‪- 23 (2‬‬
‫مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى بن عمر‪ ،‬عن‬
‫موسى بن بكر‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أتى النبي‬
‫أعرابي فقال له‪ :‬ألست خيرنا أبا واما‪ ،‬وأكرمنا عقبا ورئيسنا في الجاهلية‪،‬‬
‫والسلم ؟ فغضب النبي )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬يا أعرابي كم دون‬
‫لسانك من حجاب ؟ قال‪ :‬اثنان شفتان وأسنان فقال )عليه السلم(‪ :‬فما كان‬
‫في أحد هذين ما يرد عنا غرب لسانك هذا )‪ (3‬أما إنه لم يعط أحد في دنياه‬
‫شئ هو أضر له في آخرته من طلقة لسانه‪ ،‬يا علي قم فاقطع لسانه فظن‬
‫الناس أنه يقطع لسانه‪ ،‬فأعطاه دراهم )‪ - 24 (4‬ما‪ :‬فيما أوصى به أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته‪ :‬الزم الصمت تسلم )‪ - 25 (5‬مع‪ :‬عن‬
‫الحسن بن علي صلوات ال عليه قال‪ :‬نعم العون الصمت في مواطن‬
‫كثيرة‪ ،‬وإن كنت فصيحا )‪ - 26 (6‬مع‪ :‬علي بن عبد ال بن أحمد المذكر‪،‬‬
‫عن علي بن أحمد الطبري‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 60‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 12‬قال الجوهرى‪ :‬يقال‬
‫لحد السيف غرب‪ ،‬وغرب كل شئ حده‪ ،‬يقال‪ :‬في لسانه غرب أي حدة‬
‫وغرب الفرس حدته وأول جريه‪ ،‬تقول‪ :‬كففت من غربه )‪ (4‬معاني‬
‫الخبار ص ‪ (5) 171‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (6) 7‬معاني الخبار ص‬
‫‪401‬‬

‫]‪[281‬‬

‫عن الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عن خراش مولى أنس‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬خرج رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( على أصحابه فقال‪ :‬من ضمن لي اثنين ضمنت‬
‫له الجنة فقال أبو هريرة‪ :‬فداك أبي وامي يا رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬أنا أضمنهما لك ماهما ؟ قال‪ :‬فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه‪ ،‬ضمنت له الجنة يعني‬
‫من ضمن لي لسانه وفرجه‪ ،‬وأسباب البليا تنفتح من هذين العضوين‪ ،‬و‬
‫جناية اللسان الكفر بال‪ ،‬وتقول الزور والبهتان‪ ،‬واللحاد في أسماء ال‬
‫وصفاته والغيبة والنميمة وكل ذلك من جنايات اللسان‪ ،‬وجناية الفرج‬
‫الوطي حيث ل يحل النكاح‪ ،‬ولملك يمين‪ ،‬قال ال تبارك وتعالى‪" :‬‬
‫والذينهم لفروجهم حافظون * إل على أزواجهم أوما ملكت أيمانهم فإنهم‬
‫غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون " )‪ - 27 (1‬لى‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬اخزن لسانك‪ ،‬وعد كلمك يقل كلمك إل‬
‫بخير )‪ - 28 (2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن التمار‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن‬
‫علي بن حفص‪ ،‬عن إبراهيم بن الحارث‪ ،‬عن عبد ال بن دينار‪ ،‬عن ابن‬
‫عمر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تكثروا الكلم بغير ذكر‬
‫ال فان كثرة الكلم بغير ذكر ال تقسو القلب إن أبعد الناس من ال القلب‬
‫القاسي )‪ - 29 (3‬ما‪ :‬فيما أوصي به أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى‬
‫ابنه )عليه السلم( يا بني إنه لبد للعاقل من أن ينظر في شأنه‪ ،‬فليحفظ‬
‫لسانه‪ ،‬وليعرف أهل زمانه )‪ - 30 (4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الحسن بن حمزة‬
‫الحسني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم فيما‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ ،411‬والية في سورة المؤمنون ‪ ،7 - 5‬وقد مر في الباب‬


‫المتقدم تحت الرقم ‪ 16‬ص ‪ (2) 272‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 237‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(*) 146‬‬

‫]‪[282‬‬

‫كتب إلينا على يد أبي نوح الكاتب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن عبيدال بن عبد ال‬
‫عن أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(‪ :‬أنه قال لصحابه‪:‬‬
‫اسمعوا مني كلما هو خير لكم من الدهم الموقفة )‪ :(1‬ل يتكلم أحدكم بمال‬
‫يعنيه‪ ،‬وليدع كثيرا من الكلم فيما يعنيه‪ ،‬حتى يجدله موضعا‪ ،‬فرب متكلم‬
‫في غير موضعه‪ ،‬جنى على نفسه بكلمه ول يمارين أحدكم سفيها ول‬
‫حليما فانه من مارى حليما أقصاه‪ ،‬ومن مارى سفيها أرداه‪ ،‬واذكروا‬
‫أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به إذا غبتم عنه‪،‬‬
‫واعملوا عمل من يعلم أنه مجازى بالحسان مأخوذ بالجرام )‪ - 31 (2‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة‪ ،‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ل تقطعوا أنهاركم بكذا‬
‫وكذا‪ ،‬وفعلنا كذا وكذا‪ ،‬فان معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم‪ ،‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬كفوا ألسنتكم وسلموا تسليما تغنموا )‪ - 32 (3‬ع‪ :‬ابن المتوكل‪،‬‬
‫عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن عبد ال بن الفضل‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن الباقر )عليه‬
‫السلم(‬

‫)‪ (1‬الدهم ‪ -‬بالضم ‪ -‬جمع الدهم‪ ،‬وهومن الخيل والبل‪ :‬الشديد الورقة ‪ -‬أي‬
‫السواد في غبرة ‪ -‬حتى ذهب البياض الذى فيه‪ ،‬فان زاد على ذلك حتى‬
‫اشتد السواد فهو جون‪ ،‬قاله الجوهرى‪ ،‬وقال‪ :‬فرس موقف‪ :‬إذا أصاب‬
‫الوظفة منه بياض في موضع الوقف‪ ،‬ولم يعدها إلى أسفل وفوق‪ ،‬فذلك‬
‫التوقيف وقال في أقرب الموارد‪ :‬الموقف من الخيل‪ :‬البرش أعلى‬
‫الذنين كأنهما منقوشتان ببياض ولون سائره ماكان ‪ -‬أي لقيد فيه ‪-‬‬
‫والحمار الذى كويت ذراعاه كيا مستديرا وقال الراغب‪ :‬حمار موقف‪:‬‬
‫بأرساغه مثل الوقف )وهو سوار من عاج تلبسه المرأة( من البياض‬
‫كقولهم فرس محجل إذا كان به مثل الحجل‪ ،‬وفى التاج‪ :‬دابة موقفة‬
‫كمعظمة في قوائمها خطوط سود قال الشماخ‪ :‬وما أروى وان كرمت‬
‫علينا * بأدنى من موقفة حرون )‪ (2‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(3) 228‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪157‬‬

‫]‪[283‬‬

‫قال‪ :‬ل تقطع النهار عنك بكذا وكذا‪ ،‬فان معك من يحصي عليك الخبر )‪ - 33 (1‬ما‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبيدال بن الحسن بن إبراهيم العلوي عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( قلت أربعا أنزل ال تصديقي‬
‫بها في كتابه قلت‪ :‬المرء مخبوء تحت لسانه‪ ،‬فإذا تكلم ظهر‪ ،‬فأنزل ال‬
‫تعالى‪ " :‬ولتعرفنهم في لحن القول " )‪ (2‬قلت‪ :‬فمن جهل شيئا عاداه‬
‫فأنزل ال " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه " )‪ (3‬وقلت‪ :‬قدر ‪ -‬أو قيمة ‪-‬‬
‫كل امرء ما يحسن فأنزل ال في قصة طالوت " إن ال اصطفاه عليكم‬
‫وزاده بسطة في العلم والجسم " )‪ (4‬وقلت‪ :‬القتل يقل القتل‪ ،‬فأنزل ال "‬
‫ولكم في القصاص حيوة يا اولي اللباب " )‪ - 34 (5‬فس‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬طوبى لمن أنفق الفضل من ماله‪ ،‬و أمسك الفضل‬
‫من كلمه ‪ - 35‬ص‪ :‬إن آدم )عليه السلم( لما كثر ولده‪ ،‬وولد ولده‪ ،‬كانوا‬
‫يحدثون عنده وهو ساكت‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أبه مالك ل تتكلم ؟ فقال‪ :‬يا بني إن‬
‫ال جل جلله لما أخرجني من جواره‪ ،‬عهد إلى وقال‪ :‬أقل كلمك ترجع إلى‬
‫جواري ‪ - 36‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن معاوية بن حكيم‪ ،‬عن معمر بن‬
‫خلد‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬نجاة المؤمن في حفظ لسانه وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫من حفظ لسانه ستر ال عورته )‪ - 37 (6‬سن‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن أبي المقدام‪ ،‬عن مالك بن أعين وعن ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة‬
‫النخاس‪ ،‬عن مالك بن أيمن قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 286‬القتال‪ (3) 30 :‬يونس‪ (4) 39 :‬البقرة‪247 :‬‬
‫)‪ (5‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،108‬والية الخيرة في البقرة‪(6) 179 :‬‬
‫ثواب العمال ص ‪166‬‬

‫]‪[284‬‬

‫أما ترضون أن تقيموا الصلة‪ ،‬وتؤتوا الزكاة‪ ،‬وتكفوا ألسنتكم‪ ،‬وتدخلوا الجنة )‪(1‬‬
‫قال‪ :‬ورواه أبي‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن ابن مسكان ‪ - 38‬مص‪ :‬قال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬الصمت شعار المحققين بحقائق ما سبق وجف‬
‫القلم به‪ ،‬وهو مفتاح كل راحة من الدنيا والخرة‪ ،‬وفيه رضا الرب و‬
‫تخفيف الحساب‪ ،‬والصون من الخطايا والزلل‪ ،‬قد جعله ال سترا على‬
‫الجاهل وزينا للعالم‪ ،‬ومعه عزل الهواء‪ ،‬ورياضة النفس‪ ،‬وحلوة العبادة‪،‬‬
‫وزوال قسوة القلب‪ ،‬والعفاف والمروة والظرف )‪ (2‬فأغلق باب لسانك‬
‫عمالك بد منه‪ ،‬لسيما إذا لم تجد أهل للكلم والمساعد في المذاكرة ل‬
‫وفي ال وكان ربيع بن خثيم يضع قرطاسا بين يديه ويكتب ما يتكلم ثم‬
‫يحاسب نفسه في عشيته ماله وما عليه‪ ،‬ويقول أوه )‪ (3‬نجا الصامتون‬
‫وبقينا وكان بعض أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( يضع حصاة‬
‫في فمه فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه ل وفي ال ولوجه ال أخرجها‪ ،‬وإن‬
‫كثيرا من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى‪ ،‬ويتكلمون شبه المرضى‪،‬‬
‫وإنما سبب هلك الخلق ونجاتهم الكلم والصمت فطوبى لمن رزق معرفة‬
‫عيب الكلم وصوابه‪ ،‬وعلم الصمت وفوائده‪ ،‬فان‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) 166‬يعنى الكياسة )‪ (3‬قال الجوهرى‪ :‬قولهم عند الشكاية‪:‬‬
‫أوه من كذا ساكنة الواو ‪ -‬يعنى مع فتح الهمزة ‪ -‬انما هو توجع قال‬
‫الشاعر‪ :‬فأوه لذكراها إذا ما ذكرتها * ومن بعد أرض بيننا وسماء وربما‬
‫قلبوا الواو ألفا فقالوا‪ :‬آه من كذا‪ ،‬وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا‬
‫الهاء‬

‫]‪[285‬‬

‫ذلك من أخلق النبياء‪ ،‬وشعار الصفياء‪ ،‬ومن علم قدر الكلم أحسن صحبة‬
‫الصمت ومن أشرف على ما في لطائف الصمت وائتمنه على خزائنه كان‬
‫كلمه وصمته كله عبادة‪ ،‬ول يطلع على عبادته إل الملك الجبار )‪- 39 (1‬‬
‫مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬الكلم إظهار ما في قلب المرء من‬
‫الصفا و الكدر‪ ،‬والعلم والجهل‪ ،‬قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب )عليه‬
‫السلم(‪ :‬المرء مخبوء تحت لسانه‪ ،‬فزن كلمك‪ ،‬واعرضه على العقل‬
‫والمعرفة‪ ،‬فان كان ل وفي ال فتكلم به‪ ،‬وإن كان غير ذلك فالسكوت خير‬
‫منه وليس على الجوارح عبادة أخف مؤنة‪ ،‬وأفضل منزلة‪ ،‬وأعظم قدرا‬
‫عند ال من الكلم في رضاال ولوجهه‪ ،‬ونشر آلئه ونعمائه في عباده‪ ،‬أل‬
‫ترى أن ال عزوجل لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسر‬
‫إليهم من مكنونات علمه ومخزونات وحيه‪ ،‬غير الكلم‪ ،‬وكذلك بين الرسل‬
‫والمم‪ ،‬ثبت بهذا أنه أفضل الوسائل والكلف والعبادة )‪ (2‬وكذلك ل معصية‬
‫أنغل على العبد وأسرع عقوبة عند ال وأشدها ملمة و أعجلها سآمة عند‬
‫الخلق منه واللسان ترجمان الضمير‪ ،‬وصاحب خبر القلب‪ ،‬و به ينكشف ما‬
‫في سر الباطن‪ ،‬وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة‪ ،‬والكلم خمر تسكر‬
‫العقول ماكان منه لغير ال‪ ،‬وليس شئ أحق بطول السجن من اللسان قال‬
‫بعض الحكماء‪ :‬احفظ لسانك عن خبيث الكلم‪ ،‬وفي غيره ل تسكت إن‬
‫استطعت‪ ،‬فأما السكينة فهي هيئة حسنة رفيعة من ال عزوجل لهلها‪،‬‬
‫وهم امناء أسراره في أرضه )‪ - 40 (3‬سر‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي حمزة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إنما‬
‫شيعتنا الخرس‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة ص ‪ (2) 20‬في المصدر المطبوع " وألطف العبادة " )‪(3‬‬
‫مصباح الشريعة ص ‪30‬‬

‫]‪[286‬‬

‫‪ - 41‬ضه‪ :‬قال علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬حق اللسان إكرامه عن الخنا )‬
‫‪ (1‬وتعويده الخير‪ ،‬وترك الفضول التي ل فائدة لها‪ ،‬والبر بالناس‪ ،‬وحسن‬
‫القول فيهم وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬تقبلوا لي ست خصال‬
‫أتقبل لكم بالجنة‪ :‬إذا حدثتم فل تكذبوا‪ ،‬وإذا وعدتم فل تخلفوا‪ ،‬وإذا ائتمنتم‬
‫فل تخونوا‪ ،‬وغضوا أبصاركم‪ ،‬واحفظوا فروجكم‪ ،‬وكفوا أيديكم وألسنتكم‬
‫وقال الصادق )عليه السلم(‪ :‬كونوا لنا زينا ول تكونوا علينا شينا‪ ،‬قولوا‬
‫للناس حسنا‪ ،‬واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول وقال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الكلم في وثاقك ما لم تتكلم به‪ ،‬فإذا تكلمت‬
‫به صرت في وثاقه‪ ،‬فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك‪ ،‬فرب كلمة‬
‫سلبت نعمة ول تقل مال تعلم‪ ،‬فان ال سبحانه قد فرض على جوارحك كلها‬
‫فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة‪ ،‬هانت عليه نفسه من أمر عليها‬
‫لسانه‪ ،‬ومن كثر كلمه كثر خطاؤه‪ ،‬ومن كثر خطاؤه قل حياؤه‪ ،‬ومن قل‬
‫حياؤه قل ورعه‪ ،‬ومن قل ورعه مات قلبه‪ ،‬ومن مات قلبه دخل النار ‪- 42‬‬
‫جع‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬راحة النسان في حبس‬
‫اللسان‪ ،‬وقال‪ :‬حبس اللسان سلمة النسان وقال )عليه السلم(‪ :‬بلء‬
‫النسان من اللسان وقال )عليه السلم(‪ :‬سلمة النسان في حفظ اللسان‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬ذلقة اللسان رأس المال‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬البلء‬
‫موكل بالمنطق‪ ،‬وقال )عليه السلم(‪ :‬فتنة اللسان أشد من ضرب السيف‬
‫وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ضرب اللسان أشد من ضرب السنان‪،‬‬
‫وقال الصادق )عليه السلم(‪ :‬نجاة المرء في حفظ لسانه قال النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬في الوصية لعلي‪ :‬يا علي من خاف الناس لسانه فهو من‬
‫أهل النار‬

‫)‪ (1‬الخنا ‪ -‬بالتحريك ‪ -‬الفحش من الكلم‬


‫]‪[287‬‬

‫وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من تقي )‪ (1‬من مؤنة لقلقه وقبقبه وذبذبه‬
‫)‪ (2‬دخل الجنة وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬طوبى لمن أنفق فضلت ماله‬
‫وأمسك فضلت لسانه وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال تعالى عند لسان‬
‫كل قائل‪ ،‬وقال‪ :‬ل يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ول يستقيم قلبه حتى‬
‫يستقيم لسانه )‪ - 43 (3‬ختص‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( في وصيته لمحمد بن الحنفية‪ :‬واعلم أن‬
‫اللسان كلب عقور‪ ،‬إن خليته عقر‪ ،‬ورب كلمة سلبت نعمة‪ ،‬فاخزن لسانك‬
‫كما تخزن ذهبك وورقك )‪ - 44 (4‬ختص‪ :‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على‬
‫جوارحه‪ ،‬فيقول‪ :‬كيف أصبحتم ؟ فيقولون‪ :‬بخير إن تركتنا ويقولون‪ :‬ال‬
‫ال‪ ،‬فيناشدونه ويقولون‪ :‬إنما نثاب بك ونعاقب بك )‪ - 45 (5‬ختص‪:‬‬
‫معاوية بن وهب قال‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬كان أبي يقول‪ :‬قم‬

‫)‪ (1‬تقى أصله وقى من الوقاية قال الجوهرى‪ :‬اتقى يتقى‪ :‬أصله‪ :‬اوتقى على افتعل‬
‫فقلبت الواو ياء لنكسار ما قبلها‪ ،‬وابدلت منها التاء وأدغمت فلما كثر‬
‫استعماله على لفظ الفتعال‪ ،‬توهموا أن التاء من نفس الحرف فجعلوه‬
‫اتقى يتقى بفتح التاء فيهما ]مخففة[ ثم لم يجدوا له مثال في كلمهم‬
‫يلحقونه به فقالوا‪ :‬تقى يتقى مثل قضى يقضى قال أوس‪ :‬تقاك بكعب‬
‫واحد وتلذه * يداك إذا ما هز بالكف يعسل )‪ (2‬اللقلق‪ :‬اللسان‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫حرك لقلقه‪ :‬أي لسانه‪ ،‬واللقلق كل صوت في اضطراب وحركة وقيل شدة‬
‫الصوت في حركة واضطراب والقبقب‪ :‬البطن والذبذب‪ :‬الذكر قال في‬
‫اللسان‪ :‬وفى الحديث " من وقى شر ذبذبه وقبقبه فقد وقى " أي فرجه‬
‫وبطنه )‪ (3‬جامع الخبار ص ‪ (4) 109‬الختصاص‪ ،229 :‬والعقر‬
‫الجرح‪ ،‬والكلب العقور‪ :‬العضوض )‪ (5‬الختصاص‪230 :‬‬

‫]‪[288‬‬

‫بالحق ول تعرض لما نابك واعتزل عما ل يعنيك )‪ - 46 (1‬ختص‪ :‬قال الصادق‬
‫)عليه السلم(‪ :‬استمعوا مني كلما هو خير من الدرهم المدقوقة )‪(2‬‬
‫لتكلمن بما ل يعنيك‪ ،‬ودع كثيرا من الكلم فيما يعنيك‪ ،‬حتى تجد له موضعا‬
‫فرب متكلم بحق في غير موضعه فعنت‪ ،‬ول تمارين سفيها ول حليما فان‬
‫الحليم يقليك‪ ،‬والسفيه يرديك‪ ،‬واذكر أخاك إذا تغيب عنك بأحسن مما تحب‬
‫أن يذكرك به إذا تغيبت عنه‪ ،‬واعلم أن هذا هو العمل‪ ،‬واعمل عمل من يعلم‬
‫أنه مجزي بالحسان مأخوذ بالجرام )‪ - 47 (3‬ختص‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( لبنه محمد بن الحنفية‪ :‬ل تقل مال تعلم بل ل تقل كل ما تعلم‬
‫)‪ - 48 (4‬ختص‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال‬
‫عيسى بن مريم‪ :‬طوبى لمن كان صمته فكرا‪ ،‬ونظره عبرا‪ ،‬ووسعه بيته‪،‬‬
‫وبكى على خطيئته‪ ،‬وسلم الناس من يديه ولسانه )‪ - 49 (5‬ختص‪ :‬قال‬
‫الرضا )عليه السلم(‪ :‬ما أحسن الصمت لمن عي والمهذار له سقطات )‬
‫‪ (6‬مشكوة النوار‪ :‬عن موسى بن جعفر )عليهما السلم( مثله )‪- 50 (7‬‬
‫ختص‪ :‬داود الرقي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬الصمت كنز وافر‬
‫وزين الحليم وستر الجاهل )‪ - 51 (8‬ختص‪ ،:‬قال الرضا )عليه السلم(‪:‬‬
‫الصمت باب من أبواب الحكمة وإن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل‬
‫خير‪ ،‬وقال )عليه السلم(‪ :‬من علمات الفقه الحلم والعلم‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) 231 :‬الدرهم المدقوقة‪ :‬هو المكسور منها‪ ،‬ول يعبأ بها‪،‬‬
‫والكلمة مصحفة والصحيح " الدهم الموقفة‪ :‬كما مر عن أمالى الطوسى‬
‫تحت الرقم ‪ 30‬فراجع )‪ (4 - 3‬الختصاص‪ (6 - 5) 231 :‬الختصاص‪:‬‬
‫‪ ،232‬والمهذار‪ :‬الكثير الكلم‪ (7) .‬مشكاة النوار ص ‪(8) 175‬‬
‫الختصاص‪232 :‬‬

‫]‪[289‬‬

‫والصمت )‪ - 52 (1‬ختص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬ل يزال الرجل المؤمن‬
‫يكتب محسنا مادام ساكتا‪ ،‬فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا وقال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الرجل الصالح يجئ بخبر صالح‪ ،‬والرجل‬
‫السوء يجئ بخبر سوء )‪ - 53 (2‬ختص‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬إن كان الشر في شئ ففي اللسان )‪ - 54 (3‬ين‪ :‬محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن جعفر بن إبراهيم قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول من علم‬
‫موضع كلمه من عمله قل كلمه فيما ل يعنيه وقال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إياكم وجدال كل مفتون فان‬
‫كل مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته فإذا انقضت مدته أحرقته فتنته‬
‫بالنار ‪ - 55‬ين‪ :‬ابن علوان‪ ،‬عن عمرو بن خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( عن علي قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( حين يقول‪ :‬الكلم ثلثة فرابح وسالم وشاحب فأما الرابح فالذي يذكر‬
‫ال‪ ،‬وأما السالم فالذي يقول ما أحب ال‪ ،‬وأما الشاحب فالذي يخوض في‬
‫الناس ‪ - 56‬ين‪ :‬محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن الصيقل قال‪ :‬كنت‬
‫عند أبي عبد ال )عليه السلم( جالسا فبعث غلما له أعجميا في حاجة إلى‬
‫رجل فانطلق ثم رجع فجعل أبو عبد ال )عليه السلم( يستفهمه الجواب‬
‫وجعل الغلم ل يفهمه مرارا قال‪ :‬فلما رأيته ليتعبر لسانه ول يفهمه ظننت‬
‫أن أبا عبد ال )عليه السلم( سيغضب عليه قال‪ :‬وأحد أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم( النظر إليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أما وال لئن كنت عيي اللسان فما أنت بعيي‬
‫القلب‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن الحياء والعي ‪ -‬عي اللسان لعي القلب ‪ -‬من اليمان‬
‫والفحش والبذاء والسلطة من النفاق )‪(4‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الختصاص‪ (3) 232 :‬الختصاص‪ (4) 249 :‬كتاب الزهد للحسين بن‬
‫سعيد الهوازي مخطوط‪ ،‬تجد الحديث في أواخر باب الصمت ال بخير‬
‫وترك الرجل مليعنيه‪ ،‬وهو أول باب من الكتاب‪ ،‬وقد نقله المؤلف =‬

‫]‪[290‬‬

‫‪ - 57‬ين‪ :‬إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه رفعه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬وهل يكب الناس في النار إل حصائد ألسنتهم ‪ - 58‬ين‪ :‬النضر بن‬
‫سويد‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعت‬
‫أبي )عليه السلم( يقول‪ :‬من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه ‪ - 59‬ما‪:‬‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبد الرزاق بن سليمان بن غالب‪ ،‬عن‬
‫الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن عمر بن‬
‫اذينة عن أبان بن أبي عياش‪ ،‬عن سليم بن قيس‪ ،‬عن علي بن أبيطالب‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من فقه الرجل‬
‫قلة كلمه فيما ل يعنيه )‪ - 60 (1‬ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى الضرير‪ ،‬عن محمد بن زكريا المكي‪ ،‬عن كثير بن طارق‪،‬‬
‫عن زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه )عليه السلم( قال‪ :‬سئل علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( من أفصح الناس‪ ،‬قال‪ :‬المجيب المسكت عند بديهة السؤال‬
‫)‪ - 61 (2‬دعوات الراوندي‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬ل تتكلم بما ل‬
‫يعنيك‪ ،‬ودع كثيرا من الكلم فيما يعنيك ‪ - 62‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪:‬‬
‫اللسان سبع إن خلي عنه عقر )‪ (3‬وقال )عليه السلم(‪ :‬هانت عليه نفسه‬
‫من أمر عليها لسانه )‪ (4‬وقال )عليه السلم(‪ :‬إذا تم العقل نقص الكلم )‬
‫‪(5‬‬

‫= في ج ‪ 47‬ص ‪ 61‬وفيه ثم قال‪ :‬ان الحياء والعفاف والعى الخ‪ ،‬وسيجئ في الباب‬
‫‪ 81‬باب الحياء من ال ومن الخلق تحت الرقم ‪ 1‬مثل مافى المتن )‪(1‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 235‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪(3) 314‬‬
‫نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 156‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 143‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 2‬ص ‪157‬‬

‫]‪[291‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬المرء مخبوء تحت لسانه )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬لخير في‬
‫الصمت عن الحكم‪ ،‬كما أنه لخير في القول بالجهل )‪ (2‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬من كثر كلمه كثر خطاؤه‪ ،‬ومن كثر خطاؤه قل حياؤه ومن قل‬
‫حياؤه قل ورعه‪ ،‬ومن قل ورعه مات قلبه‪ ،‬ومن مات قلبه دخل النار )‪(3‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬من علم أن كلمه من عمله قل كلمه إل فيما يعنيه )‬
‫‪ (4‬وقال )عليه السلم(‪ :‬الكلم في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به‬
‫صرت وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك‪ ،‬فرب كلمة سلبت نعمة‬
‫]وجلبت نقمة[ )‪ (5‬وقال )عليه السلم(‪ :‬ل تقل مال تعلم‪ ،‬ول تقل كل ما‬
‫تعلم‪ ،‬فان ال سبحانه قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك‬
‫يوم القيامة )‪ (6‬وقال )عليه السلم(‪ :‬تكلموا تعرفوا فان المرء مخبوء‬
‫تحت لسانه )‪ (7‬وقال )عليه السلم(‪ :‬رب قول أنفذ من صول )‪ (8‬وقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إياكم وتهزيع الخلق وتصريفها )‪ (9‬واجعلوا اللسان‬
‫واحدا‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 181‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4 - 3) 186‬نهج‬


‫البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (6 - 5) 227‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (8 - 7) 237‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ ،239‬والصول السطوة والجبروت )‪ (9‬الهزع‬
‫الضطراب والهتزاز والتهزيع شدة الضطراب يمينا وشمال‪ ،‬فتهزيع‬
‫الخلق كتصريفها كناية عن التلبس بالوصاف المتضادة والخلق‬
‫الشريفة تارة والخلق الوضيعة الفاسدة مرة اخرى كما أن قوله بعد ذلك‬
‫" واجعلوا اللسان واحدا " امر بالتعرج على الكلم الحق والصدق لأن‬
‫يكذب مرة ويصدق تارة‪ ،‬وقيل‪ :‬تهزيع الشئ تكسيره والصادق إذا كذب‬
‫فقد انكسر صدقه‪ ،‬والكريم اذالؤم فقد انثلم كرمه فهو نهى عن حطم‬
‫الكمال بمعول النقص‪ ،‬وتصريف الخلق من صرفته إذا قلبته نهى عن‬
‫النفاق والتلون في الخلق وهو معنى المر بجعل اللسان واحدا‬

‫]‪[292‬‬

‫وليختزن الرجل لسانه‪ ،‬فانه هذا اللسان جموح بصاحبه‪ ،‬وال ما أرى عبدا يتقي‬
‫تقوى تنفعه حتى يختزن لسانه‪ ،‬وإن لسان المؤمن من وراء قلبه‪ ،‬وإن‬
‫قلب المنافق من وراء لسانه‪ ،‬لن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلم تدبره في‬
‫نفسه‪ ،‬فان كان خيرا أبداه وإن كان شرا واراه‪ ،‬وإن المنافق يتكلم بما أتى‬
‫على لسانه ل يدري ماذاله وماذا عليه ولقد قال رسول ال‪ :‬ل يستقيم‬
‫إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ول يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه فمن‬
‫استطاع منكم أن يلقى ال سبحانه وهو نقى الراحة من دماء المسلمين‬
‫وأموالهم سليم اللسان من أعراضهم فليفعل )‪ (1‬ومن كلم له )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أل إن اللسان بضعة من النسان فل يسعده القول إذا امتنع )‪(2‬‬
‫ول يمهله النطق إذا اتسع‪ ،‬وإنا لمراء الكلم وفينا تنشبت عروقه‪ ،‬وعلينا‬
‫تهدلت غصونه واعلموا رحمكم ال أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل‪،‬‬
‫واللسان عن الصدق كليل‪ ،‬واللزم للحق ذليل الخبر )‪ (3‬وقال في وصيته‬
‫لبنه الحسين )عليهما السلم(‪ :‬تلفيك ما فرط من صمتك ايسر من‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪ ،346‬الرقم ‪ 174‬من الخطب )‪ (2‬الظاهر رجوع الضمير‬
‫في " يسعده " و " يمهله " إلى النسان وفى " امتنع " و " اتسع "‬
‫إلى اللسان‪ ،‬والمعنى إذا اتسع اللسان أتاه الكلم متواترا‪ ،‬وإذا امتنع‬
‫حسر عن الكلم‪ ،‬وعيى‪ ،‬ويكون اتساع اللسان وامتناعه لجل أسباب‬
‫كالخجل والحياء أو ضؤلة النفس وحقارتها أو الخوف أو الحشمة من‬
‫المجتمع الذى أراد القاء الكلم إليهم وقيل‪ :‬ان اللسان آلة تحركها سلطة‬
‫النفس فل يسعد بالنطق ناطق امتنع عليه ذهنه من المعاني فلم‬
‫يستحضرها ول يمهله النطق إذا هو اتسع في فكره‪ ،‬بل تنحدر المعاني‬
‫إلى اللفاظ جارية على اللسان قهرا عنه‪ ،‬فسعة الكلم تابعة لسعة العلم )‬
‫‪ (3‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪489‬‬

‫]‪[293‬‬

‫إدراكك ما فات من منطقك )‪ (1‬وحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء )‪ - 63 (2‬كنز‬


‫الكراجكى‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬من علم أن كلمه من عمله‬
‫قل كلمه ]إل[ فيما يعنيه من كثر كلمه كثر خطاؤه‪ ،‬ومن كثر خطاؤه قل‬
‫حياؤه ومن قيل حياؤه قل ورعه‪ ،‬ومن قل ورعه مات قلبه‪ ،‬ومن مات قلبه‬
‫دخل النار إذا فاتك الدب فالزم الصمت العافية عشرة أجزاء تسعة منها في‬
‫]اعتزال الناس وواحدة في[ الصمت إل عن ذكر ال عزوجل كم من نظرة‬
‫جلبت حسرة‪ ،‬وكم من كلمة سلبت نعمة من علم لسانه أمره قومه‪ ،‬المرء‬
‫يعثر برجله فيبرى‪ ،‬ويعثر بلسانه فيقطع رأسه‪ ،‬احفظ لسانك فان الكلمة‬
‫أسيرة في وثاق الرجل‪ ،‬فان أطلقها صار أسيرا في وثاقها‪ ،‬عاقبة الكذب‬
‫شرعا قبة خير القول الصدق‪ ،‬وفي الصدق السلمة‪ ،‬والسلمة مع‬
‫الستقامة لحافظ أحفظ من الصمت‪ ،‬إياكم والنمائم فانها تورث الضغاين‪،‬‬
‫هانت عليه نفسه من أمر عليه لسانه‪ ،‬الصمت نور إن ال عزوجل ]جعل[‬
‫صورة المرأة في وجهها وصورة الرجل في منطقه ‪ - 64‬كتاب المامة‬
‫والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث عن موسى‬
‫بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬رحم ال عبدا قال خيرا فغنم‪،‬‬
‫أوسكت عن سوء فسلم ومنه‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬الرجل الصالح يجئ بخبر صالح‪ ،‬والرجل السوء يجئ بخبر‬
‫سوء‬

‫)‪ (1‬يعنى ان السكوت يمكن تداركه وأما الكلم الذى فرط منك ان كان باطل ل‬
‫يتيسر تداركه غالبا )‪ (2‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪51‬‬

‫]‪[294‬‬

‫ومنه‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫السكوت خير من إملء الشر‪ ،‬وإملء الخير خير من السكوت وقال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬السكوت ذهب والكلم فضة ومنه‪ :‬عن الحسن بن حمزة‬
‫العلوي‪ ،‬عن علي بن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقه‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( الصمت كنز وافر‪ ،‬وزين‬
‫الحليم‪ ،‬وستر الجاهل وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الصمت عبادة لمن ذكر‬
‫ال ‪ - 65‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬قال‬
‫أبو ‪ -‬الحسن الرضا )عليه السلم( من علمات الفقه الحلم والعلم‬
‫والصمت‪ ،‬إن الصمت باب من أبواب الحكمة‪ ،‬إن الصمت يكسب المحبة‪،‬‬
‫إنه دليل على كل خير )‪ (1‬بيان‪ :‬كأن المراد بالفقه العلم المقرون بالعمل‪،‬‬
‫فل ينافي كون مطلق العلم من علماته‪ ،‬أو المراد بالفقه التفكر والتدبر في‬
‫المور قال الراغب‪ :‬الفقه هو التوصل إلى غائب بعلم شاهد فهو أخص من‬
‫العلم‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬فما لهؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثا " )‪" (2‬‬
‫بأنهم قوم ل يفقهون " )‪ (3‬إلى غير ذلك من اليات والفقه العلم بأحكام‬
‫الشريعة انتهى )‪ (4‬وقيل‪ :‬أراد العلم فيما يقول‪ ،‬والصمت عما ل يعلم أو‬
‫يضر‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بالعلم آثاره أعني إثبات الحق وإبطال الباطل‪ ،‬وترويج‬
‫الدين وحل المشكلت انتهى وأقول‪ :‬قد مر بسند آخر عنه )عليه السلم(‪:‬‬
‫من علمات الفقيه الحلم والصمت‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 113‬النساء‪ (3) 78 :‬النفال‪ ،65 :‬والية في الصل‬
‫وجميع النسخ حتى المصدر هكذا " بل هم " و " بلهم " مصحف "‬
‫بانهم " )‪ (4‬مفردات غريب القرآن ‪385‬‬

‫]‪[295‬‬
‫ويظهر من بعض الخبار أن الفقه هو العلم الرباني المستقر في القلب الذي يظهر‬
‫آثاره على الجوارح " إن الصمت باب من أبواب الحكمة " أي سبب من‬
‫أسباب حصول العلوم الربانية‪ ،‬فان بالصمت يتم التفكر وبالتفكر يحصل‬
‫الحكمة‪ ،‬أو هو سبب لفاضة الحكم عليه من ال سبحانه‪ ،‬أو الصمت عند‬
‫العالم وعدم معارضته والنصات إليه سبب لفاضة الحكم منه‪ ،‬أو الصمت‬
‫دليل من دلئل وجود الحكمة في صاحبه " يكسب المحبة " أي محبة ال‬
‫أو محبة الخلق‪ ،‬لن عمدة أسباب العداوة بين الخلق الكلم من المنازعة‬
‫والمجادلة والشتم والغيبة والنميمة والمزاح‪ ،‬وفي بعض النسخ " يكسب‬
‫الجنة " وفي سائر نسخ الحديث " المحبة " " إنه دليل على كل خير "‬
‫أي وجود كل خير في صاحبه‪ ،‬أو دليل لصاحبه إلى كل خير‪ - 66 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي‬
‫حمزة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول إن شيعتنا الخرس )‪(1‬‬
‫بيان‪ :‬الخرس بالضم جمع الخرس أي هم ل يتكلمون باللغو والباطل‪،‬‬
‫وفيما ل يعلمون‪ ،‬وفي مقام التقية خوفا على أئمتهم وأنفسهم وإخوانهم‬
‫فكلمهم قليل فكأنهم خرس ‪ - 67‬كا‪ :‬بالسناد عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي‬
‫علي الجواني قال‪ :‬شهدت أبا عبد ال )عليه السلم( وهو يقول لمولى له‬
‫يقال له سالم ووضع يده على شفتيه ]وقال[‪ :‬يا سالم احفظ لسانك تسلم‪،‬‬
‫ول تحمل الناس على رقابنا )‪ (2‬بيان‪ :‬ضمير " شفتيه " للمام )عليه‬
‫السلم( ورجوعه إلى سالم بعيد " تسلم " أي من معاصي اللسان ومفاسد‬
‫الكلم " ول تحمل الناس على رقابنا " أي ل تسلطهم علينا بترك التقية‬
‫وإذاعة أسرارنا‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪113‬‬

‫]‪[296‬‬

‫‪ - 68‬كا‪ :‬عن محمد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن عثمان بن عيسى قال‪ :‬حضرت أبا الحسن‬
‫صلوات ال عليه وقال له رجل‪ :‬أوصني فقال‪ :‬احفظ لسانك تعز‪ ،‬ولتمكن‬
‫الناس من قيادك‪ ،‬فتذل رقبتك )‪ (1‬ايضاح‪ :‬قال الراغب‪ :‬الوصية التقدم إلى‬
‫الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ من قولهم أرض واصية متصلة النبات يقال‬
‫أو صاه ووصاه‪ ،‬والقياد ككتاب حبل تقادبه الدابة‪ ،‬وتمكين الناس من القياد‬
‫كناية عن تسلطهم وإعطاء حجة لهم على إيذائه وإهانته بترك التقية‪،‬‬
‫ونسبة الذلل إلى الرقبة لظهور الذل فيها أكثر من سائر العضاء‪ ،‬وفيه‬
‫ترشيح للستعارة السابقة لن القياد يشد على الرقبة ‪ - 69‬كا‪ :‬عن محمد‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن الهيثم بن أبي مسروق‪ ،‬عن هشام بن سالم عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لرجل‬
‫أتاه‪ :‬أل أدلك على أمر يدخلك ال به الجنة ؟ قال‪ :‬بلى يارسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أنل مما أنالك ال‪ ،‬قال‪ :‬فان كنت أحوج ممن انيله ؟ قال‪ :‬فانصر المظلوم‪،‬‬
‫قال‪ :‬فان كنت أضعف ممن أنصره ؟ قال‪ :‬فاصنع للخرق يعني أشر عليه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فان كنت أخرق ممن أصنع له ؟ قال‪ :‬فاصمت لسانك إل من خير‪ ،‬أما‬
‫يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة )‪ (2‬توضيح‪:‬‬
‫" أنل مما أنالك ال " أي أعط المحتاجين مما أعطاك ال تعالى قال‬
‫الجوهري‪ :‬نال خيرا ينال نيل أي أصاب‪ ،‬وأناله غيره‪ ،‬والمر فيه نل بفتح‬
‫النون " للخرق " أي الجاهل بمصالح نفسه‪ ،‬وفي القاموس صنع إليه‬
‫معروفا كمنع صنعا بالضم وصنع به صنيعا قبيحا فعله والشئ صنعا بالفتح‬
‫والضم عمله وصنعة الفرس حسن القيام عليه‪ ،‬وأصنع أعان آخر‪،‬‬
‫والخرق تعلم وأحكم واصطنع عنده صنيعة اتخذها )‪ (3‬وفي النهاية‬
‫الخرق بالضم الجهل والحمق‪ ،‬وقد يخرق خرقا فهو أخرق‪ ،‬والسم الخرق‬
‫بالضم‪ ،‬ومنه الحديث‪ :‬تعين ضائعا أو تصنع‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 113‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪53‬‬

‫]‪[297‬‬

‫لخرق أي جاهل بما يجب أن يعمله‪ ،‬ولم يكن في يده صنعة يكسب بها انتهى‬
‫والظاهر أن " يعني " من كلم الصادق )عليه السلم( ويحتمل كونه كلم‬
‫بعض الرواة‪ ،‬أي لبس المراد نفعه بمال ونحوه بل برأي ومشورة ينفعه‪،‬‬
‫وفيه حث على إرشاد كل من لم يعلم أمرا من مصالح الدين والدنيا " فان‬
‫كنت أخرق " أي أشد خرقا وإن كان نادرا )‪ " (1‬فاصمت " على بناء‬
‫المجرد والفعال في القاموس الصمت والصموت والصمات السكوت‬
‫كالصمات والتصميت وأصمته أسكته لزمان متعديان‪ ،‬والمراد بالخير ما‬
‫يورث ثوابا في الخرة أو نفعا في الدنيا بل مضرة أحد فالمباح غالبا مما‬
‫ينبغي السكوت عنه والمر لمطلق الطلب الشامل للوجوب والرجحان‬
‫واختلف في المباح هل يكتب أم ل ؟ نقل عن ابن عباس أنه ل يكتب ول‬
‫يجازى عليه‪ ،‬والظهر أنه يكتب لعموم قوله تعالى " ما يلفظ من قول إل‬
‫لديه رقيب عتيد " )‪ (2‬وقوله سبحانه " كل صغير وكبير مستطر " )‪(3‬‬
‫ولدللة كثيرة من الروايات عليه وقد أوردناها في كتاب العدل‪ ،‬وعدم‬
‫المجازاة ل يدل على عدم الكتابة إذ لعل الكتابة لغرض آخر كالتأسف‬
‫والتحسر على تضييع العمر فيما ل ينفع مع القدرة على فعل ما يوجب‬
‫الثواب ويدل الخبر على أن كمال خصلة واحدة من تلك الخصال يوجب‬
‫الجنة‪ ،‬ويحتمل اشتراطها بترك الكبائر أو نحوه أو يكون الجر إليها كناية‬
‫عن القرب منها‪ ،‬وقيل‪ :‬يمكن أن يراد أن الخصلة الواحدة تجر إلى أسباب‬
‫الدخول في الجنة‪ ،‬وهي الخصال الخر‪ ،‬فان الخير بعضه يفضي إلى بعض‬
‫‪ - 70‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن‬
‫ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال لقمان لبنه‪ :‬يا بني‬
‫إن كنت زعمت أن‬

‫)‪ (1‬يعنى أن مجيئ أفعل التفضيل من الخرق ‪ -‬وهو فعل يدل على العيب والنقص‬
‫ويجئ الوصف منه بصيغة أفعل ‪ -‬نادر )‪ (2‬ق‪ (3) 18 :‬القمر‪53 :‬‬

‫]‪[298‬‬

‫الكلم من فضة‪ ،‬فان السكوت من ذهب )‪ (1‬تبيين‪ :‬يدل على أن السكوت أفضل من‬
‫الكلم‪ ،‬وكأنه مبني على الغالب وإل فظاهر أن الكلم خير من السكوت في‬
‫كثير من الموارد‪ ،‬بل يجب الكلم و يحرم السكوت عند إظهار اصول الدين‬
‫وفروعه‪ ،‬والمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ويستحب في المواعظ‬
‫والنصايح‪ ،‬وإرشاد الناس إلى مصالحهم وترويج العلوم الدينية‪ ،‬والشفاعة‬
‫للمؤمنين‪ ،‬وقضاء حوائجهم وأمثال ذلك‪ ،‬فتلك الخبار مخصوصة بغير تلك‬
‫الموارد أو بأحوال عامة الخلق فان غالب كلمهم إنما هو فيما ل يعنيهم‪،‬‬
‫أو هو مقصور على المباحات وقد مر في كتاب العقل )‪ (2‬في حديث هشام‬
‫أن أمير المؤمنين )عليه السلم( كان يقول‪ :‬إن من علمة العاقل أن يكون‬
‫فيه ثلث خصال يجيب إذا سئل‪ ،‬وينطق إذا عجز القوم عن الكلم‪ ،‬ويشير‬
‫بالرأي الذي فيه صلح أهله‪ ،‬فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلث شئ‬
‫فهو أحمق ‪ - 71‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن‬
‫الحلبي رفعه قال‪ ،:‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أمسك لسانك‬
‫فانها صدقة تصدق بها على نفسك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ول يعرف عبد حقيقة اليمان‬
‫حتى يخزن من لسانه )‪ (3‬بيان‪ " :‬فانها " أي المساك والتأنيث بتأويل‬
‫الخصلة أو الفعلة أو الصفة أي صفة أنه صدقة أو باعتبار تأنيث الخبر‪،‬‬
‫وتشبيه المساك بالصدقة على النفس باعتبار أنه ينفعها في الدنيا والخرة‬
‫كما أن الصدقة تنفع الفقير وباعتبار أنه معط يدفع عنه البليا‪ ،‬ويوجب‬
‫قربه من الحق كالصدقة‪ ،‬فالتشبيه كامل من الجهتين " ول يعرف عبد "‬
‫الخ أشار )عليه السلم( بذلك إلى أن اليمان ل يكمل إل باستقامة اللسان‬
‫على الحق‪ ،‬وخزنه عن الباطل‪ ،‬كالغيبة والنميمة والقذف والشتم والكذب‬
‫والزور والفتوى بغير الحق والقول بالرأي وأشباهها من المور التي نهى‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 114‬راجع الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 19‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪114‬‬
‫]‪[299‬‬

‫الشارع عنها‪ ،‬وذلك لن اليمان عبارة عن التصديق بال وبرسوله‪ ،‬والعتقاد‬


‫بحقية جميع ما جاء به النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يستلزم استقامة‬
‫اللسان وهي إقراره بالشهادتين وجميع العقائد الحقة ولوازمها‪ ،‬وإمساكه‬
‫عما ل ينبغي‪ ،‬ومن البين أن الملزوم ل يستقيم بدون استقامة اللزم‪ ،‬وقد‬
‫أشار إليه النبي )صلى ال عليه وآله( بقوله " ل يستقيم إيمان عبد ]حتى‬
‫يستقيم قلبه‪ ،‬ول يستقيم قلبه[ حتى يستقيم لسانه " )‪ (1‬وأيضا كلما‬
‫يتناول اللسان من الباطيل والكاذيب تدخل مفهوماتها في القلب‪ ،‬وهو‬
‫ينافي استقرار حقيقة اليمان فيه ‪ - 72‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه ومحمد بن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان جميعا‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن عبد الحميد‪ ،‬عن عبيدال الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في‬
‫قول ال عزوجل " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم " قال‪ :‬يعني كفوا‬
‫ألسنتكم )‪ (2‬بيان‪ :‬الية في سورة النساء هكذا‪ " :‬إلم تر إلى الذين قيل‬
‫لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة فلما كتب عليهم القتال إذا‬
‫فريق منهم يخشون الناس كخشية ال أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت‬
‫علينا القتال لول أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل وإن الخرة خير‬
‫لمن اتقى ول تظلمون فتيل " )‪ (3‬وقال المفسرون‪ " :‬قيل لهم " أي بمكة‬
‫" كفوا أيديكم " أي أمسكوا عن قتال الكفار فاني لم اؤمر بقتالهم " فلما‬
‫كتب عليهم القتال‪ :‬بالمدينة خافوا من الناس وقتلهم إياهم " كخشية ال "‬
‫من عقابه " أو أشد " " وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لول أخرتنا إلى‬
‫أجل قريب " وهوأن نموت بآجالنا‪ ،‬وكذا في تفسير علي بن إبراهيم أيضا‬
‫)‪ (4‬وفي بعض الخبار أن ذلك أمر لشيعتنا بالتقية إلى زمان القائم )عليه‬
‫السلم( كما قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬أما ترضون أن تقيموا الصلة‬
‫وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪ (2) 109‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 114‬النساء‪ (4) 77 :‬تفسير‬
‫القمى ص ‪131‬‬

‫]‪[300‬‬

‫وعن الباقر )عليه السلم(‪ :‬أنتم وال أهل هذه الية وفي بعض الخبار " كفوا‬
‫أيديكم " مع الحسن )عليه السلم(‪ :‬كتب عليهم القتال " مع الحسين‬
‫)عليه السلم( " إلى أجل قريب " إلى خروج القائم‪ ،‬فإن معه الظفر )‪(1‬‬
‫فهذا الخبر إما تفسير لظهر الية كما ذكرناه أول‪ ،‬أو لبطنها بتنزيل الية‬
‫على الشيعة في زمن التقية‪ ،‬وهذا أنسب بكف اللسن تقية‪ ،‬فان أحوال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( في أول أمره وآخره كان شبيها بأحوال‬
‫الرسول في أول المر حين كونه بمكة وترك القتال لعدم العوان‪ ،‬وأمره‬
‫في المدينة بالجهاد لوجود النصار‪ ،‬وكذا حال الحسن )عليه السلم( في‬
‫الصلح والهدنة‪ ،‬وحال الحسين )عليه السلم( عند وجود النصار ظاهرا‪،‬‬
‫وحال سائر الئمة )عليهم السلم( في ترك القتال والتقية مع حال القائم‬
‫فالية وإن نزلت في حال الرسول فهي شاملة لتلك الحوال أيضا‬
‫لمشابهتها لها‪ ،‬واشتراك العلل بينها وبينها وأما تفسيره )عليه السلم(‬
‫كف اليدي بكف اللسن على الوجهين يحتمل وجوها الول‪ :‬أن يكون‬
‫المعنى أن المراد بكف اليدي عن القتال الكف عنها ومما يوجب بسطها‬
‫بسط اليدي وهي اللسنة‪ ،‬فان مع عدم كف اللسنة ينتهي المر إلى القتال‬
‫شاؤا أم أبوا‪ ،‬فالنهي عن بسط اليدي يستلزم النهي عن بسط اللسنة‪،‬‬
‫فالنهي عن القتال في زمن الهدنة يستلزم المر بالتقية الثاني أن يكون‬
‫المراد بكف اليدي كف اللسن إطلقا لسم المسبب على السبب أو الملزوم‬
‫على اللزم الثالث أن يكون المراد باليدي في الية اللسن لتشابههما في‬
‫القوة وكونهما آلة المجادلة‪ ،‬وهذا أبعد الوجوه كما أن الول أقربها ‪- 73‬‬
‫كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن الحلبي‬
‫رفعه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬نجاة المؤمن ]من[ حفظ‬
‫لسانه )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 258‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪114‬‬

‫]‪[301‬‬

‫بيان‪ " :‬نجاة المؤمن " أي من مهالك الدنيا والخرة " حفظ لسانه " الحمل على‬
‫المبالغة‪ ،‬وفي بعض النسخ " من حفظ لسانه " )‪ (1‬أي هو من أعظم‬
‫أسباب النجاة فكأنها منحصرة فيه‪ ،‬والحاصل أنه لينجو إل من حفظ لسانه‬
‫‪ - 74‬كا‪ :‬بالسناد عن يونس‪ ،‬عن مثنى‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬كان أبو ذر يقول‪ :‬يا مبتغي العلم إن هذا اللسان‬
‫مفتاح خير ومفتاح شر‪ ،‬فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك )‬
‫‪ (2‬بيان‪ " :‬يا مبتغي العلم " أي يا طالبه‪ ،‬وفيه ترغيب على التكلم بما‬
‫ينفع في الخرة أو في الدنيا أيضا إذا لم يضر بالخرة " فاختم على لسانك‬
‫" أي إذا كان اللسان مفتاحا للشر فاخزنه حتى ل يجري عليه ما يوجب‬
‫خسارك وبوارك كما أن ذهبك وفضتك تخزنهما لتوهم صلح عاجل فيهما‪،‬‬
‫فاللسان أولى بذلك فانه مادة لصلح الدنيا والخرة‪ ،‬وفساده يوجب فساد‬
‫الدارين وفي القاموس الورق مثلثة وككتف وجبل الدراهم المضروبة‬
‫والجمع أوراق‪ ،‬وفي المصباح ومنهم من يقول هو النقرة مضروبة ]أو‬
‫غير مضروبة[‪ ،‬وقال الفارابي الورق المال من الدراهم وفي نهج البلغة‬
‫قال أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬الكلم في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا‬
‫تكلمت به صرت في وثاقه‪ ،‬فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك‪ ،‬فرب‬
‫كلمة سلبت نعمة ]وجلبت نقمة[ )‪ - 75 (3‬كا‪ :‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫الخشاب‪ ،‬عن ابن بقاح‪ ،‬عن معاذ بن ثابت‪ ،‬عن عمرو بن جميع‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان المسيح )عليه السلم( يقول‪ :‬ل تكثروا‬
‫الكلم في غير ذكر ال‪ ،‬فان الذين يكثرون الكلم في غير ذكر ال قاسية‬
‫قلوبهم‪ ،‬ولكن ل يعلمون )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬وفى بعض النسخ " في حفظ لسانه " كما في المصدر المطبوع )‪ (2‬الكافي ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ (3) 114‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ ،237‬وقد مر )‪ (4‬الكافي ج ‪2‬‬
‫ص ‪114‬‬

‫]‪[302‬‬

‫بيان‪ :‬قساوة القلب غلظه وشدته وصلبته‪ ،‬بحيث يتأبى عن قبول الحق كالحجر‬
‫الصلب يمر عليه الماء ول يقف فيه‪ ،‬وفيه دللة على أن كثرة الكلم في‬
‫المور المباحة يوجب قساوة القلب‪ ،‬وأما الكلم في المور الباطلة فقليله‬
‫كالكثير في إيجاب القساوة والنهي عنه‪ ،‬وكأن في الحديث إشارة إلى قوله‬
‫سبحانه " أفمن شرح ال صدره للسلم فهو على نور من ربه فويل‬
‫للقاسية قلوبهم من ذكر ال اولئك في ضلل مبين " )‪ .(1‬قال البيضاوي‪:‬‬
‫الية في حمزة وعلي وأبي لهب وولده ‪ - 76‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي نجران‪ ،‬عن أبي جميلة عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬مامن يوم إل وكل عضو من أعضاء الجسد يكفر اللسان‬
‫يقول‪ :‬نشدتك ال أن نعذب فيك )‪ (2‬تبيين‪ :‬في النهاية في حديث الخدري‬
‫إذا أصبح ابن آدم فان العضاء كلها تكفر اللسان أي تذل وتخضع‪،‬‬
‫والتكفير هو أن ينحني النسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل‬
‫من يريد تعظيم صاحبه‪ ،‬وقال‪ :‬نشدتك ال والرحم أي سألتك بال وبالرحم‪،‬‬
‫يقال‪ :‬نشدتك ال وأنشدك ال وبال وناشدتك ال وبال أي سألتك وأقسمت‬
‫عليك‪ ،‬وتعديته إلى مفعولين إما لنه بمنزلة دعوت أو لنهم ضمنوه معنى‬
‫ذكرت‪ ،‬فأما أنشدتك بال فخطاء انتهى وكأن الكلم بلسان الحال وفيه‬
‫استعارة تمثيلية‪ ،‬قوله " أن نعذب " كان في الكلم تقديرا أي تكف نفسك‬
‫من أن نعذب فيك‪ ،‬أي بسببك ‪ - 77‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم عن إبراهيم بن مهزم السدي‪ ،‬عن‬
‫أبي حمزة‪ ،‬عن علي بن الحسين صلوات عليهما قال‪ :‬إن لسان ابن آدم‬
‫يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول‪ :‬كيف أصبحتم فيقولون بخير‬
‫إن تركتنا‪ ،‬ويقولون‪ :‬ال ال فينا‪ ،‬ويناشدونه ويقولون‪ :‬إنما نثاب‬
‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) 22 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪114‬‬

‫]‪[303‬‬

‫ونعاقب بك )‪ (1‬ايضاح‪ :‬قوله )عليه السلم( " يشرف " كأن إشرافه كناية عن‬
‫تسلطه عليها وكونها تحب حكمه‪ ،‬وال منصوب بتقدير اتق أو احذر‪،‬‬
‫والتكرار للتأكيد والحصر وقوله " إنما نثاب " ادعائي بناء على الغالب‬
‫والحاصل أن العمدة في ثوابنا و عقابنا أنت ‪ - 78‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‬
‫ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن قيس أبي إسماعيل ‪ -‬وذكر أنه ل بأس به من‬
‫أصحابنا ‪ -‬رفعه قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪:‬‬
‫يارسول ال أوصني فقال‪ :‬احفظ لسانك قال‪ :‬يارسول ال أوصني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫احفظ لسانك‪ ،‬قال‪ :‬يارسول ال أوصني‪ ،‬قال‪ :‬احفظ لسانك‪ ،‬ويحك وهل‬
‫يكب الناس على مناخرهم في النار إل حصائد ألسنتهم )‪ (2‬تبيان‪ " :‬جاء‬
‫رجل " في روايات العامة أن الرجل كان معاذ بن جبل‪ ،‬وويح كأنه‬
‫منصوب على النداء كما يصرح به كثيرا ورد للتعجب من حاله كيف‬
‫استصغر ما أوصاه به ولم يكتف‪ ،‬وطلب غيره بتكرار السؤال‪ ،‬وفي النهاية‬
‫ويح كلمة ترحم وتوجع‪ ،‬يقال لمن وقع في هلكة ل يستحقها‪ ،‬وقد يقال‬
‫بمعنى المدح والتعجب وهي منصوبة على المصدر وقال‪ :‬في الحديث وهل‬
‫يكب الناس على مناخر هم في النار إل حصائد ألسنتهم أي ما يقطعونه من‬
‫الكلم الذي لخير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع‬
‫وتشبيها للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به وفي‬
‫القاموس‪ :‬كبه قلبه وصرعه كأكبه وكبكبه فأكب وهو لزم ومتعد‪ ،‬و قال‬
‫المنخر بفتح الميم والخاء وبكسرهما وضمهما وكمجلس وملمول النف‬
‫انتهى والحصر كما مر وكأنه إشارة إلى قوله تعالى " فكبكبوا فيها هم‬
‫والغاون )‪(3‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 115‬الشعراء‪94 :‬‬

‫]‪[304‬‬

‫وقد وردت أخبار بأن الغاوين قوم وصفوا عدل ثم خالفوه إلى غيره ‪ - 79‬كا‪ :‬عن‬
‫أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن فضال عمن رواه‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫من لم يحسب كلمه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه )‪ (1‬بيان‪" :‬‬
‫من لم يحسب " من باب نصر من الحساب أو كنعم من الحسبان بمعنى‬
‫الظن والول أظهر وهذا رد على ما يسبق إلى أوهام أكثر الخلق من‬
‫الخواص والعوام أن الكلم ليس مما يترتب عليه عقاب‪ ،‬فيجترؤن على‬
‫أنواع الكلم بل تأمل وتفكر‪ ،‬مع أن أكثر أنواع الكفر والمعاصي من جهة‬
‫اللسان‪ ،‬لن اللسان له تصرف في كل موجود وموهوم ومعدوم‪ ،‬وله يد في‬
‫العقليات والخياليات والمسموعات والمشمومات والمبصرات والمذوقات‬
‫والملموسات‪ ،‬فصاحب هذا الحسبان الباطل ل يبالي بالكلم في أباطيل هذه‬
‫المور وأكاذيبها فيجتمع عليه من كل وجه خطيئة‪ ،‬فتكثر خطاياه وأما غير‬
‫اللسان فخطاياه قليلة‪ ،‬بالنسبة إليه فان خطيئة السمع ليست إل‬
‫المسموعات‪ ،‬وخطيئة البصر ليست إل المبصرات‪ ،‬وقس عليهما سائر‬
‫الجوارح والمراد بحضور عذابه حضور أسبابه‪ ،‬وقيل‪ :‬إنما حضر عذابه‬
‫لنه أكثر ما يكون يندم على بعض ماقاله‪ ،‬ول ينفعه الندم‪ ،‬ولنه قلما يكون‬
‫كلم ل يكون موردا للعتراض ولسيما إذا كثر ‪ - 80‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يعذب ال اللسان بعذاب ل يعذب به شيئا‬
‫من الجوارح‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا ؟ فيقول له‪:‬‬
‫خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬فسفك بها الدم الحرام‪،‬‬
‫وانتهب بها المال الحرام‪ ،‬وانتهك بها الفرج الحرام‪ ،‬وعزتي وجللي‬
‫لعذبنك بعذاب‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪115‬‬

‫]‪[305‬‬

‫لاعذب به شيئا من جوارحك )‪ (1‬بيان‪ " :‬خرجت منك كلمة " أي من الفتاوى‬
‫الباطلة أو العم منها ومن أحكام الملوك وغيرهم‪ ،‬وسائر ما يكون‬
‫سببالمثال ذلك‪ ،‬وقوله " من جوارحك " إما بتقدير مضاف أي جوارح‬
‫صاحبك‪ ،‬أو الضافة للمجاورة والملبسة‪ ،‬أو للشارة إلى أن سائر‬
‫الجوارح تابعة له وهو رئيسها وكأن الكلم مبني على التمثيل و السؤال‬
‫والجواب بلسان الحال‪ ،‬ويحتمل أن يكون ال تعالى يعطيه حياة وشعورا‬
‫وقدرة على الكلم كما قيل في شهادة الجوارح ‪ - 81‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن كان في شئ شؤم ففي‬
‫اللسان )‪ (2‬بيان‪ :‬الشؤم أصله الهمز‪ ،‬وقد يخفف‪ ،‬بل الغالب عليه التخفيف‬
‫لكن الجوهري والفيروز آبادي لم يذكراه إل مهموزا قال الجوهري‪ :‬الشؤم‬
‫نقيض اليمن‪ ،‬يقال‪ :‬رجل مشوم ومشؤوم وقد شام فلن على قومه يشأمهم‬
‫فهو شائم إذا جر عليهم الشؤم‪ ،‬وقد شئم عليهم فهو مشؤوم إذا صار‬
‫شؤما عليهم انتهى وقال في النهاية‪ :‬فيه إن كان الشؤم في شئ ففي ثلث‪:‬‬
‫المرأة‪ ،‬والدار‪ ،‬والفرس‪ ،‬أي إن كان ما يكره ويخاف عاقبته‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫والواو في الشؤم همزة ولكنها خففت فصارت واوا وغلب عليها التخفيف‬
‫حتى لم ينطق بها مهموزة‪ ،‬والشؤم ضد اليمن يقال‪ :‬تشاءمت بالشئ‬
‫وتيمنت به وأقول‪ :‬الحديث الذي أورده مروي في طرقنا أيضا )‪ (3‬فالحصر‬
‫في هذا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 115‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 116‬من ذلك ما رواه الصدوق‬
‫في الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ 49‬عن محمد بن على ماجيلويه عن محمد بن‬
‫يحيى العطار‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خالد بن‬
‫نجيح عن أبى عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬تذاكروا الشؤم عنده فقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬الشؤم في ثلثة‪ :‬في المرأة‪ ،‬والدابة‪ ،‬والدار‪ :‬فأما شؤم‬
‫المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها‪ ،‬وأما =‬

‫]‪[306‬‬

‫الخبر بالنسبة إلى أعضاء النسان‪ ،‬وكثرة شؤم اللسان لكثرة المضرات والمفاسد‬
‫المترتبة عليها ظاهرة قد سبق القول فيها ‪ - 82‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‬
‫والحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى جميعا‪ ،‬عن الوشاء قال‪ :‬سمعت الرضا‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت‬
‫قبل ذلك عشر سنين )‪ (1‬ايضاح‪ " :‬صمت قبل ذلك " أي عمال ينبغي‪،‬‬
‫وتلك المدة ليصير الصمت ملكة له‪ ،‬ثم كان يشتغل بالعبادة والجتهاد فيها‪،‬‬
‫لتقع العبادة صافية خالية عن المفاسد وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون الصمت في‬
‫تلك المدة للتفكر في المعارف اليقينية والعلوم الدينية حتى يكمل في العلم‪،‬‬
‫ويستحق لتعليم العباد‪ ،‬وإرشادهم‪ ،‬وتكميل نفسه بالعمال الصالحة أيضا‬
‫فيأمن عن الخطاء والخطل في القول والعمل‪ ،‬ثم يشرع في أنواع العبادات‬
‫التي منها هداية الخلق وتعليمهم وتكميلهم كما مر )‪ (2‬عن أمير ‪-‬‬
‫المؤمنين )عليه السلم( " كل سكوت ليس فيه فكرة فهو سهو " وقال‬
‫الكاظم )عليه السلم(‪ :‬دليل العقل التفكر‪ ،‬ودليل التفكر الصمت‪ ،‬ومثله كثير‬
‫وهذا وجه حسن لم يسبقني إليه فطن‪ ،‬وإن كان بفضل المفيض المالك جل‬
‫ما أوردته في هذا الكتاب كذلك ‪ - 83‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن بكربن صالح‪ ،‬عن الغفاري‪ ،‬عن جعفر بن إبراهيم قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من‬
‫رأى موضع كلمه من عمله‪ ،‬قل كلمه إل فيما يعنيه )‪ (3‬ايضاح‪ :‬الغفار‬
‫ككتاب حي من العرب )من راى موضع كلمه من عمله( أي يعلم ان كلمه‬
‫اكثر من سائر اعماله‪ ،‬أو يعلم انه محسوب من اعماله ومجازي‬
‫= الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهر ها‪ ،‬واما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها‬
‫وكثرة عيوبها )‪ 1‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 116‬راجع ص ‪ 275‬فيما‬
‫مضي‬

‫]‪[307‬‬

‫به‪ ،‬كما مر‪ ،‬والول هنا أظهر‪ ،‬ويمكن إدراج المعنيين فيه " فيما يعنيه " أي يهمه‬
‫وينفعه ‪ - 84‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن الحسن بن علي الكوفي‪ ،‬عن‬
‫عثمان ابن عيسى‪ ،‬عن سعيد بن يسار‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬في حكم آل داود‪ :‬على العاقل أن يكون عارفا‬
‫بزمانه‪ ،‬مقبل على شأنه‪ ،‬حافظا للسانه )‪ (1‬بيان‪ " :‬في حكم آل داود "‬
‫أي الزبور أو العم منه ومما صدر عنه )عليه السلم( أو عنهم من الحكم‬
‫" على العاقل " أي يجب أو يلزم عليه " أن يكون عارفا بزمانه " أي‬
‫بأهل زمانه ليميز بين صديقه وعدوه الواقعيين وبين من يضله ومن يهديه‬
‫وبين من تجب متابعته ومن تجب مفارقته ومجانبته‪ ،‬فل ينخدع منهم في‬
‫دينه ودنياه ويعلم موضع التقية والعشرة والعزلة والحب والبغض‪ ،‬وفي‬
‫الحديث والعالم بزمانه لتهجم عليه اللوابس وفي حديث آخر‪ :‬عارفا بأهل‬
‫زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه‪ ،‬و في وصية أمير المؤمنين للحسن‬
‫صلوات ال عليهما يا بني إنه لبد للعاقل من أن ينظر في شأنه‪ ،‬فليحفظ‬
‫لسانه‪ ،‬وليعرف أهل زمانه قوله )عليه السلم(‪ " :‬مقبل على شأنه " أي‬
‫يكون دائما مشتغل باصلح نفسه ومحاسبتها ومعالجة أدوائها وتحصيل ما‬
‫ينفعها‪ ،‬والجتناب عما يرديها ويضر بها‪ ،‬ول يصرف شيئا من عمره فيها‬
‫ل يعنيه " حافظا للسانه " عن اللغو والباطل كما قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إذا تم العقل نقص الكلم )‪ - 85 (2‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن رباط‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬ل يزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا‪ ،‬فإذا‬
‫تكلم كتب محسنا أو مسيئا )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 116‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 157‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪116‬‬

‫]‪[308‬‬

‫بيان‪ :‬يكتب محسنا " إما ليمانه‪ ،‬أو لسكوته فانه من العمال الصالحة كما ذكره‬
‫الناظرون في هذا الخبر‪ ،‬وأقول‪ :‬الول عندي أظهر‪ ،‬وإن لم يتفطن به‬
‫الكثر لقوله )عليه السلم(‪ :‬فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا لنه على‬
‫الحتمال الثاني يبطل الحصر لنه يمكن أن يتكلم بالمباح‪ ،‬فل يكون محسنا‬
‫ول مسيئا إل أن يعم المسئ تجوزا بحيث يشمل غير المحسن مطلقا وهو‬
‫بعيد فان قيل‪ :‬يرد على ما اخترته أن في حال التكلم بالحرام ثواب اليمان‬
‫حاصل له‪ ،‬فيكتب محسنا ومسيئا معا فل يصح الترديد‪ ،‬قلت‪ :‬يمكن أن‬
‫يكون المراد بالمحسن المحسن من غير إساءة كما هو الظاهر فتصح‬
‫المقابلة‪ ،‬مع أن بقاء ثواب استمرار اليمان مع فعل المعصية في محل‬
‫المنع‪ ،‬ويومي إلى عدمه قولهم )عليهم السلم( " ل يزني الزاني حين‬
‫يزني وهو مؤمن " )‪ (1‬وأمثاله مما قدمر بعضها ويمكن أن يكون هذا أحد‬
‫محامل هذه الخبار‪ ،‬وأحد علل ما ورد أن نوم العالم عبادة‪ ،‬أي هو في حال‬
‫النوم في حكم العبادة‪ ،‬لستمرار ثواب علمه وإيمانه وعدم صدور شئ منه‬
‫يبطله في تلك الحالة‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 69‬ص ‪ 211 - 175‬من هذه الطبعة‬

‫]‪[309‬‬

‫)‪) (79‬باب( * )قول الخير والقول الحسن( * * )والتفكر فيما يتكلم( * اليات‪:‬‬
‫البقرة‪ ،‬وقولوا للناس حسنا )‪ (1‬اسرى‪ :‬قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن‬
‫إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للنسان عدوا مبينا )‪(2‬‬
‫الفرقان‪ ،:‬وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما )‪ (3‬القصص‪ :‬وإذا سمعوا‬
‫اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلم عليكم لنبتغي‬
‫الجاهلين )‪ (4‬الحزاب‪ :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وقولوا قول سديدا *‬
‫يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم )‪ (5‬تفسير‪ " :‬وقولوا للناس " قال‬
‫المام )عليه السلم(‪ :‬قولوا للناس كلهم حسنا مؤمنهم ومخالفهم أما‬
‫المؤمنون فيبسط لهم وجهه وبشره‪ ،‬وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة‬
‫لجتذابهم‪ ،‬فان ييأس من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وإخوانه المؤمنين‬
‫إلى آخر ما سيأتي في باب التقية )‪ (6‬وفي الكافي والعياشي‪ ،‬عن الباقر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬في هذه الية قال‪ :‬قولوا‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 83 :‬أسرى‪ (3) 53 :‬الفرقان‪ (4) 63 :‬القصص‪ (5) 55 :‬الحزاب‪:‬‬
‫‪ (6) 71 - 70‬تفسير المام ص ‪ ،145‬وترى تتمة التفسير في ج ‪ 75‬ص‬
‫‪406 - 401‬‬

‫]‪[310‬‬
‫للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم )‪ (1‬وفي الكافي‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪:‬‬
‫ل تقولوا إل خيرا حتى تعلموا ما هو ؟ قيل‪ :‬يعني ل تقولوا إل خيرا ما‬
‫تعلموا الخير فيهم‪ ،‬فأما إذا علمتم أنه لخير فيهم وانكشف لكم عن سوء‬
‫ضمائرهم بحيث ل تبقى لكم مرية‪ ،‬فل عليكم أن ل تقولوا خيرا‪ ،‬و " ما "‬
‫تحتمل الموصولية والستفهام والنفي‪ ،‬وقال علي بن إبراهيم‪ :‬نزلت في‬
‫اليهود ثم نسخت بقوله تعالى‪ " :‬اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " )‪(2‬‬
‫ويمكن الجمع بأنه إنما نسخت في حق اليهود وأهل الذمة المأمور بقتالهم‪،‬‬
‫وبقي حكمها في سائر الناس ‪ - 1‬ل )‪ (3‬لى‪ :‬يحيى بن زيد بن العباس‪ ،‬عن‬
‫عمه علي بن العباس‪ ،‬عن إبراهيم بن بشر‪ ،‬عن عمرو بن خالد‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬القول الحسن يثري‬
‫المال‪ ،‬وينمي الرزق وينسي في الجل‪ ،‬ويحبب إلى الهل‪ ،‬و يدخل الجنة )‬
‫‪ - 2 (4‬لى‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬يا نوف قل خيرا تذكر بخير‬
‫)‪ - 3 (5‬لى‪ :‬المكتب‪ ،‬عن ابن زكريا‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن ابن بهلول‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن عثمان‪ ،‬عن سليمان بن مهران قال‪ :‬دخلت على الصادق وعنده‬
‫نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول‪ :‬معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ول‬
‫تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا‪ ،‬واحفظوا ألسنتكم‪ ،‬وكفوها عن‬
‫الفضول وقبيح القول )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 48‬تفسير القمى ص ‪ (3) 43‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) 153‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 2‬أمالى الصدوق ص ‪ (6) 126‬أمالى‬
‫الصدوق ص ‪240‬‬

‫]‪[311‬‬

‫ما‪ :‬الغضايرى‪ ،‬عن الصدوق مثله )‪ - 4 (1‬لى‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬من لم يرع في كلمه أظهر هجره )‪ - 5 (2‬ما )‪ (3‬ع‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( أل قولوا خيرا تعرفوا به‪ ،‬واعملوا به تكونوا من‬
‫أهله )‪ - 6 (4‬ع‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن القاساني‪ ،‬عن‬
‫الثقفى عن علي بن المعلى‪ ،‬عن إبراهيم بن الخطاب رفعه إلى أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬إذا أفلتت من أحدكم كلمة جفاء يخاف منها على‬
‫نفسه‪ ،‬فليتبعها بكلمة تعجب منها تحفظ عليه وتنسى تلك )‪ - 7 (5‬سن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ثلث من أبواب البر سخاء النفس‪ ،‬وطيب‬
‫الكلم‪ ،‬والصبر على الذى )‪ - 8 (6‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير‬
‫)‪ - 9 (7‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن أبي الحسن الصفهاني‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم‪ (:‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫قولوا الخير تعرفوا به‪ ،‬واعملوا‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 55‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) 194‬أمالى الطوسى‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 221‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 235‬علل الشرائع ج ‪2‬‬
‫ص ‪ ،150‬وفيه " كلمة حمقاء " بدل " كلمة جفاء " والمراد بقوله‪" :‬‬
‫وكلمة تعجب منها " الكلمة الصالحة الحكيمة التى تعجب منها النفوس‬
‫وتبتدعها )‪ (6‬المحاسن ص ‪6‬‬

‫]‪[312‬‬

‫الخير تكونوا من أهله )‪ - 10 (1‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أسباط رفعه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( رحم ال عبدا قال خيرا فغنم‪ ،‬أوسكت على سوء‬
‫فسلم )‪ - 11 (2‬ف‪ :‬عن أبي محمد )عليه السلم( قال‪ :‬قلب الحمق في‬
‫فمه‪ ،‬وفم الحكيم في قلبه )‪ - 12 (3‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل‪ ،‬عن‬
‫خالد‪ ،‬عن محمد بن سليمان رفعه قال‪ :‬أخذ رجل بلجام دابة رسول ال‬
‫فقال‪ :‬يارسول ال أي العمال أفضل ؟ فقال إطعام الطعام‪ ،‬وإطياب الكلم )‬
‫‪ - 13 (4‬ل‪ :‬باسناده‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( في قول‬
‫ال تعالى " و قولوا للناس حسنا " )‪ (5‬قال‪ :‬نزلت في أهل الذمة ثم‬
‫نسخها قوله تعالى " قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول‬
‫يحرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب‬
‫حتى يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون " )‪ - 14 (6‬يب‪ :‬باسناده‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن أبي علي قال‪ :‬كنا‬
‫عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال رجل‪ :‬جعلت فداك قول ال عزوجل "‬
‫وقولوا للناس حسنا " هو للناس جميعا ؟ فضحك وقال‪ :‬ل‪ ،‬عني‪ :‬قولوا‬
‫محمد رسول ال صلى ال عليه وعلى أهل بيته بيان‪ :‬كأنه على المثال‪،‬‬
‫والمراد تأويل الية بأن الغرض إظهار المور الحقة بين الناس‪ ،‬أو المراد‬
‫بالناس النسان الحقيقي وهم النبياء والئمة )عليهم السلم( كما ورد في‬
‫تفسير قوله تعالى‪ " :‬ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " )‪ (7‬وعلى‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ص ‪ (3) 15‬تحف العقول ‪ 489‬في ط )‪ (4‬المحاسن ص ‪) 292‬‬


‫‪ (5‬البقرة‪ (6) 83 :‬براءة‪ (7) 29 :‬البقرة‪199 :‬‬

‫]‪[313‬‬
‫التقديرين هو أحد بطون الية‪ ،‬ومحمول على غير حال التقية ‪ - 15‬شى‪ :‬عن‬
‫حريز‪ ،‬عن بريد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬اطعم رجل سائل‬
‫لأعرفه مسلما ؟ قال‪ :‬نعم أطعمه ما لم تعرفه بولية ول بعداوة‪ ،‬إن ال‬
‫يقول‪ " :‬وقولوا للناس حسنا " )‪ (1‬بيان‪ :‬كأن المعنى أنه إذا كان القول‬
‫الحسن معهم مطلوبا كان إطعامهم أيضا مطلوبا بطريق أولى‪ ،‬أو يكون‬
‫ذكره للتنظير لرفع الستبعاد‪ ،‬أو يكون هذا تأويل آخر للية‪ ،‬بأن يراد بها‬
‫حسن الظن بهم‪ ،‬وعدم نسبة الكفر والخلف إليهم ما لم يعلم ذلك ‪- 16‬‬
‫شى‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمعته‬
‫يقول‪ :‬اتقو ال ول تحملوا الناس على أكتافكم‪ ،‬إن ال يقول في كتابه‪" :‬‬
‫وقولوا للناس حسنا " )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ ،48‬والية في البقرة‪ (2) 83 :‬المصدر نفسه‬

‫]‪[314‬‬

‫)‪) (80‬باب( * )التفكر والعتبار والتعاظ بالعبر( * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬كذلك يبين ال‬
‫لكم اليات لعلكم تتفكرون * في الدنيا والخرة )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬وما يذكر‬
‫إل اولوا اللباب )‪ (2‬آل عمران‪ :‬إن في ذلك لعبرة لولي البصار )‪ (3‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة‬
‫المكذبين )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬ويتفكرون في خلق السموات والرض ما خلقت‬
‫هذا باطل )‪ (5‬النعام‪ :‬قل سيروا في الرض ثم انظروا كيف كان عاقبة‬
‫المكذبين )‪ (6‬وقال تعالى‪ :‬إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم ال‬
‫ثم إليه يرجعون )‪ (7‬وقال‪ :‬قل هل يستوي العمى والبصير أفل تتفكرون )‬
‫‪(8‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ ،219 :‬و ‪ (2) 266‬البقرة‪ (3) 269 :‬آل عمران‪ (4) 13 :‬آل عمران‪:‬‬
‫‪ (5) 137‬آل عمران‪ (6) 191 :‬النعام‪ (7) 11 :‬النعام‪ (8) 36 :‬النعام‪:‬‬
‫‪50‬‬

‫]‪[315‬‬

‫وقال‪ :‬ذلكم وصيكم به لعلكم تذكرون )‪ (1‬العراف‪ :‬قليل ما تذكرون )‪ (2‬وقال‪:‬‬


‫فاقصص القصص لعلهم يتفكرون )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬أولم ينظروا في ملكوت‬
‫السموات والرض وما خلق ال من شئ وأن عسى أن يكون قد اقترب‬
‫أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون )‪ (4‬وقال تعالى‪ :‬إن الذين اتقوا إذا مسهم‬
‫طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون * وإخوانهم يمدونهم في‬
‫الغي ثم ل يقصرون )‪ (5‬يونس‪ :‬كذلك نفصل اليات لقوم يتفكرون )‪(6‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬فانظر كيف كان عاقبة المنذرين )‪ (7‬وقال سبحانه‪ :‬قل انظروا‬
‫ما في السموات والرض وما تغني اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون )‪(8‬‬
‫يوسف‪ :‬أولم يسيروا في الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم‬
‫)‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬لقد كان في قصصهم عبرة لولي اللباب )‪ (10‬الرعد‪ :‬إن‬
‫في ذلك ليات لقوم يتفكرون )‪ (11‬الحجر‪ :‬إن في ذلك ليات للمتوسمين *‬
‫وإنها لبسبيل مقيم * إن في‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) 152 :‬العراف‪ (3) 3 :‬العراف‪ (4) 176 :‬العراف‪(5) 185 :‬‬
‫العراف‪ 201 :‬و ‪ (6) 202‬يونس‪ (7) 24 :‬يونس‪ (8) 73 :‬يونس‪:‬‬
‫‪ (9) 101‬يوسف‪ (10) 109 :‬يوسف‪ (11) 111 :‬الرعد‪3 :‬‬

‫]‪[316‬‬

‫ذلك لية للمؤمنين )‪ (1‬النحل‪ :‬إن في ذلك لية لقوم يتفكرون )‪ (2‬وقال تعالى‪:‬‬
‫فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )‪ (3‬المؤمنون‪ :‬قل‬
‫أفل تذكرون )‪ (4‬الفرقان‪ :‬ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إل‬
‫كفورا )‪ (5‬وقال تعالى‪ :‬والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما‬
‫وعميانا )‪ (6‬النمل‪ :‬قليل ما تذكرون )‪ (7‬وقال تعالى‪ :‬قل سيروا في‬
‫الرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين )‪ (8‬العنكبوت‪ :‬قل سيروا في‬
‫الرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم ال ينشئ النشأة الخرة إن ال على كل‬
‫شئ قدير )‪ (9‬وقال تعالى‪ :‬إن في ذلك ليات لقوم يؤمنون )‪ (10‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون )‪ (11‬وقال تعالى‪ :‬وتلك‬
‫المثال نضربها للناس وما يعقلها إل العالمون )‪ (12‬الروم‪ :‬أولم يتكفروا‬
‫في أنفسهم ما خلق ال السموات والرض وما بينهما‬

‫)‪ (1‬الحجر‪ (2) 77 - 75 :‬النحل‪ (3) 11 :‬النحل‪ (4) 36 :‬المؤمنون‪(5) 86 :‬‬


‫الفرقان‪ (6) 50 :‬الفرقان‪ (7) 73 :‬النمل‪ (8) 62 :‬النمل ‪(9) 69‬‬
‫العنكبوت‪ (10) 20 :‬العنكبوت‪ (11) 24 :‬العنكبوت‪(12) 35 :‬‬
‫العنكبوت‪43 :‬‬

‫]‪[317‬‬

‫إل بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون * أو لم يسيروا‬
‫في الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة‬
‫وأثاروا الرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما‬
‫كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬إن في ذلك‬
‫ليات لقوم يتفكرون )‪ (2‬المؤمن‪ :‬وما يتذكر إل من ينيب‪ .‬وقال تعالى‪:‬‬
‫قليل ما تتذكرون )‪ (3‬وقال تعالى‪ :‬أفلم يسيروا في الرض فينظروا كيف‬
‫كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الرض فما‬
‫أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )‪ (4‬السجدة‪ :‬سنريهم آياتنا في الفاق وفي‬
‫أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد *‬
‫أل إنهم في مرية من لقاء ربهم أل إنه بكل شئ محيط )‪ (5‬الجاثية‪ :‬إن في‬
‫السموات والرض ليات للمؤمنين * وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات‬
‫لقوم يوقنون * واختلف الليل والنهار وما أنزل ال من السماء من رزق‬
‫فأحيابه الرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون )‪ (6‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬إن في ذلك ليات لقوم يتفكرون )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬الروم‪ 8 :‬و ‪ (2) 9‬الروم‪ (3) 21 :‬المؤمن‪ 13 :‬و ‪ (4) 58‬المؤمن‪(5) 82 :‬‬
‫السجدة‪ 53 :‬و ‪ (6) 54‬الجاثية‪ (7) 5 - 3 :‬الجاثية‪13 :‬‬

‫]‪[318‬‬

‫محمد‪ :‬أفلم يسيروا في الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر ال‬
‫عليهم وللكافرين أمثالها )‪ (1‬الذاريات‪ :‬وفي الرض آيات للموقنين * وفي‬
‫أنفسكم أفل تبصرون )‪ (2‬القمر‪ :‬ولقد جائهم من النباء ما فيه مزد جر *‬
‫حكمة بالغة فما تغن النذر إلى قوله تعالى‪ :‬ولقد تركناها آية فهل من مدكر‬
‫* فكيف كان عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )‪(3‬‬
‫الحشر‪ :‬فاعتبروا يا اولي البصار )‪ (4‬وقال‪ :‬وتلك المثال نضربها للناس‬
‫لعلهم يتفكرون )‪ (5‬الحاقة‪ :‬لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية )‪(6‬‬
‫المزمل والدهر‪ :‬إن هذه تذكرة * فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيل )‪ - 1 (7‬كا‪:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪ :‬نبه بالتفكر قلبك‪،‬‬
‫وجاف عن الليل جنبك‪ ،‬واتق ال ربك )‪ (8‬بيان‪ :‬التنبيه اليقاظ عن النوم‬
‫وعن الغفلة‪ ،‬وفي القاموس النبه بالضم الفطنة‪ ،‬والقيام من النوم‪ ،‬وأنبهته‬
‫ونبهته فتنبه وانتبه‪ ،‬وهذا منبهة على كذا مشعر به‪ ،‬ولفلن مشعر بقدره‬
‫ومعل له‪ ،‬وما نبه له كفرح ما فطن‪ ،‬والسم‬

‫)‪ (1‬القتال‪ (2) 10 :‬الذاريات‪ 20 :‬و ‪ (3) 21‬القمر‪ (4) 15 - 4 :‬الحشر‪(5) 2 :‬‬
‫الحشر‪ (6) 21 :‬الحاقة‪ (7) 12 :‬المزمل‪ ،19 :‬الدهر‪ (8) 29 :‬الكافي ج‬
‫‪ 2‬ص ‪54‬‬
‫]‪[319‬‬

‫النبه بالضم ونبه باسمه تنبيها نوه انتهى والتفكر إعمال الفكر فيما يفيد العلم به‬
‫قوة اليمان واليقين‪ ،‬والزهد في الدنيا‪ ،‬والرغبة في الخرة قال الغزالي‪:‬‬
‫حقيقة التفكر طلب علم غير بديهي من مقدمات موصلة إليه كما إذا تفكر‬
‫أن الخرة باقية والدنيا فانية‪ ،‬فانه يحصل له العلم بأن الخرة خير من‬
‫الدنيا‪ ،‬وهو يبعثه على العمل للخرة فالتفكر سبب لهذا العلم‪ ،‬وهذا العمل‬
‫حالة نفسانية‪ ،‬وهو التوجه إلى الخرة‪ ،‬وهذه الحالة تقتضي العمل لها‬
‫وقس على هذا‪ ،‬فالتفكر موجب لتنور القلب وخروجه من الغفلة وأصل‬
‫لجميع الخيرات وقال المحقق الطوسي قدس سره‪ :‬التفكر سير الباطن من‬
‫المبادي إلى المقاصد‪ ،‬وهو قريب من النظر‪ ،‬ول يرتقي أحد من النقص إلى‬
‫الكمال إل بهذا السير‪ ،‬ومباديه الفاق والنفس‪ ،‬بأن يتفكر في أجزاء العالم‬
‫وذراته‪ ،‬وفي الجرام العلوية من الفلك والكواكب‪ ،‬وحركاتها وأوضاعها‬
‫ومقاديرها واختلفاتها ومقارناتها ومفارقانها وتأثيراتها وتغييراتها‪ ،‬وفي‬
‫الجرام السفلية وترتيبها وتفاعلها وكيفياتها ومركباتها ومعدنياتها‬
‫وحيواناتها‪ ،‬وفي أجزاء النسان وأعضائه من العظام والعضلت‬
‫والعصبات والعروق‪ ،‬وغيرها مما ل يحصى كثرة ويستدل بها وبما فيها‬
‫من المصالح والمنافع والحكم والتغيير على كمال الصانع وعظمته وعلمه‬
‫وقدرته وعدم ثبات ما سواه وبالجملة التفكر فيما ذكر ونحوه من حيث‬
‫الخلق والحكمة والمصالح أثره العلم بوجود الصانع وقدرته وحكمته‪ ،‬ومن‬
‫حيث تغيره وانقلبه وفنائه بعد وجوده أثره النقطاع منه‪ ،‬والتوجه بالكلية‬
‫إلى الخالق الحق ومن هذا القبيل التفكر في أحوال الماضين‪ ،‬وانقطاع‬
‫أيديهم عن الدنيا وما فيها‪ ،‬ورجوعهم إلى دار الخرة‪ ،‬فإنه يوجب قطع‬
‫المحبة عن غير ال والنقطاع إليه بالتقوى والطاعة‪ ،‬ولذا أمر بهما بعد‬
‫المر بالتفكر‪ ،‬ويمكن تعميم التفكر بحيث يشمل التفكر في معاني اليات‬
‫القرآنية والخبار النبوية والثار المروية‬

‫]‪[320‬‬

‫عن الئمة الطهار والمسائل الدينية والحكام الشرعية‪ ،‬وبالجملة كل ما أمر‬


‫الشارع الصادع بالخوض فيه والعلم به قوله‪) :‬عليه السلم(‪ " :‬وجاف‬
‫عن الليل جنبك " الجفا البعد‪ ،‬وجاف عنه كذا أي باعده عنه‪ ،‬في الصحاح‬
‫جفاالسرج عن ظهر الفرس وأجفيته أنا إذا رفعته عنه‪ ،‬وجافاه عنه فتجافا‬
‫جنبه عن الفراش أي نبا انتهى‪ .‬وقال سبحانه‪ " :‬تتجافى جنوبهم عن‬
‫المضاجع " )‪ (1‬وإسناد المجافاة إلى الليل مجاز في السناد أي جاف عن‬
‫الفراش بالليل أو فيه تقدير مضاف أي جاف عن فراش الليل جنبك‪ ،‬وعلى‬
‫التقادير كناية عن القيام بالليل للعبادة وقد مر معنى التقوى والتوصيف‬
‫بالرب للتعليل ‪ - 2‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبان‪،‬‬
‫عن الحسن الصيقل قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عما يروي‬
‫الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة قلت‪ :‬كيف يتفكر ؟ قال‪ :‬يمر‬
‫بالخربة أو بالدار فيقول‪ :‬أين ساكنوك ؟ وأين بانوك ؟ مالك ل تتكلمين ؟ )‬
‫‪ (2‬بيان‪ " :‬خير من قيام ليلة " أي للعبادة‪ ،‬لن التفكر من أعمال القلب‬
‫وهو أفضل من أعمال الجوارح‪ ،‬وأيضا أثره أعظم وأدوم‪ ،‬إذ ربما صار‬
‫تفكر ساعة سببا للتوبة عن المعاصي ولزوم الطاعة تمام العمر " يمر‬
‫بخربة " كأنه )عليه السلم( ذكر ذلك على سبيل المثال لتفهيم السائل‪،‬‬
‫أوقال ذلك على قدر فهم السائل ورتبته‪ ،‬فانه كان قابل لهذا النوع من‬
‫التفكر‪ ،‬والمراد بالدار ما لم تخرب لكن مات من بناها وسكنها غيره‬
‫وبالخربة ما خرب ولم يسكنه أحد وكون الترديد من الراوي كما زعم بعيد‬
‫ويحتمل أن يكون أين ساكنوك للخربة وأين بانوك للدار‪ ،‬على اللف والنشر‬
‫المرتب لكن كونهما لكل منهما أظهر والظاهر أن القول بلسان الحال‬
‫ويحتمل المقال وقوله‪ " :‬مالك ل تتكلمين " بيان لغاية ظهور الحال أي‬
‫العبرة فيك بينة بحيث كان ينبغي أن تتكلم بذلك‬

‫)‪ (1‬السجدة‪ (2) 16 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪54‬‬

‫]‪[321‬‬

‫وقيل‪ :‬هو من قبيل ذكر اللزم وإرادة الملزوم‪ ،‬فنفي التكلم كناية عن نفي الستماع‪،‬‬
‫أي لم ل يستمع الغافلون ما تتكلمين به بلسان الحال جهرا‪ ،‬وقيل استفهام‬
‫إنكاري أي أنت تتكلمين لكن الغافلون ل يستمعون وهو بعيد ويمكن أن‬
‫يكون كلمها كناية عن تنبيه الغافلين أي لم لتنبه المغرورين بالدنيا مع‬
‫هذه الحالة الواضحة‪ ،‬ويؤل إلى تعيير الجاهلين بعدم التعاظ به كما أنه‬
‫يقول رجل لوالد رجل فاسق بحضرته‪ :‬لم لتعظ ابنك مع أنه يعظه‪ ،‬وإنما‬
‫يقول ذلك تعييرا للبن ‪ - 3‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن‬
‫بعض رجاله‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أفضل العبادة إدمان‬
‫التفكر في ال وفي قدرته )‪ (1‬بيان‪ :‬الدمان الدامة‪ ،‬وقوله )عليه السلم(‪:‬‬
‫" وفي قدرته " كأنه عطف تفسير لقوله‪ " :‬في ال " فان التفكر في ذات‬
‫ال وكنه صفاته ممنوع كما مر في الخبار في كتاب التوحيد‪ ،‬لنه يورث‬
‫الحيرة والدهش واضطراب العقل‪ .‬فالمراد بالتفكر في ال النظر إلى أفعاله‬
‫وعجائب صنعه وبدايع أمره في خلقه‪ ،‬فانها تدل على جلله وكبريائه‬
‫وتقدسه وتعاليه‪ ،‬وتدل على كمال علمه وحكمته‪ ،‬وعلى نفاذ مشيته‬
‫وقدرته وإحاطته بالشياء‪ ،‬وأنه سبحانه لكمال علمه وحكمته لم يخلق هذا‬
‫الخلق عبثا من غير تكليف ومعرفة وثواب وعقاب‪ ،‬فانه لو لم تكن نشأة‬
‫اخرى باقية غير هذه النشأة الفانية المحفوفة بأنواع المكاره واللم لكان‬
‫خلقها عبثا كما قال تعالى‪ " :‬أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل‬
‫ترجعون " )‪ (2‬وهذا تفكر اولي اللباب‪ ،‬كما قال تعالى‪ " :‬إن في خلق‬
‫السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب * الذين‬
‫يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات‬
‫والرض ربنا ماخلقت هذا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 55‬المؤمنون‪115 :‬‬

‫]‪[322‬‬

‫باطل سبحانك فقنا عذاب النار " )‪ (1‬وقال سبحانه‪ " :‬ومن آياته " ]ومن آياته[‬
‫في مواضع كثيرة فتلك اليات هي مجاري التفكر في ال وفي قدرته لولي‬
‫النهى‪ ،‬لذاته تعالى فقد روي عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪:‬‬
‫تفكروا في آلء ال فانكم لن تقدروا قدره ‪ - 4‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬سألت أبا الحسن الرضا )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يقول ليس العبادة كثرة الصلة والصوم‪ :‬إنما العبادة التفكر في‬
‫أمر ال عزوجل )‪ (2‬توضيح‪ " :‬ليس العبادة كثرة الصلوة " أي ليست‬
‫منحصرة فيها " إنما العبادة " أي الكاملة " التفكر في أمر ال " بالمعاني‬
‫المتقدمة‪ ،‬وقد يقال‪ :‬المراد بالتفكر في أمر ال طلب العلم بكيفية العمل‪،‬‬
‫وآدابه وشرايطه‪ ،‬والعبادة بدونه باطله‪ ،‬فالحاصل أن كثرة الصلة والصوم‬
‫بدون العمل بشرائطهما وكيفياتهما وأحكامهما ليست عبادة وأقول‪ :‬يحتمل‬
‫أن يكون المعنى أن كثرة الصلة والصوم بدون التفكر في معرفة ال‬
‫ومعرفة رسوله ومعرفة أئمة الهدى كما يصنعه المخالفون غير مقبولة‬
‫وموجبة للبعد عن الحق ‪ - 5‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن إسماعيل بن سهل‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫ربعي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬التفكر يدعو إلى البر والعمل به )‪ (3‬بيان‪ " :‬التفكر يدعو إلى‬
‫البر " كأن التفكر الوارد في هذا الخبر شامل لجميع التفكرات الصحيحة‬
‫التي أشرنا إليها‪ ،‬كالتفكر في عظمة ال فانه يدعو إلى خشيته وطاعته‪،‬‬
‫والتفكر في فناء الدنيا ولذاتها فانه يدعو إلى تركها‪ ،‬و التفكر في عواقب‬
‫من مضى من الصالحين فيدعو إلى اقتفاء آثارهم‪ ،‬وفي ما آل‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (3 - 2) 191 - 190 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪55‬‬


‫]‪[323‬‬

‫إليه أمر المجرمين فيدعو إلى اجتناب أطوارهم‪ ،‬وفي عيوب النفس وآفاتها فيدعو‬
‫إلى القبال على إصلحها‪ ،‬وفي أسرار العبادة وغاياتها‪ ،‬فيدعو إلى السعي‬
‫في تكميلها ورفع النقص عنها‪ ،‬وفي رفعة درجات الخرة فيدعو إلى‬
‫تحصيلها‪ ،‬وفي مسائل الشريعة فيدعو إلى العمل بها في مواضعها‪ ،‬وفي‬
‫حسن الخلق الحسنة فيدعو إلى تحصيلها‪ ،‬وفي قبح الخلق السيئة‬
‫وسوء آثارها فيدعو إلى تجنبها وفي نقص أعماله ومعائبها فيدعو إلى‬
‫السعي في إصلحها وفي سيئاته وما يترتب عليها من العقوبات والبعد عن‬
‫ال والحرمان عن السعادات فيدعوه إلى النتهاء عنها و تدارك ما أتى به‬
‫بالتوبة والندم‪ ،‬وفي صفات ال وأفعاله من لطفه بعباده وإحسانه إليه‬
‫بسوابغ النعماء وبسط اللء والتكليف دون الطاقة‪ ،‬والوعد لعمل قليل‬
‫بثواب جزيل‪ ،‬وتسخيره له ما في السماوات والرض وما بينهما إلى غير‬
‫ذلك‪ ،‬فيدعوه إلى البر والعمل به‪ ،‬والرغبة في الطاعات والنتهاء عن‬
‫السيئات‪ ،‬وبالمقايسة إلى ما ذكرنا يظهر آثار سائر التفكرات وال الموفق‬
‫للخيرات أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب السكوت والكلم ‪ - 6‬ل‪ :‬ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن يحيى بن أبي عمران عن يونس‪،‬‬
‫عمن رواه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان أكثر عبادة أبي ذر‬
‫رحمة ال عليه التفكر والعتبار )‪ - 7 (1‬مع )‪ (2‬ل‪ :‬في خبر أبي ذر قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬على العاقل أن يكون له ثلث‬
‫ساعات‪ :‬ساعة يناجي فيها ربه عزوجل‪ ،‬وساعة يحاسب فيها نفسه‬
‫وساعة يتفكر فيما صنع ال عزوجل إليه‪ ،‬وساعة يخلو فيها بحظ نفسه‬
‫من الحلل )‪ - 10 (3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن‬
‫عبد ال بن ياسين‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 23‬معاني الخبار‪ (3) 334 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪،104‬‬
‫وبعده " فان هذه الساعة عون لتلك الساعات "‬

‫]‪[324‬‬

‫عن أبي الحسن الثالث‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬العلم وراثة كريمة‪ ،‬والداب‬
‫حلل حسان‪ ،‬والفكرة مرآت صافية الخبر )‪ - 11 (1‬ما‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( فيما أوصى به الحسن )عليه السلم(‪ :‬ل عبادة كالتفكر في‬
‫صنعة ال عزوجل )‪ - 12 (2‬مع‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من‬
‫حال إلى حال )‪ - 13 (3‬لى‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬السعيد من وعظ بغيره )‪ - 14 (4‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن مالك‪ ،‬عن سعيد بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن بشر بن عمار قال‪ :‬كتب هارون إلى موسى بن جعفر عليهما‬
‫السلم عظني وأوجز قال‪ :‬فكتب إليه‪ :‬مامن شئ تراه عينك إل وفيه‬
‫موعظة )‪ - 15 (5‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عمن ذكره قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬الخير كله في ثلث خصال في النظر والسكوت والكلم‪ ،‬فكل نظر‬
‫ليس فيه اعتبار فهو سهو‪ ،‬وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة‪ ،‬وكل‬
‫كلم ليس فيه ذكر فهو لغو‪ ،‬فطوبى لمن كان نظره اعتبارا‪ ،‬وسكوته فكرة‪،‬‬
‫وكلمه ذكرا‪ ،‬وبكى على خطيئته‪ ،‬وأمن الناس شره )‪ - 16 (6‬سن‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن بنان بن العباس‪ ،‬عن حسين الكرخي‪ ،‬عن جعفر بن أبان‪ ،‬عن الحسن‬
‫الصيقل قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬تفكر ساعة خير من‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 114‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 145‬معاني‬
‫الخبار‪ (4) 195 :‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 292‬أمالى الصدوق‪) 305 :‬‬
‫‪ (6‬المحاسن‪(*) 5 :‬‬

‫]‪[325‬‬

‫قيام ليلة ؟ قال‪ :‬نعم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬تفكر ساعة خير من قيام‬
‫ليلة‪ ،‬قلت‪ :‬كيف يتفكر ؟ قال‪ :‬يمر بالدور الخربة فيقول‪ :‬أين بانوك أين‬
‫ساكنوك مالك ل تتكلمين ؟ )‪ (1‬ين‪ :‬القاسم وفضالة‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن الصيقل‬
‫مثله ‪ - 17‬ف‪ :‬عن أبي محمد العسكري عليه السلم قال‪ :‬ليست العبادة‬
‫كثرة الصيام والصلة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر ال )‪ - 18 (2‬سن‪:‬‬
‫بعض أصحابنا‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الجعفي قال‪:‬‬
‫سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال يحب المداعب في الجماعة‬
‫بل رفث المتوحد بالفكرة‪ ،‬المتخلي بالصبر‪ ،‬المساهر بالصلة )‪- 19 (3‬‬
‫ضا‪ :‬أروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال‪ :‬طوبى لمن كان صمته فكرا‬
‫ونظره عبرا‪ ،‬وكلمه ذكرا‪ ،‬ووسعه بيته‪ ،‬وبكى على خطيئته‪ ،‬وسلم الناس‬
‫من لسانه ويده وأروي فكر ساعة خير من عبادة سنة‪ ،‬فسألت العالم )عليه‬
‫السلم( عن ذلك فقال‪ :‬تمر بالخربة وبالديار القفار فتقول‪ :‬أين بانيك ؟ أين‬
‫سكانك ؟ مالك ل تكلمين ؟ وليس العبادة كثرة الصلة والصيام‪ ،‬والعبادة‬
‫التفكر في أمر ال جل وعل وأروي التفكر مرآتك تريك سيئاتك وحسناتك‬
‫‪ - 20‬مص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬اعتبروا بما مضى من الدنيا‪ ،‬هل‬
‫بقى على أحد ؟ أو هل فيها باق من الشريف والوضيع والغني والفقير‬
‫والولي والعدو ؟ فكذلك ما لم يأت منها بما مضى أشبه من الماء بالماء‪،‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كفى بالموت واعظا وبالعقل دليل‪،‬‬
‫وبالتقوى زادا‪ ،‬وبالعبادة شغل‪ ،‬وبال مونسا وبالقرآن بيانا‬
‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) 26 :‬تحف العقول‪ (3) 488 :‬المحاسن‪293 :‬‬

‫]‪[326‬‬

‫وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لم يبق من الدنيا إل بلء وفتنة‪ ،‬وما نجا من نجا‬
‫إل بصدق اللتجاء وقال نوح )عليه السلم(‪ :‬وجدت الدنيا كبيت له بابان‪:‬‬
‫دخلت من أحدهما وخرجت من الخر‪ ،‬هذا حال صفى ال‪ ،‬كيف حال من‬
‫اطمأن فيها وركن إليها‪ ،‬وأضاع عمره في عمارتها ومزق دينه في طلبها‬
‫والفكرة مرآت الحسنات وكفارة السيئات وضياء القلوب وفسحة الخلق‬
‫وإصابة في صلح المعاد‪ ،‬واطلع على العواقب‪ ،‬واستزادة في العلم‪ ،‬وهي‬
‫خصلة ل يعبد ال بمثلها قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فكرة ساعة‬
‫خير من عبادة سنة‪ ،‬ول ينال منزلة التفكر إل من قد خصه ال بنور‬
‫المعرفة والتوحيد )‪ - 21 (1‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬المعتبر في الدنيا عيشه فيها كعيش النائم يراها‬
‫ول يمسها‪ ،‬وهو يزيل عن قلبه ونفسه باستقباحه معاملت المغرورين بها‬
‫ما يورثه الحساب والعقاب‪ ،‬ويتبدل بها ما يقربه من رضى ال وعفوه‪،‬‬
‫ويغسل بماء زوالها مواضع دعوتها إليه‪ ،‬وتزيين نفسها إليه فالعبرة‬
‫يورث صاحبها ثلثة أشياء‪ ،‬العلم بما يعمل‪ ،‬والعمل بما يعلم‪ ،‬وعلم ما لم‬
‫يعلم والعبرة أصلها أول يخشى آخره‪ ،‬وآخر يحقق الزهد في أوله‪ ،‬ول‬
‫يصح العتبار إل لهل الصفا والبصيرة‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬فاعتبروا يا‬
‫اولي البصار " )‪ (2‬وقال جل اسمه‪ " :‬فانها لتعمى البصار ولكن تعمى‬
‫القلوب التي في الصدور " )‪ (3‬فمن فتح ال عين قلبه وبصيرة عينه‬
‫بالعتبار‪ ،‬فقد أعطاه‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة ص ‪ (2) 20‬الحشر‪ (3) 2 ،:‬الحج‪46 :‬‬

‫]‪[327‬‬

‫منزلة رفيعة وزلفة عظيمة )‪ - 22 (1‬شى‪ :‬عن أبي العباس‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬تفكر ساعة خير من عبادة سنة " إنما يتذكر اولو‬
‫اللباب " )‪ - 23 (2‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬
‫معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن إسماعيل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪ :‬نبه بالتفكر‬
‫قلبك‪ ،‬وجاف عن النوم جنبك‪ ،‬واتق ال ربك )‪ - 24 (3‬كتاب صفين‪ :‬قال‪:‬‬
‫لما توجه علي )عليه السلم( إلى صفين انتهى إلى ساباط ثم إلى مدينة‬
‫بهر سير وإذا رجل من أصحابه يقال له‪ :‬حريز بن سهم من بني ربيعة‬
‫ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفر التميمي‪ :‬جرت الرياح‬
‫على مكان ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد فقال علي )عليه السلم(‪ :‬أفل‬
‫قلت‪ " :‬كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا‬
‫فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم السماء‬
‫والرض وما كانوا منظرين " )‪ (4‬إن هؤلء كانوا وارثين فأصبحوا‬
‫موروثين‪ ،‬إن هؤلء لم يشكروا النعمة‪ ،‬فسلبوا دنياهم بالمعصية‪ ،‬إياك‬
‫وكفر النعم ل تحل بكم النقم )‪ - 25 (5‬نهج‪ :‬إن المور إذا اشتبهت اعتبر‬
‫آخرها بأولها )‪ (6‬وقال )عليه السلم(‪ :‬من اعتبر أبصر‪ ،‬ومن أبصر فهم‪،‬‬
‫ومن فهم علم )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة ص ‪ (2) 23‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ 208‬في آية الرعد‪19 :‬‬
‫)‪ (3‬مجالس المفيد‪ (4) 129 :‬الدخان‪ (5) 30 - 25 :‬ومثله في كنز‬
‫الكراجكى ‪ (6) 145‬نهج البلغة‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ (7) 158‬نهج البلغة‪ :‬ج ‪2‬‬
‫ص ‪191‬‬

‫]‪[328‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬ما أكثر العبر وأقل العتبار )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬الفكر‬
‫مرآت صافية‪ ،‬والعتبار منذر ناصح‪ ،‬وكفى أدبا لنفسك تجنبك ما كرهته‬
‫لغيرك )‪ (2‬وقال )عليه السلم(‪ :‬القلب مصحف البصر )‪ (3‬وقال )عليه‬
‫السلم( في وصيته للحسن )عليهما السلم(‪ :‬استدل على ما لم يكن بما قد‬
‫كان‪ ،‬فان المور أشباه‪ ،‬ول تكونن ممن ل تنفعه العظة إل إذا بالغت في‬
‫إيلمه فان العاقل يتعظ بالدب‪ ،‬والبهائم ل تتعظ إل بالضرب )‪ - 26 (4‬كنز‬
‫الكراجكى‪ :‬عن المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه وأخيه معا عن سعد بن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن حفص بن قرط‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من وعظه ال بخير فقبل فالبشرى‪ ،‬ومن‬
‫لم يقبل فالنار له أحرى ‪ - 27‬مشكوة النوار‪ :‬عن الحسن الصيقل قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عما يروي الناس‪ :‬تفكر ساعة خير من‬
‫قيام ليلة ]قلت‪ :‬يتفكر ساعة خير من قيام ليلة ؟[ قال‪ :‬نعم قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬تفكر ساعة خير من قيام ليلة‪ ،‬قلت‪ :‬كيف يتفكر‬
‫قال‪ :‬يمر بالخربة وبالدار فيفكر‪ ،‬ويقول‪ :‬أين ساكنوك ؟ أين بانوك ؟ مالك‬
‫ل تكلمين‪ .‬وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( في كلم له‪ :‬ما ابن آدم إن التفكر يدعو إلى البر والعمل به‪ ،‬وإن‬
‫الندم على الشر يدعو إلى تركه وليس ما يفنى وإن كان كثيرا بأهل أن‬
‫يؤثر على ما يبقى وإن كان طلبه عزيزا )‪(5‬‬
‫)‪ (1‬نهج البلغة‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .217‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 230‬نهج البلغة‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 241‬نهج البلغة‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 409‬مشكاة النوار ص‬
‫‪37‬‬

‫]‪[329‬‬

‫)‪) * (81‬باب( * * )الحياء من ال ومن الخلق( * ‪ - 1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬الحياء من اليمان‪ ،‬واليمان في الجنة )‪ (1‬تبيين‪ :‬الحياء‬
‫ملكة للنفس توجب انقباضها عن القبيح‪ ،‬وانزجارها عن خلف الداب‬
‫خوفا من اللوم‪ ،‬و " من " في قوله‪ " :‬من اليمان " إما سببية أي تحصل‬
‫بسبب اليمان‪ ،‬لن اليمان بال وبرسوله وبالثواب والعقاب وقبح ما بين‬
‫الشارع قبحه يوجب الحياء من ال ومن الرسول ومن الملئكة‪ ،‬وانزجار‬
‫النفس من القبايح والمحرمات لذلك أو تبعيضية أي من الخصال التي هي‬
‫من أركان اليمان أو توجب كماله وقال الراوندي رحمه ال في ضوء‬
‫الشهاب‪ :‬الحياء انقباض النفس عن القبائح وتركها لذلك‪ ،‬يقال‪ :‬حيي يحيى‬
‫حياء فهو حيى واستحيا فهو مستحى واستحى فهو مستح‪ ،‬والحياء إذا‬
‫نسب إلى ال فالمراد به التنزيه‪ ،‬وأنه ل يرضى فيوصف بأنه يستحي منه‬
‫ويتركه كرما‪ ،‬وما أكثر ما يمنع الحياء من الفواحش والذنوب‪ ،‬ولذلك قال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬الحياء من اليمان‪ ،‬الحياء خير كله‪ ،‬الحياء ل يأتي إل‬
‫بالخير‪ ،‬فان الرجل إذا كان حييا لم يرخص حياؤه من الخلق في شئ من‬
‫الفواحش فضل عن الحياء من ال وروى ابن مسعود أنه جاء قوم إلى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فقالوا‪ :‬إن صاحبنا قد أفسده الحياء فقال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن الحياء من السلم‪ ،‬وإن البذاء من لؤم المرء‬
‫انتهى‪ ،‬واليمان في الجنة أي صاحبه ‪ - 2‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن حسن الصيقل‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬الحياء والعفاف والعي ‪ -‬أعني‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪106‬‬

‫]‪[330‬‬

‫عى اللسان لعي القلب ‪ -‬من اليمان )‪ (1‬بيان‪ :‬العفاف أي ترك المحرمات بل‬
‫الشبهات أيضا‪ ،‬ويطلق غالبا على عفة البطن والفرج‪ ،‬وفي القاموس عي‬
‫بالمر وعيي كرضي‪ ،‬وتعايا واستعيى وتعيى لم يهتد لوجه مراده‪ ،‬أو عجز‬
‫منه ولم يطق إحكامه وعيي في المنطق كرضي عيا بالكسر حصر وأعيا‬
‫الماشي كل انتهى والمراد بعي اللسان ترك الكلم فيما ل فائدة فيه‪ ،‬وعدم‬
‫الجتراء على الفتوى بغير علم‪ ،‬وعلى إيذاء الناس وأمثاله‪ ،‬وهذا ممدوح‬
‫وعي القلب عجزه عن إدراك دقائق المسائل‪ ،‬وحقائق المور وهو مذموم‬
‫" من اليمان " قيل أي من قبيله في المنع عن القبائح أو من أفراده أو‬
‫من أجزائه أو من شيم أهله ومحاسنه التي ينبغي التخلق بها انتهى أقول‪:‬‬
‫وروى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن الصيقل قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬جالسا‬
‫فبعث غلما له أعجميا في حاجة إلى رجل فانطلق ثم رجع فجعل أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم( يستفهمه الجواب وجعل الغلم ل يفهمه مرارا‪ ،‬قال فلما‬
‫رأيته ليتعبر لسانه ول يفهمه‪ ،‬ظننت أن أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫سيغضب عليه قال‪ :‬وأحد أبو عبد ال النظر إليه ثم قال‪ :‬أما وال لئن كنت‬
‫عيي اللسان فما أنت بعيي القلب‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن الحياء والعي ‪ -‬عي اللسان‬
‫لعي القلب ‪ -‬من اليمان‪ ،‬والفحش والبذاء والسلطة من النفاق ‪ - 3‬كا‪:‬‬
‫عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن محمد بن أحمد النهدي‪ ،‬عن مصعب بن يزيد‬
‫عن العوام بن الزبير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال من رق وجهه‬
‫رق علمه )‪ (2‬بيان‪ :‬المراد برقة الوجه الستحياء عن السؤال وطلب‬
‫العلم‪ ،‬وهو مذموم فانه لحياء في طلب العلم ولفي إظهار الحق‪ ،‬وإنما‬
‫الحياء عن المر القبيح قال تعالى‪ " :‬إن ال ل يستحيي من الحق " )‪(3‬‬
‫ورقة العلم كناية عن قلته‪ ،‬وما قيل إن المراد برقة الوجه قلة الحياء‬
‫فضعفه ظاهر‪ ،‬وفي القاموس الرقة بالكسر‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 106‬مضمونها في الحزاب ‪53‬‬

‫]‪[331‬‬

‫الرحمة‪ ،‬رققت له أرق والستحياء والدقة رق يرق فهو رقيق ورقاق انتهى‬
‫واستعارة رقة الوجه للحياء شائع بين العرب والعجم‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد برقة‬
‫العلم الكتفاء بما يجب ويحسن طلبه‪ ،‬ل الغلو فيه‪ ،‬بطلب مال يفيد بل‪،‬‬
‫يضر كعلم الفلسفة ونحوه أو استعارة للنتاج فان الثوب الرقيق يحكي ما‬
‫تحته أو يكون نسبة الرقة إلى العلم على المجاز‪ ،‬والمراد رقة المعلوم أي‬
‫يتعلق علمه بالدقايق والحقايق الخفية ول يخفى ما في الجميع من التكلف‬
‫والتعسف ‪ - 4‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن يحيى‬
‫أخي دارم عن معاذ بن كثير‪ ،‬عن أحدهما عليهما السلم قال‪ :‬الحياء‬
‫واليمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه )‪ (1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس القرن بالتحريك حبل يجمع به البعيران‪ ،‬وخيط من سلب يشد في‬
‫عنق الفدان انتهى والغرض بيان تلزمهما ول ينافي الجزئية‪ ،‬و يحتمل أن‬
‫يكون المراد هنا باليمان العقائد اليقينية المستلزمة للخلق الجميلة‬
‫والفعال الحسنة كما عرفت أنه أحد معانيه ‪ - 5‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن الفضيل بن‬
‫كثير‪ ،‬من ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ل إيمان لمن لحياء‬
‫له )‪ - 6 (2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن بعض أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحياء حياء ان‪ :‬حياء عقل وحياء‬
‫حمق‪ ،‬فحياء العقل هو العلم وحياء الحمق هو الجهل )‪ (3‬بيان‪ :‬يدل على‬
‫انقسام الحياء إلى قسمين ممدوح ومذموم‪ ،‬فأما الممدوح فهو حياء ناش‬
‫عن العقل‪ ،‬بأن يكون حياؤه وانقباض نفسه‪ ،‬عن أمر يحكم العقل الصحيح‬
‫أو الشرع بقبحه‪ ،‬كالحياء عن المعاصي أو المكروهات‪ ،‬وأما المذموم فهو‬
‫الحياء الناشي عن الحمق‪ ،‬بأن يستحيي عن أمر يستقبحه أهل العرف من‬
‫العوام‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪106‬‬

‫]‪[332‬‬

‫وليست له قباحة واقعية يحكم بها العقل الصحيح والشرع الصريح‪ ،‬كالستحياء عن‬
‫سؤال المسائل العلمية أو التيان بالعبادات الشرعية التي يستقبحها الجهال‬
‫" فحياء العقل هو العلم " أي موجب لوفور العلم أو سببه العلم المميزبين‬
‫الحسن و ‪ -‬القبح‪ ،‬وحياء الحمق سببه الجهل وعدم التمييز المذكور أو‬
‫موجب للجهل لنه يستحيي عن طلب العلم فهو مؤيد لما ذكرنا في الخبر‬
‫الثالث ‪ - 7‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن بكر بن‬
‫صالح‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن عبد ال بن إبراهيم‪ ،‬عن علي بن أبي‬
‫علي اللهبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أربع من كن فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدلها ال‬
‫حسنات‪ :‬الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر )‪ (1‬بيان‪ :‬بدلها ال‬
‫حسنات إشارة إلى قوله تعالى " إل من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك‬
‫يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفورا رحيما " )‪ (2‬وقد قيل في هذا‬
‫التبديل وجوه‪ :‬الول أنه يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة‪ ،‬ويثبت مكانها‬
‫لواحق طاعاتهم‪ ،‬الثاني أنه يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة‬
‫الثالث أنه تعالى يوفقه لضداد ما سلف منه الرابع أنه يثبت له بدل كل‬
‫عقاب ثوابا‪ ،‬ويؤيده ما رواه مسلم‪ ،‬عن أبي ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يؤتى بالرجل يوم القيامة‪ ،‬فيقال اعرضا‬
‫عليه صغار ذنوبه‪ ،‬ونحيا عنه كبارها فيقال‪ :‬عملت يوم كذا وكذا‪ ،‬كذا و‬
‫كذا‪ ،‬وهو مقر ل ينكر‪ ،‬وهو مشفق من الكبار‪ ،‬فيقال‪ :‬أعطوه مكان كل‬
‫سيئة عملها حسنة فيقول‪ :‬إن لي ذنوبا ما أراها ههنا‪ ،‬قال‪ :‬ولقد رأيت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ضحك حتى بدت نواجذه وما رواه علي‬
‫بن إبراهيم باسناده‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة‬
‫أوقف ال عزوجل المؤمن بين يديه‪ ،‬ويعرض عليه عمله‪ ،‬فينظر في‬
‫صحيفته‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 106‬الفرقان‪70 :‬‬

‫]‪[333‬‬

‫فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه‪ ،‬وترتعد فرائصه ثم تعرض عليه حسناته‬
‫فتفرح لذلك نفسه‪ ،‬فيقول ال عزوجل‪ :‬بدلوا سيئاتهم حسنات‪ ،‬وأظهروها‬
‫للناس‪ ،‬فيبدل ال لهم فيقول الناس أما كان لهؤلء سيئة واحدة‪ ،‬وهو قوله‬
‫تعالى " يبدل ال سيئاتهم حسنات " )‪ (1‬وأقول‪ :‬أكثر الوجوه جارية في‬
‫الخبر بأن يوفقه ال للتوبة والعمال الصالحة فيبدل فسوقه بالطاعات أو‬
‫مساوي أخلقه بمحاسنها أو يكتب له في القيامة بدل سيئاته حسنات أقول‪:‬‬
‫قد مضى أخبار هذا الباب في باب جوامع المكارم ‪ - 8‬ن )‪ (2‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن أسباط عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬لم يبق من أمثال النبياء‬
‫إل قول الناس‪ :‬إذا لم تستحي فاصنع ما شئت )‪ (3‬ص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب مثله ‪ - 9‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون المكي‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬استحيوا‬
‫من ال حق الحياء‪ ،‬قالوا‪ :‬وما نفعل يا رسول ال ؟ قال‪ :‬فان كنتم فاعلين‬
‫فليبيتن أحدكم إل وأجله بين عينيه‪ ،‬وليحفظ الرأس وما حوى‪ ،‬والبطن‬
‫وما وعى وليذكر القبر والبلى‪ ،‬ومن أراد الخرة فليدع زينة الحياة الدنيا )‬
‫‪ (4‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال مثله )‪ (5‬ب‪ :‬محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون مثله )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ 468‬وقد مر )‪ (2‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 56‬أمالى‬


‫الصدوق‪ (4) 305 :‬أمالى الصدوق‪ (5) 366 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪) 141‬‬
‫‪ (6‬قرب السناد ص ‪ 13‬في ط وص ‪ 18‬في ط‬

‫]‪[334‬‬
‫‪ - 10‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحياء على وجهين فمنه الضعف ومنه‬
‫قوة وإسلم وإيمان )‪ (1‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن‬
‫زياد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( مثله )‪ - 11 (2‬ب‪ :‬هارون‪،‬‬
‫عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬قال عيسى بن مريم )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إذا قعد أحدكم في منزلة فليرخ عليه ستره‪ ،‬فان ال تبارك وتعالى‬
‫قسم الحياء كما قسم الرزق )‪ - 12 (3‬ن‪ :‬ابن سعيد الهاشمي‪ ،‬عن فرات‪،‬‬
‫عن محمد بن أحمد الهمداني‪ ،‬عن العباس بن عبد ال البخاري‪ ،‬عن محمد‬
‫بن القاسم بن إبراهيم‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬قال الرضا صلوات ال عليه‪:‬‬
‫الحياء من اليمان )‪ - 13 (4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن الفضل بن‬
‫حباب‪ ،‬عن عبد الواحد بن سلمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الجلح‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال يحب الحيي‬
‫المتعفف‪ ،‬ويبغض البذي السائل الملحف )‪ - 14 (5‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫المرزباني‪ ،‬عن محمد بن أحمد الحكيمي‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن يحيى‬
‫بن معين‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر بن ثابت‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ماكان الفحش في شئ قط إل شانه‪ ،‬ولكان الحياء‬
‫في شئ قط إل زانه )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 22‬في ط وص ‪ 32‬في ط )‪ (2‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 29‬قرب‬


‫السناد ص ‪ 22‬وفى ط ‪ (4) 32‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 265‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (6) 37‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪193‬‬

‫]‪[335‬‬

‫جا‪ :‬المرزباني مثله )‪ - 15 (1‬مع‪ :‬علي بن عبد ال بن أحمد المذكر‪ ،‬عن علي بن‬
‫أحمد الطبري عن الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عن خراش مولى أنس قال‪:‬‬
‫حدثنا مولي أنس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحياء خير‬
‫كله يعني أن الحياء يكف ذاالدين ومن لدين له عن القبيح‪ ،‬فهو جماع كل‬
‫جميل )‪ - 16 (4‬مع‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬الحياء واليمان في قرن واحد‪ ،‬فإذا سلب أحدهما اتبعه الخر يعني‬
‫أن من لم يكفه الحياء عن القبيح فيما بينه وبين الناس فهوليكفه عن‬
‫القبيح فيما بينه وبين ربه عزوجل‪ ،‬ومن لم يستحي من ال عزوجل‬
‫وجاهره بالقبيح فلدين له )‪ - 17 (3‬مع‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أول ما ينزع ال من العبد الحياء‪ ،‬فيصير ماقتا‬
‫ممقتا ثم ينزع منه المانة ثم ينزع منه الرحمة‪ ،‬ثم يخلع دين السلم عن‬
‫عنقه‪ ،‬فيصير شيطانا لعينا يعني أن ارتكاب القبيحة بعد القبيحة ينتهي إلى‬
‫الشيطنة ومن تشيطن على ال لعنه ال )‪ - 18 (4‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن أسباط عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن الول )عليه السلم( قال‪ :‬ما بقي من أمثال النبياء )عليهم‬
‫السلم( إل كلمة‪ :‬إذا لم تستح فاعمل ما شئت‪ ،‬وقال‪ :‬أما إنها في بني امية‬
‫)‪(5‬‬

‫)‪ (1‬مجالس المفيد ص ‪ (2) 107‬معاني الخبار ص ‪ (4 - 3) 409‬معاني الخبار‬


‫ص ‪ (5) 410‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،13‬وفى الصل رمز أمالى الصدوق ول‬
‫يوجد فيه‬

‫]‪[336‬‬

‫‪ - 19‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬الحياء نور جوهره صدر اليمان‪،‬‬
‫وتفسيره التذويب عند كل شئ ينكره التوحيد والمعرفة‪ ،‬قال النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬الحياء من اليمان‪ ،‬فقيل )‪ (1‬الحياء باليمان‪ ،‬واليمان‬
‫بالحياء‪ ،‬وصاحب الحياء خير كله ومن حرم الحياء فهو شر كله‪ ،‬وإن تعبد‬
‫وتورع‪ ،‬وإن خطوة يتخطا في ساحات هيبة ال تعالى بالحياء منه إليه خير‬
‫من عبادة سبعين سنة‪ ،‬والوقاحة صدر النفاق والشقاق والكفر‪ ،‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا لم تستح فافعل ما شئت أي إذا فارقت الحياء‬
‫فكل ما عملت من خير وشر فأنت به معاقب وقوة الحياء من الحزن‬
‫والخوف والحياء مسكن الخشية‪ ،‬فالحياء أوله الهيبة وصاحب الحياء‬
‫مشتغل بشأنه معتزل من الناس مزد جر عماهم فيه‪ ،‬ولو ترك صاحب‬
‫الحياء ما جالس أحدا‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا أراد ال‬
‫بعبد خيرا ألهاه عن محاسنه وجعل مساويه بين عينيه‪ ،‬وكرهه مجالسة‬
‫المعرضين عن ذكر ال والحياء خمسة أنواع‪ :‬حياء ذنب‪ ،‬وحياء تقصير‪،‬‬
‫وحياء كرامة‪ ،‬وحياء حب‪ ،‬وحياء هيبة‪ ،‬ولكل واحد من ذلك أهل‪ ،‬ولهله‬
‫مرتبة على حدة )‪ - 20 (3‬ضه‪ :‬قيل للنبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أوصني‬
‫قال‪ :‬استحي من ال كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك ‪- 21‬‬
‫ختص‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬رحم ال عبدا استحيا من‬
‫ربه حق الحياء‪ ،‬فحفظ الرأس وما حوى‪ ،‬والبطن وما وعى‪ ،‬وذكر القبر‬
‫والبلى‪ ،‬وذكر أن له في الخرة معادا )‪ - 22 (3‬الدرة الباهرة‪ :‬قال علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم(‪ :‬خف ال تعالى لقدرته عليك‪ ،‬واستحي منه لقربه‬
‫منك وقال أبو محمد العسكري )عليه السلم(‪ :‬من لم يتق وجوه الناس لم‬
‫يتق ال‬

‫)‪ (1‬فقيد خ ل )‪ (2‬مصباح الشريعة ص ‪ (3) .63‬الختصاص‪229 :‬‬


‫]‪[337‬‬

‫‪ - 23‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬قرنت الهيبة بالخيبة‪ ،‬والحياء بالحرمان والفرصة‬
‫تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬من كساه‬
‫الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه )‪) * (82) (2‬باب( * * " )السكينة‬
‫والوقار وغض الصوت( * " اليات‪ :‬الفرقان‪ :‬وعباد الرحمن الذين‬
‫يمشون على الرض هونا )‪ (3‬لقمان‪ :‬واقصد في مشيك واغضض من‬
‫صوتك إن أنكر الصوات لصوت الحمير )‪ - 1 (4‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن النهدي‪ ،‬عن عبد العزيز بن عمر عن أحمد بن عمر الحلبي‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أي الخصال بالمرء أجمل ؟ قال‪:‬‬
‫وقار بل مهابة‪ ،‬وسماح بلطلب مكافاة‪ ،‬وتشاغل بغير متاع الدنيا )‪ (5‬ل‪:‬‬
‫العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن النهدي مثله )‪ - 2 (6‬لى‪ :‬عن الصادق )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أحسن زينة الرجل‬
‫السكينة مع إيمان )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 147‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 194‬الفرقان‪63 :‬‬
‫)‪ (4‬لقمان‪ (5) 19 :‬أمالى الصدوق ص ‪ (6) 174‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪46‬‬
‫)‪ (7‬أمالى الصدوق ص ‪292‬‬

‫]‪[338‬‬

‫)‪) * (83‬باب( * * " )التدبير والحزم والحذر والتثبت( " * * " )في المور‬
‫وترك اللجاجة( " * ]من[ اليات‪ :‬النبياء‪ :‬خلق النسان من عجل ساريكم‬
‫آياتي فل تستعجلون )‪ (1‬أقول‪ :‬قد مضى في باب جوامع المكارم بعض‬
‫أخبار هذا الباب ‪ - 1‬ن )‪ (2‬لى‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن الصوفي‪ ،‬عن الروياني‪،‬‬
‫عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم(‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم‬
‫)‪ - 2 (3‬مع )‪ (4‬ل‪ :‬في وصية أبي ذر قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ل عقل كالتدبير ول ورع كالكف‪ ،‬ول حسب كحسن الخلق )‪- 3 (5‬‬
‫ل‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى بن جعفر بن وهب‪،‬‬
‫عن الدهقان‪ ،‬عن أحمد بن عمر الحلبي‪ ،‬عن زيد القتات‪ ،‬عن أبان بن تغلب‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬مع التثبت تكون السلمة‪،‬‬
‫ومع العجلة تكون الندامة‪ ،‬ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في‬
‫غير حينه )‪ - 4 (6‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( أن رجل‬
‫)‪ (1‬النبياء‪ (2) 37 :‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 54‬أمالى الصدوق ص ‪(4) 268‬‬
‫معاني الخبار ص ‪ (5) 335‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (6) 105‬الخصال ج ‪1‬‬
‫ص ‪49‬‬

‫]‪[339‬‬

‫أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يارسول ال أوصني فقال له‪ :‬فهل أنت‬
‫مستوص إن أوصيتك ؟ حتى قال ذلك ثلثا في كلها يقول الرجل‪ :‬نعم‬
‫يارسول ال‪ ،‬فقال له رسول ال‪ :‬فاني اوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبر‬
‫عاقبته‪ ،‬فان يك رشدا فامضه‪ ،‬وإن يك غيا فانته عنه )‪ (1‬أقول‪ :‬قد مضى‬
‫مثله في باب وصاياه )صلى ال عليه وآله( )‪ - 5 (2‬ما‪ :‬فيما أوصى به‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته‪ :‬أنهاك عن التسرع بالقول والفعل‬
‫)‪ - 6 (3‬ل‪ (4) :‬ن‪ :‬ماجيلويه عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن علي بن محمد‪،‬‬
‫عن أبي أيوب المديني‪ ،‬عن سليمان بن جعفر الجعفري‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬؟ ؟ رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬تعلموا من‬
‫الغراب خصال ثلثا‪ :‬استتاره بالسفاد‪ ،‬وبكوره في طلب الرزق‪ ،‬وحذره )‬
‫‪ - 7 (5‬ما‪ :‬فيما أوصى به أمير المؤمنين ابنه )عليهما السلم(‪ :‬يا بني إنه‬
‫لبد للعاقل من أن ينظر في شأنه‪ ،‬فليحفظ لسانه‪ ،‬وليعرف أهل زمانه )‪(6‬‬
‫‪ - 8‬ل‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الحزم كياسة )‪ - 9 (7‬مع‪ :‬سئل‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ما الحزم ؟ قال‪ :‬أن تنتظر فرصتك وتعاجل‬
‫ما أمكنك )‪(8‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) 32‬بل يأتي في كتاب الروضة‪ ،‬راجع ج ‪ 77‬ص ‪ 129‬و‬
‫‪ (3) 130‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 6‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(5) 49‬‬
‫عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (6) 257‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(7) 146‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (8) 94‬معاني الخبار ص ‪401‬‬

‫]‪[340‬‬

‫‪ - 10‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عثمان‪ ،‬عن أحمد بن عمر الحلل‪ ،‬عن يحيى بن عمران الحلبي‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬سبعة يفسدون أعمالهم‪:‬‬
‫الرجل الحليم ذو العلم الكثير ليعرف بذلك ول يذكر به‪ ،‬والحكيم الذي يدبر‬
‫ماله كل كاذب منكر لما يؤتى إليه‪ ،‬والرجل الذي يأمن ذاالمكر والخيانة‪،‬‬
‫والسيد الفظ الذي ل رحمة ل‪ ،‬والم التي ل تكتم عن الولد السر )‪(1‬‬
‫وتفشي عليه‪ ،‬والسريع إلى لئمة إخوانه‪ ،‬والذي يجادل أخاه مخاصما له )‬
‫‪ (2‬سن‪ :‬محمد البرقي‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن‬
‫منصور بن يونس بزرج‪ ،‬عن عمربن اذينة‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنما أهلك الناس‬
‫العجلة‪ ،‬ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد )‪ (3‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن‬
‫ابن سيابة‪ ،‬عن أبي النعمان‪ ،‬عن أبي جعفر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬الناة من ال‪ ،‬والعجلة من الشيطان )‪ - 13 .(4‬الدرة الباهرة‪:‬‬
‫قال الرضا )عليه السلم(‪ :‬من طلب المر من وجهه لم يزل فان زل لم‬
‫تخذله الحيلة وقال الجواد )عليه السلم(‪ :‬اتئد تصب أوتكد )‪ (5‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬من لم يعرف الموارد أعيته المصادر وقال )عليه السلم(‪ :‬من‬
‫انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة‪ ،‬فقد عرض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة‬

‫)‪ (1‬كانه )عليه السلم( أراد بالسر النكاح كما قيل في قوله تعالى " ول تواعدوهن‬
‫سرا " )‪ (2‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 50‬المحاسن‪ (4) 215 :‬المصدر نفسه‬
‫)‪ (5‬التئاد‪ :‬افتعال من الوأد يقال‪ :‬اتئد‪ :‬أي تمهل وترزن فيه وتأني‬
‫وتثبت )*(‬

‫]‪[341‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬من هجر المداراة قاربه المكروه ‪ - 14‬نهج‪ :‬قال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬الظفر بالحزم والحزم باجالة الرأي والرأي بتحصين السرار )‪(1‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬اللجاجة تسل الرأي وقال )عليه السلم(‪ :‬ثمرة‬
‫التفريط الندامة وثمرة الحزم السلمة )‪ (2‬وقال )عليه السلم(‪ :‬الخلف‬
‫يهدم الرأي )‪ (3‬وقال )عليه السلم(‪ :‬من الخرق المعاجلة قبل المكان‪،‬‬
‫والناة بعد الفرصة )‪ (4‬وقال )عليه السلم(‪ :‬الطمأنينة إلى كل أحد قبل‬
‫الختبار عجز )‪ (5‬وقال )عليه السلم(‪ :‬ما أنقض النوم لعزائم اليوم )‪(6‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬وإياك أن تجمح بك مطية اللجاج )‪ (7‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬بادر الفرصة قبل أن تكون غصة )‪ - 15 (8‬كنز الكراجكى‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬روتحزم )‪ (9‬فإذا‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 193‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 186‬نهج البلغة‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 193‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 230‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (6) 237‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (7) 248‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪،51‬‬
‫والجموح‪ :‬أن يركب الفرس رأسه ل يثنيه شئ ‪ -‬يقال جمح براكبه‪:‬‬
‫اعتزه وجرى غالبا اياه‪ ،‬واللجاج ‪ -‬بالفتح الخصومة والمعنى ل تسترسل‬
‫في الحجاج والخصومة والجدال بحيث ل تملك نفسك عن النتهاء منها‬
‫فتغلبك وتوقعك في مساوى عاقبتها )‪ (8‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪" (9) 52‬‬
‫رو " أمر من التروي وهو التفكر قبل العمل‪ ،‬يعنى تفكر فيما تعنيه فانك‬
‫ان‬

‫]‪[342‬‬

‫استوضحت فاجزم وقال )عليه السلم(‪ :‬اللجاجة تسلب الرأي والطمأنينة قبل الحزم‬
‫ضد الحزم‪ ،‬والتدبير قبل العمل يؤمنك الندم‪ ،‬ومن تحرى القصد خفت عليه‬
‫المؤن‪ ،‬ومن كابد المور عطب‪ ،‬ولول التجارب عميت المذاهب‪ ،‬وفي‬
‫التجارب علم مستأنف‪ ،‬وفي التواني والعجز انتجت الهلكة وقال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته‪ ،‬فان كان خيرا فأسرع‬
‫إليه وإن كان شرا فانته عنه وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬من لم‬
‫يعرف لؤم ظفر اليام لم يحترس من سطوات الدهر‪ ،‬ولم يتحفظ من فلتات‬
‫الزلل ولم يتعاظمه ذنب وإن عظم )‪) * (84‬باب( * * " )الغيرة‬
‫والشجاعة( " * أقول‪ :‬قد مضى في باب جمامع المكارم بعض أخبار هذا‬
‫الباب ‪ - 1‬ن‪ :‬أبي عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫حمويه‪ ،‬عن اليقطيني قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪ :‬في الديك البيض‬
‫خمس خصال من خصال النبياء‪ :‬معرفته بأوقات الصلوة‪ ،‬والغيرة‪،‬‬
‫والسخاء والشجاعة‪ ،‬وكثرة الطروقة )‪ - 2 (1‬كتاب المامة والتبصرة‪:‬‬
‫عن أحمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم‪،‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الغيرة من‬
‫اليمان والبذاء من النفاق‬

‫= تتفكر فقد أخذت بالحزم في أمورك فإذا رويت واستوضح لك المر وعواقبه‬
‫فاجزم على المضى عليه ان كان فيه نفعك آجل وعاجل وانته عنه ان‬
‫كان فيه مضرتك كذلك )‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪277‬‬

‫]‪[343‬‬

‫)‪) * (85‬باب( * * " )حسن السمت وحسن السيماء( " * * " )وظهور آثار‬
‫العبادة في الوجه( " * ]من[ اليات‪ :‬الفتح‪ :‬سيماهم في وجوههم من أثر‬
‫السجود )‪ - 1 (1‬ل‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن ابن عامر‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن عباد ابن صهيب قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬ل يجمع ال لمنافق ول فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق‬
‫أبدا )‪ - 2 (2‬ل‪ :‬ابن بندار‪ ،‬عن أبي العباس الحمادي‪ ،‬عن صالح بن محمد‪،‬‬
‫عن محمد ابن بكار‪ ،‬عن عبيدة بن حميد‪ ،‬عن قابوس بن أبي ظبيان‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الهدي‬
‫الصالح والسمت الصالح والقتصاد جزء من خمسة وأربعين جزءا من‬
‫النبوة )‪ - 3 (3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن علي بن خالد‪ ،‬عن علي بن الحسن‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد ابن مروان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬خلتان ل تجتمعان في منافق‪ :‬فقه في السلم‪،‬‬
‫وحسن سمت في الوجه )‪ - 4 (4‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬إن رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( أبصر رجل دبرت جبهته‪ ،‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬من يغالب ال تعالى يغلبه ومن يخدع ال يخدعه‪ ،‬فهل‬
‫تجافيت بجبهتك عن الرض‬

‫)‪ (1‬الفتح‪ (2) 29 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 63‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 84‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪34‬‬

‫]‪[344‬‬

‫ولم تشوه خلقك ؟ وبهذا السناد قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬إني لكره للرجل أن‬
‫ترى جبهته جلجاء ليس فيها شئ من أثر السجود ‪ - 5‬كتاب المامة‬
‫والتبصرة‪ :‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله‬
‫علي بن محمد‪ ،‬عن عمرو بن عثمان الخزاز‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬زين امتي في حسن السمت )‪) * (86‬باب( * *‬
‫" )القتصاد وذم السراف والتبذير والتقتير( " * ]من[ اليات الفرقان‪:‬‬
‫والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )‪- 1 (1‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬أربعة ل يستجاب لهم‬
‫دعاء‪ :‬رجل جالس في بيته يقول يا رب ارزقني فيقول له‪ ،:‬ألم آمرك‬
‫بالطلب ؟ ورجل كانت له امرأة فدعا عليها فيقول ألم أجعل أمرها بيدك ؟‬
‫ورجل كان له مال فأفسده فيقول يا رب ارزقني فيقول له ألم آمرك‬
‫بالقتصاد ألم آمرك بالصلح ؟ ثم قرأ " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم‬
‫يقتروا وكان بين ذلك قواما " ورجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول ألم‬
‫آمرك بالشهادة ؟ ‪ - 2‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬القناعة مال ل ينفد )‪(2‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬كن سمحا ول تكن مبذرا وكن مقدرا ول تكن مقترا )‬
‫‪(3‬‬
‫)‪ (1‬الفرقان‪ (2) 67 :‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ 156‬و ‪ (3) 225‬نهج البلغة ج ‪2‬‬
‫ص ‪151‬‬

‫]‪[345‬‬

‫وقال )عليه السلم(‪ :‬إذا لم يكن ما تريد فل تبل كيف كنت ؟ )‪ (1‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬كفى بالقناعة ملكا وبحسن الخلق نعيما وسئل )عليه السلم( عن‬
‫قوله تعالى " فلنحيينه حيوة طيبة " )‪ (2‬فقال‪ :‬هي القناعة )‪ (3‬وقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬من رضي برزق ال لم يحزن على ما فاته )‪ (4‬أقول‪ :‬قد‬
‫مضى في باب جوامع المكارم بعض أخبار هذا الباب ‪ - 3‬ل‪ :‬ابن الوليد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن أسباط عن سليم مولى طربال‪،‬‬
‫عن رجل‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬الدنيا دول‪ ،‬فما‬
‫كان لك فيها أتاك على ضعفك‪ ،‬وما كان منها عليك أتاك ولم تمتنع منه‬
‫بقوة‪ ،‬ثم أتبع هذا الكلم بأن قال‪ :‬من يئس مما فات أراح بدنه‪ ،‬ومن قنع‬
‫بما اوتي قرت عينه )‪ - 4 (5‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪،‬‬
‫عن أبي الحسن الثالث عن آبائه‪ ،‬عن الصادق )عليهم السلم( في قوله‬
‫تعالى " فلنحيينه حيوة طيبة " قال‪ :‬القنوع )‪ - 5 (6‬لى )‪ (7‬مع )‪ (8‬ما‪:‬‬
‫سئل أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أي القنوع أفضل ؟ قال‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ 157‬وقوله " فلتبل " نهى من المبالة وفى بعض‬
‫النسخ " فلتبال " والمعنى‪ :‬إذا سعيت سعيك في التقدم والفوز بالماني‬
‫فلم ينفع سعيك‪ ،‬وعاقك عن امنيتك العوائق فلم يكن ما تريد‪ ،‬فلتبال كيف‬
‫كنت وعلى أي حال كنت من سوء الحال وحسنه‪ ،‬وارض بما قدر لك )‪(2‬‬
‫النحل‪ (3) 97 :‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 195‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (5) 227‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (6) 124‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(7) 281‬‬
‫أمالى الصدوق‪ (8) 237 :‬معاني الخبار‪199 :‬‬

‫]‪[346‬‬

‫القانع بما أعطاه ال )‪ - 6 (1‬ع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن محبوب عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫لمال أنفع من القنوع باليسير المجزي الخبر )‪ - 7 (2‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن أبيه رفعه قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله( لجبرئيل‬
‫ما تفسير القناعة ؟ قال‪ :‬تقنع بما تصيب من الدنيا تقنع بالقليل وتشكر‬
‫اليسير )‪ - 8 (3‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫علي )عليهم السلم( قال‪ :‬ل يذوق المرء من حقيقة اليمان حتى يكون فيه‬
‫ثلث خصال‪ :‬الفقه في الدين والصبر على المصائب‪ ،‬وحسن التقدير في‬
‫المعاش )‪ (4‬أقول‪ :‬قد مضى بسند آخر في باب صفات المؤمن )‪ - 9 (5‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عمر‪ ،‬عن عبد ال بن أيوب‪ ،‬عن إبراهيم بن ميمون قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬ضمنت لمن اقتصد أن ل يفتقر )‪ - 10 (6‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن داود الرقي‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن القصد أمر يحبه ال عزوجل وإن‬
‫السرف يبغضه حتى طرحك النواة‪ ،‬فانها تصلح لشئ‪ ،‬وحتى صبك فضل‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 51‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 246‬معاني‬
‫الخبار‪ (4) 261 :‬قرب السناد‪ (5) 46 :‬راجع ج ‪ 67‬ص ‪ ،300‬عن‬
‫المحاسن )‪ (6‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪8‬‬

‫]‪[347‬‬

‫شرابك )‪ (1‬ثو‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‬
‫مثله )‪ - 11 (2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن علي بن‬
‫إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد‪ ،‬عن بعض أصحابه قال‪ :‬سمعت‬
‫العباسي وهو يقول‪ :‬استأذنت الرضا )عليه السلم( في النفقة على العيال‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بين المكروهين‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك ل وال ما أعرف‬
‫المكروهين‪ ،‬قال‪ :‬فقال لي‪ :‬يرحمك ال أما تعرف أن ال عزوجل كره‬
‫السراف وكره القتار ؟ فقال " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا‬
‫وكان بين ذلك قواما )‪ - 12 (3‬اقول‪ :‬قد مضى في باب‪ ،‬جوامع المكارم‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال‪ :‬أما المنجيات فخوف ال في السر‬
‫والعلنية‪ ،‬والقصد في الغنا والفقر‪ ،‬وكلمة العدل في الرضا والسخط ‪- 13‬‬
‫ل‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬ترك التقدير في المعيشة يورث‬
‫الفقر )‪ (4‬وعنه )عليه السلم( قال‪ :‬السرف مثواة‪ ،‬والقصد مثراة )‪14 (5‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬التقدير نصف العيش‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬ما عال امرؤ اقتصد )‪ - 15 (6‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن علي بن جعفر‪ ،‬عن رجل من أصحابنا يقال له إبراهيم‬
‫قال‪ :‬سئل الحسن )عليه السلم(‪ :‬عن المروة فقال‪ :‬العفاف في الدين‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 9‬ثواب العمال‪ (3) 169 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪،29‬‬
‫والية في سورة الفرقان‪ (4) 67 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 94‬المصدر‬
‫نفسه في حديث آخر )‪ (6‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪161‬‬
‫]‪[348‬‬

‫وحسن التقدير في المعيشة‪ ،‬والصبر على النائبة )‪ - 16 (1‬ما‪ :‬في وصية أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( عند وفاته‪ :‬واقتصد يا بني في معيشتك )‪- 17 (2‬‬
‫ضا‪ :‬أروي عن العالم )عليه السلم( أنه قال‪ :‬من أراد أن يكون أغنى‬
‫الناس فليكن واثقا بما عند ال عزوجل وروي فليكن بما في يد ال أوثق‬
‫منه مما في يديه وأروي عن العالم )عليه السلم(‪ :‬أنه قال‪ :‬قال ال‬
‫سبحانه‪ :‬ارض بما آتيتك تكن من أغنى الناس وأروي‪ :‬من قنع شبع‪ ،‬ومن‬
‫لم يقنع لم يشبع وأروي أن جبرئيل )عليه السلم( هبط إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬إن ال عز وجل يقرأ عليك السلم‪ ،‬ويقول لك‪:‬‬
‫اقرأ بسم ال الرحمن الرحيم " ول تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا‬
‫منهم " )‪ (3‬الية فأمر النبي )صلى ال عليه وآله( مناديا ينادي‪ :‬من لم‬
‫يتأدب بأدب ال تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ونروي‪ :‬من رضي من‬
‫الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه‪ ،‬ومن لم يرض من الدنيا بما‬
‫يجزيه لم يكن شئ منها يكفيه ونروي‪ :‬ما هلك من عرف قدره‪ ،‬وما ينكر‬
‫الناس عن القنوت إنما ينكر عن العقول )‪ (4‬ثم قال‪ :‬وكم عسى يكفي‬
‫النسان ونروي‪ :‬من رضي من ال باليسير من الرزق رضي ال منه‬
‫بالقليل من العمل ونروي‪ :‬عن النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنه قال‪ :‬من‬
‫سألنا أعطيناه‪ ،‬ومن استغنى أغناه ال ونروي إن دخل نفسك شئ من‬
‫القناعة فاذكر عيش رسول ال )صلى ال عليه وآله( فانما كان قوته‬
‫الشعير‪ ،‬وحلوته التمر‪ ،‬ووقوده السعف‪ ،‬إذا وجد‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) 258 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 6‬طه‪ (4) 131 :‬كذا‪،‬‬
‫والظاهر‪ :‬ما ينكر الناس عن القوت وانما ينكر عن الفضول‬

‫]‪[349‬‬

‫‪ - 18‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬لو حلف القانع بتملكه الدارين لصدقه ال‬
‫عزوجل بذلك‪ ،‬ولبره لعظم شأن مرتبة القناعة‪ ،‬ثم كيف ل يقنع العبد بما‬
‫قسم ال عزوجل له وهو يقول‪ " :‬نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة‬
‫الدنيا " )‪ (1‬فمن أيقن وصدقه بما شاء ولما شاء‪ ،‬بل غفلة ممن أيقن‬
‫بربوبيته‪ ،‬أضاف تولية القسام إلى نفسه بل سبب‪ ،‬ومن قنع بالمقسوم‬
‫استراح من الهم والكذب والتعب وكلما نقص من القناعة زاد في الرغبة‪،‬‬
‫والطمع والرغبة في الدنيا أصلن لكل شر وصاحبهما لينجو من النار إل‬
‫أن يتوب‪ ،‬ولذلك قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬القناعة ملك ل يزول‪،‬‬
‫وهو مركب رضا ال‪ ،‬تحمل صاحبها إلى داره‪ ،‬فأحسن التوكل فيما لم تعط‪،‬‬
‫والرضا بما اعطيته‪ ،‬واصبر على ما أصابك‪ ،‬فان ذلك من عزم المور )‪(2‬‬
‫‪ - 19‬سر‪ :‬موسى بن بكر‪ ،‬عن العبد الصالح )عليه السلم( قال‪ :‬قال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬التودد إلى الناس نصف العقل‪ ،‬والرفق نصف‬
‫المعيشة‪ ،‬وما عال امرؤفي اقتصاد ‪ - 20‬ما‪ :‬الحسين بن إبراهيم عن ابن‬
‫وهبان‪ ،‬عن علي بن الحبشي‪ ،‬عن العباس ابن محمد بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن أبي غندر‪،‬‬
‫عن أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت رجل يقول لبي عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫بلغني أن القتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب ؟ فقال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬لبل هو الكسب كله‪ ،‬ومن الدين التدبير في المعيشة )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬الزخرف‪ (2) 33 :‬مصباح الشريعة ص ‪ (3) 21‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪283‬‬

‫]‪[350‬‬

‫)‪) * (87‬باب( * * " )السخاء والسماحة والجود( " * ]من[ اليات التغابن‪:‬‬
‫وأنفقوا خيرا لنفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون * إن‬
‫تقرضوا ال قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم وال شكور حليم )‪- 1 (1‬‬
‫لى‪ :‬الحسن بن عبد ال بن سعيد‪ ،‬عن عبد العزيز بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سهل‪ ،‬عن عبد ال بن محمد البلوي‪ ،‬عن إبراهيم بن عبيدال‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬سادة‬
‫الناس في الدنيا السخياء وفي الخرة التقياء )‪ (2‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهم السلم( مثله )‪ (3‬أقول‪ ،:‬قد مر بعض‬
‫الخبار في باب جوامع المكارم‪ ،‬وبعضها في باب حسن الخلق ‪ - 2‬لى‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس عن الحسن بن‬
‫زياد‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ :‬أنه قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى رضي لكم‬
‫السلم دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق )‪ - 3 (4‬ل‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن رجل وعمر بن عبد العزيز عن‬
‫جميل بن دراج قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬خياركم سمحاؤكم‬
‫وشراركم بخلؤكم‪ ،‬ومن صالح العمال البر بالخوان‪ ،‬والسعي في‬
‫حوائجهم‪ ،‬وذلك مرغمة‬

‫)‪ (1‬التغابن‪ (2) 17 - 16 :‬أمالى الصدوق‪ (3) 20 :‬صحيفة الرضا )عليه السلم(‪:‬‬
‫‪ (4) 42‬أمالى الصدوق‪(*) 163 :‬‬

‫]‪[351‬‬
‫للشيطان‪ ،‬وتزحزح عن النيران‪ ،‬ودخول الجنان يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر‬
‫أصحابك‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك من غرر أصحابي ؟ قال‪ :‬هم البارون‬
‫بالخوان‪ ،‬في العسر واليسر‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون‬
‫عليه ذلك‪ ،‬وقد مدح ال عزوجل صاحب القليل فقال‪ " :‬ويؤثرون على‬
‫أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون "‬
‫)‪ - 4 (1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أبي غالب أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن بريد العجلي‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬يقول ال تعالى‪ :‬المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن‪ ،‬فان‬
‫قبلها مني فبرحمة مني‪ ،‬فان ردها فبذنبه حرمها‪ ،‬ومنه ل مني‪ ،‬وأيما عبد‬
‫خلقته فهديته إلى اليمان وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل‪ ،‬فاني اريد به‬
‫خيرا )‪ - 5 (2‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن أحمد بن سليمان‬
‫قال‪ :‬سأل رجل أبا الحسن )عليه السلم( وهوفي الطواف فقال له‪ :‬أخبرني‬
‫عن الجواد‪ ،‬فقال‪ :‬إن لكلمك وجهين فان كنت تسأل عن المخلوق‪ ،‬فان‬
‫الجواد الذي يؤدي ما افترض ال تعالى عليه‪ ،‬والبخيل من بخل بما‬
‫افترض ال تعالى عليه‪ ،‬وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى‪ ،‬وهو‬
‫الجواد إن منع‪ ،‬لنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له وإن منع منع ما ليس‬
‫له )‪ (3‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي الجهم‪ ،‬عن‬
‫موسى ابن بكر‪ ،‬عن أحمد بن سلم قال‪ :‬سأل رجل أبا الحسن )عليه السلم(‬
‫الحديث )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 48‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 24‬عيون الخبار ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) 141‬معاني الخبار‪256 :‬‬

‫]‪[352‬‬

‫‪ - 6‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن إبراهيم بن حمويه عن محمد‬
‫بن عيسى اليقطيني قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪ :‬في الديك البيض‬
‫خمس خصال من خصال النبياء‪ :‬معرفته بأوقات الصلوة‪ ،‬والغيرة‪،‬‬
‫والسخاء‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬وكثرة الطروقة )‪ - 7 (1‬ن‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن ابن‬
‫عامر‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء قال‪ :‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫السخي قريب من ال‪ ،‬قريب من الجنة‪ ،‬قريب من الناس والبخيل بعيد من‬
‫ال‪ ،‬بعيد من الجنة‪ ،‬بعيد من الناس‪ ،‬وسمعته يقول‪ :‬السخاء شجرة في‬
‫الجنة من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة )‪ - 8 (2‬ن‪ :‬أبي عن علي‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن ياسر الخادم‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬السخي يأكل‬
‫من طعام الناس ليأكلوا من طعامه‪ ،‬والبخيل ل يأكل من طعام الناس لئل‬
‫يأكلوا من طعامه )‪ - 9 (3‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد بن جعفر الحسيني‪ ،‬عن أيوب بن محمد بن فروخ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫مسلمة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه صلوات ال عليهم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن السخاء شجرة من أشجار الجنة لها أغصان‬
‫متدلية في الدنيا‪] ،‬فمن كان سخيا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك‬
‫الغصن إلى الجنة والبخل شجرة من أشجار النار لها أغصان متدلية في‬
‫الدنيا[ )‪ (4‬فمن كان بخيل تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن‬
‫إلى النار قال أبو المفضل‪ :‬قال لنا أبو عبد ال الحسين‪ :‬فحدثني شيخ من‬
‫أهلنا عن أبيه عن جعفر بن محمد بحديثه هذا حديث السخا والبخل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ليس السخي المبذر الذي ينفق ماله في‬
‫غير حقه‪ ،‬ولكنه الذي يؤدي إلى ال عزوجل ما فرض عليه في ماله من‬
‫الزكاة وغيرها‪ ،‬والبخيل الذي ليؤدي‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 277‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 12‬المصدر‬
‫نفسه )‪ (4‬مابين العلمتين ساقط من الصل‬

‫]‪[353‬‬

‫حق ال عزوجل في ماله )‪ - 10 (1‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‬
‫له‪ :‬ماحد السخاء ؟ قال‪ :‬تخرج من مالك الحق الذي أوجبه ال عليك‪،‬‬
‫فتضعه في موضعه )‪ (2‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله )‪- 11 (3‬‬
‫مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق )‪ - 12 (4‬مع‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫النضر‪ ،‬عن علي بن عوف الزدي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه‪ ،‬فإذا ظفر بالحلل طابت‬
‫نفسه أن ينفقه في طاعة ال عزوجل )‪ - 13 (5‬مع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن حفص بن غياث‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫السخاء شجرة أصلها في الجنة وهي مطلة على الدنيا‪ ،‬من تعلق بغصن‬
‫منها اجتره إلى الجنة )‪ - 14 (6‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي رفعه عن‬
‫ابن طريف‪ ،‬عن ابن نباته عن الحارث العور قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( للحسن‪ :‬يا بني ما السماحة ؟ قال‪ :‬البذل في العسر واليسر )‬
‫‪ (7‬أقول‪ :‬روى في الكتاب المذكور باسناد آخر أنه قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( للحسن‪ :‬ما السماحة ؟ قال إجابة السائل وبذل النائل‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 89‬معاني الخبار‪ (7 - 3) 255 :‬معاني الخبار‪:‬‬
‫‪256‬‬

‫]‪[354‬‬

‫‪ - 15‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ثلث من أبواب البر‪ :‬سخاء النفس‪،‬‬
‫وطيب الكلم‪ ،‬والصبر على الذى )‪ - 16 (1‬ختص )‪ (2‬ضا‪ :‬أروي عن‬
‫العالم )عليه السلم( أنه قال‪ :‬السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا‬
‫فمن تعلق بغصن منها أدته إلى الجنة‪ ،‬والبخل شجرة في النار أغصانها في‬
‫الدنيا فمن تعلق بغصن من أغصانها أدته إلى النار‪ ،‬أعاذنا ال وإياكم من‬
‫النار )‪ (3‬ونروي أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال لعدي بن حاتم‬
‫طيئ‪ :‬دفع عن أبيك العذاب الشديد لسخاء نفسه وروي أن جماعة من‬
‫السارى جاؤا بهم إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأمر أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( بضرب أعناقهم ثم أمره بافراد واحد ل يقتله‪ ،‬فقال‬
‫الرجل‪ :‬لم أفردتني من أصحابي والجناية واحدة ؟ فقال له‪ :‬إن ال تبارك‬
‫وتعالى أوحى إلي أنك سخي قومك‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) 6 :‬الختصاص‪ ،253 :‬ويظهر من هذا التوافق بين كتاب‬
‫الختصاص وبين كتاب التكليف لبن ابى العزاقر الشلمغانى المعروف‬
‫بفقه الرضا )عليه السلم( ‪ -‬كما عرفت في ج ‪ 51‬ص ‪ 375‬من هذه‬
‫الطبعة ‪ -‬أن مؤلف كتاب الختصاص اعتمد على كتاب التكليف وأخذ عنه‬
‫كما أخذ عنه ابن أبى جمهور في كتابه غوالى اللئالى عارفا بنسبة كتاب‬
‫التكليف إلى مؤلفه ويستظهر من هذا التوافق بين العبارتين أن مؤلف‬
‫كتاب الختصاص ألف كتابه و جمعه من مطاوى كتب المحدثين تارة مع‬
‫السند‪ ،‬وتارة بلسند‪ ،‬كماحذى حذوه مؤلف كتاب جامع الخبار الذى‬
‫نسب إلى الصدوق رحمه ال فمن البعيد جدا أن يأخذ الشيخ المفيد عن‬
‫الشلمغانى رواياته هذه وكلها مرسلة ‪ -‬بلفظه ونصه وكيف كان هذا‬
‫التوافق بين العبارتين مما يوهن نسبة كتاب الختصاص إلى الشيخ‬
‫المفيد قدس سره‬

‫]‪[355‬‬
‫ول أقتلك‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬فاني أشهد أن لإله إل ال‪ ،‬وأنك محمد رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( قال فقاده سخاؤه إلى الجنة وروي‪ :‬الشاب السخي‬
‫المعترف للذنوب أحب إلى ال من الشيخ العابد البخيل وروي ماشئ يتقرب‬
‫به إلى ال عزوجل من إطعام الطعام وإراقة الدماء وروي أطيلوا الجلوس‬
‫عند الموائد‪ ،‬فانها أوقات ل تحسب من أعماركم وروي لو عملت طعاما‬
‫بمائة ألف درهم ثم أكل منه مؤمن واحد لم تعد مسرفا وروي عن العالم‬
‫)عليه السلم( أنه قال‪ :‬أطعموا الطعام‪ ،‬وأفشوا السلم‪ ،‬وصلوا والناس‬
‫نيام‪ ،‬وادخلوا الجنة بسلم وأروي إياك والسخي فان ال عزوجل يأخذ بيده‬
‫وروي أن ال تبارك وتعالى يأخذ بناصية السخي إذا اعثر ‪ - 17‬مص‪ :‬قال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬السخاء من أخلق النبياء وهو عماد اليمان ول‬
‫يكون مؤمن إل سخيا‪ ،‬وليكون سخيا إل ذويقين وهمة عالية‪ ،‬لن السخاء‬
‫شعاع نور اليقين‪ ،‬ومن عرف ما قصد‪ ،‬هان عليه ما بذل وقال النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬وما جبل ولي ال إل على السخاء‪ ،‬والسخاء ما يقع على‬
‫كل محبوب أقله الدنيا‪ ،‬ومن علمة السخاء أن ل يبالي من ]أصحاب[ خ‬
‫أكل الدنيا ومن ملكها مؤمنا أو كافرا‪ ،‬وعاصيا أو مطيعا‪ ،‬شريفا أو‬
‫وضيعا‪ ،‬يطعم غيره ويجوع ويكسو غيره ويعرى‪ ،‬ويعطي غيره ويمتنع‬
‫من قبول عطاء غيره‪ ،‬ويمن بذلك ول يمتن‪ ،‬ولو ملك الدنيا بأجمعها لم‬
‫يرنفسه فيها إل أجنبيا‪ ،‬ولو بذلها في ذات ال عزوجل في ساعة واحدة‬
‫مامل قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬السخي قريب من ال قريب من‬
‫الناس‪ ،‬قريب من الجنة بعيد من النار‪ ،‬والبخيل بعيد من ال‪ ،‬بعيد من‬
‫الناس‪ ،‬بعيد من الجنة‪ ،‬قريب من النار ول يسمى سخيا إل الباذل في طاعة‬
‫ال ولوجهه‪ ،‬ولو برغيف أو شربة ماء قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫السخي بما ملك وأراد به وجه ال وأما السخي في معصية ال‬

‫]‪[356‬‬

‫فحمال سخط ال وغضبه‪ ،‬وهو أبخل الناس على نفسه‪ ،‬فكيف لغيره‪ ،‬حيث اتبع‬
‫هواه‪ ،‬وخالف أمر ال‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬وليحملن أثقالهم ]وأثقال مع‬
‫أثقالهم "[ )‪ (1‬وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يقول ابن آدم‪ :‬ملكي‬
‫ملكي‪ ،‬ومالي مالى‪ ،‬يا مسكين أين كنت حيث كان الملك ولم تكن‪ ،‬وهل لك‬
‫إل ما أكلت فأفنيت أولبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت إما مرحوم به وإما‬
‫معاقب عليه‪ ،‬فاعقل أن ل يكون مال غيرك أحب إليك من مالك‪ ،‬فقد قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ما قدمت فهو للمالكين‪ ،‬وما أخرت فهو‬
‫للوارثين‪ ،‬وما معك فمالك عليه سبيل سوى الغرور به‪ ،‬كم تسعى في طلب‬
‫الدنيا ؟ وكم تدعي ؟ أفتريد أن تفقرنفسك وتغني غيرك )‪ - 18 (2‬جع‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الجنة دار السخياء وقال الصادق )عليه‬
‫السلم(‪ :‬السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق روي عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬لجاهل سخي أفضل من سائح بخيل )‪ (3‬وفي حديث‬
‫آخر عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬لشاب مرهق في الذنوب سخي أحب إلى ال من شيخ عابد بخيل‬
‫الحسن بن علي الوشاء قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الرضا )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬السخي قريب من ال‪ ،‬قريب من الجنة‪ ،‬قريب من الناس‪ ،‬بعيد من‬
‫النار‪ ،‬والبخيل بعيد من ال‪ ،‬بعيد من الجنة‪ ،‬بعيد من الناس‪ ،‬قريب من‬
‫النار وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الرجال أربعة‪ :‬سخي وكريم وبخيل‬
‫ولئيم‪ ،‬فالسخي‬

‫)‪ (1‬العنكبوت‪ (2) 13 :‬مصباح الشريعة‪ 34 :‬و ‪ (3) 35‬السائح‪ :‬الصائم العابد‪،‬‬
‫والمراد بالجاهل‪ :‬غير العاقل الذى يجهل في فعاله ويعمل من غير تدبر‬
‫وترو‪ ،‬ل الجاهل في مقابلة العالم‪ ،‬وفى الصل وهكذا نسخة الكمبانى "‬
‫تاسخ " وفى نسخة المصدر المطبوع " شيخ " وكلها تصحيف وسيجئ‬
‫عن الدرة الباهرة‪ " :‬ناسك " وهو قريب المعنى من السائح‬

‫]‪[357‬‬

‫الذي يأكل ويعطي والكريم الذي ل يأكل ويعطي والبخيل الذي يأكل ول يعطي واللئيم‬
‫الذي ل يأكل ول يعطي )‪ - 19 (1‬ين‪ :‬محمد بن الفضيل‪ ،‬عن زرارة قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال ارتضى السلم لنفسه دينا‬
‫فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق ‪ - 20‬ما‪ :‬باسناده عن موسى بن‬
‫بكر‪ ،‬عن العبد الصالح )عليه السلم( عن أبي ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من صدق بالخلف جاد بالعطية ‪- 21‬‬
‫الدرة الباهرة‪ :‬قال الحسين بن علي )عليه السلم(‪ :‬من قبل عطاءك‪ ،‬فقد‬
‫أعانك على الكرم قال )عليه السلم(‪ :‬مالك إن لم يكن لك كنت له‪ ،‬فلتبق‬
‫عليه‪ ،‬فانه ل يبقي عليك‪ ،‬وكله قبل أن يأكلك وقال الصادق )عليه السلم(‪:‬‬
‫جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل قال )عليه السلم(‪ :‬السخاء ماكان‬
‫ابتداء‪ ،‬فأما ماكان من مسألة فحياء وتذمم وقال )عليه السلم(‪ :‬الكرم‬
‫أعطف من الرحم ‪ - 22‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن القاسم بن علي‬
‫العلوي‪ ،‬عن محمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬طعام السخي دواء‪ ،‬وطعام الشحيح داء‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪131‬‬


‫]‪[358‬‬

‫)‪) * (88‬باب( * * " )من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والرضا( " * * "‬
‫)والغضب والشهوة( " * ‪ - 1‬لى‪ :‬ابن ناتانه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي بن فضال عن غالب بن عثمان‪ ،‬عن شعيب العقر قوفي‪،‬‬
‫عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪ :‬من ملك نفسه إذا رغب‬
‫وإذا رهب‪ ،‬وإذا اشتهى‪ ،‬وإذا غضب وإذا رضي‪ ،‬حرم ال جسده على النار‬
‫)‪ - 2 (1‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‬
‫ابن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ما أنفق مؤمن نفقة هي أحب إلى ال عزوجل من قول الحق في‬
‫الرضا والغضب )‪ (2‬اقول‪ :‬قد مضى كثير من الخبار في هذا المعنى في‬
‫باب جوامع المكارم وبعضها في باب الخوف ‪ - 3‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن أبي عبيدة‬
‫الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إنما المؤمن الذي إذا رضي لم‬
‫يدخله رضاه في إثم ول باطل‪ ،‬وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق‪،‬‬
‫والمؤمن الذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي وإلى ما ليس له بحق )‬
‫‪ - 4 (3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫الحسن ابن علي بن فضال‪ ،‬عن ابن حميد‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن امه‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 198 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 32‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪52‬‬

‫]‪[359‬‬

‫فاطمة بنت الحسين بن علي‪ ،‬عن أبيه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬ثلث خصال من كن فيه استكمل خصال اليمان‪ :‬الذي إذا‬
‫رضي لم يدخله رضاه في إثم ول باطل‪ ،‬وإذا غضب لم يخرجه الغضب من‬
‫الحق‪ ،‬وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له )‪ - 5 (1‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن عبد ال سنان قال‪ :‬ذكر رجل‬
‫المؤمن عند أبي عبد ال فقال )عليه السلم(‪ :‬إنما المؤمن الذي إذا سخط‬
‫لم يخرجه سخطه من الحق‪ ،‬والمؤمن إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل‪،‬‬
‫والمؤمن الذي إذا قدر لم يتعاط ما ليس له )‪ - 5 (2‬ل‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن‬
‫محمد بن جرير الطبري‪ ،‬عن أبي صالح الكناني عن يحيى بن عبد الحميد‪،‬‬
‫عن شريك‪ ،‬عن هشام بن معاذ‪ ،‬عن الباقر )عليه السلم( قال‪ :‬ثلث من كن‬
‫فيه استكمل اليمان بال‪ :‬من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل‪ ،‬و إذا‬
‫غضب لم يخرجه غضبه من الحق‪ ،‬ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له‬
‫الخبر )‪ - 7 (3‬ثو‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن غالب ابن عثمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا‬
‫غضب حرم ال جسده على النار )‪(4‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 52‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 51‬ثواب العمال ص‬
‫‪145‬‬

‫]‪[360‬‬

‫)‪) * (89‬باب( * * " )انه ينبغى ان ل يخاف في ال لومة لئم وترك( " * * "‬
‫)المداهنة في الدين( " * اليات‪ ،‬المائدة‪ :‬يجاهدون في سبيل ال ول‬
‫يخافون لومة لئم )‪ (1‬القلم‪ :‬فلتطلع المكذبين * ودو الوتدهن فيدهنون )‬
‫‪ - 1 (2‬ل‪ :‬في وصايا أبي ذر رحمة ال عليه قال‪ :‬أوصاني رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( أن ل أخاف في ال لومة لئم )‪ (3‬وفي خبر آخر‬
‫عنه رحمة ال عليه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تخف‬
‫في ال لومة لئم )‪ (4‬وسيأتي بأسانيده في أبواب المواعظ )‪ - 2 (5‬ما‪:‬‬
‫فيما كتب أمير المؤمنين )عليه السلم( لمحمد بن أبي بكر‪ :‬اوصيك بسبع‬
‫هن جوامع السلم‪ :‬تخشى ال عزوجل‪ ،‬ول تخشى الناس في ال‪ ،‬إلى أن‬
‫قال‪ :‬ول تخف في ال لومة لئم )‪ - 3 (6‬ما‪ :‬باسناد المجاشعي‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫ل تأخذكم في ال لومة لئم‪ ،‬يكفكم ال من أرادكم وبغى عليكم‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) 54 :‬القلم‪ 8 :‬و ‪ (3) :9‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 105‬الخصال ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 4‬في حديثين )‪ (5‬راجع ج ‪ - 77‬ص ‪ 91 - 70‬من هذه الطبعة‬
‫الحديثة )‪ (6‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪30‬‬

‫]‪[361‬‬

‫‪ - 4‬فتح‪ :‬روي أن لقمان الحكيم قال لولده في وصيته‪ :‬لتعلق قلبك برضى الناس‬
‫ومدحهم وذمهم‪ ،‬فان ذلك ل يحصل ولو بالغ النسان في تحصيله بغاية‬
‫قدرته فقال ولده ما معناه‪ :‬احب أن أرى لذلك مثال أو فعال أو مقال‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬أخرج أنا وأنت‪ ،‬فخرجا ومعهما بهيم فركبه لقمان وترك ولده يمشي‬
‫وراءه فاجتازوا على قوم فقالوا‪ :‬هذا شيخ قاسي القلب‪ ،‬قليل الرحمة‪،‬‬
‫يركب هو الدابة وهو أقوى من هذا الصبي‪ ،‬ويترك هذا الصبي يمشي‬
‫وراءه‪ ،‬وإن هذا بئس التدبير‪ ،‬فقال لولده‪ :‬سمعت قولهم وإنكارهم لركوبي‬
‫ومشيك ؟ فقال‪ :‬نعم فقال‪ :‬اركب أنت يا ولدي حتى أمشي أنا‪ ،‬فركب ولده‬
‫ومشى لقمان فاجتازوا على جماعة اخرى فقالوا‪ :‬هذا بئس الوالد‪ ،‬وهذا‬
‫بئس الولد‪ .‬أما أبوه فانه ما أدب هذا الصبي حتى يركب الدابة ويترك والده‬
‫يمشي وراءه‪ ،‬والوالد أحق بالحترام والركوب‪ ،‬وأما الولد فلنه عق والده‬
‫بهذه الحال فكلهما أساءا في الفعال‪ ،‬فقال لقمان لولده‪ :‬سمعت ؟ فقال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فقال‪ :‬نركب معا الدابة فركبا معا فاجتازوا على جماعة فقالوا‪ :‬ما في‬
‫قلب هذين الراكبين رحمة‪ ،‬ول عندهم من ال خبر‪ ،‬يركبان معا الدابة‬
‫يقطعان ظهرها‪ ،‬ويحملنها مال تطيق‪ ،‬لو كان قد ركب واحد ومشى واحد‬
‫كان أصلح وأجود‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬هات حتى نترك الدابة‬
‫تمشي خالية من ركوبنا‪ ،‬فساقا الدابة بين أيديهما وهما يمشيان فاجتازوا‬
‫على جماعة فقالوا‪ :‬هذا عجيب من هذين الشخصين يتركان دابة فارغة‬
‫تمشي بغير راكب ويمشيان‪ ،‬وذموهما على ذلك كما ذموهما على كل ماكان‬
‫فقال لولده‪ :‬ترى في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال‪ ،‬فل تلتفت إليهم واشتغل‬
‫برضا ال جل جلله‪ ،‬ففيه شغل شاغل‪ ،‬وسعادة وإقبال في الدنيا ويوم‬
‫الحساب والسؤال ‪ - 5‬فتح‪ :‬روي أن موسى )عليه السلم( قال‪ :‬يا رب‬
‫احبس عني ألسنة بني آدم فانهم يذموني ‪ -‬وقد اوذي كما قال ال جل‬
‫جلله عنهم‪ " :‬ل تكونوا كالذين آذوا‬

‫]‪[362‬‬

‫موسى " )‪ - (1‬قيل‪ :‬فأوحى ال جل جلله إليه‪ :‬يا موسى هذا شئ ما فعلته مع‬
‫نفسي أفتريد أن أعمله معك ؟ فقال‪ :‬قد رضيت أن تكون لي اسوة بك ‪- 6‬‬
‫نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬من أحد سنان الغضب ل قوي على قتل أشداء‬
‫الباطل )‪ (2‬وقال )عليه السلم(‪ :‬إذا هبت أمرا فقع فيه‪ ،‬فان شدة توقيه‬
‫أعظم مما تخاف منه )‪) * (90) (3‬باب( * * " )حسن العاقبة واصلح‬
‫السريرة( " * اليات‪ :‬آل عمران‪ :‬قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه‬
‫يعلمه ال ويعلم ما في السموات وما في الرض وال على كل شئ قدير )‬
‫‪ (4‬النساء‪ :‬يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهم معهم إذ‬
‫يبيتون مال يرضى من القول وكان ال بما يعملون محيطا )‪ (5‬النعام‪:‬‬
‫وهو ال في السموات والرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )‪(6‬‬
‫اسرى‪ :‬ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين إنه كان للوابين‬
‫غفورا )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ 2) 69 :‬و ‪ (3‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 185‬آل عمران‪(5) 29 :‬‬
‫النساء‪ (6) 108 :‬النعام‪ (7) 3 :‬أسرى‪25 :‬‬

‫]‪[363‬‬
‫الحزاب‪ :‬إن تبدوا شيئا أو تخفوه فان ال كان بكل شئ عليما )‪ (1‬السجدة‪ :‬وما‬
‫كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ول أبصاركم ول جلودكم ولكن ظننتم‬
‫أن ال ل يعلم كثيرا مما كنتم تعملون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم‬
‫أرديكم فأصبحتم من الخاسرين )‪ (2‬وقال تعالى‪ :‬اعملوا ما شئتم إنه بما‬
‫تعملون بصير )‪ (3‬الحجرات‪ :‬إن ال يعلم غيب السموات والرض وال‬
‫بصير بما تعملون )‪ (4‬الحشر‪ :‬كمثل الشيطان إذ قال للنسان اكفر فلما كفر‬
‫قال إني برئ منك إني أخاف ال رب العالمين )‪ (5‬التغابن‪ :‬يعلم ما في‬
‫السموات والرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون وال عليم بذات الصدور )‬
‫‪ (6‬الملك‪ :‬وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * أل يعلم‬
‫من خلق وهو اللطيف الخبير )‪ - 1 (7‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أيوب بن نوح‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن غياث بن إبراهيم‪ ،‬عن الصادق‬
‫جعفر بن محمد )عليه السلم( عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤاخذ‬
‫بما مضى من ذنبه ومن أساء فيما بقي من عمر ؟ ؟ بالول والخر )‪2 (8‬‬
‫‪ -‬لى‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬خير المور خيرها عاقبة )‪(9‬‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) 54 :‬السجدة‪ (3) 23 - 22 :‬السجدة‪ (4) 40 :‬الحجرات‪(5) 18 :‬‬


‫الحشر‪ (6) 16 :‬التغابن‪ (7) 4 :‬الملك‪ (8) 14 - 13 :‬أمالى الصدوق‪:‬‬
‫‪ (9) 35‬أمالى الصدوق‪292 :‬‬

‫]‪[364‬‬

‫‪ - 3‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن وهب القرشي عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( أن عليا )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة‪ ،‬وإن حقيقة الشقاء أن يختم‬
‫للمرء عمله بالشقاء )‪ - 4 (1‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬من تزين للناس بما يحب ال‪ ،‬وبارز ال في السر بما يكره ]ال[‬
‫لقي ال وهو عليه غضبان‪ ،‬له ماقت )‪ - 5 (2‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن سهل قال‪ :‬سمعت أبا فروة النصاري‬
‫وكان من السائحين يقول‪ :‬قال عيسى بن مريم‪ :‬يا معشر الحواريين بحق‬
‫أقول لكم إن الناس يقولون‪ :‬إن البنا بأساسه وإني لأقول لكم كذلك‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫فماذا تقول يا روح ال ؟ قال‪ :‬بحق أقول لكم‪ :‬إن آخر حجر يضعه العامل‬
‫هو الساس‪ ،‬قال أبو فروة إنما أراد خاتمة المر )‪ - 6 (3‬لى‪ :‬عن نوف‬
‫البكالي قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬يا نوف إياك أن تتزين‬
‫للناس وتبارز ال بالمعاصي فيفضحك ال يوم تلقاه )‪ - 7 (4‬لى‪ :‬ابن‬
‫المغيرة‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن السكوني عن الصادق عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬كانت الفقهاء والحكماء إذا‬
‫كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلث ليس معهن رابعة‪ :‬من كانت الخرة همه‬
‫كفاه ال همه من الدنيا‪ ،‬ومن أصلح سريرته أصلح ال علنيته‪ ،‬ومن‬
‫أصلح فيما بينه وبين ال عز وجل أصلح ال له فيما بينه وبين الناس )‪(5‬‬
‫‪ - 8‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) 345 :‬قرب السناد ص ‪ (3) 45‬معاني الخبار‪(4) 348 :‬‬
‫أمالى الصدوق‪ (5) 126 :‬أمالى الصدوق‪22 :‬‬

‫]‪[365‬‬

‫مثله )‪ (1‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬مثله )‪ - 9 (2‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عيسى الفراء‪ ،‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬من كان‬
‫ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه )‪ - 10 (3‬ما‪ :‬عن أبي قلبة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أسر ما يرضي ال عزوجل أظهر ال‬
‫له ما يسره‪ ،‬ومن أسر ما يسخط ال تعالى أظهر ال ما يخزيه )‪ (4‬أقول‪:‬‬
‫قد مر الخبر بتمامه في باب جوامع المكارم )‪ - 11 (5‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫المفضل‪ ،‬عن رجاء بن يحيى‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد النباري‪ ،‬عن زياد بن‬
‫مروان‪ ،‬عن جراح بن مليح أبي وكيع‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬عن‬
‫الحارث الهمداني‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يا علي مامن عبد إل وله جواني وبراني يعني‬
‫سريرة وعلنية‪ ،‬فمن أصلح جوانيه أصلح ال عزوجل برانيه‪ ،‬ومن أفسد‬
‫جوانيه أفسد ال برانيه‪ ،‬وما من أحد إل له صيت في أهل السماء‪ ،‬وصيت‬
‫في أهل الرض‪ ،‬فإذا حسن صيته في أهل السماء وضع ذلك له في أهل‬
‫الرض‪ ،‬فإذا ساء صيته في أهل السماء وضع ذلك له في الرض قال‪:‬‬
‫فسئل )عليه السلم( عن صيته ما هو ؟ قال‪ :‬ذكره )‪ - 11 (6‬فس‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬طوبى لمن ذل في نفسه‪ ،‬وطاب كسبه‬
‫وصلحت سريرته )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 64‬ثواب العمال‪ (3) 164 :‬أمالى الصدوق‪(4) 294 :‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 185‬راجع ج ‪ 69‬ص ‪ 382‬من هذه الطبعة‬
‫)‪ (6‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (7) 73‬تفسير القمى‪ ،429 :‬في آية‬
‫النبياء‪35 :‬‬
‫]‪[366‬‬

‫‪ - 12‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬من أصلح فيما بينه وبين ال أصلح ال فيما بينه‬
‫وبين الناس )‪ - 13 (1‬م‪ :‬قوله عزوجل " الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم‬
‫" )‪ (2‬الذين يقدرون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم كراماته‪،‬‬
‫وإنما قال " يظنون " لنهم ل يرون بماذا يختم لهم‪ ،‬والعاقبة مستورة‬
‫عنهم " وأنهم إليه راجعون " إلى كراماته ونعيم جناته‪ ،‬ليمانهم‬
‫وخشوعهم‪ ،‬ل يعلمون ذلك يقينا لنهم ل يأمنون أن يغيروا ويبدلوا قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة ل‬
‫يتيقن الوصول إلى رضوان ال حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك‬
‫الموت له )‪ - 14 (3‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن محمد بن ياسين قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬ما ينفع العبد يظهر حسنا ويسير سيئا‪ ،‬أليس إذا رجع إلى‬
‫نفسه‪ ،‬علم أنه ليس كذلك‪ ،‬وال تعالى يقول‪ " :‬بل النسان على نفسه‬
‫بصيرة " )‪ (4‬إن السريرة إذا صلحت قويت العلنية )‪ - 15 (5‬ين‪ :‬محمد‬
‫بن خالد‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن أبي خالد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫قال من أظهر للناس ما يحب ال وبارزه بما يكره لقي ال وهوله ماقت ‪16‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين العلوي‪ ،‬عن عبد‬
‫العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الجواد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬المرض ل أجر فيه‪ ،‬ولكنه ل يدع على العبد‬
‫ذنبا إل حطه‪ ،‬وإنما الجر‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) 29‬البقرة‪ (3) 46 :‬تفسير المام ص ‪ 96‬ط تبريز وص‬
‫‪ 115‬في ط )‪ (4‬القيامة‪ (5) 14 :‬مجالس المفيد‪133 :‬‬

‫]‪[367‬‬

‫في القول باللسان‪ ،‬والعمل بالجوارح‪ ،‬وإن ال بكرمه وفضله يدخل العبد بصدق‬
‫النية والسريرة الصالحة الجنة )‪ - 17 (1‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم(‪ :‬من‬
‫أصلح ما بينه وبين ال سبحانه أصلح ال ما بينه وبين الناس‪ ،‬ومن أصلح‬
‫أمر آخرته أصلح ال له أمر دنياه‪ ،‬ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه‬
‫من ال حافظ )‪ (2‬وقال )عليه السلم(‪ :‬لكل امرئ عاقبة حلوة أو مرة )‪(3‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬من أصلح سريرته أصلح ال ]له[ علنيته‪ ،‬ومن عمل‬
‫لدينه كفاه ال أمر دنياه‪ ،‬ومن أحسن فيما بينه وبين ال كفاه ال ما بينه‬
‫وبين الناس )‪ (4‬وقال )عليه السلم(‪ :‬واعلم أن لكل ظاهر باطنا على‬
‫مثاله‪ ،‬فما طاب ظاهره طاب باطنه‪ ،‬وما خبث ظاهره خبث باطنه‪ ،‬وقد قال‬
‫الرسول الصادق )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال يحب العبد ويبغض عمله‪،‬‬
‫ويحب العمل ويبغض بدنه واعلم أن لكل عمل نبات وكل نبات لغنى به‬
‫عن الماء‪ ،‬والمياه مختلفة‪ ،‬فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته‪ ،‬وما‬
‫خبث سقيه خبث غرسه وأمرت ثمرته )‪ (5‬بيان‪ :‬لعل المراد بالظاهر‬
‫والباطن ما يظهر من النسان من أعماله‪ ،‬وما هو باطن من نياته‬
‫وعقائده‪ ،‬فقوله )عليه السلم(‪ " :‬وقد قال " كالستثناء من المقدمتين‬
‫والحاصل أن الغالب مطابقة الظاهر للباطن‪ ،‬وقد يتخلف ذلك كما يدل عليه‬
‫الخبر ويحتمل أن يكون المعنى أن ما يظهر من أفعال المرء وأفعاله في‬
‫آخر عمره يدل على ماكان كامنا في النفس من النيات الحسنة‪ ،‬والعقائد‬
‫الحقة‪ ،‬والطينات الطيبة‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،215‬ويأتى في ج ‪ 72‬ص ‪ 24 - 17‬بيان ضاف من‬


‫المؤلف العلمة قدس سره يشرح الحديث ويستوعب الكلم فيه‪ ،‬فراجع )‬
‫‪ (2‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 161‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 183‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (5) 245‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪297‬‬

‫]‪[368‬‬

‫أو النيات الفاسدة‪ ،‬والعقائد الردية‪ ،‬والطينات الخبيثة‪ ،‬فيكون الخبر دليل على ذلك‪،‬‬
‫فان من يكون في بدو حاله فاجرا ويختم له بالحسنى‪ ،‬إنما يحبه ال لما‬
‫يعلم من حسن سريرته الذي يدل عليه خاتمه عمله‪ ،‬ومن كان بعكس ذلك‬
‫يبغضه لما يعلم من سوء سريرته‪ ،‬وهذان الوجهان مما خطر بالبال وربما‬
‫يؤيد الثاني ما ذكره بعده كماليخفى بعد التأمل وقال ابن أبي الحديد )‪(1‬‬
‫هو مشتق من قوله تعالى " والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه " )‪(2‬‬
‫والمعنى أن لكلي حالتي النسان الظاهرة أمرا باطنيا يناسبها من أحواله‪،‬‬
‫والحالتان الظاهرتان ميله إلى العقل‪ ،‬وميله إلى الهوى‪ ،‬فالمتبع لعله يرزق‬
‫السعادة والفوز‪ ،‬فهذا هو الذي طاب ظاهره وطاب باطنه‪ ،‬والمتبع لمقتضى‬
‫هواه يرزق الشقاوة والعطب‪ ،‬وهذا هو الذي خبث ظاهره وخبث باطنه‪،‬‬
‫ومنهم من حمل الظاهر على حسن الصورة والهيئة وقبحهما‪ ،‬وقال‪ :‬هما‬
‫يدلن على قبح الباطن وحسنه‪ ،‬وحمل حب العبد مع قبح الفعل على ما إذا‬
‫كان مع قبح الصورة ول يخفى بعد الوجهين على الخبير ‪ - 18‬مجمع‬
‫البيان‪ :‬روى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬مايصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسر سيئا ؟ أليس إذا رجع‬
‫إلى نفسه يعلم أنه ليس كذلك ؟ وال سبحانه يقول " بل النسان على‬
‫نفسه بصيرة " )‪ (3‬إن السريرة إذا صلحت قويت العلنية وعن عمربن‬
‫يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه تلهذه الية ثم قال‪ :‬مايصنع‬
‫النسان أن يعتذر إلى الناس خلف ما يعلم ال منه‪ ،‬إن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( كان يقول‪ :‬من أسر سريرة رداه ال رداءها إن خيرا فخير‪،‬‬
‫وإن شرا فشر )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬شرح النهج الحديدي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 448‬العراف‪ (3) 75 :‬القيامة‪(4) 14 :‬‬
‫مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪396‬‬

‫]‪[369‬‬

‫‪ - 19‬عدة الداعي‪ :‬قال الصادق )عليه السلم( يوما للمفضل بن صالح‪ :‬يا مفضل‬
‫إن ل عبادا عاملوه بخالص من سره‪ ،‬فعاملهم بخالص من بره‪ ،‬فهم الذين‬
‫تم صحفهم يوم القيامة فرغا‪ ،‬فإذا وقفوا بين يديه ملها من سر ما أسروا‬
‫إليه فقلت‪ :‬يا مولي ولم ذلك ؟ فقال‪ :‬أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه‬
‫وبينهم وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إياك وما تعتذر منه‪ ،‬فانه ل‬
‫يعتذر من خير‪ ،‬وإياك وكل عمل في السر تستحي منه في العلنية‪ ،‬وإياك‬
‫وكل عمل إذا ذكر لصاحبه أنكره وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن‬
‫أعل منازل اليمان درجة واحدة‪ ،‬من بلغ إليها فقد فاز وظفر‪ ،‬وهو أن‬
‫ينتهي بسريرته في الصلح إلى أن ل يبالي لها إذا ظهرت ول يخاف‬
‫عقابها إذا استترت ‪ - 20‬اسرار الصلوة‪ :‬روي أن رجل من بني إسرائيل‬
‫قال‪ :‬وال لعبدن ال عبادة اذكر بها فكان أول داخل في المسجد وآخر‬
‫خارج منه‪ ،‬ل يراه أحد حين الصلة إل قائما يصلي‪ ،‬وصائما ل يفطر‪،‬‬
‫ويجلس إلى حلق الذكر‪ ،‬فمكث بذلك مدة طويلة وكان ل يمر بقوم إل قالوا‬
‫فعل ال بهذا المرائي وصنع‪ ،‬فأقبل على نفسه وقال‪ :‬أراني في غير شئ‬
‫لجعلن عملي كله ل‪ ،‬فلم يزد على عمله الذي كان يعمل قبل ذلك إل أنه‬
‫تغيرت نيته إلى الخير فكان ذلك الرجل يمر بعد ذلك بالناس فيقولون‪ :‬رحم‬
‫ال فلنا الن أقبل على الخير‬

‫]‪[370‬‬

‫)‪) * (91‬باب( * * " )الذكر الجميل وما يلقى ال في قلوب العباد من محبة‬
‫الصالحين( " * " " )ومن طلب رضى ال بسخط الناس( " " اليات‪:‬‬
‫مريم‪ :‬واجعل لهم لسان صدق عليا )‪ (1‬وقال تعالى‪ :‬إن الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )‪ (2‬طه‪ :‬وألقيت عليك محبة‬
‫مني )‪ (3‬الشعراء‪ :‬واجعل لي لسان صدق في الخرين )‪ (4‬العنكبوت‪:‬‬
‫وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الخرة لمن الصالحين )‪ (5‬الصافات‪:‬‬
‫وتركنا عليه في الخرين )‪ - 1 (6‬مع )‪ (7‬لى‪ :‬محمد بن أحمد السدي‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن محمد بن المرزبان عن علي بن الجعد‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أبي‬
‫عمران الجوني )‪ ،(8‬عن عبد ال بن الصامت قال‪ :‬قال أبو ذر رحمة ال‬
‫عليه‪ :‬قلت‪ :‬يارسول ال الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس ؟ قال‪ :‬تلك عاجل‬
‫بشرى المؤمن )‪ (9‬أقول‪ :‬قد مضى خبر الحارث في باب حسن العاقبة )‬
‫‪(10‬‬

‫)‪ (1‬مريم‪ (2) 50 :‬مريم‪ (3) 96 :‬طه‪ (4) 39 :‬الشعراء‪ (5) 84 :‬العنكبوت‪) 27 :‬‬
‫‪ (6‬الصافات‪ 78 :‬و ‪ 108‬و ‪ (7) 129 ،119‬معاني الخبار‪(8) 322 :‬‬
‫في الصل ونسخة المالى الجدى وهو تصحيف واسم الرجل عبد الملك‬
‫بن حبيب راجع المشتبه ص ‪ (9) 192‬أمالى الصدوق‪ (10) 137 ،‬راجع‬
‫ص ‪ 365‬فيما مضى )*(‬

‫]‪[371‬‬

‫‪ - 2‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن المفضل قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن من قبلنا يقولون‪ :‬إن ال تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نوه به‬
‫منوه من السماء أن ال يحب فلنا فأحبوه‪ ،‬فتلقى له المحبة في قلوب‬
‫العباد وإذا أبغض ال عبدا نوه منوه من السماء أن ال يبغض فلنا‬
‫فأبغضوه‪ ،‬قال‪ :‬فيلقي ال له البغضاء في قلوب العباد قال‪ :‬وكان )عليه‬
‫السلم( متكئا فاستوى جالسا فنفض يده ثلث مرات يقول‪ :‬ل ليس كما‬
‫يقولون‪ ،‬ولكن ال عزوجل إذا أحب عبدا أغرى به الناس في الرض‬
‫ليقولوا فيه فيوثمهم ويأجره‪ ،‬وإذا أبغض ال عبدا حببه إلى الناس ليقولوا‬
‫فيه ليوثمهم ويوثمه ثم قال )عليه السلم(‪ :‬من كان أحب إلى ال من يحيى‬
‫بن زكريا )عليه السلم( أغراهم به حتى قتلوه‪ ،‬ومن كان أحب إلى ال‬
‫عزوجل من علي بن أبي طالب )عليه السلم( فلقي من الناس ما قد‬
‫علمتم‪ ،‬ومن كان أحب إلى ال تبارك وتعالى من الحسين بن علي صلوات‬
‫ال عليهما فأغراهم به حتى قتلوه )‪ - 3 (1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السدي‪،‬‬
‫عن النخعي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن ابن البطائني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم( قال‪ :‬كتب رجل إلى الحسين بن علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا سيدي أخبرني بخير الدنيا والخرة فكتب إليه بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم أما بعد فانه من طلب رضى ال بسخط الناس كفاه ال امور الناس‬
‫ومن طلب رضى الناس بسخط ال وكله ال إلى الناس والسلم )‪- 4 (2‬‬
‫ما‪ :‬فيما كتب أمير المؤمنين )عليه السلم( لمحمد بن أبي بكر‪ :‬إن‬
‫استطعت أن ل تسخط ربك برضا أحد من خلقه فافعل‪ ،‬فان في ال عزوجل‬
‫خلفا من غيره‪ ،‬وليس في شئ سواه خلف منه )‪(3‬‬
‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ (2) 382‬أمالى الصدوق‪ (3) 121 :‬أمالى الطوسى ج ‪1‬‬
‫ص ‪28‬‬

‫]‪[372‬‬

‫‪ - 5‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا أحب ال تعالى عبدا نادى مناد‬
‫من السماء‪ :‬أل إن ال تعالى قد أحب فلنا فأحبوه‪ ،‬فتعيه القلوب ول يلقى‬
‫إل حبيبا محببا مذاقا عند الناس‪ ،‬وإذا أبغض ال تعالى عبدا نادى مناد من‬
‫السماء‪ :‬أل إن ال تعالى قد أبغض فلنا فأبغضوه‪ ،‬فتعيه القلوب وتعي عنه‬
‫الذان‪ ،‬فل تلقاه إل بغيضا مبغضا شيطانا ماردا )‪ - 6 (1‬نهج‪ :‬قال في‬
‫وصيته لبنه الحسن )عليهما السلم(‪ :‬إنما يستدل على الصالحين بما‬
‫يجري ال لهم على ألسن عباده‪ ،‬فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل‬
‫الصالح )‪) * (92) (2‬باب( * * " )حسن الخلق( " * * " )وتفسير قوله‬
‫تعالى‪ :‬انك لعلى خلق عظيم( " * اليات‪ :‬آل عمران‪ :‬فبما رحمة من ال‬
‫لنت لهم )‪ (3‬القلم‪ :‬إنك لعلى خلق عظيم )‪ (4‬أقول‪ :‬قد مضى أخبار هذا‬
‫الباب في البواب السابقة‪ ،‬وخاصة في باب جوامع مكارم الخلق وستأتي‬
‫أيضا )‪ - 1 (5‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬
‫عن جميل بن‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ (2) 7 :‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ 85‬في عهده إلى الشتر )‪ (3‬آل‬
‫عمران‪ (4) 159 :‬القلم‪4 :‬‬

‫]‪[373‬‬

‫صالح‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬قال إن أكمل المؤمنين‬
‫إيمانا أحسنهم خلقا )‪ (1‬بيان‪ :‬الخلق بالضم يطلق على الملكات والصفات‬
‫الراسخة في النفس‪ ،‬حسنة كانت أم قبيحة‪ ،‬وهي في مقابلة العمال‪،‬‬
‫ويطلق حسن الخلق غالبا على ما يوجب حسن المعاشرة ومخالطة الناس‬
‫بالجميل قال الراغب‪ :‬الخلق والخلق في الصل واحد‪ ،‬لكن خص الخلق‬
‫بالهيئات والشكال والصور المدركة بالبصر‪ ،‬وخص الخلق بالقوى‬
‫والسجايا المدركة بالبصيرة )‪ (2‬وقال في النهاية‪ :‬فيه ليس شئ في‬
‫الميزان أثقل من حسن الخلق الخلق بضم اللم وسكونها الدين والطبع‬
‫والسجية وحقيقته أنه لصورة النسان الباطنة وهي نفسها وأوصافها‬
‫ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها‬
‫ولهما أوصاف حسنة وقبيحة‪ ،‬والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة‬
‫الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة‪ ،‬ولهذا تكررت‬
‫الحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع‪ ،‬كقوله " أكثر ما يدخل‬
‫الناس الجنة تقوى ال وحسن الخلق " وقوله " أكمل المؤمنين إيمانا‬
‫أحسنهم خلقا " وقوله " إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم‬
‫" وقوله‪ " :‬بعثت لتمم مكارم الخلق " وأحاديث من هذا النوع كثيرة‪،‬‬
‫وكذلك جاء في ذم سوء الخلق أحاديث كثيرة انتهى وقيل‪ :‬حسن الخلق إنما‬
‫يحصل من العتدال بين الفراط والتفريط في القوة الشهوية والقوة‬
‫الغضبية‪ ،‬ويعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل والتودد والصلة والصدق‬
‫واللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة والمراعاة والمساواة والرفق‬
‫والحلم والصبر والحتمال لهم والشفاق عليهم‪ ،‬وبالجملة هي حالة‬
‫نفسانية يتوقف حصولها على اشتباك الخلق النفسانية بعضها ببعض‪،‬‬
‫ومن ثم قيل‪ :‬هو حسن الصورة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 99‬مفردات غريب القرآن ‪158‬‬

‫]‪[374‬‬

‫الباطنة التي هي صورة الناطقة كما أن حسن الخلق هو حسن الصورة الظاهرة و‬
‫تناسب الجزاء‪ ،‬إل أن حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسبا ولذا تكررت‬
‫الحاديث في الحث به وبتحصيله وقال الراوندي رحمه ال في ضوء‬
‫الشهاب‪ :‬الخلق السجية والطبيعة ثم يستعمل في العادات التي يتعودها‬
‫النسان من خير أو شر‪ ،‬والخلق ما يوصف العبد بالقدرة عليه‪ ،‬ولذلك‬
‫يمدح ويذم به‪ ،‬ويدل على ذلك قوله صلى ال عليه وآله " خالق الناس‬
‫بخلق حسن " انتهى وأقول‪ :‬مدخلية حسن الخلق في كمال اليمان قدمر‬
‫تحقيقه في أبواب اليمان ‪ - 2‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلي‪ ،‬عن‬
‫الوشاء‪ ،‬عن عبد ال بن سنان عن رجل من أهل المدينة‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما‬
‫يوضع في ميزان امرء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق )‪ (1‬بيان‪ :،‬هو‬
‫مما يستدل به على تجسم العمال وقد مضى الكلم فيه ‪ - 3‬كا‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد الحناط‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أربع من كن فيه كمل إيمانه‪ ،‬وإن كان من‬
‫قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك‪ ،‬قال‪ :‬وهو الصدق وأداء المانة‬
‫والحياء وحسن الخلق )‪ (2‬بيان‪ :‬أربع مبتدأ وكأن موصوفه مقدر أي‬
‫خصال أربع‪ ،‬والموصول بصلته خبره " وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا‬
‫" مبالغة في كثرة ذنوبه أو كناية عن صدورها من كل جارحة من‬
‫جوارحه‪ ،‬ويمكن حملها على الصغائر فان صاحب هذه الخصال ل يجترئ‬
‫على الصرار على الكبائر‪ ،‬أو أنه يوفق للتوبة وهذه الخصال تدعوه إليها‬
‫مع أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب وما يشاكله وكذا أداء‬
‫المانة يخرج كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس ومنع الزكوات‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪99‬‬

‫]‪[375‬‬

‫والخماس وسائر حقوق ال‪ ،‬وكذا الحياء من الخلق يمنعه ]من التظاهر بأكثر‬
‫المعاصي والحياء من ال يمنعه عن تعمد المعاصي والصرار ويدعوه إلى‬
‫التوبة سريعا وكذا حسن الخلق يمنعه[ )‪ (1‬عن المعاصي المتعلقة بايذاء‬
‫الخلق كعقوق الوالدين وقطع الرحام والضرار بالمسلمين‪ ،‬فل يبقى من‬
‫الذنوب إل قليل ل يضر في إيمانه مع أنه موفق للتوبة‪ ،‬وال الموفق ‪- 4‬‬
‫كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عنبسة العابد قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما يقدم المؤمن على ال عزوجل بعمل بعد‬
‫الفرائض أحب إلى ال تعالى من أن يسع الناس بخلقه )‪ (2‬بيان‪ " :‬ما يقدم‬
‫" كيعلم قدوما‪ ،‬وتعديته بعلى لتضمين معنى القبال‪ ،‬و الباء في قوله "‬
‫بعمل " للمصاحبة‪ ،‬ويحتمل التعدية " من أن يسع الناس بخلقه " أي‬
‫يكون خلقه الحسن وسيعا بحيث يشمل جميع الناس ‪ - 5‬كا‪ :‬عن أبي علي‬
‫الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن ذريح‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن صاحب‬
‫الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم )‪ (3‬بيان‪ :‬يدل على أن الخلق لها‬
‫ثواب مثل ثواب العمال ‪ - 6‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أكثر ما تلج به امتي الجنة‪ :‬تقوى ال وحسن الخلق )‪(4‬‬
‫توضيح‪ :‬التقوى حسن المعاملة مع الرب وحسن الخلق حسن المعاملة مع‬
‫الخلق‪ ،‬وهما يوجبان دخول الجنة‪ ،‬والولوج الدخول ‪ - 7‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حسين الحمسي وعبد ال ابن سنان‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كماتميث‬
‫الشمس الجليد )‪ (5‬توضيح‪ :‬الميث والموث الذابة‪ ،‬مثت الشئ أميثه‬
‫وأموثه من بابي باع‬

‫)‪ (1‬مابين العلمتين أضفناه من شرح الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5 - 2) 116‬الكافي ج ‪2‬‬


‫ص ‪100‬‬
‫]‪[376‬‬

‫وقال ‪ -‬فانماث إذا دفته وخلطته بالماء وأذبته‪ ،‬وفي النهاية فيه حسن الخلق يذيب‬
‫الخطايا كما تذيب الشمس الجليد‪ ،‬الجليد هو الماء الجامد من البرد‪ ،‬وفي‬
‫المغرب الجليد ما يسقط على الرض من الندى فيجمد ‪ - 8‬كا‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬هلك رجل على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فأتى الحفارين فإذا بهم لم يحفروا شيئا وشكوا ذلك إلى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فقالوا‪ :‬ما يعمل حديدنا في الرض فكأنما نضرب به في‬
‫الصفا فقال‪ :‬ولم ؟ إن كان صاحبكم لحسن الخلق ائتوني بقدح من ماء‬
‫فأتوه به فأدخل يده فيه ثم رشه على الرض رشا ثم قال احفروا قال‪ :‬فحفر‬
‫الحفارون فكأنما كان رمل يتهايل عليهم )‪ (1‬بيان‪ :‬المستتر في قوله "‬
‫فأتى " للنبي )صلى ال عليه وآله( ومنهم من قرأ اتي على بناء المفعول‪،‬‬
‫من باب التفعيل‪ ،‬فالنائب للفاعل الضمير المستتر الراجع إلى الرجل‬
‫والحفارين مفعوله الثاني ول يخفى ما فيه‪ ،‬والصفا جمع الصفاة وهي‬
‫الصخرة الملساء وقوله " ولم " استفهام إنكاري أو تعجبي " إن كان "‬
‫الظاهر أن " إن " مخففة عن المثقلة وتعجبه )صلى ال عليه وآله( من‬
‫أنه لم اشتد الرض عليهم مع كون صاحبهم حسن الخلق فانه يوجب يسر‬
‫المر في الحياة وبعد الوفاة بخلف سوء الخلق فانه يوجب اشتداد المر‬
‫فيهما‪ ،‬والحاصل أنه لما كان حسن الخلق فليس هذا الشتداد من قبله فهو‬
‫من قبل صلبة الرض فصب الماء المتبرك بيده المباركة على الموضع‪،‬‬
‫فصار باعجازه في غاية الرخاوة وقيل‪ " :‬إن " للشرط " ولم " قائم مقام‬
‫جزاء الشرط‪ ،‬فحاصله أنه لو كان حسن الخلق لم يشتد الحفر على‬
‫الحفارين‪ ،‬فرش صاحب الخلق الحسن الماء الذي أدخل يده المباركة فيه‬
‫لرفع تأثير خلقه السيئ ول يخفى بعده وقال في النهاية‪ :‬كل شئ أرسلته‬
‫إرسال من طعام أو تراب أو رمل فقد هلته هيل‪ ،‬يقال‪ :‬هلت الماء وأهلته‬
‫إذا صببته وأرسلته‪ ،‬ومنه حديث الخندق فعادت كثيبا أهيل أي رمل سائل‬
‫انتهى‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬هلت التراب حركت أسفله فسال من أعله‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪101‬‬

‫]‪[377‬‬

‫‪ - 9‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن الخلق منيحة يمنحها ال عزوجل خلقه‪،‬‬
‫فمنه سجية ومنه نية‪ ،‬فقلت‪ :‬فأيتهما أفضل ؟ فقال‪ :‬صاحب السجية هو‬
‫مجبول ليستطيع غيره‪ ،‬وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو‬
‫أفضلهما )‪ (1‬ايضاح‪ :‬المنيحة كسفينة والمنحة بالكسر العطية " فمنه‬
‫سجية " أي جبلة وطبيعة خلق عليها " ومنه نية " أي يحصل عن قصد‬
‫واكتساب وتعمل‪ ،‬والحاصل أنه يتمرن عليه حتى يصير كالغريزة فبطل‬
‫قول من قال إنه غريزة لمدخل للكتساب فيه‪ ،‬وقال أمير المؤمنين صلوات‬
‫ال عليه " عود نفسك الصبر على المكروه‪ ،‬فنعم الخلق التصبر " )‪(2‬‬
‫والمراد بالتصبر تحمل الصبر بتكلف و مشقة لكونه غير خلق ‪ - 10‬كا‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن علي بن أبي علي اللهبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما‬
‫يعطي المجاهد في سبيل ال يغدو عليه ويروح )‪ (3‬بيان‪ :‬اللهب بالكسر‬
‫قبيلة " كما يعطي المجاهد " لمشقتهما على النفس ولكون جهاد النفس‬
‫كجهاد العدو بل أشق وأشد‪ ،‬ولذا سمي بالجهاد الكبر وإن كان في جهاد‬
‫العدو جهاد النفس أيضا‪ ،‬وقوله " يغدو عليه ويروح " حال عن المجاهد‬
‫كناية عن استمراره في الجهاد في أول النهار‪ ،‬وآخره‪ ،‬فان الغدو أول‬
‫النهار والرواح آخره‪ ،‬أو المعنى يذهب أول النهار ويرجع آخره‪ ،‬والول‬
‫أظهر وقال في المصباح‪ :‬غدا غدوا من باب قعد ذهب غدوة‪ ،‬وهي مابين‬
‫صلة الصبح وطلوع الشمس ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والنطلق‬
‫أي وقت كان‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 101‬نهج البلغة الرقم ‪ 31‬من الرسائل والكتب )‪(3‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(*) 101‬‬

‫]‪[378‬‬

‫وراح يروح رواحا أي رجع كما في قوله تعالى‪ " :‬غدوها شهر ورواحها شهر " )‬
‫‪ (1‬أي ذهابها شهر ورجوعها شهر‪ ،‬وقد يتوهم بعض الناس أن الرواح ل‬
‫يكون إل في آخر النهار‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل الرواح والغدو عند العرب‬
‫يستعملن في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار‪ .‬وقال الزهري وغيره‪:‬‬
‫وعليه قوله )عليه السلم(‪ :‬من راح إلى الجمعة في أول النهار فله كذا أي‬
‫ذهب انتهى وكأن النسب هنا ما ذكرنا أول‪ .‬وقيل‪ :‬لعل المراد أن الثواب‬
‫يغدو على حسن خلقه ويروح‪ ،‬يعني أنه ملزم له كملزمة حسن خلقه‪ ،‬ول‬
‫يخلو من بعد ‪ - 11‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد ال الحجال‪ ،‬عن أبي‬
‫عثمان القابوسي عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال إن ال‬
‫تبارك وتعالى أعار أعداءه أخلقا من أخلق أوليائه ليعيش أولياؤه مع‬
‫أعدائه في دولتهم‪ ،‬وفي رواية اخرى‪ :‬ولول ذلك لما تركوا وليا ال إل‬
‫قتلوه )‪ (2‬بيان‪ " :‬أعار أعداءه " كأن العارة إشارة إلى أن هذه الخلق‬
‫ل تبقى لهم ثمرتها ول ينتفعون بها في الخرة‪ ،‬فكأنها عارية تسلب منهم‬
‫بعد الموت‪ ،‬أو أن هذه ليست مقتضى ذواتهم وطيناتهم‪ ،‬وإنما اكتسبوها‬
‫من مخالطة طينتهم مع طينة المؤمنين‪ ،‬كما ورد في بعض الخبار وقد مر‬
‫شرحها‪ ،‬أو إلى أنها لما لم تكن مقتضى عقائدهم ونياتهم الفاسدة‪ ،‬وإنما‬
‫اعطوها لمصلحة غيرهم‪ ،‬فكأنها عارية عندهم‪ ،‬والوجوه متقاربة ‪- 12‬‬
‫كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حمادبن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار عن‬
‫العل بن كامل قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إذا خالطت الناس فان‬
‫استطعت أن ل تخالط أحدا من الناس إل كانت يدك العليا عليه فافعل‪ ،‬فان‬
‫العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة‪ ،‬ويكون له خلق حسن فيبلغه ال‬
‫بخلقه )‪ (3‬درجة الصائم‬

‫)‪ (1‬سبأ‪ (2) 12 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 101‬بحسن خلقه خ ل‬

‫]‪[379‬‬

‫القائم )‪ (1‬ايضاح‪ :‬العليا بالضم مؤنث العلى‪ ،‬وهي خبر " كانت " و " عليه "‬
‫متعلق بالعليا والتعريف يفيد الحصر " فافعل " أي الحسان أو المخالطة‬
‫والول أظهر أي كن أنت المحسن عليه‪ ،‬أو أكثر إحسانا ل بالعكس‪،‬‬
‫ويحتمل كون " العليا " صفة لليد و " عليه " خبر " كانت " أي يدك‬
‫المعطية ثابتة أو مفيضة أو مشرفة عليه والول أظهر‪ ،‬وفي كتاب الزهد‬
‫للحسين بن سعيد يدك عليه العليا )‪ (2‬قال في النهاية‪ :‬فيه‪ :‬اليد العليا خير‬
‫من اليد السفلى‪ ،‬العليا المتعففة والسفلى السائلة‪ ،‬روي ذلك عن ابن عمر‪،‬‬
‫عن وروي عنه أنها المنفقة‪ ،‬وقيل‪ :‬العليا المعطية والسفلى الخذة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫السفلى المانعة وقال السيد المرتضى رضي ال عنه في الغرر والدرر‪:‬‬
‫معنى قوله )عليه السلم( " اليد " النعمة والعطية‪ ،‬وهذا الطلق شائع‬
‫بين العرب‪ ،‬فالمعنى أن العطية الجزيلة خير من العطية القليلة وهذا حث‬
‫منه )صلى ال عليه وآله( على المكارم وتحضيض على اصطناع المعروف‬
‫بأوجز الكلم وأحسنه انتهى والتعليل المذكور بعده مبني على أن الكرم‬
‫أيضا من حسن الخلق أو هو من لوازمه " الصائم القائم " أي المواظب‬
‫على الصيام بالنهار في غير اليام المحرمة أوفي اليام المسنونة‪ ،‬وعلى‬
‫قيام الليل أي تمامه أو على صلة الليل مراعيا لدابها ‪ - 13‬كا‪ :‬عن العدة‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن بحر السقاء قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا بحر حسن الخلق يسر ][ ثم قال‪ :‬أل اخبرك‬
‫بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬بينما رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية‬
‫لبعض النصار وهو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 101‬راجع الرقم ‪ 68‬من هذا الباب‬

‫]‪[380‬‬

‫شيئا ‪ -‬حتى فعلت ذلك ثلث مرات ‪ -‬فقام لها النبي )صلى ال عليه وآله( في الرابعة‬
‫وهي خلفه فأخذت هدبة من ثوبه‪ ،‬ثم رجعت فقال لها الناس‪ :‬فعل ال بك‬
‫وفعل‪ ،‬حبست رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث مرات ل تقولين له‬
‫شيئا ولهو يقول لك شيئا‪ ،‬ما كانت حاجتك إليه ؟ قالت‪ :‬إن لنا مريضا‬
‫فأرسلني أهلي لخذ هدبة من ثوبه‪ ،‬ليستشفي بها‪ ،‬فلما أردت أخذها رآني‬
‫فقام فاستحييت أن آخذها وهو يراني‪ ،‬وأكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها‬
‫)‪ (1‬بيان‪ " :‬يسر " أي سبب ليسر المور على صاحبه ويمكن أن يقرأ "‬
‫يسر " بصيغة المضارع أي يصير سببا لسرور صاحبه أو الناس أو العم‬
‫" ما هو " " ما " نافية والجملة صفة للحديث " وهو قائم " حال عن‬
‫بعض النصار وقيل‪ :‬إنما ذكر ذلك للشعار بأن مالكها لم يكن مطلعا على‬
‫هذا المر فحسن الخلق فيه أظهر " فقام لها النبي " كأن قيامه )صلى ال‬
‫عليه وآله( لظن أنها تريده لحاجة يذهب معها فقام )صلى ال عليه وآله(‬
‫لذلك‪ ،‬فلما لم تقل شيئا ولم يعلم غرضها جلس‪ ،‬وقيل‪ :‬إنما قام لترى‬
‫الجارية أن الهدبة في أي موضع من الثوب فتأخذ وقال في النهاية‪ :‬هدب‬
‫الثوب وهدبته وهدابه طرف الثوب مما يلي طرته‪ ،‬وفي القاموس الهدب‬
‫بالضم وبضمتين شعر أشفار العين وخمل الثوب‪ ،‬واحدتهما بهاء " فعل‬
‫ال بك وفعل " كناية عن كثرة الدعاء عليه بايذائه النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( وهذا شائع في عرف العرب والعجم‪ ،‬وقولها‪ " :‬يستشفي " الضمير‬
‫المستتر راجع إلى المريض‪ ،‬وهو استيناف بياني أو حال مقدرة عن‬
‫الهدبة‪ ،‬أو هو بتقدير " لن يستشفي " وفي بعض النسخ بل أكثرها "‬
‫ليستشفي " " وهو يراني " حال عن فاعل " آخذها " وقيل " أكره "‬
‫حال عن فاعل " استحييت " ‪ - 14‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أفاضلكم أحسنكم أخلقا الموطؤن أكنافا الذين‬
‫يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم )‪(2‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪102‬‬


‫]‪[381‬‬

‫بيان‪ " :‬أحسنكم " خبر " أفاضلكم " ويجوز في أفعل التفضيل المضاف إلى‬
‫المفضل عليه الفراد والموافقة مع صاحبه في التثنية والجمع كما روعي‬
‫في قوله‪ " :‬الموطؤن " وفي بعض الروايات أحاسنكم كما في كتاب الزهد‬
‫للحسين بن سعيد وغيره‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬الواطئة المارة والسابلة سموا‬
‫بذلك لوطئهم الطريق‪ ،‬ومنه الحديث أل اخبركم بأحبكم إلى وأقربكم مني‬
‫مجلسا يوم القيامة ؟ أحاسنكم أخلقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون‬
‫ويؤلفون‪ ،‬هذا مثل وحقيقته من التوطئة‪ ،‬وهي التمهيد والتذلل وفراش‬
‫وطئ ل يؤذي جنب النائم‪ ،‬والكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة‬
‫يتمكن فيها من يصاحبهم ول يتأذى انتهى ويقال‪ :‬رجل موطئ الكناف أي‬
‫كريم مضياف‪ ،‬وفي بعض النسخ بالتاء كناية عن غاية حسن الخلق كأنهم‬
‫يحملون الناس على أكتافهم ورقابهم‪ ،‬وكأنه تصحيف وإن كان موافقا لما‬
‫في كتاب الحسين بن سعيد‪ ،‬وفي المصباح ألفته إلفا‪ ،‬من باب علم أنست‬
‫به وأحببته والسم اللفة بالضم واللفة أيضا إسم من اليلف وهو اللتيام‬
‫والجتماع واسم الفاعل آلف مثل عالم والجمع الف مثل كفار انتهى "‬
‫وتوطأ رحالهم " أي للضيافة أو للزيارة أو لطلب الحاجة أو العم ورحل‬
‫الرجل منزله ومأواه وأثاث بيته ‪ - 15‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن محمد الشعري‪ ،‬عن عبد ال ابن ميمون القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬المؤمن مألوف‬
‫ولخير فيمن ل يألف ول يؤلف )‪ (1‬بيان‪ :‬فيه حث على اللفة وحمل على‬
‫اللفة بالخيار وإن احتمل التعميم إذا لم يوافقهم في المعاصي كما وردت‬
‫الخبار في حسن المعاشرة ‪ - 16‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى‬
‫عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن‬
‫حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 102‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪103‬‬

‫]‪[382‬‬

‫بيان‪ :‬يبلغ كينصر والباء للتعدية ‪ - 17‬مع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬في قول ال عزوجل‪ " :‬إنك لعلى خلق عظيم " )‪ .(1‬قال‪:‬‬
‫هو السلم‪ ،‬وروي أن الخلق العظيم الدين العظيم )‪ (2‬بيان‪ :‬قال في مجمع‬
‫البيان في تفسير قوله تعالى‪ " :‬وإنك لعلى خلق عظيم " أي على دين‬
‫عظيم وهو دين السلم‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬ومجاهد والحسن‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‬
‫إنك متخلق بأخلق السلم‪ ،‬وعلى طبع كريم‪ ،‬وحقيقة الخلق ما يأخذ به‬
‫النسان نفسه من الداب‪ ،‬وإنما سمي خلقا لنه يصير كالخلقة فيه فأما ما‬
‫طبع عليه من الداب فإنه الخيم فالخلق هو الطبع المكتسب‪ ،‬والخيم الطبع‬
‫الغريزي وقيل‪ :‬الخلق العظيم الصبر على الحق‪ ،‬وسعة البذل‪ ،‬وتدبير‬
‫المور على مقتضى العقل بالصلح والرفق والمداراة‪ ،‬وتحمل المكاره في‬
‫الدعاء إلى ال سبحانه والتجاوز والعفو‪ ،‬وبذل الجهد في نصرة المؤمنين‪،‬‬
‫وترك الحسد والحرص ونحو ذلك عن الجبائي وقالت عائشة‪ :‬كان خلق‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( ما تضمنه العشر الول من سورة المؤمنين‬
‫ومن مدحه ال سبحانه بأنه على خلق عظيم‪ ،‬فليس وراءه مدح‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫سمى خلقه عظيما لنه عاشر الخلق بخلقه وزايلهم بقلبه‪ ،‬فكان ظاهره مع‬
‫الخلق وباطنه مع الحق وقيل‪ :‬لنه امتثل تأديب ال سبحانه إياه بقوله‪" :‬‬
‫خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )‪ (3‬وقيل‪ :‬سمى خلقه‬
‫عظيما لجتماع مكارم الخلق فيه ويعضده ما روي عنه )صلى ال عليه‬
‫وآله( أنه قال‪ :‬إنما بعثت لتمم مكارم الخلق‪ ،‬وقال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬أدبني ربي فأحسن تأديبي‪ ،‬وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن المؤمن‬
‫ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار‬

‫)‪ (1‬القلم‪ (2) 4 :‬معاني الخبار ص ‪ (3) 188‬العراف‪199 :‬‬

‫]‪[383‬‬

‫وعن أبي الدرداء قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مامن شئ أثقل في الميزان‬
‫من خلق حسن‪ ،‬وعن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليه وعليهم السلم‪ ،‬عن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة‬
‫ل محالة وإياكم وسوء الخلق‪ ،‬فان سوء الخلق في النار ل محالة‪ ،‬وعن‬
‫أبي هريرة عنه )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬أحبكم إلى ال أحاسنكم أخلقا‬
‫الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون‪ ،‬وأبغضكم إلى ال المشاؤن‬
‫بالنميمة المفرقون بين الخوان‪ ،‬الملتمسون للبراء العثرات )‪ - 18 (1‬لى‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب عن‬
‫جميل بن صالح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله عزوجل‪" :‬‬
‫ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة " )‪ .(2‬قال‪ :‬رضوان ال‬
‫والجنة في الخرة‪ ،‬والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا )‬
‫‪ - 19 (3‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن غاث بن إبراهيم‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم‬
‫فسعوهم بأخلقكم )‪ - 20 (4‬لى‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬أفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫لنوف‪ :‬يا نوف صل رحمك يزيد ال في عمرك‪ ،‬وحسن خلقك يخفف ال‬
‫حسابك )‪ (5‬أقول‪ :‬قد مضى في باب صفات المؤمن وباب جوامع المكارم‬
‫وسيأتي في أبواب المواعظ ‪ - 21‬لى‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬عليكم‬
‫بحسن الخلق فانه يبلغ بصاحبه‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪ (2) 333‬البقرة‪ (3) 201 :‬أمالى الصدوق لم نجده )‬
‫‪ (4‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 9‬أمالى الصدوق ص ‪126‬‬

‫]‪[384‬‬

‫درجة الصائم القائم )‪ - 22 (1‬ن )‪ (2‬لى‪ :‬علي بن أحمد بن موسى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫هارون‪ ،‬عن الروياني‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إنكم لن‬
‫تسعوا الناس بأموالكم‪ ،‬فسعوهم بطلقة الوجه وحسن اللقاء‪ ،‬فاني سمعت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم‬
‫فسعوهم بأخلقكم )‪ - 23 (3‬لى‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن موسى بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قالت ام سلمة رضي ال عنها لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬بأبي أنت‬
‫وامي‪ :‬المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنة ليهما تكون ؟‬
‫فقال )عليه السلم(‪ :‬يا ام سلمه تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لهله‪ ،‬يا ام‬
‫سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والخرة )‪ - 24 (4‬لى‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن موسى بن إبراهيم‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬باسناده رفعه إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن ام سلمة قالت‬
‫له بأبي أنت الخبر ثو‪ :‬حمزة بن محمد‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه مثله )‪- 25 (5‬‬
‫لى‪ :‬جعفر بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬
‫عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبيدة الحذاء‪ ،‬عن أبى عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬اتي النبي )صلى ال عليه وآله( بأسارى فأمر بقتلهم خل رجل من‬
‫بينهم‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬بأبي‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) 216‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 53‬أمالى الصدوق‬
‫ص ‪ (4) 268‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) 298‬ثواب العمال ص ‪(*) 164‬‬

‫]‪[385‬‬
‫أنت وامي يا محمد كيف أطلقت عني من بينهم ؟ فقال‪ :‬أخبرني جبرئيل عن ال‬
‫عزوجل أن فيك خمس خصال يحبه ال عزوجل ورسوله‪ :‬الغيرة الشديدة‬
‫على حرمك‪ ،‬والسخاء وحسن الخلق‪ ،‬وصدق اللسان‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬فلما‬
‫سمعها الرجل أسلم وحسن إسلمه‪ ،‬وقاتل مع رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( قتال شديدا حتى استشهد )‪ - 26 (1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا‬
‫وأشدكم تواضعا وإن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون‬
‫قال‪ :‬وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أول ما يوضع في ميزان العبد‬
‫يوم القيامة حسن خلقه )‪ - 27 (2‬ب‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬إن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( مر بقبر يحفر قد انبهر الذي يحفره فقال له‪ :‬لمن‬
‫تحفر هذا القبر ؟ فقال‪ :‬لفلن بن فلن فقال‪ :‬وما للرض تشدد عليك إن‬
‫كان ما علمت لسهل حسن الخلق فلنت الرض عليه حتى كان ليحفرها‬
‫بكفيه ثم قال‪ :‬لقد كان يحب إقراء الضيف ول يقري الضيف إل مؤمن تقي‬
‫)‪ - 28 (3‬ل‪ :‬الخليل بن أحمد‪ ،‬عن ابن منيع‪ ،‬عن علي بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫خلد ابن عيسى‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬الخلق الحسن نصف الدين )‪ - 29 (4‬ل‪ :‬الخليل‪ ،‬عن أبي العباس‬
‫السراج‪ ،‬عن يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن مسعر وسفيان‪ ،‬عن زياد‬
‫بن علقة‪ ،‬عن اسامة بن شريك قال‪ :‬قيل‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) 163‬قرب السناد ص ‪ 22‬وفى ط ‪ (3) 31‬قرب‬


‫السناد ص ‪ 36‬وفى ط ‪ (4) 50‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪17‬‬

‫]‪[386‬‬

‫لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أفضل ما اعطي المرء المسلم ؟ قال‪ :‬الخلق‬
‫الحسن )‪ - 30 (1‬ل‪ :‬أبو الحسن علي بن عبد ال السواري‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن قيس عن عبد العزيز بن علي السرخسي‪ ،‬عن أحمد بن عمران‬
‫البغدادي قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫الحسن قال‪ :‬حدثنا الحسن عن الحسن‪ ،‬عن الحسن أن أحسن الحسن خلق‬
‫الحسن فأما أبو الحسن الول فمحمد بن عبد الرحيم التستري وأما أبو‬
‫الحسن الثاني فعلي بن أحمد البصري التمار وأما أبو الحسن الثالث فعلي‬
‫بن محمد الواقدي وأما الحسن الول فالحسن بن عرفة العبدى‪ ،‬وأما‬
‫الحسن الثاني فالحسن بن أبي الحسن البصري‪ ،‬وأما الحسن الثالث‬
‫فالحسن بن علي بن أبيطالب )عليه السلم( )‪ (2‬كتاب المسلسلت‪ :‬لجعفر‬
‫بن أحمد القمي‪ ،‬عن السواري مثله ‪ - 31‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا‪،‬‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬عليكم‬
‫بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة ل محالة‪ ،‬و إياكم وسوء الخلق‬
‫فان سوء الخلق في النار ل محالة )‪ (3‬صح‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله )‪(4‬‬
‫‪ - 32‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن العبد‬
‫لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم )‪ (5‬صح‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله )‬
‫‪ - 33 (6‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مامن‬
‫شئ في الميزان‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 17‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 31‬صحيفة الرضا‬
‫)عليه السلم( ص ‪ (5) 24‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (6) 37‬صحيفة‬
‫الرضا )عليه السلم( ص ‪19‬‬

‫]‪[387‬‬

‫أحسن من حسن الخلق )‪ (1‬صح‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله )‪ - 34 (2‬ن‪ :‬بهذا‬
‫السناد قال‪ :‬قال أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬أكملكم إيمانا أحسنكم‬
‫خلقا وقال )عليه السلم(‪ :‬حسن الخلق خير قرين وقال )عليه السلم(‪:‬‬
‫سئل رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما أكثر ما يدخل به الجنة ؟ قال‪:‬‬
‫تقوى ال وحسن الخلق وقال )عليه السلم(‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا وخيركم لهله‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أحسن الناس‬
‫إيمانا أحسنهم خلقا و ألطفهم بأهله‪ ،‬وأنا ألطفكم بأهلي )‪ (3‬صح‪ :‬عنه‬
‫)عليه السلم( مثله )‪ - 35 (4‬ن‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫معبد‪ ،‬عن ابن خالد عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬من كان مسلما فل يمكر ول يخدع‪ ،‬فاني سمعت‬
‫جبرئيل )عليه السلم( يقول‪ :‬إن المكر والخديعة في النار‪ ،‬ثم قال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما ثم قال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن جبرئيل الروح المين نزل علي من عند رب العالمين فقال‪ :‬يا‬
‫محمد عليك بحسن الخلق فانه ذهب بخير الدنيا والخرة أل وإن أشبهكم‬
‫بي أحسنكم خلقا )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 37‬صحيفة الرضا )عليه السلم( ص ‪(3) 19‬‬
‫عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 38‬صحيفة الرضا )عليه السلم( ص ‪) 12‬‬
‫‪ (5‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪50‬‬
‫]‪[388‬‬

‫‪ - 36‬ن‪ :‬محمد بن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن محمد بن عنبسة‪ ،‬عن بكربن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن فاطمة بنت الرضا‪ ،‬عن أبيها‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه وعمه زيد‪ ،‬عن أبيهما علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه وعمه‪،‬‬
‫عن علي ابن أبيطالب )عليهم السلم(‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫قال‪ :‬من كف غضبه كف ال عنه عذابه ومن حسن خلقه بلغه ال درجة‬
‫الصائم القائم )‪ - 37 .(1‬ل‪ :‬الخليل بن احمد‪ ،‬عن معاذ‪ ،‬عن الحسين‬
‫المروزي‪ ،‬عن محمد بن عبيد‪ ،‬عن داود الودي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( أكثر ما يدخل به الجنة تقوى ال‬
‫وحسن الخلق )‪ - 38 (2‬ل‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن ابن عامر‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن عباد ابن صهيب قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬ل يجمع ال لمنافق ول فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق‬
‫أبدا )‪ - 39 (3‬ل‪ :‬الخليل بن أحمد‪ ،‬عن أبي العباس السراج‪ ،‬عن قتيبة‪،‬‬
‫عن قزعة عن إسماعيل‪ ،‬بن اسيد‪ ،‬عن جبلة الفريقي أن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( قال‪ :‬أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة‪،‬‬
‫وبيت في أعلى الجنة‪ ،‬لمن ترك المراء وإن كان محقا‪ ،‬ولمن ترك الكذب‬
‫وإن كان هازل‪ ،‬ولمن حسن خلقه )‪ - 40 (4‬ع‪ :‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬حبيبي جبرئيل‪ :‬إن مثل هذا الدين كمثل‬
‫شجرة ثابتة‪ ،‬اليمان أصلها‪ ،‬والصلة عروقها‪ ،‬والزكاة ماؤها والصوم‬
‫سعفها‪ ،‬وحسن الخلق ورقها‪ ،‬والكف عن المحارم ثمرها‪ ،‬فل تكمل شجرة‬
‫إل بالثمر‪ ،‬كذلك اليمان ل يكمل إل بالكف عن المحارم )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 71‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 39‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) 63‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 70‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪237‬‬

‫]‪[389‬‬

‫‪ - 41‬ع‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬لعيش أهنأ من حسن الخلق )‪ - 42 (1‬مع‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب عن بعض‬
‫أصحابنا قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ماحد حسن الخلق ؟ قال‪:‬‬
‫تلين جانبك‪ ،‬وتطيب كلمك وتلقى أخاك ببشر حسن )‪ - 43 (2‬مع‪ :‬في خبر‬
‫أبي ذر قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا أبا ذر لعقل كالتدبير ول‬
‫ورع كالكف‪ ،‬ولحسب كحسن الخلق )‪ - 44 (3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪،‬‬
‫عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن الحسين عن عبد ال بن محمد بن‬
‫علي بن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عن‬
‫جده )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أكمل‬
‫المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )‪ - 45 (4‬ما‪ :‬فيما أوصى أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( إلى الحسن )عليه السلم(‪ :‬لحسب كحسن الخلق )‪- 46 (5‬‬
‫ما‪ :‬عن أبي ذر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اتق ال حيث‬
‫كنت وخالق الناس بخلق حسن‪ ،‬وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها )‬
‫‪ - 47 (6‬ما‪ :‬ابن مخلد‪ ،‬عن محمد بن عمر وبن البختري‪ ،‬عن محمد بن‬
‫أحمد بن أبي العوام‪ ،‬عن عبد الوهاب بن عطا‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن أكمل‬
‫المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 246‬معاني الخبار‪ (3) 253 :‬معاني الخبار‪:‬‬
‫‪ (4) 355‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) 139‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (6) 145‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪189‬‬

‫]‪[390‬‬

‫لنسائه )‪ - 48 (1‬ما‪ :‬عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال العباس للنبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ما الجمال بالرجل يارسول ال ؟ قال‪ :‬بصواب القول بالحق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فما الكمال ؟ قال‪ :‬تقوى ال عزوجل وحسن الخلق )‪ - 49 (2‬ل )‪ (3‬لى‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن محمد بن معقل‪ ،‬عن جعفر الوراق‪ ،‬عن محمد ابن الحسن الشج‪،‬‬
‫عن يحيى بن زيد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم(‬
‫في خبر طويل قال‪ :‬ثلثة نفر آلوا باللت والعزى ليقتلوا محمدا )صلى ال‬
‫عليه وآله( فذهب أمير المؤمنين )عليه السلم( وحده إليهم وقتل واحدا‬
‫منهم وجاء بالخرين فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قدم إلى أحد‬
‫الرجلين‪ ،‬فقدمه فقال‪ :‬قل لإله إل ال واشهد أني رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬لنقل‬
‫جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة‪ ،‬قال‪ :‬يا علي أخره‬
‫واضرب عنقه‪ ،‬ثم قال‪ :‬قدم الخر فقال‪ :‬قل لإله إل ال واشهد أني رسول‬
‫ال قال‪ :‬الحقني بصاحبي‪ ،‬قال يا علي أخره واضرب عنقه‪ ،‬فأخره وقام‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( ليضرب عنقه فنزل جبرئيل )عليه السلم(‬
‫على النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا محمد إن ربك يقرئك السلم‬
‫ويقول‪ :‬ل تقتله فانه حسن الخلق سخي في قومه‪ ،‬فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬يا علي أمسك فان هذا رسول ربي عزوجل يخبرني أنه حسن‬
‫الخلق سخي في قومه‪ ،‬فقال المشرك تحت السيف‪ :‬هذا رسول ربك‬
‫يخبرك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وال ما ملكت درهما مع أخ لي قط ولقطبت‬
‫وجهي في الحرب‪ ،‬فأنا أشهد أن لإله إل ال وأنك رسول ال‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات‬
‫النعيم )‪(4‬‬
‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 6‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 112‬الخصال ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (4) 47‬أمالى الصدوق‪65 :‬‬

‫]‪[391‬‬

‫أقول‪ :‬قدمر الخبر بطوله في باب شجاعة أمير المؤمنين )عليه السلم( ونوادر‬
‫غزواته )‪ - 50 (1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪،‬‬
‫عن يونس عن الحسن بن زياد‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( أنه قال‪ :‬إن‬
‫ال تبارك وتعالى رضي لكم السلم دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن‬
‫الخلق )‪ (2‬ين‪ :‬محمد بن الفضيل‪ ،‬عن زرارة مثله ‪ - 51‬ما‪ :‬بالسناد إلى‬
‫أبي قتادة قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( للمعلى بن خنيس يا معلى‬
‫عليك بالسخاء وحسن الخلق فانهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة‬
‫القلدة )‪ - 52 (3‬ما‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬إن ل عزوجل وجوها خلقهم من‬
‫خلقه و ]أمشاهم في[ )‪ (4‬أرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد‬
‫مجدا‪ ،‬وال عزوجل يحب مكارم الخلق‪ ،‬وكان فيما خاطب ال تعالى نبيه‬
‫)عليه السلم( أن قال له‪ :‬يا محمد " إنك لعلى خلق عظيم " قال‪ :‬السخاء‬
‫وحسن الخلق )‪ - 53 (5‬ما‪ :‬باسناد أخي دعبل عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬المؤمن هين‬
‫لين سمح‪ ،‬له خلق حسن‪ ،‬والكافر فظ غليظ له خلق سيئ وفيه جبرية )‪(6‬‬
‫‪ - 54‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن موسى بن‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 41‬ص ‪ .75 - 73‬من هذه الطبعة الحديثة )‪ (2‬أمالى الصدوق‪163 :‬‬
‫)‪ (3‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 308‬مابين العلمتين ساقط من الصل‬
‫طبقا للمصدر‪ ،‬والتصحيح من حديث آخر )‪ (5‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (6) 309‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪376‬‬

‫]‪[392‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬عن أبي الحسن الول )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ما حسن ال خلق‬
‫عبد ولخلقه إل استحيى أن يطعم لحمه يوم القيامة النار )‪ - 55 (1‬ل‪ :‬فيما‬
‫أوصى به رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا‪ :‬يا علي ثلثة من لم تكن‬
‫فيه لم يقم له عمل‪ :‬ورع يحجزه عن معاصي ال عزوجل‪ ،‬وخلق يداري به‬
‫الناس‪ ،‬وحلم يرد به جهل الجاهل )‪ (2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( عنه )صلى ال عليه‬
‫وآله( مثله )‪ - 56 (3‬سن‪ :‬إبراهيم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حمادبن‬
‫عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬من اليمان حسن الخلق‬
‫وإطعام الطعام )‪ - 57 (4‬سن‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحكم بن أيمن‪ ،‬عن‬
‫ميمون البان‪ ،‬عن أبي جعفر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫اليمان حسن الخلق‪ ،‬وإطعام الطعام‪ ،‬وإراقة الدماء )‪ - 58 (5‬صح‪ :‬عن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬لو يعلم العبد ماله في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له حسن‬
‫الخلق )‪ - 59 (6‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال علي‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه )‪- 60 (7‬‬
‫ضا‪ :‬أروي عن العالم )عليه السلم(‪ :‬أنه قال‪] :‬عجبت[ لمن يشتري العبيد‬
‫بماله فيعتقهم كيف ل يشتري الحرار بحسن خلقه‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) 164 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 62‬المحاسن‪(5 - 4) 6 :‬‬
‫المحاسن‪ (6) 389 :‬صحيفة الرضا‪ (7) 24 :‬صحيفة الرضا‪12 :‬‬

‫]‪[393‬‬

‫‪ - 61‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬الخلق الحسن جمال في الدنيا ونزهة في‬
‫الخرة‪ ،‬وبه كمال الدين والقربة إلى ال عزوجل‪ ،‬وليكون حسن الخلق إل‬
‫في كل ولي وصفي‪ ،‬لن ال تعالى أبى أن يترك ألطافه وحسن الخلق إل‬
‫في مطايا نوره العلى وجماله ال زكى‪ ،‬لنها خصلة يخص بها العرفين‬
‫به‪ ،‬ول يعلم ما في حقيقة حسن الخلق إل ال عزوجل قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬خاتم زماننا إلى حسن الخلق‪ ،‬والخلق الحسن ألطف شئ‬
‫في الدين‪ ،‬وأثقل شئ في الميزان‪ ،‬وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل‬
‫العسل‪ ،‬وإن ارتقافي الدرجات فمصيره إلى الهوان قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬حسن الخلق شجرة في الجنة وصاحبه متعلق بغصنها‬
‫يجذبه إليها‪ ،‬وسوء الخلق شجرة في النار وصاحبه متعلق بغصنها يجذبه‬
‫إليها )‪ - 62 (1‬ضه‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حسن الخلق‬
‫نصف الدين‪ ،‬وقيل له )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أفضل ما اعطي المرء‬
‫المسلم ؟ قال‪ :‬الخلق الحسن وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬رأيت رجل في‬
‫المنام جاثيا على ركبتيه بينه وبين رحمة ال حجاب فجاءه حسن خلقه‬
‫فأخذ بيده فأدخله في رحمة ال ‪ - 63‬نبه‪ :‬جاء رجل إلى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله من بين يديه فقال‪ :‬يارسول ال ما الدين ؟ فقال‪ :‬حسن‬
‫الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال‪ :‬ما الدين ؟ فقال‪ :‬حسن الخلق ثم أتاه من قبل‬
‫شماله فقال‪ :‬ما الدين ؟ فقال حسن الخلق ثم أتاه من ورائه فقال‪ :‬ما‬
‫الدين ؟ فالتفت إليه وقال أما تفقه الدين ؟ هو أن ل تغضب وقيل‪ :‬يارسول‬
‫ال ما الشؤم ؟ قال‪ :‬سوء الخلق وقال رجل لرسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬أوصني فقال‪ :‬اتق ال حيث كنت قال‪ :‬زدني قال‪ :‬أتبع السيئة‬
‫الحسنة تمحها‪ ،‬قال‪ :‬زدني قال‪ :‬خالط الناس بحسن الخلق وسئل )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أي العمال أفضل ؟ قال‪ :‬حسن الخلق‪ ،‬وقال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ما حسن ال خلق امرئ وخلقه فيطعمه النار‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة ص ‪40‬‬

‫]‪[394‬‬

‫قيل لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن فلنة تصوم النهار وتقوم الليل وهي‬
‫سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها فقال‪ :‬لخير فيها هي من أهل النار‬
‫وقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط‬
‫الوجوه‪ ،‬و حسن الخلق‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد‬
‫الخل العسل وقال جرير بن عبد ال‪ :‬قال لي رسول ال‪ :‬إنك امرء قد أحسن‬
‫ال خلقك فأحسن خلقك عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ثلث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فل يعتدن بشئ من عمله‪ :‬تقوى‬
‫يحجزه عن معاصي ال عزوجل‪ ،‬أو حلم يكف به السفيه‪ ،‬أو خلق يعيش به‬
‫في الناس وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬حسن الخلق في ثلث‪:‬‬
‫اجتناب المحارم‪ ،‬وطلب الحلل‪ ،‬والتوسع على العيال‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬أن ل‬
‫يكون لك همة إل ال ‪ - 64‬ختص‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫الخلق منايح من ال عزوجل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا وإذا أبغض‬
‫عبدا منحه خلقا سيئا )‪ - 65 (1‬ين‪ :‬علي بن النعمان‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪،‬‬
‫عن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬لو كان حسن الخلق خلقا يرى ماكان مما خلق ال شئ أحسن‬
‫منه‪ ،‬ولو كان الخرق خلقا يرى ماكان مما خلق ال شئ أقبح منه‪ ،‬و إن‬
‫ال ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصائم القائم ‪ - 66‬ين‪ :‬حمادبن عيسى‪،‬‬
‫عن ربعي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( ليحيى السقاء‪ :‬يا يحيى إن‬
‫الخلق الحسن يسر‪ ،‬وإن الخلق السيئ نكد ‪ - 67‬ين‪ :‬المحاملي‪ ،‬عن ذريح‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫إذا أراد ال بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة وحسن الخلق ‪- 68‬‬
‫ين‪ :‬حمادبن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار‪ ،‬عن العلبن كامل قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إذا خالطت الناس فان استطعت أن ل تخالط‬
‫أحدا من الناس‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪225 :‬‬


‫]‪[395‬‬

‫إل كانت يدل عليه العليا فافعل‪ ،‬فان العبد يكون منه بعض التقصير في العبادة‬
‫ويكون له خلق حسن فيبلغه ال بخلقه درجة الصائم القائم ‪ - 69‬ين‪:‬‬
‫حمادبن عيسى‪ ،‬عن العقر قوفي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أقربكم مني غدا‬
‫أحسنكم خلقا وأقربكم من الناس ‪ - 70‬ين‪ :‬حماد‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن الفضيل‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( فقال‪ :‬يارسول ال أي الناس أكمل إيمانا ؟ قال‪ :‬أحسنهم خلقا ‪- 71‬‬
‫ين‪ :‬علي بن النعمان‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أيها الناس وال إني‬
‫لعلم أنكم ل تسعون الناس بأموالكم ولكن سعوهم بالطلقة وحسن الخلق‪،‬‬
‫قال‪ :‬وسمعته يقول‪ :‬رحم ال كل سهل مطلق ‪ - 72‬ين‪ :‬محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬الخلق‬
‫منحة يمنحها ال من شاء من خلقه‪ ،‬فمنه سجية ومنه نية‪ ،‬قلت‪ :‬فأيهما‬
‫أفضل ؟ قال‪ :‬صاحب النية أفضل‪ ،‬فان صاحب السجية هو المجبول على‬
‫المر الذي ليستطيع غيره‪ ،‬وصاحب النية هو الذي يتصبر على الطاعة‬
‫فيصبر فهذا أفضل ‪ - 73‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا ابن سنان إن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( كان قوته الشعير من غير أدم‪ ،‬إن البر وحسن الخلق يعمران الديار‪،‬‬
‫ويزيدان في العمار ‪ - 74‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي الحمسي‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن حسن الخلق يذيب الخطيئة‪ ،‬كما تذيب‬
‫الشمس الجليد‪ ،‬وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ‪- 75‬‬
‫ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪:‬‬

‫]‪[396‬‬

‫أتى النبي )صلى ال عليه وآله( رجل فقال‪ :‬إن فلنا مات فحفرنا له فامتنعت‬
‫الرض فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنه كان سيئ الخلق ‪- 76‬‬
‫ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن حبيب الخثعمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أل انبئكم بخياركم ؟ قالوا‪ :‬بلى‬
‫يا رسول ال قال‪ :‬أحاسنكم أخلقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون‬
‫‪ - 77‬ين‪ :‬أبو العباس‪ ،‬عن ابن شجرة‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي رجاء قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬حسن الخلق يزيد في الرزق ‪ - 78‬نهج‪ :‬قال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬أكرم الحسب حسن الخلق )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ ،:‬كفى‬
‫بالقناعة ملكا وبحسن الخلق نعيما )‪ - 79 (2‬كنز الكراجكى‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬حسن الخلق خير رفيق وقال )عليه السلم(‪ :‬رب عزيز أذله‬
‫خلقه‪ ،‬وذليل أعزه خلقه وقال )عليه السلم(‪ :‬من لنت كلمته وجبت محبته‬
‫‪ - 80‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن أحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إدريس عن الحسن بن علي بن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫بن عبيدال‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬لو علم الرجل ماله في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون‬
‫له خلق حسن‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 152‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪195‬‬

‫]‪[397‬‬

‫)‪) * (93‬باب( * * " )الحلم والعفو وكظم الغيظ( " * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬فاعفوا‬
‫واصفحوا حتى يأتي ال يأمره )‪ (1‬آل عمران‪ :‬والكاظمين الغيظ والعافين‬
‫عن الناس وال يحب المحسنين )‪ (2‬النساء‪ :‬إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو‬
‫تعفوا عن سوء فأن ال كان عفوا قديرا )‪ (3‬المائدة‪ :‬فاعف عنهم واصفح‬
‫إن ال يحب المحسنين )‪ (4‬العراف‪ :‬خذالعفو وأمر بالعرف وأعرض عن‬
‫الجاهلين )‪ (5‬الرعد‪ :‬ويدرؤن بالحسنة السيئة )‪ (6‬الحجر‪ :‬فاصفح الصفح‬
‫الجميل )‪ (7‬المؤمنون‪ :‬ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون‬
‫)‪ (8‬النور‪ :‬وليعفوا وليصفحوا أل تحبون أن يغفر ال لكم وال غفور رحيم‬
‫)‪ (9‬الفرقان‪ :‬وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما )‪ (10‬القصص‪ :‬ويدرؤن‬
‫بالحسنة السيئة )‪ (11‬السجدة‪ :‬ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي‬
‫هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إل‬
‫الذين صبروا وما يلقيها‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 109 :‬آل عمران‪ (3) 134 :‬النساء‪ (4) 149 :‬المائدة‪(5) 17 :‬‬
‫العراف‪ (6) 199 :‬الرعد‪ (7) 23 :‬الحجر‪ (8) 86 :‬المؤمنون‪(9) 99 :‬‬
‫النور‪ (10) 23 :‬الفرقان‪ (11) 65 :‬القصص‪55 :‬‬

‫]‪[398‬‬

‫إل ذوحظ عظيم )‪ (1‬حمعسق‪ :‬وإذا ما غضبوا هم يغفرون إلى قوله تعالى‪ :‬والذين‬
‫إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى‬
‫وأصلح فأجره على ال إنه ل يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه‬
‫فاولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس‬
‫ويبغون في الرض بغير الحق اولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر‬
‫إن ذلك لمن عزم المور )‪ (2‬الزخرف‪ :‬فاصفح عنهم وقل سلم فسوف‬
‫يعلمون )‪ (3‬الجاثية‪ :‬قل للذين آمنوا يغفروا للذين ل يرجون أيام ال‬
‫ليجزي قوما بما كانوا يكسبون )‪ (4‬التغابن‪ :‬وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا‬
‫فإن ال غفور رحيم )‪ (5‬المزمل‪ :‬واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا‬
‫جميل )‪ (6‬تفسير‪ " :‬فاعفوا واصفحوا " )‪ (7‬قيل‪ :‬العفو ترك عقوبة‬
‫الذنب والصفح ترك تثريبه " حتى يأتي ال بأمره " فيهم بالقتل يوم فتح‬
‫مكة " والكاظمين الغيظ " )‪ (8‬قال تعالى‪ :‬قبل ذلك " وسارعوا إلى مغفرة‬
‫من ربكم وجنة عرضها السموات والرض اعدت للمتقين * الذين ينفقون‬
‫في السراء والضراء " يعني ينفقون في أحوالهم كلها ما تيسر لهم من‬
‫قليل أو كثير " والكاظمين الغيظ " أي الممسكين عليه الكافين عن‬
‫إمضائه‪ ،‬في المجمع )‪ (9‬روي أن جارية لعلي بن الحسين )عليهما‬
‫السلم( جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلة فسقط البريق من يدها‬
‫فشجه فرفع رأسه إليها‪ ،‬فقالت له‬

‫)‪ (1‬السجدة‪ (2) 36 - 35 :‬الشورى‪ (3) 42 - 36 :‬الزخرف‪ (4) 90 :‬الجاثية‪:‬‬


‫‪ (5) 14‬التغابن‪ (6) 15 :‬المزمل‪ (7) 11 :‬البقرة‪ (8) 109 :‬آل عمران‪:‬‬
‫‪ (9) 134‬مجمع البيان ج ‪ 2‬ص ‪(*) 505‬‬

‫]‪[399‬‬

‫الجارية‪ :‬إن ال يقول‪ " :‬والكاظمين الغيظ " فقال لها‪ :‬كظمت غيظي قالت‪" :‬‬
‫والعافين عن الناس قال‪ :‬عفى ال عنك‪ ،‬قالت‪ " :‬وال يحب المحسنين "‬
‫قال‪ :‬فاذهبي فأنت حرة لوجه ال ‪ - 1‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في خطبته‪ :‬أل اخبركم بخير خلئق الدنيا‬
‫والخرة ؟ العفو عمن ظلمك‪ ،‬وتصل من قطعك‪ ،‬والحسان إلى من أساء‬
‫إليك وإعطاء من حرمك )‪ (1‬بيان‪ :‬الخلئق جمع الخليقة‪ ،‬وهي الطبيعة‬
‫والمراد هنا الملكات النفسانية الراسخة أي خير الصفات النافعة في الدنيا‬
‫والخرة " وتصل " في ساير الروايات " وصلة وعلى ماهنا لعله مصدر‬
‫أيضا بتقدير أن أويقال عدل إلى الجملة الفعلية التي هي في قوة المر‬
‫لزيادة التأكيد والفرق بينها وبين الولى أن القطع ل يستلزم الظلم بل اريد‬
‫بها المعاشرة لمن اختار الهجران‪ ،‬ويمكن تخصيصها بالرحم لستعمال‬
‫الصلة غالبا فيها‪ ،‬والحسان في مقابلة الساءة أخص منهما‪ ،‬لن الحسان‬
‫يزيد على العفو‪ ،‬والساءة أخص من القطع الذي هو ترك المواصلة وكذا‬
‫الحرمان غير الساءة والقطع‪ ،‬إذ يعتبر في الساءة فعل ما يضره‪ ،‬والقطع‬
‫إنما هو في المعاشرة‪ ،‬مع أنه يمكن أن يكون بعضها تأكيدا لبعض‪ ،‬كما هو‬
‫الشائع في الخطب والمواعظ ‪ - 2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عبد الحميد‪ ،‬عن يونس بن يعقوب عن ضمرة بن الدينار الرقي‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق السبيعي رفعه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أل أدلكم‬
‫على خير أخلق الدنيا والخرة ؟ تصل من قطعك وتعطي من حرمك‪ ،‬وتعفو‬
‫عمن ظلمك )‪ - 3 (2‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫يونس‪ ،‬عن أبي ‪ -‬عبد ال نشيب اللفائفي‪ ،‬عن حمران بن أعين قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ثلث‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪107‬‬

‫]‪[400‬‬

‫من مكارم الدنيا والخرة‪ :‬تعفو عمن ظلمك‪ ،‬وتصل من قطعك‪ ،‬وتحلم إذا جهل عليك‬
‫)‪ (1‬بيان‪ :‬اللفائفي كأنه بياع اللفافة‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬اللفافة بالكسر ما‬
‫يلف به على الرجل وغيرها‪ ،‬والجمع لفائف انتهى ويقال جهل على غيره‬
‫سفه ‪ - 4‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل جميعا‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إذا كان يوم القيامة جمع ال‬
‫تبارك وتعالى الولين والخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد‪ :‬أين أهل‬
‫الفضل ؟ قال‪ :‬فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملئكة فيقولون‪ :‬وما كان‬
‫فضلكم ؟ فيقولون‪ :‬كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا‪ ،‬ونعفو عمن‬
‫ظلمنا‪ ،‬قال‪ :‬فيقال لهم‪ :‬صدقتم‪ ،‬ادخلوا الجنة )‪ (2‬تبيان‪ :‬في القاموس‬
‫العنق بالضم وبضمتين وكأمير وصرد الجيد والجمع أعناق والجماعة من‬
‫الناس والرؤساء انتهى والمراد بأهل الفضل إما أهل الفضيلة والكمال‬
‫وأهل الرجحان‪ ،‬أو أهل التفضل والحسان " فيقال لهم " أي من قبل ال‬
‫تعالى " صدقتم أي في اتصافكم بتلك الصفات أوفي كونها سبب الفضل‪ ،‬أو‬
‫فيهما معا وهو أظهر واعلم أن هذه الخصال فضيلة وأيه فضيلة‪ ،‬ومكرمة‬
‫وأية مكرمة ل يدرك كنه شرفها وفضلها‪ ،‬إذ العامل بها يثبت بها لنفسه‬
‫الفضيلة‪ ،‬ويرفع بها عن صاحبه الرذيلة‪ ،‬ويغلب على صاحبه بقوة قلبه‬
‫يكسر بها عدو نفسه ونفس عدوه وإلى هذا اشير في القرآن المجيد بقوله‬
‫سبحانه " ادفع بالتي هي أحسن " )‪ (3‬يعني السيئة " فإذا الذي بينك‬
‫وبينه عداوة كأنه ولي حميم " ثم اشير إلى فضلها العالي وشرفها الرفيع‬
‫بقوله عزوجل‪ " :‬وما يلقيها إل الذين صبروا وما يلقيها إل ذوحظ عظيم‬
‫" يعني من اليمان والمعرفة‪ ،‬رزقنا ال الوصول إليها‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 107‬السجدة‪36 - 35 :‬‬

‫]‪[401‬‬

‫وجعلنا من أهلها ‪ - 5‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن جهم بن الحكم المدائني‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬عليكم بالعفو فان العفو ل يزيد العبد إل عزا فتعافوا يعزكم ال‬
‫)‪ (1‬بيان‪ " :‬ل يزيد العبد إل عزا " أي في الدنيا ردا على ما يسول‬
‫الشيطان للنسان بأن ترك النتقام يوجب المذلة بين الناس وجرأتهم عليه‪،‬‬
‫وليس كذلك بل يصير سببا لرفعة قدره وعلو أمره عند الناس لسيما إذا‬
‫عفا مع القدرة‪ ،‬وترك العفو ينجر إلى المعارضات والمجادلت والمرافعة‬
‫إلى الحكام أو إلى إثارة الفتنة الموجبة لتلف النفوس والموال‪ ،‬وكل ذلك‬
‫مورث للمذلة‪ ،‬والعزة الخروية ظاهرة كما مر‪ ،‬والتعافي عفوكل عن‬
‫صاحبه ‪ - 6‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان عن أبي خالد القماط‪ ،‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة )‪(2‬‬
‫ايضاح‪ :‬الندامة على العفو أفضل‪ :‬يحتمل وجوها‪ :‬الول أن صاحب الندامة‬
‫الولى أفضل من صاحب الندامة الثانية‪ ،‬وإن كانت الندامة الولى أخس‬
‫وأرذل‪ ،‬الثاني أن يكون الكلم مبنيا على التنزل أي لو كان في العفو ندامة‬
‫فهي أفضل وأيسر‪ ،‬إذ يمكن تداركه غالبا بخلف الندامة على العقوبة فإنه‬
‫ل يمكن تدارك العقوبة بعد وقوعها غالبا فلتزول تلك الندامة‪ ،‬فيرجع إلى‬
‫أن العفو أفضل‪ ،‬فإنه يمكن إزالة ندامته بخلف المبادرة بالعقوبة‪ ،‬فانه ل‬
‫يمكن إزالة ندامتها وتداركها‪ ،‬الثالث أن يقدر مضاف فيهما مثل الدفع أو‬
‫الرفع أي رفع تلك الندامة أيسر من رفع هذه‪ ،‬الرابع أن يكون المعنى أن‬
‫مجموع تلك الحالتين أي العفو والندم عليه أفضل من مجموع حالتي‬
‫العقوبة والندم عليها‪ ،‬فل ينافي كون الندم على العقوبة ممدوحا والندم‬
‫على العفو مذموما إذ العفو أفضل من تلك الندم والعقوبة أقبح من هذا الندم‬
‫وهذا وجه وجيه‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪108‬‬

‫]‪[402‬‬

‫‪ - 7‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن سعدان‪ ،‬عن معتب قال‪ :‬كان أبو الحسن موسى‬
‫)عليه السلم( في حائط له يصرم فنظرت إلى غلم له قد أخذ كارة من تمر‬
‫فرمى بها وراء الحائط‪ ،‬فأتيته فأخذته وذهبت به إليه فقلت له‪ :‬جعلت فداك‬
‫إني وجدت هذا وهذه الكارة‪ ،‬فقال للغلم فلن ! قال‪ :‬لبيك قال‪ :‬أتجوع ؟‬
‫قال‪ :‬ل يا سيدي قال‪ :‬فلي شئ أخذت هذه ؟ قال‪ :‬اشتهيت ذلك‪ ،‬قال‪ :‬اذهب‬
‫فهي لك‪ ،‬وقال‪ :‬خلوا عنه )‪ (1‬بيان‪ :‬صرم النخل جزه والفعل كضرب‪ ،‬وفي‬
‫القاموس الكارة مقدار معلوم من الطعام‪ ،‬ويدل على استحباب العفو عن‬
‫السارق وترك ما سرقه له ‪ - 8‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن فضال‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن )عليه السلم( يقول‪ :‬ما التقت فئتان قط إل نصر‬
‫أعظمهما عفوا )‪ (2‬بيان‪ :‬يدل على أن نية العفو تورث الغلبة على الخصم‬
‫‪ - 9‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن‬
‫بكير‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( اتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقال لها‪ :‬ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت‪ :‬قلت‪ :‬إن كان نبيا لم يضره وإن‬
‫كان ملكا أرحت الناس منه‪ ،‬قال‪ :‬فعفا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫عنها )‪ (3‬بيان‪ :‬يدل على حسن العفو عن الكافر‪ ،‬وإن أراد القتل وتمسك‬
‫بحجة كاذبة‪ ،‬وظاهر أكثر الروايات أنه )صلى ال عليه وآله( أكل منها‬
‫ولكن باعجازه لم يؤثر فيه عاجل وفي بعض الروايات أن أثره بقي في‬
‫جسده حتى توفي‪ ،‬به بعد سنين‪ ،‬فصار شهيدا فجمع ال له بذلك بين كرم‬
‫النبوة وفضل الشهادة واختلف المخالفون في أنه )صلى ال عليه وآله( هل‬
‫قتلها أم ل ؟ واختلف رواياتهم أيضا في ذلك ففي أكثر روايات الفريقين أنه‬
‫عفا عنها ولم يقتلها‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إنه قتلها ورووا عن ابن عباس أنه‬
‫رفعها إلى أولياء بشر‪ ،‬وقد كان أكل من الشاة فمات فقتلوها وبه جمعوا‬
‫بين الروايات‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪108‬‬

‫]‪[403‬‬

‫‪ - 10‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬ثلث ل يزيد ال بهن‬
‫المرء المسلم إل عزا‪ :‬الصفح عمن ظلمه‪ ،‬وإعطاء من حرمه‪ ،‬والصلة‬
‫لمن قطعه )‪ - 11 (1‬د‪ :‬في طي خبر طلب المنصور الصادق )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ومعاتبته له والخبر طويل فقال )عليه السلم( في جوابه‪ :‬وحدثني‬
‫أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬ينادي مناد‬
‫يوم القيامة من بطنان العرش أل فليقم كل من أجره علي فل يقوم إل من‬
‫عفى عن أخيه‪ ،‬الحديث بطوله ‪ - 12‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نصر‪ ،‬عن محمد ابن عبد ال قال‪ :‬سمعت الرضا‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬ل يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما وإن الرجل‬
‫كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين‬
‫)‪ (2‬تبيين‪ :‬قال الراغب‪ :‬الحلم ضبط النفس‪ ،‬عن هيجان الغضب وقيل‪:‬‬
‫الحلم الناءة والتثبت في المور‪ ،‬وهو يحصل من العتدال في القوة‬
‫الغضبية ويمنع النفس من النفعال‪ ،‬عن الواردات المكروهة المؤذية‪ ،‬ومن‬
‫آثاره عدم جزع النفس عند المور الهائلة‪ ،‬وعدم طيشها في المؤاخذة‪،‬‬
‫وعدم صدور حركات غير منتظمة منها وعدم إظهار المزية على الغير‪،‬‬
‫وعدم التهاون في حفظ ما يجب حفظه شرعا وعقل انتهى ويدل الحديث‬
‫على اشتراط قبول العبادة وكمالها بالحلم‪ ،‬لن السفيه يبادر بامور قبيحة‬
‫من الفحش والبذاء والضرب واليذاء‪ ،‬بل الجراحة والقتل‪ ،‬وكل ذلك يفسد‬
‫العبادة‪ ،‬فان ال إنما يتقبلها من المتقين‪ ،‬وقيل‪ :‬الحليم هنا العاقل وقد مر‬
‫أن عبادة غير العاقل ليس بكامل‪ ،‬ولما كان الصمت عما ل يعني من لوازم‬
‫الحلم غالبا ذكره‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 108‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪111‬‬

‫]‪[404‬‬

‫بعده‪ ،‬ولذلك قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا غضب أحدكم فليسكت‪ ،‬وصوم‬
‫الصمت كان في بني إسرائيل وهو وإن نسخ في هذه المة‪ ،‬لكن كمال‬
‫الصمت غير منسوخ فاستشهد )عليه السلم( على حسنه بكونه شرعا‬
‫مقررا في بني إسرائيل ولم يكونوا يعدون الرجل في العابدين المعروفين‬
‫بالعبادة‪ ،‬إل بعد المواظبة على صوم الصمت أو أصله عشر سنين ‪- 13‬‬
‫كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكير عن‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه )‪ (1‬بيان‪:‬‬
‫قوله أن يدركه بدل اشتمال للرجل ‪ - 14‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬إن ال عزوجل يحب الحيي الحليم )‪ - 15 (2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن علي بن حفص القرشي الكوفي رفعه إلى أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أعز ال بجهل قط‬
‫ول أذل بحلم قط )‪ (3‬بيان‪ :‬الجهل يطلق على خلف العلم‪ ،‬وعلى ما هو‬
‫مقتضاه من السفاهة‪ ،‬وصدور الفعال المخالفة للعقل‪ ،‬وهنا يحتمل‬
‫الوجهين كما أن الحلم يحتمل مقابلهما والثاني أظهر فيهما ‪ - 16‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن بعض أصحابه ‪ -‬رفعه ‪ -‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬كفى بالحلم ناصرا‪ ،‬وقال‪ :‬إذا لم تكن حليما فتحلم )‪(4‬‬
‫بيان‪ " :‬كفى بالحلم ناصرا " لنه بالحلم تندفع الخصومة‪ ،‬بل يصير‬
‫الخصم محبا له‪ ،‬وهذا أحسن النصر مع أن الحليم يصير محبوبا عند‬
‫الناس‪ ،‬فالناس ينصرونه على الخصوم‪ ،‬ويعينونه في المكاره " وقال إذا‬
‫لم تكن حليما " أي بحسب الخلقة والطبع " فتحلم " أي أظهر الحلم تكلفا‬
‫وجاهد نفسك في ذلك حتى يصير خلقا كل‪ ،‬ويسهل عليك‪ ،‬مع أن تكلفه‬
‫بمشقة أكثر ثوابا كما مر‪ ،‬وقال‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪112‬‬

‫]‪[405‬‬

‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن لم تكن حليما فتحلم فانه قل من تشبه بقوم إل‬
‫أوشك أن يكون منهم )‪ - 17 (1‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن عبد ال الحجال‪ ،‬عن حفص بن أبي عايشة قال‪ :‬بعث أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( غلما له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد ال على أثره لما‬
‫أبطأ‪ ،‬فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يا فلن وال ماذلك لك تنام الليل والنهار‪ ،‬لك الليل‬
‫ولنا منك النهار )‪ (2‬ايضاح‪ " :‬تنام " مرفوع أو منصوب بتقدير أن وهو‬
‫بدل " ذلك " " لك الليل " استيناف ويدل على جواز تكليف العبد بعدم‬
‫النوم في النهار إذا لم يستخدمه في الليل‪ ،‬وعلى استحباب عدم تنبيه‬
‫المملوك على النوم وترويحه وهذا غاية المروة والحلم ‪ - 18‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬إن ال يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف )‪ (3‬توضيح‪:‬‬
‫العفيف المجتنب عن المحرمات لسيما ما يتعلق منها بالبطن والفرج‬
‫والمتعفف إما تأكيد كقولهم ليل أليل أو العفيف عن المحرمات المتعفف عن‬
‫المكروهات لنه أشد فيناسب هذا البناء أو العفيف في البطن المتعفف في‬
‫الفرج أو العفيف عن الحرام المتعفف عن السؤال كما قال تعالى‪" :‬‬
‫يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " )‪ (4‬أو العفيف خلقا المتعفف تكلفا‬
‫]فان العفة قد يكون عن بعض المحرمات خلقا وطبعيا وعن بعضها تكليفا[‬
‫)‪ (5‬ولعل هذا أنسب‪ ،‬قال الراغب‪ :‬العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن‬
‫غلبة الشهوة‪ ،‬والتعفف التعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر وأصله‬
‫القتصار على تناول الشئ القليل الجاري مجرى‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ 2) 191‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) 112‬البقرة‪) 273 :‬‬
‫‪ (5‬مابين العلمتين أضفناه من شرح الكافي )*(‬
‫]‪[406‬‬

‫العفافة والعفة‪ ،‬أي البقية من الشئ أوالعفف وهو ثمر الراك وفي النهاية فيه من‬
‫يستعفف يعفه ال‪ ،‬الستعفاف طلب العفاف والتعفف‪ ،‬وهو الكف عن‬
‫الحرام والسؤال من الناس أي من طلب العفة وتكلفها أعطاه ال تعالى‬
‫إياها‪ - 19 .‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن علي بن محبوب‪،‬‬
‫عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن عباس بن عامر‪ ،‬عن ربيع بن محمد المسلى‪ ،‬عن‬
‫أبي محمد‪ ،‬عن عمران‪ ،‬عن سعيد بن يسار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولن للسفيه‬
‫منهما‪ :‬قلت وقلت وأنت أهل لما قلت ستجزى بما قلت ويقولن للحليم‬
‫منهما‪ :‬صبرت وحلمت سيغفر ال لك إن أتممت ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فان رد الحليم‬
‫عليه ارتفع الملكان )‪ (1‬بيان‪ " :‬قلت وقلت " التكرار لبيان كثرة الشتم‬
‫وقول الباطل‪ ،‬وربما يقرأ الثاني بالفاء‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬يقال فال الرجل في‬
‫رأيه وفيل‪ :‬إذا لم يصب فيه ورجل فائل الرأي وفاله وفيله انتهى‪ ،‬والظاهر‬
‫أنه تصحيف " فان رد الحليم عليه " أي بعد حلمه عنه أول " ارتفع‬
‫الملكان " ساخطين عليهما‪ ،‬ويكلنهما إلى الملكين ليكتبا عليهما قولهما‪،‬‬
‫والرد بعد مبالغة الخر في الشتم والفحش ل ينافي وصفه بالحلم‪ ،‬لنه قد‬
‫حلم أول‪ ،‬ومراتب الحلم متفاوتة ‪ - 20‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان علي‬
‫بن الحسين )عليهما السلم( يقول‪ :‬ما احب أن لي بذل نفسي حمر النعم‪،‬‬
‫وما تجرعت جرعة أحب إلى من جرعة غيظ لاكافي بها صاحبها )‪(2‬‬
‫بيان‪ :‬ذل النفس بالكسر سهولتها وانقيادها‪ ،‬وهي ذلول وبالضم مذلتها‬
‫وضعفها‪ ،‬وهي ذليل‪ ،‬والنعم المال الراعي وهوجمع ل واحد له من لفظة‪،‬‬
‫وأكثر ما يقع على البل‪ ،‬قال أبو عبيد‪ :‬النعم الجمال فقط ويؤنث ويذكر‪،‬‬
‫وجمعه نعمان‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 112‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪109‬‬

‫]‪[407‬‬

‫وأنعام أيضا وقيل‪ :‬النعم البل خاصة‪ ،‬والنعام ذوات الخف والظلف‪ ،‬وهي البل‬
‫والبقرو الغنم‪ ،‬وقيل‪ :‬تطلق النعام على هذه الثلثة فإذا انفردت البل فهي‬
‫نعم‪ ،‬وإن انفردت البقر والغنم لم تسم نعما كذا في المصباح‪ .‬وقال‬
‫الكرماني‪ :‬حمر النعم بضم الحاء وسكون الميم أي أقواها وأجلدها وقال‬
‫الطيبي‪ :‬أي البل الحمر وهي أنفس أموال العرب وقال في المغرب‪ :‬حمر‬
‫النعم كرائمها وهي مثل في كل نفيس‪ ،‬وقيل الحسن أحمر انتهى‪ .‬وربما‬
‫يقرأ النعم بالكسر جمع نعمة فالحمرة كناية عن الحسن أي محاسن النعم‪،‬‬
‫والول أشهر وأظهر‪ .‬والخبر يحتمل وجهين‪ :‬الول أن يكون الذل بالضم‬
‫والباء للسبية أو المصاحبة‪ ،‬أي لاحب أن يكون لي مع ذل نفسي أو بسببه‬
‫نفائس أموال الدنيا أقتنيها أو أتصدق بها لنه لم يكن للمال عنده )عليه‬
‫السلم( قدر ومنزلة‪ ،‬وقال الطيبي هو كناية عن خير الدنيا كله‪ ،‬والحاصل‬
‫أني ما أرضى أن أذل نفسي ولي بذلك كرائم الدنيا‪ ،‬ونبه )عليه السلم(‬
‫بذكر تجرع الغيظ عقيب هذا على أن في التجرع العز وفي المكافاة الذل كما‬
‫مر وسيأتي أو المعنى مع أني لأرضي بذل نفسي احب ذلك لكثرة ثوابه‪،‬‬
‫وعظم فوائده‪ ،‬والول أظهر‪ .‬الثاني أن يكون الذل بالكسر والباء للعوض‬
‫أي لأرضى أن يكون لي عوض انقياد نفسي وسهولتها وتواضعها أو‬
‫بالضم أيضا أي المذلة الحاصلة عند إطاعة أمر ال بكظم الغيظ والعفو‬
‫نفائس الموال‪ ،‬وقيل‪ :‬التشبية للتقريب إلى الفهام وإل فذرة من الخرة‬
‫خير من الرض وما فيها‪ .‬قوله )عليه السلم(‪ " :‬وما تجرعت جرعة "‬
‫الجرعة من الماء كاللقمة من الطعام‪ ،‬وهو ما يجرع مرة واحدة‪ ،‬والجمع‬
‫جرع كغرفة وغرف‪ ،‬وتجرع الغصص مستعار منه وأصله الشرب من‬
‫عجلة وقيل الشرب قليل وإضافة الجرعة إلى الغيظ من قبيل لجين الماء‪،‬‬
‫والغيظ صفة للنفس عند احتدادها موجبة لتحركها نحو النتقام‪ ،‬وفي الكلم‬
‫تمثيل‪.‬‬

‫]‪[408‬‬

‫وقال بعض الفاضل‪ :‬ل يقال‪ :‬الغيظ أمر جبلي لاختيار للعبد في حصوله فكيف‬
‫يكلف برفعه ؟ لنا نقول هو مكلف بتصفية النفس على وجه ل يحركها‬
‫أسباب الغيظ بسهولة‪ .‬وأقول‪ :‬على تقدير حصول الغيظ بغير اختياره فهو‬
‫غير مكلف برفعه‪ ،‬ولكنه مكلف بعدم العمل بمقتضاه‪ ،‬فانه باختياره غالبا‪،‬‬
‫وإن سلب اختياره فل يكون مكلفا‪ - 21 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن سنان وعلي بن النعمان عن عمار بن مروان‪ ،‬عن زيد‬
‫الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬نعم الجرعة الغيظ لمن صبر‬
‫عليها‪ ،‬فان عظيم الجر لمن عظيم البلء‪ ،‬وما أحب ال قوما إل ابتلهم )‬
‫‪ (1‬بيان‪ " :‬لمن عظيم البلء " أي المتحان والختبار فان ال تعالى ابتلى‬
‫المؤمنين بمعاشرة المخالفين والظلمة وأرباب الخلق السيئة‪ ،‬وأمرهم‬
‫بالصبر وكظم الغيظ وهذا من أشد البلء وأشق البتلء‪ - 22 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬ومحمد بن سنان‪ ،‬عن عمار ابن‬
‫مروان‪ ،‬عن أبي الحسن الول )عليه السلم( قال‪ :‬اصبر على أعداء النعم‪،‬‬
‫فانك لن تكافي من عصى ال فيك بأفضل من أن تطيع ال فيه )‪ (2‬ايضاح‪:‬‬
‫لعل المراد بأعداء النعم الحاسدون الذين يحبون زوال النعم من غيرهم‪،‬‬
‫فهم أعداء لنعم غيرهم‪ ،‬يسعون في سلبها‪ ،‬أو الذين أنعم ال عليهم بنعم‬
‫وهم يطغون ويظلمون الناس‪ ،‬فبذلك يتعرضون لزوال النعم عن أنفسهم‪،‬‬
‫فهم أعداء لنعم أنفسهم‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بالنعم الئمة )عليهم‬
‫السلم(‪ " .‬من عصى ال فيك " بالحسد وما يترتب عليه أو بالظلم أو‬
‫الطغيان والذى " من أن تطيع ال فيه " بالعفو وكظم الغيظ والصبر على‬
‫أذاه كما قال تعالى " والكاظمين‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪109‬‬

‫]‪[409‬‬

‫الغيظ " الية )‪ (1‬وفي صيغة التفضيل دللة على جواز المكافاة بشرط أن ل يتعدى‬
‫كما قال سبحانه‪ " :‬من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم‬
‫" )‪ (2‬وغيره‪ ،‬ولكن العفو أفضل‪ - 23 .‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن ثابت مولى آل حريز‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كظم الغيظ من‬
‫العدو في دولتهم تقية حزم لمن أخذ به‪ ،‬وتحرز عن التعرض للبلء في‬
‫الدنيا‪ ،‬ومعاندة العداء في دولتهم ومماظتهم في غير تقية ترك أمر ال‪،‬‬
‫فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم‪ ،‬ول تعادوهم فتحملوهم على رقابكم‬
‫فتذلوا )‪ (3‬تبيان‪ :‬في النهاية كظم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر‬
‫عليه‪ ،‬ومنه الحديث إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع أي ليحبسه ما‬
‫أمكنه‪ ،‬وقال‪ :‬الحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته‪ ،‬من قولهم حزمت‬
‫الشئ أي شددته‪ ،‬وفي القاموس الحزم ضبط المر والخذ فيه بالثقة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬المظاظة شدة الخلق وفظاظته ومظظته لمته‪ ،‬وماظظته مماظة‬
‫ومماظا شاردته ونازعته‪ ،‬والخصم لزمته‪ ،‬وقال‪ :‬جامله لم يصفه الخاء‬
‫بل ماسحه بالجميل أو أحسن عشرته‪ .‬قوله " يسمن ذلك عندهم " كذا في‬
‫أكثر النسخ من قولهم سمن فلن يسمن من باب تعب وفي لغة من باب‬
‫قرب إذا كثر لحمه وشحمه كناية عن العظمة والنمو ويمكن أن يقرأ على‬
‫بناء المفعول من الفعال أو التفعيل‪ ،‬أي يفعل ال ذلك مرضيا محبوبا‬
‫عندهم‪ ،‬وفي بعض النسخ يسمى على بناء المفعول من التسمية أي يذكر‬
‫عندهم ويحمدونكم بذلك‪ ،‬فيكون مرفوعا بالستيناف البياني‪ ،‬والحمل على‬
‫الرقاب كناية عن التسلط والستيلء‪ - 24 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫بعض أصحابه‪ ،‬عن مالك بن حصين السكوني قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬مامن عبد كظم غيظا إل زاده ال عزوجل عزا‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) 143 :‬البقرة‪ (3) 194 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪109‬‬

‫]‪[410‬‬
‫في الدنيا والخرة‪ ،‬وقد قال ال عزوجل " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس‬
‫وال يحب المحسنين " )‪ (1‬وأثابه ال مكان غيظه ذلك )‪ (2‬بيان‪ " :‬وقد‬
‫قال ال " بيان لعز الخرة‪ ،‬لنه تعالى قال في سورة آل عمران "‬
‫وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والرض اعدت‬
‫للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ " قال‬
‫البيضاوي )‪ (3‬الممسكين عليه الكافين عن إمضائه مع القدرة من كظمت‬
‫القربة إذا ملتها وشددت رأسها وعن النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من‬
‫كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه مل ال قلبه أمنا وإيمانا " والعافين عن‬
‫الناس " التاركين عقوبة من استحقوا مؤاخذته " وال يحب المحسنين "‬
‫يحتمل الجنس ويدخل تحته هؤلء‪ ،‬والعهد فيكون إشارة إليهم انتهى فكفى‬
‫عزالهم في الخرة بأن بشر ال لهم بالجنة وحكم بأنها اعدت لهم وأنه‬
‫تعالى يحبهم‪ .‬ويحتمل أن يكون تعليل لعز الدنيا أيضا بأنهم يدخلون تحت‬
‫هذه الية وهذا شرف في الدنيا أيضا أو يدل الية على أنهم من المحسنين‬
‫وممن يحبهم ال ومحبوبه تعالى عزيز في الدنيا والخرة كما قيل‪ .‬قوله‬
‫)عليه السلم(‪ " :‬وأثابه ال مكان غيظه ذلك " يحتمل أن يكون ذلك إشارة‬
‫إلى المذكور في الية‪ ،‬ويكون فيه تقدير أي مكان كظم غيظه أي لجله أو‬
‫عوضه ويحتمل أن يكون ذلك عطف بيان أو بدل من غيظه‪ ،‬ويكون "‬
‫أثابه " عطفا على " زاده " أي ويعطيه ال أيضا مع عز الدنيا والخرة‬
‫أجرا لصل الغيظ لنه من البليا التي يصيب النسان بغير اختياره‪ ،‬ويعطي‬
‫ال لها عوضا على اصطلح المتكلمين فالمراد بالثواب العوض‪ ،‬لن‬
‫الثواب إنما يكون على المور الختيارية بزعمهم والغيظ ليس باختياره‪،‬‬
‫وإن كان الكظم باختياره‪ ،‬فالجنة على الكظم‪ ،‬والثواب أي العوض لصل‬
‫الغيظ‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بالمكان المنزل المخصوص لكل من أهل‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) 143 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 110‬انوار التنزيل‪81 :‬‬

‫]‪[411‬‬

‫الجنة‪ ،‬وإضافته من قبيل إضافة المعلول إلى العلة‪ - 25 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن ابن مهران‪ ،‬عن سيف بن عميرة قال‪ :‬حدثني من سمع أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه‬
‫مل ال قلبه يوم القيامة رضاه )‪ (1‬بيان‪ " :‬ولو شاء أن يمضيه " أي‬
‫يعمل بمقتضى الغيظ " مل ال قلبه يوم القيامة " أي يعطيه من الثواب‬
‫والكرامة والشفاعة والدرجة حتى يرضا رضا كامل ل يتصور فوقه كا‪:‬‬
‫عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن‬
‫غالب بن عثمان‪ ،‬عن عبد ال بن منذر * عن الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشى ال قلبه‬
‫أمنا وإيمانا يوم القيامة )‪ (2‬ايضاح‪ " :‬أمنا وإيمانا " كأن المراد باليمان‬
‫التصديق الكامل بكرمه ولطفه ورحمته لكثرة ما يعطيه من الثواب‪ ،‬فيرجع‬
‫إلى الخبر السابق‪ ،‬ويحتمل العم بأن يزيد ال تعالى في يقينه وإيمانه‬
‫فيستحق مزيد الثواب والكرامة‪ ،‬إذ لدليل على عدم جواز مزيد اليمان في‬
‫ذلك اليوم‪ - 26 .‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن‬
‫عبد الكريم بن عمرو‪ ،‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا زيد اصبر على أعداء النعم‪ ،‬فانك لن تكافي من عصى ال‬
‫فيك بأفضل من أن تطيع ال فيه‪ ،‬يا زيد إن ال اصطفى السلم واختاره‪،‬‬
‫فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق )‪ .(3‬توضيح‪ :‬قوله‪ " :‬فأحسنوا‬
‫صحبته " إيماء إلى أن مع ترك هاتين الخصلتين يخاف زوال السلم‪ ،‬فان‬
‫ترك حسن الصحبة موجب للهجرة غالبا‪ - 27 .‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن حفص بياع السابري‪ ،‬عن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬من أحب السبيل إلى ال عزوجل جرعتان‪ :‬جرعة غيظ‬
‫يردها‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.110‬‬

‫]‪[412‬‬

‫بحلم‪ ،‬وجرعة مصيبة يردها بصبر )‪ (1‬بيان‪ " :‬يردها " هذا على التمثيل كأن‬
‫المغتاظ الذي يريد إظهار غيظه فيدفعه ول يظهره لمنافعه الدنيوية‬
‫والخروية كمن شرب دواء بشعا ل يقبله طبعه ويريد أن يدفعه فيتصور‬
‫نفع هذا الدواء فيرده‪ ،‬وكذا الصبر عند البلء وترك الجزع يشبه تلك‬
‫الحالة‪ ،‬ففيهما استعارة تمثيلية‪ ،‬والفرق بين الكظم والصبر أن الكظم فيما‬
‫يقدر على النتقام‪ ،‬والصبر فيما ل يقدر عليه‪ - 28 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قال لي أبي‪ :‬يا بني مامن شئ أقر لعين أبيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر‪،‬‬
‫وما يسرني أن لي بذل نفسي حمر النعم )‪ (2‬بيان‪ " :‬مامن شئ " ما "‬
‫نافية و " من " زائدة للتصريح بالتعميم‪ ،‬وهو مرفوع محل لنه اسم " ما‬
‫" وأقر " خبره‪ ،‬واللم في " لعين " للتعدية‪ ،‬قال الراغب‪ :‬قرت عينه تقر‬
‫سرت‪ ،‬قال تعالى‪ " :‬كي تقر عينها " )‪ (3‬وقيل لمن يسر به‪ :‬قرة عين‪،‬‬
‫قال تعالى‪ " :‬قرة عين لي ولك " )‪ (4‬قيل‪ :‬أصله من القرأي البرد فقرت‬
‫عينه قيل‪ :‬معناه بردت فصحت‪ ،‬وقيل‪ :‬بل لن للسرور دمعة ]باردة[ قارة‬
‫وللحزن دمعة حارة‪ ،‬ولذلك يقال فيمن يدعى عليه‪ :‬أسخن ال عينه وقيل‪:‬‬
‫هو من القرار‪ ،‬والمعنى أعطاه ال ما تسكن به عينه‪ ،‬فل تطمح إلى غيره‬
‫)‪ .(5‬قوله )عليه السلم(‪ " :‬عاقبتها صبر " كأن المراد بالصبر الرضا‬
‫بكظم الغيظ والعزم على ترك النتقام أو المعنى أنه يكظم الغيظ بشدة‬
‫ومشقة إلى إن ينتهي إلى درجة الصابرين‪ ،‬بحيث يكون موافقا لطبعه غير‬
‫كاره له‪ ،‬وهذا من أفضل صفات المقربين وقيل‪ :‬إشارة إلى أن كظم الغيظ‬
‫إنما هو مع القدرة على النتقام‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .110‬طه‪ (4) .40 :‬القصص‪ (5) .9 :‬مفردات غريب‬
‫القرآن ‪398‬‬

‫]‪[413‬‬

‫وهو محبوب وإن انتهى إلى حد يصبر مع عدم القدرة على النتقام أيضا‪ ،‬ول يخفى‬
‫ما فيه‪ .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪،‬‬
‫عن معاذ ابن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله )‪ - 29 .(1‬كا‪:‬‬
‫عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن مثنى الحناط عن أبي‬
‫حمزة قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬مامن جرعة يتجرعها العبد‬
‫أحب إلى ال من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه إما بصبر وإما‬
‫بحلم )‪ (2‬ايضاح‪ :‬المراد بترددها في قلبه إقدام القلب تارة إلى تجرعها لما‬
‫فيه من الجر الجزيل وإصلح النفس‪ ،‬وتارة إلى ترك تجرعها لما فيه من‬
‫البشاعة والمرارة‪ ،‬إما بصبر وإما بحلم الفرق بينهما إما بأن الول فيما إذا‬
‫لم يكن حليما فيتحلم ويصبر‪ ،‬والثاني فيما إذا كان حليما وكان ذلك خلقه‪،‬‬
‫وكان عليه يسيرا أو الول فيما إذا لم يقدر على النتقام فيصبر ول يجزع‪،‬‬
‫والثاني فيما إذا قدر ولم يفعل حلما وتكرما بناء على أن كظم الغيظ قد‬
‫يستعمل فيما إذا لم يقدر على النتقام أيضا‪ ،‬وقيل‪ :‬الصبر هو أن ل يقول‬
‫ول يفعل شيئا أصل‪ ،‬والحلم أن يقول أو يفعل شيئا يوجب رفع الفتنة‬
‫وتسكين الغضب‪ ،‬فيكون الحلم بمعنى العقل واستعماله‪ .‬أقول‪ :‬قد مضى‬
‫كثير من أخبار هذا الباب في باب جوامع المكارم‪ ،‬وباب صفات المؤمن‪،‬‬
‫وباب صفات خيار العباد‪ - 30 .‬لى‪ :‬الحسين بن محمد العلوي‪ ،‬عن يحيى‬
‫بن الحسين بن جعفر‪ ،‬عن عبد ال ابن محمد اليماني قال‪ :‬سمعت عبد‬
‫الرزاق يقول‪ :‬جعلت جارية لعلي بن الحسين )عليهما السلم( تسكب الماء‬
‫عليه‪ ،‬وهو يتوضأ للصلة‪ ،‬فسقط البريق من يد الجارية على وجهه‬
‫فشجه‪ ،‬فرفع علي بن الحسين )عليهما السلم( رأسه إليها فقالت الجارية‪:‬‬
‫إن ال عزوجل يقول‪ " :‬والكاظمين الغيظ " فقال لها‪ :‬قدكظمت غيظي‪،‬‬
‫قالت‪:‬‬
‫)‪ (1‬هو مثل الحديث ‪ ،22‬فل تغفل‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 111‬وفى بعض النسخ "‬
‫اما يصبر واما يحلم "‬

‫]‪[414‬‬

‫" والعافين عن الناس " قال لها‪ :‬قد عفى ال عنك‪ ،‬قالت‪ " :‬وال يحب المحسنين‬
‫" قال‪ :‬اذهبي فأنت حرة )‪ - 31 (1‬لى‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إنا أهل‬
‫بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا )‪ (2‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫النهدي‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن حماد مثله‪ - 32 .‬لى‪ :‬عن أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬لعز أرفع من الحلم )‪ - 33 (3‬لى‪ :‬ابن ناتانة‪ ،‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي زياد النهدي‪ ،‬عن ابن بكير‪،‬‬
‫عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬حسب المؤمن من ال نصرة أن يرى‬
‫عدوه يعمل بمعاصي ال عزوجل‪ .‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير مثله )‪ - 34 (4‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن قتيبة العشى‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( مثله )‪ - 35 .(5‬لى‪ :‬ابن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪،‬‬
‫عن جعفر بن عبد ال‪ ،‬عن عبد الجبار بن محمد‪ ،‬عن داود الشعيري‪ ،‬عن‬
‫الربيع صاحب المنصور قال‪ :‬قال المنصور للصادق )عليه السلم(‪ :‬حدثني‬
‫عن نفسك بحديث أتعظ به‪ ،‬ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات‪ ،‬فقال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬عليك بالحلم فانه ركن العلم‪ ،‬واملك نفسك عند‬
‫أسباب القدرة‪ ،‬فانك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفي غيظا وتداوى‬
‫حقدا‪ ،‬أو يحب أن يذكر بالصولة واعلم بأنك إن عاقبت مستحقا لم تكن‬
‫غاية‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .121 :‬أمالى الصدوق‪ (3) 173 :‬أمالى الصدوق‪) .193 :‬‬
‫‪ (4‬أمالى الصدوق‪ (5) .24 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪16‬‬

‫]‪[415‬‬

‫ما توصف به إل العدل ]ول أعرف حال أفضل من حال العدل[ والحال التي توجب‬
‫الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر‪ ،‬فقال المنصور‪ :‬وعظمت‬
‫فأحسنت وقلت فأوجزت الخبر )‪ - 36 (1‬لى‪ :‬الحسن بن عبد ال بن سعيد‪،‬‬
‫عن محمد بن عبد ال بن محمد بن الحجاج عن أحمد بن محمد النحوي‪،‬‬
‫عن شعيب بن واقد‪ ،‬عن صالح بن الصلت عن عبد ال ابن زهير قال‪ :‬وفد‬
‫العلبن الحضرمي على النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن لي أهل بيت احسن إليهم فيسيؤن‪ ،‬وأصلهم فيقطعون‪ .‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ " :‬ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه‬
‫عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إل الذين صبروا وما يلقيها إل ذوحظ‬
‫عظيم " )‪ (2‬فقال العلبن الحضرمي‪ :‬إني قلت شعرا هو أحسن من هذا‬
‫قال‪ :‬وما قلت ؟ فأنشده‪ :‬وحي )‪ (3‬ذوي الضغان تسب قلوبهم * تحيتك‬
‫العظمى فقد يرفع النغل فان أظهروا خيرا فجاز بمثله * وإن خنسوا عنك‬
‫الحديث فل تسل فان الذي يؤذيك منك سماعه * وإن الذي قالوا وراءك لم‬
‫يقل فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن من الشعر لحكما‪ ،‬وإن من البيان‬
‫لسحرا‪ ،‬وإن شعرك لحسن‪ ،‬وإن كتاب ال أحسن )‪ - 37 .(4‬لى‪ :‬العطار‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن التفليسي‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن محمد‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( عن آبائه )عليهم السلم(‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قال عيسى بن مريم ليحيى بن‬
‫زكريا )عليه السلم(‪ :‬إذا قيل فيك ما فيك‪ ،‬فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر‬
‫ال منه‪ ،‬وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنه حسنة كتبت لك لم تتعب فيها‬
‫)‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ 365 :‬في حديث‪ (2) .‬فصلت‪ (3) .34 :‬أمر من التحية وهو‬
‫السلم واطابة الكلم وقوله " تسب " من السبى‪ (4) .‬أمالى الصدوق‪:‬‬
‫‪ (5) .368‬أمالى الصدوق‪.306 :‬‬

‫]‪[416‬‬

‫‪ - 38‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية ابن‬
‫وهب‪ ،‬عن معاذ بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬اصبر على‬
‫أعداء النعم فانك لن تكافئ من عصى ال فيك بأفضل من أن تطيع ال فيه )‬
‫‪ .1‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد مثله )‪ - 39 (2‬ل‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن خلد‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه السلم( قال‪ :‬ما احب‬
‫أن لي بذل نفسي حمر النعم‪ ،‬وما تجرعت جرعة أحب إلى من جرعة غيظ‬
‫ل اكافي به صاحبها )‪ .(3‬ين‪ :‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( ومنصور عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ :‬قال‪ :‬كان علي بن الحسين )عليه السلم( يقول‪ ،‬وذكر مثله‪- 40 .‬‬
‫ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن‬
‫عطية‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه السلم( قال‪ :‬وددت أني‬
‫افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض ساعدي‪ :‬النزق وقلة الكتمان )‪.(4‬‬
‫‪ - 41‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬مامن جرعة أحب إلى ال عزوجل من جرعتين‪ :‬جرعة‬
‫غيظ ردها مؤمن بحلم‪ ،‬وجرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر الخبر )‪- 42 (5‬‬
‫ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أحمد بن عبيد‪ ،‬عن ابن علوان‪،‬‬
‫عن عمرو بن ثابت‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫علي )عليه السلم(‪:‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) 60 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .13‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪14‬‬
‫ومثله في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 111‬سندا ومتنا‪ (4) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪) .24‬‬
‫‪ (5‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.26‬‬

‫]‪[417‬‬

‫ثلثة ل ينتصفون من ثلثة‪ :‬شريف من وضيع‪ ،‬وحليم من سفيه‪ ،‬وبر من فاجر )‬


‫‪ (1‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن المحاربي‪ ،‬عن الصادق )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( مثله )‪ - 43 .(2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ثلث من كن فيه زوجه ال من الحور‬
‫العين كيف شاء‪ :‬كظم الغيظ‪ ،‬والصبر على السيوف ل عزوجل ورجل‬
‫أشرف على مال حرام فتركه ل عزوجل )‪ .(2‬سن‪ :‬عن أبيه رفعه عنه‬
‫)عليه السلم(‪ :‬مثله )‪ - 44 .(4‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪،‬‬
‫عن محمد بن حسان‪ ،‬عن إبراهيم ابن عاصم بن حميد‪ ،‬عن صالح بن‬
‫ميثم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ثلث من كن فيه استكمل خصال‬
‫اليمان‪ :‬من صبر على الظلم‪ ،‬وكظم غيظه واحتسب‪ ،‬وعفا وغفر‪ ،‬كان‬
‫ممن يدخله ال عزوجل الجنة بغير حساب‪ ،‬ويشفعه في مثل ربيعة ومضر‬
‫)‪ - 45 .(5‬فس‪ " :‬وإذا ما غضبوا هم يغفرون " )‪ (6‬قال أبو جعفر‬
‫صلوات ال عليه‪ :‬من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا ال قلبه أمنا‬
‫وإيمانا يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬ومن ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب‪،‬‬
‫حرم ال جسده على النار )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .43‬المحاسن‪ (3) .6 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(4) .43‬‬
‫المحاسن الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .51‬الشورى‪ (7) .37 :‬تفسير القمي‪:‬‬
‫‪.604‬‬

‫]‪[418‬‬
‫‪ - 46‬ل‪ :‬سليمان بن أحمد اللخمي‪ ،‬عن عبد الوهاب بن خراجة‪ ،‬عن أبي كريب‪،‬‬
‫عن علي بن جعفر العبسى‪ ،‬عن الحسن بن الحسين العلوي‪ ،‬عن أبيه‬
‫الحسين ابن زيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم(‪ ،‬عن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬ثلث من لم تكن فيه فليس مني ولمن‬
‫ال عزوجل‪ ،‬قيل‪ :‬يارسول ال وماهن ؟ قال‪ :‬حلم يرد به جهل الجاهل‪،‬‬
‫وحسن خلق يعيش به في الناس‪ ،‬وورع يحجزه عن معاصي ال عزوجل )‬
‫‪ - 47 .(1‬ن )‪ (2‬ل‪ :‬تميم القرشي‪ ،‬عن أحمد بن علي النصاري‪ ،‬عن أبيه‬
‫عن الهروي قال‪ ،:‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪ :‬أوحى ال عزوجل‬
‫إلى نبي من أنبيائه إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله‪ ،‬والثاني فاكتمه‪،‬‬
‫والثالث فاقبله‪ ،‬والرابع فل تؤيسه‪ ،‬والخامس فاهرب منه قال‪ :‬فلما أصبح‬
‫مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال‪ :‬أمرني ربي عزوجل أن آكل‬
‫هذا وبقي متحيرا ثم رجع إلى نفسه فقال‪ :‬إن ربي جل جلله ل يأمرني إل‬
‫بما اطيق فمشى إليه ليأكله‪ ،‬فلما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة‬
‫فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله‪ .‬ثم مضى فوجد طشتا من ذهب فقال‪ :‬أمرني‬
‫ربي عزوجل أن أكتم هذا فحفر له وجعله فيه وألقى عليه التراب‪ ،‬ثم مضى‬
‫فالتفت فإذا الطشت قد ظهر‪ ،‬فقال‪ :‬قد فعلت ما أمرني ربي عزوجل‪ .‬فمضى‬
‫فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال‪ :‬أمرني ربي عزوجل أن‬
‫أقبل هذا ففتح كمه فدخل الطير فيه‪ ،‬فقال له البازي‪ :‬أخذت مني صيدي‬
‫وأنا خلفه منذ أيام فقال‪ :‬أمرني ربي عزوجل أن ل اويس هذا‪ ،‬فقطع من‬
‫فخذه قطعة فألقاها إليه ثم مضى‪ ،‬فلما مضى فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود‬
‫)‪ (3‬فقال‪ :‬أمرني ربي عزوجل أن أهرب من هذا فهرب منه‪ .‬فرجع فرأى‬
‫في المنام كأنه قد قيل له‪ :‬إنك قد فعلت ما امرت به فهل تدري‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .71‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .275‬أي جعل فيه‬
‫الدود‬

‫]‪[419‬‬

‫ماذا كان ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قيل له‪ :‬أما الجبل فهو الغضب إن العبد إذا غضب لم يرنفسه‬
‫وجهل قدره من عظم الغضب فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه‬
‫كانت عاقبته وكاللقمة الطيبة التي أكلتها‪ ،‬وأما الطشت فهو العمل الصالح‬
‫إذا كتمه العبد وأخفاه أبى ال عزوجل إل أن يظهره ليزينه به معما يدخر‬
‫له من ثواب الخرة‪ ،‬وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله‬
‫واقبل نصيحته‪ ،‬وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلتؤيسه‪،‬‬
‫وأما اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها )‪ - 48 .(1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫صباح الحذاء‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا كان يوم القيامة نادى مناد يسمع‬
‫آخر هم كما يسمع أولهم فيقول‪ :‬أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من الناس‬
‫فتستقبلهم الملئكة‪ ،‬فيقولون‪ :‬ما فضلكم هذا الذي ترديتم به ؟ فيقولون‪:‬‬
‫كنا يجهل علينا في الدنيا فنتحمل‪ ،‬ويساء إلينا فنعفو‪ ،‬قال‪ :‬فينادي مناد من‬
‫عند ال تعالى صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب الخبر‬
‫)‪ - 49 .(2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين بن اسامة‪ ،‬عن عبيدال بن‬
‫محمد الواسطي عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬إن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم ال الخبر )‪ - 50 .(3‬ما‪:‬‬
‫في وصية أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى الحسن‪ :‬يا بني العقل خليل‬
‫المرء والحلم وزيره‪ ،‬والرفق والده‪ ،‬والصبر من خير جنوده )‪- 51 .(4‬‬
‫ما‪ :‬عن أبي قلبة قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من كظم‬
‫غيظا مل ال‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .128‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .101‬أمالى الطوسى‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (4) 14‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪145‬‬

‫]‪[420‬‬

‫جوفه إيمانا‪ ،‬ومن عفى عن مظلمة أبدله ال بها عزا في الدنيا والخرة )‪- 52 .(1‬‬
‫لى‪ :‬سئل أمير المؤمنين )عليه السلم( أي الخلق أقوى ؟ قال‪ :‬الحليم‪،‬‬
‫وسئل من أحلم الناس قال‪ :‬الذي ل يغضب )‪ - 53 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫المفضل‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي‪ ،‬عن محمد بن علي بن‬
‫الحسين بن زيد‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات ال‬
‫عليهم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬عليكم بمكارم الخلق‪،‬‬
‫فان ال عزوجل بعثني بها‪ ،‬وإن من مكارم الخلق أن يعفو الرجل عمن‬
‫ظلمه‪ ،‬ويعطي من حرمه‪ ،‬ويصل من قطعه‪ ،‬وأن يعود من ل يعوده )‪.(3‬‬
‫‪ - 54‬ن )‪ :(4‬ابن المتوكل وابن عصام والمكتب والوراق والدقاق جميعا‬
‫عن الكليني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم العلوي‪ ،‬عن موسى بن محمد المحاربي‪،‬‬
‫عن رجل ذكر اسمه‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( أن المأمون قال‬
‫له‪ :‬هل رويت من الشعر شيئا ؟ فقال‪ :‬قد رويت منه الكثير‪ ،‬فقال‪ :‬أنشدني‬
‫أحسن ما رويته في الحلم فقال )عليه السلم(‪ :‬إذا كان دوني من بليت‬
‫بجهله * أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل وإن كان مثلي في محلي من النهى‬
‫* أخذت بحلمي كي اجل عن المثل وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى‬
‫* عرفت له حق التقدم والفضل قال له المأمون‪ :‬ما أحسن هذا ؟ هذا من‬
‫قاله ؟ فقال‪ :‬بعض فتياننا )‪ - 55 (5‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي عمير‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .185‬أمالى الصدوق‪ (3) .237 :‬أمالى الطوسى‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .92‬في نسخة الكمبانى زاد قبله رمز معاني الخبار‪ ،‬وهو‬
‫كذلك في نسخة الصل لكنه مضروب عليه‪ ،‬والحديث ل يوجد في معاني‬
‫الخبار‪ (5) .‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪174‬‬

‫]‪[421‬‬

‫عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أولى الناس بالعفو أقدرهم على التوبة‪،‬‬
‫وأحزم الناس أكظمهم للغيظ )‪ - 56 (1‬مع )‪ (2‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن أحمد‬
‫الهمداني‪ ،‬عن علي بن الحسن ابن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الرضا )عليه‬
‫السلم( في قول ال عزوجل " فاصفح الصفح الجميل " )‪ (3‬قال‪ :‬العفو‬
‫من غير عتاب )‪ .(4‬ن‪ :‬القطان والنقاش والطالقاني جميعا‪ ،‬عن أحمد‬
‫الهمداني‪ ،‬مثله )‪ .(5‬لى‪ :‬حمزة العلوي‪ ،‬عن عبد الرحمان بن محمد بن‬
‫القاسم الحسني‪ ،‬عن محمد بن الحسين الوادعي‪ ،‬عن أحمد بن صبيح‪ ،‬عن‬
‫ابن علوان‪ ،‬عن عمرو بن ثابت‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين )عليهم السلم( مثله )‪ - 57 .(6‬لى‪ :‬علي بن أحمد‪ ،‬عن السدي‪،‬‬
‫عن سهل‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني عن أبي الحسن الثالث )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كان فيما ناجى ال موسى بن عمران )عليه السلم( أن قال‪ :‬إلهي ما‬
‫جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك ؟ قال‪ :‬اعينه على أهوال يوم‬
‫القيامة )‪ - 58 .(7‬الربعمائة‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬صافح‬
‫عدوك وإن كره فانه مما أمر ال عزوجل به عباده‪ ،‬يقول‪ " :‬ادفع بالتي‬
‫هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إل‬
‫الذين صبروا وما يلقاها إل ذوحظ‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) 196 :‬معاني الخبار ص ‪ (3) 273‬الحجر‪ (4) .85 :‬أمالى‬
‫الصدوق ص ‪ (5) .45‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .294‬أمالى الصدوق‬
‫ص ‪ (7) .202‬أمالى الصدوق ص ‪.125‬‬

‫]‪[422‬‬

‫عظيم " )‪ (1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬ما تكافئ عدوك بشئ أشد عليه من أن تطيع ال‬
‫فيه وحسبك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي ال عزوجل )‪ - 59 .(2‬سن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من لم يكن فيه‬
‫ثلث لم يقم له عمل‪ :‬ورع يحجزه عن معاصي ال‪ ،‬وخلق يداري به‬
‫الناس‪ ،‬وحلم يرد به جهل الجاهل )‪ - 60 .(3‬سن‪ :‬الوشاء‪ ،‬عن مثنى‬
‫الحناط‪ ،‬عن الثمالي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬مامن قطرة أحب‬
‫إلى ال من جرعة غيظ يتجرعها عبد يرددها في قلبه إما بصبر وإما بحلم‬
‫)‪ - 61 .(4‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬الحلم سراج ال يستضئ به‬
‫صاحبه إلى جواره‪ ،‬وليكون حليما إل المؤيد بأنوار ال‪ ،‬وبأنوار المعرفة‬
‫والتوحيد‪ ،‬و الحلم يدور على خمسة أوجه‪ :‬أن يكون عزيزا فيذل‪ ،‬أو يكون‬
‫صادقا فيتهم‪ ،‬أو يدعو إلى الحق فيستخف به‪ ،‬أو أن يوذى بل جرم‪ ،‬أو أن‬
‫يطالب بالحق و يخالفوه فيه‪ ،‬فان آتيت كلمنها حقه فقد أصبت‪ ،‬وقابل‬
‫السفيه بالعراض عنه وترك الجواب‪ ،‬يكن الناس أنصارك‪ ،‬لن من جاوب‬
‫السفيه وكأفاه قد وضع الحطب على النار‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬مثل المؤمن مثل الرض‪ ،‬منافعهم منها وأذاهم عليها ومن ل يصبر‬
‫على جفاء الخلق ل يصل إلى رضا ال تعالى‪ ،‬لن رضى ال مشوب بجفاء‬
‫الخلق‪ .‬وحكي أن رجل قال لحنف بن قيس‪ :‬إياك ]إياك أعني قال‪ :‬وعنك‬

‫)‪ (1‬فصلت‪ (2) .34 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .168‬المحاسن ص ‪ (4) 6‬المحاسن‬
‫ص ‪.292‬‬

‫]‪[423‬‬

‫أعرض )‪ (1‬وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬بعثت للحلم مركزا وللعلم معدنا‬
‫وللصبر مسكنا )‪ - 62 .(2‬مص‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬العفو عند‬
‫القدرة من سنن المرسلين والمتقين وتفسير العفو أن ل تلزم صاحبك فيما‬
‫أجرم ظاهرا وتنسى من الصل ما اصبت منه باطنا‪ ،‬وتزيد على الختيارات‬
‫إحسانا ولن يجد إلى ذلك سبيل إل من قد عفى ال عنه‪ ،‬وغفر له ما تقدم‬
‫من ذنبه وما تأخر‪ ،‬وزينه بكرامته‪ ،‬وألبسه من نور بهائه‪ ،‬لن العفو‬
‫والغفران صفتان من صفات ال عزوجل أو دعهما في أسرار أصفيائه‪،‬‬
‫ليتخلقوا ]مع الخلق[ بأخلق خالقهم‪ ،‬وجعلهم كذلك قال ال عزوجل "‬
‫وليعفوا وليصفحوا أل تحبون أن يغفر ال لكم وال غفور رحيم " )‪(3‬‬
‫ومن ل يعفو عن بشر مثله كيف يرجو عفو ملك جبار‪ .‬قال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( حاكيا عن ربه يأمره بهذه الخصال قال‪ :‬صل من قطعك واعف‬
‫عمن ظلمك‪ ،‬وأعط من حرمك‪ ،‬وأحسن إلى من أساء إليك‪ ،‬وقد أمرنا‬
‫بمتابعته يقول ال عزوجل " وما آتاكم الرسول فخذوه ومانها كم عنه‬
‫فانتهوا " )‪ (4‬والعفو سر ال في القلوب قلوب خواصه ممن يسر له سره‪،‬‬
‫وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬أيعجز أحدكم أن يكون كأبي‬
‫ضمضم‪ ،‬قالوا‪ :‬يارسول ال وما أبو ضمضم ؟ قال‪ :‬رجل كان ممن قبلكم‬
‫كان إذا أصبح يقول‪ :‬اللهم إني أتصدق بعرضي على الناس عامة )‪63 (5‬‬
‫‪ -‬شى‪ :‬أبو خالد الكابلي قال‪ :‬قال علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬لوددت‬
‫أنه اذن لي فكلمت الناس ثلثا ثم صنع ال بي ما أحب‪ ،‬قال بيده على‬
‫صدره‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع‪ :‬اياك اعني قال‪ :‬وعنك أحلم‪ (2) .‬مصباح الشريعة‪) 37 :‬‬
‫‪ (3‬النور‪ (4) .23 :‬الحشر‪ (5) 8 :‬مصباح الشريعة‪.39 :‬‬

‫]‪[424‬‬

‫قال‪ :‬ولكنها عزمة من ال أن نصبر‪ ،‬ثم تل هذه الية " ولتسمعن من الذين اوتوا‬
‫الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فان‬
‫ذلك من عزم المور " )‪ (1‬وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره )‪64 .(2‬‬
‫‪ -‬جا‪ :‬محمد بن المظفر البزاز‪ ،‬عن عبد الملك بن علي الدهان‪ ،‬عن علي‬
‫بن الحسن‪ ،‬عن الحسن بن بشر‪ ،‬عن أسد بن سعيد‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬سمع‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( رجل يشتم قنبرا وقدرام قنبر أن يرد عليه‪،‬‬
‫فناداه أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬مهل يا قنبر ! دع شاتمك مهانا‬
‫ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك‪ ،‬فوالذي فلق الجنة وبرأ‬
‫النسمة‪ ،‬ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم‪ ،‬ول أسخط الشيطان بمثل‬
‫الصمت‪ ،‬ولعوقب الحمق بمثل السكوت عنه )‪ - 65 .(3‬جا‪ :‬أحمد بن‬
‫الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬ما التقت فئتان قط إل نصر ال‬
‫أعظمهما عفوا )‪ - 66 .(4‬جا‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان بالمدينة رجل بطال يضحك أهل المدينة من كلمه‪ ،‬فقال‬
‫يوما لهم‪ :‬قد أعياني هذا الرجل‪ ،‬يعني علي بن الحسين )عليهما السلم(‬
‫فما يضحكه مني شئ‪ ،‬ولبد من أن أحتال في أن اضحكه‪ .‬قال‪ :‬فمر علي‬
‫بن الحسين )عليهما السلم( ذات يوم ومعه موليان له‪ ،‬فجاء ذلك البطال‬
‫حتى انتزع رداءه من ظهره واتبعه الموليان فاستر جعا الرداء منه وألقياه‬
‫عليه‪ ،‬وهو مختب )‪ (5‬ل يرفع طرفه من الرض‪ ،‬ثم قال لمولييه‪ :‬ماهذا ؟‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) 185 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .211‬مجالس المفيد‪.77 :‬‬
‫)‪ (4‬مجالس المفيد‪ (5) .130 :‬الختباء ‪ -‬الستتار‪ ،‬ودخول الخباء‪ :‬وهو‬
‫ما يعمل من وبر أو صوف وقد يكون =‬
‫]‪[425‬‬

‫فقالله‪ :‬رجل بطال يضحك أهل المدينة ويستطعم منهم بذلك‪ ،‬قال‪ :‬فقول له‪ :‬يا‬
‫ويحك إن ل يوما يخسر فيه البطالون )‪ - 67 .(1‬كشف‪ :‬قال عبد العزيز‬
‫الجنابذي‪ :‬روي أن موسى بن جعفر )عليهما السلم( أحضر ولده يوما‬
‫فقال لهم‪ :‬يا بني إني موصيكم بوصية فمن حفظها لم يضع معها إن أتاكم‬
‫آت فأسمعكم في الذن اليمنى مكروها ثم تحول إلى الذن اليسرى فاعتذر‬
‫وقال‪ :‬لم أقل شيئا‪ .‬فاقبلوا عذره )‪ - 68 .(2‬جع‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه ال يوم القيامة‬
‫على رؤس الخلئق حتى يخير من أي الحورشاء‪ .‬وقال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن أول عوض الحليم من خصلته أن الناس أعوانه على الجاهل‪.‬‬
‫وفي الحديث إذا كان يوم القيامة نادى مناد‪ :‬من كان أجره على ال فليدخل‬
‫الجنة‪ ،‬فيقال‪ :‬من هم ؟ فيقال‪ :‬العافون عن الناس يدخلون الجنة بل‬
‫حساب‪ .‬عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬من كظم غيظا وهو يقدر‬
‫على إنفاذه مله ال أمنا وإيمانا‪ ،‬ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر‬
‫عليه تواضعا كساه ال حلة الكرامة )‪ - 69 .(3‬تفسير النعماني‪ :‬بالسناد‬
‫المذكور في كتاب القرآن عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬وأما‬
‫الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار فان ال تبارك وتعالى رخص أن يعاقب‬
‫العبد على ظلمه‪ ،‬فقال ال تعالى‪ " :‬جزاء سيئة سيئة مثلها فمن‬

‫= من شعر ويكون على عمودين أو ثلثة وما فوق ذلك فهو بيت‪ .‬وفى المصدر‬
‫المطبوع " وهو محتب " من الحتباء وهو نوع جلوس‪ (1) .‬مجالس‬
‫المفيد‪ (2) .136 ،‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (3) 12‬جامع الخبار‪.137 :‬‬

‫]‪[426‬‬

‫عفى وأصلح فأجره على ال " )‪ (1‬وهذا هو فيه بالخيار إن شاء عفى‪ ،‬وإن شاء‬
‫عاقب‪ - 70 .‬ختص‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪ :‬من صبر على ما ورد عليه‬
‫فهو الحليم وقال لقمان‪ :‬عدو حليم خير من صديق سفيه‪ ،‬وقال لقمان‪:‬‬
‫ثلثة ل يعرفون إل في ثلثة مواضع‪ :‬ليعرف الحليم إل عند الغضب‪ ،‬ول‬
‫يعرف الشجاع إل في الحرب ولتعرف أخاك إل عند حاجتك إليه )‪- 71 .(2‬‬
‫ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن الحسين بن عبد ال قال‪ :‬قال جعفر )عليه السلم(‪ :‬من‬
‫كف عن أعراض الناس أقال ال عثرته يوم القيامة‪ ،‬ومن كف غضبه عن‬
‫الناس كف ال عنه عذاب يوم القيامة‪ - 72 .‬ما‪ :‬الحسين بن عبيدال‪ ،‬عن‬
‫التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن علي بن معمر عن حمران بن المعافا‪ ،‬عن حمويه‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن أحمد بن عيسى قال‪ :‬قال جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪:‬‬
‫إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فابادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها‬
‫صاحبها‪ ،‬أل وإن مكارم الدنيا والخرة في ثلثة أحرف من كتاب ال " خذ‬
‫العفو‪ ،‬وأمر بالعرف‪ ،‬وأعرض عن الجاهلين " )‪ (3‬وتفسيره أن تصل من‬
‫قطعك‪ ،‬وتعفو عمن ظلمك‪ ،‬وتعطي من حرمك )‪ - 73 .(4‬ما‪ :‬أحمد بن‬
‫عبدون‪ ،‬عن علي بن محمد بن الزبير‪ ،‬عن علي بن فضال‪ ،‬عن العباس بن‬
‫عامر‪ ،‬عن أحمد بن رزق الغمشاني‪ ،‬عن أبي اسامة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كان علي بن الحسين )عليهما السلم( يقول‪ :‬ما‬
‫تجرعت جرعة غيظ قط أحب إلى من جرعة غيظ أعقبها صبرا‪ ،‬وما أحب‬
‫أن لي بذلك حمر النعم )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .40 :‬الختصاص‪ (3) .246 :‬العراف‪ (4) .199 :‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .258‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.285‬‬

‫]‪[427‬‬

‫‪ - 74‬الدرة الباهرة‪ :‬قال الرضا )عليه السلم( في تفسير قوله تعالى‪ " :‬فاصفح‬
‫الصفح الجميل " )‪ (1‬عفو بغير عتاب‪ - 75 .‬دعوات الراوندي‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أشرف خصال الكرم غفلتك عما تعلم‪ - 76 .‬نهج‪:‬‬
‫أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة )‪ .(2‬وقال )عليه السلم(‪:‬‬
‫الحتمال قبر العيوب وقال السيد‪ :‬وروي أنه قال في العبارة عن هذا المعنى‬
‫أيضا‪ :‬المسالمة خبء العيوب )‪ .(3‬وقال )عليه السلم(‪ :‬إذا قدرت على‬
‫عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه )‪ .(4‬وقال )عليه السلم(‪:‬‬
‫عاتب أخاك بالحسان إليه‪ ،‬واردد شره بالنعام عليه )‪ .(5‬وكان )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬متى أشفي غيظي إذا غضبت أحين أعجز عن النتقام فيقال‬
‫لي‪ :‬لو صبرت ؟ أم حين أقدر عليه فيقال لي‪ :‬لو غفرت )‪ .(6‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل )‪.(7‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬إن لم تكن حليما فتحلم‪ ،‬فانه قل من تشبه بقوم إل‬
‫أوشك أن يكون منهم )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬الحجر‪ (2) .85 :‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .155‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪.144‬‬
‫)‪ (4‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .145‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪(6) .184‬‬
‫نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (8 - 7) .188‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪،191‬‬

‫]‪[428‬‬
‫وقال )عليه السلم(‪ :‬الحلم عشيرة )‪ .(1‬وقال )عليه السلم(‪ :‬الحلم غطاء ساتر‪،‬‬
‫والعقل حسام باتر‪ ،‬فاستر خلل خلقك بحلمك‪ ،‬وقاتل هواك بعقلك )‪ .(2‬وقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬الحلم والناة توأمان تنتجهما علو الهمة )‪ - 77 (3‬كنز‬
‫الكراجكى‪ :‬قال لقمان‪ :‬من ل يكظم غيظه يشمت عدوه‪ - 78 .‬كنز‬
‫الكراجكى‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الحلم سجية فاضلة‪ .‬وقال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬من حلم من عدوه ظفر به‪ .‬وقال )عليه السلم(‪ :‬شدة‬
‫الغضب تغير المنطق‪ ،‬وتقطع مادة الحجة‪ ،‬وتفرق الفهم‪ .‬وقال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬لعز أنفع من الحلم‪ ،‬ولحسب أنفع من الدب ولنسب أوضع من‬
‫الغضب‪.‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ 244‬ومغزى قوله )عليه السلم( الحلم عشيرة معنى‬
‫قوله‪ :‬أن الناس أنصار الحليم على الجاهل‪ ،‬فهو يعتز بحلمه ونصرة‬
‫الناس له‪ ،‬كما يعتز بالعشيرة‪ (2) .‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .245‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 2‬ص ‪.251‬‬

‫]‪[429‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم الحمدل ‪ -‬والصلة والسلم على رسول ال‪،‬‬
‫وعلى آله امناء ال‪ .‬وبعد‪ :‬فقد تفضل ال علينا ‪ -‬وله الفضل والمن ‪ -‬حيث‬
‫اختارنا لخدمة الدين وأهله‪ ،‬وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى وهي‬
‫الباحثة عن المعارف السلمية الدائرة بين المسلمين‪ :‬أعني بحار النوار‬
‫الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار عليهم الصلوات والسلم‪ .‬وهذا الجزء‬
‫الذي نخرجه إلى القراء الكرام هو الجزء الخامس من المجلد الخامس‬
‫عشر‪ ،‬وقد اعتمدنا في تصحيح الحاديث وتحقيقها على النسخة المصححة‬
‫المشهورة بكمباني‪ ،‬بعد تخريجها من المصادر وتعيين موضع النص من‬
‫المصدر وقابلناها معذلك على النسخة الوحيدة من نسخة الصل لخزانة‬
‫كتب الحبر الفاضل حجة السلم الحاج الشيخ حسن المصطفوي دام‬
‫إفضاله‪ ،‬وقد قدمنا في مقدمة الجزء السابق ‪ - 70 -‬شطرا مما يتعلق‬
‫بمعرفة هذه النسخة‪ ،‬ويرى القارئ صورا فتوغرافية منها فيما يلي ثم إنه‬
‫قد وجدنا في خزانة مكتبة ملك بطهران نسخة اخرى من مسودات هذا‬
‫المجلد أعني الجزء الثاني أبواب مكارم الخلق‪ ،‬لكن النسخة ناقصة في‬
‫مواضع مختلفة‪ :‬منها في أواسط الباب الول ‪ -‬باب جوامع المكارم ‪ -‬إلى‬
‫باب العزلة عن شرار الخلق والنس بال وهو الباب ‪ ،12‬فقد سقط من‬
‫ههنا أحد عشر بابا وغير ذلك من النواقص والسقطات‪ .‬ولكن مسودات‬
‫هذه النسخة أشبه بنسخة الصل فعناوين البواب الموجودة‬
‫]‪[430‬‬

‫فيها بخط يد المؤلف قدس سره كما في سائر نسخ الصل‪ ،‬وهكذا شطر كثير من‬
‫الحاديث‪ ،‬مع ما فيها من الترقين على بعض السطور‪ .‬ويعجبني توارد‬
‫هاتين النسختين فما يوجد في هذه النسخة )نسخة ملك( محضا أو ملفقا‬
‫بخط المؤلف العلمة‪ ،‬ففي نسخة المصطفوي بخط كاتبه‪ ،‬وبالعكس‪:‬‬
‫فاليات الكريمة التي نقلها المؤلف العلمة في صدر باب جوامع المكارم‬
‫وهكذا باب اليقين والصبر على الشدائد‪ ،‬وباب الخلص ومعنى قربه تعالى‬
‫وباب الطاعة والتقوى والورع‪ ...‬في نسخة ملك كلها مكتوبة بخطه قدس‬
‫سره وتفسيرها بخط كاتبه وأما في نسخة المصطفوي فبالعكس‪ :‬اليات‬
‫بخط كاتبه وتفسيرها بخط يده رضوان ال عليه وللظن في اقتسام هاتين‬
‫النسختين لمسودات الصل مذاهب‪ .‬ومما يجب أن نتذكر ههنا أن الباب ‪69‬‬
‫)باب أن ال ل يعاقب أحدا بفعل غيره( كان ساقطا في نسخة أمين الضرب‬
‫أعني طبعة الكمباني‪ ،‬ولعلهم أسقطوا الباب لجل نقصانه‪ ،‬وعدم تخريج‬
‫حديث فيه‪ ،‬لكنا أدرجنا الباب بعنوانه مع ماوليه من اليات تبعا لنسختي‬
‫الصل وطبقا لما سطر في فهرس البواب من طبعة الكمباني والنسختين‬
‫المخطوطتين‪ .‬ولما كان في أعلى الصفحة من هذا الباب مكتوبا " لبد أن‬
‫يكتب أخبار هذا الباب إنشاء ال " أدرجنا شطرا من الحاديث المناسبة‬
‫لعنوان ذاك الباب مستخرجة من سائر أجزاء البحار )كتاب العدل ‪ -‬باب‬
‫القضاء والقدر وغيره( في ذيل الباب فليراجع ص ‪ .241 - 237‬محمد‬
‫الباقر البهبودى ذي حجة الحرام ‪1386 -‬‬

‫]‪[431‬‬

‫صورة اخرى منها وفيها خط يده ‪ -‬قده ‪ -‬ينطبق على الصفحة ‪ 114 - 111‬من هذا‬
‫الجزء‬

‫]‪[432‬‬

‫صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة ينطبق على الصفحة ‪382‬‬
‫و ‪ 383‬من هذا الجزء‬

‫]‪[433‬‬

‫بسمه تعالى ولما كان في أعلى الصفحة من هذا الباب مكتوبا " لبد أن يكتب أخبار‬
‫هذا الباب إنشاء ال " أدرجنا شطرا من الحاديث المناسبة لعنوان ذاك‬
‫الباب مستخرجة من سائر أجزاء البحار )كتاب العدل ‪ -‬باب القضاء والقدر‬
‫وغيره( في ذيل الباب فليراجع ص ‪ .241 - 237‬محمد الباقر البهبودى‬
‫ذي حجة الحرام ‪1386 -‬‬

‫]‪[431‬‬

‫صورة اخرى منها وفيها خط يده ‪ -‬قده ‪ -‬ينطبق على الصفحة ‪ 114 - 111‬من هذا‬
‫الجزء‬

‫]‪[432‬‬

‫صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة ينطبق على الصفحة ‪382‬‬
‫و ‪ 383‬من هذا الجزء‬

‫]‪[433‬‬

‫بسمه تعالى الى هنا انتهى الجزء الخامس من المجلد الخامس عشر‪ ،‬وهو الجزء‬
‫الثامن والستون حسب تجزئتنا يحتوي على اربعة وثلثين بابا من ابواب‬
‫مكارم الخلق‪ .‬ولقد بذلنا الجهد في تصحيحه ومقابلته فخرج بعون ال‬
‫ومشيئته نفيا من الغلط ال نزرا يسيرا زاغ عنه البصر‪ ،‬وكل عنه النظر‪،‬‬
‫ومن ال العصمة والتوفيق‪ .‬السيد ابراهيم الميانجى محمد الباقر البهبودى‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like