You are on page 1of 322

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪71‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار بحار النوار الجامعة لدرر أخبار‬
‫الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر المة المولى الشيخ محمد‬
‫باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الحادي والسبعون مؤسسة‬
‫الوفاء بيروت ‪ -‬لبنان كافة الحقوق محفوظة ومسجلة الطبعة الثانية‬
‫المصححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983 -‬م مؤسسة الوفاء ‪ -‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬ص ب‪:‬‬
‫‪ - 1457‬هاتف‪386868 :‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين * والصلة والسلم على خير خلقه‬
‫* وخليفته على بريته بحقه * ثم على أهل بيته وعترته * وآله وذريته‪:‬‬
‫الذين أذهب ال عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا‪ .‬أما بعد‪ :‬فهذا هو المجلد‬
‫السادس عشر من جملة مجلدات بحار النوار تأليف المستغرق في تيار‬
‫بحار رحمة ال الملك الولي مولنا محمد باقر بن محمد تقي المجلسي )‪.(1‬‬
‫وهذا المجلد قد كان داخل أول في جملة أجزاء كتاب اليمان والكفر الذي‬
‫كان هو المجلد الخامس عشر من البحار‪ ،‬ثم جعله برأسه لكثرة مباحثه‬
‫كتابا آخر ووضعه عن كتاب اليمان والكفر‪ ،‬وجعله مجلدا عل حدة‪ ،‬ولذلك‬
‫قد صار مجلدات بحار النوار ستا و عشرين كما صرح به نفسه رضي ال‬
‫عنه في أول كتاب اليمان والكفر المذكور‪ .‬وبالجملة فهذا المجلد يشتمل‬
‫على كتاب العشرة بين الباء والولد‪ ،‬و ذوي الرحام‪ ،‬والخدم والمماليك‬
‫والمؤمنين وغيرهم وحقوق كل واحد منهم على صاحبه وما يناسب ذلك‬
‫من المطالب والفوائد الجليلة‪.‬‬

‫)‪ (1‬انتقل المؤلف العلمة الى تيار بحار رحمة ال قبل أن يخرج هذا المجلد الى‬
‫البياض فاعتنى بعده تلميذه المرزا عبد ال أفندى بجمع المسودات‬
‫وجعلها في جزئين وأخرجها الى البياض وهذا شروع في الجزء الول‬
‫من المجلد السادس عشر من بحار النوار فل تغفل‪.‬‬

‫]‪[2‬‬
‫)‪) * (1‬باب( * * " )جوامع الحقوق( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬علي بن أحمد بن موسى‪ ،‬عن‬
‫محمد السدي‪ ،‬عن جعفر بن مالك الفزاري‪ ،‬عن خيران بن داهر‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن علي بن سليمان الجبلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد ابن علي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن فضيل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬هذه رسالة علي بن الحسين عليه‬
‫السلم إلى بعض أصحابه‪ :‬اعلم أن ل عزوجل عليك حقوقا محيطة بك في‬
‫كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها‪ ،‬أو حال حلتها أو منزلة نزلتها أو‬
‫جارحة قلبتها أو آلة تصرفت فيها‪ .‬فأكبر حقوق ال تعالى عليك ما أوجب‬
‫عليك لنفسه من حقه الذي هو أصل الحقوق‪ ،‬ثم ما أوجب ال عزوجل‬
‫عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك‪ ،‬على اختلف جوارحك‪ ،‬فجعل عزوجل‬
‫للسانك عليك حقا‪ ،‬ولسمعك عليك حقا‪ ،‬ولبصرك عليك حقا‪ ،‬وليدك عليك‬
‫حقا‪ ،‬ولرجلك عليك حقا‪ ،‬ولبطنك عليك حقا‪ ،‬ولفرجك عليك حقا‪ ،‬فهذه‬
‫الجوارح السبع التي بها تكون الفعال‪ .‬ثم جعل عزوجل لفعالك عليك‬
‫حقوقا‪ :‬فجعل لصلتك عليك حقا‪ ،‬و لصومك عليك حقا‪ ،‬ولصدقتك عليك‬
‫حقا‪ ،‬ولهديك عليك حقا‪ ،‬ولفعالك عليك حقوقا‪ ،‬ثم يخرج الحقوق منك إلى‬
‫غيرك من ذوي الحقوق عليك فأوجبها عليك حقوق أئمتك ثم حقوق رعيتك‬
‫ثم حقوق رحمك‪ .‬فهذه حقوق يتشعب منها حقوق‪ ،‬فحقوق أئمتك ثلثة‪:‬‬
‫أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان‪ ،‬ثم حق سائسك بالعلم‪ ،‬ثم حق سائسك‬
‫بالملك‪.‬‬

‫]‪[3‬‬

‫وحقوق رعيتك ثلثة أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان‪ ،‬ثم حق رعيتك بالعلم فان‬
‫الجاهل رعية العالم‪ ،‬ثم حق رعيتك بالملك‪ ،‬من الزواج وما ملكت اليمان‪.‬‬
‫وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة وأوجبها عليك‬
‫حق امك ثم حق أبيك ثم حق ولدك ثم حق أخيك‪ ،‬ثم القرب فالقرب‬
‫والولى فالولى‪ .‬ثم حق مولك المنعم عليك ثم حق مولك الجارية نعمته‬
‫عليك‪ ،‬ثم حق ذوي المعروف لديك‪ ،‬ثم حق مؤذنك لصلتك‪ ،‬ثم حق إمامك‬
‫في صلتك ثم حق جليسك‪ ،‬ثم حق جارك‪ ،‬ثم حق صاحبك‪ ،‬ثم حق شريكك‪،‬‬
‫ثم حق مالك‪ ،‬ثم حق غريمك الذي تطالبه‪ ،‬ثم حق غريمك الذي يطالبك )‪(1‬‬
‫ثم حق خليطك ثم حق خصمك المدعي عليك ثم حق خصمك الذي تدعي‬
‫عليه‪ .‬ثم حق مستشيرك‪ ،‬ثم حق المشير عليك‪ ،‬ثم حق مستنصحك ثم حق‬
‫الناصح لك ثم حق من هو أكبر منك‪ ،‬ثم حق من هو أصغر منك‪ ،‬ثم حق‬
‫سائلك‪ ،‬ثم حق من سألته‪ ،‬ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو‬
‫فعل عن تعمد منه أو غير تعمد‪ ،‬ثم حق أهل ملتك عليك‪ ،‬ثم حق أهل ذمتك‬
‫ثم الحقوق الجارية )‪ (2‬بقدر علل الحوال‪ ،‬وتصرف السباب‪ ،‬فطوبى لمن‬
‫أعانه ال على ما أوجب عليه من حقوقه‪ ،‬ووفقه لذلك وسدده‪ .‬فأما حق‬
‫ال الكبر عليك فأن تعبده ل تشرك به شيئا‪ ،‬فإذا فعلت ذلك باخلص‪ ،‬جعل‬
‫لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والخرة‪ .‬وحق نفسك عليك أن تستعملها‬
‫بطاعة ال عزوجل فتؤدي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه‪ ،‬وإلى بصرك‬
‫حقه‪ ،‬وإلى يدك حقها‪ ،‬وإلى رجلك حقها‪ ،‬و إلى بطنك حقه‪ ،‬وإلى فرجك‬
‫حقه‪ ،‬وتستعين بال على ذلك‪ .‬وحق اللسان إكرامه عن الخنى وتعويده‬
‫الخير‪ ،‬وترك الفضول التي ل فائدة‬

‫)‪ (1‬الغريم‪ :‬الدائن‪ ،‬والغريم‪ :‬المديون‪ ،‬ضد‪ (2) .‬الحادثة خ ل‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫فيها‪ ،‬والبر بالناس وحسن القول فيهم‪ .‬وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة‬
‫وسماع ما ل يحل سماعه‪ .‬وحق البصر أن تغمضه عما ل يحل لك‪ ،‬وتعتبر‬
‫بالنظر به‪ .‬وحق يدك أن ل تبسطها إلى ما ل يحل لك‪ .‬وحق رجليك أن ل‬
‫تمشي بهما إلى ما ل يحل لك فيهما‪ ،‬تقف على الصراط فانظر أن ل تزل بك‬
‫فتتردى في النار‪ .‬وحق بطنك أن ل تجعله وعاء للحرام‪ ،‬ول تزيد على‬
‫الشبع‪ .‬وحق فرجك أن تحصنه عن الزناء‪ ،‬وتحفظه من أن ينظر إليه‪.‬‬
‫وحق الصلة أن تعلم أنها وفادة إلى ال عزوجل وأنك فيها قائم بين يدي‬
‫ال عزوجل فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير‪ ،‬الراغب الراهب‪،‬‬
‫الراجي الخائف المستكين المتضرع‪ ،‬المعظم لمن كان بين يديه بالسكون‬
‫والوقار‪ ،‬وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها‪ .‬وحق الحج أن‬
‫تعلم أنه وفادة إلى ربك‪ ،‬وفرار إليه من ذنوبك‪ ،‬وبه قبول توبتك‪ ،‬وقضاء‬
‫الفرض الذي أوجبه ال عليك‪ .‬وحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه ال‬
‫على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك‪ ،‬ليسترك به من النار‪ ،‬فان‬
‫تركت الصوم خرقت ستر ال عليك‪ .‬وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند‬
‫ربك عزوجل ووديعتك التي ل تحتاج إلى الشهاد عليها‪ ،‬وكنت بما‬
‫تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علنية وتعلم أنها تدفع البليا‬
‫والسقام عنك في الدنيا‪ ،‬وتدفع عنك النار في الخرة‪ .‬وحق الهدي أن تريد‬
‫به ال عزوجل ول تريد به خلقه ول تريد به إل التعرض لرحمة ال ونجاة‬
‫روحك يوم تلقاه‪ .‬وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك‬
‫بما جعل ال عزوجل له عليك من السلطان‪ ،‬وأن عليك أن ل تتعرض‬
‫لسخطه‪ ،‬فتلقي بيديك إلى‬

‫]‪[5‬‬

‫التهلكة‪ ،‬وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء‪ .‬وحق سائسك بالعلم التعظيم له‪،‬‬
‫والتوقير لمجلسه‪ ،‬وحسن الستماع إليه‪ ،‬و القبال عليه‪ ،‬وأن ل ترفع‬
‫عليه صوتك‪ ،‬ول تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب‪،‬‬
‫ول تحدث في مجلسه أحدا ول تغتاب عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر‬
‫عندك بسوء وأن تستر عيوبه )‪ (1‬وتظهر مناقبه ول تجالس له عدوا ول‬
‫تعادي له وليا فإذا فعلت ذلك شهد لك ملئكة ال بأنك قصدته‪ ،‬وتعلمت‬
‫علمه ل جل اسمه ل للناس‪ .‬فأما حق سائسك بالملك فأن تطيعه ول‬
‫تعصيه إل فيما يسخط ال عزوجل فانه لطاعة لمخلوق في معصية‬
‫الخالق‪ .‬وأما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم‬
‫وقوتك فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم‪ ،‬وتغفر لهم جهلهم‪،‬‬
‫ول تعاجلهم بالعقوبة‪ ،‬وتشكر ال عزوجل على ما آتاك من القوة عليهم‪.‬‬
‫وأما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن ال عزوجل إنما جعلك قيما لهم فيما‬
‫آتاك من العلم وفتح لك من خزائنه )‪ (2‬فان أحسنت في تعليم الناس‪ ،‬ولم‬
‫تخرق بهم‪ ،‬ولم تضجر عليهم‪ ،‬زادك ال من فضله‪ ،‬وإن أنت منعت الناس‬
‫علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على ال عزوجل أن‬
‫يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك‪ .‬وأما حق الزوجة فأن تعلم‬
‫أن ال عزوجل جعلها لك سكنا وانسا فتعلم أن ذلك نعمة من ال عليك‬
‫فتكرمها وترفق بها‪ ،‬وإن كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها‬
‫لنها أسيرك وتطعمها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها‪ .‬وأما حق مملوكك‬
‫فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وامك ولحمك و دمك تملكه‪ ،‬ل أنت )‪(3‬‬
‫صنعته من دون ال ول خلقت شيئا من جوارحه‪ ،‬ول أخرجت‬

‫)‪ (1‬عورته خ ل‪ (2) .‬خزانة الحكمة خ ل‪ (3) .‬في المطبوعة‪ :‬لم تملكه لنك‪.‬‬

‫]‪[6‬‬

‫له رزقا ولكن ال عزوجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه‪،‬‬
‫ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إيه كما أحسن ال إليك‪ ،‬وإن‬
‫كرهته استبدلت به‪ ،‬ولم تعذب خلق ال عزوجل ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق‬
‫امك فأن تعلم أنها حملتك حيث ل يحتمل أحد أحدا‪ ،‬وأعطتك من ثمرة قلبها‬
‫ما ل يعطي أحد أحدا‪ ،‬ووقتك بجميع جوارحها‪ ،‬ولم تبال أن تجوع‬
‫وتطعمك‪ ،‬وتعطش ؟ وتسقيك‪ ،‬وتعرى وتكسوك‪ ،‬وتضحى وتظلك‪ ،‬وتهجر‬
‫النوم لجلك‪ ،‬ووقتك الحر والبرد‪ ،‬لتكون لها‪ ،‬فانك ل تطيق شكرها إل‬
‫بعون ال و توفيقه‪ .‬وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك‪ ،‬وأنه لوله لم تكن‬
‫فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه‬
‫فاحمد ال واشكره على قدر ذلك ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق ولدك فأن تعلم‬
‫أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره و شره‪ ،‬وأنك مسؤول عما‬
‫وليته به من حسن الدب والدللة على ربه عزوجل والمعونة له على‬
‫طاعته‪ ،‬فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الحسان إليه معاقب‬
‫على الساءة إليه‪ .‬وأما حق أخيك فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك‪ ،‬فل‬
‫تتخذه سلحا على معصية ال ول عدة للظلم لخلق ال‪ ،‬ول تدع نصرته‬
‫على عدوه‪ ،‬والنصيحة له فان أطاع ال وإل فليكن ال أكرم عليك منه ول‬
‫قوة إل بال‪ .‬وأما حق مولك المنعم عليك فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله‬
‫وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وانسها‪ ،‬فأطلقك من أسر‬
‫الملكة‪ ،‬وفك عنك قيد العبودية‪ ،‬وأخرجك من السجن‪ ،‬وملكك نفسك‪،‬‬
‫وفرغك لعبادة ربك وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وموتك‪ ،‬وأن‬
‫نصرته )‪ (1‬عليك واجبة بنفسك‪ ،‬وما احتاج إليه منك‪ ،‬ول قوة إل بال‪.‬‬

‫)‪ (1‬وأن نصرتك‪ :‬خ ل‪(*) .‬‬

‫]‪[7‬‬

‫وأما حق مولك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أن ال عزوجل جعل عتقك له وسيلة‬
‫إليه وحجابا لك من النار‪ ،‬وأن ثوابك في العاجل ميراثه‪ ،‬إذا لم يكن له رحم‬
‫مكافاة بما أنفقت من مالك‪ ،‬وفى الجل الجنة‪ .‬وأما حق ذي المعروف عليك‬
‫فأن تشكره وتذكر معروفه‪ ،‬وتكسبه المقالة )‪ (1‬الحسنة‪ ،‬وتخلص له‬
‫الدعاء فيما بينك وبين ال عزوجل فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا‬
‫وعلنية‪ ،‬ثم إن قدرت على مكافأته يوما كافأته‪ .‬وحق المؤذن أن تعلم أنه‬
‫مذكر لك ربك عزوجل‪ ،‬وداع لك إلى حظك وعونك على قضاء فرض ال‬
‫عليك‪ ،‬فاشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك‪ .‬وحق إمامك في صلتك فأن‬
‫تعلم أنه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عزوجل وتكلم عنك ولم تتكلم‬
‫عنه ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول المقام بين يدي ال عزوجل‪ ،‬فان كان‬
‫نقص كان به دونك‪ ،‬وإن كان تماما كنت شريكه‪ ،‬ولم يكن له عليك فضل‪،‬‬
‫فوقى نفسك بنفسه وصلتك بصلته فتشكر له على قدر ذلك‪ .‬وأما حق‬
‫جليسك فأن تلين له جانبك‪ ،‬وتنصفه في مجاراة اللفظ‪ ،‬ول تقوم من‬
‫مجلسك إل باذنه‪ ،‬ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنه‪ ،‬وتنسى‬
‫زلته وتحفظ خيراته‪ ،‬ول تسمعه إل خيرا‪ .‬وأما حق جارك فحفظه غائبا‬
‫وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما‪ ،‬ول تتبع له عورة‪ ،‬فان علمت‬
‫عليه سوءا سترته عليه‪ ،‬وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك‬
‫وبينه‪ ،‬ول تسلمه عند شديدة‪ ،‬وتقيل عثرته‪ ،‬وتغفر ذنبه‪ ،‬وتعاشره‬
‫معاشرة كريمة‪ ،‬ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل‬
‫والنصاف‪ ،‬وتكرمه كما يكرمك ول تدعه يسبق إلى مكرمة‪ ،‬فان سبق‬
‫كافأته‪ ،‬وتوده كما يؤدك‪ ،‬وتزجره عما يهم به من معصية‪ ،‬وكن عليه‬
‫رحمة ول تكن عليه عذابا ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الشريك فان غاب‬
‫كفيته‪ ،‬وإن حضر رعيته‪ ،‬ول تحكم دون‬

‫)‪ (1‬القالة‪ ،‬خ ل‪.‬‬

‫]‪[8‬‬

‫حكمه‪ ،‬ول تعمل برأيك دون مناظرته‪ ،‬وتحفظ عليه ماله‪ ،‬ول تخونه فيما عز أو‬
‫هان من أمره فان يد ال تبارك وتعالى على أيدي الشريكين ما لم يتخاونا‬
‫ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق مالك فأن ل تأخذه إل من حله‪ ،‬ول تنفقه إل في‬
‫وجهه‪ ،‬ول تؤثر به على نفسك من ل يحمدك‪ ،‬فاعمل فيه بطاعة ربك ول‬
‫تبخل به فتبوء بالحسرة و الندامة مع التبعة ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق‬
‫غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسرا أعطيته وإن كنت معسرا أرضيته‬
‫بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا‪ .‬وحق الخليط أن ل تغره ول‬
‫تغشه ول تخدعه وتتقي ال تبارك وتعالى في أمره‪ .‬وحق الخصم المدعي‬
‫عليك‪ ،‬فان كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك‪ ،‬ولم تظلمه‬
‫وأوفيته حقه‪ ،‬وإن كان ما يدعي به باطل رفقت به ولم تأت في أمره غير‬
‫الرفق‪ ،‬ولم تسخط ربك في أمره ول قوة إل بال‪ .‬وحق خصمك الذي تدعي‬
‫عليه إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته‪ ،‬و لم تجحد حقه وإن كنت‬
‫مبطل في دعواك اتقيت ال عزوجل وتبت إليه وتركت الدعوى‪ .‬وحق‬
‫المستشير إن علمت أن )‪ (1‬له رأيا أشرت عليه وإن لم تعلم أرشدته إلى‬
‫من يعلم‪ .‬وحق المشير عليك أن ل تتهمه فيما ل يوافقك من رأيه وإن‬
‫وافقك حمدت ال عزوجل‪ .‬وحق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة‪،‬‬
‫وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به‪ .‬وحق الناصح أن تلين له جناحك‬
‫وتصغي إليه بسمعك‪ ،‬فان أتى بالصواب حمدت ال عزوجل وإن لم يوافق‬
‫رجمته ؟ ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه‬

‫)‪ (1‬في المالى‪ :‬ان علمت له رأيا حسنا‪.‬‬

‫]‪[9‬‬

‫بذلك إل أن يكون مستحقا للتهمة‪ ،‬فل تعبأ بشئ من أمره على حال ول قوة إل بال‪.‬‬
‫وحق الكبير توقيره لسنه‪ ،‬وإجلله لتقدمه في السلم قبلك‪ ،‬وترك مقابلته‬
‫عند الخصام‪ ،‬ول تسبقه إلى طريق‪ ،‬ول تتقدمه‪ ،‬ول تستجهله وإن جهل‬
‫عليك احتملته وأكرمته لحق السلم وحرمته‪ .‬وحق الصغير رحمته في‬
‫تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له‪ .‬وحق السائل‬
‫إعطاؤه على قدر حاجته‪ .‬وحق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر‬
‫والمعرفة بفضله‪ ،‬وإن منع فاقبل عذره‪ .‬وحق من سرك ال تعالى به أن‬
‫تحمد ال عزوجل أول ثم تشكره‪ .‬وحق من ساءك أن تعفو عنه وإن علمت‬
‫أن العفو يضر انتصرت قال ال تبارك وتعالى " ولمن انتصر من بعد ظلمه‬
‫فاولئك ما عليهم من سبيل " )‪ .(1‬وحق أهل ملتك إضمار السلمة لهم‬
‫والرحمة لهم‪ ،‬والرفق بمسيئهم وتألفهم واستصلحهم‪ ،‬وشكر محسنهم‬
‫وكف الذى عنهم‪ ،‬وتحب لهم ما تحب لنفسك‪ ،‬و تكره لهم ما تكره لنفسك‪،‬‬
‫وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك‪ ،‬وشبابهم بمنزلة إخوتك‪ ،‬وعجايزهم‬
‫بمنزلة امك‪ ،‬والصغار بمنزلة أولدك‪ .‬وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل ال‬
‫عزوجل ]منهم[ ول تظلمهم ما وفوا ل عزوجل بعهده )‪ .(2‬لى‪ :‬ابن‬
‫موسى‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن البرمكي‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫بن الفضل‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلم‬
‫قال‪ :‬حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة ال عزوجل وحق اللسان إكرامه‬
‫عن الختى إلى آخر الخبر )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .40 :‬الخصال ج ‪ (3) .126 :2‬أمالى الصدوق‪ 222 :‬الرقم‪.59 :‬‬

‫]‪[10‬‬

‫‪ - 2‬ف‪ :‬رسالة علي بن الحسين عليه السلم المعروفة برسالة الحقوق‪ :‬اعلم‬
‫رحمك ال أن ل عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة حركتها‪ ،‬أو سكنة‬
‫سكنتها‪ ،‬أو منزلة نزلتها‪ ،‬أو جارحة قلبتها أو آلة تصرفت بها‪ ،‬بعضها‬
‫أكبر من بعض وأكبر حقوق ال عليك ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى من‬
‫حقه الذي هو أصل الحقوق ومنه تفرع‪ ،‬ثم ما أوجبه عليك لنفسك من‬
‫قرنك إلى قدمك على اختلف جوارحك فجعل لبصرك عليك حقا‪ ،‬ولسمعك‬
‫عليك حقا‪ ،‬وللسانك عليك حقا وليدك عليك حقا‪ ،‬ولرجلك عليك حقا‪،‬‬
‫ولبطنك عليك حقا ]ولفرجك عليك حقا‪ ،‬فهذه الجوارح السبع التي بها‬
‫تكون الفعال‪ .‬ثم جعل عزوجل لفعالك حقوقا‪ :‬فجعل لصلتك عليك حقا[‪،‬‬
‫ولصومك عليك حقا‪ ،‬ولصدقتك عليك حقا‪ ،‬ولهديك عليك حقا‪ ،‬ولفعالك‬
‫عليك حقا‪ .‬ثم تخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة‬
‫عليك‪ ،‬وأوجبها عليك حقا أئمتك ثم حقوق رعيتك‪ ،‬ثم حقوق رحمك‪ .‬فهذه‬
‫حقوق يتشعب منها حقوق فحقوق أئمتك ثلثة أوجبها عليك حق سائسك‬
‫بالسلطان‪ ،‬ثم ]حق[ سائسك بالعلم‪ ،‬ثم حق سائسك بالملك وكل سائس إمام‬
‫وحقوق رعيتك ثلثة أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان ثم حق رعيتك‬
‫بالعلم فان الجاهل رعية العالم وحق رعيتك بالملك من الزواج وما ملكت‬
‫من اليمان وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة‪.‬‬
‫فأوجبها عليك حق امك ثم حق أبيك‪ ،‬ثم حق ولدك‪ ،‬ثم حق أخيك ثم القرب‬
‫فالقرب والول فالول‪ ،‬ثم حق مولك المنعم عليك‪ ،‬ثم حق مولك الجاري‬
‫نعمته عليك‪ ،‬ثم حق ذي المعروف لديك ثم حق مؤذنك بالصلة‪ ،‬ثم حق‬
‫إمامك في صلتك‪ ،‬ثم حق جليسك‪ ،‬ثم حق جارك‪ ،‬ثم حق صاحبك ثم حق‬
‫شريكك‪ ،‬ثم حق مالك‪ ،‬ثم حق غريمك الذي تطالبه‪ ،‬ثم حق غريمك الذي‬
‫يطالبك‪ ،‬ثم حق خليطك‪ ،‬ثم حق خصمك المدعي عليك ثم حق خصمك الذي‬
‫تدعي عليه‪ ،‬ثم حق مستشيرك‪ ،‬ثم حق المشير عليك‬

‫]‪[11‬‬

‫ثم حق مستنصحك‪ ،‬ثم حق الناصح لك‪ ،‬ثم حق من هو أكبر منك‪ ،‬ثم حق من هو‬
‫أصغر منك‪ ،‬ثم حق سائلك‪ ،‬ثم حق من سألته‪ ،‬ثم حق من جرى لك على‬
‫يديه مساءة بقول أو فعل أو مسرة بذلك بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير‬
‫تعمد منه ثم حق أهل ملتك عامة‪ ،‬ثم حق أهل الذمة‪ ،‬ثم الحقوق الحادثة‬
‫بقدر علل الحوال وتصرف السباب فطوبى لمن أعانه ال على قضاء ما‬
‫أوجب عليه من حقوقه ووفقه وسدده‪ .‬فأما حق ال الكبر فأنك تعبده ل‬
‫تشرك به شيئا‪ ،‬فإذا فعلت ذلك باخلص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬ويحفظ لك ما تحب منها‪ .‬وأما حق نفسك عليك فأن‬
‫تستوفيها في طاعة ال‪ ،‬فتودي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه‪ ،‬وإلى‬
‫بصرك حقه‪ ،‬وإلى يدك حقها‪ ،‬وإلى رجلك حقها‪ ،‬وإلى بطنك حقه‪ ،‬وإلى‬
‫فرجك حقه وتستعين بال على ذلك‪ .‬وأما حق اللسان فاكرامه عن الخنى‪،‬‬
‫وتعويده الخير‪ ،‬وحمله على الدب وإجمامه إل لموضع الحاجة والمنفعة‬
‫للدين والدنيا‪ ،‬وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي ل يؤمن‬
‫ضررها مع قلة عائدتها‪ ،‬ويعد شاهد العقل‪ ،‬والدليل عليه وتزين العاقل‬
‫بعقله ]و[ حسن سيرته في لسانه ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬وأما حق‬
‫السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك إل لفوهة كريمة تحدث في‬
‫قلبك خيرا أو تكسبك خلقا كريما فإنه باب الكلم إلى القلب يودي إليه‬
‫ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق‬
‫بصرك فغضه عما ل يحل لك‪ ،‬وترك ابتذاله إل لموضع عبرة‪ ،‬تستقبل بها‬
‫بصرا أو تستفيد بها علما‪ ،‬فان البصر باب العتبار‪ .‬وأما حق رجليك فأن‬
‫ل تمشي بهما إلى ما ل يحل لك‪ ،‬ول تجعلها مطيتك في الطريق المستخفة‬
‫بأهلها فيها‪ ،‬فانها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين‪ ،‬والسبق لك ول قوة إل‬
‫بال‪ .‬وأما حق يدك فأن ل تبسطها إلى ما ل يحل لك فتنال بما تبسطها إليه‬
‫من ال العقوبة‬

‫]‪[12‬‬
‫في الجل‪ ،‬ومن الناس بلسان اللئمة في العاجل‪ ،‬ول تقبضها مما افترض ال عليها‬
‫ولكن توقرها به‪ :‬تقبضها عن كثير مما ل يحل لها‪ ،‬وتبسطها بكثير مما‬
‫ليس عليها فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل وجب لها حسن الثواب‬
‫من ال في الجل‪ .‬وأما حق بطنك فأن ل تجعله وعاء لقليل من الحرام ول‬
‫لكثير‪ ،‬وأن تقتصد له في الحلل ول تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين‬
‫وذهاب المروة‪ ،‬فان الشبع المنتهى بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة‬
‫ومقطعة عن كل بر وكرم وإن الرأي المنتهى بصاحبه إلى السكر مسخفة‬
‫ومجهلة ومذهبة للمروة‪ .‬وأما حق فرجك فحفظه مما ل يحل لك والستعانة‬
‫عليه بغض البصر فإنه من أعون العوان‪ ،‬وضبطه إذا هم بالجوع والظمأ‪،‬‬
‫وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك بال‪ ،‬والتخويف لها به‪ ،‬وبال العصمة‬
‫والتأييد ول حول ول قوة إل به‪ .‬ثم حقوق الفعال فأما حق الصلة فأن تعلم‬
‫أنها وفادة إلى ال وأنك قائم بها بين يدي ال فإذا علمت ذلك كنت خليقا أن‬
‫تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب الخائف الراجي المسكين المتضرع‪،‬‬
‫المعظم من قام بين يديه بالسكون والطراق وخشوع الطراف‪ ،‬ولين‬
‫الجناح‪ ،‬وحسن المناجاة له في نفسه و ]الطلب[ إليه في فكاك رقبتك التي‬
‫أحاطت بها خطيئتك‪ ،‬واستهلكتها ذنوبك ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الصوم‬
‫فأن تعلم أنه حجاب ضربه ال على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك‬
‫ليسترك به من النار‪ ،‬وهكذا جاء في الحديث " الصوم جنة من النار " فان‬
‫سكنت أطرافك في حجبتها رجوت أن تكون محجوبا وإن أنت تركتها‬
‫تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة‬
‫الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية ل‪ ،‬لم يؤمن أن تخرق‬
‫الحجاب‪ ،‬وتخرج منه‪ ،‬ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الصدقة فأن تعلم أنها‬
‫ذخرك عند ربك‪ ،‬ووديعتك التي ل تحتاج إلى الشهاد‪ ،‬فإذا علمت ذلك كنت‬
‫بما استودعته سرا أوثق بما استودعته علنية‪ ،‬وكنت جديرا أن تكون‬
‫أسررت إليه أمرا أعلنته‪ ،‬وكان المر بينك وبينه فيها سرا على كل‬

‫]‪[13‬‬

‫حال ولم يستظهر عليه فيما استودعته منها إشهاد السماع والبصار عليه بها‪،‬‬
‫كأنها أوثق في نفسك وكأنك ل تثق به في تأدية وديعتك إليك ثم لم تمتن‬
‫بها على أحد لنها لك‪ ،‬فإذا امتننت بها لم تأمن أن يكون بها مثل تهجين‬
‫حالك منها إلى من مننت بها عليه‪ ،‬لن في ذلك دليل على أنك لم ترد نفسك‬
‫بها‪ ،‬ولو أردت نفسك بها لم تمتن بها على أحد ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق‬
‫الهدي فأن تخلص بها الرادة إلى ربك‪ ،‬والتعرض لرحمته وقبوله ول ترد‬
‫عيون الناظرين دونه‪ ،‬فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفا ول متصنعا وكنت إنما‬
‫تقصد إلى ال‪ .‬واعلم أن ال يراد باليسير ول يراد بالعسير كما أراد بخلقه‬
‫التيسير ولم يرد بهم التعسير‪ ،‬وكذلك التذلل أولى بك من التدهقن لن‬
‫الكلفة والمؤنة في المتدهقنين فأما التذلل والتمسكن فل كلفه فيهما‪ ،‬ول‬
‫مؤنة عليهما‪ ،‬لنهما الخلقة وهما موجودان في الطبيعة‪ ،‬ول قوة إل بال‪.‬‬
‫ثم حقوق الئمة فأما حق سائسك بالسلطان فأن تعلم أنك جعلت له فتنة‬
‫وأنه مبتلى فيك بما جعله ال له عليك من السلطان‪ ،‬وأن تخلص له في‬
‫النصيحة وأن ل تماحكه وقد بسطت يده عليك‪ ،‬فتكون سبب هلك نفسك‬
‫وهلكه وتذلل وتلطف لعطائه من الرضى ما يكفه عنك ول يضر بدينك‪،‬‬
‫وتستعين عليه في ذلك بال‪ ،‬ول تعازه ول تعانده فانك إن فعلت ذلك عققته‬
‫وعققت نفسك‪ ،‬فعرضتها لمكروهه‪ ،‬وعرضته للهلكة فيك‪ ،‬وكنت خليقا أن‬
‫تكون معينا له على نفسك وشريكا له فيما أتى إليك ول قوة إل بال‪ .‬وأما‬
‫حق سائسك بالعلم فالتعظيم له‪ ،‬والتوقير لمجلسه‪ ،‬وحسن الستماع إليه‬
‫والقبال عليه‪ ،‬والمعونة له على نفسك فيما ل غنى بك عنه من العلم‪ ،‬بأن‬
‫تفرغ له عقلك‪ ،‬وتحضره فهمك‪ ،‬وتذكي له ]قلبك[ وتجلي له بصرك بترك‬
‫اللذات‪ ،‬ونقض الشهوات وأن تعلم أنك فيما ألقى‪ ،‬رسوله إلى من لقيك من‬
‫أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم‪ ،‬ول تخنه في تأدية رسالته‪،‬‬
‫والفيام بها عنه‪ ،‬إذا تقلدتها‪ ،‬ول حول‬

‫]‪[14‬‬

‫ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق سائسك بالملك فنحو من سائسك بالسلطان إل أن هذا‬
‫يملك ما ل يملكه ذاك‪ ،‬تلزمك طاعته فيما دق وجل منك إل أن تخرجك من‬
‫وجوب حق ال فان حق ال يحول بينك وبين حقه وحقوق الخلق فإذا‬
‫قضيته رجعت إلى حقه فتشاغلت به ول قوة إل بال‪ .‬ثم حقوق الرعية فأما‬
‫حقوق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم‪،‬‬
‫فانه إنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم وذلهم‪ ،‬فما أولى من كفاكه ضعفه‬
‫وذله حتى صيره لك رعية وصير حكمك عليه نافذا ل يمتنع منك بعزة ول‬
‫قوة ول يستنصر فيما تعاظمه منك إل بال‪ :‬بالرحمة والحياطة والناة وما‬
‫أولك إذا عرفت ما أعطاك ال من فضل هذه العزة والقوة التي قهرت بها‬
‫أن تكون ل شاكرا ومن شكر ال أعطاه فيما أنعم عليه ول قوة إل بال‪.‬‬
‫وأما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن ال قد جعلك لهم ]قيما[ فيما آتاك من‬
‫العلم وولك من خزانة الحكمة فان أحسنت فيما ولك ال من ذلك وقمت به‬
‫لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لموله في عبيده الصابر المحتسب الذي‬
‫إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الموال التي في يديه راشدا وكنت لذلك آمل‬
‫معتقدا وإل كنت له خائنا و لخلقه ظالما ولسلبه وغيره متعرضا‪ .‬وأما حق‬
‫رعيتك بملك النكاح فأن تعلم أن ال جعلها سكنا ومستراحا وانسا وواقية‬
‫وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد ال على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة‬
‫منه عليه‪ ،‬ووجب أن يحسن صحبة نعمة ال ويكرمها ويرفق بها‪ ،‬وإن‬
‫كان حقك عليها أغلظ وطاعتك لها ألزم فيما أحببت وكرهت ما لم تكن‬
‫معصية‪ ،‬فان لها حق الرحمة والمؤانسة‪ ،‬وموضع السكون إليها قضاء‬
‫اللذة التي ل بد من قضائها وذلك عظيم ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق رعيتك‬
‫بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك ولحمك ودمك وأنك تملكه ل أنت‬
‫صنعته دون ال ول خلقت له سمعا ول بصرا ول أجريت له رزقا‬

‫]‪[15‬‬

‫ولكن ال كفاك ذلك بمن سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه لتحفظه فيه وتسير‬
‫فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل‪ ،‬وتلبسه مما تلبس‪ ،‬ول تكلفه ما ل يطيق‪،‬‬
‫فان كرهته خرجت إلى ال منه واستبدلت به‪ ،‬ولم تعذب خلق ال ول قوة‬
‫إل بال‪ .‬وأما حق الرحم فحق امك أن تعلم أنها حملتك حيث ل يحمل أحد‬
‫أحدا وأطعمتك من ثمرة قلبها ما ل يطعم أحد أحدا‪ ،‬وأنها وقتك بسمعها‬
‫وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك‬
‫فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها وألمه وثقله وغمه‪ ،‬حتى دفعتها‬
‫عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي‬
‫وتكسوك وتعرى‪ ،‬وترويك وتظمأ‪ ،‬وتظلك وتضحى وتنعمك ببؤسها وتلذذك‬
‫بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء‪ ،‬وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء‪،‬‬
‫ونفسها لك وقاء‪ ،‬تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك‪ ،‬فتشكرها على قدر‬
‫ذلك ول تقدر عليه إل بعون ال وتوفيقه‪ .‬وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك‬
‫وأنك فرعه وأنك لوله لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن‬
‫أباك أصل النعمة عليك فيه واحمد ال واشكره على قدر ذلك ]ول قوة إل‬
‫بال[‪ .‬وأما حق ولدك فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره‬
‫وشره وأنك مسؤول عما وليته من حسن الدب والدللة على ربه والمعونة‬
‫له على طاعته فيك وفي نفسه‪ ،‬فمثاب على ذلك ومعاقب فاعمل في أمره‬
‫عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر إلى ربه فيما بينك‬
‫وبينه بحسن القيام عليه والخذ له منه ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق أخيك‬
‫فتعلم أنه يدك التي تبسطها وظهرك الذي تلتجي إليه وعزك الذي تعتمد‬
‫عليه‪ ،‬وقوتك التي تصول بها‪ ،‬فل تتخذه سلحا على معصية ال ول عدة‬
‫للظلم بخلق ال‪ ،‬ول تدع نصرته على نفسه‪ ،‬ومعونته على عدوه والحول‬
‫بينه وبين شياطينه وتأدية النصيحة إليه‪ ،‬والقبال عليه في ال فان انقاد‬
‫لربه وأحسن الجابة له‪ ،‬وإل فليكن ال آثر عندك وأكرم عليك منه‪.‬‬

‫]‪[16‬‬

‫وأما حق المنعم عليك بالولء فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله‪ ،‬وأخرجك من ذل الرق‬
‫ووحشته إلى عز الحرية وانسها وأطلقك من أسر الملكة وفك عنك حلق‬
‫العبودية وأوجدك رائحة العز وأخرجك من سجن القهر‪ ،‬ودفع عنك العسر‬
‫وبسط لك لسان النصاف‪ ،‬وأباحك الدنيا كلها فملكك نفك وحل أسرك‬
‫وفرغك لعبادة ربك واحتمل بذلك التقصير في ماله فتعلم أنه أولى الخلق بك‬
‫بعد اولي رحمك في حياتك وموتك وأحق الخلق بنصرك ومعونتك‪،‬‬
‫ومكانفتك في ذات ال فل تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك أبدا‪ .‬وأما حق‬
‫مولك الجارية عليه نعمتك فأن تعلم أن ال جعلك حامية عليه‪ ،‬وواقية‬
‫وناصرا ومعقل وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه‪ ،‬فبالحري أن يحجبك‬
‫عن النار فيكون في ذلك ثوابك منه في الجل ويحكم لك بميراثه في العاجل‬
‫إذا لم يكن له رحم مكافاة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقه بعد‬
‫إنفاق مالك‪ ،‬فان لم تخفه خيف عليك أن ل يطيب لك ميراثه ول قوة إل‬
‫بال‪ .‬وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتنشر به‬
‫القالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين ال سبحانك فانك إذا‬
‫فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلنية ثم إن أمكنك مكافأته بالفعل كافأته‬
‫وإل كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها‪ .‬وأما حق المؤذن فأن تعلم أنه‬
‫مذكرك بربك وداعيك إلى حظك وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي‬
‫افترضها ال عليك فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك وإن كنت في‬
‫بيتك متهما لذلك لم تكن ل في أمره متهما‪ ،‬وعلمت أنه نعمة من ال عليك‬
‫ل شك فيها فأحسن صحبة نعمة ال بحمد ال عليها على كل حال‪ .‬ول قوة‬
‫إل بال‪ .‬وأما حق إمامك في صلتك فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك‬
‫وبين ال والوفادة إلى ربك‪ ،‬وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع‬
‫له‪ ،‬وطلب فيك ولم تطلب فيه‪ ،‬وكفاك هم المقام بين يدي ال والمسألة له‬
‫فيك ولم تكفه ذلك فان كان في شئ من ذلك تقصير كان به دونك‪ ،‬وإن كان‬
‫آثما لم تكن شريكه فيه‪ ،‬ولم‬

‫]‪[17‬‬

‫يكن لك عليه فضل‪ ،‬فوقى نفسك بنفسه‪ ،‬ووقى صلتك بصلته‪ ،‬فتشكر له على ذلك‬
‫ول حول ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الجليس فأن تلين له كنفك‪ ،‬وتطيب له‬
‫جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ‪ ،‬ول تغرق في نزع اللحظ إذا لحظت‬
‫وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا لفظت وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام‬
‫عنه بالخيار وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ول تقوم إل بإذنه ول قوة‬
‫إل بال‪ .‬وأما حق الجار فحفظه غائبا‪ ،‬وكرامته شاهدا‪ ،‬ونصرته ومعونته‬
‫في الحالين جميعا ل تتبع له عورة‪ ،‬ول تبحث له عن سوءة لتعرفها‪ ،‬فإن‬
‫عرفتها منه من غير إرادة منك ول تكلف‪ ،‬كنت لما علمت حصنا حصينا‬
‫وسترا ستيرا لو بحثت السنة عنه ضميرا لم تتصل إليه لنطوائه عليه‪ ،‬ل‬
‫تستمع عليه من حيث ل يعلم‪ .‬ل تسلمه عند شديدة‪ ،‬ول تحسده عند نعمة‪،‬‬
‫تقيله عثرته‪ ،‬وتغفر زلته‪ ،‬ول تذخر حلمك عنه إذا جهل عليك‪ ،‬ول تخرج‬
‫أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة‪ ،‬وتبطل فيه كيد حامل النصيحة‬
‫وتعاشره معاشرة كريمة‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الصاحب فأن‬
‫تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيل وإل فل أقل من النصاف وأن تكرمه‬
‫كما يكرمك وتحفظه كما يحفظك‪ ،‬ول يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة‪،‬‬
‫فان سبقك كافأته ول تقصر به عما يستحق من المودة تلزم نفسك نصيحته‬
‫وحياطته ومعاضدته على طاعة ربه‪ ،‬ومعونته على نفسه فيما يهم به من‬
‫معصية ربه‪ ،‬ثم تكون ]عليه[ رحمة ول تكون عليه عذابا ول قوة إل بال‪.‬‬
‫وأما حق الشريك فإن غاب كفيته‪ ،‬وإن حضر ساويته‪ ،‬ول تعزم على‬
‫حكمك دون حكمه‪ ،‬ول تعمل برأيك دون مناظرته‪ ،‬تحفظ عليه ماله وتنفي‬
‫عنه خيانته‪ ،‬فيما عز أوهان‪ ،‬فانه بلغنا أن يد ال على الشريكين ما لم‬
‫يتخاونا ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق المال فأن ل تأخذه إل من حله‪ ،‬ول تنفقه‬
‫إل في حله‪ ،‬ول تحرفه عن مواضعه‪ ،‬ول تصرفه عن حقائقه‪ ،‬ول تجعله‬
‫إذا كان من ال إل إليه‪ ،‬وسببا إلى ال ول تؤثر به على نفسك من لعله ل‬
‫يحمدك‪ ،‬وبالحرى أن ل يحسن خلفتك في‬

‫]‪[18‬‬

‫تركتك‪ ،‬ول يعمل فيه بطاعة ربك فتكون معينا له على ذلك أو بما أحدث في مالك‬
‫أحسن نظرا لنفسه فيعمل بطاعة ربه‪ ،‬فيذهب بالغنيمة وتبوء بالثم‬
‫والحسرة والندامة مع التبعة ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الغريم الطالب لك‬
‫فان كنت موسرا أوفيته وكفيته وأغنيته ولم ترده وتمطله‪ ،‬فان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ " :‬مطل الغني ظلم " وإن كنت معسرا أرضيته‬
‫بحسن القول‪ ،‬وطلبت إليه طلبا جميل ورددته عن نفسك ردا لطيفا‪ ،‬ولم‬
‫تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته‪ ،‬فان ذلك لؤم ول قوة إل بال‪ .‬وأما‬
‫حق الخليط فأن ل تغره ول تغشه ول تكذبه ول تغفله ول تخدعه‪ ،‬ول تعمل‬
‫في انتقاظه عمل العدو الذي ل يبقي على صاحبه وإن اطمأن إليك‪،‬‬
‫استقصيت له على نفسك وعلمت أن غبن المسترسل ربا‪ ،‬ول قوة إل بال‪.‬‬
‫وأما حق الخصم المدعي عليك فان كان ما يدعي عليك حقا لم تنفسخ في‬
‫حجته ولم تعمل في إبطال دعوته‪ ،‬وكنت خصم نفسك له‪ ،‬والحاكم عليها‪،‬‬
‫والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود وإن كان ما يدعيه باطل رفقت به‬
‫وروعته وناشدته بدينه‪ ،‬وكسرت حدته عنك بذكر ال‪ ،‬وألقيت حشو الكلم‬
‫ولفظة ]السوء[ الذي ل يرد عنك عادية عدوك بل تبوء باثمه‪ ،‬وبه يشحذ‬
‫عليك سيف عداوته‪ ،‬لن لفظة السوء تبعث الشر والخير مقمعة للشر ول‬
‫قوة إل بال‪ .‬وأما حق الخصم المدعى عليه فإن كان ما تدعيه حقا أجملت‬
‫في مقاولته بمخرج الدعوى فان للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه‪،‬‬
‫وقصدت قصد حجتك بالرفق وأمهل المهلة وأبين البيان وألطف اللطف ولم‬
‫تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال‪ ،‬فتذهب عنك حجتك ول يكون‬
‫لك في ذلك درك ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق المستشير فان حضرك له وجه‬
‫رأي جهدت له في النصيحة‪ ،‬وأشرت عليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه‬
‫عملت به‪ ،‬وذلك ليكن منك في رحمة ولين‪ ،‬فان اللين يونس الوحشة‪ ،‬وإن‬
‫الغلظ يوحش من موضع النس وإن لم يحضرك له رأي وعرفت له من‬
‫تثق برأيه وترضى به لنفسك‪ ،‬ودللته عليه وأرشدته إليه‪ ،‬فكنت لم‬

‫]‪[19‬‬

‫تأله خيرا ولم تدخره نصحا ول ]حول ول[ قوة إل بال‪ .‬وأما حق المشير عليك فل‬
‫تتهمه فيما يوافقك عليه من رأيه إذا أشار عليك فإنما هي الراء وتصرف‬
‫الناس فيها واختلفهم‪ ،‬فكن عليه في رأيه بالخيار‪ ،‬إذا اتهمت رأيه فأما‬
‫تهمته فل تجوز لك إذا كان عندك ممن يستحق المشاورة‪ ،‬ول تدع شكره‬
‫على ما بدا لك من إشخاص رأيه‪ ،‬وحسن وجه مشورته‪ ،‬فإذا وافقك حمدت‬
‫ال وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والرصاد بالمكافأة في مثلها إن فزع إليك‬
‫ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق المستنصح فان حقه أن تؤدي إليه النصيحة على‬
‫الحق الذي ترى له أن يحمل‪ ،‬ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه‬
‫وتكلمه من الكلم بما يطيقه عقله‪ ،‬فان لكل عقل طيقة من الكلم‪ ،‬يعرفه‬
‫ويجيبه وليكن مذهبك الرحمة ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الناصح فأن تلين‬
‫له جناحك‪ ،‬ثم تشرأب له قلبك‪ ،‬وتفتح له سمعك‪ ،‬حتى تفهم عنه نصيحته‪،‬‬
‫ثم تنظر فيها فان كان وفق فيها للصواب حمدت ال على ذلك‪ ،‬وقبلت منه‬
‫وعرفت له نصيحته‪ ،‬وإن لم يكن وفق لها فيها رحمته ولم تتهمه وعلمت‬
‫أنه لم يألك نصحا إل أنه أخطأ إل أن يكون عندك مستحقا للتهمة فل تعني‬
‫)‪ (1‬بشئ من أمره على كل حال‪ ،‬ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الكبير فان حقه‬
‫توقير سنه وإجلل إسلمه إذا كان من أهل الفضل في السلم بتقديمه فيه‬
‫وترك مقابلته عند الخصام‪ ،‬ل تسبقه إلى طريق ول تؤمه في طريق ول‬
‫تستجهله وإن جهل عليك تحملت وأكرمته بحق إسلمه مع سنه فانما حق‬
‫السن بقدر السلم‪ ،‬ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق الصغير فرحمته وتثقيفه‬
‫وتعليمه‪ ،‬والعفو عنه والستر عليه‪ ،‬والرفق به والمعونة ]له‪ ،‬والستر[‬
‫على جرائر حداثته فانه سبب للتوبة والمداراة له وترك مما حكته فان ذلك‬
‫أدنى لرشده‪.‬‬

‫)‪ (1‬فل تعبأ خ‪.‬‬

‫]‪[20‬‬

‫وأما حق السائل فاعطاؤه إذا تهبأت صدقه‪ ،‬وقدرت على سد حاجته والدعاء له فيما‬
‫نزل به‪ ،‬والمعاونة له على طلبته‪ ،‬وإن شككت في صدقه وسبقت إليه‬
‫التهمة له لم تعزم على ذلك‪ ،‬ولم تأمن أن يكون من كيد الشيطان أراد أن‬
‫يصدك عن حظك ويحول بينك وبين التقرب إلى ربك‪ .‬وتركته بستره‪،‬‬
‫ورددته ردا جميل وإن غلبت نفسك في أمره وأعطيته على ما عرض في‬
‫نفسك منه‪ ،‬فان ذلك من عزم المور‪ .‬وأما حق المسؤول إن أعطى فاقبل‬
‫منه ما أعطى بالشكر له‪ ،‬والمعرفة لفضله‪ ،‬واطلب وجه العذر في منعه‬
‫وأحسن به الظن واعلم أنه إن منع ماله منع‪ ،‬وأن ليس التثريب في ماله‬
‫وإن كان ظالما فان النسان لظلوم كفار‪ .‬وأما حق من سرك ال به وعلى‬
‫يديه‪ ،‬فإن كان تعمدها لك حمدت ال أول ثم شكرته على ذلك بقدره في‬
‫موضع الجزاء وكافأته على فضل البتداء‪ ،‬وأرصدت له المكافأة‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن تعمدها حمدت ال وشكرته‪ ،‬وعلمت أنه منه توحدك بها وأحببت هذا‬
‫إذ كان سببا من أسباب نعم ال عليك‪ ،‬وترجو له بعد ذلك خيرا فان أسباب‬
‫النعم بركة حيث ما كانت وإن كان لم يتعمد ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق من‬
‫ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل‪ ،‬فان كان تعمدها كان العفو أولى بك‪،‬‬
‫لما فيه له من القمع وحسن الدب‪ ،‬مع كبير أمثاله من الخلق فان ال‬
‫يقول‪ " :‬ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل " إلى قوله "‬
‫من عزم المور " )‪ (1‬وقال عزوجل‪ " :‬وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما‬
‫عوقبتم به وإن صبرتم لهو خير للصابرين " )‪ (2‬هذا في العمد فإن لم يكن‬
‫عمدا لم تظلمه بتعمد النتصار منه فتكون قد كافأته في تعمد على خطاء‪،‬‬
‫ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه‪ ،‬ول قوة إل بال‪ .‬وأما حق أهل‬
‫بيتك عامة فاضمار السلمة‪ ،‬ونشر جناح الرحمة‪ ،‬والرفق بمسيئهم‪،‬‬
‫وتألفهم واستصلحهم‪ ،‬وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك‪ ،‬فان إحسانه إلى‬
‫نفسه إحسانه إليك إذا كف عنك أذاه‪ ،‬وكفاك مؤنته‪ ،‬وحبس عنك نفسه‪،‬‬
‫فعمهم‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .40 :‬النحل‪.126 :‬‬

‫]‪[21‬‬

‫جميعا بدعوتك وانصرهم جميعا بنصرتك‪ ،‬وأنزلهم جميعا منك منازلهم‪ ،‬كبيرهم‬
‫بمنزلة الوالد‪ ،‬وصغيرهم بمنزلة الولد‪ ،‬وأوسطهم بمنزلة الخ‪ ،‬فمن أتاك‬
‫تعاهدته بلطف ورحمة‪ ،‬وصل أخاك بما يجب للخ على أخيه‪ .‬وأما حق أهل‬
‫الذمة فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل ال وتفي بما جعل ال لهم من ذمته‬
‫وعهده‪ ،‬وتكلمهم إليه فيما طلبوا من أنفسهم وأجبروا عليه‪ ،‬وتحكم فيهم‬
‫بما حكم ال به على نفسك‪ ،‬فيما جرى بينك ]وبينهم[ من معاملة‪ ،‬وليكن‬
‫بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة ال والوفاء بعهده وعهد رسوله صلى‬
‫ال عليه وآله حائل فانه بلغنا أنه قال‪ " :‬من ظلم معاهدا كنت خصمه "‬
‫فاتق ال ول حول ول قوة إل بال‪ .‬فهذه خمسون حقا محيطة بك ل تخرج‬
‫منها في حال من الحوال يجب عليك رعايتها‪ ،‬والعمل في تأديتها‪،‬‬
‫والستعانة بال جل ثناؤه على ذلك ول حول ول قوة إل بال والحمد ل‬
‫رب العالمين )‪ .(1‬إنما أوردناه مكررا للختلف الكثير بينهما‪ .‬وقوة سند‬
‫الول وكثرة فوائد الثاني‪ - 3 .‬ضا‪ :‬روي ل تقطع أوداء أبيك فيطفى نورك‪،‬‬
‫وروي أن الرحم إذا بعدت غبطت وإذا تماست عطبت‪ ،‬وروي سر سنتين‬
‫بر والديك‪ ،‬سر سنة صل رحمك‪ ،‬سر ميل عد مريضا‪ ،‬سر ميلين شيع‬
‫جنازة سر ثلثة أميال أجب دعوة‪ ،‬سر أربعة أميال زر أخاك في ال‪ ،‬سر‬
‫خمسة أميال انصر مظلوما‪ ،‬وسر ستة أميال أغث ملهوفا‪ ،‬سر عشرة‬
‫أميال في قضاء حاجة المؤمن‪ .‬وعليك بالستغفار‪ .‬ونروي‪ :‬بروا أباكم‬
‫يبركم أبناؤكم‪ ،‬كفوا عن نساء الناس يعف نساءكم وأروي‪ :‬الخ الكبير‬
‫بمنزلة الب‪ ،‬وأروي‪ :‬أن رسول ال كان يقسم لحظاته بين جلسائه وما‬
‫سئل عن شئ قط فقال‪ :‬ل‪ ،‬بأبي وامي ول عاتب أحدا على ذنب أذنب‪،‬‬
‫ونروي‪ :‬من عرض لخيه المؤمن في حديثه فكأنما خدش وجهه‪ ،‬ونروي‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وآله لعن ثلثة‪ :‬آكل زاده وحده‪ ،‬وراكب الفلة‬
‫وحده‪ ،‬والنائم في بيت وحده‪ ،‬وأروي‪ :‬أطرفوا أهاليكم في كل جمعة بشئ‬
‫من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة‪.‬‬

‫)‪ (1‬تحف العقول‪.278 - 260 :‬‬

‫]‪[22‬‬

‫* ))أبواب(( * * " )آداب العشرة بين ذوى الرحام والمماليك( " * * " )والخدم‬
‫المشاركين غالبا في البيت( " * ‪) * 2‬باب( * * " )بر الوالدين والولد‪،‬‬
‫وحقوق بعضهم على بعض( " * * " )والمنع من العقوق( " * اليات‪:‬‬
‫البقرة‪ :‬وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل أل تعبدوا إل ال وبالوالدين إحسانا )‬
‫‪ .(1‬النعام‪ :‬قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن ل تشركوا به شيئا‪،‬‬
‫وبالواليدن إحسانا ول تقتلوا أولدكم من إملق نحن نرزقكم وإياهم )‪.(2‬‬
‫التوبة‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا‬
‫الكفر على اليمان‪ ،‬ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون * قل إن كان‬
‫آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها‬
‫وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من ال ورسوله‬
‫وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي ال بأمره وال ل يهدي القوم‬
‫الفاسقين )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .83 :‬النعام‪ (3) .151 :‬براءة‪ 23 :‬و ‪.24‬‬
‫]‪[23‬‬

‫السراء‪ :‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر‬
‫أحدهما أو كلهما فل تقل لهما اف ول تنهرهما وقل لهما قول كريما *‬
‫واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا‬
‫* ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين إنه كان للتوابين غفورا )‬
‫‪ .(1‬مريم‪ :‬وبرا بوالديه ولم يكن جبارا شقيا )‪ .(2‬وقال‪ :‬وبرا بوالدتي ولم‬
‫يجعلني جبارا شقيا‪ (3) .‬العنكبوت‪ :‬ووصينا النسان بوالديه حسنا وإن‬
‫جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما إلى مرجعكم فانبئكم بما‬
‫كنتم تعملون )‪ .(4‬لقمان‪ :‬ووصينا النسان بوالديه حملته امه وهنا على‬
‫وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك‬
‫على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا‬
‫معروفا )‪ .(5‬الحقاف‪ :‬ووصينا النسان بوالديه إحسانا حملته امه كرها‬
‫ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلثون شهرا )‪ - 1 .(6‬كا‪ :‬عن العدة عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن بحر‪ ،‬عن عبد ال ابن مسكان‪ ،‬عمن‬
‫رواه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال وأنا عنده لعبد الواحد‬
‫النصاري في بر الوالدين في قول ال عزوجل " وبالوالدين إحسانا "‬
‫فظننا أنها الية التي في بني إسرائيل " وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه‬
‫وبالوالدين إحسانا " فلما كان بعد سألته فقال‪ :‬هي التي في لقمان "‬
‫ووصينا النسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك‬

‫)‪ (1‬السراء‪ (2) .23 - 25 :‬مريم‪ (3) .14 :‬مريم‪ (4) .32 :‬العنكبوت‪(5) .8 :‬‬
‫لقمان‪ 14 :‬و ‪ (6) .15‬الحقاف‪.15 :‬‬

‫]‪[24‬‬

‫بي ما ليس لك به علم فل تطعهما " فقال‪ :‬إن ذلك أعظم ]من[ أن يأمر بصلتهما و‬
‫حقهما على كل حال " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم‬
‫" فقال ل بل يأمر بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ما زاد حقهما إل‬
‫عظما )‪ .(1‬بيان‪ :‬هذا الخبر من الخبار العويصة الغامضة التي سلك كل‬
‫فريق من الماثل فيها واديا‪ ،‬فلم يأتوا بعد الرجوع بما يسمن أن يغني من‬
‫جوع‪ ،‬وفيه إشكالت لفظية ومعنوية‪ .‬أما الولى فهي أن اليات الدالة على‬
‫فضل بر الوالدين كثيرة‪ ،‬وما يناسب المقام منها ثلث‪ :‬الولى الية التي‬
‫في بني إسرائيل " وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه و بالوالدين إحسانا "‪.‬‬
‫الثانية الية التي في سورة العنكبوت وهي " ووصينا النسان بوالديه‬
‫حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما "‪ .‬الثالثة‬
‫الية التي في لقمان وهي " ووصينا النسان بوالديه حملته امه وهنا على‬
‫وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك‬
‫على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا‬
‫معروفا "‪ .‬فأما الية الولى فهي موافقة لما في المصاحف والية‬
‫المنسوبة إلى لقمان ل يوافق شيئا من اليتين المذكورتين في لقمان‬
‫والعنكبوت وأيضا تصريح الراوي أول بأن الكلم كان في قوله تعالى "‬
‫وبالوالدين إحسانا " وجوابه عليه السلم بما ل يوافقه مما ل يكاد يستقيم‬
‫ظاهرا‪ .‬وأما الشكالت المعنوية وسائر الشكالت اللفظية فسيظهر لك عند‬
‫ذكر التوجيهات وقد ذكر فيها وجوه نكتفي بايراد بعضها‪ :‬الول ما خطر‬
‫في عنفوان شبابي ببالي وعرضتها على مشايخي العظام‪ ،‬رضوان ال‬
‫عليهم فاستحسنوها وهو أن قول الراوي " وبالوالدين إحسانا " بناء على‬
‫زعمه‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪.159 :2‬‬

‫]‪[25‬‬

‫أن الية التي أشار عليه السلم إليها هي التي في بني إسرائيل كما ذكره بعد ذلك‪،‬‬
‫ولم يذكر المام عليه السلم ذلك بل قال أكد ال تعالى في موضع من‬
‫القرآن تأكيدا عظيما في بر الوالدين‪ ،‬فظننا أن مراده عليه السلم الية‬
‫التي في بني إسرائيل أو المراد " في معنى هذا العبارة ومضمونها " وإن‬
‫لم يذكر بهذا اللفظ‪ ،‬ويحتمل أن يكون عليه السلم قرأ هذه الية صريحا‬
‫وأشار إجمال إلى تأكيد عظيم في برهما فظن الراوي أن المبالغة العظيمة‬
‫في هذه العبارة فقال عليه السلم‪ :‬ل بل أردت ما في لقمان وإنما نسب‬
‫الراوي هذه العبارة إلى بني إسرائيل مع أنها قد تكررت في مواضع من‬
‫القرآن المجيد منها في البقرة ومنها في النعام‪ ،‬ومنها في النساء‪ ،‬لنه‬
‫تعالى عقب هذه العبارة في بني إسرائيل بتفسير الحسان وتفصيل رعاية‬
‫حقهما حيث قال‪ " :‬إما يبلغن عندك الكبر " إلى آخر ما مر دون ما في‬
‫سائر السور مع أنه يحتمل أن يكون الراوي سمع منه عليه السلم أن ما‬
‫في سائر السور إنما هو في شأن الوالدين بحسب اليمان والعلم أعني‬
‫النبي والوصي صلى ال عليهما وما في السرى في شأن والدي النسب‬
‫كما قال علي بن إبراهيم‪ :‬في تفسير آية النعام إن الوالدين رسول ال‬
‫وأمير المؤمنين صلوات ال عليهما )‪ .(1‬وقد مضت الخبار الكثيرة في‬
‫ذلك لكن الظاهر أنه من بطون اليات ول ينافي ظواهرها‪ .‬وأما الشكال‬
‫الثاني فيمكن أن يكون " حسنا " مثبتا في قراءتهم عليهم السلم ونظيره‬
‫في الخبار كثير‪ ،‬وقد مر بعضها وسائر الجزاء موافق لما في المصاحف‬
‫لكن قد اسقط من البين قوله‪ " :‬حملته امه ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬إلي المصير "‬
‫اختصارا لعدم الحاجة إليه في هذا المقام أو إحالة على ما في المصاحف‬
‫كما أنه لم يذكر " وصاحبهما في الدنيا معروفا " مع شدة الحاجة إليه في‬
‫هذا المقام‪ .‬أو يكون نقل بالمعنى إشارة إلى اليتين معا فذكر " حسنا "‬
‫للشارة على آية العنكبوت " وعلى أن تشرك " للشارة إلى لقمان‪ ،‬وكأنه‬
‫لذلك أسقط عليه السلم الفاصلة والتتمة لعدمهما في العنكبوت فقوله " في‬
‫لقمان " للختصار أي في لقمان وغيرها‪ ،‬أو‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪.208 :‬‬

‫]‪[26‬‬

‫المراد به لقمان وما يقرب منها بالظرفية المجازية كما يقال سجدة لقمان للمجاورة‬
‫وكأنه عليه السلم ذكر السورتين واليتين معا فاختصرهما الرواة عمدا أو‬
‫سهوا ومثله كثير‪ " .‬فقال " أي المام عليه السلم " هي التي " أي الية‬
‫التي أشرت إليها وذكرت أن فيها المبالغة العظيمة في برهما‪ ،‬أو الية التي‬
‫فسرتها لعبد الواحد التي " في لقمان "‪ " .‬فقال إن ذلك " هذا كلم ابن‬
‫مسكان‪ ،‬يقول‪ :‬قال الراوي المجهول الذي كان حاضرا عند سؤال عبد‬
‫الواحد وهذا شائع في الخبار يقول راوي الراوي قال مكان قول الراوي‪،‬‬
‫قلت ول يلزم إرجاع المستتر إلى عبد الواحد‪ ،‬وتقدير أنه كان حاضرا عند‬
‫هذا السؤال أيضا ليحكم ببعده ول يستبعد ذلك من له أدنى انس بالخبار‪.‬‬
‫والحاصل أنه قال الراوي له عليه السلم " إن ذلك " أي المر الذي في‬
‫بني ‪ -‬إسرائيل " أعظم أن يأمر " أي بأن يأمر‪ ،‬أو هو بدل لقوله " ذلك "‬
‫وغرضه أن الية التي في بني إسرائيل والمر بالحسان فيها باطلقها‬
‫شامل لجميع الحوال حتى حال الشرك والية التي في لقمان استثنى فيها‬
‫حال الشرك فتكون الولى أبلغ وأتم في المر بالحسان ‍ف " ان " في قوله‬
‫" وإن جاهداك " وصلية‪ ،‬وإن كانت في الية شرطية‪ " .‬فقال " أي المام‬
‫عليه السلم في جوابه " ل " أي ليس المر في اليتين كما ذكرت فان آية‬
‫بني إسرائيل ليس فيها تصريح بعموم الحوال‪ ،‬بل فيها دللة ضعيفة‬
‫باعتبار الطلق‪ ،‬وليس في آية لقمان استثناء حال الشرك بل فيها‬
‫تنصيص على الحسان في تلك الحال أيضا وإنما نهى عن الطاعة في‬
‫الشرك فقط وقال بعده " وصاحبهما في الدنيا معروفا " فأمر بالمصاحبة‬
‫بالمعروف التي هي أكمل مراتب الحسان في تلك الحال أيضا فعلى تقدير‬
‫شمول الطلق في الولى لتلك الحالة التنصيص أقوى في ذلك مع أن‬
‫الدعاء بالرحمة في آخر آيات السرى مشعر بكونهما مسلمين‪.‬‬
‫]‪[27‬‬

‫فقوله " بل يأمر " أي بل يأمر ال في آية لقمان " بصلتهما وإن جاهداه على‬
‫الشرك " وقوله " ما زاد حقهما " جملة اخرى مؤكدة‪ ،‬أي ما زاد حقهما‬
‫بذلك " إل عظما " برفع حقهما أو بنصبه‪ ،‬فيكون زاد متعديا أي لم يزد‬
‫ذلك حقهما إل عظما ويحتمل أن يكون " يأمر " مبتدءا بتقدير " أن "‬
‫وما زاد خبره‪ .‬الثاني‪ :‬ما قاله صاحب الوافي قدس سره حيث قال إنما‬
‫ظنوا أنها في بني إسرائيل لن ذكر هذا المعنى بهذه العبارة إنما هو في‬
‫بني إسرائيل دون لقمان ولعله عليه السلم إنما أراد ذكر المعنى أي‬
‫الحسان بالوالدين دون لفظ القرآن‪ ،‬وقوله عليه السلم " أن يأمر‬
‫بصلتهما " بدل من قوله " ذلك " يعني أن يأمر ال بصلتهما و حقهما‬
‫على كل حال‪ ،‬التي من جملته حال مجاهدتهما على الشراك بال أعظم‪ ،‬و‬
‫المراد أنه ورد المر بصلتهما وإحقاق حقهما في تلك الحال أيضا‪ ،‬وإن لم‬
‫تجب طاعتهما في الشرك‪ ،‬ولما استبان له عليه السلم من حال المخاطب‬
‫أنه ل تجب صلتهما في حال مجاهدتهما على الشرك رد عليه ذلك بقوله "‬
‫ل " وأضرب عنه باثبات المر بصلتهما حينئذ أيضا‪ ،‬وقوله " ما زاد‬
‫حقهما إل عظما " تأكيد لما سبق‪ .‬الثالث‪ :‬ما ذكره بعض أفاضل‬
‫المعاصرين أيضا‪ ،‬وإن كان مآله إلى الثاني حيث قال " فلما كان بعد " أي‬
‫بعد انقضاء ذلك الزمان في وقت آخر " سألته " عن هذا يعني قلت‪ :‬هل‬
‫كان الكلم في هذه الية التي في بني إسرائيل ؟ " فقال هي " يعني الية‬
‫التي كان كلمنا فيها هي " التي في لقمان " وبينها بقوله " ووصينا‬
‫النسان بوالديه حسنا " " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به‬
‫علم " من اللهة التي يعبدها الكفرة يعني باستحقاقها الشراك وقيل المراد‬
‫بنفي العلم به نفيه " فل تطعهما "‪ .‬وقوله " حسنا " ليس مذكورا في‬
‫الية لكن ذكره عليه السلم بيانا للمقصود ولعل هذا منشأ للظن الذي ظنه‬
‫السائل وغيره‪ ،‬قوله‪ " :‬وإن جاهداك " مفصول عن قوله " ووصينا‬
‫النسان بوالديه " لكن ذكره عليه السلم هيهنا لتعلق الغرض به‪ " .‬فقال‬
‫" يعني الصادق عليه السلم " إن ذلك " يعني الوارد في سورة لقمان "‬
‫أعظم " دللة على المر باحسان الوالدين‪ ،‬وأبلغ فيه‪ ،‬من الوارد في‬
‫سورة بني إسرائيل و‬

‫]‪[28‬‬

‫قوله عليه السلم " أن يأمر بصلتهما وحقهما " أي رعاية حقهما " على كل حال‬
‫" " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم " بدل من اسم‬
‫الشارة بدل الشتمال يعني‪ :‬المر بصلتهما على جميع الحوال‪ ،‬وإن كانت‬
‫حال المجاهدة على الكفر كما هو المستفاد من آية لقمان أعظم في بيان‬
‫حق الوالدين مما يستفاد من آية بني إسرائيل لعدم دللتها على عموم‬
‫الحوال‪ .‬بيان ذلك أن المستفاد من آية بني إسرائيل المر بالحسان‬
‫بالوالدين والمر ل يدل على التكرار كما تحقق في محله فضل عن عموم‬
‫الحوال إذ فرق بين المطلق والعام‪ ،‬وما في الية من النهي عن التأفيف‬
‫والزجر الدال على العموم إنما يدل على عموم النهي عن الذى ووجوب‬
‫الكف عنه في جميع الحوال ول يدل على وجوب تعميم الحسان على أن‬
‫في قوله تعالى " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " إشعارا‬
‫باختصاص المر بالحسان‪ .‬وما ذكر في سياقه بالمسلمين منهما للنهي‬
‫عن الدعاء للكافر‪ ،‬وإن كان أحد البوين " وما كان استغفار إبراهيم لبيه‬
‫إل عن موعدة وعدها إياه " )‪ .(1‬وأما دللة آية لقمان على وجوب‬
‫الحسان بهما‪ ،‬وإن كان في حال الكفر‪ ،‬فلقوله تعالى " وإن جاهداك على‬
‫أن تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما " حيث قال عز شأنه " ل‬
‫تطعهما " ولم يقل " ل تحسن إليهما " بعد المر بالحسان‪ .‬ثم قوله "‬
‫وصاحبهما في الدنيا معروفا " كما ل يخفى على الفطن‪ " .‬فقال " يعني‬
‫الصادق وإنما أعاد لفظ " فقال " هيهنا وفي السابق‪ ،‬للتأكيد والفصل بين‬
‫كلمه عليه السلم والية " ل " نفيا لما عسى يتوهم في هذا المقام من‬
‫أن غاية ما ثبت وجوب الحسان بهما في حال الكفر‪ ،‬وإن كان ناقصا‬
‫بالنسبة إلى ما يجب في حال السلم‪ ،‬أو مساويا بالنسبة إليه فإن المقام‬
‫مظنة لهذا التوهم بناء على أن شرف السلم يقتضي زيادة الحسان أو‬
‫توهمه السائل وفهم المام عليه السلم ذلك فنفاه‪ ،‬يعني ليس المر كما‬
‫يتوهم بل ال سبحانه يأمر بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ما زاد‬

‫)‪ (1‬براءة‪.114 :‬‬

‫]‪[29‬‬

‫حقهما إل عظما‪ ،‬فان المبتلى الممتحن بالبلء أحق بالترحم‪ ،‬ولن الحسان بهما في‬
‫حال الكفر يوجب ميلهما ورغبتهما إلى السلم كما في واقعة النصراني‬
‫وامه المذكورة في الحديث الذي يلي هذا الحديث )‪ .(1‬ويمكن أن يقال‬
‫يستفاد من الية عظم حقهما في حال الشرك بناء على أن الراجح أن يكون‬
‫قوله عز شأنه " وصاحبهما في الدنيا معروفا " معطوفا على جزاء‬
‫الشرط‪ ،‬ل الجملة الشرطية لمرجح القرب كما ل يخفى على المتدبر وكذا‬
‫قوله " واتبع سبيل من أناب إلي " )‪ .(2‬ويحتمل أن يكون معنى قوله‬
‫عليه السلم " ل " ليست الية التي فسرتها ما في بني إسرائيل‪ ،‬فيكون‬
‫تأكيدا لنفي المفهوم في الكلم السابق‪ ،‬وعلى هذا يجري في قوله " بل‬
‫يأمر بصلتهما " الحتمالن التيان في التفسير الثاني على هذا التفسير‬
‫أيضا فتدبر‪ .‬وفي بعض نسخ الكافي " فقال إن ذلك أعظم من أن يأمر‬
‫بصلتهما " بزيادة لفظة " من " ويمكن تفسير الحديث بناء على هذه‬
‫النسخة بأن يقال قوله عليه السلم " ذلك " إشارة إلى ما في بني‬
‫إسرائيل‪ ،‬ويكون الكلم مسوقا على سبيل الستفهام النكاري فيكون‬
‫المراد‪ :‬ما في سورة بني إسرائيل أعظم في إفادة المراد من أن يأمر‬
‫بصلتهما على كل حال‪ ،‬وإن كان حال الكفر كما في آية لقمان حتى يكون‬
‫مقصودي ذلك ؟ ثم قال " ل " تأكيدا للنفي المستفاد من الكلم السابق‪،‬‬
‫فقال " بل يأمر بصلتهما‪ ،‬وإن جاهداه على الشرك ما زاد حقهما إل عظما‬
‫" كما هو المستفاد من آية لقمان أعظم‪ ،‬فالخبر محذوف للقرينة‪ ،‬وعلى‬
‫هذا حقهما مرفوع‪ ،‬على أنه فاعل زاد فيكون حاصل الكلم‪ :‬أن يأمر‬
‫بصلتهما وإن جاهداه على الشرك كما هو المستفاد من آية لقمان ما زاد‬
‫حقهما إل عظما‪ ،‬فيكون هذا الكلم أي المذكور في سورة لقمان‬

‫)‪ (1‬يعنى تحت الرقم ‪ (2) .11‬لقمان‪(*) .15 :‬‬

‫]‪[30‬‬

‫أعظم دللة من ذلك ففي الكلم تقديران‪ .‬وعلى هذا الحتمال الخير ل يدل على‬
‫زيادة حق الوالدين في حال الكفر ويمكن إجراء هذين المعنيين على‬
‫النسخة الولى‪ .‬الرابع‪ :‬ما ذكره بعض المشايخ الكبار مد ظلله قال‪ :‬الذي‬
‫يخطر بالبال أن فيه تقديما وتأخيرا في بعض كلماته وتحريفا في بعضها‬
‫من النساخ أول وأن قوله " وبالوالدين إحسانا " بعد قوله " أل تعبدوا إل‬
‫إياه " والصل وال أعلم " قال وأنا عنده لعبد الواحد النصاري في بر‬
‫الوالدين‪ ،‬في قول ال عزوجل فظننا أنها الية التي في بني إسرائيل‪:‬‬
‫وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا " ومثل هذا يشتبه إذا كان‬
‫في آخر سطر أنه من السطر الول أو الثاني ونحو ذلك والبعد بينهما هنا‬
‫نحو سطر‪ .‬وحاصل المعنى أنه عليه السلم ذكر لعبد الواحد بر الوالدين‬
‫في قول ال عز وجل‪ ،‬ولم يبين في أي موضع فظن أن مراده عليه السلم‬
‫أنه في بني إسرائيل‪ ،‬ويحتمل أن يكون " فقال إن ذلك " " فقلت إن ذلك‬
‫" بقرينة قوله بعد " فقال ل " والمعنى على هذا أني قلت له عليه السلم‪:‬‬
‫إن هذا عظيم وهو أنه كيف يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال‪ ،‬وإن‬
‫حصلت المجاهدة منهما على الشرك‪ ،‬والخطاب حينئذ حكاية للفظ الية‬
‫فقال عليه السلم‪ " :‬ل " أي ليس بعظيم كما ظننت أن مجاهدتهما على‬
‫الشرك تمنع من صلتهما وحقهما‪ ،‬بل هو تعالى يأمر بصلتهما وإن حصلت‬
‫منهما المجاهدة‪ ،‬و حصول المجاهدة ل يسقط حقهما وصلتهما بل يزيده‬
‫عظما فان حق الوالدين إذا لم يسقط مع المجاهدة على الشرك‪ ،‬كان أعظم‬
‫منه مع عدم المجاهدة‪ .‬والظاهر من السياق على هذا كون " إن " في "‬
‫وإن جاهداك " وصلية في كلم الراوي‪ ،‬وإن كانت في الية شرطية‪ ،‬وفي‬
‫كلم المام عليه السلم يحتمل أن تكون وصلية وقوله " فل تطعهما "‬
‫كلم مستقل متفرع على ما قبله‪ ،‬وأن تكون شرطية وجواب الشرط " فل‬
‫تطعهما " ومع ملحظة المحذوف من الية ل يبعد الوصل باعتبار كون ما‬
‫بينهما معترضا وإن كان الظهر خلفه مع الذكر‪.‬‬

‫]‪[31‬‬

‫ولفظ " حسنا " إن لم يكن زائدا من النساخ أو الراوي سهوا فقد وقع مثله كثيرا‬
‫في الحاديث بما ليس في القرآن الموجود‪ ،‬وهم عليهم السلم أعلم بحقيقة‬
‫القرآن نعم هو في آية العنكبوت‪ ،‬ول يمكن إرادتهما بعد قوله عليه السلم‬
‫في سورة لقمان باعتبار الظرفية بخلف سجدة لقمان فان الضافة تصدق‬
‫بأدنى ملبسة فاضيفت سجدة سورة السجدة إلى لقمان للقرب وعدم الفصل‬
‫بسورة أو باعتبار إضافة السجدة‪ ،‬بمعنى سورة السجدة إلى لقمان ثم‬
‫توسعوا باضافة السجدة التي في السورة إلى لقمان‪ .‬ويمكن أن يكون على‬
‫هذا الية في الواقع كما ذكره عليه السلم من غير الزيادة التي في لقمان‬
‫وهي " حملته امه وهنا " الخ إن ثبت هذا‪ ،‬وتكون في محل آخر إل أن‬
‫يكون المقصود ذكر ما يتعلق بالمقام فقط‪ ،‬مع حذف غيره‪ ،‬والتنبيه على‬
‫كون " وإن جاهداك " وصليا للكلم الول ولفظ " يأمر " الثاني يحتمل‬
‫أن يكون أصله يؤمر فهو من قبيل ما تقدم من التحريف‪ .‬هذا ما يتعلق‬
‫بالحديث على التقدير المذكور وعلى ما في الحديث من قوله‪ " :‬فقال "‬
‫يحتمل وجهين‪ :‬أحدهما أن يكون ضميره راجعا إلى عبد الواحد وفيه أن‬
‫عبد الواحد لم يذكر إل في الكلم الول‪ .‬وقوله‪ " :‬فلما كان بعد سألته "‬
‫كلم اخرى فرجوعه إلى عبد الواحد يحتاج إلى تكلف تقدير حضور عبد‬
‫الواحد وقت سؤال غيره في وقت آخر‪ ،‬فارجاع الضمير إليه مع عدم قرينة‬
‫تدل على ذلك فهو كما ترى‪ .‬الثاني أن يكون معطوفا على " فقال " السابق‬
‫والقائل حينئذ المام والمعنى فقال بعد ذكر الية أن هذه الية أمر الوالدين‬
‫فيها أعظم من أمرهما في آية بني إسرائيل لفهمه عليه السلم ما ظنه‬
‫السائل فان في هذه الوصية وإن حصلت المجاهدة على الشرك‪ ،‬فالمجاهدة‬
‫ل تسقط حقهما بل يترتب عليها عدم الطاعة في ذلك‪ ،‬وهو أن يأمر تعالى‬
‫بصلتهما وحقهما على كل حال حتى مع المجاهدة‪ .‬وعلى هذا فقوله " فقال‬
‫ل " ضميره يحتمل أن يرجع إليه تعالى بمعنى أنه‬

‫]‪[32‬‬
‫تعالى قال بعدما ذكر مفسرا من المام عليه السلم‪ " :‬ل " أي ل تطعهما بل هو‬
‫تعالى يأمره بصلتهما وإن جاهداه على الشرك‪ ،‬وليس هذا تكرارا لما‬
‫تقدمه‪ ،‬فانه يفيد أن عدم الطاعة لهما ليس في كل شئ فيه برهما بل في‬
‫الشرك فقط وكل ما فيه صلة ل يترك بسبب المجاهدة على الشرك‪ .‬ويحتمل‬
‫بعيدا أن تكون " إن " في قوله " وإن جاهداه على الشرك " شرطية و‬
‫جواب الشرط ما زاد حقهما إل عظما‪ ،‬والمعنى حينئذ أن المجاهدة على‬
‫الشرك ل تسقط حقهما بل تزيده عظما وال تعالى أعلم بمقاصد أوليائه‬
‫انتهى كلمه زيد فضله‪ .‬الخامس‪ :‬ما ذكره بعض الشارحين فاقتفي أثر‬
‫الفضلء المتقدم ذكرهم في جعل ضمير " قال " في الموضعين راجعا إلى‬
‫المام عليه السلم إل أنه حمل الوالدين على والدي العلم والحكمة‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫" ذلك " في قوله " إن ذلك أعظم " إشارة إلى قوله تعالى وإن جاهداك و‬
‫" أعظم " فعل ماض تقول أعظمته وعظمته بالتشديد إذا جعلته عظيما و‬
‫" أن يأمر " مفعوله بتأويل المصدر‪ ،‬والمراد بالمر بالصلة المر السابق‬
‫على هذا القول واللحق له أعني قوله " اشكر لي ولوالديك " وقوله "‬
‫وصاحبهما‪ .‬واتبع " فأفاد عليه السلم بعد قراءة قوله " وإن جاهداك "‬
‫أن هذا القول أعظم المر بصلة الوالدين‪ ،‬وحقهما على كل حال حيث يفيد‬
‫أنه تجب صلتهما وطاعتهما‪ ،‬مع الزجر والمنع منهما فكيف بدونه وإن‬
‫جاهداك الخ‪ .‬ثم قرأ هذه القول وهو قوله تعالى " وإن جاهداك " وأفاد‬
‫بقوله " ل " أنه ليس المراد منه ظاهره‪ ،‬وهو مجاهدة الوالدين على‬
‫الشرك‪ ،‬ونهي الولد عن إطاعتهما عليه‪ ،‬بل يأمر الولد بصلة الوالدين وإن‬
‫منعه المانعان‪ :‬أي أبو بكر وعمر عنهما وما زاد هذا القول حقهما إل‬
‫عظما وفخامة‪ .‬واستشهد لذلك برواية أصبغ المتقدمة )‪ (1‬في باب أن‬
‫الوالدين رسول ال‬

‫)‪ (1‬أخرج حديث الصبغ في كتاب المامة الباب ‪ 15‬تحت الرقم ‪ 22‬عن الكافي ج‬
‫‪ ،428 :1‬وفى تاريخ مولنا أمير المؤمنين عليه السلم الباب ‪ 26‬تحت‬
‫الرقم ‪ 5‬عن تفسير القمى ص ‪ ; 495‬وهكذا سائر الخبار التية‪.‬‬

‫]‪[33‬‬

‫صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلم على أنه تأويل لبطن الية ول‬
‫ينافي تفسير ظهرها بوجه آخر‪ .‬لكن يؤيده ما رواه مؤلف كتاب تأويل‬
‫اليات الظاهرة نقل من تفسير محمد ابن العباس بن ماهيار بسنده‬
‫الصحيح عن عبد ال بن سليمان قال‪ :‬شهدت جابر الجعفي عند أبي جعفر‬
‫عليه السلم وهو يحدث أن رسول ال وعليا عليهما السلم الوالدان قال‬
‫عبد ال بن سليمان‪ :‬وسمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬منا الذي أحل‬
‫]ال[ له الخمس والذي جاء بالصدق‪ .‬ومنا الذي صدق به‪ ،‬ولنا المودة في‬
‫كتاب ال جل وعز ؟ وعلي ورسول ال صلوات ال عليهما الوالدان‪ ،‬وأمر‬
‫ال ذريتهما بالشكر لهما‪ .‬وروى أيضا بسند صحيح آخر عن ابن مسكان‪،‬‬
‫عن زرارة‪ ،‬عن عبد الواحد بن مختار قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر فقال‪ :‬أما‬
‫علمت أن عليا أحد الوالدين ]اللذين[ قال ال عزوجل‪ " :‬أن اشكر لي‬
‫ولوالديك " قال زرارة‪ :‬فكنت ل أدري أية آية هي ؟ التي في بني إسرائيل‬
‫أو التي في لقمان قال‪ :‬فقضى لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر عليه‬
‫السلم فخلوت به فقلت‪ :‬جعلت فداك حديث جاء به عبد الواحد قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قلت‪ :‬أية آية هي ؟ التي في لقمان أو التي في بني إسرائيل ؟ فقال‪ :‬التي‬
‫في لقمان )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬وقال المؤلف العلمة قدس سره في ذيل هذا الحديث )ج ‪ 36‬ص ‪ (12‬لعل منشأ‬
‫شك زرارة أن الراوى لعله ألحق الية من قبل نفسه‪ ،‬أو أن زرارة بعد ما‬
‫علم أن المراد الية التى في لقمان ذكرها‪ .‬ولكن فيه اشكال آخر‪ ،‬حيث ان‬
‫قول ال عزوجل‪ " :‬أن اشكر لى ولوالديك " ليس ال في سورة لقمان‪،‬‬
‫وليس بمكرر حتى يشك زرارة أنها التى في بنى اسرائيل ؟ أو غيرها ؟‬
‫والذى يظهر‪ :‬أن زرارة انما شك في أن كلمة " الوالدين " التى تأولها‬
‫عليه السلم لعبد الواحد برسول ال وعلى عليهما الصلة والسلم هي‬
‫التى في بنى اسرائيل‪ " :‬وبالوالدين احسانا " أو التى في لقمان‪" :‬‬
‫ووصينا النسان بوالديه‪ .....‬أن اشكر لى ولوالديك الى المصير " ل أنه‬
‫شك في قوله تعالى " وبالوالدين احسانا " أهى التى في بنى اسرائيل أو‬
‫التي في لقمان كما يوهمه خبر الكافي‪ ،‬ول في قوله تعالى " أن اشكر لى‬
‫ولوالديك " أنها في أي السورتين هي ؟ كما يوهمه خبر كنز جامع‬
‫الفوائد‪ ،‬وبذلك يرتفع الشكال من الحديثين فل تغفل‪.‬‬

‫]‪[34‬‬

‫وروى أيضا بسند آخر عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪" :‬‬
‫ووصينا النسان بوالديه " رسول ال وعلي صلوات ال عليهما‪ .‬ويظهر‬
‫من هذه الخبار أن في رواية الكافي تصحيفا وتحريفا وأن قوله " عمن‬
‫رواه " تصحيف عن زرارة‪ ،‬ويرتفع بعض الشكالت الخر أيضا لكن‬
‫تطبيقه على الية في غاية الشكال وقد مر منا بعض التأويلت في الباب‬
‫المذكور في كتاب المامة )‪ (1‬وإنما أطنبت الكلم في هذا الخبر لتعرف ما‬
‫ذهب إليه أوهام أقوام‪ ،‬وتختار ما هو الحق بحسب فهمك منها‪ ،‬وال‬
‫الموفق‪ - 2 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬وعلي‪ ،‬عن أبيه‬
‫جميعا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن خالد بن نافع البجلي‪ ،‬عن محمد بن مروان‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال يقول‪ :‬إن رجل أتى النبي صلى ال عليه وآله‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال أوصني فقال‪ :‬ل تشرك بال شيئا وإن حرقت بالنار‬
‫وعذبت إل وقلبك مطمئن باليمان‪ ،‬ووالديك فأطعهما و برهما حيين كانا أو‬
‫ميتين وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل‪ ،‬فان ذلك من اليمان )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ " :‬ل تشرك بال شيئا " أي ل بالقلب ول باللسان‪ ،‬أو المراد به‬
‫العتقاد بالشريك‪ ،‬فعلى الول الستثناء متصل أي إل إذا خفت التحريق أو‬
‫التعذيب فتتكلم بالشرك تقية‪ ،‬وقلبك مطمئن باليمان‪ ،‬كما قال سبحانه في‬
‫قصة عمار حيث اكره على الشرك‪ ،‬وتكلم به " إل من اكره وقلبه مطمئن‬
‫باليمان " )‪ " (3‬ووالديك فأطعهما " الظاهر أن والديك منصوب بفعل‬
‫مقدر‪ ،‬يفسره الفعل المذكور‬

‫)‪ (1‬ذكر المؤلف قدس سره في كتاب المامة )ج ‪ 23‬ص ‪ (270‬حديثا عن الكافي‬
‫يؤل فيه أمير المؤمنين عليه السلم آية لقمان " أن اشكر لى ولوالديك "‬
‫بوالدي العلم‪ ،‬وبعده بيان مفصل للمصنف في توجيه ذلك فراجع‪(2) .‬‬
‫الكافي ج ‪ (3) .158 :2‬النحل‪.106 :‬‬

‫]‪[35‬‬

‫والكلم يفيد الحصر والتأكيد إن قدر المحذوف بعده‪ ،‬والتأكيد فقط إن قدر قبله‪ .‬كذا‬
‫قيل وأقول‪ :‬يمكن أن يقدر فعل آخر أي وارع والديك فأطعهما و " برهما "‬
‫بصيغة المر من باب علم ونصر حيين ما مر وميتين أي بطلب المغفرة‬
‫لهما وقضاء الديون والعبادات عنهما‪ ،‬وفعل الخيرات والصدقات‪ ،‬وكل ما‬
‫يوجب حصول الثواب عنهما‪ " .‬وإن أمراك أن تخرج من أهلك " أي من‬
‫زوجتك بطلقها و " مالك " بهبته " فان ذلك من اليمان " أي من‬
‫شرائطه أو من مكملته‪ ،‬وظاهره وجوب طاعتهما فيما لم يكن معصية‪،‬‬
‫وإن كان في نفسه مرجوحا لسيما إذا صار تركه سببا لغيظهما و حزنهما‪،‬‬
‫وليس ببعيد‪ ،‬لكنه تكليف شاق بل ربما انتهى إلى الحرج العظيم‪ .‬قال‬
‫المحقق الردبيلي قدس ال روحه‪ (1) :‬العقل والنقل يدلن على تحريم‬
‫العقوق‪ ،‬ويفهم وجوب متابعة الوالدين وطاعتهما من اليات والخبار‪ ،‬و‬
‫صرح به بعض العلماء أيضا قال في مجمع البيان‪ " :‬وبالوالدين إحسانا "‬
‫أي قضى بالوالدين إحسانا أو أوصى بهما إحسانا وخص حال الكبر وإن‬
‫كان الواجب طاعة الوالدين على كل حال لن الحاجة أكثر في تلك الحال‬
‫وقال الفقهاء في كتبهم‪ :‬للبوين منع الولد عن الغزو والجهاد ما لم يتعين‬
‫عليه بتعيين المام‪ ،‬أو بهجوم الكفار على المسلمين مع ضعفهم‪ ،‬وبعضهم‬
‫ألحقوا الجدين بهما‪ .‬قال في شرح الشرائع‪ :‬وكما يعتبر إذنهما في الجهاد‬
‫يعتبر في سائر السفار المباحة والمندوبة‪ ،‬وفي الواجبة الكفائية مع قيام‬
‫من فيه الكفاية فالسفر لطلب العلم إن كان لمعرفة العلم العيني كاثبات‬
‫الواجب تعالى‪ ،‬وما يجب له ويمتنع‪ ،‬والنبوة والمامة والمعاد لم يفتقر إلى‬
‫إذنهما‪ ،‬وإن كان لتحصيل زائد منه على الفرض العيني كدفع الشبهات‬
‫وإقامة البراهين المروجة للدين زيادة على الواجب كان فرضه كفاية‬
‫فحكمه وحكم السفر إلى أمثاله من العلوم الكفائية كطلب التفقه ]أنه[ إن‬
‫كان‬

‫)‪ (1‬زبدة البيان‪.209 :‬‬

‫]‪[36‬‬

‫هناك قائم بفرض الكفاية اشترط إذنهما‪ ،‬وهذا في زماننا فرض بعيد فان فرض‬
‫الكفاية في التفقه ل يكاد يسقط مع وجود مائة مجتهد في العالم وإن كان‬
‫السفر إلى غيره من العلوم المادية مع عدم وجوبها‪ ،‬توقف على إذنهما‪.‬‬
‫هذا كله إذا لم يجد في بلده من يعلمه ما يحتاج إليه‪ ،‬بحيث ل يجد في‬
‫السفر زيادة يعتد بها لفراغ باله أو جودة استاد بحيث يسبق إلى بلوغ‬
‫الدرجة التي يجب تحصيلها سبقا معتدا به وإل اعتبر إذنهما أيضا‪ ،‬ومنه‬
‫يعلم وجوب متابعتهما حتى يجب عليه ترك الواجب الكفائي ولكن هذا‬
‫مخصوص بالسفر‪ ،‬فيحتمل أن يكون غيره كذلك إذا اشتمل على مشقة‪.‬‬
‫والحاصل أن الذي يظهر أن إحزانهما على وجه لم يعلم جواز ذلك شرعا‬
‫مثل الشهادة عليهما‪ ،‬مع أنه قد منع قبول ذلك أيضا بعض مع صراحة‬
‫الية في وجوب الشهادة عليهما مع أن فائدته القبول لن قبول شهادته‬
‫عليهما تكذيب لهما عقوق و حرام )‪ (1‬كما مر في الخبر ويظهر من الية‪،‬‬
‫وطاعتهما تجب ول تجوز مخالفتهما في أمر يكون أنفع له ول يضر )‪(2‬‬
‫بحاله دينا أو دنيا أو يخرج عن زي أمثاله وما يتعارف منه‪ ،‬ول يليق‬
‫بحاله بحيث يذمه العقلء‪ ،‬ويعترفون أن الحق أن ل يكون كذلك‪ ،‬ول حاجة‬
‫له في ذلك‪ ،‬ول ضرر عليه بتركه‪ .‬ويحتمل العموم للعموم إل ما أخرجه‬
‫الدليل بحيث يعلم الجواز شرعا لجماع ونحوه‪ ،‬مثل ترك الواجبات العينية‬
‫والمندوبات غير المستثنى‪ ،‬وليس وجوب طاعتهما مقصورا على فعل‬
‫الواجبات وترك المعصيات للفرق بين الولد وغيره‪ ،‬فان ذلك واجب‬
‫والظاهر عموم ذلك في الولد والوالدين‪ .‬قال الشهيد قدس ال سره في‬
‫قواعده‪ :‬قاعدة تتعلق بحقوق الوالدين‪ ،‬ل ريب أن كل ما يحرم أو يجب‬
‫للجانب يحرم أو يجب للبوين وينفردان بامور‪ :‬الول‪ :‬تحريم السفر‬
‫المباح بغير إذنهما‪ ،‬وكذا السفر المندوب‪ ،‬وقيل بجواز‬
‫)‪ (1‬قوله " عقوق وحرام " خبر قوله‪ :‬ان احزانهما الخ‪ (2) .‬في المصدر‬
‫المطبوع ونسخة مخطوطة‪ :‬يضر‪(*) .‬‬

‫]‪[37‬‬

‫سفر التجارة‪ ،‬وطلب العلم إذا لم يمكن استيفاء التجارة والعلم في بلدهما كما ذكرناه‬
‫فيما مر‪ .‬الثاني قال بعضهم‪ :‬تجب عليه طاعتهما في كل فعل‪ ،‬وإن كان‬
‫شبهة فلو أمراه بالكل معهما في مال يعتقده شبهة أكل لن طاعتهما‬
‫واجبة وترك الشبهة مستحب‪ .‬والثالث‪ :‬لو دعواه إلى فعل وقد حضرت‬
‫الصلة فليتأخر الصلة وليطعهما لما قلناه‪ .‬الرابع‪ :‬هل لهما منعه من‬
‫الصلة جماعة ؟ القرب أنه ليس لهما منعه مطلقا بل في بعض الحيان لما‬
‫يشق عليهما مخالفته كالسعي في ظلمة الليل إلى العشاء والصبح‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬لهما منعه من الجهاد مع عدم التعيين لما صح أن رجل قال‪ :‬يا‬
‫رسول ال ابايعك على الهجرة والجهاد ؟ فقال‪ :‬هل من والديك أحد ؟ قال‪:‬‬
‫نعم كلهما قال‪ :‬أتبغي الجر من ال ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فارجع إلى والديك‬
‫فأحسن صحبتهما‪ .‬السادس‪ :‬القرب أن لهما منعه من فروض الكفاية إذا‬
‫علم قيام العير أو ظن لنه حينئذ يكون كالجهاد الممنوع منه‪ .‬السابع‪ :‬قال‬
‫بعض العلماء‪ :‬لو دعواه في صلة النافلة قطعها لما صح عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله أن امرأة نادت ابنها وهو في صلته قالت‪ :‬يا جريح !‬
‫قال‪ :‬اللهم امي و صلتي‪ ،‬قالت‪ :‬يا جريح ! فقال‪ :‬اللهم امي وصلتي فقال‪:‬‬
‫ل يموت حتى ينظر في وجوه المومسات الحديث )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬كان جريح عابدا في بنى اسرائيل‪ ،‬وكان له ام فكان يصلى فإذا اشتاقت إليه‬
‫تقول‪ :‬يا جريح‪ ،‬ويقول‪ :‬يا أماه الصلة‪ ،‬فاشتاقت أيضا مرة أخرى‬
‫وقالت‪ :‬يا جريح ! فقال‪ :‬يا أماه الصلة‪ ،‬فقالت‪ :‬اللهم ل تمته حتى تريه‬
‫المومسات ‪ -‬يعنى الزانيات ‪ .-‬وكانت زانية في بنى اسرائيل آوت الى‬
‫صومعة جريح فضربها وشتمها وأخرجها من صومعته‪ ،‬فمكنت نفسها‬
‫من راع حتى حبلت وأتت بولده على رؤس الشهاد وقالت‪ :‬هذا‬

‫]‪[38‬‬

‫وفي بعض الروايات أنه صلى ال عليه وآله قال‪ :‬لو كان جريح فقيها لعلم أن إجابة‬
‫امه أفضل من صلته‪ ،‬وهذا الحديث يدل على قطع النافلة لجلها ويدل‬
‫بطريق أولى على تحريم السفر لن غيبة الوجه فيه أكثر وأعظم وهي‬
‫كانت تريد منه النظر إليها والقبال عليها‪ .‬الثامن‪ :‬كف الذى عنهما‪ ،‬وإن‬
‫كان قليل بحيث ل يوصله الولد إليهما ويمنع غيره من إيصاله بحسب‬
‫طاقته‪ .‬التاسع‪ :‬ترك الصوم ندبا إل باذن الب ولم أقف على نص في الم‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬ترك اليمين والعهد إل باذنه أيضا ما لم يكن في فعل واجب أو ترك‬
‫محرم‪ ،‬ولم أقف في النذر على نص خاص إل أن يقال هو يمين يدخل في‬
‫النهي عن اليمين إل باذنه‪ .‬تنبيه‪ :‬بر الوالدين ل يتوقف على السلم لقوله‬
‫تعالى " ووصينا النسان بوالديه حسنا " )‪ " (1‬وإن جاهداك على أن‬
‫تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا " )‬
‫‪ (2‬وهو نص وفيه دللة على مخالفتهما في المر بالمعصية وهو كقوله‬
‫عليه السلم‪ :‬ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق‪ .‬فان قلت‪ :‬فما تصنع‬
‫بقوله تعالى " ول تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن " )‪ (3‬وهو يشمل الب‪،‬‬
‫وهذا منع من النكاح‪ ،‬فل يكون طاعته واجبة فيه‪ ،‬أو منع من‬

‫من جريح‪ ،‬فاجتمع القوم عليه وعلى صومعته فهدموها وقلعوا آثارها‪ .‬فجاء القوم‬
‫بجريح الى الملك الذى كان لهم والصبى‪ .‬فقال جريح للصبى‪ :‬كلمني باذن‬
‫ال تعالى‪ ،‬من والدك ؟ وممن أنت ؟ فقال الطفل أنا من فلن الراعى وذكر‬
‫القصة فأقبل القوم والملك بالعتذار إليه وبنوا صومعته من فضة وذهب‬
‫وأقاموا الرجم عليها‪ (1) .‬العنكبوت‪ .8 :‬وبعده‪ " :‬وان جاهداك لتشرك‬
‫بى ما ليس لك به علم فل تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون "‬
‫والظاهر أن الية اختلطت عليه‪ (2) .‬لقمان‪ (3) .14 :‬البقرة‪.232 :‬‬

‫]‪[39‬‬

‫المستحب فل يجب ]طاعته[ في ترك المستحب‪ .‬قلت الية في الزواج‪ ،‬ولو سلم‬
‫الشمول أو التمسك في ذلك بتحريم العضل فالوجه فيه أن للمرأة حقا في‬
‫العفاف والتصون‪ ،‬ودفع ضرر مدافعة الشهوة‪ ،‬و الخوف من الوقوع في‬
‫الحرام‪ ،‬وقطع وسيلة الشيطان عنهم بالنكاح‪ ،‬وأداء الحقوق واجب على‬
‫الباء للبناء‪ ،‬كما وجب العكس وفي الجملة النكاح مستحب وفي تركه‬
‫تعرض لضرر ديني أو دنيوي‪ ،‬ومثل هذا ل يجب طاعة البوين فيه‪ .‬انتهى‬
‫كلم الشهيد رحمه ال‪ .‬ثم قال المحقق‪ :‬ويمكن اختصاص الدعاء بالرحمة‬
‫بغير الكافرين إل أن يراد من الدعاء بالرحمة في حياتهما بأن يوفق لهما‬
‫ال ما يوجب ذلك من اليمان فتأمل‪ .‬والظاهر أن ليس الذى الحاصل لهما‬
‫بحق شرعي من العقوق مثل الشهادة عليهما لقوله تعالى " أو الوالدين "‬
‫)‪ (1‬فتقبل شهادته عليهما‪ ،‬وفي القول بوجوبها عليهما مع عدم القبول‪،‬‬
‫لن في القبول تكذيبا لهما بعد واضح‪ ،‬وإن قال به بعض‪ .‬وأما السفر‬
‫المباح بل المستحب فل يجوز بدون إذنهما‪ ،‬لصدق العقوق‪ ،‬و لهذا قاله‬
‫الفقهاء‪ .‬وأما فعل المندوب فالظاهر عدم الشتراط إل في الصوم والنذر‬
‫على ما ذكروه وتحقيقه في الفقه انتهى )‪ - 3 .(2‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬وعلي‪ ،‬عن أبيه جميعا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد‬
‫الحناط قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل "‬
‫وبالوالدين إحسانا " )‪ (3‬ما هذا الحسان ؟ فقال‪ :‬الحسان أن تحسن‬
‫صحبتهما‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬النساء ‪ 135‬والية هكذا‪ " :‬كونوا قوامين بالقسط شهداء ل ولو على أنفسكم‬
‫أو الوالدين "‪ (2) .‬انتهى ما في زبدة البيان للردبيلي‪ (3) .‬البقرة‪:83 :‬‬
‫النساء‪ ،36 :‬النعام‪ ،151 :‬أسرى‪.23 :‬‬

‫]‪[40‬‬

‫أن ل تكلفهما أن يسألك شيئا مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين‪ ،‬أليس يقول ال‬
‫عزوجل " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " )‪ (1‬قال‪ :‬ثم قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬وأما قول ال عزوجل " إما يبلغن عندك الكبر‬
‫أحدهما أو كلهما فل تقل لهما اف ول تنهرهما " )‪ (2‬قال‪ :‬إن أضجراك‬
‫فل تقل لهما اف ول تنهرهما إن ضرباك قال " وقل لهما قول كريما "‬
‫قال‪ :‬إن ضرباك فقل لهما‪ :‬غفر ال لكما فذلك منك قول كريم‪ ،‬قال‪" :‬‬
‫واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " قال ل تمل )‪ (3‬عينيك من النظر‬
‫إليهما إل برحمة ورقة‪ ،‬ول ترفع صوتك فوق أصواتهما‪ ،‬ول يدك فوق‬
‫أيديهما ول تقدم قدامهما )‪ .(4‬بيان‪ " :‬وبالوالدين إحسانا " أي وأحسنوا‬
‫بهما إحسانا " أن تحسن صحبتهما " أي بالملطفة‪ ،‬وحسن البشر‪،‬‬
‫وطلقة الوجه‪ ،‬والتواضع‪ ،‬والترحم وغيرها مما يوجب سرورهما‪ ،‬وفي‬
‫إلحاق الجداد والجدات بهما نظر " وإن كانا مستغنيين " أي يمكنهما‬
‫تحصيل ما احتاجا إليه بمالهما‪ " .‬لن تنالوا البر " ظاهر الخبر أن المراد‬
‫بالبر في الية بر الوالدين‪ ،‬ويمكن أن يكون المراد أعم منه ويكون إيرادها‬
‫لشمولها بعمومها له‪ ،‬وعلى التقديرين الستشهاد إما لصل البر أو لن‬
‫إطلق الية شامل للنفاق قبل السؤال وحال الغنى لعدم التقييد فيها بالفقر‬
‫والسؤال‪ ،‬فل حاجة إلى ما تكلفه بعض الفاضل حيث قال‪ :‬كأن الستشهاد‬
‫بالية الكريمة أنه على تقدير استغنائهما عنه ل ضرورة داعية إلى قضاء‬
‫حاجتهما كما أنه ل ضرورة داعية إلى النفاق من المحبوب‪ ،‬إذ بالنفاق‬
‫من غير المحبوب أيضا يحصل المطلوب إل أن ذلك لما كان شاقا على‬
‫النفس‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .92 :‬أسرى‪ (3) .23 :‬ل تمل خ ظ‪ (4) .‬الكافي ج ‪.157 :2‬‬
‫]‪[41‬‬

‫فل ينال البر إل به فكذلك ل ينال بر الوالدين إل بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما قبل‬
‫أن يسأله وإن استغنيا عنه فانه أشق على النفس لستلزامه التفقد الدائم‪.‬‬
‫ووجه آخر وهو أن سرور الوالدين بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما أكثر منه‬
‫بقضائها بعد الطلب كما أن سرور المنفق عليه بانفاق المحبوب أكثر منه‬
‫بانفاق غيره انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬سيأتي برواية الكليني والعياشي‪ :‬أن في قراءة‬
‫أهل البيت عليهم السلم " ما تنفقون " بدون " من " فالطلق بل العموم‬
‫أظهر ويمكن أن يقال على تقدير تعميم البر كما هو المشهور أنه استفيد‬
‫من الية أن الرجل ل يبلغ درجة البرار إل إذا أنفق جميع ما يحب ولم‬
‫يذكر ال المنفق عليهم وقد ثبت أن الوالدين ممن تجب نفقته فلبد من‬
‫إنفاق كل محبوب عليهم سألوا أم لم يسألوا‪ .‬قال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ (1) -‬البر‬
‫أصله من السعة ومنه البر خلف البحر‪ ،‬والفرق بين البر والخير أن البر‬
‫هو النفع الواصل إلى الغير ابتداء مع القصد على ذلك‪ ،‬و الخير يكون خيرا‬
‫وإن وقع عن سهو‪ ،‬وضد البر العقوق‪ ،‬وضد الخير الشر أي لن تدركوا بر‬
‫ال لهل الطاعة‪ .‬واختلف في البر هنا فقيل هو الجنة عن ابن عباس‬
‫وغيره‪ ،‬وقيل هو الثواب في الجنة‪ ،‬وقيل هو الطاعة والتقوى‪ ،‬وقيل معناه‬
‫لن تكونوا أبرارا أي صالحين أتقياء " حتى تنفقوا مما تحبون " أي حتى‬
‫تنفقوا المال‪ .‬وإنما كنى بهذا اللفظ عن المال لن جميع الناس يحبون‬
‫المال‪ .‬وقيل معناه ما تحبون من نفائس أموالكم دون رذالها كقوله سبحانه‬
‫" ول تيمموا الخبيث منه تنفقون " )‪ (2‬وقيل هو الزكاة الواجبة‪ ،‬وما‬
‫فرضه ال في الموال عن ابن عباس وقيل هو جميع ما ينفقه المرء في‬
‫سبيل الخيرات‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬دلهم سبحانه بهذه الية على الفتوة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫لن تنالوا بري‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 473 :2‬و ‪ (2) .474‬البقرة‪.268 :‬‬

‫]‪[42‬‬

‫بكم إل ببركم إخوانكم‪ ،‬والنفاق عليهم من مالكم وجاهكم وما تحبون‪ ،‬فإذا فعلتم‬
‫ذلك نالكم بري وعطفي‪ " .‬وما تنفقوا من شئ فان ال به عليم " فيه‬
‫وجهان‪ :‬أحدهما أن تقديره و ما تنفقوا من شئ فان ال يجازيكم به قل أو‬
‫كثر‪ ،‬لنه عليم ل يخفى عليه شئ منه والخر أن تقديره فانه بعلمه ال‬
‫موجودا على الحد الذي تفعلونه من حسن النية أو قبحها‪ .‬فان قيل‪ :‬كيف‬
‫قال سبحانه ذلك والفقير ينال الجنة وإن لم ينفق‪ ،‬قيل‪ :‬الكلم خرج مخرج‬
‫الحث على النفاق‪ ،‬وهو مقيد بالمكان‪ ،‬وإنما اطلق على سبيل المبالغة في‬
‫الترغيب والولى أن يكون المراد لن تنالوا البر الكامل الواقع على أشرف‬
‫الوجوه حتى تنفقوا مما تحبون انتهى‪ " .‬قال إن أضجراك " " قال " كلم‬
‫الراوي وفاعله المام‪ ،‬أو كلم المام و فاعله هو ال تعالى‪ ،‬وكذا " قال ‪-‬‬
‫و ‪ -‬قل " و " قال إن ضرباك " وما بعدهما يحتملهما وقيل " قال " في "‬
‫قال إن أضجراك " كلم الراوي وجواب " أما " " إن أضجراك " بتقدير‬
‫فقال فيه إن أضجراك‪ ،‬إذ ل يجوز حذف الفاء في جواب أما‪ .‬وقيل‪ :‬الف‬
‫في الصل وسخ الظفار‪ ،‬ثم استعمل فيما يستقذر ثم في الضجر وقيل معناه‬
‫الحتقار‪ .‬وقال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ :(1) -‬روي عن الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليهم السلم قال‪ :‬لو علم ال لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين‬
‫من " اف " لتى به‪ ،‬وفي رواية اخرى عنه عليه السلم قال‪ :‬أدنى‬
‫العقوق اف ولو علم ال شيئا أيسر منه وأهون منه لنهى عنه فالمعنى ل‬
‫تؤذهما بقليل ول كثير‪ " .‬ول تنهرهما " أي ل تزجرهما باغلظ وصياح‪،‬‬
‫وقيل معناه ل تمتنع من شئ أراداه منك كما قال " وأما السائل فل تنهر "‬
‫)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .409‬الضحى‪.9 :‬‬

‫]‪[43‬‬

‫" وقل لهما قول كريما "‪ :‬وخاطبهما بقول رفيق لطيف حسن جميل‪ ،‬بعيد عن اللغو‬
‫والقبيح يكون فيه كرامة لهما " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة "‬
‫أي وبالغ في التواضع والخضوع لهما قول وفعل‪ ،‬برا بهما وشفقة لهما‪،‬‬
‫والمراد بالذل ههنا اللين والتواضع‪ ،‬دون الهوان من " خفض الطائر‬
‫جناحه " إذا ضم فرخه إليه فكأنه سبحانه قال‪ :‬ضم أبويك إلى نفسك كما‬
‫كانا يفعلن بك وأنت صغير‪ ،‬وإذا وصفت العرب إنسانا بالسهولة وترك‬
‫الباء‪ ،‬قالوا‪ :‬هو خافض الجناح انتهى‪ .‬وقال البيضاوي " واخفض لهما "‬
‫أي تذلل لهما وتواضع فيهما‪ ،‬جعل للذل جناحا وأمر بخفضها مبالغة وأراد‬
‫جناحه كقوله " واخفض جناحك للمؤمنين " )‪ (1‬وإضافته إلى الذل للبيان‬
‫والمبالغة كما اضيف حاتم إلى الجود‪ ،‬والمعنى‪ :‬واخفض لهما جناحك‬
‫الذليل وقرئ الذل بالكسر وهو النقياد انتهى‪ .‬والضجر والتضجر التبرم‪،‬‬
‫قوله " ل تمل " الظاهر ل تمل بالهمز كما في مجمع البيان وتفسير‬
‫العياشي وأما على نسخ الكتاب فلعله ابدلت الهمزة حرف علة ثم حذفت‬
‫بالجازم فهو بفتح اللم المخففة‪ .‬ولعل الستثناء في قوله ال برحمة‬
‫منقطع‪ ،‬والمراد بملء العينين حدة النظر والرقة رقة القلب‪ ،‬وعدم رفع‬
‫الصوت نوع من الدب كما قال تعالى " ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت‬
‫النبي " )‪ .(2‬و " ل يدك فوق أيديهما " الظاهر أن المراد أن عند التكلم‬
‫معهما ل ترفع يدك فوق أيديهما كما هو الشائع عند العرب أن عند التكلم‬
‫يبسطون أيديهم ويحركونها‪ .‬وقال الوالد قدس ال روحه‪ :‬المراد أنه إذا‬
‫أنلتهما شيئا فل تجعل يدك فوق أيديهما وتضع شيئا في يدهما‪ ،‬بل ابسط‬
‫يدك حتى يأخذا منها فانه أقرب إلى الدب وقيل المعنى ل تأخذ أيديهما إذا‬
‫أرادا ضربك‪ " .‬ول تقدم قدامهما " أي في المشي أو في المجالس أيضا‪.‬‬
‫ثم اعلم أنه ل ريب في أن رعاية تلك المور من الداب الراجحة‪ ،‬لكن‬

‫)‪ (1‬الحجر‪ (2) .88 :‬الحجرات‪.10 :‬‬

‫]‪[44‬‬

‫الكلم في أنها هل هي واجبة أو مستحبة ؟ وعلى الول هل تركها موجب للعقوق أم‬
‫ل‪ ،‬بحيث إذا قال لهما اف خرج من العدالة واستحق العقاب فالظاهر أنه‬
‫بمحض إيقاع هذه المور نادرا ل يسمى عاقا ما لم يستمر زمان ترك‬
‫برهما‪ ،‬ولم يكونا راضيين عنه‪ ،‬لسوء أفعاله وقلة احترامه لهما‪ ،‬بل ل‬
‫يبعد القول بأن هذه المور إذا لم يصر سببا لحزنهما‪ ،‬ولم يكن الباعث‬
‫عليها قلة اعتنائه بشأنهما‪ ،‬واستخفافهما لم تكن حراما بل هي من الداب‬
‫المستحبة‪ ،‬وإذا صارت سبب غيظهما واستمر على ذلك يكون عاقا وإذا‬
‫رجع قريبا وتداركهما بالحسان وأرضاهما‪ ،‬لم تكن في حد العقوق ول تعد‬
‫من الكبائر‪ .‬ويؤيده ما رواه الصدوق في الصحيح )‪ (1‬قال‪ :‬سأل عمر بن‬
‫يزيد أبا عبد ال عليه السلم عن إمام ل بأس به‪ ،‬في جميع اموره عارف‪،‬‬
‫غير أنه يسمع أبويه الكلم الغليظ الذي يغيظهما أقرأ خلفه ؟ قال‪ :‬ل تقرأ‬
‫خلفه ما لم يكن عاقا قاطعا‪ ،‬والحوط ترك الجميع وسيأتي الخبار في ذلك‬
‫إنشاء ال‪ - 4 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سيف‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يأتي يوم القيامة شئ مثل الكبة فيدفع في‬
‫ظهر المؤمن فيدخله الجنة‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا البر )‪ .(2‬بيان‪ " :‬مثل الكبة " أي‬
‫الدفعة والصدمة‪ ،‬أو مثل كبة الغزل في الصغر‪ ،‬أو مثل البعير في الكبر‪.‬‬
‫قال الفيروز آبادي )‪ (3‬الكبة الدفعة في القتال والجري‪ ،‬والحملة في الحرب‬
‫والزحام‪ ،‬والصدمة بين الجبلين )‪ (4‬ومن الشتاء شدته ودفعته والرمي في‬
‫الهوة وبالضم الجماعة‪ ،‬والجروهق من الغزل والبل العظيمة والثقل‪.‬‬

‫)‪ (1‬فقيه من ل يحضره الفقيه‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪) ،248‬ط ‪ -‬النجف ‪ -‬تحت الرقم ‪ 24‬من‬
‫باب الجماعة وفضلها‪ (2) .‬الكافي ج ‪ (3) .158 :2‬القاموس ج ‪.121 :1‬‬
‫)‪ (4‬بين الخيلين‪ ،‬هو الصحيح‪.‬‬

‫]‪[45‬‬
‫وقال الجزري‪ :‬الكبة بالضم الجماعة من الناس وغيرهم )‪ (1‬فيه وإياكم و كبة‬
‫السوق أي جماعة السوق‪ ،‬والكبة بالفتح شدة الشئ ومعظمه‪ ،‬وكبة النار‬
‫صدمتها‪ ،‬وكأن فيه تصحيفا ولم أجده في غير الكتاب‪ ،‬والبر يحتمل العم‬
‫من بر الوالدين‪ - 5 .‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪،‬‬
‫عن منصور بن حازم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬أي العمال‬
‫أفضل ؟ قال‪ :‬الصلة لوقتها‪ ،‬وبر الوالدين والجهاد في سبيل ال )‪.(2‬‬
‫بيان‪ " :‬لوقتها " أي لوقت فضلها‪ - 6 .‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن أبي الحسن موسى عليه‬
‫السلم قال‪ :‬سأل رجل رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما حق الوالد على‬
‫ولده ؟ قال‪ :‬ل يسميه باسمه‪ ،‬ول يمشي بين يديه‪ ،‬ول يجلس قبله‪ ،‬ول‬
‫يستسب له )‪ .(3‬تبيان‪ " :‬أن ل يسميه باسمه " لما فيه من التحقير‪،‬‬
‫وترك التعظيم والتوقير عرفا بل يسميه بالكنية لما فيها من التعظيم عند‬
‫العرب‪ ،‬أو اللقاب المشتملة على التعظيم أو اللطف والكرام كقوله‪ :‬يا أبه‬
‫وقال أبي أو والدي ونحو ذلك " ول يجلس قبله " أي زمانا أو رتبة‪،‬‬
‫والول أظهر‪ ،‬ويحتمل التعميم وإن كان بعيدا‪ " .‬ول يستسب له " أي ل‬
‫يفعل ما يصير سببا لسب الناس له‪ ،‬كأن يسبهم أو آباءهم‪ ،‬وقد يسب‬
‫الناس والد من يفعل فعل شنيعا قبيحا‪ .‬وفي روضة الكافي )‪ (4‬في حديث‬
‫عرض الخيل أن رسول ال صلى ال عليه وآله لعن جماعة إلى أن قال‪" :‬‬
‫ومن لعن أبويه ؟ فقال رجل‪ :‬يا رسول ال أيوجد رجل‬

‫)‪ (1‬في المصدر ج ‪ 4‬ص ‪ :3‬ومنه حديث ابن مسعود‪ :‬أنه رأى جماعة ذهبت‬
‫فرجعت فقال‪ .‬اياكم وكبة السوق‪ ،‬فانها كبة الشيطان أي جماعة السوق‪.‬‬
‫)‪ (2‬الكافي ج ‪ (3) .158 :2‬المصدر نفسه‪ (4) .‬الكافي ج ‪.71 :8‬‬

‫]‪[46‬‬

‫يلعن أبويه ؟ فقال‪ :‬نعم يلعن آباء الرجال وامهاتهم فيلعنون أبويه " وهذان‬
‫الحديثان مرويان في طرق العامة أيضا‪ .‬قال في النهاية في حديث أبي‬
‫هريرة ل تمشين أمام أبيك‪ ،‬ول تجلس قبله‪ ،‬ول تدعه باسمه‪ ،‬ول تستسب‬
‫له‪ :‬أي ل تعرضه للسب وتجره إليه بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة‬
‫لك‪ ،‬وقد جاء مفسرا في الحديث الخر‪ :‬إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل‬
‫والديه‪ ،‬قيل‪ :‬وكيف يسب والديه ؟ قال‪ :‬يسب الرجل فيسب أباه وامه انتهى‬
‫)‪ .(1‬وأقول‪ :‬مع قطع النظر عن هذا الخبر العامي‪ ،‬هل يمكن الحكم بأن من‬
‫فعل ذلك فعل كبيرة باعتبار أن سب الب كبيرة ؟ الظاهر العدم لن سب‬
‫الغير إذا لم ينته إلى الفحش ل يعلم كونه كبيرة‪ ،‬وليس هذا سب الب‬
‫حقيقة‪ ،‬بل الظاهر أن السناد على المبالغة والمجاز‪ ،‬وفعل السبب ليس‬
‫حكمه حكم المسبب إل إذا كان السبب بحيث ل يتخلف عنه المسبب كضرب‬
‫العنق بالنسبة إلى القتل مع أن الرواية ضعيفة يشكل الستدلل بها على‬
‫مثل هذا الحكم‪ ،‬وكذا خبر الروضة ضعيفة على المشهور مع أن الستدلل‬
‫باللعن على كونه كبيرة مشكل‪ ،‬نعم ظاهره التحريم وإن ورد في‬
‫المكروهات أيضا‪ - 7 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن‬
‫الحكم بن مسكين‪ ،‬عن محمد ابن مروان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين‪ :‬يصلي عنهما‪ ،‬ويتصدق‬
‫عنهما‪ ،‬ويحج عنهما‪ ،‬ويصوم عنهما‪ ،‬فيكون الذي صنع لهما‪ ،‬وله مثل‬
‫ذلك ; فيزيده ال عزوجل ببره وصلته )‪ (2‬خيرا كثيرا )‪ .(3‬ايضاح‪" :‬‬
‫يصلي عنهما " بيان للبر بعد الوفاة‪ ،‬فكأنه قيل‪ :‬كيف يبرهما بعد موتهما ؟‬
‫قال‪ :‬يصلي عنهما قضاء أو نافلة‪ ،‬وكذا الحج والصوم‪ ،‬ويمكن‬

‫)‪ (1‬النهاية ج ‪ 2‬ص ‪ ،140‬وراجع سنن ابى داود ج ‪ (2) .629 :2‬صلته‪ ،‬خ ل‪) .‬‬
‫‪ (3‬الكافي ج ‪.159 :2‬‬

‫]‪[47‬‬

‫شموله لستيجارها من مال الميت أو من ماله‪ ،‬فيجب قضاء الصلة والصوم على‬
‫أكبر الولد‪ ،‬وستأتي تفاصيل ذلك إنشاء ال في محله‪ .‬ويدل على أن ثواب‬
‫هذه العمال وغيرها يصل إلى الميت وهو مذهب علمائنا‪ .‬وأما العامة فقد‬
‫اتفقوا على أن ثواب الصدقة يصل إليه واختلفوا في عمل البدان فقيل‬
‫يصل قياسا على الصدقة‪ ،‬وقيل ل يصل لقوله تعالى " وأن ليس للنسان‬
‫إل ما سعى " )‪ (1‬إل الحج لن فيه شائبة عمل البدن وإنفاق المال‪ ،‬فغلب‬
‫المال‪ .‬قوله‪ " :‬فيزيده ال " أي يعطى ثوابان‪ :‬ثواب لصل العمل‪ ،‬وثواب‬
‫آخر كثير للبر في الدنيا والخرة‪ - 8 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا عليه السلم‪:‬‬
‫أدعو لوالدي إذا كانا ل يعرفان الحق ؟ قال‪ :‬ادع لهما وتصدق عنهما وإن‬
‫كانا حيين ل يعرفان الحق فدارهما‪ ،‬فان رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬إن ال بعثني بالرحمة ل بالعقوق )‪ .(2‬تبيين‪ :‬يدل على جواز الدعاء‬
‫والتصدق للوالدين المخالفين للحق بعد موتهما والمداراة معهما في‬
‫حياتهما والثاني قد مر الكلم فيه وأما الول فيمكن انتفاعهما بتخفيف‬
‫عذابهما‪ .‬وقد ورد الحج عن الوالد إن كان ناصبا وعمل به أكثر الصحاب‬
‫بحمل الناصب على المخالف‪ ،‬وأنكر إبن إدريس النيابة عن الب أيضا‬
‫ويمكن حمل الخبر على المستضعف لن الناصب المعلن لعداوة أهل البيت‬
‫عليهم السلم كافر بل ريب‪ ،‬والمخالف غير المستضعف أيضا مخلد في‬
‫النار اطلق عليه الكافر والمشرك في الخبار المستفيضة‪ ،‬واسم النفاق في‬
‫كثير منها‪ ،‬وقد قال سبحانه في شأن المنافقين " ل تصل على أحد منهم‬
‫مات أبدا ول تقم على قبره إنهم كفروا بال ورسوله وماتوا وهم فاسقون‬
‫" )‪ (3‬وقال المفسرون‬

‫)‪ (1‬النجم‪ (2) .39 :‬الكافي ج ‪ (3) .159 :2‬براءة‪.84 :‬‬

‫]‪[48‬‬

‫" ول تقم على قبره " أي ل تقف على قبره للدعاء‪ ،‬وقال في شأن المشركين " ما‬
‫كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من‬
‫بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم * وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل‬
‫عن موعدة وعدها إياه فلما تبين أنه عدو ل تبرأ منه )‪ " (1‬فان التعليل‬
‫بقوله " من بعد ما تبين " يدل على عدم جواز الستغفار لمن علم أنه من‬
‫أهل النار‪ ،‬وإن لم يطلق عليهم المشرك وكون المخالفين من أهل النار‬
‫معلوم بتواتر الخبار وكذا قوله " فلما تبين أنه عدو ل " يدل على عدم‬
‫جواز الستغفار لهم‪ ،‬لنه ل شك أنهم أعداء ال‪ .‬فإن قيل‪ :‬استغفار إبراهيم‬
‫لبيه يدل على استثناء الب‪ ،‬قلت‪ :‬المشهور بين المفسرين أن استغفار‬
‫إبراهيم عليه السلم كان بشرط اليمان‪ ،‬لنه كان وعده أن يسلم فلما مات‬
‫على الكفر وتبين عداوته ل تبرأ منه وقيل الموعدة كان من إبراهيم لبيه‬
‫قال له إني لستغفر لك ما دمت حيا وكان يستغفر له مقيدا بشرط اليمان‬
‫فلما أيس من إيمانه تبرأ منه‪ .‬وأما قوله عليه السلم في سورة مريم "‬
‫سلم عليك سأستغفر لك ربي " )‪ (2‬فقال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ :-‬سلم توديع‬
‫وهجر على ألطف الوجوه‪ ،‬وهو سلم متاركة ومباعدة منه وقيل سلم‬
‫إكرام وبر‪ ،‬تأدية لحق البوة‪ .‬وقال في " سأستغفر لك " فيه أقوال‪ :‬أحدها‬
‫أنه إنما وعده الستغفار على مقتضى العقل ولم يكن قد استقر بعد قبح‬
‫الستغفار للمشركين وثانيها أنه قال " سأستغفر لك " على ما يصح‬
‫ويجوز من تركك عبادة الوثان وإخلص العبادة ل وثالثها أن معناه أدعو‬
‫ال أن ل يعذبك في الدنيا انتهى )‪ .(3‬وأقول‪ :‬لو تمت دللة الية لدلت على‬
‫جواز الستغفار والدعاء لغير الب أيضا من القارب لنه على المشهور‬
‫بين المامية لم يكن آزر أباه عليه السلم بل كان عمه و‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (2) .113 :‬مريم‪ (3) .47 :‬مجمع البيان ج ‪.517 :6‬‬

‫]‪[49‬‬
‫الخبار تدل على ذلك‪ .‬ثم إن من جوز الصلة )‪ (1‬على المخالف من أصحابنا صرح‬
‫بأنه يلعنه في الرابعة أو يترك‪ ،‬ولم يذكروا الدعاء للوالدين‪ .‬وقال الصدوق‬
‫رضي ال عنه‪ :‬إن كان المستضعف منك بسبيل فاستغفر له على وجه‬
‫الشفاعة ل على وجه الولية‪ ،‬لرواية الحلبي عن الصادق عليه السلم‪،‬‬
‫وفي مرسل ابن فضال عنه‪ :‬الترحم على جهة الولية والشفاعة كذا قال في‬
‫الذكرى‪ .‬وأقول‪ :‬هذا يؤيد الحمل على المستضعف وأما الستدلل بالية‬
‫المتقدمة على جواز السلم على الب إذا كان مشركا فل يخفى ما فيه‪ :‬أما‬
‫أول فلما عرفت أنه لم يكن أبا إل أن يستدل بالطريق الولى فيدل على‬
‫العم من الوالدين‪ ،‬وأما ثانيا فلما عرفت من أن بعضهم بل أكثرهم حملوه‬
‫على سلم المتاركة والمهاجرة‪ ،‬نعم يمكن إدخاله في المصاحبة بالمعروف‬
‫مع ورود تجويز السلم على الكافر مطلقا كما سيأتي في بابه إنشاء ال‪9 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال من أبر ؟ قال‪ :‬امك قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪ :‬امك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪:‬‬
‫امك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪ :‬أباك )‪ .(2‬تبيان‪ :‬استدل به على أن للم ثلثة‬
‫أرباع البر‪ ،‬وقيل ل يفهم منه إل المبالغة في بر الم‪ ،‬ول يظهر منه مقدار‬
‫الفضل‪ ،‬ووجه الفضل ظاهر لكثرة مشقتها وزيادة تعبها وآيات لقمان أيضا‬
‫تشعر بذلك كما عرفت‪ .‬واختلف العامة في ذلك فالمشهور عن مالك أن الم‬
‫والب سواء في ذلك و قال بعضهم تفضيل الم مجمع عليه‪ ،‬وقال بعضهم‬
‫للم ثلثا البر لما رواه مسلم أنه قال رجل‪ :‬يا رسول ال من أحق الناس‬
‫بحسن الصحبة ؟ قال امك‪ ،‬ثم امك‪ ،‬ثم أبوك‪ .‬وقال بعضهم ثلثة أرباع البر‬
‫لما رواه مسلم أيضا أنه قال رجل‪ :‬يا رسول ال من أحق بحسن الصحبة ؟‬
‫قال امك قال‪ :‬ثم من ؟ قال امك ؟ قال‪ :‬ثم‬

‫)‪ (1‬يعنى صلة الجنازة‪ (2) .‬الكافي ج ‪.159 :2‬‬

‫]‪[50‬‬

‫من ؟ قال امك‪ :‬قال ثم من ؟ قال أبوك‪ .‬وقال الشهيد طيب ال رمسه بعد إيراد‬
‫مضمون الروايتين فقال بعض العلماء‪ :‬هذا يدل على أن للم إما ثلثي الب‬
‫على الرواية الولى أو ثلثة أرباعه على الثانية وللب إما الثلث أو الربع‬
‫فاعترض بعض المستطيعين بأن هنا سؤالت‪ .‬الول أن السؤال ‍ب " أحق "‬
‫عن أعلى رتب البر فعرف الرتبة العالية ثم سأل عن الرتبة التي تليها‬
‫بصيغة " ثم " التي هي للتراخي الدالة على نقص رتبة الفريق الثاني عن‬
‫الفريق الول في البر‪ ،‬فلبد أن تكون رتبة الثانية أخفض من الولى وكذا‬
‫الثالثة أخفض من الثانية فل تكون رتبة الب مشتملة على ثلث البر وإل‬
‫لكانت الرتب مستوية‪ ،‬وقد ثبت أنها مختلفة‪ ،‬فتصيب الب أقل من الثلث‬
‫قطعا أو أقل من الربع قطعا فل يكون ذلك الحكم صوابا‪ .‬الثاني‪ :‬أن حرف‬
‫العطف تقتضي المغايرة‪ ،‬لمتناع عطف الشئ على نفسه‪ ،‬وقد عطف الم‬
‫على الم‪ .‬الثالث‪ :‬أن السائل إنما سأل ثانيا عن غير الم فكيف يجاب‬
‫بالم ؟ والجواب يشترط فيه المطابقة‪ .‬وأجاب ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬عن هذين بأن‬
‫العطف هنا محمول على المعنى كأنه لما اجيب أول بالم قال‪ :‬فلمن أتوجه‬
‫ببري بعد فراغي منها ؟ فقيل له للم وهي مرتبة ثانية‪ ،‬دون الولى كما‬
‫ذكرنا أول‪ ،‬فالم المذكورة ثانيا هي المذكورة أول بحسب الذات‪ ،‬وإن كانت‬
‫غيرها بحسب الغرض‪ ،‬وهو كونها في الرتبة الثانية من البر‪ ،‬فإذا تغايرت‬
‫العتبارات جاز العطف مثل زيد أخوك وصاحبك ومعلمك‪ ،‬وأعرض عن‬
‫الول كأنه يرى أن ل يجاب عنه‪ ،‬ثم يحتج به‪ .‬قلت‪ :‬قوله " السؤال بأحق‬
‫" ليس عن أكثر الناس استحقاقا بحسن الصحابة بل عن أعلى رتب‬
‫الصحابة‪ ،‬فالعلو منسوب إلى المبرور على تفسيره حسن الصحابة بالبر ل‬
‫إلى نفس البر‪ ،‬مع أن قوله بنقص الفريق الثاني عن الفريق الول مناف‬
‫لكلمه الول إن أراد بالفريق المبرورين‪ ،‬وإن أراد بالفريق المبر‪ ،‬ورد‬
‫عليه‬

‫]‪[51‬‬

‫العتراض الول‪ .‬وقوله الرتبة الثانية أخفض من الولى مبني على أمرين فيهما‬
‫منع أحدهما أن أحق هنا للزيادة على من فضل عليه ل للزيادة مطلقا كما‬
‫تقرر في العربية من احتمال المعنيين‪ ،‬والثاني أن " ثم " لما أتى بها‬
‫السائل للتراخي كانت في كلم النبي صلى ال عليه وآله للتراخي‪ .‬ومن‬
‫الجائز أن تكون للزيادة المطلقة بل هذا أرجح بحسب المقام لنه ل يجب بر‬
‫الناس بأجمعهم‪ ،‬بل ل يستحب لن منهم البر والفاجر‪ ،‬فكأنه سأل عمن له‬
‫حق في البر فاجيب بالم ثم سأل عمن له حق بعدها فاجيب بها منبها على‬
‫أنه لم يفرغ من برها بعد‪ ،‬لن قوله " ثم من " صريح في أنه إذا فرغ من‬
‫حقها في البر لمن يبر ؟ فنبه على أنك لم تفرغ من برها بعد‪ ،‬فانها الحقيقة‬
‫بالبر‪ ،‬فأفاده الكلم الثاني المر ببرها كما أفاده الكلم الول وأنها حقيقة‬
‫بالبر مرتين‪ ،‬ول يلزم من إتيان السائل بثم الدالة على التراخي كون البر‬
‫الثاني أقل من البر الول‪ ،‬لنه بناه على معتقده من الفراغ من البر‪ ،‬ثم ظن‬
‫الفراغ من البر فاجيب بأنك لم تفرغ من البر بعد‪ ،‬بل عليك ببرها فانها‬
‫حقيقة به‪ ،‬فكأنه أمره ببرها مرتين‪ ،‬وببر الب مرة في الرواية الولى‪،‬‬
‫وأمره ببرها ثلثا وببر الب مرة في الرواية الثانية‪ ،‬وذلك يقتضي أن‬
‫يكون للب مرة من ثلث أو مرة من أربع‪ ،‬و ظاهر أن تلك الثلث أو الربع‬
‫وبهذا يندفع السؤالن الخران لنه ل عطف هنا إل في كلم السائل‪ .‬سلمنا‬
‫أن أحق للفضلية على من اضيفت إليه‪ ،‬وأن من جملة من اضيفت إليه‬
‫الب‪ ،‬لكن نمنع أن الحقية الثانية ناقصة عن الولى‪ ،‬لنه إنما استفدنا‬
‫نقصها من إتيان السائل بثم معتقدا أن هناك رتبة دون هذه فسأل عنها‪،‬‬
‫فأجاب النبي صلى ال عليه وآله بقوله " امك " وكلمه صلى ال عليه‬
‫وآله في قوة‪ :‬أحق الناس بحسن صحابتك امك أحق الناس بحسن صحابتك‬
‫امك‪ .‬فظاهر أن هذه العبارة ل تفيد إل مجرد التوكيد ل أن الثاني أخفض‬
‫من‬

‫]‪[52‬‬

‫الول‪ .‬فالحاصل على التقديرين‪ :‬المر ببر الم مرتين أو ثلثا والمر ببر الب مرة‬
‫واحدة‪ ،‬سواء قلنا أن أحق بالمعنى الول أو بالمعنى الثاني‪ ،‬انتهى كلمه‬
‫رفع مقامه‪ - 10 .‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن سالم‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أتى رجل رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫إني راغب في الجهاد نشيط‪ ،‬قال فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬فجاهد‬
‫في سبيل ال فإنك إن تقتل تكن حيا عند ال ترزق‪ ،‬وإن تمت فقد وقع‬
‫أجرك على ال‪ ،‬وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول‬
‫ال ! إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان‬
‫خروجي ؟ ! فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬فقر مع والديك فو الذي‬
‫نفسي بيده لنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫المصباح نشط في عمله من باب تعب‪ :‬خف وأسرع‪ ،‬فهو نشيط " تكن حيا‬
‫" إشارة إلى قوله تعالى في آل عمران " ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل‬
‫ال أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " )‪ (2‬قوله " فقد وقع أجرك "‬
‫إشارة إلى قوله سبحانه في سورة النساء " ومن يخرج من بيته مهاجرا‬
‫إلى ال ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على ال " )‪ (3‬قال‬
‫البيضاوي‪ :‬الوقوع والوجوب متقاربان و المعنى ثبت أجره عند ال ثبوت‬
‫المر الواجب انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يشعر الخبر بأن المراد بالمهاجرة ما يشمل‬
‫الجهاد أيضا‪ " .‬فقر " بتثليث القاف من القرار ويدل على أن أجر القيام‬
‫على الوالدين طلبا لرضاهما يزيد على أجر الجهاد‪ ،‬وإطلقه يشمل الوالدين‬
‫الكافرين وقيد الصحاب توقف الجهاد على إذن الوالدين بعدم تعينه عليه‪،‬‬
‫إذ ل يعتبر إذنهما‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ (2) .16 :2‬آل عمران‪ (3) .169 :‬النساء‪.100 :‬‬

‫]‪[53‬‬
‫في الواجبات العينية‪ ،‬ول طاعة لمخلوق في معصية الخالق‪ - 11 .‬كا‪ :‬عن العدة‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن معاوية بن وهب عن زكريا بن‬
‫إبراهيم قال‪ :‬كنت نصرانيا فأسلمت وحججت‪ ،‬فدخلت على أبي ‪ -‬عبد ال‬
‫عليه السلم فقلت إني كنت على النصرانية وإني أسلمت فقال‪ :‬وأي شئ‬
‫رأيت في السلم ؟ قلت قول ال عزوجل " ما كنت تدري ما الكتاب ول‬
‫اليمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء " )‪ (1‬فقال‪ :‬لقد هداك ال ثم‬
‫قال اللهم اهده ‪ -‬ثلثا سل عما شئت يا بني فقلت إن أبي وامي على‬
‫النصرانية وأهل بيتي‪ ،‬وامي مكفوفة البصر فأكون معهم‪ ،‬وآكل في‬
‫آنيتهم ؟ فقال‪ :‬يأكلون لحم الخنزير ؟ فقلت ل‪ ،‬ول يمسونه‪ ،‬فقال ل بأس‬
‫فانظر امك فبرها فإذا ماتت فل تكلها إلى غيرك كن أنت الذي تقوم بشأنها‪،‬‬
‫ول تخبرن أحدا أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إنشاء ال قال‪ :‬فأتيته بمنى‬
‫والناس حوله كأنه معلم صبيان‪ ،‬هذا يسأله وهذا يسأله‪ .‬فلما قدمت الكوفة‬
‫ألطفت لمي وكنت اطعمها وافلي ثوبها ورأسها وأخدمها فقالت لي‪ :‬يا بني‬
‫ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت‬
‫فدخلت في الحنيفية ؟ فقلت‪ :‬رجل من ولد نبينا أمرني بهذا‪ ،‬فقالت‪ :‬هذا‬
‫الرجل هو نبي ؟ فقلت ل ولكنه ابن نبي فقالت يا بني هذا نبي إن هذه‬
‫وصايا النبياء‪ ،‬فقلت‪ :‬يا امه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه‪،‬‬
‫فقالت يا بني دينك خير دين اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في‬
‫السلم وعلمتها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الخرة‪ ،‬ثم‬
‫عرض لها عارض في الليل فقالت‪ :‬يا بني أعد علي ما علمتني ! فأعدته‬
‫عليها‪ ،‬فأقرت به وماتت‪ .‬فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها‪،‬‬
‫وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها )‪ .(2‬تبيين‪ :‬الية هكذا "‬
‫وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا " وقد مر أن‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .52 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.16‬‬

‫]‪[54‬‬

‫المراد به الروح الذي يكون مع النبياء والئمة عليهم السلم‪ .‬وقيل‪ :‬يعني ما اوحي‬
‫إليه وسماه روحا لن القلوب تحيى به‪ ،‬وقيل جبرئيل والمعنى أرسلناه إليك‬
‫بالوحي " ما كنت تدري ما الكتاب ول اليمان " أي قبل الوحي " ولكن‬
‫جعلناه نورا " أي الروح أو الكتاب أو اليمان " نهدي به من نشاء من‬
‫عبادنا " بالتوفيق للقبول والنظر فيه‪ ،‬وبعده " وإنك لتهدي إلى صراط‬
‫مستقيم " و كأن السائل أرجع الضمير في " جعلناه " إلى اليمان‪ ،‬وحمل‬
‫الية على أن اليمان موهبي‪ ،‬وهو بهداية ال تعالى وإن كان بتوسط‬
‫النبياء والحجج عليهم السلم‪ .‬والحاصل أنه عليه السلم لما سأله عن‬
‫سبب إسلمه وقال‪ :‬أي شئ رأيت في السلم من الحجة والبرهان‪ ،‬صار‬
‫سببا لسلمك ؟ فأجاب بأن ال تعالى ألقى الهداية في قلبي وهداني‬
‫للسلم‪ ،‬كما هو مضمون الية الكريمة‪ ،‬فصدقه عليه السلم وقال " ولقد‬
‫هداك ال " ثم قال‪ :‬اللهم اهده‪ :‬أي زد في هدايته أو ثبته عليها " ثلثا "‬
‫أي قال ذلك ثلث مرات‪ " .‬وأهل بيتي " أي هم أيضا على النصرانية‪،‬‬
‫وقوله عليه السلم " ل بأس " يدل على طهارة النصارى بالذات )‪ (1‬وأن‬
‫نجاستهم باعتبار مزاولة النجاسات‪ ،‬ويمكن حمله على أن يأكل معهم‬
‫الشياء الجامدة واليابسة‪ ،‬وربما يؤيد ذلك بعدم ذكر الخمر لنها بعد اليبس‬
‫ل يبقى أثرها في أوانيهم بخلف لحم الخنزير‪ ،‬لبقاء دسومته‪.‬‬

‫)‪ (1‬ل دللة فيه وفى أمثاله على طهارة أهل الكتاب‪ ،‬فان نجاستهم ذاتية‪ ،‬ولكن‬
‫ذاتهم غير سارية حتى يسرى نجاستهم إلى الغير‪ ،‬وانما يسرى منهم‬
‫عرقهم ونخامتهم وبزاقهم وهكذا أبشارهم إذا كانت جربة مثل‪ .‬فإذا علمنا‬
‫عند الملقاة بالرطوبة أن شيئا من ذلك سرت الى الملقى يحكم بنجاسته‬
‫‪ -‬كما في البل الجللة أيضا ‪ -‬وأما إذا لم نعلم بسراية أحد هذه الشياء‬
‫فل يحكم بالنجاسة‪ .‬مثل إذا رأينا أحدا من أهل الكتاب أو المشركين غسل‬
‫يده بالماء والصابون حتى توضأ‪ ،‬فل بأس بأن يصافحه المسلم مع‬
‫الرطوبة‪ ،‬ول يحكم بنجاسة يده‪ ،‬فانا نعلم عند ذلك يقينا ان نجاسة ذاته لم‬
‫تسر الى يد الرجل المصافح له‪.‬‬

‫]‪[55‬‬

‫" فإذا ماتت " ظاهره أن هذا لعلمه عليه السلم بأنها تسلم عند الموت‪ ،‬فهو‬
‫مشتمل على العجاز‪ ،‬وإن احتمل استثناء الوالدين من عدم جواز غسلهم‪،‬‬
‫والصلة عليهم " ول تخبرن أحدا " قيل لعله إنما نهاه عن إخباره باتيانه‬
‫إليه كيل يصرفه بعض رؤساء الضللة عنه‪ ،‬ويدخله في ضللته قبل أن‬
‫يهتدي للحق‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون للتقية لسيما وقد اشتمل الخبر على‬
‫العجاز أيضا وكأنه لذلك طوى حديث اهتدائه في إتيانه الثاني أو الولى‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون ترك ذلك لظهوره من سياق القصة‪ .‬قوله‪ " :‬كأنه معلم‬
‫صبيان " كأن التشبيه في كثرة اجتماعهم وسؤالهم‪ ،‬و لطفه عليه السلم‬
‫في جوابهم‪ ،‬وكونهم عنده بمنزلة الصبيان في احتياجهم إلى المعلم‪ ،‬وإن‬
‫كانوا من الفضلء‪ ،‬وقبولهم ما سمعوا منه من غير اعتراض‪ .‬وفي‬
‫القاموس فل رأسه يفليه كيفلوه بحثه عن القمل كفله‪ ،‬والحنيفية ملة‬
‫السلم لميله عن الفراط والتفريط إلى الوسط‪ ،‬أو الملة البراهيمية لن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله كان ينتسب إليها " يا امه " أصله يا اماه‪- 12 .‬‬
‫كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬وعن العدة‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن ابن مهران جميعا‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن‬
‫عمار بن حيان )‪ (1‬قال‪ :‬خبرت أبا عبد ال عليه السلم ببر إسماعيل ابني‬
‫بي‪ ،‬فقال‪ :‬لقد كنت احبه وقد ازددت له حبا إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله أتته اخت له من الرضاعة‪ ،‬فلما نظر إليها سر بها‪ ،‬وبسط ملحفته‬
‫لها‪ ،‬فأجلسها عليها‪ ،‬ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ثم قامت فذهبت‬
‫وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها‪ ،‬فقيل له يا رسول ال صنعت باخته‬
‫ما لم تصنع به‪ ،‬وهو رجل ؟ فقال‪ :‬لنها كانت أبر بوالديها منه )‪.(2‬‬
‫ايضاح‪ :‬اخته وأخوه صلى ال عليه وآله من الرضاعة هما ولدا حليمة‬
‫السعدية‪ ،‬وفي‬

‫)‪ (1‬قال المؤلف في المرآت‪ :‬المذكور في رجال الشيخ من اصحاب الصادق " ع‬
‫"‪ :‬عمار بن جناب‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.161‬‬

‫]‪[56‬‬

‫إعلم الورى كان له صلى ال عليه وآله أخوان من الرضاعة عبد ال وأنيسة ابنا‬
‫الحارث بن عبد العزى )‪ (1‬ويدل على استحباب زيادة إكرام البر‪- 13 .‬‬
‫كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن ابن‬
‫عميرة عن ابن مسكان‪ ،‬عن إبراهيم بن شعيب قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم إن أبي قد كبر جدا وضعف‪ ،‬فنحن نحمله إذا أراد الحاجة‪ ،‬فقال إن‬
‫استطعت أن تلي ذلك منه فافعل‪ ،‬ولقمه بيدك‪ ،‬فانه جنة لك غدا )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫" أن تلي ذلك " أي بنفسك فانه جنة من النار‪ - 14 .‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن ابن عميرة عن أبي‬
‫الصباح‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬سمعت رجل يقول لبي عبد ال عليه السلم إن لي‬
‫أبوين مخالفين ؟ فقال‪ :‬برهما كما تبر المسلمين ممن يتولنا )‪ .(3‬بيان‪" :‬‬
‫كما تبر المسلمين " بصيغة الجمع‪ ،‬أي للجنبي المؤمن حق اليمان‬
‫وللوالدين المخالفين حق الولدة‪ ،‬فهما متساويان في الحق ويمكن أن يقرأ‬
‫بصيغة التثنية أي كما تبرهما لو كانا مسلمين فيكون التشبيه في أصل البر‬
‫ل في مقداره لكنه بعيد‪ - 15 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬ومحمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن‬
‫عنبسة بن مصعب‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ثلث لم يجعل ال‬
‫عزوجل لحد فيهن رخصة‪ :‬أداء المانة إلى البر والفاجر‪ ،‬والوفاء بالعهد‬
‫للبر والفاجر‪ ،‬وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين )‪ .(4‬بيان‪ :‬يدل على‬
‫وجوب رد ما جعله صاحبه أمينا عليه برا كان صاحبه أو فاجرا والفاجر‬
‫يشمل الكافر ويشعر بعدم التقاص منه‪.‬‬
‫)‪ (1‬اعلم الوى‪ (2) .152 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .162‬المصدر ج ‪(4) .162 :2‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬

‫]‪[57‬‬

‫واختلف الصحاب في الوديعة‪ ،‬ويمكن أن يقال التقاص نوع من الرد لنه يبرئ ذمة‬
‫صاحبه‪ ،‬وسيأتي الكلم فيه في موضعه إنشاء ال‪ .‬وعلى وجوب الوفاء‬
‫بالعهد ومنه الوعد للمؤمن والكافر‪ ،‬لكن ل صراحة في تلك الفقرات‬
‫بالوجوب‪ ،‬والمشهور الستحباب ما لم يكن مشروطا في عقد لزم‪ ،‬و قد‬
‫مر الكلم في الوالدين‪ - 16 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من السنة والبر أن يكنى‬
‫الرجل باسم أبيه )‪ .(1‬تبيان‪ " :‬أن يكنى الرجل " أقول يحتمل وجوها‪:‬‬
‫الول أن يكون المعنى من السنة النبوية أو الطريقة الحسنة والبر‬
‫بالوالدين أن يكني الرجل ولده باسم أبيه‪ ،‬كما إذا كان اسم أبيه محمدا يكنى‬
‫ولده أبا محمد‪ ،‬أو يكون المراد بالتكنية أعم من التسمية‪ .‬الثاني أن يقرأ‬
‫على بناء المفعول أي من السنة والبر بالناس أن يكني المتكلم الرجل باسم‬
‫أبيه بأن يقول له ابن فلن وذلك لنه تعظيم وتكريم للوالد بنسبة ولده إليه‬
‫وإشارة لذكره بين الناس‪ ،‬وتذكير له في قلوب المؤمنين‪ ،‬وربما يدعو له‬
‫من سمع اسمه‪ .‬وفي بعض النسخ " ابنه " بالنون أي يقال له أبو فلن‬
‫آتيا باسم ابنه دون نفسه لن ذكر السم خلف التعظيم‪ ،‬ولسيما حال‬
‫حضور المسمى‪ ،‬وعلى النسختين على هذا الوجه ل يكون الحديث مناسبا‬
‫للباب لنه ليس في بر الوالدين‪ ،‬بل في بر المؤمن مطلقا إل أن يقال إنما‬
‫ذكر هنا لشموله للوالد أيضا إذا خاطبه الولد‪ .‬الثالث أن يقرأ يكني بصيغة‬
‫المعلوم أي يكني عن نفسه باسم أبيه فهو من بره بأبيه على الوجوه‬
‫المتقدمة‪ ،‬كما كان أمير المؤمنين يعبر عن نفسه بذلك كثيرا كقوله عليه‬
‫السلم " وال لبن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي امه " )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬المصدر نفسه‪ (2) .‬نهج البلغة عبده ط مصر ج ‪ 1‬ص ‪.27‬‬

‫]‪[58‬‬

‫‪ - 17‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ :‬وعلي بن محمد‪ ،‬عن صالح بن أبي‬
‫حماد جميعا‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أحمد بن عائذ‪ ،‬عن أبي خديجة‪ ،‬عن معلى‬
‫بن خنيس عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬جاء رجل وسأل النبي صلى‬
‫ال عليه وآله عن بر الوالدين فقال‪ :‬ابرر امك ابرر امك ابرر امك ابرر‬
‫أباك ابرر أباك ابرر أباك‪ ،‬وبدأ بالم قبل الب )‪ .(1‬بيان‪ " :‬ابرر امك " من‬
‫باب علم وضرب‪ ،‬وبدأ بالم أي أشار بالبتداء بالم إلى أفضلية برها‪18 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم عن أبي خديجة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إني ولدت بنتا وربيتها حتى‬
‫إذا بلغت فألبستها و حليتها ثم جئت بها إلى قليب فدفعتها في جوفه‪ ،‬وكان‬
‫آخر ما سمعت منها وهي تقول‪ :‬يا أبتاه ! فما كفارة ذلك ؟ قال ألك ام حية ؟‬
‫قال‪ :‬ل قال‪ :‬فلك خالة حية ؟ قا نعم‪ ،‬قال‪ :‬فابررها فانها بمنزلة الم تكفر‬
‫عنك ما صنعت قال أبو خديجة‪ :‬فقلت لبي عبد ال عليه السلم متى كان‬
‫هذا ؟ قال كان في الجاهلية‪ ،‬وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن‬
‫في قوم آخرين )‪ .(2‬ايضاح‪ :‬في القاموس القليب البئر أو العادية القديمة‬
‫منها‪ ،‬وقوله‪ " :‬وهي تقول " جملة حالية‪ ،‬ومفعول تقول محذوف أي‬
‫وهي تقول ما قالت‪ ،‬أو ضمير راجع إلى " ما " وقوله يا أبتاه خبر كان‪،‬‬
‫ويدل على فضل الم وأقاربها في البر على الب وأقاربه‪ ،‬وعلى فضل البر‬
‫بالخالة من بين أقارب الم‪ ،‬وفيه تفسير الوأد الذي كان في الجاهلية كما‬
‫قال تعالى " وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت " )‪ - 19 .(3‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن بزيع‪ ،‬عن حنان بن سدير عن‬
‫أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر عليه السلم‪ :‬هل يجزي الولد والده ؟ فقال‪:‬‬
‫ليس له جزاء إل في خصلتين يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه‪ ،‬أو‬
‫يكون عليه دين‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .162‬التكوير‪(*) .8 :‬‬

‫]‪[59‬‬

‫فيقضيه عنه )‪ .(1‬بيان‪ " :‬يكون " في الموضعين إما مرفوعان بالستئناف أو‬
‫منصوبان بتقدير " أن "‪ - 20 .‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬أتى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله رجل فقال أني رجل شاب نشيط واحب الجهاد ولي‬
‫والدة تكره ذلك فقال له النبي صلى ال عليه وآله ارجع فكن مع والدتك‪،‬‬
‫فو الذي بعثني بالحق نبيا لنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل ال‬
‫سنة )‪ - 21 .(2‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى بن محمد‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتان‬
‫فل يقضي عنهما دينهما‪ ،‬ول يستغفر لهما‪ ،‬فيكتبه ال عزوجل عاقا‪ ،‬وإنه‬
‫ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما‪ ،‬فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر‬
‫لهما فيكتبه ال عزوجل بارا )‪ .(3‬توضيح‪ :‬يدل على أن البر والعقوق‬
‫يكونان في الحياة وبعد الموت وأن قضاء الدين والستغفار أفضل البر بعد‬
‫الوفاة‪ - 22 .‬كا‪ :‬عن محمد‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن حديد بن حكيم‪،‬‬
‫عن أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أدنى العقوق " اف " ولو علم ال‬
‫عزوجل شيئا أهون منه لنهى عنه )‪ .(4‬بيان‪ " :‬لنهى عنه " إذ معلوم أن‬
‫الغرض النهي عن جميع الفراد فاكتفى بالدنى‪ ،‬ليعلم منه العلى‬
‫بالولوية‪ ،‬كما هو الشائع في مثل هذه العبارة‪ ،‬والف كلمة تضجر‪ ،‬وقد‬
‫أفف تأفيفا إذا قال ذلك‪ ،‬والمراد بعقوق الوالدين ترك الدب لهما‪ ،‬والتيان‬
‫بما يؤذيهما قول وفعل‪ ،‬ومخالفتهما في أغراضهما الجائزة عقل و نقل‪،‬‬
‫وقد عد من الكبائر ودل على حرمته الكتاب والسنة‪ ،‬وأجمع عليها العامة و‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .163‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.348‬‬

‫]‪[60‬‬

‫الخاصة‪ ،‬وقد مر القول في ذلك في باب برهما )‪ - 23 .(1‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬كن بارا واقتصر على الجنة‪ ،‬وإن كنت عاقا ]فظا[‬
‫فاقتصر على النار )‪ .(2‬بيان‪ " :‬فاقتصر على الجنة " أي اكتف بها‪ ،‬وفيه‬
‫تعظيم أجر البر حتى أنه يوجب دخول الجنة‪ ،‬ويفهم منه أنه يكفر كثيرا من‬
‫السيئات‪ ،‬ويرجح عليها في ميزان الحساب‪ - 24 .‬كا‪ :‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي الكوفي‪ ،‬عن عبيس بن هشام‪ ،‬عن صالح الحذاء‪ ،‬عن‬
‫يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة‬
‫كشف غطاء من أغطية الجنة‪ ،‬فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة‬
‫خمسمائة عام‪ ،‬إل صنفا واحدا‪ ،‬قلت‪ :‬من هم ؟ قال‪ :‬العاق لوالديه‪ .‬بيان‪" :‬‬
‫العاق لوالديه " أي لهما‪ ،‬أو لكل منهما‪ ،‬ويدل ظاهرا على عدم دخول‬
‫العاق الجنة‪ ،‬ويمكن حمله على المستحل أو على أنه ل يجد ريحها ابتداء‬
‫وإن دخلها أخيرا أو المراد بالوالدين هنا النبي والمام كما ورد في‬
‫الخبار‪ ،‬أو يحمل على جنة مخصوصة )‪ - 25 .(3‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في‬

‫)‪ (1‬هذه البيانات والتوضيحات منقولة من كتابه مرآت العقول في شرح الكافي‬
‫للعلمة المجلسي رحمة ال عليه‪ ،‬وقد مر شرحه لذلك تحت الرقم ‪- 1‬‬
‫‪ 21‬منقول من الكافي باب البر بالوالدين‪ ،‬وهذا الحديث منقول من الكافي‬
‫باب العقوق‪ ،‬ولذلك يقول قد مر القول في ذلك في باب برهما‪ ،‬وكان‬
‫اللزم على الناقلين أن يسقطوا هذه العبارة في هذا التوضيح‪ (2) .‬الكافي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .348‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.348‬‬
‫]‪[61‬‬

‫سبيل ال فليس فوقه بر‪ ،‬وإن فوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه‪،‬‬
‫فإذا فعل ذلك فليس فوقه عقوق )‪ .(1‬بيان‪ " :‬فوق كل ذي بر بر " البر‬
‫بالكسر مصدر بمعنى التوسع في الصلة والحسان إلى الغير والطاعة‪،‬‬
‫وبالفتح صفة مشبهة لهذا المعنى‪ ،‬ويمكن هنا قراءتهما بالكسر بتقدير‬
‫مضاف في الول أي فوق بر كل ذي بر‪ ،‬أو في الثاني أي ذو بر أو الحمل‬
‫على المبالغة كما في قوله تعالى " ولكن البر من اتقى " )‪ (2‬ويمكن أن‬
‫يقرأ الول بالكسر‪ ،‬والثاني بالفتح‪ ،‬وهو أظهر‪ " .‬حتى يقتل الرجل أحد‬
‫والديه " أي أعم من أن يكون مع قتل الخر أو بدونه أو من غير هذا‬
‫الجنس من العقوق‪ ،‬فل ينافي كون قاتلهما أعق وأيضا المراد عقوق‬
‫الوالدين والرحام‪ ،‬أو من جنس الكبائر‪ ،‬فل ينافي كون قتل المام أشد فانه‬
‫من نوع الكفر مع أنه يمكن شموله لقتل والدي الدين النبي والمام صلوات‬
‫ال عليهما كما مر في باب بر الوالدين وغيره )‪ - 26 .(3‬كا‪ :‬عن العدة‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن ابن مهران‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما طالمان ؟ له‪ ،‬لم يقبل ال له‬
‫صلة )‪ .(4‬بيان‪ " :‬وهما ظالمان له " فكيف إذا كانا بارين به‪ ،‬ول ينافى‬
‫ذلك كونهما أيضا آثمين لنهما ظلماه وحمله على العقوق‪ ،‬والقبول كمال‬
‫العمل‪ ،‬وهو غير الجزاء‪ - 27 .‬كا‪ :‬عن العدة ]عن البرقي[ )‪ (5‬عن محمد‬
‫بن علي‪ ،‬عن محمد بن فرات‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .348‬البقرة‪ (3) .189 :‬يعنى باب بر الوالدين من‬
‫الكافي‪ ،‬وقد قلنا قبل ذلك أن هذه البيانات منقولة من كتابه مرآت العقول‬
‫لفظا بلفظ‪ ،‬من دون تصرف‪ .‬فل تغفل‪ (4) .‬الكافي ج ‪ (5) .349 :2‬في‬
‫المصدر‪ :‬عنه‪ ،‬عن محمد بن على‪ ،‬والضمير راجع الى البرقى في‬
‫الحديث المتقدم‪ ،‬فما بين المعقوفتين ساقط عن المطبوعة‪.‬‬

‫]‪[62‬‬

‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله في كلم له إياكم‬
‫وعقوق الوالدين‪ .‬فان ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام‪ ،‬ول يجدها‬
‫عاق ول قاطع رحم‪ ،‬ول شيخ زان ول جار إزاره خيلء إنما الكبرياء ل‬
‫رب العالمين )‪ .(1‬بيان‪ :‬وكأن الخمسمائة )‪ (2‬بالنسبة إلى الجميع‪ ،‬واللف‬
‫بالنسبة إلى جماعة ويؤيده التعميم في السابق‪ ،‬حيث قال من كانت له روح‬
‫أو يكون الختلف بقلة كشف الغطية وكثرتها‪ ،‬ويؤيده أن في الخبر‬
‫السابق غطاء فيكون هذا الخبر إذا كشف غطاءان مثل‪ ،‬وفيما سيأتي في‬
‫كتاب الوصايا " وإن ريحها لتوجد من مسيرة ألفي عام " فيما إذا كشفت‬
‫أربعة أغطية مثل‪ .‬أو يكون بحسب اختلف الوجدان وشدة الريح وخفتها‪،‬‬
‫ففي الخمسمائة توجد ريح شديد وهكذا أو باختلف الوقات‪ ،‬وهبوب‬
‫الرياح الشديدة‪ ،‬أو الخفيفة‪ ،‬أو تكون هذه العداد كناية عن مطلق الكثرة‪،‬‬
‫ول يراد بها خصوص العدد‪ ،‬كما في قوله تعالى " إن تستغفر لهم سبعين‬
‫مرة " )‪ .(3‬ويطلق الزار بالكسر غالبا على الثوب الذي يشد على الوسط‬
‫تحت الرداء‪ ،‬وجفاة العرب كانوا يطيلون الزار‪ ،‬فيجر على الرض )‪(4‬‬
‫ويمكن أن يراد هنا مطلق الثوب كما فسره في القاموس بالملحفة فيشمل‬
‫تطويل الرداء )‪ (5‬وسائر الثواب‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ (2) .349 :2‬يعنى المذكور في الحديث الذى مر تحت الرقم ‪(3) .24‬‬
‫براءه‪ (4) .80 :‬والمظنون الظاهر أنهم كانوا يأنفون عن ان يشقوا طاقة‬
‫الثوب الطويل بشقين فيأتزرون بشقة واحدة منها كالفقراء والمقتصدين‪،‬‬
‫بل كانوا يشدون طرفا منها على أوساطهم والزائد من الطرف الخر‬
‫يجرونه على الرض وهو مسحوب عن ايمانهم أو عن شمائلهم ل أنهم‬
‫كانوا يلبسون السروال الطويل‪ ،‬أو الزار الملفق العريض‪ ،‬فانه ل يمكن‬
‫المشى معها فانها يلتف على القدام‪ (5) .‬الرداء هو الثوب الذى يلقى‬
‫على المناكب ويلف به أعالي البدن ‪ -‬كما يجئ في كتاب الزى والتجمل ‪-‬‬
‫والزار ما كان يلف به أسافل البدن من السرة الى الركبتين أو الساقين ‪-‬‬
‫هذا هو المعهود من الرداء والزار في صدر السلم‪ ،‬وهو المعهود الن‬
‫من‬

‫]‪[63‬‬

‫كما فسر قوله تعالى " وثيابك فطهر " )‪ (1‬بالتشمير‪ ،‬وستأتي الخبار في ذلك في‬
‫أبواب الزي والتجمل‪ .‬وقد يطلق على ما يشد فوق الثوب على الوسط مكان‬
‫المنطقة فالمراد إسبال طرفيه تكبرا كما فعله بعض أهل الهند‪ .‬وقال‬
‫الجوهري‪ :‬الخال والخيلء والخيلء‪ :‬الكبر " تقول منه اختال فهو ذو‬
‫خيلء وذو خال وذو مخيلة أي ذو كبر )‪ (2‬وقوله خيلء كأنه مفعول‬
‫لجله‪ .‬و قيل‪ :‬حال عن فاعل " جار " أي جار ثوبه على الرض متبخترا‬
‫متكبرا مختال أي متمائل من جانبيه وأصله من المخيلة وهي القطعة من‬
‫السحاب يمثل في جو السماء هكذا وهكذا‪ ،‬وكذلك المختال يتمايل لعجبه‬
‫بنفسه وكبره‪ ،‬وهي مشية المطيطا‪ ،‬ومنه قوله تعالى " ذهب إلى أهله‬
‫يتمطى " )‪ (3‬أي يتمايل مختال متكبرا كما قيل‪ .‬وأما إذا لم يقصد باطالة‬
‫الثوب وجره على الرض الختيال والتكبر‪ ،‬بل جرى في ذلك على رسم‬
‫العادة‪ ،‬فقيل إنه أيضا غير جائز والولى أن يقال غير مستحسن كما صرح‬
‫الشهيد وغيره باستحباب ذلك وذلك لوجوه‪ :‬منها مخالفة السنة وشعار‬
‫المؤمنين المتواضعين كما سيأتي وقد روت العامة أيضا‬

‫لباس الحرام للرجال‪ .‬وأما الرداء المعروف عندنا اليوم الذى يخاط كالجبة‬
‫الواسعة‪ ،‬ويلبس فوق الثياب فشئ مستحدث‪ ،‬ل يحمل عليه حديث‪،‬‬
‫ومراد الفيروزآبادى من الملحفة‪ :‬كل ثوب يغطى وليس بمخيط‪ ،‬ل أنه‬
‫طويل أو عريض‪ .‬كما هو الظاهر من نصوص اللغويين‪ ،‬وأما تطويل‬
‫الرداء المعروف المعهود فكسائر الثواب المخيطة يستفاد كراهتها من‬
‫دليل آخر كما استفاده بعض من قوله‪ " :‬وثيابك فطهر "‪ (1) .‬المدثر‪.4 :‬‬
‫)‪ (2‬الصحاح‪ (3) .1691 :‬القيامة‪.33 :‬‬

‫]‪[64‬‬

‫في ذلك أخبارا‪ .‬قال في النهاية فيه ما أسفل من الكعبين من الزار في النار أي ما‬
‫دونه من قدم صاحبه في النار‪ ،‬وعقوبة له‪ ،‬أو على أن هذا الفعل معدود‬
‫في أفعال أهل النار‪ ،‬ومنه الحديث إزرة المؤمن إلى نصف الساق‪ ،‬ول‬
‫جناح فيما بينه وبين الكعبين‪ ،‬الزرة بالكسر الحالة وهيئة الئتزار‪ ،‬مثل‬
‫الركبة والجلسة انتهى‪ .‬ومنها السراف في الثوب بما ل حاجة فيه‪ .‬ومنها‬
‫أنه ل يسلم الثوب الطويل من جره على النجاسة تكون بالرض غالبا‬
‫فيختل أمر صلته ودينه‪ ،‬فان تكلف رفع الثوب إذا مشى تحمل كلفة كان‬
‫غنيا منها ثم يغفل عنه فيسترسل‪ .‬ومنها أنه يسرع البلى إلى الثوب بدوام‬
‫جره على التراب والرض‪ ،‬فيخرقه إن لم ينجس‪ - 28 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه عن جده‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لو علم ال شيئا أدنى من اف لنهى عنه‪ ،‬وهو‬
‫من أدنى العقوق‪ ،‬ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر‬
‫إليهما )‪ .(1‬بيان‪ " :‬فيحد النظر " على بناء المجرد بضم الحاء‪ ،‬أو على‬
‫بناء الفعال من تحديد السكين أو السيف مجازا‪ ،‬ويحتمل أن يكون هذا من‬
‫الدنى ويساوي الف في المرتبة أو يكون الف أدنى بحسب القول‪ ،‬وهذا‬
‫بحسب الفعل‪ ،‬والغرض أنه يجب أن ينظر إليهما على سبيل الخشوع‬
‫والدب‪ ،‬ول يمل عينيه منهما‪ ،‬أو ل ينظر إليهما على وجه الغضب‪- 29 .‬‬
‫كا‪] :‬عنه[ )‪ (2‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن الجهم‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن أبي نظر إلى رجل ومعه ابنه يمشي‬
‫والبن متكئ على‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .349‬في المصدر عنه عن أبيه‪ ،‬والضمير يرجع كما‬
‫سبق الى البرقى‪ ،‬وفى بعض نسخ المصدر‪ " :‬على عن أبيه "‪.‬‬
‫]‪[65‬‬

‫ذراع الب‪ ،‬قال‪ :‬فما كلمه أبي مقتا له حتى فارق الدنيا )‪ .(1‬بيان‪ :‬الظاهر أن ضمير‬
‫" كلمه " راجع إلى البن ورجوعه إلى الب من حيث مكنه من ذلك بعيد‪،‬‬
‫وقد يحمل على عدم رضى الب أو أنه فعله تكبرا واختيال‪ ،‬ومن هذه‬
‫الخبار يفهم أن أمر بر الوالدين دقيق‪ ،‬وأن العقوق يحصل بأدنى شئ‪30 .‬‬
‫‪ -‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي القرشي‪،‬‬
‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن ابن ظبيان‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم قال بينا موسى بن عمران يناجي ربه عزوجل إذ رأى رجل تحت‬
‫ظل عرش ال عزوجل فقال‪ :‬يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك ؟ فقال‪:‬‬
‫هذا كان بارا بوالديه‪ ،‬ولم يمش بالنميمة )‪ - 31 .(2‬لى‪ :‬الفارمي‪ ،‬عن‬
‫محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪،‬‬
‫عن علي بن الحسن بن رباط‪ ،‬عن الحضرمي‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬بروا آباءكم يبركم أبناؤكم‪ ،‬وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم )‪.(3‬‬
‫ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ......‬وبعد‬
‫الحضرمي‪ :‬عن بعض أصحابه مثله )‪ - 32 .(4‬لى‪ :‬ابن شاذويه‪ ،‬عن‬
‫محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن زياد عن الصادق عليه‬
‫السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫رحم ال امرءا أعان والده على بره‪ ،‬رحم ال والدا أعان ولده على بره‪،‬‬
‫رحم ال جارا أعان جاره على بره‪ ،‬رحم ال رفيقا أعان رفيقه على بره‪،‬‬
‫رحم ال خليطا أعان خليطه على بره رحم ال رجل أعان سلطانه على بره‬
‫)‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ (2) .349 :2‬أمالى الصدوق‪ (3) .108 :‬أمالى الصدوق‪(4) .173 :‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .29‬أمالى الصدوق‪.173 :‬‬

‫]‪[66‬‬

‫ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الحميري مثله )‪ - 33 .(1‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عبد الجبار‪ ،‬عن ابن البطائني‪ ،‬عن الرقي‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫من أحب أن يخفف ال عزوجل عنه سكرات الموت‪ ،‬فليكن لقرابته وصول‪،‬‬
‫وبوالديه بارا‪ ،‬فإذا كان كذلك‪ ،‬هون ال عليه سكرات الموت‪ ،‬ولم يصبه في‬
‫حياته فقر أبدا )‪ .(2‬ما‪ :‬الغضائري‪ ،‬عن الصدوق مثله )‪ - 34 .(3‬لى‪ :‬ابن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال إني راغب في الجهاد نشيط‪ ،‬قال‪ :‬فجاهد في‬
‫سبيل ال فانك إن تقتل كنت حيا عند ال ترزق‪ ،‬وإن مت وقع أجرك على‬
‫ال‪ ،‬وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال إن لي‬
‫والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أقم مع والديك‪ .‬فو الذي نفسي بيده لنسهما بك‬
‫يوما وليلة خير من جهاد سنة )‪ - 35 .(4‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد‬
‫آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبي القاسم الكوفي‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‬
‫قال‪ :‬قلت لبي جعفر عليه السلم‪ :‬هل يجزي الولد والده ؟ فقال‪ :‬ليس له‬
‫جزاء إل في خصلتين‪ :‬أن يكون الوالد مملوكا فيشتريه فيعتقه أو يكون‬
‫عليه دين فيقضيه عنه )‪ .(5‬ين‪ :‬بعض أصحابنا‪ ،‬عن حنان‪ ،‬عن سالم‬
‫الحناط عنه عليه السلم مثله‪ - 36 .‬لى‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫ابن أبان‪ ،‬عن ابن أورمة‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) .169 :‬أمالى الصدوق‪ (3) .234 :‬أمالى الطوسى ج ‪:2‬‬
‫‪ (4) .46‬أمالى الصدوق‪ (5) .276 :‬أمالى الصدوق‪.277 :‬‬

‫]‪[67‬‬

‫عمرو بن عثمان‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال موسى ابن عمران عليه السلم يا رب أوصني قال اوصيك بي فقال يا‬
‫رب أوصني قال اوصيك بي ثلثا فقال يا رب أوصني قال اوصيك بامك‪ :‬قال‬
‫يا رب أوصني قال اوصيك بامك‪ ،‬قال أوصني قال اوصيك بأبيك‪ ،‬قال فكان‬
‫يقال لجل ذلك أن للم ثلثا البر وللب ؟ الثلث‪ - 37 .(1) .‬فس‪ " :‬وقضى‬
‫ربك أن ل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما‬
‫أو كلهما فل تقل لهما اف " )‪ (2‬قال ولو علم أن شيئا أقل من اف لقاله "‬
‫ول تنهرهما " أي ل تخاصمهما وفي حديث آخر‪ :‬إن بال فل تقل لهما اف‬
‫)‪ " (3‬وقل لهما قول كريما " أي حسنا " واخفض لهما جناح الذل من‬
‫الرحمة " قال‪ :‬تذلل لهما ول تبختر عليهما‪ ،‬وقل رب ارحمهما كما ربياني‬
‫صغيرا " )‪ - 38 .(4‬ب‪ :‬علي عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل‬
‫مسلم وأبواه كافران‪ ،‬هل يصلح أن يستغفر لهما في الصلة ؟ قال‪ :‬قال إن‬
‫كان فارقهما وهو صغير ل يدري أسلما أم ل ؟ فل بأس‪ ،‬وإن عرف‬
‫كفرهما فل يستغفر لهما‪ ،‬وإن لم يعرف فليدع لهما )‪ - 39 .(5‬ب‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن جندب قال‪ :‬كتبت إلى أبى الحسن‬
‫موسى عليه السلم أسأله عن الرجل يريد أن يجعل أعماله من الصلة و‬
‫البر والخير أثلثا‪ :‬ثلثا له وثلثين لبويه‪ ،‬أو يفردهما من أعماله بشئ مما‬
‫يتطوع به بشئ معلوم‪ ،‬وإن كان أحدهما حيا والخر ميتا‪ ،‬قال‪ :‬فكتب إلي‪:‬‬
‫أما للميت فحسن جائز‪ ،‬وأما للحي فل‪ ،‬إل البر والصلة )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .305 :‬السراء‪ (3) .25 - 23 :‬ان باللف‪ ،‬ول تقل لها أف‬
‫خ ل‪ (4) .‬تفسير القمى ص ‪ (5) .380‬قرب السناد‪ (6) .120 :‬قرب‬
‫السناد‪.129 :‬‬

‫]‪[68‬‬

‫‪ - 40‬ل )‪ (1‬ن‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن الحارث ابن‬
‫دلهاث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل‬
‫أمر بثلثة مقرون بها ثلثة اخرى‪ :‬أمر بالصلة والزكاة‪ ،‬فمن صلى ولم‬
‫يزك لم تقبل منه صلته‪ ،‬وأمر بالشكر له وللوالدين‪ ،‬فمن لم يشكر والديه‬
‫لم يشكر ال‪ ،‬وأمر باتقاء ال وصلة الرحم‪ ،‬فمن لم يصل رحمه لم يتق ال‬
‫عزوجل )‪ - 41 .(2‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن الكمنداني ومحمد العطار معا عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول إن رجل من‬
‫بني إسرائيل قتل قرابة له‪ ،‬ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من‬
‫أسباط بني إسرائيل‪ ،‬ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى عليه السلم إن‬
‫سبط آل فلن قتلوا فلنا فأخبرنا من قتله ؟ قال‪ :‬ائتوني ببقرة " قالوا‬
‫أتتخدنا هزوا قال أعوذ بال أن أكون من الجاهلين " )‪ (3‬ولو أنهم عمدوا‬
‫إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد ال عليهم‪ " .‬قالوا ادع لنا ربك يبين‬
‫لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة ل فارض ول بكر " يعني ل صغيرة ول‬
‫كبيرة " عوان بين ذلك " ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا‬
‫فشدد ال عليهم " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها‬
‫بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " ولو أنهم عمدوا إلى بقرة‬
‫لجزأتهم ولكن شددوا فشدد ال عليهم‪ " .‬قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما‬
‫هي إن البقر تشابه علينا وإنا إنشاء ال لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة‬
‫ل ذلول تثير الرض ول تسقي الحرث مسلمة لشية فيها قالوا الن جئت‬
‫بالحق " فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال ل أبيعها إل‬
‫بملء مسكها ذهبا )‪ (4‬فجاؤا إلى موسى عليه السلم فقالوا له ذلك فقال‬
‫اشتروها‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .75‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .258‬البقرة‪67 :‬‬
‫وما بعدها ذيلها‪ (4) .‬المسك ‪ -‬بالفتح ‪ -‬الجلد‪ ،‬سمى به لنه يمسك ما‬
‫وراءه من اللحم والعظم‪ ،‬أقول‪ :‬ولعله معرب " مشك " بألفارسية‪.‬‬

‫]‪[69‬‬
‫فاشتروها وجاؤا بها فأمر بذبحها ثم أمر أن يضربوا الميت بذنبها‪ ،‬فلما فعلوا ذلك‬
‫حيي المقتول‪ ،‬وقال‪ :‬يا رسول ال ! إن ابن عمي قتلني‪ ،‬دون من يدعي‬
‫عليه قتلي ]فعلموا بذلك قاتله[‪ .‬فقال لرسول ال موسى عليه السلم بعض‬
‫أصحابه إن هذه البقرة لها نبأ فقال وما هو ؟ قال إن فتى من بني إسرائيل‬
‫كان بارا بأبيه وإنه اشترى تبيعا فجاء إلى أبيه فرأى أن القاليد تحت‬
‫رأسه‪ ،‬فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع‪ ،‬فاستيقظ أبوه فأخبره فقال أحسنت‬
‫خذ هذه البقرة فهي لك عوضا لما فاتك قال‪ :‬فقال رسول ال موسى عليه‬
‫السلم انظروا إلى البر ما بلغ بأهله )‪ - 42 .(1‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪،‬‬
‫عن ابن معروف‪ ،‬عن إسماعيل بن همام عن ابن غزوان‪ ،‬عن السكوني‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم أن النبي صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل ال فإذا قتل في سبيل ال عزوجل‬
‫فليس فوقه بر‪ ،‬وفوق كل عقوق عقوق حتى يقتل الرجل أحد والديه‪ ،‬فإذا‬
‫قتل أحدهما فليس فوقه عقوق )‪ - 43 .(2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪،‬‬
‫عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن السندي‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الفضيل‪ ،‬عن شريس الوابشي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن الجنة لتوجد ريحها من مسيرة‬
‫خمسمائة عام‪ ،‬ول يجدها عاق ول ديوث الخبر )‪ - 44 .(3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن موسى بن بكر‬
‫الواسطي قال‪ :‬قلت لبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬الرجل يقول‬
‫لبنه أو لبنته بأبي أنت وامي أو بأبوي‪ ،‬أترى بذلك بأسا فقال‪ :‬إن كان‬
‫أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا وإن كانا قد ماتا فل بأس قال‪ :‬ثم قال‪ :‬كان‬
‫جعفر عليه السلم يقول‪ :‬سعد‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .13‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .8‬الخصال ج ‪1‬‬
‫ص ‪.20‬‬

‫]‪[70‬‬

‫امرؤ لم يمت حتى يرى خلفه من بعده‪ ،‬وقد وال أراني ال خلفي من بعدي )‪.(1‬‬
‫‪ - 45‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ‪ -‬إذا كان الولد صالحا ‪ -‬ما‬
‫يلزم الولد لهما )‪ - 46 .(2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الكمنداني‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن الحسين ابن مصعب قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬ثلثة ل عذر لحد فيها‪ :‬أداء المانة إلى البر والفاجر‪،‬‬
‫والوفاء بالعهد للبر والفاجر‪ ،‬وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين )‪- 47 .(3‬‬
‫ل‪ :‬أبي عن الحميري‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن‬
‫عطية‪ ،‬عن عنبسة بن مصعب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلث لم‬
‫يجعل ال لحد من الناس فيهن رخصة‪ :‬بر الوالدين‪ ،‬برين كانا أو فاجرين‪،‬‬
‫ووفاء بالعهد بالبر والفاجر‪ ،‬وأداء المانة إلى البر والفاجر )‪ - 48 .(4‬ل‪:‬‬
‫الخليل‪ ،‬عن أبي القاسم البغوي ]عن ابن الجعد[ عن شعبة‪ ،‬عن الوليد بن‬
‫العيزار‪ ،‬عن أبي عمرو الشيباني‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬سألت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله أي العمال أحب إلى ال عزوجل قال‪ :‬الصلة لوقتها‪،‬‬
‫قلت‪ :‬ثم أي شئ ؟ قال‪ :‬بر الوالدين قلت‪ :‬ثم أي شئ ؟ قال‪ :‬الجهاد في‬
‫سبيل ال عزوجل قال‪ :‬فحدثني بهذا‪ ،‬ولو استزدته لزادني )‪ - 49 .(5‬ل‪:‬‬
‫العجلي‪ ،‬عن ابن زكريا‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن ابن بهلول‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .16‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .29‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪) .61‬‬
‫‪ (4‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .63‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.78‬‬

‫]‪[71‬‬

‫أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم ثلثة من عازهم )‪(1‬‬
‫ذل‪ :‬الوالد والسلطان والغريم )‪ - 50 .(2‬ل‪ :‬عن أبي أمامة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أربعة ل ينظر ال إليهم يوم القيامة‪ :‬عاق‪ ،‬ومنان‪،‬‬
‫ومكذب بالقدر‪ ،‬ومدمن خمر )‪ - 51 .(3‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال ابن سنان‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬أربع من كن فيه بنى ال له بيتا في الجنة‪ :‬من‬
‫آوى اليتيم‪ ،‬ورحم الضعيف‪ ،‬وأشفق على والديه‪ ،‬ورفق بمملوكه )‪(4‬‬
‫سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن محبوب ]مثله[ )‪ .(5‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن علي بن عقبة عن عبد ال بن سنان‬
‫]مثله[ )‪ - 51 .(6‬ل‪ :‬أحمد بن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن‬
‫القداح‪ ،‬عن جعفر عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أربع من كن فيه نشر ال عليه كنفه‪ ،‬وأدخله الجنة‬
‫في رحمته‪ :‬حسن خلق يعيش به في الناس‪ ،‬ورفق بالمكروب وشفقة على‬
‫الوالدين‪ ،‬وإحسان إلى المملوك )‪ - 52 .(7‬ل‪ :‬في خبر العمش عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬بر الوالدين واجب‪ ،‬فان كانا مشركين فل تطعهما‬
‫ول غيرهما في المعصية‪ ،‬فانه ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬عازه‪ .‬عارضه في العزة ‪ -‬غلبه في الخطاب‪ (2) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(3) .91‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .94‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .106‬المحاسن‪) .8 :‬‬
‫‪ (6‬ثواب العمال‪ (7) .119 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (8) .107‬الخصال ج ‪2‬‬
‫ص ‪.154‬‬

‫]‪[72‬‬

‫‪ - 53‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم من أحزن والديه فقد عقهما )‬
‫‪ - 54 (1‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة )‪ (2‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أدنى العقوق اف‪ ،‬ولو علم ال عزوجل شيئا أهون من اف‬
‫لنهى عنه )‪ (3‬صح‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 55 .(4‬ن‪ :‬فيما كتب الرضا‬
‫عليه السلم للمأمون‪ :‬بر الوالدين واجب‪ ،‬وإن كانا مشركين‪ ،‬ول طاعة‬
‫لهما في معصية الخالق )‪ - 56 .(5‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أربع من كن فيه من المؤمنين‬
‫أسكنه ال في أعلى عليين في غرف فوق غرف‪ ،‬في محل الشرف كل‬
‫الشرف‪ :‬من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا‪ ،‬ومن رحم الضعيف وأعانه‬
‫وكفاه ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما‪ ،‬ولم يحزنهما‪ ،‬ومن لم‬
‫يخرق بمملوكه وأعانه على ما يكلفه‪ ،‬ولم يستسعه فيما لم يطق )‪- 57 .(6‬‬
‫ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث‪ ،‬عن‬
‫آبائه قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم ثلث دعوات ل يحجبن عن ال تعالى‪:‬‬
‫دعاء الوالد لولده إذا بره‪ ،‬ودعوته عليه إذا عقه‪ ،‬ودعاء المظلوم على‬
‫ظالمه‪ ،‬ودعاؤه لمن انتصر له منه‪ ،‬ورجل مؤمن دعا لخ له مؤمن واساه‬
‫فينا‪ ،‬ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .161‬في المصدر‪ :‬وبهذا السناد عن جعفر بن محمد‬
‫عليهما السلم‪ ،‬والسناد اشارة الى السناد الثلثة‪ :‬المذكور بتفصيلها في‬
‫باب ما جاء عن الرضا عليه السلم من الخبار المجموعة تحت الرقم‪4 :‬‬
‫وهذا الحديث تحت الرقم ‪ (3) .160‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪) .44‬‬
‫‪ (4‬صحيفة الرضا عليه السلم ‪ (5) .6‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (6) .124‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.192‬‬

‫]‪[73‬‬

‫القدرة عليه واضطرار أخيه إليه )‪ - 58 .(1‬ما‪ :‬ابن منصور السكرى‪ ،‬عن جده‬
‫علي بن عمر‪ ،‬عن عيسى بن سليمان عن محمد بن حميد‪ ،‬عن زافر بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن المسلم بن سعيد‪ ،‬عن الحكم بن أبان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما ولد بار نظر إلى أبويه‬
‫برحمة إل كان له بكل نظرة حجة مبرورة‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال وإن نظر‬
‫في كل يوم مائة نظرة ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ال أكبر وأطيب )‪ - 59 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪،‬‬
‫عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬النظر إلى العالم عبادة‪،‬‬
‫والنظر إلى المام المقسط عبادة‪ ،‬والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة‬
‫عبادة‪ ،‬والنظر إلى الخ توده في ال عزوجل عبادة )‪ - 60 .(3‬ما‪ :‬جماعة‪،‬‬
‫عن أبي المفضل‪ ،‬عن أبي الليث محمد بن معاذ‪ ،‬عن أحمد بن المنذر‪ ،‬عن‬
‫عبد الوهاب بن همام‪ ،‬عن أبيه همام بن نافع‪ ،‬عن همام بن منبه‪ ،‬عن‬
‫حجر يعني المذرى قال قدمت مكة وبها أبو الذر رحمه ال جندب بن‬
‫جنادة‪ ،‬وقدم في ذلك العام عمر بن الخطاب حاجا ومعه طائفة من‬
‫المهاجرين والنصار فيهم علي ابن أبيطالب صلوات ال عليه‪ ،‬فبينا أنا في‬
‫المسجد الحرام مع أبي الذر جالس إذ مر بنا علي عليه السلم ووقف‬
‫يصلي بازائنا فرماه أبو الذر ببصره‪ ،‬فقلت‪ :‬رحمك ال يا باذر إنك لتنظر‬
‫إلى علي عليه السلم فما تقلع عنه ؟ قال‪ :‬إني أفعل ذلك‪ ،‬فقد سمعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬النظر إلى علي بن أبيطالب عليه السلم‬
‫عبادة‪ ،‬والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة‪ ،‬والنظر في الصحيفة‬
‫يعني صحيفة القرآن عبادة‪ ،‬والنظر إلى الكعبة عبادة )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .287‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .314‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .69‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.270‬‬

‫]‪[74‬‬

‫‪ - 61‬ع‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال الذنوب التي تظلم الهواء عقوق الوالدين‬
‫)‪ - 62 (1‬ثو )‪ (2‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عمن سمع أبا جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أدرك شهر‬
‫رمضان فلم يغفر له فأبعده ال‪ ،‬ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده ال‪،‬‬
‫ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده ال )‪ .(3‬أقول‪ :‬سيأتي‬
‫بتمامه في باب فضائل شهر رمضان‪ - 63 .‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن زياد‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬ل يدخل الجنة العاق لوالديه‪ ،‬والمدمن الخمر‪،‬‬
‫والمنان بالفعال للخير إذا عمله )‪ - 64 .(4‬ما‪ :‬المفيد عن عمر بن محمد‬
‫الزيات‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن مسعر بن يحيى‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق الهمداني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلثة من الذنوب تعجل عقوبتها ول تؤخر‬
‫إلى الخرة‪ :‬عقوق الوالدين‪ ،‬والبغي على الناس‪ ،‬وكفر الحسان )‪65 .(5‬‬
‫‪ -‬ع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪،‬‬
‫عن أبي جعفر الثاني‪ ،‬عن آبائه عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬عقوق‬
‫الوالدين من الكبائر لن ال عزوجل جعل العاق عصيا شقيا )‪ - 66 .(6‬ن )‬
‫‪ (7‬ع‪ :‬في علل ابن سنان‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬حرم ال عقوق‬
‫الوالدين‪ ،‬لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة ال عزوجل‪ ،‬والتوقير‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .270‬ثواب العمال ص ‪ (3) .60‬أمالى الصدوق‬
‫ص ‪ (4) .35‬قرب السناد ص ‪ (5) .40‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪) .13‬‬
‫‪ (6‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (7) .165‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.91‬‬

‫]‪[75‬‬

‫للوالدين وتجنب كفر النعمة‪ ،‬وإبطال الشكر‪ ،‬وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل‬
‫وانقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين‪ ،‬والعرفان بحقهما‪ ،‬وقطع‬
‫الرحام والزهد من الوالدين في الولد‪ ،‬وترك التربية بعلة ترك الولد برهما‪.‬‬
‫)‪ - 67 (1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن علي‬
‫بن الحسين‪ ،‬عن الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن زكريا المؤمن‪ ،‬عن سعيد‬
‫بن يسار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أن رسول ال حضر شابا عند‬
‫وفاته فقال له‪ :‬قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬قال‪ :‬فاعتقل لسانه مرارا فقال لمرأة عند‬
‫رأسه‪ :‬هل لهذا ام ؟ قالت نعم أنا امه‪ ،‬قال أفساخطة أنت عليه ؟ قالت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ما كلمة منذ ست حجج‪ ،‬قال لها‪ :‬ارضي عنه‪ ،‬قالت رضي ال عنه برضاك‬
‫يا رسول ال‪ .‬فقال له رسول ال‪ :‬قل ل إله إل ال قال فقالها فقال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله ما ترى ؟ فقال أرى رجل أسود قبيح المنظر وسخ‬
‫الثياب منتن الريح قد وليني الساعة فأخذ بكظمي )‪ (2‬فقال له النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬قل " يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير‬
‫واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم " فقالها الشاب‪ ،‬فقال له النبي‬
‫صلى ال عليه وآله انظر ما ترى ؟ قال أرى رجل أبيض اللون‪ ،‬حسن‬
‫الوجه‪ ،‬طيب الريح حسن الثياب‪ ،‬قد وليني وأرى السود قد تولى عني قال‬
‫أعد فأعاد‪ ،‬قال ما ترى قال لست أرى السود‪ ،‬وأرى البيض قد وليني‪ ،‬ثم‬
‫طفى )‪ (3‬على تلك الحال )‪ - 68 .(4‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق عن أبيه‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان في بني إسرائيل عابد يقال له جريح وكان يتعبد في‬
‫صومعة فجاءته امه وهو يصلي فدعته فلم يجبها فانصرفت‪ ،‬ثم أتته‬
‫ودعته فلم يلتفت إليها فانصرفت ثم أتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها‬
‫فانصرفت‬
‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .164‬الكظم ‪ -‬كقفل ومحركة ‪ -‬الحلق ومخرج‬
‫النفس‪ ،‬يقال‪ :‬أخذ بكظمه‪ :‬أي مخرج نفسه‪ .‬والمراد أنه أكربه‪ (3) .‬طفا‬
‫الرجل‪ :‬مات‪ (4) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.62‬‬

‫]‪[76‬‬

‫وهي تقول‪ :‬أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك‪ .‬فلما كان من الغد جائت فاجرة وقعدت‬
‫عند صومعته قد أخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح ففشا في بني‬
‫إسرائيل أن من كان يلوم الناس على الزنا قد زنى وأمر الملك بصلبه‪،‬‬
‫فأقبلت امه إليه فلطم وجهها فقال لها‪ :‬اسكتي ! إنما هذا لدعوتك‪ .‬فقال‬
‫الناس لما سمعوا ذلك منه‪ :‬وكيف لنا بذلك ؟ قال‪ :‬هاتوا الصبي فجاؤا به‬
‫فأخذه فقال‪ :‬من أبوك ؟ فقال فلن الراعي لبني فلن‪ ،‬فأكذب ال الذين‬
‫قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح أل يفارق امه يخدمها‪ - 69 .‬ير‪:‬‬
‫محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن الحسن بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن الحسن‬
‫الميثمي‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزم قال‪ :‬خرجت من عند أبي عبد ال عليه‬
‫السلم ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت امي معي‪ ،‬فوقع بيني‬
‫وبينها كلم‪ ،‬فأغلظت لها‪ .‬فلما أن كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم فلما دخلت عليه فقال لي مبتدئا‪ :‬يا با مهزم مالك ولخالدة‬
‫أغلظت في كلمها البارحة ؟ أما علمت أن بطنها منزل قد سكنته‪ ،‬وأن‬
‫حجرها مهد قد غمزته‪ ،‬وثديها وعاء قد شربته ؟ قال قلت‪ :‬بلى قال‪ .‬فل‬
‫تغلظ لها )‪ - 70 .(1‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن هارون بن الجهم‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫ثوير‪ ،‬عن أبي خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم قال أتى رجل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال إني جئتك ابايعك على السلم‪،‬‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله ابايعك على أن تقتل أباك ؟ قال نعم‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إنا وال ل نأمركم بقتل آبائكم‪،‬‬
‫ولكن الن علمت منك حقيقة اليمان‪ ،‬وأنك لن تتخذ من دون ال وليجة‬
‫أطيعوا آباءكم فيما أمروكم ول تطيعوهم في معاصي ال )‪ - 71 .(2‬ضا‪:‬‬
‫عليك بطاعة الب وبره‪ ،‬والتواضع والخضوع‪ ،‬والعظام والكرام‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ص ‪ (2) .243‬المحاسن ص ‪.248‬‬

‫]‪[77‬‬

‫له‪ ،‬وخفض الصوت بحضرته‪ ،‬فأن الب أصل البن‪ ،‬والبن فرعه لوله لم يكن‬
‫يقدره ال‪ ،‬ابذلوا لهم الموال والجاه والنفس‪ .‬وقد أروي‪ :‬أنت ومالك‬
‫لبيك‪ ،‬فجعلت له النفس والمال‪ ،‬تابعوهم في الدنيا أحسن المتابعة بالبر‪،‬‬
‫وبعد الموت بالدعاء لهم‪ ،‬والترحم عليهم‪ ،‬فانه روي أنه من بر أباه في‬
‫حياته ولم يدع له بعد وفاته سماه ال عاقا‪ ،‬ومعلم الخير والدين يقوم مقام‬
‫الب ويجب له مثل الذي يجب له فاعرفوا حقه واعلم أن حق الم ألزم‬
‫الحقوق وأوجب لنها حملت حيث ل يحمل أحد أحدا‪ ،‬ووقت بالسمع‬
‫والبصر وجميع الجوارح‪ ،‬مسرورة مستبشرة بذلك‪ ،‬فحملته بما فيه من‬
‫المكروه‪ ،‬والذي ل يصبر عليه أحد‪ ،‬رضيت بأن تجوع ويشبع‪ ،‬وتظمأ‬
‫ويروي‪ ،‬وتعرى ويكتسي‪ ،‬و تظله وتضحى‪ ،‬فليكن الشكر لها‪ ،‬والبر‬
‫والرفق بها‪ ،‬على قدر ذلك‪ .‬وإن كنتم ل تطيقون بأدنى حقها إل بعون ال‪،‬‬
‫وقد قرن ال عزوجل حقها بحقه‪ ،‬فقال‪ " :‬اشكر لي ولوالديك إلي المصير‬
‫" )‪ .(1‬وروي أن كل أعمال البر يبلغ العبد الذروة منها إل ثلث حقوق‪:‬‬
‫حق رسول ال‪ ،‬وحق الوالدين )‪ (2‬نسأل ال العون على ذلك‪ - 72 .‬ضا‪:‬‬
‫أروي عن العالم أنه قال لرجل‪ :‬ألك والدان ؟ فقال‪ :‬ل فقال ألك ولد ؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬له‪ :‬بر ولدك يحسب لك بر والديك‪ .‬وروي أنه قال‪ :‬بروا أولدكم‬
‫وأحسنوا إليهم‪ ،‬فانهم يظنون أنكم نرزقونهم‪ .‬وروي أنه قال‪ :‬إنما سموا‬
‫البرار لنهم بروا الباء والبناء‪ ،‬وقد قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫رحم ال والدا أعان ولده على البر‪ - 73 .‬مص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫بر الوالدين من حسن معرفة العبد بال إذ ل عبادة أسرع بلوغا بصاحبها‬
‫إلى رضى ال من حرمة الوالدين المسلمين لوجه ال تعالى لن حق‬
‫الوالدين مشتق من حق ال تعالى إذا كانا على منهاج الدين والسنة‬

‫)‪ (1‬لقمان‪ (2) .14 :‬يعد حق الب وحق الم اثنين‪ ،‬فيتم العدد‪.‬‬

‫]‪[78‬‬

‫ول يكونان يمنعان الولد من طاعة ال إلى معصيته‪ ،‬ومن اليقين إلى الشك‪ ،‬ومن‬
‫الزهد إلى الدنيا‪ ،‬ول يدعوانه إلى خلف ذلك‪ ،‬فإذا كانا كذلك فمعصيتهما‬
‫طاعة وطاعتهما معصية‪ ،‬قال ال عزوجل " وإن جاهداك على أن تشرك‬
‫بي ما ليس لك به علم فل تطعهما " )‪ (1‬وأما في العشرة فدار بهما‪،‬‬
‫وارفق بهما‪ ،‬واحتمل أذاهما لحق ما احتمل عنك في حال صغرك‪ ،‬ول‬
‫تقبض عليهما فيما قد وسع ال عليك من المأكول والملبوس ول تحول‬
‫بوجهك عنهما‪ ،‬ول ترفع صوتك فوق أصواتهما‪ ،‬فانه من التعظيم لمر ال‬
‫وقل لهما بأحسن القول وألطفه فان ال ل يضيع أجر المحسنين )‪- 74 .(2‬‬
‫شى‪ :‬عن مسعدة بن صدقة قال‪ :‬قال جعفر بن محمد قال‪ :‬والدي عليه‬
‫السلم‪ :‬وال إني لصانع بعض ولدي واجلسه على فخذي وأنكز له المخ )‬
‫‪ (3‬وأكسر له السكر وإن الحق لغيره من ولدي‪ ،‬ولكن مخالفة عليه منه‬
‫ومن غيره‪ ،‬ل يصنعوا به ما فعل بيوسف وإخوته وما أنزل ال سورة إل‬
‫أمثال لكن ل يجد بعضنا بعضا كما حسد يوسف إخوته‪ ،‬وبغوا عليه‪،‬‬
‫فجعلها رحمة على من تولنا‪ ،‬ودان بحبنا‪ ،‬وحجة على أعدانا‪ :‬من نصب‬
‫لنا الحرب والعداوة )‪ - 75 .(4‬شى‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما أنه ذكر‬
‫الوالدين فقال‪ :‬هما اللذان قال ال‪ " :‬وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه‬
‫وبالوالدين إحسانا " )‪ - 76 .(5‬شى‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬في قول ال " إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما‬
‫اف ول تنهرهما " )‪ (6‬قال‪ :‬هو أدنى الذى حرم ال فما فوقه )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬لقمان‪ (2) .15 :‬مصباح الشريعة ص ‪ (3) .48‬يعنى أستخرج له المخ من‬
‫العظم‪ ،‬وفى المصدر المطبوع وهكذا تفسير البرهان و مستدرك النوري‪:‬‬
‫واكثر له المحبة واكثر له الشكر‪ (4) .‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪) .166‬‬
‫‪ (5‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ .284‬والية في أسرى‪ (6) .23 :‬أسرى‪:‬‬
‫‪ (7) .23‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.285‬‬

‫]‪[79‬‬

‫‪ - 77‬شى‪ :‬عن حريز قال سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬أدنى العقوق اف‬
‫ولو علم ال أن شيئا أهون منه لنهى عنه )‪ - 78 (1‬شى‪ :‬عن أبي ولد‬
‫الحناط قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال " وبالوالدين‬
‫إحسانا " فقال‪ :‬الحسان أن تحسن صحبتهما ول تكلفهما أن يسألك شيئا‬
‫هما يحتاجان إليه‪ ،‬وإن كانا مستغنيين أليس يقول ال " لن تنالوا البر‬
‫حتى تنفقوا مما تحبون " )‪ .(2‬ثم قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬وأما قوله‬
‫" إما يبلغان )‪ (3‬عندك الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما اف " قال‪ :‬إن‬
‫أضجراك فل تقل لهما اف " ول تنهرهما " إن ضرباك قال‪ " :‬وقل لهما‬
‫قول كريما " قال‪ :‬تقول لهما‪ :‬عند ال لكما فذلك منك قول كريم وقال‪" :‬‬
‫واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " قال‪ :‬ل تمل عينيك من النظر إليهما‬
‫إل برحمة ورقة‪ ،‬ول ترفع صوتك فوق أصواتهما‪ ،‬ول يديك فوق أيديهما‬
‫ول تتقدم قدامهما )‪ - 79 .(4‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪،‬‬
‫عن ابن معروف‪ ،‬عن ابن مهزيار‪ ،‬عن بكر بن صالح قال‪ :‬كتب صهر لي‬
‫إلى أبي جعفر الثاني عليه السلم أن أبي ناصب خبيث الرأي وقد لقيت منه‬
‫شدة وجهدا فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي‪ ،‬وما ترى جعلت فداك ؟‬
‫أفترى أن اكاشفه أم اداريه ؟ فكتب‪ :‬قد فهمت كتابك‪ ،‬وما ذكرت‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .285‬آل عمران‪ " (3) .92 :‬يبلغان " باثبات اللف‬
‫وكسر النون قراءة الكوفيين غير عاصم وقرء هو والباقون " يبلغن "‬
‫وفى المجمع ج ‪ :8 4 :6‬قال أبو على‪ :‬قوله‪ :‬اما يبلغن يرتفع " أحدهما‬
‫" به وقوله " كلهما " معطوف عليه‪ ،‬والذكر الذى عاد من قوله "‬
‫أحدهما " يغنى عن اثبات علمة الضمير‪ ،‬فل وجه لقول من قال‪ " :‬ان‬
‫الوجه اثبات اللف لتقدم ذكر الوالدين " عنى به الفراء‪ (4) .‬تفسير‬
‫العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.285‬‬

‫]‪[80‬‬

‫من أمر أبيك‪ ،‬ولست أدع الدعاء لك إنشاء ال‪ ،‬والمداراة خير لك من المكاشفة‪،‬‬
‫ومع العسر يسر فاصبر إن العاقبة للمتقين‪ ،‬ثبتك ال على ولية من‬
‫توليت‪ ،‬نحن وأنتم في وديعة ال التي ل يضيع ودايعه‪ .‬قال بكر‪ :‬فعطف ال‬
‫بقلب أبيه حتى صار ل يخالفه في شئ )‪ - 80 .(1‬كشف‪ :‬من كتاب الحافظ‬
‫عبد العزيز‪ ،‬عن إسماعيل‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال‪ :‬نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة )‪.(2‬‬
‫كتاب المامة والتبصرة لعلى بن بابويه‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫محمد بن الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‬
‫عن آبائه عليهم السلم مثله‪ - 82 .‬ضه‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬رأيت بالمنام رجل من امتي قد أتاه ملك الموت لقبض روحه‪ ،‬فجاءه‬
‫بره بوالديه فمنعه منه‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬رضى ال مع رضى‬
‫الوالدين‪ ،‬وسخط ال مع سخط الوالدين‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما من‬
‫ولد بار ينظر إلى والديه نظر رحمة إل كان له بكل نظرة حجة مبرورة‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول ال وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال‪ :‬نعم ال أكبر وأطيب‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للوالد عتق‬
‫نسمة‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال وإن نظر ستين وثلثمائة نظرة ؟ قال‪ :‬ال أكبر‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من حق الولد على والده ثلثة‪ :‬يحسن اسمه‪،‬‬
‫ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬يقال للعاق‬
‫اعمل ما شئت فاني ل أغفر لك‪ ،‬ويقال للبار اعمل ما شئت فإني سأغفر‬
‫لك‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجالس المفيد ص ‪ (2) .120‬كشف الغمة‪.243 :‬‬

‫]‪[81‬‬

‫وقال الصادق عليه السلم‪ :‬من أحب أن يخفف ال عزوجل عنه سكرات الموت‬
‫فليكن لقرابته وصول وبوالديه بارا‪ ،‬فإذا كان كذلك‪ ،‬هون ال عليه سكرات‬
‫الموت‪ ،‬ولم يصبه في حياته فقر أبدا‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫رسول ال فقال‪ :‬يا رسول ال إني راغب في الجهاد نشيط قال فجاهد في‬
‫سبيل ال فانك إن تقتل كنت حيا عند ال ترزق‪ ،‬وإن مت فقد وقع أجرك‬
‫على ال‪ ،‬وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أقم مع والديك‪ ،‬فو الذي نفسي بيده‬
‫لنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة )‪ - 83 .(1‬ين‪ :‬صفوان‪ ،‬عن‬
‫إسحاق بن غالب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬البر وصدقة‬
‫السر ينفيان الفقر‪ ،‬ويزيدان في العمر ويدفعان عن سبعين ميتة سوء )‪.(2‬‬
‫‪ - 84‬ين‪ :‬النضر وفضالة عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن حفص‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن العبد ليكون بارا بوالديه في‬
‫حياتهما ثم يموتان فل يقضي عنهما الدين‪ ،‬ول يستغفر لهما‪ ،‬فيكتبه ال‬
‫عاقا وإنه ليكون في حياتهما غير بار لهما فإذا ماتا قضى عنهما الدين‬
‫واستغفر ال لهما فيكتبه ال تبارك وتعالى بارا‪ .‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬وإن أحببت أن يزيد ال في عمرك فسر أبويك‪ .‬قال‪ :‬وسمعته‬
‫يقول‪ :‬إن البر يزيد في الرزق‪ - 85 .‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن حماد بن حيان )‪ (3‬قال‪ :‬أخبرني أبو عبد ال عليه السلم ببر‬
‫ابنه إسماعيل له )‪ (4‬وقال لقد كنت احبه وقد ازداد‬

‫)‪ (1‬روضة الواعظين ص ‪ (2) .431 - 429‬مخطوط‪ (3) .‬لعل الصحيح عمار بن‬
‫جناب أبى معاوية الدهنى العجلى الكوفى من أصحاب الصادق عليه‬
‫السلم‪ (4) .‬مر الحديث بهذا السند عن الكافي تحت الرقم ‪ ،12‬وفيه‪:‬‬
‫خبرت أبا عبد ال " ع " ببر اسماعيل ابني بى فقال الخ‪.‬‬

‫]‪[82‬‬

‫إلي حبا‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله أتته اخت له من الرضاعة‪ ،‬فلمان أن‬
‫نظر إليها سر بها وبسط رداءه لها فأجلسها عليه‪ ،‬ثم أقبل يحدثها ويضحك‬
‫في وجهها‪ ،‬ثم قامت فذهبت‪ ،‬ثم جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها‪،‬‬
‫فقيل يا رسول ال صنعت باخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ فقال لنها‬
‫كانت أبر بأبيها منه‪ - 86 .‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي محمد الفزاري‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن‬
‫أهل بيت ليكونون بررة فتنمو أموالهم وإنهم لفجار‪ - 87 .‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن‬
‫ابن عميرة‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن إبراهيم بن شعيب قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬إن أبي قد كبر جدا وضعف‪ ،‬فنحن نحمله إذا أراد الحاجة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل‪ ،‬ولقمه بيدك‪ ،‬فانه جنة لك غدا‪.‬‬
‫‪ - 88‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن حكم بن‬
‫حسين عن علي بن الحسين عليه السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال ما من عمل قبيح إل قد عملته فهل لي‬
‫من توبة ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬فهل من والديك أحد‬
‫حي ؟ قال‪ :‬أبي‪ ،‬قال‪ :‬فاذهب فبره‪ ،‬قال‪ :‬فلما ولي قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬لو كانت امه )‪ .(1‬دعوت الراوندي‪ :‬عنه عليه السلم مثله‪89 .‬‬
‫‪ -‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن أبي الصباح‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬سمعت‬
‫رجل يقول لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن لي أبوين مخالفين‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫برهما كما تبر المسلمين‪ ،‬ممن يتوالنا )‪ .(2‬وبهذا السناد‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن‬
‫الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬صدقة‬

‫)‪ " (1‬لو " في قوله " ص "‪ " :‬لو كانت أمه " للتمني‪ ،‬والمراد الحسرة عليه‪،‬‬
‫فانه لو كان أمه حيا فبرها لكان أدنى أن يقبل توبته‪ (2) .‬في نسخة‬
‫الكمبانى " يسمى هو الباء ]كذا[ وهو تصحيف وقد صححناه طبقا لما‬
‫مر عن نسخة الكافي تحت الرقم ‪ ،14‬ص ‪.56‬‬

‫]‪[83‬‬

‫السر تطفئ غضب الرب‪ ،‬وبر الوالدين وصلة الرحم يزيدان في الجل‪ - 90 .‬ين‪:‬‬
‫ابن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه رفعه قال‪ :‬رأى موسى بن عمران عليه السلم‬
‫رجل تحت ظل العرش فقال‪ :‬يا رب من هذا الذي أدنيته ؟ حتى جعلته تحت‬
‫ظل العرش ؟ فقال ال تبارك وتعالى‪ :‬يا موسى هذا لم يكن يعق والديه ول‬
‫يحسد الناس على ما آتاهم ال من فضله‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب فان من خلقك من‬
‫يعق والديه ؟ فقال‪ :‬إن ]من[ العقوق لهما أن يستسب لهما‪ - 91 .‬ين‪ :‬ابن‬
‫أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لو علم ال شيئا‬
‫أدنى من اف لنهي عنه‪ ،‬وهو من العقوق‪ ،‬وهو أدنى العقوق‪ ،‬ومن العقوق‬
‫أن ينظر الرجل إلى أبويه يحد إليهما النظر‪ - 92 .‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي‬
‫صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال من أبر ؟ قال‪ :‬امك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟‬
‫قال‪ :‬امك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪] :‬امك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪ (1) [:‬أباك‪- 93 .‬‬
‫نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سر سنتين بر والديك‪ ،‬سر سنة‬
‫صل رحمك‪ ،‬سر ميل عد مريضا سر ميلين شيع جنازة‪ ،‬سر ثلثة أميال‬
‫أجب دعوة‪ ،‬سر أربعة أميال أغث ملهوفا‪ ،‬و عليك بالستغفار فانها‬
‫المنجاة )‪ - 94 .(2‬كتاب المامة والتبصرة لعلى بن بابويه‪ :‬عن سهل بن‬
‫أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن موسى‬
‫بن جعفر مثله إل أن فيه " فانها ممحاة "‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن فوق كل بر برا حتى يقتل الرجل شهيدا في‬
‫سبيل ال‪ ،‬وفوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه‪ .‬وبهذا‬
‫السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إياكم ودعوة الوالد‪ ،‬فانها‬
‫ترفع‬

‫)‪ (1‬صححناه طبقا لما مر عن نسخة الكافي تحت الرقم ‪ 9‬ص ‪ (2) .49‬نوادر‬
‫الراوندي ط نجف الحروفية ص ‪.5‬‬

‫]‪[84‬‬

‫فوق السحاب حتى ينظر ال تعالى إليها‪ ،‬فيقول ال تعالى ارفعوها إلي حتى‬
‫أستجيب له‪ ،‬فاياكم ودعوة الوالد فانها أحد من السيف‪ .‬وبهذا السناد قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلثة ل ينظر ال تعالى إليهم‪ :‬المنان‬
‫بالفعل‪ ،‬والعاق والديه‪ ،‬ومدمن خمر‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلث دعوات مستجابات ل شك فيهن دعوة المظلوم‪،‬‬
‫ودعوة المسافر‪ ،‬ودعوة الوالد على ولده‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة‪ .‬وقال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من أحزن والديه فقد عقهما‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من نعمة ال على الرجل أن يشبه والده‪ .‬وبهذا‬
‫السناد قال‪ :‬قال علي عليه السلم أبصر رسول ال رجل له ولدان فقبل‬
‫أحدهما وترك الخر فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬فهل واسيت بينهما‪- 95 .‬‬
‫الدرة الباهرة‪ :‬قال أبو الحسن الثالث عليه السلم العقوق ثكل من لم يثكل‪.‬‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬العقوق يعقب القلة ويؤدي إلى الذلة‪ - 96 .‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عن حنان بن سدير قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال عليه السلم وفينا‬
‫ميسر فذكر واصلة القرابة فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا ميسر قد‬
‫حضر أجلك غير مرة ول مرتين‪ ،‬كل ذلك يؤخر ال أجلك‪ ،‬لصلتك قرابتك‪،‬‬
‫وإن كنت تريد أن يزاد في عمرك فبر شيخيك يعني أبويه‪ .‬وعن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬يكون الرجل عاقا لوالديه في حياتهما‪ ،‬فيصوم عنهما بعد‬
‫موتهما‪ ،‬ويصلي ويقضي عنهما الدين‪ ،‬فل يزال كذلك حتى يكتب بارا‬
‫]بهما وإنه ليكون بارا بهما[ )‪ (1‬في حياتهما فإذا مات ل يقضي دينهما ول‬
‫يبرهما بوجه من وجوه البر فل يزال كذلك حتى يكتب عاقا‪.‬‬

‫)‪ (1‬صححناه طبقا لما في سائر الحاديث‪.‬‬

‫]‪[85‬‬
‫وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من سره أن يمد له في عمره‪ ،‬ويبسط في رزقه‪،‬‬
‫فليصل أبويه فان صلتهما طاعة ال‪ ،‬وليصل ذا رحمه‪ .‬وقال‪ :‬بر الوالدين‪،‬‬
‫وصلة الرحم‪ ،‬تهونان الحساب ثم تل هذه الية " الذين يصلون ما أمر ال‬
‫به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " )‪ (1‬صلوا أرحامكم‬
‫ولو بسلم )‪ .(2‬وقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬الحج ينفي الفقر‪ ،‬والصدقة‬
‫تدفع البلية‪ ،‬والبر يزيد في العمر‪ - 97 .‬نهج‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬ل طاعة‬
‫لمخلوق في معصية الخالق )‪ - 98 .(3‬كنز الكراجكى‪ :‬باسناد مذكور في‬
‫المناهي‪ ،‬عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ملعون‬
‫ملعون من ضرب والده أو والدته‪ ،‬ملعون ملعون من عق والديه‪ ،‬ملعون‬
‫ملعون قاطع رحم‪ - 99 .‬عدة الداعي‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬أفضل‬
‫العمال الصلة لوقتها‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬والجهاد في سبيل ال‪ .‬وروي أن‬
‫موسى عليه السلم لما ناجى ربه أرى رجل تحت ساق العرش قائما يصلي‬
‫فغبطه بمكانه فقال‪ :‬يا رب بم بلغت عبدك هذا ما أرى ؟ قال‪ :‬يا موسى إنه‬
‫كان بارا بوالديه‪ ،‬ولم يمش بالنميمة‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫سره أن يمد له في عمره‪ ،‬ويبسط له في رزقه‪ ،‬فليصل أبويه‪ ،‬فان صلتهما‬
‫من طاعة ال‪ .‬وقال رجل لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن أبي قد كبر فنحن‬
‫نحمله إذا أراد الحاجة فقال‪ :‬إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل فانه جنة‬
‫لك غدا‪ .‬وقال رجل‪ :‬يا رسول ال ما حق ابني هذا ؟ قال‪ :‬تحسن اسمه‬
‫وأدبه‪ ،‬وتضعه موضعا حسنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .21 :‬سيأتي عن قريب أن الصحيح من لفظ الحديث " بلوا أرحامكم‬
‫"‪ (3) .‬نهج البلغة ط عبده مصر ج ‪ 2‬ص ‪.184‬‬

‫]‪[86‬‬

‫‪ - 100‬كتاب المامة والتبصرة لعلي بن بابويه‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫محمد بن الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رحم ال‬
‫من أعان ولده على بره‪ .‬ومنه‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي‪ ،‬رغم أنف رجل أدرك‬
‫أبويه عند الكبر فلم يدخله الجنة‪ ،‬رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان‬
‫ثم انسلخ قبل أن يغفر له‪ .‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد البرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد‬
‫موتهما‪ - 101 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن‬
‫النعمان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن سليمان بن خالد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬إن لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذا المر ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم إن ال عزوجل يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم‬
‫وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )‪ ." (1‬بيان‪ " :‬قوا " أي احفظوا‬
‫واحرسوا وامنعوا " أنفسكم وأهليكم نارا " أي قوا أنفسكم النار بالصبر‬
‫على طاعة ال وعن معصيته‪ ،‬وعن اتباع الشهوات‪ ،‬وقوا أهليكم النار‬
‫بدعائهم إلى طاعة ال‪ ،‬وتعليمهم الفرائض‪ ،‬ونهيهم عن القبايح‪ ،‬وحثهم‬
‫على أفعال الخير‪ " ،‬وقودها الناس والحجارة " قيل‪ :‬أي حجارة الكبريت‬
‫لنها تزيد في قوة النار‪ ،‬وقيل‪ :‬الحجار المعبودة‪ .‬وتدل الية )‪ (2‬والخبر‬
‫على وجوب المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وعلى أن القارب من‬
‫الزوجة والمماليك‪ ،‬والوالدين والولد وسائر القرابات مقدمون في ذلك‬
‫على الجانب‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .211‬التحريم‪.6 :‬‬

‫]‪[87‬‬

‫)‪) * (3‬باب( * * " صلة الرحم‪ ،‬واعانتهم‪ ،‬والحسان إليهم‪ ،‬والمنع من قطع " *‬
‫* " صلة الرحام‪ ،‬وما يناسبه‪ * " .‬اليات‪ :‬البقرة‪ :‬وإذ أخذنا ميثاق بني‬
‫إسرائيل ل تعبدون إل ال وبالوالدين إحسانا وذي القربى )‪ .(1‬وقال تعالى‬
‫وآتى المال على حبه ذوي القربى )‪ .(2‬الرعد‪ :‬والذين يصلون ما أمر ال‬
‫به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب‪ .‬إلى قوله تعالى‪:‬‬
‫والذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل‬
‫ويفسدون في الرض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار )‪ .(3‬النحل‪ :‬إن ال‬
‫يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ .83 :‬وقوله " وبالوالدين احسانا " أي أحسنوا بالوالدين‪ ،‬وعلى هذا‬
‫يكون قوله " ل تعبدون " لفظه الخبر‪ ،‬ومعناه المر‪ ،‬أي ل تعبدوا ال‬
‫ال‪ ،‬أي اعبدوا ال وأحسنوا بالوالدين واقيموا الخ‪ (2) .‬البقرة‪) :177 :‬‬
‫‪ (3‬الرعد‪ (4) .21 - 5 :‬النحل‪.90 :‬‬

‫]‪[88‬‬

‫السراء‪ :‬وآت ذا القربى حقه )‪ .(1‬الروم‪ :‬فلت ذا القربى حقه )‪ .(2‬محمد‪ :‬فهل‬
‫عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم )‪ - 1 (3‬ب‪ :‬ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم صل رحمك ولو بشربة من ماء‪ ،‬وأفضل ما يوصل به الرحم كف‬
‫الذى عنها‪ .‬وقال‪ :‬صلة الرحم منسأة في الجل‪ ،‬مثراة في المال‪ ،‬محبة في‬
‫الهل )‪ - 2 .(4‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن المعروف يمنع مصارع‬
‫السوء وإن الصدقة تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي‬
‫الفقر‪ ،‬وقول ل حول ول قوة إل بال فيها شفاء‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ .26 :‬قال الطبرسي في المجمع ج ‪ 6‬ص ‪ :411‬معناه وأعط القرابات‬
‫حقوقهم التى أوجبها ال لهم في أموالكم عن ابن عباس والحسن‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ان المراد قرابة الرسول عن السدى‪ ،‬وهو الذى رواه أصحابنا عن‬
‫الصادقين عليهما السلم أقول‪ :‬وهذا هو المتعين من حيث التفسير‪ ،‬فان‬
‫الية خطاب له صلى ال عليه وآله فيكون اللف واللم في " القربى "‬
‫عوضا عن ضميره‪ ،‬والتقدير‪ :‬وآت ذاقرباك حقه‪ ،‬قالوا‪ :‬والمراد مطلق‬
‫القرابات وفيه أنه لو كان المراد الجمع لقال‪ " :‬وآت ذوى القربى " أو "‬
‫أولى القربى حقهم " قال‪ " :‬وآتى المال على حبه ذوى القربى الخ "‬
‫وقال‪ " :‬ول يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا اولى القربى " بل‬
‫المراد الفرد الواحد من ذى قرباه‪ ،‬وليس هو ال فاطمة سلم ال عليها‪،‬‬
‫ولنها أقرب القرابات منه صلى ال عليه وآله‪ .‬والمراد من " حقه " هو‬
‫الذى نص عليه في قوله تعالى‪ :‬واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن ل‬
‫خمسه وللرسول ولذي القربى " وهكذا في قوله تعالى‪ " :‬ما أفاء ال‬
‫على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى " فلها سلم ال‬
‫عليها سهم من الخمس وسهم من الفئ وحدها‪ (2) .‬الروم‪(3) .38 :‬‬
‫القتال‪ (4) .22 :‬قرب السناد ص ‪ .156‬ط حجر‪.‬‬

‫]‪[89‬‬

‫من تسعة وتسعين داء أدناها الهم )‪ - 3 .(1‬فس‪ " :‬والذين يصلون ما أمر ال به‬
‫أن يوصل " حدثني أبي عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن عليه‬
‫السلم قال إن رحم آل محمد صلى ال عليه وآله معلقة بالعرش‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫اللهم صل من وصلني‪ ،‬واقطع من قطعني‪ ،‬وهي تجري في كل رحم )‪4 .(2‬‬
‫‪ -‬لى‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم لنوف البكالي‪ :‬يا نوف صل رحمك‬
‫يزيد ال في عمرك )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب جوامع‬
‫المكارم‪ ،‬وبعضها في باب بر الوالدين‪ - 5 .‬ل‪ :‬ابن بندار‪ ،‬عن محمد بن‬
‫محمد بن جمهور‪ ،‬عن محمد بن علي بن زيد‪ ،‬عن أحمد بن شبيب‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬من سره أن يبسط له في رزقه‪ ،‬وينسأ له في أجله فليصل رحمه )‪.(4‬‬
‫‪ - 6‬لى‪ :‬في مناهي النبي قال‪ :‬من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله‪ ،‬ليصل‬
‫رحمه‪ ،‬أعطاه ال عزوجل أجر مائة شهيد‪ ،‬وله بكل خطوة أربعون ألف‬
‫حسنة ويمحى عنه أربعون ألف سيئة‪ ،‬ويرفع له من الدرجات مثل ذلك‪،‬‬
‫وكأنما عبد ال مائة سنة صابرا محتسبا )‪ - 7 .(5‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن‬
‫يونس‪ ،‬عن الثمالي ؟ عن علي بن الحسين عليهما السلم قال‪ :‬ما من‬
‫خطوة أحب إلى ال عزوجل من خطوتين‪ :‬خطوة يسد بها المؤمن صفا في‬
‫ال ؟‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 51‬ط نجف الحروفية‪ (2) .‬تفسير القمى ص ‪ (3) .208‬أمالى‬
‫الصدوق ص ‪ (4) .126‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .18‬أمالى الصدوق ص‬
‫‪.253‬‬

‫]‪[90‬‬

‫وخطوة إلى ذي رحم قاطع الخبر )‪ - 8 .(1‬م‪ :‬وأما قوله تعالى‪ " :‬وذي القربى "‬
‫فهم من قراباتك من أبيك وامك قيل لك اعرف حقهم كما اخذ العهد به من‬
‫بني إسرائيل واخذ عليكم معاشر امة محمد بمعرفة حق قرابات محمد‪،‬‬
‫الذين هم الئمة بعده‪ ،‬ومن يليهم بعد من خيار ذريتهم‪ .‬قال المام عليه‬
‫السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من رعى حق قرابات أبويه‬
‫اعطي في الجنة ألف ألف درجة‪ ،‬بعد ما بين كل درجتين حضر الفرس‬
‫الجواد المضمر مائة سنة‪ ،‬إحدى الدرجات من فضة‪ ،‬واخرى من ذهب‪،‬‬
‫واخرى من لؤلؤ واخرى من زمرد‪ ،‬واخرى من زبرجد‪ ،‬واخرى من مسك‪،‬‬
‫واخرى من عنبر واخرى من كافور‪ ،‬فتلك الدرجات من هذه الصناف‪،‬‬
‫ومن رعى حق قربى محمد وعلي اوتي من فضائل الدرجات وزيادة‬
‫المثوبات‪ ،‬على قدر زيادة فضل محمد وعلي صلوات ال عليهما على أبوي‬
‫نسبه‪ - 9 .‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النضر‪،‬‬
‫عن زرعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن في الجنة درجة ل يبلغها إل إمام عادل‪ ،‬أو ذو‬
‫رحم وصول‪ ،‬أو ذو عيال صبور )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى في باب الخمر عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ثلثة ل يدخلون الجنة‪ :‬مدمن خمر‪،‬‬
‫ومؤمن سحر )‪ (3‬وقاطع رحم‪ - 10 .‬ل‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عن الحسن بن الحصين‪ ،‬عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أربعة‬
‫أسرع شئ عقوبة‪ :‬رجل أحسنت إليه ويكافيك بالحسان إليه إساءة‪ ،‬ورجل‬
‫ل تبغي عليه وهو يبغي عليك‪ ،‬ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .26‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .46‬مدمن سحر ؟ خ‪.‬‬

‫]‪[91‬‬

‫الوفاء له ومن أمره الغدر بك‪ ،‬ورجل يصل قرابته ويقطعونه )‪ .(1‬ل‪ :‬فيما أوصى‬
‫به النبي صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم مثله )‪ (2‬وقد مر مرارا‪11 .‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬في وصايا أبي ذر بأسانيد قال‪ :‬أوصاني رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله أن أصل رحمي وإن أدبرت )‪ .(3‬وقد مضى في باب مساوي الخلق‬
‫وغيره بأسانيد عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ل يدخل الجنة قاطع‬
‫رحم‪ - 12 .‬ل‪ :‬عن سعيد بن علقة‪ ،‬عن أمير المؤمنين قال‪ :‬قطيعة الرحم‬
‫تورث الفقر )‪ - 13 (4‬ن )‪ (5‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫الوشاء‪ ،‬عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬لما اسري بي إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو‬
‫رحما إلى ربها ; فقلت لها‪ :‬كم بينك وبينها من أب ؟ فقال‪ :‬نلتقي في‬
‫أربعين أبا )‪ - 14 .(6‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم صلوا‬
‫أرحامكم ولو بالسلم يقول ال تبارك وتعالى‪ " :‬واتقوا ال الذي تسائلون‬
‫به والرحام إن ال كان عليكم رقيبا " )‪ - 15 .(7‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‪ :‬قال‪ :‬قال الحسين عليه السلم‪ :‬من سره‬
‫أن ينسأ في أجله‪ ،‬ويزاد في رزقه فليصل رحمه )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .85‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .110‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪) .4‬‬
‫‪ (4‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .93‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .254‬الخصال‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (7) .111‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ ،157‬والية في النساء‪(8) .1 :‬‬
‫عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.44‬‬

‫]‪[92‬‬

‫‪ - 16‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من ضمن لي واحدة‬
‫ضمنت له أربعة يصل رحمه‪ ،‬فيحبه ال تعالى ويوسع عليه رزقه‪ ،‬ويزيد‬
‫في عمره ويدخله الجنة التي وعده )‪ .(1‬صح‪ :‬عنه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم مثله )‪ - 17 .(2‬ن‪ :‬بهذا السناد قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬إني أخاف عليكم استخفافا بالدين‪ .‬وبيع الحكم )‪ (3‬وقطيعة الرحم‪،‬‬
‫وأن تتخذوا القرآن مزامير‪ ،‬تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين )‪.(4‬‬
‫صح‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 18 .(5‬ن‪ :‬العسكري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‬
‫بن الفضل‪ ،‬عن إبراهيم بن أحمد الكاتب‪ ،‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن أبيه‬
‫قال‪ :‬احضرنا مجلس الرضا عليه السلم فشكا رجل أخاه فأنشأ يقول‪ :‬اعذر‬
‫أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه واصبر على بهت السفيه *‬
‫وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضل * وكل الظلوم إلى حسيبه )‪(6‬‬
‫‪ - 19‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ .‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن عم أبيه الحسين بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪،‬‬
‫عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬صلوا أرحامكم وإن قطعوكم الخبر )‬
‫‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .37‬صحيفة الرضا ص ‪ (3) .21‬ومنع الحكم خ ل‪.‬‬
‫)‪ (4‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .42‬صحيفة الرضا ص ‪ (6) .28‬عيون‬
‫الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (7) .176‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.211‬‬

‫]‪[93‬‬

‫أقول‪ :‬قد مضى بأسانيد عنه صلوا أرحام من قطعكم‪ - 20 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن علي بن‬
‫بلل‪ ،‬عن علي بن سليمان‪ ،‬عن أحمد بن القاسم‪ ،‬عن أحمد السياري‪ ،‬عن‬
‫محمد بن خالد‪ ،‬عن سعيد بن مسلم‪ ،‬عن داود الرقي قال‪ :‬كنت جالسا عند‬
‫أبي عبد ال عليه السلم إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه‪ :‬يا داود لقد‬
‫عرضت علي أعمالكم يوم الخميس‪ ،‬فرأيت فيما عرض علي من عملك‬
‫صلتك لبن عمك فلن‪ ،‬فسرني ذلك‪ ،‬إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء‬
‫عمره وقطع أجله‪ .‬قال داود‪ :‬وكان لي ابن عم معاندا خبيثا بلغني عنه‬
‫وعن عياله سوء حال فصككت )‪ (1‬له نفقة قبل خروجي إلى مكة‪ ،‬فلما‬
‫صرت بالمدينة خبرني أبو عبد ال عليه السلم بذلك )‪ - 21 .(2‬ما‪:‬‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الصمد‪ ،‬عن أبيه عبد‬
‫الصمد بن موسى‪ ،‬عن عمه عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‬
‫محمد بن إبراهيم قال‪ :‬بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد ال جعفر بن‬
‫محمد عليهما السلم وأمر بفرش فطرحت له إلى جانبه‪ ،‬فأجلسه عليها‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬علي بمحمد علي بالمهدي‪ ،‬يقول ذلك مرارا فقيل له‪ :‬الساعة الساعة‬
‫يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إل أنه يتبخر‪ .‬فما لبث أن وافى وقد‬
‫سبقته رائحته‪ ،‬فأقبل المنصور على جعفر عليه السلم فقال‪ :‬يا أبا عبد ال‬
‫حديث حدثته في صلة الرحم اذكره يسمعه المهدي قال‪ :‬نعم حدثني أبي عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلث سنين فيصيرها ال‬
‫عزوجل ثلثين سنة‪ ،‬ويقطعها وقد بقي من عمره ثلثون سنة فيصيرها‬
‫ال ثلث سنين ثم تل عليه السلم " يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام‬
‫الكتاب " الية )‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬أي دفعت إليه صكا‪ ،‬والصك معرب چك بالفارسية‪ ،‬كتاب الحوالة‪ ،‬ليأخذ‬
‫المحتال المال عن المحال عليه‪ (2) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪(3) .27‬‬
‫الرعد‪.39 :‬‬

‫]‪[94‬‬

‫قال‪ :‬هذا حسن يا أبا عبد ال وليس إياه أردت قال أبو عبد ال نعم حدثني أبي عن‬
‫أبيه عن جده‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬صلة الرحم تعمر الديار‪ ،‬وتزيد في العمار‪ ،‬وإن كان أهلها غير‬
‫أخيار‪ .‬قال‪ :‬هذا حسن يا أبا عبد ال وليس هذا أردت فقال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬نعم حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي عليهم السلم‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صلة الرحم تهون الحساب وتقي‬
‫ميتة السوء قال المنصور نعم هذا أردت )‪ - 22 .(1‬ما‪ :‬بإسناد المجاشعي‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬قيل يا نبي ال أفي‬
‫المال حق سوى الزكاة ؟ قال‪ :‬نعم بر الرحم إذا أدبرت‪ ،‬وصلة الجار المسلم‬
‫فما آمن بي من بات شبعانا وجاره المسلم جائع‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما زال جبرئيل‬
‫عليه السلم يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )‪ - 23 .(2‬ع‪ :‬في‬
‫خطبة فاطمة صلوات ال عليها‪ :‬فرض ال صلة الرحام منماة للعدد )‪.(3‬‬
‫أقول‪ :‬قد مر في باب الذنوب التي توجب غضب ال عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم إذا قطعت الرحام جعلت الموال في أيدي الشرار وعن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم‪ - 24 .‬مع‪ :‬ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن أسباط عن البطائني‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬صلة الرحم تزيد في العمر‪ ،‬وصدقة السر تطفئ غضب الرب‪،‬‬
‫وإن قطيعة الرحم واليمين الكاذبة لتذران الديار بلقع من أهلها‪ ،‬ويثقلن‬
‫الرحم )‪ (4‬وإن ]في[ تثقل الرحم انقطاع‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .94‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .134‬علل‬
‫الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .236‬كذا في المصدر المطبوع‪ ،‬وهكذا نسخة‬
‫الكمبانى‪ ،‬والمراد بالثقل المرض‬

‫]‪[95‬‬

‫النسل )‪ - 25 .(1‬مع‪ :‬ابن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن‬
‫خلف عن يونس‪ ،‬عن عمرو بن جميع قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه‬
‫السلم مع نفر من أصحابه فسمعته وهو يقول‪ :‬إن رحم الئمة عليهم‬
‫السلم من آل محمد صلى ال عليه وآله ليتعلق بالعرش يوم القيامة‬
‫وتتعلق بها أرحام المؤمنين تقول يا رب صل من وصلنا واقطع من قطعنا‬
‫قال‪ :‬فيقول ال تبارك وتعالى‪ :‬أنا الرحمن وأنت الرحم‪ ،‬شققت اسمك من‬
‫اسمي‪ ،‬فمن وصلك وصلته‪ ،‬ومن قطعك قطعته‪ ،‬ولذلك قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬الرحم شجنة من ال تعالى عزوجل‪ .‬أخبرنا محمد بن‬
‫هارون الزنجاني‪ ،‬عن علي بن عبد العزيز‪ ،‬عن القاسم بن سلم قال‪ :‬في‬
‫معنى قول النبي صلى ال عليه وآله‪ " :‬الرحم شجنة من ال عزوجل "‬
‫يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق‪ ،‬وقول القائل " الحديث ذو شجون "‬
‫إنما هو تمسك بعضه ببعض‪ .‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬يقال‪ :‬شجر متشجن‪:‬‬
‫إذا التف بعضه ببعض‪ ،‬ويقال‪ :‬شجنة وشجنة والشجنة كالغصن يكون من‬
‫الشجرة‪ ،‬وقد قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إن فاطمة شجنة مني يؤذيني‬
‫ما آذاها ويسرني ما سرها )‪ - 26 .(2‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أخبرني جبرئيل أن‬
‫ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام‪ ،‬ما يجدها عاق‪ ،‬ول قاطع رحم‬

‫والكسل والفتور‪ :‬يقال‪ :‬وجدت ثقلة في جسدي‪ :‬أي ثقل وفتورا‪ ،‬حكاه الجوهرى‬
‫عن الكسائي‪ .‬وسيأتى عن نسخة الكافي " ينقلن " و " ينقل "‬
‫واستظهر المصنف في شرحه مرآت العقول أنه بالغين من النغل وأصله‬
‫فساد الديم فراجع‪ (1) .‬معاني الخبار ص ‪ (2) .264‬معاني الخبار ص‬
‫‪.302‬‬

‫]‪[96‬‬

‫ول شيخ زان الخبر )‪ - 27 .(1‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا ظهر العلم‪ ،‬واحترز العمل‪ ،‬وائتلفت‬
‫اللسن‪ ،‬واختلف القلوب‪ ،‬وتقاطعت الرحام‪ ،‬هنالك لعنهم ال فأصمهم‬
‫وأعمى أبصارهم )‪ - 28 .(2‬ير‪ :‬ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن ميسر قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا ميسر لقد زيد‬
‫في عمرك فأي شئ تعمل ؟ قلت‪ :‬كنت أجيرا وأنا غلم بخمسة دراهم فكنت‬
‫اجريها على خالي )‪ - 29 .(3‬غط‪ :‬جماعة‪ ،‬عن البزوفري‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬عن ابن عيسى عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن هشام‬
‫بن أحمر‪ ،‬عن سالمة مولة أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫عبد ال جعفر بن محمد عليه السلم حين حضرته الوفاة واغمي عليه‪،‬‬
‫فلما أفاق قال‪ :‬أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الفطس‬
‫سبعين دينارا‪ ،‬وأعط فلنا كذا‪ ،‬وفلنا كذا‪ ،‬فقلت‪ :‬أتعطي رجل حمل عليك‬
‫بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ قال‪ :‬تريدين أن ل أكون من الذين قال ال عزوجل‬
‫" والذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء‬
‫الحساب " )‪ (4‬نعم يا سالمة إن ال خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها‪ ،‬وإن‬
‫ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام‪ ،‬فل يجد ريحها عاق ول قاطع رحم )‬
‫‪ - 30 .(5‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن سنان وعبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن طلحة‬
‫بن زيد عن أبي عبد ال عليه السلم أن رجل من خثعم جاء إلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله فقال له‪ :‬أخبرني‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ (2) .330‬ثواب العمال ص ‪ (3) .217‬بصائر الدرجات‬


‫ص ‪ (4) .365‬الرعد‪ (5) .21 :‬غيبة الطوسى ج ‪.128‬‬

‫]‪[97‬‬

‫ما أفضل السلم ؟ فقال‪ :‬اليمان بال‪ ،‬قال‪ :‬ثم ماذا ؟ قال‪ :‬صلة الرحم‪ ،‬قال‪ :‬ثم ماذا‬
‫؟ فقال‪ :‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر )‪ - 31 .(1‬صح‪ :‬عن الرضا‪،‬‬
‫عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬صلة الرحام‬
‫وحسن الخلق زيادة في العمار )‪ - 32 .(2‬ص‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال محمد بن علي عليه السلم‪ :‬صلة الرحام وحسن‬
‫الجوار زيادة في الموال )‪ - 33 .(3‬ضا‪ :‬روي أن الرحم إذا بعدت عبطت‪،‬‬
‫وإذا تماست عبطت‪ ،‬وروي سر سنتين بر والديك‪ ،‬سر سنة صل رحمك‪،‬‬
‫وأروي الخ الكبير بمنزلة الب‪ - 34 .‬شى‪ :‬عن الصبغ بن نباتة قال‪:‬‬
‫سمعت أمير المؤمنين عليه السلم يقول‪ :‬إن أحدكم ليغضب فما يرضى‬
‫حتى يدخل به النار‪ ،‬فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه‪ ،‬فان‬
‫الرحم إذا مستها الرحم استقرت‪ ،‬وإنها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض‬
‫الحديد‪ ،‬فينادي اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني‪ ،‬وذلك قول ال في‬
‫كتابه " واتقوا ال الذي تسائلون به والرحام إن ال كان عليكم رقيبا " )‬
‫‪ (4‬وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الرض من فوره‪ ،‬فانه يذهب رجز‬
‫الشيطان )‪ - 35 .(5‬شى‪ :‬عن عمر بن حنظلة‪ ،‬عنه عن قول ال " اتقوا‬
‫ال الذي تسائلون به والرحام " قال‪ :‬هي أرحام الناس‪ ،‬إن ال أمر‬
‫بصلتها وعظمها‪ ،‬أل ترى أنه جعلها معه )‪ - 36 .(6‬شى‪ :‬عن جميل بن‬
‫دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن قول ال " اتقوا‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .291‬في نسخة الكمبانى‪ :‬زيادة في اليمان‪ (3) .‬صحيفة‬
‫الرضا‪ (4) .42 :‬النساء‪ 5) .1 :‬و ‪ (6‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.217‬‬
‫]‪[98‬‬

‫ال الذي تسائلون به والرحام " قال‪ :‬هي أرحام الناس أمر ال تبارك وتعالى‬
‫بصلتها وعظمها‪ ،‬أل ترى أنه جعلها معه )‪ .(1‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫جميل مثله‪ - 37 .‬شى‪ :‬عن العل بن الفضيل‪ ،‬عن أبي عبد ال قال‪ :‬سمعته‬
‫يقول‪ :‬الرحم معلقة بالعرش‪ ،‬تقول اللهم صل من وصلني‪ ،‬واقطع من‬
‫قطعني‪ ،‬وهي رحم آل محمد و رحم كل مؤمن‪ ،‬وهو قول ال " والذين‬
‫يصلون ما أمر ال به أن يوصل " )‪ - 38 .(2‬شى‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬بر الوالدين‬
‫وصلة الرحم يهونان الحساب ثم تل هذه الية " والذين يصلون ما أمر ال‬
‫به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " )‪ - 39 .(3‬شى‪:‬‬
‫عن محمد بن الفضل قال‪ :‬سمعت العبد الصالح يقول‪ " :‬والذين يصلون ما‬
‫أمر ال به أن يوصل " قال‪ :‬هي رحم آل محمد‪ ،‬معلقة بالعرش‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫اللهم صل من وصلني‪ ،‬واقطع من قطعني وهي تجري في كل رحم )‪.(4‬‬
‫‪ - 40‬شى‪ :‬عن عمر بن مريم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول‬
‫ال " الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل " قال‪ :‬من ذلك صلة الرحم‪،‬‬
‫وغاية تأويلها صلتك إيانا )‪ - 41 .(5‬شى‪ :‬عن صفوان بن مهران الجمال‬
‫قال‪ :‬وقع بين عبد ال بن الحسن وبين أبي عبد ال عليه السلم كلم حتى‬
‫ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس عليهما حتى افترقا تلك العشية‪ ،‬فلما‬
‫أصبحت غدوت في حاجة لي فإذا أبو عبد ال على باب عبد ال بن الحسن‬
‫وهو يقول‪ :‬قولي يا جارية لبي محمد هذا أبو عبد ال بالباب‪ ،‬فخرج عبد‬
‫ال بن الحسن وهو يقول‪ :‬يا أبا عبد ال ما بكر بك ؟ قال‪ :‬إنه مررت‬
‫البارحة بآية من كتاب ال فأقلقني قال‪ :‬وما هي ؟ قال‪ :‬قوله عزوجل‪" :‬‬
‫الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء‬
‫الحساب " قال‪ :‬فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد ال بن الحسن‪ :‬صدقت‬
‫وال يا أبا عبد ال كأني لم أقرأ هذه الية قط )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (6 - 3) .217‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ ،208‬والية‬


‫في الرعد‪.21 :‬‬

‫]‪[99‬‬

‫كنز الكراجكى‪ :‬عن محمد بن عبد ال الحسيني‪ ،‬عن عبد الواحد بن عبد ال‬
‫الموصلي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن رباح‪ ،‬عن محمد بن العباس الحسيني‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن صفوان مثله‪ - 42 .‬شى‪ :‬عن‬
‫الحسين بن زيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره‬
‫إل ثلث سنين فيمدها ال إلى ثلث وثلثين سنة‪ ،‬وإن المرء ليقطع رحمه‬
‫وقد بقي من عمره ثلث وثلثون سنة‪ ،‬فيقصرها ال إلى ثلث سنين أو‬
‫أدنى‪ .‬قال الحسين‪ :‬وكان جعفر يتلو هذه الية " يمحو ال ما يشاء ويثبت‬
‫وعنده ام الكتاب " )‪ - 43 .(1‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن عطية‪ ،‬عن الحذاء‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬في كتاب أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ثلث خصال‬
‫ل يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن‪ :‬البغي‪ ،‬وقطيعة الرحم‪ ،‬واليمن‬
‫الكاذبة‪ ،‬وأن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم إن القوم ليكونون فجارا‬
‫فيتواصلون فتنمي أموالهم ويثرون‪ ،‬وإن اليمن الكاذبة وقطيعة الرحم تدع‬
‫الديار بلقع عن أهلها )‪ - 44 .(2‬ين‪ :‬ابن محبوب مثله وزاد في آخره‬
‫وينقل الرحم وإن في انتقال الرحم انقطاع النسل )‪ - 45 .(3‬نجم‪ :‬عبد ال‬
‫بن جعفر الحميري في كتاب الدلئل باسناده إلى ميسر قال‪ :‬قال لي أبو عبد‬
‫ال عليه السلم يا ميسر قد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخرك ال‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ ،220‬والية في الرعد‪ (2) .39 :‬مجالس المفيد ص‬
‫‪ (3) .66‬كذا في نسخة الكمبانى‪ ،‬وقد مر عن معاني الخبار تحت الرقم‬
‫‪ " 24‬ويثقلن الرحم وان تثقل الرحم انقطاع النسل وسيجئ تحت الرقم‬
‫‪ 104‬عن الكافي " وتنقل الرحم وان نقل الرحم انقطاع النسل "‪.‬‬

‫]‪[100‬‬

‫بصلتك رحمك‪ ،‬وبرك قرابتك‪ - 46 .‬كش‪ :‬ابن مسعود‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن‬
‫خالد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن أحدهما عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا ميسر إني لظنك وصول لقرابتك‪ ،‬قلت‪ :‬نعم جعلت‬
‫فداك‪ ،‬لقد كنت في السوق وأنا غلم واجرتي درهمان وكنت اعطي واحدا‬
‫عمتي‪ ،‬وواحدا خالتي‪ ،‬فقال‪ :‬أما وال لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر‬
‫)‪ - 47 .(1‬كش‪ :‬إبراهيم بن علي الكوفي‪ ،‬عن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫يونس عن حنان وابن مسكان‪ ،‬عن ميسر قال‪ :‬دخلنا على أبي جعفر عليه‬
‫السلم ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة‪ ،‬فقال أبو جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬يا ميسر أما إنه قد حضر أجلك غير مرة ول مرتين‪ ،‬كل ذلك يؤخر‬
‫بصلتك قرابتك )‪ - 48 .(2‬ضه‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬أحسن‬
‫يحسن إليك‪ ،‬ارحم ترحم‪ ،‬قل خيرا تذكر بخير‪ ،‬صل رحمك يزد ال في‬
‫عمرك‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رأيت في المنام رجل من‬
‫امتي يكلم المؤمنين فل يكلمونه فجاءه صلته للرحم فقال‪ :‬يا معشر‬
‫المؤمنين كلموه فانه كان واصل لرحمه فكلمه المؤمنون وصافحوه‪ ،‬وكان‬
‫معهم )‪ - 49 .(3‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن حسين بن عثمان‪ ،‬عمن ذكره‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن صلة الرحم تزكي العمال‪ ،‬وتنمي‬
‫الموال‪ ،‬وتيسر الحساب وتدفع البلوى‪ ،‬وتزيد في العمر )‪ - 50 .(4‬ين‪:‬‬
‫علي بن إسماعيل التميمي‪ ،‬عن عبد ال بن طلحة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬إن رجل أتى النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال إن لي أهل قد كنت أصلهم وهم يؤذوني‪ ،‬وقد أردت رفضهم‪ ،‬فقال له‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذن يرفضكم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬رجال الكشى‪ (3) .211 :‬روضة الواعظين ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .432‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[101‬‬

‫ال جميعا‪ ،‬قال‪ :‬وكيف أصنع ؟ قال‪ :‬تعطي من حرمك‪ ،‬وتصل من قطعك‪ ،‬وتعفو‬
‫عمن ظلمك‪ ،‬فإذا فعلت ذلك كان ال عزوجل لك عليهم ظهيرا‪ .‬قال ابن‬
‫طلحة‪ :‬فقلت له عليه السلم‪ :‬ما الظهير قال‪ :‬العون‪ - 51 .‬ين‪ :‬ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن يونس بن عفان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أول ناطق يوم القيامة من الجوارح الرحم يقول‪ :‬يا رب من‬
‫وصلني في الدنيا فصيل اليوم ما بينك وبينه ; ومن قطعني في الدنيا فاقطع‬
‫اليوم ما بينك وبينه‪ - 52 .‬ين‪ :‬النضر‪ ،‬عن زرعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬الرحم معلقة بالعرش ينادي يوم القيامة‬
‫اللهم صل من وصلني‪ ،‬واقطع من قطعني‪ ،‬فقلت‪ :‬أهي رحم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله ؟ فقال‪ :‬بل رحم رسول ال صلى ال عليه وآله منها‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إن الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبة المدار‪ ،‬وهو المغزل‪ ،‬فمن أتاها‬
‫واصل لها انتشرت له نورا حتى يدخله الجنة‪ ،‬ومن أتاها قاطعا لها‬
‫انقبضت عنه‪ ،‬حتى يقذف به في النار‪ - 53 .‬ين‪ :‬علي بن النعمان‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن يحيى بن ام الطويل قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫الناس فحمد ال وأثنى عليه ثم قال‪ :‬ل يستغني الرجل وإن كان ذا مال وولد‬
‫عن عشيرته‪ ،‬وعن مداراتهم‪ ،‬وكرامتهم‪ ،‬ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم‬
‫هم أعظم الناس حياطة له من ورائه‪ ،‬وألمهم لشعثه وأعظمهم عليه حنوا‬
‫إن أصابته مصيبة أو نزل به يوما بعض مكاره المور‪ ،‬ومن يقبض يده‬
‫عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا واحدة‪ ،‬وتقبض عنه منهم أيدي كثيرة‪،‬‬
‫ومن محض عشيرته صدق المودة‪ ،‬وبسط عليهم يده بالمعروف‪ ،‬إذا وجده‬
‫ابتغاء وجه ال أخلف ال له ما أنفق في دنياه‪ ،‬وضاعف له الجر في‬
‫آخرته‪ ،‬وإخوان الصدق في الناس خير من المال يأكله ويورثه‪ ،‬ل يزدادن‬
‫أحدكم في أخيه زهدا‪ ،‬ول يجعل منه بديل إذا لم ير منه مرفقا‪ ،‬أو يكون‬
‫مقفورا من المال‪ ،‬ل يغفلن أحدكم عن القرابة يرى به الخصاصة‬
‫]‪[102‬‬

‫أن يسدها مما ل يضره إن أنفقه‪ ،‬ول ينفعه إن أمسكه )‪ - 54 .(1‬ين‪ :‬القاسم‪ ،‬عن‬
‫عبد الصمد بن بشير‪ ،‬عن معاوية قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن‬
‫صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة‪ ،‬ثم قرأ " ]الذين[ " يصلون ما أمر‬
‫ال به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " )‪ - 55 .(2‬ين‪:‬‬
‫القاسم‪ ،‬عن عبد ال بن هلل‪ ،‬عن رجل من أصحابنا قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬إن آل فلن يبر بعضهم بعضا ويتواصلون قال‪ :‬إذا ينمون‬
‫وتنمو أموالهم‪ ،‬ول يزالون في ذلك حتى يتقاطعوا‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك انعكس‬
‫عنهم‪ - 56 .‬ين‪ :‬ابن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬أل أدلكم على خير أخلق الدنيا والخرة‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى يا‬
‫رسول ال قال‪ :‬من وصل من قطعه وأعطى من حرمه‪ ،‬وعفا عمن ظلمه‪،‬‬
‫ومن سره أن ينسأله في عمره‪ ،‬ويوسع له في رزقه‪ ،‬فليتق ال وليصل‬
‫رحمه‪ - 57 .‬ين‪ :‬ابن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬أتى أبا ذر رجل فبشره بغنم له قد ولدت‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا ذر أبشر فقد‬
‫ولدت غنمك‪ ،‬وكثرت فقال‪ :‬ما يسرني كثرتها فما احب ذلك فما قل وكفى‬
‫أحب إلي مما كثر وألهى إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪:‬‬
‫على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم والمانة فإذا مر عليه الوصول‬
‫للرحم‪ ،‬المؤدي للمانة لم يتكفأ به في النار‪ - 58 .‬ين‪ :‬بعض أصحابنا‪ ،‬عن‬
‫حنان‪ ،‬عن عبد الرحمان بن سليمان‪ ،‬عن عمرو بن سهل‪ ،‬عن روات قال‪:‬‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬إن صلة الرحم مثراة في‬
‫المال‪ ،‬ومحبة في الهل‪ ،‬ومنسأة في الجل‪ - 59 .‬ين‪ :‬بعض أصحابنا‪ ،‬عن‬
‫حنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن رجل أنهم كانوا في منزل أبي عبد ال عليه‬
‫السلم وفيهم ميسر فتذاكروا صلة القرابة‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪،‬‬
‫يا ميسر لقد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخرك ال لصلتك لقرابتك‪.‬‬

‫)‪ (1‬ترى مثله في النهج تحت الرقم ‪ 23‬من الخطب وسيجئ مثله عن الكافي‪(2) .‬‬
‫الرعد‪.21 :‬‬

‫]‪[103‬‬

‫‪ - 60‬ين‪ :‬الحسن بن علي‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬إن الرجل ليكون‬
‫قد بقي من أجله ثلثون سنة فيكون وصول لقرابته وصول لرحمه‪،‬‬
‫فيجعلها ال ثلثة وثلثين سنة‪ ،‬وإنه ليكون قد بقي من أجله ثلث وثلثون‬
‫سنة فيكون عاقا لقرابته‪ ،‬قاطعا لرحمه‪ ،‬فيجعلها ال ثلث سنين‪- 61 .‬‬
‫كتاب النوادر لفضل ال بن على الراوندي‪ ،‬عن عبد الواحد بن إساعميل‬
‫الروياني‪ ،‬عن محمد بن الحسن التميمي البكري‪ ،‬عن سهل بن أحمد‬
‫الديباجي‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده موسى‪ ،‬عن أبيه الصادق‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صلة الرحم تزيد في‬
‫العمر وتنفي الفقر‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫لسراقة بن مالك بن جعشم‪ :‬أل أدلك على أفضل الصدقة ؟ قال‪ :‬بلى بأبي‬
‫أنت وامي يا رسول ال‪ ،‬فقال رسول ال‪ :‬أفضل الصدقة على اختك أو‬
‫ابنتك‪ ،‬وهي مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك )‪ .(1‬وبهذا السناد عن‬
‫علي عليه السلم قال‪ :‬فقيل لرسول ال‪ :‬يا رسول ال أي الصدقة أفضل ؟‬
‫فقال‪ :‬على ذي الرحم الكاشح‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬سر سنتين بر والديك‪ ،‬سر سنة صل رحمك الخبر‪ .‬وبهذا‬
‫السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صنيع المعروف يدفع‬
‫ميتة السوء و الصدقة في السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في‬
‫العمر وتنفي الفقر )‪ - 62 .(2‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن الحسن بن‬
‫حمزة العلوي‪ ،‬عن علي بن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن الصادق عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم عن النبي صلى ال عليه وآله مثله‪ .‬ومنه‪ :‬بهذا السناد قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صل رحمك ولو بشربة من ماء‬

‫)‪ (1‬النوادر ص‪ (2) 2 .‬المصدر ص ‪.3‬‬

‫]‪[104‬‬

‫وأفضل ما يوصل به الرحم كف الذى عنها‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬الصدقة بعشرة‪ ،‬والقرض بثماني عشرة وصلة الخوان‬
‫بعشرين‪ ،‬وصلة الرحم بأربع وعشرين‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬صلوا أرحامكم في الدنيا ولو بسلم‪ - 63 .‬كتاب‬
‫المامة والتبصرة‪ :‬بالسناد المتقدم مثله وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تخن‬
‫من خانك فتكون مثله‪ ،‬ول تقطع رحمك وإن قطعك‪ - 64 .‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬روي أن موسى بن جعفر عليه السلم دخل على الرشيد يوما‬
‫فقال له هارون‪ :‬إني وال قاتلك فقال ل تفعل يا أمير المؤمنين فإني سمعت‬
‫أبي عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن‬
‫العبد ليكون واصل لرحمه‪ ،‬وقد بقي من أجله ثلث سنين فيجعلها ثلثين‬
‫سنة‪ ،‬ويكون الرجل قاطعا لرحمه وقد بقي من أجله ثلثين سنة فيجعلها‬
‫ال ثلث سنين‪ ،‬فقال الرشيد‪ :‬ال سمعت هذا من أبيك ؟ قال‪ :‬نعم فأمر له‬
‫بمائة ألف درهم‪ ،‬ورده إلى منزله‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬صلة الرحم‬
‫تهون الحساب يوم القيامة‪ ،‬وهي منسأة في العمر‪ ،‬وتقي مصارع السوء‪،‬‬
‫وصدقة الليل تطفئ غضب الرب وفي رواية صدقة السر وقال‪ :‬من حسن‬
‫بره بأهل بيته زيد في رزقه‪ - 65 .‬نهج‪ :‬قال عليه السلم من ضيعه‬
‫القرب‪ ،‬اتيح له البعد‪ ،‬وقال عليه السلم إنه ل يستغني الرجل وإن كان ذا‬
‫مال عن عشيرته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهم أعظم الناس حيطة‬
‫من ورائه وألمهم لشعثه وأعطفهم عليه عندنا زلة إن نزلت به‪ ،‬ولسان‬
‫الصدق يجعله ال للمرء في الناس خير له من المال يورثه غيره )‪66 .(1‬‬
‫‪ -‬ومنها‪ :‬أل ل يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة‪ ،‬بأن يسدها‬
‫بالذي ل يزيده إن أمسكه‪ ،‬ول ينقصه إن أهلكه‪ ،‬ومن يقبض يده عن‬
‫عشيرته فانما تقبض عنهم يد واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة‪ ،‬ومن‬
‫تلن حاشيته يستدم من قومه المودة )‪.(2‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬نهج البلغة عبده ج ‪ 1‬ص ‪ 67‬الرقم ‪ 23‬من الخطب‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫قال السيد رضي ال عنه ما أحسن المعنى الذي أراده عليه السلم بقوله " ومن‬
‫يقبض يده عن عشيرته " إلى تمام الكلم‪ ،‬فان الممسك خيره عن عشيرته‬
‫إنما يمسك نفع يد واحدة‪ ،‬فإذا احتاج إلى نصرتهم واضطر إلى مرافدتهم‪،‬‬
‫قعدوا عن نصره‪ ،‬و تثاقلوا عن صونه‪ ،‬فمنع ترافد اليدي الكثيرة‬
‫وتناهض القدام الجمة‪ - 67 .‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬وأكرم‬
‫عشيرتك‪ ،‬فانهم جناحك الذي به تطير‪ ،‬وأصلك الذي إليه تصير‪ ،‬ويدك التي‬
‫بها تصول )‪ - 68 .(1‬عدة الداعي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله اوصي‬
‫الشاهد من امتي والغائب منهم ومن في أصلب الرجال وأرحام النساء إلى‬
‫يوم القيامة‪ ،‬أن يصل الرحم وإن كان منه على مسير سنة‪ ،‬فان ذلك من‬
‫الدين‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬حافتا الصراط يوم القيامة المانة‬
‫والرحم‪ ،‬فإذا مر الوصول للرحم والمؤدي للمانة نفذ إلى الجنة وإذا مر‬
‫الخائن للمانة‪ ،‬والقطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل‪ ،‬ويكفئ به الصراط‬
‫في النار‪ - 69 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬لما خرج أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم يريد البصرة نزل بالربذة فأتاه رجل من محارب فقال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين إني تحملت في قومي حمالة وإني سألت في طوائف منهم‬
‫المواساة والمعونة فسبقت إلي ألسنتهم بالنكد‪ ،‬فمرهم يا أمير المؤمنين‬
‫بمعونتي وحثهم على مواساتي فقال أين هم ؟ فقال هؤلء فريق منهم حيث‬
‫ترى‪ ،‬قال‪ :‬فنص راحلته فأدلفت كأنها ظليم فأدلف بعض أصحابه في طلبها‬
‫فليا بلي ما لحقت فانتهى إلى القوم فسلم عليهم وسألهم‪ :‬ما يمنعهم من‬
‫مواساة صاحبهم فشكوه وشكاهم فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬وصل‬
‫امرء عشيرته فانهم أولى ببره وذات يده‪ ،‬ووصلت العشيرة أخاها إن عثر‬
‫به دهر وأدبرت عنه دنيا‪ ،‬فان المتواصلين المتباذلين مأجورون‪ ،‬وإن‬
‫المتقاطعين المتدابرين موزورون‪ ،‬قال ثم بعث راحلته‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة عبده ج ‪ 2‬ص ‪.56‬‬

‫]‪[106‬‬

‫وقال‪ :‬حل )‪ .(1‬توضيح‪ :‬في النهاية الربذة بالتحريك قرية معروفة قرب المدينة بها‬
‫قبر أبي ‪ -‬ذر الغفاري وفي القاموس محارب قبيلة وفي النهاية فيه ل تحل‬
‫المسألة إل لثلثة‪ :‬رجل تحمل بحمالة‪ ،‬الحمالة بالفتح ما يتحمله النسان‬
‫من غيره من دية أو غرامة مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها‬
‫الدماء فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين‪ ،‬والتحمل‬
‫أن يحملها عنهم على نفسه انتهى " وإني سألت في طوائف " أي منهم أو‬
‫داخل فيهم‪ .‬وفي القاموس )‪ :(2‬نكد عيشهم كفرح اشتد وعسر‪ ،‬والبئر قل‬
‫ماؤها‪ ،‬وزيد حاجة عمرو منعه إياها‪ ،‬وفلنا منعه ما سأله أو لم يعطه إل‬
‫أقله‪ ،‬ورجل نكد ونكد ونكد وأنكد شؤم عسر‪ ،‬والنكد بالضم قلة العطاء‬
‫ويفتح‪ ،‬وقال‪ :‬نص ناقته‪ :‬استخرج أقصى ما عندها من السير‪ ،‬والشئ‬
‫حركه‪ .‬وقال )‪ (3‬دلف الشيخ يدلف دلفا ويحرك ودليفا ودلفانا محركة مشى‬
‫مشي المقيد وفوق الدبيب والكتيبة في الحرب تقدمت‪ ،‬يقال دلفناهم‬
‫والدالف الماشي بالحمل الثقيل مقاربا للخطو‪ ،‬وككتب الناقة التي تدلف‬
‫بحملها أي تنهض به‪ ،‬واندلف علي انصب‪ ،‬وتدلف إليه تمشى ودنا انتهى‬
‫)‪ .(4‬وقيل‪ :‬أدلفت من باب الفعال أو التفعل‪ ،‬والخير أشهر من الدليف‪،‬‬
‫وهو المشي مع تقارب الخطو والسراع‪ ،‬وكأنه الوخدان قال الثعالبي في‬
‫سر الدب‪ :‬الوخدان نوع من سير البل‪ ،‬وهو أن يرمي بقوائمها كمشي‬
‫النعام‪ " .‬والظليم " الذكر من النعام " في طلبها " أي في طلب الراحلة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أي طلب الجماعة المشهورين أو طلب بقية القوم‪ ،‬وإلحاقهم‬
‫بالمشهورين ول يخفى بعدهما‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .153‬القاموس ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .342‬القاموس ج ‪ 3‬ص‬


‫‪ (4) .141‬القاموس‪ :‬ج ‪.3 140‬‬

‫]‪[107‬‬

‫وقوله عليه السلم " فليا بعد لي ما لحقت " قال الجوهري يقال‪ :‬فعل كذا بعد‬
‫لي‪ :‬أي بعد شدة وإبطاء‪ ،‬ولى ليا أي أبطأ‪ .‬وفي النهاية في حديث ام‬
‫أيمن فبلي ما استغفر لهم رسول ال صلى ال عليه وآله أي بعد مشقة‬
‫وجهد وإبطاء‪ ،‬ومنه حديث عائشة وهجرتها ابن الزبير فبلي ما كلمته‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬هذا الكلم يحتمل وجوها الول أن يكون المعنى فلحقت‬
‫مراكب القوم مركبه عليه السلم بعد إبطاء مع إبطاء‪ ،‬وشدة مع شدة‪ ،‬وما‬
‫مزيدة للتفخيم فقوله " ليا " منصوب بنزع الخافض أي لحقت متلبسة‬
‫بلي مقرون بلي ما‪ ،‬أو على الحال أو على المصدرية بغير لفظ الفعل‪،‬‬
‫ولحقت على بناء المعلوم‪ ،‬والمستتر راجع إلى البعض بتأويل الجماعة أو‬
‫على بناء المجهول والضمير لراحلته عليه السلم‪ .‬الثاني أن يكون لي‬
‫مصدرا لفعل محذوف‪ ،‬وما مصدرية في موضع الفاعل أي فلى ليا بعد‬
‫لي لحوقها‪ .‬الثالث أن يكون نصب لي على العلة‪ ،‬ولحقت على بناء‬
‫المجهول كقولهم‪ :‬قعدت عن الحرب جبنا أي أنه عليه السلم جذب زمام‬
‫راحلته وأبطأ في السير حتى لحقوا لما رأى توجه أصحابه‪ .‬الرابع ما قيل‬
‫إن كلمة ما نافية أي فجهد جهدا بعد جهد ومشقة بعد مشقة ما لحقت‪.‬‬
‫الخامس قال بعضهم " فليا بلي ما لحقت "‪ " :‬ما " مصدرية يعني‬
‫فأبطأ عليه السلم و احتبس بسبب إبطاء لحوق القوم‪ .‬وفي بعض النسخ‬
‫فليا على التثنية بضم الرجل معه عليه السلم أو بالنصب على المصدرية‪.‬‬
‫قوله عليه السلم " وسألهم ما يمنعهم " ما استفهامية‪ ،‬وضمير الغائب‬
‫في يمنعهم و صاحبهم لتغليب زمان الحكاية على زمان المحكي " وصل‬
‫امرؤ " أمر في صورة الخبر وكذا قوله " ووصلت العشيرة " والنكرة هنا‬
‫للعموم نحوها في قولهم‪ " :‬أنجز‬

‫]‪[108‬‬

‫حر ما وعد " )‪ " (1‬إن عثر به " الباء للتعدية يقال عثر كضرب ونصر وعلم‬
‫وكرم أي كبا وسقط " وقال حل " في أكثر النسخ بالحاء المهملة وفي‬
‫القاموس حلحلهم‪ :‬أزالهم عن مواضعهم وحركهم فتحلحلوا‪ ،‬والبل قال‬
‫لها‪ :‬حل منونين أو حل مسكنة وقال في النهاية " حل " زجر للناقة إذا‬
‫حثثتها على السير انتهى وقيل هو بالتشديد أي حل العذاب على أهل‬
‫البصرة لنه كان متوجها إليهم ول يخفى ما فيه‪ .‬وفي بعض النسخ بالخاء‬
‫المعجمة أي خل سبيل الراحلة‪ ،‬كأن السائل كان آخذا بغرز راحلته‪ ،‬وهو‬
‫المسموع عن المشايخ رضي ال عنهم‪ - 70 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن محمد بن عبيدال قال‪ :‬قال أبو الحسن‬
‫الرضا عليه السلم يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقى من عمره ثلث‬
‫سنين فيصيرها ال ثلثين سنة ويفعل ال ما يشاء )‪ .(2‬بيان‪ :‬يدل على أن‬
‫العمر يزيد وينقص‪ ،‬وأن صلة الرحم توجب زيادته‪ ،‬و قوله " يفعل ال ما‬
‫يشاء " إشارة إلى المحو والثبات وأنه قادر على ذلك‪ ،‬أو قد يزيد أكثر‬
‫مما ذكر وأقل منه‪ ،‬وقال الراغب‪ :‬الرحم رحم المرأة ومنه استعير الرحم‬
‫للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة‪ ،‬يقال رحم ورحم قال عزوجل‬
‫وأقرب رحما انتهى )‪ .(3‬واعلم أن العلماء اختلفوا في الرحم التي يلزم‬
‫صلتها فقيل‪ :‬الرحم والقرابة‬

‫)‪ (1‬قال الميداني في مجمع المثال تحت الرقم ‪ :4195‬وانما قال " حر " ولم يقل‬
‫" الحر " لنه حذر أن يسمى نفسه حرا‪ ،‬فكان ذلك تمدحا‪ .‬قال المفضل‪:‬‬
‫أول من قال ذلك الحارث بن عمرو آكل المرار الكندى لصخر بن نهشل‬
‫بن دارم وذلك أن الحارث قال لصخر‪ :‬هل أدلك على غنيمة على أن لى‬
‫خمسها ؟ فقال صخر‪ :‬نعم‪ ،‬فدله على ناس من اليمن‪ ،‬فأغار عليهم قومه‪،‬‬
‫فظفروا وغنموا‪ .‬فلما انصرفوا قال الحارث‪ :‬أنجز حرما وعد فأرسلها‬
‫مثل‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .150‬المفردات في غريب القرآن‪.191 :‬‬

‫]‪[109‬‬

‫نسبة واتصال بين المنتسبين يجمعها رحم واحدة‪ ،‬وقيل‪ :‬الرحم عبارة عن قرابة‬
‫الرجل من جهة طرفيه‪ :‬آبائه وإن علوا‪ ،‬وأولده وإن سفلوا‪ ،‬وما يتصل‬
‫بالطرفين من الخوان والخوات وأولدهم والعمام والعمات‪ .‬وقيل‪ :‬الرحم‬
‫التي تجب صلتها كل رحم بين اثنين‪ ،‬لو كان ذكرا لم يتناكحا فل يدخل فيهم‬
‫أولد العمام والخوال‪ ،‬وقيل هي عام في كل ذي رحم من ذوي الرحام‬
‫المعروفين بالنسب محرمات أو غير محرمات‪ ،‬وإن بعدوا‪ ،‬وهذا أقرب إلى‬
‫الصواب بشرط أن يكونوا في العرف من القارب وإل فجميع الناس‬
‫يجمعهم آدم وحواء‪ .‬وأما القبائل العظيمة كبني هاشم في هذا الزمان هل‬
‫يعدون أرحاما ؟ فيه إشكال ويدل على دخولهم فيها ما رواه علي بن‬
‫إبراهيم )‪ (1‬في تفسير قوله تعالى‪ " :‬فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في‬
‫الرض وتقطعوا أرحامكم " أنها نزلت في بني امية وما صدر منهم‬
‫بالنسبة إلى أهل البيت عليهم السلم‪ .‬قال ابن الثير في النهاية‪ :‬فيه من‬
‫أراد أن يطول عمره‪ ،‬فليصل رحمه‪ ،‬وقد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم‪،‬‬
‫وهي كناية عن الحسان إلى القربين من ذوي النسب والصهار‪،‬‬
‫والتعطف عليهم‪ ،‬والرفق بهم‪ ،‬والرعاية لحوالهم‪ ،‬وكذلك إن بعدوا‬
‫وأساؤا‪ ،‬وقطع الرحم ضد ذلك كله‪ ،‬يقال وصل رحمه يصلها وصل وصلة‬
‫والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة فكأنه بالحسان إليهم قد وصل ما‬
‫بينه وبينهم من علقة القرابة والصهر انتهى‪ .‬وقال الشهيد الثاني رحمه‬
‫ال‪ :‬اختلف الصحاب في أن القرابة من هم ؟ لعدم النص الوارد في‬
‫تحقيقه‪ ،‬فالكثر أحالوه على العرف وهم المعروفون بنسبه عادة سواء في‬
‫ذلك الوارث وغيره‪ .‬وللشيخ قول بانصرافه إلى من يتقرب إليه إلى آخر أب‬
‫وام في السلم‪ ،‬ول يرتقي إلى آباء الشرك وإن عرفوا بقرابته عرفا لقوله‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬قطع السلم أرحام‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ ،630‬والية في سورة القتال‪.22 :‬‬

‫]‪[110‬‬

‫الجاهلية‪ ،‬وقوله تعالى لنوح عن ابنه " إنه ليس من أهلك " )‪ .(1‬وقال ابن الجنيد‬
‫من جعل وصيته لقرابته وذوي رحمه غير مسمين كانت لمن تقرب إليه‬
‫من جهة ولده أو والديه‪ ،‬ول أختار أن يتجاوز بالتفرقة ولد الب الرابع لن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله لم يتجاوز ذلك في تفرقة سهم ذوي القربى‬
‫من الخمس ثم على أي معنى حمل يدخل فيه الذكر والنثى‪ ،‬والقريب‬
‫والبعيد‪ ،‬والوارث وغيره‪ ،‬ول فرق بين ذوي القرابة وذوي الرحم انتهى‪.‬‬
‫فإذا عرفت هذا فاعلم أنه ل ريب في حسن صلة الرحام‪ ،‬ولزومها في‬
‫الجملة ولها درجات متفاوتة بعضها فوق بعض‪ ،‬وأدناها الكلم والسلم‪،‬‬
‫وترك المهاجرة ويختلف ذلك أيضا باختلف القدرة عليها‪ ،‬والحاجة إليها‪،‬‬
‫فمن الصلة ما يجب ومنها ما يستحب‪ ،‬والفرق بينهما مشكل والحتياط‬
‫ظاهر‪ ،‬ومن وصل بعض الصلة ولم يبلغ أقصاها ومن قصر عن بعض مما‬
‫ينبغي أو عما يقدر عليه‪ ،‬هل هو واصل أو قاطع ؟ فيه نظر‪ ،‬وبالجملة‬
‫التمييز بين المراتب الواجبة والمستحبة في غاية الشكال وال أعلم‬
‫بحقيقة الحال‪ ،‬والحتياط طريق النجاة‪ .‬قال الشيخ الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في‬
‫قواعده‪ :‬كل رحم يوصل‪ ،‬للكتاب والسنة والجماع على الترغيب في صلة‬
‫الرحام‪ ،‬والكلم فيها في مواضع‪ .‬الول ما الرحم ؟ الظاهر أنه المعروف‬
‫بنسبه وإن بعد‪ ،‬وإن كان بعضه آكد من بعض‪ ،‬ذكرا كان أو انثى‪ ،‬وقصره‬
‫بعض العامة على المحارم الذين يحرم التناكح بينهم إن كانوا ذكورا واناثا‪،‬‬
‫وإن كانوا من قبيل يقدر أحدهما ذكرا والخر انثى‪ ،‬فان حرم التناكح فهم‬
‫الرحم‪ ،‬واحتج بأن تحريم الختين إنما كان لما يتضمن من قطيعة الرحم‪،‬‬
‫وكذا تحريم أصالة الجمع بين العمة والخالة وابنة الخ والخت‪ ،‬مع عدم‬
‫الرضا عندنا‪ ،‬ومطلقا عندهم‪ ،‬وهذا بالعراض عنه حقيق‪ ،‬فان الوضع‬
‫اللغوي يقتضي ما قلناه‪ ،‬والعرف أيضا والخبار دلت عليه وقوله تعالى "‬
‫فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم " عن‬

‫)‪ (1‬هود‪.46 :‬‬

‫]‪[111‬‬
‫علي عليه السلم أنها نزلت في بني امية أورده علي بن إبراهيم في تفسيره‪ ،‬وهو‬
‫يدل على تسمية القرابة المتباعدة رحما‪ .‬الثاني ما الصلة التي يخرج بها‬
‫عن القطيعة ؟ والجواب المرجع في ذلك إلى العرف لنه ليس له حقيقة‬
‫شرعية ول لغوية‪ ،‬وهو يختلف باختلف العادات‪ ،‬وبعد المنازل وقربها‪.‬‬
‫الثالث بما الصلة ؟ والجواب قوله صلى ال عليه وآله بلوا أرحامكم ولو‬
‫بالسلم )‪ (1‬وفيه تنبيه على أن السلم صلة‪ ،‬ول ريب أن مع فقر بعض‬
‫الرحام وهم العمودان تجب الصلة بالمال‪ ،‬ويستحب لباقي القارب وتتأكد‬
‫في الوارث‪ ،‬وهو قدر النفقة ومع الغنى فبالهدية في الحيان بنفسه‪،‬‬
‫وأعظم الصلة ما كان بالنفس وفيه أخبار كثيرة‪ ،‬ثم بدفع الضرر عنها‪ ،‬ثم‬
‫بجلب النفع إليها‪ .‬ثم بصلة من تجب نفقته‪ ،‬وإن لم يكن رحما للواصل‬
‫كزوجة الب والخ وموله‪ ،‬وأدناها السلم بنفسه ثم برسوله والدعاء‬
‫بظهر الغيب والثناء في المحضر‪ .‬الرابع هل الصلة واجبة أو مستحبة ؟‬
‫والجواب أنها تنقسم إلى الواجب وهو ما يخرج به عن القطيعة فان قطيعة‬
‫الرحم معصية‪ ،‬بل هي من الكبائر‪ ،‬والمستحب ما زاد على ذلك‪ - 71 .‬كا‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن خطاب‬
‫العور‪ ،‬عن أبي حمزة قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬صلة الرحام‬
‫تزكي العمال وتنمي الموال‪ ،‬وتدفع البلوى وتيسر الحساب‪ ،‬وتنسئ في‬
‫الجل )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬قال الجوهرى في الصحاح ‪ :1641‬يقال‪ :‬بل رحمه‪ :‬إذا وصلها‪ ،‬وفى الحديث "‬
‫بلوا أرحامكم ولو بالسلم " أي‪ :‬ندوها بالصلة‪ ،‬وقال في ص ‪:1639‬‬
‫وكل ما يبل به الحلق من الماء واللبن فهو بلل‪ ،‬ومنه قولهم‪ " :‬انضحوا‬
‫الرحم ببللها " أي صلوها بصلتها وندوها قال أوس‪ :‬كأنى حلوت الشعر‬
‫حين مدحته * صفا صخرة صماء ييبس بللها )‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.150‬‬

‫]‪[112‬‬

‫بيان‪ :‬تزكي العمال أي تنميها في الثواب أو تطهرها من النقائص أو تصيرها‬


‫مقبولة‪ ،‬كأنها تمدحها وتصفها بالكمال " وتنمي الموال " قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم صلة الرحم مثراة في المال‪ ،‬وذكر بعض شراح‬
‫النهج لذلك وجهين‪ :‬أحدهما أن العناية اللهية قسمت لكل حي قسطا من‬
‫الرزق يناله مدة الحياه‪ ،‬وإذا أعدت شخصا من الناس للقيام بأمر جماعة‬
‫وكفلته بامدادهم ومعونتهم وجب في العناية إفاضة أرزاقهم على يده‪ ،‬وما‬
‫يقوم بامدادهم على حسب استعداده لذلك‪ ،‬سواء كانوا ذوي أرحام أو‬
‫مرحومين في نظره‪ ،‬حتى لو نوى قطع أحد منهم فربما نقص ماله بحسب‬
‫رزق ذلك المقطوع‪ ،‬وهذا معنى قوله " مثراة في المال " الثاني أنها من‬
‫الخلق الحميدة التي يستمال بها طباع الخلق‪ ،‬فواصل رحمه مرحوم‪ ،‬في‬
‫نظر الكل فيكون ذلك سببا لمداده ومعونته من ذوي المداد والمعونات‪" .‬‬
‫وتدفع البلوى " البلء والبلية والبلوى بمعنى وهو ما يمتحن به النسان‬
‫من المحن والنوائب والمصائب " وتيسر الحساب " أي حساب الموال أو‬
‫العمال أيضا " وتنسئ في الجل " أي تؤخر فيه كما مر قال في النهاية‬
‫فيه من أحب أن ينسأ في أجله‪ ،‬فليصل رحمه‪ ،‬النسأ التأخير‪ ،‬يقال نسأت‬
‫الشي نسأ وأنسأته إنساء إذا أخرته والنسأ السم‪ ،‬ويكون في العمر‬
‫والدين‪ ،‬ومنه الحديث " صلة الرحم مثراة في المال منسأة في الثر " هي‬
‫مفعلة منه أي مظنة له‪ ،‬وموضع‪ .‬وقال النووي‪ :‬وذا بأن يبارك فيه‬
‫بالتوفيق للطاعات‪ ،‬وعمارة أوقاته بالخيرات وكذا بسط الرزق عبارة عن‬
‫البركة‪ ،‬وقيل عن توسيعه وقيل إنه بالنسبة إلى ما يظهر للملئكة وفي‬
‫اللوح المحفوظ أن عمره ستون وإن وصل فمائة‪ ،‬وقد علم ال ما سقيع‪،‬‬
‫وقيل هو ذكره الجميل بعده‪ ،‬فكأنه لم يمت‪ ،‬وقال عياض‪ :‬الثر الجل سمي‬
‫بذلك لنه تابع للحياة‪ ،‬والمراد بنسأ الجل يعني تأخيره‪ ،‬هو بقاء الذكر‬
‫الجميل بعده‪ ،‬فكأنه لم يمت وإل فالجل ل يزيد ول ينقص‪ .‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫يمكن حمله على ظاهره لن الجل يزيد وينقص إذ قد يكون‬

‫]‪[113‬‬

‫في ام الكتاب أنه إن وصل رحمه فأجله كذا‪ ،‬وإن لم يصل فأجله كذا‪ ،‬وقال المازري‬
‫وقيل معنى الزيادة في عمره البركة فيه بتوفيقه لعمال الطاعة‪ ،‬وعمارة‬
‫أوقاته بما ينفعه في الخرة‪ ،‬فالتوجيه ببقاء ذكره بعد الموت ضعيف‪ .‬وقال‬
‫الطيبي بل التوجيه به أظهر فان أثر الشئ هو حصول ما يدل على وجوده‬
‫فمعنى يؤخره في أثره يؤخر ذكره الجميل بعد موته‪ ،‬قال ال تعالى " نكتب‬
‫ما قدموا وآثارهم " )‪ (1‬ومنه قول الخليل عليه السلم " واجعل لي لسان‬
‫صدق في الخرين " )‪ .(2‬وقال بعض شراح النهج‪ :‬النسأ التأخير‪ ،‬وذلك‬
‫من وجهين أحدهما أنها توجب تعاطف ذوي الرحام‪ ،‬وتوازرهم وتعاضدهم‬
‫لواصلهم‪ .‬فيكون من أذي العداء أبعد‪ ،‬وفي ذلك مظنة تأخيره وطول‬
‫عمره الثاني أن مواصلة ذوي الرحام توجب همتهم ببقاء واصلهم‪،‬‬
‫وإمداده بالدعاء‪ ،‬وقد يكون دعاؤهم له‪ ،‬وتعلق همهم ببقائه من شرائط‬
‫بقائه وإنساء أجله انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬ل حاجة إلى التكلفات ول استبعاد في‬
‫تأثير بعض العمال في طول العمار‪ ،‬وقد بسطنا الكلم في ذلك في شرح‬
‫أخبار باب البداء )‪ - 72 .(3‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫علي بن النعمان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال بلغني عن أبي عبد ال أن‬
‫رجل أتى النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال أهل بيتي أبوا إل‬
‫توثبا علي وقطيعة لي وشتيمة فأرفضهم ؟ قال‪ :‬إذ‪ :‬يرفضكم ال جميعا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فكيف أصنع ؟ قال تصل من قطعك‪ ،‬وتعطي من حرمك وتعفو عمن‬
‫ظلمك فانك إذا فعلت ذلك كان لك من ال عليهم ظهير )‪ (4‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس الوثب الطفر وواثبه ساوره‪ ،‬وتوثب في ضيعتي‪ :‬استولى‬

‫)‪ (1‬يس‪ (2) .12 :‬الشعراء‪ (3) .84 :‬راجع ج ‪ 4‬ص ‪ 92‬باب البداء والنسخ من‬
‫هذه الطبعة الحديثة‪ (4) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.150‬‬

‫]‪[114‬‬

‫عليها ظلما‪ ،‬وقال شتمه يشتمه ويشتمه شتما سبه والسم الشتيمة‪ ،‬وقال رفضه‬
‫يرفضه ويرفضه رفضا ورفضا تركه انتهى‪ .‬ورفض ال كناية عن سلب‬
‫الرحمة والنصرة‪ ،‬وإنزال العقوبة " وتصل " وما عطف عليه خبر بمعنى‬
‫المر‪ ،‬وقد مر تفسيرها‪ ،‬والظهير الناصر والمعين‪ ،‬والمراد هنا نصرة ال‬
‫والملئكة وصالح المؤمنين كما قال تعالى في شأن زوجتي النبي صلى ال‬
‫عليه وآله الخائنتين " وإن تظاهرا عليه فان ال هو موليه وجبريل‬
‫وصالح المؤمنين والملئكة بعد ذلك ظهير " )‪ - 73 .(1‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‪ :‬اوصي الشاهد من‬
‫امتي والغائب منهم‪ ،‬ومن في أصلب الرجال وأرحام النساء إلى يوم‬
‫القيامة أن يصل الرحم‪ ،‬وإن كانت منه على مسيرة سنة‪ ،‬فان ذلك من‬
‫الدين )‪ .(2‬ايضاح‪ " :‬وإن كانت منه " وفي بعض النسخ " كان "‬
‫وكلهما جائز لن الرحم يذكر ويؤنث‪ " ،‬فان ذلك " أي الرتحال إليهم‬
‫لزيارتهم أو العم منه ومن إرسال الكتب والهدايا إليهم " من الدين " أي‬
‫من المور التي أمر ال به في الدين المتين والقرآن المبين‪ - 74 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن حفص‪ ،‬عن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬صلة الرحام تحسن الخلق‬
‫وتسمح الكف وتطيب النفس‪ ،‬وتزيد في الرزق‪ ،‬وتنسئ في الجل )‪.(3‬‬
‫تبيان‪ " :‬تحسن الخلق " فان بصلة الرحم تصير حسن المعاشرة ملكة‬
‫فيسري إلى الجانب أيضا وكذا سماحة الكف تصير عادة‪ ،‬والسماحة‬
‫الجود‪ .‬ونسبتها إلى الكف على المجاز لصدورها منها غالبا " وتطيب‬
‫النفس " أي يجعلها سمحة بالبذل والعفو والحسان‪ ،‬يقال طابت نفسه‬
‫بالشئ إذا سمحت به من غير كراهة ول غضب أو تطهرها من الحقد‬
‫والحسد وسائر الصفات الذميمة‪ ،‬فانه كثيرا ما يستعمل الطيب‬

‫)‪ (1‬التحريم‪ 2) .4 :‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.151‬‬


‫]‪[115‬‬

‫بمعنى الطاهر أو يجعل باله فارغا من الهموم والغموم والتفكر في دفع العادي‪،‬‬
‫فانها ترفع العداوة بينه وبين أقاربه‪ ،‬وذلك يوجب أمنه من شر سائر‬
‫الخلق‪ ،‬بل يوجب حبهم أيضا لما عرفت‪ - 75 .‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪،‬‬
‫عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول إن الرحم معلقة بالعرش يقول‪:‬‬
‫اللهم صل من وصلني‪ ،‬واقطع من قطعني‪ ،‬وهي رحم آل محمد‪ ،‬وهو قول‬
‫ال عزوجل " الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل " )‪ (1‬ورحم كل ذي‬
‫رحم )‪ .(2‬تبيين‪ " :‬إن الرحم معلقة بالعرش " قيل تمثيل للمعقول‬
‫بالمحسوس‪ ،‬وإثبات لحق الرحم على أبلغ وجه‪ ،‬وتعلقها بالعرش كناية‬
‫عن مطالبة حقها بمشهد من ال ومعنى ما تدعو به " كن له كما كان لي‬
‫وافعل به ما فعل بي من الحسان والساءة " وقيل محمول على الظاهر إذ‬
‫ل يبعد من قدرة ال أو يجعلها ناطقة كما ورد أمثال ذلك في بعض العمال‬
‫أنه يقول أنا عملك‪ .‬وقيل‪ :‬المشهور من تفاسير الرحم أنها قرابة الرجل من‬
‫جهة طرفيه‪ ،‬وهي أمر معنوي والمعاني ل تتكلم ول تقوم‪ ،‬فكلم الرحم‬
‫وقيامها وقطعها ووصلها استعارة لتعظيم حقها‪ ،‬وصلة واصلها‪ ،‬وإثم‬
‫قاطعها‪ ،‬ولذا سمي قطعها عقوقا وأصل العق الشق فكأنه قطع ذلك السبب‬
‫الذي يصلهم‪ .‬وقيل‪ :‬يحتمل أن الذي تعلق بالعرش ملك من الملئكة تكلم‬
‫بذلك عوضا منها بأمر ال سبحانه‪ ،‬فأقام ال ذلك الملك‪ ،‬يناضل عنها‪،‬‬
‫ويكتب ثواب واصلها وإثم قاطعها كما وكل الحفظة بكتب العمال‪ .‬قوله "‬
‫وهي رحم آل محمد " أي التي تتعلق بالعرش هي رحم آل محمد‪ ،‬فالمراد‬
‫أن الرحم المعلقة بالعرش رحم النبي صلى ال عليه وآله وذووا قرباه‬
‫وأهل بيته وهم الئمة بعده‪ ،‬فان ال أمر بصلتهم وجعل مودتهم أجر‬
‫الرسالة‪ ،‬فقرابتهم بالرسول صلى ال عليه وآله‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .21 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.151‬‬

‫]‪[116‬‬

‫ل بالناس‪ ،‬ولذلك يجب على الناس صلتهم‪ ،‬أو المراد به قرابة المؤمنين بالقرابة‬
‫المعنوية اليمانية‪ ،‬فان حق والدي النسب على الناس‪ ،‬لنهما صارا سببين‬
‫للحياة الظاهرية الدنيوية وحق ذوي الرحام لشتراكهما في النتساب‬
‫بذلك‪ ،‬والرسول صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلم أبوا هذه‬
‫المة لصيرورتهما سببا لوجود كل شئ وعلة غائية لجميع الموجودات كما‬
‫ورد في الحديث القدسي لولكما لما خلقت الفلك‪ .‬وأيضا صارا سببين‬
‫للحياة المعنوية البدية بالعلم واليمان لجميع المؤمنين ول نسبة لهذه‬
‫الحياة بالحياة الفانية الدنيوية‪ ،‬وبهذا السبب صار المؤمنون إخوة فبهذه‬
‫الجهة صارت قرابة النبي صلى ال عليه وآله قرابتهم وذوي أرحامهم‪،‬‬
‫وأيضا قال ال تعالى‪ " :‬النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه‬
‫امهاتهم " )‪ (1‬وفي قراءة أهل البيت عليهم السلم " وهو أب لهم "‬
‫فصار النبي وخديجة أبوا هذه المة وذريتهما الطيبة ذوي أرحامهم فبهذه‬
‫الجهات صاروا بالصلة أولى وأحق من جميع القرابات‪ .‬وقوله عليه السلم‬
‫" ورحم كل ذي رحم " يحتمل وجوها‪ :‬الول أن يكون عطفا على ضمير‬
‫" هو " أي قوله " الذين يصلون " نزل فيهم‪ ،‬وفي رحم كل ذي رحم‬
‫الثاني أن يكون مبتدءا محذوف الخبر أي‪ :‬ورحم كل ذي رحم داخلة فيها‬
‫أيضا الثالث أن يكون معطوفا على رحم آل محمد أي المتعلقة بالعرش رحم‬
‫آل محمد وكل رحم‪ ،‬فالية يحتمل اختصاصها برحم آل محمد‪ ،‬بل هو حينئذ‬
‫أظهر لكن سيأتي ما يدل على التعميم وقوله تعالى " أن يوصل " بدل من‬
‫ضمير به‪ - 76 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل بن‬
‫دراج قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال جل ذكره " واتقوا‬
‫ال الذي تسائلون به و الرحام إن ال كان عليكم رقيبا " قال فقال‪ :‬هي‬
‫أرحام الناس إن ال عزوجل أمر بصلتها وعظمها‪ ،‬أل ترى أنه جعلها منه‬
‫)‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم " هي أرحام الناس " أي ليس المراد هنا‬
‫رحم آل محمد صلى ال عليه وآله‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .6 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ .150‬والية في سورة النساء‪.1 :‬‬

‫]‪[117‬‬

‫كما في أكثر اليات " أمر بصلتها " أي في سائر اليات أو في هذه الية على‬
‫قراءة النصب بالعطف على ال‪ ،‬والمر باتقاء الرحام أمر بصلتها "‬
‫وعظمها " حيث قرنها بنفسه " أل ترى أنه جعلها منه " أي قرنها بنفسه‬
‫وعلى قراءة الجر حيث قررهم على ذلك حيث كانوا يجمعون بينه تعالى‬
‫وبين الرحم في السؤال فيقولون‪ :‬أنشدك ال والرحم‪ - 77 .‬كا‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن‬
‫يونس بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم أول ناطق من الجوارح‬
‫يوم القيامة الرحم‪ ،‬تقول يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك‬
‫وبينه‪ ،‬ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه )‪ .(1‬بيان‪ " :‬أول‬
‫ناطق " لنه حصل الجميع منها‪ ،‬وكأنه تعالى يخلق خلقا مكانها يطلب‬
‫حقها " ومن وصلني " أي رعى النسبة الحاصلة بسببي " فصل اليوم "‬
‫أي بالرحمة‪ - 78 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫البزنطي‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬صل رحمك ولو بشربة من ماء‪ ،‬وأفضل ما يوصل به الرحم كف‬
‫الذى عنها‪ ،‬وصلة الرحم منسأة في الجل‪ ،‬محببة في الهل )‪ .(2‬توضيح‪:‬‬
‫" محببة " في بعض النسخ على صيغة اسم الفاعل من باب التفعيل وفي‬
‫بعضها بفتح الميم على بناء المجرد إما على المصدر على المبالغة أي‬
‫سبب لمحبة الهل أو اسم المكان أي مظنة كثرة المحبة‪ ،‬لن النسان عبيد‬
‫الحسان‪ - 79 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن الفضيل‬
‫بن يسار قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إن الرحم معلقة يوم القيامة‬
‫بالعرش‪ ،‬يقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني )‪ - 80 .(3‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال أبو ذر رضي ال عنه‪ :‬سمعت‬
‫رسول ‪-‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .151‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.152‬‬

‫]‪[118‬‬

‫ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والمانة‪ ،‬فإذا مر‬
‫الوصول للرحم المؤدي للمانة‪ ،‬نفذ إلى الجنة‪ ،‬وإذا مر الخائن للمانة‬
‫القطوع للرحم‪ ،‬لم ينفعه معهما عمل‪ ،‬وتكفأ به الصراط في النار‪ .‬بيان‪:‬‬
‫قوله " حافتا الصراط " الظاهر أنه بتخفيف الفاء من الجوف ل بتشديده‬
‫من المضاعف كما توهمه بعض الفاضل‪ .‬قال في القاموس في الحوف‬
‫حافتا الوادي وغيره جانباه‪ ،‬وقال في حف‪ :‬الحفاف ككتاب الجانب‪ ،‬وكأن‬
‫هذا منشأ توهم هذا الفاضل‪ .‬وتشبيه الخصلتين بالحافتين لنهما يمنعان‬
‫عن السقوط من الصراط في الجحيم كما أن من سلك طريقا ضيقا مشرفا‬
‫على هوي يمنعه الحافتان عن السقوط وفي النهاية في حديث الصراط‪:‬‬
‫آخر من يمر رجل يتكفأ به الصراط أي يتميل ويتقلب انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬الباء‬
‫إما للملبسة آو للتعدية ول يبعد أن يشمل الرحم رحم آل محمد صلى ال‬
‫عليه وآله والمانة القرار بامامتهم كما مرت الخبار فيهما‪ - 81 .‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خطاب العور عن أبي‬
‫حمزة قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم صلة الرحام تزكي العمال‪ ،‬وتدفع‬
‫البلوى وتنمي الموال وتنسئ له في عمره‪ ،‬وتوسع له في رزقه‪ ،‬وتحبب‬
‫في أهل بيته‪ ،‬فليتق ال وليصل رحمه )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الشهيد قدس سره‬
‫في القواعد‪ :‬تظافرت الخبار بأن صلة الرحام تزيد في العمر‪ ،‬وقد أشكل‬
‫هذا على كثير من الناس باعتبار أن المقدرات في الزل والمكتوبات في‬
‫اللوح المحفوظ ل تتغير بالزيادة والنقصان لستحالة خلف معلومه تعالى‪،‬‬
‫وقد سبق العلم بوجود كل ممكن أراد وجوده‪ ،‬وبعدم كل ممكن أراد بقاءه‬
‫على حالة العدم الصلي‪ ،‬أو إعدامه بعد إيجاده‪ ،‬فكيف الحكم بزيادة العمر‬
‫أو نقصانه بسبب من السباب‪ .‬واضطربوا في الجواب فتارة يقولون هذا‬
‫على سبيل الترغيب‪ ،‬وتارة المراد به الثناء الجميل بعد الموت‪ ،‬وقد قال‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪.152 :2‬‬

‫]‪[119‬‬

‫ذكر الفتى عمره الثاني ولذته * ما فاته وفضول العيش اشتغال وقال‪ :‬ماتوا فعاشوا‬
‫لحسن الذكر بعدهم‪ ،‬وقيل‪ :‬بل المراد زيادة البركة في الجل فأما في نفس‬
‫الجل فل‪ ،‬وهذا الشكال ليس بشئ أما أول فلوروده في كل ترغيب مذكور‬
‫في القرآن والسنة‪ ،‬حتى الوعد بالجنة والنعيم على اليمان وبجواز‬
‫الصراط والحور والولدان‪ ،‬وكذلك التوعدات بالنيران وكيفية العذاب لنا‬
‫نقول ن ال تعالى علم ارتباط السباب بالمسببات في الزل وكتبه في اللوح‬
‫المحفوظ إفمن علمه مؤمنا فهو مؤمن أقر باليمان أول‪ ،‬بعث إليه نبي‬
‫أول‪ ،‬ومن علمه كافرا فهو كافر على التقديرات وهذا لزم يبطل الحكمة في‬
‫بعثة النبياء والوامر الشرعية‪ ،‬و المناهي ومتعلقاتها وفي ذلك هدم‬
‫الديان‪ .‬والجواب عن الجميع واحد‪ :‬وهو أن ال تعالى كما علم كمية‬
‫العمر‪ ،‬علم ارتباطه بسببه المخصوص‪ ،‬وكما علم من زيد دخول الجنة‪،‬‬
‫جعله مرتبطا بأسبابه المخصوصة من إيجاده‪ ،‬وخلق العقل له‪ ،‬ونصب‬
‫اللطاف وحسن الختيار والعمل بموجب الشرع‪ ،‬فالواجب على كل مكلف‬
‫التيان بما أمر به فيه ول يتكل على العلم‪ ،‬فانه مهما صدر منه فهو‬
‫المعلوم بعينه‪ ،‬فإذا قال الصادق إن زيدا إذا وصل رحمه زاد ال في عمره‬
‫ثلثين ففعل‪ ،‬كان ذلك إخبارا بأن ال تعالى علم أن زيدا يفعل ما يصير به‬
‫عمره زائدا ثلثين سنة‪ ،‬كما أنه إذا أخبر أن زيدا إذا قال ل إله إل ال دخل‬
‫الجنة ففعل تبينا أن ال تعالى علم أنه يقول ويدخل الجنة بقوله‪ .‬وبالجملة‬
‫جميع ما يحدث في العالم معلوم ل تعالى على ما هو عليه واقع من شرط‬
‫أو سبب‪ ،‬وليس نصب صلة الرحم زيادة في العمر إل كنصب اليمان سببا‬
‫في دخول الجنة‪ ،‬والعمل بالصالحات في رفع الدرجة‪ ،‬والدعوات في تحقق‬
‫المدعو به وقد جاء في الحديث ل تملوا من الدعاء فانكم ل تدرون متى‬
‫يستجاب لكم‪ ،‬وفي هذا سر لطيف وهو أن المكلف‪ ،‬عليه الجتهاد‪ ،‬ففي كل‬
‫ذرة من الجتهاد إمكان سببية الخير علمه ال كما قال " والذين جاهدوا‬
‫فينا لنهدينهم سبلنا " )‪ (1‬والعجب‬

‫)‪ (1‬العنكبوت‪.69 :‬‬


‫]‪[120‬‬

‫كيف ذكر الشكال في صلة الرحم ولم يذكر في جميع التصرفات الحيوانية مع أنه‬
‫وارد فيها عند من ل يتفطن للخروج منه‪ .‬فان قلت‪ :‬هذا كله مسلم ولكن‬
‫قال ال تعالى " ولكل امة أجل فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول‬
‫يستقدمون " )‪ (1‬وقال تعالى " ولن يؤخر ال نفسا إذا جاء أجلها " )‪(2‬‬
‫قلت‪ :‬الجل صادق على كل ما يسمى أجل موهبيا أو أجل مسببيا فيحمل‬
‫ذلك على الموهبي ويكون وقته وفاء لحق اللفظ كما تقدم في قاعدة الجزئي‬
‫والجزء‪ .‬ويجاب أيضا بأن الجل عبارة عما يحصل عنده الموت ل محالة‪،‬‬
‫سواء كان بعد العمر الموهبي والمسببي ونحن نقول كذلك لنه عند حضور‬
‫أجل الموت ل يقع التأخر‪ ،‬وليس المراد به العمر إذا لجل مجرد الوقت‪،‬‬
‫وينبه على قبول العمر للزيادة والنقصان بعدما دلت عليه الخبار الكثيرة‬
‫قوله تعالى " وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل في كتاب " )‪.(3‬‬
‫‪ - 82‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‬
‫جميعا عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن الحكم الحناط‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬صلة الرحم وحسن الجوار يعمران‬
‫الديار‪ ،‬ويزيدان في العمار )‪ (4‬بيان‪ :‬حسن الجوار‪ ،‬رعاية المجاور في‬
‫الدار‪ ،‬والحسان إليه وكف الذى عنه‪ ،‬أو العم منه ومن المجاور في‬
‫المجلس والطريق‪ ،‬أو من آجرته وجعلته في أمانك‪ :‬في القاموس الجار‬
‫المجاور‪ ،‬والذي آجرته من أن يظلم‪ ،‬والمجير والمستجير والشريك في‬
‫التجارة وما قرب من المنازل‪ ،‬والجوار بالكسر أن تعطي الرجل ذمة فيكون‬
‫بها جارك فتجيره‪ ،‬وجاوره مجاورة وجوارا وقد يكسر صار جاره‪.‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .33 :‬المنافقون ص ‪ (3) .11‬فاطر‪ (4) .11 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.152‬‬

‫]‪[121‬‬

‫‪ - 83‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن عبد ال القداح‪،‬‬
‫عن أبي عبيدة الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم )‪ .(1‬بيان‪ " :‬إن‬
‫أعجل الخير ثوابا " لن كثيرا من ثوابها يصل إلى الواصل في الدنيا‪ ،‬مثل‬
‫زيادة العمر والرزق ومحبة الهل ونحوها‪ - 84 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من سره النسأ في الجل‪ ،‬والزيادة في الرزق‬
‫فليصل رحمه )‪ .(2‬بيان‪ :‬النسأ بالفتح أو كسحاب كما مر‪ - 85 .‬كا‪ :‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬ما نعلم شيئا يزيد في العمر إل صلة الرحم حتى أن‬
‫الرجل يكون أجله ثلث سنين‪ ،‬فيكون وصول للرحم‪ ،‬فيزيد ال في عمره‬
‫ثلثين سنة فيجعلها ثلثا وثلثين سنة‪ ،‬ويكون أجله ثلثا وثلثين سنة‪،‬‬
‫فيكون قاطعا للرحم فينقصه ال ثلثين سنة ويجعل أجله إلى ثلث سنين )‬
‫‪ .(3‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن الرضا عليه‬
‫السلم مثله )‪ (4‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم " ما نعلم شيئا " يدل على أن‬
‫غيرها ل تصير سببا لزيادة العمر وإل كان هو عليه السلم عالما به‪،‬‬
‫ولعله محمول على المبالغة أي هي أكثر تأثيرا من غيرها‪ ،‬وزيادة العمر‬
‫بسببها أكثر من غيرها‪ .‬أو هي مستقلة في التأثير وغيرها مشروط‬
‫بشرائط‪ ،‬أو يؤثر منضما إلى غيره لنه قد وردت الخبار في أشياء غيرها‬
‫من الصدقة والبر وحسن الجوار وغيرها أنها تصير سببا لزيادة العمر‪.‬‬
‫‪ - 86‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‪ :‬لن يرغب‬
‫المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد‪ ،‬وعن مودتهم وكرامتهم‪،‬‬
‫ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم‪ ،‬هم أشد‬

‫)‪ (4 - 1‬المصدر ج ‪ 152 :2‬و ‪.153‬‬

‫]‪[122‬‬

‫الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه‪ ،‬وألمهم لشعثه‪ ،‬إن أصابته مصيبة أو نزل‬
‫به بعض مكاره المور‪ ،‬ومن يقبض يده عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا‬
‫واحدة‪ ،‬ويقبض عنه منهم أيد كثيرة‪ .‬ومن يلن حاشيته يعرف صديقه منه‬
‫المودة‪ ،‬ومن بسط يده بالمعروف ‪ -‬إذا وجده ‪ -‬يخلف ال له ما أنفق في‬
‫دنياه‪ ،‬ويضاعف له في آخرته‪ ،‬ولسان الصدق للمرء يجعله ال في الناس‬
‫خير ]ا[ من المال يأكله ويورثه‪ ،‬ل يزدادن أحدكم كبرا وعظما في نفسه‬
‫ونأيا عن عشيرته إن كان موسرا في المال‪ ،‬ول يزدادن أحدكم في أخيه‬
‫زهدا ول منه بعدا إذا لم ير منه مروة‪ ،‬وكان معوزا في المال‪ ،‬ول يغفل‬
‫أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسدها بما ل ينفعه إن أمسكه‪ ،‬ول‬
‫يضره إن استهلكه )‪ (1‬تبيين‪ :‬لن يرغب المرء نهي مؤكد مؤبد في صورة‬
‫النفي‪ ،‬وفي بعض النسخ لم يرغب " وإن كان ذا مال وولد " فل يتكل‬
‫عليهما فانهما ل يغنيانه عن العشيرة وعشيرة الرجل قبيلته وقيل بنو أبيه‬
‫الدنون‪ " ،‬وعن مودتهم وكرامتهم " الضافة فيهما إلى الفاعل أو إلى‬
‫المفعول‪ ،‬والول أنسب بقوله " ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم " فان الضافة‬
‫فيه إلى الفاعل‪ ،‬وكون الجمع باعتبار عموم المرء بعيد جدا وسيأتي نقل‬
‫من النهج ما يعين الضافة إلى الفاعل‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بكرامتهم‬
‫رفعة شأنهم بين الناس ل إكرامهم له‪ " .‬هم أشد الناس حيطة " أي حفظا‪،‬‬
‫في القاموس حاطه حوطا وحيطة وحياطة‪ :‬حفظه وصانه وتعهده‪ ،‬والسم‬
‫الحوطة والحيطة‪ ،‬ويكسر انتهى وهذا إذا كان حيطة بالكسر كما في بعض‬
‫نسخ النهج‪ ،‬وفي أكثرها حيطة كبينة بفتح الباء وكسر الياء المشددة )‪(2‬‬
‫وهي التحنن " من ورائه " أي في غيبته‪ ،‬وقيل أي في الحرب والظهر‬
‫عندي أنه إنما نسب إلى الوراء لنها الجهة التي ل يمكن التحرز منها‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .154‬ضبطه في أقرب الموارد نقل عن الصحاح حيطة‬
‫بالفتح وفى الصحاح المطبوع ص ‪ 1121‬ضبط بالكسر‪.‬‬

‫]‪[123‬‬

‫ولذا يشتق الستظهار من الظهر‪ ،‬وعطف عليه أي أشفق‪ ،‬وفي النهاية الشعث‬
‫انتشار المر‪ ،‬ومنه قولهم‪ :‬لم ال شعثه‪ ،‬ومنه حديث الدعاء أسألك رحمة‬
‫تلم بها شعثي أي تجمع بها ما تفرق من أمري‪ " .‬ومن يقبض يده " قد مر‬
‫في باب المداراة )‪ (1‬أنه يحتمل أن يكون المراد باليد هنا النعمة والمدد‬
‫والعانة‪ ،‬أو الضرر والعداوة‪ ،‬وكأن الول هنا أنسب " ومن يلن حاشيته‬
‫" قال في النهاية في حديث الزكاة خذ من حواشي أموالهم‪ :‬هي صغار‬
‫البل كابن مخاض‪ ،‬وابن لبون‪ ،‬واحدها حاشية‪ ،‬وحاشية كل شئ جانبه‬
‫وطرفه ومنه أنه كان يصلي في حاشية المقام أي جانبه وطرفه تشبيها‬
‫بحاشية الثوب‪ ،‬وفي القاموس الحاشية جانب الثوب وغيره وأهل الرجل‬
‫وخاصته وناحيته وظله‪ ،‬انتهى‪ .‬وقيل‪ :‬المراد خفض الجناح‪ ،‬وعدم تأذي‬
‫من يجاوره‪ ،‬وقيل يعني لين الجانب وحسن الصحبة مع العشيرة وغيرهم‪،‬‬
‫موجب لمعرفتهم المودة منه‪ .‬ومن البين أن ذلك موجب لمودتهم له‪ ،‬فلين‬
‫الجانب مظهر للمودة من الجانبين‪ ،‬وقيل‪ " :‬يلن " إما بصيغة المعلوم من‬
‫باب ضرب أو باب الفعال‪ ،‬والحاشية القارب والخدمة‪ ،‬أي من جعلهم في‬
‫أمن وراحة‪ ،‬تعتمد الجانب على مودته‪ .‬وأقول‪ :‬الظاهر أنه من باب‬
‫الفعال‪ ،‬والمعنى من أدب أولده وأهاليه وعبيده وخدمه باللين وحسن‬
‫المعاشرة والملطفة بالعشائر وسائر الناس‪ ،‬يعرف أصدقاؤه أنه يودهم‪،‬‬
‫وإن أكربهم بنفسه وأذاه خدمه وأهاليه ل يعتمد على مودته كما هو‬
‫المجرب وفي النهج " ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة " فيحتمل‬
‫الوجهين أيضا بأن يكون المراد لين جانبه وخفض جناحه‪ ،‬أولين خدمه‬
‫وأتباعه‪ " .‬يخلف ال " على بناء الفعال " في دنياه " متعلق بيخلف‬
‫إشارة إلى قوله تعالى " قل ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه )‪ " " (2‬ولسان‬
‫الصدق للمرء " أي الذكر الجميل له بعده‪ ،‬اطلق اللسان واريد به ما يوجد‬
‫به‪ ،‬أو من يذكر المرء بالخير وإضافته‬

‫)‪ (1‬يعنى باب المدارة في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .116‬سبأ‪.39 :‬‬

‫]‪[124‬‬

‫إلى الصدق لبيان أنه حسن وصاحبه مستحق لذلك الثناء‪ ،‬ويجعله صفة للسان لنه‬
‫في قوة لسان صدق أو حال و " خير " خبره‪ ،‬وفي بعض النسخ " خيرا‬
‫" بالنصب فيحتمل نصب لسان من قبيل ما اضمر عامله على شريطة‬
‫التفسير‪ ،‬ورفعه بالبتداء و " يجعله " خبره و " خيرا " مفعول ثان‬
‫ليجعله‪ .‬وعلى التقادير فيه ترغيب على النفاق على العشيرة‪ ،‬فانه سبب‬
‫للصيت الحسن وأن يذكره الناس بالحسان‪ ،‬وكذلك يذكره من أحسن إليه‬
‫باحسانه‪ ،‬وسائر صفاته الجميلة‪ ،‬وقال تعالى " وجعلنا لهم لسان صدق‬
‫عليا " وقال حاكيا عن إبراهيم عليه السلم " واجعل لي لسان صدق في‬
‫الخرين " )‪ " .(1‬كبرا " تميز‪ ،‬وكذا " عظما " و " نأيا " أي بعدا " ان‬
‫كان " بفتح الهمزة أي من أن أو بكسرها حرف شرط‪ ،‬وعلى هذا التقييد‬
‫ليس لن في غير تلك الحالة حسن‪ ،‬بل لن الغالب حصول تلك الخلق‬
‫الذميمة في تلك الحالة وقوله عليه السلم " في أخيه " متعلق بزهدا‪ ،‬و "‬
‫منه " متعلق بقوله " بعدا " وقوله " إذا لم ير " مؤيد لشرطية إن‪،‬‬
‫والتقييد على نحو ما مر و " المروءة " بالهمز وقد يخفف بالتشديد‪:‬‬
‫النسانية وهي الصفات التي يحق للمرء أن يكون عليها‪ ،‬وبها يمتاز عن‬
‫البهائم والمراد هنا الحسان واللطف والعطاء " والمعوز " على بناء اسم‬
‫الفاعل ويحتمل المفعول القليل المال‪ .‬في القاموس عوز الرجل كفرح افتقر‬
‫كأعوز وأعوزه الشئ احتاج إليه والدهر أحوجه و " الخصاصة " الفقر‬
‫والخلل وجملة " بها الخصاصة " صفة للقرابة أو حال عنها " أن يسدها‬
‫" بدل اشتمال للقرابة أي عن أن يسدها‪ ،‬وضمير " يسدها " للخصاصة‪،‬‬
‫والعائد محذوف أي عنها‪ ،‬أو للقرابة وإسناد السد إليها مجاز أي يسد‬
‫خلتها‪ ،‬وسد الخلل إصلحه وسد الخلة إذهاب الفقر " بما ل ينفعه إن‬
‫أمسكه أي بالزائد عن قدر الكفاف‪ ،‬فان إمساكه ل ينفعه بل يبقى لغيره‪،‬‬
‫واستهلكه وإنفاقه‬

‫)‪ (1‬مريم‪ 50 :‬والشعراء‪.84 :‬‬

‫]‪[125‬‬
‫ل يضره أو بمال الدنيا مطلقا فان شأنه ذلك والرزق على ال‪ .‬أو المراد بقليل من‬
‫المال كدرهم‪ ،‬فانه ل يتبين إنفاق ذلك في ماله والمستحق ينتفع به والول‬
‫أظهر‪] .‬وفي النهج " بالذي ل يزيده إن أمسكه‪ ،‬ول ينقصه إن أهلكه[ )‪(1‬‬
‫وقيل‪ :‬الضمير في " ل يزيده " )‪ (2‬عائد إلى الموصول ول يخفى بعده بل‬
‫هو عائد إلى الرجل‪ - 87 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن‬
‫عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سليمان ابن هلل قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم إن آل فلن يبر بعضهم بعضا ويتواصلون فقال‪ :‬إذا تنمي أموالهم‬
‫وينمون فل يزالون في ذلك حتى يتقاطعوا فإذا فعلوا ذلك انقشع عنهم )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬تنمي أموالهم على بناء الفاعل أو المفعول وكذا ينمون يحتملهما‪ ،‬و‬
‫نموهم كثرة أولدهم وزيادتهم عددا وشرفا‪ ،‬في القاموس نما ينموا نموا‬
‫زاد كنمى ينمي نميا ونميا ]ونماء[ ونمية وأنمى ونمى )‪ (4‬وفي المصباح‬
‫نمى الشئ ينمي من باب رمى نماء بالفتح والمد كثر‪ ،‬وفي لغة ينمو نموا‬
‫من باب قعد ويتعدى بالهمزة والتضعيف انتهى والمشار إليه بذلك أول‬
‫النمو وثانيا التقاطع " انقشع " أي انكشف وزال نمو الموال والنفس‬
‫عنهم قال في القاموس قشع القوم كمنع فرقهم فأقشعوا نادر‪ ،‬والريح‬
‫السحاب كشفته كأقشعته‪ ،‬فأقشع وانقشع وتقشع )‪ - 88 .(5‬كا‪ :‬عن العدة‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن زياد القندي‪ ،‬عن عبد ال ابن سنان‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن القوم‬
‫ليكونون فجرة ول يكونون بررة‪ ،‬فيصلون أرحامهم فتنمي أموالهم‪،‬‬
‫وتطول أعمارهم‪ ،‬فكيف‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط من نسخة الكمبانى‪ (2) .‬يعنى على ما في نسخة النهج‪.‬‬
‫)‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .154‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪ (5) .397‬القاموس‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪.68‬‬

‫]‪[126‬‬

‫إذا كانوا أبرارا بررة )‪ .(1‬بيان‪ " :‬فكيف إذا كانوا أبرارا " أي صلحاء " بررة "‬
‫أي واصلين للرحام‪ - 89 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن جده الحسن عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬صلوا أرحامكم و لو بالتسليم يقول ال‬
‫تبارك وتعالى " واتقوا ال الذي تسائلون به والرحام إن ال كان عليكم‬
‫رقيبا )‪ ." (2‬بيان‪ :‬يدل على أن أقل مراتب الصلة البتداء بالتسليم‪،‬‬
‫وباطلقه يشمل ما إذا علم أو ظن أنه ل يجيب‪ ،‬وقيل‪ :‬التسليم حينئذ ليس‬
‫براجح‪ ،‬لنه يوقعهم في الحرام‪ ،‬وفيه كلم‪ - 90 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن صفوان الجمال قال‪ :‬وقع بين أبي‬
‫عبد ال عليه السلم وبين عبد ال بن الحسن كلم حتى وقعت الضوضاء‬
‫بينهم‪ ،‬واجتمع الناس‪ ،‬فافترقا عشيتهما بذلك‪ ،‬وغدوت في حاجة فإذا أنا‬
‫بأبي عبد ال عليه السلم على باب عبد ال بن الحسن وهو يقول‪ :‬يا‬
‫جارية قولي لبي محمد ! قال فخرج فقال يا أبا عبد ال ما بكر بك ؟ قال‪:‬‬
‫إني تلوت آية في كتاب ال عز وجل البارحة فأقلقتني فقال‪ :‬وما هي ؟ قال‪:‬‬
‫قول ال عزوجل ذكره " الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويخشون‬
‫ربهم ويخافون سوء الحساب " فقال‪ :‬صدقت لكأني لم أقرء هذه الية من‬
‫كتاب ال قط فاعتنقا وبكيا )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الضوة الصوت‬
‫والجلبة‪ ،‬والضوضاة أصوات الناس وجلبتهم يقال ضوضوا بل همز انتهى‬
‫)‪ (4‬قوله " بذلك " أي بهذا النزاع من غير صلح و إصلح " قولي لبي‬
‫محمد " في الكلم اختصار‪ ،‬أي إني أتيته أو أنا بالباب " ما بكر بك "‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .155‬المصدر نفسه والية في سورة النساء‪(3) .1 :‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،155‬والية في سورة الرعد‪ (4) .21 :‬الصحاح ص‬
‫‪.2410‬‬

‫]‪[127‬‬

‫قال في المصباح بكر إلى الشئ بكورا من باب قعد أسرع أي وقت كان‪ ،‬وبكر تبكيرا‬
‫مثله‪ ،‬والقلق الضطراب‪ " .‬الذين يصلون " قال الطبرسي )‪ (1‬قدس سره‬
‫قيل‪ :‬المراد به اليمان بجميع الرسل والكتب كما في قوله " ل نفرق بين‬
‫أحد من رسله " )‪ (2‬وقيل‪ :‬هو صلة محمد صلى ال عليه وآله وموازرته‪،‬‬
‫والجهاد معه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو صلة الرحم عن ابن عباس وهو المروي عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم )‪ (3‬وقيل‪ :‬هو ما يلزم من صلة المؤمنين أن يتولهم‬
‫وينصروهم ويذبوا عنهم‪ ،‬وتدخل فيه صلة الرحم وغير ذلك‪ .‬وروى جابر‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬بر‬
‫الوالدين و صلة الرحم يهونان الحساب ثم تل هذه الية‪ ،‬وروى محمد بن‬
‫الفضيل عن الكاظم عليه السلم في هذه الية قال‪ :‬هي رحم آل محمد صلى‬
‫ال عليه وآله معلقه بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من‬
‫قطعني وهي تجري في كل رحم‪ .‬وروى الوليد عن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫قلت له‪ :‬هل على الرجل في ماله شئ سوى الزكاة ؟ قال‪ :‬نعم أين ما قال‬
‫ال " والذين يصلون " الية‪ " .‬ويخشون ربهم " أي يخافون عقاب ربهم‬
‫في قطعها " ويخافون سوء الحساب " قيل فيه أقوال‪ :‬أحدها أن سوء‬
‫الحساب أخذهم بذنوبهم كلها من دون أن يغفر لهم شئ منها‪ ،‬والثاني هو‬
‫أن يحاسبوا للتقريع والتوبيخ‪ ،‬فان الكافر يحاسب على هذا الوجه‪،‬‬
‫والمؤمن يحاسب ليسر بما أعد ال له‪ ،‬والثالث هو أن ل تقبل لهم حسنة‬
‫ول يغفر لهم سيئة روي ذلك عن أبي عبد ال عليه السلم‪ ،‬والرابع أن‬
‫سوء الحساب هو سوء الجزاء‪ ،‬سمي الجزاء حسابا لن فيه إعطاء‬
‫المستحق حقه‪ ،‬وروى هشام بن‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .288‬البقرة‪ (3) .285 :‬ليس في المصدر " وهو‬
‫المروى عن ابى عبد ال " وانما ذكر الطبرسي هناك حديث وصية‬
‫الصادق عليه السلم للحسن بن على بن على بن الحسين الفطس كما مر‬
‫عن غيبة الطوسى تحت الرقم ‪ 29‬ص ‪ 96‬فالعبارة منقولة بالمعنى‪.‬‬

‫]‪[128‬‬

‫سالم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سوء الحساب أن تحسب عليهم السيئات‪،‬‬
‫ول تحسب لهم الحسنات‪ ،‬وهو الستقصاء‪ .‬وروى حماد عنه عليه السلم‬
‫أنه قال لرجل يا فلن‪ ،‬ما لك ولخيك ؟ قال‪ :‬جعلت فداك لي عليه شئ‬
‫فاستقصيت منه حقي قال أبو عبد ال عليه السلم أخبرني من قول ال "‬
‫ويخافون سوء الحساب " أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم ؟ ل‬
‫وال ولكن خافوا الستقصاء والمداقة انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬قال تعالى بعد ذلك‬
‫بآيات " والذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به‬
‫أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار " فعلى‬
‫هذا التفسير تلك اليات من أشد ما ورد في قطع الرحم‪ .‬ثم الظاهر أن هذا‬
‫كان لتنبيه عبد ال وتذكيره بالية‪ ،‬ليرجع ويتوب وإل فلم يكن ما فعله‬
‫عليه السلم بالنسبة إليه قطعا للرحم‪ .‬بل كان عين الشفقة عليه‪ ،‬لينزجر‬
‫عما أراده من الفسق بل الكفر‪ ،‬لنه كان يطلب البيعة منه عليه السلم‬
‫لولده الميشوم كما مر أو شئ آخر مثل ذلك وأي أمر كان إذا تضمن‬
‫مخالفته ومنازعته عليه السلم كان على حد الشرك بال وأيضا مثله عليه‬
‫السلم ل يغفل عن هذه المور حتى يتذكر بتلوة القرآن فظهر أن ذكر ذلك‬
‫على وجه المصلحة‪ ،‬ليتذكر عبد ال عقوبة ال ويترك مخالفة إمامه شفقة‬
‫عليه‪ ،‬ولعل التورية في قوله " أقلقتني " القلق لعبد ال ل لنفسه عليه‬
‫السلم لكن فيه دللة على حسن رعاية الرحم‪ .‬وإن كان بهذه المثابة وكان‬
‫فاسقا ضال فتدبر‪ - 91 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن‬
‫لي ابن عم أصله فيقطعني‪ ،‬وأصله فيقطعني حتى لقد هممت لقطيعته إياي‬
‫أن أقطعه‪ ،‬قال‪ :‬إنك إذا وصلته وقطعك‪ ،‬وصلكما ال جميعا‪ ،‬وإن قطعته‬
‫وقطعك قطعكما ال )‪ .(1‬ايضاح‪ :‬قوله عليه السلم " وصلكما ال " لعل‬
‫ذلك لنه تصير صلته سببا لترك‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.155‬‬

‫]‪[129‬‬

‫قطيعته‪ ،‬فيشملهما ال برحمته‪ ،‬ل إذا أصر مع ذلك على القطع فانه يصير سببا‬
‫لقطع رحمة ال عنه‪ ،‬وتعجيل فنائه في الدنيا‪ ،‬وعقوبته في الخرة كما دلت‬
‫عليه سائر الخبار‪ ،‬وفي قول أمير المؤمنين عليه السلم‪ " :‬خذ على‬
‫عدوك بالفضل فانه أحد الظفرين " إشارة إلى ذلك فانه إما أن يرجع أو‬
‫يستحق العقوبة والخذلن‪ - 92 .‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن علي عن علي بن‬
‫الحكم‪ ،‬عن داود بن فرقد قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إني احب‬
‫أن يعلم ال أني قد أذللت رقبتي في رحمي وإني لبادر أهل بيتي أصلهم‬
‫قبل أن يستغنوا عني )‪ .(1‬بيان‪ " :‬إني احب أن يعلم ال " هو كناية من‬
‫قبيل ذكر اللزم وإرادة الملزوم أي احب فعلي ذلك فذكر لزمه‪ ،‬وهو العلم‪.‬‬
‫لنه أبلغ‪ ،‬أو مجاز من إطلق السبب على المسبب فاطلق العلم واريد‬
‫معلوله‪ ،‬وهو الجزاء قوله‪ " :‬قبل أن يستغنوا عني " فيه إشارة إلى أن‬
‫الرزق لبد من أن يصل إليهم فابادر إلى إيصاله إليهم قبل أن يصل إليهم‬
‫بسبب آخر‪ ،‬ومن جهة اخرى‪ - 93 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إن‬
‫رحم آل محمد صلى ال عليه وآله والئمة عليهم السلم لمعلقة بالعرش‬
‫تقول‪ :‬اللهم صل من وصلني‪ ،‬واقطع من قطعني‪ ،‬ثم هي جارية بعدها في‬
‫أرحام المؤمنين ثم تل هذه الية " واتقوا ال الذي تسائلون به والرحام‬
‫"‪ (2) .‬بيان‪ :‬الئمة بدل أو عطف بيان لل محمد " ثم هي " أي الرحم‬
‫أوصلتها أو الكلمه وهي اللهم صل الخ‪ - 94 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكير عن عمر بن يزيد قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " الذين يصلون ما أمر ال به‬
‫أن يوصل " فقال‪ :‬قرابتك )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله " قرابتك " أي هي شاملة‬
‫لقرابة المؤمنين أيضا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .156‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.156‬‬

‫]‪[130‬‬

‫‪ - 95‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بن عثمان عن هشام‬
‫بن الحكم ودرست‪ ،‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‬
‫" الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل " قال‪ :‬نزلت في رحم آل محمد‬
‫صلى ال عليه وآله وقد يكون في قرابتك ثم قال‪ :‬فل تكونن ممن يقول‬
‫للشئ إنه في شئ واحد )‪ .(1‬بيان‪ " :‬وقد يكون " كلمة " قد " للتحقيق‪،‬‬
‫أو للتقليل مجازا كناية عن أن الصل فيها هو الول " فل تكونن " أي إذا‬
‫نزلت آية في شئ خاص فل تخصص حكمها بذلك المر‪ ،‬بل عممه في‬
‫نظائره‪ ،‬أو المعنى إذا ذكرنا لية معنى ثم ذكرنا لها معنى‪ ،‬فل تنكر شيئا‬
‫منهما فان لليات ظهرا وبطنا ونذكر في كل مقام ما يناسبه فالكل حق‬
‫وبهذا يجمع بين كثير من الخبار المتخالفة ظاهرا‪ ،‬الواردة في تفسير‬
‫اليات وتأويلها‪ - 96 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن محمد‬
‫بن علي‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن الوصافي‪ ،‬عن علي بن الحسين عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من سره أن يمد ال في‬
‫عمره‪ ،‬ويبسط في رزقه فليصل رحمه‪ ،‬فان الرحم لها لسان يوم القيامة‬
‫ذلق يقول‪ :‬يا رب صل من وصلني‪ ،‬واقطع من قطعني‪ ،‬والرجل ليرى‬
‫بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوي به إلى أسفل قعر في النار )‬
‫‪ .(2‬ايضاح‪ :‬في القاموس‪ :‬ذلق اللسان كنصر وفرح وكرم فهو ذليق وذلق‬
‫بالفتح وكصرد وعنق أي حديد بليغ )‪ (3‬وقال‪ :‬طلق اللسان بالفتح والكسر‬
‫وكأمير ولسان طلق ذلق وطليق ذليق وطلق ذلق بضمتين وكصرد وكتف‬
‫ذو حدة )‪ .(4‬وفي النهاية في حديث الرحم جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلق‬
‫طلق أي فصيح بليغ‪ ،‬هكذا جاء في الحديث على فعل بوزن صرد ويقال‬
‫طلق وذلق وطليق وذليق يراد بالجميع المضاء والنفاذ انتهى‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .156‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .234‬القاموس ج ‪3‬‬


‫ص ‪.258‬‬

‫]‪[131‬‬

‫" والرجل في بعض النسخ " فالرجل " قيل الفاء للتفريع على " واقطع من‬
‫قطعني " واللم في الرجل للعهد الذهني " ليرى " على بناء المجهول أي‬
‫ليظن لكثرة أعماله الصالحة في الدنيا أنه " بسبيل " أي في سبيل " خير‬
‫" ينتهي به إلى الجنة " فتهوي به " الباء للتعدية أي تسقطه في أسفل‬
‫قعور النار التي يستحقها مثله‪ ،‬وربما يحمل على المستحل‪ ،‬ويمكن حمله‬
‫على من قطع رحم آل محمد صلى ال عليه وعليهم‪ - 97 .‬كا‪ :‬عن علي بن‬
‫محمد‪ ،‬عن صالح بن أبي حماد‪ ،‬عن الحسن بن علي عن صفوان‪ ،‬عن‬
‫الجهم بن حميد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬يكون لي القرابة على‬
‫غير أمري ألهم علي حق ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬حق الرحم ل يقطعه شئ‪ ،‬وإذا كانوا‬
‫على أمرك كان لهم حقان‪ :‬حق الرحم‪ ،‬وحق السلم‪ (1) .‬بيان‪ :‬يدل علي‬
‫أن الكفر ل يسقط حق الرحم ول ينافي ذلك قوله تعالى‪ " :‬ل تجد قوما‬
‫يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله‪ ،‬ولو كانوا آباءهم‬
‫أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " )‪ (2‬فانها محمولة على المحبة‬
‫القلبية فل ينافي حسن المعاشرة ظاهرا‪ ،‬أو المراد به الموالة في الدين‪.‬‬
‫كما ذكره الطبرسي ‪ -‬ره ‪ -‬أو محمول على ما إذا كانوا معارضين للحق‪،‬‬
‫ويصير حسن عشرتهم سبب غلبة الباطل على الحق‪ ،‬ول يبعد أن يكون‬
‫نفقة الرحام أيضا من حق الرحم فيجب النفاق عليهم فيما يجب على‬
‫غيرهم‪ - 98 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪:‬‬
‫إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب‪ ،‬ويعصمان من الذنوب‪ ،‬فصلوا‬
‫أرحامكم وبروا باخوانكم‪ ،‬ولو بحسن السلم ورد الجواب‪ (3) .‬بيان‪:‬‬
‫المراد بالبر البر بالخوان‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬وبر الوالدين داخل‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .157‬المجادلة‪ (3) .22 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.157‬‬

‫]‪[132‬‬

‫في صلة الرحم‪ ،‬ورد الجواب عطف على السلم‪ - 99 .‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن عبد الصمد ابن بشير قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬صلة الرحم يهون الحساب يوم القيامة وهي منسأة‬
‫في العمر‪ ،‬وتقي مصارع السوء‪ ،‬وصدقة الليل تطفئ غضب الرب )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬في النهاية " منسأة " هي مفعلة منه أي مظنة له‪ ،‬وموضع‪،‬‬
‫والصرع الطرح على الرض‪ ،‬والمصرع يكون مصدرا واسم مكان‪،‬‬
‫ومصارع السوء كناية عن الوقوع في البليا العظيمة الفاضحة الفادحة‪،‬‬
‫وصدقة الليل أفضل لنه أقرب إلى الخلص‪ - 100 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حسين بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬صلة الرحم تزكي العمال وتنمي الموال‪ ،‬وتيسر‬
‫الحساب‪ ،‬وتدفع البلوى‪ ،‬وتزيد في الرزق )‪ - 101 .(2‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة‪ ،‬عن مسمع‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله في حديث‪ :‬أل إن في‬
‫التباغض الحالقة ل أعني حالقة الشعر‪ ،‬ولكن حالقة الدين )‪ .(3‬بيان‪ :‬في‬
‫النهاية‪ :‬فيه‪ :‬دب إليكم داء المم البغضاء وهي الحالقة‪ ،‬الحالقة الخصلة‬
‫التي من شأنها أن تحلق‪ ،‬أي تهلك وتستأصل الدين‪ ،‬كما يستأصل الموسى‬
‫الشعر وقيل‪ :‬قطيعة الرحم والتظالم انتهى‪ .‬وكأن المصنف رحمه ال أورده‬
‫في هذا الباب )‪ (4‬لن التباغض يشمل ذوي الرحام أيضا‪ ،‬أو لن الحالقة‬
‫فسرت في سائر الخبار بالقطيعة‪ ،‬بل في هذا الخبر أيضا يحتمل أن يكون‬
‫المراد ذلك‪ ،‬بأن يكون المراد أن التباغض بين الناس‬
‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .157‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .346‬هذا الحديث أول‬
‫حديث جعله الكليني في باب قطيعة الرحم من كتاب اليمان والكفر‪ ،‬وكما‬
‫أشرنا إلى ذلك قبل ‪ -‬هذه البيانات منقوله من شرح الكافي للعلمة‬
‫المؤلف رحمه ال من دون تصرف‪.‬‬

‫]‪[133‬‬

‫من جملة مفاسده قطع الرحام‪ ،‬وهو حالقة الدين‪ - 102 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل عن حذيفة بن المنصور‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬اتقوا الحالقة‪ ،‬فانها تميت الرجال قلت‪:‬‬
‫وما الحالقة ؟ قال‪ :‬قطيعة الرحم )‪ .(1‬بيان‪ " :‬تميت الرجال " أي تورث‬
‫موتهم وانقراضهم كما سيأتي‪ ،‬وحمله على موت القلوب كما قيل بعيد‪،‬‬
‫ويمكن أن يكون هذا أحد وجوه التسمية بالحالقة والرحم في الصل منبت‬
‫الولد‪ ،‬ووعاؤه في البطن ثم سميت القرابة من جهة الولدة رحما‪ ،‬ومنها‬
‫ذو الرحم خلف الجنبي‪ - 103 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن إخوتي وبني عمي قد ضيقوا علي الدار‪،‬‬
‫وألجاوني منها إلى بيت‪ ،‬ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم قال‪ :‬فقال لي‪:‬‬
‫اصبر فان ال سيجعل لك فرجا قال‪ :‬فانصرفت ووقع الوباء في سنة إحدى‬
‫وثلثين ]ومائة[ فماتوا وال كلهم‪ ،‬فما بقي منهم أحد‪ .‬قال‪ :‬فخرجت فلما‬
‫دخلت عليه قال‪ :‬ما حال أهل بيتك ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬قد ماتوا وال كلهم‪ ،‬فما‬
‫بقي منهم أحد‪ ،‬فقال‪ :‬هو بما صنعوا بك وبعقوقهم إياك وقطع رحمهم‪،‬‬
‫بتروا‪ .‬أتحب أنهم بقوا وأنهم ضيقوا عليك ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬إي وال )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫" علي الدار " أي الدار التي ورثناها من جدنا " ولو تكلمت أخذت "‬
‫يمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم أي لو نازعتهم وتكلمت فيهم يمكنني أن‬
‫آخذ منهم أفعل ذلك أم أتركهم ؟ أو يقرأ على الخطاب أي لو تكلمت أنت‬
‫معهم يعطوني‪ ،‬فلم ير عليه السلم المصلحة في ذلك‪ ،‬أو الول على‬
‫الخطاب‪ ،‬والثاني على التكلم والول أظهر‪ ،‬وفي النهاية الوباء بالقصر‬
‫والمد والهمز الطاعون والمرض العام‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .346‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 346‬و ‪.347‬‬

‫]‪[134‬‬

‫" في إحدى وثلثين " كذا في أكثر النسخ التي وجدناها وفي بعضها بزيادة‪" :‬‬
‫ومائة " وعلى الول أيضا المراد ذلك‪ ،‬وأسقط الراوي المائة للظهور‪ ،‬فان‬
‫إمامة الصادق عليه السلم كانت في سنة مائة وأربعة عشر‪ ،‬ووفاته في‬
‫سنة ثمان وأربعين ومائة والفاء في قوله " فما بقي " في الموضعين‬
‫للبيان‪ ،‬ومن ابتدائية‪ ،‬والمراد بالحد أولدهم أو الفاء للتفريع ومن‬
‫تبعيضية‪ .‬وقوله " بعقوقهم " متعلق بقوله " بتروا " وهو في بعض‬
‫النسخ بتقديم الموحدة على المثناة الفوقانية وفي بعضها بالعكس فعلى‬
‫الول إما على بناء المعلوم من المجرد من باب علم‪ ،‬أو المجهول من باب‬
‫نصر‪ ،‬وعلى الثاني على المجهول من باب ضرب أو التفعيل‪ ،‬في القاموس‬
‫البتر القطع أو مستأصل والبتر المقطوع الذنب بتره فبتر كفرح والذي ل‬
‫عقب له‪ ،‬وكل أمر منقطع من الخير )‪ (1‬وقال‪ :‬التبر بالفتح الكسر‬
‫والهلك كالتتبير فيهما‪ ،‬والفعل كضرب انتهى )‪ " .(2‬وإنهم ضيقوا "‬
‫الواو إما للحال‪ ،‬والهمزة مكسورة‪ ،‬أو للعطف والهمزة مفتوحة‪- 104 .‬‬
‫كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب عن‬
‫مالك بن عطية‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬في كتاب‬
‫علي عليه السلم ثلث خصال ل يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن‪:‬‬
‫البغي‪ ،‬وقطيعة الرحم‪ ،‬واليمين الكاذبة يبارز ال بها‪ ،‬وإن أعجل الطاعة‬
‫ثوابا لصلة الرحم‪ ،‬وإن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمي أموالهم‬
‫ويثرون‪ ،‬وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلقع من أهلها‪،‬‬
‫وتنقل الرحم‪ ،‬وإن نقل الرحم انقطاع النسل )‪ .(3‬بيان‪ " :‬ثلث " مبتدأ‬
‫وجملة " ل يموت " خبر‪ ،‬وفي القاموس الوبال الشدة والثقل‪ ،‬وفي‬
‫المصباح الوبيل الوخيم‪ ،‬والوبال بالفتح من وبل المرتع بالضم وبال‬

‫)‪ (1‬القاموس ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .366‬القاموس ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .379‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬


‫‪.347‬‬

‫]‪[135‬‬

‫بمعنى وخم‪ ،‬ولما كان عاقبة المرعى الوخيم إلى شرقيل في سوء العاقبة وبال‬
‫والعمل السيئ وبال على صاحبه " والبغي " خبر مبتدأ محذوف‪ ،‬بتقدير "‬
‫هن البغي " وجملة يبارز ال صفة اليمين إذا للم للعهد الذهني أو‬
‫استينافية‪ ،‬والمستتر في يبارز راجع إلى صاحبهن‪ ،‬والجللة منصوبة‪،‬‬
‫والباء في " بها " للسببية أو لللة‪ ،‬والضمير لليمين لن اليمين مؤنث‪،‬‬
‫وقد يقرأ يبارز على بناء المجهول‪ ،‬ورفع الجللة‪ ،‬وفي القاموس بارز‬
‫القرن مبارزة وبرازا برز إليه‪ ،‬وهما يتبارزان‪ .‬أقول‪ :‬لما أقسم به تعالى‬
‫بحضوره كذبا فكأنه يعاديه علنية ويبارزه‪ ،‬وعلى التوصيف احتراز عن‬
‫اليمين الكاذبة جهل وخطأ من غير عمد‪ ،‬وتوصيف اليمين بالكاذبة مجاز‪.‬‬
‫" وإن أعجل " كلم علي أو الباقر عليهما السلم والتعجيل لنه يصل‬
‫ثوابه إليه في الدنيا أو بل تراخ فيها " فتنمي " على بناء الفعال أو‬
‫كيمشي في القاموس نما ينمو نموا زاد كنمى ينمي نميا ونميا ونمية‪،‬‬
‫وأنمى ونمى وعلى الفعال الضمير للصلة " ويثرون " أيضا يحتمل‬
‫الفعال والمجرد كيرمون أو يدعون‪ ،‬ويحتمل بناء المفعول في القاموس‬
‫الثروة كثرة العدد من الناس والمال‪ ،‬وثرى القوم ثراء كثروا ونموا‪،‬‬
‫والمال كذلك وثري كرضي كثر ماله كأثرى‪ ،‬ومال ثري كغني كثير ورجل‬
‫ثري وأثرى كأحوى كثيره )‪ .(1‬وفي الصحاح‪ :‬الثروة كثرة العدد‪ ،‬وقال‬
‫الصمعي‪ :‬ثرى القوم يثرون إذا كثروا ونموا‪ ،‬وثرى المال نفسه يثرو إذا‬
‫كثر‪ ،‬وقال أبو عمرو‪ :‬ثرى ال القوم كثرهم‪ ،‬وأثرى الرجل إذا كثرت‬
‫أمواله انتهى )‪ (2‬والمعنى يكثرون عددا أو مال أو يكثرهم ال‪ .‬وفي‬
‫النهاية وفيه‪ :‬اليمين الكاذبة تدع الديار بلقع‪ ،‬جمع بلقع وبلقعة‪ ،‬وهي‬
‫الرض القفر التي ل شئ بها يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته‬
‫من الرزق‬

‫)‪ (1‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .308‬الصحاح ص ‪.2292‬‬

‫]‪[136‬‬

‫وقيل‪ :‬هو أن يفرق ال شمله‪ ،‬ويقتر عليه ما أوله من نعمه انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬مع‬
‫التتمة التي في هذا الخبر ل يحتمل المعنى الول‪ ،‬بل المعنى أن ديارهم‬
‫تخلو منهم إما بموتهم وانقراضهم‪ ،‬أو بجلئهم عنها وتفرقهم أيدي سبا )‬
‫‪ (1‬والظاهر أن المراد بالديار ديار القاطعين‪ ،‬ل البلدان والقرى لسراية‬
‫شومهما كما توهم‪ " .‬وتنقل الرحم " الضمير المرفوع راجع إلى القطيعة‪،‬‬
‫ويحتمل الرجوع إلى كل واحد لكنه بعيد والتعبير عن انقطاع النسل بنقل‬
‫الرحم لنه حينئذ تنقل القرابة من أولده إلى سائر أقاربه‪ ،‬ويمكن أن يقرأ‬
‫" تنقل " على بناء المفعول فالواو للحال وقيل‪ :‬هو من النقل بالتحريك‪،‬‬
‫وهو داء في خف البعير يمنع المشي ول يخفى بعده‪ ،‬وقيل‪ :‬الواو إما للحال‬
‫من القطيعة أو للعطف على قوله " وإن اليمين " إن جوز عطف الفعلية‬
‫على السمية‪ ،‬وإل فليقدر وإن قطيعة الرحم تنقل بقرينة المذكورة ل على‬
‫قوله " لتذران " لن هذا مختص بالقطيعة‪ ،‬ولعل المراد بنقل الرحم نقلها‬
‫عن الوصلة إلى الفرقة‪ ،‬ومن التعاون والمحبة إلى التدابر والعداوة وهذه‬
‫المور من أسباب نقص العمر‪ ،‬وانقطاع النسل‪ ،‬كما صرح على سبيل‬
‫التأكيد والمبالغة‪ ،‬بقوله " وإن نقل الرحم انقطاع النسل " من باب حمل‬
‫المسبب على السبب‪ ،‬مبالغة في السببية انتهى‪ ،‬وهو كما ترى‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫سيأتي في باب اليمين الكاذبة من كتاب اليمان والنذور بهذا السند عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن في كتاب علي عليه السلم أن اليمين الكاذبة‬
‫وقطيعة الرحم تذران الديار بلقع من أهلها‪ ،‬وتنقل الرحم يعني انقطاع‬
‫النسل‪ ،‬وهناك في أكثر النسخ بالغين المعجمة‪ ،‬قال في النهاية النغل‬
‫بالتحريك الفساد‪ ،‬وقد نغل الديم‬

‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادى‪ :‬وتفرقوا أيدى سبا‪ ،‬وأيادى سبا‪ :‬تبددوا‪ ،‬بنوه على السكون‬
‫وليس بتخفيف عن سبأ‪ ،‬وانما هو بدل‪ ،‬ضرب المثل بهم لنه لما غرق‬
‫مكانهم وذهبت جناتهم تبددوا في البلد‪ .‬وللميداني في مجمع المثال كلم‬
‫طويل راجع ان شئت ج ‪ 275 :1‬ولفظه‪ :‬ذهبوا أيدى سبا‪ ،‬وتفرقوا أيدى‬
‫سبا " في مادة ذهب‪.‬‬

‫]‪[137‬‬

‫إذا عفن وتهرى في الدباغ‪ ،‬فيفسد ويهلك انتهى ول يخلو من مناسبة‪ - 105 .‬كا‪:‬‬
‫عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بن بشير عن‬
‫عنبسة العابد قال‪ :‬جاء رجل فشكا إلى أبي عبد ال عليه السلم أقاربه‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬اكظم غيظهم وافعل فقال‪ :‬إنهم يفعلون ويفعلون‪ ،‬فقال‪ :‬أتريد أن‬
‫تكون مثلهم ؟ فل ينظر ال إليكم )‪ .(1‬بيان‪ " :‬وافعل " أي اكظم الغيظ‬
‫دائما‪ ،‬وإن أصروا على الساءة أو افعل كلما أمكنك من البر‪ ،‬فيكون حذف‬
‫المفعول للتعميم " إنهم يفعلون " أي الضرار وأنواع الساءة‪ ،‬ول‬
‫يرجعون عنها " أتريد أن تكون مثلهم " في القطع وارتكاب القبيح وترك‬
‫الحسان " فل ينظر ال إليكم " أي يقطع عنكم جميعا رحمته في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬وإذا وصلت فإما أن يرجعوا فيشملكم الرحمة‪ ،‬وكنت أولى بها‬
‫وأكثر حظا منها‪ ،‬وإما أن ل يرجعوا فيخصكم الرحمة‪ ،‬ول انتقام أحسن من‬
‫ذلك‪ - 106 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تقطع‬
‫رحمك وإن قطعتك )‪ .(2‬بيان‪ :‬ظاهره تحريم القطع وإن قطعوا‪ ،‬وينافيه‬
‫ظاهرا قوله تعالى " فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " )‪ (3‬ويمكن‬
‫تخصيص الية بتلك الخبار‪ ،‬ولم يتعرض أصحابنا رضي ال عنهم لتحقيق‬
‫تلك المسائل مع كثرة الحاجة إليها‪ ،‬والخوض فيها يحتاج إلى بسط‬
‫وتفصيل ل يناسبان هذه التعليقة وقد مر بعض القول فيها في باب صلة‬
‫الرحم )‪ (4‬وسلوك سبيل الحتياط في جميع ذلك أقرب إلى النجاة‪- 107 .‬‬
‫كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه رفعه عن أبي حمزة‬
‫الثمالي قال‪ :‬قال أمير المؤمنين في خطبته‪ :‬أعوذ بال من الذنوب التي‬
‫تعجل الفناء‬
‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .347‬البقرة‪ (4) .194 :‬يعنى باب صلة الرحم من‬
‫الكافي‪ ،‬وقد تقدمت أحاديثها مستخرجة من الكافي تحت الرقم ‪.98 - 69‬‬

‫]‪[138‬‬

‫فقام إليه عبد ال بن الكواء اليشكري فقال يا أمير المؤمنين أو يكون ذنوب تعجل‬
‫الفناء ؟ فقال‪ :‬نعم ويلك قطيعة الرحم‪ ،‬إن أهل البيت ليجتمعون ويتواسون‬
‫وهم فجرة فيرزقهم ال عزوجل وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم‬
‫بعضا فيحرمهم ال وهم أتقياء )‪ .(1‬بيان‪ :‬ابن الكواء كان من رؤساء‬
‫الخوارج لعنهم ال " ويشكر " اسم أبي قبيلتين كان هذا الملعون من‬
‫إحداهما " فيحرمهم ال " أي من سعة الرزاق‪ ،‬وطويل العمار وإن‬
‫كانوا متقين فيما سوى ذلك‪ ،‬ول ينافيه قوله تعالى " ومن يتق ال يجعل‬
‫له مخرجا ويرزقه من حيث ل يحتسب " )‪ - 108 .(2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن ابن عطية‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم إذا قطعوا الرحام جعلت الموال في‬
‫أيدي الشرار )‪ .(3‬بيان‪ " :‬جعلت الموال في أيدي الشرار " هذا مجرب‬
‫وأحد أسبابه أنهم يتخاصمون ويتنازعون ويترافعون إلى الظلمة وحكام‬
‫الجور‪ ،‬فيصير أموالهم بالرشوة في أيديهم‪ ،‬وأيضا إذا تخاصموا ولم‬
‫يتعاونوا يتسلط عليهم الشرار ويأخذونها منهم‪ - 109 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬كفر بال من تبرء من نسب وإن دق‪ (4) .‬بيان‪ " :‬وإن دق " أي بعد‬
‫أو وإن كان خسيسا دنيا ويحتمل أن يكون ضمير دق راجعا إلى التبري بأن‬
‫ل يكون صريحا بل باليماء‪ ،‬وهو بعيد وقيل‪ :‬يعني وإن دق ثبوته وهو‬
‫أبعد‪ ،‬والكفر هنا ما يطلق على أصحاب الكبائر وربما يحمل على ما إذا كان‬
‫مستحل لن مستحل قطع الرحم كافر‪ ،‬أو المراد به كفر النعمة لن قطع‬
‫النسب‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .347‬الطلق‪ (4) .3 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.350‬‬

‫]‪[139‬‬

‫كفر لنعمة المواصلة‪ ،‬أو يراد به أنه شبيه بالكفر لن هذا الفعل يشبه فعل أهل الكفر‬
‫لنهم كانوا يفعلونه في الجاهلية‪ ،‬ول فرق في ذلك بين الولد والوالد‬
‫وغيرهما من الرحام‪ - 110 .‬كا‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن صالح بن أبي‬
‫حماد‪ ،‬عن ابن أبي عمير وابن فضال عن رجال شتى‪ ،‬عن أبي جعفر وأبي‬
‫عبد ال عليهما السلم أنهما قال‪ :‬كفر بال العظيم النتفاء من حسب وإن‬
‫دق )‪ (1‬بيان‪ :‬المراد بالحسب أيضا النسب الدني فان الحساب غالبا يكون‬
‫بالنساب ويحتمل على بعد أن ل تكون " من " صلة للنتفاء بل يكون‬
‫للتعليل أي بسبب حسب حصل له أو لبائه القريبة‪ ،‬وحينئذ في قوله وإن‬
‫دق تكلف إل على بعض الوجوه البعيدة السابقة‪ ،‬وربما يقرأ على هذا‬
‫الوجه النتقاء بالقاف أي دعوى النقاوة والمتياز والفخر بسبب حسب‬
‫وهو تصحيف‪) * 4 .‬باب( * * " )العشرة مع المماليك والخدم( " * ‪- 1‬‬
‫لى‪ :‬في خبر مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ما زال جبرئيل‬
‫يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت‬
‫اعتقوا‪ - 2 (2) .‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن الفضل بن عامر‪ ،‬عن‬
‫البجلي‪ ،‬عن ذريح‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلثة إن لم تظلمهم ظلموك‪ :‬السفلة‪،‬‬
‫وزوجتك‪ ،‬وخادمك )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .350‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .253‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬


‫‪.43‬‬

‫]‪[140‬‬

‫سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن البجلي ]مثله[ )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب بر‬
‫الوالدين‪ - 3 .‬أقول‪ :‬قد مضى في باب مكارم أخلق النبي صلى ال عليه‬
‫وآله بأسانيد كثيرة أنه صلى ال عليه وآله قال‪ :‬خمس ل أدعهن حتى‬
‫الممات‪ :‬الكل على الحضيض مع العبيد‪ ،‬وركوبي الحمار مؤكفا‪ ،‬وحلبي‬
‫العنز بيدي‪ ،‬ولبس الصوف‪ ،‬والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي‪.‬‬
‫‪ - 4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه ال في أعلى عليين في‬
‫غرف فوق غرف في محل الشرف كل الشرف‪ :‬من آوى اليتيم ونظر له‬
‫فكان له أبا‪ ،‬ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه‪ ،‬ومن أنفق على والديه‬
‫ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما‪ ،‬ومن لم يخرق بمملوكه وأعانه على ما‬
‫يكلفه‪ ،‬ولم يستسعه فيما لم يطق )‪ - 5 .(2‬ما‪ :‬حمويه‪ ،‬عن أبي الحسين‪،‬‬
‫عن أبي حنيفة‪ ،‬عن مسلم بن إبراهيم‪ ،‬عن قرة‪ ،‬عن عون بن عبد ال بن‬
‫عتبة قال كسي أبو ذر بردين فائتزر بأحدهما وارتدى بشملة وكسى غلمه‬
‫أحدهما ثم خرج إلى القوم فقالوا له‪ :‬يا باذر لو لبستهما جميعا كان أجمل‪،‬‬
‫قال‪ :‬أجل ولكني سمعت النبي صلى ال عليه وآله يقول أطعموهم مما‬
‫تأكلون والبسوهم مما تلبسون )‪ .(3‬أقول‪ :‬أوردنا في أبواب المواعظ‬
‫وغيرها الوصية للمماليك‪ - 6 .‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أربع من كن فيه بنى ال له بيتا‬
‫في الجنة‪ :‬من آوى اليتيم‪ ،‬ورحم الضعيف‪ ،‬وأشفق على والديه‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .6‬أمالى المفيد ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .192‬أمالى المفيد ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.18‬‬

‫]‪[141‬‬

‫ورفق بمملوكه )‪ .(1‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن سنان مثله )‪ - 7 .(2‬سن ابن أسباط‪ ،‬عن عبد الملك بن‬
‫مسلمة‪ ،‬عن السندي بن خالد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل انبئكم بشر الناس ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول‬
‫ال فقال‪ :‬من سافر وحده‪ ،‬ومنع رفده‪ ،‬وضرب عبده )‪ - 8 .(3‬سن‪ :‬نوح‬
‫بن شعيب‪ ،‬عن ياسر الخادم ونادر قال‪ :‬قال لنا أبو الحسن عليه السلم إن‬
‫قمت على رؤسكم وأنتم تأكلون‪ ،‬فل تقوموا حتى تفرغوا‪ ،‬ولربما دعا‬
‫بعضنا فيقال هم يأكلون فيقول‪ :‬دعوهم حتى يفرغوا‪ - 9 (4) .‬سن‪ :‬نوح‬
‫بن شعيب‪ ،‬عن نادر الخادم قال كان أبو الحسن الرضا عليه السلم يضع‬
‫جوزينجة )‪ (5‬على الخرى ويناولني )‪ - 10 .(6‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫محمد الشعري‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬أصلحك ال ما ترى في ضرب المملوك ؟ قال‪ :‬ما أتى فيه على يديه‬
‫فل شئ عليه‪ ،‬وأما ما عصاك فيه فل بأس‪ ،‬فقلت‪ :‬كم أضربه ؟ قال‪ :‬ثلثة‬
‫أربعة خمسة )‪ - 11 .(7‬نبه‪ :‬المعذور بن سويد دخلنا على أبي ذر بالربذة‬
‫فإذا عليه برد وعلى غلمه مثله‪ ،‬فقلنا لو أخذت برد غلمك إلى بردك كانت‬
‫حلة وكسوته ثوبا غيره قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪:‬‬
‫إخوانكم جعلهم ال تحت أيديكم‪ ،‬فمن كان أخوه تحت‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .119‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 3) .106‬المحاسن ص‬


‫‪ (5) .424‬الجوزينج‪ :‬ضرب من الحلوات يعمل من الجوز‪(6) .‬‬
‫المحاسن ص ‪ (7) .624‬المحاسن ص ‪.625‬‬

‫]‪[142‬‬

‫يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يلبس‪ ،‬ول يكلفه ما يغلبه‪ ،‬فان كلفه ما يغلبه‬
‫فليعنه‪ .‬أبو مسعود النصاري‪ :‬كنت أضرب غلما فسمعني من خلفي‬
‫صوتا‪ .‬اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود إن ال أقدر عليك منك عليه‪،‬‬
‫فالتفت فإذا هو النبي صلى ال عليه وآله فقلت يا رسول ال هو حر لوجه‬
‫ال‪ ،‬فقال‪ :‬أما لو لم تفعل للفعتك النار‪ .‬مر بعضهم براع مملوك فاستباعه‬
‫شاة فقال ليست لي فقال أين المالك ؟ فقال أين ال ؟ فاشتراه فأعتقه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫اللهم قد رزقتني العتق فارزقني العتق الكبر‪ .‬أراد رجل بيع جارية فبكت‬
‫فسألها فقالت‪ :‬لو ملكت منك ما ملكت مني ما أخرجتك من يدي فأعتقها‪.‬‬
‫عنه عليه السلم عاتبوا أرقاكم على قدر عقولهم‪ - 12 .‬ين‪ :‬الجوهري‪،‬‬
‫عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن أبي‬
‫ضرب غلما له قرعة واحدة بسوط‪ ،‬وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه‪،‬‬
‫فبكى الغلم وقال‪ :‬ال يا علي بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني ؟‬
‫قال‪ :‬فبكى أبي وقال‪ :‬يا بني اذهب إلى قبر رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫فصل ركعتين ثم قل اللهم اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين‪ ،‬ثم قال‬
‫للغلم‪ :‬اذهب فأنت حر لوجه ال‪ ،‬قال أبو بصير‪ :‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك كان‬
‫العتق كفارة الضرب ؟ فسكت‪ - 13 .‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن ابن فرقد‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬في كتاب رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شئ يشق عليهم فاعملوا معهم فيه‪ ،‬قال‬
‫وإن كان أبي ليأمرهم فيقول كما أنتم‪ ،‬فيأتي فينظر فان كان ثقيل قال بسم‬
‫ال ثم عمل معهم وإن كان خفيفا تنحى عنهم‪ - 14 .‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن أبان‬
‫بن عثمان‪ ،‬عن زياد بن أبي رجاء‪ ،‬عن أبي عبيدال عن أبي سخيلة‪ ،‬عن‬
‫سلمان قال‪ :‬بينا أنا جالس عند رسول ال صلى ال عليه وآله إذا قصد له‬
‫رجل فقال‪ :‬يا رسول ال المملوك فقال رسول ال ابتلى بك وبليت به لينظر‬
‫ال كيف تشكر وينظر كيف يصبر‪.‬‬

‫]‪[143‬‬

‫‪ - 15‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن عبد ال بن طلحة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال استقبل رسول ال صلى ال عليه وآله رجل من بني فهد وهو يضرب‬
‫عبدا له والعبد يقول‪ :‬أعوذ بال فلم يقلع الرجل عنه‪ ،‬فلما أبصر العبد‬
‫برسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أعوذ بمحمد فأقلع الرجل عنه‬
‫الضرب‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يتعوذ بال فل تعيذه ويتعوذ‬
‫بمحمد فتعيذه ؟ وال أحق أن يجار عائذه من محمد‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬هو حر‬
‫لوجه ال‪ ،‬فقال رسول ال‪ :‬والذي بعثني بالحق نبيا لو لم تفعل لواقع‬
‫وجهك حر النار‪ - 16 .‬ين‪ :‬الحسن بن علي قال قال أبو الحسن عليه‬
‫السلم إن علي بن الحسين عليه السلم ضرب مملوكا ثم دخل إلى منزله‬
‫فأخرج السوط ثم تجرد له قال‪ :‬اجلد علي بن الحسين ! فأبى عليه فأعطاه‬
‫خمسين دينارا‪ - 17 .‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أربعة ل عذر‬
‫لهم‪ :‬رجل عليه دين محارف في بلده ل عذر له حتى يهاجر في الرض‬
‫يلتمس ما يقضي به دينه‪ ،‬ورجل أصاب على بطن امرأته رجل ل عذر له‬
‫حتى يطلق لئل يشركه في الولد غيره‪ ،‬ورجل له مملوك سوء فهو يعذبه ل‬
‫عذر له إل أن يبيع وإما أن يعتق‪ ،‬ورجلن اصطحبا في السفر هما‬
‫يتلعنان ل عذر لهما حتى يفترقا )‪ .(1‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بقصار الخدم فانه أقوى لكم فيما تريدون )‪.(2‬‬
‫‪ - 18‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته لبنه الحسن عليه‬
‫السلم‪ :‬واجعل لكل إنسان من خدمك عمل تأخذه به‪ ،‬فانه أحرى أن ل‬
‫يتواكلوا في خدمتك )‪ - 19 .(3‬كتاب الغارات‪ :‬لبراهيم بن محمد الثقفي‬
‫باسناده عن مختار التمار قال أتى أمير المؤمنين عليه السلم سوق‬
‫الكرابيس فاشترى ثوبين أحدهما بثلثة دراهم‪ ،‬والخر‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي ص ‪ (2) .27‬المصدر ص ‪ (3) .38‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪38‬‬
‫ط عبده‪.‬‬

‫]‪[144‬‬

‫بدرهمين‪ ،‬فقال‪ :‬يا قنبر خذ الذي بثلثة قال‪ :‬أنت أولى به يا أمير المؤمنين تصعد‬
‫المنبر وتخطب الناس‪ ،‬قال‪ :‬يا قنبر أنت شاب ولك شره الشباب‪ ،‬وأنا‬
‫أستحيي من ربي أن أتفضل عليك لني سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يقول‪ :‬البسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون‪) * 5 .‬باب( * *‬
‫" وجوب طاعة المملوك للمولى وعقاب عصيانه " * ‪ - 1‬ل‪ :‬ماجيلويه‬
‫عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن ابن بقاح عن زكريا بن‬
‫محمد‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أربعة‬
‫ل تقبل لهم صلة‪ :‬المام الجائر‪ ،‬والرجل يؤم القوم وهم له كارهون‪،‬‬
‫والعبد البق من مواليه من غير ضرورة‪ ،‬والمرءة تخرج من بيت زوجها‬
‫بغير إذنه )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله أول من يدخل الجنة شهيد وعبد‬
‫مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ورجل عفيف متعفف ذو عبادة )‪.(2‬‬
‫‪ - 3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن‬
‫غالب عن الحسين بن رباح‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة ل يقبل ال لهم‬
‫صلة عبد أبق من مواليه‪ ،‬حتى يرجع إليهم فيضع يده في أيديهم‪ ،‬ورجل‬
‫أم قوما وهم له كارهون‪ ،‬وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط )‪ - 4 .(3‬مع‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا‪ ،‬عن الشعري‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .115‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .28‬أمالى الطوسى‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪.196‬‬

‫]‪[145‬‬

‫عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله ثمانيه ل تقبل لهم صلة‪ :‬العبد البق حتى يرجع إلى مواليه )‪(1‬‬
‫أقول سيأتي الخبر بتمامه مع غيره في كتاب الصلة‪ - 5 .‬من خط الشهيد‬
‫ره عن موسى بن بكر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة ل يرفع ال‬
‫لهم عمل‪ :‬عبد آبق وامرأة زوجها عليها ساخط والمذيل إزاره‪ - 6 .‬عدة‬
‫الداعي‪ :‬روى شعيب النصاري وهارون بن خارجة قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم إن موسى عليه السلم انطلق ينظر في أعمال العباد‪ ،‬فأتى‬
‫رجل من أعبد الناس فلما أمسى حرك الرجل شجرة إلى جنبه فإذا فيها‬
‫رمانتان قال‪ :‬فقال يا عبد ال من أنت ؟ إنك عبد صالح أنا ههنا منذ ما شاء‬
‫ال ما أجد في هذه الشجرة إل رمانة واحدة‪ ،‬ولول أنك عبد صالح ما‬
‫وجدت رمانتين‪ ،‬قال أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران‪ .‬قال‪ :‬فلما‬
‫أصبح قال‪ :‬تعلم أحدا أعبد منك ؟ قال " نعم فلن الفلني قال‪ :‬فانطلق إليه‬
‫فإذا هو أعبد منه كثيرا فلما أمسى اتي برغيفين وماء فقال‪ :‬يا عبد ال من‬
‫أنت ؟ إنك عبد صالح أنا هيهنا منذ ما شاء ال وما اوتي إل برغيف واحد‪،‬‬
‫ولول أنك عبد صالح ما اوتيت برغيفين فمن أنت ؟ قال‪ :‬أنا رجل أسكن‬
‫أرض موسى ابن عمران‪ .‬ثم قال موسى‪ :‬هل تعلم أحدا أعبد منك ؟ قال‪:‬‬
‫نعم فلن الحداد في مدينة كذا وكذا‪ ،‬قال‪ :‬فأتاه فنظر إلى رجل ليس بصاحب‬
‫عبادة بل إنما هو ذاكر ل تعالى وإذا دخل وقت الصلة قام فصلى‪ ،‬فلما‬
‫أمسى نظر إلى غلته فوجدها قد اضعفت قال‪ :‬يا عبد ال من أنت إنك عبد‬
‫صالح أنا ههنا منذ ما شاء ال غلتي قريب بعضها من بعض والليلة قد‬
‫اضعفت فمن أنت ؟ قال أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران قال‪ :‬فأخذ‬
‫ثلث غلته فتصدق بها وثلثا أعطى مولى له‪ ،‬وثلثا امترى به طعاما فأكل هو‬
‫وموسى‪ .‬قال‪ :‬فتبسم موسى عليه السلم فقال‪ :‬من أي شئ تبسمت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫دلني نبي‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪.404‬‬

‫]‪[146‬‬

‫بني إسرائيل على فلن فوجدته من أعبد الخلق فدلني على فلن فوجدته أعبد منه‬
‫فدلني فلن عليك وزعم أنك أعبد منه ولست أراك شبه القوم‪ ،‬قال‪ :‬أنا رجل‬
‫مملوك أليس تراني ذاكر ال أو ليس تراني اصلي الصلة لوقتها‪ ،‬وإن‬
‫أقبلت على الصلة أضررت بغلة مولي‪ ،‬وأضررت بعمل الناس‪ ،‬أتريد أن‬
‫تأتي بلدك ؟ قال‪ :‬نعم قال فمرت به سحابة فقال الحداد يا سحابة تعالي !‬
‫قال‪ :‬فجاءت قال أين تريدين ؟ قالت اريد أرض كذا وكذا‪ ،‬قال‪ :‬انصرفي ثم‬
‫مرت به اخرى فقال‪ :‬يا سحابة تعالي فجاءته فقال أين تريدين ؟ قالت‪ :‬اريد‬
‫أرض كذا وكذا قال‪ :‬انصرفي ثم مرت به اخرى فقال يا سحابة تعالي‬
‫فجاءته فقال‪ :‬أين تريدين ؟ قالت‪ :‬اريد أرض موسى بن عمران قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫احملي هذا حمل رفيق وضعيه في أرض موسى بن عمران وضعا رفيقا‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما بلغ موسى بلده قال‪ :‬يا رب بما بلغت هذا ما أرى ؟ قال‪ :‬إن‬
‫عبدي هذا يصبر على بلئي‪ ،‬ويرضى بقضائي‪ ،‬ويشكر نعمائي‪) * 6 .‬باب(‬
‫* * " )ما ينبغى حمله على الخدم وغيرهم من الخدمات( " * ‪ - 1‬ير‪:‬‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن عمه محمد بن عمر‪ ،‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬كنت عند‬
‫أبي عبد ال عليه السلم ليلة من الليالي ولم يكن عنده أحد غيري فمد‬
‫رجله في حجري فقال اغمزها يا عمر‪ ،‬قال‪ :‬فغمزت رجله‪ ،‬فنظرت إلى‬
‫اضطراب في عضلة ساقيه فأردت أن أسأله إلى من المر من بعده ؟ فأشار‬
‫إلي فقال ل تسألني في هذه الليلة عن شئ فإني لست اجيبك )‪ .(1‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن بكر‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن عمر بن يزيد مثله )‪ - 2 .(2‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن الحسين بن بردة‪ ،‬عن أبي‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ص ‪ (2) .235‬بصائر الدرجات ص ‪.236‬‬

‫]‪[147‬‬

‫عبد ال عليه السلم وعن جعفر بن بشير‪ ،‬عن إسماعيل بن عبد العزيز قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا إسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء قال‪ :‬فقمت‬
‫فوضعت له ماء الخبر )‪) * 7 .(1‬باب( * * " )حمل المتاع للهل( " * ‪1‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫معاوية بن وهب قال‪ :‬رآني أبو عبد ال عليه السلم بالمدينة وأنا أحمل‬
‫بقل فقال‪ :‬إنه يكره للرجل السري أن يحمل الشئ الدني فيجترئ عليه )‪.(2‬‬
‫‪ - 2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬رفعه إلى أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من رقع جيبه‪ ،‬وخصف نعله‪ ،‬وحمل سلعته‪ ،‬فقد‬
‫أمن من الكبر )‪ .(3‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن‬
‫يزيد مثله )‪ - 3 .(4‬ختص‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من اشترى‬
‫لعياله كمأ )‪ (5‬بدرهم كان كمن أعتق نسمة من ولد إسماعيل )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ص ‪ (2) .236‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .9‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .54‬ثواب العمال‪ (5) .162 :‬في المصدر المطبوع‪ :‬لحما بدرهم‪.‬‬
‫والكمء‪ :‬نبات يقال له شحم الرض فارسيته )قارچ‪ ،‬دنبلن( والعرب‬
‫تسميه جدري الرض قيل هو اصل مستدير كالقلقاس ل ساق له ول‬
‫عرق‪ ،‬لونه إلى الغبرة‪ ،‬يوجد في الربيع تحت الرض‪ ،‬وهو عديم الطعم‪،‬‬
‫وهو أنواع كثيرة‪ ،‬يؤكل نيا ومطبوخا‪ ،‬وله فوائد وخواص طبية من شاء‬
‫الطلع الى ذلك فليراجع البحار ج ‪) 14‬من طبعة الكمبانى( ص ‪،861‬‬
‫وفى الحاديث أن أمير المؤمنين عليه السلم كان يحب الكمأة‪ ،‬وأن‬
‫ماءها شفاء للعين‪ ،‬راجع الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ (6) .370‬الختصاص‪.189 :‬‬

‫]‪[148‬‬

‫‪ - 4‬من كتاب صفات الشيعة للصدوق رحمه ال‪ :‬عن الحسن بن أحمد‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن خالد الكناني قال‪ :‬استقبلني أبو‬
‫الحسن موسى عليه السلم وقد علقت سمكة بيدي فقال‪ :‬اقذفها إني لكره‬
‫للرجل أن يحمل الشئ الدني بنفسه‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنكم قوم أعداؤكم كثير يا‬
‫معشر الشيعة إنكم قوم عاداكم الخلق فتزينوا لهم ما قدرتم عليه )‪8 .(1‬‬
‫)باب( * " )حمل النائبة عن القوم وحسن العشرة معهم( " * ‪ - 1‬جا‪ ،‬ما‪:‬‬
‫المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن عبد ال بن العل عن ابن‬
‫شمون‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إسماعيل بن خالد‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال جمعنا أبو جعفر عليه السلم فقال يا بني إياكم والتعرض‬
‫للحقوق‪ ،‬واصبروا على النوائب )‪ (2‬وإن دعاكم بعض قومكم إلى أمر‬
‫ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فل تجيبوه )‪ - 2 .(3‬ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن‬
‫ابن عقدة‪ ،‬عن عباد بن أحمد القزويني‪ ،‬عن عمه عن أبيه‪ ،‬عن مطرف‪،‬‬
‫عن الشعبي‪ ،‬عن صعصعة بن صوحان قال‪ :‬عادني أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم في مرض ثم قال‪ :‬انظر فل تجعلن عيادتي إياك فخرا على قومك‪،‬‬
‫وإذا رأيتهم في أمر فل تخرج منه‪ ،‬فانه ليس بالرجل غنى عن قومه إذا‬
‫خلع منهم يدا واحدة يخلعون منه أيدي كثيرة‪ ،‬فإذا رأيتهم في خير فأعنهم‬
‫عليه وإذا رأيتم في شر‬

‫)‪ (1‬صفات الشيعة ص ‪ (2) .171‬النوائب جمع النائبة‪ :‬المصيبة والنازلة‪ ،‬وما‬
‫يؤخذ عليهم من الحوائج كاصلح القناطر والطرق وسد البثوق واعطاء‬
‫الغرامة والدية‪ ،‬وقولهم‪ :‬احتاطوا لهل الموال في النائبة والواطئة‪ :‬أي‬
‫الضياف الذين ينوبونهم‪ (3) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.71‬‬

‫]‪[149‬‬
‫فل تخذلنهم‪ ،‬وليكن تعاونكم على طاعة ال فانكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على‬
‫طاعة ال تعالى‪ ،‬وتناهيتم عن معاصيه )‪ - 3 .(1‬مع‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪،‬‬
‫عن الكوفي‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ليس البخيل من يؤدي ‪ -‬أو الذي يؤدي‬
‫‪ -‬الزكاة المفروضة من ماله‪ ،‬ويعطي النائبة في قومه‪ ،‬وإنما البخيل حق‬
‫البخيل الذي يمنع الزكاة المفروضة في ماله‪ ،‬ويمنع النائبة في قومه‪ ،‬وهو‬
‫فيما سوى ذلك يبذر )‪ - 4 .(2‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن الحسن بن علي‪،‬‬
‫عن ابن عميرة‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان علي عليه السلم يقول‪ :‬إنا أهل بيت امرنا أن نطعم‬
‫الطعام‪ ،‬ونؤدي في النائبة‪ ،‬ونصلي إذا نام الناس )‪ - 5 .(3‬سن‪ :‬محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن حسين بن أبي سعيد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬اتي رسول ال باسارى‪ ،‬فقدم منهم رجل ليضرب عنقه فقال له‬
‫جبرئيل‪ :‬يا محمد ربك يقرئك السلم‪ ،‬ويقول‪ :‬إن أسيرك هذا يطعم الطعام‪،‬‬
‫ويقري الضيف‪ ،‬ويصبر على النائبة ويحتمل الحمالت )‪ (4‬فقال له النبي‬
‫صلى ال عليه وآله إن جبرئيل أخبرني عنك بكذا وكذا وقد أعتقتك‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬إن ربك ليحب هذا ؟ فقال‪ :‬نعم فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأنك رسول‬
‫ال‪ ،‬والذي بعثك بالحق لرددت عن مالي أحدا أبدا )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .357‬معاني الخبار ص ‪ (3) .245‬المحاسن ص‬


‫‪ (4) .387‬الحمالت جمع الحمالة بالفتح‪ ،‬قال الجوهرى هي‪ :‬ما تتحمله‬
‫عن القوم من الدية أو الغرامة‪ (5) .‬المحاسن ص ‪.388‬‬

‫]‪[150‬‬

‫)‪) * (9‬باب( * * " )حق الجار( " * أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب جوامع‬
‫المكارم‪ ،‬وبعضها في باب حسن المعاشرة‪ - 1 .‬لى‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬عليكم بحسن الجوار فان ال عزوجل أمر بذلك‪ .‬الخبر )‬
‫‪ - 2 .(1‬لى‪ :‬في مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من خان جاره‬
‫شبرا من الرض جعلها ال طوقا في عنقه من تخوم الرضين السابعة‬
‫حتى يلقى ال يوم القيامة مطوقا إل أن يتوب ويرجع‪ ،‬وقال‪ :‬من آذى جاره‬
‫حرم ال عليه ريح الجنة‪ ،‬ومأواه جهنم وبئس المصير‪ ،‬ومن ضيع حق‬
‫جاره فليس منا‪ ،‬وما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )‬
‫‪ - 3 .(2‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن‬
‫البطائني عن إسماعيل بن عبد الخالق والكناني معا عن أبي بصير قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من كف أذاه عن جاره أقاله ال‬
‫عزوجل عثرته يوم القيامة‪ ،‬ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكا‬
‫محبورا‪ ،‬ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى ال له بيتا في الجنة )‪ - 4 .(3‬فس‪:‬‬
‫أبي رفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من آذى جاره طمعا في‬
‫مسكنه ورثه ال داره‪ - 5 .‬ل‪ :‬في ما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله‬
‫إلى علي عليه السلم‪ :‬يا علي أربعة من قواصم‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .216‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .256‬أمالى الصدوق‬


‫ص ‪.330‬‬

‫]‪[151‬‬

‫الظهر‪ :‬إمام يعصي ال ويطاع أمره‪ ،‬وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه‪ ،‬وفقر ل‬
‫يجد صاحبه له مداويا‪ ،‬وجار سوء في دار مقام )‪ - 6 .(1‬ل‪ :‬ابن إدريس‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬حريم المسجد‬
‫أربعون ذراعا والجوار أربعون دارا من أربعة جوانبها )‪ - 7 .(2‬ن‪ :‬الدقاق‬
‫والسناني والمكتب جميعا عن السدي‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن عبد العظيم‬
‫الحسني‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي محمود قال‪ :‬قال الرضا عليه السلم‪ :‬ليس‬
‫منا من لم يأمن جاره بوائقه )‪ - 8 .(3‬ما‪ :‬باسناد المجاشعي عن الصادق‬
‫عليه السلم عن آبائه عن علي صلوات ال عليهم قال‪ :‬قيل للنبي صلى ال‬
‫عليه وآله يا نبي ال أفي المال حق سوى الزكاة ؟ قال‪ :‬نعم بر الرحم إذا‬
‫أدبرت‪ ،‬وصلة الجار المسلم‪ ،‬فما آمن بي من بات شبعانا وجاره المسلم‬
‫جائع ثم قال عليه السلم‪ :‬ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه‬
‫سيورثه )‪ - 9 .(4‬مع‪ :‬أبي عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن معاوية ابن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫جعلت فداك ما حد الجار ؟ قال‪ :‬أربعين دارا من كل جانب )‪ - 10 .(5‬ب‪:‬‬
‫هارون‪ ،‬عن ابن زياد‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليه السلم أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ثلثة هن ام الفواقر )‪ :(6‬سلطان إن أحسنت إليه‬
‫لم‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .96‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .113‬عيون الخبار ج ‪2‬‬
‫ص ‪ (4) .24‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .134‬معاني الخبار ص‬
‫‪ (6) .165‬الفواقر جمع الفاقرة‪ :‬الداهية التى تكسر الفقار‪.‬‬
‫]‪[152‬‬

‫يشكر‪ ،‬وإن أسأت إليه لم يغفر‪ ،‬وجار عينه ترعاك وقلبه ينعاك‪ ،‬إن رأى حسنة‬
‫دفنها ولم يفشها وإن رأى سيئة أظهرها وأذاعها‪ ،‬وزوجة إن شهدت لم‬
‫تقر عينك بها وإن غبت لم تطمئن إليها )‪ - 11 .(1‬ختص‪ :‬قال الصادق‬
‫عليه السلم لسحاق بن عمار‪ :‬صانع المنافق بلسانك واخلص ودك‬
‫للمؤمن‪ ،‬وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته )‪ - 12 .(2‬ين‪ :‬فضالة‪ ،‬عن‬
‫معاوية بن عمار‪ ،‬عن عمرو بن عكرمة قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه‬
‫السلم فقلت له‪ :‬إن لي جارا يؤذيني فقال‪ :‬ارحمه‪ ،‬قال قلت‪ :‬ل رحمه ال‪،‬‬
‫فصرف وجهه عني‪ ،‬قال‪ :‬فكرهت أن أدعه‪ :‬فقلت جعلت فداك إنه يفعل بي‬
‫ويفعل ويؤذيني فقال‪ :‬أرأيت إن كاشفته انتصفت منه ؟ قال قلت بلى اولى‬
‫عليه فقال عليه السلم‪ :‬إن ذا ممن يحسد ال على ما آتاهم ال من فضله‪،‬‬
‫فإذا رأى نعمة على أحد وكان له أهل جعل بلءه عليهم‪ ،‬وإن لم يكن له‬
‫أهل جعل بلءه على خادمه‪ ،‬وإن لم يكن له خادم سهر ليله‪ ،‬واغتاظ‬
‫نهاره‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله أتاه رجل من النصار فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال إني اشتريت دارا في بني فلن‪ ،‬وإن أقرب جيراني مني جوارا‬
‫من ل أرجو خيره‪ ،‬ول آمن شره‪ ،‬قال‪ :‬فأمر رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫عليا وسلمان وأبا ذر قال‪ :‬ونسيت واحدا وأظنه المقداد فأمرهم أن ينادوا‬
‫في المسجد بأعلى أصواتهم أنه ل إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه فنادوا‬
‫ثلثا ثم أمر فنودي إن كل أربعين دارا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه‬
‫وعن شماله يكون ساكنها جارا له )‪ - 13 .(3‬ين‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الفضيل‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أعوذ بال من جار سوء في دار إقامة تراك عيناه‬
‫ويرعاك‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .40 :‬الختصاص‪ (3) .230 :‬مخطوط‪ ،‬ترى مثله في الكافي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ 666‬باب حق الجوار‪.‬‬

‫]‪[153‬‬

‫قلبه‪ ،‬إن رآك بخير ساءه وإن رآك بشر سره )‪ - 14 .(1‬ين‪ :‬عبد ال بن محمد‪ ،‬عن‬
‫علي بن إسحاق‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي رجاء قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬حسن الجوار يزيد في الرزق‪ - 15 .‬دعوات الراوندي‪ :‬روي أنه‬
‫جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله وقال‪ :‬إن فلنا جاري يؤذيني قال‪:‬‬
‫اصبر على أذاه كف أذاك عنه فما لبث أن جاء وقال‪ :‬يا نبي ال إن جاري‬
‫قد مات فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬كفى بالدهر واعظا وكفى بالموت مفرقا‪.‬‬
‫‪ - 16‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته عند وفاته‪ :‬ال ال‬
‫في جيرانكم فانه وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم )‬
‫‪ - 17 .(2‬كنز الكراجكى‪ :‬بسند مذكور في المناهي عن يونس بن يعقوب‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ملعون ملعون من آذى جاره‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .669‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ 78‬تحت الرقم ‪ 47‬من‬
‫الرسائل‪.‬‬

‫]‪[154‬‬

‫* ))أبواب(( * ))آداب العشرة مع الصدقاء وفضلهم وأنواعهم(( ))وغير ذلك مما‬


‫يتعلق بهم(( ‪) * 10‬باب( * * " )حسن المعاشرة‪ ،‬وحسن الصحبة‪،‬‬
‫وحسن الجوار( " * * " )وطلقة الوجه‪ ،‬وحسن اللقاء‪ ،‬وحسن البشر(‬
‫" * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬وقولوا للناس حسنا‪ (1) .‬النساء‪ " :‬واعبدوا ال ول‬
‫تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى‬

‫)‪ (1‬البقرة ص ‪ .83‬قال الطبرسي في مجمع البيان ج ‪ 1‬ص ‪ :149‬قرأ حمزة و‬


‫الكسائي " حسنا " بفتح الحاء والسين فهو صفة وتقديره‪ :‬قولوا للناس‬
‫قول حسنا‪ ،‬كقوله تعالى‪ :‬فأمتعه قليل‪ ،‬أي متاعا قليل‪ ،‬وقرأ الباقون "‬
‫حسنا " بالضم ‪ -‬فاما صفة كالحلو والمر أو مصدر كالشكر والكفر‬
‫وتقديره‪ :‬قول ذا حسن‪ .‬واختلف في معنى قوله " حسنا " فقيل هو القول‬
‫الحسن الجميل والخلق الكريم وهو مما ارتضاه ال وأحبه‪ ،‬وقيل هو‬
‫المر بالمعروف والنهى عن المنكر‪ .‬وروى جابر عن أبى جعفر عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان ال يبغض‬
‫اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف‬
‫ويحب الحليم العفيف المتعفف‪.‬‬

‫]‪[155‬‬

‫واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن‬


‫السبيل وما ملكت أيمانكم إن ال ل يحب من كان مختال فخورا " )‪- 1 .(1‬‬
‫ج‪ :‬بالسناد إلى أبي محمد العسكري‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬دخل‬
‫محمد بن مسلم بن شهاب الزهري )‪ (2‬على علي بن الحسين عليه السلم‬
‫وهو كئيب حزين فقال له زين‬
‫)‪ (1‬النساء‪ ،36 :‬وقال الطبرسي في المجمع ج ‪ 3‬ص ‪ :45‬الجار‪ :‬أصله من العدول‬
‫يقال‪ :‬جاوره مجاورة وجوارا فهو مجاور وجار له بعدوله إلى ناحيته في‬
‫مسكنه من قولهم جار عن الطريق وجار السهم إذا عدل عن القصد‪،‬‬
‫والجار ذى القربى‪ :‬القريب والجار الجنب‪ :‬الغريب قال أبو على‪ :‬الجنب‬
‫صفة على فعل مثل ناقة أجد )أي قوية( ومشى سجح )أي سهلة(‬
‫فالجنب‪ :‬المتباعد عن أهله‪ ،‬واصل المختال من التخيل لنه يتخيل بحاله‬
‫مرح البطر‪ ،‬والمختال‪ :‬الصلف التياه‪ ،‬ومنه الخيل لنها تختال في مشيها‬
‫أي تتبختر والفخور‪ :‬الذى يعد مناقبه كبرا وتطاول وأما الذى يعددها‬
‫اعترافا بالنعمة فهو شكور‪ .‬وقال في قوله تعالى‪ :‬بالوالدين احسانا‪ :‬أي‬
‫استوصوا بهما برا وانعاما واحسانا و اكراما‪ ،‬وقيل ان فيه اضمار فعل‪:‬‬
‫أي وأوصاكم ال بالوالدين احسانا‪ .‬وقال في قوله تعالى‪ :‬والجار ذى‬
‫القربى والجار الجنب‪ :‬قيل معناه‪ :‬الجار القريب في النسب والجار‬
‫الجنبي الذى ليس بنيك وبينه قرابة‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به الجار ذى القربى‬
‫منك بالسلم‪ .‬والجار الجنب‪ :‬المشرك البعيد في الدين‪ ،‬وروى عن النبي‬
‫صلى ال عليه و آله أنه قال‪ :‬الجيران ثلثة‪ :‬جار له ثلثة حقوق‪ :‬حق‬
‫الجوار‪ ،‬وحق القرابة‪ ،‬وحق السلم‪ ،‬وجار له حقان‪ :‬حق الجوار وحق‬
‫السلم‪ ،‬وجار له حق الجوار‪ :‬المشرك من أهل الكتاب‪ .‬وقال في قوله‬
‫تعالى " والصاحب بالجنب "‪ :‬في معناه أربعة أقوال‪ :‬أحدها أنه الرفيق‬
‫في السفر والحسان إليه بالمواساة وحسن العشرة‪ ،‬وثانيها أنه الزوجة‪،‬‬
‫وثالثها أنه المنقطع اليك يرجو نفعك‪ ،‬ورابعها أنه الخادم الذى يخدمك‪،‬‬
‫والولى حمله على الجميع‪ (2) .‬بضم الزاى وسكون الهاء‪ :‬أبو بكر‬
‫محمد بن مسلم بن عبيدال بن الحارث بن شهاب بن زهرة بن كلب‪،‬‬
‫المدنى التابعي المعروف‪ ،‬قيل انه قد حفظ علم الفقهاء السبعة ولقى‬
‫عشرة من الصحابة‪.‬‬

‫]‪[156‬‬

‫العابدين عليه السلم‪ :‬ما بالك مغموما ؟ قال‪ :‬يا ابن رسول ال غموم وهموم تتوالى‬
‫علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمي‪ ،‬والطامعين في‪ ،‬وممن أرجوه‪،‬‬
‫وممن أحسنت إليه فيخلف ظني فقال له علي بن الحسين عليه السلم‪:‬‬
‫احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك‪ .‬قال الزهري‪ :‬يا ابن رسول ال إني‬
‫احسن إليهم بما يبدر من كلمي‪ ،‬قال علي بن الحسين عليه السلم‪ :‬هيهات‬
‫هيهات إياك وأن تعجب من نفسك‪ ،‬وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب‬
‫إنكاره‪ ،‬وإن كان عندك اعتذاره‪ ،‬فليس كل من تسمعه شرا يمكنك أن‬
‫توسعه عذرا‪ .‬ثم قال‪ :‬يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه‪ ،‬كان‬
‫هلكه من أيسر ما فيه ثم قال‪ :‬يا زهري أما عليك أن تجعل المسلمين منك‬
‫بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك‪ ،‬وتجعل صغيرهم منك‬
‫بمنزلة ولدك‪ ،‬وتجعل تربك )‪ (1‬بمنزلة أخيك فأي هؤلء تحب أن تظلم ؟‬
‫وأي هؤلء تحب أن تدعو عليه‪ ،‬وأي هؤلء تحب أن تهتك ستره ؟ وإن‬
‫عرض لك إبليس لعنه ال أن لك فضل على أحد من أهل القبلة فانظر إن‬
‫كان أكبر منك فقل قد سبقني باليمان والعمل الصالح فهو خير مني‪ ،‬وإن‬
‫كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني‪ ،‬وإن كان‬
‫تربك فقل أنا على يقين من ذنبي وفي شك من أمره‪ ،‬فمالي أدع يقيني‬
‫لشكي‪ ،‬وإن رأيت المسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك‪ ،‬فقل هذا فضل‬
‫أخذوا به‪ ،‬وإن رأيت منهم جفاء وانقباضا عنك فقل هذا الذنب أحدثته فانك‬
‫إذا فعلت ذلك سهل ال عليك عيشك وكثر أصدقاؤك وقل أعداؤك‪ ،‬وفرحت‬
‫بما يكون من برهم‪ ،‬ولم تأسف على ما يكون من جفائهم‪ .‬واعلم أن أكرم‬
‫الناس على الناس من كان خيره عليهم فائضا‪ ،‬وكان عنهم مستغنيا‬
‫متعففا‪ ،‬وأكرم الناس بعده عليهم من كان متعففا وإن كان إليهم محتاجا‬
‫فانما أهل الدنيا يعتقبون الموال‪ ،‬فمن لم يزدحمهم فيما يعتقبونه كرم‬
‫عليهم‪ ،‬ومن‬

‫)‪ (1‬الترب ‪ -‬بالكسر ‪ -‬من ولد معك‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫لم يزاحمهم فيها ومكنهم من بعضها كان أعز وأكرم )‪ - 2 .(1‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن عبد ال بن الصلت‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن حميد‪ ،‬عن ابن‬
‫قيس‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ذكر علي عليه السلم أنه وجد في‬
‫قائمة سيف من سيوف رسول ال صحيفة فيها ثلثة أحرف‪ :‬صل من‬
‫قطعك‪ ،‬وقل الحق ولو على نفسك‪ ،‬وأحسن إلى من أساء إليك الخبر )‪.(2‬‬
‫‪ - 3‬لى‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‬
‫عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال عيسى بن‬
‫مريم لبعض أصحابه‪ :‬ما ل تحب أن يفعل بك فل تفعله بأحد وإن لطم أحد‬
‫خدك اليمن فأعط اليسر )‪ - 4 .(3‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة عن جعفر‬
‫عليه السلم‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬إن عليا عليه السلم صاحب رجل‬
‫ذميا فقال له الذمي‪ :‬أين تريد يا عبد ال ؟ قال‪ :‬اريد الكوفة فلما عدل‬
‫الطريق بالذمي عدل معه علي عليه السلم فقال له الذمي‪ :‬أليس زعمت‬
‫تريد الكوفة ؟ قال‪ :‬بلى فقال له الذمي‪ :‬فقد تركت الطريق‪ ،‬فقال له قد‬
‫علمت فقال له فلم عدلت معي وقد علمت ذلك ؟ فقال له علي‪ :‬هذا من تمام‬
‫حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه‪ ،‬وكذلك أمرنا نبينا‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬هكذا قال ؟ قال‪ :‬نعم فقال له الذمي‪ :‬ل جرم إنما تبعه من تبعة‬
‫لفعاله الكريمة وأنا اشهدك أني على دينك فرجع الذمي مع علي فلما عرفه‬
‫أسلم )‪ - 5 .(4‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬صحبة عشرين سنة قرابة )‪ - 6 .(5‬ل‪ :‬سليمان بن أحمد‬
‫اللخمي‪ ،‬عن عبد الوهاب بن خراجة‪ ،‬عن أبي ‪-‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج ص ‪ (2) .174‬امالي الصدوق ص ‪ (3) .44‬أمالى الصدوق ص‬


‫‪ (4) .220‬قرب السناد ص ‪ 7‬ورواه في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .670‬قرب‬
‫السناد ص ‪.24‬‬

‫]‪[158‬‬

‫كريب‪ ،‬عن علي بن حفص العبسي‪ ،‬عن الحسن بن الحسين العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن زيد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬رأس العقل بعد اليمان بال عزوجل التحبب إلى‬
‫الناس )‪ - 7 .(1‬ل‪ :‬ابن المغيرة‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن العباس بن عامر‪،‬‬
‫عن صالح بن سعيد‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬الناس‬
‫رجلن‪ :‬مؤمن وجاهل‪ ،‬فل تؤذي المؤمن ول تجهل الجاهل‪ ،‬فتكون مثله )‬
‫‪ - 8 .(2‬ل‪ :‬في خبر العمش‪ ،‬عن الصادق عليه السلم بعد ذكر الئمة‪:‬‬
‫ودينهم الورع والعفة‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وحسن الصحبة وحسن الجوار‪- 9 .‬‬
‫مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن ابن معبد‪ ،‬عن أحمد بن عمر عن‬
‫يحيى بن عمران‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬لتجمع في قلبك الفتقار إلى الناس والستغناء عنهم‪،‬‬
‫يكون افتقارك إليهم في لين كلمك و حسن بشرك ويكون استغناؤك عنهم‬
‫في نزاهة عرضك وبقاء عزك )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مضى بأسانيد عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله كفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من‬
‫نفسه‪ ،‬ويعير الناس بما ل يستطيع تركه‪ ،‬ويؤذي جليسه بما ل يعنيه‪- 10 .‬‬
‫ل‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬قال‪ :‬أحسن مجاورة من جاورت تكن مسلما‬
‫)‪ .(4‬أقول‪ :‬قد مضى كثير من الخبار في باب جوامع المكارم‪ - 11 .‬ما‪:‬‬
‫المفيد‪ ،‬عن علي بن بلل‪ ،‬عن علي بن سليمان‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن‬
‫مالك‪ ،‬عن محمد بن المثنى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عثمان بن زيد‪ ،‬عن المفضل قال‬
‫دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقال لي‪ :‬من صحبك ؟ فقلت له‪ :‬رجل‬
‫من إخواني‪ ،‬قال فما فعل ؟ فقلت منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬أما علمت أن من‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .11‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .26‬معاني الخبار ص‬


‫‪ (4) .267‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.80‬‬
‫]‪[159‬‬

‫صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله ال عنه يوم القيامة )‪ - 13 .(1‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬اعمل بفرائض‬
‫ال تكن أتقى الناس‪ ،‬وارض بقسم ال تكن أغنى الناس‪ ،‬وكف عن محارم‬
‫ال تكن أورع الناس وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا‪ ،‬وأحسن‬
‫مصاحبة من صاحبك تكن مسلما )‪ - 13 .(2‬لى )‪ (3‬ن‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن‬
‫الصوفي‪ ،‬عن الروياني‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال‪ :‬إنكم لن تسعوا الناس‬
‫بأموالكم فسعوهم بطلقة الوجه وحسن اللقاء )‪ - 14 .(4‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمعت ابا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬اوصيكم بتقوى ال ول تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا‪ ،‬إن ال‬
‫تبارك وتعالى يقول في كتابه " وقولوا للناس حسنا " )‪ (5‬عودوا‬
‫مرضاهم‪ ،‬واشهدوا جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم‪ ،‬وصلوا معهم في‬
‫مساجدهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬أي شئ أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم‬
‫فيأمرونهم وينهونهم فل يقبلون منهم‪ ،‬ويذيعون حديثهم عند عدوهم‪،‬‬
‫فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا‪ :‬إن قوما يقولون ويروون عنكم كذا وكذا‬
‫فنحن نقول‪ :‬إنا برآء ممن يقول هذا فيقع عليهم البراءة )‪ - 15 .(6‬سن‪:‬‬
‫حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .27‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .121‬أمالى‬


‫الصدوق ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .53‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .53‬البقرة‪.83 :‬‬
‫)‪ (6‬المحاسن ص ‪ ،18‬وروى مثله في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 635‬ثلثة‬
‫أحاديث‪(*) .‬‬

‫]‪[160‬‬

‫من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا )‪ (1‬عليه فافعل )‪ - 16 .(2‬سن‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عمار بن مروان الكلبي قال‪ :‬أوصانا أبو عبد ال‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬اوصيك بتقوى ال وأداء المانة وصدق الحديث وحسن‬
‫الصحابة لمن صحبت ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم )‪- 17 .(3‬‬
‫مص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬حسن المعاشرة مع خلق ال تعالى في‬
‫غير معصية من مزيد فضل ال عزوجل عند عبده‪ ،‬ومن كان خاضعا في‬
‫السر كان حسن المعاشرة في العلنية فعاشر الخلق ل‪ ،‬ول تعاشرهم‬
‫لنصيبك من الدنيا ولطلب الجاه والرياء و السمعة‪ ،‬ول تستقطن بسببها‬
‫عن حدود الشريعة‪ ،‬من باب المماثلة والشهرة‪ ،‬فانهم ل يغنون عنك شيئا‬
‫وتفوتك الخرة بل فائدة‪ ،‬واجعل من هو أكبر منك بمنزلة الب والصغر‬
‫بمنزلة الولد‪ ،‬والمثل بمنزلة الخ‪ ،‬ول تدع ما تعمله يقينا من نفسك بما‬
‫تشك فيه من غيرك وكن رفيقا في أمرك بالمعروف‪ ،‬شفيقا في نهيك عن‬
‫المنكر‪ ،‬ول تدع النصيحة في كل حال‪ ،‬قال ال عزوجل " وقولوا للناس‬
‫حسنا " )‪ .(4‬واقطع عمن تنسيك وصلته ذكر ال وتشغلك الفته عن طاعة‬
‫ال‪ ،‬فان ذلك من أولياء الشيطان وأعوانه‪ ،‬ول يحملنك رؤيتهم إلى‬
‫المداهنة على الحق فان ذلك هو الخسران المبين العظيم‪ ،‬ويفوتك الخرة‬
‫بل فائدة )‪ - 18 .(5‬شى‪ :‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس في قول ال "‬
‫والجار ذي القربى " قال ذو القربى " والجار الجنب " قال الذين ليس‬
‫بينك وبينه قرابة " والصاحب بالجنب " قال الصاحب في السفر )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬تكون‪ :‬مؤنث غائب‪ ،‬ويدك اسمه‪ ،‬والعليا عليه‪ ،‬خبره‪ ،‬والمعنى ان استطعت أن‬
‫تكون أنت مفضيا عليهم محسنا منعما لهم فكن‪ (3 - 2) .‬المحاسن ص‬
‫‪ 358‬ومثلهما في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .669‬البقرة‪ (5) .83 :‬مصباح‬
‫الشريعة ص ‪ (6) .30‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ ،241‬والية في النساء‪:‬‬
‫‪.36‬‬

‫]‪[161‬‬

‫‪ - 19‬شى‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " وقولوا للناس حسنا "‬
‫قال‪ :‬قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان ال يبغض اللعان‬
‫السباب الطعان على المؤمنين‪ ،‬المتفحش السائل الملحف‪ ،‬ويحب الحيي‬
‫الحليم العفيف المتعفف )‪ - 20 .(1‬شى‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال سمعته يقول‪ :‬اتقوا ال ول تحملوا الناس على‬
‫أكتافكم إن ال يقول في كتابه " وقولوا للناس حسنا " قال‪ :‬وعودوا‬
‫مرضاهم‪ ،‬واشهدوا جنائزهم‪ ،‬وصلوا معهم في مساجدهم‪ ،‬حتى ]ينقطع[‬
‫النفس وحتى يكون المباينة )‪ - 21 .(2‬سر‪ :‬في جامع البزنطي عن أبى‬
‫الربيع الشامي قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال عليه السلم والبيت غاص بأهله‪،‬‬
‫فقال إنه ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه‪،‬‬
‫وممالحة من مالحه‪ ،‬ومخالقة من خالقه )‪ - 22 .(3‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن‬

‫)‪ (2 - 1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ 48‬والية في البقرة‪ (3) .83 :‬ورواه الكليني في‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 637‬ولفظه‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫خالد‪ ،‬عن اسماعيل بن مهران‪ ،‬عن محمد بن حفص‪ ،‬عن أبى الربيع‬
‫الشامي‪ .‬قال‪ :‬دخلت على أبى عبد ال عليه الصلة والسلم‪ ،‬والبيت‬
‫غاص بأهله‪ ،‬فيه الخراساني والشامي ومن أهل الفاق‪ ،‬فلم أجد موضعا‬
‫أقعد فيه‪ ،‬فجلس أبو عبد ال " ع " وكان متكئا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا شيعة آل‬
‫محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه‪ ،‬ومن لم يحسن‬
‫صحبة من صحبه ومخالقة من خالقه‪ ،‬ومرافقة من رافقه‪ ،‬ومجاورة من‬
‫جاوره‪ ،‬وممالحة من مالحه‪ ،‬يا شيعة آل محمد ! اتقوا ال ما استطعتم‬
‫ول حول ول قوة ال بال‪ .‬أقول‪ :‬المخالقة‪ :‬المعاشرة بالخلق الحسنة‬
‫يقال‪ :‬خالص المؤمن‪ ،‬وخالق الفاجر والممالحة‪ :‬المؤاكلة‪ ،‬ان كان بمعنى‬
‫أكل الملح‪ ،‬كأنه أكل معه الخبز وفيه الملح‪ ،‬أو مع الملح‪ ،‬يقال‪ :‬هو يحفظ‬
‫حرمة الممالحة‪ ،‬أو هو المكالمة بما فيه ملحة ومطايبة‪ ،‬من قولهم‪:‬‬
‫أملح‪ ،‬جاء بكلم مليح‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫ابن مهزيار‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن الحسين بن مصعب‪ ،‬عن‬
‫ابن طريف‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال‪ :‬صانع المنافق بلسانك‪،‬‬
‫واخلص ودك للمؤمن وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته )‪ .(1‬ين‪:‬‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن الحسن بن مصعب مثله‪ - 23 .‬جا‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن‬
‫ابن مهزيار‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن ابن سيابة‪ ،‬عن النعمان‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬من تفقد تفقد‪ ،‬ومن ل يعد الصبر لفواجع الدهر‬
‫يعجز‪ ،‬وإن قرضت الناس قرضوك‪ ،‬وإن تركتهم لم يتركوك قال‪ :‬فكيف‬
‫أصنع ؟ قال أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك وفقرك )‪ - 24 ،(2‬جا‪ :‬بهذا‬
‫السناد‪ ،‬عن ابن مهزيار‪ ،‬عن علي بن حديد‪ ،‬عن مرازم قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬عليكم بالصلة في المسجد‪ ،‬وحسن الجوار للناس‪ ،‬و‬
‫إقامة الشهادة‪ ،‬وحضور الجنائز‪ ،‬إنه لبد لكم من الناس إن أحدا ل يستغني‬
‫عن الناس حياته فأما نحن نأتي جنائزهم‪ ،‬وإنما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل‬
‫ما يصنع من تأتمون به‪ ،‬والناس لبد لبعضهم من بعض ما داموا على هذه‬
‫الحال‪ ،‬حتى يكون ذلك ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬عليكم‬
‫بحسن الصلة واعملوا لخرتكم واختاروا لنفسكم‪ ،‬فان الرجل قد يكون‬
‫كيسا في أمر الدنيا فيقال‪ :‬ما أكيس فلنا وإنما الكيس كيس الخرة )‪.(3‬‬
‫‪ - 25‬كتاب صفات الشيعة للصدوق ره‪ :‬باسناده عن عبد ال بن زياد قال‪:‬‬
‫سلمنا على أبي عبد ال عليه السلم بمنى ثم قلت‪ :‬يا ابن رسول ال إنا‬
‫قوم مجتازون‪ ،‬لسنا نطيق هذا المجلس منك كلما أردناه فأوصنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫عليكم بتقوى ال‪ ،‬وصدق الحديث‪ ،‬وأداء المانة‪ ،‬وحسن الصحابة لمن‬
‫صحبكم‪ ،‬وإفشاء السلم‪ ،‬وإطعام الطعام‪ .‬صلوا في مساجدهم‪ ،‬وعودوا‬
‫مرضاهم‪ ،‬واتبعوا جنائزهم‪ ،‬فان أبي حدثني أن شيعتنا أهل البيت كانوا‬
‫خيار من كانوا منهم إن كان فقيه كان منهم‪ ،‬وإن كان‬
‫)‪ (1‬مجالس المفيد ص ‪ 2) .117‬و ‪ (3‬مجالس المفيد ص ‪.118‬‬

‫]‪[163‬‬

‫مؤذن كان منهم‪ ،‬وإن كان إمام كان منهم‪ ،‬وإن كان صاحب أمانة كان منهم‪ ،‬وإن‬
‫كان صاحب وديعة كان منهم‪ ،‬وكذلك كونوا حببونا إلى الناس ول تبغضونا‬
‫إليهم )‪ - 26 .(1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫الموسوي‪ ،‬عن عبيد ال ابن أحمد بن نهيك‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن‬
‫حميد بن شعيب الهمداني‪ ،‬عن جابر ابن يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلم جمع بنيه حسنا وحسينا وابن‬
‫الحنفية والصاغر من ولده‪ ،‬فوصاهم وكان في آخر وصيته‪ :‬يا بني‬
‫عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم‪ ،‬وإن فقدتم بكوا عليكم‪ ،‬يا بني‬
‫إن القلوب جنود مجندة تتلحظ بالمودة‪ ،‬وتتناجى بها‪ ،‬وكذلك هي في‬
‫البغض‪ ،‬فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه‪ ،‬وإذا‬
‫أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه )‪ - 27 .(2‬ما‪:‬‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن علي بن إسماعيل الموصلي‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسن العبدي‪ ،‬عن الحسن بن بشر‪ ،‬عن قيس بن الربيع‪ ،‬عن العمش‬
‫عن شقيق‪ ،‬عن أبي عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أجيبوا الداعي‪ ،‬وعودوا المريض واقبلوا الهدية ول تظلموا المسلمين )‪.(3‬‬
‫‪ - 28‬نهج‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬ل يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في‬
‫ثلث‪ :‬في نكبته‪ ،‬وغيبته‪ ،‬ووفاته )‪ .(4‬وقال عليه السلم‪ :‬من قضى حق‬
‫من ل يقضي حقه فقد عبده )‪ .(5‬وقال عليه السلم‪ :‬في تقلب الحوال علم‬
‫جواهر الرجال‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬حسد الصديق‬

‫)‪ (1‬صفات الشيعة ص ‪ (2) .177‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .208‬أمالى‬


‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .252‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .175‬المصدر ج‬
‫‪ 2‬ص ‪.184‬‬

‫]‪[164‬‬

‫من سقم المودة‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن )‪.(1‬‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬من أطاع الواشي ضيع الصديق )‪ .(2‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬أصدقاؤك ثلثة وأعداؤك ثلثة فأصدقاؤك‪ :‬صديقك‪ ،‬وصديق‬
‫صديقك‪ ،‬وعدو عدوك‪ ،‬وأعداؤك‪ :‬عدوك‪ ،‬وعدو صديقك‪ ،‬وصديق عدوك )‬
‫‪ .(3‬وقال عليه السلم‪ :‬القرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة )‬
‫‪ .(4‬وقال عليه السلم‪ :‬الستغناء عن العذر أعز من الصدق به )‪ .(5‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬اخبر تقله‪ ،‬ومن الناس من روى هذا لرسول ال ومما يقوي‬
‫أنه من كلم أمير المؤمنين عليه السلم ما حكاه تغلب عن ابن العرابي‬
‫قال‪ :‬قال المأمون لول أن عليا عليه السلم قال‪ " :‬اخبر تقله " لقلت أنا‪:‬‬
‫اقله تخبر )‪ .(6‬وقال عليه السلم‪ :‬أولى الناس بالكرم من عرقت فيه الكرام‬
‫)‪ .(7‬وقال عليه السلم‪ .‬زهدك في راغب فيك نقصان عقل‪ ،‬ورغبتك في‬
‫زاهد فيك ذل نفس )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .193‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .197‬المصدر ج ‪2‬‬
‫ص ‪ (4) .217‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .218‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ .223‬وقال‬
‫ابن أبى الحديد‪ :‬والمعنى ل تفعل شيئا تعتذر عنه وان كنت صادقا فأن ل‬
‫تفعل خير لك وأعز لك من أن تفعل ثم تعتذر وان كنت صادقا‪(6) .‬‬
‫المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ .247‬وقوله " اخبر تقله " اخبر بضم الباء امر من‬
‫خبرته من باب قتل أي علمته‪ ،‬و " تقله " مضارع مجزوم بعد المر‪،‬‬
‫وهاؤه للوقف من قله يقليه كرماه يرميه بمعنى ابغضه‪ ،‬أي‪ :‬إذا اعجبك‬
‫ظاهر الشخص فاختبره فربما وجدت فيه ما ل يسرك فتبغضه‪ ،‬ووجه ما‬
‫اختاره المأمون ان المحبة ستر للعيوب فإذا ابغضت شخصا امكنك ان‬
‫تعلم حاله كما هو‪ ،‬قاله عبده‪ (7) .‬ل يوجد في ط مصر‪ ،‬ويوجد في نهج‬
‫الحديدي ج ‪ 4‬ص ‪ (8) .475‬نهج البلغة ج ‪ ،250 :2‬وفى بعض‬
‫النسخ‪ " :‬نقصان حظ "‪.‬‬

‫]‪[165‬‬

‫وقال عليه السلم‪ :‬شر الخوان من تكلف له‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا احتشم الرجل‬
‫أخاه فقد فارقه )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬الصاحب مناسب والصديق من‬
‫صدق غيبه‪ ،‬رب بعيد أقرب من قريب وقريب أبعد من بعيد‪ ،‬والغريب من‬
‫لم يكن له حبيب وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل‪ ،‬ومن لم يبالك فهو‬
‫عدوك‪ ،‬ل خير في معين مهين‪ ،‬ول في صديق ظنين )‪ - 29 .(2‬كنز‬
‫الكراجكى‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬الناس إخوان فمن كانت اخوته‬
‫في غير ذات ال‪ ،‬فهي عداوة‪ ،‬وذلك قوله عزوجل " الخلء يومئذ بعضهم‬
‫لبعض عدو إل المتقين " )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪ :‬امحض أخاك النصيحة‪،‬‬
‫حسنة كانت أم قبيحة‪ ،‬وزل معه حيث ما زال‪ ،‬ول تطلبن منه المجازاة‬
‫فانها من شيم الدناة )‪ .(4‬وقال عليه السلم‪ :‬ابذل لصديقك كل المودة‪ ،‬ول‬
‫تبذل له كل الطمأنينة‪ ،‬وأعطه كل المواساة‪ ،‬ول تفض إليه بكل السرار‬
‫توفي الحكمة حقها‪ ،‬والصديق واجبه‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬ل يكون أخوك‬
‫أقوى منك على مودته‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬البشاشة مخ المودة‪ ،‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬المودة قرابة مستفادة‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬ل يفسدك الظن على‬
‫صديق أصلحه لك اليقين‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬كفى بك أدبا لنفسك ما كرهته‬
‫لغيرك وقال عليه السلم‪ :‬لخيك عليك مثل الذي لك عليه‪ .‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬ل تضيعن حق أخيك اتكال على ما بينك وبينه فانه ليس لك بأخ من‬
‫ضيعت حقه‪ ،‬ول يكن أهلك أشقى الناس بك‪ ،‬اقبل عذر أخيك‪ ،‬وإن لم‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .256‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ 56‬قسم الرسائل‬
‫والكتب‪ (3) .‬الزخرف‪ (4) .67 :‬الدناة ‪ -‬جمع الدانى‪ ،‬كرماة ورامي‪،‬‬
‫ولكن الدانى بمعنى القريب‪ ،‬ولعله تصحيف الدناء ‪ -‬كفضلء جمع الدنئ‬
‫بمعنى الخسيس الدون الذى ل خير فيه‪.‬‬

‫]‪[166‬‬

‫يكن له عذر فالتمس له عذرا‪ ،‬ل يكلف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته‪ ،‬ل‬
‫ترغبن فيمن زهد فيك‪ ،‬ول تزهدن فيمن رغب فيك‪ ،‬إذا كان للمحافظة‬
‫موضعا‪ ،‬ل تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة‪ ،‬ويجر إلى البغضة‪ ،‬وكثرته‬
‫من سوء الدب‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬ارحم أخاك وإن عصاك‪ ،‬وصله وإن‬
‫جفاك‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك‪ ،‬وقال‪ :‬من‬
‫وعظ أخاه سرا فقد زانه‪ ،‬ومن وعظه علنية فقد شانه‪ - 30 .‬ومنه‪ :‬روي‬
‫أن الصادق عليه السلم كان يتمثل كثيرا بهذين البيتين‪ :‬أخوك الذي لو‬
‫جئت بالسيف عامدا * لتضربه لم يستغشك في الود ولو جئته تدعوه‬
‫للموت لم يكن * يردك إبقاء عليك من الرد وقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬إذا آخا أحدكم رجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه و قبيلته ومنزله‪،‬‬
‫فانه من واجب الحق وصافي الخاء‪ ،‬وإل فهي مودة حمقاء‪ .‬وعن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬احذر العاقل إذا أغضبته‪ ،‬والكريم إذا أهنته‪ ،‬والنذل‬
‫)‪ (1‬إذا أكرمته‪ ،‬والجاهل إذا صاحبته‪ ،‬ومن كف عنك شره فاصنع ما سره‪،‬‬
‫ومن أمنت من أذيته فارغب في اخوته‪ - 31 .‬اعلم الدين‪ :‬روت ام هانئ‬
‫بنت أبي طالب عليه السلم‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬يأتي‬
‫على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه‪ ،‬فإذا لقيته خير‬
‫من أن تجربه‪ ،‬ولو جربته أظهر لك أحوال‪ ،‬دينهم دراهمهم‪ ،‬وهمتهم‬
‫بطونهم‪ ،‬و قبلتهم نساؤهم‪ ،‬يركعون للرغيف‪ ،‬ويسجدون للدرهم‪ ،‬حيارى‬
‫سكارى ل مسلمين ول نصارى‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬ل تتبع أخاك‬
‫بعد القطيعة وقيعة فيه‪ ،‬فيسد عليه طريق الرجوع إليك‪ ،‬فلعل التجارب‬
‫ترده عليك‪ - 32 .‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد‬
‫بن محمد بن‬
‫)‪ (1‬النذل‪ :‬الخسيس من الناس‪ ،‬والساقط في دين أو حسب‪ ،‬والمحتقر في جميع‬
‫أحواله‪.‬‬

‫]‪[167‬‬

‫الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬راحة النفس ترك ما ل‬
‫يعنيها‪ ،‬وأوحش الوحشة قرين السوء‪ - 33 .‬ما‪ :‬الحسين بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫محمد بن وهبان‪ ،‬عن علي بن حبشي‪ ،‬عن العباس بن محمد بن الحسين‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن أبي‬
‫غندر‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬اتقوا ال‬
‫وعليكم بالطاعة لئمتكم قولوا ما يقولون واصمتوا عما صمتوا‪ ،‬فانكم في‬
‫سلطان من قال ال تعالى‪ " :‬وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " )‪(1‬‬
‫يعني بذلك ولد العباس فاتقوا ال فانكم في هدنة‪ ،‬صلوا في عشائرهم‪،‬‬
‫واشهدوا جنائزهم‪ ،‬وأدوا المانة إليهم‪ ،‬وعليكم بحج هذا البيت‪ ،‬فأدمنوه‪،‬‬
‫فان في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم‪ ،‬وأهوال يوم القيامة )‪34 .(2‬‬
‫‪ -‬الدرة الباهرة‪ :‬قال الباقر عليه السلم‪ :‬صلح شأن الناس التعايش‬
‫والتعاشر ملء مكيال‪ :‬ثلثاه فطن‪ ،‬وثلث تغافل‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫من أكرمك فأكرمه‪ ،‬ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه‪ .‬وقال الرضا عليه‬
‫السلم‪ :‬اصحب السلطان بالحذر‪ ،‬والصديق بالتواضع‪ ،‬والعدو بالتحرز‪،‬‬
‫والعامة بالبشر‪ - 35 .‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬البشاشة‬
‫حبالة المودة‪ ،‬والحتمال قبر العيوب‪ ،‬وفي رواية اخرى والمسالمة خبء‬
‫العيوب )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪ :‬خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا‬
‫عليكم‪ ،‬وإن عشتم حنوا إليكم )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬ابراهيم‪ (2) .46 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .280‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .144‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.145‬‬

‫]‪[168‬‬

‫وقال عليه السلم‪ .‬التودد نصف العقل )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬من لن عوده كثف‬
‫أغصانه )‪ .(2‬وقال عليه السلم‪ :‬مقاربة الناس في أخلقهم أمن من‬
‫غوائلهم )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪ :‬ليتأس صغيركم بكبيركم‪ ،‬وليرؤف كبيركم‬
‫بصغيركم‪ ،‬ول تكونوا كجفاة الجاهلية ل في الدين تفقهون ول عن ال‬
‫تعقلون )‪ .(4‬وقال عليه السلم في وصيته لبنه الحسن عليه السلم‪ :‬احمل‬
‫نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة‪ ،‬وعن صدوده على اللطف‬
‫والمقاربة‪ ،‬وعند جموده على البذل ; وعند تباعده على الدنو‪ ،‬وعن شدته‬
‫على اللين‪ ،‬وعند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك‪،‬‬
‫وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه‪ ،‬أو أن تفعله بغير أهله‪ .‬ل تتخذن عدو‬
‫صديقك صديقا فتعادي صديقك‪ ،‬وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أم‬
‫قبيحة‪ ،‬وتجرع الغيظ فاني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ول ألذ مغبة )‪.(5‬‬
‫ولن لمن غالظك‪ ،‬فانه يوشك أن يلين لك‪ ،‬وخذ على عدوك بالفضل فانه‬
‫أحلى الظفرين )‪ ،(6‬وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية‬
‫يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما‪ ،‬ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه‪ ،‬ول‬
‫تضيعن حق أخيك اتكال على ما بينك وبينه‪ ،‬فانه ليس لك بأخ من أضعت‬
‫حقه‪ .‬ول يكن أهلك أشقى الخلق بك‪ ،‬ول ترغبن فيمن زهد فيك‪ ،‬ول يكونن‬
‫أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته‪ ،‬ول يكونن على الساءة أقوى‬
‫منك على‬

‫)‪ (1‬ل يوجد في ط مصر وفى ط بيروت‪ (2) .93 :‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪(3) .193‬‬
‫المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .240‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .332‬المغبة ‪ -‬بالفتح‬
‫‪ -‬عاقبة الشئ‪ ،‬يقال للمر غب ومغبة‪ :‬أي عاقبة‪ (6) .‬أحد الظفرين‪ ،‬خ‬
‫ل‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫الحسان ; ول يكبرن عليك ظلم من ظلمك‪ ،‬فانه يسعى في مضرته ويغفل وليس‬
‫جزاء من سرك أن تسوءه‪ .‬إلى قوله عليه السلم‪ :‬ما أقبح الخضوع عند‬
‫الحاجة‪ ،‬والجفاء عند الغناء )‪ - 36 (1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن علي بن الحكم‪ ،‬عن الحسن ابن الحسين قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا بني عبد المطلب إنكم‬
‫لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلقة الوجه وحسن البشر‪ ،‬ورواه عن‬
‫القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن بن راشد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫إل أنه قال‪ :‬يا بني هاشم )‪ .(2‬بيان‪ :‬في النهاية يقال‪ :‬وسعه الشئ يسعه‬
‫سعة فهو واسع‪ ،‬ووسع بالضم وساعة فهو وسيع‪ ،‬والوسع والسعة الجدة‬
‫والطاقة‪ ،‬ومنه الحديث‪ :‬إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلقكم‬
‫أي ل تتسع أموالكم لعطائهم‪ ،‬فوسعوا أخلقكم لصحبتهم وقال‪ :‬فيه‪ :‬أن‬
‫تلقاه بوجه طلق‪ ،‬يقال‪ :‬طلق الرجل بالضم يلطق طلقه فهو طلق وطليق‬
‫أي منبسط الوجه‪ ،‬متهلله‪ ،‬وفي القاموس هو طلق الوجه مثلثة وككتف‬
‫وأمير ضاحكة مشرقة‪ ،‬والبشر بالكسر طلقة الوجه وبشاشته‪ ،‬وقيل حسن‬
‫البشر تنبيه على أن زيادة البشر وكثرة الضحك مذمومة‪ ،‬بل الممدوح‬
‫الوسط من ذلك‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون للمبالغة في ذلك أو يكون إشارة‬
‫إلى أن البشر إنما يكون حسنا إذا كان عن صفاء الطوية والمحبة القلبية‪،‬‬
‫ل ما يكون على وجه الخداع والحيلة‪ ،‬وبنو هاشم وبنو عبد المطلب‬
‫مصداقهما واحد لنه لم يبق لهاشم ولد إل من عبد المطلب‪ - 37 .‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة بن مهران عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلث من أتى ال بواحدة منهن أوجب ال له‬
‫الجنة‪ :‬النفاق‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .51‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.103‬‬

‫]‪[170‬‬

‫من إقتار‪ ،‬والبشر بجميع العالم‪ ،‬والنصاف من نفسه )‪ .(1‬بيان‪ :‬القتار التضييق‬
‫على النسان في الرزق‪ ،‬يقال‪ :‬أقتر ال رزقه‪ :‬أي ضيقه وقلله‪ ،‬والنفاق‬
‫أعم من الواجب والمستحب وكأن المراد بالقتار عدم الغنى والتوسعة في‬
‫الرزق‪ ،‬وإن كان له ‪ -‬زائدا على رزقه ورزق عياله ‪ -‬ما ينفقه‪ ،‬ويحتمل‬
‫شموله لليثار أيضا بناء على كونه حسنا مطلقا أو لبعض الناس‪ ،‬فان‬
‫الخبار في ذلك مختلفة ظاهرا فبعضها يدل على حسنه‪ ،‬وبعضها يدل على‬
‫ذمه وأنه كان ممدوحا في صدر السلم‪ ،‬فنسخ‪ .‬وربما يجمع بينهما‬
‫باختلف ذلك بحسب الشخاص‪ ،‬فيكون حسنا لمن يمكنه تحمل المشقة في‬
‫ذلك ويكمل توكله‪ ،‬ول يضطرب عند شدة الفاقة‪ ،‬ومذموما لمن لم يكن‬
‫كذلك‪ ،‬وعسى أن نفصل ذلك في موضع آخر إنشاء ال )‪ (2‬وربما يحمل‬
‫ذلك على من ينقص من كفافه شيئا ويعطيه من هو أحوج منه‪ ،‬أو من ل‬
‫شئ له‪ " .‬والبشر بجميع العالم " هذا إما على عمومه‪ ،‬بأن يكون البشر‬
‫للمؤمنين ليمانهم وحبه لهم‪ ،‬وللمنافقين والفساق تقية منهم ومداراة لهم‬
‫كما قيل‪ :‬دارهم ما دمت في دارهم‪ ،‬وارضهم ما كنت في أرضهم‪ ،‬أو‬
‫مخصوص بالمؤمنين كما يشعر به الخبر التي وعلى التقدير لبد من‬
‫تخصيصه بغير الفساق الذين يعلم من حالهم أنهم يتركون المعصية إذا‬
‫لقيتهم بوجه مكفهر‪ ،‬ول يتركونها بغير ذلك‪ ،‬ول يتضرر منهم في ذلك فان‬
‫ذلك أحد مراتب النهي عن المنكر الواجب على المؤمنين‪ .‬والنصاف من‬
‫نفسه‪ :‬هو أن يرجع إلى نفسه‪ ،‬ويحكم لهم عليها فيما ينبغي أن يأتي به‬
‫إليهم من غير أن يحكم عليه حاكم‪ ،‬وسيأتي في باب النصاف " هو أن‬
‫يرضى لهم ما يرضى لنفسه‪ ،‬ويكره لهم ما يكره لنفسه " قال الراغب‪:‬‬
‫النصاف في المعاملة العدالة وهو أن ل يأخذ من صاحبه من المنافع إل‬
‫مثل ما يعطيه‪ ،‬ول ينيله من المضار إل مثل ما يناله منه‪ ،‬وقال الجوهري‪:‬‬
‫أنصف أي عدل‪ ،‬يقال‪ :‬أنصفه من نفسه‪ ،‬وانتصفت‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .103‬سيجئ تفصيل ذلك تحت الرقم ‪ 46‬من الباب ‪.15‬‬

‫]‪[171‬‬

‫أنا منه‪ ،‬وتناصفوا‪ :‬أي أنصف بعضهم بعضا من نفسه‪ - 38 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وآله رجل فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال أوصني فكان فيما أوصاه أن قال‪ :‬الق أخاك بوجه منبسط )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫التخصيص بالخ لشدة الهتمام‪ ،‬أو المراد به انبساط الوجه‪ ،‬مع حب‬
‫القلب‪ - 39 .‬كا‪ :‬بالسناد عن ابن محبوب‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬ما حد حسن الخلق ؟ قال‪ :‬تلين جناحك‪،‬‬
‫وتطيب كلمك‪ ،‬وتلقى أخاك ببشر حسن )‪ .(2‬بيان‪ :‬تليين الجناح كناية عن‬
‫عدم تأذي من يجاوره ويجالسه ويحاوره من خشونته‪ ،‬بأن يكون سلس‬
‫النقياد لهم‪ ،‬ويكف أذاه عنهم‪ ،‬أو كناية عن شفقته عليهم كما أن الطائر‬
‫يبسط جناحه عل أولده ليحفظهم ويكنفهم كقوله تعالى‪ " :‬واخفض لهما‬
‫جناح الذل من الرحمة " قال الراغب‪ :‬الجناح جناح الطائر‪ ،‬وسمي جانبا‬
‫الشئ جناحاه‪ ،‬فقيل جناحا السفينة‪ ،‬وجناحا العسكر‪ ،‬وجناحا النسان‬
‫لجانبيه وقوله تعالى " واخفض لهما جناح الذل " )‪ (3‬فاستعارة‪ ،‬وذلك‬
‫أنه لما كان الذل ضربين‪ :‬ضرب يضع النسان‪ ،‬وضرب يرفعه‪ ،‬وقصد في‬
‫هذا المكان إلى ما يرفع النسان ل إلى ما يضعه‪ ،‬استعار لفظ الجناح فكأنه‬
‫قيل‪ :‬استعمل الذل الذي يرفعك عند ال من أجل اكتسابك الرحمة‪ ،‬أو من‬
‫أجل رحمتك لهم‪ ،‬وقال‪ :‬الخفض ضد الرفع والخفض الدعة والسير اللين‪،‬‬
‫فهو حث على تليين الجانب والنقياد‪ ،‬فكأنه ضد قوله‪ " :‬أن ل تعلوا علي‬
‫" )‪ .(4‬وقال البيضاوي في قوله تعالى " واخفض لهما جناح الذل " تذلل‬
‫لهما وتواضع‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .103‬أسرى‪ (4) .24 :‬النمل‪.31 :‬‬

‫]‪[172‬‬

‫فيهما‪ ،‬جعل للذل جناحا وأمره بخفضهما للمبالغة‪ ،‬وأراد جناحه كقوله " واخفض‬
‫جناحك للمؤمنين " )‪ (1‬وإضافته إلى الذل للبيان والمبالغة كما اضيف‬
‫حاتم إلى الجود والمعنى واخفض لهما جناحك الذليل‪ - 40 .‬كا‪ :‬عن علي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن الفضيل قال‪ :‬صنايع المعروف‪،‬‬
‫وحسن البشر يكسبان المحبة‪ ،‬ويدخلن الجنة‪ ،‬والبخل وعبوس الوجه‬
‫يبعدان من ال‪ ،‬ويدخلن النار )‪ .(2‬ايضاح‪ " :‬صنايع المعروف "‬
‫الحسان إلى الغير بما يعرف حسنه شرعا وعقل وكأن الضافة للبيان‪ ،‬قال‬
‫في النهاية‪ :‬الصطناع افتعال من الصنيعة‪ ،‬وهي العطية والكرامة‬
‫والحسان وقال‪ :‬المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة ال تعالى‬
‫والتقرب إليه والحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من‬
‫المحسنات والمقبحات‪ ،‬وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين‬
‫الناس إذا رأوه ل ينكرونه والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الهل‬
‫وغيرهم من الناس‪ ،‬والمنكر ضد ذلك جميعه " يكسبان المحبة " أي‬
‫محبته تعالى بمعنى إفاضة الرحمات والهدايات أو محبة الخلق‪ ،‬ويؤيد‬
‫الول قوله " ويبعدان من ال " لن الظاهر أن يترتب على أحد الضدين‬
‫نقيض ما يترتب على الضد الخر‪ - 41 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي الحسن موسى عليه‬
‫السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬حسن البشر يذهب‬
‫بالسخيمة )‪ .(3‬بيان‪ :‬السخيمة الحقد في النفس‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحجر‪ (2) .88 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .103‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 103‬و ‪.104‬‬

‫]‪[173‬‬

‫)‪ * (11‬باب * * " )فضل الصديق‪ ،‬وحد الصداقة‪ ،‬وآدابها‪ ،‬وحقوقها( * " * "‬
‫)وأنواع الصدقاء والنهى عن زيادة السترسال( " * * " )والستيناس‬
‫بهم( " * أقول‪ :‬سنورد بعض الخبار في باب من ينبغي مصادقته )‪1 .(1‬‬
‫‪ -‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن النهدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يزيد بن مخلد‪ ،‬عمن سمع‬
‫الصادق عليه السلم يقول‪ :‬الصداقة محدودة‪ ،‬ومن لم تكن فيه تلك الحدود‬
‫فل تنسبه إلى كمال الصداقة ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود‪ ،‬فل‬
‫تنسبه إلى شئ من الصداقة أولها أن تكون سريرته وعلنيته لك واحدة‪،‬‬
‫والثانية أن يرى زينك زينه‪ ،‬وشينك شينه‪ ،‬والثالثة ل يغيره عليك مال ول‬
‫ولية‪ ،‬والرابعة أن ل يمنعك شيئا مما تصل إليه مقدرته‪ ،‬والخامسة أن ل‬
‫يسلمك عند النكبات )‪ .(2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن النهدي‪ ،‬عن عبد العزيز‬
‫بن عمر‪ ،‬عن أبي خالد السجستاني عن يزيد بن مجالد‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم مثله )‪ - 2 .(3‬لى‪ :‬قال الصادق عليه السلم لبعض أصحابه‪:‬‬
‫من غضب عليك من إخوانك ثلث مرات فلم يقل فيك شرا‪ ،‬فاتخذه لنفسك‬
‫صديقا )‪ - 3 .(4‬لى )‪ :(5‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ل تثقن بأخيك كل‬
‫الثقه‪ ،‬فان‬

‫)‪ (1‬يعنى الباب الثالث عشر‪ (2) .‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .397‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 4) .133‬و ‪ (5‬أمالى الصدوق ص ‪.397‬‬
‫]‪[174‬‬

‫صرعة السترسال )‪ (1‬ل يستقال‪ - 4 .‬لى‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬حدثني أبي‬
‫عن جدي أن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬من لك يوما بأخيك كله )‪(2‬‬
‫وأي الرجال المهذب )‪ - 5 .(3‬ب‪ :‬أبوالبختري‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله ثلثة من الجفاء‪ :‬أن‬
‫يصحب الرجل الرجل فل يسأله عن اسمه وكنيته‪ ،‬وأن يدعى الرجل إلى‬
‫طعام فل يجيب أو يجيب فل يأكل‪ ،‬ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة )‪.(4‬‬
‫‪ - 6‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عمن ذكره عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم‬

‫)‪ (1‬سرعة السترسال خ‪ ،‬والصرعة‪ :‬اسم من صرعه‪ :‬إذا طرحه على الرض‬
‫والسترسال‪ :‬الستيناس والطمانينة والنبساط من قولهم استرسل إليه‪:‬‬
‫استأنس به وانبسط والمراد كثرة النقياد والثقة بالخر‪ .‬فإذا وثق الرجل‬
‫بأخيه كل الثقة‪ ،‬وأرخى إليه زمام أمره‪ ،‬وأفشى إليه بأسراره وانقلب‬
‫الرجل يوما منافقا وعدوا غشوما‪ ،‬صرعه صرعة مهلكة ل يرجى فيها‬
‫القالة ول يقدر حينئذ أن يدفع عن نفسه‪ ،‬وقد نبذ السلح الى عدوه‪،‬‬
‫ومن هذا قوله عليه السلم‪ :‬احبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك‬
‫يوماما‪ .‬وأما على النسخة الخر " سرعة السترسال " فالسترسال‪:‬‬
‫طلب الرسل‪ ،‬وهو انطلق الخيل في الغارة أو ميدان السباق‪ ،‬فإذا أطلق‬
‫الفارس عنان خيله حتى أسرع وأسرع‪ ،‬ل يتمكن أن يستقيله من‬
‫سرعته‪ ،‬ال بالكبوة والهلك والمراد واحد‪ (2) .‬وفى نسخة الكافي ج ‪2‬‬
‫ص ‪ " 651‬وأنى لك بأخيك كله " )‪ (3‬أمالى الصدوق ص ‪ ،397‬وقوله‬
‫" أي الرجال المهذب " عجز بيت وأوله‪ :‬ولست بمستبق أخا ل تلمه *‬
‫على شعث‪ ،‬أي الرجال المهذب والمعنى أن الخ الصادق الخاء تام‬
‫الوفاء ل يحصل ال نادرا وأنى لك بالنادر الفريد فارض عن الناس‬
‫بالقليل‪ ،‬وراعهم في معاشرتك‪ (4) .‬قرب السناد ص ‪.74‬‬

‫]‪[175‬‬

‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته لبنه محمد بن الحنفية‪ :‬إياك‬
‫والعجب وسوء الخلق‪ ،‬وقلة الصبر‪ ،‬فانه ل تستقيم لك على هذه الخصال‬
‫الثلث صاحب‪ ،‬ول يزال لك عليها من الناس مجانب‪ ،‬والزم نفسك التودد‪،‬‬
‫وصبر على مؤنات الناس نفسك وابذل لصديقك نفسك ومالك‪ ،‬ولمعرفتك‬
‫رفدك ومحضرك‪ ،‬وللعامة بشرك ومحبتك ولعدوك عدلك وإنصافك‪ ،‬وافتتن‬
‫بدينك وعرضك عن كل أحد‪ ،‬فانه أسلم لدينك ودنياك )‪ - 7 .(1‬ل‪ ،‬أبي‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن سجادة )‪،(2‬‬
‫عن درست‪ ،‬عن أبي خالد السجستاني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع أولها‬
‫الوفاء‪ ،‬والثانية التدبير والثالثة الحياء‪ ،‬والرابعة حسن الخلق‪ ،‬والخامسة‬
‫وهي تجمع هذه الخصال‪ :‬الحرية )‪ - 8 .(3‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن‬
‫أبي ذكوان‪ ،‬عن إبراهيم بن العباس قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪:‬‬
‫مودة عشرين سنة قرابة‪ ،‬والعلم أجمع لهله من الباء )‪ - 9 .(4‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عثمان‪ ،‬عن أحمد بن نوح‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‬
‫قال الحارث العور لمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا وال‬
‫احبك فقال له يا حارث أما إذا أحببتني‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .72‬هو أبو محمد الحسن بن على بن أبى عثمان الملقب‬
‫بسجادة عنونه النجاشي ص ‪ 48‬وقال‪ :‬له كتاب نوادر أخبرناه اجازة‬
‫الحسين بن عبيدال‪ ،‬عن أحمد بن جعفر بن سفيان‪ ،‬عن أحمد بن ادريس‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسين بن عبيد ال بن سهل في حال استقامته عنه‪ .‬أقول‪:‬‬
‫الحسين بن عبيد ال هو أبو عبد ال الرازي في هذا الحديث‪(3) .‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .136‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.131‬‬

‫]‪[176‬‬

‫فل تخاصمني ول تلعبني ول تجاريني ول تمازحني ول تواضعني ول ترافعني )‬


‫‪ - 10 .(1‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫الثالث‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن الصادق عليهم السلم قال‪ :‬إذا كان لك صديق فولي‬
‫ولية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل وليته‪ ،‬فليس بصديق‬
‫سوء )‪ - 11 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن يونس‬
‫القاضي‪ ،‬عن أحمد بن الخليل النوفلي‪ ،‬عن عثمان بن سعيد‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن صالح قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم يقول‪ :‬لقد عظمت‬
‫منزلة الصديق حتى أن أهل النار يستغيثون به‪ ،‬ويدعون به في النار قبل‬
‫القريب الحميم قال ال مخبرا عنهم " فما لنا من شافعين ول صديق حميم‬
‫" )‪ - 12 (3‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن بعض أصحابنا رفعه‬
‫قال‪ :‬قال لقمان لبنه‪ :‬يا بني صاحب مائة ول تعاد واحدا يا بني إنما هو‬
‫خلقك وخلقك‪ ،‬فخلقك دينك‪ ،‬وخلقك بينك وبين الناس فل تبتغض إليهم‪،‬‬
‫وتعلم محاسن الخلق‪ ،‬يا بني كن عبدا للخيار‪ ،‬ول تكن ولدا للشرار‪ ،‬يا‬
‫بني أد المانة تسلم لك دنياك وآخرتك وكن أمينا تكن غنيا )‪ - 13 .(4‬ن‪:‬‬
‫ابن المتوكل وابن عصام والمكتب والوراق والدقاق جميعا عن الكليني عن‬
‫علي بن إبراهيم العلوي‪ ،‬عن موسى بن محمد المحاربي‪ ،‬عن رجل ذكر‬
‫اسمه قال‪ :‬قال المأمون للرضا عليه السلم‪ :‬أنشدني أحسن ما رويته في‬
‫السكوت عن الجاهل وترك عتاب الصديق فقال عليه السلم‪ :‬إني ليهجرني‬
‫الصديق تجنبا * فاريه أن لهجره أسبابا وأراه إن عاتبته أغريته * فأرى‬
‫له ترك العتاب عتابا وإذا بليت بجاهل متحكم * يجد المحال من المور‬
‫صوابا‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .162‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .285‬أمالى الطوسى‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .131‬معاني الخبار ص ‪(*) .253‬‬

‫]‪[177‬‬

‫أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا فقال له المأمون‪ :‬ما‬
‫أحسن هذا‪ ،‬هذا من قاله ؟ فقال عليه السلم‪ :‬بعض فتياننا‪ ،‬قال‪ :‬فأنشدني‬
‫أحسن ما رويته في استجلب العدو حتى يكون صديقا فقال عليه السلم‪:‬‬
‫وذي غلة سالمته فقهرته * فأوقرته مني لعفو التجمل ومن ل يدافع سيئات‬
‫عدوه * باحسانه لم يأخذ الطول من عل ولم أر في الشياء أسرع مهلكا *‬
‫لغمر قديم من وداد معجل فقال المأمون‪ :‬ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟‬
‫فقال‪ :‬بعض فتياننا )‪ - 14 .(1‬ما‪ :‬باسناد أخي دعبل‪ ،‬عن الرضا عن آبائه‬
‫عليه السلم قال قال أمير المؤمنين احبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون‬
‫بغيضك يوما ما‪ ،‬وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما )‬
‫‪ .(2‬نهج‪ :‬عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله )‪ .(3‬ما‪ :‬عن المفيد‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن الحسن بن جمهور‪ ،‬عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن المعمر‬
‫أبي الدنيا‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫مثله )‪ - 15 .(4‬لى‪ :‬قال الصادق عليه السلم لبعض أصحابه‪ :‬ل تطلع‬
‫صديقك من سرك إل على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك‪ ،‬فان الصديق‬
‫قد يكون عدوك يوما ما )‪ - 16 .(5‬ين‪ :‬سعد بن جناح‪ ،‬عن غير واحد أن‬
‫أبا الحسن عليه السلم سئل عن أفضل عيش الدنيا فقال‪ :‬سعة المنزل‬
‫وكثرة المحبين )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 174‬قوله الغل بالكسر‪ :‬الحقد والضعن‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫أتيته من عل‪ :‬أي من موضع عال‪ ،‬والغمر بالكسر‪ :‬الحقد والغل‪(2) .‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .374‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪(4) .209‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ 235‬راجعه‪ (5) .‬أمالى الصدوق ص ‪(6) .397‬‬
‫مخطوط‪.‬‬
‫]‪[178‬‬

‫‪ - 17‬ختص‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬جمع خير الدنيا والخرة في كتمان‬
‫السر ومصادقة الخيار‪ ،‬وجمع الشر في الداعة ومواخاة الشرار‪- 18 .‬‬
‫ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن عيسى الضرير‪ ،‬عن محمد‬
‫بن زكريا المكي‪ ،‬عن كثير بن طارق‪ ،‬عن زيد‪ ،‬عن أبيه علي بن الحسن‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬ل يكن حبك كلفا‪ ،‬ول بغضك تلفا‪،‬‬
‫احبب حبيبك هونا ما‪ ،‬وابغض بغيضك هونا ما )‪ - 19 .(1‬نهج‪ :‬قال عليه‬
‫السلم‪ :‬احذروا صولة الكريم إذا جاع‪ ،‬واللئيم إذا شبع‪ .‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت إليه )‪ .(2‬وقال عليه السلم‪ :‬من‬
‫حذرك كمن بشرك‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬فقد الحبة غربة )‪ .(3‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلم‪ ،‬وقد روي من مشهد الغلم )‬
‫‪ (4‬وقال عليه السلم المودة قرابة مستفادة )‪ - 20 .(5‬ختص‪ :‬قال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬من قضى حق من ل يقضي حقه فكأنما عبده من دون ال‪،‬‬
‫وقال‪ :‬اخدم أخاك فان استخدمك فل ول كرامة‪ ،‬قال وقيل‪ :‬أعرف لمن ل‬
‫يعرف لي ؟ فقال‪ :‬ول كرامة قال‪ :‬ول كرامتين )‪ - 21 .(6‬ختص‪ :‬قال‬
‫لقمان‪ :‬ثلثة ل يعرفون إل في ثلثة مواضع‪ :‬ل يعرف الحليم إل عند‬
‫الغضب‪ ،‬ول يعرف الشجاع إل في الحرب‪ ،‬ول تعرف أخاك إل عند حاجتك‬
‫إليه )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .314‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .155‬المصدر‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .156‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .160‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.191‬‬
‫)‪ (6‬الختصاص ص ‪ (7) .243‬الختصاص ص ‪.246‬‬

‫]‪[179‬‬

‫‪ - 22‬ختص‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن الذين تراهم لك أصدقاء‪ ،‬إذا بلوتهم‬
‫وجدتهم على طبقات شتى‪ :‬فمنهم كالسد في عظم الكل وشدة الصولة‪،‬‬
‫ومنهم كالذئب في المضرة‪ ،‬ومنهم كالكلب في البصبصة‪ ،‬ومنهم كالثعلب‬
‫في الروغان والسرقة‪ ،‬صورهم مختلفة‪ ،‬والحرفة واحدة ما تصنع غدا إذا‬
‫تركت فردا وحيدا ل أهل لك ول ولد إل ال رب العالمين )‪ - 23 .(1‬نوادر‬
‫الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أحب أحدكم أخاه فليسأله عن اسم أبيه‬
‫وعن قبيلته وعشيرته فانه من الحق الواجب‪ ،‬وصدق الخاء أن يسأله عن‬
‫ذلك‪ ،‬وإل فإنها معرفة حمقاء )‪ - 24 .(2‬نقل من خط الشهيد‪ :‬عن الصادق‬
‫عليه السلم أنه قال للمفضل‪ :‬من صحبك ؟ قال‪ :‬رجل من إخواني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فما فعل ؟ قال‪ :‬منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه‪ ،‬فقال لي‪ :‬أما علمت أن‬
‫من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله ال عنه يوم القيامة‪ - 25 .‬ما‪:‬‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن هاشم بن مالك الخزاعي‪ ،‬عن العباس بن‬
‫الفرج‪ ،‬عن سعيد بن أوس قال‪ :‬سمعت أبا عمرو بن العل يقول‪ :‬الصديق‬
‫إنسان هو أنت فانظر صديقا يكون منك كنفسك‪ ،‬قال‪ :‬أنشدنا أبو عمرو بن‬
‫العل‪ :‬لكل امرئ شكل من الناس مثله * فأكثرهم شكل أقلهم عقل لن‬
‫الصحيح العقل لست بواجد * له في طريق حين يفقده شكل )‪ - 26 (3‬ما‪:‬‬
‫جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫داود عن سفيان بن عيينة قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم يقول‬
‫في مسجد الخيف‪ :‬إنما سموا إخوانا لنزاهتهم عن الخيانة‪ ،‬وسموا أصدقاء‬
‫لنهم تصادقوا حقوق‬

‫)‪ (1‬الختصاص ص ‪ (2) .252‬نوادر الراوندي ص ‪ (3) .23‬أمالى الطوسى ج ‪2‬‬


‫ص ‪ 221‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[180‬‬

‫المودة )‪ - 27 .(1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن إسحاق بن محمد بن مروان‪،‬‬
‫عن أبيه عن أبي حفص العشى قال‪ :‬سمعت الحسن بن صالح بن حي‬
‫قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد عليه السلم يقول‪ :‬لقد عظمت منزلة الصديق‬
‫حتى أن أهل النار يستغيثون به‪ ،‬و يدعونه قبل القريب الحميم‪ ،‬قال ال‬
‫سبحانه مخبرا عنهم " فما لنا من شافعين ول صديق حميم " )‪- 28 .(2‬‬
‫ما‪ :‬الحسين بن عبيد ال‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن ابن معمر‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسن بن الحسين الزيات‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن علي بن‬
‫عقبة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تسم الرجل صديقا سمة‬
‫معروفة حتى تختبره بثلث‪ :‬تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى‬
‫الباطل ؟ وعند الدينار والدرهم‪ ،‬وحتى تسافر معه )‪ .(3‬الدرة الباهرة‪ :‬قال‬
‫علي بن الحسين عليه السلم ل تعادين أحدا وإن ظننت أنه ل يضرك )‪(4‬‬
‫ول تزهدن في صداقة أحد وإن ظننت أنه ل ينفعك فانك ل تدري متى ترجو‬
‫صديقك‪ ،‬ول تدري متى تخاف عدوك‪ ،‬ول يعتذر إليك أحد إل قبلت عذره‬
‫وإن علمت أنه كاذب‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬حشمة النقباض أبقى‬
‫للعز من انس التلقي وقال عليه السلم‪ :‬من لم يرض من صديقه إل‬
‫باليثار على نفسه دام سخطه‪ ،‬ومن عاتب على ذنب كثر معتبته )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .222‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،131‬والية في‬
‫الشعراء‪ (3) .101 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .260‬أي ل يضرك‬
‫حين عاديته‪ (5) .‬المعتبة‪ :‬الموجدة والغضب يعنى من عاتب ولم أخاه‬
‫على ذنبه كثر غضبه وموجدته على أخيه‪ ،‬فانه يرى كل يوم أو كل حين‬
‫ذنبا‪ ،‬فاللزم له أن يغفر زلة أخيه ويغمض عن ذنوبه‪ ،‬حتى ل يحتاج الى‬
‫العتاب والملمة‪.‬‬

‫]‪[181‬‬

‫وقال الرضا عليه السلم النس يذهب المهابة‪ ،‬وقال الجواد عليه السلم من عتب‬
‫من غير ارتياب أعتب من غير استعتاب )‪ (1‬وقال عليه السلم‪ :‬من لم‬
‫يرض من أخيه بحسن النية لم يرض بالعطية‪ .‬وقال أبو الحسن الثالث عليه‬
‫السلم للمتوكل‪ :‬ل تطلب الصفا ممن كدرت عليه ول النصح ممن صرفت‬
‫سوء ظنك إليه‪ ،‬فإنما قلب غيرك لك كقلبك له‪)) * 12 .‬باب(( * * "‬
‫)استحباب اخبار الخ في ال بحبه له( " * * " )وأن القلب يهدى الى‬
‫القلب( " * ‪ - 1‬سن‪ :‬يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪،‬‬
‫قال‪ :‬مر رجل في المسجد وأبو جعفر عليه السلم جالس وأبو عبد ال‬
‫عليه السلم فقال له بعض جلسائه‪ :‬وال إني لحب هذا الرجل قال له أبو‬
‫جعفر عليه السلم‪ :‬أل فأعلمه فانه أبقى للمودة وخير في اللفة )‪- 2 .(2‬‬
‫سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا أحببت رجل فأخبره )‪ - 3 .(3‬سن‪ :‬علي بن محمد القاسانى‬
‫عمن ذكره‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم الجعفري‬

‫)‪ (1‬العتب‪ :‬النكار والملمة‪ ،‬والعتاب‪ :‬اعطاء العتبى والرضى‪ ،‬وترك النكار‬
‫والملمة‪ ،‬وهمزة الفعال همزة السلب كما في أشكاه‪ :‬أي أزال شكايته‪،‬‬
‫قال الجوهرى‪ :‬و أعتبني فلن‪ :‬إذا عاد الى مسرتي راجعا عن الساءة‬
‫والسم منه العتبى‪ ،‬والمعنى‪ :‬أن من عتب على أخيه ووجد عليه من دون‬
‫أن يرتاب في صداقته وصفاء طويته‪ ،‬يلزمه ارضاء أخيه بنفسه بالمعذرة‬
‫والعتبى ابتداء من دون أن يسترضيه ويستعتبه أخوه‪ (2) .‬المحاسن ص‬
‫‪ (3) .266‬المحاسن ص ‪ ،266‬ورواه في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 644‬باب‬
‫أخبار الرجل أخاه بحبه وبعده‪ :‬فانه أثبت للمودة بينكما‪.‬‬

‫]‪[182‬‬

‫عن أبي عبد ال عليه السلم عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا‬
‫أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه )‪ - 4 .(1‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن علي بن يوسف‪ ،‬عن زكريا بن محمد‪ ،‬عن صالح بن الحكم‬
‫قال‪ :‬سمعت رجل يسأل أبا عبد ال عن الرجل يقول‪ :‬إني أودك فكيف أعلم‬
‫أنه يودني ؟ قال‪ :‬امتحن قلبك فان كنت توده فانه يودك )‪ - 5 .(2‬سن‪:‬‬
‫بعض أصحابنا‪ ،‬عن عبيد ال بن إسحاق المدائني قال‪ :‬قلت لبي الحسن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬إن الرجل من عرض الناس )‪ (3‬يلقاني‬
‫فيحلف بال إنه يحبني فأحلف بال إنه لصادق ؟ فقال‪ :‬امتحن قلبك فان‬
‫كنت تحبه فاحلف وإل فل )‪ - 6 .(4‬جا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن‬
‫الفضيل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬انظر قلبك فان أنكر صاحبك‬
‫فقد أحدث أحدكما )‪ - 7 .(5‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أحب‬
‫أحدكم أخاه فليعلمه فانه أصلح لذات البين )‪ - 8] .(6‬الدرة الباهرة‪ :‬قال أبو‬
‫الحسن عليه السلم للمتوكل‪ :‬ل تطلب الصفا ممن كدرت عليه‪ ،‬ول النصح‬
‫ممن صرفت سوء ظنك إليه‪ ،‬فانما قلب غيرك لك كقلبك له[ )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .266‬المحاسن ص ‪ ،266‬وفيه‪ :‬عن الحسين بن على بن‬


‫يونس‪ (3) .‬يعنى من العامة‪ ،‬من دون أن يكون له مصاحبة‪ ،‬يقال‪ :‬رأيته‬
‫في عرض الناس أي فيما بينهم‪ ،‬وفلن من عرض الناس أي هو من‬
‫العامة‪ (4) .‬المحاسن ص ‪ 266‬و ‪ (5) .268‬مجالس المفيد ص ‪(6) .14‬‬
‫نوادر الراوندي ص ‪ (7) .11‬تقدم الحديث في ذيل الباب المتقدم‪ ،‬وهنا‬
‫تكرر من دون مناسبة‪.‬‬

‫]‪[183‬‬

‫)‪) * (13‬باب( * " )من ينبغى مجالسته ومصاحبته ومصادقته‪ ،‬وفضل( " " " "‬
‫)النيس الموافق‪ ،‬والقرين الصالح‪ ،‬وحب الصالحين( " " اليات‪ :‬النعام‪:‬‬
‫ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من‬
‫حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من‬
‫الظالمين )‪ .(1‬الكهف‪ :‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة‬
‫والعشي يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ول‬
‫تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )‪ .(2‬عبس‪:‬‬
‫عبس وتولى * أن جاءه العمى * وما يدريك لعله يزكى *‬

‫)‪ (1‬النعام‪ ،52 :‬وقال الطبرسي في مجمع البيان‪ :‬روى الثعلبي باسناده عن عبد‬
‫ال بن مسعود قال‪ :‬مر الملء من قريش على رسول ال " ص " وعنده‬
‫صهيب وخباب وبلل وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا‪ :‬يا‬
‫محمد أرضيت بهؤلء من قومك أفنحن نكون تبعا لهم‪ ،‬اطردهم عنك‬
‫فلعلك ان طردتهم اتبعناك فنزلت الية‪ .‬أقول‪ ،‬ومثله أخرج أحمد وابن‬
‫جرير وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في‬
‫الحلية عن عبد ال ابن مسعود كما في الدر المنثور ج ‪ 3‬ص ‪(2) .12‬‬
‫الكهف‪ ،28 :‬قال السيوطي‪ :‬في الدر المنثور ج ‪ 4‬ص ‪ :219‬أخرج ابن‬
‫مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب اليمان عن سلمان قال‪:‬‬
‫جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول ال " ص "‪ :‬عيينة بن بدر والقرع بن‬
‫حابس فقالوا يا رسول ال لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن‬
‫هؤلء وأرواح جباههم ]صنانهم[ ‪ -‬يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء‬
‫المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف ‪ -‬جالسناك أو حادثناك وأخذنا‬
‫عنك فنزلت‪ ،‬اقول ومثله في المجمع ج ‪ 6‬ص ‪.465‬‬

‫]‪[184‬‬

‫أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى فأنت له تصدى * وما عليك أل يزكى *‬
‫وأما من جائك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى )‪ - 1 .(1‬ج‪:‬‬
‫بالسناد إلى أبي محمد العسكري‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم )‪ (2‬قال‪ :‬قال‬
‫علي بن الحسين عليه السلم إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه‪.‬‬
‫وتماوت في منطقه )‪ (3‬و تخاضع في حركاته‪ ،‬فرويدا ل يغركم‪ ،‬فما أكثر‬
‫من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف بنيته ومهانته‪ ،‬وجبن‬
‫قلبه‪ ،‬فنصب الدين فخا لها )‪ (4‬فهو ل يزال يختل الناس بظاهره‪ ،‬فان تمكن‬
‫من حرام اقتحمه‪.‬‬

‫)‪ (1‬أخرج السيوطي في الدر المنثور ج ‪ 6‬ص ‪ 314‬روايات متعددة في أنها نزلت‬
‫في عبد ال ابن ام مكتوم ‪ -‬وهو ابن شريح بن مالك بن ربيعة الفهرى‬
‫من بنى عامر بن لؤى ‪ -‬أتى رسول ال " ص " فجعل يقول‪ :‬يا رسول‬
‫ال أرشدني‪ ،‬وعند رسول ال رجل من عظماء المشركين فجعل رسول‬
‫ال يعرض عنه ويقبل على الخر‪ ،‬ويقول أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول‪:‬‬
‫ل‪ ،‬ففى هذا انزلت‪ .‬وقال السيد المرتضى في كتابه تنزيه النبياء‪ :‬على ما‬
‫في المجمع ج ‪ 10‬ص ‪ :437‬روى عن الصادق عليه السلم انها نزلت‬
‫في رجل من بنى امية كان عند النبي " ص " فجاء ابن ام مكتوم فلما‬
‫رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى ال‬
‫سبحانه ذلك وأنكره عليه‪ .‬أقول‪ :‬روى ذلك على بن ابراهيم في تفسيره‬
‫ص ‪ 711‬وصرح بأن الرجل كان عثمان ابن عفان‪ .‬واعلم أنه قد عنون‬
‫المصنف العلمة المجلسي قدس سره في تاريخ نبينا " ص " باب‬
‫عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلف ذلك )ج ‪ 17‬ص ‪ 97 - 34‬من هذه‬
‫الطبعة( ونقل فيه هذه اليات الثلث وغيرها وفسرها وأولها فراجع ان‬
‫شئت‪ (2) .‬في المصدر عن الرضا عليه السلم أنه قال‪ :‬قال على بن‬
‫الحسين عليهما السلم )‪ (3‬تماوت‪ ،‬أظهر من نفسه التخافت والتضاعف‬
‫من العبادة والزهد والصوم‪ (4) .‬الفخ‪ :‬آلة يصاد بها )فارسيته دام( قال‬
‫الخليل‪ :‬هي من كلم العجم‪ ،‬وتسميه العرب الطرق‪(*) .‬‬

‫]‪[185‬‬

‫وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا ل يغركم فان شهوات الخلق مختلفة‪،‬‬
‫فما أكثر من ينبو عن المال الحرام‪ ،‬وإن كثر‪ ،‬ويحمل نفسه على شوهاء‬
‫قبيحة‪ ،‬فيأتي منها محرما‪ ،‬فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا ل يغركم‬
‫حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع‪ ،‬ثم ل يرجع إلى‬
‫عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله‪ ،‬فإذا وجدتم عقله‬
‫متينا فرويدا ل يغركم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله‪ ،‬أو يكون مع‬
‫عقله على هواه‪ ،‬فكيف محبته للرئاسات الباطلة‪ ،‬وزهده فيها‪ ،‬فان في‬
‫الناس من خسر الدنيا والخرة يترك الدنيا للدنيا‪ ،‬ويرى أن لذة الرياسة‬
‫الباطلة أفضل من لذة الموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا‬
‫للرياسة حتى " إذا قيل له اتق ال أخذته العزة بالثم فحسبه جهنم ولبئس‬
‫المهاد " )‪ .(1‬فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات‬
‫الخسارة‪ ،‬ويمده ربه بعد طلبه لما ل يقدر عليه في طغيانه‪ ،‬فهو يحل ما‬
‫حرم ال‪ ،‬ويحرم ما أحل ال ل يبالي بما فات من دينه‪ ،‬إذا سلمت له‬
‫رياسته التي قد شقي من أجلها " فاولئك الذين غضب ال عليهم ولعنهم‬
‫وأعد لهم عذابا مهينا "‪ .‬ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل‪ ،‬الذي جعل‬
‫هواه تبعا لمر ال وقواه مبذولة في رضى ال‪ ،‬يرى الذل مع الحق أقرب‬
‫إلى عز البد مع العز في الباطل‪ ،‬ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها‬
‫يؤديه إلى دوام النعم في دار ل تبيد ول تنفد‪ ،‬وأن كثير ما يلحقه من‬
‫سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب ل انقطاع له ول يزول‪ ،‬فذلكم الرجل‬
‫نعم الرجل‪ ،‬فبه فتمسكوا‪ ،‬وبسنته فاقتدوا‪ ،‬وإلى ربكم به فتوسلوا‪ ،‬فانه ل‬
‫ترد له دعوة‪ ،‬ول تخيب له طلبة )‪ - 2 .(2‬لى‪ :‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أسعد الناس من خالط‬

‫)‪ (1‬اقتباس من قوله تعالى‪ :‬في البقرة‪ (2) .206 :‬احتجاح الطبرسي ص ‪.175‬‬

‫]‪[186‬‬

‫كرام الناس )‪ - 3 .(1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن محمد بن المظفر البزاز‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫رجاء‪ ،‬عن عبد ال ابن سليمان‪ ،‬عن محمد بن علي العطار‪ ،‬عن هارون‬
‫بن أبي بردة‪ ،‬عن عبيد ال بن موسى عن المبارك بن حسان‪ ،‬عن عطية‪،‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال ! أي الجلساء خير ؟ قال‪ :‬من‬
‫ذكركم بال رؤيته‪ ،‬وزادكم في علمكم منطقه‪ ،‬و ذكركم بالخرة عمله )‪.(2‬‬
‫‪ - 4‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي ]عن بعض أصحابنا[ رفعه قال‪ :‬قال‬
‫لقمان لبنه‪ :‬يا بني كن عبدا للخيار‪ ،‬ول تكن ولدا للشرار )‪ - 5 .(3‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن‬
‫سجادة‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن أبي خالد السجستاني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل‬
‫العقل‪ ،‬مشغول القلب‪ ،‬فأولها صحة البدن والثانية المن‪ ،‬والثالثة السعة‬
‫في الرزق‪ ،‬والرابعة النيس الموافق‪ ،‬قلت‪ :‬وما النيس الموافق ؟ قال‪:‬‬
‫الزوجة الصالحة‪ ،‬والولد الصالح‪ ،‬والخليط الصالح‪ ،‬و الخامسة وهي‬
‫تجمع هذه الخصال‪ :‬الدعة )‪ - 6 .(4‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫هاشم‪ ،‬عن ابن مرار‪ ،‬عن يونس عن ابن سنان‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬خمس من لم تكن فيه لم يتهن )‪ (5‬بالعيش‪ :‬الصحة والمن‪ ،‬والغنى‪،‬‬
‫والقناعة‪ ،‬والنيس الموافق )‪ - 7 .(6‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى‬
‫الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبى الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر عليه‬
‫السلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم قال‪ :‬قال‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .14‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .157‬معاني الخبار‬
‫ص ‪ (4) .253‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .137‬أصله مهموز هكذا‪ " :‬لم‬
‫يتهنأ " اعلل الهمزة ياء ثم حذف بالجازم‪ (6) .‬امالي الصدوق ص ‪.175‬‬

‫]‪[187‬‬

‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من وقف نفسه موقف التهمة فل يلومن من أساء به‬
‫الظن ومن كتم سره كانت الخيرة بيده‪ ،‬وكل حديث جاوز اثنين فشا‪ ،‬وضع‬
‫أمر أخيك على أحسنه‪ ،‬حتى يأتيك منه ما يغلبك‪ ،‬ول تظنن بكلمة خرجت‬
‫من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محمل‪ ،‬وعليك باخوان الصدق‬
‫فأكثر من اكتسابهم‪ ،‬فانهم عدة عند الرخاء‪ ،‬وجنة عند البلء‪ ،‬وشاور في‬
‫حديثك الذين يخافون ال‪ ،‬وأحبب الخوان على قدر التقوى‪ ،‬واتقوا أشرار‬
‫النساء‪ ،‬وكونوا من خيارهن على حذر إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن‬
‫كيل يطمعن منكم في المنكر )‪ - 8 .(1‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫لم يكن له واعظ من قلبه‪ ،‬وزاجر من نفسه ولم يكن له قرين مرشد‬
‫استمكن عدوه من عنقه )‪ - 9 .(2‬ن‪ :‬بالسناد إلى دارم عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه ]عن علي[ عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫اطلبوا الخير عند حسان الوجوه فان فعالهم أحرى أن تكون حسنا )‪10 (3‬‬
‫‪ -‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن السكوني عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬ل تقطع أوداء أبيك فيطفأ نورك )‬
‫‪ - 11 .(4‬سن‪ :‬على بن محمد القاسانى‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫القاسم الجعفري قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من وضع حبه‬
‫في غير موضعه‪ ،‬فقد تعرض للقطيعة )‪ - 12 .(5‬ضا‪ :‬روي إن كنت تحب‬
‫أن تستتب لك النعمة‪ ،‬وتكمل لك المروة وتصلح لك المعيشة‪ ،‬فل تشرك‬
‫العبيد والسفلة في أمرك‪ ،‬فانك إن ائتمنتهم خانوك‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق ص ‪ (2) .182‬امالي الصدوق ص ‪ (3) .265‬عيون الخبار ج‬


‫‪ (4) .74 :2‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .269‬المحاسن ص ‪.266‬‬

‫]‪[188‬‬

‫وإن حدثوك كذبوك‪ ،‬وإن نكبت خذلوك‪ ،‬ول عليك أن تصحب ذا العقل‪ ،‬فان لم تحمد‬
‫كرمه انتفعت بعقله‪ ،‬واحترز من سيئ الخلق‪ ،‬ول تدع صحبة الكريم وإن‬
‫لم تحمد عقله‪ ،‬ولكن تنتفع بكرمه بعقلك‪ ،‬وفر الفرار كله من الحمق اللئيم‪.‬‬
‫‪ - 13‬سر‪ :‬من كتاب أبي القاسم ابن قولويه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا رأيتم روضة من رياض الجنة‬
‫فارتعوا فيها‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال وما روضة الجنة ؟ قال‪ :‬مجالس‬
‫المؤمنين‪ - 14 .‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سائلوا العلماء‪،‬‬
‫وخالطوا الحكماء‪ ،‬وجالسوا الفقراء‪ - 15 .‬الدرة الباهرة‪ :‬قال أبو محمد‬
‫العسكري عليه السلم‪ :‬خير إخوانك من نسب ذنبك إليه‪ - 16 .‬نهج‪ :‬قال‬
‫عليه السلم في وصيته للحسن عليه السلم‪ :‬قارن أهل الخير تكن منهم‬
‫وباين أهل الشر تبن عنهم )‪ - 17 .(1‬كنز الكراجكى‪ :‬روي أن سليمان‬
‫عليه السلم قال ل تحكموا على رجل بشئ حتى تنظروا إلى من يصاحب‬
‫فانما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه‪ ،‬وينسب إلى أصحابه وأخدانه‪ .‬وروي‬
‫في الكامل أن عبد ال بن جعفر افتقد صديقا له من مجلسه‪ ،‬ثم جاءه فقال‪:‬‬
‫أين كانت غيبتك ؟ قال‪ :‬خرجت إلى عرض من أعراض المدينة‪ ،‬مع صديق‬
‫لي‪ ،‬فقال له‪ :‬إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته‬
‫زانك وإن تغيبت عنه صانك‪ ،‬وإن احتجت إليه أعانك‪ ،‬وإن رأى منك خلة‬
‫سدها‪ ،‬أو حسنة عدها أو وعدك لم يحرمك‪ ،‬وإن كثرت عليه لم يرفضك‪،‬‬
‫وإن سألته أعطاك‪ ،‬وإن أمسكت عنه ابتداك‪ - 18 .‬أعلم الدين‪ :‬روى جابر‬
‫بن عبد ال عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ل تجلسوا إل‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪.38‬‬


‫]‪[189‬‬

‫عند كل عالم يدعوكم من خمس إلى خمس‪ :‬من الشك إلى اليقين ومن الرياء إلى‬
‫الخلص‪ ،‬ومن الرغبة إلى الرهبة‪ ،‬ومن الكبر إلى التواضع‪ ،‬ومن الغش‬
‫إلى النصيحة‪ .‬وقال الحواريون لعيسى عليه السلم‪ :‬لمن نجالس ؟ فقال‪:‬‬
‫من يذكركم ال رؤيته ويرغبكم في الخرة عمله‪ ،‬ويزيد في منطقكم علمه‪،‬‬
‫وقال لهم‪ :‬تقربوا إلى ال بالبعد من أهل المعاصي‪ ،‬وتحببوا إليه ببغضهم‪،‬‬
‫والتمسوا رضاه بسخطهم‪ .‬وقال لقمان لبنه‪ :‬يا بني صاحب العلماء‪،‬‬
‫واقرب منهم‪ ،‬وجالسهم وزرهم في بيوتهم‪ ،‬فلعلك تشبههم‪ ،‬فتكون معهم‪،‬‬
‫واجلس مع صلحائهم فربما أصابهم ال برحمة فتدخل فيها فيصيبك وإن‬
‫كنت صالحا فابعد من الشرار والسفهاء‪ ،‬فربما أصابهم ال بعذاب فيصيبك‬
‫معهم‪ ،‬فقد أفصح ال سبحانه وتعالى بقوله " فل تقعد بعد الذكرى مع‬
‫القوم الظالمين " )‪ (1‬وبقوله تعالى " وإذا سمعوا آيات ال يكفر بها و‬
‫يستهزئ بها فل تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم‬
‫" )‪ (2‬يعني في الثم‪ ،‬وقال سبحانه‪ " :‬ول تركنوا إلى الذين ظلموا‬
‫فتمسكم النار )‪ .(3‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا اجتمع قوم يذكرون‬
‫ال تعالى اعتزل الشيطان والدنيا عنهم‪ ،‬فيقول الشيطان للدنيا‪ :‬أل ترين ما‬
‫يصنعون ؟ فتقول الدنيا‪ :‬دعهم فلو قد تفرقوا أخذت بأعناقهم‪ .‬وقال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬المجالس ثلثة‪ :‬غانم وسالم وشاحب‪ ،‬فأما الغانم‬
‫فالذي يذكر ال تعالى فيه‪ ،‬وأما السالم فالساكت‪ ،‬وأما الشاحب فالذي‬
‫يخوض في الباطل وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬الجليس الصالح خير من‬
‫الوحدة‪ ،‬والوحدة خير من جليس السوء‪.‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .68 :‬النساء‪ (3) .140 :‬هود‪.113 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫)‪) (14‬باب( * " من ل ينبغى مجالسته ومصادقته ومصاحبته " * * " والمجالس‬
‫التى ل ينبغى الجلوس فيها " * اليات‪ :‬النعام‪ :‬وإذا رأيت الذين يخوضون‬
‫في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك‬
‫الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وما على الذين يتقون‬
‫من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون )‪ .(1‬الفرقان‪ :‬ويوم يعض‬
‫الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيل * يا ويلتا ليتني لم‬
‫أتخذ فلنا خليل * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكان الشيطان‬
‫للنسان خذول )‪ - 1 .(2‬لى‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أحكم الناس من فر من جهال الناس )‪ - 2 .(3‬لى‪ :‬ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن ابن متيل‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن عبد الرحمان‬
‫بن الحجاج‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من رأى أخاه على أمر يكرهه‬
‫فلم يرده عنه‪ ،‬وهو يقدر عليه‪ ،‬فقد خانه‪ ،‬ومن لم يجتنب مصادقة الحمق‬
‫أو شك أن يتخلق بأخلقه )‪ - 3 .(4‬ما‪ ،‬مع‪ ،‬لى‪ :‬في خبر الشيخ الشامي‬
‫سئل أمير المؤمنين عليه السلم أي صاحب‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .69 - 68 :‬الفرقان‪ (3) .29 - 27 :‬امالي الصدوق ص ‪(4) .14‬‬
‫امالي الصدوق ص ‪.162‬‬

‫]‪[191‬‬

‫شر ؟ قال‪ :‬المزين لك معصية ال )‪ - 4 .(1‬ن‪ ،‬لى‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن الصوفي‪ ،‬عن‬
‫الروياني‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬مجالسة الشرار تورث سوء الظن‬
‫بالخيار )‪ - 5 .(2‬ب‪ :‬محمد بن الوليد‪ ،‬عن داود الرقي قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬انظر إلى كل من ل يفيدك منفعة في دينك فل تعتدن‬
‫به‪ ،‬ول ترغبن في صحبته‪ ،‬فان كل ما سوى ال تبارك وتعالى مضمحل‬
‫وخيم عاقبته )‪ - 6 .(3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين‪ ،،‬عن أبي‬
‫الحسين الحضرمي عن البجلي‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن محمد بن سعيد عن‬
‫المحاربي عن الصادق عليه السلم عن ابائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلثة مجالستهم تميت القلب‪ :‬مجالسة النذال‪،‬‬
‫والحديث مع النساء‪ ،‬ومجالسة الغنياء الخبر )‪ .(4‬ل‪ :‬فيما أوصى به‬
‫النبي صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم مثله )‪ - 7 .(5‬ل‪ :‬القاسم بن‬
‫محمد السراج‪ ،‬عن محمد بن أحمد الضبي‪ ،‬عن محمد بن عبد العزيز عن‬
‫عبيد ال بن موسى‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ل‬
‫تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬أمرني والدي‬
‫بثلث ونهاني عن ثلث‪ ،‬فكان فيما قال لي‪ :‬يا بني من يصحب صاحب‬
‫السوء ل يسلم‪ ،‬ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن ل يملك لسانه يندم‬
‫الخبر )‪ - 8 .(6‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫يوسف‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،50‬معاني الخبار ص ‪ ،198‬امالي الصدوق ص‬


‫‪ (2) .237‬عيون الخبار ج ‪ ،53 :2‬امالي الصدوق ص ‪ (3) .267‬قرب‬
‫السناد ص ‪ 35‬ط الحروفية‪ (4) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،43‬والنذل‪:‬‬
‫الخسيس‪ (5) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .42‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.80‬‬
‫]‪[192‬‬

‫حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ل تقارن ول تواخ أربعة‪:‬‬
‫الحمق والبخيل‪ ،‬والجبان‪ ،‬والكذاب‪ ،‬أما الحمق فانه يريد أن ينفعك‬
‫فيضرك‪ ،‬وأما البخيل فانه يأخذ منك ول يعطيك‪ ،‬وأما الجبان فانه يهرب‬
‫عنك وعن والديه‪ ،‬وأما الكذاب فانه يصدق ول يصدق )‪ - 9 .(1‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن أسيد بن‬
‫زيد‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إياك وصحبة‬
‫الحمق فانه أقرب ما تكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك )‪ - 10 .(2‬ما‪:‬‬
‫المفيد‪ ،‬عن المراغي‪ ،‬عن ثوابة بن يزيد‪ ،‬عن أحمد بن علي بن المثنى‪،‬‬
‫عن شبابة بن سوار‪ ،‬عن المبارك بن سعيد‪ ،‬عن خليد الفرا‪ ،‬عن أبي‬
‫المحبر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أربعة مفسدة للقلوب‪:‬‬
‫الخلو بالنساء‪ ،‬والستمتاع منهن‪ ،‬والخذ برأيهن‪ ،‬ومجالسة الموتى‪ ،‬فقيل‬
‫يا رسول ال وما مجالسة الموتى ؟ قال‪ :‬مجالسة كل ضال عن اليمان‪،‬‬
‫وجائر عن الحكام )‪ - 11 .(3‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد الحسيني‪ ،‬عن موسى ابن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬
‫بن زيد‪ ،‬عن أخيه يحيى قال‪ :‬سألت أبي زيد بن علي عليه السلم‪ :‬من أحق‬
‫الناس أن يحذر ؟ قال‪ :‬ثلثة‪ :‬العدو الفاجر‪ ،‬والصديق الغادر‪ ،‬والسلطان‬
‫الجائر )‪ - 12 .(4‬ما‪ :‬بإسناد المجاشعي‪ ،‬عن الصادق عليه السلم عن‬
‫آبائه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬المرء على دين خليله‪،‬‬
‫فلينظر أحدكم من يخالل )‪ - 13 .(5‬ما‪ :‬بالسناد إلى أبي قتادة‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬في وصية ورقة‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .116‬امالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .37‬امالي الطوسى‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .81‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .124‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.132‬‬

‫]‪[193‬‬

‫ابن نوفل لخديجة عليها السلم‪ :‬إياك وصحبة الحمق الكذاب‪ ،‬فإنه يريد نفعك‬
‫فيضرك ويقرب منك البعيد‪ ،‬ويبعد منك القريب‪ ،‬إن ائتمنته خانك‪ ،‬وإن‬
‫ائتمنك أهانك وإن حدثك كذبك‪ ،‬وإن حدثته كذبك‪ ،‬وأنت منه بمنزلة السراب‬
‫الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا )‪ - 14 .(1‬ع‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن شريك عن جابر‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تسبوا‬
‫قريشا ول تبغضوا العرب‪ ،‬ول تذلوا الموالي‪ ،‬ول تساكنوا الخوز‪ ،‬ول‬
‫تزوجوا إليهم‪ ،‬فان لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء )‪ - 15 .(2‬ع‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن الحسين بن طريف‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬يا هشام النبط ليس من العرب ول من العجم‪ ،‬فل تتخذ‬
‫منهم وليا ول نصيرا‪ ،‬فان لهم اصول تدعو إلى غير الوفاء )‪ - 16 .(3‬ع‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن‬
‫علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى قال‪ :‬قال علي بن الحسين عليهما السلم‪:‬‬
‫ليس لك أن تقعد مع من شئت لن ال تبارك وتعالى يقول‪ " :‬وإذا رأيت‬
‫الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره‬
‫وإما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " )‪ (4‬وليس‬
‫لك أن تتكلم بما شئت لن ال عزوجل قال‪ " :‬ول تقف ما ليس لك به علم‬
‫" )‪ (5‬ولن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬رحم ال عبدا قال خيرا‬
‫فغنم‪ ،‬أو صمت فسلم‪ ،‬وليس لك أن تسمع ما شئت لن ال عزوجل يقول‪:‬‬
‫" إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤل " )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .308‬علل الشرائع‪ (3) :‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .253‬النعام‪ (5) .68 :‬اسرى‪ ،36 :‬وما بعدها ذيلها‪ (6) .‬علل‬
‫الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪.293‬‬

‫]‪[194‬‬

‫‪ - 17‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن البرقي رفعه‪ ،‬عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن نباته‪،‬‬
‫عن الحارث العور قال‪ :‬قال علي عليه السلم للحسن عليه السلم في‬
‫مسائله التي سأله عنها‪ :‬يا بني ما السفه ؟ فقال‪ :‬اتباع الدناة‪ ،‬ومصاحبة‬
‫الغواة )‪ - 18 .(1‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‬
‫رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم أنه قال‪ ،‬خمس من خمسة محال‬
‫النصيحة من الحاسد محال والشفقة من العدو محال‪ ،‬والحرمة من الفاسق‬
‫محال‪ ،‬والوفاء من المرءة محال والهيبة من الفقير محال )‪ - 19 .(2‬لى‪:‬‬
‫في مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه نهى عن المحادثة التي تدعو إلى‬
‫غير ال عزوجل )‪ - 20 .(3‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن‬
‫الدهقان‪ ،‬عن درست عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أربعة يذهبن‬
‫ضياعا‪ :‬مودة تمنحها من ل وفاء له‪ ،‬ومعروف عند من ل شكر له‪ ،‬وعلم‬
‫عند من ل استماع له‪ ،‬وسر تودعه عند من ل حصافة له )‪ - 21 .(4‬لى‪:‬‬
‫ابن الوليد‪ ،‬عن ابن أبان‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن يحيى‬
‫الحلبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر عليه‬
‫السلم أنه قال لرجل‪ :‬يا فلن ل تجالس الغنياء فان العبد يجالسهم وهو‬
‫يرى أن ل عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس ل عليه نعمة )‪22 .(5‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‬
‫عليه السلم‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬أربع يمتن القلب‪ :‬الذنب‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ (2) .247‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .129‬امالي الصدوق ص‬


‫‪ (4) .253‬من ل حفاظ به خ ل‪ ،‬راجع الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .126‬امالي‬
‫الصدوق ص ‪.153‬‬

‫]‪[195‬‬

‫على الذنب‪ ،‬وكثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن‪ ،‬ومماراة الحمق تقول ويقول‬
‫ول يرجع إلى خير‪ ،‬ومجالسة الموتى‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا رسول ال ! وما الموتى‬
‫؟ قال‪ :‬كل غني مترف )‪ - 23 .(1‬ضا‪ :‬روي ل تقطع أوداء أبيك‪ ،‬فيطفى‬
‫نورك‪ - 24 .‬سر‪ :‬من كتاب أبي القاسم ابن قولويه‪ ،‬عن عبد العلى‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من كان‬
‫يؤمن بال واليوم الخر فل يجلس في مجلس يسب فيه إمام ويعاب فيه‬
‫مسلم‪ ،‬إن ال يقول‪ " :‬وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم‬
‫حتى يخوضوا في حديث غيره فاما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى‬
‫مع القوم الظالمين " )‪ - 25 .(2‬جا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري قال‪ :‬سمعت أبا الحسن‬
‫عليه السلم يقول لبي‪ :‬مالي رأيتك عند عبد الرحمان بن يعقوب ؟ قال‪:‬‬
‫إنه خالي فقال له أبو الحسن عليه السلم‪ :‬إنه يقول في ال قول عظيما‪:‬‬
‫يصف ال تعالى ويحده‪ ،‬وال ل يوصف‪ ،‬فاما جلست معه وتركتنا وإما‬
‫جلست معنا وتركته‪ ،‬فقال‪ :‬إن هو يقول ما شاء أي شئ علي منه إذا لم أقل‬
‫ما يقول ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلم‪ :‬أما تخاف أن ينزل به نقمة‬
‫فتصيبكم جميعا ؟ أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى وكان أبوه من‬
‫أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسى عليه السلم تخلف عنه‬
‫ليعظه وأدركه موسى وأبوه يراغمه حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا‬
‫فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال له‪ :‬غرق رحمه ال ولم‬
‫يكن على رأي أبيه لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع‬
‫)‪ - 26 .(3‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن حمدويه‪ ،‬عن الحسين بن موسى‪،‬‬
‫عن جعفر‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .108‬النعام‪ (3) .68 :‬مجالس المفيد ص ‪ 73‬وسيجئ‬
‫تحت الرقم ‪ 39‬مبينا‪.‬‬
‫]‪[196‬‬

‫ابن محمد الخثعمي‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم وأبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه‬
‫فان بره بهم بره بوالديه‪ - 27 .‬كش‪ :‬روى علي بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جده‪ ،‬عن علي بن الحسين عليهما السلم أنه كان يقول لبنيه‪ :‬جالسوا أهل‬
‫الدين والمعرفة‪ ،‬فان لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم‪ ،‬فان أبيتم إل‬
‫مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات‪ ،‬فانهم ل يرفثون في مجالسهم‪28 .‬‬
‫‪ -‬ختص‪ :‬معاوية بن وهب قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬كان أبي يقول‪:‬‬
‫قم بالحق ول تعرض لما نابك‪ ،‬واعتزل عما ل يعينك‪ ،‬وتجنب عدوك‪،‬‬
‫واحذر صديقك من القوام إل المين المين الذي خشي ال‪ ،‬ول تصحب‬
‫الفاجر‪ ،‬ول تطلعه على سرك )‪ - 29 .(1‬ختص‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬قال أبي علي بن الحسين‬
‫عليهما السلم‪ :‬يا بني انظر خمسة فل تصاحبهم ول تحادثهم ول ترافقهم‬
‫في طريق فقلت‪ :‬يا أبه من هم ؟ عرفنيهم قال‪ :‬إياك ومصاحبة الكذاب فانه‬
‫بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب‪ ،‬وإياك ومصاحبة الفاسق‬
‫فانه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك‪ ،‬وإياك ومصاحبة البخيل فانه يخذلك في‬
‫ماله أحوج ما تكون إليه‪ ،‬وإياك ومصاحبة الحمق فانه يريد أن ينفعك‬
‫فيضرك‪ ،‬وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في كتاب ال‬
‫عزوجل في ثلثة مواضع‪ :‬قال ال عزوجل‪ " ،‬فهل عسيتم إن توليتم أن‬
‫تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم * اولئك الذين لعنهم ال " إلى آخر‬
‫الية )‪ (2‬وقال عزوجل‪ " :‬الذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه‬
‫ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) .230 :‬القتال‪ 22 :‬وسيأتى بيان الحديث تحت الرقم ‪.44‬‬

‫]‪[197‬‬

‫لهم اللعنة ولهم سوء الدار " )‪ (1‬وقال في البقرة‪ " :‬الذين ينقضون عهد ال من‬
‫بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك‬
‫هم الخاسرون " )‪ - 30 .(2‬ختص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬صديق عدو‬
‫علي عليه السلم عدو علي عليه السلم )‪ - 31 .(3‬كتاب صفات الشيعة‬
‫للصدوق‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن‬
‫ابن حميد‪ ،‬عن ابن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬مجالسة الشرار تورث سوء الظن‬
‫بالخيار ومجالسة الخيار تلحق الشرار بالخيار ومجالسة البرار للفجار‬
‫تلحق البرار بالفجار‪ ،‬فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه‪ ،‬فانظروا‬
‫إلى خلطائه‪ ،‬فان كانوا أهل دين ال فهو على دين ال‪ ،‬وإن كانوا على غير‬
‫دين ال فل حظ له من دين ال إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان‬
‫يقول‪ :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يواخين كافرا ول يخالطن‬
‫فاجرا‪ ،‬ومن آخى كافرا أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا )‪ .(4‬وباسناده‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم قال‪ :‬من جالس أهل الريب فهو مريب )‪(5‬‬
‫‪ - 32‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر عليه السلم‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم‪ ،‬قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬ثلث من حفظهن كان‬
‫معصوما من الشيطان الرجيم‪ ،‬ومن كل بلية‪ :‬من لم يخل بامرأة ليس يملك‬
‫منها شيئا‪ ،‬ولم يدخل على سلطان‪ ،‬ولم يعن صاحب بدعة ببدعته‪- 33 .‬‬
‫ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن رجاء بن يحيى‪ ،‬عن هارون بن‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .24 :‬الختصاص ص ‪ ،239‬والية في البقرة‪(3) .26 :‬‬


‫الختصاص ص ‪ (4) .252‬صفات الشيعة ص ‪ (5) 160‬المصدر ص‬
‫‪.167‬‬

‫]‪[198‬‬

‫مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪:‬‬
‫أردت سفرا فأوصى أبي علي بن الحسين عليهما السلم فقال في وصيته‪:‬‬
‫إياك يا بني أن تصاحب الحمق أو تخالطه‪ ،‬واهجره ول تجادله‪ ،‬فان‬
‫الحمق هجنة عين غائبا كان أو حاضرا إن تكلم فضحه حمقه‪ ،‬وإن سكت‬
‫قصر به عيه‪ ،‬وإن عمل أفسد‪ ،‬وإن استرعى أضاع ل علمه من نفسه‬
‫يغنيه‪ ،‬ول علم غيره ينفعه‪ ،‬ول يطيع ناصحه‪ ،‬ول يستريح مقارنه تود امه‬
‫ثكلته‪ ،‬وامرأته أنها فقدته‪ ،‬وجاره بعد داره‪ ،‬وجليسه الوحدة من مجالسته‪،‬‬
‫إن كان أصغر من في المجلس أعيى من فوقه‪ ،‬وإن كان أكبرهم أفسد من‬
‫دونه )‪ - 34 .(1‬الدرة الباهرة‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ل خير لك‬
‫في صحبة من ل يرى لك مثل الذي يرى لنفسه‪ .‬وقال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬اتقوا من‬
‫تبغضه قلوبكم‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬العافية عشرة أجزاء تسعة منها في‬
‫الصمت إل بذكر ال‪ ،‬وواحد في ترك مجالسة السفهاء‪ .‬وقال الحسن بن‬
‫علي عليه السلم‪ :‬إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد أن ل‬
‫يعرفك‪ ،‬فان أشقى العراض به معارفه‪ .‬وقال موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬من لم يجد للساءة مضضا لم يكن للحسان عنده موقع‪ ،‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬من ولهه )‪ (2‬الفقر أبطره الغنى‪ .‬وقال الجواد عليه السلم‪:‬‬
‫إياك ومصاحبة الشرير فانه كالسيف المسلول يحسن منظره‪ ،‬ويقبح أثره‪.‬‬
‫وقال أبو محمد العسكري عليه السلم‪ :‬اللحاق بمن ترجو خير من المقام‬
‫مع من ل تأمن شره‪ .‬وقال عليه السلم احذر كل ذكر ساكن الطرف )‪.(3‬‬
‫‪ - 35‬نهج‪ :‬قال عليه السلم لبنه الحسن‪ :‬يا بني إياك ومصادقة الحمق‪،‬‬
‫فانه‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ .226‬والهجنة‪ :‬العيب‪ (2) .‬يعنى‪ :‬احزنه واغضبه‪) .‬‬
‫‪ (3‬يعنى ساكن العين ل يطرف‪.‬‬

‫]‪[199‬‬

‫يريد أن ينفعك فيضرك‪ ،‬وإياك ومصادقة البخيل فانه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه‬
‫وإياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه‪ ،‬وإياك ومصادقة الكذاب فانه‬
‫كالسراب يقرب عليك البعيد‪ ،‬ويبعد عليك القريب )‪ - 36 .(1‬نهج‪ :‬قال عليه‬
‫السلم‪ :‬ل تصحب المائق فانه يزين لك فعله‪ ،‬ويود أن تكون مثله )‪.(2‬‬
‫وقال عليه السلم فيما كتب إلى الحارث الهمداني‪ :‬واحذر صحابة من يقبل‬
‫رأيه وينكر عمله‪ ،‬فان الصاحب معتبر بصاحبه )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫وإياك ومصاحبة الفساق فان الشر بالشر ملحق )‪ - 37 .(4‬اعلم الدين‪:‬‬
‫قال النبي صلى ال عليه وآلة‪ :‬الوحدة خير من قرين السوء وقال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬جاملوا الشرار بأخلقهم تسلموا من غوائلهم وباينوهم‬
‫بأعمالكم كيل تكونوا منهم‪ - 38 .‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي زياد النهدي‪ ،‬عن عبد ال بن صالح‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ل ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى ال فيه‪،‬‬
‫ول يقدر على تغييره )‪ .(5‬بيان‪ :‬المراد بمعصية ال ترك أوامره وفعل‬
‫نواهيه‪ ،‬كبيرة كانت أو صغيرة حق ال كان أو حق الناس‪ ،‬ومن ذلك‬
‫اغتياب المؤمن فان فعل أحد شيئا من ذلك وقدرت على تغييره ومنعه منه‬
‫فغيره أشد تغيير حتى يسكت عنه وينزجر منه‪ ،‬ولك ثواب المجاهدين‪ ،‬وإن‬
‫خفت منه فاقطعه وانقله بالحكمة مما هو مرتكبه إلى أمر آخر جائز‪ ،‬ولبد‬
‫من أن يكون النكار بالقلب واللسان ل باللسان وحده‪ ،‬والقلب‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .152‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ .216‬والمائق‪:‬‬


‫الحمق‪ (3) .‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .131‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (5) .143‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.374‬‬

‫]‪[200‬‬

‫مائل إليه‪ ،‬فان ذلك نفاق وفاحشة اخرى‪ ،‬وإن لم تقدر عليه فقم ول تجلس معه فان‬
‫لم تقدر على القيام أيضا فأنكره بقلبك وامقته في نفسك وكن كأنك على‬
‫الرضف فان ال تعالى مطلع على سرائر القلوب وأنت عنده من المرين‬
‫بالمعروف‪ ،‬والناهين عن المنكر‪ ،‬وإن لم تنكر ولم تقم مع القدرة على‬
‫النكار والقيام‪ ،‬فقد رضيت بالمعصية فأنت وهو حينئذ سواء في الثم‪39 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن بكر بن محمد‪ ،‬عن الجعفري قال‪:‬‬
‫سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول لبي ظ‪ :‬مالي رأيتك عند عبد الرحمن‬
‫بن يعقوب ؟ فقال‪ :‬إنه خالي‪ ،‬فقال‪ :‬إنه يقول في ال قول عظيما‪ :‬يصف‬
‫ال ول يوصف فإما جلست معه وتركتنا وإما جلست معنا وتركته‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫هو يقول ما شاء أي شئ علي منه إذا لم أقل ما يقول ؟ فقال أبو الحسن‬
‫عليه السلم‪ :‬أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا أما علمت بالذي‬
‫كان من أصحاب موسى عليه السلم وكان أبوه من أصحاب فرعون‪ ،‬فلما‬
‫لحقت خيل فرعون موسى عليه السلم تخلف عنهم ليعظ أباه فيلحقه‬
‫بموسى عليه السلم فمضى أبوه وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر‬
‫فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فقال‪ :‬هو في رحمة ال ولكن النقمة إذا‬
‫نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع )‪ .(1‬بيان‪ :‬الجعفري هو أبو‬
‫هاشم داود بن القاسم الجعفري هو من أجلة أصحابنا ويقال‪ :‬إنه لقي‬
‫الرضا عليه السلم إلى آخر الئمة عليهم السلم وأبو الحسن يحتمل الرضا‬
‫و الهادى عليهما السلم ويحتمل أن يكون سليمان بن جعفر الجعفري كما‬
‫صرح به في مجالس المفيد )‪ " (2‬يقول "‪ :‬أي الرجل " فقال " أي ذلك‬
‫الرجل‪ ،‬وكونه كلم بكر والضمير للجعفري بعيد‪ ،‬وفي المجالس " يقول‬
‫لبي " وهو أظهر ويؤيد الول " فقال إن خالي " الظاهر تخفيف اللم‪،‬‬
‫وتشديده من الخلة كأنه تصحيف " يصف ال " أي بصفات الجسام‬
‫كالقول بالجسم والصورة آو بالصفات الزائدة كالشاعرة وفي المجالس "‬
‫يصف ال تعالى ويحده " وهو يؤيد الول والواو في قوله عليه السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .374‬مر آنفا تحت الرقم ‪.25‬‬

‫]‪[201‬‬

‫" ول يوصف " للحال أي والحال أنه ل يجوز وصفه بالمعنيين‪ " .‬فإما جلست معه‬
‫" أي ل يمكن الجمع بين الجلوس معه والجلوس معنا فان جالسته كنت‬
‫فاسقا ونحن ل نجالس الفساق مع أن الجمع بينهما مما يوهم تصويب‬
‫قوله‪ ،‬وظاهره مرجوحية الجلوس مع من يجالس أهل العقايد الفاسدة‬
‫وتحريم الجلوس معهم " فيلحقه بموسى " أي يدخله في دينه أو يلحقه‬
‫بعسكره‪ ،‬ومآلهما واحد " فمضى أبوه " أي في الطريق الباطل الذي‬
‫اختاره‪ ،‬أي استمر على الكفر‪ ،‬ولم يقبل الرجوع أو مضى في البحر "‬
‫وهو يراغمه " أي يبالغ في ذكر ما يبطل مذهبه ويذكر ما يغضبه‪ ،‬في‬
‫القاموس‪ :‬المراغمة الهجران والتباعد والمغاضبة‪ ،‬وراغمهم نابذهم‬
‫وهجرهم وعاداهم‪ ،‬وترغم تغضب‪ ،‬وفي المجالس " تخلف عنه ليعظه‬
‫وأدركه موسى وأبوه يراغمه "‪ " .‬حتى بلغا طرفا من البحر " أي أحد‬
‫طرفي البحر‪ ،‬وهو الطرف الذي يخرج منه قوم موسى من البحر وأقول‪:‬‬
‫كأن المعنى هنا‪ :‬قريبا من طرف البحر وفي المجالس " طرف البحر فغرقا‬
‫جميعا فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال له غرق‪ ،‬رحمه ال‪،‬‬
‫ولم يكن على رأي أبيه لكن النقمة إلخ "‪ - 40 .‬كا‪ :‬عن أبي علي‬
‫الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن عبد الرحمن ابن أبي نجران‪ ،‬عن‬
‫عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال‪ :‬ل تصحبوا أهل البدع‬
‫ول تجالسوهم‪ ،‬فتصيروا عند الناس كواحد منهم‪ ،‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬المرء على دين خليله وقرينه )‪ .(1‬بيان‪ " :‬فتصيروا عند‬
‫الناس كواحد منهم " يدل على وجوب الحتراز عن مواضع التهمة‪ ،‬وأن‬
‫فعل ما يوجب حسن ظن الناس مطلوب‪ ،‬إذا لم يكن للرياء والسمعة‪ ،‬وقد‬
‫يمكن أن ينفعه ذلك في الخرة لما ورد أن ال يقبل شهادة المؤمنين وإن‬
‫علم خلفه " المرء على دين خليله " أي عند الناس‪ ،‬فيكون استشهادا لما‬
‫ذكره عليه السلم أو يصير واقعا كذلك فيكون بيانا لمفسدة اخرى‪ ،‬كما ورد‬
‫أن‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.375‬‬

‫]‪[202‬‬

‫" صاحب الشر يعدي وقرين السوء يغوي " وهذا أظهر‪ - 41 .‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود‬
‫بن سرحان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم‬
‫وأكثروا من سبهم‪ ،‬والقول فيهم والوقيعة‪ ،‬وباهتوهم كيل يطمعوا في‬
‫الفساد في السلم‪ ،‬ويحذرهم الناس ول يتعلموا ]ن[ من بدعهم يكتب ال‬
‫لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الخرة )‪ .(1‬بيان‪ :‬كأن المراد‬
‫بأهل الريب الذين يشكون في الدين ويشككون الناس فيه‪ .‬بالقاء الشبهات‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد بهم الذين بناء دينهم على الظنون والوهام الفاسدة‪ ،‬كعلماء‬
‫أهل الخلف ويحتمل أن يراد بهم الفساق والمتظاهرين بالفسوق فان ذلك‬
‫مما يريب الناس في دينهم‪ ،‬وهو علمة ضعف يقينهم‪ ،‬في القاموس‪:‬‬
‫الريب صرف الدهر والحاجة والظنة والتهمة‪ ،‬وفي النهاية الريب الشك‬
‫وقيل‪ :‬هو الشك مع التهمة‪ ،‬والبدعة اسم من البتداع كالرفعة من الرتفاع‬
‫ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة كذا ذكر في المصباح‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬البدعة في الشرع ما حدث بعد الرسول صلى ال عليه وآله ولم‬
‫يرد فيه نص على الخصوص‪ ،‬ول يكون داخل في بعض العمومات أو ورد‬
‫نهي عنه خصوصا أو عموما فل تشمل البدعة ما دخل في العمومات مثل‬
‫بناء المدارس وأمثالها الداخلة في عمومات إيواء المؤمنين وإسكانهم‬
‫وإعانتهم وكانشاء بعض الكتب العلمية والتصانيف التي لها مدخل في‬
‫العلوم الشرعية‪ ،‬وكاللبسة التي لم تكن في عهد الرسول صلى ال عليه‬
‫وآله والطعمة المحدثة فانها داخلة في عمومات الحلية‪ ،‬ولم يرد فيها‬
‫نهي‪ ،‬وما يفعل منها على وجه العموم إذا قصد كونها مطلوبة على‬
‫الخصوص كان بدعة كما أن الصلة خير موضوع ويستحب فعلها في كل‬
‫وقت ولما عين عمر ركعات مخصوصة على وجه مخصوص في وقت‬
‫معين صارت بدعة‪ ،‬وكما إذا عين أحد سبعين تهليلة في وقت مخصوص‬
‫على أنها مطلوبة للشارع في خصوص هذا الوقت بل نص ورد فيها‪ ،‬كانت‬
‫بدعة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.375‬‬

‫]‪[203‬‬

‫وبالجملة إحداث أمر في الشريعة لم يرد فيها نص بدعة‪ ،‬سوء كانت أصلها مبتدعا‬
‫أو خصوصيتها مبتدعة‪ ،‬فما ذكره المخالفون أن البدعة منقسمة بانقسام‬
‫الحكام الخمسة تصحيحا لقول عمر في التراويح " نعمت البدعة " باطل‬
‫إذ ل تطلق البدعة إل على ما كان محرما كما قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬كل بدعة ضللة وكل ضللة سبيلها إلى النار وما فعله عمر كان من‬
‫البدعة المحرمة لنهي النبي صلى ال عليه وآله عن الجماعة في النافلة‪،‬‬
‫فلم ينفعهم هذا التقسيم " ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر " وقد أشبعنا‬
‫القول في ذلك في كتاب الفتن في باب مطاعن عمر‪ .‬قال الشهيد روح ال‬
‫روحه في قواعده‪ :‬محدثات المور بعد النبي صلى ال عليه وآله تنقسم‬
‫أقساما ل تطلق اسم البدعة عندنا إل على ما هو محرم منها‪ .‬أولها الواجب‬
‫كتدوين الكتاب والسنة إذا خيف عليهما التلف من الصدور‪ ،‬فان التبليغ‬
‫للقرون التية واجب إجماعا وللية )‪ (1‬ول يتم إل بالحفظ‪ ،‬وهذا في زمان‬
‫الغيبة واجب‪ ،‬أما في زمن ظهور المام فل‪ ،‬لنه الحافظ لهما حفظا ل‬
‫يتطرق إليه خلل‪ .‬وثانيها المحرم وهو بدعة تناولتها قواعد التحريم وأدلته‬
‫من الشريعة كتقديم غير الئمة المعصومين عليهم وأخذهم مناصبهم‬
‫واستيثار ولة الجور بالموال ومنعها مستحقها وقتال أهل الحق‬
‫وتشريدهم وإبعادهم‪ ،‬والقتل على الظنة‪ ،‬واللزام ببيعة الفساق‪ ،‬والمقام‬
‫عليها‪ ،‬وتحريم مخالفتها‪ ،‬والغسل في المسح‪ ،‬والمسح على غير القدم‪،‬‬
‫وشرب كثير من الشربة‪ ،‬والجماعة في النوافل‪ ،‬والذان الثاني يوم‬
‫الجمعة وتحريم المتعتين‪ ،‬والبغي على المام‪ ،‬وتوريث الباعد ومنع‬
‫القارب‪ ،‬ومنع الخمس أهله‪ ،‬والفطار في غير وقته‪ ،‬إلى غير ذلك من‬
‫المحدثات المشهورات‪ ،‬ومنها بالجماع من الفريقين المكس )‪ (2‬وتولية‬
‫المناصب غير الصالح لها ببذل أو إرث أو غير ذلك‪ .‬وثالثها المستحب وهو‬
‫ما تناولته أدلة الندب كبناء المدارس‪ ،‬والربط‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬يعنى قوله عزوجل‪ :‬لنذركم به ومن بلغ‪ (2) .‬في المصباح‪ :‬قد غلب المكس‬
‫فيما يأخذه أعوان السلطان ظلما عند البيع والشراء‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫ليس منه اتخاذ الملوك الهبة ليعظموا في النفوس‪ ،‬اللهم إل أن يكون مرهبا للعدو‪.‬‬
‫ورابعها المكروه‪ ،‬وهو ما شملته أدلة الكراهة كالزيادة في تسبيح الزهراء‬
‫عليها السلم وسائر الموظفات أو النقيصة منها والتنعم في الملبس‬
‫والمآكل بحيث ل يبلغ السراف بالنسبة إلى الفاعل وربما أدى إلى التحريم‬
‫إذا استضر به وعياله‪ .‬وخامسها المباح وهو الداخل تحت أدلة الباحة‬
‫كنخل الدقيق‪ ،‬فقد ورد أول شئ أحدثه الناس بعد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله اتخاذ المناخل لن لين العيش والرفاهية من المباحات‪ ،‬فوسيلته‬
‫مباحة انتهى‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬البدعة بدعتان‪ :‬بدعة هدى‪ ،‬وبدعة ضلل‪،‬‬
‫فما كان في خلف ما أمر ال به ورسوله فهو في حيز الذم والنكار‪ ،‬وما‬
‫كان واقعا تحت عموم ما ندب ال إليه وحض عليه أو رسوله فهو في حيز‬
‫؟ المدح‪ ،‬وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء‪ ،‬وفعل‬
‫المعروف فهو من الفعال المحمودة‪ ،‬ول يجوز أن يكون ذلك على خلف‬
‫ما ورد به الشرع لن النبي صلى ال عليه وآله قد جعل له في ذلك ثوابا‬
‫فقال‪ " :‬من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها " وقال في‬
‫ضده " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها " وذلك‬
‫إذا كان في خلف ما أمر ال به ورسوله ثم قال‪ :‬وأكثر ما يستعمل به‬
‫المبتدع في الذم انتهى‪ .‬والمراد بسبهم التيان بكلم يوجب الستخفاف‬
‫بهم‪ ،‬قال الشهيد الثاني رفع ال درجته‪ :‬يصح مواجهتهم بما يكون نسبته‬
‫إليهم حقا ل بالكذب‪ ،‬وهل يشترط جعله على طريق النهي‪ ،‬فيشترط‬
‫شروطه أم يجوز الستخفاف بهم مطلقا ؟ ظاهر النص والفتاوى الثاني‬
‫والول الحوط‪ ،‬ودل على جواز مواجهتهم بذلك وعلى رجحانها رواية‬
‫البرقي عن أبي عبد ال عليه السلم إذا ظاهر الفاسق بفسقه فل حرمة له‬
‫ول غيبة‪ ،‬ومرفوعة محمد بن بزيع من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب‬
‫انتهى‪ " .‬والقول فيهم " أي قول الشر والذم فيهم‪ ،‬وفي القاموس الوقيعة‬
‫القتال وغيبة الناس‪ ،‬وفي الصحاح الوقيعة في الناس الغيبة‪ ،‬والظاهر أن‬
‫المراد بالمباهتة إلزامهم بالحجج القاطعة‪ ،‬وجعلهم متحيرين ل يحيرون‬
‫جوابا كما قال تعالى‪ " :‬فنهت الذي‬

‫]‪[205‬‬

‫كفر " )‪ (1‬ويحتمل أن يكون من البهتان للمصلحة فان كثيرا من المساوي يعدها‬
‫أكثر الناس محاسن خصوصا العقائد الباطلة‪ ،‬والول أظهر قال الجوهري‬
‫بهته بهتا أخذه بغتة وبهت الرجل بالكسر إذا دهش وتحير وفي المصباح‪:‬‬
‫بهت وبهت من بابي قرب وتعب‪ :‬دهش وتحير ويعدى بالحرف وغيره‪،‬‬
‫يقال بهته يبهته بفتحتين فبهت بالبناء للمفعول " ول يتعلموا " في أكثر‬
‫النسخ " ول يتعلمون " وهو تصحيف‪ - 42 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن خالد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن يوسف‪ ،‬عن ميسر‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل ينبغي للمسلم أن يواخي الفاجر ول‬
‫الحمق‪ ،‬ول الكذاب )‪ .(2‬بيان‪ :‬الظاهر أن ميسر هو ابن عبد العزيز الثقة‪،‬‬
‫فهو موثق‪ ،‬والمواخاة المصاحبة‪ ،‬والصداقة بحيث يلزمه ويراعي‬
‫حقوقه‪ ،‬ويكون محل أسراره ويواسيه بماله وجاهه‪ ،‬والفجور التوسع في‬
‫الشر قال الراغب‪ :‬الفجر شق الشئ شقا واسعا قال تعالى " وفجرنا‬
‫الرض عيونا " )‪ (3‬والفجور شق ستر الديانة يقال‪ :‬فجر فجورا فهو‬
‫فاجر‪ ،‬وجمعه فجار وفجرة انتهى‪ ،‬وتخصيص الكذاب مع أنه داخل في‬
‫الفاجر لنه أشد ضررا من سائر الفجار‪ - 43 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن سالم الكندي‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم إذا صعد المنبر قال‪ :‬ينبغي‬
‫للمسلم أن يجتنب مواخاة ثلثة‪ :‬الماجن‪ ،‬والحمق‪ ،‬والكذاب‪ ،‬أما الماجن‬
‫فيزين لك فعله‪ ،‬ويحب أن تكون مثله‪ ،‬ول يعينك على أمر دينك ومعادك‪،‬‬
‫ومقارنته جفاء وقسوة‪ ،‬ومدخله ومخرجه عليك عار‪ ،‬وأما الحمق فانه ل‬
‫يشير عليك بخير ول يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه‪ ،‬وربما‬
‫أراد منفعتك فضرك‪ ،‬فموته خير من حياته‪ ،‬وسكوته خير من نطقه‪ ،‬وبعده‬
‫خير من قربه‪ ،‬وأما الكذاب فانه ل يهنئك‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .258 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .375‬القمر‪.12 :‬‬

‫]‪[206‬‬

‫معه عيش‪ ،‬ينقل حديثك‪ ،‬وينقل إليك الحديث‪ ،‬كلما أفنى احدوثة مطها باخرى حتى‬
‫أنه يحدث بالصدق فما يصدق‪ ،‬ويغري بين الناس بالعداوة‪ ،‬فينبت السخائم‬
‫في الصدور فاتقوا ال وانظروا لنفسكم )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس مجن‬
‫مجونا صلب وغلظ‪ ،‬ومنه الماجن لمن ل يبالي قول وفعل كأنه صلب‬
‫الوجه وقال الجوهري‪ :‬المجون أن ل يبالي النسان ما صنع وكأن المراد‬
‫بالجفاء البعد عن الداب الحسنة‪ ،‬ويطلق في الخبار على هذا المعنى‬
‫كثيرا‪ ،‬وهو النسب هنا‪ ،‬ويمكن أن يكون المراد به أنه يوجب غلظ الطبع‪،‬‬
‫وترك الصلة والبر‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬الجفاء البعد عن الشئ‪ ،‬وترك الصلة‬
‫والبر‪ ،‬ومنه الحديث " من بدا جفا " أي من سكن البادية غلظ طبعه لقلة‬
‫مخالطة الناس والجفاء غلظ الطبع " وقسوة " أي توجب القسوة‪،‬‬
‫والمدخل مصدر ميمي وكذا المخرج‪ ،‬ويحتملن الضافة إلى الفاعل وإلى‬
‫المفعول أي دخولك عليه أو دخوله عليك‪ ،‬وكذا المخرج " فانه ل يشير‬
‫عليك بخير " أي إذا شاورته " ول يرجى لصرف السوء عنك " أي إذا‬
‫ابتليت ببلية " ولو أجهد " أي أتعب " نفسه " فان كل ذلك فرع العقل "‬
‫وربما أراد منفعتك فضرك " لحمقه من حيث ل يشعر‪ ،‬فموته خير لك من‬
‫حياته في كل حال وسكوته عند المشورة وغيرها خير لك من نطقه وبعده‬
‫عنك أو بعدك عنه خير لك من قربه‪ ،‬فان احتمال الضرر أكثر من النفع "‬
‫ل يهنئك " بالهمز والقلب أيضا‪ ،‬في المصباح هنؤ الشئ بالضم مع الهمز‬
‫هناءة بالفتح والمد تيسر من غير مشقة ول عناء‪ ،‬فهو هنيئ‪ ،‬ويجوز‬
‫البدال والدغام‪ ،‬وهنأني الولد يهنؤني مهموز من بابي نفع وضرب‪ ،‬أي‬
‫سرني وتقول العرب في الدعاء‪ :‬ليهنئك الولد بهمزة ساكنة وبابدالها ياء‪،‬‬
‫وخذفها عامي‪ ،‬ومعناه سرني فهو هانئ‪ ،‬وهنأني الطعام يهنأني ساغ‪" .‬‬
‫ينقل حديثك وينقل إليك الحديث " أي يكذب عليك عند الناس‪ ،‬ويكذب على‬
‫الناس عندك‪ ،‬فيفسد بينك وبينهم‪ ،‬فقوله " كلما أفنى " بيان مفسدة اخرى‬
‫وهي عدم العتماد على كلمه‪ ،‬ويحتمل أن يكون الجميع لبيان مفسدة‬
‫واحدة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.376‬‬

‫]‪[207‬‬

‫وهو أن العمدة في منفعة الصديق أن يأتيك بكلم غيرك أو فعله‪ ،‬وأن يبلغ رسالتك‬
‫إلى غيره‪ ،‬ولما كانت عادته الكذب ل تعتمد أنت على كلمه ول غيرك‪،‬‬
‫فتنتفي الفائدتان هذا إذا لم يأت بما يوجب الفساد والغراء‪ ،‬وإل فمفسدته‬
‫أشد‪ ،‬فيكون قوله " يغري " تأسيسا ل تأكيدا وفي القاموس الحديث الخبر‬
‫والجمع أحاديث شاذ‪ ،‬والحدوثة ما يتحدث به‪ ،‬وفي الصحاح الحديث الخبر‬
‫يأتي على القليل والكثير‪ ،‬ويجمع على أحاديث على غير قياس‪ ،‬قال الفراء‪:‬‬
‫نرى أن واحد الحاديث احدوثة ثم جعلوه جمعا للحديث والحدوثة ما‬
‫يتحدث به‪ ،‬وقال‪ :‬مطه يمطه أي مده‪ ،‬وفي القاموس مطه مده والدلو‬
‫جذبه‪ ،‬وحاجبيه وخده تكبر وأصابعه مدها مخاطبا بها‪ ،‬وتمطط في الكلم‬
‫لون فيه انتهى‪ .‬وسيأتي هذا الخبر بعينه في أبواب العشرة )‪ (1‬وفيه "‬
‫مطرها " وفي القاموس مطرني بخير أصابني‪ ،‬وما مطر منه خير أو بخير‬
‫أي ما أصابه منه خير‪ ،‬وتمطرت الطير أسرعت في هويها كمطرت وعلى‬
‫الول الباء في قوله " باخرى " لللة‪ ،‬وعلى الثاني للتعدية إلى المفعول‬
‫الثاني " فما يصدق " على بناء المجهول من التفعيل وربما يقرأ على بناء‬
‫المعلوم كينصر أي أصل الحديث صادق فيمطها بكذب من عنده‪ ،‬فل يكون‬
‫صادقا لذلك‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬وفي القاموس أغرى بينهم العداوة ألقاها كأنه‬
‫ألزقها بهم‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬أغريت الكلب بالصيد وأغريت بينهم وأقول‬
‫كأن المعنى هنا يغري بينهم المخاصمات بسبب العداوة أو الباء زائدة‪ ،‬وقد‬
‫قال تعالى " وأغرينا بينهم العداوة والبغضاء " )‪ (2‬ويظهر من بعضهم‬
‫كالجوهري أن الغراء بمعنى الفساد فل يحتاج إلى مفعول وفي بعض‬
‫النسخ فيما سيأتي " ويفرق بين الناس بالعداوة " فل يحتاج إلى تكلف‪،‬‬
‫وقال‪ :‬السخيمة والسخمة بالضم الحقد " وانظروا لنفسكم " أي اختاروا‬
‫للمواخاة والمصاحبة غير هؤلء‪ ،‬حيث عرفتم ضرر مصاحبتهم أو لما‬
‫نبهتكم‬

‫)‪ (1‬رواه الكليني في باب من تكره مجالسته ومرافقته تحت الرقم ‪ 1‬ص ‪ ،639‬ولم‬
‫يخرجه المصنف في هذا الباب‪ (2) .‬المائدة ص ‪.14‬‬

‫]‪[208‬‬

‫على ضرر مصاحبة صاحب السوء فاتقوا عواقب السوء واختاروا للخوة من لم‬
‫تتضرروا بمصاحبتهم في الدين والدنيا‪ ،‬وإن كان غير هؤلء كما سيأتي‬
‫أفرادا اخر وقيل المعنى فانظروا لنفسكم ول تقبلوا قول الكذاب‪ ،‬ول تعادوا‬
‫الناس بقولهم‪ ،‬وقد قال تعالى " إن جائكم فاسق بنباء فتبينوا " )‪ (1‬ول‬
‫يخلو من بعد‪ - 44 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن محمد بن عذافر‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬أو‬
‫أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم عن أبيه قال‪ :‬قال لي علي بن‬
‫الحسين عليهما السلم‪ :‬يا بني انظر خمسة فل تصاحبهم ول تحادثهم ول‬
‫ترافقهم في طريق‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبه من هم ؟ قال‪ :‬إياك ومصاحبة الكذاب فانه‬
‫بمنزلة السراب‪ ،‬يقرب لك البعيد ويباعد لك القريب‪ ،‬وإياك ومصاحبة‬
‫الفاسق فانه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك‪ ،‬وإياك ومصاحبة البخيل فانه‬
‫يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه‪ ،‬وإياك ومصاحبة الحمق فانه يريد أن‬
‫ينفعك فيضرك‪ ،‬وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في‬
‫كتاب ال عزوجل في ثلث مواضع " قال ال عزوجل " فهل عسيتم إن‬
‫توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم اولئك الذين لعنهم ال‬
‫فأصمهم وأعمى أبصارهم " )‪ (2‬وقال‪ " :‬الذين ينقضون عهد ال من بعد‬
‫ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك لهم‬
‫اللعنة ولهم سوء الدار " )‪ (3‬وقال في البقرة " الذين ينقضون عهد ال‬
‫من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض‬
‫اولئك هم الخاسرون " )‪ .(4‬بيان‪ " :‬فانه " أي الكذاب " بمنزلة السراب‬
‫" قال الراغب‪ :‬السراب‪ :‬اللمع في المفازة كالماء‪ ،‬وذلك لنسرابه في‬
‫رأي العين‪ ،‬ويستعمل السراب فيما ل حقيقة له كالشراب فيما له حقيقة‪،‬‬
‫قال تعالى " كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء " وقال تعالى‪:‬‬

‫)‪ (1‬الحجرات‪ (2) .6 :‬القتال‪ (3) .26 :‬الرعد‪ (4) .24 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪،376‬‬
‫والية في البقرة‪.26 :‬‬

‫]‪[209‬‬

‫" وسيرت الجبال فكانت سرابا " انتهى )‪ ،(1‬وقد يقال‪ :‬المراد بالكذاب هنا من‬
‫يكذب على ال ورسوله بالفتاوى الباطلة‪ ،‬ويمكن أن يكون إشارة إلى قوله‬
‫تعالى " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة " الخ‪ .‬وقوله عليه السلم "‬
‫يقرب " استيناف لبيان وجه الشبه‪ ،‬والمستتر فيه راجع إلى الكذاب‪،‬‬
‫والمعنى أنه بكذبه يقرب إليك البعيد عن الحق والواقع أو عن العقل وكذا‬
‫العكس " فانه بائعك " على صيغة اسم الفاعل أو فعل ماض من المبايعة‬
‫بمعنى البيعة‪ ،‬والول أظهر والكلة إما بالفتح أي بأكلة واحدة أو بالضم أي‬
‫لقمة قال الجوهري أكلت الطعام أكل ومأكل والكلة المرة الواحدة حتى‬
‫تشبع‪ ،‬والكلة بالضم اللقمة تقول أكلت أكلة واحدة أي لقمة‪ ،‬وهي القرصة‬
‫أيضا وهذا الشئ اكلة لك أي طعمة انتهى وقد يقرأ بأكله بالضافة إلى‬
‫الضمير الراجع إلى الفاسق كناية عن مال الدنيا‪ ،‬فقوله " وأقل من ذلك "‬
‫الصيت والذكر عند الناس‪ ،‬وهو بعيد والول أصوب كما روي في النهج )‬
‫‪ (2‬عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال لبنه الحسن " يا بني إياك‬
‫ومصادقة الحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك‪ ،‬وإياك ومصادقة البخيل فانه‬
‫يقعد عنك أحوج ما تكون إليه‪ ،‬وإياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه‪،‬‬
‫وإياك ومصادقة الكذاب فانه كالسراب يقرب عليك البعيد‪ ،‬ويبعد عنك‬
‫القريب "‪ .‬والتافه اليسير الحقير‪ ،‬وذلك لنه ل يخاف ال‪ ،‬ويسهل عليه‬
‫خلف الديانة فل يحفظ حق المصادقة " فانه يخذلك في ماله " أي يترك‬
‫نصرتك بسبب ماله " أحوج ما تكون إليه " قيل أحوج منصوب بنيابة‬
‫ظرف الزمان لضافته إلى المصدر‪ ،‬لكون ما مصدرية وكما أن المصدر‬
‫يكون نائبا لظرف الزمان مثل رأيته قدوم الحاج كذلك يكون المضاف إليه‬
‫أيضا نائبا‪ ،‬وتكون تامة ونسبة الحاجة إلى المصدر مجاز والمقصود نسبته‬
‫إلى الفاعل‪ ،‬وإليه متعلق بالحوج‪ ،‬والضمير راجع إلى البخيل أو إلى ماله‪،‬‬
‫وقيل أحوج منصوب على الحال من الكاف " في ثلث مواضع " كذا في‬
‫أكثر النسخ‬

‫)‪ (1‬المفردات ص ‪ ،229‬واليتان في النور‪ ،39 :‬النبأ‪ (2) .20 :‬مر تحت الرقم‬
‫‪ ،35‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[210‬‬

‫وكأن تأنيثه بتأويل المواضع باليات‪ ،‬وفي بعضها في ثلثة وهو أظهر‪ " .‬فهل‬
‫عسيتم إن توليتم " قال البيضاوي أي توليتم امور الناس وتأمرتم عليهم‬
‫أو أعرضتم وتوليتم عن السلم " أن تفسدوا في الرض وتقطعوا‬
‫أرحامكم " تناجزا عن الولية وتجاذبا لها أي رجوعا إلى ما كنتم عليه في‬
‫الجاهلية من التغاور والمقاتلة مع القارب والمعنى أنهم لضعفهم في‬
‫الدين‪ ،‬وحرصهم على الدنيا أحقاء بأن يتوقع ذلك منهم من عرف حالهم‪،‬‬
‫ويقول لهم هل عسيتم " اولئك " المذكورون " الذين لعنهم ال "‬
‫لفسادهم وقطعهم الرحام " فأصمهم " عن استماع الحق وقبوله "‬
‫وأعمى أبصارهم " فل يهتدون إلى سبيله‪ " .‬الذين ينقضون " في الرعد‬
‫" والذين " وحذف العاطف سهل لكن ليس في بعض النسخ " ويفسدون‬
‫في الرض " وكأنه من النساخ لوجوده في أكثر النسخ‪ ،‬وفي كتاب‬
‫الختصاص )‪ (1‬وغيره‪ " .‬عهد ال " قيل ل تعالى عهود‪ :‬عهد أخذه‬
‫بالعقل على عباده باراءة آياته في الفاق والنفس‪ ،‬وبما ذكر من إقامة‬
‫الحجة على وجود الصانع‪ ،‬وقدرته وعلمه وحكمته وتوحيده‪ ،‬وعهد أخذه‬
‫عليهم بأن يقروا بربوبيته‪ ،‬فأقروا وقالوا " بلى " حين قال " ألست بربكم‬
‫" )‪ (2‬وعهد أخذه على أهل الكتاب في الكتب المنزلة على أنبيائهم‬
‫بتصديق محمد صلى ال عليه وآله وعهد أخذه على المم أن يصدقوا نبيا‬
‫بعث إليهم بالمعجزات ويتبعوه ول يخالفوا حكمه‪ ،‬وعهد أخذه عليهم‬
‫بالولية للوصياء وعهد أخذه على العلماء بأن يعلموا الجهال‪ ،‬ويبينوا ما‬
‫في الكتاب ول يكتموه‪ ،‬وعهد أخذه على النبيين بأن يبلغوا الرسالة‪،‬‬
‫ويقيموا الدين ول يتفرقوا فيه‪ .‬وقد وقع النقض في جميع ذلك إل في‬
‫الخير‪ ،‬والضمير في " ميثاقه " للعهد وقال المفسرون‪ :‬هو اسم لما تقع‬
‫به الوثاقة‪ ،‬وهي الستحكام‪ ،‬والمراد به ما وثق ال به عهده من اليات‬
‫والكتب أو ما وثقوه به من اللتزام والقبول‪ ،‬وأن يوصل في‬
‫)‪ (1‬مر تحت الرقم ‪ 29‬فراجع‪ (2) .‬الراجع العراف‪.171 :‬‬

‫]‪[211‬‬

‫محل الخفض على أنه بدل الشتمال من ضمير به‪ .‬وفي تفسير المام عليه السلم‬
‫في تفسير آية البقرة " الذين ينقضون عهد ال " المأخوذ عليهم ل‬
‫بالربوبية‪ ،‬ولمحمد صلى ال عليه وآله بالنبوة‪ ،‬ولعلي بالمامة‪،‬‬
‫ولشيعتهما بالمحبة والكرامة " من بعد ميثاقه " أي إحكامه وتغليظه "‬
‫ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل " من الرحام والقرابات أن يتعاهدوهم‪،‬‬
‫وأفضل رحم وأوجبهم حقا رحم محمد صلى ال عليه وآله فان حقهم‬
‫بمحمد صلى ال عليه وآله كما أن حق قرابات النسان بأبيه وامه ومحمد‬
‫أعظم حقا من أبويه كذلك حق رحمه أعظم‪ ،‬وقطيعته أفظع وأفضح‪،‬‬
‫ويفسدون في الرض بالبراءة ممن فرض ال إمامته‪ ،‬واعتقاد إمامة من‬
‫قد فرض ال مخالفته " اولئك " أهل هذه الصفة " هم الخاسرون "‬
‫خسروا أنفسهم لما صاروا إليه من النيران‪ ،‬وحرموا الجنان فيالها من‬
‫خسارة ألزمتهم عذاب البد فحرمتهم نعيم البد‪ .‬وقيل في " يقطعون ما‬
‫أمر ال به أن يوصل " يدخل فيه التفريق بين النبياء والكتب في‬
‫التصديق‪ ،‬وترك موالة المؤمنين‪ ،‬وترك الجمعة‪ ،‬والجماعات المفروضة‬
‫وسائر ما فيه رفض خير أو تعاطي شر‪ ،‬فانه يقطع الوصلة بين ال وبين‬
‫العبد التي هي المقصودة بالذات من كل وصل وفصل‪ .‬وقوله عليه السلم‬
‫وجدته ملعونا في ثلثة مواضع اللعن في الية الولى والثانية ظاهر‪ ،‬وأما‬
‫الثالثة فلستلزام الخسران لسيما على ما فسره المام عليه السلم اللعن‬
‫والبعد من رحمة ال وال سبحانه في أكثر القرآن وصف الكفار‬
‫بالخسران‪ ،‬فقد قال تعالى " اولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والخرة‬
‫واولئك هم الخاسرون " )‪ (1‬وقال " فل يأمن مكر ال إل القوم الخاسرون‬
‫" )‪ (2‬وقال بعد ذكر الكفار " ل جرم أنهم في الخرة هم الخاسرون " )‪(3‬‬
‫وقال " فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون " )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (2) .68 :‬العراف‪ (3) .98 :‬النحل‪ (4) .108 :‬النفال‪.36 :‬‬

‫]‪[212‬‬

‫وقال " ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون " )‪ (1‬وقال " والذين آمنوا بالباطل‬
‫وكفروا بال اولئك هم الخاسرون " )‪ (2‬وقال‪ " :‬ومن يكفر به فاولئك هم‬
‫الخاسرون " )‪ (3‬وقال " قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم‬
‫يوم القيامة أل ذلك هو الخسران المبين " )‪ (4‬وقال‪ " :‬ول تكونن من‬
‫الذين كذبوا بآيات ال فتكون من الخاسرين " )‪ (5‬وقال " والذين كفروا‬
‫بآيات ال اولئك هم الخاسرون " )‪ (6‬وقال " لئن أشركت ليحبطن عملك‬
‫ولتكونن من الخاسرين " )‪ (7‬وقال " ومن يبتغ غير السلم دينا فلن يقبل‬
‫منه وهو في الخرة من الخاسرين " )‪ (8‬وقال‪ " :‬ومن يكفر باليمان فقد‬
‫حبط عمله وهو في الخرة من الخاسرين " )‪ - 45 .(9‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن شعيب العقرقوفي قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا‬
‫سمعتم آيات ال يكفر بها ويستهزئ بها " )‪ (10‬إلى آخر الية‪ ،‬فقال‪ :‬إنما‬
‫عني بهذا أن إذا سمعتم الرجل يجحد الحق ويكذب به‪ ،‬ويقع في الئمة‪ ،‬فقم‬
‫من عنده ول تقاعده كائنا من كان )‪ .(11‬بيان‪ " :‬وقد نزل عليكم في‬
‫الكتاب " يعني في القرآن وكأنه إشارة إلى قوله تعالى في سورة النعام "‬
‫وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في‬
‫حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين‬
‫" )‪ (12‬فان النعام مكية وهذه الية في سورة النساء وهي مدنية‪ ،‬وكأنه‬
‫عليه السلم‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .177 :‬العنكبوت‪ (3) .51 :‬البقرة‪ (4) .121 :‬الزمر‪(5) .14 :‬‬
‫يونس‪ (6) .95 :‬الزمر‪ (7) .62 :‬الزمر‪ (8) .65 :‬آل عمران‪(9) .85 :‬‬
‫المائدة‪ (10) .4 :‬النساء ‪ (11) .139‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(12) .377‬‬
‫النعام‪.68 :‬‬

‫]‪[213‬‬

‫لذلك اختار هذه الية لشارتها إلى الية الخرى أيضا وتتمة الية " فل تقعدوا‬
‫معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن ال جامع المنافقين‬
‫والكافرين في جهنم جميعا "‪ " .‬أن إذا سمعتم " قيل " أن " مفسرة وقال‬
‫البيضاوي‪ :‬مخففة‪ ،‬والمعنى أنه إذا سمعتم آيات ال‪ ،‬وقد ورد في الخبار‬
‫الكثيرة أن آيات ال الئمة عليهم السلم أو اليات النازلة فيهم‪ ،‬وقال علي‬
‫بن إبراهيم )‪ (1‬هنا آيات ال هم الئمة عليهم السلم " يكفر بها ويستهزئ‬
‫بها " قال البيضاوي‪ :‬حالن من اليات جئ بهما لتقييد النهي عن‬
‫المجالسة عن قوله " فل تقعدوا " الخ الذي هو جزاء الشرط‪ ،‬بما إذا كان‬
‫من يجالسه هازئا معاندا غير مرجو‪ ،‬ويؤيده الغاية‪ ،‬والضمير في " معهم‬
‫" للكفرة المدلول عليهم بقوله " يكفر بها ويستهزئ بها " " إنكم إذا‬
‫مثلهم " في الثم لنكم قادرون على العراض عنهم والنكار عليهم‪ ،‬أو‬
‫الكفر إن رضيتم بذلك أو لن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من‬
‫الحبار كانوا منافقين ويدل عليه " إن ال جامع المنافقين والكافرين في‬
‫جهنم جميعا " يعني القاعدين والمقعود معهم انتهى وفي الية إيماء إلى‬
‫أن من يجالسهم ول ينهاهم هو من المنافقين كائنا من كان أي سواء كان‬
‫من أقاربك أم من الجانب وسواء كان ظاهرا من أهل ملتك أم ل وسواء‬
‫كان معدودا ظاهرا من أهل العلم أم ل وسواء كان من الحكام أو غيرهم‪،‬‬
‫إذا لم تخف ضررا‪ - 46 .‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن‬
‫أسباط‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن عبد العلى ابن أعين‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يجلس مجلسا ينتقص‬
‫فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن )‪ .(2‬بيان‪ " :‬فل يجلس " بالجزم أو الرفع‪،‬‬
‫وكأنه إشارة إلى قوله تعالى " ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر‬
‫يوادون من حاد ال ورسوله " )‪ (3‬وفيه زجر عظيم‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ (2) .144‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .377‬المجادلة‪.22 :‬‬

‫]‪[214‬‬

‫عن استماع غيبة المؤمن حيث عادله بانتقاص المام‪ ،‬يقال فلن ينتقص فلنا أي‬
‫يقع فيه ويذمه‪ - 47 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد الشعري‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يقوم مكان‬
‫ريبة )‪ .(1‬بيان‪ " :‬مكان ريبة " أي مقام تهمة وشك‪ ،‬وكأن المراد النهي‬
‫من حضور موضع يوجب التهمة بالفسق أو الكفر‪ ،‬أو بذمائم الخلق أعم‬
‫من أن يكون بالقيام أو المشي أو القعود أو غيرها‪ ،‬فانه يتهم بتلك الصفات‬
‫ظاهرا عند الناس وقد يتلوث به باطنا أيضا كما مر قال في المغرب‪ :‬رابه‬
‫ريبا شككه‪ ،‬والريبة الشك والتهمة‪ ،‬ومنه الحديث " دع ما يريبك إلى ما ل‬
‫يريبك‪ ،‬فان الكذب ريبة‪ ،‬وإن الصدق طمأنينة " أي ما يشكك ويحصل فيك‬
‫الريبة وهي في الصل قلق النفس واضطرابها أل ترى كيف قابلها‬
‫بالطمأنينة‪ ،‬وهي السكون‪ ،‬وذلك أن النفس ل تستقر متى شكت في آمر‪،‬‬
‫وإذا أيقنته سكنت واطمأنت انتهى‪ .‬ويحتمل أن يكون المراد به المنع عن‬
‫مجالسة أرباب الشكوك والشبهات‪ ،‬الذين يوقعون الشبه في الدين‪،‬‬
‫ويعدونها كياسة ودقة فيضلون الناس عن مسالك أصحاب اليقين كأكثر‬
‫الفلسفة والمتكلمين‪ ،‬فمن جالسهم وفاوضهم ل يؤمن بشئ‪ ،‬بل يحصل في‬
‫قلبه مرض الشك والنفاق‪ ،‬ول يمكنه تحصيل اليقين في شئ من امور‬
‫الدين‪ ،‬بل يعرضه إلحاد عقلي ل يتمسك عقله بشئ ول يطمئن في شئ كما‬
‫أن الملحد الدينى ل يؤمن بملة‪ ،‬فهم كما قال " في قلوبهم مرض فزادهم‬
‫ال مرضا " )‪ (2‬وأكثر أهل زماننا سلكوا هذه الطريقة‪ ،‬وقلما يوجد مؤمن‬
‫على الحقيقة‪ ،‬أعاذنا ال وإخواننا المؤمنين من ذلك‪ ،‬وحفظنا عن جميع‬
‫المهالك‪ - 48 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحكم‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 377‬و ‪ (2) .378‬البقرة‪.10 :‬‬

‫]‪[215‬‬

‫سيف بن عميرة‪ ،‬عن عبد العلى قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول " من‬
‫كان يؤمن بال واليوم الخر فل يقعدون في مجلس يعاب فيه إمام أو‬
‫ينتقص فيه مؤمن )‪] .(1‬بيان‪ [:‬وقد تقدم مثله بتغيير ما في المتن والسند‬
‫)‪ - 49 .(2‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن علي بن محمد بن سعد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم‪ ،‬عن إسحاق بن موسى قال‪ :‬حدثني أخي وعمي عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة مجالس يمقتها ال ويرسل نقمته على‬
‫أهلها‪ ،‬فل تقاعدوهم ول تجالسوهم‪ :‬مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في‬
‫فتياه‪ ،‬ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث‪ ،‬ومجلسا فيه من يصد‬
‫عنا وأنت تعلم‪ ،‬قال ثم تل أبو عبد ال عليه السلم ثلث آيات من كتاب ال‬
‫كأنما كن في فيه‪ ،‬أو قال كفه " ول تسبوا الذين يدعون من دون ال‬
‫فيسبوا ال عدوا بغير علم " )‪ " (3‬وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا‬
‫فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " )‪ " (4‬ول تقولوا لما‬
‫تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب " )‪.(5‬‬
‫بيان‪ :‬كأن المراد بالخ الرضا عليه السلم لن الشيخ عد إسحاق من‬
‫أصحابه عليه السلم وبالعم علي بن جفعر‪ ،‬وكأنه كان " عن أبي عن أبي‬
‫عبد ال " فظن الرواة أنه زائد فأسقطوه‪ ،‬وإن أمكن رواية علي بن جعفر‬
‫عن أبيه‪ ،‬والرضا عليه السلم لم يحتج إلى الواسطة في الرواية‪ ،‬والمراد‬
‫بالنقمة إما العقوبة الدنيوية أو اللعنة‪ ،‬والحكم باستحقاق العقوبة‬
‫الخروية‪ ،‬وقوله " ول تجالسوهم " إما تأكيد لقوله " فل تقاعدوهم " أو‬
‫المراد بالمقاعدة مطلق القعود مع المرء‪ ،‬وبالمجالسة الجلوس معه على‬
‫وجه الموادة والمؤانسة والمصاحبة‪ ،‬كما يقال‪ :‬فلن أنيسه وجليسه‪،‬‬
‫فيكون ترقيا من الدون‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .378‬مر آنفا تحت الرقم ‪ (3) .46‬النعام‪(4) .108 .‬‬
‫النعام‪ (5) .68 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 378‬والية في النحل‪.116 :‬‬

‫]‪[216‬‬
‫إلى العلى كما هو عادة العرب‪ ،‬وعليه جرى قوله تعالى " ول أصغر من ذلك ول‬
‫أكبر " )‪ (1‬وقوله سبحانه " ل تأخذه سنة ول نوم " )‪ (2‬ويحتمل العكس‬
‫أيضا بأن يكون المراد بالمقاعدة من يلزم القعود كقوله تعالى‪ " :‬عن‬
‫اليمين وعن الشمال قعيد " )‪ (3‬أو يكون المراد بأحدهما حقيقة المقاعدة‪،‬‬
‫وبالخرى مطلق المصاحبة‪ .‬وقد ذكروا وجوها من الفرق بين القعود‬
‫والجلوس‪ ،‬لكن مناسبته لهذا المقام محل تأمل‪ ،‬وإن أمكن تحصيلها بتكلف‬
‫قال في المصباح الجلوس غير القعود فالجلوس هو النتقال من سفل إلى‬
‫علو والقعود هو النتقال من علو إلى سفل‪ ،‬فعلى الول يقال لمن هو نائم‬
‫أو ساجد‪ :‬اجلس‪ ،‬وعلى الثاني لمن هو قائم‪ :‬اقعد‪ ،‬وقد يكون جلس بمعنى‬
‫قعد متربعا وقد يفارقه‪ ،‬ومنه جلس بين شعبها أي حصل وتمكن إذ ل‬
‫يسمى هذا قعودا فان الرجل حينئذ يكون متعمدا على أعضائه الربع‪،‬‬
‫ويقال جلس متكئا ول يقال قعد متكئا بمعنى العتماد على أحد الجانبين‬
‫وقال الفارابي وجماعة‪ :‬الجلوس نقيض القيام فهو أعم من القعود‪ ،‬وقد‬
‫يستعملن بمعنى الكون والحصول‪ ،‬فيكونان بمعنى واحد‪ ،‬ومنه يقال جلس‬
‫متربعا وقعد متربعا‪ ،‬والجليس من يجالسك‪ ،‬فعيل بمعنى فاعل‪ " .‬في فتياه‬
‫" قيل " في " للتعليل نحو قوله‪ " :‬فذلكن الذي لمتنني فيه " )‪ (4‬وقال‬
‫الجوهري الرث الشئ البالي‪ ،‬وقال صد عنه صدودا أعرض‪ ،‬وصده عن‬
‫المر صدا منعه وصرفه عنه‪ ،‬والمراد بمن يصد عنهم أعم من ذلك‬
‫المجلس وغيره‪ ،‬لقوله " وانت تعلم " أي وأنت تعمل أنه ممن يصدعنا‪،‬‬
‫فان لم تعلم فل حرج عليك في مجالسته " قال ثم تل " الضمير في قال‬
‫راجع إلى كل من الخ والعم ولذلك تكلف بعضهم وقال الخ والعم واحد‪،‬‬
‫والمراد الخ الرضاعي ول يخفى بعده " أو قال كفه " الترديد من الراوي‬
‫أي أو قال مكان في فيه في كفه‪ ،‬وعلى التقديرين الغرض التعجب‬

‫)‪ (1‬سبأ‪ (2) .3 :‬البقرة‪ (3) .255 :‬ق‪ (4) .17 :‬يوسف‪.31 :‬‬

‫]‪[217‬‬

‫من سرعة الستشهاد باليات بل تفكر وتأمل‪ .‬وترتيب اليات على خلف ترتيب‬
‫المطالب فالية الثالثة للكذب في الفتيا والولى للثاني‪ ،‬إذ قد ورد في‬
‫الخبار أن المراد بسب ال سب أولياء ال‪ ،‬وإذا جلس مجلسا يذكر فيه‬
‫أعداء ال فاما أن يسكت فيكون مداهنا أو يتعرض لهم فيدخل تحت الية‪.‬‬
‫وفي روضة الكافي في حديث طويل عن الصادق عليه السلم " وجاملوا‬
‫الناس ول تحملوهم على رقابكم‪ ،‬تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم‪ ،‬وإياكم وسب‬
‫أعداء ال حيث يسمعونكم‪ ،‬فيسبوا ال عدوا بغير علم‪ ،‬وقد ينبغي لكم أن‬
‫تعلموا حد سبهم ل كيف هو ؟ إنه من سب أولياء ال فقد انتهك سب ال‪،‬‬
‫ومن أظلم عند ال ممن استسب ل ولوليائه فمهل مهل فاتبعوا أمر ال‬
‫ول حول ول قوة إل بال " )‪ .(1‬وروى العياشي )‪ (2‬عنه عليه السلم أنه‬
‫سئل عن هذه الية فقال‪ :‬أرأيت أحدا يسب ال ؟ فقال ل‪ ،‬وكيف ؟ قال‪ :‬من‬
‫سب ولي ال فقد سب ال‪ ،‬وفي العتقادات عنه عليه السلم أنه قيل له‪:‬‬
‫إنا نرى في المسجد رجل يعلن بسب أعدائكم ويسبهم فقال‪ :‬ما له لعنه ال‬
‫تعرض بنا قال ال " ول تسبوا الذين يدعون " الية قال‪ :‬وقال الصادق‬
‫عليه السلم في تفسير هذه الية‪ :‬ل تسبوهم فانهم يسبوا عليكم‪ :،‬فقال‪:‬‬
‫من سب ولي ال فقد سب ال قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه‬
‫السلم‪ :‬من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب ال ومن سب ال فقد كبه‬
‫ال على منخريه في النار‪ .‬والية الثانية للمطلب الثالث إذ قد ورد في‬
‫الخبار أن المراد باليات الئمة عليهم السلم وروى علي بن إبراهيم )‪(3‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فل‬
‫يجلس في مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم إن ال تعالى‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 8‬وص ‪ 7‬و ‪ 8‬في رسالة أبى عبد ال عليه السلم الى جماعة‬
‫الشيعة‪ (2) .‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .373‬تفسير القمى ص ‪.192‬‬
‫)*(‬

‫]‪[218‬‬

‫يقول في كتابه " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " الية‪ ،‬وقيل‪ :‬الولى‬
‫للثالث‪ ،‬و الثانية للثاني وقال‪ :‬الخوض في شئ الطعن فيه كما قال تعالى "‬
‫وكنا نخوض مع الخائضين "‪ .‬ولنرجع إلى تفسير اليات على قول‬
‫المفسرين " ول تسبوا الذين يدعون من دون ال " قالوا أي ل تذكروا‬
‫آلهتهم التي يعبدونها بما فيها من القبائح " فيسبوا ال عدوا " أي تجاوزا‬
‫عن الحق إلى الباطل " بغير علم " أي على جهالة بال‪ ،‬وما يجب أن يذكر‬
‫به‪ ،‬وأقول على تأويلهم عليهم السلم يحتمل أن يكون المعنى بغير علم أن‬
‫سب أولياء ال سب ل‪ " .‬وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " قالوا أي‬
‫بالتكذيب والستهزاء بها والطعن فيها‪ " ،‬فأعرض عنهم " أي فل‬
‫تجالسهم وقم عنهم " حتى يخوضوا في حديث غيره " قيل أعاد الضمير‬
‫على معنى اليات لنها القرآن‪ ،‬وقيل في قوله " في آياتنا " حذف مضاف‬
‫أي حديث آياتنا بقرينة قوله " في حديث غيره " وقال بعد ذلك " وإما‬
‫ينسينك الشيطان " بأن يشغلك بوسوسته حتى تنسى النهي " فل تقعد بعد‬
‫الذكرى " أي بعد أن تذكره " مع القوم الظالمين " أي معهم‪ ،‬بوضع‬
‫الظاهر موضع المضمر دللة على أنهم ظلموا بوضع التكذيب والستهزاء‬
‫موضع التصديق والستعظام‪ " .‬ول تقولوا لما تصف ألسنتكم " قيل اللم‬
‫للتعليل‪ ،‬ومتعلق بالمنهي عنه في " ل تقولوا " وما مصدريه‪ .‬وقال‬
‫البيضاوي‪ :‬انتصاب الكذب بل تقولوا و " هذا حلل وهذا حرام " بدل منه‬
‫أو متعلق بتصف على إرادة القول أي ل تقولوا الكذب لما تصف ألسنتكم‬
‫فتقولوا هذا حلل وهذا حرام أو مفعول ل تقولوا‪ ،‬والكذب منتصب بتصف‪،‬‬
‫وما مصدرية‪ ،‬أي ل تقولوا هذا حلل وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب أي‬
‫ل ترحموا ول تحلوا بمجرد قول تنطق به ألسنتكم من غير دليل‪ ،‬ووصف‬
‫ألسنتهم الكذب مبالغة في وصف كلمهم بالكذب كأن حقيقة الكذب كان‬
‫مجهولة وألسنتهم تصفها وتعرفها بكلمهم هذا‪ ،‬ولذلك عد من فصيح‬
‫الكلم كقولهم‪ :‬وجهها يصف الجمال وعينها تصف السحر‪ " ،‬لتفتروا على‬
‫ال الكذب "‬

‫]‪[219‬‬

‫تعليل ل يتضمن الغرض كما في قوله " ليكون لهم عدوا وحزنا " )‪ - 50 .(1‬كا‪:‬‬
‫بالسناد المتقدم عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن داود بن فرقد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سعيد الجمحي‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫ابتليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنك على الرضف حتى تقوم‪ ،‬فان ال‬
‫يمقتهم ويلعنهم فإذا رأيتهم يخوضون في ذكر إمام من الئمة فقم‪ ،‬فان‬
‫سخط ال ينزل هناك عليهم )‪ .(2‬بيان‪ :‬في النهاية في حديث الصلة كان‬
‫في التشهد الول كأنه على الرضف الرضف الحجارة المحماة على النار‪،‬‬
‫واحدتها رضفة انتهى‪ ،‬وسخط ال لعنهم‪ ،‬و الحكم بعذابهم وخذلنهم‪،‬‬
‫ومنع اللطاف عنهم‪ ،‬فإذا نزل يمكن أن يشمل من قارنهم وقاربهم‪ ،‬فيجب‬
‫الحتراز عن مجالستهم إذا لم تكن تقية‪ - 51 .‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪،‬‬
‫عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قعد عند سباب لولياء ال فقد عصى ال‬
‫)‪ .(3‬بيان‪ :‬يدل على تحريم الجلوس مع النواصب‪ .‬وإن لم يسبوا في ذلك‬
‫المجلس‪ ،‬وهو أيضا محمول على غير التقية‪ - 52 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن عروة عن عبيد بن‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من قعد في مجلس يسب فيه إمام‬
‫من الئمة يقدر على النتصاف )‪ (4‬فلم يفعل ألبسه ال الذل في الدنيا‬
‫وعذبه في الخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫النتصاف النتقام‪ ،‬وفي القاموس انتصف منه استوفى حقه منه كامل حتى‬
‫صار كل على النصف سواء‪ ،‬وتناصفوا أنصف بعضهم بعضا انتهى‪،‬‬
‫والنتصاف‬
‫)‪ (1‬القصص‪ 2) .8 :‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .379‬النتصاب خ ل‪ ،‬النصراف خ‬
‫ل‪ (5) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.379‬‬

‫]‪[220‬‬

‫أن يقتله‪ ،‬إذا لم يخف على نفسه أو عرضه أو ماله‪ ،‬أو على مؤمن آخر‪ ،‬وإضافة "‬
‫صالح " إلى الموصول بيانية فيفيد سلب أصل المعرفة‪ ،‬بناء على أن "‬
‫من " للبيان ويحتمل التبعيض أي من أنواع معرفتنا‪ ،‬فيفيد سلب الكمال‪،‬‬
‫ويحتمل التعليل أي العمال الصالحة والخلق الحسنة التي أعطاه بسبب‬
‫المعرفة ويحتمل أن يكون الضافة لمية فيرجع إلى الخير والول أظهر‪.‬‬
‫‪ - 53‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى‪ ،‬عن علي بن محمد بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن محمد ابن مسلم‪ ،‬عن الحسن بن علي بن النعمان‪ ،‬عن أبي علي‬
‫بن النعمان‪ ،‬عن ابن مسكان عن اليمان بن عبيد ال قال‪ :‬رأيت يحيى بن ام‬
‫الطويل وقف بالكناسة‪ ،‬ثم نادى بأعلى صوته‪ :‬يا معشر أولياء ال أنا براء‬
‫مما تسمعون‪ ،‬من سب عليا فعليه لعنة ال ونحن براء من آل مروان وما‬
‫يعبدون من دون ال‪ ،‬ثم يخفض صوته فيقول‪ :‬من سب أولياء ال فل‬
‫تقاعدوهم‪ ،‬ومن شك فيما نحن عليه فل تفاتحوه‪ ،‬ومن احتاج إلى مسألتكم‬
‫من إخوانكم فقد خنتموه‪ ،‬ثم يقرأ " إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم‬
‫سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب‬
‫وساءت مرتفقا " )‪ .(1‬بيان‪ :‬يحيى بن ام الطويل المطعمي‪ ،‬من أصحاب‬
‫الحسين عليه السلم وقال الفضل بن شاذان‪ :‬لم يكن في زمن علي بن‬
‫الحسين عليه السلم في أول أمره إل خمسة أنفس وذكر من جملتهم يحيى‬
‫بن ام الطويل وروي عن الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬ارتد الناس بعد‬
‫الحسين عليه السلم إل ثلثة‪ :‬أبو خالد الكابلي ويحيى بن ام الطويل و‬
‫جبير بن مطعم‪ ،‬ثم إن الناس لحقوا وكثروا‪ ،‬وفي رواية اخرى مثله وزاد‬
‫فيها‪ :‬وجابر بن عبد ال النصاري‪ ،‬وروي عن أبي جعفر عليه السلم أن‬
‫الحجاج طلبه وقال‪ :‬تلعن أبا تراب‪ ،‬وأمر بقطع يديه ورجليه وقتله )‪.(2‬‬
‫وأقول‪ :‬كان هؤلء الجلء من خواص أصحاب الئمة عليهم السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،379‬والية في براءة‪ (2) .18 :‬راجع رجال الكشى‪.113 :‬‬

‫]‪[221‬‬

‫))أبواب(( * )حقوق المؤمنين بعضهم على بعض( * * )وبعض أحوالهم( * ‪* 15‬‬


‫)باب( * " " )حقوق الخوان واستحباب تذاكرهم( " " " " )وما يناسب‬
‫ذلك من المطالب( " " ‪ - 1‬ج‪ :‬بالسناد إلى أبي محمد العسكري‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم لليوناني الذي رأى‬
‫منه المعجزات الباهرات وأسلم على يديه‪ :‬آمرك أن تواسي إخوانك‬
‫المطابقين لك على تصديق محمد صلى ال عليه وآله وتصديقي والنقياد‬
‫له ولي مما رزقك ال وفضلك على من فضلك به منهم‪ ،‬تسد فاقتهم‪ ،‬وتجبر‬
‫كسرهم‪ ،‬و حلتهم‪ ،‬ومن كان منهم في درجتك في اليمان وساويته فيما لك‬
‫في نفسك‪ ،‬ومن كان منهم فاضل عليك في دينك آثرته بمالك على نفسك‬
‫حتى يعلم ال منك أن دينه آثر عندك من مالك‪ ،‬وأن أولياءه أكرم عليك من‬
‫أهلك وعيالك )‪ - 2 .(1‬ختص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬المسلم أخو‬
‫المسلم‪ ،‬وحق المسلم على أخيه المسلم أن ل يشبع ويجوع أخوه‪ ،‬ول‬
‫يروي ويعطش أخوه‪ ،‬ول يكتسي ويعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على‬
‫أخيه المسلم‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا قال الرجل لخيه أف‬

‫)‪ (1‬الحتجاج ص ‪ ،124‬وفى حديث ‪-‬‬

‫]‪[222‬‬

‫انقطع ما بينهما من الولية‪ ،‬فإذا قال أنت عدوي فقد كفر أحدهما‪ ،‬فإذا اتهمه انماث‬
‫في قلبه اليمان كما ينماث الملح في الماء‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬وال ما عبد‬
‫ال بشئ أفضل من أداء حق المؤمن‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬وال إن المؤمن‬
‫لعظم حقا من الكعبة وقال عليه السلم‪ :‬دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه‬
‫البلء ويدر عليه الرزق )‪ - 3 .(1‬ل )‪ (2‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الحميري‪،‬‬
‫عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة‬
‫من ال عزوجل عليه‪ :‬الجلل له في عينه‪ ،‬والود له في صدره‪ ،‬والمواساة‬
‫له في ماله‪ ،‬وأن يحرم غيبته‪ ،‬وأن يعوده في مرضه‪ ،‬وأن يشيع جنازته‪،‬‬
‫وأن ل يقول فيه بعد موته إل خيرا )‪ - 4 .(3‬ل‪ :‬أبي عن الحميري مثله إل‬
‫أن بعد قوله واجبة له من ال عزوجل‪ :‬وال سائله عما صنع فيها‪ ،‬وبعد‬
‫قوله " في ماله " وأن يحب له ما يحب لنفسه )‪ - 5 .(4‬لى‪ :‬الهمداني‪،‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن صفوان عن العيص‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن الباقر عليه السلم‪ :‬أنه قال‪ :‬أحبب أخاك المسلم واحبب له ما‬
‫تحب لنفسك‪ ،‬واكره له ما تكره لنفسك‪ ،‬إذا احتجت فسله وإذا سألك‬
‫فأعطه‪ ،‬ول تدخر عنه خيرا فانه ل يدخره عنك‪ ،‬كن له ظهرا فانه لك ظهر‪،‬‬
‫إن غاب فاحفظه في غيبته‪ ،‬وإن شهد فزره‪ ،‬وأجله وأكرمه فانه منك وأنت‬
‫منه وإن كان عليك عاتبا فل تفارقه حتى تسل سخيمته‪ ،‬وما في نفسه‪،‬‬
‫وإذا أصابه خير فاحمد ال عليه‪ ،‬وإن ابتلي فاعضده وتمحل له )‪- 6 .(5‬‬
‫فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إن‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ 27 :‬و ‪ (2) .28‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .6‬أمالى الصدوق ص ‪.20‬‬
‫)‪ (4‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .6‬أمالى الصدوق ص ‪ ،194‬وفى بعض‬
‫النسخ‪ :‬تحمل له‪.‬‬

‫]‪[223‬‬

‫ال فرض التحمل في القرآن‪ ،‬قلت‪ :‬وما التحمل جعلت فداك ؟ قال‪ :‬أن يكون وجهك‬
‫أعرض من وجه أخيك‪ ،‬فتحمل له‪ ،‬وهو قوله‪ " :‬ل خير في كثير من‬
‫نجواهم " )‪ - 7 .(1‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن ال فرض عليكم زكاة جاهكم‪ ،‬كما فرض عليكم زكاة‬
‫ما ملكت أيمانكم )‪ - 8 .(2‬فس‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن للمؤمن‬
‫على المؤمن سبع حقوق فأوجبها أن يقول الرجل حقا وإن كان على نفسه‪،‬‬
‫أو على والديه‪ ،‬فل يميل لهم عن الحق )‪ - 9 .(3‬ب‪ :‬ابن سعد‪ ،‬عن‬
‫الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال لخيثمه وأنا أسمع‪ :‬يا‬
‫خيثمة اقرأ موالينا السلم‪ ،‬وأوصهم بتقوى ال العظيم‪ ،‬وأن يعود غنيهم‬
‫على فقيرهم‪ ،‬وقويهم على ضعيفهم‪ .‬وأن يشهد أحياهم جنائز موتاهم‪ ،‬وأن‬
‫يتلقوا في بيوتهم فان لقياهم حياة لمرنا‪ ،‬ثم رفع يده فقال‪ :‬رحم ال من‬
‫أحيا أمرنا )‪ - 10 .(4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن ابن سعد‪ ،‬عن الزدي مثله )‪ - 11 .(5‬ل‪ :‬حمزة العلوي‪،‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن معبد‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫يلزم الحق لمتي في أربع‪ :‬يحبون التائب‪ ،‬ويرحمون الضعيف‪ ،‬ويعينون‬
‫المحسن‪ ،‬ويستغفرون للمذنب )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ ،140‬والية في آل عمران‪ (2) .113 :‬تفسير القمى ص‬


‫‪ (3) .141‬تفسير القمى ص ‪ (4) .144‬قرب السناد ص ‪ (5) .16‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ 135‬وفيه ابن اسحاق بدل ابن سعد‪ (6) .‬الخصال ج ‪1‬‬
‫ص ‪.114‬‬

‫]‪[224‬‬

‫‪ - 12‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن الفضال‪ ،‬عن تغلبة عن‬
‫بعض أصحابنا‪ ،‬عن المعلى بن خنيس قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫ما حق المؤمن على المؤمن ؟ قال‪ :‬سبع حقوق واجبات ما فيها حق إل‬
‫وهو عليه واجب إن خالفه خرج من ولية ال وترك طاعته‪ ،‬ولم يكن ل‬
‫عزوجل فيه نصيب‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك حدثني ما هن ؟ قال‪ :‬يا معلى‬
‫إني شفيق عليك أخشى أن تضيع ول تحفظ وتعلم ول تعمل‪ ،‬قلت‪ :‬ل قوة إل‬
‫بال‪ .‬قال‪ :‬أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك‪ ،‬وتكره له ما تكره‬
‫لنفسك‪ ،‬والحق الثاني أن تمشي في حاجته وتبتغي رضاه ول تخالف قوله‪،‬‬
‫والحق الثالث أن تصله بنفسك ومالك‪ ،‬ويدك ورجلك‪ ،‬ولسانك‪ ،‬والحق‬
‫الرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته وقميصه‪ ،‬والحق الخامس أن ل تشبع‬
‫ويجوع‪ ،‬ول تلبس ويعرى‪ ،‬ول تروي ويظمأ‪ ،‬والحق السادس أن تكون لك‬
‫امرأة وخادم وليس لخيك امرأة ول خادم أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه‪،‬‬
‫وتصنع طعامه‪ ،‬وتمهد فراشه‪ ،‬فان ذلك كله إنما جعل بينك وبينه‪ ،‬والحق‬
‫السابع أن تبر قسمه‪ ،‬وتجيب دعوته‪ ،‬وتشهد جنازته‪ ،‬و تعوده في مرضه‪،‬‬
‫وتشخص بدنك في قضاء حاجته‪ ،‬ول تحوجه إلى أن يسألك‪ ،‬ولكن تبادر‬
‫إلى قضاء حاجته‪ ،‬فإذا فعلت ذلك به‪ ،‬وصلت وليتك بوليته‪ ،‬ووليته‬
‫بولية ال عزوجل )‪ .(1‬ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن الهيثم بن محمد عن محمد بن الفيض‪ ،‬عن المعلى بن خنيس‬
‫مثله )‪ .(3‬ختص‪ ،‬عن عبد العلى عن ابن خنيس مثله‪ - 13 (4) .‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل يكلف المؤمن أخاه الطلب‬
‫إليه إذا علم حاجته‪ ،‬توازروا وتعاطفوا وتباذلوا ول تكونوا بمنزلة المنافق‬
‫الذي يصف‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .6‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .95‬الختصاص‪.28 :‬‬

‫]‪[225‬‬

‫ما ل يفعل )‪ - 14 .(1‬ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن عاصم بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم قال‪ :‬أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبد‬
‫ال عليه السلم فقال له عند الوداع أوصني فقال اوصيك بتقوى ال وبر‬
‫أخيك المسلم‪ ،‬وأحب له ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لنفسك‪ ،‬وإن‬
‫سألك فأعطه‪ ،‬وإن كف عنك فاعرض عليه‪ ،‬ل تمله خيرا فانه ل يملك‪،‬‬
‫وكن له عضدا فانه لك عضد‪ ،‬وإن وجد عليك فل تفارقه حتى تسل سخيمته‬
‫)‪ (2‬وإن غاب فاحفظه في غيبته‪ ،‬وإن شهد فاكنفه واعضده ووازره‬
‫ولطفه وأكرمه‪ ،‬فانه منك وأنت منه‪ - 15 (3) .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن‬
‫قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫يونس‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫ليعن قويكم ضعيفكم‪ ،‬وليعطف غنيكم على فقيركم‪ ،‬ولينصح الرجال أخاه‬
‫كنصحه لنفسه‪ ،‬واكتموا أسرارنا‪ ،‬ول تحملوا الناس على أعناقنا الخبر )‬
‫‪ - 16 .(4‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق بن البهلول‪،‬‬
‫عن أبيه عن أبيه شيبة‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث الهمداني‪ ،‬عن علي‬
‫عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن للمسلم على أخيه‬
‫المسلم من المعروف ستا‪ :‬يسلم عليه إذا لقيه‪ ،‬ويعوده إذا مرض‪ ،‬ويسمته‬
‫إذا عطس‪ ،‬ويشهده إذا مات‪ ،‬ويجيبه إذا دعاه‪ ،‬ويحب له ما يحب لنفسه‪،‬‬
‫ويكره له ما يكره لنفسه )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .157‬حتى تحل خ ل‪ ،‬والسل‪ :‬النتزاع والخراج في‬
‫رفق كسل السيف من الغمد وسل الشعرة من العجين‪ ،‬ومنه قولهم‪:‬‬
‫الهدايا تسل السخائم‪ ،‬وتحل الشكائم‪ ،‬والسخيمة‪ :‬الموجدة والضغينة‪(3) .‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .95‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(5) .236‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.92‬‬

‫]‪[226‬‬

‫‪ - 17‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن علي بن عثمان ابن‬
‫رزين عمن رواه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ست خصال من كن‬
‫فيه كان بين يدي ال وعن يمينه‪ ،‬إن ال يجب المرء المسلم الذي يحب‬
‫لخيه ما يحب لنفسه‪ ،‬ويكره له ما يكره لنفسه‪ ،‬ويناصحه الولية‪ ،‬ويعرف‬
‫فضلي‪ ،‬ويطأ عقبي‪ ،‬وينتظر عاقبتي )‪ - 18 .(1‬سن‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن مالك بن أعين قال‪ :‬أقبل إلى أبو عبد ال عليه‬
‫السلم فقال‪ :‬يا مالك أنتم وال شيعتنا حقا‪ ،‬يا مالك تراك فقد أفرطت في‬
‫القول في فضلنا ؟ إنه ليس يقدر أحد على صفة ال وكنه قدرته وعظمته‬
‫فكما ل يقدر أحد على كنه صفة ال وكنه قدرته وعظمته‪ ،‬ول المثل‬
‫العلى‪ ،‬فكذلك ل يقدر أحد على صفة رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫وفضلنا‪ ،‬وما أعطانا ال وما أوجب من حقوقنا وكما ل يقدر أحد أن يصف‬
‫فضلنا وما أوجب ال من حقوقنا فكذلك ل يقدر أحد أن يصف حق المؤمن‬
‫ويقوم به مما أوجب ال على أخيه المؤمن‪ ،‬وال يا مالك إن المؤمنين‬
‫يلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه‪ ،‬فما يزال ال تبارك وتعالى ناظر‬
‫إليهما بالمحبة والمغفرة‪ ،‬وإن الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما‬
‫حتى يفترقا فمن يقدر على صفة ال وصفة من هو هكذا عند ال ؟ )‪.(2‬‬
‫‪ - 19‬سر‪ :‬من كتاب أبي القاسم ابن قولويه‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬المؤمنون خدم بعضهم لبعض‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف‬
‫يكون خدم بعضهم لبعض ؟ قال‪ :‬نفقتهم بعضهم لبعض‪ - 20 .‬ضا‪ :‬اعلم‬
‫يرحمك ال أن حق الخوان واجب فرض لزم أن تفدونهم لنفسكم‬
‫وأسماعكم وأبصاركم وأيديكم وأرجلكم وجميع جوارحكم‪ ،‬وهو حصونكم‬
‫التي تلجؤن إليها في الشدائد في الدنيا والخرة‪ ،‬ل تماطوهم )‪ (3‬ول‬
‫تخالفوهم ول تغتابوهم ول تدعوا نصرتهم ول معاونتهم‪ ،‬وابذلوا النفوس‬
‫والموال دونهم‪ ،‬والقبال على ال‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .9‬المحاسن ص ‪ (3) .143‬أي ل تفخروا عليهم ويحتمل أن‬
‫يكون " ل تمايطوهم " أي ل تباعدوهم‪ ،‬فتحرر‪(*) .‬‬

‫]‪[227‬‬

‫عزوجل بالدعاء لهم‪ ،‬ومواساتهم ومساواتهم في كل ما يجوز فيه المساواة‬


‫والمواساة ونصرتهم ظالمين ومظلومين بالدفع عنهم‪ .‬وروي أنه سئل‬
‫العالم عليه السلم عن الرجل يصبح مغموما ل يدري سبب غمه ؟ فقال‪:‬‬
‫إذا أصابه ذلك فليعلم أن أخاه مغموم‪ ،‬وكذلك إذا أصبح فرحان لغير سبب‬
‫يوجب الفرح‪ ،‬فبال نستعين على حقوق الخوان والخ الذي يجب له هذه‬
‫الحقوق الذي ل فرق بينك وبينه في جملة الدين وتفصيله‪ ،‬ثم ما يجب له‬
‫بالحقوق على حسب قرب ما بين الخوان وبعده بحسب ذلك‪ .‬أروي عن‬
‫العالم عليه السلم أنه وقف حيال الكعبة ثم قال‪ :‬ما أعظم حقك يا كعبة‬
‫ووال إن حق المؤمن لعظم من حقك‪ .‬وروي أن من طاف بالبيت سبعة‬
‫أشواط كتب ال له ستة آلف حسنة ومحى عنه ستة آلف سيئة‪ ،‬ورفع له‬
‫ستة آلف درجة‪ ،‬وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد‬
‫عشرة‪ - 21 .‬مص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ل يعظم حرمة المسلمين إل‬
‫من عظم ال حرمته على المسلمين ومن كان أبلغ حرمة ل ورسوله كان‬
‫أشد حرمة للمسلمين‪ ،‬ومن استهان بحرمة المسلمين فقد هتك ستر إيمانه‪،‬‬
‫قال رسول ال‪ :‬إن من إجلل ال إعظام ذوي القربى في السلم‪ ،‬وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله من لم يرحم صغيرا ول يوقر كبيرا فليس‬
‫منا‪ ،‬ول تكفر مسلما بذنب تكفره التوبة إل من ذكره ال في الكتاب قال ال‬
‫عزوجل " إن المنافقين في الدرك السفل من النار " )‪ (1‬واشتغل بشأنك‬
‫الذي أنت به مطالب )‪ - 22 .(2‬م‪ :‬قوله عزوجل " صراط الذين أنعمت‬
‫عليهم " قال المام عليه السلم‪ " :‬صراط الذين أنعمت عليهم " أي قولوا‬
‫اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك‪ ،‬وهم الذين قال‬
‫ال تعالى " ومن يطع ال والرسول فاولئك مع‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .145 :‬مصباح الشريعة ص ‪.48‬‬


‫]‪[228‬‬

‫الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك‬


‫رفيقا )‪ (1‬ثم قال‪ :‬ليس هؤلء المنعم عليهم بالمال وصحة البدن‪ ،‬وإن كان‬
‫كل هذا نعمة من ال ظاهرة أل ترون أن هؤلء قد يكونون كفارا أو فساقا‬
‫فما ندبتم بأن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم وإنما امرتم بالدعاء لن‬
‫ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم باليمان بال وتصديق رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله وبالولية لمحمد وآله الطيبين وبالتقية الحسنة التي‬
‫بها يسلم من شر عباد ال‪ ،‬ومن الزيادة في آثام أعداء ال وكفرهم‪ ،‬بأن‬
‫تداريهم ول تغريهم بأذاك وأذى المؤمنين‪ ،‬وبالمعرفة بحقوق الخوان من‬
‫المؤمنين‪ ،‬فانه ما من عبد ول امة والى محمدا وآل محمد‪ ،‬وعادى من‬
‫عاداهم إل كان قد اتخذ من عذاب ال حصنا منيعا وجنة حصينة ول من‬
‫عبد ول أمة دارى عباد ال بأحسن المداراة‪ ،‬ولم يدخل بها في باطل‪ ،‬ولم‬
‫يخرج بها من حق إل جعل ال نفسه تسبيحا وزكى عمله‪ ،‬وأعطاه لصبره‬
‫على كتمان سرنا‪ ،‬واحتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا‪ ،‬ثواب المتشحط‬
‫بدمه في سبيل ال تعالى‪ .‬وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم‬
‫حقوقهم جهده‪ ،‬وأعطاهم ممكنه ورضي منهم بعفوهم‪ ،‬وترك الستقصاء‬
‫عليهم‪ ،‬فما يكون من زللهم غفرها لهم إل قال ال عز وجل له يوم القيامة‪:‬‬
‫يا عبدي قضيت حقوق إخوانك‪ ،‬ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم‪ ،‬فأنا‬
‫أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته من المسامحة والتكرم فانا أقضيك اليوم‬
‫على حق وعدتك به‪ ،‬وأزيدك من فضلي الواسع‪ ،‬ول أستقصي عليك في‬
‫تقصيرك في بعض حقوقي قال‪ :‬فيلحقه بمحمد وآل محمد وأصحابه‪،‬‬
‫ويجعلونه من خيار شيعتهم )‪ - 23 .(2‬م‪ :‬قوله عزوجل " وآتوا الزكوة "‬
‫أي من المال والجاه وقوة البدن‪ ،‬فمن المال مواساة إخوانك المؤمنين‪،‬‬
‫ومن الجاه إيصالهم إلى ما يتقاعسون عنه لضعفهم عن حوائجهم المقررة‬
‫في صدورهم‪ ،‬وبالقوة معونة أخ لك قد سقط حماره أو جمله في صحراء‬

‫)‪ (1‬النساء ص ‪ (2) .69‬تفسير المام ص ‪.16‬‬

‫]‪[229‬‬

‫أو طريق وهو يستغيث فل يغاث تعينه حتى يحمل عليه متاعه‪ ،‬وتركبه وتنهضه‬
‫حتى يلحق القافلة‪ ،‬وأنت في ذلك كله معتقد لموالة محمد وآله الطيبين‬
‫وأن ال يزكي أعمالك ويضاعفها بموالتك لهم وبراءتك من أعدائهم‪ ،‬وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أل فل تتكلوا على الولية وحدها‪ ،‬وأدوا ما‬
‫بعدها من فرائض ال‪ ،‬وقضاء حقوق الخوان‪ ،‬واستعمال التقية فانهما‬
‫اللذان يتمان العمال وينقصان بهما‪ - 24 .‬م‪ :‬أل وإن أعظم فرائض ال‬
‫عليكم بعد فرض موالتنا ومعاداة أعدائنا استعمال التقية على أنفسكم‬
‫وإخوانكم ومعارفكم‪ ،‬وقضاء حقوق إخوانكم في ال أل وإن ال يغفر كل‬
‫ذنب بعد ذلك ول يستقصي فأما هذان فقل من ينجو منهما إل بعد مس‬
‫عذاب شديد‪ ،‬إل أن يكون لهم مظالم على النواصب والكفار‪ ،‬فيكون عذاب‬
‫هذين على اولئك الكفار والنواصب‪ ،‬قصاصا بما لكم عليهم من الحقوق‪،‬‬
‫ومالهم إليكم من الظلم‪ ،‬فاتقوا ال ول تتعرضوا لمقت ال بترك التقية‪،‬‬
‫والتقصير في حقوق إخوانكم المؤمنين‪ - 35 .‬جع‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬مثل مؤمن ل تقية له كمثل جسد ل رأس له ومثل مؤمن ل‬
‫يرعى حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسه كلها صحيحة وهو ل‬
‫يتأمل بعقله‪ ،‬ول يبصر بعينه‪ ،‬ول يسمع باذنه‪ ،‬ول يعبر بلسانه عن‬
‫حاجته‪ ،‬ول يدفع المكاره عن نفسه بالدلء بحججه‪ ،‬ول يبطش لشئ بيديه‬
‫ول ينهض إلى شئ برجليه‪ ،‬فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع‪ ،‬وصار‬
‫غرضا لكل المكاره‪ ،‬فلذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه‪ ،‬فانه فوات‬
‫حقوقهم فكان ]بمنزلة[ العطشان بحضرة الماء البارد‪ ،‬فلم يشرب حتى‬
‫طفى )‪ (1‬وبمنزلة ذي الحواس لم يستعمل شيئا منها لدفاع مكروه ول‬
‫لنتفاع محبوب‪ ،‬فإذا هو مسلوب كل نعمة‪ ،‬مبتلى بكل آفة‪ .‬وقال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬التقية من أفضل أعمال المؤمنين‪ ،‬يصون بها نفسه‬
‫وإخوانه عن الفاجرين‪ ،‬وقضاء حقوق الخوان أشرف أعمال المتقين‪،‬‬
‫يستجلب مودة الملئكة المقربين‪ ،‬وشوق الحور العين‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي مات‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫وقال الحسن بن علي عليهما السلم‪ :‬إن تقية يصلح ال بها امة‪ ،‬لصاحبها مثل‬
‫ثواب أعمالهم‪ ،‬وتركها بما أهلك امة‪ ،‬تاركها شريك من أهلكهم‪ ،‬وإن‬
‫معرفة حقوق الخوان تحبب إلى الرحمن ويعظم الزلفى لدى الملك الديان‪،‬‬
‫وإن ترك قضائها يمقت الرحمن ويصغر الرتبة عند الكريم المنان )‪26 .(1‬‬
‫‪ -‬ختص‪ :‬عن الحارث‪ ،‬عن علي بن أبي طالب قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله للمسلم على المسلم ست‪ :‬يسلم عليه إذا لقيه‪ ،‬ويسمته إذا‬
‫عطس‪ ،‬ويعوده إذا مرض ويجيبه إذا دعاه‪ ،‬ويشهده إذا توفي‪ ،‬ويحب له‬
‫ما يحب لنفسه‪ ،‬وينصح له بالغيب )‪ - 27 (2‬ختص‪ :‬روي عن عبد العظيم‬
‫الحسني‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال يا عبد العظيم أبلغ عني‬
‫أوليائي السلم‪ ،‬وقل لهم أن‪ :‬ل تجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيل‪،‬‬
‫ومرهم بالصدق في الحديث‪ ،‬وأداء المانة‪ ،‬ومرهم بالسكوت وترك الجدال‬
‫فيما ل يعنيهم‪ ،‬وإقبال بعضهم على بعض‪ ،‬والمزاورة فان ذلك قربة إلي‬
‫ول يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا‪ ،‬فاني آليت على نفسي أنه من‬
‫فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت ال ليعذبه في الدنيا أشد العذاب‪،‬‬
‫وكان في الخرة من الخاسرين وعرفهم أن ال قد غفر لمحسنهم‪ ،‬وتجاوز‬
‫عن مسيئهم إل ‪ -‬من أشرك بي أو آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوء‬
‫فان ال ل يغفر له حتى يرجع عنه‪ ،‬فان رجع عنه‪ ،‬وإل نزع روح اليمان‬
‫عن قلبه‪ ،‬وخرج عن وليتي‪ ،‬ولم يكن له نصيب في وليتنا‪ ،‬وأعوذ بال‬
‫من ذلك )‪ - 28 .(3‬كتاب قضاء الحقوق للصوري قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم فيما أوصى به رفاعة بن شداد البجلي قاضي الهواز في رسالة‬
‫إليه‪ :‬دار المؤمن ما استطعت فان ظهره حمى ال ونفسه كريمة على ال‪،‬‬
‫وله يكون ثواب ال‪ ،‬وظالمه خصم ال‪ ،‬فل تكن خصمه‪ .‬وقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته‪.‬‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪ 110‬و ‪ (2) .111‬الختصاص ص ‪ (3) .233‬الختصاص‪:‬‬


‫‪.247‬‬

‫]‪[231‬‬

‫وقال صلى ال عليه وآله مخاطبا للمؤمنين‪ :‬تزاوروا وتعاطفوا وتباذلوا‪ ،‬ول تكونوا‬
‫بمنزلة المنافق الذي يصف ما ل يفعل‪ .‬وباسناده عن جعفر بن محمد‬
‫العاصمي قال‪ :‬حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فأفردوا‬
‫لي مكانا ننزل فيه فاستقبلنا أبو الحسن موسى عليه السلم على حمار‬
‫أخضر يتبعه طعام‪ ،‬ونزلنا بين النخل‪ ،‬فجاء ونزل وأتى بالطست والشنان‬
‫فبدأ بغسل يديه وادير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا ثم اعيد إلى من‬
‫على يساره حتى أتى على آخرنا‪ ،‬ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال‪ :‬كلوا‬
‫بسم ال ثم ثنى بالخل ثم اتي بكتف مشوى فقال‪ :‬كلوا بسم ال هذا طعام‬
‫كان يعجب رسول ال‪ ،‬ثم اتي بسكباج فقال كلوا بسم ال فهذا طعام كان‬
‫يعجب أمير المؤمنين ثم اتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال‪ :‬كلوا بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسن عليه السلم ثم اتي بلبن‬
‫حامض قد ثرد فيه فقال‪ :‬كلوا بسم ال فهذا طعام كان يعجب الحسين‬
‫فأكلنا‪ ،‬ثم اتي بأضلع باردة فقال‪ :‬كلوا بسم ال فان هذا طعام كان يعجب‬
‫علي بن الحسين‪ ،‬ثم اتي بجبن مبزر )‪ (1‬ثم قال‪ :‬كلوا بسم ال فان هذا‬
‫طعام كان يعجب محمد بن علي عليه السلم ثم اتي بلوز )‪ (2‬فيه بيض‬
‫كالعجة فقال‪ :‬كلوا بسم ال فان هذا طعام كان يعجب أبا عبد ال عليه‬
‫السلم ثم اتي بحلواء ثم قال‪ :‬كلوا فان هذا طعام يعجبني ورفعت المائدة‪.‬‬
‫فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال عليه السلم‪ :‬مه إن ذلك يكون في‬
‫المنازل تحت السقوف فأما في مثل هذا المكان فهو لعامة الطير والبهائم‪،‬‬
‫ثم اتي بالخلل فقال‪ :‬من حق الخلل أن تدير لسانك في فيك‪ ،‬فما أجابك‬
‫ابتلعته‪ ،‬وما امتنع فبالخلل‪ ،‬واتي بالطست والماء فابتدأ بأول من على‬
‫يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه إلى آخرهم‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتواسي ؟ قلت‪ :‬على أفضل ما كان‬

‫)‪ (1‬جبن مبزر‪ ،‬جعل فيه البازير‪ ،‬وهى ما يطيب الغذاء‪ (2) .‬في بعض النسخ "‬
‫بتور " والتور الناء الصغير‪ ،‬والعجة بالضم‪ :‬طعام يتخذ من البيض‬
‫والدقيق والسمن أو الزيت‪ ،‬ولعل فارسيته " خاگينه "‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫عليه أحد‪ ،‬قال‪ :‬أيأتي أحدكم إلى دكان أخيه أو منزله عند الضائقة فيستخرج كيسه‬
‫ويأخذ ما يحتاج إليه فل ينكر عليه ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فلستم على ما احب في‬
‫التواصل‪ .‬أقول‪ :‬قد مر برواية اخرى في باب جوامع آداب الكل )‪ .(1‬ومن‬
‫الكتاب المذكور باسناده‪ ،‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬يا مفضل كيف حال الشيعة عندكم ؟ قلت‪ :‬جعلت فداك ما‬
‫أحسن حالهم ؟ وأوصل بعضهم بعضا ؟ وأبر بعضهم ببعض ؟ قال‪ :‬أيجيئ‬
‫الرجل منكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه ويأخذ منه حاجته ل يجبهه ول‬
‫يجد في نفسه ألما ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل وال ما هم كذا‪ ،‬قال‪ :‬وال لو كانوا ثم‬
‫اجتمعت شيعة جعفر بن محمد على فخذ شاة لصدرهم‪ .‬وبإسناده‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم قال‪ :‬ما عبد ال بشئ أفضل من أداء حق‬
‫المؤمن‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬إن ل تبارك وتعالى حرمات‪ :‬حرمة كتاب ال‪،‬‬
‫وحرمة رسول ال صلى ال عليه وآله وحرمة بيت المقدس‪ ،‬وحرمة‬
‫المؤمن‪ .‬وبإسناده‪ ،‬عن عبد المؤمن النصاري قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫الحسن موسى عليه السلم وعنده محمد بن عبد ال بن محمد الجعفي‬
‫فتبسمت إليه فقال‪ :‬اتحبه ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬وما أحببته إل‪ ،‬فيكم‪ ،‬فقال‪ :‬هو‬
‫أخوك‪ ،‬المؤمن أخو المؤمن لمه وأبيه‪ ،‬فملعون من غش أخاه وملعون من‬
‫لم ينصح أخاه‪ ،‬وملعون من حجب أخاه‪ ،‬وملعون من اغتاب أخاه‪ .‬وباسناده‬
‫قال‪ :‬سئل عن الرضا عليه السلم ما حق المؤمن على المؤمن ؟ فقال‪ :‬إن‬
‫من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره‪ ،‬والمواساة له في ماله‪،‬‬
‫والنصرة له على من ظلمه‪ ،‬وإن كان فئ للمسلمين وكان غائبا أخذله‬
‫بنصيبه‪ ،‬وإذا مات فالزيارة إلى قبره‪ ،‬ول يظلمه ول يغشه ول يخونه ول‬
‫يخذله ول يغتابه ول يكذبه‪ ،‬ول يقول له اف فإذا قال له اف فليس بينهما‬
‫ولية‪ ،‬وإذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما صاحبه‪ ،‬وإذا اتهمه انماث‬
‫اليمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء‪.‬‬
‫)‪ (1‬ومر أيضا في ج ‪ 48‬ص ‪ 117‬من هذه الطبعة عن مكارم الخلق ص ‪.165‬‬

‫]‪[233‬‬

‫ومن أطعم مؤمنا كان أفضل من عتق رقبة‪ ،‬ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه ال من‬
‫الرحيق المختوم‪ ،‬ومن كسى مؤمنا من عرى كساه ال من سندس وحرير‬
‫الجنة ومن أقرض مؤمنا قرضا يريد به وجه ال عزوجل حسب له ذلك‬
‫بحساب الصدقة حتى يؤديه إليه‪ ،‬ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا‬
‫فرج ال عنه كربة من كرب الخرة‪ ،‬ومن قضى لمؤمن حاجة كان أفضل‬
‫من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام وإنما المؤمن بمنزلة الساق من‬
‫الجسد وإن أبا جعفر الباقر عليه السلم استقبل الكعبة وقال‪ :‬الحمد ل‬
‫الذي كرمك وشرفك وعظمك‪ ،‬وجعلك مثابة للناس وأمنا وال لحرمة‬
‫المؤمن أعظم حرمة منك‪ ،‬ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه‪،‬‬
‫فقال له عند الوداع‪ :‬أوصني فقال‪ :‬اوصيك بتقوى ال وبر أخيك المؤمن‬
‫فأحببت له ما تحب لنفسك‪ ،‬وإن سألك فأعطه‪ ،‬وإن كف عنك فاعرض‬
‫عليه‪ ،‬ل تمله فانه ل يملك‪ ،‬وكن له عضدا‪ ،‬فان وجد عليك فل تفارقه حتى‬
‫تسل سخيمته‪ ،‬فان غاب فاحفظه في غيبته‪ ،‬وإن شهد فاكنفه‪ ،‬واعضده‪،‬‬
‫وزره وأكرمه‪ ،‬والطف به‪ ،‬فانه منك وأنت منه‪ ،‬وفطزك لخيك المؤمن‪،‬‬
‫وإدخال السرور عليه أفضل من الصيام و أعظم أجرا )‪ - 29 .(1‬نوادر‬
‫الراوندي‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬المؤمن مرآة لخيه المؤمن‪ ،‬ينصحه إذا‬
‫غاب عنه‪ ،‬و يميط عنه ما يكره إذا شهد‪ ،‬ويوسع له في المجلس )‪30 .(2‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬وجدت بخط محمد بن علي الجباعي نقل من خط الشيخ الشهيد‬
‫رحمه ال ما هذه صورته‪ :‬من كتاب المؤمن لبن سعيد الحسين الهوازي‬
‫وأصله كوفي بإسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل وال ل يكون‬
‫]المؤمن[ مؤمنا أبدا حتى يكون لخيه مثل الجسد‪ :‬إذا ضرب عليه عرق‬
‫واحد تداعت له سائر عروقه‪.‬‬

‫)‪ (1‬سيأتي مضمون هذه الحاديث مستخرجة عن الكافي وبعدها بيان مفصل أغنانا‬
‫عن تكرارها فراجع الرقم ‪ 39‬وما بعده‪ (2) .‬نوادر الراوندي ص ‪.8‬‬

‫]‪[234‬‬

‫وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬لكل شئ شئ يستريح إليه‪ ،‬وإن المؤمن يستريح إلى‬
‫أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله‪ ،‬وعن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى‬
‫تداعى له سائره بالسهر والحمى‪ .‬وعن المعلى بن خنيس قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬ما حق المؤمن على المؤمن ؟ قال‪ :‬إني عليك شفيق‪،‬‬
‫إني أخاف أن تعلم ول تعمل‪ ،‬وتضيع ول تحفظ قال‪ :‬فقلت‪ :‬ل حول ول قوة‬
‫إل بال‪ ،‬قال‪ :‬للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ليس منها حق إل‬
‫وهو واجب على أخيه‪ ،‬إن ضيع منها حقا خرج من ولية ال‪ ،‬وترك‬
‫طاعته‪ ،‬ولم يكن له فيها نصيب‪ .‬أيسر حق منها أن تحب له ما تحب‬
‫لنفسك‪ ،‬وأن تكره له ما تكره لنفسك والثاني أن تعينه بنفسك ومالك‪،‬‬
‫ولسانك‪ ،‬ويديك‪ ،‬ورجليك‪ ،‬والثالث أن تتبع رضاه‪ ،‬وتجتنب سخطه‪ ،‬وتطيع‬
‫أمره‪ ،‬والرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته‪ ،‬و الخامس ل تشبع ويجوع‪،‬‬
‫وتروي ويظمأ‪ ،‬وتكسى ويعرى‪ ،‬والسادس أن يكون لك خادم وليس له‬
‫خادم أو لك امرأة تقوم عليك‪ ،‬وليس له امرأة تقوم عليه‪ ،‬أن تبعث خادمك‬
‫تغسل ثيابه وتصنع طعامه‪ ،‬وتهيئ فراشه‪ ،‬والسابع تبر قسمه‪ ،‬وتجيب‬
‫دعوته وتعود مرضته‪ ،‬وتشهد جنازته‪ ،‬وإن كانت له حاجة تبادر مباردة‬
‫إلى قضائها‪ ،‬ول تكلفه أن يسألكها‪ ،‬فإذا جعلت ذلك وصلت وليتك بوليته‪،‬‬
‫ووليته بوليتك‪ .‬وعن المعلى مثله‪ ،‬وقال في حديثه‪ :‬فإذا فعلت ذلك وصلت‬
‫وليتك بوليته ووليته بولية ال عزوجل‪ .‬وقال‪ :‬أحبب لخيك المسلم ما‬
‫تحب لنفسك‪ ،‬فإذا احتجت فسله‪ ،‬وإذا سألك فأعطه‪ ،‬ول تمله خيرا ول يمل‬
‫لك‪ ،‬كن له ظهرا فانه لك ظهير‪ ،‬واحفظه في غيبته‪ ،‬و إن شهد فزره وأجله‬
‫وأكرمه فانه منك وأنت منه‪ ،‬وإن كان عليك عانبا فل تفارقه حتى تسل‬
‫سخيمته‪ ،‬وإن أصابه خير فاحمد ال عزوجل وإن ابتلي فأعطه‪ ،‬وتحمل‬
‫عنه وأعنه‪.‬‬

‫]‪[235‬‬

‫نصر بن قابوس قال‪ :‬قلت لبي الحسن الماضي عليه السلم بلغني عن أبيك‬
‫]الحسين ظ[ أنه أتاه آت فاستعان به عليه السلم على حاجة‪ ،‬فذكر له أنه‬
‫معتكف‪ ،‬فأتى الحسن )‪ (1‬عليه السلم فذكر له ذلك فقال‪ :‬أما علم أن‬
‫المشي في حاجة المؤمن حتى يقضيها خير من اعتكاف شهرين متتابعين‬
‫في المسجد الحرام بصيامها ؟ ثم قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬و من‬
‫اعتكاف الدهر )‪ - 31 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن‬
‫هارون بن حميد وعبد ال بن محمد بن عبد العزيز‪ ،‬عن بكر بن شيبة‪ ،‬عن‬
‫أبي الحوص‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن علي بن أبي طالب عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬للمسلم على المسلم ست‬
‫خصال بالمعروف‪ :‬يسلم عليه إذا لقيه‪ ،‬ويجيبه إذا دعاه‪ ،‬ويسمته إذا‬
‫عطس ويعوده إذا مرض‪ ،‬ويحضر جنازته إذا مات‪ ،‬ويحب له ما يحب‬
‫لنفسه )‪ - 32 .(3‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمود بن محمد بن‬
‫مهاجر‪ ،‬عن صالح ابن زيد‪ ،‬عن نصر بن حريش‪ ،‬عن روح بن مسافر‪،‬‬
‫عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف يسلم عليه‬
‫إذا لقيه‪ ،‬ويسمته إذا عطس‪ ،‬ويعوده إذا مرض‪ ،‬ويشهد جنازته إذا مات‬
‫ويجيبه إذا دعاه‪ ،‬ويحب له ما يحب لنفسه‪ ،‬ويكره له ما يكره لنفسه بظهر‬
‫الغيب )‪ - 33 .(4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن علي بن بلل‪ ،‬عن علي بن سليمان‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد بن مالك رفعه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله ال عنه يوم القيامة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في الكمبانى‪ :‬أبا الحسن وهو سهو ظاهر‪ (2) .‬أقول‪ :‬هذه الحاديث قد مر نقلها‬
‫عن سائر المصادر بلفظها وسندها‪ ،‬كما سيجئ بعضها عن الكافي مع‬
‫توضيحها وفيه على ما سيجئ تحت الرقم ‪ 113‬من الباب ‪ 20‬حديث مثل‬
‫ذلك وفيه أن المعتكف كان هو الحسين بن على عليهما السلم وبعده بيان‬
‫مفصل للمؤلف رحمه ال فراجع‪ (4 - 3) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.248‬‬
‫)‪ (5‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ 27‬وهكذا ما بعده‪.‬‬

‫]‪[236‬‬

‫‪ - 34‬ما‪ :‬قال المفيد‪ :‬رأيت في بعض الصول حديثا لم يحضرني الن إسناده‪ ،‬عن‬
‫الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم قال‪ :‬من صحب أخاه المؤمن في‬
‫طريق فتقدمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره‪ ،‬فقد أشاط بدمه وأعان عليه‪.‬‬
‫‪ - 35‬كنز الكراجكى‪ :‬باسناد مذكور في المناهي عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ملعون ملعون رجل يبدؤه أخوه بالصلح فلم‬
‫يصالحه‪ - 36 .‬منه‪ :‬عن الحسين بن محمد بن علي الصيرفي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عمر الجعابي عن القاسم بن محمد بن جعفر العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫للمسلم على أخيه ثلثون حقا ل براءة له منها إل بالداء أو العفو يغفر‬
‫زلته‪ ،‬ويرحم عبرته‪ ،‬ويستر عورته‪ ،‬ويقيل عثرته‪ ،‬ويقبل معذرته‪ ،‬ويرد‬
‫غيبته‪ ،‬ويديم نصيحته‪ ،‬ويحفظ خلته‪ ،‬ويرعى ذمته‪ ،‬ويعود مرضته‪،‬‬
‫ويشهد ميته‪ ،‬و يجيب دعوته‪ ،‬ويقبل هديته‪ ،‬ويكافئ صلته‪ ،‬ويشكر نعمته‪،‬‬
‫ويحسن نصرته‪ ،‬و يحفظ حليلته‪ ،‬ويقضي حاجته‪ ،‬ويشفع مسألته‪ ،‬ويسمت‬
‫عطسته‪ ،‬ويرشد ضالته ويرد سلمه‪ ،‬ويطيب كلمه‪ ،‬ويبر إنعامه‪ ،‬ويصدق‬
‫أقسامه‪ ،‬ويوالي وليه‪ ،‬ول يعاديه‪ ،‬وينصره ظالما ومظلوما‪ :‬فأما نصرته‬
‫ظالما فيرده عن ظلمه‪ ،‬وأما نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقه‪ ،‬ول‬
‫يسلمه‪ ،‬ول يخذله‪ ،‬ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له من الشر‬
‫ما يكره لنفسه‪ .‬ثم قال عليه السلم‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يقول‪ :‬إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضى‬
‫له وعليه‪ - 37 .‬ومنه‪ :‬باسناده‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين‪ :‬يوم الثنين‬
‫ويوم الخميس‪ ،‬فيغفر لكل عبد مؤمن إل من كانت بينه وبين أخيه شحناء‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬اتركوا هذين حتى يصطلحا‪ - 38 .‬عدة الداعي‪ :‬عنهم عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬ل يكمل عبد حقيقة اليمان حتى يحب أخاه المؤمن‪ .‬وعنهم عليهم‬
‫السلم شيعتنا‪ :‬المتحابون المتباذلون فينا‪ .‬وقال عبد المؤمن النصاري‪:‬‬
‫دخلت على المام أبي الحسن موسى بن جعفر‬

‫]‪[237‬‬

‫عليه السلم وعنده محمد بن عبد ال بن محمد الجعفري )‪ (12‬فتبسمت إليه فقال‪،‬‬
‫أتحبه ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬وما أحببته إل لكم‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬هو أخوك‪،‬‬
‫والمؤمن أخو المؤمن لبيه وامه ملعون ملعون من اتهم أخاه‪ ،‬ملعون‬
‫ملعون من غش أخاه‪ ،‬ملعون ملعون من لم ينصح أخاه‪ ،‬ملعون ملعون من‬
‫استأثر على أخيه‪ ،‬ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ملعون ملعون من‬
‫اغتاب أخاه‪ .‬وعنه صلى ال عليه وآله‪ :‬أوثق عرى اليمان الحب في ال‪،‬‬
‫والبغض في ال‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬لكل شئ شئ يستريح إليه‪،‬‬
‫وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله‪ ،‬أو ما‬
‫رأيت ذلك ؟ وقال عليه السلم‪ :‬المؤمن أخو المؤمن هو عينه ومرآته‬
‫ودليله‪ ،‬ل يخونه ول يخدعه ول يظلمه ول يكذبه ول يغتابه‪ - 39 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪،‬‬
‫عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من حق‬
‫المؤمن على أخيه المؤمن أن يشبع جوعته‪ ،‬ويواري عورته‪ ،‬ويفرج عنه‬
‫كربته‪ ،‬ويقضي دينه‪ ،‬فإذا مات خلفه في أهله وولده )‪ .(2‬بيان‪ " :‬أن‬
‫يشبع جوعته " إسناد الشبع إلى الجوعة مجاز‪ ،‬يقال‪ :‬أشبعته أي أطعمته‬
‫حتى شبع‪ ،‬وفي المصباح جاع الرجل جوعا والسم الجوع والجوعة "‬
‫ويواري " أي يستر " عورته " وهي كلما يستحى منه إذا ظهر‪ ،‬وما‬
‫يجب ستره من الرجل القبل والدبر ومن المرأة جميع الجسد إل ما استثني‬
‫والمة كالحرة إل في الرأس‪ ،‬والظاهر أن المراد هنا أعم من ذلك‪ ،‬بل‬
‫المراد إلباسه باللباس المتعارف بما هو عادة أمثاله‪ ،‬و فسر في بعض‬
‫الروايات قوله عليه السلم‪ " :‬عورة المؤمن على المؤمن حرام " أن‬
‫المراد بها عيوبه‪ ،‬ويحتمل هنا ذلك‪ ،‬لكنه بعيد‪ ،‬والكربة بالضم اسم من‬
‫كربه المر فهو مكروب أي أهمه وأحزنه‪ ،‬وقضاء ؟ الدين أعم من أن‬
‫يكون في حال الحياة أو‬
‫)‪ (1‬مر تحت الرقم ‪ 28‬وفيه الجعفي وهو الصحيح‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ .169‬وفى‬
‫نسخة الكمبانى زاد في الهامش قبل رمز كا‪ " :‬اعلم الدين " فكأن‬
‫الحديث يوجد في " اعلم الدين " أيضا‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫بعد الموت‪ ،‬وقوله " خلفه " كنصره أي كان عوضه وخليفته في قضاء حوائج‬
‫أهله وولده ورعايتهم‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬خلفت الرجل في أهله إذا قمت بعده‬
‫فيهم‪ ،‬وقمت عنه بما كان يفعله‪ ،‬وفي الدعاء للميت " اخلفه في عقبه "‬
‫أي كن لهم بعده‪ - 40 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن عبد ال بن بكير الهجري‪ ،‬عن معلى بن خنيس‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما حق المسلم على المسلم ؟ قال‪ :‬له‬
‫سبع حقوق واجبات ما منهن حق إل وهو عليه واجب‪ ،‬إن ضيع منها شيئا‬
‫خرج من ولية ال وطاعته‪ ،‬ولم يكن ل فيه من نصيب قلت له‪ :‬جعلت‬
‫فداك وما هي ؟ قال يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع ول تحفظ‬
‫وتعلم ول تعمل‪ ،‬قال قلت له‪ :‬ل قوة إل بال‪ .‬قال‪ :‬أيسر حق منها أن تحب‬
‫له ما تحب لنفسك‪ ،‬وتكره له ما تكره لنفسك والحق الثاني أن تجتنب‬
‫سخطه وتتبع مرضاته‪ ،‬وتطيع أمره‪ ،‬والحق الثالث أن تعينه بنفسك‪،‬‬
‫ومالك ولسانك ويدك ورجلك‪ ،‬والحق الرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته‪،‬‬
‫والحق الخامس ل تشبع ويجوع‪ ،‬ول تروى ويظمأ‪ ،‬ول تلبس ويعرى‬
‫والحق السادس أن يكون لك خادم وليس لخيك خادم فواجب أن تبعث‬
‫خادمك فيغسل ثيابه‪ ،‬ويصنع طعامه‪ ،‬ويمهد فراشه‪ ،‬والحق السابع أن تبر‬
‫قسمه‪ ،‬وتجيب دعوته‪ ،‬وتعود مريضه‪ ،‬وتشهد جنازته وإذا علمت أن له‬
‫حاجة تبادره إلى قضائها ول تلجئه أن يسألكها‪ ،‬ولكن تبادره مبادرة‪ ،‬فإذا‬
‫فعلت ذلك وصلت وليتك بوليته ووليته بوليتك )‪ .(1‬تبيان‪ " :‬واجبات "‬
‫بالجر صفة للحقوق‪ ،‬وقيل‪ :‬أو بالرفع خبرا للسبع ويمكن حمل الوجوب‬
‫على العم من المعنى المصطلح والستحباب المؤكد إذ ل أظن أحدا قال‬
‫بوجوب أكثر ما ذكر مع تضمنه للحرج العظيم " من ولية ال " أي‬
‫محبته سبحانه أو نصرته‪ ،‬والضافة إما إلى الفاعل أو إلى المفعول‪ ،‬وفي‬
‫النهاية الولية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق‪ ،‬والولية بالكسر في‬
‫المارة والولء في المعتق‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.169‬‬

‫]‪[239‬‬
‫والموالة من والى القوم‪ ،‬وفي القاموس الولي القرب والدنو والولي السم منه‪،‬‬
‫والمحب والصديق والنصير‪ ،‬وولي الشئ وعليه ولية وولية أو هي‬
‫المصدر‪ ،‬وبالكسر الخطة والمارة والسلطان‪ ،‬وتوله اتخذه وليا‪ ،‬والمر‬
‫تقلده‪ ،‬وإنه لبين الولءة والولية والتولي والولء والولية وتكسر‪ ،‬والقوم‬
‫على ولية واحدة وتكسر أي يد انتهى )‪ .(1‬قوله " ولم يكن ل فيه من‬
‫نصيب " أي ل يصل شئ من أعماله إلى ال ول يقبلها‪ ،‬أو ليس هو من‬
‫السعداء الذين هم حزب ال‪ ،‬بل هو من الشقياء الذين هم حزب الشيطان‪،‬‬
‫وحمل جميع ذلك على المبالغة وأنه ليس من خلص أولياء ال‪ .‬ثم الظاهر‬
‫أن هذه الحقوق بالنسبة إلى المؤمنين الكاملين أو الخ الذي واخاه في ال‪،‬‬
‫وإل فرعاية جميع ذلك بالنسبة إلى جميع الشيعة حرج عظيم‪ ،‬بل ممتنع إل‬
‫أن يقال إن ذلك مقيد بالمكان بل السهولة‪ ،‬بحيث ل يضر بحاله‪ .‬وبالجملة‬
‫هذا أمر عظيم يشكل التيان به‪ ،‬والطاعة فيه‪ ،‬إل بتأييده سبحانه‪ ،‬قوله "‬
‫إني عليك شفيق " أي خائف أن ل تعمل أو متعطف محب من أشفقت على‬
‫الصغير أي حنوت وعطفت‪ ،‬ولذا ل أذكرها لك‪ ،‬لني أخاف أن تضيع ول‬
‫تعتني بشأنه ول تحفظه وتنساه‪ ،‬أو ل ترويه أول تعمل به‪ ،‬فالفقرة التية‬
‫مؤكدة‪ ،‬وعلى التقادير يدل على أن الجاهل معذور‪ ،‬ول ريب فيه إن لم يكن‬
‫له طريق إلى العلم‪ .‬لكن يشكل توجيه عدم ذكره عليه السلم ذلك وإبطائه‬
‫فيه للخوف من عدم عمله به‪ ،‬وتجويز مثل ذلك مشكل‪ ،‬وإن ورد مثل ذلك‬
‫في بيان وجوب الغسل على النساء في احتلمهن حيث ورد النهي عن‬
‫تعليمهن هذا الحكم‪ ،‬لئل يتخذنه علة‪ ،‬مع أن ظاهر أكثر اليات والخبار‬
‫وجوب التعليم والهداية وإرشاد الضال‪ ،‬لسيما بالنسبة إليهم عليهم السلم‬
‫مع عدم خوف وتقية كما هو ظاهر هذا المقام‪ ،‬وقد قال تعالى " إن الذين‬
‫يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب‬
‫فاولئك‬

‫)‪ (1‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪.401‬‬

‫]‪[240‬‬

‫يلعنهم ال ويلعنهم اللعنون " )‪ (1‬وأمثالها كثيرة‪ .‬ويمكن الجواب عنه بوجهين‪:‬‬
‫الول أن الظاهر أن غرضه عليه السلم من هذا المتناع لم يكن ترك ذكره‬
‫والعراض عنه‪ ،‬بل كان الغرض تشويق المخاطب إلى استماعه وتفخيم‬
‫المر عليه‪ ،‬وأنه أمر شديد أخاف أن ل تعمل به فتستحق العقاب ولم‬
‫يصرح عليه السلم بأني ل أذكره لك لذلك‪ ،‬ول أنك مع عدم العلم معذور بل‬
‫إنما أكد المر الذي أراد إلقاءه عليه‪ ،‬بتأكيدات‪ ،‬لتكون أدعى له على العمل‬
‫به‪ .‬كما إذا أراد المير أن يأمر بعض عبيده وخدمه بأمر صعب‪ ،‬فيقول قبل‬
‫أن يأمره به‪ :‬اريد أن اوليك أمرا صعبا عظيما وأخاف أن ل تعمل به‬
‫لصعوبته‪ ،‬وليس غرضه المتناع عن الذكر بل التأكيد في الفعل‪ .‬والثاني‬
‫أن يكون هذا مؤيدا لستحباب هذه المور‪ ،‬ووجوب بيان المستحبات‬
‫لجميع الناس لسيما لمن يخاف عليه عدم العمل به غير معلوم‪ ،‬خصوصا‬
‫إذا ذكره عليه السلم لبعض الناس بحيث يكفي لشيوع الحكم وروايته‪،‬‬
‫وعدم صيرورته متروكا بين الناس بل يمكن أن يكون عدم ذكره إذا خيف‬
‫استهانته بالحكم واستخفافه به‪ ،‬أفضل وأصلح بالنسبة إلى السامع‪ ،‬إذ ترك‬
‫المستحب مع عدم العلم به أولى بالنسبة إليه من استماعه وعدم العتناء‬
‫بشأنه وكل الوجهين اللذين خطرا بالبال حسن ولعل الول أظهر وأحسن‬
‫وأمتن‪ .‬وقوله " ل قوة إل بال " إظهار للعجز عن التيان بطاعة ال‪ ،‬كما‬
‫يستحقه وطلب للتوفيق منه تعالى ضمنا " أن تجتنب سخطه " أي في‬
‫غير ما يسخط ال " وتتبع مرضاته " مصدر أي رضاه‪ ،‬فيما لم يكن‬
‫موجبا لسخط ال‪ ،‬وكذا إطاعة المر مقيد بذلك‪ ،‬وكأن عدم التقييد في تلك‬
‫الفقرات يؤيد كون المراد بالخ الصالح الذي يؤمن من ارتكاب غير ما‬
‫يرضى ال غالبا‪ " .‬بنفسك " بأن تسعي في حوائجه بنفسك " وبمالك "‬
‫بالمواساة واليثار والنفاق وقضاء الدين ونحو ذلك‪ ،‬قبل السؤال وبعده‬
‫والول أفضل " ولسانك " بأن تعينه‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.159 :‬‬

‫]‪[241‬‬

‫بالشفاعة عند الناس وعند ال‪ ،‬والدعاء ودفع الغيبة عنه‪ ،‬وذكر محاسنه في‬
‫المجالس وإرشاده إلى مصالحه الدينية والدنيوية وهدايته وتعليمه " ويدك‬
‫ورجلك " باستعمالهما في جلب كل خير ودفع كل شر يتوقفان عليهما‪.‬‬
‫وجمل " ويجوع ويظمأ ويعرى " حالية وفي المصباح خدمه يخدمه خدمة‬
‫فهو خادم غلما كان أو جارية والخادمة بالهاء في المؤنث قليل‪ ،‬وفي‬
‫القاموس مهده كمنعه بسطه كمهده " وأن يبر قسمه " من باب الفعال‪،‬‬
‫وبر اليمين من باب علم وضرب صدق‪ ،‬وإبرار المقسم‪ :‬العمل بما ناشده‬
‫عليه‪ ،‬أو تصديقه فيما أقسم عليه كما في الحديث لو أقسم على ال لبره‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬أي لو أقسم على وقوع أمر أوقعه ال إكراما له‪ ،‬وقيل لو دعا ال‬
‫على البت لجابه‪ ،‬وفي النهاية بر قسمه وأبره أي صدقه‪ ،‬ومنه الحديث‬
‫أمرنا بسبع منها إبرار المقسم‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬بررت والدي بالكسر أبره‬
‫برا وفلن يبر خالقه أي يطيعه‪ ،‬وبر فلن في يمينه صدق‪ ،‬وفي القاموس‬
‫البر الصلة وضد العقوق بررته أبره كعلمته وضربته‪ ،‬والصدق في اليمين‪،‬‬
‫وقد بررت وبررت وبرت اليمين تبر وتبر كيمل ويحل برا وبرا وبرورا‬
‫وأبرها أمضاها على الصدق انتهى‪ ،‬والمشهور بين الصحاب استحباب‬
‫العمل بما أقسمه عليه غيره‪ ،‬إذا كان مباحا استحبابا مؤكدا ول كفارة‬
‫بالمخالفة على أحدهما‪ ،‬وفي مرسلة ابن سنان عن علي ابن الحسين عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا أقسم الرجل على أخيه فلم يبر قسمه‪ ،‬فعلى المقسم كفارة‬
‫يمين‪ ،‬وهو قول لبعض العامة‪ ،‬وحملها الشيخ على الستحباب وقيل‪:‬‬
‫المراد بإبرار القسم أن يعمل بما وعد الخ لغيره من قبله بأن يقضي‬
‫حاجته‪ ،‬فيفي بذلك ول يخفى ما فيه‪ .‬قوله " وصلت وليتك بوليته " أي‬
‫محبته لك بمحبتك له‪ ،‬وبالعكس أي صارت المحبة ثابتة مستقرة بينك‬
‫وبينه وصرت سببا لذلك‪ ،‬أو عملت بمقتضى وليتك له ووليته لك عمل‬
‫بقوله تعالى " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " )‪ (1‬كما يقال‬
‫وصل الرحم وقطعها‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بوليتهما موالتهما للئمة‬

‫)‪ (1‬براءة‪.71 :‬‬

‫]‪[242‬‬

‫أي أحكمت الخوة الحاصلة بينكما‪ ،‬من جهة الولية‪ ،‬وفي الخصال )‪ " (1‬وصلت‬
‫وليتك بوليته ووليته بولية ال عزوجل‪ - 41 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن سيف‪ ،‬عن أبيه سيف‪ ،‬عن عبد العلى بن‬
‫أعين قال‪ :‬كتب أصحابنا يسألون أبا عبد ال عليه السلم عن أشياء‬
‫وأمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه‪ ،‬فسألته فلم يجبني فلما جئت‬
‫لودعه فقلت سألتك فلم تجبني فقال‪ :‬إني أخاف أن تكفروا‪ ،‬إن من أشد ما‬
‫افترض ال على خلقه ثلثا‪ :‬إنصاف المرء من نفسه‪ ،‬حتى ل يرضى لخيه‬
‫من نفسه إل بما يرضى لنفسه منه‪ ،‬ومواساة الخ في المال‪ ،‬وذكر ال‬
‫على كل حال‪ ،‬ليس سبحان ال والحمد ل‪ ،‬ولكن عند ما حرم ال عليه‬
‫فيدعه )‪ .(2‬ايضاح‪ :‬قوله " فلم يجبني " يدل على جواز تأخير البيان عن‬
‫وقت السؤال لمصلحة‪ ،‬كالمصلحة التي ذكرناها في الوجه الول‪ ،‬على أنه‬
‫يمكن أن يقال لما كان السؤال من أهل الكوفة‪ ،‬وكان وصول السؤال إليهم‬
‫بعد ذهاب الرسول فليس فيه تأخير البيان عن وقت السؤال أيضا قوله "‬
‫أن تكفروا " قيل أي تخالفوا بعد العلم‪ ،‬وهو أحد معاني الكفر وأقول‪ :‬لعل‬
‫المراد به أن تشكوا في الحكم أو فينا لعظمته وصعوبته‪ ،‬أو تستخفوا به‬
‫وهو مظنة الكفر أو موجب لصدقه بأحد معانيه فهو مؤيد للوجه الثاني من‬
‫الوجهين السالفين‪ ،‬وأما تتمة الخبر فقد مر مثلها بأسانيد في باب النصاف‬
‫والعدل )‪ (3‬وذكر ال تعالى وإن لم يكن من حقوق المؤمن‪ ،‬لكن ذكره‬
‫استطرادا فانه لما ذكر حقين من حقوق المؤمن‪ ،‬وكان حق ال أعظم‬
‫الحقوق‪ ،‬ذكر حقا من حقوقه تعالى‪ ،‬ويمكن أن يكون إيماء إلى أن حق‬
‫المؤمن من حقوقه تعالى أيضا مع أن ذكر ال على كل حال مؤيد لداء‬
‫حقوق المؤمن أيضا‪.‬‬

‫)‪ (1‬مر تحت الرقم ‪ ،12‬فراجع‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .170‬يعنى باب النصاف‬
‫والعدل من الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.144‬‬

‫]‪[243‬‬

‫‪ - 42‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل عن‬
‫مرازم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما عبد ال بشئ أفضل من أداء‬
‫حق المؤمن )‪ .(1‬بيان‪ :‬كان أداء حق الئمة عليهم السلم داخل في أداء‬
‫حقوق المؤمنين‪ ،‬فانهم أفضلهم وأكملهم‪ ،‬بل هم المؤمنون حقا‪ - 43 .‬كا‪:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬حق المسلم على المسلم أن ل يشبع‬
‫ويجوع أخوه‪ ،‬ول يروى ويعطش أخوه‪ ،‬ول يكتسي ويعرى أخوه‪ ،‬فما‬
‫أعظم حق المسلم على أخيه المسلم‪ ،‬وقال‪ :‬أحب لخيك المسلم ما تحب‬
‫لنفسك وإذا احتجت فسله وإن سألك فأعطه ل تمله خيرا ول يمله لك‪ ،‬كن‬
‫له ظهرا فانه لك ظهر إذا غاب فاحفظه في غيبته‪ ،‬وإذا شهد فزره وأجله‬
‫وأكرمه‪ ،‬فانه منك وأنت منه‪ ،‬فان كان عليك عاتبا فل تفارقه‪ ،‬حتى تسل‬
‫سخيمته )‪ (2‬وإن أصابه خير فاحمد ال‪ ،‬وإن ابتلي فاعضده‪ ،‬وإن تمحل له‬
‫فأعنه‪ ،‬وإذا قال الرجل لخيه اف‪ ،‬انقطع ما بينهما من الولية‪ ،‬وإذا قال‪:‬‬
‫أنت عدوي كفر أحدهما‪ ،‬فإذا اتهمه انماث اليمان في قلبه كما ينماث الملح‬
‫في الماء‪ .‬وقال‪ :‬بلغني أنه قال عليه السلم‪ :‬إن المؤمن ليزهر نوره لهل‬
‫السماء كما تزهر نجوم السماء لهل الرض وقال عليه السلم‪ :‬إن المؤمن‬
‫ولي ال يعينه ويصنع له‪ ،‬و ل يقول عليه إل الحق‪ ،‬ول يخاف غيره )‪.(3‬‬
‫تبيان‪ :‬الضمائر في يشبع وأخوه ونظائرهما راجعة إلى المسلم في قوله‬
‫على المسلم‪ ،‬وأخوه عبارة عن المسلم‪ " ،‬وإذا احتجت فسله " يدل على‬
‫عدم مرجوحية السؤال عن الخ المؤمن‪ ،‬ويشمل القرض والهبة ونحوهما‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .170‬تسأل سميحته‪ ،‬خ‪ (3) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 170‬و‬
‫‪.171‬‬

‫]‪[244‬‬

‫" ل تمله خيرا " نهي من باب علم‪ ،‬والضمير المنصوب للخ‪ ،‬وخيرا تميز عن‬
‫النسبة في " ل تمله " " ول يمله " المستتر فيه للخ والبارز للخير‪،‬‬
‫ويحتمل النفي والنهي‪ ،‬والول أوفق بقوله فانه لك ظهر‪ ،‬ولو كان نهيا كان‬
‫النسب وليكن لك ظهرا ويؤيده أن في مجالس الشيخ )‪ " (1‬ل تمله خيرا‬
‫فانه ل يملك وكن له عضدا فانه لك عضد " وقد يقرأ الثاني من باب‬
‫الفعال بأن يكون المستتر راجعا إلى الخير والبارز إلى الخ أي ل يورث‬
‫الخير إياه ملل لجلك‪ ،‬وقيل‪ :‬هما من الملء بمعنى التأخير أي ل تؤخره‬
‫خيرا‪ ،‬ول يخفى ما فيه‪ ،‬والول أصوب‪ .‬قال في القاموس‪ (2) :‬مللته ومنه‬
‫بالكسر ملل وملة ومللة وملل سئمته كاستمللته‪ ،‬وأملني وأمل علي‬
‫أبرمني‪ ،‬والظهر والظهير المعين‪ ،‬قال الراغب‪ :‬الظهر يستعار لمن يتقوى‬
‫منه " وماله منهم من ظهير " أي معين " إذا غاب " بالسفر أو العم "‬
‫فاحفظه " في ماله وأهله وعرضه " فانه منك وأنت منه " أي خلقتما من‬
‫طينة واحدة كما مر أو مبالغة في الموافقة في السيرة والمذهب والمشرب‪،‬‬
‫كما قيل في قول النبي صلى ال عليه وآله علي مني وأنا من علي‪ ،‬وفي‬
‫النهاية فيه‪ :‬من غشنا فليس منا أي ليس على سيرتنا ومذهبنا‪ ،‬والتمسك‬
‫بسنتنا‪ ،‬كما يقول الرجل أنا منك وإليك‪ ،‬يريد المتابعة والمرافقة‪ ،‬وفي‬
‫الصحاح عتب عليه أي وجد عليه‪ " .‬حتى تسل سخيمته " أي تستخرج‬
‫حقده وغضبه برفق ولطف وتدبير قال الفيروز آبادي‪ :‬السل انتزاعك الشئ‬
‫وإخراجه في رفق كالستلل‪ ،‬وقال‪ :‬السخيمة الحقد وفي بعض النسخ "‬
‫حتى تسأل سميحته " أي حتى تطلب منه السماحة والكرم والعفو‪ ،‬ولم‬
‫أرمصدره على وزن فعيلة إل أن يقرأ على بناء التصغير‪ ،‬فيكون مصغر‬
‫السمح أو السماحة‪ ،‬والظاهر أنه تصحيف النسخة الولى فانها موافقة لما‬
‫في مجالس الصدوق ومجالس الشيخ وكتاب الحسين بن سعيد وغيرها‬
‫وفي مجالس الصدوق " سخيمته وما في نفسه " )‪ (3‬وفي القاموس‬
‫عضده كنصره أعانه ونصره‪.‬‬

‫)‪ (1‬مر تحت الرقم ‪ (2) .14‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .52‬كما مر فيما مضى فراجع‪.‬‬

‫]‪[245‬‬

‫" وإذا تمحل له فأعنه " أي إذا كاده إنسان واحتال لضرره فأعنه على دفعه عنه‪،‬‬
‫أو إذا احتال له رجل فل تكله إليه وأعنه أيضا وقرأ بعضهم " يمحل "‬
‫بالياء على بناء المجرد المجهول‪ ،‬بالمعنى الول وهو أوفق باللغة لكن ل‬
‫تساعده النسخ في القاموس‪ :‬المحل المكر والكيد وتمحل له احتال‪ ،‬وحقه‬
‫تكلفه له‪ ،‬والمحال ككتاب الكيد وروم المر بالحيل‪ ،‬والتدبير والمكر‪،‬‬
‫والعداوة‪ ،‬والمعاداة‪ ،‬والهلك ومحل به مثلثة الحاء محل ومحال كاده‬
‫بسعاية إلى السلطان انتهى‪ ،‬وقيل‪ :‬أي إن احتال لدفع البلء عن نفسه‬
‫بحيلة نافعة فأعنه في إمضائه ول يخفى بعده‪ ،‬وفي مجالس الصدوق وإن‬
‫ابتلي فاعضده وتمحل له‪ ،‬وروى علي بن إبراهيم )‪ (1‬في تفسيره عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن‬
‫ال فرض التمحل في القرآن قلت‪ :‬وما التمحل ؟ جعلت فداك ؟ قال‪ :‬أن‬
‫يكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتمحل له‪ ،‬وهو قوله " ل خير في‬
‫كثير من نجويهم " الية‪ ،‬وفي كتاب المؤمن وإن ابتلي فأعطه وتحمل‬
‫عنه‪ ،‬وأعنه‪ " .‬انقطع ما بينهما من الولية " أي المحبة التي امروا بها "‬
‫كفر أحدهما " لنه إن صدق فقد خرج المخاطب عن اليمان بعداوته‬
‫لخيه‪ ،‬وإن كذب فقد خرج القائل عنه بافترائه على أخيه‪ ،‬وهذا أحد معاني‬
‫الكفر المقابل لليمان الكامل كما مر شرحه وسيأتي إنشاء ال قال في‬
‫النهاية فيه‪ :‬من قال لخيه يا كافر فقد باء به أحدهما لنه إما أن يصدق‬
‫عليه أو يكذب‪ ،‬فان صدق فهو كافر وإن كذب عاد الكفر إليه بتكفيره أخاه‬
‫المسلم‪ ،‬والكفر صنفان أحدهما الكفر بأصل اليمان وهو ضده والخر الكفر‬
‫بفرع من فروع السلم فل يخرج به عن أصل اليمان‪ .‬وقيل‪ :‬الكفر على‬
‫أربعة أنحاء‪ :‬كفر إنكار بأن ل يعرف ال أصل ول يعترف به‪ ،‬وكفر جحود‬
‫ككفر إبليس يعرف ال بقلبه ول يقر بلسانه‪ ،‬وكفر عناد وهو أن يعرف‬
‫بقلبه‪ ،‬ويعترف بلسانه‪ ،‬ل يدين به حسدا وبغيا ككفر أبي جهل وأضرابه‬
‫وكفر نفاق وهو أن يقر بلسانه ول يعتقد بقلبه قال الهروي سئل الزهري‬
‫عمن‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ 140‬والية في النساء ص ‪.114‬‬

‫]‪[246‬‬

‫يقول بخلق القرآن أتسميه كافرا ؟ فقال‪ :‬الذي يقوله كفر فاعيد عليه السؤال ثلثا‬
‫ويقول مثل ما قاله‪ ،‬ثم قال في الخر‪ :‬قد يقول المسلم كفرا‪ .‬ومنه حديث‬
‫ابن عباس قيل له‪ " :‬ومن لم يحكم بما أنزل ال فاولئك هم الكافرون " )‬
‫‪ (1‬قال هم كفرة وليسوا كمن كفر بال واليوم الخر‪ ،‬ومنه الحديث الخر‪:‬‬
‫إن الوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى‬
‫بعض بالسيوف فأنزل ال تعالى " فكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات‬
‫ال وفيكم رسوله " )‪ (2‬ولم يكن ذلك على الكفر بال عز وجل‪ ،‬ولكن على‬
‫تغطيتهم ما كانوا عليه من اللفة والمودة‪ .‬ومنه حديث ابن مسعود إذا قال‬
‫الرجل للرجل أنت لي عدو فقد كفر أحدهما بالسلم‪ ،‬أراد كفر نعمته‪ ،‬لن‬
‫ال ألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا فمن لم يعرفها فقد كفرها‪،‬‬
‫ومنه الحديث من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أي كفر النعمة‪،‬‬
‫ومنه الحديث فرأيت أكثر أهلها النساء لكفرهن قيل‪ :‬أيكفرن بال قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫ولكن يكفرن الحسان‪ ،‬ويكفرن العشير أي يجحدن إحسان أزواجهن‬
‫والحديث الخر‪ :‬سباب المسلم فسوق وقتاله كفر‪ ،‬ومن رغب عن أبيه فقد‬
‫كفر‪ ،‬ومن ترك الرمي فنعمة كفرها‪ ،‬وأحاديث من هذا النوع كثيرة وأصل‬
‫الكفر تغطية الشئ تستهلكه‪ .‬وقال‪ :‬مثت الشئ أميثه وأموثه‪ ،‬فانماث إذا‬
‫دفته في الماء‪ ،‬ومنه حديث علي‪ :‬اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في‬
‫الماء " وقال‪ " :‬أي اليماني أو علي بن إبراهيم أو غيره من أصحاب‬
‫الكتب‪ ،‬وفي القاموس زهر السراج والقمر والوجه كمنع زهورا تلل‪،‬‬
‫والنار أضاءت " ولي ال " أي محبه أو محبوبه‪ ،‬أو ناصر دينه‪ ،‬قال في‬
‫المصباح‪ ،‬الولي فعيل بمعنى فاعل من وليه إذا قام به‪ ،‬ومنه " ال ولي‬
‫الذين آمنوا " )‪ (3‬ويكون الولي بمعنى المفعول في حق المطيع‪ ،‬فيقال‬
‫المؤمن‬

‫)‪ (1‬المائدة ص ‪ (2) .44‬آل عمران‪ (3) .109 :‬البقرة‪.257 :‬‬

‫]‪[247‬‬

‫ولي ال انتهى‪ .‬قوله " يعينه " أي ال يعين المؤمن " ويصنع له " أي يكفي‬
‫مهماته " ول يقول " أي المؤمن " عليه " أي على ال " إل الحق " أي‬
‫إل ما علم أنه حق " ول يخاف غيره " وفيه تفكيك بعض الضمائر أو‬
‫المعنى يعين المؤمن دين ال وأولياءه‪ ،‬ويصنع له أي أعماله خالصة ل‬
‫قال في القاموس صنع إليه معروفا كمنع صنعا بالضم وما أحسن صنع ال‬
‫بالضم‪ ،‬وصنيع ال عندك‪ - 44 .‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عبد الجبار‪ ،‬عن ابن فضال عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬للمسلم على أخيه المسلم من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه‪،‬‬
‫ويعوده إذا مرض‪ ،‬وينصح له إذا غاب‪ ،‬ويسمته إذا عطس‪ ،‬ويجيبه إذا‬
‫دعاه‪ ،‬ويتبعه إذا مات )‪ .(1‬بيان‪ " :‬أن يسلم عليه " أي ابتداءا " وينصح‬
‫له إذا غاب " أي يكون خالصا له طالبا لخيره دافعا عنه الغيبة وسائر‬
‫الشرور وفي المصباح التسميت ذكر ال على الشئ‪ ،‬وتسميت العاطس‬
‫الدعاء له‪ ،‬وبالشين المعجمة مثله‪ ،‬وقال في التهذيب سمته بالسين‬
‫والشين إذا دعا له‪ ،‬وقال أبو عبيد‪ :‬الشين المعجمة أعل وأفشى‪ ،‬وقال‬
‫ثعلب‪ :‬المهملة هي الصل أخذا من السمت‪ ،‬وهو القصد والهدى‬
‫والستقامة وكل داع بخير فهو مسمت‪ :‬أي داع بالعود والبقاء إلى سمته‪.‬‬
‫وقال في النهاية‪ :‬التسميت الدعاء ومنه الحديث في تسميت العاطس لمن‬
‫رواه بالسين المهملة وقيل‪ :‬اشتقاقه من السمت وهو الهيئة الحسنة أي‬
‫جعلك ال على سمت حسن لن هيئته تنزعج للعطاس‪ ،‬وقال أيضا التشميت‬
‫بالشين والسين الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلهما‪ ،‬يقال شمت فلنا‬
‫وشمت عليه تشميتا فهو شمت واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم كأنه‬
‫دعا للعاطس بالثبات على طاعة ال تعالى وقيل معناه أبعدك ال عن‬
‫الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك انتهى )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .171‬النهاية ج ‪ 179 :2‬و ‪(*) 235‬‬

‫]‪[248‬‬

‫" ويجيبه إذا دعاه " أي يقبل دعوته إذا دعاه للضيافة أو العم كما قال النبي لو‬
‫دعيت إلى كراع لجبت‪ ،‬أو يلبيه إذا ناداه " ويتبعه " أي جنازته " إذا‬
‫مات‪ - 45 " .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن‬
‫يونس‪ ،‬عن أبي المأمون الحارثي قال قلت لبي عبد ال عليه السلم ما‬
‫حق المؤمن على المؤمن ؟ قال‪ :‬إن من حق المؤمن على المؤمن المودة‬
‫له في صدره‪ ،‬والمواساة له في ماله‪ ،‬والخلف له في أهله‪ ،‬والنصرة له‬
‫على من ظلمه‪ ،‬وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائبا‪ ،‬أخذ له بنصيبه‪،‬‬
‫وإذا مات الزيارة إلى قبره‪ ،‬وأن ل يظلمه وأن ل يغشه وأن ل يخونه وأن‬
‫ل يخذله وأن ل يكذبه وأن ل يقول له اف وإن قال له اف فليس بينهما‬
‫ولية‪ ،‬وإذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما‪ ،‬وإذا اتهمه انماث اليمان‬
‫في قلبه كما ينماث الملح في الماء )‪ .(1‬بيان‪ " :‬والخلف له " بالسكون )‬
‫‪ (2‬بمعنى الخلفة‪ ،‬وهذا الوزن في مصادر الثلثي المجرد المتعدي قياسي‬
‫إذا كان ماضيه مفتوح العين أي يكون خليفته وقائما مقامه في أهل بيته‪،‬‬
‫ورعايتهم وتفقدهم والنفاق عليهم وقضاء حوائجهم إذا غاب أو مات "‬
‫وإذا كان نافلة " أي عطية من بيت المال والزكاة وغيرهما قال الجوهري‬
‫النفل والنافلة عطية التطوع من حيث ل يجب والباء في قوله " بنصيبه "‬
‫زائدة للتقوية " والزيارة " معطوف على المودة‪ ،‬والجملة الشرطية‬
‫متوسطة بين حرف العطف والمعطوف كما قيل " وأن ل يغشه " في‬
‫مودته أو في المعاملة معه‪ ،‬قال في القاموس غشه لم يمحضه النصح أو‬
‫أظهر له خلف ما أضمر والغش بالكسر السم منه " وأن ل يخونه " في‬
‫ماله وعرضه " وأن ل يخذله " بترك نصرته " وأن ل يكذبه " بالتشديد‪،‬‬
‫والتخفيف بعيد‪ - 46 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن أبي علي صاحب الكلل‪ ،‬عن أبان بن تغلب قال‪ :‬كنت أطوف‬
‫مع أبي عبد ال عليه السلم فعرض لي رجل من أصحابنا كان يسألني‬
‫الذهاب معه في حاجة فأشار إلي فكرهت أن أدع أبا عبد ال عليه السلم‬
‫وأذهب إليه فبينا أنا أطوف إذ أشار إلي أيضا فرآه أبو عبد ال عليه السلم‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .171‬في المرآت " بالتحريك " وهو سهو‪.‬‬
‫]‪[249‬‬

‫فقال‪ :‬يا أبان إياك يريد هذا ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فمن هو ؟ قلت‪ :‬رجل من أصحابنا‪،‬‬
‫قال‪ :‬هو على مثل ما أنت عليه ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فاذهب إليه‪ ،‬قلت‪ :‬فأقطع‬
‫الطواف ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬وإن كان طواف الفريضة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فذهبت‬
‫معه‪ .‬ثم دخلت عليه بعد فسألته فقلت‪ :‬أخبرني عن حق المؤمن على‬
‫المؤمن ؟ فقال‪ :‬يا أبان دعه ل ترده‪ ،‬قلت‪ :‬بلى جعلت فداك قال‪ :‬يا أبان ل‬
‫ترده قلت‪ :‬بلى جعلت فداك فلم أزل اردد عليه فقال‪ :‬يا أبان تقاسمه شطر‬
‫مالك ثم نظر إلي فرآى ما دخلني فقال‪ :‬يا أبان أما تعلم أن ال عزوجل قد‬
‫ذكر المؤثرين على أنفسهم ؟ قلت‪ :‬بلى جعلت فداك‪ ،‬فقال أما إذا أنت‬
‫قاسمته فلم تؤثره بعد إنما أنت وهو سواء إنما تؤثره إذا أنت أعطيته من‬
‫النصف الخر )‪ .(1‬تبيين‪ " :‬صاحب الكلل " أي كان يبيعها‪ ،‬والكلل جمع‬
‫كلة بالكسر فيهما وفي القاموس الكلة بالكسر الستر الرقيق‪ ،‬وغشاء رقيق‬
‫يتوقى به من البعوض‪ ،‬وصوفة حمراء في رأس الهودج " على مثل ما‬
‫أنت عليه " أي من التشيع ويدل على جواز قطع طواف الفريضة لقضاء‬
‫حاجة المؤمن كما ذكره الصحاب‪ ،‬وسيأتي مع أحكامه في كتاب الحج‬
‫إنشاء ال وقد مضى أن ممانعته ومدافعته عليه السلم عن بيان الحقوق‬
‫للتأكيد وتفخيم المر عليه حثا على أدائها وعدم مساهلته فيها‪ ،‬وكأن‬
‫الراوي كان علم ذلك‪ ،‬فكان ل يمتنع مع نهيه عليه السلم عن السؤال‪ ،‬مع‬
‫جللته‪ ،‬وإذعانه بوجوب إطاعته‪ .‬و " الشطر " النصف‪ " .‬فرآى " أي‬
‫في بشرتي أثر ما دخلني من الخوف من عدم العمل به أو من التعجب‬
‫فأزال عليه السلم تعجبه بأن قوما من النصار في زمن الرسول صلى ال‬
‫عليه وآله كانوا يؤثرون على أنفسهم إخوانهم فيما يحتاجون إليه غاية‬
‫الحتياج فمدحهم ال تعالى في القرآن بقوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو‬
‫كان بهم خصاصة )‪ (2‬قيل أي يقدمون المهاجرين على أنفسهم حتى أن‬
‫من كان عنده مرأتان نزل عن‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .171‬الحشر‪.9 :‬‬

‫]‪[250‬‬

‫واحدة وزوجها من أحدهم‪ ،‬والخصاصة الحاجة‪ ،‬فكيف تستبعد المشاطرة‪ ،‬وفسر‬


‫اليثار بأن يعطيه من النصف الخر فانه زائد عن الحق اللزم للمؤمن‪،‬‬
‫فهو حقه‪ ،‬ويؤثر أخاه به‪ ،‬وكأنه عليه السلم ذكر أقل مراتب اليثار أو هو‬
‫مقيد بما إذا كان محتاجا إلى جميع ذلك النصف أو فسر عليه السلم اليثار‬
‫مطلقا وإن كان مورد الية أخص من ذلك للتقييد بالخصاصة‪ .‬واعلم أن‬
‫اليات والخبار في قدر البذل‪ ،‬وما يحسن منه‪ ،‬متعارضة‪ .‬فبعضها تدل‬
‫على فضل اليثار‪ ،‬كهذه الية‪ ،‬وبعضها على فضل القتصاد كقوله سبحانه‬
‫" ول تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ول تبسطها كل البسط فتقعد ملوما‬
‫محسورا " )‪ (1‬وكقول النبي صلى ال عليه وآله " خير الصدقة ما كان‬
‫عن ظهر غنى " )‪ (2‬وقد يقال إنها تختلف باختلف الشخاص‪ ،‬والحوال‪،‬‬
‫فمن قوي توكله على ال‪ ،‬وكان قادرا على الصبر على الفقر والشدة‪،‬‬
‫فاليثار أولى بالنسبة إليه‪ ،‬ومن لم يكن كذلك كأكثر الخلق‪ ،‬فالقتصاد‬
‫بالنسبة إليه أفضل‪ .‬وورد في بعض الخبار أن اليثار كان في صدر‬
‫السلم لكثرة الفقراء‪ ،‬وضيق المر على المسلمين ثم نسخ ذلك باليات‬
‫الدالة على القتصاد‪ ،‬وهذا ل ينافي هذا الخبر‪ ،‬لنه يكفي لرفع استبعاده‬
‫كون اليثار مطلوبا في وقت ما لكن المشاطرة أيضا ينافي القتصاد غالبا‬
‫إل إذا حمل على ما لم يضر بحاله‪ .‬وفيه إشكال آخر وهو أنه إذا شاطر‬
‫مؤمنا واحدا واكتفى بذلك فقد ضيع حقوق سائر الخوان‪ ،‬وإن شاطر‬
‫البقية مؤمنا آخر وهكذا‪ ،‬فل يبقى له شئ إل أن يحمل على المشاطرة مع‬
‫جميع الخوان كما روي أن الحسن عليه السلم قاسم ماله مع الفقراء‬
‫مرارا‪ ،‬أو يخص ذلك بمؤمن واحد أخذه أخا في ال كما واخى النبي صلى‬
‫ال عليه وآله بين سلمان وأبي ذر وبين مقداد وعمار‪ ،‬وبين جماعة من‬
‫الصحابة متشابهين في المراتب والصفات‪ ،‬بل يمكن حمل كثير من أخبار‬
‫هذا الباب على هذا القسم من الخوة‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .29 :‬راجع الكافي باب فضل المعروف من كتاب الزكاة ج ‪ 4‬ص‬
‫‪.26‬‬

‫]‪[251‬‬

‫وإن كان بعضها بعيدا عن ذلك‪ - 47 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫فضالة بن أيوب‪ ،‬عن عمر ابن أبان‪ ،‬عن عيسى بن أبي منصور قال‪ :‬كنت‬
‫عند أبي عبد ال عليه السلم أنا وابن أبي يعفور وعبد ال بن طلحة فقال‬
‫ابتداءا منه‪ :‬يا ابن أبي يعفور قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ست‬
‫خصال من كن فيه كان بين يدي ال عزوجل وعن يمين ال‪ ،‬فقال ابن أبي‬
‫يعفور‪ :‬وما هن جعلت فداك ؟ قال‪ :‬يحب المرء المسلم لخيه ما يحب لعز‬
‫أهله‪ ،‬ويكره المرء المسلم لخيه ما يكره لعز أهله ويناصحه الولية‪.‬‬
‫فبكى ابن أبي يعفور وقال‪ :‬كيف يناصحه الولية ؟ قال عليه السلم‪ :‬يا ابن‬
‫أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه‪ ،‬ففرح لفرحه إن هو فرح‪،‬‬
‫وحزن لحزنه إن هو حزن‪ ،‬وإن كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه‪ ،‬وإل‬
‫دعا ال له قال‪ :‬ثم قال أبو عبد ال ثلث لكم وثلث لنا‪ :‬أن تعرفوا فضلنا‪،‬‬
‫وأن تطأوا عقبنا‪ ،‬وأن تنتظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي ال‬
‫عزوجل فيستضئ بنورهم من هو أسفل منهم‪ ،‬وأما الذين عن يمين ال فلو‬
‫أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم‪ .‬فقال ابن‬
‫أبي يعفور‪ :‬ومالهم ل يرون وهم عن يمين ال ؟ فقال‪ :‬يا ابن أبي يعفور‬
‫إنهم محجوبون بنور ال أما بلغك الحديث أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله كان يقول‪ :‬إن ل خلقا عن يمين العرش بين يدي ال وعن يمين ال‪،‬‬
‫وجوههم أبيض من الثلج‪ ،‬وأضوء من الشمس الضاحية‪ ،‬يسأل السائل ما‬
‫هؤلء ؟ فيقال‪ :‬هؤلء الذين تحابوا في جلل ال )‪ .(1‬تبيان‪ " :‬بين يدي‬
‫ال وعن يمين ال " أي قدام عرشه وعن يمين عرشه‪ ،‬أو كناية عن‬
‫نهاية القرب والمنزلة عنده تعالى كما أن بعض المقربين عند الملك‬
‫يكونون بين يدي الملك يخدمونه‪ ،‬وبعضهم عن يمينه‪ ،‬ويحتمل أن يكون‬
‫الوصفان لجماعة واحدة عبر عنهم في بعض الحيان بالوصفين‪ ،‬وفي‬
‫بعضها بأحدهما وهم أصحاب اليمين‪ .‬ويحتمل أن يكونا لطائفتين كل منهما‬
‫اتصفوا بالخصال الست في الجملة لكن بعضهم اتصفوا بأعلى مراتبها فهم‬
‫أصحاب اليمين‪ ،‬وبعضهم نقصوا عن تلك المرتبة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.172‬‬

‫]‪[252‬‬

‫فهم بين يديه‪ ،‬كما أن من يخدم بين يدي الملك أنقص مرتبة وأدنى منزلة ممن‬
‫جلس عن يمينه‪ ،‬فالواو في قوله " وعن يمين ال " للتقسيم والول أظهر‬
‫لسيما في الحديث النبوي صلى ال عليه وآله " ومناصحة الولية "‬
‫خلوص المحبة عن الغش‪ ،‬والعمل بمقتضاها وقوله " بتلك المنزلة "‬
‫إشارة إلى المرتبة المركبة من الخصلتين الوليين‪ ،‬أي إذا كانت منزلة‬
‫أخيه عنده بحيث يحب له ما يحب لعز أهله‪ ،‬ويكره له ما يكره لعز أهله‬
‫بثه همه‪ ،‬أو إشارة إلى مناصحة الولية أي إذا كان منه بحيث يناصحه‬
‫الولية بثه همه أي الخ للمرء‪ ،‬ويحتمل العكس‪ ،‬وقيل‪ :‬إشارة إلى‬
‫صلحيته للخوة والولية‪ .‬وقوله عليه السلم " إن هو فرح " كأنه تأكيد‬
‫أي إن كان فرحه فرحا واقعيا وكذا قوله " إن هو حزن " وقيل " إن "‬
‫فيهما بمعنى " إذ " لمحض الظرفية كما هو مذهب الكوفيين في مثل قوله‬
‫تعالى " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء ال " )‪ (1‬أي ينبغي أن يكون‬
‫فرحه في وقت فرح أخيه ل قبله ول بعده‪ ،‬وكذا الحزن‪ ،‬وقال الجوهري‪:‬‬
‫بث الخبر وأبثه بمعنى أي نشره‪ ،‬يقال‪ :‬أبثثتك سري أي أظهرته لك وقال‪:‬‬
‫الهم الحزن‪ ،‬وأهمني المر إذا أقلقك وحزنك‪ .‬قوله " ثلث لكم " أي هذه‬
‫ثلث‪ ،‬والظرف صفة للثلث‪ ،‬وثلث بعده مبتدأ والظرف خبره‪ ،‬والثلث‬
‫الول الحب والكراهة‪ ،‬والمناصحة‪ ،‬وقيل الفرح‪ ،‬والحزن والتفريج‪ ،‬ول‬
‫يخفى بعده‪ ،‬ثم بين عليه السلم الثلث الذي لهم عليهم السلم بقوله " أن‬
‫تعرفوا فضلنا " أي على سائر الخلق بالمامة والعصمة‪ ،‬ووجوب الطاعة‪،‬‬
‫أو نعمتنا عليكم بالهداية والتعليم‪ ،‬والنجاة من النار‪ ،‬واللحوق بالبرار‪" ،‬‬
‫وأن تطؤا عقبنا " أي تتابعونا في جميع القوال والفعال‪ ،‬ول تخالفونا في‬
‫شئ " وأن تنتظروا عاقبتنا " أي ظهور قائمنا‪ ،‬وعود الدولة إلينا في‬
‫الدنيا أو العم منها ومن الخرة كما قال تعالى " والعاقبة للمتقين " "‬
‫فمن كان هكذا " أي كانت فيه الخصال الست جميعا " فيستضئ بنورهم‬
‫من هو أسفل منهم " في الرتبة بالنور الظاهر‪ ،‬لظلمة يوم القيامة‪ ،‬أو هو‬
‫كناية عن انتفاعهم‬

‫)‪ (1‬الفتح‪.27 :‬‬

‫]‪[253‬‬

‫بشفاعتهم وكرامتهم عند ال‪ .‬وظاهر هذه الفقرات مغايرة الفريقين وإن أمكن أن‬
‫يكونا صنفا واحدا عبر عنهم تارة بأحد الوصفين‪ ،‬وتارة بالخر‪ ،‬وتارة‬
‫بهما كما مر‪ .‬قوله " بين يدي ال " يمكن أن يكون حال عن العرش‬
‫ويكون " عن يمين ال " عطفا على قوله " عن يمين العرش " والمراد‬
‫بهم الطائفة الذين هم عن يمين ال‪ ،‬بناء على اختلف الطائفتين‪ :‬واشتقاق‬
‫أفعل التفضيل من اللوان في البيض نادر‪ " .‬من الشمس الضاحية " أي‬
‫المرتفعة في وقت الضحى‪ ،‬فانها في ذلك الوقت أضوء منها في سائر‬
‫الوقات‪ ،‬أو البارزة التي لم يسترها غيم ول غبار‪ ،‬في النهاية‪ :‬ولنا‬
‫الضاحية من البعل أي الظاهرة البارزة التي ل حائل دونها انتهى " الذين‬
‫تحابوا " بتشديد الباء من الحب أي أحب بعضهم بعضا لجلل ال وعظمته‬
‫ل للغراض الدنيوية فكلمة " في " تعليلية أو للظرفية المجازية وفي‬
‫بعض النسخ بالحاء المهملة أي تحابوا ببذل المال الحلل الذي أعطاهم‬
‫ال‪ ،‬وفي روايات العامة بالجيم قال الطيبي تحابا في ال هو عبارة عن‬
‫خلوص المحبة في ال أي ل في الحضور والغيبة‪ ،‬وفي الحديث المتحابون‬
‫بجللي الباء للظرفية أي لجلي ولوجهي ل للهوى‪ ،‬وقال النووي‪ :‬أين‬
‫المتحابون بجللي أي بعظمتي وطاعتي ل للدنيا وقرأ بعض الفاضل‬
‫بتخفيف الباء من الحبوة‪ ،‬والتحابي أخذ العطاء أي أخذوا ثوابهم في مكان‬
‫ستروا فيه بأنوار جلله وفيه ما فيه‪ - 48 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫عثمان بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن عجلن قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه‬
‫السلم فدخل رجل فسلم فسأله كيف من خلفت من إخوانك قال‪ :‬فأحسن‬
‫الثناء وزكى وأطرى‪ ،‬فقال له‪ :‬كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم ؟ فقال‬
‫قليلة‪ ،‬فقال‪ :‬كيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم ؟ قال‪ :‬قليلة فقال‪ :‬كيف صلة‬
‫أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم ؟ فقال‪ :‬إنك لتذكر أخلقا قل ما هي فيمن‬
‫عندنا قال‪ :‬فقال‪ :‬كيف تزعم هؤلء أنهم شيعة )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.173‬‬

‫]‪[254‬‬

‫بيان‪ :‬في المصابح زكى الرجل يزكو إذا صلح‪ ،‬وزكيته بالتثقيل نسبته إلى الزكاء‪،‬‬
‫وهو الصلح والرجل زكي والجمع أزكياء وأطريت فلنا مدحته بأحسن‬
‫مما فيه‪ ،‬وقيل‪ :‬بالغت في مدحه وجاوزت الحد " كيف عيادة أغنيائهم "‬
‫المراد إما عيادة المرضى‪ ،‬والتعدية بعلى لتضمين معنى العطوفة‪ ،‬أو من‬
‫العائدة والمعروف لكن هذا المصدر فيه غير مأنوس‪ ،‬وفي كثير من‬
‫الخبار " وأن يعود غنيهم على فقيرهم " أو مطلق الزيارة قال في النهاية‬
‫فيه فانها امرأة تكثر عوادها أي زوارها‪ ،‬وكل من أتاك مرة بعد اخرى فهو‬
‫عائد‪ ،‬وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض‪ ،‬حتى صار كأنه مختص به‬
‫انتهى‪ .‬والمراد بالمشاهدة إما الزياة في غير المرض أو شهودهم لديهم‪،‬‬
‫ومجالستهم معهم " في ذات أيديهم " أي في أموالهم‪ ،‬وكلمة " في "‬
‫للسببية " ويزعم " بصيغة المضارع الغائب فهؤلء في محل الرفع أو‬
‫بصيغة المخاطب فهؤلء في محل النصب وفي بعض النسخ بالياء فتعين‬
‫الول‪ - 49 .‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن سالم‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫النضر‪ ،‬عن أبي إسماعيل قال قلت لبي جعفر عليه السلم جعلت فداك إن‬
‫الشيعة عندنا كثير‪ ،‬فقال‪ :‬فهل يعطف الغني على الفقير‪ ،‬وهل يتجاوز‬
‫المحسن على المسئ ويتواسون ؟ فقلت ل‪ ،‬فقال‪ :‬ليس هؤلء شيعة‪،‬‬
‫الشيعة من يفعل هذا )‪ - 50 .(1‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن سنان‪ ،‬عن العلء بن الفضيل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان أبو جعفر عليه السلم يقول‪ :‬عظموا أصحابكم ووقروهم‪ ،‬ول يتجهم‬
‫بعضكم بعضا ول تضاروا ول تحاسدوا‪ ،‬وإياكم والبخل كونوا عباد ال‬
‫المخلصين )‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس جهمه كمنعه وسمعه استقبله بوجه‬
‫كريه كتجهمه وله‪ - 51 .‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد‬
‫الجبار‪ ،‬عن ابن فضال عن عمر بن أبان‪ ،‬عن سعيد بن الحسن قال‪ :‬قال‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬أيجئ أحدكم إلى‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(*) .173‬‬

‫]‪[255‬‬
‫أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فل يدفعه ؟ فقلت‪ :‬ما أعرف ذلك فينا فقال‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬فل شئ إذا قلت‪ :‬فالهلك إذا ؟ فقال‪ :‬إن القوم لم‬
‫يعطوا أحلمهم بعد )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم " فل شئ إذا " أي فل‬
‫شئ من اليمان في أيديهم إذا ؟ أو ليس شئ من آداب اليمان بينهم إذا‪،‬‬
‫وكأن السائل حمله على المعنى الول ولذا قال‪ " :‬فالهلك إذا ؟ " أي‬
‫فالعذاب الخروي ثابت لهم إذا ؟ فاعتذر عليه من قبل الشيعة أي أكثرهم‬
‫بأنهم لم يعطوا أحلمهم بعد أي لم يكمل عقولهم بعد‪ ،‬ويختلف التكليف‬
‫باختلف مراتب العقول كما مر " إنما يداق ال العباد على قدر ما آتاهم‬
‫من العقول " أو لم يتعلموا الداب من الئمة عليهم السلم بعد‪ ،‬فهم‬
‫معذورون كما يشير إليه الخبار السابقة واللحقة حيث لم يذكروا الحقوق‬
‫أول معتذرين بأنه يشكل عليكم العمل بها فيومئ إلى أنهم معذورون في‬
‫الجملة مع عدم العلم‪ .‬وقيل‪ :‬هو تأديب للسائل‪ ،‬حيث لم يفرق بين ما هو‬
‫من الداب ومكملت اليمان‪ ،‬وبانتفائه ينتفي كمال اليمان‪ ،‬وبين ما هو‬
‫من أركان اليمان أو فرائضه وبانتفائه ينتفي اليمان أو يحصل استحقاق‬
‫العذاب وهو بعيد‪ ،‬وفي القاموس الحلم بالكسر الناة والعقل‪ ،‬والجمع أحلم‬
‫وحلوم‪ ،‬ومنه " أم تأمرهم أحلمهم )‪ - 52 " (2‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن الحسين بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن أورمة رفعه عن معلى بن خنيس‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن حق المؤمن فقال سبعون حقا ل‬
‫اخبرك إل بسبعة فاني عليك مشفق أخشى أن ل تحتمل‪ ،‬فقلت‪ :‬بلى إنشاء‬
‫ال فقال عليه السلم‪ :‬ل تشبع ويجوع‪ ،‬ول تكتسي ويعرى‪ ،‬وتكون دليله‪،‬‬
‫وقميصه الذي يلبسه‪ ،‬ولسانه الذى يتكلم به‪ ،‬وتحب له ما تحب لنفسك‪،‬‬
‫وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه‪ ،‬وتسعى في حوائجه بالليل‬
‫والنهار‪ ،‬فإذا فعلت ذلك وصلت‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .173‬القاموس ج ‪ ،98 :4‬والية في الطور‪.32 :‬‬

‫]‪[256‬‬

‫وليتك بوليتنا ووليتنا بولية ال عز وجل )‪ .(1‬تبيان‪ " :‬أخشى أن ل تحتمل "‬
‫أي ل تعمل بها أو ل تقبلها حق القبول‪ ،‬فيدل كما مر على أن هذه من‬
‫الداب التي يعذر السامع بالجهل بها‪ ،‬والقائل في ترك القول إذا علم عدم‬
‫عمل السامع بها أو صيرورته سببا لنوع شك أو فتور في الذعان ولهذا‬
‫ترك ذكر بعضها وإن أمكن أن يكون عليه السلم ذكرها له في وقت آخر أو‬
‫تكون البقية داخلة في السبعة إجمال ويكون المراد به ترك ذكرها مفصلة‬
‫كما يستنبط من بعض الخبار المجملة كثير مما يذكر في الخبار المفصلة‬
‫وأما بالنسبة إلى ما ذكر فيمكن أن تكون المضايقة للتوكيد والمبالغة في‬
‫العمل كما عرفت ويمكن استنباط السبعين من مجموع الخبار الواردة في‬
‫ذلك الباب‪ .‬قوله عليه السلم " وقميصه الذي يلبسه " أي تكون محرم‬
‫أسراره ومختصا به غاية الختصاص‪ ،‬وهذه استعارة شائعة بين العرب‬
‫والعجم‪ ،‬أو المعنى تكون ساتر عيوبه وقيل‪ :‬تدفع الذى عنه‪ ،‬كما يدفع‬
‫القميص عنه الحر والبرد‪ ،‬وهو بعيد " ولسانه " أي تتكلم من قبله إذا‬
‫عجز أو غاب إذا رضي بذلك‪ ،‬وقوله " تسعى " على صيغة الغيبة‪،‬‬
‫والضمير للجارية فل تزيد على السبع " وصلت وليتك " أي لنا "‬
‫بوليتنا " ومحبتنا لك‪ ،‬ووليتنا لك بولية ال لك‪ .‬أو وليتك له بوليتنا لك‬
‫أو بوليتك لنا‪ ،‬أي وليتك له من شروط وليتنا‪ " .‬ووليتنا بولية ال "‬
‫فان ولية ال ل يتم إل بوليتنا والحاصل‪ :‬أنك إن فعلت ذلك‪ ،‬فقد جمعت‬
‫بين محبته ومحبتنا ومحبة ال عزوجل‪ .‬ويحتمل أن يكون المراد بالولية‬
‫في جميع المراتب النصرة وفيها احتمالت اخر يظهر بالتأمل فيما ذكر‪53 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبي المغرا‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخذله‬
‫ول يخونه‪ ،‬ويحق على المسلمين الجتهاد في التواصل‪ ،‬والتعاون على‬
‫التعاطف‪ ،‬والمواساة لهل الحاجة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.174‬‬

‫]‪[257‬‬

‫وتعاطف بعضهم على بعض‪ ،‬حتى تكونوا كما أمركم ال عزوجل رحماء بينكم‬
‫متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم‪ ،‬على ما مضى عليه معشر‬
‫النصار على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله )‪ .(1‬بيان‪ " :‬والتعاون‬
‫على التعاطف " أي معاونة بعضهم بعضا على التعاطف‪ ،‬وعطف بعضهم‬
‫على بعض‪ ،‬وفي بعض النسخ " التعاقد " مكان التعاون أي التعاهد على‬
‫ذلك " كما أمركم ال " أي في قوله سبحانه " محمد رسول ال والذين‬
‫معه أشداء على الكافر رحماء بينهم " إشارة إلى أن الية أمر في المعنى‬
‫بتلك الخصال‪ ،‬لكونها في مقام المدح المستلزم للمر بها‪ ،‬وإلى أن المر‬
‫المستفاد منها غير مختص بالصحابة‪ .‬وقيل إشارة إلى قوله تعالى‪" :‬‬
‫وتواصوا بالمرحمة " والول أظهر‪ ،‬وقوله‪ " :‬رحماء " خبر " تكونوا "‬
‫و " متراحمين " تفسير له أو خبر ثان كقوله " مغتمين لما غاب عنكم‬
‫من أمرهم " أي لما عجزتم عن تداركه من أمر المسلمين أو لما بعد عنكم‪،‬‬
‫ولم تصل إليه إعانتكم‪ ،‬أو إذا لم تطلعوا على أحوالهم تكونوا مغتمين لعدم‬
‫الطلع وقوله " على ما مضى " متعلق بجميع ما تقدم ل بقوله مغتمين‬
‫فقط كما قيل‪ ،‬وهذا يومئ إلى أن الية في شأن النصار ومدحهم ولم يذكره‬
‫المفسرون‪ ،‬ويحتمل أن تكون هذه الصفات في النصار أكثر‪ ،‬وإن كان في‬
‫قليل من المهاجرين كأمير المؤمنين وسلمان وأضرابه أتم‪ .‬قال الطبرسي ‪-‬‬
‫ره ‪ :-‬قال الحسن‪ :‬بلغ من شدتهم على الكفار أنهم كانوا يتحرزون من‬
‫ثياب المشركين حتى ل تلتزق بثيابهم وعن أبدانهم حتى ل تمس أبدانهم‪،‬‬
‫وبلغ تراحمهم فيما بينهم أن كان ل يرى مؤمن مؤمنا إل صافحه وعانقه‬
‫انتهى )‪ (2‬وتكرار التعاطف للتأكيد أو الول للتعاون أو التعاقد عليه وهذا‬
‫لصله‪ - 54 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله حق على المسلم‬
‫إذا أراد سفرا أن يعلم إخوانه وحق‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .174‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪.127‬‬

‫]‪[258‬‬

‫على إخوانه إذا قدم أن يأتوه )‪ .(1‬بيان‪ :‬فيه إيماء إلى أنه إذا لم يعلمهم عند الذهاب‬
‫ل يلزم عليهم إتيانه بعد الياب‪ ،‬وإن كان ضعيفا‪ - 55 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن علي ابن أبي حمزة قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا‬
‫ذكروا ال‪ ،‬إنا إذا ذكرنا ذكر ال‪ ،‬وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫" شيعتنا الرحماء " الرحماء جمع رحيم أي يرحم بعضهم بعضا " الذين‬
‫" خبر بعد خبر أو صفة للرحماء " إنا إذا ذكرنا " أي ذكر ال المذكور‬
‫يشمل ذكرنا لن ذكر صفاتهم وكمالتهم ونشر علومهم وأخبارهم شكر‬
‫لعظم نعم ال تعالى وعبادة له بأفضل العبادة‪ ،‬أو باعتبار كمال التصال‬
‫بينهم وبينه تعالى كان ذكرهم ذكر ال‪ ،‬وإذا ذكر عدوهم ذكر الشيطان لنه‬
‫من أعوانه‪ ،‬فان ذكرهم بخير فكأنما ذكر الشيطان بخير‪ ،‬وإن لعنهم كان له‬
‫ثواب لعن الشيطان‪ - 56 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪،‬‬
‫عن محمد بن إسماعيل بن بزيع‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن يزيد بن عبد‬
‫الملك‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تزاوروا فان في زيارتكم إحياء‬
‫لقلوبكم‪ ،‬وذكرا لحاديثنا‪ ،‬وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض‪ ،‬فان أخذتم‬
‫بها رشدتم ونجوتم‪ ،‬وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم‬
‫زعيم )‪ .(3‬بيان‪ " :‬إحياء لقلوبكم " لنه يوجب تذكر المامة‪ ،‬وعلوم‬
‫الئمة عليهم السلم وحياة القلب بالعلم والحكمة " وأحاديثنا تعطف‬
‫بعضكم على بعض " لشتمالها على حقوق المؤمنين بعضهم على بعض‪،‬‬
‫ولن الهتمام برواية أحاديثنا يوجب رجوع بعضكم إلى بعض " وأنا‬
‫بنجاتكم زعيم " أي كفيل وضامن " إن أخذتم بها " قال في المصباح‪:‬‬
‫زعمت بالمال زعما من باب قتل ومنع كفلت به فأنا زعيم به‪.‬‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .174‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.186‬‬

‫]‪[259‬‬

‫‪ - 57‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن عباد بن‬
‫كثير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إني مررت بقاص يقص وهو‬
‫يقول‪ :‬هذا المجلس الذي ل يشقى به جليس‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬هيهات هيهات أخطأت أستاههم الحفرة إن ل ملئكة سياحين‬
‫سوى الكرام الكاتبين‪ ،‬فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا وآل محمد عليهم‬
‫السلم فقالوا‪ :‬قفوا فقد أصبتم حاجتكم‪ ،‬فيجلسون فيتفقهون معهم‪ ،‬فإذا‬
‫قاموا عادوا مرضاهم‪ ،‬وشهدوا جنائزهم‪ ،‬وتعاهدوا غائبهم فذلك المجلس‬
‫الذي ل يشقى به جليس )‪ .(1‬بيان‪ " :‬القاص " راوي القصص‪ ،‬والمراد‬
‫هنا القصص الكاذبة الموضوعة‪ ،‬و ظاهر أكثر الصحاب تحريم استماعها‪،‬‬
‫كما يدل عليه قوله تعالى‪ " :‬سماعون للكذب " )‪ (2‬ويمكن أن يكون‬
‫المراد هنا وعاظ العامة ومحدثوهم‪ ،‬فان رواياتهم أيضا كذلك " ل يشقى‬
‫به جليس " أي ل يصير شقيا محروما عن الخير من جلس معهم قال‬
‫الراغب‪ :‬الشقاوة خلف السعادة‪ ،‬وقد شقي يشقى شقوة وكما أن السعادة‬
‫في الصل ضربان‪ :‬اخروية‪ ،‬ودنيوية‪ ،‬ثم الدنيوية ثلثة أضرب‪ :‬نفسية‪،‬‬
‫وبدنية‪ ،‬وخارجة كذلك الشقاوة على هذه الضرب وقال بعضهم‪ .‬قد يوضع‬
‫الشقاء موضع التعب نحو شقيت في كذا وكل شقاوة تعب‪ ،‬وليس كل تعب‬
‫شقاوة‪ " .‬أخطأت أستاههم الحفرة " الخطأ ضد الصواب‪ ،‬والخطاء عند‬
‫أبي عبيد الذهاب إلى خلف الصواب‪ ،‬مع قصد الصواب‪ ،‬وعند غيره‬
‫الذهاب إلى غير الصواب مطلقا عمدا أو غير عمد‪ ،‬والستاه بفتح الهمزة‬
‫والهاء أخيرا جمع الست بالكسر‪ ،‬وهي حلقة الدبر وأصل الست " سته‬
‫" بالتحريك‪ ،‬وقد يسكن التاء‪ ،‬حذفت الهاء وعوضت عنها الهمزة‪،‬‬
‫والمراد بالحفرة الكنيف الذي يتغوط فيه‪ ،‬وكأن هذا كان مثل سائرا يضرب‬
‫لمن استعمل كلما في غير موضعه أو أخطأ خطأ فاحشا‪ .‬وقد يقال شبهت‬
‫أفواههم بالستاه تفضيحا لهم‪ ،‬وتكرير هيهات أي بعد هذا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .186‬المائدة‪.41 :‬‬

‫]‪[260‬‬

‫القول عن الصواب للمبالغة في البعد عن الحق‪ ،‬والسياحة والسيح الذهاب في‬


‫الرض للعبادة " فيتفقهون معهم " أي يطلبون العلم ويخوضون فيه‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ " فيتفقون معهم " أي يصدقونهم أو يذكرون بينهم مثل‬
‫ذلك " عادوا " أي الملئكة " مرضاهم " أي مرضى القوم‪ - 58 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن المستورد‬
‫النخعي‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن من الملئكة‬
‫الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والثنين والثلثة وهم يذكرون فضل‬
‫آل محمد صلى ال عليه وآله قال‪ :‬فتقول‪ :‬أما ترون إلى هؤلء في قلتهم‬
‫وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد ؟ قال‪ :‬فتقول الطائفة الخرى من‬
‫الملئكة‪ " :‬ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم " )‪.(1‬‬
‫بيان‪ " :‬إلى الواحد " بأن يذكر واحد ويستمع الباقون أو يذكر ويتفكر في‬
‫نفسه‪ ،‬وكلمة " في " في قوله " في قلتهم " بمعنى " مع " " يصفون‬
‫" أي يعتقدون أو يذكرون والخير أنسب‪ ،‬و " ذلك " إشارة إلى الوصف‪.‬‬
‫‪ - 59‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬أتخلون‬
‫وتتحدثون وتقولون ما شئتم ؟ فقلت‪ :‬إي وال إنا لنخلو ونتحدث ونقول ما‬
‫شئنا‪ ،‬فقال‪ :‬أما وال لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن أما وال إني‬
‫لحب ريحكم وأرواحكم‪ ،‬وإنكم على دين ال ودين ملئكته‪ ،‬فأعينوا بورع‬
‫واجتهاد )‪ .(2‬بيان‪ " :‬ما شئتم " أي من فضائلنا وذم أعادينا ولعنهم‬
‫ورواية أحاديثنا من غير تقية " لوددت " بكسر الدال الولى وفتحها أي‬
‫أحببت أو تمنيت‪ ،‬وفيه غاية الترغيب فيه‪ ،‬والتحريض عليه‪ " ،‬لحب‬
‫ريحكم " وفي بعض الروايات " رياحكم " أي ريحكم الطيبة و "‬
‫وأرواحكم " جمع الروح بالضم أو بالفتح بمعنى النسيم‪ ،‬وكأن الول كناية‬
‫عن عقائدهم ونياتهم الحسنة كما سيأتي أن المؤمن إذا قصد فعل طاعة‬
‫يستشم‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.187‬‬

‫]‪[261‬‬

‫الملك منه رائحة حسنة‪ ،‬والثاني عن أقوالهم الطيبة في القاموس الروح بالضم ما‬
‫به حياة النفس‪ ،‬وبالفتح الراحة والرحمة‪ ،‬ونسيم الريح‪ ،‬والريح جمعه‬
‫أرواح‪ ،‬و أرياح‪ ،‬ورياح‪ ،‬والريح الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة‪،‬‬
‫والشئ الطيب والرائحة‪ " (1) ،‬فأعينوا " أي فأعينوني على شفاعتكم‬
‫وكفالتكم بورع عن المعاصي واجتهاد في الطاعات‪ - 60 .‬كا‪ :‬عن الحسين‬
‫بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا‪ ،‬عن علي بن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحمد بن زكريا‪ ،‬عن محمد بن خالد بن ميمون عن‬
‫عبد ال بن سنان‪ ،‬عن غياث بن إبراهيم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ما اجتمع ثلثة من المؤمنين فصاعدا إل حضر من الملئكة مثلهم‪،‬‬
‫فان دعوا بخير أمنوا‪ ،‬وإن استعاذوا من شر دعوا ال ليصرفه عنهم‪ ،‬وإن‬
‫سألوا حاجة تشفعوا إلى ال وسألوه قضاها وما اجتمع ثلثة من الجاحدين‬
‫إل حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين فان تكلموا تكلم الشيطان بنحو‬
‫كلمهم‪ ،‬وإذا ضحكوا ضحكوا معهم‪ ،‬وإذا نالوا من أولياء ال نالوا معهم‪،‬‬
‫فمن ابتلى من المؤمنين بهم‪ ،‬فإذا خاضوا في ذلك فليقم ول يكن شرك‬
‫شيطان‪ ،‬ول جليسه‪ ،‬فان غضب ال عزوجل ل يقوم له شئ‪ ،‬ولعنته ل‬
‫يردها شئ ثم قال عليه السلم‪ :‬فان لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم‪ ،‬ولو‬
‫حلب شاة أو فواق ناقة )‪ .(2‬تبيان‪ :‬قوله " فصاعدا " منصوب بالحالية‪،‬‬
‫وعامله محذوف وجوبا أي اذهب في العدد صاعدا " فان دعوا بخير " أي‬
‫ما يوجب السعادة الخروية كتوفيق العبادة وطلب الجنة أو الستعاذة من‬
‫النار ونحوها أو العم منها ومن المور المباحة الدنيوية كطول العمر‬
‫وكثرة المال والولد‪ ،‬وأمثال ذلك‪ ،‬فيكون احترازا عن طلب المور‬
‫المحرمة‪ ،‬وكذا الشر يشتمل الشرور الدنيوية والخروية فيكون سؤال‬
‫الحاجة تعميما بعد التخصيص‪ ،‬وعلى الول تكون الفقرتان الوليان‬
‫للخرة‪ ،‬وهذه للدنيا‪.‬‬

‫)‪ (1‬القاموس ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .224‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.187‬‬

‫]‪[262‬‬

‫والتشفع المبالغة في الشفاعة قال الجوهري‪ :‬استشفعته إلى فلن أي سألته أن‬
‫يشفع لي إليه‪ ،‬وتشفعت إليه في فلن فشفعني فيه تشفيعا‪ ،‬والتأمين قول‬
‫آمين ومعناه اللهم استجب لي‪ ،‬وفي النهاية فيه أن رجل كان ينال من‬
‫الصحابة يعني الوقيعة فيهم يقال منه نال ينال نيل إذا أصاب وفي القاموس‬
‫نال من عرضه سبه‪ " .‬فمن ابتلى من المؤمنين بهم " أي بمجالستهم "‬
‫فإذا خاضوا " قال الجوهري‪ :‬خاض القوم في الحديث وتخاوضوا أي‬
‫تفاوضوا فيه " في ذلك " أي في النيل من أولياء ال وسبهم هو إشارة‬
‫إلى قوله تعالى " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات ال يكفر‬
‫بها ويستهزؤ بها فل تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا‬
‫مثلهم إن ال جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )‪ (1‬وقال علي بن‬
‫إبراهيم في تفسيره‪ :‬آيات ال هم الئمة عليهم السلم وفي تفسير العياشي‬
‫عن الرضا عليه السلم في تفسيرها إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب‬
‫به ويقع في أهله فقم من عنده ول تقاعده )‪ .(2‬وقوله تعالى‪ " :‬إنكم إذا‬
‫مثلهم " قيل أي في الكفر‪ ،‬إن رضيتم به‪ ،‬وإل ففي الثم لقدرتكم على‬
‫النكار والعراض‪ ،‬وقال سبحانه‪ :‬أيضا " وإذا رأيت الذين يخوضون في‬
‫آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " )‪ " (3‬ول يكن شرك‬
‫شيطان " بالكسر أي شريكه إن شاركهم " ول جليسه " إن لم يشاركهم‬
‫وكان ساكتا ومن قرأ الشرك بالتحريك‪ :‬بمعنى الحبالة أو فسر الشرك‬
‫بالنصيب فقد صحف لفظا أو معنى‪ .‬قوله " ل يقوم له شئ " أي ل يدفعه‬
‫أو ل يطيقه‪ ،‬ول يقدر على تحمله‪ ،‬وقد دلت الرواية واليتان على وجوب‬
‫قيام المؤمن ومفارقته لعداء الدين عند ذمهم أولياء ال وعلى لحوق‬
‫الغضب واللعنة به مع القعود معهم‪ ،‬بل دلت الية ظاهرا على أنهم مثلهم‬
‫في الفسق والنفاق والكفر‪ ،‬ول ريب فيه مع اعتقاد جواز ذلك أو رضاه به‪،‬‬
‫وإل‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .140 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .281‬النعام‪.68 :‬‬

‫]‪[263‬‬

‫فظاهر بعض الروايات أن العذاب بالهلك‪ ،‬إن نزل يحيط به‪ ،‬ولكن ينجو في الخرة‬
‫بفضل ال تعالى‪ ،‬وظاهر بعضها أن اللعنة إذا نزلت تعم من في المجلس‬
‫والحوط عدم مجالسة الظلمة وأعداء ال‪ ،‬من غيرورة‪ .‬ثم بين حكمه إذا‬
‫لم يقدر على المفارقة بالكلية للتقية أو غيرها‪ ،‬بقوله " فان لم يستطع‬
‫فلينكر بقلبه " قوله " ولو حلب شاة " حلب مصدر منصوب بظرفية‬
‫الزمان بتقدير زمان حلب‪ ،‬وكذا الفواق وكأنه أقل من الحلب‪ ،‬أي يقوم‬
‫لظهار حاجة وعذر ولو بأحد هذين المقدارين من الزمان‪ .‬قال في النهاية‪:‬‬
‫فيه أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق أي في قدر فواق ناقة‪ ،‬و هو ما بين‬
‫الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه وتفتح‪ ،‬وذلك لنها تحلب ثم تراح حتى تدر‬
‫ثم تحلب وفي القاموس الفواق كغراب ما بين الحلبتين من الوقت وتفتح‪،‬‬
‫أو ما بين فتح يديك وقبضها على الضرع‪ - 61 .‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سليمان‪ ،‬عن محمد بن محفوظ‪ ،‬عن أبي المغرا قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫الحسن عليه السلم يقول‪ :‬ليس شئ أنكى لبليس وجنوده عن زيارة‬
‫الخوان في ال بعضهم لبعض‪ ،‬وقال‪ :‬وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران ال‬
‫ثم يذكران فضلنا أهل البيت فل يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إل تخدد‬
‫حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما تجد من اللم فتحس ملئكة السماء‬
‫وخزان الجنان فيلعنونه حتى ل يبقى ملك مقرب إل لعنه فيقع خاسئا‬
‫حسيرا مدحورا )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس نكى العدو وفيه نكاية قتل وجرح‪،‬‬
‫وفي النهاية يقال نكيت في العدو أنكى نكاية فأنا ناك‪ :‬إذا أكثرت فيهم‬
‫الجراح والقتل‪ ،‬فوهنوا لذلك وقد يهمز لغة فيه وفي القاموس المضغة‬
‫بالضم قطعة اللحم وغيره‪ ،‬وقال‪ :‬خدد لحمه وتخدد هزل ونقص وخدده‬
‫السير لزم متعد وقال‪ :‬خسأ الكلب كمنع خسئا وخسوءا طرده‪ ،‬والكلب بعد‬
‫كانخسأ وخسئ‪ ،‬وقال‪ :‬حسر كفرح عليه حسرة وحسرا تلهف فهو حسير‪،‬‬
‫وكضرب وفرح أعيا كاستحسر فهو حسير وقال‪ :‬الدحر الطرد والبعاد‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.188‬‬

‫]‪[264‬‬

‫)‪) * (16‬باب( * * " )حفظ الخوة ورعاية أوداء الب( " * ‪ - 1‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫بإسناده عن موسى بن جعفر عليه السلم‪ ،‬عن آبائه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تقطع أوداء أبيك فيطفئ نورك‪ .‬وبهذا السناد قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلث يطفين نور العبد‪ :‬من قطع أوداء‬
‫أبيه‪ ،‬وغير شيبته‪ ،‬ورفع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له )‪2 .(1‬‬
‫‪ -‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬مودة الباء قرابة بين البناء )‪.(2‬‬
‫‪ - 3‬كنز الكراجكى‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من كرم المرء بكاؤه‬
‫على ما مضى من زمانه‪ ،‬وحنينه إلى أوطانه‪ ،‬وحفظه قديم إخوانه‪ ،‬وروي‬
‫أن داود عليه السلم قال لبنه سليمان‪ :‬يا بني ل تستبدلن بأخ قديم أخا‬
‫مستفادا ما استقام لك‪ ،‬ول تستقلن أن يكون لك عدو واحد‪ ،‬ول تستكثرن‬
‫أن يكون لك ألف صديق‪ - 4 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن المفضل بن عمر قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إنما‬
‫المؤمنون إخوة بنو أب وام وإذا ضرب على رجل منهم عرق‪ ،‬سهر له‬
‫الخرون )‪ .(3‬كتاب المؤمن‪ :‬للحسين بن سعيد مرسل عنه عليه السلم‬
‫مثله‪ .‬تبيان‪ :‬إنما المؤمنون إخوة كما قال تعالى في كتابه العزيز أي إخوة‬
‫في الدين‪ ،‬أو ينبغي أن يكونوا بمنزلة الخوة في التراحم والتعاطف‪ ،‬ثم أكد‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ (2) .10 :‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .218‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.165‬‬

‫]‪[265‬‬

‫عليه السلم ذلك بقوله " بنو أب وام " أي ينبغي أن يكونوا كهذا النوع من الخوة‬
‫أو نفي لهذا المعنى‪ ،‬وبيان أن اخوتهم متأصلة بمنزلة الحقيقة لشتراكهم‬
‫في طينة الجنة والروح المختارة المنسوبة إلى الرب العلى كما سيأتي‪ ،‬أو‬
‫المراد بالب روح ال الذي نفخ منه في طينة المؤمن‪ ،‬وبالم الماء العذب‬
‫والتربة الطيبة كما مر في أبواب الطينة الدم وحوا كما يتبادر إلى بعض‬
‫الذهان لعدم اختصاص النتساب إليهما باليمان إل أن يقال‪ :‬تباين العقائد‬
‫صار مانعا من تأثير تلك الخوة لكنه بعيد‪ .‬وقد مر وجه آخر وهو اتحاد‬
‫آبائهم الحقيقية الذين أحيوهم باليمان والعلم أو أن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله أبوهم وخديجة امهم بمقتضى الية المتقدمة وإخراج غير المؤمنين‬
‫لنهم عقوا والديهم بترك ولية أئمة الحق‪ ،‬فهم خرجوا عن حكم الولد‬
‫وانقطعت الخوة بينهم كما أن المنافقات من أزواج النبي صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم خرجن بذلك عن كونهم امهات المؤمنين كما طلق أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم عائشة يوم البصرة ليظهر للناس خروجها عن هذا‬
‫الحكم على بعض الوجوه‪ ،‬وإن بقي تحريم نكاحها على المسلمين‪ .‬وضرب‬
‫العرق حركته بقوة والمراد هنا المبالغة في قلة الذى‪ ،‬وتعديته هنا بعلى‬
‫لتضمين معنى الغلبة كما في قوله تعالى " وضربنا على آذانهم " )‪ (1‬في‬
‫النهاية ضرب العرق ضربا وضربانا‪ :‬إذا تحرك بقوة وفي القاموس‪ :‬سهر‬
‫كفرح لم ينم ليل انتهى‪ ،‬والمعنى أن الناس كثيرا ما يذهب عنهم النوم في‬
‫بعض الليالي من غير سبب ظاهر فهذا من وجع عرض لبعض إخوانهم‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون السهر كناية عن الحزن للزومه له غالبا‪ - 5 .‬كا‪ :‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن عمر بن أبان‪ ،‬عن جابر الجعفي‬
‫قال‪ :‬تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلم فقلت‪ :‬جعلت فداك ربما‬
‫حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي‪ ،‬حتى يعرف ذلك أهلي في‬
‫وجهي وصديقي فقال‪ :‬نعم يا جابر إن ال عزوجل خلق المؤمنين من طينة‬
‫الجنان وأجرى فيهم‬

‫)‪ (1‬الكهف‪.11 :‬‬

‫]‪[266‬‬

‫من ريح روحه‪ ،‬فلذلك المؤمن أخو المؤمن لبيه وامه‪ ،‬فإذا أصاب روحا من تلك‬
‫الرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لنها منها )‪ - 6 .(1‬كتاب‬
‫المؤمن‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬تنفست بين‬
‫يديه ثم قلت‪ :‬يا ابن رسول ال ! هم يصيبني وساق نحو ما مر إلى قوله‬
‫صديقي‪ ،‬فقال‪ :‬نعم يا جابر فقلت‪ :‬فمم ذلك يا ابن رسول ال ! قال عليه‬
‫السلم‪ :‬وما تصنع به ؟ قلت‪ :‬احب أن أعلمه قال عليه السلم‪ :‬يا جابر إن‬
‫ال عزوجل إلى آخر الخبر‪ .‬تبيين‪ " :‬تقبضت " التقبض " ظهور أثر‬
‫الحزن ضد النبساط‪ ،‬في القاموس انقبض انضم وضد انبسط وتقبض عنه‬
‫اشمأز وفي المحاسن )‪ " (2‬تنفست " أي تأوهت وحزنت من باب علم أو‬
‫على بناء المجهول من باب نصر‪ ،‬فانه متعد حينئذ " وصديقي " عطف‬
‫على " أهلي " و " ريح روحه " أي من نسيم روحه الذي نفخه في‬
‫النبياء والوصياء عليهم السلم كما قال‪ " :‬ونفخت فيه من روحي " )‪(3‬‬
‫أو من رحمة ذاته كما قال الصادق عليه السلم‪ :‬وال شيعتنا من نور ال‬
‫خلقوا وإليه يعودون‪ ،‬أو الضافة بيانية شبه الروح بالريح لسريانه في‬
‫البدن كما أن نسبة النفخ إليه لذلك أي من الروح الذي هو كالريح واجتباه‬
‫و اختاره وقد روي عن الباقر عليه السلم في تفسير قوله تعالى " ونفخت‬
‫فيه من روحي " كيف هذا النفخ ؟ فقال‪ :‬إن الروح متحرك كالريح‪ ،‬وإنما‬
‫سمي روحا لنه اشتق اسمه من الريح وإنما أخرجه على لفظة الروح لن‬
‫الروح مجانس للريح‪ ،‬وإنما أضافه إلى نفسه لنه اصطفاه على سائر‬
‫الرواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال‪ " :‬بيتي " وقال‪ :‬لرسول من‬
‫الرسل خليلي وأشباه ذلك وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر‪.‬‬
‫ويمكن أن يقرأ بفتح الراء أي من نسيم رحمته كما ورد في خبر آخر‪:‬‬
‫وأجرى فيهم من روح رحمته‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .166‬كما سيجئ تحت الرقم ‪ 16‬من الباب ‪(3) .17‬‬
‫الحجر‪ ،29 :‬ص ‪.72‬‬

‫]‪[267‬‬

‫" لبيه وامه " الظاهر تشبيه الطينة بالم والروح بالب ويحتمل العكس ل يقال‬
‫على هذا الوجه يلزم أن يكون المؤمن محزونا دائما لنا نقول يحتمل أن‬
‫يكون للتأثر شرايط اخرى تفقد في بعض الحيان كارتباط هذا الروح‬
‫ببعض الرواح أكثر من بعض كما ورد " الرواح جنود مجندة ما تعارف‬
‫منها ائتلف‪ ،‬وما تناكر منها اختلف "‪ .‬ويحتمل أن يكون الحزن الدائم‬
‫للمؤمن أحد أسبابه ذلك كما أن تذكر الخوة أيضا سبب له‪ ،‬لكن شدته في‬
‫بعض الحيان بحيث يتبين له ذلك‪ ،‬بحزن الرواح المناسبة له أو بحزن‬
‫الرواح الشريفة العالية المؤثرة في العوالم‪ ،‬لسيما في أرواح الشيعة‬
‫وقلوبهم وأبدانهم‪ ،‬كما روى الصدوق في معاني الخبار )‪ (1‬بإسناده إلى‬
‫أبي بصير قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم ومعي رجل من‬
‫أصحابنا فقلت له‪ :‬جعلت فداك يا ابن رسول ال إني لغتم وأحزن من غير‬
‫أن أعرف لذلك سببا‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم‬
‫منا لنا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخل عليكم لنا وإياكم من‬
‫نور ال عزوجل فجعلنا وطينتنا و طينتكم واحدة‪ ،‬ولو تركت طينتكم كما‬
‫اخذت لكنا وأنتم سواء‪ ،‬ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلول ذلك ما‬
‫أذنبتم ذنبا أبدا‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بدا ؟ فقال‪:‬‬
‫إي وال يا عبد ال أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر من القرص إذا طلع‬
‫أهو متصل به أو بائن منه ؟ فقلت له‪ :‬جعلت فداك بل هو بائن منه ؟ فقال‪:‬‬
‫أفليس إذا غابت الشمس و سقط القرص عاد إليه فاتصل به كما بدا منه ؟‬
‫فقلت له‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬كذلك وال شيعتنا من نور ال خلقوا وإليه يعودون‪،‬‬
‫وال إنكم لملحقون بنا يوم القيامة‪ ،‬وإنا لنشفع ونشفع‪ ،‬ووال إنكم‬
‫لشتفعون فتشفعون‪ ،‬وما من رجل منكم إل وسترفع له نار عن شماله‪،‬‬
‫وجنة عن يمينه‪ ،‬فيدخل أحباءه الجنة وأعداءه النار‪ ،‬فتأمل وتدبر في هذا‬
‫الحديث فان فيه أسرارا غريبة‪.‬‬

‫)‪ (1‬لم نجده في معاني الخبار بعد الفحص البليغ وانما وجدناه في العلل الباب ‪.84‬‬

‫]‪[268‬‬

‫‪ - 7‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله ل‬
‫يخونه ول يظلمه ول يغشه‪ ،‬ول يعده عدة فيخلفه )‪ .(1‬بيان‪ " :‬عينه " أي‬
‫جاسوسه يدله على المعائب أو بمنزلة عينه الباصرة يدله على مكارمه‬
‫ومعايبه‪ ،‬وهو أحد معاني قول النبي صلى ال عليه وآله المؤمن مرآة‬
‫المؤمن‪ ،‬وقيل ذاته مبالغة أو بمنزلة عينه في العزة والكرم‪ ،‬ول يخفى عدم‬
‫مناسبته لسائر الفقرات فتفطن‪ " .‬ودليله " أي إلى الخيرات الدنيوية‬
‫والخروية " ل يخونه " في مال ول سر ول عرض " ول يظلمه " في‬
‫نفسه وماله وأهله وسائر حقوقه " ول يغشه " في النصيحة والمشورة‬
‫وحفظ الغيب والرشاد إلي مصالحه " ول يعده عدة فيخلفه " يدل على أنه‬
‫مناف للخوة الكاملة ل على الحرمة إل إذا كان النفي بمعنى النهي وفيه‬
‫أيضا كلم‪ ،‬وبالجملة النفي في جميع الفقرات يحتمل أن يكون بمعنى‬
‫النهي‪ ،‬وأن يكون بمعناه فيدل على أنه لو أتى بالمنفي لم يتصف بالخوة‬
‫وكمال اليمان‪ - 8 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬وعن العدة‪،‬‬
‫عن سهل جميعا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن أبي بصير قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد‬
‫إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده وأرواحهما من روح‬
‫واحدة‪ ،‬وإن روح المؤمن لشد اتصال بروح ال من اتصال شعاع الشمس‬
‫بها )‪ .(2‬كتاب المؤمن‪ :‬للحسين بن سعيد باسناده عنه عليه السلم مثله‬
‫إل أن فيه‪ :‬وجد ذلك في سائر جسده لن أرواحهم من روح ال عزوجل‬
‫وإن روح المؤمن إلى آخر الخبر‪ .‬تبيان‪ " :‬كالجسد الواحد " كأنه عليه‬
‫السلم ترقى عن الخوة إلى التحاد أو بين‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.166‬‬

‫]‪[269‬‬
‫أن اخوتهم ليست مثل سائر الخوات بل هم بمنزلة أعضاء جسد واحد تعلق بها‬
‫روح واحدة‪ ،‬فكما أنه يتألم عضو واحد يتألم ويتعطل سائر العضاء‪ ،‬فكذا‬
‫يتألم واحد من المؤمنين يحزن ويتألم سائرهم كما مر‪ ،‬فقوله " كالجسد‬
‫الواحد " تقديره كعضوي الجسد الواحد‪ ،‬وقوله " إن اشتكى " الظاهر أنه‬
‫بيان للمشبه به‪ ،‬والضمير المستتر فيه وفي " وجد " راجعان إلى المرء‬
‫أو النسان أو الروح الذي يدل عليه الجسد وضمير منه راجع إلى الجسد‪،‬‬
‫والضمير في أرواحهما راجع إلى شيئا وسائر الجسد‪ ،‬والجمعية )‪(1‬‬
‫باعتبار جمعية السائر أو من إطلق الجمع على التثنية مجازا‪ .‬وفي كتاب‬
‫الختصاص للمفيد )‪ (2‬وإن روحهما من روح ال وهو أظهر والمراد‬
‫بالروح الواحدة‪ ،‬إن كان الروح الحيوانية فمن للتبعيض‪ ،‬وإن كان النفس‬
‫الناطقة فمن للتعليل‪ ،‬فان روحهما الروح الحيوانية هذا إذا كان قوله‬
‫وأرواحهما من تتمة بيان المشبه به‪ ،‬ويحتمل تعلقه بالمشبه‪ ،‬فالضمير‬
‫راجع إلى الخوين المذكورين في أول الخبر‪ ،‬والغرض إما بيان شدة‬
‫اتصال الروحين كأنهما روح واحدة‪ ،‬أو أن روحيهما من روح واحدة هي‬
‫روح المام‪ ،‬وهي نور ال كما مر في الخبر السابق عن أبي بصير )‪(3‬‬
‫الذي هو كالشرح لهذا الخبر ويحتمل أن يكون " إن اشتكى " أيضا من‬
‫بيان المشبه ليضاح وجه الشبه‪ ،‬والمراد بروح ال أيضا روح المام الذي‬
‫اختارها ال كما مر في قوله " ونفخت فيه من روحي "‪ .‬ويحتمل أن يكون‬
‫المراد بروح ال ذات ال سبحانه إشارة إلى شدة ارتباط المقربين بجناب‬
‫الحق تعالى حيث ل يغفلون عن ربهم ساعة‪ ،‬ويفيض عليهم منه سبحانه‬
‫العلم والكمالت والهدايات والفاضات آنا فآنا‪ ،‬وساعة فساعة‪ ،‬كما سيأتي‬
‫في الحديث القدسي " فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ورجله ويده ولسانه‬
‫" )‪ (4‬وسنوضح ذلك‬

‫)‪ (1‬يعنى في لفظ " أرواحهما "‪ (2) .‬سيجئ تحت الرقم ‪ - 9‬في الباب ‪(3) .17‬‬
‫يعنى الخبر الذى مر عن المعاني في البيان السابق‪ (4) .‬يريد ما سيأتي‬
‫في شرح حديث الكافي من كتابه مرآت العقول راجع الكافي باب من أذى‬
‫المسلمين واحتقرهم تحت الرقم ‪ 8‬ج ‪ 2‬ص ‪.352‬‬

‫]‪[270‬‬

‫بحسب فهمنا هناك إنشاء ال تعالى وأعرضنا عما أورده بعضهم هيهنا من تزيين‬
‫العبارات التي ليس تحتها معنى محصل‪ - 9 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي نجران‪ ،‬عن مثنى الحناط‪ ،‬عن الحارث بن المغيرة قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬المسلم أخو المسلم وهو عينه ومرآته ودليله‪ ،‬ل‬
‫يخونه ول يظلمه ول يخدعه ول يكذبه ول يغتابه )‪ .(1‬تبيين‪ " :‬مرآته "‬
‫أي يبين محاسنه ليركبها‪ ،‬ومساويه ليجتنبها‪ ،‬كما هو شأن المرآة‪ ،‬أو‬
‫ينظر إلى ما فيه من المعايب فيتركها فان النسان في غفلة من عيوب‬
‫نفسه وكذا المحاسن‪ ،‬وقد روي عن النبي صلى ال عليه وآله‪ " :‬المؤمن‬
‫مرآة المؤمن " ويجري فيه الوجهان المتقدمان‪ .‬قال الراوندي )‪ (2‬في‬
‫ضوء الشهاب المرآة اللة التي ترى فيها صورة الشياء وهي مفعلة من‬
‫الرؤية‪ ،‬والمعنى أن المؤمن يحكي لخيه المؤمن جميع ما يراه فيه فان‬
‫كان حسنا زينه له ليزداد منه‪ ،‬وإن كان قبيحا نبهه عليه لينتهي عنه‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬قد ذهب بعض الصوفية إلى أن المؤمن الثاني هو ال تعالى‬
‫أي المؤمن مظهر لصفاته الكمالية تعالى شأنه كما ينطبع في المرآة صورة‬
‫الشخص‪ ،‬والحديث يدل على أنه ليس بمراد من الخبر النبوي صلى ال‬
‫عليه وآله وقيل‪ :‬المراد أن كل من المؤمنين مظهر لصفات الخر‪ ،‬لن في‬
‫كل منهما صفات الخر‪ ،‬مثل اليمان وأركانه ولواحقه وآثاره‪ ،‬والخلق‬
‫والداب ول يخفى بعده‪ " .‬ول يكذبه " على بناء المجرد أي ل يقول له‬
‫كذبا أو على بناء التفعيل أي ل ينسب الكذب إليه فيما يخبره‪ ،‬ول يستلزم‬
‫ذلك العتماد عليه في كل ما يقوله‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .166‬هو السيد الجل أبو الرضا فضل ال بن على بن‬
‫عبيد ال الحسنى الراوندي الكاشانى‪ ،‬كان علمة دهره وامام عصره‬
‫وكتابه هذا ضوء الشهاب شرح لكتاب الشهاب لبي عبد ال محمد بن‬
‫سلمة الفقيه الشافعي المعروف بالقاضي القضاعى المغربي‪ ،‬وهو‬
‫مقصور على الكلمات الوجيزة النبوية‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫وإن كان يشعر بذلك كما ورد في خبر آخر مستدل عليه بقوله تعالى‪ " :‬ويؤمن‬
‫للمؤمنين " )‪ (1‬والظاهر أن المراد بالمسلم هنا المؤمن إيذانا بأن غير‬
‫المؤمن ليس بمسلم حقيقة‪ - 10 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه السلم‬
‫ودخل عليه رجل فقال لي‪ :‬تحبه ؟ فقلت‪ :‬نعم فقال لي‪ :‬ولم ل تحبه وهو‬
‫أخوك‪ ،‬وشريكك في دينك‪ ،‬وعونك على عدوك‪ ،‬ورزقه على غيرك )‪(2‬‬
‫بيان‪ " :‬لم ل تحبه " ترغيب في زيادة المحبة وإدامتها ولغيره أيضا بذكر‬
‫أسبابها وعدم المانع منها " أخوك " أي سماه ال أخا لك أو مخلوق من‬
‫روحك وطينتك ويحتمل أن يكون قوله " وشريكك في دينك " تفسيرا‬
‫للخوة أو يكون " في دينك " متعلقا بهما على التنازع " على عدوك "‬
‫من الجن والنس أو الخير فقط أو العم منهما ومن النفس المارة‬
‫بالسوء كما روي " أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك "‪ - 11 .‬كا‪ :‬عن‬
‫أبي علي الشعري‪ ،‬عن الحسين بن الحسن‪ .‬عن محمد بن أورمة عن‬
‫بعض أصحابه‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬المؤمن أخو المؤمن‬
‫لبيه وامه لن ال عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان‪ ،‬وأجرى في‬
‫روحهم )‪ (3‬من ريح الجنة‪ ،‬فلذلك هم إخوة لب وام )‪ .(4‬المؤمن‪ :‬باسناده‬
‫عنه عليه السلم مثله وفيه في صورهم من ريح الجنان‪ .‬ايضاح‪ :‬من ريح‬
‫الجنة أي من الروح المأخوذة من الجنة أو المنسوبة إليها لن مصيرها ‪-‬‬
‫لقتضائها العقائد أو العمال الحسنة ‪ -‬إليها وقد مر مضمونه‪ - 12 .‬كا‪:‬‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬المؤمن خدم بعضهم لبعضهم قلت‪:‬‬
‫وكيف يكونون‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (4 - 2) .61 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .166‬صورهم خ ل‪.‬‬

‫]‪[272‬‬

‫خدما بعضهم لبعض ؟ قال‪ :‬يفيد بعضهم بعضا الحديث‪ (1) .‬بيان‪ :‬الحديث‪ :‬أي إلى‬
‫تمام الحديث إشارة إلى أنه لم يذكر تمام الخبر وفهم أكثر من نظر فيه أن‬
‫الحديث مفعول " يفيد " فيكون حثا على رواية الحديث وهو بعيد وقال‬
‫بعضهم‪ :‬يحتمل أن يكون المراد به الخبر وأن يكون أمرا في صورة الخبر‪،‬‬
‫والمعنى أن اليمان يقتضي التعاون بأن يخدم بعض المؤمنين بعضا في‬
‫امورهم هذا يكتب لهذا‪ ،‬وهذا يشتري لهذا‪ ،‬وهذا يبيع لهذا‪ ،‬إلى غير ذلك‪،‬‬
‫بشرط أن يكون بقصد التقرب إلى ال ولرعاية اليمان‪ ،‬وأما إذا كان يجر‬
‫منفعة دنيوية إلى نفسه‪ ،‬فليس من خدمة المؤمن في شئ‪ ،‬بل هو خدمة‬
‫لنفسه‪ - 13 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬ومحمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‬
‫جميعا‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إسماعيل البصري‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى‬
‫سفر لهم فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفنوا ولزموا اصول‬
‫الشجر فجاءهم شيخ عليه ثياب بياض فقال‪ :‬قوموا فل بأس عليكم‪ ،‬فهذا‬
‫الماء فقاموا وشربوا وارتووا فقال‪ :‬من أنت يرحمك ال ؟ فقال‪ :‬أنا من‬
‫الجن الذين بايعوا رسول ال صلى ال عليه وآله إني سمعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يقول " المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله " فلم تكونوا‬
‫تضيعوا بحضرتي )‪ .(2‬بيان‪ :‬فتكفنوا‪ :‬أي سلموا أنفسهم إلى الموت‬
‫وقطعوا به فلبسوا أكفانهم‪ ،‬أو ضموا ثيابهم على أنفسهم بمنزلة الكفن‪،‬‬
‫وفي القاموس هم مكفنون‪ :‬ليس لهم ملح ول لبن ول إدام‪ ،‬وفي بعض‬
‫النسخ " فتكنفوا " بتقديم النون على الفاء أي اتخذ كل منهم كنفا وناحية‬
‫وتفرقوا‪ ،‬من الكنف بالتحريك وهو الناحية والجانب‪ ،‬أو اجتمعوا وأحاط‬
‫بعضهم ببعض‪ ،‬قال في النهاية في حديث الدعاء مضوا على شاكلتهم‬
‫مكانفين أي يكنف بعضهم بعضا وفيه فاكتنفته أنا وصاحبي أي أحطنا به‬
‫من جانبيه‪ ،‬وفي القاموس كنفه صانه وحفظه وحاطه وأعانه كأكنفه‪،‬‬
‫والتكنيف الحاطة واكتنفوا فلنا‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.167‬‬

‫]‪[273‬‬

‫أحاطوا به كتكنفوه‪ .‬قوله " أنا من الجن " الجن بالكسر جمع الجني وقد ذكر‬
‫الطبرسي وغيره أن سبعة من جن نصيبين أتوا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله وبايعوه وروي أكثر من ذلك‪ ،‬وفي الصحاح حضرة الرجل‪ :‬قربه‬
‫وفناؤه‪ ،‬ويدل على أن الجن أجسام لطيفة يمكن تشكلهم بشكل النس‪،‬‬
‫ورؤيتهم لغير النبياء والوصياء أيضا‪ ،‬ويشعر بجواز رواية الحديث عن‬
‫الجن‪ - 14 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن‬
‫شاذان جميعا عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن الفضيل بن يسار قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول‬
‫يخذله ]ول يغتابه ول يخونه ول يحرمه[ قال ربعي‪ :‬فسألني رجل من‬
‫أصحابنا بالمدينة قال سمعت الفضيل يقول ذلك ؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬نعم فقال‪:‬‬
‫إني سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول‬
‫يغشه ول يخذله ول يغتابه ول يخونه ول يحرمه )‪ .(1‬ايضاح‪ " :‬قال‬
‫سمعت الفضيل " بصيغة الخطاب بتقدير حرف الستفهام " فقال إني‬
‫سمعت " هذا كلم الرجل‪ ،‬واحتمال الفضيل كما توهم بعيد وغرض الرجل‬
‫أن الذي سمعت منه عليه السلم أكثر مما سمعه لسيما على النسخة التي‬
‫ليس في الول " ول يغتابه " الخ ولعلهما سمعا في مجلس واحد ولذا‬
‫استبعده " ول يحرمه " أي من عطائه وربما يقرأ " ول يظلمه " على‬
‫بناء التفعيل أي ل ينسبه إلى الظلم‪ ،‬وهو تكلف وفي القاموس خذله وعنه‬
‫خذل وخذلنا بالكسر ترك نصرته والظبية وغيرها تخلفت عن صواحبها‬
‫وانفردت أو تخلفت فلم تلحق وتخاذل القوم تدابروا‪ - 15 .‬كتاب المؤمن‪:‬‬
‫باسناده‪ ،‬عن أحدهما عليهما السلم أنه قال المؤمن ]أخو المؤمن[ كالجسد‬
‫إذا سقط منه شئ تداعا سائر الجسد‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري تداعت الحيطان‬
‫للخراب أي تهادمت‪ - 16 .‬المؤمن‪ :‬باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال الرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.167‬‬


‫]‪[274‬‬

‫كما تتشام الخيل‪ ،‬فما تعارف منها ائتلف‪ ،‬وما تناكر منها اختلف‪ ،‬ولو أن مؤمنا‬
‫جاء إلى مسجد فيه اناس كثير ليس فيهم إل مؤمن واحد لمالت روحه إلى‬
‫ذلك المؤمن حتى يجلس إليه‪ .‬بيان‪ :‬قد مضى تفسير جنود مجندة في كتاب‬
‫السماء والعالم وغيره‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬تشاماشم أحدهما الخر‪ ،‬وفي‬
‫النهاية في حديث علي عليه السلم حين أراد أن يبرز لعمرو بن عبدود‬
‫قال‪ :‬أخرج إليه فاشامه قبل اللقاء أي أختبره وأنظر ما عنده يقال شاممت‬
‫فلنا إذا قاربته وتعرفت ما عنده بالختبار والكشف وهي مفاعلة من الشم‬
‫كأنك تشم ما عنده ويشم ما عندك لتعمل بمقتضى ذلك‪ - 17 .‬المؤمن‪:‬‬
‫باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل وال ل يكون المؤمن مؤمنا‬
‫أبدا حتى يكون لخيه مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له‬
‫سائر عروقه‪ - 18 .‬المؤمن‪ :‬باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫لكل شئ شئ يستريح إليه‪ ،‬و إن المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن كما‬
‫يستريح الطير إلى شكله‪ - 19 .‬المؤمن‪ :‬باسناده عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا‬
‫اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫)‪) (17‬باب( * " )فضل المواخاة في ال وأن المؤمنين بعضهم اخوان بعض( " *‬
‫* " )وعلة ذلك( " * الية‪ :‬الحجرات‪ :‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين‬
‫أخويكم )‪ - 1 .(1‬ل‪ ،‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عليه السلم عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ستة من المروة‬
‫ثلثة منها في الحضر وثلثة منها في السفر فأما التي في الحضر فتلوة‬
‫كتاب ال تعالى‪ ،‬وعمارة مساجد ال‪ ،‬وإتخاذ الخوان في ال عزوجل‪ ،‬وأما‬
‫التي في السفر فبذل الزاد‪ ،‬وحسن الخلق‪ ،‬والمزاح في غير المعاصي )‪.(2‬‬
‫‪ - 2‬ما‪ :‬فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلم عند وفاته‪ :‬وآخ‬
‫الخوان في ال وأحب الصالح لصلحه )‪ - 3 .(3‬ما‪ :‬المفيد عن ابن‬
‫قولويه‪ ،‬عن محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البرقي عن التفليسي‪ ،‬عن‬
‫البقباق‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل يرجع صاحب المسجد بأقل‬
‫من إحدى ثلث‪ :‬إما دعاء يدعو به يدخله ال به الجنة‪ ،‬وإما دعاء يدعو‬
‫به فيصرف ال عنه بلء‪ ،‬وإما أخ يستفيده في ال عزوجل ثم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما استفاد‬
‫)‪ (1‬الحجرات‪ ،10 :‬قال الطبرسي في المجمع ج ‪ 9‬ص ‪ :133‬انما المؤمنون اخوة‪:‬‬
‫أي في الدين يلزم نصرة بعضهم بعضا‪ ،‬فأصلحوا بين أخويكم‪ :‬أي بين كل‬
‫رجلين تقاتل وتخاصما‪ ،‬ومعنى الثنين يأتي على الجمع‪ ،‬لن تأويله "‬
‫بين كل أخوين " يعنى فأنتم اخوة للمتقاتلين فأصلحوا بين الفريقين‪ ،‬أي‬
‫كفوا الظالم عن المظلوم وأعينوا المظلوم‪ (2) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪،157‬‬
‫عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .27‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.6‬‬

‫]‪[276‬‬

‫امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة السلم مثل أخ يستفيده في ال )‪ - 4 .(1‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن عمر بن محمد الزيات‪ ،‬عن علي بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان‪،‬‬
‫عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬من استفاد أخا في ال فقد استفاد بيتا في‬
‫الجنة )‪ - 5 .(2‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن محفوظ بن خالد‪ ،‬عن محمد بن زيد قال‪ :‬سمعت الرضا‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬من استفاد أخا في ال عزوجل استفاد بيتا في الجنة )‬
‫‪ - 6 .(3‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن عمر بن أبان الكلبي‪ ،‬عن جابر الجعفي‬
‫قال‪ :‬تنفست بين يدي أبي جعفر عليه السلم ثم قلت‪ :‬يا ابن رسول ال‬
‫أهتم من غير مصيبة تصيبني أو أمر نزل بي حتى تعرف ذلك أهلي في‬
‫وجهي ويعرفه صديقي‪ ،‬قال‪ :‬نعم يا جابر قلت‪ :‬ومم ذاك يا ابن رسول ال ؟‬
‫قال‪ :‬وما تصنع بذاك ؟ قلت‪ :‬احب أن أعلمه‪ ،‬فقال‪ :‬يا جابر إن ال خلق‬
‫المؤمنين من طينة الجنان‪ ،‬وأجرى فيهم من ريح روحه‪ ،‬فلذلك المؤمن‬
‫أخو المؤمن لبيه وامه‪ ،‬فإذا أصاب تلك الرواح في بلد من البلدان شئ‬
‫حزنت عليه الرواح لنها منه )‪ - 7 .(4‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الفضيل‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬المؤمن أخو‬
‫المؤمن لبيه وامه لن ال خلق طينتهما من سبع سماوات وهي طينة‬
‫الجنان ثم تل " رحماء بينهم " فهل يكون الرحيم إل برا وصول وفي‬
‫حديث آخر وأجرى فيهما من روح رحمته )‪ - 8 .(5‬سن‪ :‬أبو عبد ال أحمد‬
‫بن محمد السياري وحسن بن معاوية‪ ،‬عن محمد بن‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .46‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .82‬ثواب‬
‫العمال ص ‪ (4) .137‬المحاسن ص ‪ ،133‬والية في سورة الفتح‪.29 :‬‬
‫)‪ (5‬المحاسن ص ‪.134‬‬

‫]‪[277‬‬
‫الفضيل‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬المؤمن أخو المؤمن لبيه‬
‫وامه و ذلك أن ال تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات‪،‬‬
‫وأجرى فيه من روح رحمته‪ ،‬فلذلك هو أخوه لبيه وامه )‪ - 9 .(1‬ختص‪:‬‬
‫قال الصادق عليه السلم‪ :‬المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى‬
‫شيئا وجد ألم ذلك في سائر جسده‪ ،‬وإن روحهما من روح ال‪ ،‬وإن روح‬
‫المؤمن لشد اتصال بروح ال من اتصال شعاع الشمس بها )‪- 10 .(2‬‬
‫من كتاب قضاء حقوق المؤمنين للصوري‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫بن أبي فاطمة قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا ابن أبي فاطمة إن‬
‫العبد يكون بارا بقرابته‪ ،‬ولم يبق من أجله إل ثلث سنين فيصيره ال ثلثا‬
‫وثلثين سنة‪ ،‬و إن العبد ليكون عاقا بقرابته وقد بقي من أجله ثلث‬
‫وثلثون سنة فيصيره ال ثلث سنين ثم تل هذه الية " يمحو ال ما يشاء‬
‫ويثبت وعنده ام الكتاب " )‪ (3‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك فان لم يكن له قرابة‬
‫قال‪ :‬فنظر إلي مغضبا ورد علي شبيها بالزبر )‪ (4‬يا ابن أبي فاطمة ل‬
‫تكون القرابة إل في رحم ماسة المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب‬
‫ال فللمؤمن على المؤمن أن يبره فريضة من ال يا ابن أبي فاطمة تباروا‬
‫وتواصلوا فينسئ ال في آجالكم‪ ،‬ويزيد في أموالكم‪ ،‬وتعطون العافية في‬
‫جميع اموركم‪ ،‬وإن صلتكم وصومكم وتقربكم إلى ال أفضل من صلة‬
‫غيركم ثم تل هذه الية " وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون " )‪.(5‬‬
‫‪ - 11‬نوادر الراوندي‪ :‬بإسناده عن الكاظم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .134‬الختصاص‪ (3) .32 :‬الرعد‪ (4) .39 :‬أي بخشونة‬
‫وغلظة‪ (5) .‬يوسف‪.106 :‬‬

‫]‪[278‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من استفاد أخا في ال زوجه ال حورا )‪- 12 .(1‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬أعجز الناس من عجز عن اكتساب الخوان‪،‬‬
‫وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم )‪ - 13 .(2‬كنز الكراجكى‪ :‬أنشد‬
‫لمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬وليس كثيرا ألف خل وصاحب * وإن عدوا‬
‫واحدا لكثير ‪ - 14‬عدة الداعي‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ما‬
‫أحدث ال إخاء بين مؤمنين إل أحدث لكل منهما درجة‪ ،‬وعنه صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬من استفاد أخا في ال استفاد بيتا في الجنة‪ ،‬وروى عمرو‬
‫بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمنين‬
‫المتواخيين في ال‪ ،‬ليكون أحدهما في الجنة فوق الخر بدرجة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا‬
‫رب إن صاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ويثبطني عن معصيتك‪ ،‬وترغبني‬
‫فيما عندك‪ ،‬فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة فيجمع ال بينهما‪ ،‬وإن‬
‫المنافقين ليكون أحدهما أسفل من صاحبه بدرك في النار فيقول‪ :‬يا رب إن‬
‫فلنا كان يأمرني بمعصيتك‪ ،‬و يثبطني عن طاعتك‪ ،‬ويزهدني فيما عندك‪،‬‬
‫ول يحذرني لقاءك فاجمع بيني وبينه في هذا الدرك‪ ،‬فيجمع ال بينهما‪.‬‬
‫وتل هذه الية " الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين " )‪18 .(3‬‬
‫* )باب( * " " )فضل حب المؤمنين والنظر إليهم( " " ‪ - 1‬ما‪ :‬جماعة‪،‬‬
‫عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي ص ‪ (2) .12‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .145‬الزخرف‪.67 :‬‬

‫]‪[279‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬النظر إلى العالم عبادة‪ ،‬والنظر إلى المام‬
‫المقسط عبادة‪ ،‬والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة‪ ،‬والنظر إلى الخ‬
‫توده في ال عزوجل عبادة )‪ - 2 .(1‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن إسحاق‬
‫بن محمد البصري‪ ،‬عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان‪ ،‬عن بشير‬
‫الدهان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم لمحمد بن بكير الثقفي ما تقول‬
‫في المفضل بن عمر ؟ قال‪ :‬ما عسيت أن أقول فيه لو رأيت في عنقه‬
‫صليبا وفي وسطه كستيجا )‪ (2‬لعلمت أنه على الحق بعدما سمعتك تقول‬
‫فيه ما تقول‪ ،‬قال‪ :‬رحمه ال‪ ،‬لكن حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة أتياني‬
‫فشتماه عندي فقلت لهما‪ :‬ل تفعل فاني أهواه فلم يقبل فسألتهما‬
‫وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعل فل غفر ال لهما أما إني لو‬
‫كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي‪ ،‬ولقد كان كثير عزة )‪ (3‬في‬
‫مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي حيث يقول‪ :‬لقد علمت بالغيب أني‬
‫احبها * إذا هو لم يكرم علي كريمها أما إني لو كرمت عليهما لكرم عليهما‬
‫من يكرم علي )‪ - 3 (4‬ختص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬من حب الرجل‬
‫دينه حبه أخاه )‪ 4 - .(5‬ختص‪ :‬عمار بن موسى قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬حب البرار‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .69‬الكستيج ‪ -‬بضم الكاف ‪ -‬خيط غليظ بقدر‬
‫الصبع من الصوف يشده الذمي فوق ثيابه دون الزنار المتخذ من‬
‫البريسم‪ ،‬وهو معرب " كستى " كما في القاموس‪ (3) .‬كثير ‪ -‬مصغرا ‪-‬‬
‫أو هو بضم الكاف وفتح الثاء وتشديد الياء المكسورة ‪ -‬شاعر مشهور‬
‫من بنى مليح بن عمرو من خزاعة‪ ،‬وعزة ‪ -‬بفتح العين ‪ -‬اسم امرأة‬
‫كانت معشوقة له ; وعرف الشاعر بها فقيل‪ :‬كثير عزة‪ (4) .‬رجال‬
‫الكشى‪ ،273 :‬ومثل الخبر في الكافي ج ‪ 8‬ص ‪ 373‬وتحقيق حال هؤلء‬
‫المذكورين في كتب الرجال‪ (5) .‬الختصاص ص ‪.31‬‬

‫]‪[280‬‬

‫للبرار ثواب للبرار‪ ،‬وحب الفجار للبرار فضيلة للبرار‪ ،‬وبغض الفجار للبرار‬
‫زين للبرار وبغض البرار للفجار خزي على الفجار )‪ - 5 .(1‬من كتاب‬
‫قضاء الحقوق‪ :‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم لبعض أصحابه بعد كلم‪:‬‬
‫إن المؤمنين من أهل وليتنا وشيعتنا إذا اتقوا لم يزل ال تعالى مطل‬
‫عليهم بوجهه حتى يتفرقوا‪ ،‬ول يزال الذنوب تتساقط عنهم كما تتساقط‬
‫الورق‪ ،‬ول يزال يد ال على يد أشدهما حبا لصاحبه‪ - 6 .‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫بإسناده‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه واله‪ :‬إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن‬
‫إلى الماء البارد‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫نظر المؤمن في وجه أخيه حبا له عبادة )‪ - 7 .(2‬كنز الكراجكى‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي بن طالب البلدي‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم النعماني‪ ،‬عن ابن‬
‫عقدة‪ ،‬عن شيوخه الربعة‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد بن النعمان‬
‫الحول‪ ،‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫جدي رسول ال‪ :‬أيها الناس حللي حلل إلى يوم القيامة‪ ،‬وحرامي حرام‬
‫إلى يوم القيامة أل وقد بينهما ال عزوجل في الكتاب‪ ،‬وبينتهما لكم في‬
‫سيرتي وسنتي‪ ،‬وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي‪ ،‬من تركها صلح‬
‫له أمر دينه‪ ،‬وصلحت له مروته و عرضه‪ ،‬ومن تلبس بها ووقع فيها‬
‫واتبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى ومن رعى ماشيته قرب الحمى‬
‫نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى أل وإن لكل ملك حمى أل وإن حمى‬
‫ال عزوجل محارمه‪ ،‬فتوقوا حمى ال ومحارمه‪ ،‬أل وإن ود المؤمن من‬
‫أعظم سبب اليمان‪ ،‬أل ومن أحب في ال‪ ،‬وأبغض في ال‪ ،‬وأعطى في‬
‫ال‪ ،‬ومنع في ال عزوجل‬

‫)‪ (1‬الختصاص ص ‪ (2) .239‬نوادر الراوندي ص ‪.8‬‬

‫]‪[281‬‬

‫فهو من أصفياء المؤمنين عند ال تبارك وتعالى‪ ،‬أل وإن المؤمنين إذا تحابا في ال‬
‫عزوجل وتصافيا في ال كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى أحدهما من جسده‬
‫موضعا وجد الخر ألم ذلك الموضع‪) " * 19 .‬باب( " * * " )علة حب‬
‫المؤمنين بعضهم بعضا( " * " )وأنواع الخوان( " ‪ - 1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إني‬
‫للقى الرجل لم أره ولم يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فاحبه حبا شديدا‬
‫فإذا كلمته وجدته لي مثل ما أنا عليه له‪ ،‬ويخبرني أنه يجد لي مثل الذي‬
‫أجد له‪ ،‬فقال‪ :‬صدقت يا سدير إن ائتلف قلوب البرار إذا التقوا وإن لم‬
‫يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلط قطر السماء على مياه النهار‪،‬‬
‫وإن بعد ائتلف قلوب الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد‬
‫البهائم من التعاطف وإن طال اعتلفها على مذود واحد )‪ - 2 .(1‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد الرازي‪ ،‬عن‬
‫بكر بن صالح‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن يعقوب‬
‫ابن بشير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قام إلى أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم رجل بالبصرة فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرنا عن‬
‫الخوان‪ ،‬قال‪ :‬الخوان صنفان إخوان الثقة‪ ،‬وإخوان المكاشرة‪ ،‬فأما‬
‫إخوان الثقة فهم الكف والجناح‪ ،‬والهل والمال‪ ،‬فإذا كنت من أخيك على‬
‫حد الثقة‪ ،‬فابذل له مالك‪ ،‬وبدنك‪ ،‬وصاف من صافاه‪ ،‬وعاد من عاداه‪،‬‬
‫واكتم سره وعيبه‪ ،‬وأظهر منه الحسن واعلم أيها السائل‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،25‬والمذود ‪ -‬كمنبر ‪ -‬معتلف الدابة‪.‬‬

‫]‪[282‬‬

‫أنهم أقل من الكبريت الحمر‪ ،‬وأما إخوان المكاشرة فانك تصيب منهم لذتك فل‬
‫تقطعن ذلك منهم ول تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم‪ ،‬وابذل لهم ما بذلوا‬
‫لك من طلقة الوجه‪ ،‬وحلوة اللسان )‪ .(1‬ختص‪ :‬عن يونس‪ ،‬عن أبي‬
‫مريم ; عن أبي جعفر عليه السلم مثله )‪ - 3 .(2‬مص‪ :‬قال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬ثلثة أشياء في كل زمان عزيزة‪ :‬الخ في ال‪ ،‬و الزوجة الصالحة‬
‫الليفة في دين ال‪ ،‬والولد الرشيد ومن أصاب أحد الثلثة فقد أصاب خير‬
‫الدارين ; والحظ الوفر من الدنيا‪ .‬واحذر أن تواخي من أرادك لطمع أو‬
‫خوف أو ميل أو للكل والشرب‪ ،‬واطلب مواخاة التقياء‪ ،‬ولو في ظلمات‬
‫الرض و إن أفنيت عمرك في طلبهم‪ ،‬فان ال عزوجل لم يخلق على وجه‬
‫الرض أفضل منهم بعد النبياء والولياء‪ ،‬وما أنعم ال على العبد بمثل ما‬
‫أنعم به من التوفيق بصحبتهم‪ ،‬قال ال عزوجل " الخلء يومئذ بعضهم‬
‫لبعض عدو إل المتقين )‪ (3‬وأظن أن من طلب في زماننا هذا صديقا بل‬
‫عيب بقي بل صديق أل يرى أن أول كرامة أكرم ال بها أنبياءه عند إظهار‬
‫دعوتهم صديق أمين أو ولي‪ ،‬و كذلك من أجل ما أكرم ال به أصدقاءه‬
‫وأولياءه وامناءه صحبة أنبيائه وهو دليل على أن‪ :‬ما في الدارين نعمة‬
‫أجل وأطيب وأزكى وأولى من الصحبة في ال والمواخاة لوجهه )‪- 4 .(4‬‬
‫ختص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬أحب إخواني إلي من أهدى عيوبي إلى )‬
‫‪) .(5‬هامش( * )‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .26‬الختصاص ص ‪ ،251‬وقد‬
‫مر مثله في ج ‪ 67‬ص ‪ 193‬من هذه الطبعة عن الكافي مع بيان مفصل‪،‬‬
‫راجعه ان شئت‪ (3) .‬الزخرف‪ (4) .67 :‬مصباح الشريعة ص ‪(5) .36‬‬
‫الختصاص ص ‪.240‬‬

‫]‪[283‬‬

‫‪) - 20‬باب( * " )قضاء حاجة المؤمنين‪ ،‬والسعى فيها( " * * " )وتوقيرهم‪،‬‬
‫وادخال السرور عليهم( " * * " واكرامهم‪ ،‬والطافهم‪ ،‬وتفريج كربهم "‬
‫* * " والهتمام بامورهم " * ‪ - 1‬ثو‪ ،‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن النهدي‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن سنان ]عن رجل[ )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أوحى ال عزوجل إلى داود عليه السلم‪ :‬إن العبد من عبادي‬
‫ليأتيني بالحسنة فابيحه جنتي قال‪ :‬فقال داود‪ :‬يا رب وما تلك الحسنة ؟‬
‫قال‪ :‬يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة‪ ،‬قال‪ :‬فقال داود عليه‬
‫السلم‪ :‬حق لمن عرفك أن ل يقطع رجاءه منك )‪ - 2 .(2‬ب‪ :‬أبوالبختري‪،‬‬
‫عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫أي العمال أحب إلى ال ؟ قال‪ :‬اتباع سرور المسلم‪ ،‬قال‪ :‬وقيل يا رسول‬
‫ال وما اتباع سرور المسلم ؟ قال‪ :‬شبعة جوعه‪ ،‬وتنفيس كربته‪ ،‬وقضاء‬
‫دينه )‪ - 3 .(3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫عبد ال عليه السلم فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه فالتفت إلى أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬فقال لي‪ :‬يا أبا الفضل أل احدثك بحال المؤمن عند‬
‫ال ؟ فقلت‪ :‬بلى فحدثني جعلت فداك‪ ،‬فقال‪ :‬إذا قبض ال روح المؤمن‬
‫صعد ملكاه إلى السماء فقال‪ :‬يا رب عبدك ونعم العبد كان سريعا‬

‫)‪ (1‬الزيادة من نسخة ثواب العمال ص ‪ (2) .121‬أمالى الصدوق ص ‪(3) .359‬‬
‫قرب السناد‪.68 :‬‬

‫]‪[284‬‬

‫إلى طاعتك بطيئا عن معصيتك‪ ،‬وقد قبضته إليك فما تأمرنا من بعده ؟ فيقول الجليل‬
‫الجبار‪ :‬اهبطا إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي ومجداني وسبحاني وهللني‬
‫و كبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره‪ .‬ثم قال لي‪ :‬أل أزيدك ؟‬
‫قلت‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪ :‬إذا بعث ال المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه‪،‬‬
‫فكلما رأى المؤمن هول من أهوال يوم القيامة قال له المثال‪ :‬ل تجزع ول‬
‫تحزن‪ ،‬وأبشر بالسرور والكرامة من ال عزوجل فما يزال يبشره بالسرور‬
‫والكرامة من ال سبحانه حتى يقف بين يدي ال عزوجل ويحاسبه حسابا‬
‫يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه‪ ،‬فيقول له المؤمن‪ :‬رحمك ال نعم‬
‫الخارج معي من قبري ! ما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من ال‬
‫عزوجل حتى كان‪ ،‬فمن أنت ؟ فيقول له المثال‪ :‬أنا السرور الذي أدخلته‬
‫على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني ال لبشرك )‪ .(1‬جا‪ :‬ابن قولويه مثله‬
‫)‪ .(2‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫سدير مثله )‪ .(3‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪،‬‬
‫عن ابن محبوب عن سدير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا بعث ال‬
‫المؤمن من قبره إلى آخر الخبر )‪ .(4‬أقول‪ :‬سيأتي بعض الخبار في باب‬
‫إطعام المؤمن‪ - 4 .‬لى ابن شاذويه‪ ،‬عن محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الخشاب‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن حكيم‪ ،‬عن زكريا المؤمن‪ ،‬عن المشمعل‬
‫السدي قال‪ :‬خرجت ذات‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .198‬مجالس المفيد ص ‪ (3) .113‬ثواب‬


‫العمال ص ‪ (4) .135‬ثواب العمال ص ‪.181‬‬

‫]‪[285‬‬

‫سنة حاجا فانصرفت إلى أبي عبد ال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم فقال‪:‬‬
‫من أين بك يا مشمعل ؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك كنت حاجا فقال‪ :‬أو تدري ما‬
‫للحاج من الثواب ؟ فقلت‪ :‬ما أدري حتى تعلمني‪ ،‬فقال‪ :‬إن العبد إذا طاف‬
‫بهذا البيت اسبوعا وصلى ركعتيه‪ ،‬وسعى بين الصفا والمروة‪ ،‬كتب ال له‬
‫ستة آلف حسنة‪ ،‬وحط عنه ستة آلف سيئة‪ ،‬ورفع له ستة آلف درجة‪،‬‬
‫وقضى له ستة آلف حاجة للدنيا كذا وادخر له للخرة كذا‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت‬
‫فداك إن هذا لكثير‪ ،‬فقال‪ :‬أفل اخبرك بما هو أكثر من ذلك ؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة‬
‫وحجة حتى عد عشر حجج )‪ - 5 .(1‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫الحسين‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن ربيع‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫أبي العز النخاس قال‪ :‬سمعت الصادق عليه السلم يقول‪ :‬قضاء حاجة‬
‫المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها‪ ،‬وعتق ألف رقبة لوجه ال‪،‬‬
‫وحملن ألف فرس في سبيل ال بسرجها ولجمها )‪ - 6 .(2‬ب‪ :‬ابن‬
‫طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قال‪ :‬وال لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام شهر واعتكافه )‪7 .(3‬‬
‫‪ -‬ب‪ :‬بهذا السناد عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من قضى لمؤمن‬
‫حاجة قضى ال له حوائج كثيرة أدناهن الجنة )‪ - 8 .(4‬ب‪ :‬ابن سعد‪ ،‬عن‬
‫الزدي‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ما قضى مسلم لمسلم حاجة إل ناداه‬
‫ال تبارك وتعالى‪ :‬علي ثوابك ول أرضى لك بدون الجنة )‪ (5‬أقول‪ :‬قد‬
‫مضى في باب نوادر أحوال النبياء وغيره خبر النبي الذي‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى‪ :‬ص ‪ 95‬؟‪ (2) .‬أمالى الصدوق ص ‪ 3) .143‬و ‪ (4‬قرب‬
‫السناد ص ‪ 56‬و ‪ (5) .57‬قرب السناد ص ‪.19‬‬

‫]‪[286‬‬

‫أمره ال تعالى بأشياء )‪ - 9 .(1‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن حبلة بن محمد‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن حماد بن عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬إن الرجل ليسألني الحاجة فابادر بقضائها مخافة أن‬
‫يستغني عنها‪ ،‬فل يجد لها موقعا إذا جاءته‪ 10 .‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن ابن اذينة‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬من صنع مثل ما صنع إليه فانما كافأ‪ ،‬ومن‬
‫أضعف كان شاكرا‪ ،‬ومن شكر كان كريما‪ ،‬ومن علم أن ما صنع إليه إنما‬
‫يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم‪ ،‬ولم يستزدهم في مودتهم‬
‫واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن‬
‫رده )‪ - 11 .(2‬ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن جعفر بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫عمر بن خالد‪ ،‬عن محمد بن يحيى المزني‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫من كان في حاجة أخيه المسلم كان ال في حاجته ما كان في حاجة أخيه )‬
‫‪ - 12 .(3‬ما‪ :‬بالسناد إلى أبي قتادة‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن ل‬
‫عزوجل وجوها خلقهم من خلقه ]وأمشاهم[ في أرضه لقضاء حوائج‬
‫إخوانهم‪ ،‬يرون الحمد مجدا وال عزوجل يحب مكارم الخلق‪ ،‬وكان فيما‬
‫خاطب ال نبيه صلى ال عليه وآله أن قال له‪ :‬يا محمد " إنك لعلى خلق‬
‫عظيم " قال‪ :‬السخاء وحسن الخلق )‪ - 13 .(4‬مشكوة النوار‪ :‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تغشش الناس فتبقى بغير صديق‪ ،‬وعنه قال‪:‬‬
‫المؤمن أخ المؤمن ل يظلمه ول يخذله ول يغشه ول يغتابه ول يخونه ول‬
‫يكذبه‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬ل ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه المؤمن‬
‫فمن دونه فان المؤمن عزيز في دينه‪ .‬وعنه عليه السلم قال ل تذهب‬
‫الحشمة فيما بينك وبين أخيك‬
‫)‪ (1‬كتاب النبوة الباب ‪ 69‬تحت الرقم ‪ (2) .9‬معاني الخبار ص ‪ (3) .141‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .94‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ .308‬والية في‬
‫سورة القلم ‪.4‬‬

‫]‪[287‬‬

‫المؤمن فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء وبقاء الحشمة بقاء المروة‪ .‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه ول يعين على نفسه وعنه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من عظم دين ال عظم حق إخوانه‪ ،‬ومن استخف بدينه‬
‫استخف بإخوانه‪ ،‬وعنه عليه السلم قال من سأله أخوه المؤمن حاجة من‬
‫ضر فمنعه من سعة وهو يقدر عليها من عنده أو من عند غيره حشره ال‬
‫يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يفرغ ال من حساب الخلق‪ .‬وعنه‬
‫عليه السلم قال من مشى مع أخيه المؤمن في حاجة فلم يناصحه فقد خان‬
‫ال ورسوله‪ .‬وعن الباقر عليه السلم قال‪ :‬يحق على المؤمن النصيحة‪،‬‬
‫عن حماد بن عثمان قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه السلم إذ دخل عليه‬
‫رجل من أصحابنا فقال له أبو عبد ال‪ :‬ما لخيك يشكو منك ؟ قال‪:‬‬
‫يشكوني أني استقصيت حقي عنه فقال أبو عبد ال‪ :‬كأنك إذا استقصيت‬
‫حقك لم تسئ ؟ أرأيت ما ذكر ال عزوجل في القرآن " يخافون سوء‬
‫العذاب " )‪ (1‬أخافوا أن يجور ال جل ثناؤه عليهم ؟ ل وال ما خافوا ذلك‪،‬‬
‫فانما خافوا الستقصاء فسماه ال سوء الحساب نعم من استقصى من أخيه‬
‫فقد أساء‪ .‬وعن جعفر بن محمد بن مالك رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم‬
‫عن بعض أصحابنا قال قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إخواننا يتولون‬
‫عمل الشيطان أفندعو لهم ؟ فقال أبو عبد ال‪ :‬هل ينفعونكم ؟ قلت‪ :‬ل‬
‫فقال‪ :‬ابرؤا منهم أنا منهم برئ‪ - 14 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل بن زياد‪،‬‬
‫ومحمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى جميعا عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي حمزة‬
‫الثمالي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر ال )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫سرور ال تعالى مجاز والمراد ما يترتب على السرور من اللطف والرحمة‬
‫أو باعتبار أن ال سبحانه لما خلط أولياءه بنفسه‪ ،‬جعل سرورهم‬
‫كسروره‪ ،‬وسخطهم كسخطه‪ ،‬وظلمهم كظلمه‪ ،‬كما ورد في الخبر‪ .‬وسرور‬
‫المؤمن يتحقق بفعل أسبابه‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .21 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.188‬‬

‫]‪[288‬‬
‫وموجباته كأداء دينه‪ ،‬أو تكفل مؤنته‪ ،‬أو ستر عورته‪ ،‬أو دفع جوعته‪ ،‬أو تنفيس‬
‫كربته‪ ،‬أو قضاء حاجته‪ ،‬أو إجابة مسألته‪ .‬وقيل‪ :‬السرور من السر وهو‬
‫الضم والجمع لما تشتت‪ ،‬والمؤمن إذا مسته فاقة أو عرضت له حاجة‪ ،‬أو‬
‫لحقته شدة ; فإذا سددت فاقته‪ ،‬وقضيت حاجته‪ ،‬ورفعت شدته فقد جمعت‬
‫عليه ما تشتت من أمره‪ ،‬وضممت ما تفرق من سره‪ ،‬ففرح بعد همه‬
‫واستبشر بعد غمه‪ ،‬ويسمي ذلك الفرح سرورا‪ - 15 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبو محمد‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬تبسم الرجل في وجه‬
‫أخيه حسنة‪ ،‬وصرفه القذى عنه حسنة‪ ،‬وما عبد ال بشئ أحب إلى ال من‬
‫إدخال السرور على المؤمن )‪ .(1‬بيان‪ " :‬حسنة " أي خصلة حسنة‬
‫توجب الثواب " وصرفه القذى عنه " القذى يحتمل الحقيقة وأن يكون‬
‫كناية عن دفع كل ما يقع عليه السلم من الذى قال في النهاية فيه جماعة‬
‫على أقذاء‪ :‬القذاء جمع قذى‪ ،‬والقذى جمع قذاة‪ ،‬وهو ما يقع في العين‬
‫والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك‪ ،‬أراد أن اجتماعهم‬
‫يكون فسادا في قلوبهم‪ ،‬فشبهه بقذى العين والماء والشراب‪ - 16 .‬كا‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان عن‬
‫عبيد ال بن الوليد الوصافي قال سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬إن‬
‫فيما ناجى ال عزوجل به عبده موسى قال‪ :‬إن لي عبادا أبيحهم جنتي‬
‫واحكمهم فيها قال‪ :‬يا رب ومن هؤلء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها ؟‬
‫قال‪ :‬من أدخل على مؤمن سرورا ثم قال إن مؤمنا كان في مملكة جبار‬
‫فولع به فهرب منه إلى دار الشرك‪ ،‬فنزل برجل من أهل الشرك فأظله‬
‫وأرفقه وأضافه فلما حضره الموت أوحى ال عزوجل إليه‪ :‬وعزتي‬
‫وجللي لو كان لك في جنتي مسكن لسكنتك فيها ولكنها محرمة على من‬
‫مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه ول تؤذيه ! ويؤتى برزقه طرفي النهار‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪188‬‬

‫]‪[289‬‬

‫قلت‪ :‬من الجنة ؟ قال‪ :‬من حيث شاء ال )‪ .(1‬بيان‪ " :‬ابيحهم جنتي " أي جعلت‬
‫الجنة مباحة لهم ول يمنعهم من دخولها شئ أو يتبوؤون منها حيث‬
‫يشاؤون كما أخبر ال عنهم بقوله " وقال الحمد ل الذي صدقنا وعده‬
‫وأورثنا الرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين " )‪" (2‬‬
‫واحكمهم فيها " أي أجعلهم فيها حكاما يحكمون على الملئكة والحور‬
‫والغلمان بما شاؤوا‪ ،‬أو يشفعون ويدخلون فيها من شاؤوا‪ ،‬في القاموس‬
‫حكمه في المر تحكيما أمره أن يحكم‪ ،‬وقال‪ :‬ولع الرجل ولعا محركة‬
‫وولوعا بالفتح وأولعته وأولع به بالضم فهو مولع به بالفتح‪ ،‬وكوضع ولعا‬
‫وولعانا محركة استخف وكذب وبحقه ذهب‪ ،‬والوالع الكذاب وأولعه به‬
‫أغراه به )‪ .(3‬قوله عليه السلم " فأظله " أي أسكنه منزل يظله من‬
‫الشمس وفي القاموس رفق فلنا نفعه كأرفقه وفي المصباح أضفته‬
‫وضيفته إذا أنزلته وقريته‪ ،‬والسم الضيافة " يا نار هيديه " أي خوفيه‬
‫وأزعجيه ول تؤذيه أي ل تحرقيه‪ ،‬وفي القاموس هاده الشئ يهيده هيدا‬
‫وهادا‪ :‬أفزعه وكربه وحركه وأصلحه كهيده في الكل وأزاله وصرفه‬
‫وأزعجه وزجره وكان في بعض روايات العامة ل تهيديه قال في النهاية‬
‫ومنه الحديث يا نار ل تهيديه أي ل تزعجيه‪ - 17 .‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن الحسن ابن علي‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن إبراهيم‪ ،‬عن علي بن أبي علي‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عن‬
‫علي بن الحسين عليهم السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن‬
‫أحب العمال على ال إدخال السرور على المؤمنين )‪ - 18 .(4‬كا‪ :‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .188‬الزمر‪ (3) .74 :‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .97‬الكافي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪.189‬‬

‫]‪[290‬‬

‫أبي عبد ال عليه السلم قال قال‪ :‬أوحى ال عزوجل إلى داود عليه السلم إن العبد‬
‫من عبادي ليأتيني بالحسنة فابيحه جنتي‪ ،‬فقال داود‪ :‬يا رب وما تلك‬
‫الحسنة ؟ قال‪ :‬يدخل على عبدى المؤمن سرورا ولو بتمرة‪ ،‬قال داود‪ :‬يا‬
‫رب حق لمن عرفك أن ل يقطع رجاءه منك )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله " يدخل "‬
‫يحتمل أن يكون هذا على المثال ويكون المراد كل حسنة مقبولة كما ورد‬
‫أن من قبل ال منه عمل واحدا لم يعذبه‪ - 19 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن مفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬قال ل يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط‬
‫بل وال علينا‪ ،‬بل وال على رسول ال صلى ال عليه وآله )‪ - 20 .(2‬كا‪:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن ابن شاذان جميعا‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن أحب العمال إلى ال عزوجل إدخال‬
‫السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه )‪ " .(3‬شبعة مسلم "‬
‫بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أي بشبعة أو بالرفع بتقدير هو‬
‫شبعة أو بالجر بدل أو عطف بيان للسرور‪ ،‬والمراد بالمسلم هنا المؤمن‬
‫وكأن تبديل المؤمن به للشعار بأنه يكفي ظاهر اليمان لذلك‪ ،‬وذكرهما‬
‫على المثال‪ - 21 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن سدير الصيرفي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم في حديث‬
‫طويل‪ :‬إذا بعث ال المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه كلما رأى‬
‫المؤمن هول من أهوال يوم القيامة قال له المثال‪ :‬ل تفزع ول تحزن‬
‫وأبشر بالسرور والكرامة من ال عزوجل‪ ،‬حتى يقف بين يدي ال عزوجل‬
‫فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة‪ ،‬والمثال أمامه فيقول له‬
‫المؤمن‪ :‬يرحمك ال نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.189‬‬

‫]‪[291‬‬

‫بالسرور والكرامة من ال حتى رأيت ذلك‪ ،‬فيقول‪ :‬من أنت ؟ فيقول‪ :‬أنا السرور‬
‫الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا‪ ،‬خلقني ال عزوجل منه‬
‫لبشرك )‪ .(1‬ايضاح‪ " :‬خرج معه مثال " قال الشيخ البهائي قدس سره‪:‬‬
‫المثال الصورة ويقدم على وزن يكرم أي يقويه ويشجعه من القدام في‬
‫الحرب وهو الشجاعة وعدم الخوف‪ ،‬ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر‪،‬‬
‫وماضيه قدم كنصر أي يتقدمه كما قال ال " يقدم قومه يوم القيامة " )‪(2‬‬
‫ولفظ أمامه حينئذ تأكيد انتهى‪ ،‬وفي القاموس الهول المخافة من المر ل‬
‫يدري ما هجم عليه منه‪ ،‬والجمع أهوال وهؤول‪ ،‬وقال‪ :‬أبشر فرح‪ ،‬ومنه‬
‫أبشر بخير وبشرت به كعلم وضرب سررت " بين يدي ال " أي بين يدي‬
‫عرشه‪ ،‬أو كناية عن وقوفه موقف الحساب‪ " .‬نعم الخارج " قال الشيخ‬
‫البهائي قدس سره‪ :‬المخصوص بالمدح محذوف لدللة ما قبله عليه‪ ،‬أي‬
‫نعم الخارج أنت‪ ،‬وجملة " خرجت معي " وما بعدها مفسرة لجملة المدح‬
‫أو بدل منها‪ ،‬ويحتمل الحالية بتقدير " قد "‪ .‬قوله عليه السلم " أنا‬
‫السرور الذي كنت أدخلته " قال الشيخ المتقدم ‪ -‬ره ‪ -‬فيه دللة على تجسم‬
‫العمال في النشأة الخروية‪ ،‬وقد ورد في بعض الخبار تجسم العتقادات‬
‫أيضا‪ ،‬فالعمال الصالحة والعتقادات الصحيحة تظهر صورا نورانية‬
‫مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والبتهاج‪ ،‬والعمال السيئة‬
‫والعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن‬
‫والتألم كما قاله جماعة من المفسرين عند قوله تعالى " يوم تجد كل نفس‬
‫ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا‬
‫بعيدا " )‪ (3‬ويرشد إليه قوله تعالى " يوم يصدر الناس أشتاتا ليروا‬
‫أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة شرا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .190‬هود‪ (3) .98 :‬آل عمران ص ‪.30‬‬
‫]‪[292‬‬

‫يره " )‪ (1‬ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير " يره " إلى‬
‫العمل فقد أبعد انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون الحمل في قوله أنا السرور‬
‫على المجاز فانه لما خلق بسببه فكأنه عينه كما يرشد إليه قوله " خلقني‬
‫ال منه " ومن للسببية أو للبتداء‪ ،‬والحاصل أنه يمكن حمل اليات‬
‫والخبار على أن ال تعالى يخلق بازاء العمال الحسنة صورا حسنة‬
‫ليظهر حسنها للناس‪ ،‬وبازاء العمال السيئة صورا قبيحة ليظهر قبحها‬
‫معاينة‪ ،‬ول حاجة إلى القول بأمر مخالف لطور العقل ل يستقيم إل بتأويل‬
‫في المعاد‪ ،‬وجعله في الجساد المثالية‪ ،‬وإرجاعه إلى المور الخيالية كما‬
‫يشعر به تشبيههم الدنيا والخرة بنشأتي النوم واليقظة‪ ،‬وأن العراض في‬
‫اليقظة أجسام في المنام‪ ،‬وهذا مستلزم لنكار الدين والخروج عن السلم‬
‫وكثير من أصحابنا المتأخرين يتبعون الفلسفة القدماء‪ ،‬والمتأخرين‪،‬‬
‫والمشائين والشراقيين في بعض مذاهبهم‪ ،‬ذاهلين عما يستلزمه من‬
‫مخالفة ضروريات الدين وال الموفق للستقامة على الحق واليقين‪ .‬قوله‬
‫" كنت أدخلته " قيل‪ :‬إنما زيد لفظة كنت على الماضي للدللة على بعد‬
‫الزمان‪ - 22 .‬كا‪ :‬عن محمد ين يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن السياري‪،‬‬
‫عن محمد بن جمهور قال‪ :‬كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عامل‬
‫على الهواز وفارس‪ ،‬فقال بعض أهل عمله لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن‬
‫في ديوان النجاشي علي خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك‪ ،‬فان رأيت أن‬
‫تكتب لي إليه كتابا قال فكتب إليه أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم سر أخاك يسرك ال‪ .‬قال‪ :‬فلما ورد الكتاب عليه‪ ،‬دخل عليه‬
‫وهو في مجلسه فلما خلى ناوله الكتاب وقال‪ :‬هذا كتاب أبي عبد ال عليه‬
‫السلم فقبله ووضعه على عينيه‪ ،‬وقال له‪ :‬ما حاجتك ؟ قال‪ :‬خراج علي‬
‫في ديوانك‪ ،‬فقال له‪ :‬وكم هو ؟ قال‪ :‬عشرة آلف‬

‫)‪ (1‬الزلزال‪(*) .8 - 6 :‬‬

‫]‪[293‬‬

‫درهم‪ ،‬فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه‪ ،‬ثم أخرجه منها وأمر أن يثبتها له لقابل ثم قال‬
‫له ]هل[ سررتك ؟ فقال‪ :‬نعم جعلت فداك ثم أمر بمركب وجارية وغلم‬
‫وأمر له بتخت ثياب في كل ذلك يقول هل سررتك ؟ فيقول نعم جعلت فداك‬
‫فكلما قال نعم زاده حتى فرغ ثم قال له احمل فرش هذا البيت الذي كنت‬
‫جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولي الذي ناولتني فيه وارفع إلي‬
‫حوائجك قال‪ :‬ففعل‪ .‬وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد ال عليه السلم بعد‬
‫ذلك فحدثه بالحديث على جهته فجعل يسر بما فعل فقال الرجل‪ :‬يا ابن‬
‫رسول ال ! كأنه قد سرك ما فعل بي ؟ فقال‪ :‬إي وال لقد سر ال ورسوله‬
‫)‪ .(1‬ايضاح‪ :‬يظهر من كتب الرجال أن النجاشي المذكور في الخبر اسمه‬
‫عبد ال وأنه ثامن آباء أحمد بن علي النجاشي صاحب الرجال المشهور‪،‬‬
‫وفي القاموس النجاشي بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها أو هو‬
‫أفصح وفي المصباح الدهقان معرب يطلق على رئيس القرية‪ ،‬وعلى‬
‫التاجر وعلى من له مال وعقار‪ ،‬وداله مكسورة وفي لغة تضم والجمع‬
‫دهاقين‪ ،‬ودهقن الرجل وتدهقن كثر ماله‪ ،‬وفي القاموس الهواز تسع كور‬
‫بين البصرة وفارس لكل كورة منها اسم ويجمعهن الهواز ول تفرد واحدة‬
‫منها بهوز‪ ،‬وهي‪ :‬رامهرمز‪ ،‬وعسكر‪ ،‬ومكرم‪ ،‬وتستر‪ ،‬وجنديسابور‬
‫وسوس‪ ،‬وسرق‪ ،‬ونهر تيرى‪ ،‬وإيذج‪ ،‬ومناذر )‪ (2‬انتهى‪ " .‬فقال بعض‬
‫أهل عمله " أي بعض أهل المواضع التي كانت تحت عمله وكان عامل‬
‫عليها‪ ،‬والديوان الدفتر الذي فيه حساب الخراج ومرسوم العسكر‪ ،‬قال في‬
‫المصباح‪ :‬الديوان جريدة الحساب ثم اطلق على موضع الحساب‪ ،‬وهو‬
‫معرب وأصله دوان فابدل من إحدى المضعفين ياء للتخفيف‪ ،‬ولهذا يرد في‬
‫الجمع إلى أصله‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .190‬القاموس ج ‪ 2‬ص ‪ ،197‬وفى هامشه‪ :‬قال‬


‫الشارح‪ :‬هكذا في جميع النسخ ]تسع[ بتقديم المثناة على السين‪،‬‬
‫والصواب سبع بتقديم السين على الموحدة كما هو نص الليث ومثله في‬
‫العباب‪.‬‬

‫]‪[294‬‬

‫فيقال دواوين‪ ،‬ودونت الديوان وضعته وجمعته‪ ،‬ويقال إن عمر أول من دون‬
‫الدواوين في العرب أي رتب الجرائد للعمال وغيرها انتهى‪ .‬والخراج ما‬
‫يأخذه السلطان من الراضي‪ ،‬وأجرة الرض للراضي المفتوحة عنوة "‬
‫فان رأيت " جزاء الشرط محذوف أي فعلت أو نفعني‪ ،‬ويدل الخبر على‬
‫استحباب افتتاح الكتاب بالتسمية " فلما ورد الكتاب عليه " أي أشرف‬
‫حامله على الدخول عليه‪ ،‬وإسناد الورود إليه مجاز‪ ،‬وكان الظهر فلما‬
‫ورد بالكتاب‪ ،‬قال في المصباح‪ :‬ورد البعير وغيره الماء يرده ورودا بلغه‬
‫ووافاه من غير دخول وقد يكون دخول وورد زيد علينا حضر‪ ،‬ومنه ورد‬
‫الكتاب على الستعارة‪ ،‬وفي القاموس الورود الشراف على الماء وغيره‬
‫دخله أو لم يدخل انتهى‪ .‬والضمير في دخل راجع إلى بعض أهل عمله "‬
‫وأمره بأدائها عنه " أي من ماله أو من محل آخر إلى الجماعة الذين‬
‫أحالهم عليه أو أعطاه الدراهم ليؤدي إليهم لئل يشتهر أنه وهب له هذا‬
‫المبلغ تقية‪ ،‬وعلى الوجه الول إنما أعطاها من ماله لن اسمه كان في‬
‫الديوان وكان محسوبا عليه " ثم أخرجه منها " أي أخرج اسمه من دفاتر‬
‫الديوان لئل يحال عليه في سائر السنين " وأمر أن يثبتها له " أي أمر أن‬
‫يكتب له أن يعطى عشرة آلف في السنة التية سوى ما اسقط عنه‪ ،‬أو‬
‫لبتداء السنة التية إلى آخر عمله‪ ،‬وقيل‪ :‬أعطى ما أحاله في هذه السنة‬
‫من ماله ثم أخرجه منها أي من العشرة آلف‪ ،‬وقوله " وأمر " بيان‬
‫للخراج )‪ (1‬أي كان إخراجه منها بأن جعل خراج أملكه وظيفة له ل‬
‫يحال عليه في سائر السنين واللم في قوله " لقابل " بمعنى من البتدائية‬
‫كما مر‪ .‬وفي القاموس التخت وعاء يصان فيه الثياب " حتى فرغ " بفتح‬
‫الراء وكسرها أي النجاشي من العطاء " ففعل " أي حمل الفرش وتنازع‬
‫هو " وخرج " في الرجل‬

‫)‪ (1‬بل الظاهر أنه أمر الكاتب أن يثبت له عشرة آلف آخر للسنة القابلة‪ ،‬حتى ل‬
‫يحتاج في السنة التية الى أداء الخراج أيضا‪ ،‬فيكون عطاؤه عشرين‬
‫ألفا‪ :‬عشرة للسنة الجارية‪ ،‬وعشرة للسنة القابلة‪.‬‬

‫]‪[295‬‬

‫" فجعل " أي شرع المام " يسر " على بناء المفعول‪ - 23 .‬كا‪ :‬عن أبي علي‬
‫الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن الحسن ابن علي بن فضال‪ ،‬عن‬
‫منصور‪ ،‬عن عمار أبي اليقظان‪ ،‬عن أبان بن تغلب قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم عن حق المؤمن على المؤمن قال فقال‪ :‬حق المؤمن على‬
‫المؤمن أعظم من ذلك لو حدثتكم لكفرتم إن المؤمن إذا اخرج من قبره‬
‫خرج معه مثال من قبره يقول له أبشر بالكرامة من ال والسرور‪ ،‬فيقول‬
‫له‪ :‬بشرك ال بخير‪ ،‬قال ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال وإذا مر بهول‬
‫قال هذا ليس لك وإذا مر بخير قال هذا لك فل يزال معه يؤمنه مما يخاف‪،‬‬
‫ويبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي ال عزوجل فإذا امر به إلى‬
‫الجنة قال له المثال‪ :‬أبشر فان ال عزوجل قد أمر بك إلى الجنة قال‪ :‬فيقول‬
‫من أنت رحمك ال تبشرني من حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي‬
‫وخبرتني عن ربي ؟ قال فيقول‪ :‬أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك‬
‫في الدنيا خلقت منه لبشرك واونس وحشتك )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله " من ذلك "‬
‫لما استشعر من سؤال السائل أو مما علم من باطنه أنه يعد هذا الحق سهل‬
‫يسيرا‪ ،‬قال حق المؤمن أعظم من ذلك أي مما تظن أو لما ظهر من كلم‬
‫السائل أنه يمكن بيانه بسهولة أو أنه ليس مما يترتب على بيانه مفسدة‬
‫قال ذلك " لكفرتم " قد مر بيانه‪ ،‬وقيل يمكن أن يقرأ بالتشديد على بناء‬
‫التفعيل أي لنسبتم أكثر المؤمنين إلى الكفر‪ ،‬لعجزكم عن أداء حقوقهم‬
‫اعتذارا لتركها أو بالتخفيف من باب نصر أي لسترتم الحقوق ولم تؤدوها‬
‫أو لم تصدقوها لعظمتها فيصير سببا لكفركم‪ .‬وأقول‪ :‬قد عرفت أن للكفر‬
‫معان منها ترك الواجبات بل السنن الكيدة أيضا‪ - 24 .‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬أحب‬
‫العمال‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪.191 :2‬‬

‫]‪[296‬‬

‫إلى ال سرور تدخله على مؤمن تطرد عنه جوعته‪ ،‬أو تكشف عنه كربته )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬الطرد‪ :‬البعاد‪ ،‬والجوع بالضم ضد الشبع‪ ،‬وبالفتح مصدر أي بأن‬
‫تطرد‪ ،‬وذكرهما على المثال‪ - 25 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن الحكم بن مسكين عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أدخل‬
‫على مؤمن سرورا خلق ال عزوجل من ذلك السرور خلقا فيتلقاه عند‬
‫موته فيقول له‪ :‬أبشر يا ولي ال بكرامة من ال ورضوان ثم ل يزال معه‬
‫حتى يدخله قبره‪ ،‬فيقول له مثل ذلك‪ ،‬فإذا بعث تلقاه فيقول له مثل ذلك‪ ،‬ثم‬
‫ل يزال معه عند كل هول يبشره ويقول له مثل ذلك‪ ،‬فيقول له‪ :‬من أنت‬
‫رحمك ال ؟ فيقول‪ :‬أنا السرور الذي أدخلته على فلن )‪ .(2‬بيان‪ " :‬من‬
‫ذلك السرور " أي لسببه‪ ،‬وهذا يؤيد ما ذكرناه‪ - 26 .‬كا‪ :‬عن الحسين بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق‪ ،‬عن سعدان بن مسلم عن عبد ال بن سنان‬
‫قال‪ :‬كان رجل عند أبي عبد ال عليه السلم فقرأ هذه الية " والذين‬
‫يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا‬
‫" )‪ (3‬قال فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فما ثواب من أدخل عليه السرور‬
‫؟ فقلت جعلت فداك عشر حسنات‪ ،‬قال‪ :‬إى وال وألف ألف حسنة )‪.(4‬‬
‫ايضاح‪ " :‬بغير ما اكتسبوا " أي بغير جناية استحقوا بها اليذاء " فقد‬
‫احتملوا بهتانا " أي فقد فعلوا ما هو أعظم‪ :‬الثم مع البهتان وهو الكذب‬
‫على الغير يواجهه به‪ ،‬فجعل إيذاءهم مثل البهتان وقيل يعني بذلك أذية‬
‫اللسان فيتحقق فيها البهتان " وإثما مبينا " أي ومعصية ظاهرة كذا ذكره‬
‫الطبرسي ره )‪ (5‬وقال البيضاوي قيل‪ :‬إنها نزلت في المنافقين يؤذون عليا‬
‫عليه السلم‪ ،‬وكأن الغرض من قراءة الية إعداد‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 2) .191‬و ‪ (4‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .192‬الحزاب‪(5) .58 :‬‬
‫مجمع البيان ج ‪ 8‬ص ‪.370‬‬
‫]‪[297‬‬

‫المخاطب للصغاء والتنبيه على أن إيذاءهم إذا كان بهذه المنزلة كان إكرامهم‬
‫وإدخال السرور عليهم بعكس ذلك‪ ،‬هذا إذا كان القاري المام ويحتمل أن‬
‫يكون القاري الراوي وحكم السائل بالعشر لقوله تعالى " من جاء بالحسنة‬
‫فله عشر أمثالها " )‪ (1‬وتصديقه عليه السلم إما مبني على أن العشر‬
‫حاصل في ضمن ألف ألف‪ ،‬أو على أن أقل مراتبه ذلك‪ ،‬ويرتقي بحسب‬
‫الخلص ومراتب السرور إلى ألف ألف لقوله تعالى " ويضاعف لمن‬
‫يشاء " )‪ - 27 .(2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن‬
‫علي بن يحيى عن الوليد بن العل‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول ال‪ ،‬ومن‬
‫أدخله على رسول ال صلى ال عليه واله فقد وصل ذلك إلى ال‪ ،‬وكذلك‬
‫من أدخل عليه كربا )‪ .(3‬بيان‪ " :‬فقد وصل ذلك " أي السرور مجازا كما‬
‫مر أو هو على بناء التفعيل فضمير الفاعل راجع إلى المدخل‪ ،‬وكذلك " من‬
‫أدخل عليه كربا " أي يدخل الكرب على ال وعلى الرسول‪ - 28 .‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن إسماعيل بن منصور‪ ،‬عن المفضل عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أيما مسلم لقي مسلما فسره سره ال عزوجل )‪ .(4‬بيان‪:‬‬
‫المراد بالمسلم المؤمن‪ - 29 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن هشام بن الحكم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أحب العمال‬
‫إلى ال عزوجل إدخال السرور على المؤمن‪ :‬إشباع جوعته أو تنفيس‬
‫كربته أو قضاء دينه )‪ .(5‬بيان‪ :‬إسناد الشباع إلى الجوعة على المجاز‬
‫وتنفيس الكرب كشفها‪ - 30 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن الحسين بن هاشم‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬من أخذ من وجه‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬النعام‪ ،160 :‬البقرة‪ ،261 :‬على الترتيب‪ (5 - 3) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.192‬‬

‫]‪[298‬‬

‫أخيه المؤمن قذاة كتب ال عزوجل له عشر حسنات ومن تبسم في وجه أخيه كانت‬
‫له حسنة )‪ .(1‬بيان‪ :‬في النهاية القذى جمع قذاة وهو ما يقع في العين‬
‫والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك‪ - 31 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن عن‬
‫جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال لخيه مرحبا‬
‫كتب ال له مرحبا إلى يوم القيامة )‪ .(2‬بيان‪ " :‬إلى يوم القيامة " إما‬
‫متعلق بمرحبا فيكون داخل في المكتوب أو متعلق بكتب‪ ،‬وهو أظهر أي‬
‫يكتب له ثواب هذا القول إلى يوم القيامة أو يخاطب بهذا الخطاب‪ ،‬ويكتب‬
‫له‪ ،‬فينزل عليه الرحمة بسببه أو هو كناية عن أنه محل للطاف ال‬
‫ورحماته إلى يوم القيامة والرحب السعة ومرحبا منصوب بفعل لزم‬
‫الحذف‪ ،‬أي أتيت رحبا وسعة أو مكانا واسعا ; وفيه إظهار للسرور‬
‫بملقاته‪ - 32 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فانما أكرم ال عزوجل )‪ .(3‬بيان‪" :‬‬
‫فأكرمه " أي أكرم المأتي التي‪ - 33 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن نصر بن إسحاق‪ ،‬عن الحارث بن النعمان‪،‬‬
‫عن الهيثم بن حماد‪ ،‬عن أبي داود‪ ،‬عن زيد بن أرقم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه واله‪ :‬ما في امتي عبد ألطف أخاه في ال بشئ من لطف إل‬
‫أخدمه ال من خدم الجنة )‪ .(4‬بيان‪ :‬الظرف أي " في ال " حال عن الخ‬
‫أو متعلق باللطاف والول أظهر واللطف الرفق والجسان وإيصال‬
‫المنافع‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 205‬و ‪ (4 - 3) .206‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.206‬‬

‫]‪[299‬‬

‫‪ - 34‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن علي‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر بن إبراهيم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه‬
‫بها وفرج عنه كربته لم يزل في ظل ال الممدود‪ ،‬عليه الرحمة ما كان في‬
‫ذلك )‪ .(1‬بيان‪ " :‬يلطفه بها " على بناء المعلوم من الفعال وفي بعض‬
‫النسخ بالتاء فعل ماضيا من باب التفعل ; في القاموس‪ :‬لطف كنصر لطفا‬
‫بالضم رفق ودنا‪ ،‬وال لك أوصل إليك مرادك بلطف ; وألطفه بكذا بره‬
‫والملطفة المبارة‪ ،‬وتلطفوا وتلطفوا رفقوا انتهى " لم يزل في ظل ال‬
‫الممدود " أي المنسبط دائما بحيث ل يتقلص ول يتفاوت إشارة إلى قوله‬
‫تعالى " وظل ممدود " )‪ (2‬أي لم يزل في القيامة في ظل رحمة ال‬
‫الممدود أبدا " عليه الرحمة " أي تنزل عليه الرحمة‪ ،‬ما كان في ذلك‬
‫الظل أي أبدا أو المعنى لم يزل في ظل حماية ال ورعايته نازل عليه رحمة‬
‫ال ما كان مشتغل بذلك الكرام‪ ،‬وقيل‪ :‬الضمير في عليه راجع إلى الظل‬
‫والرحمة مرفوع وهو نائب فاعل الممدود و " ما " بمعنى مادام‪،‬‬
‫والمقصود تقييد الدوام المفهوم من لم يزل‪ - 35 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن مما خص ال عزوجل به المؤمن أن‬
‫يعرفه بر إخوانه‪ ،‬وإن قل‪ ،‬وليس البر بالكثرة وذلك أن ال عزوجل يقول‬
‫في كتابه " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ثم قال‪" :‬‬
‫ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " ومن عرفه ال بذلك أحبه ال‬
‫ومن أحبه ال تبارك وتعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا‬
‫جميل ارو هذا الحديث لخوانك فانه ترغيب في البر لخوانك )‪ .(3‬تبيان‪:‬‬
‫أن يعرفه بر إخوانه أي ثواب البر أو التعريف كناية عن التوفيق‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .206‬الواقعة‪ (3) .30 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،206‬والية في‬
‫الممتحنة‪.10 :‬‬

‫]‪[300‬‬

‫للفعل " وذلك أن ال يقول " الستشهاد بالية من حيث إن ال مدح إيثار الفقير مع‬
‫أنه ل يقدر على الكثير فعلم أنه ليس البر بالكثرة " ويؤثرون على أنفسهم‬
‫" أي يختارون غيرهم من المحتاجين على أنفسهم ويقدمونهم " ولو كان‬
‫بهم خصاصة " أي حاجة وفقر عظيم " ومن يوق شح نفسه " بوقاية ال‬
‫وتوفيقه‪ ،‬ويحفظها عن البخل والحرص " فاولئك هم المفلحون " أي‬
‫الفائزون‪ .‬والمشهور أن الية نزلت في النصار وإيثارهم المهاجرين على‬
‫أنفسهم في أموالهم‪ ،‬وروي من طريق العامة أنها نزلت في أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ ،‬وأنه مع بقية أهل بيته لم يطعموا شيئا منذ ثلثة أيام‬
‫فاقترض دينارا ثم رأى المقداد فتفرس منه أنه جائع فأعطاه الدينار‪،‬‬
‫فنزلت الية مع المائدة من السماء ; وعلى التقديرين يجري الحكم في غير‬
‫من نزلت فيه " ومن عرفه ال " على بناء التفعيل " بذلك " كأن الباء‬
‫زائدة أو المعنى عرفه بذلك التعريف المتقدم‪ ،‬ويمكن أن يقرأ عرفه على‬
‫بناء المجرد‪ - 36 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة ‪ -‬قلت‪ :‬وأي شئ التحفة ؟‬
‫قال‪ :‬من مجلس ومتكاء وطعام وكسوة وسلم ‪ -‬فتطاول الجنة مكافأة له‪،‬‬
‫ويوحي ال عزوجل إليها أني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إل علي‬
‫نبي أو وصي نبي فإذا كان يوم القيامة أوحى ال عزوجل إليها أن كافئ‬
‫أوليائي بتحفهم‪ ،‬فتخرج منها وصفاء ووصائف‪ ،‬معهم أطباق مغطاة‬
‫بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت‬
‫عقولهم‪ ،‬وامتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش إن ال عزوجل‬
‫قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون )‪.(1‬‬
‫بيان‪ " :‬ليتحف " على بناء الفعال وهو إعطاء التحفة بالضم وكهمزة‪،‬‬
‫وهي البر واللطف والهدية‪ ،‬وقوله " قلت " وجوابه معترضان بين كلم‬
‫المام‪ ،‬و " من " في‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.207‬‬

‫]‪[301‬‬

‫قوله " من مجلس " للبيان والمتكأ بضم الميم وتشديد التاء مهموزا ما يتكأ عليه‬
‫أن يضع له متكأ يتكئ عليه‪ ،‬أو فراشا يجلس عليه " فتطاول الجنة " أي‬
‫تمتد وترتفع لرادة مكافأته وإطعامه في الدنيا عجالة وقيل استعارة تمثيلية‬
‫لبيان شدة استحقاقه لذلك‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬تطاول امتد وارتفع وتفضل‬
‫وفي النهاية تطاول عليهم الرب بفضله أي تطول " على أهل الدنيا " أي‬
‫ما داموا فيها‪ ،‬وفي المصباح الوصيف الغلم دون المراهق‪ ،‬والوصيفة‬
‫الجارية كذلك‪ ،‬والجمع وصفاء ووصائف مثل كريم وكرماء وكرائم "‬
‫بتحفهم " أي في الخرة فالباء لللة أو في الدنيا فالباء للسببيه " إن ال‬
‫" يحتمل كسر الهمزة وفتحها‪ - 37 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد ابن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه‬
‫سبعين كبيرة )‪ .(1‬بيان‪ :‬كأن التخصيص بالسبعين لنه بعد التيان بها‬
‫يكون غالبا من المتجاهرين بالفسق‪ ،‬فل حرمة له‪ ،‬وربما يحمل على‬
‫الكثرة ل خصوص العدد كما قالوا في قوله تعالى‪ " :‬إن تستغفر لهم‬
‫سبعين مرة " )‪ (2‬وتخصيصه بما يكون بالنسبة إليه من إيذائه وشتمه‬
‫وأمثالهما بعيد‪ ،‬ول ينافي وجوب النهي عن المنكر كما مر وحمله على ما‬
‫إذا تاب بعد كل منها ل يستقيم إل إذا حمل على مطلق الكثرة‪ - 38 .‬كا‪ :‬عن‬
‫الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا ; عن علي بن محمد بن سعد‬
‫عن محمد بن أسلم‪ ،‬عن محمد بن علي بن عدي قال‪ :‬أملى علي محمد بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أحسن يا‬
‫إسحاق إلى أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ول أعانه إل‬
‫خمش وجه إبليس وقرح قلبه )‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس خمش وجهه‬
‫يخمشه ويخمشه‪ :‬خدشه ولطمه وضربه وقطع‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .207‬براءة‪.80 :‬‬

‫]‪[302‬‬

‫عضوا منه انتهى‪ ،‬وقرح بالقاف من باب التفعيل كناية عن شدة الغم واستمراره‪.‬‬
‫‪ - 39‬ما‪ :‬بالسناد إلى أبي قتادة‪ ،‬عن داود بن سرحان قال‪ :‬دخل سدير‬
‫الصيرفي على أبي عبد ال عليه السلم فقال له‪ :‬يا سدير ما كثر مال رجل‬
‫قط إل عظمت الحجة ل عليه‪ ،‬فان قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يا ابن رسول ‪ -‬ال بماذا ؟ قال‪ :‬بقضاء حوائج إخوانكم من‬
‫أموالكم الخبر )‪ - 40 .(1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫هوذة‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن أبي بصير‬
‫يحيى‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬من قضى لخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد ال‬
‫دهرا )‪ .(2‬أقول‪ :‬سيأتي الخبر بتمامه في باب الدعاء للمؤمن‪ - 41 .‬ما‪:‬‬
‫ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن الفضل بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه عن‬
‫ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إنه من عظم دينه عظم‬
‫إخوانه ومن استخف بدينه استخف بإخوانه‪ ،‬يا محمد اخصص بمالك‬
‫وطعامك من تحبه في ال جل وعل )‪ - 42 .(3‬ما‪ :‬ابن الصلت‪ ،‬عن ابن‬
‫عقدة‪ ،‬عن المفضل بن قيس‪ ،‬عن أيوب بن محمد المسلي‪ ،‬عن أبان بن‬
‫تغلب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من كان وصلة لخيه بشفاعة في‬
‫دفع مغرم أوجر مغنم‪ ،‬ثبت ال قدميه يوم تزل ]فيه[ القدام )‪ - 43 .(4‬ما‪:‬‬
‫جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أحمد بن سعيد بن يزيد‪ ،‬عن محمد ابن‬
‫سلمة الموي‪ ،‬عن أحمد بن القاسم الموي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬أوحى ال‬
‫تبارك وتعالى إلى داود عليه السلم يا داود إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم‬
‫القيامة فاحكمه بها في الجنة قال داود‪ :‬يا رب‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .309‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ 3) .95‬و ‪(4‬‬
‫المصدر ج ‪ 1‬ص ‪.96‬‬

‫]‪[303‬‬

‫وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة ؟ قال‪ :‬عبد‬
‫مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضاها‪ ،‬قضيت له أم لم تقض )‬
‫‪ - 44 .(1‬ن‪ :‬المفسر‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الحسني‪ ،‬عن أبي محمد‬
‫العسكري عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كتب الصادق عليه السلم إلى بعض‬
‫الناس إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أفضل العمال ؟‬
‫فعظم ل حقه أن تبذل نعماءه في معاصيه وأن تغتر بحلمه عنك‪ ،‬وأكرم كل‬
‫من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا ثم ليس عليك ; صادقا كان أو كاذبا‪،‬‬
‫إنما لك نيتك وعليه كذبه )‪ - 45 .(2‬لى‪ :‬في خبر مناهي النبي صلى ال‬
‫عليه واله أل ومن أكرم أخاه المسلم فانما يكرم ال عزوجل )‪ - 46 :(3‬ثو‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن‬
‫سعدان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا إسحاق‬
‫من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب ال له ألف حسنة‪ ،‬ومحى عنه ألف‬
‫سيئة‪ ،‬و رفع له ألف درجة‪ ،‬وغرس له ألف شجرة في الجنة‪ ،‬وكتب له‬
‫ثواب عتق ألف نسمة‪ ،‬حتى إذا صار إلى الملتزم فتح ال له ثمانية أبواب‬
‫الجنة يقال له‪ .‬ادخل من أيها شئت قال‪ :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك هذا كله لمن‬
‫طاف ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أفل اخبرك بما هو أفضل من هذا ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى قال‪:‬‬
‫من قضى لخيه المؤمن حاجة كتب ال له طوافا وطوافا حتى بلغ عشرا )‬
‫‪ - 47 .(4‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن عباد بن سليمان‪ ،‬عن محمد بن سليمان‬
‫الديلمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مخلد بن يزيد‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين‬
‫قال‪ :‬من قضى لخيه حاجته فبحاجة ال بدأ وقضى ال له بها مائة حاجة‬
‫في إحداهن الجنة‪ ،‬ومن نفس عن‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .129‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .4‬امالي الصدوق‬
‫ص ‪ (4) .258‬ثواب العمال ص ‪.45‬‬

‫]‪[304‬‬

‫أخيه كربة نفس ال عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت‪ ،‬ومن أعانه على ظالم له أعانه‬
‫ال على إجازة الصراط عند دحض القدام‪ ،‬ومن سعى له في حاجة حتى‬
‫قضاها له فسر بقضائها فكان كادخال السرور على رسول ال صلى ال‬
‫عليه واله ومن سقاه من ظمأ سقاه ال من الرحيق المختوم‪ ،‬ومن أطعمه‬
‫من جوع أطعمه ال من ثمار الجنة‪ ،‬ومن كساه من عرى كساه ال من‬
‫استبرق وحرير‪ ،‬ومن كساه من غير عرى لم يزل في ضمان ال مادام‬
‫على المكسي من الثوب سلك‪ ،‬ومن كفاه بما هو يمتهنه ويكف وجهه‬
‫ويصل به يده أخدمه ال الولدان المخلدين‪ ،‬ومن حمله من رحله بعثه ال‬
‫يوم القيامة إلى الموقف على ناقة من نوق الجنة يباهي به الملئكة ومن‬
‫كفنه عند موته فكأنما كساه من يوم ولدته امه إلى يوم يموت‪ ،‬ومن زوجه‬
‫زوجة يأنس بها ويسكن إليها آنسه ال في قبره بصورة أحب أهله إليه‪،‬‬
‫ومن عاده عند مرضه حفته الملئكة تدعو له حتى ينصرف وتقول طبت‬
‫وطابت لك الجنة‪ ،‬وال لقضاء حاجته أحب إلى ال من صيام شهرين‬
‫متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام )‪ - 48 .(1‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبي حمزة قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من سر امرءا مؤمنا سره ال يوم القيامة‪ ،‬وقيل‬
‫له تمن على ربك ما أحببت‪ ،‬فقد كنت تحب أن تسر أولياءه في دار الدنيا‪،‬‬
‫فيعطى ما تمنى ويزيده ال من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم الجنة‪.‬‬
‫)‪ - 49 .(11‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد عن نصر بن إسحاق‪ ،‬عن الحارث بن النعمان‪ ،‬عن الهيثم بن حما‪،‬‬
‫عن داود‪ ،‬عن زيد بن أرقم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬ما من‬
‫عبد لطف أخاه في ال عزوجل بشئ من اللطف إل أخدمه ال من خدم‬
‫الجنة )‪ - 50 .(12‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن يحيى الشعري‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .131‬الصمدر ص ‪ (3) .135‬المصدر نفسه ص ‪.136‬‬

‫]‪[305‬‬

‫عن نصر بن وكيع‪ ،‬عن الربيع بن صبيح رفعه إلى النبي صلى ال عليه واله قال‪:‬‬
‫من لقي أخاه بما يسره ليسره‪ ،‬سره ال يوم القيامة‪ ،‬ومن لقي أخاه بما‬
‫يسوؤه ليسوءه‪ ،‬ساءه ال يوم يلقاه )‪ - 51 .(1‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبي محمد الغفاري‪ ،‬عن لوط بن إسحاق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬ما من عبد يدخل على أهل بيت‬
‫مؤمن سرورا إل خلق ال له من ذلك السرور خلقا يجيئه يوم القيامة كلما‬
‫مرت عليه شديدة يقول‪ :‬يا ولي ال ل تخف فيقول له‪ :‬من أنت يرحمك‬
‫ال ؟ فلو أن الدنيا كانت لي ما رأيتها لك شيئا فيقول‪ :‬أنا السرور الذي‬
‫كنت أدخلت على آل فلن )‪ - 52 .(2‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن النهدي‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن علي بن يقطين عن موسى بن جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له جار كافر فكان يرفق بالمؤمن‪،‬‬
‫ويوليه المعروف في الدنيا‪ ،‬فلما أن مات الكافر بنى ال له بيتا في النار من‬
‫طين‪ ،‬فكان يقيه حرها ويأتيه الرزق من غيرها‪ ،‬وقيل له‪ :‬هذا لما كنت‬
‫تدخل على جارك المؤمن فلن بن فلن من الرفق‪ ،‬وتوليه من المعروف‬
‫في الدنيا )‪ - 53 (3‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا‪ ،‬وقد‬
‫امر به إلى النار‪ ،‬والملك ينطلق به‪ ،‬قال فيقول له‪ :‬يا فلن أغثني فقد كنت‬
‫أصنع إليك المعروف في الدنيا‪ ،‬وأسعفك في الحاجة تطلبها مني‪ ،‬فهل‬
‫عندك اليوم مكافاة ؟ فيقول المؤمن للملك الموكل به‪ :‬خل سبيله قال‪:‬‬
‫فيسمع ال قول المؤمن‪ ،‬فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله )‬
‫‪ - 54 .(4‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق‪ ،‬عن بكر بن‬
‫محمد‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .137‬ثواب العمال ص ‪ (3) .135‬المصدر ص ‪.154‬‬


‫)‪ (4‬المصدر ص ‪.157‬‬
‫]‪[306‬‬

‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما قضى مسلم لمسلم حاجة إل ناداه ال‪ :‬على‬
‫ثوابك ول أرضى لك بدون الجنة )‪ - 55 .(1‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان‪ ،‬عن مقرن‬
‫إمام بني فتيان‪ ،‬عمن روى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان في‬
‫زمن موسى عليه السلم ملك جبار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح‪،‬‬
‫فتوفي في يوم الملك الجبار والعبد الصالح‪ ،‬فقام على الملك الناس وأغلقوا‬
‫أبواب السوق لموته ثلثة أيام وبقي ذلك العبد الصالح في بيته‪ ،‬وتناولت‬
‫دواب الرض من وجهه فرآه موسى بعد ثلث فقال‪ :‬يا رب هو عدوك وهذا‬
‫وليك ؟ فأوحى ال إليه يا موسى إن وليي سأل هذا الجبار حاجة فقضاها‬
‫فكافأته عن المؤمن‪ ،‬وسلطت دواب الرض على محاسن وجه المؤمن‬
‫لسؤاله ذلك الجبار )‪ - 56 .(2‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن أبي علي الشعيري )‪ ،(3‬عن محمد بن قيس‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أوحى ال تعالى إلى موسى إن من عبادي‬
‫من يتقرب إلي بالحسنة‪ ،‬فاحكمه في الجنة‪ ،‬قال‪ :‬وما تلك الحسنة ؟ قال‪:‬‬
‫تمشي في حاجة مؤمن‪ - 57 .‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه ; عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب عن ابن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن الرضا‬
‫عليه السلم وعن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬فيما ناجى ال موسى عليه‬
‫السلم أن قال‪ :‬إن لي عبادا أبيحهم جنتي واحكمهم فيها‪ ،‬قال موسى‪:‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .170‬مخطوط‪ (3) .‬الشعيرى أو صاحب الشعير ‪ -‬كما في‬
‫نسخة الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 195‬وسيأتى تحت الرقم ‪ - 101‬هو أبو على‬
‫ابراهيم الشعيرى كما وقع في اسناد الكافي أيضا ج ‪ 3‬ص ‪ 126‬وفى كل‬
‫ذلك يروى الكليني عن على عن أبيه عن ابن أبى عمير عنه‪ ،‬وقد يطلق‬
‫الشعيرى على السكوني المعروف الذى يروى عنه النوفلي وهو اسماعيل‬
‫بن أبى زياد مسلم العامي‪ ،‬وأما الشعيرى الذى في هذا السند فلم أقف‬
‫على ترجمته فهو مهمل‪.‬‬

‫]‪[307‬‬

‫من هؤلء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها ؟ قال‪ :‬من أدخل على مؤمن سرورا‪.‬‬
‫‪ - 58‬ضا‪ :‬نروي‪ :‬الخلق عيال ال‪ ،‬فأحب الخلق على ال من أدخل على‬
‫أهل بيت مؤمن سرورا ومشى مع أخيه في حاجته‪ - 59 .‬مص‪ :‬قال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬مصافحة إخوان الدين أصلها عن محبة ال لهم‪ ،‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه واله ما تصافح إخوان في ال عزوجل إل تناثرت‬
‫ذنوبهما حتى يعودان كيوم ولدتهما امهما‪ ،‬ول كثر حبهما وتبجيلهما كل‬
‫واحد لصاحبه إل كان له مزيدا والواجب على أعملهما بدين ال أن يزيد‬
‫صاحبه من فنون الفوايد التي أكرمه ال بها‪ ،‬ويرشده إلى الستقامة‬
‫والرضا والقناعة‪ ،‬ويبشره برحمة ال‪ ،‬و يخوفه من عذابه‪ ،‬وعلى الخر‬
‫أن يتبارك باهتدائه‪ ،‬ويتمسك بما يدعوه إليه و يعظه به‪ ،‬ويستدل بما يدله‬
‫إليه معتصما بال‪ ،‬ومستعينا به لتوفيقه على ذلك‪ .‬قيل لعيسى بن مريم‪:‬‬
‫كيف أصبحت ؟ قال ل أملك ما أرجو‪ ،‬ول أستطيع ما احاذر‪ ،‬مأمورا‬
‫بالطاعة‪ ،‬منهيا عن الخطيئة‪ ،‬فل أرى فقيرا أفقر مني‪ .‬وقيل لويس‬
‫القرني‪ :‬كيف أصبحت ؟ قال‪ :‬كيف يصبح رجل إذا أصبح ل يدري أيمسي ؟‬
‫وإذا أمسى ل يدري أيصبح ؟‪ .‬قال أبو ذر‪ :‬أصبحت أشكر ربي وأشكو‬
‫نفسي‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه واله‪ :‬من أصبح وهمته غير ال أصبح‬
‫من الخاسرين المعتدين )‪] (1‬وقال لقمان‪ :‬يا بني ل تؤخر التوبة فان‬
‫الموت يأتي بغتة[ )‪ - 60 .(2‬م‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬إن في‬
‫شيعتنا لمن يهب ال تعالى له في الجنان من الدرجات والمنازل والخيرات‬
‫ما ل تكون الدنيا وخيراتها في جنبها إل كالرملة في البادية الفضفاضة فما‬
‫هو إل أن يرى أخا له مؤمنا فقيرا فيتواضع له ويكرمه ويعينه ويمونه‬
‫ويصونه عن بذل وجهه له حتى يرى الملئكة الموكلين بتلك المنازل‬
‫والقصور وقد تضاعفت حتى صارت في الزيادة كما كان هذا الزايد في هذا‬
‫البيت الصغير الذي‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة ص ‪ (2) .54‬زيادة في نسخة الكمبانى ل يناسب الباب‪(*) .‬‬

‫]‪[308‬‬

‫أريتموه فيما صار إليه من كبره وعظمه وسعته‪ ،‬فيقول الملئكة‪ :‬يا ربنا ل طاقة لنا‬
‫بالخدمة في هذه المنازل فأمددنا بملئكة يعاونوننا فيقول ال‪ ،‬ما كنت‬
‫لحملكم ما ل تطيقون‪ ،‬فكم تريدون عددا ؟ فيقولون‪ :‬ألف ضعفناء ؟ وفيهم‬
‫من المؤمنين من تقول الملئكة ‪ -‬تستزيد مددا ‪ -‬ألف ألف ضعفنا وأكثر من‬
‫ذلك على قدر قوة إيمان صاحبهم‪ ،‬وزيادة إحسانه إلى أخيه المؤمن فيمدهم‬
‫ال تعالى بتلك الملك وكلما لقي هذا المؤمن أخاه فبره زاده ال في‬
‫ممالكه وفي خدمه في الجنة كذلك )‪ - 61 .(1‬م‪ :‬قال علي بن الحسين عليه‬
‫السلم‪ :‬معاشر شيعتنا أما الجنة فلن تفوتكم سريعا كان أو بطيئا‪ ،‬ولكن‬
‫تنافسوا في الدرجات‪ ،‬واعلموا أن أرفعكم درجات و أحسنكم قصورا ودورا‬
‫وأبنية أحسنكم فيها إيجابا لخوانه المؤمنين‪ ،‬وأكثرهم مواساة لفقرائهم‪،‬‬
‫إن ال عزوجل ليقرب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة يكلم بها أخاه المومن‬
‫الفقير بأكثر من مسير مائة ألف عام في سنة بقدمه وإن كان من المعذبين‬
‫بالنار فل تحتقروا الحسان إلى إخوانكم‪ ،‬فسوف ينفعكم ال تعالى حيث ل‬
‫يقوم مقام ذلك شئ غيره )‪ - 62 .(2‬م‪ :‬قوله عزوجل " وأقيموا الصلة‬
‫وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين " قال‪ " :‬أقيمو الصلة " المكتوبات‬
‫التي جاء بها محمد وأقيموا أيضا الصلة على محمد وآله الطيبين‬
‫الطاهرين‪ ،‬الذين على سيدهم وفاضلهم " وآتوا الزكاة " من أموالكم إذا‬
‫وجبت‪ ،‬ومن أبدانكم إذا لزمت‪ ،‬ومن معونتكم إذا التمست " واركعوا مع‬
‫الراكعين " تواضعوا مع المتواضعين لعظمة ال عزوجل في النقياد‬
‫لولياء ال محمد نبي ال وعلي ولي ال‪ ،‬والئمة بعدهما سادات أصفياء‬
‫ال‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬من صلى الخمس كفر ال عنه من‬
‫الذنوب ما بين كل صلتين‪ ،‬وكان كمن على بابه نهر جار يغتسل فيه خمس‬
‫مرات ل يبقى عليه من الذنوب شيئا إل الموبقات التي هي جحد النبوة أو‬
‫المامة أو ظلم إخوانه المؤمنين‬

‫)‪ (1‬تفسير المام ص ‪ (2) .79‬تفسير المام‪.81 :‬‬

‫]‪[309‬‬

‫أو ترك التقية حتى يضر بنفسه وإخوانه المؤمنين‪ ،‬ومن أدى الزكاة من ماله طهر‬
‫من ذنوبه‪ ،‬ومن أدى الزكاة من بدنه في دفع ظلم قاهر عن أخيه أو معونته‬
‫على مركوب له قد سقط عليه متاع ل يأمن تلفه أو الضرر الشديد عليه به‪،‬‬
‫قيض ال له في عرصات القيامة ملئكة يدفعون عنه نفخات النيران‪،‬‬
‫ويحيونه بتحيات أهل الجنان‪ ،‬ويزفونه إلى محل الرحمة والرضوان‪ .‬ومن‬
‫أدى زكاة جاهه بحاجة يلتمسها لخيه فقضيت‪ ،‬أو كلب سفيه يظهر يعيب‬
‫فألقم ذلك الكلب بجاهه حجرا بعث ال عليه في عرصات القيامة ملئكة‬
‫عددا كثيرا وجما غفيرا ل يعلم عددهم إل ال يحسن فيه بحضرة الملك‬
‫الجبار الكريم الغفار محاضرهم‪ ،‬ويجمل فيه قولهم‪ ،‬ويكثر عليه ثناؤهم‪،‬‬
‫وأوجب ال عزوجل له بكل قول من ذلك ما هو أكثر من ملك الدنيا‬
‫بحذافيرها مائة ألف مرة‪ ،‬ومن تواضع مع المتواضعين فاعترف بنبوة‬
‫محمد صلى ال عليه واله وولية علي والطيبين من آلهم ثم تواضع‬
‫لخوانه وبسطهم وآنسهم‪ ،‬كلما ازداد بهم برا ازداد بهم استيناسا وتواضعا‬
‫باهى ال عزوجل به كرام ملئكته من حملة عرشه‪ ،‬والطائفين به‪ ،‬فقال‬
‫لهم‪ :‬أما ترون عبدي هذا المتواضع لجلل عظمتي ؟ ساوى نفسه بأخيه‬
‫المؤمن الفقير‪ ،‬و بسطه ؟ فهو ل يزداد به برا إل ازداد تواضعا ؟ أشهدكم‬
‫أني قد أوجبت له جناني‪ ،‬و من رحمتي ورضواني ما يقصر عنه أماني‬
‫المتمني‪ ،‬ولرزقنه من محمد سيد الورى ومن علي المرتضى ومن خيار‬
‫عترته مصابيح الدجى اليناس والبركة في جناني وذلك أحب إليه من نعيم‬
‫الجنان‪ ،‬ولو يضاعف ألف ألف ضعفها‪ ،‬جزاء على تواضعه لخيه المؤمن‬
‫)‪ - 63 .(1‬م‪ :‬قوله عزوجل " وأقيمو الصلة وآتوا الزكاة وما تقدموا‬
‫لنفسكم من خير تجدوه عند ال إن ال بما تعملون بصير " قال المام "‬
‫أقيموا الصلة " باتمام وضوئها وتكبيراتها وقيامها وقراءتها وركوعها‬
‫وسجودها وحدودها " وآتوا الزكاة " مستحقيها ل تؤتوها كافرا ول منافقا‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه واله المتصدق على أعدائنا‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪.93‬‬

‫]‪[310‬‬

‫كالسارق في حرم ال " وما تقدموا لنفسكم من خير " من مال تنفقونه في طاعة‬
‫ال‪ ،‬فان لم يكن ]لكم مال[ فمن جاهكم تبذلونه لخوانكم المؤمنين تجرون‬
‫به إليهم المنافع‪ ،‬وتدفعون به عنهم المضار " تجدوه عند ال " ينفعكم‬
‫ال تعالى بجاه محمد وآله الطيبين يوم القيامة فيحط به سيئاتكم‪،‬‬
‫ويضاعف به حسناتكم ويرفع به درجاتكم " إن ال بما تعملون بصير "‬
‫عالم ليس يخفى عليه ظاهر فعل ول باطن ضمير فهو يجازيكم على حسب‬
‫اعتقاداتكم ونياتكم وليس هو كملوك الدنيا الذي يلبس على بعضهم فينسب‬
‫فعل بعض إلى غير فاعله‪ ،‬وجناية بعض إلى غير جانيه فيقع عقابه وثوابه‬
‫بجهله بما ليس عليه بغير مستحقه )‪ .(1‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫واله‪ :‬عباد ال ! أطيعوا ال في أداء الصلوات المكتوبات‪ ،‬و الزكوات‬
‫المفروضات‪ ،‬وتقربوا بعد ذلك إلى ال بنوافل الطاعات‪ ،‬فان ال عز وجل‬
‫يعظم به المثوبات‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا إن عبدا من عباد ال ليقف يوم‬
‫القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النار أعظم من جميع جبال الدنيا‪ ،‬حتى‬
‫ما يكون بينه وبينها حائل‪ ،‬بينا هو كذلك قد تحير‪ ،‬إذ تطاير من الهواء‬
‫رغيف أو حبة فضة قد واسى بها أخا مؤمنا على إضافته‪ ،‬فتنزل حواليه‪،‬‬
‫فتصير كاعظم الجبال مستديرا حواليه‪ ،‬وتصد عنه ذلك اللهب‪ ،‬فل يصيبه‬
‫من حرها ول دخانها شئ‪ ،‬إلى أن يدخل الجنة‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول ال صلى ال‬
‫عليه واله وعلى هذا ينفع مواساته لخيه المؤمن ؟ فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه واله ]إي[ والذي بعثني بالحق نبيا إنه لينتفع بعض المؤمنين‬
‫بأعظم من هذا وربما جاء يوم القيامة ]من[ تمثل له سيئاته وحسناته‬
‫وإساءته إلى إخوانه المؤمنين وهي التي تعظم وتتضاعف فتمتلئ بها‬
‫صحائفه‪ ،‬وتفرق حسناته على خصمائه المؤمنين المظلمومين بيده‬
‫ولسانه‪ ،‬فيتحير ويحتاج إلى حسنات توازي سيئاته‪ ،‬فيأتيه أخ له مؤمن قد‬
‫كان أحسن إليه في الدنيا فيقول له‪ :‬قد وهبت لك جميع حسناتي بازاء ما‬
‫كان منك إلي في الدنيا‪ ،‬فيغفر ال له بها‪ ،‬ويقول لهذا المؤمن‪ :‬فأنت بما ذا‬
‫تدخل جنتي ؟‬
‫)‪ (1‬المصدر ص ‪.215‬‬

‫]‪[311‬‬

‫فيقول‪ :‬برحتمك يا رب ! فيقول ال‪ :‬جدت عليه بجميع حسناتك‪ ،‬ونحن أولى بالجود‬
‫منك والكرم‪ ،‬وقد تقبلتها عن أخيك وقد رددتها عليك‪ ،‬وأضعفتها لك‪ ،‬فهو‬
‫من أفضل أهل الجنان )‪ - 64 .(1‬جا‪ :‬عمر بن محمد‪ ،‬عن محمد بن همام‪،‬‬
‫عن الحميري‪ ،‬عن محمد بن عيسى الشعري‪ ،‬عن عبد ال بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن الحسين بن زيد‪ ،‬عن الصادق عليه السلم عن أبيه عليه السلم قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬المؤمنون إخوة‪ ،‬يقضي بعضهم حوائج‬
‫بعض فبقضاء بعضهم حوائج بعض ويقضي ال حوائجهم يوم القيامة )‪.(2‬‬
‫‪ - 65‬مكا‪ :‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬من لم‬
‫يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شعيتنا‪ ،‬ومن لم يستطع أن يزور قبورنا‬
‫فليزر قبور صلحاء إخواننا‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه واله‪ :‬الصدقة بعشرة‪ ،‬والقرض بثمانية عشر‪ ،‬وصلة‬
‫الخوان بعشرين‪ ،‬وصلة الرحم بأربعة وعشرين‪ - 66 .‬ختص‪ :‬قال‬
‫الصادق عليه السلم مشي المسلم في حاجة المسلم خير من سبعين طوافا‬
‫بالبيت الحرام )‪ - 67 .(3‬ختص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬المؤمن أخو‬
‫المؤمن وعينه ودليله‪ ،‬ل يخونه ول يخذله وقال عليه السلم‪ :‬المؤمن‬
‫بركة على المؤمن‪ ،‬وقال عليه السلم ما من مؤمن يدخل بيته مومنين‬
‫فيطعمهما شبعهما إل كان ذلك أفضل من عتق نسمة‪ ،‬وما من مؤمن‬
‫يقرض مؤمنا يلتمس به وجه ال إل حسب ال له أجره بحساب الصدقة‪،‬‬
‫وما من مؤمن يمشي لخيه في حاجة إل كتب ال له بكل خطوة حسنة‪،‬‬
‫وحط عنه سيئة‪ ،‬ورفع له بها درجة‪ ،‬وزيد بعد ذلك عشر حسنات‪ ،‬وشفع‬
‫في عشر حاجات‪ ،‬وما من مؤمن يدعو لخيه بظهر الغيب إل وكل ال به‬
‫ملكا يقول‪ " :‬ولك مثل ذلك " وما من مؤمن‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .217‬مجالس المفيد ص ‪ (3) .97‬الختصاص ص ‪.26‬‬

‫]‪[312‬‬

‫يفرج عن أخيه كربة إل فرج ال عنه كربه من كرب الخرة وما من مؤمن يعين‬
‫مؤمنا مظلوما إل كان له أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد‬
‫الحرام‪ ،‬وما من مؤمن ينصر أخاه ]وهو يقدر على نصرته[ )‪ (1‬إل نصره‬
‫ال في الدنيا والخرة‪ .‬وقال عليه السلم ما من مؤمن يخذل أخاه وهو‬
‫يقدر على نصرته إل خذله ال في الدنيا والخرة )‪ - 68 .(2‬ختص‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما قضى مسلم لمسلم حاجة إل ناداه ال‪ :‬علي‬
‫ثوابك ول أرضى لك بدون الجنة )‪ - 69 .(3‬من كتاب قضاء الحقوق لبي‬
‫علي بن طاهر الصوري‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬إن ال في‬
‫عون المؤمن مادام المؤمن في عون أخيه المؤمن‪ ،‬ومن نفس عن أخيه‬
‫المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه سبعين كربة من كرب الخرة‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه واله‪ :‬أحب العمال إلى ال عزوجل سرور يدخله‬
‫مؤمن على مؤمن‪ :‬يطرد عنه جوعة أو يكشف عنه كربة‪ .‬وقال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬ما على أحدكم أن ينال الخير كله باليسير‪ ،‬قال الراوي قلت‪:‬‬
‫بماذا جعلت فداك ؟ قال‪ :‬يسرنا بادخال السرور على المؤمنين من شيعتنا‬
‫وعنه عليه السلم في حديث طويل قال في آخره‪ :‬إذا علم الرجل أن أخاه‬
‫المؤمن محتاج فلم يعطه شيئا حتى سأله ثم أعطاه لم يوجر عليه‪ ،‬وعنه‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلؤكم ومن صالح‬
‫العمال البر بالخوان‪ ،‬والسعي في حوائجهم‪ ،‬ففي ذلك مرغمة للشيطان‪،‬‬
‫وتزحزح عن النيران‪ ،‬ودخول الجنان‪ .‬أخبر بهذا غرر أصحابك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫من غرر أصحابي جعلت فداك ؟ قال‪ :‬هم البررة بالخوان‪ ،‬في العسر‬
‫واليسر‪ .‬وعنه عليه السلم أنه قال من مشى في حاجة أخيه المؤمن كتب‬
‫ال عزوجل له‬

‫)‪ (1‬الظاهر أنه زائد‪ (2) .‬الختصاص ص ‪ (3) .27‬المصدر ‪.188‬‬

‫]‪[313‬‬

‫عشر حسنات‪ ،‬ورفع له عشر درجات‪ ،‬وحط عنه عشر سيئات‪ ،‬وأعطاه عشر‬
‫شفاعات وقال عليه السلم‪ :‬احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين‪ ،‬وإدخال‬
‫السرور عليهم‪ ،‬ودفع المكروه عنهم‪ ،‬فانه ليس من العمال عند ال‬
‫عزوجل بعد اليمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين‪ .‬وعن الباقر‬
‫عليه السلم أن بعض أصحابه قال له‪ :‬جعلت فداك إن الشيعة عندنا‬
‫كثيرون‪ ،‬فقال‪ :‬هل يعطف الغني على الفقير ؟ ويتجاوز المحسن عن‬
‫المسئ ويتواسون ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬ليس هؤلء الشيعة‪،‬‬
‫الشيعة من يفعل هكذا‪ .‬وقال الكاظم عليه السلم‪ :‬من أتاه أخوه المؤمن في‬
‫حاجة فانما هي رحمة من ال ساقها إليه‪ ،‬فان فعل ذلك فقد وصله بوليتنا‪،‬‬
‫وهي موصولة بولية ال عزوجل وإن رده عن حاجته ؟ وهو يقدر عليها‬
‫فقد ظلم نفسه وأساء إليها‪ .‬وقال رجل من أهل الرى‪ :‬ولي علينا بعض‬
‫كتاب يحيى بن خالد‪ ،‬وكان علي بقايا يطالبني بها وخفت من إلزامي إياها‬
‫خروجا عن نعمتي وقيل لي‪ :‬إنه ينتحل هذا المذهب‪ ،‬فخفت أن أمضي إليه‬
‫وأمت به إليه )‪ (1‬فل يكون كذلك فأقع فيما ل احب فاجتمع رأيي على أن‬
‫هربت إلى ال تعالى وحججت ولقيت مولي الصابر يعني موسى بن جعفر‬
‫عليه السلم فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته‪ " :‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم اعلم أن ل تحت عرشه ظل ل يسكنه إل من أسدى إلى‬
‫أخيه معروفا أو نفس عنه كربة‪ ،‬أو أدخل على قلبه سرورا‪ ،‬وهذا أخوك‬
‫والسلم "‪ .‬قال‪ :‬فعدت من الحج إلى بلدي ومضيت إلى الرجل ليل‬
‫واستأذنت عليه وقلت‪ :‬رسول الصابر عليه السلم فخرج إلي حافيا ماشيا‬
‫ففتح لي بابه‪ ،‬وقبلني وضمني إليه‪ ،‬وجعل يقبل عيني‪ ،‬ويكرر ذلك‪ ،‬كلما‬
‫سألني عن رؤيته عليه السلم وكلما أخبرته بسلمته وصلح أحواله‬
‫استبشر وشكر ال تعالى ثم أدخلني داره‪ ،‬وصدرني في مجلسه وجلس بين‬
‫يدى فأخرجت إليه كتابه عليه السلم فقبله قائما وقرأه ثم استدعى بماله‬

‫)‪ (1‬مت إليه‪ :‬توسل إليه برحمة أو قرابة أو غير ذلك‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫وثيابه فقاسمني دينارا دينارا ودرهما درهما وثوبا ثوبا وأعطاني قيمة ما لم يمكن‬
‫قسمته وفي كل شئ من ذلك يقول‪ :‬يا أخي هل سررتك ؟ فأقول إي وال‬
‫وزدت على السرور‪ .‬ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي وأعطاني‬
‫براءة مما يوجبه علي عنه وودعته وانصرفت عنه‪ ،‬فقلت‪ :‬ل أقدر على‬
‫مكافاة هذا الرجل إل بأن أحج في قابل وأدعو له وألقى الصابر واعرفه‬
‫فعله‪ ،‬ففعلت ولقيت مولي الصابر عليه السلم وجعلت احدثه ووجهه‬
‫يتهلل فرحا‪ ،‬فقلت‪ :‬يا مولي هل سرك ذلك ؟ فقال‪ :‬إي وال لقد سرني‬
‫وسر أمير المؤمنين عليه السلم وال لقد سر جدي رسول ال صلى ال‬
‫عليه واله وال لقد سر ال تعالى‪ .‬أقول‪ :‬رواه في عدة الداعي عن الحسن‬
‫بن يقطين‪ ،‬عن أبيه عن جده وذكر فيه الصادق عليه السلم مكان الكاظم‬
‫وما هنا أظهر‪ - 70 .‬ختص‪ :‬وقال الكاظم عليه السلم لعلي بن يقطين‪ :‬من‬
‫سر مومنا فبال بدأ وبالنبي صلى ال عليه واله ثنى‪ ،‬وبنا ثلث‪ ،‬وقال عليه‬
‫السلم إن ل حسنة ادخرها لثلثة‪ :‬لمام عادل ومؤمن حكم أخاه في ماله‪،‬‬
‫ومن سعى لخيه المؤمن في حاجته‪ .‬وباسناده قال قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم لكميل بن زياد‪ :‬يا كميل مر أهلك أن يسعوا في المكارم ويدلجوا )‪(1‬‬
‫في حاجة من هو نائم فوالذي نفسي بيده ما أدخل أحد على قلب مؤمن‬
‫سرورا إل خلق ال من ذلك السرور لطفا فإذا نزلت به نائبة كان أسرع‬
‫إليها من السيل في انحداره حتى يطردها عنه كما يطرد غريبة البل )‪.(2‬‬
‫‪ - 71‬كشف‪ :‬قال الحافظ عبد العزيز‪ :‬روى محمد بن مجيب عن جعفر بن‬
‫محمد عن أبيه عن جده رفعه قال ما من مؤمن أدخل على قوم سرورا إل‬
‫خلق ال من ذلك السرور ملكا يعبد ال تعالى ويمجده ويوحده‪ ،‬فإذا صار‬
‫المؤمن في لحده أتاه السرور الذي أدخله عليه فيقول‪ :‬أما تعرفني ؟‬
‫فيقول‪ :‬ومن أنت ؟ فيقول‪ :‬أنا السرور الذي‬

‫)‪ (1‬في نسخة النهج التى تحت الرقم ‪ " 82‬أن يروحوا في كسب المكارم ويدلجوا‬
‫في حاجة من هو نائم " والرواح السير بالعشى‪ ،‬والدلج السير آخر‬
‫الليل‪ (2) .‬لم نجده في الختصاص المطبوع‪ .‬والظاهر أنه تتمه الحديث‬
‫السابق من كتاب قضاء الحقوق‪.‬‬

‫]‪[315‬‬

‫أدخلتني على فلن‪ ،‬أنا اليوم اونس وحشتك‪ ،‬والقنك حجتك‪ ،‬واثبتك بالقول الثابت‪،‬‬
‫واشهد بك مشاهد القيامة‪ ،‬واشفع لك إلى ربك‪ ،‬واريك منزلتك من الجنة )‬
‫‪ - 72 .(1‬من كتاب قضاء الحقوق‪ :‬عن ابن مهران قال‪ :‬كنت جالسا عند‬
‫مولي الحسين بن علي عليه السلم فأتاه رجل فقال‪ :‬يا ابن رسول ال إن‬
‫فلنا له علي مال ويريد أن يحبسني‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬وال ما عندي مال‬
‫أقضي عنك‪ ،‬قال‪ :‬فكلمه‪ ،‬قال‪ :‬فليس لي به انس ولكني سمعت أبي امير‬
‫المؤمنين عليه السلم يقول قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬من سعى‬
‫في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد ال تسعة آلف سنة‪ ،‬صائما نهاره‪،‬‬
‫قائما ليله‪ .‬وباسناده عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن ال انتجب قوما من‬
‫خلقه لقضاء حوائج الشيعة‪ ،‬لكي يثيبهم على ذلك الجنه‪ .‬وعنه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ما من مؤمن يمضي لخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها إل‬
‫كتب ال له بكل خطوة حسنة‪ ،‬ومحاعنه سيئة‪ ،‬قضيت الحاجة أم لم تقض‪،‬‬
‫فان لم ينصحه فيها خان ال ورسوله وكان النبي صلى ال عليه واله‬
‫خصمه يوم القيامة‪ .‬وباسناده عن صدقة الحلواني‪ :‬بينا أنا أطوف وقد‬
‫سألني رجل من أصحابنا قرض دينارين‪ ،‬فقلت له‪ :‬اقعد حتى اتم طوافي‬
‫وقد طفت خمسة أشواط‪ ،‬فلما كنت في السادس اعتمد علي أبو عبد ال‬
‫عليه السلم ووضع يده على منكبي فأتممت السابع ودخلت معه في طوافه‬
‫كراهية أن أخرج عنه‪ ،‬وهو معتمد علي فأقبلت كلما مررت بالرجل وهو ل‬
‫يعرف أبا عبد ال يرى أني أوهمت حاجته فأقبل يومئ إلى بيده‪ ،‬فقال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬ما لي أرى هذا يومئ يده ؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك ينتظر‬
‫حتى أطوف وأخرج إليه‪ ،‬فلما اعتمدت علي كرهت أن أخرج وأدعك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فاخرج عني ودعني واذهب فأعطه‪ .‬قال‪ :‬فلما كان من الغداة وبعده‪ ،‬دخلت‬
‫عليه وهو في حديث مع أصحابه فلما‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪) 381‬ط اسلمية( وفيه محمد بن محبب‪.‬‬


‫]‪[316‬‬

‫نظر إلي قطع الحديث ثم قال‪ :‬لن أسعى مع أخ لي في حاجة حتى تقضى أحب إلي‬
‫من أن أعتق ألف نسمة‪ ،‬وأحمل على ألف فرس في سبيل ال مسرجة‬
‫ملجمة‪ .‬وباسناده قال‪ :‬قال أبو الحسن موسى عليه السلم‪ :‬من لم يستطع‬
‫أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا‪ ،‬وقال النبي صلى ال عليه وآله أقرب ما‬
‫يكون العبد إلى ال عزوجل إذا أدخل على قلب أخيه المؤمن مسرة‪- 73 .‬‬
‫نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬المؤمنون إخوة يقضي بعضهم حوائج‬
‫بعض‪ ،‬فيقضي ال لهم حاجتهم‪ .‬وبهذا السناد قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من ضمن لخيه المسلم حاجة له لم ينظر ال تعالى له في‬
‫حاجته حتى يقضى حاجة أخيه المسلم‪ .‬وبهذا السناد قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ما من عمل أفضل عند ال عزوجل من سرور تدخله‬
‫على المؤمن‪ ،‬أو تطرد عنه جوعا‪ ،‬أو تكشف عنه كربا‪ ،‬أو تقضي عنه‬
‫دينا‪ ،‬أو تكسوه ثوبا‪ .‬وبهذا السناد قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫الخلق عيال ال تعالى فأحب الخلق إلى ال من نفع عيال ال‪ ،‬أو أدخل على‬
‫أهل بيت سرورا‪ .‬ومشي مع أخ مسلم في حاجته أحب إلى ال تعالى من‬
‫اعتكاف شهرين في المسجد الحرام‪ .‬وبهذا السناد قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها ومجلس يكرمه به‪،‬‬
‫لم يزل في ظل ال عزوجل ممدودا عليه بالرحمة ما كان في ذلك )‪74 .(1‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن هارون بن حميد‪ ،‬عن محمد‬
‫بن صالح بن النطاح‪ ،‬عن المنذر بن زياد‪ ،‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من أجرى ال على يده‬
‫فرجا لمسلم فرج ال عنه كرب الدنيا والخرة )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي ص ‪ 8‬و ‪ (2) .11‬امالي الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.199‬‬

‫]‪[317‬‬

‫‪ - 75‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن صالح بن فيض‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن يزيد‪ ،‬عن مروك بن عبيد‪ ،‬عن جميل بن‬
‫دراج قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬خياركم سمحاؤكم‪،‬‬
‫وشراركم بخلؤكم‪ ،‬ومن خالص اليمان البر بالخوان‪ ،‬والسعي في‬
‫حوائجهم في العسر واليسر‪ ،‬يا جميل إن البار ليحبه الرحمن اروعني هذا‬
‫الحديث فان فيه ترغيبا في البر )‪ - 76 .(1‬ما‪ :‬الحسين بن عبيد ال عن‬
‫التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن علي بن معمر‪ ،‬عن حمران بن المعافا‪ ،‬عن‬
‫حمويه بن أحمد‪ ،‬عن أحمد بن عيسى قال‪ :‬قال لي جعفر بن محمد عليه‬
‫السلم‪ :‬إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فابادر إلى قضائها مخافة أن‬
‫يستغني عنها صاحبها )‪ - 77 (2‬ما‪ :‬الحسين بن عبيد ال‪ ،‬عن التلعكبري‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يعقوب بن يوسف بن زياد عن أبي جنادة‬
‫والحسين بن مخارق عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلم قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من ضمن لخيه حاجة لم ينظر ال عزوجل‬
‫في حاجته حتى يقضيها )‪ - 78 .(3‬ما‪ :‬الحسين بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫وهبان‪ ،‬عن علي بن حبشي‪ ،‬عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه‬
‫عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين ابن أبي غندر عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من مؤمن بذل جاهه لخيه المؤمن إل‬
‫حرم ال وجهه على النار ولم يمسه قتر ول ذلة يوم القيامة‪ ،‬وأيما مؤمن‬
‫بخل بجاهه على أخيه المؤمن‪ ،‬وهو أوجه جاها منه‪ ،‬إل مسه قتر وذلة في‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬وأصابت وجهه يوم القيامة لفحات النيران )‪ (4‬معذبا كان‬
‫أو مغفورا له )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .247‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .258‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .261‬لفحته النار والسموم بحرها‪ :‬أحرقته‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫أصابه من الحر لفح ومن البرد نفح‪ (5) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.283‬‬

‫]‪[318‬‬

‫‪ - 79‬ما‪ :‬الحسين بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن زكريا‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبي كهمس عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬أي العمال هو أفضل بعد المعرفة ؟‬
‫قال‪ :‬ما من شي بعد المعرفة يعدل هذه الصلة‪ ،‬ول بعد المعرفة والصلة‬
‫شئ يعدل الزكاة‪ ،‬ول بعد ذلك شئ يعدل الصوم‪ ،‬ول بعد ذلك شئ يعدل‬
‫الحج‪ ،‬و فاتحة ذلك كله معرفتنا‪ ،‬وخاتمته معرفتنا‪ ،‬ول شئ بعد ذلك كبر‬
‫الخوان‪ ،‬و المواساة ببذل الدينار والدرهم‪ ،‬فانهما حجران ممسوخان )‪(1‬‬
‫بهما امتحن ال خلقه بعد الذي عددت لك‪ ،‬وما رأيت شيئا أسرع غنى ول‬
‫أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت‪ ،‬وصلة فريضة يعدل عند ال ألف‬
‫حجة وألف عمرة مبرورات متقبلت ولحجة عنده خير من بيت مملوء‬
‫ذهبا‪ ،‬ل بل خير من ملء الدنيا ذهبا وفضة ينفقه في سبيل ال عزوجل‪.‬‬
‫والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم وتنفيس‬
‫كربته أفضل من حجة وطواف‪ ،‬وحجة وطواف‪ ،‬حتى عقد عشرة ثم خل‬
‫يده وقال‪ :‬اتقوا ال ول تملوا من الخير ول تكسلوا‪ ،‬فان ال عزوجل و‬
‫رسوله صلى ال عليه وآله غنيان عنكم وعن أعمالكم وأنتم الفقراء إلى‬
‫ال عزوجل وإنما أراد ال عزوجل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة )‪- 80 .(2‬‬
‫الدرة الباهرة‪ :‬قال الحسين بن علي عليهما السلم‪ :‬إن حوائج الناس إليكم‬
‫من نعم ال عليكم‪ ،‬فل تملوا النعم‪ - 81 .‬دعوات الراوندي‪ :‬قال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬إن ل عبادا من خلقه يفزع العباد إليهم في حوائجهم‪ ،‬اولئك‬
‫هم المنون يوم القيامة‪ - 82 .‬نهج‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬ل يستقيم قضاء‬
‫الحوائج إل بثلث‪ :‬باستصغارها لتعظم‪ ،‬وباستكتامها لتظهر‪ ،‬وبتعجيلها‬
‫لتهنأ )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬يعنى الذهب والفضة‪ ،‬فان الدينار مسكوك من الذهب والدرهم من الفضة‪(2) .‬‬
‫امالي الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .305‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪.164‬‬

‫]‪[319‬‬

‫وقال عليه السلم لكميل بن زياد النخعي‪ :‬يا كميل مر أهلك‪ ،‬أن يروحوا في كسب‬
‫المكارم‪ ،‬ويدلجوا في حاجة من هو نائم فوالذي وسع سمعه الصوات‪ ،‬ما‬
‫من أحد أودع قلبا سرورا إل وخلق ال له من ذلك السرور لطفا‪ ،‬فإذا نزلت‬
‫به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه‪ ،‬كما تطرد غريبة‬
‫البل )‪ - 83 .(1‬عدة الداعي‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من أكرم‬
‫أخاه فانما يكرم ال فما ظنكم بمن يكرم ال عزوجل أن يفعل به ؟ وعن‬
‫إبراهيم التيمي قال‪ :‬كنت أطوف بالبيت الحرام‪ ،‬فاعتمد على أبو عبد ال‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬أل اخبرك يا إبراهيم ما لك في طوافك هذا ؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫بلى جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬من جاء إلى هذا البيت عارفا بحقه فطاف به اسبوعا‬
‫وصلى ركعتين في مقام إبراهيم عليه السلم كتب ال له عشرة آلف‬
‫حسنة‪ ،‬ورفع له عشرة آلف درجة‪ ،‬ثم قال‪ :‬أل اخبرك بخير من ذلك ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى جعلت فداك‪ ،‬فقال‪ :‬من قضى أخاه المؤمن حاجة كان كمن‬
‫طاف طوافا وطوافا حتى عد عشرا‪ ،‬وقال‪ :‬أيما مؤمن سأله أخوه المؤمن‬
‫حاجة وهو يقدر على قضائها ولم يقضها له‪ ،‬سلط ال عليه شجاعا في‬
‫قبره ينهش أصابعه )‪ - 84 .(2‬مشكوة النوار‪ :‬قال موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬إن ل عبادا في الرض يسعون في حوائج الناس هم المنون يوم‬
‫القيامة‪ - 85 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن زيد الشحام قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من‬
‫أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده‪ ،‬فنفس كربته‪ ،‬وأعانه على‬
‫نجاح حاجته‪ ،‬أوجب ال عزوجل له بذلك اثنتين وسبعين رحمة من ال‬
‫يعجل له منها واحدة‪ ،‬يصلح بها أمر معيشته‪ ،‬ويدخر له إحدى وسبعين‬
‫رحمة لفزاع يوم القيامة وأهواله )‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ ،201‬وقد مر تحت الرقم ‪ 70‬مثله‪ (2) .‬الشجاع ‪ -‬بالضم‬
‫والكسر ‪ -‬الحية والنهش‪ :‬العض‪ ،‬أو الخذ بالضراس‪ (3) .‬الكافي ج ‪2‬‬
‫ص ‪.199‬‬

‫]‪[320‬‬

‫بيان‪ :‬الغاثة كشف الشدة والنصرة " أخاه المؤمن " أي الذي كانت اخوته لمحض‬
‫اليمان‪ ،‬ويحتمل أن تكون الخوة أخص من ذلك‪ ،‬أي انعقد بينهما المواخاة‬
‫ليعين كل منهما صاحبه‪ ،‬واللهفان صفة مشبهة كاللهثان‪ ،‬قال في النهاية‪:‬‬
‫فيه‪ :‬اتقوا دعوة اللهفان‪ ،‬هو المكروب‪ ،‬يقال‪ :‬لهف يلهف لهفا فهو لهفان‪،‬‬
‫ولهف فهو ملهوف‪ ،‬وفي القاموس‪ ،‬اللهثان العطشان‪ ،‬وبالتحريك العطش‪،‬‬
‫وقد لهث كسمع وكغراب حر العطش وشدة الموت‪ ،‬ولهث كمنع لهثا ولهاثا‬
‫بالضم أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو إعياء انتهى‪ ،‬وكأنه هنا كناية عن‬
‫شدة الضطرار‪ .‬وفي النهاية الجهد بالضم الوسع والطاقة‪ ،‬وبالفتح‬
‫المشقة‪ ،‬وقيل المبالغة والغاية‪ ،‬وقيل هما لغتان في الوسع والطاقة فأما في‬
‫المشقة والغاية فالفتح ل غير وفي القاموس نفس تنفيسا ونفسا أي فرج‬
‫تفريجا وقوله عليه السلم " من ال " من قبيل وضع الظاهر موضع‬
‫المضمر‪ ،‬وربما يقرأ " من " بالفتح والتشديد والضافة منصوبا بتقدير‬
‫اطلبوا أو انظروا من ال‪ ،‬أو مرفوعا خبر مبتدأ محذوف أي هذا من ال‬
‫وعلى التقادير معترضة تقوية للسابق‪ ،‬واللحق‪ ،‬أو منصوب مفعول لجله‬
‫لكتب وأقول‪ :‬كل ذلك تكلف بعيد‪ - 86 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من أعان مؤمنا نفس ال عزوجل عنه ثلثا وسبعين‬
‫كربة واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربه العظمى‪ ،‬قال‪ :‬حيث‬
‫يتشاغل الناس بأنفسهم )‪ .(1‬ايضاح‪ " :‬عند كربه العظمى " أي في‬
‫القيامة " حيث يتشاغل الناس بأنفسهم " أي يوم ل ينظر أحد لشدة فزعه‬
‫إلى حال أحد من والد أو ولد أو حميم‪ ،‬كما قال تعالى‪ " :‬يوم ]ترونها[‬
‫تذهل كل مرضعة عما أرضعت " )‪ " (2‬ول يسأل حميم حميما " )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .199‬الحج‪ 2 :‬وضمير ترونها راجعة الى الساعة‪(3) .‬‬
‫المعارج‪.10 :‬‬

‫]‪[321‬‬

‫" يوما ل يجزي والد عن ولده " )‪ (1‬وأمثالها كثيرة‪ - 87 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حسين بن نعيم‪ ،‬عن مسمع أبي سيار قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من نفس عن مؤمن كربة نفس ال‬
‫عنه كرب الخرة‪ ،‬وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد‪ ،‬ومن أطعمه من جوع‬
‫أطعمه ال من ثمار الجنة‪ ،‬ومن سقاه شربة سقاه ال من الرحيق المختوم‬
‫)‪ .(2‬بيان‪ " :‬كرب الخرة " بضم الكاف وفتح الراء جمع كربة بالضم‪ ،‬في‬
‫المصباح كربه المر كربا شق عليه‪ ،‬ورجل مكروب مهموم‪ ،‬والكربة السم‬
‫منه‪ ،‬والجمع كرب‪ ،‬مثل غرفة وغرف‪ ،‬قوله عليه السلم‪ " :‬وهو ثلج‬
‫الفؤاد " أي فرح القلب مطمئنا واثقا برحمة ال في القاموس ثلجت نفسي‬
‫كنصر وفرح ثلوجا وثلجا اطمأنت‪ .‬و ثلج كخجل فرح‪ ،‬وأثلجته‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫الرحيق‪ :‬الخمر‪ ،‬أو أطيبها أو أفضلها أو الخالص أو الصافي‪ ،‬وفي النهاية‬
‫فيه أيما مؤمن سقى مؤمنا على ظماء سقاه ال يوم القيامة من الرحيق‬
‫المختوم‪ ،‬الرحيق من أسماء الخمر يريد خمر الجنة‪ ،‬والمختوم المصون‬
‫الذي لم يبتذل لجل ختامه انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬إشارة إلى قوله تعالى " إن‬
‫البرار لفي نعيم * على الرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم‬
‫ل يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك " )‪ (3‬قال‪ :‬البيضاوي أي‬
‫مختوم أوانيه بالمسك مكان الطين‪ ،‬ولعله تمثيل لنفاسته أو الذي له ختام‬
‫أي مقطع هو رائحة المسك‪ - 88 .‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪،‬‬
‫عن الوشاء‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬من فرج عن مومن فرج ال قلبه‬
‫يوم القيامة )‪ .(4‬بيان‪ :‬فرج ال في بعض النسخ بالجيم‪ ،‬وفي بعضها‬
‫بالحاء المهملة‪.‬‬

‫)‪ (1‬لقمان‪ (2) .33 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .199‬المطففين‪ (4) .26 - 22 :‬الكافي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪.200‬‬

‫]‪[322‬‬

‫‪ - 89‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن‬
‫جميل بن صالح‪ ،‬عن ذريح قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬أيما‬
‫مومن نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر ال له حوائجه في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬قال‪ :‬ومن ستر على مؤمن عورة يخافها‪ ،‬ستر ال عليه سبعين‬
‫عورة من عورات الدنيا والخرة قال‪ :‬وال في عون المؤمن ما كان‬
‫المؤمن في عون أخيه فانتفعوا بالعظة‪ ،‬وارغبوا في الخير )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫قوله عليه السلم " وهو معسر " الضمير إما راجع إلى المؤمن الول أو‬
‫المؤمن الثاني‪ ،‬والعسر الضيق والشدة والصعوبة‪ ،‬وهو أعم من الفقر‪،‬‬
‫والعورة كل ما يستحى منه إذا ظهر وهي أعم من المحرمات والمكروهات‪،‬‬
‫وما يشينه عرفا وعادة‪ ،‬والعيوب البدنية‪ ،‬والستر في المحرمات ل ينافي‬
‫نهيه عنها‪ ،‬لكن إذا توقف النهي عن المنكر على إفشائها وذمه عليها‪،‬‬
‫فالمشهور جوازه ; بل وجوبه‪ ،‬فيمكن تخصيصه بغير ذلك‪ - 90 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن بكار بن كردم‪،‬‬
‫عن المفصل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا مفضل اسمع ما‬
‫أقول لك‪ ،‬واعلم أنه الحق وافعله ؟ وأخبر به علية إخوانك قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك وما علية إخواني ؟ قال‪ :‬الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثم قال‪ :‬ومن قضى لخيه المؤمن حاجة قضى ال عزوجل له يوم القيامة‬
‫مائة ألف حاجة‪ ،‬من ذلك أولها الجنة‪ ،‬ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه‬
‫وإخوانه الجنة بعد أن ل يكونوا نصابا‪ ،‬وكان المفضل إذا سأل الحاجة أخا‬
‫من إخوانه قال له‪ :‬أما تشتهي أن تكون من علية الخوان ؟ )‪ .(2‬بيان‪" :‬‬
‫كردم " كجعفر بمعنى القصير‪ ،‬والعلية بكسر العين وسكون اللم قال‬
‫الجوهري‪ :‬فلن من علية الناس جمع رجل علي‪ :‬أي شريف رفيع مثل‬
‫صبي وصبية‪ ،‬وفي القاموس علية الناس وعليهم مكسورين جلتهم " من‬
‫ذلك أولها " " أولها "‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .200‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.192‬‬

‫]‪[323‬‬

‫مبتدأ و " من ذلك " خبر‪ ،‬و " الجنة " بدل أو عطف بيان لولها أو خبر مبتدأ‬
‫محذوف ويحتمل أن يكون " أولها " بدل لقوله " من ذلك " قوله " بعد‬
‫ان ل يكونوا نصابا " أقول‪ :‬الناصب في عرف الخبار يشمل المخالفين‬
‫المتعصبين في مذهبهم‪ ،‬فغير النصاب هم المستضعفون‪ ،‬وسيأتي تحقيقه‬
‫إنشاء ال مع أن الخبر ضعيف‪ ،‬وتعارضه الخبار المتواترة بالمعنى‪- 91 .‬‬
‫كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن زياد قال‪ :‬حدثني‬
‫خالد بن يزيد‪ ،‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن‬
‫ال عزوجل خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا‪،‬‬
‫ليثيبهم على ذلك الجنة‪ ،‬فان استطعت أن تكون منهم فكن‪ ،‬ثم قال‪ :‬لنا وال‬
‫رب نعبده ول نشرك به شيئا )‪ .(1‬بيان‪ :‬المنتجب المختار قوله " ثم قال‪:‬‬
‫لنا وال رب " الظاهر أنه تنبيه للمفضل وأمثاله لئل يطيروا إلى الغلو )‪(2‬‬
‫أو لطيرهم إليه لما ذكره جماعة من علماء الرجال أن المفضل كان يذهب‬
‫مذهب أبي الخطاب في القول بربوبية الصادق عليه السلم وقد أورد‬
‫الكشي روايات كثيرة في ذمه وأخبارا غزيرة في مدحه حتى روي عن‬
‫الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬هو والد بعد الوالد‪ ،‬وفي إرشاد المفيد ما يدل‬
‫على ثقته و جللته )‪ (3‬ومدحه عندي أقوى وهذا الخبر مع أنه يحتمل‬
‫وجوها اخر على هذا الوجه أيضا ل يدل على ذمه بل يحتمل أن يكون عليه‬
‫السلم قال ذلك لئل يزل لغاية محبته ومعرفته بفضائلهم‪ ،‬فينتهي حاله إلى‬
‫الغلو والرتفاع‪ ،‬وقيل إنما قال عليه السلم ذلك لبيان وجه تخصيص‬
‫الفقراء بالشيعة‪ ،‬وتعريضا بالمخالفين أنهم مشركون لشراكهم في‬
‫المامة‪ ،‬وقيل‪ :‬إشارة إلى أن ترك قضاء حوائج المؤمنين نوع من الشرك‪،‬‬
‫ول يخفى ما فيهما‪ ،‬وقيل‪ :‬هو بيان أنهم عليهم السلم ل يطلبون حوائجهم‬
‫إلى أحد‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .193‬طار الى كذا‪ :‬أسرع إليه‪ (3) .‬راجع الكشى ص‬
‫‪ ،272‬ارشاد المفيد ص ‪.270‬‬

‫]‪[324‬‬

‫سوى ال سبحانه‪ ،‬وأنهم منزهون عن ذلك‪ - 92 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن ابن أيمن عن صدقة الحدب‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة‪ ،‬وخير‬
‫من حملن ألف فرس في سبيل ال )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس حمله يحمله‬
‫حمل وحملنا والحملن بالضم ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة‬
‫انتهى والمراد هنا المصدر بمعنى حمل الغير على الفرس‪ ،‬وبعثه إلى‬
‫الجهاد‪ ،‬أو العم منه ومن الحج والزيارات قال في المصباح‪ :‬حملت الرجل‬
‫على الدابة حمل‪ - 93 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫صندل‪ ،‬عن أبي الصباح الكناني قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬لقضاء‬
‫حاجه امرء مؤمن أحب إلى ال من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها‬
‫صاحبها مائة ألف )‪ .(2‬توضيح‪ " :‬مائة ألف " أي من الدراهم أو من‬
‫الدنانير أي إذا أنفقها في غير حوائج الخوان لئل يلزم تفضيل الشئ على‬
‫نفسه‪ - 94 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي ; عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن الجهم‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن عمار الصيرفي قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬وكيف ذاك ؟ قال‪:‬‬
‫أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فانما ذلك رحمة من ال‪ ،‬ساقها إليه وسببها‬
‫له‪ .‬فان قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها‪ ،‬وإن رده عن حاجته وهو‬
‫يقدر على قضائها فانما رد عن نفسه رحمة من ال عزوجل ساقها إليه‬
‫وسببها له‪ ،‬وذخر ال عزوجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة‪ ،‬حتى يكون‬
‫المردود عن حاجته هو الحاكم فيها‪ .‬إن شاء صرفها إلى نفسه‪ ،‬وإن شاء‬
‫صرفها إلى غيره‪ .‬يا إسماعيل فإذا كان يوم القيامة وهو الحاكم في رحمة‬
‫من ال قد شرعت له‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.193‬‬


‫]‪[325‬‬

‫فالى من ترى يصرفها ؟ قلت ل أظن يصرفها عن نفسه‪ ،‬قال ل تظن ولكن استيقن‬
‫فانه لن يردها عن نفسه‪ .‬يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على‬
‫قضائها فلم يقضها له سلط ال عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬مغفورا له أو معذبا )‪ .(1‬تبيان‪ " :‬سببها له " أي جعلها سببا‬
‫لغفران ذنوبه‪ ،‬ورفع درجاته أو أوجد أسبابها له " قد شرعت له " أي‬
‫أظهرت أو سوغت أو فتحت أو رفعت له في المصباح شرع ال لنا كذا‬
‫يشرعه أظهره وأوضحه‪ ،‬وشرع الباب إلى الطريق اتصل به‪ .‬و شرعته‬
‫أنا‪ ،‬يستعمل لزما ومتعديا وفي الصحاح شرع لهم يشرع شرعا سن‪ .‬قوله‬
‫" ل أظن يصرفها " كأنه بمعنى أظن أل يصرفها لقوله عليه السلم في‬
‫جوابه " ل تظن ولكن استيقن " أي ليحصل لك اليقين بسبب قولي‪ ،‬فان‬
‫التكليف باليقين مع عدم حصول أسبابه تكليف بالمحال‪ ،‬وفي القاموس‬
‫الشجاع كغراب وكتاب الحية أو الذكر منها أو ضرب منها صغير‪ ،‬والجمع‬
‫شجعان بالكسر والضم‪ ،‬وقال‪ :‬نهشه كمنعه نهسه ولسعه وعضه أو أخذه‬
‫بأضراسه‪ ،‬وبالسين أخذه بأطراف السنان‪ ،‬وفي المصباح نهسه الكلب‬
‫وكل ذي ناب نهسا من بابي ضرب ونفع عضه‪ ،‬وقيل قبض عليه ثم نتره‪،‬‬
‫فهو نهاس‪ ،‬و نهست اللحم أخذته بمقدم السنان للكل‪ .‬واختلف في جميع‬
‫الباب فقيل بالسين المهملة واقتصر عليه ابن السكيت وقيل‪ :‬جميع الباب‬
‫بالسين والشين نقله ابن فارس عن الصمعي وقال الزهري قال الليث‪:‬‬
‫النهش بالشين المعجمة تناول من بعيد كنهش الحية‪ ،‬وهو دون النهس‬
‫والنهس بالمهملة القبض على اللحم ونتره‪ ،‬وعكس ثعلب فقال‪ :‬النهس‬
‫بالمهملة يكون بأطراف السنان والنهش بالمعجمة بالسنان والضراس‪،‬‬
‫وقيل يقال نهشته الحية بالشين المعجمة‪ ،‬و نهسه الكلب والذئب والسبع‬
‫بالمهملة انتهى‪ .‬وفي البهام إبهام يحتمل اليد والرجل وكأن الول أظهر‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬صيرورة البهام ترابا ل يأبى عن قبول النهش‪ ،‬لن تراب البهام‬
‫كالبهام في قبوله العذاب‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.194‬‬

‫]‪[326‬‬

‫واللم‪ ،‬ولعل ال تعالى يخلق فيه ما يجد به اللم انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون‬
‫النهس في الجساد المثالية أو يكون النهس أول وبقاء اللم للروح إلى يوم‬
‫القيامة " مغفورا له أو معذبا " أي سواء كان في القيامة مغفورا أو‬
‫معذبا‪ - 95 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن الحكم بن‬
‫أيمن‪ ،‬عن أبان بن تغلب قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من‬
‫طاف بالبيت اسبوعا كتب ال عزوجل له ستة آلف حسنة‪ ،‬ومحى عنه‬
‫ستة آلف سيئة‪ ،‬ورفع له ستة آلف درجة‪ ،‬قال‪ :‬وزاد فيه إسحاق بن‬
‫عمار‪ :‬وقضى له ستة آلف حاجة‪ ،‬ثم قال‪ :‬و قضاء حاجة المؤمن أفضل‬
‫من طواف وطواف حتى عد عشرا )‪ .(1‬بيان‪ :‬الدرجات إما درجات القرب‬
‫المعنوية أو درجات الجنة‪ ،‬لن في الجنة درجات بعضها فوق بعض كما‬
‫قال ال تعالى " لهم غرف من فوقها غرف مبنية " )‪ (2‬قال القرطبي من‬
‫العامة‪ :‬أهل السفل من الجنة ينظرون إلى من فوقهم على تفاوت منازلهم‬
‫كما ينظر من بالرض دواري السماء وعظام نجومها فيقولون‪ :‬هذا فلن و‬
‫هذا فلن كما يقال هذا الشمتري وهذا الزهرة ويدل عليه ما روي عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬إن أهل الجنة ليتراؤن الغرفة كما تراؤن‬
‫الكوكب في السماء‪ - 96 .‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن بكر بن محمد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما قضى‬
‫مسلم لمسلم حاجته إل ناداه ال تبارك وتعالى‪ :‬علي ثوابك ول أرضى لك‬
‫بدون الجنة )‪ .(3‬بيان‪ :‬المراد بالمسلم المؤمن فيهما‪ - 97 .‬كا‪ :‬عن‬
‫الحسين بن محمد‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب ال‬
‫عزوجل له‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .194‬الزمر‪ (3) .20 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.194‬‬

‫]‪[327‬‬

‫ستة آلف حسنة‪ ،‬ومحى عنه ستة آلف سيئة‪ ،‬ورفع له ستة آلف درجة‪ ،‬حتى إذا‬
‫كان عند الملتزم فتح ال له سبعة أبواب من أبواب الجنة‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك هذا الفضل كله في الطواف ؟ قال‪ :‬نعم واخبرك بأفضل من ذلك قضاء‬
‫حاجة المسلم أفضل من طواف وطواف حتى بلغ عشرا )‪ .(1‬بيان‪ :‬الملتزم‬
‫المستجار مقابل باب الكعبة‪ ،‬سمي به لنه يستحب التزامه وإلصاق البطن‬
‫به‪ ،‬والدعاء عنده‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به الحجر السود أو ما بينه وبين الباب‬
‫أو عتبة الباب‪ ،‬وكأنه أخذ بعضه من قول صاحب المصباح حيث قال‬
‫التزمته اعتنقته فهو ملتزم‪ ،‬ومنه يقال لما بين الباب والحجر السود‬
‫الملتزم لن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم انتهى وهو إنما‬
‫فسره بذلك‪ ،‬لنهم ل يعدون الوقوف عند المستجار مستحبا وهو من‬
‫خواص الشيعة‪ ،‬وما فسره به هو الحطيم عندنا‪ ،‬وبالجملة هذه التفاسير‬
‫نشأت من عدم النس بالخبار‪ ،‬ول يبعد أن يكون المراد بالكون عند‬
‫الملتزم بلوغه في الشوط السابع‪ ،‬فإن اللتزام فيه آكد فيكون فتح سبعة‬
‫أبواب لتلك المناسبة‪ ،‬وما سيأتي نقل عن ثواب العمال )‪ (2‬بسند آخر عن‬
‫إسحاق هكذا " حتى إذا صار إلى الملتزم فتح ال له ثمانية أبواب الجنة‬
‫يقال له ادخل من أيها شئت " هو أظهر وتأنيث العشر لتقدير المرات‪98 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫الخارقي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من مشى في حاجة‬
‫أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند ال حتى تقضى له كتب ال عزوجل له‬
‫بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين وصوم شهرين من أشهر الحرم‬
‫واعتكافهما في المسجد الحرام‪ ،‬ومن مشى فيها بنية ولم يقض كتب ال‬
‫بذلك له مثل حجة مبرورة‪ ،‬فارغبوا بالخير )‪ .(3‬بيان‪ " :‬حتى تقضى "‬
‫بالتاء على بناء المفعول أو بالياء على بناء الفاعل‪ ،‬و في بعض النسخ "‬
‫حتى يقضيها " " شهرين من أشهر الحرم " أي متواليين ففيه تجوز‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .194‬راجع الرقم ‪ 46‬فيما مضى‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫أي ما سوى العيد وأيام التشريق لمن كان بمنى‪ ،‬ومع عدم قيد التوالي ل إشكال‪ ،‬و‬
‫يدل على استحباب الصوم في الشهر الحرم وفضله‪ ،‬والشهر الحرم هي‬
‫التي يحرم فيها القتال‪ ،‬وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم‪ ،‬ويدل‬
‫على فضل العتكاف فيها أيضا وعدم اختصاص العتكاف بشهر رمضان‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬الفرق بين القضاء وعدمه في الثواب مشكل إذ السعي مشترك‬
‫والقضاء ليس باختياره‪ ،‬قلت‪ :‬يمكن حمله على ما إذا لم يبذل الجهد‪،‬‬
‫ولذلك لم تقض ل سيما إذا قرئ الفعلن على بناء المعلوم مع أنه يمكن أن‬
‫يكون مع عدم الختلف في السعي أيضا الثواب متفاوتا‪ ،‬فان الثواب ليس‬
‫بالستحقاق‪ ،‬بل بالتفضل وتكون إحدى الحكم فيه أن يبذلوا الجهد في‬
‫القضاء‪ ،‬ول يكتفوا بالسعي القليل‪ - 99 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن اورمة‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي ‪ -‬حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬تنافسوا في المعروف لخوانكم‬
‫وكونوا من أهله فان للجنة بابا يقال له المعروف ل يدخله إل من اصطنع‬
‫المعروف في الحياة الدنيا‪ ،‬فان العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل‬
‫ال عزوجل به ملكين‪ :‬واحدا عن يمينه وآخر عن شماله‪ ،‬يستغفرون له‬
‫ربه‪ ،‬ويدعون بقضاء حاجته‪ ،‬ثم قال‪ :‬وال لرسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫قال في النهاية التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشئ والنفراد به‬
‫وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه‪ ،‬ونافست في الشئ منافسة ونفاسا‪:‬‬
‫إذا رغبت فيه‪ ،‬وقال‪ :‬المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة ال‬
‫تعالى والتقرب إليه و الحسان إلى الناس‪ ،‬وحسن الصحبة مع الهل‬
‫وغيرهم من الناس‪ ،‬قوله " فان العبد " كأن التعليل لفضل المعروف في‬
‫الجملة ل لخصوص الدخول من باب المعروف وقيل‪ :‬حاجته التي يدعوان‬
‫حصولها له هي الدخول من باب المعروف‪ ،‬ول يخفى بعده‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون الفاء للتعقيب الذكرى أو بمعنى الواو‪ ،‬وكونه صلى ال عليه وآله‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.195‬‬

‫]‪[329‬‬

‫أسر لنه أعلم بحسن الخيرات وعواقبها‪ ،‬أو لن سروره من جهتين من جهة‬
‫القاضي والمقضي له معا‪ ،‬وكأن الضمير في " وصلت " راجع إلى القضاء‬
‫والتأنيث باعتبار المضاف إليه‪ ،‬وقيل‪ :‬راجع إلى الحاجة وإذا للشرط ل‬
‫لمحض الظرفية و الغرض تقييد المؤمن بالكامل فان حاجته حاجة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ .‬أقول‪ :‬هذا إذا كان ضمير " إليه " راجعا إليه‬
‫صلى ال عليه وآله ويحتمل رجوعه إلى المؤمن‪ - 100 .‬كا‪ :‬عن العدة‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬وال لن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة‬
‫ورقبة ورقبة‪ ،‬ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ‬
‫السبعين ولن أعول أهل بيت من المسلمين‪ :‬أسد جوعتهم‪ ،‬وأكسو‬
‫عورتهم‪ ،‬وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة‬
‫وحجة ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين )‬
‫‪ .(1‬ايضاح‪ :‬الظاهر أن ضمير مثلها في الولين راجع إلى الرقبة‪ ،‬وفي‬
‫الخيرين إلى العشر وقوله " حتى بلغ " في الموضعين كلم الراوي أي‬
‫قال مثلها سبع مرات في الموضعين فصار المجموع سبعين ويحتمل كونه‬
‫كلم المام ويكون بلغ بمعنى يبلغ وقيل‪ :‬ضمير مثلها في الول والثاني‬
‫راجع إلى ثلث رقبات‪ ،‬فيصير ثلثين وضمير مثلها في الثالث والرابع‬
‫راجع إلى الثلثين‪ ،‬فيصير الحاصل مضروب الثلثين في السبعين فيصير‬
‫ألفين ومائة ومجموع الثواب مضروب هذا في نفسه أي عتق أربعة آلف‬
‫ألف وأربعمائة ألف وعشرة آلف رقبة‪ ،‬قوله عليه السلم " لن أعول "‬
‫قال الجوهري‪ :‬عال عياله يعولهم عول وعيالة أي قاتهم وأنفق عليهم‪،‬‬
‫يقال‪ :‬علته شهرا‪ :‬إذا كفيته معاشه " أسد جوعتهم " أي بأن أسد‪- 101 .‬‬
‫كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي علي صاحب الشعير‪،‬‬
‫عن محمد بن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أوحى ال عزوجل إلى‬
‫موسى‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(*) .195‬‬


‫]‪[330‬‬

‫عليه السلم أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه في الجنة‪ ،‬فقال موسى‪:‬‬
‫يا رب وما تلك الحسنة ؟ قال‪ :‬يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته‬
‫قضيت أم لم تقض )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم " قضيت أم لم تقض "‬
‫محمول على ما إذا لم يقصر في السعي كما مر مع أن الشتراك في دخول‬
‫الجنة والتحكيم فيها ل ينافي التفاوت بحسب الدرجات‪ - 102 .‬كا‪ :‬عن‬
‫الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عبد ال عن علي‬
‫بن جعفر قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬من أتاه أخوه المؤمن‬
‫في حاجة فانما هي رحمة من ال تبارك وتعالى ساقها إليه فان قبل ذلك‬
‫فقد وصله بوليتنا‪ ،‬وهو موصول بولية ال‪ ،‬وإن رده عن حاجته وهو‬
‫يقدر على قضائها سلط ال عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم‬
‫القيامة مغفورا له أو معذبا فان عذره الطالب كان أسوء حال )‪ .(2‬تبيان‪:‬‬
‫" فان قبل ذلك فقد وصله " الضمير المنصوب في " وصله " راجع إلى‬
‫مصدر قبل‪ ،‬والولية بالكسر والفتح المحبة‪ ،‬والضافة في الموضعين إلى‬
‫الفاعل‪ ،‬و يحتمل الضافة إلى المفعول أيضا أي يصير سببا لقبول وليته‬
‫لنا وكمالها " ومغفورا " حال مقدرة عن مفعول ينهشه‪ .‬قوله عليه‬
‫السلم‪ " :‬فان عذره الطالب " قال في المصباح‪ :‬عذرته فيما صنع عذرا‬
‫من باب ضرب رفعت عنه اللوم‪ ،‬فهو معذور أي غير ملوم وأعذرته باللف‬
‫لغة‪ ،‬وقوله " كان أسوء حال " يحتمل وجهين الول أن يكون اسم كان‬
‫ضميرا راجعا إلى المعذور وكونه أسوء حال‪ :‬لنه حينئذ يكون الطالب من‬
‫كمل المؤمنين‪ ،‬ورد حاجته يكون أقبح وأشد‪ ،‬وبعبارة اخرى‪ :‬لما كان‬
‫العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن ل يعذر‪ ،‬فرد حاجته‬
‫أشنع‪ ،‬والندم عليه أدوم‪ ،‬والحسرة عليه أعظم‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .195‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.196‬‬

‫]‪[331‬‬

‫أو لنه إذا عذره ل يشكوه ول يغتابه‪ ،‬فيبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب‪.‬‬
‫ويروى عن بعض الفضلء لمن كان قريبا من عصرنا أنه قال‪ :‬المراد‬
‫بالعذر إسقاط حق الخرة‪ ،‬وكونه أسوء لنه زيدت عليه المنة ول ينفعه‪،‬‬
‫وقال بعض الفاضل من تلمذته لتوجيه كلمه‪ :‬هذا مبني على أن عذاب‬
‫القبر ل يسقط باسقاطه‪ ،‬إذ هو حق ال كما صرح به الشيخ قدس ال‬
‫روحه في القتصار‪ ،‬حيث قال‪ :‬كل حق ليس لصاحبه قبضه‪ ،‬ليس له‬
‫إسقاطه كالطفل والمجنون‪ :‬لما لم يكن لهما استيفاؤه لم يكن لهما إسقاطه‪،‬‬
‫والواحد منا لما لم يكن له استيفاء ثوابه وعوضه في الخرة لم يسقط‬
‫باسقاطه‪ ،‬فعلم بذلك أن السقاط تابع للستيفاء‪ ،‬فمن لم يملك أحدهما لم‬
‫يملك الخر انتهى‪ .‬والثاني‪ :‬أن يكون الضمير راجعا إلى الطالب كما فهمه‬
‫المحدث الستر آبادي رحمه ال حيث قال‪ :‬أي كان الطالب أسوء حال‬
‫لتصديقه الكاذب‪ ،‬ولتركه النهي عن المنكر‪ ،‬والول أظهر‪ - 104 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن صالح بن‬
‫عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن‬
‫المؤمن لترد عليه الحاجة لخيه‪ ،‬فل تكون عنده فيهتم بها قلبه‪ ،‬فيدخله‬
‫ال تبارك وتعالى بهمه الجنة )‪ - 105 .(1‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر‬
‫حسنات‪ ،‬ويمحى عنه عشر سيئات‪ ،‬ويرفع له عشر درجات‪ ،‬قال‪ :‬ول‬
‫أعلمه إل قال‪ :‬وتعدل عشر رقاب‪ ،‬وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد‬
‫الحرام )‪ (2‬بيان‪ " :‬يكتب له " على بناء المفعول‪ ،‬والعائد محذوف‪ ،‬أو‬
‫على بناء الفاعل والسناد على المجاز " ول أعلمه " أي ل أظنه‪ ،‬ويمكن‬
‫أن يستدل به على جواز كون السنة أفضل من الواجب لن السعي مستحب‬
‫غالبا والعتكاف يشمل الواجب أيضا‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.196‬‬

‫]‪[332‬‬

‫مع أن المستحب أيضا ينتهي إلى الواجب في كل ثالثة على المشهور كما سيأتي إن‬
‫شاء ال ونظائره كثيره‪ - 106 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬إن ل‬
‫عبادا في الرض يسعون في حوائج الناس هم المنون يوم القيامة‪ ،‬ومن‬
‫أدخل على مؤمن سرورا فرح ال قلبه يوم القيامة )‪ .(1‬بيان‪ :‬الظاهر أن‬
‫الجر مترتب على السعي فقط ويحتمل ترتبه على السعي والقضاء معا‪،‬‬
‫والحصر المستفاد من اللم مع تأكيده بضمير الفصل على المبالغة أو‬
‫إضافي بالنسبة إلى من تركه‪ ،‬أو إلى بعض الناس وأعمالهم‪ ،‬وتفريح‬
‫القلب كشف الغم عنه‪ ،‬وإدخال السرور فيه‪ - 107 .‬كا‪ :‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن رجل عن أبي عبيدة الحذاء‬
‫قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله ال‬
‫بخمسة وسبعين ألف ملك ولم يرفع قدما إل كتب ال له حسنة‪ ،‬وحط عنه‬
‫بها سيئة‪ ،‬ويرفع له بها درجة‪ ،‬فإذا فرغ من حاجته كتب ال عزوجل له‬
‫بها أجر حاج ومعتمر )‪ .(2‬بيان‪ " :‬أظله ال " أي يجعلهم طائرين فوق‬
‫رأسه حتى يظلوه‪ ،‬لو كان لهم ظل‪ ،‬أو يجعله في ظلهم أي في كنفهم‬
‫وحمايتهم " فإذا فرغ من حاجته " أي من السعي فيها قضيت أم لم تقض‪،‬‬
‫وربما يخص بعدم القضاء لرواية أبي بصير التية‪ ،‬وقيل‪ :‬يدل ظاهره على‬
‫أن الجر المذكور قبله للمشي في قضاء الحاجة‪ ،‬وأجر الحاج والمعتمر‬
‫لقضاء الحاجة‪ - 108 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫ابن سنان‪ ،‬عن هارون ابن خارجة‪ ،‬عن صدقة رجل من أهل حلوان ; عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ " :‬لن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحب إلى‬
‫من أن أعتق ألف نسمة‪ ،‬وأحمل في سبيل ال على ألف فرس مسرجة‬
‫ملجمة )‪.(3‬‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.197‬‬

‫]‪[333‬‬

‫بيان‪ :‬في المصباح " حلوان " أي بالضم بلد مشهور من سواد العراق وهي آخر‬
‫مدن العراق‪ ،‬وبينها وبين بغداد نحو خمس مراحل‪ ،‬وهي من طرف العراق‬
‫من الشرق والقادسية من طرفه من المغرب‪ ،‬قيل سميت باسم بانيها وهو‬
‫حلوان بن عمران بن الحارث بن قضاعة " وأحمل في سبيل ال " أي‬
‫أركب ألف إنسان على ألف فرس كل منها شد عليه السرج والبس اللجام‪،‬‬
‫وأبعثها في الجهاد " ومسرجة وملجمة اسما مفعول‪ ،‬من بناء الفعال‪.‬‬
‫‪ - 109‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من مؤمن يمشي لخيه المسلم في‬
‫حاجة إل كتب ال عزوجل له بكل خطوة حسنة‪ ،‬وحط بها عنه سيئة‪ ،‬ورفع‬
‫له بها درجة ; وزيد بعد ذلك عشر حسنات‪ ،‬وشفع في عشر حاجات )‪.(1‬‬
‫بيان‪ " :‬وزيد بعد ذلك " أي لكل خطوة‪ ،‬وقيل للجميع و " شفع " على‬
‫بناء المجهول من التفعيل‪ ،‬أي قبلت شفاعته‪ ،‬أي استجيب دعاؤه في عشر‬
‫حاجات من الحوائج الدنيوية والخروية‪ - 110 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه ال كتب ال‬
‫عزوجل له ألف ألف حسنة‪ ،‬يغفر فيها لقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه‬
‫ومن صنع إليه معروفا في الدنيا‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النار‪،‬‬
‫فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه باذن ال عزوجل إل‬
‫أن يكون ناصبيا )‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬يغفر فيها " أي بسبب‬
‫تلك الحسنات‪ ،‬فانها تذهب السيئات‪ ،‬وقد ورد في بعض الخبار أنها إذا‬
‫زيدت على سيئاته‪ ،‬تذهب سيئات أقاربه ومعارفه‪ ،‬أو المعنى يغفر معها‬
‫فيكون علوة للحسنات‪ ،‬ويؤيده بعض الروايات وكأن الختلفات الواردة‬
‫في الروايات في اجور قضاء حاجة المؤمن محمولة على اختلف النيات‬
‫ومراتب الخلص فيها وتفاوت الحاجات في الشدة والسهولة‪ ،‬واختلف‬
‫ذوي الحاجة‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.197‬‬

‫]‪[334‬‬

‫في مراتب الحاجة واليمان والصلح‪ ،‬واختلف السعاة في الهتمام والسعي وأمثال‬
‫ذلك‪ ،‬وعدم تضرر المؤمن بدخول النار لمره تعالى بكونها عليه بردا‬
‫وسلما‪ - 111 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد‪،‬‬
‫عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى ال على يديه قضاءها‬
‫كتب ال له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما‪،‬‬
‫فان اجتهد فيها ولم يجر ال قضاءها على يديه كتب ال عزوجل له حجة‬
‫وعمرة )‪ .(1‬بيان‪ :‬يدل على أن مع قضاء الحاجة ثواب الساعي أكثر مما‬
‫إذا لم تقض وإن لم يتفاوت السعي ولم يقصر في الهتمام‪ ،‬ول استبعاد في‬
‫ذلك وقد مر مثله في حديث إبراهيم الخارقي لكن لم يكن فيه ذكر العمرة‪،‬‬
‫ويمكن أن يراد بالحجة فيه الحجة التي دخلت العمرة فيها أي التمتع‪ ،‬أو‬
‫حجة كاملة لتقييدها بالمبرورة‪ ،‬أو يحمل على اختلف العمل كما مر‪112 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن‬
‫جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كفى بالمرء اعتمادا‬
‫على أخيه أن ينزل به حاجته )‪ .(2‬ايضاح‪ " :‬كفى بالمرء " الظاهر أن‬
‫الباء زائدة‪ ،‬و " اعتمادا " تمييز‪ ،‬وقوله " أن ينزل " على بناء الفعال‪،‬‬
‫بد اشتمال للمرء‪ ،‬وقال‪ :‬بعض الفاضل‪ :‬الباء في قوله بالمرء بمعنى في‬
‫والظرف متعلق بكفى‪ ،‬واعتمادا تميز‪ ،‬عن نسبة كفى إلى المرء‪ ،‬وأن ينزل‬
‫فاعل كفى انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬له وجه لكن ما ذكرناه أنسب بنظائره الكثيرة‬
‫الواردة في القرآن المجيد وغيره‪ ،‬وبالجملة فيه ترغيب عظيم في قضاء‬
‫حاجة المؤمن إذا سأله قضاءها فان إظهاره حاجته عنده يدل على غاية‬
‫اعتماده على إيمانه ووثوقه بمحبته‪ ،‬ومقتضى ذلك أن ل يكذبه في ظنه ;‬
‫ول يخيبه في رجائه برد حاجته‪ ،‬أو تقصيره في قضائها‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.198‬‬

‫]‪[335‬‬
‫‪ - 113‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن‬
‫صفوان الجمال قال‪ :‬كنت جالسا مع أبي عبد ال عليه السلم إذ دخل عليه‬
‫رجل من أهل مكة يقال له ميمون‪ ،‬فشكا إليه تعذر الكراء عليه فقال لي‪ :‬قم‬
‫فأعن أخاك فقمت معه فيسر ال كراه‪ ،‬فرجعت إلى مجلسي فقال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬ما صنعت في حاجة أخيك ؟ فقلت‪ :‬قضاها ال بأبي أنت‬
‫وامي‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنك أن تعين أخاك المسلم أحب إلي من طواف اسبوع‬
‫بالبيت مبتدئا‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن رجل أتى الحسن بن علي عليه السلم فقال‪:‬‬
‫بأبي أنت وامي أعني على قضاء حاجة فانتقل وقام معه فمر على الحسين‬
‫عليه السلم وهو قائم يصلي فقال عليه السلم‪ :‬أين كنت عن أبي عبد ال‬
‫تستعينه على حاجتك ؟ قال‪ :‬قد فعلت بأبي أنت وامي فذكر أنه معتكف‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬أما إنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا )‪ .(1‬تبيان‪" :‬‬
‫فشكى إليه تعذر الكراء عليه " الكراء بالكسر والمد أجر المستأجر عليه‪،‬‬
‫وهو في الصل مصدر كاريته‪ ،‬والمراد بتعذر الكراء إما تعذر الدابة التي‬
‫يكتريها أو تعذر من يكتري دوابه بناء على كونه مكاريا أو عدم تيسر‬
‫اجرة المكاري له‪ ،‬وكل ذلك مناسب لحال صفوان الراوي " وأما " بالفتح‬
‫والتخفيف و " أن " بالفتح مصدرية‪ ،‬وليس في بعض النسخ‪ ،‬وقوله "‬
‫مبتدئا " إما حال عن فاعل قال ; أي قال عليه السلم ذلك مبتدئا قبل أن‬
‫أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه‪ ،‬أو عن فاعل الطواف‪ ،‬أو هو على‬
‫بناء اسم المفعول حال عن الطواف‪ ،‬وعلى التقديرين الخيرين لخراج‬
‫طواف الفريضة‪ ،‬وقيل حال عن فاعل " تعين " أي تعين مبتدئا أو تميز‬
‫عن نسبة أحب إلى العانة أي أحب من حيث البتداء‪ ،‬يعني قبل الشروع‬
‫في الطواف ل بعده‪ ،‬ول يخفى ما فيهما‪ ،‬ل سيما الخير‪ " .‬تستعينه " أي‬
‫لتستعينه أو هو حال‪ .‬فان قيل‪ :‬كيف لم يختر الحسين عليه السلم إعانته‬
‫مع كونها أفضل ؟ قلت‪ :‬يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه‪:‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.108‬‬

‫]‪[336‬‬

‫الول أنه يمكن أن يكون له عليه السلم عذر آخر لم يظهره للسائل‪ ،‬ولذا لم يذهب‬
‫معه فأفاد الحسن عليه السلم ذلك لئل يتوهم السائل أن العتكاف في‬
‫نفسه عذر في ترك هذا‪ ،‬فالمعنى لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خيرا‪.‬‬
‫الثاني أنه ل استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال‬
‫إمامته‪ ،‬أو اختيار المام ما هو أقل ثوابا ل سيما قبل المامة‪ .‬الثالث ما قيل‬
‫إنه لم يفعل ذلك ليثار أخيه على نفسه صلوات ال عليهما في إدراك ذلك‬
‫الفضل‪ .‬الرابع أن " فعلت " بمعنى أردت الستعانة‪ ،‬وقوله عليه السلم "‬
‫فذكر " على بناء المجهول أي ذكر بعض خدمه أو أصحابه أنه معتكف فلذا‬
‫لم أذكر له‪ .‬ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التي جوز الفقهاء‬
‫خروج المعتكف فيها عن محل اعتكافه إل أنه ل يجلس بعد الخروج‪ ،‬ول‬
‫يمشي تحت الظل اختيارا على المشهور‪ ،‬ول يجلس تحته على قول‪114 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن عن‬
‫ابن سنان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬قال ال عزوجل‪ :‬الخلق‬
‫عيالي فأحبهم إلى ألطفهم بهم‪ ،‬وأسعاهم في حوائجهم )‪ .(1‬بيان‪ :‬كونهم‬
‫عياله تعالى لضمانه أرزاقهم‪ - 115 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عمارة قال‪ :‬كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني‬
‫قال‪ :‬كرر علي حديثك فاحدثه قلت‪ :‬روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ‬
‫الغاية في العبادة‪ ،‬صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم )‪.(2‬‬
‫بيان‪ " :‬أبو عمارة " كنية لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقر عليه السلم‬
‫وكلهم مجاهيل‪ ،‬وحماد بن أبي حنيفة أيضا مجهول‪ ،‬والظاهر أنه كان يسأل‬
‫تكرار هذا الحديث بعينه‪ ،‬ل لتذاذه بسماعه‪ ،‬أو ليؤثر فيه‪ ،‬فيحثه على‬
‫العمل به‪ ،‬وقيل المراد‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.199‬‬

‫]‪[337‬‬

‫به جنس الحديث فذكر له يوما هذا الحديث‪ ،‬وهو بعيد‪ .‬قوله " روينا " هو على‬
‫الشهر بين المحدثين على بناء المجهول من التفعيل قال في المغرب‪:‬‬
‫الراوية بعير السقاء لنه يروي الماء أو يحمله‪ ،‬ومنه راوي الحديث‬
‫وراويته‪ ،‬والتاء للمبالغة يقال روى الشعر والحديث رواية ورويته إياه‬
‫حملته على روايته‪ ،‬ومنه إنا روينا في الخبار‪ .‬وفي المصباح‪ :‬عنيت بأمر‬
‫فلن بالبناء للمفعول ‪ -‬عناية وعينا‪ :‬شغلت به ولتعن بحاجتي أي لتكن‬
‫حاجتي شاغلة لسرك وربما يقال عنيت بأمره بالبناء للفاعل‪ ،‬فأنا عان‪،‬‬
‫وعني يعنى من باب تعب إذا أصابته مشقة‪ ،‬والسم العناء بالمد انتهى‬
‫فيمكن أن يكون من العناء بمعنى المشقة أو من العناية والعتناء بمعنى‬
‫الهتمام بالمر واشتغالهم بذلك بعد بلوغهم الغاية إما لكونها أرفع العبادات‬
‫وأشرفها فان النسان يترقى في العبادات حتى يبلغ أقصى مراتبها‪ ،‬أو لن‬
‫النفس ل تنقاد لهذه العبادة الشاقة إل بعد تزكيتها وتصفيتها بسائر‬
‫العبادات والرياضات‪ ،‬أو لن إصلح النفس مقدم على إصلح الغير‬
‫وإعانته‪ - 116 .‬كا‪ :‬عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬من أصبح ل‬
‫يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم )‪ .(1‬بيان‪ " :‬من أصبح " أي دخل في‬
‫الصباح " ل يهتم بامور المسلمين " أي ل يعزم على القيام بها‪ ،‬ول يقوم‬
‫بها مع القدرة عليه‪ ،‬في الصحاح أهمني المر إذا أقلقك وحزنك‪ ،‬والمهم‬
‫المر الشديد‪ ،‬والهتمام الغتمام‪ ،‬واهتم له بأمره‪ ،‬وفي المصباح اهتم‬
‫الرجل بالمر قام به " فليس بمسلم " أي كامل السلم‪ ،‬ول يستحق هذا‬
‫السم‪ ،‬وإن كان المراد عدم الهتمام بشئ من امورهم ل يبعد سلب السم‬
‫حقيقة لن من جملتها إعانة المام ونصرته ومتابعته‪ ،‬وإعلن الدين وعدم‬
‫إعانة الكفار على المسلمين‪ ،‬وعلى التقادير المراد بالمور أعم من المور‬
‫الدنيوية والخروية ولو لم يقدر على بعضها فالعزم التقديري عليه حسنة‬
‫يثاب عليها كما مر‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.163‬‬

‫]‪[338‬‬

‫‪ - 117‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أنسك الناس‬
‫نسكا أنصحهم جيبا‪ ،‬وأسلمهم قلبا لجميع المسلمين )‪ .(1‬ايضاح‪ :‬قال في‬
‫النهاية‪ :‬النسك والنسك الطاعة والعبادة‪ ،‬وكل ما تقرب به إلى ال تعالى‪،‬‬
‫والنسك ما أمرت به الشريعة‪ ،‬والورع ما نهت عنه‪ ،‬والناسك العابد وسئل‬
‫ثعلب عن الناسك ما هو ؟ فقال هو مأخوذ من النسيكة وهي سبيكة الفضة‬
‫المصفاة كأنه صفى نفسه ل تعالى وقال‪ :‬النصيحة كلمة يعبر بها عن‬
‫جملة هي إرادة الخير للمنصوخ له‪ ،‬وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى‬
‫بكلمة واحدة غيرها‪ ،‬وأصل النصح في اللغه الخلوص يقال‪ :‬نصحته‬
‫ونصحت له‪ ،‬ومعنى نصيحة ال صحة العتقاد في وحدانيته‪ ،‬وإخلص‬
‫النية في عبادته‪ ،‬والنصيحة لكتاب ال هو التصديق به والعمل بما فيه‪،‬‬
‫ونصيحة رسول ال صلى ال عليه وآله التصديق بنبوته ورسالته‬
‫والنقياد لما أمر به ونهى عنه‪ ،‬ونصيحة الئمة أن يطيعهم في الحق‪،‬‬
‫ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم‪ ،‬وفي الصحاح‪ :‬رجل‬
‫ناصح الجيب أي نقي القلب وفي القاموس رجل ناصح الجيب ل غش فيه‬
‫انتهى‪ ،‬ونسكا وجيبا تميزان‪ ،‬ونسبة النسك إلى النسك للمبالغة والمجاز‬
‫كجد جده‪ ،‬وأسلمهم قلبا أي من الحقد والحسد والعداوة‪ - 118 .‬كا‪ :‬عن‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عن علي بن محمد القاساني‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن داود المنقري‪ ،‬عن سفيان بن عيينة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬عليك بالنصح ل في خلقه‪ ،‬فلن تلقاه بعمل أفضل منه )‬
‫‪ (2‬توضيح‪ :‬النصح ل في خلقه الخلوص في طاعة ال فيما أمر به في‬
‫حق خلقه من إعانتهم وهدايتهم‪ ،‬وكف الذى عنهم‪ ،‬وترك الغش معهم‪ ،‬أو‬
‫المراد النصح للخلق خالصا ل " فلن تلقاه " أي عند الموت أو في القيامة‬
‫" بعمل " أي مع عمل‪ - 119 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد بن القاسم الهاشمي عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من لم يهتم بامور المسلمين فليس‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .163‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.164‬‬

‫]‪[339‬‬

‫بمسلم )‪ - 120 .(1‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫سماعة عن عمه عاصم الكوزي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من أصبح ل يهتم بامور المسلمين فليس منهم‪،‬‬
‫ومن يسمع رجل ينادي " يا للمسلمين " فلم يجبه فليس بمسلم )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬اللم المفتوحة في للمسلمين للستغاثة‪ - 121 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الخلق عيال ال فأحب الخلق إلى ال من‬
‫نفع عيال ال‪ ،‬وأدخل على أهل بيت سرورا )‪ (3‬بيان‪ " :‬الخلق عيال ال "‬
‫العيال بالكسر جمع عيل‪ ،‬كجياد وجيد‪ ،‬وهم من يمونهم النسان ويقوم‬
‫بمصالحهم‪ ،‬فاستعير لفظ العيال للخلق بالنسبة إلى الخالق فانه خالقهم‪،‬‬
‫والمدبر لمورهم‪ ،‬والمقدر لحوالهم‪ ،‬والضامن لرزاقهم " فأحب الخلق‬
‫إلى ال " أي أرفعهم منزلة عنده وأكثرهم ثوابا " من نفع عيال ال "‬
‫بنعمة أو بدفع مضرة أو إرشاد وهداية أو تعليم أو قضاء حاجة وغير ذلك‬
‫من منافع الدين والدنيا‪ ،‬وفيه إشعار بحسن هذا الفعل‪ ،‬فانه تكفل ما ضمن‬
‫ال لهم من امورهم وإدخال السرور على أهل بيت إما المراد به منفعة‬
‫خاصة تعم الرجل وأهل بيته وعشائره أو تنبيه على أن كل منفعة توصله‬
‫إلى أحد من المؤمنين يصير سببا لدخال السرور على جماعة من أهل‬
‫بيته‪ - 122 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن‬
‫عميرة قال حدثني من سمع أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬سئل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله من أحب الناس إلى ال ؟ قال‪ :‬أنفع الناس للناس )‪.(4‬‬
‫‪ - 123‬كا‪ :‬عن البرقي‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن مثنى بن الوليد الحناط‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.164‬‬

‫]‪[340‬‬

‫عن فطر بن خليفة‪ ،‬عن عمر بن علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من رد على قوم من المسلمين عادية ماء‬
‫أو نار أوجبت له الجنة )‪ .(1‬ايضاح‪ :‬قوله عليه السلم " عادية ماء " في‬
‫القاموس العدى كغني القوم يعدون لقتال أو أول من يحمل من الرجالة‬
‫كالعادية فيهما‪ ،‬أو هي للفرسان وقال‪ :‬العادية الشغل يصرفك عن الشئ‬
‫وعداه عن المر‪ :‬صرفه وشغله‪ ،‬وعليه وثب‪ ،‬وعدا عليه ظلمه‪ ،‬والعادي‬
‫العدو وفي الصحاح دفعت عنك عادية فلن أي ظلمه وشره انتهى‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫يمكن أن يقرأ في الخبر بالضافة أي ضرر ماء أي سيل أو نار وقعت في‬
‫البيوت‪ ،‬بأن أعان على دفعهما وأوجبت على بناء المجهول وإن يقرأ‬
‫عادية بالتنوين وماء ونارا أيضا كذلك بالبدلية أو عطف البيان‪ ،‬ووجبت‬
‫على بناء المجرد فاطلق العادية عليهما على الستعارة بأحد المعاني‬
‫المتقدمة والول أظهر‪ - 124 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن فضال‪،‬‬
‫عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫في قول ال عزوجل " وقولوا للناس حسنا " قال‪ :‬قولوا للناس حسنا ول‬
‫تقولوا إل خيرا حتى تعلموا ما هو ؟ )‪ .(2‬بيان‪ " :‬قولوا للناس حسنا "‬
‫قال الطبرسي ره‪ :‬اختلف فيه فقيل‪ :‬هو القول الحسن الجميل‪ ،‬والخلق‬
‫الكريم‪ ،‬وهو مما ارتضاه ال وأحبه عن ابن عباس‪ ،‬وقيل هو المر‬
‫بالمعروف والنهى عن المنكر عن سفيان‪ ،‬وقال الربيع بن أنس‪ :‬أي‬
‫معروفا وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " قولوا للناس‬
‫حسنا " قال‪ :‬قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم‪ ،‬فان ال يبغض‬
‫اللعان السباب الطعان على المؤمنين‪ ،‬الفاحش المتفحش السائل الملحف‪،‬‬
‫ويحب الحليم العفيف المتعفف‪ .‬ثم اختلف فيه من وجه آخر فقيل‪ :‬هو عام‬
‫في المؤمن والكافر على ما روي عن الباقر عليه السلم وقيل‪ :‬هو خاص‬
‫في المؤمن‪ ،‬واختلف من قال إنه عام فقال ابن عباس وقتادة‪ :‬إنه منسوخ‬
‫بآية السيف‪ ،‬وقال الكثرون‪ :‬إنها ليست بمنسوخة لنه يمكن قتالهم مع‬
‫حسن القول في دعائهم إلى اليمان انتهى‪ .‬وفي تفسير العسكري‪:‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.164‬‬

‫]‪[341‬‬

‫قال الصادق عليه السلم " قولوا للناس حسنا " أي للناس كلهم مؤمنهم ومخالفهم‬
‫أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه‪ ،‬وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة‬
‫لجتذابهم إلى اليمان‪ ،‬فان بأيسر من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وعن‬
‫إخوانه المؤمنين‪ " .‬ول تقولوا إل خيرا " الخ قيل يعني ل تقولوا لهم إل‬
‫خيرا ما تعلموا فيهم الخير وما لم تعلموا فيهم الخير فأما إذا علمتم أنه ل‬
‫خير فيهم‪ ،‬وانكشف لكم عن سوء ضمائرهم‪ ،‬بحيث ل تبقى لكم مرية‪ ،‬فل‬
‫عليكم أن ل تقولوا خيرا و " ما " تحتمل الموصولية‪ ،‬والستفهام‪،‬‬
‫والنفي‪ ،‬وقيل " حتى تعلموا " متعلق بمجموع المستثنى والمستثنى منه‬
‫أي من اعتاد بقول الخير وترك القبيح‪ ،‬يظهر له فوائده‪ .‬أقول‪ :‬ويحتمل أن‬
‫يكون حتى تعلموا بدل أو بيانا للستثناء أي إل خيرا تعلموا خيريته‪ ،‬إذ‬
‫كثيرا ما يتوهم النسان خيرية قول‪ ،‬وهو ليس بخير‪ - 125 .‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن جابر بن‬
‫يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال في قول ال عزوجل " وقولوا للناس‬
‫حسنا " قال‪ :‬قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال فيكم )‪ .(1‬بيان‪ :‬يومي‬
‫إلى أن المراد بقوله " قولوا للناس " قولوا في حق الناس ل مخاطبتهم‬
‫بذلك‪ ،‬والحديث السابق يحتمل الوجهين‪ - 126 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪،‬‬
‫عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال في قول ال عزوجل " وجعلني مباركا أينما كنت " قال‪:‬‬
‫نفاعا )‪ .(2‬بيان‪ " :‬وجعلني مباركا "‪ :‬قال البيضاوي‪ :‬نفاعا معلم الخير‪،‬‬
‫وقال الطبرسي ره‪ :‬أي جعلني معلما للخير‪ ،‬عن مجاهد وقيل‪ :‬نفاعا حثميا‬
‫توجهت‪ ،‬والبركة نماء الخير‪ ،‬والمبارك الذي ينمى الخير به‪ ،‬وقيل‪ :‬ثابتا‬
‫دائما على اليمان والطاعة وأصل البركة الثبوت عن الجبائي‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،165‬والية في سورة البقرة‪ (2) .83 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ ،165‬والية في مريم‪.31 :‬‬

‫]‪[342‬‬

‫‪) * - 21‬باب( * * " )تزاور الخوان‪ ،‬وتلقيهم‪ ،‬ومجالستهم‪ ،‬في احياء( " * *‬
‫" )أمر أئمتهم عليهم السلم( " * ‪ - 1‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬من زار أخاه ل ل لغيره التماس موعد ال وتنجز ما‬
‫عند ال‪ ،‬وكل ال به سبعين ألف ينادونه‪ :‬أل طبت وطابت لك الجنة )‪.(1‬‬
‫بيان‪ " :‬ل لغيره " كحسن صورة أو صوت أو مال أو رئاء أو جاه وغير‬
‫ذلك من الغراض الدنيوية وأما إذا كان لجهة دينية كحق تعليم أو هداية أو‬
‫علم أو صلح أو زهد أو عبادة فل ينافي ذلك‪ ،‬وقوله " التماس " مفعول‬
‫لجله‪ ،‬والموعد مصدر أي طلب ما وعده ال‪ ،‬والتنجز طلب الوفاء‬
‫بالوعد‪ ،‬ويدل على أن طلب الثواب الخروي ل ينافي الخلص كما مر في‬
‫بابه‪ ،‬فانه أيضا بأمر ال‪ ،‬والمطلوب منه هو ال ل غيره والغاية قسمان‬
‫قسم هو علة والمقدم في الخارج نحو قعدت عن الحرب جبنا‪ .‬وقسم آخر‬
‫هو متأخر في الخارج ومترتب على الفعل نحو ضربته تأديبا فقوله عليه‬
‫السلم " ل " من قبيل الول أي لطاعة أمر ال‪ ،‬وقوله " التماس موعد‬
‫ال " من قبيل الثاني فل تنافي بينهما‪ .‬قوله " طبت وطابت لك الجنة "‬
‫أي طهرت من الذنوب والدناس الروحانية وحلت لك الجنة‪ ،‬ونعيمها‪ ،‬أو‬
‫دعاء له بالطهارة من الذنوب وتيسر الجنة له سالما من الفات والعقوبات‬
‫المتقدمة عليها‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬قد يرد الطيب بمعنى الطاهر ومنه حديث‬
‫علي عليه السلم لما مات رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬بأبي أنت وامي‬
‫طبت حيا وميتا أي‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.175‬‬

‫]‪[343‬‬

‫طهرت انتهى وقال الطيبي في شرح المشكوة في قوله صلى ال عليه وآله " طبت‬
‫وطاب ممشاك " أصل الطيب ما تستلذه الحواس والنفس‪ ،‬والطيب من‬
‫النسان من تزكى عن نجاسة الجهل والفسق‪ ،‬وتحلى بالعلم ومحاسن‬
‫الفعال‪ ،‬وطبت إما دعاء له بأن يطيب عيشه في الدنيا‪ ،‬وطاب ممشاك‬
‫كناية عن سلوك طريق الخرة بالتعري عن الرذائل أو خبره بذلك‪ - 2 .‬كا‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان عن خيثمة قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم أودعه فقال‪ :‬يا‬
‫خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلم‪ ،‬وأوصهم بتقوى ال العظيم‪ ،‬وأن‬
‫يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم‪ ،‬وأن يشهد حيهم جنازة‬
‫ميتهم‪ ،‬وأن يتلقوا في بيوتهم‪ ،‬فان لقيا بعضهم بعضا حياة لمرنا )‪(1‬‬
‫رحم ال عبدا أحيى أمرنا‪ ،‬يا خيثمة أبلغ موالينا أنا ل نغني عنهم من ال‬
‫شيئا إل‪ .‬بعمل‪ ،‬وأنهم لن ينالوا وليتنا إل بالوع‪ ،‬وإن أشد الناس حسرة‬
‫يوم القيامة من وصف عدل ثم خالفه إلى غيره )‪ .(2‬تبيان‪ " :‬أن يعود‬
‫غنيهم على فقيرهم " أي ينفعهم‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬العائدة المعروف‬
‫والصلة والمنفعة‪ ،‬وهذا أعود أنفع‪ ،‬وفي المصباح عاد بمعروفه أفضل‬
‫والسم العائدة‪ ،‬وفي القاموس لقيه كرضيه لقاء ولقاءة ولقاية ولقيا ولقيا‬
‫رآه " حياة لمرنا " أي سبب لحياء ديننا وعلومنا ورواياتنا والقول‬
‫بامامتنا‪ " ،‬ل نغني عنهم من ال شيئا " أي لننفعهم شيئا من الغناء‬
‫والنفع أو ل ندفع عنهم من عذاب ال شيئا‪ .‬قال البيضاوي في قوله تعالى‬
‫" لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم من ال شيئا " )‪ (3‬أي من رحمته‬
‫أو طاعته على معنى البدلية أو من عذابه‪ ،‬وقال في قوله عزوجل " ول‬
‫يغني عنهم ما كسبوا شيئا )‪ " (4‬ل يدفع ما كسبوا من الموال والولد‬
‫شيئا‬

‫)‪ (1‬اللقيا ‪ -‬بالضم ‪ -‬اسم من اللقاء‪ .‬وهو المراد هنا‪ ،‬ل المفهوم المصدرى‪(2) .‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 175‬آل عمران‪ (4) .10 :‬الحاثية‪.10 :‬‬
‫]‪[344‬‬

‫من عذاب ال‪ ،‬وفي قوله سبحانه‪ " :‬وما اغني عنكم من ال من شئ )‪ " (1‬أي‬
‫مما قضى عليكم وفي قوله تعالى " فهل أنتم مغنون عنا " أي دافعون عنا‬
‫" من عذاب ال من شئ " )‪ (2‬وفي المغرب الغناء بالفتح والمد الجزاء‬
‫والكفاية‪ ،‬يقال أغنيت عنه إذا أجزأت عنه‪ ،‬وكفيت كفايته‪ ،‬وفي الصحاح‬
‫أغنيت عنك مغنى فلن أي أجزأت عنك مجزاه‪ ،‬وقال‪ :‬ما يغني عنك هذا أي‬
‫ما يجدي عنك وما ينفعك‪ ،‬قوله عليه السلم‪ " :‬وصف عدل " أي أظهر‬
‫مذهبا حقا ولم يعمل بمقتضاه كمن أظهر موالة الئمة عليهم السلم ولم‬
‫يتابعهم أو وصف عمل صالحا للناس ولم يعمل به‪ - 3 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله حدثني‬
‫جبرئيل أن ال عزوجل أهبط إلى الرض ملكا فأقبل ذلك الملك يمشي حتى‬
‫دفع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار فقال له الملك‪ :‬ما حاجتك‬
‫إلى رب هذه الدار ؟ قال‪ :‬آخ لي مسلم زرته في ال تبارك وتعالى قال له‬
‫الملك‪ :‬ما جاء بك إل ذاك ؟ فقال‪ :‬ما جاء بي إل ذاك قال‪ :‬فاني رسول ال‬
‫إليك وهو يقرئك السلم ويقول‪ :‬وجبت لك الجنة‪ ،‬وقال الملك‪ :‬إن ال‬
‫عزوجل يقول‪ :‬أيما مسلم زار مسلما فليس إياه زار‪] ،‬بل[ إياي زار وثوابه‬
‫علي الجنة )‪ .(3‬بيان‪ " :‬حتى دفع إلى باب " على بناء المفعول أي انتهى‬
‫وفي بعض النسخ " وقع " وهو قريب من الول‪ ،‬قال في المصباح‪ :‬دفعت‬
‫إلى كذا بالبناء للمفعول انتهيت إليه‪ ،‬وقال‪ :‬وقع في أرض فلة صار فيها‬
‫ووقع الصيد في الشرك حصل فيه و يدل على جواز رؤية الملك لغير‬
‫النبياء والوصياء عليهم السلم وربما ينافي ظاهرا بعض الخبار السابقة‬
‫في الفرق بين النبي والمحدث‪ .‬والجواب أنه يحتمل أن يكون الزائر نبيا أو‬
‫محدثا‪ ،‬وغاب عنه عند إلقاء‬

‫)‪ (1‬يوسف‪ (2) .67 :‬ابراهيم‪ (3) .21 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.176‬‬

‫]‪[345‬‬

‫الكلم وإظهار أنه ملك‪ ،‬ولما كانت زيارته خالصة لوجه ال‪ ،‬نسب ال سبحانه‬
‫زيارته إلى ذاته المقدسة‪ - 4 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن علي النهدي‪ ،‬عن الحصين عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من زار‬
‫أخاه في ال قال ال عزوجل‪ :‬إياي زرت وثوابك علي‪ ،‬ولست أرضى لك‬
‫ثوابا دون الجنة )‪ .(1‬بيان‪ " :‬إياي زرت " الحصر على المبالغة أي لما‬
‫كان غرضك إطاعتي وتحصيل رضاي فكأنك لم تزر غيري " ولست أرضى‬
‫لك ثوابا " أي المثوبات الدنيوية منقطعة فانية‪ ،‬ول أرضى لك إل الثواب‬
‫الدائم الخروي وهو الجنة‪ - 5 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من زار أخاه في جانب المصر ابتغاء وجه ال‪،‬‬
‫فهو زوره‪ ،‬وحق على ال أن يكرم زوره )‪ .(2‬ايضاح‪ " :‬في جانب المصر‬
‫" أي ناحية من البلد داخل أو خارجا‪ ،‬وهو كناية عن بعد المسافة بينهما‬
‫" ابتغاء وجه ال " أي ذاته وثوابه‪ ،‬أو جهة ال كناية عن رضاه وقربه‬
‫" فهو زوره " أي زائره‪ ،‬وقد يكون جمع زائر والمفرد هنا أنسب وإن‬
‫أمكن أن يكون المراد هو من زوره‪ .‬قال في النهاية‪ :‬الزور الزائر‪ ،‬وهو في‬
‫الصل مصدر وضع موضع السم كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم‪ ،‬وقد‬
‫يكون الزور جمع زائر كراكب وركب‪ - 6 .‬كا‪ :‬بالسناد عن علي بن الحكم‪،‬‬
‫عن ابن عميرة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من زار أخاه في بيته قال ال عزوجل له‪ :‬أنت ضيفي‬
‫وزائري علي قراك وقد أوجبت لك الجنة بحبك إياه )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال‬
‫الجوهري‪ :‬قريت الضيف قرى مثال قليته قلى وقراء أحسنت إليه إذا‬
‫كسرت القاف قصرت‪ ،‬وإذا فتحت مددت‪ - 7 .‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحكم‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عزة‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.176‬‬

‫]‪[346‬‬

‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من زار أخاه في ال في مرض أو صحة‬
‫ل يأتيه خداعا ول استبدال وكل ال به سبعين ألف ملك ينادون في قفاه‬
‫أن‪ :‬طبت وطابت لك الجنة فأنتم زوار ال وأنتم وفد الرحمن‪ ،‬حتى يأتي‬
‫منزله ; فقال له يسير‪ :‬جعلت فداك وإن كان المكان بعيدا ؟ قال‪ :‬نعم يا‬
‫يسير وإن كان المكان مسيرة سنة‪ ،‬فان ال جواد والملئكة كثيرة‪،‬‬
‫يشيعونه حتى يرجع إلى منزله )‪ .(1‬تبيان‪ " :‬ل يأتيه خداعا " بكسر‬
‫الخاء بأن ل يحبه ويأتيه ليخدعه‪ ،‬ويلبس عليه أنه يحبه " ول استبدال "‬
‫أي ل يطلب بذلك بدل وعوضا دنيويا ومكافاة بزيارة أو غرها أو عازما‬
‫على إدامة محبته ول يستبدل مكانه في الخوة غيره‪ ،‬وهذا مما خطر بالبال‬
‫)‪ (2‬وإن اختار الكثر الول‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬بدل الشئ محركة وبالكسر‬
‫وكأمير الخلف منه‪ ،‬وتبدله وبه واستبدله وبه وأبدله منه وبدله اتخذه منه‬
‫بدل انتهى )‪ .(3‬وفي قوله عليه السلم " في قفاه " إشعار بأنهم يعظمونه‬
‫ويقدمونه ول يتقدمون عليه ول يساوونه " وأن " في " أن طبت "‬
‫مفسرة لتضمن النداء معنى القول‪ ،‬والوفد بالفتح جمع وافد‪ ،‬قال في‬
‫النهاية‪ :‬الوفد هم الذين يقصدون المراء لزيارة أو استرفاد وانتجاع وغير‬
‫ذلك‪ ،‬قوله " فأنتم " أي أنت ومن فعل مثلك فعلك " وإن كان المكان " أي‬
‫ينادون ويشيعونه إلى منزله وإن كان المكان بعيدا وفي بعض النسخ "‬
‫فان كان " فان شرطية والجزاء محذوف أي يفعلون ذلك أيضا‪ ،‬وكأن‬
‫السائل استبعد نداء الملئكة وتشييعهم إياه في المسافة البعيدة‪ ،‬إن كان‬
‫المراد النداء والتشييع معا‪ ،‬أو من المسافة البعيدة‪ ،‬إن كان المراد النداء‬
‫فقط‪ ،‬و " يسير " كأنه الدهان الذي قد يعبر عنه ببشر‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .177‬والذى يخطر ببالى أن الستبذال بالمعجمة‪ ،‬يعنى‬
‫طلبا لبذله ونواله‪ .‬قال في التاج واللسان‪ :‬استبذله‪ :‬طلب منه البذل وفلنا‬
‫شيئا " سأله أن يبذله له‪ (3) .‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪.333‬‬

‫]‪[347‬‬

‫‪ - 8‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي النهدي‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من زار أخاه في ال ول جاء يوم القيامة يخطر بين‬
‫قباطي من نور ل يمر بشئ إل أضاء له حتى يقف بين يدي ال عزوجل‬
‫فيقول ال عزوجل‪ :‬مرحبا وإذا قال ال له مرحبا أجزل ال عزوجل له‬
‫العطية )‪ .(1‬بيان‪ " :‬في ال " إما متعلق بزار‪ ،‬و " في " للتعليل فقوله "‬
‫ول " عطف تفسير و تأكيد له أو المراد به في سبيل ال أي على النحو‬
‫الذي أمره ال " ول " أي خالصا أو متعلق بالخ أي الخ الذي اخوته في‬
‫ال ول على الوجهين وقيل " في ال " متعلق بالخ " ول " بقوله "‬
‫زار " والواو للعطف على محذوف بتقدير لحبه إياه ول كما قيل في قوله‬
‫تعالى في النعام " وليكون من الموقنين " )‪ (2‬وأقول‪ :‬يمكن تقدير فعل‬
‫أي وزاره ل‪ ،‬ويحتمل أن تكون زائدة كما قيل في قوله تعالى " حتى إذا‬
‫جاؤها وفتحت أبوابها " )‪ (3‬ول يبعد زيادتها من النساخ كما روي في‬
‫قرب السناد بدون الواو )‪ .(4‬وفي القاموس‪ :‬خطر الرجل بسيفه ورمحه‬
‫يخطر خطرا رفعه مرة ووضعه اخرى‪ ،‬وفي مشيته‪ :‬رفع يديه ووضعهما‬
‫وفي النهاية إنه كان يخطر في مشيته أي يتمايل ويمشي مشية المعجب‪،‬‬
‫وفي المصباح القبط بالكسر نصارى مصر الواحد قبطي على القياس‪،‬‬
‫والقبطي بالضم ثياب من كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلى القبط على غير‬
‫قياس فرقا بين النسان والثوب‪ ،‬وثياب قبطية بالضم أيضا والجمع قباطي‬
‫انتهى وكأن المراد يمشي مسرورا معجبا بنفسه بين نور أبيض في غاية‬
‫البياض كالقباطى‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنى يخطر بين ثياب من نور قد‬
‫لبسها تشبه القباطي ولذا يضيئ له كل شئ كالقباطى كذا خطر ببالي‪.‬‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .177‬الية ‪ (3) .75‬الزمر‪ (4) .73 :‬قرب السناد‪18 :‬‬
‫وسيأتى تحت الرقم ‪ 17‬ولكن مع الواو‪.‬‬

‫]‪[348‬‬

‫وقيل‪ :‬المراد هنا أغشية رقيقة تأخذها الملئكة أطرافه لئل يقربه أحد بسوء أدب‬
‫وأضاء هنا لزم‪ ،‬وفي النهاية فيه أنه قال لخزيمة مرحبا أي لقيت مرحبا‬
‫وسعة وقيل‪ :‬معناه رحب ال بك مرحبا فجعل المرحب موضع الترحيب‪9 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن خالد والحسين‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن يحيى بن عمران الحلبي‪ ،‬عن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن العبد المسلم إذا خرج من بيته‬
‫زائرا أخاه ل ل لغيره التماس وجه ال رغبة فيما عنده‪ ،‬وكل ال عزوجل‬
‫به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله‪ :‬أل طبت‬
‫وطابت لك الجنه )‪ .(1‬بيان‪ " :‬زائرا " حال مقدرة عن المستتر في "‬
‫خرج " وكأن قوله " ل " متعلق بالخ‪ ،‬والتماس مفعول له لخرج أو‬
‫زائرا‪ ،‬أو ل أيضا متعلق بأحدهما و التماس بيان له‪ ،‬وكذا قوله رغبة‬
‫تأكيد وتوضيح لسابقه‪ - 10 .‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن بكر بن محمد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما زار‬
‫مسلم أخاه المسلم في ال وال إل ناداه ال عزوجل‪ :‬أيها الزائر طبت‬
‫وطابت لك الجنة )‪ - 11 .(2‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫وعن العدة‪ ،‬عن سهل جميعا عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن محمد‬
‫بن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل جنة ل يدخلها إل‬
‫ثلثة‪ :‬رجل حكم على نفسه بالحق‪ ،‬ورجل زار أخاه المؤمن في ال‪ ،‬ورجل‬
‫آثر أخاه المؤمن في ال )‪ .(3‬توضيح‪ " :‬حكم على نفسه " أي إذا علم أن‬
‫الحق مع خصمه أقر له به " آثر " أي اختاره على نفسه فيما احتاج إليه‬
‫و " في ال " متعلق بآثر أو بالخ كما مر‪ - 12 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .177‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.178‬‬

‫]‪[349‬‬

‫بزيع‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل ال عزوجل به ملكا‬
‫فيضع جناحا في الرض وجناحا في السماء يظله‪ ،‬فإذا دخل إلى منزله‬
‫نادى الجبار تبارك و تعالى‪ :‬أيها العبد المعظم لحقي المتبع لثار نبيي حق‬
‫علي إعظامك‪ ،‬سلني اعطك ادعني احبك اسكت أبتدئك‪ ،‬فإذا انصرف شيعه‬
‫الملك يظله بجناحه‪ ،‬حتى يدخل إلى منزله ثم يناديه تبارك وتعالى‪ :‬أيها‬
‫العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك‪ ،‬قد أوجبت لك جنتي وشفعتك في‬
‫عبادي )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله " فيضع جناحا في الرض " ليطأ عليه وليحيطه‬
‫ويحفظه بجناحيه وقيل هو كناية عن التعظيم والتواضع له‪ ،‬وقيل المر في‬
‫" سلني وادعني واسكت " ليس على الحقيقة‪ ،‬بل لمحض الشرطية "‬
‫وشفعتك " على بناء التفعيل أي قبلت شفاعتك‪ - 13 .‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم‬
‫عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن عقبة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لزيارة‬
‫مؤمن في ال خير من عتق عشر رقاب مؤمنات‪ ،‬ومن أعتق رقبة مؤمنة‬
‫وقى ]ال عزوجل ‍ب[ كل عضو عضوا من النار حتى أن الفرج يقى الفرج )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ " :‬وقى كل عضو " وزيد في بعض النسخ الجللة في البين‬
‫وكأنه من تحريف النساخ وفي بعضها وقى ال بكل وهو أيضا صحيح‪،‬‬
‫لكن الول أنسب بهذا الخبر‪ - 14 .‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن‬
‫صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أيما ثلثة مؤمنين‬
‫اجتمعوا عند أخ لهم يؤمنون بوائقه‪ ،‬ول يخافون غوائله‪ ،‬ويرجون ما‬
‫عنده‪ ،‬إن دعوا ال أجابهم‪ ،‬وإن سألوا أعطاهم‪ ،‬وإن استزادوا زادهم‪ ،‬وإن‬
‫سكتوا ابتدأهم )‪ .(3‬بيان‪ :‬في المصباح البائقة النازلة وهي الداهية والشر‬
‫الشديد‪ ،‬والجمع البوائق‪ ،‬وقال‪ :‬الغائلة الفساد والشر والجمع الغوائل ;‬
‫وقال الكسائي‪ :‬الغوائل الدواهي انتهى " ويرجون ما عنده " أي من‬
‫الفوائد الدينية كرواية الحديث واستفادة‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.178‬‬

‫]‪[350‬‬

‫العلوم الدينية أو العم منها ومن المنافع المحللة الدنيوية وإرجاع الضمير إلى ال‬
‫عزوجل بعيد‪ - 15 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي‬
‫أيوب قال‪ :‬سمعت أبا حمزة يقول‪ :‬سمعت العبد الصالح عليه السلم يقول‪:‬‬
‫من زار أخاه المؤمن ل ل لغيره يطلب به ثواب ال‪ ،‬وتنجز ما وعده ال‬
‫عزوجل‪ ،‬وكل ال عزوجل به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله‬
‫حتى يعود إليه ينادونه‪ :‬أل طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزل )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬لو كان العبد الصالح الكاظم عليه السلم كما هو الظاهر يدل‬
‫على أن أبا حمزة الثمالي أدرك أيام إمامته عليه السلم واختلف علماء‬
‫الرجال في ذلك‪ ،‬والظاهر أنه أدرك ذلك لن بدو إمامته عليه السلم في‬
‫سنة ثمان وأربعين ومائة‪ ،‬والمشهور أن وفات أبي حمزة في سنة خمسين‬
‫ومائة‪ ،‬لكن قد مر مثله عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫فيمكن أن يكون هو المراد بالعبد الصالح‪ ،‬أو يكون الشتباه من الرواة وفي‬
‫النهاية‪ :‬بوأه ال منزل أي أسكنه إياه‪ ،‬وتبوأت منزل اتخذته انتهى‪،‬‬
‫والتنوين في " منزل " كأنه للتعظيم‪ - 16 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬لقاء الخوان مغنم جسيم وإن قلوا‪ (2) .‬ايضاح‪" :‬‬
‫المغنم " الغنيمة‪ ،‬وهي الفائدة قوله " وإن قلوا " أي وإن كان الخوان‬
‫الذين يستحقون الخوة قليلين‪ ،‬أو وإن لقى قليل منهم والول أظهر‪- 17 .‬‬
‫ب‪ :‬ابن سعد‪ ،‬عن الزدي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ما‬
‫زار مسلم أخاه المسلم في ال ول إل ناداه ال تبارك وتعالى أيها الزائر‬
‫طبت وطابت لك الجنة )‪ .(3‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن سعد مثله‬
‫)‪.(4‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 178‬و ‪ (3) .179‬قرب السناد ص ‪ (4) .18‬ثواب‬
‫العمال‪.168 :‬‬

‫]‪[351‬‬

‫‪ - 18‬ب‪ :‬ابن سعد‪ ،‬عن الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال لفضيل‪:‬‬
‫تجلسون وتحدثون ؟ قال‪ :‬نعم جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬إن تلك المجالس احبها‪،‬‬
‫فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم ال من أحيا أمرنا يا فضيل‪ ،‬من ذكرنا أو ذكرنا‬
‫عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر ال له ذنوبه‪ ،‬ولو كانت أكثر‬
‫من زبد البحر )‪ .(1‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن سعد مثله )‪.(2‬‬
‫‪ - 19‬لي‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي‬
‫جميلة عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ملكا من الملئكة مر‬
‫برجل قائم على باب دار فقال له الملك‪ :‬يا عبد ال ما يقيمك على باب هذه‬
‫الدار ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬أخ لي فيها أردت أن اسلم عليه‪ ،‬فقال الملك‪ :‬هل بينك‬
‫وبينه رحم ماسة ؟ أو هل نزعتك إليه حاجة ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬ما بيني وبينه‬
‫قرابة‪ ،‬ول نزعتني إليه حاجة إل اخوة السلم وحرمته‪ ،‬وأنا أتعاهده‬
‫واسلم عليه في ال رب العالمين‪ ،‬فقال الملك‪ :‬إني رسول ال إليك وهو‬
‫يقرئك السلم‪ ،‬ويقول‪ :‬إنما إياي أردت ولي تعاهدت‪ ،‬و قد أوجبت لك‬
‫الجنة‪ ،‬وأعفيتك من غضبي‪ ،‬وآجرتك من النار )‪ .(3‬ختص‪ :‬عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر مثله )‪ .(4‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن‬
‫جعفر الرزاز‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن أحمد الميثمي‪ ،‬عن أبي جميلة مثله بأدنى‬
‫تغيير )‪ (5‬وقد أوردتهما في باب صفات الملئكة‪ - 20 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن‬
‫قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .18‬ثواب العمال ص ‪ (3) .170‬أمالى الصدوق ص‬
‫‪ (4) .119‬الختصاص ص ‪ 224‬بتفاوت‪ (5) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.209‬‬

‫]‪[352‬‬

‫ابن محبوب‪ ،‬عن العقرقوفي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول لصحابه‬
‫وأنا حاضر اتقوا ال وكونوا إخوة بررة‪ ،‬متحابين في ال‪ ،‬متواصلين‬
‫متراحمين‪ ،‬تزاوروا وتلقوا‪ ،‬وتذاكروا وأحيوا أمرنا )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضت‬
‫الخبار في باب حقوق المؤمن‪ - 21 .‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن ابيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن حمران عن خيثمة قال‪ :‬قال لي أبو جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬تزاوروا في بيوتكم فان ذلك حياة لمرنا رحم ال عبدا أحيا أمرنا )‬
‫‪ - 22 .(2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن مرار‪ ،‬عن يونس رفعه إلى‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله عليا‪ :‬يا علي ثلث فرحات للمؤمن لقى الخوان‪ ،‬والفطار من‬
‫الصيام‪ ،‬والتهجد من آخر الليل )‪ - 23 .(3‬ل‪ :‬ما جيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عمار بن صهيب قال‪ :‬سمعت جعفر بن‬
‫محمد عليه السلم يحدث قال‪ :‬إن ضيفان ال عزوجل رجل حج و اعتمر‬
‫فهو ضيف ال حتى يرجع إلى منزله‪ ،‬ورجل كان في صلته فهو في كنف‬
‫ال حتى ينصرف‪ ،‬ورجل زار أخاه المؤمن في ال عزوجل فهو زائر ال‪،‬‬
‫في ثوابه وخزائن رحمته )‪ - 24 .(4‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي أيوب عن محمد بن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ل عزوجل جنة ل يدخلها إل ثلثة رجل حكم في نفسه بالحق‪،‬‬
‫ورجل زار أخاه المؤمن في ال‪ ،‬ورجل آثر أخاه المؤمن في ال عزوجل )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .59‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .14‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .62‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .63‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.65‬‬

‫]‪[353‬‬

‫‪ - 25‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن عبد الحميد‪ ،‬عن محمد بن راشد‪ ،‬عن عمر‬
‫ابن سهل‪ ،‬عن سهيل بن غزوان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬إن امرأة من الجن كان يقال لها‪ :‬عفراء‪ ،‬وكانت تنتاب النبي صلى‬
‫ال عليه وآله فتسمع من كلمه‪ ،‬فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها‪،‬‬
‫وإنها فقدها النبي صلى ال عليه وآله فسأل عنها جبرئيل فقال‪ :‬إنها زارت‬
‫اختا لها تحبها في ال‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬طوبى للمتحابين‬
‫في ال‪ ،‬إن ال تبارك وتعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء‪،‬‬
‫عليه سبعون ألف قصر‪ ،‬في كل قصر سبعون ألف غرفة‪ ،‬خلقها ال‬
‫عزوجل للمتحابين والمتزاورين في ال )‪ - 26 .(1‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن حمزة العلوي‪ ،‬عن علي بن الفضيل عن عبيد ال بن موسى‪،‬‬
‫عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني عليه السلم قال‪ :‬ملقاة‬
‫الخوان نشرة وتلقيح العقل‪ ،‬وإن كان نزرا قليل )‪ - 27 .(2‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن بحر السقاء‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن من روح ال تعالى ثلثة‪ :‬التهجد بالليل‪ ،‬وإفطار الصائم‪،‬‬
‫ولقاء الخوان )‪ - 28 .(3‬ل‪ :‬المظفر العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الحسن بن اشكيب عن محمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن‬
‫أبي بكر الحضرمي‪ ،‬عن سلمة بن كهيل رفعه عن ابن عباس قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله سبعة في ظل عرش ال عزوجل يوم ل ظل‬
‫إل ظله‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة ال عز وجل‪ ،‬ورجل تصدق‬
‫بيمينه فأخفاه عن شماله‪ ،‬ورجل ذكر ال عزوجل خاليا ففاضت عيناه من‬
‫خشية ال‪ ،‬ورجل لقي أخاه المؤمن فقال‪ :‬إني لحبك في ال عزوجل ورجل‬
‫خرج من المسجد و في نيته أن يرجع إليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات جمال‬
‫إلى نفسها فقال‪ :‬إني أخاف‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .171‬مجالس المفيد ص ‪ ،202‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص‬


‫‪ (3) .92‬امالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(*) .175‬‬

‫]‪[354‬‬

‫ال رب العالمين )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى باسناد آخر‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري أو عن‬
‫أبي هريرة وفيه ورجلن كانا في طاعة ال فاجتمعا على ذلك وتفرقا )‪.(2‬‬
‫‪ - 29‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى رفعه‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا‪ ،‬ومن لم يقدر‬
‫على زيارتنا فليزر صالحي موالينا‪ ،‬يكتب له ثواب زيارتنا )‪ - 30 .(3‬ثو‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي جميلة عن‬
‫جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ملكا من الملئكه مر برجل قائما‬
‫على باب دار فقال له الملك‪ :‬يا عبد ال ما يقيمك على باب هذه الدار ؟ قال‪:‬‬
‫فقال له‪ :‬أخ لي فيها أردت أن اسلم عليه‪ .‬فقال له الملك‪ :‬هل بينك وبينه‬
‫رحم ماسة ؟ أو هل نزعتك إليه حاجة ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ل ما بيني وبينه قرابة‪،‬‬
‫ول نزعتني إليه حاجة إل اخوة السلم وحرمته فانما أتعهده واسلم عليه‬
‫في ال رب العالمين فقال له الملك‪ :‬إني رسول ال إليك وهو يقرئك السلم‬
‫وهو يقول‪ :‬إنما إياي أردت‪ ،‬ولي تعاهدت وقد أوجبت لك الجنة‪ ،‬وأعفيتك‬
‫من غضبي‪ ،‬وآجرتك من النار )‪ - 31 .(4‬بشا‪ :‬ابن شيخ الطائفة‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن عبد ال بن حماد النصاري‪ ،‬عن جميل‬
‫بن دراج‪ ،‬عن معتب مولى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‬
‫لداود بن سرحان‪ :‬يا داود أبلغ موالي مني السلم وأني أقول‪ :‬رحم ال‬
‫عبدا اجتمع مع آخر‪ ،‬فتذاكر أمرنا‪ ،‬فان ثالثهما ملك يستغفر لهما‪ ،‬وما‬
‫اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر‪ ،‬فان في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء لمرنا‪ ،‬وخير‬
‫الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا‪ ،‬وعاد إلى ذكرنا )‪.(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .2‬ثواب العمال ص ‪ (4) .90‬ثواب العمال ص‬
‫‪ (5) .155‬بشارة المصطفى ص ‪.133‬‬

‫]‪[355‬‬

‫‪ - 32‬ختص‪ :‬باسناده عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن علي بن الحسين‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن علي صلوات ال عليهم‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬حدثني‬
‫جبرئيل أن ال عزوجل أهبط ملكا إلى الرض فأقبل ذلك الملك يمشي حتى‬
‫دفع إلى باب دار رجل فإذا رجل يستأذن على باب الدار فقال له الملك‪ :‬ما‬
‫حاجتك إلى رب هذه الدار ؟ قال‪ :‬أخ لي مسلم زرته في ال تعالى قال‪ :‬تال‬
‫ما جاء بك إل ذاك ؟ قال‪ :‬ما جاء بي إل ذاك‪ ،‬قال‪ :‬فاني رسول ال إليك‪،‬‬
‫وهو يقرئك السلم‪ ،‬ويقول وجبت لك الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬إن ال تعالى يقول‪:‬‬
‫ما من مسلم زار مسلما فليس إياه يزور بل إياي يزور وثوابه الجنة )‪.(1‬‬
‫‪ - 33‬ختص‪ :‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪:‬‬
‫لكل شئ شئ يستريح إليه وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما‬
‫يستريح الطائر إلى شكله أو ما رأيت ذلك ؟ ! )‪ - 34 .(2‬ختص‪ :‬قال أمير‬
‫المومنين عليه السلم‪ :‬من زار أخاه المؤمن في ال ناداه ال‪ :‬أيها الزائر‬
‫طبت وطابت لك الجنة )‪ - 35 .(3‬عدة الداعي‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫أيما مؤمنين أو ثلثة اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه‪ ،‬ول يخافون‬
‫غوائله‪ ،‬ويرجون ما عنده‪ ،‬إن دعوا ال أجابهم وإن سألوا أعطاهم‪ ،‬وإن‬
‫استزادوا زادهم‪ ،‬وإن سكتوا ابتدأهم‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬من زار أخاه ل ل‬
‫لشئ غيره‪ ،‬بل للتماس ما وعد ال وتنجز ما عنده‪ ،‬وكل ال به سبعين‬
‫ألف ملك ينادونه أل طبت وطابت لك الجنة‪ - 36 .‬كتاب المامة والتبصرة‪:‬‬
‫عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عن خاله علي بن‬
‫محمد‪ ،‬عن عمرو بن عثمان الخزاز ; عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬الزيارة تنبت المودة‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬زر‬
‫غبا تزدد حبا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص ص ‪ (2) .26‬الختصاص ص ‪ (3) .30‬الختصاص‪.188 :‬‬

‫]‪[356‬‬

‫‪) * - 22‬باب( * " " )تزويج المؤمن‪ ،‬أو قضاء دينه( " " * " أو اخدامه أو‬
‫خدمته ونصيحته " * ‪ - 1‬ب‪ :‬محمد بن عبد الحميد‪ ،‬عن عبدالمسلم بن‬
‫سالم‪ ،‬عن الحسن بن سالم قال‪ :‬بعثني أبو الحسن موسى عليه السلم إلى‬
‫عمته يسألها شيئا كان لها تعين به محمد بن جعفر في صداقه‪ ،‬فلما قرأت‬
‫الكتاب ضحكت ثم قالت لي‪ :‬قل له‪ :‬بأبي أنت وامي المر إليك‪ ،‬فاصنع به‬
‫ما تريد في ذلك‪ ،‬فقلت لها‪ :‬فديتك أيش كتب إليك ؟ فقالت‪ :‬يهدى إليك قدر‬
‫برام )‪ (1‬اخبرك به ؟ قلت‪ :‬نعم فأعطتني الكتاب فقرأته فإذا فيه‪ :‬إن ل ظل‬
‫تحت يده يوم القيامة‪ ،‬ل يستظل تحته إل نبي أو وصي نبي أو مؤمن أعتق‬
‫عبدا مؤمنا أو مؤمن قضا مغرم مؤمن‪ ،‬أو مؤمن كف أيمة مؤمن )‪- 2 .(2‬‬
‫ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن النهيكي‪ ،‬عن علي بن جعفر عن أخيه‬
‫موسى عليه السلم قال‪ :‬ثلثة يستظلون بظل عرش ال يوم ل ظل إل ظله‪:‬‬
‫رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا )‪] .(3‬أقول‪ [:‬قد مضى‬
‫بعض الخبار في باب قضاء حاجة المؤمن‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المطبوعة بالنجف الحروفية ص ‪ " :167‬قدر تراه " والقدر‪ :‬اناء يطبخ‬
‫فيه والبرام جمع برمة ‪ -‬بالضم ‪ -‬القدر المصنوع من الحجر‪ .‬وليتحرر‪) .‬‬
‫‪ (2‬قرب السناد ص ‪ ،123‬واليمة للرجل كالعزوبة‪ ،‬يقال آم الرجل من‬
‫زوجته يئيم أيمة‪ :‬فقدها‪ ،‬وكذا المرءة من زوجها‪ .‬ويقال‪ :‬تأيم الرجل‪،‬‬
‫وتأيمت المرءة إذا مكثا طويل ل يتزوجان‪ (3) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.69‬‬

‫]‪[357‬‬

‫‪ - 3‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن أبان‪ ،‬عن صالح بن أبي السود رفعه‪ ،‬عن أبي المعتمر‬
‫قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين عليه السلم يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬أيما مسلم خدم قوما من المسلمين إل أعطاه ال مثل عددهم‬
‫خداما في الجنة )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬إل أعطاه ال " الستثناء‬
‫من مقدر أي ما فعل ذلك إل أعطاه ال أو هي زائدة‪ .‬قال في القاموس في‬
‫معاني " إل " أو زائدة ثم استشهد بقول الشاعر‪ :‬حراجيج ما تنفك إل‬
‫مناخة * على الخسف أو ترمى بها بلدا قفرا )‪ - 4 (2‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي‬
‫منصور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يجب للمؤمن على المؤمن أن‬
‫يناصحه )‪ .(3‬بيان‪ :‬يقال نصحه وله كمنعه نصحا ونصاحة ونصاحية فهو‬
‫ناصح ونصيح ونصاح‪ ،‬والسم النصيحة‪ ،‬وهي فعل أو كلم يراد بهما‬
‫الخير للمنصوح‪ ،‬واشتقاقها من نصحت العسل إذا صفيته لن الناصح‬
‫يصفي فعله وقوله من الغش‪ ،‬أو من نصحت الثوب إذا خطته لن الناصح‬
‫يلم خلل أخيه كما يلم الخياط خرق الثوب‪ ،‬والمراد بنصيحة المؤمن للمؤمن‬
‫إرشاده إلى مصالح دينه ودنياه وتعليمه إذا كان جاهل‪ ،‬و تنبيهه إذا كان‬
‫غافل والذب عنه وعن أعراضه إذا كان ضعيفا‪ ،‬وتوقيره في صغره و‬
‫كبره‪ ،‬وترك حسده وغشه‪ ،‬ودفع الضرر عنه‪ ،‬وجلب النفع إليه‪ ،‬ولو لم‬
‫يقبل نصيحته سلك به طريق الرفق حتى يقبلها‪ ،‬ولو كانت متعلقة بأمر‬
‫الدين سلك به طريق المر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه‬
‫المشروع‪ .‬ويمكن إدخال النصيحة للرسول والئمة عليهم السلم أيضا‬
‫فيها‪ ،‬لنهم أفضل المؤمنين ونصيحتهم القرار بالنبوة والمامة فيهم‪،‬‬
‫والنقياد لهم في أوامرهم ونواهيهم‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .207‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .330‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬


‫‪.208‬‬

‫]‪[358‬‬

‫وآدابهم وأعمالهم‪ ،‬وحفظ شرائعهم‪ ،‬وإجراء أحكامهم على المة‪ ،‬وفي الحقيقة‬
‫النصيحة للخ المؤمن نصيحة لهم أيضا‪ - 5 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن معاوية بن وهب عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ " :‬في المشهد والمغيب " أي في وقت حضوره بنحو ما مر وفي‬
‫غيبته بالكتابة أو الرسالة‪ ،‬وحفظ عرضه‪ ،‬والدفع عن غيبته‪ ،‬وبالجملة‬
‫رعاية جميع المصالح له ودفع المفاسد عنه على أي وجه كان‪ - 6 .‬كا‪:‬‬
‫بالسناد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫يحتمل أن يكون الوجوب في بعض الفراد محمول على السنة المؤكدة وفقا‬
‫للمشهور بين الصحاب‪ - 7 .‬كا‪ :‬بالسناد عن ابن محبوب‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه )‪ .(3‬بيان‪ :‬هذا جامع‬
‫لجميع أفراد النصيحة‪ - 8 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬إن أعظم الناس منزلة عند ال يوم القيامة أمشاهم في أرضه‬
‫بالنصيحة لخلقه )‪ .(4‬ايضاح‪ :‬أمشاهم في الرض المراد إما المشي حقيقة‬
‫أو كناية عن شدة الهتمام والباء " في " قوله بالنصيحة للملبسة أو‬
‫السببية‪ - 9 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن المنقري‪،‬‬
‫عن سفيان بن عيينة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬عليكم‬
‫بالنصح ل في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه )‪ .(5‬بيان‪ " :‬عليكم " اسم‬
‫فعل بمعنى الزموا‪ ،‬والباء في قوله " بالنصح " زائدة‬

‫)‪ (5 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.208‬‬

‫]‪[359‬‬

‫للتقوية‪ ،‬وفي للظرفية أو السببية والنصح يتعدى إلى المنصوح بنفسه‪ ،‬وباللم‪ ،‬و‬
‫نسبة النصح إلى ال إشارة إلى أن نصح خلق ال نصح له‪ ،‬فان نصحه‬
‫تعالى إطاعة أوامره‪ ،‬وقد أمر بالنصح لخلقه‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنى‬
‫النصح للخلق خالصا ل فيكون " في " بمعنى اللم‪ ،‬ويحتمل أن يكون‬
‫المعنى النصح ل باليمان بال وبرسله وحججه‪ ،‬وإطاعة أوامره‪،‬‬
‫والحتراز عن نواهيه في خلقه أي من بين خلقه‪ ،‬وهو بعيد وقال في‬
‫النهاية‪ :‬أصل النصح في اللغة الخلوص‪ ،‬يقال نصحته ونصحت له‪ ،‬ومعنى‬
‫نصيحة ال صحة العتقاد في وحدانيته وإخلص النية في عبادته‪،‬‬
‫والنصيحة لكتاب ال هو التصديق به والعمل بما فيه‪ ،‬ونصيحة رسوله‬
‫صلى ال عليه وآله التصديق بنبوته ورسالته و النقياد لما أمر به ونهى‬
‫عنه‪ ،‬ونصيحة الئمة أن يطيعهم في الحق ول يرى الخروج عليهم‪،‬‬
‫ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم‪) - 23 .‬باب( * " )اطعام‬
‫المؤمن‪ ،‬وسقيه‪ ،‬وكسوته‪ ،‬وقضاء دينه( " * اليات‪ :‬الحاقة‪ :‬إنه كان ل‬
‫يؤمن بال العظيم * ول يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم ههنا‬
‫حميم * ول طعام إل من غسلين )‪ .(1‬المدثر‪ :‬ولم نك نطعم المسكين )‪.(2‬‬
‫الدهر‪ :‬ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم‬
‫لوجه ال ل نريد منكم جزاء ول شكورا )‪ .(3‬الفجر‪ :‬ول تحاضون على‬
‫طعام المسكين )‪ .(4‬البلد‪ :‬أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة *‬
‫أو مسكينا ذا متربة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الحاقة‪ (2) .36 - 33 :‬المدثر‪ (3) .44 :‬الدهر‪ (4) .9 - 8 :‬الفجر‪(5) 18 :‬‬
‫البلد‪ 14 :‬و ‪.15‬‬
‫]‪[360‬‬

‫الماعون‪ :‬فذلك الذي يدع اليتيم * ول يحض على طعام المسكين )‪ - 1 .(1‬مل‪:‬‬
‫الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن أبي عبد ال البجلى‪ ،‬عن بعض أصحابه‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أربع من أتى بواحدة منهن دخل الجنة‪:‬‬
‫من سقى هامة ظامئة أو أشبع كبدا جائعة أو كسا جلدة عارية‪ ،‬أو أعتق‬
‫رقبة عانية‪ - 2 .‬مل‪ :‬محمد بن عيسى الرمني‪ ،‬عن العرزمي‪ ،‬عن‬
‫الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬أحب العمال إلى ال ثلثة‪ :‬إشباع جوعة المسلم‪ ،‬وقضاء دينه‪،‬‬
‫وتنفيس كربته )‪ - 3 .(2‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن الحسن بن علي بن‬
‫يوسف‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن فيض بن المختار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬المنجيات إطعام الطعام‪ ،‬وإفشاء السلم والصلة بالليل والناس‬
‫نيام )‪ - 4 .(3‬سن‪ :‬علي بن محمد القاساني‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫القاسم الجعفري عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلم‪ ،‬وصلى‬
‫والناس نيام )‪ - 5 .(4‬سن‪ :‬عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬جمع رسول ال صلى ال عليه وآله بني عبد المطلب‬
‫فقال‪ :‬يا بني عبد المطلب أفشوا السلم‪ ،‬وصلوا الرحام وتهجدوا والناس‬
‫نيام‪ ،‬وأطعموا الطعام‪ ،‬وأطيبوا الكلم‪ ،‬تدخلوا الجنة بسلم )‪ - 6 .(5‬سن‪:‬‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن عمرو ابن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان على عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬إنا أهل بيت امرنا أن نطعم الطعام‪ ،‬ونودي في النائبة‪ ،‬ونصلي إذا‬
‫نام الناس )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الماعون‪ 2 :‬و ‪ (2) .3‬تراه في المحاسن ص ‪ (6 - 3) .294‬المحاسن ص‬


‫‪.387‬‬

‫]‪[361‬‬

‫‪ - 7‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل النوفلي‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال الهاشمي‬
‫عن خالد بن محمد بن سليمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي المنكدر قال‪ :‬أخذ رجل‬
‫بلجام دابة النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال ! أي العمال‬
‫أفضل ؟ فقال‪ :‬إطعام الطعام‪ ،‬و إطياب الكلم )‪ - 8 .(1‬سن‪ :‬ابن فضال‪ ،‬عن‬
‫ثعلبة‪ ،‬عن محمد بن قيس قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬إن ال‬
‫يحب إطعام الطعام‪ ،‬وهراقة الدماء )‪ - 9 .(2‬سن‪ :‬الحسن بن علي‪ ،‬عن‬
‫ثعلبة‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬إن ال يحب‬
‫إطعام الطعام‪ ،‬وإفشاء السلم )‪ - 10 (3‬سن‪ :‬علي بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫البطائني‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال يحب‬
‫هراقة الدماء‪ ،‬وإطعام الطعام )‪ - 11 .(4‬سن‪ :‬جعفر الشعري‪ ،‬عن ابن‬
‫القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أطعم مسلما حتى يشبعه لم‬
‫يدر أحد من خلق ال ماله من الجر في الخرة ل ملك مقرب‪ ،‬ول نبى‬
‫مرسل إل ال رب العالمين‪ ،‬ثم قال‪ :‬من موجبات الجنة والمغفرة إطعام‬
‫الطعام السغبان‪ ،‬ثم تل قول ال تعالى " إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما‬
‫ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا " )‪- 12 .(5‬‬
‫سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن أبي الحسن عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬من موجبات مغفرة‬
‫الرب إطعام الطعام )‪ - 13 (6‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من موجبات المغفرة إطعام‬
‫السغبان )‪ - 14 .(7‬سن‪ :‬عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن ص ‪ (4 - 3) .387‬المحاسن ص ‪ (7 - 5) .388‬المحاسن ص‬


‫‪.389‬‬

‫]‪[362‬‬

‫أشبع كبدا جائعة‪ ،‬وجبت له الجنة )‪ - 15 .(1‬سن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬من أشبع‬
‫جائعا اجري له نهر في الجنة )‪ 16 (2‬سن‪ :‬إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن‬
‫صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 17 .(3‬سن‪ :‬ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن ميمون‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام‪ ،‬من السكين في السنام )‬
‫‪ - 18 .(4‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن الفضيل‬
‫قال‪ :‬أخبرني من سمعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬الخير أسرع إلى البيت الذي يطعم فيه الطعام‪ ،‬من‬
‫الشفرة في سنام البل )‪ - 19 .(5‬سن‪ :‬الجاموراني‪ ،‬عن الحسن بن علي‬
‫بن أبي حمزة‪ ،‬عن أحمد بن عمرو بن جميع‪ ،‬عن أبيه رفعه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬البيت الذي يمتار منه‪ ،‬الخير والبركة‬
‫أسرع إليه من الشفرة في سنام البعير )‪ - 20 .(6‬سن‪ :‬عثمان بن عيسى‪،‬‬
‫عن حسين بن نعيم الصحاف قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أتحب‬
‫إخوانك يا حسين ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬تنفع فقراءهم‪ ،‬؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه‬
‫يحق عليك أن تحب من يحب ال‪ ،‬أما وال ل تنفع منهم أحدا حتى تحبه‪،‬‬
‫تدعوهم إلى منزلك ؟ قلت‪ :‬ما آكل إل ومعي منهم الرجلن والثلثة وأقل‬
‫وأكثر‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فضلهم عليك أعظم من فضلك‬
‫عليهم‪ ،‬فقلت‪ :‬أدعوهم إلى منزلي واطعمهم طعامي وأسقيهم واوطئهم‬
‫رحلي ويكونون علي أفضل منا ؟ قال‪ :‬نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا‬
‫بمغفرتك ومغفرة عيالك‪ ،‬وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك‪ ،‬وذنوب‬
‫عيالك )‪ - 21 .(7‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬رأيت أبا الحسن‬
‫الرضا عليه السلم يأكل فتل هذه الية " فل اقتحم العقبة * وما أدريك ما‬
‫العقبة * فك رقبة " إلى آخر الية ثم قال‪ :‬علم ال أن ليس كل خلقه يقدر‬
‫على عتق رقبة‪ ،‬فجعل لهم سبيل إلى‬

‫)‪ (7 - 1‬المحاسن ص ‪.390‬‬

‫]‪[363‬‬

‫الجنة باطعام الطعام )‪ - 22 .(1‬سن‪ :‬محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫عمرو بن الشعث‪ ،‬عن عبد ال بن حماد النصاري‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان‪ ،‬عن عمر بن أبي المقدام‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال لي أبو جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬يابا المقدام وال لن اطعم رجل من شيعتي أحب إلي من أن اطعم‬
‫افقا من الناس‪ ،‬قلت‪ :‬كم الفق ؟ قال‪ :‬مائة ألف )‪ - 23 .(2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن مقرن‪ ،‬عن عبيد ال الوصافي عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لن اطعم رجل مسلما أحب إلي من أن أعتق افقا من‬
‫الناس قلت‪ :‬وكم الفق ؟ قال‪ :‬عشرة آلف )‪ - 24 .(3‬سن‪ :‬علي بن الحكم‪،‬‬
‫عن ابن عميرة‪ ،‬عن حسان بن مهران‪ ،‬عن صالح بن ميثم‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إطعام مسلم يعدل عتق نسمة )‪ - 25 .(4‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫بعض أصحابنا‪ ،‬عن صفوان بن مهران الجمال قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬لن اطعم رجل من أصحابي حتى يشبع أحب إلى من أن أخرج إلى‬
‫السوق فأشتري رقبة فاعتقها‪ ،‬ولن اعطي رجل من أصحابي درهما أحب‬
‫إلي من أن أتصدق بعشرة‪ ،‬ولن اعطيه عشرة أحب إلي من أن أتصدق‬
‫بمائة )‪ - 26 .(5‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن علي بن يعقوب الهاشمي‪ ،‬عن‬
‫هارون بن مسلم عن أيوب بن الحر‪ ،‬عن الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لكلة اطعمها أخا لي في ال أحب إلى من أن اشبع مسكينا‬
‫ولن اشبع أخا في ال أحب إلي من أن اشبع عشرة مساكين‪ ،‬ولن اعطيه‬
‫عشرة دراهم أحب إلي من أن اعطي مائة درهم في المساكين )‪- 27 .(6‬‬
‫سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن أيوب بن الحر‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (4 - 2) .389‬المحاسن ص ‪ (6 - 5) .391‬المحاسن ص ‪.392‬‬


‫]‪[364‬‬

‫الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬لن اطعم أخا في ال اكلة أو لقمة أحب‬
‫إلى من أن اشبع مسكينا ولن اشبع أخا لي مواخيا في ال احب إلى من أن‬
‫اشبع عشرة مساكين )‪ - 28 .(1‬سن‪ :‬محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن عمرو بن الشعث‪ ،‬عن عبد ال بن حماد النصاري‪ ،‬عن حنان‬
‫بن سدير‪ ،‬عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬يا سدير تعتق كل يوم‬
‫نسمة ؟ قلت ل‪ ،‬قال‪ :‬كل شهر ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬كل سنة ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سبحان ال أما تأخذ بيد واحد من شيعتنا فتدخله إلى بيتك فتطعمه شبعة ؟‬
‫فوال لذلك أفضل من عتق رقبة من ولد إسماعيل )‪ - 29 .(2‬سن‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن سدير الصيرفي قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو عبد ال عليه السلم ما يمنعك من أن تعتق كل يوم نسمة‪ ،‬فقلت‪ :‬ل‬
‫يحتمل ذلك مالي‪ ،‬فقال‪ :‬أطعم كل يوم رجل مسلما فقلت‪ :‬موسرا أو‬
‫معسرا ؟ فقال إن الموسر قد يشتهي الطعام )‪ - 30 .(3‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن فضيل بن عثمان‪ ،‬عن نعيم الحول قال‪ :‬دخلت على أبي عبد‬
‫ال عليه السلم فقال لي‪ :‬اجلس فأصب معى من هذا الطعام‪ ،‬حتى احدثك‬
‫بحديث سمعته من أبي‪ ،‬كان أبي يقول‪ :‬لن اطعم عشرة من المسلمين أحب‬
‫إلي من أن أعتق عشر رقبات )‪ - 31 .(4‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن أبي‬
‫المغرا‪ ،‬عن ركاز ؟ الواسطي‪ ،‬عن ثابت الثمالي قال‪ :‬قال لي أبو جعفر‬
‫عليه السلم‪ :‬يا ثابت أما تستطيع أن تعتق كل يوم رقبة ؟ قلت‪ :‬ل وال‬
‫جعلت فداك ما أقوى على ذلك قال‪ :‬أما تستطيع أن تعشي أو تغدي أربعة‬
‫من المسلمين ؟ قلت‪ :‬أما هذا فأنا أقوى عليه قال‪ :‬هو وال يعدل عند ال‬
‫عتق رقبة )‪ - 32 .(5‬سن‪ :‬إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم‬

‫)‪ (5 - 1‬المحاسن ص ‪ 392‬و ‪.394‬‬

‫]‪[365‬‬

‫قال‪ :‬قال‪ :‬لن أشبع رجل من إخواني أحب إلي من أن أدخل سوقكم هذه فأبتاع منها‬
‫رأسا فاعتقه )‪ - 33 .(1‬سن‪ :‬محمد بن الحسين بن أحمد‪ ،‬عن خالد‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال يحب إطعام الطعام‪ ،‬وإراقة الدماء‬
‫بمنى )‪ - 34 .(2‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن الحسن بن علي ين يوسف‪ ،‬عن‬
‫سيف بن عميرة عن عبد ال بن الوليد الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال يحب إراقة الدماء وإطعام الطعام‪ ،‬وإغاثة اللهفان )‪.(3‬‬
‫‪ - 35‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي‬
‫الجارود عن أبي جعفر عليه السلم‪ :‬قال إن أحب العمال إلى ال إدخال‬
‫السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه )‪ - 36 .(4‬سن‪ :‬إسماعيل‬
‫بن مهران‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ثلث خصال هن من أحب العمال‬
‫إلى ال‪ :‬مسلم أطعم مسلما من جوع وفك عنه كربه وقضى عنه دينه )‪.(5‬‬
‫‪ - 37‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن أبن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من أحب العمال إلى ال إشباع جوعة المؤمن أو تنفيس‬
‫كربته أو قضاء دينه )‪ - 38 .(6‬سن‪ :‬إبراهيم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من اليمان حسن‬
‫الخلق وإطعام الطعام )‪ - 39 .(7‬سن‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحكم بن أيمن‪،‬‬
‫عن ميمون البان‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬اليمان حسن الخلق وإطعام الطعام وإراقة الدماء )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (6 - 2) .394‬المحاسن ص ‪ (8 - 7) .388‬المحاسن ص ‪389‬‬


‫و ‪.390‬‬

‫]‪[366‬‬

‫‪ - 40‬سن أبي‪ ،‬عن سعدان‪ ،‬عن حسين بن نعيم قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‬
‫الخ لي ادخله في منزلي فاطعمه طعامي وأخدمه أهلي وخادمي أينا أعظم‬
‫منة على صاحبه ؟ قال‪ :‬هو عليك أعظم منة قلت‪ :‬جعلت فداك ادخله منزلي‬
‫واطعمه طعامي وأخدمه بنفسي ويخدمه أهلي وخادمي ويكون أعظم منة‬
‫على مني عليه ؟ قال‪ :‬نعم لنه يسوق عليك الرزق‪ ،‬ويحمل عنك الذنوب )‬
‫‪ - 41 .(1‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن هارون بن الجهم‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن سعد بن‬
‫طريف عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أطعم جائعا أطعمه ال من‬
‫ثمار الجنة )‪ - 42 .(2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن إبراهيم بن عمير‪ ،‬عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن علي ابن الحسين عليه السلم قال‪ :‬من أطعم مؤمنا أطعمه ال‬
‫من ثمار الجنة )‪ - 43 .(3‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعدان‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من مؤمن يطعم مؤمنا شبعة من طعام إل‬
‫أطعمه ال من طعام الجنة ول سقاه ريه إل سقاه ال من الرحيق المختوم )‬
‫‪ - 44 .(4‬سن‪ :‬الوشاء‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال سئل محمد بن علي عليه السلم ما يعدل عتق رقبة ؟ قال‬
‫إطعام رجل مؤمن )‪ - 45 .(5‬سن‪ :‬ابن أبي نجران وعلي بن الحكم معا‪،‬‬
‫عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬اكلة يأكلها المسلم‬
‫عندي أحب إلي من عتق رقبة )‪ - 46 .(6‬سن‪ :‬عبد الرحمن بن حماد‪ ،‬عن‬
‫القاسم بن محمد‪ ،‬عن إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬عن أبي معاوية الشتر قال‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ما من مؤمن يطعم مؤمنا موسرا‬
‫كان أو معسرا إل كان له بذلك عتق رقبة من ولد إسماعيل )‪- 47 .(7‬‬
‫سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن ابن عميرة عن‬
‫حسان بن مهران‪ ،‬عن صالح بن ميثم قال سأل رجل أبا جعفر عليه السلم‬
‫فقال أخبرني بعمل يعدل عتق رقبة فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬لن أدعو‬
‫ثلثة من المسلمين فاطعمهم‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (7 - 2) .390‬المحاسن ص ‪.393‬‬

‫]‪[367‬‬

‫حتى يشبعوا وأسقيهم حتى يرووا أحب إلي من عتق نسمة ونسمة‪ ،‬حتى عد سبعا‬
‫أو أكثر )‪ - 48 .(1‬سن‪ :‬إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن داود‬
‫بن النعمان عن حسين بن علي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪:‬‬
‫من أطعم ثلثة من المسلمين غفر ال له )‪ - 49 .(2‬سن‪ :‬محمد بن علي‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن زكريا بن محمد‪ ،‬عن يوسف‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أطعم مؤمنين شبعهما كان ذلك أفضل من‬
‫عتق رقبة )‪ - 50 .(3‬سن‪ :‬ابن مهران‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن داود بن‬
‫النعمان‪ ،‬عن حسين ابن علي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪:‬‬
‫من أطعم عشرة من المسلمين أوجب ال له الجنة )‪ - 51 .(4‬سن‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن حماد‪ ،‬عن ربعى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لن آخذ خمسة‬
‫دراهم ثم أخرج إلى سوقكم هذه فأشتري طعاما ثم أجمع عليه نفرا من‬
‫المسلمين أحب إلي من أن أعتق نسمة )‪ - 52 .(5‬سن‪ :‬أبى‪ ،‬عن معمر بن‬
‫خلد‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم في قول ال " ويطعمون الطعام‬
‫على حبه مسكينا " قلت‪ :‬حب ال أو حب الطعام ؟ قال حب الطعام )‪.(6‬‬
‫‪ - 53‬شى‪ :‬عن حريز‪ ،‬عن رجل قال قلت‪ :‬لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أاطعم‬
‫رجل سائل ل أعرفه مسلما ؟ قال‪ :‬نعم أطعمه ما لم تعرفه بولية ول‬
‫بعداوة إن ال يقول " وقولوا للناس حسنا " ول تطعم من ينصب لشئ من‬
‫الحق أو دعا إلى شئ من الباطل )‪ - 54 .(7‬شى‪ :‬عن أبي خديجة‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال إنما ابتلى‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ص ‪ 395‬و ‪ (6 - 5) .394‬المحاسن ص ‪(7) .397 ،396‬‬


‫تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.48‬‬

‫]‪[368‬‬
‫يعقوب بيوسف أنه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بيوم )‪ (1‬محتاج لم‬
‫يجد ما يفطر عليه فأغفله ولم يطعمه فابتلى بيوسف‪ ،‬وكان بعد ذلك كل‬
‫صباح مناديه ينادي من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب فإذا كان‬
‫المساء نادى من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب )‪ - 55 .(2‬مكا‪ :‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل يحب الطعام في ال ويحب الذي‬
‫يطعم الطعام في ال‪ ،‬والبركة في بيته أسرع من الشفرة في سنام البعير‪.‬‬
‫‪ - 56‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن الحسين بن موسى‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن ابن خالد‪ ،‬عن زيد بن حباب‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أبي رافع‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬قال ال عزوجل‪ :‬يا‬
‫ابن آدم مرضت فلم تعدني‪ ،‬قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟‬
‫قال‪ :‬مرض فلن عبدي فلو عدته لوجدتني عنده‪ ،‬واستسقيتك فلم تسقني ؟‬
‫فقال‪ :‬كيف وأنت رب العالمين ؟ فقال‪ :‬استسقاك عبدي ولو سقيته لوجدت‬
‫ذلك عندي‪ ،‬واستطعمتك فلم تطعمني ؟ قال‪ :‬كيف وأنت رب العالمين قال‪:‬‬
‫استطمعك عبدي فلن ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي )‪ - 57 .(3‬نوادر‬
‫الراوندي‪ :‬بإسناده عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن أهون أهل النار عذابا ابن جذعان )‪(4‬‬
‫فقيل‪ :‬يا رسول ال وما بال ابن جذعان أهون أهل النار عذابا ؟ قال‪ :‬إنه‬
‫كان يطعم الطعام )‪ - 58 .(5‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن حميد بن‬
‫زياد‪ ،‬عن القاسم بن إسماعيل‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن حميد بن جنادة‪،‬‬
‫عن أبي جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ‪ ،‬وفى بعضها بقوم‪ ،‬ولعله بنوم بالشباع مركبا من بن‪ ،‬ووم‪) .‬‬
‫‪ (2‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .167‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪) .242‬‬
‫‪ (4‬اسمه عبد ال‪ ،‬قيل‪ :‬ظفر بكنز عظيم فجعل ينفق من ذلك الكنز ويطعم‬
‫الناس ويفعل المعروف‪ ،‬وحكى انه كان ممن حرم الخمر في الجاهلية بعد‬
‫أن كان مغرما بها‪ ،‬وهو الذى كان أبو قحافة أبو أبي بكر عضروطا له‬
‫ينادى الناس الى مائدته‪ (5) .‬نوادر الراوندي ص ‪.10‬‬

‫]‪[369‬‬

‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من أفضل العمال عند ال إيراد الكباد الحارة‪،‬‬
‫وإشباع الكباد الجائعة‪ ،‬والذي نفس محمد بيده ل يؤمن بي عبد يبيت‬
‫شبعان وأخوه ‪ -‬أو قال جاره ‪ -‬المسلم جائع )‪ - 59 .(1‬اعلم الدين‪ :‬عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬خمس من أتى ال بهن أو بواحدة منهن‬
‫وجبت له الجنة‪ :‬من سقى هامة صادية‪ ،‬أو حمل قدما حافية‪ ،‬أو أطعم كبدا‬
‫جائعة أو كسى جلدة عارية‪ ،‬أو أعتق رقبة عانية‪ - 60 .‬كتاب الغايات‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله أفضل الصدقة على السير المخضر عيناه من‬
‫الجوع‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬أفضل الصدقة سقي الماء‪ ،‬وأفضل الصدقة‬
‫صدقة الماء وعن أبى عبد ال عليه السلم‪ :‬قال أفضل الصدقة إبراد كبد‬
‫حارة‪ ،‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله أفضل‬
‫العمال إبراد الكبد الحرى‪ ،‬يعني سقي الماء‪ - 61 .‬ومنه‪ :‬عن أبي علقمة‬
‫مولى بني هاشم قال‪ :‬صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وآله الصبح ثم‬
‫التفت إلينا فقال‪ :‬معاشر أصحابي رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد‬
‫المطلب وأخي جعفر بن أبي طالب وبين أيديهما طبق من نبق فأكل ساعة‬
‫فتحول إليهما النبق عنبا فأكل ساعة فتحول العنب رطبا فدنوت منهما‬
‫فقلت‪ :‬بأبي أنتما أي العمال أفضل ؟ فقال‪ :‬وجدنا أفضل العمال الصلة‬
‫عليك‪ ،‬وسقي الماء‪ ،‬وحب علي بن أبيطالب عليه السلم‪ - 6 .‬ومنه‪ :‬عن‬
‫مالك بن عطية عمن سمع أبا عبد ال عليه السلم‪ :‬يقول سئل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله عن أحب العمال إلى ال عزوجل قال‪ :‬من أحب‬
‫العمال إلى ال عزوجل سرور تدخله على مؤمن‪ :‬تطرد عنه جوعة‪ ،‬أو‬
‫تكشف عنه كربة‪ ،‬وعن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أحب العمال إلى‬
‫ال شبعة جوع المسلم وقضاء دينه وتنفيس كربته‪ ،‬وعن أبي عبيدة‬
‫الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن من أحب العمال إلى ال تعالى‬
‫]إشباع[ جوعة مؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه‪ ،‬وإن من يفعل ذلك‬
‫لقليل‪ - 63 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن أبي يحيى‬
‫الواسطي‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫أشبع مؤمنا وجبت له الجنة‪ ،‬ومن‬

‫)‪ (1‬أمالي الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.211‬‬

‫]‪[370‬‬

‫أشبع كافرا كان حقا على ال أن يمل جوفه من الزقوم‪ ،‬مؤمنا كان أو كافرا )‪.(1‬‬
‫تبيان‪ " :‬من أشبع الخ " ل فرق في ذلك بين البادي والحاضر لعموم‬
‫الخبار خلفا لبعض العامة حيث خصوه بالول لن في الحضر مرتفقا‬
‫وسوقا‪ ،‬ول يخفى ضعفه " مؤمنا كان " أي المطعم " والزقوم " شجرة‬
‫تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤس الشياطين منبتها قعر جهنم‪،‬‬
‫أغصانها انتشرت في دركاتها‪ ،‬ولها ثمرة في غاية القبح والمرارة‬
‫والبشاعة‪ ،‬ويدل ظاهرا على عدم جواز إطعام الكافر مطلقا حربيا كان أو‬
‫ذميا‪ ،‬قريبا كان أو بعيدا‪ ،‬غنيا كان أو فقيرا‪ ،‬ولو كان مشرفا على الموت‪،‬‬
‫والمسألة ل تخلو من إشكال‪ ،‬وللصحاب فيه أقوال‪ .‬واعلم أن المشهور‪ :‬ل‬
‫يجوز وقف المسلم على الحربي وإن كان رحما لقوله تعالى " ل تجد قوما‬
‫يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آبائهم‬
‫أو أبنائهم الية " )‪ (2‬وربما قيل بجوازه لعموم قوله صلى ال عليه وآله‬
‫" لكل كبد حرى أجر " وأما الوقف على الذمي ففيه أقوال أحدها المنع‬
‫مطلقا وهو قول سلر وابن البراج والثاني الجواز مطلقا وهو مختار‬
‫المحقق وجماعة‪ ،‬والثالث الجواز إذا كان الموقوف عليه قريبا دون غيره‪،‬‬
‫وهو مختار الشيخين وجماعة‪ ،‬الرابع الجواز للبوين خاصة اختاره ابن‬
‫إدريس‪ .‬ثم الشهر بين الصحاب جواز الصدقة على الذمي‪ ،‬وإن كان‬
‫أجنبيا للخبر المتقدم‪ ،‬ولقوله تعالى " ل ينهيكم ال عن الذين لم يقاتلوكم‬
‫في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم الية " )‪ (3‬ويظهر من‬
‫بعض الصحاب أن الخلف في الصدقة على الذمي كالخلف في الوقف‬
‫عليه‪ ،‬ونقل في الدروس عن ابن أبي عقيل المنع من الصدقة على غير‬
‫المؤمن مطلقا وروى عن سدير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أطعم‬
‫سائل ل أعرفه مسلما ؟ قال‪ :‬نعم أعط من ل تعرفه بولية ول عداوة للحق‬
‫إن ال‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .200‬المجادلة‪ (3) .22 :‬الممتحنة‪(*) .8 :‬‬

‫]‪[371‬‬

‫عزوجل يقول " وقولوا للناس حسنا " )‪ (1‬ول تطعم من نصب لشئ من الحق‬
‫أودعا إلي شئ من الباطل‪ .‬وروي جواز الصدقة على اليهود والنصارى‬
‫والمجوس وسيأتي جواز سقي النصراني وحمل الشهيد الثاني ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫أخبار المنع على الكراهة‪ ،‬وهذا الخبر يأبى عن هذا الحمل‪ ،‬نعم يمكن حمله‬
‫على ما إذا كان بقصد الموادة‪ ،‬أو كان ذلك لكفرهم أو إذا صار ذلك سببا‬
‫لقوتهم على محاربة المسلمين وإضرارهم‪ ،‬ويمكن حمل أخبار الجواز على‬
‫المستضعفين أو التقية‪ - 64 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬لن اطعم رجل من المسلمين أحب إلى من أن اطعم‬
‫افقا من الناس‪ ،‬قلت‪ :‬وما الفق ؟ قال مائة ألف أو يزيدون )‪ .(2‬بيان‪ :‬لم‬
‫يرد الفق بهذا المعنى في اللغة )‪ (3‬بل هو بالضم وبضمتين الناحية ويمكن‬
‫أن يكون المراد أهل ناحية والتفسير بمائة ألف أو يزيدون معناه أن أقله‬
‫مائة ألف أو يطلق على عدد كثير يقال فيهم هم مائة ألف أو يزيدون كما‬
‫هو أحد الوجوه في قوله تعالى " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون )‪(4‬‬
‫" وكأن المراد بالمسلمين هنا الكمل من المؤمنين أو الذين ظهر له إيمانهم‬
‫بالمعاشرة التامة‪ ،‬وبالناس سائر المؤمنين‪ ،‬أو بالمسلمين المؤمنون‪،‬‬
‫وبالناس المستضعفون من المخالفين‪ ،‬فان في إطعامهم أيضا فضل كما‬
‫يظهر من بعض الخبار‪ ،‬أو العم منهم ومن المستضعفين المؤمنين‪- 65 .‬‬
‫كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن أبي حمزة‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬من‬
‫أطعم ثلثة نفر من المسلمين أطعمه‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ 83 :‬والحديث مر تحت الرقم ‪ (2) .53‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 200‬ولعله‬
‫مأخوذ من الفق بمعنى منتهى مد البصر‪ ،‬فانه ل يجتمع في هذا المقدار‬
‫من مد البصر ال مائة ألف أو يزيدون الى ثلثة آلف فتحرر‪(4) .‬‬
‫الصافات‪..147 .‬‬

‫]‪[372‬‬

‫ال من ثلث جنان في ملكوت السماوات‪ :‬الفردوس‪ ،‬وجنة عدن‪ ،‬وطوبى شجرة‬
‫تخرج في جنة عدن غرسها ربنا بيده )‪ .(1‬بيان‪ :‬الجنان بالكسر جمع‬
‫الجنة‪ ،‬وقوله " في ملكوت السماوات " إما صفة للجنان أو متعلق‬
‫بأطعمه‪ ،‬والملكوت فعلوت من الملك‪ ،‬وهو العز والسلطان والمملكة وخص‬
‫بملك ال تعالى فعلى الخير الضافة بيانية‪ ،‬وعلى بعض الوجوه كلمة في‬
‫تعليلية‪ ،‬قال البيضاوي في قوله تعالى‪ " :‬وكذلك نري إبراهيم ملكوت‬
‫السموات والرض )‪ " (2‬أي ربوبيتها وملكها‪ ،‬وقيل عجائبها وبدائعها‪،‬‬
‫والملكوت أعظم الملك‪ ،‬والتاء فيه للمبالغة انتهى‪ .‬والفردوس البستان‬
‫الذي فيه الكروم والشجار‪ ،‬وضروب من النبت‪ ،‬قال الفراء‪ :‬هو عربي‬
‫واشتقاقه من الفردسة‪ ،‬وهي السعة وقيل منقول إلى العربية وأصله رومي‬
‫وقيل سرياني ثم سمي به جنة الفردوس‪ ،‬والعدن‪ :‬القامة‪ ،‬يقال عدن‬
‫بالمكان يعدن عدنا وعدونا من بابي ضرب وقعد إذا أقام فيه ولزم ولم‬
‫يبرح‪ ،‬ومنه جنة عدن أي جنة إقامة‪ ،‬وقيل طوبى اسم للجنة مؤنث أطيب‬
‫من الطيب وأصلها طيبى ضمت الطاء وابدلت الياء بالواو‪ ،‬وقد يطلق على‬
‫الخير‪ ،‬وعلى شجرة في الجنة انتهى‪ .‬وفي أكثر النسخ شجرة بدون واو‬
‫العطف‪ ،‬وهو الظاهر ويؤيده أن في ثواب العمال )‪ (3‬وغيره " وهي‬
‫شجرة " فشجرة عطف بيان لطوبى‪ ،‬وقد يقال طوبى مبتدأ وشجرة خبره‪،‬‬
‫وعدم ذكر الثالث من الجنان لدللة هذه الفقرة عليها‪ ،‬وفي بعض النسخ‬
‫بالعطف فهي عطف على ثلث جنان وعلى التقديرين عد الشجرة جنة‬
‫وجعلها جنة اخرى مع أنها نبتت من جنة عدن لنها ليست كسائر الشجار‬
‫لعظمتها واشتمالها على جميع الثمار‪ ،‬وسريان أغصانها في جميع الجنان‪،‬‬
‫لما ورد في الخبار‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .190‬النعام‪ (3) .75 :‬راجع الرقم ‪ 101‬من هذا الباب‪.‬‬
‫]‪[373‬‬

‫أن في بيت كل مؤمن منها غصنا‪ .‬قوله‪ " :‬بيده " أي برحمته‪ ،‬وقال الكثر‪ :‬أي‬
‫بقدرته‪ ،‬فالتخصيص مع أن جميع الشياء بقدرته‪ ،‬إما لبيان عظمتها وأنها‬
‫ل تتكون إل عن مثل تلك القدرة أو لنها خلقها بدون توسط السباب‬
‫كأشجار الدنيا‪ ،‬وكسائر أشجار الجنة بتوسط الملئكة ومثله قوله تعالى "‬
‫لما خلقت بيدي " )‪ - 66 .(1‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من‬
‫رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمها شبعهما إل كان أفضل من عتق نسمة )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬في القاموس الشبع بالفتح‪ ،‬وكعنب سد الجوع وبالكسر وكعنب‬
‫اسم ما أشبعك‪ .‬والمستتر في كان راجع إلى مصدر يدخل‪ ،‬وما قيل إنه‬
‫راجع إلى الرجل والعتق بمعنى الفاعل فهو تكلف‪ - 67 .‬كا‪ :‬بالسناد‬
‫المتقدم‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن علي بن الحسين عليه السلم قال‪ :‬من أطعم‬
‫مؤمنا من جوع أطعمه ال من أثمار الجنة‪ ،‬ومن سقى مؤمنا من ظماء‬
‫سقاه ال من الرحيق المختوم )‪ - 68 .(3‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن عبد ال ابن ميمون القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق ال ماله‬
‫من الجر في الخرة‪ ،‬ل ملك مقرب ول نبي مرسل إل ال رب العالمين ثم‬
‫قال‪ :‬من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تل قول ال عزوجل "‬
‫أو إطعام في يوم ذي مسبغة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة " )‬
‫‪ .(4‬تبيان " لم يدر أحد " أي من عظمته‪ ،‬والستثناء في قوله " إل ال "‬
‫منقطع وكأن المراد بالمؤمن هنا المؤمن الخالص الكامل‪ ،‬ولذا عبر فيما‬
‫سيأتي بالمسلم أي مطلق المؤمن‪ ،‬ويقال سغب سغبا وسغبا بالتسكين‬
‫والتحريك‪ ،‬وسغابة بالفتح‬

‫)‪ (1‬سورة ص ‪ (4 - 2) .75‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.201‬‬

‫]‪[374‬‬

‫وسغوبا بالضم ومسغبة من بابي فرح ونصر‪ :‬جاع‪ ،‬فهو ساغب وسغبان أي جائع‬
‫وقيل ل يكون السغب إل أن يكون الجوع من تعب‪ ،‬وأشار بالية الكريمة‬
‫إلى أن الطعام من المنجيات التي رغب ال فيها وعظمها حيث قال سبحانه‬
‫" فل اقتحم العقبة )‪ " (1‬أي فلم يشكر اليادي المتقدم ذكرها باقتحام‬
‫العقبة‪ ،‬وهو الدخول في أمر شديد والعقبة الطريق في الجبل‪ ،‬استعارها لما‬
‫فسرها به من الفك والطعام في قوله " وما أدريك ما العقبة * فك رقبة أو‬
‫إطعام " الية لما فيها من مجاهدة النفس‪ ،‬والمسغبة والمقربة والمتربة‪،‬‬
‫مفعلت من سغب إذا جاع‪ ،‬وقرب في النسب وترب إذا افتقر‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد‬
‫به مسكين قد لصق بالتراب من شدة فقره وضره‪ .‬وفي الية إشارة إلى‬
‫تقديم القارب في الصدقة على الجانب‪ ،‬بل القرب على غيره‪ - 69 .‬كا‪:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬من سقا مؤمنا شربة من‬
‫ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه ال بكل شربة سبعين ألف حسنة‪ ،‬وإن‬
‫سقاه من حيث ل يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد‬
‫إسماعيل )‪ .(2‬ايضاح‪ :‬قوله " من حيث يقدر " " من " في الموضعين‬
‫بمعنى " في " ويمكن أن يقرأ " يقدر " في الموضعين على بناء‬
‫المجهول وعلى بناء المعلوم أيضا فالضمير للمؤمن‪ ،‬وقوله " بكل شربة‬
‫" مع ذكر الشربة سابقا إما لعموم من سقي شربة أو بأن يحمل شربة أول‬
‫على الجنس أو بأن يقرأ الولى بالضم وهو قدر ما يروي النسان‪ .‬والثاني‬
‫بالفتح‪ ،‬وهي الجرعة تبلغ مرة واحدة‪ ،‬فيمكن أن يشرب ما يرويه بجرعات‬
‫كثيرة إما مع الفصل أو بدونه أيضا‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬الشربة بالفتح المرة‬
‫الواحدة من الشرب‪ ،‬وعنده شربة من ماء بالضم أي مقدار الري والمراد‬
‫بعتق الرقبة من ولد إسماعيل تخليصه من القتل أو من المملوكية قهرا‬
‫بغير الحق أو‬

‫)‪ (1‬البلد‪ (2) .10 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.201‬‬

‫]‪[375‬‬

‫من المملوكية الحقيقية أيضا فان كونه من ولد إسماعيل ل ينافي رقيته إذا كان‬
‫كافرا فان العرب كلهم من ولد إسماعيل‪ - 70 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن حسين بن نعيم الصحاف قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم أتحب إخوانك يا حسين ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬تنفع فقراءهم ؟‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه يحق عليك أن تحب من يحب ال أما وال ل تنفع‬
‫منهم أحدا حتى تحبه‪ ،‬أتدعوهم إلى منزلك ؟ قلت‪ :‬نعم ما آكل إل ومعي‬
‫منهم الرجلن والثلثة‪ :‬والقل والكثر‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أما‬
‫إن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك اطعمهم‬
‫طعامي واوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم ؟ قال‪ :‬نعم إنهم إذا‬
‫دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك‪ ،‬ومغفرة عيالك وإذا خرجوا من منزلك‬
‫خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك )‪ .(1‬بيان‪ " :‬أما إنه يحق عليك " أي يجب‬
‫ويلزم " من يحب ال " برفع الجللة أي يحبه ال‪ ،‬ويحتمل النصب والول‬
‫أظهر " أما وال ل تنفع " كأن غرضه عليه السلم أن دعوى المحبة‬
‫بدون النفع كذب‪ ،‬وإن كنت صادقا في دعوى المحبة ل بد أن تنفعهم وإن‬
‫كان ظاهره أن أحد شواهد المحبة النفع " واوطئهم رحلي " أي آذنهم‬
‫واكلفهم أن يدخلوا منزلي ويمشوا فيه أو على فراشي وبسطي‪ ،‬في‬
‫القاموس‪ :‬الرحل مسكنك وما تستصحبه من الثات " ويكون فضلهم علي‬
‫أعظم " استفهام على التعجب " دخلوا بمغفرتك " الباء للمصاحبة أو‬
‫للتعدية‪ ،‬وفي سائر الخبار " برزقك ورزق عيالك " ول يبعد أن يكون‬
‫سهوا من الرواة ليكون ما بعده تأسيسا‪ - 71 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي محمد الوابشي قال ذكر أصحابنا عند أبي عبد ال‬
‫عليه السلم فقلت ما أتغدى ول أتعشى إل ومعي منهم الثنان والثلثة وأقل‬
‫وأكثر‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم فقلت‪:‬‬
‫جعلت فداك كيف وأنا اطعمهم طعامي وانفق عليهم من مالي‪ ،‬واخدمهم‬
‫عيالي ؟ فقال‪ :‬إنهم إذا دخلوا عليك دخلوا برزق من ال عزوجل كثير‪ ،‬وإذا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.201‬‬

‫]‪[376‬‬

‫خرجوا خرجوا بالمغفرة لك )‪ .(1‬بيان‪ " :‬وابش " أبو قبيلة والتغدى الكل بالغداة‬
‫أي أول اليوم‪ ،‬والتعشي الكل بالعشي أي آخر اليوم وأول الليل‪" ،‬‬
‫واخدمهم " على بناء الفعال أي آمر عيالي يخدمتهم‪ ،‬وتهيئة أسباب‬
‫ضيافتهم‪ ،‬وفي مجالس الشيخ واخدمهم خادمي وفي المحاسن ويخدمهم‬
‫خادمي " برزق من ال عزوجل كثير " كأن التقييد بالكثير لئل يتوهم أنهم‬
‫يأتون بقدر ما أكلوا وفي المجالس‪ " :‬دخلوا من ال بالرزق الكثير "‬
‫والباء في قوله " بالمغفرة " كأنها للمصاحبة المجازية‪ ،‬فانهم لما خرجوا‬
‫بعد مغفرة صاحب البيت فكأنها صاحبتهم‪ ،‬أو للملبسة كذلك أي متلبسين‬
‫بمغفرة صاحب البيت وقيل الباء في الموضعين للسببية المجازية فان ال‬
‫تعالى لما علم دخولهم يهيئ رزقهم قبل دخولهم‪ ،‬ولما كانت المغفرة أيضا‬
‫قبل خروجهم عند الكل‪ ،‬كما سيأتي في البواب التية‪ ،‬فالرزق شبيه بسبب‬
‫الدخول‪ ،‬والمغفرة بسبب الخروج لوقوعهما قبلهما كتقدم العلة المعلول‬
‫فلذا استعملت الباء السببية فيهما‪ - 72 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن مقرن‪ ،‬عن عبيد ال الوصافي‪ ،‬عن أبى جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لن أطعم رجل مسلما أحب إلي من أن أعتق افقا من‬
‫الناس‪ ،‬فقلت‪ :‬وكم الفق ؟ فقال‪ :‬عشرة آلف )‪ .(2‬بيان‪ :‬ل تنافي بينه‬
‫وبين ما مضى في رواية أبي بصير إذا كان ما مضى إطعام مائة ألف‪ ،‬وهنا‬
‫عتق عشرة آلف‪ ،‬والفق إما موضوع للعدد الكثير‪ ،‬وكان المراد هناك‬
‫غير ما هو المراد ههنا‪ ،‬أو المراد أهل الفق كما مر وهم أيضا مختلفون‬
‫في الكثرة أو مشترك لفظي بين العددين‪ ،‬ويومئ إلى أن في العتاق عشرة‬
‫أمثال إطعام الناس والمراد بالناس إما المؤمن غير الكامل أو المستضعف‬
‫كما مر‪ - 73 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن ربعي قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من أطعم أخاه في ال كان له من الجر مثل‬
‫من أطعم فئاما من الناس قلت‪ :‬وما الفئام ؟ قال‪ :‬مائة ألف من الناس )‪.(3‬‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.202‬‬

‫]‪[377‬‬

‫بيان‪ :‬قال الجوهري الفئام كقيام الجماعة من الناس ل واحد له من لفظه والعامة‬
‫تقول فيام بل همز انتهى‪ ،‬وما فسره عليه السلم به بيان للمعنى المراد‬
‫بالفئام هنا ل أنه معناه‪ ،‬ل يطلق على غيره‪ - 74 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن سدير الصيرفي قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما منعك أن تعتق كل يوم نسمة ؟ قلت‪ :‬ل يحتمل‬
‫مالي ذلك‪ ،‬قال‪ :‬تطعم كل يوم مسلما‪ ،‬فقلت‪ :‬موسرا أو معسرا ؟ فقال‪ :‬إن‬
‫الموسر قد يشتهي الطعام )‪ .(1‬بيان‪ " :‬إن الموسر قد يشتهي الطعام "‬
‫بيان للتعميم بذكر علته‪ ،‬فان علة الفضل هي إدخال السرور على المؤمن‪،‬‬
‫وإكرامه وقضاء وطره‪ ،‬وكل ذلك يكون في الموسر وقد مر أن اختلف‬
‫الفضل باختلف المطعمين والمطعمين والنيات والحوال‪ ،‬و سائر شرائط‬
‫قبول العمل‪ ،‬مع أن أكثر الختلفات بحسب المفهوم‪ ،‬والقل داخل في‬
‫الكثر‪ ،‬ويمكن أن يكون التقليل في بعضها لضعف عقول السامعين أو‬
‫لمصالح اخر‪ - 75 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن أبي نصر‪ ،‬عن‬
‫صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬اكلة يأكلها أخي المسلم‬
‫عندي أحب إلى من أن أعتق رقبة )‪ .(2‬بيان‪ :‬الكلة بالفتح المرة من‬
‫الكل‪ ،‬وبالضم اللقمة والقرصة والطعمة فعلى الول الضمير في يأكلها‬
‫مفعول مطلق‪ ،‬وعلى الثاني مفعول به‪ - 76 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لن أشبع رجل من إخواني أحب إلى من أن أدخل سوقكم هذا‬
‫فأبتاع منها رأسا فاعتقه )‪ .(3‬بيان‪ :‬رأسا أي عبدا أو أمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .202‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.203‬‬

‫]‪[378‬‬

‫‪ - 77‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان عن عبد‬
‫الرحمان بن أبي عبد ال‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لن آخذ‬
‫خمسة دراهم أدخل إلى سوقكم هذا فأبتاع بها الطعام وأجمع نفرا من‬
‫المسلمين أحب إلى من أن أعتق نسمة )‪ - 78 .(1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬سئل محمد بن علي عليه السلم ما يعدل عتق رقبة ؟‬
‫قال‪ :‬إطعام رجل مسلم )‪ .(2‬بيان‪ :‬قيل المراد بالمعادلة هنا ما يشمل كونه‬
‫أفضل )‪ - 79 .(3‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي‬
‫الخطاب‪ ،‬عن محمد ابن إسماعيل‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن أبي شل ؟‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما أرى شيئا يعدل زيارة المؤمن إل‬
‫إطعامه‪ ،‬وحق على ال أن يطعم من أطعم مؤمنا من طعام الجنة )‪- 80 .(4‬‬
‫كا‪ :‬بالسناد المتقدم‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن رفاعة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لن اطعم مؤمنا محتاجا أحب إلي من أن أزوره‪ ،‬ولن‬
‫أزوره أحب إلى من أن أعتق عشر رقاب )‪ - 81 .(5‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن‬
‫صالح بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن أبي عبد ال ويزيد بن عبد‬
‫الملك‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أطعم مؤمنا مؤسرا كان له‬
‫يعدل رقبة من ولد إسماعيل ينقذه من الذبح‪ ،‬ومن أطعم مؤمنا محتاجا كان‬
‫له يعدل مائة رقبة من ولد إسماعل ينقذها من الذبح )‪ .(6‬بيان‪ " :‬كان له‬
‫يعدل " في بعض النسخ بصيغة المضارع الغايب وكأنه بتقدير أن‬
‫المصدرية‪ ،‬وفي بعض النسخ بالباء الموحدة داخلة على عدل‪ ،‬فالباء زائدة‬
‫للتأكيد مثل جزاء سيئة بمثلها وبحسبك درهم فيحتمل حينئذ أن يكون العدل‬
‫بالفتح بمعنى الفداء‪ ،‬والمستتر في ينقذه راجع إلى المطعم وعلى الحتمال‬
‫الخير يحتمل‬

‫)‪ (6 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.203‬‬

‫]‪[379‬‬

‫رجوعه إلى العدل‪ ،‬والضمير البارز في الول راجع إلى الرقبة بتأويل الشخص وفي‬
‫الثاني إلى المائة‪ - 82 .‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن نصر بن‬
‫قابوس‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لطعام مؤمن أحب إلي من‬
‫عتق عشر رقاب وعشر حجج قال‪ :‬قلت‪ :‬عشر رقاب وعشر حجج ؟ قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬يا نصر إن لم تطعموه مات أو تذلونه فيأتي إلى ناصب فيسأله‪،‬‬
‫والموت خير له مسألة ناصب‪ ،‬يا نصر من أحيى مؤمنا فكأنما أحيا الناس‬
‫جميعا‪ ،‬فان لم تطعموه فقد أمتموه‪ ،‬فان أطعمتموه فقد أحييتموه )‪.(1‬‬
‫تبيان‪ " :‬وعشر حجج " عطف على العتق " عشر رقاب " أي عتق عشر‬
‫رقاب قاله تعجبا فأزال عليه السلم تعجبه بأن قال‪ :‬إن لم تطعموه فإما أن‬
‫يموت جوعا إن لم يسأل النواصب أو يصير ذليل بسؤال ناصب وهو عنده‬
‫بمنزلة الموت بل أشد عليه منه فاطعامه سبب لحياته الصورية والمعنوية‪،‬‬
‫وقد قال تعالى‪ " :‬من أحيا نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا " والمراد‬
‫بالنفس المؤمنة‪ ،‬وبالحياء أعم من المعنوية لما ورد في الخبار الكثيرة‬
‫أن تأويلها العظم هدايتها لكن كان الظاهر حينئذ " أو تدلوه " للعطف‬
‫على الجزاء ولذا قرء بعضهم بفتح الواو على الستفهام النكاري وتدلونه‬
‫بالدال المهملة واللم المشددة من الدللة‪ .‬والحاصل أنه لما قال عليه‬
‫السلم‪ :‬الموت لزم لعدم الطعام كان هنا مظنة سؤال وهو أنه يمكن أن‬
‫يسأل الناصب ول يموت فأجاب عليه السلم بأنه إن أردتم أن تدلوه على‬
‫أن يسأل ناصبا فهو ل يسأله‪ ،‬لن الموت خير له من مسألته فل بد من أن‬
‫يموت فاطعامه إحياؤه‪ ،‬وقرأ آخر " تدلونه " بالتخفيف من الدلء بمعنى‬
‫الرسال‪ ،‬وما ذكرناه أول أظهر معنى‪ ،‬وقوله " فقد أمتموه " يحتمل‬
‫الماتة بالضلل‪ ،‬أو بالذلل وكذا الحياء يحتمل الوجهين‪ - 83 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن جميل ابن‬
‫دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من كسى أخاه كسوة شتاء أو‬
‫صيف كان حقا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،204‬والية في المائدة‪ ،32 :‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[380‬‬

‫على ال أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون على سكرات الموت‪ ،‬وأن يوسع عليه‬
‫في قبره‪ ،‬وأن يلقى الملئكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول ال‬
‫عزوجل في كتابه " وتتلقاهم الملئكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون " )‬
‫‪ .(1‬ايضاح‪ :‬سكرات الموت شدائده " وأن يلقى " يمكن أن يقرأ على بناء‬
‫المعلوم من باب علم‪ ،‬فالضمير المرفوع راجع إلى " من " و " الملئكة‬
‫" مرفوع‪ ،‬والمفعول محذوف أي يلقاه الملئكة أو من باب التفعيل‬
‫والمستتر راجع إلى ال‪ ،‬والمفعول الول محذوف ومفعوله الثاني‬
‫الملئكة‪ ،‬والية في سورة النبياء وقبلها " إن الذين سبقت لهم منا‬
‫الحسنى اولئك عنها مبعدون * ل يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت‬
‫أنفسهم خالدون * ل يحزنهم الفزع الكبر وتتلقاهم الملئكة " أي‬
‫تستقبلهم مهنئين " هذا يومكم " أي يوم ثوابكم وهو مقدر بالقول " الذي‬
‫كنتم توعدون " أي في الدنيا‪ - 84 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من كسا أحدا من فقراء‬
‫المسلمين ثوبا من عري أو أعانه بشئ مما يقوته من معيشته وكل ال‬
‫عزوجل به سبعة آلف ملك من الملئكة يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن‬
‫ينفخ في الصور )‪ - 85 .(2‬كا‪ :‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫مثله إل أن فيه سبعين ألف ملك )‪ .(3‬بيان‪ " :‬من عري " بضم العين‬
‫وسكون الراء خلف اللبس‪ ،‬والفعل كرضي " مما يقوته " في أكثر النسخ‬
‫بالتاء من القوت‪ ،‬وهو المسكة من الرزق قال في المصباح‪ :‬القوت ما‬
‫يؤكل ليمسك الرمق‪ ،‬وقاته يقوته قوتا من باب قال‪ :‬أعطاه قوتا‪ ،‬واقتات به‬
‫أكله‪ ،‬وقال‪ :‬المعيش والمعيشة مكسب النسان الذي يعيش به‪ ،‬والجمع‬
‫المعايش هذا على قول الجمهور أنه من عاش والميم زائدة‪ ،‬ووزن معايش‬
‫مفاعل فل يهمز وبه‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،204‬والية في النبياء‪ (3 - 2) .102 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬


‫‪.204‬‬

‫]‪[381‬‬

‫قرأ السبعة‪ ،‬وقيل هو من معش والميم أصلية فوزن معيش ومعيشة فعيل وفعيلة‪ ،‬و‬
‫ورن معائش فعائل فيهمز‪ ،‬وبه قرأ أبو جعفر المدني والعرج انتهى‪.‬‬
‫والضمير المنصوب في يقوته راجع إلى الفقير‪ ،‬والضمير في قوله " من‬
‫معيشته " الظاهر رجوعه إلى المعطي ويحتمل رجوعه إلى الفقير أيضا‬
‫وأما إرجاع الضميرين معا إلى المعطي فيحتاج إلى تكلف في يقوته‪ ،‬وفي‬
‫بعض النسخ يقويه بالياء من التقوية فالحتمال الخير ل تكلف فيه والكل‬
‫محتمل‪ - 86 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫عمر عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين عليهما السلم قال‪ :‬من‬
‫كسا مؤمنا كساه ال من الثياب الخضر‪ ،‬وقال في حديث آخر‪ :‬ل يزال في‬
‫ضمان ال ما دام عليه سلك )‪ .(1‬بيان‪ " :‬من الثياب الخضر " كأنه إشارة‬
‫إلى قوله تعالى " عاليهم ثياب سندس خضر و استبرق " )‪ (2‬أي يعلوهم‬
‫ثياب الحرير الخضر مارق منها وما غلظ‪ ،‬وفيه إيماء إلى أن الخضرة‬
‫أحسن اللوان " ما دام عليه سلك " السلك الخيط‪ ،‬وضمير عليه إما راجع‬
‫إلى الموصول أي ما دام عليه سلك منه‪ ،‬أو إلى الثوب أي ما دام على ذلك‬
‫الثوب سلك‪ ،‬وإن خرج عن حد اللبس والنتفاع‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬وإن كانت‬
‫المبالغة في الخير أكثر ويؤيد الول ما في قرب السناد ويؤيد الخير ما‬
‫في مجالس الشيخ )‪ - 87 .(3‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان يقول‪:‬‬
‫من كسا مؤمنا ثوبا من عري كساه ال من استبرق الجنة‪ ،‬ومن كسا مؤمنا‬
‫ثوبا من غنى لم يزل في ستر من ال ما بقي من الثوب خرقة )‪ .(4‬بيان‪:‬‬
‫في القاموس الستبرق الديباج الغليظ معرب استروة أو ديباج يعمل‬
‫)‪ 1‬و ‪ (4‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .205‬الدهر‪ (3) .21 :‬سيأتي عن قريب تحت الرقم‬
‫‪ 90‬و ‪ 94‬على الترتيب‪.‬‬

‫]‪[382‬‬

‫بالذهب أو ثياب حرير صفاق نحو الديباج‪ ; ،‬وكلمة " من " في الموضعين بمعنى‬
‫" عند " كما قيل في قوله تعالى " لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم من‬
‫ال شيئا " )‪ (1‬أو بمعنى " في " كما في قوله تعالى " ماذا خلقوا من‬
‫الرض " )‪ (2‬وعلى التقديرين بيان لحال المكسو‪ ،‬ويحتمل الكاسي على‬
‫بعد " في ستر من ال " أي يستره من الذنوب أو من العقوبة‪ ،‬أو من‬
‫النوائب‪ ،‬أو من الفضيحة في الدنيا والخرة‪ - 88 .‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن وهب بن وهب‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه ال من ثمار الجنة‪ ،‬ومن كساه من عري‬
‫كساه ال من استبرق وحرير‪ ،‬ومن سقاه شربة على عطش سقاه ال من‬
‫الرحيق المختوم‪ ،‬ومن أعانه أو كشف كربته أظله ال في ظل عرشه يوم‬
‫ل ظل إل ظله )‪ - 89 .(3‬لى‪ :‬علي بن أحمد‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫عبد العظيم الحسني عن أبي الحسن الثالث عليه السلم قال‪ :‬لما كلم ال‬
‫موسى بن عمران عليه السلم قال موسى‪ :‬إلهي ما جزاء من أطعم مسكينا‬
‫ابتغاء وجهك ؟ قال‪ :‬يا موسى آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤس‬
‫الخلئق إن فلن بن فلن من عتقاء ال من النار )‪ - 90 .(4‬ب‪ :‬ابن‬
‫طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أطعم مؤمنا من جوع أطعم ال من ثمار‬
‫الجنة‪ ،‬ومن سقاه من ظمأ سقاه ال من الرحيق المختوم‪ ،‬ومن كساه ثوبا‬
‫لم يزل في ضمان ال عزوجل ما دام على ذلك المؤمن من ذلك الثوب هدبة‬
‫أو سلك‪ ،‬وال لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام شهر واعتكافه )‪.(5‬‬
‫‪ - 91‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬آل عمران ‪ 10‬و ‪ ،116‬فاطر‪ .40 :‬على الترتيب‪ (3) .‬أمالى الصدوق ص‬
‫‪ (4) .170‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) .109‬قرب السناد ص ‪ 57‬والهدبة‪:‬‬
‫خمل الثوب وطرته‪.‬‬

‫]‪[383‬‬

‫الجهم‪ ،‬عن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ثلث درجات‪ :‬إفشاء السلم‪ ،‬وإطعام الطعام‪ ،‬والصلة‬
‫بالليل والناس نيام‪ ،‬الخبر )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى بأسانيد في باب المنجيات‬
‫والمهلكات‪ .‬ل‪ :‬فيما أوصى النبي عليا عليه السلم مثله وفيه ثلث كفارات‬
‫)‪ - 92 .(2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الفضل النوفلي‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال الهاشمي‪ ،‬عن خاله محمد بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن ابن المنكدر بإسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬خيركم من أطعم الطعام‪ ،‬وأفشى السلم‪ ،‬وصلى والناس نيام )‬
‫‪ - 93 .(3‬ن‪ :‬بإسناد التميمي‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬خيركم من أطاب الكلم‪ ،‬وأطعم الطعام‪ ،‬وصلى‬
‫بالليل والناس نيام )‪ - 94 .(4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن محمد بن الحسين الحلل‪،‬‬
‫عن الحسن بن الحسين النصاري‪ ،‬عن زفر بن سليمان‪ ،‬عن أشرس‬
‫الخراساني‪ ،‬عن أيوب السجستاني عن أبي قلبة قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من أطعم مومنا لقمة أطعمه ال من ثمار الجنة‪ ،‬ومن سقاه‬
‫شربة من ماء سقاه ال من الرحيق المختوم‪ ،‬ومن كساه ثوبا كساه ال من‬
‫الستبرق والحرير‪ ،‬وصلى عليه الملئكة ما بقي في ذلك الثوب سلك )‪.(5‬‬
‫‪ - 95‬ع‪ :‬محمد بن عمرو البصري‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم بن خارج‪ ،‬عن‬
‫محمد ابن عبد ال بن الجنيد‪ ،‬عن عمرو بن سعد‪ ،‬عن على بن داهر‪ ،‬عن‬
‫جرير‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عطية العوفي‪ ،‬عن جابر النصاري قال‪ :‬سمعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫)‪ (2 - 1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ 41‬و ‪ (3) .42‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .45‬عيون الخبار‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .65‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.185‬‬

‫]‪[384‬‬

‫يقول‪ :‬ما اتخذ ال إبراهيم خليل إل لطعامه الطعام‪ ،‬وصلته بالليل والناس نيام )‬
‫‪ - 96 .(1‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي الكوفي‪،‬‬
‫عن الحسن ابن علي بن يوسف‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن سعيد بن الوليد قال‪:‬‬
‫دخلنا مع أبان بن تغلب على أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬لن اطعم‬
‫مسلما حتى يشبع أحب إلي من أن اطعم افقا من الناس‪ ،‬قلت‪ :‬كم الفق ؟‬
‫قال‪ :‬مائة ألف )‪ .(2‬سن‪ :‬محمد بن علي مثله وفي آخره‪ :‬مائة ألف إنسان‬
‫من غيركم )‪ - 97 .(3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن علي‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن أبي‬
‫محمد الوابشي‪ ،‬قال‪ :‬ذكر أبو عبد ال عليه السلم أصحابنا فقال‪ :‬كيف‬
‫صنيعك بهم ؟ فقلت‪ :‬وال ما أتغدى ول أتعشى إل ومعي منهم اثنان أو‬
‫ثلثة أو أقل أو أكثر‪ ،‬فقال‪ :‬فضلهم عليك يا أبا محمد أكثر من فضلك‬
‫عليهم‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك فكيف ذلك وأنا اطعمهم طعامي وانفق عليهم‬
‫مالي واخدمهم خادمي ؟ فقال‪ :‬إذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير‪ ،‬وإذا خرجوا‬
‫خرجوا بالمغفرة لك )‪ .(4‬سن‪ :‬أبي عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن الوابشي مثله )‬
‫‪ - 98 .(5‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم ابن عمر‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫أطعم مؤمنا من جوع أطعمه ال من ثمار الجنة‪ ،‬ومن سقى مؤمنا من ظمأ‬
‫سقاه ال من الرحيق المختوم‪ ،‬و من كسا مؤمنا كساه ال من الثياب‬
‫الخضر )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .33‬معاني الخبار ص ‪ (3) .229‬المحاسن ص‬


‫‪ (4) .390‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .242‬المحاسن ص ‪(6) .390‬‬
‫ثواب العمال ص ‪.122‬‬

‫]‪[385‬‬

‫‪ - 99‬جا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬مثله وزاد في آخره‪ :‬ول يزال في ضمان‬
‫ال عزوجل ما دام عليه منه سلك‪ - 100 .‬ثو‪ :‬بالسناد إلى حماد‪ ،‬عن‬
‫ربعي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أطعم أخا في ال كان له من‬
‫الجر مثل ]أجر[ من أطعم فئاما من الناس‪ ،‬قلت‪ :‬وما الفئام ؟ قال‪ :‬مائة‬
‫ألف من الناس )‪ .(1‬سن‪ :‬أبي عن حماد مثله )‪ - 101 .(2‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال بن محمد الغفاري عن علي بن أبي‬
‫علي اللهبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أطعم ثلثة نفر من‬
‫المؤمنين أطعمه ال من ثلث جنان ملكوت السماء‪ :‬الفردوس‪ ،‬وجنة‬
‫عدن‪ ،‬وطوبى وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده )‪ .(3‬سن‪ :‬ابن‬
‫أبي نجران‪ ،‬عن صفوان بن مهران‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 102 .(4‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن أبان ابن عثمان‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬شبع أربعة من المسلمين تعدل محررة من ولد إسماعيل )‪.(5‬‬
‫سن‪ :‬محسن بن أحمد‪ ،‬عن أبان مثله )‪ - 103 .(6‬ثو‪ :‬ما جيلويه‪ ،‬عن‬
‫عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن يوسف‪ ،‬عن محمد ابن جعفر‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من أشبع جوعة مؤمن وضع ال له مائدة في الجنة‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .122‬المحاسن ص ‪ (3) .392‬ثواب العمال ص ‪.123‬‬


‫)‪ (4‬المحاسن ص ‪ (5) .393‬ثواب العمال ص ‪ (6) .123‬المحاسن ص‬
‫‪.395‬‬
‫]‪[386‬‬

‫يصدر عنه الثقلن جميعا )‪ - 104 .(1‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن عبيد ال‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫من أطعم مسلما حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق ال ماله من الجر في‬
‫الخرة ل ملك مقرب ول نبي مرسل إل ال رب العالمين‪ ،‬ثم قال‪ :‬من‬
‫موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تل قول ال عزوجل " أو إطعام‬
‫في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة " )‪ .(2‬أقول‪:‬‬
‫قد مضى بعض الخبار في باب قضاء حاجة المؤمن‪ - 105 .‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن الحسين بن نعيم عن مسمع كردين‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من نفس من مؤمن كربة نفس‬
‫ال عنه كرب الخرة‪ ،‬وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد‪ ،‬ومن أطعمه من‬
‫جوع أطعمه ال من ثمار الجنة‪ ،‬ومن سقاه شربة سقاه ال من الرحيق‬
‫المختوم )‪ - 106 .(3‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن موسى بن‬
‫عمران‪ ،‬عن النوفلي رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لن أتصدق‬
‫على رجل مسلم بقدر شبعه أحب إلي من أن اشبع افقا من الناس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬وما الفق ؟ قال‪ :‬مائة ألف أو يزيدون )‪ - 107 (4‬ثو‪ :‬ما جيلويه‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن الجاموراني‪ ،‬عن ابن أبي عثمان‪،‬‬
‫عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن داود الرقي‪ ،‬عن الريان امرأته قالت‪ :‬اتخذت‬
‫خبيصا فأدخلته إلى أبي عبد ال عليه السلم وهو يأكل فوضعت الخبيص‬
‫بين يديه وكان يلقم أصحابه فسمعته يقول‪ :‬من لقم مؤمنا لقمة حلوة‪،‬‬
‫صرف ال بها عنه مرارة يوم القيامة )‪ - 108 .(5‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن إبراهيم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬ثواب العمال ص ‪ (3) .123‬ثواب العمال ص ‪ (5 - 4) .134‬ثواب‬


‫العمال ص ‪ 136‬والخبيص‪ :‬نوع من الحلوا‪.‬‬

‫]‪[387‬‬

‫ابن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن الصبغ‪ ،‬عن ابن مهران‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أشبع جائعا أجرى ال له نهرا في الجنة )‪.(1‬‬
‫‪ - 109‬ثو‪ :‬بهذا السناد عن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن‬
‫عثمان ابن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫أشبع كبدا جائعة وجبت له الجنة )‪ - 110 .(2‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي‬
‫القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن سنان عن فرات بن أحنف قال‪:‬‬
‫قال علي بن الحسين عليه السلم من كان عنده فضل ثوب فعلم أن‬
‫بحضرته مؤمنا يحتاج إليه فلم يدفعه إليه‪ ،‬أكبه ال عزوجل في النار على‬
‫منخريه )‪ .(3‬سن‪ :‬محمد بن علي مثله )‪ - 111 .(4‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن الكوفي‪ ،‬عن محمد بن سنان عن فرات بن أحنف قال‪ :‬قال‬
‫علي بن الحسين صلوات ال عليهما‪ :‬من بات شبعانا وبحضرته مؤمن‬
‫جائع طاو‪ ،‬قال ال عزوجل ملئكتي ! اشهدكم على هذا العبد أنني أمرته‬
‫فعصاني وأطاع غيري وكلته إلى عمله‪ ،‬وعزتي وجللي ل غفرت له أبدا‬
‫وفي رواية حريز عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله قال ال عزوجل ما آمن بي من بات شبعا وأخوه المسلم طاو‬
‫)‪ .(5‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن ابن سنان مثله )‪ - 112 .(6‬سن‪ :‬في رواية‬
‫الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال ال تعالى‪ :‬ما آمن بي من‬
‫أمسى شبعانا وأمسى جاره جائعا )‪.(7‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬ثواب العمال ص ‪ (3) ،167‬ثواب العمال ص ‪ (4) .223‬المحاسن ص‬


‫‪ (5) .98‬ثواب العماص ص ‪ 224‬والطاوى‪ :‬الجائع‪ (7 - 6) .‬المحاسن‬
‫ص ‪.98‬‬

‫]‪[388‬‬

‫‪ - 113‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل‪ ،‬عن خاله محمد بن سليمان )‪ (1‬رفعه‬
‫قال‪ :‬أخذ رجل بلجام دابة رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال أي العمال أفضل ؟ فقال‪ :‬إطعام الطعام‪ ،‬وإطياب الكلم )‪" * - 24 .(2‬‬
‫)باب( " * * " )ثواب من كفى لضرير حاجة( " * ‪ - 1‬لى‪ :‬في خبر‬
‫مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من كفى ضريرا حاجة من‬
‫حوائج الدنيا ومشى فيها حتى يقضي ال له حاجته أعطاه ال براءة من‬
‫النفاق و براءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا‪ ،‬ول‬
‫يزال يخوض في رحمة ال عزوجل حتى يرجع )‪) * - 25 .(3‬باب( * * "‬
‫)فضل اسماع الصم من غير تضجر( " * ‪ - 1‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن يزيد قال‪ :‬وجدت في كتاب ابن فضال عن‬
‫أبي البختري عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إسماع الصم من غير‬
‫تضجر صدقة هنيئة‪.‬‬

‫)‪ (1‬مرفى ص ‪ 361‬تحت الرقم ‪ " 7‬عن خالد بن محمد بن سليمان " وهو سهو‪) .‬‬
‫‪ (2‬المحاسن ص ‪ (3) .292‬أمالى الطوسى ص ‪.258‬‬

‫]‪[389‬‬
‫‪) * - 26‬باب( * * " )ثواب من عال أهل بيت من المؤمنين( " * ‪ - 1‬ثو‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل الجوهري‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬لن‬
‫أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة حتى انتهى إلى عشر‪ ،‬ومثلها‬
‫ومثلها حتى انتهى إلى سبعين‪ ،‬ولن أعول أهل بيت من المسلمين وأشبع‬
‫جوعتهم وأكسو عريهم‪ ،‬وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج‬
‫حجة وحجة وحجة حتى انتهى إلى عشر ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى‬
‫سبعين )‪ - 2 .(1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن هارون بن‬
‫حميد‪ ،‬عن محمد بن صالح‪ ،‬عن المنذر بن زياد‪ ،‬عن عبد ال بن الحسن‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من عال أهل بيت من‬
‫المسلمين يومهم وليلتهم غفر ال له ذنوبه )‪) - 27 .(2‬باب( " )من أسكن‬
‫مؤمنا بيتا‪ ،‬وعقاب من منعه عن ذلك( " ‪ - 1‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي‬
‫القاسم‪ ،‬عن الكوفي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬من كان له دار واحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها قال‬
‫ال عزوجل‪ :‬ملئكتي عبدي بخل على عبدي بسكنى الدنيا‪ ،‬وعزتي ل‬
‫يسكن جناني أبدا )‪ .(3‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن ابن سنان مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .127‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .299‬ثواب العمال‬
‫ص ‪ (4) .216‬المحاسن ص ‪.101‬‬

‫]‪[390‬‬

‫‪) * - 28‬باب( * * " )التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة( " * " )واليثار‬
‫والمواساة واحياء المؤمن( " اليات‪ :‬الفتح‪ :‬والذين معه أشداء على‬
‫الكفار رحماء بينهم )‪ (1‬الحديد‪ :‬وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة‬
‫ورحمة )‪ .(2‬البلد‪ :‬وتواصوا بالمرحمة )‪ - 1 .(3‬ع‪ ،‬لى‪ :‬الفامي‪ ،‬عن‬
‫محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن‬
‫ال تبارك و تعالى إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي‪ ،‬وفيها ثلثة‬
‫نفر من المؤمنين ناداهم جل جلله وتقدست أسماؤه‪ :‬يا أهل معصيتي لول‬
‫من فيكم من المؤمنين المتحابين بجللي العامرين بصلتهم أرضي‬
‫ومساجدي‪ ،‬والمستغفرين بالسحار خوفا مني لنزلت بكم عذابي ثم ل‬
‫ابالي )‪ .(4‬أقول‪ :‬قد مضى مثله بأسانيد في باب من يدفع ال بهم عن أهل‬
‫المعاصي‪ - 2 .‬ب‪ :‬ابن سعد‪ ،‬عن الزدي قال‪ :‬كان ما كان يوصينا به أبو‬
‫عبد ال عليه السلم البر والصلة )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬الفتح‪ (2) .29 :‬الحديد‪ (3) .27 :‬البلد‪ (4) .17 :‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪،208‬‬
‫أمالى الصدوق ص ‪ (5) .120‬قرب السناد ص ‪.21‬‬

‫]‪[391‬‬

‫‪ - 3‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬امتحنوا شيعتنا‬
‫عند مواقيت الصلة كيف محافظتهم عليها وإلى أسرارنا كيف حفظهم لها‬
‫عند عدونا وإلى أموالهم كيف مواساتهم لخوانهم فيها )‪ - 4 .(1‬ل‪ :‬ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‬
‫قال‪ :‬سئل أبو عبد ال عليه السلم ما أدنى حق المؤمن على أخيه ؟ قال‪:‬‬
‫أن ل يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه )‪ - 5 .(2‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬تقربوا إلى ال تعالى بمواساة إخوانكم )‪ - 6 .(3‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته لبنه محمد بن‬
‫الحنفية‪ :‬ألزم نفسك التودد‪ ،‬وصبر على مؤنات الناس نفسك‪ ،‬وابذل‬
‫لصديقك نفسك ومالك‪ ،‬ولمعرفتك رفدك ومحضرك‪ ،‬وللعامة بشرك‬
‫ومحبتك‪ ،‬ولعدوك عدلك وإنصافك‪ ،‬واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد‬
‫فانه أسلم لدينك ودنياك )‪ - 7 .(4‬ل‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن‬
‫الخيبري‪ ،‬عن يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬خصلتان من كانتا فيه وإل فاعزب ثم اعزب ثم اعزب ! قيل‪:‬‬
‫وما هما ؟ قال‪ :‬الصلة في مواقيتها‪ ،‬والمحافظة عليها والمواساة )‪8 .(5‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬ما جيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 2) .38‬و ‪ (3‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ 7‬و ‪ (4) .8‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (5) ،72‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.25‬‬

‫]‪[392‬‬

‫ابن سنان‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أربع من كن فيه بنى ال‬
‫له بيتا في الجنة‪ :‬من آوى اليتيم‪ ،‬ورحم الضعيف‪ ،‬وأشفق على والديه‪،‬‬
‫ورفق بمملوكه )‪ - 9 .(1‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن على‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن مرار‪ ،‬عن‬
‫يونس رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان فيما أوصى به رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله عليا‪ :‬يا علي سيد العمال ثلث خصال‪ :‬إنصافك‬
‫الناس من نفسك‪ ،‬ومواساتك الخ في ال عزوجل‪ ،‬وذكرك ال تعالى على‬
‫كل حال )‪ - 10 .(2‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله ل تزال امتي بخير ما تحابوا‬
‫وتهادوا وأدوا المانة‪ ،‬واجتنبوا الحرام‪ ،‬وقروا الضيف وأقاموا الصلة‬
‫وآتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين )‪ - 11 .(3‬ن‪ :‬بهذا‬
‫السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬التودد نصف الدين‪،‬‬
‫واستنزلوا الرزق بالصدقة )‪ - 12 .(4‬ن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس‪ ،‬واصطناع‬
‫الخير إلى كل أحد بر وفاجر )‪ - 13 .(5‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد‬
‫بن مروان‪ ،‬عن محمد بن عجلن‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫طوبى لمن لم يبدل نعمة ال كفرا‪ ،‬طوبى للمتحابين في ال )‪ .(6‬أقول‪:‬‬
‫سيأتي بعض الخبار في باب زيارة المؤمن ومضى بعضها في باب حقوقه‪.‬‬
‫‪ - 14‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .106‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .62‬عيون الخبار ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 4) .29‬و ‪ (5‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .35‬مجالس المفيد ص‬
‫‪ ،156‬امالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.21‬‬

‫]‪[393‬‬

‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن صباح الحذاء‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم‪ :‬قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا كان يوم‬
‫القيامة جمع ال الخلئق في صعيد واحد ونادى مناد من عند ال يسمع‬
‫آخرهم كما يسمع أولهم فيقول‪ :‬أين أهل الصبر ؟ قال‪ :‬فيقوم عنق من‬
‫الناس‪ ،‬فتستقبلهم زمرة من الملئكة‪ ،‬فيقولون لهم‪ :‬ما كان صبركم هذا‬
‫الذي صبرتم ؟ فيقولون‪ :‬صبرنا أنفسنا على طاعة ال‪ ،‬وصبرناها عن‬
‫معصيته‪ ،‬قال‪ :‬فينادي مناد من عند ال صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا‬
‫الجنة بغير حساب‪ .‬قال‪ :‬ثم ينادي مناد آخر يسمع آخرهم كما يسمع أولهم‬
‫فيقول‪ :‬أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم الملئكة‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬ما فضلكم هذا الذي نوديتم به ؟ فيقولون‪ :‬كنا يجهل علينا في‬
‫الدنيا فنحتمل‪ ،‬ويساء إلينا فنعفو‪ ،‬قال‪ :‬فينادي مناد من عند ال تعالى‬
‫صدق عبادي‪ ،‬خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب‪ .‬قال‪ :‬ثم ينادي مناد‬
‫من ال عزوجل يسمع آخرهم كما يسع أولهم فيقول‪ :‬أين جيران ال جل‬
‫جلله في داره ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملئكة‬
‫فيقولون لهم‪ :‬ما كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران ال‬
‫تعالى في داره ؟ فيقولون‪ :‬كنا نتحاب في ال عز وجل ونتباذل في ال‪،‬‬
‫ونتوازر في ال‪ ،‬قال‪ :‬فينادي مناد من عند ال تعالى‪ :‬صدق عبادي خلوا‬
‫سبيلهم لينطلقوا إلى جوار ال في الجنة بغير حساب‪ ،‬قال‪ :‬فينطلقون إلى‬
‫الجنة بغير حساب ثم قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬فهؤلء جيران ال في‬
‫داره‪ ،‬يخاف الناس ول يخافون‪ ،‬ويحاسب الناس ول يحاسبون )‪- 15 .(1‬‬
‫ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن جعفر بن محمد الحسني‪ ،‬عن علي ابن‬
‫الحسن بن علي بن عمر بن علي‪ ،‬عن حسين بن زيد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬المؤمن غر‬
‫كريم‪ ،‬والفاجر خب لئيم‪ ،‬وخير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين‪ ،‬ول خير‬
‫فيمن ل يألف ول يؤلف‪ ،‬الخبر )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .100‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.77‬‬

‫]‪[394‬‬

‫‪ - 14‬ما‪ :‬جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن يحيى بن زكريا‪،‬‬
‫عن محمد بن سعيد‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال عزوجل رحيم‬
‫يحب كل رحيم )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى بأسانيد عن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫أن أسرع الخير ثوابا البر في باب جوامع المكارم وغيره‪ - 17 .‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن الصبر والبر والحلم وحسن الخلق من‬
‫أخلق النبياء )‪ - 18 .(2‬جا‪ ،‬ما المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن محمد بن‬
‫همام‪ ،‬عن عبد ال بن العل‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن‬
‫جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬خياركم سمحاؤكم‪ ،‬وشراركم‬
‫بخلؤكم‪ ،‬ومن صالح العمال البر بالخوان والسعي في حوائجهم‪ ،‬وفي‬
‫ذلك مرغمة الشيطان‪ ،‬وتزحزح عن النيران‪ ،‬ودخول الجنان‪ ،‬يا جميل أخبر‬
‫بهذا الحديث غرر أصحابك‪ ،‬قلت‪ :‬من غرر أصحابي ؟ قال‪ :‬هم البارون‬
‫بالخوان في العسر واليسر ثم قال‪ :‬أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك‬
‫وقد مدح ال صاحب القليل فقال " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم‬
‫خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " )‪ .(3‬ل‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن سهل ]مثله[ )‪ - 19 .(4‬ما‪ :‬بالسناد إلى‬
‫أبي قتادة‪ ،‬عن صفوان الجمال قال‪ :‬دخل معلى بن خنيس على أبي عبد ال‬
‫عليه السلم يودعه وقد أراد سفرا فلما ودعه قال‪ :‬يا معلى اعتزز بال‬
‫يعززك‪ ،‬قال‪ :‬بماذا يا ابن رسول ال ؟ قال‪ :‬يا معلى خف ال يخف منك كل‬
‫شئ يا معلى‬
‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .130‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .120‬مجالس المفيد‬
‫ص ‪ ،179‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ 65‬والية في الحشر‪(4) .9 :‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.48‬‬

‫]‪[395‬‬

‫تحبب إلى إخوانك بصلتهم فان ال جعل العطاء محبة والمنع مبغضة‪ ،‬فأنتم وال أن‬
‫تسألوني اعطكم أحب إلى من أن تسألوني فل اعطيكم فتبغضوني‪ ،‬ومهما‬
‫أجرى ال عزوجل لكم من شئ على يدي فالمحمود ال تعالى ول تبعدون‬
‫من شكر ما أجرى ال لكم على يدي )‪ - 20 .(1‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي‬
‫صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم يا علي ثلث ل تطيقها هذه المة‪:‬‬
‫المواساة للخ في ماله‪ ،‬وإنصاف الناس من نفسه‪ ،‬وذكر ال على كل حال‬
‫)‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى مثله بأسانيد جمة في باب الذكر‪ ،‬وباب النصاف‪،‬‬
‫وباب جوامع المكارم‪ - 21 .‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله قال ال جل‬
‫جلله‪ :‬إني أعطيت الدنيا بين عبادي فيضا فمن أقرضني منها قرضا‬
‫أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف‪ ،‬وما شئت من ذلك‪،‬‬
‫ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه قسرا أعطيته ثلث خصال لو‬
‫أعطيت واحدة منهن ملئكتي لرضوا‪ :‬الصلة‪ ،‬والهداية‪ ،‬والرحمة‪ ،‬إن ال‬
‫عزوجل يقول " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون *‬
‫اولئك عليهم صلوات من ربهم " واحدة من الثلث " ورحمة " اثنتين "‬
‫واولئك هم المهتدون " ثلثة‪ ،‬ثم قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬هذا لمن‬
‫أخذ منه شيئا قسرا )‪ - 22 .(3‬ل‪ :‬عن سعيد بن علقة‪ ،‬عن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬مواساة الخ في ال عزوجل تزيد في الرزق )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .48‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .62‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،64‬والية في البقرة‪ (4) .156 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.94‬‬

‫]‪[396‬‬

‫‪ - 23‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث عن آبائه‪،‬‬
‫عن الصادق عليهم السلم قال‪ :‬ثلث دعوات ل يحجبن عن ال تعالى‪:‬‬
‫دعاء الوالد لولده إذا بره‪ ،‬ودعوته عليه إذا عقه‪ ،‬ودعاء المظلوم على‬
‫ظالمه‪ ،‬ودعاؤه لمن انتصر له منه‪ ،‬ورجل مؤمن دعا لخ له مؤمن واساه‬
‫فينا‪ ،‬ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه‪ ،‬واضطرار أخيه إليه )‪.(1‬‬
‫‪ - 24‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال الرازي‪ ،‬عن نصر بن الصباح‪ ،‬عن المفضل قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال‬
‫عليه السلم فسأله رجل في كم تجب الزكاة من المال ؟ فقال له‪ :‬الزكاة‬
‫الظاهرة أم الباطنة تريد ؟ قال‪ :‬اريدهما جميعا‪ ،‬فقال‪ :‬أما الظاهرة ففي كل‬
‫ألف خمسة وعشرون درهما‪ ،‬وأما الباطنة فل تستأثر على أخيك بما هو‬
‫أحوج إليك منك )‪ - 25 .(2‬يد‪ :‬القطان‪ ،‬عن ابن زكريا‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن يعقوب ابن مطر‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن عبد العزيز‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن طلحة بن يزيد‪ ،‬عن عبيد ال بن عبيد‪ ،‬عن أبي معمر السعداني‪ ،‬عن‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم في قوله تعالى‪ " :‬فاولئك يدخلون الجنة‬
‫يرزقون فيها بغير حساب " )‪ (3‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫قال ال عزوجل‪ :‬لقد حقت كرامتي أو قال مودتي لمن يراقبني ويتحاب‬
‫بجللي إن وجوههم يوم القيامة من نور‪ ،‬على منابر من نور‪ ،‬عليهم ثياب‬
‫خضر‪ ،‬قيل‪ :‬من هم يا رسول ال ؟ قال قوم ليسوا بأنبياء ول شهداء‪،‬‬
‫ولكنهم تحابوا بجلل ال ويدخلون الجنة بغير حساب‪ .‬نسأل ال أن يجعلنا‬
‫منهم برحمته‪ - 26 .‬ل‪ :‬في خبر نوف البكالي قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬يا نوف ارحم ترحم‪ - 27 .‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن أبي عبد ال الرازي‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .94‬معاني الخبار ص ‪ (3) .153‬غافر‪.40 :‬‬

‫]‪[397‬‬

‫عن ابن أبي عثمان‪ ،‬عن أحمد بن عمر‪ ،‬عن يحيى الحلبي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬سبعة يفسدون أعمالهم‪ :‬الرجل الحليم ذو العلم الكثير ل‬
‫يعرف بذلك ول يذكر به‪ ،‬والحكيم الذي يدين ماله كل كاذب منكر لما يؤتي‬
‫إليه‪ ،‬والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة‪ ،‬والسيد الفظ الذي ل رحمة له‪،‬‬
‫والم التي ل تكتم عن الولد السر وتفشي عليه‪ ،‬والسريع إلى لئمة‬
‫إخوانه‪ ،‬والذي يجادل أخاه مخاصما له )‪ - 28 .(1‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي الحسن قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن‬
‫المتحابين في ال يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجوههم‬
‫وأجسادهم ونور منابرهم كل شئ حتى يعرفوا أنهم المتحابون في ال‬
‫عزوجل )‪ .(2‬سن‪ :‬أبي مرسل‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم مثله )‪- 29 .(3‬‬
‫ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن خالد‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عمر بن‬
‫عبد العزيز‪ ،‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫فضل الرجل عند ال محبته لخوانه‪ ،‬ومن عرفه ال محبة إخوانه ]فقد[‬
‫أحبه ال‪ ،‬ومن أحبه ال أوفاه أجره يوم القيامة )‪ - 30 .(4‬سن‪ :‬محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن محمد بن أسلم‪ ،‬عن الخطاب الكوفي‪ ،‬ومصعب الكوفي‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم أنه قال لسدير‪ :‬والذي بعث محمدا بالنبوة‪ ،‬وعجل‬
‫روحه إلى الجنة ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى سرورا‪ ،‬أو تبين له‬
‫الندامة والحسرة‪ ،‬إل أن يعاين ما قال ال عزوجل في كتابه‪ " :‬عن اليمين‬
‫وعن الشمال قعيد " )‪ (5‬وأتاه ملك الموت يقبض روحه فينادي روحه‬
‫فتخرج من جسده‪ ،‬فأما‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 5‬ولعل المراد بالسر الجماع‪ (2) .‬ثواب العمال ص ‪) .137‬‬
‫‪ (3‬المحاسن ص ‪ (4) .265‬ثواب العمال ص ‪ (5) .168‬ق‪.17 :‬‬

‫]‪[398‬‬

‫المؤمن فما يحس بخروجها‪ ،‬ولذلك قول ال سبحانه وتعالى " يا أيتها النفس‬
‫المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي‬
‫" )‪ .(1‬ثم قال‪ :‬ذلك لمن كان ورعا مواسيا لخوانه‪ ،‬وصول لهم‪ ،‬وإن كان‬
‫غير ورع ول وصول لخوانه‪ ،‬قيل له‪ :‬ما منعك من الورع والمواساة‬
‫لخوانك ؟ أنت ممن انتحل المحبة بلسانه‪ ،‬ولم يصدق ذلك بفعل‪ ،‬وإذا لقي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين لقيهما معرضين مقطبين‬
‫في وجهه غير شافعين له‪ ،‬قال سدير من جدع ال أنفه‪ ،‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم فهو ذاك )‪ - 31 .(2‬سن‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد‪ ،‬عن‬
‫ميسر بن عبد العزيز‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمن منكم‬
‫يوم القيامة ليمر عليه بالرجل‪ ،‬وقد امر به إلى النار فيقول له‪ :‬يا فلن‬
‫أعني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا فيقول المؤمن للملك‪ :‬خل‬
‫سبيله‪ ،‬فيأمر ال الملك أن أجز قول المؤمن فيخلي الملك سبيله )‪- 32 .(3‬‬
‫سن‪ :‬البزنطي وابن فضال‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ما التقى مؤمنان قط إل كان أفضلهما أشدهما حبا لخيه‪ ،‬وفي‬
‫حديث آخر أشدهما حبا لصاحبه )‪ - 33 .(4‬سن‪ :‬عثمان‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن المسلمين يلتقيان فأفضلهما أشدهما حبا‬
‫لصاحبه )‪ - 34 .(5‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن جبلة‪ ،‬عن أبي‬
‫الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬المتحابون في ال يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء في ظل‬
‫عرشه عن يمينه‪ ،‬وكلتا يديه يمين‪ ،‬وجوههم أشد بياضا من الثلج‬

‫)‪ (1‬الفجر‪ (2) .28 :‬المحاسن ص ‪ ،177‬والقطب‪ :‬الغضب‪ (3) .‬المحاسن ص‬


‫‪ (5 - 4) .184‬المحاسن ص ‪.264‬‬
‫]‪[399‬‬

‫وأضوء من الشمس الطالعة‪ ،‬يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب ونبي مرسل‪ ،‬يقول‬
‫الناس‪ :‬من هؤلء ؟ فيقول‪ :‬هؤلء المتحابون في ال )‪ - 35 .(1‬سن‪:‬‬
‫الوشاء‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬إن المتحابين في ال يوم القيامة على منابر من نور‪،‬‬
‫قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كل شئ‪ ،‬حتى يعرفوا به‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫هؤلء المتحابون في ال )‪ - 36 .(2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫عمار بن مروان‪ ،‬عن محمد بن عجلن عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ويل لمن يبدل نعمة ال كفرا‪ ،‬طوبى للمتحابين في ال )‪ - 37 .(3‬جا‪:‬‬
‫محمد بن جعفر التميمي‪ ،‬عن هشام بن يونس النهشلي‪ ،‬عن يحيى ابن‬
‫يعلى‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن عبد ال بن الحارث‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬المتحابون في ال عزوجل على أعمدة من‬
‫ياقوت أحمر في الجنة يشرفون على أهل الجنة‪ ،‬فإذا اطلع أحدهم مل‬
‫حسنه بيوت أهل الجنة‪ ،‬فيقول أهل الجنة‪ :‬اخرجوا ننظر المتحابين في ال‬
‫عزوجل‪ ،‬قال‪ :‬فيخرجون فينظرون إليهم‪ ،‬أحدهم وجهه مثل القمر في ليلة‬
‫البدر‪ ،‬على جباههم‪ " :‬هؤلء المتحابون في ال " عزوجل )‪- 38 .(4‬‬
‫ختص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن‬
‫معروفا فقد أوصل إلى رسول ال صلى ال عليه وآله )‪ - 39 .(5‬ين‪:‬‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن كليب السدي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬تواصلوا وتباروا وتراحموا‪ ،‬وكونوا إخوة بررة كما أمركم ال‪40 .‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬الحسين بن عبيد ال‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن علي بن معمر‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ص ‪ 264‬و ‪ (4) .265‬مجالس المفيد ص ‪ (5) .54‬الختصاص‬


‫ص ‪.32‬‬

‫]‪[400‬‬

‫عن محمد بن صدقة‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تزال امتي بخير ما تحابوا وأقاموا‬
‫الصلة وآتوا الزكاة وقروا الضيف‪ ،‬فان لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب‪،‬‬
‫قال‪ :‬إنا أهل بيت ل نمسح على أخفافنا )‪ - 41 .(1‬الدرة الباهرة‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل يكونن أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته‪،‬‬
‫ول يكونن على الساءة أقوى منك على الحسان‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬ما‬
‫أقبح الخشوع عند الحاجة‪ ،‬والجفاء عند الغنى قال الحسين عليه السلم‪:‬‬
‫إن أجود الناس من أعطى من ل يرجوه‪ ،‬وإن أعفى الناس من عفا عند‬
‫قدرته‪ ،‬وإن أوصل الناس من وصل من قطعه‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫ما شئ أحب إلى من رجل سلفت مني إليه يد تتبعها اختها وأحسنت مربها‬
‫لني رأيت منع الواخر يقطع شكر الوائل‪ - 42 .‬دعوات الراوندي‪ :‬روي‬
‫أنه إذا كان يوم القيامة ينادي كل من يقوم من قبره‪ " :‬اللهم ارحمني اللهم‬
‫ارحمني " فيجابون‪ :‬لئن رحمتم في الدنيا لترحمون اليوم‪ - 43 .‬نهج‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته عند وفاته‪ :‬عليكم بالتواصل‬
‫والتباذل‪ ،‬وإياكم والتدابر والتقاطع )‪ - 43 .(2‬عدة الداعي‪ :‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬ل تزال امتي بخير ما تحابوا و أدوا المانة ]وأقاموا‬
‫الصلة[ وآتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ابتلوا بالقحط والسنين وسيأتي على‬
‫امتي زمان تخبث فيه سرائرهم‪ ،‬وتحسن فيه علنيتهم‪ ،‬طمعا في الدنيا‬
‫يكون عملهم رئاء ل يخالطهم خوف‪ ،‬أن يعمهم ال ببلء فيدعونه دعاء‬
‫الغريق فل يستجيب لهم )‪ - 44 .(3‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن سهل بن‬
‫أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .260‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .78‬عدة الداعي‬
‫ص ‪.135‬‬

‫]‪[401‬‬

‫عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رأس العقل بعد الدين التودد إلى‬
‫الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر‪ - 45 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن شعيب العقرقوفي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول لصحابه‪ :‬اتقوا ال وكونوا إخوة بررة متحابين في ال‪،‬‬
‫متواصلين‪ ،‬متراحمين‪ ،‬تزاوروا وتلقوا‪ ،‬وتذاكروا أمرنا وأحيوه )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬المراد بأمرهم‪ ،‬إمامتهم ودلئلها‪ ،‬وفضائلهم وصفاتهم‪ ،‬أو العم‬
‫منها ومن رواية أخبارهم ونشر آثارهم ومذاكرة علومهم‪ ،‬وإحياؤها‬
‫تعاهدها ونسخها وروايتها وحفظها عن الندراس وهذا أظهر‪ - 46 .‬كا‪:‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن كليب‬
‫الصيداوي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تواصلوا وتباروا وتراحموا‪،‬‬
‫وكونوا إخوة بررة كما أمركم ال عزوجل )‪ - 47 .(2‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم‬
‫عن ابن سنان‪ ،‬عن عبد ال الكاهلي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا )‪ .(3‬بيان‪ :‬يقال عطف يعطف‪:‬‬
‫أي مال‪ ،‬وعليه أشفق كتعطف‪ ،‬وتعاطفوا عطف بعضهم على بعض‪- 48 .‬‬
‫كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬قول ال عزوجل " من قتل نفسا بغير‬
‫نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " قال‪:‬‬
‫ومن أخرجها من ضلل إلى الهدى فكأنما أحياها ومن أخرجها من هدى‬
‫إلى ضلل فقد قتلها )‪ .(4‬تبيان‪ :‬الية في المائدة هكذا " من أجل ذلك كتبنا‬
‫على بني إسرائيل أنه من‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .175‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.210‬‬

‫]‪[402‬‬

‫قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما‬
‫أحيى الناس جميعا " )‪ (1‬فما في الخبر على النقل بالمعنى والكتفاء‬
‫ببعض الية لظهورها‪ .‬وقال الطبرسي قدس سره في المجمع‪ " :‬بغير‬
‫نفس " أي بغير قود " أو فساد في الرض " أي بغير فساد كان منها في‬
‫الرض فاستحقت بذلك قتلها‪ ،‬وفسادها بالحرب ل ولرسوله وإخافة‬
‫السبيل على ما ذكر ال في قوله " إنما جزاء الذين يحاربون ال ورسوله‬
‫" )‪ (2‬الية " فكأنما قتل الناس جميعا " قيل في تأويله أقوال‪ :‬أحدها أن‬
‫معناه هو أن الناس كلهم خصماؤه في قتل ذلك النسان‪ ،‬وقد وترهم وتر‬
‫من قصد لقتلهم جميعا فأوصل إليهم من المكروه ما يشبه القتل الذي‬
‫أوصله إلى المقتول فكأنه قتلهم كلهم‪ ،‬ومن استنقذها من غرق أو حرق أو‬
‫هدم أو ما يميت ل محالة أو استنقذها من ضلل فكأنما أحيا الناس جميعا‬
‫أي آجره ال على ذلك أجر من أحياهم أجمعين لنه في إسدائه المعروف‬
‫إليهم بإحيائه أخاهم المؤمن بمنزلة من أحيا كل واحد منهم‪ ،‬روي ذلك عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬وأفضل من ذلك أن يخرجها من ضلل إلى‬
‫هدى‪ .‬وثانيها أن من قتل نبيا أو إمام عدل فكأنما قتل الناس جميعا أي‬
‫يعذب عليه كما لو قتل الناس كلهم‪ ،‬ومن شد على عضد نبي أو إمام عدل‬
‫فكأنما أحيا الناس جميعا في استحقاق الثواب‪ ،‬عن ابن عباس‪ .‬وثالثها أن‬
‫معناه من قتل نفسا بغير حق فعليه مأثم كل قاتل من الناس لنه سن القتل‬
‫وسهله لغيره‪ ،‬فكأنه بمنزلة المشارك‪ ،‬ومن زجر عن قتلها بما فيه حياتها‬
‫على وجه يقتدى به فيه بأن يعظم تحريم قتلها كما حرمه ال فلم يقدم على‬
‫قتلها لذلك‪ ،‬فقد أحيا الناس بسلمتهم منه فذلك إحياؤه إياها‪ .‬ورابعها أن‬
‫المراد فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول ومن أحياها فكأنما أحيا الناس‬
‫جميعا عند المستنقذ‪ .‬وخامسها أن معناه يجب عليه من القصاص بقتلها‬
‫مثل الذي يجب عليه لو قتل‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المائدة‪ 32 :‬و ‪.33‬‬


‫]‪[403‬‬

‫الناس جميعا‪ ،‬ومن عفا عن دمها وقد وجب القود عليها‪ ،‬كان كما لو عفا عن‬
‫الناس جميعا‪ ،‬والحياء هنا مجاز لنه ل يقدر عليه إل ال تعالى‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫تطبيق التأويل المذكور في الخبر على قوله تعالى " بغير نفس أو فساد "‬
‫يحتاج إلى تكلف كثير ولذا لم يتعرض الطبرسي ره له‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫المراد أن نزول الية إنما هو في إذهاب الحياة البدني لكن يظهر منها حال‬
‫إذهاب الحياة القلبي والروحاني بطريق أولى‪ ،‬وبعبارة اخرى دللة الية‬
‫على الول دللة مطابقية‪ ،‬وعلى الثاني التزامية‪ ،‬ولذا قال عليه السلم‪:‬‬
‫من أخرجها من ضلل إلى هدى فكأنما أحياها‪ ،‬ولم يصرح بأن هذا هو‬
‫المراد بالية‪ .‬وكذا عبر في الخبار التية بالتأويل إشارة إلى ذلك‪ ،‬مع أنه‬
‫يحتمل أن يكون المراد على هذا التأويل‪ :‬من قتل نفسا بالضلل بغير نفس‬
‫أي من غير أن يقتل نفسا ظاهرا أو يفسد في الرض كان عقابه عقاب من‬
‫قتل الناس جميعا بالقتل الظاهري‪ - 49 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان عن فضيل بن يسار قال‪ :‬قلت لبي‬
‫جعفر عليه السلم قول ال عزوجل في كتابه " ومن أحياها فكأنما أحيا‬
‫الناس جميعا " قال‪ :‬من حرق أو غرق‪ ،‬قلت‪ :‬فمن أخرجها من ضلل إلى‬
‫هدى ؟ قال ذاك تأويلها العظم )‪ .(1‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى عن أحمد‬
‫وعبد ال ابني محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان مثله )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قوله‪ " :‬ذاك تأويلها العظم " أي الية شاملة لها وهي بطن من‬
‫بطونها‪ - 50 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫خالد‪ ،‬عن النضر ابن سويد‪ ،‬عن يحيى بن عمران الحلبي‪ ،‬عن أبي خالد‬
‫القماط‪ ،‬عن حمران قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أسألك أصلحك ال‬
‫؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬كنت على حال وأنا اليوم على حال اخرى‪ ،‬كنت أدخل‬
‫الرض فأدعو الرجل والثنين والمرأة فينقذ ال من شاء‪ ،‬وأنا اليوم ل‬
‫أدعو أحدا فقال‪ :‬وما عليك أن تخلي بين الناس‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.210‬‬

‫]‪[404‬‬

‫وبين ربهم ؟ فمن أراد ال أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه ثم قال‪ :‬ول عليك‬
‫إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا‪ ،‬قلت‪ :‬أخبرني عن قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " قال‪ :‬من حرق أو‬
‫غرق‪ ،‬ثم سكت ثم قال‪ :‬تأويلها العظم إن دعاها فاستجابت له )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫قوله " كنت على حال " كأنه كان قبل أن ينهاه عليه السلم من دعوة‬
‫الناس تقية يدعو الناس‪ ،‬وبعد نهيه عليه السلم ترك ذلك وكان ذكر ذلك‬
‫رجاء أن يأذنه فقال عليه السلم‪ " :‬وما عليك " إما على النفي أي ل بأس‬
‫عليك أو الستفهام النكاري أي أي ضرر عليك " أن تخلي " أي في أن‬
‫تخلي أي اتركهم مع ال‪ ،‬فان ال يهديهم إذا علم أنهم قابلون لذلك " فمن‬
‫أراد ال أن يخرجه " إشارة إلى قوله تعالى " ال ولي الذين آمنوا‬
‫يخرجهم من الظلمات إلى النور " )‪ (2‬أي من ظلمة الكفر والضلل والشك‬
‫إلى نور اليمان واليقين‪ ،‬وقيل إشارة إلى قوله سبحانه " فمن يرد ال أن‬
‫يهديه يشرح صدره للسلم " )‪ (3‬والحاصل أن سعيك في ذلك إن كان‬
‫للغراض الدنيوية‪ ،‬فهو مضر لك‪ ،‬وإن كان لثواب الخرة فالثواب في‬
‫زمن التقية في ترك ذلك‪ ،‬وإن كان للشفقة على الخلق فل ينفع سعيك في‬
‫ذلك‪ ،‬فانه إذا كان قابل للتوفيق يوفقه ال بأي وجه كان‪ ،‬بدون سعيك وإل‬
‫فسعيك أيضا ل ينفع‪ .‬ثم استثنى عليه السلم صورة واحدة فقال‪ " :‬ول‬
‫عليك " أي ليس عليك بأس " إن آنست " أي أبصرت وعلمت‪ ،‬في‬
‫القاموس آنس الشئ‪ :‬أبصره وعلمه وأحس به " من أحد خيرا " كأن‬
‫تجده لينا غير متعصب طالبا للحق وتأمن حيلته وضرره " أن تنبذ إليه‬
‫الشئ " أي ترمي وتلقي إليه شيئا من براهين دين الحق نبذا يسيرا موافقا‬
‫للحكمة‪ ،‬بحيث إذا لم يقبل ذلك يمكنك تأويله وتوجيهه‪ ،‬في القاموس النبذ‬
‫طرحك الشئ أمامك أو وراءك أوعام‪ ،‬والفعل كضرب‪ ،‬قوله عليه السلم "‬
‫إن دعاها " لما كانت‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،211‬والية في المائدة‪ (2) .32 :‬البقرة‪ (3) .257 :‬النعام‪:‬‬
‫‪.125‬‬

‫]‪[405‬‬

‫النفس في صدر الية المراد بها المؤمنة‪ ،‬فضمير أحياها أيضا راجع إلى المؤمنة‪،‬‬
‫فيكون على سبيل مجاز المشارفة‪) * - 29 .‬باب( * * " )من يستحق أن‬
‫يرحم( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪:‬‬
‫إني لرحم ثلثة‪ ،‬وحق لهم أن يرحموا‪ :‬عزير أصابته مذلة بعد العز‪،‬‬
‫وغني أصابته حاجة بعد الغنى‪ ،‬وعالم يستخف به أهله والجهلة )‪ .(1‬لى‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الزدي‪ ،‬عن أبان‬
‫وغيره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 2 .(2‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن‬
‫صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله ارحموا عزيزا ذل‪ ،‬وغنيا افتقر‪ ،‬وعالما ضاع في زمان جهال )‪.(3‬‬
‫الدرة الباهرة‪ :‬مثله وفيه‪ :‬وعالما تتلعب به الجهال‪ - 3 .‬نهج قال عليه‬
‫السلم‪ :‬أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما يعثر منهم عاثر إل ويده بيد ال‬
‫يرفعه )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .23‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .8‬قرب السناد ص ‪) .23‬‬
‫‪ (4‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪(*) .146‬‬

‫]‪[406‬‬

‫‪) * - 30‬باب( * " " )فضل الحسان‪ ،‬والفضل‪ ،‬والمعروف( " " * " ومن هو‬
‫أهل لها " * اليات‪ ،‬البقرة‪ :‬وأحسنوا إن ال يحب المحسنين )‪ .(1‬آل‬
‫عمران‪ :‬وال يحب المحسنين )‪ .(2‬النساء‪ :‬ل خير في كثير من نجويهم إل‬
‫من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس )‪ .(3‬العراف‪ :‬إن رحمة‬
‫ال قريب من المحسنين‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬وسنزيد المحسنين‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬إنا‬
‫ل نضيع أجر المحسنين )‪ .(4‬التوبة‪ :‬ما على المحسنين من سبيل وال‬
‫غفور رحيم‪ ،‬وقال سبحانه‪ :‬إن ال ل يضيع أجر المحسنين )‪ .(5‬هود‪" :‬‬
‫واصبر فان ال ل يضيع أجر المحسنين " )‪ .(6‬يوسف‪ :‬وكذلك نجزي‬
‫المحسنين‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬نصيب برحمتنا من نشاء ول نضيع أجر المحسنين‬
‫)‪ .(7‬النحل‪ :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربي‪ ،‬وقال تعالى‪:‬‬
‫إن ال مع الذين اتقوا والذينهم محسنون )‪ .(8‬القصص‪ :‬وكذلك نجزي‬
‫المحسنين‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬وأحسن كما أحسن ال‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .195 :‬آل عمران‪ (3) .134 :‬النساء‪ (4) .114 :‬العراف‪ 56 :‬و‬
‫‪ (5) .161‬براءة‪ 91 :‬و ‪ (6) .120‬هود‪ (7) .115 :‬يوسف‪ 22 :‬و ‪.56‬‬
‫)‪ (8‬النحل‪ 91 :‬و ‪(*) .128‬‬

‫]‪[407‬‬

‫إليك )‪ .(1‬الذاريات‪ :‬إنهم كانوا قبل ذلك محسنين )‪ - 1 .(2‬لى‪ :‬ابن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن إبراهيم ابن أبي البلد‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن الوليد الوصافي قال‪ :‬قال أبو جعفر الباقر عليه السلم‪ :‬صنايع‬
‫المعروف تقي مصارع السوء‪ ،‬وكل معروف صدقة‪ ،‬وأهل المعروف في‬
‫الدنيا أهل المعروف في الخرة‪ ،‬وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في‬
‫الخرة‪ ،‬وأول أهل الجنة دخول إلى الجنة أهل المعروف‪ ،‬وإن أول أهل‬
‫النار دخول إلى النار أهل المنكر )‪ .(3‬ين‪ :‬ابن أبي البلد مثله‪ .‬ما‪ :‬جماعة‪،‬‬
‫عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج‪ ،‬عن محمد بن يحيى‬
‫الخنيسي‪ ،‬عن منذر بن جيفر‪ ،‬عن عبيد ال الوصافي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم عن ام سلمة رضي ال عنها عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )‬
‫‪ - 2 .(4‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن محمد بن القاسم النباري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبي يعقوب الدينوري‪ ،‬عن أحمد بن أبي المقدام العجلي قال‪:‬‬
‫يروى أن رجل جاء إلى علي بن أبي طالب عليه السلم فقال له‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين إن لي إليك حاجة‪ ،‬فقال‪ :‬اكتبها في الرض‪ ،‬فاني أرى الضر فيك‬
‫بينا‪ ،‬فكتب في الرض أنا فقير محتاج فقال علي عليه السلم‪ :‬يا قنبر اكسه‬
‫حلتين فأنشأ الرجل يقول‪ :‬كسوتني حلة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك‬
‫من حسن الثنا حلل إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبغي بما قد‬
‫نلته بدل إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه * كالغيث يحيى نداه السهل والجبل‬

‫)‪ (1‬القصص‪ 14 :‬و ‪ (2) .77‬الذاريات‪ (3) .16 :‬امالي الصدوق ص ‪(4) .153‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ 216‬وفيه‪ :‬صنايع المعروف تقى مصارع‬
‫السوء ; والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب وصلة الرحم زيادة في العمر‪،‬‬
‫اه‪.‬‬

‫]‪[408‬‬

‫ل تزهد الدهر في عرف بدأت به * فكل عبد سيجزى بالذي فعل فقال عليه السلم‪:‬‬
‫أعطوه مائة دينار فقيل له‪ :‬يا أمير المؤمنين ! لقد أغنيته‪ ،‬فقال‪ :‬إني‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬أنزل الناس منازلهم ثم قال‬
‫علي عليه السلم‪ :‬إني لعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم‪ ،‬ول‬
‫يشترون الحرار بمعروفهم )‪ - 3 .(1‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن‬
‫للجنة بابا يقال له‪ :‬باب المعروف‪ ،‬ل يدخله إلى أهل المعروف )‪- 4 .(2‬‬
‫فس‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ما من شئ أحب إلى من رجل سبقت مني‬
‫إليه يد أتبعها اختها‪ ،‬وأحسنت مربها لني رأيت منع الواخر يقطع لسان‬
‫شكر الوائل‪ - 5 .‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪:‬‬
‫عليك بصنائع الخير فانها تدفع مصارع السوء‪ - 6 .‬ل‪ :‬ما جيلويه‪ ،‬عن‬
‫عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬المعروف شئ سوى الزكاة فتقربوا إلى ال عزوجل بالبر‬
‫وصلة الرحم )‪ - 7 .(3‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن محبوب عن ابن عميرة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل‬
‫تصلح الصنيعة إل عند ذي حسب أو دين )‪ - 8 .(4‬ل‪ :‬ما جيلويه‪ ،‬عن‬
‫عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعدان بن مسلم عن حاتم‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬رأيت المعروف ل يصلح إل بثلث خصال‪ :‬تصغيره‬
‫وستره وتعجيله‪ ،‬فانك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه‪ ،‬وإذا سترته‬
‫تممته‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .164‬قرب السناد ص ‪ 3) .56‬و ‪ (4‬الخصال ج ‪1‬‬


‫ص ‪.25‬‬

‫]‪[409‬‬

‫وإذا عجلته هنيته‪ ،‬وإن كان غير ذلك محقته ونكدته )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد أوردنا مثله في‬
‫مواعظ الصادق عليه السلم‪ - 9 .‬ل‪ :‬العسكري‪ ،‬عن محمد بن عبد العزيز‪،‬‬
‫عن الحسن بن محمد الزعفراني عن عبيدة بن حميد‪ ،‬عن أبي الزعرى‪،‬‬
‫عن أبي الحوص‪ ،‬عن أبيه مالك بن نضلة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬اليدي ثلثة فيد ال عزوجل العليا‪ ،‬ويد المعطي التي تليها‪ ،‬ويد‬
‫السائل السفلى فأعط الفضل ول تعجز نفسك )‪ - 10 .(2‬ل‪] :‬ابن[ حمزة‬
‫العلوي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن محمد الشعري عن القداح‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫كل معروف صدقة‪ ،‬والدال على الخير كفاعله‪ ،‬وال يحب إغاثة اللهفان )‬
‫‪ - 11 .(3‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المومنين عليه السلم‪ :‬اصطنعوا‬
‫المعروف بما قدرتم على اصطناعه‪ ،‬فانه يقي مصارع السوء‪ ،‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬ل تصلح الصنيعة إل عند ذي حسب أو دين‪ ،‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله )‪ - 12 .(4‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫اصطنع الخير إلى من هو أهله‪ ،‬وإلى من ليس هو من أهله‪ ،‬فان لم تصب‬
‫من هو أهله فأنت أهله )‪ .(5‬صح‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 13 .(6‬ن‪:‬‬
‫بهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رأس العقل بعد الدين‬
‫التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل أحد بر وفاجر )‪ .(7‬صح‪ :‬عنه‬
‫عليه السلم مثله )‪ - 14 .(8‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أبي غالب الزراري‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن بريد‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬

‫)‪ (3 - 1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .66‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 5) .159‬و ‪ (7‬عيون الخبار‬


‫ج ‪ 2‬ص ‪ 6) .35‬و ‪ (8‬صحيفة الرضا‪.10 :‬‬

‫]‪[410‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يقول ال تعالى‪ :‬المعروف هدية مني إلى عبدي‬
‫المؤمن‪ ،‬فان قبلها مني فبرحمتي ومني وإن ردها فبذنبه حرمها ومنه ل‬
‫مني‪ ،‬وأيما عبد خلقته فهديته إلى اليمان وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل‬
‫فاني اريد به خيرا )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى أخبار كثيرة في باب جوامع‬
‫المكارم‪ - 15 .‬ما‪ :‬بالسناد إلى أبي قتادة قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الخرة لنهم في‬
‫الخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي )‪- 16 .(2‬‬
‫ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن الحسين بن أحمد المالكي‪ ،‬عن أحمد‬
‫ابن هليل‪ ،‬عن زياد القندي‪ ،‬عن الجراح‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث‪،‬‬
‫عن علي عليه السلم‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كل معروف‬
‫صدقة إلى غني أو فقير‪ ،‬فتصدقوا ولو بشق تمرة‪ ،‬واتقوا النار ولو بشق‬
‫التمرة‪ ،‬فان ال عزوجل يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله‬
‫حتى يوفيه إياها يوم القيامة‪ ،‬وحتى يكون أعظم من الجبل العظيم )‪17 .(3‬‬
‫‪ -‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن أخيه علي‪ ،‬عن حماد‬
‫عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬إن أفضل‬
‫ما توسل به المتوسلون اليمان بال وساق الحديث إلى أن قال‪ :‬وصنائع‬
‫المعروف فانها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان )‪ - 18 .(4‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن الكمنداني‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أربعة يذهبن ضياعا‪ :‬البذر في السبخة‪ ،‬والسراج في‬
‫القمر‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .23‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .311‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ 73‬والفلو‪ :‬الجحش والمهر‪ (4) .‬علل الشرايع ج ‪1‬‬
‫ص ‪.234‬‬

‫]‪[411‬‬

‫والكل على الشبع‪ ،‬والمعروف إلى من ليس بأهله )‪ .(1‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي‬
‫صلى ال عليه وآله عليا مثله وفيه والصنيعة عند غير أهلها )‪- 19 .(2‬‬
‫ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬خمس تذهب‬
‫ضياعا سراج تعده في شمس الدهن يذهب والضوء ل ينتفع به‪ ،‬ومطر‬
‫جود على أرض سبخة المطر يضيع والرض ل ينتفع بها‪ ،‬وطعام يحكمه‬
‫طاهيه يقدم على شبعان فل ينتفع به‪ ،‬وامرأة حسناء تزف إلى عنين فل‬
‫ينتفع بها‪ ،‬ومعروف تصطنعه إلى من ل يشكره )‪ - 20 .(3‬ل‪ :‬ابن الوليد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أربعة يذهبن ضياعا‪ :‬مودة تمنحها من ل وفاء له‪،‬‬
‫ومعروف عند من ل شكر له‪ ،‬وعلم عند من ل استماع له‪ ،‬وسر تودعه‬
‫عند من ل حصافة له )‪ - 21 .(4‬ل‪ :‬الحسن بن حمزة العلوي‪ ،‬عن يوسف‬
‫بن محمد الطبري‪ ،‬عن سهل ابن نجدة‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن زكريا ابن أبي‬
‫زائرة‪ ،‬عن عامر الشعبي‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬امنن على‬
‫من شئت تكن أميره‪ ،‬واحتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت‬
‫تكن نظيره )‪ - 22 .(5‬ما‪ :‬فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلم عند‬
‫وفاته‪ :‬اوصيك بحسن الجوار‪ ،‬وإكرام الضيف‪ ،‬ورحمة المجهود‪ ،‬وأصحاب‬
‫البلء‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وحب المساكين‪ ،‬ومجالستهم )‪ .(6‬أقول‪ :‬قد مضى‬
‫بأسانيد عن أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬عودوا بالفضل على من‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .126‬أمالى الطوصى ج ‪ 1‬ص ‪ 291‬والطاهى‪:‬‬


‫الطباخ‪ (4) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .126‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪(6) .45‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.6‬‬

‫]‪[412‬‬

‫حرمكم وفي بعضها صلوا من قطعكم وعودوا بالفضل عليهم )‪ - 23 .(1‬ثو‪ :‬ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن أبي محمد‬
‫الوابشي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا أحسن العبد المؤمن‬
‫ضاعف ال له عمله لكل حسنة سبعمائة ضعف‪ ،‬وذلك قول ال عزوجل "‬
‫وال يضاعف لمن يشاء " )‪ - 24 .(2‬ثو‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬
‫عن جميل‪ ،‬عن حديد أو مرازم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أيما‬
‫مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله )‪ - 25 .(3‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬رفعه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أهل المعروف في الدنيا أهل‬
‫المعروف في الخرة‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال وكيف ذلك ؟ قال‪ :‬يغفر لهم‬
‫بالتطول منه عليهم ويدفعون حسناتهم إلى الناس‪ ،‬فيدخلون بها الجنة‬
‫فيكونون أهل المعروف في الدنيا والخرة )‪ - 26 .(4‬ص‪ :‬بالسناد إلى‬
‫الصدوق‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن‬
‫أسباط‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن قتيبة العشى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أوحى ال تعالى إلى موسى عليه السلم‪ :‬كما تدين تدان‪ ،‬وكما‬
‫تعمل كذلك تجزى‪ ،‬من يصنع المعروف إلى امرء السوء يجزى شرا‪- 27 .‬‬
‫ضا‪ :‬أروي عن العالم أنه قال‪ :‬أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في‬
‫الخرة لن ال عزوجل يقول لهم‪ :‬قد غفرت لكم ذنوبكم تفضل عليكم لنكم‬
‫كنتم أهل المعروف في الدنيا وبقيت حسناتكم فهبوها لمن تشاؤن‪،‬‬
‫فيكونون بها أهل المعروف في الخرة‪ ،‬وقال‪ :‬إن ل عبادا يفزع العباد‬
‫إليهم في حوائجهم اولئك المنون‪ ،‬كل‬

‫)‪ (1‬راجع أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .221‬ثواب العمال ص ‪ 153‬والية في‬
‫البقرة‪ (3) .261 :‬ثواب العمال ص ‪ (4) .154‬ثواب العمال ص ‪.165‬‬

‫]‪[413‬‬

‫معروف صدقة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ابن رسول ال ! وإن كان غنيا ؟ فقال‪ :‬وإن كان غنيا‪.‬‬
‫وأروي‪ :‬المعروف كاسمه‪ ،‬وليس شئ أفضل منه إل ثوابه‪ ،‬وهو هدية من‬
‫ال إلى عبده المؤمن‪ ،‬وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس‬
‫يصنعه‪ ،‬ول كل من رغب فيه يقدر عليه‪ ،‬ول كل من يقدر عليه يؤذن له‬
‫فيه‪ ،‬فإذا من ال على العبد المؤمن جمع له الرغبة والقدرة والذن‪ ،‬فهناك‬
‫تمت السعادة‪ .‬ونروي‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله من أدخل على مؤمن‬
‫فرحا فقد أدخل علي فرحا ومن أدخل علي فرحا فقد اتخذ عند ال عهدا‪،‬‬
‫ومن اتخذ عند ال عهدا‪ ،‬جاء من المنين يوم القيامة‪ .‬وروي‪ :‬اصطنع‬
‫المعروف إلى أهله وإلى غير أهله فان لم يكن من أهله فكن أنت من أهله‪،‬‬
‫وروي‪ :‬ل يتم المعروف إل بثلث خصال‪ :‬تعجيله وتصغيره وستره فإذا‬
‫عجلته‪ ،‬هنأته‪ ،‬وإذا صغرته عظمته‪ ،‬وإذا سترته أتممته‪ ،‬وروي‪ :‬إذا سألك‬
‫أخوك حاجة فبادر بقضائها قبل استغنائه عنها‪ .‬ونروي عن الصادق عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬من سر مؤمنا فقد سرني‪ ،‬ومن سرني فقد سر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله ومن سر رسول ال فقد سر ال‪ ،‬ومن سر ال أدخله‬
‫جنته‪ - 28 .‬شى‪ :‬عن ابن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يأتي على الناس زمان عضوض يعض كل‬
‫أمرئ على ما في يديه‪ ،‬وينسون الفضل بينهم‪ ،‬قال ال " ول تنسوا الفضل‬
‫بينكم " )‪ - 29 .(1‬شى‪ :‬عن عمرو بن عثمان قال‪ :‬خرج علي عليه السلم‬
‫على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة فقال‪ :‬أين أنتم ؟ أنسيتم من كتاب ال‬
‫وقد ذكر ذلك قالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين في أي موضع ؟ قال‪ :‬في قوله " إن‬
‫ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر‬
‫" فالعدل النصاف‪ ،‬والحسان التفضل )‪ - 30 .(2‬جا‪ :‬عمر بن محمد‬
‫الصيرفي‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الصوفي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ ،126‬والية في البقرة‪ (2) .237 :‬تفسير العياشي ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ 267‬والية في النحل‪ 90 :‬والعض‪ :‬المساك‪.‬‬
‫]‪[414‬‬

‫عبد ال بن مطيع‪ ،‬عن خالد بن عبد ال‪ ،‬عن أبي ليلي‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن كعب‬
‫الحبار قال‪ :‬مكتوب في التوراة‪ :‬من صنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة‬
‫تكتب عليه )‪ - 31 .(1‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬رأيت المعروف‬
‫كاسمه وليس شئ أفضل من المعروف إل ثوابه‪ ،‬وذلك يراد منه وليس كل‬
‫من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه‪ ،‬وليس كل من يرغب فيه‬
‫يقدر عليه‪ ،‬ول كل من يقدر عليه يؤذن له فيه‪ ،‬فإذا اجتمعت الرغبة‬
‫والقدرة والذن‪ ،‬فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه‪ .‬وعنه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد‪ ،‬فانظر معروفه إلى من‬
‫يصنعه فان كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه خير‪ ،‬وإن كان يصنعه‬
‫إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند ال خير‪ - 32 .‬كشف‪ :‬في دلئل‬
‫الحميري عن أبي هاشم الجعفري قال‪ :‬سمعت أبا محمد عليه السلم يقول‪:‬‬
‫إن في الجنة لبابا يقال له المعروف‪ ،‬ل يدخله إل أهل المعروف ; فحمدت‬
‫ال في نفسي وفرحت بما أتكلفه من حوائج الناس‪ ،‬فنظر إلي أبو محمد‬
‫عليه السلم وقال‪ :‬نعم فدم على ما أنت عليه‪ ،‬فان أهل المعروف في الدنيا‬
‫هم أهل المعروف في الخرة‪ ،‬جعلت ال منهم يا أبا هاشم ورحمك )‪33 .(2‬‬
‫‪ -‬ختص‪ :‬محمد بن جعفر بن أبي شاكر رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬جزى ال المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة فأما إذا أتاك أخوك في‬
‫حاجة كاد يري دمه في وجهه مخاطرا ل يدري أتعطيه أم تمنعه فو ال ثم‬
‫وال لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافيته )‪ - 34 .(3‬ختص‪ :‬محمد‬
‫بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن‬

‫)‪ (1‬مجالس المفيد ص ‪ (2) .89‬كشف الغمة ص ‪ (3) .306‬الختصاص ص ‪.112‬‬


‫)*(‬

‫]‪[415‬‬

‫علي الكوفي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن علي بن جميل الغنوي‪ ،‬عن أبي حمزة‬
‫الثمالي قال‪ :‬كان رجل من أبناء النبيين له ثروة من مال وكان ينفق على‬
‫على أهل الضعف و أهل المسكنة وأهل الحاجة فلم يلبث أن مات فقامت‬
‫امرأته في ماله كقيامه‪ ،‬فلم يلبث المال أن نفد‪ ،‬ونشأ له ابن فلم يمر على‬
‫أحد إل يرحم على أبيه‪ ،‬وسأل امه أن تخبره فقالت‪ :‬إن أباك كان رجل‬
‫صالحا وكان له مال كثير فكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة وأهل‬
‫الحاجة فلما أن مات قمت في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد قال لها‪ :‬يا‬
‫امه إن أبي كان مأجورا فيما ينفق‪ ،‬وكنت آثمة قالت‪ :‬ولم يا بني ؟ فقال‪:‬‬
‫كان أبي ينفق ماله‪ ،‬وكنت تنفقين مال غيرك‪ .‬قالت‪ :‬صدقت يا بني وما‬
‫أراك تضيق علي قال‪ :‬أنت في حل وسعة‪ ،‬فهل عندك شئ يلتمس به من‬
‫فضل ال ؟ قالت‪ :‬عندي مائة درهم فقال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى إذا أراد أن‬
‫يبارك في شئ بارك فيه‪ ،‬فأعطته المائة درهم فأخذها ثم خرج يلتمس من‬
‫فضل ال عزوجل فمر برجل ميت على ظهر الطريق من أحسن ما يكون‬
‫هيئة فقال‪ :‬ما اريد تجارة بعد هذا أن آخذه واغسله وأكفنه وأصلي عليه‬
‫وأقبره ! ففعل فأنفق عليه ثمانين درهما وبقيت معه عشرون درهما فخرج‬
‫على وجهه يلتمس به من فضل ال‪ .‬فاستقبله شخص فقال‪ :‬أين تريد يا‬
‫عبد ال ؟ فقال‪ :‬اريد ألتمس‪ ،‬قال‪ :‬وما معك شئ تلتمس به من فضل ال ؟‬
‫قال‪ :‬نعم معي عشرون درهما قال‪ :‬وأين يقع منك عشرون درهما ؟ قال‪:‬‬
‫إن ال تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك فيه قال‪ :‬صدقت‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬فأرشدك وتشركني ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فان أهل هذا الدار يضيفونك ثلثا‬
‫فاستضفهم فانه كلما جاءك الخادم معه هر أسود فقل له‪ :‬تبيع هذا الهر‬
‫وألح عليه فانك ستضجره فيقول‪ :‬أبيعك هو بعشرين درهما‪ ،‬فإذا باعك هو‬
‫فاعطه العشرين درهم‪ ،‬وخذه فاذبحه وخذ رأسه فأحرقه ثم خذ دماغه‪ .‬ثم‬
‫توجه إلى مدينة كذا وكذا فان ملكهم أعمى فأخبرهم أنك تعالجه ول يرهبنك‬
‫ما ترى من القتل والمصلبين‪ ،‬فان اولئك كان يختبرهم على علجه‬

‫]‪[416‬‬

‫فإذا لم ير شيئا قتلهم قل تهولنك‪ ،‬وأخبر بأنك تعاجله واشترط عليه فعالجه ول تزده‬
‫أول يوم من كحلة فانه سيقول لك‪ :‬زدني فل تفعل ثم اكحله من الغد اخرى‬
‫فانك سترى ما تحب فيقول لك زدني فل تفعل فإذا كان الثالث فاكحله فانك‬
‫سترى ما تحبه فيقول ذلك زدني فل تفعل‪ ،‬فلما أن فعل ذلك برأ فقال أفدتني‬
‫ملكي و رددنه علي وقد زوجتك ابنتي قال‪ :‬إن لي اما قال فأقم معي ما بدا‬
‫لك فإذا أردت الخروج فاخرج‪ .‬قال‪ :‬فأقام في ملكه سنة يدبره بأحسن تدبير‬
‫وأحسن سيرة‪ ،‬فلما أن حال عليه الحول قال له‪ :‬إني اريد النصراف فلم‬
‫يدع شيئا إل زوده من كراع وغنم وآنية ومتاع ثم خرج حتى انتهى إلى‬
‫الموضع الذي رأى فيه الرجل‪ ،‬فإذا الرجل قاعد على حاله‪ ،‬فقال‪ :‬ما وفيت‬
‫فقال الرجل فاجعلني في حل مما مضى قال‪ :‬ثم جمع الشياء ففرقها فرقتين‬
‫ثم قال تخير فتخير أحدهما ثم قال وفيت ؟ قال‪ :‬ل قال‪ :‬ولم ؟ قال المرأة مما‬
‫أصبت قال‪ :‬صدقت فخذ ما في يدي لك مكان المرأة‪ ،‬قال ل‪ ،‬ول آخذ ما‬
‫ليس لي ول أتكثر به‪ ،‬قال‪ :‬فوضع على رأسها المنشار ثم قال أجد ؟ )‪(1‬‬
‫فقال‪ :‬قد وفيت‪ ،‬وكلما معك وكلما جئت به فهو لك‪ ،‬وإنما بعثني ال تبارك‬
‫وتعالى لكافيك عن الميت الذي كان على الطريق فهذا مكافاتك عليه )‪.(2‬‬
‫‪ - 35‬نهج‪ :‬ومن كلم له عليه السلم وليس لواضع المعروف في غير حقه‬
‫وعند غير أهله من الحظ فيما أتى إل محمدة اللئام‪ ،‬وثناء الشرار‪ ،‬ومقالة‬
‫الجهال مادام منعما عليهم‪ :‬ما أجود يده‪ ،‬وهو عن ذات ال بخيل‪ ،‬فمن آتاه‬
‫ال مال فليصل به القرابة‪ ،‬وليحسن منه الضيافة وليفك به السير‬
‫والعاني‪ ،‬وليعط منه الفقير والغارم وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب‬
‫ابتغاء الثواب فان فوزا بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا‪ ،‬ودرك فضائل‬
‫الخرة )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬المنشار آلة حديدية ذات أسنان يجذ ‪ -‬أي يقطع ‪ -‬بها الخشاب والشجار‪(2) .‬‬
‫الختصاص‪ (3) .214 :‬نهج البلغة ج ‪ 1‬ص ‪.278‬‬

‫]‪[417‬‬

‫‪ - 36‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أحمد بن عبد الرحيم‪ ،‬عن إسماعيل ابن‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده إسحاق‪ ،‬عن أخيه موسى بن جعفر‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬استتمام‬
‫المعروف أفضل من ابتدائه )‪ - 37 .(1‬ما‪ :‬الحسين بن عبيد ال‬
‫الغضائري‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن همام عن عبد ال الحميري‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال للمفضل بن عمر‪ :‬يا مفضل إذا أرت أن تعلم‬
‫أشقيا الرجل أم سعيدا فانظر بره ومعروفه إلى من يصنعه ؟ فان صنعه إلى‬
‫من هو أهله فاعلم أنه إلى خير يصير‪ ،‬وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعل‬
‫أنه ليس له عند ال خير )‪ - 38 .(2‬الدرة الباهرة‪ :‬عن الحسن بن علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬المعروف ما لم يتقدمه مطل‪ ،‬ولم يتعقبه من‪ ،‬والبخل أن‬
‫يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا وقال عليه السلم‪ :‬من عدد‬
‫نعمه محق كرمه وقال عليه السلم النجاز دوام الكرم‪ - 39 .‬نهج‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل يزهدنك في المعروف من ل يشكره لك فقد‬
‫يشكرك عليه من ل يستمتع بشئ منه وقد تدرك من شكر الشاكر أكثر‬
‫عما ؟ أضاع الكافر‪ ،‬وال يحب المحسنين )‪ .(3‬وقال عليه السلم من ظن‬
‫بك خيرا فصدق ظنه )‪ .(4‬وقال عليه السلم لجابر بن عبد ال النصاري‪:‬‬
‫يا جابر قوام الدنيا بأربعة‪ :‬عالم مستعمل علمه‪ ،‬وجاهل ل يستنكف أن‬
‫يتعلم‪ ،‬وجواد ل يبخل بمعروفه‪ ،‬وفقير ل يبيع آخرته بدنياه‪ ،‬فإذا ضيع‬
‫العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم‪ ،‬وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير‬
‫آخرته بدنياه‪ ،‬يا جابر من كثرت نعم ال عليه كثرت حوائج الناس‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ (2) .209 :2‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .257‬نهج‬
‫البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .190‬المصدر‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪.199‬‬
‫]‪[418‬‬

‫إليه‪ ،‬فمن قام ل فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء‪ ،‬ومن لم يقم ل فيها بما‬
‫يجب عرضها للزوال والفناء )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬إن ل تعالى عبادا‬
‫يختصهم بالنعم لمنافع العباد‪ ،‬فيقرها في أيديهم ما بذلوها‪ ،‬فإذا منعوها‬
‫نزعها منهم ثم حولها إلى غيرهم )‪ .(2‬وقال عليه السلم لغالب بن‬
‫صعصعة أبي الفرزدق في كلم دار بينهما‪ :‬ما فعلت إبلك الكثيرة ؟ فقال‬
‫ذعذعتها الحقوق يا أمير المؤمنين ! فقال‪ :‬ذاك أحمد سبلها )‪ .(3‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬يأتي على الناس زمان عضوض يعض الموسر علي ما في‬
‫يديه‪ ،‬و لم يؤمر بذلك‪ ،‬قال ال تعالى " ول تنسوا الفضل بينكم " ; ينهد‬
‫فيه الشرار‪ ،‬و يستذل الخيار‪ ،‬ويبايع المضطرون‪ ،‬وقد نهى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله عن بيع المضطرين )‪ - 40 .(4‬كتاب المامة‬
‫والتبصرة‪ :‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله‬
‫علي بن محمد‪ ،‬عن عمر بن عثمان الخزاز‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪،‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله زينة العلم الحسان‪ - 41 .‬ختص‪ :‬قال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الخرة‪ ،‬يقال لهم‪ :‬إن‬
‫ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم و ]اصطناع[ المعروف‬
‫واجب على كل أحد بقلبه ولسانه ويديه‪ ،‬فمن لم يقدر على اصطناع‬
‫المعروف بيده فبقلبه ولسانه‪ ،‬فمن لم يقدر عليه بلسانه فلينوه بقلبه‪(5) .‬‬
‫‪ - 42‬ين‪ :‬ابن أبي البلد‪ ،‬عن إبراهيم بن عباد قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .333‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .245‬المصدر ج ‪249‬‬
‫‪ 2‬وذعذعة المال‪ :‬تفريقه‪ (4) .‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ 254‬والنهد‪ :‬النهوض‪.‬‬
‫)‪ (5‬الختصاص ص ‪.241‬‬

‫]‪[419‬‬

‫الصنيعة ل تكون إل عند ذي حسب أو دين‪ - 43 .‬ين‪ :‬ابن أبي البلد‪ ،‬عمن أخبره‪،‬‬
‫عن بعض الفقهاء قال‪ :‬يوقف فقراء المؤمنين يوم القيامة فيقول لهم الرب‬
‫تبارك وتعالى‪ :‬أما إني لم أفقركم من هوانكم علي ولكن أفقرتكم لبلوكم‪،‬‬
‫انطلقوا فل يبقى أحد صنع إليكم معروفا في الدنيا إل أخذتم بيده فأدخلتموه‬
‫الجنة‪ - 44 .‬ين‪ :‬ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬اصنع المعروف إلى من هو أهله‪ ،‬ومن ليس هو أهله‪ ،‬فان لم‬
‫يكن هو أهله‪ ،‬فأنت أهله‪ - 45 .‬ين‪ :‬ابن سنان‪ ،‬عن الرقي‪ ،‬عن الثمالي‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل جعل للمعروف أهل من‬
‫خلقه حبب إليهم المعروف‪ ،‬وحبب إليهم فعاله‪ ،‬وأوجب على طلب‬
‫المعروف الطلب إليهم‪ ،‬ويسر عليهم قضاءه كما يسر الغيث إلى الرض‬
‫المجدبة ليحييها ويحيى أهلها ; وإن ال جعل للمعروف أعداء من خلقه‬
‫بغض إليهم المعروف‪ ،‬وبغض إليهم فعاله وحظر على طلب المعروف‬
‫الطلب إليهم وحظر عليهم قضاءه كما يحظر الغيث على الرض المجدبة‬
‫ليهلك به أهلها وما يعفو ال عنه أكثر‪ - 46 .‬ين‪ :‬بعض أصحابنا‪ ،‬عن‬
‫القاسم بن محمد‪ ،‬عن إسحاق بن إبراهيم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إن ال خلق خلقا من عباده فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم بذلك‪.‬‬
‫‪ - 47‬اعلم الدين‪ :‬قال المفضل بن عمر للصادق عليه السلم‪ :‬أحب أن‬
‫أعرف علمة قبولي عند ال‪ ،‬فقال له‪ :‬علمة قبول العبد عند ال أن يصيب‬
‫بمعروفه مواضعه فان لم يكن كذلك فليس كذلك‪.‬‬

‫]‪[420‬‬

‫وقال الصادق عليه السلم‪ :‬ما توسل إلي أحد بوسيلة أحب إلي من إذكاري بنعمة‬
‫سلفت مني إليه اعيدها إليه‪ - 48 .‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن الحسن بن‬
‫حمزة العلوي‪ ،‬عن علي ابن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون‬
‫بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صلة الفاجر ل تكاد تصل‬
‫إل إلى فاجر مثله‪ .‬بسمه تعالى إلى هنا انتهى الجزء الول من المجلد‬
‫السادس عشر‪ ،‬وهو الجزء الواحد والسبعون حسب تجزئتنا يحوى على‬
‫ثلثين بابا من أبواب آداب العشرة‪ .‬ولقد بذلنا الجهد في تصحيحها‬
‫وتنميقها حسب الجهد والطاقة‪ ،‬فخرج بعون ال ومشيئته نقيا من الغلط‬
‫إل نزرا زهيدا زاغ عنه البصر وكل عنه النظر ل يكاد يخفى على الناظر‬
‫البصير ومن ال العصمة والتوفيق‪ .‬السيد ابراهيم الميانجى ‪ -‬محمد الباقر‬
‫البهبودى‬

‫]‪[421‬‬

‫كلمة المصحح‪ - :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل‪ ،‬والصلة والسلم على رسول‬
‫ال‪ ،‬وعلى آله أصفياء ال‪ .‬وبعد‪ :‬فمن أعظم منن ال العزيز ‪ -‬وله الشكر‬
‫والمنة ‪ -‬ان استعملنا للقيام بخدمة الدين القويم‪ ،‬ووفقنا لتحقيق آثاره‬
‫القيم‪ ،‬وترويج تراثه الذهبي الخالد بصورة نفيسة رائقة‪ ،‬فال العزيز‬
‫المنان نسأل أن يعصمنا من الخطاء والزلل عند ما نسعى وراء هذه البغية‪،‬‬
‫وأن يهدينا بفضله وكرمه إلى الحق المبين‪ ،‬إن ربي على صراط مستقيم‪.‬‬
‫ومما وفقنا لتحقيقه وتصحيحه وتبريزه ؟ إلى الملء الثقافي الديني‪ ،‬هذا‬
‫الجزء من بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار‪ ،‬صلوات ال‬
‫عليهم‪ ،‬و هو الجزء الول من المجلد السادس عشر يحوي على ثلثين بابا‬
‫من أبواب كتاب العشرة‪ ،‬في آداب المعاشرة بين الباء والبناء والولد‬
‫وذوي الرحام والخدم والمماليك والمؤمنين والمستضعفين وغيرهم‪،‬‬
‫وحقوق كل واحد منهم على صاحبه وما يناسب ذلك من المطالب والفوائد‬
‫الجليلة‪ ،‬والمباحث النافعة الكثيرة التي ستمرون عليها في طي أجزائه‪.‬‬
‫لفتة نظر‪ - :‬ول بد ههنا ان نلفت نظر القاري الكريم إلى مسلكنا في‬
‫تصحيح هذا الجزء والجزاء التالية له‪ ،‬وهكذا في التعليق والتحقيق‪ ،‬حيث‬
‫ان المجلد السادس عشر من المجلدات التسعة التي لم يخرج في عهد‬
‫المؤلف العلمة إلى البياض‪ ،‬ولذلك يمر القاري الكريم كثيرا ما على خلل‬
‫ونواقص لم ترتفع‪ ،‬ومشكلت وغوامض‬

‫]‪[422‬‬

‫لم يبين في متن الكتاب على نحو ما كان يبين في سائر الجزاء‪ .‬من ذلك أن المؤلف‬
‫العلمة قدس سره فيما أصدر من أجزاء الكتاب بنفسه إلى البراز وأخرجها‬
‫من المسودة إلى البياض كان يختار من الحاديث المتكررة بمضمونها‬
‫وسندها حديثا واحدا‪ ،‬لكنه يذكر في صدر الحديث رمز مصادره المتعددة‬
‫مشيرا بذلك أن الحديث بهذا السند وهذا اللفظ يوجد في هذه المصادر‬
‫المتعددة وإن كان في لفظها أدنى اختلف أو زيادة أو نقيصة‪ ،‬كان اللفظ‬
‫للمصدر الذي ذكر رمزه آخرا ملصقا بالحديث ‪ -‬على ما تتبعته في أثناء‬
‫تخريج الحاديث ‪ -‬وذلك كالحاديث المستخرجة من كتب الصدوق مثل‬
‫إكمال الدين وعلل الشرائع‪ ،‬أو غيره ككتاب الكافي والبصائر والختصاص‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬على ما قد عرفت في المجلدات السابقة‪ .‬وإذا وجد ‪ -‬ره ‪ -‬حديثا‬
‫متحدا بمضمونه‪ ،‬مختلفا في سنده ‪ -‬كل أو بعضا ‪ -‬في مصادر متعددة‬
‫يختار أحد المصادر وينقل لفظ الحديث منه‪ ،‬ثم بعد تمام الحديث يذكر سائر‬
‫المصادر مع سند الحديث حتى يتفق إسنادها‪ ،‬قائل بعد ذلك‪ :‬مثله‪ .‬كل ذلك‬
‫حذرا من التكرار‪ .‬ثم هو قدس سره ‪ -‬إذا كان في لفظ الحديث أو سنده‬
‫مشكلة تحتاج إلى التوضيح والبيان‪ ،‬تابعه بكلمه الفصل‪ ،‬وبيانه الشافي‬
‫الجزل‪ ،‬وذلك بعد تحقيق لفظ الحديث وسنده وتصحيح ألفاظه المصحفة‪.‬‬
‫لكن القارئ الكريم إذا اطلع على أبواب هذا المجلد يراه على خلف ما‬
‫شرحناه ففي كل باب أحاديث متكررة بلفظها وسندها‪ ،‬أو بلفظها فقط‪ ،‬غير‬
‫أنها من مصادر مختلفة شتى‪ ،‬من دون أن يرى في المتن لمشكلتها‬
‫توضيحا أو الغرائب ألفاظها بيانا اللهم إل بعد نقل الحاديث من كافي‬
‫الكليني ‪ -‬رضوان ال عليه ‪ -‬فانه يجد في ذيلها شرح المصنف العلمة ‪-‬‬
‫قدس سره ‪ -‬منقولة من كتابه مرآت العقول من دون أن يتصرف فيها بما‬
‫يناسب هذا الكتاب‪ ،‬فيرى أن لشارح العلمة يقول قد‬
‫]‪[423‬‬

‫مر شرح هذا المرام في باب فلن أو سيأتي في باب فلن‪ ،‬وإنما أراد بذلك أبواب‬
‫كتاب الكافي ل أبواب كتاب اليمان والكفر من البحار‪ ،‬لكنا سددنا هذه‬
‫الخلة في الذيل كغيرها من الخلل بحيث يرتفع العمى من البين راجع ص‬
‫‪ 60‬و ‪ 61‬و ‪ 123‬و ‪ 137‬و ‪ 170‬وغيرها هذه حال تلك المجلدات التسعة‬
‫التي لم يخرج في عهد المؤلف العلمة إلى البياض ومنها المجلد السادس‬
‫عشر ‪ -‬فتراها مرعى ول كالسعدانة‪ ،‬وبذلك يعرف كل باحث خبير فضل‬
‫مؤلفه العلمة المجلسي رضوان ال عليه ومبلغ جهده في ذلك‪ .‬ولكن‬
‫معذلك كله حق علينا بل وعلى العلماء الناظرين في هذه المجلدات التسع‬
‫أن يشكر فضل محرره الثاني وهو العالم النحرير المرزا عبد ال الفندي‬
‫تلميذ المؤلف العلمة المجلسي ‪ -‬قدس سره ‪ -‬فقد قاسى كل مرارة دون‬
‫تبييض هذه المجلدات وتحقيقها وتنسيقها ونقل بيانات المؤلف العلمة من‬
‫كتابه مرآت العقول وإن لم يكن ما أصدره طبقا لسيرة المصنف قدس سره‬
‫كما عرفت‪ .‬قال العلمة النوري في كتابه " الفيض القدسي في ترجمة‬
‫العلمة المجلسي " بعد ما ذكر أجزاء البحار‪ :‬واعلم أن من المجلد‬
‫الخامس عشر إلى آخره غير مجلد الصلة والمزار لم يخرج من السواد‬
‫إلى البياض في عهده ‪ -‬رضوان ال عليه ‪ -‬ول يوجد فيها بيان الخبار‬
‫سوى بعض الخبار في الخامس عشر وأخبار الكافي في أبواب العشرة‪.‬‬
‫قال السيد الجليل السيد عبد ال سبط المحدث الفاضل السيد نعمة ال‬
‫الجزائري في إجازته الكبيرة في ترجمة شيخه السيد النبيل المحقق‬
‫المحدث السيد نصرال بن الحسين الموسوي الحائري الشهيد‪ :‬وكان آية‬
‫في الفهم والذكاء وحسن التقرير وفصاحة التعبير‪ .....‬إلى أن قال‪ :‬وكان‬
‫حريصا على جمع الكتب موفقا في تحصيلها‪ .‬وحدثني أنه اشترى في‬
‫إصبهان زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة بثمن‬

‫]‪[424‬‬

‫بخس دراهم معدودة ورأيت عنده من الكتب الغريبة ما لم أرعند غيره من جملتها‬
‫تمام مجلدات بحار النوار‪ ،‬فان الموجود المتداول منها كتاب العقل‬
‫والعلم‪ ......‬إلى أن قال ‪ -‬وأما بقية الكتب مثل كتاب القرآن والدعاء وكتاب‬
‫الزي والتجمل وكتاب العشرة وكتاب الجازات وتتمة الفروع‪ ،‬فيقال‪ :‬إنها‬
‫بقيت في المسودة لم تخرج إلى البياض‪ .‬فسألته عن مأخذها فقال‪ :‬إن‬
‫الميرزا عبد ال بن عيسى الفندي ‪ -‬ره ‪ -‬كان له اختصاص ببعض ورثة‬
‫المولى المجلسي‪ ،‬وهو الذي قد صارت هذه الجزاء في سهمه عند تقسيم‬
‫الكتب بينهم‪ ،‬فاستعارها منه ونقله إلى البياض بنفسه‪ ،‬لنها كانت‬
‫مغشوشة جدا ل يقدر كل كاتب على نقلها صحيحا‪ ،‬وكان يستتر بها مدة‬
‫حياته‪ ،‬ومن ثم لم تنتسخ ولم تشتهر‪ .‬ثم لما قسمت كتب الميرزا عبد ال‬
‫بين ورثته‪ ،‬وحصل لي اختصاص بالذي وقعت هذه الكتب في سهمه‬
‫ساومته أول بالبيع فلما لم يرض استعرتها منه واستكتبتها وكنت يومئذ ل‬
‫أملك درهما واحدا‪ .‬فسخر ال رجل من ذوي المروءات ببذل المؤنة كلها‬
‫حتى تمت انتهى‪ .‬ويشهد لما ذكره أن في أول جملة من نسخ المجلدات‬
‫هكذا‪ " :‬أما بعد فهذا المجلد‪ .....‬من بحار النوار تأليف الستاد الستناد‬
‫المولى محمد باقر " وهذا الصطلح من الميرزا عبد ال المذكور في‬
‫كتابه رياض العلماء فراجع‪ ،‬انتهى كلم العلمة النوري قدس سره‪* * * .‬‬
‫أقول‪ :‬لكن الظاهر من سياق المجلد الخامس عشر‪ ،‬وسبك تأليفه وانطباقه‬
‫على سائر المجلدات المبيضة بتحرير يده قدس سره‪ ،‬أن هذا المجلد أيضا‬
‫مما خرج إلى البياض في عهد المؤلف وتحت عنايته وإشرافه ولقد عثرنا‬
‫بفضل ال و توفيقه على شطر من نسخته الصيلة بخط يد المؤلف رحمه‬
‫ال ‪ -‬وهو من جزئه الثاني من أجزائه الثلثة المعروفة ‪ -‬في خزانة كتب‬
‫الحبر الفاضل الشيخ حسن المصطفوى دام إفضاله‪ ،‬وهو محرر كسائر‬
‫نسخ الصل‪.‬‬

‫]‪[425‬‬

‫مسلكنا في التصحيح‪ - :‬اعتمدنا في تصحيح الحاديث وتحقيق متونها على النسخة‬


‫المطبوعة المصححة بعناية جمع من الفضلء‪ ،‬المشهورة بطبعة الكمباني‪،‬‬
‫بعد تخريج أحاديثه من المصادر وعرضها ومقابلتها‪ ،‬وتعيين موضع‬
‫النص منها‪ ،‬ال ما شذ وندر كالمخطوطات‪ .‬ولما مر آنفا من كون أحاديث‬
‫كل باب مكررة غالبا‪ ،‬تيسر لنا بذلك تصحيح بعض الحاديث ببعض‪،‬‬
‫ومقابلة بعض على بعض كما في ص ‪ 82‬و ‪ 83‬و ‪ 84‬و ‪ .235‬لكنا لم‬
‫نتعرض لبيان مشكلتها وتوضيح غرائبها إل إذا لم تكن موضحة مبينة في‬
‫ذيل أحاديث الكافي المتحدة مضمونها بل لفظها وسندها معها‪ ،‬فعلى‬
‫القارئ الكريم مطالعة الحاديث المستخرجة من الكافي أول ثم مراجعة‬
‫سائر الحاديث المستخرجة‪ * * * .‬أقول‪ :‬لكن الظاهر من سياق المجلد‬
‫الخامس عشر‪ ،‬وسبك تأليفه وانطباقه على سائر المجلدات المبيضة‬
‫بتحرير يده قدس سره‪ ،‬أن هذا المجلد أيضا مما خرج إلى البياض في عهد‬
‫المؤلف وتحت عنايته وإشرافه ولقد عثرنا بفضل ال و توفيقه على شطر‬
‫من نسخته الصيلة بخط يد المؤلف رحمه ال ‪ -‬وهو من جزئه الثاني من‬
‫أجزائه الثلثة المعروفة ‪ -‬في خزانة كتب الحبر الفاضل الشيخ حسن‬
‫المصطفوى دام إفضاله‪ ،‬وهو محرر كسائر نسخ الصل‪.‬‬

‫]‪[425‬‬
‫مسلكنا في التصحيح‪ - :‬اعتمدنا في تصحيح الحاديث وتحقيق متونها على النسخة‬
‫المطبوعة المصححة بعناية جمع من الفضلء‪ ،‬المشهورة بطبعة الكمباني‪،‬‬
‫بعد تخريج أحاديثه من المصادر وعرضها ومقابلتها‪ ،‬وتعيين موضع‬
‫النص منها‪ ،‬ال ما شذ وندر كالمخطوطات‪ .‬ولما مر آنفا من كون أحاديث‬
‫كل باب مكررة غالبا‪ ،‬تيسر لنا بذلك تصحيح بعض الحاديث ببعض‪،‬‬
‫ومقابلة بعض على بعض كما في ص ‪ 82‬و ‪ 83‬و ‪ 84‬و ‪ .235‬لكنا لم‬
‫نتعرض لبيان مشكلتها وتوضيح غرائبها إل إذا لم تكن موضحة مبينة في‬
‫ذيل أحاديث الكافي المتحدة مضمونها بل لفظها وسندها معها‪ ،‬فعلى‬
‫القارئ الكريم مطالعة الحاديث المستخرجة من الكافي أول ثم مراجعة‬
‫سائر الحاديث المستخرجة‪ .‬وإنما سلكنا هذا المسلك حذرا من تكرار‬
‫التعاليق في ذيل كل حديث‪ .‬نرجو من ال العزيز أن يوفقنا لخراج سائر‬
‫الجزاء بمنه وكرمه‪ ،‬وأن يعصمنا من الخطاء والزلل‪ ،‬إنه ولي العصمة‬
‫والتوفيق‪ .‬محمد الباقر البهبودى صفر المظفر ‪1386‬‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like