Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار بحار النوار الجامعة لدرر أخبار
الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر المة المولى الشيخ محمد
باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الحادي والسبعون مؤسسة
الوفاء بيروت -لبنان كافة الحقوق محفوظة ومسجلة الطبعة الثانية
المصححة 1403ه 1983 -م مؤسسة الوفاء -بيروت -لبنان -ص ب:
- 1457هاتف386868 :
][1
بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين * والصلة والسلم على خير خلقه
* وخليفته على بريته بحقه * ثم على أهل بيته وعترته * وآله وذريته:
الذين أذهب ال عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .أما بعد :فهذا هو المجلد
السادس عشر من جملة مجلدات بحار النوار تأليف المستغرق في تيار
بحار رحمة ال الملك الولي مولنا محمد باقر بن محمد تقي المجلسي ).(1
وهذا المجلد قد كان داخل أول في جملة أجزاء كتاب اليمان والكفر الذي
كان هو المجلد الخامس عشر من البحار ،ثم جعله برأسه لكثرة مباحثه
كتابا آخر ووضعه عن كتاب اليمان والكفر ،وجعله مجلدا عل حدة ،ولذلك
قد صار مجلدات بحار النوار ستا و عشرين كما صرح به نفسه رضي ال
عنه في أول كتاب اليمان والكفر المذكور .وبالجملة فهذا المجلد يشتمل
على كتاب العشرة بين الباء والولد ،و ذوي الرحام ،والخدم والمماليك
والمؤمنين وغيرهم وحقوق كل واحد منهم على صاحبه وما يناسب ذلك
من المطالب والفوائد الجليلة.
) (1انتقل المؤلف العلمة الى تيار بحار رحمة ال قبل أن يخرج هذا المجلد الى
البياض فاعتنى بعده تلميذه المرزا عبد ال أفندى بجمع المسودات
وجعلها في جزئين وأخرجها الى البياض وهذا شروع في الجزء الول
من المجلد السادس عشر من بحار النوار فل تغفل.
][2
)) * (1باب( * * " )جوامع الحقوق( " * - 1ل :علي بن أحمد بن موسى ،عن
محمد السدي ،عن جعفر بن مالك الفزاري ،عن خيران بن داهر ،عن
أحمد بن علي بن سليمان الجبلي ،عن أبيه ،عن محمد ابن علي ،عن محمد
بن فضيل ،عن أبي حمزة الثمالي قال :هذه رسالة علي بن الحسين عليه
السلم إلى بعض أصحابه :اعلم أن ل عزوجل عليك حقوقا محيطة بك في
كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها ،أو حال حلتها أو منزلة نزلتها أو
جارحة قلبتها أو آلة تصرفت فيها .فأكبر حقوق ال تعالى عليك ما أوجب
عليك لنفسه من حقه الذي هو أصل الحقوق ،ثم ما أوجب ال عزوجل
عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك ،على اختلف جوارحك ،فجعل عزوجل
للسانك عليك حقا ،ولسمعك عليك حقا ،ولبصرك عليك حقا ،وليدك عليك
حقا ،ولرجلك عليك حقا ،ولبطنك عليك حقا ،ولفرجك عليك حقا ،فهذه
الجوارح السبع التي بها تكون الفعال .ثم جعل عزوجل لفعالك عليك
حقوقا :فجعل لصلتك عليك حقا ،و لصومك عليك حقا ،ولصدقتك عليك
حقا ،ولهديك عليك حقا ،ولفعالك عليك حقوقا ،ثم يخرج الحقوق منك إلى
غيرك من ذوي الحقوق عليك فأوجبها عليك حقوق أئمتك ثم حقوق رعيتك
ثم حقوق رحمك .فهذه حقوق يتشعب منها حقوق ،فحقوق أئمتك ثلثة:
أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان ،ثم حق سائسك بالعلم ،ثم حق سائسك
بالملك.
][3
وحقوق رعيتك ثلثة أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان ،ثم حق رعيتك بالعلم فان
الجاهل رعية العالم ،ثم حق رعيتك بالملك ،من الزواج وما ملكت اليمان.
وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة وأوجبها عليك
حق امك ثم حق أبيك ثم حق ولدك ثم حق أخيك ،ثم القرب فالقرب
والولى فالولى .ثم حق مولك المنعم عليك ثم حق مولك الجارية نعمته
عليك ،ثم حق ذوي المعروف لديك ،ثم حق مؤذنك لصلتك ،ثم حق إمامك
في صلتك ثم حق جليسك ،ثم حق جارك ،ثم حق صاحبك ،ثم حق شريكك،
ثم حق مالك ،ثم حق غريمك الذي تطالبه ،ثم حق غريمك الذي يطالبك )(1
ثم حق خليطك ثم حق خصمك المدعي عليك ثم حق خصمك الذي تدعي
عليه .ثم حق مستشيرك ،ثم حق المشير عليك ،ثم حق مستنصحك ثم حق
الناصح لك ثم حق من هو أكبر منك ،ثم حق من هو أصغر منك ،ثم حق
سائلك ،ثم حق من سألته ،ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو
فعل عن تعمد منه أو غير تعمد ،ثم حق أهل ملتك عليك ،ثم حق أهل ذمتك
ثم الحقوق الجارية ) (2بقدر علل الحوال ،وتصرف السباب ،فطوبى لمن
أعانه ال على ما أوجب عليه من حقوقه ،ووفقه لذلك وسدده .فأما حق
ال الكبر عليك فأن تعبده ل تشرك به شيئا ،فإذا فعلت ذلك باخلص ،جعل
لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والخرة .وحق نفسك عليك أن تستعملها
بطاعة ال عزوجل فتؤدي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه ،وإلى بصرك
حقه ،وإلى يدك حقها ،وإلى رجلك حقها ،و إلى بطنك حقه ،وإلى فرجك
حقه ،وتستعين بال على ذلك .وحق اللسان إكرامه عن الخنى وتعويده
الخير ،وترك الفضول التي ل فائدة
][4
فيها ،والبر بالناس وحسن القول فيهم .وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة
وسماع ما ل يحل سماعه .وحق البصر أن تغمضه عما ل يحل لك ،وتعتبر
بالنظر به .وحق يدك أن ل تبسطها إلى ما ل يحل لك .وحق رجليك أن ل
تمشي بهما إلى ما ل يحل لك فيهما ،تقف على الصراط فانظر أن ل تزل بك
فتتردى في النار .وحق بطنك أن ل تجعله وعاء للحرام ،ول تزيد على
الشبع .وحق فرجك أن تحصنه عن الزناء ،وتحفظه من أن ينظر إليه.
وحق الصلة أن تعلم أنها وفادة إلى ال عزوجل وأنك فيها قائم بين يدي
ال عزوجل فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير ،الراغب الراهب،
الراجي الخائف المستكين المتضرع ،المعظم لمن كان بين يديه بالسكون
والوقار ،وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها .وحق الحج أن
تعلم أنه وفادة إلى ربك ،وفرار إليه من ذنوبك ،وبه قبول توبتك ،وقضاء
الفرض الذي أوجبه ال عليك .وحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه ال
على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ،ليسترك به من النار ،فان
تركت الصوم خرقت ستر ال عليك .وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند
ربك عزوجل ووديعتك التي ل تحتاج إلى الشهاد عليها ،وكنت بما
تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علنية وتعلم أنها تدفع البليا
والسقام عنك في الدنيا ،وتدفع عنك النار في الخرة .وحق الهدي أن تريد
به ال عزوجل ول تريد به خلقه ول تريد به إل التعرض لرحمة ال ونجاة
روحك يوم تلقاه .وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك
بما جعل ال عزوجل له عليك من السلطان ،وأن عليك أن ل تتعرض
لسخطه ،فتلقي بيديك إلى
][5
التهلكة ،وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء .وحق سائسك بالعلم التعظيم له،
والتوقير لمجلسه ،وحسن الستماع إليه ،و القبال عليه ،وأن ل ترفع
عليه صوتك ،ول تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب،
ول تحدث في مجلسه أحدا ول تغتاب عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر
عندك بسوء وأن تستر عيوبه ) (1وتظهر مناقبه ول تجالس له عدوا ول
تعادي له وليا فإذا فعلت ذلك شهد لك ملئكة ال بأنك قصدته ،وتعلمت
علمه ل جل اسمه ل للناس .فأما حق سائسك بالملك فأن تطيعه ول
تعصيه إل فيما يسخط ال عزوجل فانه لطاعة لمخلوق في معصية
الخالق .وأما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم
وقوتك فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم ،وتغفر لهم جهلهم،
ول تعاجلهم بالعقوبة ،وتشكر ال عزوجل على ما آتاك من القوة عليهم.
وأما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن ال عزوجل إنما جعلك قيما لهم فيما
آتاك من العلم وفتح لك من خزائنه ) (2فان أحسنت في تعليم الناس ،ولم
تخرق بهم ،ولم تضجر عليهم ،زادك ال من فضله ،وإن أنت منعت الناس
علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على ال عزوجل أن
يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك .وأما حق الزوجة فأن تعلم
أن ال عزوجل جعلها لك سكنا وانسا فتعلم أن ذلك نعمة من ال عليك
فتكرمها وترفق بها ،وإن كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها
لنها أسيرك وتطعمها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها .وأما حق مملوكك
فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وامك ولحمك و دمك تملكه ،ل أنت )(3
صنعته من دون ال ول خلقت شيئا من جوارحه ،ول أخرجت
) (1عورته خ ل (2) .خزانة الحكمة خ ل (3) .في المطبوعة :لم تملكه لنك.
][6
له رزقا ولكن ال عزوجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه،
ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إيه كما أحسن ال إليك ،وإن
كرهته استبدلت به ،ولم تعذب خلق ال عزوجل ول قوة إل بال .وأما حق
امك فأن تعلم أنها حملتك حيث ل يحتمل أحد أحدا ،وأعطتك من ثمرة قلبها
ما ل يعطي أحد أحدا ،ووقتك بجميع جوارحها ،ولم تبال أن تجوع
وتطعمك ،وتعطش ؟ وتسقيك ،وتعرى وتكسوك ،وتضحى وتظلك ،وتهجر
النوم لجلك ،ووقتك الحر والبرد ،لتكون لها ،فانك ل تطيق شكرها إل
بعون ال و توفيقه .وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك ،وأنه لوله لم تكن
فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه
فاحمد ال واشكره على قدر ذلك ول قوة إل بال .وأما حق ولدك فأن تعلم
أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره و شره ،وأنك مسؤول عما
وليته به من حسن الدب والدللة على ربه عزوجل والمعونة له على
طاعته ،فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الحسان إليه معاقب
على الساءة إليه .وأما حق أخيك فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك ،فل
تتخذه سلحا على معصية ال ول عدة للظلم لخلق ال ،ول تدع نصرته
على عدوه ،والنصيحة له فان أطاع ال وإل فليكن ال أكرم عليك منه ول
قوة إل بال .وأما حق مولك المنعم عليك فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله
وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وانسها ،فأطلقك من أسر
الملكة ،وفك عنك قيد العبودية ،وأخرجك من السجن ،وملكك نفسك،
وفرغك لعبادة ربك وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وموتك ،وأن
نصرته ) (1عليك واجبة بنفسك ،وما احتاج إليه منك ،ول قوة إل بال.
][7
وأما حق مولك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أن ال عزوجل جعل عتقك له وسيلة
إليه وحجابا لك من النار ،وأن ثوابك في العاجل ميراثه ،إذا لم يكن له رحم
مكافاة بما أنفقت من مالك ،وفى الجل الجنة .وأما حق ذي المعروف عليك
فأن تشكره وتذكر معروفه ،وتكسبه المقالة ) (1الحسنة ،وتخلص له
الدعاء فيما بينك وبين ال عزوجل فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا
وعلنية ،ثم إن قدرت على مكافأته يوما كافأته .وحق المؤذن أن تعلم أنه
مذكر لك ربك عزوجل ،وداع لك إلى حظك وعونك على قضاء فرض ال
عليك ،فاشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك .وحق إمامك في صلتك فأن
تعلم أنه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عزوجل وتكلم عنك ولم تتكلم
عنه ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول المقام بين يدي ال عزوجل ،فان كان
نقص كان به دونك ،وإن كان تماما كنت شريكه ،ولم يكن له عليك فضل،
فوقى نفسك بنفسه وصلتك بصلته فتشكر له على قدر ذلك .وأما حق
جليسك فأن تلين له جانبك ،وتنصفه في مجاراة اللفظ ،ول تقوم من
مجلسك إل باذنه ،ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنه ،وتنسى
زلته وتحفظ خيراته ،ول تسمعه إل خيرا .وأما حق جارك فحفظه غائبا
وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما ،ول تتبع له عورة ،فان علمت
عليه سوءا سترته عليه ،وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك
وبينه ،ول تسلمه عند شديدة ،وتقيل عثرته ،وتغفر ذنبه ،وتعاشره
معاشرة كريمة ،ول قوة إل بال .وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل
والنصاف ،وتكرمه كما يكرمك ول تدعه يسبق إلى مكرمة ،فان سبق
كافأته ،وتوده كما يؤدك ،وتزجره عما يهم به من معصية ،وكن عليه
رحمة ول تكن عليه عذابا ول قوة إل بال .وأما حق الشريك فان غاب
كفيته ،وإن حضر رعيته ،ول تحكم دون
][8
حكمه ،ول تعمل برأيك دون مناظرته ،وتحفظ عليه ماله ،ول تخونه فيما عز أو
هان من أمره فان يد ال تبارك وتعالى على أيدي الشريكين ما لم يتخاونا
ول قوة إل بال .وأما حق مالك فأن ل تأخذه إل من حله ،ول تنفقه إل في
وجهه ،ول تؤثر به على نفسك من ل يحمدك ،فاعمل فيه بطاعة ربك ول
تبخل به فتبوء بالحسرة و الندامة مع التبعة ول قوة إل بال .وأما حق
غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسرا أعطيته وإن كنت معسرا أرضيته
بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا .وحق الخليط أن ل تغره ول
تغشه ول تخدعه وتتقي ال تبارك وتعالى في أمره .وحق الخصم المدعي
عليك ،فان كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ،ولم تظلمه
وأوفيته حقه ،وإن كان ما يدعي به باطل رفقت به ولم تأت في أمره غير
الرفق ،ولم تسخط ربك في أمره ول قوة إل بال .وحق خصمك الذي تدعي
عليه إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته ،و لم تجحد حقه وإن كنت
مبطل في دعواك اتقيت ال عزوجل وتبت إليه وتركت الدعوى .وحق
المستشير إن علمت أن ) (1له رأيا أشرت عليه وإن لم تعلم أرشدته إلى
من يعلم .وحق المشير عليك أن ل تتهمه فيما ل يوافقك من رأيه وإن
وافقك حمدت ال عزوجل .وحق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة،
وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به .وحق الناصح أن تلين له جناحك
وتصغي إليه بسمعك ،فان أتى بالصواب حمدت ال عزوجل وإن لم يوافق
رجمته ؟ ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه
][9
بذلك إل أن يكون مستحقا للتهمة ،فل تعبأ بشئ من أمره على حال ول قوة إل بال.
وحق الكبير توقيره لسنه ،وإجلله لتقدمه في السلم قبلك ،وترك مقابلته
عند الخصام ،ول تسبقه إلى طريق ،ول تتقدمه ،ول تستجهله وإن جهل
عليك احتملته وأكرمته لحق السلم وحرمته .وحق الصغير رحمته في
تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له .وحق السائل
إعطاؤه على قدر حاجته .وحق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر
والمعرفة بفضله ،وإن منع فاقبل عذره .وحق من سرك ال تعالى به أن
تحمد ال عزوجل أول ثم تشكره .وحق من ساءك أن تعفو عنه وإن علمت
أن العفو يضر انتصرت قال ال تبارك وتعالى " ولمن انتصر من بعد ظلمه
فاولئك ما عليهم من سبيل " ) .(1وحق أهل ملتك إضمار السلمة لهم
والرحمة لهم ،والرفق بمسيئهم وتألفهم واستصلحهم ،وشكر محسنهم
وكف الذى عنهم ،وتحب لهم ما تحب لنفسك ،و تكره لهم ما تكره لنفسك،
وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك ،وشبابهم بمنزلة إخوتك ،وعجايزهم
بمنزلة امك ،والصغار بمنزلة أولدك .وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل ال
عزوجل ]منهم[ ول تظلمهم ما وفوا ل عزوجل بعهده ) .(2لى :ابن
موسى ،عن السدي ،عن البرمكي ،عن عبد ال بن أحمد ،عن إسماعيل
بن الفضل ،عن الثمالي ،عن سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلم
قال :حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة ال عزوجل وحق اللسان إكرامه
عن الختى إلى آخر الخبر ).(3
) (1الشورى (2) .40 :الخصال ج (3) .126 :2أمالى الصدوق 222 :الرقم.59 :
][10
- 2ف :رسالة علي بن الحسين عليه السلم المعروفة برسالة الحقوق :اعلم
رحمك ال أن ل عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة حركتها ،أو سكنة
سكنتها ،أو منزلة نزلتها ،أو جارحة قلبتها أو آلة تصرفت بها ،بعضها
أكبر من بعض وأكبر حقوق ال عليك ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى من
حقه الذي هو أصل الحقوق ومنه تفرع ،ثم ما أوجبه عليك لنفسك من
قرنك إلى قدمك على اختلف جوارحك فجعل لبصرك عليك حقا ،ولسمعك
عليك حقا ،وللسانك عليك حقا وليدك عليك حقا ،ولرجلك عليك حقا،
ولبطنك عليك حقا ]ولفرجك عليك حقا ،فهذه الجوارح السبع التي بها
تكون الفعال .ثم جعل عزوجل لفعالك حقوقا :فجعل لصلتك عليك حقا[،
ولصومك عليك حقا ،ولصدقتك عليك حقا ،ولهديك عليك حقا ،ولفعالك
عليك حقا .ثم تخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة
عليك ،وأوجبها عليك حقا أئمتك ثم حقوق رعيتك ،ثم حقوق رحمك .فهذه
حقوق يتشعب منها حقوق فحقوق أئمتك ثلثة أوجبها عليك حق سائسك
بالسلطان ،ثم ]حق[ سائسك بالعلم ،ثم حق سائسك بالملك وكل سائس إمام
وحقوق رعيتك ثلثة أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان ثم حق رعيتك
بالعلم فان الجاهل رعية العالم وحق رعيتك بالملك من الزواج وما ملكت
من اليمان وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة.
فأوجبها عليك حق امك ثم حق أبيك ،ثم حق ولدك ،ثم حق أخيك ثم القرب
فالقرب والول فالول ،ثم حق مولك المنعم عليك ،ثم حق مولك الجاري
نعمته عليك ،ثم حق ذي المعروف لديك ثم حق مؤذنك بالصلة ،ثم حق
إمامك في صلتك ،ثم حق جليسك ،ثم حق جارك ،ثم حق صاحبك ثم حق
شريكك ،ثم حق مالك ،ثم حق غريمك الذي تطالبه ،ثم حق غريمك الذي
يطالبك ،ثم حق خليطك ،ثم حق خصمك المدعي عليك ثم حق خصمك الذي
تدعي عليه ،ثم حق مستشيرك ،ثم حق المشير عليك
][11
ثم حق مستنصحك ،ثم حق الناصح لك ،ثم حق من هو أكبر منك ،ثم حق من هو
أصغر منك ،ثم حق سائلك ،ثم حق من سألته ،ثم حق من جرى لك على
يديه مساءة بقول أو فعل أو مسرة بذلك بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير
تعمد منه ثم حق أهل ملتك عامة ،ثم حق أهل الذمة ،ثم الحقوق الحادثة
بقدر علل الحوال وتصرف السباب فطوبى لمن أعانه ال على قضاء ما
أوجب عليه من حقوقه ووفقه وسدده .فأما حق ال الكبر فأنك تعبده ل
تشرك به شيئا ،فإذا فعلت ذلك باخلص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر
الدنيا والخرة ،ويحفظ لك ما تحب منها .وأما حق نفسك عليك فأن
تستوفيها في طاعة ال ،فتودي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه ،وإلى
بصرك حقه ،وإلى يدك حقها ،وإلى رجلك حقها ،وإلى بطنك حقه ،وإلى
فرجك حقه وتستعين بال على ذلك .وأما حق اللسان فاكرامه عن الخنى،
وتعويده الخير ،وحمله على الدب وإجمامه إل لموضع الحاجة والمنفعة
للدين والدنيا ،وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي ل يؤمن
ضررها مع قلة عائدتها ،ويعد شاهد العقل ،والدليل عليه وتزين العاقل
بعقله ]و[ حسن سيرته في لسانه ول قوة إل بال العلي العظيم .وأما حق
السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك إل لفوهة كريمة تحدث في
قلبك خيرا أو تكسبك خلقا كريما فإنه باب الكلم إلى القلب يودي إليه
ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ول قوة إل بال .وأما حق
بصرك فغضه عما ل يحل لك ،وترك ابتذاله إل لموضع عبرة ،تستقبل بها
بصرا أو تستفيد بها علما ،فان البصر باب العتبار .وأما حق رجليك فأن
ل تمشي بهما إلى ما ل يحل لك ،ول تجعلها مطيتك في الطريق المستخفة
بأهلها فيها ،فانها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين ،والسبق لك ول قوة إل
بال .وأما حق يدك فأن ل تبسطها إلى ما ل يحل لك فتنال بما تبسطها إليه
من ال العقوبة
][12
في الجل ،ومن الناس بلسان اللئمة في العاجل ،ول تقبضها مما افترض ال عليها
ولكن توقرها به :تقبضها عن كثير مما ل يحل لها ،وتبسطها بكثير مما
ليس عليها فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل وجب لها حسن الثواب
من ال في الجل .وأما حق بطنك فأن ل تجعله وعاء لقليل من الحرام ول
لكثير ،وأن تقتصد له في الحلل ول تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين
وذهاب المروة ،فان الشبع المنتهى بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة
ومقطعة عن كل بر وكرم وإن الرأي المنتهى بصاحبه إلى السكر مسخفة
ومجهلة ومذهبة للمروة .وأما حق فرجك فحفظه مما ل يحل لك والستعانة
عليه بغض البصر فإنه من أعون العوان ،وضبطه إذا هم بالجوع والظمأ،
وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك بال ،والتخويف لها به ،وبال العصمة
والتأييد ول حول ول قوة إل به .ثم حقوق الفعال فأما حق الصلة فأن تعلم
أنها وفادة إلى ال وأنك قائم بها بين يدي ال فإذا علمت ذلك كنت خليقا أن
تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب الخائف الراجي المسكين المتضرع،
المعظم من قام بين يديه بالسكون والطراق وخشوع الطراف ،ولين
الجناح ،وحسن المناجاة له في نفسه و ]الطلب[ إليه في فكاك رقبتك التي
أحاطت بها خطيئتك ،واستهلكتها ذنوبك ول قوة إل بال .وأما حق الصوم
فأن تعلم أنه حجاب ضربه ال على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك
ليسترك به من النار ،وهكذا جاء في الحديث " الصوم جنة من النار " فان
سكنت أطرافك في حجبتها رجوت أن تكون محجوبا وإن أنت تركتها
تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة
الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية ل ،لم يؤمن أن تخرق
الحجاب ،وتخرج منه ،ول قوة إل بال .وأما حق الصدقة فأن تعلم أنها
ذخرك عند ربك ،ووديعتك التي ل تحتاج إلى الشهاد ،فإذا علمت ذلك كنت
بما استودعته سرا أوثق بما استودعته علنية ،وكنت جديرا أن تكون
أسررت إليه أمرا أعلنته ،وكان المر بينك وبينه فيها سرا على كل
][13
حال ولم يستظهر عليه فيما استودعته منها إشهاد السماع والبصار عليه بها،
كأنها أوثق في نفسك وكأنك ل تثق به في تأدية وديعتك إليك ثم لم تمتن
بها على أحد لنها لك ،فإذا امتننت بها لم تأمن أن يكون بها مثل تهجين
حالك منها إلى من مننت بها عليه ،لن في ذلك دليل على أنك لم ترد نفسك
بها ،ولو أردت نفسك بها لم تمتن بها على أحد ول قوة إل بال .وأما حق
الهدي فأن تخلص بها الرادة إلى ربك ،والتعرض لرحمته وقبوله ول ترد
عيون الناظرين دونه ،فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفا ول متصنعا وكنت إنما
تقصد إلى ال .واعلم أن ال يراد باليسير ول يراد بالعسير كما أراد بخلقه
التيسير ولم يرد بهم التعسير ،وكذلك التذلل أولى بك من التدهقن لن
الكلفة والمؤنة في المتدهقنين فأما التذلل والتمسكن فل كلفه فيهما ،ول
مؤنة عليهما ،لنهما الخلقة وهما موجودان في الطبيعة ،ول قوة إل بال.
ثم حقوق الئمة فأما حق سائسك بالسلطان فأن تعلم أنك جعلت له فتنة
وأنه مبتلى فيك بما جعله ال له عليك من السلطان ،وأن تخلص له في
النصيحة وأن ل تماحكه وقد بسطت يده عليك ،فتكون سبب هلك نفسك
وهلكه وتذلل وتلطف لعطائه من الرضى ما يكفه عنك ول يضر بدينك،
وتستعين عليه في ذلك بال ،ول تعازه ول تعانده فانك إن فعلت ذلك عققته
وعققت نفسك ،فعرضتها لمكروهه ،وعرضته للهلكة فيك ،وكنت خليقا أن
تكون معينا له على نفسك وشريكا له فيما أتى إليك ول قوة إل بال .وأما
حق سائسك بالعلم فالتعظيم له ،والتوقير لمجلسه ،وحسن الستماع إليه
والقبال عليه ،والمعونة له على نفسك فيما ل غنى بك عنه من العلم ،بأن
تفرغ له عقلك ،وتحضره فهمك ،وتذكي له ]قلبك[ وتجلي له بصرك بترك
اللذات ،ونقض الشهوات وأن تعلم أنك فيما ألقى ،رسوله إلى من لقيك من
أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ،ول تخنه في تأدية رسالته،
والفيام بها عنه ،إذا تقلدتها ،ول حول
][14
ول قوة إل بال .وأما حق سائسك بالملك فنحو من سائسك بالسلطان إل أن هذا
يملك ما ل يملكه ذاك ،تلزمك طاعته فيما دق وجل منك إل أن تخرجك من
وجوب حق ال فان حق ال يحول بينك وبين حقه وحقوق الخلق فإذا
قضيته رجعت إلى حقه فتشاغلت به ول قوة إل بال .ثم حقوق الرعية فأما
حقوق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم،
فانه إنما أحلهم محل الرعية لك ضعفهم وذلهم ،فما أولى من كفاكه ضعفه
وذله حتى صيره لك رعية وصير حكمك عليه نافذا ل يمتنع منك بعزة ول
قوة ول يستنصر فيما تعاظمه منك إل بال :بالرحمة والحياطة والناة وما
أولك إذا عرفت ما أعطاك ال من فضل هذه العزة والقوة التي قهرت بها
أن تكون ل شاكرا ومن شكر ال أعطاه فيما أنعم عليه ول قوة إل بال.
وأما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن ال قد جعلك لهم ]قيما[ فيما آتاك من
العلم وولك من خزانة الحكمة فان أحسنت فيما ولك ال من ذلك وقمت به
لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لموله في عبيده الصابر المحتسب الذي
إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الموال التي في يديه راشدا وكنت لذلك آمل
معتقدا وإل كنت له خائنا و لخلقه ظالما ولسلبه وغيره متعرضا .وأما حق
رعيتك بملك النكاح فأن تعلم أن ال جعلها سكنا ومستراحا وانسا وواقية
وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد ال على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة
منه عليه ،ووجب أن يحسن صحبة نعمة ال ويكرمها ويرفق بها ،وإن
كان حقك عليها أغلظ وطاعتك لها ألزم فيما أحببت وكرهت ما لم تكن
معصية ،فان لها حق الرحمة والمؤانسة ،وموضع السكون إليها قضاء
اللذة التي ل بد من قضائها وذلك عظيم ول قوة إل بال .وأما حق رعيتك
بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك ولحمك ودمك وأنك تملكه ل أنت
صنعته دون ال ول خلقت له سمعا ول بصرا ول أجريت له رزقا
][15
ولكن ال كفاك ذلك بمن سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه لتحفظه فيه وتسير
فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل ،وتلبسه مما تلبس ،ول تكلفه ما ل يطيق،
فان كرهته خرجت إلى ال منه واستبدلت به ،ولم تعذب خلق ال ول قوة
إل بال .وأما حق الرحم فحق امك أن تعلم أنها حملتك حيث ل يحمل أحد
أحدا وأطعمتك من ثمرة قلبها ما ل يطعم أحد أحدا ،وأنها وقتك بسمعها
وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك
فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها وألمه وثقله وغمه ،حتى دفعتها
عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي
وتكسوك وتعرى ،وترويك وتظمأ ،وتظلك وتضحى وتنعمك ببؤسها وتلذذك
بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء ،وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء،
ونفسها لك وقاء ،تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك ،فتشكرها على قدر
ذلك ول تقدر عليه إل بعون ال وتوفيقه .وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك
وأنك فرعه وأنك لوله لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن
أباك أصل النعمة عليك فيه واحمد ال واشكره على قدر ذلك ]ول قوة إل
بال[ .وأما حق ولدك فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره
وشره وأنك مسؤول عما وليته من حسن الدب والدللة على ربه والمعونة
له على طاعته فيك وفي نفسه ،فمثاب على ذلك ومعاقب فاعمل في أمره
عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر إلى ربه فيما بينك
وبينه بحسن القيام عليه والخذ له منه ول قوة إل بال .وأما حق أخيك
فتعلم أنه يدك التي تبسطها وظهرك الذي تلتجي إليه وعزك الذي تعتمد
عليه ،وقوتك التي تصول بها ،فل تتخذه سلحا على معصية ال ول عدة
للظلم بخلق ال ،ول تدع نصرته على نفسه ،ومعونته على عدوه والحول
بينه وبين شياطينه وتأدية النصيحة إليه ،والقبال عليه في ال فان انقاد
لربه وأحسن الجابة له ،وإل فليكن ال آثر عندك وأكرم عليك منه.
][16
وأما حق المنعم عليك بالولء فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله ،وأخرجك من ذل الرق
ووحشته إلى عز الحرية وانسها وأطلقك من أسر الملكة وفك عنك حلق
العبودية وأوجدك رائحة العز وأخرجك من سجن القهر ،ودفع عنك العسر
وبسط لك لسان النصاف ،وأباحك الدنيا كلها فملكك نفك وحل أسرك
وفرغك لعبادة ربك واحتمل بذلك التقصير في ماله فتعلم أنه أولى الخلق بك
بعد اولي رحمك في حياتك وموتك وأحق الخلق بنصرك ومعونتك،
ومكانفتك في ذات ال فل تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك أبدا .وأما حق
مولك الجارية عليه نعمتك فأن تعلم أن ال جعلك حامية عليه ،وواقية
وناصرا ومعقل وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه ،فبالحري أن يحجبك
عن النار فيكون في ذلك ثوابك منه في الجل ويحكم لك بميراثه في العاجل
إذا لم يكن له رحم مكافاة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقه بعد
إنفاق مالك ،فان لم تخفه خيف عليك أن ل يطيب لك ميراثه ول قوة إل
بال .وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتنشر به
القالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين ال سبحانك فانك إذا
فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلنية ثم إن أمكنك مكافأته بالفعل كافأته
وإل كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها .وأما حق المؤذن فأن تعلم أنه
مذكرك بربك وداعيك إلى حظك وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي
افترضها ال عليك فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك وإن كنت في
بيتك متهما لذلك لم تكن ل في أمره متهما ،وعلمت أنه نعمة من ال عليك
ل شك فيها فأحسن صحبة نعمة ال بحمد ال عليها على كل حال .ول قوة
إل بال .وأما حق إمامك في صلتك فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك
وبين ال والوفادة إلى ربك ،وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع
له ،وطلب فيك ولم تطلب فيه ،وكفاك هم المقام بين يدي ال والمسألة له
فيك ولم تكفه ذلك فان كان في شئ من ذلك تقصير كان به دونك ،وإن كان
آثما لم تكن شريكه فيه ،ولم
][17
يكن لك عليه فضل ،فوقى نفسك بنفسه ،ووقى صلتك بصلته ،فتشكر له على ذلك
ول حول ول قوة إل بال .وأما حق الجليس فأن تلين له كنفك ،وتطيب له
جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ،ول تغرق في نزع اللحظ إذا لحظت
وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا لفظت وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام
عنه بالخيار وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ول تقوم إل بإذنه ول قوة
إل بال .وأما حق الجار فحفظه غائبا ،وكرامته شاهدا ،ونصرته ومعونته
في الحالين جميعا ل تتبع له عورة ،ول تبحث له عن سوءة لتعرفها ،فإن
عرفتها منه من غير إرادة منك ول تكلف ،كنت لما علمت حصنا حصينا
وسترا ستيرا لو بحثت السنة عنه ضميرا لم تتصل إليه لنطوائه عليه ،ل
تستمع عليه من حيث ل يعلم .ل تسلمه عند شديدة ،ول تحسده عند نعمة،
تقيله عثرته ،وتغفر زلته ،ول تذخر حلمك عنه إذا جهل عليك ،ول تخرج
أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة ،وتبطل فيه كيد حامل النصيحة
وتعاشره معاشرة كريمة ،ول حول ول قوة إل بال .وأما حق الصاحب فأن
تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيل وإل فل أقل من النصاف وأن تكرمه
كما يكرمك وتحفظه كما يحفظك ،ول يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة،
فان سبقك كافأته ول تقصر به عما يستحق من المودة تلزم نفسك نصيحته
وحياطته ومعاضدته على طاعة ربه ،ومعونته على نفسه فيما يهم به من
معصية ربه ،ثم تكون ]عليه[ رحمة ول تكون عليه عذابا ول قوة إل بال.
وأما حق الشريك فإن غاب كفيته ،وإن حضر ساويته ،ول تعزم على
حكمك دون حكمه ،ول تعمل برأيك دون مناظرته ،تحفظ عليه ماله وتنفي
عنه خيانته ،فيما عز أوهان ،فانه بلغنا أن يد ال على الشريكين ما لم
يتخاونا ول قوة إل بال .وأما حق المال فأن ل تأخذه إل من حله ،ول تنفقه
إل في حله ،ول تحرفه عن مواضعه ،ول تصرفه عن حقائقه ،ول تجعله
إذا كان من ال إل إليه ،وسببا إلى ال ول تؤثر به على نفسك من لعله ل
يحمدك ،وبالحرى أن ل يحسن خلفتك في
][18
تركتك ،ول يعمل فيه بطاعة ربك فتكون معينا له على ذلك أو بما أحدث في مالك
أحسن نظرا لنفسه فيعمل بطاعة ربه ،فيذهب بالغنيمة وتبوء بالثم
والحسرة والندامة مع التبعة ول قوة إل بال .وأما حق الغريم الطالب لك
فان كنت موسرا أوفيته وكفيته وأغنيته ولم ترده وتمطله ،فان رسول ال
صلى ال عليه وآله قال " :مطل الغني ظلم " وإن كنت معسرا أرضيته
بحسن القول ،وطلبت إليه طلبا جميل ورددته عن نفسك ردا لطيفا ،ولم
تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته ،فان ذلك لؤم ول قوة إل بال .وأما
حق الخليط فأن ل تغره ول تغشه ول تكذبه ول تغفله ول تخدعه ،ول تعمل
في انتقاظه عمل العدو الذي ل يبقي على صاحبه وإن اطمأن إليك،
استقصيت له على نفسك وعلمت أن غبن المسترسل ربا ،ول قوة إل بال.
وأما حق الخصم المدعي عليك فان كان ما يدعي عليك حقا لم تنفسخ في
حجته ولم تعمل في إبطال دعوته ،وكنت خصم نفسك له ،والحاكم عليها،
والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود وإن كان ما يدعيه باطل رفقت به
وروعته وناشدته بدينه ،وكسرت حدته عنك بذكر ال ،وألقيت حشو الكلم
ولفظة ]السوء[ الذي ل يرد عنك عادية عدوك بل تبوء باثمه ،وبه يشحذ
عليك سيف عداوته ،لن لفظة السوء تبعث الشر والخير مقمعة للشر ول
قوة إل بال .وأما حق الخصم المدعى عليه فإن كان ما تدعيه حقا أجملت
في مقاولته بمخرج الدعوى فان للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه،
وقصدت قصد حجتك بالرفق وأمهل المهلة وأبين البيان وألطف اللطف ولم
تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال ،فتذهب عنك حجتك ول يكون
لك في ذلك درك ول قوة إل بال .وأما حق المستشير فان حضرك له وجه
رأي جهدت له في النصيحة ،وأشرت عليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه
عملت به ،وذلك ليكن منك في رحمة ولين ،فان اللين يونس الوحشة ،وإن
الغلظ يوحش من موضع النس وإن لم يحضرك له رأي وعرفت له من
تثق برأيه وترضى به لنفسك ،ودللته عليه وأرشدته إليه ،فكنت لم
][19
تأله خيرا ولم تدخره نصحا ول ]حول ول[ قوة إل بال .وأما حق المشير عليك فل
تتهمه فيما يوافقك عليه من رأيه إذا أشار عليك فإنما هي الراء وتصرف
الناس فيها واختلفهم ،فكن عليه في رأيه بالخيار ،إذا اتهمت رأيه فأما
تهمته فل تجوز لك إذا كان عندك ممن يستحق المشاورة ،ول تدع شكره
على ما بدا لك من إشخاص رأيه ،وحسن وجه مشورته ،فإذا وافقك حمدت
ال وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والرصاد بالمكافأة في مثلها إن فزع إليك
ول قوة إل بال .وأما حق المستنصح فان حقه أن تؤدي إليه النصيحة على
الحق الذي ترى له أن يحمل ،ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه
وتكلمه من الكلم بما يطيقه عقله ،فان لكل عقل طيقة من الكلم ،يعرفه
ويجيبه وليكن مذهبك الرحمة ول قوة إل بال .وأما حق الناصح فأن تلين
له جناحك ،ثم تشرأب له قلبك ،وتفتح له سمعك ،حتى تفهم عنه نصيحته،
ثم تنظر فيها فان كان وفق فيها للصواب حمدت ال على ذلك ،وقبلت منه
وعرفت له نصيحته ،وإن لم يكن وفق لها فيها رحمته ولم تتهمه وعلمت
أنه لم يألك نصحا إل أنه أخطأ إل أن يكون عندك مستحقا للتهمة فل تعني
) (1بشئ من أمره على كل حال ،ول قوة إل بال .وأما حق الكبير فان حقه
توقير سنه وإجلل إسلمه إذا كان من أهل الفضل في السلم بتقديمه فيه
وترك مقابلته عند الخصام ،ل تسبقه إلى طريق ول تؤمه في طريق ول
تستجهله وإن جهل عليك تحملت وأكرمته بحق إسلمه مع سنه فانما حق
السن بقدر السلم ،ول قوة إل بال .وأما حق الصغير فرحمته وتثقيفه
وتعليمه ،والعفو عنه والستر عليه ،والرفق به والمعونة ]له ،والستر[
على جرائر حداثته فانه سبب للتوبة والمداراة له وترك مما حكته فان ذلك
أدنى لرشده.
][20
وأما حق السائل فاعطاؤه إذا تهبأت صدقه ،وقدرت على سد حاجته والدعاء له فيما
نزل به ،والمعاونة له على طلبته ،وإن شككت في صدقه وسبقت إليه
التهمة له لم تعزم على ذلك ،ولم تأمن أن يكون من كيد الشيطان أراد أن
يصدك عن حظك ويحول بينك وبين التقرب إلى ربك .وتركته بستره،
ورددته ردا جميل وإن غلبت نفسك في أمره وأعطيته على ما عرض في
نفسك منه ،فان ذلك من عزم المور .وأما حق المسؤول إن أعطى فاقبل
منه ما أعطى بالشكر له ،والمعرفة لفضله ،واطلب وجه العذر في منعه
وأحسن به الظن واعلم أنه إن منع ماله منع ،وأن ليس التثريب في ماله
وإن كان ظالما فان النسان لظلوم كفار .وأما حق من سرك ال به وعلى
يديه ،فإن كان تعمدها لك حمدت ال أول ثم شكرته على ذلك بقدره في
موضع الجزاء وكافأته على فضل البتداء ،وأرصدت له المكافأة ،وإن لم
يكن تعمدها حمدت ال وشكرته ،وعلمت أنه منه توحدك بها وأحببت هذا
إذ كان سببا من أسباب نعم ال عليك ،وترجو له بعد ذلك خيرا فان أسباب
النعم بركة حيث ما كانت وإن كان لم يتعمد ول قوة إل بال .وأما حق من
ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل ،فان كان تعمدها كان العفو أولى بك،
لما فيه له من القمع وحسن الدب ،مع كبير أمثاله من الخلق فان ال
يقول " :ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل " إلى قوله "
من عزم المور " ) (1وقال عزوجل " :وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما
عوقبتم به وإن صبرتم لهو خير للصابرين " ) (2هذا في العمد فإن لم يكن
عمدا لم تظلمه بتعمد النتصار منه فتكون قد كافأته في تعمد على خطاء،
ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه ،ول قوة إل بال .وأما حق أهل
بيتك عامة فاضمار السلمة ،ونشر جناح الرحمة ،والرفق بمسيئهم،
وتألفهم واستصلحهم ،وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك ،فان إحسانه إلى
نفسه إحسانه إليك إذا كف عنك أذاه ،وكفاك مؤنته ،وحبس عنك نفسه،
فعمهم
][21
جميعا بدعوتك وانصرهم جميعا بنصرتك ،وأنزلهم جميعا منك منازلهم ،كبيرهم
بمنزلة الوالد ،وصغيرهم بمنزلة الولد ،وأوسطهم بمنزلة الخ ،فمن أتاك
تعاهدته بلطف ورحمة ،وصل أخاك بما يجب للخ على أخيه .وأما حق أهل
الذمة فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل ال وتفي بما جعل ال لهم من ذمته
وعهده ،وتكلمهم إليه فيما طلبوا من أنفسهم وأجبروا عليه ،وتحكم فيهم
بما حكم ال به على نفسك ،فيما جرى بينك ]وبينهم[ من معاملة ،وليكن
بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة ال والوفاء بعهده وعهد رسوله صلى
ال عليه وآله حائل فانه بلغنا أنه قال " :من ظلم معاهدا كنت خصمه "
فاتق ال ول حول ول قوة إل بال .فهذه خمسون حقا محيطة بك ل تخرج
منها في حال من الحوال يجب عليك رعايتها ،والعمل في تأديتها،
والستعانة بال جل ثناؤه على ذلك ول حول ول قوة إل بال والحمد ل
رب العالمين ) .(1إنما أوردناه مكررا للختلف الكثير بينهما .وقوة سند
الول وكثرة فوائد الثاني - 3 .ضا :روي ل تقطع أوداء أبيك فيطفى نورك،
وروي أن الرحم إذا بعدت غبطت وإذا تماست عطبت ،وروي سر سنتين
بر والديك ،سر سنة صل رحمك ،سر ميل عد مريضا ،سر ميلين شيع
جنازة سر ثلثة أميال أجب دعوة ،سر أربعة أميال زر أخاك في ال ،سر
خمسة أميال انصر مظلوما ،وسر ستة أميال أغث ملهوفا ،سر عشرة
أميال في قضاء حاجة المؤمن .وعليك بالستغفار .ونروي :بروا أباكم
يبركم أبناؤكم ،كفوا عن نساء الناس يعف نساءكم وأروي :الخ الكبير
بمنزلة الب ،وأروي :أن رسول ال كان يقسم لحظاته بين جلسائه وما
سئل عن شئ قط فقال :ل ،بأبي وامي ول عاتب أحدا على ذنب أذنب،
ونروي :من عرض لخيه المؤمن في حديثه فكأنما خدش وجهه ،ونروي
أن رسول ال صلى ال عليه وآله لعن ثلثة :آكل زاده وحده ،وراكب الفلة
وحده ،والنائم في بيت وحده ،وأروي :أطرفوا أهاليكم في كل جمعة بشئ
من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة.
][22
* ))أبواب(( * * " )آداب العشرة بين ذوى الرحام والمماليك( " * * " )والخدم
المشاركين غالبا في البيت( " * ) * 2باب( * * " )بر الوالدين والولد،
وحقوق بعضهم على بعض( " * * " )والمنع من العقوق( " * اليات:
البقرة :وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل أل تعبدوا إل ال وبالوالدين إحسانا )
.(1النعام :قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن ل تشركوا به شيئا،
وبالواليدن إحسانا ول تقتلوا أولدكم من إملق نحن نرزقكم وإياهم ).(2
التوبة :يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا
الكفر على اليمان ،ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون * قل إن كان
آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من ال ورسوله
وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي ال بأمره وال ل يهدي القوم
الفاسقين ).(3
) (1البقرة (2) .83 :النعام (3) .151 :براءة 23 :و .24
][23
السراء :وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر
أحدهما أو كلهما فل تقل لهما اف ول تنهرهما وقل لهما قول كريما *
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
* ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين إنه كان للتوابين غفورا )
.(1مريم :وبرا بوالديه ولم يكن جبارا شقيا ) .(2وقال :وبرا بوالدتي ولم
يجعلني جبارا شقيا (3) .العنكبوت :ووصينا النسان بوالديه حسنا وإن
جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما إلى مرجعكم فانبئكم بما
كنتم تعملون ) .(4لقمان :ووصينا النسان بوالديه حملته امه وهنا على
وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك
على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا
معروفا ) .(5الحقاف :ووصينا النسان بوالديه إحسانا حملته امه كرها
ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلثون شهرا ) - 1 .(6كا :عن العدة عن
البرقي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن بحر ،عن عبد ال ابن مسكان ،عمن
رواه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال وأنا عنده لعبد الواحد
النصاري في بر الوالدين في قول ال عزوجل " وبالوالدين إحسانا "
فظننا أنها الية التي في بني إسرائيل " وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه
وبالوالدين إحسانا " فلما كان بعد سألته فقال :هي التي في لقمان "
ووصينا النسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك
) (1السراء (2) .23 - 25 :مريم (3) .14 :مريم (4) .32 :العنكبوت(5) .8 :
لقمان 14 :و (6) .15الحقاف.15 :
][24
بي ما ليس لك به علم فل تطعهما " فقال :إن ذلك أعظم ]من[ أن يأمر بصلتهما و
حقهما على كل حال " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم
" فقال ل بل يأمر بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ما زاد حقهما إل
عظما ) .(1بيان :هذا الخبر من الخبار العويصة الغامضة التي سلك كل
فريق من الماثل فيها واديا ،فلم يأتوا بعد الرجوع بما يسمن أن يغني من
جوع ،وفيه إشكالت لفظية ومعنوية .أما الولى فهي أن اليات الدالة على
فضل بر الوالدين كثيرة ،وما يناسب المقام منها ثلث :الولى الية التي
في بني إسرائيل " وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه و بالوالدين إحسانا ".
الثانية الية التي في سورة العنكبوت وهي " ووصينا النسان بوالديه
حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما " .الثالثة
الية التي في لقمان وهي " ووصينا النسان بوالديه حملته امه وهنا على
وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك
على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا
معروفا " .فأما الية الولى فهي موافقة لما في المصاحف والية
المنسوبة إلى لقمان ل يوافق شيئا من اليتين المذكورتين في لقمان
والعنكبوت وأيضا تصريح الراوي أول بأن الكلم كان في قوله تعالى "
وبالوالدين إحسانا " وجوابه عليه السلم بما ل يوافقه مما ل يكاد يستقيم
ظاهرا .وأما الشكالت المعنوية وسائر الشكالت اللفظية فسيظهر لك عند
ذكر التوجيهات وقد ذكر فيها وجوه نكتفي بايراد بعضها :الول ما خطر
في عنفوان شبابي ببالي وعرضتها على مشايخي العظام ،رضوان ال
عليهم فاستحسنوها وهو أن قول الراوي " وبالوالدين إحسانا " بناء على
زعمه
][25
أن الية التي أشار عليه السلم إليها هي التي في بني إسرائيل كما ذكره بعد ذلك،
ولم يذكر المام عليه السلم ذلك بل قال أكد ال تعالى في موضع من
القرآن تأكيدا عظيما في بر الوالدين ،فظننا أن مراده عليه السلم الية
التي في بني إسرائيل أو المراد " في معنى هذا العبارة ومضمونها " وإن
لم يذكر بهذا اللفظ ،ويحتمل أن يكون عليه السلم قرأ هذه الية صريحا
وأشار إجمال إلى تأكيد عظيم في برهما فظن الراوي أن المبالغة العظيمة
في هذه العبارة فقال عليه السلم :ل بل أردت ما في لقمان وإنما نسب
الراوي هذه العبارة إلى بني إسرائيل مع أنها قد تكررت في مواضع من
القرآن المجيد منها في البقرة ومنها في النعام ،ومنها في النساء ،لنه
تعالى عقب هذه العبارة في بني إسرائيل بتفسير الحسان وتفصيل رعاية
حقهما حيث قال " :إما يبلغن عندك الكبر " إلى آخر ما مر دون ما في
سائر السور مع أنه يحتمل أن يكون الراوي سمع منه عليه السلم أن ما
في سائر السور إنما هو في شأن الوالدين بحسب اليمان والعلم أعني
النبي والوصي صلى ال عليهما وما في السرى في شأن والدي النسب
كما قال علي بن إبراهيم :في تفسير آية النعام إن الوالدين رسول ال
وأمير المؤمنين صلوات ال عليهما ) .(1وقد مضت الخبار الكثيرة في
ذلك لكن الظاهر أنه من بطون اليات ول ينافي ظواهرها .وأما الشكال
الثاني فيمكن أن يكون " حسنا " مثبتا في قراءتهم عليهم السلم ونظيره
في الخبار كثير ،وقد مر بعضها وسائر الجزاء موافق لما في المصاحف
لكن قد اسقط من البين قوله " :حملته امه -إلى قوله -إلي المصير "
اختصارا لعدم الحاجة إليه في هذا المقام أو إحالة على ما في المصاحف
كما أنه لم يذكر " وصاحبهما في الدنيا معروفا " مع شدة الحاجة إليه في
هذا المقام .أو يكون نقل بالمعنى إشارة إلى اليتين معا فذكر " حسنا "
للشارة على آية العنكبوت " وعلى أن تشرك " للشارة إلى لقمان ،وكأنه
لذلك أسقط عليه السلم الفاصلة والتتمة لعدمهما في العنكبوت فقوله " في
لقمان " للختصار أي في لقمان وغيرها ،أو
][26
المراد به لقمان وما يقرب منها بالظرفية المجازية كما يقال سجدة لقمان للمجاورة
وكأنه عليه السلم ذكر السورتين واليتين معا فاختصرهما الرواة عمدا أو
سهوا ومثله كثير " .فقال " أي المام عليه السلم " هي التي " أي الية
التي أشرت إليها وذكرت أن فيها المبالغة العظيمة في برهما ،أو الية التي
فسرتها لعبد الواحد التي " في لقمان " " .فقال إن ذلك " هذا كلم ابن
مسكان ،يقول :قال الراوي المجهول الذي كان حاضرا عند سؤال عبد
الواحد وهذا شائع في الخبار يقول راوي الراوي قال مكان قول الراوي،
قلت ول يلزم إرجاع المستتر إلى عبد الواحد ،وتقدير أنه كان حاضرا عند
هذا السؤال أيضا ليحكم ببعده ول يستبعد ذلك من له أدنى انس بالخبار.
والحاصل أنه قال الراوي له عليه السلم " إن ذلك " أي المر الذي في
بني -إسرائيل " أعظم أن يأمر " أي بأن يأمر ،أو هو بدل لقوله " ذلك "
وغرضه أن الية التي في بني إسرائيل والمر بالحسان فيها باطلقها
شامل لجميع الحوال حتى حال الشرك والية التي في لقمان استثنى فيها
حال الشرك فتكون الولى أبلغ وأتم في المر بالحسان ف " ان " في قوله
" وإن جاهداك " وصلية ،وإن كانت في الية شرطية " .فقال " أي المام
عليه السلم في جوابه " ل " أي ليس المر في اليتين كما ذكرت فان آية
بني إسرائيل ليس فيها تصريح بعموم الحوال ،بل فيها دللة ضعيفة
باعتبار الطلق ،وليس في آية لقمان استثناء حال الشرك بل فيها
تنصيص على الحسان في تلك الحال أيضا وإنما نهى عن الطاعة في
الشرك فقط وقال بعده " وصاحبهما في الدنيا معروفا " فأمر بالمصاحبة
بالمعروف التي هي أكمل مراتب الحسان في تلك الحال أيضا فعلى تقدير
شمول الطلق في الولى لتلك الحالة التنصيص أقوى في ذلك مع أن
الدعاء بالرحمة في آخر آيات السرى مشعر بكونهما مسلمين.
][27
فقوله " بل يأمر " أي بل يأمر ال في آية لقمان " بصلتهما وإن جاهداه على
الشرك " وقوله " ما زاد حقهما " جملة اخرى مؤكدة ،أي ما زاد حقهما
بذلك " إل عظما " برفع حقهما أو بنصبه ،فيكون زاد متعديا أي لم يزد
ذلك حقهما إل عظما ويحتمل أن يكون " يأمر " مبتدءا بتقدير " أن "
وما زاد خبره .الثاني :ما قاله صاحب الوافي قدس سره حيث قال إنما
ظنوا أنها في بني إسرائيل لن ذكر هذا المعنى بهذه العبارة إنما هو في
بني إسرائيل دون لقمان ولعله عليه السلم إنما أراد ذكر المعنى أي
الحسان بالوالدين دون لفظ القرآن ،وقوله عليه السلم " أن يأمر
بصلتهما " بدل من قوله " ذلك " يعني أن يأمر ال بصلتهما و حقهما
على كل حال ،التي من جملته حال مجاهدتهما على الشراك بال أعظم ،و
المراد أنه ورد المر بصلتهما وإحقاق حقهما في تلك الحال أيضا ،وإن لم
تجب طاعتهما في الشرك ،ولما استبان له عليه السلم من حال المخاطب
أنه ل تجب صلتهما في حال مجاهدتهما على الشرك رد عليه ذلك بقوله "
ل " وأضرب عنه باثبات المر بصلتهما حينئذ أيضا ،وقوله " ما زاد
حقهما إل عظما " تأكيد لما سبق .الثالث :ما ذكره بعض أفاضل
المعاصرين أيضا ،وإن كان مآله إلى الثاني حيث قال " فلما كان بعد " أي
بعد انقضاء ذلك الزمان في وقت آخر " سألته " عن هذا يعني قلت :هل
كان الكلم في هذه الية التي في بني إسرائيل ؟ " فقال هي " يعني الية
التي كان كلمنا فيها هي " التي في لقمان " وبينها بقوله " ووصينا
النسان بوالديه حسنا " " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به
علم " من اللهة التي يعبدها الكفرة يعني باستحقاقها الشراك وقيل المراد
بنفي العلم به نفيه " فل تطعهما " .وقوله " حسنا " ليس مذكورا في
الية لكن ذكره عليه السلم بيانا للمقصود ولعل هذا منشأ للظن الذي ظنه
السائل وغيره ،قوله " :وإن جاهداك " مفصول عن قوله " ووصينا
النسان بوالديه " لكن ذكره عليه السلم هيهنا لتعلق الغرض به " .فقال
" يعني الصادق عليه السلم " إن ذلك " يعني الوارد في سورة لقمان "
أعظم " دللة على المر باحسان الوالدين ،وأبلغ فيه ،من الوارد في
سورة بني إسرائيل و
][28
قوله عليه السلم " أن يأمر بصلتهما وحقهما " أي رعاية حقهما " على كل حال
" " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم " بدل من اسم
الشارة بدل الشتمال يعني :المر بصلتهما على جميع الحوال ،وإن كانت
حال المجاهدة على الكفر كما هو المستفاد من آية لقمان أعظم في بيان
حق الوالدين مما يستفاد من آية بني إسرائيل لعدم دللتها على عموم
الحوال .بيان ذلك أن المستفاد من آية بني إسرائيل المر بالحسان
بالوالدين والمر ل يدل على التكرار كما تحقق في محله فضل عن عموم
الحوال إذ فرق بين المطلق والعام ،وما في الية من النهي عن التأفيف
والزجر الدال على العموم إنما يدل على عموم النهي عن الذى ووجوب
الكف عنه في جميع الحوال ول يدل على وجوب تعميم الحسان على أن
في قوله تعالى " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " إشعارا
باختصاص المر بالحسان .وما ذكر في سياقه بالمسلمين منهما للنهي
عن الدعاء للكافر ،وإن كان أحد البوين " وما كان استغفار إبراهيم لبيه
إل عن موعدة وعدها إياه " ) .(1وأما دللة آية لقمان على وجوب
الحسان بهما ،وإن كان في حال الكفر ،فلقوله تعالى " وإن جاهداك على
أن تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما " حيث قال عز شأنه " ل
تطعهما " ولم يقل " ل تحسن إليهما " بعد المر بالحسان .ثم قوله "
وصاحبهما في الدنيا معروفا " كما ل يخفى على الفطن " .فقال " يعني
الصادق وإنما أعاد لفظ " فقال " هيهنا وفي السابق ،للتأكيد والفصل بين
كلمه عليه السلم والية " ل " نفيا لما عسى يتوهم في هذا المقام من
أن غاية ما ثبت وجوب الحسان بهما في حال الكفر ،وإن كان ناقصا
بالنسبة إلى ما يجب في حال السلم ،أو مساويا بالنسبة إليه فإن المقام
مظنة لهذا التوهم بناء على أن شرف السلم يقتضي زيادة الحسان أو
توهمه السائل وفهم المام عليه السلم ذلك فنفاه ،يعني ليس المر كما
يتوهم بل ال سبحانه يأمر بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ما زاد
][29
حقهما إل عظما ،فان المبتلى الممتحن بالبلء أحق بالترحم ،ولن الحسان بهما في
حال الكفر يوجب ميلهما ورغبتهما إلى السلم كما في واقعة النصراني
وامه المذكورة في الحديث الذي يلي هذا الحديث ) .(1ويمكن أن يقال
يستفاد من الية عظم حقهما في حال الشرك بناء على أن الراجح أن يكون
قوله عز شأنه " وصاحبهما في الدنيا معروفا " معطوفا على جزاء
الشرط ،ل الجملة الشرطية لمرجح القرب كما ل يخفى على المتدبر وكذا
قوله " واتبع سبيل من أناب إلي " ) .(2ويحتمل أن يكون معنى قوله
عليه السلم " ل " ليست الية التي فسرتها ما في بني إسرائيل ،فيكون
تأكيدا لنفي المفهوم في الكلم السابق ،وعلى هذا يجري في قوله " بل
يأمر بصلتهما " الحتمالن التيان في التفسير الثاني على هذا التفسير
أيضا فتدبر .وفي بعض نسخ الكافي " فقال إن ذلك أعظم من أن يأمر
بصلتهما " بزيادة لفظة " من " ويمكن تفسير الحديث بناء على هذه
النسخة بأن يقال قوله عليه السلم " ذلك " إشارة إلى ما في بني
إسرائيل ،ويكون الكلم مسوقا على سبيل الستفهام النكاري فيكون
المراد :ما في سورة بني إسرائيل أعظم في إفادة المراد من أن يأمر
بصلتهما على كل حال ،وإن كان حال الكفر كما في آية لقمان حتى يكون
مقصودي ذلك ؟ ثم قال " ل " تأكيدا للنفي المستفاد من الكلم السابق،
فقال " بل يأمر بصلتهما ،وإن جاهداه على الشرك ما زاد حقهما إل عظما
" كما هو المستفاد من آية لقمان أعظم ،فالخبر محذوف للقرينة ،وعلى
هذا حقهما مرفوع ،على أنه فاعل زاد فيكون حاصل الكلم :أن يأمر
بصلتهما وإن جاهداه على الشرك كما هو المستفاد من آية لقمان ما زاد
حقهما إل عظما ،فيكون هذا الكلم أي المذكور في سورة لقمان
][30
أعظم دللة من ذلك ففي الكلم تقديران .وعلى هذا الحتمال الخير ل يدل على
زيادة حق الوالدين في حال الكفر ويمكن إجراء هذين المعنيين على
النسخة الولى .الرابع :ما ذكره بعض المشايخ الكبار مد ظلله قال :الذي
يخطر بالبال أن فيه تقديما وتأخيرا في بعض كلماته وتحريفا في بعضها
من النساخ أول وأن قوله " وبالوالدين إحسانا " بعد قوله " أل تعبدوا إل
إياه " والصل وال أعلم " قال وأنا عنده لعبد الواحد النصاري في بر
الوالدين ،في قول ال عزوجل فظننا أنها الية التي في بني إسرائيل:
وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا " ومثل هذا يشتبه إذا كان
في آخر سطر أنه من السطر الول أو الثاني ونحو ذلك والبعد بينهما هنا
نحو سطر .وحاصل المعنى أنه عليه السلم ذكر لعبد الواحد بر الوالدين
في قول ال عز وجل ،ولم يبين في أي موضع فظن أن مراده عليه السلم
أنه في بني إسرائيل ،ويحتمل أن يكون " فقال إن ذلك " " فقلت إن ذلك
" بقرينة قوله بعد " فقال ل " والمعنى على هذا أني قلت له عليه السلم:
إن هذا عظيم وهو أنه كيف يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال ،وإن
حصلت المجاهدة منهما على الشرك ،والخطاب حينئذ حكاية للفظ الية
فقال عليه السلم " :ل " أي ليس بعظيم كما ظننت أن مجاهدتهما على
الشرك تمنع من صلتهما وحقهما ،بل هو تعالى يأمر بصلتهما وإن حصلت
منهما المجاهدة ،و حصول المجاهدة ل يسقط حقهما وصلتهما بل يزيده
عظما فان حق الوالدين إذا لم يسقط مع المجاهدة على الشرك ،كان أعظم
منه مع عدم المجاهدة .والظاهر من السياق على هذا كون " إن " في "
وإن جاهداك " وصلية في كلم الراوي ،وإن كانت في الية شرطية ،وفي
كلم المام عليه السلم يحتمل أن تكون وصلية وقوله " فل تطعهما "
كلم مستقل متفرع على ما قبله ،وأن تكون شرطية وجواب الشرط " فل
تطعهما " ومع ملحظة المحذوف من الية ل يبعد الوصل باعتبار كون ما
بينهما معترضا وإن كان الظهر خلفه مع الذكر.
][31
ولفظ " حسنا " إن لم يكن زائدا من النساخ أو الراوي سهوا فقد وقع مثله كثيرا
في الحاديث بما ليس في القرآن الموجود ،وهم عليهم السلم أعلم بحقيقة
القرآن نعم هو في آية العنكبوت ،ول يمكن إرادتهما بعد قوله عليه السلم
في سورة لقمان باعتبار الظرفية بخلف سجدة لقمان فان الضافة تصدق
بأدنى ملبسة فاضيفت سجدة سورة السجدة إلى لقمان للقرب وعدم الفصل
بسورة أو باعتبار إضافة السجدة ،بمعنى سورة السجدة إلى لقمان ثم
توسعوا باضافة السجدة التي في السورة إلى لقمان .ويمكن أن يكون على
هذا الية في الواقع كما ذكره عليه السلم من غير الزيادة التي في لقمان
وهي " حملته امه وهنا " الخ إن ثبت هذا ،وتكون في محل آخر إل أن
يكون المقصود ذكر ما يتعلق بالمقام فقط ،مع حذف غيره ،والتنبيه على
كون " وإن جاهداك " وصليا للكلم الول ولفظ " يأمر " الثاني يحتمل
أن يكون أصله يؤمر فهو من قبيل ما تقدم من التحريف .هذا ما يتعلق
بالحديث على التقدير المذكور وعلى ما في الحديث من قوله " :فقال "
يحتمل وجهين :أحدهما أن يكون ضميره راجعا إلى عبد الواحد وفيه أن
عبد الواحد لم يذكر إل في الكلم الول .وقوله " :فلما كان بعد سألته "
كلم اخرى فرجوعه إلى عبد الواحد يحتاج إلى تكلف تقدير حضور عبد
الواحد وقت سؤال غيره في وقت آخر ،فارجاع الضمير إليه مع عدم قرينة
تدل على ذلك فهو كما ترى .الثاني أن يكون معطوفا على " فقال " السابق
والقائل حينئذ المام والمعنى فقال بعد ذكر الية أن هذه الية أمر الوالدين
فيها أعظم من أمرهما في آية بني إسرائيل لفهمه عليه السلم ما ظنه
السائل فان في هذه الوصية وإن حصلت المجاهدة على الشرك ،فالمجاهدة
ل تسقط حقهما بل يترتب عليها عدم الطاعة في ذلك ،وهو أن يأمر تعالى
بصلتهما وحقهما على كل حال حتى مع المجاهدة .وعلى هذا فقوله " فقال
ل " ضميره يحتمل أن يرجع إليه تعالى بمعنى أنه
][32
تعالى قال بعدما ذكر مفسرا من المام عليه السلم " :ل " أي ل تطعهما بل هو
تعالى يأمره بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ،وليس هذا تكرارا لما
تقدمه ،فانه يفيد أن عدم الطاعة لهما ليس في كل شئ فيه برهما بل في
الشرك فقط وكل ما فيه صلة ل يترك بسبب المجاهدة على الشرك .ويحتمل
بعيدا أن تكون " إن " في قوله " وإن جاهداه على الشرك " شرطية و
جواب الشرط ما زاد حقهما إل عظما ،والمعنى حينئذ أن المجاهدة على
الشرك ل تسقط حقهما بل تزيده عظما وال تعالى أعلم بمقاصد أوليائه
انتهى كلمه زيد فضله .الخامس :ما ذكره بعض الشارحين فاقتفي أثر
الفضلء المتقدم ذكرهم في جعل ضمير " قال " في الموضعين راجعا إلى
المام عليه السلم إل أنه حمل الوالدين على والدي العلم والحكمة ،وقال:
" ذلك " في قوله " إن ذلك أعظم " إشارة إلى قوله تعالى وإن جاهداك و
" أعظم " فعل ماض تقول أعظمته وعظمته بالتشديد إذا جعلته عظيما و
" أن يأمر " مفعوله بتأويل المصدر ،والمراد بالمر بالصلة المر السابق
على هذا القول واللحق له أعني قوله " اشكر لي ولوالديك " وقوله "
وصاحبهما .واتبع " فأفاد عليه السلم بعد قراءة قوله " وإن جاهداك "
أن هذا القول أعظم المر بصلة الوالدين ،وحقهما على كل حال حيث يفيد
أنه تجب صلتهما وطاعتهما ،مع الزجر والمنع منهما فكيف بدونه وإن
جاهداك الخ .ثم قرأ هذه القول وهو قوله تعالى " وإن جاهداك " وأفاد
بقوله " ل " أنه ليس المراد منه ظاهره ،وهو مجاهدة الوالدين على
الشرك ،ونهي الولد عن إطاعتهما عليه ،بل يأمر الولد بصلة الوالدين وإن
منعه المانعان :أي أبو بكر وعمر عنهما وما زاد هذا القول حقهما إل
عظما وفخامة .واستشهد لذلك برواية أصبغ المتقدمة ) (1في باب أن
الوالدين رسول ال
) (1أخرج حديث الصبغ في كتاب المامة الباب 15تحت الرقم 22عن الكافي ج
،428 :1وفى تاريخ مولنا أمير المؤمنين عليه السلم الباب 26تحت
الرقم 5عن تفسير القمى ص ; 495وهكذا سائر الخبار التية.
][33
صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلم على أنه تأويل لبطن الية ول
ينافي تفسير ظهرها بوجه آخر .لكن يؤيده ما رواه مؤلف كتاب تأويل
اليات الظاهرة نقل من تفسير محمد ابن العباس بن ماهيار بسنده
الصحيح عن عبد ال بن سليمان قال :شهدت جابر الجعفي عند أبي جعفر
عليه السلم وهو يحدث أن رسول ال وعليا عليهما السلم الوالدان قال
عبد ال بن سليمان :وسمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :منا الذي أحل
]ال[ له الخمس والذي جاء بالصدق .ومنا الذي صدق به ،ولنا المودة في
كتاب ال جل وعز ؟ وعلي ورسول ال صلوات ال عليهما الوالدان ،وأمر
ال ذريتهما بالشكر لهما .وروى أيضا بسند صحيح آخر عن ابن مسكان،
عن زرارة ،عن عبد الواحد بن مختار قال :دخلت على أبي جعفر فقال :أما
علمت أن عليا أحد الوالدين ]اللذين[ قال ال عزوجل " :أن اشكر لي
ولوالديك " قال زرارة :فكنت ل أدري أية آية هي ؟ التي في بني إسرائيل
أو التي في لقمان قال :فقضى لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر عليه
السلم فخلوت به فقلت :جعلت فداك حديث جاء به عبد الواحد قال :نعم،
قلت :أية آية هي ؟ التي في لقمان أو التي في بني إسرائيل ؟ فقال :التي
في لقمان ).(1
) (1وقال المؤلف العلمة قدس سره في ذيل هذا الحديث )ج 36ص (12لعل منشأ
شك زرارة أن الراوى لعله ألحق الية من قبل نفسه ،أو أن زرارة بعد ما
علم أن المراد الية التى في لقمان ذكرها .ولكن فيه اشكال آخر ،حيث ان
قول ال عزوجل " :أن اشكر لى ولوالديك " ليس ال في سورة لقمان،
وليس بمكرر حتى يشك زرارة أنها التى في بنى اسرائيل ؟ أو غيرها ؟
والذى يظهر :أن زرارة انما شك في أن كلمة " الوالدين " التى تأولها
عليه السلم لعبد الواحد برسول ال وعلى عليهما الصلة والسلم هي
التى في بنى اسرائيل " :وبالوالدين احسانا " أو التى في لقمان" :
ووصينا النسان بوالديه .....أن اشكر لى ولوالديك الى المصير " ل أنه
شك في قوله تعالى " وبالوالدين احسانا " أهى التى في بنى اسرائيل أو
التي في لقمان كما يوهمه خبر الكافي ،ول في قوله تعالى " أن اشكر لى
ولوالديك " أنها في أي السورتين هي ؟ كما يوهمه خبر كنز جامع
الفوائد ،وبذلك يرتفع الشكال من الحديثين فل تغفل.
][34
وروى أيضا بسند آخر عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سمعته يقول" :
ووصينا النسان بوالديه " رسول ال وعلي صلوات ال عليهما .ويظهر
من هذه الخبار أن في رواية الكافي تصحيفا وتحريفا وأن قوله " عمن
رواه " تصحيف عن زرارة ،ويرتفع بعض الشكالت الخر أيضا لكن
تطبيقه على الية في غاية الشكال وقد مر منا بعض التأويلت في الباب
المذكور في كتاب المامة ) (1وإنما أطنبت الكلم في هذا الخبر لتعرف ما
ذهب إليه أوهام أقوام ،وتختار ما هو الحق بحسب فهمك منها ،وال
الموفق - 2 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،وعلي ،عن أبيه
جميعا ،عن ابن محبوب ،عن خالد بن نافع البجلي ،عن محمد بن مروان
قال :سمعت أبا عبد ال يقول :إن رجل أتى النبي صلى ال عليه وآله
فقال :يا رسول ال أوصني فقال :ل تشرك بال شيئا وإن حرقت بالنار
وعذبت إل وقلبك مطمئن باليمان ،ووالديك فأطعهما و برهما حيين كانا أو
ميتين وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ،فان ذلك من اليمان )
.(2بيان " :ل تشرك بال شيئا " أي ل بالقلب ول باللسان ،أو المراد به
العتقاد بالشريك ،فعلى الول الستثناء متصل أي إل إذا خفت التحريق أو
التعذيب فتتكلم بالشرك تقية ،وقلبك مطمئن باليمان ،كما قال سبحانه في
قصة عمار حيث اكره على الشرك ،وتكلم به " إل من اكره وقلبه مطمئن
باليمان " ) " (3ووالديك فأطعهما " الظاهر أن والديك منصوب بفعل
مقدر ،يفسره الفعل المذكور
) (1ذكر المؤلف قدس سره في كتاب المامة )ج 23ص (270حديثا عن الكافي
يؤل فيه أمير المؤمنين عليه السلم آية لقمان " أن اشكر لى ولوالديك "
بوالدي العلم ،وبعده بيان مفصل للمصنف في توجيه ذلك فراجع(2) .
الكافي ج (3) .158 :2النحل.106 :
][35
والكلم يفيد الحصر والتأكيد إن قدر المحذوف بعده ،والتأكيد فقط إن قدر قبله .كذا
قيل وأقول :يمكن أن يقدر فعل آخر أي وارع والديك فأطعهما و " برهما "
بصيغة المر من باب علم ونصر حيين ما مر وميتين أي بطلب المغفرة
لهما وقضاء الديون والعبادات عنهما ،وفعل الخيرات والصدقات ،وكل ما
يوجب حصول الثواب عنهما " .وإن أمراك أن تخرج من أهلك " أي من
زوجتك بطلقها و " مالك " بهبته " فان ذلك من اليمان " أي من
شرائطه أو من مكملته ،وظاهره وجوب طاعتهما فيما لم يكن معصية،
وإن كان في نفسه مرجوحا لسيما إذا صار تركه سببا لغيظهما و حزنهما،
وليس ببعيد ،لكنه تكليف شاق بل ربما انتهى إلى الحرج العظيم .قال
المحقق الردبيلي قدس ال روحه (1) :العقل والنقل يدلن على تحريم
العقوق ،ويفهم وجوب متابعة الوالدين وطاعتهما من اليات والخبار ،و
صرح به بعض العلماء أيضا قال في مجمع البيان " :وبالوالدين إحسانا "
أي قضى بالوالدين إحسانا أو أوصى بهما إحسانا وخص حال الكبر وإن
كان الواجب طاعة الوالدين على كل حال لن الحاجة أكثر في تلك الحال
وقال الفقهاء في كتبهم :للبوين منع الولد عن الغزو والجهاد ما لم يتعين
عليه بتعيين المام ،أو بهجوم الكفار على المسلمين مع ضعفهم ،وبعضهم
ألحقوا الجدين بهما .قال في شرح الشرائع :وكما يعتبر إذنهما في الجهاد
يعتبر في سائر السفار المباحة والمندوبة ،وفي الواجبة الكفائية مع قيام
من فيه الكفاية فالسفر لطلب العلم إن كان لمعرفة العلم العيني كاثبات
الواجب تعالى ،وما يجب له ويمتنع ،والنبوة والمامة والمعاد لم يفتقر إلى
إذنهما ،وإن كان لتحصيل زائد منه على الفرض العيني كدفع الشبهات
وإقامة البراهين المروجة للدين زيادة على الواجب كان فرضه كفاية
فحكمه وحكم السفر إلى أمثاله من العلوم الكفائية كطلب التفقه ]أنه[ إن
كان
][36
هناك قائم بفرض الكفاية اشترط إذنهما ،وهذا في زماننا فرض بعيد فان فرض
الكفاية في التفقه ل يكاد يسقط مع وجود مائة مجتهد في العالم وإن كان
السفر إلى غيره من العلوم المادية مع عدم وجوبها ،توقف على إذنهما.
هذا كله إذا لم يجد في بلده من يعلمه ما يحتاج إليه ،بحيث ل يجد في
السفر زيادة يعتد بها لفراغ باله أو جودة استاد بحيث يسبق إلى بلوغ
الدرجة التي يجب تحصيلها سبقا معتدا به وإل اعتبر إذنهما أيضا ،ومنه
يعلم وجوب متابعتهما حتى يجب عليه ترك الواجب الكفائي ولكن هذا
مخصوص بالسفر ،فيحتمل أن يكون غيره كذلك إذا اشتمل على مشقة.
والحاصل أن الذي يظهر أن إحزانهما على وجه لم يعلم جواز ذلك شرعا
مثل الشهادة عليهما ،مع أنه قد منع قبول ذلك أيضا بعض مع صراحة
الية في وجوب الشهادة عليهما مع أن فائدته القبول لن قبول شهادته
عليهما تكذيب لهما عقوق و حرام ) (1كما مر في الخبر ويظهر من الية،
وطاعتهما تجب ول تجوز مخالفتهما في أمر يكون أنفع له ول يضر )(2
بحاله دينا أو دنيا أو يخرج عن زي أمثاله وما يتعارف منه ،ول يليق
بحاله بحيث يذمه العقلء ،ويعترفون أن الحق أن ل يكون كذلك ،ول حاجة
له في ذلك ،ول ضرر عليه بتركه .ويحتمل العموم للعموم إل ما أخرجه
الدليل بحيث يعلم الجواز شرعا لجماع ونحوه ،مثل ترك الواجبات العينية
والمندوبات غير المستثنى ،وليس وجوب طاعتهما مقصورا على فعل
الواجبات وترك المعصيات للفرق بين الولد وغيره ،فان ذلك واجب
والظاهر عموم ذلك في الولد والوالدين .قال الشهيد قدس ال سره في
قواعده :قاعدة تتعلق بحقوق الوالدين ،ل ريب أن كل ما يحرم أو يجب
للجانب يحرم أو يجب للبوين وينفردان بامور :الول :تحريم السفر
المباح بغير إذنهما ،وكذا السفر المندوب ،وقيل بجواز
) (1قوله " عقوق وحرام " خبر قوله :ان احزانهما الخ (2) .في المصدر
المطبوع ونسخة مخطوطة :يضر(*) .
][37
سفر التجارة ،وطلب العلم إذا لم يمكن استيفاء التجارة والعلم في بلدهما كما ذكرناه
فيما مر .الثاني قال بعضهم :تجب عليه طاعتهما في كل فعل ،وإن كان
شبهة فلو أمراه بالكل معهما في مال يعتقده شبهة أكل لن طاعتهما
واجبة وترك الشبهة مستحب .والثالث :لو دعواه إلى فعل وقد حضرت
الصلة فليتأخر الصلة وليطعهما لما قلناه .الرابع :هل لهما منعه من
الصلة جماعة ؟ القرب أنه ليس لهما منعه مطلقا بل في بعض الحيان لما
يشق عليهما مخالفته كالسعي في ظلمة الليل إلى العشاء والصبح.
الخامس :لهما منعه من الجهاد مع عدم التعيين لما صح أن رجل قال :يا
رسول ال ابايعك على الهجرة والجهاد ؟ فقال :هل من والديك أحد ؟ قال:
نعم كلهما قال :أتبغي الجر من ال ؟ فقال :نعم ،قال :فارجع إلى والديك
فأحسن صحبتهما .السادس :القرب أن لهما منعه من فروض الكفاية إذا
علم قيام العير أو ظن لنه حينئذ يكون كالجهاد الممنوع منه .السابع :قال
بعض العلماء :لو دعواه في صلة النافلة قطعها لما صح عن رسول ال
صلى ال عليه وآله أن امرأة نادت ابنها وهو في صلته قالت :يا جريح !
قال :اللهم امي و صلتي ،قالت :يا جريح ! فقال :اللهم امي وصلتي فقال:
ل يموت حتى ينظر في وجوه المومسات الحديث ).(1
) (1كان جريح عابدا في بنى اسرائيل ،وكان له ام فكان يصلى فإذا اشتاقت إليه
تقول :يا جريح ،ويقول :يا أماه الصلة ،فاشتاقت أيضا مرة أخرى
وقالت :يا جريح ! فقال :يا أماه الصلة ،فقالت :اللهم ل تمته حتى تريه
المومسات -يعنى الزانيات .-وكانت زانية في بنى اسرائيل آوت الى
صومعة جريح فضربها وشتمها وأخرجها من صومعته ،فمكنت نفسها
من راع حتى حبلت وأتت بولده على رؤس الشهاد وقالت :هذا
][38
وفي بعض الروايات أنه صلى ال عليه وآله قال :لو كان جريح فقيها لعلم أن إجابة
امه أفضل من صلته ،وهذا الحديث يدل على قطع النافلة لجلها ويدل
بطريق أولى على تحريم السفر لن غيبة الوجه فيه أكثر وأعظم وهي
كانت تريد منه النظر إليها والقبال عليها .الثامن :كف الذى عنهما ،وإن
كان قليل بحيث ل يوصله الولد إليهما ويمنع غيره من إيصاله بحسب
طاقته .التاسع :ترك الصوم ندبا إل باذن الب ولم أقف على نص في الم.
العاشر :ترك اليمين والعهد إل باذنه أيضا ما لم يكن في فعل واجب أو ترك
محرم ،ولم أقف في النذر على نص خاص إل أن يقال هو يمين يدخل في
النهي عن اليمين إل باذنه .تنبيه :بر الوالدين ل يتوقف على السلم لقوله
تعالى " ووصينا النسان بوالديه حسنا " ) " (1وإن جاهداك على أن
تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا " )
(2وهو نص وفيه دللة على مخالفتهما في المر بالمعصية وهو كقوله
عليه السلم :ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق .فان قلت :فما تصنع
بقوله تعالى " ول تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن " ) (3وهو يشمل الب،
وهذا منع من النكاح ،فل يكون طاعته واجبة فيه ،أو منع من
من جريح ،فاجتمع القوم عليه وعلى صومعته فهدموها وقلعوا آثارها .فجاء القوم
بجريح الى الملك الذى كان لهم والصبى .فقال جريح للصبى :كلمني باذن
ال تعالى ،من والدك ؟ وممن أنت ؟ فقال الطفل أنا من فلن الراعى وذكر
القصة فأقبل القوم والملك بالعتذار إليه وبنوا صومعته من فضة وذهب
وأقاموا الرجم عليها (1) .العنكبوت .8 :وبعده " :وان جاهداك لتشرك
بى ما ليس لك به علم فل تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون "
والظاهر أن الية اختلطت عليه (2) .لقمان (3) .14 :البقرة.232 :
][39
المستحب فل يجب ]طاعته[ في ترك المستحب .قلت الية في الزواج ،ولو سلم
الشمول أو التمسك في ذلك بتحريم العضل فالوجه فيه أن للمرأة حقا في
العفاف والتصون ،ودفع ضرر مدافعة الشهوة ،و الخوف من الوقوع في
الحرام ،وقطع وسيلة الشيطان عنهم بالنكاح ،وأداء الحقوق واجب على
الباء للبناء ،كما وجب العكس وفي الجملة النكاح مستحب وفي تركه
تعرض لضرر ديني أو دنيوي ،ومثل هذا ل يجب طاعة البوين فيه .انتهى
كلم الشهيد رحمه ال .ثم قال المحقق :ويمكن اختصاص الدعاء بالرحمة
بغير الكافرين إل أن يراد من الدعاء بالرحمة في حياتهما بأن يوفق لهما
ال ما يوجب ذلك من اليمان فتأمل .والظاهر أن ليس الذى الحاصل لهما
بحق شرعي من العقوق مثل الشهادة عليهما لقوله تعالى " أو الوالدين "
) (1فتقبل شهادته عليهما ،وفي القول بوجوبها عليهما مع عدم القبول،
لن في القبول تكذيبا لهما بعد واضح ،وإن قال به بعض .وأما السفر
المباح بل المستحب فل يجوز بدون إذنهما ،لصدق العقوق ،و لهذا قاله
الفقهاء .وأما فعل المندوب فالظاهر عدم الشتراط إل في الصوم والنذر
على ما ذكروه وتحقيقه في الفقه انتهى ) - 3 .(2كا :عن محمد بن يحيى،
عن ابن عيسى ،وعلي ،عن أبيه جميعا ،عن ابن محبوب ،عن أبي ولد
الحناط قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل "
وبالوالدين إحسانا " ) (3ما هذا الحسان ؟ فقال :الحسان أن تحسن
صحبتهما ،و
) (1النساء 135والية هكذا " :كونوا قوامين بالقسط شهداء ل ولو على أنفسكم
أو الوالدين " (2) .انتهى ما في زبدة البيان للردبيلي (3) .البقرة:83 :
النساء ،36 :النعام ،151 :أسرى.23 :
][40
أن ل تكلفهما أن يسألك شيئا مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين ،أليس يقول ال
عزوجل " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ) (1قال :ثم قال أبو
عبد ال عليه السلم :وأما قول ال عزوجل " إما يبلغن عندك الكبر
أحدهما أو كلهما فل تقل لهما اف ول تنهرهما " ) (2قال :إن أضجراك
فل تقل لهما اف ول تنهرهما إن ضرباك قال " وقل لهما قول كريما "
قال :إن ضرباك فقل لهما :غفر ال لكما فذلك منك قول كريم ،قال" :
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " قال ل تمل ) (3عينيك من النظر
إليهما إل برحمة ورقة ،ول ترفع صوتك فوق أصواتهما ،ول يدك فوق
أيديهما ول تقدم قدامهما ) .(4بيان " :وبالوالدين إحسانا " أي وأحسنوا
بهما إحسانا " أن تحسن صحبتهما " أي بالملطفة ،وحسن البشر،
وطلقة الوجه ،والتواضع ،والترحم وغيرها مما يوجب سرورهما ،وفي
إلحاق الجداد والجدات بهما نظر " وإن كانا مستغنيين " أي يمكنهما
تحصيل ما احتاجا إليه بمالهما " .لن تنالوا البر " ظاهر الخبر أن المراد
بالبر في الية بر الوالدين ،ويمكن أن يكون المراد أعم منه ويكون إيرادها
لشمولها بعمومها له ،وعلى التقديرين الستشهاد إما لصل البر أو لن
إطلق الية شامل للنفاق قبل السؤال وحال الغنى لعدم التقييد فيها بالفقر
والسؤال ،فل حاجة إلى ما تكلفه بعض الفاضل حيث قال :كأن الستشهاد
بالية الكريمة أنه على تقدير استغنائهما عنه ل ضرورة داعية إلى قضاء
حاجتهما كما أنه ل ضرورة داعية إلى النفاق من المحبوب ،إذ بالنفاق
من غير المحبوب أيضا يحصل المطلوب إل أن ذلك لما كان شاقا على
النفس
) (1آل عمران (2) .92 :أسرى (3) .23 :ل تمل خ ظ (4) .الكافي ج .157 :2
][41
فل ينال البر إل به فكذلك ل ينال بر الوالدين إل بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما قبل
أن يسأله وإن استغنيا عنه فانه أشق على النفس لستلزامه التفقد الدائم.
ووجه آخر وهو أن سرور الوالدين بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما أكثر منه
بقضائها بعد الطلب كما أن سرور المنفق عليه بانفاق المحبوب أكثر منه
بانفاق غيره انتهى .وأقول :سيأتي برواية الكليني والعياشي :أن في قراءة
أهل البيت عليهم السلم " ما تنفقون " بدون " من " فالطلق بل العموم
أظهر ويمكن أن يقال على تقدير تعميم البر كما هو المشهور أنه استفيد
من الية أن الرجل ل يبلغ درجة البرار إل إذا أنفق جميع ما يحب ولم
يذكر ال المنفق عليهم وقد ثبت أن الوالدين ممن تجب نفقته فلبد من
إنفاق كل محبوب عليهم سألوا أم لم يسألوا .قال الطبرسي -ره (1) -البر
أصله من السعة ومنه البر خلف البحر ،والفرق بين البر والخير أن البر
هو النفع الواصل إلى الغير ابتداء مع القصد على ذلك ،و الخير يكون خيرا
وإن وقع عن سهو ،وضد البر العقوق ،وضد الخير الشر أي لن تدركوا بر
ال لهل الطاعة .واختلف في البر هنا فقيل هو الجنة عن ابن عباس
وغيره ،وقيل هو الثواب في الجنة ،وقيل هو الطاعة والتقوى ،وقيل معناه
لن تكونوا أبرارا أي صالحين أتقياء " حتى تنفقوا مما تحبون " أي حتى
تنفقوا المال .وإنما كنى بهذا اللفظ عن المال لن جميع الناس يحبون
المال .وقيل معناه ما تحبون من نفائس أموالكم دون رذالها كقوله سبحانه
" ول تيمموا الخبيث منه تنفقون " ) (2وقيل هو الزكاة الواجبة ،وما
فرضه ال في الموال عن ابن عباس وقيل هو جميع ما ينفقه المرء في
سبيل الخيرات .وقال بعضهم :دلهم سبحانه بهذه الية على الفتوة ،فقال:
لن تنالوا بري
][42
بكم إل ببركم إخوانكم ،والنفاق عليهم من مالكم وجاهكم وما تحبون ،فإذا فعلتم
ذلك نالكم بري وعطفي " .وما تنفقوا من شئ فان ال به عليم " فيه
وجهان :أحدهما أن تقديره و ما تنفقوا من شئ فان ال يجازيكم به قل أو
كثر ،لنه عليم ل يخفى عليه شئ منه والخر أن تقديره فانه بعلمه ال
موجودا على الحد الذي تفعلونه من حسن النية أو قبحها .فان قيل :كيف
قال سبحانه ذلك والفقير ينال الجنة وإن لم ينفق ،قيل :الكلم خرج مخرج
الحث على النفاق ،وهو مقيد بالمكان ،وإنما اطلق على سبيل المبالغة في
الترغيب والولى أن يكون المراد لن تنالوا البر الكامل الواقع على أشرف
الوجوه حتى تنفقوا مما تحبون انتهى " .قال إن أضجراك " " قال " كلم
الراوي وفاعله المام ،أو كلم المام و فاعله هو ال تعالى ،وكذا " قال -
و -قل " و " قال إن ضرباك " وما بعدهما يحتملهما وقيل " قال " في "
قال إن أضجراك " كلم الراوي وجواب " أما " " إن أضجراك " بتقدير
فقال فيه إن أضجراك ،إذ ل يجوز حذف الفاء في جواب أما .وقيل :الف
في الصل وسخ الظفار ،ثم استعمل فيما يستقذر ثم في الضجر وقيل معناه
الحتقار .وقال الطبرسي -ره :(1) -روي عن الرضا ،عن أبيه ،عن أبي
عبد ال عليهم السلم قال :لو علم ال لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين
من " اف " لتى به ،وفي رواية اخرى عنه عليه السلم قال :أدنى
العقوق اف ولو علم ال شيئا أيسر منه وأهون منه لنهى عنه فالمعنى ل
تؤذهما بقليل ول كثير " .ول تنهرهما " أي ل تزجرهما باغلظ وصياح،
وقيل معناه ل تمتنع من شئ أراداه منك كما قال " وأما السائل فل تنهر "
).(2
][43
" وقل لهما قول كريما " :وخاطبهما بقول رفيق لطيف حسن جميل ،بعيد عن اللغو
والقبيح يكون فيه كرامة لهما " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة "
أي وبالغ في التواضع والخضوع لهما قول وفعل ،برا بهما وشفقة لهما،
والمراد بالذل ههنا اللين والتواضع ،دون الهوان من " خفض الطائر
جناحه " إذا ضم فرخه إليه فكأنه سبحانه قال :ضم أبويك إلى نفسك كما
كانا يفعلن بك وأنت صغير ،وإذا وصفت العرب إنسانا بالسهولة وترك
الباء ،قالوا :هو خافض الجناح انتهى .وقال البيضاوي " واخفض لهما "
أي تذلل لهما وتواضع فيهما ،جعل للذل جناحا وأمر بخفضها مبالغة وأراد
جناحه كقوله " واخفض جناحك للمؤمنين " ) (1وإضافته إلى الذل للبيان
والمبالغة كما اضيف حاتم إلى الجود ،والمعنى :واخفض لهما جناحك
الذليل وقرئ الذل بالكسر وهو النقياد انتهى .والضجر والتضجر التبرم،
قوله " ل تمل " الظاهر ل تمل بالهمز كما في مجمع البيان وتفسير
العياشي وأما على نسخ الكتاب فلعله ابدلت الهمزة حرف علة ثم حذفت
بالجازم فهو بفتح اللم المخففة .ولعل الستثناء في قوله ال برحمة
منقطع ،والمراد بملء العينين حدة النظر والرقة رقة القلب ،وعدم رفع
الصوت نوع من الدب كما قال تعالى " ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت
النبي " ) .(2و " ل يدك فوق أيديهما " الظاهر أن المراد أن عند التكلم
معهما ل ترفع يدك فوق أيديهما كما هو الشائع عند العرب أن عند التكلم
يبسطون أيديهم ويحركونها .وقال الوالد قدس ال روحه :المراد أنه إذا
أنلتهما شيئا فل تجعل يدك فوق أيديهما وتضع شيئا في يدهما ،بل ابسط
يدك حتى يأخذا منها فانه أقرب إلى الدب وقيل المعنى ل تأخذ أيديهما إذا
أرادا ضربك " .ول تقدم قدامهما " أي في المشي أو في المجالس أيضا.
ثم اعلم أنه ل ريب في أن رعاية تلك المور من الداب الراجحة ،لكن
][44
الكلم في أنها هل هي واجبة أو مستحبة ؟ وعلى الول هل تركها موجب للعقوق أم
ل ،بحيث إذا قال لهما اف خرج من العدالة واستحق العقاب فالظاهر أنه
بمحض إيقاع هذه المور نادرا ل يسمى عاقا ما لم يستمر زمان ترك
برهما ،ولم يكونا راضيين عنه ،لسوء أفعاله وقلة احترامه لهما ،بل ل
يبعد القول بأن هذه المور إذا لم يصر سببا لحزنهما ،ولم يكن الباعث
عليها قلة اعتنائه بشأنهما ،واستخفافهما لم تكن حراما بل هي من الداب
المستحبة ،وإذا صارت سبب غيظهما واستمر على ذلك يكون عاقا وإذا
رجع قريبا وتداركهما بالحسان وأرضاهما ،لم تكن في حد العقوق ول تعد
من الكبائر .ويؤيده ما رواه الصدوق في الصحيح ) (1قال :سأل عمر بن
يزيد أبا عبد ال عليه السلم عن إمام ل بأس به ،في جميع اموره عارف،
غير أنه يسمع أبويه الكلم الغليظ الذي يغيظهما أقرأ خلفه ؟ قال :ل تقرأ
خلفه ما لم يكن عاقا قاطعا ،والحوط ترك الجميع وسيأتي الخبار في ذلك
إنشاء ال - 4 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن سيف ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :يأتي يوم القيامة شئ مثل الكبة فيدفع في
ظهر المؤمن فيدخله الجنة ،فيقال :هذا البر ) .(2بيان " :مثل الكبة " أي
الدفعة والصدمة ،أو مثل كبة الغزل في الصغر ،أو مثل البعير في الكبر.
قال الفيروز آبادي ) (3الكبة الدفعة في القتال والجري ،والحملة في الحرب
والزحام ،والصدمة بين الجبلين ) (4ومن الشتاء شدته ودفعته والرمي في
الهوة وبالضم الجماعة ،والجروهق من الغزل والبل العظيمة والثقل.
) (1فقيه من ل يحضره الفقيه :ج 1ص ) ،248ط -النجف -تحت الرقم 24من
باب الجماعة وفضلها (2) .الكافي ج (3) .158 :2القاموس ج .121 :1
) (4بين الخيلين ،هو الصحيح.
][45
وقال الجزري :الكبة بالضم الجماعة من الناس وغيرهم ) (1فيه وإياكم و كبة
السوق أي جماعة السوق ،والكبة بالفتح شدة الشئ ومعظمه ،وكبة النار
صدمتها ،وكأن فيه تصحيفا ولم أجده في غير الكتاب ،والبر يحتمل العم
من بر الوالدين - 5 .كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء،
عن منصور بن حازم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت :أي العمال
أفضل ؟ قال :الصلة لوقتها ،وبر الوالدين والجهاد في سبيل ال ).(2
بيان " :لوقتها " أي لوقت فضلها - 6 .كا :عن علي بن إبراهيم ،عن
محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن درست ،عن أبي الحسن موسى عليه
السلم قال :سأل رجل رسول ال صلى ال عليه وآله :ما حق الوالد على
ولده ؟ قال :ل يسميه باسمه ،ول يمشي بين يديه ،ول يجلس قبله ،ول
يستسب له ) .(3تبيان " :أن ل يسميه باسمه " لما فيه من التحقير،
وترك التعظيم والتوقير عرفا بل يسميه بالكنية لما فيها من التعظيم عند
العرب ،أو اللقاب المشتملة على التعظيم أو اللطف والكرام كقوله :يا أبه
وقال أبي أو والدي ونحو ذلك " ول يجلس قبله " أي زمانا أو رتبة،
والول أظهر ،ويحتمل التعميم وإن كان بعيدا " .ول يستسب له " أي ل
يفعل ما يصير سببا لسب الناس له ،كأن يسبهم أو آباءهم ،وقد يسب
الناس والد من يفعل فعل شنيعا قبيحا .وفي روضة الكافي ) (4في حديث
عرض الخيل أن رسول ال صلى ال عليه وآله لعن جماعة إلى أن قال" :
ومن لعن أبويه ؟ فقال رجل :يا رسول ال أيوجد رجل
) (1في المصدر ج 4ص :3ومنه حديث ابن مسعود :أنه رأى جماعة ذهبت
فرجعت فقال .اياكم وكبة السوق ،فانها كبة الشيطان أي جماعة السوق.
) (2الكافي ج (3) .158 :2المصدر نفسه (4) .الكافي ج .71 :8
][46
يلعن أبويه ؟ فقال :نعم يلعن آباء الرجال وامهاتهم فيلعنون أبويه " وهذان
الحديثان مرويان في طرق العامة أيضا .قال في النهاية في حديث أبي
هريرة ل تمشين أمام أبيك ،ول تجلس قبله ،ول تدعه باسمه ،ول تستسب
له :أي ل تعرضه للسب وتجره إليه بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة
لك ،وقد جاء مفسرا في الحديث الخر :إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل
والديه ،قيل :وكيف يسب والديه ؟ قال :يسب الرجل فيسب أباه وامه انتهى
) .(1وأقول :مع قطع النظر عن هذا الخبر العامي ،هل يمكن الحكم بأن من
فعل ذلك فعل كبيرة باعتبار أن سب الب كبيرة ؟ الظاهر العدم لن سب
الغير إذا لم ينته إلى الفحش ل يعلم كونه كبيرة ،وليس هذا سب الب
حقيقة ،بل الظاهر أن السناد على المبالغة والمجاز ،وفعل السبب ليس
حكمه حكم المسبب إل إذا كان السبب بحيث ل يتخلف عنه المسبب كضرب
العنق بالنسبة إلى القتل مع أن الرواية ضعيفة يشكل الستدلل بها على
مثل هذا الحكم ،وكذا خبر الروضة ضعيفة على المشهور مع أن الستدلل
باللعن على كونه كبيرة مشكل ،نعم ظاهره التحريم وإن ورد في
المكروهات أيضا - 7 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن محمد بن علي ،عن
الحكم بن مسكين ،عن محمد ابن مروان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم:
ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين :يصلي عنهما ،ويتصدق
عنهما ،ويحج عنهما ،ويصوم عنهما ،فيكون الذي صنع لهما ،وله مثل
ذلك ; فيزيده ال عزوجل ببره وصلته ) (2خيرا كثيرا ) .(3ايضاح" :
يصلي عنهما " بيان للبر بعد الوفاة ،فكأنه قيل :كيف يبرهما بعد موتهما ؟
قال :يصلي عنهما قضاء أو نافلة ،وكذا الحج والصوم ،ويمكن
) (1النهاية ج 2ص ،140وراجع سنن ابى داود ج (2) .629 :2صلته ،خ ل) .
(3الكافي ج .159 :2
][47
شموله لستيجارها من مال الميت أو من ماله ،فيجب قضاء الصلة والصوم على
أكبر الولد ،وستأتي تفاصيل ذلك إنشاء ال في محله .ويدل على أن ثواب
هذه العمال وغيرها يصل إلى الميت وهو مذهب علمائنا .وأما العامة فقد
اتفقوا على أن ثواب الصدقة يصل إليه واختلفوا في عمل البدان فقيل
يصل قياسا على الصدقة ،وقيل ل يصل لقوله تعالى " وأن ليس للنسان
إل ما سعى " ) (1إل الحج لن فيه شائبة عمل البدن وإنفاق المال ،فغلب
المال .قوله " :فيزيده ال " أي يعطى ثوابان :ثواب لصل العمل ،وثواب
آخر كثير للبر في الدنيا والخرة - 8 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن معمر بن خلد قال :قلت لبي الحسن الرضا عليه السلم:
أدعو لوالدي إذا كانا ل يعرفان الحق ؟ قال :ادع لهما وتصدق عنهما وإن
كانا حيين ل يعرفان الحق فدارهما ،فان رسول ال صلى ال عليه وآله
قال :إن ال بعثني بالرحمة ل بالعقوق ) .(2تبيين :يدل على جواز الدعاء
والتصدق للوالدين المخالفين للحق بعد موتهما والمداراة معهما في
حياتهما والثاني قد مر الكلم فيه وأما الول فيمكن انتفاعهما بتخفيف
عذابهما .وقد ورد الحج عن الوالد إن كان ناصبا وعمل به أكثر الصحاب
بحمل الناصب على المخالف ،وأنكر إبن إدريس النيابة عن الب أيضا
ويمكن حمل الخبر على المستضعف لن الناصب المعلن لعداوة أهل البيت
عليهم السلم كافر بل ريب ،والمخالف غير المستضعف أيضا مخلد في
النار اطلق عليه الكافر والمشرك في الخبار المستفيضة ،واسم النفاق في
كثير منها ،وقد قال سبحانه في شأن المنافقين " ل تصل على أحد منهم
مات أبدا ول تقم على قبره إنهم كفروا بال ورسوله وماتوا وهم فاسقون
" ) (3وقال المفسرون
][48
" ول تقم على قبره " أي ل تقف على قبره للدعاء ،وقال في شأن المشركين " ما
كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من
بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم * وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل
عن موعدة وعدها إياه فلما تبين أنه عدو ل تبرأ منه ) " (1فان التعليل
بقوله " من بعد ما تبين " يدل على عدم جواز الستغفار لمن علم أنه من
أهل النار ،وإن لم يطلق عليهم المشرك وكون المخالفين من أهل النار
معلوم بتواتر الخبار وكذا قوله " فلما تبين أنه عدو ل " يدل على عدم
جواز الستغفار لهم ،لنه ل شك أنهم أعداء ال .فإن قيل :استغفار إبراهيم
لبيه يدل على استثناء الب ،قلت :المشهور بين المفسرين أن استغفار
إبراهيم عليه السلم كان بشرط اليمان ،لنه كان وعده أن يسلم فلما مات
على الكفر وتبين عداوته ل تبرأ منه وقيل الموعدة كان من إبراهيم لبيه
قال له إني لستغفر لك ما دمت حيا وكان يستغفر له مقيدا بشرط اليمان
فلما أيس من إيمانه تبرأ منه .وأما قوله عليه السلم في سورة مريم "
سلم عليك سأستغفر لك ربي " ) (2فقال الطبرسي -ره :-سلم توديع
وهجر على ألطف الوجوه ،وهو سلم متاركة ومباعدة منه وقيل سلم
إكرام وبر ،تأدية لحق البوة .وقال في " سأستغفر لك " فيه أقوال :أحدها
أنه إنما وعده الستغفار على مقتضى العقل ولم يكن قد استقر بعد قبح
الستغفار للمشركين وثانيها أنه قال " سأستغفر لك " على ما يصح
ويجوز من تركك عبادة الوثان وإخلص العبادة ل وثالثها أن معناه أدعو
ال أن ل يعذبك في الدنيا انتهى ) .(3وأقول :لو تمت دللة الية لدلت على
جواز الستغفار والدعاء لغير الب أيضا من القارب لنه على المشهور
بين المامية لم يكن آزر أباه عليه السلم بل كان عمه و
) (1براءة (2) .113 :مريم (3) .47 :مجمع البيان ج .517 :6
][49
الخبار تدل على ذلك .ثم إن من جوز الصلة ) (1على المخالف من أصحابنا صرح
بأنه يلعنه في الرابعة أو يترك ،ولم يذكروا الدعاء للوالدين .وقال الصدوق
رضي ال عنه :إن كان المستضعف منك بسبيل فاستغفر له على وجه
الشفاعة ل على وجه الولية ،لرواية الحلبي عن الصادق عليه السلم،
وفي مرسل ابن فضال عنه :الترحم على جهة الولية والشفاعة كذا قال في
الذكرى .وأقول :هذا يؤيد الحمل على المستضعف وأما الستدلل بالية
المتقدمة على جواز السلم على الب إذا كان مشركا فل يخفى ما فيه :أما
أول فلما عرفت أنه لم يكن أبا إل أن يستدل بالطريق الولى فيدل على
العم من الوالدين ،وأما ثانيا فلما عرفت من أن بعضهم بل أكثرهم حملوه
على سلم المتاركة والمهاجرة ،نعم يمكن إدخاله في المصاحبة بالمعروف
مع ورود تجويز السلم على الكافر مطلقا كما سيأتي في بابه إنشاء ال9 .
-كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله فقال :يا
رسول ال من أبر ؟ قال :امك قال :ثم من ؟ قال :امك ،قال :ثم من ؟ قال:
امك ،قال :ثم من ؟ قال :أباك ) .(2تبيان :استدل به على أن للم ثلثة
أرباع البر ،وقيل ل يفهم منه إل المبالغة في بر الم ،ول يظهر منه مقدار
الفضل ،ووجه الفضل ظاهر لكثرة مشقتها وزيادة تعبها وآيات لقمان أيضا
تشعر بذلك كما عرفت .واختلف العامة في ذلك فالمشهور عن مالك أن الم
والب سواء في ذلك و قال بعضهم تفضيل الم مجمع عليه ،وقال بعضهم
للم ثلثا البر لما رواه مسلم أنه قال رجل :يا رسول ال من أحق الناس
بحسن الصحبة ؟ قال امك ،ثم امك ،ثم أبوك .وقال بعضهم ثلثة أرباع البر
لما رواه مسلم أيضا أنه قال رجل :يا رسول ال من أحق بحسن الصحبة ؟
قال امك قال :ثم من ؟ قال امك ؟ قال :ثم
][50
من ؟ قال امك :قال ثم من ؟ قال أبوك .وقال الشهيد طيب ال رمسه بعد إيراد
مضمون الروايتين فقال بعض العلماء :هذا يدل على أن للم إما ثلثي الب
على الرواية الولى أو ثلثة أرباعه على الثانية وللب إما الثلث أو الربع
فاعترض بعض المستطيعين بأن هنا سؤالت .الول أن السؤال ب " أحق "
عن أعلى رتب البر فعرف الرتبة العالية ثم سأل عن الرتبة التي تليها
بصيغة " ثم " التي هي للتراخي الدالة على نقص رتبة الفريق الثاني عن
الفريق الول في البر ،فلبد أن تكون رتبة الثانية أخفض من الولى وكذا
الثالثة أخفض من الثانية فل تكون رتبة الب مشتملة على ثلث البر وإل
لكانت الرتب مستوية ،وقد ثبت أنها مختلفة ،فتصيب الب أقل من الثلث
قطعا أو أقل من الربع قطعا فل يكون ذلك الحكم صوابا .الثاني :أن حرف
العطف تقتضي المغايرة ،لمتناع عطف الشئ على نفسه ،وقد عطف الم
على الم .الثالث :أن السائل إنما سأل ثانيا عن غير الم فكيف يجاب
بالم ؟ والجواب يشترط فيه المطابقة .وأجاب -رحمه ال -عن هذين بأن
العطف هنا محمول على المعنى كأنه لما اجيب أول بالم قال :فلمن أتوجه
ببري بعد فراغي منها ؟ فقيل له للم وهي مرتبة ثانية ،دون الولى كما
ذكرنا أول ،فالم المذكورة ثانيا هي المذكورة أول بحسب الذات ،وإن كانت
غيرها بحسب الغرض ،وهو كونها في الرتبة الثانية من البر ،فإذا تغايرت
العتبارات جاز العطف مثل زيد أخوك وصاحبك ومعلمك ،وأعرض عن
الول كأنه يرى أن ل يجاب عنه ،ثم يحتج به .قلت :قوله " السؤال بأحق
" ليس عن أكثر الناس استحقاقا بحسن الصحابة بل عن أعلى رتب
الصحابة ،فالعلو منسوب إلى المبرور على تفسيره حسن الصحابة بالبر ل
إلى نفس البر ،مع أن قوله بنقص الفريق الثاني عن الفريق الول مناف
لكلمه الول إن أراد بالفريق المبرورين ،وإن أراد بالفريق المبر ،ورد
عليه
][51
العتراض الول .وقوله الرتبة الثانية أخفض من الولى مبني على أمرين فيهما
منع أحدهما أن أحق هنا للزيادة على من فضل عليه ل للزيادة مطلقا كما
تقرر في العربية من احتمال المعنيين ،والثاني أن " ثم " لما أتى بها
السائل للتراخي كانت في كلم النبي صلى ال عليه وآله للتراخي .ومن
الجائز أن تكون للزيادة المطلقة بل هذا أرجح بحسب المقام لنه ل يجب بر
الناس بأجمعهم ،بل ل يستحب لن منهم البر والفاجر ،فكأنه سأل عمن له
حق في البر فاجيب بالم ثم سأل عمن له حق بعدها فاجيب بها منبها على
أنه لم يفرغ من برها بعد ،لن قوله " ثم من " صريح في أنه إذا فرغ من
حقها في البر لمن يبر ؟ فنبه على أنك لم تفرغ من برها بعد ،فانها الحقيقة
بالبر ،فأفاده الكلم الثاني المر ببرها كما أفاده الكلم الول وأنها حقيقة
بالبر مرتين ،ول يلزم من إتيان السائل بثم الدالة على التراخي كون البر
الثاني أقل من البر الول ،لنه بناه على معتقده من الفراغ من البر ،ثم ظن
الفراغ من البر فاجيب بأنك لم تفرغ من البر بعد ،بل عليك ببرها فانها
حقيقة به ،فكأنه أمره ببرها مرتين ،وببر الب مرة في الرواية الولى،
وأمره ببرها ثلثا وببر الب مرة في الرواية الثانية ،وذلك يقتضي أن
يكون للب مرة من ثلث أو مرة من أربع ،و ظاهر أن تلك الثلث أو الربع
وبهذا يندفع السؤالن الخران لنه ل عطف هنا إل في كلم السائل .سلمنا
أن أحق للفضلية على من اضيفت إليه ،وأن من جملة من اضيفت إليه
الب ،لكن نمنع أن الحقية الثانية ناقصة عن الولى ،لنه إنما استفدنا
نقصها من إتيان السائل بثم معتقدا أن هناك رتبة دون هذه فسأل عنها،
فأجاب النبي صلى ال عليه وآله بقوله " امك " وكلمه صلى ال عليه
وآله في قوة :أحق الناس بحسن صحابتك امك أحق الناس بحسن صحابتك
امك .فظاهر أن هذه العبارة ل تفيد إل مجرد التوكيد ل أن الثاني أخفض
من
][52
الول .فالحاصل على التقديرين :المر ببر الم مرتين أو ثلثا والمر ببر الب مرة
واحدة ،سواء قلنا أن أحق بالمعنى الول أو بالمعنى الثاني ،انتهى كلمه
رفع مقامه - 10 .كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن سالم ،عن
أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :أتى رجل رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال
إني راغب في الجهاد نشيط ،قال فقال له النبي صلى ال عليه وآله :فجاهد
في سبيل ال فإنك إن تقتل تكن حيا عند ال ترزق ،وإن تمت فقد وقع
أجرك على ال ،وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت ،قال :يا رسول
ال ! إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان
خروجي ؟ ! فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :فقر مع والديك فو الذي
نفسي بيده لنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة ) .(1بيان :في
المصباح نشط في عمله من باب تعب :خف وأسرع ،فهو نشيط " تكن حيا
" إشارة إلى قوله تعالى في آل عمران " ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل
ال أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " ) (2قوله " فقد وقع أجرك "
إشارة إلى قوله سبحانه في سورة النساء " ومن يخرج من بيته مهاجرا
إلى ال ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على ال " ) (3قال
البيضاوي :الوقوع والوجوب متقاربان و المعنى ثبت أجره عند ال ثبوت
المر الواجب انتهى .وأقول :يشعر الخبر بأن المراد بالمهاجرة ما يشمل
الجهاد أيضا " .فقر " بتثليث القاف من القرار ويدل على أن أجر القيام
على الوالدين طلبا لرضاهما يزيد على أجر الجهاد ،وإطلقه يشمل الوالدين
الكافرين وقيد الصحاب توقف الجهاد على إذن الوالدين بعدم تعينه عليه،
إذ ل يعتبر إذنهما
) (1الكافي ج (2) .16 :2آل عمران (3) .169 :النساء.100 :
][53
في الواجبات العينية ،ول طاعة لمخلوق في معصية الخالق - 11 .كا :عن العدة،
عن البرقي ،عن علي بن الحكم ،عن معاوية بن وهب عن زكريا بن
إبراهيم قال :كنت نصرانيا فأسلمت وحججت ،فدخلت على أبي -عبد ال
عليه السلم فقلت إني كنت على النصرانية وإني أسلمت فقال :وأي شئ
رأيت في السلم ؟ قلت قول ال عزوجل " ما كنت تدري ما الكتاب ول
اليمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء " ) (1فقال :لقد هداك ال ثم
قال اللهم اهده -ثلثا سل عما شئت يا بني فقلت إن أبي وامي على
النصرانية وأهل بيتي ،وامي مكفوفة البصر فأكون معهم ،وآكل في
آنيتهم ؟ فقال :يأكلون لحم الخنزير ؟ فقلت ل ،ول يمسونه ،فقال ل بأس
فانظر امك فبرها فإذا ماتت فل تكلها إلى غيرك كن أنت الذي تقوم بشأنها،
ول تخبرن أحدا أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إنشاء ال قال :فأتيته بمنى
والناس حوله كأنه معلم صبيان ،هذا يسأله وهذا يسأله .فلما قدمت الكوفة
ألطفت لمي وكنت اطعمها وافلي ثوبها ورأسها وأخدمها فقالت لي :يا بني
ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت
فدخلت في الحنيفية ؟ فقلت :رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ،فقالت :هذا
الرجل هو نبي ؟ فقلت ل ولكنه ابن نبي فقالت يا بني هذا نبي إن هذه
وصايا النبياء ،فقلت :يا امه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه،
فقالت يا بني دينك خير دين اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في
السلم وعلمتها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الخرة ،ثم
عرض لها عارض في الليل فقالت :يا بني أعد علي ما علمتني ! فأعدته
عليها ،فأقرت به وماتت .فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها،
وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها ) .(2تبيين :الية هكذا "
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا " وقد مر أن
][54
المراد به الروح الذي يكون مع النبياء والئمة عليهم السلم .وقيل :يعني ما اوحي
إليه وسماه روحا لن القلوب تحيى به ،وقيل جبرئيل والمعنى أرسلناه إليك
بالوحي " ما كنت تدري ما الكتاب ول اليمان " أي قبل الوحي " ولكن
جعلناه نورا " أي الروح أو الكتاب أو اليمان " نهدي به من نشاء من
عبادنا " بالتوفيق للقبول والنظر فيه ،وبعده " وإنك لتهدي إلى صراط
مستقيم " و كأن السائل أرجع الضمير في " جعلناه " إلى اليمان ،وحمل
الية على أن اليمان موهبي ،وهو بهداية ال تعالى وإن كان بتوسط
النبياء والحجج عليهم السلم .والحاصل أنه عليه السلم لما سأله عن
سبب إسلمه وقال :أي شئ رأيت في السلم من الحجة والبرهان ،صار
سببا لسلمك ؟ فأجاب بأن ال تعالى ألقى الهداية في قلبي وهداني
للسلم ،كما هو مضمون الية الكريمة ،فصدقه عليه السلم وقال " ولقد
هداك ال " ثم قال :اللهم اهده :أي زد في هدايته أو ثبته عليها " ثلثا "
أي قال ذلك ثلث مرات " .وأهل بيتي " أي هم أيضا على النصرانية،
وقوله عليه السلم " ل بأس " يدل على طهارة النصارى بالذات ) (1وأن
نجاستهم باعتبار مزاولة النجاسات ،ويمكن حمله على أن يأكل معهم
الشياء الجامدة واليابسة ،وربما يؤيد ذلك بعدم ذكر الخمر لنها بعد اليبس
ل يبقى أثرها في أوانيهم بخلف لحم الخنزير ،لبقاء دسومته.
) (1ل دللة فيه وفى أمثاله على طهارة أهل الكتاب ،فان نجاستهم ذاتية ،ولكن
ذاتهم غير سارية حتى يسرى نجاستهم إلى الغير ،وانما يسرى منهم
عرقهم ونخامتهم وبزاقهم وهكذا أبشارهم إذا كانت جربة مثل .فإذا علمنا
عند الملقاة بالرطوبة أن شيئا من ذلك سرت الى الملقى يحكم بنجاسته
-كما في البل الجللة أيضا -وأما إذا لم نعلم بسراية أحد هذه الشياء
فل يحكم بالنجاسة .مثل إذا رأينا أحدا من أهل الكتاب أو المشركين غسل
يده بالماء والصابون حتى توضأ ،فل بأس بأن يصافحه المسلم مع
الرطوبة ،ول يحكم بنجاسة يده ،فانا نعلم عند ذلك يقينا ان نجاسة ذاته لم
تسر الى يد الرجل المصافح له.
][55
" فإذا ماتت " ظاهره أن هذا لعلمه عليه السلم بأنها تسلم عند الموت ،فهو
مشتمل على العجاز ،وإن احتمل استثناء الوالدين من عدم جواز غسلهم،
والصلة عليهم " ول تخبرن أحدا " قيل لعله إنما نهاه عن إخباره باتيانه
إليه كيل يصرفه بعض رؤساء الضللة عنه ،ويدخله في ضللته قبل أن
يهتدي للحق .وأقول :يحتمل أن يكون للتقية لسيما وقد اشتمل الخبر على
العجاز أيضا وكأنه لذلك طوى حديث اهتدائه في إتيانه الثاني أو الولى،
ويحتمل أن يكون ترك ذلك لظهوره من سياق القصة .قوله " :كأنه معلم
صبيان " كأن التشبيه في كثرة اجتماعهم وسؤالهم ،و لطفه عليه السلم
في جوابهم ،وكونهم عنده بمنزلة الصبيان في احتياجهم إلى المعلم ،وإن
كانوا من الفضلء ،وقبولهم ما سمعوا منه من غير اعتراض .وفي
القاموس فل رأسه يفليه كيفلوه بحثه عن القمل كفله ،والحنيفية ملة
السلم لميله عن الفراط والتفريط إلى الوسط ،أو الملة البراهيمية لن
النبي صلى ال عليه وآله كان ينتسب إليها " يا امه " أصله يا اماه- 12 .
كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،وعن العدة
عن البرقي ،عن ابن مهران جميعا ،عن ابن عميرة ،عن ابن مسكان ،عن
عمار بن حيان ) (1قال :خبرت أبا عبد ال عليه السلم ببر إسماعيل ابني
بي ،فقال :لقد كنت احبه وقد ازددت له حبا إن رسول ال صلى ال عليه
وآله أتته اخت له من الرضاعة ،فلما نظر إليها سر بها ،وبسط ملحفته
لها ،فأجلسها عليها ،ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ثم قامت فذهبت
وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها ،فقيل له يا رسول ال صنعت باخته
ما لم تصنع به ،وهو رجل ؟ فقال :لنها كانت أبر بوالديها منه ).(2
ايضاح :اخته وأخوه صلى ال عليه وآله من الرضاعة هما ولدا حليمة
السعدية ،وفي
) (1قال المؤلف في المرآت :المذكور في رجال الشيخ من اصحاب الصادق " ع
" :عمار بن جناب (2) .الكافي ج 2ص .161
][56
إعلم الورى كان له صلى ال عليه وآله أخوان من الرضاعة عبد ال وأنيسة ابنا
الحارث بن عبد العزى ) (1ويدل على استحباب زيادة إكرام البر- 13 .
كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن ابن
عميرة عن ابن مسكان ،عن إبراهيم بن شعيب قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم إن أبي قد كبر جدا وضعف ،فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ،فقال إن
استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ،ولقمه بيدك ،فانه جنة لك غدا ) .(2بيان:
" أن تلي ذلك " أي بنفسك فانه جنة من النار - 14 .كا :عن محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن ابن عميرة عن أبي
الصباح ،عن جابر قال :سمعت رجل يقول لبي عبد ال عليه السلم إن لي
أبوين مخالفين ؟ فقال :برهما كما تبر المسلمين ممن يتولنا ) .(3بيان" :
كما تبر المسلمين " بصيغة الجمع ،أي للجنبي المؤمن حق اليمان
وللوالدين المخالفين حق الولدة ،فهما متساويان في الحق ويمكن أن يقرأ
بصيغة التثنية أي كما تبرهما لو كانا مسلمين فيكون التشبيه في أصل البر
ل في مقداره لكنه بعيد - 15 .كا :عن علي ،عن أبيه ،ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب ،عن مالك بن عطية ،عن
عنبسة بن مصعب ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :ثلث لم يجعل ال
عزوجل لحد فيهن رخصة :أداء المانة إلى البر والفاجر ،والوفاء بالعهد
للبر والفاجر ،وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين ) .(4بيان :يدل على
وجوب رد ما جعله صاحبه أمينا عليه برا كان صاحبه أو فاجرا والفاجر
يشمل الكافر ويشعر بعدم التقاص منه.
) (1اعلم الوى (2) .152 :الكافي ج 2ص (3) .162المصدر ج (4) .162 :2
المصدر نفسه.
][57
واختلف الصحاب في الوديعة ،ويمكن أن يقال التقاص نوع من الرد لنه يبرئ ذمة
صاحبه ،وسيأتي الكلم فيه في موضعه إنشاء ال .وعلى وجوب الوفاء
بالعهد ومنه الوعد للمؤمن والكافر ،لكن ل صراحة في تلك الفقرات
بالوجوب ،والمشهور الستحباب ما لم يكن مشروطا في عقد لزم ،و قد
مر الكلم في الوالدين - 16 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من السنة والبر أن يكنى
الرجل باسم أبيه ) .(1تبيان " :أن يكنى الرجل " أقول يحتمل وجوها:
الول أن يكون المعنى من السنة النبوية أو الطريقة الحسنة والبر
بالوالدين أن يكني الرجل ولده باسم أبيه ،كما إذا كان اسم أبيه محمدا يكنى
ولده أبا محمد ،أو يكون المراد بالتكنية أعم من التسمية .الثاني أن يقرأ
على بناء المفعول أي من السنة والبر بالناس أن يكني المتكلم الرجل باسم
أبيه بأن يقول له ابن فلن وذلك لنه تعظيم وتكريم للوالد بنسبة ولده إليه
وإشارة لذكره بين الناس ،وتذكير له في قلوب المؤمنين ،وربما يدعو له
من سمع اسمه .وفي بعض النسخ " ابنه " بالنون أي يقال له أبو فلن
آتيا باسم ابنه دون نفسه لن ذكر السم خلف التعظيم ،ولسيما حال
حضور المسمى ،وعلى النسختين على هذا الوجه ل يكون الحديث مناسبا
للباب لنه ليس في بر الوالدين ،بل في بر المؤمن مطلقا إل أن يقال إنما
ذكر هنا لشموله للوالد أيضا إذا خاطبه الولد .الثالث أن يقرأ يكني بصيغة
المعلوم أي يكني عن نفسه باسم أبيه فهو من بره بأبيه على الوجوه
المتقدمة ،كما كان أمير المؤمنين يعبر عن نفسه بذلك كثيرا كقوله عليه
السلم " وال لبن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي امه " ).(2
) (1المصدر نفسه (2) .نهج البلغة عبده ط مصر ج 1ص .27
][58
- 17كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى :وعلي بن محمد ،عن صالح بن أبي
حماد جميعا ،عن الوشاء ،عن أحمد بن عائذ ،عن أبي خديجة ،عن معلى
بن خنيس عن أبي عبد ال عليه السلم قال :جاء رجل وسأل النبي صلى
ال عليه وآله عن بر الوالدين فقال :ابرر امك ابرر امك ابرر امك ابرر
أباك ابرر أباك ابرر أباك ،وبدأ بالم قبل الب ) .(1بيان " :ابرر امك " من
باب علم وضرب ،وبدأ بالم أي أشار بالبتداء بالم إلى أفضلية برها18 .
-كا :بالسناد المتقدم عن أبي خديجة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله قال :إني ولدت بنتا وربيتها حتى
إذا بلغت فألبستها و حليتها ثم جئت بها إلى قليب فدفعتها في جوفه ،وكان
آخر ما سمعت منها وهي تقول :يا أبتاه ! فما كفارة ذلك ؟ قال ألك ام حية ؟
قال :ل قال :فلك خالة حية ؟ قا نعم ،قال :فابررها فانها بمنزلة الم تكفر
عنك ما صنعت قال أبو خديجة :فقلت لبي عبد ال عليه السلم متى كان
هذا ؟ قال كان في الجاهلية ،وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن
في قوم آخرين ) .(2ايضاح :في القاموس القليب البئر أو العادية القديمة
منها ،وقوله " :وهي تقول " جملة حالية ،ومفعول تقول محذوف أي
وهي تقول ما قالت ،أو ضمير راجع إلى " ما " وقوله يا أبتاه خبر كان،
ويدل على فضل الم وأقاربها في البر على الب وأقاربه ،وعلى فضل البر
بالخالة من بين أقارب الم ،وفيه تفسير الوأد الذي كان في الجاهلية كما
قال تعالى " وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت " ) - 19 .(3كا :عن
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن بزيع ،عن حنان بن سدير عن
أبيه ،قال :قلت لبي جعفر عليه السلم :هل يجزي الولد والده ؟ فقال:
ليس له جزاء إل في خصلتين يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه ،أو
يكون عليه دين
][59
فيقضيه عنه ) .(1بيان " :يكون " في الموضعين إما مرفوعان بالستئناف أو
منصوبان بتقدير " أن " - 20 .كا :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن
عيسى ،عن يونس ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر قال :أتى رسول ال
صلى ال عليه وآله رجل فقال أني رجل شاب نشيط واحب الجهاد ولي
والدة تكره ذلك فقال له النبي صلى ال عليه وآله ارجع فكن مع والدتك،
فو الذي بعثني بالحق نبيا لنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل ال
سنة ) - 21 .(2كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى بن محمد ،عن
الحسن بن علي ،عن عبد ال بن سنان ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتان
فل يقضي عنهما دينهما ،ول يستغفر لهما ،فيكتبه ال عزوجل عاقا ،وإنه
ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما ،فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر
لهما فيكتبه ال عزوجل بارا ) .(3توضيح :يدل على أن البر والعقوق
يكونان في الحياة وبعد الموت وأن قضاء الدين والستغفار أفضل البر بعد
الوفاة - 22 .كا :عن محمد ،عن أحمد ،عن ابن سنان ،عن حديد بن حكيم،
عن أبي -عبد ال عليه السلم قال :أدنى العقوق " اف " ولو علم ال
عزوجل شيئا أهون منه لنهى عنه ) .(4بيان " :لنهى عنه " إذ معلوم أن
الغرض النهي عن جميع الفراد فاكتفى بالدنى ،ليعلم منه العلى
بالولوية ،كما هو الشائع في مثل هذه العبارة ،والف كلمة تضجر ،وقد
أفف تأفيفا إذا قال ذلك ،والمراد بعقوق الوالدين ترك الدب لهما ،والتيان
بما يؤذيهما قول وفعل ،ومخالفتهما في أغراضهما الجائزة عقل و نقل،
وقد عد من الكبائر ودل على حرمته الكتاب والسنة ،وأجمع عليها العامة و
][60
الخاصة ،وقد مر القول في ذلك في باب برهما ) - 23 .(1كا :عن علي ،عن أبيه،
عن عبد ال بن المغيرة ،عن أبي الحسن عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :كن بارا واقتصر على الجنة ،وإن كنت عاقا ]فظا[
فاقتصر على النار ) .(2بيان " :فاقتصر على الجنة " أي اكتف بها ،وفيه
تعظيم أجر البر حتى أنه يوجب دخول الجنة ،ويفهم منه أنه يكفر كثيرا من
السيئات ،ويرجح عليها في ميزان الحساب - 24 .كا :عن الشعري ،عن
الحسن بن علي الكوفي ،عن عبيس بن هشام ،عن صالح الحذاء ،عن
يعقوب بن شعيب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا كان يوم القيامة
كشف غطاء من أغطية الجنة ،فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة
خمسمائة عام ،إل صنفا واحدا ،قلت :من هم ؟ قال :العاق لوالديه .بيان" :
العاق لوالديه " أي لهما ،أو لكل منهما ،ويدل ظاهرا على عدم دخول
العاق الجنة ،ويمكن حمله على المستحل أو على أنه ل يجد ريحها ابتداء
وإن دخلها أخيرا أو المراد بالوالدين هنا النبي والمام كما ورد في
الخبار ،أو يحمل على جنة مخصوصة ) - 25 .(3كا :عن علي ،عن أبيه،
عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في
) (1هذه البيانات والتوضيحات منقولة من كتابه مرآت العقول في شرح الكافي
للعلمة المجلسي رحمة ال عليه ،وقد مر شرحه لذلك تحت الرقم - 1
21منقول من الكافي باب البر بالوالدين ،وهذا الحديث منقول من الكافي
باب العقوق ،ولذلك يقول قد مر القول في ذلك في باب برهما ،وكان
اللزم على الناقلين أن يسقطوا هذه العبارة في هذا التوضيح (2) .الكافي
ج 2ص (3) .348الكافي ج 2ص .348
][61
سبيل ال فليس فوقه بر ،وإن فوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه،
فإذا فعل ذلك فليس فوقه عقوق ) .(1بيان " :فوق كل ذي بر بر " البر
بالكسر مصدر بمعنى التوسع في الصلة والحسان إلى الغير والطاعة،
وبالفتح صفة مشبهة لهذا المعنى ،ويمكن هنا قراءتهما بالكسر بتقدير
مضاف في الول أي فوق بر كل ذي بر ،أو في الثاني أي ذو بر أو الحمل
على المبالغة كما في قوله تعالى " ولكن البر من اتقى " ) (2ويمكن أن
يقرأ الول بالكسر ،والثاني بالفتح ،وهو أظهر " .حتى يقتل الرجل أحد
والديه " أي أعم من أن يكون مع قتل الخر أو بدونه أو من غير هذا
الجنس من العقوق ،فل ينافي كون قاتلهما أعق وأيضا المراد عقوق
الوالدين والرحام ،أو من جنس الكبائر ،فل ينافي كون قتل المام أشد فانه
من نوع الكفر مع أنه يمكن شموله لقتل والدي الدين النبي والمام صلوات
ال عليهما كما مر في باب بر الوالدين وغيره ) - 26 .(3كا :عن العدة،
عن البرقي ،عن ابن مهران ،عن ابن عميرة ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما طالمان ؟ له ،لم يقبل ال له
صلة ) .(4بيان " :وهما ظالمان له " فكيف إذا كانا بارين به ،ول ينافى
ذلك كونهما أيضا آثمين لنهما ظلماه وحمله على العقوق ،والقبول كمال
العمل ،وهو غير الجزاء - 27 .كا :عن العدة ]عن البرقي[ ) (5عن محمد
بن علي ،عن محمد بن فرات ،عن
) (1المصدر ج 2ص (2) .348البقرة (3) .189 :يعنى باب بر الوالدين من
الكافي ،وقد قلنا قبل ذلك أن هذه البيانات منقولة من كتابه مرآت العقول
لفظا بلفظ ،من دون تصرف .فل تغفل (4) .الكافي ج (5) .349 :2في
المصدر :عنه ،عن محمد بن على ،والضمير راجع الى البرقى في
الحديث المتقدم ،فما بين المعقوفتين ساقط عن المطبوعة.
][62
أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله في كلم له إياكم
وعقوق الوالدين .فان ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ،ول يجدها
عاق ول قاطع رحم ،ول شيخ زان ول جار إزاره خيلء إنما الكبرياء ل
رب العالمين ) .(1بيان :وكأن الخمسمائة ) (2بالنسبة إلى الجميع ،واللف
بالنسبة إلى جماعة ويؤيده التعميم في السابق ،حيث قال من كانت له روح
أو يكون الختلف بقلة كشف الغطية وكثرتها ،ويؤيده أن في الخبر
السابق غطاء فيكون هذا الخبر إذا كشف غطاءان مثل ،وفيما سيأتي في
كتاب الوصايا " وإن ريحها لتوجد من مسيرة ألفي عام " فيما إذا كشفت
أربعة أغطية مثل .أو يكون بحسب اختلف الوجدان وشدة الريح وخفتها،
ففي الخمسمائة توجد ريح شديد وهكذا أو باختلف الوقات ،وهبوب
الرياح الشديدة ،أو الخفيفة ،أو تكون هذه العداد كناية عن مطلق الكثرة،
ول يراد بها خصوص العدد ،كما في قوله تعالى " إن تستغفر لهم سبعين
مرة " ) .(3ويطلق الزار بالكسر غالبا على الثوب الذي يشد على الوسط
تحت الرداء ،وجفاة العرب كانوا يطيلون الزار ،فيجر على الرض )(4
ويمكن أن يراد هنا مطلق الثوب كما فسره في القاموس بالملحفة فيشمل
تطويل الرداء ) (5وسائر الثواب
) (1الكافي ج (2) .349 :2يعنى المذكور في الحديث الذى مر تحت الرقم (3) .24
براءه (4) .80 :والمظنون الظاهر أنهم كانوا يأنفون عن ان يشقوا طاقة
الثوب الطويل بشقين فيأتزرون بشقة واحدة منها كالفقراء والمقتصدين،
بل كانوا يشدون طرفا منها على أوساطهم والزائد من الطرف الخر
يجرونه على الرض وهو مسحوب عن ايمانهم أو عن شمائلهم ل أنهم
كانوا يلبسون السروال الطويل ،أو الزار الملفق العريض ،فانه ل يمكن
المشى معها فانها يلتف على القدام (5) .الرداء هو الثوب الذى يلقى
على المناكب ويلف به أعالي البدن -كما يجئ في كتاب الزى والتجمل -
والزار ما كان يلف به أسافل البدن من السرة الى الركبتين أو الساقين -
هذا هو المعهود من الرداء والزار في صدر السلم ،وهو المعهود الن
من
][63
كما فسر قوله تعالى " وثيابك فطهر " ) (1بالتشمير ،وستأتي الخبار في ذلك في
أبواب الزي والتجمل .وقد يطلق على ما يشد فوق الثوب على الوسط مكان
المنطقة فالمراد إسبال طرفيه تكبرا كما فعله بعض أهل الهند .وقال
الجوهري :الخال والخيلء والخيلء :الكبر " تقول منه اختال فهو ذو
خيلء وذو خال وذو مخيلة أي ذو كبر ) (2وقوله خيلء كأنه مفعول
لجله .و قيل :حال عن فاعل " جار " أي جار ثوبه على الرض متبخترا
متكبرا مختال أي متمائل من جانبيه وأصله من المخيلة وهي القطعة من
السحاب يمثل في جو السماء هكذا وهكذا ،وكذلك المختال يتمايل لعجبه
بنفسه وكبره ،وهي مشية المطيطا ،ومنه قوله تعالى " ذهب إلى أهله
يتمطى " ) (3أي يتمايل مختال متكبرا كما قيل .وأما إذا لم يقصد باطالة
الثوب وجره على الرض الختيال والتكبر ،بل جرى في ذلك على رسم
العادة ،فقيل إنه أيضا غير جائز والولى أن يقال غير مستحسن كما صرح
الشهيد وغيره باستحباب ذلك وذلك لوجوه :منها مخالفة السنة وشعار
المؤمنين المتواضعين كما سيأتي وقد روت العامة أيضا
لباس الحرام للرجال .وأما الرداء المعروف عندنا اليوم الذى يخاط كالجبة
الواسعة ،ويلبس فوق الثياب فشئ مستحدث ،ل يحمل عليه حديث،
ومراد الفيروزآبادى من الملحفة :كل ثوب يغطى وليس بمخيط ،ل أنه
طويل أو عريض .كما هو الظاهر من نصوص اللغويين ،وأما تطويل
الرداء المعروف المعهود فكسائر الثواب المخيطة يستفاد كراهتها من
دليل آخر كما استفاده بعض من قوله " :وثيابك فطهر " (1) .المدثر.4 :
) (2الصحاح (3) .1691 :القيامة.33 :
][64
في ذلك أخبارا .قال في النهاية فيه ما أسفل من الكعبين من الزار في النار أي ما
دونه من قدم صاحبه في النار ،وعقوبة له ،أو على أن هذا الفعل معدود
في أفعال أهل النار ،ومنه الحديث إزرة المؤمن إلى نصف الساق ،ول
جناح فيما بينه وبين الكعبين ،الزرة بالكسر الحالة وهيئة الئتزار ،مثل
الركبة والجلسة انتهى .ومنها السراف في الثوب بما ل حاجة فيه .ومنها
أنه ل يسلم الثوب الطويل من جره على النجاسة تكون بالرض غالبا
فيختل أمر صلته ودينه ،فان تكلف رفع الثوب إذا مشى تحمل كلفة كان
غنيا منها ثم يغفل عنه فيسترسل .ومنها أنه يسرع البلى إلى الثوب بدوام
جره على التراب والرض ،فيخرقه إن لم ينجس - 28 .كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه عن جده ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :لو علم ال شيئا أدنى من اف لنهى عنه ،وهو
من أدنى العقوق ،ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر
إليهما ) .(1بيان " :فيحد النظر " على بناء المجرد بضم الحاء ،أو على
بناء الفعال من تحديد السكين أو السيف مجازا ،ويحتمل أن يكون هذا من
الدنى ويساوي الف في المرتبة أو يكون الف أدنى بحسب القول ،وهذا
بحسب الفعل ،والغرض أنه يجب أن ينظر إليهما على سبيل الخشوع
والدب ،ول يمل عينيه منهما ،أو ل ينظر إليهما على وجه الغضب- 29 .
كا] :عنه[ ) (2عن أبيه ،عن هارون بن الجهم ،عن عبد ال بن سليمان
عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن أبي نظر إلى رجل ومعه ابنه يمشي
والبن متكئ على
) (1الكافي ج 2ص (2) .349في المصدر عنه عن أبيه ،والضمير يرجع كما
سبق الى البرقى ،وفى بعض نسخ المصدر " :على عن أبيه ".
][65
ذراع الب ،قال :فما كلمه أبي مقتا له حتى فارق الدنيا ) .(1بيان :الظاهر أن ضمير
" كلمه " راجع إلى البن ورجوعه إلى الب من حيث مكنه من ذلك بعيد،
وقد يحمل على عدم رضى الب أو أنه فعله تكبرا واختيال ،ومن هذه
الخبار يفهم أن أمر بر الوالدين دقيق ،وأن العقوق يحصل بأدنى شئ30 .
-لى :ابن الوليد ،عن محمد بن أبي القاسم ،عن محمد بن علي القرشي،
عن محمد بن سنان ،عن المفضل ،عن ابن ظبيان ،عن الصادق عليه
السلم قال بينا موسى بن عمران يناجي ربه عزوجل إذ رأى رجل تحت
ظل عرش ال عزوجل فقال :يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك ؟ فقال:
هذا كان بارا بوالديه ،ولم يمش بالنميمة ) - 31 .(2لى :الفارمي ،عن
محمد الحميري ،عن أبيه ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن ابن أبي نجران،
عن علي بن الحسن بن رباط ،عن الحضرمي ،عن الصادق عليه السلم
قال :بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ،وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم ).(3
ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن محمد بن عبد الجبار ......وبعد
الحضرمي :عن بعض أصحابه مثله ) - 32 .(4لى :ابن شاذويه ،عن
محمد الحميري ،عن أبيه ،عن هارون ،عن ابن زياد عن الصادق عليه
السلم ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
رحم ال امرءا أعان والده على بره ،رحم ال والدا أعان ولده على بره،
رحم ال جارا أعان جاره على بره ،رحم ال رفيقا أعان رفيقه على بره،
رحم ال خليطا أعان خليطه على بره رحم ال رجل أعان سلطانه على بره
).(5
) (1الكافي ج (2) .349 :2أمالى الصدوق (3) .108 :أمالى الصدوق(4) .173 :
الخصال ج 1ص (5) .29أمالى الصدوق.173 :
][66
ثو :ابن الوليد ،عن الحميري مثله ) - 33 .(1لى :العطار ،عن أبيه ،عن محمد بن
عبد الجبار ،عن ابن البطائني ،عن الرقي ،عن الصادق عليه السلم قال:
من أحب أن يخفف ال عزوجل عنه سكرات الموت ،فليكن لقرابته وصول،
وبوالديه بارا ،فإذا كان كذلك ،هون ال عليه سكرات الموت ،ولم يصبه في
حياته فقر أبدا ) .(2ما :الغضائري ،عن الصدوق مثله ) - 34 .(3لى :ابن
البرقي ،عن أبيه ،عن جده ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن
جابر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :جاء رجل إلى رسول ال صلى ال
عليه وآله فقال :يا رسول ال إني راغب في الجهاد نشيط ،قال :فجاهد في
سبيل ال فانك إن تقتل كنت حيا عند ال ترزق ،وإن مت وقع أجرك على
ال ،وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت ،فقال :يا رسول ال إن لي
والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي ،فقال رسول
ال صلى ال عليه وآله :أقم مع والديك .فو الذي نفسي بيده لنسهما بك
يوما وليلة خير من جهاد سنة ) - 35 .(4لى :ابن المتوكل ،عن السعد
آبادي ،عن البرقي ،عن أبي القاسم الكوفي ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه
قال :قلت لبي جعفر عليه السلم :هل يجزي الولد والده ؟ فقال :ليس له
جزاء إل في خصلتين :أن يكون الوالد مملوكا فيشتريه فيعتقه أو يكون
عليه دين فيقضيه عنه ) .(5ين :بعض أصحابنا ،عن حنان ،عن سالم
الحناط عنه عليه السلم مثله - 36 .لى :ماجيلويه ،عن محمد العطار ،عن
ابن أبان ،عن ابن أورمة ،عن
) (1ثواب العمال (2) .169 :أمالى الصدوق (3) .234 :أمالى الطوسى ج :2
(4) .46أمالى الصدوق (5) .276 :أمالى الصدوق.277 :
][67
عمرو بن عثمان ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
قال موسى ابن عمران عليه السلم يا رب أوصني قال اوصيك بي فقال يا
رب أوصني قال اوصيك بي ثلثا فقال يا رب أوصني قال اوصيك بامك :قال
يا رب أوصني قال اوصيك بامك ،قال أوصني قال اوصيك بأبيك ،قال فكان
يقال لجل ذلك أن للم ثلثا البر وللب ؟ الثلث - 37 .(1) .فس " :وقضى
ربك أن ل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما
أو كلهما فل تقل لهما اف " ) (2قال ولو علم أن شيئا أقل من اف لقاله "
ول تنهرهما " أي ل تخاصمهما وفي حديث آخر :إن بال فل تقل لهما اف
) " (3وقل لهما قول كريما " أي حسنا " واخفض لهما جناح الذل من
الرحمة " قال :تذلل لهما ول تبختر عليهما ،وقل رب ارحمهما كما ربياني
صغيرا " ) - 38 .(4ب :علي عن أخيه عليه السلم قال :سألته عن رجل
مسلم وأبواه كافران ،هل يصلح أن يستغفر لهما في الصلة ؟ قال :قال إن
كان فارقهما وهو صغير ل يدري أسلما أم ل ؟ فل بأس ،وإن عرف
كفرهما فل يستغفر لهما ،وإن لم يعرف فليدع لهما ) - 39 .(5ب :أحمد بن
محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن جندب قال :كتبت إلى أبى الحسن
موسى عليه السلم أسأله عن الرجل يريد أن يجعل أعماله من الصلة و
البر والخير أثلثا :ثلثا له وثلثين لبويه ،أو يفردهما من أعماله بشئ مما
يتطوع به بشئ معلوم ،وإن كان أحدهما حيا والخر ميتا ،قال :فكتب إلي:
أما للميت فحسن جائز ،وأما للحي فل ،إل البر والصلة ).(6
) (1أمالى الصدوق (2) .305 :السراء (3) .25 - 23 :ان باللف ،ول تقل لها أف
خ ل (4) .تفسير القمى ص (5) .380قرب السناد (6) .120 :قرب
السناد.129 :
][68
- 40ل ) (1ن :ماجيلويه ،عن أبيه ،عن البرقي ،عن السياري ،عن الحارث ابن
دلهاث ،عن أبيه ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :إن ال عزوجل
أمر بثلثة مقرون بها ثلثة اخرى :أمر بالصلة والزكاة ،فمن صلى ولم
يزك لم تقبل منه صلته ،وأمر بالشكر له وللوالدين ،فمن لم يشكر والديه
لم يشكر ال ،وأمر باتقاء ال وصلة الرحم ،فمن لم يصل رحمه لم يتق ال
عزوجل ) - 41 .(2ن :أبي ،عن الكمنداني ومحمد العطار معا عن ابن
عيسى ،عن البزنطي قال :سمعت الرضا عليه السلم يقول إن رجل من
بني إسرائيل قتل قرابة له ،ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من
أسباط بني إسرائيل ،ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى عليه السلم إن
سبط آل فلن قتلوا فلنا فأخبرنا من قتله ؟ قال :ائتوني ببقرة " قالوا
أتتخدنا هزوا قال أعوذ بال أن أكون من الجاهلين " ) (3ولو أنهم عمدوا
إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد ال عليهم " .قالوا ادع لنا ربك يبين
لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة ل فارض ول بكر " يعني ل صغيرة ول
كبيرة " عوان بين ذلك " ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا
فشدد ال عليهم " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها
بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " ولو أنهم عمدوا إلى بقرة
لجزأتهم ولكن شددوا فشدد ال عليهم " .قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما
هي إن البقر تشابه علينا وإنا إنشاء ال لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة
ل ذلول تثير الرض ول تسقي الحرث مسلمة لشية فيها قالوا الن جئت
بالحق " فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال ل أبيعها إل
بملء مسكها ذهبا ) (4فجاؤا إلى موسى عليه السلم فقالوا له ذلك فقال
اشتروها
) (1الخصال ج 1ص (2) .75عيون أخبار الرضا ج 1ص (3) .258البقرة67 :
وما بعدها ذيلها (4) .المسك -بالفتح -الجلد ،سمى به لنه يمسك ما
وراءه من اللحم والعظم ،أقول :ولعله معرب " مشك " بألفارسية.
][69
فاشتروها وجاؤا بها فأمر بذبحها ثم أمر أن يضربوا الميت بذنبها ،فلما فعلوا ذلك
حيي المقتول ،وقال :يا رسول ال ! إن ابن عمي قتلني ،دون من يدعي
عليه قتلي ]فعلموا بذلك قاتله[ .فقال لرسول ال موسى عليه السلم بعض
أصحابه إن هذه البقرة لها نبأ فقال وما هو ؟ قال إن فتى من بني إسرائيل
كان بارا بأبيه وإنه اشترى تبيعا فجاء إلى أبيه فرأى أن القاليد تحت
رأسه ،فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع ،فاستيقظ أبوه فأخبره فقال أحسنت
خذ هذه البقرة فهي لك عوضا لما فاتك قال :فقال رسول ال موسى عليه
السلم انظروا إلى البر ما بلغ بأهله ) - 42 .(1ل :ابن الوليد ،عن الصفار،
عن ابن معروف ،عن إسماعيل بن همام عن ابن غزوان ،عن السكوني،
عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم أن النبي صلى ال عليه وآله قال:
فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل ال فإذا قتل في سبيل ال عزوجل
فليس فوقه بر ،وفوق كل عقوق عقوق حتى يقتل الرجل أحد والديه ،فإذا
قتل أحدهما فليس فوقه عقوق ) - 43 .(2ل :أبي ،عن أحمد بن إدريس،
عن الشعري ،عن محمد بن السندي ،عن علي بن الحكم ،عن محمد بن
الفضيل ،عن شريس الوابشي ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن الجنة لتوجد ريحها من مسيرة
خمسمائة عام ،ول يجدها عاق ول ديوث الخبر ) - 44 .(3ل :أبي ،عن
محمد العطار ،عن أيوب بن نوح ،عن محمد بن سنان ،عن موسى بن بكر
الواسطي قال :قلت لبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم :الرجل يقول
لبنه أو لبنته بأبي أنت وامي أو بأبوي ،أترى بذلك بأسا فقال :إن كان
أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا وإن كانا قد ماتا فل بأس قال :ثم قال :كان
جعفر عليه السلم يقول :سعد
) (1عيون أخبار الرضا ج 2ص (2) .13الخصال ج 1ص (3) .8الخصال ج 1
ص .20
][70
امرؤ لم يمت حتى يرى خلفه من بعده ،وقد وال أراني ال خلفي من بعدي ).(1
- 45ل :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن
الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :يلزم الوالدين من العقوق لولدهما -إذا كان الولد صالحا -ما
يلزم الولد لهما ) - 46 .(2ل :أبي ،عن الكمنداني ،عن ابن عيسى ،عن
ابن أبي عمير ،عن الحسين ابن مصعب قال :سمعت أبا عبد ال عليه
السلم يقول :ثلثة ل عذر لحد فيها :أداء المانة إلى البر والفاجر،
والوفاء بالعهد للبر والفاجر ،وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين )- 47 .(3
ل :أبي عن الحميري ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن محبوب ،عن ابن
عطية ،عن عنبسة بن مصعب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ثلث لم
يجعل ال لحد من الناس فيهن رخصة :بر الوالدين ،برين كانا أو فاجرين،
ووفاء بالعهد بالبر والفاجر ،وأداء المانة إلى البر والفاجر ) - 48 .(4ل:
الخليل ،عن أبي القاسم البغوي ]عن ابن الجعد[ عن شعبة ،عن الوليد بن
العيزار ،عن أبي عمرو الشيباني ،عن ابن مسعود قال :سألت رسول ال
صلى ال عليه وآله أي العمال أحب إلى ال عزوجل قال :الصلة لوقتها،
قلت :ثم أي شئ ؟ قال :بر الوالدين قلت :ثم أي شئ ؟ قال :الجهاد في
سبيل ال عزوجل قال :فحدثني بهذا ،ولو استزدته لزادني ) - 49 .(5ل:
العجلي ،عن ابن زكريا ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن
) (1الخصال ج 1ص (2) .16الخصال ج 1ص (3) .29الخصال ج 1ص ) .61
(4الخصال ج 1ص (5) .63الخصال ج 1ص .78
][71
أبيه ،عن عبد ال بن الفضل قال :قال أبو عبد ال عليه السلم ثلثة من عازهم )(1
ذل :الوالد والسلطان والغريم ) - 50 .(2ل :عن أبي أمامة قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله أربعة ل ينظر ال إليهم يوم القيامة :عاق ،ومنان،
ومكذب بالقدر ،ومدمن خمر ) - 51 .(3ل :ماجيلويه ،عن عمه ،عن
البرقي ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال ابن سنان ،عن الثمالي ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :أربع من كن فيه بنى ال له بيتا في الجنة :من
آوى اليتيم ،ورحم الضعيف ،وأشفق على والديه ،ورفق بمملوكه )(4
سن :أبي ،عن ابن محبوب ]مثله[ ) .(5ثو :أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن
محمد ،عن الحسن بن علي ،عن علي بن عقبة عن عبد ال بن سنان
]مثله[ ) - 51 .(6ل :أحمد بن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن جده ،عن
القداح ،عن جعفر عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :أربع من كن فيه نشر ال عليه كنفه ،وأدخله الجنة
في رحمته :حسن خلق يعيش به في الناس ،ورفق بالمكروب وشفقة على
الوالدين ،وإحسان إلى المملوك ) - 52 .(7ل :في خبر العمش عن
الصادق عليه السلم قال :بر الوالدين واجب ،فان كانا مشركين فل تطعهما
ول غيرهما في المعصية ،فانه ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق ).(8
) (1عازه .عارضه في العزة -غلبه في الخطاب (2) .الخصال ج 1ص (3) .91
الخصال ج 1ص (4) .94الخصال ج 1ص (5) .106المحاسن) .8 :
(6ثواب العمال (7) .119 :الخصال ج 1ص (8) .107الخصال ج 2
ص .154
][72
- 53ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم من أحزن والديه فقد عقهما )
- 54 (1ن :بالسانيد الثلثة ) (2عن الرضا ،عن أبيه ،عن الصادق عليه
السلم قال :أدنى العقوق اف ،ولو علم ال عزوجل شيئا أهون من اف
لنهى عنه ) (3صح :عنه عليه السلم مثله ) - 55 .(4ن :فيما كتب الرضا
عليه السلم للمأمون :بر الوالدين واجب ،وإن كانا مشركين ،ول طاعة
لهما في معصية الخالق ) - 56 .(5ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن
أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى عن ابن محبوب ،عن أبي أيوب ،عن
الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :أربع من كن فيه من المؤمنين
أسكنه ال في أعلى عليين في غرف فوق غرف ،في محل الشرف كل
الشرف :من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا ،ومن رحم الضعيف وأعانه
وكفاه ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ،ولم يحزنهما ،ومن لم
يخرق بمملوكه وأعانه على ما يكلفه ،ولم يستسعه فيما لم يطق )- 57 .(6
ما :الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي الحسن الثالث ،عن
آبائه قال :قال الصادق عليه السلم ثلث دعوات ل يحجبن عن ال تعالى:
دعاء الوالد لولده إذا بره ،ودعوته عليه إذا عقه ،ودعاء المظلوم على
ظالمه ،ودعاؤه لمن انتصر له منه ،ورجل مؤمن دعا لخ له مؤمن واساه
فينا ،ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع
) (1الخصال ج 2ص (2) .161في المصدر :وبهذا السناد عن جعفر بن محمد
عليهما السلم ،والسناد اشارة الى السناد الثلثة :المذكور بتفصيلها في
باب ما جاء عن الرضا عليه السلم من الخبار المجموعة تحت الرقم4 :
وهذا الحديث تحت الرقم (3) .160عيون أخبار الرضا ج 2ص ) .44
(4صحيفة الرضا عليه السلم (5) .6عيون أخبار الرضا ج 2ص
(6) .124أمالى الطوسى ج 1ص .192
][73
القدرة عليه واضطرار أخيه إليه ) - 58 .(1ما :ابن منصور السكرى ،عن جده
علي بن عمر ،عن عيسى بن سليمان عن محمد بن حميد ،عن زافر بن
سليمان ،عن المسلم بن سعيد ،عن الحكم بن أبان ،عن عكرمة ،عن ابن
عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ما ولد بار نظر إلى أبويه
برحمة إل كان له بكل نظرة حجة مبرورة ،فقالوا :يا رسول ال وإن نظر
في كل يوم مائة نظرة ؟ قال :نعم ،ال أكبر وأطيب ) - 59 .(2ما :جماعة،
عن أبي المفضل ،عن محمد بن جعفر الرزاز ،عن أيوب بن نوح ،عن
صفوان ،عن العل ،عن محمد ،عن الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :النظر إلى العالم عبادة،
والنظر إلى المام المقسط عبادة ،والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة
عبادة ،والنظر إلى الخ توده في ال عزوجل عبادة ) - 60 .(3ما :جماعة،
عن أبي المفضل ،عن أبي الليث محمد بن معاذ ،عن أحمد بن المنذر ،عن
عبد الوهاب بن همام ،عن أبيه همام بن نافع ،عن همام بن منبه ،عن
حجر يعني المذرى قال قدمت مكة وبها أبو الذر رحمه ال جندب بن
جنادة ،وقدم في ذلك العام عمر بن الخطاب حاجا ومعه طائفة من
المهاجرين والنصار فيهم علي ابن أبيطالب صلوات ال عليه ،فبينا أنا في
المسجد الحرام مع أبي الذر جالس إذ مر بنا علي عليه السلم ووقف
يصلي بازائنا فرماه أبو الذر ببصره ،فقلت :رحمك ال يا باذر إنك لتنظر
إلى علي عليه السلم فما تقلع عنه ؟ قال :إني أفعل ذلك ،فقد سمعت رسول
ال صلى ال عليه وآله يقول :النظر إلى علي بن أبيطالب عليه السلم
عبادة ،والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ،والنظر في الصحيفة
يعني صحيفة القرآن عبادة ،والنظر إلى الكعبة عبادة ).(4
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .287أمالى الطوسى ج 1ص (3) .314أمالى
الطوسى ج 2ص (4) .69أمالى الطوسى ج 2ص .270
][74
- 61ع :عن أبي عبد ال عليه السلم قال الذنوب التي تظلم الهواء عقوق الوالدين
) - 62 (1ثو ) (2لى :أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن
سعيد ،عن فضالة ،عن ابن عميرة ،عن الدهقان ،عمن سمع أبا جعفر
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من أدرك شهر
رمضان فلم يغفر له فأبعده ال ،ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده ال،
ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده ال ) .(3أقول :سيأتي
بتمامه في باب فضائل شهر رمضان - 63 .ب :هارون ،عن ابن زياد ،عن
الصادق عليه السلم قال :ل يدخل الجنة العاق لوالديه ،والمدمن الخمر،
والمنان بالفعال للخير إذا عمله ) - 64 .(4ما :المفيد عن عمر بن محمد
الزيات ،عن عبد ال بن جعفر ،عن مسعر بن يحيى ،عن شريك ،عن أبي
إسحاق الهمداني ،عن أبيه ،عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ثلثة من الذنوب تعجل عقوبتها ول تؤخر
إلى الخرة :عقوق الوالدين ،والبغي على الناس ،وكفر الحسان )65 .(5
-ع :ابن المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن عبد العظيم الحسني،
عن أبي جعفر الثاني ،عن آبائه عن الصادق عليه السلم قال :عقوق
الوالدين من الكبائر لن ال عزوجل جعل العاق عصيا شقيا ) - 66 .(6ن )
(7ع :في علل ابن سنان ،عن الرضا عليه السلم قال :حرم ال عقوق
الوالدين ،لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة ال عزوجل ،والتوقير
) (1علل الشرائع ج 2ص (2) .270ثواب العمال ص (3) .60أمالى الصدوق
ص (4) .35قرب السناد ص (5) .40أمالى الطوسى ج 2ص ) .13
(6علل الشرائع ج 2ص (7) .165عيون الخبار ج 2ص .91
][75
للوالدين وتجنب كفر النعمة ،وإبطال الشكر ،وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل
وانقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين ،والعرفان بحقهما ،وقطع
الرحام والزهد من الوالدين في الولد ،وترك التربية بعلة ترك الولد برهما.
) - 67 (1ما :المفيد ،عن محمد بن الحسين ،عن علي بن محمد ،عن علي
بن الحسين ،عن الحسن بن علي بن يوسف ،عن زكريا المؤمن ،عن سعيد
بن يسار ،عن أبي عبد ال عليه السلم أن رسول ال حضر شابا عند
وفاته فقال له :قل :ل إله إل ال ،قال :فاعتقل لسانه مرارا فقال لمرأة عند
رأسه :هل لهذا ام ؟ قالت نعم أنا امه ،قال أفساخطة أنت عليه ؟ قالت :نعم،
ما كلمة منذ ست حجج ،قال لها :ارضي عنه ،قالت رضي ال عنه برضاك
يا رسول ال .فقال له رسول ال :قل ل إله إل ال قال فقالها فقال النبي
صلى ال عليه وآله ما ترى ؟ فقال أرى رجل أسود قبيح المنظر وسخ
الثياب منتن الريح قد وليني الساعة فأخذ بكظمي ) (2فقال له النبي صلى
ال عليه وآله :قل " يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير
واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم " فقالها الشاب ،فقال له النبي
صلى ال عليه وآله انظر ما ترى ؟ قال أرى رجل أبيض اللون ،حسن
الوجه ،طيب الريح حسن الثياب ،قد وليني وأرى السود قد تولى عني قال
أعد فأعاد ،قال ما ترى قال لست أرى السود ،وأرى البيض قد وليني ،ثم
طفى ) (3على تلك الحال ) - 68 .(4ص :بالسناد إلى الصدوق عن أبيه،
عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن الوشاء ،عن أبي جميلة ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :كان في بني إسرائيل عابد يقال له جريح وكان يتعبد في
صومعة فجاءته امه وهو يصلي فدعته فلم يجبها فانصرفت ،ثم أتته
ودعته فلم يلتفت إليها فانصرفت ثم أتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها
فانصرفت
) (1علل الشرائع ج 2ص (2) .164الكظم -كقفل ومحركة -الحلق ومخرج
النفس ،يقال :أخذ بكظمه :أي مخرج نفسه .والمراد أنه أكربه (3) .طفا
الرجل :مات (4) .أمالى الطوسى ج 1ص .62
][76
وهي تقول :أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك .فلما كان من الغد جائت فاجرة وقعدت
عند صومعته قد أخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح ففشا في بني
إسرائيل أن من كان يلوم الناس على الزنا قد زنى وأمر الملك بصلبه،
فأقبلت امه إليه فلطم وجهها فقال لها :اسكتي ! إنما هذا لدعوتك .فقال
الناس لما سمعوا ذلك منه :وكيف لنا بذلك ؟ قال :هاتوا الصبي فجاؤا به
فأخذه فقال :من أبوك ؟ فقال فلن الراعي لبني فلن ،فأكذب ال الذين
قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح أل يفارق امه يخدمها - 69 .ير:
محمد بن عبد الجبار ،عن الحسن بن الحسين ،عن أحمد بن الحسن
الميثمي ،عن إبراهيم بن مهزم قال :خرجت من عند أبي عبد ال عليه
السلم ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت امي معي ،فوقع بيني
وبينها كلم ،فأغلظت لها .فلما أن كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد
ال عليه السلم فلما دخلت عليه فقال لي مبتدئا :يا با مهزم مالك ولخالدة
أغلظت في كلمها البارحة ؟ أما علمت أن بطنها منزل قد سكنته ،وأن
حجرها مهد قد غمزته ،وثديها وعاء قد شربته ؟ قال قلت :بلى قال .فل
تغلظ لها ) - 70 .(1سن :أبي ،عن هارون بن الجهم ،عن الحسين بن
ثوير ،عن أبي خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم قال أتى رجل رسول
ال صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال إني جئتك ابايعك على السلم،
فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله ابايعك على أن تقتل أباك ؟ قال نعم
فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :إنا وال ل نأمركم بقتل آبائكم،
ولكن الن علمت منك حقيقة اليمان ،وأنك لن تتخذ من دون ال وليجة
أطيعوا آباءكم فيما أمروكم ول تطيعوهم في معاصي ال ) - 71 .(2ضا:
عليك بطاعة الب وبره ،والتواضع والخضوع ،والعظام والكرام
][77
له ،وخفض الصوت بحضرته ،فأن الب أصل البن ،والبن فرعه لوله لم يكن
يقدره ال ،ابذلوا لهم الموال والجاه والنفس .وقد أروي :أنت ومالك
لبيك ،فجعلت له النفس والمال ،تابعوهم في الدنيا أحسن المتابعة بالبر،
وبعد الموت بالدعاء لهم ،والترحم عليهم ،فانه روي أنه من بر أباه في
حياته ولم يدع له بعد وفاته سماه ال عاقا ،ومعلم الخير والدين يقوم مقام
الب ويجب له مثل الذي يجب له فاعرفوا حقه واعلم أن حق الم ألزم
الحقوق وأوجب لنها حملت حيث ل يحمل أحد أحدا ،ووقت بالسمع
والبصر وجميع الجوارح ،مسرورة مستبشرة بذلك ،فحملته بما فيه من
المكروه ،والذي ل يصبر عليه أحد ،رضيت بأن تجوع ويشبع ،وتظمأ
ويروي ،وتعرى ويكتسي ،و تظله وتضحى ،فليكن الشكر لها ،والبر
والرفق بها ،على قدر ذلك .وإن كنتم ل تطيقون بأدنى حقها إل بعون ال،
وقد قرن ال عزوجل حقها بحقه ،فقال " :اشكر لي ولوالديك إلي المصير
" ) .(1وروي أن كل أعمال البر يبلغ العبد الذروة منها إل ثلث حقوق:
حق رسول ال ،وحق الوالدين ) (2نسأل ال العون على ذلك - 72 .ضا:
أروي عن العالم أنه قال لرجل :ألك والدان ؟ فقال :ل فقال ألك ولد ؟ قال:
نعم ،قال :له :بر ولدك يحسب لك بر والديك .وروي أنه قال :بروا أولدكم
وأحسنوا إليهم ،فانهم يظنون أنكم نرزقونهم .وروي أنه قال :إنما سموا
البرار لنهم بروا الباء والبناء ،وقد قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
رحم ال والدا أعان ولده على البر - 73 .مص :قال الصادق عليه السلم:
بر الوالدين من حسن معرفة العبد بال إذ ل عبادة أسرع بلوغا بصاحبها
إلى رضى ال من حرمة الوالدين المسلمين لوجه ال تعالى لن حق
الوالدين مشتق من حق ال تعالى إذا كانا على منهاج الدين والسنة
) (1لقمان (2) .14 :يعد حق الب وحق الم اثنين ،فيتم العدد.
][78
ول يكونان يمنعان الولد من طاعة ال إلى معصيته ،ومن اليقين إلى الشك ،ومن
الزهد إلى الدنيا ،ول يدعوانه إلى خلف ذلك ،فإذا كانا كذلك فمعصيتهما
طاعة وطاعتهما معصية ،قال ال عزوجل " وإن جاهداك على أن تشرك
بي ما ليس لك به علم فل تطعهما " ) (1وأما في العشرة فدار بهما،
وارفق بهما ،واحتمل أذاهما لحق ما احتمل عنك في حال صغرك ،ول
تقبض عليهما فيما قد وسع ال عليك من المأكول والملبوس ول تحول
بوجهك عنهما ،ول ترفع صوتك فوق أصواتهما ،فانه من التعظيم لمر ال
وقل لهما بأحسن القول وألطفه فان ال ل يضيع أجر المحسنين )- 74 .(2
شى :عن مسعدة بن صدقة قال :قال جعفر بن محمد قال :والدي عليه
السلم :وال إني لصانع بعض ولدي واجلسه على فخذي وأنكز له المخ )
(3وأكسر له السكر وإن الحق لغيره من ولدي ،ولكن مخالفة عليه منه
ومن غيره ،ل يصنعوا به ما فعل بيوسف وإخوته وما أنزل ال سورة إل
أمثال لكن ل يجد بعضنا بعضا كما حسد يوسف إخوته ،وبغوا عليه،
فجعلها رحمة على من تولنا ،ودان بحبنا ،وحجة على أعدانا :من نصب
لنا الحرب والعداوة ) - 75 .(4شى :عن أبي بصير ،عن أحدهما أنه ذكر
الوالدين فقال :هما اللذان قال ال " :وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه
وبالوالدين إحسانا " ) - 76 .(5شى :عن جابر ،عن أبي جعفر عليه
السلم :في قول ال " إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما
اف ول تنهرهما " ) (6قال :هو أدنى الذى حرم ال فما فوقه ).(7
) (1لقمان (2) .15 :مصباح الشريعة ص (3) .48يعنى أستخرج له المخ من
العظم ،وفى المصدر المطبوع وهكذا تفسير البرهان و مستدرك النوري:
واكثر له المحبة واكثر له الشكر (4) .تفسير العياشي ج 2ص ) .166
(5تفسير العياشي ج 2ص .284والية في أسرى (6) .23 :أسرى:
(7) .23تفسير العياشي ج 2ص .285
][79
- 77شى :عن حريز قال سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :أدنى العقوق اف
ولو علم ال أن شيئا أهون منه لنهى عنه ) - 78 (1شى :عن أبي ولد
الحناط قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال " وبالوالدين
إحسانا " فقال :الحسان أن تحسن صحبتهما ول تكلفهما أن يسألك شيئا
هما يحتاجان إليه ،وإن كانا مستغنيين أليس يقول ال " لن تنالوا البر
حتى تنفقوا مما تحبون " ) .(2ثم قال أبو عبد ال عليه السلم :وأما قوله
" إما يبلغان ) (3عندك الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما اف " قال :إن
أضجراك فل تقل لهما اف " ول تنهرهما " إن ضرباك قال " :وقل لهما
قول كريما " قال :تقول لهما :عند ال لكما فذلك منك قول كريم وقال" :
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " قال :ل تمل عينيك من النظر إليهما
إل برحمة ورقة ،ول ترفع صوتك فوق أصواتهما ،ول يديك فوق أيديهما
ول تتقدم قدامهما ) - 79 .(4جا :أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار،
عن ابن معروف ،عن ابن مهزيار ،عن بكر بن صالح قال :كتب صهر لي
إلى أبي جعفر الثاني عليه السلم أن أبي ناصب خبيث الرأي وقد لقيت منه
شدة وجهدا فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي ،وما ترى جعلت فداك ؟
أفترى أن اكاشفه أم اداريه ؟ فكتب :قد فهمت كتابك ،وما ذكرت
) (1المصدر ج 2ص (2) .285آل عمران " (3) .92 :يبلغان " باثبات اللف
وكسر النون قراءة الكوفيين غير عاصم وقرء هو والباقون " يبلغن "
وفى المجمع ج :8 4 :6قال أبو على :قوله :اما يبلغن يرتفع " أحدهما
" به وقوله " كلهما " معطوف عليه ،والذكر الذى عاد من قوله "
أحدهما " يغنى عن اثبات علمة الضمير ،فل وجه لقول من قال " :ان
الوجه اثبات اللف لتقدم ذكر الوالدين " عنى به الفراء (4) .تفسير
العياشي ج 2ص .285
][80
من أمر أبيك ،ولست أدع الدعاء لك إنشاء ال ،والمداراة خير لك من المكاشفة،
ومع العسر يسر فاصبر إن العاقبة للمتقين ،ثبتك ال على ولية من
توليت ،نحن وأنتم في وديعة ال التي ل يضيع ودايعه .قال بكر :فعطف ال
بقلب أبيه حتى صار ل يخالفه في شئ ) - 80 .(1كشف :من كتاب الحافظ
عبد العزيز ،عن إسماعيل ،عن أبيه موسى بن جعفر ،عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال :نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة ).(2
كتاب المامة والتبصرة لعلى بن بابويه :عن سهل بن أحمد ،عن محمد بن
محمد بن الشعث ،عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن أبيه
عن آبائه عليهم السلم مثله - 82 .ضه :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :رأيت بالمنام رجل من امتي قد أتاه ملك الموت لقبض روحه ،فجاءه
بره بوالديه فمنعه منه .وقال صلى ال عليه وآله :رضى ال مع رضى
الوالدين ،وسخط ال مع سخط الوالدين .وقال صلى ال عليه وآله :ما من
ولد بار ينظر إلى والديه نظر رحمة إل كان له بكل نظرة حجة مبرورة،
قالوا :يا رسول ال وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال :نعم ال أكبر وأطيب.
وقال صلى ال عليه وآله :إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للوالد عتق
نسمة ،قيل :يا رسول ال وإن نظر ستين وثلثمائة نظرة ؟ قال :ال أكبر.
وقال صلى ال عليه وآله :من حق الولد على والده ثلثة :يحسن اسمه،
ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ .وقال صلى ال عليه وآله :يقال للعاق
اعمل ما شئت فاني ل أغفر لك ،ويقال للبار اعمل ما شئت فإني سأغفر
لك.
][81
وقال الصادق عليه السلم :من أحب أن يخفف ال عزوجل عنه سكرات الموت
فليكن لقرابته وصول وبوالديه بارا ،فإذا كان كذلك ،هون ال عليه سكرات
الموت ،ولم يصبه في حياته فقر أبدا .وقال عليه السلم :جاء رجل إلى
رسول ال فقال :يا رسول ال إني راغب في الجهاد نشيط قال فجاهد في
سبيل ال فانك إن تقتل كنت حيا عند ال ترزق ،وإن مت فقد وقع أجرك
على ال ،وإن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت ،فقال :يا رسول ال إن
لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي ،فقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :أقم مع والديك ،فو الذي نفسي بيده
لنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة ) - 83 .(1ين :صفوان ،عن
إسحاق بن غالب ،عن أبيه ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :البر وصدقة
السر ينفيان الفقر ،ويزيدان في العمر ويدفعان عن سبعين ميتة سوء ).(2
- 84ين :النضر وفضالة عن عبد ال بن سنان ،عن حفص ،عن محمد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن العبد ليكون بارا بوالديه في
حياتهما ثم يموتان فل يقضي عنهما الدين ،ول يستغفر لهما ،فيكتبه ال
عاقا وإنه ليكون في حياتهما غير بار لهما فإذا ماتا قضى عنهما الدين
واستغفر ال لهما فيكتبه ال تبارك وتعالى بارا .قال أبو عبد ال عليه
السلم :وإن أحببت أن يزيد ال في عمرك فسر أبويك .قال :وسمعته
يقول :إن البر يزيد في الرزق - 85 .ين :فضالة ،عن ابن عميرة ،عن ابن
مسكان ،عن حماد بن حيان ) (3قال :أخبرني أبو عبد ال عليه السلم ببر
ابنه إسماعيل له ) (4وقال لقد كنت احبه وقد ازداد
) (1روضة الواعظين ص (2) .431 - 429مخطوط (3) .لعل الصحيح عمار بن
جناب أبى معاوية الدهنى العجلى الكوفى من أصحاب الصادق عليه
السلم (4) .مر الحديث بهذا السند عن الكافي تحت الرقم ،12وفيه:
خبرت أبا عبد ال " ع " ببر اسماعيل ابني بى فقال الخ.
][82
إلي حبا ،إن رسول ال صلى ال عليه وآله أتته اخت له من الرضاعة ،فلمان أن
نظر إليها سر بها وبسط رداءه لها فأجلسها عليه ،ثم أقبل يحدثها ويضحك
في وجهها ،ثم قامت فذهبت ،ثم جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها،
فقيل يا رسول ال صنعت باخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ فقال لنها
كانت أبر بأبيها منه - 86 .ين :ابن أبي عمير ،عن أبي محمد الفزاري،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن
أهل بيت ليكونون بررة فتنمو أموالهم وإنهم لفجار - 87 .ين :فضالة ،عن
ابن عميرة ،عن ابن مسكان ،عن إبراهيم بن شعيب قال :قلت لبي عبد ال
عليه السلم :إن أبي قد كبر جدا وضعف ،فنحن نحمله إذا أراد الحاجة،
فقال :إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ،ولقمه بيدك ،فانه جنة لك غدا.
- 88ين :فضالة ،عن ابن عميرة ،عن محمد بن مروان ،عن حكم بن
حسين عن علي بن الحسين عليه السلم قال :جاء رجل إلى النبي صلى
ال عليه وآله فقال :يا رسول ال ما من عمل قبيح إل قد عملته فهل لي
من توبة ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :فهل من والديك أحد
حي ؟ قال :أبي ،قال :فاذهب فبره ،قال :فلما ولي قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :لو كانت امه ) .(1دعوت الراوندي :عنه عليه السلم مثله89 .
-ين :فضالة ،عن ابن عميرة ،عن أبي الصباح ،عن جابر قال :سمعت
رجل يقول لبي عبد ال عليه السلم :إن لي أبوين مخالفين ،فقال له:
برهما كما تبر المسلمين ،ممن يتوالنا ) .(2وبهذا السناد ،عن جابر ،عن
الوصافي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :صدقة
) " (1لو " في قوله " ص " " :لو كانت أمه " للتمني ،والمراد الحسرة عليه،
فانه لو كان أمه حيا فبرها لكان أدنى أن يقبل توبته (2) .في نسخة
الكمبانى " يسمى هو الباء ]كذا[ وهو تصحيف وقد صححناه طبقا لما
مر عن نسخة الكافي تحت الرقم ،14ص .56
][83
السر تطفئ غضب الرب ،وبر الوالدين وصلة الرحم يزيدان في الجل - 90 .ين:
ابن أبي البلد ،عن أبيه رفعه قال :رأى موسى بن عمران عليه السلم
رجل تحت ظل العرش فقال :يا رب من هذا الذي أدنيته ؟ حتى جعلته تحت
ظل العرش ؟ فقال ال تبارك وتعالى :يا موسى هذا لم يكن يعق والديه ول
يحسد الناس على ما آتاهم ال من فضله ،فقال :يا رب فان من خلقك من
يعق والديه ؟ فقال :إن ]من[ العقوق لهما أن يستسب لهما - 91 .ين :ابن
أبي البلد ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لو علم ال شيئا
أدنى من اف لنهي عنه ،وهو من العقوق ،وهو أدنى العقوق ،ومن العقوق
أن ينظر الرجل إلى أبويه يحد إليهما النظر - 92 .ين :ابن أبي عمير ،عن
هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :جاء رجل إلى النبي
صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال من أبر ؟ قال :امك ،قال :ثم من ؟
قال :امك ،قال :ثم من ؟ قال] :امك ،قال :ثم من ؟ قال (1) [:أباك- 93 .
نوادر الراوندي :باسناده ،عن موسى بن جعفر ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :سر سنتين بر والديك ،سر سنة
صل رحمك ،سر ميل عد مريضا سر ميلين شيع جنازة ،سر ثلثة أميال
أجب دعوة ،سر أربعة أميال أغث ملهوفا ،و عليك بالستغفار فانها
المنجاة ) - 94 .(2كتاب المامة والتبصرة لعلى بن بابويه :عن سهل بن
أحمد ،عن محمد بن محمد بن الشعث ،عن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر مثله إل أن فيه " فانها ممحاة " .وبهذا السناد قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :إن فوق كل بر برا حتى يقتل الرجل شهيدا في
سبيل ال ،وفوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه .وبهذا
السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إياكم ودعوة الوالد ،فانها
ترفع
) (1صححناه طبقا لما مر عن نسخة الكافي تحت الرقم 9ص (2) .49نوادر
الراوندي ط نجف الحروفية ص .5
][84
فوق السحاب حتى ينظر ال تعالى إليها ،فيقول ال تعالى ارفعوها إلي حتى
أستجيب له ،فاياكم ودعوة الوالد فانها أحد من السيف .وبهذا السناد قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ثلثة ل ينظر ال تعالى إليهم :المنان
بالفعل ،والعاق والديه ،ومدمن خمر .وبهذا السناد قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ثلث دعوات مستجابات ل شك فيهن دعوة المظلوم،
ودعوة المسافر ،ودعوة الوالد على ولده .وبهذا السناد قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة .وقال صلى
ال عليه وآله :من أحزن والديه فقد عقهما .وبهذا السناد قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :من نعمة ال على الرجل أن يشبه والده .وبهذا
السناد قال :قال علي عليه السلم أبصر رسول ال رجل له ولدان فقبل
أحدهما وترك الخر فقال صلى ال عليه وآله :فهل واسيت بينهما- 95 .
الدرة الباهرة :قال أبو الحسن الثالث عليه السلم العقوق ثكل من لم يثكل.
وقال عليه السلم :العقوق يعقب القلة ويؤدي إلى الذلة - 96 .دعوات
الراوندي :عن حنان بن سدير قال :كنا عند أبي عبد ال عليه السلم وفينا
ميسر فذكر واصلة القرابة فقال أبو عبد ال عليه السلم :يا ميسر قد
حضر أجلك غير مرة ول مرتين ،كل ذلك يؤخر ال أجلك ،لصلتك قرابتك،
وإن كنت تريد أن يزاد في عمرك فبر شيخيك يعني أبويه .وعن الصادق
عليه السلم قال :يكون الرجل عاقا لوالديه في حياتهما ،فيصوم عنهما بعد
موتهما ،ويصلي ويقضي عنهما الدين ،فل يزال كذلك حتى يكتب بارا
]بهما وإنه ليكون بارا بهما[ ) (1في حياتهما فإذا مات ل يقضي دينهما ول
يبرهما بوجه من وجوه البر فل يزال كذلك حتى يكتب عاقا.
][85
وقال النبي صلى ال عليه وآله :من سره أن يمد له في عمره ،ويبسط في رزقه،
فليصل أبويه فان صلتهما طاعة ال ،وليصل ذا رحمه .وقال :بر الوالدين،
وصلة الرحم ،تهونان الحساب ثم تل هذه الية " الذين يصلون ما أمر ال
به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " ) (1صلوا أرحامكم
ولو بسلم ) .(2وقال أبو جعفر عليه السلم :الحج ينفي الفقر ،والصدقة
تدفع البلية ،والبر يزيد في العمر - 97 .نهج :قال عليه السلم :ل طاعة
لمخلوق في معصية الخالق ) - 98 .(3كنز الكراجكى :باسناد مذكور في
المناهي ،عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ملعون
ملعون من ضرب والده أو والدته ،ملعون ملعون من عق والديه ،ملعون
ملعون قاطع رحم - 99 .عدة الداعي :قال الصادق عليه السلم :أفضل
العمال الصلة لوقتها ،وبر الوالدين ،والجهاد في سبيل ال .وروي أن
موسى عليه السلم لما ناجى ربه أرى رجل تحت ساق العرش قائما يصلي
فغبطه بمكانه فقال :يا رب بم بلغت عبدك هذا ما أرى ؟ قال :يا موسى إنه
كان بارا بوالديه ،ولم يمش بالنميمة .وقال النبي صلى ال عليه وآله :من
سره أن يمد له في عمره ،ويبسط له في رزقه ،فليصل أبويه ،فان صلتهما
من طاعة ال .وقال رجل لبي عبد ال عليه السلم :إن أبي قد كبر فنحن
نحمله إذا أراد الحاجة فقال :إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل فانه جنة
لك غدا .وقال رجل :يا رسول ال ما حق ابني هذا ؟ قال :تحسن اسمه
وأدبه ،وتضعه موضعا حسنا.
) (1الرعد (2) .21 :سيأتي عن قريب أن الصحيح من لفظ الحديث " بلوا أرحامكم
" (3) .نهج البلغة ط عبده مصر ج 2ص .184
][86
- 100كتاب المامة والتبصرة لعلي بن بابويه :عن سهل بن أحمد ،عن محمد بن
محمد بن الشعث ،عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن أبيه،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :رحم ال
من أعان ولده على بره .ومنه :بهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ،رغم أنف رجل أدرك
أبويه عند الكبر فلم يدخله الجنة ،رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان
ثم انسلخ قبل أن يغفر له .ومنه :عن أحمد بن علي ،عن محمد بن الحسن،
عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :سيد البرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد
موتهما - 101 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن
النعمان ،عن ابن مسكان ،عن سليمان بن خالد قال :قلت لبي عبد ال
عليه السلم :إن لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذا المر ؟
فقال :نعم إن ال عزوجل يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) ." (1بيان " :قوا " أي احفظوا
واحرسوا وامنعوا " أنفسكم وأهليكم نارا " أي قوا أنفسكم النار بالصبر
على طاعة ال وعن معصيته ،وعن اتباع الشهوات ،وقوا أهليكم النار
بدعائهم إلى طاعة ال ،وتعليمهم الفرائض ،ونهيهم عن القبايح ،وحثهم
على أفعال الخير " ،وقودها الناس والحجارة " قيل :أي حجارة الكبريت
لنها تزيد في قوة النار ،وقيل :الحجار المعبودة .وتدل الية ) (2والخبر
على وجوب المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وعلى أن القارب من
الزوجة والمماليك ،والوالدين والولد وسائر القرابات مقدمون في ذلك
على الجانب.
][87
)) * (3باب( * * " صلة الرحم ،واعانتهم ،والحسان إليهم ،والمنع من قطع " *
* " صلة الرحام ،وما يناسبه * " .اليات :البقرة :وإذ أخذنا ميثاق بني
إسرائيل ل تعبدون إل ال وبالوالدين إحسانا وذي القربى ) .(1وقال تعالى
وآتى المال على حبه ذوي القربى ) .(2الرعد :والذين يصلون ما أمر ال
به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب .إلى قوله تعالى:
والذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل
ويفسدون في الرض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) .(3النحل :إن ال
يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى ).(4
) (1البقرة .83 :وقوله " وبالوالدين احسانا " أي أحسنوا بالوالدين ،وعلى هذا
يكون قوله " ل تعبدون " لفظه الخبر ،ومعناه المر ،أي ل تعبدوا ال
ال ،أي اعبدوا ال وأحسنوا بالوالدين واقيموا الخ (2) .البقرة) :177 :
(3الرعد (4) .21 - 5 :النحل.90 :
][88
السراء :وآت ذا القربى حقه ) .(1الروم :فلت ذا القربى حقه ) .(2محمد :فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم ) - 1 (3ب :ابن
عيسى ،عن البزنطي ،عن الرضا عليه السلم قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم صل رحمك ولو بشربة من ماء ،وأفضل ما يوصل به الرحم كف
الذى عنها .وقال :صلة الرحم منسأة في الجل ،مثراة في المال ،محبة في
الهل ) - 2 .(4ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم
السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :إن المعروف يمنع مصارع
السوء وإن الصدقة تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي
الفقر ،وقول ل حول ول قوة إل بال فيها شفاء
) (1أسرى .26 :قال الطبرسي في المجمع ج 6ص :411معناه وأعط القرابات
حقوقهم التى أوجبها ال لهم في أموالكم عن ابن عباس والحسن ،وقيل:
ان المراد قرابة الرسول عن السدى ،وهو الذى رواه أصحابنا عن
الصادقين عليهما السلم أقول :وهذا هو المتعين من حيث التفسير ،فان
الية خطاب له صلى ال عليه وآله فيكون اللف واللم في " القربى "
عوضا عن ضميره ،والتقدير :وآت ذاقرباك حقه ،قالوا :والمراد مطلق
القرابات وفيه أنه لو كان المراد الجمع لقال " :وآت ذوى القربى " أو "
أولى القربى حقهم " قال " :وآتى المال على حبه ذوى القربى الخ "
وقال " :ول يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا اولى القربى " بل
المراد الفرد الواحد من ذى قرباه ،وليس هو ال فاطمة سلم ال عليها،
ولنها أقرب القرابات منه صلى ال عليه وآله .والمراد من " حقه " هو
الذى نص عليه في قوله تعالى :واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن ل
خمسه وللرسول ولذي القربى " وهكذا في قوله تعالى " :ما أفاء ال
على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى " فلها سلم ال
عليها سهم من الخمس وسهم من الفئ وحدها (2) .الروم(3) .38 :
القتال (4) .22 :قرب السناد ص .156ط حجر.
][89
من تسعة وتسعين داء أدناها الهم ) - 3 .(1فس " :والذين يصلون ما أمر ال به
أن يوصل " حدثني أبي عن محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن عليه
السلم قال إن رحم آل محمد صلى ال عليه وآله معلقة بالعرش ،يقول:
اللهم صل من وصلني ،واقطع من قطعني ،وهي تجري في كل رحم )4 .(2
-لى :قال أمير المؤمنين عليه السلم لنوف البكالي :يا نوف صل رحمك
يزيد ال في عمرك ) .(3أقول :قد مضى بعض الخبار في باب جوامع
المكارم ،وبعضها في باب بر الوالدين - 5 .ل :ابن بندار ،عن محمد بن
محمد بن جمهور ،عن محمد بن علي بن زيد ،عن أحمد بن شبيب ،عن
أبيه ،عن يونس ،عن ابن شهاب ،عن أنس ،عن النبي صلى ال عليه وآله
قال :من سره أن يبسط له في رزقه ،وينسأ له في أجله فليصل رحمه ).(4
- 6لى :في مناهي النبي قال :من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ،ليصل
رحمه ،أعطاه ال عزوجل أجر مائة شهيد ،وله بكل خطوة أربعون ألف
حسنة ويمحى عنه أربعون ألف سيئة ،ويرفع له من الدرجات مثل ذلك،
وكأنما عبد ال مائة سنة صابرا محتسبا ) - 7 .(5لى :أبي ،عن سعد ،عن
ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن ابن أبي عمير ،عن منصور بن
يونس ،عن الثمالي ؟ عن علي بن الحسين عليهما السلم قال :ما من
خطوة أحب إلى ال عزوجل من خطوتين :خطوة يسد بها المؤمن صفا في
ال ؟
) (1قرب السناد ص 51ط نجف الحروفية (2) .تفسير القمى ص (3) .208أمالى
الصدوق ص (4) .126الخصال ج 1ص (5) .18أمالى الصدوق ص
.253
][90
وخطوة إلى ذي رحم قاطع الخبر ) - 8 .(1م :وأما قوله تعالى " :وذي القربى "
فهم من قراباتك من أبيك وامك قيل لك اعرف حقهم كما اخذ العهد به من
بني إسرائيل واخذ عليكم معاشر امة محمد بمعرفة حق قرابات محمد،
الذين هم الئمة بعده ،ومن يليهم بعد من خيار ذريتهم .قال المام عليه
السلم :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من رعى حق قرابات أبويه
اعطي في الجنة ألف ألف درجة ،بعد ما بين كل درجتين حضر الفرس
الجواد المضمر مائة سنة ،إحدى الدرجات من فضة ،واخرى من ذهب،
واخرى من لؤلؤ واخرى من زمرد ،واخرى من زبرجد ،واخرى من مسك،
واخرى من عنبر واخرى من كافور ،فتلك الدرجات من هذه الصناف،
ومن رعى حق قربى محمد وعلي اوتي من فضائل الدرجات وزيادة
المثوبات ،على قدر زيادة فضل محمد وعلي صلوات ال عليهما على أبوي
نسبه - 9 .ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن النضر،
عن زرعة ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :إن في الجنة درجة ل يبلغها إل إمام عادل ،أو ذو
رحم وصول ،أو ذو عيال صبور ) .(2أقول :قد مضى في باب الخمر عن
النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :ثلثة ل يدخلون الجنة :مدمن خمر،
ومؤمن سحر ) (3وقاطع رحم - 10 .ل :العطار ،عن سعد ،عن أحمد بن
الحسين بن سعيد ،عن الحسن بن الحصين ،عن موسى بن القاسم ،عن
صفوان ،عن ابن بكير ،عن أبيه ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :أربعة
أسرع شئ عقوبة :رجل أحسنت إليه ويكافيك بالحسان إليه إساءة ،ورجل
ل تبغي عليه وهو يبغي عليك ،ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك
) (1الخصال ج 1ص (2) .26الخصال ج 1ص (3) .46مدمن سحر ؟ خ.
][91
الوفاء له ومن أمره الغدر بك ،ورجل يصل قرابته ويقطعونه ) .(1ل :فيما أوصى
به النبي صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم مثله ) (2وقد مر مرارا11 .
-ل :في وصايا أبي ذر بأسانيد قال :أوصاني رسول ال صلى ال عليه
وآله أن أصل رحمي وإن أدبرت ) .(3وقد مضى في باب مساوي الخلق
وغيره بأسانيد عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :ل يدخل الجنة قاطع
رحم - 12 .ل :عن سعيد بن علقة ،عن أمير المؤمنين قال :قطيعة الرحم
تورث الفقر ) - 13 (4ن ) (5ل :أبي ،عن الحميري ،عن ابن عيسى ،عن
الوشاء ،عن الرضا عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :لما اسري بي إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو
رحما إلى ربها ; فقلت لها :كم بينك وبينها من أب ؟ فقال :نلتقي في
أربعين أبا ) - 14 .(6ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم صلوا
أرحامكم ولو بالسلم يقول ال تبارك وتعالى " :واتقوا ال الذي تسائلون
به والرحام إن ال كان عليكم رقيبا " ) - 15 .(7ن :بالسانيد الثلثة عن
الرضا ،عن آبائه عليهم السلم :قال :قال الحسين عليه السلم :من سره
أن ينسأ في أجله ،ويزاد في رزقه فليصل رحمه ).(8
) (1الخصال ج 1ص (2) .85الخصال ج 1ص (3) .110الخصال ج 2ص ) .4
(4الخصال ج 2ص (5) .93عيون الخبار ج 2ص (6) .254الخصال
ج 2ص (7) .111الخصال ج 2ص ،157والية في النساء(8) .1 :
عيون الخبار ج 2ص .44
][92
- 16ن :بهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من ضمن لي واحدة
ضمنت له أربعة يصل رحمه ،فيحبه ال تعالى ويوسع عليه رزقه ،ويزيد
في عمره ويدخله الجنة التي وعده ) .(1صح :عنه ،عن آبائه عليهم
السلم مثله ) - 17 .(2ن :بهذا السناد قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :إني أخاف عليكم استخفافا بالدين .وبيع الحكم ) (3وقطيعة الرحم،
وأن تتخذوا القرآن مزامير ،تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين ).(4
صح :عنه عليه السلم مثله ) - 18 .(5ن :العسكري ،عن أحمد بن محمد
بن الفضل ،عن إبراهيم بن أحمد الكاتب ،عن أحمد بن الحسين ،عن أبيه
قال :احضرنا مجلس الرضا عليه السلم فشكا رجل أخاه فأنشأ يقول :اعذر
أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه واصبر على بهت السفيه *
وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضل * وكل الظلوم إلى حسيبه )(6
- 19ما :المفيد ،عن الجعابي .عن ابن عقدة ،عن محمد بن إسماعيل بن
إبراهيم ،عن عم أبيه الحسين بن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه،
عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال :صلوا أرحامكم وإن قطعوكم الخبر )
.(7
) (1عيون الخبار ج 2ص (2) .37صحيفة الرضا ص (3) .21ومنع الحكم خ ل.
) (4عيون الخبار ج 2ص (5) .42صحيفة الرضا ص (6) .28عيون
الخبار ج 2ص (7) .176أمالى الطوسى ج 1ص .211
][93
أقول :قد مضى بأسانيد عنه صلوا أرحام من قطعكم - 20 .ما :المفيد ،عن علي بن
بلل ،عن علي بن سليمان ،عن أحمد بن القاسم ،عن أحمد السياري ،عن
محمد بن خالد ،عن سعيد بن مسلم ،عن داود الرقي قال :كنت جالسا عند
أبي عبد ال عليه السلم إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه :يا داود لقد
عرضت علي أعمالكم يوم الخميس ،فرأيت فيما عرض علي من عملك
صلتك لبن عمك فلن ،فسرني ذلك ،إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء
عمره وقطع أجله .قال داود :وكان لي ابن عم معاندا خبيثا بلغني عنه
وعن عياله سوء حال فصككت ) (1له نفقة قبل خروجي إلى مكة ،فلما
صرت بالمدينة خبرني أبو عبد ال عليه السلم بذلك ) - 21 .(2ما:
جماعة ،عن أبي المفضل ،عن إبراهيم بن عبد الصمد ،عن أبيه عبد
الصمد بن موسى ،عن عمه عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم ،عن أبيه
محمد بن إبراهيم قال :بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد ال جعفر بن
محمد عليهما السلم وأمر بفرش فطرحت له إلى جانبه ،فأجلسه عليها ،ثم
قال :علي بمحمد علي بالمهدي ،يقول ذلك مرارا فقيل له :الساعة الساعة
يأتي يا أمير المؤمنين ما يحبسه إل أنه يتبخر .فما لبث أن وافى وقد
سبقته رائحته ،فأقبل المنصور على جعفر عليه السلم فقال :يا أبا عبد ال
حديث حدثته في صلة الرحم اذكره يسمعه المهدي قال :نعم حدثني أبي عن
أبيه ،عن جده ،عن علي عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلث سنين فيصيرها ال
عزوجل ثلثين سنة ،ويقطعها وقد بقي من عمره ثلثون سنة فيصيرها
ال ثلث سنين ثم تل عليه السلم " يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام
الكتاب " الية ).(3
) (1أي دفعت إليه صكا ،والصك معرب چك بالفارسية ،كتاب الحوالة ،ليأخذ
المحتال المال عن المحال عليه (2) .أمالى الطوسى ج 2ص (3) .27
الرعد.39 :
][94
قال :هذا حسن يا أبا عبد ال وليس إياه أردت قال أبو عبد ال نعم حدثني أبي عن
أبيه عن جده ،عن علي عليهم السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :صلة الرحم تعمر الديار ،وتزيد في العمار ،وإن كان أهلها غير
أخيار .قال :هذا حسن يا أبا عبد ال وليس هذا أردت فقال أبو عبد ال
عليه السلم :نعم حدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي عليهم السلم
قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله :صلة الرحم تهون الحساب وتقي
ميتة السوء قال المنصور نعم هذا أردت ) - 22 .(1ما :بإسناد المجاشعي
عن الصادق ،عن آبائه ،عن علي عليهم السلم قال :قيل يا نبي ال أفي
المال حق سوى الزكاة ؟ قال :نعم بر الرحم إذا أدبرت ،وصلة الجار المسلم
فما آمن بي من بات شبعانا وجاره المسلم جائع ،ثم قال :ما زال جبرئيل
عليه السلم يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) - 23 .(2ع :في
خطبة فاطمة صلوات ال عليها :فرض ال صلة الرحام منماة للعدد ).(3
أقول :قد مر في باب الذنوب التي توجب غضب ال عن أبي جعفر عليه
السلم إذا قطعت الرحام جعلت الموال في أيدي الشرار وعن أبي عبد
ال عليه السلم الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم - 24 .مع :ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن أسباط عن البطائني،
عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :صلة الرحم تزيد في العمر ،وصدقة السر تطفئ غضب الرب،
وإن قطيعة الرحم واليمين الكاذبة لتذران الديار بلقع من أهلها ،ويثقلن
الرحم ) (4وإن ]في[ تثقل الرحم انقطاع
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .94أمالى الطوسى ج 2ص (3) .134علل
الشرائع ج 1ص (4) .236كذا في المصدر المطبوع ،وهكذا نسخة
الكمبانى ،والمراد بالثقل المرض
][95
النسل ) - 25 .(1مع :ابن البرقي ،عن أبيه ،عن جده ،عن أبيه ،عن محمد بن
خلف عن يونس ،عن عمرو بن جميع قال :كنت عند أبي عبد ال عليه
السلم مع نفر من أصحابه فسمعته وهو يقول :إن رحم الئمة عليهم
السلم من آل محمد صلى ال عليه وآله ليتعلق بالعرش يوم القيامة
وتتعلق بها أرحام المؤمنين تقول يا رب صل من وصلنا واقطع من قطعنا
قال :فيقول ال تبارك وتعالى :أنا الرحمن وأنت الرحم ،شققت اسمك من
اسمي ،فمن وصلك وصلته ،ومن قطعك قطعته ،ولذلك قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :الرحم شجنة من ال تعالى عزوجل .أخبرنا محمد بن
هارون الزنجاني ،عن علي بن عبد العزيز ،عن القاسم بن سلم قال :في
معنى قول النبي صلى ال عليه وآله " :الرحم شجنة من ال عزوجل "
يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ،وقول القائل " الحديث ذو شجون "
إنما هو تمسك بعضه ببعض .وقال بعض أهل العلم :يقال :شجر متشجن:
إذا التف بعضه ببعض ،ويقال :شجنة وشجنة والشجنة كالغصن يكون من
الشجرة ،وقد قال النبي صلى ال عليه وآله :إن فاطمة شجنة مني يؤذيني
ما آذاها ويسرني ما سرها ) - 26 .(2مع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن
أبيه ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أخبرني جبرئيل أن
ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ،ما يجدها عاق ،ول قاطع رحم
والكسل والفتور :يقال :وجدت ثقلة في جسدي :أي ثقل وفتورا ،حكاه الجوهرى
عن الكسائي .وسيأتى عن نسخة الكافي " ينقلن " و " ينقل "
واستظهر المصنف في شرحه مرآت العقول أنه بالغين من النغل وأصله
فساد الديم فراجع (1) .معاني الخبار ص (2) .264معاني الخبار ص
.302
][96
ول شيخ زان الخبر ) - 27 .(1ثو :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن الصادق عليه السلم ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا ظهر العلم ،واحترز العمل ،وائتلفت
اللسن ،واختلف القلوب ،وتقاطعت الرحام ،هنالك لعنهم ال فأصمهم
وأعمى أبصارهم ) - 28 .(2ير :ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام
بن الحكم ،عن ميسر قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :يا ميسر لقد زيد
في عمرك فأي شئ تعمل ؟ قلت :كنت أجيرا وأنا غلم بخمسة دراهم فكنت
اجريها على خالي ) - 29 .(3غط :جماعة ،عن البزوفري ،عن أحمد بن
إدريس ،عن ابن عيسى عن ابن محبوب ،عن جميل بن صالح ،عن هشام
بن أحمر ،عن سالمة مولة أبي عبد ال عليه السلم قال :كنت عند أبي
عبد ال جعفر بن محمد عليه السلم حين حضرته الوفاة واغمي عليه،
فلما أفاق قال :أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الفطس
سبعين دينارا ،وأعط فلنا كذا ،وفلنا كذا ،فقلت :أتعطي رجل حمل عليك
بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ قال :تريدين أن ل أكون من الذين قال ال عزوجل
" والذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء
الحساب " ) (4نعم يا سالمة إن ال خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها ،وإن
ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ،فل يجد ريحها عاق ول قاطع رحم )
- 30 .(5سن :أبي ،عن محمد بن سنان وعبد ال بن المغيرة ،عن طلحة
بن زيد عن أبي عبد ال عليه السلم أن رجل من خثعم جاء إلى رسول ال
صلى ال عليه وآله فقال له :أخبرني
][97
ما أفضل السلم ؟ فقال :اليمان بال ،قال :ثم ماذا ؟ قال :صلة الرحم ،قال :ثم ماذا
؟ فقال :المر بالمعروف والنهي عن المنكر ) - 31 .(1صح :عن الرضا،
عن أبيه عليهما السلم قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :صلة الرحام
وحسن الخلق زيادة في العمار ) - 32 .(2ص :عن الرضا ،عن آبائه
عليهم السلم قال :قال محمد بن علي عليه السلم :صلة الرحام وحسن
الجوار زيادة في الموال ) - 33 .(3ضا :روي أن الرحم إذا بعدت عبطت،
وإذا تماست عبطت ،وروي سر سنتين بر والديك ،سر سنة صل رحمك،
وأروي الخ الكبير بمنزلة الب - 34 .شى :عن الصبغ بن نباتة قال:
سمعت أمير المؤمنين عليه السلم يقول :إن أحدكم ليغضب فما يرضى
حتى يدخل به النار ،فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه ،فان
الرحم إذا مستها الرحم استقرت ،وإنها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض
الحديد ،فينادي اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ،وذلك قول ال في
كتابه " واتقوا ال الذي تسائلون به والرحام إن ال كان عليكم رقيبا " )
(4وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الرض من فوره ،فانه يذهب رجز
الشيطان ) - 35 .(5شى :عن عمر بن حنظلة ،عنه عن قول ال " اتقوا
ال الذي تسائلون به والرحام " قال :هي أرحام الناس ،إن ال أمر
بصلتها وعظمها ،أل ترى أنه جعلها معه ) - 36 .(6شى :عن جميل بن
دراج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن قول ال " اتقوا
) (1المحاسن ص (2) .291في نسخة الكمبانى :زيادة في اليمان (3) .صحيفة
الرضا (4) .42 :النساء 5) .1 :و (6تفسير العياشي ج 1ص .217
][98
ال الذي تسائلون به والرحام " قال :هي أرحام الناس أمر ال تبارك وتعالى
بصلتها وعظمها ،أل ترى أنه جعلها معه ) .(1ين :ابن أبي عمير ،عن
جميل مثله - 37 .شى :عن العل بن الفضيل ،عن أبي عبد ال قال :سمعته
يقول :الرحم معلقة بالعرش ،تقول اللهم صل من وصلني ،واقطع من
قطعني ،وهي رحم آل محمد و رحم كل مؤمن ،وهو قول ال " والذين
يصلون ما أمر ال به أن يوصل " ) - 38 .(2شى :عن جابر ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :بر الوالدين
وصلة الرحم يهونان الحساب ثم تل هذه الية " والذين يصلون ما أمر ال
به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " ) - 39 .(3شى:
عن محمد بن الفضل قال :سمعت العبد الصالح يقول " :والذين يصلون ما
أمر ال به أن يوصل " قال :هي رحم آل محمد ،معلقة بالعرش ،يقول:
اللهم صل من وصلني ،واقطع من قطعني وهي تجري في كل رحم ).(4
- 40شى :عن عمر بن مريم قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول
ال " الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل " قال :من ذلك صلة الرحم،
وغاية تأويلها صلتك إيانا ) - 41 .(5شى :عن صفوان بن مهران الجمال
قال :وقع بين عبد ال بن الحسن وبين أبي عبد ال عليه السلم كلم حتى
ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس عليهما حتى افترقا تلك العشية ،فلما
أصبحت غدوت في حاجة لي فإذا أبو عبد ال على باب عبد ال بن الحسن
وهو يقول :قولي يا جارية لبي محمد هذا أبو عبد ال بالباب ،فخرج عبد
ال بن الحسن وهو يقول :يا أبا عبد ال ما بكر بك ؟ قال :إنه مررت
البارحة بآية من كتاب ال فأقلقني قال :وما هي ؟ قال :قوله عزوجل" :
الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء
الحساب " قال :فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد ال بن الحسن :صدقت
وال يا أبا عبد ال كأني لم أقرأ هذه الية قط ).(6
][99
كنز الكراجكى :عن محمد بن عبد ال الحسيني ،عن عبد الواحد بن عبد ال
الموصلي ،عن أحمد بن محمد بن رباح ،عن محمد بن العباس الحسيني،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ،عن صفوان مثله - 42 .شى :عن
الحسين بن زيد ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره
إل ثلث سنين فيمدها ال إلى ثلث وثلثين سنة ،وإن المرء ليقطع رحمه
وقد بقي من عمره ثلث وثلثون سنة ،فيقصرها ال إلى ثلث سنين أو
أدنى .قال الحسين :وكان جعفر يتلو هذه الية " يمحو ال ما يشاء ويثبت
وعنده ام الكتاب " ) - 43 .(1جا :أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار،
عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن ابن عطية ،عن الحذاء ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :في كتاب أمير المؤمنين عليه السلم :ثلث خصال
ل يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن :البغي ،وقطيعة الرحم ،واليمن
الكاذبة ،وأن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم إن القوم ليكونون فجارا
فيتواصلون فتنمي أموالهم ويثرون ،وإن اليمن الكاذبة وقطيعة الرحم تدع
الديار بلقع عن أهلها ) - 44 .(2ين :ابن محبوب مثله وزاد في آخره
وينقل الرحم وإن في انتقال الرحم انقطاع النسل ) - 45 .(3نجم :عبد ال
بن جعفر الحميري في كتاب الدلئل باسناده إلى ميسر قال :قال لي أبو عبد
ال عليه السلم يا ميسر قد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخرك ال
) (1تفسير العياشي ج 2ص ،220والية في الرعد (2) .39 :مجالس المفيد ص
(3) .66كذا في نسخة الكمبانى ،وقد مر عن معاني الخبار تحت الرقم
" 24ويثقلن الرحم وان تثقل الرحم انقطاع النسل وسيجئ تحت الرقم
104عن الكافي " وتنقل الرحم وان نقل الرحم انقطاع النسل ".
][100
بصلتك رحمك ،وبرك قرابتك - 46 .كش :ابن مسعود ،عن عبد ال بن محمد بن
خالد ،عن الوشاء ،عن بعض أصحابنا ،عن ميسر ،عن أحدهما عليه
السلم قال :قال لي :يا ميسر إني لظنك وصول لقرابتك ،قلت :نعم جعلت
فداك ،لقد كنت في السوق وأنا غلم واجرتي درهمان وكنت اعطي واحدا
عمتي ،وواحدا خالتي ،فقال :أما وال لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر
) - 47 .(1كش :إبراهيم بن علي الكوفي ،عن إسحاق بن إبراهيم ،عن
يونس عن حنان وابن مسكان ،عن ميسر قال :دخلنا على أبي جعفر عليه
السلم ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة ،فقال أبو جعفر عليه
السلم :يا ميسر أما إنه قد حضر أجلك غير مرة ول مرتين ،كل ذلك يؤخر
بصلتك قرابتك ) - 48 .(2ضه :قال أمير المؤمنين عليه السلم :أحسن
يحسن إليك ،ارحم ترحم ،قل خيرا تذكر بخير ،صل رحمك يزد ال في
عمرك .وقال رسول ال صلى ال عليه وآله :رأيت في المنام رجل من
امتي يكلم المؤمنين فل يكلمونه فجاءه صلته للرحم فقال :يا معشر
المؤمنين كلموه فانه كان واصل لرحمه فكلمه المؤمنون وصافحوه ،وكان
معهم ) - 49 .(3ين :ابن أبي عمير ،عن حسين بن عثمان ،عمن ذكره،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن صلة الرحم تزكي العمال ،وتنمي
الموال ،وتيسر الحساب وتدفع البلوى ،وتزيد في العمر ) - 50 .(4ين:
علي بن إسماعيل التميمي ،عن عبد ال بن طلحة قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :إن رجل أتى النبي صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول
ال إن لي أهل قد كنت أصلهم وهم يؤذوني ،وقد أردت رفضهم ،فقال له
رسول ال صلى ال عليه وآله :إذن يرفضكم
) 1و (2رجال الكشى (3) .211 :روضة الواعظين ج 2ص (4) .432مخطوط.
][101
ال جميعا ،قال :وكيف أصنع ؟ قال :تعطي من حرمك ،وتصل من قطعك ،وتعفو
عمن ظلمك ،فإذا فعلت ذلك كان ال عزوجل لك عليهم ظهيرا .قال ابن
طلحة :فقلت له عليه السلم :ما الظهير قال :العون - 51 .ين :ابن
محبوب ،عن مالك بن عطية ،عن يونس بن عفان ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :أول ناطق يوم القيامة من الجوارح الرحم يقول :يا رب من
وصلني في الدنيا فصيل اليوم ما بينك وبينه ; ومن قطعني في الدنيا فاقطع
اليوم ما بينك وبينه - 52 .ين :النضر ،عن زرعة ،عن أبي بصير ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :قال :الرحم معلقة بالعرش ينادي يوم القيامة
اللهم صل من وصلني ،واقطع من قطعني ،فقلت :أهي رحم رسول ال
صلى ال عليه وآله ؟ فقال :بل رحم رسول ال صلى ال عليه وآله منها.
وقال :إن الرحم تأتي يوم القيامة مثل كبة المدار ،وهو المغزل ،فمن أتاها
واصل لها انتشرت له نورا حتى يدخله الجنة ،ومن أتاها قاطعا لها
انقبضت عنه ،حتى يقذف به في النار - 53 .ين :علي بن النعمان ،عن ابن
مسكان ،عن يحيى بن ام الطويل قال :خطب أمير المؤمنين عليه السلم
الناس فحمد ال وأثنى عليه ثم قال :ل يستغني الرجل وإن كان ذا مال وولد
عن عشيرته ،وعن مداراتهم ،وكرامتهم ،ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم
هم أعظم الناس حياطة له من ورائه ،وألمهم لشعثه وأعظمهم عليه حنوا
إن أصابته مصيبة أو نزل به يوما بعض مكاره المور ،ومن يقبض يده
عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا واحدة ،وتقبض عنه منهم أيدي كثيرة،
ومن محض عشيرته صدق المودة ،وبسط عليهم يده بالمعروف ،إذا وجده
ابتغاء وجه ال أخلف ال له ما أنفق في دنياه ،وضاعف له الجر في
آخرته ،وإخوان الصدق في الناس خير من المال يأكله ويورثه ،ل يزدادن
أحدكم في أخيه زهدا ،ول يجعل منه بديل إذا لم ير منه مرفقا ،أو يكون
مقفورا من المال ،ل يغفلن أحدكم عن القرابة يرى به الخصاصة
][102
أن يسدها مما ل يضره إن أنفقه ،ول ينفعه إن أمسكه ) - 54 .(1ين :القاسم ،عن
عبد الصمد بن بشير ،عن معاوية قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :إن
صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة ،ثم قرأ " ]الذين[ " يصلون ما أمر
ال به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " ) - 55 .(2ين:
القاسم ،عن عبد ال بن هلل ،عن رجل من أصحابنا قال :قلت لبي عبد
ال عليه السلم :إن آل فلن يبر بعضهم بعضا ويتواصلون قال :إذا ينمون
وتنمو أموالهم ،ول يزالون في ذلك حتى يتقاطعوا ،فإذا فعلوا ذلك انعكس
عنهم - 56 .ين :ابن أبي البلد ،عن أبيه رفعه قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :أل أدلكم على خير أخلق الدنيا والخرة ،قالوا :بلى يا
رسول ال قال :من وصل من قطعه وأعطى من حرمه ،وعفا عمن ظلمه،
ومن سره أن ينسأله في عمره ،ويوسع له في رزقه ،فليتق ال وليصل
رحمه - 57 .ين :ابن سدير ،عن أبيه ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
قال :أتى أبا ذر رجل فبشره بغنم له قد ولدت ،فقال :يا أبا ذر أبشر فقد
ولدت غنمك ،وكثرت فقال :ما يسرني كثرتها فما احب ذلك فما قل وكفى
أحب إلي مما كثر وألهى إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول:
على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم والمانة فإذا مر عليه الوصول
للرحم ،المؤدي للمانة لم يتكفأ به في النار - 58 .ين :بعض أصحابنا ،عن
حنان ،عن عبد الرحمان بن سليمان ،عن عمرو بن سهل ،عن روات قال:
سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :إن صلة الرحم مثراة في
المال ،ومحبة في الهل ،ومنسأة في الجل - 59 .ين :بعض أصحابنا ،عن
حنان ،عن ابن مسكان ،عن رجل أنهم كانوا في منزل أبي عبد ال عليه
السلم وفيهم ميسر فتذاكروا صلة القرابة ،فقال أبو عبد ال عليه السلم،
يا ميسر لقد حضر أجلك غير مرة كل ذلك يؤخرك ال لصلتك لقرابتك.
) (1ترى مثله في النهج تحت الرقم 23من الخطب وسيجئ مثله عن الكافي(2) .
الرعد.21 :
][103
- 60ين :الحسن بن علي ،عن أبي الحسن عليه السلم قال :قال :إن الرجل ليكون
قد بقي من أجله ثلثون سنة فيكون وصول لقرابته وصول لرحمه،
فيجعلها ال ثلثة وثلثين سنة ،وإنه ليكون قد بقي من أجله ثلث وثلثون
سنة فيكون عاقا لقرابته ،قاطعا لرحمه ،فيجعلها ال ثلث سنين- 61 .
كتاب النوادر لفضل ال بن على الراوندي ،عن عبد الواحد بن إساعميل
الروياني ،عن محمد بن الحسن التميمي البكري ،عن سهل بن أحمد
الديباجي ،عن محمد بن محمد بن الشعث ،عن موسى بن إسماعيل بن
موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن جده موسى ،عن أبيه الصادق ،عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :صلة الرحم تزيد في
العمر وتنفي الفقر .وبهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله
لسراقة بن مالك بن جعشم :أل أدلك على أفضل الصدقة ؟ قال :بلى بأبي
أنت وامي يا رسول ال ،فقال رسول ال :أفضل الصدقة على اختك أو
ابنتك ،وهي مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك ) .(1وبهذا السناد عن
علي عليه السلم قال :فقيل لرسول ال :يا رسول ال أي الصدقة أفضل ؟
فقال :على ذي الرحم الكاشح .وبهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :سر سنتين بر والديك ،سر سنة صل رحمك الخبر .وبهذا
السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :صنيع المعروف يدفع
ميتة السوء و الصدقة في السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في
العمر وتنفي الفقر ) - 62 .(2كتاب المامة والتبصرة :عن الحسن بن
حمزة العلوي ،عن علي بن محمد بن أبي القاسم ،عن أبيه ،عن هارون بن
مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن الصادق عن أبيه ،عن آبائه عليهم
السلم عن النبي صلى ال عليه وآله مثله .ومنه :بهذا السناد قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :صل رحمك ولو بشربة من ماء
][104
وأفضل ما يوصل به الرحم كف الذى عنها .وبهذا السناد قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :الصدقة بعشرة ،والقرض بثماني عشرة وصلة الخوان
بعشرين ،وصلة الرحم بأربع وعشرين .وبهذا السناد قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :صلوا أرحامكم في الدنيا ولو بسلم - 63 .كتاب
المامة والتبصرة :بالسناد المتقدم مثله وقال صلى ال عليه وآله :ل تخن
من خانك فتكون مثله ،ول تقطع رحمك وإن قطعك - 64 .دعوات
الراوندي :روي أن موسى بن جعفر عليه السلم دخل على الرشيد يوما
فقال له هارون :إني وال قاتلك فقال ل تفعل يا أمير المؤمنين فإني سمعت
أبي عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن
العبد ليكون واصل لرحمه ،وقد بقي من أجله ثلث سنين فيجعلها ثلثين
سنة ،ويكون الرجل قاطعا لرحمه وقد بقي من أجله ثلثين سنة فيجعلها
ال ثلث سنين ،فقال الرشيد :ال سمعت هذا من أبيك ؟ قال :نعم فأمر له
بمائة ألف درهم ،ورده إلى منزله .وقال الصادق عليه السلم :صلة الرحم
تهون الحساب يوم القيامة ،وهي منسأة في العمر ،وتقي مصارع السوء،
وصدقة الليل تطفئ غضب الرب وفي رواية صدقة السر وقال :من حسن
بره بأهل بيته زيد في رزقه - 65 .نهج :قال عليه السلم من ضيعه
القرب ،اتيح له البعد ،وقال عليه السلم إنه ل يستغني الرجل وإن كان ذا
مال عن عشيرته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهم أعظم الناس حيطة
من ورائه وألمهم لشعثه وأعطفهم عليه عندنا زلة إن نزلت به ،ولسان
الصدق يجعله ال للمرء في الناس خير له من المال يورثه غيره )66 .(1
-ومنها :أل ل يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة ،بأن يسدها
بالذي ل يزيده إن أمسكه ،ول ينقصه إن أهلكه ،ومن يقبض يده عن
عشيرته فانما تقبض عنهم يد واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة ،ومن
تلن حاشيته يستدم من قومه المودة ).(2
][105
قال السيد رضي ال عنه ما أحسن المعنى الذي أراده عليه السلم بقوله " ومن
يقبض يده عن عشيرته " إلى تمام الكلم ،فان الممسك خيره عن عشيرته
إنما يمسك نفع يد واحدة ،فإذا احتاج إلى نصرتهم واضطر إلى مرافدتهم،
قعدوا عن نصره ،و تثاقلوا عن صونه ،فمنع ترافد اليدي الكثيرة
وتناهض القدام الجمة - 67 .نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم :وأكرم
عشيرتك ،فانهم جناحك الذي به تطير ،وأصلك الذي إليه تصير ،ويدك التي
بها تصول ) - 68 .(1عدة الداعي :قال النبي صلى ال عليه وآله اوصي
الشاهد من امتي والغائب منهم ومن في أصلب الرجال وأرحام النساء إلى
يوم القيامة ،أن يصل الرحم وإن كان منه على مسير سنة ،فان ذلك من
الدين .وقال صلى ال عليه وآله :حافتا الصراط يوم القيامة المانة
والرحم ،فإذا مر الوصول للرحم والمؤدي للمانة نفذ إلى الجنة وإذا مر
الخائن للمانة ،والقطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل ،ويكفئ به الصراط
في النار - 69 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن بعض أصحابه ،عن عمرو بن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :لما خرج أمير المؤمنين
عليه السلم يريد البصرة نزل بالربذة فأتاه رجل من محارب فقال :يا أمير
المؤمنين إني تحملت في قومي حمالة وإني سألت في طوائف منهم
المواساة والمعونة فسبقت إلي ألسنتهم بالنكد ،فمرهم يا أمير المؤمنين
بمعونتي وحثهم على مواساتي فقال أين هم ؟ فقال هؤلء فريق منهم حيث
ترى ،قال :فنص راحلته فأدلفت كأنها ظليم فأدلف بعض أصحابه في طلبها
فليا بلي ما لحقت فانتهى إلى القوم فسلم عليهم وسألهم :ما يمنعهم من
مواساة صاحبهم فشكوه وشكاهم فقال أمير المؤمنين عليه السلم :وصل
امرء عشيرته فانهم أولى ببره وذات يده ،ووصلت العشيرة أخاها إن عثر
به دهر وأدبرت عنه دنيا ،فان المتواصلين المتباذلين مأجورون ،وإن
المتقاطعين المتدابرين موزورون ،قال ثم بعث راحلته
][106
وقال :حل ) .(1توضيح :في النهاية الربذة بالتحريك قرية معروفة قرب المدينة بها
قبر أبي -ذر الغفاري وفي القاموس محارب قبيلة وفي النهاية فيه ل تحل
المسألة إل لثلثة :رجل تحمل بحمالة ،الحمالة بالفتح ما يتحمله النسان
من غيره من دية أو غرامة مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها
الدماء فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين ،والتحمل
أن يحملها عنهم على نفسه انتهى " وإني سألت في طوائف " أي منهم أو
داخل فيهم .وفي القاموس ) :(2نكد عيشهم كفرح اشتد وعسر ،والبئر قل
ماؤها ،وزيد حاجة عمرو منعه إياها ،وفلنا منعه ما سأله أو لم يعطه إل
أقله ،ورجل نكد ونكد ونكد وأنكد شؤم عسر ،والنكد بالضم قلة العطاء
ويفتح ،وقال :نص ناقته :استخرج أقصى ما عندها من السير ،والشئ
حركه .وقال ) (3دلف الشيخ يدلف دلفا ويحرك ودليفا ودلفانا محركة مشى
مشي المقيد وفوق الدبيب والكتيبة في الحرب تقدمت ،يقال دلفناهم
والدالف الماشي بالحمل الثقيل مقاربا للخطو ،وككتب الناقة التي تدلف
بحملها أي تنهض به ،واندلف علي انصب ،وتدلف إليه تمشى ودنا انتهى
) .(4وقيل :أدلفت من باب الفعال أو التفعل ،والخير أشهر من الدليف،
وهو المشي مع تقارب الخطو والسراع ،وكأنه الوخدان قال الثعالبي في
سر الدب :الوخدان نوع من سير البل ،وهو أن يرمي بقوائمها كمشي
النعام " .والظليم " الذكر من النعام " في طلبها " أي في طلب الراحلة،
وقيل :أي طلب الجماعة المشهورين أو طلب بقية القوم ،وإلحاقهم
بالمشهورين ول يخفى بعدهما
][107
وقوله عليه السلم " فليا بعد لي ما لحقت " قال الجوهري يقال :فعل كذا بعد
لي :أي بعد شدة وإبطاء ،ولى ليا أي أبطأ .وفي النهاية في حديث ام
أيمن فبلي ما استغفر لهم رسول ال صلى ال عليه وآله أي بعد مشقة
وجهد وإبطاء ،ومنه حديث عائشة وهجرتها ابن الزبير فبلي ما كلمته
انتهى .وأقول :هذا الكلم يحتمل وجوها الول أن يكون المعنى فلحقت
مراكب القوم مركبه عليه السلم بعد إبطاء مع إبطاء ،وشدة مع شدة ،وما
مزيدة للتفخيم فقوله " ليا " منصوب بنزع الخافض أي لحقت متلبسة
بلي مقرون بلي ما ،أو على الحال أو على المصدرية بغير لفظ الفعل،
ولحقت على بناء المعلوم ،والمستتر راجع إلى البعض بتأويل الجماعة أو
على بناء المجهول والضمير لراحلته عليه السلم .الثاني أن يكون لي
مصدرا لفعل محذوف ،وما مصدرية في موضع الفاعل أي فلى ليا بعد
لي لحوقها .الثالث أن يكون نصب لي على العلة ،ولحقت على بناء
المجهول كقولهم :قعدت عن الحرب جبنا أي أنه عليه السلم جذب زمام
راحلته وأبطأ في السير حتى لحقوا لما رأى توجه أصحابه .الرابع ما قيل
إن كلمة ما نافية أي فجهد جهدا بعد جهد ومشقة بعد مشقة ما لحقت.
الخامس قال بعضهم " فليا بلي ما لحقت " " :ما " مصدرية يعني
فأبطأ عليه السلم و احتبس بسبب إبطاء لحوق القوم .وفي بعض النسخ
فليا على التثنية بضم الرجل معه عليه السلم أو بالنصب على المصدرية.
قوله عليه السلم " وسألهم ما يمنعهم " ما استفهامية ،وضمير الغائب
في يمنعهم و صاحبهم لتغليب زمان الحكاية على زمان المحكي " وصل
امرؤ " أمر في صورة الخبر وكذا قوله " ووصلت العشيرة " والنكرة هنا
للعموم نحوها في قولهم " :أنجز
][108
حر ما وعد " ) " (1إن عثر به " الباء للتعدية يقال عثر كضرب ونصر وعلم
وكرم أي كبا وسقط " وقال حل " في أكثر النسخ بالحاء المهملة وفي
القاموس حلحلهم :أزالهم عن مواضعهم وحركهم فتحلحلوا ،والبل قال
لها :حل منونين أو حل مسكنة وقال في النهاية " حل " زجر للناقة إذا
حثثتها على السير انتهى وقيل هو بالتشديد أي حل العذاب على أهل
البصرة لنه كان متوجها إليهم ول يخفى ما فيه .وفي بعض النسخ بالخاء
المعجمة أي خل سبيل الراحلة ،كأن السائل كان آخذا بغرز راحلته ،وهو
المسموع عن المشايخ رضي ال عنهم - 70 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد ،عن البزنطي ،عن محمد بن عبيدال قال :قال أبو الحسن
الرضا عليه السلم يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقى من عمره ثلث
سنين فيصيرها ال ثلثين سنة ويفعل ال ما يشاء ) .(2بيان :يدل على أن
العمر يزيد وينقص ،وأن صلة الرحم توجب زيادته ،و قوله " يفعل ال ما
يشاء " إشارة إلى المحو والثبات وأنه قادر على ذلك ،أو قد يزيد أكثر
مما ذكر وأقل منه ،وقال الراغب :الرحم رحم المرأة ومنه استعير الرحم
للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة ،يقال رحم ورحم قال عزوجل
وأقرب رحما انتهى ) .(3واعلم أن العلماء اختلفوا في الرحم التي يلزم
صلتها فقيل :الرحم والقرابة
) (1قال الميداني في مجمع المثال تحت الرقم :4195وانما قال " حر " ولم يقل
" الحر " لنه حذر أن يسمى نفسه حرا ،فكان ذلك تمدحا .قال المفضل:
أول من قال ذلك الحارث بن عمرو آكل المرار الكندى لصخر بن نهشل
بن دارم وذلك أن الحارث قال لصخر :هل أدلك على غنيمة على أن لى
خمسها ؟ فقال صخر :نعم ،فدله على ناس من اليمن ،فأغار عليهم قومه،
فظفروا وغنموا .فلما انصرفوا قال الحارث :أنجز حرما وعد فأرسلها
مثل (2) .الكافي ج 2ص (3) .150المفردات في غريب القرآن.191 :
][109
نسبة واتصال بين المنتسبين يجمعها رحم واحدة ،وقيل :الرحم عبارة عن قرابة
الرجل من جهة طرفيه :آبائه وإن علوا ،وأولده وإن سفلوا ،وما يتصل
بالطرفين من الخوان والخوات وأولدهم والعمام والعمات .وقيل :الرحم
التي تجب صلتها كل رحم بين اثنين ،لو كان ذكرا لم يتناكحا فل يدخل فيهم
أولد العمام والخوال ،وقيل هي عام في كل ذي رحم من ذوي الرحام
المعروفين بالنسب محرمات أو غير محرمات ،وإن بعدوا ،وهذا أقرب إلى
الصواب بشرط أن يكونوا في العرف من القارب وإل فجميع الناس
يجمعهم آدم وحواء .وأما القبائل العظيمة كبني هاشم في هذا الزمان هل
يعدون أرحاما ؟ فيه إشكال ويدل على دخولهم فيها ما رواه علي بن
إبراهيم ) (1في تفسير قوله تعالى " :فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الرض وتقطعوا أرحامكم " أنها نزلت في بني امية وما صدر منهم
بالنسبة إلى أهل البيت عليهم السلم .قال ابن الثير في النهاية :فيه من
أراد أن يطول عمره ،فليصل رحمه ،وقد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم،
وهي كناية عن الحسان إلى القربين من ذوي النسب والصهار،
والتعطف عليهم ،والرفق بهم ،والرعاية لحوالهم ،وكذلك إن بعدوا
وأساؤا ،وقطع الرحم ضد ذلك كله ،يقال وصل رحمه يصلها وصل وصلة
والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة فكأنه بالحسان إليهم قد وصل ما
بينه وبينهم من علقة القرابة والصهر انتهى .وقال الشهيد الثاني رحمه
ال :اختلف الصحاب في أن القرابة من هم ؟ لعدم النص الوارد في
تحقيقه ،فالكثر أحالوه على العرف وهم المعروفون بنسبه عادة سواء في
ذلك الوارث وغيره .وللشيخ قول بانصرافه إلى من يتقرب إليه إلى آخر أب
وام في السلم ،ول يرتقي إلى آباء الشرك وإن عرفوا بقرابته عرفا لقوله
صلى ال عليه وآله :قطع السلم أرحام
][110
الجاهلية ،وقوله تعالى لنوح عن ابنه " إنه ليس من أهلك " ) .(1وقال ابن الجنيد
من جعل وصيته لقرابته وذوي رحمه غير مسمين كانت لمن تقرب إليه
من جهة ولده أو والديه ،ول أختار أن يتجاوز بالتفرقة ولد الب الرابع لن
رسول ال صلى ال عليه وآله لم يتجاوز ذلك في تفرقة سهم ذوي القربى
من الخمس ثم على أي معنى حمل يدخل فيه الذكر والنثى ،والقريب
والبعيد ،والوارث وغيره ،ول فرق بين ذوي القرابة وذوي الرحم انتهى.
فإذا عرفت هذا فاعلم أنه ل ريب في حسن صلة الرحام ،ولزومها في
الجملة ولها درجات متفاوتة بعضها فوق بعض ،وأدناها الكلم والسلم،
وترك المهاجرة ويختلف ذلك أيضا باختلف القدرة عليها ،والحاجة إليها،
فمن الصلة ما يجب ومنها ما يستحب ،والفرق بينهما مشكل والحتياط
ظاهر ،ومن وصل بعض الصلة ولم يبلغ أقصاها ومن قصر عن بعض مما
ينبغي أو عما يقدر عليه ،هل هو واصل أو قاطع ؟ فيه نظر ،وبالجملة
التمييز بين المراتب الواجبة والمستحبة في غاية الشكال وال أعلم
بحقيقة الحال ،والحتياط طريق النجاة .قال الشيخ الشهيد -ره -في
قواعده :كل رحم يوصل ،للكتاب والسنة والجماع على الترغيب في صلة
الرحام ،والكلم فيها في مواضع .الول ما الرحم ؟ الظاهر أنه المعروف
بنسبه وإن بعد ،وإن كان بعضه آكد من بعض ،ذكرا كان أو انثى ،وقصره
بعض العامة على المحارم الذين يحرم التناكح بينهم إن كانوا ذكورا واناثا،
وإن كانوا من قبيل يقدر أحدهما ذكرا والخر انثى ،فان حرم التناكح فهم
الرحم ،واحتج بأن تحريم الختين إنما كان لما يتضمن من قطيعة الرحم،
وكذا تحريم أصالة الجمع بين العمة والخالة وابنة الخ والخت ،مع عدم
الرضا عندنا ،ومطلقا عندهم ،وهذا بالعراض عنه حقيق ،فان الوضع
اللغوي يقتضي ما قلناه ،والعرف أيضا والخبار دلت عليه وقوله تعالى "
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم " عن
][111
علي عليه السلم أنها نزلت في بني امية أورده علي بن إبراهيم في تفسيره ،وهو
يدل على تسمية القرابة المتباعدة رحما .الثاني ما الصلة التي يخرج بها
عن القطيعة ؟ والجواب المرجع في ذلك إلى العرف لنه ليس له حقيقة
شرعية ول لغوية ،وهو يختلف باختلف العادات ،وبعد المنازل وقربها.
الثالث بما الصلة ؟ والجواب قوله صلى ال عليه وآله بلوا أرحامكم ولو
بالسلم ) (1وفيه تنبيه على أن السلم صلة ،ول ريب أن مع فقر بعض
الرحام وهم العمودان تجب الصلة بالمال ،ويستحب لباقي القارب وتتأكد
في الوارث ،وهو قدر النفقة ومع الغنى فبالهدية في الحيان بنفسه،
وأعظم الصلة ما كان بالنفس وفيه أخبار كثيرة ،ثم بدفع الضرر عنها ،ثم
بجلب النفع إليها .ثم بصلة من تجب نفقته ،وإن لم يكن رحما للواصل
كزوجة الب والخ وموله ،وأدناها السلم بنفسه ثم برسوله والدعاء
بظهر الغيب والثناء في المحضر .الرابع هل الصلة واجبة أو مستحبة ؟
والجواب أنها تنقسم إلى الواجب وهو ما يخرج به عن القطيعة فان قطيعة
الرحم معصية ،بل هي من الكبائر ،والمستحب ما زاد على ذلك - 71 .كا:
عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن خطاب
العور ،عن أبي حمزة قال :قال أبو جعفر عليه السلم :صلة الرحام
تزكي العمال وتنمي الموال ،وتدفع البلوى وتيسر الحساب ،وتنسئ في
الجل ).(2
) (1قال الجوهرى في الصحاح :1641يقال :بل رحمه :إذا وصلها ،وفى الحديث "
بلوا أرحامكم ولو بالسلم " أي :ندوها بالصلة ،وقال في ص :1639
وكل ما يبل به الحلق من الماء واللبن فهو بلل ،ومنه قولهم " :انضحوا
الرحم ببللها " أي صلوها بصلتها وندوها قال أوس :كأنى حلوت الشعر
حين مدحته * صفا صخرة صماء ييبس بللها ) (2الكافي ج 2ص .150
][112
][113
في ام الكتاب أنه إن وصل رحمه فأجله كذا ،وإن لم يصل فأجله كذا ،وقال المازري
وقيل معنى الزيادة في عمره البركة فيه بتوفيقه لعمال الطاعة ،وعمارة
أوقاته بما ينفعه في الخرة ،فالتوجيه ببقاء ذكره بعد الموت ضعيف .وقال
الطيبي بل التوجيه به أظهر فان أثر الشئ هو حصول ما يدل على وجوده
فمعنى يؤخره في أثره يؤخر ذكره الجميل بعد موته ،قال ال تعالى " نكتب
ما قدموا وآثارهم " ) (1ومنه قول الخليل عليه السلم " واجعل لي لسان
صدق في الخرين " ) .(2وقال بعض شراح النهج :النسأ التأخير ،وذلك
من وجهين أحدهما أنها توجب تعاطف ذوي الرحام ،وتوازرهم وتعاضدهم
لواصلهم .فيكون من أذي العداء أبعد ،وفي ذلك مظنة تأخيره وطول
عمره الثاني أن مواصلة ذوي الرحام توجب همتهم ببقاء واصلهم،
وإمداده بالدعاء ،وقد يكون دعاؤهم له ،وتعلق همهم ببقائه من شرائط
بقائه وإنساء أجله انتهى .وأقول :ل حاجة إلى التكلفات ول استبعاد في
تأثير بعض العمال في طول العمار ،وقد بسطنا الكلم في ذلك في شرح
أخبار باب البداء ) - 72 .(3كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن
علي بن النعمان ،عن إسحاق بن عمار قال :قال بلغني عن أبي عبد ال أن
رجل أتى النبي صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال أهل بيتي أبوا إل
توثبا علي وقطيعة لي وشتيمة فأرفضهم ؟ قال :إذ :يرفضكم ال جميعا،
قال :فكيف أصنع ؟ قال تصل من قطعك ،وتعطي من حرمك وتعفو عمن
ظلمك فانك إذا فعلت ذلك كان لك من ال عليهم ظهير ) (4بيان :في
القاموس الوثب الطفر وواثبه ساوره ،وتوثب في ضيعتي :استولى
) (1يس (2) .12 :الشعراء (3) .84 :راجع ج 4ص 92باب البداء والنسخ من
هذه الطبعة الحديثة (4) .الكافي ج 2ص .150
][114
عليها ظلما ،وقال شتمه يشتمه ويشتمه شتما سبه والسم الشتيمة ،وقال رفضه
يرفضه ويرفضه رفضا ورفضا تركه انتهى .ورفض ال كناية عن سلب
الرحمة والنصرة ،وإنزال العقوبة " وتصل " وما عطف عليه خبر بمعنى
المر ،وقد مر تفسيرها ،والظهير الناصر والمعين ،والمراد هنا نصرة ال
والملئكة وصالح المؤمنين كما قال تعالى في شأن زوجتي النبي صلى ال
عليه وآله الخائنتين " وإن تظاهرا عليه فان ال هو موليه وجبريل
وصالح المؤمنين والملئكة بعد ذلك ظهير " ) - 73 .(1كا :عن محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن عمرو بن أبي المقدام ،عن
جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال :اوصي الشاهد من
امتي والغائب منهم ،ومن في أصلب الرجال وأرحام النساء إلى يوم
القيامة أن يصل الرحم ،وإن كانت منه على مسيرة سنة ،فان ذلك من
الدين ) .(2ايضاح " :وإن كانت منه " وفي بعض النسخ " كان "
وكلهما جائز لن الرحم يذكر ويؤنث " ،فان ذلك " أي الرتحال إليهم
لزيارتهم أو العم منه ومن إرسال الكتب والهدايا إليهم " من الدين " أي
من المور التي أمر ال به في الدين المتين والقرآن المبين - 74 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن حفص ،عن أبي
حمزة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :صلة الرحام تحسن الخلق
وتسمح الكف وتطيب النفس ،وتزيد في الرزق ،وتنسئ في الجل ).(3
تبيان " :تحسن الخلق " فان بصلة الرحم تصير حسن المعاشرة ملكة
فيسري إلى الجانب أيضا وكذا سماحة الكف تصير عادة ،والسماحة
الجود .ونسبتها إلى الكف على المجاز لصدورها منها غالبا " وتطيب
النفس " أي يجعلها سمحة بالبذل والعفو والحسان ،يقال طابت نفسه
بالشئ إذا سمحت به من غير كراهة ول غضب أو تطهرها من الحقد
والحسد وسائر الصفات الذميمة ،فانه كثيرا ما يستعمل الطيب
بمعنى الطاهر أو يجعل باله فارغا من الهموم والغموم والتفكر في دفع العادي،
فانها ترفع العداوة بينه وبين أقاربه ،وذلك يوجب أمنه من شر سائر
الخلق ،بل يوجب حبهم أيضا لما عرفت - 75 .كا :عن الحسين بن محمد،
عن المعلى ،عن الوشاء ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :سمعته يقول إن الرحم معلقة بالعرش يقول:
اللهم صل من وصلني ،واقطع من قطعني ،وهي رحم آل محمد ،وهو قول
ال عزوجل " الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل " ) (1ورحم كل ذي
رحم ) .(2تبيين " :إن الرحم معلقة بالعرش " قيل تمثيل للمعقول
بالمحسوس ،وإثبات لحق الرحم على أبلغ وجه ،وتعلقها بالعرش كناية
عن مطالبة حقها بمشهد من ال ومعنى ما تدعو به " كن له كما كان لي
وافعل به ما فعل بي من الحسان والساءة " وقيل محمول على الظاهر إذ
ل يبعد من قدرة ال أو يجعلها ناطقة كما ورد أمثال ذلك في بعض العمال
أنه يقول أنا عملك .وقيل :المشهور من تفاسير الرحم أنها قرابة الرجل من
جهة طرفيه ،وهي أمر معنوي والمعاني ل تتكلم ول تقوم ،فكلم الرحم
وقيامها وقطعها ووصلها استعارة لتعظيم حقها ،وصلة واصلها ،وإثم
قاطعها ،ولذا سمي قطعها عقوقا وأصل العق الشق فكأنه قطع ذلك السبب
الذي يصلهم .وقيل :يحتمل أن الذي تعلق بالعرش ملك من الملئكة تكلم
بذلك عوضا منها بأمر ال سبحانه ،فأقام ال ذلك الملك ،يناضل عنها،
ويكتب ثواب واصلها وإثم قاطعها كما وكل الحفظة بكتب العمال .قوله "
وهي رحم آل محمد " أي التي تتعلق بالعرش هي رحم آل محمد ،فالمراد
أن الرحم المعلقة بالعرش رحم النبي صلى ال عليه وآله وذووا قرباه
وأهل بيته وهم الئمة بعده ،فان ال أمر بصلتهم وجعل مودتهم أجر
الرسالة ،فقرابتهم بالرسول صلى ال عليه وآله
][116
ل بالناس ،ولذلك يجب على الناس صلتهم ،أو المراد به قرابة المؤمنين بالقرابة
المعنوية اليمانية ،فان حق والدي النسب على الناس ،لنهما صارا سببين
للحياة الظاهرية الدنيوية وحق ذوي الرحام لشتراكهما في النتساب
بذلك ،والرسول صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلم أبوا هذه
المة لصيرورتهما سببا لوجود كل شئ وعلة غائية لجميع الموجودات كما
ورد في الحديث القدسي لولكما لما خلقت الفلك .وأيضا صارا سببين
للحياة المعنوية البدية بالعلم واليمان لجميع المؤمنين ول نسبة لهذه
الحياة بالحياة الفانية الدنيوية ،وبهذا السبب صار المؤمنون إخوة فبهذه
الجهة صارت قرابة النبي صلى ال عليه وآله قرابتهم وذوي أرحامهم،
وأيضا قال ال تعالى " :النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه
امهاتهم " ) (1وفي قراءة أهل البيت عليهم السلم " وهو أب لهم "
فصار النبي وخديجة أبوا هذه المة وذريتهما الطيبة ذوي أرحامهم فبهذه
الجهات صاروا بالصلة أولى وأحق من جميع القرابات .وقوله عليه السلم
" ورحم كل ذي رحم " يحتمل وجوها :الول أن يكون عطفا على ضمير
" هو " أي قوله " الذين يصلون " نزل فيهم ،وفي رحم كل ذي رحم
الثاني أن يكون مبتدءا محذوف الخبر أي :ورحم كل ذي رحم داخلة فيها
أيضا الثالث أن يكون معطوفا على رحم آل محمد أي المتعلقة بالعرش رحم
آل محمد وكل رحم ،فالية يحتمل اختصاصها برحم آل محمد ،بل هو حينئذ
أظهر لكن سيأتي ما يدل على التعميم وقوله تعالى " أن يوصل " بدل من
ضمير به - 76 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن جميل بن
دراج قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال جل ذكره " واتقوا
ال الذي تسائلون به و الرحام إن ال كان عليكم رقيبا " قال فقال :هي
أرحام الناس إن ال عزوجل أمر بصلتها وعظمها ،أل ترى أنه جعلها منه
) .(2بيان :قوله عليه السلم " هي أرحام الناس " أي ليس المراد هنا
رحم آل محمد صلى ال عليه وآله
][117
كما في أكثر اليات " أمر بصلتها " أي في سائر اليات أو في هذه الية على
قراءة النصب بالعطف على ال ،والمر باتقاء الرحام أمر بصلتها "
وعظمها " حيث قرنها بنفسه " أل ترى أنه جعلها منه " أي قرنها بنفسه
وعلى قراءة الجر حيث قررهم على ذلك حيث كانوا يجمعون بينه تعالى
وبين الرحم في السؤال فيقولون :أنشدك ال والرحم - 77 .كا :عن محمد
بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن مالك بن عطية ،عن
يونس بن عمار قال :قال أبو عبد ال عليه السلم أول ناطق من الجوارح
يوم القيامة الرحم ،تقول يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك
وبينه ،ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه ) .(1بيان " :أول
ناطق " لنه حصل الجميع منها ،وكأنه تعالى يخلق خلقا مكانها يطلب
حقها " ومن وصلني " أي رعى النسبة الحاصلة بسببي " فصل اليوم "
أي بالرحمة - 78 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن
البزنطي ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :صل رحمك ولو بشربة من ماء ،وأفضل ما يوصل به الرحم كف
الذى عنها ،وصلة الرحم منسأة في الجل ،محببة في الهل ) .(2توضيح:
" محببة " في بعض النسخ على صيغة اسم الفاعل من باب التفعيل وفي
بعضها بفتح الميم على بناء المجرد إما على المصدر على المبالغة أي
سبب لمحبة الهل أو اسم المكان أي مظنة كثرة المحبة ،لن النسان عبيد
الحسان - 79 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن حريز ،عن الفضيل
بن يسار قال :قال أبو جعفر عليه السلم :إن الرحم معلقة يوم القيامة
بالعرش ،يقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ) - 80 .(3كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن بزيع ،عن حنان بن سدير ،عن
أبيه ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال أبو ذر رضي ال عنه :سمعت
رسول -
][118
ال صلى ال عليه وآله يقول :حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والمانة ،فإذا مر
الوصول للرحم المؤدي للمانة ،نفذ إلى الجنة ،وإذا مر الخائن للمانة
القطوع للرحم ،لم ينفعه معهما عمل ،وتكفأ به الصراط في النار .بيان:
قوله " حافتا الصراط " الظاهر أنه بتخفيف الفاء من الجوف ل بتشديده
من المضاعف كما توهمه بعض الفاضل .قال في القاموس في الحوف
حافتا الوادي وغيره جانباه ،وقال في حف :الحفاف ككتاب الجانب ،وكأن
هذا منشأ توهم هذا الفاضل .وتشبيه الخصلتين بالحافتين لنهما يمنعان
عن السقوط من الصراط في الجحيم كما أن من سلك طريقا ضيقا مشرفا
على هوي يمنعه الحافتان عن السقوط وفي النهاية في حديث الصراط:
آخر من يمر رجل يتكفأ به الصراط أي يتميل ويتقلب انتهى .وأقول :الباء
إما للملبسة آو للتعدية ول يبعد أن يشمل الرحم رحم آل محمد صلى ال
عليه وآله والمانة القرار بامامتهم كما مرت الخبار فيهما - 81 .كا :عن
العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن خطاب العور عن أبي
حمزة قال :قال أبو جعفر عليه السلم صلة الرحام تزكي العمال ،وتدفع
البلوى وتنمي الموال وتنسئ له في عمره ،وتوسع له في رزقه ،وتحبب
في أهل بيته ،فليتق ال وليصل رحمه ) .(1بيان :قال الشهيد قدس سره
في القواعد :تظافرت الخبار بأن صلة الرحام تزيد في العمر ،وقد أشكل
هذا على كثير من الناس باعتبار أن المقدرات في الزل والمكتوبات في
اللوح المحفوظ ل تتغير بالزيادة والنقصان لستحالة خلف معلومه تعالى،
وقد سبق العلم بوجود كل ممكن أراد وجوده ،وبعدم كل ممكن أراد بقاءه
على حالة العدم الصلي ،أو إعدامه بعد إيجاده ،فكيف الحكم بزيادة العمر
أو نقصانه بسبب من السباب .واضطربوا في الجواب فتارة يقولون هذا
على سبيل الترغيب ،وتارة المراد به الثناء الجميل بعد الموت ،وقد قال
الشاعر:
][119
ذكر الفتى عمره الثاني ولذته * ما فاته وفضول العيش اشتغال وقال :ماتوا فعاشوا
لحسن الذكر بعدهم ،وقيل :بل المراد زيادة البركة في الجل فأما في نفس
الجل فل ،وهذا الشكال ليس بشئ أما أول فلوروده في كل ترغيب مذكور
في القرآن والسنة ،حتى الوعد بالجنة والنعيم على اليمان وبجواز
الصراط والحور والولدان ،وكذلك التوعدات بالنيران وكيفية العذاب لنا
نقول ن ال تعالى علم ارتباط السباب بالمسببات في الزل وكتبه في اللوح
المحفوظ إفمن علمه مؤمنا فهو مؤمن أقر باليمان أول ،بعث إليه نبي
أول ،ومن علمه كافرا فهو كافر على التقديرات وهذا لزم يبطل الحكمة في
بعثة النبياء والوامر الشرعية ،و المناهي ومتعلقاتها وفي ذلك هدم
الديان .والجواب عن الجميع واحد :وهو أن ال تعالى كما علم كمية
العمر ،علم ارتباطه بسببه المخصوص ،وكما علم من زيد دخول الجنة،
جعله مرتبطا بأسبابه المخصوصة من إيجاده ،وخلق العقل له ،ونصب
اللطاف وحسن الختيار والعمل بموجب الشرع ،فالواجب على كل مكلف
التيان بما أمر به فيه ول يتكل على العلم ،فانه مهما صدر منه فهو
المعلوم بعينه ،فإذا قال الصادق إن زيدا إذا وصل رحمه زاد ال في عمره
ثلثين ففعل ،كان ذلك إخبارا بأن ال تعالى علم أن زيدا يفعل ما يصير به
عمره زائدا ثلثين سنة ،كما أنه إذا أخبر أن زيدا إذا قال ل إله إل ال دخل
الجنة ففعل تبينا أن ال تعالى علم أنه يقول ويدخل الجنة بقوله .وبالجملة
جميع ما يحدث في العالم معلوم ل تعالى على ما هو عليه واقع من شرط
أو سبب ،وليس نصب صلة الرحم زيادة في العمر إل كنصب اليمان سببا
في دخول الجنة ،والعمل بالصالحات في رفع الدرجة ،والدعوات في تحقق
المدعو به وقد جاء في الحديث ل تملوا من الدعاء فانكم ل تدرون متى
يستجاب لكم ،وفي هذا سر لطيف وهو أن المكلف ،عليه الجتهاد ،ففي كل
ذرة من الجتهاد إمكان سببية الخير علمه ال كما قال " والذين جاهدوا
فينا لنهدينهم سبلنا " ) (1والعجب
كيف ذكر الشكال في صلة الرحم ولم يذكر في جميع التصرفات الحيوانية مع أنه
وارد فيها عند من ل يتفطن للخروج منه .فان قلت :هذا كله مسلم ولكن
قال ال تعالى " ولكل امة أجل فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول
يستقدمون " ) (1وقال تعالى " ولن يؤخر ال نفسا إذا جاء أجلها " )(2
قلت :الجل صادق على كل ما يسمى أجل موهبيا أو أجل مسببيا فيحمل
ذلك على الموهبي ويكون وقته وفاء لحق اللفظ كما تقدم في قاعدة الجزئي
والجزء .ويجاب أيضا بأن الجل عبارة عما يحصل عنده الموت ل محالة،
سواء كان بعد العمر الموهبي والمسببي ونحن نقول كذلك لنه عند حضور
أجل الموت ل يقع التأخر ،وليس المراد به العمر إذا لجل مجرد الوقت،
وينبه على قبول العمر للزيادة والنقصان بعدما دلت عليه الخبار الكثيرة
قوله تعالى " وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل في كتاب " ).(3
- 82كا :عن علي ،عن أبيه ،ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان
جميعا عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن الحكم الحناط
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :صلة الرحم وحسن الجوار يعمران
الديار ،ويزيدان في العمار ) (4بيان :حسن الجوار ،رعاية المجاور في
الدار ،والحسان إليه وكف الذى عنه ،أو العم منه ومن المجاور في
المجلس والطريق ،أو من آجرته وجعلته في أمانك :في القاموس الجار
المجاور ،والذي آجرته من أن يظلم ،والمجير والمستجير والشريك في
التجارة وما قرب من المنازل ،والجوار بالكسر أن تعطي الرجل ذمة فيكون
بها جارك فتجيره ،وجاوره مجاورة وجوارا وقد يكسر صار جاره.
) (1العراف (2) .33 :المنافقون ص (3) .11فاطر (4) .11 :الكافي ج 2ص
.152
][121
- 83كا :عن العدة ،عن سهل ،عن جعفر بن محمد الشعري ،عن عبد ال القداح،
عن أبي عبيدة الحذاء ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم ) .(1بيان " :إن
أعجل الخير ثوابا " لن كثيرا من ثوابها يصل إلى الواصل في الدنيا ،مثل
زيادة العمر والرزق ومحبة الهل ونحوها - 84 .كا :عن علي ،عن أبيه،
عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :من سره النسأ في الجل ،والزيادة في الرزق
فليصل رحمه ) .(2بيان :النسأ بالفتح أو كسحاب كما مر - 85 .كا :عن
علي ،عن أبيه ،عن صفوان بن يحيى ،عن إسحاق بن عمار قال قال أبو
عبد ال عليه السلم :ما نعلم شيئا يزيد في العمر إل صلة الرحم حتى أن
الرجل يكون أجله ثلث سنين ،فيكون وصول للرحم ،فيزيد ال في عمره
ثلثين سنة فيجعلها ثلثا وثلثين سنة ،ويكون أجله ثلثا وثلثين سنة،
فيكون قاطعا للرحم فينقصه ال ثلثين سنة ويجعل أجله إلى ثلث سنين )
.(3كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن الرضا عليه
السلم مثله ) (4بيان :قوله عليه السلم " ما نعلم شيئا " يدل على أن
غيرها ل تصير سببا لزيادة العمر وإل كان هو عليه السلم عالما به،
ولعله محمول على المبالغة أي هي أكثر تأثيرا من غيرها ،وزيادة العمر
بسببها أكثر من غيرها .أو هي مستقلة في التأثير وغيرها مشروط
بشرائط ،أو يؤثر منضما إلى غيره لنه قد وردت الخبار في أشياء غيرها
من الصدقة والبر وحسن الجوار وغيرها أنها تصير سببا لزيادة العمر.
- 86كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن عثمان بن عيسى ،عن
يحيى ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين :لن يرغب
المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد ،وعن مودتهم وكرامتهم،
ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم ،هم أشد
][122
الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه ،وألمهم لشعثه ،إن أصابته مصيبة أو نزل
به بعض مكاره المور ،ومن يقبض يده عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا
واحدة ،ويقبض عنه منهم أيد كثيرة .ومن يلن حاشيته يعرف صديقه منه
المودة ،ومن بسط يده بالمعروف -إذا وجده -يخلف ال له ما أنفق في
دنياه ،ويضاعف له في آخرته ،ولسان الصدق للمرء يجعله ال في الناس
خير ]ا[ من المال يأكله ويورثه ،ل يزدادن أحدكم كبرا وعظما في نفسه
ونأيا عن عشيرته إن كان موسرا في المال ،ول يزدادن أحدكم في أخيه
زهدا ول منه بعدا إذا لم ير منه مروة ،وكان معوزا في المال ،ول يغفل
أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسدها بما ل ينفعه إن أمسكه ،ول
يضره إن استهلكه ) (1تبيين :لن يرغب المرء نهي مؤكد مؤبد في صورة
النفي ،وفي بعض النسخ لم يرغب " وإن كان ذا مال وولد " فل يتكل
عليهما فانهما ل يغنيانه عن العشيرة وعشيرة الرجل قبيلته وقيل بنو أبيه
الدنون " ،وعن مودتهم وكرامتهم " الضافة فيهما إلى الفاعل أو إلى
المفعول ،والول أنسب بقوله " ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم " فان الضافة
فيه إلى الفاعل ،وكون الجمع باعتبار عموم المرء بعيد جدا وسيأتي نقل
من النهج ما يعين الضافة إلى الفاعل ،ويحتمل أن يكون المراد بكرامتهم
رفعة شأنهم بين الناس ل إكرامهم له " .هم أشد الناس حيطة " أي حفظا،
في القاموس حاطه حوطا وحيطة وحياطة :حفظه وصانه وتعهده ،والسم
الحوطة والحيطة ،ويكسر انتهى وهذا إذا كان حيطة بالكسر كما في بعض
نسخ النهج ،وفي أكثرها حيطة كبينة بفتح الباء وكسر الياء المشددة )(2
وهي التحنن " من ورائه " أي في غيبته ،وقيل أي في الحرب والظهر
عندي أنه إنما نسب إلى الوراء لنها الجهة التي ل يمكن التحرز منها
) (1الكافي ج 2ص (2) .154ضبطه في أقرب الموارد نقل عن الصحاح حيطة
بالفتح وفى الصحاح المطبوع ص 1121ضبط بالكسر.
][123
ولذا يشتق الستظهار من الظهر ،وعطف عليه أي أشفق ،وفي النهاية الشعث
انتشار المر ،ومنه قولهم :لم ال شعثه ،ومنه حديث الدعاء أسألك رحمة
تلم بها شعثي أي تجمع بها ما تفرق من أمري " .ومن يقبض يده " قد مر
في باب المداراة ) (1أنه يحتمل أن يكون المراد باليد هنا النعمة والمدد
والعانة ،أو الضرر والعداوة ،وكأن الول هنا أنسب " ومن يلن حاشيته
" قال في النهاية في حديث الزكاة خذ من حواشي أموالهم :هي صغار
البل كابن مخاض ،وابن لبون ،واحدها حاشية ،وحاشية كل شئ جانبه
وطرفه ومنه أنه كان يصلي في حاشية المقام أي جانبه وطرفه تشبيها
بحاشية الثوب ،وفي القاموس الحاشية جانب الثوب وغيره وأهل الرجل
وخاصته وناحيته وظله ،انتهى .وقيل :المراد خفض الجناح ،وعدم تأذي
من يجاوره ،وقيل يعني لين الجانب وحسن الصحبة مع العشيرة وغيرهم،
موجب لمعرفتهم المودة منه .ومن البين أن ذلك موجب لمودتهم له ،فلين
الجانب مظهر للمودة من الجانبين ،وقيل " :يلن " إما بصيغة المعلوم من
باب ضرب أو باب الفعال ،والحاشية القارب والخدمة ،أي من جعلهم في
أمن وراحة ،تعتمد الجانب على مودته .وأقول :الظاهر أنه من باب
الفعال ،والمعنى من أدب أولده وأهاليه وعبيده وخدمه باللين وحسن
المعاشرة والملطفة بالعشائر وسائر الناس ،يعرف أصدقاؤه أنه يودهم،
وإن أكربهم بنفسه وأذاه خدمه وأهاليه ل يعتمد على مودته كما هو
المجرب وفي النهج " ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة " فيحتمل
الوجهين أيضا بأن يكون المراد لين جانبه وخفض جناحه ،أولين خدمه
وأتباعه " .يخلف ال " على بناء الفعال " في دنياه " متعلق بيخلف
إشارة إلى قوله تعالى " قل ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه ) " " (2ولسان
الصدق للمرء " أي الذكر الجميل له بعده ،اطلق اللسان واريد به ما يوجد
به ،أو من يذكر المرء بالخير وإضافته
][124
إلى الصدق لبيان أنه حسن وصاحبه مستحق لذلك الثناء ،ويجعله صفة للسان لنه
في قوة لسان صدق أو حال و " خير " خبره ،وفي بعض النسخ " خيرا
" بالنصب فيحتمل نصب لسان من قبيل ما اضمر عامله على شريطة
التفسير ،ورفعه بالبتداء و " يجعله " خبره و " خيرا " مفعول ثان
ليجعله .وعلى التقادير فيه ترغيب على النفاق على العشيرة ،فانه سبب
للصيت الحسن وأن يذكره الناس بالحسان ،وكذلك يذكره من أحسن إليه
باحسانه ،وسائر صفاته الجميلة ،وقال تعالى " وجعلنا لهم لسان صدق
عليا " وقال حاكيا عن إبراهيم عليه السلم " واجعل لي لسان صدق في
الخرين " ) " .(1كبرا " تميز ،وكذا " عظما " و " نأيا " أي بعدا " ان
كان " بفتح الهمزة أي من أن أو بكسرها حرف شرط ،وعلى هذا التقييد
ليس لن في غير تلك الحالة حسن ،بل لن الغالب حصول تلك الخلق
الذميمة في تلك الحالة وقوله عليه السلم " في أخيه " متعلق بزهدا ،و "
منه " متعلق بقوله " بعدا " وقوله " إذا لم ير " مؤيد لشرطية إن،
والتقييد على نحو ما مر و " المروءة " بالهمز وقد يخفف بالتشديد:
النسانية وهي الصفات التي يحق للمرء أن يكون عليها ،وبها يمتاز عن
البهائم والمراد هنا الحسان واللطف والعطاء " والمعوز " على بناء اسم
الفاعل ويحتمل المفعول القليل المال .في القاموس عوز الرجل كفرح افتقر
كأعوز وأعوزه الشئ احتاج إليه والدهر أحوجه و " الخصاصة " الفقر
والخلل وجملة " بها الخصاصة " صفة للقرابة أو حال عنها " أن يسدها
" بدل اشتمال للقرابة أي عن أن يسدها ،وضمير " يسدها " للخصاصة،
والعائد محذوف أي عنها ،أو للقرابة وإسناد السد إليها مجاز أي يسد
خلتها ،وسد الخلل إصلحه وسد الخلة إذهاب الفقر " بما ل ينفعه إن
أمسكه أي بالزائد عن قدر الكفاف ،فان إمساكه ل ينفعه بل يبقى لغيره،
واستهلكه وإنفاقه
][125
ل يضره أو بمال الدنيا مطلقا فان شأنه ذلك والرزق على ال .أو المراد بقليل من
المال كدرهم ،فانه ل يتبين إنفاق ذلك في ماله والمستحق ينتفع به والول
أظهر] .وفي النهج " بالذي ل يزيده إن أمسكه ،ول ينقصه إن أهلكه[ )(1
وقيل :الضمير في " ل يزيده " ) (2عائد إلى الموصول ول يخفى بعده بل
هو عائد إلى الرجل - 87 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن
عثمان بن عيسى ،عن سليمان ابن هلل قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم إن آل فلن يبر بعضهم بعضا ويتواصلون فقال :إذا تنمي أموالهم
وينمون فل يزالون في ذلك حتى يتقاطعوا فإذا فعلوا ذلك انقشع عنهم ).(3
بيان :تنمي أموالهم على بناء الفاعل أو المفعول وكذا ينمون يحتملهما ،و
نموهم كثرة أولدهم وزيادتهم عددا وشرفا ،في القاموس نما ينموا نموا
زاد كنمى ينمي نميا ونميا ]ونماء[ ونمية وأنمى ونمى ) (4وفي المصباح
نمى الشئ ينمي من باب رمى نماء بالفتح والمد كثر ،وفي لغة ينمو نموا
من باب قعد ويتعدى بالهمزة والتضعيف انتهى والمشار إليه بذلك أول
النمو وثانيا التقاطع " انقشع " أي انكشف وزال نمو الموال والنفس
عنهم قال في القاموس قشع القوم كمنع فرقهم فأقشعوا نادر ،والريح
السحاب كشفته كأقشعته ،فأقشع وانقشع وتقشع ) - 88 .(5كا :عن العدة،
عن البرقي ،عن غير واحد ،عن زياد القندي ،عن عبد ال ابن سنان ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن القوم
ليكونون فجرة ول يكونون بررة ،فيصلون أرحامهم فتنمي أموالهم،
وتطول أعمارهم ،فكيف
) (1ما بين العلمتين ساقط من نسخة الكمبانى (2) .يعنى على ما في نسخة النهج.
) (3الكافي ج 2ص (4) .154القاموس ج 4ص (5) .397القاموس
ج 3ص .68
][126
إذا كانوا أبرارا بررة ) .(1بيان " :فكيف إذا كانوا أبرارا " أي صلحاء " بررة "
أي واصلين للرحام - 89 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن القاسم بن
يحيى ،عن جده الحسن عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلم :صلوا أرحامكم و لو بالتسليم يقول ال
تبارك وتعالى " واتقوا ال الذي تسائلون به والرحام إن ال كان عليكم
رقيبا ) ." (2بيان :يدل على أن أقل مراتب الصلة البتداء بالتسليم،
وباطلقه يشمل ما إذا علم أو ظن أنه ل يجيب ،وقيل :التسليم حينئذ ليس
براجح ،لنه يوقعهم في الحرام ،وفيه كلم - 90 .كا :عن محمد بن يحيى،
عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن صفوان الجمال قال :وقع بين أبي
عبد ال عليه السلم وبين عبد ال بن الحسن كلم حتى وقعت الضوضاء
بينهم ،واجتمع الناس ،فافترقا عشيتهما بذلك ،وغدوت في حاجة فإذا أنا
بأبي عبد ال عليه السلم على باب عبد ال بن الحسن وهو يقول :يا
جارية قولي لبي محمد ! قال فخرج فقال يا أبا عبد ال ما بكر بك ؟ قال:
إني تلوت آية في كتاب ال عز وجل البارحة فأقلقتني فقال :وما هي ؟ قال:
قول ال عزوجل ذكره " الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويخشون
ربهم ويخافون سوء الحساب " فقال :صدقت لكأني لم أقرء هذه الية من
كتاب ال قط فاعتنقا وبكيا ) .(3بيان :قال الجوهري :الضوة الصوت
والجلبة ،والضوضاة أصوات الناس وجلبتهم يقال ضوضوا بل همز انتهى
) (4قوله " بذلك " أي بهذا النزاع من غير صلح و إصلح " قولي لبي
محمد " في الكلم اختصار ،أي إني أتيته أو أنا بالباب " ما بكر بك "
) (1الكافي ج 2ص (2) .155المصدر نفسه والية في سورة النساء(3) .1 :
الكافي ج 2ص ،155والية في سورة الرعد (4) .21 :الصحاح ص
.2410
][127
قال في المصباح بكر إلى الشئ بكورا من باب قعد أسرع أي وقت كان ،وبكر تبكيرا
مثله ،والقلق الضطراب " .الذين يصلون " قال الطبرسي ) (1قدس سره
قيل :المراد به اليمان بجميع الرسل والكتب كما في قوله " ل نفرق بين
أحد من رسله " ) (2وقيل :هو صلة محمد صلى ال عليه وآله وموازرته،
والجهاد معه ،وقيل :هو صلة الرحم عن ابن عباس وهو المروي عن أبي
عبد ال عليه السلم ) (3وقيل :هو ما يلزم من صلة المؤمنين أن يتولهم
وينصروهم ويذبوا عنهم ،وتدخل فيه صلة الرحم وغير ذلك .وروى جابر
عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :بر
الوالدين و صلة الرحم يهونان الحساب ثم تل هذه الية ،وروى محمد بن
الفضيل عن الكاظم عليه السلم في هذه الية قال :هي رحم آل محمد صلى
ال عليه وآله معلقه بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من
قطعني وهي تجري في كل رحم .وروى الوليد عن الرضا عليه السلم قال:
قلت له :هل على الرجل في ماله شئ سوى الزكاة ؟ قال :نعم أين ما قال
ال " والذين يصلون " الية " .ويخشون ربهم " أي يخافون عقاب ربهم
في قطعها " ويخافون سوء الحساب " قيل فيه أقوال :أحدها أن سوء
الحساب أخذهم بذنوبهم كلها من دون أن يغفر لهم شئ منها ،والثاني هو
أن يحاسبوا للتقريع والتوبيخ ،فان الكافر يحاسب على هذا الوجه،
والمؤمن يحاسب ليسر بما أعد ال له ،والثالث هو أن ل تقبل لهم حسنة
ول يغفر لهم سيئة روي ذلك عن أبي عبد ال عليه السلم ،والرابع أن
سوء الحساب هو سوء الجزاء ،سمي الجزاء حسابا لن فيه إعطاء
المستحق حقه ،وروى هشام بن
) (1مجمع البيان ج 6ص (2) .288البقرة (3) .285 :ليس في المصدر " وهو
المروى عن ابى عبد ال " وانما ذكر الطبرسي هناك حديث وصية
الصادق عليه السلم للحسن بن على بن على بن الحسين الفطس كما مر
عن غيبة الطوسى تحت الرقم 29ص 96فالعبارة منقولة بالمعنى.
][128
سالم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سوء الحساب أن تحسب عليهم السيئات،
ول تحسب لهم الحسنات ،وهو الستقصاء .وروى حماد عنه عليه السلم
أنه قال لرجل يا فلن ،ما لك ولخيك ؟ قال :جعلت فداك لي عليه شئ
فاستقصيت منه حقي قال أبو عبد ال عليه السلم أخبرني من قول ال "
ويخافون سوء الحساب " أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم ؟ ل
وال ولكن خافوا الستقصاء والمداقة انتهى .وأقول :قال تعالى بعد ذلك
بآيات " والذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به
أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار " فعلى
هذا التفسير تلك اليات من أشد ما ورد في قطع الرحم .ثم الظاهر أن هذا
كان لتنبيه عبد ال وتذكيره بالية ،ليرجع ويتوب وإل فلم يكن ما فعله
عليه السلم بالنسبة إليه قطعا للرحم .بل كان عين الشفقة عليه ،لينزجر
عما أراده من الفسق بل الكفر ،لنه كان يطلب البيعة منه عليه السلم
لولده الميشوم كما مر أو شئ آخر مثل ذلك وأي أمر كان إذا تضمن
مخالفته ومنازعته عليه السلم كان على حد الشرك بال وأيضا مثله عليه
السلم ل يغفل عن هذه المور حتى يتذكر بتلوة القرآن فظهر أن ذكر ذلك
على وجه المصلحة ،ليتذكر عبد ال عقوبة ال ويترك مخالفة إمامه شفقة
عليه ،ولعل التورية في قوله " أقلقتني " القلق لعبد ال ل لنفسه عليه
السلم لكن فيه دللة على حسن رعاية الرحم .وإن كان بهذه المثابة وكان
فاسقا ضال فتدبر - 91 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي
بن الحكم ،عن عبد ال بن سنان قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إن
لي ابن عم أصله فيقطعني ،وأصله فيقطعني حتى لقد هممت لقطيعته إياي
أن أقطعه ،قال :إنك إذا وصلته وقطعك ،وصلكما ال جميعا ،وإن قطعته
وقطعك قطعكما ال ) .(1ايضاح :قوله عليه السلم " وصلكما ال " لعل
ذلك لنه تصير صلته سببا لترك
) (1الكافي ج 2ص .155
][129
قطيعته ،فيشملهما ال برحمته ،ل إذا أصر مع ذلك على القطع فانه يصير سببا
لقطع رحمة ال عنه ،وتعجيل فنائه في الدنيا ،وعقوبته في الخرة كما دلت
عليه سائر الخبار ،وفي قول أمير المؤمنين عليه السلم " :خذ على
عدوك بالفضل فانه أحد الظفرين " إشارة إلى ذلك فانه إما أن يرجع أو
يستحق العقوبة والخذلن - 92 .كا :بالسناد ،عن علي عن علي بن
الحكم ،عن داود بن فرقد قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :إني احب
أن يعلم ال أني قد أذللت رقبتي في رحمي وإني لبادر أهل بيتي أصلهم
قبل أن يستغنوا عني ) .(1بيان " :إني احب أن يعلم ال " هو كناية من
قبيل ذكر اللزم وإرادة الملزوم أي احب فعلي ذلك فذكر لزمه ،وهو العلم.
لنه أبلغ ،أو مجاز من إطلق السبب على المسبب فاطلق العلم واريد
معلوله ،وهو الجزاء قوله " :قبل أن يستغنوا عني " فيه إشارة إلى أن
الرزق لبد من أن يصل إليهم فابادر إلى إيصاله إليهم قبل أن يصل إليهم
بسبب آخر ،ومن جهة اخرى - 93 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن الوشاء ،عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلم قال :إن
رحم آل محمد صلى ال عليه وآله والئمة عليهم السلم لمعلقة بالعرش
تقول :اللهم صل من وصلني ،واقطع من قطعني ،ثم هي جارية بعدها في
أرحام المؤمنين ثم تل هذه الية " واتقوا ال الذي تسائلون به والرحام
" (2) .بيان :الئمة بدل أو عطف بيان لل محمد " ثم هي " أي الرحم
أوصلتها أو الكلمه وهي اللهم صل الخ - 94 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن
أبي عبد ال ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير عن عمر بن يزيد قال :سألت أبا
عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " الذين يصلون ما أمر ال به
أن يوصل " فقال :قرابتك ) .(3بيان :قوله " قرابتك " أي هي شاملة
لقرابة المؤمنين أيضا.
][130
- 95كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد بن عثمان عن هشام
بن الحكم ودرست ،عن عمر بن يزيد قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم
" الذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل " قال :نزلت في رحم آل محمد
صلى ال عليه وآله وقد يكون في قرابتك ثم قال :فل تكونن ممن يقول
للشئ إنه في شئ واحد ) .(1بيان " :وقد يكون " كلمة " قد " للتحقيق،
أو للتقليل مجازا كناية عن أن الصل فيها هو الول " فل تكونن " أي إذا
نزلت آية في شئ خاص فل تخصص حكمها بذلك المر ،بل عممه في
نظائره ،أو المعنى إذا ذكرنا لية معنى ثم ذكرنا لها معنى ،فل تنكر شيئا
منهما فان لليات ظهرا وبطنا ونذكر في كل مقام ما يناسبه فالكل حق
وبهذا يجمع بين كثير من الخبار المتخالفة ظاهرا ،الواردة في تفسير
اليات وتأويلها - 96 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن محمد
بن علي ،عن أبي جميلة ،عن الوصافي ،عن علي بن الحسين عليهما
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من سره أن يمد ال في
عمره ،ويبسط في رزقه فليصل رحمه ،فان الرحم لها لسان يوم القيامة
ذلق يقول :يا رب صل من وصلني ،واقطع من قطعني ،والرجل ليرى
بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوي به إلى أسفل قعر في النار )
.(2ايضاح :في القاموس :ذلق اللسان كنصر وفرح وكرم فهو ذليق وذلق
بالفتح وكصرد وعنق أي حديد بليغ ) (3وقال :طلق اللسان بالفتح والكسر
وكأمير ولسان طلق ذلق وطليق ذليق وطلق ذلق بضمتين وكصرد وكتف
ذو حدة ) .(4وفي النهاية في حديث الرحم جاءت الرحم فتكلمت بلسان ذلق
طلق أي فصيح بليغ ،هكذا جاء في الحديث على فعل بوزن صرد ويقال
طلق وذلق وطليق وذليق يراد بالجميع المضاء والنفاذ انتهى.
][131
" والرجل في بعض النسخ " فالرجل " قيل الفاء للتفريع على " واقطع من
قطعني " واللم في الرجل للعهد الذهني " ليرى " على بناء المجهول أي
ليظن لكثرة أعماله الصالحة في الدنيا أنه " بسبيل " أي في سبيل " خير
" ينتهي به إلى الجنة " فتهوي به " الباء للتعدية أي تسقطه في أسفل
قعور النار التي يستحقها مثله ،وربما يحمل على المستحل ،ويمكن حمله
على من قطع رحم آل محمد صلى ال عليه وعليهم - 97 .كا :عن علي بن
محمد ،عن صالح بن أبي حماد ،عن الحسن بن علي عن صفوان ،عن
الجهم بن حميد قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :يكون لي القرابة على
غير أمري ألهم علي حق ؟ قال :نعم ،حق الرحم ل يقطعه شئ ،وإذا كانوا
على أمرك كان لهم حقان :حق الرحم ،وحق السلم (1) .بيان :يدل علي
أن الكفر ل يسقط حق الرحم ول ينافي ذلك قوله تعالى " :ل تجد قوما
يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ،ولو كانوا آباءهم
أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " ) (2فانها محمولة على المحبة
القلبية فل ينافي حسن المعاشرة ظاهرا ،أو المراد به الموالة في الدين.
كما ذكره الطبرسي -ره -أو محمول على ما إذا كانوا معارضين للحق،
ويصير حسن عشرتهم سبب غلبة الباطل على الحق ،ول يبعد أن يكون
نفقة الرحام أيضا من حق الرحم فيجب النفاق عليهم فيما يجب على
غيرهم - 98 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن
محبوب ،عن إسحاق بن عمار قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب ،ويعصمان من الذنوب ،فصلوا
أرحامكم وبروا باخوانكم ،ولو بحسن السلم ورد الجواب (3) .بيان:
المراد بالبر البر بالخوان ،كما سيأتي ،وبر الوالدين داخل
) (1الكافي ج 2ص (2) .157المجادلة (3) .22 :الكافي ج 2ص .157
][132
في صلة الرحم ،ورد الجواب عطف على السلم - 99 .كا :عن علي بن إبراهيم،
عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن عبد الصمد ابن بشير قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :صلة الرحم يهون الحساب يوم القيامة وهي منسأة
في العمر ،وتقي مصارع السوء ،وصدقة الليل تطفئ غضب الرب ).(1
بيان :في النهاية " منسأة " هي مفعلة منه أي مظنة له ،وموضع،
والصرع الطرح على الرض ،والمصرع يكون مصدرا واسم مكان،
ومصارع السوء كناية عن الوقوع في البليا العظيمة الفاضحة الفادحة،
وصدقة الليل أفضل لنه أقرب إلى الخلص - 100 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حسين بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :صلة الرحم تزكي العمال وتنمي الموال ،وتيسر
الحساب ،وتدفع البلوى ،وتزيد في الرزق ) - 101 .(2كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة ،عن مسمع ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله في حديث :أل إن في
التباغض الحالقة ل أعني حالقة الشعر ،ولكن حالقة الدين ) .(3بيان :في
النهاية :فيه :دب إليكم داء المم البغضاء وهي الحالقة ،الحالقة الخصلة
التي من شأنها أن تحلق ،أي تهلك وتستأصل الدين ،كما يستأصل الموسى
الشعر وقيل :قطيعة الرحم والتظالم انتهى .وكأن المصنف رحمه ال أورده
في هذا الباب ) (4لن التباغض يشمل ذوي الرحام أيضا ،أو لن الحالقة
فسرت في سائر الخبار بالقطيعة ،بل في هذا الخبر أيضا يحتمل أن يكون
المراد ذلك ،بأن يكون المراد أن التباغض بين الناس
) (2 - 1الكافي ج 2ص (3) .157الكافي ج 2ص (4) .346هذا الحديث أول
حديث جعله الكليني في باب قطيعة الرحم من كتاب اليمان والكفر ،وكما
أشرنا إلى ذلك قبل -هذه البيانات منقوله من شرح الكافي للعلمة
المؤلف رحمه ال من دون تصرف.
][133
من جملة مفاسده قطع الرحام ،وهو حالقة الدين - 102 .كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن محمد بن علي ،عن محمد بن الفضيل عن حذيفة بن المنصور
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :اتقوا الحالقة ،فانها تميت الرجال قلت:
وما الحالقة ؟ قال :قطيعة الرحم ) .(1بيان " :تميت الرجال " أي تورث
موتهم وانقراضهم كما سيأتي ،وحمله على موت القلوب كما قيل بعيد،
ويمكن أن يكون هذا أحد وجوه التسمية بالحالقة والرحم في الصل منبت
الولد ،ووعاؤه في البطن ثم سميت القرابة من جهة الولدة رحما ،ومنها
ذو الرحم خلف الجنبي - 103 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد بن عيسى ،عن عثمان بن عيسى ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :قلت له :إن إخوتي وبني عمي قد ضيقوا علي الدار،
وألجاوني منها إلى بيت ،ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم قال :فقال لي:
اصبر فان ال سيجعل لك فرجا قال :فانصرفت ووقع الوباء في سنة إحدى
وثلثين ]ومائة[ فماتوا وال كلهم ،فما بقي منهم أحد .قال :فخرجت فلما
دخلت عليه قال :ما حال أهل بيتك ؟ قال :قلت :قد ماتوا وال كلهم ،فما
بقي منهم أحد ،فقال :هو بما صنعوا بك وبعقوقهم إياك وقطع رحمهم،
بتروا .أتحب أنهم بقوا وأنهم ضيقوا عليك ؟ قال :قلت :إي وال ) .(2بيان:
" علي الدار " أي الدار التي ورثناها من جدنا " ولو تكلمت أخذت "
يمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم أي لو نازعتهم وتكلمت فيهم يمكنني أن
آخذ منهم أفعل ذلك أم أتركهم ؟ أو يقرأ على الخطاب أي لو تكلمت أنت
معهم يعطوني ،فلم ير عليه السلم المصلحة في ذلك ،أو الول على
الخطاب ،والثاني على التكلم والول أظهر ،وفي النهاية الوباء بالقصر
والمد والهمز الطاعون والمرض العام.
][134
" في إحدى وثلثين " كذا في أكثر النسخ التي وجدناها وفي بعضها بزيادة" :
ومائة " وعلى الول أيضا المراد ذلك ،وأسقط الراوي المائة للظهور ،فان
إمامة الصادق عليه السلم كانت في سنة مائة وأربعة عشر ،ووفاته في
سنة ثمان وأربعين ومائة والفاء في قوله " فما بقي " في الموضعين
للبيان ،ومن ابتدائية ،والمراد بالحد أولدهم أو الفاء للتفريع ومن
تبعيضية .وقوله " بعقوقهم " متعلق بقوله " بتروا " وهو في بعض
النسخ بتقديم الموحدة على المثناة الفوقانية وفي بعضها بالعكس فعلى
الول إما على بناء المعلوم من المجرد من باب علم ،أو المجهول من باب
نصر ،وعلى الثاني على المجهول من باب ضرب أو التفعيل ،في القاموس
البتر القطع أو مستأصل والبتر المقطوع الذنب بتره فبتر كفرح والذي ل
عقب له ،وكل أمر منقطع من الخير ) (1وقال :التبر بالفتح الكسر
والهلك كالتتبير فيهما ،والفعل كضرب انتهى ) " .(2وإنهم ضيقوا "
الواو إما للحال ،والهمزة مكسورة ،أو للعطف والهمزة مفتوحة- 104 .
كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عن الحسن بن محبوب عن
مالك بن عطية ،عن أبي عبيدة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :في كتاب
علي عليه السلم ثلث خصال ل يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن:
البغي ،وقطيعة الرحم ،واليمين الكاذبة يبارز ال بها ،وإن أعجل الطاعة
ثوابا لصلة الرحم ،وإن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمي أموالهم
ويثرون ،وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلقع من أهلها،
وتنقل الرحم ،وإن نقل الرحم انقطاع النسل ) .(3بيان " :ثلث " مبتدأ
وجملة " ل يموت " خبر ،وفي القاموس الوبال الشدة والثقل ،وفي
المصباح الوبيل الوخيم ،والوبال بالفتح من وبل المرتع بالضم وبال
][135
بمعنى وخم ،ولما كان عاقبة المرعى الوخيم إلى شرقيل في سوء العاقبة وبال
والعمل السيئ وبال على صاحبه " والبغي " خبر مبتدأ محذوف ،بتقدير "
هن البغي " وجملة يبارز ال صفة اليمين إذا للم للعهد الذهني أو
استينافية ،والمستتر في يبارز راجع إلى صاحبهن ،والجللة منصوبة،
والباء في " بها " للسببية أو لللة ،والضمير لليمين لن اليمين مؤنث،
وقد يقرأ يبارز على بناء المجهول ،ورفع الجللة ،وفي القاموس بارز
القرن مبارزة وبرازا برز إليه ،وهما يتبارزان .أقول :لما أقسم به تعالى
بحضوره كذبا فكأنه يعاديه علنية ويبارزه ،وعلى التوصيف احتراز عن
اليمين الكاذبة جهل وخطأ من غير عمد ،وتوصيف اليمين بالكاذبة مجاز.
" وإن أعجل " كلم علي أو الباقر عليهما السلم والتعجيل لنه يصل
ثوابه إليه في الدنيا أو بل تراخ فيها " فتنمي " على بناء الفعال أو
كيمشي في القاموس نما ينمو نموا زاد كنمى ينمي نميا ونميا ونمية،
وأنمى ونمى وعلى الفعال الضمير للصلة " ويثرون " أيضا يحتمل
الفعال والمجرد كيرمون أو يدعون ،ويحتمل بناء المفعول في القاموس
الثروة كثرة العدد من الناس والمال ،وثرى القوم ثراء كثروا ونموا،
والمال كذلك وثري كرضي كثر ماله كأثرى ،ومال ثري كغني كثير ورجل
ثري وأثرى كأحوى كثيره ) .(1وفي الصحاح :الثروة كثرة العدد ،وقال
الصمعي :ثرى القوم يثرون إذا كثروا ونموا ،وثرى المال نفسه يثرو إذا
كثر ،وقال أبو عمرو :ثرى ال القوم كثرهم ،وأثرى الرجل إذا كثرت
أمواله انتهى ) (2والمعنى يكثرون عددا أو مال أو يكثرهم ال .وفي
النهاية وفيه :اليمين الكاذبة تدع الديار بلقع ،جمع بلقع وبلقعة ،وهي
الرض القفر التي ل شئ بها يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته
من الرزق
][136
وقيل :هو أن يفرق ال شمله ،ويقتر عليه ما أوله من نعمه انتهى .وأقول :مع
التتمة التي في هذا الخبر ل يحتمل المعنى الول ،بل المعنى أن ديارهم
تخلو منهم إما بموتهم وانقراضهم ،أو بجلئهم عنها وتفرقهم أيدي سبا )
(1والظاهر أن المراد بالديار ديار القاطعين ،ل البلدان والقرى لسراية
شومهما كما توهم " .وتنقل الرحم " الضمير المرفوع راجع إلى القطيعة،
ويحتمل الرجوع إلى كل واحد لكنه بعيد والتعبير عن انقطاع النسل بنقل
الرحم لنه حينئذ تنقل القرابة من أولده إلى سائر أقاربه ،ويمكن أن يقرأ
" تنقل " على بناء المفعول فالواو للحال وقيل :هو من النقل بالتحريك،
وهو داء في خف البعير يمنع المشي ول يخفى بعده ،وقيل :الواو إما للحال
من القطيعة أو للعطف على قوله " وإن اليمين " إن جوز عطف الفعلية
على السمية ،وإل فليقدر وإن قطيعة الرحم تنقل بقرينة المذكورة ل على
قوله " لتذران " لن هذا مختص بالقطيعة ،ولعل المراد بنقل الرحم نقلها
عن الوصلة إلى الفرقة ،ومن التعاون والمحبة إلى التدابر والعداوة وهذه
المور من أسباب نقص العمر ،وانقطاع النسل ،كما صرح على سبيل
التأكيد والمبالغة ،بقوله " وإن نقل الرحم انقطاع النسل " من باب حمل
المسبب على السبب ،مبالغة في السببية انتهى ،وهو كما ترى .وأقول:
سيأتي في باب اليمين الكاذبة من كتاب اليمان والنذور بهذا السند عن أبي
جعفر عليه السلم قال :إن في كتاب علي عليه السلم أن اليمين الكاذبة
وقطيعة الرحم تذران الديار بلقع من أهلها ،وتنقل الرحم يعني انقطاع
النسل ،وهناك في أكثر النسخ بالغين المعجمة ،قال في النهاية النغل
بالتحريك الفساد ،وقد نغل الديم
) (1قال الفيروز آبادى :وتفرقوا أيدى سبا ،وأيادى سبا :تبددوا ،بنوه على السكون
وليس بتخفيف عن سبأ ،وانما هو بدل ،ضرب المثل بهم لنه لما غرق
مكانهم وذهبت جناتهم تبددوا في البلد .وللميداني في مجمع المثال كلم
طويل راجع ان شئت ج 275 :1ولفظه :ذهبوا أيدى سبا ،وتفرقوا أيدى
سبا " في مادة ذهب.
][137
إذا عفن وتهرى في الدباغ ،فيفسد ويهلك انتهى ول يخلو من مناسبة - 105 .كا:
عن علي بن إبراهيم ،عن صالح بن السندي ،عن جعفر بن بشير عن
عنبسة العابد قال :جاء رجل فشكا إلى أبي عبد ال عليه السلم أقاربه،
فقال له :اكظم غيظهم وافعل فقال :إنهم يفعلون ويفعلون ،فقال :أتريد أن
تكون مثلهم ؟ فل ينظر ال إليكم ) .(1بيان " :وافعل " أي اكظم الغيظ
دائما ،وإن أصروا على الساءة أو افعل كلما أمكنك من البر ،فيكون حذف
المفعول للتعميم " إنهم يفعلون " أي الضرار وأنواع الساءة ،ول
يرجعون عنها " أتريد أن تكون مثلهم " في القطع وارتكاب القبيح وترك
الحسان " فل ينظر ال إليكم " أي يقطع عنكم جميعا رحمته في الدنيا
والخرة ،وإذا وصلت فإما أن يرجعوا فيشملكم الرحمة ،وكنت أولى بها
وأكثر حظا منها ،وإما أن ل يرجعوا فيخصكم الرحمة ،ول انتقام أحسن من
ذلك - 106 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل تقطع
رحمك وإن قطعتك ) .(2بيان :ظاهره تحريم القطع وإن قطعوا ،وينافيه
ظاهرا قوله تعالى " فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ) (3ويمكن
تخصيص الية بتلك الخبار ،ولم يتعرض أصحابنا رضي ال عنهم لتحقيق
تلك المسائل مع كثرة الحاجة إليها ،والخوض فيها يحتاج إلى بسط
وتفصيل ل يناسبان هذه التعليقة وقد مر بعض القول فيها في باب صلة
الرحم ) (4وسلوك سبيل الحتياط في جميع ذلك أقرب إلى النجاة- 107 .
كا :عن العدة ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن أبيه رفعه عن أبي حمزة
الثمالي قال :قال أمير المؤمنين في خطبته :أعوذ بال من الذنوب التي
تعجل الفناء
) (2 - 1الكافي ج 2ص (3) .347البقرة (4) .194 :يعنى باب صلة الرحم من
الكافي ،وقد تقدمت أحاديثها مستخرجة من الكافي تحت الرقم .98 - 69
][138
فقام إليه عبد ال بن الكواء اليشكري فقال يا أمير المؤمنين أو يكون ذنوب تعجل
الفناء ؟ فقال :نعم ويلك قطيعة الرحم ،إن أهل البيت ليجتمعون ويتواسون
وهم فجرة فيرزقهم ال عزوجل وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم
بعضا فيحرمهم ال وهم أتقياء ) .(1بيان :ابن الكواء كان من رؤساء
الخوارج لعنهم ال " ويشكر " اسم أبي قبيلتين كان هذا الملعون من
إحداهما " فيحرمهم ال " أي من سعة الرزاق ،وطويل العمار وإن
كانوا متقين فيما سوى ذلك ،ول ينافيه قوله تعالى " ومن يتق ال يجعل
له مخرجا ويرزقه من حيث ل يحتسب " ) - 108 .(2كا :عن العدة ،عن
ابن محبوب ،عن ابن عطية ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم إذا قطعوا الرحام جعلت الموال في
أيدي الشرار ) .(3بيان " :جعلت الموال في أيدي الشرار " هذا مجرب
وأحد أسبابه أنهم يتخاصمون ويتنازعون ويترافعون إلى الظلمة وحكام
الجور ،فيصير أموالهم بالرشوة في أيديهم ،وأيضا إذا تخاصموا ولم
يتعاونوا يتسلط عليهم الشرار ويأخذونها منهم - 109 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :كفر بال من تبرء من نسب وإن دق (4) .بيان " :وإن دق " أي بعد
أو وإن كان خسيسا دنيا ويحتمل أن يكون ضمير دق راجعا إلى التبري بأن
ل يكون صريحا بل باليماء ،وهو بعيد وقيل :يعني وإن دق ثبوته وهو
أبعد ،والكفر هنا ما يطلق على أصحاب الكبائر وربما يحمل على ما إذا كان
مستحل لن مستحل قطع الرحم كافر ،أو المراد به كفر النعمة لن قطع
النسب
][139
كفر لنعمة المواصلة ،أو يراد به أنه شبيه بالكفر لن هذا الفعل يشبه فعل أهل الكفر
لنهم كانوا يفعلونه في الجاهلية ،ول فرق في ذلك بين الولد والوالد
وغيرهما من الرحام - 110 .كا :عن علي بن محمد ،عن صالح بن أبي
حماد ،عن ابن أبي عمير وابن فضال عن رجال شتى ،عن أبي جعفر وأبي
عبد ال عليهما السلم أنهما قال :كفر بال العظيم النتفاء من حسب وإن
دق ) (1بيان :المراد بالحسب أيضا النسب الدني فان الحساب غالبا يكون
بالنساب ويحتمل على بعد أن ل تكون " من " صلة للنتفاء بل يكون
للتعليل أي بسبب حسب حصل له أو لبائه القريبة ،وحينئذ في قوله وإن
دق تكلف إل على بعض الوجوه البعيدة السابقة ،وربما يقرأ على هذا
الوجه النتقاء بالقاف أي دعوى النقاوة والمتياز والفخر بسبب حسب
وهو تصحيف) * 4 .باب( * * " )العشرة مع المماليك والخدم( " * - 1
لى :في خبر مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :ما زال جبرئيل
يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت
اعتقوا - 2 (2) .ل :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن الفضل بن عامر ،عن
البجلي ،عن ذريح ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ثلثة إن لم تظلمهم ظلموك :السفلة،
وزوجتك ،وخادمك ).(3
][140
سن :أبي ،عن البجلي ]مثله[ ) .(1أقول :قد مضى بعض الخبار في باب بر
الوالدين - 3 .أقول :قد مضى في باب مكارم أخلق النبي صلى ال عليه
وآله بأسانيد كثيرة أنه صلى ال عليه وآله قال :خمس ل أدعهن حتى
الممات :الكل على الحضيض مع العبيد ،وركوبي الحمار مؤكفا ،وحلبي
العنز بيدي ،ولبس الصوف ،والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي.
- 4ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن
عيسى ،عن ابن محبوب ،عن أبي أيوب ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :أربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه ال في أعلى عليين في
غرف فوق غرف في محل الشرف كل الشرف :من آوى اليتيم ونظر له
فكان له أبا ،ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه ،ومن أنفق على والديه
ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما ،ومن لم يخرق بمملوكه وأعانه على ما
يكلفه ،ولم يستسعه فيما لم يطق ) - 5 .(2ما :حمويه ،عن أبي الحسين،
عن أبي حنيفة ،عن مسلم بن إبراهيم ،عن قرة ،عن عون بن عبد ال بن
عتبة قال كسي أبو ذر بردين فائتزر بأحدهما وارتدى بشملة وكسى غلمه
أحدهما ثم خرج إلى القوم فقالوا له :يا باذر لو لبستهما جميعا كان أجمل،
قال :أجل ولكني سمعت النبي صلى ال عليه وآله يقول أطعموهم مما
تأكلون والبسوهم مما تلبسون ) .(3أقول :أوردنا في أبواب المواعظ
وغيرها الوصية للمماليك - 6 .ثو :أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد،
عن الحسن بن علي ،عن علي بن عقبة ،عن عبد ال بن سنان ،عن
الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :أربع من كن فيه بنى ال له بيتا
في الجنة :من آوى اليتيم ،ورحم الضعيف ،وأشفق على والديه
) (1المحاسن ص (2) .6أمالى المفيد ج 1ص (3) .192أمالى المفيد ج 2ص
.18
][141
ورفق بمملوكه ) .(1ل :ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن ابن محبوب ،عن
عبد ال بن سنان مثله ) - 7 .(2سن ابن أسباط ،عن عبد الملك بن
مسلمة ،عن السندي بن خالد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :أل انبئكم بشر الناس ؟ قالوا :بلى يا رسول
ال فقال :من سافر وحده ،ومنع رفده ،وضرب عبده ) - 8 .(3سن :نوح
بن شعيب ،عن ياسر الخادم ونادر قال :قال لنا أبو الحسن عليه السلم إن
قمت على رؤسكم وأنتم تأكلون ،فل تقوموا حتى تفرغوا ،ولربما دعا
بعضنا فيقال هم يأكلون فيقول :دعوهم حتى يفرغوا - 9 (4) .سن :نوح
بن شعيب ،عن نادر الخادم قال كان أبو الحسن الرضا عليه السلم يضع
جوزينجة ) (5على الخرى ويناولني ) - 10 .(6سن :أبي ،عن إبراهيم بن
محمد الشعري ،عن ابن بكير ،عن زرارة قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :أصلحك ال ما ترى في ضرب المملوك ؟ قال :ما أتى فيه على يديه
فل شئ عليه ،وأما ما عصاك فيه فل بأس ،فقلت :كم أضربه ؟ قال :ثلثة
أربعة خمسة ) - 11 .(7نبه :المعذور بن سويد دخلنا على أبي ذر بالربذة
فإذا عليه برد وعلى غلمه مثله ،فقلنا لو أخذت برد غلمك إلى بردك كانت
حلة وكسوته ثوبا غيره قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول:
إخوانكم جعلهم ال تحت أيديكم ،فمن كان أخوه تحت
][142
يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يلبس ،ول يكلفه ما يغلبه ،فان كلفه ما يغلبه
فليعنه .أبو مسعود النصاري :كنت أضرب غلما فسمعني من خلفي
صوتا .اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود إن ال أقدر عليك منك عليه،
فالتفت فإذا هو النبي صلى ال عليه وآله فقلت يا رسول ال هو حر لوجه
ال ،فقال :أما لو لم تفعل للفعتك النار .مر بعضهم براع مملوك فاستباعه
شاة فقال ليست لي فقال أين المالك ؟ فقال أين ال ؟ فاشتراه فأعتقه ،فقال:
اللهم قد رزقتني العتق فارزقني العتق الكبر .أراد رجل بيع جارية فبكت
فسألها فقالت :لو ملكت منك ما ملكت مني ما أخرجتك من يدي فأعتقها.
عنه عليه السلم عاتبوا أرقاكم على قدر عقولهم - 12 .ين :الجوهري،
عن البطائني ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن أبي
ضرب غلما له قرعة واحدة بسوط ،وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه،
فبكى الغلم وقال :ال يا علي بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني ؟
قال :فبكى أبي وقال :يا بني اذهب إلى قبر رسول ال صلى ال عليه وآله
فصل ركعتين ثم قل اللهم اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ،ثم قال
للغلم :اذهب فأنت حر لوجه ال ،قال أبو بصير :فقلت له :جعلت فداك كان
العتق كفارة الضرب ؟ فسكت - 13 .ين :فضالة ،عن ابن فرقد ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قال :في كتاب رسول ال صلى ال عليه وآله:
إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شئ يشق عليهم فاعملوا معهم فيه ،قال
وإن كان أبي ليأمرهم فيقول كما أنتم ،فيأتي فينظر فان كان ثقيل قال بسم
ال ثم عمل معهم وإن كان خفيفا تنحى عنهم - 14 .ين :فضالة ،عن أبان
بن عثمان ،عن زياد بن أبي رجاء ،عن أبي عبيدال عن أبي سخيلة ،عن
سلمان قال :بينا أنا جالس عند رسول ال صلى ال عليه وآله إذا قصد له
رجل فقال :يا رسول ال المملوك فقال رسول ال ابتلى بك وبليت به لينظر
ال كيف تشكر وينظر كيف يصبر.
][143
- 15ين :فضالة ،عن أبان ،عن عبد ال بن طلحة ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال استقبل رسول ال صلى ال عليه وآله رجل من بني فهد وهو يضرب
عبدا له والعبد يقول :أعوذ بال فلم يقلع الرجل عنه ،فلما أبصر العبد
برسول ال صلى ال عليه وآله قال :أعوذ بمحمد فأقلع الرجل عنه
الضرب ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :يتعوذ بال فل تعيذه ويتعوذ
بمحمد فتعيذه ؟ وال أحق أن يجار عائذه من محمد ،فقال الرجل :هو حر
لوجه ال ،فقال رسول ال :والذي بعثني بالحق نبيا لو لم تفعل لواقع
وجهك حر النار - 16 .ين :الحسن بن علي قال قال أبو الحسن عليه
السلم إن علي بن الحسين عليه السلم ضرب مملوكا ثم دخل إلى منزله
فأخرج السوط ثم تجرد له قال :اجلد علي بن الحسين ! فأبى عليه فأعطاه
خمسين دينارا - 17 .نوادر الراوندي :باسناده عن موسى بن جعفر ،عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أربعة ل عذر
لهم :رجل عليه دين محارف في بلده ل عذر له حتى يهاجر في الرض
يلتمس ما يقضي به دينه ،ورجل أصاب على بطن امرأته رجل ل عذر له
حتى يطلق لئل يشركه في الولد غيره ،ورجل له مملوك سوء فهو يعذبه ل
عذر له إل أن يبيع وإما أن يعتق ،ورجلن اصطحبا في السفر هما
يتلعنان ل عذر لهما حتى يفترقا ) .(1وبهذا السناد قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :عليكم بقصار الخدم فانه أقوى لكم فيما تريدون ).(2
- 18نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته لبنه الحسن عليه
السلم :واجعل لكل إنسان من خدمك عمل تأخذه به ،فانه أحرى أن ل
يتواكلوا في خدمتك ) - 19 .(3كتاب الغارات :لبراهيم بن محمد الثقفي
باسناده عن مختار التمار قال أتى أمير المؤمنين عليه السلم سوق
الكرابيس فاشترى ثوبين أحدهما بثلثة دراهم ،والخر
) (1نوادر الراوندي ص (2) .27المصدر ص (3) .38نهج البلغة ج 2ص 38
ط عبده.
][144
بدرهمين ،فقال :يا قنبر خذ الذي بثلثة قال :أنت أولى به يا أمير المؤمنين تصعد
المنبر وتخطب الناس ،قال :يا قنبر أنت شاب ولك شره الشباب ،وأنا
أستحيي من ربي أن أتفضل عليك لني سمعت رسول ال صلى ال عليه
وآله يقول :البسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون) * 5 .باب( * *
" وجوب طاعة المملوك للمولى وعقاب عصيانه " * - 1ل :ماجيلويه
عن عمه ،عن البرقي ،عن محمد بن علي ،عن ابن بقاح عن زكريا بن
محمد ،عن عبد الملك بن عمير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أربعة
ل تقبل لهم صلة :المام الجائر ،والرجل يؤم القوم وهم له كارهون،
والعبد البق من مواليه من غير ضرورة ،والمرءة تخرج من بيت زوجها
بغير إذنه ) - 2 .(1ن :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله أول من يدخل الجنة شهيد وعبد
مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ورجل عفيف متعفف ذو عبادة ).(2
- 3ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن محمد بن عبد ال بن
غالب عن الحسين بن رباح ،عن ابن عميرة ،عن محمد بن مروان ،عن
ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ثلثة ل يقبل ال لهم
صلة عبد أبق من مواليه ،حتى يرجع إليهم فيضع يده في أيديهم ،ورجل
أم قوما وهم له كارهون ،وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ) - 4 .(3مع:
ابن المتوكل ،عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ،عن الشعري
) (1الخصال ج 1ص (2) .115عيون الخبار ج 2ص (3) .28أمالى الطوسى
ج 1ص .196
][145
عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله ثمانيه ل تقبل لهم صلة :العبد البق حتى يرجع إلى مواليه )(1
أقول سيأتي الخبر بتمامه مع غيره في كتاب الصلة - 5 .من خط الشهيد
ره عن موسى بن بكر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ثلثة ل يرفع ال
لهم عمل :عبد آبق وامرأة زوجها عليها ساخط والمذيل إزاره - 6 .عدة
الداعي :روى شعيب النصاري وهارون بن خارجة قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم إن موسى عليه السلم انطلق ينظر في أعمال العباد ،فأتى
رجل من أعبد الناس فلما أمسى حرك الرجل شجرة إلى جنبه فإذا فيها
رمانتان قال :فقال يا عبد ال من أنت ؟ إنك عبد صالح أنا ههنا منذ ما شاء
ال ما أجد في هذه الشجرة إل رمانة واحدة ،ولول أنك عبد صالح ما
وجدت رمانتين ،قال أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران .قال :فلما
أصبح قال :تعلم أحدا أعبد منك ؟ قال " نعم فلن الفلني قال :فانطلق إليه
فإذا هو أعبد منه كثيرا فلما أمسى اتي برغيفين وماء فقال :يا عبد ال من
أنت ؟ إنك عبد صالح أنا هيهنا منذ ما شاء ال وما اوتي إل برغيف واحد،
ولول أنك عبد صالح ما اوتيت برغيفين فمن أنت ؟ قال :أنا رجل أسكن
أرض موسى ابن عمران .ثم قال موسى :هل تعلم أحدا أعبد منك ؟ قال:
نعم فلن الحداد في مدينة كذا وكذا ،قال :فأتاه فنظر إلى رجل ليس بصاحب
عبادة بل إنما هو ذاكر ل تعالى وإذا دخل وقت الصلة قام فصلى ،فلما
أمسى نظر إلى غلته فوجدها قد اضعفت قال :يا عبد ال من أنت إنك عبد
صالح أنا ههنا منذ ما شاء ال غلتي قريب بعضها من بعض والليلة قد
اضعفت فمن أنت ؟ قال أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران قال :فأخذ
ثلث غلته فتصدق بها وثلثا أعطى مولى له ،وثلثا امترى به طعاما فأكل هو
وموسى .قال :فتبسم موسى عليه السلم فقال :من أي شئ تبسمت ،قال:
دلني نبي
][146
بني إسرائيل على فلن فوجدته من أعبد الخلق فدلني على فلن فوجدته أعبد منه
فدلني فلن عليك وزعم أنك أعبد منه ولست أراك شبه القوم ،قال :أنا رجل
مملوك أليس تراني ذاكر ال أو ليس تراني اصلي الصلة لوقتها ،وإن
أقبلت على الصلة أضررت بغلة مولي ،وأضررت بعمل الناس ،أتريد أن
تأتي بلدك ؟ قال :نعم قال فمرت به سحابة فقال الحداد يا سحابة تعالي !
قال :فجاءت قال أين تريدين ؟ قالت اريد أرض كذا وكذا ،قال :انصرفي ثم
مرت به اخرى فقال :يا سحابة تعالي فجاءته فقال أين تريدين ؟ قالت :اريد
أرض كذا وكذا قال :انصرفي ثم مرت به اخرى فقال يا سحابة تعالي
فجاءته فقال :أين تريدين ؟ قالت :اريد أرض موسى بن عمران قال :فقال:
احملي هذا حمل رفيق وضعيه في أرض موسى بن عمران وضعا رفيقا.
قال :فلما بلغ موسى بلده قال :يا رب بما بلغت هذا ما أرى ؟ قال :إن
عبدي هذا يصبر على بلئي ،ويرضى بقضائي ،ويشكر نعمائي) * 6 .باب(
* * " )ما ينبغى حمله على الخدم وغيرهم من الخدمات( " * - 1ير:
محمد بن علي ،عن عمه محمد بن عمر ،عن عمر بن يزيد قال :كنت عند
أبي عبد ال عليه السلم ليلة من الليالي ولم يكن عنده أحد غيري فمد
رجله في حجري فقال اغمزها يا عمر ،قال :فغمزت رجله ،فنظرت إلى
اضطراب في عضلة ساقيه فأردت أن أسأله إلى من المر من بعده ؟ فأشار
إلي فقال ل تسألني في هذه الليلة عن شئ فإني لست اجيبك ) .(1ير :أحمد
بن محمد ،عن بكر ،عمن رواه ،عن عمر بن يزيد مثله ) - 2 .(2ير :أحمد
بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن الحسين بن بردة ،عن أبي
][147
عبد ال عليه السلم وعن جعفر بن بشير ،عن إسماعيل بن عبد العزيز قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :يا إسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء قال :فقمت
فوضعت له ماء الخبر )) * 7 .(1باب( * * " )حمل المتاع للهل( " * 1
-ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن
معاوية بن وهب قال :رآني أبو عبد ال عليه السلم بالمدينة وأنا أحمل
بقل فقال :إنه يكره للرجل السري أن يحمل الشئ الدني فيجترئ عليه ).(2
- 2ل :أبي ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي نجران ،رفعه إلى أبي
عبد ال عليه السلم قال :من رقع جيبه ،وخصف نعله ،وحمل سلعته ،فقد
أمن من الكبر ) .(3ثو :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن ابن
يزيد مثله ) - 3 .(4ختص :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من اشترى
لعياله كمأ ) (5بدرهم كان كمن أعتق نسمة من ولد إسماعيل ).(6
) (1بصائر الدرجات ص (2) .236الخصال ج 1ص (3) .9الخصال ج 1ص
(4) .54ثواب العمال (5) .162 :في المصدر المطبوع :لحما بدرهم.
والكمء :نبات يقال له شحم الرض فارسيته )قارچ ،دنبلن( والعرب
تسميه جدري الرض قيل هو اصل مستدير كالقلقاس ل ساق له ول
عرق ،لونه إلى الغبرة ،يوجد في الربيع تحت الرض ،وهو عديم الطعم،
وهو أنواع كثيرة ،يؤكل نيا ومطبوخا ،وله فوائد وخواص طبية من شاء
الطلع الى ذلك فليراجع البحار ج ) 14من طبعة الكمبانى( ص ،861
وفى الحاديث أن أمير المؤمنين عليه السلم كان يحب الكمأة ،وأن
ماءها شفاء للعين ،راجع الكافي ج 6ص (6) .370الختصاص.189 :
][148
- 4من كتاب صفات الشيعة للصدوق رحمه ال :عن الحسن بن أحمد ،عن أبيه،
عن محمد بن أحمد ،عن عبد ال بن خالد الكناني قال :استقبلني أبو
الحسن موسى عليه السلم وقد علقت سمكة بيدي فقال :اقذفها إني لكره
للرجل أن يحمل الشئ الدني بنفسه ،ثم قال :إنكم قوم أعداؤكم كثير يا
معشر الشيعة إنكم قوم عاداكم الخلق فتزينوا لهم ما قدرتم عليه )8 .(1
)باب( * " )حمل النائبة عن القوم وحسن العشرة معهم( " * - 1جا ،ما:
المفيد ،عن ابن قولويه ،عن محمد بن همام ،عن عبد ال بن العل عن ابن
شمون ،عن حماد بن عيسى ،عن إسماعيل بن خالد ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال جمعنا أبو جعفر عليه السلم فقال يا بني إياكم والتعرض
للحقوق ،واصبروا على النوائب ) (2وإن دعاكم بعض قومكم إلى أمر
ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فل تجيبوه ) - 2 .(3ما :ابن الصلت ،عن
ابن عقدة ،عن عباد بن أحمد القزويني ،عن عمه عن أبيه ،عن مطرف،
عن الشعبي ،عن صعصعة بن صوحان قال :عادني أمير المؤمنين عليه
السلم في مرض ثم قال :انظر فل تجعلن عيادتي إياك فخرا على قومك،
وإذا رأيتهم في أمر فل تخرج منه ،فانه ليس بالرجل غنى عن قومه إذا
خلع منهم يدا واحدة يخلعون منه أيدي كثيرة ،فإذا رأيتهم في خير فأعنهم
عليه وإذا رأيتم في شر
) (1صفات الشيعة ص (2) .171النوائب جمع النائبة :المصيبة والنازلة ،وما
يؤخذ عليهم من الحوائج كاصلح القناطر والطرق وسد البثوق واعطاء
الغرامة والدية ،وقولهم :احتاطوا لهل الموال في النائبة والواطئة :أي
الضياف الذين ينوبونهم (3) .أمالى الطوسى ج 1ص .71
][149
فل تخذلنهم ،وليكن تعاونكم على طاعة ال فانكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على
طاعة ال تعالى ،وتناهيتم عن معاصيه ) - 3 .(1مع :ماجيلويه ،عن عمه،
عن الكوفي ،عن أبي جميلة ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ليس البخيل من يؤدي -أو الذي يؤدي
-الزكاة المفروضة من ماله ،ويعطي النائبة في قومه ،وإنما البخيل حق
البخيل الذي يمنع الزكاة المفروضة في ماله ،ويمنع النائبة في قومه ،وهو
فيما سوى ذلك يبذر ) - 4 .(2سن :محمد بن علي ،عن الحسن بن علي،
عن ابن عميرة ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :كان علي عليه السلم يقول :إنا أهل بيت امرنا أن نطعم
الطعام ،ونؤدي في النائبة ،ونصلي إذا نام الناس ) - 5 .(3سن :محمد بن
علي ،عن حسين بن أبي سعيد ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :اتي رسول ال باسارى ،فقدم منهم رجل ليضرب عنقه فقال له
جبرئيل :يا محمد ربك يقرئك السلم ،ويقول :إن أسيرك هذا يطعم الطعام،
ويقري الضيف ،ويصبر على النائبة ويحتمل الحمالت ) (4فقال له النبي
صلى ال عليه وآله إن جبرئيل أخبرني عنك بكذا وكذا وقد أعتقتك ،فقال
له :إن ربك ليحب هذا ؟ فقال :نعم فقال :أشهد أن ل إله إل ال وأنك رسول
ال ،والذي بعثك بالحق لرددت عن مالي أحدا أبدا ).(5
][150
)) * (9باب( * * " )حق الجار( " * أقول :قد مضى بعض الخبار في باب جوامع
المكارم ،وبعضها في باب حسن المعاشرة - 1 .لى :ماجيلويه ،عن عمه،
عن البرقي ،عن أبيه ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :عليكم بحسن الجوار فان ال عزوجل أمر بذلك .الخبر )
- 2 .(1لى :في مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :من خان جاره
شبرا من الرض جعلها ال طوقا في عنقه من تخوم الرضين السابعة
حتى يلقى ال يوم القيامة مطوقا إل أن يتوب ويرجع ،وقال :من آذى جاره
حرم ال عليه ريح الجنة ،ومأواه جهنم وبئس المصير ،ومن ضيع حق
جاره فليس منا ،وما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )
- 3 .(2لى :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن ابن
البطائني عن إسماعيل بن عبد الخالق والكناني معا عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من كف أذاه عن جاره أقاله ال
عزوجل عثرته يوم القيامة ،ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنة ملكا
محبورا ،ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى ال له بيتا في الجنة ) - 4 .(3فس:
أبي رفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله قال :من آذى جاره طمعا في
مسكنه ورثه ال داره - 5 .ل :في ما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله
إلى علي عليه السلم :يا علي أربعة من قواصم
][151
الظهر :إمام يعصي ال ويطاع أمره ،وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه ،وفقر ل
يجد صاحبه له مداويا ،وجار سوء في دار مقام ) - 6 .(1ل :ابن إدريس،
عن أبيه ،عن محمد بن علي بن محبوب ،عن محمد بن الحسين ،عن ابن
فضال ،عن علي بن عقبة بن خالد ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم
عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :حريم المسجد
أربعون ذراعا والجوار أربعون دارا من أربعة جوانبها ) - 7 .(2ن :الدقاق
والسناني والمكتب جميعا عن السدي ،عن سهل ،عن عبد العظيم
الحسني ،عن إبراهيم بن أبي محمود قال :قال الرضا عليه السلم :ليس
منا من لم يأمن جاره بوائقه ) - 8 .(3ما :باسناد المجاشعي عن الصادق
عليه السلم عن آبائه عن علي صلوات ال عليهم قال :قيل للنبي صلى ال
عليه وآله يا نبي ال أفي المال حق سوى الزكاة ؟ قال :نعم بر الرحم إذا
أدبرت ،وصلة الجار المسلم ،فما آمن بي من بات شبعانا وجاره المسلم
جائع ثم قال عليه السلم :ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه ) - 9 .(4مع :أبي عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن معاوية ابن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت له:
جعلت فداك ما حد الجار ؟ قال :أربعين دارا من كل جانب ) - 10 .(5ب:
هارون ،عن ابن زياد ،عن جعفر ،عن أبيه عليه السلم أن رسول ال
صلى ال عليه وآله قال :ثلثة هن ام الفواقر ) :(6سلطان إن أحسنت إليه
لم
) (1الخصال ج 1ص (2) .96الخصال ج 2ص (3) .113عيون الخبار ج 2
ص (4) .24أمالى الطوسى ج 2ص (5) .134معاني الخبار ص
(6) .165الفواقر جمع الفاقرة :الداهية التى تكسر الفقار.
][152
يشكر ،وإن أسأت إليه لم يغفر ،وجار عينه ترعاك وقلبه ينعاك ،إن رأى حسنة
دفنها ولم يفشها وإن رأى سيئة أظهرها وأذاعها ،وزوجة إن شهدت لم
تقر عينك بها وإن غبت لم تطمئن إليها ) - 11 .(1ختص :قال الصادق
عليه السلم لسحاق بن عمار :صانع المنافق بلسانك واخلص ودك
للمؤمن ،وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته ) - 12 .(2ين :فضالة ،عن
معاوية بن عمار ،عن عمرو بن عكرمة قال :دخلت على أبي عبد ال عليه
السلم فقلت له :إن لي جارا يؤذيني فقال :ارحمه ،قال قلت :ل رحمه ال،
فصرف وجهه عني ،قال :فكرهت أن أدعه :فقلت جعلت فداك إنه يفعل بي
ويفعل ويؤذيني فقال :أرأيت إن كاشفته انتصفت منه ؟ قال قلت بلى اولى
عليه فقال عليه السلم :إن ذا ممن يحسد ال على ما آتاهم ال من فضله،
فإذا رأى نعمة على أحد وكان له أهل جعل بلءه عليهم ،وإن لم يكن له
أهل جعل بلءه على خادمه ،وإن لم يكن له خادم سهر ليله ،واغتاظ
نهاره ،إن رسول ال صلى ال عليه وآله أتاه رجل من النصار فقال :يا
رسول ال إني اشتريت دارا في بني فلن ،وإن أقرب جيراني مني جوارا
من ل أرجو خيره ،ول آمن شره ،قال :فأمر رسول ال صلى ال عليه وآله
عليا وسلمان وأبا ذر قال :ونسيت واحدا وأظنه المقداد فأمرهم أن ينادوا
في المسجد بأعلى أصواتهم أنه ل إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه فنادوا
ثلثا ثم أمر فنودي إن كل أربعين دارا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه
وعن شماله يكون ساكنها جارا له ) - 13 .(3ين :محمد بن الحسين ،عن
محمد بن الفضيل ،عن إسحاق بن عمار قال :قال أبو عبد ال قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :أعوذ بال من جار سوء في دار إقامة تراك عيناه
ويرعاك
) (1قرب السناد (2) .40 :الختصاص (3) .230 :مخطوط ،ترى مثله في الكافي
ج 2ص 666باب حق الجوار.
][153
قلبه ،إن رآك بخير ساءه وإن رآك بشر سره ) - 14 .(1ين :عبد ال بن محمد ،عن
علي بن إسحاق ،عن إبراهيم بن أبي رجاء قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :حسن الجوار يزيد في الرزق - 15 .دعوات الراوندي :روي أنه
جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله وقال :إن فلنا جاري يؤذيني قال:
اصبر على أذاه كف أذاك عنه فما لبث أن جاء وقال :يا نبي ال إن جاري
قد مات فقال صلى ال عليه وآله :كفى بالدهر واعظا وكفى بالموت مفرقا.
- 16نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته عند وفاته :ال ال
في جيرانكم فانه وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم )
- 17 .(2كنز الكراجكى :بسند مذكور في المناهي عن يونس بن يعقوب،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ملعون ملعون من آذى جاره.
) (1راجع الكافي ج 2ص (2) .669نهج البلغة ج 2ص 78تحت الرقم 47من
الرسائل.
][154
][155
][156
العابدين عليه السلم :ما بالك مغموما ؟ قال :يا ابن رسول ال غموم وهموم تتوالى
علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمي ،والطامعين في ،وممن أرجوه،
وممن أحسنت إليه فيخلف ظني فقال له علي بن الحسين عليه السلم:
احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك .قال الزهري :يا ابن رسول ال إني
احسن إليهم بما يبدر من كلمي ،قال علي بن الحسين عليه السلم :هيهات
هيهات إياك وأن تعجب من نفسك ،وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب
إنكاره ،وإن كان عندك اعتذاره ،فليس كل من تسمعه شرا يمكنك أن
توسعه عذرا .ثم قال :يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه ،كان
هلكه من أيسر ما فيه ثم قال :يا زهري أما عليك أن تجعل المسلمين منك
بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك ،وتجعل صغيرهم منك
بمنزلة ولدك ،وتجعل تربك ) (1بمنزلة أخيك فأي هؤلء تحب أن تظلم ؟
وأي هؤلء تحب أن تدعو عليه ،وأي هؤلء تحب أن تهتك ستره ؟ وإن
عرض لك إبليس لعنه ال أن لك فضل على أحد من أهل القبلة فانظر إن
كان أكبر منك فقل قد سبقني باليمان والعمل الصالح فهو خير مني ،وإن
كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني ،وإن كان
تربك فقل أنا على يقين من ذنبي وفي شك من أمره ،فمالي أدع يقيني
لشكي ،وإن رأيت المسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك ،فقل هذا فضل
أخذوا به ،وإن رأيت منهم جفاء وانقباضا عنك فقل هذا الذنب أحدثته فانك
إذا فعلت ذلك سهل ال عليك عيشك وكثر أصدقاؤك وقل أعداؤك ،وفرحت
بما يكون من برهم ،ولم تأسف على ما يكون من جفائهم .واعلم أن أكرم
الناس على الناس من كان خيره عليهم فائضا ،وكان عنهم مستغنيا
متعففا ،وأكرم الناس بعده عليهم من كان متعففا وإن كان إليهم محتاجا
فانما أهل الدنيا يعتقبون الموال ،فمن لم يزدحمهم فيما يعتقبونه كرم
عليهم ،ومن
][157
لم يزاحمهم فيها ومكنهم من بعضها كان أعز وأكرم ) - 2 .(1لى :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن عبد ال بن الصلت ،عن يونس ،عن ابن حميد ،عن ابن
قيس ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :ذكر علي عليه السلم أنه وجد في
قائمة سيف من سيوف رسول ال صحيفة فيها ثلثة أحرف :صل من
قطعك ،وقل الحق ولو على نفسك ،وأحسن إلى من أساء إليك الخبر ).(2
- 3لى :ابن مسرور ،عن محمد الحميري ،عن أبيه ،عن ابن أبي الخطاب
عن ابن أسباط ،عن عمه عن الصادق عليه السلم قال :قال عيسى بن
مريم لبعض أصحابه :ما ل تحب أن يفعل بك فل تفعله بأحد وإن لطم أحد
خدك اليمن فأعط اليسر ) - 4 .(3ب :هارون ،عن ابن صدقة عن جعفر
عليه السلم ،عن أبيه عليه السلم قال :إن عليا عليه السلم صاحب رجل
ذميا فقال له الذمي :أين تريد يا عبد ال ؟ قال :اريد الكوفة فلما عدل
الطريق بالذمي عدل معه علي عليه السلم فقال له الذمي :أليس زعمت
تريد الكوفة ؟ قال :بلى فقال له الذمي :فقد تركت الطريق ،فقال له قد
علمت فقال له فلم عدلت معي وقد علمت ذلك ؟ فقال له علي :هذا من تمام
حسن الصحبة أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه ،وكذلك أمرنا نبينا،
فقال له :هكذا قال ؟ قال :نعم فقال له الذمي :ل جرم إنما تبعه من تبعة
لفعاله الكريمة وأنا اشهدك أني على دينك فرجع الذمي مع علي فلما عرفه
أسلم ) - 5 .(4ب :ابن طريف ،عن ابن علوان ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :صحبة عشرين سنة قرابة ) - 6 .(5ل :سليمان بن أحمد
اللخمي ،عن عبد الوهاب بن خراجة ،عن أبي -
][158
كريب ،عن علي بن حفص العبسي ،عن الحسن بن الحسين العلوي ،عن أبيه ،عن
الحسين بن زيد ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :رأس العقل بعد اليمان بال عزوجل التحبب إلى
الناس ) - 7 .(1ل :ابن المغيرة ،عن جده الحسن ،عن العباس بن عامر،
عن صالح بن سعيد ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :الناس
رجلن :مؤمن وجاهل ،فل تؤذي المؤمن ول تجهل الجاهل ،فتكون مثله )
- 8 .(2ل :في خبر العمش ،عن الصادق عليه السلم بعد ذكر الئمة:
ودينهم الورع والعفة ،إلى أن قال :وحسن الصحبة وحسن الجوار- 9 .
مع :أبي ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن ابن معبد ،عن أحمد بن عمر عن
يحيى بن عمران ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أمير المؤمنين
عليه السلم يقول :لتجمع في قلبك الفتقار إلى الناس والستغناء عنهم،
يكون افتقارك إليهم في لين كلمك و حسن بشرك ويكون استغناؤك عنهم
في نزاهة عرضك وبقاء عزك ) .(3أقول :قد مضى بأسانيد عن النبي صلى
ال عليه وآله كفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من
نفسه ،ويعير الناس بما ل يستطيع تركه ،ويؤذي جليسه بما ل يعنيه- 10 .
ل :عن الصادق عليه السلم :قال :أحسن مجاورة من جاورت تكن مسلما
) .(4أقول :قد مضى كثير من الخبار في باب جوامع المكارم - 11 .ما:
المفيد ،عن علي بن بلل ،عن علي بن سليمان ،عن جعفر بن محمد بن
مالك ،عن محمد بن المثنى ،عن أبيه ،عن عثمان بن زيد ،عن المفضل قال
دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقال لي :من صحبك ؟ فقلت له :رجل
من إخواني ،قال فما فعل ؟ فقلت منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه ،فقال
لي :أما علمت أن من
صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله ال عنه يوم القيامة ) - 13 .(1لى :أبي ،عن
علي ،عن أبيه ،عن ابن المغيرة ،عن السكوني ،عن الصادق عليه السلم
عن آبائه عليهم السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :اعمل بفرائض
ال تكن أتقى الناس ،وارض بقسم ال تكن أغنى الناس ،وكف عن محارم
ال تكن أورع الناس وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا ،وأحسن
مصاحبة من صاحبك تكن مسلما ) - 13 .(2لى ) (3ن :الدقاق ،عن
الصوفي ،عن الروياني ،عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني،
عن آبائه ،عن أمير المؤمنين صلوات ال عليهم قال :إنكم لن تسعوا الناس
بأموالكم فسعوهم بطلقة الوجه وحسن اللقاء ) - 14 .(4سن :أبي ،عن
ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان قال :سمعت ابا عبد ال عليه السلم
يقول :اوصيكم بتقوى ال ول تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا ،إن ال
تبارك وتعالى يقول في كتابه " وقولوا للناس حسنا " ) (5عودوا
مرضاهم ،واشهدوا جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم ،وصلوا معهم في
مساجدهم ،ثم قال :أي شئ أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم
فيأمرونهم وينهونهم فل يقبلون منهم ،ويذيعون حديثهم عند عدوهم،
فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا :إن قوما يقولون ويروون عنكم كذا وكذا
فنحن نقول :إنا برآء ممن يقول هذا فيقع عليهم البراءة ) - 15 .(6سن:
حماد ،عن حريز ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
][160
من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا ) (1عليه فافعل ) - 16 .(2سن :أبي،
عن محمد بن سنان ،عن عمار بن مروان الكلبي قال :أوصانا أبو عبد ال
عليه السلم فقال :اوصيك بتقوى ال وأداء المانة وصدق الحديث وحسن
الصحابة لمن صحبت ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم )- 17 .(3
مص :قال الصادق عليه السلم :حسن المعاشرة مع خلق ال تعالى في
غير معصية من مزيد فضل ال عزوجل عند عبده ،ومن كان خاضعا في
السر كان حسن المعاشرة في العلنية فعاشر الخلق ل ،ول تعاشرهم
لنصيبك من الدنيا ولطلب الجاه والرياء و السمعة ،ول تستقطن بسببها
عن حدود الشريعة ،من باب المماثلة والشهرة ،فانهم ل يغنون عنك شيئا
وتفوتك الخرة بل فائدة ،واجعل من هو أكبر منك بمنزلة الب والصغر
بمنزلة الولد ،والمثل بمنزلة الخ ،ول تدع ما تعمله يقينا من نفسك بما
تشك فيه من غيرك وكن رفيقا في أمرك بالمعروف ،شفيقا في نهيك عن
المنكر ،ول تدع النصيحة في كل حال ،قال ال عزوجل " وقولوا للناس
حسنا " ) .(4واقطع عمن تنسيك وصلته ذكر ال وتشغلك الفته عن طاعة
ال ،فان ذلك من أولياء الشيطان وأعوانه ،ول يحملنك رؤيتهم إلى
المداهنة على الحق فان ذلك هو الخسران المبين العظيم ،ويفوتك الخرة
بل فائدة ) - 18 .(5شى :عن أبي صالح ،عن ابن عباس في قول ال "
والجار ذي القربى " قال ذو القربى " والجار الجنب " قال الذين ليس
بينك وبينه قرابة " والصاحب بالجنب " قال الصاحب في السفر ).(6
) (1تكون :مؤنث غائب ،ويدك اسمه ،والعليا عليه ،خبره ،والمعنى ان استطعت أن
تكون أنت مفضيا عليهم محسنا منعما لهم فكن (3 - 2) .المحاسن ص
358ومثلهما في الكافي ج 2ص (4) .669البقرة (5) .83 :مصباح
الشريعة ص (6) .30تفسير العياشي ج 1ص ،241والية في النساء:
.36
][161
- 19شى :عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " وقولوا للناس حسنا "
قال :قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان ال يبغض اللعان
السباب الطعان على المؤمنين ،المتفحش السائل الملحف ،ويحب الحيي
الحليم العفيف المتعفف ) - 20 .(1شى :عن عبد ال بن سنان ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال سمعته يقول :اتقوا ال ول تحملوا الناس على
أكتافكم إن ال يقول في كتابه " وقولوا للناس حسنا " قال :وعودوا
مرضاهم ،واشهدوا جنائزهم ،وصلوا معهم في مساجدهم ،حتى ]ينقطع[
النفس وحتى يكون المباينة ) - 21 .(2سر :في جامع البزنطي عن أبى
الربيع الشامي قال :كنا عند أبي عبد ال عليه السلم والبيت غاص بأهله،
فقال إنه ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه،
وممالحة من مالحه ،ومخالقة من خالقه ) - 22 .(3جا :أحمد بن الوليد،
عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن معروف ،عن
) (2 - 1تفسير العياشي ج 1ص 48والية في البقرة (3) .83 :ورواه الكليني في
الكافي ج 2ص 637ولفظه :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن
خالد ،عن اسماعيل بن مهران ،عن محمد بن حفص ،عن أبى الربيع
الشامي .قال :دخلت على أبى عبد ال عليه الصلة والسلم ،والبيت
غاص بأهله ،فيه الخراساني والشامي ومن أهل الفاق ،فلم أجد موضعا
أقعد فيه ،فجلس أبو عبد ال " ع " وكان متكئا ،ثم قال :يا شيعة آل
محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ،ومن لم يحسن
صحبة من صحبه ومخالقة من خالقه ،ومرافقة من رافقه ،ومجاورة من
جاوره ،وممالحة من مالحه ،يا شيعة آل محمد ! اتقوا ال ما استطعتم
ول حول ول قوة ال بال .أقول :المخالقة :المعاشرة بالخلق الحسنة
يقال :خالص المؤمن ،وخالق الفاجر والممالحة :المؤاكلة ،ان كان بمعنى
أكل الملح ،كأنه أكل معه الخبز وفيه الملح ،أو مع الملح ،يقال :هو يحفظ
حرمة الممالحة ،أو هو المكالمة بما فيه ملحة ومطايبة ،من قولهم:
أملح ،جاء بكلم مليح.
][162
ابن مهزيار ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن سنان ،عن الحسين بن مصعب ،عن
ابن طريف ،عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال :صانع المنافق بلسانك،
واخلص ودك للمؤمن وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته ) .(1ين:
محمد بن سنان ،عن الحسن بن مصعب مثله - 23 .جا :بهذا السناد ،عن
ابن مهزيار ،عن فضالة ،عن أبان ،عن ابن سيابة ،عن النعمان ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :من تفقد تفقد ،ومن ل يعد الصبر لفواجع الدهر
يعجز ،وإن قرضت الناس قرضوك ،وإن تركتهم لم يتركوك قال :فكيف
أصنع ؟ قال أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك وفقرك ) - 24 ،(2جا :بهذا
السناد ،عن ابن مهزيار ،عن علي بن حديد ،عن مرازم قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :عليكم بالصلة في المسجد ،وحسن الجوار للناس ،و
إقامة الشهادة ،وحضور الجنائز ،إنه لبد لكم من الناس إن أحدا ل يستغني
عن الناس حياته فأما نحن نأتي جنائزهم ،وإنما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل
ما يصنع من تأتمون به ،والناس لبد لبعضهم من بعض ما داموا على هذه
الحال ،حتى يكون ذلك ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم ،ثم قال :عليكم
بحسن الصلة واعملوا لخرتكم واختاروا لنفسكم ،فان الرجل قد يكون
كيسا في أمر الدنيا فيقال :ما أكيس فلنا وإنما الكيس كيس الخرة ).(3
- 25كتاب صفات الشيعة للصدوق ره :باسناده عن عبد ال بن زياد قال:
سلمنا على أبي عبد ال عليه السلم بمنى ثم قلت :يا ابن رسول ال إنا
قوم مجتازون ،لسنا نطيق هذا المجلس منك كلما أردناه فأوصنا ،قال:
عليكم بتقوى ال ،وصدق الحديث ،وأداء المانة ،وحسن الصحابة لمن
صحبكم ،وإفشاء السلم ،وإطعام الطعام .صلوا في مساجدهم ،وعودوا
مرضاهم ،واتبعوا جنائزهم ،فان أبي حدثني أن شيعتنا أهل البيت كانوا
خيار من كانوا منهم إن كان فقيه كان منهم ،وإن كان
) (1مجالس المفيد ص 2) .117و (3مجالس المفيد ص .118
][163
مؤذن كان منهم ،وإن كان إمام كان منهم ،وإن كان صاحب أمانة كان منهم ،وإن
كان صاحب وديعة كان منهم ،وكذلك كونوا حببونا إلى الناس ول تبغضونا
إليهم ) - 26 .(1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن جعفر بن محمد
الموسوي ،عن عبيد ال ابن أحمد بن نهيك ،عن عبد ال بن جبلة ،عن
حميد بن شعيب الهمداني ،عن جابر ابن يزيد ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلم جمع بنيه حسنا وحسينا وابن
الحنفية والصاغر من ولده ،فوصاهم وكان في آخر وصيته :يا بني
عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم ،وإن فقدتم بكوا عليكم ،يا بني
إن القلوب جنود مجندة تتلحظ بالمودة ،وتتناجى بها ،وكذلك هي في
البغض ،فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه ،وإذا
أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه ) - 27 .(2ما:
جماعة ،عن أبي المفضل ،عن علي بن إسماعيل الموصلي ،عن علي بن
الحسن العبدي ،عن الحسن بن بشر ،عن قيس بن الربيع ،عن العمش
عن شقيق ،عن أبي عبد ال قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
أجيبوا الداعي ،وعودوا المريض واقبلوا الهدية ول تظلموا المسلمين ).(3
- 28نهج :قال عليه السلم :ل يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في
ثلث :في نكبته ،وغيبته ،ووفاته ) .(4وقال عليه السلم :من قضى حق
من ل يقضي حقه فقد عبده ) .(5وقال عليه السلم :في تقلب الحوال علم
جواهر الرجال .وقال عليه السلم :حسد الصديق
][164
من سقم المودة .وقال عليه السلم :ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن ).(1
وقال عليه السلم :من أطاع الواشي ضيع الصديق ) .(2وقال عليه
السلم :أصدقاؤك ثلثة وأعداؤك ثلثة فأصدقاؤك :صديقك ،وصديق
صديقك ،وعدو عدوك ،وأعداؤك :عدوك ،وعدو صديقك ،وصديق عدوك )
.(3وقال عليه السلم :القرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة )
.(4وقال عليه السلم :الستغناء عن العذر أعز من الصدق به ) .(5وقال
عليه السلم :اخبر تقله ،ومن الناس من روى هذا لرسول ال ومما يقوي
أنه من كلم أمير المؤمنين عليه السلم ما حكاه تغلب عن ابن العرابي
قال :قال المأمون لول أن عليا عليه السلم قال " :اخبر تقله " لقلت أنا:
اقله تخبر ) .(6وقال عليه السلم :أولى الناس بالكرم من عرقت فيه الكرام
) .(7وقال عليه السلم .زهدك في راغب فيك نقصان عقل ،ورغبتك في
زاهد فيك ذل نفس ).(8
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) .193المصدر ج 2ص (3) .197المصدر ج 2
ص (4) .217المصدر ج 2ص (5) .218المصدر ج 2ص .223وقال
ابن أبى الحديد :والمعنى ل تفعل شيئا تعتذر عنه وان كنت صادقا فأن ل
تفعل خير لك وأعز لك من أن تفعل ثم تعتذر وان كنت صادقا(6) .
المصدر ج 2ص .247وقوله " اخبر تقله " اخبر بضم الباء امر من
خبرته من باب قتل أي علمته ،و " تقله " مضارع مجزوم بعد المر،
وهاؤه للوقف من قله يقليه كرماه يرميه بمعنى ابغضه ،أي :إذا اعجبك
ظاهر الشخص فاختبره فربما وجدت فيه ما ل يسرك فتبغضه ،ووجه ما
اختاره المأمون ان المحبة ستر للعيوب فإذا ابغضت شخصا امكنك ان
تعلم حاله كما هو ،قاله عبده (7) .ل يوجد في ط مصر ،ويوجد في نهج
الحديدي ج 4ص (8) .475نهج البلغة ج ،250 :2وفى بعض
النسخ " :نقصان حظ ".
][165
وقال عليه السلم :شر الخوان من تكلف له .وقال عليه السلم :إذا احتشم الرجل
أخاه فقد فارقه ) .(1وقال عليه السلم :الصاحب مناسب والصديق من
صدق غيبه ،رب بعيد أقرب من قريب وقريب أبعد من بعيد ،والغريب من
لم يكن له حبيب وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ،ومن لم يبالك فهو
عدوك ،ل خير في معين مهين ،ول في صديق ظنين ) - 29 .(2كنز
الكراجكى :قال أمير المؤمنين عليه السلم :الناس إخوان فمن كانت اخوته
في غير ذات ال ،فهي عداوة ،وذلك قوله عزوجل " الخلء يومئذ بعضهم
لبعض عدو إل المتقين " ) .(3وقال عليه السلم :امحض أخاك النصيحة،
حسنة كانت أم قبيحة ،وزل معه حيث ما زال ،ول تطلبن منه المجازاة
فانها من شيم الدناة ) .(4وقال عليه السلم :ابذل لصديقك كل المودة ،ول
تبذل له كل الطمأنينة ،وأعطه كل المواساة ،ول تفض إليه بكل السرار
توفي الحكمة حقها ،والصديق واجبه .وقال عليه السلم :ل يكون أخوك
أقوى منك على مودته ،وقال عليه السلم :البشاشة مخ المودة ،وقال عليه
السلم :المودة قرابة مستفادة ،وقال عليه السلم :ل يفسدك الظن على
صديق أصلحه لك اليقين ،وقال عليه السلم :كفى بك أدبا لنفسك ما كرهته
لغيرك وقال عليه السلم :لخيك عليك مثل الذي لك عليه .وقال عليه
السلم :ل تضيعن حق أخيك اتكال على ما بينك وبينه فانه ليس لك بأخ من
ضيعت حقه ،ول يكن أهلك أشقى الناس بك ،اقبل عذر أخيك ،وإن لم
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) .256نهج البلغة ج 2ص 56قسم الرسائل
والكتب (3) .الزخرف (4) .67 :الدناة -جمع الدانى ،كرماة ورامي،
ولكن الدانى بمعنى القريب ،ولعله تصحيف الدناء -كفضلء جمع الدنئ
بمعنى الخسيس الدون الذى ل خير فيه.
][166
يكن له عذر فالتمس له عذرا ،ل يكلف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته ،ل
ترغبن فيمن زهد فيك ،ول تزهدن فيمن رغب فيك ،إذا كان للمحافظة
موضعا ،ل تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة ،ويجر إلى البغضة ،وكثرته
من سوء الدب .وقال عليه السلم :ارحم أخاك وإن عصاك ،وصله وإن
جفاك ،وقال عليه السلم :احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك ،وقال :من
وعظ أخاه سرا فقد زانه ،ومن وعظه علنية فقد شانه - 30 .ومنه :روي
أن الصادق عليه السلم كان يتمثل كثيرا بهذين البيتين :أخوك الذي لو
جئت بالسيف عامدا * لتضربه لم يستغشك في الود ولو جئته تدعوه
للموت لم يكن * يردك إبقاء عليك من الرد وقال رسول ال صلى ال عليه
وآله :إذا آخا أحدكم رجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه و قبيلته ومنزله،
فانه من واجب الحق وصافي الخاء ،وإل فهي مودة حمقاء .وعن أمير
المؤمنين عليه السلم :احذر العاقل إذا أغضبته ،والكريم إذا أهنته ،والنذل
) (1إذا أكرمته ،والجاهل إذا صاحبته ،ومن كف عنك شره فاصنع ما سره،
ومن أمنت من أذيته فارغب في اخوته - 31 .اعلم الدين :روت ام هانئ
بنت أبي طالب عليه السلم ،عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :يأتي
على الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه ،فإذا لقيته خير
من أن تجربه ،ولو جربته أظهر لك أحوال ،دينهم دراهمهم ،وهمتهم
بطونهم ،و قبلتهم نساؤهم ،يركعون للرغيف ،ويسجدون للدرهم ،حيارى
سكارى ل مسلمين ول نصارى .وقال الصادق عليه السلم :ل تتبع أخاك
بعد القطيعة وقيعة فيه ،فيسد عليه طريق الرجوع إليك ،فلعل التجارب
ترده عليك - 32 .كتاب المامة والتبصرة :عن سهل بن أحمد ،عن محمد
بن محمد بن
) (1النذل :الخسيس من الناس ،والساقط في دين أو حسب ،والمحتقر في جميع
أحواله.
][167
الشعث ،عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :راحة النفس ترك ما ل
يعنيها ،وأوحش الوحشة قرين السوء - 33 .ما :الحسين بن إبراهيم ،عن
محمد بن وهبان ،عن علي بن حبشي ،عن العباس بن محمد بن الحسين،
عن أبيه ،عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى ،عن الحسين بن أبي
غندر ،عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :اتقوا ال
وعليكم بالطاعة لئمتكم قولوا ما يقولون واصمتوا عما صمتوا ،فانكم في
سلطان من قال ال تعالى " :وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " )(1
يعني بذلك ولد العباس فاتقوا ال فانكم في هدنة ،صلوا في عشائرهم،
واشهدوا جنائزهم ،وأدوا المانة إليهم ،وعليكم بحج هذا البيت ،فأدمنوه،
فان في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم ،وأهوال يوم القيامة )34 .(2
-الدرة الباهرة :قال الباقر عليه السلم :صلح شأن الناس التعايش
والتعاشر ملء مكيال :ثلثاه فطن ،وثلث تغافل .وقال الصادق عليه السلم:
من أكرمك فأكرمه ،ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه .وقال الرضا عليه
السلم :اصحب السلطان بالحذر ،والصديق بالتواضع ،والعدو بالتحرز،
والعامة بالبشر - 35 .نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم :البشاشة
حبالة المودة ،والحتمال قبر العيوب ،وفي رواية اخرى والمسالمة خبء
العيوب ) .(3وقال عليه السلم :خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا
عليكم ،وإن عشتم حنوا إليكم ).(4
) (1ابراهيم (2) .46 :أمالى الطوسى ج 2ص (3) .280نهج البلغة ج 2ص
(4) .144المصدر ج 2ص .145
][168
وقال عليه السلم .التودد نصف العقل ) .(1وقال عليه السلم :من لن عوده كثف
أغصانه ) .(2وقال عليه السلم :مقاربة الناس في أخلقهم أمن من
غوائلهم ) .(3وقال عليه السلم :ليتأس صغيركم بكبيركم ،وليرؤف كبيركم
بصغيركم ،ول تكونوا كجفاة الجاهلية ل في الدين تفقهون ول عن ال
تعقلون ) .(4وقال عليه السلم في وصيته لبنه الحسن عليه السلم :احمل
نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة ،وعن صدوده على اللطف
والمقاربة ،وعند جموده على البذل ; وعند تباعده على الدنو ،وعن شدته
على اللين ،وعند جرمه على العذر حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك،
وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه ،أو أن تفعله بغير أهله .ل تتخذن عدو
صديقك صديقا فتعادي صديقك ،وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أم
قبيحة ،وتجرع الغيظ فاني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ول ألذ مغبة ).(5
ولن لمن غالظك ،فانه يوشك أن يلين لك ،وخذ على عدوك بالفضل فانه
أحلى الظفرين ) ،(6وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية
يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما ،ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه ،ول
تضيعن حق أخيك اتكال على ما بينك وبينه ،فانه ليس لك بأخ من أضعت
حقه .ول يكن أهلك أشقى الخلق بك ،ول ترغبن فيمن زهد فيك ،ول يكونن
أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ،ول يكونن على الساءة أقوى
منك على
) (1ل يوجد في ط مصر وفى ط بيروت (2) .93 :المصدر ج 2ص (3) .193
المصدر ج 2ص (4) .240المصدر ج 2ص (5) .332المغبة -بالفتح
-عاقبة الشئ ،يقال للمر غب ومغبة :أي عاقبة (6) .أحد الظفرين ،خ
ل.
][169
الحسان ; ول يكبرن عليك ظلم من ظلمك ،فانه يسعى في مضرته ويغفل وليس
جزاء من سرك أن تسوءه .إلى قوله عليه السلم :ما أقبح الخضوع عند
الحاجة ،والجفاء عند الغناء ) - 36 (1كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد،
عن علي بن الحكم ،عن الحسن ابن الحسين قال :سمعت أبا عبد ال عليه
السلم يقول :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا بني عبد المطلب إنكم
لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلقة الوجه وحسن البشر ،ورواه عن
القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن بن راشد ،عن أبي عبد ال عليه السلم
إل أنه قال :يا بني هاشم ) .(2بيان :في النهاية يقال :وسعه الشئ يسعه
سعة فهو واسع ،ووسع بالضم وساعة فهو وسيع ،والوسع والسعة الجدة
والطاقة ،ومنه الحديث :إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلقكم
أي ل تتسع أموالكم لعطائهم ،فوسعوا أخلقكم لصحبتهم وقال :فيه :أن
تلقاه بوجه طلق ،يقال :طلق الرجل بالضم يلطق طلقه فهو طلق وطليق
أي منبسط الوجه ،متهلله ،وفي القاموس هو طلق الوجه مثلثة وككتف
وأمير ضاحكة مشرقة ،والبشر بالكسر طلقة الوجه وبشاشته ،وقيل حسن
البشر تنبيه على أن زيادة البشر وكثرة الضحك مذمومة ،بل الممدوح
الوسط من ذلك .وأقول :يحتمل أن يكون للمبالغة في ذلك أو يكون إشارة
إلى أن البشر إنما يكون حسنا إذا كان عن صفاء الطوية والمحبة القلبية،
ل ما يكون على وجه الخداع والحيلة ،وبنو هاشم وبنو عبد المطلب
مصداقهما واحد لنه لم يبق لهاشم ولد إل من عبد المطلب - 37 .كا :عن
العدة ،عن أحمد ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة بن مهران عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :ثلث من أتى ال بواحدة منهن أوجب ال له
الجنة :النفاق
][170
من إقتار ،والبشر بجميع العالم ،والنصاف من نفسه ) .(1بيان :القتار التضييق
على النسان في الرزق ،يقال :أقتر ال رزقه :أي ضيقه وقلله ،والنفاق
أعم من الواجب والمستحب وكأن المراد بالقتار عدم الغنى والتوسعة في
الرزق ،وإن كان له -زائدا على رزقه ورزق عياله -ما ينفقه ،ويحتمل
شموله لليثار أيضا بناء على كونه حسنا مطلقا أو لبعض الناس ،فان
الخبار في ذلك مختلفة ظاهرا فبعضها يدل على حسنه ،وبعضها يدل على
ذمه وأنه كان ممدوحا في صدر السلم ،فنسخ .وربما يجمع بينهما
باختلف ذلك بحسب الشخاص ،فيكون حسنا لمن يمكنه تحمل المشقة في
ذلك ويكمل توكله ،ول يضطرب عند شدة الفاقة ،ومذموما لمن لم يكن
كذلك ،وعسى أن نفصل ذلك في موضع آخر إنشاء ال ) (2وربما يحمل
ذلك على من ينقص من كفافه شيئا ويعطيه من هو أحوج منه ،أو من ل
شئ له " .والبشر بجميع العالم " هذا إما على عمومه ،بأن يكون البشر
للمؤمنين ليمانهم وحبه لهم ،وللمنافقين والفساق تقية منهم ومداراة لهم
كما قيل :دارهم ما دمت في دارهم ،وارضهم ما كنت في أرضهم ،أو
مخصوص بالمؤمنين كما يشعر به الخبر التي وعلى التقدير لبد من
تخصيصه بغير الفساق الذين يعلم من حالهم أنهم يتركون المعصية إذا
لقيتهم بوجه مكفهر ،ول يتركونها بغير ذلك ،ول يتضرر منهم في ذلك فان
ذلك أحد مراتب النهي عن المنكر الواجب على المؤمنين .والنصاف من
نفسه :هو أن يرجع إلى نفسه ،ويحكم لهم عليها فيما ينبغي أن يأتي به
إليهم من غير أن يحكم عليه حاكم ،وسيأتي في باب النصاف " هو أن
يرضى لهم ما يرضى لنفسه ،ويكره لهم ما يكره لنفسه " قال الراغب:
النصاف في المعاملة العدالة وهو أن ل يأخذ من صاحبه من المنافع إل
مثل ما يعطيه ،ول ينيله من المضار إل مثل ما يناله منه ،وقال الجوهري:
أنصف أي عدل ،يقال :أنصفه من نفسه ،وانتصفت
) (1الكافي ج 2ص (2) .103سيجئ تفصيل ذلك تحت الرقم 46من الباب .15
][171
أنا منه ،وتناصفوا :أي أنصف بعضهم بعضا من نفسه - 38 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن محبوب ،عن هشام بن سالم ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :أتى رسول ال صلى ال عليه وآله رجل فقال :يا رسول
ال أوصني فكان فيما أوصاه أن قال :الق أخاك بوجه منبسط ) .(1بيان:
التخصيص بالخ لشدة الهتمام ،أو المراد به انبساط الوجه ،مع حب
القلب - 39 .كا :بالسناد عن ابن محبوب ،عن بعض أصحابه ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قلت :ما حد حسن الخلق ؟ قال :تلين جناحك،
وتطيب كلمك ،وتلقى أخاك ببشر حسن ) .(2بيان :تليين الجناح كناية عن
عدم تأذي من يجاوره ويجالسه ويحاوره من خشونته ،بأن يكون سلس
النقياد لهم ،ويكف أذاه عنهم ،أو كناية عن شفقته عليهم كما أن الطائر
يبسط جناحه عل أولده ليحفظهم ويكنفهم كقوله تعالى " :واخفض لهما
جناح الذل من الرحمة " قال الراغب :الجناح جناح الطائر ،وسمي جانبا
الشئ جناحاه ،فقيل جناحا السفينة ،وجناحا العسكر ،وجناحا النسان
لجانبيه وقوله تعالى " واخفض لهما جناح الذل " ) (3فاستعارة ،وذلك
أنه لما كان الذل ضربين :ضرب يضع النسان ،وضرب يرفعه ،وقصد في
هذا المكان إلى ما يرفع النسان ل إلى ما يضعه ،استعار لفظ الجناح فكأنه
قيل :استعمل الذل الذي يرفعك عند ال من أجل اكتسابك الرحمة ،أو من
أجل رحمتك لهم ،وقال :الخفض ضد الرفع والخفض الدعة والسير اللين،
فهو حث على تليين الجانب والنقياد ،فكأنه ضد قوله " :أن ل تعلوا علي
" ) .(4وقال البيضاوي في قوله تعالى " واخفض لهما جناح الذل " تذلل
لهما وتواضع
) 1و (2الكافي ج 2ص (3) .103أسرى (4) .24 :النمل.31 :
][172
فيهما ،جعل للذل جناحا وأمره بخفضهما للمبالغة ،وأراد جناحه كقوله " واخفض
جناحك للمؤمنين " ) (1وإضافته إلى الذل للبيان والمبالغة كما اضيف
حاتم إلى الجود والمعنى واخفض لهما جناحك الذليل - 40 .كا :عن علي،
عن أبيه ،عن حماد ،عن ربعي ،عن الفضيل قال :صنايع المعروف،
وحسن البشر يكسبان المحبة ،ويدخلن الجنة ،والبخل وعبوس الوجه
يبعدان من ال ،ويدخلن النار ) .(2ايضاح " :صنايع المعروف "
الحسان إلى الغير بما يعرف حسنه شرعا وعقل وكأن الضافة للبيان ،قال
في النهاية :الصطناع افتعال من الصنيعة ،وهي العطية والكرامة
والحسان وقال :المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة ال تعالى
والتقرب إليه والحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من
المحسنات والمقبحات ،وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين
الناس إذا رأوه ل ينكرونه والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الهل
وغيرهم من الناس ،والمنكر ضد ذلك جميعه " يكسبان المحبة " أي
محبته تعالى بمعنى إفاضة الرحمات والهدايات أو محبة الخلق ،ويؤيد
الول قوله " ويبعدان من ال " لن الظاهر أن يترتب على أحد الضدين
نقيض ما يترتب على الضد الخر - 41 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن
محمد ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن أبي الحسن موسى عليه
السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله :حسن البشر يذهب
بالسخيمة ) .(3بيان :السخيمة الحقد في النفس.
) (1الحجر (2) .88 :الكافي ج 2ص (3) .103الكافي ج 2ص 103و .104
][173
) * (11باب * * " )فضل الصديق ،وحد الصداقة ،وآدابها ،وحقوقها( * " * "
)وأنواع الصدقاء والنهى عن زيادة السترسال( " * * " )والستيناس
بهم( " * أقول :سنورد بعض الخبار في باب من ينبغي مصادقته )1 .(1
-لى :أبي ،عن سعد ،عن النهدي ،عن أبيه ،عن يزيد بن مخلد ،عمن سمع
الصادق عليه السلم يقول :الصداقة محدودة ،ومن لم تكن فيه تلك الحدود
فل تنسبه إلى كمال الصداقة ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود ،فل
تنسبه إلى شئ من الصداقة أولها أن تكون سريرته وعلنيته لك واحدة،
والثانية أن يرى زينك زينه ،وشينك شينه ،والثالثة ل يغيره عليك مال ول
ولية ،والرابعة أن ل يمنعك شيئا مما تصل إليه مقدرته ،والخامسة أن ل
يسلمك عند النكبات ) .(2ل :أبي ،عن سعد ،عن النهدي ،عن عبد العزيز
بن عمر ،عن أبي خالد السجستاني عن يزيد بن مجالد ،عن أبي عبد ال
عليه السلم مثله ) - 2 .(3لى :قال الصادق عليه السلم لبعض أصحابه:
من غضب عليك من إخوانك ثلث مرات فلم يقل فيك شرا ،فاتخذه لنفسك
صديقا ) - 3 .(4لى ) :(5قال الصادق عليه السلم :ل تثقن بأخيك كل
الثقه ،فان
) (1يعنى الباب الثالث عشر (2) .أمالى الصدوق ص (3) .397الخصال ج 1ص
4) .133و (5أمالى الصدوق ص .397
][174
صرعة السترسال ) (1ل يستقال - 4 .لى :قال الصادق عليه السلم :حدثني أبي
عن جدي أن أمير المؤمنين عليهم السلم قال :من لك يوما بأخيك كله )(2
وأي الرجال المهذب ) - 5 .(3ب :أبوالبختري ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه
عليهما السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله ثلثة من الجفاء :أن
يصحب الرجل الرجل فل يسأله عن اسمه وكنيته ،وأن يدعى الرجل إلى
طعام فل يجيب أو يجيب فل يأكل ،ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة ).(4
- 6ل :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عمن ذكره عن أبي عبد ال
عليه السلم
) (1سرعة السترسال خ ،والصرعة :اسم من صرعه :إذا طرحه على الرض
والسترسال :الستيناس والطمانينة والنبساط من قولهم استرسل إليه:
استأنس به وانبسط والمراد كثرة النقياد والثقة بالخر .فإذا وثق الرجل
بأخيه كل الثقة ،وأرخى إليه زمام أمره ،وأفشى إليه بأسراره وانقلب
الرجل يوما منافقا وعدوا غشوما ،صرعه صرعة مهلكة ل يرجى فيها
القالة ول يقدر حينئذ أن يدفع عن نفسه ،وقد نبذ السلح الى عدوه،
ومن هذا قوله عليه السلم :احبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك
يوماما .وأما على النسخة الخر " سرعة السترسال " فالسترسال:
طلب الرسل ،وهو انطلق الخيل في الغارة أو ميدان السباق ،فإذا أطلق
الفارس عنان خيله حتى أسرع وأسرع ،ل يتمكن أن يستقيله من
سرعته ،ال بالكبوة والهلك والمراد واحد (2) .وفى نسخة الكافي ج 2
ص " 651وأنى لك بأخيك كله " ) (3أمالى الصدوق ص ،397وقوله
" أي الرجال المهذب " عجز بيت وأوله :ولست بمستبق أخا ل تلمه *
على شعث ،أي الرجال المهذب والمعنى أن الخ الصادق الخاء تام
الوفاء ل يحصل ال نادرا وأنى لك بالنادر الفريد فارض عن الناس
بالقليل ،وراعهم في معاشرتك (4) .قرب السناد ص .74
][175
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته لبنه محمد بن الحنفية :إياك
والعجب وسوء الخلق ،وقلة الصبر ،فانه ل تستقيم لك على هذه الخصال
الثلث صاحب ،ول يزال لك عليها من الناس مجانب ،والزم نفسك التودد،
وصبر على مؤنات الناس نفسك وابذل لصديقك نفسك ومالك ،ولمعرفتك
رفدك ومحضرك ،وللعامة بشرك ومحبتك ولعدوك عدلك وإنصافك ،وافتتن
بدينك وعرضك عن كل أحد ،فانه أسلم لدينك ودنياك ) - 7 .(1ل ،أبي ،عن
محمد العطار ،عن الشعري ،عن أبي عبد ال الرازي ،عن سجادة )،(2
عن درست ،عن أبي خالد السجستاني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع أولها
الوفاء ،والثانية التدبير والثالثة الحياء ،والرابعة حسن الخلق ،والخامسة
وهي تجمع هذه الخصال :الحرية ) - 8 .(3ن :البيهقي ،عن الصولي ،عن
أبي ذكوان ،عن إبراهيم بن العباس قال :سمعت الرضا عليه السلم يقول:
مودة عشرين سنة قرابة ،والعلم أجمع لهله من الباء ) - 9 .(4ل :أبي،
عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن أبي عبد ال الرازي ،عن ابن أبي
عثمان ،عن أحمد بن نوح ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال
قال الحارث العور لمير المؤمنين عليه السلم :يا أمير المؤمنين أنا وال
احبك فقال له يا حارث أما إذا أحببتني
) (1الخصال ج 1ص (2) .72هو أبو محمد الحسن بن على بن أبى عثمان الملقب
بسجادة عنونه النجاشي ص 48وقال :له كتاب نوادر أخبرناه اجازة
الحسين بن عبيدال ،عن أحمد بن جعفر بن سفيان ،عن أحمد بن ادريس
قال :حدثنا الحسين بن عبيد ال بن سهل في حال استقامته عنه .أقول:
الحسين بن عبيد ال هو أبو عبد ال الرازي في هذا الحديث(3) .
الخصال ج 2ص (4) .136عيون الخبار ج 2ص .131
][176
) (1الخصال ج 2ص (2) .162أمالى الطوسى ج 1ص (3) .285أمالى الطوسى
ج 2ص (4) .131معاني الخبار ص (*) .253
][177
أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا فقال له المأمون :ما
أحسن هذا ،هذا من قاله ؟ فقال عليه السلم :بعض فتياننا ،قال :فأنشدني
أحسن ما رويته في استجلب العدو حتى يكون صديقا فقال عليه السلم:
وذي غلة سالمته فقهرته * فأوقرته مني لعفو التجمل ومن ل يدافع سيئات
عدوه * باحسانه لم يأخذ الطول من عل ولم أر في الشياء أسرع مهلكا *
لغمر قديم من وداد معجل فقال المأمون :ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟
فقال :بعض فتياننا ) - 14 .(1ما :باسناد أخي دعبل ،عن الرضا عن آبائه
عليه السلم قال قال أمير المؤمنين احبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون
بغيضك يوما ما ،وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما )
.(2نهج :عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله ) .(3ما :عن المفيد ،عن
إبراهيم بن الحسن بن جمهور ،عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن المعمر
أبي الدنيا ،عن أمير المؤمنين عليه السلم ،عن النبي صلى ال عليه وآله
مثله ) - 15 .(4لى :قال الصادق عليه السلم لبعض أصحابه :ل تطلع
صديقك من سرك إل على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك ،فان الصديق
قد يكون عدوك يوما ما ) - 16 .(5ين :سعد بن جناح ،عن غير واحد أن
أبا الحسن عليه السلم سئل عن أفضل عيش الدنيا فقال :سعة المنزل
وكثرة المحبين ).(6
) (1عيون أخبار الرضا ج 2ص 174قوله الغل بالكسر :الحقد والضعن ،ويقال:
أتيته من عل :أي من موضع عال ،والغمر بالكسر :الحقد والغل(2) .
أمالى الطوسى ج 1ص (3) .374نهج البلغة ج 2ص (4) .209
أمالى الطوسى ج 2ص 235راجعه (5) .أمالى الصدوق ص (6) .397
مخطوط.
][178
- 17ختص :قال أمير المؤمنين عليه السلم :جمع خير الدنيا والخرة في كتمان
السر ومصادقة الخيار ،وجمع الشر في الداعة ومواخاة الشرار- 18 .
ما :ابن الصلت ،عن ابن عقدة ،عن محمد بن عيسى الضرير ،عن محمد
بن زكريا المكي ،عن كثير بن طارق ،عن زيد ،عن أبيه علي بن الحسن
عليه السلم قال :قال علي عليه السلم :ل يكن حبك كلفا ،ول بغضك تلفا،
احبب حبيبك هونا ما ،وابغض بغيضك هونا ما ) - 19 .(1نهج :قال عليه
السلم :احذروا صولة الكريم إذا جاع ،واللئيم إذا شبع .وقال عليه السلم:
قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت إليه ) .(2وقال عليه السلم :من
حذرك كمن بشرك ،وقال عليه السلم :فقد الحبة غربة ) .(3وقال عليه
السلم :رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلم ،وقد روي من مشهد الغلم )
(4وقال عليه السلم المودة قرابة مستفادة ) - 20 .(5ختص :قال الصادق
عليه السلم :من قضى حق من ل يقضي حقه فكأنما عبده من دون ال،
وقال :اخدم أخاك فان استخدمك فل ول كرامة ،قال وقيل :أعرف لمن ل
يعرف لي ؟ فقال :ول كرامة قال :ول كرامتين ) - 21 .(6ختص :قال
لقمان :ثلثة ل يعرفون إل في ثلثة مواضع :ل يعرف الحليم إل عند
الغضب ،ول يعرف الشجاع إل في الحرب ،ول تعرف أخاك إل عند حاجتك
إليه ).(7
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .314نهج البلغة ج 2ص (3) .155المصدر
ج 2ص (4) .156المصدر ج 2ص (5) .160المصدر ج 2ص .191
) (6الختصاص ص (7) .243الختصاص ص .246
][179
- 22ختص :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن الذين تراهم لك أصدقاء ،إذا بلوتهم
وجدتهم على طبقات شتى :فمنهم كالسد في عظم الكل وشدة الصولة،
ومنهم كالذئب في المضرة ،ومنهم كالكلب في البصبصة ،ومنهم كالثعلب
في الروغان والسرقة ،صورهم مختلفة ،والحرفة واحدة ما تصنع غدا إذا
تركت فردا وحيدا ل أهل لك ول ولد إل ال رب العالمين ) - 23 .(1نوادر
الراوندي :باسناده عن موسى بن جعفر ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا أحب أحدكم أخاه فليسأله عن اسم أبيه
وعن قبيلته وعشيرته فانه من الحق الواجب ،وصدق الخاء أن يسأله عن
ذلك ،وإل فإنها معرفة حمقاء ) - 24 .(2نقل من خط الشهيد :عن الصادق
عليه السلم أنه قال للمفضل :من صحبك ؟ قال :رجل من إخواني ،قال:
فما فعل ؟ قال :منذ دخلت المدينة لم أعرف مكانه ،فقال لي :أما علمت أن
من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله ال عنه يوم القيامة - 25 .ما:
جماعة ،عن أبي المفضل ،عن هاشم بن مالك الخزاعي ،عن العباس بن
الفرج ،عن سعيد بن أوس قال :سمعت أبا عمرو بن العل يقول :الصديق
إنسان هو أنت فانظر صديقا يكون منك كنفسك ،قال :أنشدنا أبو عمرو بن
العل :لكل امرئ شكل من الناس مثله * فأكثرهم شكل أقلهم عقل لن
الصحيح العقل لست بواجد * له في طريق حين يفقده شكل ) - 26 (3ما:
جماعة عن أبي المفضل ،عن الحسن بن علي بن زكريا ،عن سليمان بن
داود عن سفيان بن عيينة قال :سمعت جعفر بن محمد عليهما السلم يقول
في مسجد الخيف :إنما سموا إخوانا لنزاهتهم عن الخيانة ،وسموا أصدقاء
لنهم تصادقوا حقوق
][180
المودة ) - 27 .(1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن إسحاق بن محمد بن مروان،
عن أبيه عن أبي حفص العشى قال :سمعت الحسن بن صالح بن حي
قال :سمعت جعفر بن محمد عليه السلم يقول :لقد عظمت منزلة الصديق
حتى أن أهل النار يستغيثون به ،و يدعونه قبل القريب الحميم ،قال ال
سبحانه مخبرا عنهم " فما لنا من شافعين ول صديق حميم " )- 28 .(2
ما :الحسين بن عبيد ال ،عن التلعكبري ،عن ابن معمر ،عن محمد بن
الحسن بن الحسين الزيات ،عن الحسن بن علي بن فضال ،عن علي بن
عقبة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل تسم الرجل صديقا سمة
معروفة حتى تختبره بثلث :تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى
الباطل ؟ وعند الدينار والدرهم ،وحتى تسافر معه ) .(3الدرة الباهرة :قال
علي بن الحسين عليه السلم ل تعادين أحدا وإن ظننت أنه ل يضرك )(4
ول تزهدن في صداقة أحد وإن ظننت أنه ل ينفعك فانك ل تدري متى ترجو
صديقك ،ول تدري متى تخاف عدوك ،ول يعتذر إليك أحد إل قبلت عذره
وإن علمت أنه كاذب .وقال الصادق عليه السلم :حشمة النقباض أبقى
للعز من انس التلقي وقال عليه السلم :من لم يرض من صديقه إل
باليثار على نفسه دام سخطه ،ومن عاتب على ذنب كثر معتبته ).(5
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .222أمالى الطوسى ج 2ص ،131والية في
الشعراء (3) .101 :أمالى الطوسى ج 2ص (4) .260أي ل يضرك
حين عاديته (5) .المعتبة :الموجدة والغضب يعنى من عاتب ولم أخاه
على ذنبه كثر غضبه وموجدته على أخيه ،فانه يرى كل يوم أو كل حين
ذنبا ،فاللزم له أن يغفر زلة أخيه ويغمض عن ذنوبه ،حتى ل يحتاج الى
العتاب والملمة.
][181
وقال الرضا عليه السلم النس يذهب المهابة ،وقال الجواد عليه السلم من عتب
من غير ارتياب أعتب من غير استعتاب ) (1وقال عليه السلم :من لم
يرض من أخيه بحسن النية لم يرض بالعطية .وقال أبو الحسن الثالث عليه
السلم للمتوكل :ل تطلب الصفا ممن كدرت عليه ول النصح ممن صرفت
سوء ظنك إليه ،فإنما قلب غيرك لك كقلبك له)) * 12 .باب(( * * "
)استحباب اخبار الخ في ال بحبه له( " * * " )وأن القلب يهدى الى
القلب( " * - 1سن :يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه ،عن جده،
قال :مر رجل في المسجد وأبو جعفر عليه السلم جالس وأبو عبد ال
عليه السلم فقال له بعض جلسائه :وال إني لحب هذا الرجل قال له أبو
جعفر عليه السلم :أل فأعلمه فانه أبقى للمودة وخير في اللفة )- 2 .(2
سن :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إذا أحببت رجل فأخبره ) - 3 .(3سن :علي بن محمد القاسانى
عمن ذكره ،عن عبد ال بن القاسم الجعفري
) (1العتب :النكار والملمة ،والعتاب :اعطاء العتبى والرضى ،وترك النكار
والملمة ،وهمزة الفعال همزة السلب كما في أشكاه :أي أزال شكايته،
قال الجوهرى :و أعتبني فلن :إذا عاد الى مسرتي راجعا عن الساءة
والسم منه العتبى ،والمعنى :أن من عتب على أخيه ووجد عليه من دون
أن يرتاب في صداقته وصفاء طويته ،يلزمه ارضاء أخيه بنفسه بالمعذرة
والعتبى ابتداء من دون أن يسترضيه ويستعتبه أخوه (2) .المحاسن ص
(3) .266المحاسن ص ،266ورواه في الكافي ج 2ص 644باب
أخبار الرجل أخاه بحبه وبعده :فانه أثبت للمودة بينكما.
][182
عن أبي عبد ال عليه السلم عن أبيه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا
أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه ) - 4 .(1سن :محمد بن علي ،عن
الحسين بن علي بن يوسف ،عن زكريا بن محمد ،عن صالح بن الحكم
قال :سمعت رجل يسأل أبا عبد ال عن الرجل يقول :إني أودك فكيف أعلم
أنه يودني ؟ قال :امتحن قلبك فان كنت توده فانه يودك ) - 5 .(2سن:
بعض أصحابنا ،عن عبيد ال بن إسحاق المدائني قال :قلت لبي الحسن
موسى بن جعفر عليه السلم :إن الرجل من عرض الناس ) (3يلقاني
فيحلف بال إنه يحبني فأحلف بال إنه لصادق ؟ فقال :امتحن قلبك فان
كنت تحبه فاحلف وإل فل ) - 6 .(4جا :ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد،
عن ابن عيسى ،عن محمد بن سنان عن حماد بن عثمان ،عن ربعي ،عن
الفضيل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :انظر قلبك فان أنكر صاحبك
فقد أحدث أحدكما ) - 7 .(5نوادر الراوندي :باسناده عن موسى بن جعفر،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا أحب
أحدكم أخاه فليعلمه فانه أصلح لذات البين ) - 8] .(6الدرة الباهرة :قال أبو
الحسن عليه السلم للمتوكل :ل تطلب الصفا ممن كدرت عليه ،ول النصح
ممن صرفت سوء ظنك إليه ،فانما قلب غيرك لك كقلبك له[ ).(7
][183
)) * (13باب( * " )من ينبغى مجالسته ومصاحبته ومصادقته ،وفضل( " " " "
)النيس الموافق ،والقرين الصالح ،وحب الصالحين( " " اليات :النعام:
ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من
حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من
الظالمين ) .(1الكهف :واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ول
تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) .(2عبس:
عبس وتولى * أن جاءه العمى * وما يدريك لعله يزكى *
) (1النعام ،52 :وقال الطبرسي في مجمع البيان :روى الثعلبي باسناده عن عبد
ال بن مسعود قال :مر الملء من قريش على رسول ال " ص " وعنده
صهيب وخباب وبلل وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا :يا
محمد أرضيت بهؤلء من قومك أفنحن نكون تبعا لهم ،اطردهم عنك
فلعلك ان طردتهم اتبعناك فنزلت الية .أقول ،ومثله أخرج أحمد وابن
جرير وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في
الحلية عن عبد ال ابن مسعود كما في الدر المنثور ج 3ص (2) .12
الكهف ،28 :قال السيوطي :في الدر المنثور ج 4ص :219أخرج ابن
مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب اليمان عن سلمان قال:
جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول ال " ص " :عيينة بن بدر والقرع بن
حابس فقالوا يا رسول ال لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن
هؤلء وأرواح جباههم ]صنانهم[ -يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء
المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف -جالسناك أو حادثناك وأخذنا
عنك فنزلت ،اقول ومثله في المجمع ج 6ص .465
][184
أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى فأنت له تصدى * وما عليك أل يزكى *
وأما من جائك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ) - 1 .(1ج:
بالسناد إلى أبي محمد العسكري ،عن آبائه عليهم السلم ) (2قال :قال
علي بن الحسين عليه السلم إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه.
وتماوت في منطقه ) (3و تخاضع في حركاته ،فرويدا ل يغركم ،فما أكثر
من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف بنيته ومهانته ،وجبن
قلبه ،فنصب الدين فخا لها ) (4فهو ل يزال يختل الناس بظاهره ،فان تمكن
من حرام اقتحمه.
) (1أخرج السيوطي في الدر المنثور ج 6ص 314روايات متعددة في أنها نزلت
في عبد ال ابن ام مكتوم -وهو ابن شريح بن مالك بن ربيعة الفهرى
من بنى عامر بن لؤى -أتى رسول ال " ص " فجعل يقول :يا رسول
ال أرشدني ،وعند رسول ال رجل من عظماء المشركين فجعل رسول
ال يعرض عنه ويقبل على الخر ،ويقول أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول:
ل ،ففى هذا انزلت .وقال السيد المرتضى في كتابه تنزيه النبياء :على ما
في المجمع ج 10ص :437روى عن الصادق عليه السلم انها نزلت
في رجل من بنى امية كان عند النبي " ص " فجاء ابن ام مكتوم فلما
رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى ال
سبحانه ذلك وأنكره عليه .أقول :روى ذلك على بن ابراهيم في تفسيره
ص 711وصرح بأن الرجل كان عثمان ابن عفان .واعلم أنه قد عنون
المصنف العلمة المجلسي قدس سره في تاريخ نبينا " ص " باب
عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلف ذلك )ج 17ص 97 - 34من هذه
الطبعة( ونقل فيه هذه اليات الثلث وغيرها وفسرها وأولها فراجع ان
شئت (2) .في المصدر عن الرضا عليه السلم أنه قال :قال على بن
الحسين عليهما السلم ) (3تماوت ،أظهر من نفسه التخافت والتضاعف
من العبادة والزهد والصوم (4) .الفخ :آلة يصاد بها )فارسيته دام( قال
الخليل :هي من كلم العجم ،وتسميه العرب الطرق(*) .
][185
وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا ل يغركم فان شهوات الخلق مختلفة،
فما أكثر من ينبو عن المال الحرام ،وإن كثر ،ويحمل نفسه على شوهاء
قبيحة ،فيأتي منها محرما ،فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا ل يغركم
حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع ،ثم ل يرجع إلى
عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله ،فإذا وجدتم عقله
متينا فرويدا ل يغركم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ،أو يكون مع
عقله على هواه ،فكيف محبته للرئاسات الباطلة ،وزهده فيها ،فان في
الناس من خسر الدنيا والخرة يترك الدنيا للدنيا ،ويرى أن لذة الرياسة
الباطلة أفضل من لذة الموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا
للرياسة حتى " إذا قيل له اتق ال أخذته العزة بالثم فحسبه جهنم ولبئس
المهاد " ) .(1فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات
الخسارة ،ويمده ربه بعد طلبه لما ل يقدر عليه في طغيانه ،فهو يحل ما
حرم ال ،ويحرم ما أحل ال ل يبالي بما فات من دينه ،إذا سلمت له
رياسته التي قد شقي من أجلها " فاولئك الذين غضب ال عليهم ولعنهم
وأعد لهم عذابا مهينا " .ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل ،الذي جعل
هواه تبعا لمر ال وقواه مبذولة في رضى ال ،يرى الذل مع الحق أقرب
إلى عز البد مع العز في الباطل ،ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها
يؤديه إلى دوام النعم في دار ل تبيد ول تنفد ،وأن كثير ما يلحقه من
سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب ل انقطاع له ول يزول ،فذلكم الرجل
نعم الرجل ،فبه فتمسكوا ،وبسنته فاقتدوا ،وإلى ربكم به فتوسلوا ،فانه ل
ترد له دعوة ،ول تخيب له طلبة ) - 2 .(2لى :عن الصادق عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أسعد الناس من خالط
) (1اقتباس من قوله تعالى :في البقرة (2) .206 :احتجاح الطبرسي ص .175
][186
كرام الناس ) - 3 .(1ما :المفيد ،عن محمد بن المظفر البزاز ،عن الحسن بن
رجاء ،عن عبد ال ابن سليمان ،عن محمد بن علي العطار ،عن هارون
بن أبي بردة ،عن عبيد ال بن موسى عن المبارك بن حسان ،عن عطية،
عن ابن عباس قال :قيل :يا رسول ال ! أي الجلساء خير ؟ قال :من
ذكركم بال رؤيته ،وزادكم في علمكم منطقه ،و ذكركم بالخرة عمله ).(2
- 4مع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ]عن بعض أصحابنا[ رفعه قال :قال
لقمان لبنه :يا بني كن عبدا للخيار ،ول تكن ولدا للشرار ) - 5 .(3ل:
أبي ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن أبي عبد ال الرازي ،عن
سجادة ،عن درست ،عن أبي خالد السجستاني ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل
العقل ،مشغول القلب ،فأولها صحة البدن والثانية المن ،والثالثة السعة
في الرزق ،والرابعة النيس الموافق ،قلت :وما النيس الموافق ؟ قال:
الزوجة الصالحة ،والولد الصالح ،والخليط الصالح ،و الخامسة وهي
تجمع هذه الخصال :الدعة ) - 6 .(4لى :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن ابن
هاشم ،عن ابن مرار ،عن يونس عن ابن سنان ،عن الصادق عليه السلم
قال :خمس من لم تكن فيه لم يتهن ) (5بالعيش :الصحة والمن ،والغنى،
والقناعة ،والنيس الموافق ) - 7 .(6لى :العطار ،عن أبيه ،عن ابن أبى
الخطاب ،عن محمد بن سنان ،عن أبى الجارود ،عن أبي جعفر الباقر عليه
السلم ،عن أبيه ،عن جده عليهم السلم قال :قال
) (1أمالى الصدوق ص (2) .14أمالى الطوسى ج 2ص (3) .157معاني الخبار
ص (4) .253الخصال ج 1ص (5) .137أصله مهموز هكذا " :لم
يتهنأ " اعلل الهمزة ياء ثم حذف بالجازم (6) .امالي الصدوق ص .175
][187
أمير المؤمنين عليه السلم :من وقف نفسه موقف التهمة فل يلومن من أساء به
الظن ومن كتم سره كانت الخيرة بيده ،وكل حديث جاوز اثنين فشا ،وضع
أمر أخيك على أحسنه ،حتى يأتيك منه ما يغلبك ،ول تظنن بكلمة خرجت
من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محمل ،وعليك باخوان الصدق
فأكثر من اكتسابهم ،فانهم عدة عند الرخاء ،وجنة عند البلء ،وشاور في
حديثك الذين يخافون ال ،وأحبب الخوان على قدر التقوى ،واتقوا أشرار
النساء ،وكونوا من خيارهن على حذر إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن
كيل يطمعن منكم في المنكر ) - 8 .(1لى :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن
أبيه ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل ،عن الصادق عليه السلم قال :من
لم يكن له واعظ من قلبه ،وزاجر من نفسه ولم يكن له قرين مرشد
استمكن عدوه من عنقه ) - 9 .(2ن :بالسناد إلى دارم عن الرضا ،عن
آبائه ]عن علي[ عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
اطلبوا الخير عند حسان الوجوه فان فعالهم أحرى أن تكون حسنا )10 (3
-ع :أبي ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن ابن المغيرة ،عن السكوني عن
الصادق ،عن أبيه عليهما السلم قال :ل تقطع أوداء أبيك فيطفأ نورك )
- 11 .(4سن :على بن محمد القاسانى ،عمن ذكره ،عن عبد ال بن
القاسم الجعفري قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من وضع حبه
في غير موضعه ،فقد تعرض للقطيعة ) - 12 .(5ضا :روي إن كنت تحب
أن تستتب لك النعمة ،وتكمل لك المروة وتصلح لك المعيشة ،فل تشرك
العبيد والسفلة في أمرك ،فانك إن ائتمنتهم خانوك
][188
وإن حدثوك كذبوك ،وإن نكبت خذلوك ،ول عليك أن تصحب ذا العقل ،فان لم تحمد
كرمه انتفعت بعقله ،واحترز من سيئ الخلق ،ول تدع صحبة الكريم وإن
لم تحمد عقله ،ولكن تنتفع بكرمه بعقلك ،وفر الفرار كله من الحمق اللئيم.
- 13سر :من كتاب أبي القاسم ابن قولويه ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا رأيتم روضة من رياض الجنة
فارتعوا فيها ،قيل :يا رسول ال وما روضة الجنة ؟ قال :مجالس
المؤمنين - 14 .نوادر الراوندي :باسناده ،عن موسى بن جعفر ،عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :سائلوا العلماء،
وخالطوا الحكماء ،وجالسوا الفقراء - 15 .الدرة الباهرة :قال أبو محمد
العسكري عليه السلم :خير إخوانك من نسب ذنبك إليه - 16 .نهج :قال
عليه السلم في وصيته للحسن عليه السلم :قارن أهل الخير تكن منهم
وباين أهل الشر تبن عنهم ) - 17 .(1كنز الكراجكى :روي أن سليمان
عليه السلم قال ل تحكموا على رجل بشئ حتى تنظروا إلى من يصاحب
فانما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه ،وينسب إلى أصحابه وأخدانه .وروي
في الكامل أن عبد ال بن جعفر افتقد صديقا له من مجلسه ،ثم جاءه فقال:
أين كانت غيبتك ؟ قال :خرجت إلى عرض من أعراض المدينة ،مع صديق
لي ،فقال له :إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته
زانك وإن تغيبت عنه صانك ،وإن احتجت إليه أعانك ،وإن رأى منك خلة
سدها ،أو حسنة عدها أو وعدك لم يحرمك ،وإن كثرت عليه لم يرفضك،
وإن سألته أعطاك ،وإن أمسكت عنه ابتداك - 18 .أعلم الدين :روى جابر
بن عبد ال عن النبي صلى ال عليه وآله قال :ل تجلسوا إل
عند كل عالم يدعوكم من خمس إلى خمس :من الشك إلى اليقين ومن الرياء إلى
الخلص ،ومن الرغبة إلى الرهبة ،ومن الكبر إلى التواضع ،ومن الغش
إلى النصيحة .وقال الحواريون لعيسى عليه السلم :لمن نجالس ؟ فقال:
من يذكركم ال رؤيته ويرغبكم في الخرة عمله ،ويزيد في منطقكم علمه،
وقال لهم :تقربوا إلى ال بالبعد من أهل المعاصي ،وتحببوا إليه ببغضهم،
والتمسوا رضاه بسخطهم .وقال لقمان لبنه :يا بني صاحب العلماء،
واقرب منهم ،وجالسهم وزرهم في بيوتهم ،فلعلك تشبههم ،فتكون معهم،
واجلس مع صلحائهم فربما أصابهم ال برحمة فتدخل فيها فيصيبك وإن
كنت صالحا فابعد من الشرار والسفهاء ،فربما أصابهم ال بعذاب فيصيبك
معهم ،فقد أفصح ال سبحانه وتعالى بقوله " فل تقعد بعد الذكرى مع
القوم الظالمين " ) (1وبقوله تعالى " وإذا سمعوا آيات ال يكفر بها و
يستهزئ بها فل تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم
" ) (2يعني في الثم ،وقال سبحانه " :ول تركنوا إلى الذين ظلموا
فتمسكم النار ) .(3وقال النبي صلى ال عليه وآله :إذا اجتمع قوم يذكرون
ال تعالى اعتزل الشيطان والدنيا عنهم ،فيقول الشيطان للدنيا :أل ترين ما
يصنعون ؟ فتقول الدنيا :دعهم فلو قد تفرقوا أخذت بأعناقهم .وقال النبي
صلى ال عليه وآله :المجالس ثلثة :غانم وسالم وشاحب ،فأما الغانم
فالذي يذكر ال تعالى فيه ،وأما السالم فالساكت ،وأما الشاحب فالذي
يخوض في الباطل وقال صلى ال عليه وآله :الجليس الصالح خير من
الوحدة ،والوحدة خير من جليس السوء.
][190
)) (14باب( * " من ل ينبغى مجالسته ومصادقته ومصاحبته " * * " والمجالس
التى ل ينبغى الجلوس فيها " * اليات :النعام :وإذا رأيت الذين يخوضون
في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك
الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وما على الذين يتقون
من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) .(1الفرقان :ويوم يعض
الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيل * يا ويلتا ليتني لم
أتخذ فلنا خليل * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكان الشيطان
للنسان خذول ) - 1 .(2لى :عن الصادق عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :أحكم الناس من فر من جهال الناس ) - 2 .(3لى :ابن
الوليد ،عن ابن متيل ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن يونس ،عن عبد الرحمان
بن الحجاج ،عن الصادق عليه السلم قال :من رأى أخاه على أمر يكرهه
فلم يرده عنه ،وهو يقدر عليه ،فقد خانه ،ومن لم يجتنب مصادقة الحمق
أو شك أن يتخلق بأخلقه ) - 3 .(4ما ،مع ،لى :في خبر الشيخ الشامي
سئل أمير المؤمنين عليه السلم أي صاحب
) (1النعام (2) .69 - 68 :الفرقان (3) .29 - 27 :امالي الصدوق ص (4) .14
امالي الصدوق ص .162
][191
شر ؟ قال :المزين لك معصية ال ) - 4 .(1ن ،لى :ابن موسى ،عن الصوفي ،عن
الروياني ،عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :مجالسة الشرار تورث سوء الظن
بالخيار ) - 5 .(2ب :محمد بن الوليد ،عن داود الرقي قال :قال لي أبو
عبد ال عليه السلم :انظر إلى كل من ل يفيدك منفعة في دينك فل تعتدن
به ،ول ترغبن في صحبته ،فان كل ما سوى ال تبارك وتعالى مضمحل
وخيم عاقبته ) - 6 .(3ل :أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن الحسين ،،عن أبي
الحسين الحضرمي عن البجلي ،عن جميل ،عن محمد بن سعيد عن
المحاربي عن الصادق عليه السلم عن ابائه عليهم السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :ثلثة مجالستهم تميت القلب :مجالسة النذال،
والحديث مع النساء ،ومجالسة الغنياء الخبر ) .(4ل :فيما أوصى به
النبي صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم مثله ) - 7 .(5ل :القاسم بن
محمد السراج ،عن محمد بن أحمد الضبي ،عن محمد بن عبد العزيز عن
عبيد ال بن موسى ،عن سفيان الثوري ،عن الصادق عليه السلم قال :ل
تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ،ثم قال عليه السلم :أمرني والدي
بثلث ونهاني عن ثلث ،فكان فيما قال لي :يا بني من يصحب صاحب
السوء ل يسلم ،ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن ل يملك لسانه يندم
الخبر ) - 8 .(6ل :ابن الوليد ،عن سعد ،عن اليقطيني ،عن القاسم بن
يوسف ،عن
حنان بن سدير ،عن أبيه قال :قال أبو جعفر عليه السلم :ل تقارن ول تواخ أربعة:
الحمق والبخيل ،والجبان ،والكذاب ،أما الحمق فانه يريد أن ينفعك
فيضرك ،وأما البخيل فانه يأخذ منك ول يعطيك ،وأما الجبان فانه يهرب
عنك وعن والديه ،وأما الكذاب فانه يصدق ول يصدق ) - 9 .(1ما :المفيد،
عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن أسيد بن
زيد ،عن محمد بن مروان ،عن الصادق عليه السلم قال :إياك وصحبة
الحمق فانه أقرب ما تكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك ) - 10 .(2ما:
المفيد ،عن المراغي ،عن ثوابة بن يزيد ،عن أحمد بن علي بن المثنى،
عن شبابة بن سوار ،عن المبارك بن سعيد ،عن خليد الفرا ،عن أبي
المحبر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أربعة مفسدة للقلوب:
الخلو بالنساء ،والستمتاع منهن ،والخذ برأيهن ،ومجالسة الموتى ،فقيل
يا رسول ال وما مجالسة الموتى ؟ قال :مجالسة كل ضال عن اليمان،
وجائر عن الحكام ) - 11 .(3ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن جعفر بن
محمد الحسيني ،عن موسى ابن عبد ال بن موسى ،عن أبيه ،عن محمد
بن زيد ،عن أخيه يحيى قال :سألت أبي زيد بن علي عليه السلم :من أحق
الناس أن يحذر ؟ قال :ثلثة :العدو الفاجر ،والصديق الغادر ،والسلطان
الجائر ) - 12 .(4ما :بإسناد المجاشعي ،عن الصادق عليه السلم عن
آبائه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :المرء على دين خليله،
فلينظر أحدكم من يخالل ) - 13 .(5ما :بالسناد إلى أبي قتادة ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :في وصية ورقة
) (1الخصال ج 1ص (2) .116امالي الطوسى ج 1ص (3) .37امالي الطوسى
ج 1ص (4) .81المصدر ج 2ص (5) .124المصدر ج 2ص .132
][193
ابن نوفل لخديجة عليها السلم :إياك وصحبة الحمق الكذاب ،فإنه يريد نفعك
فيضرك ويقرب منك البعيد ،ويبعد منك القريب ،إن ائتمنته خانك ،وإن
ائتمنك أهانك وإن حدثك كذبك ،وإن حدثته كذبك ،وأنت منه بمنزلة السراب
الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) - 14 .(1ع :أبي،
عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن عبد ال بن حماد ،عن شريك عن جابر ،عن
أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل تسبوا
قريشا ول تبغضوا العرب ،ول تذلوا الموالي ،ول تساكنوا الخوز ،ول
تزوجوا إليهم ،فان لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء ) - 15 .(2ع :أبي،
عن محمد العطار ،عن الحسين بن طريف ،عن هشام ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :يا هشام النبط ليس من العرب ول من العجم ،فل تتخذ
منهم وليا ول نصيرا ،فان لهم اصول تدعو إلى غير الوفاء ) - 16 .(3ع:
ابن المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن عبد العظيم الحسني ،عن
علي بن جعفر ،عن أخيه موسى قال :قال علي بن الحسين عليهما السلم:
ليس لك أن تقعد مع من شئت لن ال تبارك وتعالى يقول " :وإذا رأيت
الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره
وإما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " ) (4وليس
لك أن تتكلم بما شئت لن ال عزوجل قال " :ول تقف ما ليس لك به علم
" ) (5ولن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :رحم ال عبدا قال خيرا
فغنم ،أو صمت فسلم ،وليس لك أن تسمع ما شئت لن ال عزوجل يقول:
" إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤل " ).(6
) (1امالي الطوسى ج 1ص (2) .308علل الشرائع (3) :علل الشرائع ج 2ص
(4) .253النعام (5) .68 :اسرى ،36 :وما بعدها ذيلها (6) .علل
الشرائع ج 2ص .293
][194
- 17مع :أبي ،عن الحميري ،عن البرقي رفعه ،عن ابن طريف ،عن ابن نباته،
عن الحارث العور قال :قال علي عليه السلم للحسن عليه السلم في
مسائله التي سأله عنها :يا بني ما السفه ؟ فقال :اتباع الدناة ،ومصاحبة
الغواة ) - 18 .(1ل :ابن المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه
رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم أنه قال ،خمس من خمسة محال
النصيحة من الحاسد محال والشفقة من العدو محال ،والحرمة من الفاسق
محال ،والوفاء من المرءة محال والهيبة من الفقير محال ) - 19 .(2لى:
في مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه نهى عن المحادثة التي تدعو إلى
غير ال عزوجل ) - 20 .(3ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن اليقطيني ،عن
الدهقان ،عن درست عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أربعة يذهبن
ضياعا :مودة تمنحها من ل وفاء له ،ومعروف عند من ل شكر له ،وعلم
عند من ل استماع له ،وسر تودعه عند من ل حصافة له ) - 21 .(4لى:
ابن الوليد ،عن ابن أبان ،عن الحسين بن سعيد ،عن فضالة ،عن يحيى
الحلبي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن سليمان ،عن أبي جعفر الباقر عليه
السلم أنه قال لرجل :يا فلن ل تجالس الغنياء فان العبد يجالسهم وهو
يرى أن ل عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس ل عليه نعمة )22 .(5
-ل :ابن الوليد ،عن الحميري ،عن هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق
عليه السلم ،عن أبيه عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :أربع يمتن القلب :الذنب
][195
على الذنب ،وكثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن ،ومماراة الحمق تقول ويقول
ول يرجع إلى خير ،ومجالسة الموتى ،فقيل له :يا رسول ال ! وما الموتى
؟ قال :كل غني مترف ) - 23 .(1ضا :روي ل تقطع أوداء أبيك ،فيطفى
نورك - 24 .سر :من كتاب أبي القاسم ابن قولويه ،عن عبد العلى ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من كان
يؤمن بال واليوم الخر فل يجلس في مجلس يسب فيه إمام ويعاب فيه
مسلم ،إن ال يقول " :وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم
حتى يخوضوا في حديث غيره فاما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى
مع القوم الظالمين " ) - 25 .(2جا :ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن
البرقي ،عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري قال :سمعت أبا الحسن
عليه السلم يقول لبي :مالي رأيتك عند عبد الرحمان بن يعقوب ؟ قال:
إنه خالي فقال له أبو الحسن عليه السلم :إنه يقول في ال قول عظيما:
يصف ال تعالى ويحده ،وال ل يوصف ،فاما جلست معه وتركتنا وإما
جلست معنا وتركته ،فقال :إن هو يقول ما شاء أي شئ علي منه إذا لم أقل
ما يقول ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلم :أما تخاف أن ينزل به نقمة
فتصيبكم جميعا ؟ أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى وكان أبوه من
أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسى عليه السلم تخلف عنه
ليعظه وأدركه موسى وأبوه يراغمه حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا
فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال له :غرق رحمه ال ولم
يكن على رأي أبيه لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع
) - 26 .(3كش :محمد بن مسعود ،عن حمدويه ،عن الحسين بن موسى،
عن جعفر
) (1الخصال ج 1ص (2) .108النعام (3) .68 :مجالس المفيد ص 73وسيجئ
تحت الرقم 39مبينا.
][196
ابن محمد الخثعمي ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه
السلم وأبي الحسن عليه السلم قال :ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه
فان بره بهم بره بوالديه - 27 .كش :روى علي بن جعفر ،عن أبيه ،عن
جده ،عن علي بن الحسين عليهما السلم أنه كان يقول لبنيه :جالسوا أهل
الدين والمعرفة ،فان لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم ،فان أبيتم إل
مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات ،فانهم ل يرفثون في مجالسهم28 .
-ختص :معاوية بن وهب قال :قال الصادق عليه السلم :كان أبي يقول:
قم بالحق ول تعرض لما نابك ،واعتزل عما ل يعينك ،وتجنب عدوك،
واحذر صديقك من القوام إل المين المين الذي خشي ال ،ول تصحب
الفاجر ،ول تطلعه على سرك ) - 29 .(1ختص :عن محمد بن مسلم ،عن
الصادق عليه السلم ،عن أبيه عليه السلم قال :قال أبي علي بن الحسين
عليهما السلم :يا بني انظر خمسة فل تصاحبهم ول تحادثهم ول ترافقهم
في طريق فقلت :يا أبه من هم ؟ عرفنيهم قال :إياك ومصاحبة الكذاب فانه
بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب ،وإياك ومصاحبة الفاسق
فانه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك ،وإياك ومصاحبة البخيل فانه يخذلك في
ماله أحوج ما تكون إليه ،وإياك ومصاحبة الحمق فانه يريد أن ينفعك
فيضرك ،وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في كتاب ال
عزوجل في ثلثة مواضع :قال ال عزوجل " ،فهل عسيتم إن توليتم أن
تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم * اولئك الذين لعنهم ال " إلى آخر
الية ) (2وقال عزوجل " :الذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه
ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك
) (1الختصاص (2) .230 :القتال 22 :وسيأتى بيان الحديث تحت الرقم .44
][197
لهم اللعنة ولهم سوء الدار " ) (1وقال في البقرة " :الذين ينقضون عهد ال من
بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك
هم الخاسرون " ) - 30 .(2ختص :قال الصادق عليه السلم :صديق عدو
علي عليه السلم عدو علي عليه السلم ) - 31 .(3كتاب صفات الشيعة
للصدوق :عن العطار ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن ابن أبي نجران ،عن
ابن حميد ،عن ابن قيس ،عن أبي جعفر ،عن أبيه ،عن جده عليهم السلم
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :مجالسة الشرار تورث سوء الظن
بالخيار ومجالسة الخيار تلحق الشرار بالخيار ومجالسة البرار للفجار
تلحق البرار بالفجار ،فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه ،فانظروا
إلى خلطائه ،فان كانوا أهل دين ال فهو على دين ال ،وإن كانوا على غير
دين ال فل حظ له من دين ال إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان
يقول :من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يواخين كافرا ول يخالطن
فاجرا ،ومن آخى كافرا أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا ) .(4وباسناده ،عن
جعفر بن محمد عليهما السلم قال :من جالس أهل الريب فهو مريب )(5
- 32نوادر الراوندي :باسناده ،عن موسى بن جعفر عليه السلم ،عن
آبائه عليهم السلم ،قال :قال علي عليه السلم :ثلث من حفظهن كان
معصوما من الشيطان الرجيم ،ومن كل بلية :من لم يخل بامرأة ليس يملك
منها شيئا ،ولم يدخل على سلطان ،ولم يعن صاحب بدعة ببدعته- 33 .
ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن رجاء بن يحيى ،عن هارون بن
][198
مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال:
أردت سفرا فأوصى أبي علي بن الحسين عليهما السلم فقال في وصيته:
إياك يا بني أن تصاحب الحمق أو تخالطه ،واهجره ول تجادله ،فان
الحمق هجنة عين غائبا كان أو حاضرا إن تكلم فضحه حمقه ،وإن سكت
قصر به عيه ،وإن عمل أفسد ،وإن استرعى أضاع ل علمه من نفسه
يغنيه ،ول علم غيره ينفعه ،ول يطيع ناصحه ،ول يستريح مقارنه تود امه
ثكلته ،وامرأته أنها فقدته ،وجاره بعد داره ،وجليسه الوحدة من مجالسته،
إن كان أصغر من في المجلس أعيى من فوقه ،وإن كان أكبرهم أفسد من
دونه ) - 34 .(1الدرة الباهرة :قال النبي صلى ال عليه وآله :ل خير لك
في صحبة من ل يرى لك مثل الذي يرى لنفسه .وقال أمير المؤمنين عليه
السلم :قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ،وقال عليه السلم :اتقوا من
تبغضه قلوبكم ،وقال عليه السلم :العافية عشرة أجزاء تسعة منها في
الصمت إل بذكر ال ،وواحد في ترك مجالسة السفهاء .وقال الحسن بن
علي عليه السلم :إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد أن ل
يعرفك ،فان أشقى العراض به معارفه .وقال موسى بن جعفر عليه
السلم :من لم يجد للساءة مضضا لم يكن للحسان عنده موقع ،وقال
عليه السلم :من ولهه ) (2الفقر أبطره الغنى .وقال الجواد عليه السلم:
إياك ومصاحبة الشرير فانه كالسيف المسلول يحسن منظره ،ويقبح أثره.
وقال أبو محمد العسكري عليه السلم :اللحاق بمن ترجو خير من المقام
مع من ل تأمن شره .وقال عليه السلم احذر كل ذكر ساكن الطرف ).(3
- 35نهج :قال عليه السلم لبنه الحسن :يا بني إياك ومصادقة الحمق،
فانه
) (1أمالى الطوسى ج 2ص .226والهجنة :العيب (2) .يعنى :احزنه واغضبه) .
(3يعنى ساكن العين ل يطرف.
][199
يريد أن ينفعك فيضرك ،وإياك ومصادقة البخيل فانه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه
وإياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه ،وإياك ومصادقة الكذاب فانه
كالسراب يقرب عليك البعيد ،ويبعد عليك القريب ) - 36 .(1نهج :قال عليه
السلم :ل تصحب المائق فانه يزين لك فعله ،ويود أن تكون مثله ).(2
وقال عليه السلم فيما كتب إلى الحارث الهمداني :واحذر صحابة من يقبل
رأيه وينكر عمله ،فان الصاحب معتبر بصاحبه ) .(3وقال عليه السلم:
وإياك ومصاحبة الفساق فان الشر بالشر ملحق ) - 37 .(4اعلم الدين:
قال النبي صلى ال عليه وآلة :الوحدة خير من قرين السوء وقال صلى ال
عليه وآله :جاملوا الشرار بأخلقهم تسلموا من غوائلهم وباينوهم
بأعمالكم كيل تكونوا منهم - 38 .كا :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن
ابن أبي عمير ،عن أبي زياد النهدي ،عن عبد ال بن صالح ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :ل ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى ال فيه،
ول يقدر على تغييره ) .(5بيان :المراد بمعصية ال ترك أوامره وفعل
نواهيه ،كبيرة كانت أو صغيرة حق ال كان أو حق الناس ،ومن ذلك
اغتياب المؤمن فان فعل أحد شيئا من ذلك وقدرت على تغييره ومنعه منه
فغيره أشد تغيير حتى يسكت عنه وينزجر منه ،ولك ثواب المجاهدين ،وإن
خفت منه فاقطعه وانقله بالحكمة مما هو مرتكبه إلى أمر آخر جائز ،ولبد
من أن يكون النكار بالقلب واللسان ل باللسان وحده ،والقلب
][200
مائل إليه ،فان ذلك نفاق وفاحشة اخرى ،وإن لم تقدر عليه فقم ول تجلس معه فان
لم تقدر على القيام أيضا فأنكره بقلبك وامقته في نفسك وكن كأنك على
الرضف فان ال تعالى مطلع على سرائر القلوب وأنت عنده من المرين
بالمعروف ،والناهين عن المنكر ،وإن لم تنكر ولم تقم مع القدرة على
النكار والقيام ،فقد رضيت بالمعصية فأنت وهو حينئذ سواء في الثم39 .
-كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن بكر بن محمد ،عن الجعفري قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول لبي ظ :مالي رأيتك عند عبد الرحمن
بن يعقوب ؟ فقال :إنه خالي ،فقال :إنه يقول في ال قول عظيما :يصف
ال ول يوصف فإما جلست معه وتركتنا وإما جلست معنا وتركته ،فقلت:
هو يقول ما شاء أي شئ علي منه إذا لم أقل ما يقول ؟ فقال أبو الحسن
عليه السلم :أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا أما علمت بالذي
كان من أصحاب موسى عليه السلم وكان أبوه من أصحاب فرعون ،فلما
لحقت خيل فرعون موسى عليه السلم تخلف عنهم ليعظ أباه فيلحقه
بموسى عليه السلم فمضى أبوه وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر
فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فقال :هو في رحمة ال ولكن النقمة إذا
نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع ) .(1بيان :الجعفري هو أبو
هاشم داود بن القاسم الجعفري هو من أجلة أصحابنا ويقال :إنه لقي
الرضا عليه السلم إلى آخر الئمة عليهم السلم وأبو الحسن يحتمل الرضا
و الهادى عليهما السلم ويحتمل أن يكون سليمان بن جعفر الجعفري كما
صرح به في مجالس المفيد ) " (2يقول " :أي الرجل " فقال " أي ذلك
الرجل ،وكونه كلم بكر والضمير للجعفري بعيد ،وفي المجالس " يقول
لبي " وهو أظهر ويؤيد الول " فقال إن خالي " الظاهر تخفيف اللم،
وتشديده من الخلة كأنه تصحيف " يصف ال " أي بصفات الجسام
كالقول بالجسم والصورة آو بالصفات الزائدة كالشاعرة وفي المجالس "
يصف ال تعالى ويحده " وهو يؤيد الول والواو في قوله عليه السلم:
][201
" ول يوصف " للحال أي والحال أنه ل يجوز وصفه بالمعنيين " .فإما جلست معه
" أي ل يمكن الجمع بين الجلوس معه والجلوس معنا فان جالسته كنت
فاسقا ونحن ل نجالس الفساق مع أن الجمع بينهما مما يوهم تصويب
قوله ،وظاهره مرجوحية الجلوس مع من يجالس أهل العقايد الفاسدة
وتحريم الجلوس معهم " فيلحقه بموسى " أي يدخله في دينه أو يلحقه
بعسكره ،ومآلهما واحد " فمضى أبوه " أي في الطريق الباطل الذي
اختاره ،أي استمر على الكفر ،ولم يقبل الرجوع أو مضى في البحر "
وهو يراغمه " أي يبالغ في ذكر ما يبطل مذهبه ويذكر ما يغضبه ،في
القاموس :المراغمة الهجران والتباعد والمغاضبة ،وراغمهم نابذهم
وهجرهم وعاداهم ،وترغم تغضب ،وفي المجالس " تخلف عنه ليعظه
وأدركه موسى وأبوه يراغمه " " .حتى بلغا طرفا من البحر " أي أحد
طرفي البحر ،وهو الطرف الذي يخرج منه قوم موسى من البحر وأقول:
كأن المعنى هنا :قريبا من طرف البحر وفي المجالس " طرف البحر فغرقا
جميعا فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال له غرق ،رحمه ال،
ولم يكن على رأي أبيه لكن النقمة إلخ " - 40 .كا :عن أبي علي
الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن عبد الرحمن ابن أبي نجران ،عن
عمر بن يزيد ،عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال :ل تصحبوا أهل البدع
ول تجالسوهم ،فتصيروا عند الناس كواحد منهم ،قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :المرء على دين خليله وقرينه ) .(1بيان " :فتصيروا عند
الناس كواحد منهم " يدل على وجوب الحتراز عن مواضع التهمة ،وأن
فعل ما يوجب حسن ظن الناس مطلوب ،إذا لم يكن للرياء والسمعة ،وقد
يمكن أن ينفعه ذلك في الخرة لما ورد أن ال يقبل شهادة المؤمنين وإن
علم خلفه " المرء على دين خليله " أي عند الناس ،فيكون استشهادا لما
ذكره عليه السلم أو يصير واقعا كذلك فيكون بيانا لمفسدة اخرى ،كما ورد
أن
][202
" صاحب الشر يعدي وقرين السوء يغوي " وهذا أظهر - 41 .كا :عن محمد بن
يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود
بن سرحان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم
وأكثروا من سبهم ،والقول فيهم والوقيعة ،وباهتوهم كيل يطمعوا في
الفساد في السلم ،ويحذرهم الناس ول يتعلموا ]ن[ من بدعهم يكتب ال
لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الخرة ) .(1بيان :كأن المراد
بأهل الريب الذين يشكون في الدين ويشككون الناس فيه .بالقاء الشبهات،
وقيل :المراد بهم الذين بناء دينهم على الظنون والوهام الفاسدة ،كعلماء
أهل الخلف ويحتمل أن يراد بهم الفساق والمتظاهرين بالفسوق فان ذلك
مما يريب الناس في دينهم ،وهو علمة ضعف يقينهم ،في القاموس:
الريب صرف الدهر والحاجة والظنة والتهمة ،وفي النهاية الريب الشك
وقيل :هو الشك مع التهمة ،والبدعة اسم من البتداع كالرفعة من الرتفاع
ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة كذا ذكر في المصباح.
وأقول :البدعة في الشرع ما حدث بعد الرسول صلى ال عليه وآله ولم
يرد فيه نص على الخصوص ،ول يكون داخل في بعض العمومات أو ورد
نهي عنه خصوصا أو عموما فل تشمل البدعة ما دخل في العمومات مثل
بناء المدارس وأمثالها الداخلة في عمومات إيواء المؤمنين وإسكانهم
وإعانتهم وكانشاء بعض الكتب العلمية والتصانيف التي لها مدخل في
العلوم الشرعية ،وكاللبسة التي لم تكن في عهد الرسول صلى ال عليه
وآله والطعمة المحدثة فانها داخلة في عمومات الحلية ،ولم يرد فيها
نهي ،وما يفعل منها على وجه العموم إذا قصد كونها مطلوبة على
الخصوص كان بدعة كما أن الصلة خير موضوع ويستحب فعلها في كل
وقت ولما عين عمر ركعات مخصوصة على وجه مخصوص في وقت
معين صارت بدعة ،وكما إذا عين أحد سبعين تهليلة في وقت مخصوص
على أنها مطلوبة للشارع في خصوص هذا الوقت بل نص ورد فيها ،كانت
بدعة.
][203
وبالجملة إحداث أمر في الشريعة لم يرد فيها نص بدعة ،سوء كانت أصلها مبتدعا
أو خصوصيتها مبتدعة ،فما ذكره المخالفون أن البدعة منقسمة بانقسام
الحكام الخمسة تصحيحا لقول عمر في التراويح " نعمت البدعة " باطل
إذ ل تطلق البدعة إل على ما كان محرما كما قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :كل بدعة ضللة وكل ضللة سبيلها إلى النار وما فعله عمر كان من
البدعة المحرمة لنهي النبي صلى ال عليه وآله عن الجماعة في النافلة،
فلم ينفعهم هذا التقسيم " ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر " وقد أشبعنا
القول في ذلك في كتاب الفتن في باب مطاعن عمر .قال الشهيد روح ال
روحه في قواعده :محدثات المور بعد النبي صلى ال عليه وآله تنقسم
أقساما ل تطلق اسم البدعة عندنا إل على ما هو محرم منها .أولها الواجب
كتدوين الكتاب والسنة إذا خيف عليهما التلف من الصدور ،فان التبليغ
للقرون التية واجب إجماعا وللية ) (1ول يتم إل بالحفظ ،وهذا في زمان
الغيبة واجب ،أما في زمن ظهور المام فل ،لنه الحافظ لهما حفظا ل
يتطرق إليه خلل .وثانيها المحرم وهو بدعة تناولتها قواعد التحريم وأدلته
من الشريعة كتقديم غير الئمة المعصومين عليهم وأخذهم مناصبهم
واستيثار ولة الجور بالموال ومنعها مستحقها وقتال أهل الحق
وتشريدهم وإبعادهم ،والقتل على الظنة ،واللزام ببيعة الفساق ،والمقام
عليها ،وتحريم مخالفتها ،والغسل في المسح ،والمسح على غير القدم،
وشرب كثير من الشربة ،والجماعة في النوافل ،والذان الثاني يوم
الجمعة وتحريم المتعتين ،والبغي على المام ،وتوريث الباعد ومنع
القارب ،ومنع الخمس أهله ،والفطار في غير وقته ،إلى غير ذلك من
المحدثات المشهورات ،ومنها بالجماع من الفريقين المكس ) (2وتولية
المناصب غير الصالح لها ببذل أو إرث أو غير ذلك .وثالثها المستحب وهو
ما تناولته أدلة الندب كبناء المدارس ،والربط ،و
) (1يعنى قوله عزوجل :لنذركم به ومن بلغ (2) .في المصباح :قد غلب المكس
فيما يأخذه أعوان السلطان ظلما عند البيع والشراء.
][204
ليس منه اتخاذ الملوك الهبة ليعظموا في النفوس ،اللهم إل أن يكون مرهبا للعدو.
ورابعها المكروه ،وهو ما شملته أدلة الكراهة كالزيادة في تسبيح الزهراء
عليها السلم وسائر الموظفات أو النقيصة منها والتنعم في الملبس
والمآكل بحيث ل يبلغ السراف بالنسبة إلى الفاعل وربما أدى إلى التحريم
إذا استضر به وعياله .وخامسها المباح وهو الداخل تحت أدلة الباحة
كنخل الدقيق ،فقد ورد أول شئ أحدثه الناس بعد رسول ال صلى ال عليه
وآله اتخاذ المناخل لن لين العيش والرفاهية من المباحات ،فوسيلته
مباحة انتهى .وقال في النهاية :البدعة بدعتان :بدعة هدى ،وبدعة ضلل،
فما كان في خلف ما أمر ال به ورسوله فهو في حيز الذم والنكار ،وما
كان واقعا تحت عموم ما ندب ال إليه وحض عليه أو رسوله فهو في حيز
؟ المدح ،وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء ،وفعل
المعروف فهو من الفعال المحمودة ،ول يجوز أن يكون ذلك على خلف
ما ورد به الشرع لن النبي صلى ال عليه وآله قد جعل له في ذلك ثوابا
فقال " :من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها " وقال في
ضده " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها " وذلك
إذا كان في خلف ما أمر ال به ورسوله ثم قال :وأكثر ما يستعمل به
المبتدع في الذم انتهى .والمراد بسبهم التيان بكلم يوجب الستخفاف
بهم ،قال الشهيد الثاني رفع ال درجته :يصح مواجهتهم بما يكون نسبته
إليهم حقا ل بالكذب ،وهل يشترط جعله على طريق النهي ،فيشترط
شروطه أم يجوز الستخفاف بهم مطلقا ؟ ظاهر النص والفتاوى الثاني
والول الحوط ،ودل على جواز مواجهتهم بذلك وعلى رجحانها رواية
البرقي عن أبي عبد ال عليه السلم إذا ظاهر الفاسق بفسقه فل حرمة له
ول غيبة ،ومرفوعة محمد بن بزيع من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب
انتهى " .والقول فيهم " أي قول الشر والذم فيهم ،وفي القاموس الوقيعة
القتال وغيبة الناس ،وفي الصحاح الوقيعة في الناس الغيبة ،والظاهر أن
المراد بالمباهتة إلزامهم بالحجج القاطعة ،وجعلهم متحيرين ل يحيرون
جوابا كما قال تعالى " :فنهت الذي
][205
كفر " ) (1ويحتمل أن يكون من البهتان للمصلحة فان كثيرا من المساوي يعدها
أكثر الناس محاسن خصوصا العقائد الباطلة ،والول أظهر قال الجوهري
بهته بهتا أخذه بغتة وبهت الرجل بالكسر إذا دهش وتحير وفي المصباح:
بهت وبهت من بابي قرب وتعب :دهش وتحير ويعدى بالحرف وغيره،
يقال بهته يبهته بفتحتين فبهت بالبناء للمفعول " ول يتعلموا " في أكثر
النسخ " ول يتعلمون " وهو تصحيف - 42 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن
محمد بن خالد ،عن عثمان بن عيسى ،عن محمد بن يوسف ،عن ميسر،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل ينبغي للمسلم أن يواخي الفاجر ول
الحمق ،ول الكذاب ) .(2بيان :الظاهر أن ميسر هو ابن عبد العزيز الثقة،
فهو موثق ،والمواخاة المصاحبة ،والصداقة بحيث يلزمه ويراعي
حقوقه ،ويكون محل أسراره ويواسيه بماله وجاهه ،والفجور التوسع في
الشر قال الراغب :الفجر شق الشئ شقا واسعا قال تعالى " وفجرنا
الرض عيونا " ) (3والفجور شق ستر الديانة يقال :فجر فجورا فهو
فاجر ،وجمعه فجار وفجرة انتهى ،وتخصيص الكذاب مع أنه داخل في
الفاجر لنه أشد ضررا من سائر الفجار - 43 .كا :عن العدة ،عن عمرو
بن عثمان ،عن محمد بن سالم الكندي ،عمن حدثه ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم إذا صعد المنبر قال :ينبغي
للمسلم أن يجتنب مواخاة ثلثة :الماجن ،والحمق ،والكذاب ،أما الماجن
فيزين لك فعله ،ويحب أن تكون مثله ،ول يعينك على أمر دينك ومعادك،
ومقارنته جفاء وقسوة ،ومدخله ومخرجه عليك عار ،وأما الحمق فانه ل
يشير عليك بخير ول يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه ،وربما
أراد منفعتك فضرك ،فموته خير من حياته ،وسكوته خير من نطقه ،وبعده
خير من قربه ،وأما الكذاب فانه ل يهنئك
][206
معه عيش ،ينقل حديثك ،وينقل إليك الحديث ،كلما أفنى احدوثة مطها باخرى حتى
أنه يحدث بالصدق فما يصدق ،ويغري بين الناس بالعداوة ،فينبت السخائم
في الصدور فاتقوا ال وانظروا لنفسكم ) .(1بيان :في القاموس مجن
مجونا صلب وغلظ ،ومنه الماجن لمن ل يبالي قول وفعل كأنه صلب
الوجه وقال الجوهري :المجون أن ل يبالي النسان ما صنع وكأن المراد
بالجفاء البعد عن الداب الحسنة ،ويطلق في الخبار على هذا المعنى
كثيرا ،وهو النسب هنا ،ويمكن أن يكون المراد به أنه يوجب غلظ الطبع،
وترك الصلة والبر ،قال في النهاية :الجفاء البعد عن الشئ ،وترك الصلة
والبر ،ومنه الحديث " من بدا جفا " أي من سكن البادية غلظ طبعه لقلة
مخالطة الناس والجفاء غلظ الطبع " وقسوة " أي توجب القسوة،
والمدخل مصدر ميمي وكذا المخرج ،ويحتملن الضافة إلى الفاعل وإلى
المفعول أي دخولك عليه أو دخوله عليك ،وكذا المخرج " فانه ل يشير
عليك بخير " أي إذا شاورته " ول يرجى لصرف السوء عنك " أي إذا
ابتليت ببلية " ولو أجهد " أي أتعب " نفسه " فان كل ذلك فرع العقل "
وربما أراد منفعتك فضرك " لحمقه من حيث ل يشعر ،فموته خير لك من
حياته في كل حال وسكوته عند المشورة وغيرها خير لك من نطقه وبعده
عنك أو بعدك عنه خير لك من قربه ،فان احتمال الضرر أكثر من النفع "
ل يهنئك " بالهمز والقلب أيضا ،في المصباح هنؤ الشئ بالضم مع الهمز
هناءة بالفتح والمد تيسر من غير مشقة ول عناء ،فهو هنيئ ،ويجوز
البدال والدغام ،وهنأني الولد يهنؤني مهموز من بابي نفع وضرب ،أي
سرني وتقول العرب في الدعاء :ليهنئك الولد بهمزة ساكنة وبابدالها ياء،
وخذفها عامي ،ومعناه سرني فهو هانئ ،وهنأني الطعام يهنأني ساغ" .
ينقل حديثك وينقل إليك الحديث " أي يكذب عليك عند الناس ،ويكذب على
الناس عندك ،فيفسد بينك وبينهم ،فقوله " كلما أفنى " بيان مفسدة اخرى
وهي عدم العتماد على كلمه ،ويحتمل أن يكون الجميع لبيان مفسدة
واحدة
][207
وهو أن العمدة في منفعة الصديق أن يأتيك بكلم غيرك أو فعله ،وأن يبلغ رسالتك
إلى غيره ،ولما كانت عادته الكذب ل تعتمد أنت على كلمه ول غيرك،
فتنتفي الفائدتان هذا إذا لم يأت بما يوجب الفساد والغراء ،وإل فمفسدته
أشد ،فيكون قوله " يغري " تأسيسا ل تأكيدا وفي القاموس الحديث الخبر
والجمع أحاديث شاذ ،والحدوثة ما يتحدث به ،وفي الصحاح الحديث الخبر
يأتي على القليل والكثير ،ويجمع على أحاديث على غير قياس ،قال الفراء:
نرى أن واحد الحاديث احدوثة ثم جعلوه جمعا للحديث والحدوثة ما
يتحدث به ،وقال :مطه يمطه أي مده ،وفي القاموس مطه مده والدلو
جذبه ،وحاجبيه وخده تكبر وأصابعه مدها مخاطبا بها ،وتمطط في الكلم
لون فيه انتهى .وسيأتي هذا الخبر بعينه في أبواب العشرة ) (1وفيه "
مطرها " وفي القاموس مطرني بخير أصابني ،وما مطر منه خير أو بخير
أي ما أصابه منه خير ،وتمطرت الطير أسرعت في هويها كمطرت وعلى
الول الباء في قوله " باخرى " لللة ،وعلى الثاني للتعدية إلى المفعول
الثاني " فما يصدق " على بناء المجهول من التفعيل وربما يقرأ على بناء
المعلوم كينصر أي أصل الحديث صادق فيمطها بكذب من عنده ،فل يكون
صادقا لذلك ،والول أظهر ،وفي القاموس أغرى بينهم العداوة ألقاها كأنه
ألزقها بهم ،وقال الجوهري :أغريت الكلب بالصيد وأغريت بينهم وأقول
كأن المعنى هنا يغري بينهم المخاصمات بسبب العداوة أو الباء زائدة ،وقد
قال تعالى " وأغرينا بينهم العداوة والبغضاء " ) (2ويظهر من بعضهم
كالجوهري أن الغراء بمعنى الفساد فل يحتاج إلى مفعول وفي بعض
النسخ فيما سيأتي " ويفرق بين الناس بالعداوة " فل يحتاج إلى تكلف،
وقال :السخيمة والسخمة بالضم الحقد " وانظروا لنفسكم " أي اختاروا
للمواخاة والمصاحبة غير هؤلء ،حيث عرفتم ضرر مصاحبتهم أو لما
نبهتكم
) (1رواه الكليني في باب من تكره مجالسته ومرافقته تحت الرقم 1ص ،639ولم
يخرجه المصنف في هذا الباب (2) .المائدة ص .14
][208
على ضرر مصاحبة صاحب السوء فاتقوا عواقب السوء واختاروا للخوة من لم
تتضرروا بمصاحبتهم في الدين والدنيا ،وإن كان غير هؤلء كما سيأتي
أفرادا اخر وقيل المعنى فانظروا لنفسكم ول تقبلوا قول الكذاب ،ول تعادوا
الناس بقولهم ،وقد قال تعالى " إن جائكم فاسق بنباء فتبينوا " ) (1ول
يخلو من بعد - 44 .كا :عن العدة ،عن سهل بن زياد ،عن عمرو بن
عثمان ،عن محمد بن عذافر ،عن بعض أصحابه ،عن محمد بن مسلم ،أو
أبي حمزة ،عن أبي عبد ال عليه السلم عن أبيه قال :قال لي علي بن
الحسين عليهما السلم :يا بني انظر خمسة فل تصاحبهم ول تحادثهم ول
ترافقهم في طريق ،فقلت :يا أبه من هم ؟ قال :إياك ومصاحبة الكذاب فانه
بمنزلة السراب ،يقرب لك البعيد ويباعد لك القريب ،وإياك ومصاحبة
الفاسق فانه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك ،وإياك ومصاحبة البخيل فانه
يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ،وإياك ومصاحبة الحمق فانه يريد أن
ينفعك فيضرك ،وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في
كتاب ال عزوجل في ثلث مواضع " قال ال عزوجل " فهل عسيتم إن
توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم اولئك الذين لعنهم ال
فأصمهم وأعمى أبصارهم " ) (2وقال " :الذين ينقضون عهد ال من بعد
ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك لهم
اللعنة ولهم سوء الدار " ) (3وقال في البقرة " الذين ينقضون عهد ال
من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون في الرض
اولئك هم الخاسرون " ) .(4بيان " :فانه " أي الكذاب " بمنزلة السراب
" قال الراغب :السراب :اللمع في المفازة كالماء ،وذلك لنسرابه في
رأي العين ،ويستعمل السراب فيما ل حقيقة له كالشراب فيما له حقيقة،
قال تعالى " كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء " وقال تعالى:
) (1الحجرات (2) .6 :القتال (3) .26 :الرعد (4) .24 :الكافي ج 2ص ،376
والية في البقرة.26 :
][209
" وسيرت الجبال فكانت سرابا " انتهى ) ،(1وقد يقال :المراد بالكذاب هنا من
يكذب على ال ورسوله بالفتاوى الباطلة ،ويمكن أن يكون إشارة إلى قوله
تعالى " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة " الخ .وقوله عليه السلم "
يقرب " استيناف لبيان وجه الشبه ،والمستتر فيه راجع إلى الكذاب،
والمعنى أنه بكذبه يقرب إليك البعيد عن الحق والواقع أو عن العقل وكذا
العكس " فانه بائعك " على صيغة اسم الفاعل أو فعل ماض من المبايعة
بمعنى البيعة ،والول أظهر والكلة إما بالفتح أي بأكلة واحدة أو بالضم أي
لقمة قال الجوهري أكلت الطعام أكل ومأكل والكلة المرة الواحدة حتى
تشبع ،والكلة بالضم اللقمة تقول أكلت أكلة واحدة أي لقمة ،وهي القرصة
أيضا وهذا الشئ اكلة لك أي طعمة انتهى وقد يقرأ بأكله بالضافة إلى
الضمير الراجع إلى الفاسق كناية عن مال الدنيا ،فقوله " وأقل من ذلك "
الصيت والذكر عند الناس ،وهو بعيد والول أصوب كما روي في النهج )
(2عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال لبنه الحسن " يا بني إياك
ومصادقة الحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك ،وإياك ومصادقة البخيل فانه
يقعد عنك أحوج ما تكون إليه ،وإياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه،
وإياك ومصادقة الكذاب فانه كالسراب يقرب عليك البعيد ،ويبعد عنك
القريب " .والتافه اليسير الحقير ،وذلك لنه ل يخاف ال ،ويسهل عليه
خلف الديانة فل يحفظ حق المصادقة " فانه يخذلك في ماله " أي يترك
نصرتك بسبب ماله " أحوج ما تكون إليه " قيل أحوج منصوب بنيابة
ظرف الزمان لضافته إلى المصدر ،لكون ما مصدرية وكما أن المصدر
يكون نائبا لظرف الزمان مثل رأيته قدوم الحاج كذلك يكون المضاف إليه
أيضا نائبا ،وتكون تامة ونسبة الحاجة إلى المصدر مجاز والمقصود نسبته
إلى الفاعل ،وإليه متعلق بالحوج ،والضمير راجع إلى البخيل أو إلى ماله،
وقيل أحوج منصوب على الحال من الكاف " في ثلث مواضع " كذا في
أكثر النسخ
) (1المفردات ص ،229واليتان في النور ،39 :النبأ (2) .20 :مر تحت الرقم
،35فراجع.
][210
وكأن تأنيثه بتأويل المواضع باليات ،وفي بعضها في ثلثة وهو أظهر " .فهل
عسيتم إن توليتم " قال البيضاوي أي توليتم امور الناس وتأمرتم عليهم
أو أعرضتم وتوليتم عن السلم " أن تفسدوا في الرض وتقطعوا
أرحامكم " تناجزا عن الولية وتجاذبا لها أي رجوعا إلى ما كنتم عليه في
الجاهلية من التغاور والمقاتلة مع القارب والمعنى أنهم لضعفهم في
الدين ،وحرصهم على الدنيا أحقاء بأن يتوقع ذلك منهم من عرف حالهم،
ويقول لهم هل عسيتم " اولئك " المذكورون " الذين لعنهم ال "
لفسادهم وقطعهم الرحام " فأصمهم " عن استماع الحق وقبوله "
وأعمى أبصارهم " فل يهتدون إلى سبيله " .الذين ينقضون " في الرعد
" والذين " وحذف العاطف سهل لكن ليس في بعض النسخ " ويفسدون
في الرض " وكأنه من النساخ لوجوده في أكثر النسخ ،وفي كتاب
الختصاص ) (1وغيره " .عهد ال " قيل ل تعالى عهود :عهد أخذه
بالعقل على عباده باراءة آياته في الفاق والنفس ،وبما ذكر من إقامة
الحجة على وجود الصانع ،وقدرته وعلمه وحكمته وتوحيده ،وعهد أخذه
عليهم بأن يقروا بربوبيته ،فأقروا وقالوا " بلى " حين قال " ألست بربكم
" ) (2وعهد أخذه على أهل الكتاب في الكتب المنزلة على أنبيائهم
بتصديق محمد صلى ال عليه وآله وعهد أخذه على المم أن يصدقوا نبيا
بعث إليهم بالمعجزات ويتبعوه ول يخالفوا حكمه ،وعهد أخذه عليهم
بالولية للوصياء وعهد أخذه على العلماء بأن يعلموا الجهال ،ويبينوا ما
في الكتاب ول يكتموه ،وعهد أخذه على النبيين بأن يبلغوا الرسالة،
ويقيموا الدين ول يتفرقوا فيه .وقد وقع النقض في جميع ذلك إل في
الخير ،والضمير في " ميثاقه " للعهد وقال المفسرون :هو اسم لما تقع
به الوثاقة ،وهي الستحكام ،والمراد به ما وثق ال به عهده من اليات
والكتب أو ما وثقوه به من اللتزام والقبول ،وأن يوصل في
) (1مر تحت الرقم 29فراجع (2) .الراجع العراف.171 :
][211
محل الخفض على أنه بدل الشتمال من ضمير به .وفي تفسير المام عليه السلم
في تفسير آية البقرة " الذين ينقضون عهد ال " المأخوذ عليهم ل
بالربوبية ،ولمحمد صلى ال عليه وآله بالنبوة ،ولعلي بالمامة،
ولشيعتهما بالمحبة والكرامة " من بعد ميثاقه " أي إحكامه وتغليظه "
ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل " من الرحام والقرابات أن يتعاهدوهم،
وأفضل رحم وأوجبهم حقا رحم محمد صلى ال عليه وآله فان حقهم
بمحمد صلى ال عليه وآله كما أن حق قرابات النسان بأبيه وامه ومحمد
أعظم حقا من أبويه كذلك حق رحمه أعظم ،وقطيعته أفظع وأفضح،
ويفسدون في الرض بالبراءة ممن فرض ال إمامته ،واعتقاد إمامة من
قد فرض ال مخالفته " اولئك " أهل هذه الصفة " هم الخاسرون "
خسروا أنفسهم لما صاروا إليه من النيران ،وحرموا الجنان فيالها من
خسارة ألزمتهم عذاب البد فحرمتهم نعيم البد .وقيل في " يقطعون ما
أمر ال به أن يوصل " يدخل فيه التفريق بين النبياء والكتب في
التصديق ،وترك موالة المؤمنين ،وترك الجمعة ،والجماعات المفروضة
وسائر ما فيه رفض خير أو تعاطي شر ،فانه يقطع الوصلة بين ال وبين
العبد التي هي المقصودة بالذات من كل وصل وفصل .وقوله عليه السلم
وجدته ملعونا في ثلثة مواضع اللعن في الية الولى والثانية ظاهر ،وأما
الثالثة فلستلزام الخسران لسيما على ما فسره المام عليه السلم اللعن
والبعد من رحمة ال وال سبحانه في أكثر القرآن وصف الكفار
بالخسران ،فقد قال تعالى " اولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والخرة
واولئك هم الخاسرون " ) (1وقال " فل يأمن مكر ال إل القوم الخاسرون
" ) (2وقال بعد ذكر الكفار " ل جرم أنهم في الخرة هم الخاسرون " )(3
وقال " فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون " )(4
) (1براءة (2) .68 :العراف (3) .98 :النحل (4) .108 :النفال.36 :
][212
وقال " ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون " ) (1وقال " والذين آمنوا بالباطل
وكفروا بال اولئك هم الخاسرون " ) (2وقال " :ومن يكفر به فاولئك هم
الخاسرون " ) (3وقال " قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم
يوم القيامة أل ذلك هو الخسران المبين " ) (4وقال " :ول تكونن من
الذين كذبوا بآيات ال فتكون من الخاسرين " ) (5وقال " والذين كفروا
بآيات ال اولئك هم الخاسرون " ) (6وقال " لئن أشركت ليحبطن عملك
ولتكونن من الخاسرين " ) (7وقال " ومن يبتغ غير السلم دينا فلن يقبل
منه وهو في الخرة من الخاسرين " ) (8وقال " :ومن يكفر باليمان فقد
حبط عمله وهو في الخرة من الخاسرين " ) - 45 .(9كا :عن العدة ،عن
أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن شعيب العقرقوفي قال :سألت أبا عبد
ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا
سمعتم آيات ال يكفر بها ويستهزئ بها " ) (10إلى آخر الية ،فقال :إنما
عني بهذا أن إذا سمعتم الرجل يجحد الحق ويكذب به ،ويقع في الئمة ،فقم
من عنده ول تقاعده كائنا من كان ) .(11بيان " :وقد نزل عليكم في
الكتاب " يعني في القرآن وكأنه إشارة إلى قوله تعالى في سورة النعام "
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في
حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين
" ) (12فان النعام مكية وهذه الية في سورة النساء وهي مدنية ،وكأنه
عليه السلم
) (1العراف (2) .177 :العنكبوت (3) .51 :البقرة (4) .121 :الزمر(5) .14 :
يونس (6) .95 :الزمر (7) .62 :الزمر (8) .65 :آل عمران(9) .85 :
المائدة (10) .4 :النساء (11) .139الكافي ج 2ص (12) .377
النعام.68 :
][213
لذلك اختار هذه الية لشارتها إلى الية الخرى أيضا وتتمة الية " فل تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن ال جامع المنافقين
والكافرين في جهنم جميعا " " .أن إذا سمعتم " قيل " أن " مفسرة وقال
البيضاوي :مخففة ،والمعنى أنه إذا سمعتم آيات ال ،وقد ورد في الخبار
الكثيرة أن آيات ال الئمة عليهم السلم أو اليات النازلة فيهم ،وقال علي
بن إبراهيم ) (1هنا آيات ال هم الئمة عليهم السلم " يكفر بها ويستهزئ
بها " قال البيضاوي :حالن من اليات جئ بهما لتقييد النهي عن
المجالسة عن قوله " فل تقعدوا " الخ الذي هو جزاء الشرط ،بما إذا كان
من يجالسه هازئا معاندا غير مرجو ،ويؤيده الغاية ،والضمير في " معهم
" للكفرة المدلول عليهم بقوله " يكفر بها ويستهزئ بها " " إنكم إذا
مثلهم " في الثم لنكم قادرون على العراض عنهم والنكار عليهم ،أو
الكفر إن رضيتم بذلك أو لن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من
الحبار كانوا منافقين ويدل عليه " إن ال جامع المنافقين والكافرين في
جهنم جميعا " يعني القاعدين والمقعود معهم انتهى وفي الية إيماء إلى
أن من يجالسهم ول ينهاهم هو من المنافقين كائنا من كان أي سواء كان
من أقاربك أم من الجانب وسواء كان ظاهرا من أهل ملتك أم ل وسواء
كان معدودا ظاهرا من أهل العلم أم ل وسواء كان من الحكام أو غيرهم،
إذا لم تخف ضررا - 46 .كا :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن علي بن
أسباط ،عن سيف بن عميرة ،عن عبد العلى ابن أعين ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يجلس مجلسا ينتقص
فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن ) .(2بيان " :فل يجلس " بالجزم أو الرفع،
وكأنه إشارة إلى قوله تعالى " ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر
يوادون من حاد ال ورسوله " ) (3وفيه زجر عظيم
][214
عن استماع غيبة المؤمن حيث عادله بانتقاص المام ،يقال فلن ينتقص فلنا أي
يقع فيه ويذمه - 47 .كا :عن العدة ،عن سهل بن زياد ،عن جعفر بن
محمد الشعري ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
أمير المؤمنين عليه السلم من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يقوم مكان
ريبة ) .(1بيان " :مكان ريبة " أي مقام تهمة وشك ،وكأن المراد النهي
من حضور موضع يوجب التهمة بالفسق أو الكفر ،أو بذمائم الخلق أعم
من أن يكون بالقيام أو المشي أو القعود أو غيرها ،فانه يتهم بتلك الصفات
ظاهرا عند الناس وقد يتلوث به باطنا أيضا كما مر قال في المغرب :رابه
ريبا شككه ،والريبة الشك والتهمة ،ومنه الحديث " دع ما يريبك إلى ما ل
يريبك ،فان الكذب ريبة ،وإن الصدق طمأنينة " أي ما يشكك ويحصل فيك
الريبة وهي في الصل قلق النفس واضطرابها أل ترى كيف قابلها
بالطمأنينة ،وهي السكون ،وذلك أن النفس ل تستقر متى شكت في آمر،
وإذا أيقنته سكنت واطمأنت انتهى .ويحتمل أن يكون المراد به المنع عن
مجالسة أرباب الشكوك والشبهات ،الذين يوقعون الشبه في الدين،
ويعدونها كياسة ودقة فيضلون الناس عن مسالك أصحاب اليقين كأكثر
الفلسفة والمتكلمين ،فمن جالسهم وفاوضهم ل يؤمن بشئ ،بل يحصل في
قلبه مرض الشك والنفاق ،ول يمكنه تحصيل اليقين في شئ من امور
الدين ،بل يعرضه إلحاد عقلي ل يتمسك عقله بشئ ول يطمئن في شئ كما
أن الملحد الدينى ل يؤمن بملة ،فهم كما قال " في قلوبهم مرض فزادهم
ال مرضا " ) (2وأكثر أهل زماننا سلكوا هذه الطريقة ،وقلما يوجد مؤمن
على الحقيقة ،أعاذنا ال وإخواننا المؤمنين من ذلك ،وحفظنا عن جميع
المهالك - 48 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن
الحكم ،عن
][215
سيف بن عميرة ،عن عبد العلى قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول " من
كان يؤمن بال واليوم الخر فل يقعدون في مجلس يعاب فيه إمام أو
ينتقص فيه مؤمن )] .(1بيان [:وقد تقدم مثله بتغيير ما في المتن والسند
) - 49 .(2كا :عن الحسين بن محمد ،عن علي بن محمد بن سعد ،عن
محمد بن مسلم ،عن إسحاق بن موسى قال :حدثني أخي وعمي عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :ثلثة مجالس يمقتها ال ويرسل نقمته على
أهلها ،فل تقاعدوهم ول تجالسوهم :مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في
فتياه ،ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث ،ومجلسا فيه من يصد
عنا وأنت تعلم ،قال ثم تل أبو عبد ال عليه السلم ثلث آيات من كتاب ال
كأنما كن في فيه ،أو قال كفه " ول تسبوا الذين يدعون من دون ال
فيسبوا ال عدوا بغير علم " ) " (3وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا
فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ) " (4ول تقولوا لما
تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب " ).(5
بيان :كأن المراد بالخ الرضا عليه السلم لن الشيخ عد إسحاق من
أصحابه عليه السلم وبالعم علي بن جفعر ،وكأنه كان " عن أبي عن أبي
عبد ال " فظن الرواة أنه زائد فأسقطوه ،وإن أمكن رواية علي بن جعفر
عن أبيه ،والرضا عليه السلم لم يحتج إلى الواسطة في الرواية ،والمراد
بالنقمة إما العقوبة الدنيوية أو اللعنة ،والحكم باستحقاق العقوبة
الخروية ،وقوله " ول تجالسوهم " إما تأكيد لقوله " فل تقاعدوهم " أو
المراد بالمقاعدة مطلق القعود مع المرء ،وبالمجالسة الجلوس معه على
وجه الموادة والمؤانسة والمصاحبة ،كما يقال :فلن أنيسه وجليسه،
فيكون ترقيا من الدون
) (1الكافي ج 2ص (2) .378مر آنفا تحت الرقم (3) .46النعام(4) .108 .
النعام (5) .68 :الكافي ج 2ص 378والية في النحل.116 :
][216
إلى العلى كما هو عادة العرب ،وعليه جرى قوله تعالى " ول أصغر من ذلك ول
أكبر " ) (1وقوله سبحانه " ل تأخذه سنة ول نوم " ) (2ويحتمل العكس
أيضا بأن يكون المراد بالمقاعدة من يلزم القعود كقوله تعالى " :عن
اليمين وعن الشمال قعيد " ) (3أو يكون المراد بأحدهما حقيقة المقاعدة،
وبالخرى مطلق المصاحبة .وقد ذكروا وجوها من الفرق بين القعود
والجلوس ،لكن مناسبته لهذا المقام محل تأمل ،وإن أمكن تحصيلها بتكلف
قال في المصباح الجلوس غير القعود فالجلوس هو النتقال من سفل إلى
علو والقعود هو النتقال من علو إلى سفل ،فعلى الول يقال لمن هو نائم
أو ساجد :اجلس ،وعلى الثاني لمن هو قائم :اقعد ،وقد يكون جلس بمعنى
قعد متربعا وقد يفارقه ،ومنه جلس بين شعبها أي حصل وتمكن إذ ل
يسمى هذا قعودا فان الرجل حينئذ يكون متعمدا على أعضائه الربع،
ويقال جلس متكئا ول يقال قعد متكئا بمعنى العتماد على أحد الجانبين
وقال الفارابي وجماعة :الجلوس نقيض القيام فهو أعم من القعود ،وقد
يستعملن بمعنى الكون والحصول ،فيكونان بمعنى واحد ،ومنه يقال جلس
متربعا وقعد متربعا ،والجليس من يجالسك ،فعيل بمعنى فاعل " .في فتياه
" قيل " في " للتعليل نحو قوله " :فذلكن الذي لمتنني فيه " ) (4وقال
الجوهري الرث الشئ البالي ،وقال صد عنه صدودا أعرض ،وصده عن
المر صدا منعه وصرفه عنه ،والمراد بمن يصد عنهم أعم من ذلك
المجلس وغيره ،لقوله " وانت تعلم " أي وأنت تعمل أنه ممن يصدعنا،
فان لم تعلم فل حرج عليك في مجالسته " قال ثم تل " الضمير في قال
راجع إلى كل من الخ والعم ولذلك تكلف بعضهم وقال الخ والعم واحد،
والمراد الخ الرضاعي ول يخفى بعده " أو قال كفه " الترديد من الراوي
أي أو قال مكان في فيه في كفه ،وعلى التقديرين الغرض التعجب
) (1سبأ (2) .3 :البقرة (3) .255 :ق (4) .17 :يوسف.31 :
][217
من سرعة الستشهاد باليات بل تفكر وتأمل .وترتيب اليات على خلف ترتيب
المطالب فالية الثالثة للكذب في الفتيا والولى للثاني ،إذ قد ورد في
الخبار أن المراد بسب ال سب أولياء ال ،وإذا جلس مجلسا يذكر فيه
أعداء ال فاما أن يسكت فيكون مداهنا أو يتعرض لهم فيدخل تحت الية.
وفي روضة الكافي في حديث طويل عن الصادق عليه السلم " وجاملوا
الناس ول تحملوهم على رقابكم ،تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم ،وإياكم وسب
أعداء ال حيث يسمعونكم ،فيسبوا ال عدوا بغير علم ،وقد ينبغي لكم أن
تعلموا حد سبهم ل كيف هو ؟ إنه من سب أولياء ال فقد انتهك سب ال،
ومن أظلم عند ال ممن استسب ل ولوليائه فمهل مهل فاتبعوا أمر ال
ول حول ول قوة إل بال " ) .(1وروى العياشي ) (2عنه عليه السلم أنه
سئل عن هذه الية فقال :أرأيت أحدا يسب ال ؟ فقال ل ،وكيف ؟ قال :من
سب ولي ال فقد سب ال ،وفي العتقادات عنه عليه السلم أنه قيل له:
إنا نرى في المسجد رجل يعلن بسب أعدائكم ويسبهم فقال :ما له لعنه ال
تعرض بنا قال ال " ول تسبوا الذين يدعون " الية قال :وقال الصادق
عليه السلم في تفسير هذه الية :ل تسبوهم فانهم يسبوا عليكم :،فقال:
من سب ولي ال فقد سب ال قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه
السلم :من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب ال ومن سب ال فقد كبه
ال على منخريه في النار .والية الثانية للمطلب الثالث إذ قد ورد في
الخبار أن المراد باليات الئمة عليهم السلم وروى علي بن إبراهيم )(3
عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من كان يؤمن بال واليوم الخر فل
يجلس في مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم إن ال تعالى
) (1الكافي ج 8وص 7و 8في رسالة أبى عبد ال عليه السلم الى جماعة
الشيعة (2) .تفسير العياشي ج 1ص (3) .373تفسير القمى ص .192
)*(
][218
يقول في كتابه " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " الية ،وقيل :الولى
للثالث ،و الثانية للثاني وقال :الخوض في شئ الطعن فيه كما قال تعالى "
وكنا نخوض مع الخائضين " .ولنرجع إلى تفسير اليات على قول
المفسرين " ول تسبوا الذين يدعون من دون ال " قالوا أي ل تذكروا
آلهتهم التي يعبدونها بما فيها من القبائح " فيسبوا ال عدوا " أي تجاوزا
عن الحق إلى الباطل " بغير علم " أي على جهالة بال ،وما يجب أن يذكر
به ،وأقول على تأويلهم عليهم السلم يحتمل أن يكون المعنى بغير علم أن
سب أولياء ال سب ل " .وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " قالوا أي
بالتكذيب والستهزاء بها والطعن فيها " ،فأعرض عنهم " أي فل
تجالسهم وقم عنهم " حتى يخوضوا في حديث غيره " قيل أعاد الضمير
على معنى اليات لنها القرآن ،وقيل في قوله " في آياتنا " حذف مضاف
أي حديث آياتنا بقرينة قوله " في حديث غيره " وقال بعد ذلك " وإما
ينسينك الشيطان " بأن يشغلك بوسوسته حتى تنسى النهي " فل تقعد بعد
الذكرى " أي بعد أن تذكره " مع القوم الظالمين " أي معهم ،بوضع
الظاهر موضع المضمر دللة على أنهم ظلموا بوضع التكذيب والستهزاء
موضع التصديق والستعظام " .ول تقولوا لما تصف ألسنتكم " قيل اللم
للتعليل ،ومتعلق بالمنهي عنه في " ل تقولوا " وما مصدريه .وقال
البيضاوي :انتصاب الكذب بل تقولوا و " هذا حلل وهذا حرام " بدل منه
أو متعلق بتصف على إرادة القول أي ل تقولوا الكذب لما تصف ألسنتكم
فتقولوا هذا حلل وهذا حرام أو مفعول ل تقولوا ،والكذب منتصب بتصف،
وما مصدرية ،أي ل تقولوا هذا حلل وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب أي
ل ترحموا ول تحلوا بمجرد قول تنطق به ألسنتكم من غير دليل ،ووصف
ألسنتهم الكذب مبالغة في وصف كلمهم بالكذب كأن حقيقة الكذب كان
مجهولة وألسنتهم تصفها وتعرفها بكلمهم هذا ،ولذلك عد من فصيح
الكلم كقولهم :وجهها يصف الجمال وعينها تصف السحر " ،لتفتروا على
ال الكذب "
][219
تعليل ل يتضمن الغرض كما في قوله " ليكون لهم عدوا وحزنا " ) - 50 .(1كا:
بالسناد المتقدم عن محمد بن مسلم ،عن داود بن فرقد ،عن محمد بن
سعيد الجمحي ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا
ابتليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنك على الرضف حتى تقوم ،فان ال
يمقتهم ويلعنهم فإذا رأيتهم يخوضون في ذكر إمام من الئمة فقم ،فان
سخط ال ينزل هناك عليهم ) .(2بيان :في النهاية في حديث الصلة كان
في التشهد الول كأنه على الرضف الرضف الحجارة المحماة على النار،
واحدتها رضفة انتهى ،وسخط ال لعنهم ،و الحكم بعذابهم وخذلنهم،
ومنع اللطاف عنهم ،فإذا نزل يمكن أن يشمل من قارنهم وقاربهم ،فيجب
الحتراز عن مجالستهم إذا لم تكن تقية - 51 .كا :عن أبي علي الشعري،
عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان ،عن عبد الرحمن بن الحجاج ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :من قعد عند سباب لولياء ال فقد عصى ال
) .(3بيان :يدل على تحريم الجلوس مع النواصب .وإن لم يسبوا في ذلك
المجلس ،وهو أيضا محمول على غير التقية - 52 .كا :عن العدة ،عن
أحمد بن محمد بن خالد ،عن أبيه ،عن القاسم بن عروة عن عبيد بن
زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :من قعد في مجلس يسب فيه إمام
من الئمة يقدر على النتصاف ) (4فلم يفعل ألبسه ال الذل في الدنيا
وعذبه في الخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا ) .(5بيان:
النتصاف النتقام ،وفي القاموس انتصف منه استوفى حقه منه كامل حتى
صار كل على النصف سواء ،وتناصفوا أنصف بعضهم بعضا انتهى،
والنتصاف
) (1القصص 2) .8 :و (3الكافي ج 2ص (4) .379النتصاب خ ل ،النصراف خ
ل (5) .الكافي ج 2ص .379
][220
أن يقتله ،إذا لم يخف على نفسه أو عرضه أو ماله ،أو على مؤمن آخر ،وإضافة "
صالح " إلى الموصول بيانية فيفيد سلب أصل المعرفة ،بناء على أن "
من " للبيان ويحتمل التبعيض أي من أنواع معرفتنا ،فيفيد سلب الكمال،
ويحتمل التعليل أي العمال الصالحة والخلق الحسنة التي أعطاه بسبب
المعرفة ويحتمل أن يكون الضافة لمية فيرجع إلى الخير والول أظهر.
- 53كا :عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى ،عن علي بن محمد بن
سعيد ،عن محمد ابن مسلم ،عن الحسن بن علي بن النعمان ،عن أبي علي
بن النعمان ،عن ابن مسكان عن اليمان بن عبيد ال قال :رأيت يحيى بن ام
الطويل وقف بالكناسة ،ثم نادى بأعلى صوته :يا معشر أولياء ال أنا براء
مما تسمعون ،من سب عليا فعليه لعنة ال ونحن براء من آل مروان وما
يعبدون من دون ال ،ثم يخفض صوته فيقول :من سب أولياء ال فل
تقاعدوهم ،ومن شك فيما نحن عليه فل تفاتحوه ،ومن احتاج إلى مسألتكم
من إخوانكم فقد خنتموه ،ثم يقرأ " إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم
سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب
وساءت مرتفقا " ) .(1بيان :يحيى بن ام الطويل المطعمي ،من أصحاب
الحسين عليه السلم وقال الفضل بن شاذان :لم يكن في زمن علي بن
الحسين عليه السلم في أول أمره إل خمسة أنفس وذكر من جملتهم يحيى
بن ام الطويل وروي عن الصادق عليه السلم أنه قال :ارتد الناس بعد
الحسين عليه السلم إل ثلثة :أبو خالد الكابلي ويحيى بن ام الطويل و
جبير بن مطعم ،ثم إن الناس لحقوا وكثروا ،وفي رواية اخرى مثله وزاد
فيها :وجابر بن عبد ال النصاري ،وروي عن أبي جعفر عليه السلم أن
الحجاج طلبه وقال :تلعن أبا تراب ،وأمر بقطع يديه ورجليه وقتله ).(2
وأقول :كان هؤلء الجلء من خواص أصحاب الئمة عليهم السلم.
) (1الكافي ج 2ص ،379والية في براءة (2) .18 :راجع رجال الكشى.113 :
][221
][222
انقطع ما بينهما من الولية ،فإذا قال أنت عدوي فقد كفر أحدهما ،فإذا اتهمه انماث
في قلبه اليمان كما ينماث الملح في الماء ،وقال عليه السلم :وال ما عبد
ال بشئ أفضل من أداء حق المؤمن ،وقال عليه السلم :وال إن المؤمن
لعظم حقا من الكعبة وقال عليه السلم :دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه
البلء ويدر عليه الرزق ) - 3 .(1ل ) (2لى :ابن الوليد ،عن الحميري،
عن هارون ،عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة
من ال عزوجل عليه :الجلل له في عينه ،والود له في صدره ،والمواساة
له في ماله ،وأن يحرم غيبته ،وأن يعوده في مرضه ،وأن يشيع جنازته،
وأن ل يقول فيه بعد موته إل خيرا ) - 4 .(3ل :أبي عن الحميري مثله إل
أن بعد قوله واجبة له من ال عزوجل :وال سائله عما صنع فيها ،وبعد
قوله " في ماله " وأن يحب له ما يحب لنفسه ) - 5 .(4لى :الهمداني،
عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن صفوان عن العيص ،عن ابن
مسكان ،عن الباقر عليه السلم :أنه قال :أحبب أخاك المسلم واحبب له ما
تحب لنفسك ،واكره له ما تكره لنفسك ،إذا احتجت فسله وإذا سألك
فأعطه ،ول تدخر عنه خيرا فانه ل يدخره عنك ،كن له ظهرا فانه لك ظهر،
إن غاب فاحفظه في غيبته ،وإن شهد فزره ،وأجله وأكرمه فانه منك وأنت
منه وإن كان عليك عاتبا فل تفارقه حتى تسل سخيمته ،وما في نفسه،
وإذا أصابه خير فاحمد ال عليه ،وإن ابتلي فاعضده وتمحل له )- 6 .(5
فس :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :إن
) (1الختصاص 27 :و (2) .28الخصال ج 2ص (3) .6أمالى الصدوق ص .20
) (4الخصال ج 2ص (5) .6أمالى الصدوق ص ،194وفى بعض
النسخ :تحمل له.
][223
ال فرض التحمل في القرآن ،قلت :وما التحمل جعلت فداك ؟ قال :أن يكون وجهك
أعرض من وجه أخيك ،فتحمل له ،وهو قوله " :ل خير في كثير من
نجواهم " ) - 7 .(1فس :أبي ،عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين
عليه السلم قال :إن ال فرض عليكم زكاة جاهكم ،كما فرض عليكم زكاة
ما ملكت أيمانكم ) - 8 .(2فس :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن للمؤمن
على المؤمن سبع حقوق فأوجبها أن يقول الرجل حقا وإن كان على نفسه،
أو على والديه ،فل يميل لهم عن الحق ) - 9 .(3ب :ابن سعد ،عن
الزدي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال لخيثمه وأنا أسمع :يا
خيثمة اقرأ موالينا السلم ،وأوصهم بتقوى ال العظيم ،وأن يعود غنيهم
على فقيرهم ،وقويهم على ضعيفهم .وأن يشهد أحياهم جنائز موتاهم ،وأن
يتلقوا في بيوتهم فان لقياهم حياة لمرنا ،ثم رفع يده فقال :رحم ال من
أحيا أمرنا ) - 10 .(4ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن
ابن عيسى ،عن ابن سعد ،عن الزدي مثله ) - 11 .(5ل :حمزة العلوي،
عن علي ،عن أبيه ،عن ابن معبد ،عن عبد ال بن القاسم ،عن عبد ال بن
سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله:
يلزم الحق لمتي في أربع :يحبون التائب ،ويرحمون الضعيف ،ويعينون
المحسن ،ويستغفرون للمذنب ).(6
][224
- 12ل :أبي ،عن سعد ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن الفضال ،عن تغلبة عن
بعض أصحابنا ،عن المعلى بن خنيس قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم:
ما حق المؤمن على المؤمن ؟ قال :سبع حقوق واجبات ما فيها حق إل
وهو عليه واجب إن خالفه خرج من ولية ال وترك طاعته ،ولم يكن ل
عزوجل فيه نصيب ،قال :قلت :جعلت فداك حدثني ما هن ؟ قال :يا معلى
إني شفيق عليك أخشى أن تضيع ول تحفظ وتعلم ول تعمل ،قلت :ل قوة إل
بال .قال :أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك ،وتكره له ما تكره
لنفسك ،والحق الثاني أن تمشي في حاجته وتبتغي رضاه ول تخالف قوله،
والحق الثالث أن تصله بنفسك ومالك ،ويدك ورجلك ،ولسانك ،والحق
الرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته وقميصه ،والحق الخامس أن ل تشبع
ويجوع ،ول تلبس ويعرى ،ول تروي ويظمأ ،والحق السادس أن تكون لك
امرأة وخادم وليس لخيك امرأة ول خادم أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه،
وتصنع طعامه ،وتمهد فراشه ،فان ذلك كله إنما جعل بينك وبينه ،والحق
السابع أن تبر قسمه ،وتجيب دعوته ،وتشهد جنازته ،و تعوده في مرضه،
وتشخص بدنك في قضاء حاجته ،ول تحوجه إلى أن يسألك ،ولكن تبادر
إلى قضاء حاجته ،فإذا فعلت ذلك به ،وصلت وليتك بوليته ،ووليته
بولية ال عزوجل ) .(1ما :ابن الصلت ،عن ابن عقدة ،عن أحمد بن
الحسن ،عن الهيثم بن محمد عن محمد بن الفيض ،عن المعلى بن خنيس
مثله ) .(3ختص ،عن عبد العلى عن ابن خنيس مثله - 13 (4) .ل:
الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم :ل يكلف المؤمن أخاه الطلب
إليه إذا علم حاجته ،توازروا وتعاطفوا وتباذلوا ول تكونوا بمنزلة المنافق
الذي يصف
) (1الخصال ج 2ص (2) .6أمالى الطوسى ج 1ص (4) .95الختصاص.28 :
][225
ما ل يفعل ) - 14 .(1ما :ابن الصلت ،عن ابن عقدة ،عن عاصم بن عمرو ،عن
محمد بن مسلم قال :أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبد
ال عليه السلم فقال له عند الوداع أوصني فقال اوصيك بتقوى ال وبر
أخيك المسلم ،وأحب له ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لنفسك ،وإن
سألك فأعطه ،وإن كف عنك فاعرض عليه ،ل تمله خيرا فانه ل يملك،
وكن له عضدا فانه لك عضد ،وإن وجد عليك فل تفارقه حتى تسل سخيمته
) (2وإن غاب فاحفظه في غيبته ،وإن شهد فاكنفه واعضده ووازره
ولطفه وأكرمه ،فانه منك وأنت منه - 15 (3) .ما :المفيد ،عن ابن
قولويه ،عن الكليني ،عن علي ،عن أبيه ،عن محمد بن عيسى ،عن
يونس ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
ليعن قويكم ضعيفكم ،وليعطف غنيكم على فقيركم ،ولينصح الرجال أخاه
كنصحه لنفسه ،واكتموا أسرارنا ،ول تحملوا الناس على أعناقنا الخبر )
- 16 .(4ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أحمد بن إسحاق بن البهلول،
عن أبيه عن أبيه شيبة ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث الهمداني ،عن علي
عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله قال :إن للمسلم على أخيه
المسلم من المعروف ستا :يسلم عليه إذا لقيه ،ويعوده إذا مرض ،ويسمته
إذا عطس ،ويشهده إذا مات ،ويجيبه إذا دعاه ،ويحب له ما يحب لنفسه،
ويكره له ما يكره لنفسه ).(5
) (1الخصال ج 2ص (2) .157حتى تحل خ ل ،والسل :النتزاع والخراج في
رفق كسل السيف من الغمد وسل الشعرة من العجين ،ومنه قولهم:
الهدايا تسل السخائم ،وتحل الشكائم ،والسخيمة :الموجدة والضغينة(3) .
أمالى الطوسى ج 1ص (4) .95أمالى الطوسى ج 1ص (5) .236
أمالى الطوسى ج 2ص .92
][226
- 17سن :أبي ،عن محمد بن عيسى ،عن خلف بن حماد ،عن علي بن عثمان ابن
رزين عمن رواه ،عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :ست خصال من كن
فيه كان بين يدي ال وعن يمينه ،إن ال يجب المرء المسلم الذي يحب
لخيه ما يحب لنفسه ،ويكره له ما يكره لنفسه ،ويناصحه الولية ،ويعرف
فضلي ،ويطأ عقبي ،وينتظر عاقبتي ) - 18 .(1سن :ابن محبوب ،عن
عمرو بن أبي المقدام ،عن مالك بن أعين قال :أقبل إلى أبو عبد ال عليه
السلم فقال :يا مالك أنتم وال شيعتنا حقا ،يا مالك تراك فقد أفرطت في
القول في فضلنا ؟ إنه ليس يقدر أحد على صفة ال وكنه قدرته وعظمته
فكما ل يقدر أحد على كنه صفة ال وكنه قدرته وعظمته ،ول المثل
العلى ،فكذلك ل يقدر أحد على صفة رسول ال صلى ال عليه وآله
وفضلنا ،وما أعطانا ال وما أوجب من حقوقنا وكما ل يقدر أحد أن يصف
فضلنا وما أوجب ال من حقوقنا فكذلك ل يقدر أحد أن يصف حق المؤمن
ويقوم به مما أوجب ال على أخيه المؤمن ،وال يا مالك إن المؤمنين
يلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه ،فما يزال ال تبارك وتعالى ناظر
إليهما بالمحبة والمغفرة ،وإن الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما
حتى يفترقا فمن يقدر على صفة ال وصفة من هو هكذا عند ال ؟ ).(2
- 19سر :من كتاب أبي القاسم ابن قولويه ،عن جميل ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :سمعته يقول :المؤمنون خدم بعضهم لبعض ،فقلت :كيف
يكون خدم بعضهم لبعض ؟ قال :نفقتهم بعضهم لبعض - 20 .ضا :اعلم
يرحمك ال أن حق الخوان واجب فرض لزم أن تفدونهم لنفسكم
وأسماعكم وأبصاركم وأيديكم وأرجلكم وجميع جوارحكم ،وهو حصونكم
التي تلجؤن إليها في الشدائد في الدنيا والخرة ،ل تماطوهم ) (3ول
تخالفوهم ول تغتابوهم ول تدعوا نصرتهم ول معاونتهم ،وابذلوا النفوس
والموال دونهم ،والقبال على ال
) (1المحاسن ص (2) .9المحاسن ص (3) .143أي ل تفخروا عليهم ويحتمل أن
يكون " ل تمايطوهم " أي ل تباعدوهم ،فتحرر(*) .
][227
][229
أو طريق وهو يستغيث فل يغاث تعينه حتى يحمل عليه متاعه ،وتركبه وتنهضه
حتى يلحق القافلة ،وأنت في ذلك كله معتقد لموالة محمد وآله الطيبين
وأن ال يزكي أعمالك ويضاعفها بموالتك لهم وبراءتك من أعدائهم ،وقال
رسول ال صلى ال عليه وآله أل فل تتكلوا على الولية وحدها ،وأدوا ما
بعدها من فرائض ال ،وقضاء حقوق الخوان ،واستعمال التقية فانهما
اللذان يتمان العمال وينقصان بهما - 24 .م :أل وإن أعظم فرائض ال
عليكم بعد فرض موالتنا ومعاداة أعدائنا استعمال التقية على أنفسكم
وإخوانكم ومعارفكم ،وقضاء حقوق إخوانكم في ال أل وإن ال يغفر كل
ذنب بعد ذلك ول يستقصي فأما هذان فقل من ينجو منهما إل بعد مس
عذاب شديد ،إل أن يكون لهم مظالم على النواصب والكفار ،فيكون عذاب
هذين على اولئك الكفار والنواصب ،قصاصا بما لكم عليهم من الحقوق،
ومالهم إليكم من الظلم ،فاتقوا ال ول تتعرضوا لمقت ال بترك التقية،
والتقصير في حقوق إخوانكم المؤمنين - 35 .جع :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :مثل مؤمن ل تقية له كمثل جسد ل رأس له ومثل مؤمن ل
يرعى حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسه كلها صحيحة وهو ل
يتأمل بعقله ،ول يبصر بعينه ،ول يسمع باذنه ،ول يعبر بلسانه عن
حاجته ،ول يدفع المكاره عن نفسه بالدلء بحججه ،ول يبطش لشئ بيديه
ول ينهض إلى شئ برجليه ،فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع ،وصار
غرضا لكل المكاره ،فلذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه ،فانه فوات
حقوقهم فكان ]بمنزلة[ العطشان بحضرة الماء البارد ،فلم يشرب حتى
طفى ) (1وبمنزلة ذي الحواس لم يستعمل شيئا منها لدفاع مكروه ول
لنتفاع محبوب ،فإذا هو مسلوب كل نعمة ،مبتلى بكل آفة .وقال أمير
المؤمنين عليه السلم :التقية من أفضل أعمال المؤمنين ،يصون بها نفسه
وإخوانه عن الفاجرين ،وقضاء حقوق الخوان أشرف أعمال المتقين،
يستجلب مودة الملئكة المقربين ،وشوق الحور العين.
][230
وقال الحسن بن علي عليهما السلم :إن تقية يصلح ال بها امة ،لصاحبها مثل
ثواب أعمالهم ،وتركها بما أهلك امة ،تاركها شريك من أهلكهم ،وإن
معرفة حقوق الخوان تحبب إلى الرحمن ويعظم الزلفى لدى الملك الديان،
وإن ترك قضائها يمقت الرحمن ويصغر الرتبة عند الكريم المنان )26 .(1
-ختص :عن الحارث ،عن علي بن أبي طالب قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله للمسلم على المسلم ست :يسلم عليه إذا لقيه ،ويسمته إذا
عطس ،ويعوده إذا مرض ويجيبه إذا دعاه ،ويشهده إذا توفي ،ويحب له
ما يحب لنفسه ،وينصح له بالغيب ) - 27 (2ختص :روي عن عبد العظيم
الحسني ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال يا عبد العظيم أبلغ عني
أوليائي السلم ،وقل لهم أن :ل تجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيل،
ومرهم بالصدق في الحديث ،وأداء المانة ،ومرهم بالسكوت وترك الجدال
فيما ل يعنيهم ،وإقبال بعضهم على بعض ،والمزاورة فان ذلك قربة إلي
ول يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا ،فاني آليت على نفسي أنه من
فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت ال ليعذبه في الدنيا أشد العذاب،
وكان في الخرة من الخاسرين وعرفهم أن ال قد غفر لمحسنهم ،وتجاوز
عن مسيئهم إل -من أشرك بي أو آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوء
فان ال ل يغفر له حتى يرجع عنه ،فان رجع عنه ،وإل نزع روح اليمان
عن قلبه ،وخرج عن وليتي ،ولم يكن له نصيب في وليتنا ،وأعوذ بال
من ذلك ) - 28 .(3كتاب قضاء الحقوق للصوري قال أمير المؤمنين عليه
السلم فيما أوصى به رفاعة بن شداد البجلي قاضي الهواز في رسالة
إليه :دار المؤمن ما استطعت فان ظهره حمى ال ونفسه كريمة على ال،
وله يكون ثواب ال ،وظالمه خصم ال ،فل تكن خصمه .وقال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ل يكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته.
][231
وقال صلى ال عليه وآله مخاطبا للمؤمنين :تزاوروا وتعاطفوا وتباذلوا ،ول تكونوا
بمنزلة المنافق الذي يصف ما ل يفعل .وباسناده عن جعفر بن محمد
العاصمي قال :حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فأفردوا
لي مكانا ننزل فيه فاستقبلنا أبو الحسن موسى عليه السلم على حمار
أخضر يتبعه طعام ،ونزلنا بين النخل ،فجاء ونزل وأتى بالطست والشنان
فبدأ بغسل يديه وادير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا ثم اعيد إلى من
على يساره حتى أتى على آخرنا ،ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال :كلوا
بسم ال ثم ثنى بالخل ثم اتي بكتف مشوى فقال :كلوا بسم ال هذا طعام
كان يعجب رسول ال ،ثم اتي بسكباج فقال كلوا بسم ال فهذا طعام كان
يعجب أمير المؤمنين ثم اتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال :كلوا بسم ال
الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسن عليه السلم ثم اتي بلبن
حامض قد ثرد فيه فقال :كلوا بسم ال فهذا طعام كان يعجب الحسين
فأكلنا ،ثم اتي بأضلع باردة فقال :كلوا بسم ال فان هذا طعام كان يعجب
علي بن الحسين ،ثم اتي بجبن مبزر ) (1ثم قال :كلوا بسم ال فان هذا
طعام كان يعجب محمد بن علي عليه السلم ثم اتي بلوز ) (2فيه بيض
كالعجة فقال :كلوا بسم ال فان هذا طعام كان يعجب أبا عبد ال عليه
السلم ثم اتي بحلواء ثم قال :كلوا فان هذا طعام يعجبني ورفعت المائدة.
فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال عليه السلم :مه إن ذلك يكون في
المنازل تحت السقوف فأما في مثل هذا المكان فهو لعامة الطير والبهائم،
ثم اتي بالخلل فقال :من حق الخلل أن تدير لسانك في فيك ،فما أجابك
ابتلعته ،وما امتنع فبالخلل ،واتي بالطست والماء فابتدأ بأول من على
يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه إلى آخرهم .ثم قال:
يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتواسي ؟ قلت :على أفضل ما كان
) (1جبن مبزر ،جعل فيه البازير ،وهى ما يطيب الغذاء (2) .في بعض النسخ "
بتور " والتور الناء الصغير ،والعجة بالضم :طعام يتخذ من البيض
والدقيق والسمن أو الزيت ،ولعل فارسيته " خاگينه ".
][232
عليه أحد ،قال :أيأتي أحدكم إلى دكان أخيه أو منزله عند الضائقة فيستخرج كيسه
ويأخذ ما يحتاج إليه فل ينكر عليه ؟ قال :ل ،قال :فلستم على ما احب في
التواصل .أقول :قد مر برواية اخرى في باب جوامع آداب الكل ) .(1ومن
الكتاب المذكور باسناده ،عن المفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال عليه
السلم أنه قال :يا مفضل كيف حال الشيعة عندكم ؟ قلت :جعلت فداك ما
أحسن حالهم ؟ وأوصل بعضهم بعضا ؟ وأبر بعضهم ببعض ؟ قال :أيجيئ
الرجل منكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه ويأخذ منه حاجته ل يجبهه ول
يجد في نفسه ألما ؟ قال :قلت :ل وال ما هم كذا ،قال :وال لو كانوا ثم
اجتمعت شيعة جعفر بن محمد على فخذ شاة لصدرهم .وبإسناده ،عن
جعفر بن محمد عليهما السلم قال :ما عبد ال بشئ أفضل من أداء حق
المؤمن ،وقال عليه السلم :إن ل تبارك وتعالى حرمات :حرمة كتاب ال،
وحرمة رسول ال صلى ال عليه وآله وحرمة بيت المقدس ،وحرمة
المؤمن .وبإسناده ،عن عبد المؤمن النصاري قال :دخلت على أبي
الحسن موسى عليه السلم وعنده محمد بن عبد ال بن محمد الجعفي
فتبسمت إليه فقال :اتحبه ؟ قلت :نعم ،وما أحببته إل ،فيكم ،فقال :هو
أخوك ،المؤمن أخو المؤمن لمه وأبيه ،فملعون من غش أخاه وملعون من
لم ينصح أخاه ،وملعون من حجب أخاه ،وملعون من اغتاب أخاه .وباسناده
قال :سئل عن الرضا عليه السلم ما حق المؤمن على المؤمن ؟ فقال :إن
من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره ،والمواساة له في ماله،
والنصرة له على من ظلمه ،وإن كان فئ للمسلمين وكان غائبا أخذله
بنصيبه ،وإذا مات فالزيارة إلى قبره ،ول يظلمه ول يغشه ول يخونه ول
يخذله ول يغتابه ول يكذبه ،ول يقول له اف فإذا قال له اف فليس بينهما
ولية ،وإذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما صاحبه ،وإذا اتهمه انماث
اليمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.
) (1ومر أيضا في ج 48ص 117من هذه الطبعة عن مكارم الخلق ص .165
][233
ومن أطعم مؤمنا كان أفضل من عتق رقبة ،ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه ال من
الرحيق المختوم ،ومن كسى مؤمنا من عرى كساه ال من سندس وحرير
الجنة ومن أقرض مؤمنا قرضا يريد به وجه ال عزوجل حسب له ذلك
بحساب الصدقة حتى يؤديه إليه ،ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا
فرج ال عنه كربة من كرب الخرة ،ومن قضى لمؤمن حاجة كان أفضل
من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام وإنما المؤمن بمنزلة الساق من
الجسد وإن أبا جعفر الباقر عليه السلم استقبل الكعبة وقال :الحمد ل
الذي كرمك وشرفك وعظمك ،وجعلك مثابة للناس وأمنا وال لحرمة
المؤمن أعظم حرمة منك ،ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه،
فقال له عند الوداع :أوصني فقال :اوصيك بتقوى ال وبر أخيك المؤمن
فأحببت له ما تحب لنفسك ،وإن سألك فأعطه ،وإن كف عنك فاعرض
عليه ،ل تمله فانه ل يملك ،وكن له عضدا ،فان وجد عليك فل تفارقه حتى
تسل سخيمته ،فان غاب فاحفظه في غيبته ،وإن شهد فاكنفه ،واعضده،
وزره وأكرمه ،والطف به ،فانه منك وأنت منه ،وفطزك لخيك المؤمن،
وإدخال السرور عليه أفضل من الصيام و أعظم أجرا ) - 29 .(1نوادر
الراوندي :بإسناده ،عن موسى بن جعفر ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :المؤمن مرآة لخيه المؤمن ،ينصحه إذا
غاب عنه ،و يميط عنه ما يكره إذا شهد ،ويوسع له في المجلس )30 .(2
-أقول :وجدت بخط محمد بن علي الجباعي نقل من خط الشيخ الشهيد
رحمه ال ما هذه صورته :من كتاب المؤمن لبن سعيد الحسين الهوازي
وأصله كوفي بإسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل وال ل يكون
]المؤمن[ مؤمنا أبدا حتى يكون لخيه مثل الجسد :إذا ضرب عليه عرق
واحد تداعت له سائر عروقه.
) (1سيأتي مضمون هذه الحاديث مستخرجة عن الكافي وبعدها بيان مفصل أغنانا
عن تكرارها فراجع الرقم 39وما بعده (2) .نوادر الراوندي ص .8
][234
وعنه عليه السلم أنه قال :لكل شئ شئ يستريح إليه ،وإن المؤمن يستريح إلى
أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله ،وعن أبي جعفر عليه السلم
قال :المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى
تداعى له سائره بالسهر والحمى .وعن المعلى بن خنيس قال :قلت لبي
عبد ال عليه السلم :ما حق المؤمن على المؤمن ؟ قال :إني عليك شفيق،
إني أخاف أن تعلم ول تعمل ،وتضيع ول تحفظ قال :فقلت :ل حول ول قوة
إل بال ،قال :للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ليس منها حق إل
وهو واجب على أخيه ،إن ضيع منها حقا خرج من ولية ال ،وترك
طاعته ،ولم يكن له فيها نصيب .أيسر حق منها أن تحب له ما تحب
لنفسك ،وأن تكره له ما تكره لنفسك والثاني أن تعينه بنفسك ومالك،
ولسانك ،ويديك ،ورجليك ،والثالث أن تتبع رضاه ،وتجتنب سخطه ،وتطيع
أمره ،والرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته ،و الخامس ل تشبع ويجوع،
وتروي ويظمأ ،وتكسى ويعرى ،والسادس أن يكون لك خادم وليس له
خادم أو لك امرأة تقوم عليك ،وليس له امرأة تقوم عليه ،أن تبعث خادمك
تغسل ثيابه وتصنع طعامه ،وتهيئ فراشه ،والسابع تبر قسمه ،وتجيب
دعوته وتعود مرضته ،وتشهد جنازته ،وإن كانت له حاجة تبادر مباردة
إلى قضائها ،ول تكلفه أن يسألكها ،فإذا جعلت ذلك وصلت وليتك بوليته،
ووليته بوليتك .وعن المعلى مثله ،وقال في حديثه :فإذا فعلت ذلك وصلت
وليتك بوليته ووليته بولية ال عزوجل .وقال :أحبب لخيك المسلم ما
تحب لنفسك ،فإذا احتجت فسله ،وإذا سألك فأعطه ،ول تمله خيرا ول يمل
لك ،كن له ظهرا فانه لك ظهير ،واحفظه في غيبته ،و إن شهد فزره وأجله
وأكرمه فانه منك وأنت منه ،وإن كان عليك عانبا فل تفارقه حتى تسل
سخيمته ،وإن أصابه خير فاحمد ال عزوجل وإن ابتلي فأعطه ،وتحمل
عنه وأعنه.
][235
نصر بن قابوس قال :قلت لبي الحسن الماضي عليه السلم بلغني عن أبيك
]الحسين ظ[ أنه أتاه آت فاستعان به عليه السلم على حاجة ،فذكر له أنه
معتكف ،فأتى الحسن ) (1عليه السلم فذكر له ذلك فقال :أما علم أن
المشي في حاجة المؤمن حتى يقضيها خير من اعتكاف شهرين متتابعين
في المسجد الحرام بصيامها ؟ ثم قال أبو الحسن عليه السلم :و من
اعتكاف الدهر ) - 31 .(2ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد بن
هارون بن حميد وعبد ال بن محمد بن عبد العزيز ،عن بكر بن شيبة ،عن
أبي الحوص ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث ،عن علي بن أبي طالب عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :للمسلم على المسلم ست
خصال بالمعروف :يسلم عليه إذا لقيه ،ويجيبه إذا دعاه ،ويسمته إذا
عطس ويعوده إذا مرض ،ويحضر جنازته إذا مات ،ويحب له ما يحب
لنفسه ) - 32 .(3ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمود بن محمد بن
مهاجر ،عن صالح ابن زيد ،عن نصر بن حريش ،عن روح بن مسافر،
عن أبي إسحاق ،عن الحارث عن علي عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف يسلم عليه
إذا لقيه ،ويسمته إذا عطس ،ويعوده إذا مرض ،ويشهد جنازته إذا مات
ويجيبه إذا دعاه ،ويحب له ما يحب لنفسه ،ويكره له ما يكره لنفسه بظهر
الغيب ) - 33 .(4ما :المفيد ،عن علي بن بلل ،عن علي بن سليمان ،عن
جعفر بن محمد بن مالك رفعه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من
صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله ال عنه يوم القيامة ).(5
) (1في الكمبانى :أبا الحسن وهو سهو ظاهر (2) .أقول :هذه الحاديث قد مر نقلها
عن سائر المصادر بلفظها وسندها ،كما سيجئ بعضها عن الكافي مع
توضيحها وفيه على ما سيجئ تحت الرقم 113من الباب 20حديث مثل
ذلك وفيه أن المعتكف كان هو الحسين بن على عليهما السلم وبعده بيان
مفصل للمؤلف رحمه ال فراجع (4 - 3) .أمالى الطوسى ج 2ص .248
) (5المصدر ج 2ص 27وهكذا ما بعده.
][236
- 34ما :قال المفيد :رأيت في بعض الصول حديثا لم يحضرني الن إسناده ،عن
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم قال :من صحب أخاه المؤمن في
طريق فتقدمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره ،فقد أشاط بدمه وأعان عليه.
- 35كنز الكراجكى :باسناد مذكور في المناهي عن يونس بن يعقوب ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ملعون ملعون رجل يبدؤه أخوه بالصلح فلم
يصالحه - 36 .منه :عن الحسين بن محمد بن علي الصيرفي ،عن محمد
بن عمر الجعابي عن القاسم بن محمد بن جعفر العلوي ،عن أبيه ،عن
آبائه ،عن علي عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
للمسلم على أخيه ثلثون حقا ل براءة له منها إل بالداء أو العفو يغفر
زلته ،ويرحم عبرته ،ويستر عورته ،ويقيل عثرته ،ويقبل معذرته ،ويرد
غيبته ،ويديم نصيحته ،ويحفظ خلته ،ويرعى ذمته ،ويعود مرضته،
ويشهد ميته ،و يجيب دعوته ،ويقبل هديته ،ويكافئ صلته ،ويشكر نعمته،
ويحسن نصرته ،و يحفظ حليلته ،ويقضي حاجته ،ويشفع مسألته ،ويسمت
عطسته ،ويرشد ضالته ويرد سلمه ،ويطيب كلمه ،ويبر إنعامه ،ويصدق
أقسامه ،ويوالي وليه ،ول يعاديه ،وينصره ظالما ومظلوما :فأما نصرته
ظالما فيرده عن ظلمه ،وأما نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقه ،ول
يسلمه ،ول يخذله ،ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له من الشر
ما يكره لنفسه .ثم قال عليه السلم :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله
يقول :إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضى
له وعليه - 37 .ومنه :باسناده ،عن أبي هريرة ،عن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال :تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين :يوم الثنين
ويوم الخميس ،فيغفر لكل عبد مؤمن إل من كانت بينه وبين أخيه شحناء،
فيقال :اتركوا هذين حتى يصطلحا - 38 .عدة الداعي :عنهم عليهم السلم
قال :ل يكمل عبد حقيقة اليمان حتى يحب أخاه المؤمن .وعنهم عليهم
السلم شيعتنا :المتحابون المتباذلون فينا .وقال عبد المؤمن النصاري:
دخلت على المام أبي الحسن موسى بن جعفر
][237
عليه السلم وعنده محمد بن عبد ال بن محمد الجعفري ) (12فتبسمت إليه فقال،
أتحبه ؟ قلت :نعم ،وما أحببته إل لكم ،قال عليه السلم :هو أخوك،
والمؤمن أخو المؤمن لبيه وامه ملعون ملعون من اتهم أخاه ،ملعون
ملعون من غش أخاه ،ملعون ملعون من لم ينصح أخاه ،ملعون ملعون من
استأثر على أخيه ،ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ملعون ملعون من
اغتاب أخاه .وعنه صلى ال عليه وآله :أوثق عرى اليمان الحب في ال،
والبغض في ال .وقال الصادق عليه السلم :لكل شئ شئ يستريح إليه،
وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله ،أو ما
رأيت ذلك ؟ وقال عليه السلم :المؤمن أخو المؤمن هو عينه ومرآته
ودليله ،ل يخونه ول يخدعه ول يظلمه ول يكذبه ول يغتابه - 39 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن سيف بن عميرة،
عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :من حق
المؤمن على أخيه المؤمن أن يشبع جوعته ،ويواري عورته ،ويفرج عنه
كربته ،ويقضي دينه ،فإذا مات خلفه في أهله وولده ) .(2بيان " :أن
يشبع جوعته " إسناد الشبع إلى الجوعة مجاز ،يقال :أشبعته أي أطعمته
حتى شبع ،وفي المصباح جاع الرجل جوعا والسم الجوع والجوعة "
ويواري " أي يستر " عورته " وهي كلما يستحى منه إذا ظهر ،وما
يجب ستره من الرجل القبل والدبر ومن المرأة جميع الجسد إل ما استثني
والمة كالحرة إل في الرأس ،والظاهر أن المراد هنا أعم من ذلك ،بل
المراد إلباسه باللباس المتعارف بما هو عادة أمثاله ،و فسر في بعض
الروايات قوله عليه السلم " :عورة المؤمن على المؤمن حرام " أن
المراد بها عيوبه ،ويحتمل هنا ذلك ،لكنه بعيد ،والكربة بالضم اسم من
كربه المر فهو مكروب أي أهمه وأحزنه ،وقضاء ؟ الدين أعم من أن
يكون في حال الحياة أو
) (1مر تحت الرقم 28وفيه الجعفي وهو الصحيح (2) .الكافي ج 2ص .169وفى
نسخة الكمبانى زاد في الهامش قبل رمز كا " :اعلم الدين " فكأن
الحديث يوجد في " اعلم الدين " أيضا.
][238
بعد الموت ،وقوله " خلفه " كنصره أي كان عوضه وخليفته في قضاء حوائج
أهله وولده ورعايتهم ،قال في النهاية :خلفت الرجل في أهله إذا قمت بعده
فيهم ،وقمت عنه بما كان يفعله ،وفي الدعاء للميت " اخلفه في عقبه "
أي كن لهم بعده - 40 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي
بن الحكم ،عن عبد ال بن بكير الهجري ،عن معلى بن خنيس ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قلت له :ما حق المسلم على المسلم ؟ قال :له
سبع حقوق واجبات ما منهن حق إل وهو عليه واجب ،إن ضيع منها شيئا
خرج من ولية ال وطاعته ،ولم يكن ل فيه من نصيب قلت له :جعلت
فداك وما هي ؟ قال يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع ول تحفظ
وتعلم ول تعمل ،قال قلت له :ل قوة إل بال .قال :أيسر حق منها أن تحب
له ما تحب لنفسك ،وتكره له ما تكره لنفسك والحق الثاني أن تجتنب
سخطه وتتبع مرضاته ،وتطيع أمره ،والحق الثالث أن تعينه بنفسك،
ومالك ولسانك ويدك ورجلك ،والحق الرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته،
والحق الخامس ل تشبع ويجوع ،ول تروى ويظمأ ،ول تلبس ويعرى
والحق السادس أن يكون لك خادم وليس لخيك خادم فواجب أن تبعث
خادمك فيغسل ثيابه ،ويصنع طعامه ،ويمهد فراشه ،والحق السابع أن تبر
قسمه ،وتجيب دعوته ،وتعود مريضه ،وتشهد جنازته وإذا علمت أن له
حاجة تبادره إلى قضائها ول تلجئه أن يسألكها ،ولكن تبادره مبادرة ،فإذا
فعلت ذلك وصلت وليتك بوليته ووليته بوليتك ) .(1تبيان " :واجبات "
بالجر صفة للحقوق ،وقيل :أو بالرفع خبرا للسبع ويمكن حمل الوجوب
على العم من المعنى المصطلح والستحباب المؤكد إذ ل أظن أحدا قال
بوجوب أكثر ما ذكر مع تضمنه للحرج العظيم " من ولية ال " أي
محبته سبحانه أو نصرته ،والضافة إما إلى الفاعل أو إلى المفعول ،وفي
النهاية الولية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق ،والولية بالكسر في
المارة والولء في المعتق
][239
والموالة من والى القوم ،وفي القاموس الولي القرب والدنو والولي السم منه،
والمحب والصديق والنصير ،وولي الشئ وعليه ولية وولية أو هي
المصدر ،وبالكسر الخطة والمارة والسلطان ،وتوله اتخذه وليا ،والمر
تقلده ،وإنه لبين الولءة والولية والتولي والولء والولية وتكسر ،والقوم
على ولية واحدة وتكسر أي يد انتهى ) .(1قوله " ولم يكن ل فيه من
نصيب " أي ل يصل شئ من أعماله إلى ال ول يقبلها ،أو ليس هو من
السعداء الذين هم حزب ال ،بل هو من الشقياء الذين هم حزب الشيطان،
وحمل جميع ذلك على المبالغة وأنه ليس من خلص أولياء ال .ثم الظاهر
أن هذه الحقوق بالنسبة إلى المؤمنين الكاملين أو الخ الذي واخاه في ال،
وإل فرعاية جميع ذلك بالنسبة إلى جميع الشيعة حرج عظيم ،بل ممتنع إل
أن يقال إن ذلك مقيد بالمكان بل السهولة ،بحيث ل يضر بحاله .وبالجملة
هذا أمر عظيم يشكل التيان به ،والطاعة فيه ،إل بتأييده سبحانه ،قوله "
إني عليك شفيق " أي خائف أن ل تعمل أو متعطف محب من أشفقت على
الصغير أي حنوت وعطفت ،ولذا ل أذكرها لك ،لني أخاف أن تضيع ول
تعتني بشأنه ول تحفظه وتنساه ،أو ل ترويه أول تعمل به ،فالفقرة التية
مؤكدة ،وعلى التقادير يدل على أن الجاهل معذور ،ول ريب فيه إن لم يكن
له طريق إلى العلم .لكن يشكل توجيه عدم ذكره عليه السلم ذلك وإبطائه
فيه للخوف من عدم عمله به ،وتجويز مثل ذلك مشكل ،وإن ورد مثل ذلك
في بيان وجوب الغسل على النساء في احتلمهن حيث ورد النهي عن
تعليمهن هذا الحكم ،لئل يتخذنه علة ،مع أن ظاهر أكثر اليات والخبار
وجوب التعليم والهداية وإرشاد الضال ،لسيما بالنسبة إليهم عليهم السلم
مع عدم خوف وتقية كما هو ظاهر هذا المقام ،وقد قال تعالى " إن الذين
يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب
فاولئك
][240
يلعنهم ال ويلعنهم اللعنون " ) (1وأمثالها كثيرة .ويمكن الجواب عنه بوجهين:
الول أن الظاهر أن غرضه عليه السلم من هذا المتناع لم يكن ترك ذكره
والعراض عنه ،بل كان الغرض تشويق المخاطب إلى استماعه وتفخيم
المر عليه ،وأنه أمر شديد أخاف أن ل تعمل به فتستحق العقاب ولم
يصرح عليه السلم بأني ل أذكره لك لذلك ،ول أنك مع عدم العلم معذور بل
إنما أكد المر الذي أراد إلقاءه عليه ،بتأكيدات ،لتكون أدعى له على العمل
به .كما إذا أراد المير أن يأمر بعض عبيده وخدمه بأمر صعب ،فيقول قبل
أن يأمره به :اريد أن اوليك أمرا صعبا عظيما وأخاف أن ل تعمل به
لصعوبته ،وليس غرضه المتناع عن الذكر بل التأكيد في الفعل .والثاني
أن يكون هذا مؤيدا لستحباب هذه المور ،ووجوب بيان المستحبات
لجميع الناس لسيما لمن يخاف عليه عدم العمل به غير معلوم ،خصوصا
إذا ذكره عليه السلم لبعض الناس بحيث يكفي لشيوع الحكم وروايته،
وعدم صيرورته متروكا بين الناس بل يمكن أن يكون عدم ذكره إذا خيف
استهانته بالحكم واستخفافه به ،أفضل وأصلح بالنسبة إلى السامع ،إذ ترك
المستحب مع عدم العلم به أولى بالنسبة إليه من استماعه وعدم العتناء
بشأنه وكل الوجهين اللذين خطرا بالبال حسن ولعل الول أظهر وأحسن
وأمتن .وقوله " ل قوة إل بال " إظهار للعجز عن التيان بطاعة ال ،كما
يستحقه وطلب للتوفيق منه تعالى ضمنا " أن تجتنب سخطه " أي في
غير ما يسخط ال " وتتبع مرضاته " مصدر أي رضاه ،فيما لم يكن
موجبا لسخط ال ،وكذا إطاعة المر مقيد بذلك ،وكأن عدم التقييد في تلك
الفقرات يؤيد كون المراد بالخ الصالح الذي يؤمن من ارتكاب غير ما
يرضى ال غالبا " .بنفسك " بأن تسعي في حوائجه بنفسك " وبمالك "
بالمواساة واليثار والنفاق وقضاء الدين ونحو ذلك ،قبل السؤال وبعده
والول أفضل " ولسانك " بأن تعينه
][241
بالشفاعة عند الناس وعند ال ،والدعاء ودفع الغيبة عنه ،وذكر محاسنه في
المجالس وإرشاده إلى مصالحه الدينية والدنيوية وهدايته وتعليمه " ويدك
ورجلك " باستعمالهما في جلب كل خير ودفع كل شر يتوقفان عليهما.
وجمل " ويجوع ويظمأ ويعرى " حالية وفي المصباح خدمه يخدمه خدمة
فهو خادم غلما كان أو جارية والخادمة بالهاء في المؤنث قليل ،وفي
القاموس مهده كمنعه بسطه كمهده " وأن يبر قسمه " من باب الفعال،
وبر اليمين من باب علم وضرب صدق ،وإبرار المقسم :العمل بما ناشده
عليه ،أو تصديقه فيما أقسم عليه كما في الحديث لو أقسم على ال لبره،
فقيل :أي لو أقسم على وقوع أمر أوقعه ال إكراما له ،وقيل لو دعا ال
على البت لجابه ،وفي النهاية بر قسمه وأبره أي صدقه ،ومنه الحديث
أمرنا بسبع منها إبرار المقسم ،وقال الجوهري :بررت والدي بالكسر أبره
برا وفلن يبر خالقه أي يطيعه ،وبر فلن في يمينه صدق ،وفي القاموس
البر الصلة وضد العقوق بررته أبره كعلمته وضربته ،والصدق في اليمين،
وقد بررت وبررت وبرت اليمين تبر وتبر كيمل ويحل برا وبرا وبرورا
وأبرها أمضاها على الصدق انتهى ،والمشهور بين الصحاب استحباب
العمل بما أقسمه عليه غيره ،إذا كان مباحا استحبابا مؤكدا ول كفارة
بالمخالفة على أحدهما ،وفي مرسلة ابن سنان عن علي ابن الحسين عليه
السلم قال :إذا أقسم الرجل على أخيه فلم يبر قسمه ،فعلى المقسم كفارة
يمين ،وهو قول لبعض العامة ،وحملها الشيخ على الستحباب وقيل:
المراد بإبرار القسم أن يعمل بما وعد الخ لغيره من قبله بأن يقضي
حاجته ،فيفي بذلك ول يخفى ما فيه .قوله " وصلت وليتك بوليته " أي
محبته لك بمحبتك له ،وبالعكس أي صارت المحبة ثابتة مستقرة بينك
وبينه وصرت سببا لذلك ،أو عملت بمقتضى وليتك له ووليته لك عمل
بقوله تعالى " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " ) (1كما يقال
وصل الرحم وقطعها ،ويحتمل أن يكون المراد بوليتهما موالتهما للئمة
][242
أي أحكمت الخوة الحاصلة بينكما ،من جهة الولية ،وفي الخصال ) " (1وصلت
وليتك بوليته ووليته بولية ال عزوجل - 41 .كا :عن محمد بن يحيى،
عن ابن عيسى ،عن علي بن سيف ،عن أبيه سيف ،عن عبد العلى بن
أعين قال :كتب أصحابنا يسألون أبا عبد ال عليه السلم عن أشياء
وأمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه ،فسألته فلم يجبني فلما جئت
لودعه فقلت سألتك فلم تجبني فقال :إني أخاف أن تكفروا ،إن من أشد ما
افترض ال على خلقه ثلثا :إنصاف المرء من نفسه ،حتى ل يرضى لخيه
من نفسه إل بما يرضى لنفسه منه ،ومواساة الخ في المال ،وذكر ال
على كل حال ،ليس سبحان ال والحمد ل ،ولكن عند ما حرم ال عليه
فيدعه ) .(2ايضاح :قوله " فلم يجبني " يدل على جواز تأخير البيان عن
وقت السؤال لمصلحة ،كالمصلحة التي ذكرناها في الوجه الول ،على أنه
يمكن أن يقال لما كان السؤال من أهل الكوفة ،وكان وصول السؤال إليهم
بعد ذهاب الرسول فليس فيه تأخير البيان عن وقت السؤال أيضا قوله "
أن تكفروا " قيل أي تخالفوا بعد العلم ،وهو أحد معاني الكفر وأقول :لعل
المراد به أن تشكوا في الحكم أو فينا لعظمته وصعوبته ،أو تستخفوا به
وهو مظنة الكفر أو موجب لصدقه بأحد معانيه فهو مؤيد للوجه الثاني من
الوجهين السالفين ،وأما تتمة الخبر فقد مر مثلها بأسانيد في باب النصاف
والعدل ) (3وذكر ال تعالى وإن لم يكن من حقوق المؤمن ،لكن ذكره
استطرادا فانه لما ذكر حقين من حقوق المؤمن ،وكان حق ال أعظم
الحقوق ،ذكر حقا من حقوقه تعالى ،ويمكن أن يكون إيماء إلى أن حق
المؤمن من حقوقه تعالى أيضا مع أن ذكر ال على كل حال مؤيد لداء
حقوق المؤمن أيضا.
) (1مر تحت الرقم ،12فراجع (2) .الكافي ج 2ص (3) .170يعنى باب النصاف
والعدل من الكافي ج 2ص .144
][243
- 42كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن جميل عن
مرازم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما عبد ال بشئ أفضل من أداء
حق المؤمن ) .(1بيان :كان أداء حق الئمة عليهم السلم داخل في أداء
حقوق المؤمنين ،فانهم أفضلهم وأكملهم ،بل هم المؤمنون حقا - 43 .كا:
عن علي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :حق المسلم على المسلم أن ل يشبع
ويجوع أخوه ،ول يروى ويعطش أخوه ،ول يكتسي ويعرى أخوه ،فما
أعظم حق المسلم على أخيه المسلم ،وقال :أحب لخيك المسلم ما تحب
لنفسك وإذا احتجت فسله وإن سألك فأعطه ل تمله خيرا ول يمله لك ،كن
له ظهرا فانه لك ظهر إذا غاب فاحفظه في غيبته ،وإذا شهد فزره وأجله
وأكرمه ،فانه منك وأنت منه ،فان كان عليك عاتبا فل تفارقه ،حتى تسل
سخيمته ) (2وإن أصابه خير فاحمد ال ،وإن ابتلي فاعضده ،وإن تمحل له
فأعنه ،وإذا قال الرجل لخيه اف ،انقطع ما بينهما من الولية ،وإذا قال:
أنت عدوي كفر أحدهما ،فإذا اتهمه انماث اليمان في قلبه كما ينماث الملح
في الماء .وقال :بلغني أنه قال عليه السلم :إن المؤمن ليزهر نوره لهل
السماء كما تزهر نجوم السماء لهل الرض وقال عليه السلم :إن المؤمن
ولي ال يعينه ويصنع له ،و ل يقول عليه إل الحق ،ول يخاف غيره ).(3
تبيان :الضمائر في يشبع وأخوه ونظائرهما راجعة إلى المسلم في قوله
على المسلم ،وأخوه عبارة عن المسلم " ،وإذا احتجت فسله " يدل على
عدم مرجوحية السؤال عن الخ المؤمن ،ويشمل القرض والهبة ونحوهما.
) (1الكافي ج 2ص (2) .170تسأل سميحته ،خ (3) .الكافي ج 2ص 170و
.171
][244
" ل تمله خيرا " نهي من باب علم ،والضمير المنصوب للخ ،وخيرا تميز عن
النسبة في " ل تمله " " ول يمله " المستتر فيه للخ والبارز للخير،
ويحتمل النفي والنهي ،والول أوفق بقوله فانه لك ظهر ،ولو كان نهيا كان
النسب وليكن لك ظهرا ويؤيده أن في مجالس الشيخ ) " (1ل تمله خيرا
فانه ل يملك وكن له عضدا فانه لك عضد " وقد يقرأ الثاني من باب
الفعال بأن يكون المستتر راجعا إلى الخير والبارز إلى الخ أي ل يورث
الخير إياه ملل لجلك ،وقيل :هما من الملء بمعنى التأخير أي ل تؤخره
خيرا ،ول يخفى ما فيه ،والول أصوب .قال في القاموس (2) :مللته ومنه
بالكسر ملل وملة ومللة وملل سئمته كاستمللته ،وأملني وأمل علي
أبرمني ،والظهر والظهير المعين ،قال الراغب :الظهر يستعار لمن يتقوى
منه " وماله منهم من ظهير " أي معين " إذا غاب " بالسفر أو العم "
فاحفظه " في ماله وأهله وعرضه " فانه منك وأنت منه " أي خلقتما من
طينة واحدة كما مر أو مبالغة في الموافقة في السيرة والمذهب والمشرب،
كما قيل في قول النبي صلى ال عليه وآله علي مني وأنا من علي ،وفي
النهاية فيه :من غشنا فليس منا أي ليس على سيرتنا ومذهبنا ،والتمسك
بسنتنا ،كما يقول الرجل أنا منك وإليك ،يريد المتابعة والمرافقة ،وفي
الصحاح عتب عليه أي وجد عليه " .حتى تسل سخيمته " أي تستخرج
حقده وغضبه برفق ولطف وتدبير قال الفيروز آبادي :السل انتزاعك الشئ
وإخراجه في رفق كالستلل ،وقال :السخيمة الحقد وفي بعض النسخ "
حتى تسأل سميحته " أي حتى تطلب منه السماحة والكرم والعفو ،ولم
أرمصدره على وزن فعيلة إل أن يقرأ على بناء التصغير ،فيكون مصغر
السمح أو السماحة ،والظاهر أنه تصحيف النسخة الولى فانها موافقة لما
في مجالس الصدوق ومجالس الشيخ وكتاب الحسين بن سعيد وغيرها
وفي مجالس الصدوق " سخيمته وما في نفسه " ) (3وفي القاموس
عضده كنصره أعانه ونصره.
) (1مر تحت الرقم (2) .14القاموس ج 4ص (3) .52كما مر فيما مضى فراجع.
][245
" وإذا تمحل له فأعنه " أي إذا كاده إنسان واحتال لضرره فأعنه على دفعه عنه،
أو إذا احتال له رجل فل تكله إليه وأعنه أيضا وقرأ بعضهم " يمحل "
بالياء على بناء المجرد المجهول ،بالمعنى الول وهو أوفق باللغة لكن ل
تساعده النسخ في القاموس :المحل المكر والكيد وتمحل له احتال ،وحقه
تكلفه له ،والمحال ككتاب الكيد وروم المر بالحيل ،والتدبير والمكر،
والعداوة ،والمعاداة ،والهلك ومحل به مثلثة الحاء محل ومحال كاده
بسعاية إلى السلطان انتهى ،وقيل :أي إن احتال لدفع البلء عن نفسه
بحيلة نافعة فأعنه في إمضائه ول يخفى بعده ،وفي مجالس الصدوق وإن
ابتلي فاعضده وتمحل له ،وروى علي بن إبراهيم ) (1في تفسيره عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن
ال فرض التمحل في القرآن قلت :وما التمحل ؟ جعلت فداك ؟ قال :أن
يكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتمحل له ،وهو قوله " ل خير في
كثير من نجويهم " الية ،وفي كتاب المؤمن وإن ابتلي فأعطه وتحمل
عنه ،وأعنه " .انقطع ما بينهما من الولية " أي المحبة التي امروا بها "
كفر أحدهما " لنه إن صدق فقد خرج المخاطب عن اليمان بعداوته
لخيه ،وإن كذب فقد خرج القائل عنه بافترائه على أخيه ،وهذا أحد معاني
الكفر المقابل لليمان الكامل كما مر شرحه وسيأتي إنشاء ال قال في
النهاية فيه :من قال لخيه يا كافر فقد باء به أحدهما لنه إما أن يصدق
عليه أو يكذب ،فان صدق فهو كافر وإن كذب عاد الكفر إليه بتكفيره أخاه
المسلم ،والكفر صنفان أحدهما الكفر بأصل اليمان وهو ضده والخر الكفر
بفرع من فروع السلم فل يخرج به عن أصل اليمان .وقيل :الكفر على
أربعة أنحاء :كفر إنكار بأن ل يعرف ال أصل ول يعترف به ،وكفر جحود
ككفر إبليس يعرف ال بقلبه ول يقر بلسانه ،وكفر عناد وهو أن يعرف
بقلبه ،ويعترف بلسانه ،ل يدين به حسدا وبغيا ككفر أبي جهل وأضرابه
وكفر نفاق وهو أن يقر بلسانه ول يعتقد بقلبه قال الهروي سئل الزهري
عمن
][246
يقول بخلق القرآن أتسميه كافرا ؟ فقال :الذي يقوله كفر فاعيد عليه السؤال ثلثا
ويقول مثل ما قاله ،ثم قال في الخر :قد يقول المسلم كفرا .ومنه حديث
ابن عباس قيل له " :ومن لم يحكم بما أنزل ال فاولئك هم الكافرون " )
(1قال هم كفرة وليسوا كمن كفر بال واليوم الخر ،ومنه الحديث الخر:
إن الوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى
بعض بالسيوف فأنزل ال تعالى " فكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات
ال وفيكم رسوله " ) (2ولم يكن ذلك على الكفر بال عز وجل ،ولكن على
تغطيتهم ما كانوا عليه من اللفة والمودة .ومنه حديث ابن مسعود إذا قال
الرجل للرجل أنت لي عدو فقد كفر أحدهما بالسلم ،أراد كفر نعمته ،لن
ال ألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا فمن لم يعرفها فقد كفرها،
ومنه الحديث من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أي كفر النعمة،
ومنه الحديث فرأيت أكثر أهلها النساء لكفرهن قيل :أيكفرن بال قال :ل،
ولكن يكفرن الحسان ،ويكفرن العشير أي يجحدن إحسان أزواجهن
والحديث الخر :سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ،ومن رغب عن أبيه فقد
كفر ،ومن ترك الرمي فنعمة كفرها ،وأحاديث من هذا النوع كثيرة وأصل
الكفر تغطية الشئ تستهلكه .وقال :مثت الشئ أميثه وأموثه ،فانماث إذا
دفته في الماء ،ومنه حديث علي :اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في
الماء " وقال " :أي اليماني أو علي بن إبراهيم أو غيره من أصحاب
الكتب ،وفي القاموس زهر السراج والقمر والوجه كمنع زهورا تلل،
والنار أضاءت " ولي ال " أي محبه أو محبوبه ،أو ناصر دينه ،قال في
المصباح ،الولي فعيل بمعنى فاعل من وليه إذا قام به ،ومنه " ال ولي
الذين آمنوا " ) (3ويكون الولي بمعنى المفعول في حق المطيع ،فيقال
المؤمن
][247
ولي ال انتهى .قوله " يعينه " أي ال يعين المؤمن " ويصنع له " أي يكفي
مهماته " ول يقول " أي المؤمن " عليه " أي على ال " إل الحق " أي
إل ما علم أنه حق " ول يخاف غيره " وفيه تفكيك بعض الضمائر أو
المعنى يعين المؤمن دين ال وأولياءه ،ويصنع له أي أعماله خالصة ل
قال في القاموس صنع إليه معروفا كمنع صنعا بالضم وما أحسن صنع ال
بالضم ،وصنيع ال عندك - 44 .كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن
عبد الجبار ،عن ابن فضال عن علي بن عقبة ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :للمسلم على أخيه المسلم من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه،
ويعوده إذا مرض ،وينصح له إذا غاب ،ويسمته إذا عطس ،ويجيبه إذا
دعاه ،ويتبعه إذا مات ) .(1بيان " :أن يسلم عليه " أي ابتداءا " وينصح
له إذا غاب " أي يكون خالصا له طالبا لخيره دافعا عنه الغيبة وسائر
الشرور وفي المصباح التسميت ذكر ال على الشئ ،وتسميت العاطس
الدعاء له ،وبالشين المعجمة مثله ،وقال في التهذيب سمته بالسين
والشين إذا دعا له ،وقال أبو عبيد :الشين المعجمة أعل وأفشى ،وقال
ثعلب :المهملة هي الصل أخذا من السمت ،وهو القصد والهدى
والستقامة وكل داع بخير فهو مسمت :أي داع بالعود والبقاء إلى سمته.
وقال في النهاية :التسميت الدعاء ومنه الحديث في تسميت العاطس لمن
رواه بالسين المهملة وقيل :اشتقاقه من السمت وهو الهيئة الحسنة أي
جعلك ال على سمت حسن لن هيئته تنزعج للعطاس ،وقال أيضا التشميت
بالشين والسين الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلهما ،يقال شمت فلنا
وشمت عليه تشميتا فهو شمت واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم كأنه
دعا للعاطس بالثبات على طاعة ال تعالى وقيل معناه أبعدك ال عن
الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك انتهى ).(2
][248
" ويجيبه إذا دعاه " أي يقبل دعوته إذا دعاه للضيافة أو العم كما قال النبي لو
دعيت إلى كراع لجبت ،أو يلبيه إذا ناداه " ويتبعه " أي جنازته " إذا
مات - 45 " .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن منصور بن
يونس ،عن أبي المأمون الحارثي قال قلت لبي عبد ال عليه السلم ما
حق المؤمن على المؤمن ؟ قال :إن من حق المؤمن على المؤمن المودة
له في صدره ،والمواساة له في ماله ،والخلف له في أهله ،والنصرة له
على من ظلمه ،وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائبا ،أخذ له بنصيبه،
وإذا مات الزيارة إلى قبره ،وأن ل يظلمه وأن ل يغشه وأن ل يخونه وأن
ل يخذله وأن ل يكذبه وأن ل يقول له اف وإن قال له اف فليس بينهما
ولية ،وإذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما ،وإذا اتهمه انماث اليمان
في قلبه كما ينماث الملح في الماء ) .(1بيان " :والخلف له " بالسكون )
(2بمعنى الخلفة ،وهذا الوزن في مصادر الثلثي المجرد المتعدي قياسي
إذا كان ماضيه مفتوح العين أي يكون خليفته وقائما مقامه في أهل بيته،
ورعايتهم وتفقدهم والنفاق عليهم وقضاء حوائجهم إذا غاب أو مات "
وإذا كان نافلة " أي عطية من بيت المال والزكاة وغيرهما قال الجوهري
النفل والنافلة عطية التطوع من حيث ل يجب والباء في قوله " بنصيبه "
زائدة للتقوية " والزيارة " معطوف على المودة ،والجملة الشرطية
متوسطة بين حرف العطف والمعطوف كما قيل " وأن ل يغشه " في
مودته أو في المعاملة معه ،قال في القاموس غشه لم يمحضه النصح أو
أظهر له خلف ما أضمر والغش بالكسر السم منه " وأن ل يخونه " في
ماله وعرضه " وأن ل يخذله " بترك نصرته " وأن ل يكذبه " بالتشديد،
والتخفيف بعيد - 46 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن
أبي عمير ،عن أبي علي صاحب الكلل ،عن أبان بن تغلب قال :كنت أطوف
مع أبي عبد ال عليه السلم فعرض لي رجل من أصحابنا كان يسألني
الذهاب معه في حاجة فأشار إلي فكرهت أن أدع أبا عبد ال عليه السلم
وأذهب إليه فبينا أنا أطوف إذ أشار إلي أيضا فرآه أبو عبد ال عليه السلم
) (1الكافي ج 2ص (2) .171في المرآت " بالتحريك " وهو سهو.
][249
فقال :يا أبان إياك يريد هذا ؟ قلت :نعم ،قال :فمن هو ؟ قلت :رجل من أصحابنا،
قال :هو على مثل ما أنت عليه ؟ قلت :نعم ،قال :فاذهب إليه ،قلت :فأقطع
الطواف ؟ قال :نعم ،قلت :وإن كان طواف الفريضة ،قال :نعم ،قال :فذهبت
معه .ثم دخلت عليه بعد فسألته فقلت :أخبرني عن حق المؤمن على
المؤمن ؟ فقال :يا أبان دعه ل ترده ،قلت :بلى جعلت فداك قال :يا أبان ل
ترده قلت :بلى جعلت فداك فلم أزل اردد عليه فقال :يا أبان تقاسمه شطر
مالك ثم نظر إلي فرآى ما دخلني فقال :يا أبان أما تعلم أن ال عزوجل قد
ذكر المؤثرين على أنفسهم ؟ قلت :بلى جعلت فداك ،فقال أما إذا أنت
قاسمته فلم تؤثره بعد إنما أنت وهو سواء إنما تؤثره إذا أنت أعطيته من
النصف الخر ) .(1تبيين " :صاحب الكلل " أي كان يبيعها ،والكلل جمع
كلة بالكسر فيهما وفي القاموس الكلة بالكسر الستر الرقيق ،وغشاء رقيق
يتوقى به من البعوض ،وصوفة حمراء في رأس الهودج " على مثل ما
أنت عليه " أي من التشيع ويدل على جواز قطع طواف الفريضة لقضاء
حاجة المؤمن كما ذكره الصحاب ،وسيأتي مع أحكامه في كتاب الحج
إنشاء ال وقد مضى أن ممانعته ومدافعته عليه السلم عن بيان الحقوق
للتأكيد وتفخيم المر عليه حثا على أدائها وعدم مساهلته فيها ،وكأن
الراوي كان علم ذلك ،فكان ل يمتنع مع نهيه عليه السلم عن السؤال ،مع
جللته ،وإذعانه بوجوب إطاعته .و " الشطر " النصف " .فرآى " أي
في بشرتي أثر ما دخلني من الخوف من عدم العمل به أو من التعجب
فأزال عليه السلم تعجبه بأن قوما من النصار في زمن الرسول صلى ال
عليه وآله كانوا يؤثرون على أنفسهم إخوانهم فيما يحتاجون إليه غاية
الحتياج فمدحهم ال تعالى في القرآن بقوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو
كان بهم خصاصة ) (2قيل أي يقدمون المهاجرين على أنفسهم حتى أن
من كان عنده مرأتان نزل عن
][250
) (1أسرى (2) .29 :راجع الكافي باب فضل المعروف من كتاب الزكاة ج 4ص
.26
][251
وإن كان بعضها بعيدا عن ذلك - 47 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن
فضالة بن أيوب ،عن عمر ابن أبان ،عن عيسى بن أبي منصور قال :كنت
عند أبي عبد ال عليه السلم أنا وابن أبي يعفور وعبد ال بن طلحة فقال
ابتداءا منه :يا ابن أبي يعفور قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ست
خصال من كن فيه كان بين يدي ال عزوجل وعن يمين ال ،فقال ابن أبي
يعفور :وما هن جعلت فداك ؟ قال :يحب المرء المسلم لخيه ما يحب لعز
أهله ،ويكره المرء المسلم لخيه ما يكره لعز أهله ويناصحه الولية.
فبكى ابن أبي يعفور وقال :كيف يناصحه الولية ؟ قال عليه السلم :يا ابن
أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه ،ففرح لفرحه إن هو فرح،
وحزن لحزنه إن هو حزن ،وإن كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه ،وإل
دعا ال له قال :ثم قال أبو عبد ال ثلث لكم وثلث لنا :أن تعرفوا فضلنا،
وأن تطأوا عقبنا ،وأن تنتظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي ال
عزوجل فيستضئ بنورهم من هو أسفل منهم ،وأما الذين عن يمين ال فلو
أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم .فقال ابن
أبي يعفور :ومالهم ل يرون وهم عن يمين ال ؟ فقال :يا ابن أبي يعفور
إنهم محجوبون بنور ال أما بلغك الحديث أن رسول ال صلى ال عليه
وآله كان يقول :إن ل خلقا عن يمين العرش بين يدي ال وعن يمين ال،
وجوههم أبيض من الثلج ،وأضوء من الشمس الضاحية ،يسأل السائل ما
هؤلء ؟ فيقال :هؤلء الذين تحابوا في جلل ال ) .(1تبيان " :بين يدي
ال وعن يمين ال " أي قدام عرشه وعن يمين عرشه ،أو كناية عن
نهاية القرب والمنزلة عنده تعالى كما أن بعض المقربين عند الملك
يكونون بين يدي الملك يخدمونه ،وبعضهم عن يمينه ،ويحتمل أن يكون
الوصفان لجماعة واحدة عبر عنهم في بعض الحيان بالوصفين ،وفي
بعضها بأحدهما وهم أصحاب اليمين .ويحتمل أن يكونا لطائفتين كل منهما
اتصفوا بالخصال الست في الجملة لكن بعضهم اتصفوا بأعلى مراتبها فهم
أصحاب اليمين ،وبعضهم نقصوا عن تلك المرتبة
][252
فهم بين يديه ،كما أن من يخدم بين يدي الملك أنقص مرتبة وأدنى منزلة ممن
جلس عن يمينه ،فالواو في قوله " وعن يمين ال " للتقسيم والول أظهر
لسيما في الحديث النبوي صلى ال عليه وآله " ومناصحة الولية "
خلوص المحبة عن الغش ،والعمل بمقتضاها وقوله " بتلك المنزلة "
إشارة إلى المرتبة المركبة من الخصلتين الوليين ،أي إذا كانت منزلة
أخيه عنده بحيث يحب له ما يحب لعز أهله ،ويكره له ما يكره لعز أهله
بثه همه ،أو إشارة إلى مناصحة الولية أي إذا كان منه بحيث يناصحه
الولية بثه همه أي الخ للمرء ،ويحتمل العكس ،وقيل :إشارة إلى
صلحيته للخوة والولية .وقوله عليه السلم " إن هو فرح " كأنه تأكيد
أي إن كان فرحه فرحا واقعيا وكذا قوله " إن هو حزن " وقيل " إن "
فيهما بمعنى " إذ " لمحض الظرفية كما هو مذهب الكوفيين في مثل قوله
تعالى " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء ال " ) (1أي ينبغي أن يكون
فرحه في وقت فرح أخيه ل قبله ول بعده ،وكذا الحزن ،وقال الجوهري:
بث الخبر وأبثه بمعنى أي نشره ،يقال :أبثثتك سري أي أظهرته لك وقال:
الهم الحزن ،وأهمني المر إذا أقلقك وحزنك .قوله " ثلث لكم " أي هذه
ثلث ،والظرف صفة للثلث ،وثلث بعده مبتدأ والظرف خبره ،والثلث
الول الحب والكراهة ،والمناصحة ،وقيل الفرح ،والحزن والتفريج ،ول
يخفى بعده ،ثم بين عليه السلم الثلث الذي لهم عليهم السلم بقوله " أن
تعرفوا فضلنا " أي على سائر الخلق بالمامة والعصمة ،ووجوب الطاعة،
أو نعمتنا عليكم بالهداية والتعليم ،والنجاة من النار ،واللحوق بالبرار" ،
وأن تطؤا عقبنا " أي تتابعونا في جميع القوال والفعال ،ول تخالفونا في
شئ " وأن تنتظروا عاقبتنا " أي ظهور قائمنا ،وعود الدولة إلينا في
الدنيا أو العم منها ومن الخرة كما قال تعالى " والعاقبة للمتقين " "
فمن كان هكذا " أي كانت فيه الخصال الست جميعا " فيستضئ بنورهم
من هو أسفل منهم " في الرتبة بالنور الظاهر ،لظلمة يوم القيامة ،أو هو
كناية عن انتفاعهم
][253
بشفاعتهم وكرامتهم عند ال .وظاهر هذه الفقرات مغايرة الفريقين وإن أمكن أن
يكونا صنفا واحدا عبر عنهم تارة بأحد الوصفين ،وتارة بالخر ،وتارة
بهما كما مر .قوله " بين يدي ال " يمكن أن يكون حال عن العرش
ويكون " عن يمين ال " عطفا على قوله " عن يمين العرش " والمراد
بهم الطائفة الذين هم عن يمين ال ،بناء على اختلف الطائفتين :واشتقاق
أفعل التفضيل من اللوان في البيض نادر " .من الشمس الضاحية " أي
المرتفعة في وقت الضحى ،فانها في ذلك الوقت أضوء منها في سائر
الوقات ،أو البارزة التي لم يسترها غيم ول غبار ،في النهاية :ولنا
الضاحية من البعل أي الظاهرة البارزة التي ل حائل دونها انتهى " الذين
تحابوا " بتشديد الباء من الحب أي أحب بعضهم بعضا لجلل ال وعظمته
ل للغراض الدنيوية فكلمة " في " تعليلية أو للظرفية المجازية وفي
بعض النسخ بالحاء المهملة أي تحابوا ببذل المال الحلل الذي أعطاهم
ال ،وفي روايات العامة بالجيم قال الطيبي تحابا في ال هو عبارة عن
خلوص المحبة في ال أي ل في الحضور والغيبة ،وفي الحديث المتحابون
بجللي الباء للظرفية أي لجلي ولوجهي ل للهوى ،وقال النووي :أين
المتحابون بجللي أي بعظمتي وطاعتي ل للدنيا وقرأ بعض الفاضل
بتخفيف الباء من الحبوة ،والتحابي أخذ العطاء أي أخذوا ثوابهم في مكان
ستروا فيه بأنوار جلله وفيه ما فيه - 48 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن
عثمان بن عيسى ،عن محمد بن عجلن قال :كنت عند أبي عبد ال عليه
السلم فدخل رجل فسلم فسأله كيف من خلفت من إخوانك قال :فأحسن
الثناء وزكى وأطرى ،فقال له :كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم ؟ فقال
قليلة ،فقال :كيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم ؟ قال :قليلة فقال :كيف صلة
أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم ؟ فقال :إنك لتذكر أخلقا قل ما هي فيمن
عندنا قال :فقال :كيف تزعم هؤلء أنهم شيعة ).(1
][254
بيان :في المصابح زكى الرجل يزكو إذا صلح ،وزكيته بالتثقيل نسبته إلى الزكاء،
وهو الصلح والرجل زكي والجمع أزكياء وأطريت فلنا مدحته بأحسن
مما فيه ،وقيل :بالغت في مدحه وجاوزت الحد " كيف عيادة أغنيائهم "
المراد إما عيادة المرضى ،والتعدية بعلى لتضمين معنى العطوفة ،أو من
العائدة والمعروف لكن هذا المصدر فيه غير مأنوس ،وفي كثير من
الخبار " وأن يعود غنيهم على فقيرهم " أو مطلق الزيارة قال في النهاية
فيه فانها امرأة تكثر عوادها أي زوارها ،وكل من أتاك مرة بعد اخرى فهو
عائد ،وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض ،حتى صار كأنه مختص به
انتهى .والمراد بالمشاهدة إما الزياة في غير المرض أو شهودهم لديهم،
ومجالستهم معهم " في ذات أيديهم " أي في أموالهم ،وكلمة " في "
للسببية " ويزعم " بصيغة المضارع الغائب فهؤلء في محل الرفع أو
بصيغة المخاطب فهؤلء في محل النصب وفي بعض النسخ بالياء فتعين
الول - 49 .كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن سالم ،عن أحمد بن
النضر ،عن أبي إسماعيل قال قلت لبي جعفر عليه السلم جعلت فداك إن
الشيعة عندنا كثير ،فقال :فهل يعطف الغني على الفقير ،وهل يتجاوز
المحسن على المسئ ويتواسون ؟ فقلت ل ،فقال :ليس هؤلء شيعة،
الشيعة من يفعل هذا ) - 50 .(1كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى،
عن ابن سنان ،عن العلء بن الفضيل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان أبو جعفر عليه السلم يقول :عظموا أصحابكم ووقروهم ،ول يتجهم
بعضكم بعضا ول تضاروا ول تحاسدوا ،وإياكم والبخل كونوا عباد ال
المخلصين ) .(2بيان :في القاموس جهمه كمنعه وسمعه استقبله بوجه
كريه كتجهمه وله - 51 .كا :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد
الجبار ،عن ابن فضال عن عمر بن أبان ،عن سعيد بن الحسن قال :قال
أبو جعفر عليه السلم :أيجئ أحدكم إلى
][255
أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فل يدفعه ؟ فقلت :ما أعرف ذلك فينا فقال
أبو جعفر عليه السلم :فل شئ إذا قلت :فالهلك إذا ؟ فقال :إن القوم لم
يعطوا أحلمهم بعد ) .(1بيان :قوله عليه السلم " فل شئ إذا " أي فل
شئ من اليمان في أيديهم إذا ؟ أو ليس شئ من آداب اليمان بينهم إذا،
وكأن السائل حمله على المعنى الول ولذا قال " :فالهلك إذا ؟ " أي
فالعذاب الخروي ثابت لهم إذا ؟ فاعتذر عليه من قبل الشيعة أي أكثرهم
بأنهم لم يعطوا أحلمهم بعد أي لم يكمل عقولهم بعد ،ويختلف التكليف
باختلف مراتب العقول كما مر " إنما يداق ال العباد على قدر ما آتاهم
من العقول " أو لم يتعلموا الداب من الئمة عليهم السلم بعد ،فهم
معذورون كما يشير إليه الخبار السابقة واللحقة حيث لم يذكروا الحقوق
أول معتذرين بأنه يشكل عليكم العمل بها فيومئ إلى أنهم معذورون في
الجملة مع عدم العلم .وقيل :هو تأديب للسائل ،حيث لم يفرق بين ما هو
من الداب ومكملت اليمان ،وبانتفائه ينتفي كمال اليمان ،وبين ما هو
من أركان اليمان أو فرائضه وبانتفائه ينتفي اليمان أو يحصل استحقاق
العذاب وهو بعيد ،وفي القاموس الحلم بالكسر الناة والعقل ،والجمع أحلم
وحلوم ،ومنه " أم تأمرهم أحلمهم ) - 52 " (2كا :عن علي بن إبراهيم،
عن الحسين بن الحسن ،عن محمد بن أورمة رفعه عن معلى بن خنيس
قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن حق المؤمن فقال سبعون حقا ل
اخبرك إل بسبعة فاني عليك مشفق أخشى أن ل تحتمل ،فقلت :بلى إنشاء
ال فقال عليه السلم :ل تشبع ويجوع ،ول تكتسي ويعرى ،وتكون دليله،
وقميصه الذي يلبسه ،ولسانه الذى يتكلم به ،وتحب له ما تحب لنفسك،
وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه ،وتسعى في حوائجه بالليل
والنهار ،فإذا فعلت ذلك وصلت
][256
وليتك بوليتنا ووليتنا بولية ال عز وجل ) .(1تبيان " :أخشى أن ل تحتمل "
أي ل تعمل بها أو ل تقبلها حق القبول ،فيدل كما مر على أن هذه من
الداب التي يعذر السامع بالجهل بها ،والقائل في ترك القول إذا علم عدم
عمل السامع بها أو صيرورته سببا لنوع شك أو فتور في الذعان ولهذا
ترك ذكر بعضها وإن أمكن أن يكون عليه السلم ذكرها له في وقت آخر أو
تكون البقية داخلة في السبعة إجمال ويكون المراد به ترك ذكرها مفصلة
كما يستنبط من بعض الخبار المجملة كثير مما يذكر في الخبار المفصلة
وأما بالنسبة إلى ما ذكر فيمكن أن تكون المضايقة للتوكيد والمبالغة في
العمل كما عرفت ويمكن استنباط السبعين من مجموع الخبار الواردة في
ذلك الباب .قوله عليه السلم " وقميصه الذي يلبسه " أي تكون محرم
أسراره ومختصا به غاية الختصاص ،وهذه استعارة شائعة بين العرب
والعجم ،أو المعنى تكون ساتر عيوبه وقيل :تدفع الذى عنه ،كما يدفع
القميص عنه الحر والبرد ،وهو بعيد " ولسانه " أي تتكلم من قبله إذا
عجز أو غاب إذا رضي بذلك ،وقوله " تسعى " على صيغة الغيبة،
والضمير للجارية فل تزيد على السبع " وصلت وليتك " أي لنا "
بوليتنا " ومحبتنا لك ،ووليتنا لك بولية ال لك .أو وليتك له بوليتنا لك
أو بوليتك لنا ،أي وليتك له من شروط وليتنا " .ووليتنا بولية ال "
فان ولية ال ل يتم إل بوليتنا والحاصل :أنك إن فعلت ذلك ،فقد جمعت
بين محبته ومحبتنا ومحبة ال عزوجل .ويحتمل أن يكون المراد بالولية
في جميع المراتب النصرة وفيها احتمالت اخر يظهر بالتأمل فيما ذكر53 .
-كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن أبي المغرا
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخذله
ول يخونه ،ويحق على المسلمين الجتهاد في التواصل ،والتعاون على
التعاطف ،والمواساة لهل الحاجة
][257
وتعاطف بعضهم على بعض ،حتى تكونوا كما أمركم ال عزوجل رحماء بينكم
متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم ،على ما مضى عليه معشر
النصار على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله ) .(1بيان " :والتعاون
على التعاطف " أي معاونة بعضهم بعضا على التعاطف ،وعطف بعضهم
على بعض ،وفي بعض النسخ " التعاقد " مكان التعاون أي التعاهد على
ذلك " كما أمركم ال " أي في قوله سبحانه " محمد رسول ال والذين
معه أشداء على الكافر رحماء بينهم " إشارة إلى أن الية أمر في المعنى
بتلك الخصال ،لكونها في مقام المدح المستلزم للمر بها ،وإلى أن المر
المستفاد منها غير مختص بالصحابة .وقيل إشارة إلى قوله تعالى" :
وتواصوا بالمرحمة " والول أظهر ،وقوله " :رحماء " خبر " تكونوا "
و " متراحمين " تفسير له أو خبر ثان كقوله " مغتمين لما غاب عنكم
من أمرهم " أي لما عجزتم عن تداركه من أمر المسلمين أو لما بعد عنكم،
ولم تصل إليه إعانتكم ،أو إذا لم تطلعوا على أحوالهم تكونوا مغتمين لعدم
الطلع وقوله " على ما مضى " متعلق بجميع ما تقدم ل بقوله مغتمين
فقط كما قيل ،وهذا يومئ إلى أن الية في شأن النصار ومدحهم ولم يذكره
المفسرون ،ويحتمل أن تكون هذه الصفات في النصار أكثر ،وإن كان في
قليل من المهاجرين كأمير المؤمنين وسلمان وأضرابه أتم .قال الطبرسي -
ره :-قال الحسن :بلغ من شدتهم على الكفار أنهم كانوا يتحرزون من
ثياب المشركين حتى ل تلتزق بثيابهم وعن أبدانهم حتى ل تمس أبدانهم،
وبلغ تراحمهم فيما بينهم أن كان ل يرى مؤمن مؤمنا إل صافحه وعانقه
انتهى ) (2وتكرار التعاطف للتأكيد أو الول للتعاون أو التعاقد عليه وهذا
لصله - 54 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله حق على المسلم
إذا أراد سفرا أن يعلم إخوانه وحق
][258
على إخوانه إذا قدم أن يأتوه ) .(1بيان :فيه إيماء إلى أنه إذا لم يعلمهم عند الذهاب
ل يلزم عليهم إتيانه بعد الياب ،وإن كان ضعيفا - 55 .كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن أبيه ،عن فضالة بن أيوب ،عن علي ابن أبي حمزة قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا
ذكروا ال ،إنا إذا ذكرنا ذكر ال ،وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان ) .(2بيان:
" شيعتنا الرحماء " الرحماء جمع رحيم أي يرحم بعضهم بعضا " الذين
" خبر بعد خبر أو صفة للرحماء " إنا إذا ذكرنا " أي ذكر ال المذكور
يشمل ذكرنا لن ذكر صفاتهم وكمالتهم ونشر علومهم وأخبارهم شكر
لعظم نعم ال تعالى وعبادة له بأفضل العبادة ،أو باعتبار كمال التصال
بينهم وبينه تعالى كان ذكرهم ذكر ال ،وإذا ذكر عدوهم ذكر الشيطان لنه
من أعوانه ،فان ذكرهم بخير فكأنما ذكر الشيطان بخير ،وإن لعنهم كان له
ثواب لعن الشيطان - 56 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ،عن صالح بن عقبة ،عن يزيد بن عبد
الملك ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :تزاوروا فان في زيارتكم إحياء
لقلوبكم ،وذكرا لحاديثنا ،وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض ،فان أخذتم
بها رشدتم ونجوتم ،وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم
زعيم ) .(3بيان " :إحياء لقلوبكم " لنه يوجب تذكر المامة ،وعلوم
الئمة عليهم السلم وحياة القلب بالعلم والحكمة " وأحاديثنا تعطف
بعضكم على بعض " لشتمالها على حقوق المؤمنين بعضهم على بعض،
ولن الهتمام برواية أحاديثنا يوجب رجوع بعضكم إلى بعض " وأنا
بنجاتكم زعيم " أي كفيل وضامن " إن أخذتم بها " قال في المصباح:
زعمت بالمال زعما من باب قتل ومنع كفلت به فأنا زعيم به.
) (1الكافي ج 2ص (3 - 2) .174الكافي ج 2ص .186
][259
- 57كا :عن العدة ،عن سهل ،عن الوشاء ،عن منصور بن يونس ،عن عباد بن
كثير قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إني مررت بقاص يقص وهو
يقول :هذا المجلس الذي ل يشقى به جليس ،قال :فقال أبو عبد ال عليه
السلم :هيهات هيهات أخطأت أستاههم الحفرة إن ل ملئكة سياحين
سوى الكرام الكاتبين ،فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا وآل محمد عليهم
السلم فقالوا :قفوا فقد أصبتم حاجتكم ،فيجلسون فيتفقهون معهم ،فإذا
قاموا عادوا مرضاهم ،وشهدوا جنائزهم ،وتعاهدوا غائبهم فذلك المجلس
الذي ل يشقى به جليس ) .(1بيان " :القاص " راوي القصص ،والمراد
هنا القصص الكاذبة الموضوعة ،و ظاهر أكثر الصحاب تحريم استماعها،
كما يدل عليه قوله تعالى " :سماعون للكذب " ) (2ويمكن أن يكون
المراد هنا وعاظ العامة ومحدثوهم ،فان رواياتهم أيضا كذلك " ل يشقى
به جليس " أي ل يصير شقيا محروما عن الخير من جلس معهم قال
الراغب :الشقاوة خلف السعادة ،وقد شقي يشقى شقوة وكما أن السعادة
في الصل ضربان :اخروية ،ودنيوية ،ثم الدنيوية ثلثة أضرب :نفسية،
وبدنية ،وخارجة كذلك الشقاوة على هذه الضرب وقال بعضهم .قد يوضع
الشقاء موضع التعب نحو شقيت في كذا وكل شقاوة تعب ،وليس كل تعب
شقاوة " .أخطأت أستاههم الحفرة " الخطأ ضد الصواب ،والخطاء عند
أبي عبيد الذهاب إلى خلف الصواب ،مع قصد الصواب ،وعند غيره
الذهاب إلى غير الصواب مطلقا عمدا أو غير عمد ،والستاه بفتح الهمزة
والهاء أخيرا جمع الست بالكسر ،وهي حلقة الدبر وأصل الست " سته
" بالتحريك ،وقد يسكن التاء ،حذفت الهاء وعوضت عنها الهمزة،
والمراد بالحفرة الكنيف الذي يتغوط فيه ،وكأن هذا كان مثل سائرا يضرب
لمن استعمل كلما في غير موضعه أو أخطأ خطأ فاحشا .وقد يقال شبهت
أفواههم بالستاه تفضيحا لهم ،وتكرير هيهات أي بعد هذا
][260
][261
الملك منه رائحة حسنة ،والثاني عن أقوالهم الطيبة في القاموس الروح بالضم ما
به حياة النفس ،وبالفتح الراحة والرحمة ،ونسيم الريح ،والريح جمعه
أرواح ،و أرياح ،ورياح ،والريح الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة،
والشئ الطيب والرائحة " (1) ،فأعينوا " أي فأعينوني على شفاعتكم
وكفالتكم بورع عن المعاصي واجتهاد في الطاعات - 60 .كا :عن الحسين
بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا ،عن علي بن محمد بن إسماعيل ،عن
محمد بن مسلم ،عن أحمد بن زكريا ،عن محمد بن خالد بن ميمون عن
عبد ال بن سنان ،عن غياث بن إبراهيم ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :ما اجتمع ثلثة من المؤمنين فصاعدا إل حضر من الملئكة مثلهم،
فان دعوا بخير أمنوا ،وإن استعاذوا من شر دعوا ال ليصرفه عنهم ،وإن
سألوا حاجة تشفعوا إلى ال وسألوه قضاها وما اجتمع ثلثة من الجاحدين
إل حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين فان تكلموا تكلم الشيطان بنحو
كلمهم ،وإذا ضحكوا ضحكوا معهم ،وإذا نالوا من أولياء ال نالوا معهم،
فمن ابتلى من المؤمنين بهم ،فإذا خاضوا في ذلك فليقم ول يكن شرك
شيطان ،ول جليسه ،فان غضب ال عزوجل ل يقوم له شئ ،ولعنته ل
يردها شئ ثم قال عليه السلم :فان لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ،ولو
حلب شاة أو فواق ناقة ) .(2تبيان :قوله " فصاعدا " منصوب بالحالية،
وعامله محذوف وجوبا أي اذهب في العدد صاعدا " فان دعوا بخير " أي
ما يوجب السعادة الخروية كتوفيق العبادة وطلب الجنة أو الستعاذة من
النار ونحوها أو العم منها ومن المور المباحة الدنيوية كطول العمر
وكثرة المال والولد ،وأمثال ذلك ،فيكون احترازا عن طلب المور
المحرمة ،وكذا الشر يشتمل الشرور الدنيوية والخروية فيكون سؤال
الحاجة تعميما بعد التخصيص ،وعلى الول تكون الفقرتان الوليان
للخرة ،وهذه للدنيا.
][262
والتشفع المبالغة في الشفاعة قال الجوهري :استشفعته إلى فلن أي سألته أن
يشفع لي إليه ،وتشفعت إليه في فلن فشفعني فيه تشفيعا ،والتأمين قول
آمين ومعناه اللهم استجب لي ،وفي النهاية فيه أن رجل كان ينال من
الصحابة يعني الوقيعة فيهم يقال منه نال ينال نيل إذا أصاب وفي القاموس
نال من عرضه سبه " .فمن ابتلى من المؤمنين بهم " أي بمجالستهم "
فإذا خاضوا " قال الجوهري :خاض القوم في الحديث وتخاوضوا أي
تفاوضوا فيه " في ذلك " أي في النيل من أولياء ال وسبهم هو إشارة
إلى قوله تعالى " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات ال يكفر
بها ويستهزؤ بها فل تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا
مثلهم إن ال جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ) (1وقال علي بن
إبراهيم في تفسيره :آيات ال هم الئمة عليهم السلم وفي تفسير العياشي
عن الرضا عليه السلم في تفسيرها إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب
به ويقع في أهله فقم من عنده ول تقاعده ) .(2وقوله تعالى " :إنكم إذا
مثلهم " قيل أي في الكفر ،إن رضيتم به ،وإل ففي الثم لقدرتكم على
النكار والعراض ،وقال سبحانه :أيضا " وإذا رأيت الذين يخوضون في
آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ) " (3ول يكن شرك
شيطان " بالكسر أي شريكه إن شاركهم " ول جليسه " إن لم يشاركهم
وكان ساكتا ومن قرأ الشرك بالتحريك :بمعنى الحبالة أو فسر الشرك
بالنصيب فقد صحف لفظا أو معنى .قوله " ل يقوم له شئ " أي ل يدفعه
أو ل يطيقه ،ول يقدر على تحمله ،وقد دلت الرواية واليتان على وجوب
قيام المؤمن ومفارقته لعداء الدين عند ذمهم أولياء ال وعلى لحوق
الغضب واللعنة به مع القعود معهم ،بل دلت الية ظاهرا على أنهم مثلهم
في الفسق والنفاق والكفر ،ول ريب فيه مع اعتقاد جواز ذلك أو رضاه به،
وإل
) (1النساء (2) .140 :تفسير العياشي ج 1ص (3) .281النعام.68 :
][263
فظاهر بعض الروايات أن العذاب بالهلك ،إن نزل يحيط به ،ولكن ينجو في الخرة
بفضل ال تعالى ،وظاهر بعضها أن اللعنة إذا نزلت تعم من في المجلس
والحوط عدم مجالسة الظلمة وأعداء ال ،من غيرورة .ثم بين حكمه إذا
لم يقدر على المفارقة بالكلية للتقية أو غيرها ،بقوله " فان لم يستطع
فلينكر بقلبه " قوله " ولو حلب شاة " حلب مصدر منصوب بظرفية
الزمان بتقدير زمان حلب ،وكذا الفواق وكأنه أقل من الحلب ،أي يقوم
لظهار حاجة وعذر ولو بأحد هذين المقدارين من الزمان .قال في النهاية:
فيه أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق أي في قدر فواق ناقة ،و هو ما بين
الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه وتفتح ،وذلك لنها تحلب ثم تراح حتى تدر
ثم تحلب وفي القاموس الفواق كغراب ما بين الحلبتين من الوقت وتفتح،
أو ما بين فتح يديك وقبضها على الضرع - 61 .كا :بالسناد المتقدم ،عن
محمد بن سليمان ،عن محمد بن محفوظ ،عن أبي المغرا قال :سمعت أبا
الحسن عليه السلم يقول :ليس شئ أنكى لبليس وجنوده عن زيارة
الخوان في ال بعضهم لبعض ،وقال :وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران ال
ثم يذكران فضلنا أهل البيت فل يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إل تخدد
حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما تجد من اللم فتحس ملئكة السماء
وخزان الجنان فيلعنونه حتى ل يبقى ملك مقرب إل لعنه فيقع خاسئا
حسيرا مدحورا ) .(1بيان :في القاموس نكى العدو وفيه نكاية قتل وجرح،
وفي النهاية يقال نكيت في العدو أنكى نكاية فأنا ناك :إذا أكثرت فيهم
الجراح والقتل ،فوهنوا لذلك وقد يهمز لغة فيه وفي القاموس المضغة
بالضم قطعة اللحم وغيره ،وقال :خدد لحمه وتخدد هزل ونقص وخدده
السير لزم متعد وقال :خسأ الكلب كمنع خسئا وخسوءا طرده ،والكلب بعد
كانخسأ وخسئ ،وقال :حسر كفرح عليه حسرة وحسرا تلهف فهو حسير،
وكضرب وفرح أعيا كاستحسر فهو حسير وقال :الدحر الطرد والبعاد.
][264
)) * (16باب( * * " )حفظ الخوة ورعاية أوداء الب( " * - 1نوادر الراوندي:
بإسناده عن موسى بن جعفر عليه السلم ،عن آبائه قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ل تقطع أوداء أبيك فيطفئ نورك .وبهذا السناد قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ثلث يطفين نور العبد :من قطع أوداء
أبيه ،وغير شيبته ،ورفع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له )2 .(1
-نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم ،مودة الباء قرابة بين البناء ).(2
- 3كنز الكراجكى :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من كرم المرء بكاؤه
على ما مضى من زمانه ،وحنينه إلى أوطانه ،وحفظه قديم إخوانه ،وروي
أن داود عليه السلم قال لبنه سليمان :يا بني ل تستبدلن بأخ قديم أخا
مستفادا ما استقام لك ،ول تستقلن أن يكون لك عدو واحد ،ول تستكثرن
أن يكون لك ألف صديق - 4 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن
عيسى ،عن المفضل بن عمر قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إنما
المؤمنون إخوة بنو أب وام وإذا ضرب على رجل منهم عرق ،سهر له
الخرون ) .(3كتاب المؤمن :للحسين بن سعيد مرسل عنه عليه السلم
مثله .تبيان :إنما المؤمنون إخوة كما قال تعالى في كتابه العزيز أي إخوة
في الدين ،أو ينبغي أن يكونوا بمنزلة الخوة في التراحم والتعاطف ،ثم أكد
) (1نوادر الراوندي (2) .10 :نهج البلغة ج 2ص (3) .218الكافي ج 2ص
.165
][265
عليه السلم ذلك بقوله " بنو أب وام " أي ينبغي أن يكونوا كهذا النوع من الخوة
أو نفي لهذا المعنى ،وبيان أن اخوتهم متأصلة بمنزلة الحقيقة لشتراكهم
في طينة الجنة والروح المختارة المنسوبة إلى الرب العلى كما سيأتي ،أو
المراد بالب روح ال الذي نفخ منه في طينة المؤمن ،وبالم الماء العذب
والتربة الطيبة كما مر في أبواب الطينة الدم وحوا كما يتبادر إلى بعض
الذهان لعدم اختصاص النتساب إليهما باليمان إل أن يقال :تباين العقائد
صار مانعا من تأثير تلك الخوة لكنه بعيد .وقد مر وجه آخر وهو اتحاد
آبائهم الحقيقية الذين أحيوهم باليمان والعلم أو أن النبي صلى ال عليه
وآله أبوهم وخديجة امهم بمقتضى الية المتقدمة وإخراج غير المؤمنين
لنهم عقوا والديهم بترك ولية أئمة الحق ،فهم خرجوا عن حكم الولد
وانقطعت الخوة بينهم كما أن المنافقات من أزواج النبي صلى ال عليه
وآله وسلم خرجن بذلك عن كونهم امهات المؤمنين كما طلق أمير
المؤمنين عليه السلم عائشة يوم البصرة ليظهر للناس خروجها عن هذا
الحكم على بعض الوجوه ،وإن بقي تحريم نكاحها على المسلمين .وضرب
العرق حركته بقوة والمراد هنا المبالغة في قلة الذى ،وتعديته هنا بعلى
لتضمين معنى الغلبة كما في قوله تعالى " وضربنا على آذانهم " ) (1في
النهاية ضرب العرق ضربا وضربانا :إذا تحرك بقوة وفي القاموس :سهر
كفرح لم ينم ليل انتهى ،والمعنى أن الناس كثيرا ما يذهب عنهم النوم في
بعض الليالي من غير سبب ظاهر فهذا من وجع عرض لبعض إخوانهم،
ويحتمل أن يكون السهر كناية عن الحزن للزومه له غالبا - 5 .كا :عن
علي ،عن أبيه ،عن فضالة بن أيوب ،عن عمر بن أبان ،عن جابر الجعفي
قال :تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلم فقلت :جعلت فداك ربما
حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي ،حتى يعرف ذلك أهلي في
وجهي وصديقي فقال :نعم يا جابر إن ال عزوجل خلق المؤمنين من طينة
الجنان وأجرى فيهم
][266
من ريح روحه ،فلذلك المؤمن أخو المؤمن لبيه وامه ،فإذا أصاب روحا من تلك
الرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لنها منها ) - 6 .(1كتاب
المؤمن :بإسناده ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :تنفست بين
يديه ثم قلت :يا ابن رسول ال ! هم يصيبني وساق نحو ما مر إلى قوله
صديقي ،فقال :نعم يا جابر فقلت :فمم ذلك يا ابن رسول ال ! قال عليه
السلم :وما تصنع به ؟ قلت :احب أن أعلمه قال عليه السلم :يا جابر إن
ال عزوجل إلى آخر الخبر .تبيين " :تقبضت " التقبض " ظهور أثر
الحزن ضد النبساط ،في القاموس انقبض انضم وضد انبسط وتقبض عنه
اشمأز وفي المحاسن ) " (2تنفست " أي تأوهت وحزنت من باب علم أو
على بناء المجهول من باب نصر ،فانه متعد حينئذ " وصديقي " عطف
على " أهلي " و " ريح روحه " أي من نسيم روحه الذي نفخه في
النبياء والوصياء عليهم السلم كما قال " :ونفخت فيه من روحي " )(3
أو من رحمة ذاته كما قال الصادق عليه السلم :وال شيعتنا من نور ال
خلقوا وإليه يعودون ،أو الضافة بيانية شبه الروح بالريح لسريانه في
البدن كما أن نسبة النفخ إليه لذلك أي من الروح الذي هو كالريح واجتباه
و اختاره وقد روي عن الباقر عليه السلم في تفسير قوله تعالى " ونفخت
فيه من روحي " كيف هذا النفخ ؟ فقال :إن الروح متحرك كالريح ،وإنما
سمي روحا لنه اشتق اسمه من الريح وإنما أخرجه على لفظة الروح لن
الروح مجانس للريح ،وإنما أضافه إلى نفسه لنه اصطفاه على سائر
الرواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال " :بيتي " وقال :لرسول من
الرسل خليلي وأشباه ذلك وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.
ويمكن أن يقرأ بفتح الراء أي من نسيم رحمته كما ورد في خبر آخر:
وأجرى فيهم من روح رحمته.
) (1الكافي ج 2ص (2) .166كما سيجئ تحت الرقم 16من الباب (3) .17
الحجر ،29 :ص .72
][267
" لبيه وامه " الظاهر تشبيه الطينة بالم والروح بالب ويحتمل العكس ل يقال
على هذا الوجه يلزم أن يكون المؤمن محزونا دائما لنا نقول يحتمل أن
يكون للتأثر شرايط اخرى تفقد في بعض الحيان كارتباط هذا الروح
ببعض الرواح أكثر من بعض كما ورد " الرواح جنود مجندة ما تعارف
منها ائتلف ،وما تناكر منها اختلف " .ويحتمل أن يكون الحزن الدائم
للمؤمن أحد أسبابه ذلك كما أن تذكر الخوة أيضا سبب له ،لكن شدته في
بعض الحيان بحيث يتبين له ذلك ،بحزن الرواح المناسبة له أو بحزن
الرواح الشريفة العالية المؤثرة في العوالم ،لسيما في أرواح الشيعة
وقلوبهم وأبدانهم ،كما روى الصدوق في معاني الخبار ) (1بإسناده إلى
أبي بصير قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم ومعي رجل من
أصحابنا فقلت له :جعلت فداك يا ابن رسول ال إني لغتم وأحزن من غير
أن أعرف لذلك سببا ،فقال عليه السلم :إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم
منا لنا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخل عليكم لنا وإياكم من
نور ال عزوجل فجعلنا وطينتنا و طينتكم واحدة ،ولو تركت طينتكم كما
اخذت لكنا وأنتم سواء ،ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلول ذلك ما
أذنبتم ذنبا أبدا .قال :قلت :جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بدا ؟ فقال:
إي وال يا عبد ال أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر من القرص إذا طلع
أهو متصل به أو بائن منه ؟ فقلت له :جعلت فداك بل هو بائن منه ؟ فقال:
أفليس إذا غابت الشمس و سقط القرص عاد إليه فاتصل به كما بدا منه ؟
فقلت له :نعم ،فقال :كذلك وال شيعتنا من نور ال خلقوا وإليه يعودون،
وال إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ،وإنا لنشفع ونشفع ،ووال إنكم
لشتفعون فتشفعون ،وما من رجل منكم إل وسترفع له نار عن شماله،
وجنة عن يمينه ،فيدخل أحباءه الجنة وأعداءه النار ،فتأمل وتدبر في هذا
الحديث فان فيه أسرارا غريبة.
) (1لم نجده في معاني الخبار بعد الفحص البليغ وانما وجدناه في العلل الباب .84
][268
- 7كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله ل
يخونه ول يظلمه ول يغشه ،ول يعده عدة فيخلفه ) .(1بيان " :عينه " أي
جاسوسه يدله على المعائب أو بمنزلة عينه الباصرة يدله على مكارمه
ومعايبه ،وهو أحد معاني قول النبي صلى ال عليه وآله المؤمن مرآة
المؤمن ،وقيل ذاته مبالغة أو بمنزلة عينه في العزة والكرم ،ول يخفى عدم
مناسبته لسائر الفقرات فتفطن " .ودليله " أي إلى الخيرات الدنيوية
والخروية " ل يخونه " في مال ول سر ول عرض " ول يظلمه " في
نفسه وماله وأهله وسائر حقوقه " ول يغشه " في النصيحة والمشورة
وحفظ الغيب والرشاد إلي مصالحه " ول يعده عدة فيخلفه " يدل على أنه
مناف للخوة الكاملة ل على الحرمة إل إذا كان النفي بمعنى النهي وفيه
أيضا كلم ،وبالجملة النفي في جميع الفقرات يحتمل أن يكون بمعنى
النهي ،وأن يكون بمعناه فيدل على أنه لو أتى بالمنفي لم يتصف بالخوة
وكمال اليمان - 8 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،وعن العدة،
عن سهل جميعا ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد
إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده وأرواحهما من روح
واحدة ،وإن روح المؤمن لشد اتصال بروح ال من اتصال شعاع الشمس
بها ) .(2كتاب المؤمن :للحسين بن سعيد باسناده عنه عليه السلم مثله
إل أن فيه :وجد ذلك في سائر جسده لن أرواحهم من روح ال عزوجل
وإن روح المؤمن إلى آخر الخبر .تبيان " :كالجسد الواحد " كأنه عليه
السلم ترقى عن الخوة إلى التحاد أو بين
][269
أن اخوتهم ليست مثل سائر الخوات بل هم بمنزلة أعضاء جسد واحد تعلق بها
روح واحدة ،فكما أنه يتألم عضو واحد يتألم ويتعطل سائر العضاء ،فكذا
يتألم واحد من المؤمنين يحزن ويتألم سائرهم كما مر ،فقوله " كالجسد
الواحد " تقديره كعضوي الجسد الواحد ،وقوله " إن اشتكى " الظاهر أنه
بيان للمشبه به ،والضمير المستتر فيه وفي " وجد " راجعان إلى المرء
أو النسان أو الروح الذي يدل عليه الجسد وضمير منه راجع إلى الجسد،
والضمير في أرواحهما راجع إلى شيئا وسائر الجسد ،والجمعية )(1
باعتبار جمعية السائر أو من إطلق الجمع على التثنية مجازا .وفي كتاب
الختصاص للمفيد ) (2وإن روحهما من روح ال وهو أظهر والمراد
بالروح الواحدة ،إن كان الروح الحيوانية فمن للتبعيض ،وإن كان النفس
الناطقة فمن للتعليل ،فان روحهما الروح الحيوانية هذا إذا كان قوله
وأرواحهما من تتمة بيان المشبه به ،ويحتمل تعلقه بالمشبه ،فالضمير
راجع إلى الخوين المذكورين في أول الخبر ،والغرض إما بيان شدة
اتصال الروحين كأنهما روح واحدة ،أو أن روحيهما من روح واحدة هي
روح المام ،وهي نور ال كما مر في الخبر السابق عن أبي بصير )(3
الذي هو كالشرح لهذا الخبر ويحتمل أن يكون " إن اشتكى " أيضا من
بيان المشبه ليضاح وجه الشبه ،والمراد بروح ال أيضا روح المام الذي
اختارها ال كما مر في قوله " ونفخت فيه من روحي " .ويحتمل أن يكون
المراد بروح ال ذات ال سبحانه إشارة إلى شدة ارتباط المقربين بجناب
الحق تعالى حيث ل يغفلون عن ربهم ساعة ،ويفيض عليهم منه سبحانه
العلم والكمالت والهدايات والفاضات آنا فآنا ،وساعة فساعة ،كما سيأتي
في الحديث القدسي " فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ورجله ويده ولسانه
" ) (4وسنوضح ذلك
) (1يعنى في لفظ " أرواحهما " (2) .سيجئ تحت الرقم - 9في الباب (3) .17
يعنى الخبر الذى مر عن المعاني في البيان السابق (4) .يريد ما سيأتي
في شرح حديث الكافي من كتابه مرآت العقول راجع الكافي باب من أذى
المسلمين واحتقرهم تحت الرقم 8ج 2ص .352
][270
بحسب فهمنا هناك إنشاء ال تعالى وأعرضنا عما أورده بعضهم هيهنا من تزيين
العبارات التي ليس تحتها معنى محصل - 9 .كا :عن العدة ،عن سهل ،عن
ابن أبي نجران ،عن مثنى الحناط ،عن الحارث بن المغيرة قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :المسلم أخو المسلم وهو عينه ومرآته ودليله ،ل
يخونه ول يظلمه ول يخدعه ول يكذبه ول يغتابه ) .(1تبيين " :مرآته "
أي يبين محاسنه ليركبها ،ومساويه ليجتنبها ،كما هو شأن المرآة ،أو
ينظر إلى ما فيه من المعايب فيتركها فان النسان في غفلة من عيوب
نفسه وكذا المحاسن ،وقد روي عن النبي صلى ال عليه وآله " :المؤمن
مرآة المؤمن " ويجري فيه الوجهان المتقدمان .قال الراوندي ) (2في
ضوء الشهاب المرآة اللة التي ترى فيها صورة الشياء وهي مفعلة من
الرؤية ،والمعنى أن المؤمن يحكي لخيه المؤمن جميع ما يراه فيه فان
كان حسنا زينه له ليزداد منه ،وإن كان قبيحا نبهه عليه لينتهي عنه
انتهى .وأقول :قد ذهب بعض الصوفية إلى أن المؤمن الثاني هو ال تعالى
أي المؤمن مظهر لصفاته الكمالية تعالى شأنه كما ينطبع في المرآة صورة
الشخص ،والحديث يدل على أنه ليس بمراد من الخبر النبوي صلى ال
عليه وآله وقيل :المراد أن كل من المؤمنين مظهر لصفات الخر ،لن في
كل منهما صفات الخر ،مثل اليمان وأركانه ولواحقه وآثاره ،والخلق
والداب ول يخفى بعده " .ول يكذبه " على بناء المجرد أي ل يقول له
كذبا أو على بناء التفعيل أي ل ينسب الكذب إليه فيما يخبره ،ول يستلزم
ذلك العتماد عليه في كل ما يقوله
) (1الكافي ج 2ص (2) .166هو السيد الجل أبو الرضا فضل ال بن على بن
عبيد ال الحسنى الراوندي الكاشانى ،كان علمة دهره وامام عصره
وكتابه هذا ضوء الشهاب شرح لكتاب الشهاب لبي عبد ال محمد بن
سلمة الفقيه الشافعي المعروف بالقاضي القضاعى المغربي ،وهو
مقصور على الكلمات الوجيزة النبوية.
][271
وإن كان يشعر بذلك كما ورد في خبر آخر مستدل عليه بقوله تعالى " :ويؤمن
للمؤمنين " ) (1والظاهر أن المراد بالمسلم هنا المؤمن إيذانا بأن غير
المؤمن ليس بمسلم حقيقة - 10 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن حفص بن البختري قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم
ودخل عليه رجل فقال لي :تحبه ؟ فقلت :نعم فقال لي :ولم ل تحبه وهو
أخوك ،وشريكك في دينك ،وعونك على عدوك ،ورزقه على غيرك )(2
بيان " :لم ل تحبه " ترغيب في زيادة المحبة وإدامتها ولغيره أيضا بذكر
أسبابها وعدم المانع منها " أخوك " أي سماه ال أخا لك أو مخلوق من
روحك وطينتك ويحتمل أن يكون قوله " وشريكك في دينك " تفسيرا
للخوة أو يكون " في دينك " متعلقا بهما على التنازع " على عدوك "
من الجن والنس أو الخير فقط أو العم منهما ومن النفس المارة
بالسوء كما روي " أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك " - 11 .كا :عن
أبي علي الشعري ،عن الحسين بن الحسن .عن محمد بن أورمة عن
بعض أصحابه ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي
حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سمعته يقول :المؤمن أخو المؤمن
لبيه وامه لن ال عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان ،وأجرى في
روحهم ) (3من ريح الجنة ،فلذلك هم إخوة لب وام ) .(4المؤمن :باسناده
عنه عليه السلم مثله وفيه في صورهم من ريح الجنان .ايضاح :من ريح
الجنة أي من الروح المأخوذة من الجنة أو المنسوبة إليها لن مصيرها -
لقتضائها العقائد أو العمال الحسنة -إليها وقد مر مضمونه - 12 .كا:
ابن عيسى ،عن أحمد بن محمد بن عبد ال ،عن رجل ،عن جميل ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :سمعته يقول :المؤمن خدم بعضهم لبعضهم قلت:
وكيف يكونون
][272
خدما بعضهم لبعض ؟ قال :يفيد بعضهم بعضا الحديث (1) .بيان :الحديث :أي إلى
تمام الحديث إشارة إلى أنه لم يذكر تمام الخبر وفهم أكثر من نظر فيه أن
الحديث مفعول " يفيد " فيكون حثا على رواية الحديث وهو بعيد وقال
بعضهم :يحتمل أن يكون المراد به الخبر وأن يكون أمرا في صورة الخبر،
والمعنى أن اليمان يقتضي التعاون بأن يخدم بعض المؤمنين بعضا في
امورهم هذا يكتب لهذا ،وهذا يشتري لهذا ،وهذا يبيع لهذا ،إلى غير ذلك،
بشرط أن يكون بقصد التقرب إلى ال ولرعاية اليمان ،وأما إذا كان يجر
منفعة دنيوية إلى نفسه ،فليس من خدمة المؤمن في شئ ،بل هو خدمة
لنفسه - 13 .كا :عن علي ،عن أبيه ،ومحمد بن يحيى ،عن ابن عيسى
جميعا ،عن ابن أبي عمير ،عن إسماعيل البصري ،عن الفضيل بن يسار
قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى
سفر لهم فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفنوا ولزموا اصول
الشجر فجاءهم شيخ عليه ثياب بياض فقال :قوموا فل بأس عليكم ،فهذا
الماء فقاموا وشربوا وارتووا فقال :من أنت يرحمك ال ؟ فقال :أنا من
الجن الذين بايعوا رسول ال صلى ال عليه وآله إني سمعت رسول ال
صلى ال عليه وآله يقول " المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله " فلم تكونوا
تضيعوا بحضرتي ) .(2بيان :فتكفنوا :أي سلموا أنفسهم إلى الموت
وقطعوا به فلبسوا أكفانهم ،أو ضموا ثيابهم على أنفسهم بمنزلة الكفن،
وفي القاموس هم مكفنون :ليس لهم ملح ول لبن ول إدام ،وفي بعض
النسخ " فتكنفوا " بتقديم النون على الفاء أي اتخذ كل منهم كنفا وناحية
وتفرقوا ،من الكنف بالتحريك وهو الناحية والجانب ،أو اجتمعوا وأحاط
بعضهم ببعض ،قال في النهاية في حديث الدعاء مضوا على شاكلتهم
مكانفين أي يكنف بعضهم بعضا وفيه فاكتنفته أنا وصاحبي أي أحطنا به
من جانبيه ،وفي القاموس كنفه صانه وحفظه وحاطه وأعانه كأكنفه،
والتكنيف الحاطة واكتنفوا فلنا
][273
أحاطوا به كتكنفوه .قوله " أنا من الجن " الجن بالكسر جمع الجني وقد ذكر
الطبرسي وغيره أن سبعة من جن نصيبين أتوا رسول ال صلى ال عليه
وآله وبايعوه وروي أكثر من ذلك ،وفي الصحاح حضرة الرجل :قربه
وفناؤه ،ويدل على أن الجن أجسام لطيفة يمكن تشكلهم بشكل النس،
ورؤيتهم لغير النبياء والوصياء أيضا ،ويشعر بجواز رواية الحديث عن
الجن - 14 .كا :عن علي ،عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن
شاذان جميعا عن حماد بن عيسى ،عن ربعي ،عن الفضيل بن يسار قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول
يخذله ]ول يغتابه ول يخونه ول يحرمه[ قال ربعي :فسألني رجل من
أصحابنا بالمدينة قال سمعت الفضيل يقول ذلك ؟ قال :فقلت له :نعم فقال:
إني سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول
يغشه ول يخذله ول يغتابه ول يخونه ول يحرمه ) .(1ايضاح " :قال
سمعت الفضيل " بصيغة الخطاب بتقدير حرف الستفهام " فقال إني
سمعت " هذا كلم الرجل ،واحتمال الفضيل كما توهم بعيد وغرض الرجل
أن الذي سمعت منه عليه السلم أكثر مما سمعه لسيما على النسخة التي
ليس في الول " ول يغتابه " الخ ولعلهما سمعا في مجلس واحد ولذا
استبعده " ول يحرمه " أي من عطائه وربما يقرأ " ول يظلمه " على
بناء التفعيل أي ل ينسبه إلى الظلم ،وهو تكلف وفي القاموس خذله وعنه
خذل وخذلنا بالكسر ترك نصرته والظبية وغيرها تخلفت عن صواحبها
وانفردت أو تخلفت فلم تلحق وتخاذل القوم تدابروا - 15 .كتاب المؤمن:
باسناده ،عن أحدهما عليهما السلم أنه قال المؤمن ]أخو المؤمن[ كالجسد
إذا سقط منه شئ تداعا سائر الجسد .بيان :قال الجوهري تداعت الحيطان
للخراب أي تهادمت - 16 .المؤمن :باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم
قال الرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام
كما تتشام الخيل ،فما تعارف منها ائتلف ،وما تناكر منها اختلف ،ولو أن مؤمنا
جاء إلى مسجد فيه اناس كثير ليس فيهم إل مؤمن واحد لمالت روحه إلى
ذلك المؤمن حتى يجلس إليه .بيان :قد مضى تفسير جنود مجندة في كتاب
السماء والعالم وغيره ،وفي القاموس :تشاماشم أحدهما الخر ،وفي
النهاية في حديث علي عليه السلم حين أراد أن يبرز لعمرو بن عبدود
قال :أخرج إليه فاشامه قبل اللقاء أي أختبره وأنظر ما عنده يقال شاممت
فلنا إذا قاربته وتعرفت ما عنده بالختبار والكشف وهي مفاعلة من الشم
كأنك تشم ما عنده ويشم ما عندك لتعمل بمقتضى ذلك - 17 .المؤمن:
باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل وال ل يكون المؤمن مؤمنا
أبدا حتى يكون لخيه مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له
سائر عروقه - 18 .المؤمن :باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
لكل شئ شئ يستريح إليه ،و إن المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن كما
يستريح الطير إلى شكله - 19 .المؤمن :باسناده عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا
اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى.
][275
)) (17باب( * " )فضل المواخاة في ال وأن المؤمنين بعضهم اخوان بعض( " *
* " )وعلة ذلك( " * الية :الحجرات :إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين
أخويكم ) - 1 .(1ل ،ن :بالسانيد الثلثة عن الرضا عليه السلم عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ستة من المروة
ثلثة منها في الحضر وثلثة منها في السفر فأما التي في الحضر فتلوة
كتاب ال تعالى ،وعمارة مساجد ال ،وإتخاذ الخوان في ال عزوجل ،وأما
التي في السفر فبذل الزاد ،وحسن الخلق ،والمزاح في غير المعاصي ).(2
- 2ما :فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلم عند وفاته :وآخ
الخوان في ال وأحب الصالح لصلحه ) - 3 .(3ما :المفيد عن ابن
قولويه ،عن محمد الحميري ،عن أبيه ،عن البرقي عن التفليسي ،عن
البقباق ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل يرجع صاحب المسجد بأقل
من إحدى ثلث :إما دعاء يدعو به يدخله ال به الجنة ،وإما دعاء يدعو
به فيصرف ال عنه بلء ،وإما أخ يستفيده في ال عزوجل ثم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ما استفاد
) (1الحجرات ،10 :قال الطبرسي في المجمع ج 9ص :133انما المؤمنون اخوة:
أي في الدين يلزم نصرة بعضهم بعضا ،فأصلحوا بين أخويكم :أي بين كل
رجلين تقاتل وتخاصما ،ومعنى الثنين يأتي على الجمع ،لن تأويله "
بين كل أخوين " يعنى فأنتم اخوة للمتقاتلين فأصلحوا بين الفريقين ،أي
كفوا الظالم عن المظلوم وأعينوا المظلوم (2) .الخصال ج 1ص ،157
عيون الخبار ج 2ص (3) .27أمالى الطوسى ج 1ص .6
][276
امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة السلم مثل أخ يستفيده في ال ) - 4 .(1جا ،ما :المفيد،
عن عمر بن محمد الزيات ،عن علي بن مهرويه ،عن داود بن سليمان،
عن الرضا عليه السلم قال :من استفاد أخا في ال فقد استفاد بيتا في
الجنة ) - 5 .(2ثو :ابن المتوكل ،عن محمد بن يحيى ،عن الشعري ،عن
أحمد بن محمد ،عن محفوظ بن خالد ،عن محمد بن زيد قال :سمعت الرضا
عليه السلم يقول :من استفاد أخا في ال عزوجل استفاد بيتا في الجنة )
- 6 .(3سن :أبي ،عن فضالة ،عن عمر بن أبان الكلبي ،عن جابر الجعفي
قال :تنفست بين يدي أبي جعفر عليه السلم ثم قلت :يا ابن رسول ال
أهتم من غير مصيبة تصيبني أو أمر نزل بي حتى تعرف ذلك أهلي في
وجهي ويعرفه صديقي ،قال :نعم يا جابر قلت :ومم ذاك يا ابن رسول ال ؟
قال :وما تصنع بذاك ؟ قلت :احب أن أعلمه ،فقال :يا جابر إن ال خلق
المؤمنين من طينة الجنان ،وأجرى فيهم من ريح روحه ،فلذلك المؤمن
أخو المؤمن لبيه وامه ،فإذا أصاب تلك الرواح في بلد من البلدان شئ
حزنت عليه الرواح لنها منه ) - 7 .(4سن :محمد بن علي ،عن محمد
بن الفضيل ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :المؤمن أخو
المؤمن لبيه وامه لن ال خلق طينتهما من سبع سماوات وهي طينة
الجنان ثم تل " رحماء بينهم " فهل يكون الرحيم إل برا وصول وفي
حديث آخر وأجرى فيهما من روح رحمته ) - 8 .(5سن :أبو عبد ال أحمد
بن محمد السياري وحسن بن معاوية ،عن محمد بن
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .46أمالى الطوسى ج 1ص (3) .82ثواب
العمال ص (4) .137المحاسن ص ،133والية في سورة الفتح.29 :
) (5المحاسن ص .134
][277
الفضيل ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :المؤمن أخو المؤمن لبيه
وامه و ذلك أن ال تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات،
وأجرى فيه من روح رحمته ،فلذلك هو أخوه لبيه وامه ) - 9 .(1ختص:
قال الصادق عليه السلم :المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى
شيئا وجد ألم ذلك في سائر جسده ،وإن روحهما من روح ال ،وإن روح
المؤمن لشد اتصال بروح ال من اتصال شعاع الشمس بها )- 10 .(2
من كتاب قضاء حقوق المؤمنين للصوري :بإسناده ،عن جعفر بن محمد
بن أبي فاطمة قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :يا ابن أبي فاطمة إن
العبد يكون بارا بقرابته ،ولم يبق من أجله إل ثلث سنين فيصيره ال ثلثا
وثلثين سنة ،و إن العبد ليكون عاقا بقرابته وقد بقي من أجله ثلث
وثلثون سنة فيصيره ال ثلث سنين ثم تل هذه الية " يمحو ال ما يشاء
ويثبت وعنده ام الكتاب " ) (3قال :قلت :جعلت فداك فان لم يكن له قرابة
قال :فنظر إلي مغضبا ورد علي شبيها بالزبر ) (4يا ابن أبي فاطمة ل
تكون القرابة إل في رحم ماسة المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب
ال فللمؤمن على المؤمن أن يبره فريضة من ال يا ابن أبي فاطمة تباروا
وتواصلوا فينسئ ال في آجالكم ،ويزيد في أموالكم ،وتعطون العافية في
جميع اموركم ،وإن صلتكم وصومكم وتقربكم إلى ال أفضل من صلة
غيركم ثم تل هذه الية " وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم مشركون " ).(5
- 11نوادر الراوندي :بإسناده عن الكاظم ،عن آبائه عليهم السلم قال:
قال
) (1المحاسن ص (2) .134الختصاص (3) .32 :الرعد (4) .39 :أي بخشونة
وغلظة (5) .يوسف.106 :
][278
رسول ال صلى ال عليه وآله :من استفاد أخا في ال زوجه ال حورا )- 12 .(1
نهج :قال عليه السلم :أعجز الناس من عجز عن اكتساب الخوان،
وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم ) - 13 .(2كنز الكراجكى :أنشد
لمير المؤمنين عليه السلم :وليس كثيرا ألف خل وصاحب * وإن عدوا
واحدا لكثير - 14عدة الداعي :عن النبي صلى ال عليه وآله قال :ما
أحدث ال إخاء بين مؤمنين إل أحدث لكل منهما درجة ،وعنه صلى ال
عليه وآله قال :من استفاد أخا في ال استفاد بيتا في الجنة ،وروى عمرو
بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن المؤمنين
المتواخيين في ال ،ليكون أحدهما في الجنة فوق الخر بدرجة ،فيقول :يا
رب إن صاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ويثبطني عن معصيتك ،وترغبني
فيما عندك ،فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة فيجمع ال بينهما ،وإن
المنافقين ليكون أحدهما أسفل من صاحبه بدرك في النار فيقول :يا رب إن
فلنا كان يأمرني بمعصيتك ،و يثبطني عن طاعتك ،ويزهدني فيما عندك،
ول يحذرني لقاءك فاجمع بيني وبينه في هذا الدرك ،فيجمع ال بينهما.
وتل هذه الية " الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل المتقين " )18 .(3
* )باب( * " " )فضل حب المؤمنين والنظر إليهم( " " - 1ما :جماعة،
عن أبي المفضل ،عن محمد بن جعفر الرزاز ،عن أيوب بن نوح ،عن
صفوان ،عن العل ،عن محمد ،عن الصادق عليه السلم ،عن آبائه عليهم
السلم قال:
) (1نوادر الراوندي ص (2) .12نهج البلغة ج 2ص (3) .145الزخرف.67 :
][279
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :النظر إلى العالم عبادة ،والنظر إلى المام
المقسط عبادة ،والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ،والنظر إلى الخ
توده في ال عزوجل عبادة ) - 2 .(1كش :محمد بن مسعود ،عن إسحاق
بن محمد البصري ،عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان ،عن بشير
الدهان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم لمحمد بن بكير الثقفي ما تقول
في المفضل بن عمر ؟ قال :ما عسيت أن أقول فيه لو رأيت في عنقه
صليبا وفي وسطه كستيجا ) (2لعلمت أنه على الحق بعدما سمعتك تقول
فيه ما تقول ،قال :رحمه ال ،لكن حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة أتياني
فشتماه عندي فقلت لهما :ل تفعل فاني أهواه فلم يقبل فسألتهما
وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعل فل غفر ال لهما أما إني لو
كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي ،ولقد كان كثير عزة ) (3في
مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي حيث يقول :لقد علمت بالغيب أني
احبها * إذا هو لم يكرم علي كريمها أما إني لو كرمت عليهما لكرم عليهما
من يكرم علي ) - 3 (4ختص :قال الصادق عليه السلم :من حب الرجل
دينه حبه أخاه ) 4 - .(5ختص :عمار بن موسى قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم :حب البرار
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .69الكستيج -بضم الكاف -خيط غليظ بقدر
الصبع من الصوف يشده الذمي فوق ثيابه دون الزنار المتخذ من
البريسم ،وهو معرب " كستى " كما في القاموس (3) .كثير -مصغرا -
أو هو بضم الكاف وفتح الثاء وتشديد الياء المكسورة -شاعر مشهور
من بنى مليح بن عمرو من خزاعة ،وعزة -بفتح العين -اسم امرأة
كانت معشوقة له ; وعرف الشاعر بها فقيل :كثير عزة (4) .رجال
الكشى ،273 :ومثل الخبر في الكافي ج 8ص 373وتحقيق حال هؤلء
المذكورين في كتب الرجال (5) .الختصاص ص .31
][280
للبرار ثواب للبرار ،وحب الفجار للبرار فضيلة للبرار ،وبغض الفجار للبرار
زين للبرار وبغض البرار للفجار خزي على الفجار ) - 5 .(1من كتاب
قضاء الحقوق :قال :قال أبو عبد ال عليه السلم لبعض أصحابه بعد كلم:
إن المؤمنين من أهل وليتنا وشيعتنا إذا اتقوا لم يزل ال تعالى مطل
عليهم بوجهه حتى يتفرقوا ،ول يزال الذنوب تتساقط عنهم كما تتساقط
الورق ،ول يزال يد ال على يد أشدهما حبا لصاحبه - 6 .نوادر الراوندي:
بإسناده ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه واله :إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن
إلى الماء البارد .وبهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
نظر المؤمن في وجه أخيه حبا له عبادة ) - 7 .(2كنز الكراجكى :عن
محمد بن علي بن طالب البلدي ،عن محمد بن إبراهيم النعماني ،عن ابن
عقدة ،عن شيوخه الربعة ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن النعمان
الحول ،عن سلم بن المستنير ،عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال :قال
جدي رسول ال :أيها الناس حللي حلل إلى يوم القيامة ،وحرامي حرام
إلى يوم القيامة أل وقد بينهما ال عزوجل في الكتاب ،وبينتهما لكم في
سيرتي وسنتي ،وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي ،من تركها صلح
له أمر دينه ،وصلحت له مروته و عرضه ،ومن تلبس بها ووقع فيها
واتبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى ومن رعى ماشيته قرب الحمى
نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى أل وإن لكل ملك حمى أل وإن حمى
ال عزوجل محارمه ،فتوقوا حمى ال ومحارمه ،أل وإن ود المؤمن من
أعظم سبب اليمان ،أل ومن أحب في ال ،وأبغض في ال ،وأعطى في
ال ،ومنع في ال عزوجل
][281
فهو من أصفياء المؤمنين عند ال تبارك وتعالى ،أل وإن المؤمنين إذا تحابا في ال
عزوجل وتصافيا في ال كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى أحدهما من جسده
موضعا وجد الخر ألم ذلك الموضع) " * 19 .باب( " * * " )علة حب
المؤمنين بعضهم بعضا( " * " )وأنواع الخوان( " - 1ما :المفيد ،عن
أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير،
عن حنان بن سدير ،عن أبيه قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إني
للقى الرجل لم أره ولم يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فاحبه حبا شديدا
فإذا كلمته وجدته لي مثل ما أنا عليه له ،ويخبرني أنه يجد لي مثل الذي
أجد له ،فقال :صدقت يا سدير إن ائتلف قلوب البرار إذا التقوا وإن لم
يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلط قطر السماء على مياه النهار،
وإن بعد ائتلف قلوب الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد
البهائم من التعاطف وإن طال اعتلفها على مذود واحد ) - 2 .(1ل :أبي،
عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن عبد ال بن أحمد الرازي ،عن
بكر بن صالح ،عن إسماعيل بن مهران ،عن محمد بن جعفر ،عن يعقوب
ابن بشير ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قام إلى أمير
المؤمنين عليه السلم رجل بالبصرة فقال :يا أمير المؤمنين أخبرنا عن
الخوان ،قال :الخوان صنفان إخوان الثقة ،وإخوان المكاشرة ،فأما
إخوان الثقة فهم الكف والجناح ،والهل والمال ،فإذا كنت من أخيك على
حد الثقة ،فابذل له مالك ،وبدنك ،وصاف من صافاه ،وعاد من عاداه،
واكتم سره وعيبه ،وأظهر منه الحسن واعلم أيها السائل
][282
أنهم أقل من الكبريت الحمر ،وأما إخوان المكاشرة فانك تصيب منهم لذتك فل
تقطعن ذلك منهم ول تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم ،وابذل لهم ما بذلوا
لك من طلقة الوجه ،وحلوة اللسان ) .(1ختص :عن يونس ،عن أبي
مريم ; عن أبي جعفر عليه السلم مثله ) - 3 .(2مص :قال الصادق عليه
السلم :ثلثة أشياء في كل زمان عزيزة :الخ في ال ،و الزوجة الصالحة
الليفة في دين ال ،والولد الرشيد ومن أصاب أحد الثلثة فقد أصاب خير
الدارين ; والحظ الوفر من الدنيا .واحذر أن تواخي من أرادك لطمع أو
خوف أو ميل أو للكل والشرب ،واطلب مواخاة التقياء ،ولو في ظلمات
الرض و إن أفنيت عمرك في طلبهم ،فان ال عزوجل لم يخلق على وجه
الرض أفضل منهم بعد النبياء والولياء ،وما أنعم ال على العبد بمثل ما
أنعم به من التوفيق بصحبتهم ،قال ال عزوجل " الخلء يومئذ بعضهم
لبعض عدو إل المتقين ) (3وأظن أن من طلب في زماننا هذا صديقا بل
عيب بقي بل صديق أل يرى أن أول كرامة أكرم ال بها أنبياءه عند إظهار
دعوتهم صديق أمين أو ولي ،و كذلك من أجل ما أكرم ال به أصدقاءه
وأولياءه وامناءه صحبة أنبيائه وهو دليل على أن :ما في الدارين نعمة
أجل وأطيب وأزكى وأولى من الصحبة في ال والمواخاة لوجهه )- 4 .(4
ختص :قال الصادق عليه السلم :أحب إخواني إلي من أهدى عيوبي إلى )
) .(5هامش( * ) (1الخصال ج 1ص (2) .26الختصاص ص ،251وقد
مر مثله في ج 67ص 193من هذه الطبعة عن الكافي مع بيان مفصل،
راجعه ان شئت (3) .الزخرف (4) .67 :مصباح الشريعة ص (5) .36
الختصاص ص .240
][283
) - 20باب( * " )قضاء حاجة المؤمنين ،والسعى فيها( " * * " )وتوقيرهم،
وادخال السرور عليهم( " * * " واكرامهم ،والطافهم ،وتفريج كربهم "
* * " والهتمام بامورهم " * - 1ثو ،لى :أبي ،عن سعد ،عن النهدي،
عن ابن محبوب ،عن ابن سنان ]عن رجل[ ) (1عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :أوحى ال عزوجل إلى داود عليه السلم :إن العبد من عبادي
ليأتيني بالحسنة فابيحه جنتي قال :فقال داود :يا رب وما تلك الحسنة ؟
قال :يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة ،قال :فقال داود عليه
السلم :حق لمن عرفك أن ل يقطع رجاءه منك ) - 2 .(2ب :أبوالبختري،
عن جعفر ،عن أبيه عليه السلم قال :سئل رسول ال صلى ال عليه وآله
أي العمال أحب إلى ال ؟ قال :اتباع سرور المسلم ،قال :وقيل يا رسول
ال وما اتباع سرور المسلم ؟ قال :شبعة جوعه ،وتنفيس كربته ،وقضاء
دينه ) - 3 .(3ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن
عيسى ،عن ابن محبوب ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه قال :كنت عند أبي
عبد ال عليه السلم فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه فالتفت إلى أبو
عبد ال عليه السلم :فقال لي :يا أبا الفضل أل احدثك بحال المؤمن عند
ال ؟ فقلت :بلى فحدثني جعلت فداك ،فقال :إذا قبض ال روح المؤمن
صعد ملكاه إلى السماء فقال :يا رب عبدك ونعم العبد كان سريعا
) (1الزيادة من نسخة ثواب العمال ص (2) .121أمالى الصدوق ص (3) .359
قرب السناد.68 :
][284
إلى طاعتك بطيئا عن معصيتك ،وقد قبضته إليك فما تأمرنا من بعده ؟ فيقول الجليل
الجبار :اهبطا إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي ومجداني وسبحاني وهللني
و كبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره .ثم قال لي :أل أزيدك ؟
قلت :بلى ،فقال :إذا بعث ال المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه،
فكلما رأى المؤمن هول من أهوال يوم القيامة قال له المثال :ل تجزع ول
تحزن ،وأبشر بالسرور والكرامة من ال عزوجل فما يزال يبشره بالسرور
والكرامة من ال سبحانه حتى يقف بين يدي ال عزوجل ويحاسبه حسابا
يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه ،فيقول له المؤمن :رحمك ال نعم
الخارج معي من قبري ! ما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من ال
عزوجل حتى كان ،فمن أنت ؟ فيقول له المثال :أنا السرور الذي أدخلته
على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني ال لبشرك ) .(1جا :ابن قولويه مثله
) .(2ثو :أبي ،عن الحميري ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن
سدير مثله ) .(3ثو :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن ابن أبي الخطاب،
عن ابن محبوب عن سدير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا بعث ال
المؤمن من قبره إلى آخر الخبر ) .(4أقول :سيأتي بعض الخبار في باب
إطعام المؤمن - 4 .لى ابن شاذويه ،عن محمد الحميري ،عن أبيه ،عن
الخشاب ،عن جعفر بن محمد بن حكيم ،عن زكريا المؤمن ،عن المشمعل
السدي قال :خرجت ذات
][285
سنة حاجا فانصرفت إلى أبي عبد ال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم فقال:
من أين بك يا مشمعل ؟ فقلت :جعلت فداك كنت حاجا فقال :أو تدري ما
للحاج من الثواب ؟ فقلت :ما أدري حتى تعلمني ،فقال :إن العبد إذا طاف
بهذا البيت اسبوعا وصلى ركعتيه ،وسعى بين الصفا والمروة ،كتب ال له
ستة آلف حسنة ،وحط عنه ستة آلف سيئة ،ورفع له ستة آلف درجة،
وقضى له ستة آلف حاجة للدنيا كذا وادخر له للخرة كذا ،فقلت له :جعلت
فداك إن هذا لكثير ،فقال :أفل اخبرك بما هو أكثر من ذلك ؟ قال :قلت:
بلى ،فقال عليه السلم :لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة
وحجة حتى عد عشر حجج ) - 5 .(1لى :أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن
الحسين ،عن سهل ،عن أحمد بن محمد بن ربيع ،عن محمد بن سنان ،عن
أبي العز النخاس قال :سمعت الصادق عليه السلم يقول :قضاء حاجة
المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها ،وعتق ألف رقبة لوجه ال،
وحملن ألف فرس في سبيل ال بسرجها ولجمها ) - 6 .(2ب :ابن
طريف ،عن ابن علوان ،عن الصادق ،عن أبيه ،عن النبي صلى ال عليه
وآله قال :وال لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام شهر واعتكافه )7 .(3
-ب :بهذا السناد عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من قضى لمؤمن
حاجة قضى ال له حوائج كثيرة أدناهن الجنة ) - 8 .(4ب :ابن سعد ،عن
الزدي ،عن الصادق عليه السلم قال :ما قضى مسلم لمسلم حاجة إل ناداه
ال تبارك وتعالى :علي ثوابك ول أرضى لك بدون الجنة ) (5أقول :قد
مضى في باب نوادر أحوال النبياء وغيره خبر النبي الذي
) (1امالي الطوسى :ص 95؟ (2) .أمالى الصدوق ص 3) .143و (4قرب
السناد ص 56و (5) .57قرب السناد ص .19
][286
أمره ال تعالى بأشياء ) - 9 .(1ن :البيهقي ،عن الصولي ،عن حبلة بن محمد ،عن
عيسى بن حماد بن عيسى ،عن أبيه ،عن الرضا ،عن أبيه ،عن الصادق
عليهم السلم قال :إن الرجل ليسألني الحاجة فابادر بقضائها مخافة أن
يستغني عنها ،فل يجد لها موقعا إذا جاءته 10 .مع :أبي ،عن سعد ،عن
اليقطيني ،عن الدهقان ،عن درست ،عن ابن اذينة ،عن زرارة قال :سمعت
أبا جعفر عليه السلم يقول :من صنع مثل ما صنع إليه فانما كافأ ،ومن
أضعف كان شاكرا ،ومن شكر كان كريما ،ومن علم أن ما صنع إليه إنما
يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ،ولم يستزدهم في مودتهم
واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن
رده ) - 11 .(2ما :ابن الصلت ،عن ابن عقدة ،عن جعفر بن عبد ال ،عن
عمر بن خالد ،عن محمد بن يحيى المزني ،عن الصادق عليه السلم قال:
من كان في حاجة أخيه المسلم كان ال في حاجته ما كان في حاجة أخيه )
- 12 .(3ما :بالسناد إلى أبي قتادة ،عن الصادق عليه السلم قال :إن ل
عزوجل وجوها خلقهم من خلقه ]وأمشاهم[ في أرضه لقضاء حوائج
إخوانهم ،يرون الحمد مجدا وال عزوجل يحب مكارم الخلق ،وكان فيما
خاطب ال نبيه صلى ال عليه وآله أن قال له :يا محمد " إنك لعلى خلق
عظيم " قال :السخاء وحسن الخلق ) - 13 .(4مشكوة النوار :عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :ل تغشش الناس فتبقى بغير صديق ،وعنه قال:
المؤمن أخ المؤمن ل يظلمه ول يخذله ول يغشه ول يغتابه ول يخونه ول
يكذبه ،قال عليه السلم :ل ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه المؤمن
فمن دونه فان المؤمن عزيز في دينه .وعنه عليه السلم قال ل تذهب
الحشمة فيما بينك وبين أخيك
) (1كتاب النبوة الباب 69تحت الرقم (2) .9معاني الخبار ص (3) .141أمالى
الطوسى ج 1ص (4) .94أمالى الطوسى ج 1ص .308والية في
سورة القلم .4
][287
المؤمن فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء وبقاء الحشمة بقاء المروة .عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :إذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه ول يعين على نفسه وعنه
عليه السلم قال :من عظم دين ال عظم حق إخوانه ،ومن استخف بدينه
استخف بإخوانه ،وعنه عليه السلم قال من سأله أخوه المؤمن حاجة من
ضر فمنعه من سعة وهو يقدر عليها من عنده أو من عند غيره حشره ال
يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يفرغ ال من حساب الخلق .وعنه
عليه السلم قال من مشى مع أخيه المؤمن في حاجة فلم يناصحه فقد خان
ال ورسوله .وعن الباقر عليه السلم قال :يحق على المؤمن النصيحة،
عن حماد بن عثمان قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم إذ دخل عليه
رجل من أصحابنا فقال له أبو عبد ال :ما لخيك يشكو منك ؟ قال:
يشكوني أني استقصيت حقي عنه فقال أبو عبد ال :كأنك إذا استقصيت
حقك لم تسئ ؟ أرأيت ما ذكر ال عزوجل في القرآن " يخافون سوء
العذاب " ) (1أخافوا أن يجور ال جل ثناؤه عليهم ؟ ل وال ما خافوا ذلك،
فانما خافوا الستقصاء فسماه ال سوء الحساب نعم من استقصى من أخيه
فقد أساء .وعن جعفر بن محمد بن مالك رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم
عن بعض أصحابنا قال قلت لبي عبد ال عليه السلم :إخواننا يتولون
عمل الشيطان أفندعو لهم ؟ فقال أبو عبد ال :هل ينفعونكم ؟ قلت :ل
فقال :ابرؤا منهم أنا منهم برئ - 14 .كا :عن العدة ،عن سهل بن زياد،
ومحمد بن يحيى ،عن ابن عيسى جميعا عن ابن محبوب ،عن أبي حمزة
الثمالي قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر ال ) .(2بيان:
سرور ال تعالى مجاز والمراد ما يترتب على السرور من اللطف والرحمة
أو باعتبار أن ال سبحانه لما خلط أولياءه بنفسه ،جعل سرورهم
كسروره ،وسخطهم كسخطه ،وظلمهم كظلمه ،كما ورد في الخبر .وسرور
المؤمن يتحقق بفعل أسبابه
][288
وموجباته كأداء دينه ،أو تكفل مؤنته ،أو ستر عورته ،أو دفع جوعته ،أو تنفيس
كربته ،أو قضاء حاجته ،أو إجابة مسألته .وقيل :السرور من السر وهو
الضم والجمع لما تشتت ،والمؤمن إذا مسته فاقة أو عرضت له حاجة ،أو
لحقته شدة ; فإذا سددت فاقته ،وقضيت حاجته ،ورفعت شدته فقد جمعت
عليه ما تشتت من أمره ،وضممت ما تفرق من سره ،ففرح بعد همه
واستبشر بعد غمه ،ويسمي ذلك الفرح سرورا - 15 .كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن أبيه ،عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبو محمد ،عن عمرو بن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :تبسم الرجل في وجه
أخيه حسنة ،وصرفه القذى عنه حسنة ،وما عبد ال بشئ أحب إلى ال من
إدخال السرور على المؤمن ) .(1بيان " :حسنة " أي خصلة حسنة
توجب الثواب " وصرفه القذى عنه " القذى يحتمل الحقيقة وأن يكون
كناية عن دفع كل ما يقع عليه السلم من الذى قال في النهاية فيه جماعة
على أقذاء :القذاء جمع قذى ،والقذى جمع قذاة ،وهو ما يقع في العين
والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك ،أراد أن اجتماعهم
يكون فسادا في قلوبهم ،فشبهه بقذى العين والماء والشراب - 16 .كا:
عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن سنان ،عن ابن مسكان عن
عبيد ال بن الوليد الوصافي قال سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إن
فيما ناجى ال عزوجل به عبده موسى قال :إن لي عبادا أبيحهم جنتي
واحكمهم فيها قال :يا رب ومن هؤلء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها ؟
قال :من أدخل على مؤمن سرورا ثم قال إن مؤمنا كان في مملكة جبار
فولع به فهرب منه إلى دار الشرك ،فنزل برجل من أهل الشرك فأظله
وأرفقه وأضافه فلما حضره الموت أوحى ال عزوجل إليه :وعزتي
وجللي لو كان لك في جنتي مسكن لسكنتك فيها ولكنها محرمة على من
مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه ول تؤذيه ! ويؤتى برزقه طرفي النهار
][289
قلت :من الجنة ؟ قال :من حيث شاء ال ) .(1بيان " :ابيحهم جنتي " أي جعلت
الجنة مباحة لهم ول يمنعهم من دخولها شئ أو يتبوؤون منها حيث
يشاؤون كما أخبر ال عنهم بقوله " وقال الحمد ل الذي صدقنا وعده
وأورثنا الرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين " )" (2
واحكمهم فيها " أي أجعلهم فيها حكاما يحكمون على الملئكة والحور
والغلمان بما شاؤوا ،أو يشفعون ويدخلون فيها من شاؤوا ،في القاموس
حكمه في المر تحكيما أمره أن يحكم ،وقال :ولع الرجل ولعا محركة
وولوعا بالفتح وأولعته وأولع به بالضم فهو مولع به بالفتح ،وكوضع ولعا
وولعانا محركة استخف وكذب وبحقه ذهب ،والوالع الكذاب وأولعه به
أغراه به ) .(3قوله عليه السلم " فأظله " أي أسكنه منزل يظله من
الشمس وفي القاموس رفق فلنا نفعه كأرفقه وفي المصباح أضفته
وضيفته إذا أنزلته وقريته ،والسم الضيافة " يا نار هيديه " أي خوفيه
وأزعجيه ول تؤذيه أي ل تحرقيه ،وفي القاموس هاده الشئ يهيده هيدا
وهادا :أفزعه وكربه وحركه وأصلحه كهيده في الكل وأزاله وصرفه
وأزعجه وزجره وكان في بعض روايات العامة ل تهيديه قال في النهاية
ومنه الحديث يا نار ل تهيديه أي ل تزعجيه - 17 .كا :عن محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن بكر بن صالح ،عن الحسن ابن علي ،عن عبد
ال بن إبراهيم ،عن علي بن أبي علي ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه عن
علي بن الحسين عليهم السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن
أحب العمال على ال إدخال السرور على المؤمنين ) - 18 .(4كا :عن
علي ،عن أبيه ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان ،عن
) (1الكافي ج 2ص (2) .188الزمر (3) .74 :القاموس ج 3ص (4) .97الكافي
ج 2ص .189
][290
أبي عبد ال عليه السلم قال قال :أوحى ال عزوجل إلى داود عليه السلم إن العبد
من عبادي ليأتيني بالحسنة فابيحه جنتي ،فقال داود :يا رب وما تلك
الحسنة ؟ قال :يدخل على عبدى المؤمن سرورا ولو بتمرة ،قال داود :يا
رب حق لمن عرفك أن ل يقطع رجاءه منك ) .(1بيان :قوله " يدخل "
يحتمل أن يكون هذا على المثال ويكون المراد كل حسنة مقبولة كما ورد
أن من قبل ال منه عمل واحدا لم يعذبه - 19 .كا :عن العدة ،عن البرقي،
عن أبيه ،عن خلف بن حماد ،عن مفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال عليه
السلم :قال ل يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط
بل وال علينا ،بل وال على رسول ال صلى ال عليه وآله ) - 20 .(2كا:
عن علي ،عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ،عن ابن شاذان جميعا ،عن ابن
أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبي الجارود ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :سمعته يقول :إن أحب العمال إلى ال عزوجل إدخال
السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه ) " .(3شبعة مسلم "
بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أي بشبعة أو بالرفع بتقدير هو
شبعة أو بالجر بدل أو عطف بيان للسرور ،والمراد بالمسلم هنا المؤمن
وكأن تبديل المؤمن به للشعار بأنه يكفي ظاهر اليمان لذلك ،وذكرهما
على المثال - 21 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن
محبوب ،عن سدير الصيرفي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم في حديث
طويل :إذا بعث ال المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه كلما رأى
المؤمن هول من أهوال يوم القيامة قال له المثال :ل تفزع ول تحزن
وأبشر بالسرور والكرامة من ال عزوجل ،حتى يقف بين يدي ال عزوجل
فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة ،والمثال أمامه فيقول له
المؤمن :يرحمك ال نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني
][291
بالسرور والكرامة من ال حتى رأيت ذلك ،فيقول :من أنت ؟ فيقول :أنا السرور
الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا ،خلقني ال عزوجل منه
لبشرك ) .(1ايضاح " :خرج معه مثال " قال الشيخ البهائي قدس سره:
المثال الصورة ويقدم على وزن يكرم أي يقويه ويشجعه من القدام في
الحرب وهو الشجاعة وعدم الخوف ،ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر،
وماضيه قدم كنصر أي يتقدمه كما قال ال " يقدم قومه يوم القيامة " )(2
ولفظ أمامه حينئذ تأكيد انتهى ،وفي القاموس الهول المخافة من المر ل
يدري ما هجم عليه منه ،والجمع أهوال وهؤول ،وقال :أبشر فرح ،ومنه
أبشر بخير وبشرت به كعلم وضرب سررت " بين يدي ال " أي بين يدي
عرشه ،أو كناية عن وقوفه موقف الحساب " .نعم الخارج " قال الشيخ
البهائي قدس سره :المخصوص بالمدح محذوف لدللة ما قبله عليه ،أي
نعم الخارج أنت ،وجملة " خرجت معي " وما بعدها مفسرة لجملة المدح
أو بدل منها ،ويحتمل الحالية بتقدير " قد " .قوله عليه السلم " أنا
السرور الذي كنت أدخلته " قال الشيخ المتقدم -ره -فيه دللة على تجسم
العمال في النشأة الخروية ،وقد ورد في بعض الخبار تجسم العتقادات
أيضا ،فالعمال الصالحة والعتقادات الصحيحة تظهر صورا نورانية
مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والبتهاج ،والعمال السيئة
والعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن
والتألم كما قاله جماعة من المفسرين عند قوله تعالى " يوم تجد كل نفس
ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا
بعيدا " ) (3ويرشد إليه قوله تعالى " يوم يصدر الناس أشتاتا ليروا
أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شرا
) (1الكافي ج 2ص (2) .190هود (3) .98 :آل عمران ص .30
][292
يره " ) (1ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير " يره " إلى
العمل فقد أبعد انتهى .وأقول :يحتمل أن يكون الحمل في قوله أنا السرور
على المجاز فانه لما خلق بسببه فكأنه عينه كما يرشد إليه قوله " خلقني
ال منه " ومن للسببية أو للبتداء ،والحاصل أنه يمكن حمل اليات
والخبار على أن ال تعالى يخلق بازاء العمال الحسنة صورا حسنة
ليظهر حسنها للناس ،وبازاء العمال السيئة صورا قبيحة ليظهر قبحها
معاينة ،ول حاجة إلى القول بأمر مخالف لطور العقل ل يستقيم إل بتأويل
في المعاد ،وجعله في الجساد المثالية ،وإرجاعه إلى المور الخيالية كما
يشعر به تشبيههم الدنيا والخرة بنشأتي النوم واليقظة ،وأن العراض في
اليقظة أجسام في المنام ،وهذا مستلزم لنكار الدين والخروج عن السلم
وكثير من أصحابنا المتأخرين يتبعون الفلسفة القدماء ،والمتأخرين،
والمشائين والشراقيين في بعض مذاهبهم ،ذاهلين عما يستلزمه من
مخالفة ضروريات الدين وال الموفق للستقامة على الحق واليقين .قوله
" كنت أدخلته " قيل :إنما زيد لفظة كنت على الماضي للدللة على بعد
الزمان - 22 .كا :عن محمد ين يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عن السياري،
عن محمد بن جمهور قال :كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عامل
على الهواز وفارس ،فقال بعض أهل عمله لبي عبد ال عليه السلم :إن
في ديوان النجاشي علي خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك ،فان رأيت أن
تكتب لي إليه كتابا قال فكتب إليه أبو عبد ال عليه السلم :بسم ال
الرحمن الرحيم سر أخاك يسرك ال .قال :فلما ورد الكتاب عليه ،دخل عليه
وهو في مجلسه فلما خلى ناوله الكتاب وقال :هذا كتاب أبي عبد ال عليه
السلم فقبله ووضعه على عينيه ،وقال له :ما حاجتك ؟ قال :خراج علي
في ديوانك ،فقال له :وكم هو ؟ قال :عشرة آلف
][293
درهم ،فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه ،ثم أخرجه منها وأمر أن يثبتها له لقابل ثم قال
له ]هل[ سررتك ؟ فقال :نعم جعلت فداك ثم أمر بمركب وجارية وغلم
وأمر له بتخت ثياب في كل ذلك يقول هل سررتك ؟ فيقول نعم جعلت فداك
فكلما قال نعم زاده حتى فرغ ثم قال له احمل فرش هذا البيت الذي كنت
جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولي الذي ناولتني فيه وارفع إلي
حوائجك قال :ففعل .وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد ال عليه السلم بعد
ذلك فحدثه بالحديث على جهته فجعل يسر بما فعل فقال الرجل :يا ابن
رسول ال ! كأنه قد سرك ما فعل بي ؟ فقال :إي وال لقد سر ال ورسوله
) .(1ايضاح :يظهر من كتب الرجال أن النجاشي المذكور في الخبر اسمه
عبد ال وأنه ثامن آباء أحمد بن علي النجاشي صاحب الرجال المشهور،
وفي القاموس النجاشي بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها أو هو
أفصح وفي المصباح الدهقان معرب يطلق على رئيس القرية ،وعلى
التاجر وعلى من له مال وعقار ،وداله مكسورة وفي لغة تضم والجمع
دهاقين ،ودهقن الرجل وتدهقن كثر ماله ،وفي القاموس الهواز تسع كور
بين البصرة وفارس لكل كورة منها اسم ويجمعهن الهواز ول تفرد واحدة
منها بهوز ،وهي :رامهرمز ،وعسكر ،ومكرم ،وتستر ،وجنديسابور
وسوس ،وسرق ،ونهر تيرى ،وإيذج ،ومناذر ) (2انتهى " .فقال بعض
أهل عمله " أي بعض أهل المواضع التي كانت تحت عمله وكان عامل
عليها ،والديوان الدفتر الذي فيه حساب الخراج ومرسوم العسكر ،قال في
المصباح :الديوان جريدة الحساب ثم اطلق على موضع الحساب ،وهو
معرب وأصله دوان فابدل من إحدى المضعفين ياء للتخفيف ،ولهذا يرد في
الجمع إلى أصله
][294
فيقال دواوين ،ودونت الديوان وضعته وجمعته ،ويقال إن عمر أول من دون
الدواوين في العرب أي رتب الجرائد للعمال وغيرها انتهى .والخراج ما
يأخذه السلطان من الراضي ،وأجرة الرض للراضي المفتوحة عنوة "
فان رأيت " جزاء الشرط محذوف أي فعلت أو نفعني ،ويدل الخبر على
استحباب افتتاح الكتاب بالتسمية " فلما ورد الكتاب عليه " أي أشرف
حامله على الدخول عليه ،وإسناد الورود إليه مجاز ،وكان الظهر فلما
ورد بالكتاب ،قال في المصباح :ورد البعير وغيره الماء يرده ورودا بلغه
ووافاه من غير دخول وقد يكون دخول وورد زيد علينا حضر ،ومنه ورد
الكتاب على الستعارة ،وفي القاموس الورود الشراف على الماء وغيره
دخله أو لم يدخل انتهى .والضمير في دخل راجع إلى بعض أهل عمله "
وأمره بأدائها عنه " أي من ماله أو من محل آخر إلى الجماعة الذين
أحالهم عليه أو أعطاه الدراهم ليؤدي إليهم لئل يشتهر أنه وهب له هذا
المبلغ تقية ،وعلى الوجه الول إنما أعطاها من ماله لن اسمه كان في
الديوان وكان محسوبا عليه " ثم أخرجه منها " أي أخرج اسمه من دفاتر
الديوان لئل يحال عليه في سائر السنين " وأمر أن يثبتها له " أي أمر أن
يكتب له أن يعطى عشرة آلف في السنة التية سوى ما اسقط عنه ،أو
لبتداء السنة التية إلى آخر عمله ،وقيل :أعطى ما أحاله في هذه السنة
من ماله ثم أخرجه منها أي من العشرة آلف ،وقوله " وأمر " بيان
للخراج ) (1أي كان إخراجه منها بأن جعل خراج أملكه وظيفة له ل
يحال عليه في سائر السنين واللم في قوله " لقابل " بمعنى من البتدائية
كما مر .وفي القاموس التخت وعاء يصان فيه الثياب " حتى فرغ " بفتح
الراء وكسرها أي النجاشي من العطاء " ففعل " أي حمل الفرش وتنازع
هو " وخرج " في الرجل
) (1بل الظاهر أنه أمر الكاتب أن يثبت له عشرة آلف آخر للسنة القابلة ،حتى ل
يحتاج في السنة التية الى أداء الخراج أيضا ،فيكون عطاؤه عشرين
ألفا :عشرة للسنة الجارية ،وعشرة للسنة القابلة.
][295
" فجعل " أي شرع المام " يسر " على بناء المفعول - 23 .كا :عن أبي علي
الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن الحسن ابن علي بن فضال ،عن
منصور ،عن عمار أبي اليقظان ،عن أبان بن تغلب قال :سألت أبا عبد ال
عليه السلم عن حق المؤمن على المؤمن قال فقال :حق المؤمن على
المؤمن أعظم من ذلك لو حدثتكم لكفرتم إن المؤمن إذا اخرج من قبره
خرج معه مثال من قبره يقول له أبشر بالكرامة من ال والسرور ،فيقول
له :بشرك ال بخير ،قال ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال وإذا مر بهول
قال هذا ليس لك وإذا مر بخير قال هذا لك فل يزال معه يؤمنه مما يخاف،
ويبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي ال عزوجل فإذا امر به إلى
الجنة قال له المثال :أبشر فان ال عزوجل قد أمر بك إلى الجنة قال :فيقول
من أنت رحمك ال تبشرني من حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي
وخبرتني عن ربي ؟ قال فيقول :أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك
في الدنيا خلقت منه لبشرك واونس وحشتك ) .(1بيان :قوله " من ذلك "
لما استشعر من سؤال السائل أو مما علم من باطنه أنه يعد هذا الحق سهل
يسيرا ،قال حق المؤمن أعظم من ذلك أي مما تظن أو لما ظهر من كلم
السائل أنه يمكن بيانه بسهولة أو أنه ليس مما يترتب على بيانه مفسدة
قال ذلك " لكفرتم " قد مر بيانه ،وقيل يمكن أن يقرأ بالتشديد على بناء
التفعيل أي لنسبتم أكثر المؤمنين إلى الكفر ،لعجزكم عن أداء حقوقهم
اعتذارا لتركها أو بالتخفيف من باب نصر أي لسترتم الحقوق ولم تؤدوها
أو لم تصدقوها لعظمتها فيصير سببا لكفركم .وأقول :قد عرفت أن للكفر
معان منها ترك الواجبات بل السنن الكيدة أيضا - 24 .كا :عن محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن مالك بن عطية ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :أحب
العمال
][296
إلى ال سرور تدخله على مؤمن تطرد عنه جوعته ،أو تكشف عنه كربته ).(1
بيان :الطرد :البعاد ،والجوع بالضم ضد الشبع ،وبالفتح مصدر أي بأن
تطرد ،وذكرهما على المثال - 25 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن الحكم بن مسكين عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أدخل
على مؤمن سرورا خلق ال عزوجل من ذلك السرور خلقا فيتلقاه عند
موته فيقول له :أبشر يا ولي ال بكرامة من ال ورضوان ثم ل يزال معه
حتى يدخله قبره ،فيقول له مثل ذلك ،فإذا بعث تلقاه فيقول له مثل ذلك ،ثم
ل يزال معه عند كل هول يبشره ويقول له مثل ذلك ،فيقول له :من أنت
رحمك ال ؟ فيقول :أنا السرور الذي أدخلته على فلن ) .(2بيان " :من
ذلك السرور " أي لسببه ،وهذا يؤيد ما ذكرناه - 26 .كا :عن الحسين بن
محمد ،عن أحمد بن إسحاق ،عن سعدان بن مسلم عن عبد ال بن سنان
قال :كان رجل عند أبي عبد ال عليه السلم فقرأ هذه الية " والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا
" ) (3قال فقال أبو عبد ال عليه السلم :فما ثواب من أدخل عليه السرور
؟ فقلت جعلت فداك عشر حسنات ،قال :إى وال وألف ألف حسنة ).(4
ايضاح " :بغير ما اكتسبوا " أي بغير جناية استحقوا بها اليذاء " فقد
احتملوا بهتانا " أي فقد فعلوا ما هو أعظم :الثم مع البهتان وهو الكذب
على الغير يواجهه به ،فجعل إيذاءهم مثل البهتان وقيل يعني بذلك أذية
اللسان فيتحقق فيها البهتان " وإثما مبينا " أي ومعصية ظاهرة كذا ذكره
الطبرسي ره ) (5وقال البيضاوي قيل :إنها نزلت في المنافقين يؤذون عليا
عليه السلم ،وكأن الغرض من قراءة الية إعداد
) (1الكافي ج 2ص 2) .191و (4الكافي ج 2ص (3) .192الحزاب(5) .58 :
مجمع البيان ج 8ص .370
][297
المخاطب للصغاء والتنبيه على أن إيذاءهم إذا كان بهذه المنزلة كان إكرامهم
وإدخال السرور عليهم بعكس ذلك ،هذا إذا كان القاري المام ويحتمل أن
يكون القاري الراوي وحكم السائل بالعشر لقوله تعالى " من جاء بالحسنة
فله عشر أمثالها " ) (1وتصديقه عليه السلم إما مبني على أن العشر
حاصل في ضمن ألف ألف ،أو على أن أقل مراتبه ذلك ،ويرتقي بحسب
الخلص ومراتب السرور إلى ألف ألف لقوله تعالى " ويضاعف لمن
يشاء " ) - 27 .(2كا :عن العدة ،عن سهل ،عن محمد بن اورمة ،عن
علي بن يحيى عن الوليد بن العل ،عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول ال ،ومن
أدخله على رسول ال صلى ال عليه واله فقد وصل ذلك إلى ال ،وكذلك
من أدخل عليه كربا ) .(3بيان " :فقد وصل ذلك " أي السرور مجازا كما
مر أو هو على بناء التفعيل فضمير الفاعل راجع إلى المدخل ،وكذلك " من
أدخل عليه كربا " أي يدخل الكرب على ال وعلى الرسول - 28 .كا :عن
العدة ،عن سهل ،عن إسماعيل بن منصور ،عن المفضل عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :أيما مسلم لقي مسلما فسره سره ال عزوجل ) .(4بيان:
المراد بالمسلم المؤمن - 29 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن الحكم عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أحب العمال
إلى ال عزوجل إدخال السرور على المؤمن :إشباع جوعته أو تنفيس
كربته أو قضاء دينه ) .(5بيان :إسناد الشباع إلى الجوعة على المجاز
وتنفيس الكرب كشفها - 30 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن
علي بن الحكم ،عن الحسين بن هاشم ،عن سعدان بن مسلم ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :من أخذ من وجه
) 1و (2النعام ،160 :البقرة ،261 :على الترتيب (5 - 3) .الكافي ج 2ص .192
][298
أخيه المؤمن قذاة كتب ال عزوجل له عشر حسنات ومن تبسم في وجه أخيه كانت
له حسنة ) .(1بيان :في النهاية القذى جمع قذاة وهو ما يقع في العين
والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك - 31 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن عن
جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من قال لخيه مرحبا
كتب ال له مرحبا إلى يوم القيامة ) .(2بيان " :إلى يوم القيامة " إما
متعلق بمرحبا فيكون داخل في المكتوب أو متعلق بكتب ،وهو أظهر أي
يكتب له ثواب هذا القول إلى يوم القيامة أو يخاطب بهذا الخطاب ،ويكتب
له ،فينزل عليه الرحمة بسببه أو هو كناية عن أنه محل للطاف ال
ورحماته إلى يوم القيامة والرحب السعة ومرحبا منصوب بفعل لزم
الحذف ،أي أتيت رحبا وسعة أو مكانا واسعا ; وفيه إظهار للسرور
بملقاته - 32 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن
عيسى ،عن يونس ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فانما أكرم ال عزوجل ) .(3بيان" :
فأكرمه " أي أكرم المأتي التي - 33 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن نصر بن إسحاق ،عن الحارث بن النعمان،
عن الهيثم بن حماد ،عن أبي داود ،عن زيد بن أرقم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه واله :ما في امتي عبد ألطف أخاه في ال بشئ من لطف إل
أخدمه ال من خدم الجنة ) .(4بيان :الظرف أي " في ال " حال عن الخ
أو متعلق باللطاف والول أظهر واللطف الرفق والجسان وإيصال
المنافع.
][299
- 34كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن بكر بن صالح ،عن الحسن
بن علي ،عن عبد ال بن جعفر بن إبراهيم ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه
بها وفرج عنه كربته لم يزل في ظل ال الممدود ،عليه الرحمة ما كان في
ذلك ) .(1بيان " :يلطفه بها " على بناء المعلوم من الفعال وفي بعض
النسخ بالتاء فعل ماضيا من باب التفعل ; في القاموس :لطف كنصر لطفا
بالضم رفق ودنا ،وال لك أوصل إليك مرادك بلطف ; وألطفه بكذا بره
والملطفة المبارة ،وتلطفوا وتلطفوا رفقوا انتهى " لم يزل في ظل ال
الممدود " أي المنسبط دائما بحيث ل يتقلص ول يتفاوت إشارة إلى قوله
تعالى " وظل ممدود " ) (2أي لم يزل في القيامة في ظل رحمة ال
الممدود أبدا " عليه الرحمة " أي تنزل عليه الرحمة ،ما كان في ذلك
الظل أي أبدا أو المعنى لم يزل في ظل حماية ال ورعايته نازل عليه رحمة
ال ما كان مشتغل بذلك الكرام ،وقيل :الضمير في عليه راجع إلى الظل
والرحمة مرفوع وهو نائب فاعل الممدود و " ما " بمعنى مادام،
والمقصود تقييد الدوام المفهوم من لم يزل - 35 .كا :عن محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن جميل ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :سمعته يقول :إن مما خص ال عزوجل به المؤمن أن
يعرفه بر إخوانه ،وإن قل ،وليس البر بالكثرة وذلك أن ال عزوجل يقول
في كتابه " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ثم قال" :
ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " ومن عرفه ال بذلك أحبه ال
ومن أحبه ال تبارك وتعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب ،ثم قال :يا
جميل ارو هذا الحديث لخوانك فانه ترغيب في البر لخوانك ) .(3تبيان:
أن يعرفه بر إخوانه أي ثواب البر أو التعريف كناية عن التوفيق
) (1الكافي ج 2ص (2) .206الواقعة (3) .30 :الكافي ج 2ص ،206والية في
الممتحنة.10 :
][300
للفعل " وذلك أن ال يقول " الستشهاد بالية من حيث إن ال مدح إيثار الفقير مع
أنه ل يقدر على الكثير فعلم أنه ليس البر بالكثرة " ويؤثرون على أنفسهم
" أي يختارون غيرهم من المحتاجين على أنفسهم ويقدمونهم " ولو كان
بهم خصاصة " أي حاجة وفقر عظيم " ومن يوق شح نفسه " بوقاية ال
وتوفيقه ،ويحفظها عن البخل والحرص " فاولئك هم المفلحون " أي
الفائزون .والمشهور أن الية نزلت في النصار وإيثارهم المهاجرين على
أنفسهم في أموالهم ،وروي من طريق العامة أنها نزلت في أمير المؤمنين
عليه السلم ،وأنه مع بقية أهل بيته لم يطعموا شيئا منذ ثلثة أيام
فاقترض دينارا ثم رأى المقداد فتفرس منه أنه جائع فأعطاه الدينار،
فنزلت الية مع المائدة من السماء ; وعلى التقديرين يجري الحكم في غير
من نزلت فيه " ومن عرفه ال " على بناء التفعيل " بذلك " كأن الباء
زائدة أو المعنى عرفه بذلك التعريف المتقدم ،ويمكن أن يقرأ عرفه على
بناء المجرد - 36 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن
محمد بن إسماعيل ،عن صالح بن عقبة ،عن المفضل ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة -قلت :وأي شئ التحفة ؟
قال :من مجلس ومتكاء وطعام وكسوة وسلم -فتطاول الجنة مكافأة له،
ويوحي ال عزوجل إليها أني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إل علي
نبي أو وصي نبي فإذا كان يوم القيامة أوحى ال عزوجل إليها أن كافئ
أوليائي بتحفهم ،فتخرج منها وصفاء ووصائف ،معهم أطباق مغطاة
بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت
عقولهم ،وامتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش إن ال عزوجل
قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون ).(1
بيان " :ليتحف " على بناء الفعال وهو إعطاء التحفة بالضم وكهمزة،
وهي البر واللطف والهدية ،وقوله " قلت " وجوابه معترضان بين كلم
المام ،و " من " في
) (1الكافي ج 2ص .207
][301
قوله " من مجلس " للبيان والمتكأ بضم الميم وتشديد التاء مهموزا ما يتكأ عليه
أن يضع له متكأ يتكئ عليه ،أو فراشا يجلس عليه " فتطاول الجنة " أي
تمتد وترتفع لرادة مكافأته وإطعامه في الدنيا عجالة وقيل استعارة تمثيلية
لبيان شدة استحقاقه لذلك ،قال في القاموس :تطاول امتد وارتفع وتفضل
وفي النهاية تطاول عليهم الرب بفضله أي تطول " على أهل الدنيا " أي
ما داموا فيها ،وفي المصباح الوصيف الغلم دون المراهق ،والوصيفة
الجارية كذلك ،والجمع وصفاء ووصائف مثل كريم وكرماء وكرائم "
بتحفهم " أي في الخرة فالباء لللة أو في الدنيا فالباء للسببيه " إن ال
" يحتمل كسر الهمزة وفتحها - 37 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد
بن أحمد ،عن محمد بن عيسى ،عن محمد ابن الفضيل ،عن أبي حمزة،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه
سبعين كبيرة ) .(1بيان :كأن التخصيص بالسبعين لنه بعد التيان بها
يكون غالبا من المتجاهرين بالفسق ،فل حرمة له ،وربما يحمل على
الكثرة ل خصوص العدد كما قالوا في قوله تعالى " :إن تستغفر لهم
سبعين مرة " ) (2وتخصيصه بما يكون بالنسبة إليه من إيذائه وشتمه
وأمثالهما بعيد ،ول ينافي وجوب النهي عن المنكر كما مر وحمله على ما
إذا تاب بعد كل منها ل يستقيم إل إذا حمل على مطلق الكثرة - 38 .كا :عن
الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا ; عن علي بن محمد بن سعد
عن محمد بن أسلم ،عن محمد بن علي بن عدي قال :أملى علي محمد بن
سليمان ،عن إسحاق بن عمار قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أحسن يا
إسحاق إلى أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ول أعانه إل
خمش وجه إبليس وقرح قلبه ) .(3بيان :في القاموس خمش وجهه
يخمشه ويخمشه :خدشه ولطمه وضربه وقطع
][302
عضوا منه انتهى ،وقرح بالقاف من باب التفعيل كناية عن شدة الغم واستمراره.
- 39ما :بالسناد إلى أبي قتادة ،عن داود بن سرحان قال :دخل سدير
الصيرفي على أبي عبد ال عليه السلم فقال له :يا سدير ما كثر مال رجل
قط إل عظمت الحجة ل عليه ،فان قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا،
فقال له :يا ابن رسول -ال بماذا ؟ قال :بقضاء حوائج إخوانكم من
أموالكم الخبر ) - 40 .(1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أحمد بن
هوذة ،عن إبراهيم بن إسحاق ،عن عبد ال بن حماد ،عن أبي بصير
يحيى ،عن الصادق عليه السلم ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه واله :من قضى لخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد ال
دهرا ) .(2أقول :سيأتي الخبر بتمامه في باب الدعاء للمؤمن - 41 .ما:
ابن الصلت ،عن ابن عقدة ،عن محمد بن الفضل بن إبراهيم ،عن أبيه عن
ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إنه من عظم دينه عظم
إخوانه ومن استخف بدينه استخف بإخوانه ،يا محمد اخصص بمالك
وطعامك من تحبه في ال جل وعل ) - 42 .(3ما :ابن الصلت ،عن ابن
عقدة ،عن المفضل بن قيس ،عن أيوب بن محمد المسلي ،عن أبان بن
تغلب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من كان وصلة لخيه بشفاعة في
دفع مغرم أوجر مغنم ،ثبت ال قدميه يوم تزل ]فيه[ القدام ) - 43 .(4ما:
جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أحمد بن سعيد بن يزيد ،عن محمد ابن
سلمة الموي ،عن أحمد بن القاسم الموي ،عن أبيه ،عن الصادق ،عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :أوحى ال
تبارك وتعالى إلى داود عليه السلم يا داود إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم
القيامة فاحكمه بها في الجنة قال داود :يا رب
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .309أمالى الطوسى ج 2ص 3) .95و (4
المصدر ج 1ص .96
][303
وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة ؟ قال :عبد
مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضاها ،قضيت له أم لم تقض )
- 44 .(1ن :المفسر ،عن أحمد بن الحسن الحسني ،عن أبي محمد
العسكري عن آبائه عليهم السلم قال :كتب الصادق عليه السلم إلى بعض
الناس إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أفضل العمال ؟
فعظم ل حقه أن تبذل نعماءه في معاصيه وأن تغتر بحلمه عنك ،وأكرم كل
من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا ثم ليس عليك ; صادقا كان أو كاذبا،
إنما لك نيتك وعليه كذبه ) - 45 .(2لى :في خبر مناهي النبي صلى ال
عليه واله أل ومن أكرم أخاه المسلم فانما يكرم ال عزوجل ) - 46 :(3ثو:
ابن المتوكل ،عن محمد بن جعفر ،عن سهل ،عن محمد بن إسماعيل ،عن
سعدان ،عن إسحاق بن عمار قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :يا إسحاق
من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب ال له ألف حسنة ،ومحى عنه ألف
سيئة ،و رفع له ألف درجة ،وغرس له ألف شجرة في الجنة ،وكتب له
ثواب عتق ألف نسمة ،حتى إذا صار إلى الملتزم فتح ال له ثمانية أبواب
الجنة يقال له .ادخل من أيها شئت قال :فقلت :جعلت فداك هذا كله لمن
طاف ؟ قال :نعم ،أفل اخبرك بما هو أفضل من هذا ؟ قال :قلت :بلى قال:
من قضى لخيه المؤمن حاجة كتب ال له طوافا وطوافا حتى بلغ عشرا )
- 47 .(4ثو :أبي ،عن سعد ،عن عباد بن سليمان ،عن محمد بن سليمان
الديلمي ،عن أبيه ،عن مخلد بن يزيد ،عن الثمالي ،عن علي بن الحسين
قال :من قضى لخيه حاجته فبحاجة ال بدأ وقضى ال له بها مائة حاجة
في إحداهن الجنة ،ومن نفس عن
) (1المصدر ج 2ص (2) .129عيون الخبار ج 2ص (3) .4امالي الصدوق
ص (4) .258ثواب العمال ص .45
][304
أخيه كربة نفس ال عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت ،ومن أعانه على ظالم له أعانه
ال على إجازة الصراط عند دحض القدام ،ومن سعى له في حاجة حتى
قضاها له فسر بقضائها فكان كادخال السرور على رسول ال صلى ال
عليه واله ومن سقاه من ظمأ سقاه ال من الرحيق المختوم ،ومن أطعمه
من جوع أطعمه ال من ثمار الجنة ،ومن كساه من عرى كساه ال من
استبرق وحرير ،ومن كساه من غير عرى لم يزل في ضمان ال مادام
على المكسي من الثوب سلك ،ومن كفاه بما هو يمتهنه ويكف وجهه
ويصل به يده أخدمه ال الولدان المخلدين ،ومن حمله من رحله بعثه ال
يوم القيامة إلى الموقف على ناقة من نوق الجنة يباهي به الملئكة ومن
كفنه عند موته فكأنما كساه من يوم ولدته امه إلى يوم يموت ،ومن زوجه
زوجة يأنس بها ويسكن إليها آنسه ال في قبره بصورة أحب أهله إليه،
ومن عاده عند مرضه حفته الملئكة تدعو له حتى ينصرف وتقول طبت
وطابت لك الجنة ،وال لقضاء حاجته أحب إلى ال من صيام شهرين
متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام ) - 48 .(1ثو :ابن المتوكل ،عن
السعد آبادي ،عن البرقي ،عن الحسن بن علي ،عن أبي حمزة قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :من سر امرءا مؤمنا سره ال يوم القيامة ،وقيل
له تمن على ربك ما أحببت ،فقد كنت تحب أن تسر أولياءه في دار الدنيا،
فيعطى ما تمنى ويزيده ال من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم الجنة.
) - 49 .(11ثو :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن أحمد بن
محمد عن نصر بن إسحاق ،عن الحارث بن النعمان ،عن الهيثم بن حما،
عن داود ،عن زيد بن أرقم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :ما من
عبد لطف أخاه في ال عزوجل بشئ من اللطف إل أخدمه ال من خدم
الجنة ) - 50 .(12ثو :ابن المتوكل ،عن محمد بن يحيى الشعري ،عن
أحمد بن محمد
][305
عن نصر بن وكيع ،عن الربيع بن صبيح رفعه إلى النبي صلى ال عليه واله قال:
من لقي أخاه بما يسره ليسره ،سره ال يوم القيامة ،ومن لقي أخاه بما
يسوؤه ليسوءه ،ساءه ال يوم يلقاه ) - 51 .(1ثو :أبي ،عن سعد ،عن
البرقي ،عن أبي محمد الغفاري ،عن لوط بن إسحاق ،عن أبيه ،عن جده
قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :ما من عبد يدخل على أهل بيت
مؤمن سرورا إل خلق ال له من ذلك السرور خلقا يجيئه يوم القيامة كلما
مرت عليه شديدة يقول :يا ولي ال ل تخف فيقول له :من أنت يرحمك
ال ؟ فلو أن الدنيا كانت لي ما رأيتها لك شيئا فيقول :أنا السرور الذي
كنت أدخلت على آل فلن ) - 52 .(2ثو :أبي ،عن سعد ،عن النهدي ،عن
ابن محبوب ،عن علي بن يقطين عن موسى بن جعفر عليه السلم قال:
كان في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له جار كافر فكان يرفق بالمؤمن،
ويوليه المعروف في الدنيا ،فلما أن مات الكافر بنى ال له بيتا في النار من
طين ،فكان يقيه حرها ويأتيه الرزق من غيرها ،وقيل له :هذا لما كنت
تدخل على جارك المؤمن فلن بن فلن من الرفق ،وتوليه من المعروف
في الدنيا ) - 53 (3ثو :أبي ،عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن
ابن محبوب ،عن أبي ولد ،عن ميسر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا ،وقد
امر به إلى النار ،والملك ينطلق به ،قال فيقول له :يا فلن أغثني فقد كنت
أصنع إليك المعروف في الدنيا ،وأسعفك في الحاجة تطلبها مني ،فهل
عندك اليوم مكافاة ؟ فيقول المؤمن للملك الموكل به :خل سبيله قال:
فيسمع ال قول المؤمن ،فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله )
- 54 .(4ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن أحمد بن إسحاق ،عن بكر بن
محمد
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما قضى مسلم لمسلم حاجة إل ناداه ال :على
ثوابك ول أرضى لك بدون الجنة ) - 55 .(1ص :بالسناد إلى الصدوق،
عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان ،عن مقرن
إمام بني فتيان ،عمن روى ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان في
زمن موسى عليه السلم ملك جبار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح،
فتوفي في يوم الملك الجبار والعبد الصالح ،فقام على الملك الناس وأغلقوا
أبواب السوق لموته ثلثة أيام وبقي ذلك العبد الصالح في بيته ،وتناولت
دواب الرض من وجهه فرآه موسى بعد ثلث فقال :يا رب هو عدوك وهذا
وليك ؟ فأوحى ال إليه يا موسى إن وليي سأل هذا الجبار حاجة فقضاها
فكافأته عن المؤمن ،وسلطت دواب الرض على محاسن وجه المؤمن
لسؤاله ذلك الجبار ) - 56 .(2ص :بالسناد إلى الصدوق ،عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير عن أبي علي الشعيري ) ،(3عن محمد بن قيس،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :أوحى ال تعالى إلى موسى إن من عبادي
من يتقرب إلي بالحسنة ،فاحكمه في الجنة ،قال :وما تلك الحسنة ؟ قال:
تمشي في حاجة مؤمن - 57 .ص :بالسناد إلى الصدوق ،عن أبيه ; عن
سعد ،عن ابن أبي الخطاب عن ابن سنان ،عن ابن مسكان ،عن الرضا
عليه السلم وعن أبي جعفر عليه السلم قال :فيما ناجى ال موسى عليه
السلم أن قال :إن لي عبادا أبيحهم جنتي واحكمهم فيها ،قال موسى:
) (1المصدر ص (2) .170مخطوط (3) .الشعيرى أو صاحب الشعير -كما في
نسخة الكافي ج 2ص 195وسيأتى تحت الرقم - 101هو أبو على
ابراهيم الشعيرى كما وقع في اسناد الكافي أيضا ج 3ص 126وفى كل
ذلك يروى الكليني عن على عن أبيه عن ابن أبى عمير عنه ،وقد يطلق
الشعيرى على السكوني المعروف الذى يروى عنه النوفلي وهو اسماعيل
بن أبى زياد مسلم العامي ،وأما الشعيرى الذى في هذا السند فلم أقف
على ترجمته فهو مهمل.
][307
من هؤلء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها ؟ قال :من أدخل على مؤمن سرورا.
- 58ضا :نروي :الخلق عيال ال ،فأحب الخلق على ال من أدخل على
أهل بيت مؤمن سرورا ومشى مع أخيه في حاجته - 59 .مص :قال
الصادق عليه السلم :مصافحة إخوان الدين أصلها عن محبة ال لهم ،قال
النبي صلى ال عليه واله ما تصافح إخوان في ال عزوجل إل تناثرت
ذنوبهما حتى يعودان كيوم ولدتهما امهما ،ول كثر حبهما وتبجيلهما كل
واحد لصاحبه إل كان له مزيدا والواجب على أعملهما بدين ال أن يزيد
صاحبه من فنون الفوايد التي أكرمه ال بها ،ويرشده إلى الستقامة
والرضا والقناعة ،ويبشره برحمة ال ،و يخوفه من عذابه ،وعلى الخر
أن يتبارك باهتدائه ،ويتمسك بما يدعوه إليه و يعظه به ،ويستدل بما يدله
إليه معتصما بال ،ومستعينا به لتوفيقه على ذلك .قيل لعيسى بن مريم:
كيف أصبحت ؟ قال ل أملك ما أرجو ،ول أستطيع ما احاذر ،مأمورا
بالطاعة ،منهيا عن الخطيئة ،فل أرى فقيرا أفقر مني .وقيل لويس
القرني :كيف أصبحت ؟ قال :كيف يصبح رجل إذا أصبح ل يدري أيمسي ؟
وإذا أمسى ل يدري أيصبح ؟ .قال أبو ذر :أصبحت أشكر ربي وأشكو
نفسي .وقال النبي صلى ال عليه واله :من أصبح وهمته غير ال أصبح
من الخاسرين المعتدين )] (1وقال لقمان :يا بني ل تؤخر التوبة فان
الموت يأتي بغتة[ ) - 60 .(2م :قال رسول ال صلى ال عليه واله :إن في
شيعتنا لمن يهب ال تعالى له في الجنان من الدرجات والمنازل والخيرات
ما ل تكون الدنيا وخيراتها في جنبها إل كالرملة في البادية الفضفاضة فما
هو إل أن يرى أخا له مؤمنا فقيرا فيتواضع له ويكرمه ويعينه ويمونه
ويصونه عن بذل وجهه له حتى يرى الملئكة الموكلين بتلك المنازل
والقصور وقد تضاعفت حتى صارت في الزيادة كما كان هذا الزايد في هذا
البيت الصغير الذي
) (1مصباح الشريعة ص (2) .54زيادة في نسخة الكمبانى ل يناسب الباب(*) .
][308
أريتموه فيما صار إليه من كبره وعظمه وسعته ،فيقول الملئكة :يا ربنا ل طاقة لنا
بالخدمة في هذه المنازل فأمددنا بملئكة يعاونوننا فيقول ال ،ما كنت
لحملكم ما ل تطيقون ،فكم تريدون عددا ؟ فيقولون :ألف ضعفناء ؟ وفيهم
من المؤمنين من تقول الملئكة -تستزيد مددا -ألف ألف ضعفنا وأكثر من
ذلك على قدر قوة إيمان صاحبهم ،وزيادة إحسانه إلى أخيه المؤمن فيمدهم
ال تعالى بتلك الملك وكلما لقي هذا المؤمن أخاه فبره زاده ال في
ممالكه وفي خدمه في الجنة كذلك ) - 61 .(1م :قال علي بن الحسين عليه
السلم :معاشر شيعتنا أما الجنة فلن تفوتكم سريعا كان أو بطيئا ،ولكن
تنافسوا في الدرجات ،واعلموا أن أرفعكم درجات و أحسنكم قصورا ودورا
وأبنية أحسنكم فيها إيجابا لخوانه المؤمنين ،وأكثرهم مواساة لفقرائهم،
إن ال عزوجل ليقرب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة يكلم بها أخاه المومن
الفقير بأكثر من مسير مائة ألف عام في سنة بقدمه وإن كان من المعذبين
بالنار فل تحتقروا الحسان إلى إخوانكم ،فسوف ينفعكم ال تعالى حيث ل
يقوم مقام ذلك شئ غيره ) - 62 .(2م :قوله عزوجل " وأقيموا الصلة
وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين " قال " :أقيمو الصلة " المكتوبات
التي جاء بها محمد وأقيموا أيضا الصلة على محمد وآله الطيبين
الطاهرين ،الذين على سيدهم وفاضلهم " وآتوا الزكاة " من أموالكم إذا
وجبت ،ومن أبدانكم إذا لزمت ،ومن معونتكم إذا التمست " واركعوا مع
الراكعين " تواضعوا مع المتواضعين لعظمة ال عزوجل في النقياد
لولياء ال محمد نبي ال وعلي ولي ال ،والئمة بعدهما سادات أصفياء
ال .قال رسول ال صلى ال عليه واله :من صلى الخمس كفر ال عنه من
الذنوب ما بين كل صلتين ،وكان كمن على بابه نهر جار يغتسل فيه خمس
مرات ل يبقى عليه من الذنوب شيئا إل الموبقات التي هي جحد النبوة أو
المامة أو ظلم إخوانه المؤمنين
][309
أو ترك التقية حتى يضر بنفسه وإخوانه المؤمنين ،ومن أدى الزكاة من ماله طهر
من ذنوبه ،ومن أدى الزكاة من بدنه في دفع ظلم قاهر عن أخيه أو معونته
على مركوب له قد سقط عليه متاع ل يأمن تلفه أو الضرر الشديد عليه به،
قيض ال له في عرصات القيامة ملئكة يدفعون عنه نفخات النيران،
ويحيونه بتحيات أهل الجنان ،ويزفونه إلى محل الرحمة والرضوان .ومن
أدى زكاة جاهه بحاجة يلتمسها لخيه فقضيت ،أو كلب سفيه يظهر يعيب
فألقم ذلك الكلب بجاهه حجرا بعث ال عليه في عرصات القيامة ملئكة
عددا كثيرا وجما غفيرا ل يعلم عددهم إل ال يحسن فيه بحضرة الملك
الجبار الكريم الغفار محاضرهم ،ويجمل فيه قولهم ،ويكثر عليه ثناؤهم،
وأوجب ال عزوجل له بكل قول من ذلك ما هو أكثر من ملك الدنيا
بحذافيرها مائة ألف مرة ،ومن تواضع مع المتواضعين فاعترف بنبوة
محمد صلى ال عليه واله وولية علي والطيبين من آلهم ثم تواضع
لخوانه وبسطهم وآنسهم ،كلما ازداد بهم برا ازداد بهم استيناسا وتواضعا
باهى ال عزوجل به كرام ملئكته من حملة عرشه ،والطائفين به ،فقال
لهم :أما ترون عبدي هذا المتواضع لجلل عظمتي ؟ ساوى نفسه بأخيه
المؤمن الفقير ،و بسطه ؟ فهو ل يزداد به برا إل ازداد تواضعا ؟ أشهدكم
أني قد أوجبت له جناني ،و من رحمتي ورضواني ما يقصر عنه أماني
المتمني ،ولرزقنه من محمد سيد الورى ومن علي المرتضى ومن خيار
عترته مصابيح الدجى اليناس والبركة في جناني وذلك أحب إليه من نعيم
الجنان ،ولو يضاعف ألف ألف ضعفها ،جزاء على تواضعه لخيه المؤمن
) - 63 .(1م :قوله عزوجل " وأقيمو الصلة وآتوا الزكاة وما تقدموا
لنفسكم من خير تجدوه عند ال إن ال بما تعملون بصير " قال المام "
أقيموا الصلة " باتمام وضوئها وتكبيراتها وقيامها وقراءتها وركوعها
وسجودها وحدودها " وآتوا الزكاة " مستحقيها ل تؤتوها كافرا ول منافقا
قال رسول ال صلى ال عليه واله المتصدق على أعدائنا
][310
كالسارق في حرم ال " وما تقدموا لنفسكم من خير " من مال تنفقونه في طاعة
ال ،فان لم يكن ]لكم مال[ فمن جاهكم تبذلونه لخوانكم المؤمنين تجرون
به إليهم المنافع ،وتدفعون به عنهم المضار " تجدوه عند ال " ينفعكم
ال تعالى بجاه محمد وآله الطيبين يوم القيامة فيحط به سيئاتكم،
ويضاعف به حسناتكم ويرفع به درجاتكم " إن ال بما تعملون بصير "
عالم ليس يخفى عليه ظاهر فعل ول باطن ضمير فهو يجازيكم على حسب
اعتقاداتكم ونياتكم وليس هو كملوك الدنيا الذي يلبس على بعضهم فينسب
فعل بعض إلى غير فاعله ،وجناية بعض إلى غير جانيه فيقع عقابه وثوابه
بجهله بما ليس عليه بغير مستحقه ) .(1قال رسول ال صلى ال عليه
واله :عباد ال ! أطيعوا ال في أداء الصلوات المكتوبات ،و الزكوات
المفروضات ،وتقربوا بعد ذلك إلى ال بنوافل الطاعات ،فان ال عز وجل
يعظم به المثوبات ،والذي بعثني بالحق نبيا إن عبدا من عباد ال ليقف يوم
القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النار أعظم من جميع جبال الدنيا ،حتى
ما يكون بينه وبينها حائل ،بينا هو كذلك قد تحير ،إذ تطاير من الهواء
رغيف أو حبة فضة قد واسى بها أخا مؤمنا على إضافته ،فتنزل حواليه،
فتصير كاعظم الجبال مستديرا حواليه ،وتصد عنه ذلك اللهب ،فل يصيبه
من حرها ول دخانها شئ ،إلى أن يدخل الجنة .قيل :يا رسول ال صلى ال
عليه واله وعلى هذا ينفع مواساته لخيه المؤمن ؟ فقال رسول ال صلى
ال عليه واله ]إي[ والذي بعثني بالحق نبيا إنه لينتفع بعض المؤمنين
بأعظم من هذا وربما جاء يوم القيامة ]من[ تمثل له سيئاته وحسناته
وإساءته إلى إخوانه المؤمنين وهي التي تعظم وتتضاعف فتمتلئ بها
صحائفه ،وتفرق حسناته على خصمائه المؤمنين المظلمومين بيده
ولسانه ،فيتحير ويحتاج إلى حسنات توازي سيئاته ،فيأتيه أخ له مؤمن قد
كان أحسن إليه في الدنيا فيقول له :قد وهبت لك جميع حسناتي بازاء ما
كان منك إلي في الدنيا ،فيغفر ال له بها ،ويقول لهذا المؤمن :فأنت بما ذا
تدخل جنتي ؟
) (1المصدر ص .215
][311
فيقول :برحتمك يا رب ! فيقول ال :جدت عليه بجميع حسناتك ،ونحن أولى بالجود
منك والكرم ،وقد تقبلتها عن أخيك وقد رددتها عليك ،وأضعفتها لك ،فهو
من أفضل أهل الجنان ) - 64 .(1جا :عمر بن محمد ،عن محمد بن همام،
عن الحميري ،عن محمد بن عيسى الشعري ،عن عبد ال بن إبراهيم،
عن الحسين بن زيد ،عن الصادق عليه السلم عن أبيه عليه السلم قال
قال رسول ال صلى ال عليه واله :المؤمنون إخوة ،يقضي بعضهم حوائج
بعض فبقضاء بعضهم حوائج بعض ويقضي ال حوائجهم يوم القيامة ).(2
- 65مكا :عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم قال :من لم
يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شعيتنا ،ومن لم يستطع أن يزور قبورنا
فليزر قبور صلحاء إخواننا .وعن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه واله :الصدقة بعشرة ،والقرض بثمانية عشر ،وصلة
الخوان بعشرين ،وصلة الرحم بأربعة وعشرين - 66 .ختص :قال
الصادق عليه السلم مشي المسلم في حاجة المسلم خير من سبعين طوافا
بالبيت الحرام ) - 67 .(3ختص :قال الصادق عليه السلم :المؤمن أخو
المؤمن وعينه ودليله ،ل يخونه ول يخذله وقال عليه السلم :المؤمن
بركة على المؤمن ،وقال عليه السلم ما من مؤمن يدخل بيته مومنين
فيطعمهما شبعهما إل كان ذلك أفضل من عتق نسمة ،وما من مؤمن
يقرض مؤمنا يلتمس به وجه ال إل حسب ال له أجره بحساب الصدقة،
وما من مؤمن يمشي لخيه في حاجة إل كتب ال له بكل خطوة حسنة،
وحط عنه سيئة ،ورفع له بها درجة ،وزيد بعد ذلك عشر حسنات ،وشفع
في عشر حاجات ،وما من مؤمن يدعو لخيه بظهر الغيب إل وكل ال به
ملكا يقول " :ولك مثل ذلك " وما من مؤمن
][312
يفرج عن أخيه كربة إل فرج ال عنه كربه من كرب الخرة وما من مؤمن يعين
مؤمنا مظلوما إل كان له أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد
الحرام ،وما من مؤمن ينصر أخاه ]وهو يقدر على نصرته[ ) (1إل نصره
ال في الدنيا والخرة .وقال عليه السلم ما من مؤمن يخذل أخاه وهو
يقدر على نصرته إل خذله ال في الدنيا والخرة ) - 68 .(2ختص :قال
أمير المؤمنين عليه السلم :ما قضى مسلم لمسلم حاجة إل ناداه ال :علي
ثوابك ول أرضى لك بدون الجنة ) - 69 .(3من كتاب قضاء الحقوق لبي
علي بن طاهر الصوري :قال رسول ال صلى ال عليه واله :إن ال في
عون المؤمن مادام المؤمن في عون أخيه المؤمن ،ومن نفس عن أخيه
المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه سبعين كربة من كرب الخرة.
وقال صلى ال عليه واله :أحب العمال إلى ال عزوجل سرور يدخله
مؤمن على مؤمن :يطرد عنه جوعة أو يكشف عنه كربة .وقال الصادق
عليه السلم :ما على أحدكم أن ينال الخير كله باليسير ،قال الراوي قلت:
بماذا جعلت فداك ؟ قال :يسرنا بادخال السرور على المؤمنين من شيعتنا
وعنه عليه السلم في حديث طويل قال في آخره :إذا علم الرجل أن أخاه
المؤمن محتاج فلم يعطه شيئا حتى سأله ثم أعطاه لم يوجر عليه ،وعنه
عليه السلم أنه قال :خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلؤكم ومن صالح
العمال البر بالخوان ،والسعي في حوائجهم ،ففي ذلك مرغمة للشيطان،
وتزحزح عن النيران ،ودخول الجنان .أخبر بهذا غرر أصحابك ،قال :قلت:
من غرر أصحابي جعلت فداك ؟ قال :هم البررة بالخوان ،في العسر
واليسر .وعنه عليه السلم أنه قال من مشى في حاجة أخيه المؤمن كتب
ال عزوجل له
][313
عشر حسنات ،ورفع له عشر درجات ،وحط عنه عشر سيئات ،وأعطاه عشر
شفاعات وقال عليه السلم :احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين ،وإدخال
السرور عليهم ،ودفع المكروه عنهم ،فانه ليس من العمال عند ال
عزوجل بعد اليمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين .وعن الباقر
عليه السلم أن بعض أصحابه قال له :جعلت فداك إن الشيعة عندنا
كثيرون ،فقال :هل يعطف الغني على الفقير ؟ ويتجاوز المحسن عن
المسئ ويتواسون ؟ قلت :ل ،قال عليه السلم :ليس هؤلء الشيعة،
الشيعة من يفعل هكذا .وقال الكاظم عليه السلم :من أتاه أخوه المؤمن في
حاجة فانما هي رحمة من ال ساقها إليه ،فان فعل ذلك فقد وصله بوليتنا،
وهي موصولة بولية ال عزوجل وإن رده عن حاجته ؟ وهو يقدر عليها
فقد ظلم نفسه وأساء إليها .وقال رجل من أهل الرى :ولي علينا بعض
كتاب يحيى بن خالد ،وكان علي بقايا يطالبني بها وخفت من إلزامي إياها
خروجا عن نعمتي وقيل لي :إنه ينتحل هذا المذهب ،فخفت أن أمضي إليه
وأمت به إليه ) (1فل يكون كذلك فأقع فيما ل احب فاجتمع رأيي على أن
هربت إلى ال تعالى وحججت ولقيت مولي الصابر يعني موسى بن جعفر
عليه السلم فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته " :بسم ال
الرحمن الرحيم اعلم أن ل تحت عرشه ظل ل يسكنه إل من أسدى إلى
أخيه معروفا أو نفس عنه كربة ،أو أدخل على قلبه سرورا ،وهذا أخوك
والسلم " .قال :فعدت من الحج إلى بلدي ومضيت إلى الرجل ليل
واستأذنت عليه وقلت :رسول الصابر عليه السلم فخرج إلي حافيا ماشيا
ففتح لي بابه ،وقبلني وضمني إليه ،وجعل يقبل عيني ،ويكرر ذلك ،كلما
سألني عن رؤيته عليه السلم وكلما أخبرته بسلمته وصلح أحواله
استبشر وشكر ال تعالى ثم أدخلني داره ،وصدرني في مجلسه وجلس بين
يدى فأخرجت إليه كتابه عليه السلم فقبله قائما وقرأه ثم استدعى بماله
][314
وثيابه فقاسمني دينارا دينارا ودرهما درهما وثوبا ثوبا وأعطاني قيمة ما لم يمكن
قسمته وفي كل شئ من ذلك يقول :يا أخي هل سررتك ؟ فأقول إي وال
وزدت على السرور .ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي وأعطاني
براءة مما يوجبه علي عنه وودعته وانصرفت عنه ،فقلت :ل أقدر على
مكافاة هذا الرجل إل بأن أحج في قابل وأدعو له وألقى الصابر واعرفه
فعله ،ففعلت ولقيت مولي الصابر عليه السلم وجعلت احدثه ووجهه
يتهلل فرحا ،فقلت :يا مولي هل سرك ذلك ؟ فقال :إي وال لقد سرني
وسر أمير المؤمنين عليه السلم وال لقد سر جدي رسول ال صلى ال
عليه واله وال لقد سر ال تعالى .أقول :رواه في عدة الداعي عن الحسن
بن يقطين ،عن أبيه عن جده وذكر فيه الصادق عليه السلم مكان الكاظم
وما هنا أظهر - 70 .ختص :وقال الكاظم عليه السلم لعلي بن يقطين :من
سر مومنا فبال بدأ وبالنبي صلى ال عليه واله ثنى ،وبنا ثلث ،وقال عليه
السلم إن ل حسنة ادخرها لثلثة :لمام عادل ومؤمن حكم أخاه في ماله،
ومن سعى لخيه المؤمن في حاجته .وباسناده قال قال أمير المؤمنين عليه
السلم لكميل بن زياد :يا كميل مر أهلك أن يسعوا في المكارم ويدلجوا )(1
في حاجة من هو نائم فوالذي نفسي بيده ما أدخل أحد على قلب مؤمن
سرورا إل خلق ال من ذلك السرور لطفا فإذا نزلت به نائبة كان أسرع
إليها من السيل في انحداره حتى يطردها عنه كما يطرد غريبة البل ).(2
- 71كشف :قال الحافظ عبد العزيز :روى محمد بن مجيب عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده رفعه قال ما من مؤمن أدخل على قوم سرورا إل
خلق ال من ذلك السرور ملكا يعبد ال تعالى ويمجده ويوحده ،فإذا صار
المؤمن في لحده أتاه السرور الذي أدخله عليه فيقول :أما تعرفني ؟
فيقول :ومن أنت ؟ فيقول :أنا السرور الذي
) (1في نسخة النهج التى تحت الرقم " 82أن يروحوا في كسب المكارم ويدلجوا
في حاجة من هو نائم " والرواح السير بالعشى ،والدلج السير آخر
الليل (2) .لم نجده في الختصاص المطبوع .والظاهر أنه تتمه الحديث
السابق من كتاب قضاء الحقوق.
][315
أدخلتني على فلن ،أنا اليوم اونس وحشتك ،والقنك حجتك ،واثبتك بالقول الثابت،
واشهد بك مشاهد القيامة ،واشفع لك إلى ربك ،واريك منزلتك من الجنة )
- 72 .(1من كتاب قضاء الحقوق :عن ابن مهران قال :كنت جالسا عند
مولي الحسين بن علي عليه السلم فأتاه رجل فقال :يا ابن رسول ال إن
فلنا له علي مال ويريد أن يحبسني ،فقال عليه السلم :وال ما عندي مال
أقضي عنك ،قال :فكلمه ،قال :فليس لي به انس ولكني سمعت أبي امير
المؤمنين عليه السلم يقول قال رسول ال صلى ال عليه واله :من سعى
في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد ال تسعة آلف سنة ،صائما نهاره،
قائما ليله .وباسناده عن الصادق عليه السلم قال :إن ال انتجب قوما من
خلقه لقضاء حوائج الشيعة ،لكي يثيبهم على ذلك الجنه .وعنه عليه
السلم قال :ما من مؤمن يمضي لخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها إل
كتب ال له بكل خطوة حسنة ،ومحاعنه سيئة ،قضيت الحاجة أم لم تقض،
فان لم ينصحه فيها خان ال ورسوله وكان النبي صلى ال عليه واله
خصمه يوم القيامة .وباسناده عن صدقة الحلواني :بينا أنا أطوف وقد
سألني رجل من أصحابنا قرض دينارين ،فقلت له :اقعد حتى اتم طوافي
وقد طفت خمسة أشواط ،فلما كنت في السادس اعتمد علي أبو عبد ال
عليه السلم ووضع يده على منكبي فأتممت السابع ودخلت معه في طوافه
كراهية أن أخرج عنه ،وهو معتمد علي فأقبلت كلما مررت بالرجل وهو ل
يعرف أبا عبد ال يرى أني أوهمت حاجته فأقبل يومئ إلى بيده ،فقال أبو
عبد ال عليه السلم :ما لي أرى هذا يومئ يده ؟ فقلت :جعلت فداك ينتظر
حتى أطوف وأخرج إليه ،فلما اعتمدت علي كرهت أن أخرج وأدعك ،قال:
فاخرج عني ودعني واذهب فأعطه .قال :فلما كان من الغداة وبعده ،دخلت
عليه وهو في حديث مع أصحابه فلما
نظر إلي قطع الحديث ثم قال :لن أسعى مع أخ لي في حاجة حتى تقضى أحب إلي
من أن أعتق ألف نسمة ،وأحمل على ألف فرس في سبيل ال مسرجة
ملجمة .وباسناده قال :قال أبو الحسن موسى عليه السلم :من لم يستطع
أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا ،وقال النبي صلى ال عليه وآله أقرب ما
يكون العبد إلى ال عزوجل إذا أدخل على قلب أخيه المؤمن مسرة- 73 .
نوادر الراوندي :باسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :المؤمنون إخوة يقضي بعضهم حوائج
بعض ،فيقضي ال لهم حاجتهم .وبهذا السناد قال قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :من ضمن لخيه المسلم حاجة له لم ينظر ال تعالى له في
حاجته حتى يقضى حاجة أخيه المسلم .وبهذا السناد قال قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ما من عمل أفضل عند ال عزوجل من سرور تدخله
على المؤمن ،أو تطرد عنه جوعا ،أو تكشف عنه كربا ،أو تقضي عنه
دينا ،أو تكسوه ثوبا .وبهذا السناد قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
الخلق عيال ال تعالى فأحب الخلق إلى ال من نفع عيال ال ،أو أدخل على
أهل بيت سرورا .ومشي مع أخ مسلم في حاجته أحب إلى ال تعالى من
اعتكاف شهرين في المسجد الحرام .وبهذا السناد قال قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها ومجلس يكرمه به،
لم يزل في ظل ال عزوجل ممدودا عليه بالرحمة ما كان في ذلك )74 .(1
-ما :جماعة عن أبي المفضل ،عن محمد بن هارون بن حميد ،عن محمد
بن صالح بن النطاح ،عن المنذر بن زياد ،عن عبد ال بن الحسن ،عن
أبيه ،عن جده ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من أجرى ال على يده
فرجا لمسلم فرج ال عنه كرب الدنيا والخرة )(2
][317
- 75ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد بن صالح بن فيض ،عن أحمد بن
محمد بن عيسى ،عن أحمد بن يزيد ،عن مروك بن عبيد ،عن جميل بن
دراج قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :خياركم سمحاؤكم،
وشراركم بخلؤكم ،ومن خالص اليمان البر بالخوان ،والسعي في
حوائجهم في العسر واليسر ،يا جميل إن البار ليحبه الرحمن اروعني هذا
الحديث فان فيه ترغيبا في البر ) - 76 .(1ما :الحسين بن عبيد ال عن
التلعكبري ،عن محمد بن علي بن معمر ،عن حمران بن المعافا ،عن
حمويه بن أحمد ،عن أحمد بن عيسى قال :قال لي جعفر بن محمد عليه
السلم :إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فابادر إلى قضائها مخافة أن
يستغني عنها صاحبها ) - 77 (2ما :الحسين بن عبيد ال ،عن التلعكبري،
عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يعقوب بن يوسف بن زياد عن أبي جنادة
والحسين بن مخارق عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلم قال قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :من ضمن لخيه حاجة لم ينظر ال عزوجل
في حاجته حتى يقضيها ) - 78 .(3ما :الحسين بن إبراهيم ،عن محمد بن
وهبان ،عن علي بن حبشي ،عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه
عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى عن الحسين ابن أبي غندر عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ما من مؤمن بذل جاهه لخيه المؤمن إل
حرم ال وجهه على النار ولم يمسه قتر ول ذلة يوم القيامة ،وأيما مؤمن
بخل بجاهه على أخيه المؤمن ،وهو أوجه جاها منه ،إل مسه قتر وذلة في
الدنيا والخرة ،وأصابت وجهه يوم القيامة لفحات النيران ) (4معذبا كان
أو مغفورا له ).(5
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .247أمالى الطوسى ج 2ص (3) .258أمالى
الطوسى ج 2ص (4) .261لفحته النار والسموم بحرها :أحرقته ،يقال:
أصابه من الحر لفح ومن البرد نفح (5) .أمالى الطوسى ج 2ص .283
][318
- 79ما :الحسين بن إبراهيم ،عن محمد بن وهبان ،عن محمد بن أحمد بن زكريا،
عن الحسن بن علي بن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن أبي كهمس عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت له :أي العمال هو أفضل بعد المعرفة ؟
قال :ما من شي بعد المعرفة يعدل هذه الصلة ،ول بعد المعرفة والصلة
شئ يعدل الزكاة ،ول بعد ذلك شئ يعدل الصوم ،ول بعد ذلك شئ يعدل
الحج ،و فاتحة ذلك كله معرفتنا ،وخاتمته معرفتنا ،ول شئ بعد ذلك كبر
الخوان ،و المواساة ببذل الدينار والدرهم ،فانهما حجران ممسوخان )(1
بهما امتحن ال خلقه بعد الذي عددت لك ،وما رأيت شيئا أسرع غنى ول
أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت ،وصلة فريضة يعدل عند ال ألف
حجة وألف عمرة مبرورات متقبلت ولحجة عنده خير من بيت مملوء
ذهبا ،ل بل خير من ملء الدنيا ذهبا وفضة ينفقه في سبيل ال عزوجل.
والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم وتنفيس
كربته أفضل من حجة وطواف ،وحجة وطواف ،حتى عقد عشرة ثم خل
يده وقال :اتقوا ال ول تملوا من الخير ول تكسلوا ،فان ال عزوجل و
رسوله صلى ال عليه وآله غنيان عنكم وعن أعمالكم وأنتم الفقراء إلى
ال عزوجل وإنما أراد ال عزوجل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة )- 80 .(2
الدرة الباهرة :قال الحسين بن علي عليهما السلم :إن حوائج الناس إليكم
من نعم ال عليكم ،فل تملوا النعم - 81 .دعوات الراوندي :قال الصادق
عليه السلم :إن ل عبادا من خلقه يفزع العباد إليهم في حوائجهم ،اولئك
هم المنون يوم القيامة - 82 .نهج :قال عليه السلم :ل يستقيم قضاء
الحوائج إل بثلث :باستصغارها لتعظم ،وباستكتامها لتظهر ،وبتعجيلها
لتهنأ ).(3
) (1يعنى الذهب والفضة ،فان الدينار مسكوك من الذهب والدرهم من الفضة(2) .
امالي الطوسى ج 2ص (3) .305نهج البلغة ج 2ص .164
][319
وقال عليه السلم لكميل بن زياد النخعي :يا كميل مر أهلك ،أن يروحوا في كسب
المكارم ،ويدلجوا في حاجة من هو نائم فوالذي وسع سمعه الصوات ،ما
من أحد أودع قلبا سرورا إل وخلق ال له من ذلك السرور لطفا ،فإذا نزلت
به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه ،كما تطرد غريبة
البل ) - 83 .(1عدة الداعي :عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من أكرم
أخاه فانما يكرم ال فما ظنكم بمن يكرم ال عزوجل أن يفعل به ؟ وعن
إبراهيم التيمي قال :كنت أطوف بالبيت الحرام ،فاعتمد على أبو عبد ال
عليه السلم فقال :أل اخبرك يا إبراهيم ما لك في طوافك هذا ؟ قال :قلت:
بلى جعلت فداك ،قال :من جاء إلى هذا البيت عارفا بحقه فطاف به اسبوعا
وصلى ركعتين في مقام إبراهيم عليه السلم كتب ال له عشرة آلف
حسنة ،ورفع له عشرة آلف درجة ،ثم قال :أل اخبرك بخير من ذلك ؟
قال :قلت :بلى جعلت فداك ،فقال :من قضى أخاه المؤمن حاجة كان كمن
طاف طوافا وطوافا حتى عد عشرا ،وقال :أيما مؤمن سأله أخوه المؤمن
حاجة وهو يقدر على قضائها ولم يقضها له ،سلط ال عليه شجاعا في
قبره ينهش أصابعه ) - 84 .(2مشكوة النوار :قال موسى بن جعفر عليه
السلم :إن ل عبادا في الرض يسعون في حوائج الناس هم المنون يوم
القيامة - 85 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن عيسى ،عن ابن
محبوب ،عن زيد الشحام قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من
أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده ،فنفس كربته ،وأعانه على
نجاح حاجته ،أوجب ال عزوجل له بذلك اثنتين وسبعين رحمة من ال
يعجل له منها واحدة ،يصلح بها أمر معيشته ،ويدخر له إحدى وسبعين
رحمة لفزاع يوم القيامة وأهواله ).(3
) (1نهج البلغة ج 2ص ،201وقد مر تحت الرقم 70مثله (2) .الشجاع -بالضم
والكسر -الحية والنهش :العض ،أو الخذ بالضراس (3) .الكافي ج 2
ص .199
][320
بيان :الغاثة كشف الشدة والنصرة " أخاه المؤمن " أي الذي كانت اخوته لمحض
اليمان ،ويحتمل أن تكون الخوة أخص من ذلك ،أي انعقد بينهما المواخاة
ليعين كل منهما صاحبه ،واللهفان صفة مشبهة كاللهثان ،قال في النهاية:
فيه :اتقوا دعوة اللهفان ،هو المكروب ،يقال :لهف يلهف لهفا فهو لهفان،
ولهف فهو ملهوف ،وفي القاموس ،اللهثان العطشان ،وبالتحريك العطش،
وقد لهث كسمع وكغراب حر العطش وشدة الموت ،ولهث كمنع لهثا ولهاثا
بالضم أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو إعياء انتهى ،وكأنه هنا كناية عن
شدة الضطرار .وفي النهاية الجهد بالضم الوسع والطاقة ،وبالفتح
المشقة ،وقيل المبالغة والغاية ،وقيل هما لغتان في الوسع والطاقة فأما في
المشقة والغاية فالفتح ل غير وفي القاموس نفس تنفيسا ونفسا أي فرج
تفريجا وقوله عليه السلم " من ال " من قبيل وضع الظاهر موضع
المضمر ،وربما يقرأ " من " بالفتح والتشديد والضافة منصوبا بتقدير
اطلبوا أو انظروا من ال ،أو مرفوعا خبر مبتدأ محذوف أي هذا من ال
وعلى التقادير معترضة تقوية للسابق ،واللحق ،أو منصوب مفعول لجله
لكتب وأقول :كل ذلك تكلف بعيد - 86 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن
النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من أعان مؤمنا نفس ال عزوجل عنه ثلثا وسبعين
كربة واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربه العظمى ،قال :حيث
يتشاغل الناس بأنفسهم ) .(1ايضاح " :عند كربه العظمى " أي في
القيامة " حيث يتشاغل الناس بأنفسهم " أي يوم ل ينظر أحد لشدة فزعه
إلى حال أحد من والد أو ولد أو حميم ،كما قال تعالى " :يوم ]ترونها[
تذهل كل مرضعة عما أرضعت " ) " (2ول يسأل حميم حميما " )(3
) (1الكافي ج 2ص (2) .199الحج 2 :وضمير ترونها راجعة الى الساعة(3) .
المعارج.10 :
][321
" يوما ل يجزي والد عن ولده " ) (1وأمثالها كثيرة - 87 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حسين بن نعيم ،عن مسمع أبي سيار قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من نفس عن مؤمن كربة نفس ال
عنه كرب الخرة ،وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد ،ومن أطعمه من جوع
أطعمه ال من ثمار الجنة ،ومن سقاه شربة سقاه ال من الرحيق المختوم
) .(2بيان " :كرب الخرة " بضم الكاف وفتح الراء جمع كربة بالضم ،في
المصباح كربه المر كربا شق عليه ،ورجل مكروب مهموم ،والكربة السم
منه ،والجمع كرب ،مثل غرفة وغرف ،قوله عليه السلم " :وهو ثلج
الفؤاد " أي فرح القلب مطمئنا واثقا برحمة ال في القاموس ثلجت نفسي
كنصر وفرح ثلوجا وثلجا اطمأنت .و ثلج كخجل فرح ،وأثلجته ،وقال:
الرحيق :الخمر ،أو أطيبها أو أفضلها أو الخالص أو الصافي ،وفي النهاية
فيه أيما مؤمن سقى مؤمنا على ظماء سقاه ال يوم القيامة من الرحيق
المختوم ،الرحيق من أسماء الخمر يريد خمر الجنة ،والمختوم المصون
الذي لم يبتذل لجل ختامه انتهى .وأقول :إشارة إلى قوله تعالى " إن
البرار لفي نعيم * على الرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم
ل يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك " ) (3قال :البيضاوي أي
مختوم أوانيه بالمسك مكان الطين ،ولعله تمثيل لنفاسته أو الذي له ختام
أي مقطع هو رائحة المسك - 88 .كا :عن الحسين بن محمد ،عن المعلى،
عن الوشاء ،عن الرضا عليه السلم قال :من فرج عن مومن فرج ال قلبه
يوم القيامة ) .(4بيان :فرج ال في بعض النسخ بالجيم ،وفي بعضها
بالحاء المهملة.
) (1لقمان (2) .33 :الكافي ج 2ص (3) .199المطففين (4) .26 - 22 :الكافي
ج 2ص .200
][322
- 89كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن محبوب ،عن
جميل بن صالح ،عن ذريح قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :أيما
مومن نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر ال له حوائجه في الدنيا
والخرة ،قال :ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ،ستر ال عليه سبعين
عورة من عورات الدنيا والخرة قال :وال في عون المؤمن ما كان
المؤمن في عون أخيه فانتفعوا بالعظة ،وارغبوا في الخير ) .(1بيان:
قوله عليه السلم " وهو معسر " الضمير إما راجع إلى المؤمن الول أو
المؤمن الثاني ،والعسر الضيق والشدة والصعوبة ،وهو أعم من الفقر،
والعورة كل ما يستحى منه إذا ظهر وهي أعم من المحرمات والمكروهات،
وما يشينه عرفا وعادة ،والعيوب البدنية ،والستر في المحرمات ل ينافي
نهيه عنها ،لكن إذا توقف النهي عن المنكر على إفشائها وذمه عليها،
فالمشهور جوازه ; بل وجوبه ،فيمكن تخصيصه بغير ذلك - 90 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن الحسن بن علي ،عن بكار بن كردم،
عن المفصل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال لي :يا مفضل اسمع ما
أقول لك ،واعلم أنه الحق وافعله ؟ وأخبر به علية إخوانك قلت :جعلت
فداك وما علية إخواني ؟ قال :الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم ،قال:
ثم قال :ومن قضى لخيه المؤمن حاجة قضى ال عزوجل له يوم القيامة
مائة ألف حاجة ،من ذلك أولها الجنة ،ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه
وإخوانه الجنة بعد أن ل يكونوا نصابا ،وكان المفضل إذا سأل الحاجة أخا
من إخوانه قال له :أما تشتهي أن تكون من علية الخوان ؟ ) .(2بيان" :
كردم " كجعفر بمعنى القصير ،والعلية بكسر العين وسكون اللم قال
الجوهري :فلن من علية الناس جمع رجل علي :أي شريف رفيع مثل
صبي وصبية ،وفي القاموس علية الناس وعليهم مكسورين جلتهم " من
ذلك أولها " " أولها "
][323
مبتدأ و " من ذلك " خبر ،و " الجنة " بدل أو عطف بيان لولها أو خبر مبتدأ
محذوف ويحتمل أن يكون " أولها " بدل لقوله " من ذلك " قوله " بعد
ان ل يكونوا نصابا " أقول :الناصب في عرف الخبار يشمل المخالفين
المتعصبين في مذهبهم ،فغير النصاب هم المستضعفون ،وسيأتي تحقيقه
إنشاء ال مع أن الخبر ضعيف ،وتعارضه الخبار المتواترة بالمعنى- 91 .
كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن زياد قال :حدثني
خالد بن يزيد ،عن المفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن
ال عزوجل خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا،
ليثيبهم على ذلك الجنة ،فان استطعت أن تكون منهم فكن ،ثم قال :لنا وال
رب نعبده ول نشرك به شيئا ) .(1بيان :المنتجب المختار قوله " ثم قال:
لنا وال رب " الظاهر أنه تنبيه للمفضل وأمثاله لئل يطيروا إلى الغلو )(2
أو لطيرهم إليه لما ذكره جماعة من علماء الرجال أن المفضل كان يذهب
مذهب أبي الخطاب في القول بربوبية الصادق عليه السلم وقد أورد
الكشي روايات كثيرة في ذمه وأخبارا غزيرة في مدحه حتى روي عن
الصادق عليه السلم أنه قال :هو والد بعد الوالد ،وفي إرشاد المفيد ما يدل
على ثقته و جللته ) (3ومدحه عندي أقوى وهذا الخبر مع أنه يحتمل
وجوها اخر على هذا الوجه أيضا ل يدل على ذمه بل يحتمل أن يكون عليه
السلم قال ذلك لئل يزل لغاية محبته ومعرفته بفضائلهم ،فينتهي حاله إلى
الغلو والرتفاع ،وقيل إنما قال عليه السلم ذلك لبيان وجه تخصيص
الفقراء بالشيعة ،وتعريضا بالمخالفين أنهم مشركون لشراكهم في
المامة ،وقيل :إشارة إلى أن ترك قضاء حوائج المؤمنين نوع من الشرك،
ول يخفى ما فيهما ،وقيل :هو بيان أنهم عليهم السلم ل يطلبون حوائجهم
إلى أحد
) (1الكافي ج 2ص (2) .193طار الى كذا :أسرع إليه (3) .راجع الكشى ص
،272ارشاد المفيد ص .270
][324
سوى ال سبحانه ،وأنهم منزهون عن ذلك - 92 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن محمد بن زياد ،عن ابن أيمن عن صدقة الحدب ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة ،وخير
من حملن ألف فرس في سبيل ال ) .(1بيان :في القاموس حمله يحمله
حمل وحملنا والحملن بالضم ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة
انتهى والمراد هنا المصدر بمعنى حمل الغير على الفرس ،وبعثه إلى
الجهاد ،أو العم منه ومن الحج والزيارات قال في المصباح :حملت الرجل
على الدابة حمل - 93 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن محمد بن زياد ،عن
صندل ،عن أبي الصباح الكناني قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لقضاء
حاجه امرء مؤمن أحب إلى ال من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها
صاحبها مائة ألف ) .(2توضيح " :مائة ألف " أي من الدراهم أو من
الدنانير أي إذا أنفقها في غير حوائج الخوان لئل يلزم تفضيل الشئ على
نفسه - 94 .كا :عن العدة ،عن البرقي ; عن أبيه ،عن هارون بن الجهم،
عن إسماعيل بن عمار الصيرفي قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم:
جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن ؟ قال :نعم ،قلت :وكيف ذاك ؟ قال:
أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فانما ذلك رحمة من ال ،ساقها إليه وسببها
له .فان قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها ،وإن رده عن حاجته وهو
يقدر على قضائها فانما رد عن نفسه رحمة من ال عزوجل ساقها إليه
وسببها له ،وذخر ال عزوجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة ،حتى يكون
المردود عن حاجته هو الحاكم فيها .إن شاء صرفها إلى نفسه ،وإن شاء
صرفها إلى غيره .يا إسماعيل فإذا كان يوم القيامة وهو الحاكم في رحمة
من ال قد شرعت له
فالى من ترى يصرفها ؟ قلت ل أظن يصرفها عن نفسه ،قال ل تظن ولكن استيقن
فانه لن يردها عن نفسه .يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على
قضائها فلم يقضها له سلط ال عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم
القيامة ،مغفورا له أو معذبا ) .(1تبيان " :سببها له " أي جعلها سببا
لغفران ذنوبه ،ورفع درجاته أو أوجد أسبابها له " قد شرعت له " أي
أظهرت أو سوغت أو فتحت أو رفعت له في المصباح شرع ال لنا كذا
يشرعه أظهره وأوضحه ،وشرع الباب إلى الطريق اتصل به .و شرعته
أنا ،يستعمل لزما ومتعديا وفي الصحاح شرع لهم يشرع شرعا سن .قوله
" ل أظن يصرفها " كأنه بمعنى أظن أل يصرفها لقوله عليه السلم في
جوابه " ل تظن ولكن استيقن " أي ليحصل لك اليقين بسبب قولي ،فان
التكليف باليقين مع عدم حصول أسبابه تكليف بالمحال ،وفي القاموس
الشجاع كغراب وكتاب الحية أو الذكر منها أو ضرب منها صغير ،والجمع
شجعان بالكسر والضم ،وقال :نهشه كمنعه نهسه ولسعه وعضه أو أخذه
بأضراسه ،وبالسين أخذه بأطراف السنان ،وفي المصباح نهسه الكلب
وكل ذي ناب نهسا من بابي ضرب ونفع عضه ،وقيل قبض عليه ثم نتره،
فهو نهاس ،و نهست اللحم أخذته بمقدم السنان للكل .واختلف في جميع
الباب فقيل بالسين المهملة واقتصر عليه ابن السكيت وقيل :جميع الباب
بالسين والشين نقله ابن فارس عن الصمعي وقال الزهري قال الليث:
النهش بالشين المعجمة تناول من بعيد كنهش الحية ،وهو دون النهس
والنهس بالمهملة القبض على اللحم ونتره ،وعكس ثعلب فقال :النهس
بالمهملة يكون بأطراف السنان والنهش بالمعجمة بالسنان والضراس،
وقيل يقال نهشته الحية بالشين المعجمة ،و نهسه الكلب والذئب والسبع
بالمهملة انتهى .وفي البهام إبهام يحتمل اليد والرجل وكأن الول أظهر،
وقيل :صيرورة البهام ترابا ل يأبى عن قبول النهش ،لن تراب البهام
كالبهام في قبوله العذاب
][326
واللم ،ولعل ال تعالى يخلق فيه ما يجد به اللم انتهى .وأقول :يحتمل أن يكون
النهس في الجساد المثالية أو يكون النهس أول وبقاء اللم للروح إلى يوم
القيامة " مغفورا له أو معذبا " أي سواء كان في القيامة مغفورا أو
معذبا - 95 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن الحكم بن
أيمن ،عن أبان بن تغلب قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من
طاف بالبيت اسبوعا كتب ال عزوجل له ستة آلف حسنة ،ومحى عنه
ستة آلف سيئة ،ورفع له ستة آلف درجة ،قال :وزاد فيه إسحاق بن
عمار :وقضى له ستة آلف حاجة ،ثم قال :و قضاء حاجة المؤمن أفضل
من طواف وطواف حتى عد عشرا ) .(1بيان :الدرجات إما درجات القرب
المعنوية أو درجات الجنة ،لن في الجنة درجات بعضها فوق بعض كما
قال ال تعالى " لهم غرف من فوقها غرف مبنية " ) (2قال القرطبي من
العامة :أهل السفل من الجنة ينظرون إلى من فوقهم على تفاوت منازلهم
كما ينظر من بالرض دواري السماء وعظام نجومها فيقولون :هذا فلن و
هذا فلن كما يقال هذا الشمتري وهذا الزهرة ويدل عليه ما روي عن النبي
صلى ال عليه وآله أنه قال :إن أهل الجنة ليتراؤن الغرفة كما تراؤن
الكوكب في السماء - 96 .كا :عن الحسين بن محمد ،عن أحمد بن
إسحاق ،عن بكر بن محمد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما قضى
مسلم لمسلم حاجته إل ناداه ال تبارك وتعالى :علي ثوابك ول أرضى لك
بدون الجنة ) .(3بيان :المراد بالمسلم المؤمن فيهما - 97 .كا :عن
الحسين بن محمد ،عن سعدان بن مسلم ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قال :من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب ال
عزوجل له
) (1الكافي ج 2ص (2) .194الزمر (3) .20 :الكافي ج 2ص .194
][327
ستة آلف حسنة ،ومحى عنه ستة آلف سيئة ،ورفع له ستة آلف درجة ،حتى إذا
كان عند الملتزم فتح ال له سبعة أبواب من أبواب الجنة ،قلت :جعلت
فداك هذا الفضل كله في الطواف ؟ قال :نعم واخبرك بأفضل من ذلك قضاء
حاجة المسلم أفضل من طواف وطواف حتى بلغ عشرا ) .(1بيان :الملتزم
المستجار مقابل باب الكعبة ،سمي به لنه يستحب التزامه وإلصاق البطن
به ،والدعاء عنده ،وقيل :المراد به الحجر السود أو ما بينه وبين الباب
أو عتبة الباب ،وكأنه أخذ بعضه من قول صاحب المصباح حيث قال
التزمته اعتنقته فهو ملتزم ،ومنه يقال لما بين الباب والحجر السود
الملتزم لن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم انتهى وهو إنما
فسره بذلك ،لنهم ل يعدون الوقوف عند المستجار مستحبا وهو من
خواص الشيعة ،وما فسره به هو الحطيم عندنا ،وبالجملة هذه التفاسير
نشأت من عدم النس بالخبار ،ول يبعد أن يكون المراد بالكون عند
الملتزم بلوغه في الشوط السابع ،فإن اللتزام فيه آكد فيكون فتح سبعة
أبواب لتلك المناسبة ،وما سيأتي نقل عن ثواب العمال ) (2بسند آخر عن
إسحاق هكذا " حتى إذا صار إلى الملتزم فتح ال له ثمانية أبواب الجنة
يقال له ادخل من أيها شئت " هو أظهر وتأنيث العشر لتقدير المرات98 .
-كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن إبراهيم
الخارقي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من مشى في حاجة
أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند ال حتى تقضى له كتب ال عزوجل له
بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين وصوم شهرين من أشهر الحرم
واعتكافهما في المسجد الحرام ،ومن مشى فيها بنية ولم يقض كتب ال
بذلك له مثل حجة مبرورة ،فارغبوا بالخير ) .(3بيان " :حتى تقضى "
بالتاء على بناء المفعول أو بالياء على بناء الفاعل ،و في بعض النسخ "
حتى يقضيها " " شهرين من أشهر الحرم " أي متواليين ففيه تجوز
][328
أي ما سوى العيد وأيام التشريق لمن كان بمنى ،ومع عدم قيد التوالي ل إشكال ،و
يدل على استحباب الصوم في الشهر الحرم وفضله ،والشهر الحرم هي
التي يحرم فيها القتال ،وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ،ويدل
على فضل العتكاف فيها أيضا وعدم اختصاص العتكاف بشهر رمضان.
فان قيل :الفرق بين القضاء وعدمه في الثواب مشكل إذ السعي مشترك
والقضاء ليس باختياره ،قلت :يمكن حمله على ما إذا لم يبذل الجهد،
ولذلك لم تقض ل سيما إذا قرئ الفعلن على بناء المعلوم مع أنه يمكن أن
يكون مع عدم الختلف في السعي أيضا الثواب متفاوتا ،فان الثواب ليس
بالستحقاق ،بل بالتفضل وتكون إحدى الحكم فيه أن يبذلوا الجهد في
القضاء ،ول يكتفوا بالسعي القليل - 99 .كا :عن العدة ،عن سهل ،عن
محمد بن اورمة ،عن الحسن بن علي بن أبي -حمزة ،عن أبيه ،عن أبي
بصير قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :تنافسوا في المعروف لخوانكم
وكونوا من أهله فان للجنة بابا يقال له المعروف ل يدخله إل من اصطنع
المعروف في الحياة الدنيا ،فان العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل
ال عزوجل به ملكين :واحدا عن يمينه وآخر عن شماله ،يستغفرون له
ربه ،ويدعون بقضاء حاجته ،ثم قال :وال لرسول ال صلى ال عليه وآله
أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة ) .(1بيان:
قال في النهاية التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشئ والنفراد به
وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه ،ونافست في الشئ منافسة ونفاسا:
إذا رغبت فيه ،وقال :المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة ال
تعالى والتقرب إليه و الحسان إلى الناس ،وحسن الصحبة مع الهل
وغيرهم من الناس ،قوله " فان العبد " كأن التعليل لفضل المعروف في
الجملة ل لخصوص الدخول من باب المعروف وقيل :حاجته التي يدعوان
حصولها له هي الدخول من باب المعروف ،ول يخفى بعده ،ويحتمل أن
يكون الفاء للتعقيب الذكرى أو بمعنى الواو ،وكونه صلى ال عليه وآله
][329
أسر لنه أعلم بحسن الخيرات وعواقبها ،أو لن سروره من جهتين من جهة
القاضي والمقضي له معا ،وكأن الضمير في " وصلت " راجع إلى القضاء
والتأنيث باعتبار المضاف إليه ،وقيل :راجع إلى الحاجة وإذا للشرط ل
لمحض الظرفية و الغرض تقييد المؤمن بالكامل فان حاجته حاجة رسول
ال صلى ال عليه وآله .أقول :هذا إذا كان ضمير " إليه " راجعا إليه
صلى ال عليه وآله ويحتمل رجوعه إلى المؤمن - 100 .كا :عن العدة،
عن البرقي ،عن أبيه ،عن خلف بن حماد ،عن بعض أصحابه ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :وال لن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة
ورقبة ورقبة ،ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ
السبعين ولن أعول أهل بيت من المسلمين :أسد جوعتهم ،وأكسو
عورتهم ،وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة
وحجة ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين )
.(1ايضاح :الظاهر أن ضمير مثلها في الولين راجع إلى الرقبة ،وفي
الخيرين إلى العشر وقوله " حتى بلغ " في الموضعين كلم الراوي أي
قال مثلها سبع مرات في الموضعين فصار المجموع سبعين ويحتمل كونه
كلم المام ويكون بلغ بمعنى يبلغ وقيل :ضمير مثلها في الول والثاني
راجع إلى ثلث رقبات ،فيصير ثلثين وضمير مثلها في الثالث والرابع
راجع إلى الثلثين ،فيصير الحاصل مضروب الثلثين في السبعين فيصير
ألفين ومائة ومجموع الثواب مضروب هذا في نفسه أي عتق أربعة آلف
ألف وأربعمائة ألف وعشرة آلف رقبة ،قوله عليه السلم " لن أعول "
قال الجوهري :عال عياله يعولهم عول وعيالة أي قاتهم وأنفق عليهم،
يقال :علته شهرا :إذا كفيته معاشه " أسد جوعتهم " أي بأن أسد- 101 .
كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي علي صاحب الشعير،
عن محمد بن قيس ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :أوحى ال عزوجل إلى
موسى.
عليه السلم أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه في الجنة ،فقال موسى:
يا رب وما تلك الحسنة ؟ قال :يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته
قضيت أم لم تقض ) .(1بيان :قوله عليه السلم " قضيت أم لم تقض "
محمول على ما إذا لم يقصر في السعي كما مر مع أن الشتراك في دخول
الجنة والتحكيم فيها ل ينافي التفاوت بحسب الدرجات - 102 .كا :عن
الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن أحمد بن محمد بن عبد ال عن علي
بن جعفر قال :سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول :من أتاه أخوه المؤمن
في حاجة فانما هي رحمة من ال تبارك وتعالى ساقها إليه فان قبل ذلك
فقد وصله بوليتنا ،وهو موصول بولية ال ،وإن رده عن حاجته وهو
يقدر على قضائها سلط ال عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم
القيامة مغفورا له أو معذبا فان عذره الطالب كان أسوء حال ) .(2تبيان:
" فان قبل ذلك فقد وصله " الضمير المنصوب في " وصله " راجع إلى
مصدر قبل ،والولية بالكسر والفتح المحبة ،والضافة في الموضعين إلى
الفاعل ،و يحتمل الضافة إلى المفعول أيضا أي يصير سببا لقبول وليته
لنا وكمالها " ومغفورا " حال مقدرة عن مفعول ينهشه .قوله عليه
السلم " :فان عذره الطالب " قال في المصباح :عذرته فيما صنع عذرا
من باب ضرب رفعت عنه اللوم ،فهو معذور أي غير ملوم وأعذرته باللف
لغة ،وقوله " كان أسوء حال " يحتمل وجهين الول أن يكون اسم كان
ضميرا راجعا إلى المعذور وكونه أسوء حال :لنه حينئذ يكون الطالب من
كمل المؤمنين ،ورد حاجته يكون أقبح وأشد ،وبعبارة اخرى :لما كان
العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن ل يعذر ،فرد حاجته
أشنع ،والندم عليه أدوم ،والحسرة عليه أعظم
][331
أو لنه إذا عذره ل يشكوه ول يغتابه ،فيبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب.
ويروى عن بعض الفضلء لمن كان قريبا من عصرنا أنه قال :المراد
بالعذر إسقاط حق الخرة ،وكونه أسوء لنه زيدت عليه المنة ول ينفعه،
وقال بعض الفاضل من تلمذته لتوجيه كلمه :هذا مبني على أن عذاب
القبر ل يسقط باسقاطه ،إذ هو حق ال كما صرح به الشيخ قدس ال
روحه في القتصار ،حيث قال :كل حق ليس لصاحبه قبضه ،ليس له
إسقاطه كالطفل والمجنون :لما لم يكن لهما استيفاؤه لم يكن لهما إسقاطه،
والواحد منا لما لم يكن له استيفاء ثوابه وعوضه في الخرة لم يسقط
باسقاطه ،فعلم بذلك أن السقاط تابع للستيفاء ،فمن لم يملك أحدهما لم
يملك الخر انتهى .والثاني :أن يكون الضمير راجعا إلى الطالب كما فهمه
المحدث الستر آبادي رحمه ال حيث قال :أي كان الطالب أسوء حال
لتصديقه الكاذب ،ولتركه النهي عن المنكر ،والول أظهر - 104 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن ابن بزيع ،عن صالح بن
عقبة ،عن عبد ال بن محمد الجعفي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن
المؤمن لترد عليه الحاجة لخيه ،فل تكون عنده فيهتم بها قلبه ،فيدخله
ال تبارك وتعالى بهمه الجنة ) - 105 .(1كا :عن محمد بن يحيى ،عن
ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن محمد بن مروان ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :قال :مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر
حسنات ،ويمحى عنه عشر سيئات ،ويرفع له عشر درجات ،قال :ول
أعلمه إل قال :وتعدل عشر رقاب ،وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد
الحرام ) (2بيان " :يكتب له " على بناء المفعول ،والعائد محذوف ،أو
على بناء الفاعل والسناد على المجاز " ول أعلمه " أي ل أظنه ،ويمكن
أن يستدل به على جواز كون السنة أفضل من الواجب لن السعي مستحب
غالبا والعتكاف يشمل الواجب أيضا
][332
مع أن المستحب أيضا ينتهي إلى الواجب في كل ثالثة على المشهور كما سيأتي إن
شاء ال ونظائره كثيره - 106 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن معمر بن خلد قال :سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول :إن ل
عبادا في الرض يسعون في حوائج الناس هم المنون يوم القيامة ،ومن
أدخل على مؤمن سرورا فرح ال قلبه يوم القيامة ) .(1بيان :الظاهر أن
الجر مترتب على السعي فقط ويحتمل ترتبه على السعي والقضاء معا،
والحصر المستفاد من اللم مع تأكيده بضمير الفصل على المبالغة أو
إضافي بالنسبة إلى من تركه ،أو إلى بعض الناس وأعمالهم ،وتفريح
القلب كشف الغم عنه ،وإدخال السرور فيه - 107 .كا :عن محمد بن
يحيى ،عن أحمد ،عن عثمان بن عيسى ،عن رجل عن أبي عبيدة الحذاء
قال :قال أبو جعفر عليه السلم :من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله ال
بخمسة وسبعين ألف ملك ولم يرفع قدما إل كتب ال له حسنة ،وحط عنه
بها سيئة ،ويرفع له بها درجة ،فإذا فرغ من حاجته كتب ال عزوجل له
بها أجر حاج ومعتمر ) .(2بيان " :أظله ال " أي يجعلهم طائرين فوق
رأسه حتى يظلوه ،لو كان لهم ظل ،أو يجعله في ظلهم أي في كنفهم
وحمايتهم " فإذا فرغ من حاجته " أي من السعي فيها قضيت أم لم تقض،
وربما يخص بعدم القضاء لرواية أبي بصير التية ،وقيل :يدل ظاهره على
أن الجر المذكور قبله للمشي في قضاء الحاجة ،وأجر الحاج والمعتمر
لقضاء الحاجة - 108 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن
ابن سنان ،عن هارون ابن خارجة ،عن صدقة رجل من أهل حلوان ; عن
أبي عبد ال عليه السلم قال " :لن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحب إلى
من أن أعتق ألف نسمة ،وأحمل في سبيل ال على ألف فرس مسرجة
ملجمة ).(3
][333
بيان :في المصباح " حلوان " أي بالضم بلد مشهور من سواد العراق وهي آخر
مدن العراق ،وبينها وبين بغداد نحو خمس مراحل ،وهي من طرف العراق
من الشرق والقادسية من طرفه من المغرب ،قيل سميت باسم بانيها وهو
حلوان بن عمران بن الحارث بن قضاعة " وأحمل في سبيل ال " أي
أركب ألف إنسان على ألف فرس كل منها شد عليه السرج والبس اللجام،
وأبعثها في الجهاد " ومسرجة وملجمة اسما مفعول ،من بناء الفعال.
- 109كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن إبراهيم بن عمر اليماني
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما من مؤمن يمشي لخيه المسلم في
حاجة إل كتب ال عزوجل له بكل خطوة حسنة ،وحط بها عنه سيئة ،ورفع
له بها درجة ; وزيد بعد ذلك عشر حسنات ،وشفع في عشر حاجات ).(1
بيان " :وزيد بعد ذلك " أي لكل خطوة ،وقيل للجميع و " شفع " على
بناء المجهول من التفعيل ،أي قبلت شفاعته ،أي استجيب دعاؤه في عشر
حاجات من الحوائج الدنيوية والخروية - 110 .كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن أبي أيوب الخزاز ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه ال كتب ال
عزوجل له ألف ألف حسنة ،يغفر فيها لقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه
ومن صنع إليه معروفا في الدنيا ،فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النار،
فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه باذن ال عزوجل إل
أن يكون ناصبيا ) .(2بيان :قوله عليه السلم " :يغفر فيها " أي بسبب
تلك الحسنات ،فانها تذهب السيئات ،وقد ورد في بعض الخبار أنها إذا
زيدت على سيئاته ،تذهب سيئات أقاربه ومعارفه ،أو المعنى يغفر معها
فيكون علوة للحسنات ،ويؤيده بعض الروايات وكأن الختلفات الواردة
في الروايات في اجور قضاء حاجة المؤمن محمولة على اختلف النيات
ومراتب الخلص فيها وتفاوت الحاجات في الشدة والسهولة ،واختلف
ذوي الحاجة
][334
في مراتب الحاجة واليمان والصلح ،واختلف السعاة في الهتمام والسعي وأمثال
ذلك ،وعدم تضرر المؤمن بدخول النار لمره تعالى بكونها عليه بردا
وسلما - 111 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن خلف بن حماد،
عن إسحاق بن عمار ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى ال على يديه قضاءها
كتب ال له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما،
فان اجتهد فيها ولم يجر ال قضاءها على يديه كتب ال عزوجل له حجة
وعمرة ) .(1بيان :يدل على أن مع قضاء الحاجة ثواب الساعي أكثر مما
إذا لم تقض وإن لم يتفاوت السعي ولم يقصر في الهتمام ،ول استبعاد في
ذلك وقد مر مثله في حديث إبراهيم الخارقي لكن لم يكن فيه ذكر العمرة،
ويمكن أن يراد بالحجة فيه الحجة التي دخلت العمرة فيها أي التمتع ،أو
حجة كاملة لتقييدها بالمبرورة ،أو يحمل على اختلف العمل كما مر112 .
-كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن علي ،عن
جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كفى بالمرء اعتمادا
على أخيه أن ينزل به حاجته ) .(2ايضاح " :كفى بالمرء " الظاهر أن
الباء زائدة ،و " اعتمادا " تمييز ،وقوله " أن ينزل " على بناء الفعال،
بد اشتمال للمرء ،وقال :بعض الفاضل :الباء في قوله بالمرء بمعنى في
والظرف متعلق بكفى ،واعتمادا تميز ،عن نسبة كفى إلى المرء ،وأن ينزل
فاعل كفى انتهى .وأقول :له وجه لكن ما ذكرناه أنسب بنظائره الكثيرة
الواردة في القرآن المجيد وغيره ،وبالجملة فيه ترغيب عظيم في قضاء
حاجة المؤمن إذا سأله قضاءها فان إظهاره حاجته عنده يدل على غاية
اعتماده على إيمانه ووثوقه بمحبته ،ومقتضى ذلك أن ل يكذبه في ظنه ;
ول يخيبه في رجائه برد حاجته ،أو تقصيره في قضائها.
][335
- 113كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن بعض أصحابه ،عن
صفوان الجمال قال :كنت جالسا مع أبي عبد ال عليه السلم إذ دخل عليه
رجل من أهل مكة يقال له ميمون ،فشكا إليه تعذر الكراء عليه فقال لي :قم
فأعن أخاك فقمت معه فيسر ال كراه ،فرجعت إلى مجلسي فقال أبو عبد
ال عليه السلم :ما صنعت في حاجة أخيك ؟ فقلت :قضاها ال بأبي أنت
وامي ،فقال :أما إنك أن تعين أخاك المسلم أحب إلي من طواف اسبوع
بالبيت مبتدئا ،ثم قال :إن رجل أتى الحسن بن علي عليه السلم فقال:
بأبي أنت وامي أعني على قضاء حاجة فانتقل وقام معه فمر على الحسين
عليه السلم وهو قائم يصلي فقال عليه السلم :أين كنت عن أبي عبد ال
تستعينه على حاجتك ؟ قال :قد فعلت بأبي أنت وامي فذكر أنه معتكف،
فقال له :أما إنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا ) .(1تبيان" :
فشكى إليه تعذر الكراء عليه " الكراء بالكسر والمد أجر المستأجر عليه،
وهو في الصل مصدر كاريته ،والمراد بتعذر الكراء إما تعذر الدابة التي
يكتريها أو تعذر من يكتري دوابه بناء على كونه مكاريا أو عدم تيسر
اجرة المكاري له ،وكل ذلك مناسب لحال صفوان الراوي " وأما " بالفتح
والتخفيف و " أن " بالفتح مصدرية ،وليس في بعض النسخ ،وقوله "
مبتدئا " إما حال عن فاعل قال ; أي قال عليه السلم ذلك مبتدئا قبل أن
أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه ،أو عن فاعل الطواف ،أو هو على
بناء اسم المفعول حال عن الطواف ،وعلى التقديرين الخيرين لخراج
طواف الفريضة ،وقيل حال عن فاعل " تعين " أي تعين مبتدئا أو تميز
عن نسبة أحب إلى العانة أي أحب من حيث البتداء ،يعني قبل الشروع
في الطواف ل بعده ،ول يخفى ما فيهما ،ل سيما الخير " .تستعينه " أي
لتستعينه أو هو حال .فان قيل :كيف لم يختر الحسين عليه السلم إعانته
مع كونها أفضل ؟ قلت :يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه:
][336
الول أنه يمكن أن يكون له عليه السلم عذر آخر لم يظهره للسائل ،ولذا لم يذهب
معه فأفاد الحسن عليه السلم ذلك لئل يتوهم السائل أن العتكاف في
نفسه عذر في ترك هذا ،فالمعنى لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خيرا.
الثاني أنه ل استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال
إمامته ،أو اختيار المام ما هو أقل ثوابا ل سيما قبل المامة .الثالث ما قيل
إنه لم يفعل ذلك ليثار أخيه على نفسه صلوات ال عليهما في إدراك ذلك
الفضل .الرابع أن " فعلت " بمعنى أردت الستعانة ،وقوله عليه السلم "
فذكر " على بناء المجهول أي ذكر بعض خدمه أو أصحابه أنه معتكف فلذا
لم أذكر له .ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التي جوز الفقهاء
خروج المعتكف فيها عن محل اعتكافه إل أنه ل يجلس بعد الخروج ،ول
يمشي تحت الظل اختيارا على المشهور ،ول يجلس تحته على قول114 .
-كا :عن علي ،عن أبيه ،عن الحسن بن علي ،عن أبي جميلة ،عن عن
ابن سنان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :قال ال عزوجل :الخلق
عيالي فأحبهم إلى ألطفهم بهم ،وأسعاهم في حوائجهم ) .(1بيان :كونهم
عياله تعالى لضمانه أرزاقهم - 115 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن أبيه،
عن بعض أصحابه ،عن أبي عمارة قال :كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني
قال :كرر علي حديثك فاحدثه قلت :روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ
الغاية في العبادة ،صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم ).(2
بيان " :أبو عمارة " كنية لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقر عليه السلم
وكلهم مجاهيل ،وحماد بن أبي حنيفة أيضا مجهول ،والظاهر أنه كان يسأل
تكرار هذا الحديث بعينه ،ل لتذاذه بسماعه ،أو ليؤثر فيه ،فيحثه على
العمل به ،وقيل المراد
][337
به جنس الحديث فذكر له يوما هذا الحديث ،وهو بعيد .قوله " روينا " هو على
الشهر بين المحدثين على بناء المجهول من التفعيل قال في المغرب:
الراوية بعير السقاء لنه يروي الماء أو يحمله ،ومنه راوي الحديث
وراويته ،والتاء للمبالغة يقال روى الشعر والحديث رواية ورويته إياه
حملته على روايته ،ومنه إنا روينا في الخبار .وفي المصباح :عنيت بأمر
فلن بالبناء للمفعول -عناية وعينا :شغلت به ولتعن بحاجتي أي لتكن
حاجتي شاغلة لسرك وربما يقال عنيت بأمره بالبناء للفاعل ،فأنا عان،
وعني يعنى من باب تعب إذا أصابته مشقة ،والسم العناء بالمد انتهى
فيمكن أن يكون من العناء بمعنى المشقة أو من العناية والعتناء بمعنى
الهتمام بالمر واشتغالهم بذلك بعد بلوغهم الغاية إما لكونها أرفع العبادات
وأشرفها فان النسان يترقى في العبادات حتى يبلغ أقصى مراتبها ،أو لن
النفس ل تنقاد لهذه العبادة الشاقة إل بعد تزكيتها وتصفيتها بسائر
العبادات والرياضات ،أو لن إصلح النفس مقدم على إصلح الغير
وإعانته - 116 .كا :عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :من أصبح ل
يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم ) .(1بيان " :من أصبح " أي دخل في
الصباح " ل يهتم بامور المسلمين " أي ل يعزم على القيام بها ،ول يقوم
بها مع القدرة عليه ،في الصحاح أهمني المر إذا أقلقك وحزنك ،والمهم
المر الشديد ،والهتمام الغتمام ،واهتم له بأمره ،وفي المصباح اهتم
الرجل بالمر قام به " فليس بمسلم " أي كامل السلم ،ول يستحق هذا
السم ،وإن كان المراد عدم الهتمام بشئ من امورهم ل يبعد سلب السم
حقيقة لن من جملتها إعانة المام ونصرته ومتابعته ،وإعلن الدين وعدم
إعانة الكفار على المسلمين ،وعلى التقادير المراد بالمور أعم من المور
الدنيوية والخروية ولو لم يقدر على بعضها فالعزم التقديري عليه حسنة
يثاب عليها كما مر.
][338
- 117كا :بالسناد المتقدم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أنسك الناس
نسكا أنصحهم جيبا ،وأسلمهم قلبا لجميع المسلمين ) .(1ايضاح :قال في
النهاية :النسك والنسك الطاعة والعبادة ،وكل ما تقرب به إلى ال تعالى،
والنسك ما أمرت به الشريعة ،والورع ما نهت عنه ،والناسك العابد وسئل
ثعلب عن الناسك ما هو ؟ فقال هو مأخوذ من النسيكة وهي سبيكة الفضة
المصفاة كأنه صفى نفسه ل تعالى وقال :النصيحة كلمة يعبر بها عن
جملة هي إرادة الخير للمنصوخ له ،وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى
بكلمة واحدة غيرها ،وأصل النصح في اللغه الخلوص يقال :نصحته
ونصحت له ،ومعنى نصيحة ال صحة العتقاد في وحدانيته ،وإخلص
النية في عبادته ،والنصيحة لكتاب ال هو التصديق به والعمل بما فيه،
ونصيحة رسول ال صلى ال عليه وآله التصديق بنبوته ورسالته
والنقياد لما أمر به ونهى عنه ،ونصيحة الئمة أن يطيعهم في الحق،
ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم ،وفي الصحاح :رجل
ناصح الجيب أي نقي القلب وفي القاموس رجل ناصح الجيب ل غش فيه
انتهى ،ونسكا وجيبا تميزان ،ونسبة النسك إلى النسك للمبالغة والمجاز
كجد جده ،وأسلمهم قلبا أي من الحقد والحسد والعداوة - 118 .كا :عن
علي بن إبراهيم ،عن علي بن محمد القاساني ،عن القاسم بن محمد ،عن
سليمان بن داود المنقري ،عن سفيان بن عيينة قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :عليك بالنصح ل في خلقه ،فلن تلقاه بعمل أفضل منه )
(2توضيح :النصح ل في خلقه الخلوص في طاعة ال فيما أمر به في
حق خلقه من إعانتهم وهدايتهم ،وكف الذى عنهم ،وترك الغش معهم ،أو
المراد النصح للخلق خالصا ل " فلن تلقاه " أي عند الموت أو في القيامة
" بعمل " أي مع عمل - 119 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى،
عن ابن محبوب ،عن محمد بن القاسم الهاشمي عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من لم يهتم بامور المسلمين فليس
][339
بمسلم ) - 120 .(1كا :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن سليمان بن
سماعة عن عمه عاصم الكوزي ،عن أبي عبد ال عليه السلم أن النبي
صلى ال عليه وآله قال :من أصبح ل يهتم بامور المسلمين فليس منهم،
ومن يسمع رجل ينادي " يا للمسلمين " فلم يجبه فليس بمسلم ).(2
بيان :اللم المفتوحة في للمسلمين للستغاثة - 121 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :الخلق عيال ال فأحب الخلق إلى ال من
نفع عيال ال ،وأدخل على أهل بيت سرورا ) (3بيان " :الخلق عيال ال "
العيال بالكسر جمع عيل ،كجياد وجيد ،وهم من يمونهم النسان ويقوم
بمصالحهم ،فاستعير لفظ العيال للخلق بالنسبة إلى الخالق فانه خالقهم،
والمدبر لمورهم ،والمقدر لحوالهم ،والضامن لرزاقهم " فأحب الخلق
إلى ال " أي أرفعهم منزلة عنده وأكثرهم ثوابا " من نفع عيال ال "
بنعمة أو بدفع مضرة أو إرشاد وهداية أو تعليم أو قضاء حاجة وغير ذلك
من منافع الدين والدنيا ،وفيه إشعار بحسن هذا الفعل ،فانه تكفل ما ضمن
ال لهم من امورهم وإدخال السرور على أهل بيت إما المراد به منفعة
خاصة تعم الرجل وأهل بيته وعشائره أو تنبيه على أن كل منفعة توصله
إلى أحد من المؤمنين يصير سببا لدخال السرور على جماعة من أهل
بيته - 122 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن علي بن الحكم ،عن سيف بن
عميرة قال حدثني من سمع أبا عبد ال عليه السلم يقول :سئل رسول ال
صلى ال عليه وآله من أحب الناس إلى ال ؟ قال :أنفع الناس للناس ).(4
- 123كا :عن البرقي ،عن علي بن الحكم ،عن مثنى بن الوليد الحناط
][340
عن فطر بن خليفة ،عن عمر بن علي بن الحسين ،عن أبيه عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :من رد على قوم من المسلمين عادية ماء
أو نار أوجبت له الجنة ) .(1ايضاح :قوله عليه السلم " عادية ماء " في
القاموس العدى كغني القوم يعدون لقتال أو أول من يحمل من الرجالة
كالعادية فيهما ،أو هي للفرسان وقال :العادية الشغل يصرفك عن الشئ
وعداه عن المر :صرفه وشغله ،وعليه وثب ،وعدا عليه ظلمه ،والعادي
العدو وفي الصحاح دفعت عنك عادية فلن أي ظلمه وشره انتهى .وأقول:
يمكن أن يقرأ في الخبر بالضافة أي ضرر ماء أي سيل أو نار وقعت في
البيوت ،بأن أعان على دفعهما وأوجبت على بناء المجهول وإن يقرأ
عادية بالتنوين وماء ونارا أيضا كذلك بالبدلية أو عطف البيان ،ووجبت
على بناء المجرد فاطلق العادية عليهما على الستعارة بأحد المعاني
المتقدمة والول أظهر - 124 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن ابن فضال،
عن ثعلبة بن ميمون ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم
في قول ال عزوجل " وقولوا للناس حسنا " قال :قولوا للناس حسنا ول
تقولوا إل خيرا حتى تعلموا ما هو ؟ ) .(2بيان " :قولوا للناس حسنا "
قال الطبرسي ره :اختلف فيه فقيل :هو القول الحسن الجميل ،والخلق
الكريم ،وهو مما ارتضاه ال وأحبه عن ابن عباس ،وقيل هو المر
بالمعروف والنهى عن المنكر عن سفيان ،وقال الربيع بن أنس :أي
معروفا وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " قولوا للناس
حسنا " قال :قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ،فان ال يبغض
اللعان السباب الطعان على المؤمنين ،الفاحش المتفحش السائل الملحف،
ويحب الحليم العفيف المتعفف .ثم اختلف فيه من وجه آخر فقيل :هو عام
في المؤمن والكافر على ما روي عن الباقر عليه السلم وقيل :هو خاص
في المؤمن ،واختلف من قال إنه عام فقال ابن عباس وقتادة :إنه منسوخ
بآية السيف ،وقال الكثرون :إنها ليست بمنسوخة لنه يمكن قتالهم مع
حسن القول في دعائهم إلى اليمان انتهى .وفي تفسير العسكري:
][341
قال الصادق عليه السلم " قولوا للناس حسنا " أي للناس كلهم مؤمنهم ومخالفهم
أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه ،وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة
لجتذابهم إلى اليمان ،فان بأيسر من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وعن
إخوانه المؤمنين " .ول تقولوا إل خيرا " الخ قيل يعني ل تقولوا لهم إل
خيرا ما تعلموا فيهم الخير وما لم تعلموا فيهم الخير فأما إذا علمتم أنه ل
خير فيهم ،وانكشف لكم عن سوء ضمائرهم ،بحيث ل تبقى لكم مرية ،فل
عليكم أن ل تقولوا خيرا و " ما " تحتمل الموصولية ،والستفهام،
والنفي ،وقيل " حتى تعلموا " متعلق بمجموع المستثنى والمستثنى منه
أي من اعتاد بقول الخير وترك القبيح ،يظهر له فوائده .أقول :ويحتمل أن
يكون حتى تعلموا بدل أو بيانا للستثناء أي إل خيرا تعلموا خيريته ،إذ
كثيرا ما يتوهم النسان خيرية قول ،وهو ليس بخير - 125 .كا :عن
العدة ،عن البرقي ،عن ابن أبي نجران ،عن أبي جميلة ،عن جابر بن
يزيد ،عن أبي جعفر عليه السلم قال في قول ال عزوجل " وقولوا للناس
حسنا " قال :قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال فيكم ) .(1بيان :يومي
إلى أن المراد بقوله " قولوا للناس " قولوا في حق الناس ل مخاطبتهم
بذلك ،والحديث السابق يحتمل الوجهين - 126 .كا :عن العدة ،عن سهل،
عن يحيى بن المبارك ،عن عبد ال بن جبلة عن رجل ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال في قول ال عزوجل " وجعلني مباركا أينما كنت " قال:
نفاعا ) .(2بيان " :وجعلني مباركا " :قال البيضاوي :نفاعا معلم الخير،
وقال الطبرسي ره :أي جعلني معلما للخير ،عن مجاهد وقيل :نفاعا حثميا
توجهت ،والبركة نماء الخير ،والمبارك الذي ينمى الخير به ،وقيل :ثابتا
دائما على اليمان والطاعة وأصل البركة الثبوت عن الجبائي.
) (1الكافي ج 2ص ،165والية في سورة البقرة (2) .83 :الكافي ج 2ص
،165والية في مريم.31 :
][342
) * - 21باب( * * " )تزاور الخوان ،وتلقيهم ،ومجالستهم ،في احياء( " * *
" )أمر أئمتهم عليهم السلم( " * - 1كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن أبي حمزة ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :من زار أخاه ل ل لغيره التماس موعد ال وتنجز ما
عند ال ،وكل ال به سبعين ألف ينادونه :أل طبت وطابت لك الجنة ).(1
بيان " :ل لغيره " كحسن صورة أو صوت أو مال أو رئاء أو جاه وغير
ذلك من الغراض الدنيوية وأما إذا كان لجهة دينية كحق تعليم أو هداية أو
علم أو صلح أو زهد أو عبادة فل ينافي ذلك ،وقوله " التماس " مفعول
لجله ،والموعد مصدر أي طلب ما وعده ال ،والتنجز طلب الوفاء
بالوعد ،ويدل على أن طلب الثواب الخروي ل ينافي الخلص كما مر في
بابه ،فانه أيضا بأمر ال ،والمطلوب منه هو ال ل غيره والغاية قسمان
قسم هو علة والمقدم في الخارج نحو قعدت عن الحرب جبنا .وقسم آخر
هو متأخر في الخارج ومترتب على الفعل نحو ضربته تأديبا فقوله عليه
السلم " ل " من قبيل الول أي لطاعة أمر ال ،وقوله " التماس موعد
ال " من قبيل الثاني فل تنافي بينهما .قوله " طبت وطابت لك الجنة "
أي طهرت من الذنوب والدناس الروحانية وحلت لك الجنة ،ونعيمها ،أو
دعاء له بالطهارة من الذنوب وتيسر الجنة له سالما من الفات والعقوبات
المتقدمة عليها ،قال في النهاية :قد يرد الطيب بمعنى الطاهر ومنه حديث
علي عليه السلم لما مات رسول ال صلى ال عليه وآله :بأبي أنت وامي
طبت حيا وميتا أي
][343
طهرت انتهى وقال الطيبي في شرح المشكوة في قوله صلى ال عليه وآله " طبت
وطاب ممشاك " أصل الطيب ما تستلذه الحواس والنفس ،والطيب من
النسان من تزكى عن نجاسة الجهل والفسق ،وتحلى بالعلم ومحاسن
الفعال ،وطبت إما دعاء له بأن يطيب عيشه في الدنيا ،وطاب ممشاك
كناية عن سلوك طريق الخرة بالتعري عن الرذائل أو خبره بذلك - 2 .كا:
عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن النعمان ،عن ابن
مسكان عن خيثمة قال :دخلت على أبي جعفر عليه السلم أودعه فقال :يا
خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلم ،وأوصهم بتقوى ال العظيم ،وأن
يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم ،وأن يشهد حيهم جنازة
ميتهم ،وأن يتلقوا في بيوتهم ،فان لقيا بعضهم بعضا حياة لمرنا )(1
رحم ال عبدا أحيى أمرنا ،يا خيثمة أبلغ موالينا أنا ل نغني عنهم من ال
شيئا إل .بعمل ،وأنهم لن ينالوا وليتنا إل بالوع ،وإن أشد الناس حسرة
يوم القيامة من وصف عدل ثم خالفه إلى غيره ) .(2تبيان " :أن يعود
غنيهم على فقيرهم " أي ينفعهم ،قال في القاموس :العائدة المعروف
والصلة والمنفعة ،وهذا أعود أنفع ،وفي المصباح عاد بمعروفه أفضل
والسم العائدة ،وفي القاموس لقيه كرضيه لقاء ولقاءة ولقاية ولقيا ولقيا
رآه " حياة لمرنا " أي سبب لحياء ديننا وعلومنا ورواياتنا والقول
بامامتنا " ،ل نغني عنهم من ال شيئا " أي لننفعهم شيئا من الغناء
والنفع أو ل ندفع عنهم من عذاب ال شيئا .قال البيضاوي في قوله تعالى
" لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم من ال شيئا " ) (3أي من رحمته
أو طاعته على معنى البدلية أو من عذابه ،وقال في قوله عزوجل " ول
يغني عنهم ما كسبوا شيئا ) " (4ل يدفع ما كسبوا من الموال والولد
شيئا
) (1اللقيا -بالضم -اسم من اللقاء .وهو المراد هنا ،ل المفهوم المصدرى(2) .
الكافي ج 2ص (3) 175آل عمران (4) .10 :الحاثية.10 :
][344
من عذاب ال ،وفي قوله سبحانه " :وما اغني عنكم من ال من شئ ) " (1أي
مما قضى عليكم وفي قوله تعالى " فهل أنتم مغنون عنا " أي دافعون عنا
" من عذاب ال من شئ " ) (2وفي المغرب الغناء بالفتح والمد الجزاء
والكفاية ،يقال أغنيت عنه إذا أجزأت عنه ،وكفيت كفايته ،وفي الصحاح
أغنيت عنك مغنى فلن أي أجزأت عنك مجزاه ،وقال :ما يغني عنك هذا أي
ما يجدي عنك وما ينفعك ،قوله عليه السلم " :وصف عدل " أي أظهر
مذهبا حقا ولم يعمل بمقتضاه كمن أظهر موالة الئمة عليهم السلم ولم
يتابعهم أو وصف عمل صالحا للناس ولم يعمل به - 3 .كا :عن علي ،عن
أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني ،عن جابر ،عن
أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله حدثني
جبرئيل أن ال عزوجل أهبط إلى الرض ملكا فأقبل ذلك الملك يمشي حتى
دفع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار فقال له الملك :ما حاجتك
إلى رب هذه الدار ؟ قال :آخ لي مسلم زرته في ال تبارك وتعالى قال له
الملك :ما جاء بك إل ذاك ؟ فقال :ما جاء بي إل ذاك قال :فاني رسول ال
إليك وهو يقرئك السلم ويقول :وجبت لك الجنة ،وقال الملك :إن ال
عزوجل يقول :أيما مسلم زار مسلما فليس إياه زار] ،بل[ إياي زار وثوابه
علي الجنة ) .(3بيان " :حتى دفع إلى باب " على بناء المفعول أي انتهى
وفي بعض النسخ " وقع " وهو قريب من الول ،قال في المصباح :دفعت
إلى كذا بالبناء للمفعول انتهيت إليه ،وقال :وقع في أرض فلة صار فيها
ووقع الصيد في الشرك حصل فيه و يدل على جواز رؤية الملك لغير
النبياء والوصياء عليهم السلم وربما ينافي ظاهرا بعض الخبار السابقة
في الفرق بين النبي والمحدث .والجواب أنه يحتمل أن يكون الزائر نبيا أو
محدثا ،وغاب عنه عند إلقاء
) (1يوسف (2) .67 :ابراهيم (3) .21 :الكافي ج 2ص .176
][345
الكلم وإظهار أنه ملك ،ولما كانت زيارته خالصة لوجه ال ،نسب ال سبحانه
زيارته إلى ذاته المقدسة - 4 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير،
عن علي النهدي ،عن الحصين عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من زار
أخاه في ال قال ال عزوجل :إياي زرت وثوابك علي ،ولست أرضى لك
ثوابا دون الجنة ) .(1بيان " :إياي زرت " الحصر على المبالغة أي لما
كان غرضك إطاعتي وتحصيل رضاي فكأنك لم تزر غيري " ولست أرضى
لك ثوابا " أي المثوبات الدنيوية منقطعة فانية ،ول أرضى لك إل الثواب
الدائم الخروي وهو الجنة - 5 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن
علي بن الحكم ،عن سيف بن عميرة ،عن يعقوب بن شعيب قال :سمعت أبا
عبد ال عليه السلم يقول :من زار أخاه في جانب المصر ابتغاء وجه ال،
فهو زوره ،وحق على ال أن يكرم زوره ) .(2ايضاح " :في جانب المصر
" أي ناحية من البلد داخل أو خارجا ،وهو كناية عن بعد المسافة بينهما
" ابتغاء وجه ال " أي ذاته وثوابه ،أو جهة ال كناية عن رضاه وقربه
" فهو زوره " أي زائره ،وقد يكون جمع زائر والمفرد هنا أنسب وإن
أمكن أن يكون المراد هو من زوره .قال في النهاية :الزور الزائر ،وهو في
الصل مصدر وضع موضع السم كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم ،وقد
يكون الزور جمع زائر كراكب وركب - 6 .كا :بالسناد عن علي بن الحكم،
عن ابن عميرة ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من زار أخاه في بيته قال ال عزوجل له :أنت ضيفي
وزائري علي قراك وقد أوجبت لك الجنة بحبك إياه ) .(3بيان :قال
الجوهري :قريت الضيف قرى مثال قليته قلى وقراء أحسنت إليه إذا
كسرت القاف قصرت ،وإذا فتحت مددت - 7 .كا :بالسناد ،عن علي بن
الحكم ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عزة
][346
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من زار أخاه في ال في مرض أو صحة
ل يأتيه خداعا ول استبدال وكل ال به سبعين ألف ملك ينادون في قفاه
أن :طبت وطابت لك الجنة فأنتم زوار ال وأنتم وفد الرحمن ،حتى يأتي
منزله ; فقال له يسير :جعلت فداك وإن كان المكان بعيدا ؟ قال :نعم يا
يسير وإن كان المكان مسيرة سنة ،فان ال جواد والملئكة كثيرة،
يشيعونه حتى يرجع إلى منزله ) .(1تبيان " :ل يأتيه خداعا " بكسر
الخاء بأن ل يحبه ويأتيه ليخدعه ،ويلبس عليه أنه يحبه " ول استبدال "
أي ل يطلب بذلك بدل وعوضا دنيويا ومكافاة بزيارة أو غرها أو عازما
على إدامة محبته ول يستبدل مكانه في الخوة غيره ،وهذا مما خطر بالبال
) (2وإن اختار الكثر الول ،قال في القاموس :بدل الشئ محركة وبالكسر
وكأمير الخلف منه ،وتبدله وبه واستبدله وبه وأبدله منه وبدله اتخذه منه
بدل انتهى ) .(3وفي قوله عليه السلم " في قفاه " إشعار بأنهم يعظمونه
ويقدمونه ول يتقدمون عليه ول يساوونه " وأن " في " أن طبت "
مفسرة لتضمن النداء معنى القول ،والوفد بالفتح جمع وافد ،قال في
النهاية :الوفد هم الذين يقصدون المراء لزيارة أو استرفاد وانتجاع وغير
ذلك ،قوله " فأنتم " أي أنت ومن فعل مثلك فعلك " وإن كان المكان " أي
ينادون ويشيعونه إلى منزله وإن كان المكان بعيدا وفي بعض النسخ "
فان كان " فان شرطية والجزاء محذوف أي يفعلون ذلك أيضا ،وكأن
السائل استبعد نداء الملئكة وتشييعهم إياه في المسافة البعيدة ،إن كان
المراد النداء والتشييع معا ،أو من المسافة البعيدة ،إن كان المراد النداء
فقط ،و " يسير " كأنه الدهان الذي قد يعبر عنه ببشر.
) (1الكافي ج 2ص (2) .177والذى يخطر ببالى أن الستبذال بالمعجمة ،يعنى
طلبا لبذله ونواله .قال في التاج واللسان :استبذله :طلب منه البذل وفلنا
شيئا " سأله أن يبذله له (3) .القاموس ج 3ص .333
][347
- 8كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن علي النهدي ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من زار أخاه في ال ول جاء يوم القيامة يخطر بين
قباطي من نور ل يمر بشئ إل أضاء له حتى يقف بين يدي ال عزوجل
فيقول ال عزوجل :مرحبا وإذا قال ال له مرحبا أجزل ال عزوجل له
العطية ) .(1بيان " :في ال " إما متعلق بزار ،و " في " للتعليل فقوله "
ول " عطف تفسير و تأكيد له أو المراد به في سبيل ال أي على النحو
الذي أمره ال " ول " أي خالصا أو متعلق بالخ أي الخ الذي اخوته في
ال ول على الوجهين وقيل " في ال " متعلق بالخ " ول " بقوله "
زار " والواو للعطف على محذوف بتقدير لحبه إياه ول كما قيل في قوله
تعالى في النعام " وليكون من الموقنين " ) (2وأقول :يمكن تقدير فعل
أي وزاره ل ،ويحتمل أن تكون زائدة كما قيل في قوله تعالى " حتى إذا
جاؤها وفتحت أبوابها " ) (3ول يبعد زيادتها من النساخ كما روي في
قرب السناد بدون الواو ) .(4وفي القاموس :خطر الرجل بسيفه ورمحه
يخطر خطرا رفعه مرة ووضعه اخرى ،وفي مشيته :رفع يديه ووضعهما
وفي النهاية إنه كان يخطر في مشيته أي يتمايل ويمشي مشية المعجب،
وفي المصباح القبط بالكسر نصارى مصر الواحد قبطي على القياس،
والقبطي بالضم ثياب من كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلى القبط على غير
قياس فرقا بين النسان والثوب ،وثياب قبطية بالضم أيضا والجمع قباطي
انتهى وكأن المراد يمشي مسرورا معجبا بنفسه بين نور أبيض في غاية
البياض كالقباطى ،ويحتمل أن يكون المعنى يخطر بين ثياب من نور قد
لبسها تشبه القباطي ولذا يضيئ له كل شئ كالقباطى كذا خطر ببالي.
) (1الكافي ج 2ص (2) .177الية (3) .75الزمر (4) .73 :قرب السناد18 :
وسيأتى تحت الرقم 17ولكن مع الواو.
][348
وقيل :المراد هنا أغشية رقيقة تأخذها الملئكة أطرافه لئل يقربه أحد بسوء أدب
وأضاء هنا لزم ،وفي النهاية فيه أنه قال لخزيمة مرحبا أي لقيت مرحبا
وسعة وقيل :معناه رحب ال بك مرحبا فجعل المرحب موضع الترحيب9 .
-كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن خالد والحسين
بن سعيد ،عن النضر بن سويد ،عن يحيى بن عمران الحلبي ،عن أبي
حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن العبد المسلم إذا خرج من بيته
زائرا أخاه ل ل لغيره التماس وجه ال رغبة فيما عنده ،وكل ال عزوجل
به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله :أل طبت
وطابت لك الجنه ) .(1بيان " :زائرا " حال مقدرة عن المستتر في "
خرج " وكأن قوله " ل " متعلق بالخ ،والتماس مفعول له لخرج أو
زائرا ،أو ل أيضا متعلق بأحدهما و التماس بيان له ،وكذا قوله رغبة
تأكيد وتوضيح لسابقه - 10 .كا :عن الحسين بن محمد ،عن أحمد بن
إسحاق ،عن بكر بن محمد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما زار
مسلم أخاه المسلم في ال وال إل ناداه ال عزوجل :أيها الزائر طبت
وطابت لك الجنة ) - 11 .(2كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد،
وعن العدة ،عن سهل جميعا عن ابن محبوب ،عن أبي أيوب ،عن محمد
بن قيس ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال عزوجل جنة ل يدخلها إل
ثلثة :رجل حكم على نفسه بالحق ،ورجل زار أخاه المؤمن في ال ،ورجل
آثر أخاه المؤمن في ال ) .(3توضيح " :حكم على نفسه " أي إذا علم أن
الحق مع خصمه أقر له به " آثر " أي اختاره على نفسه فيما احتاج إليه
و " في ال " متعلق بآثر أو بالخ كما مر - 12 .كا :عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن إسماعيل بن
][349
بزيع ،عن صالح بن عقبة ،عن عبد ال بن محمد الجعفي ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل ال عزوجل به ملكا
فيضع جناحا في الرض وجناحا في السماء يظله ،فإذا دخل إلى منزله
نادى الجبار تبارك و تعالى :أيها العبد المعظم لحقي المتبع لثار نبيي حق
علي إعظامك ،سلني اعطك ادعني احبك اسكت أبتدئك ،فإذا انصرف شيعه
الملك يظله بجناحه ،حتى يدخل إلى منزله ثم يناديه تبارك وتعالى :أيها
العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك ،قد أوجبت لك جنتي وشفعتك في
عبادي ) .(1بيان :قوله " فيضع جناحا في الرض " ليطأ عليه وليحيطه
ويحفظه بجناحيه وقيل هو كناية عن التعظيم والتواضع له ،وقيل المر في
" سلني وادعني واسكت " ليس على الحقيقة ،بل لمحض الشرطية "
وشفعتك " على بناء التفعيل أي قبلت شفاعتك - 13 .كا :بالسناد المتقدم
عن صالح بن عقبة ،عن عقبة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لزيارة
مؤمن في ال خير من عتق عشر رقاب مؤمنات ،ومن أعتق رقبة مؤمنة
وقى ]ال عزوجل ب[ كل عضو عضوا من النار حتى أن الفرج يقى الفرج )
.(2بيان " :وقى كل عضو " وزيد في بعض النسخ الجللة في البين
وكأنه من تحريف النساخ وفي بعضها وقى ال بكل وهو أيضا صحيح،
لكن الول أنسب بهذا الخبر - 14 .كا :بالسناد ،عن صالح بن عقبة ،عن
صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أيما ثلثة مؤمنين
اجتمعوا عند أخ لهم يؤمنون بوائقه ،ول يخافون غوائله ،ويرجون ما
عنده ،إن دعوا ال أجابهم ،وإن سألوا أعطاهم ،وإن استزادوا زادهم ،وإن
سكتوا ابتدأهم ) .(3بيان :في المصباح البائقة النازلة وهي الداهية والشر
الشديد ،والجمع البوائق ،وقال :الغائلة الفساد والشر والجمع الغوائل ;
وقال الكسائي :الغوائل الدواهي انتهى " ويرجون ما عنده " أي من
الفوائد الدينية كرواية الحديث واستفادة
][350
العلوم الدينية أو العم منها ومن المنافع المحللة الدنيوية وإرجاع الضمير إلى ال
عزوجل بعيد - 15 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي
أيوب قال :سمعت أبا حمزة يقول :سمعت العبد الصالح عليه السلم يقول:
من زار أخاه المؤمن ل ل لغيره يطلب به ثواب ال ،وتنجز ما وعده ال
عزوجل ،وكل ال عزوجل به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله
حتى يعود إليه ينادونه :أل طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزل )
.(1بيان :لو كان العبد الصالح الكاظم عليه السلم كما هو الظاهر يدل
على أن أبا حمزة الثمالي أدرك أيام إمامته عليه السلم واختلف علماء
الرجال في ذلك ،والظاهر أنه أدرك ذلك لن بدو إمامته عليه السلم في
سنة ثمان وأربعين ومائة ،والمشهور أن وفات أبي حمزة في سنة خمسين
ومائة ،لكن قد مر مثله عن أبي حمزة ،عن أبي عبد ال عليه السلم
فيمكن أن يكون هو المراد بالعبد الصالح ،أو يكون الشتباه من الرواة وفي
النهاية :بوأه ال منزل أي أسكنه إياه ،وتبوأت منزل اتخذته انتهى،
والتنوين في " منزل " كأنه للتعظيم - 16 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن
النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :لقاء الخوان مغنم جسيم وإن قلوا (2) .ايضاح" :
المغنم " الغنيمة ،وهي الفائدة قوله " وإن قلوا " أي وإن كان الخوان
الذين يستحقون الخوة قليلين ،أو وإن لقى قليل منهم والول أظهر- 17 .
ب :ابن سعد ،عن الزدي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ما
زار مسلم أخاه المسلم في ال ول إل ناداه ال تبارك وتعالى أيها الزائر
طبت وطابت لك الجنة ) .(3ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن سعد مثله
).(4
) 1و (2الكافي ج 2ص 178و (3) .179قرب السناد ص (4) .18ثواب
العمال.168 :
][351
- 18ب :ابن سعد ،عن الزدي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال لفضيل:
تجلسون وتحدثون ؟ قال :نعم جعلت فداك ،قال :إن تلك المجالس احبها،
فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم ال من أحيا أمرنا يا فضيل ،من ذكرنا أو ذكرنا
عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر ال له ذنوبه ،ولو كانت أكثر
من زبد البحر ) .(1ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن سعد مثله ).(2
- 19لي :أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن أبي
جميلة عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ملكا من الملئكة مر
برجل قائم على باب دار فقال له الملك :يا عبد ال ما يقيمك على باب هذه
الدار ؟ قال :فقال :أخ لي فيها أردت أن اسلم عليه ،فقال الملك :هل بينك
وبينه رحم ماسة ؟ أو هل نزعتك إليه حاجة ؟ قال :فقال :ل ،ما بيني وبينه
قرابة ،ول نزعتني إليه حاجة إل اخوة السلم وحرمته ،وأنا أتعاهده
واسلم عليه في ال رب العالمين ،فقال الملك :إني رسول ال إليك وهو
يقرئك السلم ،ويقول :إنما إياي أردت ولي تعاهدت ،و قد أوجبت لك
الجنة ،وأعفيتك من غضبي ،وآجرتك من النار ) .(3ختص :عن عمرو بن
شمر ،عن جابر مثله ) .(4ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد بن
جعفر الرزاز ،عن اليقطيني ،عن أحمد الميثمي ،عن أبي جميلة مثله بأدنى
تغيير ) (5وقد أوردتهما في باب صفات الملئكة - 20 .ما :المفيد ،عن ابن
قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن
) (1قرب السناد ص (2) .18ثواب العمال ص (3) .170أمالى الصدوق ص
(4) .119الختصاص ص 224بتفاوت (5) .أمالى الطوسى ج 2ص
.209
][352
ابن محبوب ،عن العقرقوفي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول لصحابه
وأنا حاضر اتقوا ال وكونوا إخوة بررة ،متحابين في ال ،متواصلين
متراحمين ،تزاوروا وتلقوا ،وتذاكروا وأحيوا أمرنا ) .(1أقول :قد مضت
الخبار في باب حقوق المؤمن - 21 .ل :أبي ،عن علي ،عن ابيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن محمد بن حمران عن خيثمة قال :قال لي أبو جعفر عليه
السلم :تزاوروا في بيوتكم فان ذلك حياة لمرنا رحم ال عبدا أحيا أمرنا )
- 22 .(2ل :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن ابن مرار ،عن يونس رفعه إلى
أبي عبد ال عليه السلم قال :كان فيما أوصى به رسول ال صلى ال عليه
وآله عليا :يا علي ثلث فرحات للمؤمن لقى الخوان ،والفطار من
الصيام ،والتهجد من آخر الليل ) - 23 .(3ل :ما جيلويه ،عن عمه ،عن
البرقي ،عن ابن محبوب ،عن عمار بن صهيب قال :سمعت جعفر بن
محمد عليه السلم يحدث قال :إن ضيفان ال عزوجل رجل حج و اعتمر
فهو ضيف ال حتى يرجع إلى منزله ،ورجل كان في صلته فهو في كنف
ال حتى ينصرف ،ورجل زار أخاه المؤمن في ال عزوجل فهو زائر ال،
في ثوابه وخزائن رحمته ) - 24 .(4ل :أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى،
عن ابن محبوب ،عن أبي أيوب عن محمد بن قيس ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :ل عزوجل جنة ل يدخلها إل ثلثة رجل حكم في نفسه بالحق،
ورجل زار أخاه المؤمن في ال ،ورجل آثر أخاه المؤمن في ال عزوجل )
.(5
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .59الخصال ج 1ص (3) .14الخصال ج 1ص
(4) .62الخصال ج 1ص (5) .63الخصال ج 1ص .65
][353
- 25ل :أبي ،عن سعد ،عن محمد بن عبد الحميد ،عن محمد بن راشد ،عن عمر
ابن سهل ،عن سهيل بن غزوان قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :إن امرأة من الجن كان يقال لها :عفراء ،وكانت تنتاب النبي صلى
ال عليه وآله فتسمع من كلمه ،فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها،
وإنها فقدها النبي صلى ال عليه وآله فسأل عنها جبرئيل فقال :إنها زارت
اختا لها تحبها في ال ،فقال النبي صلى ال عليه وآله :طوبى للمتحابين
في ال ،إن ال تبارك وتعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء،
عليه سبعون ألف قصر ،في كل قصر سبعون ألف غرفة ،خلقها ال
عزوجل للمتحابين والمتزاورين في ال ) - 26 .(1جا ،ما :المفيد ،عن
الحسن بن حمزة العلوي ،عن علي بن الفضيل عن عبيد ال بن موسى،
عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني عليه السلم قال :ملقاة
الخوان نشرة وتلقيح العقل ،وإن كان نزرا قليل ) - 27 .(2ما :المفيد،
عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن ابن
محبوب ،عن أبان بن عثمان ،عن بحر السقاء ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن من روح ال تعالى ثلثة :التهجد بالليل ،وإفطار الصائم،
ولقاء الخوان ) - 28 .(3ل :المظفر العلوي ،عن ابن العياشي ،عن أبيه،
عن الحسن بن اشكيب عن محمد بن علي الكوفي ،عن أبي جميلة ،عن
أبي بكر الحضرمي ،عن سلمة بن كهيل رفعه عن ابن عباس قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله سبعة في ظل عرش ال عزوجل يوم ل ظل
إل ظله :إمام عادل ،وشاب نشأ في عبادة ال عز وجل ،ورجل تصدق
بيمينه فأخفاه عن شماله ،ورجل ذكر ال عزوجل خاليا ففاضت عيناه من
خشية ال ،ورجل لقي أخاه المؤمن فقال :إني لحبك في ال عزوجل ورجل
خرج من المسجد و في نيته أن يرجع إليه ،ورجل دعته امرأة ذات جمال
إلى نفسها فقال :إني أخاف
][354
ال رب العالمين ) .(1أقول :قد مضى باسناد آخر ،عن أبي سعيد الخدري أو عن
أبي هريرة وفيه ورجلن كانا في طاعة ال فاجتمعا على ذلك وتفرقا ).(2
- 29ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى رفعه ،عن الصادق عليه
السلم قال :من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا ،ومن لم يقدر
على زيارتنا فليزر صالحي موالينا ،يكتب له ثواب زيارتنا ) - 30 .(3ثو:
أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن أبي جميلة عن
جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ملكا من الملئكه مر برجل قائما
على باب دار فقال له الملك :يا عبد ال ما يقيمك على باب هذه الدار ؟ قال:
فقال له :أخ لي فيها أردت أن اسلم عليه .فقال له الملك :هل بينك وبينه
رحم ماسة ؟ أو هل نزعتك إليه حاجة ؟ قال :فقال :ل ما بيني وبينه قرابة،
ول نزعتني إليه حاجة إل اخوة السلم وحرمته فانما أتعهده واسلم عليه
في ال رب العالمين فقال له الملك :إني رسول ال إليك وهو يقرئك السلم
وهو يقول :إنما إياي أردت ،ولي تعاهدت وقد أوجبت لك الجنة ،وأعفيتك
من غضبي ،وآجرتك من النار ) - 31 .(4بشا :ابن شيخ الطائفة ،عن
أبيه ،عن المفيد ،عن ابن قولويه ،عن القاسم بن محمد ،عن علي بن
إبراهيم ،عن أبيه ،عن جده ،عن عبد ال بن حماد النصاري ،عن جميل
بن دراج ،عن معتب مولى أبي عبد ال عليه السلم قال :سمعته يقول
لداود بن سرحان :يا داود أبلغ موالي مني السلم وأني أقول :رحم ال
عبدا اجتمع مع آخر ،فتذاكر أمرنا ،فان ثالثهما ملك يستغفر لهما ،وما
اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ،فان في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء لمرنا ،وخير
الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ،وعاد إلى ذكرنا ).(5
) 1و (2الخصال ج 2ص (3) .2ثواب العمال ص (4) .90ثواب العمال ص
(5) .155بشارة المصطفى ص .133
][355
- 32ختص :باسناده عن جابر ،عن أبي جعفر ،عن علي بن الحسين ،عن الحسين
بن علي صلوات ال عليهم ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :حدثني
جبرئيل أن ال عزوجل أهبط ملكا إلى الرض فأقبل ذلك الملك يمشي حتى
دفع إلى باب دار رجل فإذا رجل يستأذن على باب الدار فقال له الملك :ما
حاجتك إلى رب هذه الدار ؟ قال :أخ لي مسلم زرته في ال تعالى قال :تال
ما جاء بك إل ذاك ؟ قال :ما جاء بي إل ذاك ،قال :فاني رسول ال إليك،
وهو يقرئك السلم ،ويقول وجبت لك الجنة ،قال :فقال :إن ال تعالى يقول:
ما من مسلم زار مسلما فليس إياه يزور بل إياي يزور وثوابه الجنة ).(1
- 33ختص :عن عمر بن يزيد قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
لكل شئ شئ يستريح إليه وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما
يستريح الطائر إلى شكله أو ما رأيت ذلك ؟ ! ) - 34 .(2ختص :قال أمير
المومنين عليه السلم :من زار أخاه المؤمن في ال ناداه ال :أيها الزائر
طبت وطابت لك الجنة ) - 35 .(3عدة الداعي :قال الصادق عليه السلم:
أيما مؤمنين أو ثلثة اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه ،ول يخافون
غوائله ،ويرجون ما عنده ،إن دعوا ال أجابهم وإن سألوا أعطاهم ،وإن
استزادوا زادهم ،وإن سكتوا ابتدأهم ،وقال عليه السلم :من زار أخاه ل ل
لشئ غيره ،بل للتماس ما وعد ال وتنجز ما عنده ،وكل ال به سبعين
ألف ملك ينادونه أل طبت وطابت لك الجنة - 36 .كتاب المامة والتبصرة:
عن محمد بن عبد ال ،عن محمد بن جعفر الرزاز ،عن خاله علي بن
محمد ،عن عمرو بن عثمان الخزاز ; عن النوفلي ،عن السكوني ،عن
جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :الزيارة تنبت المودة ،وقال صلى ال عليه وآله :زر
غبا تزدد حبا.
][356
) * - 22باب( * " " )تزويج المؤمن ،أو قضاء دينه( " " * " أو اخدامه أو
خدمته ونصيحته " * - 1ب :محمد بن عبد الحميد ،عن عبدالمسلم بن
سالم ،عن الحسن بن سالم قال :بعثني أبو الحسن موسى عليه السلم إلى
عمته يسألها شيئا كان لها تعين به محمد بن جعفر في صداقه ،فلما قرأت
الكتاب ضحكت ثم قالت لي :قل له :بأبي أنت وامي المر إليك ،فاصنع به
ما تريد في ذلك ،فقلت لها :فديتك أيش كتب إليك ؟ فقالت :يهدى إليك قدر
برام ) (1اخبرك به ؟ قلت :نعم فأعطتني الكتاب فقرأته فإذا فيه :إن ل ظل
تحت يده يوم القيامة ،ل يستظل تحته إل نبي أو وصي نبي أو مؤمن أعتق
عبدا مؤمنا أو مؤمن قضا مغرم مؤمن ،أو مؤمن كف أيمة مؤمن )- 2 .(2
ل :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن النهيكي ،عن علي بن جعفر عن أخيه
موسى عليه السلم قال :ثلثة يستظلون بظل عرش ال يوم ل ظل إل ظله:
رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا )] .(3أقول [:قد مضى
بعض الخبار في باب قضاء حاجة المؤمن.
) (1في المطبوعة بالنجف الحروفية ص " :167قدر تراه " والقدر :اناء يطبخ
فيه والبرام جمع برمة -بالضم -القدر المصنوع من الحجر .وليتحرر) .
(2قرب السناد ص ،123واليمة للرجل كالعزوبة ،يقال آم الرجل من
زوجته يئيم أيمة :فقدها ،وكذا المرءة من زوجها .ويقال :تأيم الرجل،
وتأيمت المرءة إذا مكثا طويل ل يتزوجان (3) .الخصال ج 1ص .69
][357
- 3كا :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن إبراهيم بن محمد الثقفي،
عن إسماعيل بن أبان ،عن صالح بن أبي السود رفعه ،عن أبي المعتمر
قال :سمعت أمير المؤمنين عليه السلم يقول :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :أيما مسلم خدم قوما من المسلمين إل أعطاه ال مثل عددهم
خداما في الجنة ) .(1بيان :قوله عليه السلم " :إل أعطاه ال " الستثناء
من مقدر أي ما فعل ذلك إل أعطاه ال أو هي زائدة .قال في القاموس في
معاني " إل " أو زائدة ثم استشهد بقول الشاعر :حراجيج ما تنفك إل
مناخة * على الخسف أو ترمى بها بلدا قفرا ) - 4 (2كا :عن العدة ،عن
أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي
منصور ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :يجب للمؤمن على المؤمن أن
يناصحه ) .(3بيان :يقال نصحه وله كمنعه نصحا ونصاحة ونصاحية فهو
ناصح ونصيح ونصاح ،والسم النصيحة ،وهي فعل أو كلم يراد بهما
الخير للمنصوح ،واشتقاقها من نصحت العسل إذا صفيته لن الناصح
يصفي فعله وقوله من الغش ،أو من نصحت الثوب إذا خطته لن الناصح
يلم خلل أخيه كما يلم الخياط خرق الثوب ،والمراد بنصيحة المؤمن للمؤمن
إرشاده إلى مصالح دينه ودنياه وتعليمه إذا كان جاهل ،و تنبيهه إذا كان
غافل والذب عنه وعن أعراضه إذا كان ضعيفا ،وتوقيره في صغره و
كبره ،وترك حسده وغشه ،ودفع الضرر عنه ،وجلب النفع إليه ،ولو لم
يقبل نصيحته سلك به طريق الرفق حتى يقبلها ،ولو كانت متعلقة بأمر
الدين سلك به طريق المر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه
المشروع .ويمكن إدخال النصيحة للرسول والئمة عليهم السلم أيضا
فيها ،لنهم أفضل المؤمنين ونصيحتهم القرار بالنبوة والمامة فيهم،
والنقياد لهم في أوامرهم ونواهيهم
][358
وآدابهم وأعمالهم ،وحفظ شرائعهم ،وإجراء أحكامهم على المة ،وفي الحقيقة
النصيحة للخ المؤمن نصيحة لهم أيضا - 5 .كا :عن العدة ،عن أحمد بن
محمد ،عن ابن محبوب ،عن معاوية بن وهب عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب )
.(1بيان " :في المشهد والمغيب " أي في وقت حضوره بنحو ما مر وفي
غيبته بالكتابة أو الرسالة ،وحفظ عرضه ،والدفع عن غيبته ،وبالجملة
رعاية جميع المصالح له ودفع المفاسد عنه على أي وجه كان - 6 .كا:
بالسناد ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي
جعفر عليه السلم قال :يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له ) .(2بيان:
يحتمل أن يكون الوجوب في بعض الفراد محمول على السنة المؤكدة وفقا
للمشهور بين الصحاب - 7 .كا :بالسناد عن ابن محبوب ،عن عمرو بن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه ) .(3بيان :هذا جامع
لجميع أفراد النصيحة - 8 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :إن أعظم الناس منزلة عند ال يوم القيامة أمشاهم في أرضه
بالنصيحة لخلقه ) .(4ايضاح :أمشاهم في الرض المراد إما المشي حقيقة
أو كناية عن شدة الهتمام والباء " في " قوله بالنصيحة للملبسة أو
السببية - 9 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن المنقري،
عن سفيان بن عيينة قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :عليكم
بالنصح ل في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه ) .(5بيان " :عليكم " اسم
فعل بمعنى الزموا ،والباء في قوله " بالنصح " زائدة
][359
للتقوية ،وفي للظرفية أو السببية والنصح يتعدى إلى المنصوح بنفسه ،وباللم ،و
نسبة النصح إلى ال إشارة إلى أن نصح خلق ال نصح له ،فان نصحه
تعالى إطاعة أوامره ،وقد أمر بالنصح لخلقه ،ويحتمل أن يكون المعنى
النصح للخلق خالصا ل فيكون " في " بمعنى اللم ،ويحتمل أن يكون
المعنى النصح ل باليمان بال وبرسله وحججه ،وإطاعة أوامره،
والحتراز عن نواهيه في خلقه أي من بين خلقه ،وهو بعيد وقال في
النهاية :أصل النصح في اللغة الخلوص ،يقال نصحته ونصحت له ،ومعنى
نصيحة ال صحة العتقاد في وحدانيته وإخلص النية في عبادته،
والنصيحة لكتاب ال هو التصديق به والعمل بما فيه ،ونصيحة رسوله
صلى ال عليه وآله التصديق بنبوته ورسالته و النقياد لما أمر به ونهى
عنه ،ونصيحة الئمة أن يطيعهم في الحق ول يرى الخروج عليهم،
ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم) - 23 .باب( * " )اطعام
المؤمن ،وسقيه ،وكسوته ،وقضاء دينه( " * اليات :الحاقة :إنه كان ل
يؤمن بال العظيم * ول يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم ههنا
حميم * ول طعام إل من غسلين ) .(1المدثر :ولم نك نطعم المسكين ).(2
الدهر :ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم
لوجه ال ل نريد منكم جزاء ول شكورا ) .(3الفجر :ول تحاضون على
طعام المسكين ) .(4البلد :أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة *
أو مسكينا ذا متربة ).(5
) (1الحاقة (2) .36 - 33 :المدثر (3) .44 :الدهر (4) .9 - 8 :الفجر(5) 18 :
البلد 14 :و .15
][360
الماعون :فذلك الذي يدع اليتيم * ول يحض على طعام المسكين ) - 1 .(1مل:
الحسن بن علي بن يوسف ،عن أبي عبد ال البجلى ،عن بعض أصحابه
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أربع من أتى بواحدة منهن دخل الجنة:
من سقى هامة ظامئة أو أشبع كبدا جائعة أو كسا جلدة عارية ،أو أعتق
رقبة عانية - 2 .مل :محمد بن عيسى الرمني ،عن العرزمي ،عن
الوصافي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :أحب العمال إلى ال ثلثة :إشباع جوعة المسلم ،وقضاء دينه،
وتنفيس كربته ) - 3 .(2سن :محمد بن علي ،عن الحسن بن علي بن
يوسف ،عن ابن عميرة ،عن فيض بن المختار ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :المنجيات إطعام الطعام ،وإفشاء السلم والصلة بالليل والناس
نيام ) - 4 .(3سن :علي بن محمد القاساني ،عمن حدثه ،عن عبد ال بن
القاسم الجعفري عن أبي عبد ال ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلم ،وصلى
والناس نيام ) - 5 .(4سن :عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :جمع رسول ال صلى ال عليه وآله بني عبد المطلب
فقال :يا بني عبد المطلب أفشوا السلم ،وصلوا الرحام وتهجدوا والناس
نيام ،وأطعموا الطعام ،وأطيبوا الكلم ،تدخلوا الجنة بسلم ) - 6 .(5سن:
محمد بن علي ،عن الحسن بن علي ،عن ابن عميرة ،عن عمرو ابن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان على عليه السلم
يقول :إنا أهل بيت امرنا أن نطعم الطعام ،ونودي في النائبة ،ونصلي إذا
نام الناس ).(6
][361
- 7سن :أبي ،عن عبد ال بن الفضل النوفلي ،عن عيسى بن عبد ال الهاشمي
عن خالد بن محمد بن سليمان ،عن رجل ،عن أبي المنكدر قال :أخذ رجل
بلجام دابة النبي صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال ! أي العمال
أفضل ؟ فقال :إطعام الطعام ،و إطياب الكلم ) - 8 .(1سن :ابن فضال ،عن
ثعلبة ،عن محمد بن قيس قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إن ال
يحب إطعام الطعام ،وهراقة الدماء ) - 9 .(2سن :الحسن بن علي ،عن
ثعلبة ،عن زرارة قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إن ال يحب
إطعام الطعام ،وإفشاء السلم ) - 10 (3سن :علي بن الحكم ،عن
البطائني ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال يحب
هراقة الدماء ،وإطعام الطعام ) - 11 .(4سن :جعفر الشعري ،عن ابن
القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أطعم مسلما حتى يشبعه لم
يدر أحد من خلق ال ماله من الجر في الخرة ل ملك مقرب ،ول نبى
مرسل إل ال رب العالمين ،ثم قال :من موجبات الجنة والمغفرة إطعام
الطعام السغبان ،ثم تل قول ال تعالى " إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما
ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا " )- 12 .(5
سن :أبي ،عن ابن المغيرة ،عن موسى بن بكر ،عن أبي الحسن عليه
السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :من موجبات مغفرة
الرب إطعام الطعام ) - 13 (6سن :أبي ،عن سعدان بن مسلم ،عن بعض
أصحابه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من موجبات المغفرة إطعام
السغبان ) - 14 .(7سن :عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من
][362
أشبع كبدا جائعة ،وجبت له الجنة ) - 15 .(1سن :بهذا السناد قال :من أشبع
جائعا اجري له نهر في الجنة ) 16 (2سن :إسماعيل بن مهران ،عن
صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) - 17 .(3سن :ابن
فضال ،عن ميمون ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام ،من السكين في السنام )
- 18 .(4سن :أبي ،عن محمد بن سنان ،عن موسى بن بكر ،عن الفضيل
قال :أخبرني من سمعه عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :الخير أسرع إلى البيت الذي يطعم فيه الطعام ،من
الشفرة في سنام البل ) - 19 .(5سن :الجاموراني ،عن الحسن بن علي
بن أبي حمزة ،عن أحمد بن عمرو بن جميع ،عن أبيه رفعه قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :البيت الذي يمتار منه ،الخير والبركة
أسرع إليه من الشفرة في سنام البعير ) - 20 .(6سن :عثمان بن عيسى،
عن حسين بن نعيم الصحاف قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :أتحب
إخوانك يا حسين ؟ قلت :نعم ،قال :تنفع فقراءهم ،؟ قلت :نعم ،قال :أما إنه
يحق عليك أن تحب من يحب ال ،أما وال ل تنفع منهم أحدا حتى تحبه،
تدعوهم إلى منزلك ؟ قلت :ما آكل إل ومعي منهم الرجلن والثلثة وأقل
وأكثر ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :فضلهم عليك أعظم من فضلك
عليهم ،فقلت :أدعوهم إلى منزلي واطعمهم طعامي وأسقيهم واوطئهم
رحلي ويكونون علي أفضل منا ؟ قال :نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا
بمغفرتك ومغفرة عيالك ،وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك ،وذنوب
عيالك ) - 21 .(7سن :أبي ،عن معمر بن خلد قال :رأيت أبا الحسن
الرضا عليه السلم يأكل فتل هذه الية " فل اقتحم العقبة * وما أدريك ما
العقبة * فك رقبة " إلى آخر الية ثم قال :علم ال أن ليس كل خلقه يقدر
على عتق رقبة ،فجعل لهم سبيل إلى
][363
الجنة باطعام الطعام ) - 22 .(1سن :محمد بن الحسن بن شمون ،عن عبد ال بن
عمرو بن الشعث ،عن عبد ال بن حماد النصاري ،عن عبد ال بن
سنان ،عن عمر بن أبي المقدام ،عن أبيه قال :قال لي أبو جعفر عليه
السلم :يابا المقدام وال لن اطعم رجل من شيعتي أحب إلي من أن اطعم
افقا من الناس ،قلت :كم الفق ؟ قال :مائة ألف ) - 23 .(2سن :أبي ،عن
ابن أبي عمير ،عن محمد بن مقرن ،عن عبيد ال الوصافي عن أبي جعفر
عليه السلم قال :لن اطعم رجل مسلما أحب إلي من أن أعتق افقا من
الناس قلت :وكم الفق ؟ قال :عشرة آلف ) - 24 .(3سن :علي بن الحكم،
عن ابن عميرة ،عن حسان بن مهران ،عن صالح بن ميثم ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :إطعام مسلم يعدل عتق نسمة ) - 25 .(4سن :أبي ،عن
بعض أصحابنا ،عن صفوان بن مهران الجمال قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :لن اطعم رجل من أصحابي حتى يشبع أحب إلى من أن أخرج إلى
السوق فأشتري رقبة فاعتقها ،ولن اعطي رجل من أصحابي درهما أحب
إلي من أن أتصدق بعشرة ،ولن اعطيه عشرة أحب إلي من أن أتصدق
بمائة ) - 26 .(5سن :محمد بن علي ،عن علي بن يعقوب الهاشمي ،عن
هارون بن مسلم عن أيوب بن الحر ،عن الوصافي ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :لكلة اطعمها أخا لي في ال أحب إلى من أن اشبع مسكينا
ولن اشبع أخا في ال أحب إلي من أن اشبع عشرة مساكين ،ولن اعطيه
عشرة دراهم أحب إلي من أن اعطي مائة درهم في المساكين )- 27 .(6
سن :أبي ،عن النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن أيوب بن الحر ،عن
الوصافي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :لن اطعم أخا في ال اكلة أو لقمة أحب
إلى من أن اشبع مسكينا ولن اشبع أخا لي مواخيا في ال احب إلى من أن
اشبع عشرة مساكين ) - 28 .(1سن :محمد بن الحسن بن شمون ،عن
عبد ال بن عمرو بن الشعث ،عن عبد ال بن حماد النصاري ،عن حنان
بن سدير ،عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلم قال :يا سدير تعتق كل يوم
نسمة ؟ قلت ل ،قال :كل شهر ؟ قلت :ل ،قال :كل سنة ؟ قلت :ل ،قال:
سبحان ال أما تأخذ بيد واحد من شيعتنا فتدخله إلى بيتك فتطعمه شبعة ؟
فوال لذلك أفضل من عتق رقبة من ولد إسماعيل ) - 29 .(2سن :أبي،
عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن الحكم ،عن سدير الصيرفي قال :قال لي
أبو عبد ال عليه السلم ما يمنعك من أن تعتق كل يوم نسمة ،فقلت :ل
يحتمل ذلك مالي ،فقال :أطعم كل يوم رجل مسلما فقلت :موسرا أو
معسرا ؟ فقال إن الموسر قد يشتهي الطعام ) - 30 .(3سن :أبي ،عن
صفوان ،عن فضيل بن عثمان ،عن نعيم الحول قال :دخلت على أبي عبد
ال عليه السلم فقال لي :اجلس فأصب معى من هذا الطعام ،حتى احدثك
بحديث سمعته من أبي ،كان أبي يقول :لن اطعم عشرة من المسلمين أحب
إلي من أن أعتق عشر رقبات ) - 31 .(4سن :أبي ،عن صفوان ،عن أبي
المغرا ،عن ركاز ؟ الواسطي ،عن ثابت الثمالي قال :قال لي أبو جعفر
عليه السلم :يا ثابت أما تستطيع أن تعتق كل يوم رقبة ؟ قلت :ل وال
جعلت فداك ما أقوى على ذلك قال :أما تستطيع أن تعشي أو تغدي أربعة
من المسلمين ؟ قلت :أما هذا فأنا أقوى عليه قال :هو وال يعدل عند ال
عتق رقبة ) - 32 .(5سن :إسماعيل بن مهران ،عن صفوان الجمال ،عن
أبي عبد ال عليه السلم
][365
قال :قال :لن أشبع رجل من إخواني أحب إلي من أن أدخل سوقكم هذه فأبتاع منها
رأسا فاعتقه ) - 33 .(1سن :محمد بن الحسين بن أحمد ،عن خالد ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال يحب إطعام الطعام ،وإراقة الدماء
بمنى ) - 34 .(2سن :محمد بن علي ،عن الحسن بن علي ين يوسف ،عن
سيف بن عميرة عن عبد ال بن الوليد الوصافي ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :إن ال يحب إراقة الدماء وإطعام الطعام ،وإغاثة اللهفان ).(3
- 35سن :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبي
الجارود عن أبي جعفر عليه السلم :قال إن أحب العمال إلى ال إدخال
السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه ) - 36 .(4سن :إسماعيل
بن مهران ،عن ابن عميرة ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي حمزة ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :سمعته يقول :ثلث خصال هن من أحب العمال
إلى ال :مسلم أطعم مسلما من جوع وفك عنه كربه وقضى عنه دينه ).(5
- 37سن :أبي ،عن أبن أبي عمير ،عن هشام بن الحكم ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من أحب العمال إلى ال إشباع جوعة المؤمن أو تنفيس
كربته أو قضاء دينه ) - 38 .(6سن :إبراهيم ،عن ابن أبي عمير ،عن
حماد بن عثمان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من اليمان حسن
الخلق وإطعام الطعام ) - 39 .(7سن :أحمد بن محمد ،عن الحكم بن أيمن،
عن ميمون البان ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :اليمان حسن الخلق وإطعام الطعام وإراقة الدماء ).(8
][366
- 40سن أبي ،عن سعدان ،عن حسين بن نعيم قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم
الخ لي ادخله في منزلي فاطعمه طعامي وأخدمه أهلي وخادمي أينا أعظم
منة على صاحبه ؟ قال :هو عليك أعظم منة قلت :جعلت فداك ادخله منزلي
واطعمه طعامي وأخدمه بنفسي ويخدمه أهلي وخادمي ويكون أعظم منة
على مني عليه ؟ قال :نعم لنه يسوق عليك الرزق ،ويحمل عنك الذنوب )
- 41 .(1سن :أبي ،عن هارون بن الجهم ،عن المفضل ،عن سعد بن
طريف عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أطعم جائعا أطعمه ال من
ثمار الجنة ) - 42 .(2سن :أبي ،عن حماد ،عن إبراهيم بن عمير ،عن
الثمالي ،عن علي ابن الحسين عليه السلم قال :من أطعم مؤمنا أطعمه ال
من ثمار الجنة ) - 43 .(3سن :أبي ،عن سعدان ،عن أبي حمزة ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :ما من مؤمن يطعم مؤمنا شبعة من طعام إل
أطعمه ال من طعام الجنة ول سقاه ريه إل سقاه ال من الرحيق المختوم )
- 44 .(4سن :الوشاء ،عن البطائني ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال سئل محمد بن علي عليه السلم ما يعدل عتق رقبة ؟ قال
إطعام رجل مؤمن ) - 45 .(5سن :ابن أبي نجران وعلي بن الحكم معا،
عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :اكلة يأكلها المسلم
عندي أحب إلي من عتق رقبة ) - 46 .(6سن :عبد الرحمن بن حماد ،عن
القاسم بن محمد ،عن إسماعيل بن إبراهيم ،عن أبي معاوية الشتر قال
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ما من مؤمن يطعم مؤمنا موسرا
كان أو معسرا إل كان له بذلك عتق رقبة من ولد إسماعيل )- 47 .(7
سن :محمد بن علي ،عن الحسن بن علي بن يوسف ،عن ابن عميرة عن
حسان بن مهران ،عن صالح بن ميثم قال سأل رجل أبا جعفر عليه السلم
فقال أخبرني بعمل يعدل عتق رقبة فقال أبو جعفر عليه السلم :لن أدعو
ثلثة من المسلمين فاطعمهم
][367
حتى يشبعوا وأسقيهم حتى يرووا أحب إلي من عتق نسمة ونسمة ،حتى عد سبعا
أو أكثر ) - 48 .(1سن :إسماعيل بن مهران ،عن ابن عميرة ،عن داود
بن النعمان عن حسين بن علي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
من أطعم ثلثة من المسلمين غفر ال له ) - 49 .(2سن :محمد بن علي،
عن الحسن بن علي بن يوسف ،عن زكريا بن محمد ،عن يوسف ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :من أطعم مؤمنين شبعهما كان ذلك أفضل من
عتق رقبة ) - 50 .(3سن :ابن مهران ،عن ابن عميرة ،عن داود بن
النعمان ،عن حسين ابن علي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
من أطعم عشرة من المسلمين أوجب ال له الجنة ) - 51 .(4سن :أبي،
عن حماد ،عن ربعى ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لن آخذ خمسة
دراهم ثم أخرج إلى سوقكم هذه فأشتري طعاما ثم أجمع عليه نفرا من
المسلمين أحب إلي من أن أعتق نسمة ) - 52 .(5سن :أبى ،عن معمر بن
خلد ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم في قول ال " ويطعمون الطعام
على حبه مسكينا " قلت :حب ال أو حب الطعام ؟ قال حب الطعام ).(6
- 53شى :عن حريز ،عن رجل قال قلت :لبي عبد ال عليه السلم :أاطعم
رجل سائل ل أعرفه مسلما ؟ قال :نعم أطعمه ما لم تعرفه بولية ول
بعداوة إن ال يقول " وقولوا للناس حسنا " ول تطعم من ينصب لشئ من
الحق أو دعا إلى شئ من الباطل ) - 54 .(7شى :عن أبي خديجة ،عن
رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال إنما ابتلى
][368
يعقوب بيوسف أنه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بيوم ) (1محتاج لم
يجد ما يفطر عليه فأغفله ولم يطعمه فابتلى بيوسف ،وكان بعد ذلك كل
صباح مناديه ينادي من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب فإذا كان
المساء نادى من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب ) - 55 .(2مكا :عن
الصادق عليه السلم قال :إن ال عزوجل يحب الطعام في ال ويحب الذي
يطعم الطعام في ال ،والبركة في بيته أسرع من الشفرة في سنام البعير.
- 56ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن الحسين بن موسى ،عن عبد
الرحمن ابن خالد ،عن زيد بن حباب ،عن حماد ،عن ثابت ،عن أبي رافع،
عن أبي هريرة ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :قال ال عزوجل :يا
ابن آدم مرضت فلم تعدني ،قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟
قال :مرض فلن عبدي فلو عدته لوجدتني عنده ،واستسقيتك فلم تسقني ؟
فقال :كيف وأنت رب العالمين ؟ فقال :استسقاك عبدي ولو سقيته لوجدت
ذلك عندي ،واستطعمتك فلم تطعمني ؟ قال :كيف وأنت رب العالمين قال:
استطمعك عبدي فلن ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي ) - 57 .(3نوادر
الراوندي :بإسناده عن جعفر بن محمد ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إن أهون أهل النار عذابا ابن جذعان )(4
فقيل :يا رسول ال وما بال ابن جذعان أهون أهل النار عذابا ؟ قال :إنه
كان يطعم الطعام ) - 58 .(5ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن حميد بن
زياد ،عن القاسم بن إسماعيل ،عن عبد ال بن جبلة ،عن حميد بن جنادة،
عن أبي جعفر ،عن آبائه عليهم السلم
) (1كذا في النسخ ،وفى بعضها بقوم ،ولعله بنوم بالشباع مركبا من بن ،ووم) .
(2تفسير العياشي ج 2ص (3) .167أمالى الطوسى ج 2ص ) .242
(4اسمه عبد ال ،قيل :ظفر بكنز عظيم فجعل ينفق من ذلك الكنز ويطعم
الناس ويفعل المعروف ،وحكى انه كان ممن حرم الخمر في الجاهلية بعد
أن كان مغرما بها ،وهو الذى كان أبو قحافة أبو أبي بكر عضروطا له
ينادى الناس الى مائدته (5) .نوادر الراوندي ص .10
][369
عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من أفضل العمال عند ال إيراد الكباد الحارة،
وإشباع الكباد الجائعة ،والذي نفس محمد بيده ل يؤمن بي عبد يبيت
شبعان وأخوه -أو قال جاره -المسلم جائع ) - 59 .(1اعلم الدين :عن
النبي صلى ال عليه وآله قال :خمس من أتى ال بهن أو بواحدة منهن
وجبت له الجنة :من سقى هامة صادية ،أو حمل قدما حافية ،أو أطعم كبدا
جائعة أو كسى جلدة عارية ،أو أعتق رقبة عانية - 60 .كتاب الغايات :قال
النبي صلى ال عليه وآله أفضل الصدقة على السير المخضر عيناه من
الجوع ،وقال عليه السلم :أفضل الصدقة سقي الماء ،وأفضل الصدقة
صدقة الماء وعن أبى عبد ال عليه السلم :قال أفضل الصدقة إبراد كبد
حارة ،وعنه عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله أفضل
العمال إبراد الكبد الحرى ،يعني سقي الماء - 61 .ومنه :عن أبي علقمة
مولى بني هاشم قال :صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وآله الصبح ثم
التفت إلينا فقال :معاشر أصحابي رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد
المطلب وأخي جعفر بن أبي طالب وبين أيديهما طبق من نبق فأكل ساعة
فتحول إليهما النبق عنبا فأكل ساعة فتحول العنب رطبا فدنوت منهما
فقلت :بأبي أنتما أي العمال أفضل ؟ فقال :وجدنا أفضل العمال الصلة
عليك ،وسقي الماء ،وحب علي بن أبيطالب عليه السلم - 6 .ومنه :عن
مالك بن عطية عمن سمع أبا عبد ال عليه السلم :يقول سئل رسول ال
صلى ال عليه وآله عن أحب العمال إلى ال عزوجل قال :من أحب
العمال إلى ال عزوجل سرور تدخله على مؤمن :تطرد عنه جوعة ،أو
تكشف عنه كربة ،وعن أبي عبد ال عليه السلم قال :أحب العمال إلى
ال شبعة جوع المسلم وقضاء دينه وتنفيس كربته ،وعن أبي عبيدة
الحذاء ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن من أحب العمال إلى ال تعالى
]إشباع[ جوعة مؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه ،وإن من يفعل ذلك
لقليل - 63 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن أبي يحيى
الواسطي ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من
أشبع مؤمنا وجبت له الجنة ،ومن
][370
أشبع كافرا كان حقا على ال أن يمل جوفه من الزقوم ،مؤمنا كان أو كافرا ).(1
تبيان " :من أشبع الخ " ل فرق في ذلك بين البادي والحاضر لعموم
الخبار خلفا لبعض العامة حيث خصوه بالول لن في الحضر مرتفقا
وسوقا ،ول يخفى ضعفه " مؤمنا كان " أي المطعم " والزقوم " شجرة
تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤس الشياطين منبتها قعر جهنم،
أغصانها انتشرت في دركاتها ،ولها ثمرة في غاية القبح والمرارة
والبشاعة ،ويدل ظاهرا على عدم جواز إطعام الكافر مطلقا حربيا كان أو
ذميا ،قريبا كان أو بعيدا ،غنيا كان أو فقيرا ،ولو كان مشرفا على الموت،
والمسألة ل تخلو من إشكال ،وللصحاب فيه أقوال .واعلم أن المشهور :ل
يجوز وقف المسلم على الحربي وإن كان رحما لقوله تعالى " ل تجد قوما
يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آبائهم
أو أبنائهم الية " ) (2وربما قيل بجوازه لعموم قوله صلى ال عليه وآله
" لكل كبد حرى أجر " وأما الوقف على الذمي ففيه أقوال أحدها المنع
مطلقا وهو قول سلر وابن البراج والثاني الجواز مطلقا وهو مختار
المحقق وجماعة ،والثالث الجواز إذا كان الموقوف عليه قريبا دون غيره،
وهو مختار الشيخين وجماعة ،الرابع الجواز للبوين خاصة اختاره ابن
إدريس .ثم الشهر بين الصحاب جواز الصدقة على الذمي ،وإن كان
أجنبيا للخبر المتقدم ،ولقوله تعالى " ل ينهيكم ال عن الذين لم يقاتلوكم
في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم الية " ) (3ويظهر من
بعض الصحاب أن الخلف في الصدقة على الذمي كالخلف في الوقف
عليه ،ونقل في الدروس عن ابن أبي عقيل المنع من الصدقة على غير
المؤمن مطلقا وروى عن سدير قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أطعم
سائل ل أعرفه مسلما ؟ قال :نعم أعط من ل تعرفه بولية ول عداوة للحق
إن ال
][371
عزوجل يقول " وقولوا للناس حسنا " ) (1ول تطعم من نصب لشئ من الحق
أودعا إلي شئ من الباطل .وروي جواز الصدقة على اليهود والنصارى
والمجوس وسيأتي جواز سقي النصراني وحمل الشهيد الثاني -ره -
أخبار المنع على الكراهة ،وهذا الخبر يأبى عن هذا الحمل ،نعم يمكن حمله
على ما إذا كان بقصد الموادة ،أو كان ذلك لكفرهم أو إذا صار ذلك سببا
لقوتهم على محاربة المسلمين وإضرارهم ،ويمكن حمل أخبار الجواز على
المستضعفين أو التقية - 64 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد،
عن عثمان بن عيسى ،عن بعض أصحابه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :لن اطعم رجل من المسلمين أحب إلى من أن اطعم
افقا من الناس ،قلت :وما الفق ؟ قال مائة ألف أو يزيدون ) .(2بيان :لم
يرد الفق بهذا المعنى في اللغة ) (3بل هو بالضم وبضمتين الناحية ويمكن
أن يكون المراد أهل ناحية والتفسير بمائة ألف أو يزيدون معناه أن أقله
مائة ألف أو يطلق على عدد كثير يقال فيهم هم مائة ألف أو يزيدون كما
هو أحد الوجوه في قوله تعالى " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون )(4
" وكأن المراد بالمسلمين هنا الكمل من المؤمنين أو الذين ظهر له إيمانهم
بالمعاشرة التامة ،وبالناس سائر المؤمنين ،أو بالمسلمين المؤمنون،
وبالناس المستضعفون من المخالفين ،فان في إطعامهم أيضا فضل كما
يظهر من بعض الخبار ،أو العم منهم ومن المستضعفين المؤمنين- 65 .
كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد ،عن صفوان بن يحيى ،عن أبي حمزة
عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :من
أطعم ثلثة نفر من المسلمين أطعمه
) (1البقرة 83 :والحديث مر تحت الرقم (2) .53الكافي ج 2ص (3) 200ولعله
مأخوذ من الفق بمعنى منتهى مد البصر ،فانه ل يجتمع في هذا المقدار
من مد البصر ال مائة ألف أو يزيدون الى ثلثة آلف فتحرر(4) .
الصافات..147 .
][372
ال من ثلث جنان في ملكوت السماوات :الفردوس ،وجنة عدن ،وطوبى شجرة
تخرج في جنة عدن غرسها ربنا بيده ) .(1بيان :الجنان بالكسر جمع
الجنة ،وقوله " في ملكوت السماوات " إما صفة للجنان أو متعلق
بأطعمه ،والملكوت فعلوت من الملك ،وهو العز والسلطان والمملكة وخص
بملك ال تعالى فعلى الخير الضافة بيانية ،وعلى بعض الوجوه كلمة في
تعليلية ،قال البيضاوي في قوله تعالى " :وكذلك نري إبراهيم ملكوت
السموات والرض ) " (2أي ربوبيتها وملكها ،وقيل عجائبها وبدائعها،
والملكوت أعظم الملك ،والتاء فيه للمبالغة انتهى .والفردوس البستان
الذي فيه الكروم والشجار ،وضروب من النبت ،قال الفراء :هو عربي
واشتقاقه من الفردسة ،وهي السعة وقيل منقول إلى العربية وأصله رومي
وقيل سرياني ثم سمي به جنة الفردوس ،والعدن :القامة ،يقال عدن
بالمكان يعدن عدنا وعدونا من بابي ضرب وقعد إذا أقام فيه ولزم ولم
يبرح ،ومنه جنة عدن أي جنة إقامة ،وقيل طوبى اسم للجنة مؤنث أطيب
من الطيب وأصلها طيبى ضمت الطاء وابدلت الياء بالواو ،وقد يطلق على
الخير ،وعلى شجرة في الجنة انتهى .وفي أكثر النسخ شجرة بدون واو
العطف ،وهو الظاهر ويؤيده أن في ثواب العمال ) (3وغيره " وهي
شجرة " فشجرة عطف بيان لطوبى ،وقد يقال طوبى مبتدأ وشجرة خبره،
وعدم ذكر الثالث من الجنان لدللة هذه الفقرة عليها ،وفي بعض النسخ
بالعطف فهي عطف على ثلث جنان وعلى التقديرين عد الشجرة جنة
وجعلها جنة اخرى مع أنها نبتت من جنة عدن لنها ليست كسائر الشجار
لعظمتها واشتمالها على جميع الثمار ،وسريان أغصانها في جميع الجنان،
لما ورد في الخبار
) (1الكافي ج 2ص (2) .190النعام (3) .75 :راجع الرقم 101من هذا الباب.
][373
أن في بيت كل مؤمن منها غصنا .قوله " :بيده " أي برحمته ،وقال الكثر :أي
بقدرته ،فالتخصيص مع أن جميع الشياء بقدرته ،إما لبيان عظمتها وأنها
ل تتكون إل عن مثل تلك القدرة أو لنها خلقها بدون توسط السباب
كأشجار الدنيا ،وكسائر أشجار الجنة بتوسط الملئكة ومثله قوله تعالى "
لما خلقت بيدي " ) - 66 .(1كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى،
عن إبراهيم بن عمر اليماني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما من
رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمها شبعهما إل كان أفضل من عتق نسمة )
.(2بيان :في القاموس الشبع بالفتح ،وكعنب سد الجوع وبالكسر وكعنب
اسم ما أشبعك .والمستتر في كان راجع إلى مصدر يدخل ،وما قيل إنه
راجع إلى الرجل والعتق بمعنى الفاعل فهو تكلف - 67 .كا :بالسناد
المتقدم ،عن أبي حمزة ،عن علي بن الحسين عليه السلم قال :من أطعم
مؤمنا من جوع أطعمه ال من أثمار الجنة ،ومن سقى مؤمنا من ظماء
سقاه ال من الرحيق المختوم ) - 68 .(3كا :عن العدة ،عن سهل ،عن
جعفر بن محمد الشعري ،عن عبد ال ابن ميمون القداح ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق ال ماله
من الجر في الخرة ،ل ملك مقرب ول نبي مرسل إل ال رب العالمين ثم
قال :من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تل قول ال عزوجل "
أو إطعام في يوم ذي مسبغة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة " )
.(4تبيان " لم يدر أحد " أي من عظمته ،والستثناء في قوله " إل ال "
منقطع وكأن المراد بالمؤمن هنا المؤمن الخالص الكامل ،ولذا عبر فيما
سيأتي بالمسلم أي مطلق المؤمن ،ويقال سغب سغبا وسغبا بالتسكين
والتحريك ،وسغابة بالفتح
][374
وسغوبا بالضم ومسغبة من بابي فرح ونصر :جاع ،فهو ساغب وسغبان أي جائع
وقيل ل يكون السغب إل أن يكون الجوع من تعب ،وأشار بالية الكريمة
إلى أن الطعام من المنجيات التي رغب ال فيها وعظمها حيث قال سبحانه
" فل اقتحم العقبة ) " (1أي فلم يشكر اليادي المتقدم ذكرها باقتحام
العقبة ،وهو الدخول في أمر شديد والعقبة الطريق في الجبل ،استعارها لما
فسرها به من الفك والطعام في قوله " وما أدريك ما العقبة * فك رقبة أو
إطعام " الية لما فيها من مجاهدة النفس ،والمسغبة والمقربة والمتربة،
مفعلت من سغب إذا جاع ،وقرب في النسب وترب إذا افتقر ،وقيل :المراد
به مسكين قد لصق بالتراب من شدة فقره وضره .وفي الية إشارة إلى
تقديم القارب في الصدقة على الجانب ،بل القرب على غيره - 69 .كا:
عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :من سقا مؤمنا شربة من
ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه ال بكل شربة سبعين ألف حسنة ،وإن
سقاه من حيث ل يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد
إسماعيل ) .(2ايضاح :قوله " من حيث يقدر " " من " في الموضعين
بمعنى " في " ويمكن أن يقرأ " يقدر " في الموضعين على بناء
المجهول وعلى بناء المعلوم أيضا فالضمير للمؤمن ،وقوله " بكل شربة
" مع ذكر الشربة سابقا إما لعموم من سقي شربة أو بأن يحمل شربة أول
على الجنس أو بأن يقرأ الولى بالضم وهو قدر ما يروي النسان .والثاني
بالفتح ،وهي الجرعة تبلغ مرة واحدة ،فيمكن أن يشرب ما يرويه بجرعات
كثيرة إما مع الفصل أو بدونه أيضا ،قال الجوهري :الشربة بالفتح المرة
الواحدة من الشرب ،وعنده شربة من ماء بالضم أي مقدار الري والمراد
بعتق الرقبة من ولد إسماعيل تخليصه من القتل أو من المملوكية قهرا
بغير الحق أو
][375
من المملوكية الحقيقية أيضا فان كونه من ولد إسماعيل ل ينافي رقيته إذا كان
كافرا فان العرب كلهم من ولد إسماعيل - 70 .كا :عن العدة ،عن البرقي،
عن عثمان بن عيسى ،عن حسين بن نعيم الصحاف قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم أتحب إخوانك يا حسين ؟ قلت :نعم ،قال :تنفع فقراءهم ؟
قلت :نعم ،قال :أما إنه يحق عليك أن تحب من يحب ال أما وال ل تنفع
منهم أحدا حتى تحبه ،أتدعوهم إلى منزلك ؟ قلت :نعم ما آكل إل ومعي
منهم الرجلن والثلثة :والقل والكثر ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :أما
إن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم ،فقلت :جعلت فداك اطعمهم
طعامي واوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم ؟ قال :نعم إنهم إذا
دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ،ومغفرة عيالك وإذا خرجوا من منزلك
خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك ) .(1بيان " :أما إنه يحق عليك " أي يجب
ويلزم " من يحب ال " برفع الجللة أي يحبه ال ،ويحتمل النصب والول
أظهر " أما وال ل تنفع " كأن غرضه عليه السلم أن دعوى المحبة
بدون النفع كذب ،وإن كنت صادقا في دعوى المحبة ل بد أن تنفعهم وإن
كان ظاهره أن أحد شواهد المحبة النفع " واوطئهم رحلي " أي آذنهم
واكلفهم أن يدخلوا منزلي ويمشوا فيه أو على فراشي وبسطي ،في
القاموس :الرحل مسكنك وما تستصحبه من الثات " ويكون فضلهم علي
أعظم " استفهام على التعجب " دخلوا بمغفرتك " الباء للمصاحبة أو
للتعدية ،وفي سائر الخبار " برزقك ورزق عيالك " ول يبعد أن يكون
سهوا من الرواة ليكون ما بعده تأسيسا - 71 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن
ابن أبي عمير ،عن أبي محمد الوابشي قال ذكر أصحابنا عند أبي عبد ال
عليه السلم فقلت ما أتغدى ول أتعشى إل ومعي منهم الثنان والثلثة وأقل
وأكثر ،فقال عليه السلم :فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم فقلت:
جعلت فداك كيف وأنا اطعمهم طعامي وانفق عليهم من مالي ،واخدمهم
عيالي ؟ فقال :إنهم إذا دخلوا عليك دخلوا برزق من ال عزوجل كثير ،وإذا
][376
خرجوا خرجوا بالمغفرة لك ) .(1بيان " :وابش " أبو قبيلة والتغدى الكل بالغداة
أي أول اليوم ،والتعشي الكل بالعشي أي آخر اليوم وأول الليل" ،
واخدمهم " على بناء الفعال أي آمر عيالي يخدمتهم ،وتهيئة أسباب
ضيافتهم ،وفي مجالس الشيخ واخدمهم خادمي وفي المحاسن ويخدمهم
خادمي " برزق من ال عزوجل كثير " كأن التقييد بالكثير لئل يتوهم أنهم
يأتون بقدر ما أكلوا وفي المجالس " :دخلوا من ال بالرزق الكثير "
والباء في قوله " بالمغفرة " كأنها للمصاحبة المجازية ،فانهم لما خرجوا
بعد مغفرة صاحب البيت فكأنها صاحبتهم ،أو للملبسة كذلك أي متلبسين
بمغفرة صاحب البيت وقيل الباء في الموضعين للسببية المجازية فان ال
تعالى لما علم دخولهم يهيئ رزقهم قبل دخولهم ،ولما كانت المغفرة أيضا
قبل خروجهم عند الكل ،كما سيأتي في البواب التية ،فالرزق شبيه بسبب
الدخول ،والمغفرة بسبب الخروج لوقوعهما قبلهما كتقدم العلة المعلول
فلذا استعملت الباء السببية فيهما - 72 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن محمد بن مقرن ،عن عبيد ال الوصافي ،عن أبى جعفر
عليه السلم قال :لن أطعم رجل مسلما أحب إلي من أن أعتق افقا من
الناس ،فقلت :وكم الفق ؟ فقال :عشرة آلف ) .(2بيان :ل تنافي بينه
وبين ما مضى في رواية أبي بصير إذا كان ما مضى إطعام مائة ألف ،وهنا
عتق عشرة آلف ،والفق إما موضوع للعدد الكثير ،وكان المراد هناك
غير ما هو المراد ههنا ،أو المراد أهل الفق كما مر وهم أيضا مختلفون
في الكثرة أو مشترك لفظي بين العددين ،ويومئ إلى أن في العتاق عشرة
أمثال إطعام الناس والمراد بالناس إما المؤمن غير الكامل أو المستضعف
كما مر - 73 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن ربعي قال:
قال أبو عبد ال عليه السلم :من أطعم أخاه في ال كان له من الجر مثل
من أطعم فئاما من الناس قلت :وما الفئام ؟ قال :مائة ألف من الناس ).(3
][377
بيان :قال الجوهري الفئام كقيام الجماعة من الناس ل واحد له من لفظه والعامة
تقول فيام بل همز انتهى ،وما فسره عليه السلم به بيان للمعنى المراد
بالفئام هنا ل أنه معناه ،ل يطلق على غيره - 74 .كا :عن علي ،عن أبيه،
عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن الحكم ،عن سدير الصيرفي قال :قال لي
أبو عبد ال عليه السلم :ما منعك أن تعتق كل يوم نسمة ؟ قلت :ل يحتمل
مالي ذلك ،قال :تطعم كل يوم مسلما ،فقلت :موسرا أو معسرا ؟ فقال :إن
الموسر قد يشتهي الطعام ) .(1بيان " :إن الموسر قد يشتهي الطعام "
بيان للتعميم بذكر علته ،فان علة الفضل هي إدخال السرور على المؤمن،
وإكرامه وقضاء وطره ،وكل ذلك يكون في الموسر وقد مر أن اختلف
الفضل باختلف المطعمين والمطعمين والنيات والحوال ،و سائر شرائط
قبول العمل ،مع أن أكثر الختلفات بحسب المفهوم ،والقل داخل في
الكثر ،ويمكن أن يكون التقليل في بعضها لضعف عقول السامعين أو
لمصالح اخر - 75 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن ابن أبي نصر ،عن
صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :اكلة يأكلها أخي المسلم
عندي أحب إلى من أن أعتق رقبة ) .(2بيان :الكلة بالفتح المرة من
الكل ،وبالضم اللقمة والقرصة والطعمة فعلى الول الضمير في يأكلها
مفعول مطلق ،وعلى الثاني مفعول به - 76 .كا :عن العدة ،عن البرقي،
عن إسماعيل بن مهران ،عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :لن أشبع رجل من إخواني أحب إلى من أن أدخل سوقكم هذا
فأبتاع منها رأسا فاعتقه ) .(3بيان :رأسا أي عبدا أو أمة.
][378
- 77كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن علي بن الحكم ،عن أبان بن عثمان عن عبد
الرحمان بن أبي عبد ال .عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لن آخذ
خمسة دراهم أدخل إلى سوقكم هذا فأبتاع بها الطعام وأجمع نفرا من
المسلمين أحب إلى من أن أعتق نسمة ) - 78 .(1كا :عن العدة ،عن
البرقي ،عن الوشاء ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :سئل محمد بن علي عليه السلم ما يعدل عتق رقبة ؟
قال :إطعام رجل مسلم ) .(2بيان :قيل المراد بالمعادلة هنا ما يشمل كونه
أفضل ) - 79 .(3كا :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ،عن محمد ابن إسماعيل ،عن صالح بن عقبة ،عن أبي شل ؟
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما أرى شيئا يعدل زيارة المؤمن إل
إطعامه ،وحق على ال أن يطعم من أطعم مؤمنا من طعام الجنة )- 80 .(4
كا :بالسناد المتقدم ،عن صالح بن عقبة ،عن رفاعة ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :لن اطعم مؤمنا محتاجا أحب إلي من أن أزوره ،ولن
أزوره أحب إلى من أن أعتق عشر رقاب ) - 81 .(5كا :بالسناد ،عن
صالح بن عقبة ،عن عبد ال بن محمد ،عن أبي عبد ال ويزيد بن عبد
الملك ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أطعم مؤمنا مؤسرا كان له
يعدل رقبة من ولد إسماعيل ينقذه من الذبح ،ومن أطعم مؤمنا محتاجا كان
له يعدل مائة رقبة من ولد إسماعل ينقذها من الذبح ) .(6بيان " :كان له
يعدل " في بعض النسخ بصيغة المضارع الغايب وكأنه بتقدير أن
المصدرية ،وفي بعض النسخ بالباء الموحدة داخلة على عدل ،فالباء زائدة
للتأكيد مثل جزاء سيئة بمثلها وبحسبك درهم فيحتمل حينئذ أن يكون العدل
بالفتح بمعنى الفداء ،والمستتر في ينقذه راجع إلى المطعم وعلى الحتمال
الخير يحتمل
][379
رجوعه إلى العدل ،والضمير البارز في الول راجع إلى الرقبة بتأويل الشخص وفي
الثاني إلى المائة - 82 .كا :بالسناد ،عن صالح بن عقبة ،عن نصر بن
قابوس ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لطعام مؤمن أحب إلي من
عتق عشر رقاب وعشر حجج قال :قلت :عشر رقاب وعشر حجج ؟ قال:
فقال :يا نصر إن لم تطعموه مات أو تذلونه فيأتي إلى ناصب فيسأله،
والموت خير له مسألة ناصب ،يا نصر من أحيى مؤمنا فكأنما أحيا الناس
جميعا ،فان لم تطعموه فقد أمتموه ،فان أطعمتموه فقد أحييتموه ).(1
تبيان " :وعشر حجج " عطف على العتق " عشر رقاب " أي عتق عشر
رقاب قاله تعجبا فأزال عليه السلم تعجبه بأن قال :إن لم تطعموه فإما أن
يموت جوعا إن لم يسأل النواصب أو يصير ذليل بسؤال ناصب وهو عنده
بمنزلة الموت بل أشد عليه منه فاطعامه سبب لحياته الصورية والمعنوية،
وقد قال تعالى " :من أحيا نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا " والمراد
بالنفس المؤمنة ،وبالحياء أعم من المعنوية لما ورد في الخبار الكثيرة
أن تأويلها العظم هدايتها لكن كان الظاهر حينئذ " أو تدلوه " للعطف
على الجزاء ولذا قرء بعضهم بفتح الواو على الستفهام النكاري وتدلونه
بالدال المهملة واللم المشددة من الدللة .والحاصل أنه لما قال عليه
السلم :الموت لزم لعدم الطعام كان هنا مظنة سؤال وهو أنه يمكن أن
يسأل الناصب ول يموت فأجاب عليه السلم بأنه إن أردتم أن تدلوه على
أن يسأل ناصبا فهو ل يسأله ،لن الموت خير له من مسألته فل بد من أن
يموت فاطعامه إحياؤه ،وقرأ آخر " تدلونه " بالتخفيف من الدلء بمعنى
الرسال ،وما ذكرناه أول أظهر معنى ،وقوله " فقد أمتموه " يحتمل
الماتة بالضلل ،أو بالذلل وكذا الحياء يحتمل الوجهين - 83 .كا :عن
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن جميل ابن
دراج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من كسى أخاه كسوة شتاء أو
صيف كان حقا
][380
على ال أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون على سكرات الموت ،وأن يوسع عليه
في قبره ،وأن يلقى الملئكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول ال
عزوجل في كتابه " وتتلقاهم الملئكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون " )
.(1ايضاح :سكرات الموت شدائده " وأن يلقى " يمكن أن يقرأ على بناء
المعلوم من باب علم ،فالضمير المرفوع راجع إلى " من " و " الملئكة
" مرفوع ،والمفعول محذوف أي يلقاه الملئكة أو من باب التفعيل
والمستتر راجع إلى ال ،والمفعول الول محذوف ومفعوله الثاني
الملئكة ،والية في سورة النبياء وقبلها " إن الذين سبقت لهم منا
الحسنى اولئك عنها مبعدون * ل يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت
أنفسهم خالدون * ل يحزنهم الفزع الكبر وتتلقاهم الملئكة " أي
تستقبلهم مهنئين " هذا يومكم " أي يوم ثوابكم وهو مقدر بالقول " الذي
كنتم توعدون " أي في الدنيا - 84 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن بكر بن صالح ،عن الحسن بن علي ،عن عبد ال بن جعفر بن
إبراهيم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من كسا أحدا من فقراء
المسلمين ثوبا من عري أو أعانه بشئ مما يقوته من معيشته وكل ال
عزوجل به سبعة آلف ملك من الملئكة يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن
ينفخ في الصور ) - 85 .(2كا :عن محمد بن أحمد ،عن صفوان ،عن أبي
حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم ،عن رسول ال صلى ال عليه وآله
مثله إل أن فيه سبعين ألف ملك ) .(3بيان " :من عري " بضم العين
وسكون الراء خلف اللبس ،والفعل كرضي " مما يقوته " في أكثر النسخ
بالتاء من القوت ،وهو المسكة من الرزق قال في المصباح :القوت ما
يؤكل ليمسك الرمق ،وقاته يقوته قوتا من باب قال :أعطاه قوتا ،واقتات به
أكله ،وقال :المعيش والمعيشة مكسب النسان الذي يعيش به ،والجمع
المعايش هذا على قول الجمهور أنه من عاش والميم زائدة ،ووزن معايش
مفاعل فل يهمز وبه
][381
قرأ السبعة ،وقيل هو من معش والميم أصلية فوزن معيش ومعيشة فعيل وفعيلة ،و
ورن معائش فعائل فيهمز ،وبه قرأ أبو جعفر المدني والعرج انتهى.
والضمير المنصوب في يقوته راجع إلى الفقير ،والضمير في قوله " من
معيشته " الظاهر رجوعه إلى المعطي ويحتمل رجوعه إلى الفقير أيضا
وأما إرجاع الضميرين معا إلى المعطي فيحتاج إلى تكلف في يقوته ،وفي
بعض النسخ يقويه بالياء من التقوية فالحتمال الخير ل تكلف فيه والكل
محتمل - 86 .كا :عن علي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن
عمر عن أبي حمزة الثمالي ،عن علي بن الحسين عليهما السلم قال :من
كسا مؤمنا كساه ال من الثياب الخضر ،وقال في حديث آخر :ل يزال في
ضمان ال ما دام عليه سلك ) .(1بيان " :من الثياب الخضر " كأنه إشارة
إلى قوله تعالى " عاليهم ثياب سندس خضر و استبرق " ) (2أي يعلوهم
ثياب الحرير الخضر مارق منها وما غلظ ،وفيه إيماء إلى أن الخضرة
أحسن اللوان " ما دام عليه سلك " السلك الخيط ،وضمير عليه إما راجع
إلى الموصول أي ما دام عليه سلك منه ،أو إلى الثوب أي ما دام على ذلك
الثوب سلك ،وإن خرج عن حد اللبس والنتفاع ،والول أظهر ،وإن كانت
المبالغة في الخير أكثر ويؤيد الول ما في قرب السناد ويؤيد الخير ما
في مجالس الشيخ ) - 87 .(3كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن
عيسى ،عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان يقول:
من كسا مؤمنا ثوبا من عري كساه ال من استبرق الجنة ،ومن كسا مؤمنا
ثوبا من غنى لم يزل في ستر من ال ما بقي من الثوب خرقة ) .(4بيان:
في القاموس الستبرق الديباج الغليظ معرب استروة أو ديباج يعمل
) 1و (4الكافي ج 2ص (2) .205الدهر (3) .21 :سيأتي عن قريب تحت الرقم
90و 94على الترتيب.
][382
بالذهب أو ثياب حرير صفاق نحو الديباج ; ،وكلمة " من " في الموضعين بمعنى
" عند " كما قيل في قوله تعالى " لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم من
ال شيئا " ) (1أو بمعنى " في " كما في قوله تعالى " ماذا خلقوا من
الرض " ) (2وعلى التقديرين بيان لحال المكسو ،ويحتمل الكاسي على
بعد " في ستر من ال " أي يستره من الذنوب أو من العقوبة ،أو من
النوائب ،أو من الفضيحة في الدنيا والخرة - 88 .لى :ابن المتوكل ،عن
السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن وهب بن وهب ،عن الصادق عليه
السلم ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه ال من ثمار الجنة ،ومن كساه من عري
كساه ال من استبرق وحرير ،ومن سقاه شربة على عطش سقاه ال من
الرحيق المختوم ،ومن أعانه أو كشف كربته أظله ال في ظل عرشه يوم
ل ظل إل ظله ) - 89 .(3لى :علي بن أحمد ،عن السدي ،عن سهل ،عن
عبد العظيم الحسني عن أبي الحسن الثالث عليه السلم قال :لما كلم ال
موسى بن عمران عليه السلم قال موسى :إلهي ما جزاء من أطعم مسكينا
ابتغاء وجهك ؟ قال :يا موسى آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤس
الخلئق إن فلن بن فلن من عتقاء ال من النار ) - 90 .(4ب :ابن
طريف ،عن ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :من أطعم مؤمنا من جوع أطعم ال من ثمار
الجنة ،ومن سقاه من ظمأ سقاه ال من الرحيق المختوم ،ومن كساه ثوبا
لم يزل في ضمان ال عزوجل ما دام على ذلك المؤمن من ذلك الثوب هدبة
أو سلك ،وال لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام شهر واعتكافه ).(5
- 91ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن هارون بن
) 1و (2آل عمران 10و ،116فاطر .40 :على الترتيب (3) .أمالى الصدوق ص
(4) .170أمالى الصدوق ص (5) .109قرب السناد ص 57والهدبة:
خمل الثوب وطرته.
][383
الجهم ،عن ثوير بن أبي فاختة ،عن أبي جميلة ،عن سعد بن طريف ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :ثلث درجات :إفشاء السلم ،وإطعام الطعام ،والصلة
بالليل والناس نيام ،الخبر ) .(1أقول :قد مضى بأسانيد في باب المنجيات
والمهلكات .ل :فيما أوصى النبي عليا عليه السلم مثله وفيه ثلث كفارات
) - 92 .(2ل :أبي ،عن الحميري ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن
الفضل النوفلي ،عن عيسى بن عبد ال الهاشمي ،عن خاله محمد بن
سليمان ،عن رجل ،عن ابن المنكدر بإسناده قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :خيركم من أطعم الطعام ،وأفشى السلم ،وصلى والناس نيام )
- 93 .(3ن :بإسناد التميمي ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
النبي صلى ال عليه وآله :خيركم من أطاب الكلم ،وأطعم الطعام ،وصلى
بالليل والناس نيام ) - 94 .(4ما :المفيد ،عن محمد بن الحسين الحلل،
عن الحسن بن الحسين النصاري ،عن زفر بن سليمان ،عن أشرس
الخراساني ،عن أيوب السجستاني عن أبي قلبة قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :من أطعم مومنا لقمة أطعمه ال من ثمار الجنة ،ومن سقاه
شربة من ماء سقاه ال من الرحيق المختوم ،ومن كساه ثوبا كساه ال من
الستبرق والحرير ،وصلى عليه الملئكة ما بقي في ذلك الثوب سلك ).(5
- 95ع :محمد بن عمرو البصري ،عن محمد بن إبراهيم بن خارج ،عن
محمد ابن عبد ال بن الجنيد ،عن عمرو بن سعد ،عن على بن داهر ،عن
جرير ،عن العمش ،عن عطية العوفي ،عن جابر النصاري قال :سمعت
رسول ال صلى ال عليه وآله
) (2 - 1الخصال ج 1ص 41و (3) .42الخصال ج 1ص (4) .45عيون الخبار
ج 2ص (5) .65أمالى الطوسى ج 1ص .185
][384
يقول :ما اتخذ ال إبراهيم خليل إل لطعامه الطعام ،وصلته بالليل والناس نيام )
- 96 .(1مع :أبي ،عن محمد بن أبي القاسم ،عن محمد بن علي الكوفي،
عن الحسن ابن علي بن يوسف ،عن ابن عميرة ،عن سعيد بن الوليد قال:
دخلنا مع أبان بن تغلب على أبي عبد ال عليه السلم فقال :لن اطعم
مسلما حتى يشبع أحب إلي من أن اطعم افقا من الناس ،قلت :كم الفق ؟
قال :مائة ألف ) .(2سن :محمد بن علي مثله وفي آخره :مائة ألف إنسان
من غيركم ) - 97 .(3ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن الكليني ،عن علي
بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن محمد بن زياد ،عن أبي
محمد الوابشي ،قال :ذكر أبو عبد ال عليه السلم أصحابنا فقال :كيف
صنيعك بهم ؟ فقلت :وال ما أتغدى ول أتعشى إل ومعي منهم اثنان أو
ثلثة أو أقل أو أكثر ،فقال :فضلهم عليك يا أبا محمد أكثر من فضلك
عليهم ،فقلت :جعلت فداك فكيف ذلك وأنا اطعمهم طعامي وانفق عليهم
مالي واخدمهم خادمي ؟ فقال :إذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير ،وإذا خرجوا
خرجوا بالمغفرة لك ) .(4سن :أبي عن ابن أبي عمير ،عن الوابشي مثله )
- 98 .(5ثو :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن
إبراهيم ابن عمر ،عن الثمالي ،عن علي بن الحسين عليه السلم قال :من
أطعم مؤمنا من جوع أطعمه ال من ثمار الجنة ،ومن سقى مؤمنا من ظمأ
سقاه ال من الرحيق المختوم ،و من كسا مؤمنا كساه ال من الثياب
الخضر ).(6
][385
- 99جا :ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،مثله وزاد في آخره :ول يزال في ضمان
ال عزوجل ما دام عليه منه سلك - 100 .ثو :بالسناد إلى حماد ،عن
ربعي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أطعم أخا في ال كان له من
الجر مثل ]أجر[ من أطعم فئاما من الناس ،قلت :وما الفئام ؟ قال :مائة
ألف من الناس ) .(1سن :أبي عن حماد مثله ) - 101 .(2ثو :ابن الوليد،
عن الصفار ،عن أحمد بن أبي عبد ال بن محمد الغفاري عن علي بن أبي
علي اللهبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أطعم ثلثة نفر من
المؤمنين أطعمه ال من ثلث جنان ملكوت السماء :الفردوس ،وجنة
عدن ،وطوبى وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده ) .(3سن :ابن
أبي نجران ،عن صفوان بن مهران ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر عليه
السلم مثله ) - 102 .(4ثو :أبي ،عن الحميري ،عن البرقي ،عن محمد
بن أحمد ،عن أبان ابن عثمان ،عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :شبع أربعة من المسلمين تعدل محررة من ولد إسماعيل ).(5
سن :محسن بن أحمد ،عن أبان مثله ) - 103 .(6ثو :ما جيلويه ،عن
عمه ،عن البرقي ،عن محمد بن يوسف ،عن محمد ابن جعفر ،عن أبيه
عليه السلم قال :من أشبع جوعة مؤمن وضع ال له مائدة في الجنة
يصدر عنه الثقلن جميعا ) - 104 .(1ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن جعفر بن
محمد ،عن عبيد ال ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
من أطعم مسلما حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق ال ماله من الجر في
الخرة ل ملك مقرب ول نبي مرسل إل ال رب العالمين ،ثم قال :من
موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تل قول ال عزوجل " أو إطعام
في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة " ) .(2أقول:
قد مضى بعض الخبار في باب قضاء حاجة المؤمن - 105 .ثو :أبي ،عن
علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن الحسين بن نعيم عن مسمع كردين
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :من نفس من مؤمن كربة نفس
ال عنه كرب الخرة ،وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد ،ومن أطعمه من
جوع أطعمه ال من ثمار الجنة ،ومن سقاه شربة سقاه ال من الرحيق
المختوم ) - 106 .(3ثو :ابن المتوكل ،عن محمد بن جعفر ،عن موسى بن
عمران ،عن النوفلي رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :لن أتصدق
على رجل مسلم بقدر شبعه أحب إلي من أن اشبع افقا من الناس ،قال:
قلت :وما الفق ؟ قال :مائة ألف أو يزيدون ) - 107 (4ثو :ما جيلويه،
عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن الجاموراني ،عن ابن أبي عثمان،
عن محمد بن سليمان ،عن داود الرقي ،عن الريان امرأته قالت :اتخذت
خبيصا فأدخلته إلى أبي عبد ال عليه السلم وهو يأكل فوضعت الخبيص
بين يديه وكان يلقم أصحابه فسمعته يقول :من لقم مؤمنا لقمة حلوة،
صرف ال بها عنه مرارة يوم القيامة ) - 108 .(5ثو :ابن المتوكل ،عن
محمد بن يحيى ،عن الشعري ،عن إبراهيم
][387
ابن إسحاق ،عن محمد بن الصبغ ،عن ابن مهران ،عن صفوان بن يحيى ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :من أشبع جائعا أجرى ال له نهرا في الجنة ).(1
- 109ثو :بهذا السناد عن إبراهيم بن إسحاق ،عن محمد بن خالد ،عن
عثمان ابن عيسى ،عن سماعة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من
أشبع كبدا جائعة وجبت له الجنة ) - 110 .(2ثو :أبي ،عن محمد بن أبي
القاسم ،عن محمد بن علي ،عن محمد بن سنان عن فرات بن أحنف قال:
قال علي بن الحسين عليه السلم من كان عنده فضل ثوب فعلم أن
بحضرته مؤمنا يحتاج إليه فلم يدفعه إليه ،أكبه ال عزوجل في النار على
منخريه ) .(3سن :محمد بن علي مثله ) - 111 .(4ثو :أبي ،عن سعد،
عن البرقي ،عن الكوفي ،عن محمد بن سنان عن فرات بن أحنف قال :قال
علي بن الحسين صلوات ال عليهما :من بات شبعانا وبحضرته مؤمن
جائع طاو ،قال ال عزوجل ملئكتي ! اشهدكم على هذا العبد أنني أمرته
فعصاني وأطاع غيري وكلته إلى عمله ،وعزتي وجللي ل غفرت له أبدا
وفي رواية حريز عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله قال ال عزوجل ما آمن بي من بات شبعا وأخوه المسلم طاو
) .(5سن :محمد بن علي ،عن ابن سنان مثله ) - 112 .(6سن :في رواية
الوصافي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال ال تعالى :ما آمن بي من
أمسى شبعانا وأمسى جاره جائعا ).(7
][388
- 113سن :أبي ،عن عبد ال بن الفضل ،عن خاله محمد بن سليمان ) (1رفعه
قال :أخذ رجل بلجام دابة رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول
ال أي العمال أفضل ؟ فقال :إطعام الطعام ،وإطياب الكلم )" * - 24 .(2
)باب( " * * " )ثواب من كفى لضرير حاجة( " * - 1لى :في خبر
مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :من كفى ضريرا حاجة من
حوائج الدنيا ومشى فيها حتى يقضي ال له حاجته أعطاه ال براءة من
النفاق و براءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ،ول
يزال يخوض في رحمة ال عزوجل حتى يرجع )) * - 25 .(3باب( * * "
)فضل اسماع الصم من غير تضجر( " * - 1ثو :أبي ،عن أحمد بن
إدريس ،عن الشعري ،عن ابن يزيد قال :وجدت في كتاب ابن فضال عن
أبي البختري عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إسماع الصم من غير
تضجر صدقة هنيئة.
) (1مرفى ص 361تحت الرقم " 7عن خالد بن محمد بن سليمان " وهو سهو) .
(2المحاسن ص (3) .292أمالى الطوسى ص .258
][389
) * - 26باب( * * " )ثواب من عال أهل بيت من المؤمنين( " * - 1ثو :ابن
المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن خلف بن حماد ،عن
إسماعيل الجوهري ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :لن
أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة حتى انتهى إلى عشر ،ومثلها
ومثلها حتى انتهى إلى سبعين ،ولن أعول أهل بيت من المسلمين وأشبع
جوعتهم وأكسو عريهم ،وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج
حجة وحجة وحجة حتى انتهى إلى عشر ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى
سبعين ) - 2 .(1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد بن هارون بن
حميد ،عن محمد بن صالح ،عن المنذر بن زياد ،عن عبد ال بن الحسن،
عن آبائه ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من عال أهل بيت من
المسلمين يومهم وليلتهم غفر ال له ذنوبه )) - 27 .(2باب( " )من أسكن
مؤمنا بيتا ،وعقاب من منعه عن ذلك( " - 1ثو :أبي ،عن محمد بن أبي
القاسم ،عن الكوفي ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :من كان له دار واحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها قال
ال عزوجل :ملئكتي عبدي بخل على عبدي بسكنى الدنيا ،وعزتي ل
يسكن جناني أبدا ) .(3سن :محمد بن علي ،عن ابن سنان مثله ).(4
) (1ثواب العمال ص (2) .127أمالى الطوسى ج 2ص (3) .299ثواب العمال
ص (4) .216المحاسن ص .101
][390
) * - 28باب( * * " )التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة( " * " )واليثار
والمواساة واحياء المؤمن( " اليات :الفتح :والذين معه أشداء على
الكفار رحماء بينهم ) (1الحديد :وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة
ورحمة ) .(2البلد :وتواصوا بالمرحمة ) - 1 .(3ع ،لى :الفامي ،عن
محمد الحميري ،عن أبيه ،عن هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق عليه
السلم عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :إن
ال تبارك و تعالى إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي ،وفيها ثلثة
نفر من المؤمنين ناداهم جل جلله وتقدست أسماؤه :يا أهل معصيتي لول
من فيكم من المؤمنين المتحابين بجللي العامرين بصلتهم أرضي
ومساجدي ،والمستغفرين بالسحار خوفا مني لنزلت بكم عذابي ثم ل
ابالي ) .(4أقول :قد مضى مثله بأسانيد في باب من يدفع ال بهم عن أهل
المعاصي - 2 .ب :ابن سعد ،عن الزدي قال :كان ما كان يوصينا به أبو
عبد ال عليه السلم البر والصلة ).(5
) (1الفتح (2) .29 :الحديد (3) .27 :البلد (4) .17 :علل الشرائع ج 2ص ،208
أمالى الصدوق ص (5) .120قرب السناد ص .21
][391
- 3ب :هارون ،عن ابن صدقة قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :امتحنوا شيعتنا
عند مواقيت الصلة كيف محافظتهم عليها وإلى أسرارنا كيف حفظهم لها
عند عدونا وإلى أموالهم كيف مواساتهم لخوانهم فيها ) - 4 .(1ل :ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل
قال :سئل أبو عبد ال عليه السلم ما أدنى حق المؤمن على أخيه ؟ قال:
أن ل يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه ) - 5 .(2ل :ابن المتوكل ،عن
الحميري ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم :تقربوا إلى ال تعالى بمواساة إخوانكم ) - 6 .(3ل:
أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته لبنه محمد بن
الحنفية :ألزم نفسك التودد ،وصبر على مؤنات الناس نفسك ،وابذل
لصديقك نفسك ومالك ،ولمعرفتك رفدك ومحضرك ،وللعامة بشرك
ومحبتك ،ولعدوك عدلك وإنصافك ،واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد
فانه أسلم لدينك ودنياك ) - 7 .(4ل :العطار ،عن أبيه ،عن البرقي ،عن
محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن
الخيبري ،عن يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :خصلتان من كانتا فيه وإل فاعزب ثم اعزب ثم اعزب ! قيل:
وما هما ؟ قال :الصلة في مواقيتها ،والمحافظة عليها والمواساة )8 .(5
-ل :ما جيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال
) (1قرب السناد ص 2) .38و (3الخصال ج 1ص 7و (4) .8الخصال ج 2ص
(5) ،72الخصال ج 1ص .25
][392
ابن سنان ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :أربع من كن فيه بنى ال
له بيتا في الجنة :من آوى اليتيم ،ورحم الضعيف ،وأشفق على والديه،
ورفق بمملوكه ) - 9 .(1ل :أبي ،عن على ،عن أبيه ،عن ابن مرار ،عن
يونس رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :كان فيما أوصى به رسول
ال صلى ال عليه وآله عليا :يا علي سيد العمال ثلث خصال :إنصافك
الناس من نفسك ،ومواساتك الخ في ال عزوجل ،وذكرك ال تعالى على
كل حال ) - 10 .(2ن :بالسانيد الثلثة ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم
السلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله ل تزال امتي بخير ما تحابوا
وتهادوا وأدوا المانة ،واجتنبوا الحرام ،وقروا الضيف وأقاموا الصلة
وآتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين ) - 11 .(3ن :بهذا
السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :التودد نصف الدين،
واستنزلوا الرزق بالصدقة ) - 12 .(4ن :بهذا السناد قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس ،واصطناع
الخير إلى كل أحد بر وفاجر ) - 13 .(5جا ،ما :المفيد ،عن أحمد بن
الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد
بن مروان ،عن محمد بن عجلن ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
طوبى لمن لم يبدل نعمة ال كفرا ،طوبى للمتحابين في ال ) .(6أقول:
سيأتي بعض الخبار في باب زيارة المؤمن ومضى بعضها في باب حقوقه.
- 14ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن
) (1الخصال ج 1ص (2) .106الخصال ج 1ص (3) .62عيون الخبار ج 2
ص 4) .29و (5عيون الخبار ج 2ص (6) .35مجالس المفيد ص
،156امالي الطوسى ج 1ص .21
][393
عيسى ،عن ابن أبي عمير ،عن صباح الحذاء ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر ،عن
آبائه عليهم السلم :قال قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا كان يوم
القيامة جمع ال الخلئق في صعيد واحد ونادى مناد من عند ال يسمع
آخرهم كما يسمع أولهم فيقول :أين أهل الصبر ؟ قال :فيقوم عنق من
الناس ،فتستقبلهم زمرة من الملئكة ،فيقولون لهم :ما كان صبركم هذا
الذي صبرتم ؟ فيقولون :صبرنا أنفسنا على طاعة ال ،وصبرناها عن
معصيته ،قال :فينادي مناد من عند ال صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا
الجنة بغير حساب .قال :ثم ينادي مناد آخر يسمع آخرهم كما يسمع أولهم
فيقول :أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم الملئكة،
فيقولون :ما فضلكم هذا الذي نوديتم به ؟ فيقولون :كنا يجهل علينا في
الدنيا فنحتمل ،ويساء إلينا فنعفو ،قال :فينادي مناد من عند ال تعالى
صدق عبادي ،خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب .قال :ثم ينادي مناد
من ال عزوجل يسمع آخرهم كما يسع أولهم فيقول :أين جيران ال جل
جلله في داره ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملئكة
فيقولون لهم :ما كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران ال
تعالى في داره ؟ فيقولون :كنا نتحاب في ال عز وجل ونتباذل في ال،
ونتوازر في ال ،قال :فينادي مناد من عند ال تعالى :صدق عبادي خلوا
سبيلهم لينطلقوا إلى جوار ال في الجنة بغير حساب ،قال :فينطلقون إلى
الجنة بغير حساب ثم قال أبو جعفر عليه السلم :فهؤلء جيران ال في
داره ،يخاف الناس ول يخافون ،ويحاسب الناس ول يحاسبون )- 15 .(1
ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن جعفر بن محمد الحسني ،عن علي ابن
الحسن بن علي بن عمر بن علي ،عن حسين بن زيد ،عن الصادق ،عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :المؤمن غر
كريم ،والفاجر خب لئيم ،وخير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين ،ول خير
فيمن ل يألف ول يؤلف ،الخبر ).(2
][394
- 14ما :جماعة عن أبي المفضل ،عن ابن عقدة ،عن أحمد بن يحيى بن زكريا،
عن محمد بن سعيد ،عن شريك ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث ،عن علي
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال عزوجل رحيم
يحب كل رحيم ) .(1أقول :قد مضى بأسانيد عن النبي صلى ال عليه وآله
أن أسرع الخير ثوابا البر في باب جوامع المكارم وغيره - 17 .ل :أبي،
عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن أبان ،عن الحلبي ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن الصبر والبر والحلم وحسن الخلق من
أخلق النبياء ) - 18 .(2جا ،ما المفيد ،عن ابن قولويه ،عن محمد بن
همام ،عن عبد ال بن العل ،عن سهل ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن
جميل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :خياركم سمحاؤكم ،وشراركم
بخلؤكم ،ومن صالح العمال البر بالخوان والسعي في حوائجهم ،وفي
ذلك مرغمة الشيطان ،وتزحزح عن النيران ،ودخول الجنان ،يا جميل أخبر
بهذا الحديث غرر أصحابك ،قلت :من غرر أصحابي ؟ قال :هم البارون
بالخوان في العسر واليسر ثم قال :أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك
وقد مدح ال صاحب القليل فقال " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " ) .(3ل :ابن
المتوكل ،عن محمد العطار ،عن سهل ]مثله[ ) - 19 .(4ما :بالسناد إلى
أبي قتادة ،عن صفوان الجمال قال :دخل معلى بن خنيس على أبي عبد ال
عليه السلم يودعه وقد أراد سفرا فلما ودعه قال :يا معلى اعتزز بال
يعززك ،قال :بماذا يا ابن رسول ال ؟ قال :يا معلى خف ال يخف منك كل
شئ يا معلى
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .130الخصال ج 1ص (3) .120مجالس المفيد
ص ،179أمالى الطوسى ج 1ص 65والية في الحشر(4) .9 :
الخصال ج 1ص .48
][395
تحبب إلى إخوانك بصلتهم فان ال جعل العطاء محبة والمنع مبغضة ،فأنتم وال أن
تسألوني اعطكم أحب إلى من أن تسألوني فل اعطيكم فتبغضوني ،ومهما
أجرى ال عزوجل لكم من شئ على يدي فالمحمود ال تعالى ول تبعدون
من شكر ما أجرى ال لكم على يدي ) - 20 .(1ل :فيما أوصى به النبي
صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم يا علي ثلث ل تطيقها هذه المة:
المواساة للخ في ماله ،وإنصاف الناس من نفسه ،وذكر ال على كل حال
) .(2أقول :قد مضى مثله بأسانيد جمة في باب الذكر ،وباب النصاف،
وباب جوامع المكارم - 21 .ل :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن ابن
محبوب ،عن إسحاق بن عمار ،عن عبد ال بن سنان قال :سمعت أبا عبد
ال عليه السلم يقول :قال رسول ال صلى ال عليه وآله قال ال جل
جلله :إني أعطيت الدنيا بين عبادي فيضا فمن أقرضني منها قرضا
أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف ،وما شئت من ذلك،
ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه قسرا أعطيته ثلث خصال لو
أعطيت واحدة منهن ملئكتي لرضوا :الصلة ،والهداية ،والرحمة ،إن ال
عزوجل يقول " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون *
اولئك عليهم صلوات من ربهم " واحدة من الثلث " ورحمة " اثنتين "
واولئك هم المهتدون " ثلثة ،ثم قال أبو عبد ال عليه السلم :هذا لمن
أخذ منه شيئا قسرا ) - 22 .(3ل :عن سعيد بن علقة ،عن أمير المؤمنين
عليه السلم قال :مواساة الخ في ال عزوجل تزيد في الرزق ).(4
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .48الخصال ج 1ص (3) .62الخصال ج 1ص
،64والية في البقرة (4) .156 :الخصال ج 2ص .94
][396
- 23ما :الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي الحسن الثالث عن آبائه،
عن الصادق عليهم السلم قال :ثلث دعوات ل يحجبن عن ال تعالى:
دعاء الوالد لولده إذا بره ،ودعوته عليه إذا عقه ،ودعاء المظلوم على
ظالمه ،ودعاؤه لمن انتصر له منه ،ورجل مؤمن دعا لخ له مؤمن واساه
فينا ،ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه ،واضطرار أخيه إليه ).(1
- 24مع :ابن الوليد ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن أبي عبد
ال الرازي ،عن نصر بن الصباح ،عن المفضل قال :كنت عند أبي عبد ال
عليه السلم فسأله رجل في كم تجب الزكاة من المال ؟ فقال له :الزكاة
الظاهرة أم الباطنة تريد ؟ قال :اريدهما جميعا ،فقال :أما الظاهرة ففي كل
ألف خمسة وعشرون درهما ،وأما الباطنة فل تستأثر على أخيك بما هو
أحوج إليك منك ) - 25 .(2يد :القطان ،عن ابن زكريا ،عن ابن حبيب ،عن
أحمد بن يعقوب ابن مطر ،عن محمد بن الحسن بن عبد العزيز ،عن أبيه،
عن طلحة بن يزيد ،عن عبيد ال بن عبيد ،عن أبي معمر السعداني ،عن
أمير المؤمنين عليه السلم في قوله تعالى " :فاولئك يدخلون الجنة
يرزقون فيها بغير حساب " ) (3قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
قال ال عزوجل :لقد حقت كرامتي أو قال مودتي لمن يراقبني ويتحاب
بجللي إن وجوههم يوم القيامة من نور ،على منابر من نور ،عليهم ثياب
خضر ،قيل :من هم يا رسول ال ؟ قال قوم ليسوا بأنبياء ول شهداء،
ولكنهم تحابوا بجلل ال ويدخلون الجنة بغير حساب .نسأل ال أن يجعلنا
منهم برحمته - 26 .ل :في خبر نوف البكالي قال أمير المؤمنين عليه
السلم :يا نوف ارحم ترحم - 27 .ل :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن
الشعري ،عن أبي عبد ال الرازي
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .94معاني الخبار ص (3) .153غافر.40 :
][397
عن ابن أبي عثمان ،عن أحمد بن عمر ،عن يحيى الحلبي قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :سبعة يفسدون أعمالهم :الرجل الحليم ذو العلم الكثير ل
يعرف بذلك ول يذكر به ،والحكيم الذي يدين ماله كل كاذب منكر لما يؤتي
إليه ،والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة ،والسيد الفظ الذي ل رحمة له،
والم التي ل تكتم عن الولد السر وتفشي عليه ،والسريع إلى لئمة
إخوانه ،والذي يجادل أخاه مخاصما له ) - 28 .(1ثو :أبي ،عن سعد ،عن
أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن أبي الحسن قال :سمعته يقول :إن
المتحابين في ال يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجوههم
وأجسادهم ونور منابرهم كل شئ حتى يعرفوا أنهم المتحابون في ال
عزوجل ) .(2سن :أبي مرسل ،عن أبي جعفر عليه السلم مثله )- 29 .(3
ثو :أبي ،عن محمد بن أحمد بن خالد ،عن محمد بن علي ،عن عمر بن
عبد العزيز ،عن جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من
فضل الرجل عند ال محبته لخوانه ،ومن عرفه ال محبة إخوانه ]فقد[
أحبه ال ،ومن أحبه ال أوفاه أجره يوم القيامة ) - 30 .(4سن :محمد بن
علي ،عن محمد بن أسلم ،عن الخطاب الكوفي ،ومصعب الكوفي ،عن أبي
عبد ال عليه السلم أنه قال لسدير :والذي بعث محمدا بالنبوة ،وعجل
روحه إلى الجنة ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى سرورا ،أو تبين له
الندامة والحسرة ،إل أن يعاين ما قال ال عزوجل في كتابه " :عن اليمين
وعن الشمال قعيد " ) (5وأتاه ملك الموت يقبض روحه فينادي روحه
فتخرج من جسده ،فأما
) (1الخصال ج 2ص 5ولعل المراد بالسر الجماع (2) .ثواب العمال ص ) .137
(3المحاسن ص (4) .265ثواب العمال ص (5) .168ق.17 :
][398
المؤمن فما يحس بخروجها ،ولذلك قول ال سبحانه وتعالى " يا أيتها النفس
المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
" ) .(1ثم قال :ذلك لمن كان ورعا مواسيا لخوانه ،وصول لهم ،وإن كان
غير ورع ول وصول لخوانه ،قيل له :ما منعك من الورع والمواساة
لخوانك ؟ أنت ممن انتحل المحبة بلسانه ،ولم يصدق ذلك بفعل ،وإذا لقي
رسول ال صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين لقيهما معرضين مقطبين
في وجهه غير شافعين له ،قال سدير من جدع ال أنفه ،قال أبو عبد ال
عليه السلم فهو ذاك ) - 31 .(2سن :ابن محبوب ،عن أبي ولد ،عن
ميسر بن عبد العزيز ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن المؤمن منكم
يوم القيامة ليمر عليه بالرجل ،وقد امر به إلى النار فيقول له :يا فلن
أعني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا فيقول المؤمن للملك :خل
سبيله ،فيأمر ال الملك أن أجز قول المؤمن فيخلي الملك سبيله )- 32 .(3
سن :البزنطي وابن فضال ،عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :ما التقى مؤمنان قط إل كان أفضلهما أشدهما حبا لخيه ،وفي
حديث آخر أشدهما حبا لصاحبه ) - 33 .(4سن :عثمان ،عن سماعة ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن المسلمين يلتقيان فأفضلهما أشدهما حبا
لصاحبه ) - 34 .(5سن :محمد بن علي ،عن محمد بن جبلة ،عن أبي
الجارود ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :المتحابون في ال يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء في ظل
عرشه عن يمينه ،وكلتا يديه يمين ،وجوههم أشد بياضا من الثلج
وأضوء من الشمس الطالعة ،يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب ونبي مرسل ،يقول
الناس :من هؤلء ؟ فيقول :هؤلء المتحابون في ال ) - 35 .(1سن:
الوشاء ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :إن المتحابين في ال يوم القيامة على منابر من نور،
قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كل شئ ،حتى يعرفوا به ،فيقال:
هؤلء المتحابون في ال ) - 36 .(2سن :أبي ،عن محمد بن سنان ،عن
عمار بن مروان ،عن محمد بن عجلن عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
ويل لمن يبدل نعمة ال كفرا ،طوبى للمتحابين في ال ) - 37 .(3جا:
محمد بن جعفر التميمي ،عن هشام بن يونس النهشلي ،عن يحيى ابن
يعلى ،عن حميد ،عن عبد ال بن الحارث ،عن عبد ال بن مسعود قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :المتحابون في ال عزوجل على أعمدة من
ياقوت أحمر في الجنة يشرفون على أهل الجنة ،فإذا اطلع أحدهم مل
حسنه بيوت أهل الجنة ،فيقول أهل الجنة :اخرجوا ننظر المتحابين في ال
عزوجل ،قال :فيخرجون فينظرون إليهم ،أحدهم وجهه مثل القمر في ليلة
البدر ،على جباههم " :هؤلء المتحابون في ال " عزوجل )- 38 .(4
ختص :قال الصادق عليه السلم :أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن
معروفا فقد أوصل إلى رسول ال صلى ال عليه وآله ) - 39 .(5ين:
محمد بن سنان ،عن كليب السدي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :تواصلوا وتباروا وتراحموا ،وكونوا إخوة بررة كما أمركم ال40 .
-ما :الحسين بن عبيد ال ،عن التلعكبري ،عن محمد بن علي بن معمر
][400
عن محمد بن صدقة ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل تزال امتي بخير ما تحابوا وأقاموا
الصلة وآتوا الزكاة وقروا الضيف ،فان لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب،
قال :إنا أهل بيت ل نمسح على أخفافنا ) - 41 .(1الدرة الباهرة :قال أمير
المؤمنين عليه السلم :ل يكونن أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته،
ول يكونن على الساءة أقوى منك على الحسان ،وقال عليه السلم :ما
أقبح الخشوع عند الحاجة ،والجفاء عند الغنى قال الحسين عليه السلم:
إن أجود الناس من أعطى من ل يرجوه ،وإن أعفى الناس من عفا عند
قدرته ،وإن أوصل الناس من وصل من قطعه .وقال الصادق عليه السلم:
ما شئ أحب إلى من رجل سلفت مني إليه يد تتبعها اختها وأحسنت مربها
لني رأيت منع الواخر يقطع شكر الوائل - 42 .دعوات الراوندي :روي
أنه إذا كان يوم القيامة ينادي كل من يقوم من قبره " :اللهم ارحمني اللهم
ارحمني " فيجابون :لئن رحمتم في الدنيا لترحمون اليوم - 43 .نهج :قال
أمير المؤمنين عليه السلم في وصيته عند وفاته :عليكم بالتواصل
والتباذل ،وإياكم والتدابر والتقاطع ) - 43 .(2عدة الداعي :عن النبي صلى
ال عليه وآله قال :ل تزال امتي بخير ما تحابوا و أدوا المانة ]وأقاموا
الصلة[ وآتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ابتلوا بالقحط والسنين وسيأتي على
امتي زمان تخبث فيه سرائرهم ،وتحسن فيه علنيتهم ،طمعا في الدنيا
يكون عملهم رئاء ل يخالطهم خوف ،أن يعمهم ال ببلء فيدعونه دعاء
الغريق فل يستجيب لهم ) - 44 .(3كتاب المامة والتبصرة :عن سهل بن
أحمد ،عن محمد بن محمد بن الشعث
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .260نهج البلغة ج 2ص (3) .78عدة الداعي
ص .135
][401
عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :رأس العقل بعد الدين التودد إلى
الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر - 45 .كا :عن العدة ،عن البرقي،
عن الحسن بن محبوب ،عن شعيب العقرقوفي قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول لصحابه :اتقوا ال وكونوا إخوة بررة متحابين في ال،
متواصلين ،متراحمين ،تزاوروا وتلقوا ،وتذاكروا أمرنا وأحيوه ).(1
بيان :المراد بأمرهم ،إمامتهم ودلئلها ،وفضائلهم وصفاتهم ،أو العم
منها ومن رواية أخبارهم ونشر آثارهم ومذاكرة علومهم ،وإحياؤها
تعاهدها ونسخها وروايتها وحفظها عن الندراس وهذا أظهر - 46 .كا:
عن محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن كليب
الصيداوي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :تواصلوا وتباروا وتراحموا،
وكونوا إخوة بررة كما أمركم ال عزوجل ) - 47 .(2كا :بالسناد المتقدم
عن ابن سنان ،عن عبد ال الكاهلي قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا ) .(3بيان :يقال عطف يعطف:
أي مال ،وعليه أشفق كتعطف ،وتعاطفوا عطف بعضهم على بعض- 48 .
كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قلت له :قول ال عزوجل " من قتل نفسا بغير
نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " قال:
ومن أخرجها من ضلل إلى الهدى فكأنما أحياها ومن أخرجها من هدى
إلى ضلل فقد قتلها ) .(4تبيان :الية في المائدة هكذا " من أجل ذلك كتبنا
على بني إسرائيل أنه من
][402
قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما
أحيى الناس جميعا " ) (1فما في الخبر على النقل بالمعنى والكتفاء
ببعض الية لظهورها .وقال الطبرسي قدس سره في المجمع " :بغير
نفس " أي بغير قود " أو فساد في الرض " أي بغير فساد كان منها في
الرض فاستحقت بذلك قتلها ،وفسادها بالحرب ل ولرسوله وإخافة
السبيل على ما ذكر ال في قوله " إنما جزاء الذين يحاربون ال ورسوله
" ) (2الية " فكأنما قتل الناس جميعا " قيل في تأويله أقوال :أحدها أن
معناه هو أن الناس كلهم خصماؤه في قتل ذلك النسان ،وقد وترهم وتر
من قصد لقتلهم جميعا فأوصل إليهم من المكروه ما يشبه القتل الذي
أوصله إلى المقتول فكأنه قتلهم كلهم ،ومن استنقذها من غرق أو حرق أو
هدم أو ما يميت ل محالة أو استنقذها من ضلل فكأنما أحيا الناس جميعا
أي آجره ال على ذلك أجر من أحياهم أجمعين لنه في إسدائه المعروف
إليهم بإحيائه أخاهم المؤمن بمنزلة من أحيا كل واحد منهم ،روي ذلك عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :وأفضل من ذلك أن يخرجها من ضلل إلى
هدى .وثانيها أن من قتل نبيا أو إمام عدل فكأنما قتل الناس جميعا أي
يعذب عليه كما لو قتل الناس كلهم ،ومن شد على عضد نبي أو إمام عدل
فكأنما أحيا الناس جميعا في استحقاق الثواب ،عن ابن عباس .وثالثها أن
معناه من قتل نفسا بغير حق فعليه مأثم كل قاتل من الناس لنه سن القتل
وسهله لغيره ،فكأنه بمنزلة المشارك ،ومن زجر عن قتلها بما فيه حياتها
على وجه يقتدى به فيه بأن يعظم تحريم قتلها كما حرمه ال فلم يقدم على
قتلها لذلك ،فقد أحيا الناس بسلمتهم منه فذلك إحياؤه إياها .ورابعها أن
المراد فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
جميعا عند المستنقذ .وخامسها أن معناه يجب عليه من القصاص بقتلها
مثل الذي يجب عليه لو قتل
الناس جميعا ،ومن عفا عن دمها وقد وجب القود عليها ،كان كما لو عفا عن
الناس جميعا ،والحياء هنا مجاز لنه ل يقدر عليه إل ال تعالى .وأقول:
تطبيق التأويل المذكور في الخبر على قوله تعالى " بغير نفس أو فساد "
يحتاج إلى تكلف كثير ولذا لم يتعرض الطبرسي ره له ،ويمكن أن يكون
المراد أن نزول الية إنما هو في إذهاب الحياة البدني لكن يظهر منها حال
إذهاب الحياة القلبي والروحاني بطريق أولى ،وبعبارة اخرى دللة الية
على الول دللة مطابقية ،وعلى الثاني التزامية ،ولذا قال عليه السلم:
من أخرجها من ضلل إلى هدى فكأنما أحياها ،ولم يصرح بأن هذا هو
المراد بالية .وكذا عبر في الخبار التية بالتأويل إشارة إلى ذلك ،مع أنه
يحتمل أن يكون المراد على هذا التأويل :من قتل نفسا بالضلل بغير نفس
أي من غير أن يقتل نفسا ظاهرا أو يفسد في الرض كان عقابه عقاب من
قتل الناس جميعا بالقتل الظاهري - 49 .كا :عن العدة ،عن البرقي ،عن
علي بن الحكم ،عن أبان بن عثمان عن فضيل بن يسار قال :قلت لبي
جعفر عليه السلم قول ال عزوجل في كتابه " ومن أحياها فكأنما أحيا
الناس جميعا " قال :من حرق أو غرق ،قلت :فمن أخرجها من ضلل إلى
هدى ؟ قال ذاك تأويلها العظم ) .(1كا :عن محمد بن يحيى عن أحمد
وعبد ال ابني محمد بن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن أبان مثله ).(2
بيان :قوله " :ذاك تأويلها العظم " أي الية شاملة لها وهي بطن من
بطونها - 50 .كا :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن
خالد ،عن النضر ابن سويد ،عن يحيى بن عمران الحلبي ،عن أبي خالد
القماط ،عن حمران قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أسألك أصلحك ال
؟ فقال :نعم ،فقلت :كنت على حال وأنا اليوم على حال اخرى ،كنت أدخل
الرض فأدعو الرجل والثنين والمرأة فينقذ ال من شاء ،وأنا اليوم ل
أدعو أحدا فقال :وما عليك أن تخلي بين الناس
][404
وبين ربهم ؟ فمن أراد ال أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه ثم قال :ول عليك
إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا ،قلت :أخبرني عن قول ال
عزوجل " :ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " قال :من حرق أو
غرق ،ثم سكت ثم قال :تأويلها العظم إن دعاها فاستجابت له ) .(1بيان:
قوله " كنت على حال " كأنه كان قبل أن ينهاه عليه السلم من دعوة
الناس تقية يدعو الناس ،وبعد نهيه عليه السلم ترك ذلك وكان ذكر ذلك
رجاء أن يأذنه فقال عليه السلم " :وما عليك " إما على النفي أي ل بأس
عليك أو الستفهام النكاري أي أي ضرر عليك " أن تخلي " أي في أن
تخلي أي اتركهم مع ال ،فان ال يهديهم إذا علم أنهم قابلون لذلك " فمن
أراد ال أن يخرجه " إشارة إلى قوله تعالى " ال ولي الذين آمنوا
يخرجهم من الظلمات إلى النور " ) (2أي من ظلمة الكفر والضلل والشك
إلى نور اليمان واليقين ،وقيل إشارة إلى قوله سبحانه " فمن يرد ال أن
يهديه يشرح صدره للسلم " ) (3والحاصل أن سعيك في ذلك إن كان
للغراض الدنيوية ،فهو مضر لك ،وإن كان لثواب الخرة فالثواب في
زمن التقية في ترك ذلك ،وإن كان للشفقة على الخلق فل ينفع سعيك في
ذلك ،فانه إذا كان قابل للتوفيق يوفقه ال بأي وجه كان ،بدون سعيك وإل
فسعيك أيضا ل ينفع .ثم استثنى عليه السلم صورة واحدة فقال " :ول
عليك " أي ليس عليك بأس " إن آنست " أي أبصرت وعلمت ،في
القاموس آنس الشئ :أبصره وعلمه وأحس به " من أحد خيرا " كأن
تجده لينا غير متعصب طالبا للحق وتأمن حيلته وضرره " أن تنبذ إليه
الشئ " أي ترمي وتلقي إليه شيئا من براهين دين الحق نبذا يسيرا موافقا
للحكمة ،بحيث إذا لم يقبل ذلك يمكنك تأويله وتوجيهه ،في القاموس النبذ
طرحك الشئ أمامك أو وراءك أوعام ،والفعل كضرب ،قوله عليه السلم "
إن دعاها " لما كانت
) (1الكافي ج 2ص ،211والية في المائدة (2) .32 :البقرة (3) .257 :النعام:
.125
][405
النفس في صدر الية المراد بها المؤمنة ،فضمير أحياها أيضا راجع إلى المؤمنة،
فيكون على سبيل مجاز المشارفة) * - 29 .باب( * * " )من يستحق أن
يرحم( " * - 1ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن ابن
محبوب ،عن عبد ال بن سنان قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
إني لرحم ثلثة ،وحق لهم أن يرحموا :عزير أصابته مذلة بعد العز،
وغني أصابته حاجة بعد الغنى ،وعالم يستخف به أهله والجهلة ) .(1لى:
أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن أبيه ،عن الزدي ،عن أبان
وغيره ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) - 2 .(2ب :هارون ،عن ابن
صدقة ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال النبي صلى ال عليه
وآله ارحموا عزيزا ذل ،وغنيا افتقر ،وعالما ضاع في زمان جهال ).(3
الدرة الباهرة :مثله وفيه :وعالما تتلعب به الجهال - 3 .نهج قال عليه
السلم :أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما يعثر منهم عاثر إل ويده بيد ال
يرفعه ).(4
) (1الخصال ج 1ص (2) .23أمالى الصدوق ص (3) .8قرب السناد ص ) .23
(4نهج البلغة ج 2ص (*) .146
][406
) * - 30باب( * " " )فضل الحسان ،والفضل ،والمعروف( " " * " ومن هو
أهل لها " * اليات ،البقرة :وأحسنوا إن ال يحب المحسنين ) .(1آل
عمران :وال يحب المحسنين ) .(2النساء :ل خير في كثير من نجويهم إل
من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس ) .(3العراف :إن رحمة
ال قريب من المحسنين ،وقال تعالى :وسنزيد المحسنين ،وقال تعالى :إنا
ل نضيع أجر المحسنين ) .(4التوبة :ما على المحسنين من سبيل وال
غفور رحيم ،وقال سبحانه :إن ال ل يضيع أجر المحسنين ) .(5هود" :
واصبر فان ال ل يضيع أجر المحسنين " ) .(6يوسف :وكذلك نجزي
المحسنين ،وقال تعالى :نصيب برحمتنا من نشاء ول نضيع أجر المحسنين
) .(7النحل :إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربي ،وقال تعالى:
إن ال مع الذين اتقوا والذينهم محسنون ) .(8القصص :وكذلك نجزي
المحسنين ،وقال تعالى :وأحسن كما أحسن ال
) (1البقرة (2) .195 :آل عمران (3) .134 :النساء (4) .114 :العراف 56 :و
(5) .161براءة 91 :و (6) .120هود (7) .115 :يوسف 22 :و .56
) (8النحل 91 :و (*) .128
][407
إليك ) .(1الذاريات :إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ) - 1 .(2لى :ابن البرقي ،عن
أبيه ،عن جده ،عن الحسين بن سعيد ،عن إبراهيم ابن أبي البلد ،عن عبد
ال بن الوليد الوصافي قال :قال أبو جعفر الباقر عليه السلم :صنايع
المعروف تقي مصارع السوء ،وكل معروف صدقة ،وأهل المعروف في
الدنيا أهل المعروف في الخرة ،وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في
الخرة ،وأول أهل الجنة دخول إلى الجنة أهل المعروف ،وإن أول أهل
النار دخول إلى النار أهل المنكر ) .(3ين :ابن أبي البلد مثله .ما :جماعة،
عن أبي المفضل ،عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ،عن محمد بن يحيى
الخنيسي ،عن منذر بن جيفر ،عن عبيد ال الوصافي ،عن أبي جعفر عليه
السلم عن ام سلمة رضي ال عنها عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )
- 2 .(4لى :الطالقاني ،عن محمد بن القاسم النباري ،عن أبيه ،عن
محمد بن أبي يعقوب الدينوري ،عن أحمد بن أبي المقدام العجلي قال:
يروى أن رجل جاء إلى علي بن أبي طالب عليه السلم فقال له :يا أمير
المؤمنين إن لي إليك حاجة ،فقال :اكتبها في الرض ،فاني أرى الضر فيك
بينا ،فكتب في الرض أنا فقير محتاج فقال علي عليه السلم :يا قنبر اكسه
حلتين فأنشأ الرجل يقول :كسوتني حلة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك
من حسن الثنا حلل إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبغي بما قد
نلته بدل إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه * كالغيث يحيى نداه السهل والجبل
) (1القصص 14 :و (2) .77الذاريات (3) .16 :امالي الصدوق ص (4) .153
أمالى الطوسى ج 2ص 216وفيه :صنايع المعروف تقى مصارع
السوء ; والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب وصلة الرحم زيادة في العمر،
اه.
][408
ل تزهد الدهر في عرف بدأت به * فكل عبد سيجزى بالذي فعل فقال عليه السلم:
أعطوه مائة دينار فقيل له :يا أمير المؤمنين ! لقد أغنيته ،فقال :إني
سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :أنزل الناس منازلهم ثم قال
علي عليه السلم :إني لعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم ،ول
يشترون الحرار بمعروفهم ) - 3 .(1ب :ابن طريف ،عن ابن علوان ،عن
الصادق ،عن أبيه عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن
للجنة بابا يقال له :باب المعروف ،ل يدخله إلى أهل المعروف )- 4 .(2
فس :قال الصادق عليه السلم :ما من شئ أحب إلى من رجل سبقت مني
إليه يد أتبعها اختها ،وأحسنت مربها لني رأيت منع الواخر يقطع لسان
شكر الوائل - 5 .فس :أبي ،عن حماد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم:
عليك بصنائع الخير فانها تدفع مصارع السوء - 6 .ل :ما جيلويه ،عن
عمه ،عن البرقي ،عن ابن محبوب ،عن عمر بن يزيد قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :المعروف شئ سوى الزكاة فتقربوا إلى ال عزوجل بالبر
وصلة الرحم ) - 7 .(3ل :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن ابن عيسى،
عن ابن محبوب عن ابن عميرة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل
تصلح الصنيعة إل عند ذي حسب أو دين ) - 8 .(4ل :ما جيلويه ،عن
عمه ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن سعدان بن مسلم عن حاتم ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :رأيت المعروف ل يصلح إل بثلث خصال :تصغيره
وستره وتعجيله ،فانك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه ،وإذا سترته
تممته
][409
وإذا عجلته هنيته ،وإن كان غير ذلك محقته ونكدته ) .(1أقول :قد أوردنا مثله في
مواعظ الصادق عليه السلم - 9 .ل :العسكري ،عن محمد بن عبد العزيز،
عن الحسن بن محمد الزعفراني عن عبيدة بن حميد ،عن أبي الزعرى،
عن أبي الحوص ،عن أبيه مالك بن نضلة قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :اليدي ثلثة فيد ال عزوجل العليا ،ويد المعطي التي تليها ،ويد
السائل السفلى فأعط الفضل ول تعجز نفسك ) - 10 .(2ل] :ابن[ حمزة
العلوي ،عن علي ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد الشعري عن القداح ،عن
الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
كل معروف صدقة ،والدال على الخير كفاعله ،وال يحب إغاثة اللهفان )
- 11 .(3ل :الربعمائة قال أمير المومنين عليه السلم :اصطنعوا
المعروف بما قدرتم على اصطناعه ،فانه يقي مصارع السوء ،وقال عليه
السلم :ل تصلح الصنيعة إل عند ذي حسب أو دين ،وقال عليه السلم:
لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله ) - 12 .(4ن :بالسانيد الثلثة ،عن
الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
اصطنع الخير إلى من هو أهله ،وإلى من ليس هو من أهله ،فان لم تصب
من هو أهله فأنت أهله ) .(5صح :عنه عليه السلم مثله ) - 13 .(6ن:
بهذا السناد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :رأس العقل بعد الدين
التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل أحد بر وفاجر ) .(7صح :عنه
عليه السلم مثله ) - 14 .(8ما :المفيد ،عن أبي غالب الزراري ،عن ابن
أبي الخطاب ،عن ابن محبوب ،عن جميل بن صالح ،عن بريد ،عن أبي
جعفر ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
][410
رسول ال صلى ال عليه وآله :يقول ال تعالى :المعروف هدية مني إلى عبدي
المؤمن ،فان قبلها مني فبرحمتي ومني وإن ردها فبذنبه حرمها ومنه ل
مني ،وأيما عبد خلقته فهديته إلى اليمان وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل
فاني اريد به خيرا ) .(1أقول :قد مضى أخبار كثيرة في باب جوامع
المكارم - 15 .ما :بالسناد إلى أبي قتادة قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الخرة لنهم في
الخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي )- 16 .(2
ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن الحسين بن أحمد المالكي ،عن أحمد
ابن هليل ،عن زياد القندي ،عن الجراح ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث،
عن علي عليه السلم ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :كل معروف
صدقة إلى غني أو فقير ،فتصدقوا ولو بشق تمرة ،واتقوا النار ولو بشق
التمرة ،فان ال عزوجل يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله
حتى يوفيه إياها يوم القيامة ،وحتى يكون أعظم من الجبل العظيم )17 .(3
-ع :أبي ،عن سعد ،عن إبراهيم بن مهزيار ،عن أخيه علي ،عن حماد
عن إبراهيم بن عمر ،رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلم قال :إن أفضل
ما توسل به المتوسلون اليمان بال وساق الحديث إلى أن قال :وصنائع
المعروف فانها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان ) - 18 .(4ل :أبي،
عن الكمنداني ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد ال
عليه السلم قال :أربعة يذهبن ضياعا :البذر في السبخة ،والسراج في
القمر
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .23أمالى الطوسى ج 1ص (3) .311أمالى
الطوسى ج 2ص 73والفلو :الجحش والمهر (4) .علل الشرايع ج 1
ص .234
][411
والكل على الشبع ،والمعروف إلى من ليس بأهله ) .(1ل :فيما أوصى به النبي
صلى ال عليه وآله عليا مثله وفيه والصنيعة عند غير أهلها )- 19 .(2
ما :الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي الحسن الثالث ،عن
آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :خمس تذهب
ضياعا سراج تعده في شمس الدهن يذهب والضوء ل ينتفع به ،ومطر
جود على أرض سبخة المطر يضيع والرض ل ينتفع بها ،وطعام يحكمه
طاهيه يقدم على شبعان فل ينتفع به ،وامرأة حسناء تزف إلى عنين فل
ينتفع بها ،ومعروف تصطنعه إلى من ل يشكره ) - 20 .(3ل :ابن الوليد،
عن الصفار ،عن اليقطيني ،عن الدهقان ،عن درست عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :أربعة يذهبن ضياعا :مودة تمنحها من ل وفاء له،
ومعروف عند من ل شكر له ،وعلم عند من ل استماع له ،وسر تودعه
عند من ل حصافة له ) - 21 .(4ل :الحسن بن حمزة العلوي ،عن يوسف
بن محمد الطبري ،عن سهل ابن نجدة ،عن وكيع ،عن زكريا ابن أبي
زائرة ،عن عامر الشعبي ،عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :امنن على
من شئت تكن أميره ،واحتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت
تكن نظيره ) - 22 .(5ما :فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلم عند
وفاته :اوصيك بحسن الجوار ،وإكرام الضيف ،ورحمة المجهود ،وأصحاب
البلء ،وصلة الرحم ،وحب المساكين ،ومجالستهم ) .(6أقول :قد مضى
بأسانيد عن أمير المؤمنين عليه السلم :عودوا بالفضل على من
][412
حرمكم وفي بعضها صلوا من قطعكم وعودوا بالفضل عليهم ) - 23 .(1ثو :ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن أبي محمد
الوابشي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا أحسن العبد المؤمن
ضاعف ال له عمله لكل حسنة سبعمائة ضعف ،وذلك قول ال عزوجل "
وال يضاعف لمن يشاء " ) - 24 .(2ثو :بهذا السناد ،عن ابن محبوب،
عن جميل ،عن حديد أو مرازم قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :أيما
مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول ال صلى
ال عليه وآله ) - 25 .(3ثو :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،رفعه
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أهل المعروف في الدنيا أهل
المعروف في الخرة ،قيل :يا رسول ال وكيف ذلك ؟ قال :يغفر لهم
بالتطول منه عليهم ويدفعون حسناتهم إلى الناس ،فيدخلون بها الجنة
فيكونون أهل المعروف في الدنيا والخرة ) - 26 .(4ص :بالسناد إلى
الصدوق ،عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابن
أسباط ،عن خلف بن حماد ،عن قتيبة العشى ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :أوحى ال تعالى إلى موسى عليه السلم :كما تدين تدان ،وكما
تعمل كذلك تجزى ،من يصنع المعروف إلى امرء السوء يجزى شرا- 27 .
ضا :أروي عن العالم أنه قال :أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في
الخرة لن ال عزوجل يقول لهم :قد غفرت لكم ذنوبكم تفضل عليكم لنكم
كنتم أهل المعروف في الدنيا وبقيت حسناتكم فهبوها لمن تشاؤن،
فيكونون بها أهل المعروف في الخرة ،وقال :إن ل عبادا يفزع العباد
إليهم في حوائجهم اولئك المنون ،كل
) (1راجع أمالى الطوسى ج 1ص (2) .221ثواب العمال ص 153والية في
البقرة (3) .261 :ثواب العمال ص (4) .154ثواب العمال ص .165
][413
معروف صدقة ،فقلت :يا ابن رسول ال ! وإن كان غنيا ؟ فقال :وإن كان غنيا.
وأروي :المعروف كاسمه ،وليس شئ أفضل منه إل ثوابه ،وهو هدية من
ال إلى عبده المؤمن ،وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس
يصنعه ،ول كل من رغب فيه يقدر عليه ،ول كل من يقدر عليه يؤذن له
فيه ،فإذا من ال على العبد المؤمن جمع له الرغبة والقدرة والذن ،فهناك
تمت السعادة .ونروي :عن النبي صلى ال عليه وآله من أدخل على مؤمن
فرحا فقد أدخل علي فرحا ومن أدخل علي فرحا فقد اتخذ عند ال عهدا،
ومن اتخذ عند ال عهدا ،جاء من المنين يوم القيامة .وروي :اصطنع
المعروف إلى أهله وإلى غير أهله فان لم يكن من أهله فكن أنت من أهله،
وروي :ل يتم المعروف إل بثلث خصال :تعجيله وتصغيره وستره فإذا
عجلته ،هنأته ،وإذا صغرته عظمته ،وإذا سترته أتممته ،وروي :إذا سألك
أخوك حاجة فبادر بقضائها قبل استغنائه عنها .ونروي عن الصادق عليه
السلم أنه قال :من سر مؤمنا فقد سرني ،ومن سرني فقد سر رسول ال
صلى ال عليه وآله ومن سر رسول ال فقد سر ال ،ومن سر ال أدخله
جنته - 28 .شى :عن ابن أبي حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :يأتي على الناس زمان عضوض يعض كل
أمرئ على ما في يديه ،وينسون الفضل بينهم ،قال ال " ول تنسوا الفضل
بينكم " ) - 29 .(1شى :عن عمرو بن عثمان قال :خرج علي عليه السلم
على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة فقال :أين أنتم ؟ أنسيتم من كتاب ال
وقد ذكر ذلك قالوا :يا أمير المؤمنين في أي موضع ؟ قال :في قوله " إن
ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر
" فالعدل النصاف ،والحسان التفضل ) - 30 .(2جا :عمر بن محمد
الصيرفي ،عن أحمد بن الحسن الصوفي ،عن
) (1تفسير العياشي ج 1ص ،126والية في البقرة (2) .237 :تفسير العياشي ج
2ص 267والية في النحل 90 :والعض :المساك.
][414
عبد ال بن مطيع ،عن خالد بن عبد ال ،عن أبي ليلي ،عن عطية ،عن كعب
الحبار قال :مكتوب في التوراة :من صنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة
تكتب عليه ) - 31 .(1مكا :عن الصادق عليه السلم قال :رأيت المعروف
كاسمه وليس شئ أفضل من المعروف إل ثوابه ،وذلك يراد منه وليس كل
من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه ،وليس كل من يرغب فيه
يقدر عليه ،ول كل من يقدر عليه يؤذن له فيه ،فإذا اجتمعت الرغبة
والقدرة والذن ،فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه .وعنه عليه
السلم قال :إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد ،فانظر معروفه إلى من
يصنعه فان كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه خير ،وإن كان يصنعه
إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند ال خير - 32 .كشف :في دلئل
الحميري عن أبي هاشم الجعفري قال :سمعت أبا محمد عليه السلم يقول:
إن في الجنة لبابا يقال له المعروف ،ل يدخله إل أهل المعروف ; فحمدت
ال في نفسي وفرحت بما أتكلفه من حوائج الناس ،فنظر إلي أبو محمد
عليه السلم وقال :نعم فدم على ما أنت عليه ،فان أهل المعروف في الدنيا
هم أهل المعروف في الخرة ،جعلت ال منهم يا أبا هاشم ورحمك )33 .(2
-ختص :محمد بن جعفر بن أبي شاكر رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :جزى ال المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة فأما إذا أتاك أخوك في
حاجة كاد يري دمه في وجهه مخاطرا ل يدري أتعطيه أم تمنعه فو ال ثم
وال لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافيته ) - 34 .(3ختص :محمد
بن علي ،عن أبيه ،عن محمد بن أبي القاسم ،عن محمد بن
][415
علي الكوفي ،عن محمد بن سنان ،عن علي بن جميل الغنوي ،عن أبي حمزة
الثمالي قال :كان رجل من أبناء النبيين له ثروة من مال وكان ينفق على
على أهل الضعف و أهل المسكنة وأهل الحاجة فلم يلبث أن مات فقامت
امرأته في ماله كقيامه ،فلم يلبث المال أن نفد ،ونشأ له ابن فلم يمر على
أحد إل يرحم على أبيه ،وسأل امه أن تخبره فقالت :إن أباك كان رجل
صالحا وكان له مال كثير فكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة وأهل
الحاجة فلما أن مات قمت في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد قال لها :يا
امه إن أبي كان مأجورا فيما ينفق ،وكنت آثمة قالت :ولم يا بني ؟ فقال:
كان أبي ينفق ماله ،وكنت تنفقين مال غيرك .قالت :صدقت يا بني وما
أراك تضيق علي قال :أنت في حل وسعة ،فهل عندك شئ يلتمس به من
فضل ال ؟ قالت :عندي مائة درهم فقال :إن ال تبارك وتعالى إذا أراد أن
يبارك في شئ بارك فيه ،فأعطته المائة درهم فأخذها ثم خرج يلتمس من
فضل ال عزوجل فمر برجل ميت على ظهر الطريق من أحسن ما يكون
هيئة فقال :ما اريد تجارة بعد هذا أن آخذه واغسله وأكفنه وأصلي عليه
وأقبره ! ففعل فأنفق عليه ثمانين درهما وبقيت معه عشرون درهما فخرج
على وجهه يلتمس به من فضل ال .فاستقبله شخص فقال :أين تريد يا
عبد ال ؟ فقال :اريد ألتمس ،قال :وما معك شئ تلتمس به من فضل ال ؟
قال :نعم معي عشرون درهما قال :وأين يقع منك عشرون درهما ؟ قال:
إن ال تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك فيه قال :صدقت ،ثم
قال :فأرشدك وتشركني ؟ قال :نعم ،قال :فان أهل هذا الدار يضيفونك ثلثا
فاستضفهم فانه كلما جاءك الخادم معه هر أسود فقل له :تبيع هذا الهر
وألح عليه فانك ستضجره فيقول :أبيعك هو بعشرين درهما ،فإذا باعك هو
فاعطه العشرين درهم ،وخذه فاذبحه وخذ رأسه فأحرقه ثم خذ دماغه .ثم
توجه إلى مدينة كذا وكذا فان ملكهم أعمى فأخبرهم أنك تعالجه ول يرهبنك
ما ترى من القتل والمصلبين ،فان اولئك كان يختبرهم على علجه
][416
فإذا لم ير شيئا قتلهم قل تهولنك ،وأخبر بأنك تعاجله واشترط عليه فعالجه ول تزده
أول يوم من كحلة فانه سيقول لك :زدني فل تفعل ثم اكحله من الغد اخرى
فانك سترى ما تحب فيقول لك زدني فل تفعل فإذا كان الثالث فاكحله فانك
سترى ما تحبه فيقول ذلك زدني فل تفعل ،فلما أن فعل ذلك برأ فقال أفدتني
ملكي و رددنه علي وقد زوجتك ابنتي قال :إن لي اما قال فأقم معي ما بدا
لك فإذا أردت الخروج فاخرج .قال :فأقام في ملكه سنة يدبره بأحسن تدبير
وأحسن سيرة ،فلما أن حال عليه الحول قال له :إني اريد النصراف فلم
يدع شيئا إل زوده من كراع وغنم وآنية ومتاع ثم خرج حتى انتهى إلى
الموضع الذي رأى فيه الرجل ،فإذا الرجل قاعد على حاله ،فقال :ما وفيت
فقال الرجل فاجعلني في حل مما مضى قال :ثم جمع الشياء ففرقها فرقتين
ثم قال تخير فتخير أحدهما ثم قال وفيت ؟ قال :ل قال :ولم ؟ قال المرأة مما
أصبت قال :صدقت فخذ ما في يدي لك مكان المرأة ،قال ل ،ول آخذ ما
ليس لي ول أتكثر به ،قال :فوضع على رأسها المنشار ثم قال أجد ؟ )(1
فقال :قد وفيت ،وكلما معك وكلما جئت به فهو لك ،وإنما بعثني ال تبارك
وتعالى لكافيك عن الميت الذي كان على الطريق فهذا مكافاتك عليه ).(2
- 35نهج :ومن كلم له عليه السلم وليس لواضع المعروف في غير حقه
وعند غير أهله من الحظ فيما أتى إل محمدة اللئام ،وثناء الشرار ،ومقالة
الجهال مادام منعما عليهم :ما أجود يده ،وهو عن ذات ال بخيل ،فمن آتاه
ال مال فليصل به القرابة ،وليحسن منه الضيافة وليفك به السير
والعاني ،وليعط منه الفقير والغارم وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب
ابتغاء الثواب فان فوزا بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ،ودرك فضائل
الخرة ).(3
) (1المنشار آلة حديدية ذات أسنان يجذ -أي يقطع -بها الخشاب والشجار(2) .
الختصاص (3) .214 :نهج البلغة ج 1ص .278
][417
- 36ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أحمد بن عبد الرحيم ،عن إسماعيل ابن
محمد بن إسحاق ،عن أبيه ،عن جده إسحاق ،عن أخيه موسى بن جعفر،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :استتمام
المعروف أفضل من ابتدائه ) - 37 .(1ما :الحسين بن عبيد ال
الغضائري ،عن التلعكبري ،عن محمد بن همام عن عبد ال الحميري ،عن
أحمد بن محمد بن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن سيف بن عميرة ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال للمفضل بن عمر :يا مفضل إذا أرت أن تعلم
أشقيا الرجل أم سعيدا فانظر بره ومعروفه إلى من يصنعه ؟ فان صنعه إلى
من هو أهله فاعلم أنه إلى خير يصير ،وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعل
أنه ليس له عند ال خير ) - 38 .(2الدرة الباهرة :عن الحسن بن علي
عليه السلم قال :المعروف ما لم يتقدمه مطل ،ولم يتعقبه من ،والبخل أن
يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا وقال عليه السلم :من عدد
نعمه محق كرمه وقال عليه السلم النجاز دوام الكرم - 39 .نهج :قال
أمير المؤمنين عليه السلم :ل يزهدنك في المعروف من ل يشكره لك فقد
يشكرك عليه من ل يستمتع بشئ منه وقد تدرك من شكر الشاكر أكثر
عما ؟ أضاع الكافر ،وال يحب المحسنين ) .(3وقال عليه السلم من ظن
بك خيرا فصدق ظنه ) .(4وقال عليه السلم لجابر بن عبد ال النصاري:
يا جابر قوام الدنيا بأربعة :عالم مستعمل علمه ،وجاهل ل يستنكف أن
يتعلم ،وجواد ل يبخل بمعروفه ،وفقير ل يبيع آخرته بدنياه ،فإذا ضيع
العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم ،وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير
آخرته بدنياه ،يا جابر من كثرت نعم ال عليه كثرت حوائج الناس
) (1أمالى الطوسى ج (2) .209 :2أمالى الطوسى ج 2ص (3) .257نهج
البلغة ج 2ص (4) .190المصدر :ج 2ص .199
][418
إليه ،فمن قام ل فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء ،ومن لم يقم ل فيها بما
يجب عرضها للزوال والفناء ) .(1وقال عليه السلم :إن ل تعالى عبادا
يختصهم بالنعم لمنافع العباد ،فيقرها في أيديهم ما بذلوها ،فإذا منعوها
نزعها منهم ثم حولها إلى غيرهم ) .(2وقال عليه السلم لغالب بن
صعصعة أبي الفرزدق في كلم دار بينهما :ما فعلت إبلك الكثيرة ؟ فقال
ذعذعتها الحقوق يا أمير المؤمنين ! فقال :ذاك أحمد سبلها ) .(3وقال
عليه السلم :يأتي على الناس زمان عضوض يعض الموسر علي ما في
يديه ،و لم يؤمر بذلك ،قال ال تعالى " ول تنسوا الفضل بينكم " ; ينهد
فيه الشرار ،و يستذل الخيار ،ويبايع المضطرون ،وقد نهى رسول ال
صلى ال عليه وآله عن بيع المضطرين ) - 40 .(4كتاب المامة
والتبصرة :عن محمد بن عبد ال ،عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله
علي بن محمد ،عن عمر بن عثمان الخزاز ،عن النوفلي ،عن السكوني،
عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم :قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله زينة العلم الحسان - 41 .ختص :قال الصادق عليه
السلم :أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الخرة ،يقال لهم :إن
ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم و ]اصطناع[ المعروف
واجب على كل أحد بقلبه ولسانه ويديه ،فمن لم يقدر على اصطناع
المعروف بيده فبقلبه ولسانه ،فمن لم يقدر عليه بلسانه فلينوه بقلبه(5) .
- 42ين :ابن أبي البلد ،عن إبراهيم بن عباد قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم:
) (1نهج البلغة ج 2ص (2) .333المصدر ج 2ص (3) .245المصدر ج 249
2وذعذعة المال :تفريقه (4) .المصدر ج 2ص 254والنهد :النهوض.
) (5الختصاص ص .241
][419
الصنيعة ل تكون إل عند ذي حسب أو دين - 43 .ين :ابن أبي البلد ،عمن أخبره،
عن بعض الفقهاء قال :يوقف فقراء المؤمنين يوم القيامة فيقول لهم الرب
تبارك وتعالى :أما إني لم أفقركم من هوانكم علي ولكن أفقرتكم لبلوكم،
انطلقوا فل يبقى أحد صنع إليكم معروفا في الدنيا إل أخذتم بيده فأدخلتموه
الجنة - 44 .ين :ابن أبي عمير ،عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :اصنع المعروف إلى من هو أهله ،ومن ليس هو أهله ،فان لم
يكن هو أهله ،فأنت أهله - 45 .ين :ابن سنان ،عن الرقي ،عن الثمالي،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال عزوجل جعل للمعروف أهل من
خلقه حبب إليهم المعروف ،وحبب إليهم فعاله ،وأوجب على طلب
المعروف الطلب إليهم ،ويسر عليهم قضاءه كما يسر الغيث إلى الرض
المجدبة ليحييها ويحيى أهلها ; وإن ال جعل للمعروف أعداء من خلقه
بغض إليهم المعروف ،وبغض إليهم فعاله وحظر على طلب المعروف
الطلب إليهم وحظر عليهم قضاءه كما يحظر الغيث على الرض المجدبة
ليهلك به أهلها وما يعفو ال عنه أكثر - 46 .ين :بعض أصحابنا ،عن
القاسم بن محمد ،عن إسحاق بن إبراهيم قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :إن ال خلق خلقا من عباده فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم بذلك.
- 47اعلم الدين :قال المفضل بن عمر للصادق عليه السلم :أحب أن
أعرف علمة قبولي عند ال ،فقال له :علمة قبول العبد عند ال أن يصيب
بمعروفه مواضعه فان لم يكن كذلك فليس كذلك.
][420
وقال الصادق عليه السلم :ما توسل إلي أحد بوسيلة أحب إلي من إذكاري بنعمة
سلفت مني إليه اعيدها إليه - 48 .كتاب المامة والتبصرة :عن الحسن بن
حمزة العلوي ،عن علي ابن محمد بن أبي القاسم ،عن أبيه ،عن هارون
بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن الصادق ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :صلة الفاجر ل تكاد تصل
إل إلى فاجر مثله .بسمه تعالى إلى هنا انتهى الجزء الول من المجلد
السادس عشر ،وهو الجزء الواحد والسبعون حسب تجزئتنا يحوى على
ثلثين بابا من أبواب آداب العشرة .ولقد بذلنا الجهد في تصحيحها
وتنميقها حسب الجهد والطاقة ،فخرج بعون ال ومشيئته نقيا من الغلط
إل نزرا زهيدا زاغ عنه البصر وكل عنه النظر ل يكاد يخفى على الناظر
البصير ومن ال العصمة والتوفيق .السيد ابراهيم الميانجى -محمد الباقر
البهبودى
][421
كلمة المصحح - :بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل ،والصلة والسلم على رسول
ال ،وعلى آله أصفياء ال .وبعد :فمن أعظم منن ال العزيز -وله الشكر
والمنة -ان استعملنا للقيام بخدمة الدين القويم ،ووفقنا لتحقيق آثاره
القيم ،وترويج تراثه الذهبي الخالد بصورة نفيسة رائقة ،فال العزيز
المنان نسأل أن يعصمنا من الخطاء والزلل عند ما نسعى وراء هذه البغية،
وأن يهدينا بفضله وكرمه إلى الحق المبين ،إن ربي على صراط مستقيم.
ومما وفقنا لتحقيقه وتصحيحه وتبريزه ؟ إلى الملء الثقافي الديني ،هذا
الجزء من بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار ،صلوات ال
عليهم ،و هو الجزء الول من المجلد السادس عشر يحوي على ثلثين بابا
من أبواب كتاب العشرة ،في آداب المعاشرة بين الباء والبناء والولد
وذوي الرحام والخدم والمماليك والمؤمنين والمستضعفين وغيرهم،
وحقوق كل واحد منهم على صاحبه وما يناسب ذلك من المطالب والفوائد
الجليلة ،والمباحث النافعة الكثيرة التي ستمرون عليها في طي أجزائه.
لفتة نظر - :ول بد ههنا ان نلفت نظر القاري الكريم إلى مسلكنا في
تصحيح هذا الجزء والجزاء التالية له ،وهكذا في التعليق والتحقيق ،حيث
ان المجلد السادس عشر من المجلدات التسعة التي لم يخرج في عهد
المؤلف العلمة إلى البياض ،ولذلك يمر القاري الكريم كثيرا ما على خلل
ونواقص لم ترتفع ،ومشكلت وغوامض
][422
لم يبين في متن الكتاب على نحو ما كان يبين في سائر الجزاء .من ذلك أن المؤلف
العلمة قدس سره فيما أصدر من أجزاء الكتاب بنفسه إلى البراز وأخرجها
من المسودة إلى البياض كان يختار من الحاديث المتكررة بمضمونها
وسندها حديثا واحدا ،لكنه يذكر في صدر الحديث رمز مصادره المتعددة
مشيرا بذلك أن الحديث بهذا السند وهذا اللفظ يوجد في هذه المصادر
المتعددة وإن كان في لفظها أدنى اختلف أو زيادة أو نقيصة ،كان اللفظ
للمصدر الذي ذكر رمزه آخرا ملصقا بالحديث -على ما تتبعته في أثناء
تخريج الحاديث -وذلك كالحاديث المستخرجة من كتب الصدوق مثل
إكمال الدين وعلل الشرائع ،أو غيره ككتاب الكافي والبصائر والختصاص
ونحو ذلك ،على ما قد عرفت في المجلدات السابقة .وإذا وجد -ره -حديثا
متحدا بمضمونه ،مختلفا في سنده -كل أو بعضا -في مصادر متعددة
يختار أحد المصادر وينقل لفظ الحديث منه ،ثم بعد تمام الحديث يذكر سائر
المصادر مع سند الحديث حتى يتفق إسنادها ،قائل بعد ذلك :مثله .كل ذلك
حذرا من التكرار .ثم هو قدس سره -إذا كان في لفظ الحديث أو سنده
مشكلة تحتاج إلى التوضيح والبيان ،تابعه بكلمه الفصل ،وبيانه الشافي
الجزل ،وذلك بعد تحقيق لفظ الحديث وسنده وتصحيح ألفاظه المصحفة.
لكن القارئ الكريم إذا اطلع على أبواب هذا المجلد يراه على خلف ما
شرحناه ففي كل باب أحاديث متكررة بلفظها وسندها ،أو بلفظها فقط ،غير
أنها من مصادر مختلفة شتى ،من دون أن يرى في المتن لمشكلتها
توضيحا أو الغرائب ألفاظها بيانا اللهم إل بعد نقل الحاديث من كافي
الكليني -رضوان ال عليه -فانه يجد في ذيلها شرح المصنف العلمة -
قدس سره -منقولة من كتابه مرآت العقول من دون أن يتصرف فيها بما
يناسب هذا الكتاب ،فيرى أن لشارح العلمة يقول قد
][423
مر شرح هذا المرام في باب فلن أو سيأتي في باب فلن ،وإنما أراد بذلك أبواب
كتاب الكافي ل أبواب كتاب اليمان والكفر من البحار ،لكنا سددنا هذه
الخلة في الذيل كغيرها من الخلل بحيث يرتفع العمى من البين راجع ص
60و 61و 123و 137و 170وغيرها هذه حال تلك المجلدات التسعة
التي لم يخرج في عهد المؤلف العلمة إلى البياض ومنها المجلد السادس
عشر -فتراها مرعى ول كالسعدانة ،وبذلك يعرف كل باحث خبير فضل
مؤلفه العلمة المجلسي رضوان ال عليه ومبلغ جهده في ذلك .ولكن
معذلك كله حق علينا بل وعلى العلماء الناظرين في هذه المجلدات التسع
أن يشكر فضل محرره الثاني وهو العالم النحرير المرزا عبد ال الفندي
تلميذ المؤلف العلمة المجلسي -قدس سره -فقد قاسى كل مرارة دون
تبييض هذه المجلدات وتحقيقها وتنسيقها ونقل بيانات المؤلف العلمة من
كتابه مرآت العقول وإن لم يكن ما أصدره طبقا لسيرة المصنف قدس سره
كما عرفت .قال العلمة النوري في كتابه " الفيض القدسي في ترجمة
العلمة المجلسي " بعد ما ذكر أجزاء البحار :واعلم أن من المجلد
الخامس عشر إلى آخره غير مجلد الصلة والمزار لم يخرج من السواد
إلى البياض في عهده -رضوان ال عليه -ول يوجد فيها بيان الخبار
سوى بعض الخبار في الخامس عشر وأخبار الكافي في أبواب العشرة.
قال السيد الجليل السيد عبد ال سبط المحدث الفاضل السيد نعمة ال
الجزائري في إجازته الكبيرة في ترجمة شيخه السيد النبيل المحقق
المحدث السيد نصرال بن الحسين الموسوي الحائري الشهيد :وكان آية
في الفهم والذكاء وحسن التقرير وفصاحة التعبير .....إلى أن قال :وكان
حريصا على جمع الكتب موفقا في تحصيلها .وحدثني أنه اشترى في
إصبهان زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة بثمن
][424
بخس دراهم معدودة ورأيت عنده من الكتب الغريبة ما لم أرعند غيره من جملتها
تمام مجلدات بحار النوار ،فان الموجود المتداول منها كتاب العقل
والعلم ......إلى أن قال -وأما بقية الكتب مثل كتاب القرآن والدعاء وكتاب
الزي والتجمل وكتاب العشرة وكتاب الجازات وتتمة الفروع ،فيقال :إنها
بقيت في المسودة لم تخرج إلى البياض .فسألته عن مأخذها فقال :إن
الميرزا عبد ال بن عيسى الفندي -ره -كان له اختصاص ببعض ورثة
المولى المجلسي ،وهو الذي قد صارت هذه الجزاء في سهمه عند تقسيم
الكتب بينهم ،فاستعارها منه ونقله إلى البياض بنفسه ،لنها كانت
مغشوشة جدا ل يقدر كل كاتب على نقلها صحيحا ،وكان يستتر بها مدة
حياته ،ومن ثم لم تنتسخ ولم تشتهر .ثم لما قسمت كتب الميرزا عبد ال
بين ورثته ،وحصل لي اختصاص بالذي وقعت هذه الكتب في سهمه
ساومته أول بالبيع فلما لم يرض استعرتها منه واستكتبتها وكنت يومئذ ل
أملك درهما واحدا .فسخر ال رجل من ذوي المروءات ببذل المؤنة كلها
حتى تمت انتهى .ويشهد لما ذكره أن في أول جملة من نسخ المجلدات
هكذا " :أما بعد فهذا المجلد .....من بحار النوار تأليف الستاد الستناد
المولى محمد باقر " وهذا الصطلح من الميرزا عبد ال المذكور في
كتابه رياض العلماء فراجع ،انتهى كلم العلمة النوري قدس سره* * * .
أقول :لكن الظاهر من سياق المجلد الخامس عشر ،وسبك تأليفه وانطباقه
على سائر المجلدات المبيضة بتحرير يده قدس سره ،أن هذا المجلد أيضا
مما خرج إلى البياض في عهد المؤلف وتحت عنايته وإشرافه ولقد عثرنا
بفضل ال و توفيقه على شطر من نسخته الصيلة بخط يد المؤلف رحمه
ال -وهو من جزئه الثاني من أجزائه الثلثة المعروفة -في خزانة كتب
الحبر الفاضل الشيخ حسن المصطفوى دام إفضاله ،وهو محرر كسائر
نسخ الصل.
][425
][425
مسلكنا في التصحيح - :اعتمدنا في تصحيح الحاديث وتحقيق متونها على النسخة
المطبوعة المصححة بعناية جمع من الفضلء ،المشهورة بطبعة الكمباني،
بعد تخريج أحاديثه من المصادر وعرضها ومقابلتها ،وتعيين موضع
النص منها ،ال ما شذ وندر كالمخطوطات .ولما مر آنفا من كون أحاديث
كل باب مكررة غالبا ،تيسر لنا بذلك تصحيح بعض الحاديث ببعض،
ومقابلة بعض على بعض كما في ص 82و 83و 84و .235لكنا لم
نتعرض لبيان مشكلتها وتوضيح غرائبها إل إذا لم تكن موضحة مبينة في
ذيل أحاديث الكافي المتحدة مضمونها بل لفظها وسندها معها ،فعلى
القارئ الكريم مطالعة الحاديث المستخرجة من الكافي أول ثم مراجعة
سائر الحاديث المستخرجة .وإنما سلكنا هذا المسلك حذرا من تكرار
التعاليق في ذيل كل حديث .نرجو من ال العزيز أن يوفقنا لخراج سائر
الجزاء بمنه وكرمه ،وأن يعصمنا من الخطاء والزلل ،إنه ولي العصمة
والتوفيق .محمد الباقر البهبودى صفر المظفر 1386