You are on page 1of 282

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪73‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسيى " قدس ال سره " الجزء الثالث‬
‫والسبعون مؤسسة الوفاء بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة الثانية المصححة ‪1403‬‬
‫‍ه ‪ 1983 -‬م‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم )أبواب( التحية والتسليم والعطاس وما يتعلق بها ‪.97‬‬
‫)باب( * " )افشاء السلم والبتداء به وفضله وآدابه وأنواعه وأحكامه(‬
‫" * * " )والقول عند الفتراق( " * اليات‪ :‬النساء‪ :‬وإذا حييتم بتحية‬
‫فحيوا بأحسن منها أوردوها إن ال كان على كل شئ حسيبا )‪ .(1‬يونس‪:‬‬
‫وتحيتم فيها سلم )‪ .(2‬هود‪ :‬ولقد جائت رسلنا إبرهيم بالبشرى قالوا‬
‫سلما قال سلم ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت )‬
‫‪ .(3‬ابراهيم‪ :‬تحيتهم فيها سلم )‪ .(4‬الحجر‪ :‬ونبئهم عن ضيف إبراهيم *‬
‫إذ دخلوا عليه فقالوا سلما )‪ .(5‬النحل‪ :‬يقولون سلم عليكم ادخلوا الجنة‬
‫بما كنتم تعملون )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .86 :‬يونس‪ (3) .10 :‬هود‪ (4) .73 - 68 :‬ابراهيم‪(5) .23 :‬‬
‫الحجر‪ (6) .52 - 51 :‬النحل‪.32 :‬‬

‫]‪[2‬‬

‫مريم‪ :‬قال سلم عليك سأستغفر لك ربي‪ .‬وقال تعالى‪ :‬ل يسمعون فيها لغوا إل‬
‫سلما )‪ .(1‬النور‪ :‬فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند ال‬
‫مباركة طيبة كذلك يبين ال لكم اليات لعلكم تعقلون )‪ .(2‬الفرقان‪ :‬وإذا‬
‫خاطبهم الجاهلون قالوا سلما‪ .‬وقال تعالى‪ :‬ويلقون فيها تحية وسلما )‬
‫‪ .(3‬الحزاب‪ :‬تحيتهم يوم يلقونه سلم )‪ .(4‬الذاريات‪ :‬إذ دخلوا عليه‬
‫فقالوا سلما قال سلم )‪ .(5‬الواقعة‪ :‬إل قيل سلما سلما )‪ - 1 .(6‬ب‪:‬‬
‫هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أمرهم بسبع‪ :‬عيادة المرضى‪ ،‬واتباع الجنائز‪،‬‬
‫وإبرار القسم‪ ،‬وتسميت العاطس‪ ،‬ونصر المظلوم‪ ،‬وإفشاء السلم‪ ،‬وإجابة‬
‫الداعي )‪ .(7‬أقول‪ :‬أوردناه باسناد آخر في باب المناهي )‪ (8‬وقد مضى‬
‫أخبار كثيرة في باب جوامع المكارم وباب المنجيات والمهلكات‪ - 2 .‬مع )‬
‫‪ (9‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من‬
‫باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلم‪ ،‬وأطعم‬
‫الطعام‪ ،‬وأفشى السلم‪ ،‬وصلى بالليل والناس نيام‪ ،‬ثم قال‪ :‬إفشاء السلم‬
‫أن ل يبخل بالسلم على أحد من المسلمين )‪) * .(10‬هامش( )‪ (1‬مريم‪:‬‬
‫‪ 47‬و ‪ (2) .62‬النور‪ (3) .61 :‬الفرقان‪ 63 :‬و ‪ (4) .75‬الحزاب‪) .44 :‬‬
‫‪ (5‬الذاريات‪ (6) .25 :‬الواقعة‪ (7) .26 :‬قرب السناد‪ (8) .48 :‬مر في‬
‫باب اجابة الداعي ج ‪ 75‬ص ‪ (9) .447‬معاني الخبار ص ‪(10) .250‬‬
‫أمالى الصدوق ص ‪.198‬‬

‫]‪[3‬‬

‫‪ - 3‬فس‪ " :‬فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم " في رواية أبي الجارود عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬يقول‪ :‬إذا دخل الرجل منكم بيته‪ ،‬فان كان فيه أحد‬
‫يسلم عليهم‪ ،‬وإن لم يكن فيه أحد فليقل‪ :‬السلم علينا من عند ربنا‪ ،‬يقول‬
‫ال‪ " :‬تحية من عند ال مباركة طيبة " )‪ .(1‬أقول‪ :‬وفي بعض النسخ‪:‬‬
‫وقيل‪ :‬إذا لم ير الداخل بيتا أحدا يقول فيه‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬يقصد‬
‫به الملكين اللذين عليه شهود‪ - 4 .‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن هارون بن خارجة‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من التواضع أن تسلم على من لقيت )‪5 .(2‬‬
‫‪ -‬جا‪ :‬عن أنس قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا أنس سلم على من‬
‫لقيت‪ ،‬يزيد ال في حسناتك‪ ،‬وسلم في بيتك يزيد ال في بركتك‪ - 6 .‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫بدأ بالكلم قبل السلم‪ ،‬فل تجيبوه‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬ل تدع إلى طعامك‬
‫أحدا حتى يسلم )‪ - 7 .(3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن عبد ال بن الفضل النوفلي‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال الهاشمي‪ ،‬عن‬
‫خاله محمد بن سليمان‪ ،‬عن رجل عن ابن المنكدر رفعه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خيركم من أطعم الطعام‪ ،‬وأفشى السلم‪ ،‬وصلى‬
‫والناس نيام )‪ .(4‬سن‪ :‬القاساني‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلوات ال عليهم مثله )‪ - 8 .(5‬ل‪:‬‬
‫محمد بن عمرو بن علي‪ ،‬عن عبد السلم بن محمد العباسي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ (2) .462‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .9‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪) .13‬‬
‫‪ (4‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .45‬المحاسن ‪.387‬‬

‫]‪[4‬‬

‫محمد بن عقبة‪ ،‬عن الخضر بن أبان‪ ،‬عن إبراهيم بن هدبة‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يوما‪ :‬يا أنس أسبغ الوضوء تمر على‬
‫الصراط مر السحاب‪ ،‬أفش السلم يكثر خير بيتك‪ ،‬أكثر من صدقة السر‬
‫فانها تطفئ غضب الرب عزوجل )‪ - 9 .(1‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫معاوية بن وهب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من يضمن لي أربعة‬
‫بأربعة أبيات في الجنة‪ :‬من أنفق ولم يخف فقرا‪ ،‬وأنصف الناس من نفسه‬
‫وأفشى السلم في العالم‪ ،‬وترك المراء وإن كان محقا )‪ .(2‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان‪] ،‬مثله[ )‪ - 10 .(3‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬إذا دخل أحدكم منزله فليسلم على أهله يقول‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فان لم‬
‫يكن له أهل فليقل السلم علينا من ربنا‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا قال لك‬
‫أخوك‪ :‬حياك ال بالسلم فقل أنت‪ :‬فحياك ال بالسلم‪ ،‬وأحلك دار المقام )‬
‫‪ - 11 .(4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن محمد بن صالح القاضي‪ ،‬عن‬
‫مسروق ابن المرزبان‪ ،‬عن حفص‪ ،‬عن عاصم بن أبي عثمان‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن أعجز الناس من عجز‬
‫من الدعاء‪ ،‬وإن أبخل الناس من بخل بالسلم )‪ - 12 .(5‬ما‪ :‬عن أبي قلبة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من لقي عشرة من المسلمين‬
‫فسلم عليهم كتب ال له عتق رقبة )‪ .(6‬أقول‪ :‬أوردناه باسناده في باب‬
‫جوامع المكارم‪ - 13 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد ابن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .85‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .106‬المحاسن ص ‪(4) .8‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .164‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .87‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.185‬‬

‫]‪[5‬‬

‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا تلقيتم‬
‫فتلقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالستغفار )‪ - 14 .(1‬ما‪:‬‬
‫ابن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن عباد بن أحمد القزويني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن جابر بن عبد ال البجلي قال‪ :‬سمعت سلمان‬
‫الفارسي يقول لي وللشعث بن قيس‪ :‬إن لي عندكما وديعة‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما‬
‫نعلمها إل أن قوما قالوا لنا‪ :‬أقرؤه عنا السلم‪ ،‬قال‪ :‬فأي شئ أفضل من‬
‫السلم‪ ،‬وهي تحية أهل الجنة )‪ - 15 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪ :‬عن أبي المفضل‪،‬‬
‫عن أحمد بن إسحاق بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده البهلول بن حسان‪ ،‬عن‬
‫أبي شيبة‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث الهمداني‪ ،‬عن علي عليه السلم‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن للمسلم على أخيه المسلم من‬
‫المعروف ستا‪ :‬يسلم عليه إذا لقيه‪ ،‬ويعوده إذا مرض‪ ،‬ويسمته إذا عطس‬
‫ويشهده إذا مات‪ ،‬ويجيبه إذا دعاه‪ ،‬ويحب له ما يحب لنفسه‪ ،‬ويكره له ما‬
‫يكره لنفسه )‪ - 16 .(3‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الصباح قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن‬
‫قول ال عزوجل‪ " :‬فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم " الية )‪(4‬‬
‫فقال‪ :‬هو تسليم الرجل أهل البيت حين يدخل ثم يردون عليه فهو سلمكم‬
‫على أنفسكم )‪ - 17 .(5‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن‬
‫معاوية بن وهب عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬البخيل من بخل بالسلم‬
‫)‪ - 18 .(6‬كشف‪ :‬من كتاب الدلئل للحميري‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‬
‫الصيرفي قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وكنت تركت التسليم‬
‫على أصحابنا في مسجد‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .219‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .356‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .248‬النور‪ (5) .61 :‬معاني الخبار ص ‪) .163‬‬
‫‪ (6‬معاني الخبار ص ‪(*) .246‬‬

‫]‪[6‬‬

‫الكوفة‪ ،‬وذلك لتقية علينا فيها شديدة‪ ،‬فقال لي أبو عبد ال‪ ،‬يا إسحاق متى أحدثت‬
‫هذا الجفاء لخوانك ؟ تمر بهم فل تسلم عليهم ؟ فقلت له‪ :‬ذلك لتقية كنت‬
‫فيها فقال‪ :‬ليس عليك في التقية ترك السلم وإنما عليك في التقية الذاعة‬
‫إن المؤمن ليمر بالمؤمنين فيسلم عليهم‪ ،‬فترد الملئكة‪ :‬سلم عليك‬
‫ورحمة ال وبركاته أبدا )‪ - 19 .(1‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬إن‬
‫من التواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون المجلس‪ ،‬وأن يسلم على من‬
‫يلقى‪ ،‬وأن يترك المراء وإن كان محقا‪ ،‬ول يحب أن يحمد على التقوى )‬
‫‪ - 20 .(2‬فس‪ :‬قال‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أتوه‬
‫يقولون له‪ :‬أنعم صباحا وأنعم مساء‪ ،‬وهي تحية أهل الجاهلية فأنزل ال "‬
‫وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به ال " فقال لهم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬قد أبد لنا ال بخير من ذلك تحية أهل الجنة السلم عليكم )‪- 21 .(3‬‬
‫ع‪ :‬بالسناد إلى وهب قال‪ :‬لما أسجد ال عزوجل الملئكة لدم عليه السلم‬
‫وأبى إبليس أن يسجد‪ ،‬قال له ربه عزوجل‪ " :‬اخرج منها فانك رجيم *‬
‫وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين " ثم قال عزوجل لدم‪ :‬يا آدم انطلق إلى‬
‫هؤلء المل من الملئكة فقل‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬فسلم‬
‫عليهم فقالوا‪ :‬وعليك السلم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬فلما رجع إلى ربه‬
‫عزوجل قال له ربه تبارك وتعالى‪ :‬هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك‪ ،‬فيما‬
‫بينهم إلى يوم القيامة )‪ - 22 .(4‬مع‪ :‬محمد بن هارون الزنجاني‪ ،‬عن علي‬
‫بن عبد العزيز‪ ،‬عن القاسم ابن سلم رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬لغرار في الصلة‪ ،‬ول التسليم‪.‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .409‬معاني الخبار ص ‪ (3) .381‬تفسير القمى‬
‫ص ‪ ،668‬واليات في المجادلة‪ 9 :‬وسورة ص ‪ (4) .78 - 79‬علل‬
‫الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪.96‬‬

‫]‪[7‬‬

‫الغرار في التسليم أن يقول الرجل‪ :‬السلم عليك أو يرده فيقول‪ :‬وعليك ول يقول‪:‬‬
‫وعليكم السلم‪ ،‬ويكره تجاوز الحد في الردكما يكره الغرار وذلك أن‬
‫الصادق عليه السلم سلم على رجل فقال له الرجل‪ :‬وعليكم السلم ورحمة‬
‫ال وبركاته ومغفرته ورضوانه‪ ،‬فقال‪ :‬ل تجاوزوا بنا قول الملئكة لبينا‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ :‬رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد )‬
‫‪ - 23 .(1‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫بشير‪ ،‬عن أبي عيينة‪ ،‬عن منصور بن حازم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ثلثة يرد عليهم الدعاء جماعة وإن كانوا واحدا الرجل يعطس فيقال‬
‫له‪ :‬يرحمكم ال‪ ،‬فان معه غيره‪ ،‬والرجل يسلم على الرجل فيقول‪ :‬السلم‬
‫عليكم‪ ،‬والرجل يدعوا للرجل فيقول‪ :‬عافاكم ال )‪ - 24 .(2‬مكا‪ :‬سأل‬
‫الساباطي أبا عبد ال عليه السلم عن النساء كيف يسلمن إذا دخلن على‬
‫القوم ؟ قال‪ :‬المرءة تقول‪ :‬عليكم السلم‪ ،‬والرجل يقول‪ :‬السلم عليكم )‬
‫‪ - 25 .(3‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن رجل‬
‫عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه رفعه إلى علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا دخل أحدكم بيته فليسلم فانه ينزله البركة‪،‬‬
‫وتؤنسه الملئكة الخبر‪ - 26 .‬ما‪ :‬الحفار‪ ،‬عن علي بن أحمد الحلواني‪،‬‬
‫عن محمد بن إسحاق المقري‪ ،‬عن علي بن حماد أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬ليسلم الراكب على الماشي وإذا سلم من القوم واحد أجزأ‬
‫عنهم )‪ - 27 .(4‬فس‪ " :‬وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها‬
‫إن ال كان على كل شئ حسيبا " قال‪ :‬السلم وغيره من البر )‪- 28 .(5‬‬
‫ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ (2) .283‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .62‬مكارم الخلق ص‬


‫‪ (4) .24‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .369‬تفسير القمى ص ‪.133‬‬

‫]‪[8‬‬

‫إذا دخلت المسجد والقوم يصلون فل تسلم عليهم وسلم على النبي صلى ال عليه‬
‫وآله ثم أقبل على صلتك‪ ،‬وإذا دخلت على قوم جلوس يتحدثون فسلم‬
‫عليهم )‪ - 29 .(1‬ب‪ :‬أبوالبختري‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم‬
‫أن عليا عليه السلم كان يكره رد السلم والمام يخطب )‪ - 30 .(2‬ب‪:‬‬
‫محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا‪ ،‬عن سعدان بن مسلم قال‪ :‬كنت في‬
‫الحمام في البيت الوسط‪ ،‬فدخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم‬
‫وعليه النورة‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فرددت عليه وتأخرت‪ ،‬فدخل‬
‫البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجت )‪ - 31 .(3‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪،‬‬
‫عن الحميري‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب رفعه إلى الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫ثلثة ل يسلمون‪ :‬الماشي مع جنازة‪ ،‬والماشي إلى الجمعة‪ ،‬وفي بيت حمام‬
‫)‪ - 32 .(4‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري رفعه إلى‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن‬
‫يسلم على أربعة‪ :‬على السكران في سكره‪ ،‬وعلى من يعمل التماثيل‪ ،‬وعلى‬
‫من يلعب بالنرد‪ ،‬وعلى من يلعب بالربعة عشر‪ ،‬وأنا أزيدكم الخامسة‪:‬‬
‫أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج )‪ - 33 .(5‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن بنان بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .45‬قرب السناد ص ‪ (3) .69‬قرب السناد ص ‪) .177‬‬
‫‪ (4‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .45‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،112‬والربعة عشر‬
‫لعبة للصبيان وقد يلعب به المقامرون يخطون على صفحة كصفحة‬
‫الرض خطوطا متقاطعة كالجدول ويصفون على متقاطع الخطوط‬
‫حصيات فقد يكون الخطوط فيه ثمان والحصيات ستا لكل واحد من‬
‫المقامرين ثلث حصيات‪ ،‬ويقال له سدر وفارسيته سه در وسه پر وقد‬
‫يكون الخطوط فيه ست عشرة والحصيات أربعة عشر لكل واحد منهما‬
‫سبع‪ ،‬روى الكليني في الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ 435‬باسناده عن معمر بن خلد‬
‫عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬النرد والشطرنج والربعة عشر بمنزلة‬
‫واحدة‪ ،‬وكل ما قومر عليه فهو ميسر‪.‬‬
‫]‪[9‬‬

‫ابن المغيرة‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬ستة ل يسلم عليهم‪ :‬اليهودي‪ ،‬والمجوسي‪ ،‬والنصراني‪ ،‬والرجل على‬
‫غائطه وعلى موائد الخمر‪ ،‬وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات‪ ،‬وعلى‬
‫المتفكهين بسب المهات )‪ - 34 .(1‬ل أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫ابن معروف‪ ،‬عن أبي جميلة عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن نباتة‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ستة ل ينبغي أن يسلم عليهم‪ :‬اليهود‬
‫والنصارى‪ ،‬وأصحاب النرد والشطرنج‪ ،‬وأصحاب الخمر والبربط‬
‫والطنبور‪ ،‬والمتفكهون بسب المهات والشعراء )‪ .(2‬سر‪ :‬من كتاب ابن‬
‫قولويه‪ ،‬عن ابن نباته مثله )‪ - 35 .(3‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن‬
‫هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬ل‬
‫تسلموا على اليهود‪ ،‬ول على النصارى‪ ،‬ول على المجوس‪ ،‬ول عبدة‬
‫الوثان‪ ،‬ول على موائد شراب الخمر‪ ،‬ول على صاحب الشطرنج والنرد‪،‬‬
‫ول على المخنث‪ ،‬ول على الشاعر الذي يقذف المحصنات‪ ،‬ول على‬
‫المصلي وذلك لن المصلي ل يستطيع أن يرد السلم لن التسليم من‬
‫المسلم تطوع والرد عليه فريضة ول على آكل الربا‪ ،‬ول على رجل جالس‬
‫على غائط‪ ،‬ول على الذي في الحمام‪ ،‬ول على الفاسق المعلن بفسقه )‪.(4‬‬
‫‪ - 36‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم‪،‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إذا قام الرجل من مجلسه فليودع‬
‫إخوانه بالسلم‪ ،‬فان أفاضوا في خير كان شريكهم‪ ،‬وإن أفاضوا في باطل‬
‫كان عليهم دونه )‪ - 37 .(5‬ب‪ :‬أبوالبختري عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن‬
‫أبيه عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ل تبدؤا أهل‬
‫الكتاب بالسلم‪ ،‬فان سلموا عليكم فقولوا‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .158‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .160‬السرائر ص ‪) .490‬‬


‫‪ (4‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .87‬قرب السناد ص ‪.23‬‬

‫]‪[10‬‬

‫عليكم )‪ - 38 .(1‬لى‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن عبد ال بن الصلت‪ ،‬عن يونس‪،‬‬
‫عن ابن حميد‪ ،‬عن ابن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خمس ل أدعهن حتى الممات‪ :‬الكل على‬
‫الحضيض مع العبيد‪ ،‬وركوبي الحمار مؤكفا‪ ،‬وحلبي العنز بيدي‪ ،‬ولبس‬
‫الصوف‪ ،‬والتسليم على الصبيان‪ ،‬لتكون سنة من بعدي )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد‬
‫مضى بأسانيد كثيرة في باب مكارم أخلق النبي صلى ال عليه وآله‪- 39 .‬‬
‫ضه‪ :‬قيل‪ :‬إذا سلم الرجل على المطيع المتقي كان معناه‪ :‬ال يكرمك‬
‫ويثبتك على طاعتك‪ ،‬وإذا سلم على أهل المعصية كان معناه السلم مطلع‬
‫عليك‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬السلم من أسماء ال فأفشوه‬
‫بينكم‪ ،‬فان الرجل المسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم فان لم يردوا عليه يرد‬
‫من هو خير منهم وأطيب‪ .‬وروي أن اليهود أتت النبي صلى ال عليه وآله‬
‫فقالوا‪ :‬السام عليك يا محمد‪ ،‬والسام بلغتهم الموت‪ ،‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬وعليكم فأنزل ال تعالى‪ " :‬وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك‬
‫به ال " الية )‪ - 40 .(3‬سن‪ :‬عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬جمع رسول ال صلى ال عليه وآله بني عبد‬
‫المطلب فقال‪ :‬يا بني عبد المطلب أفشوا السلم وصلوا الرحام‪ ،‬وتهجدوا‬
‫والناس نيام‪ ،‬وأطعموا الطعام‪ ،‬وأطيبوا الكلم تدخلوا الجنة بسلم )‪41 .(4‬‬
‫‪ -‬سن‪ :‬الحسن بن علي‪ ،‬عن ثعلبة عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إن ال يحب إطعام الطعام‪ ،‬وإفشاء السلم )‪ - 42 .(5‬ضا‪ :‬ل تسلم‬
‫على شارب الخمر إن مررت به‪ ،‬وإن سلم عليك فل ترد عليه السلم‬
‫بالمساء والصباح‪ ،‬والسلم على اللهي بالشطرنج كفر‪ - 43 .‬سر‪ :‬في‬
‫جامع البزنطي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .62‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .44‬المجادلة‪(4) .8 :‬‬


‫المحاسن ص ‪ (5) .387‬المحاسن ص ‪.388‬‬

‫]‪[11‬‬

‫السلم على اللهي بالشطرنج معصية‪ ،‬وكبيرة موبقة‪ ،‬واللهي بها‪ ،‬والناظر إليها‬
‫في حال ما يلهي بها‪ ،‬والسلم على اللهي بها في حالته تلك في الثم‬
‫سواء أقول تمامه في باب القمار‪ - 44 .‬شى‪ :‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن علي بن أبيطالب عليه السلم مر بقوم فسلم‬
‫عليهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬وعليكم السلم ورحمة ال وبركاته ومغفرته ورضوانه‪،‬‬
‫فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل تجاوزوا بنا ما قالت النبياء لبينا‬
‫إبراهيم عليه السلم إنما قالوا‪ " :‬رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت إنه‬
‫حميد مجيد " )‪ .(1‬وروى الحسن بن محمد مثله غير أنه قال‪ :‬ما قالت‬
‫الملئكة لبينا )‪ - 45 .(2‬سر‪ :‬عبد ال بن بكير‪ ،‬عن بريد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا سلم عليك اليهودي‬
‫والنصراني والمشرك فقل عليك )‪ - 46 .(3‬جع‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬البادي بالسلم أولى بال وبرسوله‪ .‬عن علي عليه السلم قال‪:‬‬
‫السلم سبعون حسنة تسعة وستون للمبتدئ وواحدة للراد‪ .‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬من التواضع أن تسلم على من لقيت‪ .‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬من قال سلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬فهي عشرون حسنة‪ .‬وقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا قام أحدكم من مجلسه فليودعهم بالسلم‪ ،‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬أفشوا السلم تسلموا‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬إن من موجبات‬
‫المغفرة بذل السلم وحسن الكلم‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫دخلت منزلك فقل بسم ال وبال وسلم على أهلك‪ ،‬فان لم يكن فيه أحد فقل‬
‫بسم ال وسلم على رسول ال وعلى أهل بيته‪ ،‬والسلم علينا وعلى عباد‬
‫ال الصالحين‪ ،‬فإذا قلت ذلك فر الشيطان من منزلك‪ ،‬وعنه عليه السلم‬
‫قال‪ :‬يسلم الرجل إذا دخل على أهله‪ ،‬وإذا دخل يضرب بنعليه‬

‫)‪ (1‬هود‪ (2) .73 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .154‬السرائر ص ‪.475‬‬

‫]‪[12‬‬

‫ويتنحنح يصنع ذلك حتى يؤذنهم أنه قد جاء حتى ل يرى شيئا يكرهه‪ .‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬السلم تحية لملتنا‪ ،‬وأمان لذمتنا‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬السلم‬
‫للراكب على الراجل‪ ،‬وللقائم على القاعد‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬السلم قبل‬
‫الكلم )‪ - 47 .(1‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم عن آبائه عليهم السلم‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن‬
‫أبخل الناس من بخل بالسلم‪ ،‬وأجود الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل‬
‫ال‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن أهل خيبر‬
‫يريدون أن يلقوكم فل تبدؤهم بالسلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال فان سلموا‬
‫علينا فماذا نرد عليهم ؟ قال صلى ال عليه وآله تقولون‪ :‬وعليكم )‪48 .(2‬‬
‫‪ -‬عدة الداعي‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أبخل الناس من بخل‬
‫بالسلم‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬أبخل الناس رجل يمر بمسلم فل يسلم عليه‪.‬‬
‫‪ - 49‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن‬
‫الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الراكب أحق‬
‫بالسلم‪ - 50 .‬كتاب الغايات‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل‬
‫أخبركم بخير أخلق أهل الدنيا والخرة ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫إفشاء السلم في العالم‪ .‬ومنه‪ :‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن أولى الناس بال وبرسوله من بدأ‬
‫بالسلم‪ .‬ومنه‪ :‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬من أحسن الحسنات عيادة‬
‫المرضى‪ ،‬ومساعدة الدعاء عند العطاس إجابة‪ - 51 .‬المجازات النبوة‪:‬‬
‫قال صلى ال عليه وآله وقد أتاه رجل فقال‪ :‬السلم عليك يا نبي ال فقال‪:‬‬
‫وعليك ورحمة ال‪ ،‬ثم أتاه آخر فقال‪ :‬السلم عليك يا نبي ال ورحمة ال‬
‫]فقال‪ :‬وعليك ورحمة ال وبركاته ثم أتاه آخر فقال‪ :‬السلم عليك‬
‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪ (2) .103‬نوادر الراوندي ص ‪ 20‬و ‪.33‬‬

‫]‪[13‬‬

‫يا نبي ال ورحمه ال[ ظ وبركاته‪ ،‬فقال‪ :‬وعليك فقيل له‪ :‬يا رسول ال لم لم تقل‬
‫لهذا كما قلت للذين قبله ؟ فقال‪ :‬إنه تشافها‪ .‬فقوله عليه السلم‪ :‬إنه‬
‫تشافها استعارة‪ ،‬والمراد استفرغ جميع التحية فلم يدع منها شيئا يزاد به‬
‫على لفظه ويرد عليه جوابا عن قوله‪ ،‬والولن بقيا من تحيتهما بقية ردت‬
‫عليهما‪ ،‬وأعيدت إليهما‪ ،‬وأصل ذلك مأخوذ من التشاف وهو تتبع بقية‬
‫الناء والحوض حتى يستنفد جميع ما فيه‪ ،‬وتلك البقية تسمى الشفافة‬
‫ومن أمثال العرب ليس الري عن التشاف‪ ،‬يقولون‪ :‬ليس يروي العطشان‬
‫تتبع بقية الماء حتى يستفرغ جميع ما في الناء )‪) .98 .(1‬باب( * "‬
‫)الذن في الدخول‪ ،‬وسلم الذن( " * اليات‪ :‬النور‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم‬
‫لعلكم تذكرون * فان لم تجدوا فيها أحدا فل تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن‬
‫قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم وال بما تعملون عليم * ليس عليكم‬
‫جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم وال يعلم ما تبدون وما‬
‫تكتمون )‪ .(2‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم‬
‫والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلث مرات من قبل صلوة الفجر وحين‬
‫تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلوة العشاء ثلث عورات لكم ليس‬
‫عليكم ول عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين‬
‫ال لكم آياته وال عليم حكيم )‪ .(3‬الحزاب‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا‬
‫بيوت النبي إل أن يؤذن لكم )‪ - 1 .(4‬فس‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم‬
‫الذين ملكت أيمانكم " إلى قوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬المجازات النبوية‪ (2) .199 :‬النور‪ (3) .28 - 26 :‬النور‪ (4) .58 :‬الحزاب‪:‬‬
‫‪.53‬‬

‫]‪[14‬‬

‫" ثلث عورات لكم " قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى نهى أن يدخل أحد في هذه الثلثة‬
‫الوقات على أحد ل أب ول أخت ول أم ول خادم إل باذن‪ ،‬والوقات بعد‬
‫طلوع الفجر‪ ،‬ونصف النهار‪ ،‬وبعد عشاء الخرة‪ ،‬ثم أطلق بعد هذه الثلثة‬
‫الوقات فقال‪ " :‬ليس عليكم ول عليهم جناح بعدهن " يعني بعد هذه‬
‫الثلثة الوقات " طوافون عليكم بعضكم على بعض " )‪ - 2 .(1‬ل‪ :‬ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أسباط عن عمه‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الستيذان ثلثة أولهن‬
‫يسمعون‪ ،‬والثانية يحذرون‪ ،‬والثالثة إن شاؤا أذنوا وإن شاؤا لم يفعلوا‬
‫فيرجع المستأذن )‪ - 3 .(2‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم ومحسن بن أحمد‪ ،‬عن أبان الحمر‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن أبي عبد ال قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬ل تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها‬
‫" قال‪ :‬الستيناس وقع النعل والتسليم )‪ - 4 .(3‬فس‪ :‬علي بن الحسين‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن عبد الرحمن مثله‪ .‬وقال علي بن‬
‫إبراهيم في قوله‪ " :‬وإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند‬
‫ال مباركة طيبة " )‪ (4‬قال‪ :‬هو سلمك على أهل البيت‪ ،‬وردهم عليك‪،‬‬
‫فهو سلمك على نفسك‪ ،‬ثم رخص ال فقال‪ " :‬ليس عليكم جناح أن‬
‫تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم " قال الصادق عليه السلم‪ :‬هي‬
‫الحمامات والخانات والرحية تدخلها بغير إذن )‪ - 5 .(5‬كنز الكراجكى‪:‬‬
‫عن محمد بن أحمد بن شاذان‪ ،‬عن محمد بن سعيد الدهقان عن ابن عقدة‪،‬‬
‫عن محمد بن منصور‪ ،‬عن أحمد بن عيسى العلوي‪ ،‬عن حسين بن علوان‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .460 :‬الخصال ج ‪ (3) .45 :1‬معاني الخبار‪(4) .163 :‬‬
‫النور‪ (5) .61 :‬تفسير القمى‪.454 :‬‬

‫]‪[15‬‬

‫عن أبي خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬دخلت على النبي صلى ال عليه وآله وهو في بعض حجراته‬
‫فاستأذنت عليه فأذن لي فلما دخلت قال لي‪ :‬يا علي أما علمت أن بيتي‬
‫بيتك‪ ،‬فمالك تستأذن علي ؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أحببت أن أفعل ذلك‪،‬‬
‫قال‪ :‬يا علي أحببت ما أحب ال‪ ،‬وأخذت بآداب ال الخبر‪) .99 .‬باب( * "‬
‫)نادر فيما قيل في جواب كيف أصبحت ؟( " * ‪ - 1‬جع‪ :‬قيل لعلي بن‬
‫الحسين عليهما السلم‪ :‬كيف أصبحت يا ابن رسول ال ؟ قال‪ :‬أصبحت‬
‫مطلوبا بثمان خصال‪ :‬ال تعالى يطلبني بالفرائض‪ ،‬والنبي صلى ال عليه‬
‫وآله بالسنة العيال بالقوت‪ ،‬والنفس بالشهوة‪ ،‬والشيطان بالمعصية‪،‬‬
‫والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح‪ ،‬والقبر بالجسد‪ ،‬فأنا بين‬
‫هذه الخصال مطلوب )‪ .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬مثله‪ - 2 .‬جع‪ :‬وقيل للحسين‬
‫بن علي عليهما السلم‪ :‬كيف أصبحت يا ابن رسول ال ؟ فقال‪ :‬أصبحت‬
‫ولي رب فوقي‪ ،‬والنار أمامي‪ ،‬والموت يطلبني‪ ،‬والحساب محدق بي وأنا‬
‫مرتهن بعملي‪ ،‬ل أجد ما أحب‪ ،‬ول أدفع ما أكره‪ ،‬والمور بيد غيري‪ ،‬فان‬
‫شاء عذبني‪ ،‬وإن شاء عفا‪ ،‬فأي فقير أفقر مني‪ .‬قال‪ :‬قلت لمير المؤمنين‬
‫عليه السلم ؟ كيف أصحبت ؟ فقال‪ :‬كيف يصبح من كان ل عليه حافظان‪،‬‬
‫وعلم أن خطاياه مكتوبة في الديوان‪ ،‬إن لم يرحمه ربه فمرجعه إلى‬
‫النيران‪ .‬قيل لفاطمة عليها السلم‪ :‬كيف أصبحت يا ابنت المصطفى ؟‬
‫قالت‪ :‬أصبحت عائفة لدنياكم‪ ،‬قالية لرجالكم‪ ،‬لفظتهم بعد أن عجمتهم‪ ،‬فأنا‬
‫بين جهد وكرب بينما فقد النبي صلى ال عليه وآله وظلم الوصي‪.‬‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪.105‬‬

‫]‪[16‬‬

‫عن المنهال قال‪ :‬دخلت على علي بن الحسين عليهما السلم فقلت‪ :‬السلم عليكم‬
‫كيف أصبحتم رحمكم ال ؟ قال‪ :‬أنت تزعم أنك لنا شيعة وأنت ل تعرف‬
‫صباحنا ومساءنا‪ ،‬أصبحت في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون‬
‫يذبحون البناء ويستحيون النساء‪ ،‬وأصبح خير البرية بعد نبيها صلى ال‬
‫عليه وآله يلعن على المنابر‪ ،‬ويعطى الفضل والموال على شتمه‪ ،‬وأصبح‬
‫من يحبنا منقوصا بحقه على حبه ايانا وأصبحت قريش تفضل على جميع‬
‫العرب بأن محمدا صلى ال عليه وآله منهم يطلبون بحقنا ول يعرفون لنا‬
‫حقا‪ ،‬ادخل فهذا صباحنا ومساؤنا‪ .‬وقال جابر بن عبد ال‪ :‬دخلت على أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم يوما فقلت له‪ :‬كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟‬
‫قال‪ :‬آكل رزقي‪ ،‬قال جابر‪ :‬ما تقول في دار الدنيا ؟ قال‪ :‬ما نقول في دار‬
‫أولها غم‪ ،‬وآخرها الموت‪ ،‬قال‪ :‬فمن أغبط الناس ؟ قال‪ :‬جسد تحت‬
‫التراب‪ ،‬أمن من العقاب‪ ،‬ويرجو الثواب‪ .‬وقيل لسلمان الفارسي‪ :‬كيف‬
‫أصبحت ؟ قال‪ :‬كيف يصبح من كان الموت غايته‪ ،‬والقبر منزله‪ ،‬والديدان‬
‫جواره‪ ،‬وإن لم يغفر له فالنار مسكنه‪ .‬قيل لحذيفة بن اليمان‪ :‬كيف أصبحت‬
‫؟ قال‪ :‬كيف يصبح من كان اسمه عبدا ويدفن غدا في القبر وحدا‪ ،‬ويحشر‬
‫بين يدي ال فردا‪ .‬عن المسيب قال‪ :‬خرج أمير المؤمنين عليه السلم يوما‬
‫من البيت فاستقبله سلمان فقال عليه السلم له‪ :‬كيف أصبحت يا أبا عبد‬
‫ال ؟ قال‪ :‬أصبحت في غموم أربعة فقال له‪ :‬وما هن ؟ قال‪ :‬غم العيال‬
‫يطلبون الخبز والشهوات‪ ،‬والخالق يطلب الطاعة‪ ،‬والشيطان يأمر‬
‫بالمعصية‪ ،‬وملك الموت يطلب الروح فقال‪ :‬له أبشر يا أبا عبد ال فان لك‬
‫بكل خصلة درجات وإني كنت دخلت على رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫]ذات يوم[ فقال‪ :‬كيف أصبحت يا علي ؟ فقلت‪ :‬أصبحت وليس في يدي‬
‫شئ غير الماء‪ ،‬وأنا مغتم لحال فرخي الحسن والحسين عليهم السلم فقال‬
‫لي‪ :‬يا علي غم العيال ستر من النار‪ ،‬وطاعة الخالق أمان من العذاب‪،‬‬
‫والصبر على الطاعة جهاد‪ ،‬وأفضل من عبادة ستين سنة‪ ،‬وغم الموت‬
‫كفارة الذنوب‪ ،‬واعلم يا علي أن أرزاق العباد على ال سبحانه‪ ،‬وغمك لهم‬
‫ل يضرك ول‬

‫]‪[17‬‬

‫ينفع غير أنك توجر عليه‪ ،‬وإن أغم الغم غم العيال )‪ 3 .(1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫المفضل‪ ،‬عن غياث بن مصعب بن عبده‪ ،‬عن محمد ابن حماد‪ ،‬عن حاتم‬
‫الصم‪ ،‬عن شقيق بن إبراهيم البلخي‪ ،‬عمن أخبره من أهل العلم قال‪ :‬قيل‬
‫لعيسى بن مريم عليه السلم‪ :‬كيف أصبحت يا روح ال ؟ قال‪ :‬أصبحت‬
‫وربي تبارك وتعالى من فوقي‪ ،‬والنار أمامي‪ ،‬والموت في طلبي‪ ،‬ل أملك‬
‫ما أرجو ول أطيق دفع ما أكره‪ ،‬فأي فقير أفقر منى‪ .‬وقال‪ :‬وقيل للنبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬كيف أصبحت ؟ قال‪ :‬بخير من رجل لم يصبح صائما‪،‬‬
‫ولم يعد مريضا‪ ،‬ولم يشهد جنازة‪ .‬قال‪ :‬وقال جابر بن عبد ال النصاري‪:‬‬
‫لقيت علي بن أبي طالب عليه السلم ذات يوم صباحا فقلت‪ :‬كيف أصبحت‬
‫يا أمير المؤمنين ؟ قال‪ :‬بنعمة من ال وفضل من رجل لم يزر أخا‪ ،‬ولم‬
‫يدخل على مؤمن سرورا‪ ،‬قلت‪ :‬وما ذلك السرور ؟ قال‪ :‬يفرج عنه كربا‪،‬‬
‫أو يقضي عنه دينا‪ ،‬أو يكشف عنه فاقة‪ .‬قال جابر‪ :‬ولقيت عليا يوما فقلت‪:‬‬
‫كيف أصبحت يا أمير المؤمنين قال‪ :‬أصبحنا وبنا من نعم ال وفضله ما ل‬
‫نحصيه‪ ،‬مع كثير ما نحصيه‪ ،‬فما ندري أي نعمة نشكر ؟ أجميل ما ينتشر ؟‬
‫أم قبيح ما يستر ؟ وقيل لبي ذر رضي ال عنه‪ :‬كيف أصبحت يا صاحب‬
‫رسول ال ؟ قال‪ :‬أصبحت بين نعمتين بين ذنب مستور‪ ،‬وثناء من اغتر به‬
‫فهو المغرور‪ .‬وقيل لربيع بن خثيم‪ :‬كيف أصبحت يا أبا يزيد ؟ قال‪:‬‬
‫أصبحت في أجل منقوص‪ ،‬وعمل محفوظ‪ ،‬والموت في رقابنا‪ ،‬والنار من‬
‫ورائنا‪ ،‬ثم ل ندري ما يفعل بنا‪ .‬وقيل لويس بن عامر القرنى‪ :‬كيف‬
‫أصبحت يا أبا عامر ؟ قال‪ :‬ما ظنكم بمن يرحل إلى الخرة كل يوم مرحلة ل‬
‫يدري إذا انقضى سفره أعلى جنة يرد أم على نار‪.‬‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪ 106‬و ‪.107‬‬

‫]‪[18‬‬

‫قال‪ :‬وقال عبد ال بن جعفر الطيار‪ :‬دخلت على عمي علي بن أبيطالب عليه السلم‬
‫صباحا وكان مريضا‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟ قال‪ :‬يا بني‬
‫كيف أصبح من يفنى ببقائه‪ ،‬ويسقم بدوائه‪ ،‬ويؤتى من مأمنه‪ .‬وقيل لعلي‬
‫بن الحسين عليهما السلم‪ :‬كيف أصبحت يا ابن رسول ال ؟ قال‪ :‬أصبحت‬
‫مطلوبا بثمان‪ :‬ال تعالى يطلبني بالفرايض‪ ،‬والنبي صلى ال عليه وآله‬
‫بالسنة‪ ،‬والعيال بالقوت والنفس بالشهوة‪ ،‬والشيطان باتباعه‪ ،‬والحافظان‬
‫بصدق العمل‪ ،‬وملك الموت بالروح والقبر بالجسد‪ ،‬فأنا بين هذه الخصال‬
‫مطلوب‪ .‬وقيل لبنه محمد بن علي عليهما السلم‪ :‬كيف أصبحت ؟ قال‪:‬‬
‫أصبحنا غرقى في النعمة موقورين بالذنوب‪ ،‬يتحبب إلينا إلهنا بالنعم‪،‬‬
‫ونتمقت إليه بالمعاصي‪ ،‬ونحن نفتقر إليه‪ ،‬وهو غني عنا‪ .‬وقيل لبكر بن‬
‫عبد ال المزني‪ :‬كيف أصبحت ؟ قال‪ :‬أصبحت قريبا أجلي بعيدا أملي‪ ،‬سيئا‬
‫عملي‪ ،‬ولو كان لذنوبي ريح ما جالستموني‪ .‬قال‪ :‬وقيل لرجل من‬
‫المعمرين‪ :‬كيف أصبحت ؟ قال‪ :‬أصبحت ل رجل يغدو لحاجته * ول قعيدة‬
‫بيت تحسن العمل وقيل لبي رجاء العطاردي وقد بلغ عشرين ومائة سنة‪:‬‬
‫كيف أصبحت ؟ قال‪ :‬أصبحت ل يحمل بعضي بعضا * كأنما كان شبابي‬
‫قرضا )‪ (1‬أقول‪ :‬نقل من خط الشهيد رحمه ال قال قطب الدين الكيدري‪:‬‬
‫روى معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬كنا مارين في‬
‫أزقة المدينة يوما إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلم فقال‪ :‬السلم‬
‫عليك يا رسول ورحمة ال وبركاته‪ ،‬فقال‪ :‬وعليك السلم يا أمير المؤمنين‬
‫كيف أصبحت ؟ قال‪ :‬أصبحت ونومي خطرات ويقظتي فزعات‪ ،‬وفكرتي في‬
‫يوم الممات‪ ،‬الخبر‪ - 4 .‬نهج‪ :‬قيل لمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كيف تجدك‬
‫يا أمير المؤمنين ؟ فقال‪ :‬كيف يكون حال من يفنى ببقائه‪ ،‬ويسقم بصحته‪،‬‬
‫ويؤتى من مأمنه )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ 253‬و ‪ (2) .254‬نهج البلغة الرقم ‪ 115‬من الحكم‪.‬‬

‫]‪[19‬‬

‫‪) * .100‬باب( * * " )المصافحة والمعانقة والتقبيل( " * ‪ - 1‬لى‪ :‬ما جيلويه‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن عمران عن أبيه عمران بن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن أبي علي النصاري‪ ،‬عن محمد بن جعفر التميمي قال‪ :‬قال‬
‫الصادق جعفر بن محمد عليه السلم بينا إبراهيم خليل الرحمن عليه‬
‫السلم في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتا فإذا هو‬
‫برجل قائم يصلي طوله اثنا عشر شبرا فقال له‪ :‬يا عبد ال لمن تصلي ؟‬
‫قال‪ :‬لله السماء‪ ،‬فقال له إبراهيم عليه السلم هل بقي أحد من قومك‬
‫غيرك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فمن أين تأكل ؟ قال‪ :‬أجتني من هذا الشجر في‬
‫الصيف وآكله في الشتاء قال له‪ :‬فأين منزلك ؟ قال‪ :‬فأومأ بيده إلى جبل‬
‫فقال له إبراهم عليه السلم‪ :‬هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة ؟‬
‫فقال‪ :‬إن قد امي ماء ل يخاض‪ ،‬قال‪ :‬كيف تصنع ؟ قال‪ :‬أمشي عليه‪ .‬قال‪:‬‬
‫فاذهب بي معك فلعل ال أن يرزقني ما رزقك‪ .‬قال‪ :‬فأخذ العابد بيده فمضيا‬
‫جميعا حتى انتهيا إلى الماء‪ ،‬فمشى ومشى إبراهيم عليه السلم حتى انتهيا‬
‫إلى منزله فقال له إبراهيم‪ :‬أي اليام أعظم ؟ فقال له العابد‪ :‬يوم الدين يوم‬
‫يدان الناس بعضهم من بعض‪ ،‬قال‪ :‬فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي‬
‫فندعو ال عزوجل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم ؟ فقال‪ :‬وما تصنع بدعوتي‬
‫فوال إن لي لدعوة منذ ثلث سنين ما أجبت فيها بشئ‪ ،‬فقال له إبراهيم‬
‫عليه السلم‪ :‬أو ل أخبرك لي شئ احتبست دعوتك ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال له‪ :‬إن‬
‫ال عزوجل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه‪ ،‬ويسأله ويطلب إليه وإذا‬
‫أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها‪ .‬ثم قال له‪ :‬وما‬
‫كانت دعوتك ؟ قال‪ :‬مر بي غنم ومعه غلم له ذؤابة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا غلم لمن‬
‫هذا الغنم ؟ فقال لبراهيم خليل الرحمن عليه السلم فقلت‪ :‬اللهم إن‬

‫]‪[20‬‬

‫كان لك في الرض خليل فأرينه‪ ،‬فقال له إبراهيم عليه السلم‪ :‬فقد استجاب ال لك‬
‫أنا إبراهيم خليل الرحمن‪ ،‬فعانقه‪ ،‬فلما بعث ال محمدا صلى ال عليه وآله‬
‫جاءت المصافحة )‪ - 2 .(1‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن الحسين بن المختار‪ ،‬عن الحذاء قال‪ :‬قال‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إن المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب )‬
‫‪ - 3 .(2‬ل‪ :‬الربعمائة )‪ (3‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا لقيتم‬
‫إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر‪ ،‬تتفرقوا وما عليكم من‬
‫الوزار قد ذهب‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬صافح عدوك وإن كره‪ ،‬فانه مما أمر‬
‫ال عزوجل به عباده‪ ،‬يقول‪ " :‬ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه‬
‫عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إل الذين صبروا وما يلقيها إل ذو حظ‬
‫عظيم " )‪ - 4 .(4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إذا تلقيتم فتلقوا بالتسليم والتصافح‪ ،‬وإذا تفرقتم فتفرقوا‬
‫بالستغفار )‪ - 5 .(5‬مع‪ :‬ابن عبدوس‪ ،‬عن ابن قتيبة‪ ،‬عن حمدان بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن هشام ابن أحمد اليربوعي‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم عن جابر النصاري قال‪ :‬نهى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله عن المكاعمة‪ ،‬والمكامعة‪ .‬فالمكاعمة أن يلثم الرجل الرجل‪،‬‬
‫والمكامعة أن يضاجعه ول يكون بينهما ثوب من غير ضرورة )‪- 6 .(6‬‬
‫ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن عباد بن سليمان‪ ،‬عن محمد بن سليمان‬
‫الديلمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال‪ :‬كنت بالكوفة‬
‫فيأتيني‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .178 :‬الخصال‪ :‬ج ‪ (3) .13 :1‬الخصال ج ‪(4) .168 :2‬‬
‫فصلت‪ (5) .34 :‬أمالى الطوسى ج ‪ (6) .219 :1‬معاني الخبار‪.300 :‬‬

‫]‪[21‬‬

‫إخوان كثيرة وكرهت الشهرة فتخوفت أن أشتهر بديني فأمرت غلمي كلما جاءني‬
‫رجل منهم يطلبني قال‪ :‬ليس هو ههنا‪ ،‬قال‪ :‬فحججت تلك السنة‪ ،‬فلقيت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم فرأيت منه ثقل وتغيرا فيما بيني وبينه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫جعلت فداك ما الذي غيرني عندك ؟ قال‪ :‬الذي غيرك للمؤمنين‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫جعلت فداك إنما نخوفت الشهرة‪ ،‬وقد علم ال شدة حبي لهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫إسحاق ل تمل زيارة إخوانك‪ ،‬فان المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن فقال له‪:‬‬
‫مرحبا‪ ،‬كتب له مرحبا إلى يوم القيامة‪ ،‬فإذا صافحه أنزل ال فيما بين‬
‫إبهامهما مائة رحمة‪ :‬تسعة وتسعين لشدهم لصاحبه حبا‪ .‬ثم أقبل ال‬
‫عليهما بوجهه‪ ،‬فكان على أشدهما حبا لصاحبه أشد إقبال‪ ،‬فإذا تعانقا‬
‫غمرتهما الرحمة‪ ،‬فإذا لبثا ل يريدان إل وجهه ل يريدان غرضا من غرض‬
‫الدنيا‪ ،‬قيل لهما‪ :‬غفر لكما فاستأنفا‪ ،‬فإذا أقبل على المسألة قالت الملئكة‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬تنحوا عنهما‪ ،‬فان لهما سرا‪ ،‬وقد ستره ال عليهما‪ .‬قال‬
‫إسحاق‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك ل يكتب علينا لفظنا فقد قال ال عزوجل‪" :‬‬
‫ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد " )‪ (1‬قال‪ :‬فتنفس ابن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله الصعداء قال‪ :‬ثم بكى حتى خضبت دموعه لحيته‪.‬‬
‫وقال‪ :‬يا إسحاق إن ال تبارك وتعالى إنما نادى الملئكة أن يغيبوا عن‬
‫المؤمنين إذا التقيا إجلل لهما‪ ،‬فإذا كانت الملئكة ل تكتب لفظهما ول‬
‫تعرف كلمهما‪ ،‬فقد يعرفه الحافظ عليهما‪ ،‬عالم السر وأخفى‪ ،‬يا إسحاق‬
‫فخف ال كأنك تراه‪ ،‬فان كنت ل تراه فانه يراك فان كنت ترى أنه ل يراك‬
‫فقد كفرت‪ ،‬وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي‬
‫وبرزت له بها‪ ،‬فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك )‪ .(2‬كش‪ :‬جعفر بن‬
‫معروف‪ ،‬عن أبي الحسن الرازي‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران عن سليمان‬
‫الديلمي‪ ،‬عن إسحاق مثله )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬ق‪ (2) .17 :‬ثواب العمال‪ (3) .132 :‬رجال الكشى‪.349 :‬‬

‫]‪[22‬‬

‫‪ - 7‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل عن‬
‫أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أنتم في تصافحكم في مثل‬
‫أجور المجاهدين )‪ - 8 .(1‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫إسحاق بن سعيد‪ ،‬عن بكر ابن محمد الزدي‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال ل يقدر أحد قدره‪ ،‬كذلك ل يقدر أحد‬
‫قدر نبيه عليه السلم‪ ،‬وكما ل يقدر أحد قدر نبيه فكذلك ل يقدر أحد قدر‬
‫المؤمن‪ ،‬إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر ال لهما‪ ،‬والذنوب تتحات عن‬
‫وجوههما‪ ،‬حتى يتفرقا‪ ،‬كما تحت الريح الشديدة الورق عن الشجر )‪9 .(2‬‬
‫‪ -‬كتاب المسلسلت للشيخ جعفر بن أحمد القمي‪ :‬حدثنا الحسين بن جعفر‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي بدمشق قال‪ :‬قال عمر‬
‫بن سعيد بن يسار المنبجي قال‪ :‬قال أحمد بن دهقان‪ :‬قال‪ :‬قال خلف بن‬
‫تميم‪ :‬قال‪ :‬دخلنا على أبي هرمز نعوده فقال‪ :‬دخلنا على أنس بن مالك‬
‫نعوده فقال‪ :‬صافحت بكفي هذه كف رسول ال صلى ال عليه وآله فما‬
‫مسست خزا ول حريرا ألين من كفه عليه السلم قال أبو هرمز‪ :‬قلنا لنس‬
‫بن مالك‪ :‬صافحنا بالكف التي صافحت بها رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫فصافحنا‪ ،‬وقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬قال خلف بن تميم‪ :‬قلت لبي هرمز‪:‬‬
‫صافحنا بالكف التي صافحت بها أنس بن مالك فصافحنا وقال‪ :‬السلم‬
‫عليكم‪ ،‬قال أحمد بن دهقان‪ :‬قلنا لخلف بن تميم‪ :‬صافحنا بالكف التي‬
‫صافحت بها أبا هرمز فصافحنا‪ ،‬وقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬قال عمر بن سعيد‪:‬‬
‫قلنا لحمد بن دهقان‪ :‬صافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن تميم‬
‫فصافحنا وقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم قلنا‬
‫لعمر بن سعيد‪ :‬صافحنا بالكف التي صافحت بها أحمد بن دهقان فصافحنا‬
‫وقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬قال الحسين بن جعفر‪ :‬قلنا لمحمد بن عيسى‪ :‬صافحنا‬
‫بالكف التي صافحت بها عمر ابن سعيد فصافحنا وقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬قال‬
‫أبو محمد جعفر بن أحمد بن‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) .167 :‬ثواب العمال‪.170 :‬‬

‫]‪[23‬‬

‫على الرازي مصنف هذا الكتاب‪ :‬قلنا للحسين بن جعفر‪ :‬صافحنا بالكف التي‬
‫صافحت بها محمد بن عيسى فصافحنا وقال‪ :‬السلم عليكم‪ - 10 .‬كتاب‬
‫المامة والتبصرة‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الحسن عن محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم عن جابر قال‪ :‬لقيت‬
‫النبي صلى ال عليه وآله فسلمت عليه فغمز يدي وقال‪ :‬عمز الرجل يد‬
‫أخيه قبلته‪ - 11 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن‬
‫ثعلبة بن ميمون عن يحيى بن زكريا‪ ،‬عن أبي عبيدة قال‪ :‬كنت زميل أبي‬
‫جعفر عليه السلم وكنت أبدء بالركوب ثم يركب هو‪ .‬فإذا استوينا سلم‬
‫وسأل مسألة رجل ل عهد له بصاحبه وصافح‪ ،‬قال‪ :‬وكان إذا نزل نزل‬
‫قبلي فإذا استويت أنا وهو على الرض سلم وسأل مسألة من ل عهد له‬
‫بصاحبه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ابن رسول ال إنك لتفعل شيئا ما يفعله من قبلنا‪ ،‬وإن‬
‫فعل مرة فكثير‪ ،‬فقال‪ :‬أما علمت ما في المصافحة ؟ إن المؤمنين يلتقيان‬
‫فيصافح أحدهما صاحبه‪ ،‬فما تزال الذنوب تتحات عنهما كما تتحات الورق‬
‫عن الشجر‪ ،‬وال ينظر إليهما حتى يفترقا )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪:‬‬
‫الزميل كأمير الرديف‪ ،‬كالزمل بالكسر وزمله أردفه أو عادله‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫المصافحة الخذ باليد كالتصافح‪ ،‬ويدل على استحباب إيثار الزميل للركوب‬
‫أو ل والبتداء بالنزول آخرا‪ ،‬وكأنه لسهولة المر على الزميل في‬
‫الموضعين‪ ،‬فان الركوب أول في المحمل أسهل لنه ينحط كثيرا وكذا‬
‫النزول أخيرا أسهل لذلك‪ .‬قوله عليه السلم " ل عهد له بصاحبه " أي لم‬
‫يره قبل ذلك قريبا‪ ،‬قال في المصباح‪ :‬عهدته بمكان كذا لقيته‪ ،‬وعهدي به‬
‫قريب أي لقائي‪ ،‬وعهدت الشئ ترددت إليه وأصلحته‪ ،‬وحقيقته تجديد‬
‫العهد به‪ ،‬وفي النهاية تحاتت عنه ذنوبه تساقطت‪ ،‬وأقول‪ :‬في المعصوم‬
‫يكون بدل ذلك رفع الدرجات أو تسا ؟ ؟ ذنوب شيعتهم ببركتهم‪ ،‬كما‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.179‬‬

‫]‪[24‬‬

‫ورد عن النبي صلى ال عليه وآله إن ال حملني ذنوب شيعة علي فغفرها لي‪ ،‬أو‬
‫تسقط ترك الولى والمباحات عنهم‪ ،‬ويثبت لهم بدلها الحسنات‪ ،‬فيرجع إلى‬
‫الول‪ ،‬ونظر ال إليهما كناية عن شمول رحمته لهما‪ - 12 .‬كا‪ :‬عن العدة‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة عن أبي خالد‬
‫القماط‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا‬
‫أدخل ال يده بين أيديهما فصافح أشدهما حبا لصاحبه )‪ .(1‬تبيان‪ :‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬بين أيديهما " كأنه أطلق الجمع على التثنية مجازا وذلك‬
‫لستثقالهم اجتماع التثنيتين‪ ،‬قال الشيخ الرضي رضي ال عنه‪ :‬ثم لفظ‬
‫الجمع فيه أي في إضافة الجزئين إلى متضمنيهما ‪ -‬أولى من الفراد كقوله‬
‫تعالى " فقد صغت قلوبكما " )‪ (2‬وذلك لكراهتهم في الضافة اللفظية‬
‫الكثيرة الستعمال اجتماع تثنيتين مع اتصالها لفظا ومعنى‪ ،‬مع عدم اللبس‬
‫بترك التثنية فان أدى إلى اللبس لم يجز إل التثنية عند الكوفيين وهو الحق‬
‫كما سيجئ تقول قلعت عينيهما إذا قلعت من كل واحد عينا وأما قوله‬
‫تعالى‪ " :‬فاقطعوا أيديهما " )‪ (3‬فانه أراد أيمانهما بالخبر والجماع‪ ،‬وفي‬
‫قراءة ابن مسعود " فاقطعوا أيمانهما " وإنما اختير الجمع على الفراد‬
‫لمناسبته التثنية في أنه ضم مفرد إلى شئ آخر‪ ،‬ولذلك قال بعض‬
‫الصوليين إن المثنى جمع إنتهى‪ .‬فان قيل‪ :‬اللتباس هنا حاصل‪ ،‬قلنا‪ :‬ل‬
‫التباس لن العرف شاهد بأن التصافح بيد واحدة‪ ،‬فظهر خطأ بعض‬
‫الفاضل حيث قال هنا‪ :‬يدل الخبر على استحباب التصافح باليدين مع أن‬
‫النسب حينئذ يديه‪ ،‬ثم إن المراد باليد هنا الرحمة كما هو الشائع‪ ،‬أو هو‬
‫استعارة تمثيلية‪ - 13 .‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‪،‬‬
‫عن أيوب‪ ،‬عن السميدع‪ ،‬عن مالك بن أعين الجهني‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن المؤمنين إذا‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .179‬التحريم‪ (3) .4 :‬المائدة‪.42 :‬‬

‫]‪[25‬‬

‫التقيا فتصافحا أدخل ال عزوجل يده بين أيديهما وأقبل بوجهه على أشدهما حبا‬
‫لصاحبه‪ ،‬فإذا أقبل ال عزوجل عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات‬
‫الورق عن الشجر )‪ .(1‬بيان‪ :‬الشيخ في الرجال عد سميدع الهللي من‬
‫أصحاب الصادق عليه السلم وقال‪ :‬في التقريب‪ :‬السميدع بفتح أوله‬
‫والميم وسكون الياء وفتح الدال هو ابن راهب بن سوار بن الزهدم‬
‫الجرمي البصري ثقة في التاسعة‪ ،‬وفي القاموس بفتح السين والميم‬
‫وبعدهما ياء مثناة تحتية )‪ (2‬ول يضم فانه خطأ‪ :‬السيد الشريف السخي‬
‫واسم رجل انتهى وإقبال الوجه كناية عن غاية اللطف والرحمة‪ ،‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬فإذا أقبل ال عزوجل عليهما " أي إذا كانا متساويين في‬
‫شدة الحب أو عبر عن القبال بالوجه إلى الشد كذلك إشعارا بأن القبال‬
‫يكون لهما معا‪ ،‬لكن يكون للشد حبا أكثر كما يدل عليه الخبر التي‪- 14 .‬‬
‫كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبيدة الخداء‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمنين إذا التقيا‬
‫فتصافحا أقبل ال عزوجل عليهما بوجهه‪ ،‬وتساقطت عنهما الذنوب كما‬
‫تتساقط الورق عن الشجر )‪ - 15 .(3‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي نصر‪ ،‬عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة الحذاء قال‪ :‬زاملت أبا جعفر‬
‫عليه السلم في شق محمل من المدينة إلى مكة‪ ،‬فنزل في بعض الطريق‪،‬‬
‫فلما قضى حاجته عاد وقال‪ :‬هات يدك يا أبا عبيدة فناولته يدي فغمزها‬
‫حتى وجدت الذى في أصابعي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أبا عبيدة ما من مسلم لقي أخاه‬
‫المسلم فصافحه وشبك في أصابعه إل تناثرت عنهما ذنوبهما‪ ،‬كما يتناثر‬
‫الورق من الشجر في اليوم الشاتي )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .179‬في طبعة مصر زاد بعده " ومعجمة مفتوحة " خ‬
‫ل‪ ،‬وأفاد الشارح أن تلك العبارة ساقطة من غالب النسخ‪ ،‬فان ظاهر كلم‬
‫الجوهرى وابن سيده والصاغانى اهمال الدال‪ ،‬بل صرح بعضهم بأن‬
‫اعجام ذاله خطاء‪ (4 - 3) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.180‬‬

‫]‪[26‬‬

‫توضيح‪ :‬كأن المراد بالتشبيك هنا أخذ أصابعه بأصابعه‪ ،‬فانهما حينئذ تشبهان‬
‫الشبكة ل إدخال الصابع في الصابع كما زعم‪ ،‬واليوم الشاتي‪ :‬الشديد‬
‫البرد‪ ،‬أو هو كناية عن يوم الريح للزومه لها غالبا‪ ،‬وعلى التقديرين‬
‫الوصف لن تناثر الورق في مثله أكثر‪ ،‬قال في المصباح‪ :‬شتا اليوم فهو‬
‫شات من باب قتل إذا اشتد برده‪ ،‬ويدل الخبر على استحباب الغمز في‬
‫المصافحة‪ ،‬ولكن ينبغي أن يقيد بما إذا لم يصل إلى حد اشتمل على اليذاء‪.‬‬
‫‪ - 16‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن‬
‫يحيى الحلبي‪ ،‬عن مالك الجهني قال‪ :‬أبو جعفر عليه السلم‪ :‬يا مالك أنتم‬
‫شيعتنا أل ترى أنك تفرط في أمرنا‪ ،‬إنه ل يقدر على صفة ال‪ ،‬فكما ل يقدر‬
‫على صفة ال كذلك ل يقدر على صفتنا‪ ،‬وكما ل يقدر على صفتنا كذلك ل‬
‫يقدر على صفة المؤمن إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فل يزال ال‬
‫ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما‪ ،‬كما يتحات الورق عن الشجر‬
‫حتى يفترقا‪ ،‬فكيف يقدر على صفة من هو كذلك )‪ .(1‬بيان‪ " :‬ل ترى "‬
‫وفي بعض النسخ " أل ترى " على الستفهام " أنك تفرط " على بناء‬
‫الفعال أو التفعيل فعلى الولى من النسختين والوجهين ظاهره أنه نهي في‬
‫صورة النفي أي ل تظن أنك تفرط وتغلو في أمرنا بما اعتقدت من كمالنا‬
‫وفضلنا فانك كلما بالغت في وصفنا وتعظيمنا ومدحنا فأنت بعد مقصر‪ ،‬أو‬
‫ل تظن أن إفراطك في أمرنا أخرجك من التشيع‪ ،‬بل هو دليل على تشيعك‪،‬‬
‫ثم لما كان لقائل أن يقول‪ :‬إن الفراط في المر مذموم فكيف تمدحه به‪،‬‬
‫فأزال ذلك بكلم مستأنف حاصله أنهم كلما وصفوا به من الكمال‪ ،‬فهو دون‬
‫مرتبتم‪ ،‬لنهم ممن ل يقدر قدرهم‪ ،‬كما أن ال سبحانه لن يقدر قدره‪ ،‬بل ل‬
‫يمكنكم معرفة قدر المؤمن من شيعتنا‪ ،‬فكيف تقدرون على معرفة قدرنا‪.‬‬
‫وعلى الستفهام أيضا يرجع إلى ذلك فان المعنى‪ :‬ألست تزعم أنك تبالغ‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.180‬‬

‫]‪[27‬‬

‫في أمرنا‪ ،‬ل تزعم ذلك‪ ،‬فانه ل يقدر‪ ،‬إلى آخر ما مر وعلى الوجهين محمول على‬
‫ما إذا لم يبلغ حد الغلو والرتفاع‪ ،‬وإذا كان تفرط على بناء التفعيل فالمعنى‬
‫ل تظن أنك تقصر في معرفتنا‪ ،‬فانها فوق طاقتكم‪ ،‬ول تقدرون على ذلك‪،‬‬
‫وإنما كلفتم بقدر عقولكم " ول يكلف ال نفسا إل وسعها " )‪ (1‬فكما لم‬
‫تكلفوا كمال معرفة ال‪ ،‬فكذا لم تكلفوا كمال معرفتنا‪ ،‬والستفهام أيضا‬
‫يرجع إلى ذلك كما عرفت‪ - 17 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن محمد ابن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة قال‪:‬‬
‫زاملت أبا جعفر عليه السلم فحططنا الرحل ثم مشى قليل ثم جاء فأخذ‬
‫بيدي فغمزها غمزة شديدة فقلت‪ :‬جعلت فداك أو ما كنت معك في المحمل ؟‬
‫فقال‪ :‬أو ما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظر ال إليهما‬
‫بوجهه‪ ،‬فلم يزل مقبل عليهما بوجهه‪ ،‬ويقول للذنوب‪ :‬تحات عنهما‬
‫فتتحات يا أبا حمزة كما يتحات الورق عن الشجر‪ ،‬فيفترقان وما عليهما‬
‫من ذنب )‪ .(2‬بيان‪ :‬في المصباح الرحل كل شئ يعد للرحيل‪ ،‬من وعاء‬
‫للمتاع‪ ،‬ومركب للبعير‪ ،‬وجلس ورسن‪ ،‬وجمعه أرحل ورحال‪ ،‬ورحل‬
‫الشخص مأواه في الحضر ثم أطاق على أمتعة المسافر لنها هناك مأواه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬جال الفرس في الميدان يجول جولة وجولنا قطع جانبه‪ ،‬وجالوا في‬
‫الحرب جولة جال بعضهم على بعض وجال في البلد طاف غير مستقر‬
‫فيها انتهى‪ ،‬وظاهره أنه يكفي لستحباب تجديد المصافحة المشي قليل‬
‫والفتراق‪ ،‬وإن لم يغب أحدهما عن الخر‪ - 18 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن حد المصافحة قال‪ :‬دور نخلة )‪ .(3‬بيان‪ :‬يدل على أنه يكفي‬
‫لستحباب تجديد المصافحة غيبة أحدهما عن صاحبه ولو بنخلة أو شجرة‬
‫كما سيأتي‪ ،‬ويمكن حمل الخبر السابق أيضا على الغيبة‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .286 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .180‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.181‬‬

‫]‪[28‬‬

‫أو يقال يكفي إما غيبة ما أو تباعد ما‪ - 19 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن عمرو الفرق عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم‬
‫التقيا أن يتصافحا )‪ - 20 .(1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن محمد بن المثنى عن أبيه‪ ،‬عن عثمان بن زيد‪ ،‬عن جابر‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا‬
‫لقي أحدكم أخاه فليسلم وليصافحه‪ ،‬فان ال عز وجل أكرم بذلك الملئكة‪،‬‬
‫فاصنعوا صنع الملئكة )‪ .(2‬ايضاح‪ " :‬أكرم بذلك الملئكة " أي إذا لقي‬
‫بعضهم بعضا يسلمون ويصافحون أو إذا لقوا المؤمنين فعلوا ذلك والول‬
‫أظهر‪ - 21 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن ابن بقاح‪،‬‬
‫عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا التقيتم فتلقوا بالتسليم‬
‫والتصافح‪ ،‬وإذا تفرقتم فتفرقوا بالستغفار )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله‪ " :‬بالستغفار‬
‫" بأن يقول‪ :‬غفر ال لك مثل‪ - 22 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫موسى بن القاسم‪ ،‬عن جده معاوية ابن وهب أو غيره عن رزين‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان المسلمون إذا غزوا مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله ثم مروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى الفضاء نظر بعضهم‬
‫إلى بعض فتصافحوا )‪ .(4‬بيان‪ " :‬نظر بعضهم إلى بعض " أي بالمودة‪.‬‬
‫‪ - 23‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن زيد بن الجهم‬
‫الهللي‪ ،‬عن مالك بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا صافح‬
‫الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرامن الذي يدع‪ ،‬أل وإن‬
‫الذنوب لتتخات‬

‫)‪ (4 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.181‬‬

‫]‪[29‬‬

‫فيما بينهم حتى ل يبقى ذنب )‪ .(1‬بيان‪ :‬يدل على استحباب عدم جذب اليد حتى‬
‫يجذب صاحبه‪ ،‬ولعله محمول على ما إذا لم يمتد كثيرا فيمل‪ - 24 .‬كا‪ :‬عن‬
‫العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة عن إسحاق‬
‫بن عمار قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فنظر إلى بوجه قاطب‬
‫فقلت‪ :‬ما الذي غيرك لي ؟ قال‪ :‬الذي غيرك لخوانك‪ ،‬بلغني يا إسحاق أنا‬
‫أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة ؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك إني خفت‬
‫الشهرة‪ ،‬قال‪ :‬أفل خفت البلية أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا‬
‫انزل ال عزوجل الرحمة عليهما‪ ،‬فكانت تسعة وتسعين لشد هما حبا‬
‫لصاحبه فإذا تواقفا غمرتهما الرحمة‪ ،‬وإذا قعدا يتحد ثان قالت الحفظة‬
‫بعضها لبعض‪ :‬اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا‪ ،‬وقد ستر ال عليهما‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫أليس ال عزوجل يقول‪ " :‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيت عتيد " فقال‪ :‬يا‬
‫إسحاق إن كانت الحفظة ل تسمع‪ ،‬فان عالم السر يسمع ويرى )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫في القاموس قطب يقطب قطبا وقطوبا فهو قاطب وقطوب زوى ما بين‬
‫عينيه وكلح كقطب‪ ،‬قوله عليه السلم‪ " :‬فكانت تسعة وتسعين " تسعة‬
‫اسم كان وكان النسب تسعون كما في بعض نسخ الحديث وفي نسخ‬
‫الكتاب وتسعين فالواو بمعنى مع وليس في بعض الروايات " فكانت "‬
‫فيستقيم من غير تكلف‪ .‬وقال تعالى‪ " :‬ونحن أقرب إليه من حبل الوريد *‬
‫إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إل لديه‬
‫رقيب عتيد " )‪ (3‬قال الطبرسي قدس سره‪ :‬حبل الوريد هو عرق يتفرق‬
‫في البدن أو عرق الحلق أو عرق متعلق بالقلب‪ ،‬والمتلقيان الملكان‬
‫يأخذان منه عمله‪ ،‬فيكتبانه كما يكتب المملى عليه‪ ،‬والمراد بالقعيد الملزم‬
‫الذي ل يبرح‪ ،‬وقيل‪ :‬عن اليمين كاتب الحسنات وعن الشمال كاتب‬
‫السيئات‪ ،‬وقيل‪ :‬الحفظة أربعة ملكان بالنهار‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .181‬سورة ق‪.18 - 16 :‬‬

‫]‪[30‬‬

‫وملكان بالليل " ما يلفظ " أي ما يتكلم بكلم فيلفظه أي يرميه من فيه " إل لديه "‬
‫حافظ حاضر معه والرقيب الحافظ‪ ،‬والعتيد المعد للزوم المر‪ ،‬يعني الملك‬
‫الموكل به‪ ،‬إما صاحب اليمين وإما صاحب الشمال يحفظ عمله ل يغيب‬
‫عنه‪ ،‬والهاء في " لديه " تعود إلى القول أو إلى القائل انتهى )‪ (1‬قوله‪:‬‬
‫" فان عالم السر يعلم " )‪ (2‬أي يكفي لصدق الية اطلع الرب تعالى‪،‬‬
‫وهو الرقيب على عباده‪ ،‬وقد قال سبحانه قبل ذلك‪ " :‬ونحن أقرب إليه من‬
‫حبل الوريد "‪ - 25 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪،‬‬
‫عن أيمن بن محرز عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما صافح رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله رجل قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬يدل على استحباب عدم نزع اليد قبل صاحبه كما مر‪ - 26 .‬كا‪:‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن ال عزوجل ل يوصف‪ ،‬وكيف يوصف وقال‬
‫في كتابه‪ " :‬وما قدروا ال حق قدره " )‪ (4‬فل يوصف بقدر ]ة[ إل كان‬
‫أعظم من ذلك‪ ،‬وإن النبي صلى ال عليه وآله ل يوصف‪ ،‬وكيف يوصف‬
‫عبد احتجب ال عزوجل بسبع وجعل طاعته في الرض كطاعته في‬
‫السماء فقال‪ " :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " )‪(5‬‬
‫ومن أطاع هذا فقد أطاعني‪ ،‬ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه‪ ،‬وإنا ل‬
‫نوصف‪ ،‬وكيف يوصف قوم رفع ال عنهم الرجس وهو الشك والمؤمن ل‬
‫يوصف وإن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فل يزال ال ينظر إليهما‬
‫والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر )‪ .(6‬تبيان‪:‬‬
‫" وما قدروا ال حق قدره " أي ما عظموا ال حق تعظيمه‪ ،‬أوما عرفوا‬
‫ال حق معرفته‪ ،‬وما وصفوا ال حق وصفه‪ ،‬كما هو الظاهر من هذا الخبر‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 9‬ص ‪ (2) .144‬كذا ولفظ الحديث يسمع‪ (3) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .182‬الحج‪ (5) .73 :‬الحشر‪ (6) .7 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.182‬‬

‫]‪[31‬‬
‫فل يوصف بقدرة كأنه خص القدرة بالذكر لنها التي يمكن أن تعقل في الجملة من‬
‫صفاته سبحانه‪ ،‬أو هو على المثال ويمكن أن يقرأ بالفتح أي بقدر‪ ،‬وقد مر‬
‫هذا الجزء من الخبر في كتاب التوحيد‪ ،‬وفيه " بقدر " وهو أصوب‪ .‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬احتجب ال بسبع " أقول‪ :‬هذه العبارة تحتمل وجوها شتى‬
‫نذكر بعضها الول ما ذكره بعض العارفين أنه قد ورد في الحديث أن ل‬
‫سبعين ألف حجاب من نور وظلمة‪ ،‬لو كشفها لحرقت سبحات وجهه ما‬
‫انتهى إليه بصره وعلى هذا فيحتمل أن يكون معنى قوله عليه السلم "‬
‫احتجب ال بسبع " أنه صلى ال عليه وآله قد ارتفع الحجب بينه وبين ال‬
‫سبحانه حتى بقي من السبعين ألف سبع‪ .‬أقول‪ :‬كأنه قرأ الجللة بالرفع‪،‬‬
‫وقدر العائد أي احتجب ال عنه بسبع‪ .‬الثاني أن يقرأ بالرفع أيضا ويكون‬
‫تمهيدا لما بعده أي احتجب ال عن الخلق بسبع سماوات‪ ،‬وجعله خليفته‬
‫في عباده وناط طاعته بطاعته‪ ،‬وفوض إليه امور خلقه بمنزلة ملك جعل‬
‫بينه وبين رعيته سبعة حجب وأبواب‪ ،‬لم يمكنهم الوصول إليه بوجه وبعث‬
‫إليهم وزيرا ونصب عليهم حاكما وكتب إليهم كتابا تضمن وجوب طاعته‪،‬‬
‫وأن كل من له إليه حاجة فليرجع إليه‪ ،‬فان قوله قولي‪ ،‬وأمره أمري‪،‬‬
‫وحكمه حكمي فاحتجابه بالسبع كناية عن عدم ظهور وحيه وأمره ونهيه‬
‫وتقديراته إل من فوق سبع سماوات وإنما يظهر لنا جميع ذلك ببيانه صلى‬
‫ال عليه وآله وهذا وجه وجيه خطر ببالي القاصر‪ .‬الثالث أن يكون سياقه‬
‫كما مر في الوجه السابق لكن يكون المعنى أنه حجب ذاته عن الخلق بسبع‬
‫من الحجب النورانية وهي صفاته الكمالية التي ل تصل الخلق إليها‪ ،‬أو‬
‫التنزيهية التي صارت أسبابا لحتجابه عن عقول الخلق وأحلمهم وجعله‬
‫صلى ال عليه وآله معرفا لذاته وصفاته وأوامره ونواهيه لجميع الخلق‪،‬‬
‫وهذا أيضا مما سنح لي‪ .‬الرابع أن يقرأ الجللة بالنصب أي احتجب مع ال‬
‫عن الخلق فوق سبع سماوات أو سبعة حجب بعد السماوات فكلمه ال‬
‫وناجاه هناك وفيه بعد لفظا‪.‬‬

‫]‪[32‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬لعل المراد أنه ل يمكن أن يوصف عبد اتخذه ال عزوجل حجابا في‬
‫سبع سماوات وسبع أرضين‪ :‬وجه إليه يستفيض منه ووجه إلى الممكنات‬
‫يفيض عليها أو اتخذه حجابا بسبع صفات الذات‪ ،‬لكونه مظهرها‬
‫وانكشافها له‪ ،‬وهي حجب نورانية لو انكشف وصف منها لضاء أنوار‬
‫الهداية كل ملتبس‪ ،‬فصار صلى ال عليه وآله بانكشافها له حجابا نورانيا‬
‫مثلها أو أزال عنه الحجاب بسبع سماوات وسبع أرضين على أن تكون‬
‫الهمزة للسلب‪ .‬فقد ترفع قدره من المجردات الملكوتية‪ ،‬والملئكة‬
‫اللهوتية‪ ،‬وتنزه قلبه من العوائق البشرية‪ ،‬والعلئق الناسوتية ويمكن أن‬
‫يكون إشارة إلى ما وصل إليه من حجب المعراج انتهى‪ .‬ول يخفى ما في‬
‫الجميع من الخبط والتشويش لسيما في همزة السلب‪ ،‬وقد مر معنى‬
‫التفويض في بابه‪ .‬قوله عليه السلم " وهو الشك " أي ل يعتريهم شك‬
‫في شئ مما يسألون أو يقولون بل يعلمون جميع ذلك بعين اليقين‪ ،‬وهذه‬
‫درجة رفيعة تقصر العقول عن إدراكها‪ - 27 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن فضيل ابن عثمان‪ ،‬عن أبي عبيدة‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل‬
‫ال بوجهه عليهما وتتحات الذنوب عن وجوههما حتى يفترقا )‪- 28 .(1‬‬
‫كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬تصافحوا فانها تذهب بالسخيمة )‪ .(2‬بيان‪ :‬السخيمة الضغينة‬
‫والحقد والموجدة في النفس‪ - 29 .‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد الشعري‪ ،‬عن ابن القداح عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لقي‬
‫النبي صلى ال عليه وآله حذيفة فمد النبي صلى ال عليه وآله يده فكف‬
‫حذيفة يده‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا حذيفة بسطت يدي إليك‬
‫فكففت يدك عني ؟ فقال حذيفة‪ :‬يا رسول ال بيدك الرغبة‪ ،‬ولكني كنت‬
‫جنبا فلم أحب أن تمس يدي يدك وأنا جنب‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬أما تعلم أن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما كمايتحات‬
‫ورق الشجر )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ (3 - 2) .182 :2‬الكافي ج ‪.183 :2‬‬

‫]‪[33‬‬

‫بيان‪ " :‬بيدك الرغبة " كأن الباء بمعنى " في " أي يرغب جميع الخلق في‬
‫مصافحة يدك الكريمة‪ ،‬وقيل‪ :‬الباء للسببية‪ ،‬والرغبة بمعنى المرغوب أي‬
‫يحصل بسبب يدك مرغوب الخليق‪ ،‬وهو الجنة‪ ،‬وهو تكلف بعيد قوله‬
‫صلى ال عليه وآله " أما تعلم " ظاهره أن الجنابة ل تمنع مصافحة‬
‫المعصومين عليهم السلم‪ .‬ويمكن أن يكون عذره مقبول لكن لما علم صلى‬
‫ال عليه وآله منه عدم اهتمامه في أمر المصافحة حثه عليها بذلك ويؤيده‬
‫ماروي أن أبا بصير دخل جنبا على الصادق عليه السلم فقال‪ :‬هكذا تدخل‬
‫بيوت النبياء )‪ - 30 .(1‬كا‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق‪،‬‬
‫عن بكر بن محمد‪ ،‬عن إسحاق ابن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إن ال عزوجل ل يقدر أحد قدره‪ ،‬وكذلك ل يقدر قدر نبيه‪ ،‬وكذلك‬
‫ل يقدر قدر المؤمن إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر ال إليهما والذنوب‬
‫تتحات عن وجوههما حتى يفترقا‪ ،‬كما تتحات الريح الشديدة الورق عن‬
‫الشجر )‪ .(2‬ايضاح‪ " :‬ل يقدر " على بناء الفاعل كيضرب و " قدره "‬
‫منصوب‪ ،‬ومفعول مطلق للنوع أي حق قدره كما مر في قوله تعالى‪ " :‬ما‬
‫قدروا ال حق قدره " قوله عليه السلم " كما تتحات " الظاهر كما تحت‬
‫كما في ثواب العمال )‪ (3‬فان التحات لزم إل أن يتكلف بنصب الريح على‬
‫الظرفية الزمانية‪ ،‬بتقدير مضاف‪ ،‬أي يوم الريح‪ ،‬ورفع الورق بالفاعلية‬
‫في القاموس حته فركه وقشره فانحت وتحات والورق سقطت كانحتت‬
‫وتحاتت والشئ حطه‪ - 31 .‬كا‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن رفاعة قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬مصافحة المؤمن أفضل‬
‫من مصافحة الملئكة )‪ .(4‬بيان‪ " :‬مصافحة المؤمن " كأن المعنى‬
‫مصافحة المؤمنين أفضل من مصافحة الملكين أو مصافحة المؤمن مع‬
‫المؤمن أفضل من مصافحته مع الملئكة لو تيسرت له ويومي إلى أن‬
‫المؤمن الكامل أفضل من الملك‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع رجال الكشى‪ (4 - 2) .152 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .183‬مر ص ‪.22‬‬

‫]‪[34‬‬

‫‪ - 32‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن‬
‫بزيع‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫وأبي عبد ال عليهما السلم قال‪ :‬أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا‬
‫بحقه كتب ال له بكل خطوة حسنة‪ ،‬ومحيت عنه سيئة‪ ،‬ورفعت له درجة‪،‬‬
‫فإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء‪ ،‬فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل‬
‫ال عليهما بوجهه‪ ،‬ثم باهى بهما الملئكة فيقول‪ :‬انظروا إلى عبدي‬
‫تزاورا وتحابا في حق علي أل أعذبهما بالنار‪ ،‬بعد ذا الموقف‪ ،‬فإذا‬
‫انصرف شيعه ملئكة عدد نفسه وخطاه كلمه يحفظونه عن بلء الدنيا‬
‫وبوائق الخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل‪ ،‬فان مات فيما بينهما أعفي من‬
‫الحساب‪ ،‬وإن كان المزور يعرف من حق الزاير ما عرفه الزائر من حق‬
‫المزور كان له مثل أجره )‪ .(1‬تبيان‪ :‬قوله " يزوره " حال مقدرة و "‬
‫عارفا " حال محققة عن فاعل خرج وكأن المراد بعرفان حقه أن يعلم‬
‫فضله‪ ،‬وأن له حق الزيارة‪ ،‬والرعاية والكرام فيرجع إلى أنه زاره لذلك‪،‬‬
‫وأن ال جعل له حقا عليه‪ ،‬ل للغراض الدنيوية والظاهر أن محو السيئة‬
‫ليس من جهة الحبط‪ ،‬بل هو تفضل زائد على الحسنة وقال الجوهري‪:‬‬
‫عانقه إذا جعل يديه على عنقه وضمه إلى نفسه‪ ،‬وتعانقا واعتنقا فهو‬
‫عنيقه انتهى وكأنه ل خلف بيننا في استحباب المعانقة إذا لم يكن فيها‬
‫غرض باطل‪ ،‬أو داعي شهوة أو مظنة هيجان ذلك‪ ،‬كالمعانقة مع المرد‪،‬‬
‫وكذا التقبيل‪ .‬واستحب المعانقة جماعة من العامة أيضا‪ ،‬وأبو حنيفة‬
‫كرهها‪ ،‬ومالك رآها بدعة‪ ،‬وأنكر سفيان قول مالك‪ ،‬واحتج عليه بمعانقته‬
‫صلى ال عليه وآله جعفرا حين قدم من الحبشة فقال مالك‪ :‬هو خاص‬
‫بجعفر‪ ،‬فقال سفيان‪ :‬ما يخص جعفرا يعمنا فسكت مالك‪ ،‬قال البي‪ :‬سكوته‬
‫يدل على ظهور حجة سفيان حتى يقوم دليل على التخصيص‪ ،‬قال‬
‫القرطبي‪ :‬هذا الخلف إنما هو في معانقة الكبير‪ ،‬وأما معانقة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.183‬‬

‫]‪[35‬‬

‫الصغير فل أعلم خلفا في جوازها‪ ،‬ويدل على ذلك أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫عانق الحسن رضي ال عنه انتهى‪ .‬وفتح أبواب السماء إما كناية عن‬
‫نزول الرحمة عليه أو استجابة دعائه وإقباله تعالى عليهما بوجهه كناية‬
‫عن غاية رضاه عنهما‪ ،‬أو توجيه رحمته البالغة إليهما " إلى عبدي "‬
‫على التثنية " عدد نفسه " بالتحريك " وخطاه " بالضم " وكلمه " أي‬
‫جمله أو كلماته أو حروفه‪ ،‬قال الجوهري الخطوة بالضم ما بين القدمين‪،‬‬
‫وجمع القلة خطوات وخطوات‪ ،‬والكثير خطا والخطوة بالفتح المرة‬
‫الواحدة‪ ،‬والجمع خطوات بالتحريك وخطاء مثل ركوة وركاء انتهى‪،‬‬
‫والمراد بعدد جميع ذلك ذهابا وإيابا أو إيابا فقط والول أظهر‪ ،‬وكأن ذكر‬
‫الليلة لن العرب تضبط التواريخ بالليالي أو إيماء إلى أن الزيارة الكاملة‬
‫هي أن يتم عنده إلى الليل‪ ،‬وقيل‪ :‬لنهم كانوا للتقية يتزاورون بالليل‪- 33 .‬‬
‫كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن إسحاق بن عمار عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فإذا‬
‫التزما ل يريدان بذلك إل وجه ال‪ ،‬ول يريدان غرضا من أغراض الدنيا‪،‬‬
‫قيل لهما مغفورا لكما‪ ،‬فاستأنفا‪ ،‬فإذا أقبل على المسألة قالت الملئكة‬
‫بعضها لبعض‪ :‬تنحوا عنهما فان لهما سرا‪ ،‬وقد ستر ال عليهما قال‬
‫إسحاق‪ :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك فل يكتب عليهما لفظهما وقد قال ال عز وجل‪:‬‬
‫" ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد " )‪ (1‬قال‪ :‬فتنفس أبو عبد ال‬
‫عليه السلم الصعداء ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته‪ ،‬وقال‪ :‬يا إسحاق‬
‫إن ال تبارك وتعالى إنما أمر الملئكة أن تعتزل من المؤمنين إذا التقيا‬
‫إجلل لهما‪ ،‬وإنه وإن كانت الملئكة ل تكتب لفظهما ول تعرف كلمهما‪،‬‬
‫فانه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر وأخفى )‪ .(2‬تبيين‪ :‬اللتزام في‬
‫اللغة العتناق‪ ،‬والمراد هنا إما إرادته العتناق زمانا‬

‫)‪ (1‬ق‪ (2) .17 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.184‬‬

‫]‪[36‬‬
‫طويل‪ ،‬أو المراد بالعتناق جعل كل منهما يديه في عنق الخر‪ ،‬وباللتزام ضمه إلى‬
‫نفسه‪ ،‬وال لتصاق به‪ ،‬كما يسمى المستجار بالملتزم لذلك‪ .‬قوله " مغفورا‬
‫لكما " منصوب بمحذوف أي ارجعا أو كونا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مفعول به لفعل‬
‫محذوف بتقدير اعرفا مغفورا‪ ،‬ونائب الفاعل ضمير مستتر في المغفور و‬
‫" لكما " ظرف لغو متعلق بالمغفور فالفاء في قوله " فاستأنفا " للتعقيب‬
‫أو للتفريع على اعرفا‪ ،‬ومفعوله محذوف أي استأنفا العمل‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يقدر حرف النداء قبل " مغفورا " أو يكون حال عن فاعل فاستأنفا‪،‬‬
‫ويكون الضمير في " لكما " نائبا للفاعل كما هو مذهب البصريين أو‬
‫النائب للفاعل الضمير المستتر في المغفور الراجع إلى مصدر المغفور كما‬
‫هو مذهب ابن درستويه وأتباعه‪ ،‬أو " لكما " ظرف مستقر نائب للفاعل‪،‬‬
‫كما هو مختار الكوفيين‪ ،‬والفاء للتفريع على مضمون جملة " فإذا التزما‬
‫" الخ‪ .‬وقال‪ :‬السر هو التصورات الباطلة التي يلقيها الشيطان في قلب‬
‫المؤمن وهو يتأذى بذلك‪ ،‬ول يضر بآخرته لنها محض التصور‪ ،‬فيشكو ما‬
‫يلقى من ذلك إلى أخيه انتهى‪ ،‬والصعداء منصوب على أنه مفعول مطلق‬
‫للنوع‪ ،‬قال الجوهري الصعداء بالمد تنفس ممدود‪ ،‬وقال‪ :‬أخضلت الشئ‬
‫فهو مخضل إذا بللته‪ ،‬وقوله " وإن كانت " يحتمل الوصلية والشرطية "‬
‫عالم السر وأخفى " إشارة إلى قوله تعالى " وإن تجهر بالقول فانه يعلم‬
‫السر وأخفى " )‪ (1‬والمشهور بين المفسرين أن السر ما حدث به غيره‬
‫خافضا به صوته‪ ،‬وأخفى ما يحدث به نفسه ول يلفظ به‪ ،‬وقيل السر ما‬
‫يضمره النسان فلم يظهر‪ ،‬وأخفى من ذلك ما وسوس إليه ولم يضمره‬
‫وقيل‪ :‬السر ما تفكرت فيه‪ ،‬وأخفى ما لم يخطر ببالك وعلم ال أن نفسك‬
‫تحدث به بعد زمان‪ .‬وأقول‪ :‬يحتمل أن يكون المراد بالسر ما خطر بباله‬
‫ولم يظهر‪ ،‬وأخفى ما علم أنه كان في نفسه ولم يعلم هو به‪ ،‬كالرياء الخفي‬
‫الذي صار باعثا لعمله‬

‫)‪ (1‬طه‪(8) .6 :‬‬

‫]‪[37‬‬

‫وهو يظن أن عمله خالص ل‪ ،‬وكالصفات الذميمة التي يرى النسان أنه طهر نفسه‬
‫منها‪ ،‬ويظهر بعد مجاهدة النفس أنها مملوة منها‪ ،‬وكل ذلك ظاهر لمن‬
‫تتبع عيوب نفسه وال الموفق‪ - 34 .‬كا‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي الكوفي‪ ،‬عن عبيس بن هشام‪ ،‬عن الحسين بن أحمد‬
‫المنقري‪ ،‬عن يونس بن ظبيان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن لكم‬
‫لنورا تعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه قبله في موضع‬
‫النور من جبهته )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬تعرفون " على بناء‬
‫المجهول كأنه إشارة إلى قوله تعالى‪ " :‬سيماهم في وجوههم من أثر‬
‫السجود " )‪ (2‬ول يلزم أن تكون المعرفة عامة‪ ،‬بل يعرفهم بذلك الملئكة‬
‫والئمة صلوات عليهم كما ورد في قوله تعالى " إن في ذلك ليات‬
‫للمتوسمين " )‪ (3‬أن المتوسمين هم الئمة عليهم السلم ويمكن أن‬
‫يعرفهم بذلك بعض الكمل من المؤمنين أيضا‪ ،‬وإن لم يروا النور ظاهرا‪،‬‬
‫وتفرس أمثال هذه المور قد يحصل لكثير من الناس بمجرد رؤية سيماهم‪،‬‬
‫بل لبعض الحيوانات أيضا كما أن الشاة إذا رأت الذئب تستنبط من سيماه‬
‫العداوة‪ ،‬وإن لم ترها أبدا‪ ،‬ومثل ذلك كثير‪ ،‬وقوله‪ " :‬حتى أن أحدكم "‬
‫يحتمل وجهين الول أن ال تعالى إنما جعل موضع القبلة المكان الخاص‬
‫من الجبهة‪ ،‬لنه موضع النور‪ ،‬والثاني أن المؤمن إنما يختار هذا الموضع‬
‫لكونه موضع النور واقعا‪ ،‬وإن لم ير النور ولم يعرفه‪ ،‬ويدل على أن‬
‫موضع التقبيل في الجبهة‪ - 35 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن رفاعة بن موسى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل يقبل‬
‫رأس أحد ول يده إل رسول ال صلى ال عليه وآله أو من أريد به رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .185‬الفتح‪ (3) .29 :‬الحجر‪ (4) .75 :‬الكافي ج ‪:2‬‬
‫‪.185‬‬

‫]‪[38‬‬

‫تبيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬أو من أريد به رسول ال " من الئمة عليهم السلم‬
‫إجماعا وغيرهم من السادات والعلماء على الخلف‪ ،‬وإن لم أر في كلم‬
‫أصحابنا تصريحا بالحرمة‪ ،‬قال بعض المحققين‪ :‬لعل المراد بمن أريد به‬
‫رسول ال الئمة المعصومون عليهم السلم كما يستفاد من الحديث التي‪،‬‬
‫ويحتمل شمول الحكم العلماء بال وبأمر ال مع العاملين بعلمهم والهادين‬
‫للناس ممن وافق قوله فعله‪ ،‬لن العلماء الحق ورثة النبياء فل يبعد‬
‫دخولهم فيمن يراد به رسول ال صلى ال عليه وآله‪ .‬قال الشهيد قدس ال‬
‫روحه في قواعده‪ :‬يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به عادة الزمان وإن لم‬
‫يكن منقول عن السلف‪ ،‬لدللة العمومات عليه قال تعالى‪ " :‬ذلك ومن‬
‫يعظم شعائر ال فانها من تقوى القلوب " )‪ (1‬وقال تعالى‪ " :‬ذلك ومن‬
‫يعظم حرمات ال فهو خير له عند ربه " )‪ (2‬ولقول النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ل تباغضوا ول تحاسدوا ول تدابروا ول تقاطعوا وكونوا عباد ال‬
‫إخوانا‪ ،‬فعلى هذا يجوز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه‪ ،‬وربما وجب إذا‬
‫أدى تركه إلى التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن‪ ،‬وقد صح أن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله قام إلى فاطمة عليها السلم وإلى جعفر رضي ال عنه‬
‫لما قدم من الحبشة‪ ،‬وقال للنصار‪ :‬قوموا إلى سيدكم ونقل أنه صلى ال‬
‫عليه وآله قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحا بقدومه‪ .‬فان‬
‫قلت‪ :‬قد قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أحب أن يتمثل له الناس‬
‫أو الرجال قياما فليتبوا مقعده من النار‪ ،‬ونقل أنه صلى ال عليه وآله كان‬
‫يكره أن يقام له‪ ،‬فكان إذا قدم ل يقومون لعلمهم كراهته ذلك‪ ،‬فإذا فارقهم‬
‫قاموا حتى يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه‪ .‬قلت‪ :‬تمثل الرجال قياما هو‬
‫ما تصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال قعودهم إلى أن‬
‫ينقضي مجلسهم‪ ،‬ل هذا القيام المخصوص القصير زمانه سلمنا لكن يحمل‬
‫على من أراد ذلك تجبرا وعلوا على الناس فيؤاخذ من ل يقوم له بالعقوبة‬
‫أما من يريده لدفع الهانة عنه والنقيصة له‪ ،‬فل حرج عليه لن دفع‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .33 :‬الحج‪.31 :‬‬

‫]‪[39‬‬

‫الضرر عن النفس واجب‪ ،‬وأما كراهيته صلى ال عليه وآله فتواضع ل وتخفيف‬
‫على أصحابه وكذا ينبغي للمؤمن أن ل يحب ذلك‪ ،‬وأن يؤاخذ نفسه بمحبة‬
‫تركه إذا مالت إليه‪ ،‬ولن الصحابة كانوا يقومون كما في الحديث‪ ،‬ويبعد‬
‫عدم علمه صلى ال عليه وآله بهم مع أن فعلهم يدل على تسويغ ذلك‪ .‬وأما‬
‫المصافحة فثابتة من السنة‪ ،‬وكذا تقبيل موضع السجود وتقبيل اليد فقد‬
‫ورد أيضا في الخبر عن رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا تلقى الرجلن‬
‫فتصافحا تحاتت ذنوبهما‪ ،‬وكان أقربهما إلى ال سبحانه أكثرهما بشرا‬
‫لصاحبه‪ ،‬وفي الكافي للكليني رحمه ال في هذه المقامات أخبار كثيرة‪،‬‬
‫وأما المعانقة فجائزة أيضا لما ثبت من معانقة النبي صلى ال عليه وآله‬
‫جعفرا واختصاصه به غير معلوم‪ ،‬وفي الحديث أنه قبل بين عيني جعفر‬
‫عليه السلم مع المعانقة‪ ،‬وأما تقبيل المحارم على الوجه فجائز ما لم يكن‬
‫لريبة أو تلذذ‪ - 36 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن زيد‬
‫النرسي عن علي بن مزيد صاحب السابري قال دخلت على أبي عبد ال‬
‫عليه السلم فتناولت يده فقبلتها‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنها ل تصلح إلى لنبي أو‬
‫وصى نبي )‪ .(1‬بيان‪ :‬يدل على المنع من تقبيل يد غير المعصومين عليهم‬
‫السلم لكن الخبر مع جهالته ليس بصريح في الحرمة بل ظاهره الكرامة‪.‬‬
‫‪ - 37‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن يونس بن‬
‫يعقوب قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ناولني يدك أقبلها‪ ،‬فأعطانيها‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك رأسك‪ ،‬ففعل فقبلته فقلت‪ :‬جعلت فداك فرجلك ! فقال‪:‬‬
‫أقسمت أقسمت أقسمت ثلثا وبقي شئ ؟ وبقي شئ ؟ وبقي شئ ؟ )‪.(2‬‬
‫تبيين‪ " :‬أقسمت " أقول‪ :‬يحتمل وجوها الول أن يكون على صيغة‬
‫المتكلم ويكون إخبارا أي حلفت أن ل اعطي رجلي أحدا يقبلها‪ ،‬إما لعدم‬
‫جوازه أو عدم رجحانه أو للتقية‪ ،‬وقوله‪ " :‬بقي شئ " استفهام على‬
‫النكار‪ ،‬أي هل بقي‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪(*) .185 :2‬‬

‫]‪[40‬‬

‫احتمال الرخصة والتجويز بعد القسم‪ ،‬الثاني أن يكون إنشاء للقسم ومناشدة أي‬
‫أقسم عليك أن تترك ذلك للوجوه المذكورة‪ ،‬وهل بقي بعد مناشدتي إياك‬
‫من طلبك التقبيل شئ أو لم يبق بعد تقبيل اليد والرأس شئ تطلبه‪ ،‬الثالث‬
‫ما كان يقوله بعض الفاضل رحمه ال‪ :‬وهو أن يكون المعنى أقسمت‬
‫قسمة بيني وبين خلفاء الجور فاخترت اليد والرأس‪ ،‬وجعلت الرجل لهم "‬
‫بقي شئ " أي ينبغي أن يبقى لهم شئ لعدم التضرر منهم‪ ،‬الرابع ما قال‬
‫بعضهم أيضا أنه أقسمت بصيغة الخطاب على الستفهام للنكار‪ ،‬أي‬
‫أأقسمت أن تفعل ذلك فتبالغ فيه‪ ،‬وبقي شئ على الوجه السابق‪ ،‬والخامس‬
‫ما ذكره بعض الفاضل وهو أن أقسمت على صيغة الخطاب وثلثا من كلم‬
‫المام عليه السلم أي أقسمت قسما لتقبيل اليد وآخر لتقبيل الرأس وآخر‬
‫لتقبيل الرجلين‪ ،‬وفعلت اثنين وبقي الثالث‪ ،‬وهو تقبيل الرجلين فافعل فانه‬
‫يجب عليك‪ ،‬السادس ما قيل‪ :‬إن أقسمت بصيغة الخطاب من القسم بالكسر‪،‬‬
‫وهو الحظ والنصيب أي أخذت حظك ونصيبك وليبق شئ مما يجوز أن‬
‫يقبل للتقية‪ .‬وأقول‪ :‬ل يخفى ما في الوجوه الخيرة من البعد والركاكة‪ ،‬ثم‬
‫إنه يحتمل على بعض الوجوه المتقدمة أن يكون المراد بقوله‪ " :‬بقي شئ‬
‫" التعريض بيونس وأمثاله أي بقي شئ آخر سوى هذه التواضعات‬
‫الرسمية والتعظيمات الظاهرية وهو السعي في تصحيح العقائد القلبية‪.‬‬
‫ومتابعتنا في جميع أعمالنا وأقوالنا‪ ،‬وهي أهم من هذا الذي تهتم به‪ ،‬لنه‬
‫عليه السلم كان يعلم أنه سيضل ويصير فطحيا وأما قوله‪ " :‬رأسك "‬
‫فيحتمل الرفع والنصب والخير أظهر أي ناولني رأسك‪ ،‬وقوله‪ " :‬فرجلك‬
‫" مبتدأ وخبره مخذوف أي اريد أن اقبلهما‪ ،‬أو ما حالهما ؟ أي يجوز لي‬
‫تقبيلهما ؟‪ - 38 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن العمر كي بن علي‪ ،‬عن علي‬
‫بن جعفر عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬من قبل للرحم ذا قرابة فليس‬
‫عليه شئ‪ ،‬وقبلة الخ على الخد‪ ،‬وقبله المام بين عينيه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪.185 :2‬‬


‫]‪[41‬‬

‫بيان‪ " :‬من قبل للرحم " أي ل للشهوة والغراض الباطلة‪ ،‬و " قبلة الخ " أي‬
‫النسبي أو اليماني و " قبلة المام " الظاهر أنه إضافة إلى المفعول‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬إلى الفاعل أي قبلة المام ذا قرابته بين العينين وكأنه ذهب إلى ذلك‬
‫لفعل النبي " صلى ال عليه وآله ذلك بجعفر رضي ال عنه ول يخفى ما‬
‫فيه‪ - 39 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي‬
‫الصباح مولى آل سام عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ليس القبلة على‬
‫الفم‪ ،‬إل للزوجة والولد الصغير )‪ .(1‬بيان‪ :‬كأن المراد بالزوجة ما يعم ملك‬
‫اليمين‪ - 40 ،‬سن‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن مالك بن‬
‫أعين عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن المؤمنين يلتقيان فيصافح كل‬
‫واحد منهما صاحبه فما يزال ال تبارك وتعالى ناظرا إليهما بالمحبة‬
‫والمغفرة‪ ،‬وإن الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما حتى يفترقا )‪،(2‬‬
‫‪ - 41‬شى‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬إن‬
‫المؤمن إذا لقي أخاه وتصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما ما داما‬
‫متصافحين‪ ،‬كتحات الورق عن الشجر‪ ،‬فإذا افترقا قال ملكاهما‪ :‬جزاكما ال‬
‫خيرا عن أنفسكما‪ ،‬فان التزم كل واحد منهما صاحبه‪ ،‬ناداهما مناد‪ :‬طوبى‬
‫لكما وحسن مآب‪ ،‬وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم وفرعها في منازل أهل الجنة‪ ،‬فإذا افترقا ناداهما ملكان‬
‫كريمان‪ :‬أبشرا يا وليي ال بكرامة ال‪ ،‬والجنة من ورائكما )‪- 42 .(3‬‬
‫كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عن مالك الجهني قال‪ :‬إني يوما عند أبي عبد‬
‫ال عليه السلم وأنا أحدث نفسي بفضل الئمة من أهل البيت‪ ،‬إذ أقبل علي‬
‫أبو عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬يا مالك أنتم وال شيعتنا حقا‪ ،‬ل ترى أنك‬
‫أفرطت في القول في فضلنا‪ ،‬يا مالك إنه ليس يقدر على صفة ال وكنه‬
‫عظمته‪ ،‬ول المثل العلى‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ (2) .186 :2‬المحاسن‪ 143 :‬في حديث‪ (3) .‬تفسير العياشي ج ‪:2‬‬
‫‪.212‬‬

‫]‪[42‬‬

‫وكذلك ل يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به‪ ،‬كما أوجب ال له على أخيه‬
‫المؤمن‪ ،‬يا مالك إن المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فل‬
‫يزال ال ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة‪ ،‬وإن الذنوب لتتحات عن‬
‫وجوههما حتى يفترقا‪ ،‬فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند ال ؟ )‪.(1‬‬
‫وعن أبي حمزة قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وهو متخل‪،‬‬
‫فقعدت في جانب البيت‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن نفسك لتحدثك بشئ‪ ،‬وتقول لك‪ :‬إنك‬
‫مفرط في حبنا أهل البيت‪ ،‬وليس هو كما تقول‪ ،‬إن المؤمن ليلقا أخاه‬
‫فيصافحه فيقبل ال عليهما بوجهه‪ ،‬ويتحات الذنوب عنهما حتى يفترقا )‬
‫‪ - 43 .(2‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا قبل أحدكم ذات محرم‬
‫قد حاضت‪ :‬أخته أو عمته أو خالته فليقبل بين عينيها ورأسها‪ ،‬وليكف عن‬
‫خدها وعن فيها )‪ - 44 .(3‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫محمد البغوي‪ ،‬عن داود ابن عمرو الضبي‪ ،‬عن عبد ال بن المبارك‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن أيوب‪ ،‬عن عبد ال بن زحر‪ ،‬عن علي بن يزيد‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫أبي أمامة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬تحياتكم بينكم بالمصافحة )‬
‫‪ - 45 .(4‬كتاب زيد النرسى‪ :‬قال )‪ (5‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم‬
‫فتناولت يده فقبلتها‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنه ل يصلح إلى لنبي أو من أريد به النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ - 46 .‬عدة الداعي‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل ال يده بين أيديهما فيصافح أشدهما‬
‫حبا لصاحبه‪ - 46 .‬أربعين الشهيد‪ :‬باسناده عن السيد المرتضى رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬عن الشيخ المفيد‪ ،‬عن أبي المفضل الشيباني‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن‬
‫بطة‪ ،‬عن أحمد بن أبي‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ (2) .404 :2‬كشف الغمة ج ‪ (3) .410 :2‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫‪ (4) .19‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .253‬لعل القائل على بن مزيد‬
‫صاحب السابرى كما مر تحت الرقم ‪.36‬‬

‫]‪[43‬‬

‫عبد ال البرقي‪ ،‬عن فضالة عن الحسين بن عثمان‪ ،‬عن ابن بسطام قال‪ :‬كنت عند‬
‫أبي عبد ال عليه السلم فأتى رجل فقال‪ :‬جعلت فداك إني رجل من أهل‬
‫الجبل‪ ،‬وربما لقيت رجل من إخواني‪ ،‬فالتزمته‪ ،‬فيعيب علي بعض الناس‬
‫ويقولون‪ :‬هذه من فعل العاجم وأهل الشرك‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬ولم ذاك ؟‬
‫فقد التزم رسول ال صلى ال عليه وآله جعفرا وقبل بين عينيه‪* .101 .‬‬
‫)باب( * * " )الصلح بين الناس( " * اليات‪ :‬النساء‪ :‬من يشفع شفاعة‬
‫حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان‬
‫ال على كل شئ مقيتا )‪ .(1‬وقال تعالى‪ :‬ل خير من كثير من نجويهم إل‬
‫من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء‬
‫مرضات ال فسوف نؤتيه أجرا عظيما )‪ .(2‬النفال‪ :‬فاتقوا ال وأصلحوا‬
‫ذات بينكم )‪ .(3‬الحجرات‪ :‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم‬
‫واتقوا ال لعلكم ترحمون )‪ - 1 .(4‬ما‪ :‬باسناد المجاشعي‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما عمل‬
‫امرؤا عمل بعد إقامة الفرائض خيرا من إصلح بين الناس‪ ،‬يقول‪ :‬خيرا‪،‬‬
‫وينمي خيرا )‪ - 2 .(5‬ما‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إصلح ذات البين أفضل من عامة الصلة والصوم )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .87 :‬النساء‪ (3) .115 :‬النفال‪ (4) .1 :‬الحجرات‪(6 - 5) .10 :‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.135‬‬

‫]‪[44‬‬

‫قال الشيخ رحمه ال‪ :‬أقول‪ :‬إن المعنى في ذلك يكون المراد صلة التطوع والصوم‪.‬‬
‫‪ - 3‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم يقول‪ :‬لن أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق‬
‫بدينارين )‪ - 4 .(1‬جا‪ :‬الحسن بن حمزة‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عمر الفرق وحذيفة بن منصور‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬صدقة يحبها ال إصلح بين الناس‪ ،‬إذا‬
‫تفاسدوا‪ ،‬وتقريب بينهم إذا تباعدوا )‪ - 5 .(2‬عدة الداعي‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أفضل الصدقة صدقة اللسان‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله وما صدقة اللسان ؟ قال‪ :‬الشفاعة تفك بها السير‪ ،‬وتحقن‬
‫بها الدم‪ ،‬وتجر بها المعروف إلى أخيك‪ ،‬وتدفع بها الكريهة‪ - 6 .‬كا‪ :‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن حماد ابن‬
‫أبي طلحة‪ ،‬عن حبيب الحول قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪:‬‬
‫صدقة يحبها ال إصلح بين الناس إذا تفاسدوا‪ ،‬وتقارب بينهم إذا تباعدوا‬
‫)‪ .(3‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن حذيفة بن منصور‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪ .(4‬بيان‪ :‬تقارب أي سعى في تقاربهم‬
‫أو أصل تقاربهم‪ - 7 .‬كا‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن هشام ابن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لن‬
‫اصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين )‪ - 8 .(5‬كا‪ :‬عن محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن المفضل قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) .133 :‬مجالس المفيد‪ (5 - 3) .14 :‬الكافي ج ‪.209 :2‬‬

‫]‪[45‬‬
‫مالي )‪ .(1‬بيان‪ " :‬فافتدها " كأن الفتداء هنا مجاز فان المال يدفع المنازعة كما‬
‫أن الدية تدفع طلب الدم‪ ،‬أو كما أن السير ينقذ بالفداء‪ ،‬فكذلك كل منهما‬
‫ينقذ من الخر بالمال‪ ،‬فالسناد إلى المنازعة على المجاز‪ ،‬في المصباح فدا‬
‫من السير يفديه فدى مقصور وتفتح الفاء وتكسر إذا استنقذه بمال واسم‬
‫ذلك المال الفدية وهو عوض السير وفاديته مفاداة وفداء أطلقته وأخذت‬
‫فديته‪ ،‬وتفادى القوم اتقى بعضهم ببعض‪ ،‬كأن كل واحد يجعل صاحبه فداه‪،‬‬
‫وفدت المرأة نفسها من زوجها تفدي وأفدت أعطته مال حتى تخلصت منه‬
‫بالطلق‪ - 9 .‬كا‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي حنيفة سايق الحاج‬
‫قال‪ :‬مر بنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في ميراث‪ ،‬فوقف علينا ساعة ثم‬
‫قال لنا‪ :‬تعالوا إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربع مائة درهم‪ ،‬فدفعها‬
‫إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال‪ :‬أما إنها‬
‫ليست من مالي‪ ،‬ولكن أبو عبد ال عليه السلم أمرني إذا تنازع رجلن من‬
‫أصحابنا في شئ أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله فهذا من مال أبي عبد‬
‫ال عليه السلم )‪ .(2‬تبيان‪ :‬أبو حنيفة اسمه سعيد بن بيان‪ ،‬وسابق‬
‫صححه في اليضاح وغيره بالباء الموحدة‪ ،‬وفي أكثر النسخ بالياء من‬
‫السوق‪ ،‬وعلى التقديرين إنما لقب بذلك لنه كان يتأخر عن الحاج ثم يعجل‬
‫ببقية الحاج من الكوفة ويوصلهم إلى عرفة في تسعة أيام أو في أربعه‬
‫عشر يوما‪ ،‬وورد لذلك ذمه في الخبار‪ ،‬لكن وثقه النجاشي وروى في‬
‫الفقيه عن أيوب بن أعين قال‪ :‬سمعت الوليد بن صبيح يقول لبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬إن أبا حنيفة رأى هلل ذي الحجة بالقادسية‪ ،‬وشهد معنا‬
‫عرفة‪ ،‬فقال‪ :‬ما لهذا صلة‪ ،‬ما لهذا صلة )‪ .(3‬والختن بالتحريك زوج بنت‬
‫الرجل وزوج أخته أو كل من كان من قبل المرءة‪ ،‬والتشاجر التنازع "‬
‫فوقف علينا ساعة " كأن وقوفه كان لستعلم المر‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .209‬الفقيه ج ‪.191 :2‬‬

‫]‪[46‬‬

‫المتنازع فيه‪ ،‬وأنه يمكن إصلحه بالمال أم ل " حتى إذا استوثق " أي أخذ من كل‬
‫منا حجة لرفع الدعوى عن الخر في القاموس‪ ،‬استوثق أخذ منه الوثيقة‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬يدل كسابقه على مدح المفضل وأنه كان أمينه عليه السلم‬
‫واستحباب بذل المال لرفع التنازع بين المؤمنين‪ ،‬وأن أبا حنيفة كان من‬
‫الشيعة‪ - 10 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن معاوية‬
‫بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬المصلح ليس بكاذب )‪.(1‬‬
‫بيان‪ " :‬المصلح ليس بكاذب " أي إذا نقل المصلح كلما من أحد الجانبين‬
‫إلى الخر لم يقله‪ ،‬وعلم رضاه به‪ ،‬أو ذكر فعل لم يفعله للصلح‪ ،‬ليس‬
‫من الكذب المحرم بل هو حسن‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه ل يسمى كذبا اصطلحا وإن كان‬
‫كذبا لغة لن الكذب في الشرع ما ل يطابق الواقع‪ ،‬ويذم قائله‪ ،‬وهذا ل يذم‬
‫قائله شرعا‪ - 11 .‬كا‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي‬
‫بن إسماعيل عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في قول‬
‫ال عزوجل‪ " :‬ول تجعلوا ال عرضة ل يمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا‬
‫بين الناس " )‪ (2‬قال‪ :‬إذا دعيت لصلح بين اثنين‪ ،‬فل تقل‪ :‬علي يمين أل‬
‫أفعل )‪ .(3‬تبيين‪ " :‬ول تجعلوا ال عرضة " قال البيضاوي‪ :‬العرضة فعلة‬
‫بمعنى المفعول كالقبضة يطلق لما يعرض دون الشئ‪ ،‬وللمعرض للمر‪،‬‬
‫ومعنى الية على الول ول تجعلوا ال حاجزا لما حلفتم عليه من أنواع‬
‫الخير‪ .‬فيكون المراد باليمان المور المحلوف عليها‪ ،‬كقوله عليه السلم‬
‫لبن سمرة‪ :‬إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو‬
‫خيرو كفر عن يمينك )‪ (4‬و " أن " مع صلتها عطف بيان لها‪ ،‬واللم‬
‫صلة عرضة‪ ،‬لما فيها من معنى العراض‪ ،‬ويجوز أن يكون للتعليل‬
‫ويتعلق " أن " بالفعل أو بعرضة أي ول تجعلوا ال عرضة لن تبروا‬
‫لجل أيمانكم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ (2) .209 :2‬البقرة‪ (4) .224 :‬تراه في مشكاة المصابيح‪:‬‬
‫‪ 296‬وقال‪ :‬متفق عليه‪.‬‬

‫]‪[47‬‬

‫به‪ ،‬وعلى الثاني ول تجعلوه معرضا ليمانكم فتبتذلوه بكثرة الحلف به‪ ...‬و " أن‬
‫تبروا " علة النهي أي أنهاكم عنه إرادة بركم وتقواكم وإصلحكم بين‬
‫الناس فان الحلف مجترئ على ال والمجترئ على ال ل يكون برا متقيا‬
‫ول موثوقا به في إصلح ذات البين )‪ .(1‬وقال الطبرسي رحمه ال‪ :‬في‬
‫معناه ثلثة أقوال‪ :‬أحدها أن معناه ول تجعلوا اليمين بال علة مانعة لكم‬
‫من البر والتقوى من حيث تعتمدونها لتعتلوا بها‪ ،‬وتقولوا‪ :‬حلفنا بال ولم‬
‫تحلفوا به‪ ،‬والثاني أن عرضة معناه حجة‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬ل تجعلوا اليمين بال‬
‫حجة في المنع من البر والتقوى فان كان قد سلف منكم يمين ثم ظهر أن‬
‫غيرها خير منها فافعلوا الذي هو خير‪ ،‬ول تحتجوا بما قد سلف من‬
‫اليمين‪ ،‬والثالث أن معناه ل تجعلوا اليمين بال عدة مبتذلة في كل حق‬
‫وباطل‪ ،‬لن تبروا في الحلف بها‪ ،‬وتتقوا المأثم فيها‪ ،‬وهو المروي عن‬
‫أئمتنا عليهم السلم نحو ماروي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال‪ :‬ل‬
‫تحلفوا بال صادقين ول كاذبين فانه يقول سبحانه‪ " :‬ول تجعلوا ال‬
‫عرضة ليمانكم " وتقديره على الوجه الول والثاني ل تجعلوا ال مانعا‬
‫عن البر والتقوى باعتراضك به حالفا‪ .‬وعلى الثالث ل تجعلوا ال مما‬
‫تحلف به دائما باعتراضك بالحلف به في كل حق وباطل )‪ .(2‬وقوله‪ " :‬أن‬
‫تبروا " قيل في معناه أقوال الول لن تبروا على معنى الثبات أي لن‬
‫تكونوا بررة أتقياء‪ ،‬فان من قلت يمينه كان أقرب إلى البر ممن كثرت‬
‫يمينه وقيل‪ :‬لن تبروا في اليمين‪ ،‬والثاني أن المعنى لدفع أن تبروا أو‬
‫لترك أن تبروا‪ ،‬فحذف المضاف‪ ،‬والثالث أن معناه أن ل تبروا فحذف ل "‬
‫وتتقوا " أي تتقوا الثم والمعاصي في اليمان " وتصلحوا بين الناس "‬
‫أي ل تجعلوا الحلف بال علة أو حجة في أن ل تبروا ول تتقوا ول‬
‫تصلحوا بين الناس‪ ،‬أو لدفع أن تبروا وتتقوا وتصلحوا‪ ،‬وعلى الوجه‬
‫الثالث ل تجعلوا اليمين بال مبتذلة لن تبروا وتتقوا وتصلحوا أي لكي‬
‫تكونوا من البررة والتقياء والمصلحين‬

‫)‪ (1‬أنوار التنزيل‪ (2) .56 :‬مجمع البيان ج ‪.321 :2‬‬

‫]‪[48‬‬

‫بين الناس‪ ،‬فان من كثرت يمينه ل يوثق بحلفه‪ ،‬ومن قلت يمينه فهو أقرب إلى‬
‫التقوى‪ ،‬والصلح بين الناس )‪ - 12 .(1‬كا‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن معاوية بن وهب أو معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬أبلغ عني كذا وكذا في أشياء أمر بها‪ ،‬قلت‪ :‬فأبلغهم‬
‫عنك وأقول عني ما قلت لي وغير الذي قلت ؟ قال‪ :‬نعم إن المصلح ليس‬
‫بكذاب إنما هو الصلح ليس بكذب )‪ .(2‬بيان‪ :‬ذهب بعض الصحاب إلى‬
‫وجوب التورية في هذه المقامات ليخرج عن الكذب‪ ،‬كأن ينوي بقوله‪ :‬قال‬
‫كذا‪ :‬رضي بهذا القول‪ ،‬ومثل ذلك وهو أحوط‪) * .102 .‬باب( * * "‬
‫)التكاتب وآدابه والفتتاح بالتسمية في الكتابة( " * * " )وفى غيرها من‬
‫المور( " * اليات‪ :‬النمل‪ :‬إنه من سليمن وإنه بسم ال الرحمن الرحيم *‬
‫أل تعلوا على وأتوني مسلمين )‪ .(3‬القلم‪ :‬ن والقلم وما يسطرون‪ .‬العلق‪:‬‬
‫اقرأ وربك الكرم * الذي علم بالقلم * علم النسان ما لم يعلم )‪ - 1 .(4‬ب‪:‬‬
‫ابن عيسى وابن أبي الخطاب معا‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬كان أبو الحسن عليه السلم يترب الكتاب )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ (2) .322 :2‬الكافي ج ‪ (3) .209 :2‬النمل‪ (4) .31 :‬العلق‪:‬‬
‫‪ (5) .5 - 3‬قرب السناد ص ‪ 226‬ط النجف‪.‬‬

‫]‪[49‬‬
‫‪ - 2‬ل‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إبراهيم النوفلي رفعه‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم أن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم كتب إلى عماله أدقوا أقلمكم‪ ،‬وقاربوا بين‬
‫سطوركم‪ ،‬واحذفوا عني فضولكم واقصدوا قصد المعاني‪ ،‬وإياكم والكثار‪،‬‬
‫فان أموال المسلمين ل تحتمل الضرار )‪ - 3 .(1‬ل‪ :‬محمد بن أحمد‬
‫البغدادي‪ ،‬عن علي بن محمد بن عنبسة‪ ،‬عن دارم بن قبيصة ونعيم بن‬
‫صالح‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه صلوات ال عليهم قال‪ :‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬باكروا بالحوائج‪ ،‬فانها ميسرة‪ ،‬وتربوا الكتاب فانه أنجح‬
‫للحاجة‪ ،‬واطلبوا الخير عند حسان الوجوه )‪ - 4 .(2‬ع )‪ (3‬ن‪ :‬في خبر‬
‫الشامي إن أمير المؤمنين عليه السلم سئل‪ :‬لم سمي تبع تبعا ؟ فقال‪ :‬لنه‬
‫كان غلما كاتبا وكان يكتب لملك كان قبله‪ ،‬فكان إذا كتب كتب بسم ال‬
‫الذي خلق صيحا وريحا‪ ،‬فقال الملك‪ :‬اكتب وابدأ باسم ملك الرعد فقال‪ :‬ل‬
‫أبدأ إل باسم إلهي ثم أعطف على حاجتك‪ ،‬فشكر ال عزوجل له ذلك‬
‫فأعطاه ملك ذلك الملك‪ ،‬فتابعه الناس على ذلك فسمي تبعا )‪ - 5 .(4‬ن‪:‬‬
‫ابن المتوكل وابن هشام والمكتب والوراق والدقاق جميعا عن الكليني‪ ،‬عن‬
‫علي بن إبراهيم العلوي‪ ،‬عن موسى بن محمد المحاربي‪ ،‬عن رجل قال‪:‬‬
‫استنشد المأمون الرضا عليه السلم بعض الشعار فلما أنشده قال له‬
‫المأمون‪ :‬إذا أمرت أن تترب الكتاب كيف تقول ؟ قال‪ :‬ترب‪ ،‬قال‪ :‬فمن‬
‫السحا‪ ،‬قال‪ :‬سح‪ ،‬قال‪ :‬فمن الطين‪ ،‬قال‪ :‬طين‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬يا غلم ترب‬
‫هذا الكتاب وسحه وطينه‪ ،‬وامض به إلى الفضل بن سهل‪ ،‬وخذ لبي‬
‫الحسن ثلثمائة ألف درهم )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .149‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .31‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .207‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .246‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.174‬‬

‫]‪[50‬‬

‫أقول‪ :‬قد أوردنا الخبر بتمامه في أبواب تاريخه عليه السلم )‪ - 6 .(1‬ف‪ :‬عن داود‬
‫الصرمي‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث عليه السلم قال‪ :‬أمرني عليه السلم‬
‫بحوائج كثيرة‪ ،‬فقال لي‪ :‬قل‪ :‬كيف تقول ؟ فلم أحفظ مثل ما قال لي‪ ،‬فمد‬
‫الدواة وكتب بسم ال الرحمن الرحيم اذكر إنشاء ال‪ ،‬والمر بيد ال‪،‬‬
‫فتبسمت‪ ،‬فقال‪ :‬مالك ؟ قلت‪ :‬خير‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك ذكرت‬
‫حديثا حدثني به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا إذا أمر بحاجة كتب بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم اذكر إنشاء ال‪ ،‬فتبسمت‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا داود لو قلت‪ :‬إن‬
‫تارك التسمية كتارك الصلة‪ ،‬لكنت صادقا )‪ - 7 .(2‬سن‪ :‬بعض أصحابنا‬
‫رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يستدل بكتاب الرجل على عقله‬
‫وموضع بصيرته‪ ،‬وبرسوله على فهمه وفطنته )‪ - 8 .(3‬كشف‪ :‬قال‬
‫الحافظ عبد العزيز‪ :‬روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلم أنه قال‬
‫لموله نافد‪ :‬إذا كتبت رقعة أو كتابا في حاجة فأردت أن تنجح حاجتك التي‬
‫تريد فاكتب رأس الرقعة بقلم غير مديد )‪ (4‬بسم ال الرحمن الرحيم إن ال‬
‫وعد الصابرين المخرج مما يكرهون‪ ،‬والرزق من حيث ل يحتسبون‪،‬‬
‫جعلنا ال وإياكم من الذين ل خوف عليهم ول هم يحزنون‪ ،‬قال نافد‪ :‬فكنت‬
‫أفعل ذلك فتنجح حوائجي )‪ - 9 .(5‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫رسولك ترجمان عقلك‪ ،‬وكتابك أبلغ من ينطق عنك )‪ - 10 .(6‬كتاب‬
‫المامة والتبصرة‪ :‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن سعيد‬
‫عن الحسن بن عبيد الكندي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله للذي يملي عليه في بعض حوائجه‪ :‬ضع القلم على أذنك‪ ،‬فهو‬
‫أذكى للمملي‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 49‬ص ‪ 108‬من هذه الطبعة‪ (2) .‬تحف العقول ص ‪ 483‬ط ‪ 511‬ط‪.‬‬
‫)‪ (3‬المحاسن ص ‪ (4) .195‬أي من غير سواد )‪ (5‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (6) .380‬نهج البلغة الرقم ‪ 301‬من الحكم‪.‬‬

‫]‪[51‬‬

‫‪) .103‬باب( * " )العطاس والتسميت( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من سمع عطسة فحمد ال وأثنى عليه وصلى عليه محمد وآل محمد‪،‬‬
‫لم يشتك ضرسه ول عينه أبدا‪ ،‬ثم قال‪ :‬وإن سمعها وبينها وبينه البحر فل‬
‫يدع أن يقول ذلك‪ .‬عن أبي مريم قال‪ :‬عطس عاطس عند أبي جعفر عليه‬
‫السلم فقال أبو جعفر‪ :‬نعم الشئ العطاس‪ ،‬فيه راحة للبدن‪ ،‬ويذكر ال‬
‫عنه‪ ،‬ويصلى على النبي صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقلت‪ :‬إن محدثي العراق‬
‫يحدثون أنه ل يصلى على النبي صلى ال عليه وآله في ثلث مواضع‪ :‬عند‬
‫العطاس‪ ،‬وعند الذبيحة وعند الجماع‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إن كانوا كذبوا فل تنلهم‬
‫شفاعة محمد صلى ال عليه وآله‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫قال إذا سمع عاطسا‪ :‬الحمد ل على كل حال‪ ،‬ما كان من أمر الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله‪ :‬لم‪ .‬ير في فمه سوءا‪ .‬عنه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من سبق العاطس بالحمد‬
‫عوفي عن وجع الضرس والخاصرة‪ .‬عن الصادق عليه السلم قال إذا‬
‫عطس النسان فقال‪ :‬الحمد ل‪ ،‬قال الملكان الموكلن به‪ :‬رب العالمين‬
‫كثيرا ل شريك له‪ ،‬فان قالها العبد قال الملكان‪ :‬وصلى ال على محمد فان‬
‫قالها العبد قال‪ :‬وعلى آل محمد‪ ،‬فان قالها العبد قال الملكان‪ :‬رحمك ال‪.‬‬
‫قال أمير المؤمين علي بن أبي طالب عليه السلم في خبر طويل‪ :‬إذا‬
‫عطس أحدكم فسمتوه‪ ،‬فان قال‪ :‬يرحمكم ال فقولوا‪ :‬يغفر ال لكم‬
‫ويرحمكم‪ ،‬فان ال قال‪ " :‬وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها‬
‫" )‪ .(1‬عن عبد ال بن أبي يعفور قال‪ :‬حضرت مجلس أبي عبد ال‬
‫صلوات ال وسلمه عليه‪ ،‬وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪.86 :‬‬

‫]‪[52‬‬

‫رحمك ال‪ ،‬قالوا‪ :‬آمين‪ ،‬فعطس أبو عبد ال عليه السلم فخجلوا ولم يحسنوا أن‬
‫يردوا عليه‪ ،‬قال‪ :‬فقولوا‪ :‬أعلى ال ذكرك وفي رواية اخرى عنهم عليهم‬
‫السلم إذا عطس النسان ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول‪:‬‬
‫الحمد ل رب العالمين وصلى ال على محمد وآله الطاهرين رغم أنفي ل‬
‫رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ول مستحسر‪ ،‬وإذا عطس غيره‬
‫فليسمته وليقل‪ :‬يرحمك ال مرة أو مرتين أو ثلثا‪ ،‬فإذا زاد فليقل شفاك‬
‫ال‪ ،‬وإذا أراد تسميت المؤمن فليقل‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬وللمرأة‪ :‬عافاك ال‬
‫وللصبي‪ :‬زرعك ال‪ ،‬وللمريض‪ :‬شفاك ال وللذمي‪ :‬هداك ال‪ ،‬وللنبي‬
‫والمام صلى ال عليك‪ ،‬وإذا سمته غيره فليرد عليه‪ ،‬وليقل‪ :‬يغفر ال لنا‬
‫ولكم‪ .‬روى أبو بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كثرة العطاس‬
‫يأمن صاحبه من خمسة أشياء أولها الجذام‪ ،‬والثاني الريح الخبيثة التي‬
‫تنزل في الرأس والوجه والثالث يأمن من نزول الماء في العين‪ ،‬والرابع‬
‫يأمن من سدة الخياشيم‪ ،‬والخامس يأمن من خروج الشعر في العين‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وإن أحببت أن تقل عطاسك فاستعط بدهن المرزنجوش‪ ،‬قلت‪ :‬مقداركم ؟‬
‫قال‪ :‬مقدار دانق‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت خمسة أيام فذهب عني‪ .‬عنه عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من عطس في مرضه كان له أمان من الموت‪ ،‬في تلك العلة وقال‪:‬‬
‫التثاؤب من الشيطان‪ ،‬والعطاس من ال عزوجل‪ .‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا كان الرجل يتحدث‬
‫فعطس عاطس فهو شاهد حق‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬العطاس‬
‫للمريض دليل على العافية‪ ،‬وراحة البدن‪ .‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من قال إذا عطس‪ :‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬على كل حال ]ما كان[ لم‬
‫يجد وجع الذنين والضراس‪ .‬وعن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا عطس‬
‫الرجل ثلثا فسمته ثم اتركه بعد ذلك‪ .‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن‬
‫عطس‪ ،‬فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ ،408 - 407‬مع تقديم وتأخير‪.‬‬

‫]‪[53‬‬

‫‪ - 2‬دعوات الراوندي‪ :‬قالوا عليهم السلم‪ :‬من قال إذا عطس‪ :‬الحمد ل رب‬
‫العالمين على كل حال‪ ،‬وصلى ال على محمد وآل محمد‪ ،‬لم يشتك شيئا من‬
‫أضراسه ول من اذنيه‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬من عطس ثم وضع يده‬
‫على قصبة أنفه ثم قال‪ :‬الحمد ل رب العالمين كثيرا كما هو أهله‪ ،‬يستغفر‬
‫ال له طائر تحت العرش إلى يوم القيامة‪ .‬وقال‪ :‬إذا عطس في الخلء‬
‫أحدكم فليحمد ال في نفسه‪ ،‬وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام‪ ،‬وفي‬
‫رواية عن صاحب الزمان عليه السلم صاحب العطسة يأمن الموت ثلثة‬
‫أيام‪ - 3 .‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد‬
‫بن الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬العطسة عند‬
‫الحديث شاهد‪ .‬ومنه‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬العطاس للمريض دليل على العافية‪،‬‬
‫وراحة البدن‪ - 4 .‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به‪ ،‬قالت الملئكة عنه‪ :‬الحمد‬
‫ل رب العالمين‪ ،‬فان قال‪ :‬الحمد ل رب العالمين قالت الملئكة‪ :‬يغفر ال‬
‫لك )‪ - 5 .(1‬يج‪ :‬روي‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن نسيم ومارية أنه لما خرج‬
‫صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه‪ ،‬رافعا سبابتيه نحو‬
‫السماء‪ ،‬ثم عطس وقال‪ :‬الحمد ل رب العالمين وصلى ال عليه محمد‬
‫وآله عبدا داخرا ل‪ ،‬غير مستنكف ول مستكبر ثم‪ ،‬قال‪ :‬زعمت الظلمة أن‬
‫حجة ال داحضة‪ ،‬ولو أذن لنا في الكلم لزال الشك )‪ - 6 .(2‬ب‪ :‬هارون‪،‬‬
‫عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬كان أبي عليه السلم‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .181 :‬مختار الخرائج‪.216 :‬‬

‫]‪[54‬‬

‫يقول‪ :‬إذا عطس أحدكم وهو على خلء فليحمد ال في نفسه )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى‬
‫بعض الخبار في باب التسليم‪ ،‬وفي باب جوامع المكارم‪ ،‬وفي باب حقوق‬
‫المؤمن‪ - 7 .‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن بشير‪ ،‬عن أبي عيينة‪ ،‬عن منصور بن خازم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬قال‪ :‬ثلثة يرد عليهم الدعاء جماعة وإن كانوا واحدا‪ :‬الرجل‬
‫يعطس فيقال له‪ :‬يرحمكم ال فان معه غيره‪ .‬والرجل يسلم على الرجل‬
‫فيقول‪ :‬السلم عليكم‪ .‬والرجل يدعو للرجل فيقول‪ :‬عافاكم ال‪ .‬قال‬
‫الصدوق رضوان ال عليه‪ :‬يقال للعاطس إذا كان مخالفا‪ :‬يرحمكم ال‬
‫والمراد به الملكان الموكلن به فأما المؤمن فانه يقال له‪ :‬يرحمك ال إذا‬
‫عطس )‪ - 8 .(2‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن وهب‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن عليا عليه السلم قال‪ :‬يسمت العاطس‬
‫ثلثا فما فوقها فهو ريح‪ ،‬وفي حديث آخر أنه إن زاد العاطس على ثلث‬
‫قيل له‪ :‬شفاك ال‪ ،‬لن ذلك من علة )‪ - 9 .(3‬ل‪ :‬في خبر العمش‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم الصلة على النبي صلى ال عليه وآله واجبة في كل‬
‫المواطن‪ ،‬وعند العطاس‪ ،‬والرياح‪ ،‬وغير ذلك )‪ - 10 .(4‬ن‪ :‬فيما كتب‬
‫الرضا عليه السلم للمأمون‪ :‬والصلة على النبي صلى ال عليه وآله‬
‫واجبة في كل موطن‪ ،‬وعند العطاس والذبائح وغير ذلك )‪ - 11 .(5‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا عطس أحدكم فسمتوه‪:‬‬
‫قولوا يرحمكم ال ويقول هو لكم‪ :‬يغفر ال لكم ويرحمكم‪ ،‬قال ال تبارك‬
‫وتعالى‪ " :‬وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " )‪- 12 .(6‬‬
‫ك‪ :‬ماجيلويه والعطار معا‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الحسين بن علي‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (3 - 2) .36 :‬الخصال ج ‪ (4) .62 :1‬الخصال‪ :‬ج ‪(5) .153 :2‬‬
‫عيون الخبار ج ‪ (6) .124 :2‬الخصال ج ‪.168 :2‬‬

‫]‪[55‬‬

‫النيسابوري‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد بن عبد ال بن موسى عليه السلم‪ ،‬عن‬


‫السياري‪ ،‬عن نسيم خادم أبي محمد عليه السلم قالت‪ :‬قال لي صاحب‬
‫الزمان عليه السلم وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬قالت نسيم‪ :‬ففرحت بذلك‪ ،‬فقال لي عليه السلم‪ :‬أل‬
‫ابشرك في العطاس ؟ فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬هو أمان من الموت ثلثة أيام )‪.(1‬‬
‫‪ - 13‬ضا‪ :‬واعلم أن علة العطاس هي أن ال تبارك وتعالى إذا أنعم على‬
‫عبده بنعمة فنسي أن يشكر عليها سلط عليه ريحا تدور في بدنه‪ ،‬فتخرج‬
‫من خياشيمه فيحمد ال على تلك العطسة‪ ،‬فيجعل ذلك الحمد شكرا لتلك‬
‫النعمة‪ ،‬وما عطس عاطس إل هضم له طعامه‪ ،‬أو يتجشى )‪ (2‬إل مرئ‬
‫طعامه‪ ،‬فإذا عطست فاجعل سبابتك على قصبة أنفك‪ ،‬ثم قل‪ :‬الحمد ل رب‬
‫العالمين وصلى ال على محمد وعلى آله وسلم‪ ،‬رغم أنفي ل داخرا‬
‫صاغرا غير مستنكف ول مستكبر‪ ،‬فانه من قال هذه الكلمات عند عطسته‬
‫خرج من أنفه دابة أكبر من البق وأصغر من الذباب فل يزال في الهوى‬
‫إلى أن يصير تحت العرش ويسبح لصاحبها إلى يوم القيامة‪ .‬وإذا عطس‬
‫أخوك فسمته وقل‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬وإذا سمتك أخوك فرد عليه وقل‪ :‬يغفر ال‬
‫لنا ولك‪ ،‬هذا إذا عطس مرة أو مرتين أو ثلثا فإذا زاد على ثلثة فقل‪:‬‬
‫شفاك ال‪ ،‬فان ذلك من علة وداء في رأسه ودماغه‪ ،‬ومن عطس ولم‬
‫يسمت سمته سبعون ألف ملك‪ ،‬فسمت أخاك إذا سمعته يحمد ال ويصلى‬
‫على النبي صلى ال عليه وآله فان لم تستمع ذلك منه فل تسمته‪ ،‬وإذا‬
‫سمعت عطسة فاحمد ال‪ ،‬وإن كنت في صلتك أو كان بينك وبين العاطس‬
‫أرض أو بحر‪ ،‬ومن سبق العاطس إلى حمد ال أمن الصداع‪ ،‬وإذا سمت‬
‫فقل‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬وللمنافق‪ :‬يرحمكم ال‪ ،‬تريد بذلك الملئكة الموكلين به‪،‬‬
‫وتقول للمرأة‪ :‬عافاك ال‪ ،‬وللمريض‪ :‬شفاك ال‪ ،‬وللمغموم‬

‫)‪ (1‬كمال الدين ج ‪ 104 :2‬في حديث‪ (2) .‬جشأت نفسه جشوءا‪ :‬نهضت إليه‬
‫وارتفعت وثارت للقئ‪ ،‬وجشأ فلن عن الطعام اتخم‪ ،‬فكره الطعام‪ .‬وفى‬
‫نسخة الكمبانى " أو يخشى " وهو تصحيف‪.‬‬

‫]‪[56‬‬

‫والمهموم‪ :‬فرحك ال‪ ،‬وللغلم‪ :‬زرعك ال‪ ،‬وأنشأك‪ ،‬وللذمي‪ :‬هداك ال‪ ،‬ولمام‬
‫المسلمين‪ :‬صلى ال عليك‪ .‬ونروي أن أمير المؤمنين عليه السلم كان‬
‫يقول لرسول ال صلى ال عليه وآله إذا عطس‪ :‬رفع ال ذكرك‪ ،‬وقد فعل‪،‬‬
‫وكان النبي صلى ال عليه وآله يقول لمير المؤمنين عليه السلم إذا‬
‫عطس‪ :‬أعل ال كعبك وقد فعل‪ .‬وإن عطست وأنت في الصلة أو سمعت‬
‫عطسة فاحمد ال على أي حالة تكون وصل على النبي وعلى آله‪* .104 .‬‬
‫)باب( * * " ادب الجشاء والتنخم والبصاق )‪ - 1 * " (1‬ب‪ :‬هارون‪،‬‬
‫عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا تجشأ أحدكم فل يرفع جشاءه إلى السماء ول إذا‬
‫بزق‪ ،‬والجشاء نعمة من ال وجل وعز‪ ،‬فإذا تجشأ أحدكم فليحمد ال )‪.(2‬‬
‫‪ - 2‬ل‪ :‬الربعمائة‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل يتفل المؤمن في‬
‫القبلة فان فعل ذلك ناسيا فليستغفر ال عزوجل منه )‪ - 3 .(3‬سن‪ :‬النوفلي‬
‫باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا تجشأتم فل ترفعوا‬
‫جشاءكم إلى السماء )‪ - 4 .(4‬سن‪ :‬النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن أبي ذر‬

‫)‪ (1‬الجشأ‪ :‬انتهاض المعدة وانقباضه اثر الشبع والمتلء فيخرج بذلك هواء من‬
‫المعدة بصوت وريح‪ .‬وتجشأ‪ :‬تكلف الجشأ‪ .‬والتنخم‪ :‬اخراج شئ من‬
‫البلغم من صدره أو أنفه ودفعه إلى الخارج‪ ،‬ويقال للذى أخرجه النخامة‬
‫والنخاعة‪ (2) .‬قرب السناد‪ (3) .32 :‬الخصال ج ‪(4) .157 :2‬‬
‫المحاسن‪.447 :‬‬

‫]‪[57‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أطولكم جشاء في الدنيا أطولكم جوعا يوم‬
‫القيامة‪ .‬وفي حديث آخر عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله رجل يتجشأ‪ ،‬فقال‪ :‬يا عبد ال قصر من جشائك‪ ،‬فان‬
‫أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا )‪ - 5 .(1‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬الجشأ نعمة من نعم ال‪ ،‬فإذا‬
‫تجشأ أحدكم فليحمد ال ول يرتقي جشاءه‪) .105 .‬باب( * " )ما يقال عند‬
‫شرب الماء( " * ‪ - 1‬مشارق النوار‪ :‬للبرسي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أنه استدعى يوما ماء وعنده أمير المؤمنين‬
‫وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلم فشرب النبي صلى ال عليه وآله‬
‫ثم ناوله الحسن عليه السلم فشرب‪ ،‬فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫هنيئا مريئا يا أبا محمد‪ ،‬ثم ناوله الحسين عليه السلم فشرب ثم قال له‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬هنيئا مريئا ثم ناوله الزهراء عليها السلم‬
‫فشربت فقال لها النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬هنيئا مريئا يا ام البرار‬
‫الطاهرين‪ ،‬ثم ناوله عليا عليه السلم‪ .‬قال‪ :‬فلما شرب سجد النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فلما رفع رأسه فقال له بعض أزواجه‪ :‬يا رسول ال شربت ثم‬
‫ناولت الماء للحسن عليه السلم‪ ،‬فلما شرب قلت له‪ :‬هنيئا مريئا ثم ناولته‬
‫الحسين عليه السلم فشرب فقلت له كذلك‪ ،‬ثم ناولته فاطمة فلما شربت‬
‫قلت لها ما قلت للحسن والحسين‪ ،‬ثم ناولته عليا فلما شرب سجدت فما‬
‫ذاك ؟ فقال لها‪ :‬إني لما شربت الماء قال لي جبرئيل والملئكة معه‪ :‬هنيئا‬
‫مريئا يا رسول ال‪ ،‬ولما شرب الحسن قالوا له كذلك‪ ،‬ولما شرب الحسين‬
‫وفاطمة‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪.447 :‬‬

‫]‪[58‬‬

‫قال جبرئيل والملئكة‪ :‬هنيئا مريئا‪ ،‬فقلت كما قالوا‪ ،‬ولما شرب أمير المؤمنين قال‬
‫ال له‪ :‬هنيئا مريئا يا وليي وحجتي على خلقي فسجدت ل شكرا على ما‬
‫أنعم ال علي في أهل بيتي‪) * .106 .‬باب( * * " )الدعابة والمزاح‬
‫والضحك( " * اليات‪ :‬التوبة‪ :‬فليضحكوا قليل وليبكوا كثيرا جزاء بما‬
‫كانوا يكسبون )‪ - 1 .(1‬لى‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن ابن عامر‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كثرة المزاح تذهب بماء الوجه‪،‬‬
‫وكثرة الضحك تمحو اليمان‪ ،‬وكثرة الكذب تذهب بالبهاء )‪ - 2 .(2‬لى‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن ابن سنان‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تمزح فيذهب نورك‪ ،‬ول تكذب فيذهب‬
‫بهاؤك الخبر )‪ - 3 .(3‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قال‪ :‬داود لسليمان عليهما السلم‪ :‬يا بني إياك وكثرة‬
‫الضحك‪ ،‬فان كثرة الضحك تترك العبد فقيرا يوم القيامة )‪ - 4 .(4‬ل‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى بن جعفر البغدادي‪،‬‬
‫عن محمد بن المعلى‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال ثلث‬
‫فيهن المقت من ال عزوجل‪ :‬نوم من غير سهر‪ ،‬وضحك من غير عحب‬
‫وأكل على الشبع )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬براءة‪ (2) .83 :‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .163‬أمالى الصدوق ص ‪(4) .324‬‬
‫قرب السناد‪ (5) .46 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.44‬‬

‫]‪[59‬‬

‫‪ - 5‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن حماد بن يعلى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬لهو المؤمن في ثلثة أشياء‪:‬‬
‫التمتع بالنساء ومفاكهة الخوان‪ ،‬والصلة بالليل )‪ - 6 .(1‬مع )‪ (2‬ل‪ :‬فيما‬
‫أوصى به النبي صلى ال عليه وآله إلى أبي ذر‪ :‬عجب لمن أيقن بالنار لم‬
‫يضحك ؟‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬إياك وكثرة والضحك فانه يميت القلب‬
‫)‪ - 7 .(3‬ن‪ :‬المفسر‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الحسيني‪ ،‬عن أبي محمد‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬كم ممن أكثر ضحكه‬
‫لعبا يكثر يوم القيامة بكاؤه وكم ممن أكثر بكاؤه على ذنبه خائفا يكثر يوم‬
‫القيامة في الجنة سروره وضحكه )‪ - 8 .(4‬ما‪ :‬باسناد المجاشعي‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬كان ضحك النبي صلى ال‬
‫عليه وآله التبسم فاجتاز ذات يوم بفتية من النصار وإذاهم يتحدثون‬
‫ويضحكون بملء أفواههم‪ ،‬فقال‪ :‬يا هؤلء من غره منكم أمله وقصر به‬
‫في الخبر عمله‪ ،‬فليطلع في القبور‪ ،‬وليعتبر بالنشور‪ ،‬واذكروا الموت فانه‬
‫هادم اللذات )‪ - 9 .(5‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن الحسن بن علي اليقطيني‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سنان‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي هارون العبدي‪ ،‬عن سلمان رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬أعجبتني ثلث وثلث أحزنتني فأما اللواتي أعجبتني فطالب الدنيا‬
‫والموت يطلبه‪ ،‬وغافل ل يغفل عنه‪ ،‬وضاحك ملء فيه‪ ،‬وجهنم وراء ظهره‬
‫لم يأته ثقة ببراءته )‪ .(6‬أقول‪ :‬أوردناه بسندين في باب أحوال سلمان )‪(7‬‬
‫وباب الخوف‪ - 10 .‬ف‪ :‬عن أبي محمد عليه السلم قال‪ :‬ل تمار فيذهب‬
‫بهاؤك‪ ،‬ول تمازح فيجترأ عليك‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬من الجهل الضحك من‬
‫غير عجب )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .77‬معاني الخبار ص ‪ (3) .334‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ (4) .105‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .3‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.136‬‬
‫)‪ (6‬المحاسن ص ‪ (7) .4‬راجع ج ‪ 22‬ص ‪ (8) .360‬تحف العقول ص‬
‫‪ 486‬في ط‪.‬‬

‫]‪[60‬‬

‫‪ - 11‬ص‪ :‬الصدوق باسناده إلى ابن أورمة‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن الحسن ابن‬
‫الجهم‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬كان عيسى عليه السلم يبكي‬
‫ويضحك‪ ،‬وكان يحيى عليه السلم يبكي ول يضحك‪ ،‬وكان الذي يفعل‬
‫عيسى أفضل‪ - 12 .‬سن‪ :‬بعض أصحابنا‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن محمد الجعفي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬إن ال يحب‬
‫المداعب في الجماعة بل رفث المتوحد بالفكرة‪ ،‬المتحلي بالبصر‪ ،‬المساهر‬
‫بالصلة )‪ - 13 .(1‬سر‪ :‬في جامع البزنطي‪ ،‬عن الفضل بن أبي قرة‬
‫الكوفي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من مؤمن إل وفيه دعابة‪،‬‬
‫قلت‪ :‬وما الدعابة قال‪ :‬المزاح )‪ - 14 .(2‬سر‪ :‬من كتاب أبي القاسم ابن‬
‫قولويه‪ ،‬عن حمران بن أعين قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر عليه السلم‬
‫فقلت‪ :‬أوصني فقال‪ :‬اوصيك بتقوى ال وإياك والمزاح فانه يذهب هيبة‬
‫الرجل وماء وجهه‪ ،‬وعليك بالدعاء لخوانك بظهر الغيب‪ ،‬فانه يهيل‬
‫الرزق‪ ،‬يقولها ثلثا )‪ - 15 .(3‬ختص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬كثرة‬
‫المزاح تذهب بماء الوجه‪ ،‬وكثرة الضحك تمحو اليمان محوا )‪- 16 .(4‬‬
‫ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن إبراهيم بن جعفر العسكري‪ ،‬عن عبيد‬
‫بن الهيثم‪ ،‬عن حسين بن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬حسن البشر للناس نصف العقل‪ ،‬والتقدير نصف المعيشة‪ ،‬والمرءة‬
‫الصالحة أحد الكاسبين )‪ - 17 .(5‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫ما مزح رجل مزحة إل مج من عقله مجة )‪ .(6‬وقال عليه السلم في‬
‫وصيته للحسن عليه السلم‪ :‬إياك أن تذكر من الكلم ما كان مضحكا‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .293‬مستطرفات السرائر‪ (3) 465 :‬مستطرفات السرائر‪:‬‬


‫‪ (4) .490‬الختصاص‪ (5) .230 :‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪(6) .226‬‬
‫نهج البلغة الرقم ‪ 450‬من الحكم‪.‬‬
‫]‪[61‬‬

‫وإن حكيت ذلك من غيرك )‪ - 18 .(1‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن محمد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن الحسن بن عبيد الكندي‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الضحك هلك‪) 107 .‬باب(‬
‫" البواب التى ينبغى الختلف إليها " " وبعض النوادر " ‪ - 1‬ل‪:‬‬
‫القطان‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫مروان بن مسلم‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن نباتة قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول‪:‬‬
‫ينبغي أن يكون الختلف إلى البواب لعشرة أوجه‪ ،‬أولها بيت ال عزوجل‬
‫لقضاء نسكه‪ ،‬والقيام بحقه‪ ،‬وأداء فرضه‪ ،‬والثاني أبواب الملوك الذين‬
‫طاعتهم متصلة بطاعة ال عز وجل‪ ،‬وحقهم واجب‪ ،‬ونفعهم عظيم‪،‬‬
‫وضررهم شديد‪ ،‬والثالث أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدين‬
‫والدنيا‪ ،‬والرابع أبواب أهل الجود والبذل الذين ينفقون أموالهم التماس‬
‫الحمد ورجاء الخرة‪ ،‬والخامس أبواب السفهاء الذين يحتاج إليهم في‬
‫الحوادث‪ ،‬ويفزع إليهم في الحوائج‪ ،‬والسادس أبواب من يتقرب إليه من‬
‫الشراف ل لتماس الهيئة والمروة والحاجة‪ ،‬والسابع أبواب من يرتجى‬
‫عندهم النفع في الرأي والمشورة وتقوية الحزم وأخذ الهبة لما يحتاج‬
‫إليه‪ ،‬والثامن أبواب الخوان لما يجب من مواصلتهم‪ ،‬ويلزم من حقوقهم‪،‬‬
‫التاسع أبواب العداء التي تسكن بالمداراة غوائلهم‪ ،‬ويدفع بالحيل والرفق‬
‫واللطف والزيارة عداوتهم‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة الرقم ‪ 31‬من قسم الكتب‪.‬‬

‫]‪[62‬‬

‫والعاشر أبواب من ينتفع بغشيانهم‪ ،‬ويستفاد منهم حسن الدب‪ ،‬ويؤنس بمحادثتهم‬
‫)‪ - 2 .(1‬نهج‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬الشفيع جناح الطالب )‪ .(2‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها )‪) 108 .(3‬باب( * "‬
‫)ما يجوز من تعظيم الخلق وما ل يجوز( " * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬وإذ قلنا‬
‫للملئكة اسجدوا لدم )‪ .(4‬آل عمران‪ :‬ما كان لبشر أن يؤتيه ال الكتاب‬
‫والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون ال )‪ .(5‬يوسف‪:‬‬
‫ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا )‪ .(6‬النمل‪ :‬وجدتها وقومها‬
‫يسجدون للشمس من دون ال وزين لهم الشيطان أعمالهم فسدهم عن‬
‫السبيل وهم ل يهتدون * أل يسجدو ال الذي يخرج الخبأفي السموات‬
‫والرض )‪ - 1 .(7‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم في قوله تعالى‪ " :‬وأن‬
‫المساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا " ما سجدت به من جوارحك ل تعالى‬
‫فل تدعو مع ال أحدا )‪ - 2 .(8‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم ‪ -‬وقد‬
‫لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .48‬نهج البلغة الرقم ‪ 63‬و ‪ 66‬من الحكم‪(4) .‬‬
‫البقرة‪ (5) .32 :‬آل عمران‪ (6) .79 :‬يوسف‪ (7) .100 :‬النمل‪ 24 :‬و‬
‫‪ (8) .25‬نوادر الراوندي‪.30 :‬‬

‫]‪[63‬‬

‫النبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه‪ :‬ما هذا الذي صنعتموه ؟ فقالوا‪ :‬خلق منا‬
‫نعظم به أمراءنا‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬وال ما ينتفع بهذا امراؤكم‪ ،‬وإنكم‬
‫لتشقون به على أنفسكم‪ ،‬وتشقون به في آخرتكم‪ ،‬وما أخسر المشقة‬
‫وراءها العقاب‪ ،‬وأربح الدعة معها المان من النار )‪ - 3 .(1‬تأويل اليات‬
‫الظاهرة‪ :‬باسناده عن الصدوق‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عبد الوهاب‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد الشعراني‪ ،‬عن عبد الباقي‪ ،‬عن عمر بن سنان‪ ،‬عن‬
‫حاجب بن سليمان‪ ،‬عن وكيع بن الجراح‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ابن ظبيان‪،‬‬
‫عن أبي ذر رحمه ال قال‪ :‬رأيت سلمان وبلل يقبلن إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وآله إذ انكب سلمان على قدم رسول ال صلى ال عليه وآله يقبلها‬
‫فزجره النبي صلى ال عليه وآله عن ذلك‪ ،‬ثم قال له‪ :‬يا سلمان ل تصنع‬
‫بي ما تصنع العاجم بملوكها أنا عبد من عبيد ال آكل مما يأكل العبد‪،‬‬
‫وأقعد كما يقعد العبد‪ - 4 .‬ك‪ :‬حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد‬
‫ال بن محمد بن مهران البي العروضي رحمه ال بمرو‪ ،‬عن زيد بن عبد‬
‫ال البغدادي‪ ،‬عن علي بن سنان الموصلي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬لما قبض سيدنا‬
‫أبو محمد العسكري عليه السلم وفد من قم والجبال وفود بالموال كانت‬
‫تحمل على الرسم‪ ،‬فلما أن وصلوا إلى سر من رأى قيل لهم‪ :‬إنه قد فقد‬
‫فطلب جعفر منهم المال ولم يعطوه‪ ،‬فلما خرجوا من البلد خرج عليهم غلم‬
‫وناداهم بأسمائهم وقال‪ :‬أجيبوا مولكم قالوا‪ :‬فسرنا معه حتى دخلنا دار‬
‫مولنا الحسن بن علي عليهما السلم فإذا ولده القائم عجل ال فرجه قاعد‬
‫على سرير كأنه فلقة القمر‪ ،‬عليه ثياب خضر‪ ،‬فسلمنا عليه فرد علينا‬
‫السلم‪ ،‬فقال‪ :‬جملة المال كذا وكذا دينارا حمل فلن كذا‪ ،‬وفلن كذا‪ ،‬ولم‬
‫يزل يصف حتى وصف الجميع‪ ،‬ثم وصف ثيابنا ورحالنا‪ ،‬وما كان معنا من‬
‫الدواب‪ ،‬فخررنا‬
‫)‪ (1‬نهج البلغة الرقم ‪ 37‬من الحكم وأصل القصة طويلة تراها في ج ‪ 75‬ص‬
‫‪ 356‬من هذه الطبعة نقل عن كتاب صفين لنصر بن مزاحم‪.‬‬

‫]‪[64‬‬

‫سجدا ل عزوجل شكرا لما عرفنا‪ ،‬وقبلنا الرض بين يديه وسألناه عما أردنا‬
‫فأجاب فحملنا إليه الموال‪ ،‬والخبر طويل أوردناه في كتاب الغيبة )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬ظاهره جواز تقبيل الرض عند المام عليه السلم وإن أمكن حمله‬
‫على أن التقبيل كان من تتمة سجدة الشكر‪ ،‬وقوله " بين يديه " متعلقا‬
‫بسجدو قبلنا معا لكنه بعيد‪ ،‬وعلى أي حال ل يمكن مقايسة غيرهم عليهم‬
‫السلم بهم في ذلك‪] .‬تم كتاب العشرة[‬

‫)‪ (1‬كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ 154‬وقد أورده في تاريخ المام الثاني عشر عليه السلم‬
‫الباب ‪ 18‬باب ذكر من رآه صلوات ال عليه ‪ -‬تحت الرقم‪ ،34 :‬راجع ج‬
‫‪ 52‬ص ‪ .47‬من هذه الطبعة‪.‬‬

‫]‪[65‬‬

‫القسم الثاني من المجلد السادس عشر كتاب الداب والسنن والوامر والنواهي‬
‫والكبائر والمعاصي والزى والتجمل‬

‫]‪[66‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والعاقبة للمتقين‪ ،‬ول عدوان إل‬
‫على الظالمين ثم الصلة والسلم على أشرف النبياء والمرسلين‪ ،‬محمد‬
‫بن عبد ال خاتم النبيين وعترته الغر الميامين‪ ،‬ما دامت السماوات‬
‫والرضين )‪ .(1‬أما بعد‪ :‬فهذا هو المجلد السادس عشر من مجلدات كتاب‬
‫بحار النوار تأليف الغريق في بحار رحمة ربه الوفي‪ ،‬مولنا محمد باقر‬
‫بن محمد تقي المجلسي عليهما رضوان ال الملك العلي )‪ (2‬وهو يحتوي‬
‫على كتاب الداب والسنن والوامر والنواهي والكبائر والمعاصي أقول‪ :‬قد‬
‫مضى كثير من أخبار هذا الكتاب في مطاوي أبواب )‪ (3‬كتاب اليمان‬
‫والكفر وكتاب العشرة أيضا فل تغفل عن ذلك‪) .‬أبواب( * " )آداب التطييب‬
‫والتنظيف والكتحال والتدهن( " * ‪) 1‬باب( * " )جوامع آداب النبي‬
‫صلى ال عليه وآله وسنته( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير وصفوان معا‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫مصعب‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫)‪ (1‬كذا‪ ،‬والصحيح " ما دامت السماوات والرضون " ولعل منشأه النس برعاية‬
‫السجع‪ (2) .‬قد أشرنا في مقدمة القسم الول من الجزء السادس عشر‬
‫)ج ‪ - 74‬كتاب العشرة( أن المؤلف العلمة انتقل إلى بحار رحمة ال قبل‬
‫أن يخرج هذا المجلد إلى البياض‪ ،‬فاعتنى تلميذه المرزا عبد ال أفندى‬
‫بجمع المسودات وجعلها في قسمين وأخرجهما إلى البياض فالخطبة من‬
‫منشآت قلمه رضوان ال عليه صدر بها الكتاب حين أخرجه إلى البياض‬
‫فل تغفل‪ (3) .‬في المطبوعة في مطاوى أهل اليمان والكفر‪.‬‬

‫]‪[67‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خمس ل أدعهن حتى الممات‪ :‬الكل على‬
‫الحضيض مع العبيد‪ ،‬وركوبي الحمار موكفا‪ ،‬وحلب العنز بيدي‪ ،‬ولبس‬
‫الصوف‪ ،‬والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدى )‪ .(1‬أقول‪ :‬وفي‬
‫خبر آخر عن السكوني عنه عليه السلم وخصفي النعل بيدي )‪ (2‬وقد‬
‫مضى بأسانيد مع الخبار الخرى في كتاب الحجة في باب مكارم أخلقه‬
‫صلى ال عليه وآله )‪ - 2 .(3‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬إني ل كره‬
‫للرجل أن يموت وقد بقيت خلة من خلل رسول ال صلى ال عليه وآله لم‬
‫يأت بها )‪) * 2 .(4‬باب( * * " )السنن الحنيفية( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬ابن الوليد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن الحسن ابن الجهم‪ ،‬عن‬
‫الكاظم عليه السلم قال‪ :‬خمس من السنن في الرأس‪ ،‬وخمس في الجسد‬
‫فأما التي في الرأس فالمسواك‪ ،‬وأخذ الشارب‪ ،‬وفرق الشعر‪ ،‬والمضمضة‪،‬‬
‫والستنشاق وأما التي في الجسد فالختان‪ ،‬وحلق العانة‪ ،‬ونتف البطين‪،‬‬
‫وتقليم الظفار والستنجاء )‪ .(5‬ضا‪ :‬أما السنن الحنيفية التي قال ال‬
‫عزوجل لنبيه صلى ال عليه وآله‪ " :‬واتبع ملة إبراهيم حنيفا " )‪ (6‬فهي‬
‫عشرة سنن خمسة في الرأس وخمسة في الجسد وذكر مثله )‪ - 2 .(7‬ل‪:‬‬
‫ابن بندار‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن نوح‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن حماد‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي الحلواني‪ ،‬عن بشير بن عمر‪ ،‬عن مالك بن أنس‬

‫)‪ (2 - 1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .130‬راجع ج ‪ 16‬ص ‪ 215‬من هذه الطبعة‪(4) .‬‬
‫مكارم الخلق ص ‪ (5) .41‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .130‬النساء‪.125 :‬‬
‫)‪ (7‬فقه الرضا‪ ،1 :‬وفى المطبوعة رمز ما ولم نجده في أمالى الطوسى‪.‬‬

‫]‪[68‬‬
‫عن سعيد بن أبي سعيد المقبري‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬خمس من الفطرة‪ :‬تقليم الظفار‪ ،‬وقص الشارب‪ ،‬ونتف البط وحلق‬
‫العانة والختتان )‪ - 3 .(1‬فس‪ :‬أنزل ال على إبراهيم الحنيفية وهي‬
‫الطهارة وهي عشرة أشياء خمسة في الرأس وخمسة في البدن وأما التي‬
‫في الرأس فأخذ الشارب‪ ،‬وإعفاء اللحى‪ ،‬وطم الشعر‪ ،‬والسواك‪ ،‬والخلل‪،‬‬
‫وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن‪ ،‬والختان‪ ،‬وقلم الظفار‪،‬‬
‫والغسل من الجنابة‪ ،‬والطهور بالماء‪ ،‬فهذه خمسة في البدن وهي الحنيفية‬
‫الطاهرة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ ول تنسخ إلى يوم القيامة‪ ،‬وهو‬
‫قوله‪ " :‬واتبع ملة إبراهيم حنيفا " )‪ - 4 .(2‬شى‪ :‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬ما أبقت الحنيفية شيئا حتى أن منها قص الشارب‬
‫وقلم الظفار‪ ،‬والختان )‪ - 5 .(3‬شى‪ :‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‪ :‬إن ال‬
‫عزوجل بعث خليله وبالحنيفية وأمره بأخذ الشارب وقص الظفار‪ ،‬ونتف‬
‫البط‪ ،‬وحلق العانة‪ ،‬والختان )‪ - 6 .(4‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان بين نوح وإبراهيم عليهما السلم ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم‬
‫بالتوحيد‪ ،‬والخلص‪ ،‬وخلع النداد‪ ،‬وهي الفطرة التي فطر الناس عليها‬
‫وهي الحنيفية‪ ،‬وأخذ عليه ميثاقه وأن ل يعبد إل ال‪ ،‬ول يشرك به شيئا‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأمره بالصلة والمر والنهي ولم يحكم له أحكام فرض المواريث‬
‫وزاده في الحنيفية‪ :‬الختان‪ ،‬وقص الشارب‪ ،‬ونتف البط‪ ،‬وتقليم الظفار‬
‫وحلق العانة وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته عليه‬
‫السلم‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬قال ال عزوجل لبراهيم‪ :‬تطهر ! فأخذ‬
‫شاربه ثم قال‪ :‬تطهر‪ ،‬فنتف من إبطه ثم قال‪ :‬تطهر فقلم أظفاره‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫تطهر فحلق‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .49‬تفيسر القمى ص ‪ (3) .50‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .61‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.388‬‬

‫]‪[69‬‬

‫عانته‪ ،‬ثم قال‪ :‬تطهر فاختتن )‪ - 7 .(1‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬قيل لبراهيم‬
‫عليه السلم‪ :‬تطهر فأخذ شاربه‪ ،‬ثم قيل له‪ :‬تطهر فنتف تحت جناحه‪ ،‬ثم‬
‫قيل له‪ :‬تطهر فحلق عانته‪ ،‬ثم قيل له‪ :‬تطهر فاختتن )‪ .(2‬وبهذا السناد‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أول من اختتن إبراهيم عليه‬
‫السلم اختتن بالقدوم على رأس ثمانين سنة )‪ .(3‬أبواب آداب الحمام‬
‫والنورة والسواك وما يتعلق بها ‪) * 3‬باب( * * " )آداب الحمام وفضله‬
‫واحكامه والدعية المتعلقة به( " * * " )والتدلك وغسل الرأس بالطين(‬
‫" * ‪ - 1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن عن ابن هاشم‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫الحسن القرشي‪ ،‬عن سليمان بن جعفر البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين‬
‫بن زيد‪ ،‬عن أبيه عن الصادق‪ ،‬عن آبائه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إن ال تبارك وتعالى كره لكم أيتها المة أربعا وعشرين‬
‫خصلة‪ ،‬ونهاكم عنها إلى أن قال‪ :‬كره الغسل تحت السماء بغير مئزر‪،‬‬
‫وكره دخول النهار إل بمئزر‪ ،‬وقال‪ :‬في النهار عمار وسكان من‬
‫الملئكة‪ ،‬وكره دخول الحمامات إل بمئزر )‪ .(4‬أقول‪ :‬تمامه في باب‬
‫المناهي )‪ - 2 .(5‬لى‪ :‬في مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه نهى أن‬
‫يدخل الرجل حليلته إلى‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (3 - 2) .66 :‬نوادر الراوندي‪ (4) .23 :‬أمالى الصدوق‪.181 :‬‬
‫)‪ (5‬وتراه في الخصال ج ‪(*) .102 :2‬‬

‫]‪[70‬‬

‫الحمام‪ ،‬وقال‪ :‬ل يدخلن أحدكم الحمام إل بمئزر‪ ،‬ونهى عن السواك في الحمام )‪.(1‬‬
‫‪ - 3‬لى‪ :‬الحسن بن علي الصوفي‪ ،‬عن حمزة بن القاسم‪ ،‬عن الفزاري‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن الوزان‪ ،‬عن يحيى بن سعيد الهوازي‪ ،‬عن البزنطي‪،‬‬
‫عن محمد ابن حمران‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إذا دخلت الحمام فقل‬
‫في الوقت الذي تنزع ثيابك " اللهم انزع عني ربقة النفاق‪ ،‬وثبتني على‬
‫اليمان " فإذا دخلت البيت الول )‪ (2‬فقل‪ " :‬اللهم إنى أعوذ بك من شر‬
‫نفسي وأستعيذبك من أذاه " وإذا دخلت البيت الثاني فقل‪ " :‬اللهم أذهب‬
‫عني الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي " وخذ من الماء الحار وضعه‬
‫على هامتك‪ ،‬وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلع منه جرعة‪ ،‬فافعل )‬
‫‪ (3‬فانه ينقي المثانة والبث في البيت الثاني ساعة‪ ،‬فإذا دخلت البيت الثالث‬
‫فقل " نعوذ بال من النار ونسأله الجنة " ترددها إلى وقت خروجك من‬
‫البيت الحار‪ ،‬وإياك وشرب الماء البارد‪ ،‬والفقاع في الحمام‪ ،‬فانه يفسد‬
‫المعدة ول تصبن عليك الماء البارد فانه يضعف البدن‪ ،‬وصب‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ 253‬و ‪ (2) .254‬كانوا وضعوا بيوت الحمام طبقا للعناصر‬
‫والخلط الربعة على أربعة فأولها بين المسلخ‪ ،‬وينزع فيه الثياب وهو‬
‫بارد يابس والثانى بيت فيه الماء البارد فهو بارد رطب‪ ،‬والثالث بيت فيه‬
‫الماء الحار فهو حار رطب‪ ،‬والرابع بيت ليس فيه ماء وهو مستحم من‬
‫تحتها‪ ،‬كانوا يلبثون فيه ل ستدرار العرق ونضج الخلط الفاسدة وهو‬
‫حار يابس‪ (3) .‬كان المعمول في تلك الحمامات خزانة للماء البارد‪،‬‬
‫وخزانة للماء الحار لكن المستحمين لم يكونوا ليدخلوا خزانة الماء‪،‬‬
‫وانما كانوا يغرفون الماء بالمشربة و يصبون على رؤسهم‪ ،‬فينفصل‬
‫الغسالة من أبدانهم جارية إلى بئر هناك معدة لذلك‪ ،‬فالشرب من تلك‬
‫الخزانة ل بأس به‪ ،‬وأما خزانة الحمامات المصنوعة اليوم التى يدخلها‬
‫المستحمون ويدلكون أبدانهم فيها‪ ،‬مع ما بها من الدرن والوساخ‪ ،‬فل‬
‫يشرب منها‪ ،‬فانه يورث وباء السنان كما في الخبر‪.‬‬

‫]‪[71‬‬

‫الماء البارد على قدميك إذا خرجت فانه يسل الداء من جسدك‪ ،‬فإذا لبست ثيابك‬
‫فقل‪ " :‬اللهم ألبسني التقوى‪ ،‬وجنبني الردى " فإذا فعلت ذلك أمنت من كل‬
‫داء )‪ - 4 .(1‬ب‪ :‬محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا‪ ،‬عن سعدان بن‬
‫مسلم قال‪ :‬كنت في الحمام في البيت الوسط فدخل موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم وعليه النورة قال‪ :‬فقال‪ :‬السلم عليكم فرددت عليه وتأخرت فدخل‬
‫البيت الذي فيه الحوض‪ ،‬فاغتسلت وخرجت )‪ - 5 .(2‬ع‪ :‬عن ابن الوليد‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن الحسن بن علي عن ابن‬
‫بكير‪ ،‬عن ابن أبي يعفور قال‪ :‬لحاني زرارة بن أعين في نتف البط‬
‫وحلقه‪ ،‬فقلت‪ :‬نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما جميعا‪ ،‬فأتينا باب‬
‫أبي عبد ال عليه السلم فطلبنا الذن عليه فقيل لنا‪ :‬هو في الحمام فذهبنا‬
‫إلى الحمام فخرج عليه السلم علينا وقد أطلى إبطه‪ ،‬فقلت لزرارة‪ :‬يكفيك ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬لعله إنما فعله لعلة به‪ ،‬فقال‪ :‬فيما أتيتما ؟ فقلت‪ :‬ل حاني زرارة‬
‫بن أعين في نتف البط وحلقه فقلت‪ :‬نتفه أفضل من حلقه‪ ،‬وطليه أفضل‬
‫منهما‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنك أصبت السنة )‪ (3‬وأخطأها زرارة‪ ،‬أما إن نتفه أفضل‬
‫من حلقه‪ ،‬وطليه أفضل منهما ثم قال لنا‪ :‬أطليا‪ ،‬فقلنا‪ :‬فعلنا مند ثلث‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أعيدا‪ ،‬فان الطلء طهور ففعلنا‪ .‬فقال لي‪ :‬تعلم يا ابن أبي يعفور‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك علمني‪ ،‬فقال‪ :‬إياك والضطجاع في الحمام فانه يذيب‬
‫شحم الكليتين‪ ،‬وإياك الستلقاء على القفاء في الحمام فانه يورث داء‬
‫الدبيلة )‪ (4‬وإياك والتمشط في الحمام فانه يورث وباء الشعر وإياك‬
‫والسواك في الحمام فانه يورث وباء السنان‪ ،‬وإياك أن تغسل رأسك‬
‫بالطين‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .219‬قرب السناد ص ‪ ،177‬وتراه في الفقيه ج ‪1‬‬


‫ص ‪ ،65‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،106‬وقد مر في كتاب العشرة ص ‪ 8‬من هذا‬
‫المجلد‪ (3) .‬يعنى سنة رسول ال صلى ال عليه وآله فانه كان ينتف ولم‬
‫يكن حينذاك طلء النورة‪ (4) .‬يعنى قرحة المعدة أو قرحة الثنى عشر‪.‬‬
‫]‪[72‬‬

‫فانه يسمج الوجه وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بمئزر‪ ،‬فانه يذهب بماء الوجه )‬
‫‪ .(1‬وإياك أن تدلك تحت قدمك بالخزف فانه يورث البرص‪ ،‬إياك أن تغتسل‬
‫من غسالة الحمام ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي‬
‫والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم‪ ،‬فان ال تبارك وتعالى لم يخلق خلقا‬
‫أنجس من الكلب‪ ،‬وإن الناصب لنا أهل البيت أنجس منه )‪ .(2‬قال‬
‫الصدوق‪ :‬رويت في خبر آخر أن هذا الطين هو طين مصر‪ ،‬وأن هذا‬
‫الخزف هو خزف الشام )‪ - 6 .(3‬مع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه رفعه قال‪ :‬نظر أبو عبد ال عليه السلم إلى رجل قد خرج من الحمام‬
‫مخضوب اليدين فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أيسرك أن يكون ال‬
‫عزوجل خلق يديك هكذا ؟ قال‪ :‬ل وال وإنما فعلت ذلك لنه بلغني عنكم أنه‬
‫من دخل الحمام فلير عليه أثره يعني الحناء فقال‪ :‬ليس حيث ذهبت‪ ،‬معنى‬
‫ذلك إذا خرج أحدكم من الحمام وقد سلم فليصل ركعتين شكرا‪ .‬قال سعد‪:‬‬
‫وأخبرني أحمد بن أبي عبد ال ورواه نوح بن شعيب رفعه قال‪ :‬فليحمد ال‬
‫عزوجل )‪ - 7 .(4‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا قال لك‬
‫أخوك وقد خرجت من الحمام‪ :‬طاب حمامك وحميمك فقل‪ :‬أنعم ال بالك‪،‬‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬إذا تعرى الرجل نظر إليه الشيطان‪ ،‬فطمع فيه فاستتروا‬
‫)‪ - 8 .(5‬ل‪ :‬عن الخليل‪ ،‬عن محمد بن معاذ‪ ،‬عن علي بن خشرم‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن يونس عن أبي معمر‪ ،‬عن سعيد الغنوي‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فل‬
‫يدخل الحمام إل بمئزر‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر‪ ،‬فل يدع حليلته‬
‫تخرج إلى الحمام )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬سمج الوجه سماجة‪ :‬قبح وصار دسما خبيثا‪ ،‬والمراد بماء الوجه بريقه‬
‫ولمعانه وطراوته ل معناه الكنائى اعني الوجاهة عند الناس‪ (2) .‬وتراه‬
‫في الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ (3) 508‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .276‬معاني‬
‫الخبار ص ‪ (5) .254‬الخصال ج ‪ (6) .169 :2‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪78‬‬
‫في حديث‪ ،‬وانما نهى عن رواح النساء إلى الحمامات لن بعضهن =‬

‫]‪[73‬‬

‫‪ - 9‬ب‪ :‬ابن عيسى عن البزنطي قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬إن أهل المصر‬
‫يزعمون أن بلدهم مقدسة ؟ قال‪ :‬وكيف ذلك‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك يزعمون‬
‫أنه يحشر من جبلهم )‪ (1‬سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬قال‪ :‬ل‬
‫لعمري ما ذاك كذلك‪ ،‬وما غضب ال على بني إسرائيل إل أدخلهم مصر‪،‬‬
‫ول رضي عنهم إل أخرجهم منها إلى غيرها‪ ،‬ولقد قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ل تغسلوا رؤوسكم بطينها ول تأكلوا في فخارها‪ ،‬فانه يورث‬
‫الذلة‪ ،‬ويذهب بالغيرة‪ ،‬قلنا له‪ :‬قد قال ذلك رسول ال صلى ال عليه وآله ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد أوردناه بتمامه في باب أخبار موسى عليه السلم‬
‫وسيأتي في باب الطيب عن الرضا عليه السلم استحموا يوم الربعاء‪10 .‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري عن موسى بن عمر‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ثلثة يسمن وثلثة يهزلن‪ ،‬فأما التي يسمن فادمان الحمام‪ ،‬وشم الرايحة‬
‫الطيبة‪ ،‬ولبس الثياب اللينة‪ ،‬وأما التي يهزلن فادمان أكل البيض‪،‬‬
‫والسمك‪ ،‬والطلع‪ .‬قال الصدوق‪ :‬يعني بادمان الحمام أن يدخله يوم ويوم‬
‫ل‪ ،‬فانه إن دخله كل يوم نقص من لحمه )‪ .(3‬أقول‪ :‬سيأتي خبر جابر‬
‫الجعفي عن الباقر عليه السلم‪ :‬في بيان ما يخص النساء من الحكام وفي‬
‫بعض نسخ الخصال‪ :‬ول يجوز للمرأة أن تدخل الحمام فان ذلك محرم‬
‫عليها‪ - 11 .‬فس‪ :‬عن أبي‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تغسلوا رؤوسكم بطين مصر ول‬
‫تشربوا في فخارها‪ ،‬فانه يورث الذلة ويذهب‬

‫= ل يسترن عورتهن فيها والدخول في الحمام يستلزم نظر بعض إلى بعض‪ ،‬مع ما‬
‫قبل بوجوب ستر أبدانهن عن نساء أهل الكتاب من اليهود والنصارى‪،‬‬
‫وكان المتداول دخولهن إلى الحمام مع المسلمين‪ (1) .‬جيلهم خ ل‪(2) .‬‬
‫قرب السناد ص ‪ (3) .220‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.74‬‬

‫]‪[74‬‬

‫بالغيرة )‪ .(1‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبى الخطاب‪،‬‬
‫عن ابن أسباط مثله )‪ .(2‬شى‪ :‬عن ابن أسباط مثله )‪ - 12 .(3‬ل‪ :‬عن‬
‫حمزة العلوي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬سبعة ل‬
‫يقرؤن القرآن‪ :‬الراكع‪ ،‬والساجد‪ ،‬وفي الكنيف‪ ،‬وفي الحمام‪ ،‬والجنب‪،‬‬
‫والنفساء والحائض‪ .‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬هذا على الكراهة ل على‬
‫النهي‪ ،‬وقد جاء الطلق للرجل في قراءة القرآن في الحمام ما لم يرد به‬
‫الصوت إذا كان عليه مئزر )‪ - 13 .(4‬ل‪ :‬عن سعيد بن علقة‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬قال‪ :‬البول في الحمام يورث الفقر‪ - 14 .(5) .‬ثو‪:‬‬
‫عن ابن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبيه محمد بن خالد عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من دخل الحمام بمئزر‬
‫ستره ال بستره )‪ - 15 .(6‬ثو‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن محمد بن أبي القاسم‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن محمد ابن علي النصاري‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن سنان‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من دخل الحمام فغض‬
‫طرفه عن النظر إلى عورة أخيه آمنه ال من الحميم يوم القيامة )‪16 .(7‬‬
‫‪ -‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق رحمه ال‪ ،‬باسناده عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫داود‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ 608‬في حديث‪ (2) .‬تراه في ج ‪ 60‬ص ‪ 209‬من هذه‬
‫الطبعة‪ (3) .‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .304‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪) .10‬‬
‫‪ (5‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 6) .93‬و ‪ (7‬ثواب العمال ص ‪.19‬‬

‫]‪[75‬‬

‫الرقي‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬ما احب أن اغسل رأسي من طين‬
‫مصر مخافة أن تورثني تربتها الذل‪ ،‬وتذهب بغيرتي )‪ .(1‬شى‪ :‬عن داود‬
‫مثله )‪ - 17 .(2‬مل‪ :‬أبو سمينة‪ ،‬عن محمد بن أسلم‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبان‬
‫بن تغلب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك نسافر فل‬
‫يكون معنا نخالة فنتدلك بالدقيق ؟ قال‪ :‬ل بأس بذلك إنما يكون الفساد فيما‬
‫أضر بالبدن وأتلف المال فأما ما أصلح البدن فانه ليس بفساد‪ ،‬وإني ربما‬
‫أمرت غلمي يلت لي النقي بالزيت‪ ،‬ثم أتدلك به )‪ - 18 .(3‬ضا‪ :‬إن‬
‫اغتسلت من ماء الحمام ولم يكن معك ما تغرف به‪ ،‬ويداك قذرتان‪،‬‬
‫فاضرب يدك بالماء‪ ،‬وقل‪ :‬بسم ال‪ ،‬وهذا مما قال ال تبارك وتعالى‪" :‬‬
‫وما جعل عليكم في الدين من حرج " وإن اجتمع مسلم مع ذمي في الحمام‬
‫اغتسل المسلم من الحوض قبل الذمي وماء الحمام سبيله سبيل الماء‬
‫الجاري إذا كانت له مادة وإياك والتمشط في الحمام فانه يورف الوباء في‬
‫الشعر‪ ،‬إياك السواك في الحمام فانه يورث الوباء في السنان‪ ،‬وإياك أن‬
‫تدلك رأسك ووجهك بمئزرك الذي في وسطك فانه يذهب بماء الوجه‪،‬‬
‫وإياك أن تغسل رأسك بالطين فانه يسمج الوجه وإياك أن تدلك تحت قدميك‬
‫بالخزف‪ ،‬فانه يورث البرص‪ ،‬وإياك أن تضطجع في الحمام فانه يذيب شحم‬
‫الكليتين وإياك والستلقاء فانه يورث الدبيلة‪ ،‬ول بأس بقراءة القران في‬
‫الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر وإياك أن تدخل الحمام بغير‬
‫مئزر‪ ،‬فانه من اليمان‪ ،‬وغض بصرك عن عورة الناس‪ ،‬واستر عورتك‬
‫من أن ينظر إليه فانه أروي أن الناظر والمنظور إليه ملعون‪ ،‬وبال‬
‫العصمة )‪ - 19 .(4‬سن‪ :‬روي عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلث يهد‬
‫من البدن‪ ،‬وربما‬

‫)‪ (1‬تراه في ج ‪ 60‬ص ‪ 210‬من هذه الطبعة في حديث‪ (2) .‬تفسير العياشي ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (3) .305‬تراه في المحاسن ‪ (4) .312‬فقه الرضا ص ‪.4‬‬
‫]‪[76‬‬

‫قتلن‪ :‬أكل القديد الغاب‪ ،‬ودخول الحمام على البطنة‪ ،‬ونكاح العجايز )‪ - 20 .(1‬طب‪:‬‬
‫عن جعفر بن عمر‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي الحسن‬
‫عن حفص بن عمر قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬خير ما تداويتم به‬
‫الحجامة والسعوط والحمام الحقنة‪ .‬وعن أبي جعفر الباقر عليه السلم‪:‬‬
‫طب العرب في سبعة‪ :‬شرطة الحجامة‪ ،‬والحقنة والحمام‪ ،‬والسعوط‪ ،‬والقئ‬
‫وشربة عسل‪ ،‬وآخر الدواء الكي وربما يزاد فيه النورة‪ .‬وعن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬طب العرب في خمسة شرطة الحجامة‪ ،‬والحقنة‬
‫والسعوط‪ ،‬والقي‪ ،‬والحمام‪ ،‬وآخر الدواء الكي‪ .‬وعن الباقر عليه السلم‪:‬‬
‫أنه خير ما تداويتم به الحقنة والسعوط والحجامة والحمام‪ .‬وروي عن‬
‫الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬من دخل الحمام على الريق أنقى البلغم وإن‬
‫دخلته بعد الكل أنقى المرة )‪ (2‬وإن أردت تزيد في لحمك فادخل الحمام‬
‫على شبعتك وإن أردت أن ينقص لحمك فادخله على الريق‪ - 21 .‬مكا‪ :‬كان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله إذا غسل رأسه ولحيته غسلهما بالسدر )‪.(3‬‬
‫ومن كتاب من ل يحضره الفقيه )‪ (4‬عن محمد بن حمران قال‪ :‬قال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع ثيابك "‬
‫اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على اليمان " وإذا دخلت البيت الول‬
‫فقل‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذبك من أذاه " وإذا دخلت‬
‫البيت الثاني فقل " اللهم أذهب عنى الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي‬
‫" وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه على رجليك وإن‬
‫أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فانه ينقي المثانة‪ ،‬والبث في‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ ،463 :‬والقديد‪ :‬لحم مقدد يذر عليه الملح ثم يجفف في الظل أو‬
‫الشمس‪ ،‬والغاب‪ :‬اللحم البائت‪ ،‬وكأنه اللحم المطبوخ البائت‪ (2) .‬يعنى‬
‫الصفراء غير الطبيعية‪ (3) .‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .34‬مكارم الخلق‬
‫ص ‪ ،56‬نقل من الفقيه ج ‪ 1‬باب غسل يوم الجمعة وقد مر مثله‪.‬‬

‫]‪[77‬‬

‫البيت الثاني ساعة‪ ،‬وإذا دخلت البيت الثالث فقل " نعوذ بال من النار‪ ،‬ونسأله‬
‫الجنة " ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار‪ ،‬وإياك وشرب الماء‬
‫البارد والفقاع في الحمام‪ ،‬فانه يفسد المعدة‪ ،‬ول تصبن عليك الماء البارد‬
‫فانه يضعف البدن وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت‪ ،‬فانه يسل‬
‫الداء من جسدك‪ ،‬فإذا خرجت من الحمام ولبست ثيابك فقل " اللهم ألبسني‬
‫التقوى وجنبني الردى " فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء‪ ،‬ول بأس بقراءة‬
‫القرآن في الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر‪ .‬وسأل محمد بن‬
‫مسلم أبا جعفر عليه السلم فقال‪ :‬أكان أمير المؤمنين عليه السلم ينهى‬
‫عن قراءة القرآن في الحمام ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬إنما نهى أن يقرء الرجل وهو‬
‫عريان فإذا كان عليه إزار فل بأس‪ .‬وقال علي بن يقطين للكاظم عليه‬
‫السلم‪ :‬أقرأ في الحمام وأنكح ؟ قال‪ :‬ل بأس‪ .‬وقال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬نعم البيت الحمام تذكر فيه النار‪ ،‬ويذهب بالدرن‪ ،‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬بئس البيت الحمام يهتك الستر‪ ،‬ويذهب بالحياء‪ .‬وقال الصادق‬
‫عليه والسلم‪ :‬بئس البيت الحمام يهتك الستر ويبدئ العورة‪ ،‬ونعم البيت‬
‫الحمام يذكر حر جهنم‪ .‬ومن الدب أن ل يدخل الرجل ولده معه الحمام‬
‫فينظر إلى عورته‪ .‬وقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من كان‬
‫يؤمن بال واليوم الخر فل يبعث بحليلته إلى الحمام‪ ،‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫أنهى نساء أمتي عن دخول الحمام‪ .‬وقال الكاظم عليه السلم‪ :‬ل تدخل‬
‫الحمام على الريق‪ ،‬ل تدخلوه حتى تطعموا شيئا‪ .‬من كتاب المحاسن عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تدخل الحمام إل وفي جوفك شئ يطفئ‬
‫عنك وهج المعدة )‪ (1‬وهو أقوى للبدن‪ ،‬ول تدخله وأنت ممتلئ من الطعام‪.‬‬
‫وعنه عليه السلم قال‪ :‬ل بأس للرجل أن يقرء القرآن في الحمام إذا كان‬
‫يريد به‬

‫)‪ (1‬الوهج ‪ -‬محركة ‪ -‬اشتداد الحرارة‪.‬‬

‫]‪[78‬‬

‫وجه ال‪ ،‬ول يريد أن ينظر كيف صوته‪ .‬عن ابن أبي يعفور قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم فقلت‪ :‬أيتجرد الرجل عند صب الماء يرى عورته إذ يصب‬
‫عليه الماء أو يرى هو عورة الناس ؟ قال‪ :‬كان أبي عليه السلم يكره ذلك‬
‫من كل أحد‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬ل يستلقين أحدكم في الحمام‪ ،‬فانه‬
‫يذيب شحم الكليتين‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬خرج الصادق عليه السلم من الحمام‬
‫فتلبس وتعمم قال‪ :‬فما تركت العمامة عند خروجي من الحمام في الشتاء‬
‫والصيف‪ .‬وقال موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬الحمام يوم ويوم ل‪ ،‬يكثر‬
‫اللحم‪ ،‬وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين‪ .‬قال عبد الرحمن بن مسلم‪:‬‬
‫كنت في الحمام في البيت الوسط فدخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم وعليه إزار فوق النورة فقال‪ :‬السلم عليكم فرددت عليه ودخلت‬
‫البيت الذي فيه حوض فاغتسلت وخرجت‪ .‬وعن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫من غسل رجليه بعد خروجه من الحمام‪ ،‬فل بأس وإن لم يغسلهما فل‬
‫بأس‪ .‬وخرج الحسن بن علي عليهما السلم من الحمام فقال له رجل‪ :‬طاب‬
‫استحمامك فقال‪ :‬يالكع وما تصنع بالست )‪ (1‬هنا ؟ قال‪ :‬فطاب حمامك‪،‬‬
‫قال‪ :‬إذا طاب الحمام فما راحة البدن ؟ قال‪ :‬فطاب حميمك‪ ،‬قال‪ :‬ويحك أما‬
‫علمت أن الحميم العرق ؟ قال‪ :‬فكيف أقول ؟ قال‪ :‬قل‪ :‬طاب ما طهر منك‪،‬‬
‫وطهر ما طاب منك‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا قال لك أخوك وقد‬
‫خرجت من الحمام‪ :‬طاب حمامك فقل له‪ :‬أنعم ال بالك‪ .‬وقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬الداء ثلثة والدواء ثلثة فأما الداء فالدم والمرة‬
‫والبلغم‪ ،‬فدواء الدم الحجامة‪ ،‬ودواء البلغم الحمام‪ ،‬ودواء المرة المشى‪.‬‬
‫قال الصادق عليه السلم‪ :‬ثلثة يسمن وثلثة يهزلن‪ ،‬فأما التي يسمن‬
‫فادمان الحمام‪ ،‬وشم الرائحة الطيبة‪ ،‬ولبس الثياب اللينة‪ ،‬وأما التي يهزلن‬
‫فادمان‬

‫)‪ (1‬يعنى حروف الست )ا س ت( من لفظ الستحمام‪.‬‬

‫]‪[79‬‬

‫أكل البيض‪ ،‬والسمك‪ ،‬والطلع )‪ (1‬يعنى إدمان الحمام يوم ويوم ل‪ ،‬فانه إن دخل كل‬
‫يوم نقص لحمه‪ .‬عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬ماء الحمام ل بأس به إذا كان‬
‫له مادة‪ .‬عن داود بن سرحان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ما تقول‬
‫في ماء الحمام ؟ قال‪ :‬هو بمنزلة الماء الجاري‪ .‬عن محمد بن مسلم قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره أغتسل‬
‫من مائه ؟ قال‪ :‬نعم ل بأس أن يغتسل منه الجنب ولقد اغتسلت فيه ثم‬
‫جئت فغسلت رجلي‪ ،‬وما غسلتهما إل مما لزق بهما من التراب‪ .‬عن زرارة‬
‫قال‪ :‬رأيت الباقر عليه السلم يخرج من الحمام فيمضي كما هو ل يغسل‬
‫رجله حتى يصلي‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬اغسلوا أرجلكم بعد‬
‫خروجكم من الحمام فانه يذهب بالشقيقة )‪ (2‬وإذا خرجت فتعمم‪ .‬عن محمد‬
‫بن موسى‪ ،‬عن الباقر والصادق عليهما السلم قال‪ :‬خرجا من الحمام‬
‫متعممين شتاء كان أو صيفا وكانا يقولن‪ :‬هو أمان من الصداع‪ .‬وروي‪:‬‬
‫إذا دخل أحدكم الحمام وهاجت به الحرارة فليصب عليه الماء البارد ليسكن‬
‫به الحرارة‪ .‬ومن كتاب طب الئمة‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬قلموا‬
‫أظفاركم يوم الثلثاء‪ ،‬واحتجموا يوم الربعاء‪ ،‬وأصيبوا من الحمام حاجتكم‬
‫يوم الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة‪ .‬من كتاب الخصال )‪ (3‬عن‬
‫أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬قلموا أظفاركم يوم الثلثا واستحموا يوم‬
‫الربعا‪ ،‬وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس‪ ،‬وتطيبوا بأطيب طيبكم‬
‫يوم الجمعة‪ .‬ومن كتاب اللباس عن سعدان بن مسلم قال‪ :‬دخل علينا أبو‬
‫الحسن الول‬

‫)‪ (1‬يعنى طلع النخل‪ (2) .‬وجع نصف الرأس والوجه‪ (3) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.30‬‬
‫]‪[80‬‬

‫عليه السلم الحمام ونحن فيه فسلم قال‪ :‬فقمت أنا فاغتسلت وخرجت‪ .‬عن حنان بن‬
‫سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام المدينة فإذا رجل‬
‫في المسلخ فقال‪ :‬ممن القوم ؟ فقلنا‪ :‬من أهل العراق قال‪ :‬من أي العراق ؟‬
‫فقلنا‪ :‬من أهل الكوفة قال‪ :‬مرحبا وأهل يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون‬
‫الدثار‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما يمنعكم من الزار‪ ،‬فان رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬عورة المسلم على المسلم حرام ؟ قال‪ :‬فبعث عمي إلى كرباسة فشقها‬
‫بأربعة ثم أخذ كل واحد منا واحدة فلما خرجنا من الحمام سألنا من الشيخ‬
‫فإذا هو علي بن الحسين وابنه محمد الباقر عليهما السلم معه‪ .‬من كتاب‬
‫من ل يحضره الفقيه )‪ (1‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من كان‬
‫يؤمن بال واليوم الخر فل يدخل الحمام إل بمئزر‪ ،‬ونهى صلى ال عليه‬
‫وآله عن دخول النهار إل بمئزر‪ ،‬وقال‪ :‬إن للماء أهل وسكانا‪ .‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم عن آبائه عليهم السلم عن أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا تعرى أحدكم نظر إليه الشيطان‪ ،‬فيطمع فيه‪ ،‬فاستتروا‪،‬‬
‫عنه عليه السلم قال‪ :‬نهى أن يدخل الرجل الحمام إل بمئزر وعن الباقر‬
‫عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن علي عليهما السلم قال‪ :‬قيل له‪ :‬إن سعيد بن‬
‫عبد الملك يدخل بجواريه الحمام‪ ،‬قال‪ :‬وما بأس به ؟ إذا كان عليه‬
‫وعليهن الزار‪ ،‬ول يكونون عراة كالحمر ينظر بعضهم إلى سوءة بعض ؟‬
‫وروي عن الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬إنما كره النظر إلى عورة المسلم‬
‫فأما النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل النظر إلى عورة الحمار‪ ،‬وعنه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ل ينظر الرجل إلى عورة أخيه‪ ،‬فإذا كان مخالفا له فل‬
‫شئ عليه في الحمام‪ ،‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬الفخذ ليس بعورة وعن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬يغتسل الرجل بارزا ؟ فقال‪ :‬إذا‬
‫لم يره أحد فل بأس من تهذيب الحكام )‪ (2‬عن حذيفة بن منصور قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬شئ يقوله الناس‪ :‬عورة المؤمن على‬
‫المؤمن حرام ؟ فقال‪ :‬ليس حيث يذهبون‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .60‬تهذيب الحكام ج ‪ 1‬ص ‪.106‬‬

‫]‪[81‬‬

‫إنما عنى عورة المؤمن أن يزل زلة أو يتكلم بشئ يعاب عليه فيحفظ عليه ليعيره به‬
‫يوما‪ .‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم من عورة‬
‫المؤمن أهي حرام ؟ قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬أعني سفليه ؟ فقال‪ :‬ليس حيث تذهب‪،‬‬
‫إنما هو إذاعة سره‪ .‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في‬
‫عورة المؤمن على المؤمن حرام قال‪ :‬ليس أن يكشف فترى منه شيئا إنما‬
‫هو أن تزري عليه أو تعيبه )‪ - 22 .(1‬مكا‪ :‬من كتاب من ل يحضره الفقيه‬
‫)‪ (2‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬ل يستلقين أحدكم في الحمام فانه يذيب‬
‫شحم الكليتين‪ ،‬ول يدلكن رجله بالخزف فانه يورث الجذام‪ .‬وقال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬ل تتدلك بالخزف فانه يورث البرص‪ ،‬ول تمسح وجهك‬
‫بالزار‪ ،‬فانه يذهب بماء الوجه‪ ،‬وروي أن ذلك طين مصر وخزف الشام‪.‬‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬إياكم والخزف فانه يبلي الجسد‪ ،‬عليكم بالخرق‪ .‬عن‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬ل بأس أن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق‬
‫والدقيق والنخالة‪ ،‬ول بأس أن يتدلك بالدقيق الملتوب بالزيت‪ ،‬وليس فيما‬
‫ينفع البدن إسراف‪ ،‬إنما السراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن‪ .‬وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬ل بأس أن يمس الرجل الخلوق في الحمام‪ .‬يمسح به‬
‫يده شقاق يداويه‪ ،‬ول يستحب إدمانه ول أن يرى أثره عليه‪ .‬ومن كتاب‬
‫اللباس عن أبي الحسن عليه السلم في الرجل يطلي بالنورة في الحمام‬
‫فنيتدلك بالزيت والدقيق قال‪ :‬ل بأس‪ .‬عن أبي السفاتج‪ ،‬عن بعض أصحابنا‬
‫أنه سأل أبا عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬إنا نكون في طريق مكة فنريد‬
‫الحرام‪ ،‬فل يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة فنتدلك بالدقيق فيدخلني‬
‫من ذلك ما ال به أعلم‪ ،‬قال‪ :‬مخافة السراف ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬ليس فيما‬
‫أصلح البدن إسراف‪ ،‬أنا ربما أمرت بالنقي فيلت بالزيت‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .62 - 57‬الفقيه ج ‪ 1‬باب غسل الجمعة‪.‬‬

‫]‪[82‬‬

‫فأتدلك به‪ ،‬إنما السراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن‪ ،‬قلت‪ :‬فما القتار ؟ قال‪ :‬أكل‬
‫الخبز والملح‪ ،‬وأنت تقدر على غيره‪ ،‬قلت‪ :‬فالقصد ؟ قال‪ :‬الخبز واللحم‬
‫واللبن والزيت والسمن مرة ذا ومرة ذا‪ .‬عن أبي الحسن عليه السلم في‬
‫الرجل يطلي بالنورة‪ ،‬فيجعل الدقيق يلته به يتمسح به بعد النورة‪ ،‬ليقطع‬
‫ريحها‪ ،‬قال‪ :‬ل باس به )‪) * 4 .(1‬باب( * * " )الحلق وجز شعر الرأس‬
‫والفرق وتربيته وتنظيف الرأس( " * * " )والجسد بالماء ودفع الروائح‬
‫الكريهة وغسل الثوب( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬من كتاب من ل يحضره الفقيه )‪(2‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله لرجل‪ :‬احلق فانه يزيد في جمالك‪ ،‬وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬حلق الرأس في غير حج ول عمرة مثلة لعدائكم‬
‫وجمال لكم ]ومعنى هذا في قول النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬حين وصف‬
‫الخوارج فقال[ )‪ (3‬إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪،‬‬
‫وعلمتهم التسبيد )‪ - (4‬وهو الحلق ‪ -‬وترك التدهن‪ .‬ومن كتاب نوادر‬
‫الحكمة عن الصادق عليه السلم عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬ل‬
‫تحلقوا الصبيان القزع‪ .‬ومن تهذيب الحكام عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أتي النبي صلى ال عليه وآله بصبي يدعو له‪ ،‬وله قنازع‪ ،‬فأبى أن‬
‫يدعو له‪ ،‬وأمر بحلق رأسه‪ .‬قال النوفلي‪ :‬القزع أن تحلق موضعا وتترك‬
‫موضعا‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .63 - 62‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .72‬زيادة أضفناها من‬
‫الفقيه‪ (4) .‬التسبيد‪ :‬التشعيث كما في اللسان‪ ،‬وهو أن يسرح شعره ويبله‬
‫ثم يتركه من دون أن يرجله ويمشطه فيكون الشعر كالشكوك‪ ،‬ومثله إذا‬
‫حلق رأسه فنبت شعره كالشوك‪.‬‬

‫]‪[83‬‬

‫وروي أنه إذا أراد أن يحلق رأسه فليبدء من الناصية إلى العظمين وليقل‪ " :‬بسم‬
‫ال وبال وعلى ملة رسول ال صلى ال عليه وآله اللهم أعطني بكل‬
‫شعرة نورا يوم القيامة " وإذا فرغ فليقل‪ " :‬اللهم زيني بالتقوى وجنبني‬
‫الردى "‪ .‬ومن كتاب طب الئمة عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬التنظيف‬
‫بالموسى في كل سبع‪ ،‬وبالنورة في كل خمسة عشر يوما‪ .‬ومن كتاب‬
‫اللباس قال الرضا عليه السلم‪ :‬ثلث من عرفهن لم يدعهن‪ :‬إحفاء الشعر‪،‬‬
‫ونكاح الماء‪ ،‬وتشمير الثوب‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬ثلث من سنن‬
‫المرسلين‪ :‬التعطر‪ ،‬وإحفاء الشعر‪ ،‬وكثرة الطروقة‪ ،‬يعني الجماع‪ .‬عن‬
‫عمرو بن عثمان‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قلنا له‪ :‬إن‬
‫الناس يزعمون أن كل حلق في غير منى مثلة‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ال كان أبو‬
‫الحسن يعني أباه يرجع من الحج فيأتي بعض ضياعه‪ ،‬فل يدخل المدينة‬
‫حتى يحلق رأسه )‪ .(1‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬الشعر الحسن من كسوة ال فأكرموه‪ ،‬وعن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من اتخذ شعرا فليحسن وليته أو ليجزه‪ ،‬وعنه عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه ال بمنشار من نار‪ ،‬وكان شعر رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وفرة لم يبلغ الفرق‪ ،‬وعن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ألقوا الشعر عنكم فانه يحسن )‪ .(2‬ومن كتاب اللباس عن أيوب بن‬
‫هارون قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يفرق شعره ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬وكان شعر رسول ال صلى ال عليه وآله إذا‬
‫طال طال إلى شحمة أذنه‪ .‬عن عمرو بن ثابت‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إنهم يروون أن الفرق من السنة ؟ قال‪ :‬ما هو من السنة‪ .‬قلت‪:‬‬
‫يزعمون أن النبي صلى ال عليه وآله فرق‪ ،‬قال‪ :‬ما‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .65 - 63‬في بعض النسخ " نجس "‪.‬‬
‫]‪[84‬‬

‫فرق النبي صلى ال عليه وآله وما كانت النبياء تمسك الشعر‪ - 2 .(1) .‬كتاب زيد‬
‫النرسى‪ :‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬إذا أخذت من شعر رأسك فابدأ‬
‫بالناصية ومقدم رأسك والصدغين إلى القفا‪ ،‬فكذلك السنة‪ ،‬وقل‪ " :‬بسم‬
‫ال وبال وعلى ملة إبراهيم وسنة محمد وآل محمد حنيفا مسلما وما أنا‬
‫من المشركين اللهم أعطني بكل شعرة وطاقة في الدنيا نورا يوم القيمة‬
‫اللهم أبدلني مكانه شعرا ل يعصيك تجعله زينة لي ووقار في الدنيا‪ ،‬ونورا‬
‫ساطعا يوم القيامة " ثم تجمع شعرك وتدفنه وتقول‪ " :‬اللهم اجعله إلى‬
‫الجنة ول تجعله إلى النار وقدس عليه ول تسخط عليه وطهره حتى تجعله‬
‫كفارة وذنوبا تناثرت عني بعدده وما تبدله مكانه فاجعله طيبا وزينة‬
‫ووقارا ونورا في القيامة منيرا يا أرحم الراحمين اللهم زيني بالتقوى‬
‫وجنبني وجنب شعري وبشري المعاصي وجنبني الردى فل يملك ذلك أحد‬
‫سواك "‪ - 3 .‬ب‪ :‬عن اليقطيني‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬احتبس الوحي عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫فقيل‪ :‬احتبس عنك الوحي يا رسول ال ؟ ! قال‪ :‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬وكيف ل يحبس عني الوحي وأنتم ل تقلمون أظفاركم ول‬
‫تنقون روائحكم )‪ - 4 .(2‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬كفى‬
‫بالماء طيبا )‪ - 5 .(3‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬غسل‬
‫الرأس يذهب بالدرن وينقي القذا‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬غسل الثياب يذهب‬
‫بالهم والحزن‪ ،‬وهو طهور للصلة وقال عليه السلم تنظفوا بالماء من‬
‫الريح المنتن الذي يتأدى به وتعهدوا أنفسكم فان ال يبغض من عباده‬
‫القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه وقال عليه السلم‪ :‬اتخذوا الماء‬
‫طيبا )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .78‬قرب السناد ص ‪ 18‬والصحيح رواجبكم‪(3) .‬‬


‫قرب السناد ص ‪ (4) .45‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 156‬و ‪.160‬‬

‫]‪[85‬‬

‫أقول‪ :‬قد أوردنا بعض الخبار في باب الطيب‪ - 6 .‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬من اتخذ ثوبا فليستنظفه‪ ،‬ومن‬
‫اتخذ دابة فليستفرهها‪ ،‬ومن اتخذ امرأة فليكرمها فانما امرأة أحدكم لعبة‬
‫فمن اتخذها فل يضيعها ومن اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه ال يوم القيامة‬
‫بمنشار من النار )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى الفرق في باب السنن الحنيفية‪- 7 .‬‬
‫ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الهوازي‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن أبي حمزة‪ ،‬عن إسحاق قال‪ :‬قال لي أبو عبد‬
‫ال عليه السلم استأصل شعرك تقل دوابه ودرنه ووسخه‪ ،‬وتغلظ رقبتك‪،‬‬
‫ويجلو بصرك )‪ - 8 .(2‬ضا‪ :‬إياك أن تدع الفرق إن كان لك شعر‪ ،‬فقد روي‬
‫عن أبي عبد ال صلوات ال عليه أنه قال‪ :‬من لم يفرق شعره فرقه ال‬
‫بمنشار من النار في النار‪ - 9 .‬ضا‪ :‬وإذا أردت أن تأخذ شعرك فابدأ‬
‫بالناصية فانها من السنة وقل بسم ال وبال وعلى ملة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله وسنته حنيفا مسلما وما أنا من المشركين اللهم أعطني بكل‬
‫شعرة نورا ساطعا يوم القيامة‪ ،‬فإذا فرغت فقل‪ " :‬اللهم زيني بالتقى‬
‫وجنبني الردى وجنب شعري وبشري المعاصي وجميع ما تكره مني فاني‬
‫ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا " واستقبل القبلة وابتدء بالناصية واحلق إلى‬
‫العظمين النابتين الدانيين للذنين )‪ - 10 .(3‬سر‪ :‬من جامع البزنطي‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن أبيه عن أبي الحسن الول عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن الشعر على الرأس إذا طال أضغف البصر‪ ،‬وذهب‬
‫بضوء نوره‪ ،‬وطم الشعر يجلي البصر‪ ،‬ويزيد في ضوء نوره )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .47 :‬ثواب العمال‪ (3) .22 :‬فقه الرضا عليه السلم ص ‪.1‬‬
‫)‪ (4‬السرائر ص ‪.469‬‬

‫]‪[86‬‬

‫‪ - 11‬سر‪ :‬محمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي عليهم السلم‪ :‬أنه نهى عن‬
‫القنازع والقصص ونقش الخضاب قال‪ :‬وإنما هلكت نساء بني إسرائيل من‬
‫قبل القصص ونقش الخضاب )‪ - 12 .(1‬سر‪ :‬من كتاب أبي القاسم ابن‬
‫قولويه روى جابر أن حلق الرأس مثلة بالشاب ووقار بالشيخ )‪* 5 .(2‬‬
‫)باب( * * " )غسل الرأس بالخطمى والسدر وغيرهما( " * ‪ 1‬ثو‪ :‬عن‬
‫العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى بن عمر‪ ،‬عن محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن أبي سعيد القماط‪ ،‬عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬غسل الرأس بالخطمي أمان من الصداع‪ ،‬وبراءة من الفقر‪ ،‬وطهور‬
‫للرأس من الحزازة )‪ - 2 .(3‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن أبي أيوب المديني‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سفيان بن‬
‫السمط‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬غسل الرأس بالخطمي ينفي‬
‫الفقر‪ ،‬ويزيد في الرزق‪ ،‬وقال‪ :‬هو نشرة )‪ - 3 .(4‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن منصور بن‬
‫يونس‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬غسل الرأس بالخطمي يجلب‬
‫الرزق جلبا )‪ - 4 .(5‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن عيسى بن‬

‫)‪ (1‬السرائر ص ‪ (2) .469‬السرائر ص ‪ (3) .490‬ثواب العمال‪ 19 :‬والحزازة‪:‬‬


‫الهبرية في الرأس وهى القشرة التى تتساقط من الرأس كالنخالة قال في‬
‫القرب‪ :‬ومنه " الخطمى يذهب بحزاز الرأس "‪ (5 - 4) .‬ثواب العمال‪:‬‬
‫‪.19‬‬

‫]‪[87‬‬

‫عبد ال العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وآله اغتم فأمره‬
‫جبرئيل عليه السلم أن يغسل رأسه بالسدر )‪ - 5 .(1‬مكا‪ ...:‬وكان ذلك‬
‫سدرا من سدرة المنتهى )‪ - 6 .(2‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن زيد النرسي عن بعض أصحابه قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يغسل رأسه‬
‫بالسدر‪ ،‬ويقول‪ :‬اغسلوا رؤسكم بورق السدر‪ ،‬ونقوا‪ ،‬فانه قد سه كل ملك‬
‫مقرب‪ ،‬وكل نبي مرسل‪ ،‬ومن غسل رأسه بورق السدر صرف ال عنه‬
‫وسوسة الشيطان سبعين يوما ومن صرف ال عنه وسوسة الشيطان‬
‫سبعين يوما لم يعص ال ومن لم يعص دخل الجنة )‪ - 7 .(3‬طب‪ :‬عن ابن‬
‫الحريري‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الوليد بن أبان عن النعمان بن يعلى‬
‫قال‪ :‬حدثنا جابر الجعفي قال‪ :‬شكوت إلى أبي جعفر عليه السلم وسخا‬
‫كثيرا يوسخ ثيابي‪ ،‬فقال‪ :‬دق الس‪ ،‬واستخرج ماءه واضربه على خل‬
‫خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد ثم اغسل رأسك ولحيتك به‬
‫بكل قوة ثم أدهنه بعد ذلك بدهن شيرج طري فانه يقلعه باذن ال تعالى‪8 .‬‬
‫‪ -‬مكا‪ :‬من كتاب من ل يحضره الفقيه )‪ (4‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬غسل‬
‫الرأس بالخطمي في كل جمعة أمان من البرص والجنون‪ ،‬وقال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي القذار‪،‬‬
‫وقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬غسل الرأس بالسدر يجلب‬
‫الرزق جلبا‪ .‬من تهذيب الحكام )‪ (5‬من أخذ شاربه وقلم أظفاره وغسل‬
‫رأسه بالخطمي يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة‪ .‬ومن طب الئمة قال‬
‫أمير المؤمنين في وصيته لصحابه‪ :‬غسل الرأس بالخطمي‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) .20 :‬مكارم الخلق‪ (3) .66 :‬ثواب العمال‪(4) .19 :‬‬
‫الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .71‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.321‬‬
‫]‪[88‬‬

‫يذهب بالدرن وينقي الدواب‪ ،‬عن جابر الجعفي قال‪ :‬شكوت إلى أبي جعفر عليه‬
‫السلم حزازا في رأسي‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬دق الس )‪ (1‬واستخرج ماءه‬
‫واضربه بخل خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد ثم اغسل به‬
‫رأسك ولحيتك بكل قوة لك ثم أدهنه بعد ذلك بدهن شيرج طري تبرء إنشاء‬
‫ال )‪ - 9 .(2‬كتاب زيد النرسى‪ :‬قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪:‬‬
‫غسل الرأس بالخطمي يوم الجمعة من السنة‪ ،‬يدر الرزق‪ ،‬ويصرف الفقر‪،‬‬
‫ويحسن الشعر والبشر‪ ،‬وهو أمان من الصداع‪ .‬ومنه‪ :‬عن بعض أصحابنا‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يغسل رأسه بالسدر ويقول‪ :‬من غسل رأسه بالسدر صرف ال عنه‬
‫وسوسة الشيطان‪ ،‬ومن صرف عنه وسوسة الشيطان لم يعص‪ ،‬ومن لم‬
‫يعص دخل الجنة‪) * 6 .‬باب( * * " )الطلء بالنورة( " * " )وآدابه‬
‫وازالة شعرة البط والعانة وغيرها( " أقول‪ :‬قد أوردنا بعض الخبار في‬
‫باب الحمام وفي باب السنن الحنيفية‪ - 1 .‬ع‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن علي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يطولن أحدكم شاربه ول عانته‬
‫ول شعر إبطه‪ ،‬فان الشيطان يتخذها مخابي يستتر فيها )‪ - 2 .(3‬ل‪ :‬عن‬
‫ابن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن إبراهيم ابن إسحاق‪،‬‬
‫عن القاسم‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬توقو الحجامة يوم الربعاء‪،‬‬
‫والنورة‪ ،‬فان‬

‫)‪ (1‬الس شجر معروف يقال له بالفارسية مورد‪ (2) .‬مكارم الخلق ‪) .67 - 66‬‬
‫‪ (3‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪.206‬‬

‫]‪[89‬‬

‫يوم الربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم )‪ - 3 .(1‬ل‪ :‬عن أبيه وابن الوليد‬
‫معا‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬السنة في النورة في كل خمسة عشر‬
‫يوما‪ ،‬فمن أتت عليه أحد وعشرون يوما ولم يتنور فليستدن على ال‬
‫عزوجل وليتنور‪ ،‬ومن أتت عليه أربعون يوما ولم يتنور فليس بمؤمن ول‬
‫مسلم ول كرامة )‪ - 4 .(2‬ل‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن‬
‫ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يترك حلق عانته فوق‬
‫أربعين يوما فان لم يجد فليستقرض بعد الربعين ول يؤخر )‪ - 5 .(3‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬النورة نشرة وطهور للجسد‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬احب للمؤمن أن يطلي في كل خمسة عشر يوما من‬
‫النورة‪ ،‬وقال‪ :‬توقوا الحجامة والنورة يوم الربعاء فان يوم الربعاء يوم‬
‫نحسن مستمر وفيه خلقت جهنم )‪ - 6 .(4‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن‬
‫الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫الحنا بعد النورة أمان من الجذام والبرص )‪ .(5‬صح‪ :‬عنه عليه السلم‬
‫مثله )‪ - 7 .(6‬ثو‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن النهاوندي‪،‬‬
‫عن إسحاق ابن إسماعيل الصوفي‪ ،‬عن العباس بن أبي العباس‪ ،‬عن‬
‫عبدوس بن إبراهيم رفع الحديث إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الحناء‬
‫يذهب بالسهك )‪ (7‬ويزيد في ماء الوجه‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .28‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .93‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.111‬‬
‫)‪ (4‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 156‬و ‪ (5) .170‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪) .48‬‬
‫‪ (6‬صحيفة الرضا‪ (7) .27 :‬السهك ‪ -‬محركة ‪ -‬الريح الكريهة تجدها‬
‫ممن عرق‪ ،‬وخبث رائحة اللحم الخنز‪ ،‬وريح السمك‪.‬‬

‫]‪[90‬‬

‫ويطيب النكهة‪ ،‬ويحسن الولد‪ ،‬وقال‪ :‬من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه‬
‫نفي عنه الفقر )‪ - 8 .(1‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الحسن بن موسى قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أطلى واختضب بالحناء أمنه ال من‬
‫ثلث خصال‪ :‬الجذام والبرص والكلة‪ ،‬إلى طلية مثلها )‪ - 9 .(2‬ثو‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن محمد بن القاسم‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬النورة‬
‫نشرة وطهور للجسد )‪ - 10 .(3‬ير‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الهوازي‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سالم مولى علي بن يقطين‪ ،‬عن علي بن يقطين‬
‫قال‪ :‬أردت أن أكتب إليه أسأله يتنور الرجل وهو جنب ؟ قال‪ :‬فكتب إلي‬
‫ابتداء‪ :‬النورة تزيد الجنب نظافة‪ ،‬ولكن ل يجامع الرجل مختضبا‪ ،‬ول‬
‫تجامع المرأة مختضبة )‪ - 11 .(4‬سن‪ :‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أبي أيوب المكي عن محمد بن البختري‪ ،‬عن عمر بن‬
‫يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلث ل يؤكلن ويسمن‪ ،‬وثلث‬
‫يؤكلن ويهزلن‪ :‬فأما اللواتي يؤكلن ويهزلن‪ :‬فالطلع والكسب والجوز‪ ،‬وأما‬
‫اللواتي ل يؤكلن ويسمن‪ ،‬فالنورة والطيب ولبس الكتان )‪ .(5‬سن‪ :‬عن‬
‫بعض أصحابنا رفعه عن أبي عبد ال عليه السلم مثله‪ ،‬وفيه استشعار‬
‫والكتان )‪.(6‬‬
‫)‪ (3 - 1‬ثواب العمال‪ (4) .21 :‬بصائر الدرجات‪ (5) .251 :‬المحاسن‪.450 :‬‬
‫والطلع من النخل شئ يخرج كأنه نعلن مطبقان والحمل بينهما منضود‬
‫والطرف محدد والكسب بالضم عصارة الدهن ودرديه أو هو عصارة دهن‬
‫السمسم خاصة يقال له بالفارسية كسبه )كنجاره(‪ ،‬والجوز معروف وفى‬
‫بعض نسخ الحديث الجزر‪ (6) .‬المحاسن‪.463 :‬‬

‫]‪[91‬‬

‫‪ - 12‬سر‪ :‬من جامع البزنطي‪ ،‬عن الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن الول قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬شعر الجسد إذا طال قطع ماء الصلب‪،‬‬
‫وأرخى المفاصل‪ ،‬وأورث الضعف والكسل‪ ،‬وإن النورة تزيد ماء الصلب‪،‬‬
‫وتقوي البدن وتزيد في شحم الكليتين‪ ،‬وسمن البدن )‪ - 13 .(1‬مكا‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يطلي فيطليه من يطليه حتى إذا بلغ ما تحت‬
‫الزار توله بنفسه )‪ - 14 .(2‬مكا‪ :‬سئل الصادق عليه السلم‪ :‬عن إطالة‬
‫الشعر قال‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله مقصرين يعني‬
‫الطم‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬أخذ الشعر من النف يحسن الوجه‪ .‬عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يترك‬
‫عانته فوق أربعين يوما‪ ،‬ول يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر أن تدع‬
‫ذلك منها فوق عشرين يوما‪ ،‬وفي رواية عن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يترك‪ ،‬عانته أكثر من اسبوع‪ ،‬ول‬
‫يترك النورة أكثر من شهر‪ ،‬فمن ترك أكثر منه فل صلة له‪ ،‬وقال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬احلقوا شعر البطن الذكر والنثى‪ .‬عن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى قال لبراهيم عليه السلم‪ :‬تطهر فحلق‬
‫عانته‪ ،‬وكان عليه السلم يطلي إبطيه في الحمام ويقول‪ :‬نتف البط يضعف‬
‫المنكبين ويوهي ويضعف البصر‪ ،‬وقال‪ :‬حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل‬
‫من حلقه‪ ،‬وفي رواية زرارة عنه عليه السلم قال‪ :‬نتفه أفضل من حلقه‪،‬‬
‫وطليه أفضل منهما‪ ،‬وقال علي عليه السلم‪ :‬نتف البط ينفي الرائحة‬
‫المكروهة‪ ،‬وهي طهور وسنة مما أمر به الطيب أبو القاسم عليه وعلى‬
‫أهل بيته السلم‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يطولن أحدكم‬
‫شعر إبطه‪ ،‬فان الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به‪ ،‬والجنب ل بأس أن يطلي‬
‫لن النورة تزيده نظافة‪ .‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬كان بين نوح‬
‫وإبراهيم عليهما السلم ألف سنة وكان شريعة‬

‫)‪ (1‬السرائر‪ (2) .469 :‬مكارم الخلق‪.36 :‬‬

‫]‪[92‬‬
‫إبراهيم بالتوحيد والخلص‪ ،‬وخلع النداد‪ ،‬وهي الفطرة التي فطر الناس عليها‬
‫وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه وأن ل يبعد إل ال ول يشرك به شيئا‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأمره بالصلة والمر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث‪،‬‬
‫وزاده في الحنيفية الختان‪ ،‬وقص الشارب‪ ،‬ونتف البط‪ ،‬وتقليم الظفار‪،‬‬
‫وحلق العانة‪ ،‬وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته عليه‬
‫السلم‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬قال ال عزوجل لبراهيم عليه السلم‪:‬‬
‫تطهر ! فأخذ شاربه ثم قال‪ :‬تطهر فنتف من إبطه‪ ،‬ثم قال‪ :‬تطهر فقلم‬
‫أظفاره‪ ،‬ثم قال‪ :‬تطهر فحلق عانته‪ ،‬ثم قال‪ :‬تطهر‪ ،‬فاختتن )‪ .(1‬من كتاب‬
‫من ل يحضره الفقيه )‪ (2‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬من أراد أن يتنور‬
‫فليأخذ من النورة ويجعله على طرف أنفه ويقول‪ " :‬اللهم ارحم سليمان‬
‫بن داود كما أمرنا بالنورة " فانه ل تحرقه النورة إنشاء ال وروي أن من‬
‫جلس وهو متنور خيف عليه الفتق‪ .‬من كتاب المحاسن عن الحكم بن‬
‫عتيبة قال‪ :‬رأيت أبا جعفر وقد أخذ الحناء وجعله على أظافيره فقال‪ :‬يا‬
‫حكم ما تقول في هذا ؟ فقلت‪ :‬ما عسيت أن أقول فيه‪ ،‬وأنت تفعله ؟ وإنما‬
‫عندنا يفعله الشباب فقال‪ :‬يا حكم إن الظافير إذا أصابتها النورة غيرتها‬
‫حتى تشبه أظافير الموتى فل بأس بتغييرها‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬من أطلى واختضب بالحناء آمنه ال من ثلث خصال الجذام والبرص‬
‫والكلة إلى طلية مثلها‪ ،‬وقال أمير المؤمنين عليه السلم ينبغي للرجل أن‬
‫يتوقى النورة يوم الربعاء فانه نحس مستمر وتجوز النورة في سائر اليام‬
‫وروي أنها في يوم الجمعة تورث البرص‪ .‬عن الرضا عليه السلم‪ :‬من‬
‫تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فل يلومن إل نفسه‪ .‬وقال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص‪ .‬من الروضة‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خمس خصال يورث البرص‪ :‬النورة يوم‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ 65 :‬و ‪ (2) .66‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.67‬‬

‫]‪[93‬‬

‫الجمعة‪ ،‬ويوم الربعاء‪ ،‬والتوضي والغتسال بالماء الذي يسخنه الشمس‪ ،‬والكل‬
‫على الجنابة‪ ،‬وغشيان المرأة في حيضها‪ ،‬والكل على الشبع‪ .‬عن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ألقوا الشعر عنكم فانه يحسن )‪ .(1‬من كتاب المحاسن‪:‬‬
‫وروي أن من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نقى ال عنه الفقر‪.‬‬
‫من كتاب اللباس عن الصادق عليه السلم أنه كان يطلي في الحمام‪ ،‬فإذا‬
‫بلغ موضع العانة قال للذي يطلي‪ :‬تنح ثم طل هو ذلك الموضع‪ .‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه كان يدخل فيطلي إبطه وحده إذا احتاج إلى ذلك ثم يخرج وعنه‬
‫عليه السلم أيضا ربما طلى بعض مواليه جسده كله‪ .‬روى الرقط عنه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أتيته في حاجة فأصبته في الحمام يطلي فذكرت له‬
‫حاجتي‪ ،‬فقال‪ :‬أل تطلي ؟ قلت‪ :‬إنما عهدي به أول من أمس‪ ،‬قال‪ :‬اطل‬
‫فانما النورة طهور‪ ،‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬كان علي عليه السلم إذا طلى‬
‫تولى عانته بيده‪ .‬عن ليث المرادي قال‪ :‬سألت الصادق عليه السلم عن‬
‫الجنب يطلي ؟ قال‪ :‬ل بأس به‪ .‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬أربع من‬
‫أخلق النبياء‪ :‬التطيب‪ ،‬والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة‪ ،‬وكثرة‬
‫الطروقة )‪ - 15 .(2‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يطولن‬
‫أحدكم شاربه ول عانته ول شعر جناحه‪ ،‬فان الشيطان يتخذها مخابي‬
‫يستتر بها‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فل يترك عانته فوق أربعين‬
‫يوما )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬نجس خ ل‪ (2) .‬مكارم الخلق‪ (3) .69 - 67 :‬نوادر الراوندي‪.24 :‬‬

‫]‪[94‬‬

‫‪) * .7‬باب( * * " )الكتحال وآدابه( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬الكحل ينبت الشعر‪ ،‬ويجفف الدمعة‪ ،‬ويعذب الريق‪،‬‬
‫ويجلو البصر )‪ .(1‬ثو‪ :‬عن ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن حماد مثله )‪ - 2 .(2‬ل‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الشعري‪ ،‬عن حمدان بن سليمان‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‬
‫ومحمد بن أحمد الدمي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن مسلمة عن زياد بن بندار‪،‬‬
‫عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أربع يضئن‬
‫الوجه‪ :‬النظر إلى الوجه الحسن‪ ،‬والنظر إلى الماء الجاري‪ ،‬والنظر إلى‬
‫الخضرة والكحل عند النوم )‪ - 3 .(3‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن‬
‫يزيد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن على بن عقبة‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الثمد يجلو البصر‪ ،‬ويقطع‬
‫الدمعة‪ ،‬وينبت الشعر )‪ - 4 .(4‬ثو‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‬
‫بن معبد‪ ،‬عن عبد ال بن مقاتل‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬من كان‬
‫يؤمن بال واليوم الخر فليكتحل )‪ - 5 .(5‬ثو‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن موسى بن عمر‪ ،‬عن حمزة بن بزيع‪،‬‬
‫عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الكحل عند النوم‬
‫أمان من الماء )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .16‬ثواب العمال‪ (3) .22 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪) .113‬‬
‫‪ (6 - 4‬ثواب العمال‪.22 :‬‬

‫]‪[95‬‬

‫دعوات الراوندي‪ :‬مرسل مثله‪ - 6 .‬ضا‪ :‬إذا أردت أن تكتحل فخذ الميل بيدك‬
‫اليمنى‪ ،‬واضربه في المكحلة وقل‪ " :‬بسم ال " فإذا جعلت الميل في‬
‫عينيك فقل‪ " :‬اللهم نور بصري واجعله فيه نورا أبصر به حقك‪ ،‬واهدني‬
‫إلى طريق الحق وأرشدني إلى سبيل الرشاد اللهم نور على دنياي وآخرتي‬
‫" )‪ - 7 .(1‬طب )‪ (2‬عن جابر بن أيوب الجرجاني‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن المفضل عن عبد الرحمن ابن زيد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أتى النبي صلى ال عليه وآله أعرابي يقال له‪ :‬قليب وكان رطب‬
‫العينين‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أرى عينيك رطبتين يا‬
‫قليب ؟ قال‪ :‬نعم يا رسول ال هما كما ترى ضعيفتان‪ ،‬قال‪ :‬عليك بالثمد‪،‬‬
‫فانه سرجين العين‪ - 8 .‬طب‪ :‬عن منصور بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫صالح الحول‪ ،‬عن علي ابن موسى الرضا عليه السلم قال‪ :‬من أصابه‬
‫ضعف في بصره فليكتحل بسبعة مراود عند منامه من الثمد‪ .‬وعن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الكحل بالليل يطيب الفم‪ - 9 .‬طب‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن‬
‫خداش‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون‪ ،‬عن أبي عبد ال عن أبيه عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬كان للنبي صلى ال عليه وآله مكحلة يكتحل منها في كل ليلة ثلث‬
‫مراود في كل عين عند منامه‪ - 10 .‬طب‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الكحل يزيد في ضوء البصر‪ ،‬وينبت الشفار‪ - 11 .‬مكا‪ :‬عن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬عليك بالثمد فانه يجلو البصر‪ ،‬وينبت الشفار ويطيب‬
‫النكهة‪ ،‬ويزيد في الباه‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬من أصابه ضعف في بصره‬
‫فليكتحل سبع مراود عند منامه من الثمد‪ :‬أربعة في اليمنى‪ ،‬وثلثة في‬
‫اليسرى‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬الكحل ينبت الشعر‪ .‬ويجفف‬
‫الدمعة‪ ،‬ويعذب الريق‪ ،‬ويجلو البصر عنه عليه السلم قال‪ :‬الكحل يزيد في‬
‫المباضعة عنه عليه السلم قال‪ :‬الكحل يعذب الفم عنه عليه السلم قال‪:‬‬
‫الكحل بالليل يطيب الفم‪ ،‬ومنفعته إلى‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا‪ :‬باب الداب‪ ،‬وفى المطبوعة ما رمز المالى وهو تصحيف‪(2) .‬‬
‫طب الئمة‪.93 :‬‬

‫]‪[96‬‬
‫أربعين صباحا وعنه عليه السلم أنه كان أكثر كحله بالليل‪ ،‬وكان يكتحل ثلثة أفراد‬
‫في كل عين وعنه عليه السلم قال‪ :‬الكحل عند النوم أمان من الماء الذي‬
‫ينزل في العين‪ .‬ومن كتاب اللباس عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يكتحل بالثمد إذا أراد أن يأوى إلى فراشه‪.‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن الحسن بن جهم قال‪ :‬أراني ]أبو الحسن عليه السلم[‬
‫ميل من حديد فقال‪ :‬كان هذا لبي الحسن فاكتحل به‪ ،‬فاكتحلت‪ .‬عن نادر‬
‫الخادم عنه عليه السلم أنه قال لبعض من معه‪ :‬اكتحل‪ .‬فعرض أنه ل يحب‬
‫الزينة في منزله فقال‪ :‬اتق ال واكتحل‪ ،‬ول تدع الكحل‪ .‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من اكتحل فليوتر‪ ،‬من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل‬
‫فليس عليه شئ‪ .‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من اكتحل فليوتر ومن تجمر فليوتر‪ ،‬ومن‬
‫استنجى فليوتر‪ ،‬ومن استخار ال فليوتر‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬عليكم‬
‫بالكحل فانه يطيب الفم‪ ،‬وعليكم بالسواك فانه يجلو البصر‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف‬
‫هذا ؟ قال‪ :‬لنه إذا استاك نزل البلغم فجل البصر وإذا اكتحل ذهب البلغم‬
‫فطيب الفم‪ .‬الدعاء عند الكحل‪ " :‬اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل النور في بصري‪ ،‬والبصيرة‬
‫في ديني‪ ،‬واليقين في قلبي والخلص في عملي والسلمة في نفسي‪،‬‬
‫والسعة في رزقي‪ ،‬والشكر لك أبدا ما أبقيتني " )‪ .(1‬من كتاب من ل‬
‫يحضره الفقيه عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬الكتحال بالثمد ينبت الشفار‪،‬‬
‫ويحد البصر‪ ،‬ويعين على طول السجود )‪ .(2‬وعن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أتى النبي صلى ال عليه وآله أعرابي يقال له‪ :‬قليب رطب العينين‬
‫فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إنى أرى عينيك رطبتين يا قليب‪ ،‬عليك‬
‫بالثمد فانه‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .50 - 48 :‬السهر خ ل‪.‬‬

‫]‪[97‬‬

‫سرجين العين )‪ - 12 .(1‬مكا‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يكتحل في عينه‬
‫اليمنى ثلثا وفي اليسرى ثنتين‪ ،‬وقال‪ :‬من شاء اكتحل ثلثا وكل حين‪،‬‬
‫ومن فعل دون ذلك أو فوقه فل حرج‪ ،‬وربما اكتحل وهو صائم‪ ،‬وكانت له‬
‫مكحلة يكتحل بها بالليل‪ ،‬وكان كحله الثمد )‪) * .8 .(2‬باب( * * "‬
‫)الخضاب للرجال والنساء( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى الخزاز‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أربع من سنن المرسلين‪ :‬العطر‪ ،‬والنساء‪ ،‬والسواك‪ ،‬والحنا )‪ - 2 .(3‬ثو )‬
‫‪ (4‬ل‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق‬
‫النهاوندي‪ ،‬عن محمد بن علي البغدادي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المبارك‬
‫عن عبد ال بن زيد رفع الحديث إلى رسول ال صلى ال عليه وآله أنه‬
‫قال‪ :‬درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل ال‪ ،‬وفيه أربع‬
‫عشرة خصلة‪ :‬يطرد الريح من الذنين‪ ،‬ويجلو الغشاوة عن البصر‪ ،‬ويلين‬
‫الخياشيم‪ ،‬ويطيب النكهة‪ ،‬ويشد اللثة‪ ،‬ويذهب بالضنى )‪ ،(5‬ويقل وسوسة‬
‫الشيطان‪ ،‬وتفرح به الملئكة‪ ،‬ويستبشر به المؤمن‪ ،‬ويغيظ به الكافر‪ ،‬وهو‬
‫زينة‪ ،‬وطيب‪ ،‬وبراءة في قبره‪ ،‬ويستحيي منه‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ 48 :‬وفيه سراج العين وعلى ما في الصلب لعل المراد أن الثمد‬
‫يفعل بالعين ما يفعله السرجين بالنبات من التقوية والتنمية‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون مصحفا‪ ،‬وكان في الصل " مسرجة " يعنى أن الثمد سبب تنوير‬
‫العين وجلئه ولمعانه‪ ،‬فيجعله كالسراج المتللئ‪ (2) .‬مكارم الخلق‪:‬‬
‫‪ (3) .35‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .115‬ثواب العمال‪ (5) .21 :‬الضنى‪:‬‬
‫الهزال وسوء الحال‪ ،‬وفى ثواب العمال الصنان وهو الريح الكريهة‪.‬‬

‫]‪[98‬‬

‫منكر ونكير )‪ .(1‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إلى علي عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 3 .(2‬ل‪ :‬عن ابن بندار‪ ،‬عن مسعدة بن أسمع‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن خازم‪ ،‬عن محمد بن كنانة‪ ،‬عن هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الزبير‬
‫بن العوام قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله غيروا الشيب ول‬
‫تتشبهوا باليهود )‪ - 4 .(3‬ل‪ :‬عن محمد بن عبد ال الشافعي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن جعفر بن الشعث‪ ،‬عن محمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‬
‫النصاري‪ ،‬عن محمد بن عمر بن علقمة‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬غيروا الشيب ول تتشبهوا‬
‫باليهود والنصارى‪ .‬قال الصدوق رضوان ال عليه‪ :‬إنما أوردت هذين‬
‫الخبرين في الخضاب أحدهما من الزبير والخر عن أبي هريرة لن أهل‬
‫النصب ينكرون على الشيعة استعمال الخضاب ول يقدرون على دفع ما‬
‫يصح عنهما وفيهما حجة لنا عليهم )‪ - 5 .(4‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن‬
‫زياد‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬اختضب الحسين وأبي بالحناء والكتم‬
‫)‪ - 6 .(5‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫ل بأس بالخلوق في الحمام‪ ،‬يمسح يديه ورجليه من الشقاق‪ ،‬بمنزلة‬
‫الدواء‪ ،‬وما احب إدمانه‪ .‬أقول‪ :‬قد مضى مرفوعة البرقي في باب الحمام‬
‫والعلى مرجوحية اختضاب الرجل باليد والرجل )‪ - 7 .(6‬ثو‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ظريف بن ناصح‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن خليفة‪ ،‬عن المثنى اليماني قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬أحب خضابكم إلى ال الحالك )‪ - 8 .(7‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن علي بن هاشم‪ ،‬عن محمد بن علي النصاري‪ ،‬عن عيسى بن‬
‫عبد ال العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬بلغ رسول‬

‫)‪ (4 - 1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (6 - 5) .90‬قرب السناد‪ 54 :‬و ‪ (7) .55‬ثواب‬


‫العمال ص ‪ 20‬والحالك‪ :‬الشديد السواد‪.‬‬

‫]‪[99‬‬

‫ال صلى ال عليه وآله أن قوما من أصحابه صفروا لحاهم‪ ،‬فقال‪ :‬هذا خضاب‬
‫السلم إني لحب أن أراهم‪ ،‬قال علي عليه السلم‪ :‬فمررت عليهم‬
‫فأخبرتهم فأتوه فلما راهم قال‪ :‬هذا خضاب السلم‪ ،‬قال‪ :‬فلما سمعوا ذلك‬
‫منه رغبوا فأقنوا قال‪ :‬فلما بلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫هذا خضاب اليمان إني لحب أن أراهم قال علي عليه السلم‪ :‬فمررت‬
‫عليهم فأخبرتهم فأتوه فلما رآهم قال‪ :‬هذا خضاب اليمان‪ ،‬فلما سمعوا ذلك‬
‫منه بقوا عليه حتى ماتوا )‪ .(1‬أقول‪ :‬أوردنا بعض الخبار في باب النورة‪.‬‬
‫‪ - 9‬مكا‪ :‬من كتاب من ل يحضره الفقيه )‪ (2‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬اختضبوا بالحناء فانه يجلي البصر‪ ،‬وينبت الشعر‪ ،‬ويطيب‬
‫الريح‪ ،‬ويسكن الزوجة‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬الحناء يذهب بالسهك‪،‬‬
‫ويزيد في ماء الوجه‪ ،‬ويطيب النكهة‪ ،‬ويحسن الولد‪ .‬وقال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم الخضاب هدي محمد صلى ال عليه وآله وهو من السنة وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬ل بأس بالخضاب كله‪ ،‬وعنه عليه السلم أن رجل‬
‫دخل على رسول ال صلى ال عليه وآله وقد صفر لحيته‪ ،‬فقال له رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما أحسن هذا ثم دخل عليه بعد ذلك وقد أقنى‬
‫بالحناء‪ ،‬فتبسم رسول ال صلى ال عليه وآله وقال‪ :‬هذا أحسن من ذلك ثم‬
‫دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد فضحك إليه‪ ،‬فقال‪ :‬هذا أحسن من‬
‫ذاك وذاك ]من ذلك[‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي‪ :‬يا علي‬
‫درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل ال‪ ،‬وفيه أربعة‬
‫عشرة خصلة‪ :‬يطرد الريح من الذنين‪ ،‬ويجلو البصر‪ ،‬ويلين الخياشيم‪،‬‬
‫ويطيب النكهة‪ ،‬ويشد اللثة‪ ،‬ويذهب بالضنى‪ ،‬ويقل وسوسة الشيطان‪،‬‬
‫وتفرح الملئكة‪ ،‬ويستبشر المؤمن‪ ،‬ويغيظ الكافر‪ ،‬وهو زينة وطيب‪،‬‬
‫ويستحي منه منكر ونكير‪ ،‬وهو براءة له في قبره‪.‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ ،20 :‬والقنأ والقنى‪ :‬اشتداد الحمرة‪ (2) .‬الفقيه ج ‪ 1‬باب غسل‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫]‪[100‬‬

‫عن المثنى اليماني قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أحب خضابكم إلى ال‬
‫الحالك‪ .‬من كتاب اللباس عن ذروان المدائني قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن‬
‫الثاني فإذا هو قد اختضب فقلت‪ :‬جعلت فداك قد اختضبت ؟ فقال‪ :‬نعم إن‬
‫في الخضاب لجرا أما علمت أن التهيئة تزيد في عفة النساء أيسرك أنك‬
‫دخلت على أهلك فرأيتها على مثل ما تراك عليه إذ لم تكن على تهيئة ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬هو ذاك‪ ،‬قال‪ :‬ولقد كان لسليمان عليه السلم ألف امرأة‬
‫في قصر ثلثمائة مهيرة وسبعمائة سرية )‪ (1‬وكان يطيف بهن في كل يوم‬
‫وليلة‪ .‬من كتاب اللباس لبي النضر العياشي عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله فنظر إلى الشيب في لحيته‪،‬‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وآله نور‪ ،‬من شاب شيبة في السلم كانت له‬
‫نورا يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فخضب الرجل بالحناء‪ ،‬ثم جاء إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فلما رأى الخضاب قال‪ :‬نور وإسلم‪ ،‬فخضب الرجل بالسواد‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وآله نور وإسلم وإيمان‪ ،‬ومحبة إلى نسائكم‪،‬‬
‫ورهبة في قلوب عدوكم‪ .‬عن ابن فضال‪ :‬عن الحسن بن الجهم قال‪ :‬دخلت‬
‫على أبي الحسن عليه السلم وهو مختضب بسواد‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك قد‬
‫اختضبت بالسواد ؟ قال‪ :‬إن في الخضاب أجرا‪ ،‬إن الخضاب والنهيئة مما‬
‫يزيد في عفة النساء ولقد ترك النساء العفة لترك أزواجهن التهيئة لهن‪.‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان الحسين عليه السلم يخضب رأسه‬
‫بالوسمة‪ ،‬وكان يصدع رأسه‪ ،‬وعندنا لفاقة رأسه التي كان يلف بها رأسه‪.‬‬
‫عنه عليه السلم قال‪ :‬الخضاب بالسواد مهابة للعدو وانس للنساء‪ .‬عن‬
‫جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬دخل قوم على علي بن الحسين‬
‫عليه السلم فرأوه مختضبا بالسواد فسألوه عن ذلك فمد عليه السلم يده‬
‫إلى لحيته ثم قال‪ :‬أمر‬

‫)‪ (1‬المهيرة‪ :‬الحرة الغالية المهر والسرية ‪ -‬كذرية ‪ -‬المة التى تسريتها وأصله‬
‫تسررت من السرور فأبدلوا من احدى الراءات ياء كما قالوا تقضى من‬
‫تقضض‪.‬‬

‫]‪[101‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وآله أصحابه في غزوة غزاها أن يختضبوا بالسواد‪،‬‬


‫ليقووا به على المشركين‪ .‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬النساء يحببن‬
‫أن يرين الرجال في مثل ما يحب الرجال أن يرى فيه النساء من الزينة‪ .‬من‬
‫كتاب اللباس عن الحلبي قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن خضاب‬
‫الشعر‪ ،‬فقال‪ :‬خضب رسول ال صلى ال عليه وآله والحسين وأبو جعفر‬
‫بالكتم )‪ .(1‬عن معاوية بن عمار قال‪ :‬رأيت أبا جعفر عليه السلم مختضبا‬
‫بالحناء‪ .‬عن أبي الصباح قال‪ :‬رأيت أثر الحناء في يد أبي جعفر عليه‬
‫السلم‪ .‬عن أبي محمد المؤذن قال‪ :‬كان أبو عبد ال يصفر لحيته بالخطمي‬
‫والحناء عنه عليه السلم قال‪ :‬الحناء يكسر الشيب‪ ،‬ويزيد في ماء الوجه‪.‬‬
‫عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن الحسن الزيات قال‪ :‬كان يجلس إلى رجل من‬
‫أهل البصرة فلم أزل به حتى دخل في هذا المر‪ ،‬قال‪ :‬وكنت أصف له أبا‬
‫جعفر عليه السلم ثم إنا خرجنا إلى مكة فلما قضينا النسك أخذنا إلى‬
‫المدينة‪ ،‬فاستأذنا على أبي جعفر عليه السلم فأذن لنا فدخلنا عليه في بيت‬
‫منجد‪ ،‬وعليه ملحفة وردية )‪ (2‬وقد اختضب واكتحل وحف لحيته‪ ،‬فجعل‬
‫صاحبي ينظر إليه‪ ،‬وينظر إلى البيت‪ ،‬ويعرض على قلبه فلما قمنا قال‪ :‬يا‬
‫حسن إذا كان غدا إنشاء ال فعد أنت وصاحبك إلي فلما كان من الغد قلت‬
‫لصاحبي‪ :‬اذهب بنا إلى أبي جعفر عليه السلم فقال‪ :‬اذهب ودعني‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫سبحان ال أليس قد قال‪ :‬عد أنت وصاحبك ؟ قال‪ :‬اذهب أنت ودعني‪،‬‬
‫فوال إن زلت به حتى أمضيت به‪ ،‬فدخلنا عليه فإذا هو في بيت ليس فيه‬
‫إلحصا‪ ،‬فبرز وعليه‪ ،‬قميص غليظ وهو شعث‪ ،‬فمال علينا‪ ،‬فقال‪ :‬دخلتم‬
‫علي أمس في البيت الذي‬

‫)‪ (1‬الكتم‪ :‬محركة ‪ -‬من نبات الجبال ورقه كورق الس يخضب به مدقوقا‪ ،‬وله ثمر‬
‫كثمر الفلفل ويسود إذا نضج‪ ،‬وقيل الكتم بفتح وسكون اصله فارسي يقال‬
‫له وسمة وقيل‪ :‬الكتم نبات يخلط بالوسمة ويختضب به فيزيد في لون‬
‫الوسمة‪ (2) .‬المنجد‪ :‬المزين‪ ،‬والوردية ما كان أحمر بلون الورد وحف‬
‫اللحية‪ ،‬الخذ منها واصلحها‪.‬‬

‫]‪[102‬‬

‫رأيتم وهو بيت المرأة‪ ،‬وليس هو بيتي وكان أمس يومها فتزينت‪ ،‬وكان علي أن‬
‫أتزين لها كما تزينت لي‪ ،‬وهذا بيتي فل يعرض في قلبك يا أخا البصرة‬
‫فقال‪ :‬جعلت فداك قد كان عرض فأما الن فقد أذهب ال به‪ .‬من كتاب‬
‫المحاسن‪ :‬عن إسماعيل بن يوشع قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬إن لي‬
‫فتاة قدار تفعت علتها قال‪ :‬اخضب رأسها بالحنا فان الحيض سيعود إليها‬
‫قال‪ :‬ففعلت ذلك فعاد إليها الحيض‪ .‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬في‬
‫الخضاب ثلث خصال‪ :‬مهيبة في الحرب‪ ،‬ومحبة إلى النساء‪ ،‬ويزيد في‬
‫الباه‪ .‬عن الحسن بن الجهم قال‪ :‬قلت لعلي بن موسى عليه السلم‬
‫خضبت ؟ قال‪ :‬نعم بالحناء والكتم‪ ،‬أما علمت أن في ذلك لجرا ؟ إنها تحب‬
‫أن ترى منك مثل الذي تحب أن ترى منها يعنى المرأة في التهيئة ولقد‬
‫خرجن نساء من العفاف إلى الفجور ما أخرجهن إلقلة تهيئة أزواجهن‪.‬‬
‫عن علي بن موسى عليه السلم قال‪ :‬أخبرني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم أن نساء بني إسرائيل خرجن من العفاف إلى الفجور‪ ،‬ما‬
‫أخرجهن إلقلة تهيئة أزواجهن وقال‪ :‬إنها تشتهي منك مثل الذي تشتهي‬
‫منها‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬خضاب الرأس واللحية من السنة‪.‬‬
‫عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلم قال‪ :‬ل ينبغي للمرأة أن تدع‬
‫يدها من الخضاب ولو تمسحها بالحناء مسحا‪ ،‬ولو كانت مسنة‪ .‬عن جعفر‬
‫بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬رخص رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله للمرأة أن تخضب رأسها بالسواد‪ ،‬قال‪ :‬وأمر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله النساء بالخضاب ذات البعل وغير ذات البعل أما ذات البعل‬
‫فتزين لزوجها وأما غير ذات البعل فل تشبه يدها يد الرجال‪ .‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬تختضب النفساء‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي عليهم السلم أنه نهى عن القنازع والقصص ونقش‬
‫الخضاب )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ ،92 - 87 :‬والقنازع جمع القنزعة وهى الشعر حوالى الرأس‬
‫=‬

‫]‪[103‬‬

‫‪ - 10‬مكا‪ :‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام‬
‫المدينة‪ ،‬فإذا رجل في المسلخ فقال‪ :‬ممن القوم ؟ فقلنا‪ :‬من أهل العراق‪،‬‬
‫فقال‪ :‬من أي العراق ؟ قلت‪ :‬من الكوفة‪ ،‬قال‪ :‬مرحبا بكم وأهل يا أهل‬
‫الكوفة أنتم الشعار دون الدثار‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما يمنعكم من الزار ؟ فان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬عورة المسلم على المسلم حرام‪ ،‬قال‪ :‬فبعث‬
‫عمي إلى كرباسة فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منهم واحدة‪ ،‬ثم دخلنا‬
‫فيها‪ .‬فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي فقال‪ :‬يا كهل ما يمنعك من‬
‫الخضاب ؟ فقال له جدي‪ :‬أدركت من هو خير منك ومني ول يختضب قال‪:‬‬
‫فغضب لذلك‪ ،‬حتى عرفنا غضبه ]في الحمام[ )‪ (1‬ثم قال‪ :‬ومن ذلك الذي‬
‫هو خير مني ومنك ؟ قال‪ :‬أدركت علي بن أبي طالب عليه السلم وهو ل‬
‫يختضب‪ ،‬قال‪ :‬فنكس عليه السلم رأسه وتصاب عرقا وقال‪ :‬صدقت‬
‫وبررت ثم قال‪ :‬يا كهل إن تختضب فان رسول ال صلى ال عليه وآله قد‬
‫خضب‪ ،‬وهو خير من علي‪ ،‬وإن تترك فلك بعلي اسوة‪ ،‬فلما خرجنا من‬
‫الحمام سألنا عن الشيخ فإذا هو علي بن الحسين ومعه ابنه محمد عليهما‬
‫السلم‪ .‬وعن سليمان بن هارون العجلي قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم أخضب رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬قال‪ :‬ل‪ ،‬ول علي ولكن‬
‫خضب أبي وجدي‪ ،‬فان خضبت فحسن‪ ،‬وإن تركت فحسن‪ .‬عن جرير بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الخضاب‪ ،‬فقال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يختضب‪ ،‬وهذا شعره عندنا‪ .‬عن حفص‬
‫العور قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ما تقول في الخضاب ‪ -‬خضاب‬
‫اللحية والرأس ‪ -‬فقال‪ :‬من السنة‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فأمير المؤمنين عليه السلم‬
‫لم يختضب ؟ =‬

‫والخصلة من الشعر تترك على رأس الصبى‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ما ارتفع من الشعر وطال‪،‬‬
‫وقد يطلق على الطرة التى تتخذها المرأة على رأسها مرتفعة من سائر‬
‫شعراتها‪ .‬والقصص‪ :‬جمع القصة بالضم وهى شعر الناصية تقص حذاء‬
‫الجبهة وعبارة اللسان‪ :‬القصة تتخذها المرأة في مقدم رأسها تقص‬
‫ناحيتها عدا جبينها‪ (1) .‬الزيادة من الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.498‬‬

‫]‪[104‬‬

‫قال‪ :‬إنما منع أمير المؤمنين قول رسول ال صلى ال عليه وآله " ستخضب هذه‬
‫من هذه "‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬ترك الخضاب بؤس )‪ - 11 .(1‬جش‪:‬‬
‫أحمد بن علي بن نوح‪ ،‬عن الحسين بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن هارون‬
‫الهاشمي‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن الحسين وعيسى بن عبد ال‬
‫الطيالسي‪ ،‬عن محمد بن سعيد الصفهاني‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن حريث‪ ،‬عن عبيد ال بن الحر أنه سأل الحسين بن علي عليه‬
‫السلم عن خضابه‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنه ليس كما ترون إنما هو حناء وكتم )‪.(2‬‬
‫‪ - 12‬نهج‪ :‬سئل عليه السلم عن قول النبي صلى ال عليه وآله‪ " :‬غيروا‬
‫الشيب ول تتشبهوا باليهود " فقال‪ :‬إنما قال صلى ال عليه وآله ذلك‬
‫والدين قل فأما الن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه فامرء وما اختار )‪.(3‬‬
‫بيان‪ " :‬قل " أي قليل والنطاق شقة تلبسه المرأة وتشد وسطها ثم ترسل‬
‫العلى على السفل إلى الركبة‪ ،‬والسفل ينجر على الرض‪ ،‬وجران البعير‬
‫مقدم عنقه‪ ،‬والساق والنطاق للسلم كناية عن كثرة المسلمين‪ ،‬وضربه‬
‫بجرانه عن ثباته واستقراره أي ليس اليوم سنة مؤكدة‪ - 13 .‬نوادر‬
‫الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلث يطفين نور العبد‪ :‬من قطع أوداء‬
‫أبيه‪ ،‬وغير شيبته ]بسواد[ قال ورفع بصره في الحجرات من غير أن‬
‫يؤذن له‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬أمر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله بالخضاب ]ذات بعل وغير[ ذات بعل )‪ - 14 .(4‬نهج‪ :‬قيل له‬
‫عليه السلم‪ :‬لو غيرت شيبك يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال عليه السلم‪:‬‬
‫الخضاب زينة‪ ،‬ونحن قوم في مصيبة‪ .‬يريد برسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫)‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .94 - 93 :‬رجال النجاشي‪ (3) .7 :‬نهج البلغة الرقم ‪16‬‬
‫من الحكم‪ (4) .‬نوادر الراوندي‪ (5) .10 :‬النهج قسم الحكم الرقم ‪.473‬‬

‫]‪[105‬‬

‫‪ - 15‬كتاب الغارات‪ ،‬لبراهيم بن محمد الثقفي‪ :‬عن عبد ال بن أبي شيبة عن‬
‫شريك‪ ،‬عن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حكيم بن صميت قال‪ :‬رأيت عليا عليه‬
‫السلم أبيض الرأس واللحية‪ ،‬وعن ابن أبي شيبة‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن سوادة‬
‫بن حنظلة قال‪ :‬رأيت عليا عليه السلم أصفر اللحية‪ - 16 .‬العلل‪ ،‬لمحمد‬
‫بن علي بن إبراهيم‪ :‬العلة في خضاب النبي صلى ال عليه وآله‪ .‬مرة )‪(3‬‬
‫واحدة لكي يقتدوا به‪ ،‬ثم لم يختضب بعد ذلك والعلة في ترك أمير ‪-‬‬
‫المؤمنين عليه السلم الخضاب لقول رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫تخضب يا علي هذه ‪ -‬يعني لحيته ‪ -‬من هذه ‪ -‬يعني من رأسه ‪ -‬فأحب عليه‬
‫السلم أن يخضبها بالدم‪) .9 .‬باب( * " )وصل الشعر والقصص في‬
‫الرأس( " * ‪ - 1‬مكارم الخلق‪ :‬عن سليمان بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫المرأة تجعل في رأسها القرامل ؟ قال‪ :‬يصلح لها الصوف‪ ،‬وما كان من‬
‫شعر المرأة نفسها وكره أن توصل المرأة من شعر غيرها‪ ،‬فان وصلت‬
‫بشعرها الصوف أو شعر نفسها فل بأس به )‪ .(1‬عن عمار الساباطي قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن الناس يروون أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله لعن الواصلة والموصولة‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬التي تمشط‬
‫وتجعل في الشعر القرامل ؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ليس بهذا بأس‪ ،‬قلت‪ :‬فما‬
‫الواصلة والموصولة ؟ قال الفاجرة والقوادة‪ .‬عن أبي بصير قال‪ :‬سألته‬
‫عن قص النواصي تريد به المرأة الزينة لزوجها وعن الحف )‪ (2‬والقرامل‬
‫والصوف وما أشبه ذلك‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس بذلك كله‪.‬‬

‫)‪ (1‬قال في اللسان‪ :‬في الحديث " انه رخص في القرامل " هي ضفائر من شعر أو‬
‫صوف أو ابريسم تصل به المرأة شعرها‪ (2) .‬يقال‪ :‬حفت المرأة وجهها‬
‫حفا وحفافا‪ :‬أزالت الشعر عنه بالموسى وغيره‪.‬‬

‫]‪[106‬‬

‫قال محمد‪ :‬قال يونس‪ :‬يعني ل بأس بالقرامل إذا كانت من صوف‪ ،‬وأما الشعر فل‬
‫يوصل الشعر بالشعر‪ ،‬لن الشعر ميت‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل‬
‫يحل لمرأة إذا هي حاضت أن تتخذ قصة ولجمة )‪) .10 .(1‬باب( * "‬
‫)الشيب وعلته وجزه ونتفه( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫الطيالسي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عون‪ ،‬عن أبي نجران التميمي‪ ،‬عن ابن‬
‫حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة ل يكلمهم‬
‫ال يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم‪ :‬الناتف شيبه‬
‫والناكح نفسه‪ ،‬والمنكوح في دبره )‪ - 2 .(2‬ن )‪ (3‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن أبي أيوب المديني‪ ،‬عن سليمان‬
‫الجعفري‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬الشيب في مقدم الرأس يمن‪ ،‬وفي العارضين سخاء‪ ،‬وفي‬
‫الذوائب شجاعة‪ ،‬وفي القفاء شوم )‪ - 3 .(4‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬ل تنتفوا الشيب فانه نور المسلم‪ ،‬ومن شاب‬
‫شيبة في السلم كان له نورا يوم القيامة )‪ - 4 .(5‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان الناس ل يشيبون فأبصر إبراهيم عليه السلم شيبا‬
‫في لحيته فقال‪ :‬يا رب ما هذا ؟ فقال‪ :‬هذا وقار‪ ،‬فقال‪ :‬رب زدني‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ ،95 - 94‬والجمة بالضم مجتمع شعر الرأس‪ (2) .‬الخصال ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (3) .52‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .83‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.112‬‬
‫)‪ (5‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.156‬‬

‫]‪[107‬‬

‫وقارا )‪ - 5 .(1‬ع‪ :‬عن علي بن حاتم‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪،‬‬
‫عن عثمان الزنجاني‪ ،‬عن جعفر بن الزمان‪ ،‬عن الحسن بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫خالد بن إسماعيل بن أيوب المخزومي‪ ،‬عن جعفر بن محمد عليهما السلم‬
‫أنه سمع أبا الطفيل يحدث أن عليا عليه السلم يقول‪ :‬كان الرجل يموت‬
‫وقد بلغ الهرم‪ ،‬ولم يشب‪ ،‬فكان الرجل يأتي النادي فيه الرجل وبنوه فل‬
‫يعرف الب من البن‪ ،‬فيقول‪ :‬أيكم أبوكم فلما كان زمان إبراهيم قال "‬
‫اللهم اجعل لي شيئا اعرف به " قال‪ :‬فشاب وابيض رأسه ولحيته )‪6 .(2‬‬
‫‪ -‬مكا‪ :‬من كتاب اللباس قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬الشيب في مقدم‬
‫الرأس يمن وفي العارضين سخاء‪ ،‬وفي الذوائب شجاعة‪ ،‬وفي القفاء‬
‫شؤم‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي فنظر إلى الشيب‬
‫في لحيته فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬نور‪ ،‬من شاب شيبة في السلم‬
‫كانت له نورا يوم القيامة‪ .‬قال الباقر عليه السلم‪ :‬أصبح إبراهيم فرأى في‬
‫لحيته شعرة بيضاء‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل الذي بلغني هذا المبلغ‪ ،‬ولم أعص ال‬
‫طرفة عين‪ .‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬كان الناس ل يشيبون فأبصر‬
‫إبراهيم عليه السلم شيبا في لحيته فقال‪ :‬يا رب ما هذا ؟ قال‪ :‬هذا وقار‪،‬‬
‫قال‪ :‬يا رب زدني وقارا‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬الشيب نور فل تنتفوه‪ .‬عنه عليه السلم عن علي عليه السلم أنه‬
‫كان ل يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه‪ .‬من كتاب المحاسن عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ل بأس بجز الشمط )‪ (3‬ونتفه وجزه أحب إلى من‬
‫نتفه )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .97‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .98‬الشمط بياض‬
‫الرأس يخالط سواده والرجل أشمط والمرءة شمطاء‪ (4) .‬مكارم‬
‫الخلق‪.76 - 75 :‬‬

‫]‪[108‬‬

‫‪ - 7‬مجالس الشيخ‪ :‬عن الحسين بن عبيد ال‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن همام‬
‫عن عبد ال الحميري‪ ،‬عن محمد الطيالسي‪ ،‬عن رزيق الخلقاني قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم ]يقول‪ [:‬ما رأيت شيئا أسرع إلى شئ من‬
‫الشيب إلى المؤمن وإنه وقار للمؤمن في الدنيا‪ .‬ونور ساطع يوم القيامة‪،‬‬
‫به وقر ال تعالى خليله إبراهيم عليه السلم فقال‪ :‬ما هذا يا رب قال له‪:‬‬
‫هذا وقال‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب زدني وقارا قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فمن‬
‫إجلل ال إجلل شيبة المؤمن )‪) * .11 .(1‬باب( * * " )اللعب بشعر‬
‫اللحية وأكله وفت الطين( " * ‪ - 1‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن موسى بن عمر عن يحيى بن عمر‪ ،‬عن صفوان الجمال‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ل تكثر وضع يدك في لحيتك فان ذلك‬
‫يشين الوجه )‪ - 2 .(2‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله إلى‬
‫علي عليه السلم‪ :‬يا علي ثلثة من الوسواس‪ :‬أكل الطين‪ ،‬وتقليم الظفار‬
‫بالسنان‪ ،‬وأكل اللحية )‪ - 3 .(3‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن‬
‫الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن الول‬
‫قال‪ :‬أربعة من الوسواس‪ :‬أكل الطين‪ ،‬وفت الطين‪ ،‬وتقليم الظفار‬
‫بالسنان‪ ،‬وأكل اللحية )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .310‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .246‬الخصال‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .62‬الخصال ج ‪.105 :1‬‬

‫]‪[109‬‬
‫‪) * .12‬باب( * * " )نتف شعر النف( " * ‪ - 1‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫ليأخذ أحدكم من شاربه والشعر الذي في أنفه‪ ،‬وليتعاهد نفسه‪ ،‬فان ذلك‬
‫يزيد في جماله )‪ - 2 .(1‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬أخذ الشعر من‬
‫النف يحسن الوجه )‪) .13 .(2‬باب( * " )اللحية والشارب( " * أقول‪:‬‬
‫سيجئ بعض الخبار في باب الطيب وقد سبق بعضها في باب السنن‬
‫الحنيفية‪ ،‬وسيأتي بعضها في باب تقليم الظفار أيضا‪ - 1 .‬ب‪ :‬عن هارون‪،‬‬
‫عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬ليأخذ أحدكم من شاربه والشعر الذي في أنفه‪ ،‬وليتعاهد‬
‫نفسه‪ ،‬فان ذلك يزيد في جماله )‪ - 2 .(3‬ب‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أخيه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬سألته عن أخذ الشارب أسنة هو ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وسألته عن‬
‫الرجل له أن يأخذ من لحيته ؟ قال‪ :‬أما من عارضيه فل بأس‪ ،‬وأما من‬
‫مقدمه فل )‪ - 3 .(4‬سر‪ :‬في جامع البزنطي مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .45 :‬مكارم الخلق‪ (3) .65 :‬قرب السناد‪ (4) .45 :‬قرب‬
‫السناد‪ (5) .164 :‬السرائر‪.465 :‬‬

‫]‪[110‬‬

‫‪ - 4‬ل‪ :‬عن أحمد بن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن‬
‫البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تقليم الظفار وأخذ الشارب‬
‫من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام )‪ - 5 .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن أبي كهمش قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬علمني دعاء أستنزل به الرزق‪ ،‬فقال لي‪ :‬خذ من‬
‫شاربك وأظفارك‪ ،‬وليكن ذلك في يوم الجمعة )‪ .(2‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫سعد ]مثله[ )‪ - 6 .(3‬ثو )‪ (4‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن‬
‫أبي أيوب المديني عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬تقليم الظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص‬
‫والعمى وإن لم تحتج فحكها حكا وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من قلم‬
‫أظفاره‪ ،‬وقص شاربه‪ ،‬في كل جمعة ثم قال‪ :‬بسم ال وعلى سنة محمد وآل‬
‫محمد اعطي بكل قلمة وجزازة عتق رقبة من ولد إسماعيل )‪ - 7 .(5‬ل‪:‬‬
‫عن ابن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن حسان‪،‬‬
‫عن أبي محمد الرازي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن الكسوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قلم أظفاره يوم‬
‫السبت‪ ،‬ويوم الخميس‪ ،‬وأخذ من شاربه عوفي من وجع الضراس ووجع‬
‫العين )‪ .(6‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي مثله )‪- 8 .(7‬‬
‫ع‪ :‬عن ابن مسعود‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬لما تاب ال على‬
‫آدم أتاه جبرئيل فقال‪ :‬إني رسول ال إليك وهو يقرئك السلم ويقول‪ :‬يا آدم‬
‫حياك ال وبياك قال‪ :‬أما حياك ال فأعرفه فما بياك ؟ قال‪ :‬أضحك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فسجد آدم عليه السلم فرفع رأسه إلى السماء وقال‪ :‬يا رب زدني جمال‬
‫فأصبح وله لحية‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .21‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (4 - 3) .30‬ثواب العمال‪.23 :‬‬


‫)‪ (5‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .30‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (7) .31‬ثواب العمال‬
‫ص ‪.22‬‬

‫]‪[111‬‬

‫سوداء كالحمم فضرب بيده إليها فقال‪ :‬يا رب ما هذه ؟ فقال‪ :‬هذه اللحية‪ ،‬زينتك بها‬
‫أنت وذكور ولدك إلى يوم القيامة )‪ - 9 .(1‬ع‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن علي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يطولن أحدكم شاربه ول عانته‬
‫ول شعر إبطه‪ ،‬فان الشيطان يتخذها مخابي يستتر بها )‪ - 10 .(2‬مع‪ :‬عن‬
‫المكتب‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن النخعي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن علي بن غراب قال‪:‬‬
‫حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبيه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬حفوا الشوارب واعفوا‬
‫اللحى‪ ،‬ول تتشبهوا بالمجوس‪ .‬قال الكسائي‪ :‬قوله‪ " :‬تعفى " )‪ (3‬يعني‬
‫توفر وتكثر‪ ،‬قال أبو عبيدة‪ :‬يقال فيه قد عفى الشعر وغيره ‪ -‬إذا كثر ‪-‬‬
‫يعفو فهو عاف وقد عفوته وأعفيته لغتان إذا فعلت ذلك به‪ ،‬قال ال‬
‫عزوجل‪ " :‬حتى عفوا " )‪ (4‬يعني كثروا‪ ،‬ويقال في غير هذا الموضع‪ :‬قد‬
‫عفى الشئ إذا درس وامتحى قال لبيد بن ربيعة العامري‪ :‬عفت الديار‬
‫محلها فمقامها * بمنى تأبد غولها ورجامها وعفى أيضا إذا أتى الرجل‬
‫الرجل يطلب حاجة أو رفدا فقد عفاه وهو يعفو وهو عاف‪ .‬ومنه الحديث‬
‫المرفوع " من أحيا أرضا ميتة فهي له‪ ،‬وما أصابت العافية منها فهو له‬
‫صدقة " والعافية ههنا كل طالب رزقا من إنسان أو دابة أو طائر أو غير‬
‫ذلك‪ ،‬وجمع العافي عفاة‪ ،‬وقال العشى‪ :‬تطوف العفاة بأبوابه * كطوف‬
‫النصارى ببيت الوثن قال‪ :‬والمعتفي مثل العافي )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ 68‬في حديث‪ .‬والحمم كصرد جمع الحمة‪ :‬الفحم‪(2) .‬‬
‫علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .206‬قاله في الحديث ولفظه‪ " :‬أمر أن‬
‫تحفى الشوارب وتعفى اللحى "‪ (4) .‬العراف‪ (5) .95 :‬معاني الخبار‪:‬‬
‫‪.292 - 291‬‬
‫]‪[112‬‬

‫‪ - 11‬ك‪ :‬عن علي بن أحمد الدقاق‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسماعيل بن موسى‪ ،‬عن أحمد بن القاسم العجلي‪ ،‬عن أحمد بن يحيى‬
‫المعروف ببرد‪ ،‬عن محمد بن خداهي‪ ،‬عن عبد ال بن أيوب‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن هشام‪ ،‬عن عبد الكريم ابن عمر الجعفي‪ ،‬عن حبابة الوالبية قال‪ :‬رأيت‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم في شرطة الخميس ومعه درة يضرب بها‬
‫بياعي الجري والمار ما هي والزمير والطافي‪ ،‬ويقول لهم‪ :‬يا بياعي‬
‫مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان ! فقام إليه فرات بن أحنف فقال له‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان ؟ فقال‪ :‬أقوام حلقوا اللحى وفتلوا‬
‫الشوارب )‪ - 12 .(1‬طب‪ :‬عن أحمد بن نصير‪ ،‬عن زياد بن مروان‬
‫القندي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من‬
‫الجذام )‪ - 13 .(2‬سر‪ :‬عن البزنطي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن إطالة الشعر فقال‪ :‬كان أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله مشعرين يعني الطم )‪ - 14 .(3‬مكا‪ :‬من كتاب من ل‬
‫يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلم‪ :‬أخذ الشارب من الجمعة إلى‬
‫الجمعة أمان من الجذام وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ل يطولن أحدكم‬
‫شاربه‪ ،‬فان الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به وقال عليه السلم‪ :‬من لم يأخذ‬
‫شاربه فليس منا وقال عليه السلم‪ :‬احفوا الشوارب واعفوا اللحى ول‬
‫تتشبهوا باليهود وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن المجوس جزوا لحاهم‬
‫ووفروا شواربهم‪ ،‬وإنا نحن نجز الشوارب ونعفي اللحى‪ ،‬وهي الفطرة‪.‬‬
‫وإذا أخذ الشارب يقول‪ " :‬بسم ال وبال وعلى ملة رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله "‪ .‬من كتاب المحاسن عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬حلق‬
‫الشارب من السنة عن السكوني قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الطار عن عبد ال‬

‫)‪ (1‬كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .218‬ورواه الصدوق في المالى‪(3) .183 :‬‬
‫مستطرفات السرائر‪.465 :‬‬

‫]‪[113‬‬

‫ابن عثمان أنه رأى أبا عبد ال عليه السلم أحفى شاربه حتى ألزقه العسيب )‪.(1‬‬
‫نظر النبي صلى ال عليه وآله إلى رجل طويل اللحية فقال‪ :‬ما كان لهذا )‬
‫‪ (2‬لو هيأ من لحيته فبلغ الرجل ذلك فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على‬
‫النبي صلى ال عليه وآله فلما رآه قال‪ :‬هكذا فافعلوا‪ .‬عن محمد بن مسلم‬
‫قال‪ :‬رأيت الباقر عليه السلم يأخذ من لحيته‪ ،‬فقال‪ :‬دورها‪ .‬وقال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل‪ .‬من كتاب المحاسن‪:‬‬
‫عن علي بن جعفر قال‪ :‬سألت أخي عن الرجل يأخذ من لحيته قال‪ :‬أما من‬
‫عارضيه فل بأس‪ ،‬وأما من مقدمها فل يأخذ‪ .‬عن سدير الصيرفي قال‪:‬‬
‫رأيت أبا جعفر عليه السلم يأخذ من عارضيه‪ ،‬ويبطح لحيته‪ .‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ما زاد من اللحيته عن القبضة ففي النار‪ .‬وعنه عليه‬
‫السلم من سعادة المرء خفة لحيته‪ .‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬يعتبر عقل‬
‫الرجل في ثلث‪ :‬في طول لحيته‪ ،‬وفي نقش خاتمه‪ ،‬وفي كنيته‪ .‬عن أبي‬
‫أيوب‪ ،‬عن محمد قال‪ :‬رأيت أبا جعفر عليه السلم والحجام يأخذ من لحيته‬
‫فقال‪ :‬أدرها )‪) * .14 .(3‬باب( * * " )تسريح الرأس واللحية وآدابه( "‬
‫* * " )وأنواع المشاط( " * ‪ - 15‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ل‬
‫تتسرح في الحمام فانه يرق الشعر‪ .‬عن يزيد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬المشط ينفي الفقر ويذهب الداء‪.‬‬

‫)‪ (1‬العسيب‪ :‬مبت الشعر‪ ،‬والطار‪ :‬حرف الشفة العلى الذى يحول بين منابت‬
‫الشعر والشفة‪ (2) .‬ما ضر هذا‪ ،‬خ‪ (3) .‬مكارم الخلق‪.75 - 74 :‬‬

‫]‪[114‬‬

‫عنه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬المشط يذهب بالوباء‪،‬‬
‫والدهن يذهب بالبؤس‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إمرار المشط‬
‫على صدرك يذهب بالهم‪ .‬عن أبي عبد ال بن سليمان قال‪ :‬سألت أبا جعفر‬
‫عليه السلم عن العاج قال‪ :‬ل بأس به‪ ،‬وإن لي منه لمشطا‪ .‬عن القاسم بن‬
‫الوليد قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن عظام الفيل مداهنها‬
‫وأمشاطها قال‪ :‬ل بأس وعنه عليه السلم أنه كره أن يدهن في مدهنة‬
‫فضة أو مدهن مفضض‪ ،‬والمشط كذلك‪ .‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن آنية الذهب والفضة فكرههما‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫روى بعض أصحابنا أنه كان لبي الحسن مرآة ملبسة فضة ؟ فقال‪ :‬ل‪،‬‬
‫والحمد ل‪ ،‬إنما كانت لها حلقة فضة وقال‪ :‬إن العباس لما عذر )‪ .(1‬جعل‬
‫له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به ]أبو الحسن عليه‬
‫السلم[ فكسر‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬ل بأس أن يشرب الرجل في القدح‬
‫المفضض واعزل فمك عن موضع الفضة وعن الصادق عليه السلم من‬
‫كتاب النجاة قال‪ :‬إذا أراد أحدكم المتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو‬
‫جالس‪ ،‬وليضعه على أم رأسه ثم يسرح مقدم رأسه ويقول‪ " :‬اللهم حسن‬
‫شعري وبشري وطيبهما واصرف عنى الوباء " ثم يسرح مؤخر رأسه ثم‬
‫يقول‪ " :‬اللهم ل تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ول تمكنه‬
‫من قيادي فيردني على عقبي " ثم يسرح على حاجبيه ويقول‪ " :‬اللهم‬
‫زيني بزينة الهدى " ثم يسرح الشعر من فوق ثم يمر المشط على صدره‬
‫ويقول في الحالين معا‪ " :‬اللهم سرح عني الغموم والهموم‪ ،‬ووحشة‬
‫الصدور ووسوسة الشيطان " ثم يشتغل بتسريح الشعر‪ ،‬ويبتدئ به من‬
‫أسفل ويقرء " إنا أنزلناه في ليلة القدر " )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أي اختتن‪ ،‬والعباس أخو الرضا عليه السلم راجع عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.19‬‬
‫المحاسن ‪ ،583‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .267‬مكارم الخلق‪.79 - 78 :‬‬

‫]‪[115‬‬

‫جم‪ :‬مرسل مثله وزاد في آخره‪ :‬وروي يقرء والعاديات أيضا )‪ - 16 .(1‬مكا‪ :‬عن‬
‫يحيى بن حماد‪ ،‬عن سليمان بن يحيى قال‪ :‬تلبس الرضا عليه السلم يوما‬
‫للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه فدعا بالمشط وجعل يمشط ثم‬
‫قال‪ :‬يا سليمان أخبرني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله أنه قال‪ :‬من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات‬
‫لم يقاربه داء أبدا‪ .‬من طب الئمة روي عن أبي الحسن العسكري عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس‪ ،‬ويطرد الدود‬
‫من الدماغ‪ ،‬ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور )‪ .(2‬عن أبي الحسن‬
‫موسى عليه السلم قال‪ :‬ل تمتشط من قيام‪ ،‬فانه يورث الضعف في القلب‪،‬‬
‫وامتشط وأنت جالس فانه يقوي القلب ويمخج الجلدة )‪ .(3‬عن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬تسريح الرأس يقطع البلغم‪ ،‬وتسريح الحاجبين أمان من‬
‫الجذام‪ ،‬وتسريح العارضين يشد الضراس‪ ،‬وسئل عن حلق الرأس قال‪:‬‬
‫حسن وروي أنه قال‪ :‬إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق‬
‫أربعين مرة‪ ،‬واقرأ " إنا أنزلناه في ليلة القدر " ومن فوق إلى تحت سبع‬
‫مرات واقرأ " والعاديات ضبحا " ثم قال‪ " :‬اللهم سرح عني الهموم‬
‫والغموم‪ ،‬ووحشة الصدور‪ ،‬ووسوسة‪ ،‬الشيطان )‪ .(4‬وعن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله أنه نهى عن الترجيل مرتين يوم‪ ،‬وعن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله أنه كان يرجل شعره‪ ،‬وأكثر ما كان يرجله بالماء )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬وتراه في أمان الخطار‪ (2) .23 :‬المرار جمع المرة ‪ -‬بالكسر ‪ -‬وهى الصفراء‬
‫غير الطبيعية‪ ،‬والعمور جمع العمر ‪ -‬بالضم ‪ -‬والمراد لحم ما بين‬
‫السنان‪ ،‬وقيل لحم اللثة‪ (3) .‬يقال‪ :‬تمخج الماء‪ :‬حركه وتمخج الدلو‪:‬‬
‫خضخضها‪ ،‬وقيل‪ :‬جذب بها ونهزها حتى تمتلئ‪ ،‬ولعل المراد تحريكها‬
‫وتدليكها وجذب الدم إلى سطحها لتجهز للنبات‪ (4) .‬مكارم الخلق ص‬
‫‪ (5) .81 - 78‬مكارم الخلق ص ‪.76‬‬
‫]‪[116‬‬

‫‪ - 17‬طا )‪ (1‬يه‪ :‬روي أنه يقول عند تسريح لحيته‪ " :‬اللهم صل على محمد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وألبسني جمال في خلقك‪ ،‬وزينة في عبادك‪ ،‬وحسن شعري وبشري‬
‫ول تبتليني بالنفاق‪ ،‬وارزقني المهابة بين بريتك‪ ،‬والرحمة من عبادك يا‬
‫أرحم الراحمين " )‪ - 18 .(2‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن هارون بن‬
‫موسى‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن أسباط‪،‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الشعر الحسن من كسوة ال فأكرموه‪) 15 .‬باب(‬
‫* " )التمشط وآدابه وهو من الباب الول( " * ‪ - 1‬شى‪ :‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن قوله تعالى‪ " :‬خذوا زينتكم‬
‫عند كل مسجد " قال‪ :‬هو المشط عند كل صلة فريضة ونافلة )‪- 2 .(3‬‬
‫شى‪ :‬عن عمار النوفلي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬المشط يذهب بالوباء‪ ،‬قال‪ :‬وكان لبي عبد ال عليه السلم مشط في‬
‫المسجد يتمشط به إذا فرغ من صلته )‪ - 3 .(4‬مكا‪ :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وآله يتمشط ويرجل رأسه بالمدرى وترجله نساؤه وتتفقد نساؤه‬
‫تسريحه إذا سرح رأسه ولحيته‪ ،‬فيأخذن المشاطة فيقال‪ :‬إن الشعر الذي‬
‫في أيدي الناس من تلك المشاطات‪ ،‬فأما ما حلق في حجته وعمرته فان‬
‫جبرئيل كان ينزل فيأخذه فيعرج به إلى السماء‪ ،‬ولربما سرح لحيته في‬
‫اليوم مرتين وكان صلى ال عليه وآله يضع المشط تحت وسادته إذا‬
‫امتشط به‪ ،‬ويقول‪ :‬إن المشط يذهب بالوباء‪ ،‬وكان صلى ال عليه وآله‬
‫يسرح تحت لحيته أربعين مرة‪ ،‬ومن فوقها سبع مرات‬

‫)‪ (1‬أمان الخطار ص ‪ (2) 23‬لم نجده في مظانه من الفقيه‪ (4 - 3) .‬تفسير‬


‫العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.13‬‬

‫]‪[117‬‬

‫ويقول‪ :‬إنه يزيد في الذهن‪ ،‬ويقطع البلغم‪ ،‬وفي رواية عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم‬
‫يقاربه داء أبدا )‪ - 4 .(1‬مكا‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬في قوله عزوجل‪:‬‬
‫" خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال‪ :‬تمشطوا فان المشط يجلب الرزق‪،‬‬
‫ويحسن الشعر‪ ،‬وينجز الحاجة ويزيد في الصلب‪ ،‬ويقطع البلغم‪ .‬وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬مشط الرأس يذهب بالوباء‪ ،‬ومشط اللحية يشد‬
‫الضراس‪ .‬قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬إذا سرحت لحيتك‬
‫ورأسك فأمر المشط على صدرك‪ ،‬فانه يذهب بالهم والوباء وقال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه‬
‫الشيطان أربعين يوما‪ .‬من روضة الواعظين‪ :‬وكان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها سبع مرات‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫إنه يزيد في الذهن‪ ،‬ويقطع البلغم‪ .‬وفي رواية عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم‬
‫يقاربه الداء أبدا وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من امتشط قائما ركبته الدين‪.‬‬
‫عن الكاظم عليه السلم قال‪ :‬تمشطوا بالعاج‪ ،‬فانه يذهب بالوباء وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬المشط يذهب بالوباء‪ ،‬وهو الحمى‪ ،‬وقال‪ :‬ل بأس‬
‫بأمشاط العاج المكاحل والمداهن منه )‪ - 5 .(2‬ل‪ :‬عن سعيد بن‪ ،‬علقة‬
‫عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬التمشط من قيام يورث الفقر )‪- 6 .(3‬‬
‫ل‪ :‬عن إسماعيل بن منصور بن أحمد القصار‪ ،‬عن محمد بن القاسم بن‬
‫محمد العلوي‪ ،‬عن أحمد بن علي النصاري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن فضال‪،‬‬
‫عن‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .35 - 34‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .78 - 77‬الخصال‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪.93‬‬

‫]‪[118‬‬

‫ثعلبة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال‬
‫عزوجل " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال‪ :‬المشط يجلب الرزق‪،‬‬
‫ويحسن الشعر وينجز الحاجة‪ ،‬ويزيد في ماء الصلب‪ ،‬ويقطع البلغم‪ ،‬وكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها‬
‫سبع مرات ويقول‪ :‬إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم )‪ - 7 .(1‬ثو‪ :‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن نصر بن إسحاق عن عنبسة‬
‫بن سعيد رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬تسريح الرأس‬
‫يذهب بالوباء ويجلب الرزق‪ ،‬ويزيد في الجماع )‪ - 8 .(2‬ثو‪ :‬عن ابن‬
‫إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن إبراهيم عن عبد الرحمن‬
‫بن الحجاج‪ ،‬عن محمد بن الهمداني‪ ،‬عن حسن بن عطية‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫بن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من سرح لحيته سبعين مرة‬
‫وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين صباحا )‪ - 9 .(3‬طب‪ :‬عن تميم‬
‫بن أحمد الصيرفي‪ ،‬عن محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن‬
‫داود بن فرقد والمعلى بن خنيس قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫تسريح العارضين يشد الضراس‪ ،‬وتسريح اللحية يذهب بالوباء‪ ،‬وتسريح‬
‫الذؤابتين يذهب ببلبل الصدر‪ ،‬وتسريح الرأس يقطع البلغم )‪- 10 .(4‬‬
‫طب‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كثرة التمشط تذهب بالبلغم‪ ،‬وتسريح‬
‫الرأس يقطع الرطوبة‪ ،‬ويذهب بأصله )‪ - 11 .(5‬ضا‪ :‬وإذا أردت أن تمشط‬
‫لحيتك‪ ،‬فخذ المشط بيدك اليمنى وقل‪ " :‬بسم ال " وضع المشط على ام‬
‫رأسك ثم تسرح مقدم رأسك وقل " اللهم " أحسن شعري وبشري وطيب‬
‫عيشي‪ ،‬وافرق عني السوء " ثم تسرح مؤخر رأسك وقل‪ " :‬اللهم ل‬
‫تردني على عقبي‪ ،‬واصرف عني كيد الشيطان ول تمكنه مني " ثم‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3 - 2) .129‬ثواب العمال ص ‪ (5 - 4) .22‬طب الئمة‬


‫ص ‪.37‬‬

‫]‪[119‬‬

‫سرح على حاجبيك وقل‪ " :‬اللهم زيني بزينة أهل التقوى " ثم تسرح لحيتك من‬
‫فوق وقل‪ " :‬اللهم أسرح عني الغموم والهموم ووسوسة الصدور " ثم‬
‫أمر المشط على صدغيك ثم امسح وجهك بماء ورد‪ ،‬فأبي روى عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم أنه قال‪ :‬من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه‬
‫بماء ورد لم يرهق‪ ،‬ويقضى حاجته ول يصيبه قتر ول ذلة‪) * 16 .‬باب( *‬
‫* " )قص الظفار( " * أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب اللحية‬
‫والشارب‪ ،‬وباب السنن الحنيفية وسيجئ في باب الطيب أيضا‪ - 1 .‬ب‪ :‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن الصادق عليه السلم عن أبيه عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬احتبس الوحي على النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬فقيل‪ :‬احتبس عنك‬
‫الوحي يا رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬وكيف ل يحتبس عني الوحي وأنتم ل تقلمون أظفاركم ول‬
‫تنفون روائحكم )‪ ،- 2 .(1‬ثو‪ ،‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬تقليم الظفار يمنع الداء العظم‪ ،‬ويدر الرزق ويورده )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 13‬ط وص ‪ 18‬في ط والحديث مروية بهذا السند في الكافي‬
‫ج ‪ 6‬ص ‪ ،492‬وفيه‪ " :‬ول تنقون رواجبكم " وهو الصحيح والرواجب‬
‫جمع راجبة ورجبة كظلمة وهى مفاصل اصول الصابع أو بواطن‬
‫مفاصلها أو هي قصب الصابع‪ ،‬أو مفاصلها أو ظهور السلميات ‪ -‬وهى‬
‫جمع سلمى عظام صغار طول أصبع أو أقل في اليد والرجل ‪ -‬أو ما بين‬
‫البراجم من السلميات أو المفاصل التى تلى النامل‪ ،‬قاله الفيروز آبادى‬
‫وقال في النهاية‪ :‬فيه‪ " :‬أل تنقون رواجبكم " هي ما بين عقد الصابع‪.‬‬
‫)‪ (2‬ثواب العمال ص ‪ ،22‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 156‬إلى قوله يد الرزق‪،‬‬
‫وهكذا في الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.490‬‬
‫]‪[120‬‬

‫‪ - 3‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن أبي‬
‫محمد الرازي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قلم أظفاره يوم الجمعة‬
‫أخرج ال من أنامله الداء وأدخل فيها الدواء‪ ،‬وروي أنه ل يصيبه جنون‬
‫ول جذام ول برص )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى في باب الطيب عن الرضا عليه‬
‫السلم‪ :‬قلموا أظفاركم يوم الثلثاء‪ - 4 .‬لى‪ :‬في خبر مناهي النبي صلى ال‬
‫عليه وآله أنه نهى عن تقليم الظافير بالسنان )‪ - 5 .(2‬ل‪ :‬فيما أوصى به‬
‫النبي صلى ال عليه وآله إلى علي عليه السلم‪ :‬يا علي ثلثة من‬
‫الوسواس أكل الطين‪ ،‬وتقليم الظفار بالسنان وأكل اللحية )‪ - 6 .(3‬ل‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الدهان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬أربعة من‬
‫الوسواس‪ :‬أكل الطين‪ ،‬وفت الطين‪ ،‬وتقليم الظفار بالسنان‪ ،‬وأكل اللحية‬
‫)‪ - 7 .(4‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج ال عزوجل من أنامله الداء وأدخل‬
‫فيها الدواء )‪ .(5‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫ومن قلم أظفاره يوم السبت أو يوم الخميس‪ ،‬وأخذ من شاربه عوفي من‬
‫وجع الضراس ووجع العين )‪ - 8 .(6‬ثو‪ :‬عن ما جيلويه‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن الجاموراني عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن عقبة‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يحيى قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .30‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .253‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬


‫‪ (4) .62‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .105‬ثواب العمال ص ‪ ،22‬وفى‬
‫المطبوعة رمز الخصال‪ (6) .‬المصدر نفسه‪ ،‬وتراه في الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 32‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن ابن ادريس عن الشعري‪ ،‬عن ابن حسان‪ ،‬عن‬
‫أبى محمد الرازي عن النوفلي مثله‪.‬‬

‫]‪[121‬‬

‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من قص أظافيره يوم الخميس‪ ،‬وترك واحدة ليوم‬
‫الجمعة نفى ال عنه الفقر )‪ .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن‬
‫الشعري ]مثله[ )‪ :- 9 .(2‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬قال أبي رضي ال عنه‬
‫في وصيته إلي‪ :‬قلم أظفارك‪ ،‬وخذ من شاربك‪ ،‬وابدء بخنصرك من يدك‬
‫اليسرى‪ ،‬واختم بخنصرك من يدك اليمنى‪ ،‬وقل حين تريد قلمها أوجز‬
‫شاربك‪ " :‬بسم ال وبال وعلى ملة رسول ال " فانه من فعل ذلك كتب‬
‫ال له بكل قلمة وجزارة عتق نسمة‪ ،‬ولم يمرض إل مرضه الذي يموت‬
‫فيه )‪ .(3‬دعوات الراوندي‪ :‬روي عنهم عليهم السلم‪ :‬قلم أظفارك إلى‬
‫قوله يموت فيه‪ - 10 .‬طب‪ :‬عن أحمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن محمد بن أبي الحسن قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من أخذ‬
‫أظفاره كل خميس لم ترمد عيناه‪ ،‬ومن أخذها كل جمعة خرج من تحت كل‬
‫ظفر داء‪ .‬وعنه عليه السلم أنه كان يقلم أظفاره كل خميس يبدء بالخنصر‬
‫اليمن ثم يبدء باليسر‪ ،‬وقال‪ :‬من فعل ذلك كان كمن أخذ أمانا من الرمد‪.‬‬
‫‪ - 11‬طب عن محمد بن جعفر البرسي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الرمني‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن ابن ظبيان‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬تقليم الظفار يوم الجمعة قبل الصلة يمنع الداء العظم وعنه عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬تقليم الظفار يوم الجمعة يمنع كل داء‪ ،‬وتقليمه يوم‬
‫الخميس يدر الرزق درا‪ - 12 .‬مكا‪ :‬من كتاب اللباس روى سليمان بن خالد‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أقص من أظفاري كل جمعة ؟ فقال‪:‬‬
‫إن طالب‪ .‬وعن موسى بن‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .22‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ ،29‬وفى المطبوعة رمز ثواب‬
‫العمال‪ (3) .‬ثواب العمال ص ‪ ،23‬تراه في الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.491‬‬

‫]‪[122‬‬

‫بكر قال‪ :‬قلت لبي الحسن عليه السلم‪ :‬إن أصحابنا يقولون‪] :‬إنما[ أخذ الشارب‬
‫والظافير يوم الجمعة ؟ فقال‪ :‬سبحان ال خذها إن شئت في يوم الجمعة‬
‫وإن شئت في سائر اليام‪ .‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬تقليم الظفار‬
‫والخذ من الشارب وغسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر‪ ،‬ويزيد في الرزق‪.‬‬
‫عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من قلم‬
‫أظفاره يوم الجمعة أخرج ال من أنامله داء‪ ،‬وأدخل فيه شفاء‪ .‬عنه عليه‬
‫السلم‪ :‬تقليم الظفار والخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من‬
‫الجذام وعنه عليه السلم عن النبي صلى ال عليه وآله من قلم أظفاره يوم‬
‫الجمعة لم تسعف أنامله )‪ (1‬عنه عليه السلم أيضا قال‪ :‬خذ من أظفارك‬
‫ومن شاربك كل جمعة‪ ،‬فإذا كانت قصارا فحكها فانه ل يصيبك جذام ول‬
‫برص‪ .‬من كتاب المحاسن عن الحسن بن العل قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬ما ثواب من أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة ؟ قال‪ :‬ل‬
‫يزال مطهرا إلى الجمعة الخرى‪ .‬عن أبي كهمش‪ ،‬عن رجل قال‪ :‬قلت لعبد‬
‫ال بن الحسن‪ :‬علمني شيئا في طلب الرزق‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ " :‬اللهم تول أمري‪،‬‬
‫ول توله غيرك " قال‪ :‬فأعلمت بذلك أبا عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أل‬
‫أعلمك في الرزق ما هو أنفع لك من ذلك ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى قال‪ :‬خذ من‬
‫شاربك وأظفارك في كل جمعة‪ .‬عن خلف قال‪ :‬رآني أبو الحسن عليه‬
‫السلم وأنا أشتكي عيني فقال‪ :‬أل أدلك على شئ إذا فعلته لم تشتك عينك ؟‬
‫قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬خذ من أظفارك في كل خميس قال‪ :‬ففعلت فلم أشتك عيني‪.‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس‪ ،‬وأخذ من شاربه عوفي من وجع‬
‫الضراس ووجع العينين‪.‬‬

‫)‪ (1‬يقال تسعفت أظفاره‪ :‬تشققت وتشعثت‪.‬‬

‫]‪[123‬‬

‫عن أبي جعفر عليه السلم‪ :‬من أخذ أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه‪" :‬‬
‫بسم ال وبال وعلى سنة محمد وآل محمد " لم يسقط منه قلمة ول‬
‫جزازة إل كتب ال له بها عتق رقبة‪ ،‬ولم يمرض إل المرضة التي يموت‬
‫فيها‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال للرجال‪ :‬قصوا أظافيركم وللنساء‪:‬‬
‫اتركن فانه أزين لكن‪ .‬ومن طب الئمة عنه عليه السلم قال‪ :‬من قلم‬
‫أظافيره يوم الربعاء فبدء بالخنصر اليمن وختم بالخنصر اليسر كان له‬
‫أمانا من الرمد وعن الباقر عليه السلم أن من يقلم أظفاره يوم الجمعة‬
‫يبدء بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده اليمنى وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدا ليوم‬
‫الجمعة نفى ال عنه الفقر وفي رواية في الفردوس قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من أراد أن يأمن الفقر وشكاة العين والبرص والجنون‬
‫فليقلم أظفاره يوم الخميس وليبدأ بخنصره من اليسار‪ .‬من كتاب المحاسن‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬احتبس الوحي عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله فقيل‪ :‬احتبس الوحي عنك يا رسول ال ؟ قال‪ :‬وكيف ل يحتبس عني‬
‫وأنتم ل تقلمون أظفاركم ول تنقون رائحتكم )‪ .(1‬وقال الباقر عليه السلم‪:‬‬
‫إنما قصت الظفار لنها مقيل الشيطان‪ ،‬ومنه يكون النسيان قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله ]للرجال[‪ :‬قصوا أظافيركم وللنساء‪ :‬اتركن من أظافير‬
‫كن فانه أزين لكن‪ .‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬يدفن الرجل شعره وأظافيره‬
‫إذا أخذ منها وهي سنة وفي كتاب المحاسن وهي سنة واجبة‪ ،‬وروي أن‬
‫من السنة دفن الشعر والظفر والدم‪ .‬عن أبي الحسن الثالث عليه السلم‬
‫وقد سئل عن الرجل يأخذ شعره وأظفاره ثم يقوم إلى الصلة من غير أن‬
‫ينفضه من ثوبه‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس‪.‬‬

‫)‪ (1‬قد مر ان الصحيح ل تنقون رواجبكم‬


‫]‪[124‬‬

‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قص أظفاره وقص شاربه في يوم الجمعة ثم‬
‫قال‪ " :‬بسم ال وبال وعلى سنة محمد وآل محمد " اعطي بكل قلمة‬
‫عتق رقبة من ولد إسماعيل‪ ،‬قال‪ :‬كان علي بن الحسين عليه السلم إذا‬
‫حلق رأسه بمنى أمر أن يدفن شعره )‪ - 13 .(1‬جع‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من قلم أظفاره يوم السبت دفعت عنه )‪ .(2‬الكلة في‬
‫أصابعه‪ ،‬ومن قلم أظفاره يوم الحد ذهبت البركة منه‪ ،‬ومن قلم أظفاره يوم‬
‫الثنين يصير حافظا وكاتبا وقارئا‪ ،‬ومن قلم أظفاره يوم الثلثا يخاف الهلك‬
‫عليه‪ ،‬ومن قلم أظفاره يوم الربعاء يصير سيئ الخلق‪ ،‬ومن قلم أظفاره‬
‫يوم الخميس يخرج منه الداء‪ ،‬ويدخل فيه الشفاء‪ ،‬ومن قلم أظفاره يوم‬
‫الجمعة يزيد في عمره وماله‪ .‬ومن قلم أظفاره يبدء باليمنى بالسبابة ثم‬
‫بالخنصر ثم بالبهام ثم بالوسطى ثم بالبنصر‪ ،‬ويبدء في اليسر بالبنصر ثم‬
‫بالوسطى ثم بالبهام ثم بالخنصر ثم بالسبابة‪ .‬قال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫تقليم الظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والجنون والبرص والعمى‪ ،‬فان‬
‫لم يحتج يحكها حكا وفي خبر آخر فان لم يحتج فأمر عليه السكين أو‬
‫المقراض‪ .‬وروي عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬تقليم الظفار وأخذ‬
‫الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام‪ .‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله من قلم أظافيره يوم الجمعة وأخذ من شاربه‬
‫واستاك وأفرغ على رأسه من الماء حين يروح إلى الجمعة‪ ،‬شيعه سبعون‬
‫ألف ملك كلهم يستغفرون له ويشفعون له )‪ - 14 .(2‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫باسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من قلم أظافيره يوم الجمعة لم تشعث أنامله‪ .‬وبهذا‬
‫السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قلم أظافيره يوم‬
‫الجمعة أخرج‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ :‬ص ‪ 73 - 70‬في المصدر‪ :‬وقعت عليه‪ (2) .‬جامع الخبار‪:‬‬
‫‪.141‬‬

‫]‪[125‬‬

‫ال تعالى من أنامله داء وأدخل فيه شفاء‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬يا معشر الرجال قصوا أظافيركم وقال للنساء‪ :‬طولن‬
‫أظافيركن فانه أزين لكن )‪ - 15 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬تقليم الظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى‪،‬‬
‫فان لم تحتج فحكها حكا‪) * 17 .‬باب( * * " )دفن الشعر والظفر‬
‫وغيرهما من فضول الجسد( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين بن‬
‫زيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله بدفن أربعة‪ :‬الشعر‪ ،‬والسن‪ ،‬والظفر‪ ،‬والدم )‪ - 2 .(2‬ل‪ :‬عن ابن‬
‫بندار‪ ،‬عن مسعدة بن أسمع‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق الهروي عن الفضل بن‬
‫عبد ال الهروي‪ ،‬عن مالك بن سليمان‪ ،‬عن داود بن عبد الرحمن عن‬
‫هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫كان يأمر بدفن سبعة أشياء من النسان‪ :‬الشعر‪ ،‬والدم‪ ،‬والظفر‪ ،‬والحيض‪،‬‬
‫والمشيمة‪ ،‬والسن والعلقة )‪ - 3 .(3‬مع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬أنه نظر إلى المقابر فقال‪ :‬يا حماد ! هذه كفات الموات‪ ،‬ونظر إلى‬
‫البيوت فقال‪ :‬هذه كفات الحياء ثم تل " ألم نجعل الرض كفاتا * أحياء‬
‫وأمواتا " )‪ (4‬وروي أنه دفن الشعر والظفر )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ 23 :‬و ‪ (2) .24‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) 120‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .1‬المرسلت‪ 25 :‬و ‪ ،26‬والكفات‪ :‬الموضع يكفت فيه الشئ‬
‫ويجمع‪ ،‬وقال أبو عبيدة‪ :‬الكفات اسم جمع غير مشتق وهو كفت بمعنى‬
‫الوعاء‪ ،‬فالكفات‪ :‬بمعنى الوعية‪ (5) .‬معاني الخبار ص ‪.342‬‬

‫]‪[126‬‬

‫‪) * - 18‬باب( * * " )السواك والحث عليه وفوائده وأنواعه وأحكامه( " * ‪- 1‬‬
‫لى‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‬
‫عن المفضل‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬عليكم بالسواك‪ ،‬فانها مطهرة‪،‬‬
‫وسنة حسنة )‪ .(1‬أقول‪ :‬تمامه في باب جوامع المكارم )‪ - 2 .(2‬لى‪ :‬في‬
‫مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك‬
‫حتى ظننت أنه سيجلعه فريضة )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مضت الخبار في باب‬
‫الحمام في النهي عن السواك في الحمام وأنه يورث وباء السنان‪ - 3 .‬ع‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬لول أن أشق على امتي لمرتهم‬
‫بالسواك مع كل صلة )‪ .(4‬سن‪ :‬جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم مثله )‪ - 4 .(5‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عمن‬
‫ذكره‪ ،‬عن عبد ال بن حماد عن أبي بكر بن أبي سمال قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬إذا قمت بالليل فاستك فان الملك يأتيك فيضع فاه على‬
‫فيك‪ ،‬فليس من حرف تتلوه وتنطق به إل صعد به إلى السماء فليكن فوك‬
‫طيب الريح )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .216‬راجع ج ‪ 69‬ص ‪ (3) .370‬أمالى الصدوق ص‬
‫‪ 4) .257‬و ‪ (6‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .277‬المحاسن ص ‪.561‬‬

‫]‪[127‬‬

‫‪ - 5‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن حسان الرازي‬
‫عن محمد بن يزيد الرازي‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬لما دخل الناس في الدين‬
‫أفواجا‪ :‬أتتهم الزد أرقها قلوبا وأعذبها أفواها‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله هذه أرقها قلوبا عرفناه‪ ،‬فلم صارت أعذبها أفواها ؟ قال‪:‬‬
‫لنها كانت تستاك‪ ،‬قال‪ :‬وقال جعفر عليه السلم‪ :‬لكل شئ طهور‪ ،‬وطهور‬
‫الفم السواك )‪ - 6 .(1‬ب‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫الرجل يستاك بيده إذا قام في الصلة صلة الليل‪ ،‬وهو يقدر على السواك ؟‬
‫قال‪ :‬إذا خاف الصبح فل بأس )‪ - 7 .(6‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الحسين‪ ،‬عن ابن جبلة‪ ،‬عن إسحاق عن مسلم مولى لبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إنه ترك السواك قبل أن يقبض بسنتين وذلك أن أسنانه ضعفت‬
‫)‪ - 8 .(3‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله إلى علي عليه‬
‫السلم‪ :‬يا علي ثلث يزدن في الحفظ‪ ،‬ويذهبن السقم‪ :‬اللبان‪ ،‬والسواك‪،‬‬
‫وقراءة القرآن )‪ - 9 .(4‬ل‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أربع من سنن المرسلين‪ :‬العطر‪،‬‬
‫والنساء‪ ،‬والسواك‪ ،‬والحناء )‪ - 10 .(5‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن رجل من خزاعة‪ ،‬عن أسلمي ]سليمان[‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تعلموا العربية فانها كلم ال الذي‬
‫يكلم به خلقه‪ ،‬ونظفوا الماضغين‪ ،‬وبلغوا بالخواتيم )‪ - 11 .(6‬أقول‪ :‬قد‬
‫مضى في باب جوامع المساوي وغيره أنه قيل لبي عبد ال‬

‫)‪ (3 - 1‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .278‬قرب السناد ص ‪ (4) .125‬الخصال ج‬


‫‪ 1‬ص ‪ 62‬واللبان‪ :‬الكندر‪ (5) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .115‬الخصال ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ ،124‬وبعده‪ :‬قال محمد بن على بن الحسين مصنف =‬

‫]‪[128‬‬

‫عليه السلم‪ :‬أترى هذا الخلق كله من الناس ؟ فقال‪ :‬ألق منهم التارك للسواك إلى‬
‫آخر ما قال )‪ - 12 .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪،‬‬
‫عن اللؤلؤي عن الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن معاذ الجوهري‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن جميع باسناده رفعه إلى النبي صلى ال عليه واله قال‪ :‬السواك‬
‫فيه عشر خصال‪ :‬مطهرة للفم‪ ،‬مرضاة للرب يضاعف الحسنات سبعين‬
‫ضعفا‪ ،‬وهو من السنة‪ ،‬ويذهب بالحفر )‪ (2‬ويبيض =‬

‫هذا الكتاب رضى ال عنه‪ :‬قد روى هذا الحديث أبو سعيد الدمى وقال في آخره‪" :‬‬
‫بلغوا بالخواتيم "‪ :‬أي اجعلوا الخواتيم في آخر الصابع‪ ،‬ول تجعلوها في‬
‫أطرافها‪ ،‬فانه يروى أنه من عمل قوم لوط‪ ،‬ولذلك أورده الشيخ الحر‬
‫العاملي قدس سره في باب استحباب التبليغ بالخواتيم آخر الصابع‪،‬‬
‫والظاهر أن المراد تبليغ القراءة إلى آخر السورة أو إلى آخر كل قصة‬
‫ومطلب من مطالب القرآن‪ ،‬بقرينة أن الحديث من صدره إلى ذيله متعلق‬
‫باحكام القرآن وقراءته‪ :‬أمر عليه السلم أول بتعليم العربية ليكون‬
‫القراءة على الوجه الصحيح " بلسان عربي مبين " ثم قال‪ " :‬ونظفوا‬
‫الماضغين " والماضغان كالماضغتان‪ :‬الحنكان لمضغهما المأكول‪ ،‬بما‬
‫فيهما من السنان الماضغة‪ ،‬والمراد الستياك كما مر في غير حديث أنه‬
‫يستحب السواك لقراءة القرآن وكما قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫" نظفوا طريق القرآن " قيل‪ :‬يا رسول ال وما طريق القرآن ؟ قال‪:‬‬
‫أفواهكم‪ ،‬قيل‪ :‬بماذا ؟ قال‪ :‬بالسواك‪ ،‬رواه في المحاسن‪ 558 :‬لكن‬
‫العبارة مصحفة في كتب الحديث فقد طبع في الوسائل تارة " ونطق به‬
‫للماضين " )ب ‪ 30‬من أبواب قراءة القرآن( وتارة " نطقوا به الماضين‬
‫" )ب ‪ 50‬من أبواب أحكام الملبس( وفى الخصال‪ " :‬نطقوا الماضغين‬
‫" وفى غلطنا مج نسخة الكمبانى " نطقوا به الماضغين " والصحيح ما‬
‫في الصلب كما أثبتناه‪ ،‬ولو ل ذلك لم يناسب باب السواك‪ (1) ،‬راجع ج‬
‫‪ 72‬ص ‪ 190‬نقل من الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .39‬الحفر محركة ‪ -‬سلق‬
‫في اصول السنان‪ ،‬أو صفرة تلعوها‪ ،‬ولعل المراد آكلة السنان التى‬
‫تحفر السن كالبئر‪.‬‬

‫]‪[129‬‬

‫السنان‪ ،‬ويشد اللثة‪ ،‬ويقطع البلغم‪ ،‬ويذهب بغشاوة البصر‪ ،‬ويشهي الطعام )‪.(1‬‬
‫‪ - 13‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن اللؤلؤي‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن معاذ الجوهري‪ ،‬عن عمرو بن جميع‬
‫يرفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬في السواك اثنتا عشرة خصلة‪:‬‬
‫مطهرة للفم‪ ،‬ومرضاة للرب ويبيض السنان‪ ،‬ويذهب بالحفر‪ ،‬ويقلل‬
‫البلغم‪ ،‬ويشهي الطعام‪ ،‬ويضاعف الحسنات‪ ،‬وتصاب به السنة‪ ،‬وتحضره‬
‫الملئكة‪ ،‬ويشد اللثة‪ ،‬وهو يمر بطريقة القرآن‪ ،‬وركعتين بسواك أحب إلى‬
‫ال عزوجل من سبعين ركعة بغير سواك )‪ - 14 .(2‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن‬
‫الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫في السواك اثنتا عشرة خصلة‪ :‬هو من السنة‪ ،‬وهو مطهرة للفم ومجلة‬
‫للبصر‪ ،‬ويرضي الرحمن‪ ،‬ويبيض السنان‪ ،‬ويذهب بالحفر‪ ،‬ويشد اللثة‬
‫ويشهي الطعام‪ ،‬ويذهب بالبلغم‪ ،‬ويزيد في الحفظ‪ ،‬ويضاعف الحسنات‬
‫ويفرح الملئكة )‪ .(3‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‬
‫مثله )‪ .(4‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم‬
‫مثله )‪ .(5‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي في‬
‫السواك اثنتا عشرة خصلة وذكر مثله‪ - 15 .‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬السواك من مرضاة ال عز وجل‪ ،‬وسنة للنبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬ومطيبة للفم )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .60‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .80‬ثواب العمال ص‬


‫‪ (5) .18‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .80‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪(*) .155‬‬

‫]‪[130‬‬

‫‪ - 16‬فس‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬لما بنى إبراهيم البيت‪ ،‬وحج البيت شكت‬
‫الكعبة إلى ال تبارك وتعالى ما تلقى من أنفاس المشركين‪ ،‬فأوحى ال‬
‫إليها فري كعبة فاني أبعث في آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان الشجر‪،‬‬
‫ويتخللون )‪ - 17 .(1‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن عمرو ابن سعيد‪ ،‬عن مصدق‪ ،‬عن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬لو يعلم الناس ما في السواك‬
‫لباتوه معهم في لحاف )‪ - 18 .(2‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي الخطاب‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه يحيى‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬السواك يذهب بالبلغم‪ ،‬يزيد في الحفظ )‪19 .(3‬‬
‫‪ -‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬أفواهكم طرق من طرق ربكم فنظفوها )‪ - 20 ،(4‬سن‪ :‬عن‬
‫منصور بن العباس‪ ،‬عن عمرو بن سعيد المدايني‪ ،‬عن عبد الوهاب‪ ،‬عن‬
‫الصباح‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫شكت الكعبة إلى ال ما تلقى من أنفاس المشركين‪ ،‬فأوحى ال إليها أن‬
‫قري كعبة فاني ابدلك بهم قوما يتخللون )‪ (5‬بقضبان الشجر‪ ،‬فلما بعث ال‬
‫محمدا صلى ال عليه وآله أوحى إليه مع جبرئيل بالسواك والخلل )‪.(6‬‬
‫‪ - 21‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬نزل جبرئيل بالسواك والخلل والحجامة )‪ - 22 .(7‬سن‪ :‬عن أبي‬
‫سمينة‪ ،‬عن إسماعيل بن أبان الحناط‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ (3 - 2) .50‬ثواب العمال‪ (4) .18 :‬صحيفة الرضا عليه‬
‫السلم ص ‪ (5) .11‬كذا‪ ،‬وفى الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ " 34‬يتنطفون بقضبان‬
‫الشجار " كما سيأتي عن مكارم الخلق وكما عن تفسير القمى‪ ،‬وزاد‬
‫بعده " ويتخللون "‪ 6) .‬و ‪ (7‬المحاسن ص ‪.558‬‬

‫]‪[131‬‬

‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬نظفوا طريق القرآن‪ ،‬قيل‪ :‬يا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وما طريق القرآن ؟ قال‪ :‬أفواهكم‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫بماذا ؟ قال‪ :‬بالسواك )‪ - 23 .(1‬سن‪ :‬عن ابن الحكم‪ ،‬عن عيسى بن عبد‬
‫ال رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أفواهكم طريق من طرق‬
‫ربكم فأحبها إلى ال أطيبها ريحا فطيبوها بما قدرتم عليه )‪ - 24 .(2‬سن‪:‬‬
‫عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إني ل حب للرجل إذا قام بالليل أن يستاك‬
‫وأن يشم الطيب‪ ،‬فان الملك يأتي الرجل إذا قام بالليل حتى يضع فاه على‬
‫فيه‪ ،‬فما خرج من القرآن من شئ دخل جوف ذلك الملك )‪ - 25 .(3‬سن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من أخلق النبياء السواك )‪ - 26 .(4‬سن‪ :‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى‬
‫خشيت أن أدرد أو أحفى )‪ - 27 .(5‬سن‪ :‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم وجميل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى‬
‫خفت على سني )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن ص ‪ (3) .558‬المحاسن ص ‪ (5 - 4) .559‬المحاسن ص ‪،560‬‬


‫قال في النهاية‪ :‬فيه‪ :‬لزمت السواك حتى خشيت أن يدردنى‪ .‬أي يذهب‬
‫بأسنانى والدرد سقوط السنان وقال‪ :‬فيه‪ :‬لزمت السواك حتى كدت أحفى‬
‫فمى‪ :‬أي استقصى على أسناني فأذهبها بالتسوك‪ .‬أقول‪ :‬ولعل المراد رقة‬
‫السنان يقال‪ :‬حفى الرجل حفا من باب علم‪ :‬رقت قدمه من كثرة المشى‪،‬‬
‫وهنا لما أكثر من الستياك رقت أسنانه‪ (6) .‬المحاسن ص ‪.560‬‬

‫]‪[132‬‬

‫‪ - 28‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير وجميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أوصاني جبرئيل بالسواك‬
‫حتى خفت على أسناني )‪ - 29 .(1‬سن‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫المرزبان‪ ،‬عن النعمان رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬مالي‬
‫أراكم تدخلون على قلحا مرغا )‪ (2‬مالكم ل تستاكون )‪ - 30 .(3‬سن‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن الصنعاني رفعه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله لعلي في وصيته‪ :‬عليك بالسواك عند كل وضوء‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬لكل صلة )‪ - 31 .(4‬سن‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫مروان‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في وصية النبي صلى ال عليه وآله‬
‫لعلي عليه السلم‪ :‬عليك بالسواك لكل صلة )‪ - 32 .(5‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن معلى أبي عثمان‪ ،‬عن معلى بن خنيس قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم عن السواك بعد الوضوء فقال‪ :‬الستياك قبل أن يتوضأ قلت‪:‬‬
‫أرأيت إن نسي حتى يتوضأ قال‪ :‬يستاك ثم يتمضمض ثلث مرات )‪33 .(6‬‬
‫‪ -‬سن‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا توضأ الرجل وسوك ثم قام‬
‫فصلى‪ ،‬وضع الملك فاه على فيه‪ ،‬فلم يلفظ شيئا إل التقمه‪ .‬وزاد فيه‬
‫بعضهم‪ :‬فان لم يستك قام الملك جانبا يستمع إلى قرائته )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .560‬القلح جمع القلح‪ :‬هو الرجل الذى بأسنانه قلح‪ :‬أي‬
‫تغيرت أسنانه وركبتها صفرة أو خضرة‪ ،‬ويقال للجعل‪ :‬القلح لقذر فمه‪،‬‬
‫صفة غالبة‪ ،‬والمرغ أيضا جمع أمرغ وهو الرجل ذو شعر مرغ )كما في‬
‫التاج( أي متشعث يحتاج إلى الدهن أو دنس من كثرة الدهن قال في‬
‫الساس‪ :‬مرغته تمريغا إذا أشبعت رأسه وجسده دهنا‪ (7 - 3) .‬المحاسن‬
‫ص ‪.561‬‬

‫]‪[133‬‬

‫‪ - 34‬سن‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم‪ :‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ركعتان بسواك أفضل من‬
‫سبعين ركعة بغير سواك )‪ - 35 .(1‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن غالب‪ ،‬عن‬
‫رفاعة‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬صلة ركعتين‬
‫بسواك أفضل من أربع ركعات بغير سواك )‪ - 36 .(2‬سن‪ :‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬السواك مطهرة للفم‪ ،‬ومرضاة للرب )‪.(3‬‬
‫‪ - 37‬سن‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬السواك مرضاة ال‪،‬‬
‫وسنة النبي صلى ال عليه وآله ومطهرة للفم )‪ - 38 .(4‬سن‪ :‬عن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن يحيى‪ ،‬عن مهزم السدي قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم يقول‪ :‬في السواك عشر خصال‪ :‬مطهرة للفم‪ ،‬ومرضاة‬
‫للرب‪ ،‬ومفرحة للملئكة‪ ،‬وهو من السنة‪ ،‬ويشد اللثة ويجلو البصر ويذهب‬
‫بالبلغم‪ ،‬ويذهب بالحفر )‪ - 39 .(5‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل‬
‫النوفلي‪ ،‬عن أبيه وعيثمة جميعا عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬السواك‬
‫يجلو البصر‪ ،‬وهو منقاة للبلغم )‪ - 40 .(6‬سن‪ :‬عن أبي القاسم وأبي‬
‫يوسف‪ ،‬عن القندي‪ ،‬عن ابن سنان وأبي البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم )‪ - 41 .(7‬سن‪ :‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬السواك يجلو البصر )‪ - 42 .(8‬سن‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬السواك يذهب بالدمعة‪ ،‬ويجلو البصر )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (5 - 2) .561‬المحاسن ص ‪ (9 - 6) .562‬المحاسن ص ‪.563‬‬

‫]‪[134‬‬

‫‪ - 43‬سن عن محمد بن علي‪ ،‬عن أحمد بن المحسن الميثمي عن زكريا عن أبي‬


‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬عليكم بالسواك فانه يجلو البصر )‪- 44 .(1‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن محمد الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يكثر من السواك‪ ،‬وليس‬
‫بواجب‪ ،‬ول يضرك فرطه فرط اليام )‪] .(2‬بيان‪ :‬فرطه فرط اليام أي[‬
‫تركه في فرط اليام وهو من ثلثة إلى خمسة عشرة يوما‪ .‬سن‪ :‬عن أبيه‬
‫عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم مثله )‪45 .(3‬‬
‫‪ -‬سن‪ :‬عن بعض من رواه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من استاك‬
‫فليتمضمض )‪ - 46 .(4‬مص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬قال النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب‪ ،‬وجعلها من السنة‬
‫المؤكدة‪ ،‬وفيها منافع للظاهر والباطن ما ل يحصى لمن عقل‪ ،‬فكما تزيل ما‬
‫يكون من ]تلوث[ أسنانك من مطعمك ومأكلك بالسواك كذلك فأزل نجاسة‬
‫ذنوبك بالتضرع والخشوع والتهجد والستغفار بالسحار وطهر ظاهرك‬
‫من النجاسات‪ ،‬وباطنك من كدورات الخالفات‪ ،‬وركوب المناهي كلها خالصا‬
‫ل‪ ،‬فان النبي صلى ال عليه وآله أراد باستعماله مثل لهل التنبه‬
‫واليقظة‪ ،‬وهو أن السواك نبات لطيف نظيف‪ .‬وغصن شجر عذب مبارك‪،‬‬
‫والسنان خلق خلقه ال تعالى في الحلق )‪ (5‬آلة للكل وأداة للمضغ‪،‬‬
‫وسببا لشتهاء الطعام‪ ،‬وإصلح المعدة وهي جوهرة صافية تتلوث بصحبة‬
‫تمضيغ الطعام فتتغير بها رائحة الفم‪ ،‬ويتولد منها الفساد في الدماغ‪ .‬فإذا‬
‫استاك المؤمن الفطن بالنبات اللطيف‪ ،‬ومسحها على الجوهرة الصافية زال‬
‫عنها الفساد والتغيير‪ ،‬وعادت إلى أصلها‪ ،‬كذلك خلق ال القلب طاهرا‬
‫صافيا وجعل غذاه الذكر والفكر والهيبة‪ ،‬والتعظيم وإذا شيب القلب الصافي‬
‫بتغذيته بالغفلة‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ص ‪ (5) .563‬في المصدر‪ :‬في الفم‪.‬‬

‫]‪[135‬‬

‫والكدر‪ ،‬صقل بمصقلة التوبة‪ ،‬ونظف بماء النابة‪ ،‬ليعود إلى حالته الولة‬
‫وجوهرته الصلية الصافية‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬إن ال يحب التوابين‬
‫ويحب المتطهرين " )‪ (1‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بالسواك‪،‬‬
‫فالنبي أمرنا بالسواك ظاهر السنان وأراد بهذا المعنى المثل‪ ،‬ومن أناخ‬
‫تفكره على باب عيبة العبرة في استخراج مثل هذه المثال في الصل‬
‫والفرع‪ ،‬فتح ال له عيون الحكمة‪ ،‬والمزيد من فضل ال " وال ل يضيع‬
‫أجر المحسنين " )‪ - 47 .(2‬مكا‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا استاك‬
‫استاك عرضا‪ ،‬وكان يستاك كل ليلة ثلث مرات‪ :‬مرة قبل نومه‪ ،‬ومرة إذا‬
‫قام من نومه إلى ورده‪ ،‬ومرة قبل خروجه إلى صلة الصبح‪ ،‬وكان يستاك‬
‫بالراك أمره بذلك جبرئيل )‪ - 48 .(3‬مكا‪ (4) :‬قال موسى بن جعفر‬
‫عليهما السلم‪ :‬أكل الشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلى الجسد‪،‬‬
‫والسواك في الخلء يورث البخر )‪ .(5‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫السواك يزيد الرجل فصاحة‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا صمتم فاستاكوا‬
‫بالغداة‪ ،‬ول تستاكوا بالعشي‪ ،‬فانه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إل‬
‫كان نورا بين عينيه يوم القيامة‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬نعم السواك‬
‫الزيتون من شجرة مباركة‪ ،‬ويذهب بالحفر‪ ،‬وهو سواكي وسواك النبياء‬
‫قبلي‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬أربع من سنن المرسلين‪ :‬الختان والتعطر‪،‬‬
‫والنكاح‪ ،‬والسواك‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬أربع من سنن المرسلين‪:‬‬
‫التعطر‪ ،‬والسواك‪ ،‬والنساء والحناء )‪ .(6‬من كتاب روضة الواعظين قال‬
‫أبو الحسن موسى عليه السلم‪ :‬ل يستغني شيعتنا عن‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .222 :‬مصباح الشعريعة ص ‪ 7‬و ‪ (3) .8‬مكارم الخلق ص ‪) .41‬‬
‫‪ (4‬مكارم الخلق ص ‪ (5) .52‬البخر بالتحريك‪ :‬نتن الفم‪ (6) .‬الختن خ‬
‫ل‪.‬‬

‫]‪[136‬‬
‫أربع‪ :‬عن خمرة )‪ (1‬يصلي عليها‪ ،‬وخاتم ويتختم به‪ ،‬وسواك يستاك به‪ ،‬وسبحة‬
‫من طين قبر الحسين عليه السلم فيها ثلث وثلثون حبة متى قلبها ذاكرا‬
‫ل كتب ال له بكل حبة أربعين حسنة‪ ،‬وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب ال‬
‫له عشرين حسنة‪ .‬قال النبي صلى ال عليه وآله في وصيته لعلي عليه‬
‫السلم‪ :‬يا علي عليك بالسواك عند كل وضوء‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫السواك شطر الوضوء‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬لما دخل الناس في‬
‫الدين أفواجا ]قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ (2) [:‬أتتهم الزد أرقها‬
‫قلوبا وأعذبها أفواها فقيل‪ :‬يا رسول ال ! هذا أرقها قلوبا عرفناه فلم‬
‫صارت أعذبها أفواها ؟ قال صلى ال عليه وآله‪ :‬إنها كانت تستاك في‬
‫الجاهلية‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬لكل شئ طهور‪ ،‬وطهور الفم السواك‪ .‬وقال‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يكثر‬
‫السواك‪ ،‬وليس بواجب ول يضرك تركه في فرط اليام‪ .‬ول بأس أن يستاك‬
‫الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء ول بأس بالسواك للمحرم‪ ،‬ويكره‬
‫السواك في الحمام لنه يورث وباء السنان‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخمرة‪ :‬حصيرة صغيرة تعمل من سعف النخل‪ ،‬وترمل بالخيوط‪ ،‬وكان أصل‬
‫اسعتمالها خمرة أي سترة وغطاءا لرأس الكوزو الواني‪ ،‬ولما كانت مما‬
‫أنبتت الرض وكانت سهل التناول اتخذها رسول ال مسجدا لجبهته‬
‫الشريفة فصارت السجدة على الرض فريضة وعلى الخمرة سنة‪ ،‬وليس‬
‫للخمرة التى تعمل من سعف النخل خصوصية بالسنة بل السنة تعم كل ما‬
‫أنبتت الرض‪ ،‬نعم للخمرة مزية فما قيل في ترجمة الخمرة أنها سجادة‬
‫تعمل من سعف النخل‪ ،‬ليس على معناها الولى‪ ،‬كما لو اتخذ المسلمون‬
‫المراوح المعمولة من سعف النخل بايران مسجدا لجبهتهم وصارت سنة‬
‫لم يصح تعريف تلك المراوح بأنها سجادة تعمل من سعف النخل‪(2) .‬‬
‫النسخة المطبوعة ومكارم الخلق وهكذا نسخة الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪33‬‬
‫خالية عن هذه الزيادة‪ ،‬وانما أضفناها بقرينة السياق‪ ،‬طبقا لما مر تحت‬
‫الرقم‪.5 :‬‬

‫]‪[137‬‬

‫وقال الباقر عليه السلم والصادق عليه السلم‪ :‬صلة ركعتين بالسواك أفضل من‬
‫سبعين ركعة بغير‪ .‬سواك وقال الباقر عليه السلم‪ :‬السواك ل تدعه في كل‬
‫ثلثة أيام ولو أن تمره مرة واحدة‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫اكتحلوا وترا‪ ،‬واستاكوا عرضا‪ .‬وترك الصادق السواك قبل أن يقبض‬
‫بسنتين وذلك أن أسنانه ضعفت‪ .‬وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن‬
‫جعفر عليهما السلم عن الرجل يستاك بيده إذا قام إلى صلة الليل‪ ،‬وهو‬
‫يقدر على السواك‪ ،‬قال‪ :‬إذا خاف الصبح فل بأس به‪ .‬وقال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬لو ل أن أشق على امتي ل مرتهم بالسواك عند وضوء كل‬
‫صلة‪ .‬وروي أن الكعبة شكت إلى ال عزوجل ما تلقى من أنفاس‬
‫المشركين فأوحى ال تبارك وتعالى إليها قري كعبة فاني مبدلك بهم قوما‬
‫يتنظفون بقضبان الشجر‪ ،‬فما بعث ال عزوجل نبيه محمدا صلى ال عليه‬
‫وآله نزل عليه الروح المين جبرئيل بالسواك والخلل‪ .‬وقال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬في السواك اثنتا عشرة خصلة‪ :‬هو من السنة‪ ،‬ومطهرة للفم‪،‬‬
‫ومجلة للبصر‪ ،‬ويرضي الرحمن‪ ،‬ويبيض السنان‪ ،‬ويذهب بالحفر ويشد‬
‫اللثة‪ ،‬ويشهي الطعام‪ .‬ويذهب بالبلغم‪ ،‬ويزيد في الحفظ‪ ،‬ويضاعف‬
‫الحسنات‪ ،‬وتفرح به الملئكة‪ .‬وكان للرضا عليه السلم خريطه فيها‬
‫خمسة مساويك مكتوب على كل واحد منها اسم صلة من الصلوات‬
‫الخمس يستاك به عند كل تلك الصلوات‪ .‬ومن كتاب طب الئمة عنه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬السواك يجلو البصر‪ ،‬وينبت الشعر ويذهب بالدمعة‪ .‬وفي‬
‫وصية النبي صلى ال عليه وآله لمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬يا علي‬
‫عليك بالسواك‪ ،‬وإن استطعت أن ل تقل منه فافعل‪ ،‬فان كل صلة تصليها‬
‫بالسواك تفضل على التي تصليها بغير سواك أربعين يوما‪.‬‬

‫]‪[138‬‬

‫ومن كتاب اللباس لبي النضر العياشي عن أبي جميلة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬نزل جبرئيل عليه السلم بالخلل والسواك والحجامة‪ .‬وعنه‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫نظفوا طريق القرآن قالوا‪ :‬يا رسول ال وما طريق القرآن ؟ قال‪ :‬أفواهكم‬
‫قالوا‪ :‬بماذا ؟ قال‪ :‬بالسواك‪ ،‬وقال صلى ال ليه وآله‪ :‬طهروا أفواهكم‬
‫فانها مسالك التسبيح‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أكل الشنان يذيب‬
‫البدن‪ ،‬والتدلك بالخزف يبلي الجسد‪ ،‬والسواك بالخل يورث البخر عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬السواك مرضاة ال عز وجل وسنة النبي صلى‬
‫ال عليه وآله ومطيبة للفم * عن أبي عبد ال عليه السلم السواك على‬
‫المقعدة يورث البخر * عن الصادق عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ثلث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ‪ :‬السواك‪،‬‬
‫والصوم‪ ،‬وقراءة القرآن )‪ - 49 .(1‬جع‪ :‬عن أمير المؤمنين عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من استاك كل يوم مرة رضي ال عنه وله الجنة‪،‬‬
‫ومن استاك كل يوم مرتين فقد أدام سنة النبياء عليهم السلم وكتب ال له‬
‫بكل صلة يصليها ثواب مائة ركعة‪ ،‬واستغنى عن الفقر‪ ،‬وتطيب نكهته‪،‬‬
‫ويزيد في حفظه‪ ،‬ويشتد له فهمه‪ ،‬ويمرئ طعامه‪ ،‬ويذهب أوجاع أضراسه‬
‫ويدفع عنه السقم وتصاحفه الملئكة‪ ،‬لما يرون عليه من النور‪ ،‬وينقى‬
‫أسنانه وتشيعه الملئكة عند خروجه من البيت‪ ،‬وتستغفره حملة العرش‬
‫والكروبيون وكتب ال له بكل مؤمن ومؤمنة ثواب ألف سنة‪ ،‬ورفع ال له‬
‫ألف درجة‪ ،‬وفتح ال له أبواب الجنة‪ ،‬يدخل من أيها شاء‪ ،‬وأعطاه ال‬
‫كتابه بيمينه‪ ،‬وحاسبه حسابا يسيرا‪ ،‬وفتح عليه أبواب الرحمة‪ ،‬ول يخرج‬
‫من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة وقد اقتدى النبياء‪ ،‬ودخل معهم الجنة‪.‬‬
‫ومن استاك كل يوم فل يخرج من الدنيا حتى يرى إبراهيم عليه السلم في‬
‫المنام وكان يوم القيامة في عدد النبياء‪ ،‬وقضى ال له كل حاجة له في‬
‫أمر الدنيا والخرة‪ ،‬ويكون يوم القيامة في ظل العرش يوم ل ظل إل ظله‪،‬‬
‫ويكون في‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ 55‬وما بين النجمين سقط عن المصدر المطبوع )*(‪.‬‬

‫]‪[139‬‬

‫الجنة رفيق إبراهيم عليه السلم ورفيق جميع النبياء‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬ركعتان‬
‫بسواك أحب إلى ال تعالى من سبعين ركعة بغير سواك )‪ - 50 .(1‬ف‪ :‬عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬يا على عليك بالسواك فان في السواك‬
‫مطهرة للفم‪ ،‬ومرضاة للرب‪ ،‬ومجلة للعين‪ ،‬والخلل يحببك إلى الملئكة‬
‫فان الملئكة تتأذى بريح من ل يتخلل بعد الطعام )‪ - 51 .(2‬نوادر‬
‫الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أتاني جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬يا محمد كيف ننزل‬
‫عليكم وأنتم ل تستاكون ول تستنجون بالماء‪ ،‬ول تغسلون براجمكم‪ .‬وبهذا‬
‫السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬السواك مطيبة للفم‪،‬‬
‫مرضاة للرب‪ ،‬وما أتاني صاحبي جبرئيل عليه السلم‪ :‬إل أوصاني‬
‫بالسواك حتى خشيت أن أحفي مقاديم في )‪ - 52 .(3‬ما‪ :‬عن الحسين بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن علي بن حبش‪ ،‬عن العباس بن محمد‬
‫بن الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫الحسين ابن أبي غندر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬عليكم‬
‫بالسواك فانه يذهب وسوسة الصدر )‪ - 53 .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬استاكوا عرضا ول تستاكوا طول وقال‪:‬‬
‫التشويص بالبهام والمسبحة عند الوضوء السواك‪ ،‬والدعاء عند السواك‬
‫" اللهم ارزقني حلوة نعمتك وأذقني برد روحك‪ ،‬وأطلق لساني بمناجاتك‪،‬‬
‫وقربني منك مجلسا‪ ،‬وارفع ذكري في الولين اللهم يا خير من سئل ويا‬
‫أجود من أعطى حولنا مما تكره إلى ما تحب وترضى وإن كانت القلوب‬
‫قاسية وإن كانت العين‬
‫)‪ (1‬جامع الخبار ص ‪ (2) :68‬تحف العقول ص ‪ (3) .15‬نوادر الراوندي‪) .40 :‬‬
‫‪ (4‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.279‬‬

‫]‪[140‬‬

‫جامدة‪ ،‬وإن كنا أولى بالعذاب فأنت أولى بالمغفرة اللهم أحيني في عافية وأمتني في‬
‫عافية‪ - 54 .‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن محمد ابن الحسن الصفار‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬السواك شطر الوضوء‬
‫والوضوء شطر اليمان‪) * .‬أبواب الطيب( * ‪) * 19‬باب( * * " )الطيب‬
‫وفضله واصله( " * ‪ - 1‬ب‪ :‬عن أحمد وعبد ال ابني محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الريح الطيبة تشد القلب وتزيد في الجماع‬
‫)‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬عن أبيه وابن الوليد معا‪ ،‬عن محمد العطار وأحمد بن إدريس‬
‫معا عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن الجعفري‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬قلموا أظفاركم يوم الثلثا‪،‬‬
‫واستحموا يوم الربعاء وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس‪،‬‬
‫وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة )‪ .(2‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪،‬‬
‫عن الشعري‪ ،‬مثله )‪ - 3 .(3‬ن‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫معاوية بن حكيم‪ ،‬عن معمر بن خلد‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬ل ينبغي‬
‫للرجال أن يدع الطيب في كل يوم فان لم يقدر عليه فيوم ويوم ل‪ ،‬فان لم‬
‫يقدر ففي كل جمعة‪ ،‬ول يدع ذلك )‪ .(4‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 2) .102‬و ‪ (4‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ 3) .279‬و ‪(5‬‬


‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.30‬‬

‫]‪[141‬‬

‫‪ - 4‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عليه السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫الطيب نشرة‪ ،‬والعسل نشرة‪ ،‬والركوب نشرة‪ ،‬والنظر إلى الخضرة نشرة )‬
‫‪ - 5 ،(1‬ما‪ :‬عن الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫الثالث عن آبائه قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إن ال تعالى يحب الجمال‬
‫والتجمل‪ ،‬ويكره البؤس والتباؤس‪ ،‬فان ال عزوجل إذا أنعم على عبد نعمة‬
‫أحب أن يرى عليه أثرها قيل‪ :‬وكيف ذلك ؟ قال‪ :‬ينظف ثوبه‪ ،‬ويطيب‬
‫ريحه‪ ،‬ويحسن داره‪ ،‬ويكنس أفنيته‪ ،‬حتى أن السراج قبل مغيب الشمس‬
‫ينفي الفقر‪ ،‬ويزد في الرزق )‪ - 6 .(2‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ثلث من سنن المرسلين‪ :‬العطر‪ ،‬وإحفاء الشعر وكثرة الطروقة )‪- 7 .(3‬‬
‫ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى بن عمر‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ثلث يسمن وثلث يهزلن‪ ،‬فأما التي يسمن فادمان الحمام‪ ،‬وشم الرائحة‬
‫الطيبة‪ ،‬ولبس الثياب اللينة‪ ،‬وأما التي يهزلن فادمان أكل البيض‪،‬‬
‫والسمك‪ ،‬والطلع )‪ - 8 .(4‬ل‪ :‬عن ابن بندار‪ ،‬عن أبي العباس الحمادي‪،‬‬
‫عن صالح بن محمد عن علي بن الجعد‪ ،‬عن سلم بن المنذر‪ ،‬عن ثابت‬
‫البناني‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬حب إلى من الدنيا‬
‫ثلث‪ :‬النساء‪ ،‬والطيب‪ ،‬وقرة عيني في الصلة )‪ - 9 .(5‬ل‪ :‬عن الحسن‬
‫بن علي بن محمد القطان‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن مصعب عن أحمد بن‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن غالب‪ ،‬عن يسار مولى أنس عن‬
‫أنس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه واله قال‪ :‬حبب إلي من دنياكم‪ :‬النساء‪،‬‬
‫والطيب‪ ،‬وجعل‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .40‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .281‬الخصال‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .46‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .74‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.79‬‬

‫]‪[142‬‬

‫قرة عيني في الصلة )‪ - 10 .(1‬ل‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى‬
‫الخزاز‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أربع من سنن المرسلين‪ :‬العطر‪ ،‬والنساء‪،‬‬
‫والسواك‪ ،‬والحناء )‪ - 11 .(2‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن موسى بن الفرات‪ ،‬عن علي بن مطر‪ ،‬عن السكن الخزاز‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل حق على كل محتلم في كل جمعة‪ :‬أخذ‬
‫شاربه وأظفاره ومس شئ من الطيب )‪) * .20 .(3‬باب( * * " )المسك‬
‫والعنبر والغالية( " * ‪ - 1‬ب‪ :‬عن أبي البختري‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يتطيب بالمسك‬
‫حتى يرى وبيصه في مفارقه )‪ - 2 .(4‬ن‪ :‬عن البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن‬
‫ام أبيه قالت‪ :‬كان الرضا عليه السلم يتبخر بالعود الهندي النئ‪ ،‬يستعمل‬
‫بعده ماء ورد ومسكا )‪ - 3 .(5‬مكا‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله يتطيب‬
‫بذكور الطيب‪ ،‬وهو المسك والعنبر وكان صلى ال عليه وآله يتطيب‬
‫بالغالية تطيبه بها نساؤه بأيديهن )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .79‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .115‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.30‬‬
‫)‪ (4‬قرب السناد ص ‪ ،92‬وقوله " وبيصه " أي بريقه ولمعانه‪(5) .‬‬
‫عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ ،179‬والعود الهندي نوع من الخشب يتبخر به‬
‫والنئ الطرى وفى بعض النسخ " السنى " يعنى النوع العالي منه‪(6) .‬‬
‫مكارم الخلق ص ‪ ،35‬وذكور الطيب مال لون له يصح لتطييب الرجال‬
‫واناثها كالزعفران‪ ،‬وعن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬طيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه‪ ،‬وطيب‬
‫الرجال ما خفى لونه وظهر ريحه‪.‬‬

‫]‪[143‬‬

‫‪) * .21‬باب( * * " )أنواع البخور( " * أقول‪ :‬قد مر في باب المسك ]ما يتعلق‬
‫به[‪ - 1 .‬مكا‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله يستجمر بالعود القماري )‪.(1‬‬
‫ومن مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬عليكم بهذا العود الهندي فان فيه سبعة أشفية‪ ،‬وأطيب‬
‫الطيب المسك‪ .‬وعن مرازم قال‪ :‬دخلت مع أبي الحسن الحمام فلما خرج‬
‫إلى المسلخ دعا بمجمر فتجمر ثم قال‪ :‬جمروا مرازما‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬من أراد‬
‫أن يأخذ نصيبه يأخذ ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬عن أبي عبد ال قال‪ :‬ينبغي للرجل أن‬
‫يدخن ثيابه إذا كان يقدر‪ .‬عن عمير بن مأمون ‪ -‬وكانت ابنة عمير تحت‬
‫الحسن عليه السلم ‪ -‬قال‪ :‬قالت‪ :‬دعا ابن الزبير الحسن عليه السلم إلى‬
‫وليمة فنهض الحسن عليه السلم وكان صائما فقال له ابن الزبير‪ :‬كما‬
‫أنت حتى نتحفك بتحفة الصائم فدهن لحيته وجمر ثيابه‪ ،‬قال الحسن عليه‬
‫السلم وكذلك تحفة المرأة تمشط وتجمر ثوابها )‪ - 2 .(2‬طا‪ :‬روي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله كان يقول عند بخوره " الحمد ل الذي‬
‫بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬اللهم طيب عرفنا‪ ،‬وزك روائحنا‪ ،‬وأحسن منقلبنا‪،‬‬
‫واجعل التقوى زادنا والجنة معادنا‪ ،‬ول تفرق بيننا وبين عافيتنا إيانا‬
‫وكرامتك لنا إنك على كل شئ قدير " وفي رواية أنه يقول النسان عند‬
‫تبخره وتعطره‪ " :‬الحمد ل رب العالمين اللهم أمتعني بما رزقتني‪ ،‬ول‬
‫تسلبني ما خولتني‪ ،‬واجعل ذلك رحمة ول تجعله وبال علي‪ .‬اللهم ذكرني‬
‫بين خلقك كما طيبت بشري‪ ،‬ونشوري بفضل نعمتك عندي "‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ ،35‬وقمار كقطام موضع يجلب منه العود القمارى‪(2) .‬‬
‫مكارم الخلق‪.46 - 45 :‬‬

‫]‪[144‬‬
‫‪) .22‬باب( * " )ماء الورد( " * أقول‪ :‬قد مر في باب المسك ]ما يتعلق به[‪- 1 .‬‬
‫ضا‪ :‬إذا تمشطت فامسح وجهك بماء ورد‪ ،‬فاني أروي عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه بماء‬
‫ورد لم يرهق‪ ،‬وتقضى حاجته‪ ،‬ول تصيبه قتر ول ذلة‪ - 2 .‬مكا‪ :‬روي عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن ماء الورد يزيد في ماء الوجه وينفي‬
‫الفقر‪ .‬وروى الثمالي عنه عليه السلم أنه قال‪ :‬من مسح وجهه بماء‬
‫الورد لم يصبه في ذلك اليوم بؤس ول فقر‪ ،‬ومن أراد التمسح بماء الورد‬
‫فليمسح به وجهه ويديه وليحمد ربه‪ ،‬وليصل على النبي صلى ال عليه‬
‫وآله )‪ - 3 .(1‬طا‪ :‬روينا في كتاب المضمار في عمل أول يوم من شهر‬
‫رمضان عن أبي عبد ال عليه السلم أن من ضرب وجهه بكف من ماء‬
‫الورد أمن ذلك اليوم من الذلة والفقر‪ ،‬ومن وضع على رأسه من ماء ورد‬
‫أمن تلك السنة من البرسام‪ - 4 .‬القبال‪ :‬رويت من كتاب جعفر بن سليمان‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وزاد في آخره‪ :‬فل تدعوا ما نوصيكم به‬
‫)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .47 :‬القبال ص ‪.146‬‬

‫]‪[145‬‬

‫‪) .23‬باب( * * " )التدهن وفضل تدهين المؤمن( " * ‪ - 1‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أحمد بن محمد رفعه‪ ،‬عن بشير الدهان‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من دهن مسلما كرامة له كتب ال‬
‫عزوجل له بكل شعره نورا يوم القيامة )‪ - 2 .(1‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪،‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬فضلنا أهل البيت على سائر الناس كفضل دهن البنفسج على‬
‫سائر الدهان )‪ - 3 .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫ادهنوا بالبنفسج فانه بارد في الصيف‪ ،‬وحار في الشتاء‪ ،‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬فضل البنفسج على الدهان كفضل السلم على سائر الديان‪.‬‬
‫وعن الصادق عليه السلم إذا أردت أن تأخذ دهنا تدهن به فقل‪ " :‬اللهم‬
‫إني أسألك الزينة والدين‪ ،‬وأعوذ بك من الشين والشنآن "‪.‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .137‬نوادر الراوندي‪.16 :‬‬

‫]‪[146‬‬
‫أبواب الرياحين ‪) * .24‬باب الورد( * ‪ - 1‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا عليه‬
‫السلم عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬حياني رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله بالورد بكلتا يديه‪ ،‬فلما أدنيته إلى أنفي قال‪ :‬أما إنه سيد ريحان‬
‫الجنة بعد الس )‪ .(1‬صح‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 2 .(2‬ع‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن الصفار ولم يحفظ اسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬لما اسري بي إلى السماء سقط من عرقي فنبت منه الورد‬
‫فوقع في البحر فذهب السمك ليأخذها وذهب الدعموص ليأخذها‪ ،‬فقالت‬
‫السمكة‪ :‬هي لي‪ ،‬وقال الدعموص‪ :‬هي لي‪ .‬فبعث ال عزوجل إليهما ملكا‬
‫يحكم بينهما فجعل نصفها للسمكة‪ ،‬وجعل نصفها للدعموص )‪ .(3‬ثم قال‬
‫أبي رضوان ال عليه‪ :‬وترى أوراق الورد تحت جلنارة وهي خمسة اثنتان‬
‫منها على صفة السمك‪ ،‬واثنتان منها على صفة الدعموص وواحدة منها‬
‫نصفها على صفة السمك ونصفها على صفة الدعموص )‪ - 3 .(4‬مكا‪ :‬من‬
‫كتاب طب الئمة‪ ،‬عن الحسن بن المنذر يرفعه قال‪ :‬لما اسري بالنبي صلى‬
‫ال عليه وآله إلى السماء حزنت الرض لفقده وأنبتت الكبر )‪ (5‬فلما‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .41‬صحيفة الرضا عليه السلم ص ‪(3) .18‬‬
‫الدعموص بالضم دويبة ‪ -‬أو دودة ‪ -‬سوداء تكون في الغدران إذا نشت‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬دودة لها رأسان تراها في الماء إذا قل‪ (4) .‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 289‬وجلنار معرب گلنار ورد الرمان‪ ،‬والمراد هنا الغلف الذى ينشق‬
‫عن الورد‪ (5) .‬الكبر ‪ -‬محركة ‪ -‬شجر الصف أو هو أصل‪ ،‬قبل هو لغة‬
‫عبرية‪.‬‬

‫]‪[147‬‬

‫رجع إلى الرض فرحت وأنبتت الورد‪ ،‬فمن أراد أن يشم رائحة النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فليشم الورد‪ .‬في حديث آخر‪ :‬لما عرج بالنبي صلى ال عليه‬
‫وآله عرق فتقطر عرقه إلى الرض فأنبتت من العرق الورد الحمر‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد‬
‫الحمر‪ .‬عن الفردوس‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬الورد البيض خلق من عرقي ليلة المعراج‪ ،‬والورد الحمر خلق من‬
‫جبرئيل‪ ،‬والورد الصفر من براق )‪) .25 .(1‬باب( * " )النرجس والمرز‬
‫نجوش والس وساير الرياحين( " * أقول‪ :‬قد مر خبر الرضا عليه السلم‬
‫في باب الورد‪ - 1 .‬مكا‪ :‬روى الحسن بن المنذر رفعه قال‪ :‬للنرجس فضائل‬
‫كثيرة في شمه ودهنه‪ ،‬ولما اضرمت النار لبراهيم صلوات ال عليه‬
‫فجعلها ال عزوجل بردا وسلما أنبت ال تبارك وتعالى في تلك النار‬
‫النرجس‪ ،‬فأصل النرجس مما أنتبه ال تعالى في ذلك الزمان‪ .‬عن أنس‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بالمرزنجوش فشموه فانه‬
‫جيد للخشام‪ .‬عنه قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان إذا رفع إليه‬
‫الريحان شمه ورده إل المرزنجوش فانه كان ل يرده‪ .‬عن الكاظم عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬نعم الريحان المرزنجوش‬
‫ينبت تحت ساقي العرش وماؤه شفاء العين )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .47‬مكارم الخلق ص ‪.48 - 47‬‬

‫]‪[148‬‬

‫أبواب المساكن وما يتعلق بها ‪) * .26‬باب( * * " )سعة الدار وبركتها وشؤمها‬
‫وحدها( " * * " )وذم من بناها رياء وسمعة( " * اليات‪ :‬النحل‪ :‬وال‬
‫جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود النعام بيوتا تستخفونها يوم‬
‫ظعنكم ويوم إقامتكم إلى قوله‪ :‬وال جعل لكم مما خلق ضلل وجعل لكم من‬
‫الجبال أكنانا )‪ .(1‬الشعراء‪ :‬أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون‬
‫مصانع لعلكم تخلدون إلى قوله تعالى‪ :‬أتتركون فيما هيهنا آمين * في‬
‫جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتا‬
‫فارهين * فاتقوا ال وأطيعون )‪ - 1 .(2‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال‬
‫عليه وآله عليا عليه السلم‪ :‬يا علي العيش في ثلثة‪ :‬دار قوراء‪ ،‬وجارية‬
‫حسناء‪ ،‬وفرس قباء )‪ - 2 .(3‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن علي بن الصلت‪،‬‬
‫عن البرقي‪ ،‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عن سعيد بن جناح‪ ،‬عن مطرف‬
‫مولى معن‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة للمؤمن فيهن راحة‪:‬‬
‫دار واسعة تواري عورته وسوء حاله من الناس‪ ،‬وامرأة‬

‫)‪ (1‬النحل‪ 80 :‬و ‪ (2) .81‬الشعراء‪ (3) .150 - 127 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪،62‬‬
‫والقوراء أي الواسعة مؤنث القور‪ ،‬والقباء مؤنث القب وهو من الخيل‪:‬‬
‫الدقيق الخصر الضامر البطن‪ ،‬وقال الصدوق رحمه ال‪ :‬الفرس القباء‪:‬‬
‫الضامر البطن‪ ،‬يقال فرس أقب‪ ،‬وقباء‪ ،‬لن الفرس يذكر ويؤنث‪ ،‬ويقال‬
‫للثنى قباء لغير‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫صالحة تعينه على أمر الدنيا والخرة‪ ،‬وابنت أو اخت يخرجها من منزله بموت أو‬
‫بتزويج )‪ .(1‬سن‪ :‬عن منصور بن العباس مثله )‪ - 3 .(2‬ب‪ :‬عن هارون‪،‬‬
‫عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إن من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده‪ ،‬والمرأة‬
‫الجملء ذات دين‪ ،‬والمركب الهني‪ ،‬والمسكن الواسع )‪ .(3‬أقول‪ :‬سيجئ‬
‫بعض الخبار في باب آداب الركوب والمراكب‪ - 4 .‬لى‪ :‬في خبر المناهي‬
‫قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من بنى بنيانا رياء وسمعة حمله يوم‬
‫القيامة من الرض السابعة‪ ،‬وهو نار تشتعل‪ ،‬ثم يطوق في عنقه ويلقى في‬
‫النار‪ ،‬فل يحبسه شئ منها دون قعرها إل أن يتوب‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال‬
‫كيف يبنى رياء وسمعة ؟ قال‪ :‬يبنى فضل على ما يكفيه‪ ،‬استطالة منه على‬
‫جيرانه‪ ،‬ومباهاة لخوانه )‪ - 5 .(4‬ل‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪،‬‬
‫عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن عيسى عن أبي عبد ال محمد النصاري‪ ،‬عن‬
‫أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكا إليه رجل عبث أهل‬
‫الرض بأهل بيته وبعياله‪ ،‬فقال‪ :‬كم سمك بيتك ؟ قال‪ :‬عشرة أذرع‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫اذرع ثمانية أدرع كما تدور البيت‪ ،‬واكتب عليه آية الكرسي فان كل بيت‬
‫سمكه أكثر من ثمانية أذرع فهو محتضر‪ :‬يحضره الجن ويسكنونه )‪.(5‬‬
‫سن‪ :‬عن محمد بن عيسى مثله )‪ - 6 .(6‬ل )‪ (7‬مع )‪ (8‬لى‪ :‬عن‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خالد‬
‫بن نجيح‪ ،‬عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم قال‪ :‬تذكروا‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .76‬المحاسن ص ‪ (3) .610‬قرب السناد ص ‪(4) .51‬‬
‫أمالى الصدوق ص ‪ (5) .256‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .39‬المحاسن ص‬
‫‪ (7) .609‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (8) .49‬معاني الخبار ص ‪.152‬‬

‫]‪[150‬‬

‫الشوم عنده‪ ،‬فقال‪ :‬الشوم في ثلثة‪ :‬في المرأة والدابة والدار‪ ،‬فأما شوم المرءة‬
‫فكثرة مهرها وعقوق زوجها‪ ،‬وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها‪،‬‬
‫وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها )‪ - 7 .(1‬مع‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬الشؤم في ثلثة أشياء‪ :‬في الدابة‬
‫والمرأة والدار‪ ...‬فأما الدار فشومها ضيقها وخبث جيرانها الخبر )‪- 8 .(2‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من كسب مال من غير حله سلط عليه البناء‪ ،‬والطين‪،‬‬
‫والماء )‪ - 9 .(3‬سن‪ :‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن سليمان بن أبي شيخ يرفعه قال‪:‬‬
‫قام أمير المؤمنين عليه السلم بباب رجل قد بناه من آجر فقال‪ :‬لمن هذا‬
‫الباب ؟ قيل‪ :‬لمغرور الفلني ثم مر بباب آخر قد بناه صاحبه بالجر قال‪:‬‬
‫هذا مغرور آخر )‪ - 10 .(4‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن أبي جميلة‪،‬‬
‫عن حميد الصيرفي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كل بناء ليس‬
‫بكفاف فهو وبال على صاحبه يوم القيامة‪ .‬ورواه بعضهم بفساد )‪- 11 .(5‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من بنى فوق مسكنه كلف حمله يوم القيامة )‪.(6‬‬
‫‪ - 12‬سن‪ :‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من بنى فاقتصد في بنائه لم يوجر )‪ - 13 .(7‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن الفضل النوفلي‪ ،‬عن زياد بن عمرو الجعفي‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال وكل ملكا بالبناء يقول لمن رفع سقفا فوق‬
‫ثمانية أذرع‪ :‬أين تريد يا فاسق )‪ - 14 .(8‬سن‪ :‬عن ابن شمون‪ ،‬عمن‬
‫ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .145‬معاني الخبار‪ (8 - 3) .152 :‬المحاسن ص‬


‫‪.608‬‬

‫]‪[151‬‬

‫بنى الرجل فوق ثمانية أذرع نودى‪ :‬يا أفسق الفاسقين أين تريد )‪ - 15 .(1‬سن‪:‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض الصادقين عليهم السلم أنه قال‪ :‬ما وقع‬
‫من السقف فوق ثمانية أذرع فهو مسكون )‪ - 16 .(2‬س‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم وغيره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إذا كان سمك البيت فوق سبعة ‪ -‬أو قال‪ :‬ثمانية ‪ -‬أذرع كان ما فوق‬
‫السبع ‪ -‬أو قال‪ :‬الثماني ‪ -‬الذرع محتضرا أو قال‪ :‬مسكونا )‪- 17 .(3‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محسن بن أحمد وعلي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‬
‫الحمر‪ ،‬عن الحسن بن السري‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمك‬
‫البيت سبعة أذرع أو ثمانية أذرع فما فوق ذلك فمحتضر‪ .‬ذكره سبعة أذرع‬
‫ولم يذكر ثماني )‪ - 18 .(4‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬في سمك البيت إذا رفع فوق ثماني أذرع‬
‫صار مسكونا فإذا زاد على ثماني أذرع فيكتب على رأس الثمان آية‬
‫الكرسي )‪ - 19 .(5‬سن‪ :‬علي بن الحكم ومحسن بن أحمد‪ ،‬عن أبان بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا كان‬
‫البيت فوق ثماني أذرع فاكتب عليه آية الكرسي )‪ - 20 .(6‬سن‪ :‬عن محمد‬
‫بن إسماعيل‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي خديجة قال‪ :‬رأيت‬
‫مكتوبا في بيت أبي عبد ال عليه السلم آية الكرسي قد اديرت بالبيت‬
‫ورأيت في قبلة مسجده مكتوبا آية الكرسي )‪ - 21 .(7‬سن‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن حمزة بن حمران‪ ،‬عن رجل قال‪ :‬شكا رجل إلى‬
‫أبي جعفر عليه السلم فقال‪ :‬أخرجنا الجن‪ ،‬يعني عمار منازلهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع‪ ،‬واجعلوا الحمام في أكناف الدار‪ ،‬قال‬
‫الرجل‪ :‬ففعلنا ذلك فما رأينا شيئا نكرهه بعد ذلك )‪.(8‬‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ (8 - 3) .608 :‬المحاسن ص ‪.609‬‬

‫]‪[152‬‬

‫‪ - 22‬سن‪ :‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من سعادة المرء أن يتسع منزله‬
‫)‪ - 23 .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من السعادة سعة المنزل )‪ - 24 .(2‬سن‪:‬‬
‫عن علي بن محمد‪ ،‬عن محمد بن سماعة‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من سعادة الرجل سعة منزله )‪ - 25 .(3‬سن‪:‬‬
‫عن أبيه مرسل قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من سعادة المسلم المسكن الواسع‪ .‬النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله مثله )‬
‫‪ - 26 .(4‬سن‪ :‬عن نوح بن شعيب النيسابوري‪ ،‬عن سعيد بن جناح‪ ،‬عن‬
‫نصر الكوسج‪ ،‬عن مطرف مولى معن‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫للمؤمن راحة في سعة المنزل )‪ - 27 .(5‬سن‪ :‬عن سعيد بن جناح‪ ،‬عن‬
‫غير واحد أن أبا الحسن عليه السلم سئل عن أفضل عيش الدنيا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫سعة المنزل وكثرة المحبين )‪ - 28 .(6‬سن‪ :‬عن نوح بن شعيب‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن رشيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بشير قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬العيش السعة في المنزل‪ ،‬والفضل في الخادم وبشير هذا هو ابن‬
‫حذام رجل صدق ذكره )‪ - 29 :- .(7‬سن‪ :‬عن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫المفضل أن أبا الحسن عليه السلم كان يثني عليه وقال بشير‪ :‬كان أبو‬
‫الحسن عليه السلم في المسجد الحرام في حلقة بني هاشم وفيها العباس‬
‫بن محمد وغيره‪ ،‬فتذاكروا عيش الدنيا فذكر كل واحد منهم معنى فسئل أبو‬
‫الحسن عليه السلم فقال‪ :‬سعة في المنزل وفضل في الخادم )‪- 30 .(8‬‬
‫سن‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬إن أبا الحسن عليه‬
‫السلم‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ص ‪ (8 - 4) .610‬المحاسن ص ‪.611‬‬

‫]‪[153‬‬

‫اشترى دارا وأمر مولى له يتحول إليها‪ ،‬وقال‪ :‬إن منزلك ضيق‪ ،‬فقال‪ :‬أجزأت هذه‬
‫الدار لبي‪ ،‬فقال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬إن كان أبوك أحمق ينبغي أن‬
‫تكون مثله )‪ - 31 .(1‬سن‪ :‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي‬
‫البلد‪ ،‬عن علي بن المغيرة عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من شقاء‬
‫العيش ضيق المنزل‪ .‬ورواه يحيى بن إبراهيم عن أبيه )‪ - 32 .(2‬سن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حسين بن عثمان قال‪ :‬رأيت أبا الحسن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم وقد بنى بنيانا ثم هدمه )‪ - 33 .(3‬سن‪ :‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أن رجل من النصار‬
‫سأل النبي صلى ال عليه وآله أن الدور قد اكتنفته فقال له النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ارفع ما استطعت‪ ،‬واسأل ال أن يوسع عليك )‪ - 34 .(4‬مكا‪:‬‬
‫عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من السعادة سعة‬
‫المنزل‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬للمؤمن راحة في سعة المنزل‪ .‬سئل أبو‬
‫الحسن عليه السلم عن عيش الدنيا قال‪ :‬سعة المنزل وكثرة المحبين‪ .‬عنه‬
‫عليه السلم أيضا قال‪ :‬العيش السعة في المنزل والفضل في الخدم‪ .‬عن‬
‫معمر بن خلد قال‪ :‬إن أبا الحسن عليه السلم اشترى دارا وأمر مولى له‬
‫يتحول إليها وقال له‪ :‬إن منزلك ضيق )‪ (5‬فقال له المولى‪ :‬قد أجزأت هذه‬
‫الدار لبي فقال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬إن كان أبوك أحمق فينبغي أن‬
‫تكون مثله‪ .‬عن الكسوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن‪ (3) .611 :‬المحاسن‪ (4) .623 :‬المحاسن‪ 610 :‬وفى نسخة‬
‫الكافي ارفع صوتك ما استطعت‪ ،‬راجع ج ‪ 6‬ص ‪ (5) .526‬في المصدر‪:‬‬
‫انه منزلك ! فقال له المولى قد أجزت هذه الدار لى‪ ،‬وفى نسخة الكافي ج‬
‫‪ 6‬ص ‪ :525‬قد أحدث هذه الدار أبى‪.‬‬

‫]‪[154‬‬

‫من سعادة المرء المرأة الصالحة‪ ،‬والمسكن الواسع‪ ،‬والمركب البهي‪ ،‬والولد‬
‫الصالح‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم عن آبائه‪ ،‬عن علي علهيم السلم‬
‫قال‪ :‬إن للدار شرفا وشرفها الساحة الواسعة‪ ،‬والخلطاء الصالحون وإن‬
‫لها بركة وبركتها جودة موضعها وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أربع من السعادة وأربع من الشقاوة‬
‫فالربع التي من السعادة‪ :‬المرأة الصالحة‪ ،‬والمسكن الواسع‪ ،‬والجار‬
‫الصالح‪ ،‬والمركب البهي والربع التي من الشقاوة‪ :‬الجار السوء‪ ،‬والمرأة‬
‫السوء‪ ،‬والمسكن الضيق والمركب السوء‪ .‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫ل يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬حرمة‬
‫الجار على النسان كحرمة امه‪ .‬في مقدار سمك البيت‪ :‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال‪ :‬يا محمد أبن بيتك سبعة أذرع‪،‬‬
‫فما كان فوق ذلك سكنته الشياطين إن الشيطان ليس في السماء ول في‬
‫الرض‪ ،‬إنما يسكنون الهواء‪ .‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سمك‬
‫البيت سبعة أذرع أو ثمانية أذرع فما فوق ذلك فمحتضر‪ .‬عنه عليه السلم‬
‫أيضا قال‪ :‬كل شئ يرفع من سمك البيوت على تسعة أذرع فهو مسكون‪.‬‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إذا كان سمك البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب‬
‫فيه آية الكرسي‪ .‬عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬كل شئ فوق السبع يعني سمك البيت ]فما زاد على السبع[ فهو‬
‫مسكون‪ ،‬يعني البيوت أو ما كان سمكها فوق التسع فما كان فوق التسع‬
‫مسكون‪ .‬عنه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم أن رجل من النصار شكى إلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أن‬

‫]‪[155‬‬

‫الدور قد اكتنفته فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ارفع ما استطعت‪ ،‬واسأل ال‬
‫أن يوسع عليك‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كل بناء ليس بكفاف‬
‫فهو وبال على صاحبه‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬من كسب مال من غير حله‬
‫سلط عليه البناء والطين )‪ - 35 .(1‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى‬
‫بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة‪ ،‬والمسكن الواسع والمركب‬
‫البهي‪ ،‬والولد الصالح‪ - 36 .‬نهج‪ :‬من كلم له عليه السلم بالبصرة وقد‬
‫دخل على العلء بن زياد الحارثي يعوده وهو من أصحابه فلما رأى سعة‬
‫داره قال‪ :‬ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا ؟ أما أنت إليها في‬
‫الخرة كنت أحوج‪ ،‬بلى إن شئت بلغت بها الخرة تقري فيها الضيف‪،‬‬
‫وتصل فيها الرحم‪ ،‬وتطلع منها الحقوق مطالعها‪ ،‬فإذا أنت قد بلغت بها‬
‫الخرة )‪ .(2‬وقال في وصيته للحسن عليهما السلم‪ :‬سل عن الرفيق قبل‬
‫الطريق‪ ،‬وعن الجار قبل الدار )‪ - 37 .(3‬عدة الداعي‪ :‬روي أن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله رأى رجل من أصحابه يبني بيتا بجص وآجر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫المر أعجل من هذا‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ 145 - 143‬و ‪ (2) .146‬نهج البلغة الرقم ‪ 207‬من الخطب‪،‬‬
‫وقال ابن أبى الحديد في شرحه ج ‪ 3‬ص ‪ .11‬أن الصحيح ربيع بن زياد‬
‫الحارثى فراجع‪ (3) .‬النهج الرقم ‪ 31‬من الرسائل‪.‬‬

‫]‪[156‬‬

‫‪) * - 27‬باب( * * " )ما ورد في سكنى المصار والقرى( " * ‪ - 1‬جع‪ :‬أوصى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬يا علي ل تسكن الرستاق‪،‬‬
‫فان شيوخهم جهلة‪ ،‬وشبابهم عرمة‪ ،‬ونسوانهم كشفة‪ ،‬والعالم بينهم‬
‫كالجيفة بين الكلب‪ .‬وقال البني صلى ال عليه وآله‪ :‬من لم يتورع في دين‬
‫ال ابتله ال تعالى بثلث خصال إما أن يميته شابا‪ ،‬أو يوقعه في خدمة‬
‫السلطان‪ ،‬أو يسكنه في الرساتيق‪ .‬نقل عن سديد الدين محمود الحمصي‬
‫أنه قال‪ :‬في البلدة شيئان والرساتيق كذلك‪ ،‬أما اللذان في البلدة العلم‬
‫والظلم‪ ،‬وأما اللذان في الرساتيق الجهل والدخل أما الظلم فقد يسري إلى‬
‫الرساتيق‪ ،‬والدخل قد يذهب به إلى البلد فيبقى في البلد العلم والدخل‪،‬‬
‫ويبقى في الرساتيق الجهل والظلم‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬ستة يدخلون‬
‫النار قبل الحساب بستة‪ :‬قيل‪ :‬من هم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬والمراء‬
‫بالجور‪ ،‬والعرب بالعصبية‪ ،‬والدهاقين بالكبر‪ ،‬والتجار بالخيانة‪ ،‬وأهل‬
‫الرساتيق بالجهالة‪ ،‬والعلماء بالحسد )‪ - 2 .(1‬نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم فيما كتب إلى الحارث الهمداني‪ :‬واسكن المصار العظام‪،‬‬
‫فانها جماع المسلمين‪ ،‬واحذر منازل الغفلة والجفا )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ‪ (2) .163‬نهج البلغه الرقم ‪ 69‬من الرسائل‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫‪) .28‬باب( * " )النزول في البيت الخراب والمبيت في دار ليس له باب( " * * "‬
‫)والخروج بالليل( " * ‪ - 1‬ب‪ :‬عن أبي البختري‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن علي عليهم السلم أنه كره أن يبيت الرجل في بيت ليس له باب ول‬
‫ستر )‪ - 2 .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الحسين رفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ثلثة ل يتقبل ال‬
‫عزوجل لهم بالحفظ‪ :‬رجل نزل في بيت خرب‪ ،‬ورجل صلى على قارعة‬
‫الطريق‪ ،‬ورجل أرسل راحلته ولم يستوثق منها )‪ - 3 .(2‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن رجل عن ابن أسباط‪ ،‬عن‬
‫عمه رفعه إلى علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫اتقوا الخروج بعد نومة‪ ،‬فان ال دوابا يبثها يفعلون ما يؤمرون )‪29 .(3‬‬
‫* )باب( * * " )ما يستحب عند شراء الدار وبنائه( " * ‪ 1‬مع ‪ (4) -‬ل‪:‬‬
‫عن ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن أبي عثمان‪ ،‬عن موسى بن‬
‫بكر قال‪ :‬قال أبو الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ل وليمة إل في خمس‪ :‬في عرس أو خرس أو عذار أووكار أو‬
‫ركاز‪ .‬فأما العرس التزويج‪ ،‬والخرس النفاس بالولد‪ ،‬والعذار الختان‪،‬‬
‫والوكار‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .90 :‬الخصال ج ‪ (3) .69 :1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪) .370‬‬
‫‪ (4‬معاني الخبار‪.272 :‬‬
‫]‪[158‬‬

‫الرجل يشتري الدار‪ ،‬والوكاز الذي يقدم من مكة )‪ - 2 .(1‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي‬
‫صلى ال عليه وآله إلى علي عليه السلم مثله )‪ .(2‬قال الصدوق رحمه‬
‫ال‪ :‬سمعت بعض أهل اللغة يقول في معنى الوكار‪ :‬يقال للطعام الذي يدعى‬
‫إليه الناس عند بناء الدار وشرائها الوكيرة‪ ،‬والوكار منه والطعام الذي‬
‫يتخذ للقدوم من السفر يقال له‪ :‬النقيعة ويقال له‪ :‬الوكار أيضا والركاز‬
‫الغنيمة كأنه يريد أن في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه من‬
‫الثواب الجزيل‪ ،‬ومنه قول النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬الصوم في الشتاء‬
‫الغنيمة الباردة‪ ،‬وقال أهل العراق‪ :‬الركاز المعادن كلها وقال أهل الحجاز‪:‬‬
‫الركاز المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل السلم كذلك ذكره أبو‬
‫عبيد ول قوة إل بال‪ .‬أخبرنا بذلك أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني‬
‫فيما كتب إلى عن علي بن عبد العزيز عن أبى عبيد القاسم بن سلم )‪.(3‬‬
‫‪ - 3‬مع‪ :‬عن محمد بن هارون الزنجاني‪ ،‬عن علي بن عبد العزيز‪ ،‬عن‬
‫القاسم ابن سلم رفعه قال‪ :‬نهى رسول ال عليه وآله عن ذبائح الجن‪.‬‬
‫وذبائح الجن أن يشترى الدار أو يستخرج العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له‬
‫ذبيحة للطيرة‪ ،‬قال أبو عبيدة‪ :‬معناه أنهم كانوا يتطيرون إلى هذا الفعل‬
‫مخافة إن لم يذبحوا ويطعموا أن يصيبهم فيها شئ من الجن فأبطل النبي‬
‫صلى ال عليه وآله هذا ونهى عنه )‪ - 4 .(4‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من بنى مسكنا فذبح كبشا سمينا‬
‫وأطعم لحمه المساكين ثم قال‪ " :‬اللهم ادحر عني مردة الجن والنس‬
‫والشياطين‪ ،‬وبارك لي في بنائي " اعطي ما سأل )‪.(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ج ‪ (3) .151 :1‬معاني الخبار‪ (4) .272 :‬معاني الخبار‪.282 :‬‬
‫)‪ (5‬ثواب العمال‪.169 :‬‬

‫]‪[159‬‬

‫‪) * .30‬باب( * * " )تزويق البيوت وتصويرها واتخاذ الكلب فيها( " * ‪ - 1‬سن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن جراح المدائني عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل تبنوا على القبور‪ ،‬ول تصور واسقوف‬
‫البيوت‪ ،‬فان رسول ال صلى ال عليه وآله كره ذلك‪ .‬ورواه عن يوسف‬
‫بن عقيل‪ ،‬عن محمد بن قيس‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم )‪ - 2 .(1‬سن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن جبرئيل أتاني‬
‫فقال‪ :‬يا محمد ! إن ربك يقرئك السلم وينهى عن تزويق البيوت‪ ،‬قال أبو‬
‫بصير‪ :‬قلت‪ :‬وما التزويق ؟ قال‪ :‬تصاوير التماثيل )‪ - 3 .(2‬سن‪ :‬عن علي‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن جبرئيل عليه السلم قال‪ :‬إنا ل‬
‫ندخل بيتا فيه كلب ول صورة إنسان ول بيتا فيه تمثال )‪ - 4 .(3‬سن‪ :‬عن‬
‫علي بن محمد‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه واله‪ :‬إن جبرئيل أتاني فقال‪ :‬إنا معشر الملئكة ل ندخل بيتا فيه‬
‫كلب ول تمثال جسد‪ ،‬ول إناء يبال فيه )‪ - 5 .(4‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن مخلد‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن عمرو بن خلد عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال جبرئيل عليه السلم‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله إنا ل ندخل بيتا‬
‫فيه صورة إنسان‪ ،‬ول بيتا يبال فيه‪ ،‬ول بيتا فيه كلب )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 2) .612 :‬و ‪ (3‬المحاسن‪ 4) .614 :‬و ‪ (5‬المحاسن‪.615 :‬‬

‫]‪[160‬‬

‫‪ - 6‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن يحيى الكندي‪ ،‬عن أبيه وكان صاحب مطهرة علي‪ ،‬عن علي عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي إن جبرئيل أتاني‬
‫البارحة فسلم على من الباب فقلت‪ :‬ادخل فقال‪ :‬إنا ل ندخل بيتا فيه ما في‬
‫هذا البيت‪ ،‬فصدقته وما علمت ما في البيت شيئا فضربت بيدي فإذا جرو‬
‫كلب كان للحسين بن علي يلب به بالمس فلما كان الليل دخل تحت السرير‬
‫فنبذته من البيت‪ ،‬ودخل‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل وما تدخلون بيتا فيه كلب ؟ قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬ول جنب ول تمثال ل يوطأ )‪ - 7 .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن المثنى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أن عليا عليه السلم كره‬
‫الصورة في البيوت‪ ،‬ورواه‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن ابن فضال عن المثنى‬
‫)‪ .(2‬سن‪ :‬عن ابن العرزمي‪ ،‬عن حاتم بن إسماعيل المديني‪ ،‬عن جعفر‪،‬‬
‫عن أبيه أن عليا عليه السلم وذكره مثله )‪ - 8 .(3‬سن‪ :‬عن علي بن‬
‫الحكم ومحسن بن أحمد‪ ،‬عن أبان الحمر‪ ،‬عن يحيى بن العل‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم أنه كره الصور في البيوت )‪ - 9 .(4‬سن‪ :‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ل بأس أن‬
‫يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت رؤسها وترك ما سوى ذلك )‪- 10 .(5‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة وصفوان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رجل‪ :‬رحمك ال ما هذه التماثيل التي أراها في‬
‫بيوتكم ؟ فقال‪ :‬هذه للنساء أو بيوت النساء‪ ،‬وحدث به‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬
‫عن العل‪ ،‬عن محمد )‪ - 11 .(6‬مكا‪ :‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم عن تماثيل الشجر‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .615 :‬المحاسن‪ 3) .616 :‬و ‪ (4‬المحاسن‪(5) .617 :‬‬
‫المحاسن‪ (6) .619 :‬المحاسن‪.621 :‬‬

‫]‪[161‬‬

‫والشمس والقمر قال‪ :‬ل بأس ما لم يكن فيه شئ من الحيوان‪ .‬عن أبي العباس‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته‪ ،‬عن قول ال سبحانه وتعالى‪" :‬‬
‫يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " )‪ (1‬ما التماثيل التي كانوا‬
‫يعملون ؟ قال‪ :‬أما وال ما هي التماثيل التي تشبه الناس‪ ،‬ولكن تماثيل‬
‫الشجر ونحوه )‪ - 12 .(2‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن محمد بن الشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫رخص لهل القاصية في كلب يتخذونه‪) * .31 .‬باب( * * " )اتخاذ‬
‫المسجد في الدار( " * اليات‪ :‬يونس‪ :‬وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ‬
‫لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلوة )‪ - 1 (3‬سن‪:‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان لعلي عليه السلم بيت ليس فيه شئ إل فراش‬
‫وسيف ومصحف وكان يصلي فيه ‪ -‬أو قال‪ :‬كان يقيل فيه )‪ - 2 .(4‬سن‪:‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان علي عليه السلم قد جعل بيتا في داره ليس بالصغير ول‬
‫بالكبير لصلته‪ ،‬وكان إذا كان الليل ذهب معه بصبي ليبيت معه فيصلي فيه‬
‫)‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬سبأ‪ (2) .12 :‬مكارم الخلق‪ (3) .153 :‬يونس‪ 4) .87 :‬و ‪ (5‬المحاسن‪:‬‬
‫‪.612‬‬

‫]‪[162‬‬

‫‪ - 3‬سن‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن مسمع قال‪ :‬كتب إلي أبو عبد ال عليه‬
‫السلم أني أحب لك أن تتخذ في دارك مسجدا في بعض بيوتك‪ ،‬ثم تلبس‬
‫ثوبين طمرين غليظين‪ ،‬ثم تسأل ال أن يعتقك من النار وأن يدخلك الجنة‬
‫ول تتكلم بكلمة باطل ول بكلمة بغي )‪) * .32 .(1‬باب( * * " )اتخاذ‬
‫الدواجن )‪ (2‬في البيوت( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬عن أبى جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫أتى رجل )‪ (3‬فشكا إليه قال‪ :‬أخرجتنا الجن من منازلنا‪ ،‬يعني عمار‬
‫منازلهم‪ ،‬فقال‪ :‬اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع واجعلوا الحمام في‬
‫اكناف الدار‪ ،‬قال الرجل‪ :‬ففعلنا فما رأينا شيئا نكرهه‪ .‬عن داود الرقي‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬رأيت حماما خرج من تحت سريره فقلت له‪:‬‬
‫جعلت فداك ! اهدي لك طيورا عندنا بلقا تقرقر ؟ فقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬تلك مسوخ من الطير‪ ،‬إذا كنت متخذا فاتخذ مثل هذه فانها بقية‬
‫حمام إسماعيل عليه السلم‪ .‬من كتاب من ل يحضره الفقيه‪ :‬شكا رجل إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله الوحشة فأمره باتخاذ زوج حمام‪ .‬وقال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن حفيف أجنحة الحمام ليطرد الشيطان‪ .‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬اتقوا ال فيما خولكم وفي العجم من أموالكم فقيل‪ :‬ما العجم من‬
‫أموالنا ؟ قال‪ :‬الشاة والهر والحمام وأشباه ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .612‬الدواجن جمع الداجنة‪ ،‬وهى الهلية من الحيوانات‬


‫التى ألفت البيوت واستأنست بها كالحمام والشاة والفرس‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬أنه أتاه رجل‪.‬‬

‫]‪[163‬‬

‫عن أبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ما من مؤمن يكون في منزله عنز حلوب إل قدس‬
‫أهل ذلك المنزل‪ ،‬وبورك عليهم‪ ،‬فان كانت اثنتين قدسوا كل يوم مرتين‪،‬‬
‫فقال رجل‪ :‬كيف يقدسون ؟ قال‪ :‬يقال لهم‪ :‬بورك عليكم‪ ،‬وطبتم ما طاب‬
‫إدامكم‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ماتت‬
‫عطشا‪ .‬قال البني صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تمنعوا الخطاطيف أن تسكن في‬
‫بيوتكم‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬ل تطرقوا الطير في أوكارها فان الليل أمان‬
‫لها‪ ،‬وذلك لما جعله ال عليه من الرحمة‪ .‬من كتاب طب الئمة قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اتخذوا في بيوتكم الدواجن يتشاغل بها الشيطان‬
‫عن صبيانكم‪ .‬عن أبى جعفر عليه السلم‪ :‬من أحبنا أهل البيت أحب‬
‫الحمام‪ .‬قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬ل ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلثة‬
‫وهن عمار البيت‪ :‬الهر والحمام والديك‪ ،‬فان كان مع الديك أنيسة ]وإل[‬
‫فل بأس لمن ل يقدرها‪ .‬روى الجعفري قال‪ :‬رأيت أبا الحسن عليه السلم‬
‫في بيته زوج حمام‪ ،‬أما الذكر فأخضر‪ ،‬وأما النثى فسوداء‪ ،‬ورأيته عليه‬
‫السلم يفت لهما الخبز ويقول‪ :‬يتحر كان من الليل فيؤنسان‪ ،‬وما من‬
‫انتفاضة ينتفضانها من الليل إل اتقي من دخل البيت من عرمة الرض )‬
‫‪ .(1‬عن أبي عبد ال عليه السلم‪ :‬قال‪ :‬ليس من بيت نبي إل وفيه حمام‪،‬‬
‫لن سفهاء الجن يعبثون بصبيان البيت‪ ،‬فإذا كان فيه حمام عبثوا بالحمام‬
‫وتركوا الناس )‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬لعل المراد من عرمة الرض هدتها وخسفها كما في حديث آخر رواه في‬
‫الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ ،547‬هذا إذا كان مصدرا وإذا كان جمع عارم فالمراد‬
‫هوام الرض الموذية‪ .‬وفى نسخة الكافي‪ :‬ال نفر ال بها من دخل البيت‬
‫من عزمة أهل الرض‪ (2) .‬مكارم الخلق ‪ 150 - 147‬وفى نسخة‬
‫الكافي " وليس من بيت فيه حمام ال لم تصب أهل ذلك البيت آفة من‬
‫الجن‪ ،‬ان سفهاء الجن الخ‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫‪ .33‬باب * " )السراج وآدابه( " * ‪ - 1‬ن‪ :‬بالسناد إلى دارم‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أطفئوا‬
‫المصابيح بالليل ل تجرها الفويسقة فتحرق البيت وما فيه )‪ - 2 .(1‬ع‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الحميد عن‬
‫يونس بن يعقوب‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم‬
‫عن جابر النصاري‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أطفئوا سرجكم‬
‫فان الفويسقة تضرم البيت على أهله‪ ،‬الخبر )‪ - 3 .(2‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الكمنداني‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أربعة يذهبن ضياعا‪ :‬البذر في السبخة‪ ،‬والسراج في القمر‬
‫والكل على الشبع‪ ،‬والمعروف إلى من ليس بأهله )‪ .(3‬ل‪ :‬فيما أوصى به‬
‫النبي صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم مثله )‪ - 4 .(4‬ما‪ :‬عن الفحام‪،‬‬
‫عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث عن آبائه‪ ،‬عن علي‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬خمس تذهب ضياعا‪ :‬سراج تقده في شمس‪ :‬الدهن‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ ،74‬والفويسقة‪ :‬مصغر الفاسقة‪ ،‬وهى الفارة‬


‫لخروجها من جحرها على الناس للسرقة والضيعة‪ ،‬روى ابو داود‬
‫باسناده عن ابن عباس قال‪ :‬جاعت فارة تجر الفتيلة فألقتها بين يدى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله على الخمرة التى كان قاعدا عليها‬
‫فأحرقت منها مثل موضع الدرهم‪ ،‬فقال‪ :‬إذا نمتم فأطفؤا سرجكم فان‬
‫الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم راجع مشكاة المصابيح ص‬
‫‪ (2) .372‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ 3) .269‬و ‪ (4‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.126‬‬

‫]‪[165‬‬

‫يذهب والضوء ل ينتفع به‪ ،‬ومطر جود )‪ (1‬على أرض سبخة‪ ،‬المطر يضيع‬
‫والرض ل ينتفع بها‪ ،‬وطعام يحكمه طاهية يقدم إلى شعبان فل ينتفع به‪،‬‬
‫وامرأة حسناء تزف إلى عنين فل ينتفع بها‪ ،‬ومعروف تصطعنه إلى من ل‬
‫يشكره )‪ - 5 .(2‬ما‪ :‬بهذا السناد عنه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق )‪ - 6 .(3‬لى‪:‬‬
‫عن ابن المتوكل‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن الحسين بن الحسن‬
‫القرشي‪ ،‬عن سليمان بن جعفر البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين بن زيد‪،‬‬
‫عن أبيه عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬إن ال كره لكم أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها وعدها‬
‫إلى أن قال‪ :‬وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إل أن يكون بين يديه‬
‫سراج أو نار )‪ .(4‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد مثله )‪ .(5‬أقول‪ :‬تمامه في باب‬
‫المناهي‪ - 7 .‬مكا‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا ادخل عليك المصباح فقل‪:‬‬
‫" اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس ول تحرمنا نورك يوم نلقاك‪،‬‬
‫واجعل لنا نورا إنك نورا ل إله إل أنت " وإذا انطفي السراج فقل‪ " :‬اللهم‬
‫أخرجنا من الظلمات إلى النور " )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الجود‪ :‬المطر الغزير‪ ،‬وقد يأتي وصفا فيقال‪ :‬هاجت لنا سماء جود ومطرنا‬
‫مطرا جودا‪ (2) .‬أمالى الطوسى ج ‪ ،291 :1‬والطاهية‪ :‬الطباخة‪(3) .‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .281‬أمالى الصدوق‪ (5) .181 :‬الخصال‬
‫ج ‪ (6) .102 :2‬مكارم الخلق‪.333 :‬‬

‫]‪[166‬‬

‫‪) .34‬باب( * " )آداب دخول الدار والخروج منها( " * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬ليس البر‬
‫بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها‬
‫)‪ - 1 .(1‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا دخل أحدكم‬
‫منزله فليسلم على أهله يقول‪ " :‬السلم عليكم " فان لم يكن له أهل فليقل‪:‬‬
‫" السلم علينا من ربنا " وليقرأ " قل هو ال أحد " حين يدخل منزله‬
‫فانه ينفي الفقر‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬وليقرأ إذا خرج من بيته اليات من‬
‫آخر آل عمران‪ ،‬وآية الكرسي‪ ،‬وإنا أنزلناه وأم الكتاب فان فيها قضاء‬
‫حوائج الدنيا والخرة )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى بعض الخبار في باب آداب‬
‫الدار ! ؟ ثم أقول‪ :‬وستأتي الدعية في كتاب الدعاء‪ - 2 .‬شى‪ :‬عن عبد ال‬
‫بن الفضل النوفلي رفعه إلى أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا طلبتم الحوائج‬
‫فاطلبوها بالنهار‪ ،‬فان ال جعل الحياء في العينين‪ ،‬وإذا تزوجتم فتزوجوا‬
‫بالليل فان ال جعل الليل سكنا )‪ - 3 .(3‬شى‪ :‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تزوجوا بالليل فان ال جعله سكنا‪ ،‬ول‬
‫تطلبوا الحوائج بالليل فانه مظلم )‪ - 4 .(4‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪،‬‬
‫عن ابن معروف‪ ،‬عن ابن محبوب عن ابن رئاب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬ضمنت لمن يخرج من بيته معتما أن يرجع إليه سالما‬
‫)‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .189 :‬الخصال ج ‪ 164 :2‬و ‪ 3) .162‬و ‪ (4‬تفسير العياشي ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 370‬و ‪ 371‬في آية النعام‪ (5) .96 :‬ثواب العمال‪.170 :‬‬

‫]‪[167‬‬

‫‪ - 5‬سن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب بن سالم رفعه إلى‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬أتقوا‬
‫الخروج بعد نومة‪ ،‬فان ل دوارا يبثها يفعلون ما يؤمرون )‪ - 6 .(1‬ضا‪:‬‬
‫وإذا أردت الخروج من منزلك فقل‪ " :‬بسم ال ول حول ول قوة إل بال‬
‫توكلت على ال " فانك إذا قلت هكذا نادى ملك في قولك " بسم ال "‬
‫هديت أيها العبد وفي قولك‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال " وقيت‪ ،‬وفي قولك‬
‫" توكلت على ال " كفيت‪ ،‬فيقول الشيطان حينئذ‪ :‬كيف لي بعبد هدي‬
‫ووقي وكفي ؟ واقرء قل هو ال أحد مرة عن يمينك‪ ،‬ومرة عن يسارك‪،‬‬
‫ومرة من خلفك ومرة من بين يديك‪ ،‬ومرة من فوقك‪ ،‬ومرة من تحتك‪،‬‬
‫فانك تكون في يومك كله في أمان ال‪ .‬وإذا دخلت منزلك فسلم على أهلك‪،‬‬
‫فان لم يكن فيه أحد فقل‪ " :‬بسم ال وبال والسلم على رسول ال والسلم‬
‫علينا وعلى عباد ال الصالحين "‪ .‬واتق في جميع أمورك‪ ،‬وأحسن خلقك‪،‬‬
‫وأجمل معاشرتك مع الصغير والكبير‪ ،‬وتواضع مع العلماء وأهل الدين‪،‬‬
‫وارفق بما ملكت يمينك‪ ،‬وتعاهد إخوانك‪ ،‬وتسارع في قضاء حوائجهم‪،‬‬
‫وإياك والغيبة والنميمة وسوء الخلق مع أهلك وعيالك‪ ،‬وأحسن مجاورة‬
‫من جاورك‪ ،‬فان ال يسألك عن الجار وقد روي عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله أن ال تبارك وتعالى أوصاني في الجار حتى ظننت أنه يرثني‪،‬‬
‫وبال التوفيق‪ - 7 .‬مص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا خرجت من منزلك‬
‫فاخرج خروج من ل يعود‪ ،‬ول يكن خروجك إل لطاعة‪ ،‬أو في سبب من‬
‫أسباب الدين‪ ،‬والزم السكينة والوقار‪ ،‬واذكر ال سرا وجهرا‪ .‬سأل بعض‬
‫أصحاب أبي ذر أهل داره عنه فقالت‪ :‬خرج فقال‪ :‬يعود ؟ قالت‪ :‬متى يرجع‬
‫من روحه بيد غيره‪ ،‬ول يملك لنفسه نفعا ول ضرا‪ .‬واعتبر بخلق ال برهم‬
‫وفاجرهم أين ما مضيت‪ ،‬واسأل ال أن يجعلك من‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 347 :‬والظاهر‪ " :‬دوابا " بدل‪ " :‬دوارا "‪.‬‬

‫]‪[168‬‬
‫خواص عباده‪ ،‬وأن يجعلك من الصالحين‪ ،‬ويلحقك بالماضين منهم‪ ،‬ويحشرك في‬
‫زمرتهم‪ ،‬واحمده واشكره على ما عصمك من الشهوات‪ ،‬وجنبك من قبيح‬
‫أفعال المجرمين‪ ،‬وغض بصرك من الشهوات‪ ،‬ومواضع النهي‪ ،‬واقصد في‬
‫مشيك‪ ،‬وراقب ال في كل خطوة كأنك على الصراط جايز‪ ،‬ول تكن لفاتا‪،‬‬
‫وأفش السلم بأهله مبتدئا ومجيبا‪ ،‬وأعن من استعان بك في حق‪ ،‬وأرشد‬
‫الضال‪ ،‬وأعرض عن الجاهلين‪ ،‬وإذا رجعت ودخلت منزلك فادخل دخول‬
‫الميت في قبره حيث ليس له همة إل رحمة ال تعالى وعفوه )‪- 8 .(1‬‬
‫مكا‪ :‬من أراد الخروج من بيته فليقل عند خروجه " بسم ال وبال ول‬
‫حول ول قوة إل بال توكلت على ال " ويقرء الحمد‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬وقل‬
‫هو ال أحد‪ ،‬وآية الكرسي‪ :‬من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن‬
‫يساره وفوقه وتحته‪ ،‬وإذا أراد الرجوع إلى بيته فليقل حين يدخل " بسم‬
‫ال وبال أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده‬
‫ورسوله " ثم يسلم على أهله إن كان في البيت أهل فان لم يكن في البيت‬
‫أحد فليقل بعد الشهادتين السلم على محمد بن عبد ال خاتم النبيين السلم‬
‫على الئمة الهادين المهديين السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين )‪.(2‬‬
‫‪ - 9‬عدة الداعي‪ :‬عن عمرو بن يزيد قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫من قرء قل هو ال أحد حين يخرج من منزله عشر مرات أمن ال وكان‬
‫في حفظه وكلئه حتى يرجع إلى منزله‪ - 10 .‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن‬
‫صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم أن النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫قال‪ :‬إذا خرج الرجل من بيته فقال‪ " :‬بسم ال " قالت الملئكة له‪ :‬سلمت‬
‫فإذا قال‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال " قالت الملئكة له‪ " :‬كفيت " فإذا‬
‫قال‪ " :‬توكلت على ال " قالت الملئكة له‪ :‬وقيت )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الشريعة‪ (2) .9 :‬مكارم الخلق‪ (3) .398 :‬قرب السناد‪.45 :‬‬

‫]‪[169‬‬

‫‪ - 11‬ب‪ :‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إذا خرجت‬
‫من منزلك فقل‪ " :‬بسم ال آمنت بال توكلت على ال ل حول ول قوة إل‬
‫بال " فان الملئكة تضرب وجوه الشياطين وتقول‪ :‬قد سمى ال وآمن‬
‫بال وتوكل على ال وقال‪ :‬ل حول ول قوة إل بال )‪ .(1‬أقول‪ :‬كان يحتمل‬
‫البزنطى مكان ابن أسباط‪ - 12 .‬لى‪ :‬عن ابن مسرور‪ ،‬عن ابن عامر‪ ،‬عن‬
‫عمه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان ابن عثمان‪ ،‬عن محمد بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫عطية العوفي‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫من قال‪ :‬إذا خرج من بيته " بسم ال " قال الملكان‪ " :‬هديت " فان قال‪:‬‬
‫" ل حول ول قوة إل بال " قال‪ " :‬وقيت " فان قال‪ " :‬توكلت على ال‬
‫" قال " كفيت " فيقول الشيطان‪ :‬كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي )‪.(2‬‬
‫ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن معاوية بن حكيم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‬
‫مثله )‪ - 13 .(3‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬كان أبي عليه السلم إذا خرج‬
‫من منزله قال‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم خرجت‪ ،‬بحول ال وقوته ل‬
‫بحولي وقوتي‪ ،‬بل بحولك وقوتك يا رب متعرضا لرزقك فأتني به في عافية‬
‫" )‪ - 14 .(4‬ن بالسانيد الثلثة عن الرضا عليه السلم عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر‬
‫في طلبها يوم الخميس واليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران‬
‫وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة القدر‪ ،‬وام الكتاب فان فيها قضاء حوائج‬
‫الدنيا والخرة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .219‬أمالى الصدوق‪ (3) .345 :‬ثواب العمال‪) .148 :‬‬
‫‪ (4‬عيون الخبار ج ‪ (5) .6 :2‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.40‬‬

‫]‪[170‬‬

‫صح‪ :‬عنه مثله )‪ - 15 .(1‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا دخل‬
‫أحدكم منزله فليسلم على أهله يقول‪ " :‬السلم عليكم " فان لم يكن له أهل‬
‫فليقل‪ " :‬السلم علينا من ربنا " وليقرأ " قل هو ال أحد " حين يدخل‬
‫منزله فانه ينفي الفقر )‪ ." (2‬وقال إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها‬
‫يوم الخميس‪ ،‬فان رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ " :‬اللهم بارك لمتي‬
‫في بكورها يوم الخميس " واليقرأ إذا خرج من بيته اليات من آخر آل‬
‫عمران وآية الكرسي وإنا أنزلناه وام الكتاب فان فيها قضاء حوائج الدنيا‬
‫والخرة )‪ - 16 .(3‬ما‪ :‬باسناد أخي دعبل‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬إذا خرجت من منزلك فقل‪ " :‬بسم ال توكلت‬
‫على ال ما شاء ال ل قوة إل بال اللهم إني أسئلك خير ما خرجت له‬
‫وأعوذ بك من شر ما خرجت إليه اللهم أوسع على من فضلك وأتم علي‬
‫نعمتك‪ ،‬واستعملني في طاعتك‪ ،‬واجعلني راغبا فيما عندك وتوفني في‬
‫سبيلك وعلى ملتك وملة رسولك صلى ال عليه وآله )‪ .(4‬سن‪ :‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن الصادق عليه السلم مثله )‪- 17 .(5‬‬
‫سن‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬من قال حين يخرج من باب داره " أعوذ بما عاذت‬
‫به ملئكة ال ورسوله من شر هذا اليوم الجديد الذي إذا غابت شمسه لم‬
‫تعد‪ ،‬ومن شر نفسي ومن شر غيري‪ ،‬ومن شر الشياطين ومن شر من‬
‫نصب لولياء ال‪ ،‬من شر الجن والنس‪ ،‬ومن شر السباع والهوام‪ ،‬ومن‬
‫شر ركوب المحارم كلها‪ ،‬اجير نفسي من ال من كل سوء " غفر ال له‬
‫وتاب عليه وكفاه المهم وحجزه عن السوء وعصمه من الشر )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬صحيفة الرضا‪ (2) .15 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .164‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪،162‬‬
‫وقد مر هذا الحديث تحت الرقم ‪ (4) .1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪* .381‬‬
‫* )‪ (5‬المحاسن‪ (6) .351 :‬المحاسن‪.350 :‬‬

‫]‪[171‬‬

‫‪ - 18‬سن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي خديجة قال‪ :‬كان أبو عبد‬
‫ال عليه السلم إذا خرج يقول‪ " :‬اللهم بك خرجت وبك أسلمت وبك آمنت‬
‫وعليك توكلت اللهم بارك لي في يومي هذا وارزقني قوته ونصره وفتحه‬
‫وطهوره وهداه وبركته‪ ،‬واصرف عني شره وشر ما فيه بسم ال وال‬
‫أكبر والحمد ل رب العالمين اللهم إني خرجت فبارك لي في خروجي‬
‫وانفعني به " وإذا دخل منزله يقول مثل ذلك )‪ - 19 .(1‬سن‪ :‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبان الحمر‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان أبو جعفر عليه السلم إذا خرج من بيته يقول‪ " :‬بسم ال خرجت‬
‫وبسم ال ولجت وعلى ال توكلت‪ ،‬لحول ول قوة إل بال العلي العظيم "‪.‬‬
‫قال محمد بن سنان‪ :‬وكان أبو الحسن الرضا عليه السلم يقول ذلك إذا‬
‫خرج من منزله )‪ - 20 .(2‬سن‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن الثمالي قال‪:‬‬
‫استأذنت على أبي جعفر عليه السلم فخرج علي وشفتاه تتحركان‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫جعلت فداك خرجت وشفتاك تتحركان فقال‪ :‬والهمنا ذلك يا ثمالي فقلت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فأخبرني به‪ ،‬فقال‪ :‬نعم يا ثمالي‪ ،‬من قال حين يخرج من منزله‪" :‬‬
‫بسم ال حسبي ال توكلت على ال اللهم إني أسألك خير اموري كلها‬
‫وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الخرة " كفاه ال ما أهمه من أمر دنياه‬
‫وآخرته )‪ - 21 .(3‬سن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬كان أبي يقول إذا خرج من منزله‪ :‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم خرجت بحول ال وقوته ل بحول مني وقوة‪ ،‬بل بحولك‬
‫وقوتك يا رب متعرضا لرزقك فأتني به في عافية " )‪ - 22 .(4‬ضا‪ :‬إذا‬
‫أردت الخروج من منزلك فقل‪ " :‬بسم ال ول حول ول قوة إل بال توكلت‬
‫على ال " فانك إذا قلت هكذا نادى ملك في قولك‪ " :‬بسم ال "‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (4 - 3) .351 :‬المحاسن‪.352 :‬‬

‫]‪[172‬‬
‫هديت أيها العبد وفي قولك‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال " وقيت وفي قولك‪" :‬‬
‫توكلت على ال " كفيت‪ ،‬فيقول الشيطان حينئذ‪ :‬كيف لي بعبد هدي ووقي‬
‫وكفي‪ .‬واقرأ قل هو ال أحد مرة عن يمينك‪ ،‬ومرة عن يسارك‪ ،‬ومرة من‬
‫خلفك ومرة من بين يديك‪ ،‬ومرة من فوقك‪ ،‬ومرة من تحتك‪ ،‬فانك تكون في‬
‫يومك كله في أمان ال )‪ - 23 .(1‬مكا‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫من خرج من بيته وقلب خاتمه إلى بطن كفيه وقرء إنا أنزلناه ثم قال‪" :‬‬
‫آمنت بال وحده ل شريك له آمنت بسر آل محمد وعلنيتهم " لم ير في‬
‫يومه ذلك شيئا يكرهه )‪) * .35 .(2‬باب( * * " )الدعاء عند دخول‬
‫السوق وفيه وعند حصول مال( " * * " )ولحفظ المال( " * ‪ - 1‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬أكثروا ذكر ال عزوجل إذا‬
‫دخلتم السواق‪ ،‬وفي عند اشتغال الناس‪ ،‬فانه كفارة للذنوب‪ ،‬وزيادة في‬
‫الحسنات ول تكتبوا في الغافلين‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا اشتريتم ما‬
‫تحتاجون إليه من السوق فقولوا حين تدخلون السواق‪ " :‬أشهد أن ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم إني أعوذ‬
‫بك من صفقة خاسرة‪ ،‬ويمين فاجرة‪ ،‬وأعوذ بك من بوار اليم " )‪- 2 .(3‬‬
‫ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قال حين يدخل السوق‪ " :‬سبحان ال والحمد‬
‫ل ول إله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو‬
‫حي ل يموت‬

‫)‪ (1‬قد مر تحت الرقم ‪ 6‬أيضا‪ (2) .‬مكارم الخلق‪ (3) .374 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 157‬و ‪ 169‬واليم التى لزوج لها‪ ،‬وبوارها كساد سوقها فبقيت في‬
‫بيتها ل تخطب‪ ،‬والمراد هنا كساد المتاع كناية وتشبيها‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫بيده الخير وهو على كل شئ قدير " اعطي من الجر عدد ما خلق ال إلى يوم‬
‫القيامة )‪ - 3 .(1‬ما‪ :‬عن المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن أحمد بن مستورد‪ ،‬عن عبد ال بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن عثمان بن زيد‬
‫بن بكار بن الوليد الجهني قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال جعفر بن محمد عليهما‬
‫السلم يقول‪ :‬من دخل سوقا فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا عبده‬
‫ورسوله اللهم إني أعوذ بك من الظلم والمأثم والمغرم "‪ .‬كتب ال له من‬
‫الحسنات عدد من فيها من فصيح وأعجم )‪ - 4 .(2‬سن‪ :‬عن علي بن‬
‫الحكم وعلي بن حديد‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن سعد الخفاف‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرها وحامضها‬
‫فليقل‪ " :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن محمدا عبده‬
‫ورسوله اللهم إني أسألك من فضلك وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم‬
‫" )‪ - 5 .(3‬سن‪ :‬عن أبي أيوب المدايني‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سعد بن‬
‫أبي خلف‪ ،‬عن أبي عبيدة الحذاء قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من‬
‫قال في السوق " أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله " كتب ال له ألف ألف حسنة )‪ - 6 .(4‬سن‪ :‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من دخل سوق جماعة ومسجد أهل نصب فقال مرة واحدة‪" :‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وال أكبر كبيرا‪ ،‬والحمد ل كثيرا‬
‫وسبحان ال بكرة وأصيل‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪ ،‬وصلى ال على‬
‫محمد وآله وأهل بيته " عدلت حجة مبرورة )‪ - 7 .(5‬ضا‪ :‬وإذا اشتريت‬
‫متاعا أو سلعة أو جارية أو دابة فقل‪ " :‬اللهم إني اشتريت ألتمس فيه من‬
‫رزقك فاجعل لي فيه رزقا‪ ،‬اللهم إني ألتمس فيه فضلك فاجعل لي فيه‬
‫فضل‪ ،‬اللهم إني ألتمس فيه من خيرك وبركتك وسة رزقك فاجعل‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .31‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(5 - 3) .144‬‬
‫المحاسن‪.4 :‬‬

‫]‪[174‬‬

‫لى فيها رزقا واسعا وربحا طيبا هينئا مريئا " تقولها ثلث مرات‪ - 8 .‬ضا‪ :‬وإذا‬
‫اصبت بمال فقل‪ " :‬اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك وفي قبضتك‬
‫ناصيتي بيدك تحكم في ما تشاء وتفعل ما تريد اللهم فلك الحمد على حسن‬
‫قضائك وبلئك اللهم هو مالك ورزقك وأنا عبدك خولتني حين رزقتني‬
‫اللهم فألهمني شكرك فيه والصبر عليه حين أصبت وأخذت اللهم أنت‬
‫أعطيت فأنت أصبت اللهم ل تحرمني ثوابه ول تنسني من خلفه في دنياي‬
‫وآخرتي إنك على ذلك قادر اللهم أنا لك وبك وإليك ومنك‪ ،‬ل أملك لنفسي‬
‫ضرا ول نفعا " وإذا أردت أن تحرز متاعك فاقرأ آية الكرسي واكتبها‬
‫وضعها في وسطه واكتب أيضا وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم‬
‫سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون‪ ،‬ل ضيعة على ما حفظه ال فان تولوا فقل‬
‫حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ ،‬فانك قد‬
‫أحرزته إنشاء ال فل يصل إليه سوء باذن ال‪) .36 .‬باب( * " )كنس‬
‫الدار وتنظيفها‪ ،‬وجوامع مصالحها( " * ‪ - 1‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب‪،‬‬
‫عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‬
‫النصاري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أجيفوا أبوابكم وخمروا‬
‫آنيتكم وأوكؤا أسقيتكم‪ ،‬فان الشيطان ل يكشف غطاء‪ ،‬ول يحل وكاء‪،‬‬
‫وأطفؤا سرجكم فان الفويسقة تضرم البيت على أهله‪ ،‬واحبسوا مواشيكم‬
‫وأهليكم من حين تجب الشمس إلى أن تذهب فحمة العشاء )‪ - 2 .(1‬ع‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ ،269‬واجافة الباب‪ :‬رده وتخمير النية تغطيتها واپكاء‬
‫القربة والسقاء‪ :‬شد رأسها بالوكاء أي الرباط‪.‬‬

‫]‪[175‬‬

‫رجل‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في كلم كثير‪ :‬ل تؤووا منديل اللحم في‬
‫البيت‪ ،‬فانه مربض الشيطان‪ ،‬ول تؤووا التراب خلف الباب‪ ،‬فانه مأوى‬
‫الشيطان‪ ،‬وإذا خلع أحدكم ثيابه فليسم لئل تلبسها الجن‪ ،‬فانه إن لم يسم‬
‫عليها لبستها الجن حتى يصبح ول تتبعوا الصيد فانكم على غرة وإذا بلغ‬
‫أحدكم باب حجرته فليسم فانه ينفر الشيطان‪ ،‬وإذا دخل أحدكم بيته فليسلم‬
‫فانه ينزله البركة‪ ،‬وتؤنسه الملئكة‪ ،‬ول يرتدف ثلثة على دابة‪ ،‬فان‬
‫أحدهم ملعون وهو المقدم )‪ (1‬ول تسموا الطريق السكة فانه ل سكة إل‬
‫سكك الجنة‪ ،‬ول تسموا أولدكم الحكم ول أبا الحكم فان ال هو الحكم‪ ،‬ول‬
‫تذكروا الخرى إل بخير فان ال هو الخرى )‪ (2‬ول تسموا العنب الكرم‪،‬‬
‫فان المؤمن هو الكرم واتقوا الخروج بعد نومة‪ ،‬فان ل دوابا يبثها يفعلون‬
‫ما يؤمرون‪ ،‬وإذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير‪ ،‬فتعوذوا بال من‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬فانها يرون ول ترون‪ ،‬فافعلوا ما تؤمرون‪ ،‬ونعم اللهو‬
‫المغزل للمرأة الصالحة )‪ - 3 .(3‬ب‪ :‬عن اليقطيني‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم قال‪:‬‬
‫نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت‪ ،‬فان تركه في البيت يورث الفقر )‪- 4 (4‬‬
‫لى‪ :‬في مناهي النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ل تبيتوا القمامة في‬
‫بيوتكم وأخرجوها نهارا فانها مقعد الشيطان )‪ - 5 .(5‬ما‪ :‬عن الفحام‪ ،‬عن‬
‫المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث‬

‫)‪ (1‬أي الذى اقدم على ارداف الخرين‪ ،‬أو هو الذى يكون على مقدم ظهره‪ ،‬فيلقى‬
‫ثقله على كاهل الدابة فيؤذيها ويتعبها أكثر من غيره‪ (2) .‬قال في هامش‬
‫المصدر المطبوع‪ :‬كذا في أكثر النسخ وفى نسخة " الخرة " وفى‬
‫الخرى " الخر " والخيرة أقرب‪ ،‬قال ال تعالى‪ :‬هو الول والخر‪(3) .‬‬
‫علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .270‬قرب السناد‪ (5) .35 :‬أمالى الصدوق‪:‬‬
‫‪ ،254‬والقمامة‪ :‬الكناسة‪.‬‬
‫]‪[176‬‬

‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إن ال تعالى يحب الجمال‬
‫والتجمل ويكره البؤس والتباؤس‪ ،‬فان ال عزوجل إذا أنعم على عبد نعمة‬
‫أحب أن يرى عليه أثرها‪ ،‬قيل‪ :‬وكيف ذلك ؟ قال‪ :‬ينظف ثوبه‪ ،‬ويطيب‬
‫ريحه‪ ،‬ويحسن داره ويكنس أفنيته‪ ،‬حتى أن السراج قبل مغيب الشمس‬
‫ينفي الفقر‪ ،‬ويزيد في الرزق )‪ - 6 .(1‬ل‪ :‬عن سعيد بن علقة‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر‪،‬‬
‫وترك القمامة في البيت يورث الفقر‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬كسح الفناء يزيد‬
‫في الرزق )‪ - 7 .(2‬ل‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬غسل الناء وكسح الفناء مجلبة للرزق )‪ - 8 .(3‬سن‪:‬‬
‫عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب رفعه إلى علي‬
‫بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل‬
‫تذروا منديل الغمر في البيت فانه مربض للشيطان )‪ - 9 .(4‬سن‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمان بن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي خديجة عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬ل تدعوا آنيتكم بغير غطاء‪ ،‬فان الشيطان‬
‫إذا لم تغط آنية بزق فيها وأخذ مما فيها ما شاء )‪ - 10 .(5‬سن‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حسين بن عثمان قال‪ :‬رأيت أبا الحسن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كنس الفناء يجلب الرزق‪ ،‬وروى بعض أصحابنا قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬اكنسوا أفنيتكم ول تشبهوا باليهود )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .281‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .93‬الخصال ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .28‬المحاسن ص ‪ (5) .448‬المحاسن ص ‪ (6) .584‬المحاسن‬
‫ص ‪.624‬‬

‫]‪[177‬‬

‫‪ - 11‬سن‪ :‬عن بعض من ذكره رفعه إلى أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كنس البيت‬
‫ينفي الفقر )‪ - 12 .(1‬سن‪ :‬عن جابر بن الخليل القرشي‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫ميمون القداح عن جعفر‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫نظفوا أفنيتكم من حوك العنكبوت فان تركه في البيوت يورث الفقر )‪.(2‬‬
‫‪ - 13‬سن‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب بن‬
‫سالم رفعه إلى علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫ل تؤوا التراب خلف الباب فانه مأوى الشيطان )‪ - 14 .(3‬جا‪ :‬عن أحمد‬
‫بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف عن ابن مهزيار‪ ،‬عن‬
‫ابن فضال‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن أبي مريم‪ ،‬عن أبي عبد ال أو عن‬
‫أبي جعفر صلوات ال عليهما عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال لنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬خمروا آنيتكم‪ ،‬وأوكؤا أسقيتكم‪ ،‬وأجيفوا أبوابكم‪،‬‬
‫واحبسوا مواشيكم وأهاليكم من حيث تجب الشمس إلى أن تذهب فحمة‬
‫العشاء‪ ،‬إن الشيطان ل يكشف غطاء ول يحل وكاء‪ ،‬وإن الشياطين ترسل‬
‫من حيث تجب الشمس‪ ،‬وأطفؤا سرجكم فان الفويسقة تضرم البيت على‬
‫أهله )‪ - 15 .(4‬مكا‪ :‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن أبى عبد ال أو أبى‬
‫الحسن عليهما السلم أنه سئل من إغلق البواب وإكفاء الناء وإطفاء‬
‫السراج‪ ،‬قال‪ :‬أغلق بابك فان الشيطان ل يفتح بابا‪ ،‬وأطفئ سراجك من‬
‫الفويسقة وهي الفارة ل تحرق بيتك وأكفئ إناءك فان الشيطان ل يرفع‬
‫إناء مكفأ‪ .‬وعن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله إذا خرج من البيت في الصيف خرج يوم الخميس وإذا أراد أن‬
‫يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة‪ .‬وفي رواية عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله كان يخرج إذا دخل الصيف ليلة الجمعة‬
‫وإذا دخل الشتاء دخل ليلة الجمعة )‪.(5‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ص ‪ (5) .624‬مجالس المفيد ص ‪ (4) .120‬مكارم الخلق‪:‬‬


‫‪ 147‬و ‪(*) .146‬‬

‫]‪[178‬‬

‫أبواب آداب السهر والنوم وأحوالهما ‪) * .37‬باب( * * " )ما ينبغى السهر فيه‬
‫وما ل يبنغى وكراهة الحديث( " * * " )بعد العشاء الخرة وفيه بعض‬
‫النوادر( " * ‪ - 1‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬ل بأس بالسهر في الفقه )‪ - 2 .(1‬ل )‪ (2‬لى‪ :‬عن ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن الحسين ابن الحسن القرشي‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن جعفر البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين بن زيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إن ال كره لكم أربعا وعشرين خصلة‪ ،‬ونهاكم عنها‪ ،‬فقال‪ :‬وكره النوم قبل‬
‫العشاء الخرة‪ ،‬وكره الحديث بعد العشاء الخرة‪ ،‬وكره النوم فوق سطح‬
‫ليس بمحجر وقال‪ :‬من نام على سطح غير محجر فبرئت منه الذمة‪ ،‬وكره‬
‫أن ينام الرجل في بيت وحده )‪ .(3‬أقول‪ :‬تمامه في باب المناهي‪ - 3 .‬ل‪:‬‬
‫عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي‪ ،‬عن جده الحسن بن علي عن جده‬
‫عبد ال ابن المغيرة‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل سهر إل في‬
‫ثلث‪ :‬متهجد بالقرآن وفي طلب العلم‪ ،‬أو عروس تهدى إلى زوجها )‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .48‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .102‬أمالى الصدوق ص‬
‫‪ (4) .181‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.55‬‬

‫]‪[179‬‬

‫‪ - 4‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى بن جعفر‬
‫البغدادي‪ ،‬عن عبيد ال بن عروة‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬قال خمسة ل ينامون‪ :‬الهام بدم يسفكه‪ ،‬وذو المال‬
‫الكثير ل أمين له‪ ،‬والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا‬
‫يناله‪ ،‬والمأخوذ بالمال الكثير ول مال له‪ ،‬والمحب حبيبا يتوقع فراقه )‪.(1‬‬
‫‪ - 5‬ل‪ :‬عن الخليل‪ ،‬عن أبي العباس السراج‪ ،‬عن عبد ال بن عمر‪ ،‬عن‬
‫وكيع بن الجراح‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن خيثمة‪ ،‬عن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ل سهر بعد العشاء الخرة إل لحد‬
‫رجلين‪ :‬مصل أو مسافر )‪) * .38 .(2‬باب( * * " )ذم كثرة النوم( " *‪.‬‬
‫‪ - 1‬لى‪ :‬في خبر الشيخ الشامي‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬يا‬
‫شيخ من خاف البيات قل نومه )‪ - 2 .(3‬ل‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن صالح يرفعه باسناده قال‪ :‬أربعة القليل منها‬
‫كثير‪ :‬النار القليل منها كثير‪ ،‬والنوم القليل منه كثير والمرض القليل منه‬
‫كثير‪ ،‬والعداوة القليل منها كثير )‪ - 3 .(4‬لى )‪ (5‬ل‪ :‬عن السدي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبي أيوب النهروي‪ ،‬عن جعفر ابن سنيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يوسف‬
‫بن محمد بن المكندر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬قالت ام سليمان بن داود لسليمان عليه السلم‪ :‬إياك‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .142‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .39‬أمالى ص ‪(4) .237‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .113‬أمالى الصدوق ص ‪.140‬‬

‫]‪[180‬‬

‫وكثرة النوم بالليل فان كثرة النوم تدع الرجل فقيرا يوم القيامة )‪ - 4 .(1‬ل‪ :‬عن‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى بن جعفر‬
‫البغدادي‪ ،‬عن محمد بن المعلى‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ثلث فيهن المقت من ال عزوجل‪ :‬نوم من غير سهر‪ ،‬وضحك من‬
‫غير عجب وأكل عن الشبع )‪ - 5 .(2‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن معبد‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أول ما عصي ال‬
‫تبارك وتعالى بست خصال‪ :‬حب الدنيا‪ ،‬وحب الرياسة‪ ،‬وحب الطعام‪ ،‬وحب‬
‫النساء‪ ،‬وحب النوم‪ ،‬وحب الراحة )‪ - 6 .(3‬مع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال رفعه إلى أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن لبليس كحل ولعوقا وسعوطا فكحله‬
‫النعاس‪ ،‬ولعوقه الكذب‪ ،‬وسعوطه الكبر )‪ - 7 .(4‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬السكر أربع سكرات‪ :‬سكر الشراب‪ ،‬وسكر المال‪،‬‬
‫وسكر النوم‪ ،‬وسكر الملك )‪ - 8 .(5‬ص‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬قال‬
‫موسى عليه السلم‪ :‬يا رب أي عبادك أبغض إليك ؟ قال‪ :‬جيفة بالليل‪،‬‬
‫بطال بالنهار‪ - 9 .‬شى‪ :‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي الحسن عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ل تعود عينيك كثرة النوم فانها أقل شئ في الجسد شكرا )‪.(6‬‬
‫‪ - 10‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن ال يبغض كثرة النوم‪ ،‬وكثرة‬
‫الفراغ‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا )‪ - 11 .(7‬ختص‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إياكم وكثرة النوم‪ ،‬فان كثرة النوم يدع‬
‫صاحبه فقيرا يوم القيامة )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .16‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .44‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.106‬‬
‫)‪ (4‬معاني الخبار ص ‪ (5) .138‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .170‬تفسير‬
‫العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (7) .115‬مكارم الخلق ص ‪ (8) .333‬الختصاص‪:‬‬
‫‪.218‬‬

‫]‪[181‬‬

‫‪) .39‬باب( * " )فضل الطهارة عند النوم( " * ‪ - 1‬لى )‪ (1‬مع‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن نوح بن شعيب‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن عروة‪ :‬ابن‬
‫أخي شعيب‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن الصادق عليه السلم عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وآله يوما‬
‫لصحابه‪ :‬أيكم يصوم الدهر ؟ قال سلمان رحمة ال عليه‪ :‬أنا يا رسول ال‬
‫قال صلى ال عليه وآله‪ :‬فأيكم يحيي الليل ؟ قال‪ :‬سلمان أنا يا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬قال‪ :‬فأيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال سلمان‪ :‬أنا‬
‫يا رسول ال صلى ال عليه وآله فغضب بعض أصحابه فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا‬
‫معاشر قريش‪ ،‬قلت‪ :‬أيكم يصوم الدهر ؟ فقال‪ :‬أنا وهو أكثر أيامه يأكل‪،‬‬
‫وقلت‪ :‬أيكم يحيى الليل ؟ فقال‪ :‬أنا وهو أكثر ليله نائم‪ ،‬وقلت‪ :‬أيكم يختم‬
‫القرآن في كل يوم ؟ فقال‪ :‬أنا وهو اكثر نهاره صامت‪ .‬فقال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬مه يا فلن أنى لك بمثل لقمان الحكيم سله فانه ينبئك فقال‬
‫الرجل لسلمان‪ :‬يا أبا عبد ال أليس زعمت أنك تصوم الدهر ؟ فقال‪ :‬نعم‬
‫فقال‪ :‬رأيتك في أكثر نهارك تأكل ؟ فقال‪ :‬ليس حيث تذهب إني أصوم‬
‫الثلثة في الشهر‪ .‬وقال ال عزوجل‪ " :‬من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها‬
‫" وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر‪ ،‬فقال‪ :‬أليس زعمت أنك‬
‫تحيي الليل ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬أنت أكثر ليلك نائم فقال‪ :‬ليس حيث تذهب‬
‫ولكني سمعت حبيبي رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ " :‬من بات على‬
‫طهر فكأنما أحيا الليل كله " فأنا أبيت على طهر فقال‪ :‬أليس زعمت أنك‬
‫تختم القرآن في كل يوم ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فأنت أكثر أيامك صامت فقال‪:‬‬
‫ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول ال‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪.21‬‬

‫]‪[182‬‬

‫صلى ال عليه وآله يقول لعلي‪ :‬يا أبا الحسن مثلك في امتي مثل قل هو ال أحد‪،‬‬
‫فمن قرءها مرة فقد قرء ثلث القرآن‪ ،‬ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي‬
‫القرآن‪ ،‬ومن قرءها ثلثا فقد ختم القرآن‪ ،‬فمن أحبك بلسانه فقد كمل له‬
‫ثلث اليمان‪ ،‬ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا اليمان‪ ،‬ومن أحبك‬
‫بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل اليمان‪ ،‬والذي بعثني بالحق يا‬
‫علي لو أحبك أهل الرض كمحبة أهل السماء لك‪ ،‬لما عذب أحد بالنار‪ ،‬وأنا‬
‫أقرء قل هو ال أحد في كل يوم ثلث مرات‪ ،‬فقام وكأنه قد ألقم حجرا )‪.(1‬‬
‫‪ - 2‬ل‪ :‬الربعمائة‪ ،‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل ينام المسلم وهو‬
‫جنب ول ينام إل على طهور‪ ،‬فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد‪ ،‬فان روح‬
‫المؤمن ترفع إلى ال تبارك وتعالى فيقبلها ويبارك عليها‪ ،‬فان كان أجلها‬
‫قد حضر جعلها في كنوز رحمته‪ ،‬وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع‬
‫امنائه من ملئكته فيردونها في جسدها )‪ - 3 .(2‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن السندي بن الربيع عن محمد بن كردوس‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه‬
‫كمسجده )‪ - 4 .(3‬سن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن‬
‫محمد بن كردوس عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من بات على وضوء‬
‫بات وفراشه مسجده فان تخفف وصلى ثم ذكر ال لم يسأل ال شيئا إل‬
‫أعطاه )‪ - 5 .(4‬سن‪ :‬في رواية حفص بن غياث‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من أوى إلى فراشه فذكر أنه على غير طهر وتيمم من دثار‬
‫ثيابه ]كائنا ما كان[ كان في صلة ما ذكر ال )‪ - 6 .(5‬مكا‪ :‬قال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) .234 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .156‬ثواب العمال‪4) .18 :‬‬
‫‪ (5 -‬المحاسن ص ‪.47‬‬
‫]‪[183‬‬

‫كمسجده فان ذكر أنه على غير وضوء فليتيمم من دثاره كائنا ما كان‪ ،‬فان فعل ذلك‬
‫لم يزل في الصلة وذكر ال عزوجل )‪ - 7 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من نام على الوضوء إن أدركه الموت في ليله فهو‬
‫عند ال شهيد‪) .40 .‬باب( * " )كراهة استقبال الشمس والجلوس( " * *‬
‫" )والنوم وغيرهما( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أبي يحيى الواسطي رفعه عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪:‬‬
‫ل تستقبلوا الشمس فانها مبخرة تشحب اللون‪ ،‬وتبلي الثوب‪ ،‬وتظهر الداء‬
‫الدفين )‪ - 2 .(2‬ل‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫موسى بن جعفر البغدادي‪ ،‬عن عبيد ال بن عبد ال‪ ،‬عن موسى بن‬
‫إبراهيم المروزي‪ ،‬عن موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه واله‪ :‬في الشمس أربع خصال‪ :‬تغير اللون‪ ،‬تنتن الريح‪،‬‬
‫وتخلق الثياب‪ ،‬وتورث الداء )‪ - 3 .(4‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬إذا جلس أحدكم في الشمس فليستدبرها بظهره فانها تظهر‬
‫الداء الدفين )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .333‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،48‬والمبخرة ‪ -‬بالفتح ‪-‬‬


‫مجلبة البخر‪ ،‬وهو نتن الفم‪ ،‬كما يقال‪ :‬اياكم ونومة الغداة فانها مبخرة‪.‬‬
‫وشحوبة اللون تغيره واغبراره‪ (3) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(4) .119‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.159‬‬

‫]‪[184‬‬

‫‪) * .41‬باب( * * " )الوقات المكروهة للنوم( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن الحسن بن أبي الحسين‬
‫الفارسي‪ ،‬عن سليمان بن حفص البصري‪ ،‬عن جعفر بن محمد عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما عجت الرض إلى ربها‬
‫عزوجل كعجيجها من ثلثة‪ :‬من دم حرام يسفك عليها‪ ،‬أو اغتسال من زنا‪،‬‬
‫أو النوم عليها قبل طلوع الشمس )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مر في باب السهر‬
‫بالسناد عن النبي صلى ال عليه وآله أن ال كره النوم قبل العشاء‬
‫الخرة‪ - 2 .‬ل‪ :‬عن سعيد بن علقة‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪:‬‬
‫النوم بين العشائين يورث الفقر‪ ،‬والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر )‬
‫‪ - 3 .(2‬ما‪ :‬عن الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫الثالث عن آبائه‪ ،‬عن الصادق عليه السلم في قوله تعالى‪ " :‬تتجافى‬
‫جنوبهم عن المضاجع " )‪ (3‬قال‪ :‬كانوا ل ينامون حتى يصلوا العتمة )‪.(4‬‬
‫‪ - 4‬ما‪ :‬عن جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن إسحاق بن محمد بن مروان‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن يحيى بن سالم الفراء‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬لما اسري‬
‫بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر‪ ،‬يرى باطنه‬
‫من ظاهره لضيائه ونوره‪ ،‬وفيه قبتان من در وزبرجد‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل‬
‫لمن هذا القصر ؟ قال‪ :‬هو لمن أطاب الكلم‪ ،‬وأدام الصيام‪ ،‬وأطعم الطعام‪،‬‬
‫وتهجد بالليل والناس نيام‪ ،‬قال علي عليه السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .69‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .93‬السجدة‪ (4) .16 :‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.30‬‬

‫]‪[185‬‬

‫فقلت‪ :‬يا رسول ال وفي أمتك من يطيق هذا ؟ فقال‪ :‬أتدرى ما إطابة الكلم ؟ فقلت‪:‬‬
‫ال ورسوله أعلم قال‪ :‬من قال " سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال‬
‫أكبر " أتدري ما إدامة الصيام ؟ قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم قال‪ :‬من صام‬
‫شهر رمضان ولم يفطر منه يوما‪ ،‬أتدري ما إطعام الطعام ؟ قلت‪ :‬ال‬
‫ورسله أعلم قال‪ :‬من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس‪ ،‬أتدري‬
‫ما التهجد بالليل والناس نيام ؟ قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم قال‪ :‬من لم ينم حتى‬
‫يصلي العشاء الخرة والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من‬
‫المشركين نيام بينهما )‪ - 5 .(1‬ير‪ :‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن‬
‫اللؤلؤي‪ ،‬عن أحمد الميثمي‪ ،‬عن صالح‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين عليهما السلم قال‪ :‬يا أبا حمزة ل تنامن قبل طلوع الشمس فاني‬
‫أكرهها لك‪ ،‬إن ال يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها )‬
‫‪ - 6 .(2‬مكا‪ :‬قال الصادق عليه السلم قال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬النوم من أول النهار خرق والقائلة نعمة والنوم‪ .‬بعد العصر حمق‪،‬‬
‫وبين العشائين يحرم الرزق )‪) .42 .(3‬باب القيلولة( ‪ - 1‬ب‪ :‬عن هارون‪،‬‬
‫عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬إن أعرابيا أتى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله إني كنت‬
‫رجل ذكورا فصرت نسيا فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬لعلك اعتدت‬
‫القائلة فتركتها ؟ فقال‪ :‬أجل‪ ،‬فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬فعد يرجع‬
‫إليك حفظك إنشاء ال )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .74‬بصائر الدرجات‪ (3) .343 :‬مكارم الخلق‬
‫ص ‪ ،333‬والخرق‪ :‬البلدة وأن ل يحسن الرجل العمل والتصرف في‬
‫المور‪ ،‬ونومة الخرق نومة الضحى قيل لها ذلك‪ ،‬لدللتها على بلدة‬
‫النائم‪ (4) ،‬قرب السناد ص ‪.48‬‬

‫]‪[186‬‬

‫‪ - 2‬دعوات الراوندي‪ :‬عن زين العابدين عليه السلم أنه كان يصلي صلة الغداة ثم‬
‫يعقب في مصله حتى تطلع الشمس ثم يقوم فيصلي صلة طويلة ثم يرقد‬
‫رقدة ثم يستيقظ فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداة‪) .43 .‬باب( * "‬
‫)أنواع النوم وما يستحب منها وآدابه( " * * " )ومعالجة من يفزع في‬
‫المنام( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬الربعمائة‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل ينام‬
‫الرجل على المحجة وقال‪ :‬ل ينام الرجل على وجهه ومن رأيتموه نائما‬
‫على وجهه فأنبهوه ول تدعوه‪ .‬وقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا أراد‬
‫أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده اليمن‪ ،‬فانه ل يدري أينتبه من‬
‫رقدته أم ل )‪ - 2 .(1‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف إزاره فانه ل‬
‫يدري ما يحدث عليه ثم ليقل " اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاغفر‬
‫لها‪ ،‬وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " )‪ - 3 .(2‬ب‪:‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بصنيفة )‬
‫‪ (3‬إزاره فانه ل يدري ما حدث عليه بعده )‪ - 4 .(4‬ل‪ ،‬ن‪ ،‬ع‪ :‬في خبر‬
‫الشامي أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلم عن النوم على كم وجه هو ؟‬
‫فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬النوم على أربعة أصناف‪ :‬النبياء تنام‬
‫على أقفيتها مستلقية وأعينها ل تنام متوقعة لوحي ربها عزوجل‪،‬‬
‫والمؤمن ينام على‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 156‬و ‪ (2) .170‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .276‬الصنفة‪:‬‬
‫حاشية الثوب وطرته‪ (4) .‬قرب السناد ص ‪.17‬‬

‫]‪[187‬‬

‫يمينه مستقبل القبلة‪ ،‬والملوك وأبناؤها على شمائلها ليستمرؤا ما يأكلون‪ ،‬وإبليس‬
‫وإخوانه وكل مجنون وذوعاهة ينامون على وجوههم منبطحين )‪- 5 .(1‬‬
‫ل‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن اليقطيني عن‬
‫الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن ابن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم‬
‫قال‪ :‬لعن رسول ال صلى ال عليه وآله ثلثة‪ :‬الكل زاده وحده‪ ،‬والراكب‬
‫في الفلة وحده‪ ،‬والنائم في البيت وحده )‪ - 6 .(2‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي‬
‫صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم‪ :‬يا على ثلثة يتخوف منهن الجنون‪:‬‬
‫التغوط بين القبور‪ ،‬والمشي في خف واحد‪ ،‬والرجل ينام وحده )‪ - 7 .(3‬ل‬
‫)‪ (4‬لى‪ :‬بالسناد المتقدم في باب السهر عن النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬أن‬
‫ال كره النوم في سطح ليس بمحجر‪ ،‬وقال‪ :‬من نام علي سطح غير محجر‬
‫فقد برئت منه الذمة‪ ،‬وكره أن ينام الرجل في بيت وحده )‪ - 8 .(5‬ل‪ :‬عن‬
‫ابن موسى‪ ،‬عن ابن زكريا‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن عثمان بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫هدبة بن خالد‪ ،‬عن مبارك بن فضالة‪ ،‬عن ابن نباتة قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين للحسن ابنه عليهما السلم‪ :‬يا بني أل اعلمك أربع خصال‬
‫تستغني بها عن الطب ؟ فقال‪ :‬بلى يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬ل تجلس على‬
‫الطعام إل وأنت جائع‪ ،‬ول تقم عن الطعام إل وأنت تشتهيه‪ ،‬وجود المضغ‪،‬‬
‫وإذا نمت فاعرض نفسك على الخل‪ ،‬فإذا استعملت هذه استغنيت عن الطب‬
‫)‪ - 9 .(6‬لى‪ :‬في خبر المناهي عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ل يبيتن‬
‫أحدكم ويده غمرة فان فعل فأصابه لمم الشيطان فل يلومن إل نفسه )‪.(7‬‬
‫‪ - 10‬ن‪ :‬بالسناد إلى دارم‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،126‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ ،246‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ ،284‬في حديث واستمراء الطعام‪ :‬وجدانه هنيئا مريئا سائغا‪(2) .‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .46‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .62‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (5) .102‬أمالى الصدوق ص ‪ (6) .181‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(7) .109‬‬
‫أمالى الصدوق ص ‪.254‬‬

‫]‪[188‬‬

‫صلى ال عليه وآله‪ :‬اغسلوا صبيانكم من الغمر فان الشيطان يشم الغمر فيفزع‬
‫الصبى في رقاده ويتأدي به الكاتبان )‪ .(1‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله )‪ - 11 .(2‬سن‪:‬‬
‫عن الحسين بن سيف‪ ،‬عن أخيه علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن المثنى عن‬
‫رجل من بني نوفل بن عبد المطلب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬البائت في البيت‬
‫وحده‪ ،‬والسائر وحده شيطانان‪ ،‬والثنان‪ ،‬لمة والثلثة إنس )‪- 12 .(3‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن العيص قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم عن السطح ينام على بغير حجرة ؟ فقال‪ :‬نهي النبي صلى ال عليه‬
‫وآله عنه‪ ،‬فسألته عن ثلثة حيطان فقال‪ :‬ل إل أربع‪ ،‬فقلت‪ :‬كم طول‬
‫الحائط قال‪ :‬أقصره ذراع أو شبر )‪ - 13 .(4‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬نهى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أن يبات على سطح غير محجر )‪ - 14 .(5‬سن‪:‬‬
‫عن محمد بن علي‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن ابن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم أنه كره أن يبيت الرجل على سطح ليست عليه‬
‫حجرة‪ ،‬والرجل والمرأة في ذلك سواء )‪ - 15 .(6‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪،‬‬
‫عن ابن بكير‪ ،‬عن ابن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان يكره‬
‫البيتوتة للجرل على سطح وحده أو على سطح ليست على حجرة والرجل‬
‫والمرأة فيه بمنزلة )‪ - 16 .(7‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي أحمد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبي حمزة وغيره عن أبي عبد ال عليه السلم في السطح يبات‬
‫عليه غير محجر ؟ فقال‪ :‬يجزيه أن يكون مقدار ارتفاع الحائط ذراعين )‬
‫‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .69‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .243‬المحاسن‬
‫ص ‪ (8 - 4) .356‬المحاسن ص ‪.622 - 621‬‬

‫]‪[189‬‬

‫‪ - 17‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن إسحاق‪ ،‬عن سهل بن اليسع‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من بات على‬
‫سطح غير محجر فأصابه شئ فل يلومن إل نفسه )‪ - 18 .(1‬مص‪ :‬قال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬ونم نومة المتعبدين‪ ،‬ول تنم نومة الغافلين فان‬
‫المتعبدين الكياس ينامون استرواحا‪ ،‬وأما الغافلون ينامون استبطارا قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬تنام عيني ول ينام قلبي‪ .‬وانو بنومك‬
‫تخفيف مؤنتك على الملئكة واعتزال النفس من شهواتها‪ ،‬واختبر بها‬
‫نفسك معرفة بأنك عاجز ضعيف ل تقدر على شئ من حركاتك وسكونك‪،‬‬
‫إل بحكم ال وتقديره فان النوم أخ الموت فاستدلل به على الموت الذي ل‬
‫تجد السبيل إلى النتباه فيه‪ ،‬والرجوع إلى إصلح ما فات عنك‪ ،‬ومن نام‬
‫عن فريضة أو سنة أو نافلة أو فاته بسببها شئ فذلك نوم الغافلين وسيرة‬
‫الخاسرين‪ ،‬وصاحبه مغبون‪ ،‬ومن نام بعد فراغه من أداء الفرائض‬
‫والسنن والواجبات من الحقوق‪ ،‬فذلك نوم محمود‪ .‬وإني ل أعلم لهل‬
‫زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم‪ ،‬لن الخلق تركوا‬
‫مراعات دينهم‪ ،‬ومراقبة أحوالهم‪ ،‬وأخذوا شمال الطريق والعبد إن اجتهد‬
‫أن ل يتكلم‪ ،‬كيف يمكنه أن ل يستمع إلى ما هو مانع له عن ذلك‪ ،‬وإن‬
‫النوم من إحدى تلك اللت‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬إن السمع والبصر والفؤاد‬
‫كل اولئك كان عنه مسؤل " وإن في كثرته آفات وإن كان على سبيل ما‬
‫ذكرناه‪ .‬وكثرة النوم يتولد من كثرة الشرب‪ ،‬وكثرة الشرب يتولد من كثرة‬
‫الشبع وهما يثقلن النفس عن الطاعة‪ ،‬ويقسيان القلب عن التفكر‬
‫والخشوع‪ .‬واجعل كل نومك آخر عهدك من الدنيا‪ ،‬واذكر ال بقلبك ولسانك‬
‫وخف اطلعه على سرك‪ ،‬واعتقد بقلبك ومستعينا به في القيام إلى‬
‫الصلة‪ ،‬فإذا انتبهت فان الشيطان يقول لك‪ :‬نم فان عليك بعد ليل طويل‪،‬‬
‫يريد تفويت وقت مناجاتك وعرض حالك على ربك‪ ،‬ول تغفل عن الستغفار‬
‫بالسحار فان للقانتين فيه أشواقا )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .622‬مصباح الشريعة ص ‪.29‬‬

‫]‪[190‬‬

‫‪ - 19‬طب‪ :‬عن جعفر بن حنان الطائي‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن مسعود‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن الحلبي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم لرجل من أوليائه‬
‫وقد سأله الرجل فقال‪ :‬يا ابن رسول ال صلى ال عليه وآله إن لي بنية‬
‫وأرق لها وأشفق عليها‪ ،‬فإنها تفزع كثيرا ليل ونهارا‪ ،‬فان رأيت أن تدعو‬
‫ال لها بالواقية‪ ،‬قال‪ :‬فدعا لها ثم قال‪ :‬مرها بالفصد‪ ،‬فانها تنتفع بذلك‪20 .‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬أبو عبيدة بن محمد بن عبيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النصر‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن رجل قال له‪ :‬يا ابن رسول ال إن لي‬
‫جارية يكثر فزعها في المنام‪ ،‬وربما اشتد بها الحال‪ ،‬فل تهدأ ويأخذها خدر‬
‫في عضدها وقد رآها بعض من يعالج فقال‪ :‬إن بها مس من أهل الرض‪،‬‬
‫وليس يمكن علجها فقال عليه السلم‪ :‬بردها بالفصد‪ ،‬وخذ لها ماء‬
‫الشبيت المطبوخ بالعسل‪ ،‬ويسقى ثلثة أيام‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت ذلك فعوفيت باذن‬
‫ال عز وجل‪ - 21 .‬دعوات الراوندي‪ :‬روى ابن بابويه رحمه ال عن‬
‫أحمد بن إسحاق الوكيل القمي رضي ال عنه قال‪ :‬دخلت على أبي محمد‬
‫عليه السلم فقلت‪ :‬جعلت فداك إني مغتم بشئ يصيبني في نفسي‪ ،‬وقد‬
‫أردت أن أسأل أباك فلم يتفق لي ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ما هو ؟ فقلت‪ :‬يا سيدي روي‬
‫لنا عن آبائك عليهم السلم أن نوم النبياء على أقفيتهم‪ ،‬ونوم المؤمنين‬
‫على أيمانهم‪ ،‬ونوم المنافقين على شمائلهم‪ ،‬ونوم الشياطين على‬
‫وجوههم‪ ،‬فقال‪ :‬كذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي فاني أجهد أن أنام على يميني فل‬
‫يمكنني ول يأخذني النوم عليها‪ ،‬فسكت ساعة ثم قال‪ :‬يا أحمد ادن مني‬
‫فدنوت منه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أحمد أدخل يدك تحت ثيابك‪ ،‬فأدخلتها فأخرج يده من‬
‫تحت ثيابه‪ ،‬وأدخلها تحت ثيابي‪ ،‬ومسح بيده اليمنى على جانبي اليسر‪،‬‬
‫وبيده اليسرى على جانبي اليمن‪ ،‬ثلث مرات قال أحمد‪ :‬فما أقدر أن أنام‬
‫على يساري منذ فعل عليه السلم ذلك بي )‪ .(1‬وقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك‪ ،‬وما كسبت في‬
‫يومك‪ ،‬واذكر أنك ميت وأن لك معادا‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.513‬‬

‫]‪[191‬‬

‫‪) * .44‬باب( * * " )القراءة والدعاء عند النوم والنتباه( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬الربعمائة‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل " ل إله إل‬
‫ال الحليم الكريم الحي القيوم وهو على كل شئ قدير سبحان رب النبيين‬
‫وإله المرسلين رب السموات السبع وما فيهن ورب الرضين السبع وما‬
‫فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد ل رب العالمين " فإذا جلس‬
‫من نومه فليقل قبل أن يقوم‪ " :‬حسبي ال حسبي الرب من العباد حسبي‬
‫ال الذي هو حسبي منذ كنت حسبي ال ونعم الوكيل "‪ .‬إذا قام أحدكم من‬
‫الليل فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ‪ " :‬إن في خلق السموات والرض‬
‫" إلى قوله‪ " :‬إنك ل تخلف الميعاد " )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا أراد‬
‫أحدكم النوم فل يضعن جنبيه على الرض حتى يقول‪ :‬اعيذ نفسي وديني‬
‫وأهلي ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربي وخولني بعزة ال‪ ،‬وعظمة‬
‫ال‪ ،‬وجبروت ال‪ ،‬وسلطان ال‪ ،‬ورحمة ال‪ ،‬ورأفة ال وغفران ال‪،‬‬
‫وقوة ال‪ ،‬وقدرة ال‪ ،‬وجلل ال‪ ،‬وبصنع ال‪ ،‬وأركان ال وبجمع ال‪،‬‬
‫وبرسول ال‪ ،‬وبقدرة ال‪ ،‬على ما يشاء من شر السامة والهامة ومن شر‬
‫الجن والنس‪ ،‬ومن شر ما يدب في الرض‪ ،‬وما يخرج منها‪ ،‬وما ينزل من‬
‫السماء‪ ،‬وما يعرج فيها‪ ،‬ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على‬
‫صراط مستقيم‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم " فان رسول ال كان يعوذ بها الحسن والحسين عليهما السلم‪،‬‬
‫وبذلك أمر رسول ال صلى ال عليه وآله )‪ .(2‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا أراد‬
‫أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده اليمن‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .163‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.162‬‬

‫]‪[192‬‬

‫وليقل‪ " :‬بسم ال وضعت جنبي ل على ملة إبراهيم ودين محمد وولية من‬
‫افترض ال طاعته ما شاء ال كان وما لم يشأ لم يكن " فمن قال ذلك عند‬
‫منامه حفظ من اللص والمغير والهدم‪ ،‬واستغفرت له الملئكة‪ ،‬ومن قرء "‬
‫قل هو ال أحد " حين يأخذ مضجعه‪ ،‬وكل ال عزوجل به خمسين ألف‬
‫ملك يحرسونه ليلته )‪ - 2 .(1‬يد )‪ (2‬لى‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن هلل‪ ،‬عن عيسى بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫واله‪ :‬من قرء قل هو ال أحد حين يأخذ مضجعه غفر ال له ذنوب خمسين‬
‫سنة )‪ (3‬ثو‪ :‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري مثله إل أن فيه من قرء قل‬
‫هو ال أحد مائة مرة حين يأخذ )‪ - 3 .(4‬ثو )‪ (5‬ل )‪ (6‬لى‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين ابن يوسف‪ ،‬عن سلم بن غانم‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬من قال حين يأوي إلى فراشه " ل إله إل ال "‬
‫مائة مرة بنى ال له بيتا في الجنة‪ ،‬ومن استغفر ال حين يأوي إلى فراشه‬
‫مأة مرة تحاتت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر )‪ - 4 .(7‬ب‪ :‬عن ابن سعد‪،‬‬
‫عن الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال‪ :‬حين يأخذ مصجعه‬
‫ثلث مرات‪ " :‬الحمد ل الذي عل فقهر والحمد ل الذي بطن فخبر والحمد‬
‫ل الذي ملك فقدر‪ ،‬والحمد ل الذي يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير‬
‫" قال عليه السلم‪ :‬خرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته أمة )‪ .(8‬ثو‪ :‬عن‬
‫ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن محمد بن بكر مثله‪ ،‬وفيه‬
‫يحيي الموتى ويميت الحياء )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .162‬التوحيد‪ (3) .81 :‬أمالى الصدوق‪ (4) .10 ،‬ثواب‬
‫العمال‪ (5) .115 :‬ثواب العمال‪ (6) .5 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪(7) .146‬‬
‫أمالى الصدوق‪ (8) :‬قرب السناد‪ (9) .25 :‬ثواب العمال‪.138 :‬‬

‫]‪[193‬‬

‫‪ - 5‬ن‪ :‬في خبر رجاء بن ضحاك فيما كان يعمل الرضا عليه السلم في طريق‬
‫خراسان قال‪ :‬فإذا كان الثلث الخير من الليل قام عن فراشه بالتسبيح‬
‫والتحميد والتكبير والتهليل والستغفار وقال‪ :‬كان يكثر بالليل في فراشه‬
‫من تلوة القرآن فإذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى وسأل ال الجنة‬
‫وتعوذ به من النار )‪ - 6 .(1‬ع‪ :‬عن القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الحكم بن‬
‫أسلم‪ ،‬عن ابن عيينة‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن أبي الورد بن ثمامة‪ ،‬عن علي‬
‫عليه السلم أنه قال لرجل من بني سعد‪ :‬أل أحدثك عني وعن فاطمة عليها‬
‫السلم إنها كانت عندي ‪ -‬وكانت من أحب أهله إليه ‪ -‬وإنها استقت بالقربة‬
‫حتى أثر في صدرها‪ ،‬وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها )‪ (2‬وكسحت البيت‬
‫حتى اغبرت ثيابها‪ ،‬وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها‪ ،‬فأصابها‬
‫من ذلك ضرر شديد‪ ،‬فقلت لها‪ :‬لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما‬
‫أنت فيه من هذا العمل‪ ،‬فأتت النبي صلى ال عليه وآله فوجدت عنده حداثا‬
‫فاستحت وانصرفت‪ ،‬قال‪ :‬فعلم النبي صلى ال عليه وآله أنها جاءت‬
‫لحاجة‪ .‬قال‪ :‬فغدا علينا ونحن في لفاعنا )‪ (3‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فسكتنا‬
‫واستحيينا لمكاننا ثم قال‪ :‬السلم عليكم فسكتنا ثم قال‪ :‬السلم عليكم‬
‫فخشينا إن لم نرد عليه ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلثا فان اذن له‪،‬‬
‫وإل انصرف‪ ،‬فقلت‪ :‬وعليك السلم يا رسول ال ادخل ! فلم يعد صلى ال‬
‫عليه وآله أن جلس عند رؤوسنا‪ ،‬فقال‪ :‬يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس‬
‫عند محمد ؟ قال‪ :‬فخشيت إن لم نجبه أن يقوم قال‪ :‬فأخرجت رأسي فقلت‪:‬‬
‫أنا وال اخبرك يا رسول ال‪ ،‬إنها استقت بالقربة حتى‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ 181‬و ‪ (2) .182‬مجلت اليد‪ :‬نفطت من العمل فمرنت‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المجل أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل‪ ،‬وقيل‪ :‬قشر‬
‫رقيق يجتمع فيه ماء من أثر العمل‪ ،‬أقول يقال له بالفارسية‪ :‬تأول‪(3) .‬‬
‫اللفاع‪ :‬كل ما يجلل به الجسد كساء كان أو غيره‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫أثر في صدرها‪ ،‬وجرت بالرحى حتى مجلت يداها‪ ،‬وكسحت البيت حتى اغبرت‬
‫ثيابها‪ ،‬وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها‪ ،‬فقلت لها‪ :‬لو أتيت أباك‬
‫فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل‪ ،‬قال‪ :‬أفل أعلمكما ما هو‬
‫خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلثا وثلثين‪ ،‬واحمدا ثلثا‬
‫وثلثين‪ ،‬وكبرا أربعا وثلثين‪ ،‬قال‪ :‬فأخرجت عليهما السلم رأسها فقالت‪:‬‬
‫رضيت عن ال ورسوله‪ ،‬رضيت عن ال ورسوله‪ ،‬رضيت عن ال‬
‫ورسوله )‪ - 7 .(1‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف إزاره فانه ل‬
‫يدري ما يحدث عليه ثم ليقل‪ " :‬اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاغفر‬
‫لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " )‪ - 8 .(2‬طب‪:‬‬
‫عوذة للصبي إذا كثر بكاؤه‪ ،‬ولمن يفزع بالليل وللمرأة إذا سهرت من وجع‬
‫" فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي‬
‫الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا " حدثنا أبوالمغرا الواسطي عن محمد بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن مروان بن الحكم‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر‬
‫عليه السلم مأثورة‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قالت ذلك‪- 9 .‬‬
‫طب‪ :‬عن إبراهيم الحزام الحريري‪ ،‬عن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن ثعلبة عن‬
‫عبد الرحيم بن عبد المجيد القصير‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه‪ ،‬فليأكل لحم الضأن باللبن‬
‫فانه يخرج من أوصاله كل داء وغائلة ويقوي جسمه ويشد متنه‪ .‬ويقول‪:‬‬
‫" ل إله إل ال وحده ل شريك له يحيى ويميت ويميت ويحيى‪ ،‬وهو حي ل‬
‫يموت " يرددها عشر مرات قبل نومه ويسبح تسبيح فاطمة عليها السلم‬
‫ويقرأ آية الكرسي وقل هو ال أحد‪ - 10 .‬طب‪ :‬عن إبراهيم بن عيسى‬
‫الزعفراني‪ ،‬عن محمد بن حبيب الحارثي وكان من أعلم أهل زمانه‬
‫وأتقاهم‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن المفضل عن عمر قال‪ :‬قال‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .54‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪(*) .276‬‬

‫]‪[195‬‬

‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن استطعت أن ل تبيت حتى تتعوذ بالحدى عشر حرفا‬
‫فافعل فقلت‪ :‬أخبرني بها يا ابن رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬قال‪" :‬‬
‫أعوذ بعزة ال‪ ،‬أعوذ بقدرة ال أعوذ بجلل ال‪ ،‬أعوذ بجمال ال‪ ،‬أعوذ‬
‫بسلطان ال‪ ،‬أعوذ بدفع ال‪ ،‬أعوذ بمن ال أعوذ بجمع ال‪ ،‬أعوذ بملك‬
‫ال‪ ،‬أعوذ بتمام رحمة ال‪ ،‬أعوذ برسول ال صلى ال عليه وعلى أهل‬
‫بيته‪ ،‬من شر ما خلق وذرء وبرء " وتتعوذ به مما شئت فانه ل يضرك‬
‫هوام ول جن ول إنس ول شيطان إنشاء ال تعالى‪ - 11 .‬شى‪ :‬قال الحسن‬
‫بن راشد‪ :‬إذا استيقظت من منامك فقل الكلمات التي تلقى بها آدم من ربه‬
‫" سبوح قدوس رب الملئكة والروح سبقت رحمتك غضبك ل إله إل أنت‬
‫إني ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنك أنت التواب الرحيم الغفور " )‬
‫‪ - 12 .(1‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إذا ادخل عليك المصباح‬
‫فقال‪ " :‬اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس‪ ،‬ول تحرمنا نورك يوم‬
‫نلقاك‪ ،‬واجعل لنا نورا إنك نور ل إله إل أنت " وإذا انطفئ السراج فقل‪" :‬‬
‫اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور "‪ .‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬قال لي‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إذا توسد الرجل يمينه فليقل‪ " :‬بسم ال اللهم إني‬
‫أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك‪ ،‬وفوضت أمري إليك وألجأت‬
‫ظهري إليك‪ ،‬توكلت عليك رهبة منك‪ ،‬ورغبة إليك‪ ،‬ل ملجا ول منجا منك‬
‫إل إليك‪ ،‬آمنت بكتابك الذي أنزلت‪ ،‬وبرسولك الذي أرسلت " ويسبح‬
‫تسبيح فاطمة عليها السلم‪ .‬ومن أصابه فزع عند منامه فليقرء إذا أوى‬
‫إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي‪ .‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬اقرء‪:‬‬
‫قل هو ال أحد وقل يا أيها الكافرون عن منامك فانها براءة من الشرك‪.‬‬
‫وقل هو ال أحد نسبة الرب عز وجل‪ .‬روي عن أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬سمعت نبيكم على أعواد المنبر وهو‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.41‬‬


‫]‪[196‬‬

‫يقول‪ :‬من قرء آية الكرسي في دبر كل صلة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إل‬
‫الموت‪ ،‬ول يواظب عليها إل صديق أو عابد‪ ،‬ومن قرأها إذا أخذ مضجعه‬
‫آمنه ال على نفسه وجاره وجار جاره والبيات حوله‪ .‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من قرء قل هو ال أحد حين يأخذ مضجعه غفر ال له‬
‫ذنوب خمسين سنة‪ .‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحدهما قال‪ :‬ل يدع الرجل‬
‫أن يقول عند منامه‪ " :‬اعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات ال‬
‫التامات من كل شيطان رجيم ومن كل شيطان هامة ومن كل عين لمة " )‬
‫‪ (1‬فذلك الذي عوذ به جبرئيل الحسن والحسين عليهما السلم‪ :‬وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬من قال حين يأخذ مضجعه ثلث مرات‪ " :‬الحمد ل‬
‫الذي عل فقهر‪ ،‬والحمد ل الذي بطن فخبر‪ ،‬والحمد ل الذي ملك فقدر‪،‬‬
‫والحمد ل الذي يحيى الموتى ويميت الحياء‪ ،‬وهو على كل شئ قدير "‬
‫خرج من الذنوب كيوم ولدته امه‪ .‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من‬
‫قرء ألهيكم التكاثر عند منامه وقي فتنه القبر‪ .‬في الفزع‪ :‬وإن فزعت من‬
‫الليل فقل عشر مرات‪ " :‬أعوذ بكلمات ال من غضبه‪ ،‬ومن عقابه‪ ،‬ومن‬
‫شر عباده‪ ،‬ومن همزات الشياطين‪ ،‬وأعوذ بك رب أن يحضرون " فان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله كان يأمر‪ ،‬به واقرء آية الكرسي " وإذ يغشيكم‬
‫النعاس أمنة منه " " وجعلنا نومكم سباتا " )‪ .(2‬في من خاف من‬
‫اللصوص‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا أراد أحدكم النوم فليضع‬
‫يده اليمنى تحت خده اليمن‪ ،‬وليقل‪ " :‬بسم ال وضعت جنبي ال‪ ،‬على‬
‫ملة إبراهيم عليه السلم ودين محمد صلى ال عليه وآله وولية من‬
‫افترض ال طاعته ما شاء ال كان وما لم يشأ‬

‫)‪ (1‬الهامة‪ :‬ما له سم يقتل كالحية أو ل يقتل كسائر الحشرات المؤذبة‪ ،‬وفى‬
‫الصحاح‪ :‬ل يقع هذا السم ال على المخوف من الحناش‪ ،‬واللمة‪ :‬العين‬
‫التى تصيب النسان بسوء عند ما تعجب منه يقال منه بالفارسية‪ :‬چشم‬
‫زخم‪ (2) .‬النفال‪ ،11 :‬والنبأ‪.9 :‬‬

‫]‪[197‬‬

‫لم يكن أشهد أن ال على كل شئ قدير " فان من قال ذلك عند منامه حفظ من اللص‬
‫والهدم‪ ،‬وتستغفر له الملئكة‪ ،‬ومن قرء قل هو ال أحد عند مضجعه وكل‬
‫ال به خمسين ملكا يحرسونه ليلته‪ .‬روي أن من خاف اللصوص فليقرء‬
‫عند منامه‪ " :‬قل ادعوا ال أو ادعوا الرحمن " )‪ (1‬إلى آخر السورة‪ .‬في‬
‫الحتلم‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إذا خفت الجنابة فقل في فراشك‪:‬‬
‫" اللهم إني أعوذ بك من الحتلم‪ ،‬ومن سوء الحلم‪ ،‬ومن أن يتلعب بي‬
‫الشيطان في اليقظة والمنام "‪ .‬ومن خاف الرق‪ :‬فإذا خفت الرق فقل عند‬
‫منامك‪ " :‬سبحان ال ذي الشان‪ ،‬دائم السلطان‪ ،‬عظيم البرهان‪ ،‬كل يوم‬
‫هو في شان " ثم يقول‪ " :‬يا مشبع البطون الجائعة‪ ،‬يا كاسي الجنوب‬
‫العارية‪ ،‬يا مسكن العروق الضاربة‪ ،‬يا منوم العيون الساهرة‪ ،‬سكن‬
‫عروقي الضاربة‪ ،‬وائذن لعيني نوما عاجل "‪ .‬آخر‪ :‬اقرء آية الكرسي‪" :‬‬
‫وإذ يغشيكم النعاس أمنة منه " " وجعلنا نومكم سباتا "‪ .‬في الهدم‪ :‬فإذا‬
‫خفت الهدم عند الزلزلة‪ ،‬فاقرأ عند منامك " إن ال يمسك السموات‬
‫والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما‬
‫غفورا " )‪ ،(2‬للنعاس‪ " :‬ولما جاء موسى لميقاتنا " إلى قومه " أول‬
‫المؤمنين " )‪ (3‬يقرء على الماء ويمسح به رأسه ووجهه وذراعيه‪ .‬لمن‬
‫بال في النوم )‪ (4‬أو فزع فيه " بسم ال الرحمن الرحيم من محمد رسول‬
‫ال النبي المي العربي الهاشمي القرشي المدني‪ ،‬البطحي‪ ،‬التهامي إلى‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .110 :‬فاطر‪ ،39 :‬راجع مكارم الخلق ص ‪(3) .336 - 333‬‬
‫العراف‪ 139 :‬و ‪ ،140‬راجع مكارم الخلق ص ‪ (4) .444‬في‬
‫المطبوع من المصدر اختلف راجعه‪.‬‬

‫]‪[198‬‬

‫من حضر الدار من العمار‪ ،‬أما بعد فان لنا ولكم في الحق سعة فان يكن فاجرا‬
‫مقتحما‪ ،‬أوداعي حق مبطل‪ ،‬أو من يؤذي الولدان ويفزع الصبيان ويبكيهم‬
‫ويبولهم في الفراش فلتمضوا إلى أصحاب الصنام‪ ،‬وإلى عبدة الوثان‬
‫ولتخلوا عن أصحاب القرآن في جوار الرحمن‪ ،‬ومخاري الشيطان‪ ،‬وعن‬
‫أيمانهم القرآن " وصلى ال على محمد النبي )‪ .(1‬للفزع أيضا‪ :‬شهد ال )‬
‫‪ (2‬الية وآية الكرسي و " قل ادعوا ال " )‪ (3‬إلى آخر السورة " وإن‬
‫ربكم ال " الية )‪ " (4‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم " إلى آخر السورة )‬
‫‪ " (5‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن " )‪ (6‬من السباع والجن‬
‫والسحرة " قل ال ]خالق كل شئ وهو[ الواحد القهار )‪ " " (7‬اليوم‬
‫تجزى كل نفس بما كسبت ل ظلم اليوم إن ال سريع الحساب " )‪ (8‬لمن‬
‫الملك اليوم ل الواحد القهار " )‪ - 13 .(9‬فس‪ (10) :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬في قوله‬
‫تعالى " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا‬
‫إل باذن ال وعلى ال فليتوكل المؤمنون " إن فاطمة عليها السلم رأت‬
‫في منامها أن رسول ال صلى ال عليه وآله هم أن يخرج وفاطمة وعلي‬
‫والحسن والحسين صلوات ال عليهم من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من‬
‫حيطان المدينة فتعرض لهم طريقان فأخذ رسول ال ذات اليمين حتى‬
‫انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله شاة كبرا وهي التي في أحد اذنيها نقط بيض‪ ،‬فأمر بذبحها فلما أكلوا‬
‫ماتوا في مكانهم‪ ،‬فانتبهت فاطمة باكية ذعرة‪ ،‬فلم تخبر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله بذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .469‬آل عمران‪ (3) .16 :‬اسرى‪ 110 :‬و ‪(4) .111‬‬
‫يونس‪ (5) .3 :‬براءة‪ 129 :‬و ‪ (6) .130‬النبياء‪ (7) .42 :‬الرعد‪.16 :‬‬
‫)‪ (8‬غافر‪ 16 :‬و ‪ (9) .17‬مكارم الخلق ص ‪ (10) .470‬في المطبوعة‬
‫رمز سن المحاسن وهو مصحف‪ ،‬ل يوجد في المحاسن‪ ،‬والية في‬
‫المجادلة‪.10 :‬‬

‫]‪[199‬‬

‫فلما أصبحت جاء رسول ال صلى ال عليه وآله بحمار فأركب عليه فاطمة عليها‬
‫السلم وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين من المدينة كما‬
‫رأت فاطمة عليها السلم في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض‬
‫له طريقان فأخذ رسول ال صلى ال عليه وآله ذات اليمين كما رأت فاطمة‬
‫عليها السلم حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله شاة كما رأت فاطمة عليها السلم فأمر بذبحها فذبحت‬
‫وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن‬
‫يموتوا‪ ،‬فطلبها رسول ال صلى ال عليه وآله حتى وقع عليها وهي تبكي‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬ما شأنك يا بنية ؟ قالت‪ :‬يا رسول ال رأيت البارحة كذا‬
‫وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته‪ ،‬فتنحيت عنكم لئل أراكم تموتون‪.‬‬
‫فقام رسول ال صلى ال عليه وآله فصلى ركعتين‪ :‬ثم ناجى ربه فنزل‬
‫عليه جبرئيل فقال‪ :‬يا محمد هذا شيطان يقال لها‪ :‬الدها‪ ،‬وهو الذي أرى‬
‫فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به فأمر جبرئيل‬
‫به فجاء به إلى رسول ال صلى ال عليه وآله فقال له‪ :‬أنت أريت فاطمة‬
‫هذه الرؤيا ؟ فقال‪ :‬نعم يا محمد فبزق عليه ثلث بزقات وشجه في ثلث‬
‫مواضع‪ ،‬ثم قال جبرئيل لمحمد‪ :‬قل يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا‬
‫تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل " أعوذ بما عاذت به ملئكة ال‬
‫المقربون وأنبياء ال المرسلون‪ ،‬وعباد الصالحون‪ ،‬من شر ما رأيت من‬
‫رؤياي " ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو ال أحد‪ ،‬ويتفل عن يساره ثلث‬
‫تفلت فانه ل يضره ما رأى‪ ،‬وأنزل ال على رسوله " إنما النجوى من‬
‫الشيطان " الية )‪.(1‬‬
‫)‪ (1‬تفسير القمى ‪ ،668‬ونقله المؤلف العلمة في شرح كتاب الروضة من الكافي‬
‫ذيل الحديث الذى ياتي تحت الرقم ‪ ،28‬وهكذا أخرجه في المجلد الرايع‬
‫عشر باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ص ‪ 440‬من طبعة الكمبانى وقال بعده‪:‬‬
‫بيان‪ :‬ما رأيت الكبراء بهذا المعنى فيما عندنا من كتب اللغة‪ ،‬وتعرض‬
‫الشيطان لفاطمة عليها السلم وكون منامها المضاهى للوحي شيطانيا‬
‫وان كان بعيدا‪ ،‬لكن باعتبار =‬

‫]‪[200‬‬

‫‪ - 14‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪،‬‬
‫عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزم‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن الرضا عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من قرء آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد‬
‫مضى في فضائل السور )‪ (2‬مسندا عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه‬
‫قال‪ :‬ما من عبد يقرء‪ " :‬قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " إلى آخر‬
‫السورة إل كان له نورا )‪ (3‬من مضجعه إلى بيت ال الحرام‪ ،‬فان كان من‬
‫أهل بيت ال الحرام كان له نورا إلى بيت المقدس )‪ .(4‬وعن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من قرء‪ :‬يس في ليلته قبل أن ينام وكل ال به ألف ملك‬
‫يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة )‪ .(5‬وعن الباقر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من قرء الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقي ال عزوجل ووجهه كالقمر‬
‫ليلة البدر )‪= .(6‬‬

‫عدم بقاء الشبهة وزوالها سريعا وترتب المعجز من الرسول صلى ال عليه وآله‬
‫في ذلك والمنفعة المستمرة للمة ببركتها يقل الستبعاد‪ ،‬والحديث‬
‫مشهور متكرر في الصول وال يعلم‪ .‬أقول‪ :‬وبعد ذلك يبقى تنحى فاطمة‬
‫عليها السلم ناحية تبكى‪ ،‬من دون أن تبادر بقصة الرؤيا ومنعهم من‬
‫شراء الشاة‪ ،‬ثم ذبحها ثم شوائها‪ ،‬ثم التهيئة لكلها ! حتى يسألها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فتأمل‪ (1) .‬ثواب العمال ص ‪ (2) .95‬أبواب‬
‫فضائل السور من كتاب فضل القرآن انما تأتى في المجلد التاسع عشر‬
‫حسب تجزءة الصل‪ (3) .‬وزاد في بعض الروايات كما في الدر المنثور‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪ " :257‬حشو ذلك النور ملئكة تستغفرون له حتى يصبح "‬
‫وهكذا تفسير الكشاف ذيل الية الشريفة‪ (4) .‬راجع ج ‪ 19‬ص ‪ ،70‬طبعة‬
‫الكمبانى ثواب العمال ص ‪ (5) .97‬ثواب العمال ص ‪ ،100‬البحار ج‬
‫‪ 19‬ص ‪ (6) .71‬ثواب العمال ص ‪ ،106‬البحار ج ‪ 19‬ص ‪.75‬‬

‫]‪[201‬‬
‫وعنه عليه السلم قال‪ :‬من قرء المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك‬
‫القائم‪ ،‬وإن مات كان في جوار النبي صلى ال عليه وآله )‪ .(1‬وعنه عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قرأ‪ " :‬ألهيكم التكاثر‬
‫" عند النوم وقي من فتنة القبر )‪ - 15 .(2‬ثو‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن النهدي‪ ،‬عن رجل عن فضيل بن عثمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أوى إلى فراشه فقرأ‪ :‬قل هو ال أحد إحدى‬
‫عشر مرة حفظه ال في داره ودويرات حوله )‪ - 16 .(3‬ثو‪ :‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عباس بن هلل الشامي‪،‬‬
‫عن أبي الحسن الرضا عليه السلم‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬لم يقل‬
‫أحد قط إذا أراد أن ينام‪ " :‬إن ال يمسك السماوات والرض أن تزول‬
‫ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " )‪(4‬‬
‫فسقط عليه البيت )‪ - 17 .(5‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪،‬‬
‫عن عبيس بن هشام‪ ،‬عن سلم الخياط‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫من قال أستغفر ال مائة مرة حين ينام بات وقد تحاتت الذنوب كلها عنه‪،‬‬
‫كما تتحات الورق من الشجر‪ ،‬ويصبح وليس عليه ذنب )‪ - 18 .(6‬سن‪:‬‬
‫عن بكر بن صالح‪ ،‬عن الجعفري‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫بات في بيت وحده أو في دار أو في قرية وحده فليقل " اللهم آنس‬
‫وحشتي وأعني على وحدتي " )‪ - 19 .(7‬مكا‪ :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وآله ينام على الحصير ليس تحته شئ غيره‪ ،‬وكان‬

‫)‪ (1‬البحار ج ‪ 19‬ص ‪ ،76‬ثواب العمال ص ‪ (2) .107‬ثواب العمال ص ‪،113‬‬


‫البحار ج ‪ 19‬ص ‪ (3) .82‬ثواب العمال ص ‪ (4) .116‬فاطر‪(5) .41 :‬‬
‫ثواب العمال ص ‪ (6) .137‬ثواب العمال ص ‪ (7) .149‬المحاسن ص‬
‫‪.370‬‬

‫]‪[202‬‬

‫يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه‪ ،‬وكان إذا أوى إلى فراشه اضطجع على شقه‬
‫اليمن‪ ،‬ووضع يده اليمنى تحت خده اليمن‪ ،‬ثم يقول‪ " :‬اللهم قني عذابك‬
‫يوم تبعث عبادك "‪ .‬في دعائه عنده مضجعه‪ :‬وكان له أصناف من القاويل‬
‫يقولها إذا أخذ مضجعه فمنها أنه كان يقول‪ " :‬اللهم إني أعوذ بمعافاتك‬
‫من عقوبتك‪ ،‬وأعوذ برضاك من سخطك‪ ،‬وأعوذ بك منك اللهم إني ل‬
‫أستطيع أن ابلغ في الثناء عليك‪ ،‬ولو حرصت‪ ،‬أنت كما أثنيت على نفسك‬
‫" وكان عليه السلم يقول عند منامه‪ " :‬بسم ال أموت وأحيا وإلى ال‬
‫المصير‪ ،‬اللهم آمن روعتي‪ ،‬واستر عورتي‪ ،‬وأدعني أمانتي "‪ .‬ما يقول‬
‫عند نومه‪ :‬كان صلى ال عليه وآله يقرء آية الكرسي عند منامه ويقول‪:‬‬
‫أتاني جبرئيل فقال‪ :‬يا محمد إن عفريتا من الجن يكيدك في منامك فعليك‬
‫بآية الكرسي‪ .‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ما استيقظ رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله من نوم قط إل خر ل عزوجل ساجدا‪ .‬وروي أنه ل ينام إل‬
‫والسواك عند رأسه‪ ،‬فإذا نهض بدء بالسواك‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫لقد امرت بالسواك حتى خشت أن يكتب علي‪ .‬وكان صلى ال عليه وآله‬
‫مما يقول إذا استيقظ‪ " :‬الحمد ل الذي أحياني بعد موتي إن ربي لغفور‬
‫شكور " وكان يقول صلى ال عليه وآله‪ " :‬اللهم إني أسألك خير هذا‬
‫اليوم ونوره وهداه وبركته وطهوره ومعافاته اللهم إني أسألك خيره وخير‬
‫ما فيه وأعوذ بك من شره وشر ما بعده )‪ - 20 .(1‬مكا‪ :‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ما من عبد يقرء آخر الكهف‪ " :‬قل إنما أنا بشر مثلكم "‬
‫حين ينام إل استيقظ في الساعة التي يريد‪ .‬في من أراد النتباه للصلة‪:‬‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه واله‪ :‬من أراد قيام‬
‫الليل وأخذ مضجعه فليقل " اللهم ل تؤمني مكرك‪ ،‬ول تنسني ذكرك ول‬
‫تجعلني من الغافلين " أقوم ساعة كذا وكذا‪ ،‬فانه يوكل ال به ملكا ينبهه‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ 40‬و ‪.41‬‬

‫]‪[203‬‬

‫تلك الساعة‪ .‬وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ‬
‫مضجعه‪ ،‬وكان صلى ال عليه وآله إذا أوى إلى فراشه اضطجع على شقه‬
‫اليمن‪ ،‬ووضع يده اليمنى تحت خده اليمن‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أوى أحدكم إلى فراشه‬
‫فليمسحه بصنفة )‪ (1‬إزاره فانه ل يدري ما حدث عليه ثم ليقل " اللهم إن‬
‫أمسكت نفسي في منامي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به‬
‫عبادك الصالحين في الدعاء وقت النتباه‪ :‬وكان أبو عبد ال عليه السلم‬
‫إذا قام آخر الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار يقول‪ " :‬اللهم أعني‬
‫على هول المطلع‪ ،‬ووسع علي المضطجع‪ ،‬وارزقني خير ما قبل الموت‪،‬‬
‫وارزقني خير ما بعد الموت "‪ .‬عنه عليه السلم‪ :‬ما استيقظ رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله من نوم إل خر ل عزوجل ساجدا وكان صلى ال عليه‬
‫وآله إذا نام تنام عيناه ول ينام قلبه ويقول‪ :‬إن قلبي ينتظر الوحي‪ ،‬وكان‬
‫صلى ال عليه وآله إذا راعه شئ في منامه قال‪ " :‬هو ال ل شريك له "‬
‫وكان صلى ال عليه وآله كثير الرؤيا ول يرى رؤيا إل جاءت مثل فلق‬
‫الصبح‪ .‬وكان صلى ال عليه وآله إذا استيقظ من نومه يقول‪ " :‬سبحان‬
‫الذي يحيى الموتى وهو على كل شئ قدير " وإذا قام للصلة قال‪ :‬الحمد‬
‫ل نور السماوات والرض والحمد ل قيوم السماوات والرض‪ ،‬والحمد ل‬
‫رب السماوات والرض ومن فيهن‪ ،‬أنت الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق‬
‫والجنة حق والنار حق والساعة حق‪ ،‬اللهم لك أسلمت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬وعليك‬
‫توكلت‪ ،‬وإليك أنبت‪ ،‬وبك خاصمت‪ ،‬وإليك حاكمت‪ ،‬فاغفر لي ما قدمت وما‬
‫أخرت‪ ،‬وما أسررت وما أعلنت‪ ،‬أنت إلهي ل إله إل أنت " ثم يستاك قبل‬
‫الوضوء‪ .‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يقول حين يستيقظ من منامه " الحمد ل الذي بعثني من مرقدي هذا‪،‬‬
‫ولو شاء لجعله إلى يوم القيامة‪ ،‬الحمد ل الذي‬

‫)‪ (1‬صنفة الزار طرته وحاشيته‪ ،‬وهى جانبه الذى ل هدب له‪ ،‬ويقال‪ :‬هي حاشية‬
‫الثوب من أي جانب كان‪ ،‬يقال‪ " :‬مسحه بصنفة ثوبه "‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫جعل الليل والنهار خلفة لم أراد أن يذكر أو أراد شكورا‪ ،‬الحمد ل الذي جعل الليل‬
‫لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا‪ ،‬ل إله إل أنت سبحانك إني كنت‬
‫من الظالمين‪ ،‬الحمد ل الذي ل تجن منه النجوم‪ ،‬ول تكن به الستور‪ ،‬ول‬
‫يخفى عله ما في الصدور "‪ .‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا انبته أحدكم من نومه فليقل " ل إله إل ال "‬
‫الحي القيوم‪ ،‬وهو على كل شئ قدير سبحان رب النبيين وإله المرسلين‬
‫سبحان رب السماوات السبع وما فيهن ورب العرش العظيم‪ ،‬والحمد ل‬
‫رب العالمين " فإذا جلس فليقل قبل أن يقوم‪ " :‬حسبي الرب من العباد‬
‫حسبي الذي هو حسبي منذ قط‪ ،‬حسبي ال ونعم الوكيل "‪ .‬دعاء آخر‪:‬‬
‫الحمد ل الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور‪ ،‬الحمد ل الذي رد علي‬
‫روحي لحمده وأعبده )‪ - 21 .(1‬مكا‪ :‬الدعاء في الوحدة‪ " :‬يا أرض ربي‬
‫وربك ال أعوذ بال من شرك وشر ما فيك‪ ،‬ومن شر ما خلق فيك‪ ،‬ومن‬
‫شر ما يحاذر عليك‪ ،‬أعوذ بال من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب من‬
‫ساكن البلد‪ ،‬ومن شر والد وما ولد أفغير دين ال يبغون وله أسلم من في‬
‫السماوات والرض طوعا وكرها إليه يرجعون الحمد ل بنعمته وحسن‬
‫بلئه علينا اللهم صاحبنا في السفر وأفضل علينا فانه ل حول ول قوة إل‬
‫بال " ثم تقرء‪ :‬ألهيكم التكاثر إلى آخره فانه ل يؤذيك شئ من السباع‬
‫والهوام والحيات والعقارب إذا قرأت ذلك‪ ،‬ولوبت على الحية باذن ال‬
‫عزوجل )‪ - 22 .(2‬جع‪ :‬روي عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من قال‬
‫حين يأوي إلى فراشه‪ " :‬أستغفر ال الذي ل إله إل هو الحى القيوم‬
‫وأتوب إليه " ثلث مرات‪ ،‬غفر ال ذنوبه‪ ،‬وإن كان مثل زبد البحر وإن‬
‫كانت عدد ورق الشجر‪ ،‬وإن كانت عدد رمل‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .338 - 337 :‬مكارم الخلق‪.407 :‬‬

‫]‪[205‬‬

‫عالج‪ ،‬وإن كانت عدد أيام الدنيا )‪ - 23 .(1‬تم‪ :‬إذا أردت النوم فتطهر طهورك‬
‫للصلة ثم قم إلى فراشك‪ ،‬أو موضع منامك‪ ،‬وقل حين تأوي إلى فراشك‪،‬‬
‫ما رويناه باسنادنا‪ ،‬عن علي بن محمد القمي‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن‬
‫الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ .‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تقول‬
‫حين تأوي إلى فراشك " أعوذ بعزة ال‪ ،‬وأعوذ بقدرة ال‪ ،‬وأعوذ بكمال‬
‫ال‪ ،‬أعوذ بسلطان ال‪ ،‬وأعوذ بجبروت ال‪ ،‬وأعوذ بدفع ال‪ ،‬وأعوذ‬
‫بجمع ال‪ ،‬وأعوذ بملك ال‪ ،‬وأعوذ برحمة ال‪ ،‬وأعوذ برسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله من شر ما خلق وذرء وبرء ومن شر العامة السامة )‪(2‬‬
‫ومن شر فسقة الجن والنس‪ ،‬ومن شر فسقة العرب والعجم‪ ،‬ومن شر كل‬
‫دابة في الليل والنهار‪ ،‬أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم "‬
‫وتعوذ من شئت )‪ .(3‬أقول‪ :‬ورويت عن محمد بن النجار من كتاب التذييل‬
‫في ترجمة حمزة بن علي بن عثمان القرشي المخزومي باسناده قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال‪ :‬يا‬
‫أرض ! ربي وربك ال‪ ،‬أعوذ بال من شرك‪ ،‬ومن شر ما فيك‪ ،‬ومن شر‬
‫ما خلق فيك‪ ،‬ومن شر ما دب عليك‪ ،‬أعوذ بال من شر كل أسد وأسود‬
‫وحية وعقرب‪ ،‬من ساكن البلد‪ ،‬ومن شر والد وما ولد )‪ .(4‬أقول‪ :‬وليكن‬
‫من عمله إذا أوى إلى فراشه ما رواه محمد بن الحسن بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن حماد بن عيسى عن‬
‫الحسين القلنسي‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬من قرء قل هو ال أحد عشر مرة حين يأوي إلى فراشه غفر له‬
‫ذنبه‪ ،‬وشفع في جيرانه فان قرأها مائة مرة غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين‬
‫سنة وتقول إذا أويت إلى فراشك أيضا‪ :‬ما رواه هارون بن موسى رحمه‬
‫ال عن‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار‪ (2) .215 :‬يعنى العامة والخاصة أو ذوى القرابة‪ ،‬راجع معاني‬
‫الخبار ص ‪ (3) .173‬فلح السائل‪ (4) .374 :‬هذه القطعة سقطت من‬
‫المطبوعة‪.‬‬

‫]‪[206‬‬
‫جعفر بن سليمان القمي‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد الزيتوني‪ ،‬عن محمد بن جعفر‬
‫السدي عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن علي الخياط‪ ،‬عن يحيى بن محمد‪ ،‬عن‬
‫علي بن عثمان عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال إذا‬
‫أوى إلى فراشه‪ :‬اللهم إني اشهدك أنك افترضت على طاعة علي بن أبي‬
‫طالب والئمة من ولده‪ ،‬ويسميهم واحدا واحدا حتى ينتهي إلى المام الذي‬
‫في عصره‪ ،‬ثم مات في تلك الليلة دخل الجنة‪ .‬ذكر حال العبد إذا نام بين‬
‫يدي موله‪ :‬فإذا قلت ما ذكرناه عند الجلوس في فراشك أو موضع منامك‪،‬‬
‫فاذكر أنك عبد مملوك حقير تريد أن تنام‪ ،‬وتمد رجليك‪ ،‬وتنبسط في‬
‫الحركات والسكنات بين يدي مالك عظيم كبير‪ ،‬فتأدب قول وفعل‪ ،‬فمهما‬
‫تأدبت وتذللت كان مولك له أهل‪ ،‬وكنت أصغر وأحقر محل واضطجع على‬
‫شقك اليمن باالستسلم والتفويض والتوكل‪ ،‬وكل ما يليق بذلك المقام‪.‬‬
‫وقل‪ :‬ما رويناه باسنادنا عن أحمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن زكريا بن شيبان من كتابه في المحرم سنة سبع وستين ومأتين‪،‬‬
‫عن ابن البطائني‪ ،‬عن أبيه وحسين بن أبي العل الزندجي جميعا‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬إذا أويت إلى فراشك فاضطجع على شقك اليمن‪ ،‬وقل‪ " :‬بسم‬
‫ال وبال وفي سبيل ال وعلى ملة رسول ال صلى ال عليه وآله اللهم‬
‫إني أسلمت نفسي إليك‪ ،‬ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك‪ ،‬وألجأت‬
‫ظهري إليك‪ ،‬رهبة ورغبة إليك‪ ،‬ل ملجا ول منجا منك إل إليك‪ ،‬اللهم آمنت‬
‫بكل كتاب أنزلته وبكل رسول أرسلته ثم تقرء‪ :‬قل هو ال أحد والمعوذتين‬
‫وآية الكرسي ثلث مرات وآية السخرة‪ ،‬وشهد ال‪ ،‬وإنا أنزلناه في ليلة‬
‫القدر إحدى عشر مرة ثم تكبر أربعا وثلثين مرة وتسبح ثلثا وثلثين مرة‬
‫وتحمد ثلثا وثلثين مرة‪ ،‬وهو تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلم الذي‬
‫علمها رسول ال صلى ال عليه وآله‪ .‬ثم قل‪ " :‬ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬يحيى‪.‬‬

‫]‪[207‬‬

‫ويميت‪ ،‬وهو حى ل يموت‪ ،‬بيده الخير وهو على كل شئ قدير " ثم تقول‪ " :‬أعوذ‬
‫بال الذي يمسك السماء أن تقع على الرض إل باذنه‪ ،‬من شر ما خلق‬
‫ذرء وبرء وأنشأ وصور‪ ،‬ومن شر الشيطان وشركه وقومه‪ ،‬ومن شر‬
‫شياطين النس والجن‪ ،‬أعوذ بكلمات ال التامة من شر السامة والهامة‬
‫واللمة والحاصة )‪ .(1‬ومن شر ما ينزل من السماء‪ ،‬وما يعرج فيها‪ ،‬ومن‬
‫شر طوارق الليل والنهار إل طارقا يطرق بخير‪ ،‬بال وبالرحمن أستغيث‬
‫وعليه توكلت حسبي ال ونعم الوكيل "‪ .‬ثم تتوسد يمينك‪ ،‬وتقول ما‬
‫رويناه باسنادنا عن أبي هارون بن موسى رضوان ال عليه‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن العلء بن رزين‪ ،‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪:‬‬
‫إذا توسد الرجل يمينه فليقل‪ " :‬بسم ال اللهم إني أسلمت نفسي إليك‪،‬‬
‫ووجهت وجهي إليك‪ ،‬وفوضت أمري إليك‪ ،‬وألجأت ظهري إليك‪ ،‬وتوكلت‬
‫عليك رهبة ورغبة إليك‪ ،‬ل ملجا ول منجا منك إل إليك‪ ،‬آمنت بكتابك الذي‬
‫أنزلت ورسولك الذي أرسلت " ثم يسبح تسبيح فاطمة عليها السلم‪ .‬وقد‬
‫قدمنا نحو هذا عند الضطجاع على شقه اليمن وفي ذلك زيادة وهذا‬
‫مختص بوقت توسده على يمينه‪ .‬وتقول أيضا حين تأخذ مضجعك‪ :‬ما رواه‬
‫الصفار‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من قال حين يأخذ مضجعه ثلث مرات‪ " :‬الحمد ل الذي عل‬
‫فقهر‪ ،‬والحمد ل الذي بطن فخبر‪ ،‬والحمد ل الذي ملك فقدر‪ ،‬والحمد ل‬
‫الذي يحيى الموتى‪ ،‬وهو على كل شئ قدير " كان‬

‫)‪ (1‬السامة‪ :‬كل ذات سم من الحيوانات الموذية‪ ،‬والهامة‪ :‬ما له سم يقتل أول‬
‫واللمة‪ :‬كل ما يلم النسان ويصيبه بسوء كالعين اللمة‪ ،‬والحاصة‪ :‬كل‬
‫ما يحرق الشئ ويذهب به كالحاسة‪ ،‬وداء يتناثر منه الشعر‪ ،‬ومنه " ان‬
‫امرأة أتته صلى ال عليه وآله فقالت ان ابنتى عريس وتمعط شعرها‬
‫وأمروني أن أرجلها بالخمر‪ ،‬فقال‪ :‬ان فعلت ذلك فألقى ال في رأسها‬
‫الحاصة " ولكن في المطبوع من المصدر " الخاصة "‪.‬‬

‫]‪[208‬‬

‫يخرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته امه‪ .‬أقول‪ :‬إن شئت فكن كمملوك أعرفه من‬
‫مماليك ال إذا نام بالذن من ال والدب مع ال‪ ،‬واستقبل القبلة بوجهه‬
‫إلى ال‪ ،‬وتوسد بمينه على صفات الثكلى الواضعة يدها على خدها فانه قد‬
‫ثكل كثيرا مما يقربه إلى ال‪ ،‬ويقصد بتلك النومة أن يتقوى بها في اليقظة‬
‫على طاعة ال‪ ،‬وعلى ما يراد في تلك الحال من العبودية والذلة ل‪ ،‬وكأن‬
‫جبل ذنوب قلبه قد رفع على رأسه‪ ،‬ليسقط عليه من يد غضب ال كما‬
‫جرى لبني إسرائيل‪ ،‬حيث قال جل جلله‪ " :‬وإذا نتقنا الجبل فوقهم كأنه‬
‫ظلة " )‪ (1‬فان اولئك ذلوا واستسلموا لذلك‪ ،‬خوفا من سقوط الجبل على‬
‫الحياة الفانية‪ ،‬وجبل الذنوب يخاف صاحبه أن يسقط عليه‪ ،‬فيهلك جميع‬
‫حياته وسعادته الفانية والباقية‪ .‬وإن هذا المملوك إذا توسد يمينه قرأ‪:‬‬
‫الحمد ثلث مرات ثم قرء‪ :‬قل هو ال أحد إحدى عشر مرة ثم قرء‪ :‬سورة‬
‫ألهيكم التكاثر مرة‪ ،‬ثم قرء‪ :‬قل يا أيها الكافرون ثلث مرات‪ .‬ثم قل‪ :‬أعوذ‬
‫برب الفلق ثلث مرات ثم قل أعوذ برب الناس‪ ،‬ثلث مرات ثم قرء‪ :‬آية‬
‫الكرسي مرة ثم قرء " شهد ال أنه ل إله إل هو " )‪ (2‬إلى آخر الية‪ ،‬ثم‬
‫قرء‪ :‬آخر الحشر من قوله‪ " :‬لو أنزلنا " ثم قرء "‪ :‬إن ال يمسك‬
‫السموات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه‬
‫كان حليما غفورا " )‪ (3‬ثم قرء‪ :‬آية السخرة )‪ (4‬ثم قرء " آمن الرسول‬
‫" إلى آخر سورة البقرة )‪ (5‬ثم قرأ أو اخر الكهف‪ " :‬قل إنما أنا بشر‬
‫مثلكم " إلى آخر السورة ثم قال‪ " :‬اللهم ل تؤمني مكرك‪ ،‬ول تنسني‬
‫ذكرك‪ ،‬ول تول عني وجهك ول تهتك عني سترك‪ ،‬ول تؤاخذني على‬
‫تمردي‪ ،‬ول تجعلني من الغافلين وأيقظني من رقدتي وسهل القيام في هذه‬
‫الليلة في أحب الوقات إليك‪ ،‬وارزقني‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .171 :‬آل عمران‪ (3) .18 :‬فاطر‪ (4) .39 :‬الزخرف‪(5) .13 :‬‬
‫البقرة‪.285 :‬‬

‫]‪[209‬‬

‫فيها ذكرك والصلة والشكر والدعاء حتى أسألك فتعطيني وأدعوك فتستجيب لي‬
‫وأستغفرك فتغفر لي‪ ،‬إنك أنت الغفور الرحيم "‪ .‬ثم قال للخوف من‬
‫الحتلم‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الحتلم‪ ،‬ومن شر الحلم‪ ،‬وأن يلعب‬
‫بي الشيطان في اليقظة والمنام " ثم قرء لذلك‪ " :‬قل من يكلؤكم بالليل‬
‫والنهار من الرحمن " )‪ (1‬الية ثم يقرء آخر بني إسرائيل‪ " :‬قل ادعوا‬
‫ال أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله السماء الحسنى ول تجهر بصلوتك‬
‫ول تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيل * وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم‬
‫يكن لم شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا "‪ .‬ثم يسبح‬
‫تسبيح الزهراء عليها السلم وهو آخر ما يقوله عند المنام‪ .‬وقد روى في‬
‫كل شئ من ذلك رواية في فضل أعتمد عليه‪ ،‬ثم رتبه كما هداه ال جل‬
‫جلله إليه‪ ،‬ولكل شئ مما قرأه فوائد عظيمة يطول الكتاب بايرادها‬
‫وتعدادها‪ ،‬وقد روينا فيما ختم به هذا المملوك عمله عند المنام من تسبيح‬
‫الزهراء فاطمة عليها السلم ما رويته عن جدي أبي جعفر الطوسي‪ ،‬عن‬
‫علي بن أبي جيد‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن الشيخ جعفر بن‬
‫سليمان فيما رواه في كتاب ثواب العمال قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إذا أوى أحدكم إلى فراشه ابتدره ملك كريم وشيطان مريد‪ ،‬فيقول‬
‫له الملك‪ :‬اختم يومك بخير وافتح ليلك بخير‪ ،‬ويقول له الشيطان‪ :‬اختم‬
‫يومك باثم وافتح ليلك باثم‪ ،‬قال‪ :‬فان أطاع الملك الكريم وختم يومه بذكر‬
‫ال‪ ،‬وفتح ليله بذكر ال إذا أخذ مضجعه وكبر ال أربعا وثلثين مرة‪،‬‬
‫وحمد ال ثلثا وثلثين مرة‪ ،‬وسبح ال ثلثا وثلثين مرة زجر الملك‬
‫الشيطان‪ ،‬فتنحى وكله الملك حتى ينتبه من رقدته‪ ،‬فإذا انتبه ابتدره‬
‫شيطانه فقال له‪ :‬مثل مقالته قبل أن يرقد ويقول له الملك مثل ما قال له قبل‬
‫أن يرقد‪ ،‬فان ذكر ال عزوجل العبد بمثل ما ذكره أول طرد الملك شيطانه‬
‫فتنحى وكتب ال عزوجل له بذلك قنوت ليلة‪.‬‬
‫)‪ (1‬النبياء‪.42 :‬‬

‫]‪[210‬‬

‫ذكر رواية عن الهادي عليه السلم بما يقول أهل البيت عليهم السلم عند المنام‬
‫حدث الحسين بن سعيد المخزومي‪ ،‬عن الحسين بن أحمد البوشنجي‪ ،‬عن‬
‫عبد ال ابن علي السلمي قال‪ :‬سمعت إسحاق بن محمد الزنجاني يقول‪:‬‬
‫سمعت الحسن بن علي العلوي يقول‪ :‬سمعت علي بن موسى الرضا عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬لنا أهل البيت عند نومنا عشر خصال‪ :‬الطهارة‪ ،‬وتوسد‬
‫اليمين‪ ،‬وتسبيح ال ثلثا وثلثين‪ ،‬وتحميده ثلثا وثلثين‪ ،‬تكبيره أربعا‬
‫وثلثين‪ ،‬ونستقبل القبلة بوجهنا‪ ،‬ونقرء فاتحة الكتاب‪ ،‬وآية الكرسي‪،‬‬
‫وشهد ال أنه ل إله إل هو إلى آخر الية فمن فعل ذلك فقد أخذ بحظه من‬
‫ليلته‪ .‬يقول السيد المام العالم العامل الفقيه العلمة رضي الدين ركن‬
‫السلم جمال العارفين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن‬
‫محمد الطاووس‪ :‬هكذا وجدت هذا الحديث فان الراوي ذكر عشر خصال ثم‬
‫عدد تسبع خصال‪ ،‬فلعله سها في الجملة‪ ،‬أو التفصيل‪ ،‬والظاهر أنه في‬
‫التفصيل لن خصالهم عند النوم أكثر من تسع كما رويناه‪ ،‬ولعله قد وقع‬
‫السهو عن ذكر قراءة قل هو ال أحد أو قراءة إنا أنزلناه‪ .‬ذكر تفصيل‬
‫فضائل بعض ما أجملناه‪ ،‬قد قدمنا فضل قراءة قل هو ال أحد إحدى عشر‬
‫مرة‪ ،‬ومائة مرة كما رويناه وأما قراءة إنا أنزلناه إحدى عشر مرة فقد‬
‫روى أبو محمد هارون بن موسى رضوان ال عليه‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن ميثم ويحيى بن زكريا بن شيبان‪ ،‬عن الطيالسي وأخبرنا ابن‬
‫الطيب عبد الغفار بن عبيد بن السري المقري‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن ابن‬
‫البطائني‪ ،‬عن أبي المغرا‪ ،‬عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬من قرأ سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر أحدى عشر مرة‬
‫عند منامه‪ ،‬وكل ال به أحد عشر ملكا يحفظونه من كل شيطان رجيم حتى‬
‫يصبح‪ .‬ذكر فضيلة قراءة ألهيكم التكاثر‪ :‬روي أبو محمد هارون بن موسى‬
‫رضوان ال عليه‬

‫]‪[211‬‬

‫عن محمد بن يعقوب‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫بن بشار‪ ،‬عن عبيد ال الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قرء ألهيكم التكاثر عند النوم‬
‫وقي فتنة القبر‪ .‬ذكر فضيلة الية " إن ال يمسك السموات " روى أبو‬
‫المفضل‪ ،‬عن العياشي عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن العباس بن هليل‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا‪ ،‬عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬لم يقل أحد قط إذا أراد أن ينام " إن ال يمسك السموات‬
‫والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما‬
‫غفورا " فسقط عليه البيت‪ .‬ذكر فضيلة قراءة آية الكرسي والمعوذتين‪:‬‬
‫حدث أبو محمد هارون بن موسى رضوان ال عليه عن محمد بن همام‪،‬‬
‫عن الحسين بن هارون بن حدور المدائني‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن‬
‫أخيه علي بن مهزيار‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن الوليد‬
‫بن صبيح قال‪ :‬قال لي شهاب بن عبد ربه‪ :‬أقرئ أبا عبد ال عليه السلم‬
‫مني السلم وأخبره أنني يصيبني فزع في منامي‪ ،‬فقلت له ذلك‪ :‬فقال‪ :‬قل‬
‫له‪ :‬إذا أوى إلى فراشه فليقرء‪ :‬المعوذتين وآية الكرسي‪ ،‬وآية الكرسي‬
‫أفضل من كل شئ‪ .‬رواية أخرى لمن كان يتفزع‪ :‬من كتاب المشيخة عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا كان يتفزع يقول عند النوم‪ " :‬ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو حي ل يموت "‬
‫عشر مرات‪ ،‬ويسبح تسبيح الزهراء فانه يزول ذلك‪ .‬ذكر فضيلة لخر‬
‫سورة بني إسرائيل وآخر سورة الكهف‪ :‬حدث أبو محمد هارون بن موسى‬
‫رضى ال عنه عن جعفر بن محمد بن نعيم‪ ،‬عن العياشي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫نصر عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي الحسين علي بن يحيى‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن علوان رفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أمان لمتي من السرق‬
‫" قل ادعوا ال أو دعوا الرحمن أياما تدعوا فله السماء الحسني ول‬
‫تجهر بصلوتك ول تخافت بها وابتغ بين ذلك‬

‫]‪[212‬‬

‫سبيل * وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له‬
‫ولي من الذل وكبره تكبيرا "‪ .‬ومن قرأ هذه الية عند منامه‪ " :‬قل إنما أنا‬
‫بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل‬
‫عمل صالحا ول يشرك بعبادة ربه أحدا " سطع له نور إلى المسجد الحرام‬
‫حشو ذلك النور ملئكة يستغفرون له حتى يصبح‪ .‬رواية المان من‬
‫الحتلم‪ :‬حدث أبو المفضل محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن‬
‫علي بن مهزيار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبيه علي بن مهزيار‪ ،‬عن حماد بن عيسى‬
‫عن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال عن أبيه‪ ،‬عن علي صلوات ال عليهم أنه‬
‫قال‪ :‬يقول‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الحتلم‪ ،‬ومن شر الحلم‪ ،‬وأن يلعب‬
‫بي الشيطان في اليقظة والمنام‪ .‬رواية في المان من اللصوص‪ :‬حدث أبو‬
‫محمد هارون بن موسى رضي ال عنه عن محمد بن همام‪ ،‬عن الحميري‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد السياري‪ ،‬عن محمد بن بكر‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن‬
‫الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬والذي بعث محمدا‬
‫بالحق وأكرم أهل بيته‪ ،‬ما من شئ تطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو‬
‫شرق أو سرق أو إتلف دابة من صاحبها أو ضالة من البق إل وهي في‬
‫كتاب ال تعالى فمن أراد علم ذلك فليسألني عنه‪ ،‬فقام إليه رجل فقال‪ :‬يا‬
‫أمير المؤمنين أخبرني عن السرق فانه ل يزال قد سرق لي الشئ بعد‬
‫الشئ ليل‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أويت إلى فراشك فاقرء‪ " :‬قل ادعوا ال أو ادعوا‬
‫الرحمن أياما تدعوا فله السماء الحسنى ول تجهر بصلتك ول تخافت بها‬
‫وابتغ بين ذلك سبيل * وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك‬
‫في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا "‪ .‬رواية في المان من‬
‫السيف )‪ (1‬حدث أبو المفضل‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن محمد بن نصر‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي الحسن علي بن يحيى‪ ،‬عن الحسين بن‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع‪ :‬من السرقة‪ ،‬في الموضعين وهو الظاهر من الخبار‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫علوان رفعه إلى النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أمان لمتي من السيف قل ادعوا‬
‫ال أو ادعوا الرحمن‪ ،‬وقرأ آية الكرسي )‪ .(1‬ذكر ما يحتاج إليه النسان‬
‫إذا أراد النوم في حال دون حال‪ :‬فمن ذلك إذا كان يريد النوم وقد منع من‬
‫ذلك لغير العافية‪ :‬حدث أبو محمد هارون بن موسى رضي ال عنه عن‬
‫محمد بن همام‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن مالك‪ ،‬عن محمد بن أبي الحسن‬
‫الصائغ‪ ،‬عن الحسن بن علي الصيرفي‪ ،‬عن محمد بن أبي حمزة‪ ،‬عن‬
‫معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا أصابك الرق فقل‪:‬‬
‫" سبحان ال ذي الشان دائم السلطان‪ ،‬عظيم البرهان كل يوم هو في شان‬
‫"‪ .‬رواية اخرى في زوال الرق واستجلب النوم‪ :‬حدث أبو المفضل محمد‬
‫بن عبد ال رحمه ال قال‪ :‬كتب إلي محمد بن محمد بن الشعث الوفي من‬
‫مصر عن موسى ابن إسماعيل بن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن علي عليهم السلم أن فاطمة شكت إلى رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫الرق فقال لها‪ :‬قولي يا بنية " ما مشبع البطون الجايعة ويا كاسي‬
‫الجسوم العارية‪ ،‬ويا ساكن العروق الضاربة‪ ،‬ويا منوم العيون الساهرة‪،‬‬
‫سكن عروقي الضاربة‪ ،‬وأذن لعيني نوما عاجل " قال‪ :‬فقالته فذهب عنها‬
‫ما كانت تجده‪ .‬رواية اخرى في زوال الرق واستجلب النوم‪ :‬حدث أسد‬
‫بن إبراهيم السلمي عن يحيى بن سعيد العطار الحراني‪ ،‬عن محمد بن‬
‫أحمد بن أبي شيخ الرايقي‪ ،‬عن علي بن عبد الحميد‪ ،‬عن طاهر بن‬
‫موسى‪ ،‬عن محمد بن عبيد ال‪ ،‬عن مسعود بن علقمة بن زيد عن عبد‬
‫الرحمن بن سابط قال‪ :‬أصاب خالد بن الوليد أرق فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬أل أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ " :‬اللهم رب‬
‫السماوات السبع وما أظلت‪ ،‬ورب الرضين السبع وما أقلت‪ ،‬ورب‬
‫الشياطين وما أضلت كن حرزي من خلقك جميعا أن يفرط على أحدهم أو‬
‫أن يطغى‪ ،‬عز جارك ول إله غيرك‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع‪ :‬وقرأ الية‪(*) .‬‬

‫]‪[214‬‬

‫ومن ذلك رواية فيما يقال عند النوم لطلب الرزق والمان من الهوام‪ :‬حدث محمد‬
‫بن علي الغلبي عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‬
‫عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن المفضل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن علي بن الحسين عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬من قال إذا أوى إلى فراشه‪ " :‬اللهم أنت الول فل شئ قبلك‪،‬‬
‫وأنت الظاهر فل شئ فوقك‪ ،‬وأنت الباطن فل شئ دونك‪ ،‬وأنت الخر فل‬
‫شئ بعدك‪ ،‬اللهم رب السماوات السبع ورب الرضين السبع ورب التوراة‬
‫والنجيل والزبور والفرقان الحكيم‪ ،‬أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ‬
‫بناصيتها إنك على صراط مستقيم "‪ .‬نفي ال عنه الفقر وصرف عنه كل‬
‫دابة‪ .‬ومن ذلك إذا أردت رؤية رسول ال صلى ال عليه وآله في منامك‪:‬‬
‫حدث الشريف أبو القاسم الحسين بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد‬
‫بن محمد بن إسماعيل بن عبد ال بن علي بن أبي طالب العلوي ابن أخي‬
‫الكوكبي‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد رحمه ال عن إسماعيل بن علي بن‬
‫قدامة‪ ،‬عن أحمد بن عبدان البردعي‪ ،‬عن سهل بن صغير قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من أراد أن يرى سيدنا رسول ال في منامه‬
‫فليصل العشاء الخرة‪ ،‬وليغتسل غسل نظيفا‪ ،‬وليصل أربع ركعات بأربع‬
‫مرة )‪ (1‬آية الكرسي وليصل على محمد وآله عليه وعليهم السلم ألف‬
‫مرة وليبت على ثوب نظيف لم يجامع عليه حلل ول حراما‪ ،‬وليضع يده‬
‫اليمنى تحت خده اليمن وليسبح مائة مرة سبحان ال والحمد ل ول إله إل‬
‫ال وال أكبر ول حول ول قوة إل بال وليقل مائة مرة‪ :‬ما شاء ال فانه‬
‫يرى النبي صلى ال عليه وآله في منامه‪ .‬ومن ذلك إذا أردت أن يبلغ إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله سلمك عليه وبشرك كالتسليم عليك فقل‪ :‬ما‬
‫رويناه في الجزء الثالث من كتاب التجمل في ترجمة علي بن محمد بن‬
‫علي بن قورجة باسناده قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه واله يقول‪ :‬من‬
‫أوى إلى فراشه ثم‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع بأربع مائة‪.‬‬


‫]‪[215‬‬

‫قرء‪ " :‬تبارك الذي بيده الملك " ثم قال‪ " :‬اللهم رب الحل والحرم‪ ،‬بلغ روح محمد‬
‫عني تحية وسلما‪ ،‬أربع مرات‪ ،‬وكل ال به ملكين حتى يأتيا محمدا‬
‫فيقولن يا محمد إن فلن بن فلن يقرأ عليك السلم ورحمة ال فيقول‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬وعلى فلن ابن فلن السلم ورحمة ال وبركاته )‪.(1‬‬
‫ومن ذلك إذا أردت رؤيا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال‬
‫عليه في منامك‪ ،‬فقل عند مضجعك‪ " :‬اللهم إني أسألك يا من له لطف خفي‬
‫وأياديه باسطة ل تنقضي‪ ،‬أسألك بلطفك الخفي الذي ما لطفت به لعبد إل‬
‫كفي‪ ،‬أن تريني مولي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم في‬
‫منامي "‪ .‬ومن ذلك إذا أراد رؤيا ميته في منامه‪ :‬حدث أبو محمد هارون‬
‫بن موسى رضي ال عنه قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫بن مالك‪ ،‬عن محمد بن حسين الصائغ عن أحمد بن الحسن وأعطانيه في‬
‫رقعة‪ ،‬عن محمد بن بكر الطحان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعضهم عليهم السلم قال‪:‬‬
‫إذا أردت أن ترى ميتك فبت على طهر‪ ،‬وانضجع على يمينك وسبح تسبيح‬
‫فاطمة عليها السلم ثم قل‪ " :‬اللهم أنت الحد الذي ل يوصف‪ ،‬واليمان‬
‫يعرف منه‪ ،‬منك بدت الشياء‪ ،‬وإليك تعود‪ ،‬فما أقبل منها كنت ملجأة‪،‬‬
‫ومنجاه وما أدبر منها لم يكن له ملجاء ول منجا منك إل إليك‪ ،‬فأسألك بل‬
‫إله إل أنت وأسألك ببسم ال الرحمن الرحيم وبحق محمد سيد النبيين‪،‬‬
‫وبحق علي خير الوصيين‪ ،‬وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين‪ ،‬وبحق‬
‫الحسن والحسين اللذين جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة عليهم أجمعين‬
‫السلم أن تصلي على محمد وأهل بيته وأن تريني ميتي في الحال التي هو‬
‫فيها " فانك تراه إنشاء ال‪ .‬ومن ذلك إذا كنت تريد النتباه على كل حال أو‬
‫للدعاء والستغفار أو لصلة الليل وفيه روايات فمن الروايات للنتباه على‬
‫كل حال ما حدث به أبو المفضل محمد بن عبد ال رحمه ال عن ابن‬
‫العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن أحمد بن معروف عن العمركي بن علي‪،‬‬
‫عن عبد ال بن الوليد النخعي‪ ،‬عن فضيل بياع المل‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬هذه القطعة ل يوجد في فلح المسائل‪.‬‬

‫]‪[216‬‬

‫أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ما نوى عبد أن يقوم أية ساعة‬
‫نوى يعلم ال ذلك منه إل وكل ال به ملكين يحركانه تلك الساعة‪ .‬ومن‬
‫الروايات للنتباه على كل حال ما رواه أبو المفضل‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‬
‫ابن جعفر الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن الوليد‪ ،‬عن‬
‫أبان بن عثمان‪ ،‬عن عامر بن عبد ال بن جذاعة قال‪ :‬ما من عبد يقرء‬
‫آخر الكهف حين يأوي إلى فراشه إل استيقظ في الساعة التي يريد‪ .‬ومن‬
‫الروايات للنتباه للدعاء والستغفار حدث محمد بن علي بن شاذان‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علي الرجاني‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن أو عمن ذكره‪ ،‬عن أبي الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬من أحب أن‬
‫ينتبه بالليل فليقل عند النوم‪ " :‬اللهم ل تنسني ذكرك‪ ،‬ول تؤمني مكرك‪،‬‬
‫ول تجعلني من الغافلين وانبهني لحب الساعات إليك أدعوك فيها‬
‫فتستجيب لي وأسألك فتعطيني وأستغفرك فتغفر لي إنه ل يغفر الذنوب إل‬
‫أنت يا أرحم الراحمين " قال‪ :‬ثم يبعث ال تعالى إليه ملكين ينبهانه فان‬
‫انتبه وإل أمر أن يستغفرا له‪ ،‬فان مات في تلك الليله مات شهيدا وإذا انتبه‬
‫لم يسأل ال تعالى شيئا في ذلك الموقف إل أعطاه )‪ .(1‬ق‪ :‬عن أبي الحسن‬
‫عليه السلم مثله‪ - 24 .‬تم‪ :‬ومن الروايات للنتباه لقيام الليل ما حدث به‬
‫أبو المفضل محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث‪ ،‬عن‬
‫موسى بن إسماعيل بن موسى‪ ،‬عن أبيه عن أبيه‪ ،‬عن جده جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من أراد شيئا من قيام الليل فأخذ مضجعه فليقل‪ " :‬اللهم ل‬
‫تؤمني مكرك‪ ،‬ول تنسني ذكرك‪ ،‬ول تجعلني من الغافلين‪ ،‬أقوم إنشاء ال‬
‫ساعة كذا وكذا " فانه يوكل ال به ملكا ينبهه تلك الساعة‪ .‬ومن الروايات‬
‫للنتباه للصلة ما حدث به أبو محمد هارون بن موسى رضي ال عنه‬

‫)‪ (1‬فلح السائل‪.287 - 274 :‬‬

‫]‪[217‬‬

‫عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن المفضل بن قيس بن رمانة الشعري‪ ،‬عن صفوان بن‬
‫يحيى قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم يقول‪ :‬من‬
‫أراد أن يقوم من ليله للصلة فل يذهب به النوم فليقل حين يأوي إلى‬
‫فراشه‪ " :‬اللهم ل تؤمني مكرك ول تنسني ذكرك‪ ،‬ول تول عني وجهك‪،‬‬
‫ول تهتك عني سترك‪ ،‬ول تأخذني على تمردي‪ ،‬ول تجعلني من الغافلين‪،‬‬
‫وأيقظني من رقدتي‪ ،‬وسهل لي القيام في هذه الليلة‪ ،‬في أحب الوقات‬
‫إليك‪ ،‬وارزقني فيها الصلة والشكر والدعاء حتى أسألك فتعطيني‪،‬‬
‫وأدعوك فتستجيب لي وأستغفرك فتغفر لي‪ ،‬إنك أنت الغفور الرحيم "‪ .‬ذكر‬
‫ما يقوله بعد النوم إذا انقلب على فراشه ولم يجلس‪ :‬حدث محمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن العباس بن عامر القصباني‪،‬‬
‫عمن ذكره عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في قوله تبارك‬
‫وتعالى‪ " :‬كانوا قليل من الليل ما يهجعون " )‪ (1‬قال‪ :‬كان القوم ينامون‪،‬‬
‫ولكن كلما تقلب أحدهم قال‪ :‬الحمد ل وال أكبر‪ .‬ومن الروايات فيما يقوله‬
‫عنه تقلبه على فراشه‪ :‬ما حدث به علي بن محمد ابن يوسف‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن محمد بن مسرور‪ ،‬عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أحمد بن عبد ربه بن خانبه الكرخي في كتابه‬
‫]مملياته[ وقد قدمنا إسناد كتاب ابن خانبه ونعيده الن حيث قد تباعد ما‬
‫بين الموضعين‪ ،‬حدث أبو محمد هارون بن موسى رحمه ال عن أبي علي‬
‫الشعري وكان قائدا من القودا‪ ،‬عن سعد بن عبد ال بن أبي خلف قال‪:‬‬
‫قال لي أحمد بن خانبه‪ :‬أنه عرض كتابه على أبى الحسن علي بن محمد‬
‫صاحب العسكر الخير عليه السلم‪ ،‬فوقف عليه وقال‪ :‬صحيح فاعملوا به‪،‬‬
‫والذي رويناه هناك أن الراوي لعرض كتاب أحمد بن خانبه على مولنا‬
‫الهادي غير أحمد بن خانبه في الكتاب المشار إليه‪ .‬فإذا انتبهت من منامك‬
‫وتقلبت على الفراش فقل‪ " :‬ل إله إل ال‪ ،‬الحي القيوم‬

‫)‪ (1‬الذاريات‪.17 :‬‬

‫]‪[218‬‬

‫وهو على كل شئ قدير‪ ،‬سبحان ال رب العالمين‪ ،‬وإله المرسلين‪ ،‬وسبحان ال رب‬


‫السماوات السبع وما فيهن‪ ،‬ورب الرضين السبع وما فيهن‪ ،‬ورب العرش‬
‫العظيم‪ ،‬وسلم على المرسلين‪ ،‬والحمد ل رب العالمين "‪ .‬ذكر ما يفعله‬
‫ويقوله إذا رأى في منامه ما يكره‪ :‬حدث ابن عقدة عن ابن فضال‪ ،‬عن‬
‫يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إذا رأى الرجل في منامه ما يكره فليتحول عن شقه‬
‫الذي كان عليه نائما وليقل " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا‬
‫وليس بضارهم شيئا إل باذن ال " ثم ليقل‪ " :‬أعوذ بما عاذت به ملئكة‬
‫ال المقربون‪ ،‬وأنبياء ال المرسلون‪ ،‬وعباد ال الصالحون‪ ،‬من شر ما‬
‫رأيت ومن شر الشيطان الرجيم‪ .‬رواية ثانية في دفع رؤيا مكروهة‪ :‬حدث‬
‫هارون بن موسى‪ ،‬عن على بن محمد ابن يعقوب العجلي‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسن التيملي‪ ،‬عن محمد بن الوليد‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عبد ال‬
‫وسليمان‪ ،‬عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليها السلم قال‪ :‬شكت فاطمة‬
‫عليها السلم إلى رسول ال صلى ال عليه وآله ما تلقاه في المنام فقال‬
‫لها‪ :‬إذا رأيت شيئا من ذلك فقولي‪ :‬أعوذ بما عاذت به ملئكة ال‬
‫المقربون وأنبياء ال المرسلون‪ ،‬وعباد ال الصالحون من شر رؤياي التي‬
‫رأيت أن تضرني في ديني ودنياي " واتفلي على يسارك ثلثا‪ .‬رواية ثالثة‬
‫لدفع ما يكره من الرؤيا فيها زيادة كلمات حدث محمد بن أحمد ابن علي‬
‫البزاز‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن يحيى بن زكريا بن شيبان‪ ،‬عن ابن البطائني‬
‫عن أبيه وحسين بن أبي العل‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬فان رأيت في منامك شيئا تكرهه فقل حين تستيقظ‪ " :‬أعوذ‬
‫بما عاذت به ملئكة ال المقربون وأنبياء ال المرسلون وعباد ال‬
‫الصالحون‪ ،‬والئمة الراشدون المهديون من شر ما رأيت ومن شر رؤياي‬
‫أن تضرني ومن الشيطان الرجيم " ثم اتفل على يسارك ثلثا )‪- 52 .(1‬‬
‫ثو‪ :‬في حديث حذيفة أن النبي صلى ال عليه وآله كان إذا أوى إلى فراشه‬
‫قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ‪.290 - 287‬‬

‫]‪[219‬‬

‫" باسمك اللهم أموت وأحيا " وإذا استيقظ قال‪ " :‬الحمد ل الذي أحيانا بعدما‬
‫أماتنا وإليه النشور "‪ - 26 .‬محاسبة النفس‪ :‬للسيد علي بن طاووس‬
‫باسناده إلى الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬ما استيقظ رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله من نومه قط إل خر ل ساجدا‪ .‬ومنه‪ :‬نقل من تاريخ نيشابور‬
‫للحاكم في ترجمة محمد بن محمد بن سعيد بن عبد بن المهدي العامري‬
‫قال‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله ما قام من النوم إل خر ساجدا‪ .‬شكرا ل‬
‫عزوجل‪ - 27 .‬من خط الشهيد‪ :‬عن ابن أسباط قال‪ :‬أصاب خالد بن الوليد‬
‫أرق فقال له النبي صلى ال عليه وآله أل اعلمك كلمات إذا أنت قلتهن نمت‬
‫؟ قل‪ " :‬اللهم رب السماوات وما أظلت‪ ،‬ورب الرضين وما أقلت‪ ،‬ورب‬
‫الشياطين وما أضلت كن جاري من بين خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي‬
‫أحد منهم أو يبغى‪ ،‬عز جارك‪ ،‬ول إله غيرك "‪ .‬ومنه‪ :‬عن ابن الزبير‪ ،‬عن‬
‫جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله إن العبد إذا دخل بيته وأوى‬
‫إلى فراشه ابتدره ملكه وشيطانه‪ ،‬يقول الشيطان‪ :‬اختم بشر‪ ،‬ويقول‬
‫الملك‪ :‬اختم بخير‪ ،‬فان ذكر ال وحمده طرد الملك الشيطان‪ ،‬وظل يكلؤه‪،‬‬
‫وإن هو انتبه من منامه ابتدره ملكه وشيطانه يقول الشيطان‪ :‬افتح بشر‪،‬‬
‫ويقول الملك افتح بخير‪ ،‬فان هو قال‪ " :‬الحمد ل الذي رد إلي نفسي بعد‬
‫موتها‪ ،‬ولم يمتها في منامها‪ ،‬الحمد ل الذي يمسك السماوات والرض أن‬
‫تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا "‬
‫وقال‪ " :‬الحمد ل الذي يمسك السماء أن تقع على الرض إل باذنه إن ال‬
‫بالناس لرؤف رحيم " فان خرج من فراشه فمات كان شهيدا وإن قام‬
‫يصلي صلى في فضائل‪ - 28 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا رأى الرجل ما‬
‫يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل " إنما‬
‫النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم‬
‫]‪[220‬‬

‫شيئا إل باذن ال " ثم ليقل " عذت بما عاذت به ملئكة ال المقربون وأنبياؤه‬
‫المرسلون‪ ،‬وعباده الصالحون‪ ،‬من شر ما رأيت‪ ،‬ومن شر الشيطان‬
‫الرجيم " )‪ - 29 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد وعلي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه جميعا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن هارون بن منصور العبدي‪،‬‬
‫عن أبي الورد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله لفاطمة عليها السلم في رؤياها التي رأتها‪ :‬قولي‪ " :‬أعوذ بما‬
‫عاذت به ملئكة ال المقربون‪ ،‬وأنبياؤه المرسلون‪ ،‬وعباده الصالحون‪،‬‬
‫من شر ما رأيت في ليلتي هذه أن يصيبني منه سوء أو شئ أكرهه " ثم‬
‫اتفلي عن يسارك ثلث مرات )‪ - 30 .(2‬عدة الداعي‪ :‬لدفع عاقبة الرؤيا‬
‫المكروهة‪ :‬تسجد عقيب ما تستيقظ منها بل فصل وتثني على ال بما تيسر‬
‫لك من الثناء‪ ،‬ثم تصلي على محمد وآله‪ ،‬وتتضرع إلى ال وتسأله‬
‫كفايتها‪ ،‬وسلمة عاقبتها‪ ،‬فانك ل ترى لها أثرا بفضل ال ورحمته‪ .‬وروى‬
‫أبو قتادة الحارث بن ربعي قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يقول‪ :‬الرؤيا الصالحة من ال فإذا رأى أحدكم ما ل يحب فل يحدث بها‬
‫أحدا فانها لن تضره‪ .‬وعنه عليه السلم الرؤيا من ال‪ ،‬والحلم من‬
‫الشيطان‪ ،‬وعنه عليه السلم الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزؤ من‬
‫ستة وأربعين جزءا من النبوة‪ - 31 .‬دعوات الراوندي‪ :‬عن الحسن بن‬
‫علي العسكري‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى محمد بن علي‬
‫بن موسى عليهم السلم فقال‪ :‬يا ابن رسول ال صلى ال عليه وآله إن‬
‫أبي مات وكان له مال‪ ،‬فقال‪ :‬جاءه الموت ولست أقف على ماله ولي عيال‬
‫كثير وأنا من مواليكم فأغثني فقال له أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إذا صليت‬
‫العشاء الخرة‪ ،‬فصل على محمد وآله مائة مرة‪ ،‬فان أباك يأتيك ويخبرك‬
‫بأمر المال‪ ،‬ففعل الرجل ذلك فأتاه أبوه في منامه فأخبره به‪ ،‬فذهب الرجل‬
‫وأخذ المال )‪ .(3‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬دعاني النبي صلى‬
‫ال عليه وآله فقال‪ :‬يا علي إذا أخذت‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪ (3) .142‬وتراه في الخرائج‪.237 :‬‬

‫]‪[221‬‬

‫مضجعك فعليك بالستغفار‪ ،‬والصلة علي‪ ،‬وقل‪ " :‬سبحان ال والحمد ل ول إله إل‬
‫ال وال أكبر ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم " وأكثر من قراءة "‬
‫قل هو ال أحد " فانها نورا القرآن‪ ،‬وعليك بقراءة آية الكرسي فان في كل‬
‫حرف منها ألف بركة وألف رحمة‪ .‬أبواب آداب السفر أقول‪ :‬قد أوردنا أكثر‬
‫ما يتعلق بهذه البواب في كتاب الحج وكتاب المزار أيضا فل تغفل‪* .45 .‬‬
‫)باب( * * " )ذم السفر ]ومدحه[ وما ينبغى منه( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن غير واحد عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬مكتوب في حكمة آل داود عليه السلم ل يظعن الرجل إل‬
‫في ثلث‪ :‬زاد لمعاد‪ ،‬أو مرمة لمعاش‪ ،‬أو لذة في غير محرم‪ ،‬ثم قال‪ :‬من‬
‫أحب الحياة ذل )‪ - 2 .(1‬سن‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سعيد بن يسار‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬سافروا تصحوا‪ ،‬سافروا تغنموا )‪ - 3 .(2‬سن‪ :‬عن النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬سافروا تصحوا‪ ،‬وجاهدوا تغنموا‪ ،‬وحجوا‬
‫تستغنوا )‪ - 4 .(3‬سن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن الفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا سبب ال للعبد‬
‫الرزق في أرض جعل له فيها حاجة )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 2) .59‬المحاسن‪.345 :‬‬

‫]‪[222‬‬

‫‪ - 5‬سن‪ :‬عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف‪ ،‬عن ابن نباته قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم للحسن ابنه عليه السلم‪ :‬ليس للعاقل أن يكون‬
‫شاخصا إل في ثلثة‪ :‬مرمة لمعاش‪ ،‬أو خطوة لمعاد‪ ،‬أو لذة في غير محرم‬
‫)‪ .(1‬نهج‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ 6 .(2‬سن‪ :‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن منصور‬
‫بن يونس‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫في حكمة آل داود عليه السلم أن على العاقل أن ل يكون ظاعنا إل في‬
‫تزود لمعاد‪ ،‬أو مرمة لمعاش‪ ،‬أو طلب لذة في غير محرم )‪ - 7 .(3‬سن‪:‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬السفر قطعة من العذاب‪ ،‬وإذا قضى أحدكم سفره فليسرع الياب إل‬
‫أهله )‪ .(4‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن النوفلي مثله إل أن فيه النابة‬
‫إلى أهله‪ - 8 .‬سر‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن العل وأبي أيوب وابن بكير كلهم‪،‬‬
‫عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن الرجل يقيم في‬
‫البلد الشهر‪ ،‬وليس فيها ماء إنما يقيم لمكان المرعى‪ ،‬وصلح البل قال‪:‬‬
‫ل )‪ .(5‬سر‪ :‬عن محمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن أحدهما عليهما السلم مثله )‪- 9 .(6‬‬
‫سر‪ :‬عن محمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪،‬‬
‫عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يجنب‬
‫في السفر فل يجد إل الثلج أو ماء جامدا قال‪ :‬هو بمنزلة الضرورة‪ ،‬ول‬
‫أرى أن يعود إلى هذه الرض التي توبق دينه )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .345‬نهج البلغة الرقم ‪ 390‬من الحكم‪ (3) .‬المحاسن ص‬
‫‪ (4) .345‬المحاسن ص ‪ (7 - 5) .377‬السرائر ص ‪.478‬‬

‫]‪[223‬‬

‫‪) .46‬باب( * " )الوقات المحمودة والمذمومة للسفر( " * * " )وما يتشاءم به‬
‫المسافر( " * ‪ - 1‬ب‪ :‬عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫أبيه عليهما السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يسافر يوم‬
‫الثنين والخميس ويعقد فيهما اللوية )‪ - 2 .(1‬ب‪ :‬عن علي بن جعفر‬
‫قال‪ :‬جاء رجل إلى أخي موسى عليه السلم فقال له‪ :‬جعلت فداك إني اريد‬
‫الخروج فادع ال لي قال‪ :‬ومتى تخرج ؟ قال‪ :‬يوم الثنين فقال له‪ :‬ولم‬
‫تخرج يوم الثنين ؟ قال‪ :‬أطلب فيه البركة لن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ولد يوم الثنين فقال‪ :‬كذبوا ولد رسول ال صلى ال عليه وآله يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬وما من يوم أعظم شوما من يوم الثنين‪ ،‬يوم مات فيه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله وانقطع فيه وحي السماء‪ ،‬وظلمنا فيه حقنا‪ ،‬أل أدلك‬
‫على يوم سهل لين ألن ال تبارك وتعالى لداود عليه السلم فيه الحديد ؟‬
‫فقال الرجل‪ :‬بلى جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬اخرج يوم الثلثا )‪ .(2‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن البجلي‪ ،‬عن علي بن جعفر مثله )‪ - 3 .(3‬ب‪:‬‬
‫عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وآله عليا في سرية ثم بدت له إليه‬
‫حاجة فأرسل إليه المقداد بن السود فقال‪ :‬ل تصح به من خلفه‪ ،‬ول عن‬
‫يمينه‪ ،‬ول عن شماله‪ ،‬ولكن جزه ثم استقبله بوجهك‪ ،‬فقل له‪ :‬يقول لك‬
‫رسول ال كذا وكذا )‪ - 4 .(4‬ل‪ ،‬ع‪ ،‬ن‪ :‬في خبر الشامي قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬يوم الثنين يوم‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .76‬قرب السناد ص ‪ (3) .165‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪) .26‬‬
‫‪ (4‬قرب السناد ص ‪.76‬‬

‫]‪[224‬‬

‫سفر وطلب )‪ .(1‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬يوم الثنين يوم سفر إلى موضع‬
‫الستسقاء والطلب للمطر )‪ - 5 .(2‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن محمد العطار‪،‬‬
‫عن الشعري‪ ،‬عن ابن معروف عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن‬
‫عقبة بن بشير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ل تصم في يوم الثنين‪،‬‬
‫ول تسافر فيه )‪ - 6 .(3‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الصبهاني‪ .‬عن‬
‫المنقري‪ ،‬عن حفص عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من كان مسافرا‬
‫فليسافر يوم السبت فلو أن حجرا زال عن حجر يوم السبت‪ ،‬لرده ال تعالى‬
‫إلى مكانه‪ ،‬ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلثاء فانه‬
‫اليوم الذي ألن ال فيه الحديد لداود عليه السلم )‪ .(4‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد إلى قوله‪ :‬مكانه )‪ .(5‬سن‪ :‬عن الصبهاني مثله )‪ - 7 .(6‬ل‪ :‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن السياري عن محمد بن أحمد‬
‫الدقاق قال‪ :‬كتبت إلى الرضا عليه السلم أسأله عن الخروج يوم الربعاء‬
‫ل يدور‪ ،‬فكتب عليه السلم‪ :‬من خرج يوم الربعاء ل يدور‪ ،‬خلفا على‬
‫أهل الطيرة وقي من كل آفة‪ ،‬وعوفي من كل عاهة‪ ،‬وقضى ال له جاحته )‬
‫‪ - 8 .(7‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يكره السفر والسعي في‬
‫الحوائج يوم الجمعة بكرة من أجل الصلة فأما بعد الصلة فجائز يتبرك به‬
‫)‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ ،285‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .248‬الخصال ج ‪2‬‬
‫ص ‪ (3) .25‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 26‬في حديث )‪ (5 - 4‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 27‬و ‪ (6) .31‬المحاسن ص ‪ (7) .345‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 27‬في حديث‬
‫والربعاء ل يدور‪ :‬آخر أربعاء من الشهر‪ (8) .‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.31‬‬

‫]‪[225‬‬

‫أقول‪ :‬قد سبق الخبار في أبواب اليام والساعات )‪ - 8 .(1‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري قال‪:‬‬
‫سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬الشؤم في خمسة للمسافر‪ :‬الغراب‬
‫الناغق عن يمينه‪ ،‬والناشر لذنبه‪ ،‬والذئب العاوي الذي يعوي في وجه‬
‫الرجل‪ ،‬وهو مقع على ذنبه‪ ،‬يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض ثلثا‪ ،‬والظبي‬
‫السانح من يمين إلى شمال‪ ،‬والبومة الصارخة‪ ،‬والمرأة الشمطاء تلقي‬
‫فرجها‪ ،‬والتان العضباء فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل‪" :‬‬
‫اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك " )‪.(2‬‬
‫سن‪ :‬عن بكر بن صالح مثله )‪ - 9 .(3‬سن‪ :‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن القاسم‬
‫بن محمد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عمران عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ل تسافر يوم الثنين ول تطلب فيه حاجة )‪ - 10 .(4‬سن‪ :‬عن‬
‫القاسم بن محمد‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن محمد بن أبي الكرام قال‪:‬‬
‫تهيأت للخروج إلى العراق فأتيت أبا عبد ال عليه السلم لسلم عليه‬
‫وأودعه فقال‪ :‬أين تريد ؟ قلت‪ :‬اريد الخروج إلى العراق فقال لي‪ :‬في هذا‬
‫اليوم ؟ وكان يوم الثنين‪ ،‬فقلت‪ :‬إن هذا اليوم يقول الناس‪ :‬إنه يوم مبارك‪،‬‬
‫فيه ولد النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬وال ما يعلمون أي يوم ولد فيه‬
‫النبي صلى ال عليه وآله وإنه ليوم مشوم فيه قبض النبي صلى ال عليه‬
‫وآله وانقطع الوحي‪ ،‬ولكن أحب لك أن تخرج يوم الخميس‪ ،‬وهو اليوم‬
‫الذي كان يخرج فيه إذا غزى )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 59‬باب ما روى في سعادة أيام السبوع ونحوستها ص ‪.31 - 18‬‬
‫من هذه الطبعة‪ (2) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،131‬ولهذا الحديث بيان مستوفى‬
‫ج ‪ 58‬ص ‪ 342‬من هذه الطبعة الحديثة‪ (3) .‬المحاسن ص ‪(4) ،348‬‬
‫المحاسن ص ‪ (5) .346‬المحاسن ص ‪.347‬‬

‫]‪[226‬‬

‫‪ - 11‬سن‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز قال‪ :‬أردنا أن نخرج فجئنا‬
‫نسلم على أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬كأنكم طلبتم بركة يوم الثنين ؟‬
‫فقلنا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وأي يوم أعظم شوما من يوم الثنين‪ ،‬يوم فقدنا فيه نبينا‪،‬‬
‫وارتفع فيه الوحي‪ ،‬ل تخرجوا واخرجوا يوم الثلثاء )‪ - 12 .(1‬سن‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن إبراهيم ابن يحيى‬
‫المدائني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل بأس بالخروج في السفر‬
‫ليلة الجمعة )‪ - 13 ،(2‬سن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن محمد بن حمران‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى )‪ - 14 .(3‬طب‪ :‬عن‬
‫حريز قال‪ :‬قال جعفر بن محمد عليهما السلم‪ :‬سافر أي يوم شئت وتصدق‬
‫بصدقة‪ - 15 .‬مكا‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله يسافر يوم الخميس وقال‪ :‬يوم الخميس يوم يحبه ال‬
‫ورسوله وملئكته )‪ - 16 .(4‬طا‪ :‬باسنادنا‪ ،‬عن الصدوق باسناده‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم مثله‪ .‬وعنه باسناده‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل بأس بالخروج في السفر ليلة الجمعة‪.‬‬
‫‪ - 17‬مكا‪ :‬وسأل أبو أيوب الخزاز أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال‬
‫" فقال‪ :‬الصلة يوم الجمعة‪ ،‬والنتشار يوم السبت‪ .‬وعنه عليه السلم‬
‫قال‪ :‬واتق الخروج إلى السفر اليوم الثالث من الشهر والحادي والعشرين‬
‫منه‪ ،‬والخامس والعشرين منه‪ ،‬فانها أيام منحوسة مروية عن الصادق‬
‫عليه السلم‪.‬‬
‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ص ‪ (4) .347‬مكارم الخلق ص ‪.276‬‬

‫]‪[227‬‬

‫وعنه عليه السلم قال‪ :‬ل تسافروا يوم الثنين ول يطلب فيه حاجة )‪ - 18 .(1‬طا‪:‬‬
‫وأما اليام المكروهة في الشهر للسفر‪ ،‬ففي بعض الروايات اليوم الثالث‬
‫منه‪ ،‬والرابع منه‪ ،‬والخامس والثالث عشر‪ ،‬والسادس عشر‪ ،‬والعشرون‬
‫والحادي والعشرون‪ ،‬والرابع والعشرون‪ ،‬والخامس والعشرون‪ ،‬والسادس‬
‫والعشرون‪ ،‬وفي بعض الروايات أن اليوم الرابع من الشهر واليوم الحادي‬
‫والعشرين صالحان للسفار‪ ،‬وفي رواية أن ثامن الشهر والثالث‬
‫والعشرين منه مكروهان للسفر )‪ - 19 .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬قال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬سافروا يوم الثلثاء واطلبوا الحوائج فيه‪ ،‬فانه اليوم الذي‬
‫ألن ال فيه الحديد لداود عليه السلم‪ .‬وقال كان النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬يغزي بأصحابه في يوم الخميس‪ ،‬فإذا اضطررت في غيرها فاستخر‬
‫ال واسأله العافية وتصدق بشئ واخرج على اسم ال‪ - 20 .‬جمال‬
‫السبوع‪ :‬باسناده إلى أبي على الطبرسي فيما رواه عن الئمة المهديين‬
‫عليهم السلم أنهم قالوا‪ :‬سافر يوم الثلثاء فانه اليوم الذي ألن ال فيه‬
‫الحديد لداود عليه السلم‪) .47 .‬باب( * " )الرفيق وعددهم‪ ،‬وحكم من‬
‫خرج وحده( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪،‬‬
‫عن اليقطيني عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن ابن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬لعن رسول ال صلى ال عليه وآله ثلثة‪ :‬الكل‬
‫زاده وحده‪ ،‬والراكب في الفلة وحده‪ ،‬والنائم في بيت وحده )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .276‬أمان الخطار ص ‪ (3) .19‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬


‫‪.46‬‬

‫]‪[228‬‬

‫‪ - 2‬ل‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن الحسين‪ ،‬عن أخيه علي عن أبيه‬
‫سيف بن عميرة‪ ،‬عن محمد بن موسى‪ ،‬عن رجل من بني نوفل‪ ،‬عن أبيه‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أحب‬
‫الصحابة إلى ال عزوجل أربعة وما زاد قوم على سبعة إل زاد لغطهم )‪.(1‬‬
‫كتاب الغايات‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم وذكر مثله سواء إل أن فيه "‬
‫كثر " مكان " زاد "‪ - 3 .‬ل‪ :‬عن العسكري‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن‬
‫عبدان العسكري‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن حنان بن علي‪ ،‬عن عقيل‪،‬‬
‫عن الزهري‪ ،‬عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬خير الصحابة أربعة‪ ،‬وخير السرايا أربعمائة‪ ،‬وخير‬
‫الجيوش أربعة آلف‪ ،‬ولن يهزم اثنا عشر ألف من قلة إذا صبروا وصدقوا‬
‫)‪ - 4 .(2‬سن‪ :‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن سليمان بن جعفر‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫موسى ابن جعفر عليه السلم قال‪ :‬من خرج وحده في سفر فليقل‪ :‬ما شاء‬
‫ال ل حول ول قوة إل بال اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي وأد‬
‫غيبتي )‪ - 5 .(3‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي الحسن موسى‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬في وصية رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه‬
‫السلم يا علي‪ :‬ل تخرج في سفر وحدك فان الشيطان مع الواحد‪ ،‬وهو من‬
‫الثنين أبعد‪ ،‬يا علي إن الرجل إذا سافر وحده فهو غاو‪ ،‬والثنان غاويان‪،‬‬
‫والثلثة النفر‪ ،‬وروى بعضهم سفر )‪ - 6 .(4‬سن‪ :‬عن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن عبيد ال الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬لعن رسول ال صلى ال عليه وآله ثلثة أحدهم‬
‫راكب الفلة وحده )‪ - 7 .(5‬سن‪ :‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن جابر قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .113‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .94‬المحاسن ص ‪ 355‬و‬


‫‪ (5 - 4) .370‬المحاسن ص ‪.356‬‬

‫]‪[229‬‬

‫كنت عند أبي عبد ال عليه السلم بمكة إذ جاءه رسول من المدينة فقال له‪ :‬من‬
‫صحبك ؟ فقال‪ :‬ما صحبت أحدا فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أما لو‬
‫كنت تقدمت إليك لحسنت أدبك ثم قال‪ :‬واحد شيطان‪ ،‬واثنان شيطانان‪،‬‬
‫وثلثة صحب‪ ،‬وأربعة رفقاء )‪ - 8 .(1‬سن‪ :‬عن الحسين بن سيف‪ ،‬عن‬
‫أخيه علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن مثنى عن رجل من بني نوفل بن عبد‬
‫المطلب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬البائت في البيت وحده شيطان‪ ،‬والثنان‬
‫لمة‪ ،‬والثلثة إنس )‪ - 9 .(2‬سن‪ :‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عبد الملك بن‬
‫مسلمة‪ ،‬عن السندي بن خالد عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل انبئكم بشر الناس ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‬
‫فقال‪ :‬من سافر وحده‪ ،‬ومنع رفده‪ ،‬وضرب عبده )‪ - 10 .(3‬نهج‪ :‬قال‬
‫عليه السلم في وصيته للحسن عليه السلم‪ :‬سل عن الرفيق قبل الطريق‬
‫وعن الجار قبل الدار )‪) * .48 .(4‬باب( * * " )حمل العصا وادارة الحنك‬
‫وسائر آداب الخروج( " * * " )من الصدقة والدعاء والصلة وسائر‬
‫الدعية المتعلقة بالسفر( " * ‪ - 1‬ثو‪ :‬عن ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن عبد الجبار وإسماعيل والريان جميعا‪ ،‬عن‬
‫يونس‪ ،‬عن عدة من أصحاب أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬حدثني أبي‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من خرج في سفر ومعه عصا لوز مر‪ ،‬وتل هذه الية " ولما‬
‫توجه تلقاء مدين " إلى قوله‪ " :‬وال على ما نقول وكيل " )‪ (5‬آمنه ال‬
‫من كل سبع‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ص ‪ (4) .356‬نهج البلغة الرقم ‪ 31‬من قسم الرسائل‪(5) .‬‬
‫القصص‪.22 :‬‬

‫]‪[230‬‬

‫ضار‪ ،‬وكل لص عاد‪ ،‬وكل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله‪ ،‬وكان معه سبعة‬
‫وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع ويضعها‪ .‬وقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله ]حمل العصا[ تنفي الفقر ول يجاوره شيطان‪ .‬وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إنه مرض آدم مرضا شديدا أصابته فيه‬
‫وحشة فشكى ذلك إلى جبرئيل عليه السلم فقال له‪ :‬اقطع واحدة منه‬
‫وضمها إلى صدرك‪ ،‬ففعل فأذهب ال عنه الوحشة‪ ،‬وقال‪ :‬من أراد أن‬
‫تطوى له الرض فليتخذ النقد )‪ (1‬من العصا والنقد عصا لوز مر )‪- 2 .(2‬‬
‫طا‪ :‬روي عن الئمة عليهم السلم أنهم قالوا‪ :‬إذا أراد أن يسافر أحدكم‬
‫فليصحب معه في سفره عصا من شجر اللوز المر وليكتب هذه الحرف في‬
‫رق ويحفر العصا ويجعل الرق فيها‪ .‬وهي سلمحلس وه به لهون باذن ال‬
‫ناويه صاف ‪ 5‬يقسامه ‍ه‪ - 3 .‬ثو‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬
‫معروف‪ ،‬عن ابن محبوب عن ابن رئاب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ضمنت لمن يخرج من بيته معتما أن يرجع إليهم سالما )‪4 .(3‬‬
‫‪ -‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن‬
‫درست عن إبراهيم‪ ،‬عن أبي الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬أنا الضامن‬
‫لمن خرج من بيته يريد سفرا معتما تحت حنكه أن ل يصيبه السرق‬
‫والغرق والحرق )‪ - 5 .(4‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق باسناده إلى وهب‬
‫قال‪ :‬كان أحبار بني إسرائيل الصغير منهم والكبير يمشون بالعصا مخافة‬
‫أن يختال أحد في مشيته )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬ما يوجد في معاجم اللغة أن النقد محركة وبضمتين ضرب من الشجر واحدته‬
‫نقدة ولعل الصدوق رحمه ال انما فسره بعصا لو زمر‪ ،‬فانه قرء النقد‬
‫على وزن كتف‪ ،‬والنقد المؤتكل المتقشر‪ ،‬يقال نقد الجذع نقدا‪ :‬أرض‪،‬‬
‫فهو نقد‪ ،‬إذا أكلته الرضة‪ ،‬وعلتها القشور شبه البثرة‪ ،‬وعصا اللوز‬
‫هكذا يكون )‪ (4 - 2‬ثواب العمال ص ‪ (5) .170‬قصص النبياء مخطوط‬
‫وأخرجه المؤلف العلمة في باب نوادر أخبار بني اسرائيل من كتاب‬
‫النبوة تحت الرقم ‪ 16‬راجع ج ‪ 14‬ص ‪ 494‬من هذه الطبعة وأخرجه‬
‫الجزائري =‬

‫]‪[231‬‬

‫‪ - 6‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بن عثمان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬أيكره السفر في شئ من اليام المكروهة الربعا وغيره ؟‬
‫فقال‪ :‬افتح سفرك بالصدقة واقرأ آية الكرسي إذا بدالك )‪ - 7 .(1‬سن‪ :‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‪ :‬قال أبو ‪ -‬عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬تصدق واخرج أي يوم شئت )‪ - 8 .(2‬ق‪ :‬عوذة العصا‪ :‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم وصلى ال على محمد النبي وآله أئمة الهدى رب نجني من‬
‫القوم الظالمين‪ .‬ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهدينى سواء‬
‫السبيل‪ ،‬كتاب ال كله بين يدي وعن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن‬
‫فوقي ومن تحتي ومحيطا بي‪ ،‬بسم ال الرحمن الرحيم يا موسى أقبل ول‬
‫تخف إنك من المنين حامل كتابي هذا أقبل‪ ،‬ال العظم ياه ياه بال بال‬
‫بال بال بال بال يا منشئ الحساب الثقال وصلى ال على محمد النبي‬
‫وآله‪ - 9 .‬سن‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن ابن خارجة‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان علي بن الحسين عليه السلم‬
‫إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى السلمة من ال عزوجل بما‬
‫تيسر‪ ،‬ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب‪ ،‬وإذا سلمه ال وانصرف‬
‫حمد ال وشكره أيضا بما تيسر له‪ .‬ورواه محمد بن علي‪ ،‬عن علي بن‬
‫حسان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كثير قال‪ :‬كنت عند أبي جعفر عليه السلم إذ‬
‫أتاه رجل من الشيعة ليودعه بالخروج إلى العراق فأخذ أبو جعفر عليه‬
‫السلم بيده ثم حدثه عن أبيه بما كان يصنع‪ ،‬قال‪ :‬فودعه الرجل ومضى‬
‫فأتاه الخبر بأنه قطع عليه فأخبرت بذلك أبا جعفر عليه السلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫سبحان ال أولم أعظه ؟ فقلت بلى‪ ،‬ثم قلت‪ :‬جعلت فداك فإذا أنا فعلت ذلك‬
‫أعتد به من =‬

‫في قصصه ص ‪ ،252‬وفى المطبوعة رمز المحاسن وهو سهو ظاهر‪ ،‬وقد أخرجه‬
‫الصدوق رحمه ال في الفقيه مرسل ج ‪ 2‬ص ‪ 176‬ولفظه كما يأتي عن‬
‫مكارم الخلق تحت الرقم ‪ (2 - 1) .14‬المحاسن من ‪.348‬‬

‫]‪[232‬‬
‫الزكاة ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن إن شئت أن يكون ذلك من الحق المعلوم )‪ - 10 .(1‬سن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة‪ ،‬عن سفيان بن عمر قال‪ :‬كنت‬
‫أنظر في النجوم فأعرفها‪ ،‬وأعرف الطالع‪ ،‬فيدخلني من ذلك ]شئ[ فشكوت‬
‫ذلك إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬إذا وقع في نفسك شئ فتصدق‬
‫على أول مسكين ثم امض فان ال عزوجل يدفع عنك )‪ - 11 .(2‬سن‪ :‬عن‬
‫الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان عن‬
‫أحدهما عليه السلم قال‪ :‬كان أبي إذا خرج يوم الربعا من آخر الشهر أو‬
‫في يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة ثم خرج )‪12 .(3‬‬
‫‪ -‬سن‪ :‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد‬
‫الحميد قال‪ :‬قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬أنا ضامن لمن خرج يريد سفرا‬
‫معتما تحت حنكه‪ ،‬ثلثا‪ :‬ل يصيبه السرق والغرق والحرق )‪ - 13 .(4‬مكا‪:‬‬
‫كان النبي صلى ال عليه وآله ل يفارقة في أسفاره قارورة الدين‪،‬‬
‫والمكحلة والمقراض والمرآة‪ ،‬والمسواك‪ ،‬والمشط‪ ،‬وفي رواية يكون معه‬
‫الخيوط والبرة المخصف والسيور فيخيط ثيابه ويخصف نعله )‪- 14 .(5‬‬
‫مكا‪ :‬عن عبد الرحمن بن الحجاج‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫تصدق واخرج أي يوم شئت‪ .‬عن حماد بن عثمان قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬يكره السفر في شئ من اليام المكروهة‪ ،‬مثل يوم الربعا‬
‫وغيره ؟ فقال‪ :‬افتح سفرك بالصدقة واخرج إذا بدالك‪ ،‬واقرء آية الكرسي‬
‫واحتجم إذا بدالك‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ ،348‬ويعنى بالحق المعلوم ما في قوله تعالى " وفى أموالهم‬
‫حق معلوم للسائل والمحروم "‪ (3 - 2) .‬المحاسن ص ‪(4) .349‬‬
‫المحاسن ص ‪ (5) .373‬مكارم الخلق ص ‪.36‬‬

‫]‪[233‬‬

‫عن ابن أبي عمير )‪ (1‬قال‪ :‬كنت أنظر في النجوم وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك‬
‫شئ فشكوت ذلك إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم فقال‪ :‬إذا‬
‫وقع في نفسك شئ‪ ،‬فتصدق على أول مسكين ثم امض فان ال عزوجل‬
‫يدفع عنك‪ .‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من تصدق بصدقة إذا أصبح‬
‫دفع ال عنه نحس ذلك اليوم‪ .‬من كتاب المحاسن عن عبد ال بن سليمان‬
‫عن أحدهما قال‪ :‬كان أبي عليه السلم إذا خرج يوم الربعا أو في يوم‬
‫يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة ثم خرج‪ .‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان علي بن الحسين إذا أراد‬
‫الخروج إلى بعض أمواله اشترى السلمة من ال عزوجل بما تيسر له‬
‫ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب‪ ،‬وإذا سلمه ال وانصرف حمد ال‬
‫عزوجل وشكره‪ ،‬وتصدق بما تيسر له‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬إذا أردت‬
‫سفرا فاشتر سلمتك من ربك بما طابت به نفسك ثم تخرج ذلك وتقول‪:‬‬
‫اللهم إني اريد سفر كذا وكذا وإني قد اشتريت سلمتي في سفري هذا‬
‫بهذا‪ ،‬وتضعه حيث يصلح‪ ،‬وتفعل مثل ذلك إذا وصلت شكرا‪ .‬من كتاب‬
‫الفردوس عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أيعجز أحدكم أن يتخذ في يده عصا في أسفله عكاز )‪ (2‬يدعم عليها إذا‬
‫أعيى‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬هكذا في المصدر‪ ،‬ولعله نقل عن الفقيه كما تراه في ج ‪ 2‬ص ‪ 175‬وهكذا نقله‬
‫ابن طاوس في فرج المهموم ص ‪ 123‬نقل عن الفقيه‪ ،‬وعن كتاب‬
‫التجمل عن محمد بن أذينة عن ابن أبى عمير‪ ،‬ثم استدل على جواز العمل‬
‫بالنجوم وقال‪ :‬لو لم يكن في الشيعة عارفا بالنجوم ال محمد بن أبى‬
‫عمير لكان حجة في صحتها واباحتها لنه من خواص الئمة عليهم‬
‫السلم ولكن الظاهر أن الصحيح من السند ما نقله البرقى في المحاسن‬
‫كما مر تحت الرقم ‪ 10‬فل حجة‪ (2) .‬العكاز بالضم والتشديد وهكذا‬
‫العكازة كتفاح وتفاحة‪ :‬هي الحديدة المسنونة =‬

‫]‪[234‬‬

‫يجش بها الماء )‪ (1‬ويميط بها الذى عن الطريق ويقتل بها الهوام‪ ،‬ويقاتل بها‬
‫السباع ويتخذها قبلة بأرض فلة‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬حمل العصا علمة المؤمن‪ ،‬وسنة النبياء عليهم‬
‫السلم‪ .‬عن ام سلمة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬المشي مع‬
‫العصا من التواضع ويكتب له بكل خطوة ألف حسنة ويرفع له ألف درجة‪.‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من خرج في سفر ومعه عصا لوز مر‬
‫وتل هذه الية " ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء‬
‫السبيل " إلى قوله " وال على ما نقول وكيل " آمنه ال من كل سبع‬
‫ضار‪ ،‬ومن كل لص عاد‪ ،‬ومن كل دات حمة )‪ (2‬حتى يرجع إلى أهله‬
‫ومنزله‪ ،‬وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع‬
‫ويضعها‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬حمل‬
‫العصا ينفي الفقر ول يجاوره شيطان‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬من أراد أن‬
‫تطوى له الرض فليتخذ النقد من العصا‪ ،‬والنقد عصا لوز مر‪ .‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬تعصوا فانها من سنن إخواني النبيين وكانت بنو إسرائيل الصغار‬
‫والكبار يمشون على العصا حتى ل يختالوا في مشيتهم )‪ - 15 .(3‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا خرج أحدكم في سفر‬
‫فليقل‪ " :‬اللهم أنت الصاحب في السفر‪ ،‬والحامل على الظهر‪ ،‬والخليفة في‬
‫كنصل السهم تنصب في أسفل الرمح ليسهل تعكيزه وتركيزه في الرض‪ ،‬وتجعل‬
‫في أسفل العصا لئل يزلق بصاحبها ويقال لها الزج أيضا‪ ،‬ومنه قول‬
‫الفيروز آبادى‪ :‬عكز الرمح تعكيزا‪ " :‬أثبت فيه العكاز "‪ .‬ثم غلب لفظ‬
‫العكاز والعكازة على العصا إذا كانت ذات زج كما فسرهما اللغويون ومنه‬
‫قول صاحب القرب العكاز‪ :‬عصا ذات زج في أسفلها يتوكأ عليها الرجل‬
‫والعكازة‪ :‬العكاز وهى اخص منه‪ (1) .‬أي يستخرجه‪ ،‬من حبش الباكى‬
‫دمعه‪ :‬امتراه‪ (2) .‬الحمة‪ :‬السم أوهى ابرة الحيوانات اللساعة‪(3) .‬‬
‫مكارم الخلق ص ‪.280 - 278‬‬

‫]‪[235‬‬

‫الهل والمال والولد " وإذا نزلتم منزل فقولوا " اللهم أنزلنا منزل مباركا وأنت‬
‫خير المنزلين " )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬من ضل منكم في سفر أو خاف‬
‫على نفسه فليناد‪ :‬يا صالح أغثني فان في إخوانكم من الجن جنيا يسمى‬
‫صالحا يسبح في البلد لمكانكم محتبسا نفسه لكم‪ ،‬فإذا سمع الصوت أجاب‬
‫وأرشد الضال منكم وحبس عليه دابته‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬من خاف منكم‬
‫السد على نفسه وغنمه فليخط عليها خطة وليقل‪ " :‬اللهم رب دانيال‬
‫والجب ورب كل أسد مستأسد‪ ،‬احفظني واحفظ غنمي "‪ .‬ومن خالف منكم‬
‫العقرب فليقرء هذه اليات " سلم على نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي‬
‫المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين " )‪ - 16 .(2‬ب‪ :‬عن علي بن جعفر‬
‫قال‪ :‬أتى أخي موسى عليه السلم رجل فقال له‪ :‬جعلت فداك اريد وجه كذا‬
‫وكذا فعلمني استخارة إن كان ذلك الوجه خيرة أن ييسره ال لي وإن كان‬
‫شرا صرفه ال عني‪ ،‬فقال له‪ :‬ويجب أن تخرج في ذلك الوجه ؟ قال له‬
‫الرجل‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ " :‬اللهم قدر لي كذا وكذا واجعله خيرا لي فانك تقدر‬
‫على ذلك " )‪ - 17 .(3‬ضا‪ :‬إذا أردت سفرا فاجمع أهلك وصل ركعتين‬
‫وقل‪ " :‬اللهم إني استودعك ديني ونفسي وأهلي وولدي وعيالي "‪- 18 .‬‬
‫مكا‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا سافر يحمل مع نفسه المشط‬
‫والسواك والمكحلة )‪ - 19 .(4‬طا‪ :‬روي أن النسان يستحب له إذا أراد‬
‫السفر أن يغتسل ويقول عند الغسل‪ " :‬بسم ال وبال ول حول ول قوة إل‬
‫بال وعلى ملة رسول ال والصادقين عن ال صلوات ال عليهم أجمعين‬
‫اللهم طهر قلبي واشرح به صدري‪ ،‬ونور به قبري‪ ،‬اللهم اجعله لي نورا‬
‫وطهورا وحرزا وشفاء من كل داء وآفة وعاهة‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .168‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .160 - 159‬قرب السناد‬
‫ص ‪ (4) .165‬مكارم الخلق ص ‪.288‬‬
‫]‪[236‬‬

‫وسوء مما أخاف وأحذر‪ ،‬وطهر قلبي وجوارحي وعظامي ودمي وشعري وبشري‬
‫ومخي وعصبي وما أقلت الرض مني اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي‬
‫وفقري وفاقتي إليك يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير " )‪- 20 .(1‬‬
‫طا‪ :‬مما رأيناه في المنقول أنه يقال عند الصدقة قبل السفر‪ :‬اللهم إني‬
‫اشتريت بهذه الصدقة سلمتي وسلمة سفري وما معي فسلمني وسلم ما‬
‫معي وبلغني وبلغ ما معي ببلغك الحسن والجميل " ويقول أيضا بعد‬
‫الصدقة من المنقول‪ " :‬ل إله إل ال الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال العلى‬
‫العظيم سبحان ال رب السماوات السبع‪ ،‬ورب الرضين السبع‪ ،‬وما فيهن‬
‫وما بينهن‪ ،‬ورب العرش العظيم وسلم على المرسلين والحمد ل رب‬
‫العالمين وصلى ال على محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم كن لي جارا‬
‫من كل جبار عنيد‪ ،‬ومن كل شيطان مريد‪ ،‬بسم ال دخلت وبسم ال خرجت‬
‫اللهم إني اقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم ال وما شاء ال في سفري‬
‫هذا ذكرته أم نسيته‪ ،‬اللهم أنت المستعان على المور كلها وأنت الصاحب‬
‫في السفر والخليفة في الهل اللهم هون علينا سفرنا‪ ،‬واطولنا الرض‪،‬‬
‫وسيرنا فيها بطاعتك وطاعة رسولك‪ ،‬اللهم أصلح لنا ظهرنا‪ ،‬وبارك لنا في‬
‫ما رزقنا‪ ،‬وقنا عذاب النار‪ ،‬اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة‬
‫المنقلب وسوء المنظر في الهل والمال الولد‪ ،‬اللهم أنت عضدي وناصري‬
‫اللهم اقطع عني بعده ومشقته واصحبني واخلفني في أهلي بخير‪ ،‬ول حول‬
‫ول قوة إل بال العلى العظيم "‪ .‬فإذا أراد الخروج يصلي ركعتين‪ ،‬يقرأ في‬
‫الولى الحمد مرة وقل هو ال أحد مرة‪ ،‬وفي الثانية الحمد مرة وإنا أنزلناه‬
‫في ليلة القدر مرة وربما قرء سورة الفتح أو بعضها مع ما يقرء في‬
‫الولى وسورة النصر مع ما يقرأه في الثانية ويقنت بالدعاء للسلمة‪ ،‬فإذا‬
‫فرغ سبح تسبيح الزهراء عليها السلم ودعا بهذه الدعية المنقولة "‬
‫اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن كان مني‬
‫بسبيل اليمان الشاهد منهم والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا‪ ،‬اللهم‬
‫اجمعنا في‬

‫)‪ (1‬أمان الخطار ص ‪.20‬‬

‫]‪[237‬‬

‫رحمتك ول تسلبنا فضلك إنا إليك راغبون اللهم إنا نعوذبك من وعثاء السفر‪ ،‬وكآبة‬
‫المنقلب‪ ،‬وسوء المنظر في الهل والمال والولد في الدنيا والخرة اللهم‬
‫إني أتوجه إليك هذا التوجه طلبا لمرضاتك‪ ،‬وتقربا إليك اللهم فبلغني ما‬
‫اؤمله وأرجوه فيك وفي أوليائك يا أرحم الراحمين "‪ .‬وإن شئت فقل أيضا‬
‫" اللهم خرجت في وجهي هذا بل ثقة مني لغيرك‪ ،‬ول رجاء يأوي بي إل‬
‫إليك‪ ،‬ول قوة أتكل عليها‪ ،‬ول حيلة ألجأ إليها إل طلب رضاك وابتغاء‬
‫رحمتك‪ ،‬وتعرضا لثوابك‪ ،‬وسكونا إلى حسن عائدتك‪ ،‬وأنت أعلم بما سبق‬
‫لي في علمك في وجهي مما أحب وأكره اللهم فاصرف عني مقادير كل‬
‫بلء ومقضي كل لواء‪ ،‬وابسط علي كنفا من رحمتك‪ ،‬ولطفا من عفوك‪،‬‬
‫وسعة من رزقك‪ ،‬وتماما من نعمتك‪ ،‬وجماعا من معافاتك‪ ،‬ووفق لي فيه يا‬
‫رب جميعا قضائك على موافقة هواي‪ ،‬وحقيقة آمالي‪ ،‬وادفع عني ما أحذر‬
‫وما ل أحذر على نفسي مما أنت أعلم به مني‪ ،‬واجعل ذلك خيرا لي‬
‫لخرتي ودنياي‪ ،‬مع ما أسئلك أن تخلفني فيمن خلفت ورائي من ولدي‬
‫وأهلي ومالي وإخواني وجميع حزانتي بأفضل ما تخلف به غائبا من‬
‫المؤمنين في تحصين كل عورة وحفظ كل محذور‪ ،‬وصرف كل مكروه‪،‬‬
‫وكمال ما يجمع لي به الرضا والسرور في الدنيا والخرة ثم ارزقني ذكرك‬
‫وشكرك وطاعتك وعبادتك حتى ترضى وبعد الرضا اللهم إني أستودعك‬
‫اليوم ديني ونفسي ومالي وأهلي وذريتي وجميع إخواني اللهم احفظ‬
‫الشاهد منا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك ول‬
‫تسلبنا نعمتك‪ ،‬ول تغير ما بنا من نعمة وعافية وفضل "‪ .‬وروي أنك إذا‬
‫أردت التوجه في وقت يكره فيه السفر فقدم أمام توجهك قراءة الحمد‬
‫والمعوذتين وآية الكرسي وسورة القدر وآخر آل عمران من قوله تعالى "‬
‫إن في خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب‬
‫* الذين يذكرون ال قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق‬
‫السماوات والرض ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار *‬
‫ربنا إنك من تدخل‬

‫]‪[238‬‬

‫النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار * ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي لليمان أن‬
‫آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع البرار‬
‫* ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ول تخزنا يوم القيامة إنك ل تخلف‬
‫الميعاد * فاستجاب لهم ربهم أني ل أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو‬
‫انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم واذوا في‬
‫سبيلي وقاتلوا وقتلوا لكفرن عنهم سيئاتهم ولدخلنهم جنات تجري من‬
‫تحتها النهار ثوابا من عند ال وال عنده حسن الثواب * ل يغرنك تقلب‬
‫الذين كفروا في البلد متاع قليل مأويهم جهنم وبئس المهاد * لكن الذين‬
‫اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها نزل من عند‬
‫ال وما عند ال خير للبرار * وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بال وما‬
‫انزل إليكم وما انزل إليهم خاشعين ل ل يشترون بآيات ال ثمنا قليل اولئك‬
‫لهم أجرهم عند ربهم إن ال سريع الحساب * يا أيها الذين آمنوا اصبروا‬
‫وصابروا ورابطوا واتقوا ال لعلكم تفلحون "‪ .‬ثم قل‪ " :‬اللهم بك يصول‬
‫الصائل‪ ،‬وبك يطول الطائل‪ ،‬ول حول لكل ذي حول إل بك‪ ،‬ول قوة بمثارها‬
‫ذو القوة إل منك‪ ،‬وأسئلك بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريتك‪ ،‬محمد‬
‫نبيك‪ ،‬وعترته وسللته‪ ،‬عليهم السلم صل عليه وعليهم‪ ،‬واكفني شر هذا‬
‫اليوم وضره‪ ،‬وارزقني خيره ويمنه‪ ،‬واقض لي في منصر في بحسن‬
‫العافية وبلوغ المحبة والظفر بالمنية‪ ،‬وكفاية الطاغية الغوية وكل ذي‬
‫قدرة لي على أذية‪ ،‬حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلء ونقمة‬
‫وأبدلني فيه من المخلوق أمنا ومن العوائق فيه يسرا حتى ل يصدني صاد‬
‫عن المراد‪ ،‬ول يحل لي طارق أذى العباد‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ ،‬والمور‬
‫إليك تصير‪ ،‬يا من ليس كمثله شئ‪ ،‬وهو السميع البصير "‪ .‬رواية اخرى‬
‫بالصلة عند توديع العيال بأربع ركعات وابتهال كنا ذكرنا هذه الرواية في‬
‫الجزء الثاني من كتاب التراجم فيما نذكره عن الحاكم باسناده قال‪ :‬جاء‬
‫رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬إني اريد سفرا وقد كتبت وصيتي‬
‫فالى‬

‫]‪[239‬‬

‫أي الثلث تأمرني أن أدفع‪ :‬إلى أبي أو ابني أو أخي ؟ فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ما استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شد ثياب سفره خيرا من‬
‫أربع ركعات يضعهن في بيته‪ ،‬يقرء في كل ركعة منهن بفاتحة الكتاب‪ ،‬وقل‬
‫هو ال أحد ويقول‪ :‬اللهم إني أتقرب بهن إليك فاجعلهن خليفتي في أهلي‬
‫ومالي‪ ،‬وهو خليفته في أهله‪ ،‬وماله‪ ،‬وداره وبعد دخول داره حتى يرجع‬
‫إلى أهله )‪ - 21 .(1‬طا‪ :‬ذكر صاحب عوارف المعارف حديثا أسنده أن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله كان إذا سافر حمل معه خمسة أشياء‪ :‬المرآة‪،‬‬
‫والمكحلة‪ ،‬والمذرى‪ ،‬والسواك‪ ،‬والمشط وفي رواية اخرى والمقراض )‬
‫‪ .(2‬إذا توجهت إلى السفر فقل ثلث مرات‪ " :‬بال أخرج‪ ،‬وبال أدخل‪،‬‬
‫وعلى ال أتوكل‪ ،‬اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير‪ ،‬واختم لي بخير‪،‬‬
‫وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " فان‬
‫من قاله بالخلص يوشك أن يكون من أهل الختصاص‪ ،‬وهو داخل في‬
‫ضمان السلمة من الندامة‪ .‬فإذا وصلت إلى باب دارك فقل‪ :‬ما رويناه‬
‫باسنادنا إلى صباح الحذاء قال‪ :‬سمعت موسى بن جعفر عليه السلم يقول‪:‬‬
‫لو كان الرجل منكم إذا أراد سفرا قام على باب داره تلقاء الوجه الذي‬
‫يتوجه إليه فقرأ فاتحة الكتاب أمامه وعن يمينه وعن شماله‪ ،‬وآية‬
‫الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله‪ ،‬ثم قال‪ " :‬اللهم احفظني واحفظ ما‬
‫معي‪ ،‬وسلمني وسلم ما معي‪ ،‬وبلغني وبلغ ما معي ببلغك الحسن "‬
‫لحفظه ال وحفظ ما معه وسلمه وسلم ما معه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا صباح أما رأيت‬
‫الرجل يحفظ ول يحفظ ما معه‪ ،‬ويسلم ول يسلم ما معه‪ ،‬ويبلغ ول يبلغ ما‬
‫معه‪ ،‬قلت‪:‬‬

‫)‪ (1‬أمان الخطار ص ‪ (2) .30‬امان الخطار ص ‪ ،41‬والمدرى بالمهملة‪ :‬المشط‪،‬‬


‫وبالمعجمة كما في هذا المورد‪ :‬خشبة ذات أطراف كالصابع يذرى بها‬
‫الطعام وتنقى بها الكداس‪ ،‬ويقال له بالفارسية‪ :‬چار شاخ والكلمة إذا لم‬
‫تكن مصحفة من " المدية " وهى الشفرة‪ ،‬امكن تطبيقها على ما هو‬
‫المعروف اليوم به " چنگال " عند الفرس‪ ،‬فتأمل‪.‬‬

‫]‪[240‬‬

‫بلى جعلت فداك‪ .‬أقول‪ :‬وروينا باسنادنا إلى علي بن أسباط‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل‪ " :‬بسم‬
‫ال آمنت بال توكلت على ال ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال " فتلقاه‬
‫الشياطين فتضرب الملئكة وجوهها وتقول‪ :‬ما سبيلكم عليه‪ ،‬وقد سمى‬
‫ال وآمن به وتوكل عليه‪ ،‬وقال‪ :‬ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وروينا باسنادنا عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي خديجة‬
‫قال‪ :‬قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم إذا خرج يقول‪ " :‬اللهم خرجت‬
‫إليك ولك أسلمت وبك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت اللهم بارك لي في‬
‫يومي هذا وارزقني قوته ونصره وفتحه وظهوره وهداه وبركته‪ ،‬واصرف‬
‫عني شره وشر ما فيه بسم ال وال أكبر والحمد ل رب العالمين اللهم‬
‫إني خرجت فبارك لي في خروجي وانفعني به وإذا دخل منزله قال مثل‬
‫ذلك‪ .‬أقول‪ :‬روينا باسنادنا عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫من قال حين يخرج من باب داره‪ " :‬أعوذ بما عاذت به ملئكة ال من شر‬
‫هذا اليوم الجديد الذي إذا غابت شمسه لم يعد‪ ،‬من شر نفسي ومن شر‬
‫غيري ومن شر الشياطين ومن شر من نصب لولياء ال ومن شر الجن‬
‫والنس‪ ،‬ومن شر السباع والهوام وشر ركوب المحارم كلها‪ ،‬أجير نفسي‬
‫بال‪ ،‬من كل سوء " إل غفر ال له‪ ،‬وتاب عليه وكفاه المهم وحجزه عن‬
‫السوء وعصمه من الشر‪ .‬أقول‪ :‬وروينا باسنادنا إلى معاوية بن عمار‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا خرجت من منزلك فقل‪ " :‬بسم ال‬
‫توكلت على ال ل حول ول قوة إل بال اللهم إني أسئلك خير ما خرجت له‬
‫أعوذ بك من شر ما خرجت له اللهم أوسع على ]من فضلك وأتمم علي[‬
‫نعمتك واستعملني في طاعتك‪ ،‬واجعل رغبتي فيما عندك‪ ،‬وتوفني على‬
‫ملتك وملة رسولك صلى ال عليه وآله "‪ .‬أقول‪ :‬وفي حديث آخر عن‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر عليه السلم من قال‬
‫]‪[241‬‬

‫حين يخرج من منزله‪ " :‬بسم ال حسبي ال توكلت على ال اللهم إني أسئلك خير‬
‫اموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الخرة " كفاه ال ما أهمه‬
‫من أمر دنياه وآخرته‪ .‬أقول‪ :‬وروي أنه إذا وقف على باب داره سبح‬
‫تسبيح الزهراء عليها السلم وقرء الحمد وآية الكرسي كما قدمناه وقال‪:‬‬
‫" اللهم إليك وجهت وجهي وعليك خلفت أهلي ومالي وما خولتني وقد‬
‫وثقت بك فل تخيبني يا من ل يخيب من أراده‪ ،‬ول يضيع من حفظه‪ ،‬اللهم‬
‫صل على محمد وآل محمد واحفظني فيما غبت عنه‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي‬
‫يا أرحم الراحمين‪ ،‬اللهم بلغني ما توجهت له‪ ،‬وسبب لي المراد‪ ،‬وسخر لي‬
‫عبادك وبلدك‪ ،‬وارزقني زيارة نبيك ووليك أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫والئمة من ولده وجميع أهل بيته عليه وعليهم السلم‪ ،‬ومدني منك‬
‫بالمعونة في جمع أحوالي‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي‪ ،‬ول إلى غيري‪ ،‬فأكل‬
‫وأعطب‪ ،‬وزودني التقوى‪ ،‬واغفر لي في الخرة والولى‪ ،‬اللهم اجعلني‬
‫أوجه من توجه إليك‪ .‬ويقول أيضا‪ " :‬بسم ال وبال وتوكلت على ال‬
‫واستعنت بال‪ ،‬وألجأت ظهري إلى ال‪ ،‬وفوضت أمري إلى ال‪ ،‬رب آمنت‬
‫بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت‪ ،‬لنه ل يأتي بالخير إلهي إل أنت‪،‬‬
‫ول يصرف السوء إل أنت عز جارك‪ ،‬وجل ثناؤك‪ ،‬وتقدست أسماؤك‪،‬‬
‫وعظمت آلؤك‪ ،‬ول إله غيرك " فقد روي أن من خرج من منزله مصبحا‬
‫ودعا بهذا الدعاء لم يطرقه بلء حتى يمسي ويؤب إلى منزله‪ ،‬وكذلك من‬
‫خرج في المساء ودعا به لم يطرقه بلء حتى يصبح ويؤب إلى منزله‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وقد اقتصرنا على بعض ما رويناه في هذه الحالة فقل‪ :‬منه ما يحمله‬
‫حالك ووقتك‪ ،‬فالناس تختلف حالهم في الهتمام والهمال‪ - 22 .‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬ضمنت لمن خرج من بيته معتما أن‬
‫يرجع إليهم ]سالما[‪.‬‬

‫]‪[242‬‬

‫وعن النبي صلى ال عليه وآله عن جبرئيل عليه السلم من أراد سفرا فأخذ‬
‫بعضادتي باب منزله فقرأ إحدى عشر مرة قل هو ال أحد‪ ،‬كان ال له‬
‫حارسا حتى يرجع‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا ركب الرجل الدابة‬
‫فسمى ال ردفه ملك يحفظه حتى ينزله‪ ،‬فان ركب ولم يسم ردفه شيطان‪.‬‬
‫وقال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا أردت سفرا فل تضع رجلك في الركاب حتى‬
‫تقدم بين يديك صدقة قل أم كثر قال المعلى بن خنيس قلت‪ :‬يا ابن رسول‬
‫ال كم القليل وكم الكثير ؟ قال‪ :‬ما بين الرغيف فصاعدا‪ ،‬وكلما أكثرت‬
‫صدقتك كان أقصى لحاجتك‪ .‬وقالوا عليهم السلم‪ :‬إذا أردت سفرا فتوضأ‬
‫وضوء الصلة‪ ،‬واجمع أهلك‪ ،‬وصل ركعتين‪ ،‬فإذا سلمت فقل‪ " :‬اللهم إني‬
‫أستودعك الساعة نفسي وأهلي اللهم أنت الصاحب وأنت الخليفة " وإذا‬
‫وضعت رجلك على بابك فقل‪ " :‬بسم ال آمنت بال توكلت على ال ما شاء‬
‫ال ل قوة إل بال "‪ - 23 .‬نهج‪ :‬من كلم له عليه السلم عند عزمه على‬
‫المسير إلى الشام " اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر‪ ،‬وكآبة المنقلب‪،‬‬
‫وسوء المنظر في النفس والهل والمال والولد اللهم أنت الصاحب في‬
‫السفر‪ ،‬وأنت الخليفة في الهل‪ ،‬ل يجمعهما غيرك‪ ،‬لن المستخلف ل يكون‬
‫مستصحبا‪ ،‬والمستصحب ل يكون مستخلفا "‪ .‬قال السيد رضي ال عنه‪:‬‬
‫وابتداء هذا الكلم مروي عن رسول ال صلى ال عليه وآله وقد قفاه عليه‬
‫السلم بأبلغ كلم وتممه بأحسن تمام من قوله‪ :‬ل يجمعهما غيرك إلى آخر‬
‫الفصل )‪ - 24 .(1‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا خرج‬
‫أحدكم في سفر فليقل‪ " :‬اللهم أنت الصاحب في السفر‪ ،‬والحامل على‬
‫الظهر‪ ،‬والخليفة في الهل والمال والولد " وإذا نزلتم منزل فقولوا‪" :‬‬
‫اللهم أنزلنا منزل مباركا وأنت خير المنزلين " )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة الرقم ‪ 46‬من الخطب‪ (2) .‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.168‬‬

‫]‪[243‬‬

‫وقال عليه السلم‪ :‬من ضل منكم في سفر أو خاف على نفسه فليناد‪ :‬يا صالح‬
‫أغثني فان في إخوانكم من الجن جنيا يسمى صالح يسيح في البلد لمكانكم‬
‫محتسبا نفسه لكم فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضال منكم وحبس عليه‬
‫دابته )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬من خاف منكم الغرق فليقرأ " بسم ال‬
‫مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم بسم ال الملك الحق ما قدروا ال‬
‫حق قدره‪ ،‬والرض جميعا قبضته يوم القيامة‪ ،‬والسماوات مطويات‬
‫بيمينه‪ ،‬سبحانه وتعالى عما يشركون " )‪ - 25 .(2‬ب‪ :‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن ابن أسباط قال‪ :‬قلت لبي الحسن عليه السلم‪ :‬ما ترى أخرج برا أو‬
‫بحرا‪ ،‬فان طريقنا مخوف شديد الخطر ؟ قال‪ :‬اخرج برا ثم قال‪ :‬ول عليك‬
‫أن تأتي مسجدا رسول ال صلى ال عليه وآله فتصلي ركعتين في غير‬
‫وقت فريضة‪ ،‬ثم تستخير ال مائة مرة‪ ،‬فان خرج لك على البحر فقل الذي‬
‫قال ال تبارك وتعالى‪ " :‬اركبوا فيها بسم ال مجريها ومرسيها إن ربي‬
‫لغفور رحيم " )‪ (3‬فان اضطرب فقل‪ " :‬بسم ال اسكن بسكينة ال وقر‬
‫بوقار ال‪ ،‬واهدأ باذن ال ول حول ول قوة إل باذن ال " ]كذا[‪ .‬قلنا له‪:‬‬
‫أصلحك ال ما السكينة ؟ قال‪ :‬ريح تخرج من الجنة‪ ،‬لها صورة كصورة‬
‫النسان‪ ،‬ورائحة طيبة‪ ،‬وهي التي أنزلت على إبراهيم صلوات ال عليه‬
‫فأقبلت تدور حول أركان البيت‪ ،‬وهو يضع الساطين‪ ،‬قلنا‪ :‬هي من التي‬
‫قال‪ " :‬فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله‬
‫الملئكة ؟ " )‪ (4‬قال‪ :‬تلك السكينة كانت في التابوت‪ ،‬وكانت فيها طست‬
‫يغسل فيها قلوب النبياء وكانت التابوت يدور في بني إسرائيل مع النبياء‬
‫عليهم السلم ثم أقبل علينا فقال‪ :‬فما تابوتكم ؟ قلنا‪ :‬السلح‪ ،‬قال‪ :‬صدقتم‬
‫هو تابوتكم‪ .‬ثم قال‪ :‬فان خرجت برا فقل الذي قال ال‪ " :‬سبحان الذي‬
‫سخر لنا‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .159‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .160‬هود‪(4) .41 :‬‬
‫البقرة‪(*) .248 :‬‬

‫]‪[244‬‬

‫هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " قانه ليس عبد يقول )‪ (1‬عند‬
‫ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيضره شئ باذن ال‪ ،‬وقال‪ :‬فإذا خرجت من‬
‫منزلك فقل‪ " :‬بسم ال آمنت بال‪ ،‬توكلت على ال ل حول ول قوة إل بال‬
‫" فان الملئكة تضرب وجوه الشياطين‪ ،‬وتقول‪ :‬قد سمى ال وآمن بال‬
‫وتوكل على ال وقال‪ :‬ل حول ول قوة إل بال )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى الخبر‬
‫في باب الداب )‪ (3‬برواية علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه عن ابن أسباط وفيه‬
‫فإذا عزمت على شئ وركبت البر فإذا استويت على راحلتك فقل‪ " :‬سبحان‬
‫الذي " الخ وإن ركبت بحرا فقل حين تركب " بسم ال مجراها ومرسيها‬
‫" فإذا ضربت بك المواج فاتك على يسارك وأشر إلى الموج بيدك وقل‪" :‬‬
‫اسكن بسكينة ال‪ ،‬وقر بقرار ال‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال "‪ .‬قال ابن‬
‫أسباط‪ :‬فركبت البحر وكان إذا هاج الموج قلت كما أمرني أبو الحسن عليه‬
‫السلم فيتنفس الموج ول يصيبنا منه شئ )‪ - 26 .(4‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪،‬‬
‫عن محمد بن سعيد‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من هبط واديا فقال‪ " :‬ل إله إل ال وال أكبر‬
‫" مل ال الوادي حسنات‪ ،‬فليعظم الوادي بعدا وليصغر )‪ - 27 .(5‬سن‪:‬‬
‫عن النوفلي باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما استخلف‬
‫رجل على أهله بخلفة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى‬
‫سفره يقول‪ " :‬اللهم إني أستودعك نفي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي‬
‫وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي " إل أعطاه ال ما سأل )‪ - 28 .(6‬سن‪:‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن الحارث بن محمد‪ ،‬عن أبي جعفر الحول عن بريد‬
‫بن معاوية قال‪ :‬كان أبو جعفر عليه السلم إذا أراد سفرا جمع عياله في‬
‫بيت ثم‬
‫)‪ (1‬الزخرف‪ (2) .13 :‬قرب السناد ص ‪ (3) .218‬بل ياتي في الباب ‪ 50‬باب‬
‫آداب السير تحت الرقم‪ (4) .4 :‬تفسير القمى ج ‪ 2‬ص ‪(5) .608‬‬
‫المحاسن ص ‪ (6) .33‬المحاسن ص ‪.349‬‬

‫]‪[245‬‬

‫قال‪ " :‬اللهم إني أستودعك الغداة نفسي ومالي وذريتي ودنياي وأهلي وولدي‬
‫والشاهد منا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك‬
‫اللهم ل تسلبنا نعمتك‪ ،‬ول تغير ما بنا من عافيتك وفضلك " )‪- 29 .(1‬‬
‫سن عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن الصباح الحذاء‪ :‬قال‪ :‬سمعت أبا الحسن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم يقول‪ :‬لو كان الرجل منكم إذا أراد سفرا قام‬
‫على باب داره تلقاء وجهه الذي يتوجه له‪ ،‬فقرأ فاتحة الكتاب أمامه وعن‬
‫يمينه وعن شماله وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ثم قال‪:‬‬
‫اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي‪ ،‬وبلغني وبلغ ما معي‬
‫ببلغك الحسن الجميل " لحفظه ال وحفظ ما عليه وحفظ ما معه وسلمه‬
‫ال وسلم ما معه وبلغه ال وبلغ ما معه قال‪ :‬ثم قال لي‪ :‬يا صباح أما رأيت‬
‫الرجل يحفظ ول يحفظ ما معه‪ ،‬ويبلغ ول يبلغ ما معه ؟ قلت‪ :‬بلى جعلت‬
‫فداك )‪ - 30 .(2‬سن‪ :‬عن الحسن بن الحسين أو غيره‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان رفعه قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم إذا أراد سفرا قال‪ " :‬اللهم‬
‫خل سبيلنا وأحسن تسييرنا وأعظم عافيتنا " )‪ - 31 .(3‬سن‪ :‬عن عدة من‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪:‬‬
‫إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل‪ " :‬بسم ال آمنت بال‪ ،‬توكلت‬
‫على ال‪ ،‬وما شاء ال ول حول ول قوة إل بال " فيلقاك الشيطان فتضرب‬
‫الملئكة وجوهها وتقول‪ :‬ما سبيلكم عليه وقد سمى ال وآمن به وتوكل‬
‫على ال وقال‪ :‬ما شاء ال ل قوة إل بال‪ .‬ورواه ابن فضال‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن الجهم‪ ،‬عن الرضا عليه السلم إل أنه قال ل حول ول قوة إل بال )‪.(4‬‬
‫‪ - 32‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن حذيفة بن منصور قال‪:‬‬
‫صحبت أبا عبد ال عليه السلم وهو متوجه إلى مكة فلما صلى قال‪" :‬‬
‫اللهم خل سبيلنا وأحسن‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ص ‪.350‬‬

‫]‪[246‬‬

‫تسييرنا وأحسن عافيتنا " وكلما صعد إلى أكمة قال‪ " :‬اللهم لك الشرف على كل‬
‫شرف " )‪ - 33 .(1‬سن‪ :‬عن ابن يزيد رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬والذي نفس أبي القاسم بيده ما‬
‫أهل مهلل ول كبر مكبر عند شرف من الشراف إل أهل ما بين يديه وكبر‬
‫ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتى يقطع منقطع التراب )‪ - 34 .(2‬سن‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي خديجة عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أتى أخوان رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪:‬‬
‫إنا نريد الشام في تجارة فعلمنا ما نقول‪ :‬قال‪ :‬نعم إذا أويتما إلى المنزل‬
‫فصليتما العشاء الخرة‪ ،‬فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلة‬
‫فليسبح تسبيح فاطمة عليها السلم ثم ليقرء آية الكرسي‪ ،‬فانه محفوظ من‬
‫كل شئ حتى يصبح‪ .‬وإن لصوما تبعوهم حتى إذا نزل بعثوا غلما لهم‬
‫لينظر كيف حالهما ؟ ناما أم مستيقظين‪ ،‬فانتهى الغلم إليهما وقد وضع‬
‫أحدهما جنبه على فراشه وقرء آية الكرسي وسبح تسبيح فاطمة عليها‬
‫السلم قال‪ :‬فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلم فطاف بهما فكلما دار‬
‫لم ير إل حائطين مبنيين‪] ،‬فرجع إلى أصحابه فقال ل وال ما رأيت إل‬
‫حائطين مبنيين[ فقالوا له‪ :‬أخزاك ال لقد كذبت بل ضعفت وجبنت‪ ،‬فقاموا‬
‫فنظروا فلم يجدوا إل حائطين‪ ،‬فداروا بالحائطين فلم يسمعوا ولم يروا‬
‫إنسانا‪ ،‬فانصرفوا إلى منازلهم فلما كان من الغد جاؤا إليهم فقالوا‪ :‬أين‬
‫كنتم ؟ فقال‪ :‬ما كنا إل ههنا وما برحنا‪ ،‬فقالوا‪ :‬وال لقد جئنا وما رأينا إل‬
‫حائطين مبنيين‪ ،‬فحدثونا ما قصتكم ؟ قالوا‪ :‬إنا أتينا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله فسألناه أن يعلمنا فعلمنا آية الكرسي وتسبيح فاطمة عليها‬
‫السلم‪ ،‬فقلنا‪ ،‬فقالوا‪ :‬انطلقوا ل وال ما نتبعكم أبدا ول يقدر عليكم لص‬
‫أبدا بعد هذا الكلم )‪ - 35 .(3‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبيد ال بن الحسين‬
‫الزرندي‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا ضللت في الطريق فناد‪ :‬يا صالح‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن ص ‪ (3) .353‬المحاسن ص ‪.368‬‬

‫]‪[247‬‬

‫يا با صالح أرشدونا إلى الطريق رحمكم ال‪ ،‬قال عبيد ال‪ :‬فأصابنا ذلك فأمرنا‬
‫بعض من معنا أن يتنحى وينادي كذلك قال‪ :‬فتنحى فنادى ثم أتانا فأخبرنا‬
‫أنه سمع صوتا يرد دقيقا يقول‪ :‬الطريق يمنة أو قال‪ :‬يسرة‪ ،‬فوجدناه كما‬
‫قال‪ .‬وحدثني به أبي أنهم حادوا عن الطريق بالبادية‪ ،‬ففعلنا فأرشدونا‬
‫وقال صاحبنا‪ :‬سمعت صوتا دقيقا يقول‪ :‬الطريق يمنة‪ ،‬فما سرنا إل قليل‬
‫حتى عارضنا الطريق )‪ - 36 .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أبي القاسم‪،‬‬
‫عن علي بن سليمان بن رشيد عن علي بن الحسين القلنسي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سنان‪ ،‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬ضللنا سنة من السنين‪ ،‬ونحن في طريق‬
‫مكة‪ ،‬فأقمنا ثلثة أيام نطلب الطريق فلم نجده فلما أن كان في اليوم الثالث‬
‫وقد نفد ما كان معنا من الماء‪ ،‬عمدنا إلى ما كان معنا من ثياب الحرام‬
‫ومن الحنوط‪ ،‬فتحنطنا وتكفنا بازار إحرامنا فقام رجل من أصحابنا فنادى‪:‬‬
‫" يا صالح يا أبا الحسين " فأجابه مجيب من بعد‪ ،‬فقلنا له‪ :‬من أنت‬
‫يرحمك ال ؟ فقال‪ :‬أنا من النفر الذين قال ال عزوجل في كتابه‪ " :‬وإذ‬
‫صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " إلى آخر الية‪ ،‬ولم يبق‬
‫منهم غيري فأنا مرشد الضال إلى الطريق‪ ،‬قال‪ :‬فلم نزل نتبع الصوت حتى‬
‫خرجنا إلى الطريق )‪ - 37 .(2‬سن‪ :‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫حريز‪ ،‬عن إبراهيم بن نعيم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا دخلت‬
‫مدخل تخافه فاقرء هذه الية‪ " :‬رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج‬
‫صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا "‪ .‬فإذا عاينت الذي تخافه فاقرأ‬
‫آية الكرسي )‪ - 38 .(3‬سن‪ :‬عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من نزل منزل يتخوف‬
‫عليه السبع‪ ،‬فقال‪ " :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ 362‬وفيه‪ :‬عن أبى عبد ال عليه السلم‪ (2) .‬المحاسن ص‬
‫‪ (3) .379‬المحاسن ص ‪.367‬‬

‫]‪[248‬‬

‫له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬بيده الخير وهو على كل شئ قدير اللهم إني أعوذ بك من‬
‫شر كل سبع " إل أمن من شر ذلك السبع‪ ،‬حتى يرحل من ذلك المنزل‪،‬‬
‫باذن ال إنشاء ال )‪ - 39 .(1‬سن‪ :‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن الجعفري‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬من خرج وحده في سفر فليقل‪ " :‬ما شاء ال‬
‫ل حول ول قوة إل بال اللهم آنس وحشتي‪ ،‬وأعني على وحدتي‪،‬‬
‫وأدغيبتي "‪ ،‬قال‪ :‬ومن بات في بيت وحده أو في دار أو في قرية وحده‪،‬‬
‫فليقل‪ " :‬اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي " قال‪ :‬وقال له قائل‪ :‬إني‬
‫صاحب صيد سبع وأبيت بالليل في الخرابات والمكان الوحش فقال‪ :‬إذا‬
‫دخلت فقل‪ :‬بسم ال‪ ،‬وأدخل رجلك اليمنى وإذا خرجت فأخرج رجلك‬
‫اليسرى‪ ،‬وقل‪ :‬بسم ال‪ ،‬فانك ل ترى مكروها إنشاء ال )‪ - 40 .(2‬سن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن قاسم الصيرفي‪ ،‬عن حفص بن القاسم‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬إن على ذروة كل جسر شيطانا‬
‫فإذا انتهيت إليه فقل‪ :‬بسم ال يرحل عنك )‪ - 41 .(3‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن‬
‫ذكره‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫قال‪ :‬كان في وصية رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬يا‬
‫علي إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها‪ " :‬اللهم إني أسئلك خيرها‬
‫وأعوذ بك من شرها‪ ،‬اللهم أطعمنا من جناها وأعذنا من وباها‪ ،‬وحببنا إلى‬
‫أهلها‪ ،‬وحبب صالحي أهلها إلينا " )‪ - 42 .(4‬سن‪ :‬بهذا السناد قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي إذا نزلت منزل فقل‪ " :‬اللهم‬
‫أنزلني منزل مباركا وأنت خير المنزلين " )‪ - 43 .(5‬سن‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن موسى بن سعدان‪ ،،‬عن رجل‪ ،‬عن علي ابن المغيرة قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا سافرت فدخلت المدينة التي تريدها فقل حين‬
‫تشرف عليها وتراها‪ " :‬اللهم رب السماوات السبع وما أظلت‪ ،‬ورب‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .367‬المحاسن ص ‪ (3) .370‬المحاسن ص ‪(5 - 4) .373‬‬


‫المحاسن ص ‪.374‬‬

‫]‪[249‬‬

‫الرضين السبع وما أقلت‪ ،‬ورب الرياح وما ذرت‪ ،‬ورب الشياطين وما أضلت‬
‫أسئلك أن تصلي على محمد وآله محمد‪ ،‬وأسألك من خير هذه القرية وما‬
‫فيها‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها " )‪ - 44 .(1‬سن‪ :‬عن العباس بن‬
‫عامر القصباني‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬إن العفاريت من أولد البالسة تتخلل وتدخل بين محامل‬
‫المؤمنين‪ ،‬فتنفر عليهم إبلهم‪ ،‬فتعاهدوا ذلك بآية الكرسي )‪ - 45 .(2‬طب‪:‬‬
‫عن علي بن عروة الهوازي‪ ،‬عن الديلمي‪ ،‬عن داود الرقى عن موسى بن‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬من كان في سفر وخاف اللصوص والسبع‪ ،‬فليكتب‬
‫على عرف دابته " ل تخاف دركا ول تخشى " فانه يأمن باذن ال عزوجل‬
‫قال داود الرقي‪ :‬فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من العراب فقطعوا‬
‫على القافلة وأنا فيهم‪ ،‬فكتبت على عرف جملي " ل تخاف دركا ول تخشى‬
‫" فو الذي بعث محمدا صلى ال عليه وآله بالنبوة وخصه بالرسالة‪،‬‬
‫وشرف أمير المؤمنين بالمامة‪ ،‬ما نازعني أحد منهم‪ ،‬أعماهم ال عني )‬
‫‪ - 46 .(3‬مكا‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما استخلف رجل على‬
‫أهله بخلفة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفره ويقول‬
‫عند التوديع‪ " :‬اللهم إني أستودعك اليوم ديني ونفسي ومالي وأهلي‬
‫وولدي وجيراني وأهل حزانتي الشاهد منا والغائب وجميع ما أنعمت به‬
‫علي اللهم اجعلنا في كنفك ومنعتك وعيادك وعزك‪ ،‬عز جارك‪ ،‬وجل‬
‫ثناؤك‪ ،‬وامتنع عائذك‪ ،‬ول إله غيرك‪ ،‬توكلت على الحى الذي ل يموت‬
‫الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي‬
‫من الذل وكبره تكبيرا‪ ،‬ال أكبر كبيرا والحمد ل كثيرا وسبحان ال بكرة‬
‫وأصيل "‪ .‬وكان أبو جعفر عليه السلم إذا أراد السفر جمع عياله في بيت‬
‫ثم قال‪ " :‬اللهم إني‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .374‬المحاسن ص ‪ (3) .380‬طب الئمة ص ‪ 36‬ط‬


‫النجف‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫أستودعك " إلى آخره‪ .‬وعن صباح الحذاء قال‪ :‬سمعت موسى بن جعفر عليهما‬
‫السلم يقول‪ :‬لو كان الرجل منكم إذا أراد سفرا قام على باب داره تلقاء‬
‫الوجه الذي يتوجه إليه‪ ،‬فقرء فاتحة الكتاب أمامه وعن يمينه وعن‬
‫شماله‪ ،‬وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ثم قال‪ " :‬اللهم‬
‫احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي‬
‫ببلغك الحسن الجميل " لحفظه ال وحفظ ما معه وسلمه ال وسلم ما‬
‫معه‪ ،‬وبلغه ال وبلغ ما معه قال‪ :‬ثم قال‪ :‬يا صباح أما رأيت الرجل يحفظ‬
‫ول يحفظ ما معه‪ ،‬ويسلم ول يسلم ما معه‪ ،‬ويبلغ ول يبلغ ما معه ؟ قلت‪:‬‬
‫بلى جعلت فداك‪ .‬وكان الصادق عليه السلم إذا أراد سفرا قال‪ " :‬اللهم خل‬
‫سبيلنا وأحسن تصييرنا وأعظم عافيتنا "‪ .‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل " بسم ال آمنت بال توكلت على‬
‫ال ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال " فيتلقاه الشياطين فتضرب‬
‫الملئكة وجوهها وتقول‪ :‬ما سبيلكم عليه‪ ،‬وقد سمى ال وآمن به وتوكل‬
‫عليه‪ ،‬وقال‪ :‬ما شاء ال ل قوة إل بال‪ .‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫من قال حين خرج من داره " أعوذ بال مما عاذت منه ملئكة ال‪ ،‬من‬
‫شر هذا اليوم‪ ،‬ومن شر الشياطين‪ ،‬ومن شر من نصب لولياء ال‪ ،‬ومن‬
‫شر الجن والنس‪ ،‬ومن شر السباع والهوام ومن شر ركوب المحارم كلها‬
‫أجير نفسي بال من شر كل شئ " غفر ال له وتاب عليه‪ ،‬وكفاه المهم‪،‬‬
‫وحجزه عن السوء‪ ،‬وعصمه من الشر‪ .‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله لم يرد سفرا إل قال حين ينهض من مجلسه أو من‬
‫جلوسه‪ " :‬اللهم بك انتشرت‪ ،‬وإليك توجهت‪ ،‬وبك اعتصمت أنت ثقتي‬
‫ورجائي اللهم اكفني ما أهمني وما ل أهم له وما أنت أعلم به مني اللهم‬
‫زودني النقوي واغفر لي ووجهني إلى الخير حيثما توجهت " ثم يخرج‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكان أبو عبد ال عليه السلم يقول إذا خرج في سفره " اللهم‬
‫احفظني‬

‫]‪[251‬‬
‫واحفظ ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلغك الحسن‪ ،‬بال أستفتح وبال أستنجح‬
‫وبمحمد صلى ال عليه وآله أتوجه اللهم سهل لي كل حزونة‪ ،‬وذلل لي كل‬
‫صعوبة‪ ،‬وأعطني من الخير كله أكثر مما أرجو‪ ،‬واصرف عنى من الشر‬
‫أكثر مما أحذر في عافية يا أرحم الراحمين "‪ .‬أيضا كان يقول‪ " :‬أسأل ال‬
‫الذي بيده ما دق وجل‪ ،‬وبيده أقوات الملئكة‪ ،‬أن يهب لنا في سفرنا أمنة‬
‫وإيمانا وسلمة وإسلما وفقها وتوفيقا وبركة وهدى وشكرا وعافية‬
‫ومغفرة وعزما ل يغادر ذنبا "‪ .‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬من قال حين يخرج‬
‫من منزله " ال أكبر ال أكبر ال أكبر بسم ال دخلت‪ ،‬بسم ال خرجت‪،‬‬
‫وعلى ال توكلت‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وصلى ال على‬
‫محمد وآله‪ .‬اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير اللهم إني أعوذ بك من شر‬
‫نفسي ومن شر غيري ومن شر كل دابة أنت آحذ بناصيتها إن ربي على‬
‫صراط مستقيم " كان في ضمان ال حتى يرجع إلى منزله قال‪ :‬ثم يقول‪:‬‬
‫" توكلت على ال ما شاء ال ل قوة إل بال‪ ،‬اللهم إني أسئلك خير ما‬
‫خرجت له‪ ،‬وأعوذ بك من شرما خرجت له‪ ،‬اللهم أوسع علي من فضلك‬
‫وأتمم علي من نعمتك‪ ،‬واجعل رغبتي فيما عندك‪ ،‬وتوفني في سبيلك على‬
‫ملتك وملة رسولك " ثم اقرء آية الكرسي والمعوذتين ثم اقرء سورة‬
‫الخلص بين يديك ثلث مرات ومن فوقك مرة ومن تحتك مرة‪ ،‬ومن‬
‫خلفك ثلث مرات وعن يمينك ثلث مرات‪ ،‬وعن شمالك ثلث مرات وتوكل‬
‫على ال‪ .‬عوذة كان يتعوذ بها رسول ال صلى ال عليه وآله إذا سافر‬
‫وأقبل الليل‪ " :‬يا أرض ربي وربك ال‪ ،‬وأعوذ بال من شرك وشر ما فيك‪،‬‬
‫وسوء ما خلق فيك وسوء ما يدب عليك‪ ،‬وأعوذ بال من أسد وأسود من‬
‫شر الحية والعقرب‪ ،‬ومن شر ساكن البلد‪ ،‬ومن شر والد وما ولد اللهم رب‬
‫السماوات السبع وما أظللن ورب الرضين السبع وما أقللن‪ ،‬ورب الرياح‬
‫وما ذرين‪ ،‬ورب الشياطين وما أضللن أسئلك أن تصلي على محمد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وأسئلك خير هذه الليلة‪ ،‬وخير‬

‫]‪[252‬‬

‫هذا اليوم‪ ،‬وخير هذا الشهر‪ ،‬وخير هذه السنة‪ ،‬وخير هذا البلد وأهله‪ ،‬وخير هذه‬
‫القرية وأهلها وخير ما فيها‪ ،‬وأعوذ بال من شرها وشر ما فيها ومن شر‬
‫كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " )‪ - 47 .(1‬مكا‪:‬‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من قرء آية الكرسي في السفر في كل ليلة‬
‫سلم وسلم ما معه‪ ،‬ويقول‪ " :‬اللهم اجعل مسيري عبرا‪ ،‬وصمتي تفكرا‬
‫وكلمي ذكرا "‪ .‬ومن مسموعات السيد المام ناصح الدين أبي البركات‬
‫المشهدي رحمة ال عليه عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن رجل قال‪ :‬بعث إلي‬
‫أبو الحسن الرضا عليه السلم من خراسان ثياب رزم وكان بين ذلك طين‪،‬‬
‫فقلت للرسول‪ :‬ما هذا ؟ قال‪ :‬طين قبر الحسين عليه السلم ما يكاد يوجه‬
‫شيئا من الثياب ول غيره إل ويجعل فيه الطين‪ ،‬وكان يقول‪ :‬أمان باذن ال‬
‫تعالى‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬أتى أخوان رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال إنا نريد الشام في تجارة فعلمنا ما نقول ؟ قال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬بعد إذ أويتما إلى منزل فصليا العشاء الخرة‪ ،‬فإذا وضع أحد‬
‫كما جنبه على فراشه بعد الصلة فليسبح تسبيح فاطمة عليها السلم ثم‬
‫ليقرء آية الكرسي فانه محفوظ من كل شئ يهابه‪ ،‬وإن لصوصا تبعوهم‬
‫حتى إذا نزلوا بعثوا غلما لهم ينظر كيف حالهم ناموا أم هم مستيقظون‪،‬‬
‫فانتهى الغلم إليهم وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرأ آية الكرسي‬
‫وسبح تسبيح فاطمة عليها السلم قال‪ :‬فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء‬
‫الغلم فطاف بهما فكلما دار لم ير إل حائطين‪ .‬فرجع إلى أصحابه فقال‪ :‬ل‬
‫وال ما رأيت إل حائطين مبنيين‪ ،‬فقالوا أخزاك ال لقد كذبت بل ضعفت‬
‫وجبنت‪ ،‬فقاموا ونظروا فلم يجدوا إل حائطين مبنيين فداروا بالحائطين فلم‬
‫يروا إنسانا فانصرفوا إلى موضعهم‪ ،‬فلما كان من الغد جاؤا إليهما فقالوا‪:‬‬
‫أين كنتما ؟ فقال‪ :‬ما كنا إل ههنا ما برحنا‪ ،‬فقالوا‪ :‬لقد‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪.283 - 281 :‬‬

‫]‪[253‬‬

‫جئنا فما رأينا إل حائطين مبنيين فحدثانا ما قصتكما فقال‪ :‬أتينا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله فعلمنا آية الكرسي وتسبيح فاطمة عليها السلم‪ ،‬ففعلنا فقالوا‪:‬‬
‫انطلقوا فوال لنتبعكم أبدا ول يقدر عليكم لص بعد هذا الكلم )‪- 48 .(1‬‬
‫مكا‪ :‬في دعاء الضلل عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إذا ضللت الطريق‬
‫فناد‪ :‬يا صالح ويابا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم ال‪ .‬وروي أن‬
‫البر موكل به صالح‪ ،‬والبحر موكل به حمزة‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫تغولت لكم الغول فأذنوا )‪ .(2‬عن أبي عبيدة الحذاء قال‪ :‬كنت مع الباقر‬
‫عليه السلم فضل بعيري فقال‪ :‬صل ركعتين ثم قل كما أقول‪ :‬اللهم راد‬
‫الضالة هاديا من الضللة رد علي ضالتي فانها من فضلك وعطائك‪،‬‬
‫]ففعلت[ ثم قال‪ :‬يا أبا عبيدة تعال فاركب‪ ،‬فركبت مع أبي جعفر عليه‬
‫السلم فلما سرنا إذا سواد على الطريق فقال‪ :‬يا أبا عبيدة هذا بعيرك‪ ،‬فإذا‬
‫هو بعيري‪ .‬في الدعاء عند نزول المنزل‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‬
‫لعلي عليه السلم‪ :‬يا علي إذا نزلت منزل فقل‪ " :‬اللهم أنزلني منزل‬
‫مباركا وأنت خير المنزلين " وفي رواية " وأيدني كما أيدت به‬
‫الصالحين‪ ،‬وهب لي السلمة والعافية في كل وقت وحين‪ ،‬أعوذ بكلمات ال‬
‫التامات كلها‪ ،‬من شر ما خلق وذرء وبرء " ثم صل ركعتين وقل " اللهم‬
‫ارزقنا خير هذه البقعة‪ ،‬وأعذنا من شرها اللهم أطعمنا من جناها وأعذنا‬
‫من وباها‪ ،‬وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا " وإذا أردت الرحيل‬
‫فصل ركعتين وادع ال بالحفظ والكلءة‪ ،‬وودع الموضع وأهله فان لكل‬
‫موضع أهل من الملئكة‪ " ،‬وقل " السلم على ملئكة ال الحافظين‪،‬‬
‫السلم علينا وعلى عباد ال الصاحين ورحمة ال وبركاته‪ .‬في الدعاء عند‬
‫الرجوع من السفر‪ :‬روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لما رجع‬
‫من خبير‪ " :‬آئبون تائبون إنشاء ال عابدون راكعون ساجدون لربنا‬
‫حامدون اللهم لك الحمد على حفظك إياي في سفري وحضري‪ ،‬اللهم اجعل‬
‫أوبتي هذه مباركة‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .292 :‬أي ظهرت وتجسمت في أعينكم‪.‬‬

‫]‪[254‬‬

‫ميمونة مقرونة بتوبة نصوح توجب لي بها السعادة يا أرحم الراحمين "‪ .‬في‬
‫الدعاء عند دخول مدينة أو قرية‪ :‬قال البني صلى ال عليه وآله لعلي عليه‬
‫السلم‪ :‬يا علي إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها " اللهم إني‬
‫أسئلك خيرها وأعوذ بك من شرها اللهم حببنا إلى أهلها وحبب صالحي‬
‫أهلها إلينا "‪ .‬في الدعاء في المسير‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله في سفره إذا هبط سبح وإذا صعد كبر‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬والذي نفس أبي القاسم بيده وما هلل‬
‫مهلل وما كبر مكبر على شرف من الشراف إل هلل ما خلفه وكبر ما بين‬
‫يديه بتهليله وتكبيره‪ ،‬حتى يبلغ مقطع التراب‪ .‬في ركوب السفينة‪ :‬بسم ال‬
‫الملك الرحمن‪ ،‬وما قدروا ال حق قدره " )‪ (1‬الية " بسم ال مجريها‬
‫ومرسيها إن ربي لغفور رحيم "‪ .‬في الدعاء على الجسر‪ :‬إذا بلغت جسرا‬
‫فقل حين تضع قدمك عليه " بسم ال اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم "‪.‬‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن على ذروة كل جسر شيطانا فإذا انتهيت‬
‫إليه فقل " بسم ال " يرحل عنك‪ .‬قال الصادق عليه السلم إذا كنت في‬
‫سفر أو مفازة فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على ام رأسك واقرء برفيع‬
‫صوتك " أفغير دين ال يبغون وله أسلم من في السماوات والرض طوعا‬
‫وكرها وإليه ترجعون " )‪ - 49 .(2‬طا‪ :‬روى ابن بابويه‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله في سفره إذا هبط‬
‫سبح‪ ،‬وإذا صعد كبر وروي في لفظ التكبير إذا علوت تلعة أو أكمة أو‬
‫قنطرة " ال أكبر ال أكبر ل إله إل ال وال أكبر‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‬
‫اللهم لك الشرف على كل شرف " ثم تقول‪ " :‬خرجت بحول ال وقوته‬
‫بغير حول مني ول قوة لكن بحول ال وقوته برئت إليك يا رب من الحول‬
‫والقوة اللهم إني أسئلك بركة سفري هذا وبركة أهله‪ ،‬اللهم إني أسئلك من‬
‫فضلك الواسع‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) .67 :‬مكارم الخلق ص ‪.299 - 297‬‬

‫]‪[255‬‬

‫رزقا حلل طيبا تسوقه إلي وأنا خائض في عافية‪ ،‬بقوتك وقدرتك‪ ،‬اللهم سرت في‬
‫سفري هذا بل ثقة مني لغيرك‪ ،‬ول رجاء لسواك‪ ،‬فارزقني من ذلك شكرك‬
‫وعافيتك‪ ،‬ووفقني لطاعتك وعبادتك‪ ،‬حتى ترضى وبعد الرضا "‪- 50 .‬‬
‫طا‪ :‬روينا أنه إذا ركب في السفينة فليكبر ال جل جلله مائة تكبيرة‬
‫ويصلي على محمد وآل محمد صلوات ال عليه وعليهم مائة مرة‪ ،‬ويلعن‬
‫ظالمي آل محمد عليهم السلم مائة مرة‪ ،‬ويقول‪ " :‬بسم ال وبال والصلة‬
‫على رسول ال وعلى الصادقين عليهم السلم‪ ،‬اللهم أحسن مسيرنا‪،‬‬
‫وأعظم اجورنا‪ ،‬اللهم بك انتشرنا‪ ،‬وإليك توجهنا‪ ،‬بك آمنا‪ ،‬وبحبلك‬
‫اعتصمنا‪ ،‬وعليك توكلنا‪ ،‬اللهم أنت ثقتنا ورجاؤنا وناصرنا ل تحل بنا ما ل‬
‫تحب اللهم بك نحل وبك نسير اللهم خل سبيلنا‪ ،‬وأعظم عافيتنا‪ ،‬أنت‬
‫الخليفة في الهل والمال وأنت الحامل في الماء وعلى الظهر‪ ،‬وقال اركبوا‬
‫فيها بسم ال مجراها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم وما قدروا ال حق‬
‫قدره والرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه‬
‫سبحانه وتعالى عما يشركون اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال‪ ،‬وشدت‬
‫إليه الرحال‪ ،‬فأنت سيدي أكرم مزور وأكرم مقصود‪ ،‬وقد جعلت لكل زائر‬
‫كرامة‪ ،‬ولكل وافد تحفة‪ ،‬فأسئلك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من‬
‫النار واشكر سعيي‪ ،‬وارحم مسيري من أهلي بغير من مني عليك‪ ،‬بل لك‬
‫المنة علي إذ جعلت لي سبيل إلى زيادة وليك‪ ،‬وعرفتني فضله‪ ،‬وحفظتني‬
‫في ليلي ونهاري حتى بلغتني هذا المكان‪ ،‬وقد رجوتك فل تقطع رجائي‪.‬‬
‫وأملتك فل تخيب أملي واجعل مسيرى هذا كفارة لذنوبي‪ ،‬يا أرحم‬
‫الراحمين "‪ .‬قال السيد رحمه ال‪ :‬وإن كان قصده بركوب السفينة غير‬
‫الزيارة فيغير اللفظ بما يليق بسفره من العبارة‪ ،‬ثم قال‪ :‬وحدثني أبو الفخر‬
‫بن قوة رحمه ال وكان رجل صالحا أنه ركب في بعض مراكب البحار‪،‬‬
‫فأشرف أهل المركب على الخطار لقوة الرياح‪ ،‬وكان معهم رجل صالح‬
‫فاستغاثوا به فكتب في رقعة لطيفة شيئا ورماه في البحر فسكن الهواء‪،‬‬
‫وزال البتلء‪ ،‬فاجتهدنا أن يعرفنا ما كتبه‪ ،‬فامتنع من‬

‫]‪[256‬‬
‫ذلك‪ ،‬وخرجنا من المركب وتبعته من بلد إلى بلد‪ ،‬ليعرفني ما كتب فلما ألححت عليه‬
‫قال‪ :‬وال ما كتبت غير سورة قل هو ال أحد‪ .‬أقول أنا‪ :‬ول ريب أنه كتبها‬
‫بالخلص‪ ،‬فكانت سبب الخلص‪ ،‬ولو كتب اسم ال العظم الرحم لكفى‬
‫في النجاة‪ ،‬والظفر بالعز والجاه‪ .‬ورأيت في المجلد السابع من معجم‬
‫البلدان للحموي في ترجمة محمد بن السائب قال‪ :‬كنت يوما بالحيرة‪،‬‬
‫فوثب إلى رجل فقال‪ :‬أنت الكلبي قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬مفسر القرآن ؟ قلت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬فأخبرني عن قول ال عزوجل " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك‬
‫وبين الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا " )‪ (1‬ما ذلك القرآن الذي‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا قرء حجب عن عدوه من الجن‬
‫والنس ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬ل أدري قال‪ :‬فتفسر القرآن وأنت ل تعلمه ؟ قلت‪:‬‬
‫أخبرني قال‪ :‬آية من الكهف‪ ،‬وآية من الجاثية‪ ،‬وآية في النحل‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫اليات في هذه السورة كثيرة فقال‪ :‬قوله تعالى‪ " :‬أفرأيت من اتخذ إلهه‬
‫هواه وأضله ال على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره‬
‫غشاوة فمن يهديه من بعد ال أفل تذكرون " )‪ (2‬وقوله عزوجل " ومن‬
‫أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على‬
‫قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا‬
‫إذا أبدا " )‪ (3‬وقوله تعالى‪ " :‬اولئك الذين طبع ال على قلوبهم وسمعهم‬
‫وأبصارهم واولئك هم الغافلون " )‪ (4‬ثم التفت فلم أره فكأنما ابتلعته‬
‫الرض‪ ،‬فصرت إلى مجلس من مجالسي فتحدثت بهذا الحديث‪ ،‬فلما كان‬
‫بعد مدة صار إلى رجل ممن حضر مجلسي فقال لي‪ :‬خرجت من الكوفة‬
‫اريد بغداد وخرجت معي سفائن سن وكانت سفينتي السابعة‪ ،‬فقرأت هذه‬
‫اليات في سفينتي فنجوت وقطع الست‪ .‬قال‪ :‬وضرب الدهر من ضرباته‬
‫وأتاني رجل بعد سنين كثير فسلم علي‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .45 :‬الجاثية‪ (3) .23 :‬الكهف‪ (4) .57 :‬النحل‪.108 :‬‬

‫]‪[257‬‬

‫وقال‪ :‬أنا عتيقك ومولك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف يكون كذلك وأنت رجل من العرب ؟ قال‪:‬‬
‫غزوت الديلم فاسرت فكنت في أيديهم عشر سنين فذكرت اليات فقرأتها‬
‫فخرجت أرسف في قيودي‪ ،‬ومررت على المؤكلة بنا من السجانين‬
‫وغيرهم فما عرض إلي منهم حتى سرت إلى بلد السلم وأنا عتيقك‬
‫ومولك‪ .‬وعن مولنا علي عليه السلم أنه يقرء عند خوف الغرق فيسلم‬
‫مما يخاف‪ ،‬يقرء‪ " :‬إن وليي ال الذي نزل الكتاب بالحق وهو يتولى‬
‫الصالحين * وما قدروا ال حق قدره والرض جميعا قبضته يوم القيمة‬
‫والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون "‪ - 51 .‬طا‪:‬‬
‫رأيت بخط جدي المسعود ورام بن أبي فراس قدس ال جل جلله روحه‬
‫ونور ضريحه‪ ،‬في المعنى الذي ذكرناه ما هذا لفظ ما وجدناه‪ ،‬وروى‬
‫محمد بن علي الباقر عليه السلم أن قوما خرجوا في سفر وتوسطوا‬
‫مفازة في يوم قائظ فهجر عليهم النار وقد نفد الماء والزاد فأشرفوا على‬
‫الهلكة عطشا فنقبوا اصول الشجر فإذا رجل عليه بياض الثياب وقف‬
‫عليهم فقال‪ :‬سلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬سلم‪ ،‬قال‪ :‬ما حالكم ؟ قالوا‪ :‬ما ترى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫بشروا بالسلمة‪ ،‬فإني رجل من الجن أسلمت على يد أبي القاسم محمد‬
‫صلى ال عليه وآله فسمعته يقول‪ " :‬المؤمن عينه ودليله " فما كنتم‬
‫لتهلكوا بحضرتي‪ ،‬اتلوني‪ ،‬فتلوناه فأوردنا على ماء وكلء فأخذنا حاجتنا‬
‫ومضينا‪ .‬أقول أنا‪ :‬وهذا من معجزاته صلى ال عليه وآله وكراماته‪- 52 .‬‬
‫طا‪ :‬فيما نذكره إذا خاف في طريقه من العداء واللصوص وهو من أدعية‬
‫السر المنصوص " يا آخذا بنواصي خلقه‪ ،‬والسافع بها إلى قدرته )‪(1‬‬
‫والمنفذ فيها حكمه‪ ،‬وخالقها وجاعل قضائه لها غالبا‪ ،‬إني مكيد بضعفي‪،‬‬
‫بقوتك على من كادني تعرضت‪ ،‬فان حلت بيني وبينهم فذلك ما أرجو‪ ،‬وإن‬
‫أسلمتني إليهم غيروا ما بي من نعمتك‪ ،‬يا خير المنعمين‪ ،‬ل تجعل أحدا‬
‫مغيرا نعمك التي أنعمت بها على سواك‪ ،‬ول تغيرها أنت ربي‪ ،‬وقد ترى‬
‫الذي نزل بي‪ ،‬فحل بيني وبين شرهم بحق ما تستجيب به الدعاء يا ال رب‬
‫العالمين "‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع ص ‪ 265‬فيما يلى‪.‬‬

‫]‪[258‬‬

‫وتقول أيضا‪ " :‬بسم ال‪ ،‬وبال‪ ،‬ومن ال‪ ،‬وإلى ال‪ ،‬وفي سبيل ال اللهم إليك‬
‫أسلمت نفسي‪ ،‬وإليك وجهت وجهي‪ ،‬وإليك فوضت أمري فاحفظني بحفظ‬
‫اليمان من بين يدي ومن خلفي‪ ،‬وعن يمينى وعن شمالي‪ ،‬ومن فوقي‬
‫ومن تحتي‪ ،‬وادفع عني بحولك وقوتك فانه ل حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم " فقد روي عن زين العابدين عليه السلم أنه قال‪ :‬ما أبالي إن قلت‬
‫هذا الكلمات لو اجتمع على الجن والنس‪ .‬ذكر آيات يحتجب النسان بها‬
‫من أهل العداوات‪ :‬تومئ بيدك اليمنى إلى من تحاف شره وتقول‪" :‬‬
‫وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون *‬
‫إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى‬
‫الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا * اولئك الذين طبع ال على قلوبهم وسمعهم‬
‫وأبصارهم واولئك هم الغافلون * أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله ال‬
‫على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من‬
‫بعد ال أفل تذكرون * وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ل يؤمنون‬
‫بالخرة حجابا مستورا * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم‬
‫وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا "‪ .‬ورأيت‬
‫في كتاب المستغيثين باسناده إلى رجل وهو أبو معلى من النصار لقيه‬
‫لص فأراد أخذه فسأله أن يصلي أربع ركعات فتركه فصلها وسجد وقال‬
‫في سجوده‪ " :‬يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد‪ ،‬أسئلك بعزتك‬
‫التي ل ترام‪ ،‬وملكك التي ل يضام‪ ،‬وبنورك الذي مل أركان عرشك‪ ،‬أن‬
‫تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني " وكرر هذا الدعاء ثلث مرات فإذا‬
‫بفارس قد أقبل بيده حربة فقتل اللص وقال له‪ :‬أنا ملك من السماء الرابعة‪،‬‬
‫وإن من صنع كما صنعت استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب‪ .‬ومن‬
‫الكتاب المذكور باسناده عن زيد بن حارثة أنه ظفر به لص وأراد قتله فقال‬
‫له‪ :‬دعني اصلي ركعتين فخله‪ ،‬فلما فرغ منهما قال‪ " :‬يا أرحم الراحمين‬
‫"‬

‫]‪[259‬‬

‫فسمع اللص قائل يقول‪ :‬ل تقتله فعاد فقال‪ :‬يا أرحم الراحمين فسمع اللص قائل‬
‫يقول ل تقتله فقال مرة ثالثة يا أرحم الراحمين وإذا بفارس بيده حربة في‬
‫رأسها شعلة نار فقتل اللص ثم قال للمأخوذ‪ :‬لما قلت يا أرحم الراحمين‬
‫كنت في السماء الرابعة فلما قلت‪ :‬ثانية كنت في السماء الدنيا فلما قلت‬
‫ثالثة يا أرحم الراحمين أتيتك‪ .‬ورأيت في الجزء الرابع من كتاب دفع‬
‫الهموم والحزان تأليف أحمد بن داود النعماني قال ابن عباس‪ :‬قلت لمير‬
‫المؤمنين عليه السلم ليلة صفين‪ :‬أما ترى العداء قد أحد قوا بنا ؟ فقال‪:‬‬
‫وقد راعك هذا ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك أن أضل في هداك‬
‫اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك اللهم إني أعوذ بك أن أضيع في‬
‫سلمتك‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك أن اغلب والمر لك "‪ .‬أقول أنا‪ :‬فكفاه ال جل‬
‫جلله أمرهم‪ - 53 .‬طا‪ :‬فيما نذكره إذا خاف من المطر في سفره‪ ،‬وكيف‬
‫يسلم من ضرره‪ ،‬وإذا عطش كيف يغاث ويأمن خطره‪ :‬روينا باسنادنا إلى‬
‫عبد ال بن جعفر الحميري في كتاب دلئل الرضا عليه السلم باسناد‬
‫الحميري إلى سليمان الجعفري إلى أبي الحسن الرضا صلوات ال عليه‬
‫قال‪ :‬كنت معه وهو يريد بعض أمواله فأمر غلما له يحمل له قباء فعجبت‬
‫من ذلك وقلت‪ :‬ما يصنع به ؟ فلما صرنا في بعض الطريق نزلنا إلى‬
‫الصلة‪ ،‬وأقبلت السماء‪ ،‬فألقوا القبا علي وعليه وخر ساجدا فسجدت معه‪،‬‬
‫ثم رفعت رأسي وبقي ساجدا فسمعته يقول‪ :‬يا رسول ال فكف المطر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وأنا كنت مرة قد توجهت من بغداد إلى الحلة على طريق المدائن فلما‬
‫حصلنا في موضع بعيد من القرايا جاءت الغيوم والرعود واستوى الغمام‬
‫والمطر‪ ،‬وعجزنا عن احتماله‪ ،‬فألهمني ال جل جلله أنني أقول‪ :‬يا من‬
‫يمسك السماوات والرض أن تزول أمسك عنا مطره وخطره‪ ،‬وكدره‬
‫وضرره‪ ،‬وبقدرتك القاهرة‪ ،‬وقوتك الباهرة‪ ،‬وكررت ذلك وأمثاله كثيرا‬
‫وهو متماسك بال جل جلله حتى وصلنا إلى قرية فيها مسجد فدخلته‬
‫وجاء الغيث شيئا عظيما في اللحظة التي دخلت فيها المسجد وسلمنا منه‪،‬‬
‫وكان ذلك قبل أن أقف على هذا الحديث‪.‬‬

‫]‪[260‬‬

‫أقول‪ :‬وتوجهت مرة في الشتاء بعيالي من مشهد الحسين صلوات ال عليه إلى‬
‫بغداد في السفن فتغيمت الدنيا وأرعدت‪ ،‬وبدا المطر فالهمت أنني قلت ما‬
‫معناه‪ :‬اللهم إن هذا المطر تنزله لمصلحة العباد‪ ،‬وما يحتاجون إليه من‬
‫عمارة البلد‪ ،‬فهو كالعبد لنا أن يضر بنا‪ ،‬فأجرنا على عوائد العناية اللهية‬
‫والرعاية الربانية وأجر المطر على عوائد العبودية‪ ،‬واصرفه عنا إلى‬
‫المواضع النافعة لعبادك‪ ،‬وعمارة بلدك‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين‪،‬‬
‫فسكن في الحال‪ .‬ووجدت في حديث حذفت أسناده‪ :‬إن الحاج تعذر عليهم‬
‫وجود الماء حتى أشرفوا على الموت والفناء‪ ،‬فغشي على أحدهم فوقع‬
‫على الرض مغشيا عليه فرأى في حال غشيته مولنا عليا صلوات ال‬
‫عليه يقول له‪ :‬ما أغفلك عن كلمة النجاة ؟ فقال له‪ :‬وما كلمة النجاة ؟ فقال‬
‫عليه السلم قل‪ :‬أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي وأنا علي بن أبي طالب‪،‬‬
‫فجلس من غشيته ودعا بها فأنشأ ال جل جلله غماما في غير زمانه‪،‬‬
‫ورمى غيثا عاش به الحاج على عوايد عفوه وجوده إحسانه‪ .‬ومن كتاب‬
‫نية الداعي عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬يا علي أمان لمتي من‬
‫السرق " قل ادعوا ال أو ادعوا الرحمن ‪ -‬إلى قوله‪ :‬وكبره تكبيرا "‪54 .‬‬
‫‪ -‬طا‪ :‬فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذا أشرف على بلد أو قرية أو بعض‬
‫المنازل‪ :‬روينا من عدة طرق ونذكر لفظ ما نقلنا‪ ،‬وبعض ما ذكرناه من‬
‫كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر‪ ،‬فليقل‪ :‬اللهم رب السموات السبع وما‬
‫أظلت ورب الرضين السبع وما أقلت‪ ،‬ورب الشياطين وما أضلت ورب‬
‫الرياح وما ذرت‪ ،‬والبحار وما جرت‪ ،‬إني أسئلك خير هذه القرية وخير ما‬
‫فيها‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها‪ ،‬اللهم يسر لي ما كان فيها من‬
‫يسر وأعني على قضاء حاجتي يا قاضي الحاجات‪ ،‬ويا مجيب الدعوات‪،‬‬
‫أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق‪ ،‬واجعل لي من لدنك سلطانا‬
‫نصيرا‪ - 55 .‬غو‪ :‬في الحديث أن النبي صلى ال عليه وآله إذا كان في‬
‫سفر قبل الليل‪ ،‬قال‪ :‬يا أرض ! ربي وربك ال‪ ،‬أعوذ بال من شر ما فيك‪،‬‬
‫وشر ما يدب عليك‪ ،‬وأعوذ‬

‫]‪[261‬‬
‫بال من شر كل أسد وأسود من الحية والعقرب‪ ،‬ومن ساكن البلد‪ ،‬ومن والد وما‬
‫ولد‪ .‬طا‪ :‬من كتاب التذييل لمحمد بن النجار قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال‪ :‬يا أرض ! وذكر مثله‪- 56 .‬‬
‫طا‪ :‬روي أن المسافر إذا نزل ببعض المنازل يقول‪ " :‬اللهم أنزلني منزل‬
‫مباركا وأنت خير المنزلين " ويصلي ركعتين بالحمد وما يشاء من السور‬
‫القصار‪ ،‬ويقول‪ " :‬اللهم ارزقنا خير هذه البقعة‪ ،‬وأعذنا من شرها اللهم‬
‫أطعمنا من جناها‪ ،‬وأعذنا من وباها‪ ،‬وحببنا إلى أهلها‪ ،‬وحبب صالحي‬
‫أهلها إلينا " ويقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله وأن عليا أمير المؤمنين والئمة من ولده أئمة‬
‫أتولهم وأبرء من أعدائهم اللهم إني أسئلك خير هذه البقعة‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫شرها‪ ،‬اللهم اجعل أول دخولنا هذا صلحا‪ ،‬وأوسطه فلحا‪ ،‬وآخره نجاحا‪.‬‬
‫وإذا خفت في منزلك شيئا من هوام الرض فقل في المكان الذي تخاف ذلك‬
‫فيه‪ ،‬وهو من أدعية السر‪ " :‬يا ذارئ من في الرض كلها لعلمك بما يكون‬
‫مما ذرأت‪ ،‬لك السلطان على كل من دونك‪ ،‬إني أعوذ بقدرتك على كل شئ‬
‫يضر من الضر في بدني من سبع أو هامة أو عارض من سائر الدواب يا‬
‫خالقها بفطرته ادرأها عني‪ ،‬واحجزها‪ ،‬ول تسلطها على‪ ،‬وعافني من‬
‫بأسها‪ ،‬يا ال العلي العظيم احفظني بحفظك‪ ،‬وأجنني بسترك الواقي من‬
‫مخاوفي يا رحيم‪ .‬وقال الطبرسي رحمه ال في كتاب الداب الدينية‪ :‬وإذا‬
‫أردت الرحيل فصل ركعتين وادع ال بالحفظ والكلءة‪ ،‬وودع الموضع‬
‫وأهله‪ ،‬فان لكل موضع أهل من الملئكة‪ ،‬وقل‪ :‬السلم على ملئكة ال‬
‫الحافظين‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين‪ ،‬ورحمة ال وبركاته‪.‬‬
‫‪ - 57‬من المزار الكبير‪ :‬فإذا أجمع رأيك على الخروج وأردته فأسبغ‬
‫الوضوء وأجمع أهلك‪ ،‬ثم قم إلى مصلك فصل ركعتين تقرء فيهما ما شئت‬
‫من القرآن فإذا فرغت منهما وسلمت فقل‪ " :‬اللهم إني أستودعك نفسي‬
‫وأهلي ومالي وولدي‬

‫]‪[262‬‬

‫ودنياي وآخرتي وخاتمة عملي اللهم احفظ الشاهد منا والغائب‪ ،‬اللهم احفظنا‬
‫واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك‪ ،‬اللهم ل تسلبنا نعمتك‪ ،‬ول تغير ما‬
‫بنا من عافيتك وفضلك‪ .‬وتقول أيضا ما روي عن مولنا الباقر محمد بن‬
‫علي عليهما السلم أنه قال‪ :‬إذا عزمت على السفر فتوضأ وصل ركعتين‬
‫الولة بالحمد وسورة الرحمن‪ ،‬والثانية بالحمد وسورة الواقعة‪ ،‬أو تبارك‪،‬‬
‫فان لم يتأت لك ذلك فاقرء من السور ما شئت حسب العجلة‪ ،‬ثم ادع بهذا‬
‫الدعاء " اللهم إني خرجت في سفري هذا بل ثقة مني بغيرك‪ ،‬ول رجاء‬
‫يأوي إل إليك‪ ،‬ول قوة أتكل عليها‪ ،‬ول حيلة ألجأ إليها إل طلب فضلك‪.‬‬
‫وابتغاء رزقك‪ ،‬وتعرضا لرحمتك‪ ،‬وسكونا إلى حسن عبادتك وأنت يا إلهي‬
‫أعلم بما سبق لي في سفري هذا مما احب وأكره‪ ،‬ولما أوقعت علي فيه‬
‫قدرك ومحمود بلئك‪ ،‬فأنت يا إلهي تمحو ما تشاء وتثبت‪ ،‬وعندك ام‬
‫الكتاب اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واصرف عني في سفري هذا كل‬
‫مقدور من البلء وادفع عني كل محذور‪ ،‬وأسبل علي فيه كنف عزك‪،‬‬
‫ولطف عفوك ورحمتك وحقيقة حفظك‪ ،‬وسعة رزقك‪ ،‬وتمام نعمتك‪ ،‬وافتح‬
‫لي فيه أبواب جميع فضلك وعطائك وإحسانك‪ ،‬واغلق عني أبواب‬
‫المخاوف كلها‪ ،‬وجميع ما أكره وأحذر وأخاف على نفسي وأهلي وذريتي‪،‬‬
‫وافتح لي أبواب المن كلها‪ ،‬واصرف عني الهلع والجزع‪ ،‬وارزقني الصبر‬
‫والقوة‪ ،‬والمحمدة لك‪ ،‬والنجاة من كل محذور ومقدور‪ ،‬بما أنت أعلم به‬
‫مني‪ ،‬واجعل ذلك خيرة لي في آخرتي ودنياي وأسئلك يا رب أن تحفظني‬
‫فيما خلفت وراي‪ ،‬من أهلي ومالي ومعيشتي‪ ،‬وصنوف حوائجي‪ ،‬يامن‬
‫ليس فوقه خالق يرجى‪ ،‬يامن ليس دونه رب يناجى‪ ،‬يامن ليس غيره إله‬
‫يدعا يامن ليس له وزير يؤتى‪ ،‬يامن ليس له حاجب يغشى‪ ،‬يامن ليس له‬
‫بواب يرشى‪ ،‬يامن ليس له كاتب يدارى‪ ،‬يامن ليس له ترجمان ينادى يامن‬
‫ل يزداد على كثرة السؤال إل كرما وجودا‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا‪ ،‬وارزقني في سفري هذا المن من‬
‫المخاوف كلها والغنيمة والظفر بكل غرض‪ ،‬وبلغني جميع أملي‬
‫ومقصودي‪.‬‬

‫]‪[263‬‬

‫اللهم وكل من قضيت علي بلقائه من أحد من خلقك الذين جعلت لي إليهم حاجة‬
‫وشغل‪ ،‬فسخره لي‪ ،‬واعطف بقلبه علي‪ ،‬ووفقه لما اريده‪ ،‬وابتغيه وآمله‪،‬‬
‫واحرسه عن قصدي والوقوف في حاجتي‪ ،‬وامنعه عن ظلمي وأذاي‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين " ثم اسجد وادع بما أحببت‪ ،‬ثم ارفع رأسك‬
‫وقل‪ " :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده‬
‫ورسوله‪ ،‬اللهم فاطر السموات والرض صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وافعل‬
‫بي ما أنت أهله‪ ،‬وأدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد‪،‬‬
‫وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد وامنعني من أن‬
‫يوصل إلى سوء أبدا‪ ،‬ول تغير ما أنعمت علي أبدا يا أرحم الراحمين "‪.‬‬
‫وتقول أيضا ما روي عن سيدنا رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪:‬‬
‫جائني جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬ربك يقرئك السلم ويقول لك‪ :‬يا محمد !‬
‫من أراد من امتك أن أحفظه في سفره واؤديه سالما‪ ،‬فليقل " بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم بسم ال مخرجى وباذنه خرجت وقد علم قبل أن أخرج‬
‫خروجي وأحصى بعلمه ما في مخرجي ومرجعي توكلت على ال له الكبر‬
‫توكل مفوض إليه أموره‪ ،‬مستعين به على شؤونه‪ ،‬مستزيد من فضله‬
‫مبرئ نفسه من كل حول وقوة إل به‪ ،‬خرجت خروج ضرير خرج بضره‬
‫إلى من يكشفه‪ ،‬خروج فقير خرج بفقره إلى من يسده‪ ،‬خروج عائل خرج‬
‫بعيلته إلى من يغنيها خروج من ربه أكبر ثقته‪ ،‬وأعظم رجائه وأفضل‬
‫امنيته‪ ،‬ال ثقتي في جميع أموري كلها وبه أستعين ول شئ إل ما أراد‪،‬‬
‫أسئل ال خير المخرج والمدخل‪ ،‬ل إله إل هو‪ ،‬عليه توكلت وإليه المصير‪.‬‬
‫فإذا وضعت رجلك على بابك للخروج فقل " بسم ال آمنت بال‪ ،‬توكلت‬
‫على ال ما شاء ال‪ ،‬ل قوة إل بال‪ ،‬ثم قم على الباب فاقرء فاتحة الكتاب‬
‫أمامك وعن يمينك وشمالك‪ ،‬ثم قل " اللهم احفظني واحفظ ما معي‪،‬‬
‫وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلغك الحسن الجميل‪ ،‬يا‬
‫أرحم الراحمين " فإذا أردت الركوب فقل حين تركب " الحمد ل الذي‬
‫هدانا للسلم‪ ،‬وعلمنا القرآن‪ ،‬ومن علينا بمحمد صلى ال عليه وآله‬
‫سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين " فإذا أردت السير فليكن في طرفي النهار‪ ،‬وانزل‬
‫في وسطه‪ ،‬وسر في‬

‫]‪[264‬‬

‫آخر الليل‪ ،‬ول تسر في أوله‪ ،‬فانه روي عن الصادق عليه السلم أن الرض تطوى‬
‫في آخر الليل‪ ،‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬اتق الخروج بعد نومة‪ ،‬فان ل دواب يبثها يفعلون ما يؤمرون‪ ،‬ثم‬
‫سر وقل في مسيرك " اللهم خل سبيلنا وأحسن تسييرنا‪ ،‬وأحسن عافيتنا‬
‫" وأكثر من التكبير والتحميد والتسبيح والستغفار وإذا صعدت أكمة أو‬
‫علوت تلعة أو أشرفت على قنطرة فقل " ال أكبر ال أكبر ل إله إل ال‬
‫وال أكبر‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‪ ،‬اللهم إن لك الشرف على كل شرف "‬
‫فإذا بلغت إلى جسر فقل حين تضع قدمك عليه " بسم ال اللهم ادحر عني‬
‫الشيطان الرجيم " وإذا أشرفت على قرية تريد دخولها فقل " اللهم رب‬
‫السماوات السبع وما أظلت‪ ،‬ورب الرضين السبع وما أقلت‪ ،‬ورب‬
‫الشياطين وما أضلت‪ ،‬ورب الرياح وما ذرت‪ ،‬ورب البحار وما جرت‪ ،‬إني‬
‫أسئلك خير هذه القرية‪ ،‬وخير ما فيها‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها‪،‬‬
‫اللهم يسر لي ما كان فيها من وجه‪ ،‬ووفق لي ما كان فيها من يسر‪،‬‬
‫وأعني على حاجتي يا قاضي الحاجات‪ ،‬ويا مجيب الدعوات‪ ،‬وأدخلني‬
‫مدخل صدق‪ ،‬وأخرجني مخرج صدق‪ ،‬واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا‬
‫"‪ .‬الدعاء عند خوف السبع والهوام الشياطين والعداء واللصوص‪ :‬وإذا‬
‫خفت سبعا فقل‪ " :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير‪ ،‬اللهم يا ذارئ ما في الرض كلها‬
‫بعلمه والسلطان القاهر على كل شئ دونه‪ ،‬يا عزيز يا منيع‪ ،‬أعوذ بقدرتك‬
‫من كل شئ يضر‪ ،‬من سبع أو هامة أو عارض أو سائر الدواب يا خالقها‬
‫بفطرته ادرأها عني واحجزها ول تسلطها علي‪ ،‬وعافني من شرها يا ال‬
‫يا عظيم‪ ،‬احفظني بحفظك من مخاوفي‪ ،‬يا رحيم "‪ .‬وإذا خفت سلطانا فقل‪:‬‬
‫" يا ال الذي ل إله إل هو الكبر القائم على جميع عباده‪ ،‬والممضي‬
‫مشيته بسابق قدره‪ ،‬الذي عنت الوجوه لعظمته‪ ،‬أنت تكلؤ عبادك وجميع‬
‫خلقك‪ ،‬من شر ما يطرق بالليل والنهار‪ ،‬من ظاهر وخفي من عتاة مردة‬
‫خلقك حيلهم عندك‪ ،‬ل يدفع أحد من نفسه سوءا دونك‬

‫]‪[265‬‬

‫ول يحول أحد دون ما تريد من الخير‪ ،‬وكل ما يراد وما ل يراد في قبضتك‪ ،‬وقد‬
‫جعلت قبائل الجن والشياطين يرونا ول نراهم‪ ،‬وأنا لكيدهم خائف وجل‬
‫فآمني من شرهم وبأسهم‪ ،‬بحق سلطانك يا عزيز يا منيع "‪ .‬وإذا خفت‬
‫عدوا أو لصا فقل‪ " :‬يا آخذا بنواصي خلقه‪ ،‬والسافع )‪ (1‬بها إلى قدرته‪،‬‬
‫المنفذ فيها حكمه‪ ،‬وخالقها وجاعل قضائه لها غالبا‪ ،‬وكلهم ضعيف عند‬
‫غلبته‪ ،‬وثقت بك يا سيدي عند قوتهم لضعفي‪ ،‬وبقوتك على من كادني‬
‫فسلمني منهم‪ ،‬اللهم فان حلت بيني وبينهم فذاك أرجو‪ ،‬وإن أسلمتني إليهم‬
‫غيروا ما بي من نعمتك يا خير المنعمين صل على محمد وآل محمد‪ ،‬ول‬
‫تجعل تغير نعمتك على يد أحد سواك‪ ،‬ول تغيرها أنت‪ ،‬فقد ترى الذي يراد‬
‫بي‪ ،‬فحل بيني وبين شرهم بحق ما به تستجيب‪ ،‬يا ال رب العالمين‪ .‬فإذا‬
‫أردت النزول في موضع فاختر من بقاع الرض أحسنها لونا وألينها تربة‪،‬‬
‫وأكثرها عشبا‪ ،‬ول تنزل ظهر الطريق‪ ،‬وبطون الودية‪ .‬فانها مأوى‬
‫الحيات ومدارج السباع‪ ،‬فإذا أردت النزول فقل حين تنزل‪ " :‬اللهم أنزلني‬
‫منزل مباركا وأنت خير المنزلين " ثم تصلي ركعتين تنوي مندوبا قربة‬
‫إلى ال‪ ،‬وقل‪ " :‬اللهم ارزقنا خير هذه البقعة‪ ،‬وأعذنا من شرها "‪ .‬وإذا‬
‫أردت الرحيل من المنزل فصل ركعتين مندوبا أيضا وادع ال عز وجل‬
‫بالحفظ والكلءة‪ ،‬وودع الموضع وأهله‪ ،‬فان لكل موضع أهل من الملئكة‬
‫وقل‪ :‬السلم على ملئكة ال الحافظين‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد ال‬
‫الصالحين‪ ،‬ورحمة ال وبركاته‪.‬‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬سفع بناصيته‪ :‬أي قيض عليها فاجتذبها بشدة فهو سافع‪.‬‬

‫]‪[266‬‬

‫‪) * .49‬باب( * * " )حسن الخلق وحسن الصحابة وساير آداب السفر( " *‬
‫اليات‪ :‬النحل‪ :‬وجعل لكم من جلود النعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم‬
‫ويوم إقامتكم )‪ - 1 .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عمن ذكره عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم في وصيته لبنه محمد بن الحنفية‪ :‬واعلم أنه مروة المرء‬
‫المسلم مروتان مروة في حضر ومروة في سفر‪ ،‬وأما مروة الحضر‬
‫فقراءة القرآن‪ ،‬ومجالسة العلماء‪ ،‬والنظر في الفقه‪ ،‬والمحافظة على‬
‫الصلة في الجماعات‪ ،‬وأما مروة السفر فبذل الزاد‪ ،‬وقلة الخلف على من‬
‫صحبك وكثرة ذكر ال عزوجل في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود )‬
‫‪ - 2 .(2‬ل‪ :‬عن أحمد بن إبراهيم الخوزي‪ ،‬عن محمد بن زيد البغدادي‪،‬‬
‫عن عبد ال بن أحمد بن عام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ست من المروة‪ :‬ثلث‬
‫منها في الحضر‪ ،‬وثلث منها في السفر‪ :‬فأما التي في الحضر فتلوة كتاب‬
‫ال عزوجل‪ ،‬وعمارة مساجد ال‪ ،‬واتخاذ الخوان في ال عزوجل‪ ،‬وأما‬
‫التي في السفر فبذل الزاد‪ ،‬وحسن الخلق والمزاح في غير المعاصي‪،‬‬
‫الخبر )‪ - 3 .(3‬لى‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي قتادة القمي‪ ،‬عن عبد ال بن يحيى‪ ،‬عن أبان الحمر‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬المروة في السفر كثرة الزاد‪ ،‬وطيبه‪ ،‬وبذله لمن‬
‫كان معك‪ ،‬وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إياهم‪ ،‬وكثرة المزاح في‬
‫غير ما يسخط ال عزوجل )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) .80 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .28‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .157‬أمالى‬
‫الصدوق ص ‪.329‬‬

‫]‪[267‬‬

‫أقول‪ :‬قد سبق تمام الخبرين وغيرهما في باب المروة وغيره‪ - 4 .‬ل‪ :‬عن العطار‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن عدة من أصحابنا رفعوا‬
‫الحديث قال‪ :‬حق المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلثا )‪ .(1‬سن‪:‬‬
‫عن ابن يزيد مثله )‪ - 5 .(2‬ب‪ :‬عن أبي البختري‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن جده عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا كنتم‬
‫في سفر فمرض أحدكم فأقيموا عليه ثلثة أيام )‪ - 6 .(3‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن الحسين رفعه إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ثلثة ل يتقبل ال عزوجل لهم بالحفظ‪ :‬رجل نزل‬
‫في بيت خرب‪ ،‬ورجل صلى على قارعة الطريق‪ ،‬ورجل أرسل راحلته ولم‬
‫يستوثق منها )‪ - 7 .(4‬سن‪ :‬عن الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن حفص‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ليس من المروة أن يحدث‬
‫الرجل بما يلقى في سفره من خير أو شر )‪ - 8 .(5‬سن‪ :‬عن النوفلي‬
‫باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الرفيق ثم الطريق‪.‬‬
‫وباسناده قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل تصحبن في سفر من ل‬
‫يرى لك الفضل عليه كما ترى له الفضل عليك )‪ - 9 .(6‬سن‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن سنان‪ ،‬عن إسحاق بن جرير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال لي‪ :‬من صحبت ؟ فأخبرته فقال‪ :‬كيف طابت نفس أبيك يدعك مع غيره‬
‫؟ فخبرته فقال‪ :‬كيف كان يقال‪ " :‬أصحب من تتزين به ول تصحب من‬
‫يتزين بك " )‪ - 10 .(7‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عمن ذكره‪،‬‬
‫عن أبي جعفر‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .49‬المحاسن ص ‪ (3) .358‬قرب السناد ص ‪(4) .84‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .69‬المحاسن ص ‪ (7 - 6) .358‬المحاسن ص‬
‫‪.357‬‬

‫]‪[268‬‬

‫عليه السلم قال‪ :‬إذا صحبت فاصحب نحوك ول تصحب من يكفيك فان ذلك مذلة‬
‫للمؤمن )‪ - 11 .(1‬سن‪ :‬عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن حذيفة ابن منصور‪ ،‬عن شهاب بن عبد ربه قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬قد عرفت حالي وسعة يدي وتوسعي على إخواني‬
‫فأصحب النفر منهم في طريق مكة فأتوسع عليهم ؟ قال‪ :‬ل تفعل‪ ،‬يا شهاب‬
‫إن بسطت وبسطوا أجحفت بهم‪ ،‬وإن هم أمسكوا أذللتم‪ ،‬فاصحب نظراءك‬
‫اصحب نظراءك )‪ - 12 .(2‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي محمد‬
‫الحلبي قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن القوم يصطحبون فيكون فيهم‬
‫الموسر وغيره‪ ،‬أينفق عليهم الموسر ؟ قال‪ :‬إن طابت بذلك أنفسهم فل‬
‫بأس به‪ ،‬قلت‪ :‬فان لم تطب أنفسهم‪ ،‬قال‪ :‬يصير معهم‪ ،‬يأكل من الخبز‪،‬‬
‫ويدع أن يستثني من الهرات )‪ - 13 .(3‬سن‪ :‬عن إسماعيل بن مهران‪،‬‬
‫عن محمد بن حفص‪ ،‬عن أبي الربيع الشامي قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال‬
‫عليه السلم والبيت غاص بأهله فقال‪ :‬ليس منا من لم يكن يحسن صحبة‬
‫من صحبه‪ ،‬ومرافقة من رافقه‪ ،‬وممالحة من مالحه‪ ،‬ومخالقة من خالقه )‬
‫‪ - 14 .(4‬سن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما اصطحب اثنان‬
‫إل كان أعظمهما أجرا وأحبهما إلى ال أرفقهما بصاحبه )‪ - 15 .(5‬سن‪:‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬زاد المسافر الحدا والشعر‪ ،‬ما كان منه ليس فيه‬
‫جفاء )‪ .(6‬كتاب المامة والتبصرة‪ :‬عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن‬
‫جعفر الرزاز‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المحاسن ص ‪ (3) .357‬المصدر نفسه‪ ،‬والهرات‪ :‬اللحم المطبوخ البالغ‬
‫في طبخه حتى نضج وتهر أو تفسخ‪ 4) .‬و ‪ (5‬المحاسن ص ‪(6) .357‬‬
‫المحاسن ص ‪.358‬‬

‫]‪[269‬‬

‫عن خاله علي بن محمد‪ ،‬عن عمرو بن عثمان الخزاز‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬مثله إل أن فيه خناء )‪ - 16 .(1‬سن‪ :‬عن النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من السنة‬
‫إذا خرج القوم في سفر أن يخرجوا نفقتهم‪ ،‬فان ذلك أطيب لنفسهم‬
‫وأحسن لخلقهم )‪ - 17 .(2‬سن‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ما من نفقة أحب إلى ال من نفقة قصد ويبغض السراف إل‬
‫في حج أو عمرة )‪ - 18 .(3‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير وعلي بن‬
‫الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنه كان يكره للرجل أن يصحب من‬
‫يتفضل عليه‪ ،‬وقال‪ :‬اصحب مثلك )‪ - 19 .(4‬سن‪ :‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫البطائني‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم يخرج الرجل‬
‫مع قوم مياسير وهو أقلهم شيئا‪ ،‬فيخرج القوم نفقتهم ول يقدر هو أن‬
‫يخرج مثل ما أخرجوا‪ ،‬فقال‪ :‬ما احب أن يذل نفسه‪ ،‬ليخرج مع من هو‬
‫مثله )‪ - 20 .(5‬سن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن موسى بن سعدان‪ ،‬عن‬
‫حسين بن أبي العل قال‪ :‬خرجنا إلى مكة نيف وعشررن رجل فكنت أذبح‬
‫لهم في كل منزل شاة فلما أردت أن أدخل على أبي عبد ال عليه السلم قال‬
‫لي‪ :‬يا حسين وتذل المؤمنين ؟ قلت أعوذ بال من ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬بلغني أنك‬
‫كنت تذبح لهم في كل منزل شاة ؟ قلت‪ :‬ما أردت إل ال‪ ،‬فقال‪ :‬أما كنت‬
‫ترى أن فيهم من يحب أن يفعل فعالك فل يبلغ مقدرته ذلك‪ ،‬فتتقاصر إليه‬
‫نفسه ؟ قلت‪ :‬أستغفر ال ول أعود )‪ - 21 .(6‬سن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الخنى الفحش من الكلم والشعار الهجائية‪ (6 - 2) .‬المحاسن ص ‪.359‬‬

‫]‪[270‬‬

‫آبائه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفر )‪ - 22 .(1‬سن‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابنا قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا سافرتم فاتخذوا سفرة‬
‫وتنوقوا فيها )‪ - 23 .(2‬سن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن شهاب بن عبد‬
‫ربه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان علي بن الحسين إذا سافر إلى‬
‫مكة للحج والعمرة‪ ،‬تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق‬
‫والمحمض‪ ،‬والمحلى‪ .‬قال‪ :‬وحدثني به ابن يزيد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪،‬‬
‫وابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم )‪.(3‬‬
‫‪ - 24‬سن‪ :‬عن بعض أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫تبرك بأن تحمل الخبز في سفرتك وزادك )‪ - 25 .(4‬سن‪ :‬عن البزنطي‪،‬‬
‫عن صفوان الجمال قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن معي أهلي وأنا‬
‫اريد الحج أشد نفقتي في حقوي ؟ قال‪ :‬نعم إن أبي كان يقول‪ :‬من فقه‬
‫المسافر حفظ نفقته )‪ - 26 .(5‬سن‪ :‬عن الصبهاني‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عيسى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في وصية لقمان لبنه‪ :‬يا‬
‫بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك وأبرتك وخيوطك‬
‫ومخرزك‪ ،‬وتزود معك الدوية تنتفع بها أنت ومن معك‪ ،‬وكن لصحابك‬
‫موافقا إل في معصية ال‪ ،‬وزاد فيه بعضهم‪ :‬وقوسك )‪ - 27 .(6‬سن‪ :‬عن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن معاوية بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إنك ستصحب أقواما فل تقولن انزلوا ههنا ول تنزلوا ههنا فان‬
‫فيهم من يكفيك )‪ - 28 .(7‬سن‪ :‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عثمان‪ ،‬أو ابن‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن ص ‪ (5) .360‬المحاسن ص ‪ (6) .358‬المحاسن ص ‪(7) .360‬‬


‫المحاسن ص ‪.364‬‬

‫]‪[271‬‬

‫عيسى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال لقمان لبنه‪ :‬إذا سافرت مع قوم‬
‫فأكثر استشارتهم في أمرك وأمرهم‪ ،‬وأكثر التبسم في وجوههم‪ ،‬وكن‬
‫كريما على زادك بينهم‪ ،‬وإذا دعوك فأجبهم‪ ،‬وإذا استعانوك فأعنهم‪،‬‬
‫واغلبهم بثلث‪ :‬طول الصمت وكثرة الصلة‪ ،‬وسخاء النفس بما معك من‬
‫دابة أو مال أو زاد‪ ،‬وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم‪ ،‬واجهد رأيك‬
‫لهم إذا استشاروك‪ ،‬ول تعزم حتى تثبت وتنظر‪ ،‬ول تجب في مشورة حتى‬
‫تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في‬
‫مشورته‪ ،‬فان من لم يمحض النصحية لمن استشاره سلبه ال رأيه‪ ،‬ونزع‬
‫عنه المانة‪ .‬وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم‪ ،‬وإذا رأيتهم يعملون‬
‫فاعمل معهم وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فأعط معهم‪ ،‬واسمع ممن هو‬
‫أكبر منك سنا‪ ،‬وإذا أمروك بأمر وسألوك فتبرع لهم‪ ،‬وقل نعم‪ ،‬ول تقل ل‪،‬‬
‫فان " ل " عي ولؤم‪ ،‬وإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا‪ ،‬وإن شككم في‬
‫القصد فقفوا‪ ،‬وتوامروا‪ ،‬وإذا رأيتم شخصا واحدا فل تسألوه عن طريقكم‬
‫ول تسترشدوه فان الشخص الواحد في الفلت مريب‪ ،‬لعله أن يكون عينا‬
‫للصوص أو أن يكون هو الشيطان الذي حيركم واحذروا الشخصين أيضا‬
‫إل أن تروا ما ل أرى فان العاقل إذا نظر بعينيه شيئا عرف الحق منه‪،‬‬
‫والشاهد يرى ما ل يرى الغايب‪ .‬يا بني وإذا جاء وقت الصلة فل تؤخرها‬
‫لشئ‪ ،‬وصلها واسترح منها فانها دين وصل في جماعة ولو على رأس‬
‫زج‪ ،‬ول تنامن على دابتك‪ ،‬فان ذلك سريع في دبرها‪ ،‬وليس ذلك من فعل‬
‫الحكماء إل أن تكون في محمل يمكنك التمدد ل سترخاء المفاصل‪ .‬وإذا‬
‫قربت من المنزل فانزل عن دابتك فانها تعينك‪ ،‬وابدأ بعلفها قبل نفسك‪،‬‬
‫وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الرضين بأحسنها لونا وألينها تربة‬
‫وأكثرها عشبا‪ ،‬وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس وإذا أردت قضاء‬
‫حاجة فأبعد المذهب في الرض‪ ،‬وإذا ارتحلت فصل ركعتين‪ ،‬ثم ودع‬
‫الرض التي‬

‫]‪[272‬‬

‫حللت بها‪ ،‬وسلم عليها وعلى أهلها‪ ،‬فان لكل بقعة أهل من الملئكة وإن استطعت‬
‫أن ل تأكل طعاما حتى تبدء فتصدق منه فافعل‪ ،‬وعليك بقراءة القرآن )‪(1‬‬
‫ما دمت راكبا‪ ،‬وعليك بالتسبيح ما دامت عامل عمل‪ ،‬وعليك بالدعاء ما‬
‫دمت خاليا وإياك والسير من أول الليل‪ ،‬وعليك بالتعريس والدلجة من لدن‬
‫نصف الليل إلى آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك )‪ - 29 .(2‬سن‪ :‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم عن جابر‬
‫النصاري قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يطرق الرجل أهله‬
‫ليل إذا جاء من الغيبة حتى يؤذنهم )‪ - 30 .(3‬سن‪ :‬عن محمد بن أحمد‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن داود الرقي قال‪ :‬خرجت مع أبي‬
‫عبد ال عليه السلم إلى ينبع قال‪ :‬وخرج علي وعليه خف أحمر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك ما هذا الخف الذي أراه عليك قال‪ :‬خف اتخذته للسفر‪،‬‬
‫وهو أبقى على الطين والمطر‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فأتخذها وألبسها ؟ فقال‪ :‬أما‬
‫للسفر فنعم‪ ،‬وأما الخفوف فل تعدل بالسود شيئا )‪ - 31 .(4‬مكا‪ :‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬ليس من المروة أن يحدث الرجل بما يلقى في‬
‫السفر من خير أو شر‪ .‬عن عمار بن مروان قال‪ :‬أوصاني أبو عبد ال‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬اوصيك بتقوى ال وأداء المانة‪ ،‬وصدق الحديث‪،‬‬
‫وحسن الصحابة لمن صحبك‪ ،‬ول قوة إل بال‪ .‬وعن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا عليه فافعل‪ .‬عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الرفيق ثم السفر‪.‬‬
‫)‪ (1‬هكذا في بعض نسخ المحاسن‪ ،‬وفى بعضها‪ " :‬وعليك بقراءة كتاب ال‬
‫عزوجل " وهو الظاهر فانها من وصايا لقمان النبي عليه السلم‪(2) .‬‬
‫المحاسن ص ‪ (3) .375‬المحاسن ص ‪ (4) .377‬المحاسن ص ‪.378‬‬

‫]‪[273‬‬

‫وقال الصادق عليه السلم‪ :‬حق المسافر أن يقيم عليه إخوانه إذا مرض ثلثا‪ .‬وقال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله في سفر خرج فيه حاجا‪ :‬من كان سيئ الخلق‬
‫والجوار فل يصحبنا‪ .‬عن الحلبي قال‪ :‬سألت الصادق عليه السلم عن‬
‫القوم يصطحبون‪ ،‬فيكون فيه الموسر وغيره‪ ،‬أينفق عليهم الموسر ؟ قال‪:‬‬
‫إن طابت بذلك أنفسهم‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬سيد القوم خادمهم في‬
‫السفر‪ .‬ومن كتاب شرف النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬روي عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله أنه أمر أصحابه بذبح شاة في سفر فقال رجل من القوم على‬
‫ذبحها‪ ،‬وقال الخر‪ :‬على سلخها وقال آخر‪ :‬علي قطعها وقال آخر‪ :‬علي‬
‫طبخها فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬علي أن القط لكم الحطب‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول ال ل تتعبن بآبائنا وامهاتنا أنت‪ ،‬نحن نكفيك‪ ،‬قال‪ :‬عرفت‬
‫أنكم تكفوني‪ ،‬ولكن ال عزوجل يكره من عبده إذا كان مع أصحابه أن‬
‫ينفرد من بينهم‪ ،‬فقام صلى ال عليه وآله‪ :‬يلقط الحطب لهم )‪ .(1‬وقال‬
‫لقمان لبنه‪ :‬يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك‬
‫وخيوطك ومخرزك‪ ،‬وتزود معك من الدوية ما تنتفع به أنت ومن معك‬
‫وكن لصحابك موافقا إل في معصية ال عزوجل‪ ،‬وفي رواية بعضهم‬
‫وقوسك‪ .‬تذاكر الناس عند الصادق عليه السلم أمر الفتوة فقال‪ :‬تظنون أن‬
‫الفتوة بالفسق والفجور ؟ إنما الفتوة والمروة طعام موضوع ونائل مبذول‪،‬‬
‫ونشر معروف وأذى مكفوف‪ ،‬فأما تلك فشطارة وفسق ثم قال‪ :‬ما المروة ؟‬
‫فقال الناس‪ :‬ما نعلم‪ ،‬قال‪ :‬المروة وال أن يضع الرجل خوانه بفناء داره‪،‬‬
‫والمروة مروتان مروة في السفر ومروة في الحضر‪ ،‬فأما التي في الحضر‬
‫فتلوة القرآن‪ ،‬ولزوم المساجد‪ ،‬والمشي مع الخوان في الحوائج‪ ،‬والنعمة‬
‫ترى على الخادم فانها تسر الصديق وتكبت العدو وأما التي في السفر‬
‫فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك‪ ،‬وكتمانك على القوم أمرهم بعد‬
‫مفارقتك إياهم‪ ،‬وكثرة المزاح في غير ما يسخط ال عز وجل‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪.288 - 286‬‬

‫]‪[274‬‬
‫قال عليه السلم‪ :‬والذي بعث جدي محمدا صلى ال عليه وآله بالحق إن ال‬
‫عزوجل ليرزق العبد على قدر المروة فان المعونة تنزل على قدر المؤنة‪،‬‬
‫وإن الصبر ينزل على قدر شدة البلء )‪ .(1‬من كتاب المحاسن ذكر عند‬
‫النبي صلى ال عليه وآله رجل فقيل له خير قالوا‪ :‬يا رسول ال خرج معنا‬
‫حاجا فإذا نزلنا لم يزل يهلل ال حتى نرتحل فإذا ارتحلنا لم يزل يذكر ال‬
‫حتى ننزل فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬فمن كان يكفيه علف دابته‪،‬‬
‫ويصنع طعامه ؟ قالوا‪ :‬كلنا قال‪ :‬كلكم خير منه )‪ .(2‬وقال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬من أعان مؤمنا مسافرا نفس ال عنه ثلثا وسبعين كربة وأجاره في‬
‫الدنيا من الغم والهم ونفس عنه كربه العظيم يوم يغص الناس بأنفاسهم‪.‬‬
‫عن يعقوب بن سالم قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬تكون معي‬
‫الدراهم فيها تماثيل وأنا محرم‪ ،‬فأجعلها في همياني وأشده في وسطي ؟‬
‫قال‪ :‬ل بأس هي نفقتك‪ ،‬وعليها اعتمادك بعد ال عزوجل‪ .‬عنه عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنو قوافيها )‪ .(3‬عن نصر الخادم قال‪:‬‬
‫نظر العبد الصالح أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم إلى سفرة‬
‫عليها حلق صفر فقال‪ :‬انزعوا هذه‪ ،‬واجعلوا مكانها حديدا‪ ،‬فانه ل يقذر‬
‫شيئا مما فيها من الهوام‪ .‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬زاد المسافر‬
‫الحداء والشعر ما كان منه ليس فيه خنى )‪ - 29 .(4‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ ،‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أربعة ل عذر لهم‪ :‬رجل عليه‪ ،‬دين محارف بلده ل‬
‫عذر له حتى يهاجر في الرض يلتمس ما يقضي دينه‪ ،‬ورجل أصاب على‬
‫بطن امرأته رجل ل عذر له حتى يطلق لئل يشركه في الولد غيره‪ ،‬ورجل‬
‫له مملوك‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .291‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .304‬أي تجودوا‪،‬‬


‫واجعلوا زادكم طيبا حسنا‪ (4) .‬الخنى‪ :‬الفحش من الكلم‪ ،‬ولعل المراد‬
‫انشاد الشعار الهجائية‪ ،‬راجع مكارم الخلق ص ‪.306‬‬

‫]‪[275‬‬

‫سوء فهو يعذبه ل عذر له إل أن يبيع وإما أن يعتق‪ ،‬ورجلن اصطحبا في السفر‬
‫هما يتلعنان ل عذر لهما حتى يفترقا )‪ - 30 .(1‬ما‪ :‬عن المفيد‪ ،‬عن علي‬
‫بن بلل‪ ،‬عن علي بن سليمان‪ ،‬عن جعفر ابن محمد بن مالك رفعه إلى‬
‫المفضل بن عمر قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬من‬
‫صحبك ؟ قلت‪ :‬رجل من إخواني‪ ،‬قال‪ ،‬فما فعل ؟ قلت‪ :‬منذ دخلت المدينة لم‬
‫أعرف مكانه‪ ،‬فقال لي‪ :‬أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله‬
‫ال عنه يوم القيامة ؟ وقال المفيد‪ :‬وجدت في بعض الصول حديثا لم‬
‫يحضرني الن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم قال‪ :‬من‬
‫صحب أخاه المؤمن في طريق فتقدمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره فقد‬
‫ظلمه )‪ - 31 .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله في‬
‫سفر‪ :‬من كان يسئ الجوار فل يصاحبنا‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬احتمل‬
‫الذى عمن هو أكبر منك وأصغر منك وخير منك وشر منك‪ ،‬فانك إن كنت‬
‫كذلك تلقى ال جل جلله يباهي بك الملئكة‪ .‬وقال لقمان لبنه‪ :‬تزود معك‬
‫الدوية فتنتفع بها أنت ومن معك‪ ،‬وكن لصحابك موافقا إل في معصية‬
‫ال‪ - 32 .‬كتاب صفين‪ :‬قال‪ :‬لما توجه علي عليه السلم إلى صفين انتهى‬
‫إلى ساباط ثم إلى مدينة بهرسير وإذا رجل من أصحابه يقال له حريز بن‬
‫سهم من بني ربيعة ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفر‬
‫التميمي‪ :‬جرت الرياح على مكان ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد فقال‬
‫علي عليه السلم أفل قلت‪ " :‬كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام‬
‫كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت‬
‫عليهم‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ ،27 :‬والمحارف ضد المبارك وهو المحروم يطلب ول يرزق‪.‬‬
‫)‪ (2‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.27‬‬

‫]‪[276‬‬

‫السماء والرض وما كانوا منظرين " إن هؤلء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين‪،‬‬
‫إن هؤلء لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية‪ ،‬إياكم وكفر النعم ل‬
‫تحل بكم النقم )‪) * .50 .(1‬باب( * * " )آداب السير في السفر وهو من‬
‫الباب السابق أيضا( " * ‪ - 1‬سن‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن قوما مشاة أدركهم النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فشكوا إليه شدة المشي‪ ،‬فقال لهم‪ :‬استعينوا بالنسل )‪- 2 .(2‬‬
‫سن‪ :‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن منذر بن جعفر‪ ،‬عن يحيى بن طلحة النهدي قال‪:‬‬
‫قال لنا أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬سيروا وانسلوا‪ ،‬فانه أخف عليكم )‪3 .(3‬‬
‫‪ -‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عليهما‬
‫السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله رأى قوما قد جهدهم المشي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اخببوا انسلوا ففعلوا فذهب عنهم العياء )‪ - 4 .(4‬سن‪ :‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬جاءت‬
‫المشاة إلى النبي صلى ال عليه وآله فشكوا إليه العياء‪ ،‬فقال‪ :‬عليكم‬
‫بالنسلن‪ ،‬ففعلوا فأذهب عنهم العياء‪ ،‬وكأنما نشطوا من عقال‪ .‬سن‪ :‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله إل‬
‫أنه قال‪ :‬عليكم بالنسلن فانه يذهب بالعياء ويقطع الطريق )‪ - 5 .(5‬سن‪:‬‬
‫عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن إبراهيم بن‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 71‬ص ‪ 327‬من هذه الطبعة‪ (5 - 2) .‬المحاسن‪ .377 :‬والنسلن‪:‬‬


‫سرعة المشى شبه العدو‪ ،‬ومثله الخبب‪ :‬تقع احدى القدمين على الرض‬
‫بعد رفع الخرى وكأنه الهرولة‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫أبي يحيى المدني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬راح رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله من كراع الغميم فصف له المشاة وقالوا‪ :‬نتعرض لدعوته‪ ،‬فقال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬اللهم أعطهم أجرهم وقوهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬لو استعنتم بالنسلن‬
‫لخفف أجسامكم‪ ،‬وقطعتم الطريق ففعلوا فخفف أجسامهم )‪ - 6 .(1‬سن‪:‬‬
‫عن الحجال‪ ،‬عن أبي إسحاق المكي قال‪ :‬تعرضت المشاة للنبي صلى ال‬
‫عليه وآله بكراع الغميم ليدعوا لهم فدعا لهم‪ ،‬وقال خيرا وقال‪ :‬عليكم‬
‫بالنسلن والبكور وشئ من الدلج فان الرض تطوى بالليل )‪ - 7 .(2‬مكا‪:‬‬
‫قال الصادق عليه السلم‪ :‬سير المنازل يفني الزاد ويسيئ الخلق ويخلق‬
‫الثياب‪ ،‬والسير ثمانية عشر‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أعيا‬
‫أحدكم فليهرول‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا ضللتم الطريق فتيامنوا )‬
‫‪ - 8 .(3‬دعوات الراوندي‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬عليكم بالبكر‬
‫وإن بارت والجادة وإن دارت‪ ،‬وبالمدينة وإن جارت‪ .‬وقالوا عليهم السلم‪:‬‬
‫إذا أردت السير فليكن مسيرك في طرفي النهار‪ ،‬وانزل وسطه وسر في‬
‫آخر الليل ول تسر في أوله‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬اتق الخروج‬
‫بعد نومة فان ل دوابا يبثها يفعلون ما يؤمرون‪ .‬وقالوا عليهم السلم‪:‬‬
‫تقول في مسيرك‪ " :‬اللهم خل سبيلنا‪ ،‬وأحسن تسييرنا وأحسن عافيتنا "‬
‫وأكثر من التكبير والتحميد والتسبيح والستغفار‪ ،‬فان السفر قطعة من‬
‫العذاب‪ - 9 .‬سن‪ :‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن منذر بن حفص‪ ،‬عن هشام بن سالم‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬سيروا البردين‪ ،‬قلت‪ :‬إنا‬
‫نتخوف الهوام‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .378 :‬مكارم الخلق ص ‪.305‬‬

‫]‪[278‬‬

‫أصابكم شئ فهو خير لكم مع أنكم مضمونون )‪ - 10 .(1‬سن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم بالسير بالليل لن الرض تطوى بالليل )‪.(2‬‬
‫‪ - 11‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم إذا أراد سفرا أدلج قال‪ :‬ومن ذلك حديث‬
‫الطائر والخف والحية )‪ - 12 .(3‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن الرض تطوى من‬
‫آخر الليل )‪ .(4‬سن‪ :‬عن جميل بن دراج مثله )‪ - 13 .(5‬سن‪ :‬عن‬
‫إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن بشير النبال‪ ،‬عن حمران بن‬
‫أعين قال‪ :‬قلت لبي جعفر عليه السلم‪ :‬يقول الناس‪ :‬تطوى لنا الرض‬
‫بالليل كيف تطوى ؟ قال هكذا‪ :‬ثم عطف ثوبه )‪ - 14 .(6‬سن‪ :‬عن بعض‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب بن سالم رفعه إلى أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا نزلتم فسطاطا أو‬
‫خباء فل تخرجوا فانكم على غرة )‪ - 15 .(7‬سن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إياكم والتعريس على ظهر الطريق‪ ،‬وبطون الودية‬
‫فانها مدارج السباع‪ ،‬ومأوى الحيات )‪ - 16 .(8‬سن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪،‬‬
‫عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب رفعه قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تنزلوا الودية فانها مأوى السباع‬

‫)‪ (6 - 1‬المحاسن ص ‪ (7) .346‬المحاسن ص ‪ ،347‬وكأنه صلى ال عليه وآله‬


‫أراد الخروج بعد نومة‪ .‬وفى نصف الليل‪ (8) .‬المحاسن ص ‪.364‬‬

‫]‪[279‬‬

‫والحيات )‪ - 17 .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إذا سافرت فل تنزل الودية فانها مأوى الحيات والسباع )‪ - 18 .(2‬سن‪:‬‬
‫عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن بن راشد‪ ،‬عن المفضل ابن عمر‬
‫قال‪ :‬سرت مع أبي عبد ال عليه السلم إلى مكة فسرنا إلى بعض الودية‬
‫فقال‪ :‬انزلوا في هذا الموضع‪ ،‬ول تدخلوا الوادي‪ ،‬فنزلنا فما لبثنا أن أظلتنا‬
‫سحابة فهطلت علينا حتى سال الوادي فآذى من كان فيه )‪ - 19 .(3‬سن‪:‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال يحب الرفق‪ ،‬ويعين‬
‫عليه‪ ،‬فإذا ركبتهم الدواب العجف فأنزلوها منازلها‪ ،‬فان كانت الرض‬
‫مجدبة فانجوا عليها وإن كانت مخصبة أنزلوها منازلها )‪ - 20 .(4‬سن‪:‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حماد‪ ،‬عن جميل بن سويد عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا سرت في أرض مخصبة فارفق بالسير‪،‬‬
‫وإذا سرت في أرض مجدبة فعجل بالسير )‪ - 21 .(5‬سن‪ :‬عن جعفر بن‬
‫محمد الشعري‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أخطأتم الطريق فتيامنوا )‪.(6‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن ص ‪ (5 - 4) .364‬المحاسن‪ ،361 :‬والعجف بالضم جمع‬


‫العجف وهو المهزول‪ ،‬وقوله " فأنزلوها منازلها " أي كلفوها على‬
‫قدر طاقتها‪ ،‬وقوله " فانجوا " أي فأسرء والتصلوا إلى الماء والكلء‪) .‬‬
‫‪ (6‬المحاسن ص ‪.362‬‬

‫]‪[280‬‬

‫‪) * .51‬باب( * * " )تشييع المسافر وتوديعه( " * ‪ - 1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي الجهم‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن النضر عن هشام قال‪ :‬دعا أبو عبد ال‬
‫عليه السلم لقوم من أصحابه مشاة حجاج فقال‪ :‬اللهم احملهم على‬
‫أقدامهم‪ ،‬وسكن عروقهم )‪ - 2 .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن الجهم‪،‬‬
‫عن موسى بن بكر قال‪ :‬أردت وداع أبي الحسن عليه السلم فكتب إلى‬
‫رقعة‪ :‬كفاك ال المهم وقضى لك بالخير‪ ،‬ويسر لك حاجتك في صحبة ال‬
‫وكنفه )‪ - 3 .(2‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن إسحاق بن جرير‬
‫الجريري وعن رجل من أهل بيته‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لما‬
‫شيع أمير المؤمنين عليه السلم أبا ذر رحمة ال عليه وشيعه الحسن‬
‫والحسين وعقيل بن أبي طالب وعبد ال بن جعفر وعمار بن ياسر عليهم‬
‫السلم قال لهم أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ودعوا أخاكم فانه ل بد‬
‫للشاخص من أن يمضي‪ ،‬وللمشيع أن يرجع‪ ،‬قال‪ :‬فتكلم كل رجل منهم‬
‫على حياله فقال الحسين بن علي عليهما السلم‪ :‬رحمك ال يا أبا ذر إن‬
‫القوم إنما امتهنوك بالبلء‪ ،‬لنك منعتهم دينك‪ ،‬فمنعوك دنياهم‪ ،‬فما أحوجك‬
‫غدا إلى ما منعتهم وأغناك عما منعوك‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬رحمكم ال من أهل‬
‫بيت فمالي في الدنيا من شجن غيركم إني إذا ذكرتكم ذكرت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله )‪ - 4 .(3‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن‬
‫ابن مسكان وغيره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله إذا ودع المؤمن قال‪ :‬رحمكم ال وزودكم التقوى‪،‬‬
‫ووجهكم إلى كل خير‪ ،‬وقضى لكم كل حاجة‪ ،‬وسلم لكم‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .355 :‬المحاسن‪ (3) .356 :‬المحاسن‪.353 :‬‬

‫]‪[281‬‬
‫دينكم ودنياكم‪ ،‬وردكم سالمين إلى سالمين )‪ - 5 .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن‬
‫حماد‪ ،‬عن ابن مسكان وغيره‪ ،‬عن عبد الرحيم عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا ودع مسافرا أخذ بيده ثم قال‪:‬‬
‫أحسن ال لك الصحابة‪ ،‬وأكمل لك المعونة‪ ،‬وسهل لك الحزونة‪ ،‬وقرب لك‬
‫البعيد‪ ،‬وكفاك المهم‪ ،‬وحفظ لك دينك وأمانتك‪ ،‬وخواتيم عملك‪ ،‬ووجهك لكل‬
‫خير‪ ،‬عليك بتقوى ال وأستودعك ال‪ ،‬سر على بركة ال )‪ - 6 .(2‬سن‪:‬‬
‫عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬ودع عليه السلم رجل فقال‪ :‬أستودع ال نفسك وأمانتك‬
‫ودينك وزودك زاد التقوى‪ ،‬ووجهك ال للخير حيث توجهت‪ ،‬ثم قال‪ :‬التفت‬
‫إلينا أبو عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬هذا وداع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله لعلي عليه السلم إذا وجهه في وجه من الوجوه )‪ - 7 .(3‬سن‪ :‬عن‬
‫ابن فضال‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫إذا ودع رسول ال صلى ال عليه وآله رجل قال‪ :‬أستودع ال دينك‬
‫وأمانتك‪ ،‬وخواتيم عملك‪ ،‬ووجهك للخير حيث ما توجهت‪ ،‬وزودك التقوى‪،‬‬
‫وغفر لك الذنوب )‪ - 8 .(4‬سن‪ :‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن عبيد البصري‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن إدريس بن يونس عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ودع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله رجل فقال له‪ :‬سلمك ال وغنمك والميعاد ل )‪.(5‬‬
‫‪ - 9‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن الحسين بن موسى قال‪ :‬دخلنا على أبي عبد‬
‫ال عليه السلم نودعه فقال‪ :‬اللهم اغفر لنا ما أذنبنا‪ ،‬وها نحن مذنبون‪،‬‬
‫وثبتنا وإياهم بالقول الثابت في الخرة والدنيا‪ ،‬وعافنا وإياهم من شر ما‬
‫قضيت في عبادك وبلدك في سنتنا هذه المستقبلة‪ ،‬وعجل نصر آل محمد‬
‫ووليهم‪ ،‬واخز عدوهم عاجل )‪ - 10 .(6‬مكا‪ :‬من أردا أن يودع رجل‬
‫فليقل‪ :‬أستودع ال دينك وأما نتك‪.‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المحاسن‪ (6 - 5) .354 :‬المحاسن‪.355 :‬‬

‫]‪[282‬‬

‫وخواتيم عملك‪ ،‬أحسن ال لك الصحابة‪ ،‬وأعظم لك العافية‪ ،‬وقضى لك الحاجة‬


‫وزودك التقوى‪ ،‬ووجهك للخير حيث ما توجهت‪ ،‬وردك سالما غانما‪ .‬من‬
‫كتاب المحاسن عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬ودع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله رجل فقال له‪ :‬سلمك ال وغنمك )‪) .52 .(1‬باب( * " )آداب‬
‫الرجوع عن السفر( " * ‪ - 1‬شى‪ :‬عن ابن سنان‪ ،‬عن جعفر بن محمد‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسر ولو‬
‫بحجر‪ ،‬فان إبراهيم عليه السلم كان إذا ضاق أتى قومه‪ ،‬وإنه ضاق ضيقة‬
‫فأتى قومه فوافق منهم أزمة‪ ،‬فرجع كما ذهب‪ ،‬فلما قرب من منزله نزل‬
‫عن حماره فمل خرجه رمل إرادة أن يسكن به من روح سارة‪ ،‬فلما دخل‬
‫منزله حط الخرج عن الحمار‪ ،‬وافتتح الصلة‪ ،‬فجاءت سارة ففتحت الخرج‬
‫فوجدته مملوءا دقيقا فاعجنت منه وأخبزت ثم قالت لبراهيم‪ :‬انفتل من‬
‫صلتك وكل ! فقال لها‪ :‬أنى لك هذا ؟ قالت‪ :‬من الدقيق الذي في الخرج‪،‬‬
‫فرفع رأسه إلى السماء وقال‪ :‬أشهد أنك الخليل )‪ - 2 .(2‬مكا‪ :‬في القول‬
‫للقادم من الحج وغيره‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله كان يقول للقادم من الحج‪ :‬تقبل ال منك‪ ،‬وأخلف عليك نفقتك‪ ،‬وغفر‬
‫ذنبك‪ .‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬من عانق حاجا بغباره كان كمن استلم‬
‫الحجر السود‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .286 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ ،277‬ذيل قوله تعالى‪" :‬‬
‫واتخذ ال ابراهيم خليل " وفى المطبوعة رمز المحاسن وهو سهو‪،‬‬
‫والحديث مخرج في ج ‪ 12‬ص ‪ 11‬من هذه الطبعة أيضا‪.‬‬

‫]‪[283‬‬

‫وإذا قدم الرجل من السفر ودخل منزله ينبغي أن ل يشتغل بشئ حتى يصب على‬
‫نفسه الماء‪ ،‬ويصلي ركعتين‪ ،‬ويسجد ويشكر ال مائة مرة هكذا هو‬
‫المروي عنهم‪ .‬لما رجع جعفر الطيار من الحبشة ضمه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله إلى صدره وقبل ما بين عينيه وقال‪ :‬ما أدري بأيهما أنا أسر‬
‫بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟ وكان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يصافح بعضهم بعضا فإذا قدم الواحد منهم من سفر فلقي أخاه عانقه )‪.(1‬‬
‫وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله‬
‫فليهدهم وليطرفهم ولو حجارة )‪) * .53 .(2‬باب( * * " )ركوب البحر‬
‫وآدابه وأدعيته( " * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬والفلك التي تجري في البحر بما ينفع‬
‫الناس )‪ .(3‬يونس‪ :‬هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في‬
‫الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جائتها ريح عاصف وجائهم‬
‫الموج من كل مكان وظنوا أنهم احيط بهم دعوا ال مخلصين له الدين لئن‬
‫أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجيهم إذا هم يبغون في‬
‫الرض بغير الحق )‪ .(4‬هود‪ :‬وقال اركبوا فيها بسم ال مجريها ومرسيها‬
‫إن ربي لغفور رحيم )‪ .(5‬ابراهيم‪ :‬وسخر لكم الفلك لتجري في البحر‬
‫بأمره )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .300 :‬مكارم الخلق‪ (3) .305 :‬البقرة‪(4) .164 :‬‬
‫يونس‪ 22 :‬و ‪ (5) .23‬هود‪ (6) .41 :‬ابراهيم‪.32 :‬‬
‫]‪[284‬‬

‫النحل‪ :‬وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )‪ .(1‬أسرى‪:‬‬
‫ربكم الذي يزجى لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما‬
‫* وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إل إياه فلما نجيكم إلى البر‬
‫أعرضتم وكان النسان كفورا * أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل‬
‫عليكم حاصبا ثم ل تجدوا لكم وكيل * أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة اخرى‬
‫فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم ل تجدوا لكم به علينا‬
‫تبيعا )‪ .(2‬الحج‪ :‬والفلك تجري في البحر بأمره )‪ .(3‬المؤمنون‪ :‬وعليها‬
‫وعلى الفلك تحملون )‪ .(4‬وقال تعالى‪ :‬فإذا استويت أنت ومن معك على‬
‫الفلك فقل الحمد ل الذي نجانا من القوم الظالمين * وقل رب أنزلني منزل‬
‫مباركا وأنت خير المنزلين )‪ .(5‬الروم‪ :‬ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من‬
‫فضل ولعلكم تشكرون )‪ .(6‬لقمان‪ :‬ألم تر إلى الفلك تجري في البحر بنعمت‬
‫ال ليريكم من آياته إن في ذلك ليات لكل صبار شكور * وإذا غشيهم موج‬
‫كالظلل دعوا ال مخلصين له الدين‪ ،‬فلما نجيهم إلى البر فمنهم مقتصد وما‬
‫يجحد بآياتنا إل كل ختار كفور )‪ .(7‬فاطر‪ :‬وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا‬
‫من فضله ولعلكم تشكرون )‪ .(8‬يس‪ :‬وآية أنا حملنا ذريتهم في الفلك‬
‫المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون * وإن نشأ نغرقهم فل صريخ‬
‫لهم ول هم ينقذون * إل رحمة منا ومتاعا إلى حين )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) .14 :‬أسرى‪ (3) .69 - 66 :‬الحج‪ (4) .65 :‬المؤمنون‪(5) .22 :‬‬
‫المؤمنون‪ (6) .28 :‬الروم‪ (7) .46 :‬لقمان‪ (8) .32 - 31 :‬فاطر‪) .12 :‬‬
‫‪ (9‬يس‪.44 - 41 :‬‬

‫]‪[285‬‬

‫المؤمن‪ :‬وعليها وعلى الفلك تحملون )‪ .(1‬حمعسق‪ :‬ومن آياته الجوار في البحر‬
‫كالعلم * وإن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك‬
‫ليات لكل صبار شكور * أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير )‪.(2‬‬
‫الزخرف‪ :‬وجعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره‬
‫ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا‬
‫وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون )‪ .(3‬الجاثية‪ :‬ال الذي سخر‬
‫لكم البحر لتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )‪.(4‬‬
‫الذاريات‪ :‬فالجاريات يسرا )‪ .(5‬الرحمن‪ :‬وله الجوار المنشآت في البحر‬
‫كالعلم )‪ - 1 .(6‬مع‪ :‬عن علي بن عبد ال المذكر‪ ،‬عن علي بن أحمد‬
‫الطبري‪ ،‬عن الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عن خراش مولى أنس‪ ،‬عن أنس‬
‫قال‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله يتجرون في البحر‪ .‬يعني‬
‫أن التجارة في البحر وركوبه وليس يهيج ليس من المكروه وهو من‬
‫النتشار والبتغاء الذي أذن ال عزوجل فيه بقوله عز وجل‪ " :‬فإذا قضيت‬
‫الصلوة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال " وقال‪ :‬روي في‬
‫ركوب البحر والنهى عنه حديث )‪ - 2 .(7‬لى‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن ابن هاشم‪ ،‬عن الحسين بن الحسن القرشي‪ ،‬عن سليمان بن جعفر‬
‫البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين بن زيد‪ ،‬عن أبيه عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال كره‬
‫ركوب البحر‬

‫)‪ (1‬المؤمن‪ (2) .80 :‬الشورى‪ (3) .32 :‬الزخرف‪ (4) .13 - 12 :‬الجاثية‪) .12 :‬‬
‫‪ (5‬الذاريات‪ (6) .3 :‬الرحمن‪ (7) .24 :‬معاني الخبار‪.412 :‬‬

‫]‪[286‬‬

‫في هيجانه ونهى عنه الخبر )‪ .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد مثله )‪ - 3 .(2‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من خاف منكم الغرق فليقرء‬
‫بسم ال الملك الحق ما قدروا ال حق قدره والرض جميعا قبضته يوم‬
‫القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )‪- 4 .(3‬‬
‫فس‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن أسباط قال‪ :‬حملت متاعا إلى مكة فكسد علي‬
‫فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلم فقلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك إني قد حملت متاعا إلى مكة فكسد علي وقد أردت مصر‪ ،‬فأركب بحرا‬
‫أو برا ؟ فقال‪ :‬مصر‪ ،‬الحتوف تفيض إليها أقصر أعمارا قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تغسلوا رؤسكم بطينها‪ ،‬ول تشربوا في فخارها‬
‫فانه يورث الذلة‪ ،‬ويذهب بالغيرة ثم قال‪ :‬ل عليك أن تأتي مسجد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وتصلي ركعتين‪ ،‬وتستخير ال مائة مرة ومرة‪،‬‬
‫فإذا عزمت على شئ وركبت البر فإذا استويت على راحلتك فقل‪ " :‬سبحان‬
‫الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " فانه ما‬
‫ركب أحد ظهرا فقال هذا وسقط إل لم يصبه كسر‪ ،‬ول ونى ول وهن وإن‬
‫ركبت بحرا فقل حين تركب‪ " :‬بسم ال مجراها ومرسيها " وإذا ضربت‬
‫بك المواج فاتك على يسارك وأشر إلى الموج بيدك‪ ،‬وقل‪ :‬اسكن بسكينة‬
‫ال وقر بقرار ال‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪ .‬قال علي بن أسباط‪ :‬فركبت‬
‫البحر‪ ،‬وكان إذا هاج الموج قلت كما أمرني أبو الحسن فيتنفس الموج‪ ،‬ول‬
‫يصيبنا منه شئ‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك ما السكينة ؟ قال‪ :‬ريح من الجنة‪ ،‬لها‬
‫وجه كوجه النسان‪ ،‬ورائحة طيبة وكانت مع النبياء وتكون مع المؤمنين‬
‫)‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .181 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .102‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .160‬تفسير القمى ص ‪.608‬‬

‫]‪[287‬‬

‫أقول‪ :‬سيأتي الخبر في كتاب الدعاء برواية الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫أسباط‪ :‬قر بوقار ال‪ ،‬واهدأ باذن ال‪ ،‬وفيه‪ :‬فان خرجت برا فقل الذي قال‬
‫ال‪ :‬سبحان الذي الخبر )‪ - 5 .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن محمد ابن جعفر باسناده قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬ليس للبحر جار‪ ،‬ول للملك صديق ول للعافية ثمن‪ ،‬وكم من‬
‫منعم عليه وهو ل يعلم )‪) * .54 .(2‬باب( * * " )فضل اعانة المسافرين‬
‫وزيارتهم بعد قدومهم( " * * " )وآداب القادم من السفر( " * أقول‪ :‬قد‬
‫أوردنا بعض آداب القادم من السفر في باب مفرد من كتاب الحج‪ - 1 .‬سن‪:‬‬
‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من أعان مؤمنا مسافرا نفس ال عنه ثلث وسبعين‬
‫كربة‪ ،‬وأجاره في الدنيا من الغم والهم‪ ،‬ونفس عنه كربه العظيم‪ ،‬قيل‪ :‬يا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ما كربه العظيم ؟ قال‪ :‬حيث يغشى بأنفاسهم‬
‫)‪ - 2 .(3‬سن‪ :‬عن عبد الرحمن بن حماد‪ ،‬عن عبد ال بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫أبي عمرو الغفاري‪ ،‬عن جعفر بن إبراهيم الجعفري‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن‬
‫ابائه عليهم السلم قال‪ :‬من أعان مؤمنا مسافرا على حاجة نفس ال عنه‬
‫ثلثا وعشرين كربة‪ :‬كربة في الدنيا واثنتين وسبعين كربة في الخرة‪،‬‬
‫حيث يغشى على الناس بأنفاسهم )‪ - 3 .(4‬سن‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن‬
‫السكوني باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ ،218 :‬وقد مر‪ (2) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 3) .106‬المحاسن‪:‬‬
‫‪ .362‬والظاهر يتشاغل الناس بأنفاسهم كما سيأتي عن نوادر الراوندي‬
‫وقال في الفقيه ج ‪ 2‬ص ‪ " 192‬حيث يغص الناس بأنفاسهم " قال‪ :‬وفى‬
‫خبر آخر حيث يتشاغل الناس بأنفاسهم‪.‬‬

‫]‪[288‬‬

‫الوليمة في أربع‪ :‬العرس‪ ،‬والخرس‪ ،‬وهو المولود يعق عنه ويطعم له‪ ،‬وإعذار‬
‫وهو ختان الغلم‪ ،‬والياب وهو الرجل يدعو إخوانه إذا آب من غيبته )‪.(1‬‬
‫‪ - 4‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أعان مؤمنا مسافرا في حاجة‬
‫نفس ال تعالى عنه ثلثا وسبيعن كربة واحدة في الدنيا من الغم والهم‬
‫واثنتين وسبعين كربة عند الكربة العظمى قيل‪ :‬يا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله وما الكربة العظمى ؟ قال‪ :‬حيث يتشاغل الناس بأنفسهم حتى أن‬
‫إبراهيم عليه السلم يقول‪ :‬أسئلك بخلتي أن ل تسلمني إليها )‪.55 .(2‬‬
‫)باب( * " )آداب الركوب وأنواعها والمياثر وأنواعها( " * اليات‪:‬‬
‫الزخرف‪ :‬وجعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره‬
‫ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتهم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا‬
‫وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون )‪ - 1 .(3‬أقول‪ :‬قد مضى في‬
‫باب مكارم أخلق النبي صلى ال عليه وآله بأسانيد كثيرة أنه صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬خمس لست بتاركهن حتى الممات‪ :‬لباسي الصوف‪،‬‬
‫وركوبي الحمار موكفا وأكلي مع العبيد‪ ،‬وخصفي النعل بيدى‪ ،‬وتسليمي‬
‫على الصبيان لتكون سنة من بعدي )‪ - 2 .(4‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى‬
‫ال عليه وآله عليا عليه السلم‪ :‬يا علي العيش في ثلث‪ :‬دار قوراء‪،‬‬
‫وجارية حسناء‪ ،‬وفرس قباء‪ .‬قال الصدوق رضي ال عنه‪ :‬الفرس القباء‬
‫الضامر البطن‪ ،‬يقال‪ :‬فرس أقب‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .417‬نوادر الراوندي‪ (3) .8 :‬الزخرف‪(4) .14 - 12 :‬‬


‫راجع ج ‪ 16‬ص ‪ 215‬من هذه الطبعة وسيأتى الشارة إليه‪(*) .‬‬

‫]‪[289‬‬

‫وقباء لن الفرس يذكر ويؤنث‪ ،‬ويقال للنثى‪ :‬قباء ل غير )‪ - 3 .(1‬ل‪ :‬عن الخليل‪،‬‬
‫عن ابن خزيمة‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬عن أبي الضحاك ابن مخلد‪ ،‬عن سفيان‪،‬‬
‫عن حبيب‪ ،‬عن جميل مولى عبد الحارث‪ ،‬عن نافع بن عبد الحارث قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من سعادة المسلم سعة المسكن‪،‬‬
‫والجار الصالح والمركب الهنئ )‪ - 4 .(2‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬إن من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده‪ ،‬والمرأة الجملء ذات‬
‫دين‪ ،‬والمركب الهنئ‪ ،‬والمسكن الواسع )‪ - 5 .(3‬ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن‬
‫صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬نهى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله عن المياثر الحمر‪ ،‬الخبر )‪ - 6 .(4‬ب‪ :‬عنهما )‪ (5‬عن‬
‫حنان‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي‬
‫عليه السلم‪ :‬إياك أن تتختم بالذهب‪ ،‬فانها حليتك في الجنة‪ ،‬وإياك أن‬
‫تلبس القسي‪ ،‬وإياك أن تركب بميثرة حمراء فانها من مياثر إبليس )‪7 .(6‬‬
‫‪ -‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن الحسن‬
‫عن ابن جبلة‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله لعلي عليه السلم‪ :‬ل تركب بميثرة حمراء فانها من‬
‫مراكب إبليس )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،62‬وقد مر مشروحا في ص ‪ 148‬فراجع‪ (2) .‬الخصال ج‬


‫‪ 1‬ص ‪ (3) .86‬قرب السناد‪ 51 :‬وقد مر أيضا‪ (4) .‬قرب السناد‪،48 :‬‬
‫والمياثر جمع ميثرة‪ ،‬هنة كهيئة المرفقة تتخذ للسرج كالصفة وسيأتى‬
‫تمام الخبر في الباب ‪ (5) .66‬يعنى محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن‬
‫محمد‪ (6) .‬قرب السناد‪ ،66 :‬والقسى من الثياب‪ :‬ما ينسب إلى قس‬
‫وهو موضع بين العريش والقرماء من أرض مصر‪ ،‬أو هو قزى‪ ،‬فأبدلت‬
‫الزاى سينا‪ ،‬ومنه " نهى عن لبس القسى " وقيل لعلى عليه السلم‪ :‬ما‬
‫القسية ؟ فقال‪ :‬ثياب تأتينا من الشام أو من مصر مضلعة فيها أمثال‬
‫الترج‪ (7) .‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ 37‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[290‬‬

‫‪ - 8‬مع )‪ :(1‬عن حمزة العلوي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن حماد‪،‬‬
‫عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪:‬‬
‫نهاني رسول ال صلى ال عليه وآله ول أقول نهاكم‪ :‬عن التختم بالذهب‪،‬‬
‫وعن ثياب القسي وعن مياثر الرجوان‪ ،‬وعن الملحف المفدمة‪ ،‬وعن‬
‫القراءة وأنا راكع )‪ .(2‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد وعبد ال ابني‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير مثله )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مضى كثير من‬
‫أخبار المياثر في باب الحرير وباب ألوان الثياب وباب خاتم الفضة‪ - 9 .‬ل‪:‬‬
‫عن البراء بن عازب قال‪ :‬نهانا رسول ال صلى ال عليه وآله عن ركوب‬
‫المياثر )‪ - 10 .(4‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن عنبسة بن هشام‪ ،‬عن عبد‬
‫الكريم بن عمرو عن الحكم بن محمد بن القاسم‪ ،‬عن عبد ال بن عطا قال‪:‬‬
‫قال لي أبو جعفر عليه السلم‪ :‬قم فأسرج لي دابتين حمارا وبغل‪ ،‬فأسرجت‬
‫حمارا وبغل وقدمت إليه البغل فرأيت أنه أحبهما إليه‪ ،‬فقال‪ :‬من أمرك أن‬
‫تقدم إلي هذا البغل ؟ قلت‪ :‬اخترته لك‪ ،‬قال‪ :‬وأمرتك أن تختار لي ؟ ثم قال‪:‬‬
‫إن أحب المطايا إلى الحمر‪ ،‬فقال‪ :‬قدمت إليه الحمار‪ ،‬وأمسكت له بالركاب‬
‫وركب‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل الذي هدانا للسلم‪ ،‬وعلمنا القرآن‪ ،‬ومن علينا‬
‫بمحمد صلى ال عليه وآله والحمد ل الذي سخر لنا‬

‫)‪ (1‬في المطبوعة رمز المحاسن‪ ،‬وهو سهو ل يوجد فيه‪ ،‬وحمزة بن محمد العلوى‬
‫من مشايخ الصدوق رحمه ال‪ (2) .‬معاني الخبار‪ .301 :‬وفيه‪ :‬قال‬
‫حمزة بن محمد‪ :‬القسى ثياب يؤتى بها من مصر فيها حرير‪ ،‬وأصحاب‬
‫الحديث يقولون‪ :‬القسى بكسر القاف وأهل مصر يقولون القسى يعنى‬
‫بالفتح ‪ -‬تنسب إلى بلد يقال لها القس‪ ،‬هكذا ذكره القاسم بن سلم‪،‬‬
‫وقال‪ :‬قد رأيتها ولم يعرفها الصمعي‪ .‬أقول‪ :‬الرجوان معرب ارغوان‬
‫والمفدمة الحمر القانئ‪ (3) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .139‬الخصال ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 1‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[291‬‬

‫هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون‪ ،‬والحمد ل رب العالمين )‪- 11 .(1‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل الهاشمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض‬
‫مشيخته‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أما يستحي أحدكم أن يغني‬
‫على دابته وهي تسبح )‪ - 12 .(2‬سن‪ :‬عن النهيكي‪ ،‬عن حنان قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إياك‬
‫أن تركب بميثرة حمراء فانها ميثرة إبليس )‪ - 13 .(3‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن إبراهيم بن يحيى‬
‫المديني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أن علي بن الحسين عليهما السلم‬
‫كان يركب على قطيفة حمراء )‪ - 14 .(4‬شى‪ :‬عن عبد ال بن عطاء‬
‫المكي قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬انطلق بنا إلى حائط لنا‪ ،‬فدعا‬
‫بحمار وبغل‪ ،‬وفقال‪ :‬أيهما أحب إليك ؟ فقلت‪ :‬الحمار‪ ،‬فقال‪ :‬إني احب أن‬
‫تؤثرني بالحمار‪ ،‬فقلت‪ :‬البغل أحب إلى فركب الحمار‪ ،‬وركبت البغل‪ ،‬فلما‬
‫مضينا اختال الحمار في مشيته حتى هز منكبي أبي جعفر عليه السلم فلزم‬
‫قربوس السرج‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك كأني أراك تشتكي بطنك ؟ قال‪ :‬وفطنت‬
‫إلى هذا مني ؟ إن رسول ال صلى ال عليه وآله كان له حمار يقال له‪:‬‬
‫عفير‪ ،‬إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫حتى يهز منكبيه فيلزم قربوس السرج فيقول‪ " :‬اللهم ليس مني ولكن ذا‬
‫من عفير " وإن حماري ومن سروري اختال في مشيته فلزمت قربوس‬
‫السرج وقلت‪ :‬اللهم هذا ليس مني ولكن هذا من حماري )‪ - 15 .(5‬مكا‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما عثرت دابتي قط‪ ،‬قيل‪ :‬ولم ذلك ؟ قال‪:‬‬
‫لني لم أطأ زرعا قط )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 352 :‬في حديث وسيأتى تمامه في هذا الباب‪ (2) .‬المحاسن‪.375 :‬‬
‫)‪ (4 - 3‬المحاسن‪ (5) .629 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ 285‬في حديث‪،‬‬
‫والرواية طويلة مروية في جوامع متعددة بحسب المقام‪ ،‬راجع الكافي ج‬
‫‪ 8‬ص ‪ ،276‬رجال الكشى‪ ،188 :‬المحاسن‪ (6) .352 :‬مكارم الخلق‪:‬‬
‫‪.301‬‬

‫]‪[292‬‬
‫‪ - 16‬الدرة الباهرة من الصداف الطاهرة‪ :‬قال‪ :‬لقي موسى بن جعفر عليه السلم‬
‫الرشيد حين قدومه إلى المدينة على بغلة فاعترض عليه في ذلك فقال‪:‬‬
‫تطأطات عن خيلء الخيل‪ ،‬وارتفعت عن ذلة العير‪ ،‬وخير المور أوسطها )‬
‫‪ - 17 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬عن أبي هاشم قال‪ :‬ركبت دابة فقلت‪" :‬‬
‫سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " قال‪ :‬فسمع مني أحد‬
‫السبطين عليه السلم وقال‪ :‬ل بهذا امرت امرت أن تذكر نعمة ربك إذا‬
‫استويت عليه يقول ال عزوجل‪ " :‬اذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه "‬
‫فقلت‪ :‬كيف أقول ؟ قال‪ :‬قل‪ " :‬الحمد ل الذي هدانا للسلم‪ ،‬والحمد ل‬
‫الذي من علينا بمحمد وآله‪ ،‬والحمد ل الذي جعلنا في خير امة اخرجت‬
‫للناس " فإذا أنت قد ذكرت نعما عظيمة ثم تقول‪ " :‬سبحان الذي سخر لنا‬
‫" الية‪ - 18 .‬مكا‪ :‬روي أنه يقال عند الركوب‪ " :‬الحمد ل الذي هدانا‬
‫للسلم وعلمنا القرآن‪ ،‬ومن علينا بمحمد صلى ال عليه وآله سبحان‬
‫الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون‪ ،‬والحمد ل‬
‫رب العالمين اللهم أنت الحامل على الظهر‪ ،‬والمستعان على المر‪ ،‬وأنت‬
‫الصاحب في السفر‪ ،‬والخليفة في الهل والمال والولد‪ ،‬اللهم أنت عضدي‬
‫وناصري " وإذا مضت بك راحلتك‪ ،‬فقل في طريقك‪ " :‬خرجت بحول ال‬
‫وقوته بغير حول مني ول قوة‪ ،‬لكن بحول ال وقوته‬

‫)‪ (1‬الدرة الباهرة مخطوط‪ ،‬وكلمه عليه السلم هذا كان حين حج الرشيد فلقيه‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم على بغلة له فقال الرشيد‪ :‬من مثلك في‬
‫حسبك ونسبك وتقدمك تلقاني على بغلة ؟ فقال عليه السلم‪ :‬تطأطأت‬
‫الخ‪ ،‬وروى الكليني في الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ 540‬عن على بن ابراهيم رفعه‬
‫قال‪ :‬خرج عبد الصمد بن على ومعه جماعة فبصر بأبى الحسن موسى‬
‫عليه السلم مقبل راكبا بغل‪ ،‬فقال لمن معه‪ :‬مكانكم حتى أضحككم من‬
‫موسى بن جعفر فلما دنا منه قال له‪ :‬ما هذه الدابة التى ل تدرك عليها‬
‫الثار‪ ،‬ول تصلح عند النزال ؟ فقال عليه السلم‪ :‬تطأطأت عن سمو‬
‫الخيل‪ ،‬وتجاوزت قموء العير‪ ،‬وخير المور أوساطها‪ .‬فأفحم عبد الصمد‬
‫فما أحار جوابا‪ .‬أقول عبد الصمد بن على‪ ،‬هو ابن عبد ال العباس بن‬
‫عبد المطلب‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫برئت إليك يا رب من الحول والقوة‪ ،‬اللهم إني أسئلك بركة سفري هذا‪ ،‬وبركة‬
‫أهله‪ ،‬واللهم إني أسئلك من فضلك الواسع رزقا حلل طيبا تسوقه إلي وأنا‬
‫حائض في عافية بقوتك وقدرتك‪ ،‬اللهم إني سرت في سفري هذا بل ثقه‬
‫مني بغيرك ول رجاء لسواك‪ ،‬فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك‪ ،‬ووفقني‬
‫لطاعتك وعبادتك حتى ترضى وبعد الرضا " )‪ - 19 .(1‬عو‪ :‬في الحديث‬
‫أن النبي صلى ال عليه وآله كان إذا استوى على راحلته خارجا إلى سفر‬
‫كبر ثلثا‪ ،‬ثم قال‪ " :‬سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى‬
‫ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسئلك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما‬
‫ترضى‪ ،‬اللهم هون علينا سفرنا هذا‪ ،‬واطوعنا بعده‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫من وعثاء السفر‪ ،‬وكآبة المنقلب‪ ،‬وسوء المنظر في الهل والمال والولد‬
‫" فإذا رجع قال‪ :‬آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون )‪ - 20 .(2‬وجدت‬
‫بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه ال نقل من خط الشهيد قدس ال‬
‫روحه‪ ،‬قال‪ :‬قال الشيخ العالم محمد بن مكي بن محمد بن حامد‪ :‬أخبرنا‬
‫جماعة من أشياخنا عن الشيخ المام صفي الدين أبي الفضائل عبد المؤمن‬
‫بن عبد الحق الخطيب البغدادي قال‪ :‬أخبره أبو عبد ال‪ :‬محمد بن عبد‬
‫الحق )‪ (3‬بن عبد ال المعروف بابن قاضي اليمن إجازة عن عتيق بن‬
‫سلمة السلماني‪ ،‬عن الحافظ محمد بن أبي القاسم علي بن هبة ال بن‬
‫عساكر‪ .‬ح‪ :‬وحدثني السيد النسابة العلمة الفقيه المورخ تاج الدين أبو‬
‫عبد ال محمد بن معية الحسني من لفظه قال‪ :‬أخبرني جلل الدين محمد‬
‫بن محمد الكوفي الواعظ إجازة قال‪ :‬أخبرنا تاج الدين علي بن أنجب‬
‫المعروف بابن الساعي المؤرخ قال‪ :‬أنبأنا ابن عساكر قال‪ :‬أنبأنا الشريف‬
‫أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن‬
‫الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .284‬راجع مستدرك النوري ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .26‬في‬
‫المستدرك‪ :‬محمد بن اسحاق بن عبد ال‪.‬‬

‫]‪[294‬‬

‫علي بن الحسين عليه السلم قراءة بالكوفة بمسجد أبي إسحاق السبيعي في ذي‬
‫القعدة سنة أحدى وخمسمائة قال‪ :‬حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن‬
‫علن المعروف بابن الخازن المعدل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا القاضي أبو عبد ال محمد‬
‫بن عبد ال بن الحسين الجعفي قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن‬
‫رباح الشجعي قال‪ :‬حدثنا علي بن المنذر يعني الطريفي قال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫بن فضل‪ ،‬عن يحيى بن عبد ال الجلح الكندي الكوفي‪ ،‬عن أبي إسحاق‬
‫عمرو بن عبد ال الهمداني السبيعي الكوفي‪ ،‬عن أبي زهير الحارث بن‬
‫عبد ال العور الهمداني الكوفي‪ ،‬عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن‬
‫أبي طالب عليه السلم أنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز‬
‫فقال‪ " :‬بسم ال " فلما استوى على الدابة قال‪ " :‬الحمد ل الذي أكرمنا‬
‫وحملنا في البر والبحر‪ ،‬ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق‬
‫تفضيل سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‪ ،‬وإنا إلى ربنا‬
‫لمنقلبون‪ ،‬رب اغفر لي ذنوبي إنه ل يغفر الذنوب إل أنت " )‪ .(1‬ثم قال‪:‬‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬إن ال ليعجب بعبده إذا قال‪:‬‬
‫رب اغفر لي ذنوبي إنه ل يغفر الذنوب إل أنت‪ .‬قال الحافظ ابن عساكر‪:‬‬
‫هذا حديث غريب من حديث أبي زهير الحارث الهمداني وتفرد به الجلح‪،‬‬
‫وإنما يحفظ من حديث أبي إسحاق عن أبي المغيرة علي بن ربيعة السدي‬
‫اللؤلؤي الكوفي عن علي كذلك أخرجه أبو داود‪ ،‬عن مسدد بن مزهد‪،‬‬
‫وأخرجه الترمذي والنسائي عن قتيبة بن سعيد جميعا عن أبي الحوص‬
‫سلم بن سليمان الحنفي الكوفي عن أبي إسحاق‪ ،‬وأبو الحوص أحفظ من‬
‫الجلح وأوثق‪ ،‬ورجال إسناده كلهم كوفيون قال الشيخ شمس الدين ابن‬
‫مكي رحمه ال‪ :‬قلت‪ :‬الغريب ما انفرد بروايته واحد متنا أو إسنادا‪ ،‬وهنا‬
‫من غريب السناد لن المتن رواه غير واحد‪ - 21 .‬لى‪ ،‬عن ابن إدريس‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن ابن طريف‪،‬‬
‫عن ابن نباتة قال‪ :‬أمسكت لمير المؤمنين عليه السلم بالركاب‬

‫)‪ (1‬قابلناه على نسخة المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪(*) 27‬‬

‫]‪[295‬‬

‫وهو يريد أن يركب فرفع رأسه ثم تبسم فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك‬
‫]إلى السماء[ وتبسمت ؟ قال‪ :‬نعم يا أصبغ ]أمسكت لرسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله كما أمسكت لي‪ ،‬فرفع رأسه وتبسم‪ ،‬فسألته كما سألتني‪،‬‬
‫وساخبرك كما أخبرني[ )‪ .(1‬أمسكت لرسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫الشهباء‪ ،‬فرفع رأسه إلى السماء وتبسم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال رفعت رأسك‬
‫إلى السماء وتبسمت ؟ ! فقال‪ :‬يا علي إنه ليس من أحد يركب ثم يقرء آية‬
‫الكرسي ثم يقول‪ " :‬أستغفر ال الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه‬
‫اللهم اغفر لي ذنوبي إنه ل يغفر الذنوب إل أنت " إل قال السيد الكريم‪ :‬يا‬
‫ملئكتي عبدي يعلم أنه ل يغفر الذنوب غيري‪ ،‬فاشهدوا أني قد غفرت له‬
‫ذنوبه )‪ .(2‬فس‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن فضال مثله )‪ .(3‬سن‪ :‬عن ابن فضال‬
‫مثله وفيه آية السخرة بدل آية الكرسي )‪ .(4‬أقول‪ :‬وقد مر دعاء للركوب‬
‫في خبر ابن أسباط في باب أدعية السفر )‪ - 22 .(5‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا ركبتم الدواب فاذكروا ال عزوجل وقولوا‪" :‬‬
‫سبحان ال الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "‬
‫)‪ - 23 .(6‬ما‪ :‬عن جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن‬
‫محمد بن هشام عن موسى بن عامر‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن علي بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬عن علي بن ربيعة السدي قال‪ :‬ركب‬
‫علي عليه السلم فلما وضع رجله في الركاب قال‪ " :‬بسم ال " فلما‬
‫استوى على الدابة قال‪ :‬الحمد ل الذي كرمنا وحملنا في البر والبحر‪،‬‬
‫ورزقنا من الطيبات‪ ،‬وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيل سبحان الذي‬
‫سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‪ ،‬ثم سبح ال ثلثا وحمد ال ثلثا وكبر ال‬
‫ثلثا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الزيادة من نسخة الفقيه ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .178‬أمالى الصدوق ص ‪(3) .303‬‬
‫تفسير القمى ص ‪ (4) .607‬المحاسن ص ‪ (5) .352‬راجع ص ‪243‬‬
‫وص ‪ 286‬فيما سبق والحديث من قرب السناد ‪ 218‬وتفسير القمى‬
‫‪ (6) .608‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ ،168‬وسيتكرر في هذا الباب تحت الرقم‬
‫‪.34‬‬

‫]‪[296‬‬

‫ثم قال‪ " :‬رب اغفر لي فانه ل يغفر الذنوب إل أنت " ثم قال‪ :‬فعل هذا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله وأنا رديفه )‪ - 24 .(1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن زياد‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬كان علي عليه السلم إذا عثرت به‬
‫دابته قال‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك‪ ،‬ومن تحويل عافيتك‪ ،‬ومن‬
‫فجاءة نقمتك )‪ - 25 .(2‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان عن درست‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا ركب‬
‫الرجل الدابة فسمى‪ ،‬ردفه ملك يحفظه حتى ينزل‪ ،‬فإذا ركب ولم يسم ردفه‬
‫شيطان فيقول له‪ :‬تغن ! فان قال‪ :‬ل احسن‪ ،‬قال‪ :‬تمن ! فل يزال يتمنى‬
‫حتى ينزل وقال‪ :‬من قال إذا ركب الدابة‪ " :‬بسم ال ول حول ول قوة إل‬
‫بال‪ ،‬والحمد ل الذي هدانا لهذا وسبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له‬
‫مقرنين " إل حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل )‪ .(3‬سن‪ :‬عن اليقطيني‬
‫مثله )‪ - 26 .(4‬سن‪ :‬عن ابن فضال‪ ،‬عن عنبسة بن هشام‪ ،‬عن عبد‬
‫الكريم بن عمرو الجعفي عن الحكم بن محمد بن القاسم أنه سمع عبد ال‬
‫بن عطا يقول‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬قم فأسرج لي دابتين حمارا‬
‫وبغل فأسرجت حمارا وبغل فقدمت إليه البغل فرأيت أنه أحبهما إليه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬من أمرك أن تقدم إلي هذا البغل ؟ قلت‪ :‬اخترته لك قال‪ :‬وأمرتك أن‬
‫تختار لي ؟ ثم قال‪ :‬إن أحب المطايا إلي الحمر‪ ،‬فقال‪ :‬قدمت إليه الحمار‬
‫وأمسكت بالركاب وركب‪ ،‬فقال‪ " :‬الحمد ل الذي هدانا للسلم وعلمنا‬
‫القرآن‪ ،‬ومن علينا بمحمد صلى ال عليه وآله والحمد ل الذي سخر لنا‬
‫هذا وما كنا له مقرنين‪ ،‬وإنا إلى ربنا لمنقلبون‪ ،‬والحمد ل رب العالمين "‪.‬‬
‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،128‬وسيتكرر تحت الرقم ‪ (2) .37‬قرب السناد ص‬
‫‪ (3) .56‬ثواب العمال ص ‪ ،174‬والتمنى القراءة دون التغني‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن يرفع صوته‪ (4) .‬المحاسن ص ‪.628‬‬

‫]‪[297‬‬

‫وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا قلت‪ :‬الصلة جعلني ال فداك‪ ،‬قال‪ :‬هذا أرض‬
‫واد النمل‪ ،‬ل يصلى فيها حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك فقال‪:‬‬
‫هذه الرض مالحة ل يصلي فيها‪ ،‬قال‪ :‬حتى نزل هو من قبل نفسه‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬صليت أم تصلي سبحتك ؟ قلت‪ :‬هذه صلة تسميها أهل العراق الزوال‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أما إن هؤلء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب عليه السلم‬
‫وهي صلة الوابين فصلى وصليت‪ .‬ثم أمسكت له بالركاب ثم قال مثل ما‬
‫قال في بداءته ثم قال‪ :‬اللهم العن المرجئة فانهم عدونا في الدنيا والخرة‪،‬‬
‫قلت له‪ :‬ما ذكرك جعلت فداك المرجئة قال‪ :‬خطروا على بالي )‪- 27 .(1‬‬
‫سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المفضل النوفلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض‬
‫مشيخته قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم إذا وضع رجله في الركاب‬
‫يقول‪ " :‬سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " ويسبح سبعا‪،‬‬
‫ويحمد ال سبعا‪ ،‬ويهلل ال سبعا )‪ - 28 .(2‬سن‪ :‬عن القاسم بن يحيى‪،‬‬
‫عن جده الحسن بن راشد‪ ،‬عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫الحسن الول عليه السلم يقول‪ :‬الخيل على كل منخر منها شيطان‪ ،‬فإذا‬
‫أراد أحدكم أن يلجمها فليسم ال )‪ - 29 .(3‬سن‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابي‬
‫رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة الحذاء‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أيما دابة‬
‫استصعبت على صاحبها من لجام أو نفور‪ ،‬فليقرء في اذنها أو عليها "‬
‫أفغير دين ال يبغون وله أسلم من في السماوات والرض طوعا وكرها‬
‫إليه يرجعون " )‪ - 30 .(4‬مكا‪ :‬روى في هذه اليات أنها يقرء للدابه التي‬
‫تمنع اللجام يقرء في اذنها ويقول‪ :‬اللهم سخرها وبارك لي فيها بحق‬
‫محمد وآله‪ ،‬ويقرء إنا‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ ،352‬وقد مر ص ‪ ،290‬وفى المطبوعة رمز ثواب العمال وهو‬


‫سهو ظاهر‪ (2) .‬المحاسن ص ‪ 353‬و ‪ (3) .633‬المحاسن ص ‪) .634‬‬
‫‪ (4‬المحاسن ص ‪.635‬‬

‫]‪[298‬‬

‫أنزلناه )‪ - 31 .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد الرحمن العرزمي‪ ،‬عن حاتم بن إسماعيل‬
‫المدني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬على ذروة سنام كل بعير شيطان‪ ،‬فإذا‬
‫ركبتموها فقولوا كما أمركم ال‪ :‬سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له‬
‫مقرنين‪ ،‬وامتهنوها لنفسكم فانها تحمد ال قال‪ :‬ورواه الوشا‪ ،‬عن‬
‫المثنى‪ ،‬عن حاتم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم إل إنه قال‪ :‬على ذروة كل‬
‫بعير )‪ - 32 .(2‬ضا‪ :‬إذا وضعت رجلك في الركاب فقل‪ :‬بسم ال وبال‪،‬‬
‫والحمد ل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال الحمد ل الذي‬
‫سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ومن علينا باليمان بمحمد صلى ال عليه‬
‫وآله‪ - 33 .‬طب‪ :‬عن حاتم بن عبد ال الزدي‪ ،‬عن أبي جعفر المقري إمام‬
‫مسجد الكوفة‪ ،‬عن جابر بن راشد‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬بينا هو‬
‫في سفر إذ نظر إلى رجل عليه كآبة وحزن‪ ،‬فقال‪ :‬ما لك ؟ قال‪ :‬دابتي‬
‫حرون‪ ،‬قال‪ :‬ويحك اقرأ هذه الية في اذنه " أو لم يروا أنا خلقنا لهم "‬
‫إلى قوله‪ " :‬ومنها يأكلون " )‪ - 34 .(3‬طا‪ :‬في رواية صفوان الجمال أن‬
‫الصادق عليه السلم لما ركب الجمل قال‪ :‬بسم ال ول حول ول قوة إل‬
‫بال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‪ ،‬وإنا إلى ربنا لمنقلبون‬
‫"‪ - 35 .‬لى‪ :‬عن ابن مسرور‪ ،‬عن ابن عامر‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن ابن بزيع‪،‬‬
‫عن هشام بن سالم قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬من الجور قول الراكب‬
‫للماشي‪ :‬الطريق )‪ .(4‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن محمد بن عبد‬
‫الجبار‪ ،‬عن ابن بزيع مثله )‪ - 36 .(5‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم‪ :‬إذا ركبتم الدواب فاذاكروا‬

‫)‪ (1‬راجع مكارم الخلق ص ‪ (2) .303‬المحاسن ص ‪ (3) .635‬طب الئمة ص‬


‫‪ 36‬والية في سورة يس‪ (4) .72 - 71 :‬أمالى الصدوق ص ‪(5) .177‬‬
‫الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.5‬‬

‫]‪[299‬‬

‫ال عزوجل وقولوا " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا‬
‫لمنقلبون " )‪ - 37 .(1‬ل‪ ،‬ن )‪ :(2‬سيجئ في سير النبي صلى ال عليه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬خمس ل أدعهن حتى الممات‪ :‬الكل على الحضيض مع‬
‫العبيد‪ ،‬وركوبي الحمار مؤكفا الخبر )‪ - 38 .(3‬ما‪ :‬عن جماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام عن موسى بن عامر‪ ،‬عن‬
‫الوليد بن مسلم‪ ،‬عن علي بن سليمان‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي‪ ،‬عن علي‬
‫بن ربيعة السدي قال‪ :‬ركب علي عليه السلم فلما وضع رجله في الركاب‬
‫قال‪ " :‬بسم ال " فلما استوى على الدابة‪ ،‬قال‪ " :‬الحمد ل الذي كرمنا‬
‫وحملنا في البر والبحر‪ ،‬ورزقنا من الطيبات‪ ،‬وفضلنا على كثير ممن خلق‬
‫تفضيل سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‪ ،‬ثم سبح ال ثلثا‬
‫وحمد ال ثلثا وكبر ال ثلثا ثم قال‪ " :‬رب اغفر لي فانه ل يغفر الذنوب‬
‫إل أنت " ثم قال‪ :‬فعل هذا رسول ال صلى ال عليه وآله وأنا رديفه )‪.(4‬‬
‫‪ - 39‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي ‪-‬‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬خرج أمير المؤمنين عليه السلم على أصحابه‬
‫وهو راكب فمشوا خلفه فالتفت إليهم فقال‪ :‬لكم حاجة ؟ فقالوا‪ :‬ل يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ولكنا نحب أن نمشي معك‪ ،‬فقال لهم‪ :‬انصرفوا فان مشي‬
‫الماشي مع الراكب مفسدة للراكب‪ ،‬ومذلة‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ ،168‬وقد مر تحت الرقم ‪ (2) .22‬كذا في المطبوعة‪ ،‬ومن‬
‫سيرة المؤلف العلمة رحمه ال أن كان يقول في أشباه تلك الموارد‪:‬‬
‫أقول‪ :‬سيجئ كذا وكذا‪ ،‬أو مر كذا وكذا‪ .‬ومعذلك فقد أشار إلى ذلك من‬
‫قبل في هذا الباب أيضا تحت الرقم ‪ (3) .1‬ترى الحديث في الخصال ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 130‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ ،81‬أمالى الصدوق ص ‪ ،44‬علل‬
‫الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .124‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،128‬وقد مر تحت‬
‫الرقم‪ .23 :‬أيضا‪.‬‬

‫]‪[300‬‬

‫للماشي‪ ،‬قال‪ :‬وركب مرة أخرى فمشوا خلفه‪ ،‬فقال‪ :‬انصرفوا فان خفق النعال خلف‬
‫أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النوكى )‪ - 40 .(1‬كش‪ :‬عن حمدويه بن‬
‫نصير‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد عن هارون بن‬
‫خارجة‪ ،‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن عبد ال بن عطا قال‪ :‬أرسل إلى أبو عبد ال‬
‫عليه السلم وقد اسرج له بغل وحمار‪ ،‬فقال لي‪ :‬هل لك أن تركب معنا إلى‬
‫ما لنا ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أيهما أحب لك أن تركب ؟ قلت‪ :‬الحمار‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إن الحمار أرفقهما لي‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إنما كرهت أن أركب البغل وأن تركب‬
‫أنت الحمار‪ ،‬قال‪ :‬فركب الحمار وركبت البغل‪ ،‬ثم سرنا حتى خرجنا من‬
‫المدينة فبينا هو يحدثني إذا انكب على السرج مليا فظننت أن السرج آذاه‬
‫وضغطه‪ ،‬ثم رفع رأسه‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك ما أرى السرج إل وقد ضاق‬
‫عنك‪ ،‬فلو تحولت على البغل‪ ،‬فقال‪ :‬كل ولكن الحمار اختال‪ ،‬فصنعت كما‬
‫صنع رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ركب حمارا يقال له‪ :‬عفير‪ ،‬فاختال‬
‫فوضع رأسه على القربوس ما شاء ال ثم رفع رأسه فقال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬يا رب هذا عمل عفير ليس هو عملي )‪) .56 .(2‬باب( * " )حث‬
‫الرجال على الركوب والنهى عن ركوب المرأة على السرج( " * ‪ - 1‬ن‪:‬‬
‫بالسانيد الثلثة عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬الطيب نشرة‪،‬‬
‫والعسل نشرة‪ ،‬والركوب نشرة‪ ،‬والنظر إلى الخضرة نشرة )‪ - 2 .(3‬ل‪:‬‬
‫عن القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجرهري‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جابر الجعفي‪ ،‬عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬ل يجوز للمرأة ركوب السرج إل‬
‫من ضرورة أو في سفر‪ ،‬الخبر )‪ .(4‬كتاب الغايات‪ :‬مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .629‬رجال الكشى ص ‪ (2) .188‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ (4) .40‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.142‬‬

‫]‪[301‬‬

‫‪) - 57‬باب( * " )آداب المشى( " * أسرى‪ :‬ول تمش في الرض مرحا إنك لن‬
‫تخرق الرض ولن تبلغ الجبال طول * كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها‬
‫)‪ .(1‬طه‪ :‬وما تلك بيمينك يا موسى * قال‪ :‬هي عصاي أتوكؤ عليها وأهش‬
‫بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى )‪ .(2‬الفرقان‪ :‬وعباد الرحمن الذين‬
‫يمشون على الرض هونا )‪ .(3‬لقمان‪ :‬ول تمش في الرض مرحا إن ال‬
‫ل يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك )‪ .(4‬القيامة‪ :‬ثم ذهب إلى‬
‫أهله يتمطى )‪ - 1 .(5‬مص‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إن كنت عاقل فقدم‬
‫العزيمة الصحيحة والنية الصادقة في حين قصدك إلى أي مكان أردت‪،‬‬
‫وانه النفس من التخطي إلى محذور وكن متفكرا في مشيك‪ ،‬ومعتبرا‬
‫لعجائب صنع ال عزوجل أينما بلغت‪ ،‬ول تكن مستهترا ول متبخترا في‬
‫مشيتك‪ ،‬وغض بصرك عما ل يليق بالدين‪ ،‬واذكر ال كثيرا فانه قد جاء‬
‫في الخبر أن المواضع التي يذكر ال فيها وعليها تشهد بذلك عند ال يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وتستغفر لهم إلى أن يدخلهم الجنة‪ ،‬ول تكثر الكلم مع الناس في‬
‫الطريق‪ ،‬فان فيه سوء الدب‪ ،‬وأكثر الطرق مراصد الشيطان ومتجرته‪ ،‬فل‬
‫تأمن كيده‪ ،‬واجعل ذهابك ومجيئك في طاعة ال والمشي في رضاه‪ ،‬فان‬
‫حركاتك كلها مكتوبة في صحيفتك‪ ،‬قال ال تعالى "‪ :‬يوم تشهد عليهم‬
‫ألسنتهم وأيديهم‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .38 - 37 :‬طه‪ (3) .18 - 17 :‬الفرقان‪ (4) .63 :‬لقمان‪- 18 :‬‬
‫‪ (5) .19‬القيامة‪.33 :‬‬

‫]‪[302‬‬

‫وأرجلهم بما كانوا يعملون " )‪ (1‬وقال ال عزوجل‪ " :‬وكل إنسان ألزمناه طائرة‬
‫في عنقه " )‪ - 2 .(2‬جع‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من مشى مع‬
‫العصا في السفر والحضر للتواضع يكتب له بكل خطوة ألف حسنة‪ ،‬ومحي‬
‫عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة )‪ - 3 .(3‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪،‬‬
‫عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬بئس العبد عبد تبختر واختال‪ ،‬ونسي الكبير المتعال‪ .‬وبهذا‬
‫السناد‪ :‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬اعتم أبو دجانة النصاري وأرخى‬
‫عذبة العمامة من خلفه بين كتفيه‪ ،‬ثم جعل يتبختر بين الصفين‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن هذه لمشية يبغضها ال تعالى إل عند‬
‫القتال )‪ - 4 (4‬ما‪ :‬عن أحمد بن عبدون‪ ،‬عن علي بن محمد بن الزبير‪،‬‬
‫عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن العباس بن عامر‪ ،‬عن أحمد بن رزق‬
‫الغمشاني‪ ،‬عن أبي اسامة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان علي بن‬
‫الحسين عليهما السلم ل يسبق يمينه شماله )‪ - 5 .(5‬ل‪ :‬عن ماجيلويه‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬سرعة‬
‫المشي يذهب ببهاء المؤمن )‪ - 6 .(6‬مع‪ :‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام ابن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ليس للنساء سراة الطريق‬
‫ولكن جنباه يعني بالسراة وسطه )‪ - 7 .(7‬ثو‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن سليمان بن سماعة‪ ،‬عن عمه‬

‫)‪ (1‬لنور‪ (2) .25 :‬أسرى‪ 14 :‬راجع مصباح الشريعة‪ (3) .28 :‬جامع الخبار ص‬
‫‪ (4) .141‬نوادر الراوندي ص ‪ 22‬و ‪ (5) .20‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (6) .285‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (7) .8‬معاني الخبار ص ‪ ،156‬ومثله في‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 142‬في حديث جابر عن الباقر عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[303‬‬

‫عاصم الكوفي‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬إذا تصامت امتي عن سائلها‪ ،‬ومشت بتبخترها حلف ربي‬
‫عزوجل بعزته فقال‪ :‬وعزتي ل عذبن بعضهم ببعض )‪ - 8 .(1‬ثو‪ :‬عن ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى ابن عمر‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من مشى على الرض اختيال لعنته الرض ومن تحتها‬
‫ومن فوقها )‪ - 9 .(2‬مع‪ :‬عن الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن عمرو ابن جميع‪ ،‬عن الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا مشيت امتي المطيطا‪،‬‬
‫وخدمتهم فارس والروم‪ ،‬كان بأسهم بينهم‪ .‬والمطيطا التبختر ومد اليدين‬
‫في المشي )‪ - 10 .(3‬مع‪ :‬عن الطالقاني‪ ،‬عن الجلودي‪ ،‬عن الجوهرى‪،‬‬
‫عن ابن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن جابر‬
‫النصاري قال‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وآله برجل مصروع وقد‬
‫اجتمع عليه الناس ينظرون إليه فقال عليه السلم‪ :‬على ما اجتمع هؤلء ؟‬
‫فقيل له‪ :‬على المجنون يصرع‪ ،‬فنظر إليه فقال‪ :‬ما هذا بمجنون أل أخبركم‬
‫بالمجنون حق المجنون ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫إن المجنون المتبختر في مشيته‪ ،‬الناظر في عطفيه‪ ،‬المحرك جنبيه‬
‫بمنكبيه‪ ،‬فذاك المجنون وهذا المبتلى )‪ .(4‬أقول‪ :‬أوردنا بعض الخبار في‬
‫باب الكبر )‪ - 11 .(5‬سن‪ :‬عن علي بن عبد ال‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن أبي العل‪ ،‬عن بشير النبال قال‪ :‬كنا مع أبي جعفر عليه السلم‬
‫في المسجد إذ مر علينا أسود وهو ينزع في مشيته‪ ،‬فقال له أبو جعفر‬
‫عليه السلم‪ :‬إنه لجبار‪ ،‬قلت‪ :‬إنه سائل‪ ،‬قال‪ :‬إنه‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ ،225‬وتصام الرجل‪ :‬أرى من نفسه أنه أصم وليس به‪(2) .‬‬
‫ثواب العمال ص ‪ (3) .245‬معاني الخبار‪ (4) .301 :‬معاني الخبار‬
‫ص ‪ (5) .237‬راجع ج ‪ 73‬ص ‪ 179 - 237‬من هذه الطبعة‪.‬‬

‫]‪[304‬‬

‫جبار‪ ،‬وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬كان علي بن الحسين صلوات ال عليه يمشي‬
‫مشية كأن على رأسه الطير‪ ،‬ل يسبق يمينه شماله )‪ - 12 .(1‬سن‪ :‬عن‬
‫يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن حسين بن المختار قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم يقول‪ :‬إن ال يبغض ثلثة‪ :‬ثاني عطفه‪ ،‬والمسبل إزاره‬
‫والمنفق سلعته باليمان‪ .‬وفي حديث آخر المسبل إزاره خيلء )‪- 13 .(2‬‬
‫مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫الراكب أحق بالجادة من الماشي‪ ،‬والحافي أحق من المنتعل )‪* .58 .(3‬‬
‫)باب( * * " )الفتتاح بالتسمية عند كل فعل والستثناء( " * * "‬
‫)بمشية ال في كل أمر( " * اليات‪ :‬الكهف‪ :‬ول تقولن لشئ إني فاعل‬
‫ذلك غدا إل أن يشاء ال واذكر ربك إذا نسيت )‪ .(4‬وقال تعالى‪ :‬ولول إذا‬
‫دخلت جنتك قلت ما شاء ال ل قوة إل بال )‪ .(5‬وقال تعالى‪ :‬ستجدني‬
‫إنشاء ال صابرا )‪ .(6‬القلم‪ :‬إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا‬
‫ليصر منها مصبحين * ول يستثنون * فطاف عليها طائف من ربك وهم‬
‫نائمون * فأصبحت كالصريم فتنادوا مصبحين ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬قال‬
‫أوسطهم ألم أقل لكم لول تسبحون )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .124‬المحاسن ص ‪ (3) .295‬مكارم الخلق ص ‪) .296‬‬


‫‪ (4‬الكهف‪ (5) .23 :‬الكهف‪ (6) .38 :‬الكهف‪ (7) .68 :‬القلم‪.28 - 17 :‬‬
‫]‪[305‬‬

‫‪ - 1‬م‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬ولربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا " بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم " فيمتحنه ال بمكروه‪ ،‬وينبهه على شكر ال تعالى‬
‫والثناء عليه‪ ،‬ويمحو فيه عنه وصمة تقصيره عند تركه قول‪ " :‬بسم ال‬
‫" لقد دخل عبد ال ابن يحيى على أمير المؤمنين عليه السلم وبين يديه‬
‫كرسي فأمره بالجلوس عليه فجلس عليه فمال به حتى سقط على رأسه‬
‫فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم فأمر أمير المؤمنين بماء فغسل عنه‬
‫ذلك الدم ثم قال‪ :‬ادن مني فوضع يده على موضحته ‪ -‬وقد كان يجد من‬
‫ألمها ما ل صبر له معه ‪ -‬ومسح يده عليها وتفل فيها فما هو أن فعل ذلك‬
‫حتى اندمل فصار كأنه لم يصبه شئ قط‪ ،‬ثم قال أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬يا عبد ال الحمد ل الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا‬
‫بمحنهم لتسلم لهم طاعاتهم‪ ،‬ويستحقوا عليها ثوابها‪ ....‬فقال عبد ال‪ :‬يا‬
‫أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني فان أردت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت‬
‫به في هذا المجلس حتى ل أعود إلى مثله قال‪ :‬تركك حين جلست أن تقول‪:‬‬
‫" بسم ال الرحمن الرحيم " فجعل ال ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصا‬
‫بما أصابك أما علمت أن رسول ال صلى ال عليه وآله حدثني عن ال جل‬
‫وعز أنه قال‪ :‬كل أمر ذي بال لم يذكر فيه بسم ال فهو أبتر‪ ،‬فقلت‪ :‬بلى‬
‫بأبي أنت وامي ل أتركها بعدها‪ ،‬قال‪ :‬إذا تحظى بذلك وتسعد )‪ - 2 .(1‬شى‪:‬‬
‫عن عبد ال بن ميمون‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن أبي طالب‬
‫صلوات ال عليهم قال‪ :‬إذا حلف الرجل بال‪ ،‬فله ثنياها إلى أربعين يوما‬
‫وذلك أن قوما من اليهود سألوا النبي صلى ال عليه وآله عن شئ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ائتوني غدا ‪ -‬ولم يستثن ‪ -‬حتى اخبركم‪ ،‬فاحتبس عنه جبرئيل عليه السلم‬
‫أربعين يوما ثم أتاه وقال‪ " :‬ول تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن‬
‫يشاء ال واذكر ربك إذا نسيت " )‪ - 3 .(2‬شى‪ :‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم ذكر أن آدم عليه السلم لما أسكنه‬

‫)‪ (1‬تفسير المام العسكري ص ‪ ،9‬راجعه‪ (2) .‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.324‬‬

‫]‪[306‬‬

‫ال الجنة فقال له‪ :‬يا آدم ل تقرب هذه الشجرة‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬يا رب ولم يستثن فأمر‬
‫ال نبيه فقال‪ " :‬ول تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال واذكر‬
‫ربك إذا نسيت " ولو بعد سنة )‪ - 4 .(1‬شى‪ :‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال ال تعالى‪ " :‬ول تقولن لشئ إني فاعل‬
‫ذلك غدا إل أن يشاء ال " أن ل أفعله فسبق مشية ال في أن ل أفعله‪ ،‬فل‬
‫أقدر على أن أفعله‪ .‬قال‪ :‬فلذلك قال ال‪ " :‬واذكر ربك إذا نسيت " أي‬
‫استثن مشية ال في فعلك )‪ - 5 .(2‬شى‪ :‬عن حمزة بن حمران قال‪ :‬سألت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال‪ " :‬واذكر ربك إذا نسيت " قال‪ :‬أن‬
‫تستثني‪ ،‬ثم ذكرت بعد‪ ،‬فاستثن حين تذكر )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد أوردنا بعض‬
‫الخبار في باب أحكام اليمين‪ - 6 .‬مكا‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إذا توضأ أحدكم أو شرب أو أكل أو لبس وكل شئ يصنعه ينبغي له أن‬
‫يسمي فان لم يفعل كان للشيطان فيه شرك )‪ - 7 .(4‬ين‪ :‬عن أبي جعفر‬
‫الحول‪ ،‬عن سلم بن المستنبر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في قوله‪" :‬‬
‫ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " قال‪ :‬إن ال لما قال‬
‫لدم‪ :‬ادخل الجنة‪ ،‬قال له‪ :‬يا آدم ل تقرب هذه الشجرة‪ ،‬قال‪ :‬فأراه إياها‪،‬‬
‫فقال آدم لربه‪ :‬كيف أقربها وقد نهيتني عنها‪ ،‬أنا وزوجتي‪ ،‬قال‪ :‬فقال‬
‫لهما‪ :‬ل تقرباها يعني ل تأكل منها فقال آدم وزوجته‪ :‬نعم يا ربنا ل نقربها‬
‫ول نأكل منها‪ ،‬ولم يستثنيا في قولهما نعم فوكلهما ال في ذلك إلى‬
‫أنفسهما وإلى ذكرهما‪ ،‬قال‪ :‬وقد قال ال لنبيه في الكتاب‪ " :‬ول تقولن‬
‫لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال " أن ل أفعله‪ ،‬فتسبق مشية ال‬
‫في أن ل أفعله‪ ،‬فل أقدر على‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .324‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪(4) .325‬‬


‫مكارم الخلق ص ‪.117‬‬

‫]‪[307‬‬

‫أن أفعله قال‪ :‬فلذلك قال ال‪ " :‬واذكر ربك إذا نسيت " أي استثن مشية ال في‬
‫فعلك‪ - 8 .‬ين‪ :‬روى لي مرازم قال‪ :‬دخل أبو عبد ال عليه السلم يوما إلى‬
‫منزل يزيد وهو يريد العمرة فتناول لوحا فيه كتاب لعمه فيه أرزاق العيال‪،‬‬
‫وما يجري لهم فإذا فيه لفلن وفلن وليس فيه استثناء فقال له‪ :‬من كتب‬
‫هذا الكتاب ولم يستثن فيه كيف ظن أنه يتم‪ ،‬ثم دعا بالدواة فقال‪ :‬الحق فيه‬
‫في كل اسم إنشاء ال‪ .‬أقول‪ :‬قال السيد المرتضى قدس روحه في كتاب‬
‫الغرر والدرر‪ :‬إن سأل سائل عن قوله تعالى‪ " :‬ول تقولن لشئ إني فاعل‬
‫ذلك غدا إل أن يشاء ال "‪ .‬فقال‪ :‬ما تنكرون أن يكون ظاهر هذه الية‬
‫يقتضي أن يكون جميع ما نفعله يشاؤه ويريده ؟ لنه تعالى لم يخص شيئا‬
‫من شئ وهذا بخلف مذهبكم‪ ،‬وليس أن تقولوا إن خطاب لرسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله خاصة وهو ل يفعل إل ما يشاء ال تعالى لنه قد يفعل‬
‫المباح بل خلف‪ ،‬ويفعل الصغائر عند أكثركم فل بد أن يكون في أفعاله‬
‫تعالى ما ل يشاؤه عندكم‪ ،‬ولنه أيضا تأديب لنا كما أنه تعليم له عليه‬
‫السلم ولذلك يحسن منا أن نقول ذلك فيما نفعل‪ .‬الجواب‪ :‬قلنا تأويل هذه‬
‫الية مبني على وجهين‪ :‬أحدهما أن يجعل حرف الشرط الذي هو " أن "‬
‫متعلقا بما يليه وبما هو متعلق به في الظاهر‪ ،‬من غير تقدير محذوف‪،‬‬
‫ويكون التقدير ول تقولن إنك تفعل إل ما يريد ال تعالى‪ ،‬وهذا الجواب‬
‫ذكره الفراء وما رأيته إل له‪ ،‬ومن العجب تغلغله إلى مثل هذا‪ ،‬مع أنه لم‬
‫يكن متظاهرا بالقول بالعدل‪ ،‬وعلى هذا الجواب ل شبهة في الية ول سؤال‬
‫للقوم علينا‪ ،‬وفي هذا الوجه ترجيح على غيره من حيث اتبعنا فيه الظاهر‬
‫ولم نقدر محذوفا‪ ،‬وكل جواب طابق الظاهر‪ ،‬ولم يبن على محذوف كان‬
‫أولى‪ .‬والجواب الخر أن تجعل " أن " متعلقة بمحذوف ويكون التقدير ول‬
‫تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن تقول إن شاء ال‪ ،‬لن من عاداتهم‬
‫إضمار القول في مثل هذا الموضع‪ ،‬واختصار الكلم إذا طال‪ ،‬وكان في‬
‫الموجود منه‬

‫]‪[308‬‬

‫دللة على المفقود‪ ،‬وعلى هذا الوجه يحتاج إلى جواب عما سئلنا عنه‪ ،‬فنقول‪ :‬هذا‬
‫تأديب من ال تعالى لعباده وتعليم لهم أن يعلقوا ما يخبرون به بهذه‬
‫اللفظة‪ ،‬حتى يخرج من حد القطع‪ ،‬ول شبهة في أن ذلك مختص بالطاعات‬
‫وأن الفعال القبيحة خارجة عنه‪ ،‬لن أحدا من المسلمين ل يستحسن أن‬
‫يقول‪ :‬إني أزني غدا إن شاء ال أو أقتل مؤمنا وكلهم يمنع من ذلك أشد‬
‫المنع‪ ،‬فعلم سقوط شبهة من ظن أن الية عامة في جميع الفعال‪ .‬وأما أبو‬
‫علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب فانه ذكر في تأويل هذه الية ما نحن‬
‫ذاكروه بعينه‪ ،‬قال‪ :‬إنما عنى بذلك أن من كان ل يعلم أنه يبقى إلى غد حيا‬
‫فل يجوز أن يقول‪ :‬إني سأفعل غدا كذا وكذا‪ ،‬فيطلق الخبر بذلك‪ ،‬وهو ل‬
‫يدري لعله سيموت ول يفعل ما أخبر به لن هذا الخبر إذا لم يوجده مخبره‬
‫على ما أخبر به المخبر‪ ،‬فهو كذب‪ ،‬وإذا كان المخبر ل يأمن أن ل يوجد‬
‫مخبره لحدوث أمر من فعل ال تعالى نحو الموت والعجز أو بعض‬
‫المراض أو ل يوجد ذلك بأن يبدو له في ذلك فل يأمن أن يكون خبره كذبا‬
‫في معلوم ال عزوجل وإذا لم يأمن ذلك لم يجز أن يخبر به‪ ،‬ول يسلم خبره‬
‫هذا من الكذب‪ ،‬إل بالستثناء الذي ذكره ال تعالى‪ .‬فإذا قال‪ :‬إني صائر غدا‬
‫إلى المسجد إنشاء ال فاستثنى في مصيره مشية ال تعالى خرج من أن‬
‫يكون خبره في هذا كذبا‪ ،‬لن ال تعالى إن شاء أن يلجئه إلى المصير إلى‬
‫المسجد غدا ألجأه إلى ذلك‪ ،‬وكان المصير منه ل محالة‪ ،‬وإذا كان ذلك على‬
‫ما وصفناه لم يكن خبره هذا كذبا‪ ،‬وإن لم يوجد منه المصير إلى المسجد‬
‫لنه لم يوجد ما استثناه في ذلك من مشية ال تعالى‪ .‬قال‪ :‬وينبغي أن ل‬
‫يستثني مشية دون مشية لنه إن استثنى في ذلك مشية ال لمصيره إلى‬
‫المسجد على وجه التعبد فهو أيضا ل يأمن أن يكون خبره كذبا لن النسان‬
‫قد يترك كثيرا مما يشاؤه تعالى منه ويتعبده به‪ ،‬ولو كان استثنى مشية ال‬
‫تعالى لن يبقيه ويقدره ويرفع عنه الموانع كان أيضا ل يأمن أن‬
‫]‪[309‬‬

‫يكون خبره كذبا لنه قد يجوز أن ل يصير إلى المسجد مع تبقية ال تعالى له قادرا‬
‫مختارا فل يأمن من الكذب في هذا الخبر دون أن يستثني المشية العامة‬
‫التي ذكرناها فإذا دخلت هذه المشية في الستثناء فقد أمن من أن يكون‬
‫خبره كذبا إذا كانت هذه المشية متى وجدت وجب أن يدخل المسجد ل‬
‫محالة‪ .‬قال‪ :‬وبمثل هذا الستثناء يزول الحنث عمن حلف فقال‪ " :‬وال‬
‫لصيرن غدا إلى المسجد إن شاء ال " لنه إن استثنى على سبيل ما بينا‬
‫لم يجز أن يحنث في يمينه‪ ،‬ولو خص استثناءه بمشية بعينها ثم كانت‪ ،‬ولم‬
‫يدخل معها المسجد حنث في يمينه‪ .‬وقال غير أبي علي‪ :‬إن المشية‬
‫المستثناة هنا هي مشية المنع والحيلولة فكأنه قال‪ :‬إنشاء ال يخليني ول‬
‫يمنعني‪ ،‬وفي الناس من قال‪ :‬القصد بذلك أن يقف الكلم على جهة القطع‪،‬‬
‫وإن لم يلزم به ما كان يلزم‪ ،‬لو ل الستثناء‪ ،‬ول ينوي في ذلك إلجاء ول‬
‫غيره‪ ،‬وهذا الوجه يحكى عن الحسن البصري‪ .‬واعلم أن للستثناء الداخل‬
‫على الكلم وجوها مختلفة‪ ،‬فقد يدخل على اليمان والطلق والعتاق وسائر‬
‫العقود‪ ،‬وما يجري مجراها من الخبار‪ ،‬فإذا دخل ذلك اقتضى التوقف عن‬
‫إمضاء الكلم‪ ،‬والمنع من لزوم ما يلزم به‪ ،‬وإزالته عن الوجه الذي وضع‬
‫له‪ ،‬ولذلك يصير ما تكلم به كأنه ل حكم له‪ ،‬ولذلك يصح على هذا الوجه أن‬
‫يستثني في الماضي فيقول‪ :‬قد دخلت الدار إنشاء ال‪ ،‬فيخرج بهذا‬
‫الستثناء من أن يكون كلمه خبرا قاطعا أو يلزمه حكمه‪ ،‬وإنما لم يصح‬
‫دخوله في المعاصي على هذا الوجه لن فيه إظهار النقطاع إلى ال تعالى‪،‬‬
‫والمعاصي ل يصح ذلك فيها‪ ،‬وهذا الوجه أحد ما يحتمله تأويله الية‪ .‬وقد‬
‫يدخل الستثناء في الكلم فيراد به اللطف والتسهيل‪ ،‬وهذا الوجه يخص‬
‫بالطاعات ولهذا الوجه جرى قول القائل‪ :‬لقضين غدا ما علي من الدين‬
‫ولصلين غدا إنشاء ال مجرى أن يقول‪ :‬إني أفعل ذلك إن لطف ال تعالى‬
‫فيه وسهله‪ ،‬فعلم أن القصد واحد‪ ،‬وأنه متى قصد الحالف فيه هذا الوجه‪،‬‬
‫لم يجب‬

‫]‪[310‬‬

‫‪ -‬إذا لم يقع منه هذا الفعل ‪ -‬أن يكون حانثا أو كاذبا لنه إن لم يقع‪ ،‬علمنا أنه لم‬
‫يلطف له فيه‪ ،‬لنه ل لطف له فيه‪ .‬وليس لحد أن يعترض هذا بأن يقول‪:‬‬
‫الطاعات لبد فيها من لطف وذلك لن فيها ما ل لطف فيه جملة‪ ،‬فارتفاع‬
‫ما هذه سبيله يكشف عن أنه ل لطف فيه وهذا الوجه ل يصح أن يقال في‬
‫الية أنه ل يخص الطاعات‪ ،‬والية تتناول كل ما لم يكن قبيحا‪ ،‬بدللة‬
‫إجماع المسلمين على حسن الستثناء وما تضمنته في كل فعل ما لم يكن‬
‫قبيحا‪ .‬وقد يدخل الستثناء في الكلم ويراد به التسهيل والقدار والتخلية‬
‫والبقاء على ما هو عليه من الحوال‪ ،‬وهذا هو المراد به إذا دخل في‬
‫المباحات‪ ،‬وهذا الوجه يمكن في الية إل أنه يعترضه ما ذكره أبو علي‬
‫الجبائي فيما حكيناه من كلمه‪ ،‬وقد يذكر استثناء المشية أيضا في الكلم‬
‫وإن لم يرد به شئ مما تقدم بل يكون الغرض به إظهار النقطاع إلى ال‬
‫تعالى من غير أن يقصد إلى شئ من الوجوه المتقدمة‪ ،‬وقد يكون هذا‬
‫الستثناء غير معتد به في كونه كاذبا أو صادقا‪ ،‬فالية في الحكم كأنه قال‪:‬‬
‫لفعلن كذا إن وصلت إلى مرادي مع انقطاعي إلى ال تعالى وإظهاري‬
‫الحاجة إليه‪ ،‬وهذا الوجه أيضا مما يمكن في تأويل الية‪ ،‬ومن تأمل جملة‬
‫ما ذكرناه من الكلم عرف منه الجواب عن المسألة التي ل يزال يسأل‬
‫عنها المخالفون من قولهم‪ " :‬لو كان ال تعالى إنما يريد العبادات من‬
‫الفعال دون المعاصي‪ ،‬لوجب إذا قال من لغيره عليه دين طالبه به‪ :‬وال‬
‫لعطينك حقك غدا إن شاء ال‪ .‬أن يكون كاذبا أو حانثا إذا لم يفعل‪ ،‬لن ال‬
‫تعالى قد شاء ذلك منه عندكم‪ ،‬وإن كان لم يقع‪ ،‬فكان يجب أن تلزمه‬
‫الكفارة وأن ل يؤثر هذا الستثناء في يمينه‪ ،‬ول يخرجه عن كونه حانثا‬
‫كما أنه لو قال‪ " :‬وال لعطينك حقك غدا إن قدم زيد " فقدم ولم يعطه‬
‫يكون حانثا‪ ،‬وفي إلزام هذا الحنث خروج عن إجماع المسلمين فصار ما‬
‫أوردناه جامعا لبيان تأويل الية والجواب عن هذه المسألة ونظائرها من‬
‫المسائل‪ ،‬والحمد ل وحده )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الغرر والدرر ج ‪ 2‬ص ‪ 124 - 120‬ط مصر‪.‬‬

‫]‪[311‬‬

‫‪) .59‬باب( * " )معنى الفتوة والمروة( " * ‪ - 1‬لى‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد‬
‫آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه عن أبي قتادة القمي‪ ،‬عن عبد ال بن يحيى‪،‬‬
‫عن أبان الحمر‪ ،‬عن الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلم قال‪ :‬إن‬
‫الناس تذاكروا عنده الفتوة فقال‪ :‬تظنون أن الفتوة بالفسق والفجور ؟ كل‪،‬‬
‫الفتوة والمروة طعام موضوع‪ ،‬ونائل مبذول‪ ،‬واصطناع المعروف‪ ،‬وأذى‬
‫مكفوف‪ ،‬فأما تلك فشطارة وفسق‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬ما المروة فقلنا‪ :‬ل‬
‫نعلم‪ ،‬قال‪ :‬المروة وال أن يضع الرجل خوانه بفناء داره‪ ،‬والمروة‬
‫مروتان‪ :‬مروة في الحضر‪ ،‬ومروة في السفر‪ ،‬فأما التي في الحضر فتلوة‬
‫القرآن ولزوم المساجد‪ ،‬والمشي مع الخوان في الحوائج‪ ،‬والنعام على‬
‫الخادم‪ ،‬فانه مما يسر الصديق‪ ،‬ويكبت العدو‪ ،‬وأما التي في السفر فكثرة‬
‫الزاد‪ ،‬وطيبه وبذله لمن كان معك‪ ،‬وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك‬
‫إياهم‪ ،‬وكثرة المزاح في غير ما يسخط ال عزوجل‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪:‬‬
‫والذي بعث جدي صلى ال عليه وآله بالحق نبيا إن ال عزوجل ليرزق‬
‫العبد على قدر المروة‪ ،‬وإن المعونة لتنزل من السماء على قدر المؤنة‪،‬‬
‫وإن الصبر لينزل على قدر شدة البلء )‪ .(1‬ما‪ :‬باسناده عن أبي قتادة‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم مثله )‪ .(2‬مع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبي قتادة رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم مثله إلى قوله‪:‬‬
‫بفناء داره )‪ - 2 .(3‬ل )‪ (4‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ستة من المروة‬
‫ثلثة منها في الحضر‪ ،‬وثلثة منها في السفر‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .329‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .307‬معاني‬


‫الخبار ص ‪ (4) .258‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.157‬‬

‫]‪[312‬‬

‫فأما التي في الحضر فتلوة كتاب ال تعالى‪ ،‬وعمارة مساجد ال‪ ،‬واتخاذ الخوان‬
‫في ال عزوجل‪ ،‬وأما التي في السفر فبذل الزاد‪ ،‬وحسن الخلق‪ ،‬والمزاح‬
‫في غير المعاصي )‪ .(1‬صح‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 3 .(2‬مع‪ :‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن العباس‪ ،‬عن صباح‬
‫بن خاقان‪ ،‬عن عمرو بن عثمان التيمي قال‪ :‬خرج أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم على أصحابه وهم يتذاكرون المروة فقال‪ :‬أين أنتم من كتاب ال‬
‫عزوجل ؟ قالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين في أي موضع ؟ فقال‪ :‬في قوله عز وجل‬
‫" إن ال يأمر بالعدل والحسان " فالعدل النصاف والحسان التفضل‪ .‬قال‬
‫عبد الرحمن بن عباس ورفعه قال‪ :‬سأل معاوية الحسن بن علي عليهما‬
‫السلم عن المروة فقال‪ :‬شح الرجل على دينه‪ ،‬وإصلحه ماله‪ ،‬وقيامه‬
‫بالحقوق فقال معاوية‪ :‬أحسنت يا أبا محمد أحسنت يا أبا محمد فكان‬
‫معاوية يقول بعد ذلك‪ :‬وددت أن يزيد قالها وإنه كان أعور )‪ - 4 .(3‬مع‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن أيمن ابن‬
‫محرز‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫الحسن بن علي عليه السلم في نفر من أصحابه عند معاوية فقال له‪ :‬يا‬
‫أبا محمد خبرني عن المروة فقال‪ :‬حفظ الرجل دينه‪ ،‬وقيامه في إصلح‬
‫ضيعته‪ ،‬وحسن منازعته‪ ،‬وإفشاء السلم ولين الكلم‪ ،‬والكف والتحبب إلى‬
‫الناس )‪ - 5 .(4‬مع‪ :‬بالسناد عن البرقي‪ ،‬عن بعض أصحابنا رفعه إلى‬
‫سعد بن طريف عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن الحارث العور قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين للحسن ابنه عليهما السلم‪ :‬يا بني ما المروة ؟ فقال‪ :‬العفاف‪،‬‬
‫وإصلح المال )‪ - 6 .(5‬مع‪ :‬بالسناد عن البرقي‪ ،‬عن علي بن حفص‬
‫القرشي‪ ،‬عن رجل من‬
‫)‪ (2‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .21‬صحيفة الرضا ص ‪ (5 - 3) .9‬معاني الخبار‬
‫ص ‪.257‬‬

‫]‪[313‬‬

‫أصحابنا يقال له‪ :‬إبراهيم قال‪ :‬سئل الحسن عليه السلم عن المروة فقال‪ :‬العفاف‬
‫في الدين‪ ،‬وحسن التقدير في المعيشة‪ ،‬والصبر على النائبة )‪ - 7 .(1‬مع‪:‬‬
‫بالسناد عن البرقي‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن صالح بن سعيد عن‬
‫أبان بن تغلب‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬المروة استصلح المال )‪ - 8 .(2‬مع‪ :‬بالسناد عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن عبد ال بن عمر بن حماد النصاري رفعه قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬تعاهد الرجل ضيعته من المروة )‪ - 9 .(3‬مع‪:‬‬
‫بالسناد عن البرقي‪ ،‬عن الهيثم بن عبد ال النهدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬المروة مروتان‪ :‬مروة الحضر‪ ،‬ومروة السفر‪،‬‬
‫فأما مروة الحضر فتلوة القرآن‪ ،‬وحضور المساجد‪ ،‬وصحبة أهل الخير‪،‬‬
‫والنظر في الفقه‪ ،‬وأما مروة السفر فبذل الزاد‪ ،‬والمزاح في غير ما يسخط‬
‫ال‪ ،‬وقلة الخلف على من صحبك‪ ،‬وترك الرواية عليهم‪ ،‬إذا أنت فارقتهم‬
‫)‪.(4‬‬

‫)‪ (4 - 1‬معاني الخبار ص ‪(*) 258‬‬

‫]‪[314‬‬

‫أبواب النوادر ‪) * .60‬باب( * * " )ما يورث الفقر والغنا( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن الكوفي‪ ،‬عن محمد بن زياد البصري عن عبد ال‬
‫بن عبد الرحمن المدائني‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن ثور بن سعيد‪ ،‬عن أبيه سعيد‬
‫ابن علقة قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين عليه السلم يقول‪ :‬ترك نسج‬
‫العنكبوب في البيوت يورث الفقر‪ ،‬والبول في الحمام يورث الفقر‪ ،‬والكل‬
‫على الجنابة يورث الفقر والتخلل بالطرفا يورث الفقر‪ ،‬والتمشط من قيام‬
‫يورث الفقر‪ ،‬وترك القمامة في البيت يورث الفقر‪ ،‬واليمين الفاجرة يورث‬
‫الفقر‪ ،‬والزنا يورث الفقر‪ ،‬وإظهار الحرص يورث الفقر‪ ،‬والنوم بين‬
‫العشائين يورث الفقر‪ ،‬والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر‪ ،‬واعتياد‬
‫الكذب يورث الفقر‪ ،‬وكثرة الستماع إلى الغناء يورث الفقر ورد السائل‬
‫الذكر بالليل يورث الفقر‪ ،‬وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر وقطيعة‬
‫الرحم تورث الفقر‪ .‬ثم قال عليه السلم‪ :‬أل أنبئكم بعد ذلك بما تزيد في‬
‫الرزق ؟ قالوا‪ :‬بلى يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال‪ :‬الجمع بين الصلتين يزيد في‬
‫الرزق‪ ،‬والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق‪ ،‬وصلة الرحم‬
‫يزيد في الرزق‪ ،‬وكسح الفناء يزيد في الرزق‪ ،‬ومواساة الخ في ال‬
‫عزوجل تزيد في الرزق‪ ،‬والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق‪،‬‬
‫والستغفار يزيد في الرزق‪ ،‬واستعمال المانة يزيد في الرزق‪ ،‬قول الحق‬
‫يزيد في الرزق‪ ،‬وإجابة المؤذن )‪ (1‬تزيد في الرزق وترك الكلم في‬
‫الخلء يزيد في الرزق‪ ،‬وترك الحرص يزيد في الرزق‪ ،‬وشكر‬

‫)‪ (1‬يعنى حكاية أذان المؤذن من دون رفع الصوت‪.‬‬

‫]‪[315‬‬

‫المنعم يزيد في الرزق‪ ،‬واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق‪ ،‬والوضوء قبل‬
‫الطعام يزيد في الرزق‪ ،‬وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق‪ ،‬ومن‬
‫سبح ال كل يوم ثلثين مرة دفع ال عزوجل عنه سبعين نوعا من البلء‬
‫أيسرها الفقر )‪ - 2 .(1‬جامع الخبار‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫عشرون خصلة تورث الفقر‪ :‬أولها القيام من الفراش للبول عريانا‪ ،‬وأكل‬
‫الطعام جنبا‪ ،‬وترك غسل اليدين عند الكل‪ ،‬وإهانة الكسرة من الخبز‪،‬‬
‫وإحراق قشر الثوم والبصل‪ ،‬والقعود على اسكفة البيت )‪ (2‬وكنس البيت‬
‫بالليل‪ ،‬وبالثوب‪ ،‬وغسل العضاء في موضع الستنجاء‪ ،‬ومسح العضاء‬
‫المغسولة بالذيل والكم‪ ،‬ووضع القصاع والواني غير مغسولة‪ ،‬ووضع‬
‫أواني الماء غير مغطاة الرؤوس‪ ،‬وترك بيوت العنكبوت في المنزل‪،‬‬
‫والستخفاف بالصلة‪ ،‬وتعجيل الخروج من المسجد والبكور إلى السوق‪،‬‬
‫وتأخير الرجوع عنه إلى العشي‪ ،‬وشراء الخبز من الفقراء واللعن على‬
‫الولد‪ ،‬والكذب‪ ،‬وخياطة الثوب على البدن‪ ،‬وإطفاء السراج بالنفس‪ ،‬وفي‬
‫خبر آخر والبول في الحمام‪ ،‬والكل على الجشاء‪ ،‬والتخلل بالطرفاء والنوم‬
‫بين العشائين‪ ،‬والنوم قبل طلوع الشمس‪ ،‬ورد السائل الذكر بالليل وكثرة‬
‫الستماع إلى الغناء‪ ،‬واعتياد الكذب‪ ،‬وترك التقدير في المعيشة‪ ،‬والتمشط‬
‫من قيام‪ ،‬واليمين الفاجرة‪ ،‬وقطيعة الرحم‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬أل ابنئكم‬
‫بعد ذلك بما يزيد في الرزق ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬الجمع بين الصلتين يزيد‬
‫في الرزق والتعقيب بعد الغداة يزيد في الرزق‪ ،‬وبعد العصر يزيد في‬
‫الرزق‪ ،‬وصلة الرحم يزيد في الرزق‪ ،‬وكشح الغنا يزيد في الرزق‪ ،‬وأداء‬
‫المانة يزيد في الرزق والستغناء يزيد في الرزق‪ ،‬ومواساة الخ في ال‬
‫تزيد في الرزق‪ ،‬والبكور في طلب الرزق تزيد في الرزق‪ ،‬وإجابة المؤذن‬
‫تزيد في الرزق‪ ،‬وترك الكلم في الخلء يزيد في الرزق‪ ،‬ثم ساق الحديث‬
‫من هنا إلى آخر الخبر كما في الخصال‪ .‬وأقول‪ :‬الظاهر أن قوله‪ " :‬كشح‬
‫الغناء " مصحف قوله‪ " :‬كسح الفنا "‪.‬‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .93‬يعنى عتبة الباب وهى الخشبة التى يوطأ عليها‪.‬‬

‫]‪[316‬‬

‫كما وقع ذلك في بعض نسخه‪ ،‬وفي سائر الكتب أيضا‪ ،‬وكذا قوله‪ " :‬والستغناء "‬
‫الحق أنه تصحيف قوله‪ " :‬والستغفار " كما في بعض نسخه‪ ،‬وفي‬
‫الخصال وغيرهما أيضا‪ - 3 .‬ل‪ :‬عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬غسل الناء وكسح الفناء مجلبة للرزق )‪ - 4 .(1‬ل‪:‬‬
‫الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬تقليم الظفار يمنع الداء العظم‬
‫ويدر الرزق ويورده )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد أوردنا في باب الستغفار أنه يدر‬
‫الرزق‪ ،‬وأوردنا أخبارا في ذلك في باب تقليم الظفار‪ ،‬وأخذ الشارب أيضا‪.‬‬
‫‪ - 5‬صح‪ :‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬التوحيد نصف الدين‪ ،‬واستزلوا الرزق من عند ال‬
‫بالصدقة )‪ - 6 .(3‬دعوات الراوندي‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫نظفوا بيوتكم من غزل العنكبوت‪ ،‬فان تركه في البيت يورث الفقر‪ .‬وشكا‬
‫رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم ]عن الفقر[ فقال‪ :‬أذن كلما سمعت‬
‫الذان كما يؤذن المؤذنون‪ .‬وعنه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬من لم يسأل‬
‫ال من فضله افتقر‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬إن الرجل ليكذب الكذبة‬
‫فيحرم بها صلة الليل فإذا حرم صلة الليل حرم بها الرزق‪ .‬وقال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من تفاقر افتقر‪ .‬أقول‪ :‬وقد روي في بعض الكتب عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬الفقر من خمسة وعشرين شيئا‪ :‬البول‬
‫عريانا‪ ،‬والكل في حالة الجنابة‪ ،‬وتحقير فتات‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .28‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .156‬صحبفة الرضا‪.10 :‬‬

‫]‪[317‬‬

‫الخبز‪ ،‬وتحريق قشر الثوم والبصل‪ ،‬والتقديم على المشايخ‪ ،‬ودعوة الوالدين‬
‫باسمهما‪ ،‬والتخليل بكل خشب‪ ،‬وتغسيل اليدين بالطين‪ ،‬والقعود على عبتة‬
‫الباب والوضوء عند الستنجاء )‪ (1‬وترك القصارة‪ ،‬وخياطة الثوب على‬
‫النفس‪ ،‬ومسح الوجه بالذيل‪ ،‬والكل نائما‪ ،‬وترك نسج العنكبوت في‬
‫البيت‪ ،‬والخروج من المسجد سريعا‪ ،‬والدخول في السوق بالبكرة‪،‬‬
‫والخروج عن السوق عشيا‪ ،‬وابتياع الخبز من الفقراء‪ ،‬ودعاء السوء‬
‫على الوالدين‪ ،‬وطفئ السراج بالنفخ‪ ،‬وكنس البيت بالخرقة‪ ،‬وقص الظفار‬
‫بالسنان‪ .‬واعلم أنه قد يظن أن تلك الرواية من طرق العامة ولكن ل بأس‬
‫ثم أقول‪ :‬المذكور من جملة الخصال في هذا الخبر‪ ،‬ثلث وعشرون خصلة‪،‬‬
‫وفي صدره أنها خمس وعشرون‪ ،‬فلعله صلى ال عليه وآله قد عد تحريق‬
‫قشر الثوم والبصل اثنين‪ ،‬وكذا دعوة الوالدين باسمهما أيضا أمرين فتأمل‪.‬‬
‫ثم اعلم أن أكثر ما ورد في هذا الخبر قد روي في مطاوي كتب أخبارنا‬
‫وبعضها مما قد اشتهر على اللسنة أيضا وسيأتي في البواب التية أنها‬
‫تورث الغم والهم‪ ،‬وأمثال ذلك أيضا كما يظهر عند التتبع‪ ،‬وأما الوضوء‬
‫عند الستنجاء فالذي نقله العلمة الحلي في أثناء فتاواه للسيد مهنا بن‬
‫سنان المدني إنما هو أن الوضوء في الخلء يورث الفقر‪ ،‬فلعل كل‬
‫المرين يورث الفقر‪ ،‬أو أن أحدهما من باب الشتباه وأما أن " الجلوس‬
‫على عتبة الباب يورث الفقر " فقد روي أيضا أنه يورث الغم كما سيجئ‪،‬‬
‫والمشهور أنه يورث التهمة‪ ،‬فلعل ذلك يورث تلك المور جميعا‪ .‬فحينئذ‬
‫ظن أن أحد هذه المرويات من باب الشتباه سهو وأما منع الخياطة على‬
‫النفس فهو في غاية الشهرة بين الناس أيضا‪ ،‬ول سيما فيما بين النسوان‬
‫من غير ذكر سبب للنهي أو العلة أنها تورث الغم أو الهلك‪ ،‬إل أن‬
‫المشهور المنع منها مطلقا‪ ،‬سواء كان الخياط نفسه‪ ،‬أو غيره‪ ،‬ويقولون‬
‫أيضا بزوال الكراهة إن أخذ النسان شيئا بأسنانه أو في فيه حال الخياطة‬
‫والمذكور في هذا الخبر خياطة النسان نفسه ثوبه على نفسه خاصة‬
‫فتدبر‪.‬‬

‫)‪ (1‬يعنى في موضع الستنجاء‪ ،‬سواء كان خلء أو ساحة أو سطحا‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫وقال المحقق الطوسي رضوان ال عليه في رسالة آداب المتعلمين‪ :‬الفصل الثاني‬
‫عشر فيما يجلب الرزق‪ ،‬وما يمنع الرزق‪ ،‬وما يزيد في العمر‪ ،‬وما ينقص‬
‫ثم لبد لطالب العلم من القوت‪ ،‬ومعرفة ما يزيد فيه‪ ،‬وما يزيد في العمر‪،‬‬
‫وما ينقص والصحة‪ ،‬ليكون بفراغ البال لطلب العلم‪ ،‬وفي كل ذلك صنفوا‬
‫كتابا فأوردت البعض ههنا على الختصار‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ل يزيد في القوت إل الدعاء‪ ،‬ول يزيد في العمر إل البر‪ ،‬ثبت بهذا‬
‫الحديث أن ارتكاب الذنب سبب حرمان الرزق‪ ،‬خصوصا الكذب يورث‬
‫الفقر‪ ،‬وقد ورد حديث خاص لذلك وكذا كثرة الصحبة تمنع الرزق وكثرة‬
‫النوم عريانا‪ ،‬والبول عريانا‪ ،‬والكل جنبا‪ ،‬والتهاون بسقاط المائدة وحرق‬
‫قشر البصل والثوم‪ ،‬وكنس البيت في الليل‪ ،‬وترك القمامة في البيت‬
‫والمشي قدام المشايخ‪ ،‬ونداء الوالدين ]البوين[ باسمهما‪ ،‬والخلل بكل‬
‫خشب‪ ،‬وغسل اليدين بالطين والتراب‪ ،‬والجلوس على العتبة والعقبة‪،‬‬
‫والتكاء على أحد زوجي الباب‪ ،‬والتوضي في المبرز‪ ،‬وخياطة الثوب على‬
‫البدن‪ ،‬وتجفيف الوجه بالثوب‪ ،‬وترك بيت العنكبوت في البيت‪ ،‬والتهاون‬
‫بالصلة‪ ،‬وإسراع الخروج من المسجد‪ ،‬والبتكار في الذهاب إلى السوق‪،‬‬
‫والبطاء في الرجوع منه‪ ،‬وشراء كسرات الخبز من الفقرا والسائلين‪،‬‬
‫ودعاء الشر على الوالدين وترك تطهير الواني‪ ،‬وإطفاء السراج بالنفس‪.‬‬
‫كل ذلك يورث الفقر عرف ذلك بالثار‪ ،‬وكذا الكتابة بالقلم المعقود‬
‫والمتشاط بالمشط المنكسر‪ ،‬وترك الدعاء للوالدين‪ ،‬والتعمم قاعدا‪،‬‬
‫والتسرول قائما‪ ،‬والبخل والتقتير والسراف والكسل والتواني التهاون في‬
‫المور وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬استنزلوا الرزق بالصدقة‪،‬‬
‫والبكور مبارك يزيد في جميع النعم خصوصا في الرزق‪ ،‬وحسن الخط من‬
‫مفاتيح الرزق‪ ،‬وطيب الكلم يزيد في الرزق‪ .‬عن الحسن بن علي عليهما‬
‫السلم ترك الزنا وكنس الفنا وغسل الناء مجلبة للغنا وأقوى السباب‬
‫الجالبة للرزق إقامة الصلة بالتعظيم والخشوع‪ ،‬وقراءة سورة‬

‫]‪[319‬‬

‫الواقعة‪ ،‬خصوصا بالليل‪ ،‬ووقت العشاء‪ ،‬وسورة يس‪ ،‬وتبارك الذي بيده الملك‬
‫وقت الصبح‪ ،‬وحضور المسجد قبل الذان والمداومة على الطهارة‪ ،‬وأداء‬
‫سنة الفجر والوتر في البيت وأن ل يتكلم بكلم لغو‪ ،‬من اشتغل بما ل يعنيه‬
‫فانه ما يعنيه‪ .‬قال علي عليه السلم‪ :‬إذا تم العقل نقص الكلم‪ ،‬ومما يزيد‬
‫في العمر ترك الذى وتوقير الشيوخ‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وأن يحترز عن قطع‬
‫الشجار الرطبة إل عند الضرورة‪ ،‬وإسباغ الوضوء‪ ،‬وحفظ الصحة‪ ،‬هذا‬
‫آخر كلم المحقق الطوسي في تلك الرسالة )‪) * .61 .(1‬باب( * * "‬
‫)المور التى تورث الحفظ والنسيان وما يورث الجنون( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الدهقان‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن عبد الحميد‪،‬‬
‫عن أبي الحسن الول عليه السلم قال‪ :‬تسعة يورثن النسيان‪ :‬أكل التفاح‬
‫يعني الحامض‪ ،‬والكزبرة‪ ،‬والجبن‪ ،‬وأكل سؤر الفار‪ ،‬والبول في الماء‬
‫الواقف وقراءة كتابة القبور‪ ،‬والمشي بين امرأتين‪ ،‬وإلقاء القملة‪،‬‬
‫والحجامة في النقرة )‪ - 2 .(2‬ل‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله‬
‫لعلي عليه السلم مثله )‪ .(3‬وفيه‪ :‬يا علي ثلث يزدن في الحفظ ويذهبن‬
‫السقم‪ :‬اللبان والسواك وقراءة القرآن )‪ .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي تسع يورثن النسيان وذكر مثله‪ ،‬وقال‪ :‬يا‬
‫علي ثلث يخاف منها الجنون‪ :‬التغوط بين القبور‪ ،‬والمشي في خف واحد‪،‬‬
‫والرجل ينام وحده‪ - 3 .‬أقول‪ :‬وروى الصدوق في من ل يحضره الفقيه في‬
‫طى وصايا النبي صلى ال عليه وآله‬
‫)‪ (1‬راجع رسالة آداب المتعلمين في هامش جامع المقدمات ص ‪ 198‬وفيه‬
‫اختلف‪ 2) .‬و ‪ (3‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ ،46‬والنقرة منقطع القمحودة في‬
‫القفا‪ (4) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.62‬‬

‫]‪[320‬‬

‫يا علي‪ :‬تسعة أشياء تورث النسيان‪ :‬أكل التفاح الحامض‪ ،‬وأكل الكزبرة والجبن‪،‬‬
‫وسؤر الفار‪ ،‬وقراءة كتابة القبور‪ ،‬والمشي بين امرأتين‪ ،‬وطرح القملة‬
‫والحجامة في النقرة‪ ،‬والبول في الماء الراكد )‪ - 4 .(1‬مكا‪ :‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السلم قال‪ :‬ثلث يذهبن بالبلغم‪،‬‬
‫ويزدن في الحفظ‪ :‬السواك‪ ،‬والصوم‪ ،‬وقراءة القرآن )‪ .(2‬وقال المحقق‬
‫الطوسي رحمه ال في آخر رسالة آداب المتعلمين‪ :‬الفصل الحادي عشر‬
‫فيما يورث الحفظ‪ ،‬وما يورث النسيان‪ ،‬وأقوى أسباب الحفظ الجد‬
‫والمواظبة‪ ،‬وتقليل الغذا‪ ،‬وصلة الليل بالخضوع والخشوع‪ ،‬وقراءة‬
‫القرآن من أسباب الحفظ‪ ،‬قيل‪ :‬ليس شئ أزيد للحفظ من قراءة القرآن ل‬
‫سيما آية الكرسي وقراءة القرآن نظرا أفضل لقوله عليه السلم‪ :‬أفضل‬
‫أعمال امتي قراءة القرآن نظرا وتكثير الصلوات على النبي صلى ال عليه‬
‫وآله والسواك‪ ،‬وشرب العسل‪ ،‬وأكل الكندر مع السكر‪ ،‬وأكل إحدى‬
‫وعشرين زبيبة حمراء كل يوم‪ ،‬وكل شئ يورث الحفظ ويشفي من كثير‬
‫المراض والسقام‪ ،‬وكل ما يقلل البلغم والرطوبات يزيد في الحفظ‪ ،‬وكلما‬
‫يزيد في البلغم يورث النسيان‪ .‬وأما ما يورث النسيان فالمعاصي كثيرا‪،‬‬
‫وكثرة الهموم والحزان في امور الدنيا وكثرة الشتغال والعلئق‪ ،‬وقد‬
‫ذكرنا أنه ل ينبغي للعاقل أن يهم لمور الدنيا لنه يضر ول ينفع‪ ،‬وهموم‬
‫الدنيا ل تخلو عن الظلمة في القلب‪ ،‬وهموم الخرة ل تخلو من النور في‬
‫القلب‪ ،‬وتحصيل العلوم ينفي الهم والحزن‪ ،‬وأكل الكزبرة والتفاح‬
‫الحامض‪ ،‬والنظر إلى المصلوب‪ ،‬وقراءة لوح القبور‪ ،‬والمرور بين القطار‬
‫من الجمل‪ ،‬وإلقاء القمل الحي على الرض‪ ،‬والحجامة على نقرة القفا‪ ،‬كل‬
‫ذلك تورث النسيان‪ .‬هذا تمام كلم المحقق الطوسي رحمه ال في الرسالة‬
‫المذكورة‪ .‬وروى أبو الوزير بن أحمد البهري في رسالة طب النبي صلى‬
‫ال عليه وآله عن سيدنا‬

‫)‪ (1‬فقيه من ل يحضره الفقيه ج ‪ 4‬ص ‪ (1) .261‬مكارم الخلق‪.55 :‬‬

‫]‪[321‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬عشر خصال يورث النسيان‪ :‬أكل الجبن‪،‬‬
‫وأكل سؤر الفارة وأكل التفاحة الحامضة‪ ،‬والجلجلن )‪ (1‬والحجامة على‬
‫النقرة‪ ،‬والمشي بين المرأتين والنظر إلى المصلوب‪ ،‬وإلقاء القملة‪،‬‬
‫وقراءة كتابة المقبرة‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليكم باللبان فانه يمسح‬
‫الحزن عن القلب كما يمسح ويذكي العرق عن الجبين‪ ،‬ويشد الظهر‪ ،‬ويزيد‬
‫العقل‪ ،‬ويذكى الذهن‪ ،‬ويجلو البصر‪ ،‬ويذهب النسيان‪ .‬أقول‪ :‬قد سقط من‬
‫جملة تلك الخصال خصلة واحدة فان المذكور بها هنا تسعة فلعل الساقطة‬
‫هي إحدى المذكورات آنفا‪) .62 .‬باب( * " )ما يورث الهم والغم والتهمة(‬
‫" * " )ودفعها وما هو نشرة )‪ - 1 " ((2‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار وأحمد بن إدريس معا‪ ،‬عن الشعري رفعه إلى أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬اغتم أمير المؤمنين عليه السلم يوما فقال‪ :‬من أين اتيت فما‬
‫أعلم أني جلست على عتبة باب‪ ،‬ول شققت بين غنم‪ ،‬ول لبست سراويلي‬
‫من قيام‪ ،‬ول مسحت يدي ووجهى بذيلي )‪ .(3‬أقول‪ :‬وقد روي في بعض‬
‫الكتب عن الئمة عليهم السلم أنهم قالوا‪ :‬إن أحد عشر شيئا تورث الغم‪:‬‬
‫المشي بين الغنام‪ ،‬ولبس السراويل قائما‪ ،‬وقص شعر اللحية بالسنان‪،‬‬
‫والمشي على قشر البيض‪ ،‬واللعب بالخصية‪ ،‬والستنجاء باليمين‬

‫)‪ (1‬هو ثمر الكزبرة‪ (2) .‬النشرة ما يزيل الهموم والحزان التى يتوهم أنها من‬
‫الجن‪ ،‬كذا قال المؤلف العلمة في بيان الحديث )كتاب السماء والعالم ص‬
‫‪ (874‬وقال في النهاية‪ :‬النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلج يعالج به‬
‫من كان يظن أن به مسا من الجن‪ (3) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.107‬‬

‫]‪[322‬‬

‫والقعود على عتبة الباب‪ ،‬والكل بالشمال‪ ،‬ومسح الوجه بالذيال‪ ،‬والمشي فيما بين‬
‫القبور‪ ،‬والضحك بين المقابر‪ .‬واعلم أنه قد ورد واشتهر أيضا أن المشي‬
‫بين المرأتين وكذا الجتياز بينهما وخياطة الثوب على البدن‪ ،‬والتعمم‬
‫قاعدا‪ ،‬والبول في الماء راكدا‪ ،‬والبول في الحمام‪ ،‬والنوم على الوجه‬
‫منبطحا تورث الغم والهم‪ ،‬ولعل في بعض هذه المذكورات نوع كلم ثم إن‬
‫المشهور بين الناس أن الجلوس على عتبة الباب تورث وقوع التهمة‬
‫عليه‪ ،‬كما سبق وقد مر أيضا في الرواية أنه يورث الفقر فل تغفل‪ - 2 .‬ل‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن جعفر بن خالد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬النشرة في‬
‫عشرة أشياء‪ :‬المشي‪ ،‬والركوب‪ ،‬والرتماس في الماء‪ ،‬والنظر إلى‬
‫الخضرة‪ ،‬والكل‪ ،‬والشرب والنظر إلى المرأة الحسناء‪ ،‬والجماع‪،‬‬
‫والسواك‪ ،‬ومحادثة الرجال )‪ .(1‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عيسى مثله‬
‫)‪ - 3 .(2‬ل‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن العدوي‪ ،‬عن صهيب بن عباد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم قال‪ :‬النشرة في عشرة‬
‫أشياء‪ :‬في المشي والركوب‪ ،‬والرتماس في الماء‪ ،‬والنظر إلى الخضرة‬
‫والكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والجماع والسواك‪ ،‬وغسل الرأس بالخطمي‪ ،‬والنظر إلى‬
‫المرأة الحسناء‪ ،‬ومحادثة الرجال )‪ - 4 .(3‬ل‪ :‬الربعمائة‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬غسل الثياب يذهب بالهم والحزن‪ ،‬وهو طهور‬
‫للصلة )‪ - 5 .(4‬لى‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن مثنى بن الوليد‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬أما تحزن ؟ أما‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .58‬المحاسن‪ (3) .14 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪(4) .58‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.156‬‬

‫]‪[323‬‬

‫تهتم ؟ أما تألم ؟ قلت‪ :‬بلى وال‪ ،‬قال‪ :‬فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في‬
‫قبرك‪ ،‬وسيلن عينيك على خديك‪ ،‬وتقطع أوصالك‪ ،‬وأكل الدود من لحمك‪،‬‬
‫وبلك‪ ،‬وانقطاعك عن الدنيا‪ ،‬فان ذلك يحثك على العمل‪ ،‬ويردعك عن كثير‬
‫من الحرص على الدنيا )‪ - 6 .(1‬سن‪ :‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬شكا نبي من النبياء إلى ال الغم فأمره بأكل العنب )‪.(2‬‬
‫سن‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن فرات بن أحنف‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم مثله )‪ - 7 .(3‬سن‪ :‬عن القاسم الزيات‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫موسى بن العل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لما حسر الماء عن‬
‫عظام الموتى‪ ،‬فرأى ذلك نوح عليه السلم جزع جزعا شديدا واغتم لذلك‪،‬‬
‫فأوحى ال إليه أن كل العنب السود ليذهب غمك )‪ - 8 .(4‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله قد اغتم فأمره جبرئيل عليه‬
‫السلم أن يغسل رأسه بالسدر‪ .‬وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من وجد‬
‫هما فل يدري ما هو فليغسل رأسه وقال‪ :‬إذا توالت الهموم فعليك بل حول‬
‫ول قوة إل بال‪ .‬وقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ما أهمني ذنب أمهلت‬
‫بعده حتى أصلي ركعتين‪ - 9 .‬جنة المان‪ :‬رأيت في بعض كتب أصحابنا ما‬
‫ملخصه أن رجل جاء إلى النبي صلى ال عليه وآله وقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫صلى ال عليه واله إني كنت غنيا فافتقرت‪ ،‬وصحيحا فمرضت‪ ،‬وكنت‬
‫مقبول عند الناس فصرت مبغوضا‪ ،‬وخفيفا على قلوبهم‪ ،‬فصرت‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ ،208 :‬وفى المطبوعة رمز الخصال وهو سهو‪ (2) .‬المحاسن‪:‬‬
‫‪ 3) .547‬و ‪ (4‬المحاسن‪.548 :‬‬
‫]‪[324‬‬

‫ثقيل وكنت فرحانا فاجتمعت علي الهموم‪ ،‬وقذ ضاقت علي الرض بما رحبت‬
‫وأجول طول نهاري في طلب الرزق فل أجد ما أتقوت به‪ ،‬كأن اسمي قد‬
‫محي من ديوان الرزاق‪ ،‬فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا هذا لعلك‬
‫تستعمل مثيرات الهموم ؟ فقال‪ :‬وما مثيرات الهموم ؟ قال‪ :‬لعلك تتعمم من‬
‫قعود‪ ،‬أو تتسرول من قيام‪ ،‬أو تقلم أظفارك بسنك‪ ،‬أو تمسح وجهك بذيلك‪،‬‬
‫أو تبول في ماء راكد‪ ،‬أو تنام منبطحا على وجهك الخبر‪) * .63 .‬باب‬
‫النوادر( * وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقل من خط الشهيد‬
‫قدس ال روحهما قال أبو عبد ال عليه السلم لعمر بن يزيد‪ :‬إذا لبست‬
‫ثوبا جديدا فقل‪ :‬ل إله إل ال محمد رسول ال‪ ،‬تبرأ من الفة وإذا أحببت‬
‫شيئا فل تكثر ذكره‪ ،‬فان ذلك مما يهده‪ ،‬وإذا كان لك إلى رجل حاجة فل‬
‫تشتمه من خلفه‪ ،‬فان ال يرفع ذلك في قلبه‪) .64 .‬باب( * " )ما ينبغى‬
‫مزاولته من العمال‪ ،‬وما ل ينبغى( " * ‪ - 1‬كتاب صفات الشيعة‪:‬‬
‫للصدوق رحمه ال‪ :‬عن الحسن بن أحمد‪ ،‬عن أبيه عن محمد بن أحمد‪،‬‬
‫عن عبد ال بن خالد الكناني قال‪ :‬استقبلني أبو الحسن موسى ابن جعفر‬
‫عليه السلم وقد علقت سمكة بيدي‪ ،‬قال‪ :‬اقذفها إني لكره للرجل السري‬
‫أن يحمل الشئ الدني بنفسه ثم قال‪ :‬إنكم قوم أعداؤكم كثير‪ ،‬عاداكم الخلق‬
‫يا معشر الشيعة‪ ،‬فتزينوا لهم ما قدرتهم عليه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬صفات الشيعة الرقم‪ ،31 :‬وقد مر في ج ‪ 74‬ص ‪.147‬‬

‫]‪[325‬‬

‫‪ - 2‬كتاب الغارات لبراهيم بن محمد الثقفي رفعه عن صالح أن جدته أتت عليا‬
‫عليه السلم ومعه تمر يحمله فسلمت وقالت‪ :‬أعطني هذا التمر أحمله‪،‬‬
‫قال‪ :‬أبو العيال أحق بحمله‪ ،‬قالت‪ :‬وقال‪ :‬أل تأكلين معي ؟ قالت‪ :‬قلت‪ :‬ل‬
‫أريده قالت‪ :‬فانطلق به إلى منزله‪ ،‬ثم رجع وهو مرتد بتلك الملحفة‪ ،‬وفيها‬
‫قشور التمر فصلى بالناس فيها الجمعة‪) * .65 .‬باب( * * " )آداب‬
‫التوجه إلى حاجة( " * ‪ - 1‬دعوات الراوندي‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إذا أردت أن تأخذ في حاجة فكل كسرة بملح‪ ،‬فهو أعز لك وأقضى‬
‫للحاجة‪ ،‬وإذا أردت حاجة فاستقبل إليها استقبال‪ ،‬ول تستدبرها استدبارا‪.‬‬
‫‪ - 2‬ب‪ :‬عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه السلم في‬
‫سرية ثم بدت له إليه حاجة فأرسل إليه المقداد ابن السود فقال له‪ :‬ل‬
‫تصح به من خلفه‪ ،‬ول عن يمينه‪ ،‬ول عن شماله‪ ،‬ولكن جزه ثم استقبله‬
‫بوجهك‪ ،‬فقل له‪ :‬يقول لك رسول ال كذا وكذا )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪.76‬‬

‫]‪[326‬‬

‫‪) * .66‬باب( * * " )جوامع المناهى التى تتعلق بجميع الحكام( " * * " )من‬
‫القرآن الكريم( " * اليات‪ :‬البقرة‪ :‬ول تعثوا في الرض مفسدين )‪.(1‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬الذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال‬
‫به أن يوصل ويفسدون في الرض اولئك هم الخاسرون )‪ .(2‬وقال تعالى‪:‬‬
‫وإذ أخذنا ميثاقكم ل تسفكون دمائكم ول تخرجون أنفسكم من دياركم ثم‬
‫أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا‬
‫منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى‬
‫تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون‬
‫ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إل خزي في الحيوة الدنيا ويوم القيمة‬
‫يردون إلى أشد العذاب وما ال بغافل عما تعملون )‪ .(3‬وقال تعالى‪:‬‬
‫والفتنة أشد من القتل )‪ .(4‬وقال تعالى‪ :‬ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )‪.(5‬‬
‫النساء‪ :‬ولمرنهم فليبتكن آذان النعام ولمرنهم فليغيرن خلق ال )‪.(6‬‬
‫المائدة‪ :‬فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم‬
‫عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ول تزال تطلع على خائنة منهم إل‬
‫قليل‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .57 :‬البقرة‪ (3) .25 :‬البقرة‪ 78 :‬و ‪ (4) .79‬البقرة‪(5) .187 :‬‬
‫البقرة‪ (6) .191 :‬النساء‪.118 :‬‬

‫]‪[327‬‬

‫منهم ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظأ مما‬
‫ذكروا به )‪ .(1‬النعام‪ :‬قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن ل تشركوا به‬
‫شيئا وبالوالدين إحسانا ول تقتلوا أولدكم من إملق نحن نرزقكم وإياهم‬
‫ول تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ول تقتلوا النفس التي حرم ال‬
‫إل بالحق ذلكم وصيكم به لعلكم تعقلون * ول تقربوا مال اليتيم إل بالتي‬
‫هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ل نكلف نفسا إل‬
‫وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد ال أوفوا ذلكم وصيكم به‬
‫لعلكم تذكرون * وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق‬
‫بكم عن سبيله ذلكم وصيكم به لعلكم تتقون )‪ .(2‬العراف‪ :‬قل إنما حرم‬
‫ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والثم والبغى بغير الحق وأن‬
‫تشركوا بال ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون )‪.(3‬‬
‫وقال‪ :‬ول تفسدوا في الرض بعد إصلحها )‪ .(4‬النفال‪ :‬وما كان صلتهم‬
‫عند البيت إل مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )‪ .(5‬التوبة‪:‬‬
‫إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه‬
‫عاما ليواطئوا عدة ما حرم ال فيحلوا ما حرم ال زين لهم سوء أعمالهم‬
‫وال ل يهدي القوم الكافرين )‪ .(6‬النحل‪ :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان‬
‫وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم‬
‫تذكرون * وأوفوا بعهد ال إذا عاهدتم ول تنقضوا‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .17 - 16 :‬النعام‪ (3) .154 - 152 :‬العراف‪(4) .31 :‬‬
‫العراف‪ (5) .54 :‬النفال‪ (6) .35 :‬براءة‪.37 :‬‬

‫]‪[328‬‬

‫اليمان بعد توكيدها وقد جعلتم ال عليكم كفيل إن ال يعلم ما تفعلون * ول تكونوا‬
‫كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخل بينكم أن تكون‬
‫امة هي أربى من امة إنما يبلوكم ال به وليبينن لكم يوم القيمة ما كنتم فيه‬
‫تختلفون ‪ -‬إلى قول تعالى‪ :‬ول تتخذوا أيمانكم دخل بينكم فتزل قدم بعد‬
‫ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل ال ولكم عذاب عظيم )‪.(1‬‬
‫الشعراء‪ :‬أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون )‬
‫‪ .(2‬وقال تعالى‪ :‬ول تعثوا في الرض مفسدين )‪ .(3‬القصص‪ :‬ول تبغ‬
‫الفساد في الرض إن ال ل يحب المفسدين )‪) * .67 .(4‬باب( * * "‬
‫)جوامع مناهى النبي صلى ال عليه وآله ومتفرقاتها( " * ‪ - 1‬لى‪ :‬عن‬
‫حمزة بن محمد العلوي‪ ،‬عن عبد العزيز بن محمد بن عيسى البهري عن‬
‫محمد بن زكريا الجوهري الغلبي‪ ،‬عن شعيب بن واقد‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫زيد عن الصادق جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬عن الكل عن‬
‫الجنابة‪ ،‬وقال‪ :‬إنه يورث الفقر‪ ،‬ونهى عن تقليم الظفار بالسنان‪ ،‬وعن‬
‫السواك في الحمام‪ ،‬ووالتنخع في المساجد ونهى عن أكل سؤر الفارة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ل تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين‪ ،‬ونهي أن يبول‬
‫أحد تحت شجرة مثمرة‪ ،‬أو على قارعة الطريق‪ ،‬ونهى أن يأكل النسان‬
‫بشماله‪ ،‬وأن يأكل وهو متكئ‪ ،‬ونهى أن تجصص المقابر‬
‫)‪ (1‬النحل‪ (2) .96 - 92 :‬الشعراء‪ (3) .219 - 218 :‬الشعراء‪(4) .183 :‬‬
‫القصص‪.253 :‬‬

‫]‪[329‬‬

‫وتصلى فيها‪ ،‬وقال‪ :‬إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الرض فليحاذر على عورته‬
‫ول يشربن أحدكم الماء من عند عروة الناء‪ ،‬فانه مجتمع الوسخ‪ ،‬ونهى‬
‫أن يبول أحد في الماء الراكد فانه منه يكون ذهاب العقل‪ ،‬ونهى أن يمشي‬
‫الرجل في فرد نعل أو يتنعل وهو قائم‪ ،‬ونهي أن يبول الرجل وفرجه باد‬
‫للشمس أو للقمر‪ ،‬وقال إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة‪ ،‬ونهى عن الرنة‬
‫عند المصيبة ونهى عن النياحة والستماع إليها‪ ،‬ونهى عن اتباع النساء‬
‫الجنايز‪ ،‬ونهى أن يمحى شئ من كتاب ال عزوجل بالبزاق أو يكتب منه‪.‬‬
‫ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا وقال‪ :‬يكلفه ال يوم القيامة أن‬
‫يعقد شعيرة وما هو بعاقدها‪ ،‬ونهى عن التصاوير وقال من صور صورة‬
‫كلفه ال يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ‪ ،‬ونهى أن يحرق شئ من‬
‫الحيوان بالنار‪ ،‬ونهى عن سب الديك‪ ،‬وقال‪ :‬إنه يوقظ للصلة‪ ،‬ونهى أن‬
‫يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم ونهى أن يكثر الكلم عند المجامعة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬منه يكون خرس الولد‪ ،‬وقال‪ :‬ل تبيتوا القمامة في بيوتكم‬
‫وأخرجوها نهارا فانها مقعد الشيطان‪ ،‬وقال‪ :‬ل يبيتن أحد ويده غمرة فان‬
‫فعل فأصابه لمم الشيطان فل يلومن إل نفسه‪ ،‬ونهى أن يستنجي الرجل‬
‫بالروث‪ ،‬ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فان خرجت‬
‫لعنها كل ملك في السماء وكل شئ تمر عليه من الجن والنس حتى ترجع‬
‫إلى بيتها‪ ،‬ونهى أن تتزين المرأة لغير زوجها‪ ،‬فان فعلت كان حقا على ال‬
‫عزوجل أن يحرقه بالنار‪ .‬ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي‬
‫محرم منها أكثر من خمس كلمات مما ل بد لها منه‪ ،‬ونهى أن تباشر المرأة‬
‫المرأة ليس بينهما ثوب ونهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع‬
‫زوجها‪ ،‬ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق‬
‫عامر‪ ،‬فمن فعل ذلك فعليه لعنة ال والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬ونهى أن‬
‫يقول الرجل للرجل‪ :‬زوجني اختك حتى ازوجك اختي‬

‫]‪[330‬‬

‫ونهى عن إتيان العراف )‪ (1‬وقال‪ :‬من أتاه وصدقه فقد برئ مما أنزل ال على‬
‫محمد صلى ال عليه وآله‪ .‬ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة‬
‫والعرطبة وهي الطنبور‪ ،‬والعود يعني الطبل‪ ،‬ونهى عن الغيبة والستماع‬
‫إليها‪ ،‬ونهى عن النملة والستماع إليها وقال‪ :‬ل يدخل الجنة قتات يعني‬
‫نماما‪ ،‬ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم ونهى عن اليمين الكاذبة‪،‬‬
‫وقال إنها تترك الديار بلقع وقال‪ :‬من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها‬
‫مال أمرء مسلم لقي ال عزوجل وهو عليه غضبان‪ ،‬إل أن يتوب ويرجع‪،‬‬
‫ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر‪ ،‬ونهى أن يدخل الرجل‬
‫حليلته إلى الحمام‪ ،‬وقال‪ :‬ل يدخلن أحدكم الحمام ال بمئزر‪ ،‬ونهى عن‬
‫المحادثة التي تدعو إلى غير ال‪ ،‬ونهى عن تصفيق الوجه‪ ،‬ونهى عن‬
‫الشرب في آنية الذهب والفضة‪ ،‬ونهى عن لبس الحرير والديباج والقز‬
‫للرجال‪ ،‬فأما للنساء فل بأس ونهى أن يباع الثمار حتى يزهو يعنى يصفر‬
‫أو يحمر‪ ،‬ونهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب‪ ،‬والعنب بالزبيب‪،‬‬
‫وما أشبه ذلك‪ .‬ونهى عن بيع النرد والشطرنج‪ ،‬وقال‪ :‬من فعل ذلك فهو‬
‫كآكل لحم الخنزير ونهى عن بيع الخمر وأن تشترى الخمر وأن تسقى‬
‫الخمر وقال عليه السلم‪ :‬لعن ال الخمر وعاصرها وغارسها وشاربها‬
‫وساقيها وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه‪ ،‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬من شربها لم تقبل له صلة أربعين يوما وإن مات وفي بطنه‬
‫شئ من ذلك كان حقا على ال أن يسقيه من طينة خبال‪ ،‬وهو صديد أهل‬
‫النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربها أهل‬
‫النار فيصهر به ما في بطونهم والجلود‪ .‬ونهى عن أكل الربا وشهادة‬
‫الزور وكتابة الربا‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬إن ال عزوجل لعن آكل الربا‬
‫وموكله وكاتبه وشاهديه‪ ،‬ونهى عن بيع وسلف‪ ،‬ونهى‬

‫)‪ (1‬يعنى المنجم والكاهن‪ ،‬وقال الجاحظ هو دون الكاهن‪ ،‬وكيف كان هو الذى يدل‬
‫على معرفة السارق والسرقة والضالة وما أشبه ذلك أو هو الذى يخبر‬
‫عن الماضي والمستقبل‪.‬‬

‫]‪[331‬‬

‫عن بيعين في بيع‪ ،‬ونهى عن بيع ما ليس عندك‪ ،‬ونهى عن بيع ما لم يضمن‪،‬‬
‫ونهى عن مصافحة الذمي‪ ،‬ونهى عن أن ينشد الشعر أو تنشد الضالة في‬
‫المسجد‪ ،‬ونهى أن يسل السيف في المسجد ونهى عن ضرب وجوه‬
‫البهائم‪ ،‬ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم وقال‪ :‬من تأمل‬
‫عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك‪ ،‬ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة‬
‫المرأة ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود‪،‬‬
‫ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والرحية والودية ومرابض‬
‫البل‪ ،‬وعلى ظهر الكعبة‪ ،‬ونهى عن قتل النحل‪ ،‬ونهى عن الوسم في‬
‫وجوه البهائم‪ .‬ونهى أن يحلف بغير ال وقال‪ :‬من حلف بغير ال فليس من‬
‫ال في شئ‪ ،‬ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب ال‪ ،‬وقال‪ :‬من حلف‬
‫بسورة من كتاب ال فعليه بكل آية منها يمين‪ ،‬فمن شاء بر‪ ،‬ومن شاء‬
‫فجر‪ ،‬ونهى أن يقول الرجل للرجل ل وحياتك وحياة فلن‪ ،‬ونهى أن يقعد‬
‫الرجل في المسجد وهو جنب‪ ،‬ونهى عن التعري بالليل والنهار‪ ،‬ونهى عن‬
‫الحجامة يوم الربعا والجمعة‪ ،‬ونهى عن الكلم يوم الجمعة والمام‬
‫يخطب‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فل جمعة له‪ ،‬ونهى عن التختم‬
‫بخاتم صفر أو حديد‪ ،‬ونهى أن ينقش شئ من الحيوان على الخاتم‪ .‬ونهى‬
‫عن الصلة في ثلث ساعات‪ :‬عند طلوع الشمس‪ ،‬وعند غروبها‪ ،‬وعند‬
‫استوائها‪ ،‬ونهى عن صيام ستة أيام‪ :‬يوم الفطر‪ ،‬ويوم الشك‪ ،‬ويوم النحر‪،‬‬
‫وأيام التشريق‪ ،‬ونهي أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫اشربوا بأديكم فانها أفضل أوانيكم‪ ،‬ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب‬
‫منها‪ ،‬ونهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما اجرته‪ ،‬ونهى عن الهجران فان‬
‫كان ل بد فاعل ل يهجر أخاه أكثر من ثلثة أيام‪ ،‬فمن كان مهاجرا لخيه‬
‫أكثر من ذلك كانت النار أولى به‪ ،‬ونهى عن بيع الذهب والفضة وبالنسية‪،‬‬
‫ونهى عن بيع الذهب بالذهب زيادة إل وزنا بوزن‪ ،‬ونهى عن المدح وقال‪:‬‬
‫احثوا في وجوه المداحين التراب‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من تولى‬
‫خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت‪ ،‬قال له‪ :‬أبشر بلعنة‬
‫ال ونار جهنم وبئس المصير‪ ،‬وقال‪ :‬من مدح سلطانا جايرا وتخفف‬
‫وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه‬

‫]‪[332‬‬

‫إلى النار‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬قال ال عزوجل‪ " :‬ول تركنوا إلى الذين‬
‫ظلموا فتمسكم النار " )‪ (1‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من دل جايرا على‬
‫جور كان قرين هامان في جهنم‪ .‬ومن بني بنيانا رياء سمعة حمله يوم‬
‫القيامة من الرض السابعة وهو نار تشتعل ثم يطوق في عنقه ويلقى في‬
‫النار‪ ،‬فل يحبسه شئ منها دون قعرها إل أن يتوب‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله كيف يبني رياء وسمعة ؟ قال‪ :‬يبني فضل على ما‬
‫يكفيه استطالة منه على جيرانه‪ ،‬ومباهاة لخوانه‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬من‬
‫ظلم أجيرا أجره أحبط ال عمله‪ ،‬وحرم عليه ريح الجنة وإن ريحها لتوجد‬
‫من مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬ومن خان جاره شبرا من الرض جعلها ال‬
‫طوقا في عنقه من تخوم الرضين السابعة حتى يلقى ال يوم القيامة‬
‫مطوقا إل أن يتوب ويرجع‪ .‬أل ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي ال‬
‫يوم القيامة مغلول يسلط ال عزوجل عليه بكل آية منها حية تكون قرينه‬
‫إلى النار إل أن يغفر له‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬من قرء القرآن ثم شرب عليه‬
‫حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط ال إل أن‬
‫يتوب‪ ،‬أل وإنه إن مات على غير توبة حاجه القرآن يوم القيامة فل يزايله‬
‫إل مدحوضا‪ .‬أل ومن زنا بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو‬
‫مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب ومات مصرا عليه فتح ال له في قبره‬
‫ثلث مائة باب تخرج منه حيات وعقارب وثعبا النار فهو يحترق إلى يوم‬
‫القيامة فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك‪ ،‬وبما‬
‫كان يعمل في دار الدنيا‪ ،‬حتى يؤمر به إلى النار‪ .‬أل وإن ال حرم الحرام‪،‬‬
‫وحد الحدود‪ ،‬وما أحد أغير من ال‪ ،‬ومن غيرته حرم الفواحش‪ .‬ونهى أن‬
‫يطلع الرجل في بيت جاره‪ ،‬وقال‪ :‬من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة‬
‫غير أهله متعمدا أدخله ال مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات‬
‫المسلمين‪ ،‬ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه ال إل أن يتوب‪ .‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬من لم يرض بما قسم ال له من الرزق‪ ،‬وبث شكواه‪ ،‬ولم‬

‫)‪ (1‬هود‪(*) .114 :‬‬

‫]‪[333‬‬

‫يصبر ولم يحتسب‪ ،‬لم ترفع له حسنة‪ ،‬ويلقى ال وهو عليه غضبان إل أن يتوب‬
‫ونهى أن يختال الرجل في مشية وقال‪ :‬من لبس ثوبا فاختال فيه خسف ال‬
‫به من شفير جهنم‪ ،‬وحان قرين قارون‪ ،‬لنه أول من اختال‪ ،‬فخسف ال به‬
‫وبداره الرض‪ ،‬ومن اختال فقد نازع ال في جبروته‪ .‬وقال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬من ظلم أمرأة مهرها فهو عند ال زان‪ ،‬يقول ال عزوجل له يوم‬
‫القيامة‪ :‬عبدي زوجتك أمتي على عهدي‪ ،‬فلم توف بعهدي وظلمت أمتي‬
‫فيؤخذ من حسناتة فيدفع إليها بقدر حقها‪ ،‬فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى‬
‫النار بنكثه للعهد " إن العهد كان مسئول " )‪ .(1‬ونهى صلى ال عليه‬
‫وآله عن كتمان الشهادة قال‪ :‬من كتمها أطعمه ال لحمه على رؤوس‬
‫الخلئق‪ ،‬وهو قول ال عزوجل‪ " :‬ول تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه‬
‫آثم قلبه " )‪ (2‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من آذى جاره حرم‬
‫ال عليه ريح الجنة ومأويه جهنم وبئس المصير‪ ،‬ومن ضيع حق جاره‬
‫فليس منا‪ ،‬وما زال جبرئيل عليه السلم يوصيني بالجار حتى ظننت أنه‬
‫سيورثه‪ ،‬وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا‬
‫بلغوا ذلك الوقت اعتقوا‪ ،‬وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه‬
‫سيجلعه فريضة‪ ،‬وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن‬
‫يناموا‪ .‬أل ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق ال‪ ،‬وال يستخف‬
‫به يوم القيامة‪ ،‬إل أن يتوب‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أكرم فقيرا‬
‫مسلما لقي ال يوم القيامة وهو عنه راض‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة ال عزوجل حرم ال عليه‬
‫النار وآمنه من الفزع الكبر‪ ،‬وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله‪" :‬‬
‫ولمن خاف مقام ربه جنتان " )‪ (3‬أل ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار‬
‫الدنيا على الخرة‪ ،‬لقي ال يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها‬
‫)‪ (1‬اسرى‪ (2) .34 :‬البقرة‪ (3) .283 :‬الرحمن‪.46 :‬‬

‫]‪[334‬‬

‫من النار‪ ،‬ومن اختار الخرة على الدنيا وترك الدنيا رضي ال عنه غفر له مساوي‬
‫عمله‪ ،‬ومن مل عينه من حرام مل ال عينه يوم القيامة من النار إل أن‬
‫يتوب ويرجع‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من صافح امرأة تحرم عليه فقد‬
‫باء بسخط من ال‪ ،‬ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة نار مع‬
‫شيطان‪ ،‬فيقذفان في النار‪ ،‬ومن غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا‪،‬‬
‫ويحشر يوم القيامة مع اليهود لنهم أغش الخلق للمسلمين ونهى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أن يمنع أحد الماعون‪ ،‬وقال‪ :‬من منع الماعون من‬
‫جاره منعه ال خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه‪ ،‬ومن وكله إلى نفسه فما‬
‫أسوء حاله‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم‬
‫يقبل ال منها صرفا ول عدل ول حسنة من عملها حتى ترضيه‪ ،‬وإن‬
‫صامت نهارها‪ ،‬وقامت ليلها‪ ،‬وأعتقت الرقاب‪ ،‬وحملت على جياد الخيل في‬
‫سبيل ال‪ ،‬وكانت أول من يرد النار‪ ،‬وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما‪ .‬أل‬
‫ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد ال عظامه يوم القيامة‪ ،‬وحشره مغلول‬
‫حتى يدخل جهنم إل أن يتوب‪ ،‬ومن بات وفي قلبه غش لخيه المسلم بات‬
‫في سخط ال وأصبح كذلك حتى يتوب‪ .‬ونهى عن الغيبة وقال‪ :‬من اغتاب‬
‫امرءا مسلما بطل صومه‪ ،‬ونقض وضوؤه وجاء يوم القيامة يفوح من فيه‬
‫رائحة أنتن من الجيفة‪ ،‬يتأذى به أهل الموقف‪ ،‬فان مات قبل أن يتوب مات‬
‫مستحل لما حرم ال‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من كظم غيظا وهو قادر‬
‫على إنفاذه وحلم عنه أعطاه ال أجر شهيد‪ ،‬أل ومن تطول على أخيه في‬
‫غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد ال عنه ألف باب من السوء في‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬فان هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من‬
‫اغتابه سبعين مرة‪ .‬ونهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن الخيانة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات‬
‫على غير ملتي‪ ،‬ويلقى ال وهو عليه‬

‫]‪[335‬‬

‫غضبان‪ ،‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق‬
‫بلسانه مع المنافقين في الدرك السفل من النار‪ ،‬ومن اشترى خيانة وهو‬
‫يعلم فهو كالذي خانها ومن حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم ال‬
‫عليه بركة الرزق إل أن يتوب‪ ،‬أل ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي‬
‫أتاها‪ ،‬ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل‬
‫حرم ال عليه ريح الجنة‪ ،‬أل ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق‬
‫واحتسب في ذلك الجر أعطاه ال ثواب الشاكرين في الخرة‪ ،‬أل وأيما‬
‫امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما ل يقدر عليه وما ل يطيق‪ ،‬لم تقبل‬
‫منها حسنة‪ ،‬وتلقى ال وهو عليها غضبان‪ ،‬أل ومن أكرم أخاه المسلم‬
‫فانما يكرم ال عزوجل‪ .‬ونهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يؤم‬
‫الرجل قوما إل باذنهم‪ ،‬وقال‪ :‬من أم قوما باذنهم وهم به راضون‪ ،‬فاقتصد‬
‫بهم في حضوره وأحسن صلته بقيامه وقراءته وركوعه وسجوده‬
‫وقعوده‪ ،‬فله مثل أجر القوم ول ينقص من أجورهم شئ أل ومن أم قوما‬
‫بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلة ولم يحسن في ركوعه وسجوده وخشوعه‬
‫وقراءته ردت عليه صلته‪ ،‬ولم تجاوز ترقوته‪ ،‬وكانت منزلته كمنزلة إمام‬
‫جائر معتد لم يصلح إلى رعيته ولم يقم فيهم بحق ول قام فيهم بأمر‪ .‬وقال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وما له ليصل رحمه‬
‫أعطاه ال عز وجل أجر مائة شهيد‪ ،‬وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة‪،‬‬
‫ويمحى عنه أربعون ألف سيئة‪ ،‬ويرفع له من الدرجات مثل ذلك‪ ،‬وكأنما‬
‫عبد ال مائة سنة صابرا محتسبا ومن كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا‬
‫ومشى له فيها حتى يقضي ال له حاجته أعطاه ال براءة من النفاق‪،‬‬
‫وبراءة من النار‪ ،‬وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا‪ ،‬ول يزال‬
‫يخوض في رحمة ال عزوجل حتى يرجع‪ .‬ومن مرض يوما وليلة فلم يشك‬
‫إلى عواده بعثه ال يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن حتى يجوز‬
‫الصراط كالبرق اللمع‪ ،‬ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها‬
‫خرج من ذنوبه كيوم ولدته امة‪ ،‬فقال رجل من النصار‪ :‬بأبي‬

‫]‪[336‬‬

‫أنت وامي يا رسول ال صلى ال عليه وآله فإذا كان المريض من أهل بيته‪ ،‬أو‬
‫ليس ذلك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أل ومن فرج‬
‫عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج ال عنه اثنين وسبعين كربة من كرب‬
‫الخرة‪ ،‬واثنين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص‪ .‬قال‪ :‬ومن‬
‫مطل على ذي حق حقه وهو يقدر على أداء حقه فعليه كل يوم خطيئة‬
‫عشار‪ ،‬أل ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل ال ذلك السوط يوم‬
‫القيامة ثعبانا من النار‪ ،‬طوله سبعون ذراعا يسلط عليه في نار جهنم‬
‫وبئس المصير ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط ال عليه‬
‫عمله‪ ،‬وثبت وزره‪ ،‬ولم يشكر له سعيه‪ ،‬ثم قال صلى ال عليه وآله‪ :‬يقول‬
‫ال عزوجل‪ :‬حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو النمام‪ .‬أل‬
‫ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل احد من نعيم الجنة ومن‬
‫مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره‬
‫شئ ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك‪ ،‬وغفر ال له ما‬
‫تقدم من ذنبه فان أقام حتى يدفن ويحثى عليه التراب كان له بكل قدم نقلها‬
‫قيراط من الجر والقيراط مثل جبل احد‪ .‬أل ومن ذرفت عيناه من خشية ال‬
‫كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكلل بالدر والجوهر‪،‬‬
‫فيه ما ل عين رأت ول اذن سمعت ول خطر على قلب بشر‪ ،‬أل ومن مشى‬
‫إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة‪،‬‬
‫ويرفع له من الدرجات مثل ذلك وإن مات وهو على ذلك وكل ال به سبعين‬
‫ألف ملك يعودونه في قبره‪ ،‬ويؤنسونه في وحدته‪ ،‬ويستغفرون له حتى‬
‫يبعث‪ ،‬أل ومن أذن محتسبا يريد بذلك وجه ال عزوجل أعطاه ال ثواب‬
‫أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق‪ ،‬ويدخل في شفاعته أربعين ألف‬
‫مسئ من امتي إلى الجنة‪ ،‬أل وإن المؤذن إذا قال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪،‬‬
‫صلى عليه تسعون ألف ملك‪ ،‬واستغفروا له‪ ،‬وكان يوم القيامة في ظل‬
‫العرش حتى يفرغ ال من حساب‬

‫]‪[337‬‬

‫الخلئق ويكتب ثواب قوله‪ :‬أشهد أن محمدا رسول ال أربعون ألف ملك‪ ،‬ومن‬
‫حافظ على الصف الول والتكبيرة الولى ل يؤذي مسلما أعطاه ال من‬
‫الجر ما يعطي المؤذنون في الدنيا والخرة‪ ،‬أل ومن تولى عرافة قوم‬
‫حبسه ال عزوجل على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة‪ ،‬وحشر يوم القيامة‬
‫ويداه مغلولتان إلى عنقه فان كان قام فيهم بأمر ال أطلقه ال‪ ،‬وإن كان‬
‫ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل‬
‫تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم‪ ،‬ول تستكثروا الخير وإن كثر‬
‫في أعينكم فانه ل كبير مع الستغفار‪ ،‬ول صغير مع الصرار‪ .‬قال محمد‬
‫بن زكريا الغلبي‪ :‬سألت عن طول هذا الثر شعيبا المزني فقال لي‪ :‬يابا‬
‫عبد ال سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث فقال‪ :‬حدثني جعفر بن‬
‫محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلم أنه جمع‬
‫هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملء رسول ال صلى ال عليه وآله وخط‬
‫علي بن أبي طالب صلوات ال عليه )‪ - 2 .(1‬لى‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن الحسين بن الحسن القرشي‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫جعفر البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الحسين بن زيد ابن علي بن الحسين بن‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال تبارك‬
‫وتعالى كره لكم أيتها المة أربعا وعشرين خصلة‪ ،‬ونهاكم عنها‪ :‬كره لكم‬
‫العبث في الصلة وكره المن في الصدقة‪ ،‬وكره الضحك بين القبور‪ ،‬وكره‬
‫التطلع في الدور وكره النظر إلى فروج النساء وقال‪ :‬يورث العمى‪ ،‬وكره‬
‫الكلم عند الجماع وقال‪ :‬يورث الخرس‪ ،‬وكره النوم قبل العشاء الخرة‪،‬‬
‫وكره الحديث بعد العشاء الخرة‪ ،‬وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر‪،‬‬
‫وكره المجامعة تحت السماء‪ ،‬وكره دخول النهار إل بمئزر‪ ،‬وقال‪ :‬في‬
‫النهار عمار وسكان‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ ،260 - 253‬ورواه في الفقيه ج ‪ 4‬ص ‪ 11 - 2‬باسناده‬


‫إلى شعيب بن واقد‪.‬‬

‫]‪[338‬‬

‫من الملئكة‪ ،‬وكره دخول الحمامات إل بمئزر‪ ،‬وكره الكلم بين الذان و القامة في‬
‫صلة الغداة حتى تقضي الصلة‪ ،‬وكره ركوب البحر في هيجانه‪ ،‬و كره‬
‫النوم فوق سطح ليس بمحجر‪ ،‬وقال‪ :‬من نام على سطح غير محجر برئت‬
‫منه الذمة‪ ،‬وكره أن ينام الرجل في بيت وحده‪ ،‬وكره للرجل أن يغشى‬
‫امرأته وهي حائض‪ ،‬فان غشيها وخرج الولد مجذوما أو أبرص فل يلومن‬
‫إل نفسه وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلمه‬
‫الذي رأى فان فعل وخرج الولد مجنونا فل يلومن إل نفسه‪ ،‬وكره أن يتكلم‬
‫الرجل مجذوما إل أن يكون بينه وبينه قدر ذراع‪ ،‬وقال فر من المجذوم‬
‫فرارك من السد وكره البول على شط نهر جار‪ ،‬وكره أن يحدث الرجل‬
‫تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت‪ ،‬وكره أن يتنعل الرجل‬
‫وهو قائم وكره أن يدخل البيت المظلم إل أن يكون بين يديه سراج أو نار‪،‬‬
‫وكره النفخ في موضع الصلة )‪ .(1‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد مثله )‪- 3 .(2‬‬
‫ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع‪ :‬أمرهم‬
‫بعيادة المرضى‪ ،‬واتباع الجنائز وإبرار القسم‪ ،‬وتسميت العاطن‪ ،‬ونصر‬
‫المظلوم‪ ،‬وإفشاء السلم‪ ،‬وإجابة الداعي ونهاهم عن التختم بالذهب‪،‬‬
‫والشرب في آنية الذهب والفضة‪ ،‬وعن المياثر الحمر وعن لباس‬
‫الستبرق والحرير والقز والرجوان )‪ - 4 .(3‬أربعين الشهيد‪ :‬باسناده عن‬
‫شيخ الطائفة‪ ،‬عن ابن أبي جيد‪ ،‬عن محمد ابن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن ابن صدقة مثله‪ ،‬ثم قال‬
‫قدس سره‪ :‬أقول‪ :‬بعض هذه ال وامر ليست للوجوب وخرجت عنه عند‬
‫من جعله للوجوب بأدلة اخرى‪ ،‬وكذا بعض هذه المناهي‪ ،‬والتشميت‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .181‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .102‬قرب السناد ص‬


‫‪.48‬‬

‫]‪[339‬‬
‫بالشين المعجمة وبالسين المهملة أيضا الدعاء للعاطس مثل يرحمك ال قال تغلب‪:‬‬
‫والختيار بالسين لنه مأخوذ من السمت‪ ،‬وهو القصد‪ ،‬وقال أبو عبيدة‪:‬‬
‫الشين المعجمة أعل في كلمهم وأكثر‪ ،‬وإفشاء السلم نشره‪ ،‬والستبرق‬
‫الديباج الغليظ فارسي معرب‪ ،‬والرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة‪- 5 .‬‬
‫ب‪ :‬عن هارون‪ ،‬عن ابن زياد قال‪ :‬سمعت جعفرا عليه السلم وسئل عن‬
‫قتل النمل والحيات والدود إذا آذين‪ ،‬قل‪ :‬ل بأس بقتلهن وإحراقهن إذا‬
‫آذين‪ ،‬ولكن ل تقتلوا من الحيات عوامر البيوت‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن شابا من‬
‫النصار خرج مع رسول ال صلى ال عليه وآله يوم احد وكانت له امرأة‬
‫حسناء فغاب فرجع فإذا هو بامرأته تطلع من الباب فلما رآها أشار إليها‬
‫بالرمح فقالت له‪ :‬ل تفعل ولكن ادخل فانظر إلى ما في بيتك‪ ،‬فدخل فإذا هو‬
‫بحية مطوقة على فراشه فقالت المرأة لزوجها‪ :‬هو الذي أخرجني فطعن‬
‫الحية في رأسها ثم علقها وجعل ينظر إليها وهي تضطرب‪ ،‬فبينا هو كذلك‬
‫إذ سقط فاندقت عنقه فاخبر رسول ال صلى ال عليه واله فنهى يومئذ عن‬
‫قتلها وإنما قال صلى ال عليه وآله‪ " :‬من تركهن مخافة تبعتهن فليس منا‬
‫" لما سوى ذلك منهن فأما عمار الدور فل تهاج لنهي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله عن قتلهن يومئذ )‪ - 6 .(1‬ب‪ :‬عنهما )‪ (2‬عن حنان قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي‬
‫عليه السلم‪ :‬إياك أن تتختم بالذهب فانها حليتك في الجنة وإياك أن تلبس‬
‫القسي‪ ،‬وإياك أن تركب بميثرة حمراء فانها من مياثر إبليس )‪ - 7 .(3‬ل‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الميثمي‪ ،‬عن‬
‫هشام بن أحمر وعبد ال بن مسكان‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ثلثة يعذبون يوم القيامة‪ :‬من صور‬
‫صورة من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها‪ ،‬والمكذب في‬
‫منامه‪ ،‬يعذب حتى يعقد بين شعيرتين‪ ،‬وليس بعاقد بينهما‪ ،‬والمستمع إلى‬
‫حديث قوم وهم له‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .55‬يعنى محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد‬
‫جميعا‪ (3) .‬قرب السناد ص ‪(*) .66‬‬

‫]‪[340‬‬

‫كارهون يصب في أذنه النك وهو ال سرب )‪ - 8 .(1‬ل‪ :‬عن الخليل بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر الدبيلي‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن أيوب السجستاني‪،‬‬
‫عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها‪ ،‬وليس بفاعل ومن كذب في حلمه‬
‫عذب وكلف أن يعقد بين شعيرتين‪ ،‬وليس بفاعل‪ ،‬ومن استمع إلى حديث‬
‫قوم وهم له كارهون يصب في اذنيه النك يوم القيامة‪ ،‬قال سفيان‪ :‬والنك‬
‫هو الرصاص )‪ - 9 .(2‬ل‪ :‬عن الخليل بن أحمد بن‪ ،‬عن أبي العباس‬
‫الثقفي‪ ،‬عن محمد بن الصباح عن جرير‪ ،‬عن أبي إسحاق الشيباني‪ ،‬عن‬
‫أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي‪ ،‬عن معاوية بن سويد بن مقرن‪ ،‬عن‬
‫البراء بن عازب قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه وآله عن سبع وأمر‬
‫بسبع‪ ،‬نهانا أن نتختم بالذهب‪ ،‬وعن الشرب في آنية الذهب والفضة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الخرة‪ ،‬وعن ركوب‬
‫المياثر‪ ،‬وعن لبس القسي‪ ،‬وعن لبس الحرير والديباج والستبرق‪ ،‬وأمرنا‬
‫عليه السلم باتباع الجنائز‪ ،‬وعيادة المريض‪ ،‬وتسميت العاطس‪ ،‬ونصرة‬
‫المظلوم‪ ،‬وإفشاء السلم وإجابة الداعي‪ ،‬وإبرار القسم‪ .‬قال الخليل بن‬
‫أحمد‪ :‬لعل الصواب إبرار المقسم )‪ - 10 .(3‬ل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن ابن معروف‪ ،‬عن أبي جميلة عن ابن طريف‪ ،‬عن ابن‬
‫نباتة قال‪ :‬سمعت عليا عليه السلم يقول‪ :‬ستة ل ينبغي أن يسلم عليهم‬
‫وستة ل ينبغي أن يؤموا‪ ،‬وسته في هذه المة من أخلق قوم لوط‪ ،‬فأما‬
‫الذين ل ينبغي السلم عليهم‪ ،‬فاليهود‪ ،‬والنصارى‪ ،‬وأصحاب النرد‬
‫والشطرنج وأصحاب الخمر والبربط والطنبور‪ ،‬والمتفكهون بسب‬
‫المهات‪ ،‬والشعراء وأما الذين ل ينبغي أن يؤموا من الناس فولد الزنا‪،‬‬
‫والمرتد‪ ،‬والعرابي بعد‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .53‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .54‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.1‬‬

‫]‪[341‬‬

‫الهجرة‪ ،‬وشارب الخمر‪ ،‬والمحدود‪ ،‬والغلف‪ ،‬وأما التي من أخلق قوم لوط‬
‫فالجلهق‪ ،‬وهو البندق‪ ،‬والخذف‪ ،‬ومضغ العلك‪ ،‬وإرخاء الزار خيلء‪،‬‬
‫وحل الزرار من القباء والقميص )‪ .(1‬سر‪ :‬من كتاب ابن قولويه‪ ،‬عن ابن‬
‫نباتة مثله‪ ،‬وليس فيه من القباء والقميص )‪ - 11 .(2‬ل‪ :‬عن القطان‪ ،‬عن‬
‫السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله لعن‬
‫المتشبهين من الرجال بالنساء‪ ،‬ولعن المتشبهات من النساء بالرجال‪.‬‬
‫أقول‪ :‬سيأتي هذا الخبر بطوله مع ما اشتمل عليه من المناهي المتعلقة‬
‫بالنساء في كتاب النكاح إنشاء ال )‪ - 12 .(3‬مع‪ :‬عن محمد بن هارون‬
‫الزنجاني‪ ،‬عن علي بن عبد العزيز‪ ،‬عن أبي عبيد القاسم بن سلم بأسانيد‬
‫متصلة إلى النبي صلى ال عليه وآله في أخبار متفرقة أنه‪ " .‬نهى عن‬
‫المحاقلة والمزابنة " فالمحاقلة بيع الزرع وهو في سنبله بالبر وهو‬
‫مأخوذ من الحقل‪ ،‬والحقل هو الذي تسميه أهل العراق القراح‪ ،‬ويقال في‬
‫مثل‪ " :‬ل تنبت البقلة إل الحقلة "‪ .‬والمزابنة بيع التمر في رؤوس النخل‬
‫بالتمر‪ " .‬ورخص النبي صلى ال عليه وآله في العرايا " واحدتها عرية‬
‫وهي النخلة يعريها صاحبها رجل محتاجا والعراء أن يجعل له ثمرة‬
‫عامها‪ ،‬يقول‪ :‬رخص لرب النخل أن يبتاع من تلك النخلة من المعرا بتمر‬
‫لموضع حاجته‪ .‬قال‪ :‬وكان النبي صلى ال عليه وآله إذا بعث الخراص‬
‫قال‪ :‬خففوا في الخرص فان في المال العرية والوصية‪ .‬قال‪ " :‬ونهى عليه‬
‫السلم عن المخابرة " وهي المزارعة بالنصف والثلث والربع وأقل من‬
‫ذلك وأكثر‪ ،‬وهو الخبر‪ ،‬أيضا وكان أبو عبيد يقول‪ :‬لهذا سمي الكار‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .160‬السرائر ص ‪ (3) .490‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.142‬‬

‫]‪[342‬‬

‫الخبير‪ ،‬لنه يخبر الرض‪ ،‬والمخابرة‪ :‬المواكرة‪ ،‬والخبرة الفعل‪ ،‬والخبير‪ :‬الرجل‪،‬‬
‫ولهذا سمي الكار لنه يؤاكر الرض أي يشقها‪ " .‬ونهى عن المخاضرة "‬
‫وهي أن يبتاع الثمار قبل أن يبدو صلحها وهي خضر بعد‪ ،‬وتدخل في‬
‫المخاضرة أيضا بيع الرطاب والبقول وأشباهها‪ " .‬ونهى عن بيع التمر‬
‫قبل أن يزهو " وزهوه أن يحمر أو يصفر‪ ،‬وفي حديث آخر نهى عن بيعه‬
‫قبل أن يشقح‪ ،‬ويقال‪ :‬يشقح‪ ،‬والتشقيح هو الزهو أيضا وهو معنى قوله‪:‬‬
‫" حتى يأمن العاهة " والعاهة الفة تصيبه‪ " .‬ونهى عن المنابذة‬
‫والملمسة وبيع الحصاة " ففي كل واحد قولن أما المنابذة فيقال‪ :‬إنما هو‬
‫أن يقول الرجل لصاحبه‪ :‬انبذ إلى الثوب أو غيره من المتاع‪ ،‬أو أنبذه إليك‬
‫وقد وجب البيع‪ ،‬بكذا وكذا‪ ،‬ويقال‪ :‬إنما هو أن يقول الرجل‪ :‬إذا نبذت‬
‫الحصاة فقد وجب البيع وهو معنى قوله أنه‪ :‬نهى عن بيع الحصاة‬
‫والملمسة أن تقول‪ :‬إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع بكذا‬
‫وكذا ويقال‪ :‬بل هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب ول ينظر إليه فيقع‬
‫البيع على ذلك‪ ،‬وهذه بيوع كان أهل الجاهلية يتبايعونها فنهى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله عنها لنها غرر كلها‪ " .‬ونهى عليه السلم عن بيع‬
‫المجر " وهو أن يباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة‪ .‬ويقال منه‪:‬‬
‫أمجرت في البيع إمجارا‪ " .‬ونهى عليه السلم عن الملقيح والمضامين "‬
‫فالملقيح ما في البطون وهي الجنة والواحدة منها ملقوحة‪ ،‬وأما‬
‫المضامين فهي ما في أصلب الفحول‪ ،‬وكانوا يبيعون الجنين في بطن‬
‫الناقة وما يضرب الفحل في عامه أو في أعوام‪ " .‬ونهى عليه السلم عن‬
‫بيع حبل الحبلة " ومعناه ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة‪ ،‬وقال غيره‪:‬‬
‫هو نتاج النتاج وذلك غرر‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ " :‬ليس منا من لم‬
‫يتغن بالقرآن " معناه ليس منا من لم يستغن به‪ ،‬ول يذهب به إلى‬
‫الصوت‪ ،‬وقد روي أن من قرأ القرآن فهو غني‬

‫]‪[343‬‬

‫ل فقر بعده‪ ،‬وروي أن من اعطي القرآن فظن أن أحدا أعطي أكثر مما اعطي فقد‬
‫عظم صغيرا‪ ،‬وصغر كبيرا‪ .‬فل ينبغي لحامل القرآن أن يرى أن أحدا من‬
‫أهل الرض أغنى منه‪ ،‬ولو ملك الدنيا برحبها‪ ،‬ولو كان كما يقوله قوم أنه‬
‫الترجيع بالقراءة وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن‬
‫يكون من لم يرجع صوته بالقراءة‪ ،‬فليس من النبي صلى ال عليه وآله‬
‫حين قال‪ " :‬ليس منا من لم يتغن بالقرآن "‪ .‬وقال عليه السلم‪ " :‬إني قد‬
‫نهيت عن القراءة في الركوع والسجود فأما الركوع فعظموا ال فيه‪ ،‬وأما‬
‫السجود فأكثروا فيها الدعاء‪ ،‬فانه قمن أن يستجاب لكم " قوله صلى ال‬
‫عليه وآله‪ " :‬قمن " كقولك‪ " :‬جدير وحري أن يستجاب لكم "‪ .‬وقال‬
‫عليه السلم‪ " :‬استعيذوا بال من طمع يهدي إلى طبع " )‪ (1‬والطبع‬
‫الدنس والعيب‪ ،‬وكل شين في دين أو دنيا‪ ،‬فهو طبع‪ .‬واختصم رجلن إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله في مواريث وأشياء قد درست فقال النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض‪ ،‬فمن قضيت له‬
‫بشئ من حق أخيه فانما أقطع له قطعة من النار فقال كل واحد من‬
‫الرجلين‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله حقي هذا لصاحبي فقال‪ :‬ل‪،‬‬
‫ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه‪ ،‬فقوله‪" :‬‬
‫لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض " يعني أفطن لها وأجدل‪،‬‬
‫واللحن الفطنة بفتح الحاء واللحن بجزم الحاء الخطاء وقوله‪ " :‬استهما "‬
‫أي اقرعا وهذا حجة لمن قال بالقرعة في الحكام وقوله‪ " :‬اذهبا فتوخيا‬
‫" يقول‪ :‬توخيا الحق فكأنه قد أمر الخصمين بالصلح‪ " .‬ونهى عن‬
‫تقصيص القبور " وهو التجصيص وذلك أن الجص يقال له‪ :‬القصة يقال‪:‬‬
‫منه قصصت القبور والبيوت إذا جصصتها‪ " .‬ونهى عليه السلم عن قيل‬
‫وقال‪ ،‬وكثرة السؤال وإضاعة المال‪ ،‬ونهى عن‬

‫)‪ (1‬في المطبوعة والمصدر " استعيذوا بال من طبع يهدى إلى طبع " والصحيح‬
‫ما في المتن ومنه قولهم " رب طمع يهدى إلى طبع "‪.‬‬

‫]‪[344‬‬

‫عقوق المهات ووأد البنات ومنع الوهات " يقال‪ :‬إن قوله‪ " :‬إضاعة المال "‬
‫يكون في وجهين أما أحدهما وهو الصل فما أنفق في معاصي ال عزوجل‬
‫من قليل أو كثير وهو السرف الذي عابه ال تعالى ونهى عنه‪ ،‬والوجه‬
‫الخر دفع المال إلى ربه وليس له بموضع‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬وابتلوا‬
‫اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا " وهو العقل " فادفعوا‬
‫إليهم أمالهم " )‪ (1‬وقد قيل‪ :‬إن الرشد هو صلح في الدين وحفظ المال‪،‬‬
‫وأما كثرة السؤال فانه نهى عليه السلم عن مسألة الناس أموالهم‪ ،‬وقد‬
‫يكون أيضا من السؤال عن المور‪ ،‬وكثرة البحث عنها‪ ،‬كما قال ال‬
‫عزوجل‪ " :‬ل تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم " )‪ (2‬وأما وأد البنات‬
‫فانهم كانوا يدفنون بناتهم أحياء ولهذا كانوا يسمون القبر صهرا‪ ،‬وأما‬
‫قوله‪ " :‬نهى عن قيل وقال " القال مصدر أل ترى أنه يقول‪ " :‬عن قيل‬
‫وقال " فكأنه قال‪ :‬عن قيل وقول‪ ،‬يقال على هذا‪ :‬قلت قول وقيل وقال‪،‬‬
‫وفي حرف عبد ال )‪ " (3‬ذلك عيسى بن مريم قال الحق " )‪ (4‬وهو من‬
‫هذا فكأنه قال‪ :‬قول الحق‪ " .‬ونهى عليه السلم عن التبقر في الهل‬
‫والمال " قال الصمعي‪ :‬أصل التبقر التوسع والتفتح‪ ،‬ومنه يقال‪ :‬بقرت‬
‫بطنه إنما هو شققته وفتحته وسمي أبو جعفر عليه السلم الباقر لنه بقر‬
‫العلم أي شقه وفتحه‪ " .‬ونهى عليه السلم أن يدبح الرجل في الصلة كما‬
‫يدبح الحمار " ومعناه أن يطأطئ الرجل رأسه في الركوع حتى يكون‬
‫أخفض من ظهره " وكان عليه السلم إذا ركع لم يصوب رأسه ولم يقنعه‬
‫" معناه أنه لم يرفعه حتى يكون أعلى من جسده‪ ،‬ولكن بين ذلك‪ ،‬والقناع‬
‫رفع الرأس وإشخاصه قال ال تعالى‪ " :‬مهطعين مقنعي رؤسهم " )‪.(5‬‬
‫والذي يستحب من هذا أن يستوي ظهر الرجل ورأسه في الركوع لن‬
‫رسول ال‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .5 :‬المائدة‪ (3) .101 :‬يعنى قراءة عبد ال بن مسعود‪ (4) .‬مريم‪:‬‬
‫‪ (5) .34‬ابراهيم‪.44 :‬‬

‫]‪[345‬‬

‫صلى ال عليه وآله كان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لستقر‪ ،‬وقال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬ل صلة لمن لم يقم صلبه في ركوعه وسجوده‪ " .‬ونهى‬
‫عليه السلم عن اختناث السقية " ومعنى الختناث أن يثنى أفواهما ثم‬
‫يشرب منها‪ ،‬وأصل الختناث التكسر ومن هذا سمي المخنث لتكسره‪ ،‬وبه‬
‫سميت المرأة خنثى‪ ،‬ومعنى الحديث في النهي عن اختناث السقية يفسر‬
‫على وجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة‪ ،‬والذي دار عليه معنى‬
‫الحديث أنه عليه السلم نهى أن يشرب من أفواهها‪ " .‬ونهى عليه السلم‬
‫عن الجداد بالليل " يعني جداد النحل‪ ،‬والجداد الصرام وإنما نهى عنه‬
‫بالليل لن المساكين ل يحضرونه‪ " .‬وقال عليه السلم ل تعضية في‬
‫ميراث " ومعناه أن يموت الرجل ويدع شيئا إن قسم بين ورثته إذا أراد‬
‫بعضهم القسمة كان في ذلك ضرر عليهم‪ ،‬أو على بعضهم‪ ،‬يقول‪ :‬فل يقسم‬
‫ذلك‪ ،‬وتلك التعضية وهي التفريق وهي مأخوذ من العضاء يقال‪ :‬عضيت‬
‫اللحم إذا فرقته‪ ،‬وقال ال عزوجل‪ " :‬الذين جعلوا القرآن عضين " )‪(1‬‬
‫أي آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه‪ ،‬وهذا من التعضية أيضا أنهم فرقوه‬
‫والشئ الذي ل يحتمل القسمة مثل الحبة من الجوهر لنها إن فرقت لم‬
‫ينتفع بها‪ ،‬وكذلك الحمام إذا قسم‪ ،‬وكذلك الطيلسان من الثياب وما أشبه‬
‫ذلك من الشياء وهذا باب جسيم من الحكم يدخل فيه الحديث الخر " ل‬
‫ضرر ول إضرار في السلم " فان أراد بعض الورثة قسمة ذلك لم يجب‬
‫إليه ولكن يباع ثم يقسم ثمنه بينهم‪ " .‬ونهى عليه السلم عن لبستين‪:‬‬
‫اشتمال الصماء وأن يحتبي الرجل بثوب ليس بين فرجه وبين السماء شئ‬
‫" قال الصمعي‪ :‬اشتمال الصماء عند العرب أن يشتمل الرجل بثوبه فيجلل‬
‫به جسده كله ول يرفع منه جانبا فيخرج منه يده وأما الفقهاء فانهم‬
‫يقولون هو أن يشتمل الرجل بثوب واحد ليس عليه غيره‪ ،‬ثم يرفعه من‬
‫أحد جانبيه فيضعه على منكبه يبدو منه فرجه‪ ،‬وقال الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫التحاف الصماء‬

‫)‪ (1‬الحجر‪.91 :‬‬

‫]‪[346‬‬

‫هو أن يدخل الرجل رداءه تحت إبطه ثم يجعل طرفيه على منكب واحد‪ ،‬وهذا هو‬
‫التأويل الصحيح دون ما خالفه )‪ " .(1‬ونهى عليه السلم عن ذبائح الجن‬
‫" وذبائح الجن أن يشتري الدار ويستخرج العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له‬
‫ذبيحة للطيرة‪ ،‬قال أبو عبيدة‪ :‬معناه أنهم كانوا يتطيرون إلى هذا الفعل‬
‫مخافة إن لم يذبحوا أو يطعموا أن يصيبهم فيها شئ من الجن فأبطل النبي‬
‫صلى ال عليه وآله هذا ونهى عنه‪ .‬وقال عليه السلم‪ " :‬ل يوردن ذو‬
‫عاهة على مصح " يعني الرجل يصيب إبله الجرب أو الداء فقال‪ :‬ل‬
‫يوردنها على مصح وهو الذي إبله وما شيته صحاح برية من العاهة قال‬
‫أبو عبيدة‪ :‬وجهه عندي وال أعلم أنه خاف أن ينزل بهذه الصحاح من ال‬
‫عز وجل ما نزل بتلك‪ ،‬فيظن المصح أن تلك أعدتها فيأثم في ذلك )‪.(2‬‬
‫وقال صلى ال عليه وآله‪ " :‬ل تصروا البل والغنم‪ ،‬من اشترى مصراة‬
‫فهو بآخر النظرين إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر " المصراة يعني‬
‫الناقة أو البقرة أو الشاة قد صري اللبن في ضرعها يعني حبس وجمع ولم‬
‫يحلب أياما وأصل التصرية حبس الماء وجمعه يقال منه‪ :‬صريت الماء‬
‫وصريته ويقال‪ " :‬ماء صرى " مقصورا ويقال‪ :‬منه سميت المصراة‬
‫كأنها مياه اجتمعت‪ ،‬وفي حديث آخر " من اشترى محفلة فردها فليرد‬
‫معها صاعا " وإنما سميت محفلة لن اللبن حفل في ضرعها واجتمع وكل‬
‫شئ كنزته فقد حفلته‪ ،‬ومنه قيل‪ :‬قد أحفل القوم إذا اجتمعوا أو كثروا ولهذا‬
‫سمي محفل القوم‪ ،‬وجمع المحفل محافل‪ .‬وقوله عليه السلم‪ " :‬ل خلبة‬
‫" يعنى الخداعة يقال‪ :‬خلبته أخلبه خلبة إذا خدعته‪ .‬وأتى عمر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا فترى‬

‫)‪ (1‬راجع الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 394‬معاني الخبار ص ‪ ،390‬والحديث عن الباقر )ع(‪.‬‬


‫)‪ (2‬انما فسر الحديث هكذا‪ ،‬لما ورى عنه صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ل‬
‫عدوى ول طيرة ول هامة ول شؤم ول صفر الحديث‪.‬‬

‫]‪[347‬‬

‫أن نكتب بعضها ؟ فقال‪ :‬أمتهو كون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم‬
‫بها بيضاء نقية‪ ،‬ولو كان موسى حيا ما وسعه إل اتباعي " قوله صلى ال‬
‫عليه وآله‪ " :‬متهوكون " أي متحيرون يقول‪ :‬أمتحيرون أنتم في السلم‬
‫ل تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى ؟ ومعناه أنه كره أخذ‬
‫العلم من أهل الكتاب وأما قوله‪ :‬لقد جئتكم وبها بيضاء نقية فانه أراد الملة‬
‫الحنيفية‪ ،‬فلذلك جاء التأنيث كقول ال عزوجل‪ " :‬وذلك دين القيمة " )‪(1‬‬
‫إنما هي الملة الحنيفية‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ " :‬لقد هممت أن أنهى‬
‫عن الغيلة " والغيلة هو الغيل وهو أن يجامع الرجل المرأة وهي موضع )‬
‫‪ ،(2‬يقال منه‪ :‬قد أغال الرجل وأغيل والولد مغال ومغيل‪ .‬ونهى عليه‬
‫السلم عن الرفاء وهو كثرة التدهن‪ .‬وقال عليه السلم‪ " :‬إياكم والقعود‬
‫بالصعدات إل من أدى حقها " الصعدات الطرق‪ ،‬وهو مأخوذ من الصعيد‪،‬‬
‫والصعيد والتراب‪ ،‬وجمع الصعيد الصعد ثم الصعدات جمع الجمع‪ ،‬كما يقال‬
‫طريق وطرق ثم طرقات قال ال عزوجل‪ " :‬فتيمموا صعيدا طيبا " )‪(3‬‬
‫فالتيمم والتعمد للشئ يقال منه‪ :‬أممت فلنا فأنا أؤمه أما وتأممته وتيممته‬
‫كله تعمدته وقصدت له‪ ،‬وقد روي عن الصادق عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫الصعيد الموضع المرتفع‪ ،‬والطيب الذي ينحدر عنه الماء‪.‬‬

‫)‪ (1‬البينة‪ (2) .5 :‬الغيل إذا نسب إلى الرجل كان معناه هذا الذى ذكره أبو عبيد‬
‫القاسم بن سلم قال في اللسان‪ :‬أغال فلن ولده اغالة‪ :‬إذا غشى أمه‬
‫وهى ترضعه‪ ،‬وإذا نسب إلى المرءة كان بمعنى ارضاعها الطفل الغيل‬
‫وهو اللبن الذى ترضعه المرءة ولدها وهى حامل‪ .‬قال الجوهرى‪ :‬يقال‪:‬‬
‫أضرت الغيلة بولد فلن‪ :‬إذا أتيت امه وهى ترضعه‪ ،‬وكذلك إذا حملت امه‬
‫وهى ترضعه‪ ،‬وفى الحديث‪ " :‬لقد هممت أن أنهى عن الغيلة " والغيل‬
‫بالفتح اسم ذلك اللبن‪ ،‬وقد أغالت المرأة ولدها فهى مغيل ‪ -‬بكسر الياء ‪-‬‬
‫وأغيلت أيضا‪ :‬إذا سقت ولدها الغيل فهى مغيل ‪ -‬بفتح الياء كمكرم ‪(3) -‬‬
‫النساء‪ ،43 :‬المائدة‪.6 :‬‬

‫]‪[348‬‬

‫وقال عليه السلم‪ " :‬ل غرار في الصلة ول التسليم " الغرار النقصان أما في‬
‫الصلة ففي ترك إتمام ركوعها وسجودها‪ ،‬ونقصان اللثب في ركعة‪ ،‬عن‬
‫اللبث في الركعة الخرى‪ ،‬ومنه قول الصادق عليه السلم‪ :‬الصلة ميزان‬
‫من وفى استوفى‪ ،‬و منه قول النبي صلى ال عليه وآله الصلة مكيال فمن‬
‫وفى وفي له‪ ،‬فهذا الغرار في الصلة وأما الغرار في التسليم فأن يقول‬
‫الرجل‪ :‬السلم عليك أو يرده فيقول وعليك السلم ول يقول وعليكم السلم‬
‫ويكره تجاوز الحد في الرد كما يكره الغرار وذلك أن الصادق عليه السلم‬
‫سلم على رجل فقال الرجل‪ :‬وعليكم السلم ورحمة ال وبركاته ومغفرته‬
‫ورضوانه‪ ،‬فقال‪ :‬ل تجاوروا بنا قول الملئكة لبينا إبراهيم عليهم السلم‬
‫" رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " )‪ .(1‬وقال عليه‬
‫السلم‪ " :‬ل تناجشوا ول تدابروا " معناه أن يزيد الرجل الرجل في ثمن‬
‫السلعة‪ ،‬وهو ل يريد شراها‪ ،‬ولكن ليسمعه غيره فيزيد لزيادته‪ ،‬والناجش‬
‫خائن وأما التدابر فالمصارمة والهجران‪ ،‬مأخوذ من أن يولي الرجل‬
‫صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه‪ .‬وإن رجل حلب عند النبي ناقة فقال‬
‫النبي صلى ال عليه واله دع داعي اللبن‪ ،‬يقول‪ :‬أبق في الضرع شيئا ل‬
‫تستوعبه كله في الحلب فان الذي تبقيه به يدعو ما فوقه من اللبن ويدر له‬
‫)‪ (2‬وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ عليه الدر بعد ذلك‪ " .‬وكره عليه‬
‫السلم الشكال في الخيل " يعني أن يكون ثلث قوائم منه محجلة وواحدة‬
‫مطلقة‪ ،‬وإنما أخذ هذا من الشكال الذي يشكل به الخيل‪ ،‬شبه به لن الشكال‬
‫إنما يكون في ثلث قوائم‪ ،‬أو أن يكون الثلث مطلقة ورجل محجلة‪ ،‬وليس‬
‫يكون الشكال إل في الرجل‪ ،‬ول يكون في اليد )‪ - 13 .(3‬ف‪ :‬خطبة النبي‬
‫صلى ال عليه وآله في حجة الوداع‪ :‬الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره‬
‫ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من‬

‫)‪ (1‬راجع ص ‪ 11‬فيما سبق من هذا المجلد‪ (2) .‬ينزله خ ل‪ (3) .‬معاني الخبار‬
‫ص ‪.284 - 277‬‬

‫]‪[349‬‬
‫يهد ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬اوصيكم عباد ال بتقوى ال‪،‬‬
‫وأحثكم على العمل بطاعته‪ ،‬وأستفتح ال بالذي هو خير‪ .‬أما بعد أيها‬
‫الناس اسمعوا مني ابين لكم‪ ،‬فاني ل أدري لعلي ل ألقاكم بعد عامي هذا في‬
‫موقفي هذا‪ ،‬أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا‬
‫ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أل هل بلغت ؟ اللهم‬
‫اشهد‪ .‬فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها‪ ،‬وإن ربا‬
‫الجاهلية موضوع‪ ،‬وإن أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب‪ ،‬وإن‬
‫دماء الجاهلية موضوعة‪ ،‬وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن‬
‫الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة‬
‫والسقاية‪ ،‬والعمد قود‪ ،‬وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر‪ ،‬وفيه مائة‬
‫بعير‪ ،‬فمن زاد فهو من الجاهلية‪ .‬أيها الناس إن الشيطان قد أيس أن يعبد‬
‫بأرضكم هذه‪ ،‬ولكنه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحقرون من‬
‫أعمالكم‪ .‬أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا‬
‫يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم ال‪ ،‬وإن الزمان قد‬
‫استدار كهيئته يوم خلق ال السماوات والرض وإن عدة الشهور عند ال‬
‫اثنى عشر شهرا في كتاب ال يوم خلق السماوات والرض منها أربعة‬
‫حرم ثلثة متوالية وواحد فرد‪ ،‬ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب بين‬
‫جمادى وشعبان )‪ (1‬الهل بلغت ؟ اللهم اشهد‪ .‬أيها الناس إن لنسائكم‬
‫عليكم حقا ولكم عليهن حقا حقكم عليهن أن ل يوطئن فرشكم‪ ،‬ول يدخلن‬
‫أحدا تكرهونه بيوتكم إل باذنكم وأن ل يأتين بفاحشة‪ ،‬فان فعلن فان ال قد‬
‫أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع‬

‫)‪ (1‬انما قيده عليه السلم بذلك فان لربيعة شهر رجب آخر ل يوافق رجب مضر‬
‫الذى بين جمادى وشعبان‪ ،‬ولذا روى في بعض الحاديث " ورجب مضر‬
‫"‪.‬‬

‫]‪[350‬‬

‫وتضربوهن ضربا غير مبرح‪ ،‬فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن‬
‫بالمعروف‪ ،‬أخذتموهن بأمانة ال واستحللتم فروجهن بكتاب ال‪ ،‬فاتقوا‬
‫ال في النساء واستوصوا بهن خيرا‪ .‬أيها الناس إنما المؤمنون إخوة‪ ،‬ول‬
‫يحل لمؤمن مال أخيه إل من طيب نفس منه‪ ،‬أل هل بلغت ؟ اللهم اشهد‪،‬‬
‫فل ترجعن ]بعدي[ كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض‪ ،‬فاني قد تركت فيكم‬
‫ما إن أخذتم به لن تضلوا‪ :‬كتاب ال وعترتي أهل بيتي‪ ،‬أل هل بلغت ؟‬
‫اللهم اشهد‪ .‬أيها الناس إن ربكم واحد‪ ،‬وإن أباكم واحد كلكم لدم وآدم من‬
‫تراب إن أكرمكم عند ال أتقيكم‪ ،‬وليس لعربي على عجمي فضل إل‬
‫بالتقوى‪ ،‬أل هل بلغت ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فليبلغ الشاهد الغائب‪ .‬أيها الناس‬
‫إن ال قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث‪ ،‬ول يجوز لمورث وصية‬
‫أكثر من الثلث والولد للفراش وللعاهر الحجر‪ ،‬من ادعى إلى غير أبيه ومن‬
‫تولى غير مواليه فعليه لعنة ال والملئكة والناس أجمعين ول يقبل ال‬
‫منه صرفا ول عدل‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال )‪ - 14 .(1‬ثو‪ :‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الميثمي‪ ،‬عن‬
‫هشام بن أحمر وابن مسكان معا‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ثلث يعذبون يوم القيامة‪ :‬من صور صورة من الحيوان‬
‫يعذب حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها‪ ،‬والذي يكذب في منامه يعذب حتى‬
‫يعقد بين شعيرتين‪ ،‬وليس بعاقد بينهما‪ ،‬والمستمع بين قوم وهم له‬
‫كارهون يصب في اذنيه النك وهو ال سرب )‪ - 15 .(2‬سن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ستة كرهها ال لي فكرهتها للئمة من ذريتي‬
‫ولتكرهها الئمة عليهم السلم لتباعهم‪ :‬العبث في الصلة‪ ،‬والمن في‬
‫الصدقة‪ ،‬والرفث في الصيام‪ ،‬والضحك بين القبور‪ ،‬والتطلع في الدور‪،‬‬
‫وإتيان المساجد جنبا‪ ،‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬تحف العقول ص ‪ (2) .33 - 31‬ثواب العمال ص ‪.201‬‬

‫]‪[351‬‬

‫قلت‪ :‬وما الرفث في الصيام ؟ قال‪ :‬ما كره ال لمريم في قوله‪ " :‬إني نذرت للرحمن‬
‫صوما فلن أكلم اليوم إنسيا " قال‪ :‬قلت‪ :‬صمت من أي شئ ؟ قال‪ :‬من‬
‫الكذب )‪ - 16 .(1‬سن‪ :‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه رفع الحديث إلى علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تسموا الطريق‬
‫السكة‪ ،‬فانه ل سكة إل سكك الجنة )‪ - 17 .(2‬سر‪ :‬عن محمد بن علي بن‬
‫محبوب‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن النوفلي عن الكسوني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي عليهم السلم أنه نهى عن القنازع والقصص ونقش‬
‫الخضاب‪ ،‬قال‪ :‬وإنما هلكت نساء بني إسرائيل من قبل القصص ونقش‬
‫الخضاب )‪ - 18 .(3‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬لما خلق ال‬
‫تعالى جنة عدن‪ ،‬خلق لبنها من ذهب يتلل ومسك مدوف‪ ،‬ثم أمرها‬
‫فاهتزت ونطقت فقالت‪ :‬أنت ال ل إله إل أنت الحى القيوم‪ ،‬فطوبى لمن قدر‬
‫له دخولي‪ .‬قال ال تعالى‪ :‬وعزتي وجللي وارتفاع مكاني ل يدخلك مدمن‬
‫خمر ول مصر على ربا ول قتات وهو النمام ول ديوث وهو الذي ل يغار‪،‬‬
‫ويجتمع في بيته على الفجور‪ ،‬ول قلع وهو الذي يسعى بالناس عند‬
‫السلطان ليهلكهم‪ ،‬ول حيوف وهو النباش ول ختار وهو الذي ل يوفي‬
‫بالعهد )‪ .(4‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رأيت‬
‫في النار صاحب العباءة التي قد غلها‪ ،‬ورأيت في النار صاحب المحجن‬
‫الذي كان يسوق الحاج بمحجنه‪ ،‬ورأيت في النار صاحبة الهرة تنهشها‬
‫مقبلة ومدبرة‪ ،‬كانت أو ثقتها لم تكن تطعمها ولم ترسلها تأكل من حشاش‬
‫الرض‪ ،‬ودخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .10‬المحاسن ص ‪ (3) .623‬السائر ص ‪ ،477‬وفى‬


‫المطبوعة رمز المحاسن وهو سهو‪ (4) .‬نوادر الراوندي ص ‪.17‬‬

‫]‪[352‬‬

‫من الماء )‪ - 19 .(1‬كنز الفوائد للكراجكى‪ :‬قال‪ :‬أخبرني محمد بن علي بن صخر‪،‬‬
‫عن فارس بن موسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن شيبة‪ ،‬عن محمد بن يحيى‬
‫الطوسي‪ ،‬عن محمد بن خالد الدمشقي‪ ،‬عن سعيد بن محمد بن عبد‬
‫الرحمن بن خارجة الرقي قال‪ :‬قال معاوية بن نضلة‪ :‬كنت في الوفد الدين‬
‫وجههم عمر بن الخطاب‪ ،‬وفتحنا مدينة حلوان‪ ،‬وطلبنا المشركين في‬
‫الشعب فلم نقدر عليهم فحضرت الصلة فانتهيت إلى ماء فنزلت عن فرسي‬
‫وأخذت بعنانه ثم توضأت وأذنت فقلت‪ :‬ال أكبر ال أكبر فأجابني شئ من‬
‫الجبل وهو يقول‪ :‬كبرت تكبيرا‪ ،‬ففزعت لذلك فزعا شديدا ونظرت يمينا‬
‫وشمال فلم أر شيئا فقلت‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال فأجابني وهو يقول‪ :‬الن‬
‫حين أخلصت فقلت‪ :‬أشهد أن محمدا رسول ال فقال نبي بعث‪ :‬فقلت‪ :‬حى‬
‫على الصلة فقال‪ :‬فريضة افترضت‪ ،‬فقلت‪ :‬حى على الفلح فقال‪ :‬قد أفلح‬
‫من أجابها واستجاب لها فقلت‪ :‬قد قامت الصلة فقال‪ :‬البقاء لمة محمد‬
‫وعلى رأسها تقوم الساعة‪ .‬فلما فرغت من أداني ناديت بأعلى صوتي حتى‬
‫أسمعت ما بين ل بتي الجبل فقلت‪ :‬إنسي أم جني ؟ قال‪ :‬فأطلع رأسه من‬
‫كهف الجبل فقال‪ :‬ما أنا بجني ولكن إنسي فقلت له‪ :‬من أنت يرحمك ال ؟‬
‫قال‪ :‬أنا ذريب بن ثمل من حواري عيسى بن مريم عليه السلم أشهد أن‬
‫صاحبكم نبي‪ ،‬وهو الذي بشر به عيسى بن مريم ولقد أردت الوصول إليه‬
‫فحالت فيما بيني وبينه فارس وكسرى وأصحابه ثم أدخل رأسه في كهف‬
‫الجبل‪ .‬فركبت دابتي ولحقت بالناس وسعد بن أبي وقاص أميرنا فأخبرته‬
‫بالخبر فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فجاء كتاب عمر يقول‪ :‬الحق‬
‫الرجل‪ ،‬فركب سعد وركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل‪ ،‬فلم نترك كهفا ول‬
‫شعبا ول واديا إل التمسناه فيه‪ ،‬فلم نقدر عليه‪ ،‬وحضرت الصلة فلما‬
‫فرغت من صلتي ناديت بأعلى‬
‫)‪ (1‬نوادر الراوندي ص ‪(*) .28‬‬

‫]‪[353‬‬

‫صوتي يا صاحب الصوت الحسن والوجه الجميل‪ ،‬قد سمعنا منك كلما حسنا‬
‫فأخبرنا من أنت يرحمك ال ؟ وقد أقررت بال ونبيه‪ .‬قال‪ :‬فأطلع رأسه من‬
‫كهف الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس وللحية لها هامة كأنها رحى‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫السلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬قلت‪ :‬وعليك السلم ورحمة ال من أنت يرحمك‬
‫ال ؟ قال‪ :‬أنا ذريب ثمل وصي العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلم‬
‫كان سأل ربه لي البقاء إلى نزوله من السماء وقراري في هذا الجبل‪ ،‬وأنا‬
‫موصيكم‪ :‬سددوا وقاربوا وإياكم وخصال تظهر في امة محمد صلى ال‬
‫عليه وآله فان ظهرت فالهرب الهرب ليقوم أحدكم على نار جهنم حتى تطفأ‬
‫عنه خير له من البقاء في ذلك الزمان‪ ،‬قال معاوية بن نضلة‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫يرحمك ال أخبرنا بهذه الخصال لنعرف ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬إذا استغنى رجالكم برجالكم واستغنت نساؤكم بنسائكم وانتسبتم إلى‬
‫غير مناسبكم‪ ،‬وتواليتم إلى غير مواليكم‪ ،‬ولم يرحم كبيركم صغيركم‪ ،‬ولم‬
‫يوقر صغيركم لكبيركم‪ ،‬وكثر طعامكم فلم تروه إل بأغل أسعاركم‪ ،‬وصارت‬
‫خلفتكم في صبيانكم‪ .‬وركن علماؤكم إلى ولتكم‪ :‬فأحلوا الحرام‪ ،‬وحرموا‬
‫الحلل وأفتوهم بما يشتهون‪ ،‬اتخذوا القرآن ألحانا ومزامير في أصواتهم‪،‬‬
‫ومنعتم حقوق ال من أموالكم‪ ،‬ولعن آخر امتكم أولها‪ ،‬وزوقتم المساجد‪،‬‬
‫وطولتم المنابر‪ ،‬وحليتم المصاحف بالذهب والفضة‪ ،‬وركب نساؤكم‬
‫السروح‪ ،‬وصار مستشار اموركم نساؤكم‪ ،‬وخصيانكم‪ ،‬وأطاع الرجل‬
‫امرأته وعق والديه وضرب الشاب والديه‪ ،‬وقطع كل ذي رحم رحمه‪،‬‬
‫وبخلتم بما في أيديكم وصارت أموالكم عند شراركم‪ ،‬وكنزتم الذهب‬
‫والفضة‪ ،‬وشربتم الخصر‪ ،‬ولعبتم بالميسر‪ ،‬وضربتم بالكبر‪ ،‬ومنعتم‬
‫الزكاة‪ ،‬ورأيتموها مغرما والخيانة مغنما‪ ،‬وقتل البري لتغتاظ العامة بقتله‪،‬‬
‫واختلست قلوبكم‪ ،‬فلم يقدر أحد منكم يأمر بالمعروف‪ ،‬ول ينهى عن‬
‫المنكر‪ ،‬وقحط المطر فصار قيضا‪ ،‬والولد غيظا‪ ،‬وأخذتم العطايا فصار في‬
‫السقاط‪ ،‬وكثر أولد الخبيثة يعنى الزنا‪ ،‬وطففت المكيال‪ ،‬وكلب‬

‫]‪[354‬‬

‫عليكم عدوكم‪ ،‬وضربتم بالذلة‪ ،‬وصرتم أشقياء‪ ،‬وقلت الصدقة‪ ،‬حتى يطوف الرجل‬
‫من الحول إلى الحول ما يعطى عشرة دراهم‪ ،‬وكثر الفجور‪ ،‬وغارت‬
‫العيون فعندها نادوا فل جواب لهم‪ ،‬يعني دعوا فلم يستجب لهم )‪- 20 .(1‬‬
‫الدر المنثور‪ :‬عن علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬ست من أخلق قوط‬
‫لوط في هذه المة‪ :‬الجلهق والصفير والبندق والخذف وحل أزرار القباء‪،‬‬
‫ومضغ العلك )‪ - 21 .(2‬كنز الكراجكى‪ :‬عن محمد بن أحمد بن شاذان‬
‫القمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن محمد‬
‫بن زياد‪ ،‬عن مفضل بن عمر‪ ،‬عن يونس بن يعقوب رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم يقول‪ :‬ملعون ملعون كل‬
‫بدن ل يصاب في كل أربعين يوما‪ ،‬قلت‪ :‬ملعون ؟ قال‪ :‬ملعون فلما رأى‬
‫عظم ذلك علي قال لي‪ :‬يا يونس إن من البلية الخدشة‪ ،.‬واللطمة والعثرة‬
‫والنكبة والقفرة وانقطاع الشسع وأشباه ذلك‪ ،‬يا يونس إن المؤمن أكرم‬
‫على ال تعالى من أن يمر عليه أربعون ل يمحص فيها من ذنوبه‪ ،‬ولو بغم‬
‫يصيبه ل يدري ما وجهه‪ .‬وال إن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها‬
‫فيجدها ناقصة‪ ،‬فيغتم بذلك ]ثم يزنها[ فيجدها سواء فيكون ذلك حطا‬
‫لبعض ذنوبه‪ .‬يا يونس ملعون ملعون من آذى جاره‪ ،‬ملعون ملعون رجل‬
‫يبدأ أخوه بالصلح فلم يصالحه‪ ،‬ملعون ملعون حامل القرآن مصر على‬
‫شرب الخمر‪ ،‬ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جوره‪،‬‬
‫ملعون ملعون مبغض علي بن أبي طالب عليه السلم فانه ما أبغضه حتى‬
‫أبغض رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ومن أبغض رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله لعنه ال في الدنيا والخرة‪ ،‬ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر‬
‫ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله‪ ،‬ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها‪،‬‬
‫وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ول تؤذيه‪ ،‬وتطيعه في جميع أحواله‪.‬‬

‫)‪ (1‬كنز الكراجكى ص ‪ (1) .60 - 59‬الدرر المنثور ج ‪ 4‬ص ‪.324‬‬

‫]‪[355‬‬

‫يا يونس قال جدي رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ملعون ملعون من يظلم بعدي‬
‫فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا فاطمة البشرى فلك عند‬
‫ال مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك‪ ،‬فتشفعين‪ ،‬يا فاطمة لو أن‬
‫كل نبي بعثه ال وكل ملك قربه‪ ،‬شفعوا في كل مبغض لك غاصب لك ما‬
‫أخرجه ال من النار أبدا‪ .‬ملعون ملعون قاطع رحمه‪ ،‬ملعون ملعون مصدق‬
‫بسحر‪ ،‬ملعون ملعون من قال‪ :‬اليمان قول بل عمل‪ ،‬ملعون ملعون من‬
‫وهب ال له مال فلم يتصدق منه بشئ أما سمعت أن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قال‪ :‬صدقة درهم أفضل من صلة عشر ليال‪ ،‬ملعون ملعون من‬
‫ضرب والده أو والدته‪ ،‬ملعون ملعون من عق والديه‪ .‬ملعون ملعون من لم‬
‫يوقر المسجد‪ ،‬تدرى يا يونس لم عظم ال حق المساجد وأنزل هذه الية "‬
‫وأن المساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا " ؟ )‪ (1‬كانت اليهود والنصارى‬
‫إذا دخلوا كنائسهم أشركوا بال تعالى‪ ،‬فأمر ال سبحانه نبيه أن يوحد ال‬
‫فيها ويعبده )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن أبي تميمة الهجيمي قال‪ :‬وفدت على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فوجدته قاعدا في حلقة‪ ،‬فقلت‪ :‬أيكم رسول ال ؟‬
‫فل أدري أشار إلي رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬أنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله أو أشار إلي بعض القوم‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فإذا عليه بردة حمراء‪ ،‬تتناثر هدبها على قدميه‪ ،‬فقلت‪ :‬إلى‬
‫ما تدعو يا رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قال‪ :‬أدعوك إلى الذي إذا كنت‬
‫بأرض أو فلة فأضللت راحلتك فدعوته أجابك‪ ،‬وأدعوك إلى الذي إذا‬
‫أسنتت أرضك أو أجدبت فدعوته أجابك قال‪ :‬قلت‪ :‬وأبيك لنعم الرب هذا‬
‫فأسلمت‪ ،‬وقلت‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله علمني مما علمك ال‬
‫تبارك وتعالى‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬اتق ال ول تحقرن شيئا‬
‫من المعروف‪ ،‬ولو أن تلقى أخاك ووجهك مبسوط إليه‪ ،‬وإياك وإسبال‬
‫الزار فانه من المخايلة قال ال تبارك وتعالى‪ " :‬إن ال ل يحب كل مختال‬
‫فخور " )‪ (3‬ول تسبن أحدا وإن امرؤ سبك بأمر ل يعلم فيك فل تسبه بأمر‬
‫تعلمه فيه‪ ،‬فيكون‬

‫)‪ (1‬الجن‪ (2) .18 :‬كنز الكراجكى ص ‪ 63‬و ‪ (3) .64‬لقمان‪.18 :‬‬

‫]‪[356‬‬

‫لك الجر وعليه الوزر )‪ - 22 .(1‬كتاب زيد النرسى‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سأله بعض أصحابنا عن طلب الصيد وقال له‪ :‬إني رجل ألهو بطلب‬
‫الصيد وضرب الصوالج وألهو بلعب الشطرنج قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬أما الصيد فانه مبتغى باطل‪ ،‬وإنما أحل ال الصيد لمن اضطر إلى‬
‫الصيد فليس المضطر إلى طلبه سعيه فيه باطل‪ ،‬ويجب عليه التقصير في‬
‫الصلة والصيام جميعا إذا كان مضطرا إلى أكله‪ ،‬وإن كان ممن يطلبه‬
‫للتجارة وليست له حرفة إل من طلب الصيد فان سعيه حق وعليه التمام‬
‫في الصلة والصيام لن ذلك تجارته فهو بمنزلة صاحب الدور الذي يدور‬
‫السواق في طلب التجارة أو كالمكاري والملح‪ ،‬ومن طلبه لهيا وأشرا‬
‫وبطرا فان سعيه ذلك سعي باطل وسفر باطل‪ :‬وعليه التمام في الصلة‬
‫والصيام‪ ،‬وإن المؤمن لفي شغل عن ذلك‪ ،‬شغله طلب الخرة عن الملهي‪،‬‬
‫وأما الشطرنج فهي الذي قال ال عزوجل‪ " :‬اجتنبوا الرجس من الوثان‬
‫واجتنبوا قول الزور " )‪ (2‬فقول الزور الغنا‪ ،‬وإن المؤمن عن جميع ذلك‬
‫لفي شغل‪ ،‬ما له والملهي ؟ فان الملهي تورث قساوة القلب‪ ،‬وتورث‬
‫النفاق وأما ضربك بالصوالج )‪ (3‬فان الشيطان معك يركض‪ ،‬والملئكة‬
‫تنفر عنك وإن أصابك شئ لم توجر‪ ،‬ومن عثر به دابته فمات دخل النار )‬
‫‪ - 23 .(4‬ل‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري رفعه إلى‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال عليه وآله أن‬
‫يسلم على أربعة‪ :‬على السكران في سكره‪ ،‬وعلى من يعمل التماثيل‪ ،‬وعلى‬
‫من يلعب بالنرد‪ ،‬وعلى من يلعب بالربعة عشر‪ .‬وأنا أزيدكم الخامسة‬
‫أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج )‪ - 24 .(5‬ب‪ :‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أخيه قال‪ :‬سألته عن التماثيل هل يصلح أن يلعب بها ؟ قال‪ :‬ل‬

‫)‪ (1‬كنز الكراجكى ص ‪ (2) .95‬الحج‪ (3) .30 :‬الصوالج جمع الصولجان وهو‬
‫معرب چوگان بالفارسية‪ .‬والمراد العصا التى يعطف طرفها يضرب بها‬
‫الكرة على الدواب‪ (4) .‬راجع المستدرك ج ‪ 1‬ص ‪ 502‬ج ‪ 2‬ص ‪) .458‬‬
‫‪ (5‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،112‬وقد مر شرح الربعة عشر فيما سبق من هذا‬
‫المجلد ص ‪.8‬‬

‫]‪[357‬‬

‫وسألته عن القرطاس يكون فيه الكتابة فيه ذكر ال‪ ،‬أيصلح إحراقه بالنار ؟ فقال‪:‬‬
‫إن تخوفت فيه شيئا فأحرقه فل بأس )‪ - 25 .(1‬ع‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه‬
‫رفع الحديث إلى علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله في كلم كثير‪ :‬ل تؤووا منديل اللحم في البيت فانه مربض‬
‫الشيطان‪ ،‬ول تؤووا التراب خلف الباب فانه مأوى الشيطان‪ ،‬وإذا خلع‬
‫أحدكم ثيابه فليسم لئل يلبسه الجن‪ ،‬فانه إن لم يسم عليها لبستها الجن‬
‫حتى يصبح ول تتبعوا الصيد فانكم على غرة‪ ،‬وإذا بلغ أحدكم باب حجرته‬
‫فليسلم فانه يفر الشيطان‪ ،‬وإذا دخل أحدكم بيته فليسلم فانه ينزله البركة‪،‬‬
‫وتونسه الملئكة ول يرتدف ثلثة على دابة فان أحدهم ملعون‪ ،‬وهو‬
‫المقدم‪ ،‬ول تسموا الطريق السكة فانه لسكة إل سكك الجنة‪ ،‬ول تسموا‬
‫أولدكم الحكم ول أبا الحكم فان ال هو الحكم‪ ،‬ول تذكروا الخرى إل بخير‬
‫فان ال هو الخرى‪ ،‬ول تسموا العنب الكرم فان المؤمن هو الكرم‪ ،‬واتقوا‬
‫الخروج بعد نومة فان ل دوابا يبثها يفعلون ما يؤمرون‪ ،‬وإذا سمعتم نباح‬
‫الكلب ونهيق الحمير فتعوذوا بال من الشيطان الرجيم‪ ،‬فانها يرون ول‬
‫ترون‪ ،‬فافعلوا ما تؤمرون‪ ،‬ونعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة )‪- 26 .(2‬‬
‫م‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬والذي بعثني بالحق نبيا إن من‬
‫تعاطى بابا من الشر والعصيان في أول يوم من شعبان‪ ،‬فقد تعلق بغصن‬
‫من أغصان الزقوم فهو مؤديه إلى النار‪ ،‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬والذي بعثني بالحق نبيا فمن قصر في صلته المفروضة‪ ،‬وضيعها‬
‫فقد تعلق بغصن منه ومن كان عليه فرض صوم ففرط فيه وضيعه فقد‬
‫تعلق بغصن منه ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف سوء حاله‬
‫وهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه‪ ،‬وليس هناك من ينوب‬
‫عنه ويقوم مقامه فتركه يضيع ويعطب ولم يأخذ بيده فقد تعلق بغصن منه‪.‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .164‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ ،270‬وقد مر أيضا ص‬


‫‪ 175‬فيما سبق‪.‬‬

‫]‪[358‬‬

‫ومن اعتذر إليه مسئ فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته بل أربى‬
‫عليه فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن ضرب بين المرء وزوجه‪ ،‬والوالد وولده‬
‫أو الخ وأخيه أو القريب وقريبه‪ ،‬أو بين جارين أو خليطين‪ ،‬أو اختين‪ ،‬فقد‬
‫تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن شدد على معسر وهو يعلم إعساره فزاد غيظا‬
‫وبلء فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن كان عليه دين فكسره على صاحبه‬
‫وتعدى عليه حتى أبطل دينه فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن جفا يتيما وآذاه‬
‫وتهضم ماله فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن وقع في عرض أخيه المؤمن‬
‫وحمل الناس على ذلك‪ ،‬فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن تغنى بغناء حرام يبعث‬
‫فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن قعد يعدد قبايح أفعاله في‬
‫الحروب وأنواع ظلمه لعباد ال فيفتخر بها فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن كان‬
‫جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن مات‬
‫جاره فترك تشييع جنازته تهاونا به فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن أعرض‬
‫عن مصاب وجفاه إزراء عليه واستضعارا له فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن‬
‫عق والديه أو أحدهما فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬ومن كان قبل ذلك عاقا لهما‪،‬‬
‫فلم يرضهما في هذا اليوم‪ ،‬وهو يقدر على ذلك‪ ،‬فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬وكذا‬
‫من فعل شيئا من سائر أبواب الشر فقد تعلق بغصن منه‪ ،‬والذي بعثني‬
‫بالحق نبيا إن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم يخفضهم تلك الغصان إلى‬
‫الجحيم )‪ - 28 .(1‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬ل تقولوا امرأة طامث‪،‬‬
‫فتكذبوا‪ ،‬ولكن قولوا حائض‪ ،‬الطمث الجماع قال ال تعالى‪ " :‬لم يطمثهن‬
‫إنس قبلهم ول جان " ول تقولوا صرت إلى الخلء ولكن قولوا كما قال ال‬
‫تعالى‪ " :‬أو جاء أحد منكم من الغائط " ول تقولوا أهريق الماء فتكذبوا‪،‬‬
‫ولكن قولوا‪ :‬أنطلق أبول‪ ،‬ول يسمى المسلم رجيل ول يسمى المصحف‬
‫مصيحفا ول المسجد مسيجدا )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬تفسير المام ص ‪ 294‬و ‪ (2) .295‬نوادر الراوندي ص ‪.41‬‬


‫]‪[359‬‬

‫وبهذا السناد قال‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وآله على قوم نصبوا دجاجة حية‬
‫وهم يرمونها بالنبل فقال‪ :‬من هؤلء لعنهم ال )‪ - 28 .(1‬نهج‪ :‬عن نوف‬
‫البكالي قال‪ :‬خرج أمير المؤمنين عليه السلم ذات ليلة وقد خرج من‬
‫فراشه فنظر إلى النجوم فقال‪ :‬يا نوف إن داود عليه السلم قام في مثل‬
‫هذه الساعة من الليل فقال‪ :‬إنها ساعة ل يدعو فيها عبد ربه إل استجيب‬
‫له إل أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة‪ ،‬وهي‬
‫الطنبور أو صاحب كوبة وهي الطبل‪ ،‬وقد قيل‪ :‬أيضا إن العرطبة الطبل‪،‬‬
‫والكوبة الطنبور‪ - 29 .‬ما‪ :‬عن المفيد‪ ،‬عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور‪،‬‬
‫عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن أبي الدنيا المعمر الغربي‪ ،‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪:‬‬
‫من كذب في رؤياه كلف أن يعقد بين طرفي شعيرة‪ ،‬وليس بعاقد‪ .‬بهذا‬
‫السناد قال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تتخذوا قبري مسجدا ول بيوتكم قبورا‬
‫)‪ - 30 .(2‬ثو‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن موسى بن عمران‪،‬‬
‫عن عمه الحسين بن يزيد‪ ،‬عن حماد بن عمرو النصيبي‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫الخراساني عن ميسرة بن عبد ال‪ ،‬عن أبي عائشة السعدي‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي هريرة وعبد‬
‫ال بن عباس قال‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه وآله قبل وفاته وهي‬
‫آخر خطبة خطبها بالمدينة‪ ،‬حتى لحق بال عز وجل‪ ،‬فوعظنا بمواعظ‬
‫ذرفت منها العيون‪ ،‬ووجلت منها القلوب‪ ،‬واقشعرت منها الجلود‪ ،‬وتقلقلت‬
‫منها الحشاء‪ ،‬أمر بلل فنادى‪ :‬الصلة جامعة‪ ،‬فاجتمع الناس وخرج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله حتى ارتقى المنبر‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس‬
‫ادنوا‪ ،‬ووسعوا لمن خلفكم‪ ،‬قالها ثلث مرات فدنا الناس وانضم بعضهم‬
‫إلى بعض فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحدا ثم قال‪ :‬أيها الناس ادنوا ووسعوا‬
‫لمن خلفكم فقال رجل‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله لمن نوسع ؟ قال‪:‬‬
‫للملئكة فقال‪ :‬إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم ول من خلفكم‬
‫ولكن يكونون‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي ص ‪ (2) .33‬أمالى الطوسى‪:‬‬

‫]‪[360‬‬

‫عن أيمانكم وعن شمائلكم‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله لم ل‬
‫يكونون من بين أيدينا ومن خلفنا ؟ امن فضلنا عليهم أم فضلهم علينا ؟‬
‫قال‪ :‬أنتم أفضل من الملئكة اجلس‪ ،‬فجلس الرجل فخطب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فقال‪ :‬الحمد ل نحمده ونستعينه‪ ،‬ونؤمن به ونتوكل عليه‪،‬‬
‫ونشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪،‬‬
‫ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهدي ال فل مضل له‪،‬‬
‫ومن يضلل ال فل هادي له‪ .‬يا أيها الناس إنه كائن في هذه المة ثلثون‬
‫كذابا أول من يكون منهم صاحب صنعاء‪ ،‬وصاحب اليمامة‪ ،‬يا أيها الناس‬
‫إنه من لقي ال عزوجل يشهد أن ل إله إل ال مخلصا لم يخلط معها‬
‫غيرها‪ ،‬دخل الجنة‪ ،‬فقام علي بن أبي طالب صلوات ال عليه فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله بأبي أنت وأمي وكيف يقولها مخلصا ل‬
‫يخلط معها غيرها ؟ فسر لنا هذا‪ ،‬حتى نعرفه‪ ،‬فقال‪ :‬نعم حرصا على الدنيا‬
‫وجمعا لها من غير حلها‪ ،‬ورضى بها‪ ،‬وأقوام يقولون أقاويل الخيار‬
‫ويعملون أعمال الجبابرة‪ ،‬فمن لقي ال عزوجل وليس فيه شئ من هذه‬
‫الخصال‪ ،‬وهو يقول‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فله الجنة‪ ،‬فان أخذ الدنيا وترك الخرة‬
‫فله النار‪ .‬ومن تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت‬
‫بالبشرى بلعنة ال ونار جهنم خالدا فيها وبئس المصير‪ .‬ومن خف‬
‫لسلطان جابر في حاجة كان قرينه في النار‪ ،‬ومن دل سلطانا على الجور‬
‫قرن مع هامان وكان هو والسطان من أشد أهل النار عذابا‪ ،‬ومن عظم‬
‫صاحب دنيا وأحبه لطمع دنياه سخط ال عليه وكان في درجته مع قارون‬
‫في التابوت السفل من النار‪ .‬ومن بنى بنيانا رياء وسمعة حمله يوم‬
‫القيامة إلى سبع أرضين ثم يطوقه نارا توقد في عنقه‪ ،‬ثم يرمى به في‬
‫النار‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله كيف يبني رياء وسمعة قال‪:‬‬
‫يبني فضل على ما يكفيه أو يبني مباهاة‪ ،‬ومن ظلم أجيرا أجره أحبط ال‬
‫عمله وحرم عليه ريح الجنة‪ ،‬وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام‪.‬‬

‫]‪[361‬‬

‫ومن خان جاره شبرا من الرض طوقه ال يوم القيامة إلى سبع أرضين نارا حتى‬
‫تدخله نار جهنم‪ .‬ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي ال يوم القيامة‬
‫مجذوما مغلول ويسلط ال عليه بكل آية حية موكلة به‪ .‬ومن تعلم القرآن‬
‫فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزينتها‪ ،‬استوجب سخط ال عزوجل‪،‬‬
‫وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذين ينبذون كتاب ال وراء‬
‫ظهورهم‪ ،‬ومن نكح امرأة حراما في دبرها أو رجل أو غلما حشره ال‬
‫عزوجل يوم القيامة أنتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم ول‬
‫يقبل ال منه صرفا ول عدل وأحبط ال عمله‪ ،‬ويدعه في تابوت مشدود‬
‫بمسامير من حديد ويضرب عليه في التابوت بصفائح حتى يشبك في تلك‬
‫المسامير‪ ،‬فلو وضع عرق من عروقه على أربع مائة ألف امة لماتوا‬
‫جميعا‪ ،‬وهو من أشد أهل النار عذابا‪ .‬ومن زنى بامرأة يهودية أو نصرانية‬
‫أو مجوسية أو مسلمة حرة أو أمة أو من كانت من الناس فتح ال عزوجل‬
‫عليه في قبره ثلثمائة ألف باب من النار تخرج عليه منها حيات وعقارب‬
‫وشهب من نار‪ ،‬فهو يحترق إلى يوم القيامة‪ ،‬يتأذى الناس من نتن فرجه‬
‫فيعرف به إلى يوم القيامة حتى يؤمر به إلى النار‪ ،‬فيتأذى به أهل الجمع‬
‫مع ما هم فيه من شدة العذاب لن ال حرم المحارم وما أحد أغير من ال‪،‬‬
‫ومن غيرته أنه حرم الفواحش وحد الحدود‪ .‬ومن اطلع في بيت جاره فنظر‬
‫إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شئ من جسدها كان حقا على ال أن‬
‫يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات الناس في الدنيا ول‬
‫يخرج من الدنيا حتى يفضحه ال ويبدي عورته للناس في الخرة‪ .‬ومن‬
‫سخط برزقه وبث شكواه ولم يصبر لم ترفع له إلى ال حسنة‪ ،‬ولقي ال‬
‫عزوجل وهو عليه غضبان‪ .‬ومن لبس ثوبا فاختال فيه خسف ال به قبره‬
‫من شفير جهنم يتخلخل فيها‬

‫]‪[362‬‬

‫ما دامت السماوات والض فان قارون لبس حلة فاختال فيها فخسف به فهو‬
‫يتخلخل فيها إلى يوم القيامة‪ .‬ومن نكح امرأة بمال حلل غير أنه أراد بها‬
‫فخرا ورياء لم يزده ال عزوجل بذلك إل ذل وهوانا وأقامه ال بقدر ما‬
‫استمتع منها على شفير جهنم ثم يهوي فيها سبعين خريفا‪ .‬ومن ظلم امرأة‬
‫مهرها فهو عند ال زان‪ ،‬ويقول ال عزوجل له يوم القيامة‪ :‬عبدي‬
‫زوجتك أمتي على عهدي فلم تف لي بالعهد فيتولى ال طلب حقها‬
‫فيستوعب حسناته كلها فل تفي بحقها فيؤمر به إلى النار‪ .‬ومن رجع عن‬
‫شهادته وكتمها أطعمه ال لحمه على رؤوس الخلئق ويدخله النار وهو‬
‫يلوك لسانه ومن كانت له امرأتان ولم يعدل بينهما في القسم من نفسه‬
‫وماله جاء يوم القيامة مغلول مائل شقه حتى يدخل النار‪ .‬ومن كان مؤذيا‬
‫لجاره من غير حق حرمه ال ريح الجنة ومأويه النار أل وإن ال عزوجل‬
‫يسأل الرجل عن حق جاره‪ ،‬ومن ضيع حق جاره فليس منا‪ .‬ومن أهان‬
‫فقيرا مسلما من أجل فقره واستخف به فقد استخف بحق ال ولم يزل في‬
‫مقت ال عزوجل وسخطه حتى يرضيه‪ .‬ومن أكرم فقيرا مسلما لقي ال‬
‫يوم القيامة وهو يضحك إليه‪ .‬ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا‬
‫على الخرة لقي ال عزوجل وليست له حسنة تتقى بها النار‪ ،‬ومن أخذ‬
‫الخرة وترك الدنيا لقي ال يوم القيامة وهو راض عنه‪ .‬ومن قدر على‬
‫امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة ال عزوجل حرم ال عزوجل عليه‬
‫النار وآمنه من الفزع الكبر وأدخله ال الجنة وإن أصابها حراما حرم ال‬
‫عليه الجنة وأدخله النار‪ ،‬ومن اكتسب مال حراما لم يقبل ال منه صدقة‬
‫ول عتقا ول حجا ول اعتمارا وكتب ال عزوجل بعدد أجر ذلك أوزارا وما‬
‫بقى منه بعد موته كان زاده إلى النار ومن قدر عليها وتركها مخافة ال‬
‫عزوجل كان في‬
‫]‪[363‬‬

‫محبة ال ورحمته ويؤمر به إلى الجنة‪ .‬ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة‬
‫مغلول ثم يؤمر به إلى النار‪ .‬ومن فاكه امرأة ل يملكها حبس بكل كلمة‬
‫كلمها في الدنيا ألف عام في النار‪ ،‬والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو‬
‫قبلها أو باشرها حراما أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة فعليها من الوزر‬
‫ما على الرجل فان غلبها على نفسها‪ ،‬كان على الرجل وزره ووزرها‪.‬‬
‫ومن غش مسلما في بيع أو شراء فليس منا ويحشر مع اليهود يوم‬
‫القيامة لنه من غش الناس فليس بمسلم‪ .‬ومن منع الماعون من جاره إذا‬
‫احتاج إليه منعه ال فضله يوم القيامة ووكله إلى نفسه ومن كله ال إلى‬
‫نفسه هلك‪ ،‬ول يقبل ال عزوجل له عذرا‪ .‬ومن كانت له امرأة تؤذيه لم‬
‫يقبل ال صلتها ول حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه‪ ،‬وإن صامت‬
‫الدهر‪ ،‬وقامت وأعتقت الرقاب‪ ،‬وأنفقت الموال في سبيل ال وكانت أول‬
‫من يرد النار ثم قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬وعلى الرجل مثل ذلك‬
‫الوزر العذاب إذا كان لها مؤذيا ظالما‪ .‬ومن لطم خد مسلم لطمة بدد ال‬
‫عظامه يوم القيامة ثم سلط ال عليه النار وحشره مغلول حتى يدخل النار‪.‬‬
‫ومن بات وفي قلبه غش لخيه المسلم بات في سخط ال وأصبح كذلك‬
‫وهو في سخط ال حتى يتوب ويرجع‪ ،‬وإن مات كذلك مات على غير دين‬
‫السلم‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل ومن غشنا فليس منا‬
‫قالها ثلث مرات‪ .‬ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعله ال‬
‫عزوجل حية طولها ستون ألف ذراع‪ ،‬فتسلط عليه في نار جهنم خالدا فيها‬
‫مخلدا ومن اغتاب أخاه المسلم بطل صومه ونقض وضوؤه‪ ،‬فان مات وهو‬
‫كذلك‪ ،‬مات وهو مستحل لما حرم ال‪ ،‬ومن مشى في نميمة بين اثنين سلط‬
‫ال عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة وإذا خرج من قبره سلط ال‬
‫عليه تنينا أسود تنهش لحمه حتى يدخل النار‪ .‬ومن كظم غيظه وعفا عن‬
‫أخيه المسلم وحلم عن أخيه المسلم أعطاه ال‬

‫]‪[364‬‬

‫تعالى أجر شهيد‪ .‬ومن بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حشره ال يوم‬
‫القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار‪ .‬ومن رد عن أخيه غيبة‬
‫سمعها في مجلس رد ال عزوجل عنه ألف باب من الشر في الدنيا‬
‫والخرة فان لم يرد عنه وأعجب به كان عليه كوزر من اغتاب‪ .‬ومن رمى‬
‫محصنا أو محصنة أحبط ال عمله وجلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من‬
‫بين يديه ومن خلفه وتنهش لحمه حيات وعقارب ثم يؤمر به إلى النار‪.‬‬
‫ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه ال عز وجل من سم الفاعي ومن سم‬
‫العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الناء قبل أن يشربها‪ ،‬فإذا شربها‬
‫تفسخ لحمه وجلده كالجيفة يتأذى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار‪،‬‬
‫وشاربها وعاصرها ومعتصرها في النار‪ ،‬وبائعها ومتبايعها وحاملها‬
‫والمحمول إليه وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها أل ومن سقاها يهوديا‬
‫أو نصرانيا أو صابئا أو من كان من الناس فعليه كوزر من شربها أل ومن‬
‫باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل ال عزوجل منه صلة ول صياما ول حجا‬
‫ول اعتمارا حتى يتوب ويرجع منها وإن مات قبل أن يتوب كان حقا على‬
‫ال عزوجل أن يسقيه بكل جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد‬
‫جهنم ثم قال رسول ال صلى ال عليه وآله أل وإن ال عزوجل حرم الخمر‬
‫بعينها والمسكر من كل شراب أل وكل مسكر حرام‪ .‬ومن أكل الربا مل ال‬
‫عزوجل بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل‪ ،‬وإن اكتسب منه مال ل يقبل ال‬
‫منه شيئا من عمله‪ ،‬ولم يزل في لعنة ال والملئكة ما كان عنده قيراط‬
‫واحد‪ .‬ومن خان أمانة في الدنيا ولم يردها على أربابها مات على غير دين‬
‫السلم ولقي ال عزوجل وهو عليه غضبان‪ ،‬فيؤمر به إلى النار‪ ،‬فيهوي‬
‫به في شقير جهنم‪ .‬أبد البدين‪ .‬ومن شهد شهادة زور على رجل مسلم أو‬
‫ذمي أو من كان من الناس غلق بلسانه‬

‫]‪[365‬‬

‫يوم القيامة وهو مع المنافقين‪ ،‬في الدرك السفل من النار‪ .‬ومن قال لخادمه‬
‫ومملوكه أو من كان من الناس‪ :‬ل لبيك ول سعديك‪ ،‬قال ال تعالى له يوم‬
‫القيامة‪ :‬ل لبيك ول سعديك‪ ،‬أتعس في النار‪ .‬ومن أضر بامرأة حتى تفتدي‬
‫منه نفسها لم يرض ال عزوجل له بعقوبة دون النار‪ ،‬لن ال عزوجل‬
‫يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم‪ .‬ومن سعى بأخيه إلى سلطان لم يبدله منه‬
‫سوء ول مكروه‪ ،‬أحبط ال عز وجل كل عمل عمله‪ ،‬فان وصل إليه منه‬
‫سوء أو مكروه أو أذى جعله ال في طبقة مع هامان في جهنم‪ .‬ومن قرأ‬
‫القرآن يريد به السمع والتماس شئ لقي ال عزوجل يوم القيامة ووجهه‬
‫مظلم ليس عليه لحم‪ ،‬وزجه القرآن في قفاه حتى يدخله النار‪ ،‬ويهوي فيها‬
‫من مع يهوي‪ .‬ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره ال عزوجل يوم القيامة‬
‫أعمى فيقول‪ " :‬رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال‪ :‬كذلك أتتك‬
‫آياتنا فنستيها وكذلك اليوم تنسى " فيؤمر به إلى النار‪ .‬ومن اشترى خيانة‬
‫وهو يعلم أنها خيانة فهو كمن خانها في عارها وإثمها ومن قاود بين رجل‬
‫وامرأة حراما حرم ال عليه الجنة ومأواه جهنم وسائت مصيرا ولم يزل‬
‫في سخط ال حتى يموت‪ .‬ومن غش أخاه المسلم نزع ال عنه بركة رزقه‪،‬‬
‫وأفسد عليه معيشته‪ ،‬ووكله إلى نفسه‪ .‬ومن اشترى سرقة وهو يعلم أنها‬
‫سرقة‪ ،‬فهو كمن سرقها في عارها وإثمها ومن خان مسلما فليس منا‬
‫ولسنا منه في الدنيا والخرة‪ .‬أل ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن‬
‫أتاها‪ ،‬ومن سمع خيرا فأفشاه فهو كمن عمله‪ .‬ومن وصف امرأة لرجل‬
‫وذكرها جماله فافتتن بها الرجل فأصاب فاحشة‬

‫]‪[366‬‬

‫لم يخرج من الدنيا حتى يغضب ال عليه ومن غضب ال عليه غضبت عليه‬
‫السماوات السبع والرضون السبع وكان عليه من الوزر مثل الذي‬
‫أصابها‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال فان تابا وأصلحا ؟ قال‪ :‬يتوب ال عزوجل‬
‫عليهما ولم يقبل توبة الذي خطاها بعد الذي وصفها‪ .‬ومن مل عينيه من‬
‫امرأة حراما حشاهما ال عزوجل يوم القيامة بمسامير من نار‪ ،‬وحشاهما‬
‫نارا حتى يقضى بين الناس‪ ،‬ثم يؤمر به إلى النار‪ .‬ومن أطعم طعاما رياء‬
‫وسمعة أطعمه ال مثله من صديد جهنم وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه‪،‬‬
‫حتى يقضي بين الناس‪ .‬ومن فجر بامرأة ولها بعل انفجر من فرجهما من‬
‫صديد واد مسيرة خمسمائة عام يتأذى أهل النار من نتن ريحهما‪ ،‬وكانا‬
‫من أشد الناس عذابا‪ .‬واشتد غضب ال عزوجل على امرأة ذات بعل ملت‬
‫عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها‪ ،‬فانها إن فعلت ذلك أحبط‬
‫ال كل عمل عملته‪ ،‬فان أوطأت فراشه غيره كان حقا على ال أن يحرقها‬
‫بالنار بعد أن يعذبها في قبرها‪ .‬وأيما امرأة اختلعت من زوجها لم تزل في‬
‫لعنة ال وملئكته ورسله والناس أجمعين حتى إذا نزل بها ملك الموت‪،‬‬
‫قال لها‪ :‬أبشري بالنار‪ ،‬وإذا كان يوم القيامة قيل لها‪ :‬ادخلي النار مع‬
‫الداخلين‪ ،‬أل وإن ال ورسوله بريئان من المختلعات بغير حق‪ ،‬أل وإن ال‬
‫عزوجل بريئان ممن أضر بامرأة حتى تختلع منه‪ .‬ومن أم قوما باذنهم وهم‬
‫عنه راضون فاقتصد بهم في حضوره وقراءته وركوعه وسجوده وقعوده‬
‫وقيامه‪ ،‬فله مثل أجرهم‪ ،‬ومن أم قوما فلم يقتصد بهم في حضوره وقراءته‬
‫وركوعه وسجوده وقعود وقيامه ردت عليه صلته‪ ،‬ولم تجاوز تراقيه‬
‫وكانت منزلته عند ال عز وجل كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح لرعيته‪،‬‬
‫ولم يقم فيهم بأمر ال تعالى‪ .‬فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‬
‫السلم فقال‪ :‬بأبي أنت وأمي يا رسول ال‬

‫]‪[367‬‬

‫ما منزلة أمير جائر معتد لم يصلح لرعيته ولم يقم فيهم بأمر ال تعالى ؟ قال‪ :‬هو‬
‫رابع أربعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة‪ :‬إبليس‪ ،‬وفرعون‪ ،‬وقاتل‬
‫النفس ورابعهم المير الجاير‪ .‬ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض فلم‬
‫يقرضه حرم ال عليه الجنة يوم الجزي المحسنين‪ .‬ومن صبر على سوء‬
‫خلق امرأته واحتسبه أعطاه ال بكل مرة يصبر عليها من الثواب مثل ما‬
‫أعطى أيوب عليه السلم على بلئه وكان عليها من الوزر في كل يوم‬
‫وليلة مثل رمل عالج‪ ،‬فان ماتت قبل أن تعينه وقبل أن يرضى عنها حشرت‬
‫يوم القيامة منكوسة مع المنافقين في الدرك السفل من النار‪ .‬ومن كانت‬
‫له امرأة لم توافقه ولم تصبر على ما رزقه ال عزوجل وشقت عليه‬
‫وحملته ما لم يقدر عليه يقبل ال منها حسنة تتقى بها النار‪ ،‬وغضب ال‬
‫عليها ما دامت كذلك‪ .‬ومن أكرم أخاه فانما يكرم ال فما ظنكم بمن يكرم ال‬
‫أن يفعل به ومن تولى عرافة قوم ولم يحسن فيهم حبس على شفير جهنم‬
‫بكل يوم ألف سنة وحشر ويده مغلولة إلى عنقه‪ ،‬فان كان قام فيهم بأمر‬
‫ال عزوجل أطلقها ال‪ ،‬وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين‬
‫خريفا‪ .‬ومن لم يحكم بما أنزل ال كان كمن شهد شهادة زور‪ ،‬ويقذف به‬
‫في النار ويعذب بعذاب شاهد الزور‪ ،‬ومن كان ذا وجهين ولسانين كان ذا‬
‫وجهين ولسانين يوم القيامة‪ ،‬ومن مشى في صلح بين اثنين صلى عليه‬
‫ملئكة ال حتى يرجع واعطي أجر ليلة القدر‪ ،‬ومن مشى في قطيعة بين‬
‫اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الجر مكتوب‬
‫عليه لعنة ال حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب‪ .‬ومن مشي في عون‬
‫أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل ال‪ ،‬ومن مشى في عيب أخيه‬
‫فكشف عورته كانت أول خطوة خطاها ووضعها في جهنم‪ ،‬وكشف ال‬
‫عورته على رؤوس الخلئق‪ ،‬ومن مشى إلى ذي قرابة وذي رحم يسأل به‬
‫أعطاه‪.‬‬

‫]‪[368‬‬

‫ال أجر مائة شهيد وإن سأل به ووصله بماله ونفسه جميعا كان له بكل خطوة‬
‫أربعون ألف ألف حسنة‪ ،‬ورفع له أربعون ألف ألف درجة وكأنما عبد ال‬
‫عز وجل مائة سنة‪ .‬ومن مشى في فساد ما بينهما وقطيعة بينهما غضب‬
‫ال عزوجل عليه ولعنه في الدنيا والخرة وكان عليه من الوزر كعدل قاطع‬
‫الرحم‪ .‬ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه ال‬
‫عزوجل من ألف امرأة من الحور كل امرأة في قصر من در وياقوت‪ ،‬وكان‬
‫له بكل خطوة خطاها في ذلك أو بكلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام‬
‫وليلها وصيام نهارها ومن عمل في فرقة بين امرءة وزوجها‪ ،‬كان عليه‬
‫غضب ال ولعنته في الدنيا والخرة وكان حقا على ال أن يرضخه بألف‬
‫صخرة من نار‪ ،‬ومن مشى في فساد ما بينهما ولم يفرق كان في سخط ال‬
‫عزوجل ولعنه في الدنيا والخرة وحرم ال النظر إلى وجهه‪ .‬ومن قاد‬
‫ضريرا إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه كتب ال له بكل قدم‬
‫رفعها ووضعها عتق رقبة‪ ،‬وصلت عليه الملئكة حتى يفارقه‪ ،‬ومن كفى‬
‫ضريرا حاجة من حوائجه فمشى فيها حتى يقضيها أعطاه ال براءتين‬
‫براءة من النار وبراءة من النفاق‪ ،‬وقضى له سبعين ألف حاجة في عاجل‬
‫الدنيا ولم يزل يخوض في رحمة ال حتى يرجع‪ .‬ومن قام على مريض‬
‫يوما وليلة بعثه ال مع إبراهيم الخليل عليه السلم فجاز على الصراط‬
‫كالبرق اللمع‪ ،‬ومن سعى لمريض في حاجة فقضاها خرج من ذنوبه كيوم‬
‫ولدته امه‪ ،‬فقال رجل من النصار‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله فان‬
‫كان المريض من أهله ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أعظم‬
‫الناس أجرا من سعى في حاجة أهله‪ ،‬ومن ضيع أهله وقطع رحمه حرمه‬
‫ال حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين وضيعه ومن ضيعه ال في الخرة‬
‫فهو يرد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج‪ ،‬ولما يأت به‪ .‬ومن أقرض‬
‫ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل وأعطاه ال بكل درهم ألف قنطار من‬
‫الجنة‪ ،‬ومن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر ال إليه برحمته‬

‫]‪[369‬‬

‫فنال بها الجنة‪ ،‬وفرج ال عنه كربه في الدنيا والخرة‪ .‬ومن مشى في إصلح بين‬
‫امرأة وزوجها أعطاه ال أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل ال حقا وكان له‬
‫بكل خطوة يخطوها وكلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة قيام ليلها وصيام‬
‫نهارها‪ ،‬ومن أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل احد‪،‬‬
‫وجبال رضوى‪ ،‬وجبال طور سيناء حسنات‪ ،‬فان رفق به في طلبته بعد‬
‫أجله جاز على الصراط كالبرق الخاطف اللمع بغير حساب ول عذاب‪،‬‬
‫ومن شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرم ال عزوجل عليه الجنة يوم‬
‫يجزي المحسنين‪ .‬ومن منع طالبا حاجته وهو قادر على قضائها فعليه مثل‬
‫خطيئة عشار‪ ،‬فقام إليه عوف بن مالك فقال‪ :‬ما يبلغ خطيئة عشار يا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قال‪ :‬على العشار كل يوم وليلة لعنة ال‬
‫والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬ومن يلعن ال فلن تجد له نصيرا‪ ،‬ومن اصطنع‬
‫إلى أخيه معروفا فمن به عليه حبط عمله وخاب سعيه‪ .‬ثم قال‪ :‬أل وإن ال‬
‫عزوجل حرم على المنان والمختال والفتان ومدمن الخمر والحريص‬
‫والجعظري )‪ (1‬والعتل الزنيم الجنة‪ ،‬ومن تصدق بصدقة على رجل مسكين‬
‫كان له مثل أجره ولو تداولها أربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى المسكين‬
‫كان لهم أجرا كامل وما عند ال خير وأبقى للذين اتقوا وأحسنوا لو كنتم‬
‫تعلمون‪ .‬ومن بنى مسجدا في الدنيا أعطاه ال بكل شبر منه أو قال‪ :‬بكل‬
‫ذراع منه مسيرة أربعين ألف ألف عام مدينة من ذهب وفضة ودر وياقوت‬
‫وزمرد وزبرجد ولؤلؤ‪ :‬في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر وفي كل قصر‬
‫أربعون ألف ألف دار وفي كل دار أربعون ألف ألف سرير‪ ،‬على كل سرير‬
‫زوجة من الحور العين‪ ،‬في كل بيت أربعون ألف ألف وصيف‪ ،‬وأربعون‬
‫ألف ألف وصيفة‪ ،‬وفي كل بيت أربعون ألف ألف مائدة‪ ،‬وعلى كل مائدة‬
‫أربعون ألف ألف قصعة‪ ،‬وفي كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام‪،‬‬
‫ويعطي ال وليه من القوة ما يأتي على تلك الزواج‪ ،‬وعلى ذلك الطعام‬
‫وذلك الشراب في يوم واحد‪ .‬ومن تولى أذان مسجد من مساجد ال فأذن‬
‫فيه وهو يريد وجه ال‪ ،‬أعطاه‬

‫)‪ (1‬في الحديث‪ " :‬ول جعظرى وهو الذي ل يشبع من الدنيا "‪ .‬راجع معاني‬
‫الخبار‪.330 :‬‬

‫]‪[370‬‬

‫ال ثواب أربعين ألف ألف نبي وأربعين ألف ألف صديق‪ ،‬وأربعين ألف ألف شهيد‪،‬‬
‫وأدخل في شفاعته أربعين ألف ألف امة‪ ،‬وفي كل امة أربعون ألف ألف‬
‫رجل‪ ،‬وكان له في كل جنة من الجنان أربعون ألف ألف مدينة‪ ،‬في كل‬
‫مدينة أربعون ألف ألف قصرا‪ ،‬في كل قصر أربعون ألف ألف دار‪ ،‬في كل‬
‫دار أربعون ألف ألف بيت‪ ،‬وفي كل بيت أربعون ألف ألف سرير‪ ،‬على كل‬
‫سرير زوجة من الحور العين‪ .‬وفي كل بيت منها مثل الدنيا أربعون ألف‬
‫ألف مرة‪ ،‬بين يدي كل زوجة أربعون ألف ألف وصيف‪ ،‬وأربعون ألف ألف‬
‫وصيفة‪ ،‬وفي كل بيت أربعون ألف ألف مائدة‪ ،‬على كل مائدة أربعون ألف‬
‫ألف قصعة‪ ،‬في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام‪ ،‬لو نزل به‬
‫الثقلن لدخلهم في أدنى بيت من بيوتها ما شاؤا من الطعام والشراب‬
‫والطيب‪ ،‬واللباس والثمار وألوان التحف والطرائف من الحلي والحلل كل‬
‫بيت منها يكتفى بما فيه من هذه الشياء عما في البيت الخر فإذا أذن‬
‫المؤذن فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال اكتنفه أربعون ألف ألف سلك كلهم‬
‫يصلون عليه ويستغفرون له‪ ،‬وكان في ظل ال عزوجل حتى يفرغ‪ ،‬وكتب‬
‫له ثوابه أربعون ألف ألف ملك‪ ،‬ثم صعدوا به إلى ال عزوجل‪ .‬ومن مشى‬
‫إلى مسجد من مساجد ال عزوجل فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى‬
‫منزله عشر حسنات‪ ،‬ويمحى عنه عشر سيئات‪ ،‬ورفع له عشر درجات‬
‫ومن حافظ على الجماعة أين كان‪ ،‬وحيث ما كان‪ ،‬مر على الصراط كالبرق‬
‫الخاطف اللمع في أول زمرة مع السابقين‪ ،‬ووجهه أضوء من القمر ليلة‬
‫البدر‪ ،‬وكان له بكل يوم وليلة يحافظ عليها ثواب شهيد‪ ،‬ومن حافظ على‬
‫الصف المقدم فيدرك التكبيرة الولى ول يؤذي فيه مؤمنا أعطاه ال من‬
‫الجر مثل ما للمؤذن وأعطاه ال عزوجل في الجنة مثل ثواب المؤذن‪،‬‬
‫ومن بنى على ظهر الطريق مأوى لعابر سبيل بعثه ال يوم القيامة على‬
‫نجيب من در وجهه يضيئ لهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل‬
‫الرحمن عليه السلم في قبته فيقول أهل الجمع‪ :‬هذا ملك من الملئكة لم ير‬
‫مثله قط‪ ،‬ودخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل‪.‬‬

‫]‪[371‬‬
‫ومن شفع لخيه شفاعة طلبها إليه نظر ال عزوجل إليه وكان حقا على ال أن ل‬
‫يعذبه أبدا فان هو شفع لخيه من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا‬
‫ومن صام شهر رمضان في إنصات وسكوت وكف سمعه وبصره ولسانه‬
‫وفرجه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة تقربا إلى ال تعالى‪ ،‬قربه ال‬
‫حتى يمس ركبتي إبراهيم الخليل عليه السلم ومن احتفر بئرا للماء حتى‬
‫استنبط ماءها فبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضأ منها وصلى وكان‬
‫له بعدد كل شعرة من شعر إنسان أو بهيمة أو سبع أو طائر عتق ألف‬
‫رقبة‪ ،‬ودخل يوم القيامة في شفاعته ‪ -‬عدد النجوم ‪ -‬حوض القدس‪ ،‬قلنا يا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ما حوض القدس ؟ قال‪ :‬حوضي ثلث‬
‫مرات‪ .‬ومن احتفر لمسلم قبرا محتسبا حرمه ال تعالى على النار‪ ،‬وبواه‬
‫بيتا في الجنة‪ ،‬وأورده حوضا فيه من الباريق عدد النجوم عرضه ما بين‬
‫أيلة وصنعاء‪ ،‬ومن غسل ميتا فأدى فيه المانة كان له بكل شعرة منه عتق‬
‫رقبة‪ ،‬ورفع له به مائة درجة‪ ،‬فقال عمر بن الخطاب‪ :‬يا رسول ال وكيف‬
‫يؤدي فيه المانة ؟ قال‪ :‬يستر عورته‪ ،‬ويستر شينه وإن لم يستر عورته‬
‫ويستر شينه حبط أجره وكشفت عورته في الدنيا والخرة ومن صلى على‬
‫ميت صلى عليه جبرئيل عليه السلم وسبعون ألف ألف ملك‪ ،‬وغفر له ما‬
‫تقدم من ذنبه‪ ،‬وإن أقام عليه حتى يدفن وحث عليه من التراب انقلب من‬
‫الجنازة وله بكل قدم من حيث شيعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الجر‬
‫والقيراط مثل جبل أحد‪ ،‬يكون في ميزانه من الجر‪ ،‬ومن ذرفت عيناه من‬
‫خشية ال كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد يكون في ميزانه‬
‫وكان له من الجر بكل قطرة عين من الجنة على حافتيها من الميادين‬
‫والقصور ما لعين رأت ول اذن سمعت ول خطر على قلب بشر‪ .‬ومن عاد‬
‫مريضا فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف‬
‫حسنة‪ ،‬ومحي عنه سبعون ألف ألف سيئة‪ ،‬ويرفع له سبعون ألف ألف‬
‫درجة‪ ،‬ووكل به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره ويستغفرون له‬
‫إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫]‪[372‬‬

‫ومن شيع جنازة فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حنسة‪ ،‬ويمحى عنه مائة‬
‫ألف ألف سيئة‪ ،‬ويرفع له مائة ألف ألف درجة‪ ،‬فان صلى عليها صلى على‬
‫جنازته ألف ألف ملك‪ ،‬كلهم يستغفرون له‪ ،‬فان شهد دفنها وكل ال به ألف‬
‫ألف ملك كلهم يستغفرون له حتى يبعث من قبره‪ .‬ومن خرج حاجا أو‬
‫معتمرا فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة‪ ،‬ويمحى عنه مائة‬
‫ألف ألف سيئة‪ ،‬ويرفع له ألف ألف درجة‪ ،‬وكان له عند ربه بكل درهم‬
‫يحملها في وجهه ذلك ألف ألف درهم )‪ (1‬حتى يرجع وكان في ضمان ال‬
‫فان توفاه أدخله الجنة وإن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه‪،‬‬
‫فاغتنموا دعوته إذا قدم قبل أن يصيب الذنوب فان ال ل يرد دعاءه فانه‬
‫يشفع في مائة ألف ألف رجل يوم القيامة‪ ،‬ومن خلف حاجا أو معتمرا في‬
‫أهله بعده كان له أجر كامل مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شئ‪.‬‬
‫ومن خرج مرابطا في سبيل ال أو مجاهدا فله بكل خطوة سبعمائة ألف‬
‫حسنة ويمحى عنه سبعمائة ألف سيئة‪ ،‬ويرفع له سبعمائة ألف درجة‪،‬‬
‫وكان في ضمان ال حتى يتوفاه بأى حتف كان كان شهيدا وإن رجع رجع‬
‫مغفورا له مستجابا له دعاؤه‪ .‬ومن مشى زائرا لخيه فله بكل خطوة حتى‬
‫يرجع إلى منزله عتق مائة ألف رقبة‪ ،‬ويرفع له مائة ألف درجة‪ ،‬ويمحى‬
‫عنه مائة ألف سيئة‪ ،‬ويكتب له مائة ألف حسنة‪ ،‬فقيل لبي هريرة‪ :‬أليس‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أعتق رقبة فهي فداؤه من النار ؟‬
‫قال‪ :‬ذلك كذلك‪ ،‬وقد قلنا‪ :‬يا رسول ال قلت كذا وكذا‪ ،‬قال‪ :‬بلى ولكن يرفع‬
‫له درجات عند ال في كنوز عرشه‪ .‬ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه ال‬
‫وتفقها في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما يعطي الملئكة والنبياء‬
‫والمرسلين‪ ،‬ومن تعلم القرآن يريد به رياء وسمعة‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع بالنجف‪ " :‬وكان له بكل درهم وبكل دينار ألف ألف دينار‬
‫وبكل حسنة عملها في توجهه ذلك ألف ألف حسنة حتى يرجع‪.‬‬

‫]‪[373‬‬

‫ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد ال عزوجل عظامه‬


‫يوم القيامة‪ ،‬ولم يكن في النار أشد عذابا منه‪ ،‬وليس نوع من أنواع العذاب‬
‫إل ويعذب به من شدة غضب ال عليه وسخطه‪ ،‬ومن تعلم القرآن وتواضع‬
‫في العلم وعلم عباد ال وهو يريد به ما عند ال لم يكن في الجنة أحد‬
‫أعظم ثوابا منه‪ ،‬ول أعظم منزلة منه‪ ،‬ولم يكن في الجنة منزلة ول درجة‬
‫رفيعة ول نفيسة إل كان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل‪ ،‬أل وإن‬
‫العلم خير من العمل وملك الدين الورع أل وإن العالم من يعمل بالعلم وإن‬
‫كان قليل العمل‪ ،‬أل ول تحقرن ]من الذنوب[ شيئا وإن صغر في أعينكم‬
‫فانه ل صغيرة بصغيرة مع الصرار‪ ،‬ول كبيرة بكبيرة مع الستغفار‪ ،‬أل‬
‫وإن ال عزوجل سائلكم عن أعمالكم حتى عن مس أحدكم ثوب أخيه‬
‫بأصبعه فاعملوا عباد ال أن العبد يبعث يوم القيامة على ما مات وقد خلق‬
‫ال عزوجل الجنة والنار‪ ،‬فمن اختار النار على الجنة انقلب بالخيبة ومن‬
‫اختار الجنة فقد فاز وانقلب بالفوز‪ ،‬لقول ال عزوجل‪ " :‬فمن زحزح عن‬
‫النار وادخل الجنة فقد فاز " )‪ (1‬أل وإن ربى أمرني أن اقاتل الناس حتى‬
‫يقولوا‪ " :‬ل إله إل ال‪ ،‬فإذا قالوها اعتصموا مني دماءهم وأموالهم إل‬
‫بحقها‪ ،‬وحسابهم على ال‪ ،‬أل وإن ال جل اسمه لم يدع شيئا مما يحبه إل‬
‫وقد بينه لعباده‪ ،‬ولم يدع شيئا يكرهه إل وقد بينه لعباده‪ ،‬ونهاهم عنه‪،‬‬
‫ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة‪ .‬أل وإن ال عزوجل ل‬
‫يظلم‪ ،‬ول يجاوزه ظلم‪ ،‬وهو بالمرصاد ليجزي الذين أساؤا بما عملوا‬
‫ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى‪ ،‬من أحسن فلنفسه‪ ،‬ومن أساء فعليها وما‬
‫ربك بظلم للعبيد‪ .‬يا أيها الناس إنه قد كبر سني‪ ،‬ودق عظمي‪ ،‬وانهدم‬
‫جسمي‪ ،‬ونعيت إلى نفسي‪ ،‬واقترب أجلي واشتد مني الشوق إلى لقاء‬
‫ربي‪ ،‬ول أظن إل وأن‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪.185 :‬‬

‫]‪[374‬‬

‫هذا آخر العهد مني ومنكم‪ ،‬فما دمت حيا فقد تروني‪ ،‬فإذا مت فال حليفتي على كل‬
‫مؤمن ومؤمنة‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ .‬فابتدر إليه رهط من‬
‫النصار قبل أن ينزل من المنبر وكلهم قالوا‪ :‬يا رسول ال ونحن جعلنا ال‬
‫فداك بأبي أنت وامي ونفسي لك الفداء يا رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫من يقوم لهذه الشدائد‪ ،‬وكيف العيس بعد هذا اليوم ؟ قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬وأنتم فداكم أبي وامي إني قد نازلت ربي عزوجل في امتي‬
‫فقال لي‪ :‬باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور‪ ،‬ثم أقبل علينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬إنه من تاب قبل موته بسنة تاب ال عليه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬وإن السنة لكثيرة‪ ،‬من تاب قبل أن يموت بشهر تاب ال عليه ثم قال‪:‬‬
‫وشهر كثير‪ ،‬من تاب قبل موته بجمعة تاب ال عليه ثم قال‪ :‬وجمعة كثيرة‪،‬‬
‫من تاب قبل أن يموت بيوم تاب ال عليه ثم قال‪ :‬ويوم كثير‪ ،‬من تاب ال‬
‫قبل أن يموت بساعة تاب ال عليه ثم قال‪ :‬وإن الساعة لكثيرة‪ ،‬من تاب‬
‫وقد بلغت نفسه هذه ‪ -‬وأومأ بيده إلى حلقه ‪ -‬تاب ال عزوجل عليه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثم نزل‪ .‬فكانت آخر خطبة خطبها رسول ال صلى ال عليه وآله حتى لحق‬
‫بال عزوجل )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ ،262 - 249‬وكان هذا الحديث الطويل آخر أحاديث الكتاب‬
‫رواه تحت عنوان " عقاب مجمع عقوبات العمال "‪ .‬وفيه اختلفات‬
‫يسيرة مع نسخة المؤلف العلمة رحمة ال عليه‪.‬‬

‫]‪[375‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل ‪ -‬والصلة والسلم على رسول‬
‫ال‪ ،‬وعلى آله امناء ال‪ .‬وبعد‪ :‬فقد تفضل ال علينا ‪ -‬وله الفضل والمن ‪-‬‬
‫حيث اختارنا لخدمة الدين وأهله‪ ،‬وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى‬
‫وهي الباحثة عن المعارف السلمية الدائرة بين المسلمين‪ :‬أعني بحار‬
‫النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار عليهم الصلوات والسلم‪ .‬وهذا‬
‫الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام هو الجزء الثالث من المجلد السادس‬
‫عشر‪ ،‬وقد اعتمدنا في تصحيح الحاديث وتحقيقها على النسخة المصححة‬
‫المشهورة بكمباني‪ ،‬بعد تخريجها من المصادر وتعيين موضع النص من‬
‫المصدر‪ ،‬وقد سددنا ما كان في طبعة الكمباني من خلل وبياض وسقط‬
‫وتصحيف مع جهد شديد بقدر المكان‪ .‬نسأل ال العزيز أن يوفقنا لدامة‬
‫هذه الخدمة المرضية بفضله ومنه‪ .‬محمد الباقر البهبودى‬

‫]‪[376‬‬

‫بسمه تعالى إلى هنا انتهى الجزء الثالث من المجلد السادس عشر‪ ،‬وهو الجزء‬
‫الثالث والسبعون‪ ،‬حسب تجزئتنا يحتوي على اثني عشر بابا من تتمة‬
‫أبواب كتاب العشرة‪ ،‬وسبعة وستين بابا من أبواب كتاب الداب المكان‪.‬‬
‫نسأل ال العزيز أن يوفقنا لدامة هذه الخدمة المرضية بفضله ومنه‪ .‬محمد‬
‫الباقر البهبودى‬

‫]‪[376‬‬

‫بسمه تعالى إلى هنا انتهى الجزء الثالث من المجلد السادس عشر‪ ،‬وهو الجزء‬
‫الثالث والسبعون‪ ،‬حسب تجزئتنا يحتوي على اثني عشر بابا من تتمة‬
‫أبواب كتاب العشرة‪ ،‬وسبعة وستين بابا من أبواب كتاب الداب والسنن‪،‬‬
‫وبهذا يتم المجلد السادس عشر‪ ،‬على ما في نسخة الكمباني‪ .‬وأما سائر‬
‫البواب وهي تتمة المجلد السادس عشر التي طبعت في أوراق عليحدة‬
‫باهتمام العلمة المحدث المرزا محمد العسكري نزيل سامراء وهي زهاء‬
‫مائتين صفحة من طبعتنا هذه ستطبع في أول المجلد الثامن عشر )الجزء‬
‫‪ (79‬انشاء ال تعالى‪ ،‬لن المجلد السابع عشر )الجزء ‪ 77‬و ‪ (78‬قد طبع‬
‫قبل بحول ال وقوته‪ .‬ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته وعرضه‬
‫على المصادر فخرج بعون ال ومشيئته نقيا من الغلط إل نزرا زهيدا‬
‫زاغ عنه البصر‪ ،‬أو كل عنه النظر‪ ،‬ومن ال العصمة والتوفيق‪ .‬السيد‬
‫ابراهيم الميانجى ‪ -‬محمد الباقر البهبودى‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like