You are on page 1of 279

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪83‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار بحار النببوار الجامعببة لببدرر أخبببار‬
‫الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر المببة المببولى الشببيخ محمببد‬
‫باقر المجلسي )قدس ال سره( الجزء الثالث والثمببانون دار إحيبباء الببتراث‬
‫العربي بيببروت ‪ -‬لبنببان الطبعببة الثالثببة المصببححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983 -‬م دار‬
‫احياء التراث العربببي بيببروت ‪ -‬لبنببان ‪ -‬بنايببة كليوببباترا ‪ -‬مثببارع دكبباش ‪-‬‬
‫ص‪ .‬ب ‪ 11 / 7957‬تلفون المستودع‪278766 - 273032 - 274696 :‬‬
‫‪ -‬المنزل ‪ 83 - 717 - 83 - 711‬برقيا‪ :‬التراث ‪ -‬تلكس ‪LE / 44632‬‬
‫تراث‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم ‪) * - 38‬باب( * * " )سائر ما يستحب عقيببب كببل صببلة(‬
‫" * ‪ - 1‬مجببالس المفيببد‪ :‬عببن محمببد بببن الحسببين‪ ،‬عببن أحمببد بببن محمببد‬
‫الصولي‪ ،‬عن الجلودي‪ ،‬عن الحسين بن الحميبد‪ ،‬عبن مخبول ببن إبراهيبم‪،‬‬
‫عن صالح بن أبي السود عن محفببوظ بببن عبيببد البب‪ ،‬عببن شببيخ مببن أهببل‬
‫حضرموت‪ ،‬عن محمد ابن الحنفية عليه الرحمة قببال‪ :‬بينببا أميببر المببؤمنين‬
‫عليه السلم يطوف بالبيت إذا رجل متعلببق بالسببتار‪ ،‬وهببو يقببول‪ :‬يببامن ل‬
‫يشغله سمع عن سمع‪ ،‬يببا مببن ل يغلطببه السببائلون‪ ،‬يببامن ل يبببرمه إلحبباح‬
‫الملحيببن أذقنببي بببرد عفببوك ومغفرتببك‪ ،‬وحلوة رحمتببك‪ .‬فقببال لببه أميببر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬هذا دعاؤك ؟ قال له الرجل‪ :‬وقد سمعته ؟ قال‪ :‬نعببم‬
‫قال‪ :‬فادع به في دبر كل صلة‪ ،‬فوال ما يببدعو بببه أحببد مببن المببؤمنين فببي‬
‫أدبار الصلة إل غفر ال له ذنوبه‪ ،‬ولو كانت عدد نجببوم السببماء وقطرهبا‪،‬‬
‫وحصا الرض وثراها‪ ،‬فقال له أمير المببؤمنين عليببه السببلم‪ :‬إن علببم ذلببك‬
‫عندي‪ ،‬وال واسع كريم‪ ،‬فقال له الرجل‪ ،‬وهو الخضر عليه السلم‪ :‬صدقت‬
‫وال يا أمير المؤمنين‪ ،‬وفوق كل ذي علم عليببم )‪ .(1‬المنبباقب‪ :‬لبببن شببهر‬
‫آشوب والبلد المين مرسل مثله )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أمالي المفيد ص ‪ (2) .62‬مناقب آل أبي طالب ج ‪ 2‬ص ‪.247‬‬

‫]‪[2‬‬
‫بيان‪ :‬السمع مصببدر بمعنبباه‪ ،‬أو بمعنببى المسببموع‪ ،‬والول أظهببر )يببا مببن ل يغلطببه‬
‫السائلون( أي ل تصير كثرة أصوات السائلين في وقت واحد سببببا لشببتباه‬
‫المر عليببه‪ ،‬وعببدم فهبم مقاصببدهم‪ ،‬كمببا فببي المخلببوقين )بببرد عفببوك( أي‬
‫راحته ولذته‪ .‬أقول‪ :‬رواه السيد أيضا في فلح السببائل عببن المجببالس )‪.(1‬‬
‫‪ - 2‬مكارم الخلق‪ :‬عن النبي صلى ال عليه واله أنببه مببن دعببا بببه عقيببب‬
‫كل صلة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده‪ ،‬وهو )اللهم اغفببر لببي‬
‫ما قدمت وما أخرت‪ ،‬وما أعلنت وما أسررت‪ ،‬وإسرافي علببى نفسببي‪ ،‬ومببا‬
‫أنت أعلم به مني‪ ،‬اللهم أنببت المقببدم وأنببت المببؤخر‪ ،‬ل إلببه إل أنببت بعلمببك‬
‫الغيب وبقدرتك على الخلق أجمعيببن‪ ،‬مببا علمببت الحيبباة خيببرا لببي فببأحيني‪،‬‬
‫وتوفني إذا علمببت الوفبباة خيببرا لببي‪ ،‬اللهببم إنببي أسببئلك خشببيتك فببي السببر‬
‫والعلنية‪ ،‬وكلمببة الحبق فببي الغضبب والرضبا‪ ،‬والقصبد فببي الفقببر والغنبا‪،‬‬
‫وأسئلك نعيما ل ينفد‪ ،‬وقرة عين ل تنقطع‪ ،‬والرضا بالقضاء‪ ،‬وبرد العيببش‬
‫بعد الموت‪ ،‬ولذة النظر إلى وجهك‪ ،‬وشوقا للقائك‪ ،‬من غيببر ضببراء مضببرة‬
‫ول فتنة مضلة‪ .‬اللهم زينا بزينة اليمان‪ ،‬واجعلنا هداة مهتدين‪ ،‬اللهم اهدنا‬
‫فيمن هديت اللهم إني أسئلك عظيمة الرشاد‪ ،‬والثبات فببي المببر والببر شببد‪،‬‬
‫وأسألك شببكر نعمتببك‪ ،‬و حسببن عافيتببك‪ ،‬وأداء حقببك‪ ،‬وأسببئلك يببا رب قلبببا‬
‫سليما‪ ،‬ولسانا صادقا‪ ،‬وأستغفرك لما تعلم‪ ،‬وأسببئلك خيببر مببا تعلببم‪ ،‬وأعببوذ‬
‫بك من شر ما تعلم‪ ،‬فانك تعلم ول تعلم‪ ،‬وأنببت علم الغيببوب )‪ .(2‬توضببيح‪:‬‬
‫روى هذا الدعاء في الكافي )‪ (3‬بسنده عن أبي جعفببر الثبباني عليببه السبلم‬
‫وهو مروي في أكثر كتب دعواتنا‪ ،‬وبطرق المخالفين في كتبهببم أيضببا )مببا‬
‫قدمت وما أخرت( لعبل المبراد بمبا قبدم مبا صبنعه فبي حيباته واسبتحق ببه‬
‫العقاب‪ ،‬وبما أخر ما يترتب على أفعاله بعد مببوته مببن بدعببة أحببدثها يعمببل‬
‫بها بعد موته‪ ،‬أو وصية بشر وغير ذلك‪ ،‬أو المراد‬

‫)‪ (1‬فلح السببائل ص ‪ (2) .167‬مكببارم الخلق ص ‪ (3) .327‬الكببافي ج ‪ 2‬ص‬


‫‪.548‬‬

‫]‪[3‬‬

‫تقديم مببا أمببر الب بتببأخيره وتببأخير مببا أمببر بتقببديمه‪ ،‬والسببراف تجبباوز الحببد فببي‬
‫الخطاء‪) .‬أنت المقدم( أي الشياء بحسب الزمنببة والمكنببة‪ ،‬والمببؤخر لهببا‬
‫بحسبببهما أو بحسببب المراتببب الدنيويببة‪ ،‬فيرجعببان إلببى المعببز والمببذل أو‬
‫الخروية كما قدم النبياء والوصياء أنهم أئمة وأخر غيرهم عنهم فجعلهم‬
‫أتباعا لهم‪ ،‬ويحتمل أن يراد بهما ما يرجع إلى البداء‪ ،‬ولعله أنسببب بالمقبام‬
‫)بعلمك الغيب( الباء للقسم ويحتمل السببية )خشببيتك فببي السببر والعلنيببة(‬
‫لعل المراد بالخشية أثرها‪ ،‬وهو فعل الطاعة وترك المعصية‪ ،‬أي يظهر أثببر‬
‫الخشية مني في حضور الخلق وغيبتهم )فبي الغضبب( أي عبن المخلبوقين‬
‫)والرضا( أي عنهم‪ ،‬والمعنى ل يكون غضبي علببى أحببد سببببا لن ل أقببول‬
‫الحق فيببه‪ ،‬ولرضبباي عببن أحببد سببببا لن اثبببت لببه مببا ليببس لببه‪ ،‬والقصببد‬
‫التوسط في النفقة‪) .‬نعيما ل ينفد( أي في الخرة أو في الدنيا أو العببم بببأن‬
‫يتصل نعيم الدنيا بنعيم الخرة‪ ،‬وهو أتم‪ ،‬ومثله قرة العيببن وهببو مببا يببوجب‬
‫السرور‪ ،‬وقيل اريببد بببه النسببل الببذي ل ينقطببع لقببوله تعببالى )هببب لنببا مببن‬
‫أزواجنا وذرياتنا قرة أعين( )‪ (1‬أو المحافظة علببى الصببلوات لقببوله صببلى‬
‫ال عليه وآله )وقرة عيني في الصلة(‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬فيببه الصببوم فببي‬
‫الشتاء الغنيمببة الببباردة‪ ،‬أي لتعببب فيببه ول مشببقة‪ ،‬و كببل محبببوب عنببدهم‬
‫بارد‪ ،‬والنظر إلى الوجه المراد به النظر بعين القلب إلى ذاته تعالى أو بعين‬
‫الرأس إلى حججه عليهما السلم فببانهم وجببه الب الببذي يتببوجه بهببم إليببه‪،‬‬
‫ومن أراد التوجه إلى ال يتوجه إليهم‪ ،‬وكذا المراد بلقائه تعالى إما لقبباؤهم‬
‫أو لقاء ثوابه‪ ،‬وعلى التقديرين اريد به الشوق إلى الموت والخرة‪ ،‬وقطببع‬
‫التعلق عن الدنيا‪ .‬وقوله‪) :‬من غير ضراء( متعلببق بببه أي ل يكببون رضبباي‬
‫بالموت بسبب البليا الشديدة التي ل يمكنني الصبر عليهببا‪ ،‬فبأتمنى المببوت‬
‫لها‪) ،‬والمضرة( تأكيد للضببراء‪ ،‬أو وصببف لهببا لنببه ل يكببون الببدنيا بببدون‬
‫الضببراء فببي الجملببة‪ ،‬ولكببن ل يكببون ضببراء ل يمكننببي الصبببر عليهببا‪ ،‬أو‬
‫المراد بها مضرة الخرة‪ ،‬وقيل متعلق بببأحيني ويحتمببل تعلقببه بببالجميع أي‬
‫أعطني جميع ذلك من غير أن يكون بي ضراء شديدة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪.74 :‬‬

‫]‪[4‬‬

‫)بزينة اليمببان( الضببافة بيانيببة أو المعنببى الزينببة الببتي تحصببل مببن اليمببان وهببو‬
‫التحلي بمكارم الخلق والعمال‪) .‬فيمن هديت( أي بالهدايات الخاصبة مبن‬
‫النبياء والوليبباء‪ ،‬أو المعنببى إنببي ل أسببتحق الهدايببة‪ ،‬فاهببدني مببن بينهببم‬
‫وببركتهم‪ ،‬أو أنك فعلت ذلك بكثير‪ ،‬فان فعلت بي فليس ببديع‪ ،‬فيكببون نببوع‬
‫استعطاف‪) .‬عزيمببة الرشبباد( الرشبباد خلف الغببي أي أكببون عازمببا جازمببا‬
‫على الرشاد )والثبات فببي المببر( أي فببي البدين ومببا يلزمببه مببن العبببادات‪،‬‬
‫والثبات يحتمل عطفه على العزيمة‪ ،‬وعلى الرشبباد‪ ،‬كمببا أن الرشببد يحتمببل‬
‫عطفه على المر وعلى الثبات‪ - 3 .‬المكارم‪ :‬دعاء آخر قال الصببادق عليببه‬
‫السلم‪ :‬من قال هذه الكلمات عند كل صلة مكتوبة‪ ،‬حفببظ فببي نفسببه وداره‬
‫وولده وماله )اجير نفسي ومالي وولبدي وأهلبي وداري وكبل مبا هبو منبي‬
‫بال الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬واجير نفسي‬
‫ومالي وولدي وكل ما هو مني بببرب الفلبق مببن شبر مبا خلبق( إلبى آخرهبا‬
‫)وبرب الناس ملك الناس( إلى آخرها و )بال الذي ل إله هو الحي القيببوم(‬
‫آية الكرسي إلى آخرها )‪ .(1‬بيان‪ :‬رواه فببي الكببافي )‪ (2‬بسببند حسببن عنببه‬
‫عليببه السببلم‪ ،‬ومببذكور فببي المصببباح وسببائر الكتببب المعتبببرة‪ ،‬وقببال‬
‫الجببوهري‪ :‬الولببد قببد يكببون واحببدا وجمعببا وكببذلك الولببد بالضببم انتهببى‪،‬‬
‫والمشهور أن آية الكرسي إلى العلي العظيم‪ ،‬ويظهر من بعض الخبار أنها‬
‫إلى خالدون وسيأتي في محله‪ - 4 .‬المكارم‪ :‬هذا دعاء آخر من مسببموعات‬
‫السيد ناصح الدين أبي البركات‪ :‬ومن دعاء السر يا محمد من أراد أن أرفع‬
‫صلته مضاعفة فليقل خلف كل ما افترضببت عليببه ويرفببع يببديه )يببا مبببدئ‬
‫السرار‪ ،‬ويا مبين الكتمان‪ ،‬ويا شارع الحكام‪ ،‬وياذارئ النعام‪ ،‬ويا خببالق‬
‫النام‪ ،‬ويا فارض الطاعة‪ ،‬وملزم الدين‪ ،‬ويا موجب التعبد‪،‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .327‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(*) .549‬‬

‫]‪[5‬‬

‫أسألك بحق تزكية كل صلة زكيتهببا وبحببق مببن زكتيهببا لببه‪ ،‬أن تجعببل صببلتي هببذه‬
‫زاكية متقبلة بتقبلكهببا‪ ،‬وتصببييرك بهببا دينببي زاكيببا‪ ،‬وإلهامببك قلبببي حسببن‬
‫المحافظة عليها حتى تجعلني من أهلها‪ ،‬الذين ذكرتهم بالخشوع فيها‪ ،‬أنببت‬
‫ولي الحمد كله‪ ،‬فل إله إل أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له ولببي‪ ،‬وأنببت‬
‫ولي التوحيد كله‪ ،‬فل إله إل أنت فلك التوحيد كله بكل توحيد أنت لببه ولببي‪،‬‬
‫وأنت ولي التهليل كله‪ ،‬فل إله أل أنت فلك التهليل كلببه بكببل تهليببل أنببت لببه‬
‫ولي‪ ،‬وأنت ولى التسبيح كله فل إله إل أنت فلك التسبيح كلببه‪ ،‬بكببل تسبببيح‬
‫أنت له ولي‪ ،‬وأنت ولي التكبير كله‪ ،‬فل إلببه إل أنببت فلببك التكبببير كلببه بكببل‬
‫تكبير أنت له ولي‪ ،‬رب عد علي في صلتي هذه برفعكها زاكية متقبلببة إنببك‬
‫أنت السميع العليم( فببانه إذا قبال‪ :‬ذلبك رفعببت صببلته مضبباعفة فببي اللببوح‬
‫المحفوظ )‪ .(1‬أقول‪ :‬هذا من أدعية السر أورده الشببيخ والكفعمببي )‪ (2‬فببي‬
‫كتابيه‪ ،‬وفيها يا محمد من أراد من امتببك أن أرفببع صببلته مضبباعفة فليقببل‬
‫خلف كل صلة افترضته عليه‪ ،‬وهو رافع يببديه آخببر كببل شببئ فببانه إذا قببال‬
‫ذلك رفعت له صلته مضاعفة في اللوح المحفوظ انتهى‪ ،‬فينبغي أن يقببرءه‬
‫آخر التعقيب كما ذكره الشيخ وغيره‪ - 5 .‬المكارم‪ :‬وإذا أردت النهوض من‬
‫التعقيب فقل‪) :‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسلم على المرسلين‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين( فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫من أراد أن يكتال بالمكيال الوفى‪ ،‬فليكن هببذا آخببر قببوله‪ ،‬فببان لببه مببن كببل‬
‫مسلم حسنة )‪ .(3‬وعن الحسن بن حماد‪ ،‬عببن الصببادق عليببه السببلم قببال‪:‬‬
‫من قال في دبر صلة الفريضة قبل أن يثني رجليه )استغفر ال الذي ل إلببه‬
‫إل هو الحي القيوم ذو الجلل والكرام وأتوب إليه( غفر ال له ذنوبه‪ ،‬ولو‬
‫كانت مثل زبد البحر‪ ،‬وفي خبر آخر من قاله في‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .230‬البلد المين ص ‪ (3) .515‬مكارم الخلق ‪.351‬‬

‫]‪[6‬‬

‫كل يوم غفر ال له أربعين كبيرة )‪ .(1‬أقول‪ :‬رواه في الكافي )‪ (2‬عببن الحسببين بببن‬
‫حماد بسند صحيح ‪ -‬والحسن غير موثق ‪ -‬إلى قوله مثل زبببد البحببر‪ ،‬وفببي‬
‫بعببض نسببخه )ذا الجلل( فقببوله الحببي والقيببوم ايضببا منصببوبان‪ ،‬والكببل‬
‫صفات للجللة وأما نسخه ذوا الجلل ورفع الحببي والقيببوم‪ ،‬فهببو إمببا رفببع‬
‫على المدح أو صفة للضمير على مذهب الكسببائي إذ المشببهور بيببن النحبباة‬
‫أن الضمير ل يوصف‪ ،‬وأجاز الكسائي وصف ضمير الغائب فببي نحببو قببوله‬
‫تعالى )ل إله إل هو العزيز الحكيم( وقولك‪ :‬مررت به المسكين‪ ،‬والجمهببور‬
‫يحملون مثله على البدلية إذ يجببوز البببدال مببن ضببمير الغبائب اتفاقببا‪- 6 .‬‬
‫فلح السائل‪ :‬باسناده إلى التلعكبري‪ ،‬عن هارون بن موسى‪ ،‬عن أحمد ابن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بببن عيسببى اليقطينببي‪ ،‬عببن‬
‫الحسن بن محبوب‪ ،‬عن وهب بن عبد ربه قال‪ :‬سببمعت أبببا عبببد الب عليببه‬
‫السلم يقول‪ :‬من سبح تسبيح الزهراء فاطمة عليهبا السببلم بببدأ وكبببر الب‬
‫عزوجببل أربعببا وثلثيببن تكبببيرة‪ ،‬وسبببحه ثلثببا وثلثيببن تسبببيحة‪ ،‬ووصببل‬
‫التسبيح بالتكبير‪ ،‬وحمد ال ثلثا وثلثين مرة‪ ،‬ووصببل التحميببد بالتسبببيح‪،‬‬
‫وقال بعد ما يفرغ من التحميببد‪) - :‬ل إلببه إل الب إن الب وملئكتببه يصببلون‬
‫على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسببلموا تسببليما‪ ،‬لبيببك ربنببا ليبك‬
‫وسعديك‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وعلى أهبل بيبت محمبد‪ ،‬وعلبى‬
‫ذرية محمد والسلم عليه وعليهم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬وأشببهد أن التسببليم‬
‫منا لهم‪ ،‬واليتمام بهم‪ ،‬والتصديق لهم‪ ،‬ربنا آمنا وصببدقنا واتبعنبا الرسبول‬
‫فاكتبنا مع الشباهدين‪ .‬اللهبم صبب البرزق علينبا صببا صببا‪ ،‬بلغبا للخبرة‬
‫والدنيا‪ ،‬من غير كد ولنكد‪ ،‬ولمن من أحد من خلقك‪ ،‬إل سببعة مببن رزقببك‪،‬‬
‫وطيبا من وسعك‪ ،‬من يدك الملى عفافا‪ ،‬لمن أيبدي لئام خلقبك‪ ،‬إنببك علبى‬
‫كل شئ قدير‪ ،‬اللهم اجعل النور في بصري‪ ،‬والبصببيرة فببي دينببي‪ ،‬واليقيببن‬
‫في قلبي‪ ،‬والخلص في عملي‪ ،‬والسعة في رزقي‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .363‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.521‬‬

‫]‪[7‬‬
‫وذكرك بالليل والنهار على لساني‪ ،‬والشكر لك أبدا ما أبقيتني‪ ،‬اللهم ل تجدني حيببث‬
‫نهيتني‪ ،‬وبارك لي فيما أعطيتني‪ ،‬وارحمني إذا توفيتني إنك علببى كببل شببئ‬
‫قدير( ‪ -‬غفر ال له ذنوبه كلها‪ ،‬وعافاه من يومه وساعته وشببهره وسببنته‬
‫إلى أن يحول الحول من الفقببر والفاقببة والجنببون والجببذام والبببرص‪ ،‬ومببن‬
‫ميتة السوء‪ ،‬ومن كل بلية تنزل مببن السببماء إلببى الرض‪ ،‬وكتببب لببه بببذلك‬
‫شهادة الخلص بثوابها إلى يوم القيامة‪ ،‬وثوابهببا الجنببة البتببة‪ .‬فقلببت لببه‪:‬‬
‫هذا له إذا قال ذلك في كل يوم من الحول إلببى الحببول ؟ فقببال‪ :‬ل ولكببن هببذا‬
‫لمن قال من الحول إلى الحول مرة واحدة يكتب له وأجزأ له إلى مثبل يببومه‬
‫وساعته وشهره من الحببول الجببائي الحببائل عليببه )‪ .(1‬بيببان‪) :‬إن التسببليم‬
‫منالهم( أي منحصر فيهم وكذا قرينتاها‪ ،‬والبلغ الكفايببة ذكببره الجببوهري‪،‬‬
‫وقال نكد عيشهم بالكسر ينكد نكدا إذا اشتد ورجل نكببد أي عسببر‪ - 7 .‬فلح‬
‫السائل‪ :‬ومن المهمات من يريد طول البقبباء أن يكببون مببن تعقيبببه بعببد كببل‬
‫صلة ما رواه أبو محمببد هبارون بببن موسببى‪ ،‬عبن أبببي الحسببين علببي بببن‬
‫محمد بن يعقوب العجلي الكسبائي‪ ،‬عبن علببي ببن الحسببن ببن فضبال‪ ،‬عبن‬
‫جعفر بن محمد بن حكيم‪ ،‬عن جميل ابن دارج قال‪ :‬دخل رجل إلى أبي عبببد‬
‫ال عليه السلم فقال له‪ :‬يا سيدي علت سني ومات أقاربي‪ ،‬وأنا خببائف أن‬
‫يدركني الموت وليس لي من آنس به وأرجع إليه‪ ،‬فقال له‪ :‬إن من إخوانببك‬
‫المؤمنين من هو أقرب نسبا أو سببا وانسك به خير من انسك بقريب ومببع‬
‫هذا فعليك بالدعاء‪ ،‬وأن تقول عقيب كل صلة‪) :‬الهم صل علببى محمببد وآل‬
‫محمد‪ ،‬اللهم إن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إنك قلت‪ :‬ما ترددت في شببئ أنببا‬
‫فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن‪ :‬يكره الموت وأكره مسبباءته‪،‬‬
‫اللهم فصل على محمد وآل محمد وعجل لوليك الفرج والعافية والنصر‪ ،‬ول‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪.137 - 135‬‬

‫]‪[8‬‬

‫تسؤني في نفسي‪ ،‬ول في أحد من أحبتي( أن شئت أن تسميهم واحدا واحدا فافعببل‪،‬‬
‫وإن شئت متفرقين وإن شئت مجتمعين‪ .‬قال الرجل‪ :‬والب لقبد عشببت حبتى‬
‫سئمت الحياة‪ ،‬قال أبو محمد هارون بببن موسببى رحمببه البب‪ :‬إن محمببد بببن‬
‫الحسن بببن شببمون البصببري كببان يببدعو بهببذا الببدعاء فعبباش مببائة وثمببان‬
‫وعشببرين سببنة فببي خفببض إلببى أن مببل الحيبباة فببتركه فمببات ‪ -‬ره ‪.(1) -‬‬
‫المكارم ودعوات الراوندي ومصباح الشببيخ وجنببة المببان والبلببد الميببن )‬
‫‪ :(2‬روي أن من دعا بهذا الببدعاء عقيببب كببل فريضببة وواظببب علببى ذلببك‪،‬‬
‫عاش حتى يمل الحياة‪ ،‬وفي المكارم إن رسولك الصادق المصدق صببلواتك‬
‫عليه وآله قال‪ ،‬وفي البلد المين اللهم إن الصببادق الميببن صبلى الب عليببه‬
‫وآله‪ ،‬قال‪ .‬والمصباح موافق للمتن‪ .‬بيان‪ :‬قيل في التردد الببوارد فببي الخبببر‬
‫وجببوه‪ :‬الول أن فببي الكلم إضببمارا‪ ،‬والتقببدير‪ :‬لببو جبباز علببى الببتردد مببا‬
‫ترددت في شئ كترددي في وفاة المؤمن‪ .‬الثاني أنببه لمبا جببرت العببادة بببأن‬
‫يتردد الشخص فببي مسبباءة مببن يحببترمه ويببوقره كالصببديق والخببل وأن ل‬
‫يتردد في مساءة من ليس له عنده قدر ول حرمة كالعببدو والموذيببات صببح‬
‫أن يعبببر بببالتردد والتببواني فببي مسبباءة الرجببل مببن تببوقيره واحببترامه‪ ،‬و‬
‫بعدمها عن إذلله واحتقاره‪ ،‬فالمعنى ليس لشئ من مخلوقبباتي عنببدي قببدر‬
‫وحرمببة‪ ،‬كقببدر عبببدي المببؤمن وحرمتببه‪ ،‬فببالكلم مببن قبيببل السببتعارة‬
‫التمثيليببة‪ .‬الثببالث أنببه قببد مببر أن ال ب سبببحانه يظهببر للعبببد المببؤمن عنببد‬
‫الحتضببار مببن اللطببف والكرامببة والبشببارة بالجنببة مببا يزيببل عنببه كراهببة‬
‫الموت‪ ،‬ويوجب رغبته في النتقال إلى دار القرار‪ ،‬فيقل تأذيه بببه‪ ،‬ويصببير‬
‫راضيا بنزوله‪ ،‬راغبا في حصوله‪ ،‬فأشبهت هذه المعاملة معاملة مببن يريببد‬
‫أن يؤلم حبيبه ألما يتعقبه نفع عظيم‪ ،‬فهو يتردد في أنه‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .167 - 168‬مكارم الخلق ص ‪ ،329‬البلد المين ص‬


‫‪.12‬‬

‫]‪[9‬‬

‫كيف يوصل ذلك اللم إليه على وجه يقل تأذيه به‪ ،‬فل يزال يظهر له ما يرغببه فيمببا‬
‫يتعقبه من اللذة الجسيمة‪ ،‬إلببى أن يتلقبباه بببالقبول‪ .‬وقببوله‪) :‬يكببره المببوت(‬
‫جملة مسببتأنفة كببأن سببائل يسببأل مببا سبببب الببتردد فبباجيب بببذلك‪ ،‬ويحتمببل‬
‫الحاليببة مببن المببؤمن‪ ،‬والمسبباءة مصببدر ميمببي مببن سبباءه إذا فعببل بببه مببا‬
‫يكرهه‪ .‬قبوله عليبه السبلم‪) :‬وإن شبئت متفرقيببن( أي فرقببت الحببة علبى‬
‫الصلوات )وإن شئت مجتمعين( أي ذكرت الجميع في كببل صببلة أو التفببرق‬
‫إعادة الفعل أعني لتسؤني في كل واحد‪ ،‬والجتماع عدمها أو الول ذكرهم‬
‫إفرادا والثاني ذكرهم أصنافا إذ المراد بالول ذكر بعضهم علببى الخصببوص‬
‫وبعضهم على العموم‪ ،‬وبالثاني ذكر جميعهم علببى العمببوم بلفببظ واحببد كمببا‬
‫في أصل الدعاء‪ ،‬وفي المصباح هكذا )في نفسي ول في أهلي ول في مببالي‬
‫ول فببي أحببد مبن أحببتي(‪ - 8 .‬فلح السبائل‪ :‬ومببن المهمببات البدعاء البذي‬
‫علمه النبي صلى ال عليه وآله لعلببي عليببه السببلم ليحفببظ كببل مببا يسببمع‪،‬‬
‫روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لمير المببؤمنين عليببه السببلم‪:‬‬
‫إذا أردت أن تحفظ كل ما تسمع وتقرأ فادع بهذا الدعاء في دبر كببل صببلة‪،‬‬
‫وهو )سببحان مبن ل يعتبدي علبى أهبل مملكتبه‪ ،‬سببحان مبن ل يأخبذ أهبل‬
‫الرض بألوان العذاب‪ ،‬سبحان الببرؤف الرحيببم‪ ،‬اللهببم اجعببل لببي فببي قلبببي‬
‫نورا وبصرا وفهما وعلما إنك على كل شئ قدير(‪ .‬ومن المهمات لمن يريد‬
‫قضاء الحاجات أن يقول إذا فرغ من الصلة ما رواه أبو محمد هببارون بببن‬
‫موسى ‪ -‬ره ‪ -‬عن علي بن محمد بن يعقوب الكسائي‪ ،‬عن الحسن بن علببي‬
‫بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ثعلبببه بببن ميمببون‪ ،‬عببن عبببد الملببك بببن عبببد الب‬
‫القمي‪ ،‬عن أخيه إدريس بن عبد ال قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال ب عليببه السببلم‬
‫يقول‪ :‬إذا فرغت من الصلة فقل‪ :‬اللهم إني أدينك بطاعتك ووليتك ووليببة‬
‫رسببولك صببلى ال ب عليببه وآلببه ووليببة الئمببة مببن أولهببم إلببى آخرهببم ‪-‬‬
‫وتسببميهم واحببدا واحببدا ‪ -‬وتقببول‪ :‬اللهببم إنببي أدينببك بطبباعتهم و وليتهببم‪،‬‬
‫والرضا بما فضلتهم به غير متكبر ول مسببتكبر علببى معنببى مببا أنزلببت فببي‬
‫كتابك‬

‫]‪[10‬‬

‫على حدود ما أتانا فيه وما لم يأتنا مؤمن معترف مسلم بذلك‪ ،‬راض بما رضيت بببه‪،‬‬
‫يا رب اريد به وجهك والدار الخرة‪ ،‬مرهوبا ومرغوبببا إليببك فيببه‪ ،‬فببأحيني‬
‫على ذلك وأمتني إذا أمتني علببى ذلببك‪ ،‬وابعثنببي علببى ذلببك‪ ،‬وإن كببان منببي‬
‫تقصير فيما مضى فاني أتوب إليك منه وأرغب إليك فيما عندك‪ ،‬وأسألك أن‬
‫تعصمني بوليتك عن معصيتك ول تكلني إلى نفسي طرفة عين ول أقل مببن‬
‫ذلك ول أكثر إن النفببس لمببارة بالسببوء إل مببا رحمببت يببا أرحببم الراحميببن‬
‫وأسألك أن تعصمني بطاعتك حتى تتوفاني عليهببا‪ ،‬وأنببت عنببي راض‪ ،‬وأن‬
‫تختم لي بالسعادة‪ ،‬ول تحولني عنها أبدا‪ ،‬ولقوة إل بك‪ ،‬اللهببم إنببي أسببئلك‬
‫بحرمة وجهك الكريم‪ ،‬وبحرمبة اسبمك العظيبم‪ ،‬وبحرمبة رسبولك صبلواتك‬
‫عليه وآله‪ ،‬وبحرمة أهل بيت رسولك عليهم السلم ‪ -‬وتسميهم ‪ -‬أن تصلي‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بي كذا وكذا‪ ،‬وتببذكر حوائجببك )‪ (1‬إنشبباء‬
‫ال‪ .‬مصباح الشيخ‪ :‬مثله ذكره فببي سببياق الدعيببة مببن غيببر إسببناد‪ ،‬ومببن‬
‫قوله )أن تعصمني بطاعتك( إلى قوله )اللهم إني أسئلك( لم يكببن فببي نسببخ‬
‫فلح السائل‪ ،‬وكان في المصباح وغيره فالحقناه‪ ،‬ومن قوله )فيمببا مضببى(‬
‫إلى قوله )بوليتك( لم يكن فببي المصببباح ولعلببه سببقط مببن النسبباخ‪ ،‬ورواه‬
‫الشيخ في التهذيب )‪ (2‬في أدعية نوافل شهر رمضان عن علببي بببن حبباتم‪،‬‬
‫عن محمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عببن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن عبد الملك القمي‪ ،‬عن أخيه عنه مثله وسببيأتي‪ .‬بيببان‪:‬‬
‫قببوله عليببه السببلم‪) :‬علببى معنببى مببا أنزلببت( لعببل المعنببى أو مببن بهببم‬
‫وبفضائلهم على الوجه الذي أنزلته في كتابك‪ ،‬وإن لم يحببط بببه علمببي ولببم‬
‫أفهمه من الكتاب‪ ،‬والحاصل أني ل احيط علما بفضائلهم وبشرائط طبباعتهم‬
‫وحدوددها‪ ،‬فاومن بذلك مجمل‪ ،‬ويحتمل تعلقببه بقببوله )ول مسببتكبر( أي ل‬
‫أتكبر على شئ من معاني كتابك على الحدود التي أحطنا بهببا‪ ،‬أو لببم نحببط‪،‬‬
‫بل أقبل جميعها واذعن بهببا‪ ،‬وأعببزم علببى التيببان بهببا‪ ،‬ويحتمببل أن يكببون‬
‫المعنى أدين بما أتانا به إثباتا‪ ،‬وبما لم يأتنا به نفيا والول أظهر‪.‬‬
‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .168‬التهذيب ج ‪ 3‬ص ‪ 99‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[11‬‬

‫‪ - 9‬فلح السببائل‪ :‬ومببن المهمببات فببي تعقيببب الصببلة لزيببادة السببعادات القتببداء‬
‫بالصادق عليه السلم فيما نذكره من الدعوات كما روي عن أبببي عبببد ال ب‬
‫عليه السلم قال‪ :‬دخلت على أبي يوما وهو يصدق على فقراء أهل المدينببة‬
‫بثمانية آلف دينار‪ ،‬وأعتق أهل بيت بلغببوا أحببد عشببر مملوكببا‪ ،‬فكببان ذلببك‬
‫أعجبني‪ ،‬فنظر إلى ثم قال‪ :‬هل لك في أمر إذا فعلتببه مببرة واحببدة خلببف كببل‬
‫صلة مكتوبة كان أفضل مما رأيتني صنعت‪ ،‬ولو صببنعته كببل عمببر نببوح ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬ما هو ؟ قال‪ :‬تقول خلف الصلة‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحببده ل‬
‫شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي بيده الخير وهو‬
‫على كببل شببئ قبدير‪ ،‬ولحببول ول قببوة إل بببال العلببي العظيببم‪ ،‬سبببحان ذي‬
‫الملببك والملكببوت‪ ،‬سبببحان ذي العببزة والجبببروت‪ ،‬سبببحان ذي الكبريبباء‬
‫والعظمة‪ ،‬سبحان الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان ربي العلببى‪ ،‬سبببحان ربببي‬
‫العظيببم‪ ،‬سبببحان ال ب وبحمببده‪ ،‬كببل هببذا قليببل يببا رب وعببدد خلقببك وملببء‬
‫عرشبك‪ ،‬ورضبا نفسبك ومبلبغ مشبيتك وعبدد مبا أحصبى كتاببك وملبء مبا‬
‫أحصى كتابك وزنة مببا أحصببى كتابببك ومثببل ذلببك أضببعافا ل تحصببى وعببدد‬
‫خلقك وملء خلقك وزنة خلقك ومثببل ذلببك أضببعافا ل تحصببى وعببدد بريتببك‬
‫وملء بريتك وزنة بريتك ومثل ذلك أضعافا ل تحصى وعدد مببا تعلببم وزنببة‬
‫ما تعلم وملء ما تعلم ومثل ذلك أضعافا ل تحصببى‪ ،‬وان التحميببد والتعظيببم‬
‫والتقديس والثناء والشكر والخير والمدح والصلة علببى النبببي وأهببل بيتببه‬
‫صببلى الب عليببه وعليهببم مثببل ذلببك وأضببعاف ذلببك وعببدد مبباخلقت وذرأت‬
‫وبرأت وعدد ما أنببت خببالقه مببن شببئ وملببء ذلببك كلببه وأضببعاف ذلببك كلببه‬
‫أضعافا لو خلقتهم فنطقوا بذلك منذ قط إلى البد ل انقطاع له يقولون كببذلك‬
‫ول يسأمون ول يفترون أسرع من لحظ البصر وكما ينبغي لك وكما أنت له‬
‫أهل وأضعاف ما ذكرت وزنة ما ذكرت وعدد ما ذكرت ومثل جميع ذلك كببل‬
‫هذا قليل يا إلهي تباركت وتقدست وتعاليت علوا كبيرا يا ذا الجلل والكرام‬
‫أسببألك علببى إثببر هببذا الببدعاء بأسببمائك الحسببنى وأمثالببك العليببا وكلماتببك‬
‫التامات أن تعافيني في الدنيا والخرة قال أبويحيى سببمعت أبببا جعفببر عليببه‬
‫السلم يقول‪ :‬الدعاء هذا مستجاب )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل‪ 169 :‬و ‪.170‬‬

‫]‪[12‬‬
‫بيان‪) :‬يصدق( بتشديد الصاد والدال أي يتصبدق قلببت التباء صبادا وادغمببت‪ ،‬وفبي‬
‫التنزيل الكريببم إن المصبدقين والمصببدقات( )‪ (1‬والمصبدق ببالتخفيف آخبذ‬
‫الصدقات وبالتشديد معطيها‪ ،‬والملكبوت مبأخوذ مبن الملبك كبالجبروت مبن‬
‫الجبر‪ ،‬وقد يطلق الملكوت على السماويات‪ ،‬والملك على الرضببيات‪ ،‬وقيببل‬
‫الملكوت المجردات‪ ،‬والملك الماديات‪ ،‬وفي النهاية الكبرياء العظمة والملك‬
‫وقيل‪ :‬هي عبارة عن كمال الذات وكمببال الوجببود‪ ،‬ول يوصببف بهببا إل الب‬
‫تعالى‪ .‬قوله عليه السلم )وعدد خلقك( أي اريد أن اسبحك بتلك التسبيحات‬
‫بهذا العدد‪ ،‬أو أنت مستحق لها بهذا العدد )وملء عرشك( تشبببيه للمعقببول‬
‫بالمحسوس )ورضا نفسك( أي اسبحك بعدد ترضى به عني‪ ،‬وبعدد يبلغ ما‬
‫شئته وأردته من خلقك‪ ،‬أو يوافق عدد مشياتك في خلقببك وهببي ل تتنبباهى‪،‬‬
‫والكتاب اللوح أو القرآن‪ ،‬وقط ظرف زمان لستغراق مببا مضببى‪ ،‬ويختببص‬
‫بأصل وضعه بالنفي‪ ،‬وقببد يسببتعمل فببي الثبببات‪ ،‬قببال الفيببروز آبببادي‪ :‬قببط‬
‫للنفي في الزمان الماضي‪ ،‬وفي مواضع من البخاري جاء بعد المثبت وفببي‬
‫سنن أبي داود توضأ ثلثا قط وأثبته ابن مالك في الشواهد انتهى وقد يقرء‬
‫قط بمعنى قطع كناية عببن الخلببق‪ ،‬والول أظهببر‪ - 10 .‬فلح السبائل‪ :‬ومببن‬
‫المهمات المتثال لقول مولنا الصادق جعفر بن محمد صلوات ال ب عليهمببا‬
‫في الدعاء عقيب كل فريضة كما رواه أبو الفرج محمد بن موسى بببن علببي‬
‫القزويني‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن يحيببى العطببار فببي كتببابه علببى يببدي أبببي‬
‫محمد الحداد‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري‪ ،‬عن أحمد بن مالك بن‬
‫الحارث الشتر‪ ،‬عن محمد ابن عثمان‪ ،‬عن أبي بصببير‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب‬
‫عليه السلم قال‪ :‬تدعو في أعقاب الصلوات الفرائض بهذه الدعيببة‪ :‬اللهببم‬
‫إني أسألك بحق محمد وآل محمد براءة من النار‪ ،‬فاكتب لنببا براءتنببا‪ ،‬وفببي‬
‫جهنم فل تجعلنا‪ ،‬وفي عذابك وهوانك فلتبتلنا‪ ،‬ومببن الضببريع والزقببوم فل‬
‫تطعمنا‪ ،‬ومع الشياطين في النار فل تجمعنببا‪ ،‬وعلببى وجوهنببا فببي النببار فل‬
‫تكببنا‪ ،‬ومن ثياب النار وسرابيل‬

‫)‪ (1‬الحديد‪(*) .18 :‬‬

‫]‪[13‬‬

‫القطران فل تلبسنا‪ ،‬ومن كل سوء يا ل إله إل أنت يوم القيامة فنجنا‪ ،‬وبرحمتك فببي‬
‫الصببالحين فأدخلنببا‪ ،‬وفببي علييببن فارفعنببا‪ ،‬وبكببأس مببن معيببن وسلسبببيل‬
‫فاسقنا‪ ،‬ومن الحور العين برحمتك فزوجنا‪ ،‬ومن الولببدان المخلببدين كببأنهم‬
‫لؤلوء مكنون مثنور فأخدمنا‪ ،‬ومن ثمار الجنة ولحوم الطير فأطعمنا‪ ،‬ومبن‬
‫ثياب الحرير والسندس والستبرق فاكسنا‪ ،‬وليلة القدر وحببج بيتببك الحببرام‬
‫فارزقنا‪ ،‬وسددنا‪ ،‬وقربنا إليك زلفى‪ ،‬وصالح الدعاء والمسألة فاستجب لنا‪.‬‬
‫يا خلقنا اسمع لنا‪ ،‬واسببتجب‪ ،‬وإذا جمعببت الوليببن والخريببن يببوم القيامببة‬
‫فارحمنا‪ ،‬يا رب عز جارك‪ ،‬وجل ثناؤك‪ ،‬ول إله غيرك )‪ .(1‬بيان‪ :‬الضببريع‬
‫والزقوم من طعام أهل النار أعاذنا ال منها‪ ،‬وقال سبحانه‪) :‬سببرابيلهم مببن‬
‫قطران( )‪ (2‬السربال القميص‪ ،‬والقطران بفتببح القبباف وكسببر الطبباء الببذي‬
‫يطلى به البل التي بها الجرب‪ ،‬فيحرق بحببدته وحرارتببه الجببرب يتخببذ مببن‬
‫حمل شجر العرعر فيطبخ بمبباء ثببم يهنببأ بببه‪ ،‬وسببكون الطبباء وفتببح القبباف‬
‫وكسرها لغة‪ ،‬وقرئ )من قطرآن( أي نحاس قد انتهبى حبره‪) .‬ومبن كبأس(‬
‫مأخوذ من قبوله تعبالى‪) :‬يطباف عليهبم بكبأس مببن معيبن( )‪ (3‬أي شبراب‬
‫معين أو نهر معيببن أي ظباهر للعيببون‪ ،‬أو خببارج مببن العيببون‪ ،‬وهببو صببفة‬
‫الماء من عان الماء إذا نبع‪ ،‬وصف به خمر الجنة لنها تجري كالماء ذكره‬
‫البيضاوي وقال‪ :‬في قوله تعالى‪) :‬عينا فيها تسمى سلسبيل( )‪ (4‬السلسة‬
‫انحببدارها فببي الحلببق‪ ،‬والسببهولة مسبباغها يقببال شببراب سلسببل وسلسببال‬
‫وسلسبيل‪ ،‬والحور جمع الحوراء‪ ،‬وهي التي اشتد بياض عينها وسببوادها‪،‬‬
‫وقيل الحوراء البيضاء‪ ،‬والعيناء عظيم العينين‪ .‬ومن الولدان المخلببدين أي‬
‫المبقين ولدانا ل يتغيرون ول يشيبون‪ ،‬وقيل‪:‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .176‬ابراهيببم‪ (3) .50 :‬الصببافات‪ (4) .45 :‬النسببان‪:‬‬
‫‪.18‬‬

‫]‪[14‬‬

‫أي المقرطين‪ ،‬وتشبيههم باللؤلوء المنثور لصببفاء ألببوانهم وكببثرتهم وانبثبباثهم فببي‬
‫مجالسهم وانعكاس شببعاع بعضببهم إلببى بعببض‪ ،‬والسببندس‪ :‬رقيببق الببديباج‬
‫والحرير‪ ،‬والستبرق غليظه‪ ،‬أو ديباج يعمل بالذهب )عز جارك( الجار من‬
‫أمنتببه‪ ،‬أي مببن دان فببي أمانببك فهببو عزيببز غببالب‪ .‬أقببول‪ :‬أورد الشببيخ فببي‬
‫المصباح هذا الدعاء فببي التعقيبببات المختصببة بصببلة الظهببر وفيببه )وليلببة‬
‫القببدر فارحمنببا وحببج بيتببك( الببخ‪ - 11 .‬فلح السببائل‪ :‬ومببن المهمببات بعببد‬
‫فراغه من الصلوات لتلفي ما يكون حصل فيها من الغفلت والجنايات مببن‬
‫كتاب أحمد بن عبد ال بن خابنه‪ ،‬وقد ذكر جدي السعيد أبو جعفر الطوسببي‬
‫في كتاب الفهرست أنه من أصحابنا الثقببات‪ ،‬وروى لنببا العمببل بمببا تضببمنه‬
‫كتابه في الدعوات‪ :‬حدث أبو محمد هارون بن موسى رحمة ال عليببه عببن‬
‫أبي علي الشعري وكان قائدا من القواد عببن سببعد بببن عبببد الب الشببعري‬
‫قال‪ :‬عرض أحمد بن عبد ال بن خانبه كتابه على مولنا أبي محمد الحسن‬
‫بن علي بن محمد صاحب العسكر الخر فقببرأه وقببال صببحيح فبباعملوا بببه‪،‬‬
‫فقال أحمد بببن خببانبه فببي كتبابه المشببار إليببه فببي البدعاء و المناجبات بعببد‬
‫الفراغ من الصلة يقول‪) :‬اللهببم لببك صببليت‪ ،‬وإيبباك دعببوت‪ ،‬وفببي صببلتي‬
‫ودعببائي مببا قببد علمببت مببن النقصببان‪ ،‬والعجلببة والسببهو والغفلببة والكسببل‬
‫والفببترة والنسببيان والمدافعببة والريبباء والسببمعة والريببب والفكببرة والشببك‬
‫والمشغلة‪ ،‬واللحظة الملهية عببن إقامببة فرائضببك‪ ،‬فصببل علببى محمببد وآلببه‬
‫واجعببل مكببان نقصببانها تمامببا‪ ،‬وعجلببتي تثبتبباء تمكنببا‪ ،‬وسببهوي تيقظببا‪،‬‬
‫وغفلتي تذكرا‪ ،‬وكسلي نشاطا‪ ،‬وفتوري قوة‪ ،‬ونسياني محافظة‪ ،‬ومدافعتي‬
‫مواظبة‪ ،‬وريائي إخلصا‪ ،‬وسمعتي تسترا‪ ،‬وريبي بيانا‪ ،‬وفكببري خشببوعا‪،‬‬
‫وشكي يقينا‪ ،‬وتشاغلي فراغا‪ ،‬ولحبباظي خشببوعا فبباني لببك صببليت‪ ،‬وإيبباك‬
‫دعوت‪ ،‬ووجهك أردت‪ ،‬وإليك تببوجهت‪ ،‬وبببك آمنببت‪ ،‬وعليببك تببوكلت‪ ،‬ومببا‬
‫عندك طلبت‪ ،‬فصل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعل لببي فببي صببلتي ودعببائي‬
‫رحمببة وبركببة تكفببر بهببا سببيئاتي‪ ،‬وتضبباعف بهببا حسببناتي‪ ،‬وترفببع بهببا‬
‫درجتي‪ ،‬و تكرم بها مقامي‪ ،‬وتبيض بها وجهي‪ ،‬وتحط بهببا وزري‪ ،‬وتقبببل‬
‫بها فرضي ونفلي‪.‬‬

‫]‪[15‬‬

‫اللبم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واحطط بها وزري‪ ،‬واجعل ما عندك خيرا لببي ممببا‬
‫ينقطع عنببي‪ ،‬الحمببد لب الببذي قضببى عنببي صببلتي إن الصببلة كببانت علببى‬
‫المؤمنين كتابا موقوتا‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬الحمد ل الببذي هببدانا لهببذا ومببا‬
‫كنا لنهتدي لو ل أن هدانا ال‪ ،‬الحمد ل الذي أكرم وجهي عببن السببجود إل‬
‫له‪ ،‬اللهم كما أكرمببت وجهببي عببن السببجود إل لببك‪ ،‬فصببل علببى محمببد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وصنه عن المسألة إل منك‪ .‬اللهببم صببل علببى محمببد وآلببه‪ ،‬وتقبلهببا‬
‫مني بأحسن قبولك‪ ،‬ول تؤاخذني بنقصانها وماسها عنه قلبي منها‪ ،‬فتممببه‬
‫لي برحمتك يا أرحبم الراحميببن‪ ،‬اللهببم صببل علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬اولببي‬
‫المر الذين أمببرت بطباعتهم‪ ،‬واولبى الرحبام البذين أمبرت بصببلتهم وذوي‬
‫القربى الذين أمرت بمودتهم‪ ،‬وأهل الذكر الذين أمرت بمسألتهم‪ ،‬والمببوالي‬
‫الذين أمرت بمببوالتهم‪ ،‬ومعرفببة حقهببم‪ ،‬وأهببل البببيت الببذين أذهبببت عنهببم‬
‫الرجس و طهرتهم تطهيرا‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعل ثببواب‬
‫صببلتي وثبواب مجلسببي رضبباك والجنبة واجعببل ذلبك كلبه خالصبا مخلصببا‬
‫يوافق منك رحمة وإجابه‪ ،‬وافعل بي جميع ما سألتك من خير‪ ،‬وزدنببي مببن‬
‫فضلك إني إليك من الراغبين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا ذا المن الذي ل ينقطببع‬
‫أبدا‪ ،‬يا ذا المعروف الذي ل ينفد أبدا‪ ،‬يا ذا النعماء التي ل تحصى عددا‪ ،‬يببا‬
‫كريم يا كريم يا كريم‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعلنببي ممببن آمببن بببك‬
‫فهديته‪ ،‬وتوكببل عليببك فكفيتببه‪ ،‬وسببألك فببأعطيته‪ ،‬ورغببب إليببك فأرضببيته‪،‬‬
‫وأخلص لك فأنجيته‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمببد واحللنببا دار المقامببة‬
‫من فضلك ل يمسنا فيهببا نصببب ول يمسببنا فيهببا لغببوب‪ ،‬اللهببم إنببي أسببألك‬
‫مسألة الذليل الفقير أن تصلي على محمد واله وأن تغفر لي جميببع ذنببوبي‪،‬‬
‫وتقلبني بقضاء جميببع حببوائجي إليببك‪ ،‬إنببك علببى كببل شببئ قببدير‪ .‬اللهببم مببا‬
‫قصرت عنه مسألتي‪ ،‬وعجزت عنه قوتي‪ ،‬ولم تبلغه فطنتي‪ ،‬مبن أمبر تعلبم‬
‫فيه صلح أمر دنياي وآخرتي‪ ،‬فصل على محمد وآل محمد وافعله بي‪ ،‬يبال‬
‫إله إل‬

‫]‪[16‬‬

‫أنت‪ ،‬بحق ل إله إل أنت‪ ،‬برحمتك في عافية‪ ،‬ما شاء ال ول حول ول قببوة إل بببال‪.‬‬
‫قال السيد رضي ال عنه‪ :‬روي هذا الدعاء عن مولنا علي بببن أبببي طببالب‬
‫عليه السلم من أوله إلى قوله في الدعاء كانت على المؤمنين كتابا موقوتا‬
‫ثم قال‪ :‬يا أرحم الراحميببن‪ ،‬وفببي الروايببتين اختلف )‪ .(1‬مصببباح الشببيخ‪:‬‬
‫وغيره مرسل مثله‪ ،‬وجعلببه الكببثر ممببا يختببم بببه التعقيببب )‪] (2‬وهببو مببن‬
‫أدعيه السر رواه الكفعمي )‪ (3‬فيها وفيه )يا محمد ومبن أراد مبن امتببك أن‬
‫ل يحول بين دعائه وبينبي حبائل وأن اجيببه لي أمبر شباء عظيمبا كبان أو‬
‫صغيرا في السر والعلنية إلى أو إلى غيري‪ ،‬فليقل آخر دعائه يا ل المببانع‬
‫إلى آخر الدعاء[‪ .‬توضببيح‪ :‬قببال فببي النهايببة فببي حببديث ابببن مسببعود‪ :‬إنببه‬
‫مرض وبكى فقال‪ :‬إنما أبكي لنه أصابني على حال فترة‪ ،‬ولببم يصبببني فببي‬
‫حال اجتهاد‪ ،‬أي في حال سكون و تقليببل مببن العببادات والمجاهببدات انتهببى‬
‫والمدافعببة عببدم انقيبباد النفببس للطاعببة‪ ،‬والريببب فببي بعببض النسببخ بالببباء‬
‫الموحببدة وفببي بعضببها بالثبباء والمثلثببة‪ ،‬وهببو البطبباء وكببذا النسببختان‬
‫موجودتان في قوله )وريبي بيانا( والبيان بالول أنسب‪ ،‬وفي بعض النسخ‬
‫ثباتا فهو أنسب بالثاني‪ ،‬ول يبعد أن يكون بياتا أي أبيت علببى العمببل وآتببي‬
‫به بياتا‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬اللحاظ بالكسر مصدر ل حظته إذا راعيته‪ .‬قببوله‪:‬‬
‫)دار المقامة( أي دار القامة )من فضلك( أي من إنعامك وتفضيلك من غير‬
‫أن يجب عليك شئ )فيها نصب( أي تعب )ول يمسببنا فيهببا لغببوب( أي كلل‬
‫وإعياء‪ .‬أقول‪ :‬الظاهر أن الرواية التي أشار إليها عن أمير المؤمنين عليببه‬
‫السلم ما نرويه بعد ذلك عن الكتبباب العببتيق وكببثيرا مببا يببروي السببيد عببن‬
‫الكتاب المذكور في كتبه وإنما أعدناها للختلف الكثير بينهما‪.‬‬

‫)‪ (1‬فلح السببائل ص ‪ (2) .185 - 183‬البلببد الميببن ‪ (3) .23 - 22‬مببا رواه‬
‫الكفعمبي فبي البلبد الميبن ص ‪ 23‬هامشبا ومتنبا وص ‪ 510 - 509‬فبي‬
‫أدعية السر ليس هببذا الببدعاء الببذي نقببل بطببوله‪ ،‬بببل سببيجئ تحببت الرقببم‬
‫التي‪ 12 :‬فما جعلناه بين العلمتين مقتحم في البين زائد يجب أن يضرب‬
‫عليه‪.‬‬

‫]‪[17‬‬
‫‪ - 12‬فلح السائل ومصباح الشيخ والبلد المين‪ :‬ثم قل‪ :‬يا ل المببانع قببدرته خلقببه‪،‬‬
‫والمالك بها سلطانه‪ ،‬والمتسلط بما في يديه‪ ،‬كل مرجو دونببك يخيببب رجباء‬
‫راجيه‪ ،‬وراجيك مسرور ل يخيب‪ ،‬أسألك بكل رضا لك من كل شئ أنت فيببه‬
‫وبكل شئ تحب أن تذكر به‪ ،‬وبك يا ال فليس يعد لببك شببئ أن تصببلي علببى‬
‫محمد وآل محمد وأن تحببوطني وإخببواني وولببدي وتحفظنببي بحفظببك‪ ،‬وأن‬
‫تقضي حاجتي في كذا وكذا وتذكر ما تريد‪ .‬فقببد روي عببن النبببي صببلى الب‬
‫عليه وآله أنه قال إذا قال ذلك قضيت حاجته من قبببل أن يببزول )‪ .(1‬أقببول‪:‬‬
‫قببال فببي البببد الميببن )‪ (2‬هببذا الببدعاء عظيببم الشببأن‪ ،‬رفيببع المنزلببة‪ ،‬ففببي‬
‫الحديث القدسي‪ :‬يا محمد من أحب من امتك أن ل يحول بين دعببائه وبينببي‬
‫حببائل‪ ،‬و أن ل اخيبببه لي أمببر شبباء‪ ،‬عظيمببا كببان أو صببغيرا فببي السببر‬
‫والعلنية‪ ،‬إلى أو إلى غيري فليقل آخر دعائة‪ :‬يا ال إلبى آخببره‪ ،‬وهببو مببن‬
‫أدعية السر‪ - 13 .‬فلح السائل‪ :‬ومن المهمات الدعاء بآخر ما يدعا به بعد‬
‫الصلوات حدث أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الببزراري ‪ -‬ره ‪ -‬رفعببه‬
‫قال‪ :‬هذا الدعاء يجب أن يكون آخر ما يبدعا ببه بعبد الصبلوات )اللهبم إنبي‬
‫وجهببت وجهببي إليببك‪ ،‬وأقبلببت بببدعائي عليببك راجيببا إجابتببك‪ ،‬طامعببا فببي‬
‫مغفرتك‪ ،‬طالبا ماوأيت به على نفسك‪ ،‬مستنجزا وعدك‪ ،‬إذ تقببول )ادعببوني‬
‫أستجب لكم( فصل على محمد وآل محمبد‪ ،‬وأقببل إلبى بوجهبك‪ ،‬واغفبر لبي‬
‫وارحمني‪ ،‬واستجب دعائي‪ ،‬يا إله العالمين )‪ - 14 .(3‬كتاب فضائل الشيعة‬
‫للصدوق‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علببي بببن‬
‫فضال‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ ،185‬البلد المين ص ‪ (2) .23‬هذا الكلم في هامش الصفحة‬
‫المذكورة‪ ،‬وأما في طى دعبباء السببر فقببد مببر أنببه منقببول فببي ص ‪ 509‬و‬
‫‪ (3) .510‬فلح السائل‪ ،186 - 185 :‬وتراه في البلد المين ص ‪.23‬‬

‫]‪[18‬‬

‫عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إذا قام المؤمن في الصببلة‪ ،‬بعببث الب الحببور العيببن‬
‫حتى يحدقن به‪ ،‬فإذا انصرف ولم يسأل ال منهن تفرقن‪ ،‬وهببن متعجبببات )‬
‫‪ .(1‬أعلم الدين والعدة‪ :‬عن أبي حمزة مثله )‪ - 15 .(2‬كنز الكراجكى‪ :‬عن‬
‫أحمد بن محمد الهروي‪ ،‬عن إسماعيل بن مجيد‪ ،‬عن علبي بببن الحسبن ببن‬
‫الجنيد‪ ،‬عبن المعافبا بببن سبليمان‪ ،‬عبن زهيببر ببن معاويبة‪ ،‬عبن محمببد بببن‬
‫حجارة‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان رسول ال ب صببلى ال ب عليببه‬
‫وآله يدعو في أثر الصلوات فيقول‪) :‬اللهم إني أعوذ بببك مببن علببم ل ينفببع‪،‬‬
‫وقلب ل يخشع‪ ،‬ونفس ل تشبع‪ ،‬ودعاء ل يسمع‪ ،‬اللهم إنببي أعببوذ بببك مببن‬
‫هؤلء الربع‪ - 16 .‬أعلم الدين‪ :‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صببلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من قال )سبحان ال حيببن تمسببون( يعنببي صببلتي المغببرب‬
‫والعشاء )وحين تصبببحون( صببلة الغببداة )وعشببيا( صببلة العصببر )وحيببن‬
‫تظهرون( صلة الظهر‪ ،‬هذه الية تجمع صببلواتكم الخمببس‪ ،‬فمببن قببرأ هببذه‬
‫الثلث اليات من سورة الروم وآخر الصافات )‪) (3‬سبحان ربك رب العببزة‬
‫عما يصفون( ثلث مرات دبر صلة المغرب أدرك ما فببات فببي يببومه ذلببك‪،‬‬
‫وقبلت صلته فان قرأها دبر كل صلة يصليها من فريضة أو تطوع كتب له‬
‫من الحسنات عدد نجوم السماء وقطبر المطبر‪ ،‬وعبدد ورق الشبجر‪ ،‬وعبدد‬
‫تراب الرض‪ ،‬فإذا مات اجري له بكل حسنة عشر حسنات في قببره‪ .‬بيبان‪:‬‬
‫الثلث اليببات مببن الببروم هببي هببذه )فسبببحان ال ب حيببن تمسببون وحيببن‬
‫تصبحون * وله الحمبد فبي السبموات والرض وعشبيا وحيبن تظهبرون *‬
‫يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيببي الرض بعببد موتهببا‬
‫وكذلك تخرجون( ويحتمل‬

‫)‪ (1‬فضائل الشيعة رقم الحديث ‪ (2) .35‬عدة البداعي‪ (3) .44 :‬الظباهر أنبه يريبد‬
‫بببالثلث آيببات آيببتين مببن سببورة الببروم‪ 18 - 17 :‬وثببالث الثلثببة آيببة‬
‫الصافات‪ ،‬ال أن الراوى اضطرب كلمه في نقل معنى الحديث ذيل كما في‬
‫صدر الحديث‪.‬‬

‫]‪[19‬‬

‫أن يكون إلى تظهرون عندهم ثلث آيات‪ - 17 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسببن‪،‬‬
‫عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبببد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬قببال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل ينفتل العبد من صلته حتى يسأل ال الجنة‪،‬‬
‫ويستجير به من النار‪ ،‬ويسأله أن يزوجه من الحور العين )‪ .(1‬وقال عليببه‬
‫السلم‪ :‬اعطي السمع أربعة‪ :‬النبي صلى ال عليببه وآلببه‪ ،‬والجنببة‪ ،‬والنببار‪،‬‬
‫والحور العين‪ ،‬فإذا فرغ العبد من صلته فليصل علببى النبببي وآلببه‪ ،‬ويسببئل‬
‫ال الجنة ويستجير بال من النار ويسئله أن يزوجه من الحور العين‪ .‬فببانه‬
‫من صلى على النبي صبلى الب عليببه وآلبه رفعبت دعببوته‪ ،‬ومبن سبأل الب‬
‫الجنة قالت الجنة يا رب أعط عبدك ما سأل‪ ،‬ومن اسببتجار مببن النببار قببالت‬
‫النار يا رب أجر عبدك مما استجارك‪ ،‬ومن سأل الحور العيببن قلببن الحببور‪:‬‬
‫يا رب أعط عبدك ما سأل )‪ - 18 .(2‬ثواب العمال ومجالس الصدوق‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عببن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن عمرو بن نهيك عن سلم المكببى‬
‫عن أبي جعفر الباقر قال‪ :‬أتى رجل النبي صلى ال عليه وآله يقال له شيبة‬
‫الهذلى‪ ،‬فقال‪ :‬يارسول ال إني شيخ قببد كبببرت سببنى‪ ،‬وضببعفت قببوتي عببن‬
‫عمل كنت عودته نفسي من صلة وصببيام وحببج وجهبباد‪ ،‬فعلمنببي يارسببول‬
‫ال صلى ال عليه وآله كلما ينفعنبي الب ببه‪ ،‬وخفببف علبى يارسبول الب‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أعدها فأعادها ثلث مرات‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآلببه‪ :‬مببا‬
‫حولك شجرة ولمدرة إل وقببد بكببت مببن رحمتببك‪ ،‬فببإذا صببليت الصبببح فقببل‬
‫عشر مرات )سبحان الب العظيببم وبحمببده ولحببول ول قببوة إل بببال العلببى‬
‫العظيم( فان ال عزوجل يعافيك بذلك من العمببى والجنببون والجببذام والفقببر‬
‫والهرم‪ .‬فقال‪ :‬يارسول ال هذا للدنيا فما للخرة ؟ فقال‪ :‬تقول فببي دبببر كببل‬
‫صلة‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .16‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.165‬‬

‫]‪[20‬‬

‫)اللهم اهدني من عندك‪ ،‬وأفض علي من فضلك‪ ،‬وانشببر علببي مببن رحمتببك‪ ،‬وأنببزل‬
‫علببي مببن بركاتببك( قبال فقبببض عليهببن بيببده‪ ،‬ثببم مضببى‪ ،‬فقببال رجببل لبببن‬
‫عباس‪ :‬ما أشد ما قبض عليها خالك‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليببه وآلببه‪ :‬أمببا‬
‫إنه إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمدا فتحت له ثمانية أبببواب الجنببة‬
‫يدخلها من أيهببا شبباء )‪ .(1‬توضببيح‪ :‬الهببذلى بضببم الهباء والبذال المعجمببة‬
‫منسوب إلى هذيل بالضببم طائفببة‪ ،‬وقيبباس النسبببة إلبى فعيبل فعيلبى باثبببات‬
‫الياء لفعلى وإنما تحذف الياء مببن فعيلببة غيببر المضبباعفة كجهنببي فقببولهم‬
‫هذلي وجهمى شاذ )فقال أعدها( أي أعد تلك الكلمات أو أعد حكاية ضببعفك‬
‫أو مسألتك )فأعادها ثلث مرات( لعل فيه تغليبا‪ ،‬والمببراد ذكرهببا ثلثببا وإن‬
‫حملت العادة على معناها فالببذكر وقببع أربعببا‪) .‬والمببدرة( بالفتحببات قطعببة‬
‫الطين اليابس‪ ،‬والحول القدرة على التصببرف أو المنببع عببن المعاصببي كمببا‬
‫سببيأتي‪ ،‬والهببرم محركببة أقصببى كبببر السببن‪ ،‬قيببل‪ :‬والمببراد هنببا الضببعف‬
‫والسترخاء الناشي منببه‪ ،‬تسببمية اللزم باسببم الملببزوم )اللهببم اهببدني مببن‬
‫عندك( أي بهدايتك الخاصة )وأفبض علبى مبن فضبلك( فبي الكلم اسبتعارة‬
‫مكنية‪ ،‬وتخييل‪ ،‬و يطلق الفضل غالبا على النعم الدنيويبة )والرحمبة( علبى‬
‫ال خروية )والبركات( أعم منهما واريد درجات القرب والمعارف والتعميببم‬
‫أولى‪ ،‬ويمكن التعميم في الجميع‪ ،‬فان التأكيد واللحاح مطلوب في الببدعاء‪.‬‬
‫وقببال الشببيخ البهببائي ‪ -‬ره ‪) :-‬مببن بركاتببك( أي مببن تشببريفاتك وكراماتببك‬
‫سمي إيصالها إلينا منه سبحانه إنزال على سبيل السببتعارة‪ ،‬تشبببيها للعلببو‬
‫والتسفل الرتبيين بالعلو والتسفل المكانيين )فقبض عليهن بيببده( قببال ‪ -‬ره‬
‫‪ :-‬الظاهر عود الضمير إلى الكلمات الرببع الخرويبة‪ ،‬بقرينببة قبوله صبلى‬
‫ال عليه وآله‪) :‬إن وافى بهببا يببوم القيامببة( ولعببل المببراد بببالقبض عليهببن‬
‫عدهن بالصابع وضمها لهن )ما أشد مببا قبببض عليهببا خالببك( أي صبباحبك‬
‫يقال أنا خال هذا الفرس أي صاحبه‪ ،‬ويمكن أن يراد بالخال معنباه الحقيقببي‬
‫ويكون ابن عباس منتسبا من جانب الم إلى هذيل‪.‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ ،145‬أمالى الصدوق ص ‪.34‬‬

‫]‪[21‬‬

‫‪ - 19‬مجالس الصدوق‪ :‬عن الحسين بن إبراهيم ناتانة‪ ،‬عن علببي بببن إبراهيببم عببن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن الحارث بببن المغيببرة‪ ،‬عببن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال سبحان ال‪ ،‬والحمببد لبب‪ ،‬ول إلببه إل‬
‫ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬أربعين مرة في دبر كل صلة فريضببة قبببل أن يثنببي رجليببه‬
‫ثم سأل ال اعطي ما سأل )‪ .(1‬ومنة‪ :‬بهذا السناد عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من صلى صببلة مكتببوبه‬
‫ثم سبح في دبرها ثلثين مرة لم يبق على بدنه شئ من الببذنوب إل تنبباثر )‬
‫‪ - 20 .(2‬الخصال‪ :‬عن عبدوس بن علي بن العباس‪ ،‬عن بندار بن إبراهيم‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن عمار بن رجاء‪ ،‬عن داود بن داود‪ ،‬عن نببافع بببن عبببد ال ب‬
‫بن عطاء بن أبي رباح عن عبد ال بن عباس قال‪ :‬قدم قبيصة بببن مخببارق‬
‫الهللي على رسول ال صلى ال عليه وآله فسلم عليه ورحب به‪ ،‬ثم قببال‪:‬‬
‫ما جاء ببك يبا قبيصبة ؟ قبال‪ :‬يارسبول الب كببرت سبني‪ ،‬وضبعفت قبوتي‪،‬‬
‫وهنت على أهلي‪ ،‬وعجزت عن أشياء كنت أحملها‪ ،‬فعلمني كلمببات ينفعنببي‬
‫ال بهن‪ ،‬وأوجز‪ ،‬فاني رجل نسئ‪ ،‬فقال له‪ :‬كيف قلت يببا قبيصببة ؟ فأعبباده‬
‫ثم قال له‪ :‬كيف قلت ؟ فأعاده ثم قال له‪ :‬كيف قلت ؟ فأعاده فقببال‪ :‬مببا بقببي‬
‫حولك حجر ولشجر ول مدر إل وبكى رحمة لك يا قبيصة احفبظ عنببي‪ .‬أمبا‬
‫لدنياك فقل ثلث مرات إذا صليت الغداة )سبببحان الب وبحمببده سبببحان الب‬
‫العظيم وبحمده ل حول ول قببوة إل بببال( فانببك إذا قلتهببن أمنببت مببن عمببى‬
‫وجذام و برص وفالج‪ ،‬وأما لخرتك فقل‪) :‬اللهم اهدني من عنببدك‪ ،‬وأفببض‬
‫على من فضلك‪ ،‬و انشر على من رحمتك‪ ،‬وأنزل علببى مببن بركاتببك(‪ .‬قببال‪:‬‬
‫فجعببل رسببول ال ب صببلى الب عليببه وآلببه يقببولهن‪ ،‬وقبيصببة يعقببد عليهببن‬
‫أصابعه‪ ،‬فقال أبو بكببر وعمببر‪ :‬إن خالببك هببذا يببا رسببول الب لشببد مببا عقببد‬
‫عليهن أصابعه ! يعني الكلمببات الربببع‪ ،‬فقببال رسببول الب صببلى الب عليببه‬
‫وآله‪ :‬إن وافى بهن يوم القيامة لم يدعهن متعمدا فتح له‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .110‬أمالى الصدوق ص ‪.163‬‬

‫]‪[22‬‬
‫أربعة أبواب من الجنة‪ ،‬يدخل من أيها شاء‪ ،‬قال نافع‪ :‬فحدثت بهذا الحديث جارا لببي‬
‫جليسا للحسن‪ ،‬فحدث بببه الحسبن فقببال لببه‪ :‬ايتنببي بببه فبأتيته فسبألني عبن‬
‫الحديث فحدثته‪ ،‬فقال مبا أغلبى حبديثك هبذا يبا خراسباني عنبدي وأرخصبه‬
‫عندك‪ :‬وال لقد أوطأ رجل راحلته حتى قدم على صاحب الحديث وهو والي‬
‫مصر فقال‪ :‬إني لم آتك لشئ مما في يدك ثم سأله عن الحديث ثم انصرف )‬
‫‪ - 21 .(1‬العلببل‪ :‬عببن علببي بببن أحمببد بببن محمببد‪ ،‬عببن حمببزة بببن القاسببم‬
‫العلوي‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري‪ ،‬عن محمد بببن الحسببين بببن‬
‫زيد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل بببن عمببر قبال‪ :‬قلببت لبببي عبببد الب‬
‫عليه السلم‪ :‬لي علة يكببر المصببلي بعببد التسببليم ثلثبة يرفببع بهبا يبديه ؟‬
‫فقال‪ :‬لن النبي صلى ال عليه وآله لمببا فتببح مكببة صببلى بأصببحابه الظهببر‬
‫عند الحجر السود‪ ،‬فلما سلم رفع يديه وكبر ثلثا وقال‪ :‬ل إله إل ال وحده‬
‫وحده وحده أنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وأعز جنده‪ ،‬وغلب الحببزاب وحببده‪،‬‬
‫فله الملك وله الحمد يحيي ويميت‪ ،‬وهو على كل شببئ قببدير‪ .‬ثببم أقبببل علببى‬
‫أصحابه فقال‪ :‬ل تدعو ا هذا التكبير‪ ،‬وهذا القول في دبر كل صلة مكتوبة‪،‬‬
‫فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول‪ ،‬كان قد أدى ما يجب عليه من‬
‫شكر ال تعالى ذكره على تقويببة السببلم وجنببده )‪ - 22 .(2‬فلح السببائل‪:‬‬
‫روى جعفر بن أحمد القمي في كتاب أدب المام والمأموم‪ ،‬عن هببارون بببن‬
‫موسى‪ ،‬عن أبي علي بن همام‪ ،‬عن جعفر بن محمد الفزاري‪ ،‬عن الحسببين‬
‫الزيات‪ ،‬عن محمد بن سنان مثلببه‪ ،‬ورواه أيضببا عبن أحمببد بببن علببي‪ ،‬عببن‬
‫محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب بببن يزيببد‪ ،‬عببن‬
‫حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة عن أببي جعفبر عليبه السبلم قبال‪ :‬إذا سبلمت‬
‫فارفع يديك بالتكبير ثلثا‪ .‬بيان‪ :‬قال في الببذكرى‪ :‬قببال الصببحاب يكبببر بعببد‬
‫التسليم ثلثا رافعا بها يديه كما تقدم‪ ،‬ويضبعهما فبي كبل مبرة إلبى أن يبلبغ‬
‫فخذيه أو قريبا منهما‪ ،‬وقال المفيد ‪ -‬ره ‪:-‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ 104‬و ‪ (2) .105‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪.49‬‬

‫]‪[23‬‬

‫يرفعهما حيال وجهه مستقبل بظاهرهما وجهه‪ ،‬وبباطنهما القبلة‪ ،‬ثببم يخفببض يببديه‬
‫إلى نحو فخذيه وهكذا ثلثا انتهى )أنجز وعده( أي بتقويببة السببلم ونصببر‬
‫النبي صلى ال عليه وآله على الكفار )وغلب الحزاب وحده( أي مببن غيببر‬
‫قتال من الدميين بأن أرسل ريحا وجنودا وهم أحزاب اجتمعوا يوم الخنببدق‬
‫ويحتمل أحزاب الكفار في جميع الدهر والمواطن‪ - 23 .‬قرب السببناد‪ :‬عببن‬
‫أحمد بن إسحاق‪ ،‬عن بكر بن محمد الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليببه السببلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من أراد أن يكتال له بالمكيال الوفببى‬
‫فليقل في دبر كل صلة )سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلم علببى‬
‫المرسببلين * والحمببد لب رب العببالمين( )‪ .(1‬بيببان‪) :‬يكتببال لببه( ليببس فببي‬
‫الفقيه )‪ (2‬وساير الكتب )لبه( فعلبى مبا فبي هبذه الروايبة يقبرء علبى بنباء‬
‫المفعول أي يعطى الجر في القيامة وافيا كامل‪ ،‬وعلى تقببدير عببدم الظببرف‬
‫فالظهر أن يقرأ على بناء المعلوم‪ ،‬أي يأخذ الجر وافيا‪ ،‬وربما يقرء علببى‬
‫بناء المجهول أيضا أي يكتال له أو يكال نفسه بالمكيببال الوفببى‪ ،‬أي يكببون‬
‫ذاوزن وخطبر ومنزلبة عنبد الب ومبا ذكرنباه أظهبر‪ .‬قبال الجبوهري‪ :‬كلتبه‬
‫بمعنى كلت له‪ ،‬قال تعالى‪) :‬وإذا كالوهم( أي كالوالهم‪ ،‬واكتلت عليه أخببذت‬
‫منه يقال‪ :‬كال المعطي واكتال الخذ وكيل الطعام انتهببى )سبببحان ربببك( أي‬
‫تنزه أو نزهه تنزيها عما ل يليق بببذاته وصببفاته وأفعبباله )رب العببزة( هببي‬
‫العظمة والمنعة والغلبة‪ ،‬وإضافة الرب إليهببا لختصاصببها بببه إذ لعببزة إل‬
‫له أو لمن أعزه )عما يصفون( متعلق بالعزة أو بالتسبيح‪ ،‬والخيببر أظهببر‪،‬‬
‫وقببد أدرج فيببه جميببع صببفاته السببلبية والثبوتيببة مببع الشببعار بالتوحيببد‪،‬‬
‫والفضل أن يكون هذا مما يختم به التعقيب إذ في الفقيه وغيره فليكن آخببر‬
‫قوله )سبحان ربك( إلى آخره‪ ،‬وقد ورد أيضببا أن كفببارة المجلببس أن يقببول‬
‫عند القيام منه هذا القول‪.‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 24‬ط نجف‪ (2) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.213‬‬

‫]‪[24‬‬

‫‪ - 24‬قرب السناد‪ :‬عن الحسن بن طريف‪ ،‬عن الحسين بن علببوان‪ ،‬عببن الصببادق‪،‬‬
‫عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي عليببه‬
‫السلم‪ :‬يا علي عليك بتلوة آية الكرسي فببي دبببر صببلة المكتوبببة‪ ،‬فبانه ل‬
‫يحافظ عليها إل نبي أو صديق أو شببهيد )‪ .(1‬المكببارم‪ :‬عنببه عليببه السببلم‬
‫مرسل مثله )‪ - 25 .(2‬قرب السناد‪ :‬عن محمد بن الوليد‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫بكير قببال‪ :‬سببألت أبببا عبببد الب عليببه السببلم عببن قببول الب تبببارك وتعببالى‬
‫)اذكروا ال ذكرا كثيرا( قلت‪ :‬ما أدنى الببذكر الكببثير ؟ قببال‪ :‬فقببال‪ :‬التسبببيح‬
‫في دبر كل صلة ثلثين مرة )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن أحمببد بببن محمبد بببن عيسبى‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد البزنطى‪ ،‬قال‪ :‬قلت للرضا عليببه السببلم‪ :‬كيببف الصببلة‬
‫على رسول الب صبلى الب عليبه وآلبه فبي دبببر المكتوبببة ؟ وكيببف السبلم‬
‫عليه ؟ فقال عليه السلم تقببول‪ :‬السببلم عليببك يببا رسببول الب ورحمببة الب‬
‫وبركاته ! السلم عليك يا محمببد بببن عببد البب‪ ،‬السببلم عليبك يبباخيرة البب‪،‬‬
‫السلم عليك يا حبيب ال‪ ،‬السلم عليك يا صفوة ال‪ ،‬السلم عليك يا أميببن‬
‫ال‪ ،‬أشهد أنك رسول ال‪ ،‬وأشهد أنك محمد بن عبببد البب‪ ،‬وأشببهد أنببك قببد‬
‫نصحت لمتك‪ ،‬وجاهدت في سبيل ربك‪ ،‬وعبدته حببتى أتيببك اليقيببن فجببزاك‬
‫ال يارسول ال أفضل ما جزى نبيا عن امتببه‪ ،‬اللهببم صببل علببى محمببد وآل‬
‫محمبد أفضبل مبا صبليت علبى إبراهيبم وال إبراهيبم إنبك حميبد مجيبد )‪.(4‬‬
‫توضيح‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الخيرة السم من قولك خار ال لك فببي هببذا المببر‬
‫والخيرة مثال العنبة السم من قولك اختاره ال‪ ،‬يقال‪ :‬محمد خيرة ال ب مببن‬
‫خلقه‪ ،‬وخيرة ال أيضا بالتسكين الختيار والصطفاء‪ ،‬وقال‪ :‬صببفوة الشببئ‬
‫خالصه ومحمد صفوة ال من‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ‪ 56‬ط حجر‪ 75 ،‬ط نجف‪ (2) .‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .328‬قرب‬
‫السناد ص ‪ 79‬ط حجر ص ‪ 103‬ط نجف‪ (4) .‬قرب السببناد ص ‪ 169‬ط‬
‫حجر ص ‪ 235‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[25‬‬

‫خلقه ومصطفاه‪ .‬أبو عبيدة يقال‪ :‬له صفوة مالي وصفوة مبالي وصبفوة مبالي‪ ،‬فبإذا‬
‫نزعوا الهاء قالوا‪ :‬له صفو مالي بالفتح لغير انتهى والحبببيب‪ :‬المحببب أو‬
‫المحبوب )أنك محمد بن عبد ال( أي المذكور في الكتب السالفة المبشر به‬
‫النبياء أو أنه صلى ال عليه وآله لما كان مشهورا بالكمالت الجلية‪ ،‬فذكر‬
‫اسمه المقدس كناية عببن ذكببر جميعهببا‪ ،‬أي انببت المشببتهر بالكمببالت الببتي‬
‫يغني اسمك عن ذكرهببا‪ ،‬كقببوله )أنببا أبببو النجببم وشببعري شببعري( واليقيببن‬
‫الموت‪ - 26 .‬معاني الخبار‪ :‬عن محمد بن الحسن بببن الوليببد‪ ،‬عببن محمببد‬
‫بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم وأحمد بن محمد بببن عيسببى معببا‪،‬‬
‫عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبببغ بببن نباتببة‪،‬‬
‫عن أمير المؤمنين عليه السببلم قببال‪ :‬مببن أحببب أن يخببرج مببن الببدنيا وقببد‬
‫خلص من الذنوب كما يخلص الذهب ل كدر فيه‪ ،‬وليس أحد يطالبه بمظلمبة‬
‫فليقرأ في دبر الصلوات الخمس بنسبة ال عزوجببل قببل هببو الب أحببد اثنببي‬
‫عشر مرة ثم يبسط يده ويقول‪) :‬اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون‬
‫الطاهر الطهر المبارك‪ ،‬وأسئلك باسمك العظيم‪ ،‬وسلطانك القديم‪ ،‬يببا واهببب‬
‫العطايا يا مطلق السارى‪ ،‬يافكاك الرقاب مببن النببار‪ ،‬صببل علببى محمببد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وفك رقبتي مببن النبار‪ ،‬وأخرجنببي مبن البدنيا آمنبا‪ ،‬وأدخلنبي الجنببة‬
‫سالما‪ ،‬واجعل دعائي أوله فلحا وأوسطه نجاحا‪ ،‬وآخره صلحا‪ ،‬إنببك أنببت‬
‫علم الغيوب(‪ .‬ثم قال عليه السلم‪ :‬هذا مببن المخبيببات ممببا علمنببي رسببول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وأمرنببي أن اعلببم الحسببن والحسببين )‪ .(1‬مصببباح‬
‫الشيخ‪ :‬مرسل مثله إلى قوله‪ :‬يا فكاك الرقاب مببن النببار‪ ،‬أسببألك أن تصببلى‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تعتق رقبتي من النار‪ ،‬وأن تخرجني مببن الببدنيا‬
‫سببالما‪ ،‬وتببدخلني الجنببة آمنببا‪ ،‬وأن تجعببل دعببائي أولببه صببلحا‪ ،‬وأوسببطه‬
‫نجاحا‪ ،‬وآخره فلحا إنك أنت علم الغيوب‪ .‬وليس أسئلك في بعض النسخ‪.‬‬
‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪.140‬‬

‫]‪[26‬‬

‫فلح السائل )‪ :(1‬عن أبي المفضببل محمببد بببن عببد الب‪ ،‬عبن سبعيد بببن أحمببد اببن‬
‫موسى‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن علي بن الحكم بن الزبير‪ ،‬عببن‬
‫أبيه مثل ما في المصباح إل أن فيه‪ :‬وأخرجني وأدخلني واجعل يومي أولببه‬
‫فلحا‪ ،‬إلى اخر ما في معباني الخبببار‪ .‬وفببي الفقيبه والتهبذيب )‪) (2‬الطهبر‬
‫الطاهر( وبعد سلطانك القديم )أن تصلي علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬يببا واهببب‬
‫العطايببا إلببى آخببر مببا فببي المصببباح( إل أن فببي أكببثر النسببخ )آمنببا( مكببان‬
‫)سالما( وبالعكس وفي بعض نسخ الدعاء )يببا فباك الرقباب( والكبل حسببن‪،‬‬
‫وما في المعاني والمصباح أحسن‪ .‬بيان‪) :‬وليس أحد يطالبه( يحتمببل كببونه‬
‫بطريق السقاط عنه وإعطاء العوض لصحاب الحقوق‪ ،‬أو بأن يببوفقه ال ب‬
‫في حياته لرد المظببالم‪ ،‬ونسبببة الب سببورة التوحيببد وإنمببا سببميت بهببا لن‬
‫اليهود لما سألوا رسول ال صببلى الب عليببه وآلببه عببن نسبببة الببرب تعببالى‬
‫نزلت‪ ،‬والسم المكنون السم الذي استبد سبببحانه بعلمببه ولبم يعلمببه أحببدا‪،‬‬
‫ويحتمل العم‪) .‬مببن الببدنيا آمنببا( أي مببن عقابببك ومببن الببذنوب الببتي بينببي‬
‫وبينك بأن توفقني للتوبة منها أو تعفو عنها قبل الموت ومن الببذنوب الببتي‬
‫بيني وبين خلقك بأن توفقني للتخلص منها أو تعوض أربابها وتعلمني ذلك‬
‫)وتدخلني الجنة سالما( أي من العقاب قبببل دخولهبا بببأن تعفببو عبن ذنبوبي‬
‫وتدخلنيها‪ ،‬وهذه كالمؤكدة لسابقتها )فلحا( أي موجبببا للنجبباة فببي الخببرة‬
‫من العقوبات )نجاحا( أي سببا للوصول إلى المقاصد الدنيوية ومببا يتوصببل‬
‫به إلى المقاصد الخروية )صلحا( أي ما يصببلح بببه أمببر آخرتببي أو العببم‬
‫قال الشهيد في الذكرى المخبيات من )خبي( لما لم يسم فاعله‪ ،‬ولوله لكان‬
‫المخبوات وكلهما صحيح‪ - 28 .‬معاني الخببار‪ :‬عبن أبيبه‪ ،‬عبن سبعد ببن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عببن زرارة قببال‪ :‬قببال‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ل تنسوا الموجبتين‪ ،‬أو‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .166‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،165‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.212‬‬

‫]‪[27‬‬

‫قال‪ :‬عليكم بالموجبتين في دبر كل صلة‪ ،‬قلت‪ :‬ومببا الموجبتببان ؟ قببال‪ :‬قببال‪ :‬تسببأل‬
‫ال الجنة وتتعببوذ بببه مببن النببار )‪ .(1‬توضببيح‪ :‬الموجبتببان ‪ -‬بالكسببر ‪ -‬أي‬
‫توجبان النعيببم والنجبباة مببن العببذاب‪ ،‬أو بالفتببح أي اوجبتببا والزمتببا عليكببم‬
‫ولبد لكم منهما‪ - 29 .‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بببن يحيببى‪ ،‬عببن‬
‫محمد بن أحمد الشعري عن محمد بن حسان‪ ،‬عببن إسببماعيل بببن مهببران‪،‬‬
‫عببن الحسببن بببن علببي البطببائني‪ ،‬عببن سببيف ابببن عميببرة‪ ،‬عببن أبببي بكببر‬
‫الحضرمي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من كان يؤمن بببال فل يببدع‬
‫أن يقرء في دبر الفريضة بقل هو ال أحد‪ ،‬فانه من قرأها جمع ال له خيببر‬
‫الدنيا و الخرة وغفر له ولوالديه وما ولدا )‪ - 30 .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن صفوان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السببلم‪ :‬مببن‬
‫قال بعد فراغه من الصلة قبل أن يزول ركبتيه )أشهد أن لإله إل ال وحده‬
‫ل شريك له إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخببذ صبباحبة ول ولببدا( عشببر مببرات‬
‫محا ال عنه أربعين ألف ألف سببيئة‪ ،‬وكتببب لببه أربعيببن ألببف ألببف حسببنة‪،‬‬
‫وكان مثل من قرء القرآن اثنتي عشر مرة‪ ،‬ثم التفت إلى فقببال‪ :‬أمببا أنببا فل‬
‫ازول ركبتي حتى أقولها مائة مببرة‪ ،‬وأمببا أنتببم فقولوهببا عشببر مببرات )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬هذا التهليل مذكور في الكتب‪ ،‬ووردت فيه فضائل كثيرة فببي التعقيببب‬
‫وغيره‪ ،‬وسيأتي بعضها‪ ،‬وفي النسخ )ركبتيه( بالنصب وزال يزول لم يببأت‬
‫متعديا ويمكن أن يقببرء علبى بنبباء التفعيببل‪ ،‬قبال الجببوهري زال الشبئ مبن‬
‫مكانه يزول زوال وأزاله غيره وزوله‪ ،‬فببانزال‪ ،‬و ]قببال‪ [:‬زلببت الشببئ مببن‬
‫مكانه أزيله زيل لغببة فببي أزلتببه‪ - 31 .‬غيبببة الشببيخ‪ :‬عببن أحمببد بببن علببي‬
‫الرازي‪ ،‬عن علي بن عايذ الرازي عن الحسن بن وجنا النصيبي‪ ،‬عن أبببي‬
‫نعيم محمد بن أحمببد النصبباري‪ ،‬عببن القببائم عليببه السببلم قببال‪ :‬كببان أميببر‬
‫المؤمنين عليه السلم يقول بعد صلة الفريضة‪.‬‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ (2) .183‬ثواب العمال ص ‪ (3) .115‬المحاسن ص ‪.51‬‬

‫]‪[28‬‬

‫)إليك رفعت الصوات‪ ،‬ودعيت الدعوة‪ ،‬ولك عنببت الوجببوه‪ ،‬ولببك خضببعت الرقبباب‪،‬‬
‫وإليك التحاكم في العمال‪ ،‬ياخير من سئل‪ ،‬ويا خير من أعطببى‪ ،‬يببا صببادق‬
‫يا بارئ‪ ،‬يامن ل يخلف الميعاد‪ ،‬يامن أمببر بالببدعاء وتكفببل بالجابببة‪ ،‬يببامن‬
‫قال )ادعوني أستجب لكم( يامن قال )وإذا سببألك عبببادي عنببي فبباني قريببب‬
‫أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنببوا بببي لعلهببم يرشببدون(‬
‫ويا من قال )يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا مببن رحمببة الب‬
‫إن ال يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم( لبيك وسعديك‪ ،‬هببا أنببا ذا‬
‫بين يديك المسرف على نفسي وأنت القائل )ل تقنطوا من رحمة ال إن ال‬
‫يغفببر الببذنوب جميعببا( )‪ .(1‬اكمببال الببدين‪ :‬عببن أحمببد بببن زيبباد بببن جعفببر‬
‫الهمداني‪ ،‬عن جعفر بن أحمد العلوي‪ ،‬عن علي بن أحمد العقيقي‪ ،‬عن أبي‬
‫نعيم النصاري مثله إلى قببوله هببو الغفببور الرحيببم )‪ .(2‬المصببباح‪ :‬للشببيخ‬
‫والبلد المين )‪ (3‬وجنبة المبان مثلبه وفيهبا )المسبرف علبى نفسبي وأنبت‬
‫القائل يا عبادي الذين أسرفوا( إلى قوله )الغفببور الرحيببم(‪ .‬أقببول‪ :‬أوردنبباه‬
‫بأسانيد في باب من رأى القبائم عليبه السبلم )‪ - 32 .(4‬فقبه الرضبا‪ :‬قبال‬
‫عليه السلم‪ :‬إذا فرغت من صلتك فارفع يديك وأنت جالس فكبر ثلثا وقل‬
‫)ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬أنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم الحببزاب‬
‫وحده‪ ،‬وأعز جنده وحده‪ ،‬فله الملك وله الحمد‪ ،‬يحيي ويميت‪ ،‬بيببده الخيببر‪،‬‬
‫وهو على كل شئ قدير(‪ .‬وتسبح بتسبيح فاطمة وهو أربع وثلثون تكبيرة‪،‬‬
‫وثلث وثلثببون تسبببيحة‪ ،‬وثلث وثلثببون تحميببدة‪ ،‬ثببم قببل‪) :‬اللهببم أنببت‬
‫السلم‪ ،‬ومنك السلم‪ ،‬ولك‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ ص ‪ (2) .167‬كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ 471‬ط مكتبببة الصببدوق‪(3) .‬‬
‫البلد المين ص ‪ (4) .12‬راجع ج ‪ 52‬ص ‪.7‬‬

‫]‪[29‬‬

‫السبلم‪ ،‬وإليبك يعببود السببلم‪ ،‬سبببحان ربببك رب العببزة عمبا يصبفون‪ ،‬وسبلم علبى‬
‫المرسلين والحمد ل رب العالمين‪ ،‬وتقول‪ :‬السلم عليك أيها النبي ورحمة‬
‫ال وبركاته‪ ،‬السلم على الئمة الراشدين المهببديين مببن آل طببه ويببس‪ .‬ثببم‬
‫تدعو بمبا ببدالك مبن البدعاء بعبد المكتوببة وتقبول‪) :‬اللهبم إنبي أسبألك أن‬
‫تصلي على محمد وعلى آل محمببد وأسببألك مببن كببل خيببر أحبباط بببه علمببك‪،‬‬
‫وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك‪ ،‬اللهم إنببي أسبألك عافيتببك فبي جميبع‬
‫اموري كلها‪ ،‬وأعوذ بك من خزي الدنيا والخرة‪ ،‬وأسألك من كل مببا سببألك‬
‫محمد وآله‪ ،‬وأستعيذ بك من كل ما استعاذ به محمد وآله إنك حميببد مجيببد )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الصدوق فببي الفقيببه )‪ (2‬بعببد تسبببيح فاطمببة عليهببا السببلم‪:‬‬
‫فقل‪) :‬اللهم أنت السلم إلى قبوله‪ :‬السبلم علبى الئمببة الهبادين المهبديين‪،‬‬
‫السلم علي جميع أنبياء ال و رسله وملئكته‪ ،‬السببلم علينببا وعلببى عببباد‬
‫ال الصالحين ثم تسلم على الئمة واحببدا واحببدا وتببدعو بمببا أحببببت‪ .‬قببوله‬
‫عليه السلم‪) :‬أنت السلم( أي السالم مما يلحق الخلق من العيببب والنقببص‬
‫والفناء )ومنك السلم( أي سلمة الخلق من البليا والنقائص حصلت منببك‬
‫)ولك السلم( أي التحيات والمحامد لك‪ ،‬وتليببق بببك‪ ،‬وإليببك يعببود كببل ثنبباء‬
‫ومدح وتحية‪ ،‬وإن توجهت ظبباهرا إلببى غيببرك‪ ،‬أو مببن جهببة العليببة ترجببع‬
‫إليك فانببك علببة جميببع ذلببك بواسببطة أو بغيرهببا‪ ،‬وقيببل‪) :‬أنببت السببلم( أي‬
‫المسلم أولياءك والمسلم عليهم‪ ،‬ومنك بدؤ السلم وإليك عببوده فببي حببالتي‬
‫اليجاد والعدام‪ - 33 .‬العياشي‪ :‬عن أبببي سببيار‪ ،‬عبن أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬جاء جبرئيل إلى يوسف في السجن وقال‪ :‬قل في دبر كل صببلة‬
‫فريضة‪ :‬اللهم اجعل لي فرجا ومخرجبا‪ ،‬وارزقنبي مبن حيبث أحتسبب ومبن‬
‫حيث ل أحتسب )‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬فقببة الرضببا ص ‪ (2) .9‬الفقيببه ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .212‬تفسببير العياشببي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.170‬‬

‫]‪[30‬‬

‫المكارم‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ .(1‬مجالس الصببدوق‪ :‬عببن محمببد بببن موسببى بببن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عثمببان‪ ،‬عببن مسببمع‬
‫أبي سيار عنه عليببه السببلم مثلببه )‪ (2‬وزاد فببي آخببره ثلث مببرات‪ .‬أقببول‪:‬‬
‫رواه في الكافي )‪ (3‬بسند حسن‪ ،‬عن سيف بببن عميببرة عنببة عليببه السببلم‬
‫وليس فيه ثلببث مببرات‪ - 34 .‬العياشببي‪ :‬عبن صببفوان الجمبال قبال‪ :‬صببليت‬
‫خلف أبي عبد ال عليه السلم فأطرق ثم قال‪ :‬اللهم ل تقنطني من رحمتك‪،‬‬
‫ثم جهر فقال‪) :‬ومن يقنط من رحمبة رببه إل الضبالون( )‪ - 35 .(4‬معباني‬
‫الخبببار‪ :‬عببن محمببد بببن موسببى بببن المتوكببل‪ ،‬عببن عبببد ال ب بببن جعفببر‬
‫الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عببن الحسببن بببن محبببوب‪ ،‬عمببن‬
‫حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قببال رسببول ال ب صببلى الب عليببه‬
‫وآله لصحابه ذات يوم‪ :‬أترون لو جمعتم ما عندكم من النية والمتاع أكنتم‬
‫ترونه يبلغ السماء ؟ قالوا‪ :‬ل يارسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أفل أدلكم على شئ أصببله‬
‫في الرض وفرعه في السماء ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬يقول أحببدكم‬
‫إذا فرغ من صلة الفريضة )سبببحان الب والحمببد لب ول إلببه إل الب والب‬
‫أكبر( ثلثين مرة فان أصلهن في الرض وفرعهن في السماء‪ ،‬وهن يدفعن‬
‫الحرق والغرق والهدم والبتردي فبي الببئر‪ ،‬وميتبة السبوء‪ ،‬وهبن الباقيبات‬
‫الصالحات )‪ .(5‬ثواب العمال‪ :‬عببن محمببد بببن علببي مبباجيلويه‪ ،‬عبن عمببه‬
‫محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن أحمد ابببن محمببد البببرقي‪ ،‬عببن أبيببه ومحمببد بببن‬
‫عيسى‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .328‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .343‬الكببافي ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ (4) .549‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ 247‬والية في سورة الحجر‪) .56 :‬‬
‫‪ (5‬معاني الخبار ص ‪.324‬‬

‫]‪[31‬‬

‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قبال رسببول الب صببلى الب عليبه‬
‫وآله لصحابه ذات يوم‪ :‬أرأيتم لو جمعتم ما عنببدكم مببن الثيبباب والنيببة ثببم‬
‫وضعتم بعضه على بعض أكنتم ترونه ‪ -‬وساق الحديث كما مر إلى أن قبال‪:‬‬
‫وهن يدفعن الهدم والغرق والحرق والتردى فببي البببئر وأكببل السبببع وميتببة‬
‫السببوء والبليببة الببتي تنببزل مببن السببماء علببى العبببد فببي ذلببك اليببوم‪ ،‬وهببن‬
‫الباقيات الصالحات )‪ - 36 .(1‬فلح السائل‪ :‬باسناده إلى محمد بن علي بن‬
‫محبوب‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن أبببي أيببوب‬
‫مثله وفي آخببره وهببن المعقبببات )‪ .(2‬أربعيببن الشببهيد‪ :‬باسببناده إلبى شببيخ‬
‫الطائفة‪ ،‬عن ابن أبي جيد‪ ،‬عن محمد بن الحسبن ببن الوليبد‪ ،‬عبن الحسبين‬
‫بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن سعيد بن مهببران عببن عبببد‬
‫ال بن المغيرة مثله إلى قوله وهن المعقبات‪ .‬بيان‪ :‬هببذا الخبببر متكببرر فببي‬
‫الصبببول بأسبببانيد )‪ (3‬جمبببة قبببوله )أصبببلهن فبببي الرض( أي منشبببؤها‬
‫وحصولها في الرض‪ ،‬ويظهر أثرها في السماء لكون المثوبببات الخرويببة‬
‫فيها‪ ،‬أو شبهت بشجرة نشبت عروقها في الرض وبلغت أغصانها السماء‬
‫في كثرة الثمار والنفع والخير والثبات‪ .‬ول يبعد أن يكون إشببارة إلببى قببوله‬
‫)ألم تر كيف ضرب ال مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصبلها ثببابت وفرعهبا‬
‫في السماء تؤتي أكلها كل حين باذن ربهبا( )‪ (4‬ببأن يكبون المبراد بالكلمبة‬
‫الطيبة كببل مببا يكببون حقببا ونافعببا فببي الخببرة‪ ،‬فتشببمل أمثببال تلببك الكلمببات‬
‫الطيبة‪ ،‬ويحتمل أن يكون كناية عن أنه يظهر أثرهببا فببي الرض فببي الببدنيا‬
‫ويتبع ذلك ظهور أثرها في السماء أي في الخرة فان تلك الكلمببات مغزاهببا‬
‫ومعناها توحيببد الببرب تعببالى‪ ،‬واتصببافه بالصببفات الكماليببة‪ ،‬وتنزيهببه عببن‬
‫صفات النقص‪ ،‬وسمات العجز‪،‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمببال ص ‪ (2) .12‬فلح السببائل ص ‪ (3) .165‬راجببع التهببذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .165‬ابراهيم‪.25 :‬‬

‫]‪[32‬‬

‫والقرار بكبون النعبم كلهبا منبه تعبالى‪ ،‬وهبو المسبتحق للحمبد عليهبا‪ ،‬وهبي غايبة‬
‫عرفانه تعالى‪ ،‬والمعرفة هي العلة الغائية لخلق العببالم‪ ،‬وبهببا يكمببل نظببامه‬
‫فيظهر أثرها في الرض ويتفرع عليه المثوبات الجليلة الخروية الحاصببلة‬
‫في السماء‪ .‬وسؤاله عليه السببلم أول عببن أن وضببع مببا فببي الببدنيا بعضببه‬
‫فوق بعض هل يبلغ السماء من قبيببل تشبببيه المعقببول بالمحسببوس‪ ،‬أي مببا‬
‫ترونه في الدنيا من المحسوسات لو جمعتموهبا كلهبا ل يكبون بحيبث يملبؤ‬
‫الرض والجو ويبلغ السماء‪ ،‬وهذه الكلمات الكبباملت يملببؤ الرض أثرهببا‪،‬‬
‫ويبلببغ السببماء نفعهببا‪ ،‬فهببي خيببر ممببا طلعببت عليببه الشببمس كمببا ورد فببي‬
‫غيرها‪ .‬ولعل هذه الوجوه كلها أحسببن ممببا قبباله بعببض العرفبباء‪ ،‬يعنببي لببو‬
‫أردتم أن تدفعوا البلء النازل من السماء بأيديكم بأن تصعدوا إلى السببماء‪،‬‬
‫وتمنعوه من النزول ما قدرتم عليه إل أن لكم أن تدفعوه بنحو آخر وهببو أن‬
‫تقولوا ذلك بعببد صببلتكم انتهببى‪) .‬والباقيببات الصببالحات( إشببارة إلببى قببوله‬
‫تعببالى )والباقيببات الصببالحات خيببر عنببد ربببك ثوابببا وخيببر أمل( )‪ (1‬وقببال‬
‫البيضاوي‪ :‬أي أعمال الخيرات التي تبقببى لنببا ثمراتهببا أبببد الببباد‪ ،‬وينببدرج‬
‫فيها ما فسرت به من الصلوات الخمس‪ ،‬وأعمببال الحببج‪ ،‬وصببيام رمضببان‪،‬‬
‫وسبحان ال والحمببد لب ول إلببه إل الب والب أكبببر‪ ،‬والكلم الطيببب‪ .‬قببوله‬
‫عليه السلم‪) :‬وهن المعقبات( إشارة إلى قوله سبحانه )له معقبات من بين‬
‫يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر ال( ‪ (2) 0‬وفسرها الكثر بملئكة الليل‬
‫والنهار يتعاقبون وهم الحفظة يعقب بعضهم بعضها في حفظه جمببع معقبببة‬
‫من عقب مبالغة عقبه إذا جبباء عقبببه كببأن بعضببهم يعقببب بعضببا‪ ،‬أو لنهببم‬
‫يعقبون أقواله وأفعاله فيكتبونها‪ ،‬وقيببل‪ :‬هببم عشببرة أملك علببى كببل آدمببي‬
‫تحفظببه مببن شببر المهالببك والمعبباطب )مببن بيببن يببديه ومببن خلفببه( أي مببن‬
‫جوانبه‪ ،‬وقيل أي ما قدم وأخر من العمال )يحفظونه من أمر الب( أي مببن‬
‫بأس ال أو بأمر ال‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكهف‪ (2) .46 :‬الرعد‪.11 :‬‬

‫]‪[33‬‬

‫وعلى ما في الخبر المراد بها التسبيحات الربببع مطلقببا أو بتلببك العببدد‪ ،‬أو هببي مببن‬
‫جملة المعقبات‪ ،‬فيراد بببه كبل العمبال الصبالحة أو مالهبا مببدخل فبي حفبظ‬
‫النسان من المهالك‪ ،‬وتسميتها بالمعقبات إما لنها يعدن مببرة بعببد اخببرى‪،‬‬
‫أول نهن يعقبن الصببلة كمببا مببر‪ ،‬أو لنهببا بمنزلببة جماعببة يعقبببون المببرء‬
‫لحفظه‪ .‬وروى العياشي )‪ (1‬باسناده عن فضيل بن عثمان سكرة‪ ،‬عن أبببي‬
‫عبد ال عليه السلم في هذه الية‪ :‬قال‪ :‬هن المقدمات المؤخرات المعقبببات‬
‫الباقيات الصالحات‪ ،‬ولعله عليه السلم أشار إلى هبذه التسببيحات أو العبم‬
‫منها ومن سائر الصالحات‪ - 37 .‬معاني الخبار‪ :‬عببن أبيببه‪ ،‬عببن سببعد بببن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسبى باسبناد متصبل إلبى الصبادق عليبه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬أدنى ما يجزئ من الببدعاء بعببد المكتوبببة أن يقببول‪) :‬اللهببم‬
‫صل على محمد وآل محمد‪ ،‬اللهم إني أسألك من كل خيببر أحبباط بببه علمببك‪،‬‬
‫وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك‪ ،‬اللهم إني أسألك عافيتك فببي أمببوري‬
‫كلها‪ ،‬وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الخرة( )‪ .(2‬المكببارم‪ :‬عنببة عليببه‬
‫السلم مثله )‪ (3‬إل أنه غيره إلى المتكلم مع الغيببر فببي الضببماير و الفعببال‬
‫كلها‪ .‬بيان‪ :‬هذا الدعاء مذكور في المصباح وسبباير كتببب الببدعوات‪ ،‬ورواه‬
‫في الكافي في الحسن كالصحيح )‪ (4‬وليس في أوله الصلة‪ ،‬والصدوق في‬
‫المقنع )‪ (5‬اكتفى بهذا في ساير التعقيبات حيث قال‪ :‬إن أدنى ما يجزئ مببن‬
‫الدعاء بعد المكتوبة أن تقول‪ :‬اللهم صل إلى آخر الدعاء ثم قال‪ :‬فببان كنببت‬
‫إماما لم يجز لك أن تطول‪ ،‬فان أبببا عبببد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬إذا صببليت‬
‫بقوم فخفف‪ ،‬وإذا كنت وحدك فثقل فانها العبادة‪.‬‬
‫)‪ (1‬تفسببير العياشببي ج ‪ 2‬ص ‪،205‬ب )‪ (2‬معبباني الخبببار ص ‪ (3) .394‬مكببارم‬
‫الخلق ص ‪ (4) .328‬الكببافي ج ‪ 3‬ص ‪ (5) .343‬المقنببع ص ‪ ،30‬ط‬
‫السلمية‪.‬‬

‫]‪[34‬‬

‫‪ - 38‬الخصال‪ :‬عن أحمد بن زياد ببن جعفبر الهمبداني‪ ،‬عبن علبي ببن إبراهيبم عبن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عائذ الحمسي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أربعة أوتوا سمع الخلئق‪ :‬النبي صببلى الب عليببه وآلببه وحببور العيببن‬
‫والجنة والنار‪ ،‬فما من عبد يصلي على النبي صلى ال عليه وآلببه أو يسببلم‬
‫عليه إل بلغه ذلك وسمعه‪ ،‬وما من أحد قال اللهم زوجنببا مببن الحببور العيببن‬
‫إل سمعته‪ ،‬وقلن‪ :‬يا ربنا فلنا قد خطبنا إليك‪ ،‬فزوجنببا منببه‪ ،‬ومببا مببن أحببد‬
‫يقول اللهم أدخلني الجنببة إل قببالت الجنببة اللهببم أسببكنه فببي‪ ،‬ومببا مببن أحببد‬
‫يستجير بال من النار إل قالت النار‪ :‬يا رب أجره منببي )‪ - 39 .(1‬دعببوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم للبراء بن عازب‪ :‬أل أدلببك علببى‬
‫أمر إذا فعلته كنت ولى ال حقا ؟ قلبت‪ :‬بلبى‪ ،‬قبال‪ :‬تسببح الب فبي دببر كبل‬
‫صلة عشرا‪ ،‬وتحمده عشرا‪ ،‬وتكبره عشرا وتقببول‪ :‬ل إلببه إل ال ب عشببرا‪،‬‬
‫يصرف ذلك عنك ألف بلية في الدنيا أيسرها الردة عن دينك‪ ،‬ويدخر لك في‬
‫الخرة ألف منزلة أيسرها مجاورة نبيك محمد صلى الب عليبه وآلبه‪ ،‬وقبال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله مامن عبد يبسط كفيه دبر صلته ثم يقول‪ :‬إلهببي‬
‫وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله جبرئيل وميكائيل وإسببرافيل أسببألك أن‬
‫تستجيب دعوتي‪ ،‬فاني مضطر وتعصمني فببي دينببي فبباني مبتلببى‪ ،‬وتنببالني‬
‫برحمتك فاني مذنب‪ ،‬وتنفي عني الفقر فاني مسكين‪ ،‬إل كان حقا علببى ال ب‬
‫أن ل يرد يديه خائبتين‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬من قرء آية الكرسي في دبر كل‬
‫صلة مكتوبة تقبلت صلته‪ ،‬ويكون في أمان ال وبعصببمة البب‪ .‬وعببن أبببي‬
‫جعفر الحول قال‪ :‬عرض لي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي عبد ال‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬إذا أنت صليت فقل‪ :‬يا أجود من أعطى‪ ،‬وخير مببا سببئل‪،‬‬
‫يا أرحم من استرحم‪ ،‬ارحم ضعفي‪ ،‬وقلة حيلتي‪ ،‬وعافني من وجعبي‪ ،‬قبال‪:‬‬
‫فقلت فعوفيت‪ - 40 .‬عدة الببداعي‪ :‬روى ابببن أبببي عميببر‪ ،‬عببن معاويببة بببن‬
‫عمار قال‪ :‬من قال في‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،94‬وقد مر تحت الرقم ‪ ،17‬بسند آخر‪.‬‬

‫]‪[35‬‬
‫دبر الفريضة )يا من يفعل ما يشاء ول يفعل ما يشاء أحد غيره( ثلثا ثم سأل أعطي‬
‫ما سببأل‪ .‬بيبان‪ :‬رواه فببي الكبافي بسبند حسبن )‪ (1‬كالصبحيح وقببوله )أحببد‬
‫غيره( إما فاعل الفعلين معببا‪ ،‬والنفببي متعلببق بببالعموم أي ليببس أحبد غيببره‬
‫بحيث يقدر أن يفعل ما يشاء أو فاعل يفعل الضمير الراجببع إلببى الموصببول‬
‫أي ل يفعل ال كل ما يشاء غيره‪ ،‬بببل فعلببه منببوط بالمصببالح‪ - 41 .‬دعببائم‬
‫السلم‪ :‬روينا عن علي عليه السبلم أنببه قبال‪ :‬قبال رسببول الب صببلى الب‬
‫عليه وآله ما من أحد من امتي قضى الصلة ثم مسح جبهته بيده اليمنى ثم‬
‫قال‪ :‬اللهم لك الحمد ل إله إل أنت عالم الغيب والشببهادة‪ ،‬اللهببم أذهببب عنببا‬
‫الحزن والهم والفتن‪ ،‬ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬إل أعطبباه ال ب مببا سببأل )‪.(2‬‬
‫وعن علي عليه السلم أنه كان يقبول فبي دببر كبل صبلة )اللهبم تبم نبورك‬
‫فهديت‪ ،‬فلك الحمد‪ ،‬وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد‪ ،‬وبسطت يدك فببأعطيت‬
‫فلك الحمد‪ ،‬ربنا وجهك أكرم الوجببوه‪ ،‬وجاهببك خيببر الجبباه‪ ،‬وعطيتببك أنفببع‬
‫العطية‪ ،‬وأهناها‪ ،‬تطاع ربنا فتشكر‪ ،‬وتعصى ربنببا فتغفببر‪ ،‬تجيببب المضببطر‬
‫وتكشف السوء‪ ،‬وتشفي السقيم من الكرب‪ ،‬وتقبل التوبة‪ ،‬وتغفر الذنوب ل‬
‫يجزي بآلئك أحد‪ ،‬ول يحصي نعمتك عاد‪ ،‬ول يبلغ مببدحتك قببول قبائل )‪.(3‬‬
‫وعن جعفر بن محمد عليهما السلم أنه قال‪ :‬إذا صليت فقببل بعقببب صببلتك‬
‫)اللهم لك صبليت‪ ،‬ولبك دعبوت‪ ،‬وإليبك رجبوت‪ ،‬فأسبألك أن تجعبل لبي فبي‬
‫صلتي ودعائي بركة تكفر بها سببيئاتي‪ ،‬وتبببيض بهببا وجهببي‪ ،‬وتكببرم بهببا‬
‫مقامي‪ ،‬وتحط بها عني وزري اللهم احطط عنببي وزري‪ ،‬واجعببل مببا عنببدك‬
‫خيرا لببي‪ ،‬الحمببد لب الببذي قضببى عنببي صببلة كببانت علببي المببؤمنين كتابببا‬
‫موقوتا )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .545‬دعببائم السببلم ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 3) .171‬دعببائم‬


‫السلم ج ‪ 1‬ص ‪(*) .169‬‬

‫]‪[36‬‬

‫وعن علي عليه السلم أنه كبان يقببول بعبد السبلم‪ :‬اللهببم اغفبر لببي مبا قبدمت ومبا‬
‫أخرت وما أسررت وما أعلنببت‪ ،‬ومببا أنببت أعلببم بببه منببي أنببت المقببدم أنببت‬
‫المؤخر ل إله إل أنت )‪ .(1‬وعن علي عليه السلم أنه قبال‪ :‬سبمعت رسببول‬
‫ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬من قرء في دبر كل صلة مكتوبة قل هو ال‬
‫أحد مائة مرة‪ ،‬جاز الصراط يوم القيامببة‪ ،‬وعببن يمينببه ثمانيببة أذرع‪ ،‬وعبن‬
‫شماله ثمانيببة أذرع‪ ،‬وجبرئيببل آخببذ بحجزتببه‪ ،‬وهببو ينظببر فببي النببار يمينببا‬
‫وشمال‪ ،‬فمن رأى فيها ممن يعرفه دخل بذنب غير شرك أخببذ بيببده فببأدخله‬
‫الجنة بشببفاعته )‪ .(2‬وعببن جعفببر بببن محمببد عليهمببا السببلم أنببه قببال‪ :‬إذا‬
‫سلمت من الصلة فكبر ثلث مرات وقل )ل إله إل ال وحده ل شريك له له‬
‫الملك وله الحمد بيده الخير وهببو علببى كببل شببئ قببدير ل إلببه إل الب وحببده‬
‫أنجز وعده ونصر عبده وغلب الحزاب وحده فله الملك وله الحمببد‪ ،‬الحمببد‬
‫ل رب العالمين ثم قل ل إله إل ال وال أكبر سبحان ال والحمد ل‪ ،‬عشببر‬
‫مرات‪ ،‬فان ذلك كان يستحب )‪ .(3‬وعنه عليه السلم أنببه قببال فببي التسبببيح‬
‫في دبر كل صلة ثلثين مرة فان بلغ مائة فببي التسبببيح والتحميببد والتكبببير‬
‫فهو أفضببل )‪ .(4‬وروينببا عببن الئمببة عليهببم السببلم أنهببم أمببروا بعببد ذلببك‬
‫بالتقرب بعقب كل صلة فريضة والتقرب أن يبسط المصلى يديه بعد فراغه‬
‫من الصلة‪ ،‬وقبل أن يقوم من مقامه‪ ،‬وبعد أن يدعو إن شاء ما أحببب‪ ،‬وإن‬
‫شبباء جعببل الببدعاء بعببد التقببرب‪ ،‬وهببو أحسببن‪ ،‬ويرفببع ببباطن كفيببه ويقلببب‬
‫ظاهرهما ويقول‪) :‬اللهببم إنببي أتقببرب اليبك بمحمببد رسببولك ونبيببك‪ ،‬وبعلبى‬
‫وصيه ووليك‪ ،‬وبالئمة مببن ولببده الطبباهرين الحسببن والحسببين وعلببي بببن‬
‫الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ويسمي الئمة إمامببا إمامببا حببتى‬
‫يسمي إمام عصره ثم يقول‪ :‬اللهم إني أتقرب إليك بهم وأتولهم وأتبرء من‬
‫أعدائهم‪ ،‬وأشهد اللهم بحقايق الخلص‪ ،‬وصدق اليقيبن أنهبم خلفباؤك فبي‬
‫أرضك‪ ،‬وحججك على عبادك‪ ،‬والوسائل إليك‪ ،‬وأبواب رحمتك‪،‬‬

‫)‪ (4 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.170‬‬

‫]‪[37‬‬

‫اللهببم احشببرني معهببم‪ ،‬ول تخرجنببي مببن جملببة أوليببائهم‪ ،‬وثبتنببي علببى عهببدهم‪،‬‬
‫واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والخرة ومن المقربين‪ ،‬وثبببت اليقيببن‬
‫في قلبي‪ ،‬وزدني هدى ونورا‪ .‬اللهم صل علبى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأعطنببي‬
‫من جزيل ما أعطيت عبادك المؤمنين‪ ،‬ما آمن به من عقابك‪ ،‬وأستوجب به‬
‫رضاك ورحمتك‪ ،‬واهدني إلى ما اختلف فيه من الحق باذنك‪ ،‬إنك تهدي من‬
‫تشاء إلى صببراط مسببتقيم‪ ،‬وأسببألك يببا رب فببي الببدنيا حسببنة وفببي الخببرة‬
‫حسنه‪ ،‬وأسئلك أن تقيني عذاب النار )‪ - 42 .(1‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد‬
‫بن الحسين بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بببن محمببد‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي‪ ،‬عن إبراهيم بن مهبزم‪ ،‬عبن رجبل‪ ،‬عبن الرضبا عليبه‬
‫السلم قال‪ :‬من قرء آيببة الكرسببي دبببر كببل صببلة لببم يضببره ذو حمببة )‪.(2‬‬
‫دعوات الراونببدي‪ :‬مرسببل مثلببه‪ .‬بيببان‪ :‬قببال الفيببروز آبببادي‪ :‬الحمببة كثبببة‬
‫السم‪ ،‬أو البرة يضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلبك‪ ،‬ويلببذع بهببا انتهببى‪،‬‬
‫وقال العكبببري فبي شببرح المقامبات‪ :‬الحمببة فبي الصبل السبم مببن العقبرب‬
‫والزنبور وغيرها‪ ،‬ومن جعلها شوكة العقرب فقد أخطأ‪ - 43 .‬كتاب الزهد‪:‬‬
‫للحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن درست‪ ،‬عببن رجببل‪ ،‬عببن أبببي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لو أن حبورا مبن حبور الجنبة أشبرفت علبى أهبل‬
‫الدنيا وأبدت ذؤابة من ذوائبها لفتتن بها أهل الدنيا‪ ،‬وإن المصببلي ليصببلي‬
‫فان لم يسأل ربه أن يزوجه من الحور العين‪ ،‬قلن‪ :‬ما أزهد هذا فينا‪- 44 .‬‬
‫جنة المان واختيار ابن الباقي والبلد المين‪ :‬رأيت بخببط الشببهيد ‪ -‬ره ‪ -‬أن‬
‫النبي صلى ال عليه وآلببه قبال‪ :‬مببن أراد أن ليقفببه الب يببوم القيامبة علبى‬
‫قبيح أعماله‪ ،‬ول ينشر له ديوان‪ ،‬فليقرء هببذا الببدعاء فببي دبببر كببل صببلة‪،‬‬
‫وهو )اللهم إن مغفرتك أرجى من‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .171‬ثواب العمال ص ‪.95‬‬

‫]‪[38‬‬

‫عملي‪ ،‬وإن رحمتك أوسع من ذنبي‪ ،‬اللهم إن كان ذنبي عندك عظيما فعفببوك أعظببم‬
‫مببن ذنبببي‪ ،‬اللهببم إن لببم أكببن أهل أن ترحمنببي فرحمتببك أهببل أن تبلغنببي‬
‫وتسعني‪ ،‬لنها وسعت كل شئ برحمتك يا أرحم الراحمين( )‪ - 45 .(1‬البلد‬
‫المين‪ :‬في كتاب الفرج بعد الشدة لبن أبي الدنيا عن النبي صلى ال عليببه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬من قرء أول البقرة إلى المفلحون )‪ (2‬وإلهكم إله واحد اليببة‬
‫)‪ (3‬وآية الكرسي إلى خالدون‪ ،‬وإن ربكم ال في العراف إلى المحسنين )‬
‫‪ (4‬وأول الصافات إلى لزب )‪ (5‬ويا معشر الجن والنس فبي الرحمبن إلبى‬
‫تنتصران )‪ ،(6‬وآخر سورة الحشر‪ ،‬وقل أوحي إلى قببوله شببططا )‪ (7‬كفببى‬
‫ال تعالى عنه شر كل شيطان مبارد‪ ،‬وسبلطان عبات )‪ .(8‬ومنبة‪ :‬تقبول مبا‬
‫روي عن علي عليه السلم عقيب كل فريضة‪) :‬إلهي هببذه صببلتي صببليتها‬
‫ل لحاجة منك إليها‪ ،‬ول رغبة منك فيها إل تعظيما وطاعة وإجابببة لببك إلببى‬
‫ما أمرتني‪ ،‬إلهي إن كان فيها خلل‪ ،‬أو نقص مببن ركوعهببا أو سببجودها فل‬
‫تؤاخذني‪ ،‬و تفضل على بالقبول والغفببران‪ ،‬برحمتببك يببا أرحببم الراحميببن(‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬في كتاب نزهة الخببواطر عببن النبببي صببلى الب عليببه وآلببه مببن قببرأ‬
‫التوحيد دبر كل فريضببة عشببرا زوجببه الب مببن الحببور العيببن‪ - 46 .‬نهايببة‬
‫الشيخ‪ :‬تقول بعد تسبيح الزهراء‪ :‬اللهم أنت السلم‪ ،‬ومنك السلم‪،‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ 9‬في الهببامش‪ (2) .‬البقببرة‪ (3) .5 - 1 :‬البقببرة‪(4) .236 :‬‬
‫العراف‪ (5) .56 - 54 :‬الصافات‪ (6) .11 - 1 :‬الرحمن‪) .35 - 33 :‬‬
‫‪ (7‬الجن‪ (8) .4 - 1 :‬البلد المين ص ‪ 10‬في الهامش‪.‬‬

‫]‪[39‬‬

‫ولك السببلم‪ ،‬وإليببك السببلم‪ ،‬وإليببك يرجببع السببلم‪ ،‬تببباركت يببا ذا الجلل والكببرام‪،‬‬
‫السلم على رسول ال‪ ،‬السلم على نبي ال‪ ،‬السلم على محمد بن عبد ال‬
‫خاتم النبيين‪ ،‬السلم على الئمببة الهببادين المهببديين‪ ،‬السببلم علببى جبرئيببل‬
‫وميكائيل وعزرائيل و إسرافيل‪ ،‬وملك الموت وحملة العرش‪ ،‬السببلم علببى‬
‫رضوان خازن الجنان‪ ،‬السلم على مالببك خببازن النيببران‪ ،‬السببلم علببى آدم‬
‫ومحمد صلى ال عليه وآله ومن بينهما من النبياء والوصببياء والشببهداء‬
‫والصلحاء‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد ال الصببالحين‪ ،‬ثببم يسببلم علببى الئمببة‬
‫عليهببم السببلم واحببدا واحببدا‪ - 47 .‬مصببباح الشببيخ وكتبباب الكفعمببي‪ :‬مببن‬
‫أدعية السر‪ :‬يا محمد ومن أراد من أمتك أن تقبل الفرائض والنوافببل منببه‪،‬‬
‫فليقل خلف كل فريضة أو تطوع‪ :‬يا شارعا لملئكته الدين القيم دينا راضببيا‬
‫به منهببم لنفسببه‪ ،‬ويببا خببالق مببن سببوى الملئكببة مببن خلقببه للبتلء بببدينه‬
‫ويامستخصا من خلقه لدينه رسل بدينه إلى مببن دونهببم‪ ،‬ويببا مجببازي أهببل‬
‫الدين بما عملوا في الدين‪ ،‬اجعلني بحق اسمك الذي كل شببئ مببن الخيببرات‬
‫منسوب إليه من أهببل دينببك المببؤثر بببه بببالزامكهم حقببه‪ ،‬وتفريغببك قلببوبهم‬
‫المرغبة في أداء حقببك فيبه إليبك‪ ،‬ل تجعبل بحبق اسببمك البذي فيببه تفصبيل‬
‫المور كلها شيئا سوى دينك عندي أبيببن فضببل ول إلببى أشببد تحببببا ولبببي‬
‫لصقا‪ ،‬ول أنببا إليببه منقطعببا‪ ،‬واغلببب بببالي وهببواي وسببريرتي وعلنيببتي‪،‬‬
‫واسفع بناصيتي إلى كل ما تراه لك مني رضى من طاعتببك فببي الببدين )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬المؤثر به أي الدين الذي تأثر وتختار بسببه بعض الخلق على بعببض‬
‫)واغلب ببالي( أي صبر غالببا عليهبا حبتى تصبرفها إلبى مبا تحبب فبالمراد‬
‫بالغلبة لزمها‪ ،‬و ما رأينا من النسخ هكذا بالغين‪ ،‬ولعل القاف أنسب‪ ،‬وقال‬
‫الجوهري‪ :‬سفعت بناصيته أي أخذت‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬لنسببفعا بالناصببية‪.‬‬
‫‪ - 48‬القبببال‪ :‬روي عببن أبببي عبببد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬إذا فرغببت مببن‬
‫صلتك فقل هذا الدعاء‪ :‬اللهم إني أدينك بطاعتك ووليتببك ووليببة رسببولك‬
‫وولية الئمة من أولهم‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪.512‬‬

‫]‪[40‬‬

‫إلى آخرهم‪ ،‬وسمهم ثم قل‪ :‬آمين أدينك بطاعنهم ووليتهم‪ ،‬والرضا بما فضببلتهم بببه‬
‫غير منكر ول مستكبر‪ ،‬على معنى ما أنزلت في كتابك علببى حببدود مببا أتانببا‬
‫فيه‪ ،‬وما لم يأتنا مؤمن مقر بذلك‪ ،‬مسلم راض عما رضيت به‪ ،‬يا رب اريببد‬
‫به وجهك والدار الخرة‪ ،‬مرهوبا ومرغوبا إليبك فيبه‪ ،‬فبأحيني مبا أحييتنبي‬
‫عليه‪ ،‬وأمتني إذا أمتني عليه‪ ،‬وابعثني إذا بعثتني على ذلك‪ ،‬وإن كان منببي‬
‫تقصير فيما مضى فاني أتوب إليك منه‪ ،‬وأرغب إليك فيمببا عنببدك‪ ،‬وأسببألك‬
‫أن تعصمني من معاصيك‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ما أحييتنببي‬
‫ل أقل من ذلك ول أكببثر إن النفببس لمببارة بالسببوء إل مببا رحمببت يببا أرحببم‬
‫الراحمين‪ ،‬وأسألك أن تعصمني بطاعتببك حببتى توفبباني عليهببا‪ ،‬وأنببت عنببي‬
‫راض‪ ،‬وأن تختم لي بالسعادة ول تحولني عنها أبدا ولقوة إل بك ) ‪49 .(1‬‬
‫‪ -‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عببن محمببد بببن سببنان‪،‬‬
‫عن عبد الملك القمبي‪ ،‬عبن إدريبس أخيبه قبال‪ :‬سبمعت أببا عببد الب عليبه‬
‫السلم يقول‪ :‬إذا فرغت من صلتك فقل‪ :‬وذكر الببدعاء إلببى قببوله )ثببم قببل‪:‬‬
‫إني أدينك بطاعتك ووليتك و وليتهم( إلى قوله )غير متكبببر ول مسببتكبر(‬
‫إلى قوله )مقر مسلم بذلك راض بما رضيت به( إلى قوله )ما أحييتني على‬
‫ذلك وأمتني إذا أمتني على ذلك( إلى قوله )حببتى تتوفبباني عليهببا( )‪ (2‬وقببد‬
‫مر وإنما كررنا للختلف الكثير ووثاقة سنده عندي‪ .‬ومنه عن العبدة‪ ،‬عبن‬
‫البرقي‪ ،‬عن بعض أصحابه رفعببه قببال‪ :‬مببن قببال بعببد كببل صببلة وهببو آخببذ‬
‫بلحيته بيده اليمنى )يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬ارحمنببي مببن النببار( ثلث مببرات‬
‫ويده اليسرى مرفوعة بطنها إلببى مببا يلببي السببماء ثببم يقببول‪) :‬أجرنببي مببن‬
‫العذاب الليم( ثلث مرات‪ ،‬ثم يببؤخر يببده عبن لحيتببه ثببم يرفببع يببده ويجعببل‬
‫بطنها مما يلي السماء ثببم يقببول‪) :‬يببا عزيببز يببا كريببم يببا رحمببن يببا رحيببم(‬
‫ويقلب يديه ويجعل بطونهما مما يلي السماء ثم يقول‪) :‬أجرني من العذاب(‬
‫ثلث مرات )صلى علببى محمببد والملئكببة والببروح( غفببر لببه ورضببي منببه‬
‫ووصل بالستغفار له حتى يموت جميع الخليق إل الثقلين‬

‫)‪ (1‬أقبال العمال ص ‪ (2) .183‬الكبافي ج ‪ 3‬ص ‪ 345‬وقبد مبر عبن فلح السبائل‬
‫تحت الرقم‪.8 :‬‬

‫]‪[41‬‬

‫الجن والنس )‪ .(1‬وقال‪ :‬إذا فرغت من تشهدك فارفع يديك وقببل‪) :‬اللهببم اغفببر لببي‬
‫مغفرة عزما ل تغادر ذنبا‪ ،‬ول أرتكب بعدها محرما أبدا‪ ،‬وعببافني معافبباة ل‬
‫بلببوى بعببدها أبببدا واهببدني هببدى لأضببل بعببده أبببدا‪ ،‬وانفعنببي يببا رب بمببا‬
‫علمتني‪ ،‬واجعله لي ول تجعله علي‪ ،‬وارزقني كفافبا ورضبني ببه يبا ربباه‪،‬‬
‫وتب علي يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا رحمان يا رحمان يببا رحمببان‪ ،‬يببا رحيببم يببا‬
‫رحيم يا رحيم‪ ،‬ارحمني من النار ذات السعير‪ ،‬وابسط على من سعة رزقك‪،‬‬
‫واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك‪ ،‬واعصببمني مببن الشببيطان الرجيببم‪،‬‬
‫وأبلغ محمببدا عنببي تحيببة كببثيرة وسببلما‪ ،‬واهببدني بهببداك‪ ،‬وأغننببي بغنبباك‬
‫واجعلني من أوليائك المخلصين‪ ،‬وصلى ال علببى محمببد وآل محمببد آميببن‪.‬‬
‫قال‪ :‬من قال هذا بعد كببل صببلة رد الب عليببه روحببه فببي قبببره‪ ،‬وكببان حيببا‬
‫مرزوقا ناعمبا مسبرورا إلبى يبوم القيامبة )‪ .(2‬بيبان‪ :‬قبوله عليبه السبلم‪:‬‬
‫)ويجعل بطونهما( الظهر ظهورهما كما في سائر الكتب‪ ،‬وعليببه يمكببن أن‬
‫يراد بالول رفع اليمنى فقط بعد رفعها عن اللحية كما هو ظاهر )يده( وقيل‬
‫أي ثم يجعل بعد القلب بطونهما إلى السببماء‪ ،‬قببوله عليببه السببلم )ووصببل(‬
‫فاعل وصل جميع الخلئق‪ ،‬وفاعل )يمببوت( هببو الببداعي‪ ،‬وقيببل كلمببة )إل(‬
‫في قوله )إل الثقلين( بمعنببى واو العطببف كمببا فببي قببوله تعببال‪) :‬لئل يكببون‬
‫للنبباس عليكببم حجببة إل الببذين ظلمببوا( )‪ (3‬أي ول الببذين ظلمببوا‪ ،‬وهببو‬
‫تخصيص بعد التعميببم للهتمببام‪ ،‬ول يخفببى أنببه تكلببف مسببتغنى عنببه‪) .‬ول‬
‫تغادر( أي المغفرة أو أنت مخاطبا إليببه تعببالى‪ ،‬وقببال الجببوهري‪ :‬المغببادرة‬
‫الترك‪ ،‬وقال‪ :‬الكفاف أيضا من الرزق القببوت‪ ،‬وهببو مبباكف عببن النبباس أي‬
‫أغنى‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .546‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 546‬و ‪ (3) .547‬البقرة‪.150 :‬‬

‫]‪[42‬‬

‫‪ - 50‬مصباح الشببيخ والبلببد الميببن وجنببة المببان‪ :‬يسببتحب أن يببدعو النسببان بعببد‬
‫الفراغ من صلته )اللهم صببل علبى محمبد المصببطفى خباتم النببيين‪ ،‬اللهبم‬
‫صل على علي أمير المؤمنين‪ ،‬وعاد من عاداه‪ ،‬والعن من ظلمه‪ ،‬واقتل من‬
‫قتل الحسن و الحسين‪ ،‬والعن من شرك في دمهما‪ ،‬وصل على فاطمببة بنببت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬والعن من آذى نبيك فيها‪ ،‬وصل على رقية‬
‫وزينب‪ ،‬والعن من آذى نبيك فيهما‪ ،‬وصل على إبراهيم والقاسم ابنببي نبيببك‬
‫وصببل علببى الئمببة مببن أهببل بيببت نبيببك أئمببة الهببدى وأعلم الببدين‪ ،‬أئمببة‬
‫المؤمنين‪ ،‬وصل على ذرية نبيك صببلى الب عليببه وعليهببم وعليهببم السببلم‬
‫ورحمة ال وبركاته )‪ - 51 .(1‬التهذيب‪ :‬باسناده عببن محمببد بببن سببليمان‬
‫الديلمي قبال‪ :‬سبألت أببا عبببد الب عليببه السبلم فقلببت لببه‪ :‬جعلببت فببداك إن‬
‫شببيعتك تقببول‪ :‬إن اليمببان مسببتقر ومسببتودع‪ ،‬فعلمنببي شببيئا إذا أنببا قلتببه‬
‫استكملت اليمان‪ ،‬قال‪ :‬قل فببي دبببر كببل صببلة فريضببة )رضببيت بببال ربببا‪،‬‬
‫وبمحمد نبيا‪ ،‬وبالسلم دينببا‪ ،‬والقببرآن كتابببا‪ ،‬وبالكعبببة فبلببة‪ ،‬وبعلببي وليببا‬
‫وإماما‪ ،‬وبالحسن والحسين والئمة صلوات ال عليهم‪ ،‬اللهببم أنببي رضببيت‬
‫بهم أئمة فارضني لهم‪ ،‬إنك علببى كببل شببئ قببدير( )‪ - 52 .(2‬الكببافي‪ :‬عببن‬
‫العدة‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عببن محمببد بببن الفببرج‪ ،‬عببن‬
‫أبي جعفر ابن الرضا عليهما السبلم قبال‪ :‬إذا انصببرفت مببن صبلة مكتوبببة‬
‫فقببل‪) :‬رضببيت بببال ربببا وبمحمببد نبييببا‪ ،‬وبالسببلم دينببا‪ ،‬وبببالقرآن كتابببا‪،‬‬
‫وبفلن وفلن أئمة‪ ،‬اللهم وليك فلن فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن‬
‫يمينه وعن شماله ومن فببوقه ومببن تحتببه‪ ،‬وامببدد لببه فببي عمببره‪ ،‬واجعلببه‬
‫القائم بأمرك‪ ،‬والمنتصر لدينك‪ ،‬وأره مببا يحببب‪ ،‬وتقببر بببه عينببه فببي نفسببه‬
‫وذريته وفي أهله وماله وفي شيعته وفي عببدوه وأرهببم منببه مببا يحببذرون‪،‬‬
‫وأره فيهم ما يحب وتقر به عينه‪ ،‬واشف صدورنا وصدور قببوم مببؤمنين )‬
‫‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬البلد الميببن ص ‪ (2) .21‬التهببذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .165‬الكبافي ج ‪ 2‬ص ‪548‬‬
‫في حديث‪.‬‬

‫]‪[43‬‬

‫ومنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علبي بببن النعمبان‪ ،‬عبن بعبض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن أبببي عبببد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬قببال أميببر المببؤمنين عليببه‬
‫السلم‪ :‬إذا انصرفت من الصلة قلت‪) :‬اللهم اجعلني مببع محمببد وآل محمببد‬
‫في كل عافية وبلء‪ ،‬واجعلني مع محمد وآل محمد في كل مثببوى ومنقلببب‪،‬‬
‫اللهم اجعل محياي محياهم‪ ،‬ومماتي مماتهم‪ ،‬واجعلني معهببم فببي المببواطن‬
‫كلها‪ ،‬ول تفرق بيني وبينهببم‪ ،‬إنببك علببى كببل شببئ قببدير( )‪ - 53 .(1‬كتبباب‬
‫عاصم بن حميد‪ :‬عن محمببد بببن مسببلم قبال‪ :‬دخلببت علبى أبببي جعفببر عليببه‬
‫السلم فجلست حتى فرغ من صلته فحفظبت فببي آخبر دعبائه وهبو يقببول‪:‬‬
‫)قل هو ال أحد إلى آخر السورة ثم أعادها ثم قرأ قل يا أيها الكافرون حتى‬
‫ختمهببا ثببم قبال‪ :‬ل أعبببد إل الب‪ ،‬ل أعبببد إل الب‪ ،‬والسببلم دينببي‪ ،‬ثببم قببرأ‬
‫المعوذتين ثم أعادهما ثم قال‪) :‬اللهم صلى على محمد وآل محمد من اتبعببه‬
‫منهم باحسان(‪ .‬بيان‪ :‬لعل إعادة السبور الثلث باسبقاط قبل فيهمببا كمبا هبو‬
‫المستحب مطلقا عند القراءة‪ ،‬والمراد بالل هنا مطلق الذرية والقرابة‪54 .‬‬
‫‪ -‬مصباح الشيخ‪ ،‬والبلببد الميببن )‪ ،(2‬وجنببة المببان‪ ،‬ومكببارم الخلق )‪(3‬‬
‫واختيار ابن الباقي‪ :‬واللفظ للمصباح ثم يسببلم ثببم يرفببع يببديه بببالتكبير إلببى‬
‫حيال اذنيه فيكبر ثلث تكبيرات في ترسل واحد‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ما ينبغي أن يقال‬
‫عقيب كل فريضة وهو )ل إله إل ال إلها واحدا ونحن لببه مسببلمون‪ ،‬ل إلببه‬
‫إل ال ول نعبد إل إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون‪ ،‬ل إله إل ال‬
‫ربنا ورب آبائنا الوليببن‪ ،‬ل إلببه إل الب وحببده وحببده وحببده‪ ،‬صببدق عبببده‪،‬‬
‫وأنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وأعز جنده‪ ،‬وهزم الحببزاب وحببده‪ ،‬فلببه الملببك‬
‫وله الحمد‪ ،‬يحيي ويميت و يميت ويحيي‪ ،‬وهو حي ل يمببوت‪ ،‬بيببده الخيببر‪،‬‬
‫وهو على كل شئ قدير( ثم يقببول‪) :‬أسببتغفر الب الببذي ل إلببه إل هببو الحببي‬
‫القيوم وأتوب إليه( ثلث مرات‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 544‬فببي حببديث‪ (2) .‬البلببد الميببن ص ‪ (3) .12 - 9‬مكببارم‬
‫الخلق ‪.348‬‬
‫]‪[44‬‬

‫ثم يقول‪) :‬اللهم اهدني من عندك‪ ،‬وأفض على من فضلك‪ ،‬وانشر على من رحمتببك‪،‬‬
‫وأنزل على من بركاتك‪ ،‬سبحانك ل إله إل أنت اغفر لي ذنوبي كلهببا جميعببا‬
‫فانه ل يغفر الذنوب كلها جميعا إل أنت‪ ،‬اللهم إنى أسألك من كل خير أحبباط‬
‫به علمك‪ ،‬وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك‪ ،‬اللهببم إنببى أسببألك عافيتببك‬
‫في اموري كلها‪ ،‬وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الخرة‪ ،‬وأعوذ بوجهك‬
‫الكريم‪ ،‬وعزتك التي ل تببرام‪ ،‬وقببدرتك الببتي ل يمتنببع منهببا شببئ‪ ،‬مببن شببر‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬وشر الوجاع كلها‪ ،‬ومن شر كل دابة أنببت آخببذ بناصببيتها‪،‬‬
‫إن ربي على صراط مستقيم ولحول ول قوة إل بال العلي العظيببم‪ ،‬تببوكلت‬
‫على الحى الذى ل يموت‪ ،‬والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن لببه شببريك‬
‫في الملببك‪ ،‬ولببم يكببن لببه ولببي مببن الببذل و كبببره تكبببيرا‪ .‬ثببم يسبببح تسبببيح‬
‫الزهراء عليها السلم وقد قدمنا شببرحه وتقببول عقيببب ذلببك‪ :‬ل إلببه إل الب‬
‫محمد رسول ال علي ولي ال‪ ،‬إن ال وملئكته يصلون على النبي يا أيهببا‬
‫الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ; لبيك‪ ،‬اللهم لبيك‪ ،‬وسعديك‪ ،‬اللهببم‬
‫صل على محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأهببل بيببت محمببد‪ ،‬وعلببى ذريببة محمببد عليببه‬
‫وعليهم السلم ورحمة ال و بركاته‪ ،‬وأشهد أن التسليم منا لهم‪ ،‬واليتمببام‬
‫بهم‪ ،‬والتصديق لهم‪ ،‬ربنا آمنا بك‪ ،‬وصدقنا رسولك‪ ،‬وسلمنا تسببليما‪ ،‬ربنببا‬
‫آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول وآل الرسول فاكتبنا مع الشاهدين‪ .‬ثم يقول‪:‬‬
‫سبحان ال كلما سبح ال شئ‪ ،‬وكما يحب ال أن يسبح وكما هو أهله وكما‬
‫ينبغي لكرم وجهه وعز جلله‪ ،‬والحمد ل كلما حمببد الب شببئ‪ ،‬وكمببا يحببب‬
‫ال أن يحمدوكما هو أهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعببز جللببه‪ ،‬ول إلببه إل‬
‫ال كلما هلل ال شئ وكما يحب ال أن يهلل وكمببا هببو أهلببه‪ ،‬وكمببا ينبغببي‬
‫لكرم وجهه وعز جلله‪ ،‬وال أكبر كلما كبببر الب شببئ‪ ،‬وكمببا يحببب الب أن‬
‫يكبر‪ ،‬وكما هو أهله‪ ،‬وكما ينبغى لكببرم وجهببه وعببز جللببه‪ ،‬وسبببحان ال ب‬
‫والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر‪ ،‬على كل نعمة أنعم بها علي وعلببى كببل‬
‫أحد من خلقه ممن كان أو يكون إلى يوم القيامة‪ ،‬اللهم‬

‫]‪[45‬‬

‫إني أسبئلك أن تصبلي علبى محمببد وآل محمبد‪ ،‬وأسبألك مبن خيببر مببا أرجببو‪ ،‬وخيببر‬
‫مالأرجو‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما أحذر ومن شر مال أحذر‪ .‬ثببم تقببرء الحمببد‬
‫وآية الكرسي وشهد ال وآيببة الملببك وآيببة السببخرة ثببم تقببول ثلث مببرات‪:‬‬
‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسلم على المرسلين‪ ،‬والحمد ل رب‬
‫العالمين‪ ،‬ثم تقول ثلث مرات )اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعل لي‬
‫من أمري فرجا ومخرجا‪ ،‬وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث ل أحتسب‪،‬‬
‫واحرسنى من حيث أحترس ومن حيث ل أحترس‪ ،‬يا رب محمد وآل محمببد‬
‫صل على محمد وآل محمد وعجل فرج آل محمد وأعتببق رقبببتي مببن النببار‪.‬‬
‫وتقول سبع مرات وأنت آخذ بلحيتك بيدك اليمنى‪ ،‬ويدك اليسببرى مبسببوطة‬
‫باطنها مما يلى السماء )يا رب محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد‬
‫وعجل فرج آل محمد‪ ،‬وسبع مرات مثل ذلك يا رب محمد وآل محمببد‪ ،‬صببل‬
‫علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأعتببق رقبببتي مببن النببار‪ ،‬وتقببول أربعيببن مببرة‪:‬‬
‫سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر‪ .‬ثم قل‪ :‬يا أسمع السببامعين‪،‬‬
‫ويا أبصر الناظرين‪ ،‬ويا أسرع الحاسبين‪ ،‬ويبا أرحبم الراحميبن‪ ،‬ويبا أحكبم‬
‫الحاكمين‪ ،‬ويا صريخ المكروبين‪ ،‬ويا مجيب دعوة المضببطرين أنببت ال ب ل‬
‫إله إل أنت رب العالمين‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت العلي العظيم‪ ،‬وأنت ال ب ل‬
‫إله إل أنت العزيز الحكيم‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت الغفور الرحيم‪ ،‬وأنت الب‬
‫ل إله إل أنت الرحمان الرحيم‪ ،‬وأنببت الب ل إلببه إل أنببت مالببك يببوم الببدين‪،‬‬
‫وأنت ال ل إله إل أنت منك بدء الخلق وإليك يعود‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنببت‬
‫لم تزل ولن تزال وأنت ال ل إله إل أنت مالببك الخيببر والشببر‪ ،‬وأنببت الب ل‬
‫إله إل أنت خالق الجنة والنار‪ .‬وأنت ال ل إله إل أنت الواحد الحببد الصببمد‬
‫لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد‪ ،‬وأنت ال ل إلببه إل أنببت عببالم الغيببب‬
‫والشهادة هببو الرحمببان الرحيببم‪ ،‬وأنببت الب ل إلببه إل أنببت الملببك القببدوس‬
‫السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر‪ ،‬سبحان ال عمببا يشببركون‪،‬‬
‫وأنت ال ل إله إل أنت الخالق البارئ المصور لك السماء‬

‫]‪[46‬‬

‫الحسنى‪ ،‬يسبح لك ما في السموات والرض‪ ،‬وأنت ال العزيز الحكيم‪ ،‬وأنببت ال ب ل‬


‫إله إل أنببت الكبببير المتعببال والكبريبباء رداؤك‪ .‬اللهببم صببل علببى محمببد وآل‬
‫محمد‪ ،‬واغفببر لببي مغفببرة عزمببا جزمببا‪ ،‬ل تغببادر لببي خطيئة ول ذنبببا‪ ،‬ول‬
‫أرتكب بعدها محرما‪ ،‬وعافني معافاة ل تبتليني بعدها أبدا‪ ،‬واهدني هببدى ل‬
‫أضل بعدها أبدا‪ ،‬وعلمني ما ينفعني‪ ،‬وانفعنببي بمببا علمتنببي‪ ،‬واجعلببه حجببة‬
‫لي لعلي‪ ،‬وارزقني من فضلك صبا صبا كفافا كفافبا‪ ،‬ورضببني بببه يبا رببباه‬
‫وتب علي يببا الب يببا رحمبان يبا رحيببم‪ ،‬صبل علبى محمببد وآلبه‪ ،‬وارحمنبي‬
‫وأجرني من النار‪ ،‬ذات السعير‪ ،‬وابسط لي في سببعة رزقببك علببي‪ ،‬واهببدني‬
‫بهبببداك‪ ،‬وأغننبببي بغنببباك‪ ،‬وأرضبببني بقضبببائك‪ ،‬واجعلنبببي مبببن أوليبببائك‬
‫المخلصين‪ ،‬وأبلغ محمدا صلى ال عليببه وآلببه عنببي تحيببة كببثيرة وسببلما‪،‬‬
‫واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك‪ ،‬إنببك تهببدى مببن تشبباء إلببى صببراط‬
‫مستقيم‪ ،‬واعصمني من المعاصبي كلهبا‪ ،‬ومبن الشبيطان الرجيبم آميبن رب‬
‫العالمين‪ .‬ثم تقول ثلث مرات‪ :‬اللهم صل علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأسببألك‬
‫خير الخير رضوانك‪ ،‬والجنة‪ ،‬وأعوذ بك من شر الشر سخطك والنار‪ ،‬وقببل‬
‫ثلث مرات وأنت آخذ بلحيتك بيدك اليمنى‪ ،‬واليد اليسرى مبسببوطة باطنهببا‬
‫ممببا يلببي السببماء )يببا ذا الجلل والكببرام‪ ،‬صببل علببى محمببد وآل محمببد‪،‬‬
‫وارحمني وأجرني من النار‪ ،‬ثم ارفع يدك واجعل باطنهببا ممببا يلببي السببماء‬
‫وقل ثلث مرات )يا عزيز يا كريم‪ ،‬يبا غفبور يبا رحيبم( ثبم اقلبهمبا واجعبل‬
‫ظاهرهما مما يلي السماء وقل ثلث مببرات )يببا عزيببز يببا كريببم‪ ،‬صببل علبى‬
‫محمد وآل محمد وارحمني وأجرني من العذاب الليببم( ثببم اخفضببهما وقببل‪:‬‬
‫)اللهببم صببل علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وفقهنببي فببي الببدين‪ ،‬وحببنببي إلببى‬
‫المسلمين‪ ،‬واجعل لي لسان صدق في الخرين‪ ،‬وارزقني هيبة المتقيببن‪ ،‬يببا‬
‫ال يا ال يا ال‪ ،‬أسألك بحق من حقه عليك عظيببم‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد‬
‫وآل محمببد‪ ،‬وأن تسببتعملني بمببا عرفتنببي مببن حقببك‪ ،‬وأن تبسببط علببي مببا‬
‫حظرت من رزقك‪ .‬وقل ثلث مرات‪ :‬أشهد أن ل إله إل الب وحببده ل شببريك‬
‫له‪ ،‬له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي ل يموت بيده‬
‫الخير وهو على كل شئ قدير‪.‬‬

‫]‪[47‬‬

‫وقل ثلث مرات )يا ال يا رحمان يا رحيم‪ ،‬يا حي يا قيبوم‪ ،‬برحمتبك أسبتغيث( وقبل‬
‫)اللهم أنت ثقتي‪ ،‬في كل كربة‪ ،‬وأنت رجائي في كل شدة‪ ،‬وأنت لي فببي كببل‬
‫أمر نزل لي ثقة وعدة‪ ،‬فاغفر لي ذنوبي كلها‪ ،‬واكشببف همببي وفببرج غمببي‬
‫وأغنني بحللك عن حرامك‪ ،‬وبفضببلك عمببن سببواك‪ ،‬وعببافني فببي امببوري‬
‫كلها‪ ،‬وعافني من خزي الدنيا وعذاب الخرة‪ ،‬وأعوذ بببك مببن شببر نفسببي‪،‬‬
‫ومببن شببر غيببري‪ ،‬ومببن شببر السببلطان والشببيطان وفسببقة الجببن والنببس‬
‫وفسقه العرب والعجم‪ ،‬وركوب المحارم كلها‪ ،‬ومن نصب لولياء ال‪ ،‬اجير‬
‫نفسي بال من كل سوء عليه توكلت وهو رب العببرش العظيببم(‪ .‬وقببل ثلث‬
‫مرات‪ :‬أستودع ال العلي العلى الجليل العظيم ديني ونفسي وأهلي ومببالي‬
‫وولدي وإخواني المؤمنين‪ ،‬وأخببواتي المؤمنببات‪ ،‬وجميببع مببا رزقنببي ربببي‬
‫وجميببع مببن يعنينببي أمببره‪ ،‬أسببتودع ال ب المرهببوب المخببوف المتضعضببع‬
‫لعظمته كل شئ دينببي ونفسببي وأهلببي ومببالي وولببدي وإخببواني المببؤمنين‬
‫وجميع ما رزقني ربي وجميببع مببن يعنينببي أمببره‪ .‬وقببل ثلث مببرات‪ :‬اعيببذ‬
‫نفسي وديني وأهلي ومالي وولبدي وإخبوانى فببي دينبي و مبا رزقنببي رببى‬
‫ومن يعنينى أمره بال الواحد الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له‬
‫كفوا أحد‪ ،‬وبرب الفلق‪ ،‬من شر ما خلق‪ ،‬ومن شببر غاسبق إذا وقببب‪ ،‬ومبن‬
‫شر النفاثات في العقد‪ ،‬ومن شر حاسد إذا حسد‪ ،‬وبرب الناس‪ ،‬ملك الناس‪،‬‬
‫إله الناس‪ ،‬من شر الوسواس الخناس‪ ،‬الذي يوسوس فببي صببدور النبباس‪،‬‬
‫من الجنة والناس‪ .‬وتقول‪ :‬حسبي ال ربي الب ل إلببه إل هببو عليببه تببوكلت‬
‫وهو رب العرش العظيم ما شاء ال كان وما لم يشأ لببم يكببن‪ ،‬أشببهد وأعلببم‬
‫أن ال على كل شئ قدير‪ ،‬وأن ال قد أحاط بكل شئ علما‪ ،‬وأحصى كل شئ‬
‫عبددا‪ ،‬اللهبم إنبى أعبوذ ببك مبن شبر نفسبي ومبن شبر كبل داببة أنبت آخبذ‬
‫بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم‪.‬‬
‫]‪[48‬‬

‫ثم تقول‪ :‬بسم ال الرحمان الرحيم‪ ،‬حسبي ال لدينى‪ ،‬وحسبي ال ب لببدنياي وحسبببي‬
‫ال لخرتي‪ ،‬وحسبي ال لما همنى‪ ،‬وحسبي ال لمببن بغببى علببي‪ ،‬وحسبببي‬
‫ال عند المببوت‪ ،‬وحسبببي الب عنببد المسببألة فببي القبببر‪ ،‬وحسبببي الب عنببد‬
‫الميزان‪ ،‬وحسبي ال عند الصراط‪ ،‬وحسبي ال ل إله إل هببو عليببه تببوكلت‬
‫وهببو رب العببرش العظيببم )‪ .(1‬تفصببيل وتبببيين أقببول‪ :‬جمببع الشببيخ تلببك‬
‫التعقيبات من مواضع شتى‪ ،‬وأخبار مختلفة‪ ،‬فأما التهليلت الول إلى قوله‬
‫)رب آبائنا الولين( فلم أرها في رواية‪ ،‬وفي النهاية ذكر الوليين إلى قوله‬
‫)ولو كره الكببافرون( وتببرك الثالثببة وقببوله )ل إلببه إل الب وحببده( ورد فببي‬
‫روايات باختلفات سبق بعضها‪ ،‬وزاد في النهاية بعد قوله )وهببو علببى كببل‬
‫شئ قدير اللهم اهدني لما اختلف فيه الحق باذنك إنك تهدى مببن تشبباء إلببى‬
‫صراط مستقيم( ورواه في التهذيب )‪ (2‬بسند موثببق عببن أبببي بصببير‪ ،‬عببن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قل بعد التسليم‪ :‬ال أكبر ل إله إل ال ب وحببده‬
‫ل شريك له‪ ،‬له الملببك ولببه الحمببد يحيببى ويميببت وهببو حببي ل يمببوت بيببده‬
‫الخير وهو على كل شببئ قببدير‪ ،‬ل إلببه إل الب وحببده صببدق وعببده‪ ،‬ونصببر‬
‫عبده‪ ،‬وهزم الحزاب وحده‪ ،‬اللهم اهدني لما اختلببف فيبه مببن الحبق باذنبك‬
‫إنك تهدى من تشاء إلى صببراط مسببتقيم‪ ،‬وقببد مببرت أخبببار السببتغفار )‪(3‬‬
‫وروى في الكافي )‪ (4‬باسناده قال‪ :‬كتب محمد بن إبراهيم إلى أبببي الحسببن‬
‫عليه السلم إن رأيت يا سيدي أن تعلمني دعاء أدعو به فببي دبببر صببلواتي‬
‫يجمببع الب لبى ببه خيببر البدنيا والخببرة فكتببب عليبه السبلم تقبول‪) :‬أعبوذ‬
‫بوجهك الكريم‪ ،‬وعزتك التى لترام‪ ،‬وقدرتك الببتي ل يمتنببع منهببا شببئ مببن‬
‫شر الدنيا والخرة‪ ،‬ومن شر الوجبباع كلهببا(‪ .‬وقببال الشببيخ البهببائي ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫قوله‪) :‬ل يمتنع منها شئ( فيه إشارة إلى عدم‬

‫)‪ (1‬تببرى شببتات هببذه الدعيببة فببي فلح السببائل أيضببا ص ‪ 136‬ومببا بعببدها‪(2) .‬‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .164‬راجع ج ‪ 93‬ص ‪ (4) .275 - 285‬الكافي ج‬
‫‪ 3‬ص ‪.346‬‬

‫]‪[49‬‬

‫صدق الشيئية على الممتنعات‪ .‬وقال الكفعمي‪ (1) :‬في كتاب الفرج بعببد الشببدة لبببن‬
‫أبى الدنيا أن النبي صلى ال عليببه وآلببه قببال لفلن مببن أصببحابه‪ ،‬وقببد رآه‬
‫متغيرا‪ :‬ما هذا الذي بك من السوء ؟ فقال‪ :‬يا رسول ال من الضببعف وقلببة‬
‫ما في اليد‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬قل في دبر كل فريضة )تببوكلت علببى‬
‫الحي الذي ل يموت( إلى قوله )تكبيرا(‪ .‬قال‪ :‬وعببن النبببي صببلى الب عليببه‬
‫وآله قال‪ :‬ماكرثني أمر إل تمثل لي جبرئيل وقال‪ :‬يا محمببد قببل تببوكلت إلببى‬
‫آخببره‪ ،‬قببال الكفعمببي كرثنببي بالثبباء المثلثببة أي اشببتد علببي انتهببى‪ .‬وروى‬
‫الكلينببي )‪ (2‬وغيببره أخبببارا كببثيرة فببي هببذا الببدعاء‪ ،‬لداء الببدين‪ ،‬ورفببع‬
‫وساوس الصبدر‪ ،‬وسبعة البرزق‪ ،‬وسبيأتي بعضبها وفبي أكثرهبا )لبم يتخبذ‬
‫صاحبة ول ولدا( وليس في أكثرها القراءة في أعقاب الصببلة‪ ،‬بببل قراءتببه‬
‫وتكراره مطلقا‪ ،‬قوله )وكبره تكبيرا( في الية )‪ (3‬عطف على )قل( وذكببره‬
‫هنا إما على سبيل الحكاية عما في الية أو وصف بتأويل مقول في حقببه أو‬
‫خطاب عام لكل قائل له‪ ،‬وربما يقرء وكبره على صيغة الماضي أي كل أحد‬
‫ول يبعد أن يكون فببي الصببل واكبببره علببى صببيغة التكلببم‪ ،‬فغيرتببه النسبباخ‬
‫لمخالفته لما في القرآن‪ .‬وقال الكفعمي )‪ (4‬ذكر صاحب شرح نهج البلغببة‬
‫في حديث المعراج أنه رأى ملكا له ألف ألف رأس‪ ،‬في كل رأس ألببف ألببف‬
‫وجه‪ ،‬في كل وجه ألف ألف فم‪ ،‬في كل فم ألف ألف لسببان‪ ،‬وفببي كببل لسببان‬
‫ألف ألف لغة‪ ،‬وهو قد سأل ال تعالى يوما‪ :‬هل لك في عبببادك مببن لببه مثببل‬
‫عبادتي ؟ فأوحى ال تعالى إليه إن لى فبي الرض عببدا أعظبم ثواببا منبك‪،‬‬
‫وأكثر تسبيحا‪ ،‬فاستأذن الملك في زيارته‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فأتاه فكببان عنببده ثلثببة‬
‫أيام فما وجده يزيد على فرائضه شيئا غير قوله بعببد كببل فريضببة‪ :‬سبببحان‬
‫ال‬

‫)‪ (1‬البلببد الميببن ص ‪ 9‬فببي الهببامش‪ (2) .‬راجببع الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .554‬آخببر‬
‫سورة السرى‪ (4) .111 :‬البلد المين ص ‪ 9‬في الهامش‪.‬‬

‫]‪[50‬‬

‫كلما سبح ال شئ إلى آخر التسبيحات‪ .‬وروى الكليني )‪ (1‬بسند موثق عن أبي عبد‬
‫الب عليببه السبلم قببال‪ :‬لمبا أمببر الب عزوجببل هبذه اليببات أن يهبطببن إلبى‬
‫الرض‪ ،‬تعلقن بالعرش وقلببن‪ :‬أي رب إلببى أيببن تهبطنببا إلببى أهببل الخطايببا‬
‫والذنوب ؟ فأوحى ال عزوجل إليهن أن اهبطن فوعزتي وجللبى ليتلبوكن‬
‫أحد من آل محمد وشيعتهم في دبر ما أفببترض عليببه إل نظببرت إليببه بعينببى‬
‫المكنونة في كل يوم سبعين نظرة أقضى إليه في كببل نظببرة سبببعين حاجببة‪،‬‬
‫وقبلته على ما فيه من المعاصي‪ ،‬وهي ام الكتاب‪ ،‬وشهد الب أنببه ل إلببه إل‬
‫هو‪ ،‬وآية الكرسي وآية الملك‪ .‬وروى الصدوق في ثببواب العمببال )‪ (2‬فببي‬
‫الموثق عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال يمجد نفسببه فببي كببل يببوم‬
‫وليلة ثلث مرات‪ ،‬فمن مجد ال بما مجدبه نفسه ثم كان في حال شقوة حو‬
‫له ال إلى سعادة‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف هذا التمجيد ؟ قال‪ :‬تقول‪) :‬أنت ال ل إلببه إل‬
‫أنببت رب العببالمين( إلببى قببوله )والكبريبباء رداؤك( ولببم أر روايببة تخصببه‬
‫بببالتعقيب‪ ،‬والدعيببة بعببد ذلببك روينببا بعضببها فببي الكببافي بتغييرمببا‪ .‬قببوله‬
‫)ماحظرت( قال الكفعمي أي منعت والحظر المنع‪ ،‬وفببي اختيببار السببيد ابببن‬
‫الباقي )ما قدرت من رزقك( أي ماقترت من رزقبك‪ ،‬وقبتر مثبل قبدر‪ ،‬ومنبه‬
‫قوله‪ ،‬تعببالى )فظببن أن لببن نقببدر علببى( أي لببن نضببيق انتهببى وفببي مكببارم‬
‫الخلق وأن تبسط علي مببن حلل رزقببك‪ .‬وروى فببي الكببافي )‪ (3‬باسببناده‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال في دبر الفريضة‪) :‬أسببتودع ال ب‬
‫العظيببم الجليببل نفسببي وأهلببي وولببدي ومببن يعنينببى أمببره‪ ،‬وأسببتودع ال ب‬
‫المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كل شئ نفسي وأهلي ومالى وولدي‬
‫ومن يعنينى أمره( حف بجناح من أجنحة جبرئيل‪ ،‬وحفظ فببي نفسببه وأهلببه‬
‫وماله‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .620‬ثواب العمال ص ‪ (3) .14‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.573‬‬

‫]‪[51‬‬

‫وبسند آخر عنه )‪ (1‬قال‪ :‬ل تدع في دبر كببل صببلة )اعيببذ نفسببي ومببا رزقنببي ربببى‬
‫بال الواحببد الصببمد‪ ،‬حببتى تختمهببا )واعيببذ نفسببي ومببا رزقنببي ربببى بببرب‬
‫الفلق( حببتى تختمهببا )واعيببذ نفسببي ومببا رزقنببي ربببى بببرب النبباس( حببتى‬
‫تختمها‪ .‬وقال الكفعمي )‪ :(2‬روي عن الصادق عليه السلم‪ :‬من قال عقيب‬
‫كل فريضة ثلثا )اعيذ نفسي وديني( إلى آخره حفظه ال تعببالى فببي نفسببه‬
‫وماله وولده وداره‪ .‬وقال‪ :‬روي عن أبى الدرداء أنه قيل ذات يوم‪ :‬احترقت‬
‫دارك‪ ،‬فقال‪ :‬لم تحترق فجاء ثان وثالث فأخبراه بذلك‪ ،‬فقال‪ :‬لبم تحبترق ثببم‬
‫انكشف المر عن احتراق مببا حولهببا سببواها‪ ،‬فقيببل لببه‪ :‬بمببا علمببت ذلببك ؟‬
‫فقال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬من قال هذه الكلمات صبيحة‬
‫يوم لم يصبه سوء فيه‪ ،‬ومن قال في مساء ليلته لببم يصبببه سببوء فيببه وقببد‬
‫قلتها وهي )حسبي ال ربي ‪ -‬إلببى ‪ -‬صببراط مسببتقيم( ورواه ابببن فهببد فببي‬
‫عدته أيضا‪ .‬وقال الكفعمي في كتبباب رؤيببا القببوم‪ :‬مببن قببرء كببل يببوم سبببعا‬
‫)حسبي ال ربي ال ل إله إل هببو عليببه تببوكلت وهببو رب العببرش العظيببم(‬
‫كفاه ال عزوجل ما أهمه مببن أمببر داريببه‪ - 55 .‬المقنعببه‪ :‬قببال بعببد تسبببيح‬
‫فاطمة عليها السلم‪ :‬وتستغفر ال بعد ذلك بما تيسر‪ ،‬وتصببلي علببى محمببد‬
‫وآله وتدعو فتقببول‪ :‬اللهببم انفعنبا بببالعلم‪ ،‬وزينببا بببالحلم‪ ،‬وجملنببا بالعافيببة‪،‬‬
‫وكرمنا بالتقوى‪ ،‬إن وليي ال الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصببالحين )‪.(3‬‬
‫‪ - 56‬جنة المان‪ :‬فببي تعقيببب مطلببق الصببلوات ثببم قببل‪ :‬رضببيت ببال ربببا‪،‬‬
‫وبالسلم دينا‪ ،‬وبمحمد صلى ال عليه وآله نبيا‪ ،‬وبعلببي إمامببا‪ ،‬وبالحسببن‬
‫والحسين وعلي ومحمد وجعفببر و موسببى وعلببي ومحمببد وعلببي والحسببن‬
‫والخلف الصالح عليهم السلم أئمة وسادة وقادة بهم أتببولى ومببن أعببدائهم‬
‫أتبرء‪ ،‬ثم قل ثلثا‪ :‬اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة في‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .343‬البلد المين ص ‪ 10‬في الهببامش‪ (3) .‬المقنعببة ص‬
‫‪.18‬‬

‫]‪[52‬‬

‫الدنيا والخرة‪ .‬بيان‪ :‬قال الكفعمي ‪ -‬ره ‪ :-‬فببي الحببديث )سببلوا الب العفببو‪ ،‬والعافيببة‬
‫والمعافاة( فالعافية أن يعافي من السقام والبليا‪ ،‬والمعافبباة أن يعببافيه مببن‬
‫الناس ويعافيهم منه‪ ،‬وفي كتاب شرح الفاكهاني عن النبي صلى ال ب عليببه‬
‫وآله ما من دعوة أحب إليه تعالى أن يدعو بها عبببده أن يقببول‪ :‬اللهببم إنببي‬
‫أسألك العفو إلى آخر الدعاء‪ - 57 .‬اختيار ابن الباقي‪ :‬مما يدعى عقيب كببل‬
‫فريضة )بسم ال الرحمان الرحيم اللهم إني أسألك من النعمة تمامها‪ ،‬ومن‬
‫العصببمة دوامهببا‪ ،‬ومببن الرحمببة شببمولها‪ ،‬ومببن العافيببة حصببولها‪ ،‬ومببن‬
‫العيش أرغده‪ ،‬ومن العمر أسعده‪ ،‬ومن الحسان أتمه‪ ،‬ومن النعببام أعمببه‪،‬‬
‫ومن الفضل أعده‪ ،‬ومن اللطف أنفعببه‪ ،‬اللهببم كببن لنببا ول تكببن علينببا اللهببم‬
‫اختم بالسعادة آجالنا‪ ،‬وحقق بالزيادة آمالنا‪ ،‬واقرن بالعافية غدونا وآصالنا‬
‫واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا‪ ،‬اصبب سجال عفوك على ذنوبنببا‪ ،‬ومببن‬
‫علينا باصلح عيوبنا‪ ،‬اجعببل التقببوى زادنببا‪ ،‬وفببي دينببك اجتهادنببا‪ ،‬وعليببك‬
‫توكلنا‪ ،‬ثبتنا على نهج الستقامة‪ ،‬وأعذنا من موجبات الندامة يوم القيامببة‪،‬‬
‫خفف عنا ثقل الوزار‪ ،‬و ارزقنا عيشة البرار‪ ،‬واكفنبا‪ ،‬واصبرف عنبا شبر‬
‫الشرار‪ ،‬وأعتق رقابنا ورقاب آبائنا وامهاتنا من النار‪ ،‬يا عزيبز يبا غفبار‪،‬‬
‫يا كريم يا ستار‪ ،‬يا حليم يا جبار‪ ،‬برحمتك يببا أرحببم الراحميببن‪ .‬ومنببه‪ :‬قببال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬لما عرج بي إلى سماء الدنيا‪ ،‬مررت على قصر‬
‫من جوهرة حمراء‪ ،‬الحديث فقلت‪ :‬يا حبيبي جبرئيل لمن هذا القصر ؟ قال‪:‬‬
‫لمن يصلي فرض الصبح ويقول بعده )يا باسط اليببدين بالرحمببة‪ ،‬ارحمنببي(‬
‫أربعين مرة‪ .‬ولما عرج به إلى السماء الثانية مر بقصر له سبعون بابا إلببى‬
‫آخره قال‪ :‬يا حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟ فقال‪ :‬لمن صلى الظهر وقببال بعببدها‬
‫)يا واسع المغفرة اغفر لي( سبعين مرة‪ .‬ولما عرج به إلى السببماء الثالثببة‬
‫مر على قصر معلق في الهواء إلى آخره فقال‪ :‬يا حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟‬
‫فقال‪ :‬لمن صلى العصر وقال بعدها‪) :‬ل إله إل ال قبل‬

‫]‪[53‬‬

‫كل أحد‪ ،‬ل إله إل ال بعد كل احد لإله إل ال يبقى ربنا ويفنى كل أحببد( سبببع عشببر‬
‫مره ولما عرج به إلى السماء الرابعة مر على قصببر مببن اللؤلببؤ وشببرائفه‬
‫من زبرجد ‪ -‬الخ ‪ -‬فقال‪ :‬يا أخي جبرئيل لمن هذا ؟ قال‪ :‬لمن صلى المغببرب‬
‫وقال بعدها )يا كريم العفو انشر علي رحمتببك يببا أرحببم الراحميببن( أربعيببن‬
‫مرة‪ .‬ولما عرج به إلى السماء الخامسة مببر علببى قصببر مببن ارجببوان الببخ‬
‫قال‪ :‬يا حبيبى لمن هذا ؟ قال‪ :‬لمببن صببلى العشبباء الخببرة وقببال بعببدها )يببا‬
‫عالم خفيتى اغفر لى خطيئتببي( سبببعين مببرة‪ .‬ولمببا عببرج بببي إلببى السببماء‬
‫السادسة مررت على قبة بيضاء‪ ،‬قلت‪ :‬لمببن هببذا ؟ قببال‪ :‬لمببن انتبببه بالليببل‬
‫وقال‪) :‬ياحى يا قيوم ياحى ل يموت‪ ،‬ارحم عبدك الخاطئ المعترف بذنبه يا‬
‫أرحم الراحمين( ثلث مرات‪ .‬ولمببا عببرج بببى إلبى السببماء السبابعة مببررت‬
‫على قصر من لؤلوءة بيضاء الخ فقلت‪ :‬لمن هذا يا حبيبببى جبرئيببل ؟ قببال‪:‬‬
‫لمن يقرء كل يوم )سبحان ال بعدد ما خلق‪ ،‬سبحان ال بعدد ما هببو خببالق‬
‫إلى يوم القيامة( خمس عشرة مرة‪ .‬والحمد ل رب العببالمين‪ - 58 .‬الكتبباب‬
‫العتيق‪ :‬لبعض قدماء علمائنا عن أبى الحسببن أحمببد بببن عنببان يرفعببه عببن‬
‫معاوية بن وهب البجلى قال‪ :‬وجدت في ألواح أبى بخط مولنببا موسببى بببن‬
‫جعفبر صبلوات الب عليهمبا أن مبن وجبوب حقنبا علبى شبيعتنا أن ل يثنبوا‬
‫أرجلهم من صلة الفريضة أو يقولوا )اللهم ببرك القديم‪ ،‬ورأفتك‪ ،‬بتربيتببك‬
‫اللطيفة‪ ،‬وشرفك‪ ،‬بصبنعتك المحكمبة‪ ،‬وقبدرتك‪ ،‬بسبترك الجميبل‪ ،‬وعلمبك‪،‬‬
‫صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأحي قلوبنببا بببذكرك‪ ،‬واجعببل ذنوبنببا مغفببورة‪،‬‬
‫وعيوبنا مستورة‪ ،‬وفرائضنا مشبكورة‪ ،‬ونوافلنبا مبببرورة‪ ،‬وقلوبنببا بببذكرك‬
‫معمببورة‪ ،‬ونفوسببنا بطاعتببك مسببرورة‪ ،‬وعقولنببا علببى توحيببدك مجبببورة‪،‬‬
‫وأرواحنا على دينك مفطورة‪ ،‬وجوارحنا على خببدمتك مقهببورة‪ ،‬وأسببماءنا‬
‫فببي خواصببك مشببهورة‪ ،‬وحوائجنببا لببديك ميسببورة‪ ،‬وأرزاقنببا مببن خزائنببك‬
‫مدرورة‪ ،‬أنت ال الذي ل إله إل أنت لقد فاز من والك‪ ،‬وسببعد مببن ناجبباك‪،‬‬
‫وعز من ناداك‪ ،‬وظفر‬

‫]‪[54‬‬

‫من رجاك‪ ،‬وغنم من قصدك‪ ،‬وربح من تاجرك‪ ،‬وأنت علببى كببل شببئ قببدير‪ ،‬اللهببم و‬
‫صلى على محمد وآل محمد‪ ،‬واسمع دعائي كما تعلم فقري إليك‪ ،‬إنببك علببى‬
‫كل شئ قدير‪ - 59 .‬مصباح الشيخ والبلد المين وجنة المان واختيببار ابببن‬
‫الباقي وغيرها‪ :‬قالوا كان أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم يدعو‬
‫عقيببب كببل فريضببة فيقببول‪ :‬اللهببم ببببرك القببديم ورأفتببك‪ ،‬ببريتببك اللطيفببة‪،‬‬
‫وشفقتك‪ ،‬بصنعتك المحكمة‪ ،‬وقدرتك‪ ،‬بسترك الجميل‪ ،‬صل على محمد وآل‬
‫محمد( إلى قوله )وربح من تاجرك( )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الكفعمي في كتاب عببدة‬
‫السفر للطبرسي ‪ -‬ره ‪) :-‬بتربيتك( أي مكان قببوله )ببريتببك( وكبذا فبي جبل‬
‫النسخ الصحيحة‪ ،‬ومن قرء‪) :‬ببريتك( فقبد حببرف وهببذا البدعاء مببن كتبباب‬
‫عببدة السببفر للسببفر وعببدة الحضببر للشببيخ أبببي علببي الفضببل بببن الحسببن‬
‫الطبرسي قدس سره انتهى‪ .‬اقول‪ :‬المتبادر إلى أذهان أكببثر الفاضببل تعلببق‬
‫الظروف في قوله )ببريتك( و )بصنعتك( و )بسببترك( بالمصببادر المتقدمببة‪،‬‬
‫وفي بعضها حزازة ل تخفببى‪ ،‬والظهببر أن الببباء فببي الجميببع للقسببم‪ ،‬فهببي‬
‫أقسام متتابعة من غير عاطف‪ ،‬ل سيما على ما في الكتاب العتيق من قببوله‬
‫و )شببرفك( مكببان )شببفقتك( وزيببادة )علمببك( بعببد قببوله )بسببترك الجميببل(‬
‫وعلى هذا الوجه تتطابق الفقرات‪ ،‬وتتقابببل وتنتظببم‪ ،‬والظبباهر أن الكفعمببي‬
‫أيضا حمله على هذا الوجه كما ل يخفى على المتأمل‪ - 60 .‬الكتاب العتيق‪:‬‬
‫دعاء بعد الصلة المكتوبة لمير المؤمنين عليه السلم )اللهببم لببك صببليت‪،‬‬
‫وفي صلتي ما قد علمت من النقصببان والعجلببة والسببهو والغفلببة والكسببل‬
‫والفببترة والنسببيان والريبباء والسببمعة والشببك والمدافعببة والريببب والعجببب‬
‫والفكر والتلبث عن إقامة كمببال فرضببك‪ ،‬فأسببألك يببا إلهببي أن تصببلي علببى‬
‫محمد وآله وأن تحول نقصانها تماما‪ ،‬و عجلتي فيها تثبتا وتمكنا‪ ،‬وسهوى‬
‫تيقظا‪ ،‬وغفلتي مواظبة‪ ،‬وكسلى نشاطا‪ ،‬وفترتي قببرة‪ ،‬ونسببياني محافظببة‪،‬‬
‫ومدافعتي مرابطة‪ ،‬وريائي إخلصا‪ ،‬وسمعتي تسترا‪ ،‬وشكي‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪.13‬‬

‫]‪[55‬‬

‫يقينا‪ ،‬وريبي بيانا‪ ،‬وفكببري خشببوعا‪ ،‬وتحيببري خضببوعا‪ ،‬فبباني لببك صببليت‪ ،‬وإليببك‬
‫توجهت وبك آمنببت وإيبباك قصببدت فاجعببل لببي فببي صببلتي ودعببائي رحمببة‬
‫وبركة تكفر بها سيئاتي وتكرم بها مقامي‪ ،‬وتبيض بها وجهي‪ ،‬وتزكي بهببا‬
‫عملي‪ ،‬وتحط بها وزري‪ ،‬اللهم احطط بها عني ثقلي واجعل ما عندك خيببرا‬
‫لي مما تقطع عني‪ .‬الحمد ل الذي قضى عنببي فريضببة مببن الصبلوات الببتي‬
‫كانت على المؤمنين كتابا موقوتا‪ ،‬يا ال يا أرحم الراحميببن(‪ .‬ومنببه‪ :‬دعبباء‬
‫يدعى به عقيب الصلوات )كل ملك فهببو مملببوك عنببد ملبك البب‪ ،‬وكببل قبوي‬
‫فهببو ضبعيف عنبد قببوة الب‪ ،‬وكببل سباط هامببد لسبطوة الب‪ ،‬وكبل ظبالم فل‬
‫محيص له من عذاب ال‪ ،‬صغر كل جبار لعظمة ال‪ ،‬أستظهر على كل عدو‬
‫لي بتولى ال‪ ،‬درأت في نحر كل عات بال‪ ،‬ضربت بينببي وبيببن كببل مببترف‬
‫ذي سورة‪ ،‬وجبار ذي نخبوة‪ ،‬وعبات ذي ابهببة‪ ،‬ومتسببلط ذي قبوة‪ ،‬وعنيبد‬
‫ذي قدرة‪ ،‬ووال ذي إمرة‪ ،‬وكل معان ومعين علي بمقالة مغوية‪ ،‬أو سببعاية‬
‫مثلبة‪ ،‬أو حيلة مؤذية‪ ،‬أو غائلة مردية‪ ،‬على كل سببببب ومببذهب‪ ،‬واتخببذت‬
‫بيني وبينه حجابا من الب العزيببز القهببار‪ ،‬حسبببي الب ل إلببه إل هببو عليببه‬
‫توكلت وهو رب العرش العظيم‪ .‬أسببألك يببا باديببا بببالفوائد والنعببم‪ ،‬يببا فتبباح‬
‫الجود والكرم‪ ،‬يا غاية الطالب في الحوائج والهمم‪ ،‬يببا رب البببيت والحببرم‪،‬‬
‫قلبببي معلببق بجببودك‪ ،‬ولسبباني منطلببق بببذكرك‪ ،‬فل علببى رجببائي أخبباف‬
‫التخييب‪ ،‬ول على منبباي أخبباف التكببذيب‪ ،‬جنبنببي يببا مببولي عببن المطببالب‬
‫بجودك‪ ،‬والبسني ثوب الكفاية بكرمك‪ ،‬فوعزتك ما عصيتك إذ عصيتك وأنا‬
‫بنكالك جاهل‪ ،‬ول عن عقوبتبك سباه‪ ،‬ولكبن سبولت لبي نفسبي‪ ،‬واسبتزلني‬
‫الشيطان بعد البيان‪ ،‬فلببك العتبببى‪ ،‬وأنببت بببالمنظر العلببى‪ ،‬هببب لببي حقببك‪،‬‬
‫وأرض عني خلقك يا سامع الصوت‪ ،‬يا سابق الفوت‪ ،‬يا كاسي العظام لحما‬
‫بعد المببوت‪ ،‬ارزقنببي قبببل المببوت‪ ،‬وزيببادة قبببل الفببوت‪ ،‬اللهببم هبذا البدعاء‬
‫وعليك الجابة‪ ،‬وهذا الجهد وعليك التوكل‪ ،‬ولحول ول قوة إل بببال العلببي‬
‫العظيم‪ ،‬آمين رب العالمين‪ .‬بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي سطا عليه وبببه سببطوا‬
‫وسطوة‪ :‬صال أو قهر بالبطش‪،‬‬

‫]‪[56‬‬

‫وقبال‪ :‬الهمبود المببوت‪ ،‬وطفبوء النبار أو ذهباب حرارتهبا‪ ،‬والهامببد الببالي المسببود‬
‫المتغير‪ ،‬واليابس مبن النببات‪ ،‬قبوله )بتبولي الب( إشبارة إلبى قبوله تعبالى‬
‫)وهببو يتببول الصببالحين( )‪ (1‬وفببي النهايببة فيببه اللهببم أنببي أدرء بببك فببي‬
‫نحورهم‪ ،‬أي أدفع بك في نحورهم لتكفيني أمرهم وإنما خبص النحبور لنبه‬
‫أسرع وأقبوى فبي البدفع والتمكبن مببن المببدفوع‪ .‬وقبال الجببوهري‪ :‬أترفتبه‬
‫النعمة أطغته‪ ،‬وقال‪ :‬سورة السلطان سطوته واعتداؤه‪ ،‬وقال‪ :‬النخوة الكبر‬
‫والعظمة‪ ،‬وكذا البهة وقال‪ :‬يعر قومة أي يدخل عليهم مكروها يلطخهم بببه‬
‫والمعرة الثم‪ ،‬وقال‪ :‬سعى به إلى الوالي إذا وشى بببه‪ .‬وفببي بعببض النسببخ‬
‫)أو سعاية مشليه( أي مغرية قال الجوهري قال ثعلب‪ :‬وقول الناس أشببليت‬
‫الكلبب علبى الصبيد خطبأ وقبال أبببو زيبد أشبليت الكلبب دعبوته‪ ،‬وقبال اببن‬
‫السكيت يقال‪ :‬أو سدت الكلب بالصيد وآسدته إذا أغريته‪ ،‬ول يقال أشببليته‪،‬‬
‫إنما الشلء الببدعاء يقببال‪ :‬أشببليت الشبباة والناقببة إذا دعوتهمببا بأسببمائهما‬
‫لتحلبهما انتهى‪ .‬والدعاء مع صحته حجة عليهم‪ ،‬وإن أمكن حمله هنا علببى‬
‫معنببى الببدعاء أيضببا بتكلببف‪ .‬قببوله‪) :‬علببى كببل سبببب( لعلببه متعلببق بقببوله‬
‫)ضربت( كمبا فبي قبوله تعبالى )فضبربنا علبى آذانهبم( )‪ (2‬قبالوا فيبه‪ :‬أي‬
‫ضببربنا عليهببم حجابببا يمنببع السببماع بمعنببى أنمنبباهم إنامببة لتنبههببم فيهببا‬
‫الصوات فحذف المفعول أو يقال المفعول وهو قببوله حجابببا مقببدر‪ ،‬وقببوله‬
‫)على كل سبب( لتعميم الحجاب أي ل يقدرون علببي فببي وجببه مببن الوجببوه‬
‫وطريق من الطرق‪ ،‬ويحتمل أن يكون حجابا مفعول لفعلي ضربت واتخببذت‬
‫على التنازع‪ ،‬ولعله أظهر‪) .‬عن المطالب( أي إلى المخلببوقين‪ ،‬وفببي بعببض‬
‫النسخ المعاطب ولعله أظهر‪ ،‬والعتبى الرجوع عن الذنب والسبباءة )وأنببت‬
‫بببالمنظر العلببى( المنظببر المرقببب أي فببي المرقببب العلببى يرقببب عببباده‪،‬‬
‫ويطلع على جميع أحوالهم‪ .‬أو محله أعلى من مناظر الخلببق وأفكببارهم )يببا‬
‫سابق الفوت( أي يدرك كل ما يريد ول يفوت منه شئ‪ ،‬فهو‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .196 :‬الكهف‪.11 :‬‬

‫]‪[57‬‬
‫يسبق فوتها أو يسبق ذاته الفوت والعدم‪ ،‬فيستحيل طرو الفناء والفببوت عليببه‪ ،‬كمببا‬
‫ورد سبق وجوده عدمه والول أظهر )وزيادة( أي في المعارف والطاعببات‬
‫)قبل الفوت( أي قبل أن تفوت مني أو قبل الموت‪ - 61 .‬تفسير المام‪ :‬قببال‬
‫عليه السلم‪ :‬قال رسول ال صببلى الب عليببه وآلببه‪ :‬إن العبببد إذا أصبببح أو‬
‫المة إذا أصبحت‪ ،‬أقبل ال عليه وملئكته ليسبتقبل رببه عزوجبل بصبلته‪،‬‬
‫فيوجه إليه رحمته‪ ،‬ويفيض عليه كرامته‪ ،‬فببان وفببى بمببا أخببذ عليببه فببأدى‬
‫الصلة عل ما فرضت قال ال عزوجل للملئكة‪ :‬خزان جنانه وحملة عرشة‬
‫قد وفا عبدي هذا ففببواله‪ ،‬و إن لبم يببف قببال الب لببم يببف عبببدي هببذا‪ ،‬وأنببا‬
‫الحليم الكريببم‪ ،‬فببان تبباب تبببت عليببه‪ ،‬وإن أقبببل علببى طبباعتي أقبلببت عليببه‬
‫برضواني ورحمتي‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬قببال الب تعببالى‬
‫وإن كسل عما يريد قصرت في قصوره حسببنا وبهباءا وجلل وشببهرت فبي‬
‫الجنان بأن صاحبها مقصر‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬وذلببك أن‬
‫ال عزوجل أمر جبرئيل ليلة المعراج فعرض علببي قصببور الجنببان فرأيتهببا‬
‫من الذهب والفضة‪ ،‬ملطها المسك والعنبر‪ ،‬غير أني رأيببت لبعضببها شببرفا‬
‫عالية‪ ،‬ولم أر لبعضها‪ ،‬فقلت‪ :‬يا حبيبي مببا ببال هببذه بل شببرف كمبا لسبائر‬
‫تلببك القصببور ؟ فقببال‪ :‬يببا محمببد هببذه قصببور المصببلين فرائضببهم‪ ،‬الببذين‬
‫يكسلون عن الصلة عليك وعلى آلك بعدها‪ ،‬فبان بعببث مببادة لبنبباء الشببرف‬
‫من الصلة على محمببد وآلببه الطيبببين بنيببت لببه الشببرف‪ ،‬وإل بقيببت هكببذا‪،‬‬
‫فيقال حين يعرف سكان الجنان أن القصر الذي ل شرف له هبو البذي كسبل‬
‫صاحبه بعببد صببلته عبن الصببلة علببى محمببد وآلببه الطيبببين‪ ،‬ورأيببت فيهببا‬
‫قصورا مشرفة عجيبة الحسن ليس لها أمامها دهليز ول بين يديه بسببتان‪،‬‬
‫ول خلفها‪ ،‬فقلت‪ :‬ما بال هذه القصور لدهليز بين يبديها‪ ،‬ول بسبتان خلبف‬
‫قصورها ؟ فقال‪ :‬يا محمبد هبذه قصبور المصبلين الخمبس الصبلوات البذين‬
‫يبذلون بعص وسعهم في قضبباء حقببوق إخببوانهم المببؤمنين دون جميعهببا‪،‬‬
‫فلببذلك قصببورهم مسببترة بغيببر دهليببز أمامهببا‪ ،‬وغيببر بسبباتين خلفهببا‪ ،‬قببال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل ول تتكلوا على الولية وحدها وأدوا مببا‬
‫بعد ‪ -‬هامن فرائض ال‪ ،‬وقضاء حقوق الخوان‪ ،‬واستعمال التقية‪ ،‬فانهمببا‬
‫اللذان يتمان‬

‫]‪[58‬‬

‫العمال ويقصران بهبا )‪ .(1‬بيبان‪ :‬ظباهره الصبلة علبى محمبد وآلبه فبي التعقيبب‪،‬‬
‫ويحتمببل التشببهد الخيببر‪ - 62 .‬الكبافي‪ :‬باسسببناده عببن داود العجلببي قببال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ثلث اعطين سببمع الخليببق‪ :‬الجنببة‪،‬‬
‫والنار‪ ،‬والحببور العيببن‪ ،‬فببإذا صببلى العبببد وقببال‪) :‬اللهببم أعتقنببي مببن النببار‬
‫وأدخلني الجنة وزوجني الحور العين( قالت النار‪ :‬يا رب إن عبدك قد سألك‬
‫أن تعتقببه منببي فببأعتقه‪ ،‬وقببالت الجنببة‪ :‬يببا رب إن عبببدك قببد سببألك إيبباي‬
‫فأسكنه‪ ،‬وقالت الحور العين‪ :‬يا رب إن عبدك قد خطبنببا إليببك فزوجببه منببا‪،‬‬
‫فان هو انصرف من صلته ولم يسأل إليه شيئا من هذا قلن الحببور العيببن‪:‬‬
‫إن هذا العبد فينا لزاهد‪ ،‬وقالت الجنة‪ :‬إن هذا العبد في لزاهد‪ ،‬وقببالت النببار‬
‫إن هببذا العبببد فببي لجاهببل )‪ - 63 .(2‬الكببافي والتهببذيب‪ :‬باسببنادهما عببن‬
‫الحسين بن سوير وأبي سلمة السراج قال‪ :‬سمعنا أبا عبد ال عليه السببلم‬
‫وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال‪ ،‬وأربعا من النساء‪ :‬الببتيمي‬
‫والعدوي وفعلن‪ ،‬ومعاويببة‪ ،‬ويسببميهم‪ ،‬وفلنببة وفلنببة وهنببدا و ام الحكببم‬
‫اخت معاوية )‪ - 64 .(3‬التهذيب‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبببي جعفببر عليببه السببلم‬
‫قال‪ :‬إذا انحرفت عن صلة مكتوبة فل تنحرف إل بانصراف لعن بنببي اميببة‬
‫)‪ - 65 .(4‬البلد المين‪ :‬عن الرضا عليه السلم قل في طلب الرزق عقيببب‬
‫كل فريضة )يامن يملك حوائج السائلين‪ ،‬يامن لكل مسألة منك سمع حاضر‬
‫وجببواب عتيببد‪ ،‬ولكببل صببامت منببك علببم ببباطن محيببط‪ ،‬أسببألك بمواعيببدك‬
‫الصادقة‪ ،‬وأياديك الفاضلة‪ ،‬ورحمتببك الواسببعة‪ ،‬وسببلطانك القبباهر‪ ،‬وملكبك‬
‫الدائم‪ ،‬وكلماتك التامات‪ ،‬يا من ل تنفعه طاعة‬

‫)‪ (1‬تفسير المام‪ 166 :‬في سورة البقبرة‪ ،83 :‬وقبد مبر فبي ج ‪ 85‬ص ‪(2) .285‬‬
‫الكبببافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .344‬الكبببافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،342‬التهبببذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .227‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 165‬و ‪.227‬‬

‫]‪[59‬‬

‫المطيعيببن‪ ،‬ول تضببره معصببية العاصببين‪ ،‬صببل علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وارزقنببي‬
‫وأعطني فيما ترزقني العافية من فضلك‪ ،‬برحمتك يببا أرحببم الراحيمببن )‪.(1‬‬
‫‪ - 66‬دليببل المببامه‪ :‬لمحمببد بببن جريببر الطبببري‪ ،‬عببن عبببد الب بببن علببي‬
‫المطلبي عن محمد بن علي السمري‪ ،‬عن أبي الحسن المحمودي‪ ،‬عن أبببي‬
‫علي محمد بن أحمد المحمببودي‪ ،‬عببن القببائم عليببه السببلم قببال‪ :‬كببان زيببن‬
‫العابدين عليببه السبلم يقبول فبي دعبائه عقيببب الصببلة‪ :‬اللهببم إنبي أسبألك‬
‫باسمك الذي به تقوم السماء والرض‪ ،‬وباسمك الببذي بببه تجمببع المتفببرق‪،‬‬
‫وبه تفرق المجتمع‪ ،‬وباسمك الذي تفرق به بيببن الحببق والباطببل‪ ،‬وباسببمك‬
‫الذي تعلم به كيل البحببار‪ ،‬وعببدد الرمببال‪ ،‬ووزن الجبببال‪ ،‬أن تفعببل بببي كببذا‬
‫وكذا )‪ - 67 .(2‬مهج الدعوات‪ :‬وجدت في مجموع بخط قديم ذكببر ناسببخه‬
‫وهو مصنفه أن اسببمه محمببد بببن محمببد بببن عبببد الب بببن فبباطر رواه عببن‬
‫شيوخه فقال‪ :‬ما هذا لفظه حبدثنا محمببد بببن علببي ببن الرقباق القمببي‪ ،‬عبن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن علي بن الحسببن بببن شبباذان القمببي‪ ،‬عببن أبببي‬
‫جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬حدثنا عبد‬
‫ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عببن محمببد بببن عيسببى بببن عبيببد قببال‪ :‬حببدثنا عبببد‬
‫الرحمان ابن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي يحيى المببدائني‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬من حقنا على أوليائنا وأشياعنا أن ل ينصرف الرجل منهببم‬
‫من صلته حتى يدعو بهذا الببدعاء وهببو‪ :‬اللهببم إنببي أسببألك بحقببك العظيببم‬
‫العظيم أن تصلي على محمد وآله الطاهرين‪ ،‬و أن تصلي عليهم صلة تامة‬
‫دائمة‪ ،‬وأن تدخل علببى محمببد وآل محمببد ومحبببيهم وأوليببائهم حيببث كببانوا‬
‫وأين كانوا في سببهل أو جبببل أو بببر أو بحببر مببن بركببة دعببائي مببا تقببر بببه‬
‫عيونهم‪ ،‬احفظ يا مببولي الغببائبين منهببم‪ ،‬وارددهببم إلببى أهبباليهم سببالمين‪،‬‬
‫ونفس عن المهمببومين‪ ،‬وفببرج عببن المكروبيببن‪ ،‬واكببس العببارين‪ ،‬وأشبببع‬
‫الجائعين‪ ،‬وأرو الظامئين‪ ،‬واقض‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ 30‬في الهامش‪ (2) .‬دلئل المامة ص ‪ 295‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[60‬‬

‫دين الغارمين‪ ،‬وزوج العازبين‪ ،‬واشف مرضى المسلمين‪ ،‬وأدخل علببى المببوات مببا‬
‫تقر به عيونهم‪ ،‬وانصببر المظلببومين مببن أوليبباء آل محمببد عليهببم السببلم‪،‬‬
‫وأطف نائرة المخالفين‪ .‬اللهم وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعببذابك علببى‬
‫اللذين كفرا نعمتك وخونا رسولك‪ ،‬واتهمببا نبيببك‪ ،‬وباينبباه‪ ،‬وحل عقببده فببي‬
‫وصيه‪ ،‬ونبذا عهده في خليفته مبن بعبده‪ ،‬وادعيبا مقبامه‪ ،‬وغيبرا أحكبامه‪،‬‬
‫وبدل سنته‪ ،‬وقلبا دينه‪ ،‬وصغرا قدر حججك وبببدءا بظلمهببم وطرقببا طريببق‬
‫الغدر عليهم‪ ،‬والخلف عن أمرهم‪ ،‬والقتل لهببم‪ ،‬وإرهبباج الحببروب عليهببم‪،‬‬
‫ومنببع خليفتببك مببن سببد الثلببم‪ ،‬وتقببويم العببوج‪ ،‬وتثقيببف الود‪ ،‬وإمضبباء‬
‫الحكام‪ ،‬وإظهار دين السلم‪ ،‬وإقامة حدود القرآن‪ ،‬اللهم العنهما وابنيهمببا‬
‫وكل من مال ميلهم وحذا حذوهم وسلك طريقتهم‪ ،‬وتصدر ببدعتهم‪ ،‬لعنببا ل‬
‫يخطر على بال ويستعيذ منه أهل النار‪ ،‬العن اللهم مببن دان بقببولهم‪ ،‬واتبببع‬
‫أمرهم‪ ،‬ودعا إلى وليتهم وشك في كفرهم مببن الوليببن والخريببن( ثببم ادع‬
‫بما شئت )‪ .(1‬البلد المين‪ :‬ذكر محمد بن محمد بن عبد الب بببن فبباطر فببي‬
‫مجموعه عن الصادق عليه السلم و ذكر مثله‪ .‬بيببان‪) :‬خونببا رسببولك( أي‬
‫نسباه إلى الخيانة )أرهج الغبببار( أي أثبباره اسببتعير هنببا لتهييببج الحببروب‪،‬‬
‫والثلم جمع الثلمة بالضم وهي الخلل فببي الحببائط وغيببره‪ ،‬وتثقيببف الرمبباح‬
‫تسويتها والود بالتحريك العوجاج‪ ،‬وتصدر نصب صدره فببي الجلببوس أو‬
‫جلس في صدر المجلس‪ ،‬ولعله هنا كناية عن ادعاء المببارة والوليببة‪68 .‬‬
‫‪ -‬المجتبى‪ :‬مبن كتباب العمليبات‪ ،‬الموصبلة إلبى رب الرضبين والسببماوات‬
‫تأليف يوسف بن محمد المعروف بابن الخوارزمي باسناده إلى ابببن عببباس‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كنت أخشى العذاب الليل والنهببار‪،‬‬
‫حتى جاءني جبرئيل بسورة )قل هو ال أحد( فعلمت أن الب ل يعببذب امببتي‬
‫بعد نزولها‪ ،‬فانها نسبة الب عزوجببل‪ ،‬فمببن تعاهببد قراءتهببا بعببد كببل صببلة‬
‫تناثر البر من السماء على‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.417 - 416‬‬

‫]‪[61‬‬

‫مفرق رأسه‪ ،‬ونزلت عليه السكينة لها دوي حبول العبرش حبتى ينظبر الب عزوجبل‬
‫إلى قارئها‪ ،‬فيغفر ال له مغفببرة ل يعببذبه بعببدها‪ ،‬ثببم ل يسببأل الب شببيئا إل‬
‫اعطاه ال إياه ويجعله في كلءته إلى آخر ما سيأتي في كتبباب القببرآن‪69 .‬‬
‫‪ -‬اختيار ابن الباقي‪ :‬عن الصادق عليببه السببلم أنببه قببال‪ :‬مببن قببرأ بعببد كببل‬
‫فريضة هذا الدعاء فانه يرى المام م ح م د بن الحسببن عليببه وعلببى آبببائة‬
‫السلم في اليقظة أو في المنام‪) .‬بسم ال الرحمان الرحيم‪ ،‬اللهم بلغ مولنا‬
‫صاحب الزمان أينما كان وحيثما كان من مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬سهلها‬
‫وجبلها‪ ،‬عني وعن والدي وعن ولدي و إخوانى التحية والسلم‪ ،‬عدد خلق‬
‫ال‪ ،‬وزنة عرش ال‪ ،‬وما أحصاه كتابه وأحاط علمه اللهم إني اجدد له فببي‬
‫صبيحة هذا اليوم وما عشت فيه من أيام حياتي عهدا وعقدا وبيعببة لببه فببي‬
‫عنقي ل أحول عنها ول أزول‪ ،‬اللهم اجعلني مببن أنصبباره ونصبباره الببذابين‬
‫عنه‪ ،‬والممتثلين لوامره ونواهيه في أيامه‪ ،‬والستشهدين بين يديه‪ ،‬اللهببم‬
‫فان حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقتضيا فأخرجني‬
‫من قبري مؤتزرا كفني‪ ،‬شاهرا سيفي‪ ،‬مجردا قنبباتي‪ ،‬ملبيببا دعببوة الببداعي‬
‫في الحاضر والبادي‪ .‬اللهم أرني الطلعة الرشيدة‪ ،‬والغببرة الحميبدة‪ ،‬واكحبل‬
‫بصري بنظرة مني إليه‪ ،‬وعجل فرجه‪ ،‬وسهل مخرجببه‪ ،‬اللهببم اشببدد أزره‪،‬‬
‫وقو ظهره‪ ،‬وطول عمره‪ ،‬اللهم اعمر به بلدك‪ ،‬وأحي به عبادك‪ ،‬فانك قلت‬
‫وقولك الحق )ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيببدي النبباس( فببأظهر‬
‫اللهم لنا وليببك‪ ،‬وابببن بنببت نبيببك‪ ،‬المسببمى باسببم رسببولك‪ ،‬صببلواتك عليببه‬
‫وآله‪ ،‬حتى ل يظفر بشببئ مببن الباطببل إل مزقببه‪ ،‬ويحببق الب الحببق بكلمبباته‬
‫ويحققه‪ ،‬اللهم اكشف هذه الغمة‪ ،‬عن هذه المة بظهوره‪ ،‬إنهم يرونه بعيدا‬
‫ونراه قريبا‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله‪.‬‬

‫]‪[62‬‬

‫‪) 39‬باب( * )ما يختص بتعقيب فريضة الظهببر( * ‪ - 1‬فلح السبائل‪ :‬مبن المهمبات‬
‫عقيب صلة الظهر القتداء بالصادق عليه السلم في الدعاء للمهدي عليببه‬
‫السلم الذي بشر به محمد رسول ال صلى ال عليه وآله امته فببي صببحيح‬
‫الروايات ووعدهم أنه يظهر في أواخر الوقات‪ ،‬كما رواه أبو محمد وهبان‬
‫الدنبلي عن أبي علي محمد ابن الحسن بن محمد بببن جمهببور العمببي‪ ،‬عببن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبيه محمد بن جمهور‪ ،‬عن أحمد بن الحسين السكري‪ ،‬عن عببباد‬
‫بن محمد المدايني قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم بالمدينببة حيببن‬
‫فرغ من مكتوبة الظهر‪ ،‬وقد رفع يديه إلى السماء وهو يقول‪ :‬أي سامع كل‬
‫صوت أي جببامع كببل فببوت أي بببارئ كببل نفببس بعببد المببوت‪ ،‬أي ببباعث أي‬
‫وارث أي سيد السببادة‪ ،‬أي إلببه اللهببة‪ ،‬أي جبببار الجبببابرة‪ ،‬أي ملببك الببدنيا‬
‫والخببرة‪ ،‬أي رب الرببباب‪ ،‬أي ملببك الملببوك‪ ،‬أي بطبباش أي ذا البطببش‬
‫الشديد‪ ،‬أي فعال لما يريد أي محصى عدد النفباس‪ ،‬ونقبل القبدام‪ ،‬أي مبن‬
‫السر عنده علنية‪ ،‬أي مبدئ أي معيد أسألك بحقك على خيرتك من خلقببك‪،‬‬
‫وبحقهم الذي أوجبت لهم علببى نفسببك‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد وآل محمببد‪،‬‬
‫أهل بيته‪ ،‬وأن تمن علي الساعة بفكاك رقبتي من النار‪ ،‬وأنجز لوليك وابن‬
‫نبيك الداعي إليك باذنك‪ ،‬وأمينك فببي خلقببك‪ ،‬وعينببك فببي عبببادك‪ ،‬و حجتببك‬
‫على خلقبك‪ ،‬عليبه صبلواتك وبركاتبك وعبده‪ ،‬اللهبم أيبده بنصبرك‪ ،‬وانصبر‬
‫عبدك وقو أصحابه‪ ،‬وصبرهم‪ ،‬وافتح لهم من لدنك سلطانا نصببيرا‪ ،‬وعجببل‬
‫فرجه‪ ،‬وأمكنه من أعدائك‪ ،‬وأعداء رسولك يا أرحببم الراحميببن قببال‪ :‬أليببس‬
‫قددعوت لنفسببك جعلببت فببداك ؟ قببال‪ :‬قببد دعببوت لنببور آل محمببد وسببابقهم‬
‫والمنتقم بأمر ال من أعدائهم‪ ،‬قلت‪ :‬متى يكون خروجه جعلني ال فببداك ؟‬
‫قال‪ :‬إذا شاء من له الخلق والمر‪ ،‬قلت‪ :‬فلببه علمببة قبببل ذلببك ؟ قببال‪ :‬نعببم‬
‫علمات شتى‪ ،‬قلت‪ :‬مثل ماذا ؟ قال‪ :‬خروج دابة مبن المشبرق‪ ،‬ورأيبة مبن‬
‫المغرب‪ ،‬وفتنة تظل أهل‬

‫]‪[63‬‬

‫الزورا‪ ،‬وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن‪ ،‬وانتهاب ستارة البببيت‪ ،‬ويفعببل ال ب‬
‫ما يشاء )‪ .(1‬مصباح الشيخ‪ ،‬والبلد المين‪ ،‬وجنة المان‪ ،‬والختيببار‪ :‬ممببا‬
‫يختص عقيب الظهر يا سامع كل صوت إلى آخر الدعاء‪ ،‬وفي الجميع )يببا(‬
‫مكان أي في المواضع كلها‪ .‬بيان‪) :‬يا جامع كل فوت( قال شيخنا البهببائي ‪-‬‬
‫ره ‪ :-‬أي كببل فببائت‪ ،‬ومببا بعببده أعنببي )يببا بببارئ النفببوس بعببد المببوت( أي‬
‫خالقها ومعيدها كالتفسير له )يببا بطبباش ذا البطببش الشببديد( البطببش الخببذ‬
‫بالعنف ويقال للسطوة بطشة‪ ،‬ويمكن حمببل البطبباش علببى هببذا المعنببى وذا‬
‫البطش على المعنى الول‪ .‬أقول‪ :‬قد مر وسببيأتي هنببا تفسببير تلببك الفقببرات‬
‫وأشباهها‪ - 2 .‬فلح السائل‪ :‬ومن المهمات الدعاء عقيب صلة الظهببر بمببا‬
‫روي عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه دعا به عقيبهببا علببى مببا رواه‬
‫أبو المفضل محمد بن عبد ال التميمي‪ ،‬عن أبي محمد عبببد الب بببن محمببد‬
‫التميمي‪ ،‬عن أبببي الحسببن‪ ،‬عببن علببي بببن محمببد صبباحب العسببكر عليهمببا‬
‫السلم عن أبيه‪ ،‬عببن آبببائة عليهمببا السببلم عببن أبببي عبببد البب‪ ،‬عببن أميببر‬
‫المؤمنين‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬كببان مببن دعببائه عقيببب‬
‫صلة الظهر )ل إله إل ال العظيم الحليم‪ ،‬ل إله إل ال رب العببرش الكريببم‪،‬‬
‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬اللهم إني أسألك موجبات رحمتك‪ ،‬وعزائم مغفرتك‪،‬‬
‫والغنيمة من كل خير‪ ،‬والسلمة من كل إثم‪ ،‬اللهم ل تدع لي ذنبا إل غفرتببه‬
‫ولهمببا إل فرجتببه‪ ،‬ول سببقما إل شببفيته‪ ،‬ولعيبببا إل سببترته‪ ،‬ول رزقببا إل‬
‫بسطته ول خوفا إل أمنته‪ ،‬ول سوء إل صرفته‪ ،‬ول حاجببة هببي لببك رضببى‬
‫ولي صلح إل قضيتها‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬آميببن رب العببالمين )‪ .(2‬بيببان‪:‬‬
‫)موجبات رحمتك( أي أعمال تسبب لرحمتببك وتوجبهببا )وعببزائم مغفرتببك(‬
‫أي أسألك أعمال ينعزم ويتأكد بها مغفرتك‪.‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .171 - 170‬فلح السائل ص ‪.172 - 171‬‬

‫]‪[64‬‬

‫مصابيح الشيخ‪ ،‬والكفعمي‪ ،‬وابن الباقي وغيرها‪ :‬ثم تقول‪) :‬اللهم إني أسببئلك بحببق‬
‫محمد وآل محمد براءة من النار فاكتب لنا إلى قوله )ول إله غيرك( كما مر‬
‫بروايببة أبببي بصببير فببي تعقيببب كببل صببلة )‪ - 3 .(1‬فلح السببائل‪ :‬ومببن‬
‫المهمات القتداء بمولنببا أميببر المببؤمنين عليببه السبلم فببي الببدعاء عقيببب‬
‫الخمس الصلوات المفروضات فمن دعائه عقيب فريضة الظهببر )اللهببم لببك‬
‫الحمد كله‪ ،‬وبيدك الخير كله‪ ،‬وإليك يرجع المر كله‪ ،‬علنيته وسره‪ ،‬وأنببت‬
‫منتهى الشأن كله‪ ،‬اللهم لك الحمد على عفوك بعد قدرتك‪ ،‬ولك الحمببد علببى‬
‫غفرانك بعد غضبك اللهم لك الحمد رفيع الدرجات‪ ،‬مجيب الببدعوات‪ ،‬منببزل‬
‫البركببات‪ ،‬مببن فببوق سبببع سببماوات‪ ،‬معطببي السببؤلت‪ ،‬ومبببدل السببيئات‬
‫حسنات‪ ،‬وجاعل الحسنات درجات‪ ،‬و المخرج إلى النور من الظلمات‪ .‬اللهم‬
‫لك الحمد غافر الذنب‪ ،‬وقابل التوب‪ ،‬شديد العقاب‪ ،‬ذا الطول ل إلببه إل أنببت‬
‫وإليك المصير‪ ،‬اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى ولك الحمد في النهببار إذا‬
‫تجلى ولك الحمد في الخرة والولى‪ ،‬اللهم لك الحمد في الليل إذا عسببعس‪،‬‬
‫ولك الحمد فببي الصبببح إذا تنفببس‪ ،‬ولببك الحمببد عنببد طلببوع الشببمس وعنببد‬
‫غروبها‪ ،‬ولبك الحمبد علبى نعمبك البتي ل تحصبى عبددا‪ ،‬ول تنقضبى مبددا‬
‫سرمدا‪ ،‬اللهم لك الحمد فيما مضى ولك الحمد فيما بقى‪ .‬اللهم أنت ثقتي في‬
‫كل أمر‪ ،‬وعدتي في كبل حاجبة‪ ،‬وصباحبي فبي كبل طلببة‪ ،‬و انسبي فبي كبل‬
‫وحشة‪ ،‬وعصمتي عند كل هلكة‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمببد‪ ،‬ووسببع‬
‫لي في رزقي‪ ،‬وبارك لي فيما آتيتني‪ ،‬واقض عني ديني‪ ،‬وأصلح لي شأني‪،‬‬
‫أنك رؤف رحيم‪ ،‬ل إله إل ال الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال ب رب العببالمين‪ ،‬ل‬
‫إله إل ال رب العرش العظيم‪ .‬اللهم إني أسببألك موجبببات رحمتببك‪ ،‬وعببزائم‬
‫مغفرتببك‪ ،‬والغنيمببة مببن كبل خيببر والسببلمة مبن كبل إثببم‪ ،‬والفبوز بالجنبة‪،‬‬
‫والنجاة من النار‪ ،‬اللهم ل تدع لي ذنبا إل‬
‫)‪ (1‬راجع ص ‪ 12‬فيما مضى‪.‬‬

‫]‪[65‬‬

‫غفرتببه‪ ،‬ول همببا إل فرجتببه‪ ،‬ول غمببا إل كشببفته‪ ،‬ولسببقما إل شببفيته‪ ،‬ول دينببا إل‬
‫قضيته‪ ،‬ول خوفا إل أمنته‪ ،‬ول حاجة إل قضيتها‪ ،‬بمنك ولطفك‪ ،‬برحمتك يا‬
‫أرحم الراحمين )‪ .(1‬بيان‪) :‬وإليك يرجع المر كله( أي من جهببة العليببة أو‬
‫في الخرة للجزاء والخير أنسب بالتتمة )وأنت منتهى الشبأن كلببه( الشببأن‬
‫المر والحال‪ ،‬قال تعالى‪) :‬كل يوم هو في شأن( )‪ (2‬أي في كل وقت وحين‬
‫يحدث امورا ويجبدد أحبوال مبن إهلك وإنجباء‪ ،‬وحرمبان وإعطباء‪ ،‬وغيبر‬
‫ذلك‪ ،‬فكونه سبحانه منتهى الشأن يحتمل وجوهببا الول النتهبباء مببن جهببة‬
‫العلية كما مر فانه علة العلل‪ ،‬الثاني أن شأنه تعالى أعظم الشئون وأجلهببا‪،‬‬
‫الثالث أن كل أمر وشئ بعببد اليببأس عببن المخلببوقين وعجزهببم يرفببع إليببه‪،‬‬
‫ويحتمل النتهاء في الخبرة وهبو هنببا بعيبد‪) .‬رفيبع البدرجات( أي درجبات‬
‫كماله رفيعة بحيث ل يظهر دونها كمال‪ ،‬وقيل الدرجات مراتب المخلوقببات‪،‬‬
‫أو مصاعد الملئكة إلى العرش أو السماوات‪ ،‬أو درجات الثواب عببن فببوق‬
‫سبع سماوات‪ ،‬لن تقديرها هناك والنزال مجاز )مبدل السيئات( إشارة إلى‬
‫قوله تعالى )اولئك يبدل ال سيئاتهم حسنات( )‪ (3‬قيل‪ :‬بببأن يمحببو سببوابق‬
‫معاصيهم بالتوبة‪ ،‬ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم‪ ،‬أو يبببدل ملكببة المعصببية‬
‫في النفس بملكه الطاعة‪ ،‬أو بأن يوفقه لضداد ما سلف منه‪ ،‬أو بببأن يثبببت‬
‫له بببدل كببل عقبباب ثوابببا‪) .‬وجاعببل الحسببنات درجببات( أي يعطببي عوضببها‬
‫درجات في الجنة أو ذوي درجات ومنازل ومراتبب بحسبب مبا ينضببم إليهبا‬
‫من المعرفة والخلص‪ ،‬وسائر الشرائط )والمخببرج( أي بهببدايته وتببوفيقه‬
‫)إلى النور( أي إلى الهدى الموصل إلى اليمان وسائر الخيرات والكمالت‪.‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل‪ (2) .173 - 172 :‬الرحمن‪ (3) .29 :‬الفرقان‪.70 :‬‬

‫]‪[66‬‬

‫)من الظلمات( أي ظلمات الجهل واتباع الهوى‪ ،‬وقبول الوسبباوس والشبببه المؤديببة‬
‫إلى الكفر والمعاصي‪ ،‬وتوحيد النور وجمع الظلمات‪ ،‬لن الحق طريق واحد‬
‫والباطببل شببتى‪ ،‬والثببوب مصببدر كالتوبببة وقيببل‪ :‬هببو جمببع التوبببة )شببديد‬
‫العقاب( أي مشدده أو الشببديد عقبابه‪ ،‬والطببول الفضببل )إليببك المصببير( أي‬
‫لجزاء المطيع و العاصي‪) .‬لك الحمبد فببي الليببل( أي تسبتحق الحمببد بسبببه‬
‫وبسبب النعم التي تحدث فيه أو أحمدك في تلك الحوال‪ ،‬والول أظهببر )إذا‬
‫يغشى( أي يغشى الشمس أو النهار أو كل ما يواريه بظلمه )إذا تجلى( أي‬
‫ظهببر بببزوال ظلمببة الليببل أو تبببين بطلببوع الشببمس )إذا عسببعس( أي أقبببل‬
‫بظلمه أو أدبر‪ ،‬وهو من الضبداد وقيبل‪ :‬عببر ببه عبن إقببال روح ونسبيم‬
‫وفي تفسببير علببي بببن إبراهيببم )‪ (1‬إذا عسبعس إذا أظلببم و )إذا تنفببس( إذا‬
‫ارتفع )إل شببفيته( السببناد فيبه و )فبي أمنتبه( مجبازي‪ - 4 .‬فلح السبائل‪:‬‬
‫ومببن المهمببات الببدعاء عقيببب الصببلوات الخمببس المفروضببات بمببا كببانت‬
‫الزهراء فاطمة سيدة نسبباء العببالمين تببدعو بببه‪ ،‬فمببن ذلببك دعاؤهببا عقيببب‬
‫فريضة الظهر وهو )سبحان ذي العز الشببامخ المنيببف‪ ،‬سبببحان ذي الجلل‬
‫الباذخ العظيم‪ ،‬سبحان ذي الملبك الفباخر القبديم‪ ،‬والحمبد لب البذي بنعمتببه‬
‫بلغت ما بلغت من العلببم بببه‪ ،‬والعمببل لببه‪ ،‬والرغبببة إليببه‪ ،‬والطاعببة لمببره‪،‬‬
‫والحمد ل الذي الم يجعلني جاحدا لشئ من كتابه‪ ،‬ول متحيرا في شببئ مببن‬
‫أمره‪ ،‬والحمد ل الذي هداني لدينه‪ ،‬ولم يجعلني أعبد شيئا غيره‪ .‬اللهم إني‬
‫أسببئلك قببول التببوابين وعملهببم‪ ،‬ونجبباة المجاهببدين وثببوابهم‪ ،‬وتصببديق‬
‫المؤمنين وتوكلهم‪ ،‬والراحببه عنببد المببوت‪ ،‬والمببن عنببد الحسبباب‪ ،‬واجعببل‬
‫الموت خير غائب أنتظره‪ ،‬وخير مطلع يطلع علببي‪ ،‬وارزقنببي عنببد حضببور‬
‫الموت وعند نزوله وفببي غمراتببه‪ ،‬وحيببن تنببزل النفببس مببن بيببن الببتراقي‪،‬‬
‫وحين تبلغ الحلقوم‪ ،‬وفي حال خروجي من الدنيا وتلك الساعة التي ل أملك‬
‫لنفسي فيها ضرا ول نفعا‪ ،‬ول شدة ول رخاء‪،‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪.714‬‬

‫]‪[67‬‬

‫روحا من رحمتك من رضوانك‪ ،‬وبشرى من كرامتك‪ ،‬قبل أن تتوفى نفسي‪ ،‬وتقبض‬


‫روحي‪ ،‬وتسلط ملك الموت على إخراج نفسي‪ ،‬ببشرى منببك يببا رب ليسببت‬
‫من أحد غيرك تثلج بها صدري‪ ،‬وتسر بها نفسي‪ ،‬وتقربها عينببي‪ ،‬ويتهلببل‬
‫بها وجهي ويسفر بها لوني‪ ،‬ويطمئن بها قلبي‪ ،‬ويتباشبربها سبائر جسبدي‬
‫يغبطني بها من حضرني من خلقك ومن سمع بي من عبادك تهون بها على‬
‫سكرات الموت وتفرج عني بها كربتببه‪ ،‬وتخفببف بهببا عنببي شببدته وتكشببف‬
‫عني بها سقمه‪ ،‬وتذهب عني بها همه وحسرته‪ ،‬وتعصمني بهببا مببن أسببفه‬
‫وفتنه‪ ،‬وتجيرني بها من شره‪ ،‬وشر ما يحضر أهله‪ ،‬وترزقنببي بهببا خيببره‪،‬‬
‫وخير ما يحضر عنده‪ ،‬وخير ما هو كائن بعده‪ .‬ثم إذا توفيت نفسي وقبضت‬
‫روحببي‪ ،‬فاجعبل روحبي فبي الرواح الرائحببة‪ ،‬و اجعبل نفسببي فبي النفبس‬
‫الصالحة‪ ،‬وجعل جسدي في الجساد المطهرة‪ ،‬واجعببل علمببي فببي العمببال‬
‫المتقبلة‪ ،‬ثببم ارزقنببي فببي خطببتي مببن الرض وموضببع جنببتي حيببث يرفببت‬
‫لحمي‪ ،‬ويدفن عظمي‪ ،‬وأترك وحيببدا ل حيلببة لببي قببد لفظتنببي البلد‪ ،‬وتخل‬
‫مني العباد وافتقرت إلببى رحمتببك‪ ،‬واحتجببت إلببى صببالح عملببي‪ ،‬وألقببى مببا‬
‫مهدت لنفسي وقدمت لخرتي‪ ،‬وعملت في أيام حياتي‪ ،‬فببوزا مببن رحمتببك‪،‬‬
‫وضياء من نببورك‪ ،‬وتثبيتببا مببن كرامتببك‪ ،‬بببالقول الثببابت فببي الحيبباة الببدنيا‬
‫والخببرة إنببك تضببل الظببالمين‪ ،‬وتفعببل مببا تشبباء‪ .‬ثببم بببارك لببي فببي البعببث‬
‫والحساب إذا انشقت الرض عني‪ ،‬وتخل العببباد منببي وغشببيتني الصببيحة‪،‬‬
‫وأفزعتني النفخة‪ ،‬ونشرتني بعد الموت‪ ،‬وبعثتني للحساب‪ ،‬فابعث معببى يببا‬
‫رب نورا من رحمتك يسعى بين يدي‪ ،‬وعببن يمينببي تببؤمنني بببه وتربببط بببه‬
‫على قلبي وتظهر به عذري وتبيض به وجهي‪ ،‬وتصدق به حديثي‪ ،‬وتفلببج‬
‫به حجتي‪ ،‬وتبلغني به العروة القصوى من رحمتك‪ ،‬وتحلني الدرجببة العليببا‬
‫من جنتك‪ ،‬وترزقني به مرافقة محمد النبي عبدك ورسولك في أعلى الجنببة‬
‫درجة‪ ،‬وأبلغها فضيلة وأبرها عطية وأرفعها نفسة‪ ،‬مع الذين أنعمت عليهم‬
‫من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا‪.‬‬

‫]‪[68‬‬

‫اللهم صل على محمد خاتم النبيين‪ ،‬وعلى جميع النبياء والمرسلين‪ ،‬وعلى الملئكة‬
‫أجمعين‪ ،‬وعلى آله الطيبين الطاهرين‪ ،‬وعلى أئمة الهدى أجمعين آمين رب‬
‫العالمين‪ ،‬اللهببم صببل علببى محمببد كمببا هببديتنا بببه‪ ،‬وصببل علببى محمببد كمببا‬
‫رحمتنببا بببه‪ ،‬وصببل علببى محمببد كمببا عززتنببا بببه‪ ،‬وصببل علببى محمببد كمببا‬
‫فضلتنابه‪ ،‬وصل على محمد كما شرفتنا به‪ ،‬وصل على محمبد كمبا نصبرتنا‬
‫به‪ ،‬وصل على محمد كما أنقذتنا به من شبفا حفبرة مببن النبار‪ .‬اللهبم بيببض‬
‫وجهه‪ ،‬وأعل كعبه‪ ،‬وأفلج حجته‪ ،‬وأتمم نوره‪ ،‬وثقل ميزانه وعظم برهانه‪،‬‬
‫وافسح له حتى يرضى‪ ،‬وبلغه الدرجة والوسيلة من الجنببة‪ ،‬وابعثببه المقببام‬
‫المحمببود الببذي وعببدته‪ ،‬واجعلببه أفضببل النبببيين والمرسببلين عنببدك منزلببة‬
‫ووسيلة واقصص بنا أثره واسقنا بكأسه‪ ،‬وأوردنببا حوضببه‪ ،‬واحشببرنا فببي‬
‫زمرته‪ ،‬وتوفنا على ملته‪ ،‬واسلك بناسبله‪ ،‬واستعملنا بسنته غير خزايا ول‬
‫نادمين‪ ،‬ول شاكين ول مبدلين‪ .‬يامن بابه مفتوح لداعيه‪ ،‬وحجببابه مرفببوع‬
‫لراجيه‪ ،‬يا سبباتر المببر القبيببح و مببداوي القلببب الجريببح‪ ،‬ل تفضببحني فببي‬
‫مشهد القيمة بموبقات الثام‪ ،‬ولتعرض بوجهك الكريم عني من بين النام‪،‬‬
‫يا غاية المضطر الفقير‪ ،‬ويا جابر العظم الكسير‪ ،‬هب لي موبقات الجببرائر‪،‬‬
‫واعف عن فاضحات السراير‪ ،‬واغسببل قلبببي مببن وزر الخطايببا‪ ،‬و ارزقنببي‬
‫حسن الستعداد لنزول المنايا‪ .‬يا أكرم الكرمين‪ ،‬ومنتهببى أمنيببة السببائلين‪،‬‬
‫أنببت مببولي فتحببت لببي ببباب الببدعاء ولنابببة‪ ،‬فل تغلببق عنببي ببباب القبببول‬
‫والجابببة‪ ،‬ونجنببي برحمتببك مببن النببار وبببوئني غرفببات الجنببان‪ ،‬واجعلنببي‬
‫متمسببكا بببالعروة الببوثقى‪ ،‬واختببم لببي بالسببعادة‪ ،‬وأحينببي بالسببلمة‪ ،‬يببا ذا‬
‫الفضل والكمال‪ ،‬والعزة والجلل‪ ،‬ول تشمت بي عدوا ول حاسدا ول تسببلط‬
‫علي سببلطانا عنيببدا‪ ،‬ول شببيطانا مريببدا‪ ،‬برحمتببك يببا أرحبم الراحيمببن‪ ،‬ول‬
‫حببول ولقببوة إل بببال العلببي العظيببم‪ ،‬وصببلى الب علبى محمببد وآلببه وسببلم‬
‫تسليما )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪.176 - 173‬‬

‫]‪[69‬‬

‫توضببيح‪ :‬الشبامخ المرتفبع العبالي كالبباذخ‪ ،‬وأنباف علبى الشببئ أشبرف‪ ،‬وغمبرات‬
‫الموت شدائده‪ ،‬وقولهببا )روحببا( مفعببول ارزقنببي‪ ،‬وقببال الجببوهري‪ ،‬ثلجببت‬
‫نفسي تثلج ثلوجا اطمأنت‪ ،‬وثلجت نفسي بالكسر تثلج ثلجا لغببة فيببه‪ ،‬وفببي‬
‫القاموس تهلل الوجه تلل‪ ،‬وقال‪ :‬سفر الصبح يسفر أضباء وأشبرق كأسبغ‬
‫ر انتهببى‪ .‬قولهببا‪) :‬فببي خطببتي مببن الرض( بالكسببر أي قبببري‪ ،‬قببال فببي‬
‫النهاية‪ :‬الخطة بالكسر هي الرض يختطها النسان لنفسه بأن يعلببم عليهببا‬
‫علمة ويخط عليها خطا ليعلم أنه قد أحازها‪ ،‬وفي القبباموس الخببط بالكسببر‬
‫الرض الببتي تنزلهببا ولببم ينزلهببا نببازل قبلببك كالخطببة وفببي بعببض النسببخ‬
‫)حصتي( وهو تصببحيف‪ ،‬وإن أمكببن تببوجيهه قولهببا )حيببث يرفببت لحمببي(‬
‫بالراء المهملبة وفبي بعبض النسبخ بالمعجمبة‪ ،‬قبال الفيبروز آببادي‪ :‬رفتبه‬
‫يرفته ويرفته كسره ودقه وانكسر واندق لزم متعد وانقطع كببأرفت ارفتاتببا‬
‫في الكل وقال‪ :‬الزفت الطببرد والببدفع والزهبباق والتعبباب‪ ،‬وقولهببا )فببوزا(‬
‫مفعول ارزقني‪ ،‬وقد مر تفسير القول الثابت في كتاب الجنايز والنسب هنببا‬
‫تعلق الظرفين بالثابت‪ .‬والربط على القلب تسديده وتقويته قببال ال ب تعببالى‪:‬‬
‫)وربطنببا علببى قلببوبهم( )‪ (1‬أي ثبتنببا قلببوبهم وألهمنبباهم الصبببر‪ ،‬وقببال‬
‫الجوهري‪ :‬فلج الرجل على خصمه يفلج فلجا وأفلجه ال عليه‪ ،‬وأفلببج ال ب‬
‫حجته قومها وأظهرها )وأرفعها نفسه( أي نفاسة أو سعة قببال الجببوهري‪:‬‬
‫النفببس الجرعببة‪ ،‬وأنببت فببي نفببس مببن أمببرك فببي سببعة‪ ،‬وشببئ نفيببس أي‬
‫يتنافس فيه ويرغب‪ ،‬وهذا أنفس مالي أحبه وأكرمه عنببدي‪ ،‬ولببك فببي هببذا‬
‫المببر نفسببة أي مهلببة وفببي النهايببة نفببس الروضببة طيببب روائحهببا وفببي‬
‫القبباموس النفببس بالتحريببك السببعة والفسببحة فببي المببر والجرعببة والببري‬
‫وشراب ذو نفس فيه سعة‪ ،‬ورى‪ ،‬وقال‪ :‬النفس العظمة والعزة ولببك نفسببة‬
‫بالضم مهلة‪ .‬قولها )كما أنقذتنا( إشببارة إلببى قببوله تعببالى )كنتببم علببى شببفا‬
‫حفبرة مبن النبار فأنقبذكم منهبا( )‪ (2‬وشبفا الببئر وشبفتها طرقهبا أي كنتبم‬
‫مشفين على الوقوع في نار جهنم لكفركم‬

‫)‪ (1‬الكهف‪ (2) .14 :‬آل عمران‪.103 :‬‬


‫]‪[70‬‬

‫إذ لو أدرككم الموت في تلبك الحببال لببوقعتم فيهببا فأنقبذكم بالسبلم منهببا‪ ،‬وقبال فببي‬
‫النهاية‪ :‬في حديث قيلة‪ :‬وال ل يزال كعبك عاليبا‪ ،‬هببو دعبباء لهببا بالشببرف‬
‫والعلو والصل فيها كعب القنبباة وهببو انبوبهببا ومببا بيببن كببل عقببدتين منهببا‬
‫كعبب‪ ،‬وكبل شبئ عل وارتفبع فهبو كعبب انتهبى‪ .‬وأقبول‪ :‬يحتمبل أن يكبون‬
‫المراد هنا‪ ،‬كعب الرجل كما ل يخفى‪ .‬وفي النهاية منببزل فسببيح أي واسببع‪،‬‬
‫ومنه حديث علي عليه السلم اللهم افسح له مفسحا فببي عببدلك‪ ،‬أي أوسببع‬
‫له سعة في دار عدلك يببوم القيامببة انتهببى )واقصببص بنببا أثببره( أي اجعلنببا‬
‫نتبعه في جميع أقواله وأفعاله‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪ :‬قص أثره تتبعه‪ ،‬وقببال‪:‬‬
‫خببرج فببي أثببره وإثببره بعببده )وأحينببي بالسببلمة( أي مببن الخطايببا والثببام‬
‫والبليببا والسببقام‪ - 5 .‬فلح السببائل‪ :‬روى أبببو المفضببل الشببيباني‪ ،‬عببن‬
‫الحسين بن سعدان‪ ،‬عن محمد بن منصور بن يزيد‪ ،‬عن سليمان بببن خالببد‪،‬‬
‫عن معاوية بن عمار قال‪ :‬هذا دعاء سيدي أبببي عبببد الب جعفببر بببن محمببد‬
‫عليهما السلم في عقيب صلواته أمله علي فببأول الصببلة الظهببر‪ ،‬و بببذلك‬
‫سببميت الولببى‪ ،‬لنهببا أول صببلة افترضببها ال ب علببى عببباده دعبباء صببلة‬
‫الظهر‪ :‬يا أسمع السامعين‪ ،‬ويا أبصر الناظرين‪ ،‬ويا أسرع الحاسبببين‪ ،‬ويببا‬
‫أجود الجودين ويا أكبرم الكرميبن‪ ،‬صببل علبى محمببد وآل كأفضبل وأجببزل‬
‫وأوفى وأكمل وأحسن وأجمل وأكثر وأطهببر وأزكببى وأنببور وأعلببى وأبهببى‬
‫وأسنى وأنمى وأدوم وأبقى مببا صبليت وببباركت ومننبت وسبلمت وترحمببت‬
‫على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد‪ .‬اللهم امنن على محمد وآل محمد‬
‫كما مننت على موسى وهارون‪ ،‬وسلم علببى محمببد وآل محمببد كمببا سببلمت‬
‫على نوح في العالمين‪ ،‬اللهم وأورد عليه مببن ذريتببه وأزواجببه وأهببل بيتببه‬
‫وأصحابه وأتباعه من تقربهببم عينببه‪ ،‬واجعلنببا منهببم وممببن تسببقيه بكأسببه‬
‫وتورده حوضه‪ ،‬واحشرنا في زمرته‪ ،‬وتحت لببوائه‪ ،‬وأدخلنببا فببي كببل خيببر‬
‫أدخلت فيه محمدا وآل محمد وأخرجنا من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل‬
‫محمد‪ ،‬ول تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد طرفة عين ابببدا‪ ،‬ول أقببل مببن‬
‫ذلك ول أكثر‪.‬‬

‫]‪[71‬‬

‫اللهم صل على محمببد وآل محمببد‪ ،‬واجعلنببي معهببم فببي كببل عافيببة وبلء‪ ،‬واجعلنببي‬
‫معهم في كل شدة ورخاء‪ ،‬واجعلني معهببم فببي كببل أمببن وخببوف‪ ،‬واجعلنببي‬
‫معهببم فببي كببل مثببوى ومنقلببب‪ ،‬اللهببم أحينببي محيبباهم‪ ،‬وأمتنببي ممبباتهم‪،‬‬
‫واجعلني بهم عندك وجيها في الببدنيا والخببرة ومببن المقربيببن‪ ،‬اللهببم صببل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬واكشف عني بهم كل كرب‪ ،‬ونفس عني بهم كل هم‪،‬‬
‫وفرج عني بهم كل غم واكفني بهم كل خببوف‪ ،‬واصببرف عنببي بهببم مقببادير‬
‫البلء‪ ،‬وسوء القضاء‪ ،‬ودرك الشببقاء‪ ،‬وشببماتة العببداء‪ .‬اللهببم صببل علببى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬واغفر لي ذنبي وطيب لي كسببي‪ ،‬وقنعنبي بمبا رزقتنبي‪،‬‬
‫وبارك لي فيه‪ ،‬ول تذهب بنفسي إلى شئ صرفته عني‪ ،‬اللهم إني أعوذ بببك‬
‫من دنيا تمنببع خيببر الخببرة‪ ،‬وعاجببل يمنببع خيببر الجببل‪ ،‬وحيبباة تمنببع خيببر‬
‫الممببات وأمببل يمنببع خيببر العمببل‪ ،‬اللهببم إنببي أسببئلك الصبببر علببى طاعتبك‪،‬‬
‫والصبر عن معصيتك‪ ،‬والقيام بحقك وأسئلك حقايق اليمان‪ ،‬وصدق اليقين‬
‫في المواطن كلها‪ ،‬وأسئلك العفو والعافيببة‪ ،‬والمعافبباة فببي الببدنيا والخببرة‪،‬‬
‫عافيببة الببدنيا مببن البلء‪ ،‬وعافيببة الخببرة مببن الشببقاء‪ .‬اللهببم إنببي أسببئلك‬
‫العافية‪ ،‬وتمام العافية‪ ،‬ودوام العافية‪ ،‬والشكر على العافية يا ولي العافيببة‪،‬‬
‫وأسئلك الظفر والسلمة‪ ،‬وحلول دار الكرامة‪ ،‬اللهم اجعببل لببي فببي صببلتي‬
‫ودعائي رهبة منك‪ ،‬ورغبة إليك‪ ،‬وراحة تمن بهببا علببى‪ ،‬اللهببم ل تحرمنببي‬
‫سعة رحمتك‪ ،‬وسبببوغ نعمتببك‪ ،‬وشببمول عافيتببك‪ ،‬وجزيببل عطايبباك‪ ،‬ومنببح‬
‫مواهبك‪ ،‬بسوء مببا عنببدي‪ ،‬ول تجببازني بقبيببح علمببي‪ ،‬ولتصببرف وجهببك‬
‫الكريببم عنبي‪ .‬اللهبم ل تحرمنبي وأنبا أدعببوك ول تخيبنببي وأنببا أرجببوك ول‬
‫تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ول إلى أحد من خلقببك فيحرمنببي ويسببتأثر‬
‫علي‪ .‬اللهم إنك تمحو مبا تشبباء وتثببت وعنببدك ام الكتباب أسبألك بببآل يبس‬
‫خيرتك من خلقك‪ ،‬وصوفتك من بريتك واقدمهم بين يدي حوائجي ورغبببتي‬
‫إليك‪ ،‬اللهم إن كنت كتبتني عندك في ام الكتبباب شببقيا محرومببا مقببترا علببي‬
‫في الرزق‪ ،‬فامح من ام‬

‫]‪[72‬‬

‫الكتاب شقائي وحرماني‪ ،‬وأثبتني عندك سعيدا مرزوقا فانك تمحو مببا تشبباء وتثبببت‬
‫وعندك ام الكتاب‪ ،‬اللهم إني لما أنزلت إلى من خيببر فقيببر وأنببا منببك خبائف‬
‫وبك مستجير‪ ،‬وأنا حقيببر مسببكين أدعببوك كمببا أمرتنببي‪ ،‬فاسببتجب لببي كمببا‬
‫وعدتني‪ ،‬إنك لتخلف الميعاد‪ .‬يامن قال )ادعوني أستجب لكم( نعم المجيببب‬
‫أنت يا سيدي‪ ،‬ونعم الرب ونعم المولى وبئس العبد أنا‪ ،‬وهذا مقام العائذ بك‬
‫من النار‪ ،‬يا فارج الهم‪ ،‬ويا كاشببف الغببم يببا مجيببب دعببوة المضببطرين‪ ،‬يببا‬
‫رحمان الدنيا والخرة ورحيمهما‪ ،‬ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من‬
‫سواك‪ ،‬وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين‪ ،‬الحمد ل الذي قضببى عنببي‬
‫صلة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا‪ ،‬برحمتببك يببا أرحببم الراحميببن )‪.(1‬‬
‫مصببباح الشببيخ )‪ ،(2‬والبلببد الميببن‪ ،‬والجنببة والختصببار وغيرهببا‪ :‬عببن‬
‫معاوية بن عمار مثلببه )‪ .(3‬بيببان‪ :‬أجببزل أي أعظببم وفببي الشببئ تببم وكببثر‪،‬‬
‫وأزكى أي أنمى أو أطهر‪ ،‬البهاء الحسن وأسببنى أي أرفببع أو أنببور )وأورد‬
‫عليه( أي في الجنة‪ ،‬وقال الكفعمي‪ :‬يجوز تسقيه بفتح التبباء وضببمها وفببي‬
‫النحل وفي المؤمنين أيضا نسقيه برفع النون ماضيه أسقى ونسببقيكم بفتببح‬
‫النون ماضيه سقى‪ ،‬والفرق بين سقيت وأسقيت أن سقيت ناولته ليشببرب‪،‬‬
‫وأسقيت جعلببت لببه مايشببرب‪ ،‬وقيببل‪ :‬سببقيته لسببقيه‪ ،‬وأسببقيته لبسببتانه أو‬
‫زرعه أو ماشيته‪ ،‬وقيل‪ :‬سقيته إذا عرضته ليشرب مببن يببدك بفيببه‪ .‬وقيببل‪:‬‬
‫إذا أسقيته‪ ،‬مرة قلت‪ :‬سقيته‪ ،‬وإذا أسقيته دائما قلت‪ :‬أسقيته وقيل‪ :‬سببقيته‬
‫ناولته الماء ليشببرب‪ ،‬وأسببقيته قلببت لببه‪ :‬سببقيا أي سببقاك البب‪ ،‬وقيببل همببا‬
‫بمعنى‪ ،‬ذكر ذلك الطبرسي في مجمع البيان )‪ .(4‬والمثوى محل الثوى وهو‬
‫القامة‪ ،‬والمنقلب يكون اسم مكان مصدرا‪ ،‬والنقلب‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .179 - 177‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .46 - 44‬البلببد‬
‫المين ص ‪ (4) .16 - 15‬مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪.370‬‬

‫]‪[73‬‬

‫الحركة والتصرف‪ ،‬وتبدل الحوال )ومقادير البلء( تقاديره وفي النهايببة فيببه أعببوذ‬
‫بك من درك الشقاء‪ ،‬الدرك اللحاق والوصببول إلببى الشببئ‪ ،‬وأدركتببه إدراكببا‬
‫ودركا‪ ،‬والشقاضد السعادة‪ ،‬وقال الشببيخ البهببائي ‪ -‬ره ‪ :-‬الببدرك بالتحريببك‬
‫يطلق على المكان وطبقاته و يقال‪ :‬النببار دركببات والجنببة درجببات‪ ،‬ويطلببق‬
‫أيضا على أقصى قعر الشئ انتهى والمعنى الول لعله أنسب بالمقام‪ ،‬وعدم‬
‫تعرضه قدس سره له غريب‪) .‬حقايق اليمان( أي شرايطه وأجببزاؤه أو مببا‬
‫يحق أن يسمى إيمانببا أي اومببن بجميببع مببا يجببب اليمببان بببه حببق اليمببان‬
‫)وصدق اليقين( هو اليقين الذي يصدقه العمل )في المببواطن كلهببا( أي فببي‬
‫جميع ما يلزم التصديق بببه أو يظهببر أثببر يقينببي فببي الخلببوات و المجببامع‪،‬‬
‫وعلى جميع الحوال من الشدة والرخاء والعافيببة والبلء )والظفببر( الفببوز‬
‫بالمطلوب‪ ،‬وسبوغ النعمة اتساعها‪ ،‬و )شمول عافتيك( أي إحاطتها بجميع‬
‫أعضائي وجميع أحوالي‪ ،‬والمنحببة بالكسببر العطيببة‪ ،‬والضببافة للتأكيببد‪ ،‬أو‬
‫المعنى ما تهبه من غير قصد عوض والستيثار النفببراد بالشببئ‪ ،‬وقببد مببر‬
‫تحقيق المحو والثبات في باب البداء ويظهر من الدعاء أن ام الكتاب لببوح‬
‫المحو والثبات ل اللوح المحفببوظ كمببا هببو المشببهور )مببن خيببر( أي خيببر‬
‫الدنيا والخرة‪ - 6 .‬جبامع الخبببار‪ :‬يقببول بعبد فريضببة الظهببر سبببع مببرات‬
‫ويأخذ بيده اليمنى محاسنه ويرفببع يببده اليسببرى‪ :‬يببا رب محمببد وآل محمببد‬
‫صل على محمد وآل محمد وأعتق رقبتي من النبار )‪ - 7 .(1‬فلح السبائل‪:‬‬
‫روى محمد بن حامد عن الحسن بن أحمد بن المغيببرة الثلج عببن عبببد الب‬
‫بن موسى المعروف بالسلمي‪ ،‬عن أحمد بن شببجاع المببؤدب قببال‪ :‬سببمعت‬
‫الفضل بن الجراح الكوفي يحكي عن أبيه‪ ،‬عن خادم الصببادق عليببه السببلم‬
‫أنه كان له عليه السلم دعوات يدعو بهن في عقيبب كبل صبلة مفروضبه‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال صلى ال عليه وآله علمنببي دعواتببك هببذه الببتي‬
‫تدعو بها فقال عليه السلم‪ :‬إذا صليت الظهر فقببل )بببال اعتصببمت‪ ،‬وبببال‬
‫أثق‪ ،‬وعليه أتوكل( عشببر مببرات‪ ،‬ثببم قببل‪) :‬اللهببم إن عظمببت ذنببوبي فببأنت‬
‫أعظم‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ص‪.‬‬

‫]‪[74‬‬

‫وإن كبر تفريطي فأنت أكبر‪ ،‬وإن دام بخلي فأنت أجود‪ ،‬اللهم اغفر لي عظيم ذنببوبي‬
‫بعظيم عفوك‪ ،‬وكبير تفريطي بظبباهر كرمببك‪ ،‬واقمببع بخلببي بفضببل جببودك‪،‬‬
‫اللهببم مابنببا مببن نعمببة فمنببك ل إلببه إل أنببت أسببتغفرك وأتببوب إليببه( )‪.(1‬‬
‫مصباح الشيخ )‪ (2‬والكفعمي وابن الباقي وغيرها مرسل مثله )‪ .(3‬بيببان‪:‬‬
‫قال الكفعمي كبر الشئ معظمه‪ ،‬وأكبرت الشئ استعظمته وهذا المعنببى هببو‬
‫المراد إن رقمنا )وإن كبر تفريطي( بالباء المفردة‪ ،‬وإن رقمنا فيه وإن كثر‬
‫فالمعنى ضد القلببة‪ ،‬وفببي المتهجببد رقببم ذلببك بببالمفردة‪ ،‬وفببي مصببباح ابببن‬
‫الببباقي بالمثلثببة‪ ،‬والقرائتببان جائزتببان غيببر أنببه ينبغببي أن يكببون كبببر هنببا‬
‫بالمفردة لجل الشتقاق في كبر‪ ،‬وأكبر‪ ،‬فإذا انتهى الداعي في الببدعاء إلببى‬
‫قوله وكبر تفريطي فليقرأ بالباء المفردة أيضا لئل يعببود الضبمير إلبى غيبر‬
‫مذكور‪ ،‬وإن قرئ وكببثر تفريطببي بالمثلثببة قببرئ فببأنت أكبببر بببالمفردة لنببه‬
‫تعالى ل يوصف بالكثرة‪ ،‬بل بالكبرياء والعظمة‪ ،‬والفرق بين الكثير والكبير‬
‫أن الكثير ما يراد به العدد ويليق به أو الوزن والذرع وشبببهه‪ ،‬والكبببير مببا‬
‫يببراد بببه علببو المنزلببة والشببرف‪ ،‬أو يببراد بببه الضببخامة والعظببم‪ - 8 .‬فقببه‬
‫الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬إذا فرغت من صلة الببزوال فببارفع يببديك ثببم قببل‪:‬‬
‫)اللهببم إنببي أتقببرب إليببك بجببودك وكرمببك‪ ،‬وأتقببرب إليببك بمحمببد عبببدك‬
‫ورسولك‪ ،‬وأتقرب إليك بملئكتك وأنبيائك‪ ،‬ورسلك‪ ،‬وأسألك أن تصلي على‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬و أسألك أن تقيل عثرتي‪ ،‬وتستر عورتي‪ ،‬وتغفر ذنوبي‪،‬‬
‫وتقضي حاجتي‪ ،‬ول تعذبني بقبيح فعالي‪ ،‬فان جودك وعفبوك يسبعني(‪ .‬ثبم‬
‫تخببر سبباجدا وتقببول فببي سببجودك )يببا أهببل التقببوى والمغفببرة‪ ،‬يببا أرحببم‬
‫الراحمين أنت مولي وسيدي ورازقي‪ ،‬أنت خيبر لبي مبن أببي وامبي ومبن‬
‫الناس أجمعيببن بببي إليببك فقببر وفاقببة وأنببت عنببي‪ ،‬أسببئلك بوجهببك الكريببم‪،‬‬
‫وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد‪،‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .177‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .44‬البلد المين ص ‪.14‬‬

‫]‪[75‬‬
‫وعلببى إخببوانه النبببيين والئمببة الطبباهرين‪ ،‬وتسببتجيب دعببائي‪ ،‬وترحببم تضببرعي‪،‬‬
‫وتصببرف عنببي أنببواع البلء يببا رحمبان )‪ .(1‬أقببول‪ :‬يحتمببل أن يكبون هببذا‬
‫الدعاء من تعقيب نوافل الببزوال كمببا ورد شبببيهه فببي تعقيببب بعضببها‪- 9 .‬‬
‫السرائر‪ :‬نقل من جامع البزنطى‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سببمعت أبببا عبببد الب‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬الصلة على محمد وآل محمد فيما بيببن الظهببر والعصببر‬
‫تعدل سبعين ركعة )‪ - 10 .(2‬البلد المين والجنة‪ :‬قال ممبا يختبص عقيببب‬
‫الظهر دعاء النجاح )اللهم رب السموات السبع ورب الرضين السبع‪ ،‬ومببا‬
‫فيهن وما بينهن ورب العببرش العظيببم ورب جبرئيببل وميكائيببل وإسببرافيل‪،‬‬
‫ورب السبع المثاني والقرآن العظيم‪ ،‬ورب محمد صلى ال عليه وآله خبباتم‬
‫النبيين صل على محمد وآله وأسئلك باسمك العظم الذي بببه تقبوم السبماء‬
‫والرض‪ ،‬وبه تحيي الموتى‪ ،‬وترزق الحياء‪ ،‬وتفرق بين الجمببع‪ ،‬وتجمببع‬
‫بين المتفرق‪ ،‬وبه أحصيت عدد الجال‪ ،‬ووزن الجبال‪ ،‬وكيل البحار‪ ،‬أسئلك‬
‫يا من هو كذلك أن تصلي على محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأن تفعببل بببي كببذا وكببذا‬
‫وسببل حاجتببك )‪ .(3‬ومنهببا‪ :‬دعبباء أهببل البببيت المعمببور )‪) (4‬يببامن أظهببر‬
‫الجميل‪ ،‬وستر القبيح‪ ،‬يامن لم يؤاخذ بالجريرة‪ ،‬ولم يهتك الستر‪ ،‬يا عظيببم‬
‫العفو‪ ،‬يا حسن التجاوز‪ ،‬يا باسط اليدين بالرحمة‪ ،‬يا صاحب كبل حاجبة‪ ،‬يبا‬
‫واسع المغفرة‪ ،‬يا مفرج كل كربة‪ ،‬يببا مقيببل العببثرات‪ ،‬يببا كريببم الصببفح‪ ،‬يببا‬
‫عظيم المن‪ ،‬يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها‪ ،‬يا رباه‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪ ،8‬رواه في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 545‬باسناده عن عيسببى بببن عبببد‬
‫ال القمي عن أبي عبد ال عليبه السبلم قبال‪ :‬كبان أميبر المبؤمنين عليبه‬
‫السلم يقول إذا فرغ مببن الببزوال الببخ‪ (2) .‬السببرائر ص ‪(4 - 3) .470‬‬
‫البلد المين ص ‪.18‬‬

‫]‪[76‬‬

‫يا سيداه يا غاية رغبتاه‪ ،‬أسألك بك وبمحمببد صببلى الب عليببه وآلببه وعلببي وفاطمببة‬
‫والحسن والحسين وعلي بن الحسبين ومحمبد ببن علبي وجعفبر ببن محمبد‬
‫وموسى بن جعفببر وعلببي بببن موسببى ومحمببد ابببن علبي وعلببي بببن محمببد‬
‫والحسن بن علي والقائم المهبدي الئمبة الهاديبة عليهبم السبلم أن تصبلي‬
‫على محمد وآل محمد وأسألك يا ال يا ال أل تشوه خلقي بالنار‪ ،‬وأن تفعل‬
‫بي ما أنت أهله(‪ .‬ثم قال الكفعمي‪ :‬هذا الببدعاء المسببمى بببدعاء أهببل البببيت‬
‫المعمور جليل الشببأن عظيببم القببدر‪ ،‬وختببم بببه الشببيخ المقببداد كتببابه شببرح‬
‫النهج وختم به الشيخ أحمد بن فهد كتبابه عبدة البداعي‪ ،‬وختبم بببه الببرازي‬
‫فخر الدين بعض كتبه‪ ،‬وذكر فيه صبباحب العببدة ثوابببا عظيمببا ملخصببه‪ :‬إن‬
‫النبي صلى ال عليه واله سبأل جبرئيبل عبن ثببوابه فقبال عليببه السببلم‪ :‬يببا‬
‫محمد لو اجتمعت ملئكة السموات والرضين على أن يصفوا من ألف جزء‬
‫جزءا واحدا ما قدروا وستر ال تعالى قائله بألف ستر فببي الببدنيا والخببرة‪،‬‬
‫ويغفر ذنوبه‪ ،‬ولو كانت كزبد البحر حتى الكبائر‪ ،‬ويفتح له سبعين بابا مببن‬
‫الرحمة حتى يخوض فيها خوضا‪ ،‬ويعطي من الجر ثواب كل مصبباب وكببل‬
‫سالم‪ ،‬وكل مسكين وكل ضرير‪ ،‬وفقيببر ومريببض ويكرمببه كرامببة النبيبباء‪،‬‬
‫ويعطي امنيته في القيامة‪ ،‬ويعطي من الجر بعدد من خلقببه الب فببي الجنببة‬
‫والنبار‪ ،‬والسبموات السببع والرضبين السببع‪ ،‬والشبمس والقمبر والنجبوم‬
‫وقطر المطار‪ ،‬وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى والنجببوم والعببرش‬
‫والكرسي وغير ذلك‪ .‬ومل ال قلبه إيمانا وأشهد له ملئكته أنه أعتقببه مببن‬
‫النار‪ ،‬وعتق أبويه وإخوته وأهله وولده وجيرانببه‪ ،‬وشببفعه فببي ألببف رجببل‬
‫ممن وجبت لهم النار‪ ،‬فعلمه يا محمببد المتقيببن‪ ،‬ول تعلمببه المنببافقين‪ ،‬وبببه‬
‫يستجاب الدعاء‪ ،‬وهو دعاء أهل البيت المعمببور وبببه يطوفببون حببوله )‪.(1‬‬
‫أقول‪ :‬لم أر في الروايات ما يدل على اختصاص الدعائين بتعقيب الظهر‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ 18‬في الهامش بأدنى تغيير‪(*) .‬‬

‫]‪[77‬‬

‫الدعاء الثاني أورده الشيخ )‪ (1‬في تعقيب نوافل العصببر بتغييببر ماكمببا سببيأتي )‪.(2‬‬
‫‪ - 11‬جنة المان‪ :‬عن الصادق عليه السلم من قال بعد صلة الفجببر وبعببد‬
‫صلة الظهر‪ :‬اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم‪ ،‬لم يمت حتى‬
‫يدرك القائم من آل محمد صلى ال عليه وآله‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ (2) .49‬وقد مر الحديث مع شرح ألفاظه مفصلة‪ ،‬راجع ج‬
‫ص‪.‬‬

‫]‪[78‬‬

‫‪) - 40‬باب( * )تعقيب العصر المختص بهببا( * ‪ - 1‬مجببالس الشببيخ‪ :‬عببن جماعببة‪،‬‬
‫عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر الرزاز ; عن جده محمد بببن عيسببى‪،‬‬
‫عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قببال‪ :‬قببال رجببل‬
‫للنبي صلى ال عليه وآلبه‪ :‬يارسبول الب علمنبي عمل ل يحبال بينبه وبيبن‬
‫الجنة‪ ،‬قال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل تغضب‪ ،‬ول تسأل النبباس شببيئا‪ ،‬وارض‬
‫للناس ما ترضى لنفسك‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال زدني قببال‪ :‬إذا صببليت العصببر‬
‫فاستغفر ال سبعا وسبعين مرة تحط عنك عمل سبع وسبببعين سببيئة‪ ،‬قببال‪:‬‬
‫مالي سبع وسبعون سيئة‪ ،‬فقال لببه رسببول البب‪ :‬فاجعلهببا لببك ولبيببك قببال‪:‬‬
‫مالي ولبي سبع وسبعون سيئة ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وآلببه‪:‬‬
‫اجعلهببا لببك ولبيببك ولمببك‪ ،‬قببال‪ :‬يارسببول ال ب مببالي ولبببي وامببي سبببع‬
‫وسبعون سيئة‪ ،‬فقال صلى الب عليببه وآلببه لببه‪ :‬اجعلهببا لبك ولبيببك ولمببك‬
‫ولقرابتك )‪ - 2 .(1‬مجالس الصدوق‪ :‬عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار‪،‬‬
‫عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبببي الخطبباب‪ ،‬عببن عمببرو‬
‫بن خالد‪ ،‬عن أخيه سفيان‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬مببن اسببتغفر الب‬
‫عزوجل بعد العصر سبعين مرة غفر ال له ذلك اليوم سبع مائة ذنببب‪ ،‬فببان‬
‫لم يكن له ذنب فلبيه وإن لم يكن لبيه فلمه فان لم يكن لمه فلخيه‪ ،‬فببان‬
‫لببم يكببن لخيببه فلختببه‪ ،‬فببان لببم يكببن لختببه فللقببرب والقببرب )‪- 3 .(2‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بن عثمببان أنببه سببأل أبببا‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أخبرنا عن أفضبل العمبال ]يبوم الجمعبة[ فقبال‪:‬‬
‫الصلة على محمد وآل‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .121‬أمالى الصدوق ص ‪.154‬‬

‫]‪[79‬‬

‫محمد مائة مرة بعد العصر وما زدت فهو أفضل )‪ - 4 .(1‬السرائر‪ :‬نقل مببن جببامع‬
‫البزنطي‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد الب عليببه السببلم يقببول‪ :‬مببن‬
‫قال بعد العصر يوم الجمعة‪) :‬اللهم صببل علببى محمببد وآل محمببد الوصببياء‬
‫المرضيين بأفضل صلواتك‪ ،‬وبارك عليهم بأفضل بركاتك‪ ،‬والسلم عليهم و‬
‫على أرواحهم وأجسادهم ورحمة ال وبركبباته( كببان لببه مثببل ثببواب عبببادة‬
‫الثقلين في ذلك اليوم )‪ - 5 .(2‬جامع الخبار‪ :‬عببن جعفببر بببن محمببد‪ ،‬عببن‬
‫أبيه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قببال‪ :‬مببن اسببتغفر بعببد العصببر سبببعين‬
‫مرة غفر ال له ذنوب سبعين سببنة )‪ - 6 .(3‬فلح السببائل‪ :‬فببإذا فببرغ مببن‬
‫صببلة العصببر خببرج منهببا بالتسببليم كمببا ذكرنبباه فيسبببح تسبببيح الزهببراء‬
‫صلوات ال عليها‪ ،‬ثم يعقب بعد ذلك بمبا ذكرنبا أنبه يعقبب ببه أو يبدعو ببه‬
‫عقيب الخمس المفروضات من تلك المهمات‪ ،‬وأمببا مببا نببذكره ممببا يختببص‬
‫بصلة فريضة العصر من التعقيب والدعوات‪ ،‬فمن ذلك أنه يستغفر ال جببل‬
‫جللببه سبببعين مببرة‪ ،‬ويكببون فببي حببال اسببتغفاره علببى وجهببه وعنببد قلبببه‬
‫وإسراره صفات الجناة واصحاب الذنوب إذا سألوا المغفرة من جللببة علم‬
‫الغيببوب‪ ،‬فببانه إن اسببتغفر ال ب جببل جللببه وقلبببه غافببل أو عقلببه ذاهببل أو‬
‫متكاسل‪ ،‬فببان اسببتغفاره علببى هببذه الصببفات مببن جملببة الجنايببات‪ ،‬ويكببون‬
‫كالمستهزئ الذي ل يبأمن تعجيبل النقمبات )‪ .(4‬وممبا روي فبي السبتغفار‬
‫سبعين مرة بعد صلة العصر ما رواه محمد بن الحسببن الصببفار وسببعد بببن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحكم بن مسكين العمى عببن‬
‫أبي جرير‪ ،‬عن أبي عبببد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬مببن اسببتغفر الب فببي أثببر‬
‫العصر سبعين مرة غفرت له ذنوب خمسببين عامببا‪ ،‬فببان لببم يكببن غفببر الب‬
‫لوالديه‪ ،‬فان لم يكن فلقرابته‬

‫)‪ (1‬المحاسببن ص ‪ (2) .59‬السببرائر ص ‪ (3) .470‬جببامع الخبببار ص ‪(4) .67‬‬


‫فلح السائل ص ‪.197‬‬

‫]‪[80‬‬

‫فان لم يكن فلجيرانه )‪ .(1‬ومن ذلك ما حدث به أبو المفضل محمد بن عبد البب ‪ -‬ره‬
‫‪ -‬عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشببي‪ ،‬عببن عبببد الب بببن محمببد‪ ،‬عببن‬
‫محمد بن البختري العطار‪ ،‬عن أبي داود المسترق عن بعببض رجبباله‪ ،‬عببن‬
‫أبي عبد ال عليه السببلم قببال‪ :‬مببن اسببتغفر الب تعببالى بعببد صببلة العصببر‬
‫سبعين مرة غفر ال سبع مائة ذنب‪ ،‬قال‪ :‬ثببم قببال‪ :‬وأيكببم يببذنب فببي اليببوم‬
‫والليلة سبع مائة ذنب )‪ .(2‬مصباح الشيخ وغيره‪ :‬عنه عليه السببلم مثلببه‬
‫إلى قوله سبع مائة ذنب )‪ - 7 .(3‬فلح السائل‪ :‬ومن المهمببات فببي تعقيببب‬
‫العصر قراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر عشر مرات فإذا أردت قراءتها فلتكن‬
‫أنت على صفات من هو بين يدي سلطان الرضين والسموات‪ ،‬يقرء كلمه‬
‫جل جلله في حضرته بالهيبة والحترام والعظببام وبقصببد العبببادة لببه جببل‬
‫جلله لنه أهل للعبادة ل لجل الثواب في دار المقام فمما روي في قراءتها‬
‫ما ذكره محمد بن علي بن محمد اليزدابادي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بببن يحيببى‬
‫العطار عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن العباس بن‬
‫جريش الرازي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسببى بببن جعفببر عليهمببا‬
‫السلم قال‪ :‬من قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر بعد صلة العصر عشببر مببرات‬
‫مببرت لببه علببى مثببال أعمببال الخلئق )‪ .(4‬مصببباح الشببيخ )‪ (5‬والكفعمببي‬
‫وغيرهما‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم مثله وزاد في آخره يوم القيامة وفي‬
‫بعض النسخ في ذلك اليوم )‪ - 8 .(6‬فلح السائل‪ :‬ومن المهمات بعد صلة‬
‫العصر القتداء بمولنا موسبى ببن جعفبر الكباظم صبلوات الب عليهمبا فبي‬
‫الدعاء لمولنا المهدي صلوات ال عليه كما رواه محمد‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬فلح السببائل ص ‪ (3) .198‬مصببباح المتهجببد ص ‪ ،51‬مصببباح الكفعمببي‬


‫ص ‪ (4) .33‬فلح السائل ص ‪ (5) .199‬مصباح المتهجد ص ‪(6) .51‬‬
‫مصباح الكفعمي ص ‪.33‬‬

‫]‪[81‬‬
‫ابن بشير الزدي عن أحمببد بببن عمببر الكبباتب‪ ،‬عببن الحسببن بببن محمببد بببن جمهببور‬
‫العمي‪ ،‬عن أبيه محمببد بببن جمهببور‪ ،‬عببن يحيببى بببن الفضببل النببوفلي قببال‪:‬‬
‫دخلت على أبي الحسن موسى ابن جعفر عليهمبا السبلم ببغبداد حيبن فبرغ‬
‫من صلة العصر‪ ،‬فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول‪ :‬أنبت الب ل إلبه إل‬
‫انت الول والخر والظاهر والببباطن‪ ،‬وأنببت الب ل إلببه إل أنببت إليببك زيببادة‬
‫الشياء ونقصانها‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنببت خلقببت خلقببك بغيببر معونببة مببن‬
‫غيرك ول حاجة إليهم‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت منببك المشببية وإليببك البببداء‪،‬‬
‫أنت ال ل إله إل أنت قبل القبل وخالق القبل‪ ،‬وأنت الب ل إلببه إل أنببت بعببد‬
‫البعد وخالق البعد‪ ،‬أنت ال ل إله إل أنت تمحو ما تشبباء وتثبببت وعنببدك ام‬
‫الكتاب‪ .‬أنت ال ل إله إل أنت غاية كل شئ ووارثه‪ ،‬أنت ال ل إلببه إل أنببت‬
‫ل يعزب عنك الدقيق ول الجليل‪ ،‬أنت ال ل إله إل أنت لتخفى عليك اللغات‬
‫ول تتشابه عليك الصوات‪ ،‬كل يوم أنت في شأن ل يشغلك شأن عن شببأن‪،‬‬
‫عالم الغيب وأخفى ديان يوم الدين‪ ،‬مببدبر المببور‪ ،‬ببباعث مببن فببي القبببور‪،‬‬
‫محيي العظام وهي رميم‪ ،‬أسألك باسببمك المكنببون المخببزون الحببي القيببوم‪،‬‬
‫الذي ل يخيب من سألك به‪ ،‬أسئلك أن تصببلي علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأن‬
‫تعجببل فببرج المنتقببم لببك مببن أعببدائك‪ ،‬وأنجببز لببه مببا وعببدته يببا ذا الجلل‬
‫والكرام‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬من المدعو له ؟ قال‪ :‬ذاك المهدي من آل محمببد صببلى‬
‫ال عليه وآله‪ .‬ثم قال‪ :‬بببأبي المنتببدح البطببن‪ ،‬المقببرون الحبباجبين‪ ،‬أحمببش‬
‫الساقين‪ ،‬بعيد مابين المنكبين‪ ،‬أسمر اللون‪ ،‬يعتوره مع سمرته صببفرة مببن‬
‫سهر الليل‪ ،‬بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا وراكعببا‪ ،‬بببأبى مببن ل يأخببذه‬
‫فببي ال ب لومببة لئم‪ ،‬مصببباح الببدجى‪ ،‬بببأبى القببائم بببأمر البب‪ ،‬قلببت‪ :‬ومببتى‬
‫خروجه ؟ قال‪ :‬إذا رأيبت العسباكر بالنببار علبى شباطئ الفبرات والضبراة‪،‬‬
‫ودجلة وهدم قنطرة الكوفة‪ ،‬وإحراق بعض بيوتات الكوفببة فببإذا رأيببت ذلببك‬
‫فان ال يفعل ما يشاء‪ ،‬ل غالب لمر ال ول معقب لحكمه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪.200 - 199‬‬

‫]‪[82‬‬

‫مصباح الشيخ )‪ (1‬والبلببد الميببن )‪ (2‬وجنببة المببان والختيببار وغيرهببا‪ :‬كببان أبببو‬
‫الحسن عليه السلم يقول بعد العصر‪ :‬أنت ال إلى آخر الدعاء‪ .‬بيان‪ :‬غايببة‬
‫كل شئ أي نهايته إما لنتهبباء علببل الشببياء إليببه تعببالى‪ ،‬أو لنببه لمببا كببان‬
‫موجودا بعد فناء كل شئ فكأنه غايته‪ ،‬فانتهى امتداد وجوده إليببه‪ ،‬ووارثببه‬
‫أي الباقي بعده‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬في أسماء ال تعالى الوارث هو الذي يرث‬
‫الخلئق و يبقى بعد فنائهم‪ ،‬وفي القبباموس العببزوب الغيبببة يعببزب ويعببزب‬
‫والذهاب‪ ،‬وقال البيضاوي في قوله سبحانه وتعالى‪ :‬كل يببوم هببو فببي شببأن‬
‫كل وقت يحببدث أشخاصببا ويجببدد أحببوال علببى مببا سبببق بببه قضبباؤه‪ ،‬وفببي‬
‫الحديث من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا‪ ،‬ويرفببع قومببا ويضببع آخيريببن‪،‬‬
‫وهو رد لقول اليهود‪ :‬إن ال ل يقضببي يببوم السبببت‪) .‬عببالم الغيببب( أي مببا‬
‫غاب عن الحواس )وأخفى( أي ما غبباب عببن العقببول أيضببا وقببال الفيببروز‬
‫آبادي‪ :‬الدين بالكسبر الجبزاء والسبلم والعبادة‪ ،‬والعببادة والطاعبة والبذل‬
‫والحساب والقهر والغلبة والستعلء والسلطان والملببك‪ ،‬واسببم لجميببع مببا‬
‫يتعبد ال به‪ ،‬والديان والقهار‪ ،‬والقاضي والحاكم والمحاسببب والمجببازي ل‬
‫يضببيع عمل‪ .‬قببوله عليببه السببلم‪) :‬الحببي القيببوم( يحتمببل أن يكببون السببم‬
‫مقحما هنا فتجري الوصاف كلها علببى الببذات القببدس‪ ،‬أو يكببون توصببيف‬
‫السم بهما على المجاز‪ ،‬لتصاف مسماه بهما‪ ،‬وكون الحببي القيببوم عطببف‬
‫بيان للسم بعيد )والمنتدح( المتسع‪ ،‬وفي القاموس الصببراة نهببر بببالعراق‪.‬‬
‫‪ - 9‬فلح السببائل‪ :‬ومببن المهمببات بعببد صببلة العصببر مببا رواه أبببو محمببد‬
‫هارون بن موسى )رض( عن محمد بن همبام‪ ،‬عبن الحسبن ببن محمبد ببن‬
‫جمهور العمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلببه مببن قببال‬
‫بعد صلة العصر في كل يوم مرة واحببدة )أسببتغفر ال ب الببذي ل إلببه إل هببو‬
‫الحي القيوم‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬ذو الجلل والكرام‪ ،‬وأسببأله أن يتببوب علببي‬
‫توبة عبد ذليل‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ (2) .50‬البلد المين ص ‪.19‬‬

‫]‪[83‬‬

‫خاضع فقير‪ ،‬بائس مسكين مستكين مستجير‪ ،‬ل يملك لنفسه نفعا ول ضرا ول موتببا‬
‫ول حياة ول نشورا( أمر ال تعالى الملكين بتخريق صحيفته كائنة ما كانت‬
‫)‪ .(1‬مصباح الشيخ )‪ :(2‬وساير الكتب مرسل مثله )‪ .(3‬فلح السببائل‪ :‬قببد‬
‫نبهناك على صفة المستغفرين فانظر إلى هذا الحديث الن عن النبببي صببلى‬
‫ال عليه وآله وتأدب بغاية المكان‪ ،‬وكن صادقا في قولك إنببك تتببوب توبببة‬
‫عبد ذليل‪ ،‬فليظهر الذل على سؤالك وعلى لسان حالك‪ ،‬وقلت خاضع فليكببن‬
‫الخضوع على وجه مقالك وفعالك‪ ،‬وقلت فقير فليكن صورة مسئلتك صورة‬
‫عبد فقير لمولى غني كبير‪ ،‬وقلت بائس فلتكببن صببفتك مببا تعرفببه مببن أهببل‬
‫البأساء إذا تعرضوا لسؤال أعظم العظماء‪ ،‬وقلت‪ :‬مسكين فليكن على قلبببك‬
‫ووجهببك وجوارحببك أثببر المسببكنة والسببتكانة‪ ،‬بالصببدق والنابببة‪ ،‬وقلببت‪:‬‬
‫مستجير فليكن هربك إلى ال جل جلله في تلك الحال هرب من قببد أحبباطت‬
‫به عظائم الهوال‪ ،‬فهرب إلببى مببوله‪ ،‬واسببتجار بببه اسببتجارة مببن ل يملببك‬
‫لنفسه نفعا ول ضرا ول دفعا‪ ،‬وانقطع إليه على كل الحوال بالقلب والقالب‬
‫والمقال والفعال‪ ،‬فانك أيها العبد إذا صدقت في هذه المقامات‪ ،‬كان الب جببل‬
‫جلله أهل أن يأمر الملكين بتخريق صحيفتك من الجنايات‪ .‬فل تحسب أنببك‬
‫إذا قلت ذلك وأنت غافل أو كاذب في هذه الدعاوي والستغفار أنك تكون قد‬
‫سلمت من زيادة الجنايات )‪ .(4‬بيان‪ :‬الحي القيوم وسائر الوصاف بعدهما‬
‫فببي بعببض النسببخ منصببوب بكونهمببا صببفة للجللببة وفببي بعضببها مرفببوع‬
‫بكونها بدل من الضمير‪ ،‬ويجزي في أكثر الموارد هذان الوجهان فل تغفببل‪.‬‬
‫‪ - 10‬فلح السائل‪ :‬ومن المهمات القتداء بمولنا أميببر المببؤمنين صببلوات‬
‫ال‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .201‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .53‬البلد المين ص ‪) .20‬‬
‫‪ (4‬فلح السائل ص ‪.202 - 201‬‬

‫]‪[84‬‬

‫عليه وآله في الدعاء عقيببب الخمببس الصببلوات‪ ،‬فمببن دعببائه عقيببب صببلة العصببر‬
‫)سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر‪ ،‬ول حببول ولقببوة إل بببال‬
‫العلي العظيم‪ ،‬سبحان ال بالغدو والصال‪ ،‬سبحان ال ب بالعشببي وال بكببار‪،‬‬
‫فسبببحان ال ب حيببن تمسببون وحيببن تصبببحون‪ ،‬ولببه الحمببد فببي السببموات‬
‫والرض وعشيا وحيببن تظهببرون‪ ،‬سبببحان ربببك رب العببزة عمببا يصببفون‪،‬‬
‫وسببلم علببى المرسببلين‪ ،‬والحمببد لبب رب العببالمين‪ ،‬سبببحان ذي الملببك‬
‫والملكببوت‪ ،‬سبببحان ذي العببز والجبببروت‪ ،‬سبببحان الحببي الببذي ل يمببوت‪،‬‬
‫سبببحان القببائم الببدائم‪ ،‬سبببحان الب الحببي القيببوم‪ ،‬سبببحان العلببي العلببى‪،‬‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬سبوح قدوس رب الملئكة والروح‪ .‬اللهم إن ذنبببي أمسببى‬
‫مستجيرا بعفوك‪ ،‬وخوفي أمسى مستجيرا بأمنببك وفقببري أمسببى مسببتجيرا‬
‫بغناك‪ ،‬وذلببي أمسببى مسببتجيرا بعببزك‪ .‬اللهبم صببل علبى محمببد وآل محمببد‪،‬‬
‫واغفر لي وارحمني إنك حميد مجيد‪ ،‬اللهم تببم نببورك فهببديت‪ ،‬فلببك الحمببد‪،‬‬
‫وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد‪ ،‬وجهك ربنبا أكبرم الوجبوه‪ ،‬وجاهبك أعظبم‬
‫الجاه‪ ،‬وعطيتك أفضل العطاء‪ ،‬تطاع ربنا وتشكر‪ ،‬وتعصببى فتغفببر‪ ،‬وتجيببب‬
‫المضطر وتكشف الضر وتنجي من الكرب‪ ،‬وتغني الفقير‪ ،‬وتشببفي السببقيم‪،‬‬
‫ول يجازي آلءك أحببد وأنببت أرحببم الراحميببن )‪ .(1‬بيببان‪ :‬قببال الجببوهري‪:‬‬
‫الغدو نقيض الرواح وقد غدا يغدو غدوا‪ ،‬وقوله تعالى بالغدو والصال ) ‪(2‬‬
‫أي بالغدوات فعبر بالفعل عببن الببوقت كمببا يقببال‪ :‬أتيتببك طلببوع الشببمس أي‬
‫وقت طلوع الشمس‪ ،‬وقال‪ :‬الصيل الوقت بعد العصر إلى المغرب‪ ،‬وجمعببه‬
‫الصل والصال‪ ،‬وقال البيضاوي في قوله تعالى‪) :‬وسبح بالعشببي( )‪ (3‬أي‬
‫من الزوال إلى الغبروب وقيبل‪ :‬مبن العصبر إلبى الغبروب إلبى ذهباب صبدر‬
‫الليل‪ ،‬والبكار من‬
‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .202‬العراف‪ ،205 :‬الرعببد‪ ،15 :‬النببور‪ (3) .36 :‬آل‬
‫عمران‪(*) .41 :‬‬

‫]‪[85‬‬

‫طلوع الفجر إلى الضحى‪ ،‬وقال الطبرسي في قوله سبببحانه‪ " :‬فسبببحان الب " )‪(1‬‬
‫أي فسبحوه ونزهوه عما ل يليق به أو ينببافي تعظيمببه مببن صببفات النقببص‬
‫بأن تصفوه بمببا يليببق بببه مببن الصببفات والسببماء‪ ،‬والمسبباء الببدخول فببي‬
‫المساء‪ ،‬وهو مجئ ظلم الليل والصباح نقيضبه وهبو مجبئ ضبياء النهبار‬
‫وله الثنباء والمبدح فبي السبموات والرض أي هبو المسبتحق لحمبد أهلهبا‬
‫لنعامه عليهم )وعشيا( أي وفي العشي )وحين تظهرون( أي تببدخلون فببي‬
‫الظهيرة‪ ،‬وهي نصف النهار‪ (2) .‬وفي النهاية القيوم من أبنية المبالغببة أي‬
‫القائم بامور الخلق ومدبر العالم في جميع أحواله‪ ،‬أو القائم بنفسه مطلقا ل‬
‫بغيره‪ ،‬وهو مع ذلك يقبوم ببه كبل موجبود حبتى ل يتصبور وجبود شبئ ول‬
‫دوام وجوده إل به‪ ،‬والسبوح والقدوس بالضم من أبنية المبالغة‪ ،‬وقد يفتح‬
‫أولهما ومفادهما الطاهر النزه عببن العيببوب والنقببائص‪ ،‬ويمكببن تخصببيص‬
‫أحدهما بتنزيه الذات والخر بتنزيه الصببفات والفعببال‪ - 11 .‬فلح السببائل‪:‬‬
‫ومن المهمات الدعاء عقيب العصر بما كانت الزهراء فاطمة سببيدة النسبباء‬
‫صلوات الب عليهببا تببدعو بببه فببي جملببة دعائهببا للخمببس الصببلوات وهببو‪:‬‬
‫)سبحان من يعلم جوارح القلوب‪ ،‬سبحان من يحصي عدد الذنوب‪ ،‬سبببحان‬
‫من ل يخفى عليه خافية في الرض ول فببي السببماء‪ ،‬والحمببد لب الببذي لببم‬
‫يجعلني كافرا لنعمه‪ ،‬ول جاحدا لفضله‪ ،‬فالخير فيه وهو أهله‪ ،‬والحمببد ل ب‬
‫على حجته البالغة على جميع من خلق ممن أطاعه وممن عصاه‪ ،‬فان رحم‬
‫فمن منه‪ ،‬وإن عاقب فبما قدمت أيببديهم ومببا الب بظلم للعبيبد‪ .‬والحمبد لب‬
‫العلي المكان‪ ،‬والرفيببع البنيببان‪ ،‬الشببديد الركبان‪ ،‬العزيببز السبلطان العظيببم‬
‫الشأن‪ ،‬الواضح البرهان‪ ،‬الرحيم الرحمان‪ ،‬المنعم المنان‪ ،‬الحمببد ل ب الببذي‬
‫احتجب عن كل مخلوق يراه بحقيقة الربوبية‪ ،‬وقدرة الوحدانيببة فلببم تببدركه‬
‫البصار ولم تحط به الخبار‪ ،‬ولم يعينه مقببدار‪ ،‬ولببم يتببوهمه اعتبببار‪ ،‬لنببه‬
‫الملك الجبار‪ .‬اللهم قد تببرى مكبباني‪ ،‬وتسببمع كلمببي‪ ،‬وتطلببع علببى أمببري‪،‬‬
‫وتعلم ما في نفسي‬

‫)‪ (1‬الروم‪ (2) .17 :‬المجمع ج ‪ 8‬ص ‪.299‬‬

‫]‪[86‬‬
‫وليس يخفى عليك شئ من أمبري‪ ،‬وقبد سبعيت إليبك فبي طلببتي‪ ،‬وطلببت إليبك فبي‬
‫حاجتي وتضرعت إليك فبي مسبئلتي‪ ،‬وسببألتك لفقبر وحاجبة وذلببة وضببيقة‬
‫وبؤس ومسكنة‪ ،‬وأنت الرب الجببواد بببالمغفرة‪ ،‬تجببد مببن تعببذب غيببري ول‬
‫أجد من يغفر لي غيببرك‪ ،‬وأنببت غنببي عببن عببذابي وأنببا فقيببر إلببى رحمتببك‪،‬‬
‫فأسألك بفقري إليك وعناك عنببي‪ ،‬وبقببدرتك علببي وقلببة امتنبباعي منببك‪ ،‬أن‬
‫تجعل دعائي هذا دعاء وافق منك إجابة‪ ،‬ومجلسي هببذا مجلسببا وافببق منببك‬
‫رحمة‪ ،‬وطلبتي هبذه طلبببة وافقبت نجاحبا‪ ،‬ومبا خفبت عسببرته مبن المبور‬
‫فيسره‪ ،‬ومببا خفببت عجببزه مببن الشببياء فوسببعه‪ ،‬ومببن أرادنببي بسببوء مببن‬
‫الخليق كلهم فاغلبه آمين يا أرحم الراحمين‪ ،‬وهون علي ما خشيت شدته‪،‬‬
‫واكشف عني ما خشيت كربته‪ ،‬ويسببر لببي مببا خشببيت عسببرته ! آميببن رب‬
‫العببالمين‪ .‬اللهببم أنببزع العجببب والريبباء والكبببر والبغببي والحسببد والضببعف‬
‫والشببك والببوهن والضببر والسببقام والخببذلن والمكببر والخديعببة والبليببة‬
‫والفساد من سمعي وبصري وجميع جوارحي‪ ،‬وخذ بناصيتي إلى مببا تحببب‬
‫وترضى يببا أرحببم الراحميببن‪ .‬اللهببم صببلى علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬واغفببر‬
‫ذنبي‪ ،‬واستر عورتي‪ ،‬وآمن روعتي‪ ،‬واجبر مصيبتي‪ ،‬وأغن فقري‪ ،‬ويسر‬
‫حاجتي‪ ،‬وأقلني عثرتي‪ ،‬واجمع شملي‪ ،‬واكفني ما أهمني‪ ،‬وما غاب عنببي‪،‬‬
‫وما حضرني وما أتخوفه منك يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم فوضت أمري إليببك‪،‬‬
‫وألجأت ظهبري إليبك‪ ،‬وأسبلمت نفسبي إليبك بمبا جنيبت عليهبا‪ ،‬فرقبا منبك‬
‫وخوفببا وطمعببا‪ ،‬وأنببت الكريببم الببذي ل يقطببع الرجبباء‪ ،‬ول يخيببب الببدعاء‬
‫فأسئلك بحق إبراهيم خليلك‪ ،‬وموسى كليمك‪ ،‬وعيسى روحك‪ ،‬ومحمد صلى‬
‫ال عليه وآلببه صببفيك ونبيببك‪ ،‬أل تصببرف وجهببك الكريببم عنببي حببتى تقبببل‬
‫توبتي‪ ،‬وترحم عبرتي‪ ،‬وتغفببر لببي خطيئتببي يببا أرحببم الراحميببن ويببا أحكببم‬
‫الحاكمين‪ .‬اللهم اجعل ثأري على من ظلمني‪ ،‬وانصرني علببى مببن عبباداني‪،‬‬
‫اللهم ل تجعل مصببيبتي فببي دينببي‪ ،‬ول تجعببل البدنيا أكبببر همببتي‪ ،‬ول مبلببغ‬
‫علمي‪ ،‬إلهي أصلح لي ديني الببذي هببو عصببمة أمببري‪ ،‬وأصببلح لببي دنيبباي‬
‫التي فيها معاشي‪ ،‬وأصببلح لببي آخرتببي الببتي إليهببا معببادي‪ ،‬واجعببل الحيبباة‬
‫زيادة لي من كل خير‪ ،‬واجعل الموت راحة لي من‬

‫]‪[87‬‬

‫كل شر‪ .‬اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني‪ ،‬اللهم أحيني مبا علمبت الحيبباة خيبرا‬
‫لي‪ ،‬وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي‪ ،‬وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة‪،‬‬
‫والعدل في الغضب والرضا‪ ،‬وأسألك القصد في الفقر والغنى‪ ،‬وأسئلك نعيما‬
‫ل يبيد‪ ،‬وقرة عين ل ينقطع‪ ،‬وأسألك الرضا بعد القضاء‪ ،‬وأسالك لذة النظر‬
‫إلى وجهك‪ .‬اللهم إني أستهديك لرشاد أمري‪ ،‬وأعوذ بببك مببن شببر نفسببي‪،‬‬
‫اللهم عملت سوء وظلمت نفسببي فبباغفر لببي إنببه ل يغفببر الببذنوب إل أنببت‪،‬‬
‫اللهم إني أسئلك تعجيل عافيتك‪ ،‬وصبرا على بليتك‪ ،‬وخروجا من الدنيا إلى‬
‫رحمتك‪ .‬اللهم إني اشهدك واشهد ملئكتك‪ ،‬وحمله عرشك‪ ،‬واشهد مببن فببي‬
‫السماوات ومن في الرض أنك أنت ال ل إله إل أنت وحببدك ل شببريك لببك‪،‬‬
‫وأن محمببدا عبببدك ورسببولك وأسببألك بببأن لببك الحمببد ل إلببه إل أنببت بببديع‬
‫السموات والرض‪ ،‬يا كائن قبل أن يكون شئ‪ ،‬والمكون لكل شئ‪ ،‬والكببائن‬
‫بعد مال يكون شئ‪ .‬اللهم إلى رحمتك رفعببت بصببري‪ ،‬وإلببى جببودك بسببطت‬
‫كفي‪ ،‬فل تحرمني وأنا أسألك‪ ،‬ول تعذبني وأنا أسببتغفرك‪ ،‬اللهببم فبباغفر لببي‬
‫فانك بي عالم‪ ،‬ول تعبذبني فانببك علببي قببادر‪ ،‬برحمتببك يببا أرحببم الراحميببن‪.‬‬
‫اللهم ذا الرحمة الواسعة‪ ،‬والصلة النافعة الرافعبة‪ ،‬صبل علبى أكبرم خلقبك‬
‫عليك‪ ،‬وأحبهم إليك وأوجههم لببديك‪ ،‬محمببد عبببدك ورسببولك‪ ،‬المخصببوص‬
‫بفضائل الوسائل‪ ،‬أشرف وأكمل وأرفع وأعظم وأكرم ما صببليت علببى مبلببغ‬
‫عنك مؤتمن على وحيك اللهبم كمبا سبددت ببه العمبى‪ ،‬وفتحبت ببه الهبدى‪،‬‬
‫فاجعل مناهج سبله لنا سننا‪ ،‬وحجج برهانه لنا سببببا‪ ،‬نببأتم بببه إلببى القببدوم‬
‫عليببك‪ .‬اللهببم لببك الحمببد ملببء السببماوات السبببع‪ ،‬وملببء طببباقهن وملببء‬
‫الرضين السبع وملء ما بينهما‪ ،‬وملء عرش ربنببا الكريببم‪ ،‬وميببزان ربنببا‬
‫الغفار‪ ،‬ومداد كلمات ربنا القهار‪ ،‬وملببء الجنببة وملببء النببار‪ ،‬وعببدد المبباء‬
‫والثرى‪ ،‬وعدد ما يرى ومبباليرى‪ .‬اللهببم واجعببل صببلواتك وبركاتببك ومنببك‬
‫ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وفضلك‬

‫]‪[88‬‬

‫وسلمتك وذكرك ونورك وشرفك ونعمتك وخيرتك على محمد وآل محمد كما صليت‬
‫وباركت وترحمت على إبراهيبم وآل إبراهيبم إنبك حميبد مجيبد‪ ،‬اللهببم أعبط‬
‫محمدا الوسيلة العظمى وكريم جزائك في العقبى‪ ،‬حتى تشرفه يببوم القيامببة‬
‫يببا إلببه الهبدى‪ .‬اللهببم صبل علبى محمبد وآل محمببد‪ ،‬وعلبى جميبع ملئكتبك‬
‫وأنبيائك ورسلك‪ ،‬سلم علبى جبرئيبل وميكائيببل وإسبرافيل وحملبة العبرش‬
‫وملئكتك المقربيببن‪ ،‬والكببرام الكبباتبين والكروبييببن‪ ،‬وسببلم علبى ملئكتببك‬
‫أجمعين‪ ،‬وسلم على أبينا آدم وعلى امناحواء وسلم على النبيين أجمعين‪،‬‬
‫والصدقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وسلم على المرسلين أجمعيببن‪ ،‬والحمببد‬
‫ل رب العالمين‪ ،‬ولحول ولقوة إل بال العلي العظيببم‪ ،‬وحسبببي الب ونعببم‬
‫الوكيببل‪ ،‬وصببلى ال ب علببى محمببد وآلببه وسببلم كببثيرا )‪ .(1‬توضببيح‪ :‬قببال‬
‫الجوهري‪ :‬جمع ال شملهم أي ما تشتت من أمرهببم‪ ،‬وفبرق الب شببمله أي‬
‫ما اجتمع من أمره‪ ،‬وقال‪ :‬ثأرت القتيل وبالقتيل ثأرا وثورة أي قتلببت قبباتله‬
‫يقال ثأرتك بكذا أي أدركت به ثأري منك )فببي الغيببب( أي فببي غيبببة الخلببق‬
‫)والشهادة( أي عند شهودهم وحضورهم‪ ،‬والقصد التوسببط بيببن السببراف‬
‫والتقتير‪ ،‬وباد الشئ يبيد‪ :‬هلك‪) .‬إلى وجهك( أي ثوابك وكرامتك‪ ،‬أو وجوه‬
‫أوليائك‪ ،‬والجهة التي منها تخاطب أحببباءك أو المببراد بببالنظر النظببر بعيببن‬
‫القلب وقال الجوهري‪ :‬السنن الطريقة يقال‪ :‬استقام فلن على سببنن واحببد‪،‬‬
‫ويقببال امببض علببى سببنتك وسببننك أي علببى وجهببك وقببال الفيببروز آبببادي‪:‬‬
‫الكروبيون مخففة الراء سادة الملئكببة انتهببى‪ ،‬والمضبببوط فببي أكببثر كتببب‬
‫الدعاء بالتشديد‪ - 12 .‬فلح السبائل‪ :‬ومبن المهمبات دعبوات قبدمناها عبن‬
‫الصادق عليه السلم عقيببب كببل واحببدة مببن الصببلوات المفروضببات‪ .‬ومببن‬
‫المهمات دعاء الصادق عليه السلم بعد العصر‪ ،‬وقد قدمنا إسببناده عنببد مببا‬
‫يختص بفريضة الظهر برواية معاوية بن عمار لكل صلة من المفروضببات‬
‫الدعاء‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪.206 - 202‬‬

‫]‪[89‬‬

‫بعد صلة العصر‪ :‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬وصلى ال على محمد خاتم النبيين وعلى‬
‫آله الطاهرين اللهم صل على محمد وآل محمبد فبي الليبل إذا يغشبى‪ ،‬وصبل‬
‫على محمد وآله فببي النهببار إذا تجلببى وصببل علببى محمببد وآلببه فببي الخببرة‬
‫والولى‪ ،‬وصل على محمد وآله مببالح الجديببدان ومببا اطببرد الخافقببان ومببا‬
‫حدى الحاديان‪ ،‬وما عسعس ليببل ومببا ادلهببم ظلم‪ ،‬ومببا تنفببس صبببح ومببا‬
‫أضاء فجر‪ .‬اللهم اجعل محمدا خطيب وفببد المببؤمنين إليببك‪ ،‬والمكسببو حلببل‬
‫المان إذا وقف بين يديك‪ ،‬والناطق إذا خرست اللسن بالثناء عليببك‪ ،‬اللهببم‬
‫أعل منزلته‪ ،‬وارفع درجته‪ ،‬وأظهر حجته‪ ،‬وتقبببل شببفاعته‪ ،‬وابعثببه المقببام‬
‫المحمود الذي وعدته‪ ،‬واغفر له ما أحدث المحدثون من امتببه بعببده‪ ،‬اللهببم‬
‫بلغ روح محمد وآل محمببد منببي التحيببة والسببلم‪ ،‬واردد علببي منهببم تحيببة‬
‫كثيرة وسلما يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬والفضل والنعام‪ .‬اللهم إنببي أعببوذ بببك‬
‫من مضلت الفتن‪ ،‬ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬والثم والبغي بغيببر الحببق‪ ،‬وأن‬
‫اشرك به ما لم تنزل به سلطانا أو أقول عليك مال أعلببم‪ ،‬اللهببم إنببي أسببئلك‬
‫موجبات رحمتك‪ ،‬وعزائم مغفرتك‪ ،‬والغنيمة من كل بر‪ ،‬والسببلمة مببن كببل‬
‫إثم وأسبألك الفبوز بالجنبة والنجباة مبن النبار‪ .‬اللهبم صبل علبى محمبد وآل‬
‫محمد‪ ،‬واجعل لي في صلتي ودعائي بركة تطهر بهببا قلبببي‪ ،‬وتكشببف بهببا‬
‫كربي‪ ،‬وتؤمن بها روعتي‪ ،‬وتغفر بها دنبي‪ ،‬وتصلح بها أمري‪ ،‬وتغني بها‬
‫فقري‪ ،‬وتذهب بها ضري‪ ،‬وتفرج بها همي وتسلي بها غمي‪ ،‬وتشببفي بهببا‬
‫سقمي‪ ،‬وتؤمن بها خوفي‪ ،‬وتجلوبها حزني‪ ،‬وتقضي بها ديني‪ ،‬وتجمع بها‬
‫شملي‪ ،‬وتبيض بها وجهببي‪ ،‬واجعبل مببا عنبدك خيبرا لبي‪ .‬اللهبم صببل علبى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬ول تدع لي ذنبا إل غفرته‪ ،‬ول كربا إل كشفته‪ ،‬ول خوفا‬
‫إل أمنته‪ ،‬ولسببقما إل شببفيته‪ ،‬ولهمببا إل فرجتببه‪ ،‬ولغمببا إل أذهبتببه‪ ،‬ول‬
‫حزنببا إل سببلبته‪ ،‬ولدينببا إل قضببيته‪ ،‬ول عببدوا إل كفيتببه‪ ،‬ول حاجببة إل‬
‫قضيتها‪ ،‬ول دعوة إل أجبتها‪ ،‬ول مسألة إل أعطيتها‪ ،‬ول أمانة إل أديتها‪،‬‬
‫]‪[90‬‬

‫ول فتنة إل صرفتها‪ .‬اللهم اصرف عني من العاهات والفات والبليات ما اطيق ومببا‬
‫لاطيق صرفه إل بك‪ ،‬اللهم أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك‪ ،‬وأمسببت ذنببوبي‬
‫مسببتجيرة بمغفرتببك وأمسببى خببوفي مسببتجيرا بأمانببك‪ ،‬وأمسببى فقببري‬
‫مستجيرا بغناك‪ ،‬وأمسبى ذلببي مسببتجيرا بعبزك‪ ،‬وأمسببى ضبعفي مسبتجيرا‬
‫بقوتك‪ ،‬وأمسى وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي‪ .‬يا كائنا‬
‫قبل كل شئ‪ ،‬ويا مكون كل شئ‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واصرف عنبي‬
‫وعن أهلي ومالي وولدي وأهببل حزانببتي وإخببواني فيببك شببر كببل ذي شببر‪،‬‬
‫وشر كل جبار عنيد‪ ،‬وشيطان مريد‪ ،‬وسلطان جائر‪ ،‬وعببدو قبباهر‪ ،‬وحاسببد‬
‫معاند‪ ،‬وباغ مراصد‪ ،‬ومن شر السامة والهامة‪ ،‬وما دب في الليل والنهببار‪،‬‬
‫ومببن شبر فسباق العببرب والعجببم‪ ،‬وفسببقه الجبن والنببس‪ ،‬وأعبوذ بببدرعك‬
‫الحصينة التي لترام‪ ،‬وأسئلك أل تميتني غمبا ولهمبا ول مترديبا ول ردمبا‬
‫ول غرقا ول حرقا ول عطشا ول صبرا ول قببودا ول أكيببل السبببع‪ ،‬وأمتنببي‬
‫على فراش في عافية أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت‪) :‬كأنهم‬
‫بنيان مرصوص( مقبلين غير مدبرين‪ ،‬على طاعتك وطاعببة رسببولك صببلى‬
‫الب عليببه وآلببه قائمبا بحقبك‪ ،‬غيببر جاحبد للئك‪ ،‬ول معانبدا لوليبائك‪ ،‬ول‬
‫مواليببا ل عبدائك‪ ،‬يببا كريببم‪ .‬اللهبم اجعببل دعببائي فببي المرفببوع المسببتجاب‪،‬‬
‫واجعلني عندك وجيها فببي الببدنيا والخببرة ومببن المقربيببن‪ ،‬الببذين لخببوف‬
‫عليهببم ولهببم يحزنببون‪ ،‬واغفببر لببي ولوالببدي ومببا ولببدا‪ ،‬ومببا ولببدت ومببا‬
‫توالدوا من المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬يبباخير الغبافرين‪ ،‬الحمببد لب الببذي قضببى‬
‫عني صلة كببانت علببى المببؤمنين كتابببا موقوتببا )‪ .(1‬مصببباح الشببيخ )‪،(2‬‬
‫والبلد المين )‪ ،(3‬وجنة المان ومنهاج‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .208 - 206‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .55 - 53‬البلببد‬
‫المين ص ‪.21‬‬

‫]‪[91‬‬

‫الصلح وغيرها‪ :‬مرسل مثلببه‪ ،‬إل أن الصببلة علببى الل عليهببم السببلم مببذكور فببي‬
‫الجميع في المواضع وفيها‪ :‬أصبح بدل أمسى في المواضع وهو أنسب كمببا‬
‫ذكره الكفعمي حيث قال‪ :‬لفظ أمسى هنا أليق مببن أصبببح لنببه مببا كببان قبببل‬
‫الزوال يقال فيه أصبح‪ ،‬وما بعده أمسى )‪ (1‬انتهى وفيهببا )وأعببوذ بببدرعك‬
‫الحصينة التي لترام أن تميتني غما أو هما أو مترديببا أو هببدما أو ردمببا أو‬
‫غرقا أو حرقا أو عطشا أو شرقا أو صبرا أو قودا أو ترديا أو أكيل سبببع أو‬
‫في أرض غربة أو ميتة سوء‪ ،‬وأمتني على فراشي( إلى قوله )كأنهم بنيان‬
‫مرصوص( على طاعتك وطاعة رسولك‪ ،‬مقبل على عدوك غير مدبر عنه‪،‬‬
‫قائما بحقك غير جاحببد ل لئك‪ ،‬ول معانببد لوليببائك‪ ،‬ولممببال لعببدائك‪ ،‬يببا‬
‫كريم إلى آخر الدعاء‪ .‬ولنوضح بعض ألفبباظه‪ :‬لح بببدا وظهببر‪ ،‬والجديببدان‬
‫الليبببل والنهبببار‪ ،‬والخافقبببان المشبببرق والمغبببرب‪ ،‬واطرادهمبببا بقاؤهمبببا‪،‬‬
‫والحاديان الليل والنهار كأنهما يحدوان بالناس ليسيروا إلى قبورهم كالبذي‬
‫يحدو بالبل‪ ،‬وقال الكفعمي‪ :‬الحاديان الذي يحدو للبل ليل والذي يحببدولها‬
‫نهارا‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬ما عسعس أي أقبل أو أدبر كما مر‪ ،‬وما ادلهببم ظلم‪،‬‬
‫على وزن اقشعر أي اشتدت ظلمته‪ ،‬والظلم ذهاب النببور وأول الليببل )ومببا‬
‫تنفس صبببح( أي ظهببر‪ ،‬وعبببر عنببه بببالتنفس لهبببوب النسببيم عنببده فكببأنه‬
‫تنفس به‪ .‬وخطيب القوم في اللغة كبيرهم الذي يخاطب السلطان ويكلمه في‬
‫حوائجهم‪ ،‬و في النهاية الوفدهم الببذين يجتمعببون ويببردون البلد‪ ،‬واحببدهم‬
‫وافد‪ ،‬وكذلك الذين يقصدون المراء لزيادة أو استرفاد وانتجاع وغير ذلببك‬
‫انتهى‪ ،‬والمعنى أنه صلى ال عليه وآله في القيامة يكلم عن امته عنببد ال ب‬
‫ويشفع لهم‪) .‬المكسو حلل المان( قال الشيخ البهبائي ‪ -‬ره ‪ :-‬المبراد أمبان‬
‫امته من النار‪ ،‬فان ال تعالى قال له‪) :‬ولسوف يعطيببك ربببك فترضببى( )‪(2‬‬
‫وهو صلى ال عليه وآله ل يرضى بدخول أحد من امته في النار‪ ،‬كمببا ورد‬
‫في الحديث‪ ،‬وحلل المان استعارة وذكر الكسوة ترشيح‪.‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ .21‬في الهامش‪ (2) .‬آخر آية من سورة الضحى‪.‬‬

‫]‪[92‬‬

‫وقال الكفعمي‪ :‬أحزنببه أمببر غمببه والحببزن والحببزن خلف السببرور‪ ،‬وأحزنببه غيببره‬
‫وحزنه‪ ،‬قاله الجوهري‪ :‬والفرق بين الغم والحزن والهم أن الهم قبل نببزول‬
‫المر وهو يطرد النوم‪ ،‬والغم بعد نزوله وهو يجلب النببوم‪ ،‬والحببزن أسببفك‬
‫على ما فات‪ ،‬والفرق بين الخوف والحببزن أن الحببزن أسببفك علببى مببا فببات‬
‫ويرادفه الغم‪ ،‬والخوف على ما لم يأت ويرادفه الهم‪ ،‬والحببزن تببألم الببباطن‬
‫بسبب وقوع مكروه يتعذر دفعببه أو فبوات فرصبته‪ ،‬أو مرغبوب فيببه يتعببذر‬
‫تلفيه‪ ،‬والخوف تألم الباطن بسبب مكروه يمكن حصببول أسبببابه‪ ،‬أو توقببع‬
‫فوات مرغوب فيه تعذر تلفيه‪ ،‬قاله الشيخ مقداد فبي شبرح النصبيرية )‪(1‬‬
‫والفرق بين الحزن والغضب أن المر إن كان ممن فوقببك أحزنببك وإن كببان‬
‫ممن دونك أغضبك‪ ،‬قاله إبراهيم بن محمد بن أبي عببون الكبباتب فببي كتبباب‬
‫الجوبببة انتهببى‪ .‬وفببي القبباموس حزانتببك عيالببك الببذين تتحببزن لمرهببم‪،‬‬
‫والمارد والمريد العاتي الشديد‪ ،‬والمراصد المراقببب الببذي يرصببد الوثببوب‪،‬‬
‫والراصد السد‪ ،‬وفي النهاية فيه اعيذ كما من كل سامة وهامة‪ ،‬السامة مببا‬
‫يسم ول يقتل مثل العقرب والزنبور و نحوهما‪ ،‬والهامة كل ذات سببم يقتببل‪،‬‬
‫وفي حديث ابن المسيب كنا نقببول إذا أصبببحنا نعببوذ بببال مببن شببر السببامة‬
‫والعامة‪ ،‬السامة هاهنببا خاصببة الرجببل‪ ،‬يقببال‪ :‬سببم إذا خببص انتهببى‪ .‬وقببال‬
‫الجوهري‪ :‬ردى في البببئر وتببردي‪ :‬إذا سببقط فببي بئر أو تهببور مببن جبببل و‬
‫قوله‪) :‬لردما( أي بأن يجعل في بيت ويردم بابه حتى يموت‪ ،‬أو بأن يجعببل‬
‫بين ردم مبنببي أو بببأن يسببقط عليببه جببدار قببال الفيببروز آبببادي‪ :‬ردم الببباب‬
‫والثلمة سده كله أو ثلثه‪ ،‬والردم بالتسكين مببا يسببقط مببن الجببدار المنهببدم‪،‬‬
‫وقال الكفعمي‪ :‬ردما أي مردوما أي ضرب الردم بينببه وبيببن الحيبباة حبباجزا‬
‫فوق حاجز‪ ،‬والردم السد المتراكب‬

‫)‪ (1‬يعنى النوار الجللية فببي شببرح الفصببول النصببيرية‪ ،‬والفصببول أصببله فارسببي‬
‫لخواجه نصير الدين الطوسى نقله إلى العربية ركن الدين محمد بببن علببى‬
‫الجرجاني تلميذ العلمة الحلى والفاضل المقداد شرح تلك النسخة المعربة‬
‫بعنوان قال أقول‪(*) .‬‬

‫]‪[93‬‬

‫بعضه على بعبض‪ ،‬والثبوب المببردم هبو المرقبع البذي رقباعه بعضببها علبى بعببض‪.‬‬
‫والشببرق الشببجا والغصببة اللببذان يمببوت النسببان منهمببا‪ ،‬وفببي الحببديث‬
‫يؤخرون الصلة إلى شرق الموتى‪ ،‬أي إلى أن يبقى مببن الشببمس مببا يبقببى‬
‫من حياة من شرق بريقه عند الموت‪ ،‬وقوله أو صبرا أن يحبس للقتل حتى‬
‫يموت‪ ،‬وفي الحديث نهي عن قتل الدواب صبرا وهببو أن تحبببس ثببم ترمببى‬
‫حتى تقتل‪ ،‬ومنه الحديث فببي الببذي أمسببك رجل وقتلببه آخببر‪ ،‬فقببال‪ :‬اقتلببوا‬
‫القاتل واصبروا الصابر أي احبسوا الذي حبسه للمببوت حببتى يمببوت كفعلببه‬
‫به‪ ،‬ومنه يقال للمضروب عنقه قتل صبرا أي محبوسا ممسببكا علببى القتببل‪،‬‬
‫وكل من حبس لقتل فهو قتيل صبر قاله الجببوهري والهببروي انتهببى‪ .‬وقببال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬القببود بالتحريببك القصبباص‪ ،‬قببوله عليببه السببلم‪ :‬ول ممببال‬
‫أصله مهموز يقال مله على المر وماله سبباعده وشببايعه‪ ،‬وتمببالئوا عليببه‬
‫اجتمعوا‪ - 13 .‬البلد المين‪ :‬فببي الحليببة لبببي نعيببم‪ ،‬مببن قببال كببل يببوم بعببد‬
‫صلة الصبح وصلة العصر )ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك ولببه‬
‫الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي ل يموت بيده الخير وهو علببى‬
‫كل شئ قدير( مائة مرة )و سبحان ال وبحمببده( مببائة مببرة‪ ،‬لببم يكتببب مببن‬
‫الغببافلين‪ ،‬ومحببوا خطايبباه ولببو كببانت مثببل زبببد البحببر )‪ - 14 .(1‬كتبباب‬
‫الصفين‪ :‬لنصر بن مزاحم قال‪ :‬لما خرج علي عليببه السببلم مببن كوفببة إلببى‬
‫صفين‪ ،‬وأتى دير أبى موسى‪ ،‬صلى بها العصر فلما انصرف قال‪) :‬سبببحان‬
‫ال ب ذي الطببول والنعببم‪ ،‬سبببحان ذي القببدرة والفضببال‪ ،‬أسببأل ال ب الرضببا‬
‫بقضببائه‪ ،‬والعمببل بطبباعته‪ ،‬والنابببة إلبى أمببره فببانه سببميع الببدعاء‪- 15 .‬‬
‫مصباحا المتهجد )‪ (2‬والكفعمي )‪ (3‬وغيرها‪ :‬في تعقيب العصر تقول‪) :‬تببم‬
‫نورك فهديت فلك الحمد‪ ،‬وعظببم حلمببك فغفببرت فلببك الحمببد‪ ،‬وبسببطت يببدك‬
‫فأعطيت‬

‫)‪ (1‬البلببد الميببن ص ‪ 19‬فببي الهببامش‪ (2) .‬مصببباح الشببيخ ص ‪(3) .53 - 52‬‬
‫مصباح الكفعمي ص ‪.34‬‬

‫]‪[94‬‬

‫فلك الحمد‪ ،‬وجهك أكببرم الوجببوه‪ ،‬وجاهببك خيببر الجبباه‪ ،‬وعطيتببك أعظببم العطايببا‪ ،‬و‬
‫أهناها‪ .‬يطاع ربنا فيشكر‪ ،‬ويعصى فيغفر‪ ،‬يجيببب المضببطر ويكشببف الضببر‬
‫وينجي مببن الكببرب‪ ،‬ويغفببر مببن الببذنب‪ ،‬ويغنببي الفقيببر‪ ،‬ويشببكر اليسببر‪ ،‬ل‬
‫يجازي بالئك أحد‪ ،‬ول يبلغ مدحتك قببول قيببل(‪ .‬ويقببول أيضببا‪ :‬اللهببم مببدلي‬
‫أيسر العافية‪ ،‬واجعلني في زمرة النبببي صببلى الب عليببه وآلببه فببي العاجلببة‬
‫والجلببة‪ ،‬وبلببغ بببي الغايببة‪ ،‬واصببرف عنببي العاهببات والفببات‪ ،‬واقببض لببي‬
‫بالحسنى في اموري كلها‪ ،‬واعزم لي بالرشاد‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي أبببدا يببا‬
‫ذا الجلل والكرام اللهم مدلي في السعة والدعة‪ ،‬وجنبني ما حرمتببه علببى‪،‬‬
‫ووجه لي بالعافية والسلمة والبركة‪ ،‬ول تشمت بي العببداء‪ ،‬وفببرج عنببي‬
‫الكروب وأتمم علي نعمتك وأصببلح لببي الحببرث فببي الصببلح لمببر آخرتببي‬
‫ودنياي‪ ،‬واجعلنبي سبالما مبن كبل سبوء‪ ،‬معافبا مبن الضبرورة فبي منتهبى‬
‫الشكر والعافية وصلى ال على محمد نبيه وآله وسلم‪ .‬ثم تقول‪) :‬اللهم إني‬
‫أعوذ بك من نفس ل تشبع‪ ،‬ومن قلب ل يخشببع‪ ،‬ومببن علببم ل ينفببع‪ ،‬ومببن‬
‫صلة لترفبع‪ ،‬ومبن دعباء ل يسبمع‪ ،‬اللهبم إنبي أسبألك اليسبر بعبد العسبر‬
‫والفرج بعد الكرب‪ ،‬والرخاء بعد الشدة‪ ،‬اللهم مابنا من نعمة فمنك ل إله إل‬
‫أنت أستغفرك وأتوب إليك )‪ .(1‬بيببان‪ :‬قببال فببي القبباموس‪ :‬الحببرث الكسببب‬
‫وجمع المال والمحجة المكدودة بالحوافر والزرع والتفتيش والتفقه انتهى‪،‬‬
‫وأكثر المعاني متناسبة مببع تجببوز أو بببدونه )فببي منتهببى الشببكر( أي حببال‬
‫كوني في منتهاه‪.‬‬

‫)‪ (1‬تراه في البلد المين ص ‪(*) .19‬‬

‫]‪[95‬‬

‫‪) - 41‬باب( * )تعقيب صلة المغرب( * ‪ - 1‬مجالس الشيخ وولده‪ :‬عن المفيد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسببى‪ ،‬عببن يببونس‪ ،‬عببن‬
‫العلء بن الرزين‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السببلم قببال‪:‬‬
‫من قال بعد صلة الصبح قبببل أن يتكلببم )بسببم الب الرحمببن الرحيببم لحببول‬
‫ولقوة إل بال العلي العظيم( يعيدها سبع مرات‪ ،‬دفع ال عنه سبعين نوعببا‬
‫من أنواع البلء‪ ،‬ومن قالها إذا صلى المغرب قبل أن يتكلببم‪ ،‬دفببع ال ب عنببه‬
‫سبعين نوعا من أنواع البلء أهونها الجذام والبرص )‪ - 2 .(1‬مجالس ابن‬
‫الشيخ ومجالس المفيد‪ :‬عن المفيد‪ ،‬عن جعفر بن محمببد بببن قولببويه‪ ،‬عببن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن محمد الجعفي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنت كببثيرا مببا‬
‫أشتكى عيني فشكوت ذلك إلى أبي عببد الب عليببه السبلم فقبال‪ :‬أل اعلمبك‬
‫دعاء لدنياك وآخرتك‪ ،‬وتكفى به وجع عينك ؟ فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬فقببال‪ :‬تقببول فببي‬
‫دبر الفجر ودبر المغرب )اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد عليببك‪ ،‬أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل النور فببي بصببري‪ ،‬والبصببيرة فببي‬
‫دينببي‪ ،‬واليقيببن فببي قلبببي‪ ،‬والخلص فببي عملببي‪ ،‬والسببلمة فببي نفسببي‪،‬‬
‫والسعة في رزقي‪ ،‬والشكر لك أبدا مببا أبقيتنببي( )‪ - 3 .(2‬ثببواب العمببال‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمببد بببن محمببد‪ ،‬عبن أبيببه‪ ،‬عبن أبببي‬
‫المغيرة قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السلم يقول‪ :‬من قببال فببي دبببر صببلة‬
‫الصبح وصلة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلبم أحبدا )إن الب وملئكتبه‬
‫يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صببلوا عليببه وسببلموا تسببليما‪ ،‬اللهببم‬
‫صل على محمد وذريته(‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .31‬أمالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ ،199‬أمالى المفيببد‬
‫ص ‪.142‬‬

‫]‪[96‬‬

‫قضى ال له مائة حاجة سبعين في الدنيا وثلثين في الخرة‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما معنى‬
‫صلة ال وصلة ملئكته وصلة المؤمنين ؟ قال‪ :‬صلة ال رحمة من ال‪،‬‬
‫وصلة ملئكته تزكية منهم له‪ ،‬وصلة المؤمنين دعاء منهم له‪ .‬ومببن سببر‬
‫آل محمد صلى ال عليه وآله في الصلة على النبي وآله )اللهببم صببل علببى‬
‫محمد وآل محمد في الولين‪ ،‬وصببل علببى محمببد وآل محمببد فببي الخريببن‪،‬‬
‫وصل على محمد وآل محمد في الملء العلى‪ ،‬وصل على محمد وآل محمد‬
‫في المرسلين‪ ،‬اللهببم أعببط محمببدا الوسببيلة و الشببرف والفضببيلة والدرجببة‬
‫الكبيرة‪ ،‬اللهم إني آمنت بمحمد ولم أره‪ ،‬فل تحرمنببي يببوم القيامببة رؤيتببه‪،‬‬
‫وارزقني صحبته‪ ،‬وتوفني علببى ملتببه‪ ،‬واسببقني مببن حوضببه مشببربا رويببا‬
‫سائغا هنيئا ل أظمأ بعده أبدا إنك على كل شئ قدير‪ ،‬اللهم كما آمنت بمحمببد‬
‫ولم أره فعرفني في الجنان وجهه‪ ،‬اللهببم بلببغ روح محمببد صببلى الب عليببه‬
‫وآله عني تحية كثيرة وسلما(‪ .‬فان من صلى علببى النبببي صببلى الب عليببه‬
‫وآله بهذه الصلوات هدمت ذنوبه‪ ،‬ومحيت خطاياه ودام سروره‪ ،‬واستجيب‬
‫دعاؤه واعطي أمله‪ ،‬وبسط له في رزقه‪ ،‬واعين على عدوه وهي له سببب‬
‫أنواع الخير‪ ،‬ويجعل من رفقاء نبيه في الجنان العلى‪ ،‬يقولهن ثلث مرات‬
‫غدوة وثلث مرات عشية )‪ - 3 .(1‬المحاسببن‪ :‬عببن أبيببه رفعببه قببال‪ :‬كببان‬
‫علي بن الحسين عليهما السلم يطيل القعود بعد المغرب يسأل ال اليقين )‬
‫‪ - 5 .(2‬فلح السائل‪ :‬إذا سلم من صلة المغرب وفرغ مما مر من تسبببيح‬
‫الزهراء عليها السلم وغيره‪ ،‬فليقل ما رواه علي بن الصببلت عببن إسببحاق‬
‫وإسماعيل ابني محمد بن عجلن‪ ،‬عن أبيهما قال‪ :‬قبال أببو عبببد الب عليبه‬
‫السببلم‪ :‬إذا أمسببيت وأصبببحت فقببل فببي دبببر الفريضببة فببي صببلة المغببرب‬
‫وصلة الفجر )أستعيذ بال من الشيطان الرجيم( عشر مرات‪ .‬ثم قببل‪ :‬اكتبببا‬
‫رحمكما ال‪.‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ 141‬و ‪ (2) .142‬المحاسن ص ‪ 248‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[97‬‬

‫)بسم ال الرحمن الرحيم أمسيت وأصبحت بال مؤمنببا علببى ديببن محمببد صببلى الب‬
‫عليه وآله وسنته‪ ،‬وعلى دين علي عليه السلم وسنته‪ ،‬وعلى ديببن فاطمببة‬
‫عليها السلم وسببنتها وعلببى ديببن الوصببياء صببلوات الب عليهببم وسببنتهم‬
‫وآمنت بسرهم وعلنيتهم‪ ،‬وبغيبهم وشهادتهم‪ ،‬وأستعيذ بال في ليلتي هذه‬
‫ويومي هذا مما اسببتعاذ منببه محمببد وعلببي وفاطمببة والوصببياء صببلى الب‬
‫عليهم وأرغب إلى ال فيما رغبوا فيه‪ ،‬ولحول ول قببوة إل بببال( )‪ .(1‬ثببم‬
‫يقول‪ :‬ما رواه أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري‪ ،‬عن عبد ال ب‬
‫بن جعفر الحميري‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عببن أخيببه علببي بببن مهزيببار‪،‬‬
‫عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عببن معاويببة بببن عمببار‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬من قال بعد صلة الفجر وبعد صلة المغرب قبل أن يثني رجلببه‬
‫أو يكلم أحدا‪) :‬إن ال وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا‬
‫عليه وسلموا تسليما‪ ،‬اللهم صل على محمد النبي وعلى ذريته وعلببى أهببل‬
‫بيته( مرة واحدة‪ ،‬قضى ال تعببالى لببه مببائة حاجببة‪ :‬سبببعين منهببا للخببرة‪،‬‬
‫وثلثين للدنيا )‪ .(2‬ويقول أيضا‪ :‬ما رواه أبو محمد هارون بن موسى‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبببان‪ ،‬عببن الحسببين‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن إسماعيل بن همام‪ ،‬عن أبي الحسن يعني الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السببلم مببن قببال‪) :‬بسببم الب الرحمببن الرحيببم‬
‫لحببول ول قببوة إل بببال العلببي العظيببم( سبببع مببرات وهببو ثببان رجلببه بعببد‬
‫المغرب قبل أن يتكلم‪ ،‬وبعد الصبببح قبببل أن يتكلببم‪ ،‬صببرف الب تعببالى عنببه‬
‫سبعين نوعا من أنواع البلء‪ ،‬أدناها الجذام والبرص والسلطان والشببيطان‬
‫)‪ .(3‬ومما رويناه باسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني باسببناده فببي كتبباب‬
‫الدعاء من كتاب الكافي عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬من صلى الغداة فقال قبل أن ينقض ركبتيه عشببر مببرات )ل‬
‫إله إل ال وحده ل شببريك لببه لببه الملببك ولببه الحمببد يحيببي ويميببت ويميببت‬
‫ويحيي وهو حي ل يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير( وفي‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (3 - 2) .229‬فلح السائل ص ‪.230‬‬

‫]‪[98‬‬

‫المغرب مثلها‪ ،‬لم يلق ال عزوجل عبد بعمل أفضل من عمله إل من جاء بمثل عمله‬
‫)‪ .(1‬ويقول أيضا‪ :‬بعد صلة المغرب وبعد صلة الفجر )سبببحانك ل إلببه إل‬
‫أنت اغفر لي ذنوبي كلها جميعا فانه ل يغفببر البذنوب كلهبا جميعببا إل أنببت(‬
‫فقد روى الحسن بن محبوب عن أبي أيوب‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عببن أبببي‬
‫جعفر يرفعه إلى النبي صلى ال عليه وآلببه فببي حببديث هببذا المببراد منببه أن‬
‫العبد إذا قال ذلك قال ال جل جلله للكتبة‪ :‬اكتبوا لعبببدي المغفببرة بمعرفتببه‬
‫أنه ل يغفر الذنوب كلها جميعا إل أنا )‪ .(2‬بيان‪) :‬ثان رجله( أي لببم يغيرهببا‬
‫عما كانت عليه في التشهد ببسطها بالقيام أو غير ذلك‪ ،‬وهو المببراد بقببوله‬
‫)قبل أن ينقض ركبببتيه( وفببي بعببض النسببخ )قبببل أن يقبببض( أي يرفعهمببا‬
‫مقربا لهما إلى بدنه )يحيي ويميت ويميت ويحيي( الحياء الول في الدنيا‪،‬‬
‫وكذا الماتة أول والماتة الثانية فببي القبببر فتببدل ضببمنا علببى إحيبباء آخببر‪،‬‬
‫ولما كانت مدة تلببك الحيبباة قليلببة لببم يببذكرها صببريحا‪ ،‬وال حيبباء ثانيببا فببي‬
‫الخرة ولم يذكر الحياء والماتة في الرجعة لعدم عمومها وشببمولهما لكببل‬
‫أحد‪ ،‬مع أنه يحتمل أن تكون الماتة الثانية إشارة إليببه‪ ،‬ول يبعببد أن يكببون‬
‫المبببراد بكبببل مبببن الفقرتيبببن جنبببس الماتبببة والحيببباء‪ ،‬والتكريبببر لبيبببان‬
‫استمرارهما وكثرتهما‪ .‬قوله عليه السلم‪) :‬إل مببن جبباء( فيببه أنببه إذا جبباء‬
‫بمثببل عملبه كيبف يكببون أفضببل مببن عملببه ؟ إل أن يقبال‪ :‬المببراد أنبه جباء‬
‫بأعمال اخر مع هذا العمل‪ ،‬والحاصل أنه ل يكون عمل آخر أفضل مببن هببذا‬
‫العمل إل إذا انضم إليببه فيكببون المجمببوع أفضببل‪ .‬أقببول‪ :‬وذكببر الشببيخ )‪(3‬‬
‫والكفعمي وابن الباقي وغيرهم أكثر الدعية المتقدمة وزادوا عليها‪ :‬ثم قببل‬
‫عشرا ما شاء ال لقوة إل بببال أسببتغفر البب( ويقببول‪) :‬اللهببم إنببي أسببئلك‬
‫موجبات رحمتك‪ ،‬وعزائم مغفرتك‪ ،‬والسلمة من كل إثم‪ ،‬والغنيمة من كل‬

‫)‪ (2 - 1‬فلح السائل ص ‪ (3) .231‬مصباح الشيخ ص ‪.73‬‬

‫]‪[99‬‬
‫بر‪ ،‬والنجاة من النار‪ ،‬ومن كبل بليبة‪ ،‬والفبوز بالجنبة‪ ،‬والرضبوان فبي دار السبلم‪،‬‬
‫وجوار نبيك محمد صلى ال عليه وآله اللهم مابنا من نعمة فمنببك ل إلببه إل‬
‫أنببت‪ ،‬أسببتغفرك وأتببوب إليببك( )‪ (1‬ثببم ذكببروا أكببثر التعقيبببات بعببد النوافببل‬
‫لضيق وقت النوافل‪ .‬قال السيد قدس سببره فببي فلح السببائل‪ :‬ول تكببثر فببي‬
‫تعقيب المغرب قبل أن تصلي نوافلها‪ ،‬لن أفضل وقت نوافل صلة المغببرب‬
‫إلى زوال الشفق من افق المغرب انتهى )‪ .(2‬وقال الشهيد قببدس ال ب سببره‬
‫في الذكرى‪ :‬قال المفيد‪ :‬تفعل نافلة المغرب بعد التسبيح وقبل التعقيببب كمببا‬
‫فعلها النبي صلى ال عليه وآله لما بشر بالحسبن عليبه السبلم فبانه صبلى‬
‫ركعتين شكرا‪ ،‬فلما بشر بالحسببين عليببه السببلم صببلى ركعببتين ولببم يعقببب‬
‫حتى فرغ منهببا‪ ،‬وابببن الجنيببد ل يسببتحب الكلم ولعمببل شببئ بينهببا وبيببن‬
‫المغرب‪ .‬ثم قال‪ :‬ولو قيل بامتداد وقتها أي النافلة بوقت المغرب أمكن لنها‬
‫تابعة لها‪ ،‬وإن كان الفضل المبادرة بها قبل كل شئ سوى التسبيح‪ ،‬وعد ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬في النفلية مما يختص بالمغرب تأخير تعقيبها إلى الفراغ من راتبتهببا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ولعل الولى رعاية المرين معا‪ ،‬بأن يأتي بالتعقيبات ما ل ينببافي مببا‬
‫يريد التيان به من النوافل‪ ،‬ثم يؤخر البقية ; إذ يبأتي فببي الخبببر أن تعقيببب‬
‫الفريضببة أفضببل مببن النافلببة‪ ،‬وقببد وردت الخبببار بببأن ل نافلببة فببي وقببت‬
‫الفريضة )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ (2) .29‬فلح السائل ص ‪ (3) .232‬الخبار التى تحكم بأن ل‬
‫نافلة في وقت الفريضة انما ينظر إلى الوقت المقدر لهابتة‪ ،‬فببوقت الفجببر‬
‫والمغرب مقدر فرضا وسنة فإذا حان الوقت ل تقبل نافلة من المصبلى ول‬
‫التعقيب وقد طولب بأداء الفرض‪ ،‬وهكذا وقت العشاء الخببرة والعصببرين‬
‫مقدر بالسنة‪ ،‬فإذا حان وقتها بالتأذين لها فل نافلببة ول تعقيببب‪ .‬وأمببا بعببد‬
‫أداء الفريضة فهو بالخيار‪ ،‬ان كان فرض على نفسه النوافل المرتبة يأتي‬
‫بهببا‪ ،‬وان كببان فببرض علببى نفسببه التعقيببب والببدعاء عقببب‪ ،‬وان أراد أن‬
‫يجمع بينهما جمع ‪< -‬‬

‫]‪[100‬‬

‫ويؤيد التأخير ما رواه المفيد قدس ال روحه في إرشاده عن أبي جعفر الثاني عليه‬
‫السلم أنه لما تزوج بنببت المببأمون وحملهببا قاصببدا إلببى المدينببة سببار إلببى‬
‫شارع باب الكوفة‪ ،‬والناس معببه يشببيعونه‪ ،‬فببانتهى إلببى دار المسببيب عنببد‬
‫مغيب الشمس‪ ،‬فنزل ودخل المسجد وكان فببي صببحنه نبقببة لببم تحمببل بعببد‪،‬‬
‫فدعا بكببوز فيببه مبباء فتوضببأ فببي أصببل النبقببة وقببام فصببلى بالنبباس صببلة‬
‫المغرب‪ ،‬فقبرء فبي الولبى الحمبد وإذا جباء نصبر الب والفتبح‪ ،‬وقبرء فبي‬
‫الثانية الحمد وقل هو ال أحد‪ ،‬وقنت قبببل ركببوعه وصببلى الثالثببة‪ ،‬وتشببهد‬
‫وسلم ثم جلس هنيئة يذكر ال وقام من غير أن يعقب فصببلى النوافببل أربببع‬
‫ركعات وعقب بعده وسجد سببجدتي الشببكر‪ ،‬فلمببا انتهببى النبباس إلببى النبقببة‬
‫رأوها وقد حملت حمل جنيا فتعجبوا وأكلوا منها‪ ،‬فوجدوه نبقا حلوا لعجم‬
‫له‪ ،‬فودعوه ومضى )‪ .(1‬أقول‪ :‬سيأتي هببذا الخبببر فببي نوافببل المغببرب نقل‬
‫عن الخرائج أيضا‪ ،‬وهو يومي إلى ما ذكرنا من التوسط لن قوله )من غير‬
‫أن يعقب( محمول على أنه لم يعقب كثيرا‪ ،‬لقوله قبببل ذلببك يببذكر البب‪ ،‬ومببا‬
‫سيأتي مصرح بببذلك‪ .‬وسببيأتي أيضببا فببي خبببر رجباء بببن أبببي الضببحاك أن‬
‫الرضا عليه السلم كان إذا سلم عن المغرب جلببس فببي مصببله يسبببح ال ب‬
‫ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء ال‪ ،‬ثم سببجد سببجدة الشبكر ثببم رفببع رأسببه‬
‫ولم يتكلم حتى يقوم فيصلي أربع ركعات‪ ،‬ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب‬
‫ما شاء ال‪ .‬وروى الشببيخ عببن أبببي العلء الخفبباف عببن جعفببر بببن محمببد‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬من صلى‬

‫> ‪ -‬لكنه بعد صلة المغرب حيث يدخل وقت العشبباء معجل لبببد وان يسببتعجل لداء‬
‫النافلة حيث يفوت وقتها بببذهاب الشببفق‪ .‬لكنببك قببد عرفببت فببي ج ‪ 82‬ص‬
‫‪ 293‬أن المحكم في روايات النافلة هو حديث زرارة فتكون نافلة المغببرب‬
‫ركعبتين‪ ،‬ويكبون البوقت واسبعا للتعقيبب والنافلبة معبا وانمبا يتعجبل مبن‬
‫يصلى نافلة المغرب أربع ركعات‪ ،‬خصوصا إذا أراد أن يخرج من المسجد‬
‫ويصليها في بيته دركا لفضل النوافل‪ ،‬كما كان يفعله رسول ال صلى ال ب‬
‫عليه وآله‪ (1) .‬ارشاد المفيد ص ‪.304‬‬

‫]‪[101‬‬

‫المغرب ثم عقب ولم يتكلم حتى يصلي ركعتين كتبتا له في عليين‪ ،‬فببان صببلى أربعببا‬
‫كتبت له حجة مبرورة‪ ،‬وهذا يدل على تقديم التعقيبب فبي الجملبة‪ .‬والعجبب‬
‫أن الشيخ ذكر هذا الخبر حجة للمفيد‪ ،‬وأما تقديم سببجدة الشببكر و تأخيرهببا‬
‫فسنفصل الكلم في بابه إنشاء ال‪ - 6 .‬الكببافي‪ :‬بسببنده عببن سببعد بببن زيببد‬
‫قال‪ :‬قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬إذا صليت المغرب فل تبسط رجلببك‪ ،‬ولببم‬
‫تكلم أحدا حتى تقول مائة مرة )بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ول حببول ول قببوة‬
‫إل بال العلي العظيم( مائة مرة في المغببرب‪ ،‬ومببائة مببرة فببي الغبداة‪ ،‬فمبن‬
‫قالها رفع ال عنببه مببائة نببوع مببن أنببواع البلء‪ ،‬أدنببى نببوع منهببا البببرص‬
‫والجذام والشيطان والسلطان )‪ - 7 .(1‬فلح السائل‪ :‬ومن تعقيببب فريضببة‬
‫المغرب ما يختص بها ماروي عن مولنا أمير المبؤمنين عليبه السبلم مبن‬
‫الدعاء عقيب الخمس المفروضات فمنها بعببد صببلة المغببرب‪) :‬اللهببم تقبببل‬
‫مني ماكان صالحا‪ ،‬وأصلح مني ما كان فاسدا‪ ،‬اللهم ل تسلطني على فسبباد‬
‫ما أصلحت مني‪ ،‬وأصلح لي ما أفسدته من نفسي‪ .‬اللهم إني أسببتغفرك مببن‬
‫كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك‪ ،‬ونالته يدي بفضل نعمتببك‪ ،‬وبسببطت إليببه‬
‫يدي بسعة رزقك‪ ،‬واحتجبت فيه عن الناس بسترك‪ ،‬واتكلت فيه على كريببم‬
‫عفوك‪ ،‬اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت إليببك منببه ونببدمت علببى فعلببه‪،‬‬
‫واستحييت منك وأنا عليه‪ ،‬ورهبتك وأنافيه‪ ،‬راجعته وعدت إليه‪ ،‬اللهم إني‬
‫أستغفرك من كل ذنب علمته أو جهلته ذكرته أو نسيته‪ ،‬أخطأته أو تعمدته‪،‬‬
‫هو مما لأشك أن نفسي مرتهنة به‪ ،‬وإن كنت أنسببيته وغفلببت عنببه‪ .‬اللهببم‬
‫إني أسببتغفرك مببن كبل ذنببب جنيتببه علببى بيببدي‪ ،‬وآثببرت فيببه شببهوتي ; أو‬
‫سعيت فيه لغيري‪ ،‬أو استغويت فيه من تا بعني‪ ،‬أو كابرت فيه من منعنببي‪،‬‬
‫أو قهرتببه بجهلببي‪ ،‬أو لطفببت فيببه بحيلببة غيببري‪ ،‬أو اسببتزلني إليببه ميلببي‬
‫وهواي اللهم إني أستغفرك من كل شئ أردت بببه وجهببك فخببالطني فيببه مببا‬
‫ليس لك‪ ،‬وشاركني‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.531‬‬

‫]‪[102‬‬

‫فيه ما لم يخلص لك‪ ،‬وأستغفرك بما عقدته على نفسي‪ ،‬ثم خالفه هواي‪ ،‬اللهبم صبل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأعتقني من النببار‪ ،‬وجببد علببي بفضببلك‪ .‬اللهببم إنببي‬
‫أسئلك بوجهك الكريم الباقي الدائم الذي أشرقت بنوره السببموات والرض‪،‬‬
‫وكشفت به ظلمات البر والبحر‪ ،‬ودبرت به امور الجببن والنببس‪ ،‬أن تصببلي‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تصلح شأني برحمتببك يببا أرحبم الراحميببن )‪.(1‬‬
‫بيان‪) :‬فخالطني فيه ما ليس لك( أي نية ل ترضاها‪ ،‬أول ترجع إليك كما إذا‬
‫كان الغببرض الجنببة أو الخلص مببن النببار‪ ،‬فانهمببا يرجعببان إليببه تعببالى أو‬
‫بدعة ل توافق أمببرك ورضباك وكبذا الفقببرة الببتي تليهبا‪ - 8 .‬فلح السبائل‪:‬‬
‫ومن تعقيب فريضة المغببرب أيضببا مببا يختببص بهببا ممببا روي عببن مولتنببا‬
‫فاطمة عليها السلم من الدعاء عقيب الخمس الصببلوات وهببو‪) :‬الحمببد لب‬
‫الذي ل يحصي مدحه القائلون‪ ،‬والحمد ل الذي ل يحصي نعماءه العادون‪،‬‬
‫والحمد ل الذي ليؤدي حقه المجتهدون‪ ،‬ول إلببه إل الب الول والخببر ول‬
‫إله إل ال الظاهر والباطن‪ ،‬ول إله إل ال المحيببي الميمببت‪ ،‬وال ب أكبببر ذو‬
‫الطببول‪ ،‬والب أكبببر ذو البقبباء الببدائم‪ ،‬والحمببد لب البذي ل يببدرك العبالمون‬
‫علمه‪ ،‬ول يستخف الجاهلون حلمه‪ ،‬ول يبلغ المادحون مببدحته‪ ،‬ول يصببف‬
‫الواصفون صفته‪ ،‬ول يحسن الخلق نعته‪ .‬والحمد ل ذي الملك والملكببوت‪،‬‬
‫والعظمة والجبروت‪ ،‬والعز والكبرياء والبهاء والجلل‪ ،‬والمهابة والجمال‪،‬‬
‫والعببزة والقببدرة‪ ،‬والحببول والقببوة‪ ،‬والمنببة و الغلبببة‪ ،‬والفضببل والطببول‪،‬‬
‫والعببدل والحببق‪ ،‬والخلببق والعلء‪ ،‬والرفعببة والمجببد‪ ،‬والفضببيلة والحكمببة‪،‬‬
‫والغناء والسعة‪ ،‬والبسط والقبض‪ ،‬والحلم والعلم‪ ،‬والحجة البالغة‪ ،‬والنعمة‬
‫السببابغة‪ ،‬والثنبباء الحسببن الجميببل‪ ،‬واللء الكريمببة‪ ،‬ملببك الببدنيا والخببرة‬
‫والجنة والنار‪ ،‬وما فيهن تبارك وتعالى‪ .‬الحمد ل الذي علم أسرار الغيوب‪،‬‬
‫واطلع على ما تجن القلوب‪ ،‬فليس عنه‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪.238 - 237‬‬

‫]‪[103‬‬

‫مذهب ول مهرب‪ ،‬والحمد ل المتكبر في سبلطانه‪ ،‬العزيبز فبي مكبانه‪ ،‬المتجببر فبي‬
‫ملكه القوي في بطشه‪ ،‬الرفيع فوق عرشه‪ ،‬المطلع على خلقه‪ ،‬والبالغ لمببا‬
‫أراد مببن علمببه الحمببد لب الببذي بكلمبباته قببامت السببموات الشببداد‪ ،‬وثبتببت‬
‫الرضببون المهبباد‪ ،‬وانتصبببت الجبببال الرواسببي الوتبباد‪ ،‬وجببرت الريبباح‬
‫اللواقح‪ ،‬وسار في جببو السببماء السببحاب‪ ،‬و وقفببت علببى حببدودها البحببار‪،‬‬
‫ووجلت القلوب من مخافته‪ ،‬وانقمعت الرباب لربوبيته تباركت يببا محصببي‬
‫قطببر المطببر‪ ،‬وورق الشببجر‪ ،‬ومحببي أجسبباد المببوتى للحشببر‪ .‬سبببحانك يببا‬
‫ذاالجلل والكرام‪ ،‬ما فعلت بببالغريب الفقيببر إذا أتبباك مسببجيرا مسببتغيثا مببا‬
‫فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرض لرضاك وغدا إليببك‪ ،‬فجثببا بيببن يببديك يشببكو‬
‫إليك مال يخفى عليك‪ ،‬فل يكببونن يببا رب حصببي مببن دعببائي الحرمببان‪ ،‬ول‬
‫نصيبي مما أرجو منك الخذلن‪ ،‬يامن لم يببزل ول يببزول كمببا لببم يببزل قائمببا‬
‫على كل نفس بما كسبت‪ ،‬يامن جعببل أيببام الببدنيا تببزول‪ ،‬وشببهورها تحببول‪،‬‬
‫وسنيها تدور‪ ،‬وأنت الدائم ل تبليبك الزمبان ول تغيبرك البدهور‪ ،‬يبامن كبل‬
‫يوم عنده جديد‪ ،‬وكل رزق عنده عتيد‪ ،‬للضعيف والقببوي والشببديد‪ ،‬قسببمت‬
‫الرزاق بين الخلئق فسويت بين الذرة والعصفور‪ .‬اللهببم إذا ضبباق المقببام‬
‫بالنبباس فنعببوذ بببك مببن ضببيق المقببام‪ ،‬اللهببم إذا طببال يببوم القيامببة علببى‬
‫المجرمين فقصر ذلك اليوم علينببا كمببا بيببن الصببلة إلببى الصببلة‪ ،‬اللهببم إذا‬
‫أدنيت الشمس من الجماجم‪ ،‬فكان بينها وبين الجماجم مقدار ميل‪ ،‬وزيد في‬
‫حرها حر عشر سنين‪ ،‬فانبا نسبألك أن تظلنبا بالغمبام‪ ،‬وتنصبب لنبا المنبابر‬
‫والكراسي نجلس عليها‪ ،‬والناس ينطلقببون فببي المقببام آميببن رب العببالمين‪.‬‬
‫اسئلك اللهم بحق هذه المحامببد إل غفببرت لببي وتجبباوزت عنببي‪ ،‬وألبسببتني‬
‫العافيببة فبي بببدني‪ ،‬ورزقتنبي السبلمة فببي دينبي‪ ،‬فباني أسبئلك وأنبا واثبق‬
‫باجابتك إياي في مسئلتي‪ ،‬وأدعوك وأنا عالم باسببتماعك دعببوتي‪ ،‬فاسببتمع‬
‫دعائي ول تقطع رجببائي ول تببرد ثنببائي ول تخيببب دعببائي أنببا محتبباج إلببى‬
‫رضوانك‪ ،‬وفقير إلى غفرانك‪ ،‬وأسئلك ول آيس من رحمتك‪ ،‬وأدعببوك وأنببا‬
‫غير محترز من سخطك‪ ،‬يا رب واستجب لي وامنن علببي بعفببوك‪ ،‬وتببوفني‬
‫مسلما وألحقني بالصالحين‪ ،‬رب ل تمنعني فضلك يا منان‪ ،‬ول تكلني‬
‫]‪[104‬‬

‫إلى نفسي مخذول يا حنان‪ .‬رب ارحم عند فراق الحبة صرعتي‪ ،‬وعند سكون القبر‬
‫وحدتي‪ ،‬وفي مفازة القيامة غربببتي‪ ،‬وبيببن يببديك موقوفببا للحسبباب فبباقتي‪،‬‬
‫رب أستجير بك من النار فأجرني رب أعوذ بك من النار فأعذني‪ ،‬رب أفزع‬
‫إليك من النار فأبعدني‪ ،‬رب أسترحمك مكروبا فارحمني‪ ،‬رب أسببتغفرك لمبا‬
‫جهلت فاغفر لي‪ ،‬رب قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك فل تؤيسني‪ ،‬يببا كريببم‬
‫ذا اللء والحسان والتجاوز‪ .‬سيدي يابر يا رحيم استجب بين المتضرعين‬
‫إليك دعوتي‪ ،‬وارحم من المنتحبين بالعويل عبرتي‪ ،‬واجعل فببي لقببائك يببوم‬
‫الخروج من الدنيا راحتي‪ ،‬واسببتربين المببوات يببا عظيببم الرجبباء عببورتي‪،‬‬
‫واعطف علي عند التحول وحيدا إلى حفرتي‪ ،‬إنببك أملببي و موضببع طلبببتي‪،‬‬
‫والعارف بما اريد في توجيه مسببئلتي‪ ،‬فبباقض يببا قاضببي الحاجببات حبباجتي‬
‫فاليك المشببتكى وأنببت المسببتعان والمرتجببى‪ ،‬أفببر إليببك هاربببا مببن الببذنوب‬
‫فاقبلني‪ ،‬و ألتجئ من عدلك إلى مغفرتك فأدركني‪ ،‬وألتاذ بعفوك من بطشببك‬
‫فامنعني‪ ،‬وأستروح رحمتك من عقابك فنجني‪ ،‬وأطلب القربة منك بالسببلم‬
‫فقربني‪ ،‬ومن الفزع الكبر فآمني‪ ،‬وفي ظببل عرشببك فظللنببي‪ ،‬وكفليببن مببن‬
‫رحمتببك فهببب لببي‪ ،‬ومببن الببدنيا سببالما فنجنببي‪ ،‬ومببن الظلمببات إلببى النببور‬
‫فببأخرجني‪ ،‬ويببوم القيامببة فبببيض وجهببي‪ ،‬وحسببابا يسببيرا فحاسبببني‪،‬‬
‫وبسرائري فل تفضحني‪ ،‬وعلى بلئك فصبرني‪ ،‬وكما صببرفت عببن يوسببف‬
‫السوء والفحشاء فاصرفه عني‪ ،‬ومال طاقة لبي بببه فل تحملنببي‪ ،‬وإلبى دار‬
‫السلم فاهدني وبالقرآن فانفعني‪ ،‬وبببالقول الثببابت فثبتنببي‪ ،‬ومببن الشببيطان‬
‫الرجيم فاحفظني‪ ،‬وبحولك وقوتك وجبروتببك فاعصببمني‪ ،‬وبحلمببك وعلمببك‬
‫وسعة رحمتك من جهنم فنجني‪ ،‬و جنتببك الفببردوس فأسببكني‪ ،‬والنظببر إلببى‬
‫وجهك فارزقني‪ ،‬وبنبيك محمد صلى ال عليه وآله فألحقني ومن الشياطين‬
‫وأوليائهم ومن شر كل ذي شر فاكفني‪ .‬اللهم وأعدائي ومن كببادني إن أتببوا‬
‫برا فجبن شجعهم‪ ،‬فض جموعهم‪ ،‬كلل سلحهم عرقب دوابهم‪ ،‬سلط عليهم‬
‫العواصببف والقواصببف أبببدا حببتى تصببليهم النببار‪ ،‬أنزلهببم مببن صياصببيهم‪،‬‬
‫وأمكنا من نواصيهم آمين رب العالمين‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪،‬‬

‫]‪[105‬‬

‫صلة يشهد الولون مع البرار‪ ،‬وسببيد المرسببلين‪ ،‬وخبباتم النبببيين‪ ،‬وقببائد الخيببر و‬
‫مفتبباح الرحمببة‪ .‬اللهبم رب البببيت الحببرام‪ ،‬والشببهر الحببرام‪ ،‬ورب المشببعر‬
‫الحرام‪ ،‬ورب الركببن والمقببام‪ ،‬ورب الحببل والحببرام‪ ،‬بلببغ روح محمببد منببا‬
‫التحية والسلم‪ ،‬سلم عليك يارسول ال‪ ،‬سببلم عليببك يببا أميببن البب‪ ،‬سببلم‬
‫عليك يا محمد بن عبد ال‪ ،‬السببلم عليببك ورحمببة الب وبركبباته‪ ،‬فهببو كمببا‬
‫وصفته ببالمؤمنين رؤف رحيبم‪ ،‬اللهبم أعطبه أفضبل مبا سبألك وأفضبل مبا‬
‫سئلت له‪ ،‬وأفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامة آمين يا رب العالمين )‬
‫‪ .(1‬بيان‪) :‬ول يسببتخف الجبباهلون حلمببه( أي ل يصببير جهلهببم سببببا لقلببة‬
‫حلمه وخفته ليغضب ويعاجل بالنقمة‪ ،‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬الحول الحببذق‪،‬‬
‫وجوده النظر‪ ،‬والقدرة على التصرف وجمع الحيلة‪ ،‬وقال جنه الليل وعليببه‬
‫جنا وأجنه ستره‪ ،‬وكل ماستر عنك فقد جن عنببك‪ ،‬قببوله عليببه السببلم )فببي‬
‫مكببانه( أي فببي درجتببه ومنزلتببه الرفيعببة‪ ،‬وكلمببة فببي فببي الكببثر تحتمببل‬
‫التعليلية )فوق عرشه( أي مسلطا عليه أو عرش العظمببة‪ ،‬والجلل )البببالغ‬
‫لما أراد( اللم زائدة كما في قوله تعالى )نزاعة للشوى( )‪ (2‬أو بمعنى إلببى‬
‫نحو )أوحى لها( )‪) (3‬من علمه( أي من معلوماته أو أراده بسبب علمه به‬
‫والول أظهر )بكلماته( أي تقديراته أو علومه أو إرادته المعبببر عنهببا بكببن‬
‫أو أسماؤه العظببام‪) .‬قببامت السببموات الشببداد( أي المحكمببات الببتي ل يببؤثر‬
‫فيهببا مببرور الببدهور )وثبتببت الرضببون المهبباد( المهبباد الفببراش والوحببدة‬
‫باعتبار كل واحدة منها أو الجميع بمنزلة فراش واحببد وإنمببا وحببد موافقببة‬
‫لقوله تعالى )ألببم نجعببل الرض مهببادا( )‪ (4‬وهنببا جمببع المهببد البذي يتهيببأ‬
‫للصبي كسهم وسهام‪ ،‬والرواسي الثوابت والوتاد لنهببا بمنزلببة الوتببد فببي‬
‫الرض تمنعهببا عببن الببتزلزل والتفتببت كمببا قببال تعببالى )وألقببى فببي الرض‬
‫رواسي‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .241 - 238‬المعارج‪ (3) .16 :‬الزلزال‪ (4) .5 :‬النبأ‪:‬‬
‫‪.6‬‬

‫]‪[106‬‬

‫أن تميد بكم( )‪ (1‬أي لئل تميد وتتحرك بكم وقال أمير المؤمنين عليه السببلم‪) :‬وتببد‬
‫بالصببخور ميببدان أرضببه( وقببد مببر الكلم فيببه فببي كتبباب السببماء والعببالم‪.‬‬
‫والرياح اللواقح إشارة إلى قوله سبحانه )وأرسلنا الرياح لواقح( ) ‪ (2‬يعني‬
‫ملقح جمع ملقحة أي تلحق الشجر والسحاب لنها تهيجه ويقال لواقح أي‬
‫حوامل لنها تحمل السحاب وتقله وتصرفه ثم تمر به فتذره يدل عليه قببوله‬
‫تعببالى‪) :‬حببتى إذا أقلببت سببحابا( )‪ (3‬أي حملببت‪ ،‬والضببمير )فببي حببدودها(‬
‫راجع إلى السماء‪ ،‬لنها ترى على آفاقها‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬قمعتببه وأقمعتببه‬
‫بمعنى أي قهرته وأذللته فانقمع‪) .‬يامن كببل يببوم عنببده جديببد( أي يسببتأنف‬
‫فيه ما يريد ول يبنيه على اليوم السابق كقوله )كل يوم هببو فببي شبأن( )‪(4‬‬
‫أو المعنى أنه ليس بزماني يرد عليه الزمببان و يخلقببه‪ ،‬بببل كببل يببوم عنببده‬
‫متجدد كأنه لم يكن قبله زمان بالنظر إليه‪ ،‬أو كل يوم مببن الزمببان السببالفة‬
‫والتيه حاضر عند علمه عببالم بمببا فيببه‪ ،‬وقببال الجببوهري‪ :‬العتيببد الحاضببر‬
‫المهيا‪) .‬فسويت بين الذرة والعصفور( أي بينهما وبين ما هو أكبر منهمببا‪،‬‬
‫ولم تغفل عنهما ولم تتركهما لصغرهما وحقارتهما‪ ،‬أو سببويت الببرزق بيببن‬
‫أفراد هذين الصنفين أيضا ولببم تببترك واحببدا منهمببا فكيببف بمببن هببو أعظببم‬
‫منهما )إذا ضاق المقام( أي في يببوم القيببام )للحاجببة إليببك( الظببرف متعلببق‬
‫بالحاجببة أو بببأبرزني أو بهمببا علببى التنببازع‪ ،‬والنحيببب و النتحبباب رفببع‬
‫الصوت بالبكاء كالعويل والعوال )واجعببل فببي لقببائك( أي لقبباء رحمتببك أو‬
‫مشبباهدة امببور الخببرة‪ ،‬والمشببتكى مصببدر‪ .‬وفببي القبباموس اللببوذ بالشببئ‬
‫الستتار والحتصان به كاللواذ مثلثه واللياذ‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬لقمان‪ (2) .10 :‬الحجر‪ (3) .22 :‬العراف‪ (4) .57 :‬الرحمن‪.29 :‬‬

‫]‪[107‬‬

‫الملوذة واللواذ المراوغببة )وأسببتروح رحمتببك( أي أطلببب الببروح منهببا أو أسببتنيم‬


‫وأسكن إليها واسكن خوفي بذكرها‪ ،‬فببي القبباموس‪ :‬اسببتروح وجببد الراحببة‬
‫كاستراح وتشمسم و إليه استنام )من عقابك( أي هاربا منه أو عنببد فزعببي‬
‫منه‪ ،‬و )كفلين( إشارة إلى قوله تعالى )يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وآمنوا‬
‫برسوله يؤتكم كفليببن مببن رحمتببه( )‪ (1‬والكفببل الحببظ والنصببيب والغببرض‬
‫مضاعفة الثواب‪ .‬وفسر السوء في قصة يوسف بالخيانة والفحشبباء بالزنببا‬
‫والتعميم هنا أنسب‪ ،‬والضببمير فببي قولهبا )فاصببرفه( راجببع إلببى كبل واحببد‬
‫منهما‪ ،‬والظهر فاصرفهما )ومالطاقة لي به( أي مببن الشببدائد والمصببائب‬
‫)وعلمك( أي بحالي وقلة حيلتي‪) .‬إن أتببوا ببرا( كبأنه سببقط منبه مببا يتعلبق‬
‫بالبحر‪ ،‬أو هو كنايبة عبن المجباهرة بالعبداوة والمببارزة‪ ،‬قبال فبي النهايبة‬
‫خرج فلن برا‪ :‬أي خرج إلى البر والصحراء‪ ،‬وأبر فلن علببى أصببحابه أي‬
‫علهم‪ ،‬والفض الكسر بالتفرقة‪ ،‬وعرقب الدابببة قطببع عرقوبهببا‪ ،‬وهببو فببي‬
‫رجببل الدابببة بمنزلببة الركبببة فببي يببدها والعواصببف الريبباح الشببديدة‪ ،‬و‬
‫القواصببف أيضببا الشببديدة الببتي لهببا صببوت وتكسببر مببا تمببر بببه‪ ،‬وقببال‬
‫الجوهري‪ :‬صليت الرجل نارا إذا أدخلته النار‪ ،‬وجعلته يصلها‪ ،‬فان ألقيتببه‬
‫فيها إلقاء كأنك تريد الحراق قلببت أصببليته ببباللف وصببليه تصببلية‪ ،‬وقببال‪:‬‬
‫الصياصي الحصون‪) .‬صلة يشهد الولون( أي رحمة تصير سببا لحضببور‬
‫النبيبباء والوصببياء المتقببدمين مببع البببرار مببن الئمببة الطبباهرين وسببيد‬
‫المرسلين صلى ال عليهم لنصرتهم والنتقام من أعدائهم في الرجعة‪ ،‬كمببا‬
‫شهدت بالخبار‪ ،‬ولعل فيه سببقطا أو تصببحيفا )ورب الحببل والحببرام( وفببي‬
‫بعض النسخ )الحرام( فيحتمل المصدرية والصفة‪ ،‬أي المحل والمحببرم‪ ،‬أو‬
‫خارج الحرم والحرم )وأفضل ما سئلت له( أي إلبى الن )مبا أنبت مسببئول(‬
‫أي بعد ذلك إلى يوم القيببام‪ - 9 .‬فلح السبائل‪ :‬ومبن تعقيببب صببلة المغبرب‬
‫أيضا ما يختص بها من رواية معاوية بن عمار عن الصببادق عليببه السببلم‬
‫في تعقيب الخمس الصلوات المفروضات وهو‪:‬‬

‫)‪ (1‬الحديد‪.28 :‬‬

‫]‪[108‬‬

‫اللهم صل على محمد البشير النذير‪ ،‬والسراج المنير‪ ،‬الطهر الطاهر الخيببر الفاضببل‬
‫خبباتم أنبيببائك‪ ،‬وسببيد أصببفيائك‪ ،‬وخببالص أخلئك‪ ،‬ذي الببوجه الجميببل‪،‬‬
‫والشرف الصببيل والمنبببر النبيببل‪ ،‬والمقببام المحمببود‪ ،‬والمنهببل المشببهود‪،‬‬
‫والحوض المورود‪ ،‬اللهم صببل علببى محمببد كمببا بلببغ رسببالتك وجاهببد فببي‬
‫سبيلك‪ ،‬ونصح لمته‪ ،‬وعبببدك حببتى أتبباه اليقيببن‪ ،‬وصببل علببى محمببد وآلببه‬
‫الطاهرين الخيار‪ ،‬والتقياء البببرار‪ ،‬الببذين انتجبتهببم لببدينك‪ ،‬واصببطفيتهم‬
‫من خلقك‪ ،‬وائتمنتهم على وحيك‪ ،‬وجعلتهم خزائن علمك‪ ،‬وتراجمببة كلمتببك‬
‫وأعلم نورك‪ ،‬وحفظة سببرك‪ ،‬وأذهبببت عنهببم الرجببس وطهرتهببم تطهيببرا‪.‬‬
‫اللهم انفعنا بحبهم‪ ،‬واحشرنا في زمرتهم‪ ،‬وتحببت لببوائهم‪ ،‬ول تفببرق بيننببا‬
‫وبينهم واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والخرة ومن المقربين‪ ،‬الببذين‬
‫لخوف عليهم ولهم يحزنون‪ ،‬الحمد ل الذي ذهب بالنهار بقببدرته‪ ،‬وجبباء‬
‫بالليل برحمته‪ ،‬خلقا جديدا‪ ،‬وجعله لباسا وسكنا‪ ،‬وجعل الليل والنهار آيتين‬
‫ليعلم بهما عدد السنين والحساب‪ .‬الحمد ل على إقبال الليل وإدبار النهببار‪،‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأصلح لي ديني الذي هو عصمة أمببري‪،‬‬
‫وأصلح لي دنياي التي فيها معيشتي‪ ،‬وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي‪،‬‬
‫واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لببي مببن كببل سببوء‪،‬‬
‫واكفنبي أمبر دنيباي وآخرتبي بمبا كفيبت ببه أوليباءك وخيرتبك مبن عببادك‬
‫الصالحين‪ ،‬واصببرف عنبي شبر همبا ووفقنببي لمبا يرضببيك عنبي يبا كريببم‪،‬‬
‫أمسيت والملك ل الواحد القهار‪ ،‬وما فببي الليببل والنهببار‪ .‬اللهببم إنببي وهببذا‬
‫الليل والنهار خلقان من خلقببك‪ ،‬فاعصببمني فيهمببا بقوتببك‪ ،‬ول ترهمببا منببى‬
‫جرءة على معاصيك‪ ،‬ول ركوبا مني لمحارمك‪ ،‬واجعل عملي فيهما مقبببول‬
‫وسعيي مشكورا‪ ،‬ويسر لي مببا أخبباف عسببره‪ ،‬وسببهل لببي مببا صببعب علببي‬
‫أمره‪ ،‬واقض لي فيه بالحسنى‪ ،‬وآمني مكببرك‪ ،‬ول تهتببك عنببي سببترك‪ ،‬ول‬
‫تنسني ذكببرك‪ ،‬ول تحببل بينببي وبيببن حولببك وقوتببك‪ ،‬ول تكلنببي إلبى نفسببي‬
‫طرفة عين أبدا‪ ،‬ول إلى أحد من خلقك يا كريم‪.‬‬

‫]‪[109‬‬
‫اللهم افتح مسامع قلبببي لببذكرك حببتى أعببي وحيببك‪ ،‬وأتبببع كتابببك‪ ،‬واصببدق رسببلك‪،‬‬
‫واومن بوعببدك‪ ،‬وأخبباف وعيببدك‪ ،‬واوفببي بعهببدك‪ ،‬وأتبببع أمببرك‪ ،‬وأجتنببب‬
‫نهيك‪ ،‬اللهبم صبلى علبى محمببد وآل محمبد‪ ،‬ول تصبرف عنببي وجهبك‪ ،‬ول‬
‫تمنعنببي فضببلك‪ ،‬ول تحرمنببي عفببوك‪ ،‬واجعلنببي اوالببي أوليبباءك‪ ،‬واعببادي‬
‫أعداءك وارزقني الرهبة منك والرغبة إليك‪ ،‬والخشوع والوقببار‪ ،‬والتسببليم‬
‫لمرك‪ ،‬والتصديق بكتابك‪ ،‬واتباع سنة نبيك‪ .‬اللهم إني أعوذ ببك مببن نفبس‬
‫ل تقنع‪ ،‬وبطن ل يشبع‪ ،‬وعين ل تببدمع‪ ،‬وقلببب ل يخشببع‪ ،‬وصببلة لترفببع‪،‬‬
‫وعمببل ل ينفببع‪ ،‬ودعبباء ل يسببمع‪ ،‬وأعببوذ بببك مببن سببوء القضبباء ودرك‬
‫الشقاء‪ ،‬وشماتة العداء‪ ،‬وجهد البلء‪ ،‬ومببن عمببل ل ترضببى‪ ،‬وأعببوذ بببك‬
‫من الكفر والفقر والقهر والغدر‪ ،‬ومببن ضببيق الصببدر‪ ،‬ومببن شببتات المببر‪،‬‬
‫ومن الداء العضببال‪ ،‬وغلبببة الرجببال‪ ،‬وخيبببة المنقلبب‪ ،‬وسببوء المنظببر فببي‬
‫النفس والدين والهل والمال والولد وعند معاينة الموت‪ ،‬وأعببوذ بببال مببن‬
‫إنسان سوء‪ ،‬وجار سوء‪ ،‬وقرين سوء‪ ،‬ويوم سبوء‪ ،‬وسباعة سببوء‪ ،‬ومببن‬
‫شر ما يلج في الرض وما يخرج منها‪ ،‬ومن شر ما ينزل من السببماء ومببا‬
‫يعرج فيها‪ ،‬ومن شر طوارق الليل والنهببار‪ ،‬إل طارقببا يطببرق بخيببر‪ ،‬ومببن‬
‫شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها‪ ،‬إن ربي على صببراط مسببتقيم‪ ،‬فسببيكفيكهم‬
‫الب وهببو السببميع العليببم‪ ،‬الحمببد لب الببذي قضببى عنببي صببلة كببانت علببى‬
‫المؤمنين كتابببا موقوتببا )‪ .(1‬مصببباح الشببيخ )‪ (2‬ومصببباح الكفعمببي )‪:(3‬‬
‫عن معوية بن عمبار مثلبه )‪ .(4‬ايضباح‪ :‬قبال الجبوهري‪ :‬المنهببل المببورد‪،‬‬
‫وهو عين ماء ترده البل في المراعببي وتسببمى المنببازل الببتي فببي المفبباوز‬
‫على طرق السفار مناهل‪ ،‬لن فيها ماء انتهى‪ ،‬ولبو كبان المبراد )الكبوثر((‬
‫فعطف الحوض عليه تفسيري‪ ،‬واليقين الموت المتيقن‪ ،‬والتراجمة‬

‫)‪ (1‬فلح السببائل ص ‪ (2) .243 - 241‬مصببباح الشببيخ ص ‪ (3) .73‬مصببباح‬


‫الكفعمي ص ‪ (4) .41 - 39‬وتراه في البلد المين ص ‪.29‬‬

‫]‪[110‬‬

‫بكسر الجيم جمع ترجمان وهو المفسببر للسببان )وجعلببه لباسببا( أي سببترا يسببتر بببه‬
‫)وسكنا( أي يسكن فيه النبباس سببكون الراحببة )آيببتين( أي علمببتين تببدلن‬
‫على القادر الحكيم بتعاقبهما على نسق واحد‪ ،‬أو ذوي آيتين وهما الشببمس‬
‫والقمر )لنعلببم بهمببا( أي باختلفهمببا أو بحركاتهمببا )والحسبباب( أي جنببس‬
‫الحساب‪) .‬وهو عصمة أمري( بكسر العيببن وإسببكان الصبباد المهملببتين أي‬
‫وقاية حالي وحافظي من العقاب والعذاب في الدنيا والخرة )فيها معيشتي(‬
‫أي حياتي أو مكسبببي‪ ،‬أو مبا أتعيببش ببه مببن المطعبم والمشببرب وغيرهمببا‬
‫)زيادة لي( أي موجبة لزديادي من كل نوع من أنببواع الخيببرات‪) .‬خلقببان(‬
‫أي مخلوقان‪ ،‬قال الشيخ البهائي ‪ -‬ره ‪ :-‬لما كان الليل والنهار عبببارة عببن‬
‫مقدار دورة الشمس صحت تثنية خبر إن ويمكن أن يجعل الخبر عن اسمها‬
‫محذوفا‪ ،‬فيكون من عطف الجملة على الجملبة‪ ،‬والتقبدير إنببي خلقبك وهببذا‬
‫الليل والنهار خلقان‪) .‬ول ترهما جزءة منببي( أي ل تجعلهمببا بحيببث يريببان‬
‫مني جرءة على الذنوب لو كببان لهمببا حببس‪ ،‬أو السببناد مجببازي‪ ،‬والمببراد‬
‫رؤية الملئكة الموكلين بالخلئق فيهمببا‪ ،‬والغببرض التوفيببق لببترك الببذنوب‬
‫)وآمني مكرك( أي عذابك بغتببة )حببتى أعببي وحيببك( أي أفهمببه أو أحفظببه‪.‬‬
‫)واوفي بعدك( أي بما عاهدتك عليه من العمل بأوامرك‪ ،‬والببترك لمعاصببيك‬
‫فيكون ما بعده عطف تفسير‪ ،‬ويمكن أن يخص بالعقائد وما عببده بالعمبال‬
‫)من درك الشقاء( قال في النهاية في تفسيره الدرك‪ :‬اللحاق والوصول إلى‬
‫الشببئ وأدركتببه إدراكببا ودركببا انتهببى‪ ،‬والشببقاء ضببد السببعادة‪ ،‬والشببدة‬
‫والمشقة وكل منهمبا يناسبب المقبام وقبال الشبيخ البهبائي قبدس سبره فبي‬
‫شرح هذا الكلم‪ :‬الدرك بالتحريك يطلق على المكان وطبقاته دركات ويقببال‬
‫النار دركات والجنة درجات‪ ،‬ويطلق أيضا على أقصى قعر الشئ انتهببى ول‬
‫يخفى عدم مناسبته ولم يتعرض للمعنى المتقببدم مببع اتفبباق شببراح الحببديث‬
‫عليه‬

‫]‪[111‬‬

‫وهذا منه غريب )‪ .(1‬وقال ‪ -‬ره ‪ :-‬الجهد بفتح أوله وقد يضم المشقة‪ ،‬وجهد البلء‬
‫هي الحالة التي يتمنى النسان معهببا المببوت‪ ،‬وقيببل‪ :‬هببي كببثرة العيببال مببع‬
‫الفقر انتهى‪ ،‬وفببي النهايببة ومببن المفتببوح )أعببوذ بببك مببن جهببد البلء( أي‬
‫الحالة الشاقة انتهى وفي بعببض الروايببات جهببد البلء هببو أن يقببدم الرجببل‬
‫فيضرب عنقه صبرا والسير مادام في وثاق العدو‪ ،‬و الرجل يجد على بطن‬
‫امرأته رجل وفببي بعضببها ذهبباب الببدين وسببيأتي فببي أبببواب الببدعاء ولعببل‬
‫التعميم أولى ليشمل الجميببع‪ .‬والببوقر بالفتببح ثقببل السببمع‪ ،‬ويمكببن أن يقببرأ‬
‫بالكسر وهو الحمل الثقيل‪ ،‬وفي النهاية )الداء العضال( هببو المببرض الببذي‬
‫يعجز الطباء فلدواء لببه‪ ،‬وغلبببة الرجببال أي تسببلطهم واسببتيلؤهم هرجببا‬
‫ومرجببا أو غلبببة السببلطين والجبببارين‪ ،‬وقببال النببووي فببي شببرح صببحيح‬
‫مسلم‪ :‬غلبة الرجال كأنه يريد به هيجان النفس مببن شببدة الشبببق وإضببافته‬
‫إلى المفعول أي يغلبهم ذلك‪ ،‬وقال الطيبي في شرح المشكوة‪ :‬إما أن تكببون‬
‫إضافته إلى الفاعل أي قهر الديان إياه‪ ،‬وغلبتهم عليه بالتقاضي وليببس لببه‬
‫ما يقضي دينه‪ ،‬أو إلى المفعول‪ ،‬بأن ل يكون أحد يعاونه على قضاء ديببونه‬
‫من رجاله وأصحابه انتهى‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد به المفعولية بالبنببة والول أظهببر‪.‬‬
‫والخيبببة الحرمببان‪ ،‬والمنقلببب مصببدر ميمببي بمعنببى النقلب‪ ،‬والمببراد بببه‬
‫الرجوع إليه سبحانه عند الموت وفي القيامة‪ ،‬ويمكن التعميم بحيث يشببمل‬
‫النقلب من السفار وغيرها أيضا‪ ،‬قال في النهاية في حديث دعاء السفر‪:‬‬
‫)أعوذ بك من كآببة المنقلبب( أي النقلب مبن السبفر والعبود إلبى البوطن‪،‬‬
‫يعني أنه يعببود إلببى بيتببه فيببرى فيببه مببا يحزنببه‪ ،‬والنقلب الرجببوع مطلقبا‬
‫انتهى‪ ،‬والول هنا أنسب )وسوء المنظر( أي أعببوذ بببك أن أنظببر إلبى شببئ‬
‫يسوءني من المذكورات‪ ،‬والسوء بالفتح مصدر ساء أي فعببل بببه مببا يكببره‬
‫وبالضم اسم للحاصل بالمصدر ويقال إنسان سوء بالضببافة وفتببح السببين‪،‬‬
‫وكذلك جار‬

‫)‪ (1‬وقد مرت الشارة إلى ذلك تحت الرقببم ‪ 5‬فببي ببباب مببا يختببص بتعقيببب فريضببة‬
‫الظهر ص ‪.73‬‬

‫]‪[112‬‬

‫سوء‪ ،‬وقرين سوء‪ ،‬وأمثال ذلك‪ - 10 .‬كتاب الصببفين‪ :‬لنصببر بببن مزاحببم قببال‪ :‬لمببا‬
‫خرج علي عليه السلم إلى صفين نزل على شاطئ البرس وصببلى المغببرب‬
‫فلما انصرف قال‪ :‬الحمد ل الذي يولج الليل في النهار‪ ،‬ويولببج النهببار فببي‬
‫الليل‪ ،‬الحمد ل كل ماوقب ليل وغسبق‪ ،‬والحمبد لب كلمبا لح نجبم وخفببق‪.‬‬
‫‪ - 11‬البلد المين‪ :‬عن الصادق عليه السببلم قببال‪ :‬مببن بسببمل وحولببق فببي‬
‫دبر كل صلة من الفجر والمغرب سبعا‪ ،‬دفع الب تعبالى عنببه سبببعين نوعببا‬
‫مببن أنببواع البلء أهونهببا الريببح والبببرص والجنببون‪ ،‬ويكتببب فببي ديببوان‬
‫السعداء وإن كان شقيا )‪ - 12 .(1‬الكافي‪ :‬بسندين عن أبي عبد ال ب عليببه‬
‫السلم مثله‪ ،‬وبسند آخببر عببن الحسببن بببن الجهببم‪ ،‬عببن أبببي الحسببن عليببه‬
‫السلم مثله إل أنه قال يقولها ثلث مببرات حيببن يصبببح وثلث مببرات حيببن‬
‫يمسي‪ ،‬لم يخف شيطانا ول سلطانا ول برصببا ول جببذاما‪ .‬قببال أبببو الحسببن‬
‫عليه السلم‪ :‬وأنا أقولها مائة مببرة )‪ .(2‬ومنببه‪ :‬باسببناده عببن الصببباح بببن‬
‫سيابة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مببن قببال إذا صببلى المغببرب ثلث‬
‫مرات )الحمد ل الذي يفعل ما يشاء ول يفعل ما يشاء غيببره( اعطببي خيببرا‬
‫كثيرا )‪ .(3‬أقول‪ :‬سيأتي بعض مببا يناسببب الببباب فببي ببباب تعقيببب الصبببح‪،‬‬
‫وباب أدعية الصباج والمساء‪.‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ 28‬في الهامش‪ (2) .‬الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .531‬الكببافي ج ‪3‬‬
‫ص ‪.545‬‬

‫]‪[113‬‬

‫‪) - 42‬باب( * )تعقيب صلة العشاء( * ‪ - 1‬فلح السائل‪ :‬مببن المهمببات بعببد صببلة‬
‫العشاء الخرة‪ ،‬الدعاء المختص بهذة الفريضة من أدعية مولنببا علببي بببن‬
‫أبي طالب صلوات ال عليه‪ ،‬عقيب الخمس المفروضات وهو‪) :‬اللهببم صببل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬واحرسني بعينك التي ل تنام‪ ،‬واكنفنببي بركنببك الببتي‬
‫ل يرام‪ ،‬واغفر لي بقدرتك علي يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬اللهبم إنبي أعبوذ ببك‬
‫من طوارق الليل والنهار‪ ،‬ومن جور كل جائر‪ ،‬وحسد كل حاسد‪ ،‬ويغبي كبل‬
‫باغ‪ ،‬اللهم احفظني في نفسي وأهلي ومالي وجميع ما خببولتني مببن نعمببك‪،‬‬
‫اللهم تولني فيما عندك مما غبت عنه‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي فيمببا حضببرته‪،‬‬
‫يببامن ل تضببره الببذنوب‪ ،‬ول تنقصببه المغفببرة‪ ،‬اغفببر لببي مببا ل يضببرك‪،‬‬
‫وأعطني مببال ينقصببك‪ ،‬إنببك أنببت الوهبباب‪ .‬اللهببم إنببي أسببألك فرجببا قريبببا‪،‬‬
‫وصبرا جميل‪ ،‬ورزقا واسعا‪ ،‬والعفو والعافية في الدنيا والخرة‪ ،‬اللهم صل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬الحيبباء‬
‫منهم والمببوات‪ ،‬اللهببم اجعلنببي ممببن يكببثر ذكببرك‪ ،‬ويتببابع شببكرك‪ ،‬ويلببزم‬
‫عبادتك‪ ،‬ويؤدي أمانتك‪ ،‬اللهم طهر لساني من الكببذب‪ ،‬وقلبببي مببن النفبباق‪،‬‬
‫وعلمي من الرياء‪ ،‬وبصري من الخيانة‪ ،‬إنك أنت تعلببم خائنببة العيببن ومببا‬
‫تخفى الصببدور‪ .‬اللهببم رب السببموات السبببع‪ ،‬ومببا أظلببت‪ ،‬ورب الرضببيين‬
‫السبع‪ ،‬وما أقلت ورب الرياح وما ذرت‪ ،‬ورب كل شئ وإله كل شببئ وآخببر‬
‫كببل شببئ‪ ،‬رب جبرئيببل وميكائيببل وإسببرافيل‪ ،‬وإلببه إبراهيببم وإسببماعيل‬
‫وإسببحاق ويعقببوب‪ ،‬أسببئلك أن تصببلي علببى محمببد وعلببى آل محمببد‪ ،‬وأن‬
‫تتولني برحمتك‪ ،‬وتشملني بعافيتبك‪ ،‬وتسبعدني بمغفرتبك‪ ،‬ول تسبلط علبي‬
‫أحدا من خلقك‪.‬‬

‫]‪[114‬‬

‫اللهم إليك فقر بني‪ ،‬وعلى حسن الخلق فقومني‪ ،‬ومببن شبر شبياطين الجبن والنبس‬
‫فسلمني‪ ،‬وفببي آنبباء الليببل والنهببار فاحرسببني‪ ،‬وفببي أهلببي ومببالي وولببدي‬
‫وإخواني وجميع ما أنعمت به علي فاحفظني‪ ،‬واغفر لببي ولوالببدي ولسببائر‬
‫المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬يا ولى الباقيات الصالحات‪ ،‬إنك على كببل شببئ قببدير‪،‬‬
‫ونعم المولى ونعبم النصبير‪ ،‬برحمتبك يبا أرحبم الراحميبن‪ ،‬والحمبد لب رب‬
‫العالمين‪ ،‬وصلواته على سيدنا محمد النبي صببلى الب عليببه وآلببه وعببترته‬
‫الطاهرين )‪ .(1‬توضيح‪) :‬بعينك التي ل تنام( أي بعلمببك الببذي ل يغفببل عببن‬
‫شئ )واكنفني( في النهاية الكنف بالتحريك الجانب والناحية‪ ،‬وكنفت الرجل‬
‫قمت بأمره وجعلته فبي كنبف‪ ،‬والركبن معتمبد البنباء بعبد السباس‪ ،‬وركنبا‬
‫الجبل جانباه‪ ،‬وفي القاموس الركن بالضم الجببانب القببوى‪ ،‬ومببا يقببوى بببه‬
‫من ملك وجند وغيببره‪ ،‬والعببز والمنعببة انتهببى‪ ،‬وفببي التنزيببل )أو آوي إلببى‬
‫ركن شديد( )‪ (2‬وقال تعالى‪) :‬فتولى بركنه( )‪) (3‬ل يرام( أي ل يمكن لحد‬
‫أن يقصده أو يقصد من لجأ إليه بسوء‪ ،‬والطوارق البليببا النازلببة )تببولني(‬
‫أي كن وليي والمتكفل باموري فيما غبت عنه من امور الخرة و الببدرجات‬
‫العالية‪ ،‬أو العم منها ومما لم يأتني بعد من امور الدنيا )فيما حضرته( من‬
‫امور دنياي‪ ،‬والخائنة مصدر مثل الخيانة وخيانة العين كل ما يحرم عليها‬
‫كالهمز واللمز والشارة بها‪ ،‬وقال البيضاوي في قوله تعالى‪) :‬يعلببم خائنببة‬
‫العين( )‪ (4‬النظرة الخائنة كببالنظرة الثانيببة إلببى غيببر المحببرم‪ ،‬واسببتراق‬
‫النظببر‪ ،‬أو خيانببة العيببن )ومببا تخفببي الصببدور( مببن الضببماير والنيببات‬
‫والخلق والعقائد )وما أقلت( أي حملت‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬أقول الجرة أطبباق‬
‫حملها )وما ذرت( أي طيرته وأذهبته )وتشملني بعافيتك( أي تجعل عافيتك‬
‫شاملة لجميع بدني وكل أحوالي‪.‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .250 - 249‬هود‪ (3) .80 :‬الذاريات‪ (4) .29 :‬غافر‪:‬‬
‫‪،19‬‬

‫]‪[115‬‬

‫‪ - 2‬فلح السائل‪ :‬ومن المهمات أيضا بعببد صببلة العشبباء الخببرة الببدعاء المختببص‬
‫بهذه الفريضة من أدعية مولتنا فاطمة صلوات ال عليها‪ ،‬عقيببب الخمببس‬
‫المفروضات‪ ،‬وهو‪) :‬سبحان من تواضع كل شببئ لعظمتببه‪ ،‬سبببحان مببن ذل‬
‫كل شئ لعزته‪ ،‬سبحان من خضع كل شئ بأمره وملكه‪ ،‬سبحان من انقببادت‬
‫له المور بأزمتها‪ ،‬الحمد ل الببذي ل ينسببى مببن ذكببره‪ ،‬الحمببد لب الببذي ل‬
‫يخيب من دعاه‪ ،‬الحمببد لب الببذي مببن توكببل عليببه كفبباه‪ ،‬الحمببد لب سببامك‬
‫السماء‪ ،‬وساطح الرض‪ ،‬وحاصر البحار‪ ،‬وناضد الجببال‪ ،‬الجببال‪ ،‬وبببارئ‬
‫الحيوان‪ ،‬وخببالق الشببجر‪ ،‬وفاتببح ينببابيع الرض‪ ،‬ومببدبر المببور‪ ،‬ومسببير‬
‫السحاب‪ ،‬ومجري الريح والماء والنار مببن أغببوار الرض متسببارعات فببي‬
‫الهببواء‪ ،‬ومهبببط الحببر والبببرد‪ ،‬الببذي بنعمتببه تتببم الصببالحات‪ ،‬وبشببكره‬
‫تستوجب الزيادات وبببأمره قببامت السببموات‪ ،‬وبعزتببه اسببتقرت الراسببيات‪،‬‬
‫وسبببحت الوحببوش فببي الفلببوات‪ ،‬والطيببر فببي الوكنببات‪ .‬الحمببد ل ب رفيببع‬
‫الدرجات‪ ،‬منزل اليات‪ ،‬واسببع البركببات‪ ،‬سبباتر العببورات‪ ،‬قابببل الحسببنات‪،‬‬
‫مقيببل العببثرات‪ ،‬منفببس الكربببات‪ ،‬منببزل البركبات‪ ،‬مجيببب الببدعوات محيببي‬
‫الموات‪ ،‬إله مبن فببي الرض والسبموات‪ ،‬الحمبد لب علبى كبل حمبد وذكببر‬
‫وشكر وصبر وصلة وزكاة وقيام وعبادة وسببعادة وبركببة وزيببادة ورحمببة‬
‫ونعمة وكرامة وفريضة وسببراء وضببراء‪ ،‬وشببدة ورخبباء‪ ،‬ومصببيبة وبلء‬
‫وعسر ويسر‪ ،‬وغنا وفقببر‪ ،‬وعلببى كببل حببال‪ ،‬وفببي كببل أوان وزمببان‪ ،‬وكببل‬
‫مثوى ومنقلب‪ ،‬ومقام‪ .‬اللهم إني عائذ بك فأعذني‪ ،‬ومستجير بببك فببأجرني‪،‬‬
‫ومستعين بك فأعني‪ ،‬و مستغيث بك فأغثني‪ ،‬وداعيك فبأجبني‪ ،‬ومسبتغفرك‬
‫فاغفر لي‪ ،‬ومستنصرك فانصرني‪ ،‬ومستهديك فاهدني‪ ،‬ومستكفيك فاكفني‪،‬‬
‫ومملتجا إليك فآوني‪ ،‬ومستمسك بحبلك فاعصمني‪ ،‬ومتوكل عليك فبباكفني‪،‬‬
‫واجعلنببي فببي عيبباذك وجببوارك وحببرزك و كهفببك وحياطتببك وحراسببتك‬
‫وكلءتك وحرمتك وأمنببك وتحببت ظلببك‪ ،‬وتحببت جناحببك واجعببل علببي جنببة‬
‫واقية منك‪ ،‬واجعل حفظك وحياطتك وحراستك‪ ،‬وكلءتك من‬

‫]‪[116‬‬

‫ورائي وأمامي‪ ،‬وعن يميني وعن شمالي‪ ،‬ومن فوقي ومن تحتي وحببوالي‪ ،‬حببتى ل‬
‫يصل أحببد مببن المخببولقين إلبى مكروهببي وأذاي‪ ،‬بحببق ل إلببه إل أنببت أنببت‬
‫المنببان بببديع السببموات والرض‪ ،‬ذو الجلل والكببرام‪ .‬اللهببم اكفنببي حسببد‬
‫الحاسببدين‪ ،‬وبغببي الببباغين‪ ،‬وكيببد الكببائدين‪ ،‬ومكببر المبباكرين‪ ،‬وحيلببة‬
‫المحتالين‪ ،‬وغيلة المغتببالين‪ ،‬وظلببم الظببالمين‪ ،‬وجببور الجببائرين‪ ،‬واعتببداء‬
‫المعتبدين‪ ،‬وسببخط المسببخطين‪ ،‬وتشبحب المتشببحبين‪ ،‬وصبولة الصببائلين‪،‬‬
‫واقتسبببار المقتسبببرين‪ ،‬وغشبببم الغاشبببمين‪ ،‬وخببببط الخبببابطين‪ ،‬وسبببعاية‬
‫الساعين‪ ،‬ونميمببة النبامين وسببحر السبحرة‪ ،‬والمببردة والشببياطين‪ ،‬وجببور‬
‫السلطين‪ ،‬ومكروه العببالمين‪ .‬اللهببم إنببي أسببئلك باسببمك المخببزون الطيببب‬
‫الطاهر الذي قامت به السموات والرض‪ ،‬وأشرقت لبه الظلبم‪ ،‬وسببحت لبه‬
‫الملئكه‪ ،‬ووجلت عنه القلوب‪ ،‬وخضعت له الرقبباب‪ ،‬وأحييببت بببه المببوتى‪،‬‬
‫أن تغفر لي كل ذنب أذنبته‪ ،‬في ظلم الليل وضوء النهار‪ ،‬عمدا أو خطأ سرا‬
‫أو علنيه‪ ،‬وأن تهب لي يقينا وهديا ونورا وعلما وفهما حببتى اقيببم كتابببك‪،‬‬
‫واحل حللك‪ ،‬واحرم حرامك‪ ،‬واؤدي فرائضك‪ ،‬واقيم سنة نبيك محمد صلى‬
‫ال عليه وآله‪ .‬اللهم ألحقني بصببالح مببن مضببى‪ ،‬واجعلنببي مببن صببالح مببن‬
‫بقى‪ ،‬واختم لببي عملببي بأحسببنه إنببك غفببور رحيببم‪ .‬اللهببم إذا فنببي عمببري‪،‬‬
‫وتصرمت أيام حياتي‪ ،‬وكان لبدلي من لقائك‪ ،‬فأسئلك يببا لطيببف أن تببوجب‬
‫لي مببن الجنببة منببزل يغبطنببي بببه الولببون والخببرون‪ ،‬اللهبم اقبببل مببدحتي‬
‫والتهافي‪ ،‬وارحم ضراعتي وهتافي‪ ،‬وإقراري على نفسببي واعببترافي‪ ،‬فقببد‬
‫أسببمعتك صببوتي فببي الببداعين‪ ،‬وخشببوعي فببي الضببارعين‪ ،‬ومببدحتي فببي‬
‫القببائلين‪ ،‬وتسبببيحي فببي المببادحين‪ ،‬وأنببت مجيببب المضببطرين‪ ،‬ومغيببث‬
‫المسببتغيثين‪ ،‬وغيبباث الملهببوفين‪ ،‬وحببرز الهبباربين‪ ،‬وصببريخ المببؤمنين‪،‬‬
‫ومقيل المذنبين وصلى ال علبى البشببير النببذير‪ ،‬و السببراج المنيببر‪ ،‬وعلبى‬
‫الملئكببة والنبببيين‪ .‬اللهببم داحببي المببدحوات‪ ،‬وبببارئ المسببموكات‪ ،‬وجبببال‬
‫القلوب على فطرتها شقيها‬

‫]‪[117‬‬

‫وسعيدها‪ ،‬اجعل شرائف صلواتك‪ ،‬ونوامي بركاتك‪ ،‬وكرائم تحياتك على محمد عبدك‬
‫ورسولك وأمينك على وحيك‪ ،‬القائم بحجتك‪ ،‬والذاب عن حرمك‪ ،‬والصببادع‬
‫بببأمرك والمشببيد لياتببك‪ ،‬والمببوفي لنببذرك‪ ،‬اللهببم فببأعطه بكببل فضببيلة مببن‬
‫فضائله‪ ،‬ونقيبة من مناقبه‪ ،‬وحال من أحواله‪ ،‬ومنزلببة مببن منببازله‪ ،‬رأيببت‬
‫محمدا لك فيها ناصرا‪ ،‬وعلبى مكبروه بلئك صبابرا‪ ،‬ولمبن عباداك معاديبا‪،‬‬
‫ولمن والك مواليا‪ ،‬وعن ما كرهت نائيا‪ ،‬وإلى ما أحببت داعيا‪ ،‬فضائل من‬
‫جببزائك‪ ،‬وخصببائص مببن عطببائك وحبببائك‪ ،‬تسببني بهببا أمببره‪ ،‬وتعلببي بهببا‬
‫درجته‪ ،‬مع القوام بقسطك‪ ،‬والببذابين عببن حرمببك‪ ،‬حببتى ل يبقببى سببناء ول‬
‫بهاء ولرحمببة ولكرامببة إل خصصببت محمببدا بببذلك‪ ،‬وآتيتببه منببك الببذرى‪،‬‬
‫وبلغتببه المقامببات العلببى‪ ،‬آميببن رب العببالمين‪ .‬اللهببم إنببي أسببتودعك دينببي‬
‫ونفسي وجميع نعمتك علي‪ ،‬فاجعگني في كنفك وحفظك وعزك ومنعك‪ ،‬عز‬
‫جارك‪ ،‬وجببل ثنباؤك‪ ،‬وتقدسبت أسبماؤك‪ ،‬ول إلببه غيبرك‪ ،‬حسبببي أنبت فببي‬
‫السراء والضراء‪ ،‬والشدة والرخاء‪ ،‬ونعم الوكيل‪ ،‬ربنا عليك توكلنببا وإليببك‬
‫أنبنا وإليك المصير‪ ،‬ربنا ل تجعلنا فتنة للذين كفببروا‪ ،‬واغفببر لنببا ربنببا إنببك‬
‫أنت العزيز الحكيم‪ ،‬ربنا اصرف عنبا عبذاب جهنببم إن عبذابها كبان غرامبا‪،‬‬
‫إنها ساءت مستقرا ومقاما‪ ،‬ربنا افتح بيننا وبين قومنببا بببالحق وأنببت خيببر‬
‫الفاتحين‪ .‬ربنبا إننبا آمنبا فباغفر لنبا ذنوبنبا وكفبر عنبا سبيئاتنا وتوفنبا مبع‬
‫البببرار‪ ،‬ربنببا وآتنببا مببا وعببدتنا علببى رسببلك‪ ،‬ول تخزنببا يببوم القيامببة إنببك‬
‫لتخلف الميعاد‪ ،‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسببينا أو أخطأنببا ربنببا ول تحمببل علينببا‬
‫إصرا كما حملته على الذين من قبلنا‪ ،‬ربنببا ول تحملنببا مببا ل طاقببة لنببا بببه‪،‬‬
‫واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولنببا فانصببرنا علببى القببوم الكببافرين‪،‬‬
‫ربنا آتنا في الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخببرة حسببنة‪ ،‬وقنببا برحمتببك عببذاب النببار‬
‫وصلى ال على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما )‪ .(1‬بيببان‪:‬‬
‫)وحاصر البحار( أي أحاط بها ومنعها عن الجريان‪ ،‬يقال‪ :‬نضد المتاع‪ ،‬أي‬
‫وضببع بعضببه علببى بعببض‪ ،‬والفلببوات جمببع الفلة وهببي المفببازة‪ ،‬وقببال‬
‫الجوهري‪:‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪.254 - 251‬‬

‫]‪[118‬‬

‫الوكن بالفتح‪ :‬عش الطائر في جبل أو جدار‪ ،‬الصمعي الوكن مأوى الطائر في غيببر‬
‫عش والوكر بالراء ما كببان فببي عببش‪ ،‬أبببو عمببرو‪ :‬الوكنببة والكنببة باضببم‬
‫مواقع الطير حيث ما وقعت‪ ،‬والجمع وكنات ووكنات وكنات ووكببن انتهببى‪.‬‬
‫والحياطببة والكلءة بكسببرهما الحفببظ والحراسببة‪ .‬وقببال الجببوهري‪ :‬الغيلببة‬
‫بالكسر الغتيال يقال‪ :‬قتله غيلة‪ ،‬وهبو أن يخبدعه فيبذهب ببه إلبى موضبع‬
‫فإذا صار إليببه قتلببه‪ ،‬وقببال الفيببروز آبببادي‪ :‬السببخط بالضببم وكعنببق وجبببل‬
‫ومقعد ضد الرضا‪ ،‬وقد سخط كفرح وتسخط‪ ،‬وأسخطه أغضبببه‪ ،‬وتسببخطه‬
‫تكرهببه )وتشببحب المتشببحبين( أي تغيببر المتغيريببن‪ ،‬وفببي بعببض النسببخ‬
‫بالسببين المهملببة مببن سببحبه كمنعببه جببره علببى وجببه الرض‪ ،‬ولعببل فيببه‬
‫تصحيفا‪ ،‬وفي الصببحاح صببال عليببه إذا اسببتطال وصببال عليببه وثببب صببول‬
‫وصولة‪ ،‬وقال‪ :‬قسره على المر قسرا أكرهه عليه وقهره‪ ،‬وكببذلك اقتسببره‬
‫عليه‪ ،‬وقال‪ :‬الغشم الظلم‪ ،‬والخبط الضرب الشديد والسببعاية هببو أن يسببعى‬
‫بصاحبه إلى السبلطان ليببؤذيه‪ ،‬والهببدي السببيرة الحسببنة‪ .‬وفببي القباموس‪:‬‬
‫لهببف كفببرح حببزن وتحسببر كتلهببف عليببه والملهببوف واللهببف المظلببوم‬
‫المضطر يستغيث ويتحسر‪ ،‬واللهبباف الحببرص والشببهره والتهببف التهببب‪،‬‬
‫وقال ضرع إليه ويثلث ضرعا محركة وضراعة خضع وذل واستكان‪ ،‬وقال‬
‫هتببف بببه هتافببا بالضببم صببالح وفلنببا مببدحه‪ ،‬وقببال‪ :‬الصببريخ المغيببث‬
‫والمستغيث ضد انتهى‪ ،‬والمدحوات الرضببون المبسببوطة كمببا قببال تعببالى‪:‬‬
‫)والرض بعد ذلك دحيها( )‪ (1‬والمسببموكات السببموات المرفوعببات‪ .‬وفببي‬
‫القاموس‪ :‬جبلهم ال يجبل خلقهم‪ ،‬وعلى الشببئ طبعببه وجبببره‪ ،‬انتهببى‪ ،‬أي‬
‫خلق القلوب على قابلياتها المختلفة واستعداداتها المتباينة‪ ،‬أو طبعها علببى‬
‫اليمان به إذا خليت وطباعها كما قال سبحانه وتعالى‪) :‬فطرة ال التي فطر‬
‫الناس عليها( )‪ (2‬وقال النبي صلى ال عليبه وآلبه‪ :‬كبل مولبود يولبد علبى‬
‫الفطرة‪ ،‬وقد مر تحقيقه في كتاب التوحيد‪.‬‬

‫)‪ (1‬النازعات‪ (2) 30 :‬الروم‪.30 :‬‬

‫]‪[119‬‬

‫)شقيها وسعيدها( بدل من القلوب‪ .‬وقبال الجبوهري‪ :‬صبدعت ببالحق إذا تكلمبت ببه‬
‫جهببارا‪ ،‬قببوله تعببالى‪) :‬فاصببدع بمببا تببؤمر( )‪ (1‬قببال الفببراء‪ :‬أراد فاصببدع‬
‫بالمر أي أطهر دينببك‪ .‬وفببي القباموس‪ :‬النقيبببة النفببس والعقبل والمشبورة‬
‫ونفبباذ الببرأي والطبيعببة انتهيببى‪ ،‬وفببي بعببض النسببخ ومنقبببة وهببو أظهببر‪،‬‬
‫والحباء بالكسر العطا وأسناه رفعة‪ ،‬والسنا بالقصببر ضببوء البببرق‪ ،‬وبالمببد‬
‫الرفعة‪ ،‬والذب الدفع والمنع‪ ،‬وفي القاموس أنت في كنببف الب محركببة فببي‬
‫حرزه وستره‪) .‬فتنة للذين كفروا( أي بأن تسلطهم علينا فيقتوننببا بعببذاب ل‬
‫نتحمله )كان غراما( أي لزما )ربنا افتح( أي احكم بيننا )والفتاح( القاضي‬
‫والفتاحة الحكومة أي وأظهر أمرنا حتى ينكشف مببا بيننببا وبينهببم‪ ،‬ويتميببز‬
‫المحق من المبطل من فتح المشكل إذا بينه )وتوفنببا مببع البببرار( أي أمتنببا‬
‫محشورين معهم معدودين في زمرتهم )مببا وعببدتنا علببى رسببلك( أي علببى‬
‫تصببديقهم أو علببى ألسببنتهم أو منببزل عليهببم )إن نسببينا أو أخطأنببا( أي‬
‫تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطاء من تفريط وقلة مبالة‪) .‬ول تحمببل‬
‫علينببا إصببرا( أي عبببئا ثقيل يأصببر صبباحبه أي يحبسببه فببي مكببانه يريببد‬
‫التكاليف الشاقة )مببا ل طاقبة لنبا ببه( أي مببن البلء والعقوببة أو التكباليف‬
‫الشاقة )أنت مولينا( أي سيدنا )في الدنيا حسببنة( أي رحمببة حسببنة تصببلح‬
‫بهببا امببور دنيبباي وكببذا فببي الخببرة‪ ،‬وقيببل حسببنة الببدنيا الصببحة والكفبباف‬
‫وتوفيق الخير‪ ،‬والخببرة‪ :‬الثببواب والرحمببة‪ ،‬وفببي بعببض الروايببات حسببنة‬
‫الدنيا المرءة الصالحة والخرة الحوراء‪ ،‬وقد مر تفاسير اخر فببي الخبببار‪.‬‬
‫‪ - 3‬فلح السائل‪ :‬ومن المهمببات أيضببا بعببد صببلة العشبباء الخببرة الببدعاء‬
‫المختص بهذه الفريضة من أدعية مولنا الصادق عليببه السببلم الببذي رواه‬
‫معاوية بن عمار في تعقيببب الصببلوات وهببو‪) :‬بسببم الب الرحمببان الرحيببم‪،‬‬
‫اللهببم صببل علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬صببلة تبلغنببا بهببا رضببوانك والجنببة‪،‬‬
‫وتنجينا بها من سخطك والنار‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬الحجر‪.94 :‬‬

‫]‪[120‬‬

‫أرني الحق حقا حتى أتبعببه‪ ،‬وأرنببي الباطببل ببباطل حببتى أجتنبببه‪ ،‬ول تجعلهمببا علببي‬
‫متشببابهين‪ ،‬فببأتبع هببواي بغيببر هببدى منببك‪ ،‬واجعببل هببواي تبعببا لرضبباك‬
‫وطاعتك‪ ،‬وخذ لنفسك رضاها من نفسي‪ ،‬واهدني لما اختلف فيه من الحببق‬
‫باذنك‪ ،‬إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم‪ .‬اللهم صل على محمد وآله‪،‬‬
‫واهدني فيمن هديت‪ ،‬وعافني فيمن عافيت‪ ،‬وتببولني فيمببن تببوليت‪ ،‬وبببارك‬
‫لي فيما أعطيت‪ ،‬وقني شر ما قضيت‪ ،‬إنك تقضي ول يقضى عليك‪ ،‬وتجيببخ‬
‫وليجار عليك‪ .‬تم نورك اللهم فهببديت‪ ،‬فلبك الحمببد‪ ،‬وعظببم حلمبك فعفبوت‪،‬‬
‫فلببك الحمببد‪ ،‬و بسببطت يببدك‪ ،‬فببأعطيت‪ ،‬فلببك الحمببد‪ ،‬تطبباع ربنببا فتشببكر‪،‬‬
‫وتعصى ربنا فتستر وتغفر أنت كما أثنيت على نفسك بالكرم والجببود‪ ،‬لبيببك‬
‫وسعديك‪ ،‬تباركت وتعاليت‪ ،‬لملجببأ ول منجببا منببك إل إليببك‪ ،‬ل إلببه إل أنببت‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬عملت سوء وظلمت نفسي فارحمني‪ ،‬وأنببت أرحببم‬
‫الراحميبن‪ ،‬ل إلبه إل أنبت سببحانك إنبي كنبت مبن الظبالمين ل إلبه إل أنبت‬
‫سبببحانك اللهببم وبحمببدك عملببت سببوء وظلمببت نفسببي فبباغفر لببي يببا خيببر‬
‫الغافرين‪ ،‬ل إله إل أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوء وظلمببت نفسببي‬
‫فتب علي إنك إنببت التببواب الرحيببم‪ ،‬ل إلببه إل أنببت سبببحانك أنببي كنببت مببن‬
‫الظالمين‪ ،‬سبحان ربببك رب العببزة عمببا يصببفون‪ ،‬وسببلم علببى المرسببلين‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وبيتني منبك فبي‬
‫عافية‪ ،‬وصبحني منك فببي عافيببة واسببترني منببك بالعافيببة‪ ،‬وارزقنببي تمببام‬
‫العافية‪ ،‬ودوام العافية‪ ،‬والشكر على العافيببة‪ ،‬اللهببم أنببي أسببتودعك نفسببي‬
‫وديني وأهلي ومالي وولببدي وأهببل حزانببتي‪ ،‬وكببل نعمببة أنعمببت بهببا علببي‬
‫فصل على محمد وآل محمببد واجعلنببي فببي كنفببك وأمنببك وكلءتببك وحفظببك‬
‫وحياطك وكفايتك وسترك وذمتك وجوارك وودائعك‪ ،‬يامن ل تضيع ودائعببه‬
‫ول يخيب سائله‪ ،‬ول ينفد ما عنده‪ ،‬اللهببم إنببي أدرأ بببك فببي نحببور أعببدائي‬
‫وكل من كادني وبغى علي اللهم من أرادنا فببأرده‪ ،‬ومببن كادنببا فكببده‪ ،‬ومببن‬
‫نصب لنا فخذه يا رب أخذ عزيز مقتدر‪،‬‬

‫]‪[121‬‬

‫اللهببم صببل علببى محمببد وآل محمببد واصببرف عنببي مببن البليببات والفببات والعاهببات‬
‫والنقم‪ ،‬ولببزوم السببقم‪ ،‬وزوال النعبم‪ ،‬وعببواقب التلببف‪ ،‬مبا طغبى ببه المباء‬
‫لغضبك‪ ،‬وما عتت به الريح عن أمرك‪ ،‬ومببا أعلببم ومببال أعلببم‪ ،‬ومببا أخبباف‬
‫وما ل أخاف‪ ،‬وما أحذر ومال أحذر وما أنت به أعلم‪ .‬اللهم صل على محمد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وفرج همي ونفس غمبي وسبهل حزنبي‪ ،‬واكفنبي مبا ضباق ببه‬
‫صببدري‪ ،‬وماعيببل بببه صبببري‪ ،‬وقلببت بببه حيلببتي‪ ،‬وضببعفت عنببه قببوتي‪،‬‬
‫وعجزت عنه طاقتي‪ ،‬وردتنبي فيبه الضبرورة عنبد انقطباع المبال‪ ،‬وخيببة‬
‫الرجاء من المخلوقين إليك‪ ،‬فصل على محمد وآل محمد‪ ،‬واكفنيببه يببا كافيببا‬
‫من كل شئ‪ ،‬ول يكفي منه شئ اكفني كل شئ حببتى ل يبقببى شببئ يببا كريببم‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وارزقني حبج بيتبك الحبرام‪ ،‬وزيبارة قببر‬
‫نبيك صلى ال عليه وآلبه مبع التوببة والنبدم‪ ،‬اللهبم إنبي أسبتودعك نفسبي‬
‫وديني وأهلي ومالي وولدي وإخواني‪ ،‬وأستكفيك ما أهمني وما لببم يهمنببي‬
‫وأسئلك بخيرتك من خلقك الذي ليمن به سببواك يببا كريببم‪ ،‬الحمببد لب الببذي‬
‫قضى عني صلة كانت على المؤمنين كتابا موقوتببا )‪ .(1‬مصببباح الشببيخ )‬
‫‪ (2‬وكتاب الكفعمي )‪ (3‬ومصباح ابن الباقي‪ :‬عن معاويببة بببن عمببار مثلببه‪.‬‬
‫بيان‪) :‬وخذ لنفسك( أي وفقنببي لن أعمببل مببا يرضببيك عنببي‪ ،‬وقببال الشببيخ‬
‫البهائي ‪ -‬ره ‪ -‬أي اجعل نفسي راضية بكل ما يرد عليها منك انتهى‪ ،‬وكببان‬
‫في نسخته ‪ -‬ره ‪) -‬رضببى مببن نفسببي( ومببع ذلببك أيضببا مببا ذكرنبباه أظهببر‪،‬‬
‫والنسخ متفقة على )رضاها( )لما اختلف فيه( ومببع ذلببك أيضببا مببا ذكرنبباه‬
‫أظهببر‪ ،‬والنسببخ متفقببة علببى )رضبباها( )لمببا اختلببف فيببه( أي للحببق الببذي‬
‫اختلف فيه من اختلف )من الحق( بيان لما اختلفوا فيه )باذنببك( أي بلطفببك‬
‫وتوفيقك‪.‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .255 - 254‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .80 - 79‬البلببد‬
‫المين ص ‪.32 - 31‬‬

‫]‪[122‬‬

‫)اللهم اهدني فيمن هديت( أي كما هديت جماعة فاهدني فأكون في زمرتهم‪ ،‬فيكببون‬
‫تأكيدا للطلب‪ ،‬أو لبيان أني ل أستحق هذه النعمة الجليلة مسببتقل بببل أرجببو‬
‫أن أكون سهيم نعمتهم وشريك كرامتهم‪ ،‬والمراد اهدني بالهدايات الخاصببة‬
‫الببتي هببديت بهببا جماعببة مببن أوليببائك‪ ،‬فيكببون الغببرض تخصببيص الهدايببة‬
‫بأفضلها وأكملها‪ ،‬وكذا البواقي )وتولني( أي تول اموري أو أحبني )وبارك‬
‫لي فيما أعطيت( من العمر والمال والتوفيق بالزيادة كما وكيفا‪) .‬تببم نببورك‬
‫فهديت( أي لما كانت كمالتك وأنوارك تامببة هببديت عبببادك إليببك ليعرفببوك‪،‬‬
‫ويببومئ إلببى أن الهدايببة ل تكببون إل ممببن كببان كببامل مببن جميببع الجهببات‬
‫)وبسطت يدك( أي لما كنات كريما جوادا فياضا أعطيت كل من المخلببوقين‬
‫ماكان قابل له‪ ،‬فالفاء فيهما وفيمببا بعببدهما سببببية‪ ،‬ويحتمببل أن يكببون هنببا‬
‫للترتيب الذكرى كمببا فببي قببوله تعببالى )فأزلهمببا الشببيطان فأخرجهمببا( )‪(1‬‬
‫)ونادى نوح ربه فقال( )‪) .(2‬واسترني منك بالعافيببة( لعلببه إشببارة إلببى أن‬
‫الستر من ال ل يكون إل بالعافية من الذنوب‪ ،‬إذ مع ثبوتهببا يعلمهببا البتببة‪،‬‬
‫أو المعنى استرني بعافيببة كائنببة منببك وبلطفببك‪ ،‬وقببال الجببوهري‪ :‬الحزانببة‬
‫بالضم والتخفيف عيال الرجل الذين يتحزن بببأمرهم انتهببى‪ ،‬فاضببافة الهببل‬
‫إليه بيانية )وذمتك( أي عهدك وكفالتك‪ ،‬وفي القبباموس الجببوار بالكسببر أن‬
‫تعطي الرجل ذمة فيكون بها جارك فتجيره‪ ،‬وجاوره مجاورة و جببوارا وقببد‬
‫يكسر صار جاره‪ .‬وقال في النهاية‪) :‬اللهم إنببي أدرء بببك فببي نحببورهم( أي‬
‫أدفع بك في نحورهم لتكفيني أمرهم‪ ،‬وإنما خص النحور لنه أسرع وأقوى‬
‫في الدفع والتمكن من المدفوع‪ ،‬وقال الشيخ البهائي قدس سره‪ :‬قببد ضببمن‬
‫أدرأ معنى أضرب أو أطعن‪ ،‬فقال في نحور أعدائي انتهى‪ ،‬وأقول‪ :‬الباء إما‬
‫زائدة أو المعنى أرفببع كيببدي فببي نحببورهم بحولببك وقوتببك‪ ،‬كمببا ورد )ورد‬
‫كيدهم في نحرهم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .36 :‬هود‪.45 :‬‬

‫]‪[123‬‬

‫)ومببن نصببب لنببا( أي عادانببا‪ ،‬والعزيببز الغببالب‪ ،‬ولببزوم السببقم قببال البهببائي ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫الولببى قببراءة السببقم هنببا بفتحببتين‪ ،‬ليناسببب النقببم‪ ،‬وإن جبباء بضببم أولببه‬
‫وإسكان ثانيه أيضا )وما طغى به الماء( أي جاوز الحد والمببراد مببا يببوجب‬
‫الهلك بالماء بسبب غضبه )وما عتت به الريح( من العتببو‪ ،‬وهببو مجبباوزة‬
‫الحببد أي مبباعتت بسببببه الريببح عتببوا صببادرا عببن أمببرك لهببا بببذلك‪ ،‬وقببال‬
‫الكفعمي ‪ -‬ره ‪ -‬يريد عليه السلم صرف كل أذية وآفة يكون من قبببل المبباء‬
‫والريح لنه تعالى أهلك بالماء قوم نببوح‪ ،‬وبالريببح قببوم هببود‪ ،‬ثببم احببترس‬
‫عليه السلم بعد ذكره الريح والماء بقوله )وما أعلم ومال أعلم( ليدخل في‬
‫ذلك جميع الشياء الموذية المسببة عن غير هببذين‪ ،‬ومعنببى )طغببى المبباء(‬
‫أي جاوز الحد‪ ،‬وطغى البحر هاج‪ ،‬والطاغية الصاعقة‪ ،‬وقوله عليه السببلم‬
‫)عتببت بببه الريببح( أي جبباوزت حببدها الول ويقببال‪ :‬لكببل أمببر شببديد عببات‪،‬‬
‫وامبور طاغيبة عاتيبة أي شبديدة انتهبى )‪) .(1‬ومبا عيبل ببه( علبى صبيغة‬
‫المجهول من عال إذا غلب )ما أهمني( قال الكفعمي‪ :‬بخط ابن السكون هنببا‬
‫وفي الدعاء الذي بعد صلة عيد الفطر ما همني بغير ألف وفي أكثر النسببخ‬
‫باللف وتصويبه إن كان الستكفاء من الهم الذي هو مرادف الحببزن‪ ،‬فهببو‬
‫باللف وأهمه المر إذا أغلقه وأحزنه‪ ،‬وإن كببان مببن الهمببة وهببو مببا يببراد‬
‫ويقصد فهو بغير ألف وهم بالمر قصده وهممت بالشئ أردته‪ ،‬والهم واحد‬
‫الهموم‪ ،‬وهو ما يشتغل به القلب انتهببى )‪) .(2‬الببذي ليمببن بببه سببواك( أي‬
‫أسألك المر الذي ل يقدر على إعطائه لي والمبن بببه علبى إل أنببت كغفببران‬
‫الذنوب والخلود فببي الجنببة‪ - 4 .‬فلح السببائل‪ :‬ثببم اسببجد سببجدة الشببكر إن‬
‫شئت الن‪ ،‬إن شئت بعد صلة الوتيرة‪ ،‬وبعد تعقيبها بحسب مببا يفتحببه الب‬
‫جل جلله عليك من المكان‪ ،‬وقل‪) :‬اللهم أنت أنببت انقطببع الرجبباء إل منببك‬
‫منك منك يا أحد من ل أحد له يبا أحبد مبن ل أحبد لبه يبا أحبد مبن لأحبد لبه‬
‫غيرك يا من ل تزيده كثرة الببدعاء إل كرمببا وجببودا‪ ،‬يببا مببن ل تزيببده كببثرة‬
‫الدعاء إل كرما وجودا يامن ل تزيده كثرة الدعاء إل‬

‫)‪ (2 - 1‬راجع مصباح الكفعمي ص ‪ 44‬في الهامش‪.‬‬

‫]‪[124‬‬

‫كرما وجودا صل على محمد وأهل بيته‪ ،‬صل على محمد وأهل بيته‪ ،‬صل على محمد‬
‫وأهل بيته( وسل حاجتك ثم تضع خدك اليمن على الرض فتقول مثل ذلك‪،‬‬
‫وتضع خببدك اليسببر علببى الرض وتقببول مثببل ذلببك‪ ،‬ثببم تعيببد جبهتببك إلببى‬
‫الرض وتسجد وتقول مثل ذلك )‪ .(1‬مصباح الشيخ )‪ (2‬وساير الكتببب )‪(3‬‬
‫مثله إل أنه ليبس فيهببا تبأخير السبجدة عبن البوتيرة‪ ،‬والولبى التقببديم كمبا‬
‫سيأتي‪ - 5 .‬فلح السائل‪ :‬ومببن الببدعوات بعببد العشبباء الخببرة لطلببب سببعة‬
‫الرزاق ما رواه أبو المفضل ‪ -‬ره ‪ -‬عن أبببي القاسببم جعفببر بببن محمببد بببن‬
‫عبد ال العلوي‪ ،‬عن عبيببد الب ابببن أحمببد بببن نهيببك‪ ،‬عببن محمببد بببن أبببي‬
‫عمير‪ ،‬عن عبيد بن زرارة قال‪ :‬حضرت أبا عبد ال عليه السلم وشكا إليه‬
‫رجل من شيعته الفقر وضيق المعيشة وأنه يجول في طلب الببرزق البلبدان‪،‬‬
‫فل يزداد إل فقرا‪ ،‬فقال له أبو عبد ال‪ :‬إذا صليت العشاء الخرة فقل وأنت‬
‫متأن )اللهم إنه ليس لي علم بموضع رزقي‪ ،‬وإنمببا أطلبببه بخطببرات تخطببر‬
‫على قلبي فأجول في طلبه البلدان‪ ،‬فأنا فيمببا أنببا طببالب كببالحيران‪ ،‬ل أدري‬
‫أفي سهل هو أم في جبل أم في أرض‪ ،‬أم في سماء أم فببي بببر أم فببي بحببر‪،‬‬
‫وعلى يدي من ومن قبل من ؟ وقد علمببت أن علمببه عنببدك وأسبببابه بيببدك‪،‬‬
‫وأنت تقسمه بلطفك وتسببه برحمتك‪ ،‬اللهم فصل على محمد وآلببه‪ ،‬واجعببل‬
‫يا رب رزقك لي واسعا‪ ،‬ومطلبه سهل‪ ،‬ومأخذه قريبا‪ ،‬ول تعنتني بطلب مببا‬
‫لم تقدر لي فيه رزقا‪ ،‬فانك غني عن عذابي‪ ،‬وأنا فقيببر إلببى رحمتببك‪ ،‬فصببل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وجد على عبدك بفضلك‪ ،‬إنك ذو فضببل عظيببم(‪ .‬قببال‬
‫عبيد بن زرارة‪ :‬فما مضت بالرجببل مديببدة حببتى زال عنببه الفقببر‪ ،‬وحسببنت‬
‫أحواله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .256‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .80‬البلد المين ص ‪) .33‬‬
‫‪ (4‬فلح السائل ص ‪.256‬‬

‫]‪[125‬‬

‫مصباح الشيخ )‪ (1‬وساير الكتب )‪ (2‬ومما يختص هذه الصلة أن تقول‪ :‬اللهببم إنببه‬
‫ليس لي علم إلى آخر الدعاء‪ - 6 .‬فلح السائل‪ :‬ومن الروايببات فيمببا يقببرء‬
‫بعد العشاء الخرة للمان ما رواه محمد بن علي البراوازي‪ ،‬عن أحمبد ببن‬
‫محمد بن يحيى العطار القمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عببن أحمببد بببن محمببد بببن عيسببى‪،‬‬
‫عن الحسن بن عباس بن حريش الرازي‪ ،‬عن أبي جعفببر محمببد ابببن علببي‬
‫بن موسى بن جعفر عليهم السلم قال‪ :‬من قببرأ إنببا أنزلنبباه فببي ليلببة القببدر‬
‫سبع مرات بعد العشاء الخرة كان فببي ضببمان الب حببتى يصبببح )‪- 7 .(3‬‬
‫الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬رفعه قال‪ :‬يقببول‬
‫بعد العشائين‪ :‬اللهم بيدك مقادير الليببل والنهببار‪ ،‬ومقببادير الببدنيا والخببرة‪،‬‬
‫ومقببادير المببوت والحيبباة‪ ،‬ومقببادير الشببمس والقمببر‪ ،‬ومقببادير النصببر‬
‫والخذلن‪ ،‬ومقادير الغنى والفقر‪ ،‬اللهببم بببارك لببي فببي دينببي ودنيبباي وفببي‬
‫جسببدي وأهلببي وولببدي‪ ،‬اللهببم ادرأ عنببي فسببقة العببرب والعجببم والجببن‬
‫والنس‪ ،‬واجعل منقلبي إلى خير دائم ونعيم ل يزول )‪ .(4‬أقول‪ :‬هذا الدعاء‬
‫ذكره الكثر من تعقيب المغرب ولعله كان عندهم بين العشائين كما هببو فببي‬
‫الفقيه )‪ (5‬والتهذيب )‪ (6‬فالفضل القراءة في الموضعين احتياطا لتحصببيل‬
‫الفضل والجر‪ - 8 .‬كتاب المسلسلت للشببيخ جعفببر بببن أحمببد القمببي قببال‪:‬‬
‫حدثنا أبو المفضل عن عبيد ال بن أبي سفيان الشعراني‪ ،‬عبن إبراهيبم ببن‬
‫عمر وبن بكر الشكشكي‪ ،‬عن محمد ابن شعيب بن سابور‪ ،‬عن عثمببان بببن‬
‫أبي عاتكة‪ ،‬عن علي بن يزيد أنه أخبره أن‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ (2) .77‬البلد الميببن ص ‪ (3) .30‬فلح السببائل ص ‪257‬‬
‫وفيه محمد بن على اليزد آبادى‪ (4) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .546‬فقيه من‬
‫ل يحضره الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .214‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.167‬‬

‫]‪[126‬‬
‫أبا عبد الرحمان بن القاسم بن عبد الرحمان أخبره‪ ،‬عن جده أبي امامة الباهلي أنببه‬
‫سمع عليا عليه السلم يقول‪ :‬مببا أرى رجل أدرك عقلببه السببلم وولببد فببي‬
‫السلم يبيت ليلة سوادها‪ ،‬قلت‪ :‬ماسوادها يا أبا امامة ؟ قال‪ :‬جميعها حتى‬
‫يقرء هبذة اليبة )الب ل إلببه إل هببو الحبي القيبوم( البى قبوله )وهببو العلبي‬
‫العظيم( ثم قال‪ :‬فلو تعلمون ماهي أو قال ما فيها لما تركتموها علببى حببال‪،‬‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه وآله أخبببرني قبال‪ :‬اعطيببت آيبة الكرسببي مبن‬
‫كنز تحت العرش‪ ،‬ولم يؤتها نبي كان قبلي‪ ،‬قال علي عليه السلم‪ :‬فما بببت‬
‫ليلة قط منذ سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله حتى أقرأها ثم قال يا أبببا‬
‫امامة إني أقرأها ثلث مرات في ثلثة أحايين كل ليلة‪ .‬قلببت‪ :‬وكيببف تصببنع‬
‫في قراءتك يا ابن عم محمد ؟ قال‪ :‬أقرأها قبل الركعتين بعببد صببلة العشبباء‬
‫الخببرة‪ ،‬وأقرأهببا حيببث أخببذت مضببجعي للنببوم‪ ،‬وأقرأهببا عنببد وتببري مببن‬
‫السحر‪ ،‬قال علي عليه السلم‪ :‬فو ال ما تركتها منذ سمعت هذا الخبببر مببن‬
‫نبيكم حتى أخبرتك به‪ .‬قال أبببو أمامببة‪ :‬فببوال مببا تركتهببا منببذ سببمعت هببذا‬
‫الخبر من علي بن أبي طالب حببتى حببدثتك بببه‪ ،‬قببال القاسببم وأنببا مببا تركببت‬
‫قراءتها كل ليلة منذ حدثني أبو أمامة بفضلها حتى الن قال علي بن يزيببد‪:‬‬
‫واخبرك أني ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ حببدثني القاسببم فببي فضببلها‪،‬‬
‫قال ابن أبي عاتكة‪ :‬وأنا فما تركت قراءتهببا كببل يببوم منببذ بلغنببي فببي فضببل‬
‫قراءتها ما بلغني‪ ،‬قال ابببن سببابور‪ :‬وأنببا مببا تركببت قراءتهببا كببل ليلببة منببذ‬
‫بلغني عن رسول ال صلى ال عليه وآله في فضلها‪ ،‬قال إبراهيم بن عمر‪:‬‬
‫وأنا ما تركت قراءتها منذ بلغني عن رسول ال صببلى الب عليببه وآلببه هببذا‬
‫الحديث في فضل قراءتها‪ ،‬قال أبو المفضل‪ :‬وأنا بنعمة ربي مببا تركببت منببذ‬
‫سمعت هذا الحديث من عبيد بن أبي سفيان عن النبي صلى ال عليببه وآلببه‬
‫في فضل قراءتها إلى أن حدثتكم به‪ .‬أقببول‪ :‬كببان فببي المنقولببة عنببه هكببذا‪،‬‬
‫وكأنه سقط كلم الشببعراني مببن النسبباخ‪ - 9 .‬طببب الئمببة‪ :‬عببن صببالح بببن‬
‫أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن العلء‪ ،‬عن‬

‫]‪[127‬‬

‫محمد قال‪ :‬قال أبببو عبببد الب عليببه السببلم‪ :‬حصببنوا أمببوالكم وأهليكببم‪ ،‬واحرزوهببم‬
‫بهذه‪ ،‬وقولوها بعد صلة العشاء الخرة )اعيذ نفسببي وذريببتي وأهببل بيببتي‬
‫ومالي بكلمات ال التامات من كببل شببيطان‪ ،‬وهامببة‪ ،‬ومببن كببل عيبن لمببة(‬
‫وهي العوذة التي عوذبها جبرئيبل عليبه السبلم الحسبن والحسبين عليهمبا‬
‫السلم )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن الخضر بببن محمببد‪ ،‬عببن أحمببد بببن عمببر بببن مسببلم‬
‫ومحسن بن أحمد‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن أبببي جعفببر أو أبببي عبببد الب‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كل من قال هذه الكلمات واستعمل هذه العوذة في كل ليلببة‬
‫ضمنت له أن ل يغتاله مغتال من سارق في الليل والنهببار يقببول بعببد صببلة‬
‫العشاء الخرة‪) :‬أعوذ بعزة الب‪ ،‬وأعببوذ بقبدرة الب‪ ،‬وأعبوذ بمغفببرة الب‪،‬‬
‫وأعوذ برحمة ال‪ ،‬وأعوذ بسلطان ال الذي هو على كل شئ قدير‪ ،‬وأعببوذ‬
‫بكرم ال‪ ،‬وأعوذ بجمع ال‪ ،‬من شر كل جبار عنيببد‪ ،‬وشببيطان مريببد‪ ،‬وكببل‬
‫مغتال وسارق وعارض‪ ،‬ومن شر السامة والهامة والعامة‪ ،‬ومببن شببر كببل‬
‫دابببة صببغيرة أو كبببيرة بليببل أو نهببار‪ ،‬ومببن شببر فسبباق العببرب والعجببم‪،‬‬
‫وفجببارهم‪ ،‬ومببن شببر فسببقة الجببن والنببس ومببن شببر كببل دابببة ربببي آخببذ‬
‫بناصببيتها إن ربببي علببى صببراط مسببتقيم )‪ - 10 .(2‬مصببباح الشببيخ )‪(3‬‬
‫ومصباح الكفعمي واختيار ابن الباقي وغيرها )‪ :(4‬ويستحب أن يقرأ سبببع‬
‫مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر‪ ،‬ثم تقول‪) :‬اللهببم رب السببموات السبببع ومببا‬
‫أظلت‪ ،‬ورب الرضين السبع‪ ،‬وما أقلت‪ ،‬ورب الشبياطين ومبا أظلبت‪ ،‬ورب‬
‫الرياح وما ذرت‪ ،‬اللهم رب كل شئ وإله كل شئ وخالق كل سئ ومليك كببل‬
‫شئ أنت ال المقتدر على كل شئ‪ ،‬أنت ال الول فل شئ قبلك‪ ،‬وأنت الخر‬
‫فل شئ بعدك‪ ،‬وأنت الظاهر فل شئ فوقببك‪ ،‬وأنببت الببباطن فل شببئ دونببك‪،‬‬
‫ورب جبرئيل و‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .119‬طب الئمة ص ‪ (3) .120‬مصباح الشيخ ص ‪) .78‬‬
‫‪ (4‬البلد المين ص ‪.31‬‬

‫]‪[128‬‬

‫ميكائيل وإسرافيل‪ ،‬وإله إبراهيم وإسماعيل وإسببحاق ويعقببوب والسببباط أسببألك أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمبد‪ ،‬وأن تبولني برحمتبك‪ ،‬ول تسبلط علبي أحبدا‬
‫من خلقك ممن ل طاقة لي به‪ ،‬اللهم إني أتحبب إليك فحببنببي‪ ،‬وفببي النبباس‬
‫فعززني‪ ،‬ومن شر شياطين الجن والنس فسلمني يا رب العببالمين‪ ،‬وصببلى‬
‫ال على محمد وآله( وادع بما أحببت‪ .‬دعاء آخر‪) :‬اللهببم بحببق محمببد وآل‬
‫محمد‪ ،‬ل تؤمنا مكرك‪ ،‬ول تنسنا ذكرك‪ ،‬ول تكشف عنا سترك‪ ،‬ول تحرمنببا‬
‫فضببلك‪ ،‬ول تحببل علينببا غضبببك‪ ،‬ول تباعببدنا مببن جببوارك ول تنقصببنا مببن‬
‫رحمتك‪ ،‬ول تنزع منا بركتك‪ ،‬ول تمنعنا عافيتك‪ ،‬وأصببلح لنببا مببا أعطيتنببا‪،‬‬
‫وزدنا من فضلك المبارك الطيب الحسن الجميل‪ ،‬ولتغيببر مابنببا مببن نعمتببك‬
‫ول تؤيسنا من روحك‪ ،‬ولتهنا بعد كرامتك‪ ،‬ول تضلنا بعبد إذ هبديتنا وهبب‬
‫لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‪ .‬اللهببم اجعببل قلوبنببا سببالمة‪ ،‬وأرواحنببا‬
‫طيبة‪ ،‬وأزواجنا مطهرة‪ ،‬وألسنتنا صببادقة وإيماننببا دائمببا‪ ،‬ويقيننببا صببادقا‪،‬‬
‫وتجارتنببا لتبببور‪ ،‬اللهببم آتنببا فببي الببدنيا حسببنة وفببي الخببرة حسببنة وقنببا‬
‫برحمتك عذاب النار(‪ .‬ثم يقرأ فاتحة الكتباب والخلص والمعبوذتين عشبرا‬
‫عشرا‪ ،‬وقل بعد ذلك )سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إلببه إل البب‪ ،‬وال ب أكبببر‪،‬‬
‫عشرا وتصلي على النبي وآله عشببر مببرات‪) ،‬وقببل اللهببم افتببح لببي أبببواب‬
‫رحمتك‪ ،‬وأسبغ علي مبن حلل رزقبك‪ ،‬و متعنبي بالعافيبة‪ ،‬مبا أبقيتنبي فبي‬
‫سمعي وبصري وجميع جوارح بدني‪ ،‬اللهم ما بنا من نعمة فمنببك ل إلببه إل‬
‫أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك يا أرحم الراحمين( )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬راجع مصباح الكفعمي‪ 41 :‬و ‪.42‬‬

‫]‪[129‬‬

‫‪ - 43‬باب * )التعقيب المختص بصلة الفجبر( * أقبول‪ :‬قبد مبر كبثير منبه فبي بباب‬
‫تعقيب المغرب سوى ما مضى في تعقيب كل صببلة‪ - 1 .‬فلح السببائل‪ :‬مببن‬
‫كتاب محمد بن علي بن محبوب ‪ -‬بخط جدي أبي جعفر الطوسي ‪ -‬عن علي‬
‫بن السندي‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن عبيد ال‪ ،‬عن عبد ال بن ميمببون عببن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬مببامن يببوم يببأتي علببى ابببن آدم إل قببال‬
‫ذلك اليوم‪ :‬يا ابن آدم أنببا يببوم جديببد‪ ،‬وأنببا عليببك شببهيد‪ ،‬فافعببل فببي خيببرا‪،‬‬
‫واعمل في خيرا أشهد لك به يوم القيامة‪ ،‬فانك لن تراني بعدها أبدا )‪2 .(1‬‬
‫‪ -‬المكارم‪ :‬عن الصادق عليبه السبلم قبال‪ :‬مبن صبلى الفجبر وتمكبث حبتى‬
‫تطلع الشمس كان أنجح في طلب الببرزق مببن الضببرب فببي الرض شببهرا )‬
‫‪ .(2‬واجتهد أن ل تتكلم قبببل طلببوع الشببمس‪ ،‬وأن تكببون مشببتغل بالببدعاء‪،‬‬
‫وبقراءة القرآن‪ ،‬فقد روي عبن النببي صبلى الب عليبه وآلبه أنبه قبال‪ :‬مبن‬
‫جلس في مصله من صلة الفجر إلى طلوع الشمس‪ ،‬ستره ال من النببار )‬
‫‪ .(3‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم أنه كان يقول‪ :‬وال إن ذكببر ال ب بعببد‬
‫صلة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب بالسببيف‬
‫في الرض )‪ .(4‬وروى جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليبه السبلم قبال‪ :‬إن إبليببس‬
‫إنما يبث جنوده جنود الليل من حين تغيب الشمس إلى وقببت الشببفق ويبببث‬
‫جنود النهار من حين طلوع الفجر إلى مطلع الشمس )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ل يوجد في المطبوع‪ (3 - 2 ) .‬مكارم الخلق ص ‪(5 - 4) .351‬‬


‫مكارم الخلق ص ‪.352‬‬

‫]‪[130‬‬

‫وذكر أن النبي صلى ال عليه وآله كان يقول‪ :‬أكثروا ذكر ال في هاتين السبباعتين‪،‬‬
‫فانهما ساعتا غفلة )‪ .(1‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬نومة الغداة مشببؤومة‬
‫تطرد الرزق‪ ،‬وتصفر اللون وتقبحه و تغيره وهو نوم كببل مشببئؤوم إن الب‬
‫تعالى يقسم الرزاق مابين طلوع الفجر إلى طلببوع الشببمس‪ ،‬فاياكببام وتلببك‬
‫النومة )‪ .(2‬وقال الرضا عليبه السبلم فببي قبول الب عزوجبل )فالمقسببمات‬
‫أمببرا( قببال الملئكببة تقسببم أرزاق بنببي آدم بيببن طلببوع الفجببر إلببى طلببوع‬
‫الشمس‪ ،‬فمن نام فيمببا بينهمببا نببام عببن رزقببه )‪ .(3‬وروى معمببر بببن خلد‬
‫قال‪ :‬كان أبو الحسن الرضا عليه السلم وهو بخراسان إذا صلى الفجر فببي‬
‫مصله إلى أن تطلع الشمس ثم يبؤتى بخريطبة فيهبا مسباويك فيسبتاك بهبا‬
‫واحدا بعد واحد‪ ،‬ثم يؤتى بكنبدر فيمضبغه ثبم يبدع ذلبك ويبؤتى بالمصبحف‬
‫فيقرء فيه )‪ - 3 .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫إذا صلى الغداة قال‪) :‬اللهببم متعنببي بسببمعي وبصببري‪ ،‬واجعلهمببا الببوارثين‬
‫منببي‪ ،‬وأرنببي ثبباري فببي عببدوي(‪ - 4 .‬طببب الئمببة‪ :‬باسببناده إلببى سببليمان‬
‫الجعفري‪ ،‬عن الباقر عليه السلم أن رجل شكى إليه قلة الولد‪ ،‬وأنه يطلببب‬
‫الولد من الماء والحرائر فل يرزق له‪ ،‬وهو ابببن سببتين سببنة‪ ،‬فقببال عليببه‬
‫السلم‪ :‬قل ثلثة أيام في دبر صلتك المكتوبة صلة العشبباء الخببرة‪ ،‬وفببي‬
‫دبر صلة الفجبر )سببحان الب( سببعين مبرة )وأسبتغفر الب( سببعين مبرة‬
‫تختمه بقول ال عزوجببل )اسببتغفروا ربكببم إنببه كببان غفبارا يرسببل السببماء‬
‫عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا( )‬
‫‪ - 5 .(5‬عدة الداعي‪ :‬روي أن أبا القمقام أتى أبا الحسن عليه السلم وكان‬
‫رجل محارفا فشكى إليه حرفته وأنه ل يتوجه في حاجببة فتقضببى لببه‪ ،‬فقببال‬
‫له أبو الحسن عليه السلم‪ :‬قل‬

‫)‪ (4 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (5) .352‬طب الئمة ص ‪.129‬‬

‫]‪[131‬‬

‫في دبر الفجر )سبحان ال العظيببم وبحمببده أسببتغفر الب وأسببأله مببن فضببله( عشببر‬
‫مرات‪ ،‬قال أبو القمام‪ :‬فلزمت ذلك فببوال مببا لبثببت إل قليل حببتى ورد علببي‬
‫قوم من البادية‪ ،‬فأخبروني أن رجل مببن قببومي مببات ولببم يعببرف لببه وارث‬
‫غيري‪ ،‬فانطلقت وقبضت ميراثه ولم أزل مستغنيا‪ .‬الكافي‪ :‬بسنده عن رجل‬
‫من الجعفريين مثله )‪ - 6 .(1‬العدة‪ :‬روى حماد بببن عثمببان‪ ،‬عببن الصببادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من قال في دبببر كببل صببلة الفجببر )رب صببل علببى محمببد‬
‫وعلى أهل بيته( وقى ال وجهه من نفخات النار(‪ .‬وعن سعد بن زيببد قببال‪:‬‬
‫قال أبو الحسن عليه السببلم‪ :‬إذا صببليت المغببرب فل تبسببط رجلببك ولتكلببم‬
‫أحدا حتى تقول مائة مرة‪ :‬بسببم الب الرحمببان الرحيببم ول حببول ولقببوة إل‬
‫بال العلي العظيم مائة مرة في المغرب ومائة مببرة فببي الغببداة‪ ،‬فمببن قالهببا‬
‫دفببع عنببه مببائة نببوع مببن أنببواع البلء أدنببى نببوع منببه البببرص والجببذام‬
‫والشيطان والسلطان‪ .‬الكافي‪ :‬عن سعيد بببن زيببد مثلببه )‪ - 7 .(2‬المكببارم‪:‬‬
‫روي عن هلقام ابن أبي هلقام أنه قال‪ :‬أتيت أبا إبراهيم عليه السببلم فقلببت‬
‫له‪ :‬جعلت فداك علمني دعاء جامعا للدنيا والخرة‪ ،‬وأوجببزه‪ ،‬قببال‪ :‬قببل فببي‬
‫دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس )سبحان الب وبحمبده أسبتغفر الب وأسبأله‬
‫من فضله( قال هلقام ولقد كنت أسوء أهل بيتي حال فما علمت حببتى أتبباني‬
‫ميراث من قبل رجل ما ظننت أن بيني وبينه قرابة‪ ،‬وإني اليوم ]لمن[ أيسر‬
‫أهل بيتي‪ ،‬وما ذلك إل مما علمني مبولي العببد الصبالح موسبى بببن جعفبر‬
‫عليهما السلم )‪ .(3‬الكافي‪ :‬باسناده عن هلقام مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكببافي ج ‪ 5‬ص ‪ (2) .315‬الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .531‬مكببارم الخلق ص‬


‫‪ (4) .328‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.550‬‬

‫]‪[132‬‬

‫‪ - 8‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال‪:‬‬
‫أل اعلمك شيئا إذا قلته قضى ال دينك‪ ،‬وأنعشك وأنعببش حالببك‪ ،‬فقلببت‪ :‬مببا‬
‫أحوجني إلى ذلك فعلمه هذا الدعاء‪ :‬قل في دبر صلة الفجر‪) :‬تببوكلت علبى‬
‫الحي القيوم الذي ل يموت‪ ،‬والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك‬
‫في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا‪ ،‬اللهبم إنببي أعبوذ ببك مببن‬
‫البؤس والفقر ومن غلبة الدين والسقم‪ ،‬وأسئلك أن تعينني على أداء حقببك‬
‫إليك وإلى الناس )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الفيببروز آبببادي‪ :‬نعشببه الب كمنعببه‪ :‬دفعببه‬
‫كأنعشه ونعشه‪ ،‬والبؤس شدة الحاجة والفقر‪ .‬وأقول‪ :‬روى الشببيخ وغيببره‬
‫)‪ (2‬هذا الدعاء مرسل وفي روايتهم )ومن غلبببة الببدين فصببل علببى محمببد‬
‫وآله وأعني على أداء حقك إليك وإلى الناس(‪ - 9 .‬الكبافي‪ :‬بسببنده القببوي‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مببن قببال فببي دبببر صببلة‬
‫الفجر وفي دبر صلة المغرب سبع مرات )بسم ال الرحمن الرحيببم لحببول‬
‫ول قوة إل بال العلي العظيم( دفع ال عنه سبببعين نوعببا مببن أنببواع البلء‬
‫أهونها الريح والبرص والجنون وإن كان شقيا محي من الشقاء وكتب فببي‬
‫السعداء )‪ .(3‬وفي رواية سعدان عن أبي بصببير‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم مثله إل أنه قبال‪ :‬أهبونه الجنببون والجبذام والببرص وإن كبان شبقيا‬
‫رجوت أن يحوله ال عزوجل إلى السعادة )‪ .(4‬ومنه‪ :‬بسببنده الموثببق عببن‬
‫الحسن بن جهم‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم مثله إل أنه قال‪ :‬يقولها ثلث‬
‫مرات حين يصبح‪ ،‬وثلث مرات حين يمسى‪ ،‬لبم يخبف شبيطانا ول سبلطانا‬
‫ول برصا ول جذاما‪ ،‬ولم يقل سبع مرات‪ ،‬قال أبو الحسن‪ :‬وأنا أقولها مائة‬
‫مرة )‪ .(5‬وأيضا بسببنده الموثببق عببن أبببي عبببد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬إذا‬
‫صليت الغداة والمغرب فقل‪:‬‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .320‬مصباح المتهجد ص ‪ (5 - 3) .150‬الكافي‬


‫ج ‪ 2‬ص ‪.531‬‬
‫]‪[133‬‬

‫)بسم ال الرحمن الرحيم لحول ولقوة إل بال العلي العظيم( سبع مببرات فببانه مببن‬
‫قالها لم يصبها جنون ول جذام ول برص ول سبعون نوعا من أنواع البلء‬
‫)‪ - 10 .(1‬بخط الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬عن الصادق عليه السلم من صلى فريضببة‬
‫الغداة وصلى على محمد وآل محمد مائة مرة‪ ،‬حرم ال جسببده علببى النببار‪،‬‬
‫وينبغي أن يكون قبل أن يتكلم )يا رب صل على محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأعتببق‬
‫رقبتي من النار(‪ - 11 .‬دعائم السلم‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآلببه‬
‫قال‪ :‬والذي نفس محمببد بيببده لببدعاء الرجببل بعببد طلببوع الفجببر إلببى طلببوع‬
‫الشمس لنجح في الحاجات من الضارب بماله في الرض )‪ .(2‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬من قعد في مصله الببذي صببلى فيببه الفجببر يببذكر الب حببتى‬
‫تطلع الشمس‪ ،‬كان لبه حبج بيبت الب )‪ .(3‬وعبن جعفبر بببن محمبد عليهمببا‬
‫السلم قال‪ :‬التعقيب بعد صلة الفجر يعني بالدعاء أبلغ في طلب الرزق من‬
‫الضارب في البلد )‪ - 12 .(4‬البلد المين‪ :‬عبن الرضبا عليبه السبلم قبال‪:‬‬
‫من بسمل وحولق بعد صلة الفجر مائة مرة كان أقرب إلى اسم ال العظم‬
‫من سواد العين إلى بياضها وأنببه دخببل فيهببا اسبم الب العظببم )‪- 13 .(5‬‬
‫كتاب جعفر بن محمد بن شريح الجهنى‪ :‬عن حميببد بببن شببعيب‪ ،‬عببن جببابر‬
‫الجعفي قال‪ :‬سمعت أببا عبببد الب عليبه السبلم يقبول‪ :‬أكبثروا مبن التهليببل‬
‫والتكبير ثم قال‪ :‬إن رجل ذات يوم صلى خلف رسببول الب صببلى الب عليببه‬
‫وآله الغداة فلما سلم قال الرجل‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شببريك لببه لببه الملببك‬
‫وله الحمد وهو على كل شئ قدير فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫القائل ؟ فقيل له‪ :‬فلن النصاري فقال له رسول ال صلى ال ب عليببه وآلببه‪:‬‬
‫والذي نفسي بيده لقد‬

‫)‪ (1‬الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .531‬دعببائم السببلم ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .167‬دعببائم‬


‫السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .170‬البلد المين ص ‪ 28‬في الهامش‪.‬‬

‫]‪[134‬‬

‫استبق إليه ثمانية عشر ملكا أيهم يرفعها إلى الرب‪ - 14 .‬مجالس ابن الشببيخ‪ :‬عببن‬
‫المفيد‪ ،‬عن عمر بن محمد الصيرفي‪ ،‬عن الحسببين ابببن إسببماعيل الضبببي‪،‬‬
‫عن عبد ال بن شبيب‪ ،‬عببن إسببماعيل بببن أبببي إدريببس‪ ،‬عببن إسببحاق ابببن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أبي بردة السلمي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله إذا صلى الصبح رفع صوته حتى تسمع أصحابه يقببول‪) :‬اللهببم أصببلح‬
‫ديني الذي جعلتببه لبي عصببمة( ثلث مبرات )اللهببم أصبلح لبي دنيبباي البتي‬
‫جعلببت فيهببا معاشببي( ثلث مببرات )اللهببم أصببلح لببي آخرتببي الببتي جعلببت‬
‫مرجعي إليها(( ثلث مرات )اللهم إنببي أعببوذ برضبباك مببن سببخطك وأعببوذ‬
‫بعفببوك مببن نقمتببك( ثلث مببرات )اللهببم إنببي أعببوذ بببك منببك لمببانع لمببا‬
‫أعطيت ; ول معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذا الجد منك الجد( )‪ .(1‬بيببان‪ :‬قببال‬
‫في النهاية‪ :‬الجد الحظ والسعادة والغنبباء‪ ،‬ومنببه الحببديث ول ينفببع ذا الجببد‬
‫منك الجد أي ل ينفبع ذا الغنباء منبك عنباؤه وإنمبا ينفعبه اليمبان والطاعبة‬
‫انتهى‪ ،‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬في معاني كلمة )من( ومنها البدل مثل ل ينفببع‬
‫ذا الجد منك الجد‪ .‬وقال ابن هشام في المغنببي فببي بيببان معانيهببا‪ :‬الخببامس‬
‫البدل نحو )أرضيتم بالحياة الدنيا من الخرة( )‪ ...(2‬ول ينفع ذا الجببد منببك‬
‫الجد أي ل ينفع ذاالحظ من الدنيا حظه بذلك‪ ،‬أي بدل طاعتك‪ ،‬أو بدل حظببك‬
‫أي بدل حظه منك‪ ،‬وقيل ضمن )ينفع( معنى )يمنع( ومتى علقت مببن بالجببد‬
‫انعكس المعنى انتهى )‪ .(3‬وهذا مما اطلق لفظ الجد فببي الببدعاء خلفببا لمببا‬
‫مر من المنع عن ذلك كما عرفت‪ - 15 .‬ثواب العمال )‪ (4‬والخصببال‪ :‬عببن‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن محمد الشعري‪ ،‬عن علببي بببن السببندي‪،‬‬
‫عن محمببد بببن عمببرو بببن سببعيد‪ ،‬عببن عمببرو بببن سببهل‪ ،‬عببن هببارون بببن‬
‫خارجة‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من استغفر ال‬
‫بعد صلة‬

‫)‪ (1‬أمبالى الطوسببى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .158‬ببراءة‪ (3) .38 :‬راجببع المغنبى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 320‬ط مصر‪ (4) .‬ثواب العمال ص ‪.150‬‬

‫]‪[135‬‬

‫الفجر سبعين مرة غفر ال له ولو عمل ذلك اليوم سبعين ألف ذنب‪ ،‬ومببن عمببل فببي‬
‫يوم أكثر من سبعين ألف ذنب فل خير فيه‪ ،‬وفببي روايببة اخببرى سبببع مببائة‬
‫ذنب )‪ - 16 .(1‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البببرقي‪ ،‬عببن ابببن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن الصباح بن سيابة‪ ،‬عن أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬أل اعلمك شيئا يقي ال به وجهك من حببر جهنببم ؟ قببال‪ :‬قلببت‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬قل بعد الفجر )اللهم صل على محمد وآل محمببد( مببائة مببرة يقببي‬
‫ال به وجهك من حر جهنم )‪ - 17 .(2‬ثواب العمال )‪ (3‬والخصببال‪ :‬عببن‬
‫الباقر عليه السلم قال‪ :‬قال النبي صلى الب عليبه وآلبه لشبيبة الهبذلي‪ :‬إذا‬
‫صليت الصبح فقل عشر مرات )سبحان ال العظيببم وبحمببده‪ ،‬ول حببول ول‬
‫قوة إل بال العلي العظيم( فان ال عزوجل يعافيك بذلك من العمى والجنون‬
‫و الجذام والفقر والهرم )‪ - 18 .(4‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن‬
‫يحيى العطار‪ ،‬عن العمركي بن علي‪ ،‬عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى‪،‬‬
‫عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬من صلى صببلة الفجببر‬
‫ثم قرأ قل هو ال أحد إحدى عشر مرة لبم يتبعببه فببي ذلبك اليبوم ذنببب‪ ،‬وإن‬
‫رغم أنف الشيطان )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد بببن يحيبى العطبار‪ ،‬عبن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن أبي الحسن النهدي‪ ،‬عببن أبببان بببن‬
‫عثمان‪ ،‬عن قيس بن ربيعة‪ ،‬عن عمار ابن زياد‪ ،‬عببن عبببد الب بببن حجببر‪،‬‬
‫عن أمير المؤمنين عليه السلم مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .193‬ثواب العمال ص ‪ (3) .140‬ثببواب العمببال ص‬


‫‪ 145‬فببي حببديث‪ (4) .‬ثببراه فببي أمببالى الصببدوق ص ‪ ،44‬ول توجببد فببي‬
‫الخصال كما مر في الباب ‪ 60‬الرقم ‪ (5) .18‬ثواب العمال ص ‪(6) .41‬‬
‫ثواب العمال ص ‪.116‬‬

‫]‪[136‬‬

‫دعائم السلم‪ :‬عنه عليببه السببلم مرسببل مثلببه )‪ - 19 .(1‬مصببباح الشببيخ والجنببة‬
‫والبلد المين والختيار وساير الكتب‪ :‬فببإذا صببليت الفجببر عقبببت بمببا تقببدم‬
‫ذكره عقيب الفرائض‪ ،‬ثم تقول ما يختص هذا الموضببع‪ ،‬وهببو )اللهببم صببل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنبك‪ ،‬إنبك تهبدي‬
‫من تشاء إلى صراط مستقيم( )‪ - 20 .(2‬مصباح الشيخ والختيار‪ :‬ثببم قببل‬
‫)ل إله إل ال إلها واحدا ونحبن لبه مسبلمون‪ ،‬ل إلبه إل الب لنعببد إل إيباه‬
‫مخلصببين لببه الببدين ولببو كببره المشببركون‪ ،‬ل إلببه إل الب ربنببا ورب آبائنببا‬
‫الولين‪ ،‬لإله إل ال وحده ل شريك له له الملببك ولببه الحمببد يحيببي ويميببت‬
‫ويميت ويحيي وهو على كل شئ قببدير‪ ،‬سبببحان الب كلمببا سبببح الب شببئ‪،‬‬
‫وكما يحب ال أن يسبح‪ ،‬وكمببا هببو أهلببه‪ ،‬وكمببا ينبغببي لكببرم وجهببه وعببز‬
‫جلله‪ ،‬والحمد ل كلما حمد ال شئ‪ ،‬وكمببا يحببب الب أن يحمببد‪ ،‬وكمببا هببو‬
‫أهله‪ ،‬و كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلله‪ ،‬ول إله إل ال كلما هلل ال شئ‬
‫وكما يحب ال أن يهلل وكما هو أهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعبز جللبه‪،‬‬
‫وال أكبر كلما كبر ال شئ وكما يحببب الب أن يكبببر وكمببا هببو أهلببه وكمببا‬
‫ينبغي لكرم وجهه وعز جلله‪ ،‬وسبحان ال‪ ،‬والحمد ل ول إله إل ال وال‬
‫أكبر‪ ،‬عدد كل نعمة أنعم بها علي أو على أحد ممن كببان أو يكببون إلببى يببوم‬
‫القيامة )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مر مثله في تعقيب مطلق الصلوات )‪ (4‬وإنما كررته‬
‫لعادة الشيخ إياه هنا‪ ،‬واختلف ما بينهما‪ ،‬ولعله مأخوذ من روايببة اخببرى‬
‫وردت في خصوص تعقيب الصبح‪ .‬قوله عليه السلم )ونحن لببه مسببلمون(‬
‫أي مذعنون لحكمه منقادون لمره مخلصون‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .168‬البلد المين ص ‪ (3) .49‬مصباح الشيخ ص‬
‫‪ (4) .141‬راجع ص ‪ 44‬فيما سبق‪.‬‬
‫]‪[137‬‬

‫في عبادته‪ ،‬كما قال المفسرون في قوله تعالى )ل نفرق بين أحد من رسله ونحن له‬
‫مسلمون( )‪ (1‬وليس المراد بالسلم هنببا معنباه المتعببارف )لنعبببد إل إيباه‬
‫مخلصببين لببه الببدين( أي عبادتنببا منحصببرة فيببه سبببحانه حببال كوننببا غيببر‬
‫خالطين مع عبادته عبادة غيره‪ ،‬والمراد أنببا لنعبببد غيببره ل علببى النفببراد‬
‫ول علببى الشببتراك‪ - 21 .‬مصببباحي الشببيخ )‪ (2‬والكفعمببي وابببن الببباقي‬
‫وغيرهم‪ :‬ثم تقول‪) :‬سبحان ال والحمد لب ول إلببه إل الب والب أكبببر‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال‪ ،‬زنة عرشه ومثله ومبداد كلمباته ومثلبه وعبدد خلقبه‬
‫ومثله وملء سماواته ومثله وملبء أرضبه ومثلببه وعببدد مبا أحصبى كتبابه‬
‫ومثله‪ ،‬وعدد ذلك أضعافا وأضعافه أضعافا مضبباعفة ل يحصببى تضبباعيفها‬
‫أحد غيره ومثله‪ .‬أشهد أن ل إله إل الب وحبده ل شبريك لبه لبه الملبك ولبه‬
‫الحمد يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير وهو على كل شببئ قببدير(‬
‫عشر مرات )‪ .(3‬توضيح‪ :‬عشر مرات متعلق بقوله )أشهد( إلى آخببره كمببا‬
‫سيأتي‪ .‬قوله عليه السلم‪) :‬ومداد كلماته( أي علومه وحكمبه أو تقبديراته‪،‬‬
‫أي اريد أن اسبحه واهل له و امجده واكبره واحمده بعدد هببذه الشببياء‪ ،‬أو‬
‫يستحق جميع ذلك بعددها‪ ،‬لن كل منها يدل على تنزيهه وتوحيده ومجببده‪،‬‬
‫ويستحق بكل منها حمدا وثناء‪ .‬قال الجزري‪ :‬فيه )سبحان ال مداد كلماته(‬
‫أي مثل عددها‪ ،‬وقيل‪ :‬قدر ما يوازيها في الكببثرة عيببار كيببل أو وزن أو مببا‬
‫أشبهه من وجوه الحصر والتقدير‪ ،‬وهذا تمثيل يراد به التقريببب‪ ،‬لن الكلم‬
‫ليدخل في الكيل والوزن وإنما يدخل في العدد‪ ،‬و المداد مصدر كالمببد يقببال‬
‫مددت الشئ مدا ومدادا وهو ما يكثر ويزداد‪ ،‬وقال أيضببا فيبه )سببحان الب‬
‫عدد كلماته( أي كلمه وهو صفته‪ ،‬وصبفانه ل تنحصبر بالعبدد فبذكر العبدد‬
‫هنا مجازا للمبالغة في الكثرة‪ ،‬وقيببل يحتمببل أن يريببد عببدد الذكببار أو عببدد‬
‫الجور على‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .285 :‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .141‬البلد المين ص ‪(*) .49‬‬

‫]‪[138‬‬

‫ذلك‪ ،‬ونصب عددا على المصدر انتهى‪ .‬وفي القاموس المد بالضببم المكيببال والجمببع‬
‫أمببداد ومببداد‪ ،‬قيبل‪ :‬ومنبه سببحان الب مببداد كلمباته انتهببى‪ ،‬والصببواب أن‬
‫المراد به المداد بالقلم من قوله سبحانه‪) :‬قل لبو كبان البحبر مببدادا لكلمبات‬
‫ربببي( )‪) (1‬وملببء سببمواته( مببن قبيببل تشبببيه المعقببول بالمحسببوس )مببا‬
‫أحصى كتابه( أي اللوح أو القببرآن‪ .‬قببالوا وتقببول ثلثيببن مببرة سبببحان الب‬
‫والحمد ل ول إله إل الب والب أكبببر‪ - 22 .‬مصببباح الشببيخ والختيببار‪ :‬ثببم‬
‫تقول‪) :‬الحمد ل الذي ل ينسى مببن ذكببره‪ ،‬والحمببد لب الببذي ل يخيببب مببن‬
‫دعاه‪ ،‬والحمد ل الذي ل يقطع رجاء من رجاه والحمد لب الببذي ليببذل مببن‬
‫واله‪ ،‬والحمد ل الذي يجزي بالحسان إحسانا‪ ،‬وبالصبر نجاة‪ ،‬والحمد ل‬
‫الذي هو ثقتنا حين تنقطع الحيل عنببا‪ ،‬والحمببد لب الببذي هببو رجاؤنببا حيببن‬
‫يسوء ظننا بأعمالنا‪ ،‬والحمد ل الذي من توكل عليه كفاه‪ ،‬والحمد ل الببذي‬
‫يغدو علينبا ويبروح بنعمبه‪ ،‬فنظبل فيهبا ونببيت برحمتبه سباكنين‪ ،‬ونصببح‬
‫بنعمته معافين فلك الحمد كثيرا ولببك المببن فاضببل‪ .‬الحمببد لب الببذي خلقنببي‬
‫فأحسن خلقي‪ ،‬وصورني فأحسن صورتي‪ ،‬وأدبني فأحسن أدبي‪ ،‬وبصببرني‬
‫دينه‪ ،‬وبسط على رزقه‪ ،‬وأسبغ على نعمه‪ ،‬وكفاني الهببم اللهببم فلببك الحمببد‬
‫على كل حال كثيرا‪ ،‬ولك المن فاضببل‪ ،‬وبنعمتببك تتببم الصببالحات اللهببم فلببك‬
‫الحمد حمدا خالدا مع خلودك‪ ،‬ولك الحمد حمدا ل نهاية له دون علمك‪ ،‬ولك‬
‫الحمببد حمببدا ل أمببدله دون مشببيتك‪ ،‬ولببك الحمببد حمببدا ل أجببر لقببائله دون‬
‫رضاك اللهم لك الحمد وإليك المشتكى‪ ،‬وأنت المستعان‪ ،‬اللهم لك الحمد كما‬
‫أنت أهله‪ ،‬والحمد ل بمحامده كلها على نعمببائه كلهببا‪ ،‬حببتى ينتهببي الحمببد‬
‫إلبى مبا يحببب ربنبا ويرضبى‪ ،‬اللهبم لبك الحمبد كمبا تقببول وفبوق مببا يقبول‬
‫القائلون‪ ،‬وكما يحب ربنا أن يحمد )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الكهف‪ (2) .109 :‬مصباح الشيخ ص ‪.142‬‬

‫]‪[139‬‬

‫ثم تقول‪) :‬أنت ال ل إله إل أنت رب العالمين‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت العلي العظيم‪،‬‬
‫وأنت الب ل إلببه إل أنببت العزيببز الحكيببم‪ ،‬وأنببت الب ل إلببه إل أنببت الغفببور‬
‫الرحيم وأنت ال ل إله إل أنت ملك يوم الدين‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت مبدء‬
‫كل شئ و إليك يعود‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت لم تزل ول تزال‪ ،‬وأنببت ال ب ل‬
‫إله إل أنت خالق الجنة والنار‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت خالق الخير والشببر‪،‬‬
‫وأنت ال ل إله إل أنت الواحد الحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولببد ولببم يكببن‬
‫له كفوا أحد‪ ،‬وأنت ال ل إله إل أنت الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن‬
‫العزيز الجبار المتكبر‪ ،‬سبحان ال عما يشركون‪ ،‬وأنببت الب ل إلببه إل أنببت‬
‫الكبير المتعببال والكبريبباء رداؤك‪ .‬أسببألك يببا الب بجببودك الببذي أنببت أهلببه‪،‬‬
‫وأسببألك يببا ال ب برحمتببك الببتي أنببت أهلهببا‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد عبببدك‬
‫ورسولك‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬وأن تعطيني من جزيل مببا أعطيببت أوليبباءك مببا‬
‫آمن به من عذابك‪ ،‬وأستوجب به كرامتك‪ ،‬فببان فببي عطببائك خلفببا مببن منببع‬
‫غيرك‪ ،‬وليس في منعك خلف مببن عطبباء غيببرك‪ ،‬يببا سببامع كببل صببوت‪ ،‬يببا‬
‫جببامع كببل فببوت‪ ،‬يببا بببارئ النفببوس بعببد المببوت‪ ،‬يببامن ل تتشببابه عليببه‬
‫الصوات‪ ،‬ول تغشاه الظلمببات‪ ،‬يببامن ل يشببغله شببئ عببن شببئ‪ ،‬أسببئلك أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تغفر لي ما سلف مببن ذنببوبي‪ ،‬وتعطينببي‬
‫سؤلي في دنياي وآخرتي‪ ،‬يا أرحم الراحميببن )‪ .(1‬بيببان‪ :‬روى الشببيخ فببي‬
‫التهذيب )‪ (2‬في أدعية نوافبل شببهر رمضببان صببدر هبذا البدعاء إلبى قبوله‬
‫)والكبرياء رداؤك( وزاد بعد قوله كفوا أحد )وأنت ال ل إلببه إل أنببت عببالم‬
‫الغيب والشهادة الرحمن الرحيم( وبعد قببوله يشبركون )وأنببت الب لإلببه إل‬
‫أنت الخالق البارئ المصور لك السماء الحسنى يسبح لك ما في السببموات‬
‫والرض وأنت العزيز الحكيم(‪ .‬ثم روى عن علي بن حاتم باسناده عن أبببي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ما من مؤمن يسأل ال بهن يقبببل بهببن قلبببه إلببى‬
‫ال عزوجل إل قضى ال عزوجل له حبباجته ولببو كببان )‪ (1‬مصببباح الشببيخ‬
‫ص ‪ (2) .142‬التهذيب ج ‪ 3‬ص ‪ 79‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[140‬‬

‫شقيا‪ ،‬رجببوت أن يتحببول سبعيدا‪ .‬ويببدل علبى عبدم اختصاصبه بببالتعقيب )‪ .(1‬وقبال‬
‫السيد بن طاوس في القبال بعد إيراده‪ :‬ورويت في روايتين من غير أدعية‬
‫شهر رمضان هببذا الببدعاء وليببس فيببه مالبك الخيببر والشببر‪ ،‬انتهببى‪) .‬عببالم‬
‫الغيببب والشببهادة( أي مببا غبباب عببن الحببس ومببا حضببر لببه‪ ،‬أو المعببدوم‬
‫والموجود أو السر والعلنية )القدوس( أي البليغ فببي النزاهببة عمببا يببوجب‬
‫نقصانا )السلم( ذو السلمة من كل نقص وآفة مصدر وصببف بببه للمبالغببة‬
‫)المؤمن( واهب المن )المهيمن( الرقيب الحافظ لكل شئ‪ ،‬مفيعل من المن‬
‫قلبت همزته هاء‪ ،‬العزيز‪ :‬الغالب الذي ل يغلب‪ ،‬الجبار أي الذي جبر خلقببه‬
‫على ما أراد أو جبر حالهم بمعنى أصلحها‪ ،‬المتكبر‪ :‬الذي يكبر عببن كببل مببا‬
‫يوجب حاجة أو نقصانا أو أظهر كبرياءه بما خلقه مببن خلقببه )سبببحان الب‬
‫عما يشركون( إذ ل يشاركه في شئ من ذلك أحد )الخالق‪ ،‬المقببدر للشببياء‬
‫على مقتضى حكمتببه‪ .‬الببارئ‪ :‬الموجبد لهبا ببريئا مببن التفباوت‪ ،‬المصبور‪:‬‬
‫الموجد لصورها وكيفياتها كما أراد‪) .‬لك السماء الحسنى( لنها دالة علببى‬
‫محاسن المعاني )يسبح لك ما في السموات والرض( لتنزهة عن النقببائص‬
‫كلها )وأنببت العزيببز الحكيبم( الجبامع للكمبالت بأسبرها‪ ،‬فانهبا راجعبة إلبى‬
‫الكمال في القبدرة )والعلبم رداؤك( أي مختبص ببك كمبا أن البرداء مختبص‬
‫بصاحبه )كل فوت( أي كل فائت في الخرة أي يحشر الموات ويجمعهم في‬
‫المحشر أو كل ما هو بمعبرض الفببوات أي ل يفببوته شببئ فببي البدارين )ول‬
‫تغشاه الظلمات( أي ل تمنعه عن رؤيببة الشببياء‪ ،‬والعلببم بهببا‪ ،‬أو ل يشببتبه‬
‫علببى الخلببق وجببوده فببي الظلمببة كمببا أن أكببثر المخلببوقين يخفيهببم الظلم‬
‫ويبديهم النور‪ ،‬والول أنسببب بسببائر الفقببرات‪ - 23 .‬مصببباح الشببيخ‪(2) :‬‬
‫وساير الكتب‪ ،‬ثم تقول‪) :‬اعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وما رزقني وكل‬
‫ما يعنيني أمره بعزة ال وعظمة ال وقدرة ال وجلل ال‬
‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .80‬مصباح الشيخ ص ‪.143‬‬

‫]‪[141‬‬

‫وكمال ال وسلطان ال وغفران ال ومن ال وعفو ال وحلم ال وجمع ال ورسول‬


‫ال و أهل بيت رسول ال صببلى الب عليبه وآلببه مببن شبر السبامة والهامببة‬
‫والعامة واللمة‪ ،‬ومن شر طوارق الليل والنهار‪ ،‬ومببن شببر كببل دابببة ربببي‬
‫آخذ بناصببيتها إن ربببي علببى صببراط مسببتقيم‪ ،‬اعيببذ نفسببي وأهلببي ومببالي‬
‫وولدي ومن يعنيني أمره بكلمات ال التامبات مببن شبر كبل شببيطان وهامبة‬
‫وكل عين لمة( ثلثا )‪ .(1‬بيان‪) :‬ومن يعنيني أمره( يقببال‪ :‬عنبباه الشببئ إذا‬
‫اهتم بشأنه‪ ،‬قببال فببي النهايببة يقببال‪ :‬هببذا أمببر ل يعنينببي أي ل يشببغلني ول‬
‫يهمني و )جمع ال( يحتمل أن يكون مصدرا أي بجمعببه سبببحانه للكمببالت‬
‫أو بجمعة الشياء وحفظها أو بحزب ال من النبيبباء والوصببياء‪ ،‬قببال فببي‬
‫مصباح اللغبة الجمبع الجماعبة تسبمية بالمصبدر انتهببى‪ .‬وفبي النهايبة فببي‬
‫حببديث ابببن المسببيب‪ :‬كنببا نقببول إذا أصبببحنا )نعببوذ بببال مببن شببر السببامة‬
‫والعامة‪ :‬السامة هنا خاصة الرجل يقببال‪ :‬سببم إذا خببص‪ ،‬وقببال فيببه‪ :‬أعببوذ‬
‫بكلمات ال التامة من شر كل سامة ومن كل عين لمة( أي ذات لمم واللمم‬
‫طرف من الجنبون يلبم بالنسبان أي يقببرب ويعببتريه‪ ،‬ولبذلك لبم يقببل ملمببة‬
‫وأصلها من ألممت بالشئ ليببزاوج قببوله )مببن شببر كببل سببامة( وقببال‪ :‬إنمببا‬
‫وصف كلمه بالتمام لنه ل يجوز أن يكون فبي كلمبه شبئ مببن النقببص أو‬
‫العيببب‪ ،‬كمببا يكببون فببي كلم النبباس‪ ،‬و قيببل معنببى التمببام ههنببا أنهببا تنفببع‬
‫المتعوذ بها وتحفظه مبن الفبات وتكفيبه انتهبى‪ .‬ويحتمبل أن يكبون المبراد‬
‫بكلماته سبحانه أسماؤه المقدسة أو تقديراته أو الئمببة عليهببم السببلم كمببا‬
‫ورد في الخبار‪ - 24 .‬مصباح الشيخ )‪ (2‬واختيبار اببن البباقي‪ :‬ثبم تقبول‪:‬‬
‫)مرحبا بالحافظين‪ ،‬وحيا كما ال من كاتبين‪ ،‬اكتبببا رحمكمببا البب‪ ،‬بسببم الب‬
‫الرحمببن الرحيببم‪ ،‬أشببهد أن ل إلببه إل ال ب وحببده ل شببريك لببه‪ ،‬وأشببهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله‪ ،‬وأشهد أن الدين كما شرع‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ (2) .51‬مصباح الشيخ ص ‪.144‬‬

‫]‪[142‬‬

‫وأن السلم كما وصف‪ ،‬وأن القول كما حدث‪ ،‬وأن الكتبباب كمببا أنببزل‪ ،‬وأن الب هببو‬
‫الحق المبين‪ ،‬اللهم بلغ محمببدا وآل محمببد تحيببة وأفضببل السببلم‪ .‬أصبببحت‬
‫لربي حامدا‪ ،‬أصحبت ل اشرك بال شيئا‪ ،‬ول أدعببو مببع الب إلهببا ول أتخببذ‬
‫من دونه وليا‪ ،‬أصبحت مرتهنا بعملي‪ ،‬أصبحت لفقير أفقر مني‪ ،‬وال ب هببو‬
‫الغني الحميد‪ ،‬بال اصبح‪ ،‬وبال امسى‪ ،‬وبال نحيببى‪ ،‬وبببال نمببوت‪ ،‬وإلببى‬
‫ال النشور‪ .‬اللهم إني أعوذ بك من الهم والحبزن والعجبز والكسبل والجببن‬
‫والبخل وضلع الببدين‪ ،‬وغلبببة الرجببال‪ ،‬أصبببحت والجببود والجمببال والجلل‬
‫والبهاء والعزة والقدرة و السلطان والخلببق والمببر والببدنيا والخببرة‪ ،‬ومببا‬
‫سكن في الليل والنهار ل رب العالمين( يقولها ثلث مرات‪ .‬وتقول )الحمببد‬
‫ل الذي أذهب الليل ]بقدرته[ وجاء بالنهار برحمته‪ ،‬خلقا جديدا ونحن منه‬
‫فببي عافيبة ورحمببة‪ ،‬سببحان ربنبا إن كبان وعبد ربنببا لمفعبول( ثلثل )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬لعل التثليث الول من قوله أصبببحت والجببود إلببى آخببره‪ ،‬ويحتمببل أن‬
‫يكون من قوله اللهم إني أعوذ بك من أول الببدعاء‪ - 25 .‬مصببباح الشببيخ )‬
‫‪ (2‬واختيار ابن الباقي‪ :‬ثم تقول‪) :‬اللهم إني وهذا اليوم المقبببل خلقببان مببن‬
‫خلقك‪ ،‬فل يهمني اليوم شئ من ركوب محارمك‪ ،‬ول الجرأة على معاصيك‪،‬‬
‫وارزقني فيه عمل مقبول‪ ،‬وسعيا مشكورا‪ ،‬وتجارة لن تبور الب إنببي اقببدم‬
‫بين يدي نسياني وعجلتي في يومي هذا بسم الب مببا شبباء الب ل حببول ول‬
‫قوة إل بال أصبحت بال مؤمنا موقنا على دين محمد صلى ال عليببه وآلببه‬
‫وسببنته‪ ،‬وعلببى ديببن علببي عليببه السببلم وسببنته‪ ،‬وعلببى ديببن الوصببياء‬
‫وسنتهم‪ ،‬آمنت بسرهم وعلنيتهم وشاهدهم وغائبهم‪ .‬اللهم إني أستعيذ بك‬
‫مما استعاذ منه محمد وعلي والوصياء عليهم السلم‪ ،‬وأرغببب إليببك فيمببا‬
‫رغبوا إليك فيه‪ ،‬ولحول ول قوة إل بال‪.‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ (2) .52‬مصباح الشيخ ص ‪.145 - 144‬‬

‫]‪[143‬‬

‫اللهم توفني علببى اليمببان بببك‪ ،‬والتصببديق برسببلك‪ ،‬والوليببة لعلببي بببن أبببي طببالب‬
‫والئتمام بالئمة من آل محمد فاني قد رضيت بببذلك يببا رب‪ ،‬أصبببحت علببى‬
‫فطرة السلم وكلمة الخلص‪ ،‬وملة إبراهيم ودين محمد وآل محمد‪ ،‬اللهبم‬
‫أحيني ما أحييتني عليه و توفني إذا توفيتني عليه وابعثني عليه إذا بعثتنببي‬
‫واجعلني معهم في الدنيا والخرة‪ ،‬ول تفرق بيني وبينهببم طرفببة عيببن‪ ،‬ول‬
‫أقل من ذلك ول أكثر‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ .‬رضيت بال ربا‪ ،‬وبالسببلم دينببا‪،‬‬
‫وبمحمد صلى ال عليه وآله نبيا‪ ،‬وبالقرآن كتابا‪ ،‬و بعلي إماما‪ ،‬وبالحسن‪،‬‬
‫والحسببين‪ ،‬وعلببي بببن الحسببين‪ ،‬ومحمببد بببن علببي‪ ،‬وجعفببر بببن محمببد‪ ،‬و‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬وعلي بن موسببى‪ ،‬ومحمببد بببن علببي‪ ،‬وعلببي بببن محمببد‪،‬‬
‫والحسبن ببن علبي‪ ،‬و الحجبة الخلبف الصبالح‪ ،‬أئمبة وسبادة وقبادة‪ ،‬اللهبم‬
‫اجعلهم أئمتي وقادتي في الدنيا والخرة‪ .‬ال أدخلني في كل خير أدخلت فيه‬
‫محمدا وآل محمد وأخرجني من كببل سببوء أخرجببت منببه محمببدا وآل محمببد‬
‫واجعلني معهم في الدنيا والخببرة‪ ،‬فببي كببل شببدة ورخبباء‪ ،‬وفببي كببل عافيببة‬
‫وبلء‪ ،‬وفي المشاهد كلها‪ ،‬ول تفرق بيني وبينهببم طرفببة عيببن أبببدا‪ ،‬لأقببل‬
‫من ذلك ول أكثر فاني بذلك راض يببا رب( )‪ .(1‬بيببان‪ :‬قبال ابببن الببباقي فببي‬
‫اختياره‪ :‬روي عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قببال‪ :‬مببامن عبببد يقببول‪:‬‬
‫حين يصبح ويمسي )رضيت بال ربا( إلى آخره‪ ،‬إل كان حقببا علببى العزيببز‬
‫الجبار أن يرضيه يوم القيامة‪ - 26 .‬مصباح الشببيخ )‪ (2‬وكتبباب الكفعمببي‪:‬‬
‫ثم تقول‪ :‬عشر مرات )اللهم صل على محمد وآل محمد الوصياء الراضببين‬
‫المرضيين بأفضل صلواتك‪ ،‬وبارك عليهم بأفضل بركاتببك‪ ،‬والسببلم عليهببم‬
‫وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة ال وبركاته )‪ - 27 .(3‬مصببباح الشببيخ‬
‫والختيار‪ :‬ثم يقول‪ :‬اللهم أحيني على ما أحييت‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ (2) .51‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .145‬البلد المين ص ‪.52‬‬

‫]‪[144‬‬

‫عليه علي بن أبي طالب عليه السلم‪ ،‬وأمتني على ما مات عليه علي بن أبي طببالب‬
‫عليه السلم‪ .‬ثم تقول‪ :‬اللهم إنك تنزل في هذا الليل والنهار ما شئت‪ ،‬فأنزل‬
‫علي وعلى إخواني وأهلي وأهل حزانتي من رحمتببك ورضببوانك ومغفرتببك‬
‫ورزقك الواسع ما تجعله قواما لديني ودنياي يا أرحم الراحمين‪ ،‬اللهم إنببي‬
‫أسألك من فضلك الواسببع الفاضببل المفضببل رزقببا واسببعا حلل طيبببا بلغببا‬
‫للخرة والدنيا‪ ،‬هنيئا مريئا صبا صبببا مببن غيببر مببن مببن أحببد إل سببعة مببن‬
‫فضلك‪ ،‬وطيبا من رزقك‪ ،‬وحلل من واسعك‪ ،‬تغنيني به‪ .‬من فضببلك أسببأل‪،‬‬
‫ومن عطيتك أسأل‪ ،‬ومن يدك الملى أسببأل‪ ،‬ومببن خيببرك أسببأل يببامن بيببده‬
‫الخير‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪ .‬اللهم إني أسبألك نفحببة مببن نفحبات رزقببك‪،‬‬
‫تجعلها عونا على نفسي ودنياي وآخرتي‪ ،‬اللهم افتح لي ولهببل بيببتي ببباب‬
‫رحمتك‪ ،‬ورزقا من عندك‪ ،‬اللهم ل تحظر علي رزقي‪ ،‬ول تجعلني محارفببا‪،‬‬
‫واجعلنببي ممببن يخبباف مقامببك‪ ،‬ويخبباف وعيببدك‪ ،‬و يرجببو لقباءك‪ ،‬ويرجببو‬
‫أيامك‪ ،‬واجعلني أتببوب إليببك توبببة نصببوحا‪ ،‬وارزقنببي عمل متقبل نجيحببا‪،‬‬
‫وسعيا مشكورا‪ ،‬وتجارة لن تبببور )‪ .(1‬بيببان‪ :‬قببال الجببوهري‪ :‬قببوام المببر‬
‫بالكسر نظامه وعمبباده‪ ،‬وقببوام المببر أيضببا ملكببه الببذي يقببوم بببه‪ ،‬وقببال‪:‬‬
‫البلغ الكفاية‪ ،‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬الهنئ والمهناما أتاك بل مشببقة‪ ،‬وقببال‬
‫مببرؤ الطعببام فهببو مببرئ هنببئ حميببد المغبببة انتهببى )صبببا( مصببدر بمعنببى‬
‫المفعول كناية عن الكثرة‪ ،‬وفببي القبباموس نفببح الطيببب كمنببع فبباح والريببح‬
‫هبببت و العببرق نببزى منببه الببدم‪ ،‬وفلن بشببئ أعطبباه‪ ،‬والنفحببة مببن الريببح‬
‫الدفعببة‪ ،‬ومببن اللبببان المخضببة انتهببى‪ .‬وفببي النهايببة‪ :‬الحظببر المنببع‪،‬‬
‫والمحارف بفتح الراء هببو المحببروم المحببدود الببذي إذا طلببب ل يببرزق‪ ،‬أو‬
‫يكون ل يسعى في الكسب‪ ،‬وقد حورف كسب فلن إذا شدد عليه في معاشه‬
‫وضيق كأنه ميل برزقبه عنبه‪ ،‬مبن النحبراف عبن الشبئ وهبو الميبل عنبه‬
‫)ويرجو أيامك(‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪.146 - 145‬‬

‫]‪[145‬‬

‫أي اليام التي وعدت المحسببنين فيهببا الراحببة والخيببر والمثوبببة كأيببام القببائم عليببه‬
‫السبلم كمببا ورد فببي الخبببر‪ ،‬ويببوم دخببول الجنببة‪ .‬أو نعمببك كمبا روي عبن‬
‫الصادق عليه السلم في قوله تعالى )وذكرهم بأيام ال( )‪ (1‬أن المراد بهببا‬
‫نعم ال‪ .‬وللمفسرين في التوبة النصبوح أقبوال‪ :‬الول أن المبراد بهبا توببة‬
‫تنصح الناس‪ ،‬أي تدعوهم إلى أن يأتوا بمثلها لظهببور آثارهببا الجميلببة فببي‬
‫صاحبها‪ ،‬الثاني أنها تنصح صبباحبها فيقلببع عببن الببذنوب ثببم ل يعببود إليهببا‬
‫أبدا‪ ،‬الثالث أن النصوح ما كانت خالصة لوجه ال سبحانه من قولهم عسبل‬
‫نصوح إذا كان خالصا من الشمع‪ ،‬الرابببع أن النصببوح مببن النصبباحة وهببي‬
‫الخياطة لنها تنصح من الدين ما مزقته الذنوب أو يجمع بين التببائب وبيببن‬
‫أوليبباء ال ب وأحبببائه كمببا تجمببع الخياطببة بيببن قطببع الثببوب‪ ،‬الخببامس أن‬
‫النصوح وصف للتائب وإسناده إلى التوبببة مببن قبيببل السببناد المجببازي أي‬
‫توبة ينصحون بها أنفسبهم ببأن يبأتوا بهبا علبى أكمبل مبا ينبغبي أن تكبون‬
‫عليه‪ ،‬وفعبول يسبتوي فيبه المبذكر والمبؤنث‪ .‬وقبال الجبوهري‪ :‬سبار فلن‬
‫سيرا نجيحا أي وشيكا‪ ،‬ورأي نجيح أي صواب‪ ،‬وقال‪ :‬البوار الهلك‪ ،‬وبار‬
‫عمله بطل‪ ،‬ومنه قوله تعالى )ومكببر اولئك هببو يبببور( )‪ - 28 .(2‬مصببباح‬
‫الشيخ )‪ :(3‬وسائر الكتب )‪ (4‬ثم قل‪ :‬أسببتغفر الب ربببي وأتببوب إليببه مببائة‬
‫مرة‪ ،‬أسأل ال العافية‪ ،‬مائة مرة‪ ،‬أسببتجير بببال مببن النببار وأسببأله الجنببة‪،‬‬
‫مائة مرة‪ ،‬أسأل ال الحور العين‪ ،‬مبائة مببرة‪ ،‬ل إلببه إل الب الحببق المبببين‪،‬‬
‫مائة مرة‪ ،‬واقراء قل هو ال أحببد مبائة مببرة‪ ،‬وصببلى الب علببى محمببد وآل‬
‫محمد‪ ،‬مائة مرة‪ ،‬سبحان الب والحمببد لب ول إلببه إل الب والب أكبببر مببائة‬
‫مرة‪ ،‬ما شاء ال كان ول حول ول قوة إل بال العلي‬

‫)‪ (1‬ابراهيببم‪ (2) .5 :‬فبباطر‪ (3) .10 :‬مصببباح الشببيخ ص ‪ (4) .146‬مصببباح‬
‫الكفعمي ص ‪.65‬‬

‫]‪[146‬‬

‫العظيببم‪ ،‬مببائة مببرة‪ .‬اللهببم قببد رضببيت بقضببائك‪ ،‬وسببلمت لمببرك‪ ،‬اللهببم اقببض لببي‬
‫بالحسنى‪ ،‬واكفني ما أهمني‪ ،‬مائة مرة‪ ،‬اللهم أوسع لي فببي رزقببي‪ ،‬وامببدد‬
‫لي في عمري‪ ،‬واغفر لي ذنبي‪ ،‬واجعلني ممن تنتصر به لدينك‪ ،‬مائة مرة‪،‬‬
‫لحول ول قوة إل بال توكلت على الحي الذي ل يموت‪ ،‬والحمد ل الذي لم‬
‫يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملبك ولبم يكببن لببه ولببي مببن البذل وكبببره‬
‫تكبيرا ‪ -‬عشر مرات )‪ - 29 .(1‬البلد الميببن‪ :‬مببن كتبباب طريببق النجبباة إذا‬
‫نزل بك فقر أو بؤس فقل إذا أصبحت وأمسيت عشببرا )ل حببول ول قببوة إل‬
‫بال إلى قوله وكبره تكبيرا فان النبي صلى الب عليببه وآلببه علبم ذلبك رجل‬
‫من النصار شكى إليه ذلك‪ ،‬قاله ثلثة أيام و نفي عنببه الفقببر والسببقم )‪.(2‬‬
‫‪ - 30‬مصباح الشيخ )‪ :(3‬وساير الكتب )‪ (4‬ثببم تقببول عشببر مببرات‪ :‬اللهببم‬
‫اقذف فبي قلبوب العبباد محبببتي‪ ،‬وضببمن السبموات والرض رزقببي‪ ،‬وألبق‬
‫الرعب في قلببوب أعببدائك منببي‪ ،‬وانشببر رحمتببك لببي‪ ،‬وأتمببم نعمتببك علببي‪،‬‬
‫واجعلها موصولة بكرامتك إياي وأوزعني شكرك‪ ،‬وأوجب لببي المزيببد مببن‬
‫لدنك‪ ،‬ول تنسني ذكرك‪ ،‬ول تجعلني مببن الغببافلين‪ .‬ثببم يقببول عشببر مببرات‪:‬‬
‫اللهم يسر لنا ما نخاف عسرته‪ ،‬وسهل لنا ما نخبباف حزونتببه‪ ،‬ونفببس عنببا‬
‫ما نخاف كربته‪ ،‬واكشف عنا ما نخاف غمه‪ ،‬واصرف عنا مبا نخباف بليتبه‬
‫يا أرحم الراحمين‪ .‬ثم يقول عشر مرات‪ :‬اللهم ل تنزع مني صالحا أعطيتببه‬
‫أبدا‪ ،‬ول تردنبي فبي سبوء اسبتنقذتني منبه أببدا‪ ،‬ول تشبمت ببي عبدوا ول‬
‫حاسدا أبدا‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ (2) .52‬لم نجده في المطبوع من المصدر‪ (3) .‬مصباح الشيخ‬
‫ص ‪ (4) .146‬مصباح الكفعمي ص ‪.65‬‬

‫]‪[147‬‬

‫طرفة عين أبدا‪ .‬ويقول عشر مرات‪ :‬اللهم بارك لي فيمببا أعطيتنببي وبببارك لببي فيمببا‬
‫رزقتنبي‪ ،‬وزدنبي مبن فضبلك‪ ،‬واجعبل لبي المزيبد مبن كرامتبك‪ .‬واقبرأ آيبة‬
‫الكرسي عشر مرات وقل‪ :‬أشهد أن ل إلببه إل الب وحببده ل شببريك لببه إلهببا‬
‫واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ول ولدا عشبر مبرات‪ ،‬وتقببرأ إنبا أنزلنبباه‬
‫عشر مرات ثم تقول‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له أحدا صمدا لم يلد ولببم‬
‫يولد ولم يكن له كفوا أحد إلها واحدا لم يتخذ صاحبة ول ولدا عشببر مببرات‬
‫)‪ .(1‬ثم يقول عشر مرات‪ :‬اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في ديببن‬
‫أو دنيا فمنك وحدك ل شريك لك‪ ،‬لك الحمببد ولببك الشببكر بهببا علببي‪ ،‬يببا رب‬
‫حتى ترضى و بعد الرضا‪ .‬ثم يقول عشر مرات‪ :‬لإله إل ال وحده ل شريك‬
‫له له الملك وله الحمد يحيي ويميببت وهببو حببي ل يمببوت بيببده الخيببر وهببو‬
‫على كل شئ قدير‪ .‬ثببم يقببول عشببر مببرات عنببد طلببوع الشببمس وغروبهببا‪:‬‬
‫)أعوذ بال السميع العليم من همزات الشياطين‪ ،‬وأعوذ بال أن يحضرون‪،‬‬
‫إن ال هو السميع العليم(‪ .‬ثم يقول مائة مرة‪) :‬بسببم ال ب الرحمببن الرحيببم‪،‬‬
‫لحببول ول قببوة إل بببال العلببي العظيببم‪ .‬ثببم يقببول )اللهببم مقلببب القلببوب‬
‫والبصار ثبت قلبي على دينك‪ ،‬ول تزغ قلبي بعد إذ هديتني‪ ،‬وهب لببي مببن‬
‫لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‪ ،‬وأجرني من النار برحمتك‪ ،‬اللهم امدد لي فببي‬
‫عمري وأوسع علي في رزقي وانشر علي رحمتك‪ ،‬وإن كنت عنببدك فببي ام‬
‫الكتاب شقيا فاجعلني سعيدا‪ ،‬فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب(‪.‬‬
‫ثم قل‪ :‬أحطت على نفسي وأهلي ومالي وولدي من شاهد وغائب بال الذي‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪.53‬‬

‫]‪[148‬‬

‫ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة الرحمببن الرحيببم الحببي القيببوم ل تأخببذه سببنة ول‬
‫نوم له ما في السموات وما في الرض مببن ذا الببذي يشببفع عنببده إل بببإذنه‬
‫يعلم ما بين أيديهم ومببا خلفهببم ول يحيطببون بشببئ مببن علمببه إل بمببا شبباء‬
‫وسع كرسيه السموات و الرض ول يؤده حفظهما وهو العلي العظيببم )‪.(1‬‬
‫بيان‪) :‬أحطت على نفسي( لعل المعنى جعلت عليها حائطببا وحفظتهببا يقببال‪:‬‬
‫حاطه حوطا رعاه وحوط حوله تحويطا أدار عليه التراب حتى جعله محيطا‬
‫به وأحاط القوم بالبلببد اسببتداروا بجببوانبه‪ ،‬ويقببال حبباطوا بببه أيضببا‪- 31 .‬‬
‫مصباح الشيخ وغيره‪ :‬ثببم تقببول‪ :‬أصبببحت اللهببم معتصببما بببذمامك المنيببع‬
‫الذي ل يطاول ول يحاول‪ ،‬من كل غاشم وطارق‪ ،‬من سائر من خلقببت ومببا‬
‫خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنببة مببن كببل مخببوف بلببباس سببابغة‬
‫ولء أهل بيت نبيك محتجبا من كل قاصد لي بأذيه بجببدار حصببين الخلص‬
‫في العتراف بحقهم والتمسك بحبلهبم موقنببا أن الحببق لهبم ومعهبم وفيهببم‬
‫وبهم‪ ،‬واوالي من والوا واجانب من جانبوا فأعذني اللهم بهبم مبن شبر كبل‬
‫ما أتقيه يببا عظيببم‪ ،‬حجببزت العببادي عنبدي ببببديع السببموات و الرض إنببا‬
‫جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشببيناهم فهببم ل يبصببرون( )‬
‫‪ - 32 .(2‬المكارم والبلد المين )‪ (3‬والجنة )‪ :(4‬عن الهادي عليه السببلم‬
‫إذا أردت أن تحصن من مخاوفك وتأمن مببن محببذورك فببي اليببام النحسببات‬
‫وغيرها فقل إذا أصبحت ثلثا أصبحت اللهم معتصما إلببى آخببر الببدعاء وإذا‬
‫أمسيت فقل ثلثا )‪ .(5‬توضيح‪ :‬قال الجزري‪ :‬الذمام بالسكر والفتح‪ :‬الحببق‬
‫والحرمة التي يذم مضيعها‪ ،‬وقال فيه اللهم بك اطاول‪ :‬مفاعلببة مببن الطببول‬
‫بالفتح‪ ،‬وهو الفضل والعلو‬

‫)‪ (1‬مصببباح الشببيخ ص ‪ (2) .148 - 146‬مصببباح الشببيخ ص ‪ (3) .148‬البلببد‬


‫المين ص ‪ ،27‬هامشا ومتنا‪ (4) .‬مصباح الكفعمببي ص ‪ (5) .86‬مكببارم‬
‫الخلق ص ‪.323 - 322‬‬
‫]‪[149‬‬

‫على العداء )وبك احاول( من المحاولة وهي طلب الشئ بحيلببة‪ ،‬والغشببم الظلببم‪ ،‬و‬
‫الطارق الذي يطرق بشبر‪ ،‬ويطلبق غالببا علبى البوارد فبي الليبل )الصبامت‬
‫والناطق( كثيرا ما يطلق الصامت على الجماد والنبباطق علببى الحيببوان وإن‬
‫كان من الحيوانات العجم‪ ،‬يقال فلن ل يملببك صببامتا ول ناطقببا أي ل يملببك‬
‫شيئا ومنه قول الفقهاء‪ :‬الزكاة في الصامت والنبباطق ويجببوز أن يببراد هنببا‬
‫بالناطق معناه المعروف‪) .‬بلببباس سببابغة( قببال الكفعمببي ‪ -‬ره ‪ :-‬أي تامببة‪،‬‬
‫والسابغ التام الكامل‪ ،‬ومنه نعمة سابغة ودروع سابغة‪ ،‬وقببوله تعببالى‪) :‬أن‬
‫اعمل سابغات( )‪ (1‬أي دروع تامة‪ ،‬وإنمببا قببال عليببه السببلم‪ :‬سببابغة لنببه‬
‫كناية عن الدرع وهي مؤنثة‪ ،‬وفي روايببة الكفعمببي‪) :‬وأجببانب مببن جببانبوا‬
‫فصل على محمد وآله وأعذني(‪) .‬بديع السموات( قال الشببيخ البهببائي‪ :‬مببن‬
‫قبيل حسن الغلم أي أن السموات والرض بديعة‪ ،‬أي عديمة النظيببر‪ ،‬وقببد‬
‫يقال المراد بالبديع المبدع أي الموجد من غير مثال سابق‪ ،‬فليس من قبيببل‬
‫إجراء الصفة على غير من هي له‪ ،‬ونوقش بأن مجيئ فعيل بمعنى مفعل لم‬
‫يثبت في اللغة‪ ،‬وإن ورد فشاذ ل يقاس عليه‪ ،‬وفيه كلم )إنا جعلنا من بيببن‬
‫أيديهم سدا( )‪ (2‬أي من بين أيدي أعدائنا سدا ومنعا ل يصلون إلينا بسببوء‬
‫)ومن خلفهم سببدا(( ل يمكنهببم الفببرار )فأغشببيناهم( أي أغشببينا أبصببارهم‬
‫فهم ل يبصروننا‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي سند هذا الدعاء وما بعده في كتببب الببدعاء‪،‬‬
‫وإنما أوردناهما هنا تبعا للصحاب‪ - 33 .‬المصببباح والختيببار وغيرهمببا )‬
‫‪ :(3‬فإذا أردت التوجه في يوم قد حذر‬

‫)‪ (1‬سبأ‪ (2) .11 :‬يس‪ (3) .9 :‬رواه الشيخ في المالى ج ‪ 1‬ص ‪ 283‬مسندا وقد‬
‫أخرجه المؤلف العلمببة قبدس سببره فببي ج ‪ 59‬ص ‪ 26 - 24‬مببع شببرح‬
‫وأخرجه في ج ‪ 95‬ص ‪ 2 - 1‬من طبعتنا هذه وتراه في مصباح الكفعمي‬
‫ص ‪.188‬‬

‫]‪[150‬‬

‫من التصرف فيه‪ ،‬فقدم أمام توجهك قراءة الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬وقل‬
‫هو ال أحد‪ ،‬وآية الكرسي‪ ،‬وإنا أنزلناه فبي ليلبة القبدر‪ ،‬وآخبر آل عمبران‪،‬‬
‫من قوله‪ :‬إن في خلق السموات والرض إلى آخر السورة‪ ،‬ثببم قببل‪) :‬اللهببم‬
‫بك يصول الصائل وبقدرتك يطببول الطببائل‪ ،‬ولحببول لكببل ذي حببول إل بببك‪،‬‬
‫ولقوة يمتارها ذو قوة إل منك‪ ،‬وبصفوتك من خلقك‪ ،‬وخيرتك مببن بريتببك‪،‬‬
‫محمد صلى ال عليه وآلببه نبيببك‪ ،‬وعببترته وسببللته عليببه وعليهببم السببلم‬
‫صل عليهم‪ ،‬واكفني شر هذا اليوم وضره‪ ،‬وارزقني خيره ويمنه‪ ،‬وبركاته‪،‬‬
‫واقض لي في متصرفاتي بحسن العافية‪ ،‬وبلوغ المحبة‪ ،‬والظفببر بالمنيببة‪،‬‬
‫وكفاية الطاغية المغوية‪ ،‬وكل ذي قدرة لي على أذيبة حبتى أكبون فبي جنبة‬
‫وعصمة من كل بلء ونعمة‪ ،‬وأبدلني فيه من المخاوف أمنا‪ ،‬ومن العببوائق‬
‫فيه يسرا‪ ،‬حتى ل يصدني صبباد عببن المببراد‪ ،‬ول يحببل بببي طببارق مببن أذى‬
‫العباد‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ ،‬والمور إليك تصير‪ ،‬يامن ليس كمثلبه شبئ‪،‬‬
‫وهو السميع البصير )‪ .(1‬بيان‪ :‬المتيار جلب الطعام‪ ،‬واسببتعير هنببا لطلببب‬
‫المعونببة والقببوة‪ - 34 .‬المصببباح وغيببره‪ :‬ثببم تقببول‪) :‬اللهببم إنببي أصبببحت‬
‫أستغفرك في هذا الصباح وفي هذا اليوم لهل رحمتك‪ ،‬وأبرء إليك من أهببل‬
‫لعنتك‪ ،‬اللهم إني اصبحت أبرأ إليك في هذا اليببوم‪ ،‬وفببي هببذا الصببباح ممببن‬
‫نحن بين ظهرانيهم من المشركين‪ ،‬وما كانوا يعبدون إنهم كانوا قبوم سبوء‬
‫فاسقين‪ .‬اللهم اجعل ما أنزلت من السماء إلى الرض بركببة علببى أوليببائك‪،‬‬
‫وعذابا على أعدائك‪ ،‬اللهم وال من والك‪ ،‬وعاد من عاداك‪ ،‬اللهم اختببم لببي‬
‫بالمن واليمببان كلمببا طلعببت شببمس أو غربببت‪ ،‬اللهببم اغفببر لببي ولوالببدي‬
‫وارحمهما كما ربياني صغيرا‪ ،‬اللهم اغفببر للمببؤمنين والمؤمنببات‪ ،‬الحيبباء‬
‫منهم والموات‪ ،‬إنك تعلم متقلبهم ومثواهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ‪ 148 :‬و ‪.149‬‬

‫]‪[151‬‬

‫اللهم احفظ إمام المسلمين بحفببظ اليمببان‪ ،‬وانصببره نصببرا عزيببزا‪ ،‬وافتببح لببه فتحببا‬
‫يسيرا‪ ،‬واجعل لمام المسلمين من لدنك سلطانا نصيرا‪ ،‬اللهببم العببن الفببرق‬
‫المخالفببة علببى رسببولك‪ ،‬والمتعديببة لحبدودك‪ ،‬والعبن أشببياعهم وأتببباعهم‪،‬‬
‫وأسئلك الزيادة من فضلك‪ ،‬والقتداء بما جاء من عندك‪ ،‬والتسببليم لمببرك‪،‬‬
‫والمحافظة على ما أمرت به لأبغي به بدل ول أشتري به ثمنببا قليل‪ .‬اللهببم‬
‫اهدني فيمن هديت‪ ،‬وقني شر ما قضيت‪ ،‬إنك تقضى ول يقضببى عليببك‪ ،‬ول‬
‫يعز من عاديت‪ ،‬ول يذل من واليت‪ ،‬تببباركت وتعبباليت‪ ،‬سبببحانك رب البببيت‬
‫الحرام‪ ،‬تقبل منى دعائي‪ ،‬وما تقربت به إليك من خير فضبباعفه لببي يببا رب‬
‫أضعافا‪ ،‬وآتني من لدنك أجرا عظيما‪ .‬رب ما أحسن ما أبليتني‪ ،‬وأعظببم مببا‬
‫آتيتني‪ ،‬وأطول ما عافيتني‪ ،‬وأكثر ماسببترت علببى‪ ،‬فلببك الحمببد كببثيرا طيبببا‬
‫مباركا عليه ملء ]السببموات وملببء[ الرض‪ ،‬وملببء مببا شبباء ربببي‪ ،‬وكمبا‬
‫يحببب ربببي ويرضببى‪ ،‬وكمببا ينبغببي لكببرم وجهببه وعببز جللببه‪ ،‬ذي الجلل‬
‫والكرام )‪ .(1‬الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد البببرقي‪ ،‬عببن عبببد الرحمببن بببن‬
‫حماد‪ ،‬عن عمرو بن معصب‪ ،‬عن فرات بن الحنف‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬مهما تركت من شئ فل تترك أن تقول في كببل صببباح ومسبباء‪،‬‬
‫اللهم إني أصبحت إلى آخر الدعاء بتغيير يسببير‪ ،‬وفيببه )اللهببم العببن الفببرق‬
‫المختلفة على رسولك‪ ،‬وولة المر بعد رسولك‪ ،‬والئمة من بعده وشيعتهم‬
‫وأسئلك( )‪ .(2‬بيان‪ :‬قبال فببي النهايببة‪ :‬فيببه )فأقبباموا بيببن ظهرانيهببم وبيببن‬
‫أظهرهم( المراد أنهم أقاموا بينهم على سبيل الستظهار والستناد‪ ،‬وزيدت‬
‫فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا‪ ،‬ومعناه أن ظهرا منهم قدامه‪ ،‬وظهببرا وراءه‬
‫فهو مكنون من جانبيه‪ ،‬ومن جوانبه إذا‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) .149‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.530 - 529‬‬

‫]‪[152‬‬

‫قيل بين أظهرهم‪ ،‬ثم كثر حتى استعمل في القامة بين القببوم مطلقببا‪) .‬متقلبهببم( فببي‬
‫الدنيا )ومثويهم( في الخرة‪ ،‬وقيل‪ :‬متقلبهم في أصببلب الببباء إلببى أرحببام‬
‫المهات‪ ،‬ومثويهم مقامهم في الرض‪ ،‬وقيل‪ :‬متقلبهم مببن ظهببر إلببى بطببن‬
‫ومثويهم في القبور‪ ،‬وقيببل‪ :‬متصببرفهم بالنهببار‪ ،‬ومضببجعهم بالليببل‪ ،‬ولعببل‬
‫التعميببم أولببى‪) .‬بحفببظ اليمببان( أي سبببب حفظببه لليمببان أو حفظببك لببه‬
‫)المخالفة( في بعض نسخ الكبافي )المختلفببة( بالفباء وفببي بعضببها بالقباف‬
‫يقال‪ :‬اختلقه أي افتراه )لأبغي( أي ل أطلب )ما أبليتنببي( أي أنعمتنببي‪35 .‬‬
‫‪ -‬المصباح )‪ (1‬وساير الكتب دعاء آخببر‪ :‬اللهببم فبباطر السببموات والرض‪،‬‬
‫عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم‪ ،‬أعهد إليك في هذه الدنيا أنك أنت ال‬
‫ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك‪ ،‬وأن محمدا صببلى ال ب عليببه وآلببه عبببدك‬
‫ورسولك‪ ،‬اللهم فصل على محمد وآلببه‪ ،‬ول تكلنببي إلببى نفسببي طرفببة عيببن‬
‫أبدا‪ ،‬ول إلببى أحببد مببن خلقببك فانببك إن وكلتنببي إليهببا تباعببدني مببن الخيببر‪،‬‬
‫وتقربنببي مببن الشببر‪ ،‬أي رب ل أثببق إل برحمتببك فصببل علببى محمببد وآلببه‬
‫الطيبين‪ ،‬واجعل لي عندك عهدا تؤديه إلى يوم القيامة إنك لتخلببف الميعبباد‬
‫)‪ .(2‬البلد المين )‪ (3‬والجنة‪ :‬عبن ابببن مسبعود أن النبببي صبلى الب عليبه‬
‫وآله قال‪ :‬أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومسبباء عهببدا عنببد الب تعببالى ؟‬
‫قالوا‪ :‬وكيف ذلك ؟ قال‪ :‬يقول أحببدكم‪ :‬اللهبم فباطر السببموات والرض إلبى‬
‫آخر الدعاء فإذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضببع تحببت العببرش‪ ،‬فبإذا كببان‬
‫يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهببم عنببد الرحمببن عهببد فيببدخلون الجنببة‪،‬‬
‫ذكر ذلك المام الطبرسي )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) .150‬البلد المين ص ‪ (3) .53‬لم نجده في الهامش‬
‫المطبوع‪ ،‬وترى مثله في هامش الصفحة ‪ 3‬والصببفحة ‪ (4) .53‬مصببباح‬
‫الكفعمي ص ‪ 8‬و ‪ 85‬متنا وهامشا‪.‬‬
‫]‪[153‬‬

‫‪ - 36‬المصباح والختيار وساير الكتب‪ :‬ودعاء آخبر اللهببم إنبي أسبألك بحبق محمببد‬
‫وآل محمد‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل النور فببي بصببري‪،‬‬
‫والبصيرة في ديني‪ ،‬واليقين في قلبي‪ ،‬والخلص في علمي‪ ،‬والسلمة في‬
‫نفسي‪ ،‬والسعة في رزقي والشكر لك أبدا مببا أبقيتنببي‪ .‬ثببم تقببول‪ :‬بسببم ال ب‬
‫الرحمببن الرحيببم‪ ،‬الحمببد ل ب رب العببالمين‪ ،‬تبببارك ال ب أحسببن الخببالقين‪،‬‬
‫ولحول ولقوة إل بال العلي العظيم ‪ -‬ثلثين مرة )‪ - 37 .(1‬البلد المين‪:‬‬
‫رأيت في بعض كتب أصحابنا مرويا عن الصادق عليه السلم أنه مببن كببان‬
‫به علة فليقل عقيب الصبح أربعين مرة‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد ل‬
‫رب العالمين‪ ،‬حسبنا ال ونعم الوكيل‪ ،‬تبارك ال إلى آخر ما في الصببل ثببم‬
‫يمسح يده على العلة يبرء إنشاء ال تعالى وتزيد هذه الرواية على مببا فببي‬
‫الصل بزيادتين‪ :‬الولى قراءتها أربعين مرة‪ ،‬والثانية ذكر حسبنا ال ونعم‬
‫الوكيببل فببي أثنائهببا بخلف الروايببة الولببى )‪ .(2‬ورأيببت فببي بعببض كتببب‬
‫أصحابنا أن رجل اصيب بداء أعجز الطباء دواؤه‪ ،‬و يئس من برئه‪ ،‬فنظر‬
‫يوما في كتاب وإذا في أوله روي عن الصادق عليه السلم أنه من كببان بببه‬
‫علة فليقل عقيب الصبح أربعين مرة هذه الكلمات‪ ،‬ثم ذكر ما أوردنبباه علببى‬
‫الحاشية‪ ،‬ففعل الرجل ذلبك أربعيبن يومبا فببرأ بباذن الب تعبالى )‪ .(3‬وكبان‬
‫والدي الشيخ زين السلم والمسلمين علي بن الحسن بن محمد بببن صببالح‬
‫الجبعي برد ال مضببجعه‪ ،‬ذا اعتقبباد عظيببم بمضببمون هببذه الروايببة‪ ،‬وكبان‬
‫يذكر ما تضمنه كل يوم عقيب الفجر أربعين مببرة‪ ،‬ل يببألوا جهببدا فببي ذلببك‪،‬‬
‫وذلك لنه تزوج امرءة شريفة من أهل بيت كبير‪ ،‬فأصابها ورم في جسدها‬
‫كلببه ألزمهببا الفببراش أشببهرا‪ ،‬فقلببق والببدي لببذلك قلقببا عظيمببا‪ ،‬فببذكر هببذه‬
‫الرواية فأمرها ‪ -‬ره ‪ -‬أن تقول ما ذكرناه عقيب‬

‫)‪ (1‬المصباح ص ‪ (3 - 2) .150‬البلد المين ص ‪ 55‬هامشا ومتنببا وذكببر البدعاء‬


‫بتمامه مع ذاك الشرح إلى هنببا فببي كتبباب الجنببة المشببتهر بالمصببباح ص‬
‫‪ 81‬متنا وهامشا‪.‬‬

‫]‪[154‬‬

‫الفجر أربعين مره ففعلت ذلك فبرأت باذن ال تعالى )‪ .(1‬ورأيت فبي كتباب السببرائر‬
‫الرواية التي ذكرناهببا فببي الصببل مببن غيببر زيببادة ونقصببان وأوردهببا عببن‬
‫الصادق عليه السلم وذكر أن من قببال ذلببك كببل يببوم ثلثيببن مببرة دفببع الب‬
‫تعالى عنه تسعة وتسعين نوعا من البلء أهونها الجذام )‪ - 38 .(2‬مصباح‬
‫الشيخ والختيار‪ :‬ثم تقول مائة مرة‪ :‬ل إله إل ال الملك الحق المبببين )‪.(3‬‬
‫ثببم تقببول خمببس عشببر مببرة‪ :‬ل إلببه إل الب حقببا حقببا ل إلببه إل الب إيمانببا‬
‫وتصديقا ل إله إل ال عبودية ورقا‪ .‬دعاء آخر‪ :‬اللهم أعطنببي الببذي احببب‪،‬‬
‫واجعلببه خيببرا لبي‪ ،‬اللهببم مببا نسببيت فل أنسببى ذكببرك‪ ،‬ومببا فقببدت فل أفقببد‬
‫عونك‪ ،‬وما يغيب عني من شئ فل يغيب عني حفظك‪ ،‬اللهم إنببي أعببوذ بببك‬
‫مببن فجببأة نقمتببك‪ ،‬ومببن زوال نعمتببك‪ ،‬ومببن تحويببل عافيتببك‪ ،‬ومببن جميببع‬
‫سخطك‪ ،‬وغضبك‪ .‬دعاء آخر‪ :‬سبحان ربببي الملببك القببدوس‪ ،‬والحمببد لببرب‬
‫الصباح‪ ،‬اللهم لك الحمد بمحامدك كلها على نعمائك كلهببا‪ ،‬ولببك الحمببد كمببا‬
‫تحب وترضى‪ ،‬اللهم لك الحمد على بلئك‪ ،‬وصنيعتك إلى خاصة من خلقك‪،‬‬
‫خلقتني يا رب فأحسنت خلقي وهديتني فأحسنت هداي‪ ،‬ورزفتني فأحسببنت‬
‫رزقي‪ ،‬فلببك الحمببد علببى بلئك وصببنيعك عنببدي قببديما وحببديثا‪ ،‬اللهببم إنببي‬
‫أصبحت على فطرة السلم‪ ،‬وكلمة الخلص‪ ،‬و ملة إبراهيببم وديببن محمببد‬
‫صلى ال عليه وآله‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬البلد الميببن ص ‪ 55‬هامشببا ومتنببا‪ (3) .‬مصببباح الشببيخ ص ‪ ،150‬وفيببه‬


‫بعده‪ :‬دعاء آخر‪ :‬توكلت على الحى الذى ل يموت الحمد ل الذي لم يتخببذ‬
‫ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل و كبره تكبببيرا‪،‬‬
‫اللهم انى اعوذ بك من البؤس والفقر ومن غلبة الببدين فصببل علببى محمببد‬
‫وآله وأعني على أداء حقك اليك والى الناس ثم تقول الخ‪.‬‬

‫]‪[155‬‬

‫دعاء آخر‪ :‬اللهم اهدنا من عندك‪ ،‬وأفض علينا مببن فضببلك‪ ،‬واسببدد فقرنببا بقببدرتك‪،‬‬
‫وانشر علينا رحمتك‪ ،‬واكفف وجوهنا بحولك وطولك‪ ،‬وتغمد ظلمنببا بعفببوك‬
‫اللهم إنا نسأل موجبات رحمتببك‪ ،‬وعببزائم مغفرتببك‪ ،‬والغنيمببة مببن كببل بببر‪،‬‬
‫والعصمة من كل سوء‪ ،‬والسلمة من كل إثم‪ ،‬والفوز بالجنبة‪ ،‬والنجباة مبن‬
‫النار‪ .‬اللهم ل تدع لنا اليوم ذنبا إل غفرتببه‪ ،‬ول همببا إل فرجتببه‪ ،‬ول حاجببة‬
‫إل قضيتها‪ ،‬اللهم إنا نعوذ بك من شر ما سكن في الليببل والنهببار‪ ،‬اللهببم إن‬
‫ظلمي أصبح مسببتجيرا بحلمببك‪ ،‬وفقببري أصبببح مسببتجيرا بغنبباك‪ ،‬ووجهببي‬
‫البببالي الفبباني أصبببح مسببتجيرا بوجهببك الببدائم الببباقي الببذي ل يفنببى‪ ،‬عببز‬
‫جارك‪ ،‬وجل ثناؤك‪ ،‬ول إله غيرك‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله )‪ .(1‬ثم اقرأ‬
‫فاتحة الكتاب والمعوذتين والخلص عشرا عشرا وقل‪ :‬الحمد ل وأسببتغفر‬
‫ال ب عشببرا‪ ،‬وصببل علببى النبببي وآلببه وسببلم عشببرا‪ ،‬وقببل‪ :‬اللهببم اذكرنببي‬
‫برحمتببك‪ ،‬ول تببذكرني بعقوبتببك‪ ،‬وارزقنببي رهبببة منببك أبلببغ بهببا أقصببى‬
‫رضوانك‪ ،‬واستعملني بطاعتك بما أستحق بببه جنتببك‪ ،‬وقببديم غفرانببك‪ ،‬الب‬
‫اجعل كدي في طاعتك‪ ،‬و رغبتي في خببدمتك‪ ،‬اللهببم مابنببا مببن نعمببة فمنببك‬
‫وحدك ل شريك لك‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك )‪ .(2‬ثم قل‪ :‬اعيببذ نفسببي ودينببي‬
‫وأهلي ومالي وولدي وما رزقني ربي ومن يعنينى أمره بال الواحببد الحببد‬
‫الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬وبرب الفلق مبن شبر مبا‬
‫خلق‪ ،‬ومن شر غاسق إذا وقبب‪ ،‬ومبن شبر النفاثبات فبي العقبد‪ ،‬ومبن شبر‬
‫حاسد إذا حسد‪ ،‬وبرب الناس‪ ،‬ملك الناس‪ ،‬إله الناس‪ ،‬مببن شببر الوسببواس‬
‫الخناس‪ ،‬الذي يوسوس في صدور الناس‪ ،‬من الجنة والناس )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) .151‬مصباح المتهجد ص ‪ (3) .152‬تراه في البلببد‬


‫المين ص ‪.51 - 50‬‬

‫]‪[156‬‬

‫ثم تقول‪ (1) :‬اعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وما رزقني ربي وجميع مببن يعنينببي‬
‫أمره بال الذي ل إله إل هو الحي القيوم‪ ،‬ل تأخذه سنة ول نبوم لبه مبا فبي‬
‫السموات وما فببي الرض مببن ذا البذي يشببفع عنببده إل بباذنه‪ ،‬يعلبم مبابين‬
‫أيديهم وما خلفهم ول يحيطون بشئ مببن علمببه إل بمببا شبباء وسببع كرسببيه‬
‫السببموات والرض ول يببؤده حفظهمببا وهببو العلببي العظيببم‪ .‬ثببم تقببرء آيببة‬
‫السخرة وهي‪ :‬إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض فببي سببتة أيببام ثببم‬
‫اسببتوى علبى العببرش يغشببي الليببل النهببار يطلبببه حثيثببا والشببمس والقمببر‬
‫والنجوم مسخرات بأمره‪ ،‬أل له الخلق والمببر‪ ،‬تبببارك الب رب العببالمين *‬
‫ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ل يحب المعتبدين * ول تفسبدوا فبي الرض‬
‫بعد إصلحها وادعببوه خوفببا وطمعببا إن رحمببة الب قريببب مببن المحسببنين‪.‬‬
‫وآيتين من آخر الكهف‪ :‬قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبببل‬
‫أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا * قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى‬
‫أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ول يشرك‬
‫بعبادة ربه أحدا‪ .‬وعشر آيات من أول الصافات‪ :‬بسم الب الرحمببن الرحيببم‪،‬‬
‫والصافات صببفا فببالزاجرات زجببرا‪ ،‬فالتاليببات ذكببرا‪ ،‬إن إلهكببم لواحببد‪ ،‬رب‬
‫السموات والرض وما بينهما ورب المشارق‪ ،‬إنا زينا السماء الدنيا بزينببة‬
‫الكببواكب‪ ،‬وحفظببا مببن كببل شببيطان مببارد‪ ،‬ل يسببمعون إلببى الملء العلببى‬
‫ويقذفون من كل جانب‪ ،‬دحورا ولهم عذاب واصب‪ ،‬إل مببن خطببف الخطفببة‬
‫فأتبعه شهاب ثاقب‪ .‬وثلث آيات مببن آخرهببا‪ :‬سببحان ربببك رب العبزة عمبا‬
‫يصفون‪ ،‬وسلم على المرسلين‪ ،‬والحمد ل رب العالمين )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬من هنا إلى آخر ما يأتي تببراه فببي المصببباح ص ‪ 143‬باشببارة إلببى اليببات مببن‬
‫دون ذكرها تفصيل‪ ،‬مببع تقببديم وتببأخير فببي الدعيببة‪ (2) .‬راجببع مصببباح‬
‫الكفعمي ص ‪.67 - 66‬‬
‫]‪[157‬‬

‫وثلث آيات من الرحمن‪ :‬يا معشر الجن والنس إن اسببتطعتم أن تنفببذوا مببن أقطببار‬
‫السموات والرض فانفذوا ل تنفذون إل بسلطان فبببأي آلء ربكمببا تكببذبان‪،‬‬
‫يرسل عليكما شواظ من نار‪ ،‬ونحاس فل تنتصران‪ .‬وآخر الحشر من قوله‪:‬‬
‫لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشببية ال ب وتلببك‬
‫المثال نضربها للناس لعلهبم يتفكببرون‪ ،‬هببو الب البذي ل إلبه إل هبو عبالم‬
‫الغيب والشببهادة هببو الرحمببن الرحيببم‪ ،‬هببو الب الببذي ل إلببه إل هببو الملببك‬
‫القدوس السلم المؤمن المهيمبن العزيبز الجببار المتكببر سببحان الب عمبا‬
‫يشركون‪ ،‬هو ال الخالق البارئ المصور له السماء الحسنى يسبح لببه مببا‬
‫في السموات والرض وهو العزيز الحكيم )‪ .(1‬ايضبباح‪) :‬بببال الحببد( قببال‬
‫الشيخ البهائي قدس سره‪ :‬كما يراد من لفظة )الب( الجبامع لجميبع صبفات‬
‫الكمال‪ ،‬أعنببي الصببفات الثبوتيببة فكببذلك يببراد بلفظببة الحببد الجببامع لجميببع‬
‫صفات الجلل أعنببي الصببفات السببلبية إذ الواحببد الحقيقببي مببا يكببون منببزه‬
‫الببذات عببن الببتركيب الببذهني والخببارجي‪ ،‬والتعببدد‪ ،‬ومببا يسببتلزم أحببدهما‬
‫كالجسبمية والتحيبز‪ ،‬والمشباركة فبي الحقيقبة ولوازمهبا كوجبوب الوجبود‬
‫والقببدرة الذاتيببة والحكمببة التامببة )والصببمد( هببو المرجببع والمقصببود فببي‬
‫الحوائج )والكفو( هو المثل‪ ،‬فأول هببذه السببورة الكريمببة دل علببى الحديببة‬
‫وآخرها دل على الواحدية‪) .‬برب الفلق( الفلق ما يفلق عن الشببئ أي يشببق‬
‫فعل بمعنى المفعول‪ ،‬وهو يعم جميع الممكنات فانه سبحانه فلق عنها ظلمة‬
‫عببدمها بنببور إيجادهببا‪ ،‬والفلببق باسببكان اللم مصببدر فلقببت الشببئ فلقببا أي‬
‫شققته شقا‪ ،‬والغاسق الليل الشديد الظلمة‪ ،‬ووقب أي دخببل ظلمببه فببي كببل‬
‫شئ )والنفاثات في العقد( أي النفوس أو النسبباء السببواحر اللببواتي يعقببدن‬
‫في الخيوط عقدا وينفثن عليها‪ ،‬وهو ل يدل على تأثير السحر فيه صلى ال‬
‫عليه وآله‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪.50 - 49‬‬

‫]‪[158‬‬

‫كالد ؟ ؟ في )ربنبا ل تؤاخبذنا إن نسبينا أو أخطأنبا( )‪ (1‬والخنباس البذي يخنبس أي‬


‫يتأخر إذا ذكر النسان ربببه‪ .‬قببوله تعببالى‪) :‬ل تأخببذه سببنة ول نببوم( السببنة‬
‫فتور يتقدم النوم‪ ،‬وتقديمها عليببه ‪ -‬مببع أن القيبباس فببي النببوم الببترقي مببن‬
‫العلى ألى السفل بعكس الثبات ‪ -‬لتقدمها عليه طبعا‪ ،‬إذ المراد نفببي هببذه‬
‫الحالة المركبة التي تعتري الحيوان )ول يؤده( أي ل يثقلببه ول يتعبببه‪) .‬ثببم‬
‫استوى على العرش( أي استولى )يغشي الليل النهار( أي يغطيه به )يطلبه‬
‫حثيثا( فعيل من الحث أي يتعقبه سريعا كبأن أحبدهما يطلبب الخبر بسبرعة‬
‫)والشمس والقمر والنجوم( منصوبة بالعطف علببى السببموات‪ ،‬ومسببخرات‬
‫حال منها في قراءة النصب‪ ،‬ومرفوعة بالبتببداء )ومسببخرات( خبرهببا فببي‬
‫قراءة الرفع )تضرعا و خفيببة( أي حببال كببونكم متضببرعين ومخفيببن‪ ،‬فببان‬
‫دعاء السر أفضل )إنه ل يحببب المعتببدين( فسببر بالطببالبين مببا ل يليببق بهببم‬
‫كرتبة النبياء‪ ،‬وبالصياح في الدعاء )وادعوه خوفا وطمعا( أي حال كونكم‬
‫خببائفين مببن الببرد لقصببور أعمببالكم‪ ،‬وطببامعين فببي الجابببة لسببعة رحمتببه‬
‫ووفور كرمه‪) .‬مدادا لكلمات ربي( أي مدادا تكتب به كلمات علمه وحكمتببه‬
‫عبز شبانه )لنفبد البحبر( أي انتهبى ولبم يببق منبه شبئ )ولبو جئنبا بمثلبه(‬
‫الضمير للبحر )مببددا( أي زيببادة ومعونببة لبه )فمببن كببان يرجببو لقبباء ربببه(‬
‫حسببن الرجببوع إليببه يببوم القيامببة‪) .‬والصببافات صببفا( قببد تفسببر الصببافات‬
‫والزاجرات والتاليات بطببوائف الملئكببة الصبافين فببي مقببام العبوديببة علببى‬
‫حسب مراتبهم‪ ،‬الزاجريببن للجببرام العلويببة والسببفلية الببتي مببا يببراد منهببا‬
‫بالمر اللهببي‪ ،‬التببالين آيببات الب تعببالى علببى أنبيببائه‪ ،‬وقببد تفسببر بنفببوس‬
‫العلماء‪ :‬الصافين في العبادات‪ ،‬الزاجريببن عببن الكفببر والفسببوق بببالبراهين‬
‫والنصببايح‪ ،‬التببالين آيببات الب وشببرائعه‪ ،‬وقببد تفسببر بنفببوس المجاهببدين‪:‬‬
‫الصافين حال‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.286 :‬‬

‫]‪[159‬‬

‫القتال‪ ،‬الزاجرين الخيل أو العدو‪ ،‬التالين ذكببر الب ل يشببغلهم عنببه مببا هببم فيببه مببن‬
‫المحاربببة‪) .‬ورب المشببارق( أي مشببارق الشببمس‪ ،‬أو الكببواكب )إنببا زينببا‬
‫السبماء البدنيا( أي البتي هبي أقبرب إليكبم مبن دنبا يبدنو )بزينبة الكبواكب(‬
‫الضافة بيانية وعلى قراءة تنوين الزينة فببالكواكب بببدل منهببا ومببا اشببتهر‬
‫من أن الثوابت بأسرها مركوزة فببي الفلببك الثببامن وكببل واحببد مببن السبببعة‬
‫الباقية منفرد بواحدة من السببيارات السبببع‪ ،‬ل غيببر‪ ،‬فلببم يقببم برهببان علببى‬
‫ثبوته‪ ،‬واشتمال فلك القمر على كواكب واقعة في غير ممر السيارات وممر‬
‫الثوابت المرصودة‪ ،‬لم يثبببت دليببل علببى امتنبباعه‪ ،‬ولببو ثبببت لببم يقببدح فببي‬
‫تزيين فلك القمر بتلك الجرام المشرقة لرؤيتها فيه وإن كانت مركوزة فيما‬
‫فببوقه‪) .‬وحفظببا مببن كببل سببيطان مببارد( نصببب حفظببا علببى المصببدرية أي‬
‫وحفظناها حفظا إذ لم يسبق ما يصلح لعطفه عليه‪ ،‬وقببد يجعببل عطفببا علببى‬
‫علة دل عليها الكلم السابق أي إنا جعلنا الكواكب زينببة وحفظببا )والمببارد(‬
‫الخارج عن الطاعة )ل يسمعون( جملة مستأنفة لبيان حالهم بعببد الحفببظ ل‬
‫صفة للشياطين المفهومة من كل شببيطان مببارد‪ ،‬إذ لحفببظ ممببن ل يسببمع‪،‬‬
‫والملوء ال على الساكنون في العالي كمبا أن المل السبفل النبس والجبن‬
‫الساكنون في الرض‪ ،‬وتعديببة السببماع أو التسببمع علبى قراءتببي التخفيببف‬
‫والتشديد بالى لتضمين معنى الصغاء مبالغة في نفيببه‪) .‬ويقببذفون مببن كببل‬
‫جببانب دحببورا( أي يرمببون مببن كببل جببانب مببن جببوانب السببماء يقصببدونه‬
‫لستراق السمع و )دحورا( أي طردا مفعببول لجلببه‪ ،‬أي يقببذفون للطببرد أو‬
‫مفعول مطلق لقربه مببن معنببى القببذف‪) ،‬ولهببم عبذاب واصببب( فببي الخببرة‬
‫والواصببب‪ :‬الببدائم الشببديد‪) .‬إل مببن خطببف الخطفببة( اسببتثناء مببن فاعببل‬
‫يسمعون أي اختلس خلسة من كلم الملئكة )فأتبعه شهاب ثاقب( أي تبعببه‬
‫شهاب مضئ كأنه يثقب الجو بضوئه‪ ،‬و الشهاب ما يرى كأن كوكبا انقببض‬
‫وقد مر تحقيقه‪.‬‬

‫]‪[160‬‬

‫)أن تنفذو( أي تخرجبوا )مببن أقطبار السبموات والرض( هباربين مببن الب سبببحانه‬
‫)فانفذوا( منها )ل تنفذون إل بسبلطان( جملبة برأسبها أي ل تقبدرون علبى‬
‫النفوذ منها إل بقوة تامببة‪ ،‬ومببن أيبن لكبم ذلبك ؟ وسبلطان مصببدر كغفبران‬
‫ومعناه التسلط )شواظ( أي لهب مببن نببار )ونحبباس( دخببان أو صببفر مببذاب‬
‫يصب على رؤسهم‪ ،‬ورفعه بالعطف على شواظ وعلببى قببراءة الجببر عطببف‬
‫على نار )فل تنتصران( إي ل تمتنعان من ذلك‪) .‬متصدعا مببن خشببية البب(‬
‫التصدع التشقق‪ ،‬والغببرض توبيببخ القبباري علببى عببدم تخشببعه عنببد قببراءة‬
‫القرآن‪ ،‬لقساوة قلبه‪ ،‬وقلة تدبر معانيه‪ ،‬وقد مببر تفسببير بقيببة اليببات‪ ،‬وقببد‬
‫فسرناها أبسط من ذلك في محالها‪ ،‬وإنما أوردنا شيئا من ذلك ههنببا اقتببداء‬
‫بشيخنا المتقدم قدس الب روحببه‪ - 39 .‬البلببد الميببن‪ :‬فببي سببنن سببعيد بببن‬
‫منصور عن النبي صلى ال عليه وآله من قرأ التوحيد كل يوم عشر مببرات‬
‫لم يدركه في ذلك اليوم ذنب‪ ،‬وإن جهد الشيطان‪ .‬وعن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قال‪ :‬من قال كل يوم عقيب الصبح عشرا )سبحان ال العظيم وبحمببده‬
‫ولحول ول قوة إل بال العلي العظيم( عافاه ال تعالى من العمى والجنببون‬
‫والجذام والفقر والهدم‪ .‬وعن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬سمعت النبي‬
‫صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬من سره أن ينسئ ال في عمره‪ ،‬وينصره علببى‬
‫عدوه‪ ،‬ويقيه ميتة السوء‪ ،‬فليواظب على هذا الدعاء بكرة وعشية )سبحان‬
‫الب ملبء الميبزان‪ ،‬ومنتهببى العلبم‪ ،‬ومبلببغ الرضبا‪ ،‬وزنببة العبرش‪ ،‬وسببعة‬
‫الكرسي( ثلثا ثم يقول‪) :‬والحمد ل ول إله إل ال ب وال ب أكبببر( كببذلك )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬إي يقببول والحمببد لب ملببء الميببزان إلببى آخببره ول إلببه إل الب ملببء‬
‫الميزان إلى آخره وال أكبر ملبء الميبزان إلبى آخببره كبل ذلبك ثلثبا‪ ،‬وفبي‬
‫اختيار ابن الباقي التسبيح فقط ثلثا وليس فيه وسعة الكرسي‪.‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين‪ :‬لم نجده‪.‬‬


‫]‪[161‬‬

‫‪ - 40‬البلد المين‪ :‬من كتاب ربيع البرار عن النبي صلى الب عليببه والببه قببال‪ :‬مببن‬
‫قال كل يوم مائة مرة ل إله إل ال الملببك الحببق المبببين‪ ،‬كببان لببه أمانببا مببن‬
‫الفقر‪ ،‬واونس من وحشة القبر واستجلب الغنببا واسببتقرع ببباب الجنببة )‪.(1‬‬
‫وفي كتاب وابل الصيب لبن القيم عن النبي صلى الب عليببه وآلببه مببن قبال‬
‫كل يوم‪ :‬ل حول ول قوة إل بببال مببائة مببرة لببم يصبببه فقببر أبببدا )‪ .(2‬وفببي‬
‫فضل الجولقة لبن عساكر عنه صلى ال عليه وآله أكثروا من قول ل حول‬
‫ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬فانها ملك الجنببة‪ ،‬ومببن أكببثر منهببا نظببر الب‬
‫إليه‪ ،‬ومن نظر إليه فقد أصاب خير الدنيا والخرة )‪ .(3‬وفي كتبباب النببوار‬
‫والذكار أن جبرئيل أتى إلى النبي صببلى الب عليببه والببه وقببال لببه‪ :‬إن الب‬
‫يقول لك قل لمتك أن يقولوا ل حول ول قببوة إل بببال العلببي العظيببم عشببرا‬
‫عند المساء وعشرا عند الصباح‪ ،‬وعشرا عند النوم‪ ،‬ليدفع ال تعالى عنهم‬
‫عند النوم بلوى الدنيا وعند المساء مكيدة الشيطان‪ ،‬وعند الصببباح غضبببه‬
‫تعالى )‪ .(4‬وعن الصادق عليه السلم عن أبيه الباقر عليه السلم أنببه مببن‬
‫قرأ القدر بعد الصبح عشرا وحين تزول الشمس عشرا‪ ،‬وبعد العصر عشرا‬
‫أتعب ألفي كاتب ثلثين سنه )‪ .(5‬وعن الباقر عليببه السببلم مببا قرأهببا عبببد‬
‫سبببع مببرات بعببد طلببوع الفجببر إل صببلى عليببه سبببعون صببفا مببن الملئكببة‬
‫سبعين صلة وترحموا عليببه سبببعين رحمببة )‪ .(6‬وذكببر الشببيخ عببز الببدين‬
‫الحسن بن ناصر الحببداد العبباملي فببي كتببابه طريببق النجبباة قببال‪ :‬روي عببن‬
‫المام أبي جعفر الثاني أنه مبن قببرء سبورة القبدر فببي كبل يببوم وليلبة سبتا‬
‫وسبعين مرة خلق ال تعالى له ألف ملك يكتبون ثوابها سببتة وثلثيببن ألببف‬
‫عام‪ ،‬ويضاعف ال تعالى استغفارهم له ألفي سنة ألف مرة‪ ،‬وتوظيف ذلببك‬
‫في سبعة أوقات‪ :‬بعد طلوع الفجر قبل صلة الغداة تقرء سبعا‪ ،‬وبعد صببلة‬
‫الغداة عشرا‪ ،‬وإذا زالت الشمس قبل النافلة‬

‫)‪ (2 - 1‬البلد المين لم نجده‪ (6 - 3) .‬لم نجده في المصدر المطبوع‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫عشرا‪ ،‬وبعد نوافل الزوال أحدا وعشرين‪ ،‬وبعد صلة العصر عشببرا‪ ،‬وبعببد العشبباء‬
‫الخرة سبعا‪ ،‬وحين يأوي إلى فراشه إحدى عشرة فذلك ست وسبببعون فببي‬
‫سبببعة أوقبات‪ ،‬ثببم ذكببر ثواببا جبزيل نببذكرها فببي كتباب القبرآن )‪ .(1‬وعبن‬
‫الصادق عليه السلم من قال إذا أصبح أربع مرات الحمببد ل ب رب العببالمين‬
‫فقد أدى شكر يومه‪ ،‬ومن قالها إذا أمسببى أربعببا فقببد أدى شببكر ليلتببه )‪.(2‬‬
‫‪ - 41‬المهج‪ :‬روينا باسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار إلبى سببليمان ببن‬
‫جعفر الجعفري‪ ،‬عن الرضا عليه السبلم قبال‪ :‬مببن قبال بعببد صببلة الفجببر‪:‬‬
‫بسم ال الرحمان الرحيم لحول ولقوه إل بال العلي العظيم مائة مرة كببان‬
‫أقرب إلى اسم ال العظم من سواد العين إلى بياضها‪ ،‬وإنه دخل فيها اسببم‬
‫ال العظم )‪ - 42 .(3‬الكافي‪ :‬في الصحيح عن حماد قال‪ :‬سمعت أبببا عبببد‬
‫ال عليه السلم يقول‪ :‬من قببال )مببا شبباء الب كببان لحببول ولقببوة إل بببال‬
‫العلي العظيم( مائة مرة حين يصلي الفجر لم يريومه ذلك شيئا يكرهه )‪.(4‬‬
‫‪ - 43‬من خط الشهيد قدس سره بالسناد عن المفيد باسناده‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال بعد صببلة الصبببح قبببل أن‬
‫يتكلم )بسم ال الرحمن الرحيم لحول ولقوة إل بال العلي العظيم( يعيببدها‬
‫سبببع مبرات دفبع الب عنببه سببعين نوعبا مببن أنبواع البلء أهونهببا الجبذام‬
‫والبببرص‪ - 43 .‬فلح السببائل )‪ :(5‬بسببنده المتقببدم ومصببباح الشببيخ )‪(6‬‬
‫والكفعمي )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬لم نجده في المصدر المطبوع‪ (2) .‬البلد المين ص ‪ 55‬في الهامش‪ (3) .‬مهببج‬
‫الدعوات ص ‪ (4) .394‬الكبافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .530‬لبم يطببع مبا يتعلبق‬
‫بصببلة الصبببح وتعقيبهببا وأمببا السببند فببتراه فببي ص ‪ (6) .177‬مصببباح‬
‫المتهجد ص ‪ (7) .153 - 152‬مصباح الكفعمي ص ‪ 68‬و ‪.69‬‬

‫]‪[163‬‬

‫وابن الباقي والمكارم )‪ (1‬وغيرها من رواية معاوية بن عمار في أعقبباب الصببلوات‬


‫تقول بعد الفجر‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬وصلى ال على محمد وأهل بيته‬
‫الطاهرين الخيار التقياء البرار‪ ،‬الذين أذهب ال عنهم الرجببس وطهرهببم‬
‫تطهيرا‪ ،‬وافوض أمري إلى ال‪ ،‬ومبا تبوفيقي إل ببال‪ ،‬عليبه تبوكلت ومبن‬
‫يتوكل على ال فهو حسبه إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شببئ قببدرا‪ ،‬مببا‬
‫شاء ال كببان‪ ،‬حسبببنا الب ونعببم الوكيببل‪ ،‬وأعببوذ بببال السببميع العليببم مببن‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬ومن همزات الشياطين‪ ،‬وأعوذ بك رب أن يحضرون‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬الحمببد لب رب العببالمين كببثيرا كمببا هببو‬
‫أهله ومستحقه‪ ،‬وكمببا ينبغببي لكببرم وجهببه وعببز جللببه‪ ،‬علببى إدبببار الليببل‬
‫وإقبال النهار‪ ،‬الحمد لب البذي ذهببب بالليببل مظلمببا بقبدرته‪ ،‬وجباء بالنهبار‬
‫مبصرا برحمته‪ ،‬خلقا جديدا ونحن فببي عببافيته وسببلمته وسببتره وكفببايته‪،‬‬
‫وجميل صنعه‪ .‬مرحببا بخلبق الب الجديبد‪ ،‬واليبوم العتيبد‪ ،‬والملبك الشبهيد‪،‬‬
‫مرحبا بكما من ملكين كريمين‪ ،‬وحيا كما ال من كاتبين حافظين‪ ،‬اشهد كما‬
‫فاشهدا لي‪ ،‬واكتبا شهادتي هذه معكما‪ ،‬حتى ألقى بها ربي أني أشببهد أن ل‬
‫إله إل ال وحببده ل شببريك لببه‪ ،‬وأشببهد أن محمببدا عبببده ورسببوله‪ ،‬أرسببله‬
‫بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون‪ ،‬وأن الببدين‬
‫كما شرع‪ ،‬وأن السلم كما وصف‪ ،‬والقول كمبا حبدث‪ ،‬وأن الب هبو الحبق‬
‫المبين‪ ،‬وأن الرسول حق والقرآن حق‪ ،‬والموت حق ومسببألة منكببر ونكيببر‬
‫في القبر حق‪ ،‬والبعث حق‪ ،‬والصبراط حبق‪ ،‬والميبزان حبق‪ ،‬والجنبة حبق‪،‬‬
‫والنار حق‪ ،‬والساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث من فببي القبببور فصببل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬واكتب اللهم شهادتي عندك مببع شببهادة اولببي العلببم‬
‫بك يا رب ومن أبى أن يشهد لك بهذه الشهادة‪ ،‬وزعم أن لك ندا أو لك ولببدا‬
‫أو لك‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪.350 - 348‬‬

‫]‪[164‬‬

‫صاحبة أو لك شريكا أو معك خالقا أو رازقا فأنا برئ منهم ل إله إل أنببت تببباركت و‬
‫تعبباليت عمببا يقببول الظببالمون علببوا كبببيرا فبباكتب اللهببم شببهادتي مكببان‬
‫شببهادتهم‪ ،‬وأحينببي علببى ذلببك‪ ،‬وأمتنببي عليببه‪ ،‬وابعثنببي عليببه‪ ،‬وأدخلنببي‬
‫برحمتك في عبادك الصالحين‪ .‬اللهم صل على محمببد وآل محمببد وصبببحني‬
‫منك صببباحا صببالحا مباركببا ميمونببا لخازيببا ول فاضببحا‪ ،‬اللهببم صببل علببى‬
‫محمد وآل محمببد واجعببل أول يببومي هببذا صببلحا و أوسببطه فلحببا وآخببره‬
‫نجاحا‪ ،‬وأعوذ بك من يوم أوله فزع وأوسطه جزع وآخره وجع‪ ،‬اللهم صل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وارزقني خير يببومي هببذا وخيببر مببا فيببه‪ ،‬وخيببر مببا‬
‫قبله وخير ما بعده‪ ،‬وأعوذ بك من شره وشر ما فيه وشر ما قبله وشببر مببا‬
‫بعده‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وافتح لي باب كل خير فتحتببه علببى‬
‫أحد من أهل الخير‪ ،‬ول تغلقه عني أبدا‪ ،‬واغلببق عنببي ببباب كببل شببر فتحتببه‬
‫على أحد من أهل الشر ول تفتحه علببى أبببدا‪ ،‬اللهببم صببل علببى محمببد وآلببه‬
‫واجعلني مع محمد وآل محمد في كل موطن ومشهد ومقام ومحل ومرتحل‪،‬‬
‫وفي كبل شببدة ورخبباء وعافيببة وبلء‪ ،‬اللهببم صببل علبى محمببد و آل محمببد‬
‫واغفر لي مغفرة عزما جزمببا ل تغببادر لببي ذنبببا ول خطيئة ول إثمببا‪ .‬اللهببم‬
‫إني أستغفرك مببن كبل ذنببب تبببت إليبك منببه ثببم عبدت فيببه‪ ،‬وأسببتغفرك لمبا‬
‫أعطيتك من نفسي ثم لم أف لك به‪ ،‬وأستغفرك لما أردت به وجهك فخببالطه‬
‫ما ليس لك‪ ،‬فصل على محمد وآله‪ ،‬واغفر لي يا رب ولوالدي وما ولدا وما‬
‫ولببدت ومببا توالببدوا مببن المببؤمنين والمؤمنببات‪ ،‬الحيبباء منهببم والمببوات‪،‬‬
‫ولخواننا الذين سبقونا باليمان‪ ،‬ول تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا‪ ،‬ربنا‬
‫إنك رؤف رحيم‪ ،‬الحمد ل الذي قضى عني صلة كانت على المؤمنين كتابا‬
‫موقوتببا‪ ،‬ولببم يجعلنببي مببن الغببابرين )‪ .(1‬بيببان‪) :‬همببزات الشببياطين(‪:‬‬
‫وساوسهم‪ ،‬وأصل الهمز النخس شبببه حثهببم النبباس علببى المعاصببي بهمببز‬
‫الراضة الدواب على المشي‪ ،‬والجمع للمرات أو لتنوع الوسبباوس أو لتعببدد‬
‫المضاف إليه )أن يحضرون( بكسر النون الدالة على الياء المحذوفة أي‬
‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ ،55 - 53‬وفيه من الغافلين‪(*) .‬‬

‫]‪[165‬‬

‫يحوموا حولي في شئ من الحوال‪ ،‬والملك الشهيد اريد جنببس الملببك )بالهببدى( أي‬
‫متلبسا بالحجج والبينات والببدلئل والبببراهين )وديببن الحببق( وهببو السببلم‬
‫وما تضمنه من الشرايع )ليظهره( ليعلي ديببن السببلم علبى جميببع الديببان‬
‫بالحجة والبرهببان رغمببا للمشببركين )هببو الحببق( أي الثببابت بببذاته الظبباهر‬
‫اللوهية الذي ليس شئ من اموره باطل )المبين( المظهر للشببياء وجببودا‬
‫وعدما‪ ،‬والند المثل والنظير )ل تغادر( أي ل تترك )لما أعطيتك من نفسي(‬
‫أي عهدتك ووعدتك وعزمت عليه من امور نفسي من فعل الطاعات وتببرك‬
‫المعاصببي‪ - 44 .‬مصببباح الشببيخ )‪ (1‬وكتبباب الكفعمببي )‪ (2‬وغيرهمببا‪ :‬ثببم‬
‫تدعو بدعاء الكامل المعببروف بببدعاء الحريببق فتقببول‪ :‬اللهببم إنببي أصبببحت‬
‫أشببهدك وكفببى بببك شببهيدا واشببهد ملئكتببك وحملببة عرشببك وسببكان سبببع‬
‫سمواتك وأرضيك‪ ،‬وأنبياءك ورسببلك وورثببة أنبيببائك ورسببلك والصببالحين‬
‫من عبادك‪ ،‬وجميع خلقك‪ ،‬فاشهد لي وكفى بك شهيدا‪ ،‬إلهي إني أشهد أنببك‬
‫أنت ال ل إله إل أنت المعبود وحببدك ل شببريك لببك‪ ،‬وأن محمببدا صببلى الب‬
‫عليه والببه عبببدك ورسببولك‪ ،‬و أن كببل معبببود ممببا دون عرشببك إلببى قببرار‬
‫أرضك السابعة السفلى باطل مضمحل ماخل وجهك الكريم‪ ،‬فانه أعز وأكرم‬
‫وأجل وأعظم من أن يصف الواصبفون كنبه جللبه‪ ،‬أو تهتبدى القلبوب إلبى‬
‫كنه عظمته‪ .‬يامن فاق مدح المادحين فخر مدحه‪ ،‬وعببدا وصببف الواصببفين‬
‫مآثر مدحه‪ ،‬وجل عن مقاله الناطقين بعظيم شأنه‪ ،‬صببل علبى محمببد وآلببه‪،‬‬
‫وافعل بنا ما أنت أهله‪ ،‬يا أهل التقوى وأهل المغفرة ‪ -‬ثلثا‪ .‬ثم تقول‪ :‬ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬سبحان ال وبحمده أستغفر ال وأتببوب إليببه‪ ،‬مببا‬
‫شاء ال ولقوة إل بال هو الول والخر والظاهر والباطن‪ ،‬لببه الملببك ولببه‬
‫الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي ل يموت بيده الخير وهو علببى‬
‫كل شئ‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) .159 - 153‬مصباح الكفعمي ص ‪.78 - 72‬‬

‫]‪[166‬‬

‫قدير ‪ -‬إحدى عشر مرات‪ .‬ثم تقول‪ :‬سبحان ال‪ ،‬والحمببد لبب‪ ،‬ول إلببه إل البب‪ ،‬والب‬
‫أكبر‪ ،‬أستغفر ال وأتوب إليه ما شبباء الب ل حببول ول قببوة إل بببال الحليببم‬
‫الكريم‪ ،‬العلي العظيم‪ ،‬الرحمان الرحيم‪ ،‬الملك القدوس الحببق المبببين‪ ،‬عببدد‬
‫خلقببه وزنببة عرشببه وملببء سببمواته وأرضببيه وعببدد مببا جببرى بببه علمببه‪،‬‬
‫وأحصاه كتابه‪ ،‬ومداد كلماته‪ ،‬ورضى نفسه ‪ -‬إحدى عشر مببرة‪ .‬ثببم تقببول‪:‬‬
‫اللهببم صببل علببى محمببد وأهببل بيببت محمببد المببباركين وصببل علببى جبرئيببل‬
‫وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك أجمعين والملئكة المقربين‪ ،‬اللهببم صببل‬
‫عليهم جميعا حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ما أنت أهلببه يببا أرحببم‬
‫الراحمين‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد وصل على ملك الموت وأعوانه‬
‫وصل على رضوان وخزنة الجنان وصل علبى مالبك وخزنبة النيبران اللهبم‬
‫صل عليهم جميعا حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنببت أهلببه يببا‬
‫أرحم الراحمين‪ .‬اللهم صل على الكببرام الكبباتبين‪ ،‬والسببفرة الكببرام البببررة‪،‬‬
‫والحفظة لبني آدم وصل على ملئكببة الهببواء‪ ،‬والسببموات العلببى‪ ،‬وملئكببة‬
‫الرضببين السببفلى وملئكببة الليببل والنهببار‪ ،‬والرض والقطببار والبحببار‬
‫والنهار والبراري والفلوات والقفار والشجار وصبل علبى الملئكبة البذين‬
‫أغنيتهببم عببن الطعببام والشببراب بتسبببيحك وتقديسببك وعبادتببك اللهببم صببل‬
‫عليهبم حبتى تبلغهبم الرضبا وتزيبدهم بعبد الرضبا ممبا أنبت أهلبه يبا أرحبم‬
‫الراحميبن‪ .‬اللهبم صبل علبى محمبد وآل محمبد وصبل علبى أبينبا آدم وامنبا‬
‫حواء‪ ،‬وما ولدا من النبيين والصببديقين والشببهداء والصببالحين اللهببم صببل‬
‫عليهبم حبتى تبلغهبم الرضبا وتزيبدهم بعبد الرضبا ممبا أنبت أهلبه يبا أرحبم‬
‫الراحميببن‪ .‬اللهببم صببل علببى محمببد وأهببل بيتببه الطيبببين وعلببى أصببحابه‬
‫المنتجبين‪ ،‬وعلى أزواجه المطهرات‪ ،‬وعلى ذرية محمد‪ ،‬وعلببى كببل بشببير‬
‫بمحمد وعلى كل نبي ولببد محمببدا وعلببى كببل امببرأة صببالحة كفلببت محمببدا‪،‬‬
‫وعلى كل ملك هبط إلى محمد وعلى كل من في صلتك‬

‫]‪[167‬‬

‫عليه رضا لك ورضا لنبيك محمد صببلى الب عليببه‪ .‬اللهببم صببل عليهببم حببتى تبلغهببم‬
‫الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم صل على‬
‫محمد وآل محمد وبببارك علببى محمببد وآل محمببد وارحببم محمببدا وآل محمببد‬
‫كأفضل ما صليت وباركت وترحمببت علببى إبراهيببم وآل إبراهيببم إنببك حميببد‬
‫مجيد‪ ،‬اللهم أعبط محمبدا الوسبيلة والفضبل والفضبيلة‪ ،‬والدرجبة الرفيعبة‪،‬‬
‫وأعطه حتى يرضى‪ ،‬وزده بعد الرضببا ممببا أنببت أهلببه يببا أرحببم الراحميببن‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه‪ ،‬اللهم صل على‬
‫محمد وآل محمد كما ينبغي لنا أن نصلي عليه‪ ،‬اللهم صببل علببى محمببد وآل‬
‫محمد بعدد كل حببرف فببي صببلة صببليت عليببه اللهببم صببل علببى محمببد وآل‬
‫محمد بعدد من صلى عليه‪ ،‬ومن لم يصل عليه‪ .‬اللهم صبل علبى محمبد وآل‬
‫محمد بعدد كل شعرة ولفظة ولحظبة ونفبس وصبفة وسبكون وحركبة ممبن‬
‫صلى عليه وممن لبم يصببل عليببه‪ ،‬وبعبدد سبباعاتهم ودقبايقهم وسبكونهم و‬
‫حركبباتهم وحقببايقهم وميقبباتهم وصببفاتهم وأيببامهم وشببهورهم وسببنيهم‬
‫وأشعارهم وأبشارهم وبعدد زنة ذر ما عملوا أو يعملون‪ ،‬أو بلغهببم أو رأوا‬
‫أو ظنوا أو فطنوا أو كان منهم أو يكببون إلببى يببوم القيامببة وكأضببعاف ذلببك‬
‫أضعافا مضاعفة إلى يوم القيامة يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم صل علببى محمببد‬
‫وآل محمد بعدد ما خلغت ومببا أنببت خببالقه إلببى يببوم القيامببة صببلة ترضببيه‬
‫اللهم صل على محمببد وآل محمببد بعببدد مببا ذرأت وبببرأت‪ .‬اللهببم لببك الحمببد‬
‫والثناء والشكر والمن والفضل والطول والخير والحسنى والنعمة والعظمبة‬
‫والجبروت والملك والملكوت والقهر والسلطان والفخر والسؤدد والمتنببان‬
‫والكببرم والجلل والكببرام والجمببال والكمببال والخيببر والتوحيببد والتمجيببد‬
‫والتحميببد والتهليببل والتكبببير والتقببديس والرحمببة والمغفببرة والكبريبباء‬
‫والعظمة‪ .‬ولك ما زكبى وطباب وطهبر مبن الثنباء الطيببب والمديببح الفباخر‪،‬‬
‫والقول الحسن الجميل‪ ،‬الذي ترضى به عن قائله وترضبى ببه قبائله‪ ،‬وهبو‬
‫رضى لك حتى يتصل حمدي‬

‫]‪[168‬‬

‫بحمد أول الحامدين‪ ،‬وثنائي بأول ثناء المثنين على رب العالمين‪ ،‬متصل ذلك بذلك‪،‬‬
‫وتهليلببي بتهليببل أول المهلليببن وتكبببيري بتكبببير أول المكبببرين‪ ،‬وقببولي‬
‫الحسببن الجميببل بقببول أول القببائلين المجمليببن المثنيببن علببى رب العببالمين‬
‫متصببل ذلببك بببذلك مببن أول الببدهر إلببى آخببره‪ .‬وبعببدد زنببة ذر السببموات‬
‫والرضين والرمال والتلل والجبال‪ ،‬وعدد جببرع مبباء البحببار‪ ،‬وعببدد قطببر‬
‫المطار‪ ،‬وورق الشجار‪ ،‬وعدد النجوم‪ ،‬وعببدد الببثرى‪ ،‬والحصببى والنببوى‬
‫والمدر‪ ،‬وعدد زنة ذلك كله‪ ،‬وعدد زنة السموات والرضين وما فيهن ومببا‬
‫بينهن وما تحتهن وما بيببن ذلببك ومببا فببوقهن‪ ،‬إلببى يببوم القيامببة‪ ،‬مببن لببدن‬
‫العرش إلى قرار أرضك السابعة السفلى‪ .‬وبعدد حروف ألفاظ أهلهببن وعببدد‬
‫أرماقهم )‪ (1‬ودقائقهم وشعايرهم وساعاتهم و أيامهم وشببهورهم وسببنيهم‬
‫وسكونهم وحركاتهم وأشعارهم وأبشارهم وأنفاسهم وبعدد زنببة مببا عملببوا‬
‫أو يعملون به أو بلغهم أو رأوا أو ظنوا أو كان منهم أو يكون ذلك إلى يببوم‬
‫القيامة وعدد زنة ذرة ذلك وأضعاف ذلك وكأضعاف ذلك أضببعافا مضبباعفة‬
‫ل يعلمها ول يحصيها غيرك يا ذا الجلل والكرام وأهل ذلك أنت ومستحقه‬
‫ومستوجبه مني ومن جميع خلقببك يببا بببديع السببموات والرض‪ .‬اللهببم إنببك‬
‫لست برب استحدثناك‪ ،‬ول معببك إلببه فيشببركك فببي ربوبيتببك‪ ،‬ول معببك إلببه‬
‫أعانك على خلقنا‪ ،‬أنت ربنا كما تقول‪ ،‬وفوق ما يقببول القببائلون‪ ،‬أسببألك أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تعطي محمدا أفضل ما سألك وأفضببل مببا‬
‫سألت له وأفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامببة‪ .‬اعيببذ أهببل بيببت النبببي‬
‫محمد صلى ال عليه وآله ونفسي وديني ومببالي وولببدي وأهلببي وقراببباتي‬
‫وأهل بيتي وكل ذي رحم لي دخببل فببي السببلم أو يببدخل إلبى يببوم القيامببة‪،‬‬
‫وحزانتي و خاصتي ومن قلدني دعاء أو أسدى إلي يدا أورد عني غيبببة أو‬
‫قال في خيرا أو اتخذت‬
‫)‪ (1‬في البلد المين‪ :‬أزمانهم‪ ،‬وما في الصلب جعله المصباح‪ ،‬خ ل‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫عنده يدا أو صنيعة‪ ،‬وجيراني وإخوانى مببن المببؤمنين والمؤمنببات‪ ،‬بببال وبأسببمائه‬
‫التامة العامة الشاملة الكاملة الطاهرة الفاضببلة المباركببة المتعاليببة الزاكيببة‬
‫الشريفة المنيعة الكريمة العظيمة المخزونة المكنونة التي ل يجبباوزهن بببر‬
‫ول فاجر‪ ،‬وبام الكتاب وخاتمته وما بينهما من سورة شريفة‪ ،‬وآية محكمببة‬
‫وشببفاء ورحمببة وعببوذة وبركببة و بببالتوراة والنجيببل والزبببور والفرقببان‪،‬‬
‫وصحف إبراهيم وموسى‪ ،‬وبكل كتاب أنزله الب وبكببل رسببول أرسببله البب‪،‬‬
‫وبكل حجة أقامها ال‪ ،‬وبكل برهان أظهره ال‪ ،‬وبكل نور أناره البب‪ ،‬وبكببل‬
‫آلء ال وعظمته‪ .‬اعيذ نفسي وأستعيذ مبن شبر كبل ذي شبر ومبن شبر مبا‬
‫أحاف وأحذر‪ ،‬ومن شر ماربي منه أكبر‪ ،‬ومن شببر فسببقة العببرب والعجببم‪،‬‬
‫ومن شر فسقة الجبن والنبس‪ ،‬والشبياطين والسبلطين‪ ،‬وإبليبس وجنبوده‬
‫وأشياعه وأتباعه ومن شر ما في النور والظلمة ومن شببر مببادهم أو هجببم‬
‫أو ألم‪ ،‬ومن شر كل غم وهم وآفة وندم ونازلة وسقم‪ ،‬ومن شببر مببا يحببدث‬
‫في الليل والنهار‪ ،‬وتأتي به القدار‪ ،‬ومن شر ما في النار‪ ،‬ومن شر ما فببي‬
‫الرض والقطار‪ ،‬والفلوات والقفار‪ ،‬والبحار والنهار‪ ،‬ومن شر الفساق و‬
‫الفجار‪ ،‬والكهان والسحار‪ ،‬والحساد والذعار والشرار‪ ،‬ومبن شببر مببا يلبج‬
‫في الرض وما يخرج منها‪ ،‬وما ينزل من السببماء ومببا يعببرج فيهببا‪ ،‬ومببن‬
‫شر كل ذي شر ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصببيتها إن ربببي علببى صببراط‬
‫مسبتقيم فبان تولبوا فقبل حسببي الب ل إلبه إل هبو عليبه تبوكلت وهبو رب‬
‫العرش العظيم‪ .‬وأعوذ بك اللهم مببن الهببم والغببم والحببزن والعجببز والكسببل‬
‫والجبن والبخل‪ ،‬و من ضلع الدين‪ ،‬وغلبة الرجال‪ ،‬ومن عمل ل ينفع‪ ،‬ومن‬
‫عين ل تدمع‪ ،‬ومن قلب ل يخشببع‪ ،‬ومببن دعبباء ل يسببمع‪ ،‬ومببن نصببيحة ل‬
‫تنجع‪ ،‬ومن صحابة ل تردع‪ ،‬ومن اجتماع على نكر‪ ،‬وتودد على خسببر‪ ،‬أو‬
‫تواخببذ علببى خبببث‪ ،‬وممببا اسببتعاذ منببه ملئكتببك المقربببون‪ ،‬والنبيبباء‬
‫المرسلون‪ ،‬والئمة المطهرون‪ ،‬والشهداء والصالحون‪ ،‬وعبادك المتقببون‪،‬‬
‫وأسألك اللهم أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تعطينببي مببن الخيببر مببا‬
‫سألوا‬

‫]‪[170‬‬

‫وأن تعيذني من شر ما استعاذوا‪ .‬وأسألك اللهببم مببن الخيببر كلببه عبباجله وآجلببه‪ ،‬مببا‬
‫علمت منه وما لم أعلم‪ ،‬وأعوذ بك يا رب من همزات الشياطين‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫رب أن يحضرون‪ ،‬بسم ال على أهل بيت النبي محمد صلى ال عليه وآله‪،‬‬
‫بسم ال على نفسي وديني‪ ،‬بسم ال على أهلي ومالي‪ ،‬بسببم ال ب علببى كببل‬
‫شئ أعطاني ربي‪ ،‬بسم ال على أحبببتي وولببدي وقراببباتي‪ ،‬بسببم الب علببى‬
‫جيراني المؤمنين وإخواني‪ ،‬ومن قلدني دعاء أو اتخذ عندي يببدا أو أسببدى‬
‫إلى برا من المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬بسم ال على ما رزقنببي ربببي ويرزقنببي‪،‬‬
‫بسببم الب الببذي ل يضببر مببع اسببمه شببئ فببي الرض ول فببي السببماء وهببو‬
‫السميع العليم‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وصببلني بجميببع مببا سببألك‬
‫عبادك المؤمنون أن تصلهم به من الخير‪ ،‬واصببرف عنببي جميببع مببا سببألك‬
‫عبادك المؤمنون أن تصرفه عنهم من السوء والردى‪ ،‬وزدنببي مببن فضببلك‬
‫ما أنت أهله ووليه يا أرحببم الراحميببن‪ .‬اللهببم صببل علببى محمببد وآل محمببد‬
‫وأهل بيته الطيبين الطاهرين‪ ،‬وعجل اللهم فرجهم وفرجي‪ ،‬وفرج عببن كببل‬
‫مهمببوم مببن المببؤمنين والمؤمنببات‪ ،‬اللهببم صببل علببى محمببد وآل محمببد‪،‬‬
‫وارزقنببي نصببرهم‪ ،‬وأشببهدني أيببامهم‪ ،‬واجمببع بينببي وبينهببم فببي الببدنيا و‬
‫الخرة‪ ،‬واجعبل منبك عليهبم واقيبة حببتى ل يخلببص إليهبم إل بسببيل خيببر‪،‬‬
‫وعلى معهم وعلى شيعتهم ومحبيهم وعلى أوليائهم وعلى جميع المببؤمنين‬
‫والمؤمنات‪ ،‬فانك على كل شئ قدير‪ .‬بسم ال وبال ومن ال وإلى البب‪ ،‬ول‬
‫غالب إل ال‪ ،‬ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬حسبي الب تببوكلت علببى‬
‫البب‪ ،‬وافببوض أمببري إلببى البب‪ ،‬وألتجببا إلببى البب‪ ،‬وبببال احبباول واصبباول‬
‫واكاثروا فاخر وأعببتز وأعتصببم‪ ،‬عليببه تببوكلت وإليببه متبباب‪ ،‬ل إلببه إل هببو‬
‫الحي القيوم عدد الحصى والببثرى والنجببوم والملئكبة الصببفوف‪ ،‬ل إلبه إل‬
‫ال وحده ل شريك لببه العلببي العظيببم ل إلببه إل الب سبببحانك انببي كنببت مببن‬
‫الظالمين )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪.59 - 53‬‬

‫]‪[171‬‬

‫ومما خرج عن صاحب الزمان عليبه السبلم زيبادة فبي هبذا البدعاء إلبى محمبد ببن‬
‫الصلت القمي ‪ -‬ره ‪ :-‬اللهم رب النور العظيم‪ ،‬ورب الكرسي الرفيببع‪ ،‬ورب‬
‫البحر المسجور ومنزل التبوراة والنجيبل والزببور‪ ،‬ورب الظبل والحبرور‪،‬‬
‫ومنببزل الزبببور والفرقببان العظيببم‪ ،‬و رب الملئكببة المقربيببن والنبيبباء‬
‫والمرسلين‪ ،‬أنببت إلببه مببن فببي السببماء وإلببه مببن فببي الرض ل إلببه فيهمببا‬
‫غيرك‪ ،‬وأنت جبار مببن فببي السببماء وجبببار مببن فببي الرض لجبببار فيهمببا‬
‫غيرك‪ ،‬وأنت خالق من في السببماء وخببالق مببن فببي الرض لخببالق فيهمببا‬
‫غيرك‪ ،‬وأنببت حكببم مببن فببي السببماء‪ ،‬وحكببم مببن فببي الرض‪ ،‬لحكببم فيهببا‬
‫غيرك‪ ،‬اللهم إني أسببألك بوجهببك الكريببم‪ ،‬وبنببور وجهببك المشببرق المنيببر‪،‬‬
‫وملكك القديم‪ ،‬يا حببي يببا قيببوم أسببألك باسببمك الببذي أشببرقت بببه السببموات‬
‫والرضون‪ ،‬وباسمك الدي يصلح عليه الولون والخرون يببا حيببا قبببل كببل‬
‫حي ويا حيا بعد كل حي ويا حيا حين لحي يا محيببي المببوتى‪ ،‬و يببا حببي يببا‬
‫لإله إل أنببت‪ ،‬يبا حببي يبا قيببوم‪ ،‬أسبألك أن تصبلي علبى محمببد وآل محمبد‪،‬‬
‫وارزقني من حيث أحتسب‪ ،‬ومن حيث ل أحتسب رزقببا واسببعا حلل طيبببا‪،‬‬
‫وأن تفرج عني كل غم وكل هم‪ ،‬وأن تعطيني ما أرجوه وآمله‪ ،‬إنك على كل‬
‫شئ قدير )‪ .(1‬بيان‪ :‬فهببم بعببض الصببحاب أن دعبباء الحريببق ينتهببي عنببد‬
‫قوله )وأهل المغفرة( ثلثا ‪ -‬ويحتمل أن يكون الجميببع منببه إلببى قببوله إنببي‬
‫كنت من الظالمين‪ ،‬وقال الكفعمي في كتابيه‪ :‬إنما سمي هببذا الببدعاء بببدعاء‬
‫الحريق‪ ،‬لما روي عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬سمعت أبي محمد بن علي‬
‫الباقر عليهما السلم يقول‪ :‬كنت مع أبي علي بببن الحسببين عليهمببا السببلم‬
‫بقبا يعود شيخا من النصار إذا أتى أبي عليه السببلم آت‪ ،‬وقببال لببه‪ :‬الحببق‬
‫دارك فقد احترقت‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬لم تحترق‪ ،‬فبذهب ثبم عباد وقبال‪ :‬قبد‬
‫احترقت ! فقال أبي عليبه السبلم‪ :‬والب مبا احبترقت فبذهب ثبم عباد ومعبه‬
‫جماعة من أهلنا وموالينا وهم يبكون ويقولون لبي‪ :‬قد احترقت دارك !‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ ،160 - 159‬البلد المين ‪.60 - 59‬‬

‫]‪[172‬‬

‫فقال‪ :‬كل وال ماحترقت وإني بربي أوثق منكم‪ ،‬ثم انكسف المر عن احتراق جميع‬
‫ما حول الدار إل هي‪ .‬فقال أبي الباقر عليه السلم لبيه زين العابدين عليببه‬
‫السلم‪ :‬ماهذا ؟ فقال يا بني شئ نتوارثه من علم النبي صلى ال عليه وآله‬
‫هو أحب إلي من الدنيا وما فيهببا مببن المببال والجببواهر والملك وأعببد مببن‬
‫الرجال والسلح‪ ،‬وهو سر أتى به جبرئيل إلى النبي صببلى ال ب عليببه وآلببه‬
‫فعلمه عليا و ابنته فاطمة وتوارثنا نحن‪ ،‬وهو الدعاء الكامل الذي من قدمه‬
‫أمامه كل يوم وكل ال تعالى به ألف ملك يحفظونه في نفسبه وأهلبه وولبده‬
‫وحشمه وماله وأهل عنايته مببن الحببرق والغببرق والشببرق والهببدم والببردم‬
‫والخسف والقذف‪ ،‬وآمنه ال تعالى من شر الشيطان والسلطان‪ ،‬ومببن شببر‬
‫كل ذي شر‪ ،‬وكان في أمان ال وضمانه‪ ،‬وأعطبباه الب تعببالى علببى قراءتببه‬
‫وإن كان مخلصا موقنا ثواب مائة صديق‪ ،‬وإن مات في يومه دخببل الجنببة‪،‬‬
‫فاحفظ يا بني ول تعلمه إل بمبن تثبق بببه‪ ،‬فبانه ل يسبأل محبق ببه شبيئا إل‬
‫أعطاه ال تعالى انتهى )‪) .(1‬ورضا نفسه( أي حمببدا وثنبباء يببوجب رضبباه‬
‫عن الحامد )زنة ذر ما عملوا( من تشبيه المعقببول بالمحسببوس‪ ،‬أو المببراد‬
‫متعلقات أعمالهم من الجسام )أو بلغهم( من الخبار )أو رأوا( بأعينهم من‬
‫الجسام واللوان والنوار )أو ظنوا( من المببور )أو فطنببوا( مببن الحقببائق‬
‫)والحسببنى( أي السببماء الحسببنى‪ ،‬وقببال الجببوهري سبباد قببومه يسببودهم‬
‫سيادة وسببؤددا‪ ،‬وقببال الفيببروز آبببادي‪ :‬السببودد بالضببم والسببؤدد بببالهمزة‬
‫كقنفذ السيادة انتهى‪) .‬والمديح( المدح وهو الثناء الحسن )حتى يتصل( أي‬
‫يمل الحمد جميع الزمان الماضية حتى يتصل بزمان حمد أول الحامدين أو‬
‫يكون حمدي مقبول مرتفعبا يتصبل فبي السبماء بحمبد أول الحامبدين‪ ،‬فبانه‬
‫مقبول والول أظهر )وعدد زنة‬

‫)‪ (1‬راجع البلد المين ص ‪ 55‬الهامش‪ ،‬جنة المببان الواقيببة وجنببة اليمببان الباقيببة‬
‫)مصباح الكفعمي( ص ‪ 72‬في الهامش‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫ذر السموات( أي مرة )‪ (1‬اخرى أو مضبروبا فيمبا تقبدم )وأرمباقهم( أي نظراتهبم‪،‬‬


‫والرمق أيضا بقية الحيباة )والشبعائر( جمبع الشبعيرة وهبي البدنبة تهبدى‪،‬‬
‫وكذا أعمال الحج وكل ما جعل علمببا لطاعببة البب‪ ،‬واليببد النعمببة والحسببان‬
‫تصطنعه‪ ،‬كما ذكره الجوهري )ودهمك( كمنع وسمع غشيك )وألم به( نزل‪.‬‬
‫والدعار بالدال المهملة مبن البدعر بمعنبى الفسباد والخببث والفسبق‪ ،‬وفبي‬
‫بعببض النسببخ بالببذال المعجمببة مببن الببذعر بمعنببى التخويببف وبببالوجهين‬
‫صححهما الكفعمي‪ ،‬و عندي أن الدال المهملة والغيببن المعجمببة أظهببر مببن‬
‫الببدغرة وهببو أخببذ الشببئ احتلسببا و فببي الحببديث )هببي الببدغارة المعلنببة(‪.‬‬
‫)والحزن( بالضم والتحريك الهم‪ ،‬والجبن يكببون بالضببم وبضببمتين والبخببل‬
‫بالضم وبضمتين وبالتحريك وبالفتح ضد الكرم وفي النهايببة أعببوذ بببك مببن‬
‫ضلع الدين أي ثقله والضلع والعوجاج أي يثقلببه حبتى يميبل صباحبه عبن‬
‫الستواء والعتدال يقال ضلع بالكسر يضلع ضلعا بالتحريك وضببلع بالفتببح‬
‫يضلع ضلعا بالتسكين أي مال انتهببى‪ ،‬والببدين بالكسببر تصببحيف‪ ،‬وإن كببان‬
‫يستقيم أيضا وقال الفيروز آببادي‪ :‬نجبع البوعظ والخطباب فيبه كمنبع دخبل‬
‫فأثر كبأنجع )ومبن صباحبة( الصبحابة مصبدر وجمبع أيضبا والبردع المنبع‬
‫والكف أي مصاحبة ل تمنع المصاحب عن الضببرر والخيانببة أو أصببحاب ل‬
‫يمنعونني عن القبايح والنكببر بالضببم المنكببر‪ ،‬قببال تعببالى‪) :‬لقببد جئت شببيئا‬
‫نكرا( )‪ (2‬وفي بعض النسخ نكرة بفتح النون وكسر الكبباف ضببد المعرفببة‪،‬‬
‫والول أصح وأفصح‪) .‬أو تؤاخذ على خبث( )‪ (3‬أي يؤاخذ كل منببا صباحبه‬
‫على خبث‬

‫)‪ (1‬يعنى أنه تكرر هذه التعداد مرة في قببوله )وبعببدد زنببة ذر السببموات والرضببين‬
‫والرمال( ومرة اخرى بعده بثلثة أسطر‪) :‬وعدد زنة ذلك كله وعببدد زنببة‬
‫السموات والرضين وما فيهن( الخ‪ (2) .‬الكهف‪ (3) .84 :‬على حنببث خ‬
‫ل‪.‬‬
‫]‪[174‬‬

‫الباطن أو بسببه‪ ،‬وفي بعض النسخ بالواو والجيم من الوجد‪ ،‬وهو الغضببب‪ ،‬وعلببى‬
‫الول يحتمببل أن يكببون مببن أخببذ العهببد والبيعببة أي معاهببدة واخببوة غيببر‬
‫صافية‪ ،‬بل مع خبث الباطن‪) .‬بسم ال على أهل بيت النبي صببلى ال ب عليببه‬
‫وآله( أي أستعين بال لهم أو أقرأ بسم ال عليهم لحفظهم )مببن قلببدني( أي‬
‫أخذ العهد مني للدعاء فكأنه جعله كالقلدة في عنقي‪ ،‬و أسدى إليببه أحسببن‬
‫)بسم ال( أي أستعين به )وبال( أي أستعين بذاته القدس )ومببن البب( أي‬
‫أستمد منه أو وجودي وجميع أحوالي واموري منه )إلى البب( أتوسببل إليببه‬
‫أو مرجعي إليه )ما شاء ال( أي كبان‪ .‬وقبال فببي النهايبة‪ :‬الحبول الحركببة‪،‬‬
‫ومنه الحديث )اللهم بك أصول وبك أحول( أي أتحبرك‪ ،‬وقيبل أحتبال‪ ،‬وقيبل‬
‫أدفع وأمنع من حال بين الشيئين إذا منع أحببدهما عببن الخببر‪ ،‬وفببي حببديث‬
‫آخر )بك اصاول وبك احول( هومن المفاعلة وقيببل‪ :‬المحاولببة طلببب الشببئ‬
‫بحيلة‪ ،‬وقبال‪ :‬اصباول أي اسببطو وأقهببر والصببولة الحملببة والوثبببة‪ ،‬وقببال‬
‫يقال‪ :‬كاثرته فكثرته إذا غلبته وكنت أكثر منه‪ .‬وفببي القبباموس اعببتز بفلن‬
‫جعل نفسه عزيزا به‪) ،‬وإليه متاب( بكسر الباء أي مرجعببي ورجببوعي فببي‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬وفي القاموس الثرى‪ :‬الندى والتراب الندى أو الببذي إذا بببل‬
‫لببم يصببر طينببا والخيببر والرض )والملئكببة الصببفوف( أي القببائمين فببي‬
‫السموات صفوفا‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الصف المصببدر كالتصببفيف‪ ،‬وواحببد‬
‫الصفوف‪ ،‬و القوم المصطفون‪ ،‬والصببافات صببفا الملئكببة المصببطفون فببي‬
‫السماء يسبحون لهم مراتب يقومون عليها صفوفا كما يصبطف المصببلون‪.‬‬
‫والبحر المسجور أي المملو وهو المحيط أو الموقد مببن قببوله )وإذا البحببار‬
‫سجرت( )‪ (1‬والمختلط من السجير بمعنى الخليببط )أشببرقت( بببه أي بنفببس‬
‫السم كما قيل بببأثير السببماء أو بمسببماه عببن الصببفات‪ ،‬والشببراق بنببوره‬
‫الوجود وساير النوار الظاهرة‬

‫)‪ (1‬التكوير‪.6 :‬‬

‫]‪[175‬‬

‫والباطنة )من حيث أحتسب ومن حيث ل أحتسب( أي مبن حيببث أظبن ومببن حيببث ل‬
‫أظن‪ .‬أقول‪ :‬ووجدت هذا الدعاء مسندا في كتاب عتيق من اصببول أصببحابنا‬
‫بالشرح الذي ذكره الكفعمي ‪ -‬ره ‪ -‬إلى قوله )فان تولوا فقببل حسبببي الب ل‬
‫إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم( ولم يببذكر مببا بعببده‪- 45 .‬‬
‫مصباح الشيخ )‪ (1‬والبلد المين )‪ (2‬واختيار ابن الباقي‪ :‬دعاء آخر مروي‬
‫عن أبي الحسن العسكري عليه السلم في الصباح‪ :‬يا كبير كل كبير‪ ،‬يا من‬
‫ل شريك له ول وزير‪ ،‬يا خالق الشمس والقمر المنيبر‪ ،‬يببا عصبمة الخبائف‬
‫المستجير‪ ،‬يا مطلق المكبل السير‪ ،‬يا رازق الطفل الصغير‪ ،‬يا جببابر العظببم‬
‫الكسير‪ ،‬يا راحم الشيخ الكبير يا نور النور‪ ،‬يا مدبر المبور‪ ،‬يبا ببباعث مببن‬
‫في القبور‪ ،‬يا شببافي الصببدور‪ ،‬يببا جاعببل الظببل والحببرور‪ ،‬يببا عالمببا بببذات‬
‫الصدور‪ ،‬يا منزل الكتاب والنور‪ ،‬والفرقان العظيم والزبور‪ .‬يامن تسبح لببه‬
‫الملئكببة بالبكببار والظهببور‪ ،‬يببا دائم الثبببات‪ ،‬يببا مخببرج النبببات بالغببدو‬
‫والصال‪ ،‬يا محيي الموات‪ ،‬يا منشي العظام الدارسات‪ ،‬يببا سببامع الصببوت‬
‫يا سابق الفوت‪ ،‬يا كاسي العظام الباليبة بعبد المبوت‪ ،‬يبامن ل يشبغله شبغل‬
‫عن شغل‪ ،‬يامن ل يتغير من حال إلى حال‪ ،‬يامن ل يحتاج إلى تجشم حركببة‬
‫ول انتقال‪ ،‬يامن ل يمنعه شأن عن شأن‪ ،‬يامن يرد بألطف الصدقة والدعاء‬
‫عن أعنان السماء ما حتم وابرم من سوء القضاء‪ ،‬يامن ل يحيط به موضع‬
‫ولمكان‪ ،‬يامن يجعل الشفاء فيما يشاء من الشياء يامن يمسك الرمق مببن‬
‫الدنف العميد بما قل من الغداء‪ ،‬يا من يزيل بأدنى الدواء ما غلظ من الداء‪،‬‬
‫يامن إذا وعد وفى‪ ،‬وإذا توعببد عفببى‪ .‬يببامن يملببك حببوائج السبائلين‪ ،‬يببامن‬
‫يعلم ما في ضمير الصامتين‪ ،‬يا عظيم الخطر يا كريم الظفر‪ ،‬يامن لببه وجببة‬
‫ليبلى‪ ،‬يا من له ملك ل يفنى‪ ،‬يا من له نور ل يطفأ‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ (2) .162 - 160‬وذكره الكفعمي في المصباح أيضببا ص‬


‫‪.80 - 78‬‬

‫]‪[176‬‬

‫يامن فوق كل شئ عرشه‪ ،‬يامن في البر والبحر سلطانه‪ ،‬يببامن فببي جهنببم سببخطه‪،‬‬
‫يامن في الجنة رحمته‪ ،‬يامن مواعيده صادقة‪ ،‬يببامن أيبباديه فاضببلة‪ ،‬يببامن‬
‫رحمته واسعة‪ ،‬يا غياث المستغيثين‪ ،‬يا مجيب دعوة المضطرين‪ ،‬يامن هو‬
‫بببالمنظر ال علببى وخلقببه بببالمنزل الدنببى‪ .‬يببا رب الرواح الفانيببة‪ ،‬يببا رب‬
‫الجسبباد الباليببة‪ ،‬يببا أبصببر النبباظرين‪ ،‬يببا أسببمع السببامعين‪ ،‬يببا أسببرع‬
‫الحاسبين‪ ،‬يببا أحكبم الحباكمين‪ ،‬يببا أرحبم الراحميببن‪ ،‬يببا وهباب العطايبا‪ ،‬يببا‬
‫مطلق السارى‪ ،‬يا رب العزة‪ ،‬يا أهل التقوى وأهل المغفرة‪ ،‬يببامن ل يببدرك‬
‫أمدة‪ ،‬يامن ل يحصى عببدده‪ ،‬يببامن ل ينقطببع مببدده‪ ،‬أشببهد ‪ -‬والشببهادة لبي‬
‫رفعبة وعبدة‪ ،‬وهبي منبي سبمع وطاعبة‪ ،‬وبهبا أرجبو النجباة يبوم الحسبرة‬
‫والندامة ‪ -‬أنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك‪ ،‬وأن محمدا عبببدك‬
‫ورسولك‪ ،‬صلواتك عليه و آله‪ ،‬وأنه قد بلغ عنك وأدى ما كان واجبببا عليببه‬
‫لك‪ ،‬وأنك تخلق دائما وترزق‪ ،‬وتعطي وتمنع‪ ،‬وترفع وتضع‪ ،‬وتغني وتفقببر‬
‫وتخذل وتنصر‪ ،‬وتعفو وترحببم‪ ،‬وتصببفح وتجبباوز عمببا تعلببم ول تجببور ول‬
‫تظلم‪ ،‬وأنك تقبض وتبسط‪ ،‬وتمحو وتثبت‪ ،‬وتبدئ وتعيببد‪ ،‬وتحيببي وتميببت‪،‬‬
‫وأنت حي ل تموت‪ ،‬فصل على محمد وآله‪ ،‬واهدني من عندك وأفض علببي‬
‫مببن فضببلك‪ ،‬وانشببر علببي مببن رحمتببك‪ ،‬وأنببزل علببي مببن بركاتببك‪ ،‬فطالمببا‬
‫عودتني الحسن الجميل‪ ،‬وأعطيتني الكثير الجزيببل‪ ،‬وسببترت علببي القبيببح‪.‬‬
‫اللهم فصل على محمد وآله‪ ،‬وعجل فرجي‪ ،‬وأقلني عثرتي‪ ،‬وارحم غربتي‪،‬‬
‫و ارددني إلى أفضل عادتك عندي‪ ،‬واستقبل بي صببحة مببن سببقمي‪ ،‬وسببعة‬
‫من عدمي‪ ،‬وسببلمة شبباملة فببي بببدني‪ ،‬وبصببيرة ونظببرة نافببذة فببي دينببي‪،‬‬
‫ومهدني وأعني على استغفارك واسببتقالتك‪ ،‬قبببل أن يفنببى الجببل‪ ،‬وينقطببع‬
‫العمل‪ ،‬وأعني على الموت وكربته وعلببى القبببر ووحشببته‪ ،‬وعلببى الميببزان‬
‫وخفته‪ ،‬وعلى الصراط وزلته‪ ،‬وعلى يوم القيامة وروعتببه‪ .‬وأسببألك نجبباح‬
‫العمل قبل انقطاع الجل‪ ،‬وقوة في سمعي وبصري‪ ،‬واستعما‬

‫]‪[177‬‬

‫لصالح ما علمتني وفهمتني‪ ،‬إنك أنت الرب الجليل وأنا العبد الذليل‪ ،‬وشتان ما بيننببا‬
‫يا حنان يا منان‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬صل على محمببد وآل محمببد‪ ،‬وصببل‬
‫علبى مبن ببه فهمتنبا وهبو أقبرب وسبائلنا إليبك ربنبا محمبد وآلبه وعبترته‬
‫الطاهرين )‪ .(1‬توضبيح‪ :‬قبال الكفعمبي قبدس سبره‪ :‬رأيبت فبي كتباب عبدة‬
‫السفر وعمدة الحضر لبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ‪ -‬ره ‪ -‬أنه من‬
‫دعا بهذا الدعاء وهو يا كبير كل كبير إلى آخببره فببي كببل صببباح قضببى الب‬
‫سبحانه له سببعين حاجبة مبن حبوائج البدنيا والخبرة‪ .‬وقبال ‪ -‬ره ‪ -‬الكببير‬
‫والكثير بالفتح ول يكسبر كافاهمبا )‪ (2‬إنمبا يكسبر أول فعيبل إذا كبان ثبانيه‬
‫حرفا حلقيا نحو شعير ورغيف وبهيم وسعيد قاله ابن الجواليقي فببي كتببابه‬
‫إصلح غلط العامة انتهى‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬الكبل القيببد الضببخم يقببال كبلببت‬
‫السير وكبلته إذا قيدته فهو مكبول ومكبل )يا نور النور( أي خالق النببوار‬
‫وجاعلها نوار )يا شافي الصدور( من غيظ العادي أو من الخلق الذميمة‬
‫التي هي أمراض القلوب )يا جاعل الظببل( أي خببالقه‪ ،‬والجعببل يطلببق غالبببا‬
‫فيما ل يقوم بنفسه من العراض‪ ،‬والخلق فيمببا يقببوم بنفسببه مببن الجسببام‬
‫ونحوها‪ ،‬والحرور الريح الحارة باليل‪ ،‬وقد يكون بالنهببار‪ ،‬وحببر الشببمس‪،‬‬
‫والحببر الببدائم‪ ،‬والنببار ذكببره الفيببروز آبببادي‪) .‬بببذات الصببدور( أي بالنيببات‬
‫والسببرار الببتي فيهببا‪ ،‬والنببور عطببف تفسببير للكتبباب ول بكببار الغببدوة‪،‬‬
‫والظهور جمع الظهر بالضم )الدارسات( أي الباليببات مببن درس الثببوب أي‬
‫خلق )يا سابق الفوت( أي ل يفوته شئ بل يسبق فوته فيببدركه قبببل فببوته‪،‬‬
‫والفوت السبببق أيضببا أي يسبببق بسبببق مببن سبببق‪ ،‬وقيببل سبببق الفببوت فل‬
‫يفوت هو‪ ،‬وهو بعيد‪ ،‬و تجشبم المبر تكلفبه علبى مشبقة‪ ،‬وأعنبان السبماء‬
‫نواحيها‪ ،‬وقال الفيروز آبادي‪:‬‬
‫)‪ (1‬البلد المين‪ (2) .60 - 61 :‬نقل الشرتونى فببي أقربببه عببن التبباج أن النببووي‬
‫صرح في تحريره وغيره أن كبيرا بكسر الكاف لغة في فتحها‪.‬‬

‫]‪[178‬‬

‫الدنف محركة المرض الملزم‪ ،‬ورجل وامرأة وقوم دنف محركة‪ ،‬فإذا كسببرت أنثببت‬
‫وثنيت وجمعت‪ .‬وقبال الكفعمببي ‪ -‬ره ‪ -‬العميبد قبال شبارح السبببع العلويبات‬
‫فيه‪ :‬هو الببذي هببده المببرض‪ ،‬قببال‪ :‬وهببو المعمببود أيضببا‪ ،‬وقببال الجببوهري‬
‫عمده المرض أي فدحه‪ ،‬وقال الهروي العمد‪ :‬ورم يكون في الظهببر‪ ،‬ومنببه‬
‫الحببديث )‪ (1‬وشببفي العمببد وأقببام الود‪ ،‬والمببراد حسببن السياسببة انتهببى‪.‬‬
‫والوعد يطلق غالبا في الخير وقد يطلق في الشر أيضببا‪ ،‬والتوعببد واليعبباد‬
‫التهدد بالشر‪ ،‬والخطر‪ :‬القدر والمنزلة‪ ،‬والسبق يتراهن عليببه‪ ،‬والشببراف‬
‫على الهلك‪ ،‬والكل هنا مناسب وإن كان الول أنسببب )يببا كريببم الظفببر( أي‬
‫الكريببم عنببد الظفببر‪ ،‬أو ظفببره جليببل عظيببم )ل يطفببأ( علببى بنبباء المعلببوم‪،‬‬
‫والمجهول بالهمز وغيره تخفيفا وأصله الهمببز فببي القبباموس طفببأت النببار‬
‫كسببمع طفببوءا ذهببب لهبهببا وأطفأتهببا انتهببى‪ .‬واليببادي‪ :‬النعببم‪) ،‬بببالمنظر‬
‫العلى( المظرة المرقبة أي في المرقب العلببى يرقببب عببباده‪ ،‬وهببو مطلببع‬
‫على جميع أحوالهم‪ ،‬أو هو أعلى وأرفع مببن أنظببار الخلببق وأفكببارهم )ويببا‬
‫أهببل التقببوى‪ (...‬أي هببو سبببحانه لعظمتببه وجللببه أهببل لن يتقببى عببذابه‬
‫وسطوته‪ ،‬و لكرمه وجوده أهل لن يغفر )يببامن ل يببدرك أمببده( أي انتهبباء‬
‫وجببوده أزل وأبببدا أو أمببد حقيقتببه وكنببه ذاتببه وصببفاته )يببا مببن ل يحصببى‬
‫عدده( أي عدد معلوماته ومقدوراته ومخلوقاته وتقديراته وألطافه ونعمببه‪،‬‬
‫والمدد بالتحريك الزيادة والمعونة‪ ،‬ويمكن أن يقرء بضببم الميبم جمببع مبدة‪.‬‬
‫)والشهادة لي( الجمل معترضة بين أشهد ومعموله )وأنك تخلق( في بعض‬
‫النسببخ )تعطببي( فببالمراد جنببس العطبباء مببع قطببع النظببر عببن خصببوص‬
‫الشخاص‪ ،‬أو العطايا الشاملة من اليجاد والرزق بقدر الضرورة والحفظ‪،‬‬
‫وما سيأتي من قوله عليه السلم‪) :‬وتعطي وتمنع( بالنسبة إلبى الشببخاص‬
‫أو العطايببا الخاصببة مببن زوائد الحسببان والفضببل‪ ،‬والتوقيقببات والهببدايات‬
‫المخصوصة ببعض الشخاص وبعض الحوال وفي القاموس العدم‬

‫)‪ (1‬كلم ندبت به النادبة على عمر من قولها‪) :‬واعمراه أقام الود وشفى العمد(‪.‬‬

‫]‪[179‬‬

‫بالضببم وبضببمتين وبالتحريببك الفقببدان )ومهببدني( قببال الكفعمببي ‪ -‬ره ‪ -‬أي مكنببي‬
‫والتمهد التمكن أو بمعنى أصلحني وتمهيد المور إصببلحها وتمهيببد العببذر‬
‫قبوله‪ ،‬قاله الجبوهري‪ ،‬والمهباد الفبراش‪ ،‬ومنبه قبوله تعبالى‪) :‬فل نفسبهم‬
‫يمهببدون( )‪ (1‬أي يوطببؤن‪ ،‬ومهببدت لنفسببي ومهببدت أي جعلببت لهببا مكانببا‬
‫وطئا سهل‪ ،‬وقوله تعالى‪) :‬ولبئس المهاد( )‪ (2‬أي بئس مامهد لنفسببه فببي‬
‫معاده انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يمكن أن يكون المعنى مهدني وهيئنببي لسببتغفارك أو‬
‫عبادتك‪ ،‬ول يبعد أن يكون في الصل باللم من المهلة‪ .‬وقببال فببي النهايببة‪:‬‬
‫الحنان الرحمة والعطف والرزق والبركة‪ ،‬وفي أسماء ال تعالى الحنان هو‬
‫بتشديد النون الرحيم بعباده فعال مببن الحنيببن للمبالغببة‪ ،‬وقببال‪ :‬المنببان هببو‬
‫المعطي من المن العطاء‪ ،‬لمن المنة وكثيرا ما يرد المن في كلمهم بمعنببى‬
‫الحسان إلبى مبن ل يسبتثيبه ول يطلبب الجبزاء عليبه‪ ،‬والمنبان مبن أبنيبة‬
‫المبالغة كالسببفاك والوهبباب انتهببى‪ ،‬والجلل السببتغناء المطلببق‪ ،‬والكببرام‬
‫الفضل العام‪ ،‬أو الجلل الصببفات السببلبية أو القهريببة والكببرام الثبوتيببة أو‬
‫اللطفية‪ - 46 .‬المتهجد )‪ (3‬وساير الكتب‪ :‬فإذا فبرغ دعبا بالبدعاء المبروي‬
‫عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلم في الصباح‪ :‬بسببم ال ب الرحمببن‬
‫الرحيببم أصبببحت بببال ممتنعببا‪ ،‬وبعزتببه محتجبببا وبأسببمائه عببائذا مببن شببر‬
‫الشيطان والسلطان‪ ،‬ومن شر كببل دابببة ربببي آخببذ بناصببيتها إن ربببي علببى‬
‫صراط مستقيم‪ ،‬فان تولوا فقل حسبي ال ل إلببه إل هببو عليببه تببوكلت وهببو‬
‫رب العرش العظيم‪ ،‬فسيكفيكهم ال وهو السببميع العليببم‪ ،‬فببال خيببر حافظببا‬
‫وهببو أرحببم الراحميببن‪ ،‬إن الب يمسببك السببموات والرض أن تببزول‪ ،‬ولئن‬
‫زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفببورا‪ ،‬الحمببد ل ب الببذي‬
‫ذهب بالليل بقدرته‪ ،‬وجاء‬

‫)‪ (1‬الروم‪ (2) .44 :‬البقرة‪ (3) .206 :‬مصباح المتهجد‪.166 - 163 :‬‬

‫]‪[180‬‬

‫بالنهار مبصرا برحمته‪ ،‬خلقا جديدا ونحن في عافية منه بمنه وجوده وكرمه مرحبا‬
‫بالحافظين ‪ -‬وتلتفت عن يمينك وتقول‪ :‬وحيا كما ال من كبباتبين ‪ -‬وتلتفببت‬
‫عن شمالك وتقول ‪ -‬اكتبا رحمكما ال‪ .‬بسم ال أشهد أن ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أن الساعة حق آتيببة ل‬
‫ريب فيه وأن ال يبعث من في القبور‪ ،‬على ذلك أحيا وعليه أموت‪ ،‬وعليببه‬
‫ابعث إنشاء ال أقرئا محمدا صلى ال عليه وآله مني السلم )‪ .(1‬أصبببحت‬
‫في جوار ال الذي ل يضام‪ ،‬وفي كنف ال الذي ل يرام‪ ،‬وفي سلطانه الببذي‬
‫ل يستطاع‪ ،‬وفي ذمة ال التي لتخفر‪ ،‬وفي عببزة ال ب الببتي ل يقهببر‪ ،‬وفببي‬
‫حرم ال المنيع‪ ،‬وفي ودائع ال التي ل تضيع‪ ،‬ومببن أصبببح لب جببارا فهببو‬
‫آمببن محفببوظ‪ .‬أصبببحت والملببك والملكببوت والعظمببة والجبببروت والجلل‬
‫والكرام والنقض والبرام والعزة والسلطان والحجببة والبرهببان والكبريبباء‬
‫والربوبيببة والقببدرة والهيبببة والمنعببة والسببطوة والرافبة والرحمببة والعفببو‬
‫والعافيببة والسببلمة والطببول واللء والفضببل والنعمبباء والنببور والضببياء‬
‫والمن وخزائن الدنيا والخرة ل رب العالمين الواحد القهار الملببك الجبببار‬
‫العزيز الغفار‪ .‬أصبحت ل اشرك بال شببيئا‪ ،‬ول أدعببو معببه إلهببا‪ ،‬ول أتخببذ‬
‫من دونه وليا ول نصيرا إني لن يجيرني من ال أحبد‪ ،‬ولبن أجبد مببن دونبه‬
‫ملتحدا‪ ،‬ال ال ال ربي حقا ل اشببرك بببال شببيئا‪ ،‬الب أعببز وأكبببر وأعلببى‬
‫وأقدر مما أخاف وأحذر‪ ،‬ول حول ولقوة إل بال العلي العظيببم‪ .‬اللهببم كمببا‬
‫ذهبت بالليل وأقبلت بالنهار خلقا جديببدا مببن خلقببك‪ ،‬وآيببة بينببة مببن آياتببك‪،‬‬
‫فصل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأذهب عني فيه كل غم وهببم وحببزن ومكببروه‬
‫وبلية ومحنببة وملمببة‪ ،‬وأقبببل إلببى بالعافيببة‪ ،‬وامنببن علببى بالرحمببة والعفببو‬
‫والتوبببة وادفببع عنببي كببل معببرة ومضببرة‪ ،‬وامنببن علببى بالرحمببة والعفببو‬
‫والتوبة‪ ،‬بحولك و‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ 80‬و ‪.81‬‬

‫]‪[181‬‬

‫قوتك وجودك وكرمك‪ .‬أعوذ بال وبما عاذت به ملئكته ورسله‪ ،‬من شر هببذا اليببوم‬
‫وما يأتي بعده‪ ،‬و من الشيطان والسلطان‪ ،‬والركوب الحببرام والثببام‪ ،‬ومببن‬
‫شر السامة والهامة‪ ،‬والعين اللمة‪ ،‬ومن شر كل دابة ربببي آخببذ بناصببيتها‬
‫إن ربي على صراط مستقيم‪ .‬وأعوذ بال وبكلماته وعظمته وحببوله وقببوته‬
‫وقدرته من غضبه وسخطه وعقابه و أخذه وبأسه وسطوته ونقمته‪ ،‬ومببن‬
‫جميع مكاره الببدنيا والخببرة‪ ،‬وامتنعببت بحببول الب وقببوته مببن حببول خلقببه‬
‫جميعا وقوتهم وبرب الفلق‪ ،‬من شر ما خلببق‪ ،‬ومببن شببر غاسببق إذا وقببب‪،‬‬
‫ومن شر النفاثات في العقد‪ ،‬ومن شر حاسببد إذا حسببد‪ ،‬وبببرب النبباس ملببك‬
‫الناس‪ ،‬إله الناس‪ ،‬من شر الوسواس الخناس‪ ،‬الذي يوسببوس فببي صببدور‬
‫الناس من الجنة والناس‪ ،‬فببان تولببوا فقببل حسبببي الب ل إلببه إل هببو عليببه‬
‫توكلت وهو رب العرش العظيم‪ .‬بببال أسببتفتح وبببال أسببتنجح‪ ،‬وعلببى الب‬
‫أتوكل‪ ،‬وبال أعتصم وأستعين وأستجير‪ ،‬بسم ال خير السماء‪ ،‬بسم ال ل‬
‫يضر مع اسمه شئ في الرض ول فببي السببماء‪ ،‬وهببو السببميع العليببم‪ .‬رب‬
‫إني توكلت عليك رب إني فوضت أمري إليك‪ ،‬رب إني ألجأت ظهري إليببك‪،‬‬
‫رب إني ألجأت ضعف ركني إلى قوة ركنك‪ ،‬مستعينا بببك علببى ذوي التعببزز‬
‫على والقهر لي‪ ،‬والقدرة على ضببيمي‪ ،‬والقببدام علببى ظلمببي‪ ،‬وأنببا وأهلببي‬
‫ومالي وولدي في جوارك وكنفك رب لضعف معك‪ ،‬ول ضببيم علببى جببارك‪،‬‬
‫رب فبباقهر قبباهري بعزتببك وأوهببن مسببتوهني بقببدرتك‪ ،‬وأقصببم ضببائمي‬
‫ببطشك‪ ،‬وخببذلي مببن ظببالمي بعببدلك‪ ،‬و أعببذني منببه بعيبباذك‪ ،‬وأسبببل علببى‬
‫سترك‪ ،‬فان من سترته فهو آمن محفببوظ‪ ،‬ول حببول ولقببوة إل بببال العلببي‬
‫العظيم‪ .‬يا حسن البلء يا إله من في الرض ومن في السماء‪ ،‬يامن لغنببى‬
‫لشئ عنه ولبد لشئ منه‪ ،‬يامن مصير كل شئ إليببه ووروده إليببه‪ ،‬ورزقببه‬
‫عليه‪ ،‬صل‬

‫]‪[182‬‬

‫على محمد وآله‪ ،‬وتولني ول تولني أحدا من شرار خلقك‪ ،‬كما خلقتنببي وغببذوتني و‬
‫رزقتني ورحمتني فل تضيعني‪ .‬يامن جوده وسيلة كل سائل‪ ،‬وكرمه شببفيع‬
‫كل آمل‪ ،‬يامن هو بالجود موصوف ارحم من هو بالساءة معروف‪ ،‬يا كنببز‬
‫الفقراء‪ ،‬يا عظيم الرجبباء‪ ،‬ويببا معيببن الضببعفاء‪ .‬اللهببم إنببي أدعببوك لهببم ل‬
‫يفرجه غيرك‪ ،‬ولرحمة ل تنال إل بك‪ ،‬ولحاجة ل يقضيها إل أنت‪ ،‬اللهم كما‬
‫كان من شأنك ما أردتنببي بببه مببن ذكببرك‪ ،‬وألهمتنيببه مببن شببكرك ودعببائك‪،‬‬
‫فليكن من شأنك الجابة لي فيما دعوتك‪ ،‬والنجاة فيما فزعت إليك منه‪ ،‬فان‬
‫لبم أكبن أهل أن أبلببغ رحمتبك فبان رحمتببك أهبل أن تبلغنبي وتسبعني لنهبا‬
‫وسعت كل شئ‪ ،‬وأنا شئ فلتسعني رحمتك يا مولي‪ .‬اللهم صل على محمببد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وامنن على وأعطني فكاك رقبتي من النببار و أوجببب لببي الجنببة‬
‫برحمتك‪ ،‬وزوجني من الحور العين بفضلك‪ ،‬وأجرني من غضبك‪ ،‬ووفقنببي‬
‫لما يرضيك عني‪ ،‬واعصمني مما يسخطك على‪ ،‬ورضببني بمببا قسببمت لببي‪،‬‬
‫وبارك لي فيما أعطيتني‪ ،‬واجعلني شاكرا لنعمتك‪ ،‬وارزقني حبك وحببب كببل‬
‫من أحبك‪ ،‬وحب كل عمبل يقربنبي إلبى حببك‪ ،‬وامنبن علبى بالتوكبل عليبك‪،‬‬
‫والتفويض إليك‪ ،‬والرضا بقضائك‪ ،‬والتسليم لمرك‪ ،‬حتى ل أحب تعجيل مببا‬
‫أخرت‪ ،‬ول تأخير ما عجلت‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬وصلى ال على محمببد وآل‬
‫محمد آمين رب العالمين‪ .‬اللهم أنت لكببل عظيمببة‪ ،‬وأنببت لكببل نازلببة‪ ،‬فصببل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬واكفني كل مؤنة وبلء‪ ،‬يببا حسببن البلء عنببدي‪ ،‬يببا‬
‫قديم العفو عني‪ ،‬يا من لغنى لشئ عنه يامن رزق كل شئ عليه‪ .‬ثم تببؤمي‬
‫باصبعك نحو من تريد أن تكفى شره وتقول‪ :‬إنببا جعلنببا فببي أعنبباقهم أغلل‬
‫فهي إلى الذقان فهم مقمحون‪ ،‬وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا‬
‫فأغشيناهم فهم ل يبصرون‪ ،‬إنا جعلنببا علببى قلببوبهم أكنببة أن يفقهببوه وفببي‬
‫آذانهم وقرا‪ ،‬وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبببدا‪ ،‬أولئك الببذين طبببع‬
‫ال على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم‬

‫]‪[183‬‬

‫واولئك هم الغافلون‪ ،‬أفرأيت من اتخذ إلهه هويه وأضله الب علببى علببم وختببم علببى‬
‫سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد ال أفل تذكرون‪،‬‬
‫وإذا قببرأت القببرآن جعلنببا بينببك وبيببن الببذين ل يؤمنببون بببالخرة حجابببا‬
‫مستورا‪ ،‬وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا‪ ،‬وإذا ذكرت‬
‫ربك في القرآن وحببده ولببوا علببى أدبببارهم نفببورا الحمببد لب رب العببالمين‪.‬‬
‫اللهم إني أسئلك باسببمك الببذي بببه تقببوم السببماء‪ ،‬وبببه تقببوم الرض‪ ،‬وبببه‬
‫تفرق بين الحق والباطل‪ ،‬وبه تجمع بين المتفرق‪ ،‬وبه تفرق بين المجتمع‪،‬‬
‫وبه أحصيت عدد الرمال‪ ،‬وزنة الجبال‪ ،‬وكيل البحار‪ ،‬أن تصلي على محمد‬
‫وآله‪ ،‬وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا إنك علببى كببل شببئ قببدير )‪.(1‬‬
‫البلد المين‪ :‬عن الصادق عليه السلم قببال‪ :‬مببن أراد دخببول الجنببة مببن أي‬
‫أبوابها شاء‪ ،‬ويكون في صحيفته ل إله إل ال محمد رسول ال ب صببلى ال ب‬
‫عليه وآله‪ ،‬فليقل كل يوم عقيب صلة الصبح )الحمد ل الببذي ذهببب بالليببل‬
‫بقدرته( إلى قوله )أقرئا محمدا منى السلم( )‪ .(2‬توضيح‪) :‬آخذ بناصيتها(‬
‫أي مالك لها قادر عليها‪ ،‬يصرفها على ما يريد بها والخذ بالنواصي تمثيببل‬
‫لذلك )على صراط مستقيم( أي أنه على الحق والعدل ل يضيع عنده معتصم‬
‫ول يفوته ظالم )فان تولوا( أي اليمان بببك )فقببل حسبببي البب( فببانه يكفيببك‬
‫معرتهم ويعينك عليهم )ل إله إل هو( كالدليل عليه )عليه توكلت( قل أرجو‬
‫ول أخبباف إل منببه )وهببو رب العببرش العظيببم( قيببل‪ :‬أي الملببك العظيببم أو‬
‫الجسم العظم المحيط الذي ينزل منه الحكام والتقادير )خيببر حافظببا( حببال‬
‫أو تميز نحو ل دره فارسا‪ ،‬وقرئ حفظا فالخير فقط‪.‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين‪ (2) .64 - 61 :‬ذكببره فبي الهبامش‪ ،‬ال أنببه لبم يطبببع وتببراه فبي‬
‫هامش الصفحة ‪ 80‬من كتابه جنة المان الواقية )المصباح( ص ‪.80‬‬

‫]‪[184‬‬

‫)أن تزول( أي كراهة أن تزول فان الممكن حال بقائه ل بد له من حافظ أو يمنعهمببا‬
‫أن تزول لن المساك منببع )إن أمسببكهما( أي مببا أمسببكهما )مببن أحببد مببن‬
‫بعببده( أي مببن بعببد الب أو مببن بعببد الببزوال )ومببن( الولببى زائدة والثانيببة‬
‫للبتداء )إنه كان حليما غفورا( حيث أمسببكهما وكانتببا جببديرتين بببأن تهببدا‬
‫هدا‪ ،‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬قرأ عليه السلم أبلغه كبأقرأه أول يقببال أقببرأه إل‬
‫إذا كان السلم مكتوبا وقال‪ :‬خفببر بببه خفببرا وخفببورا نقببض عهببده وغببدره‬
‫كببأخفره‪ ،‬وقببال‪ :‬الجببوار بالكسببر أن تعطببي الرجببل ذمببة فيكببون بهببا جبارك‬
‫فتجيره‪ ،‬وجاوره مجاورة وجوارا وقد يكسر صار جاره‪) .‬أصبحت والملببك(‬
‫الواو للعطف أي أصبح جميع تلك المببور منببه أو للحببال )والملكببوت( العببز‬
‫والسلطان ذكره الفيروز آبادي‪ ،‬وقال هو فببي عببز ومنعببة محركببة و يسببكن‬
‫أي معه من يمنعه مبن عشبيرته‪ ،‬وقبال الجبزري‪ :‬القباهر هبو الغبالب علبى‬
‫جميع الخلئق يقال قهره يقهره قهرا فهو قاهر وقهار للمبالغة وقال الجبار‬
‫معناه الذي يقهر على ما أراد من أمر ونهي‪ ،‬ويقال هبو العبالي فبوق خلقبه‬
‫انتهببى‪ .‬والببولي المتببولي للمببور والناصببر والمحببب‪ ،‬والملتحببد الملجبباء‪،‬‬
‫والمعرة الثم والذى‪ ،‬ويقال نجح فلن وأنجببح إذا أصبباب طلبتببه‪ ،‬والقصببم‬
‫الكسر )ما أردتني به( أي طلبتني بسببه كناية عن المر به‪ ،‬وقد مر الفببرق‬
‫بين التوكل والتفويض‪ ،‬والرضببا والتسببليم فببي كتباب اليمببان والكفببر‪ ،‬وإن‬
‫متقاربة المعنى‪) .‬يا حسن البلء( أي النعمة )فهي إلي الذقببان( أي الغلل‬
‫واصلة إلى أذقانهم فل تخليهم يطأطئون رؤسببهم )فهببم مقمحببون( رافعببون‬
‫رؤسهم غاضون أبصارهم )على قلوبهم أكنة( جمع كنان‪ ،‬والكنببان الغطبباء‬
‫وزنا ومعنى )أن يفقهوه( أي كراهة أن يفقهوه )وفي آذانهم وقرا( أي ثقل‪.‬‬
‫)من اتخذ إلهه هواه( أي ترك متابعببة الهببدى إلببى مطاوعببة الهببوى‪ ،‬فكببأنه‬
‫يعبده أو اتخذ معبوده ما يهواه دون ما دل الدليل علببى أن العبببادة تحببق لببه‬
‫)وأضله ال‬

‫]‪[185‬‬

‫على علم( أي خذله ال وخله وما اختاره‪ ،‬أو جزاء له على كفره وعناده علببى علبم‬
‫منه باستحقاقه لبذلك‪ ،‬وقيببل أي وجببده ضببال علبى حسبب مببا علمببه فخبرج‬
‫معلومه على وفق علمه )فمن يهديه من بعد ال( أي بعد هداية الب‪ ،‬أي إذا‬
‫لم يهتد بهببدايته تعببالى فل طمببع مببن اهتببدائه )حجابببا مسببتورا( أي سبباترا‬
‫وقيل‪ :‬حجابا ل يبصر‪ ،‬وقد مر تفسببير تلببك اليببات فببي محالهببا‪ - 47 .‬فلح‬
‫السائل )‪ (1‬والبلببد الميببن )‪ (2‬ومصببباح الشببيخ )‪ (3‬وغيرهببا‪ :‬مببن أدعيببة‬
‫السر‪ :‬ومن أراد من امتك حفظي وكلءتي ومعونببتي فليقببل عنببد صببباحه و‬
‫مسائه ونومه‪ :‬آمنت بربي وهو ال إله كل شئ‪ ،‬ومنتهى كل علببم ووارثببه‪،‬‬
‫ورب كل شئ‪ ،‬واشهد ال على نفسي بالعبودية والذلة والصغار‪ ،‬وأعببترف‬
‫بحسن صنائع ال إلى و أبوء على نفسي بقلة الشكر‪ ،‬وأسأل ال في يببومي‬
‫هذا وليلتي هذه بحق ما يراه له حقببا علببى مببا يببراه منببي لببه رضببا وإيمانببا‬
‫وإخلصا ورزقا واسعا وإيقانا بل شك ول ارتياب‪ .‬حسبي إلهي من كل مببن‬
‫هو دونه‪ ،‬وال وكيل على كل مببن سببواه‪ ،‬آمنببت بسببر علببم الب وعلنيتببه‪،‬‬
‫وأعوذ بمبا فبي علبم الب مبن كبل سبوء‪ ،‬سببحان العبالم بمبا خلبق اللطيبف‬
‫المحصي له القادر عليه‪ ،‬ما شباء الب لقببوة إل بببال‪ ،‬وأسببتغفر الب وإليببه‬
‫المصير )‪ .(4‬بيان‪ :‬وأبوء أي اقر )بحق ما يراه له حقا( أي بحببق كببل شببئ‬
‫يعلببم الب أنببه مببن حقببوقه‪ ،‬فالضببمير راجببع إلبى البب‪ ،‬أو الظببرف بببدل مببن‬
‫الضمير أي يرى له حقا على نفسه سببحانه )علبى مبا يبراه( متعلبق بقبوله‬
‫)أسئل( و )على( للتعليل أي أسأله لكل شئ يراه مني سببببا لرضبباه‪ ،‬وقببوله‬
‫)إيمانا( وما بعده بيان للموصول‪ ،‬وفي‬
‫)‪ (1‬لم نجده ولعله في القسم غير المطبببوع‪ (2) .‬البلببد الميببن‪ (3) .512 :‬مصببباح‬
‫المتهجد‪ (4) .167 :‬مصباح الكفعمي ص ‪.85‬‬

‫]‪[186‬‬

‫بعض النسخ )وإيمانا( فيكون العطف على محل الموصببول عطببف تفسببير‪ ،‬ويحتمببل‬
‫على هذا أن يكون )رضا( بيانا للموصول‪ ،‬أي كببل مببا يببراه منببي طاعببة لببه‬
‫ومنسببوبا إليببه مببن الرضببا واليمببان‪ .‬أقببول‪ :‬قبال فببي فلح السببلئل والبلببد‬
‫المين بعد الدعاء فانه إذا قال ذلك جعلت له في خلقي جاها وعطفببت عليببه‬
‫قلوبهم وجعلته فببي دينببه محفوظببا‪ - 48 .‬الكببافي والفقيببه‪ :‬باسببنادهما عببن‬
‫محمد بن الفرج أنه قال‪ :‬كتب إلى أبو جعفر محمد بن علببي الرضببا عليهمببا‬
‫السلم بهذا الدعاء وعلمنيببه‪ ،‬وقببال‪ :‬مببن دعببابه فببي دبببر صببلة الفجببر لببم‬
‫يلتمس حاجة إل يسرت له وكفاه ال ما أهمببه )بسببم الب وصببلى الب علببى‬
‫محمد وآله وافوض أمري إلى ال‪ ،‬إن ال بصير بالعباد‪ ،‬فوقيه ال سببيئات‬
‫مببا مكببروا ل إلببه إل أنببت سبببحانك إنببي كنببت مببن الظببالمين‪ ،‬فاسببتجبنا لببه‬
‫ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين‪ ،‬حسبنا ال ب ونعببم الوكيببل فببانقلبوا‬
‫بنعمة من ال وفضل لم يمسسهم سوء‪ ،‬ما شاء ال لحول ول قوة إل بببال‬
‫ما شاء ال ل ما شاء الناس ما شاء ال وإن كره الناس‪ ،‬حسبي الببرب مببن‬
‫المربوبين‪ ،‬حسبي الخالق من المخلوقين‪ ،‬حسبي الببرازق مببن المرزوقيببن‪،‬‬
‫حسبي الذي لم يزل حسبي حسبي ال ل إله إل هو‪ ،‬عليه تببوكلت وهببو رب‬
‫العرش العظيببم )‪ .(1‬وفببي الكبافي‪) :‬مببن المرزوقيببن حسبببي الببذي لبم يببزل‬
‫حسبي منذ قط حسبي ال الذي ل إله إل هو( )‪ .(2‬عدة الداعي‪ :‬عنببه عليببه‬
‫السببلم مثلببه إلببى قببوله حسبببي الببرازق مببن المرزوقيببن‪ ،‬حسبببي ال ب رب‬
‫العالمين‪ ،‬حسبي من هو حسبي‪ ،‬حسبي من لم يببزل حسبببي‪ ،‬مببن كببان منببذ‬
‫كنت لم يزل حسبببي حسبببي الب الببخ‪ - 49 .‬الفقيببه‪ :‬باسببناده الصببحيح عبن‬
‫حفص بن البختري قال‪ :‬إن رسول ال‬

‫)‪ (1‬فقيببه مببن ل يحضببره الفقيببه ج ‪ 1‬ص ‪ 214‬ط الخونببدى‪ (2) .‬الكببافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.547‬‬

‫]‪[187‬‬

‫صلى ال عليه وآله كان يقول بعد صلة الفجر‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‬
‫والعجز والكسل والبخل والجبن‪ ،‬وضلع الدين‪ ،‬وغلبة الرجال‪ ،‬وبببواراليم‪،‬‬
‫والغفلة والزلة والقسوة والعلية والمسكنة‪ ،‬وأعوذ بك مببن نفببس ل تشبببع‪،‬‬
‫ومن قلب ل يخشع‪ ،‬و من عين ل تدمع‪ ،‬ومن دعاء ل يسمع‪ ،‬ومن صلة ل‬
‫تنفع‪ ،‬وأعوذ بك من امرأة يشيبني قبببل أو ان مشببيبي وأعببوذ بببك مببن ولببد‬
‫يكون على ربا‪ ،‬وأعوذ بك من مال يكون علي عذابا‪ ،‬وأعوذ بك من صاحب‬
‫خديعة إن رأى حسنة دفنها‪ ،‬وإن رأى سيئة أفشبباها‪ .‬اللهببم ل تجعببل لفباجر‬
‫على يدا ولمنة )‪ .(1‬توضيح‪ :‬منهم من فرق بيببن الهببم والحببزن بببأن الهببم‬
‫إنما يكون في المر المتوقع‪ ،‬والحزن فيما قد وقع‪ ،‬والهم هو الحببزن الببذي‬
‫يذيب النسان يقال‪ :‬همنببي المببرض بمعنببى أذابنببي‪ ،‬وسببمي بببه مببا يعببتري‬
‫النسببان مببن شببدائد الغببم لنببه يببذيبه أبلببغ وأشببد مببن الحببزن الببذي أصببله‬
‫الخشونة‪ ،‬والعجز أصله التأخر عن الشئ مبأخوذ مبن العجبز‪ ،‬وهبو مببؤخر‬
‫الشئ وللزومه الضعف والقصور عببن التيببان بالشببئ اسببتعمل فببي مقابلببة‬
‫القدرة‪ ،‬والكسل التثاقل عن الشئ مع وجود القدرة‪ .‬وفي النهايببة فيببه نعببوذ‬
‫بال من بوار اليم أي كسادها‪ ،‬مببن بببارت السببوق واليببم الببتي لزوج بهببا‬
‫انتهى وسيأتي في الحديث تفسير له في كتاب الدعاء ) ‪ (2‬وفي النهاية عال‬
‫يعيل عيلة افتقر‪ ،‬وفببي القبباموس الشببيب بيبباض الشببعر كالمشببيب‪ ،‬وشببيب‬
‫الحزن رأسه وبرأسبه وكببذلك أشباب‪) .‬يكبون علبي ربببا( أي مربيبا ومنعمببا‬
‫وأكون محتاجا إليه‪ ،‬فان ذلك أصعب الشياء لكونه علببى خلف العببادة‪ ،‬بببل‬
‫الغالب بالعكس‪ ،‬والتعدية بعلى لتضمين معنى‬

‫)‪ (1‬الفقيه‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .221‬راجع ج ‪ 95‬ص ‪ ،134‬وفيببه عببن عبببد الملببك بببن‬
‫عبد ال القمى قال‪ :‬سأل أبا عبد ال عليه السلم الكاهلى وأنا عنده‪ :‬أكببان‬
‫على )ع( يتعوذ من بوار اليم ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬وليس حيث تببذهب‪ ،‬انمببا كببان‬
‫يتعببوذ مببن العاهببات‪ ،‬والعامببة يقولببون بببوار اليببم ]كسببادها[ وليببس كمببا‬
‫يقولون‪.‬‬

‫]‪[188‬‬

‫التسببلط والسببتيلء‪ ،‬وقببال السببيد الببداماد قببدس سببره‪ :‬لببو كببان ربببا لعببدي ببباللم‬
‫والصواب رباء كسماء بمعنى الطول والمنة‪ ،‬والمصدر بمعنى اسم الفاعببل‪،‬‬
‫ورباء كظماء أو بالتسكين كنوء وباسكان الباء بعد الراء المكسورة كببدفء‬
‫وكلها تصحيف وتكلف مستغن عنه‪ ،‬و المر في التعديببة هيببن كمببا عرفببت‪.‬‬
‫)ويكون علي عذابا( أي في الخرة أو العم منها ومببن الببدنيا‪) ،‬دفنهببا( أي‬
‫سترها‪ ،‬والمنة النعمة‪ ،‬وكأنه تأكيد لليد‪ ،‬ويمكن تخصيص كل منهما ببعض‬
‫المعاونات ليكون تأسيسا ‪ - 50‬الفقيه‪ :‬روى عدة من أصحابنا عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم أنه قال‪ :‬كان أبي عليه السلم يقول‪ :‬إذا صلى الغداة‪ :‬يامن‬
‫هو أقرب إلى من حبببل الوريببد‪ ،‬يببامن يحببول بيببن المببرء وقلبببه‪ ،‬يببامن هببو‬
‫بالمنظر العلى‪ ،‬يامن ليس كمثله شببئ وهببو السببميع العليببم‪ ،‬يببا أجببود مببن‬
‫سئل‪ ،‬ويا أوسع من أعطى‪ ،‬ويا خير مدعو‪ ،‬ويا أفضببل مرتجببا‪ ،‬ويببا أسببمع‬
‫السامعين‪ ،‬ويا أبصر الناظرين‪ ،‬ويا خير الناصرين‪ ،‬ويببا أسببرع الحاسبببين‪،‬‬
‫ويا أرحم الراحمين‪ ،‬ويا أحكم الحاكمين‪ ،‬صل على محمد وآل محمد واوسع‬
‫علي في رزقي‪ ،‬وامدد لي في عمري‪ ،‬وانشر علببي مببن رحمتببك‪ ،‬واجعلنببي‬
‫ممن تنتصر به لدينك‪ ،‬ول تستبدل بي غيري‪ .‬ال إنك تكفلت برزقببي ورزق‬
‫كل دابة‪ ،‬فأوسع علي وعلى عيالي مببن رزقببك الواسببع الحلل‪ ،‬واكفنببا مببن‬
‫الفقر‪ .‬ثم يقول‪ :‬مرحبا بالحافظين وحياكم ال من كاتبين‪ ،‬اكتبا رحمكما ال ب‬
‫أنببي أشببهد أن ل إلببه إل الب وحببده ل شببريك لببه‪ ،‬وأشببهد أن محمببدا عبببده‬
‫ورسوله‪ ،‬وأشهد أن الدين كما شرع‪ ،‬وأن السلم كما وصف‪ ،‬وأن الكتبباب‬
‫كما أنزل‪ ،‬وأن القول كما حدث‪ ،‬وأن ال هو الحق المبين‪ ،‬اللهم بلغ محمببدا‬
‫وآل محمد أفضل التحية وأفضل الصلة‪.‬‬

‫]‪[189‬‬

‫أصبحت وربي محمود‪ ،‬أصبحت ل اشرك بال شيئا‪ ،‬ول أدعو مع ال أحدا ول أتخببذ‬
‫من دونه وليا‪ ،‬أصبحت عبدا مملوكا ل أملك إل ما ملكني ربببي‪ ،‬أصبببحت ل‬
‫أستطيع أن أسوق إلى نفسي خير ما أرجو‪ ،‬ول أصرف عنه شر مببا أحببذر‪،‬‬
‫أصبحت مرتهنا بعملي‪ ،‬وأصبحت فقيرا ل أجد أفقر مني‪ ،‬بال اصبح وبببال‬
‫امسي‪ ،‬وبال أحيى وبال أموت‪ ،‬وإلى ال النشور )‪ .(1‬تبيين‪) :‬أقببرب إلببى‬
‫من حبببل الوريببد( إشببارة إلببى قببوله سبببحانه )ونحببن أقببرب إليببه مببن حبببل‬
‫الوريببد( )‪ (2‬والوريببدان‪ :‬عرقببان مكتنفببان بصببفحتي العنببق فببي مقببدمها‪،‬‬
‫متصلن بالوتين يببردان مببن الببرأس إليببه‪ ،‬وقيببل‪ :‬سببمى وريببدا لن الببروح‬
‫ترده‪ ،‬وقيل هو عرق بين العنق والمنكب‪ ،‬والحبل العرق‪ ،‬وإضببافته للبيببان‬
‫أي نحن أعلم بحاله ممن كان أقببرب إليببه مببن حبببل الوريببد والنسبببة تجببوز‬
‫بقرب الذات لقبرب العلبم لنبه مببوجبه‪ ،‬وحببل الوريببد مثببل فبي القببرب قبال‬
‫الشاعر‪ :‬والموت أدنى لي من الوريد كببذا ذكببره البيضبباوي‪ ،‬وقيببل‪ :‬الوريببد‬
‫عرق متعلق بالقلب يعني نحن أقرب إليه من قلبببه أو نحببن أقببرب إليببه مببن‬
‫حبل وريده مع استيلئه عليه وقربه منه‪ .‬أقببول‪ :‬ويحتمببل أن يكببون النكتببة‬
‫فببي ذكببر الوريببد بيببان جهببة قربببه سبببحانه وأنببه القببرب بالعليببة ل بحسببب‬
‫المكان‪ ،‬فان قوام الشببخص بهببذا العببرق‪ ،‬وبقطعببه يمببوت النسببان‪ ،‬ويظببن‬
‫النسان أن بقاءه وحياته به‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬نحببن أدخببل فببي وجببوده و بقببائه‬
‫من ذلك العرق‪ ،‬لنه أحد السباب الذي خلقه ال لبقائه‪ ،‬وهو وسببائر العلببل‬
‫بيده‪) .‬يا من يحول بين المرء وقلبه( أي يصرف قلبه عما يريده إلى غيره‪،‬‬
‫كما قال أمير المؤمنين عليه السلم‪) :‬عرفت الب بفسببخ العببزائم( أو يببذهله‬
‫عما هو مخزون في قلبه‪ :‬أو يعلببم ممببا فببي قلبب النسببان مبال يعلمببه فهببو‬
‫أقرب إلى قلبه منه‪ ،‬فكأنه حائل بينه وبينه‪.‬‬
‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .222‬ق‪.16 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫)يامن ليس كمثله شئ( الكاف الزائدة‪ ،‬أو ليس ما يشبه أن يكون مثله‪ ،‬فكيببف مثلببه‬
‫حقيقة‪ ،‬أو المراد بمثله ذاته كقولهم )مثلك ل يفعببل كببذا( فيرجببع إلببى الول‬
‫وقيل‪ :‬مثله أي ليس كصفته صفة‪) .‬ول تستبدل بي غيري( إشارة إلى قوله‬
‫سبحانه )وإن تتولوا يستبدل قوما غيركببم ثببم ل يكونببوا أمثببالكم( )‪ (1‬أي ل‬
‫تجعلني بسبب المعاصي مسببتوجبا لغضبببك حببتى تببذهب بببي وتببأتي بغيببري‬
‫مكاني لنصر دينببك‪ ،‬ويحتمبل أن يكببون المبراد ل تغيببر جسببمي وخلقبي فبي‬
‫الدنيا والخرة والول أظهر‪) .‬كما شرع( الضببمير فيببه وفببي نظببائره راجببع‬
‫إلى ال‪ ،‬ويمكن أن يقرء على بناء المجهول فبي الجميبع‪ - 51 .‬الفقيبه )‪(2‬‬
‫والمكارم والذكرى‪ :‬عن مسمع بن كردين أنه قال‪ :‬صليت مع أببي عبببد الب‬
‫عليه السلم أربعين صببباحا فكببان إذا انفتببل رفببع يببديه إلببى السببماء وقببال‪:‬‬
‫أصبحنا وأصبح الملك ل‪ ،‬اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك‪ ،‬اللهم فاحفظنا من‬
‫حيث نحتفظ ومن حيث ل نحتفظ اللهم احرسنا من حيث نحترس ومن حيببث‬
‫ل نحترس‪ ،‬اللهم استرنا من حيث نستتر ومن حيث ل نستتر‪ ،‬اللهم اسببترنا‬
‫بالغنا والعافية‪ ،‬اللهببم ارزقنببا العافيببة ودوام العافيببة‪ ،‬وارزقنببا الشبكر علبى‬
‫العافية )‪ .(3‬بيان‪ :‬في الببذكرى )نتحفببظ( فببي الموضببعين‪ ،‬وكببذا )نتحببرس(‬
‫فيهما وكببذا )نتسببتر( فيهمببا وفببي آخببره )وارزقنببا العافيببة وارزقنببا الشببكر‬
‫عليها( ثم قال‪ :‬قلت في هذا إشارة إلى أنه دعا مستقبل القوم‪ ،‬ولعل هذا بعد‬
‫الفراغ من التعقيب‪ ،‬فانه قد ورد أن المعقب يكببون علبى هيئة المتشببهد فببي‬
‫استقبال القبلة وفي التورك‪ ،‬وأن ما يضر‬

‫)‪ (1‬سورة القتال‪ (2) 38 :‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .223‬مكارم الخلق‪.322 :‬‬

‫]‪[191‬‬

‫بالصلة يضر بالتعقيب‪ ،‬أو يقال هنا يختص بالصبح ل غير‪ ،‬أو يقال المراد بانفتبباله‬
‫فراغه من الصلة‪ ،‬وإيماؤه بالتسليم انتهى والخير أظهر‪ ،‬والنفتال بمعنى‬
‫النصراف شائع‪ ،‬وإن كان مجازا‪ - 52 .‬الكافي‪ :‬في الصحيح عن محمد بن‬
‫مسلم قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن التسبيح فقال‪ :‬مببا علمببت شببيئا‬
‫موظفا غير تسبيح فاطمه عليها السلم‪ ،‬وعشر مرات بعد الفجر )ل إلببه إل‬
‫ال وحد ه ل شببريك لببه‪ ،‬لببه الملببك ولببه الحمببد وهببو علببى كببل شببئ قببدير(‬
‫ويسبح ما شبباء تطوعببا )‪ .(1‬ومنببه‪ :‬عببن العببده‪ ،‬عببن البببرقي‪ ،‬عببن بعببض‬
‫اصحابه رفعه قال‪ :‬تقول بعد الفجر‪ :‬اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك‪،‬‬
‫ولك الحمد حمدا لمنتهى له دون رضاك‪ ،‬ولك الحمببد حمببدا ل أمببد لببه دون‬
‫مشيتك‪ ،‬ولك الحمد حمدا ل أجر لقببائله إل رضبباك‪ ،‬اللهببم لببك الحمببد وإليببك‬
‫المشتكى وأنت المستعان‪ ،‬اللهم لك الحمد كما أنت أهله‪ ،‬الحمد ل بمحامببده‬
‫كلها على نعمائه كلها حتى ينتهي الحمد إلى حيث ما يحب ربببي ويرضببى )‬
‫‪ .(2‬وتقول بعببد الفجببر قبببل أن تتكلببم‪) :‬الحمببد لب ملببء الميببزان‪ ،‬ومنتهببى‬
‫الرضا‪ ،‬و زنة العرش‪ ،‬وسببحان الب ملبء الميببزان ومنتهبى الرضبا وزنببة‬
‫العرش‪ ،‬وال أكبر ملء الميزان ومنتهى الرضببا وزنببة العببرش‪ ،‬ول إلببه إل‬
‫ال ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنببة العببرش( يعيببد ذلببك أربببع مببرات ثببم‬
‫يقول‪ :‬أسألك مسألة العبد الذليل أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تغفر‬
‫لنا ذنبنا‪ ،‬وتقضي لنا حوائجنا في الدنيا والخرة في يسر منك وعافيببة )‪.(3‬‬
‫‪ - 53‬التهذيب‪ :‬عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عببن معاويببة بببن حكيببم‪ ،‬عببن‬
‫معمر بن خلد‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ينبغي للرجل إذا‬
‫أصبح أن يقرأ‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .533‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.547‬‬

‫]‪[192‬‬

‫بعد التعقيب خمسين آية )‪ - 54 .(1‬اختيار ابن الباقي‪ :‬عن سببلمان الفارسببي‪ ،‬قببال‪:‬‬
‫رأيت على حمائل سيف أمير المببؤمنين عليببه السببلم كتابببة فقلببت يببا أميببر‬
‫المؤمنين ! ما هببذه الكتابببة علببى سببيفك ؟ فقببال‪ :‬هببذه إحببدى عشببرة كلمببة‬
‫علمنيها رسول ال صلى ال عليه واله أفتحب أن اعلمك إياهببا فتحفببظ فببي‬
‫سفرك وحضببرك وليلبك ونهبارك ومالبك وولبدك ؟ فقلبت‪ :‬نعبم‪ ،‬فقبال عليببه‬
‫السلم‪ :‬إذا صليت الصبح وفرغببت مببن صببلتك فقببل‪ :‬اللهببم إنببي أسببألك يببا‬
‫عالما بكل خفية‪ ،‬يامن السماء بقدرته مبنية‪ ،‬يامن الرض بقببدرته مدحيببة‪،‬‬
‫يا من الشمس والقمر بنور جلله مضيئة‪ ،‬يا من البحار بقدرته مجريببة‪ ،‬يببا‬
‫منجي يوسف من رق العبودية يا من يصرف كل نقمة وبلية‪ ،‬يا من حوائج‬
‫السائلين عنده مقضية‪ ،‬يا من ليس له حاجب يغشى‪ ،‬ول وزير يرشى‪ ،‬صل‬
‫على محمببد وآل محمببد‪ ،‬واحفظنببي فببي سببفري وحضببري وليلببي ونهبباري‪،‬‬
‫ويقظتي ومنامي‪ ،‬ونفسي وأهلي‪ ،‬ومالي وولدي‪ ،‬والحمببد لب وحببده ‪- 55‬‬
‫المجازات النبوية للسيد رضي الدين‪ :‬من ذلك قوله صببلى ال ب عليببه والببه‪:‬‬
‫من قال حين يصبح )ل إله إل ال وحده ل شببريك لببه لببه الملببك ولببه الحمببد‬
‫يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير( عشر مرات كتب الب لبه بكببل واحببدة‬
‫قالها عشر حسنات‪ ،‬وحط عنه بها عشر سيئات‪ ،‬ورفعه بها عشر درجببات‪،‬‬
‫وكن له مسلحة من أول نهاره إلى آخره‪ ،‬ولم يعمل يببومئذ عمل يقهرهببن )‬
‫‪ .(2‬وفي هذا الكلم استعارتان إحداهما قوله عليه السلم )وكن لبه مسبلحة‬
‫من أول نهاره إلى آخره( والمراد بالمسببلحة ههنببا مجتمبع السبلح الكببثير‪،‬‬
‫يقال ههنا مسلحة للشيطان ويراد به الموضع الذي جماعة مببن أعببوانه قببد‬
‫كثرت أسلحتهم واشتدت شوكتهم‪ ،‬كما يقال‪ :‬مأسدة للرض الكثيرة السببد‪،‬‬
‫ومكمأة للرض الكثيرة الكمأة ومفعأة‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .174‬المجازات النبوية‪.254 :‬‬

‫]‪[193‬‬

‫محوأة‪ :‬للرض الكثيرة الفاعي والحيات‪ ،‬ونظائر ذلك كثيرة فجعل عليه السلم هذه‬
‫الكلمات لقببائلهن بمنزلببة السببلح الكببثير الببذي يببدفع عنببه المخبباوف ويببرد‬
‫اليدي البواطش‪ .‬والستعارة الخرى قوله عليه السلم‪) :‬ولم يعمببل يببومئذ‬
‫عمل يقهر هن( والمراد ولم يعمل من العمال السببيئة فببي يببومه مببا يغلببب‬
‫إثمة أجر هذه الكلمات إذا قالها على الوجه المحدود فيها‪ .‬وينبغي أن يكببون‬
‫المراد بذلك الذنوب الصغائر دون الذنوب الكبائر لن عقاب الكبببيرة يعظببم‪،‬‬
‫فيكون كالقاهر لتلك الحسنات التي ذكرها والدرجات التي أشار إليهببا‪ ،‬ولمببا‬
‫أقام عليه السلم تلك الكلمات مقام السلح لقائلها‪ ،‬جعل ما في مقابلتها مببن‬
‫إثم موتغ وذنب موبق‪ ،‬بمنزلة القاهر لها والثالم فيها ملمحة بين صببفحات‬
‫اللفاظ ومزاوجة بين فرائد الكلم‪ ،‬وهذا موضع المجاز الثاني الببذي أفضببنا‬
‫في ذكره وكشفنا عن سره )‪ .(1‬اقول‪ :‬قد مببر بعببض أخبببار الببباب فببي ببباب‬
‫تعقيب كل صلة‪ ،‬وفي باب تعقيب المغرب‪.‬‬

‫)‪ (1‬المجازات النبوية‪ ،255 :‬والموتغ‪ :‬المهلك المفسد‪ ،‬يقال‪ :‬هذا مما يوتببغ‪ .‬الببدين‬
‫والمروءة‪ ،‬أي يفسدهما‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫‪) - 44‬باب( * )سجدة الشببكر وفضببلها ومببا يقببرء فيهببا وآدابهببا( * ‪ - 1‬الحتجبباج‪:‬‬
‫كتببب الحميببري إلببى القببائم عليببه السببلم يسببأله عببن سببجدة الشببكر بعببد‬
‫الفريضة‪ ،‬فان بعض أصحابنا ذكر أنها بدعة‪ ،‬فهل يجوز أن يسجدها الرجل‬
‫بعد الفريضة ؟ وإن جاز ففي صلة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الربببع‬
‫ركعببات النافلببة ؟‪ .‬فأجبباب عليببه السببلم‪ :‬سببجدة الشببكر مببن ألببزم السببنن‬
‫وأوجبها‪ ،‬ولم يقل إن هذه السجدة بدعة إل من أراد أن يحدث فببي ديببن الب‬
‫بدعة‪ ،‬وأما الخبر المروي فيها بعد صلة المغرب والختلف فببي أنهببا بعببد‬
‫الثلث أو بعد الربع‪ ،‬فان فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء‬
‫بعقيب النوافل‪ ،‬كفضل الفببرائض علببى النوافببل‪ ،‬والسببجدة دعبباء وتسبببيح‪،‬‬
‫والفضل أن يكبون بعبد الفبرض‪ ،‬فبان جعلبت بعبد النوافبل أيضبا جباز )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬يدل على جواز السجدة في المغرب قبل النوافل وبعببدها‪ ،‬وأن التقببديم‬
‫أفضل‪ ،‬وهو أقرب‪ ،‬وبه يجمع بين الخبار‪ ،‬ول يبعببد أن يكببون مببا ورد مببن‬
‫التأخير محمول على التقية لنهم بعد الفريضة يتفقدون مببن يسببجد ومببن ل‬
‫يسجد‪ ،‬ويشعر به بعض الخبار أيضا‪ .‬وذهب أكببثر الصببحاب إلببى أفضببلية‬
‫التأخير قال في المنتهبى‪ :‬سببجود الشببكر فبي المغبرب ينبغببي أن يكببون بعبد‬
‫نافلتها‪ ،‬لما رواه الشيخ عن حفص الجوهري )‪ (2‬قببال‪ :‬صببلى أبببو الحسببن‬
‫علببي بببن محمببد عليهمببا السببلم صببلة المغببرب فسببجد سببجدة الشببكر بعببد‬
‫السابعة‪،‬‬

‫)‪ (1‬احتجاج الطبرسي‪ (2) .272 :‬تراه في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.167‬‬

‫]‪[195‬‬

‫فقلت له‪ :‬كان آباؤك يسجدون بعد الثلثة ؟ فقال‪ :‬ما كان أحد من آبائي يسجد إل بعد‬
‫السبع‪ .‬وقد روى جواز التقديم بعد المغرب جهببم بببن أبببي جهمببة )‪ (1‬قببال‪:‬‬
‫رأيببت موسببى ابببن جعفببر عليببه السببلم وقببد سببجد بعببد ثلث ركعببات مببن‬
‫المغرب‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك رأيتك سجدت بعببد الثلث‪ ،‬فقببال‪ :‬ورأيتنببي ؟‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فل تدعها فان الدعاء فيها مستجاب انتهى‪ .‬أقول‪ :‬وهذا مما‬
‫يومي إلى التقية في التأخير فل تغفل‪ ،‬وسيأتي في خبر ابن أبببي الضببحاك )‬
‫‪ (2‬عن الرضا عليه السببلم أنببه سببجد قبببل النافلببة وقببال فببي الببذكرى‪ :‬فببي‬
‫موضع سجدتي الشكر بعد المغرب روايتببان يجببوز العمببل بهمببا مببع إمكببان‬
‫حمل رواية الكاظم عليه السلم على سجدة مطلقة‪ ،‬وإن كببان بعيببدا انتهببى‪،‬‬
‫ولعل إيقاعها في الموضعين أفضل وأحوط‪ ،‬إذ يظهر من كببثير مببن الخبببار‬
‫استحبابها بعد النافلة مطلقا أيضببا‪ - 2 .‬مجببالس الصببدوق‪ :‬عببن محمببد بببن‬
‫علببي بببن الفضببل‪ ،‬عببن محمببد بببن عمببار القطببان عببن الحسببين بببن علببي‬
‫الزعفراني‪ ،‬عن إسماعيل بن إبراهيم العبدي عن سهل‪ ،‬عن ابببن محبببوب‪،‬‬
‫عن الثمالي قال‪ :‬دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند اسببطوانة السببابعة‬
‫قائمببا يصببلي يحسببن ركببوعه وسببجوده‪ ،‬فجئت لنظببر إليببه فسبببقني إلببى‬
‫السجود فسمعته يقول في سجوده )اللهم إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في‬
‫أحب الشياء إليك وهو اليمان بك‪ ،‬منا منك به على لمببن بببه منببي عليببك‪،‬‬
‫ولم أعصك في أبغض الشياء إليك‪ :‬لم أدع لك ولببدا‪ ،‬ولببم أتخببذ لببك شببريكا‬
‫منا منك علي ل من مني عليك‪ ،‬وعصيتك في أشياء علببى غيببر مكبباثرة ول‬
‫مكابرة‪ ،‬ول استكبار عن عبادتك‪ ،‬ول جحود لربوبيتك‪ ،‬ولكن اتبعببت هببواي‬
‫وأضلني الشيطان بعد الحجة والبيان‪ ،‬فبان تعببذبني فبببذنبي غيببر ظببالم لبي‪،‬‬
‫وإن ترحمني فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫)‪ (1‬تراه في الفقيببه ج ‪ 1‬ص ‪ ،217‬ط نجببف‪ (2) .‬يببأتي تحببت الرقببم ‪ 33‬عبن كتبباب‬
‫العيون‪.‬‬

‫]‪[196‬‬

‫ثم انفتل وخرج من باب كندة فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين فمر بأسود فببأمره بشببئ‬
‫لم أفهمه‪ ،‬فقلبت‪ :‬مبن هبذا ؟ فقبال‪ :‬هبذا علبي ببن الحسبين عليهمبا السبلم‬
‫فقلت‪ :‬جعلني ال فداك ما أقدمك هذا الموضع ؟ فقال‪ :‬هذا الذي رأيببت )‪.(1‬‬
‫بيان‪) :‬الذي رأيت( أي الصلة في هذا المسجد ولعل عببدم ذكببر زيببارة أبيببه‬
‫وجده عليهم السلم للتقية لنهما كانتا أهببم‪ .‬أقببول‪ :‬وروى هببذا الببدعاء فببي‬
‫المكارم عنه عليه السلم مرسل قال‪ :‬وكان علي بن الحسين عليهما السلم‬
‫يقول في سجوده وساق الببدعاء إلببى قببوله‪) :‬وتركببت معصببيتك فببي أبغببض‬
‫الشياء إليك‪ ،‬وهو أن أدعو لك ولدا وأدعو لك شريكا( إلى قوله )وعصيتك‬
‫فببي أشببياء علببى غيببر وجببه مكببابرة ول معانببدة ول اسببتكبار( إلببى قببوله‬
‫)واستزلني الشيطان بعد الحجة والبرهان‪ ،‬فان تعذبني فبببذنوبي‪3 .(2) (..‬‬
‫‪ -‬مجالس الصدوق‪ :‬عن ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبببادي‪ ،‬عببن البببرقي عببن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن يببونس‪ ،‬عببن‬
‫أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه‬
‫واله يسير مع بعض أصحابه في بعببض طببرق المدينببة‪ ،‬إذ ثنببى رجلببه عببن‬
‫دابته ثم خر ساجدا فأطال ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب فقببال لببه أصببحابه‪ :‬يببا‬
‫رسول ال رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود ؟‪ .‬فقال‪:‬‬
‫إن جبرئيل عليه السلم أتاني فأقرأني السلم من ربي وبشر أنه لبم يخزنبي‬
‫في امتي‪ ،‬فلم يكبن لببي مبال فأتصبدق ببه‪ ،‬ول مملبوك فباعتقه‪ ،‬فبأحببت أن‬
‫أشكر ربي عزوجل )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬أمببالي الصببدوق‪ ،188 :‬وأخرجببه المؤلببف العلمببه ‪ -‬ره ‪ -‬فببي كتبباب المببزار ج‬
‫‪ 100‬ص ‪ 390‬من طبيعتنا هذه‪ ،‬وفيه‪ :‬المكاثرة‪ :‬المغالبببة بببالكثرة أي لببم‬
‫تكببن معصببيتي لن أتكببل علببى كببثرة جنببودي وقببوتي وأريببد ان أعببازك‬
‫وأعارضك‪ (2) .‬مكارم الخلق‪ (3) .332 :‬أمالي الصدوق‪.304 :‬‬

‫]‪[197‬‬

‫بيان‪ :‬يدل على استحباب سجدة الشببكر عنببد تجببدد النعببم مطلقببا ول خلف فيببه بيببن‬
‫الصحاب‪ ،‬قال الشيخ البهائي ‪ -‬ره ‪ :-‬أطبق علماؤنا رضى ال عنهببم علببى‬
‫ندبية سجود الشكر عند تجدد النعم‪ ،‬ودفع النقم‪ ،‬وكما يستحب لشكر النعمة‬
‫المتجددة فالظاهر كما قاله شيخنا في الذكرى‪ :‬أنه يستحب عند تذكر النعببم‪،‬‬
‫وإن لم يكن متجدده‪ ،‬وقد أجمع علماؤنا على استحباب السجود أيضا عقيب‬
‫الصلة شكرا على التوفيق لدائها‪ ،‬ويستحب أن يكون عقيب التعقيب بحيث‬
‫يجعل خبباتمته وإطببالته أفضببل‪ .‬ويسببتحب فيببه افببتراش الببذراعين وإلصبباق‬
‫الصدر والبطببن بببالرض وهببل يشببترط السببجود علببى العضبباء السبببعة أم‬
‫يكتفي بوضع الجبهة كببل محتمببل‪ ،‬وقطببع فببي الببذكرى بببالول‪ ،‬وعللببه بببأن‬
‫مسمى السجود يتحقببق بببذلك وأمببا وضببع الجبهببة علببى مببا يصببح السببجود‬
‫عليه‪ ،‬فالصل عدم اشببتراطه انتهببى‪ .‬وقببال فببي الببذكرى‪ :‬ليببس فببي سببجود‬
‫الشكر تكبيرة الفتتاح‪ ،‬ول تكبيرة السجود‪ ،‬ول رفع اليدين‪ ،‬ول تشببهد‪ ،‬ول‬
‫تسليم‪ ،‬وهل يستحب التكبير لرفع رأسه من السجود ؟ أثبته فببي المبسببوط‪،‬‬
‫ويجوز فعله على الراحلة اختيارا لصالة الجواز انتهى‪ .‬وقال فببي المعتبببر‪:‬‬
‫قال الشيخ في النهاية‪ :‬ليببس فببي سببجدة الشببكر تكبببير الفتتبباح‪ ،‬ول تكبببير‬
‫السجود‪ ،‬ول تشهد ول تسليم‪ ،‬وقبال فببي المبسببوط‪ :‬يسببتحب التكبببير لرفببع‬
‫رأسه من السجود ولعله شبهه بسجدة التلوة‪ ،‬وقال الشافعي‪ :‬هي كسببجدة‬
‫التلوة انتهى وهذا الخبر يببدل علببى أن السببجود علببى الرض مببع المكببان‬
‫أفضل‪ ،‬ول يدل على تعينه‪ - 4 .‬العيون‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عببن سببعد بببن عبببد البب‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن سليمان بن حفص قال‪ :‬كتبببت إلببى أبببو‬
‫الحسن عليه السلم‪ :‬قل في سجدة الشكر مائة مرة شكرا شكرا‪ ،‬وإن شببئت‬
‫عفوا عفوا‪ .‬قال الصدوق ‪ -‬ره ‪ :-‬قد لقي سليمان موسى بن جعفر والرضببا‬
‫عليهما السلم ول أدري‬

‫]‪[198‬‬

‫هذا الخبر )‪ (1‬عن أيهما‪ - 5 .‬العلل )‪ (2‬والعيون‪ :‬عن محمد بن إبراهيم بن إسببحاق‬
‫الطالقاني‪ ،‬عن أحمد ابن محمد بن سعيد الهمداني‪ ،‬عن علي بن الحسن بن‬
‫فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبببي الحسببن الرضببا عليببه السببلم قببال‪ :‬السببجدة بعببد‬
‫الفريضة شكر ل تعالى على ما وفق لبه العبببد مبن أداء فرضبه‪ ،‬وأدنبى مببا‬
‫يجرئ فيها من القول أن يقول شكرا ل‪ ،‬شكرا ل‪ ،‬شببكرا لبب‪ ،‬ثلث مببرات‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما معنى قوله )شكرا ل( قال‪ :‬يقول هذه السجدة منببي شببكر ل ب عببز‬
‫وجل على ما وفقني به مببن خببدمته وأداء فرضببه‪ ،‬الشببكر مببوجب للزيببادة‪،‬‬
‫فان كان فبي الصبلة تقصبير لبم يتبم يالنوافبل تبم بهببذه السببجدة )‪- 6 .(3‬‬
‫العيون‪ :‬عن تميم القرشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن علي النصاري عن عبد‬
‫السلم بن صالح الهروي قال‪ :‬لما دخل الرضا عليه السلم سناباد دخل دار‬
‫حميد ابن قحطبة‪ ،‬ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى‬
‫جانبه ثم قبال‪ :‬هبذه تربببتي‪ ،‬وفيهببا ادفبن سببيجعل الب هبذا المكبان مختلبف‬
‫شيعتي وأهل محبتي‪ ،‬وال ما يزورني منهم زائر ول يسلم علي منهم مسلم‬
‫ال وجب لبه غفبران الب ورحمتبه يشبفاعتنا أهبل الببيت‪ .‬ثبم اسبتقبل عليبه‬
‫السلم القبلة وصلى ركعات ودعا بدعوات فلما فرغ سجد‬
‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ ،280‬وذكببره فببي الفقيببه ج ‪ 1‬ص ‪ ،218‬وفيببه‪) :‬كتببب‬
‫إلى أبو الحسن الرضا عليببه السببلم( ورواه الكلينببي فببي الكببافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ 326‬وفيه‪) :‬قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم فببي‬
‫سجدة الشكر فكتب إلى‪ :‬مائة مرة الخ‪ (2) .‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪) .49‬‬
‫‪ (3‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ ،281‬وانما قال عليه السلم‪) :‬والشكر بوجب‬
‫الزيادة‪ ،‬لقوله عزوجل في سورة ابراهيم‪) 7 :‬واذ تأذن ربكببم لئن شببكرتم‬
‫لزيدنكم(‪.‬‬

‫]‪[199‬‬

‫سجدة طال مكثه فيها‪ ،‬فأحصيت له فيها خمس مائة تسبيحة ثببم انصببرف )‪- 7 .(1‬‬
‫مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن المفيد‪ ،‬عن المظفر بن محمد الخراساني‬
‫عن محمد بن جعفر العلوي‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن جمهور العمببي‪ ،‬عببن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن أبببي عبببد الب عليببه السببلم قببال‪:‬‬
‫أوحى ال تعالى إلى موسى بن عمران عليه السببلم‪ :‬أتببدري يببا موسببى لببم‬
‫انتجبتك من خلقي‪ ،‬واصطفيتك لكلمببي ؟ فقبال‪ :‬ل يببا رب فبأوحى الب إليببه‬
‫أني اطلعت إلى الرض فلم أجد عليها أشد تواضببعا لببي منببك‪ ،‬فخببر موسببى‬
‫عليه السلم ساجدا وعفر خديه في التراب تذلل منه لربه عزوجل‪ ،‬فببأوحى‬
‫ال إليه‪ :‬ارفع رأسك يا موسى‪ ،‬وأمرر يدك فببي موضببع سببجودك‪ ،‬وامسببح‬
‫بها وجهك وما نالته من بدنك‪ ،‬فانه أمان من كل سقم وداء وآفببة وعاهببة )‬
‫‪ .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬مرسل مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬يدل علببى اسببتحباب التعفيببر‬
‫في سجود الشكر‪ ،‬وبه يصير اثنين وعلى اسبتحباب المبرار المبذكور‪ ،‬قبال‬
‫في المعتبر يستحب فيها التعفير‪ ،‬وهو أن يلصببق خببده اليمببن بببالرض ثببم‬
‫خده اليسر‪ ،‬وهو مذهب علمائنا ; وقال فببي الببذكرى‪ :‬يسببتحب فيهببا تعفيببر‬
‫الجبينين بين السجدتين‪ ،‬وكذا تعفير الخدين‪ ،‬وهو مببأخوذ مببن العفببر بفتببح‬
‫العيببن والفبباء وهببو الببتراب‪ ،‬وهببو إشببارة إلببى اسببتحباب وضببع ذلببك علببى‬
‫التراب‪ ،‬والظاهر تأدي السنة بوضعها على ما اتفق وإن كبان الوضبع علبى‬
‫التراب أفضل‪ - 4 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد البب‪ ،‬عببن يعقببوب بببن‬
‫يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بن يقطين‪ ،‬عببن رجببل‪ ،‬عببن أبببي جعفببر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أوحى ال عزوجببل إلببى موسببى عليببه السبلم أتببدري لمببا‬
‫اصطفيتك لكلمي دون خلقي ؟ فقال موسى عليه السلم‪ :‬ل يا رب فقال‪ :‬يببا‬
‫موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن‪ ،‬فلم أجد فيهم أحدا أذل لي منك نفسا‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ 136‬و ‪ (2) .137‬أمالي الطوسي ج ‪ 1‬ص ‪(3) .167‬‬
‫دعوات الراوندي مخطوط‪.‬‬
‫]‪[200‬‬

‫يا موسببى ! إنببك إذا صببليت وضببعت خببديك علببى الببتراب )‪ .(1‬المكببارم‪ :‬عنببه عليببه‬
‫السلم مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬لعل اللم في قوله )لبطن( بمعنى مع أو بعد أو إلى‪،‬‬
‫وظهرا تميز‪ - 9 .‬العلل‪ :‬عن محمد بببن الحسبن بببن الوليبد‪ ،‬عبن محمبد ببن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن محمد ابن الحسببين بببن أبببي الخطبباب‪ ،‬عببن محمببد بببن‬
‫سنان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السببلم يقببول إن‬
‫موسى عليببه السببلم احتبببس عنببه البوحي أربعيببن أو ثلثيببن صببباحا قببال‪:‬‬
‫فصعد على جبل بالشام يقال له أريحببا‪ ،‬فقببال‪ :‬يببا رب إن كنببت إنمببا حبسببت‬
‫عني وحيك وكلمك لذنوب بني إسرائيل فغفرانك القببديم‪ ،‬قببال‪ :‬فببأوحى الب‬
‫عزوجل إليه‪ :‬يا موسى بن عمببران أتببدري لمببا اصببطفيتك لببوحيي وكلمببي‬
‫دون خلقي ؟ فقال‪ :‬لعلم لي يا رب‪ ،‬فقال‪ :‬يا موسى إني اطلعت إلببى خلقببي‬
‫اطلعة فلم أجد في خلقي أشد تواضعا لي منك‪ ،‬فمبن ثبم خصصبتك ببوحيي‬
‫وكلمي من بين خلقي‪ ،‬قال‪ :‬وكان موسى عليبه السبلم إذا صبلى لبم ينفتبل‬
‫حتى يلصق خده اليمن بالرض واليسر )‪ - 10 .(3‬كتاب الزهد‪ :‬للحسببين‬
‫بن سعيد‪ :‬عن محمد بن سنان عمن أخبره‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبببي جعفببر‬
‫عليه السلم مثله )‪ .(4‬مشكاة النوار‪ :‬نقل من كتاب المحاسن عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم مثله )‪ .(5‬المكارم‪ :‬عن إسحاق مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ ،53‬ورواه في الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 219‬مرسل‪ (2) .‬مكببارم‬
‫الخلق ص ‪ (3) .331‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ 53‬و ‪ ،54‬وروى ذيله في‬
‫الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 219‬مرسل ورواه الشيخ في التهببذيب ج ‪ 1‬ص ‪) .165‬‬
‫‪ (4‬كتبباب الزهببد مخطببوط‪ (5) .‬مشببكاة النببوار ص ‪ (6) .227‬مكببارم‬
‫الخلق ص ‪ 331‬من قوله‪) :‬كان موسى عليه السلم( الخ‪(*) .‬‬

‫]‪[201‬‬

‫‪ - 11‬العلل‪ :‬عن محمد بن عصام‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن الحسين بن الحسببن وعلببي ابببن‬
‫محمد بن عبد ال معا‪ ،‬عن إبراهيم بن إسبحاق الحمبر‪ ،‬عبن عبببد الرحمبن‬
‫بن أبي عبد ال الخزاعي‪ ،‬عن نصر بببن مزاحببم المنقببري‪ ،‬عببن عمببرو بببن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد الجعفي قال‪ :‬قال أبو جعفر محمببد بببن علببي الببباقر‬
‫عليه السلم‪ :‬إن أبي علي بن الحسين عليهما السلم مبا ذكبر لب عزوجبل‪،‬‬
‫نعمة عليه إل سبجد‪ ،‬ول قببرء آيبة مببن كتباب الب عزوجبل فيهبا سبجود إل‬
‫سجد‪ ،‬ول دفع ال عزوجل عنه سوء يخشاه أوكيد كائد إل سببجد‪ ،‬ول فببرغ‬
‫من صلة مفروضة إل سجد‪ ،‬ول وفق لصلح بيببن اثنيببن إل سببجد‪ ،‬وكببان‬
‫أثر السجود في جميع مواضببع سببجوده‪ ،‬فسببمي السببجاد لببذلك )‪- 12 .(1‬‬
‫ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد ابن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل بن صببالح‪ ،‬عببن ذريببح المحبباربي قببال‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أيما مؤمن سببجد لب سببجدة لشببكر نعمببة فببي‬
‫غير صلة‪ ،‬كتب ال له بها عشر حسنات‪ ،‬ومحى عنه عشر سيئات‪ ،‬ورفببع‬
‫له عشر درجات في الجنان )‪ - 13 .(2‬البصببائر‪ :‬عببن الهيثببم بببن النهببدي‪،‬‬
‫عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن معاوية ابن وهب قال‪ :‬كنت مببع أبببي عبببد الب‬
‫عليه السلم بالمدينة وهو راكب حماره فنزل وقد كنا صرنا إلببى السببوق أو‬
‫قريبا من السوق قال‪ :‬فنزل وسجد وأطببال السببجود‪ ،‬وأنببا أنتظببره‪ ،‬ثببم رفببع‬
‫رأسه‪ .‬قال قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬رأيتك نزلت فسجدت‪ ،‬قال إني ذكرت نعمة ل ب‬
‫علي قال‪ :‬قلت قرب السوق والناس يجيؤن ويذهبون ؟ قببال‪ :‬إنببه لببم يرنببي‬
‫أحد )‪ .(3‬الخرائج‪ :‬عن معاوية بن وهب مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .222‬ثواب العمال ص ‪ (3) .32‬بصائر الدرجات‬
‫ص ‪ (4) .495‬مختار الخرائج ص ‪.245‬‬

‫]‪[202‬‬

‫‪ - 14‬كمال الدين‪ :‬عن محمد بن زياد الهمداني‪ ،‬عبن جعفببر ببن أحمبد العلببوي‪ ،‬عبن‬
‫علي بن أحمد العقيقي‪ ،‬غن أبي نعيم النصاري الزيببدي عببن الحجببة القببائم‬
‫صلوات ال عليه قال‪ :‬كان أمير المؤمنين صلوات ال عليه يقول في سجدة‬
‫الشكر‪) :‬يا من ل يزيده إلحاح الملحيببن إل جببودا وكرمببا‪ ،‬يببامن لببه خببزائن‬
‫السموات والرض‪ ،‬يامن لببه مببادق وجببل‪ ،‬ل يمنعببك إسباءتي مببن إحسبانك‬
‫]إلى[ إني أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله‪ ،‬وأنت أهل الجود والكرم والعفو‪،‬‬
‫يا ال يا ال‪ ،‬افعل بي ما أنت أهله فأنت قادر على العقوبة وقببد اسببتحققتها‬
‫ل حجة لي ول عذر لي عندك‪ ،‬أبوء إليك بببذنوبي كلهببا‪ ،‬وأعببترف بهببا كببي‬
‫تعفو عني‪ ،‬وأنت أعلم بها مني‪ ،‬بؤت إليبك بكببل ذنببب أذنبتببه‪ ،‬وبكببل خطيئة‬
‫أخطأتها وبكل سيئة عملتها‪ ،‬بارب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنببك أنببت‬
‫العز الكرم )‪ .(1‬أقول‪ :‬تمامه أوردنا بأسانيد في باب من رأى القائم عليببه‬
‫السلم )‪ - 15 .(2‬دلئل المامة‪ :‬للطبري‪ ،‬عن محمد بن هارون التلعكبري‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن جعفر بن محمد الفزاري‪ ،‬عن محمد بببن‬
‫جعفر بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم ابن محمد بن أحمببد النصبباري‪ ،‬عببن القببائم‬
‫عليه السلم مثله إلى قوله )إل كرما وجودا يا من ل يزيده كثرة الببدعاء ال‬
‫سعة وعطاء‪ ،‬يامن ل تنفد خزائنه‪ ،‬يا من لببه خببزائن السببموات( إلببى قببوله‬
‫)أن تفعل بي الذي أنت أهله‪ ،‬فأنت أهل الجببود والكببرم والتجبباوز يببا رب يببا‬
‫ال ل تفعل بي الذي أنا أهله فبباني أهببل العقوبببة‪ ،‬ول حجببة لببي( إلببى قببوله‬
‫)بذنوبي كلها كبي تعفببو عنببي‪ ،‬وأنبت أعلبم بهبا منببي وأببوء لبك بكببل ذنببب‬
‫أذنبته‪ ،‬وبكل خطيئة احتملتها‪ ،‬وكل سيئة عملتها‪ ،‬رب اغفر لببي( إلببى آخببر‬
‫الدعاء )‪ .(3‬كتاب العتيق‪ :‬عن النعماني‪ ،‬عن محمد بن همام مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬كمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ 471‬في حديث ط مكتبة الصدوق‪ (2) .‬راجع ج ‪ 52‬ص ‪6‬‬
‫‪ 9 -‬من هذه الطبعة‪ (3) .‬دلئل المامة ص ‪.299‬‬

‫]‪[203‬‬

‫‪ - 16‬كامل الزيارة‪ :‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن الحسببين‪ ،‬عببن ابببن محبببوب‬
‫عن رجل‪ ،‬عن أبان الزرق‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السببلم قببال‪:‬‬
‫أقرب ما يكون العبببد إلببى الب وهببو سبباجد ببباك‪ - 17 .‬فقببه الرضببا‪ :‬ل تببدع‬
‫التعفير وسجدة الشكر في سفر ول حضر )‪ - 18 .(1‬كتبباب اليقيببن‪ :‬للسببيد‬
‫ابن طاوس‪ ،‬عن محمد بن جريبر الطببري‪ ،‬عبن محمبد اببن عببد الب‪ ،‬عبن‬
‫عمران بن محسن‪ ،‬عن يونس بن زياد‪ ،‬عن الربيع بن كامل ابن عم الفضل‬
‫بن الربيع‪ ،‬عن الفضل بن الربيببع أن المنصببور كبان قبببل الدولببة كبالمنقطع‬
‫إلى جعفر بن محمد عليهما السبلم قبال‪ :‬سبألت جعفببر ببن محمببد بببن علببي‬
‫عليهم السلم على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أميببر‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه مببا كببان سببببها ؟ فحببدثني عببن أبيببه محمببد بببن‬
‫علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه الحسين‪ ،‬عببن أبيببه علببي‬
‫ابن أبي طالب عليه السلم أن رسول ال صببلى الب عليببه والببه وجهببه فببي‬
‫أمر من أموره فحسن فيه بلؤه‪ ،‬وعظم عناؤه‪ ،‬فلمبا قبدم مببن وجهببه ذلبك‪،‬‬
‫أقبل إلى المسجد ورسول ال صلى ال عليه واله قببد خببرج يصببلي الصببلة‬
‫فصلى معه‪ .‬فلما انصرف من الصلة أقبل على رسول الب صببلى الب عليببه‬
‫واله فاعتنقه رسول ال صلى ال عليه واله ثم سأله عن مسببيره ذلببك ومببا‬
‫صنع فيه‪ ،‬فجعل علي عليه السلم يحدثه وأسارير وجببه رسببول ال ب صببلى‬
‫ال عليه وآله تلمع سببرورا بمببا حببدثه‪ ،‬فلمببا أتببى صببلوات الب عليببه علببى‬
‫حديثه قال له رسول ال صلى ال عليببه والببه‪ :‬أل ابشببرك يببا أبببا الحسببن ؟‬
‫قال‪ :‬فداك أبي وأمي فكم من خير بشرت به‪ ،‬قال‪ :‬إن جبرئيببل عليببه السببلم‬
‫هبط علي في وقت الزوال‪ ،‬فقببال لببي‪ :‬يببا محمببد هببذا ابببن عمببك علببي وارد‬
‫عليك‪ ،‬وإن ال عزوجل أبلى المسلمين به بلء حسنا‪ ،‬وإنه كان مببن صببنعه‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فحدثني بما أنبأتني به‪ .‬وقال لي‪ :‬يا محمد إنبه نجبا مبن ذريبة آدم‬
‫من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم بشبيث‪ ،‬ونجبا شبيث ببأبيه آدم ونجبى‬
‫آدم بال‪ ،‬يا محمد ونجا من تولى سام بن نوح‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪ 9‬س ‪.6‬‬


‫]‪[204‬‬

‫وصي أبيه نوح بسام‪ ،‬ونجا سام بأبيه نببوح‪ ،‬ونجببا نببوح بببال‪ ،‬يببا محمببد ونجببا مببن‬
‫تولى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمببان وصببي أبيببه إبراهيببم باسببماعيل‪،‬‬
‫ونجا إسماعيل بابراهيم عليه السلم‪ ،‬ونجا إبراهيم بال‪ ،‬يا محمد ونجا من‬
‫تولى يوشع بن نببون وصببي موسببى بيوشببع‪ ،‬ونجببا يوشببع بموسببى‪ ،‬ونجببا‬
‫موسببى بببال‪ ،‬يببا محمببد ونجببا مببن تببولى شببمعون الصببفا وصببي عيسببى‬
‫بشمعون‪ ،‬ونجا شمعون بعيسى‪ ،‬ونجا عيسى بال‪ ،‬يا محمد ونجا من تولى‬
‫عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك بعلي‪ ،‬ونجببا علببي بببك‪ ،‬ونجببوت‬
‫أنت بال عزوجل‪ .‬يا محمببد إن الب جعلببك سببيد النبيبباء‪ ،‬وجعببل عليبا سببيد‬
‫الوصياء‪ ،‬وخيرهم وجعببل الئمببة مببن ذريتكمبا إلبى أن يببرث الرض ومبن‬
‫عليها‪ ،‬فسجد علي صلوات ال عليه‪ ،‬وجعل يقبل الرض شببكرا ل ب تعببالى‪.‬‬
‫وإن ال جل اسمه خلق محمببدا وعليببا وفاطمببة والحسببن والحسببين عليهببم‬
‫السلم أشببباحا يسبببحونه ويمجببدونه ويهللببونه بيببن يببدي عرشببه‪ ،‬قبببل أن‬
‫يخلق آدم بأربعة عشر آلف عام‪ ،‬فجعلهم نورا ينقلهببم فببي ظهببور الخيببار‬
‫من الرجال‪ ،‬وأرحام الخيرات المطهرات والمهذبات من النساء‪ ،‬مببن عصببر‬
‫إلى عصر‪ .‬فلمببا أراد الب عزوجببل أن يبببين لنببا فضببلهم ويعرفنببا منزلتهببم‪،‬‬
‫ويوجب علينا حقهم‪ ،‬أخذ ذلك النور وقسمه قسمين‪ :‬جعل قسما في عبد ال‬
‫بن عبد المطلب‪ ،‬فكان عنه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين‪ ،‬وجعل فيببه‬
‫النبوة‪ ،‬وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طببالب بببن عبببد المطلببب‬
‫بن هاشم بن عبد مناف فكببان منهببم علببي أميببر المببؤمنين وسببيد الوصببيين‬
‫وجعله رسول ال صلى ال عليه واله وليه ووصيه وخليفتببه وزوج ابنتببه‪،‬‬
‫وقاضببي دينببه و كاشببف كربتببه ومنجببز وعببده وناصببر دينببه )‪ .(1‬مجببالس‬
‫الشيخ‪ :‬عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني‪ ،‬عن عمران بن محسن عببن‬
‫إدريس بن زياد مثله‪ ،‬وفيه وجعل يقلب وجهه على الرض )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬اليقين في امرة أمير المؤمنين عليه السلم ص ‪ (2) .53 - 51‬أمالي الطوسي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪.205 - 203‬‬

‫]‪[205‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس السارير محاسن الوجه‪ :‬الخدان والوجنتان‪ - 19 .‬المكارم‪ :‬قببال‬
‫الصادق عليه السلم إن العبد إذا سجد فقببال‪) :‬يببا رب يببا رب‪ ،‬حببتى ينقطببع‬
‫نفسه‪ ،‬قال له الرب تبارك وتعالى‪ :‬لبيك مبا حاجتبك )‪ .(1‬وعبن مبرازم عبن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سجدة الشكر واجبة على كببل مسببلم تتببم بهببا‬
‫صلتك‪ ،‬وترضى بها ربك وتعجب الملئكة منك وإن العبد إذا صلى ثم سجد‬
‫سجدة الشكر‪ ،‬فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملئكة‪ ،‬فيقول‪ :‬يببا‬
‫ملئكتي انظروا إلى عبدي أدى فرضي وأتم عهدي ثم سجد لي شببكرا علببى‬
‫مببا أنعمببت بببه عليببه‪ .‬ملئكببتي ! مبباذاله ؟ قببال‪ :‬فتقببول الملئكببة‪ :‬يببا ربنببا‬
‫رحمتك‪ ،‬ثم يقول الرب تبارك وتعالى‪ :‬ثم ما ذاله ؟ فتقول الملئكة‪ :‬يببا ربنببا‬
‫جنتك‪ ،‬فيقول الرب تبارك وتعالى‪ :‬ثم ماذا ؟ فتقول الملئكة‪ :‬يببا ربنببا كفايببة‬
‫مهمه‪ ،‬فيقول الرب تبارك وتعالى‪ :‬ثم ماذا ؟ قال‪ :‬فل يبقببى شببئ مببن الخيببر‬
‫إل قالته الملئكة‪ ،‬فيقول ال تبارك وتعالى‪ :‬يا ملئكتي ثم ما ذالببه ؟ فتقببول‬
‫الملئكة‪ :‬يا ربنا ل علم لنا‪ ،‬قال‪ :‬فيقول الب تبببارك وتعببالى‪ :‬أشببكر لببه كمببا‬
‫شكر لي‪ ،‬وأقبل إليه بفضلي واريه وجهي )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا الخبر مروي فببي‬
‫سائر الكتب بسند صحيح‪ ،‬وحمل الوجوب على تأكد الستحباب )وصببلتك(‬
‫في قوله عليه السلم )تتم بها صلتك( إما فاعل تتم أو مفعوله على أنه من‬
‫تم أو أتم وكذا المعطوفان عليه‪ ،‬وقوله عليه السلم‪) :‬فتح الرب( إلى آخره‬
‫يدل على أن لنس محجوبون عن الملئكة وأنهببم ل يطلعببون علببى أحوالنببا‬
‫إل برفع ال سبحانه الحجاب بيننا وبينهببم‪ ،‬قببوله سبببحانه )واريببه وجهببي(‬
‫كذا في ساير الكتب إل التهذيب )‪ (3‬فان فيه )واريه رحمتي(‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .331‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .332‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬


‫‪.166‬‬

‫]‪[206‬‬

‫وقال الصدوق في الفقيه )‪ (1‬بعد إيراده‪ :‬من وصف ال تعالى بالوجه كببالوجوه فقببد‬
‫كفر وأشرك‪ ،‬ووجهه أنبياؤه وحججه صلوات ال عليهم‪ ،‬وهم الذين يتوجه‬
‫بهم العباد إلى ال عزوجل‪ ،‬وإلى معرفته ومعرفة دينببه‪ ،‬والنظببر إليهببم فببي‬
‫يوم القيامة ثواب عظيم يفوق كل ثببواب‪ ،‬وقببد قببال الب عزوجببل‪) :‬كببل مببن‬
‫عليها فان ويبقببى وجببه ربببك ذو الجلل والكببرام( وقببال عزوجببل‪) :‬فأينمببا‬
‫تولوا فثم وجه ال( يعني فثم التوجه إلى ال‪ ،‬ول يجب أن ينكر من الخبار‬
‫ألفاظ القرآن انتهى‪ .‬ويحتمل أن يراد بالوجه الببذات القببدس‪ ،‬وبببالنظر إليببه‬
‫نهاية المعرفة‪ ،‬أو النظر إلى ثوابه تعالى‪ - 20 .‬المكارم‪ :‬في رواية إبراهيببم‬
‫بن عبد الحميد أن الصادق عليه السلم قال لرجببل‪ :‬إذا أصببابك هببم فامسببح‬
‫يدك على موضع سجودك‪ ،‬ثم أمر يدك على وجهك من جانب خدك اليسببر‪،‬‬
‫وعلى جبهتك إلى جانب خدك اليمن‪ ،‬ثم قببل‪ :‬بسببم الب الببذي ل إلببه إل هببو‬
‫عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم‪ ،‬اللهم أذهب عني الهم والحببزن ثلثببا‬
‫)‪ .(2‬وروي أن من قال وهو ساجد‪) :‬يا رباه يا سببيداه( حببتى ينقطببع نفسببه‬
‫اجيب‪ :‬سل حاجتك )‪ .(3‬وكان بعض الصادقين يقول في سجوده‪ :‬سببجد لببك‬
‫يا رب طالب من ثوابك‪ ،‬سجد لك يا رب هارب من عقابك‪ ،‬سبجد لبك يبا رب‬
‫خائف من سخطك‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا ال يا رببباه يببا الب يببا رببباه يببا الب يببا رببباه‬
‫ينقطع النفس‪ ،‬ثم يدعو )‪ .(4‬وروي عن الصادق عليه السلم أنه قببال‪ :‬مببر‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله برجل وهو سبباجد وهببو يقببول‪ :‬يببا رب مبباذا‬
‫عليك أن ترضى كل مببن كببان لببه عنببدي تبعببة‪ ،‬وأن تغفببر لببي ذنببوبي‪ ،‬وأن‬
‫تدخلني الجنبة برحمتبك‪ ،‬فانمبا عفبوك عبن الظبالمين‪ ،‬وأنببا مبن الظبالمين‪،‬‬
‫فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحميببن‪ ،‬فقببال لببه رسببول الب صببلى الب عليببه‬
‫واله‪ :‬ارفع رأسك فقد استجيب لك‬

‫)‪ (1‬فقيه من ل يحضره الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 2) .220‬مكارم الخلق ص ‪.332‬‬

‫]‪[207‬‬

‫إنك دعوت بدعاء نبي كان على عهد عاد )‪ .(1‬وعن أبي عبد ال عليه السببلم قببال‪:‬‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه واله كبان فببي سبفر يسبير علبى ناقبة إذا نبزل‬
‫فسجد خمس سجدات‪ ،‬فلما ركب قالوا‪ :‬يا رسول ال رأيناك صنعت شيئا لببم‬
‫تصنعه ؟ فقال‪ :‬نعم استقبلني جبرئيل عليببه السببلم فبشببرني ببشببارات مببن‬
‫ال عزوجل‪ ،‬فسجدت ل شكرا لكببل بشببرى سببجدة )‪ .(2‬وعببن إسببحاق بببن‬
‫عمار قال‪ :‬خرجببت مببع أبببى عبببد الب عليببه السببلم وهببو يحببدث نفسببه ثببم‬
‫استقبل القبلة فسجد طويل ثم ألببزق خبده اليمببن بببالتراب طببويل‪ ،‬قبال‪ :‬ثببم‬
‫مسح وجهه ثم ركب‪ ،‬فقلت له‪ :‬بأبي أنت وامي لقد صببنعت شببيئا مببا رأيتببه‬
‫قط‪ ،‬قال يا إسحاق إني ذكرت نعمة مببن نعبم الب عزوجبل علبي فبأحببت أن‬
‫اذلل نفسي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا إسحاق ما أنعم ال علببى عبببد بنعمببة فعرفهببا بقلبببه‪،‬‬
‫وجهر بحمد ال عليها ففرغ عنها‪ ،‬حتى يؤمر له بالمزيد من الببدارين )‪.(3‬‬
‫‪ - 21‬الكشي‪ :‬ذكر أبو القاسم نصر بن الصباح عن الفضل بن شبباذان قببال‪:‬‬
‫دخلت على محمد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود فلما رأفببع رأسببه‬
‫وذكر له طول سجوده قال‪ :‬كيف لو رأيت جميل بن دراج ثم حدثه أنببه دخبل‬
‫على جميل بن دراج فوجده ساجدا فأطال السجود جدا فلما رفببع رأسببه قببال‬
‫له محمد بن أبي عمير‪ :‬أطلت السجود‪ ،‬فقال‪ :‬فكيف لببو رأيببت معببروف بببن‬
‫خربوز )‪ .(4‬ومنه‪ :‬قال الفضل بن شاذان‪ :‬إني كنت فببي قطيعببة الربيببع فببي‬
‫مسجد الزيتونة أقرء على مقرئ يقال له إسببماعيل بببن عببباد‪ ،‬فرأيببت يومببا‬
‫في المسجد نفرا يتناجون فقال أحدهم‪ :‬إن بالجبل رجل يقال لببه ابببن فضببال‬
‫له ]سجادة[ أعبد من رأيت أو سمعت به‪ ،‬قال‪ :‬وإنه ليخببرج إلببى الصببحراء‬
‫فيسجد السجدة فيجئ الطير فتقع عليه فما يظن إل أنه ثوب أو خرقببة‪ ،‬وإن‬
‫الوحش لترعى حوله فما تنفر منه‪ ،‬لما قد‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (3 - 2) .332‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .304‬رجال الكشي‬


‫ص ‪ ،216‬الرقم ‪.127‬‬
‫]‪[208‬‬

‫أنست بببه‪ ،‬وإن عسببكر الصببعاليك ليجيئون يريببدون الغببارة أو قتببال قببوم‪ ،‬فببإذا رأوا‬
‫شخصه طاروا فببي الببدنيا فببذهبوا حيببث ل يراهببم ول يرونببه‪ ،‬فسببألت عنببه‬
‫فقالوا‪ :‬هو الحسن بن علي بن فضال )‪ .(1‬بيان‪ :‬قببال الجببوهري‪ :‬السببجادة‬
‫أثببر السببجود فببي الجبهببة‪ - 22 .‬الكشببي‪ :‬وجببدت فببي كتبباب أبببي عبببد الب‬
‫الشاذاني بخطه‪ :‬سمعت أبا محمد الفضل بببن شبباذان يقببول‪ :‬دخلببت العببراق‬
‫فرأيت واحدا يعاتب صاحبه ويقول له‪ :‬أنت رجببل عليببك عيببال‪ ،‬وتحتبباج أن‬
‫تكسب عليهم‪ ،‬ومبا آمبن أن تببذهب عينبباك بطببول سببجودك قبال‪ :‬فلمبا اكبثر‬
‫عليه‪ ،‬قال أكثرت علي ويحك‪ ،‬لو ذهبت عين أحد من السجود لببذهبت عيببن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلة الفجر فما يرفببع‬
‫رأسه إل عند الزوال )‪ - 23 .(2‬فلح السائل‪ :‬من نزهة عيببون المشببتاقين‬
‫تأليف عبد ال بن الحسن النسابة باسناده عن الحسين بن زيد بن علي بببن‬
‫الحسين عليهما السلم أنه قال‪ :‬نحن إذا سلمنا من الصلة وعزمنا أو أردنا‬
‫الدعاء دعونا بما نريد أن ندعو‪ ،‬ونحن سجود‪ ،‬ورأيت منا من يفعله أو أنببا‬
‫أفعله )‪ - 24 .(3‬ومنه )‪ (4‬والكافي‪ :‬عن العببدة‪ ،‬عببن أحمببد بببن محمببد بببن‬
‫عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيببه قببال‪ :‬خرجببت‬
‫مع أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم إلى بعض أمببواله فقببام إلببى‬
‫صلة الظهر‪ ،‬فلما فرغ خر ل ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغببر‬
‫دمببوعه‪ ،‬وهببو )رب عصببيتك بلسبباني ولببو شببئت وعزتببك لخببر سببتني‪،‬‬
‫وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لكمهتني‪ ،‬وعصيتك بسمعي ولو شببئت‬
‫وعزتك لصممتني‪ ،‬و عصيتك بيدي ولو شئت وعزتببك لكنعتنببي‪ ،‬وعصببيتك‬
‫برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني‬

‫)‪ (1‬رجال الكشي ‪ 434‬في حببديث‪ ،‬تحببت الرقببم ‪ (2) .378‬رجببال الكشببي ‪ 494‬فببي‬
‫حديث‪ ،‬تحت الرقم ‪ (3) .483‬لم نجببده فببي مظببانه‪ (4) .‬فلح السببائل ص‬
‫‪.187‬‬

‫]‪[209‬‬

‫وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني‪ ،‬وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت‬
‫بها علي وليس هذا جزاؤك مني‪ .‬قال‪ :‬ثم أحصيت له ألف مرة وهببو يقببول‪:‬‬
‫العفو العفو ثم ألصق خده اليمن بالرض فسمعته وهو يقول بصوت حزين‬
‫)بببؤت إليببك بببذنبي‪ ،‬عملببت سببوء وظلمببت نفسببي فبباغفر لببي فببانه ل يغفببر‬
‫الببذنوب غيببرك يببا مببولي( ثلث مببرات ثببم ألصببق خببده اليسببر بببالرض‬
‫فسمعته وهو يقببول‪) :‬ارحببم مببن أسبباء واقببترف واسببتكان واعببترف( ثلث‬
‫مرات ثم رفع رأسه )‪ .(1‬بيان‪ :‬رواه الشيخ )‪ (2‬وغيره مرسل عبن الكبباظم‬
‫عليببه السببلم فببي تعقيببب صببلة الظهببر )‪ (3‬تغرغببر‪ :‬علببى بنبباء المضببارع‬
‫بحذف إحدى التائين‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬ويتغرغر صببوته فببي حلقببه أي يببتردد‬
‫)لكمهتني( على التفعيل‪ ،‬وفي بعض النسببخ ل كمهتنببي أي لعميتنببي‪ ،‬قببال‬
‫في القاموس‪ :‬الكمه محركة العمى يولد به النسان أو عام‪ ،‬وقال كنع يكنببع‬
‫كنوعا‪ :‬تقبض وانضم‪ ،‬وأصابعه ضربها فأيبسها‪ ،‬وكنببع يببده تكنيعببا أشببلها‬
‫انتهى‪ ،‬فيجوز فيه التخفيف والتشديد‪ ،‬وكذا قوله عليه السببلم‪) :‬لجببذمتني(‬
‫وقوله‪) :‬لعقمتني( قال الفيروزآبادي جذمه يجذمه ويجذمه وجذمه فانجببذم‪،‬‬
‫وتجذم قطعه‪ ،‬والجذم المقطوع اليد‪ ،‬أو الذاهب النامل‪ ،‬جببذمت يببده كفببرح‬
‫وجذمتها وأجذمتها‪ ،‬وقال العقم بالضم هزمه تقع في الرحم فل يقبل الولببد‪،‬‬
‫عقمت كفرح ونصر وكرم وعني وعقمها ال يعقمها وأعقمها‪ ،‬ورجل عقيم‬
‫ل يولد له انتهى وفي الصحيفة الكاملة )وعقم أرحام نسببائهم( ويقببال‪ :‬ببباء‬
‫بذنبه أي اعببترف بببه‪ ،‬والقببتراف الكتسبباب‪ ،‬ويطلببق غالبببا علببى اكتسبباب‬
‫الذنب‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬قرف الذنب واقترفه إذا عمله وقارف الذنب وغيببره‬
‫إذا داناه ولصقه‪ .‬أقول‪ :‬قد مر تأويببل مببا يببوهمه هببذا الببدعاء وأمثبباله مببن‬
‫نسبة الذنب إليهم عليهم السلم وقال الحسين بن سعيد في كتبباب الزهببد‪ :‬ل‬
‫خلف بين علمائنا في أنهم عليهم السلم معصومون من‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .326‬التهذيب ج ‪ 1‬س ‪ ،166‬ورواه في المصباح ص ‪46‬‬


‫مرسل‪ (3) .‬مصباح الكفعمي ص ‪.26‬‬

‫]‪[210‬‬

‫كل قبيح مطلقا وأنهم كانوا يسمون ترك المندوب ذنبببا وسببيئة بالنسبببه إلببى كمببالهم‬
‫عليهم السلم انتهى‪ ،‬ونحو ذلك قال صاحب كشف الغمة وغيره )‪- 25 .(1‬‬
‫فلح السائل‪ :‬فإذا رفعت رأسك من السجود‪ ،‬فقل ما ذكره كردين بن مسببمع‬
‫في كتابه المعروف باسناده فيه إلى النبي صلى ال عليه والببه انببه كببان إذا‬
‫أراد النصراف من الصلة مسح جبهته بيده اليمنى ثم يقببول‪ :‬لببك الحمببد ل‬
‫إله إل أنت عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم‪ ،‬أذهب عني الغببم والحببزن‬
‫والفتن‪ ،‬ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬وقال ما أحد من امتي يقول ذلببك إل أعطبباه‬
‫الب مبا سببأل )‪ .(2‬وروي لنبا فببي حبديث آخببر أنبك إذا أردت ان تقببول هببذه‬
‫الكلمات‪ ،‬فامسح يدك اليمنى على موضع سجودك ثلث مببرات وامسببح فببي‬
‫كل مرة وجهك‪ ،‬وأنت تقول‪ :‬في كل مرة هببذه الكلمببات المببذكورة )‪ .(3‬وإن‬
‫كانت بك علة فاصنع كما رواه أحمد بن محمد بن علي الكوفي وغيره‪ ،‬عببن‬
‫محمد بن يعقوب الكليني‪ ،‬عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبببد ال ب عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬دعاء يدعى به في عقيب كببل صببلة تصببليها فببان كببان بببك داء‬
‫سقم ووجع‪ ،‬فإذا قضبيت صبلتك فامسبح بيبدك علبى موضبع سبجودك مبن‬
‫الرض‪ ،‬وادع بهببذا الببدعاء وأمببرر يببدك علببى موضببع وجعببك سبببع مببرات‬
‫تقول‪ :‬يا من كبس الرض على الماء‪ ،‬وسد الهواء بالسماء‪ ،‬واختار لنفسه‬
‫أحسن السماء‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وافعل بي كذا وكببذا‪ ،‬وارزقنببي‬
‫كذا وكذا وعافني من كذا وكذا )‪ .(4‬دعوات الراوندي‪ :‬عنهم عليهم السببلم‬
‫مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬راجع كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ ،63‬وقد أورد المؤلف العلمة كلمه في ج ‪ 25‬ص‬
‫‪ 203 - 205‬باب عصببمة الئمببة ولببزوم عصببمة المببام عليهببم السببلم‪،‬‬
‫راجعه ان شئت‪ (3 - 2) .‬فلح السائل ص ‪ (4) .187‬فلح السببلئل ص‬
‫‪ (5) .188‬دعوات الراوندي مخطوط‪.‬‬

‫]‪[211‬‬

‫مصباح الشيخ‪ :‬وغيره مثله )‪ .(1‬بيان‪) :‬كبس الرض علببى المبباء‪ ،‬أي أدخلهببا فيببه‬
‫من قولهم كبس رأسه في ثوبه أخفاه وأدخلببه فيببه أو جمعهببا كمببا ورد فببي‬
‫الحديث إنا نكببس الزببت والسبمن أي نجمعبه والكببس الطبم‪ ،‬يقبال كبسبت‬
‫النهر كبسا طممته بالتراب‪ ،‬أي جمعها وحفظها كائنببا علبى المباء‪ ،‬مبع أنبه‬
‫كان مقتضى ذلك تفرقها وعدم استقرارها‪ ،‬وقيببل‪ :‬أو قفهببا عليببه وأحبسببها‬
‫به‪) .‬وسد الهواء بالسماء( أي جعله بحيث ينتهي إليها حسا أو حقيقة لعدم‬
‫ثبوت كرة النار أو أطلق عليه السماء‪ ،‬إذ كل ما علك فهو سماء‪ ،‬ويحتمببل‬
‫أن يكون للسماء مدخل في عدم تفرق الهواء‪ ،‬وربمببا يقببال فيببه دليببل علببى‬
‫عببدم امتنبباع الخلء وفيببه كلم ‪ - 26‬فلح السببائل‪ :‬قببال جببدي السببعيد أبببو‬
‫جعفر الطوسي رضوان ال عليببه‪ ،‬و يسببتحب أن يببدعو لخببوانه المببؤمنين‬
‫فببي سببجوده ويقببول أيضببا‪ :‬اللهببم رب الفجببر‪ ،‬والليببالي العشببر‪ ،‬والشببفع‬
‫والوتر‪ ،‬والليل إذا يسر‪ ،‬ورب كببل شببئ‪ ،‬وإلببه كببل شببئ‪ ،‬وخببالق كببل شببئ‪،‬‬
‫ومليك كل شئ‪ ،‬صل على محمد وآله وافعببل بببي وبفلن مببا أنببت أهلببه‪ ،‬ول‬
‫تفعل بنا ما نحن أهله‪ ،‬فانببك أهببل التقببوى وأهببل المغفببرة‪ .‬ثببم ارفببع رأسببك‬
‫وقببل‪ :‬اللهببم أعببط محمببدا وآل محمببد السببعادة فببي الرشببد‪ ،‬وإيمببان اليسببر‪،‬‬
‫وفضيلة في النعم‪ ،‬وهناءة في العلم‪ ،‬حتى تشرفهم على كل شببريف‪ ،‬الحمببد‬
‫ل ولي كل نعمة‪ ،‬وصاحب كل حسنة‪ ،‬ومنتهى كل رغبببة‪ ،‬لببم يخببذلني عنببد‬
‫شديدة‪ ،‬ولم يفضحني لسريرة‪ ،‬فلسيدي الحمد كثيرا )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الشبيخ ص ‪ ،172‬ورواه الكفعمبي فبي البلبد الميبن ص ‪ 18‬وفبي جنبة‬
‫المان الواقيبة المعبروف بمصبباح الكفعمبي ص ‪ 28‬و ‪ (2) .29‬مصبباح‬
‫الشيخ ص ‪ ،170 - 169‬ول يوجد فيه ما بعده‪.‬‬
‫]‪[212‬‬

‫ثم يقول‪ :‬اللهم لك الحمد كما خلقتني ولبم أك شببيئا مببذكورا‪ ،‬رب أعنببي علبى أهببوال‬
‫الدنيا وبوائق الدهر‪ ،‬ونكبات الزمان‪ ،‬وكربببات الخببرة‪ ،‬ومصببيبات الليببالي‬
‫واليام‪ ،‬واكفني شر ما يعمل الظالمون في الرض‪ ،‬وفي سفري فأصحبني‪،‬‬
‫وفي أهلي فاخلفني‪ ،‬وفيما رزقتني فبارك لي‪ ،‬وفي نفسي لك فببذللني‪ ،‬وفببي‬
‫أعين الناس فعظمني‪ ،‬وإليك فحببنببي‪ ،‬وبببذنوبي فل تفضببحني‪ ،‬وبعملببي فل‬
‫تبسببلني‪ ،‬وبسببريرتي فل تخزنببي‪ ،‬ومببن شببر الجببن والنببس فسببلمني‪،‬‬
‫ولمحاسن الخلق فوفقني‪ ،‬ومن مساوي الخلق فجنبني‪ .‬إلى من تكلني يا‬
‫رب المستضعفين وأنت ربي ؟ إلى عدو ملكته أمببرى فيخببذلني أم إلببى بعيببد‬
‫فيتجهمني‪ ،‬فان لم تكن غضبت علي يا رب فل ابالي غير أن عافيتك أوسببع‬
‫لي‪ ،‬وأحبب إلبي‪ .‬أعبوذ بنبور وجهبك البذي أشبرقت لبه السبموات والرض‬
‫وكشفت به الظلمة‪ ،‬وصلح عليه أمر الولين والخرين‪ ،‬مببن أن يحببل علببي‬
‫غضبك‪ ،‬أو ينزل بي سخطك‪ ،‬لك الحمد حتى ترضى وبعببد الرضببا ول حببول‬
‫ول قوة إل بك )‪ .(1‬بيان‪ :‬أورد الشيخ والكفعمي )‪ (2‬وابن الباقي وغيرهببم‬
‫هببذه الببدعوات بهببذا الببترتيب‪ ،‬وقببال ابببن فهببد ‪ -‬ره ‪ -‬فببي عببدته روي عببن‬
‫الصادق عليه السلم مببن قببدم أربعيببن مببن المببؤمنين ثببم دعببا اسببتجيب لببه‬
‫ويتأكد بعد الفراغ من صلة الليل فيقول وهو ساجد اللهم رب الفجببر الببخ )‬
‫‪ (3‬ول يخفى أن لفببظ الببدعاء بمببا ذكببره ابببن فهببد أنسببب‪) .‬والفجببر( الببواو‬
‫للقسم أقسم بالصبح أو فلقه أو صلته وقيببل‪ :‬المببراد فجببر عرفببة أو النحببر‬
‫)وليببال عشببر( عشببر ذي الحجببة‪ ،‬وقيببل‪ :‬عشببر رمضببان الخيببر )والشببفع‬
‫والوتر( قرئ بكسر الواو وفتحهببا‪ ،‬وهمببا بمعنببى واحببد‪ ،‬قيببل‪ :‬أي الشببياء‬
‫كلها شفعها ووترها أو الخلق والخالق‪ ،‬إذا الخالق وتر حقيقة‪ ،‬وكل ما هببو‬
‫غيره فهو شفع‪ ،‬وفيه نوع‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .189 - 188‬البلد المين ص ‪ ،17‬هامشا ومتنا‪ ،‬مصباح‬
‫الكفعمي ص ‪ (3) .27‬عدة الداعي ص ‪.130 - 129‬‬

‫]‪[213‬‬

‫من التعدد والتركيب‪ ،‬أو له ضد يصير بببه شببفعا كالليببل والنهببار‪ ،‬والنببور والظلمببة‪،‬‬
‫والسماء والرض‪ ،‬وأشباههما‪ ،‬وقيل هما‪ :‬العناصر والفلك وقيل‪ :‬البروج‬
‫و السيارات وقيل‪ :‬صلة الشفع وصلة الوتر‪ ،‬ذكره علي بببن إبراهيببم )‪.(1‬‬
‫)والليل إذا يسر( أي إذا يمضي لقوله )والليببل إذ أدبببر( )‪ (2‬والتغييببر بببذلك‬
‫لما في التعاقب من الدللة على كمال القدرة‪ ،‬ووفور النعمة‪ ،‬أو يسري فيببه‬
‫من قولهم صلى المقام‪ ،‬وحذف الياء للكتفاء بالكسرة تخفيفا‪ ،‬ولببم يحببذفها‬
‫ابن كثير ويعقوب )‪) .(3‬وإيمان اليسر( أي إيمانا ل يكون معه شدة وبليببة‪،‬‬
‫أو إيمانا ل يكون من جهة الضرورة والشدة‪ ،‬أو إيمان الناس بهم فببي حببال‬
‫اليسر من غير جبر‪ ،‬و هذا أنسب بحال المدعو له و )هنبباءة فببي العلببم( أي‬
‫علما يحصل لهم بل مشقة تحصيل أو غيره أو عطاء وافيبا مببن العلبم‪ ،‬قبال‬
‫الفيروزآبادي‪ :‬الهنببئ والمهنببأ مببا أتبباك بل مشببقة وقببد هنببئ وهنببؤ هنبباءة‬
‫وهنأه يهنؤه ويهنئه أطعمه وأعطاه‪ ،‬والطعام هناء وهناء وهناءة أصببلحه‪.‬‬
‫)شيئا مذكورا( مأخوذ من قبوله سببحانه وتعبالى )هبل أتبى علبى النسبان(‬
‫الية وقيل‪ :‬أي كان نسيا منسيا غير مذكور بالنسببانية كالعنصببر والنطفببة‪،‬‬
‫وعن الباقر عليه السلم كان شيئا ولم يكببن مببذكورا‪ ،‬وعببن الصببادق عليببه‬
‫السلم كان مقببدورا غيببر مببذكور )والبببوائق( جمببع البائقببة وهببي الداهيببة‪،‬‬
‫والنكبات جمع النكبة وهي المصيبة‪ ،‬فل نبسلني أي ل تسلمني إلى الهلكه‪،‬‬
‫وأبسلت فلنا أي أسلمته إلى الهلكببة‪ ،‬والمستبسببل الببذي يببوطن نفسببه إلببى‬
‫الموت أو الضرر واستبسل طرح نفسه في الحرب ليقتل أو يقتل ل محالببة‪،‬‬
‫قاله الجوهري‪،‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمي‪ (2) .723 :‬المدثر‪ (3) .33 :‬قرء أهل المدينة وأبو عمرو وقتيبة‬
‫عن الكسببائي )والليببل إذا يسببري( باثبببات اليبباء فببي الوصببل وحببذفها فببي‬
‫الوقت وقرء ابن كثير ويعقوب باثبات الياء في الوصل والوقف‪ ،‬والباقون‬
‫بالحذف فيهما‪ .‬قاله الطبرسي في المجمع ج ‪ 10‬ص ‪.482‬‬

‫]‪[214‬‬

‫وقال‪ :‬رجل جهم الوجه أي كالح الوجه‪ ،‬تقول منه جهمت الوجه وتجهمته إذا كلحت‬
‫في وجهه‪ - 27 .‬فلح السائل‪ :‬قال السيد في تعقيب صلة العصر‪ :‬ثم اسجد‬
‫وقل ما ذكر جدي السعيد أبو جعفر الطوسببي رضببوان الب عليببه أن مولنببا‬
‫علي بن الحسين عليهمببا السببلم كببان يقببوله صببلوات الب عليببه إذا سببجد‪،‬‬
‫يقول‪ :‬مائة مرة الحمد ل شكرا‪ ،‬وكلما قال عشر مرات قبال شببكرا للمجيبب‬
‫ثم يقول‪ :‬يا ذا المن البدائم البذي ل ينقطبع أببدا‪ ،‬ول يحصبيه غيبره‪ ،‬ويبا ذا‬
‫المعروف الذي ل ينفد أبدا‪ ،‬يا كريبم يبا كريبم يبا كريبم‪ .‬ثبم يبدعو ويتضبرع‬
‫ويببذكر حبباجته ثببم يقببول‪ :‬لببك الحمببد إن أطعتببك‪ ،‬ولببك الحجببة إن عصببيتك‪،‬‬
‫لصنع لى ول لغيري في إحسان منك في حال الحسنة‪ ،‬يا كريم يا كريم صل‬
‫على محمد وأهل بيته‪ ،‬وصل بجميع ما سألتك وأسألك مببن مشببارق الرض‬
‫ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات وابدأ بهببم وثببن بببي برحمتببك‪ .‬ثببم يضببع‬
‫خده اليمن على الرض ويقول‪) :‬اللهم ل تسبلبني مبا أنعمبت ببه علبي مبن‬
‫وليتك وولية محمد وآل محمد عليه وعليهم السلم( ثم يضع خببده اليسببر‬
‫على الرض ويقول مثل ذلك هذه آخر الرواية )‪.(1‬‬
‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ 208‬و ‪ ،209‬وقببوله )هببذا آخببر الروايببة( يعنببى الروايببة عببن‬
‫السجاد علي بن الحسين عليه السلم وانما صرح بذلك لما كببان يعتقببد أن‬
‫دعاءه فبي سبجدة الشبكر انمبا ينتهببي ههنبا‪ ،‬وردا لمبا يظهبر مبن الشبيخ‬
‫الطوسي قدس سره في المصباح أن دعاءه عليه السلم ينتهي عند قوله‪:‬‬
‫)ثم يدعو ويتضرع ويذكر حاجته( فانه قال بعد الدعاء الثاني‪) :‬فإذا رفعت‬
‫رأسك من السجود أمر يدك على موضع سجودك( الخ ويظهر من التفريع‬
‫بالفاء أن ذلك المر من تتمة الدعاء الثاني ويظهر من صيغة الخطاب أنببه‬
‫ليس من تتمة دعاء السجاد عليه السلم‪ .‬لكن الظاهر من لفظ البدعاء هببو‬
‫قول الشيخ قدس سره‪ ،‬ففيببه‪) :‬اللهببم ل تسببلبني مببا أنعمببت بببه علببى مببن‬
‫وليتك وولية محمد وآل محمد عليه وعليهببم السببلم( وهببذا المقببال انمببا‬
‫يناسببب مببوالى آل محمببد عليهببم السببلم وأتببباعهم ل أنفسببهم‪ ،‬ويؤيببد مببا‬
‫ذكرناه أن الشيخ الحر ‪< -‬‬

‫]‪[215‬‬

‫المصباح )‪ (1‬والبلد المين )‪ (2‬والجنة )‪ (3‬والختيار وغيرهببا مثلببه وفببي جميعهببا‬


‫)وصل بجميببع مببا سببألتك وسببألك مببن فببي مشببارق الرض( ومببا فببي فلح‬
‫السائل أنسبب وأظهببر‪ - 28 .‬فلح السبائل‪ :‬ثبم ادع بمببا أحبببت‪ ،‬وإن شببئت‬
‫قلت وأنت سبباجد اللهببم لببك قصببدت‪ ،‬وإليببك اعتمببدت وأردت‪ ،‬وبببك وثقببت‪،‬‬
‫وعليك توكلت‪ ،‬وأنت عالم بمبا أردت( فقبد روي أن مببن قبال ذلبك لبم يرفبع‬
‫رأسه حبتى تقضبي حباجته إنشباء الب تعبالى )‪ - 29 .(4‬البلبد الميبن )‪(5‬‬
‫والجنة والختيار وغوالي اللئالي‪ :‬روي عن علي عليه السلم‬

‫> ‪ -‬العاملي قببدس سببره نقببل دعبباء شببكره عليببه السببلم مببن المصببباح إلببى قببوله‪:‬‬
‫)ويذكر حاجته( ولم يزد عليه‪ ،‬راجع البباب ‪ 6‬مبن أببواب سبجدتي الشبكر‬
‫الرقببم ‪ .4‬لكببن العلمببة النببوري قببدس سببره اسببتدرك عليببه فببي كتببابه‬
‫المسببتدرك ج ‪ 1‬ص ‪ 355‬وذكببر الببدعاء مببن المصببباح تبعببا للسببيد ابببن‬
‫طاوس في إلى قوله‪) :‬ويقول مثل ذلك( وقال بعده‪ :‬هذا آخببر الروايببة كمببا‬
‫صرح به السيد علي بن طاوس في فلح السائل وكذا فهمه مصنفوا كتببب‬
‫الدعوات والشيخ رحمه ال ذكر الرواية في الصل إلى قوله )حاجته( ولم‬
‫يذكر باقي الخبر ظنا منه أنه عمل آخببر لببم يببذكر سببنده‪ ،‬ومببن تأمببل فيهببا‬
‫لأظنه يحتمل غير ما ذكرنا‪ .‬أقول‪ :‬قد عرفت أن الشببيخ ذكببر ببباقي الخبببر‬
‫من دون تغييبر فبي العببارة ومببن دون تحويبل السبند‪ ،‬لكنبه زاد عليببه مبا‬
‫يظهر منه ظهورا بينببا أن البدعاء ليببس مبن روايببة السبجاد عليببه السببلم‬
‫وهكذا نقله الكفعمي في المصباح لفظا بلفظ‪ ،‬فراجببع وتأمببل‪ (1) .‬مصببباح‬
‫المتهجد ص ‪ (2) .56 - 55‬البلد المين‪ :‬لم نجده في المتن ولعله مذكور‬
‫في الهامش وقد طبع ناقصا‪ (3) .‬مصببباح الكفعمببي ص ‪ 27‬و ‪ 28‬ولفظببه‬
‫يطابق مصببباح الشببيخ مببن دون تغييببر‪ (4) .‬فلح السببائل ص ‪(5) .209‬‬
‫البلد المين ص ‪.17‬‬

‫]‪[216‬‬

‫أنه كان يقول‪ :‬إذا سجد سجدتي الشكر )وعظتني فلم أتعظ‪ ،‬وزجرتني عببن محارمببك‬
‫فلم أنزجر‪ ،‬وغمرتني أياديك فما شكرت‪ ،‬عفوك عفوك يا كريم( وفي الجنببة‬
‫قاله الشيخ التوليني في كفايته وفيه‪ :‬يقول في سجدة الشكر بعد الفريضة )‬
‫‪ - 30 .(1‬الكتاب العتيق‪ :‬دعاء في سجدة الشببكر لطلببب الببرزق )يببا مببن ل‬
‫تزيد ملكه حسناتي‪ ،‬ول تشينه سيئاتي‪ ،‬ول ينقص خزائنه غناي‪ ،‬ول يزيببد‬
‫فيها فقري‪ ،‬صل على محمد وآل محمبد‪ ،‬وأثببت رجباءك فبي قلببي‪ ،‬واقطبع‬
‫رجائي عمن سواك‪ ،‬حتى ل أرجو إل إياك‪ ،‬ول أخبباف إل منببك‪ ،‬ول أثببق إل‬
‫بك‪ ،‬ول أتكل إل عليك‪ ،‬وأجرني من تحويببل مببا أنعمببت بببه علببي فببي الببدين‬
‫والدنيا والخرة أيام الدنيا برحمتك يا كريم‪ - 31 .‬جامع البببزنطي‪ :‬نقل مببن‬
‫خط بعض الفاضل عن جميل‪ ،‬عن الحسن ابن زياد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السببلم يقببول‪ :‬وهببو سبباجد )اللهببم إنببي أسببئلك الراحببة عنببد المببوت‪،‬‬
‫والراحببة ]كببذا[ عنببد الحسبباب( قببال إسببماعيل فببي حببديثه‪) :‬والمببن عنببد‬
‫الحساب(‪ .‬وعن جميل‪ ،‬عن سعيد بن يسار قال‪ :‬سببمعت أبببا عبببد الب عليببه‬
‫السلم يقول وهببو سبباجد‪ :‬سببجد وجهببي اللئيببم‪ ،‬لببوجه ربببي الكريببم‪ .‬وعببن‬
‫جميل‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليببه السببلم‪ :‬أقببرب مببا يكببون‬
‫العبد إلى ال وهو ساجد‪ ،‬فادع ال واسأله الرزق‪ .‬بيان‪ :‬الدعاء الول رواه‬
‫الكليني )‪ (2‬بسنده عن أبي جرير الرواسي قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .29‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،323‬وروى الحديث الثالث في‬
‫المصدر ص ‪ 324‬عن عبد ال بن هلل‪ ،‬ولفظه قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبببد‬
‫ال عليه السلم تفرق أموالنا وما دخل علينا‪ ،‬فقال‪ :‬عليك بالببدعاء وأنببت‬
‫ساجد فان اقرب ما يكون العبد إلى ال وهببو سبباجد الحببديث‪ .‬وروى مثلببه‬
‫ياسناده عن الوشاء عن الرضا عليه السلم ج ‪ 3‬ص ‪ ،265‬وقببد مببر فببي‬
‫ج ‪ 85‬ص ‪ 163‬نقل من ثواب العمال مع شرح وبيان‪.‬‬

‫]‪[217‬‬

‫سمعت أبا الحسن موسى عليه السببلم وهببو يقببول‪ :‬اللهببم إنببي أسببئلك الراحببة عنببد‬
‫المببوت‪ ،‬والعفببو عنببد الحسبباب‪ ،‬يرددهببا‪ .‬وقببال الرضببي ‪ -‬ره ‪ -‬فببي شببرح‬
‫الكافية‪ :‬إن كانت الحبال جملبة اسبمية فعنببد غيبر الكسبائي يجببب معهبا واو‬
‫الحال قال صلى ال عليه واله‪) :‬أقرب ما يكون العبد من ربببه وهببو سبباجد(‬
‫إذا لحال فضلة وقد وقعت موقع العمدة‪ ،‬فيجب معها علمة الحاليببة لن كببل‬
‫واقع غير موقعه ينكر‪ ،‬وجوز الكسائي تجردها عببن الببواو لوقوعهببا موقببع‬
‫خبر المبتدأ فنقول ضربي زيدا أبوه قببائم‪ - 32 .‬نببوادر الراونببدي‪ :‬باسببناده‬
‫عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬إن رسول ال صلى البب‬
‫عليه واله أبصر رجل دبرت جبهته‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليببه والببه‪:‬‬
‫من يغالب ال يغلبببه‪ ،‬ومببن يخببدع الب يخبدعه‪ ،‬فهل تجبافيت بجبهتببك عبن‬
‫الرض ! ولم تشوه وجهك )‪ .(1‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال علي عليه السببلم‪:‬‬
‫إني لكره للرجل أن ترى جبهته جلحاء ليس فيها شببئ مببن أثببر السببجود )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬قال فببي النهايببة‪ :‬الببدبر بالتحريببك الجببرح الببذي يكببون فببي ظهببر‬
‫البعير‪ ،‬و قيل‪ :‬هو أن يقرح خف البعير انتهى وهنا كناية عبن أثبر السبجود‬
‫في الجبهبة‪ ،‬والجلحباء البتي ليبس فيهبا أثبر السبجود‪ ،‬قبال الفيروزآببادي‪:‬‬
‫الجلح محركة انحصار الشعر عن جانبي الرأس والجلح هببودج مبباله رأس‬
‫مرتفع‪ ،‬وسطح لم يحجز بجدار‪ ،‬والجلحاءة بالكسببر الرض الببتي ل تنبببت‪،‬‬
‫وفي النهاية الجلحاء مالقرن لهبا انتهببى‪ ،‬ولعببل البذم تعلبق بمببن فعبل ذلبك‬
‫عمدا ليرى الناس أنه يكثر السجود‪ - 33 .‬نقل من خببط الشببهيد ‪ -‬ره ‪ -‬قببال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬أحب الكلم إلى ال تعالى أن يقبول العبببد وهبو‬
‫ساجد‪ :‬إني ظلمت نفسي فاغفر لي ثلثببا‪ .‬ومنببه‪ :‬نقل عببن الجعفريببات عببن‬
‫البزنطي‪ ،‬عن عبد ال بن سنان في سياقة‬

‫)‪ (2 - 1‬لم نجده في المطبوع من المصدر‪.‬‬

‫]‪[218‬‬

‫أحاديثه عن أبي عبد ال عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه والببه كببان يقببول‬
‫إذا وضع وجهه للسجود )اللهم مغفرتك أوسع مببن ذنببوبي‪ ،‬ورحمتببك أرجببا‬
‫عنببدي مببن عملببي‪ ،‬فبباغفر لببي ذنببوبي يببا حببي ل يمببوت(‪ - 34 .‬دعببوات‬
‫الراوندي‪ :‬أخبرنا الشيخ أبو جعفر النيسابوري عببن الشببيخ أبببي علببي عببن‬
‫أبيه الطوسي رضي ال عنه عن أبي محمد الفحبام‪ ،‬عبن المنصببوري‪ ،‬عبن‬
‫عببم أبيببه‪ ،‬عببن المببام علببي بببن محمببد العسببكري‪ ،‬عببن آبببائه‪ ،‬عببن أميببر‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال ب عليببه وآلببه يقببول‪:‬‬
‫من أدى ل مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة‪ .‬قببال الفحببام‪ :‬رأيببت وال ب‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم في النوم فسألته عبن الخبببر‪ ،‬فقبال‪ :‬صبحيح إذا‬
‫فرغت من المكتوبة فقل وأنت ساجد‪) :‬اللهم بحق من رواه وبحق من روي‬
‫عنه صل على جماعتهم‪ ،‬وافعل بي كيت وكيبت( )‪ .(1‬وعبن الصبادق عليبه‬
‫السلم إذا أصابك أمر فبلغ منببك مجهببودك‪ ،‬فاسببجد علببى الرض و قببل‪ :‬يببا‬
‫مذل كل جبار‪ ،‬يا معز كل ذليل‪ ،‬قد وحقك بلغ مجهببودي‪ ،‬فصببل علببى محمببد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وفرج عني‪ .‬وكان موسى بن جعفر عليه السلم يدعو كثيرا في‬
‫سجوده‪ :‬اللهم إني أسئلك الراحة عنببد المببوت‪ ،‬والعفببو عنببد الحسبباب )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬كيت وكيت ويكسببر آخرهمببا أي كببذا وكببذا‪ ،‬والتبباء‬
‫فيهما هاء في الصل‪ - 35 .‬عدة الداعي‪ :‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عببد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إذا نزل برجل نازلة أو شببديدة أو كرببه أمببر فليكشببف‬
‫عن ركبتيه وذراعيه وليلصقهما بالرض‪ ،‬وليلصببق جؤجببوءه بببالرض ثببم‬
‫ليدع بحاجته وهو ساجد‪.‬‬

‫)‪ (1‬دعوات الراونببدي مخطببوط‪ ،‬وهببذا الحببديث تببراه فببي أمببالي الطوسببي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 295‬وقد مر اخراجه في ج ‪ 85‬ص ‪ 321‬مع بيان‪ ،‬راجعه ان شببئت‪(2) .‬‬
‫ورواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.158‬‬

‫]‪[219‬‬

‫‪ - 36‬الدر النظيم‪ :‬باسناده عن ابن عباس قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه واله‬
‫قد سجد خمس سجدات بل ركوع‪ ،‬فقلت‪ :‬يارسببول ال ب سببجود بل ركببوع ؟‬
‫فقال صلى ال عليه والببه‪ :‬نعببم‪ ،‬أتبباني جبرئيببل عليببه السببلم فقببال لببي‪ :‬يببا‬
‫محمد إن ال عزوجل يحب عليا فسجدت ورفعببت رأسببي فقببال لببي‪ :‬إن ال ب‬
‫عزوجل يحب فاطمة فسجدت ورفعت رأسي‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن ال يحب الحسببن‬
‫فسجدت ورفعت رأسي‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن ال يحبب الحسبين‪ ،‬فسبجدت و رفعبت‬
‫رأسي‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن الب يحببب مببن أحبهببم فسببجدت ورفعببت رأسببي‪- 37 .‬‬
‫العيون‪ :‬في خبر رجاء بن أبي الضحاك‪ :‬إن الرضا عليه السلم كان يسببجد‬
‫بعد الفراغ من تعقيب الظهر سجدة يقول فيها مببائة مببرة‪ :‬شببكرا لبب‪ ،‬وبعببد‬
‫الفراغ من تعقيب العصر سجدة يقول فيها مائة مرة حمدا ل‪ ،‬وكببان يسببجد‬
‫بعد تعقيب المغرب وبعد تعقيب العشبباء وكببان إذا أصبببح صببلى الغببداة فببإذا‬
‫سلم جلس في مصله يسبح ال ويحمده ويكببر الب ويهللبه‪ ،‬ويصبلي علبى‬
‫النبي صلى ال عليه واله حتى تطلع الشمس‪ ،‬ثبم يسبجد سبجدة يبقبى فيهبا‬
‫حتى يتعالى النهار )‪ - 38 .(1‬مشكاة النوار‪ :‬نقل من كتاب المحاسن عببن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من سجد سجدة ليشببكر نعمببة وهببو متوضببئ‬
‫كتب ال له عشببر حسببنات‪ ،‬ومحببى عنببه عشببر خطيئات عظببام )‪ .(2‬وعنببه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه واله مع أصحابه إذا سجد‬
‫فأطال السجود حتى ظنوا أنه‪ ..‬ثم رفع رأسه فقيل‪ :‬يا رسول ال لقببد أطلببت‬
‫السجود حتى ظننا أنك‪ ..‬مما ذاك ؟ فقال‪ :‬أتاني جبرئيل من عنببد ال ب تبببارك‬
‫وتعالى فقال‪ :‬يا محمد إن ربببك يقببرئك السببلم ويقببول لببك‪ :‬إنببي لببن أسببؤك‬
‫فيمن والك من أمتك‪ ،‬ولن أقضي على مؤمن قضاء ساءه أو سببره ذلببك إل‬
‫وهو خير له‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬فلم يكن عندي مال فأتصدق به‪ ،‬ول مملوك‬
‫فأعتقه‪ ،‬فسجدت ل وشكرته وحمدته على ذلك )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ 182 - 180‬متفرقا‪ (3 - 2) .‬مشكاة النوار ص ‪.29‬‬

‫]‪[220‬‬

‫بيان‪) :‬حتى ظنوا أنه( أي مات أو أغمي عليببه‪ ،‬ولببم يببذكروا ذلببك كراهببة أن يجببري‬
‫مثل هذا على لسانهم‪ ،‬والكتفاء ببعض الكلم عنببد قيببام القرينببة شببائع فببي‬
‫كلمهم‪ - 39 .‬المشكاة‪ :‬نقل عببن المحاسببن‪ ،‬عببن أبببي عبيببدة الحببذاء قببال‪:‬‬
‫كنت مع أبي جعفر عليه السلم في طريق المدينة فوقع ساجدا ل فقببال لببي‬
‫حين استتم قائما‪ :‬يا زيبباد أنكببرت علببي حيببن رأيتنببي سبباجدا ؟ فقلببت‪ :‬بلببى‬
‫جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬ذكرت نعمة أنعمها ال علي فكرهت أن أجوز حببتى اؤدي‬
‫شكرها )‪ .(1‬وعن هشام الحمر قال‪ :‬كنت مع أبي الحسن عليه السببلم فببي‬
‫بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر سبباجدا فأطببال وأطببال ثببم‬
‫رفع رأسه وركب دابته‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك رأيتك قد أطلت السببجود‪ ،‬فقببال‪:‬‬
‫إني ذكرت نعمة أنعم ال بها علي فأحببت أن أشكر ربي )‪ - 40 .(2‬مصباح‬
‫الشيخ )‪ (2‬والبلد الميببن‪ :‬وممببا يختببص بسببجدة الشببكر عقيببب الصبببح أن‬
‫يقول‪ :‬يا ماجد يا جواد يا حيببا حيببن لحببي‪ ،‬يببا فببرد‪ ،‬يببا منفببردا بالوحدانيببة‬
‫يامن ل يشتبه عليه الصوات‪ ،‬يا من ل يخفى عليه اللغات‪ ،‬يا مببن يعلببم مببا‬
‫تحمل كل انثى وما تغيض الرحام‪ ،‬وما تببزداد‪ ،‬يببا مببن يعلببم خائنببة العيببن‬
‫وما تخفي الصدور‪ ،‬يامن هو أعلم بسريرتي مني بها‪ ،‬يا مالك الشياء قبببل‬
‫تكوينها‪ ،‬أسئلك باسمك المكنون المخزون الحي القيبوم البذي هبو نبور مبن‬
‫نور‪ ،‬وأسالك بنورك الساطع في الظلمات‪ ،‬وسلطانك الغالب‪ ،‬وملكك القبباهر‬
‫لمن دونك‪ ،‬وبقدرتك التي بها تذل كل شئ وبرحمتك التي وسعت كببل شببئ‪،‬‬
‫أسئلك أن تصلي على محمببد وأهببل بيتببه‪ ،‬وأن تعيببذني مببن جميببع مضببلت‬
‫الفتن‪ ،‬ومن شر جميع ما يخاف أحد من خلقك‪ ،‬إنك سميع‬

‫)‪ (2 - 1‬مشكاة النوار ص ‪ (2) .29‬مصباح الشيخ ص ‪.169‬‬

‫]‪[221‬‬

‫الدعاء وأنت أرحببم الراحميببن )‪ .(1‬بيببان‪) :‬الحببي القيببوم( لعببل وصببف السببم بببذلك‬
‫باعتبار المسمى على المجاز وكببونه بيانببا للسببم بعيببد‪ ،‬ول يبعببد أن يكببون‬
‫المراد بالسم نور الئمة عليهم السلم فانه قد ورد في الخبار أنهم أسببماء‬
‫ال‪ - 41 .‬الكتاب العببتيق‪ :‬دعبباء السببجود عببن مولنببا أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم اللهم مالك الملبك‪ ،‬تبؤتي الملبك مبن تشبباء‬
‫وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشبباء وتببذل مببن تشبباء بيببدك الخيببر إنببك‬
‫على كل شئ قدير‪ ،‬تولج الليل في النهببار وتولببج النهببار فببي الليببل وتخببرج‬
‫الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حسبباب‪ ،‬يببا‬
‫ال يا ال أنت المرهوب منببك جميببع خلقبك‪ .‬يببا نببور النببور فل يببدركك نببور‬
‫كنورك يا ال يا ال أنت الرفيع فوق عرشك من فببوق سببمواتك‪ ،‬فل يصببف‬
‫عظمتك أحد مببن خلقببك‪ ،‬يببا نببور النببور أنببت الببذي قببد اسببتنار بنببورك أهببل‬
‫سمواتك‪ ،‬واستضاء بنورك أهل أرضك‪ ،‬يا ال يا ال أنت الذي ل إله غيببرك‬
‫تعاليت عن أن يكون لك ولد وتعظمت أن يكون لك ند‪ .‬يا نور النور تكرمببت‬
‫عن أن يكون لك شبيه‪ ،‬وتجبرت أن يكون لك ضد أو شريك‪ ،‬يببا نببور النببور‬
‫كل نور خامد لنورك‪ ،‬يا مليك ! كببل مليببك يفنببي غيببرك يببا الب يببا الب أنببت‬
‫الرحيم وأنت الباقي الببدائم‪ ،‬ملت عظمتببك السببموات والرض‪ ،‬يببا دائم كببل‬
‫حي يموت غيرك‪ ،‬يا الب يبا الب ارحمنبا رحمبة تطفبئ بهبا سبخطك علينبا‪،‬‬
‫وتكف عذابك عنا‪ ،‬وترزقنا بها سببعادة مببن عنببدك‪ ،‬وتحلنببا بهببا دارك الببتي‬
‫يسكنها خيرتك من عبادك يا أرحم الراحميببن أسبألك أن تصببلي علبى محمبد‬
‫وآله وأن تفعل بي كذا‪ ...‬كذا وتسأل حاجتك‪ - 42 .‬كتباب عاصبم ببن حميبد‪:‬‬
‫عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬لم نجده في البلد المين‪ ،‬ولعله كان في الهامش‪.‬‬

‫]‪[222‬‬

‫بينما رسول ال صبلى الب عليبه والبه مبع أصبحابه راكببا علبى دابتبه إذ نبزل فخبر‬
‫ساجدا‪ ،‬فقيل لببه‪ :‬يببا رسببول الب رأينبباك صببنعت شببيئا لببم تببك تصببنعه قبببل‬
‫اليوم ؟ فقال صلى ال عليه واله‪ :‬أتاني ملك من عند ربي‪ ،‬فقببال‪ :‬يببا محمببد‬
‫إن ربك يقرئك السلم‪ ،‬ويقول‪ :‬يا محمد إني أسرك في أمتك‪ ،‬فلم يكن عندي‬
‫مببال أصبدق‪ ،‬ول عبببد اعتقببه فسبجدت لب شببكرا‪ - 43 .‬فلح السبائل‪ :‬فبإذا‬
‫فرغت من تعقيب صلة المغرب‪ ،‬فان شئت ]أن تسجد سببجدتي الشببكر الن‬
‫فاسجدهما كما نذكره وإن شئت[ تؤخر سجدة الشكر إلى ما بعد الفراغ مببن‬
‫كل ما تعمله بين المغرب وبين عشاء الخرة من صلوات ودعوات‪ ،‬وتكببون‬
‫سجدة الشكر فببي آخببر مببا تعمببل‪ ،‬فافعببل‪ .‬صببفة سببجدتي الشببكر‪ :‬روى أبببو‬
‫محمد هارون بن موسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن الحسين بن عبد الملك‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬وروى محمد ابببن علببي‬
‫بن أبي قرة ‪ -‬ره ‪ -‬عن أبيه علي بن محمد ‪ -‬ره ‪ -‬عن الحسين بن علي بببن‬
‫سفيان‪ ،‬عن جعفر بن مالك‪ ،‬عن إبراهيم بن سببليمان الخببزاز‪ ،‬عببن الحسببن‬
‫بن محبوب عن أبي جعفر الحول‪ ،‬عن أبببي عبيببدة قببال‪ :‬سببمعت أبببا جعفببر‬
‫عليه السلم يقول وهو ساجد‪ ،‬أسبالك بحببق حبيبببك محمببد صببلى الب عليببه‬
‫واله إل بدلت سيئاتي حسنات‪ ،‬وحاسبتني حسابا يسيرا‪ ،‬ثم قال في الثانية‪:‬‬
‫أسالك بحق حبيبك محمد صلى ال عليه والببه إل كفيتنببي مؤنببة البدنيا وكبل‬
‫هول دون الجنة‪ ،‬ثم قال في الثالثببة‪ :‬أسببألك بحببق محمببد حبيبببك صببلى الب‬
‫عليه واله لمبا غفببرت لبي الكببثير مبن البذنوب والقليببل‪ ،‬وقبلبت مببن عملببي‬
‫اليسير‪ ،‬ثم قال في الرابعة‪ :‬أسألك بحق محمد حبيبك صببلى الب عليببه والببه‬
‫لما أدخلتني الجنببة وجعلتنببي مببن سببكانها ولمببا نجيتنببي مببن سببفعات النببار‬
‫برحمتك(‪ .‬هذا آخر الرواية المذكورة‪ ،‬فان خطببر لحببد أن هببذه الروايببة مببا‬
‫تضمنت أن هبذه سببجدتا الشبكر لجببل صبلة المغببرب‪ ،‬فيقبال لببه‪ :‬إن إيببراد‬
‫أصحابنا الرواية كذلك في سجدتي الشكر بعد صببلة المغببرب‪ ،‬وتعيينهببم أن‬
‫هاتين السجدتين للمغرب يقتضي أن يكونوا عرفوا ذلك من طريق آخر )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪(*) .244 - 243‬‬

‫]‪[223‬‬

‫بيان‪ :‬هذا الخبر رواه الكليني ايضا بسببند صببحيح )‪ (1‬وزاد فببي آخببر الببدعاء الخببر‬
‫)وصلى ال على محمد وآلببه( وأورد الشببيخ )‪ (2‬والكفعمببي )‪ (3‬وغيرهمببا‬
‫الدعيببة فبي تعقيببب صبلة المغبرب وذكبروا البدعاء الثباني فببي تعفيبر خبد‬
‫اليمن‪ ،‬والثالث في تعفير اليسببر‪ ،‬والرابببع فببي العببود إلببى السببجود ثانيببا‪،‬‬
‫وعندي أنه يحتمببل الخبببر أن تكببون الدعيببة فببي السببجدات الربببع للصبلة‬
‫الثنائية‪ ،‬بل يمكببن أن يببدعى أنببه أظهببر‪ ،‬و الكلينببي أورد الروايببة فببي ببباب‬
‫أدعية السجود مطلقا أعم من سجدات الصلة وغيرها‪ .‬قوله عليببه السببلم‪:‬‬
‫)لما غفرت( لما بالتشديد إيجابية بمعنى إل أي فببي جميببع الحببوال إل حببال‬
‫الغفران‪ ،‬والحاصل أني أترك السؤال والطلب إل بعد حصول المطلب‪ ،‬وقببال‬
‫الجوهري‪ :‬سفعته النار والسموم إذا لفحته يسببيرا فغيببرت لببون البشببرة‪ ،‬و‬
‫السوافع لوفح السموم‪ - 44 .‬المهج‪ :‬روينا باسنادنا إلى سعد بببن عبببد ال ب‬
‫في كتاب فضل الببدعاء قببال أبببو جعفببر محمببد بببن إسببماعيل بببن بزيببع عببن‬
‫الرضا عليه السلم وبكير بن صالح‪ ،‬عن سليمان بن جعفر الجعفببري‪ ،‬عببن‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر فأطال فببي‬
‫سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له‪ :‬أطلت السببجود‪ ،‬فقببال‪ :‬مببن دعببا فببي سببجدة‬
‫الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول الب صببلى الب عليببه والببه يببوم‬
‫بدر‪ ،‬قال قلنا فنكتبه ؟ قال اكتبا إذا أنببت سببجدت سببجدة الشببكر فقببل‪ :‬اللهببم‬
‫العن اللذين بدل دينك‪ ،‬وغير انعمتك‪ ،‬واتهما رسولك صلى ال عليببه والببه‪،‬‬
‫وخالفا ملتك‪ ،‬وصدا عن سبيلك‪ ،‬وكفرا آلءك‪ ،‬وردا عليك كلمك‪ ،‬واستهزأ‬
‫برسولك‪ ،‬و قتل ابن نبيك‪ ،‬وحرفببا كتابببك‪ ،‬وجحببدا آياتببك‪ ،‬وسببخرا بآياتببك‪،‬‬
‫واستكبرا عببن عبادتببك‪ ،‬وقتل أوليبباءك‪ ،‬وجلسببا فببي مجلببس لببم يكببن لهمببا‬
‫بحق‪ ،‬وحمل الناس على أكتاف‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .322‬مصباح الشيخ ص ‪ 75‬و ‪ (3) .76‬مصباح الكفعمي‬
‫ص ‪ ،28‬البلد المين ‪ 17‬و ‪.18‬‬

‫]‪[224‬‬

‫آل محمببد عليهببم الصببلوات والسببلم‪ .‬اللهببم العنهمببا لعنببا يتلببو بعضببهم بعضببا‪،‬‬
‫واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم زرقا‪ ،‬اللهم إنا نتقرب عليك باللعنة عليهما‬
‫والبراءة منهما في الدنيا والخرة‪ ،‬اللهبم العبن قتلبة أميبر المبؤمنين وقتلبة‬
‫الحسين بن علي ابن بنت رسولك‪ ،‬اللهم زدهما عذابا فببوق العببذاب وهوانببا‬
‫فوق هوان‪ ،‬وذل فوق ذل‪ ،‬وخزيا فوق خزي‪ ،‬اللهم دعهما في النار دعا‪ ،‬و‬
‫أركسهما في أليم عذابك ركسا‪ ،‬اللهم احشرهما وأتباعهما إلى جهنم زمببرا‪.‬‬
‫اللهم فرق جمعهم‪ ،‬وشتت أمرهببم‪ ،‬وخببالف بيببن كلمتهببم‪ ،‬وبببدد جمبباعتهم‪،‬‬
‫والعن أئمتهم‪ ،‬واقتل قادتهم وسادتهم وكبراءهم‪ ،‬والعن رؤساءهم‪ ،‬واكسببر‬
‫رايتهم‪ ،‬وألق البأس بينهم‪ ،‬ول تبق منهم ديارا‪ ،‬اللهم العن أبا جهل والوليد‬
‫لعنا يتلو بعضه بعضا‪ ،‬ويتبع بعضه بعضا اللهم العنهما لعنا يلعنهما بببه كببل‬
‫ملك مقببرب‪ ،‬وكببل نبببي مرسببل‪ ،‬وكببل مببؤمن امتحنببت قلبببه لليمببان‪ ،‬اللهببم‬
‫العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار ومن عذابهما‪ ،‬اللهم العنهما لعنببا ل يخطببر‬
‫لحد ببال‪ ،‬اللهم العنهمببا فببي مستسببر سببرك‪ ،‬و ظبباهر علنيتببك‪ ،‬وعببذبهما‬
‫عببذابا فببي التقببدير وفببوق التقببدير‪ ،‬وشببارك معهمببا ابنتيهمببا وأشببياعهما‬
‫ومحبيهما ومن شايعهما إنك سميع الدعاء )‪ .(1‬البلببد الميببن‪ :‬عببن الرضببا‬
‫عليه السلم من دعا بهذا الدعاء في سجدة الشكر كببان كببالرامي مببع النبببي‬
‫صلى ال عليه واله يببوم بببدر واحببد وحنيببن ألببف ألببف سببهم‪ ،‬ثببم ذكببر هببذا‬
‫الدعاء )‪ .(2‬بيببان‪ :‬قببوله عليببه السببلم‪) :‬زرقببا( أي زرق العيببون‪ ،‬وصببفوا‬
‫بدلك لن الزرقة أسوء ألوان العين وأبغضببها إلببى العببرب‪ ،‬لن الببروم كببان‬
‫أعدى عدوهم وهم زرق‪ ،‬أو عميا فان حدقة العمى تزراق‪ ،‬والببدع الببدفع‪،‬‬
‫والركس رد الشئ مغلوبا‪ ،‬وكذا الركاس وقيل‪ :‬أركسته رددته على رأسببه‪،‬‬
‫والزمر جمع زمرة بالضم‪ ،‬وهي الفوج والجماعة في تفرقة‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .320 - 321‬لم نجده في المطبوع من المصدر‪.‬‬

‫]‪[225‬‬
‫وقوله عليه السلم‪) :‬اللهم العنهما( بعد ذكر أببي جهبل والوليبد الضبمير راجبع إلبى‬
‫الوليبن الغاصببين المبذكورين فبي أول البدعاء وذكبر هبذين الكبافرين هنبا‬
‫للبهام على المخبالفين تقيبة‪ ،‬وليكبون للشبيعة مفبر عنبد اطلع المخبالفين‬
‫عليه‪ ،‬بل ل يبعد أن يكون أبو جهل كناية عن أبي بكر لنه كان أببا للجهالبة‬
‫مربيا لها‪ ،‬والوليد عن عمر لنه ولد من غير أبيه أو لنه لدناءة نسبه كأنه‬
‫عبد أو لنه كان شبيها بالوليد في كون كل منهمببا ولببد زنببا كمببا قببال تعببالى‬
‫فيهما ظهرا وبطنا‪) :‬عتل بعد ذلك زنيببم(‪) .‬فببي التقببدير وفببوق التقببدير( أي‬
‫عذابا قدرته لهما وفوق ذلك‪ - 45 .‬الكتاب العتيق‪ :‬حدثنا إسحاق بببن محمببد‬
‫بن مروان الكوفي‪ ،‬عن أبيه عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عببن خالببد بببن سببعيد‪،‬‬
‫عببن عببامر الشببعبي‪ ،‬عببن عببدي بببن حبباتم الطببائي قببال‪ :‬دخلببت علببى أميببر‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم فوجدته قائما يصلي متغيببرا لببونه‬
‫فلم أرمصليا بعد رسول ال صلى ال عليه واله أتم ركوعا ول سجودا منه‪،‬‬
‫فسببعيت نحببوه فلمببا سببمع بحسببي أشببار بيببده فببوقفت حببتى صببلى ركعببتين‬
‫أوجزهما وأكملهما ثم سلم ثم سجد سجدة أطالها فقلت في نفسي‪ :‬نام والبب‬
‫فرفع رأسه ثم قال‪ :‬ل إله إل ال حقا حقا‪ ،‬ل إله إل ال إيمانببا وتصببديقا‪ ،‬ل‬
‫إله إل ال تعبدا ورقا‪ ،‬يا معز المؤمنين بسلطانه‪ ،‬يا مذل الجبارين بعظمته‪،‬‬
‫أنت كهفي حين تعييني المذاهب عنببد حلببول النببوائب فتضببيق علببي الرض‬
‫برحبها‪ ،‬أنت خلقتني يببا سببيدي رحمببة منببك لببي‪ ،‬ولببول رحمتببك لكنببت مببن‬
‫الهببالكين‪ ،‬وأنببت مؤيببدي بالنصببر مببن أعببدائي ولببول نصببرك لكنببت مببن‬
‫المغلوبين‪ .‬يا منشئ البركات من مواضعها ومرسببل الرحمببة مببن معادنهببا‪،‬‬
‫ويا من خص نفسه بالعز والرفعة فأولياؤه بعزة يعتزون‪ ،‬ويا من وضع لببه‬
‫الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون‪ ،‬أسئلك بكبريببائك‬
‫التي شققتها من عظمتك‪ ،‬وبعظمتك التي استويت بها على عرشك‪ ،‬وعلوت‬
‫بها على خلقك‪ ،‬وكلهم خاضع ذليل لعزتك‪ ،‬صل على محمد وآله‬

‫)‪ (1‬القلم‪.13 :‬‬

‫]‪[226‬‬

‫وافعل بي أولى المرين تباركت يا أرحم الراحمين(‪ .‬قال عدي ببن حباتم الطبائي‪ :‬ثبم‬
‫التفت إلي أمير المؤمنين بكله فقال‪ :‬يا عدي أسمعت ما قلت أنا ؟ قلت‪ :‬نعببم‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما دعا بببه مكببروب‬
‫ول توسل إلى ال به محروب ول مسلوب إل نفس ال خناقة‪ ،‬و حل وثاقه‪،‬‬
‫وفرج همه‪ ،‬ويسر غمه‪ ،‬وحقيق على من بلغه أن يتحفظه‪ ،‬قببال عببدي فمببا‬
‫تركت الدعاء منذ سمعته عن أمير المببؤمنين حببتى الن‪ .‬بيببان‪ :‬برحبهببا أي‬
‫بسعتها‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬نير الفدان الخشبة المعترضة في عنببق الثببورين‪.‬‬
‫‪ - 46‬الكشي‪ :‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري وعلي بن زيد‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن المسيب قال‪ :‬إن القراء كببانوا ل يخرجببون إلببى مكببة حببتى يخببرج‬
‫علي بن الحسين‪ ،‬فخرجنا وخرج معه ألف راكببب فلمببا صببرنا بالسببقيا نببزل‬
‫فصلى وسجد سجدتي الشكر فقال فيهما ‪ -‬وفبي روايبة الزهبري عبن سبعيد‬
‫بن المسببيب قببال‪ :‬كببان القببوم ل يخرجببون مببن مكببة حببتى يخببرج علببي بببن‬
‫الحسين سيد العابدين عليه السلم‪ ،‬فخببرج وخرجببت معببه فنببزل فببي بعببض‬
‫المنازل وصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبببق شببجر ول مببدر إل سبببح‬
‫معه‪ ،‬ففزعنا فرفع رأسه فقال‪ :‬يا سعيد‪ ،‬أفزعت ؟ فقلت‪ :‬نعم يا ابن رسببول‬
‫ال‪ ،‬فقال‪ :‬هذا التسبيح العظم قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن جدي‪ ،‬عن رسول الب‬
‫صلى ال عليه واله أنه قال‪ :‬ل يبقي الذنوب مع هذا التسبيح فقلت‪ :‬علمنببا‪.‬‬
‫وفي رواية علي بن زيد‪ ،‬عن سعيد بن المسيب أنببه سبببح فببي سببجوده فلببم‬
‫يبببق حببوله شببجرة ول مببدرة إل سبببحت بتسبببيحه ففزعببت مببن ذلببك أنببا‬
‫وأصحابي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا سعيد إن ال جل جلله لما خلببق جبرئيببل ألهمببه هببذا‬
‫التسبيح فسبحت السببموات ومببن فيهببن لتسبببيحه‪ ،‬وهببو اسببم الب عزوجببل‬
‫الكبر )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشي ص ‪.108‬‬

‫]‪[227‬‬

‫والتسبيح هو هذا‪ :‬سبحانك اللهم وحنانيك سبببحانك اللهببم وتعبباليت‪ ،‬سبببحانك اللهببم‬
‫والعببز إزارك سبببحانك اللهببم والعظمببة رداؤك‪ ،‬سبببحانك اللهببم والكبريبباء‬
‫سببلطانك‪ ،‬سبببحانك مببن عظيببم مببا أعظمببك‪ ،‬سبببحانك سبببحت فببي العلببى‪،‬‬
‫سبببحانك تسببمع وتببرى مببا تحببت الببثرى‪ ،‬سبببحانك أنببت شبباهد كببل نجببوى‪،‬‬
‫سبببحانك موضببع كببل شببكوى‪ ،‬سبببحانك حاضببر كببل مل‪ ،‬سبببحانك عظيببم‬
‫الرجاء‪ ،‬سبحانك ترى ما في قعر الماء‪ ،‬سبحانك تسمع أنفاس الحيتببان فببي‬
‫قعور البحار سبحانك تعلببم وزن السببموات‪ ،‬سبببحانك تعلببم وزن الرضببين‪،‬‬
‫سببحانك تعلبم وزن الشبمس والقمبر‪ ،‬سببحانك تعلبم وزن الظلمبة والنبور‪،‬‬
‫سبحانك تعلم وزن الفيئ والهبواء‪ ،‬سبببحانك تعلبم وزن الريبح كبم هببي مبن‬
‫مثقال ذرة‪ ،‬سبحانك قدوس قدوس قدوس‪ ،‬سبحانك عجبا لمن عرفببك كيببف‬
‫ل يخافك‪ ،‬سبحانك اللهم وبحمببدك‪ ،‬سبببحان الب العلببي العظيببم )‪- 47 .(1‬‬
‫مجالس الصدوق‪ :‬عن جعفر بن محمد بن مسرور‪ ،‬عن الحسين بببن محمببد‬
‫بن عامر‪ ،‬عن عمه عبد ال بن عامر‪ ،‬عبن اببن أببي عميبر‪ ،‬عبن أببان ببن‬
‫عثمان‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباته قال‪ :‬كان أمير المببؤمنين‬
‫عليه السلم يقول في سبجوده‪ :‬اناجيبك يبا سبيدي كمبا ينباجي العببد البذليل‬
‫موله‪ ،‬وأطلب إليك طلب من يعلبم أنبك تعطبي ول ينقبص ممبا عنبدك شبئ‪،‬‬
‫وأستغفرك استغفار من يعلببم أنببه ل يغفببر الببذنوب إل أنببت‪ ،‬و أتوكببل عليببك‬
‫توكل من يعلم أنك على كل شئ قدير )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيببه‪ ،‬عببن محمببد بببن‬
‫يحيى العطار‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن علي ابن الحكبم‪ ،‬عبن حمبباد بببن عببد‬
‫ال‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمببد عليهمببا السببلم قببال‪ :‬إذا‬
‫قال العبد وهو سبباجد‪ :‬يببا الب يببا رببباه يببا سببيداه ثلث مببرات أجببابه تبببارك‬
‫وتعالى‪ :‬لبيك عبدي سل حاجتك )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشببي ص ‪ (2) .109‬أمببالي الصببدوق‪ (3) .154 :‬المصببدر نفسببه ص‬
‫‪.247‬‬

‫]‪[228‬‬

‫‪ - 48‬قرب السناد‪ :‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليببه‬
‫السلم‪ ،‬عن أبيه عليه السلم قال‪ :‬كان علي عليه السببلم يقببول فببي دعببائه‬
‫وهو ساجد )اللهم إني أعوذ بك أن تبتليني ببليببة تببدعوني ضببرورتها علببى‬
‫أن أتغوث بشئ من معاصيك‪ ،‬اللهم ول تجعل بي حاجة إلى أحببد مببن شببرار‬
‫خلقك ولئامهم‪ ،‬فان جلعت بي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم‬
‫وجها وخلقا وخلقا‪ ،‬وأسخاهم بها نفسا وأطلقهم بهببا لسببانا وأسببمحهم بهببا‬
‫كفا‪ ،‬وأقلهم بها علي امتنانا( )‪ .(1‬ومنه‪ :‬بهذا السناد‪ :‬قببال الصببادق عليببه‬
‫السلم‪ :‬كان أبي عليه السلم يقول في سبجوده‪) :‬اللهبم إن ظبن النباس ببي‬
‫حسببن فبباغفر لببي مببال يعلمببون‪ ،‬ول تؤاخببذني بمببا يقولببون‪ ،‬وأنببت علم‬
‫الغيوب( )‪ .(2‬قال‪ :‬وسمعت أبي يقول وهو ساجد‪) :‬يبا ثقببتي ورجبائي‪ ،‬فبي‬
‫شدتي ورخائي ضل على محمد وآل محمببد والطببف بببي فببي جميببع أحببوالي‬
‫فانك تلطف لمن تشاء والحمد ل رب العالمين‪ ،‬وصلى ال على محمد النبي‬
‫وعلى أهل بيته الطيبين وسلم كثيرا( )‪ - 49 .(3‬العيون‪ :‬عن علي بن عبببد‬
‫ال الوراق‪ ،‬عن سعد بن عبد الب‪ ،‬عبن يعقبوب اببن يزيبد‪ ،‬عبن محمبد ببن‬
‫حسان وأبي محمد النيلي‪ ،‬عن الحسين بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن علي بببن‬
‫شاهويه‪ ،‬عبن أببي الحسبن الصبائغ‪ ،‬عبن عمبه قبال‪ :‬سبمعت الرضبا عليبه‬
‫السلم يقول في سجوده‪ :‬لك الحمببد إن أطعتببك‪ ،‬ول حجببة لببي إن عصببيتك‪،‬‬
‫ول صنع لي ول لغيري في إحسانك ول عذر لي إن أسأت‪ ،‬ما أصببابني مببن‬
‫حسنة فمنك يا كريم‪ ،‬اغفر لمن في مشارق الرض ومغاربها من المؤمنين‬
‫والمؤمنات )‪ - 50 .(4‬التوحيد‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن بزيع‪ ،‬عن إبراهيببم‬
‫بن عبد الحميد قال‪ :‬سمعت‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 2) .1‬و ‪ (3‬قرب السناد ص ‪ (4) .7‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 205‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[229‬‬

‫أبا الحسن عليه السلم يقول في سجوده‪) :‬يامن عل فل شئ فوقه‪ ،‬ويا من دنببي فل‬
‫شئ دونه اغفر لي ولصحابي )‪ - 51 .(1‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم كان‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم يقول في سجوده‪) :‬اللهم ارحم ذلبي بيبن يبديك‪،‬‬
‫وتضرعي إليك‪ ،‬ووحشتي مببن النبباس‪ ،‬وانسببي إليببك يببا كريببم فبباني عبببدك‬
‫وابن عبدك‪ ،‬أتقلب في قبضتك‪ ،‬يا ذا المن والفضل والجببود والغنببى والكببرم‬
‫ارحم ضعفي وشيبتي من النار يا كريم )‪ .(2‬وكان أبببو جعفببر عليببه السببلم‬
‫يقول وهو سباجد‪ :‬ل إلبه إل الب حقبا حقبا‪ ،‬سبجدت لبك يبا رب تعببدا ورقبا‬
‫وإيمانا وتصديقا‪ ،‬يا عظيم إن عملي ضعيف فضاعفه لي يببا كريببم يببا جبببار‬
‫اغفر لي ذنوبي وجرمي وتقبل عملي يا كريم يا جبببار )‪ .(3‬وكبان أبببو عبببد‬
‫ال عليه السلم يقول في سجدته‪) :‬يببا كببائن قبببل كبل شببئ‪ ،‬ويببا مكببون كببل‬
‫شئ‪ ،‬ل تفضحني فانك بي عالم ول تعذبني فانك علي قادر‪ ،‬اللهم إني أعببوذ‬
‫بك من العديل عند الموت‪ ،‬ومن شر المرجع فببي القبببر‪ ،‬ومببن الندامببة يببوم‬
‫القيامة‪ ،‬اللهم إني أسألك عيشبة نقيبة‪ ،‬وميتبة سبوية‪ ،‬ومنقلببا كريمببا غيببر‬
‫مخببز ول فاضببح )‪ .(4‬وكببان أبببو عبببد الب عليببه السببلم يقببول‪) :‬اللهببم إن‬
‫مغفرتك أوسع من ذنوبي‪ ،‬ورحمتك أرجا عندي مببن عملببي‪ ،‬فبباغفر لببي يببا‬
‫حي ومن ل يموت )‪ .(5‬وكان أبو الحسن عليبه السبلم يقبول فبي سبجوده‪:‬‬
‫)لك الحمد إن أطعتك‪ ،‬ولك الحجببة إن عصببيتك‪ ،‬لصببنع لببي ول لغيببري فببي‬
‫إحسان كان مني حال الحسببنة يبا كريببم‪ ،‬صبل بمببا سبألتك مبن فببي مشبارق‬
‫الرض ومغاربها من المؤمنين ومن ذريتي‪ ،‬اللهم أعني على ديني بدنياي‪،‬‬
‫وعلى آخرتي بتقواي‪ ،‬اللهم احفظني فيما غبت عنه‪ ،‬ول تكلني إلى‬

‫)‪ (1‬كتبباب التوحيببد ص ‪ 67‬ط مكتبببة الصببدوق‪ (3 - 2) .‬فقببه الرضببا ص ‪ 13‬ذيببل‬


‫الصفحة والظاهر ]يا كريم يا حنان[ بدل " يا كريم يا جبار " كمببا سببيأتي‬
‫عن الكافي تحت الرقم ‪ (5 - 4) .58‬فقه الرضا ص ‪.13‬‬

‫]‪[230‬‬

‫نفسي فيما قصرت‪ ،‬يا من ل تنقصه المغفرة‪ ،‬زل تضببره الببذنوب‪ ،‬صببل علببى محمببد‬
‫وآل محمد واغفر لي مال يضرك‪ ،‬وأعطني مال ينقصك " وبال التوفيببق )‬
‫‪ - 52 .(1‬العيون‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عببن يعقببوب بببن يزيببد‪،‬‬
‫عن الحسن ابن علي الوشا قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السببلم يقببول‪ :‬إذا نببام‬
‫العبد وهو سباجد‪ ،‬قبال الب تبببارك وتعبالى عبببدي قبضبت روحبه وهبو فبي‬
‫طاعتي )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بببن محمببد‪ ،‬عببن الحسببن‬
‫بن علي بن فضال قال‪ :‬رأيت أبا الحسن عليه السلم صلى سببت ركعببات أو‬
‫ثمان ركعات‪ ،‬قال‪ :‬وكان مقدار ركبوعه وسببجوده ثلث تسببيحات أو أكبثر‪،‬‬
‫فلما فرغ سجد سجدة أطال فيها حتى بل عرقه الحصا‪ .‬وذكر بعض أصحابنا‬
‫أنه ألصق خديه بأرض المسجد )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بببن علببي بببن حبباتم‪،‬‬
‫عن عبد ال بن يحيى الشيباني‪ ،‬عن العباس الجزري‪ ،‬عن الشببوباني قببال‪:‬‬
‫كانت لبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم بضع عشرة سببنة كببل يببوم‬
‫سجدة بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الببزوال‪ ،‬الحببديث )‪ - 53 .(4‬العلببل‪:‬‬
‫عن محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن علي بن الحسببين السببعد آبببادي عببن‬
‫أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيببه‪ ،‬عببن ابببن أبببي عميببر‪ ،‬عمببن ذكببره‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬لم اتخذ ال إبراهيم خليل ؟ قال‪ :‬لكثرة‬
‫سجوده على الرض )‪ - 54 .(5‬ارشاد المفيد‪ :‬قال‪ :‬كان أبو الحسن موسى‬
‫عليه السلم أعبد أهببل زمبانه ‪ -‬إلبى قبوله‪ :‬وروى أنببه يصببلي نوافببل الليببل‬
‫ويصلها بصلة الصبح ثم يعقب حتى تطلع‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪ (2) .13‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .280‬المصببدر ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .17‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .98‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪.23‬‬

‫]‪[231‬‬

‫الشمس ويخر لب سبباجدا فل يرفببع رأسببه مببن الببدعاء والتحميببد حببتى يقببرب زوال‬
‫الشمس‪ .‬وكان كثيرا ما يقول‪ :‬اللهم إني أسئلك الراحة عند الموت‪ ،‬والعفببو‬
‫عند الحساب ويكرر ذلك )‪ - 55 .(1‬مصباح الشيخ )‪ (2‬وغيره‪ :‬في سجود‬
‫الظهر‪ :‬ويستحب أن يقول في سجوده أيضا‪) :‬ياخير مببن رفعببت إليببه أيببدي‬
‫السائلين‪ ،‬ويا أكرم من مدت إليه أعناق الراغبين ويبا أكببرم الكرميببن‪ ،‬ويبا‬
‫أرحببم الراحميببن‪ ،‬صببل علببى محمببد وآلببه الطيبببين الطبباهرين‪ ،‬والطببف بببي‬
‫بلطفك الخفي فببي شببأني كلببه )‪ .(3‬وقببالوا فببي تعقيببب العصببر‪ :‬فببإذا رفعببت‬
‫رأسك من السجود أمرر يدك على موضع سجودك وامسح بها وجهك ثلثببا‬
‫وقببل فببي كببل واحببدة منهببا )اللهببم لببك الحمببد ل إلببه إل أنببت عببالم الغيببب‬
‫والشهادة‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬اللهم أذهب عني الهم والغم والحزن والغير‪ ،‬ما‬
‫ظهر منها وما بطن )‪ .(3‬وقالوا في تعقيب المغرب‪ :‬ثم ارفع رأسك وامسببح‬
‫موضع سجودك وقل‪ :‬بسم الب الببذي ل إلببه إل هببو عببالم الغيببب والشببهادة‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬اللهببم أذهببب عنببي الهببم والحببزن )‪ .(5‬وقببالوا فببي تعقيببب‬
‫العشاء‪ :‬ثم اسجد سجدة الشكر وقل‪ :‬اللهم أنت أنت أنت‪ ،‬انقطببع الرجبباء إل‬
‫منك منك منك‪ ،‬يا أحد من ل أحد له‪ ،‬يا أحد من ل أحد له‪ ،‬يا أحد من ل أحببد‬
‫له غيرك‪ ،‬يا من ل يزيده كثرة الدعاء إل كرما وجودا‪ ،‬يا من ل يزداد على‬

‫)‪ (1‬ارشاد المفيد ص ‪ (2) .277‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .47‬البلد المين ص ‪.17‬‬
‫)‪ (4‬مصباح المتهجد ص ‪ (5) .56‬المصباح ص ‪.76‬‬

‫]‪[232‬‬

‫كثرة الدعاء إل كرما وجودا‪ ،‬يا من ل يزيده كثرة الدعاء إل كرما وجودا‪ ،‬صل علببى‬
‫محمد وأهل بيته‪ ،‬صل على محمد وأهل بيته‪ ،‬صل علببى محمببد وأهببل بيتببه‬
‫وتسأل حاجتك ثم تضع خدك اليمن علببى الرض فتقببول مثببل ذلببك‪ ،‬وتضببع‬
‫خدك اليسر وتقول مثل ذلك ثم تعيد جبهتك إلى الرض وتسجد وتقول مثببل‬
‫ذلك )‪ .(1‬بيان‪ :‬قد يفرق ببن الهم والغببم بببأن الهببم مببا يقببدر النسببان علببى‬
‫إزالتبه كبالفلس والغبم مبا ل يقبدر كمبوت الولبد‪ ،‬أو ببأن الهبم قببل نبزول‬
‫المكروه‪ ،‬والغم بعده‪ ،‬أو أن الهم ما لببم يعلببم سببببه‪ ،‬والغببم مببا يعلببم‪- 56 .‬‬
‫الكافي‪ :‬باسناده عن زياد القنبدي قبال‪ :‬كتببت إلبى أببي الحسبن الول عليبه‬
‫السلم‪ :‬علمني دعاء فاني قد بليت بشئ‪ ،‬وكان قد حبس ببغببداد حيببث اتهببم‬
‫بأموالهم فكتب إليه‪ :‬إذا صليت فأطل السجود‪ ،‬ثم قل‪) :‬يا أحد من ل أحد له(‬
‫حتى ينقطع نفسك ثم قل‪) :‬يببا مببن ل يزيببده كببثرة الببدعاء إل جببودا وكرمببا(‬
‫حتى ينقطع نفسك ثم قل‪) :‬يا رب الرباب أنت أنت أنت الذي انقطع الرجبباء‬
‫إل منك‪ ،‬يا علي يبا عظيببم‪ ،‬قبال‪ :‬زيبباد فبدعوت بببه ففببرج الب عنببي وخلببي‬
‫سبيلي )‪ - 57 .(2‬السرائر‪ :‬عن الصادق عليه السلم إذا أصابك هم فامسح‬
‫يدك على موضع سجودك وأمرر يدك على وجهك مببن جببانت خببدك اليسببر‬
‫وعلى جبينك إلى جانب خدك اليمن ثلثا تقول في كل مرة )بسببم ال ب الببذي‬
‫ل اله إل هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم اللهم إني أعببوذ بببك مببن‬
‫الهم والحزن والسقم والعدم والصفار والذل والفواحش ما ظهببر منهببا ومببا‬
‫بطن )‪ .(3‬بيان‪ :‬ذكره الشهيد في نفليته ولم يببذكر مسببح يببده علببى موضببع‬
‫سجوده‪ ،‬وزاد‬

‫)‪ (1‬المصباح ص ‪ (2) .81‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .328‬السرائر ص ونقله الكفعمي‬


‫في البلد المين ص ‪.18‬‬

‫]‪[233‬‬

‫فيه ويمر يده على صدره في كل مرة‪ ،‬ورواه في الكافي )‪ (1‬بسببنده عببن محمببد بببن‬
‫مروان عن أبي عبد ال عليه السبلم أنبه قبال‪) :‬تمسبح بيبدك اليمنبي علبى‬
‫جبهتك ووجهك في دبر المغرب والصلوات‪ ،‬وتقول‪ :‬بسم ال ب إلببى آخببر مببا‬
‫مر‪ ،‬ولعله محمبول علبى مسبح موضبع السبجود لدللبة غيبره مبن الخببار‬
‫عليه‪ ،‬ويحتمل التخيير‪ ،‬ويمكن الفرق بين الهم والحزن بببأن الهببم علببى مببا‬
‫يقع‪ ،‬والحزن على ما قد وقع‪ ،‬وقد مر وجوه اخر والعدم بالضم و بالتحريك‬
‫الفقر‪ .‬والمراد بالفواحش مطلق المعاصي وهو أظهر‪ ،‬أو أفبراد الزنببا‪ ،‬ومبا‬
‫ظهر وما بطن علنيتها وسببرها أو أفعببال الجببوارح وأفعببال القلببوب‪ ،‬وقيببل‬
‫الزنا في الحوانيت واتخاذ الخدان‪ ،‬وعن سببيد السبباجدين عليببه السببلم مببا‬
‫ظهر نكاح امرءة الب وما بطن الزنا وعن الباقر عليه السلم ما ظهببر هببو‬
‫الزنا‪ ،‬وما بطن المخالة‪ ،‬ويمكن أن يكون الخبران وردا على المثال‪ .‬أقببول‪:‬‬
‫ويحتمل أن يكون المراد بما ظهر ما علبم تحريمهببا‪ ،‬ومببا بطببن مببا لبم يعلبم‬
‫ولعل الخبر الول يومئ إليه‪ ،‬وفي بعض الخبار ما ظهر تحريمه من ظهببر‬
‫القرآن ومببا بطببن مببن بطنببه‪ ،‬وفببي بعضببها أن مببا بطببن منهببا أئمببة الجببور‬
‫وأتباعهم‪ - 58 .‬الكافي‪ :‬عن محمد بن إسببماعيل‪ ،‬عببن الفضببل بببن شبباذان‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبببد ال ب عليببه السببلم قببال‬
‫اقرب ما يكون العبد من ربه إذا دعا ربببه وهببو سبباجد‪ ،‬فببأي شببئ تقببول إذا‬
‫سجدت ؟ قلت‪ :‬علمني جعلت فداك ما أقول‪ ،‬قال‪ :‬قل‪) :‬يا رب الرببباب‪ ،‬ويببا‬
‫ملك الملوك‪ ،‬ويا سيد السادات‪ ،‬ويا جبار الجبابرة ويا إله اللهة‪ ،‬صل علببى‬
‫محمد وآل محمد‪ ...‬وافعل بي كذا وكذا‪ ،‬ثببم قببل‪) :‬فبباني عبببدك ناصببيتي فببي‬
‫قبضتك( ثم ادع بما شئت واسأله فانه جواد ل يتعاظمه شئ )‪ .(2‬ومنه‪ :‬في‬
‫الموثق عن أبي عبد ال عليه السلم )‪ (3‬قال‪ :‬أبطأ علي أبي عليببه السببلم‬
‫ذات ليلة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .345‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .323‬عن اسببحاق بببن عمببار‬
‫قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬اني كنت امهد ‪(*) < -‬‬

‫]‪[234‬‬

‫فأتيت المسجد في طلبه بعد مببا هببدأ النباس‪ ،‬فببإذا هببو فببي المسببجد سبباجد‪ ،‬فسببمعت‬
‫حنينه وهو يقول‪) :‬سبحانك اللهبم أنببت رببي حقبا حقبا‪ ،‬سبجدت لبك يببا رب‬
‫تعبدا ورقا‪ ،‬اللهم إن عملببي ضببعيف فضبباعفه لببي‪ ،‬اللهببم قنببي عببذابك يببوم‬
‫تبعث عبادك‪ ،‬وتب على إنك أنت التواب الرحيم )‪ .(1‬ومنببه‪ :‬عببن أبببي عبببد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬كان يقول في سجوده‪) :‬سببجد وجهببي البببالي لوجهببك‬
‫الباقي الدائم العظيم‪ ،‬سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز‪ ،‬سجد وجهى الفقير‬
‫لوجه ربي الغني الكريم العلي العظيم‪ ،‬رب أسببتغفرك ممببا كببان‪ ،‬وأسببتغفرك‬
‫ممببا يكببون‪ ،‬رب لتجهببد بلئي‪ ،‬رب ل تشببمت بببي أعببدائي‪ ،‬رب لتسببئ‬
‫قضائي‪ ،‬رب إنه ل دافع ول مانع إل أنت صل على محمد وآل محمد بأفضل‬
‫صلواتك‪ ،‬وبارك على محمد وآل محمد بأفضل بركاتك‪ ،‬اللهم إني أعببوذ بببك‬
‫من سطواتك‪ ،‬وأعوذ بك من جميع غضبك وسخطك‪ ،‬سبحانك ل إله إل أنت‬
‫رب العالمين )‪ .(2‬وكان أمير المببؤمنين عليببه السببلم يقببول‪ :‬وهببو سبباجد‪:‬‬
‫ارحم ذلي بين يديك‪ ،‬وتضرعي إليببك‪ ،‬ووحشببتي مببن النبباس‪ ،‬وانببي بببك يببا‬
‫كريم )‪ .(3‬وكان يقول أيضا‪ :‬وعظتني فلم اتعظ‪ ،‬وزجرتني عن محارمك فلم‬
‫أنزجببر‪ ،‬وغمرتنببي ]أياديببك[ فمببا شببكرت‪ ،‬عفببوك عفببوك يببا كريببم‪ ،‬أسببألك‬
‫الراحة عند الموت‪ ،‬وأسالك العفو عند الحساب )‪ .(4‬وكان أبو جعفببر عليببه‬
‫السلم يقول وهو ساجد‪) :‬ل إله إل أنت حقا حقا‪ ،‬سببجدت لببك يببا رب تعبببدا‬
‫ورقا‪ ،‬يا عظيم إن عملي ضعيف فضاعفه لي‪ ،‬يا كريبم يبا حنبان‪ ،‬اغفبر لبي‬
‫ذنوبي‬

‫> ‪ -‬لبي فراشه فانتظره حتى يأتي فإذا أوى الى فراشه ونام قمت إلى فراشي وانببه‬
‫ابطأ على ذات ليلة فاتيت المسجد في طلبه بعد ما هدأ الناس فإذا هببو فببي‬
‫المسجد ساجد وليس في المسجد غيره فسمعت الخ‪ (1) .‬الكببافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ (4 - 2) .323‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.327‬‬

‫]‪[235‬‬

‫وجرمي‪ ،‬وتقبل عملي يا كريم يا حنان‪ ،‬أعوذ بك أن أخيب أو أحمل ظلما‪ ،‬اللهم منك‬
‫النعمة‪ ،‬وأنت ترزق شكرها‪ ،‬وعليك يكون ثواب ما تفضببلت بببه مببن ثوابهبا‬
‫بفضل طولك‪ ،‬وبكريم عائدتك )‪ - 59 .(1‬مصباح الشيخ وغيره‪ :‬كتببب أبببو‬
‫إبراهيم عليه السلم إلى عبد ال بن جندب فقال‪ :‬إذا سجدت فقل )اللهم إني‬
‫اشهدك وكفى بك شهيدا‪ ،‬واشهد ملئكتك و أنبياءك ورسلك وجميع خلقببك‪،‬‬
‫بأنك أنت ال ربي‪ ،‬والسلم ديني‪ ،‬ومحمد نبيي‪ ،‬و وعلي وليببي‪ ،‬والحسببن‬
‫والحسببين‪ ،‬وعلببي بببن الحسببين‪ ،‬ومحمببد بببن علببي‪ ،‬وجعفببر بببن محمببد‪ ،‬و‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬وعلي بن موسببى‪ ،‬ومحمببد بببن علببي‪ ،‬وعلببي بببن محمببد‪،‬‬
‫والحسن بن علي‪ ،‬و الخلف الصالح ‪ -‬صلواتك عليهم أجمعين ‪ -‬أئمتي‪ ،‬بهم‬
‫أتولى ومن عدوهم أتبرأ‪ .‬اللهم إني أنشدك دم المظلبوم ‪ -‬ثلثببا ‪ -‬اللهبم إنبي‬
‫أنشدك بوأيك على نفسك لوليائك لتظفرنهم على عدوك وعدوهم أن تصلي‬
‫على محمد وعلببى المسببتحفظين مببن آل محمببد ‪ -‬ثلثببا ‪ -‬وتقببول اللهببم إنببي‬
‫أنشببدك بوأيببك علببى نفسببك لعببدائك لتهلكنهببم ولتخزينهببم بأيببديهم وأيببدي‬
‫المببؤمنين‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد وآل محمببد وعلببى المسببتحفظين مببن آل‬
‫محمد ‪ -‬ثلثا ‪ -‬وتقول اللهم إني أسئلك اليسر بعد العسر ‪ -‬ثلثا ‪ .-‬ثببم تضببع‬
‫خدك اليمن على الرض وتقول‪) :‬يا كهفي حين تعيينببي المببذاهب وتضببيق‬
‫الرض بما رحبت‪ ،‬ويابارئ خلقي رحمة لبي وكبان عبن خلقبي غنيبا‪ ،‬صبل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وعلى المستحفظين من آل محمد ‪ -‬ثلثببا ‪ -‬ثببم تضببع‬
‫خدك اليسر على الرض وتقول‪ :‬يا مذل كل جببار‪ ،‬ويببا معبز كبل ذليببل‪ ،‬قبد‬
‫وعزتك بلغ مجهودي ففرج عني ‪ -‬ثلثا ‪ -‬ثم تقببول‪ :‬يببا حنببان يببا منببان‪ ،‬يببا‬
‫كاشف الكرب العظبام ‪ -‬ثلثبا ‪ -‬ثببم تعبود إلبى السبجود فتضببع جبهتبك علبى‬
‫الرض وتقول‪ :‬شكرا شكرا مائة مرة‪ ،‬ثم تقول‪ :‬يا سامع الصوت‪ ،‬يا سابق‬
‫الفوت‪ ،‬يا بارئ النفوس بعد الموت‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬و افعل بي‬
‫كذا وكذا )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .327‬مصباح الشيخ ص ‪.168‬‬

‫]‪[236‬‬

‫بيان‪ :‬هذا الدعاء رواه الكلينببي )‪ (1‬والصبدوق )‪ (2‬والشبيخ )‪ (3‬وغيرهبم رضبوان‬


‫ال عليهم بأسانيد حسنة ل تقصر عبن الصبحيح‪ ،‬عبن عببد الب ببن جنبدب‬
‫قال‪ :‬سألت أبا الحسن الماضي عليه السلم عما أقول في سجدة الشكر‪ ،‬فقد‬
‫اختلف أصحابنا فيه‪ ،‬فقال‪ :‬قببل وأنببت سبباجد‪ ،‬وذكببر البدعاء‪ ،‬وفيهببا وعلببى‬
‫وفلن وفلن إلى آخرهم أئمتي وفي الفقيببه ذكببر أسببماءهم عليهببم السببلم‪،‬‬
‫وليس في الكافي والتهذيب )اللهم إني أنشدك بوأيك علببى نفسببك لعببدائك(‬
‫إلببى قببوله )ثلثببا( وفببي الفقيببه موجببود هكببذا )لتهلكنهببم بأيببدينا وأيببدي‬
‫المؤمنين( ومقدمة علببى فقببرة الوليبباء‪ ،‬وفيهببا جميعببا )بعببدوك وعببدوهم(‬
‫وليس فيها ففرج عني‪ .‬قوله عليه السلم‪) :‬أنشدك دم المظلوم( أنشد علببى‬
‫وزن أقعد يقال‪ :‬نشدت فلنا و أنشببده‪ ،‬أي قلبت لببه‪ :‬نشببدتك الب أي سبألتك‬
‫بال‪ ،‬والمراد هنا أسألك بحقك أن تأخذ بببدم المظلببوم أعنببي الحسببين عليببه‬
‫السلم وتنتقم من قاتليه ومن الولين البذين أسسبوا أسباس الظلبم والجبور‬
‫عليه وعلى أبيه وأخيه سلم ال عليهم أجمعين‪ ،‬ويحتمببل أن يكببون المببراد‬
‫أنشدك بحق دم المظلببوم أن تطلببب بثببأره‪) .‬بوأيببك( الببوأي الوعببد‪ ،‬وقببوله‪:‬‬
‫)لتهلكنهم( اللم لجواب القسم لما في الوأي بمعنى القسببم‪ ،‬والمقسببم عليببه‬
‫في أنشده مقدر من جنسه بعد الصلوات‪ ،‬بقرينة الوأي أي أنشدك أن تنجببز‬
‫وعدك وتهلكهم أو يقال‪ :‬الصلة عليهم ترجع إلى هببذا المعنببى‪ ،‬فببان رحمببة‬
‫ال عليهم مشتمل على رواج دينهم ونصرهم وظفرهم علببى العببادي‪ ،‬كمببا‬
‫ورد في الخبر في معنى السبلم عليهبم‪ ،‬وسبيأتي تحقيقبه فبي بباب الصبلة‬
‫عليهم‪ .‬والوأي إشارة إلى قوله تعالى‪) :‬وعد ال الذين آمنوا منكببم وعملببوا‬
‫الصالحات ليستخلفنهم في الرض كما استخلف الببذين مببن قبلهببم وليمكنببن‬
‫لهم دينهم الذي ارتضى‬

‫)‪ (1‬الكببافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .325‬فقيببه مببن ل يحضببره الفقيببه ج ‪ 1‬ص ‪(3) .217‬‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 166‬ط حجر ج ‪ 2‬ص ‪ 111‬ط نجف‪.‬‬
‫]‪[237‬‬

‫لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ل يشركون بببي شببيئا( )‪ (1‬والببباء إمببا‬
‫للسببببية أي أنشببدك بسبببب وعببدك‪ ،‬أو صببلة للنشببد أي اقسببم عليببك بحببق‬
‫وعدك‪ .‬ثم اعلم أن في أكثر نسخ الحديث والببدعاء )بببايوائك( ولببم يببرد فببي‬
‫اللغة بهذا المعنى‪ ،‬ول بمعنى يناسب المقبام لكبن مبا أهملببه أهبل اللغبة مبن‬
‫الستعمالت والشتقاقات كببثير‪ ،‬فيمكببن أن يكببون هببذا منهببا‪ .‬وقببال الشببيخ‬
‫البهائي قدس سره‪ :‬اليواء باليباء المثنباة التحتانيبة وآخبره ألبف ممبدودة‪.‬‬
‫العهد‪ ،‬ول أدري من أين أخذه‪ ،‬ويمكن أن يكببون اسببتعمل هنببا مجببازا‪ ،‬فببان‬
‫من وعد شيئا فكأنه آواه وأنزله من نفسه منزل حصينا‪ .‬وقد ورد مثلببه فببي‬
‫أخبار العامة قال في النهاية‪ :‬في حديث وهب إن ال تعالى قبال‪ :‬إنبي أويبت‬
‫على نفسي أن أذكر من ذكرني‪ ،‬قال القتيبى‪ :‬هذا غلبط يشبببه أن يكببون مببن‬
‫المقلوب‪ ،‬والصحيح وأيت من الوأي بمعنى الوعد‪ ،‬يقال وأيت على نفسببي‪:‬‬
‫أي جعلته وعدا على نفسي انتهى‪) .‬والمستحفظين( يمكببن أن يقببرأ بالبنبباء‬
‫للفاعل أي حفظوا كتاب ال ودينه و ساير أمانبباته أو طلبببوا حفببظ ذلبك مببن‬
‫علماء شيعتهم‪ ،‬وبالبناء للمفعول أي استحفظهم ال إياهببا والخيببر أظهببر‪،‬‬
‫إشارة إلى قوله تعالى‪) :‬بما استحفظوا من كتاب ال وكانوا عليه شهداء( )‬
‫‪) (2‬يا كهفي حسن تعييني المذاهب( أي ملجأي حيببن تتعبنببي مسببالكي إلببى‬
‫الخلق وتردداتي إليهم في تحصيل بغيتي وتدبير أمري وربما يقببرء بنببونين‬
‫اوليهما مشددة من العناء بمعنى المشقة‪ ،‬ولعله تصحيف‪) .‬بمببا رحبببت( مببا‬
‫مصدرية أي برحبها وسببعتها‪ ،‬وفببي بعببض النسببخ هنببا )وآل محمببد وعلببى‬
‫المسببتحفظين( فببالمراد بالمسببتحفظين علمبباء الشببيعة ورواة أخبببارهم‪ ،‬أي‬
‫الذين‬

‫)‪ (1‬النور‪ (2) .55 :‬المائدة‪.44 :‬‬

‫]‪[238‬‬

‫حفظوا العلوم من آل محمد صلى ال عليه وآله وقبلببوا حفببظ أسببرارهم‪ ،‬ولعلببه زيببد‬
‫من النساخ‪) .‬قد وعزتك( الواو للقسم وكببثيرا مببا يتوسببط القسببم بيببن )قببد(‬
‫ومدخولها‪ ،‬و مجهود الرجل وسعه وطبباقته أي بلغببت طبباقتي إلببى النهايببة‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ )بلغ بي مجهودي " أي أبلغني مجهببودي إلببى الغايببة أو‬
‫أبلغني المر الذي أقلقني إلى نهاية الطاقة‪ .‬ثم اعلم أن قببوله‪) :‬ثببم تقببول يببا‬
‫سامع الصوت( إلى آخره لم يكن داخل فبي تلببك الروايبات )‪ (1‬والظباهر أن‬
‫الشيخ أخذه من رواية اخرى‪ - 60 .‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عببن سببهل‬
‫بن زياد‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن زياد بببن مببروان قبال‪ :‬كببان أبببو الحسببن‬
‫عليه السلم يقول في سجوده‪) :‬أعوذ بك من نار حرها ل يطفى‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫من نار جديدها ليبلى‪ ،‬وأعوذ بك من نار عطشانها ل يببروى‪ ،‬و أعببوذ بببك‬
‫من نار مسلوبها ل يكسى( )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن علي‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عبن علببي بببن‬
‫ريان‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قببال‪ :‬شببكوت إليببه‬
‫علة ام ولد لي أخذتها فقال‪ :‬قل لها‪ :‬تقول فببي السببجود فببي دبببر كببل صببلة‬
‫مكتوبة‪) :‬يا ربي وياسيدي صل على محمد وعلببى آل محمببد‪ ،‬وعببافني مببن‬
‫كذا وكذا( فبها نجا جعفر بن سليمان من النببار قببال‪ :‬فعرضببت هببذا الحببديث‬
‫على بعض أصحابنا فقال‪ :‬أعرف فيه )يا رؤف يا رحيببم يببا ربببي يببا سببيدي‬
‫افعل بي كذا وكذا( )‪ .(3‬بيبان‪ :‬لعبل جعفبر ببن سبليمان كبان مبن الصبحاب‬
‫وابتلى من المخالفين بالحراق بالنار فنجبباه الب منهببا بالببدعاء‪ ،‬ولببم يببذكر‬
‫ذلك في الرجال‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد نببار الخببرة‪ - 61 .‬دلئل المامببة‪:‬‬
‫للطبري‪ ،‬عن عبد ال بن علي المطلبي‪ ،‬عن محمد بن علي السببمري‪ ،‬عببن‬
‫أبي الحسن المحمودي‪ ،‬عن محمد بن علي بن أحمد المحمودي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬يعنى نسخة الكافي والفقيه والتهذيب‪ 2) .‬و ‪ (3‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.328‬‬

‫]‪[239‬‬

‫القائم عليه السلم قال‪ :‬كان يقول زين العابدين عليه السلم‪ :‬عند فراغه من صلته‬
‫في سجدة الشكر‪) :‬يا كريم مسكينك بفنائك‪ ،‬يببا كريببم فقيببرك زائرك حقيببرك‬
‫ببابببك يببا كريببم( )‪ .(1‬بيببان‪ :‬لعببل هببذا الببدعاء لسببجدة الشببكر بعببد صببلة‬
‫الطواف‪ ،‬أو لمطلق الصلة في هذا المكان لمناسبة لفظ الدعاء‪ ،‬ولنه عليه‬
‫السلم قال ذلك لجماعة من الطالبين له بعد فراغه من الطواف عند الكعبة‪.‬‬
‫‪ - 62‬الفقية‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬إن العبد إذا سجد فقببال‪) :‬يببا رب يببا‬
‫رب( حتى ينقطع نفسه‪ ،‬قال له الرب تبارك وتعالى‪ :‬لبيك ما حاجتببك ؟ )‪.(2‬‬
‫‪ - 63‬اختيار ابن الباقي‪ :‬عن خديجة الكبرى قالت‪ :‬كانت ليلببتي مببن رسببول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فببإذا أنببابه سباجد كبالثوب الطريببح فسببمعته يقببول‪:‬‬
‫)سجد لك سوادي و آمن به فؤادي‪ ،‬رب هذه يداي وما جنيت علببى نفسببي‪،‬‬
‫يا عظيما يرجى لكل عظيم‪ ،‬اغفر لي الذنوب العظيمة( ثببم قببال‪ :‬إن جبرئيببل‬
‫عليببه السببلم علمنببي ذلببك وأمرنببي أن أقببول هببذه الكلمببات الببتي سببمعتها‪،‬‬
‫فقوليها في سجودك‪ ،‬فمن قالها في سجوده لم يرفببع رأسببه حببتى يغفببر لببه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قد مر بعض الخبار في باب فضل التعقيب وسيأتي بعضها في أبواب‬
‫آداب النوافل إنشاء ال‪.‬‬

‫)‪ (1‬دلئل المامة ص ‪ (2) .295‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.219‬‬


‫]‪[240‬‬

‫‪)) * 45‬ببباب(( * * ))الدعيببة والذكببار عنببد الصببباح والمسبباء(( * اليببات‪ :‬آل‬


‫عمران‪ :‬مخاطبا لزكريا عليه السلم‪ :‬وسبح بالعشي والبكار )‪ .(1‬النعببام‪:‬‬
‫ول تطببرد الببذين يببدعون ربهببم بالغببدوة والعشببي يريببدون وجهببه )‪.(2‬‬
‫العراف‪ :‬واذكر ربك فببي نفسببك تضببرعا وخيفببة ودون الجهببر مببن القببول‬
‫بالغدو والصال ول تكن من الغافلين )‪ .(3‬الكهف‪ :‬واصبر نفسك مع الببذين‬
‫يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه )‪ .(4‬مريم‪ :‬فخرج على قببومه‬
‫من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا )‪ .(5‬طه‪ :‬وسبببح بحمببد‬
‫ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطرف النهببار‬
‫لعلك ترضى )‪ .(6‬النور‪ :‬يسبببح لببه فيهببا بالغببدو والصببال رجببال ل تلهيهببم‬
‫تجارة ول بيع عن ذكر ال )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .41 :‬النعام‪ (3) .52 :‬العراف‪ (4) .205 :‬الكهف‪(5) .28 :‬‬
‫مريم‪ (6) .11 :‬طه‪ (7) .130 :‬النور‪.36 :‬‬

‫]‪[241‬‬

‫الروم‪ :‬فسبحان ال حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السببموات والرض‬
‫وعشببيا وحيببن تظهببرون )‪ .(1‬الحببزاب‪ :‬وسبببحوه بكببرة وأصببيل )‪.(2‬‬
‫المؤمن‪ :‬واستغفر لذنبك وسبببح بحمببد ربببك بالعشببي والبكببار )‪ .(3‬الفتببح‪:‬‬
‫وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيل )‪ .(4‬ق‪ :‬وسبح بحمببد ربببك قبببل‬
‫طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود )‪ .(5‬الدهر‪:‬‬
‫واذكر اسم ربك بكرة وأصيل )‪ .(6‬تفسير‪) :‬وسبببح بالعشببي والبكببار( )‪(7‬‬
‫يدل على فضل التسبيح فبي أول النهبار وآخبره كمبا هببو ظباهر اللفبظ‪ ،‬وإن‬
‫فسر بالصلة أيضا كما مر‪) .‬بالغدوة والعشي( )‪ (8‬يدل في الموضعين على‬
‫فضل الدعاء في الوقتين‪ ،‬كما روي وإن فسر بصلة الصبح والعصر أيضا‪.‬‬
‫)واذكر ربك في نفسك( )‪ (9‬أي في القلب أو بالخفات ويشببتمل التفكببر فببي‬
‫صفات ال تبارك وتعالى وأمثاله مما يذكر الرب تعببالى بببه‪ ،‬وروى زرارة )‬
‫‪ (10‬عن أحدهما عليهمببا السببلم قببال‪ :‬معنبباه إذا كنببت خلببف إمببام تببأتم بببه‬
‫فأنصت وسبح في نفسك‪ ،‬يعني‬

‫)‪ (1‬الروم‪ (2) .17 :‬الحزاب‪ (3) .42 :‬المؤمن‪ (4) .55 :‬الفتح‪ (5) .9 :‬ق‪.39 :‬‬
‫)‪ (6‬الدهر‪ (7) .25 :‬آل عمران‪ (8) .41 :‬النعببام‪ (9) .52 :‬العببراف‪:‬‬
‫‪ (10) .205‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.255‬‬
‫]‪[242‬‬

‫فيما ل يجهر المبام فيبه ببالقراءة )تضبرعا وخيفبة( يعنبي بتضبرع وخبوف )ودون‬
‫الجهر من القببول( أي باللسببان خفيببا إذا حمببل السببابق علببى ذكببر القلببب أو‬
‫جهرا ل يبلغ حد العلو والفراط‪ ،‬إذا حمل الول على الذكر اللساني الخفببي‪،‬‬
‫أو العم منه ومن الذكر القلبي‪ .‬قبال فبي مجمبع البيبان‪ (1) :‬معنباه ارفعبوا‬
‫أصواتكم قليل فل تجهروا بها جهارا بليغا حتى يكون عدل بين ذلك‪ ،‬وقيببل‪:‬‬
‫إنه أمر للمام أن يرفع صببوته فببي الصببلة بببالقراءة مقببدار مببا يسببمع مببن‬
‫خلفببه‪) .‬بالغببدو والصببال( هببو جمببع أصببيل وهببو الببوقت بعببد العصببر إلببى‬
‫المغرب‪ ،‬فالية تدل على استحباب الذكر في الوقببتين وآدابببه‪ ،‬وأن السببرار‬
‫في الذكر والدعاء أفضل من الجهببار‪ ،‬وأنببه ينبغببي أن يكببون مببع التضببرع‬
‫والخوف وحضور القلب‪ ،‬وسيأتي تمببام القببول فببي ذلببك كلببه )‪ .(2‬وسببيأتي‬
‫خبر العياشي )‪ (3‬في تفسيره بالتهليل‪ .‬وكذا قوله تعالى‪) :‬أن سبببحوا بكببرة‬
‫وعشببيا( )‪ (4‬وقببوله سبببحانه )وسبببح بحمببد ربببك( )‪ (5‬يببدلن علببى فضببل‬
‫التسبيح والتحميد في تلك الوقببات‪ ،‬وقببد مببر‪ ،‬وسببيأتي فببي الخبببر تفسببيره‬
‫بالتهليل المخصوص‪ ،‬وكذا آية النور تحث على التسبيح بالغدو والصببال )‬
‫‪ .(6‬وكذا آية الروم تحض على التسبيح والتحميد للحي القيوم عند الصبباح‬
‫والمساء والعشي‪ ،‬وكذا آية الحزاب حيث خببص سبببحانه البكببرة والصببيل‬
‫بعد المر‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .515‬راجع ج ‪ 85‬ص ‪ 69 - 68‬الذيل‪ (3) .‬تفسير‬
‫العياشببي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .45‬مريببم‪ (5) .11 :‬طببه‪ (6) .13 :‬سببيأتي فببي‬
‫محله أن آية النور تشير إلى جواز اتمبام الصبلوات فبي تلبك الببيوت حبال‬
‫السفر بل إلى رجحانه‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫بالذكر الكثير مطلقا تدل على مزيببد اختصبباص للوقببتين بالببذكر والتسبببيح وكببذا آيببة‬
‫المؤمن تأمر بالتسبيح والتحميد في الوقتين‪ ،‬بل الستغفار أيضببا علببى أحببد‬
‫الحتمببالين‪ ،‬وكببذا آيببة الفتببح وآيببة ق تببدل علببى تأكببد اسببتحباب التسبببيح‬
‫والتحميد قبل الطلوع وقبل الغروب‪ ،‬والتعقيب فببي أدبببار الصببلوات‪ .‬وروى‬
‫في مجمع البيان )‪ (1‬عن الصادق عليه السلم أنه سئل عن هذه الية فقببال‬
‫تقول حين تصبح وحين تمسي عشر مرات )ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قببدير( ولببذا قببال بعببض‬
‫المحدثين بوجوب هذا التهليل فببي هببذين الوقببتين لكببون الصببل فببي أوامببر‬
‫القرآن المجيد الوجوب عندهم كما دل عليه بعض الخبار وآيببة الببدهر تببدل‬
‫على فضل مطلق الببذكر فببي الوقببتين‪ .‬وبالجملببة اليببات متظببافرة والخبببار‬
‫متواترة في فضل الدعاء والذكر في هذين الوقببتين شببكرا لنعمببة مببا مضببى‬
‫من اليوم‪ ،‬وما تيسر له فيه من نعم ال الكاملة‪ ،‬وتمهيببدا لمببا يسببتقبله مببن‬
‫الليل واستعاذة مببن طببوارقه‪ ،‬واسببتجلبا لبركبباته وفببوائده‪ ،‬والتوفيببق فيببه‬
‫لطاعة ربه‪ ،‬وكذا العكس ولن فبي الوقبتين الفبراغ للعببادة والبدعاء أكبثر‪،‬‬
‫وفي الصباح لم يشتغل بأعمال اليوم بعد‪ ،‬وفي المساء قد فرغ منها‪ .‬وأيضا‬
‫فيهما تظهر قدرة ال الجليلة من إذهاب الليببل والتيببان بالنهببار‪ ،‬وبببالعكس‬
‫مع ما فيهما من المنافع العظيمة الدالة على كمال لطفببه وحكمتببه سبببحانه‪،‬‬
‫فيستحق بذلك ثناء طريفا وشكرا جديدا‪ .‬وأيضا فببي الوقببتين يظهببر ظهببورا‬
‫بينا أن جميع الممكنات في معرض التبدل والتغير والفناء والنقضاء‪ ،‬وهو‬
‫سبحانه باق على حال ل يعتريه الزوال‪ ،‬ول يخاف عليه الهببوال ول تتبببدل‬
‫عليه الحوال‪ ،‬فيتنبببه العبارف المتبدبر فبي الرض والسبماء‪ ،‬أنبه سببحانه‬
‫المستحق للتسبيح والتمجيد‪ ،‬والتحميد والثناء العتيببد‪ .‬وبعبببارة اخببرى فببي‬
‫هاتين الساعتين تنادي جميع المخلوقات في الرضين والسموات‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 9‬ص ‪.150‬‬

‫]‪[244‬‬

‫بأنها مخلوقة مربوبة مفتقرة في وجودها وبقائها‪ ،‬وساير صفاتها إلى صببانع حكيببم‬
‫منزه عن صفات الحببدوث والمكببان‪ ،‬وسببمات العجببز والنقصببان‪ ،‬كمببا قببال‬
‫سبحانه‪) :‬وإن من شئ إل يسبح بحمببده ولكببن ل تفقهببون تسبببيحهم( )‪.(1‬‬
‫فلمببا سببمع العببارف تسبببيحهم بسببمع اليقيببن واليمببان‪ ،‬ينبغببي أن يببوافقهم‬
‫ويرافقهم بالقلب واللسان‪ ،‬بل نقول بتعدي روحه ونفسه وجسده وأعضاؤه‬
‫بشراشرها جميع ذلك بلسان الحبال‪ ،‬فيجبب أن يصبدقها بالمقبال فبي جميبع‬
‫الحوال‪ ،‬لسيما في هاتين الحالتين اللتين ظهور ذلك فيهما أكثر مببن سببائر‬
‫الحوال‪ .‬وأيضا ينبغي للنسان أن يحاسب نفسه كل يوم وليلة‪ ،‬كما مر فببي‬
‫الخبار فعند المساء ينظر ويتفكببر فيمببا عمببل بببه فببي اليببوم وسبباعاته ومببا‬
‫قصببر فيببه مببن طاعبباته‪ ،‬ومببا أتببى بببه مببن سببيئاته فيسببتغفر ال ب ويحمببده‬
‫استدراكا لما فات منه من الحسنات واستمحاء لما أثبببت فببي دفبباتر أعمبباله‬
‫من السيئات‪ ،‬وفي الصبح يتفكر لما جرى في ليلببه مببن الغفلت وفببات منببه‬
‫من الطاعات‪ ،‬فيتلفى ذلبك بالبذكر والببدعاء والسببتغفار‪ ،‬ويتببوب إلبى ربببه‬
‫العالم بالخفايا والسرار‪ .‬والنكات في ذلببك كببثيرة ليببس هببذا مقببام إيرادهببا‪،‬‬
‫وبما نبهنا عليه لعل العارف الخبير يطلع عليهببا أو علببى بعضببها‪ ،‬وسببيأتي‬
‫في الخبار نبذ منها‪ ،‬وال الموفق للخير والصواب‪ - 1 .‬جامع الخبار‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما من حافظين يرفعببان إلببى الب تعببالى مببا‬
‫حفظا فيرى ال تبارك وتعالى في أول الصحيفة خيرا وفببي آخرهببا خيببرا إل‬
‫قال لملئكته‪ :‬اشهدوا أني قبد غفببرت لعبببدي مببابين طرفببي الصببحيفة‪- 2 .‬‬
‫الكافي‪ :‬بسنده عن غالب بن عبد ال‪ ،‬عبن أبببي عببد الب عليبه السبلم فبي‬
‫قول ال تبارك وتعالى )وظللهم بالغدو والصال( )‪ (2‬قال‪ :‬هو الدعاء قبببل‬
‫طلوع الشمس وقبل غروبها‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .44 :‬الرعد‪.15 :‬‬

‫]‪[245‬‬

‫وهي ساعة إجابة )‪ .(1‬ومنه‪ :‬بسنده عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قببال‪ :‬إن‬
‫إبليس عليبه لعبائن الب يبببث جنبود الليببل مببن حيبن تغيبب الشببمس وتطلبع‬
‫فأكثروا ذكر ال عزوجل في هاتين الساعتين وتعوذوا بال من شببر إبليببس‬
‫وجنوده‪ ،‬وعوذوا صغاركم في هاتين الساعتين‪ ،‬فانهمببا سبباعتا غفلببة )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬ربما يقبال‪ :‬إن قبوله )فانهمبا سباعتا غفلبة( إشبارة إلبى قببوله تعبالى‬
‫)بالغدو والصال ول تكن من الغافلين( )‪ (3‬وقوله عليه السلم‪ :‬فببي الخبببر‬
‫الول )وهي ساعة إجابة( الضمير راجع إلبى كببل واحببد‪ ،‬والتبأنيث باعتببار‬
‫الخبر والظاهر أنه عليه السلم فسر السبجود بالببدعاء علببى معنبباه اللغببوي‬
‫وهو الخضببوع‪ .‬قببال البيضبباوي‪) :‬ولب يسببجد مببن فببي السببموات والرض‬
‫طوعا وكرها( )‪ (4‬يحتمل أن يكببون السببجود علببى حقيقتببه فببانه يسببجد لببه‬
‫الملئكة والمؤمنون من الثقلين )طوعا( حالتي الشدة والرخاء‪ ،‬والكفرة له‬
‫)كرها( حال الشدة والضببرورة )وظللهببم( بببالعرش وأن يببراد بببه انقيببادهم‬
‫لحبداث مبا أراده فيهببم‪ ،‬شباؤا أو كرهبوا‪ ،‬وانقيبباد ظللهببم لتصبريفه إياهبا‬
‫والتقليص‪ .‬وقوله‪) :‬بالغدو والصال( ظرف ليسجد‪ ،‬والمراد بها الببدوام‪ ،‬أو‬
‫حال من الظلم‪ ،‬وتخصببيص الوقببتين لن المتببداد والتقليببص أظهببر فيهمببا‬
‫انتهى‪ ،‬وقد مر تفصيل القول فيه في محله‪ - 3 .‬الكافي‪ :‬باسناده عن شهاب‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقببول‪ :‬إذا تعيببرت الشببمس فبباذكر الب‬
‫عزوجل‪ ،‬وإن كنت مع قوم يشببغلونك فقببم وادع )‪ - 4 .(5‬مجببالس المفيببد‪:‬‬
‫عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .522‬الرعد‪ (5) .15 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.524‬‬

‫]‪[246‬‬

‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد البرقي‪ ،‬عن ابن حماد‪ ،‬عببن أبببي جميلببة‪ ،‬عببن‬
‫جابر عن أبي جعفر الباقر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قببال‪ :‬إن الموكببل بالعبببد‬
‫يكتب في صحيفة أعمباله فبأملوا فبي أولهبا خيبرا وآخرهبا خيبرا يغفبر لكبم‬
‫مابين ذلببك )‪ - 5 .(1‬مجبالس الصببدوق‪ :‬عببن جعفببر بببن علببي بببن الحسبن‬
‫الكوفي‪ ،‬عن جده الحسبن بببن علببي‪ ،‬عبن جبده عبببد الب بببن المغيببرة‪ ،‬عبن‬
‫الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن عمرو بن جميبع‪ ،‬عبن الصبادق عبن آببائه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من سره أن يلقى ال عزوجل يوم‬
‫القيامة وفي صحيفته شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬وأني رسول البب‪ ،‬وتفتببح لببه‬
‫أبواب الجنة الثمانية ويقال له‪ :‬ياولي ال ادخببل مببن أيهببا شببئت‪ ،‬فليقببل إذا‬
‫أصبح )الحمد ل الببذي ذهببب بالليببل بقببدرته‪ ،‬وجبباء بالنهببار برحمتببه خلقببا‬
‫جديدا‪ ،‬مرحبا بالحافظين وحياكما الب مببن كبباتبين( ويلتفببت عببن يمينببه ثببم‬
‫يلتفت عن شماله ويقول‪) :‬اكتبا بسم الب الرحمببن الرحيببم إنببي أشببهد أن ل‬
‫إلببه إل ال ب وحببده ل شببريك لببه‪ ،‬وأن محمببدا عبببده ورسببوله‪ ،‬وأشببهد ان‬
‫الساعة آتية لريب فيها وأن ال يبعث من في القبور‪ ،‬على ذلك أحيا وعليه‬
‫أموت‪ ،‬وعلى ذلك ابعث إن شاء ال‪ ،‬اللهم أقرئ محمدا وآله مني السلم( )‬
‫‪ .(2‬عدة الداعي‪ :‬عن الباقر عليه السلم عببن النبببي صببلى الب عليببه وآلببه‬
‫مثله وزاد في آخره )الحمببد لب الببذي ذهببب بالليببل بقببدرته‪ ،‬وجبباء بالنهببار‬
‫برحمته‪ ،‬خلقا جديدا‪ ،‬مرحبا بالحافظين( ويلتفبت عبن يمينبه )حيبا كمبا الب‬
‫من كاتبين( ويلتفت عن شماله‪ - 6 .‬مجالس الصدوق‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عببن علببي‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه قببال‪ :‬كببان‬
‫النبي صلى ال عليه وآله يقف عند طلوع كل فجر على ببباب علببي وفاطمببة‬
‫يقببول‪) :‬الحمببد ل ب المحسببن المجمببل المنعببم المفضببل الببذي بنعمتببه تتببم‬
‫الصالحات سمع سامع بحمد ال ونعمة وحسن بلئه عندنا‪ ،‬نعببوذ ببال مبن‬
‫النار‪ ،‬نعوذ بال من صباح النار‪ ،‬نعوذ بال من مساء النار‪ ،‬الصلة يا أهببل‬
‫البيت أنما يريد ال ليذهب‬

‫)‪ (1‬أمالى المفيد ص ‪ 9‬أول حديث من المجلس الول‪ (2) .‬أمالى الصدوق ص ‪.12‬‬

‫]‪[247‬‬

‫عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )‪ .(1‬بيان‪) :‬سمع سببامع( أي ليسببمع كببل‬
‫من يتأتى منه السماع أنا نحمد ال ونظهر نعمتببه علينببا‪ ،‬قببال فببي النهايببة‪:‬‬
‫فيه سمع سامع بحمد ال وحسن بلئه علينببا‪ ،‬أي ليسببمع السببامع وليشببهد‬
‫الشاهد حمد ال تعالى على ما أحسن إلينا وأولنا من نعمببة‪ ،‬وحسببن البلء‬
‫النعمة والختبار بالخير‪ ،‬ليتبين الشكر‪ ،‬وبالشر ليظهر الصبر انتهى‪ .‬وقببال‬
‫النووي‪ :‬هذا معنى سببمع بكسببر الميببم‪ ،‬وروي بفتحهببا مشببددة بمعنببى بلببغ‬
‫سامع قولي هذا لغيره‪ ،‬تنبيها على الذكر والدعاء في السحر‪ ،‬وقببال غيببره‪:‬‬
‫أي من كان له سمع فقد سمع بحمببدنا لب وإفضبباله علينببا‪ ،‬فببان كليهمببا قببد‬
‫اشتهر واستفاض حتى ل يكاد يخفى على ذي سمع‪ - 7 .‬مجالس الصببدوق‪:‬‬
‫عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عببن محمببد بببن الحسببن‪ ،‬عببن العببباس بببن‬
‫المعروف‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن المفضببل‪ ،‬عببن‬
‫جابر عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليببه وآلببه‪:‬‬
‫إن الملك ينزل بصحيفته أول النهببار‪ ،‬وآخببر النهببار فيكتببب فيهببا عمببل ابببن‬
‫آدم‪ ،‬فأملوا في أولها خيرا وفي آخرها خيرا‪ ،‬فان ال عزوجل يغفر لكم فيما‬
‫بين ذلك إنشاء ال‪ ،‬وإن ال عزوجل يقول‪) :‬اذكروني أذكركبم( )‪ (2‬ويقبول‬
‫جل جلله )ولذكر ال أكبر( )‪ .(3‬ثببواب العمببال‪ :‬عببن أبيببه‪ ،‬عببن عبببد الب‬
‫الحميري‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن أخيه علي مثله )‪ .(5‬العياشي‪ :‬عببن‬
‫جابر مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمببالى الصببدوق ص ‪ (2) .88‬البقببرة‪ (3) .152 :‬أمببالى الصببدوق ص ‪،345‬‬
‫والية الخيرة في سورة العنكبوت‪ (4) .45 :‬ثواب العمال ص ‪) .152‬‬
‫‪ (5‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.67‬‬

‫]‪[248‬‬

‫‪ - 8‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر عن‬
‫جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان نببوح إذا أمسببى وأصبببح يقببول‪:‬‬
‫أمسيت أشهد أنه ما أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فانها من ال وحببده‬
‫ل شريك له‪ ،‬له الحمد بها علي والشببكر كببثيرا( فببأنزل الب )إنببه كببان عبببدا‬
‫شببكورا( )‪ (1‬فهببذا كببان شببكره )‪ .(2‬العياشببي‪ :‬عببن جببابر مثلببه )‪- 9 .(3‬‬
‫تفسير على بن ابراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سببالم‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السببلم قببال‪ :‬قببال النبببي صببلى الب عليببه وآلببه‪ :‬لمببا‬
‫اسببرى بببي علمتنببي الملئكببة قببول أقببوله إذا أصبببحت وأمسببيت )اللهببم إن‬
‫ظلمي أصبببح مسببتجيرا بعفببوك‪ ،‬وذنبببي أصبببح مسببتجيرا بمغفرتببك‪ ،‬وذلببي‬
‫أصبح مستجيرا بعزتك‪ ،‬وفقببري أصبببح مسببتجيرا بغنبباك‪ ،‬و وجهببي البببالي‬
‫الفاني أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الببذي ل يفنببي( وأقببول ذلببك إذا‬
‫أمسيت )‪ - 10 .(4‬مجالس المفيد )‪ (5‬ومجالس الشببيخ‪ :‬عببن المفيببد‪ ،‬عببن‬
‫علي بن خالد المراغي‪ ،‬عن محمد بببن مبدرك‪ ،‬عبن زكريبا ببن الحكبم‪ ،‬عبن‬
‫خلف بن تميم‪ ،‬عن بكر ابببن حبببيش‪ ،‬عببن أبببي شببيبة‪ ،‬عبن عبببد الملبك بببن‬
‫عمير‪ ،‬عن أبي قرة‪ ،‬عن سلمان الفارسي ‪ -‬ره ‪ -‬قال‪ :‬قال لببي النبببي صببلى‬
‫ال عليه وآله يا سببلمان إذا أصبببحت فقببل‪) :‬اللهببم أنببت ربببي ل شببريك لببك‬
‫أصبحنا وأصبح الملك ل ‪ -‬قلها ثلثا ‪ -‬وإذا أمسببيت فقببل مثببل ذلببك‪ ،‬فببانهن‬
‫يكفرن ما بينهن من خطيئة )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .3 :‬تفسير القمى ص ‪ (3) .377‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪) .280‬‬
‫‪ (4‬تفسببير القمببى ص ‪ (5) .375‬أمببالى المفيببد ص ‪ (6) .142‬أمببالى‬
‫الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.189‬‬

‫]‪[249‬‬

‫‪ - 11‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بببن عيسببى‪ ،‬عببن القاسببم‬
‫ابن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبببد‬
‫ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬مببن قببرأ‬
‫قل هو ال أحببد مببن قبببل أن تطلببع الشببمس إحببدى عشببر مببرة‪ ،‬ومثلهببا إنببا‬
‫أنزلناه‪ ،‬ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف ومن قرأ قببل هببو ال ب أحببد‬
‫وإنا أنزلناه قبل أن تطلع الشمس لببم يصبببه فببي ذلببك اليببوم ذنببب وإن جهببد‬
‫إبليس )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬اطلبوا الببرزق فيمببا بيببن طلببوع الفجببر إلببى‬
‫طلوع الشمس فانه أسرع في طلببب الببرزق مببن الضببرب فببي الرض وهببي‬
‫الساعة الببتي يقسببم الب فيهببا الببرزق بيببن عببباده )‪ - 12 .(2‬مجببالس ابببن‬
‫الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن هلل بن محمد الحفار‪ ،‬عن إسببماعيل الببدعبلي‪ ،‬عببن‬
‫أبيه علي بن علي أخي دعبل الخزاعي‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبببائه‪ ،‬عببن الببباقر‬
‫عليه السلم قال إذا أصبحت فقل‪ :‬اللهم اجعل لي سهما وافرا في كل حسببنة‬
‫أنزلتها من السماء إلى الرض في هببذا اليببوم‪ ،‬واصببرف عنببي كببل مصببيبة‬
‫أنزلتها من السماء إلى الرض في هذا اليوم‪ ،‬وعافني من طلب ما لببم تقببدر‬
‫لببي مببن رزق ]ومببا قببدرت لببي مببن رزق )‪ [(3‬فسببقه إلببى فببي يسببر منببك‬
‫وعافية‪ ،‬آمين ‪ -‬ثلث مرات ‪ .(4) -‬بيببان‪ :‬الظبباهر أن المببراد قببراءة جميببع‬
‫الدعاء ‪ -‬ثلثا ‪ -‬ويحتمل كون المراد آمين فقط‪ - 13 .‬مجببالس ابببن الشببيخ‪:‬‬
‫بالسناد المتقدم عن أخي دعبل‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه عليهما السببلم قببال‪:‬‬
‫سمعت الصادق عليه السلم يقول‪ :‬أمسينا وأمسى الملك ل الواحد القهببار‪،‬‬
‫و الحمد ل رب العالمين الذي ذهب بالنهار وجاء بالليل‪ ،‬ونحببن فببي عافيببة‬
‫منه‪ ،‬اللهم‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .162‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .158‬زيادة من المصدر‪) .‬‬
‫‪ (4‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.380‬‬

‫]‪[250‬‬

‫هذا خلق جديد قد غشانا فما علمببت فيببه مببن خيببر فسببهله وقيضببه‪ ،‬واكتبببه أضببعافا‬
‫مضاعفة‪ ،‬وما علمت فيه من شر فتجاوز عنه برحمتك‪ ،‬أمسببيت لأملببك مببا‬
‫أرجببو‪ ،‬ول أدفببع شببر مببا أخشببى‪ ،‬أمسببى المببر لغيببري وأمسببيت مرتهنببا‬
‫بكسبي‪ ،‬وأمسيت لفقير أفقر مني فسع لفقري مببن سببعتك ممببا كتبببت علببى‬
‫نفسك ]وأسألك ظ[ التقوى ما أبقيتني والكرامببة إذا تببوفيتني والصبببر علببى‬
‫ما أبليتني والبركة فيما رزقتني‪ ،‬والعببزم علببى طاعتببك فيببابقي مببن عمببري‬
‫والشكر لك فيما أنعمت به علي )‪ .(1‬بيان‪) :‬غشانا( على بنبباء التفعيببل‪ ،‬أي‬
‫غطانا )وقيضه( أي سببه و قدره‪ - 14 .‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أحمببد بببن‬
‫هارون بن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن القاسم بن جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عباد‬
‫بن أحمد القزويني‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبي المجالد عن زيد بن وهب‪ ،‬عببن أبببي‬
‫المنذر الجهني قال‪ :‬قلت‪ :‬يا نبي ال علمني أفضل الكلم قال‪) :‬ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيببده الخيببر وهببو علببى‬
‫كل شئ قدير( ‪ -‬مائة مرة ‪ -‬في كل يوم فببأنت يببومئذ أفضببل النبباس عمل إل‬
‫من قال مثل ما قلت‪ ،‬وأكثر من )سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال ب وال ب‬
‫أكبر ولحول ولقوة إل بال( ول تنسين الستغفار في صلتك فانها ممحبباة‬
‫للخطايا باذن ال )‪ - 15 .(2‬الخصال‪ :‬عن أحمد بببن الحسببن القطببان‪ ،‬عببن‬
‫أحمد بن يحيى بن زكريا عببن بكببر بببن عبببد الب بببن حبببيب‪ ،‬عببن تميببم بببن‬
‫بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إسماعيل بن الفضببل قببال‪ :‬سببألت أبببا عبببد الب عليببه‬
‫السلم عن قوله ال عزوجل )فسبح بحمببد ربببك قببل طلببوع الشبمس وقببل‬
‫غروبها( )‪ (3‬فقال‪ :‬فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .381‬أمببالى الطوسببى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .356‬طببه‪:‬‬
‫‪.130‬‬

‫]‪[251‬‬

‫‪ -‬عشر مرات ‪ -‬وقبل غروبها ‪ -‬عشر مرات ‪) -‬ل إله إل الب وحببده ل شببريك لببه لببه‬
‫الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير وهببو علببى كببل‬
‫شئ قدير( قال‪ :‬فقلت )ل إله إل ال وحده ل شريك له له الملببك ولببه الحمببد‬
‫يحيي ويميت ويميت و يحيي( فقال‪ :‬يا هذا لشك في أن ال ب يحيببي ويميببت‬
‫ويميت ويحيي‪ ،‬ولكن قل كما أقول‪ .(1) .‬بيان‪ :‬حمببل الفببرض علببى التقببدير‬
‫والتعيين‪ ،‬أو على تأكببد السببتحباب لعببدم القببول بببالوجوب وضببعف السببند‪،‬‬
‫والحوط عدم الترك‪ - 16 .‬العلل‪ :‬عببن أبيببه‪ ،‬عببن سببعد بببن عبببد البب‪ ،‬عببن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن أحمد ابن محمد بن أبي نصبر الببزنطي‪ ،‬عبن أببان بببن‬
‫عثمان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إن نوحا إنمببا‬
‫سمي عبدا شكورا لنه كان يقول إذا أصبح وأمسى )اللهم إنببي اشببهدك أنببه‬
‫ما أمسى وأصبح بي مببن نعمبة أو عافيبة فببي ديبن أو دنيبا فمنببك وحبدك ل‬
‫شريك لك لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى إلهنا( )‪ .(2‬بيان‪) :‬مببا‬
‫أمسى وأصبح( أي دخل فببي المسبباء والصببباح متلبسببا بببي أو معببي‪ ،‬وفببي‬
‫بعض الروايات أصبحت رعاية لمعنى الموصول فانه فسر بالنعمة )فمنك((‬
‫قال الطيبي الفاء جواب للشرط كما في قوله تعالى )وما بكم من نعمببة فمببن‬
‫ال( )‪ (3‬ومن شرط الجزاء أن يكون مبنيا على الشرط‪ ،‬ول يستقيم هذا في‬
‫الية إل بتقدير الخبار والتنبيه‪ ،‬وهو أنهم كانوا ل يقومون بشببكر نعببم الب‬
‫تعالى بل يكفرونها بالمعاصي‪ ،‬فقيل لهم إن ما تلبس بكم من نعم ال ب وأنتببم‬
‫ل تشببكرونها سبببب لن أخبببرتكم بأنهببا مببن البب‪ ،‬حببتى تقومببوا بشببكرها‪.‬‬
‫والحديث بعكسه أي إني اقر وأعببترف بببأن كببل النعببم الحاصببلة مببن ابتببداء‬
‫خلق العالم إلى انتهاء دخول الجنة فمنك وحدك‪ ،‬فأوزعني أن أقوم بشكرها‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .62‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .28‬النحل‪.53 :‬‬

‫]‪[252‬‬

‫ول أشكر غيرك‪ .‬وقوله‪) :‬وحدك( حال من المتصل في قوله )فمنك( أي فحاصل منك‬
‫منفردا وقوله )فلك الحمد( تقرير للمعطوف‪ ،‬ولذلك قدم الخبر على المبتببدء‬
‫ليفيد الحصر‪ ،‬يعني إذا كانت النعمة مختصة منك فها أنا أتقدم إليك وأخببص‬
‫الحمد والشكر بك قائل لك الحمد ل لغيرك‪ ،‬ولك الشكر ل لحد سواك‪- 17 .‬‬
‫مجالس الصدوق‪ :‬عن محمد بن الحسبن‪ ،‬عبن محمبد ببن الحسبن الصبفار‪،‬‬
‫عن العباس بن معروف‪ ،‬عبن محمبد ببن سبنان‪ ،‬عبن طلحبة ببن زيبد‪ ،‬عبن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبببائه عليهببم السببلم قببال‪ :‬مببن كبببر الب تبببارك وتعببالى عنببد‬
‫المساء مائة تكبيرة‪ ،‬كان كمن أعتق مائة نسببمة )‪ .(1‬ثببواب العمبال‪ :‬عبن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمببد الشببعري‪ ،‬عببن الحسببن بببن‬
‫الحسين اللؤلؤي‪ ،‬عن علي بن نعمان‪ ،‬عن يحيى بن زكريا‪ ،‬عن محمد ابببن‬
‫عبد ال بن رببباط‪ ،‬عببن أبببي حمببزة الثمببالي‪ ،‬عببن علببي بببن الحسببين عليببه‬
‫السلم مثله )‪ - 18 .(2‬مجالس الصدوق )‪ (3‬ومعانى الخبببار‪ :‬عببن أحمببد‬
‫بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سعيد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بببن عيسببى‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بن أبببي حمببزة البطببائني‪ ،‬عببن أبببي‬
‫بصير‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قبال‪ :‬قبال‬
‫رسول الب صببلى الب عليببه وآلببه‪ :‬إن فببي الجنببة غرفببا يببرى ظاهرهببا مببن‬
‫باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها‪ ،‬يسبكنها مبن امببتي مبن أطباب الكلم‪ ،‬وأطعبم‬
‫الطعام‪ ،‬وأفشى السلم‪ ،‬وصلى بالليل والناس نيام‪ .‬ثم قببال صببلى الب عليببه‬
‫وآله‪ :‬يا علي أو تدري ما إطابة الكلم ؟ من قال إذا أصبح وأمسى‪ :‬سبحان‬
‫ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكبر ‪ -‬عشر مرات ‪.(4) -‬‬

‫)‪ (1‬أمببالى الصببدوق ص ‪ 33‬و ‪ (2) .34‬ثببواب العمببال ص ‪ (3) .148‬أمببالى‬


‫الصدوق ص ‪ (4) .198‬معاني الخبار ص ‪.250‬‬
‫]‪[253‬‬

‫أقول‪ :‬قد سبق تمامه مرارا بأسببانيد )‪ - 19 .(1‬مجببالس الصببدوق‪ :‬عببن محمببد بببن‬
‫الحسين بن إبراهيم بن ناتانه‪ ،‬عن علي ابببن إبراهيببم‪ ،‬عببن أبيببه‪ ،‬عببن ابببن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عببن عبببد الرحمببن ابببن سببيابة‪ ،‬عبن أبببي‬
‫إسحاق السبيعي‪ ،‬عن الحارث العور‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬مببن قببال‬
‫حين يمسي ‪ -‬ثلث مرات ‪) -‬سبحان ال حين تمسون وحين تصبحون‪ ،‬وله‬
‫الحمد في السموات والرض وعشيا وحين تظهببرون( لببم يفتببه خيببر يكببون‬
‫في تلك الليلة وصرف عنه جميع شرها‪ ،‬ومن قال مثلك ذلك حين يصبح لببم‬
‫يفتحببه خيببر يكببون فببي ذلببك اليببوم‪ ،‬وصببرف عنببه جميببع شببره )‪ .(2‬ثببواب‬
‫العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن موسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي ابببن‬
‫الحكم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬مثله )‪ - 20 .(3‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عببن سببعد بببن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل ))وإبراهيم الذي وفى( )‬
‫‪ (4‬قال إنه كان يقول إذا أصبح وأمسى )أصبحت وربي محمود‪ ،‬أصبحت ل‬
‫أشرك بال شببيئا‪ ،‬ول أدعببو مببع الب إلهببا آخببر‪ ،‬ول أتخببذ مببن دونببه وليببا(‬
‫فسمي بذلك عبدا شكورا )‪ - 21 .(5‬الكافي‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي سعيد المكاري‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر عليه السلم مثله إل أن فيه ‪ -‬ثلثا قال‪ :‬فببأنزل ال ب عزوجببل فببي‬
‫كتابه )وإبراهيم الذي وفى( قلت‪ :‬فما عنى بقوله في نوح )إنه‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 76‬ص ‪ 2‬باب افشاء السلم‪ (2) .‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .345‬ثواب‬
‫العمال ص ‪ (4) .151‬النجم‪ (5) .37 :‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪.35‬‬

‫]‪[254‬‬

‫كان عبدا شكورا( )‪ (1‬قال‪ :‬كلمات بالغ فيهن‪ ،‬قلبت‪ :‬ومبباهن ؟ كبان إذا أصبببح قبال‪:‬‬
‫)اصبحت اشهدك ما أصبحت بي من نعمة أو عافية فببي ديببن أو دنيببا فانهببا‬
‫منك وحدك ل شريك لك فلك الحمد على ذلك‪ ،‬ولك الشكر كثيرا( كان يقولها‬
‫إذا أصبح ‪ -‬ثلثا ‪ -‬وإذا أمسى ‪ -‬ثلثا ‪ .(2) -‬بيان‪ :‬فببي روايببة الكلينببي )ول‬
‫أدعو معه إلها( وليس فيه )آخر( ويظهببر منببه سببقط أو تصببحيف فببي آخببر‬
‫رواية العلل فتأمل‪ - 22 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب‬
‫بن يزيد‪ ،‬عن أحمد ابن الحسن الميثمي‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليبه وآلبه‪ :‬إن فبي‬
‫بني آدم ثلث مائة وسببتين عرقببا ثمببانين ومببائة متحركببة و ثمببانين ومببائة‬
‫ساكنة‪ ،‬فلو سكن المتحرك لم ينم‪ ،‬أو يتحرك الساكن لببم ينببم‪ ،‬فكببان رسببول‬
‫ال صلى ال عليه وآله إذا أصبح قال‪) :‬الحمد ل رب العببالمين كببثيرا علببى‬
‫كل حال( ثلثمائة وستين مرة‪ ،‬وإذا أمسى قال مثل ذلبك )‪ - 23 .(3‬الكبافي‪:‬‬
‫عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬وحميببد بببن زيبباد‪ ،‬عببن الحسببن ابببن محمببد‬
‫جميعا‪ ،‬عن الميثمي مثله )‪ - 24 .(4‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن الحسن‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد البرقي‪ ،‬عن منصور بببن‬
‫العباس‪ ،‬عن سعيد بن جناح‪ ،‬عن أبي مسعر عن أبي عبد ال عليببه السببلم‬
‫قال‪ :‬من قال أربع مرات إذا أصبح )الحمد ل رب العببالمين( فقببد أدى شببكر‬
‫يومه‪ ،‬ومن قالها إذا أمسى فقد أدى شكر ليلته )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .3 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .534‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ 42‬و ‪) .43‬‬
‫‪ (4‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .503‬ثواب العمال ص ‪.13‬‬

‫]‪[255‬‬

‫الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن البرقي مثله )‪ .(1‬بيان‪ :‬يخطر بالبال لخصوص هذا العببدد أن‬
‫اصببول النعببم إمببا دنيويببة أو اخرويببة ظبباهرة أو باطنببة‪ ،‬كمببا قببال سبببحانه‬
‫)وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة( )‪ (2‬فتصببير أربعببا أو يقببال‪ :‬النعببم إمببا‬
‫إفاضة رحمة أو دفع بلية‪ ،‬وكل منهما إما فببي ديببن أو دنيببا )‪ (3‬ويزيببده مببا‬
‫ورد في الدعاء الخر )اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافيببة فببي ديببن أو‬
‫دنيببا فمنببك وحببدك ل شببريك لببك(‪ - 25 .‬المحاسببن‪ :‬عببن أبيببه وعمببرو بببن‬
‫عثمان وأيوب بن نوح جميعا‪ ،‬عن عبد ال ابن المغيرة‪ ،‬عببن عبببد ال ب بببن‬
‫مسكان‪ ،‬عن ليث المرادي‪ ،‬عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قببال‪ :‬سببمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من قال عشببر مببرات قبببل أن تطلببع الشببمس‬
‫وقبل غروبها )ل إله إل ال وحده ل شريك له لببه الملببك ولببه الحمببد يحيببي‬
‫ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير وهو على كل شئ قديببد( كببانت كفببارة‬
‫لذنبه في ذلك اليوم )‪ .(4‬الكافي‪ :‬بسند صحيح أيضا عببن عبببد الكريببم مثلببه‬
‫إل أن فيه )يحيببي ويميببت ويميببت ويحيببي( )‪ .(5‬بيببان‪ :‬لعببل المببراد ببباليوم‬
‫اليوم مع ليلته‪ ،‬فيكون ماقاله قبل طلوع الشمس كفببارة لببذنوب الليببل‪ ،‬ومببا‬
‫قاله قبل غروبها كفارة لذنوب اليوم‪ ،‬ولو كان المراد اليوم فقط‪ ،‬كان نبباظرا‬
‫إلى قوله )قبل غروبها( وأحال الول على الظهور‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .503‬لقمان‪ (3) .20 :‬وعندي أن الوجه في ذلبك رعايبة‬
‫كلمات الية وهى أربعة‪ ،‬فتكرر أربع مببرات‪ (4) .‬المحاسببن ص ‪(5) .31‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.518‬‬
‫]‪[256‬‬

‫‪ - 26‬البلد المين )‪ :(1‬رأيت بخط الشببهيد ‪ -‬ره ‪ -‬سببئل عطببا‪ :‬مببا معنببى قببول النبببي‬
‫صلى ال عليه وآله خير الدعاء دعائي‪ ،‬ودعاء النبياء قبلببي‪ ،‬وهببو ل إلببه‬
‫إل ال وحده ل شريك له إلى آخر مببا مببر‪ ،‬وليببس هببذا دعبباء وهببو تقببديس‬
‫وتحميد‪ ،‬فقال عطا‪ :‬هذا كما قال امية بن أبي الصلت‪ :‬ءأذكببر حبباجتي أم قببد‬
‫كفاني * حباؤك إن شميتك الحباء إذا أثنببى عليببك المببرء يومببا * كفبباه مببن‬
‫تعرضه الثناء أفيعلم ابن جدعان )‪ (2‬ما يراد منه بالثناء عليه‪ ،‬ول يعلم ال‬
‫تعالى ما يراد منه بالثناء عليه ؟‬

‫)‪ (1‬الدعاء مذكور في ص ‪ ،26‬وليببس فببي الهببامش مببا نقلببه المؤلببف العلمببة فببي‬
‫شرحه‪ (2) .‬هو عبد ال بن جدعان عمر وبن كعب بن سعد ببن تيبم يكنبى‬
‫أبا زهير‪ ،‬وقببد قبالت عائشببة لرسببول الب صببلى الب عليببه وآلببه‪ :‬ان ابببن‬
‫جدعان كان يطعم الطعام ويقرى الضببيف فهببل ينفعببه ذلببك يببوم القيامببة ؟‬
‫فقال‪ :‬ل انه لم يقل يوما )رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين(‪ .‬قيبل كبان اببن‬
‫جدعان ابن عم عائشة وكبان جبدها أببو قحافبة عضبر وطباله ينبادى إلبى‬
‫مائدته على أربعة دوانيق وقد شهد رسول ال صلى ال وعليه وآله حلف‬
‫الفضول في دارابن جدعان وفى ذلك كان يقول صلى ال عليببه وآلببه‪ :‬لقببد‬
‫شهدت في دار عبد ال بن جدعان حلفا ما أحب أن لى به حمر النعم‪ ،‬ولبو‬
‫أدعى به في السلم لجبت‪ .‬وكان ابن جدعان في بدء أمره صعلوكا تببرب‬
‫اليدين ومعذلك فتاكا ل يزال يجنى الجنايات فيعقل عنه أبببوه وقببومه حببتى‬
‫نفوه وحلف أبوه أن ل يؤويه لما أثقله من الغرم والديات ثم انه عثر على‬
‫ثعبان من ذهب وعيناه يا قوتتان فأثرى به وأوسببع فببي الكببرم‪ ،‬حببتى أنببه‬
‫كان يضرب المثل بعظم جفنته يأكل منها الراكب على البعيببر‪ ،‬وسببقط يببوم‬
‫فيها صبى فغرق ومات‪ ،‬ومدحه أمية بن أبي الصلت الثقفي لكرمه وجوده‬
‫ومن أبياته ما ذكر في الصلب‪ .‬وروى عن النبي صلى ال عليببه وآلببه أنببه‬
‫قال‪ :‬ان اهون أهل النار عذابا ابن جدعان فقيل يارسول ال ومببا بببال ابببن‬
‫جدعان أهون أهل النار عذابا ؟ قال صلى ال عليببه وآلببه‪ :‬انببه كببان يطعببم‬
‫الطعام‪ .‬راجع ج ‪ 74‬ص ‪ 368‬من البحار طبعتنا هذه‪.‬‬

‫]‪[257‬‬

‫‪ - 27‬المحاسن‪ :‬عن الحسن بن ظريف‪ ،‬عببن عبببد الب بببن المغيببرة‪ ،‬عببن حمبباد بببن‬
‫عثمان‪ ،‬عن أبي حمزة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليببه السببلم يقببول‪ :‬مببن كبببر‬
‫ال مائة تكبيرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبهببا‪ ،‬كتببب الب لببه مببن الجببر‬
‫كأجر من أعتق مائة رقبة‪ ،‬ومببن قبال )سبببحان الب وبحمببده( كتببب الب لببه‬
‫عشر حسنات وإن زاد زاده ال )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن علي بن سببيف‪ ،‬عببن أخيببه‬
‫الحسين‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن ضريس الكناسي‪ ،‬عببن أبببي جعفببر عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه واله مر برجل يغرس غرسببا‬
‫في حائط له فوقف عليه فقال له‪ :‬أل أدلك على شئ أثبت أصل وأسرع ينعببا‬
‫وأطيب ثمرا وأبقى ؟ قال‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬إذا أصبحت وأمسيت فقل‬
‫)سبحان ال والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬والب أكبببر( فببان لببك بكببل تسبببيحة‬
‫شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة‪ ،‬وهي الباقيات الصالحات )‪ .(2‬ومنببه‪:‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن أبي الحسببن عليببه السببلم قببال‪:‬‬
‫من قال )بسم الب الرحمببن الرحيبم لحببول ول قبوة إل ببال العلببي العظيببم(‬
‫ثلث مرات حين يصبببح‪ ،‬وثلث مببرات حيبن يمسببي‪ ،‬لبم يخببف شببيطانا ول‬
‫سلطانا ول جذاما ول برصا‪ .‬قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬وأنا أقولها مببائة‬
‫مرة )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬فقد النبي صلى ال عليه وآله رجل مببن النصببار فقببال لببه‪ :‬مببا‬
‫غيبك عنا ؟ فقال‪ :‬الفقر يارسول البب‪ ،‬وطببول السببقم‪ ،‬فقببال لببه رسببول الب‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أل اعلمك كلمببا إذا قلتببه ذهببب عنببك الفقببر والسببقم ؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬إذا أصبحت وأمسيت فقل‪) :‬لحول ول قوة إل بببال‪ ،‬تببوكلت‬
‫على الحي الذي ل يموت والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولببم يكببن لببه شببريك‬
‫في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا(‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .36‬المحاسن ص ‪ (3) .37‬المحاسن ص ‪.41‬‬

‫]‪[258‬‬

‫قال الرجل‪ :‬فو ال ما قلته إل ثلثة أيام حتى ذهب عنببي الفقببر والسببقم )‪ .(1‬ومنببه‪:‬‬
‫عن أبي يوسف‪ ،‬عن ابببن أبببي عميببر‪ ،‬عببن النمبباطي‪ ،‬عببن كليمببة صبباحب‬
‫الكلل قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من قال هذا القول إذا أصبح فمببات‬
‫في ذلك اليوم دخل الجنة‪ ،‬فان قببال إذا أمسببى فمببات مببن ليلتببه دخببل الجنببة‬
‫)اللهم إني اشهدك واشبهد ملئكتبك المقربيبن وحملبة العبرش المصبطفين‪،‬‬
‫أنك أنت الب ل إلببه إل أنببت الرحمببن الرحيببم‪ ،‬وأن محمببدا عبببدك ورسببولك‬
‫وفلن وفلن حتى ينتهي إليه أئمتي وأوليائي على ذلك أحيي وعليه أمببوت‬
‫وعليه ابعث يوم القيامة‪ ،‬وأبرء من فلن وفلن وفلن أربعة‪ ،‬فان مات في‬
‫يومه أو ليلته دخل الجنة )‪ .(2‬الكافي‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عببن أحمببد بببن‬
‫محمد وعلي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه جميعا عن ابن أبببي عميببر‪ ،‬عببن الحسببن‬
‫بن عطية‪ ،‬عن رزين صاحب النماط‪ ،‬عن أحدهما عليهما السلم قببال‪ :‬مببن‬
‫قببال‪) :‬اللهببم( إلببى قببوله )ورسببولك وأن فلن بببن فلن أمببامي ووليببي وأن‬
‫آباءه‪ :‬رسول ال وعليا والحسن والحسين وفلنا وفلنببا حببتى ينتهببي إليببه‬
‫أئمتي( إلى قوله )من فلن وفلن وفلن( فان مات فببي ليلتببه دخببل الجنببة )‬
‫‪ - 28 .(3‬المحاسن‪ :‬عن أبي يوسف‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عببن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليببه السببلم يقببول‪ :‬مببن‬
‫قال إذا أصبح هذا القول لم يصبه سوء حتى يمسي‪ ،‬ومن قببال حيببن يمسببي‬
‫لم يصبه سوء حتى يصبح‪ ،‬يقول )سبحان الب مببع كببل شببئ حببتى ل يكببون‬
‫شئ بعدد كل شئ وحده‪ ،‬وعدد جميع الشياء وأضعافها منتهببى رضببا البب‪،‬‬
‫والحمد ل كذلك‪ ،‬ول إله إل ال مثل ذلك‪ ،‬وال أكبر مثل ذلك )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ 42‬و ‪ 43‬في حديث‪ (2) .‬المحاسن ص ‪ (3) .44‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .522‬المحاسن ص ‪ 44‬فيه‪ :‬بعد كل شئ‪.‬‬

‫]‪[259‬‬

‫ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن جهم‪ ،‬عن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن أبي خديجة عببن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم وحدثنا بكر بن صالح‪ ،‬عببن عبببد الب بببن إبراهيببم‬
‫الجعفببري‪ ،‬عببن أبببي الحسببن عليببه السببلم قببال‪ :‬إذا أمسببيت فنظببرت إلببى‬
‫الشمس في غروب وإدبار فقل‪) :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل الذي لبم‬
‫يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك والحمد ل الذي يصببف ول يوصببف‪،‬‬
‫ويعلم ول يعلم‪ ،‬يعلم خائنة العين ومبا تخفبي الصبدور‪ ،‬وأعبوذ ببوجه الب‬
‫الكريم‪ ،‬وبسم ال العظيم‪ ،‬من شر ماذرأ وبرأ‪ ،‬ومببن شببر مببا تحببت الببثرى‪،‬‬
‫ومن شر ما ظهر وما بطن‪ ،‬ومن شر ما في الليل والنهببار‪ ،‬ومببن شببر أبببي‬
‫قترة وما ولد‪ ،‬ومن شر ما وصفت وما لم أصف‪ ،‬والحمد ل رب العالمين(‪.‬‬
‫قال‪ :‬وذكر أنها أمان مبن كببل سببع‪ ،‬ومبن شبر الشببيطان الرجيببم‪ ،‬وذريتبه‪،‬‬
‫ومن كل ماعض ولسع‪ ،‬ول يخاف صاحبها إذا تكلم بها لصببا ولغببول )‪.(1‬‬
‫الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عبببد الرحمببان بببن حمبباد‪ ،‬عببن‬
‫الجعفري مثله )‪ .(2‬فلح السائل‪ :‬مرسل مثله )‪ .(3‬ايضبباح‪) :‬مبباذرأ وبببرأ(‬
‫يمكن أن يكون الذرؤ والببرؤ كلهمبا عامبا لجميبع المخلوقبات تأكيبدا‪ ،‬وأن‬
‫يكون البرؤ مخصوصا بالحيوان والخر عاما‪ ،‬أو بالعكس قببال فببي النهايببة‬
‫في أسماء الباري )هو الببذي خلببق الخلببق لعببن مثببال( ولهببذه اللفظببة مببن‬
‫الختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيببره مببن المخلوقببات فيقببال‪ :‬بببرء‬
‫ال النسمة‪ ،‬و خلق السموات والرض‪ ،‬وقال ذرء ال الخلببق يببذرؤهم ذرء‬
‫إذا خلقهم‪ ،‬وقال الذرء مختص بخلق الذرية‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسببن ص ‪ (2) .369‬الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،532‬وبسببند آخببر عببن سببليمان‬


‫الجعفري مثله ص ‪ 569‬و ‪ 570‬وهذا أوفق بما نقلببه عببن المحاسببن‪(3) .‬‬
‫لم نجده في مظانه‪.‬‬
‫]‪[260‬‬

‫قوله‪) :‬وشر أبي قترة( أقول‪ :‬في النسخ اختلف كثير‪ :‬في أكببثر نسببخ الكببافي )أبببي‬
‫مرة( وهو أظهر‪ ،‬وهو بضم الميم وتشديد الراء كنية إبليس لعنه ال‪ ،‬ذكره‬
‫الجوهري وغيببره‪ ،‬وفببي أكببثر نسببخ المحاسببن )أبببي قببترة( وقببال الفيببروز‬
‫آبادي‪ :‬أبو قترة إبليس لعنه ال‪ ،‬أو قترة علم للشيطان‪ ،‬وفي بعببض النسببخ‬
‫قترة بدون ذكر أبي‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فيه تعو ذوا بال مببن قببترة ومببا ولببد‪،‬‬
‫هو بكسر القاف وسببكون التبباء اسببم إبليببس انتهببى‪ ،‬وكببل الوجببوه صببحيح‬
‫موافق للستعمال واللغة‪ ،‬وربما يقرء ابن قترة بكسر القاف وسببكون التبباء‬
‫لما ذكره الجوهري )‪ (1‬حيث قال ابن قترة حية خبيثببة إلببى الصببغر مبباهي‪،‬‬
‫ول يخفى ما فيه من التكلف لفظا ومعنى‪ .‬قال السيد فببي فلح السببائل‪ :‬قببال‬
‫صاحب الصحاح‪ :‬ابن قترة بكسر القاف حية خبيثة‪ ،‬فيمكن أن يكون المببراد‬
‫إبليس وذريته‪ ،‬وشبهه بالحية المذكورة‪ ،‬وفي بعض النسخ أبي مببرة وهببو‬
‫أقرب إلى الصواب‪ ،‬لن هذا الدعاء عبوذة مبن الشبيطان وذريتبه ولنبه مبا‬
‫يقال‪ :‬أبو قترة‪ ،‬إنما يقال‪ :‬ابن قترة‪ .‬وأمببا قببوله )مببن شببر الرسببيس( فقببال‬
‫صبباحب الصببحاح‪ :‬رس الميببت أي قبببر‪ ،‬والببرس الصببلح بيببن النبباس‬
‫والفساد‪ ،‬وقدرسست بينهم وهو من الضداد ولعله تعوذ مببن الفسبباد ومببن‬
‫المببوت‪ ،‬ومببن كببل مببا يتعلببق بمعنبباه انتهببى‪ .‬وأقببول‪ :‬الظهببر أن المببراد‬
‫بالرسيس العشق الباطببل أو الحمببى‪ ،‬قبال الفيببروز آبببادي‪ :‬الرسببيس الشببئ‬
‫الثابت‪ ،‬والفطن العاقل‪ ،‬وخبر لم يصح‪ ،‬وابتداء الحب والحمى انتهى‪ ،‬وفببي‬
‫بعببض النسببخ فببي هببذه الكلمببة أيضببا اختلفببات لببم نتعببرض لهببا‪ .‬والعببض‬
‫المساك بالسنان‪ ،‬واللسع بالبرة كالعقرب والزنبببور‪ - 29 .‬تفسببير المببام‬
‫عليه السلم‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لرجل من أصببحابه‪ :‬إذا‬
‫أردت أن ل يصيبك شر العادي فقل إذا أصبببحت أعببوذ بببال مببن الشببيطان‬
‫الرجيم‪ ،‬فان‬

‫)‪ (1‬وهكذا ذكره الفيروز آبادى‪.‬‬

‫]‪[261‬‬

‫ال يعيذك من شرهم‪ ،‬وإذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغببرق والحببرق والسببرق )‬
‫‪ (1‬فقل إذا أصبحت بسم ال ما شاء ال ل يصرف السببوء إل الب بسببم الب‬
‫ما شاء ال‪ ،‬ل يسوق الخير إل ال‪ ،‬بسم ال ما شاء ال ما يكون من نعمببة‬
‫فمن ال‪ ،‬بسم ال ما شاء ال لحول ولقوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬بسم ال ب‬
‫ما شاء ال صبلى الب علبى محمبد وآلبه الطيببين( فبان مبن قالهبا ثلثبا إذا‬
‫أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق‪ ،‬حتى يمسببي‪ ،‬ومببن قالهببا ثلثببا إذا‬
‫أمسى أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يصبببح‪ .‬وإن الخضببر وإليبباس‬
‫عليهما السلم يلتقيان في كل موسم‪ ،‬فببإذا تفرقببا تفرقببا عببن هببذه الكلمببات‪،‬‬
‫وإن ذلك شعار شيعتي‪ ،‬وبه يمتاز أعدائي من أوليببائي يببوم خببروج قببائمهم‬
‫صلوات ال عليه )‪ .(2‬أقول‪ :‬تمامه في ببباب سببد البببواب وفتببح ببباب علببي‬
‫عليه السلم )‪ - 30 .(3‬العياشي‪ :‬عن الحسين بن المختبار‪ ،‬عبن أببي عببد‬
‫ال عليه السلم في قول ال تعالى )واذكر رببك فبي نفسبك تضبرعا وخيفبة‬
‫ودون الجهر من القول بالغدو والصال( )‪ (4‬قال تقول عند المسبباء )ل إلببه‬
‫إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحيببي ويميببت وهببو علببى كببل‬
‫شئ قدير( قلت )بيده الخير( قال‪ :‬بيده الخير‪ ،‬لكن قببل كمببا أقببول لببك عشببر‬
‫مرات‪ .‬و )أعوذ بال السميع العليم من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن‬
‫يحضرون إن ال هو السميع العليم( عشر مرات حين تطلع الشمس وعشر‬
‫مرات حين تغرب )‪ .(5‬الكافي‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬بن أبيببه‪ ،‬عببن حمبباد‪،‬‬
‫عن حسين بن المختار‬

‫)‪ (1‬والشرق خ ل‪ ،‬وهو الغصة بالريق أو الماء‪ (2) .‬تفسير المام ص ‪ 7‬و ‪(3) .8‬‬
‫راجببع ‪ 39‬ص ‪ 25‬فببي حببديث طويببل‪ (4) .‬العببراف‪ (5) .205 :‬تفسببير‬
‫العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.45‬‬

‫]‪[262‬‬

‫عن العلء بن كامببل عنببه عليببه السببلم مثلببه )‪ (1‬لكببن اكتفببى فببي السببتعاذة بقببوله‬
‫)أعببوذ بببال السببميع العليببم(‪ .‬بيببان‪ :‬الختلف الببوارد فببي هببذا التهليببل‬
‫والستعاذة محمول على التخيير‪ ،‬ولعل النهي عببن قببوله )بيببده الخيببر( مببع‬
‫وجوده في سائر الخبار لتعليم الراوي أن ل يجترئ على المام ويعمل بمببا‬
‫يسمع أو لكون المناسب له هذا النوع أو للتقية فيببه‪ ،‬أو فببي سببائر الخبببار‬
‫والتيان بالجميع أحوط وأولى‪ - 31 .‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مببروان‪ ،‬عببن‬
‫بعض أصحابه قال‪ :‬قال جعفر بن محمد قل )أستعيذ بال السميع العليببم مببن‬
‫الشيطان الرجيببم‪ ،‬وأعببوذ بببال أن يحضببرون‪ ،‬أن الب هببو السببميع العليببم(‬
‫وقل‪) :‬ل إله إل ال وحده ل شريك لبه لببه الملبك ولبه الحمبد يحيببي ويميبت‬
‫ويميت ويحيي وهو على كل شئ قدير( فقال له رجل‪ :‬مفروض هببو ؟ قببال‪:‬‬
‫نعم مفروض هو محببدود‪ ،‬تقببول قبببل طلببوع الشببمس وقبببل الغببروب عشببر‬
‫مرات‪ ،‬فبان فاتببك شبئ منهبا فاقضبه مببن الليبل والنهبار )‪ .(2‬الكبافي‪ :‬عبن‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمبد ببن علبي‪ ،‬عبن أببي جميلبة‪ ،‬عبن محمبد ببن‬
‫مروان مثله )‪ - 32 .(3‬العياشي‪ :‬عن حفص البختري‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إنما سبمي نببوح عببدا شبكورا لنببه كبان يقبول إذا أصببح‬
‫وأمسى )اللهم إنه ما أصبح وأمسى بي من نعمة أو عافية في ديببن أو دنيببا‬
‫منك وحدك ل شريك لك لك الحمد ولك الشكر به علببي يببا رب حببتى ترضببى‬
‫وبعد الرضا( يقولها إذا أصبببح عشببرا وإذا أمسببى عشببرا )‪ .(4‬ومنببه‪ :‬عببن‬
‫أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬ماعني ال‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .527‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .45‬الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .533‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.280‬‬

‫]‪[263‬‬

‫بقوله لنوح )إنه كببان عبببدا شببكورا( ؟ )‪ (1‬فقببال كلمببات بببالغ فيهببن وقببال‪ :‬كببان إذا‬
‫أصبح وأمسى قال‪) :‬اللهم إني أصبحت اشهدك أنه ما أصبح بببي مببن نعمببة‬
‫في دين أو دنيا فانه منك وحدك ل شريك لك فلك الشكر به علي يا رب حتى‬
‫ترضى وبعد الرضا( فسمي بذلك عبدا شببكورا )‪ - 33 .(2‬مجببالس المفيببد‪:‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمببد بببن محمببد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الصببباح‬
‫الكناني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال إذا أصبح قبببل أن تطلببع‬
‫الشمس وإذا أمسى قبل أن تغرب الشمس )أشهد أن ل إلببه إل الب وحببده ل‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬وأن الدين كما شرع‪ ،‬والسلم‬
‫كمببا وصببف‪ ،‬والقببول كمببا حببدث‪ ،‬والكتبباب كمببا أنببزل‪ ،‬وأن الب هببو الحببق‬
‫المبين‪ ،‬ذكر ال محمدا وآل محمد بالسلم( فتح ال له ثماينة أبواب الجنببة‪،‬‬
‫وقيل له‪ :‬ادخل من أي أبوابها شئت )‪ - 34 .(3‬المكارم‪ :‬كان الصادق عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬إذا أصبح )بسم ال وبال وإلى ال ومن الب وفببي سبببيل الب‬
‫وعلى ملة رسول ال صلى ال عليه وآله اللهم إليك أسلمت نفسببي‪ ،‬وإليببك‬
‫فوضت أمري‪ ،‬وإليك وجهت وجهي‪ ،‬وعليك توكلت يا رب العببالمين‪ ،‬اللهببم‬
‫احفظني بحفظ اليمان من بين يدي ومن خلفي وعببن يمينببي وعببن شببمالي‬
‫ومن فبوقي ومبن تحبتي )‪ (4‬ل إلبه إل الب لقبوة إل ببال أسبأل الب العفبو‬
‫والعافية من كل سوء في الببدنيا والخببرة‪ .‬اللهببم إنببي أعببوذ بببك مببن عببذاب‬
‫القبر‪ ،‬ومن ضيق القبر‪ ،‬ومن ضغطة القبر‪ ،‬وأعوذ بببك مببن سببطوات الليببل‬
‫والنهار‪ ،‬اللهم رب الشهر الحرام‪ ،‬ورب البيت الحببرام‪ ،‬ورب البلببد الحببرام‪،‬‬
‫ورب الحل والحرام‪ ،‬أبلغ محمدا وآله عني السلم‪ ،‬اللهم إني أعوذ‬

‫)‪ (1‬أسرى‪ (2) .3 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .281‬أمالى المفيد ص ‪(4) .59‬‬
‫زاد في الكافي ههنا‪) :‬ومن قبلى( وسيجئ بيانه‪.‬‬

‫]‪[264‬‬
‫بببدرعك الحصببينة‪ ،‬وأعببوذ بجمعببك أن تميتنببي غرقببا أو حرقببا أو قببودا أو صبببرا أو‬
‫هضما أو ترديا في بئر أو أكيل السبع أو مببوت الفجباءة أو بشببئ مببن ميتببة‬
‫السوء‪ ،‬ولكن أمتني على فراشي في طاعتك وطاعة رسولك صلواتك عليببه‬
‫وآله مصيبا للحق غير مخطبئ‪ ،‬أو فبي الصبف البذي نعبت أهلبه فبي كتاببك‬
‫فقلت )كأنهم بنيان مرصوص( )‪ (1‬مصيبا للحق غير مخطببئ‪ .‬اعيببذ نفسببي‬
‫وديني وأهلي ومالي وولدي وما رزقني ربي بال الواحد الحد الصمد الذي‬
‫لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد اعيذ نفسي وأهلي ومالي وولببدي ومببا‬
‫رزقني ربي برب الفلق‪ ....‬إلى آخره‪ ،‬اعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وما‬
‫رزقني ربي برب الناس‪ ....‬إلى آخره‪ .‬وقل‪) :‬الحمد ل ب عببدد مببا خلببق البب‪،‬‬
‫والحمد لب مثببل مببا خلببق البب‪ ،‬والحمببد لب مببداد كلمبباته‪ ،‬والحمببد لب زنببة‬
‫عرشه‪ ،‬والحمد ل رضا نفسببه‪ ،‬ل إلببه إل الب الحليببم الكريببم ل إلببه إل الب‬
‫العلي العظيم‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من درك الشبقاء‪ ،‬وأعببوذ ببك مببن شبماتة‬
‫العداء‪ ،‬وأعوذ بك من الفقر والوقر‪ ،‬وأعوذ بك من سوء المنظر في الهل‬
‫والمببال والولببد‪ ،‬وصببل علببى النبببي وآلببه عشببر مببرات )‪ .(2‬الكببافي‪ :‬بسببند‬
‫موثوق عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أبي صلوات‬
‫ال ب عليببه يقببول إذا أصبببح وذكببر مثلببه )‪ .(3‬مصببباح الشببيخ‪ :‬فببي أدعيببة‬
‫الصباح والمساء دعاء آخر )بسم ال وبببال( إلببى آخببر الببدعاء )‪ ،(4‬وبيببن‬
‫الكتب اختلف يسير اخترنا منها ما هو أجمع وأصح‪ .‬توضببيح‪) :‬بسببم البب(‬
‫أي أستعين في جميع اموري بسمه سبحانه وبذاته القدس )وإلببى البب( أي‬
‫التجائي أو مرجعي إليه و )من ال( أي أنا وجميع الشياء )‪ (1‬الصببف‪.4 :‬‬
‫)‪ (2‬مكببارم الخلق ص ‪ (3) .324 - 323‬الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪(4) .525‬‬
‫مصباح الشيخ ص ‪.67‬‬

‫]‪[265‬‬

‫منببه أو أسببتمد التوفيببق منببه تعببالى )وفببي سبببيل البب( أي جعلببت نفسببي وأعمببالي‬
‫وإرادتي كلها في سببيل الب‪ ،‬حببتى تكببون خالصبة لبه‪ ،‬وأنبا فببي سبببيل الب‬
‫ومتلبس بطاعته )وعلى ملة رسول ال صلى ال عليببه وآلببه( أي أنببا مقيببم‬
‫عليها أو أجعل أعمبالي موافقبة لهبا‪) .‬إليبك أسبلمت نفسبي( إشبارة إلبى أن‬
‫جوارحه منقادة ل تعالى في أوامره ونواهيه وقوله )إليببك فوضببت أمببري(‬
‫إلى أن اموره الخارجة مفوضة إليه ل مدبر لها غيببره )بحفببظ اليمببان( أي‬
‫بببأن تحفببظ إيمبباني أو مببع حفظببه أو بمببا تحفببظ بببه أهببل اليمببان أو بحفببظ‬
‫تؤمنني به من مخاوف الدنيا والخببرة‪ ،‬فببان المببؤمن مببن أسببمائه سبببحانه‬
‫)من بين يدي‪ (...‬استوعب الجهات الست بحذافيرها لن ما يلحببق النسببان‬
‫من بلية أو فتنة فانما يلحقه ويصل إليه من إحببدى هببذه الجهببات السببت إذا‬
‫كان من غيره‪ ،‬ثم قال‪) :‬ومن قبلي( ليشمل الشرور التي تصل إليه من قبببل‬
‫نفسه‪ ،‬وقيل الجهات الربع الول المراد منهببا مببا يصببيبه مببن قبببل الخلببق‪،‬‬
‫والباقيتببان مببن قبببل البب‪ ،‬وسببطوات الب عقوببباته النازلببة بالليببل والنهببار‪،‬‬
‫والسطوة القهر والبطش‪ ،‬والببدرع الحصببينة كنايببة عببن حفظببة وحراسببته‪.‬‬
‫وأعوذ بجمعك أي بجامعيتك للكمالت أو بجيشببك مببن الملئكببة والنبيبباء و‬
‫الوصياء عليهببم السببلم وفببي النهايببة الجمببع الجيببش أو بجمعببك للشببياء‬
‫وحفضك لهبا‪ ،‬وفبي النهايبة شبرق ببذلك غبص ببه‪ ،‬ومنبه الحبديث الحبرق‬
‫والشببرق شببهادة‪ ،‬هببو الببذي يشببرق بالمبباء فيمببوت انتهببى‪ ،‬والحاصببل أن‬
‫الشبرق هبو أن يعبترض شبئ فبي حلقبه ول ينبدفع إلبى أن يمبوت‪ ،‬والقبود‬
‫بالتحريك القصاص‪ ،‬والقتل صبرا هو أن يؤخذ ويحبس للقتل ثم يقتل وهببذا‬
‫أشد أنواع القتببل‪ ،‬والهضببم الكسببر وهضببمه حقببه ظلمببه‪ ،‬وفببي أكببثر نسببخ‬
‫الكافي مكانه )مسما( فيكون بفتبح الميببم مصبدرا أو بضبمها مببن أسبمه أي‬
‫سقاه سما‪ ،‬و إن لم يذكر في اللغة بناء الفعال بهذا المعنى‪ ،‬أو بضببم الميببم‬
‫وكسر السين وتشببديد الميببم أي يبوم ذي سببموم‪ ،‬فبي القباموس سبم يومنببا‬
‫بالضم فهو مسموم‪ ،‬وسام ومسببم‪ ،‬و فببي بعببض النسببخ سببما وهببو أظهببر‪،‬‬
‫والبنيان الحائط‪ ،‬والرص إلصاق الشئ بعضه‬

‫]‪[266‬‬

‫ببعببض‪ ،‬والببوقر‪ :‬ثقببل السببمع كمببا فببي النهايببة‪ ،‬أو كببل ثقببل مببن الببديون والببذنوب‬
‫وغيرهما‪ - 35 .‬المكارم‪ :‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسببول الب صببلى‬
‫ال عليببه وآلببه‪ :‬فببي ابببن آدم ثلث مببائة وسببتون عرقببا متحركببة وسبباكنة‪،‬‬
‫فلوسكن المتحرك لم يبق النسان ولو تحرك السبباكن لهلببك النسببان‪ ،‬قببال‪:‬‬
‫وكان النبي صلى الب عليببه وآلببه فبي كبل يبوم إذا أصببح وطلعببت الشببمس‬
‫يقول‪ :‬الحمد ل رب العالمين كببثيرا طيبببا علبى كبل حبال يقولهبا ثلث مببائة‬
‫وستين مرة شكرا )‪ .(1‬اعلم الببدين‪ :‬مثلببه وفيببه حمببدا كببثيرا‪ - 36 .‬جبامع‬
‫الخبار‪ :‬من سر آل محمد صلى ال عليه وآله في الصلة علبى النبببي وآلببه‬
‫)اللهم صل على محمد وآل محمد في الولين‪ ،‬وصل على محمبد وآل محمبد‬
‫في الخرين‪ ،‬وصببل علببى محمببد وآل محمببد فببي المل العلبى‪ ،‬وصببل علببى‬
‫محمببد وآل محمببد فببي المرسببلين‪ ،‬اللهببم أعببط محمببدا الوسببيلة والشببرف‬
‫والفضببيلة والدرجببة الكبببيرة‪ ،‬اللهببم إنببي آمنببت بمحمببد وآلببه ولببم أره فل‬
‫تحرمني يوم القيامة رؤيته‪ ،‬وارزقني صحبته‪ ،‬وتوفني على ملته‪ ،‬واسقني‬
‫من حوضه مشربا رويا سببائغا هنيئا ل أظمببا بعببده أبببدا إنببك علببى كببل شببئ‬
‫قدير‪ ،‬اللهم كما آمنت بمحمد ولم أره فعرفني في الجنان وجهببه‪ ،‬اللهببم بلببغ‬
‫روح محمببد عنببي تحيببة كببثيرة وسببلما‪ .‬فببان مببن صببلى علببى النبببي بهببذه‬
‫الصلوات هدمت ذنوبه‪ ،‬وغفرت خطايبباه‪ ،‬ودام سببروره‪ ،‬واسببتجيب دعبباؤه‬
‫وأعطي أمله‪ ،‬وبسط له في رزقه‪ ،‬واعين على عدوه‪ ،‬وهيئ له سبب أنواع‬
‫الخير‪ ،‬ويجعل من رفقاء نبيه بين يببديه فببي الجنببان العلببى‪ ،‬يقببولهن ثلث‬
‫مرات غدوة وثلثبا عشبية )‪ - 37 .(2‬فلح السبائل‪ :‬مبن العمبل عنبد تغيبر‬
‫الشمس للغروب أن تعمل وتقول كما‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .356 - 355‬جامع الخبار ص ‪.73‬‬

‫]‪[267‬‬

‫رويناه باسنادنا إلى الربيع بببن محمببد بببن عمببر المسببلي ومسببلية قبيلببة مببن مذحببج‬
‫باسناده في كتاب أصببله عببن سببلم بببن أبببي عمببرة‪ ،‬عببن أبببي جعفببر عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآلببه إذا احمببرت الشببمس علببى‬
‫قلة الجبل هملببت عينباه دموعبا ثببم قبال‪) :‬أمسبى ظلمببي مسببتجيرا بعفبوك‪،‬‬
‫وأمست ذنوبي مستجيرة بمغفرتك‪ ،‬وأمسى خوفي مستجيرا بأمنك‪ ،‬وأمسى‬
‫ذلي مستجيرا بعزك‪ ،‬وأمسى فقري مستجيرا بغناك‪ ،‬وأمسى وجهببي البببالي‬
‫الفبباني مسببتجيرا بوجهببك الببباقي الكريببم‪ ،‬اللهببم ألبسببني عافيتببك وجللنببي‬
‫كرامتك‪ ،‬وغشني رحمتك‪ ،‬وقني شببر خلقببك مببن الجببن والنببس‪ ،‬يببا الب يببا‬
‫رحمان يا رحيم )‪ .(1‬رسالة محاسبة النفس‪ :‬للسيد بن طاوس مثله‪ .‬بيببان‪:‬‬
‫قببال الجببوهري‪ :‬هملببت عينببه فاضببت‪ - 38 .‬فلح السببائل‪ :‬أقببول‪ :‬ويسبببح‬
‫ويهلل عند الغروب وبعد الفجر كما رويناه عن محمد بن الشعث المشببهود‬
‫بثقه باسناده إلى الصادق عليه السلم أن عليا عليه السببلم كببان إذا أصبببح‬
‫يقول مرحبا بكما من ملكين حفيظين كريمين املي عليكما ما تحبان إن شاء‬
‫ال‪ ،‬فل يزال في التسبيح والتهليل حتى تطلبع الشبمس وكبذلك بعبد العصبر‬
‫حتى تغرب الشمس )‪ .(2‬ويقول ما رواه أحمد بن عمان بببن أحمببد الجببباني‬
‫قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن علي اببن محمببد‪ ،‬عبن الحسببين بببن علببي بببن سببفيان‬
‫البزوفري‪ ،‬عن علي بن مخلد‪ ،‬عن همام ابببن نهيببك‪ ،‬عببن أحمببد بببن هليببل‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن امية بن علي قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السببلم‬
‫من قال عند غروب الشمس في كل يوم )يامن ختم النبوة بمحمد صببلى ال ب‬
‫عليه وآله‪ ،‬اختم لي فببي يببومي هببذا بخيببر وسببنتي بخيببر‪ ،‬وعمببري بخيببر(‬
‫فمات في تلك الليلة أو في تلك الجمعة أو في ذلك الشهر أو فببي تلببك السببنة‬
‫دخل الجنة )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .221‬لم نجده في الباب من المصدر المطبببوع‪ (3) .‬فلح‬
‫السائل ص ‪.221‬‬

‫]‪[268‬‬
‫أقول‪ :‬ويكبر ال جل جلله مائة تكبيرة قبل الغروب فقد روينا باسنادنا إلى جعفر بن‬
‫سليمان وهو من أصببحابنا الثقببات فببي كتبباب ثببواب العمببال قببال علببي بببن‬
‫الحسين عليهما السلم‪ :‬من قال مائة مببرة الب أكبببر‪ ،‬قبببل مغيببب الشببمس‪،‬‬
‫كان أفضل من عتق مائة رقبة )‪ .(1‬وروينا أيضا عن سعد بن عبد ال ب مببن‬
‫كتاب فضل الدعاء عن الباقر عليه السلم أن من كبر ال مببائة تكبببيرة قبببل‬
‫طلوع الشمس وقبل غروبها كتب له من الجر كأجر من أعتق مائة رقبببة )‬
‫‪ .(2‬ورويناه عن سعد بن عبد الب باسبناده إلبى علبي ببن الحسبين عليهمبا‬
‫السبلم بلفببظ روايبة جعفببر اببن سببليمان ويقبول أيضبا مببا رواه أببو محمببد‬
‫هارون بن موسى ‪ -‬ره ‪ -‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن الحسين بببن هببارون بببن‬
‫حمدون المدائني‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن أخيه علي بن مهزيار‪ ،‬عببن‬
‫أبي داود المسترق‪ ،‬عن محسن‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب‬
‫عليه السلم قال‪ :‬مببا علببى أحببدكم أن يقببول إذا أصبببح وأمسببى ثلث مببرات‬
‫)اللهم مقلب القلوب والبصار‪ ،‬ثبت قلبي على دينك‪ ،‬ول تببزغ قلبببي بعببد إذ‬
‫هديتني‪ ،‬وهب لي مببن لببدنك رحمببة إنببك أنببت الوهبباب‪ ،‬وأجرنببي مببن النببار‬
‫برحمتك‪ ،‬اللهم امدد لي في عمري‪ ،‬و أوسع علي من رزقببي‪ ،‬وانشببر علببي‬
‫مببن رحمتببك‪ ،‬وإن كنببت عنببدك فببي ام الكتبباب شببقيا فبباجعلني سببعيدا فانببك‬
‫تمحوما تشاء وتثبت وعندك ام الكتبباب( )‪ .(3‬ويقببول أيضببا‪ :‬مببا رواه علببي‬
‫بن مهزيار‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمان بن أبي هاشم‪ ،‬عببن أبببي‬
‫خديجة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الدعاء قبل طلوع الشمس وقبببل‬
‫غروبها سنة واجبة مع طلوع الشمس والمغرب‪ ،‬يقول‪ :‬ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميببت ويميببت ويحيببي وهببو حببي ل‬
‫يموت بيده الخير وهو‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .222‬لم نجده في الباب‪ (3) .‬فلح السائل ص ‪.222‬‬

‫]‪[269‬‬

‫على كل شئ قدير( عشر مرات )‪ .(1‬ويقول‪ :‬أعوذ بال السببميع العليببم مببن همببزات‬
‫الشياطين وأعوذ بال أن يحضرون إن ال هو السميع العليم‪ .‬عشر مرات )‬
‫‪ .(2‬الكافي‪ :‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن علي مثله إل أنببه‬
‫زاد في آخره قبببل طلببوع الشببمس وقبببل الغببروب‪ ،‬فببان نسببيت قضببيت كمببا‬
‫تقضببي الصببلة إذا نسببيتها )‪ .(3‬بيببان‪) :‬مببع طلببوع الشببمس( لعببل المببراد‬
‫بالمعية القرب أو الغرض التخيير بتقدير كلمة أو متعلق بقببوله واجبببة فقببط‬
‫أي يلزم ويتضيق ويتعين عندهما‪ ،‬وفي بعض نسخ فلح السائل بين طلبوع‬
‫الشمس فيحتمل الخير أي إن فاتك قبل الطلببوع فلبببد مببن التيببان بببه إلببى‬
‫وقت المغرب‪ ،‬ويمكن أن يكون بيانا لقبل الغروب وفي أكثر نسخ الكافي مع‬
‫طلوع الفجر‪ ،‬فالمراد بيان ابتداء وانتهاء الثاني‪ ،‬وقيل في الول إعلم بببأن‬
‫فيه سعة وامتدادا وفي الثاني إعلم بأن فيه ضيقا‪ ،‬لن قوله )مع المغببرب(‬
‫المراد به إسرافها على الغروب و )يميت ويحيببي( يمكببن أن يكببون التكببرار‬
‫لبيان تكرر صدور الفعلين منه تعالى واستمرارهما‪ ،‬والمببراد بالحيبباء أول‬
‫الحياء في الدنيا‪ ،‬وبالماتة أول الماتببة فببي الببدنيا وبهببا ثانيببا الماتببة فببي‬
‫القبر‪ ،‬ففيه الشبارة إلبى إحيبباء القببر ضبمنا وبالحيباء ثانيببا الحيبباء عنبد‬
‫النشور‪ - 39 .‬فلح السائل‪ :‬ويقول أيضا‪ :‬مبا رواه علبي ببن مهزيبار‪ ،‬عبن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن الحسن بن علي بببن بقبباع‪ ،‬عببن عبببد السببلم بببن سببالم‬
‫البجلي‪ ،‬عن عامر بن عذافر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال إذا أصبحت‬
‫وأمسيت فضع يدك على رأسببك ثببم أمررهببا علببى وجهببك‪ ،‬ثببم خببذ بمجببامع‬
‫لحيتك وقل )أحطت على نفسي وأهلي ومالي وولدي من غائب وشاهد بال‬
‫الذي ل إله إل هو عببالم الغيببب والشببهادة الرحمببن الرحيببم الحببي القيببوم ل‬
‫تأخذه سنة ول نوم له‬

‫)‪ (2 - 1‬فلح السائل ص ‪ (3) .222‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.533 - 532‬‬

‫]‪[270‬‬

‫ما في السموات وما في الرض من ذا الذي يشفع عنده إل باذنه يعلم ما بين أيببديهم‬
‫وما خلفهم ول يحيطون بشئ من علمه إل بما شاء وسع كرسيه السببموات‬
‫والرض ول يؤده حفظهما وهو العلي العظيم( فإذا قلتها بالغداة حفظت فببي‬
‫نفسببك وأهلببك ومالببك وولببدك حببتى تمسببي‪ ،‬وإذا قلتهببا باليببل حفظببت حببتى‬
‫تصبح )‪ .(1‬ويقول أيضا‪ :‬ما رواه صفوان بن يحيببى يرفعببه فببي كتببابه عببن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إنما سمي نوح عبدا شببكورا لنببه كببان عليببه‬
‫السلم يقول هذا عند كل صباح ومساء‪) :‬اللهم إنبي اشبهدك أنبه مبا أمسبي‬
‫وأصبح بي من عافية أو نعمة في دين أو دنيا فمنك وحدك ل شريك لببك لببك‬
‫الحمد ولك الشكر على كل حال‪ .‬وزاد جدي أبو جعفر الطوسببي فببي روايتببه‬
‫بعد قوله‪ ،‬لك الحمد ولك الشكر‪ :‬حتى ترضى وبعد الرضا )‪ .(2‬أقول‪ :‬وممببا‬
‫رويناه عن جدي أبي جعفر الطوسي فيما يرويببه عببن محمببد بببن علببي ابببن‬
‫محبوب شيخ القميين في زمببانه ووجببدته بخببط جببدي أبببي جعفببر الطوسببي‬
‫رضوان ال جل جلله عليه قال عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن عببباس بببن عببامر‪،‬‬
‫عن ربيع بن محمد المسلي‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن أبان بن أبببي عيبباش‪ ،‬عببن‬
‫أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليببه وآلببه‪ :‬مببن قببال )سبببحان‬
‫ال وبحمده‪ ،‬سبحان ال العظيم( مرة إذا أصبح ومرة إذا أمسببى‪ ،‬بعببث ال ب‬
‫ملكا إلى الجنة معه مكساح من الفضة يكسح له من طين الجنة‪ ،‬وهو مسك‬
‫أذفر ثم يغرس له غرسا ثم يحيط عليه حائطا ثم يبوب عليه بابا ثم يغلقه ثم‬
‫يكتب على الباب هذا بستان فلن بن فلن )‪ .(3‬أقول‪ :‬ورأيته قد رواه أيضا‬
‫الربيع بن محمد المسلي في كتاب أصله باسناده إلى محمد بببن طلحبة‪ ،‬عبن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مببن قببال )سبببحان الب وبحمببده سبببحان الب‬
‫العظيم( من غير عجب محى ال عنببه ألببف سببيئة‪ ،‬وأثبببت لببه ألببف حسببنة‪،‬‬
‫وكتب له ألف‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (3 - 2) .222‬فلح السائل ص ‪.223‬‬

‫]‪[271‬‬

‫شفاعة‪ ،‬ورفع له ألف درجة‪ ،‬وخلق له من تلك الكلمة طببايرا أبيببض يقببول )سبببحان‬
‫ال وبحمده‪ ،‬سبحان ال العظيم( إلى يوم القيامة ويكتب لقائلها )‪ .(1‬بيببان‪:‬‬
‫قال الجوهري‪ :‬كسحت البيت كنسته‪ ،‬والمكسحة ما يكنس به الثلج وغيببره‪.‬‬
‫‪ - 40‬فلح السائل )‪ :(2‬أقول روينا باسنادنا إلى جدي أبي جعفببر الطوسببي‬
‫رضوان الب جبل جللبه عليبه فبي أدعيبة المغبرب دعباء العشبرات‪ ،‬فقبال‪:‬‬
‫ويستحب أن يدعو بدعاء العشرات عند الصباح وعند المساء‪ ،‬وأفضله بعد‬
‫العصر يوم الجمعة وهو‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم سبببحان ال ب والحمببد ل ب‬
‫ول إله إل ال وال أكبر‪ ،‬ولحول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬سبحان ال‬
‫آناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬سبحان ال بالغدو والصال‪ ،‬سبحان ال بالعشي‬
‫والبكببار‪ ،‬سبببحان ال ب حيببن تمسببون وحيببن تصبببحون‪ ،‬ولببه الحمببد فببي‬
‫السموات والرض وعشيا وحين تظهرون‪ ،‬يخرج الحي من الميت ويخببرج‬
‫الميت من الحي ويحيي الرض بعببد موتهببا وكببذلك تخرجببون سبببحان ربببك‬
‫رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسلم على المرسببلين‪ ،‬والحمببد لب رب العببالمين‪.‬‬
‫سببحان ذي الملبك والملكبوت‪ ،‬سببحان ذي العبزة والجببروت‪ ،‬سببحان ذي‬
‫الكبرياء والعظمة‪ ،‬الملك الحق المبين المهيمن القدوس‪ ،‬سبحان ال الملببك‬
‫الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان ال الملك الحي القدوس‪ ،‬سبحان القائم الدائم‪،‬‬
‫سبحان الدائم القائم سبحان ربي العظيم‪ ،‬سبحان ربي العلى‪ ،‬سبحان الحي‬
‫القيوم‪ ،‬سبحان العلي‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .224‬قال في فلح السببائل ص ‪ 224‬ويسببتحب أن يببدعو‬


‫بدعاء العشرات فانه مما يدعى به عند المساء والصببباح‪ ،‬وسببيأتى ذكببره‬
‫في تعقيب الصبببح وفببى أفضببل مواضببع الببدعاء بببه بعببد العصببر مببن أيببام‬
‫الجمعات ان شاء ال جل جلله‪ .‬أقول‪ :‬وأما القسم الخيبر مبن كتباب فلح‬
‫السائل المبتدء بذكر صلة الصبح وتعقيبها فلم يطبع بعد‪.‬‬
‫]‪[272‬‬

‫العلى‪ ،‬سبحانه وتعالى‪ ،‬سبوح قدوس ربنا ورب الملئكببة والبروح‪ .‬سببحان البدائم‬
‫غير الغافل‪ ،‬سبحان العالم بغير تعليم‪ ،‬سبحان خالق مببا يببرى ومببا ل يببرى‪،‬‬
‫سبحان الذي يدرك البصار ول تدركه البصار‪ ،‬وهو اللطيف الخبير‪ .‬اللهببم‬
‫إني أصبحت منك في نعمة وخيبر وبركبة وعافيبة فصبل علبى محمبد وآلبه‪،‬‬
‫وأتمم علي نعمتببك وخيببرك وبركاتببك وعافيتببك بنجبباة مببن النببار‪ ،‬وارزقنببي‬
‫شكرك وعافيتك وفضلك وكرامتك أبببدا مببا أبقيتنبي‪ ،‬اللهبم بنبورك اهتبديت‪،‬‬
‫وبفضلك استغنيت‪ ،‬وبنعمتك أصبحت وأمسيت‪ .‬اللهم إني اشهدك وكفى بببك‬
‫شهيدا‪ ،‬واشهد ملئكتك وأنبياءك ورسلك و حملة عرشك وسببكان سببمواتك‬
‫وأرضك وجميع خلقك‪ ،‬بأنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل شببريك لببك وأن‬
‫محمدا عبدك ورسولك‪ ،‬وأنبك علبى كبل شبئ قبدير‪ ،‬تحيبي و تميبت وتميبت‬
‫وتحيي‪ ،‬وأشهد أن الجنة حق‪ ،‬والنار حق‪ ،‬والساعة آتية ل ريب فيهببا وأن‬
‫ال يبعث من في القبور‪ .‬وأشهد أن علي بن أبي طالب أمير المببؤمنين حقببا‬
‫حقا‪ ،‬وأن الئمة مببن ولببده هببم الئمببة الهببداة المهببديون غيببر الضببالين ول‬
‫المضلين‪ ،‬وأنهم أولياؤك المصطفون‪ ،‬وحزبك الغالبون‪ ،‬وصفوتك وخيرتك‬
‫مببن خلقببك‪ ،‬ونجببباؤك الببذين انتجبتهببم لببدينك‪ ،‬واختصصببتهم مببن خلقببك‪،‬‬
‫واصطفيتهم على عببادك‪ ،‬وجعلتهببم حجببة علبى العبالمين‪ ،‬صببلواتك عليهبم‬
‫أجميعن‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ .‬اللهم اكتب لببي هببذه الشببهادة‬
‫عندك حتى تلقنيها وأنت عنبي راض‪ ،‬إنبك علبى مبا تشباء قبدير‪ ،‬اللهبم لبك‬
‫الحمد حمدا يصببعد أولببه ول ينفببد آخببره‪ ،‬اللهببم لببك الحمببد حمببدا تضببع لببك‬
‫السماء كنفيها‪ ،‬وتسبح لك الرض ومن عليها‪ .‬اللهم لك الحمد حمدا سرمدا‬
‫أبدا ل انقطباع لبه ول نفباد‪ ،‬ولبك ينبغبي‪ ،‬وإليبك ينتهبي‪ ،‬فبي وعلبى ولبدي‬
‫ومعي وقبلي وبعدي وأمامي وفوقي وتحتي‪ ،‬وإذا مت وبقيت فببردا وحيببدا‪،‬‬
‫ولك الحمد إذا نشرت وبعثت يا مولي‪ ،‬اللهم ولك الحمد ولك الشكر بجميببع‬
‫محامدك كلها على جميع نعمائك كلها حتى ينتهي الحمد إلى ما تحب ربنا‬

‫]‪[273‬‬

‫وترضى‪ ،‬اللهم لك الحمد على كل أكلببة وشببربة وبطشببة وقبضببة‪ ،‬وفببي كببل موضببع‬
‫شعرة‪ .‬اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك‪ ،‬ولببك الحمببد حمببدا ل أمببد لببه‬
‫دون مشيتك‪ ،‬ولك الحمد حمدا ل أجببر لقببائله إل رضبباك‪ ،‬ولببك الحمببد علببى‬
‫حلمك بعد علمببك ولببك الحمببد علببى عفببوك بعببد قببدرتك‪ ،‬ولببك الحمببد ببباعث‬
‫الحمد‪ ،‬ولك الحمد وارث الحمد‪ ،‬و لك الحمد بديع الحمد‪ ،‬ولك الحمد منتهى‬
‫الحمد‪ ،‬ولك الحمد مبتدع الحمببد‪ ،‬ولببك الحمببد مشببتري الحمببد‪ ،‬ولببك الحمببد‬
‫ولي الحمد‪ ،‬ولك الحمد قديم الحمد‪ ،‬ولك الحمد صادق الوعببد‪ ،‬وفببي العهببد‪،‬‬
‫عزيز الجند‪ ،‬قائم المجد‪ ،‬ولك الحمد رفيع الدرجات‪ ،‬مجيب الدعوات‪ ،‬منزل‬
‫اليببات‪ ،‬مببن فببوق سبببع سببموات‪ ،‬العظيببم البركببات‪ ،‬مخببرج النببور مببن‬
‫الضللمات‪ ،‬ومخرج من فببي الظلمببات إلببى النببور‪ ،‬مبببدل السببيئات حسببنات‪،‬‬
‫وجاعل الحسنات درجات‪ .‬اللهم لك الحمد غافر الذنب‪ ،‬وقابببل التببوب شببديد‬
‫العقاب‪ ،‬ذا الطول ل إله إل أنت إليك المصير‪ ،‬اللهم لك الحمببد فببي الليببل إذا‬
‫يغشى‪ ،‬ولك الحمد في النهببار إذا تجلببى‪ ،‬ولببك الحمببد فببي الخببرة والولببى‪،‬‬
‫ولك الحمد عدد كل نجم وملك في السماء‪ ،‬ولك الحمد عدد الثرى والحصببى‬
‫والنوى‪ ،‬ولك الحمد عدد ما في جوف الرض‪ ،‬ولك الحمد عدد أوزان ميبباه‬
‫البحار‪ ،‬ولك الحمد عببدد أوراق الشببجار‪ ،‬ولببك الحمببد عببدد مببا علببى وجببه‬
‫الرض‪ ،‬ولك الحمد عدد مبا أحصبى كتاببك‪ ،‬ولبك الحمبد عبدد مبا أحباط ببه‬
‫علمك‪ ،‬ولك الحمد عدد النس والجن والهوام والطيببر والبهببائم‪ ،‬والسببباع‪،‬‬
‫حمدا كثيرا طيبببا مباركببا فيببه كمببا تحببب ربنببا وترضببى‪ ،‬وكمببا ينبغببي لكببرم‬
‫وجهك وعز جللك‪ .‬ثم تقببول عشببرا‪ :‬ل إلببه إل الب وحببده ل شببريك لببه لببه‬
‫الملك وله الحمد وهو اللطيف الخبير‪ .‬وتقول عشرا‪ :‬ل إله إل ال ب وحببده ل‬
‫شريك له له الملبك ولبه الحمبد يحيبي ويميبت ويميبت ويحيبي وهبو حبي ل‬
‫يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير‪ .‬وتقول عشرا‪ :‬أسببتغفر الب البذي‬
‫ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه‪.‬‬

‫]‪[274‬‬

‫وتقول عشرا‪ :‬يا ل يا ال‪ ،‬وتقول عشرا‪ :‬يببا رحمببان يببا رحمببان‪ .‬وتقببول عشببرا يببا‬
‫رحيم يا رحيم‪ ،‬وتقول عشرا يا بديع السموات والرض‪ ،‬وتقول عشببرا‪ :‬يببا‬
‫ذا الجلل والكرام‪ ،‬وتقول عشرا‪ :‬يا حنان يا منان‪ ،‬وتقول عشببرا‪ :‬يببا حببي‬
‫يببا قيببوم‪ ،‬وتقببول عشببرا‪ :‬يببا الب ل إلببه إل أنببت‪ ،‬وتقببول عشببرا‪ :‬بسببم الب‬
‫الرحمان الرحيم‪ ،‬وتقول عشرا‪ :‬اللهم صل علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وتقببول‬
‫عشرا‪ :‬اللهم افعبل ببي مبا أنببت أهلبه‪ ،‬وتقبول عشببرا‪ :‬آميبن آميبن‪ .‬وتقبول‬
‫عشرا قل هو ال أحد وتقول بعد ذلبك‪ :‬اللهببم اصببنع بببي مببا أنببت أهلببه‪ ،‬ول‬
‫تصنع في ما أنا أهله‪ ،‬فانك أهل التقببوى وأهبل المغفبرة‪ ،‬وأنببا أهببل البذنوب‬
‫والخطايا فارحمني يا مولي وأنت أرحم الراحميببن‪ .‬وتقببول عشببرا‪ :‬لحببول‬
‫ولقوة إل بال توكلت على الحي الذي ل يمببوت‪ ،‬الحمببد لب الببذي لببم يتخببذ‬
‫ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي مببن الببذل وكبببره تكبببيرا(‬
‫وهببذا آخببر دعبباء العشببرات )‪ .(1‬بيببان‪ :‬لهببذا الببدعاء أسببانيد جمببة‪ ،‬وفيببه‬
‫اختلف كثير بحسب اختلف الروايات ولذا أوردناه في مواضع‪ ،‬وقد أورده‬
‫السيد في جمال السبوع بسنده إلببى الشببيخ باسببناده إلببى ابببن عقببدة بثلث‬
‫أسانيد إلى أبي جعفر عليببه السببلم وهببو مشببتمل علببى أجببر جزيببل وثببواب‬
‫عظيم لقراءته غدوة وعشية‪ ،‬وفي عصر يوم الجمعة‪ ،‬وسببيأتي فببي أعمبال‬
‫يوم الجمعة‪ .‬ورواه في كتاب مهج الدعوات من كتاب الدعاء لسعد بن عبببد‬
‫ال باسناده‪ ،‬عن معاوية ابن وهب‪ ،‬عن الصادق عليه السببلم )‪ ،(2‬وبسببند‬
‫آخر عبن الحسببين صبلوات الب عليببه وسببنوردهما فبي كتباب البدعاء )‪.(3‬‬
‫ووجدته أيضا في كتاب عتيق من اصول أصحابنا أظنه من كتببب محمببد بببن‬
‫هارون‬

‫)‪ (1‬فلح السائل‪ :‬مخطوط‪ (2) .‬مهج الببدعوات ص ‪ (3) .184 - 180‬المهببج ص‬
‫‪.188 - 185‬‬

‫]‪[275‬‬

‫التلعكبري بسنده عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر عليببه السببلم أن أميببر المببؤمنين‬
‫عليه السلم علمه الحسين عليببه السببلم ومببا نقلنبباه هنببا موافببق لمببا رواه‬
‫الشببيخ ‪ -‬ره ‪ -‬فببي المصببباح )‪ .(1‬قببوله عليببه السببلم‪) :‬تضببع لببك السببماء‬
‫كنفيها( أي تستحق الحمد من جميع الخلببق حببتى مببن السببماء بببأن تحمببدك‬
‫وتضع جانبيها عندك تذلل‪ ،‬أو هو كنايببة عببن حمببد الملئكببة فببي أطرافهببا‪،‬‬
‫وكذا تسبيح الرض يحتمل الوجهين‪ ،‬وعلى الثاني يخص مببن عليهببا بغيببر‬
‫الملئكة وإن كان بعيدا وقال الكفعمي‪ (2) :‬في الولى يحتاج هنا إلببى عببائد‬
‫إلى لفظ حمدا‪ ،‬إل أن يكون الحمد مصدر حمببدت أو أحمببدك حمببدا‪ ،‬وانقطببع‬
‫الكلم ثم ابتدأ فقال‪ :‬تضع انتهى‪) .‬في وعلي( أي تستحق الحمببد فببي جميببع‬
‫اموري‪ ،‬وهو لزم علي وما بعده كذلك‪) ،‬لمنتهى لببه دون علمببك( أي دون‬
‫عدد معلوماتك أي ل ينتهي إلى حببد ودون الحمببد الببذي تعلببم أنببك تسببحقه‪،‬‬
‫والثاني فببي الفقببرة الثببانيه لعلببه أظهببر )ببباعث الحمببد( أي يكببون بتوفيقببك‬
‫)وارث الحمد( أي يصل إليك وأنت تسببتحقه‪ ،‬أي تبقببى بعببد فنبباء الحامببدين‬
‫وحمدهم )مشتري الحمد( أي طلبببت الحمببد ووعببدت عليببه الجببزاء‪ ،‬فكأنببك‬
‫اشتريته‪) .‬ولي الحمد( أي أولى وأحق بالحمد أو متببولي الحمببد‪ ،‬بمعنببى أن‬
‫ما يحمدك غيرك ليس بحمد تستحقه‪ ،‬بل أنت كما أثنيت على نفسك‪ ،‬أو أنت‬
‫تلهم العباد حمدك وتوفقهم لذلك )رفيع الدرجات( أي درجببات كمبباله رفيعببة‬
‫ل تصببل إليهببا العقببول‪ ،‬و قيببل‪ :‬الببدرجات مراتببب المخلوقببات أو مصبباعد‬
‫الملئكببة إلببى العببرش أو السببموات أو درجببات الثببواب‪) .‬مبببدل السببيئات‬
‫حسنات( إشارة إلى قوله سبحانه )فاولئك يبدل ال سيئاتهم‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ (2) .63 - 60‬ذكره في هامش المصباح ص ‪ ،88‬والدعاء‬


‫من ص ‪ ،90 - 87‬وذكره في البلد المين ص ‪.26 - 24‬‬

‫]‪[276‬‬
‫حسنات( )‪ (1‬وفسر بببأن يمحببو سببوابق معاصببيهم بالتوبببة‪ ،‬ويثبببت مكانهببا لواحببق‬
‫طاعاتهم أو يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة‪ ،‬وقيل‪ :‬بأن يوفقه‬
‫لضببداد مببا سببلف منببه‪ ،‬أو بببأن يثبببت لببه بببدل كببل عقبباب ثوابببا‪) .‬وجاعببل‬
‫الحسببنات درجببات( أي فببي الجنببان‪ ،‬أو درجببات مختلفببة بحسببب اختلف‬
‫الشخاص والعمال‪) ،‬والطول( الفضببل )إذا يغشببى( أي يغشببى الشببمس أو‬
‫النهار‪ ،‬أو كل ما يواريه بظلمه )إذا تجلى( أي يظهر بزوال ظلمببة الليببل أو‬
‫تبين بطلبوع الشبمس )واللطيببف( فبي أسببمائه تعببالى هبو البذي اجمتبع لبه‬
‫الرفق في الفعل‪ ،‬والعلم بدقائق المصببالح وإيصببالها إلبى مببا قببدرها لببه مببن‬
‫خلقه‪ ،‬وقد يقال‪ :‬هو العالم بخفايا المور الصببانع لببدقائق الشببياء وقببد مببر‬
‫في كتاب التوحيد‪ ،‬والخبير أيضا العالم بخفايا المور أو بما كان وما يكون‪،‬‬
‫من خبرت المر إذا عرفته علبى حقيقتببه‪ ،‬وآميببن بالمببد والقصببر اسببم فعببل‬
‫بمعنى اللهم استجب لي‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه كذلك فليكن‪ ،‬وهو مبنببي علببى الفتببح‪.‬‬
‫‪ - 41‬فلح السائل وأمان الخطار‪ :‬أقول‪ :‬ويقول أيضا مببا قببال مولنببا أميببر‬
‫المؤمنين عليه السلم عند مبيته علبى فبراش النبببي صبلى الب عليبه وآلبه‬
‫يقيه بمهجته من العداء‪ ،‬فانه من مهمات الدعاء عنببد الصببباح والمسبباء‪،‬‬
‫وجدناه مرويا عن مولنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلم أنه لمببا قببدم‬
‫إلى العراق حيث طلبه المنصور‪ ،‬اجتمع إليه الناس فقالوا‪ :‬يببا مولنببا تربببة‬
‫قبر الحسين صلوات ال عليبه شبفاء مبن كبل داء‪ ،‬فهبل مبن أمبان مبن كبل‬
‫خببوف ؟ فقببال‪ :‬نعببم إذا أراد أحببدكم أن تكببون أمانببا مببن كببل خببوف فليأخببذ‬
‫السبحة من تربتببه ويببدعو بببدعاء المبببيت علببى فراشببه ثلث مببرات وهببو‪:‬‬
‫)أمسيت اللهم معتصما بذمامك وجوارك المنيببع الببذي ل يطبباول ول يحبباول‬
‫من شببر كببل غاشببم وطببارق مببن سببائر مببن خلقببت ومببا خلقببت مببن خلقببك‪،‬‬
‫الصامت والناطق‪ ،‬من كل مخوف بلباس سابغة حصينة ولء أهل بيت نبيك‬
‫عليهم السلم‪ ،‬محتجبا من كل قاصد لي إلببى أذيببة بجببدار حصببين الخلص‬
‫في العتراف بحقهم‪ ،‬والتمسك بحبلهم‪ ،‬موقنا أن الحق لهم ومعهم وفيهببم‪،‬‬
‫وبهم اوالي من الواو اجانب من جانبوا واعادي من عادوا‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪.70 :‬‬

‫]‪[277‬‬

‫فصل على محمد وآله وأعببذني اللهببم بهببم مببن شببر كببل مببا أتقيببه يببا عظيببم حجببزت‬
‫العادي عني ببديع السموات والرض‪ ،‬إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومببن‬
‫خلفهم سدا‪ ،‬فأغشببيناهم فهببم ل يبصببرون ثببم يقبببل السبببحة ويضببعها علبى‬
‫عينيه ويقول‪) :‬اللهم إني أسألك بحق هببذه التربببة وبحببق صبباحبها‪ ،‬وبحببق‬
‫جده وأبيه وبحق امه وبحق أخيه ولده الطاهرين‪ ،‬اجعلها شفاء من كل داء‬
‫وأمانا من كل خوف‪ ،‬وحفظا من كل سوء‪ .‬ثبم يضبعها فبي جببينه فبان فعبل‬
‫ذلك في الغداة فل يزال في أمان ال حتى العشاء وإن فعل ذلببك فببي العشبباء‬
‫ل يزال في أمان ال حتى الغداة )‪ .(1‬ويقول أيضا ما ذكره جدي أبببو جعفببر‬
‫محمد بن الحسن الطوسي عند الغروب )اللهببم إنببي أسببألك أن تصببلي علببى‬
‫محمد وآل محمد وأسألك خير ليلتي هذه وخير ما فيها‪ ،‬وأعوذ بك مببن شببر‬
‫ليلتي هذه وشر ما فيها‪ ،‬اللهم إني أعوذ بببك أن تكتببب علببي خطيئة أو إثمببا‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واكفني خطيئتهببا وإثمهببا وأعطنببي يمنهببا‬
‫وبركاتها وعونها ونورها‪ ،‬اللهم نفسي خلقتها وبيدك حياتها وموتهببا‪ ،‬ال ب‬
‫فان أمسكتها فلى رضوانك والجنببة‪ ،‬وإن أرسببلتها فصببل علببى محمببد وآلببه‬
‫واغفر لها وارحمها )‪ .(2‬أقول‪ :‬ويقول أيضا‪ :‬ربي البب‪ ،‬حسبببي ال ب ل إلببه‬
‫إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ ،‬لحول ولقوة إل بال ما شبباء‬
‫ال كان أشهد وأعلم أن ال على كل شئ قدير‪ ،‬وأن ال قبد أحباط بكبل شببئ‬
‫علما‪ ،‬وأحصى كل شئ عددا‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من شببر نفسببي ومببن شببر‬
‫كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم‪ .‬اللهم أمسى خوفي‬
‫مستجيرا بأمانك فصل على محمد وآله وآمني فانك ل تخذل من آمنتببه‪ ،‬ال ب‬
‫أمسى جهلي مسببتجيرا بحلمببك فصببل علببى محمببد وآلببه وعببد علببي بحلمببك‬
‫وفضببلك‪ ،‬إلهببي أمسببى فقببرى مسببتجيرا بغنبباك‪ ،‬فصببل علببى محمببد وآلببه‬
‫وارزقني من فضلك‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .225 - 224‬ل يوجد في سياق أدعية الغروب‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫الواسع الهنيئ المريئ‪ ،‬اللهم أمسى ذنبي مستجيرا بمغفرتك‪ ،‬فصل على محمد وآلبه‬
‫واغفر لي مغفرة عزما جزما ل تغادر ذنبا‪ ،‬ول أرتكب بعدها محرمببا‪ .‬إلهببى‬
‫أمسى ذلي مستجيرا بعزك‪ ،‬فصل على محمد وآله وأعزني عببزا لأذل بعببده‬
‫أبدا‪ ،‬إلهي أمسى ضعفي مستجيرا بقوتك فصببل علبى محمببد وآلببه وقببو فببي‬
‫رضاك ضعفي‪ ،‬إلهي أمسى وجهي البببالى الفبباني مسببتجيرا بوجهببك الببدائم‬
‫الباقي الذي ليبلى ول يفنى‪ ،‬فصل على محمد وآله وأجرني من عذاب النار‬
‫ومن شر الدنيا والخرة‪ ،‬اللهم فصل على محمد وآله وافتح لببي ببباب المببر‬
‫الذي فيه اليسر والعافيببة والنجبباح والببرزق الكببثير الطيببب الحلل الواسببع‪،‬‬
‫اللهم بصرني سبيله‪ ،‬وهيئ لبي مخرجبه‪ ،‬ومببن قبدرت لبه مببن خلقبك علبي‬
‫مقدرة بسوء فصل على محمد وآله وخبذه عنبي مبن بيبن يبديه ومبن خلفبه‬
‫وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحتبه‪ ،‬والجبم لسبانه‪ ،‬وقصبر يبده‬
‫وأحرج صدره‪ ،‬وامنعه من أن يصل إلى أو إلى أحد من أهلي‪ ،‬ومن يعنينببي‬
‫أمره‪ ،‬أو شئ مما خببولتني و رزقتنببي وأنعمببت بببه علببي مببن قليببل أو كببثير‬
‫بسوء‪ .‬يامن هو أقرب إلى من حبل الوريد‪ ،‬يامن يحول بيببن المببرء وقلبببه‪،‬‬
‫يامن هو بالمنظر العلى‪ ،‬يامن ليس كمثله شئ‪ ،‬وهو السببميع البصببير‪ ،‬يببا‬
‫ل إله إل أنت بحق ل إله إل أنت أعتقني من النار‪ ،‬يا لإلببه إل أنببت بحببق ل‬
‫إله إل أنت تفضل علي بقضاء حوائجي في دنيبباي وآخرتببي‪ ،‬إنببك علببى كببل‬
‫شببئ قببدير )‪ .(1‬أقببول‪ :‬هببذه الببدعوات مببذكورة فببي مصببابيح الشببيخ )‪(2‬‬
‫والكفعمي )‪ (3‬وابن الباقي وغيرهم )‪ (4‬بغير سند‪ .‬ثم قببال السببيد فببي فلح‬
‫السائل‪ :‬ويقول ماروي أن زين العابدين عليه السلم قال‪ :‬ما ا ؟ لي إذا قلت‬
‫هذه الكلمات لو اجتمع علي النس والجن وهي )بسم ال وبال ومن ال‬

‫)‪ (1‬فلح السائل القسم غيببر المطبببوع‪ (2) .‬مصببباح الشببيخ ص ‪ (3) .64‬مصببباح‬
‫الكفعمي ص ‪ 90‬و ‪ (4) .91‬البلد المين ص ‪.27‬‬

‫]‪[279‬‬

‫وإلى ال وفي سبيل ال‪ ،‬اللهم إليببك أسببلمت نفسببي‪ ،‬وإليببك وجهببت وجهببي‪ ،‬وإليببك‬
‫فوضت أمري‪ ،‬وإليك ألجأت ظهري‪ ،‬فاحفظني بحفظ اليمان مببن بيببن يببدي‬
‫ومن خلفي وعن يميني وعن شببمالي ومببن فببوقي ومببن تحببتي ومببا قبلببي‪،‬‬
‫وادفع عني بحولك وقوتك فانه لحول ول قببوة إل بببال العلببي العظيببم )‪.(1‬‬
‫ويقول أيضا‪ :‬ماروي في أدعية السر‪ :‬يا محمد ومن أراد مببن امتببك حفظببي‬
‫وكلءتي ومعونتي فليقل عند صباحه ومسائه ونومه آمنت برببي إلبى آخبر‬
‫ما مر في أدعيببة تعقيببب صببلة الفجببر‪ ،‬وهببو بهببذا الموضببع أنسببب‪ ،‬وإنمببا‬
‫ذكرناه هناك تبعا للقببوم )‪ .(2‬ثببم قببال السببيد‪ :‬ثببم يقببول مبباروي فببي أدعيببة‬
‫السر‪ :‬يا محمد قل للذين يريبدون التقبرب إلبى‪ :‬اعلمبوا علمبا يقينبا أن هبذا‬
‫الكلم أفضل ما أنتم متقربون به إلى بعد الفببرائض وذلببك أن يقببول‪) :‬اللهببم‬
‫إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليببه أحسببن صببنيعا‪ ،‬وللببه أدوم كرامببة ول‬
‫عليه أبين فضل‪ ،‬ولبه أشد ترفقا‪ ،‬ول عليه أشد حيطة ول عليه أشد تعطفا‬
‫منك علي‪ ،‬وإن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثببل تعديببدي فاشببهد‬
‫يا كافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامببك‬
‫علببي وقلببة شببكري لببك فيهببا‪ .‬يببا فاعببل كببل إرادة‪ ،‬صببل علببى محمببد وآلببه‪،‬‬
‫وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشببكر‪ ،‬وأوجببب لببي زيببادة مببن إتمببام‬
‫النعمببة بسببعة الرحمببة والمغفببرة‪ ،‬أنظرنببي خيببرك ول تقايسببتي بسببوء‬
‫سريرتي‪ ،‬وامتحن قلبي لرضاك‪ ،‬واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصببا‬
‫ول تجعله للزوم شبهة ول فخر ول رياء يببا كريبم‪ ،‬فبانه إذا قبال ذلبك أحببه‬
‫أهل سمواتي وسببموه الشببكور )‪ .(3‬ويقببول أيضببا‪ :‬اللهببم مببا قصببرت عنببه‬
‫مسألتي‪ ،‬وعجزت عنبه قبوتي‪ ،‬ولبم تبلغبه فطنبتي فيبه صبلح أمبر آخرتبي‬
‫ودنياي‪ ،‬فصل على محد وآله وافعله بي يا لإله إل أنت بحق‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬فلح السائل القسم غير المطبوع وقد مر الخيببر بمتنببه ص ‪ 185‬مببن هببذا‬
‫المجلد‪ (3) .‬ل يوجد في فلح السائل المطبوع‪ ،‬وتراه في البلد المين ص‬
‫‪.28‬‬

‫]‪[280‬‬

‫ل إله إل أنت برحمتك في عافية‪ ،‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسببلم علببى‬
‫المرسلين‪ ،‬والحمد ل رب العالمين )‪ .(1‬أقول‪ :‬تلك الدعية أوردهببا الشببيخ‬
‫)‪ (2‬وغيره في كتبهم )‪ (3‬وإن لم يكن لبعضها اختصاص بهذا الموضع‪ .‬ثم‬
‫قال السيد ‪ -‬ره ‪ -‬وإذا ذهبت الحمبرة مببن افببق المشببرق مبع ارتفبباع موانببع‬
‫مشبباهدتها أو غلببب الظببن بزوالهببا عنببد الموانببع الحائلببة بيببن العبببد وبيببن‬
‫معرفتها‪ ،‬وكان وقت حضور ملكي الليل بمقتضى المنقول من الروايات‪ ،‬إذا‬
‫كنت ل تعرف ذلك من طريق المراحم الربانيات‪ ،‬فسلم عليهما مثببل سببلمك‬
‫عنببد إقبببال النهببار‪ ،‬وأشببهد الب جببل جللببه وأشببهدهما بمببا أشببهدت ملكببي‬
‫النهار‪ ،‬فقد روى محمد بن يعقببوب الكلينببي )‪ (4‬باسببناده فببي كتبباب الكببافي‬
‫قال‪ :‬كان علي عليه السلم إذا أمسى قببال‪ :‬مرحبببا بالليببل الجديببد‪ ،‬والكتبباب‬
‫الشهيد اكتبا بسم البب‪ ،‬ثببم يببذكر الب جببل جللببه‪ ،‬وإن شببئت تببأخير السببلم‬
‫عليهما إلى بعد صلة المغرب فقد روي ذلك في بعببض الخبببار )‪ .(5‬أقببول‪:‬‬
‫ورأيت في كتاب حلية الولياء لبي نعيم عن أبي لبابببة قببال‪ :‬كببان يقببول إذا‬
‫أمسى )الحمد ل الذي ذهب بالنهار‪ ،‬وجاء بالليل سكنا نعمببة منببه وفضببل‪،‬‬
‫اللهم اجعلنا من الشاكرين‪ ،‬الحمد ل الذي عافاني في ليلي هذا‪ ،‬فرب مبتلى‬
‫قد ابتلى فيما مضى‪ ،‬اللهم عافني فيما بقي منه وفببي الخببرة‪ ،‬وقنببي عببذاب‬
‫النار وإذا أصبح قال مثل ذلك إل أنه يقول وجاء بالنهار‪ .‬ورأيببت فببي كتبباب‬
‫مسعدة بن زياد الربعي من اصول الشيعة ماهذا لفظه‪ :‬وعنه‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ص ‪ (2) .225‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .168‬مصباح الكفعمي ص‬


‫‪ (4) .86‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .523‬فلح السائل ص ‪.227‬‬

‫]‪[281‬‬

‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬إن الليل إذا أقبل نادى بصوت يسمعه الخلئق إل‬
‫الثقلين‪ :‬يا ابن آدم إني خلق جديد إني على ما في شهيد‪ ،‬فخذ مني فاني لببو‬
‫قد طلعبت الشبمس لبم أرجبع إلبى البدنيا أببدا‪ ،‬ثبم لبم تبزدد فبي حسببنة ولببم‬
‫تستعتب في من سيئة‪ ،‬وكذلك يقول النهار إذا أدبر الليل‪ - 42 .‬نقل من خببط‬
‫الشهيد قدس سره قال‪ :‬روي عن أمير المؤمنين عليببه السببلم قببال‪ :‬سببألت‬
‫النبي صلى ال عليبه وآلبه عبن تفسبير المقاليبد فقبال‪ :‬يبا علبي لقبد سبألت‬
‫عظيما‪ ،‬المقاليد هو أن تقول عشرا إذا أصبحت وعشرا إذا أمسيت‪) :‬ل إلببه‬
‫إل ال وال أكبر سبحان ال والحمد ل‪ ،‬أستغفر ال لحول ولقوة إل بال‪،‬‬
‫هو الول والخر‪ ،‬والظباهر والبباطن‪ ،‬لببه الملبك ولبه الحمبد يحيببي ويميبت‬
‫وهو حي ل يموت بيببده الخيببر وهببو علببى كببل قببدير(‪ .‬مببن قالهببا عشببرا إذا‬
‫أصبح وعشرا إذا أمسى أعطاه ال خصال ستا أولهببن يحرسببه مببن إبليببس‬
‫وجنوده‪ ،‬فل يكون لهم عليه سلطان‪ ،‬والثانية يعطي قنطارا في الجنببة أثقببل‬
‫في ميزانه من جبل احد‪ ،‬والثالثه يرفع الب لببه درجببة ل ينالهببا إل البببرار‪،‬‬
‫والرابعة يزوجه ال من الحور العين‪ ،‬والخامسببة يشببهده اثنببي عشببر ملكببا‬
‫يكتبونها في رق منشور يشهدون له بها يوم القيامة‪ ،‬والسادسة كببان كمببن‬
‫قرء التببوراة والنجيببل والزبببور والفرقببان‪ ،‬وكمببن حببج واعتمببر فقبببل الب‬
‫حجته وعمرته‪ ،‬وإن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطببابع الشببهداء‬
‫فهذا تفسير المقاليد‪ - 43 .‬البلد المين‪ :‬عنه عليه السببلم )‪ (1‬مثلببه‪- 44 .‬‬
‫بخط الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬روي عن ابببن عبباس قبال‪ :‬قبال رسبول الب صبلى الب‬
‫عليه وآله‪ :‬من قال إذا أصبح )سبحان ال وبحمده( ألف مبرة‪ ،‬فقبد اشبترى‬
‫نفسه من ال وكان آخر يومه عتيقا من النار‪ .‬وعن أبي أمامة الباهلي قال‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا أصبح وأمسببى دعببا بهببذه الببدعوات‬
‫)اللهم أنت أحق من ذكرو أحق من عبد‪ ،‬وأبصر من ابتغي‪ ،‬وأرأف من ملك‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪ 55‬في الهامش‪.‬‬

‫]‪[282‬‬

‫وأجود من سئل وأوسع من أعطى أنت الملك ل شريك لك‪ ،‬والفرد لنببدلك‪ ،‬كببل شببئ‬
‫هالك إل وجهك‪ ،‬ولن تطاع إل باذنك‪ ،‬ولم تعببص إل بعلمببك‪ ،‬تطبباع فتشببكر‪،‬‬
‫وتعصببى فتغفببر‪ ،‬أقببرب شببهيد وأدنببى حفيببظ‪ ،‬حلببت دون القلببوب‪ ،‬وأخببذت‬
‫بالنواصي‪ ،‬وأثبت الثار وفسخت الجال‪ ،‬القلوب لك مفضية‪ ،‬والسر عنببدك‬
‫علنية‪ ،‬الحلل ماحللت‪ ،‬والحرام ما حرمت‪ ،‬والدين ما شرعت‪ ،‬والمببر مببا‬
‫قضيت‪ ،‬والخلق خلقك‪ ،‬والعببد عببدك‪ ،‬وأنبت الب البرؤف الرحيبم‪ .‬وأسبألك‬
‫بنور وجهك الذي أشرقت له السببموات والرض‪ ،‬وبكببل حببق هولببك وبحببق‬
‫السائلين عليك‪ ،‬أن تقبلني في هذه الغداة‪ ،‬أو في هذه العشية‪ ،‬وأن تجيرنببي‬
‫من النار بقدرتك‪ .‬بيان‪) :‬القلوب لك مفضية( أي تبدي أسببرارها لببديك‪ ،‬مببن‬
‫قولهم أفضيت إلى فلن سري‪ - 45 .‬دعوات الراوندي‪ :‬عن أمير المببؤمنين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬مببن أصبببح ول يببذكر‬
‫أربعة أخاف عليه زوال النعمة‪ ،‬أولها )الحمببد لب البذي عرفنببي نفسببه ولببم‬
‫يتركني عميان القلب( والثاني يقول‪) :‬الحمد ل الذي جعلني من امة محمببد‬
‫صلى ال عليه وآله والثالث يقول‪) :‬الحمد ل الببذي جعببل رزقببي فببي يببديه‪،‬‬
‫ولم يجعل رزقي فببي أيببدي النبباس( والرابببع يقببول‪) :‬الحمببد لب الببذي سببتر‬
‫ذنوبي ولم يفضحني بين الخلئق( )‪ .(1‬وكببان زيببن العابببدين عليببه السببلم‬
‫يقول‪ :‬إذا أصبح عشر مرات‪ :‬اقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم ال ب ومببا‬
‫شاء ال على ما استقبل في يومي هذا ذكرته أو نسيته‪ ،‬وكذلك إذا أمسببى )‬
‫‪ .(2‬وعن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬دفع إلى جبرئيل عليه السلم عببن‬
‫ال تعالى هذه المناجاة في الستعاذة )اللهم إني أعوذ بك من ملمات نببوازل‬
‫البلء‪ ،‬وأهوال عزائم الضراء‪ ،‬فأعذني رب من صرعة البأساء‪ ،‬واحجبنببي‬
‫عن سطوات البلء‪ ،‬ونجني من مفاجات النقم‪ ،‬و‬

‫)‪ (2 - 1‬دعوات الراوندي مخطوط‪.‬‬

‫]‪[283‬‬

‫احرسني من زوال النعم‪ ،‬ومن زلل القدم‪ ،‬واجعلني اللهم فببي حمببى عببزك‪ ،‬وحياطببة‬
‫حبببرزك مبببن مباغتبببة البببداوائر‪ ،‬ومعاجلبببة الببببوائر‪ .‬اللهبببم وأرض البلء‬
‫فاخسفها‪ ،‬وجبال السوء فانسفها‪ ،‬وكرب الببدهر فاكشببفها‪ ،‬وعلئق المببور‬
‫فاصببرفها‪ ،‬وأوردنببي حيبباض السببلمة‪ ،‬واحملنببي علببى مطايببا الكرامببة‪،‬‬
‫واصببحبني إقالببة العببثرة وإشببملني سببتر العببورة‪ ،‬وجببد علببى رب بببآلئك‪،‬‬
‫وكشف بلئك ودفع ضرائك‪ ،‬وادفع عني كلكل عذابك‪ ،‬واصرف‪ ،‬عني أليببم‬
‫عقابك‪ ،‬وأعذني مببن بببوائق الببدهور‪ ،‬وأنقببذني مببن سببوء عببواقب المببور‪،‬‬
‫واحرسني من جميع المحذور‪ ،‬واصدع صفاة البلء عن أمري‪ ،‬واشلل يببده‬
‫عني مدى عمري‪ ،‬إنك الرب المجيد المبببدئ المعيببد‪ ،‬الفعببال لمببا يريببد )‪.(1‬‬
‫وقال الصادق عليه السلم‪ :‬ل تدع في كل صباح ومشاء )بسببم ال ب وبببال(‬
‫فان في ذلك صرف كل سوء‪ ،‬ويقول ثلثا عند كل صباح ومساء )اللهم إني‬
‫أصبحت في نعمة منك وعافية وستر‪ ،‬فصل على محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأتمببم‬
‫علي نعمتك وعافيتك وسترك‪ .‬وكان داود عليه السلم إذا أمسى قببال‪ :‬ثلثببا‬
‫)اللهم خلصني من كل مصيبة نزلببت الليلبة مببن السببماء( وإذا أصبببح قالهبا‬
‫ثلثا )‪ - 46 .(2‬البلد المين‪ :‬من أمالي سعد بن نصر‪ ،‬عن سلمان الفارسي‬
‫)رض(‪ :‬مامن عبد يقول حين يصبح ثلثا )الحمببد لب رب العباليمن‪ ،‬الحمبد‬
‫ل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه( إل صرف ال عنه سبببعين نوعببا مببن البلء‬
‫أدناها الهبم )‪ .(3‬ومنببه‪ :‬قببال كبان أميببر المببؤمنين عليببه السببلم يقببول‪ :‬إذا‬
‫أصبح )سبحان الملببك القببدوس( ‪ -‬ثلثببا ‪) -‬اللهببم إنببي أعببوذ بببك مببن زوال‬
‫نعمتك‪ ،‬ومن تحويل عافيتك‪ ،‬ومن فجاءة نقمتك‪ ،‬ومببن درك الشببقاء‪ ،‬ومببن‬
‫شر ما سبق في الكتاب‪ ،‬اللهم إني أسئلك بعزة ملكببك‪ ،‬وشببدة قوتببك وبعظببم‬
‫سلطانك‪ ،‬وبقدرتك على خلقك أن تصلي علببى محمببد وآل محمببد( ثببم تسببأل‬
‫حاجتك‪ ،‬تقضى إن شاء ال تعالى )‪.(4‬‬
‫)‪ (2 - 1‬دعوات الراوندي مخطوط‪ (4 - 3) .‬لم نجده في المطبوع من المصدر‪.‬‬

‫]‪[284‬‬

‫الكافي‪ :‬بسنده الموثق عن أبي عبد ال عليه السلم مثله إلى قوله‪ :‬وبعظم سببلطانك‬
‫و بقدرتك على خلقك‪ ،‬ثم سل حاجتك )‪ .(1‬بيان‪ :‬أقول‪ :‬رواه في الكافي فببي‬
‫موضعين في أحدهما )ما سبببق فببي الكتبباب( وهببو أظهببر‪ ،‬وفببي الخببر )مببا‬
‫سبق في الليل( )‪ (2‬أي قدر في الليبل مبن البليببا النازلببة فببي النهببار أو مبا‬
‫سبق مني في الليل بل تدبر وتفكر في عاقبته‪ ،‬وقيل أي البليبا النازلبة فيبه‬
‫الطالبة لملها‪ ،‬وقوله )ثم سل( كبأنه معطببوف علببى المفهببوم مببن السبابق‪،‬‬
‫فان النقل عن أمير المؤمنين عليببه السببلم متضببمن لمببر المخبباطب بقببوله‬
‫مثله‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬فقل هذا ثم سل حاجتك‪ .‬ومنة‪ :‬بسنده عن العلء ببن كامبل‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليببه السببلم‪ :‬إن مببن الببدعاء مببا ينبغببي لصبباحبه إذا‬
‫نسيه أن يقضيه يقول بعد الغداة )ل إله إل ال وحده ل شريك لببه لببه الملببك‬
‫وله الحمد بيده الخير كله وهو على كببل شبئ قبدير( عشبر مببرات‪ ،‬ويقببول‪:‬‬
‫أعوذ بال السميع العليم ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬فإذا نسي من ذلك شيئا كببان عليببه‬
‫قضاؤه )‪ - 47 .(3‬الكتاب العتيق‪ :‬قال أخبرني السيد الجل عبد الحميد بببن‬
‫فخار بن معد العلوي الحسيني الحايري في سنة ست وسبببعين وسببت مببائة‬
‫قال أخبرني والدي عن تاج الدين الحسن بن علببي بببن الببدربي‪ ،‬عبن محمببد‬
‫بن عبد ال البحراني الشيباني‪ ،‬عن أبي محمد الحسن بن علببي‪ ،‬عببن علببي‬
‫بن إسماعيل‪ ،‬عن يحيى بن كثير‪ ،‬عن محمد بن علببي القرشببي‪ ،‬عببن أحمببد‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عببن الربيببع بببن محمببد المسببلي قببال‪ :‬قببرأت‬
‫على عبد ال بن سلمى قال‪ :‬سمعت سيدنا المام جعفببر بببن محمببد الصببادق‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬من دعببا إلببى الب أربعيببن صببباحا بهببذا العهببد كببان مببن‬
‫أنصاره قائمنا عليه السلم وإن مات أخرجه ال إليه من قبببره وأعطباه الب‬
‫بكل كلمة ألف حسنة ومحى عنه ألف سيئة‪ ،‬وهو هذا العهد‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .532‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .527‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.533‬‬

‫]‪[285‬‬

‫)اللهببم رب النببور العظيببم‪ ،‬ورب الكرسببي الرفيببع‪ ،‬ورب البحببر المسببجور‪ ،‬و منببزل‬
‫التوراة والنجيل‪ ،‬والزبور‪ ،‬ورب الظل والحرور‪ ،‬ومنببزل الفرقببان العظيببم‪،‬‬
‫و رب الملئكببة المقربيببن‪ ،‬ورب النبيبباء والمرسببلين‪ ،‬اللهببم إنببي أسببألك‬
‫باسمك الكريم وبنور وجهك المنير‪ ،‬وملكك القديم‪ ،‬يا حي يا قيوم‪ ،‬وأسببئلك‬
‫باسمك الذي أشرقت به السموات والرضون‪ ،‬يا حيا قبببل كببل حببي‪ ،‬يببا حيببا‬
‫بعد كل حي‪ ،‬يا حيا ل إله إل أنببت‪ ،‬اللهببم بلببغ مولنببا المببام المهببدي القببائم‬
‫بببأمر ال ب صببلى ال ب عليببه وعلببى آبببائه الطبباهرين عببن جميببع المببؤمنين‬
‫والمؤمنببات فببي مشببارق الرض ومغاربهبببا‪ ،‬وسببهلها وجبلهببا‪ ،‬وبرهبببا‬
‫وبحرها‪ ،‬وعني وعن والدي وولدي وإخواني من الصلوات زنة عرش البب‬
‫ومداد كلماته‪ ،‬وما أحصاه كتابه‪ ،‬وأحاط به علمه‪ .‬اللهببم إنببي اجببدد لببه فببي‬
‫صبيحة هذا اليوم وما عشت به في أيامي عهدا وعقدا و بيعة له في عنقببي‬
‫لأحول عنها ول أزول‪ ،‬اللهم اجعلني من أنصاره وأعببوانه والببذابين عنببه‪،‬‬
‫والمسبببارعين فبببي حبببوائجه‪ ،‬والممتثليبببن لوامبببره‪ ،‬والمحبببامين عنبببه‪،‬‬
‫والمستشهدين بين يديه‪ ،‬اللهم فببان حببال بينببي وبينببه المببوت الببذي جعلتببه‬
‫على عبادك حتما فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني‪ ،‬شاهرا سببيفي‪ ،‬مجببردا‬
‫قنبباتي‪ ،‬ملبيببا دعببوة الببداعي فببي الحاضببر والبببادي‪ .‬اللهببم أرنببي الطلعببة‬
‫الرشيده‪ ،‬والغرة الحميده‪ ،‬واكحل مرهي بنظببرة منببي إليببه‪ ،‬وعجببل فرجببه‪،‬‬
‫وأوسع منهجه‪ ،‬واسلك بي محجته‪ ،‬وأنفذ أمبره‪ ،‬واشبدد أزره وقبو ظهبره‪،‬‬
‫واعمر اللهبم بببه بلدك‪ ،‬وأحبي ببه عببادك‪ ،‬فانبك قلبت وقولبك الحببق ظهبر‬
‫الفساد في البر والبحر بما كسبببت أيببدي النبباس فببأظهر اللهببم وليببك‪ ،‬وابببن‬
‫وليك‪ ،‬وابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك‪ ،‬صلواتك عليه وآله فببي الببدنيا‬
‫والخببرة حببتى ل يظفببر بشببئ مببن الباطببل إل مزقببه‪ ،‬ويحببق الب بببه الحببق‬
‫ويحققه‪ .‬اللهم واجعلببه مفزعببا للمظلببوم مببن عبببادك‪ ،‬وناصببرا لمببن ل يجببد‬
‫ناصرا غيرك‪ ،‬و مجددا لما عطببل مببن أحكببام كتابببك‪ ،‬ومشببيدا لمببا ورد مببن‬
‫أعلم دينك‪ ،‬وسنن نبيك صلى ال عليه وآله واجعله اللهم ممن حصنته من‬
‫بأس المعتدين‪ ،‬اللهم وسر نبيك محمدا صلى ال عليه واله برؤيته‬

‫]‪[286‬‬

‫ومن معه على دعوته‪ ،‬وارحم استكانتنا من بعده‪ ،‬اللهم اكشف هذه الغمببة عببن هببذه‬
‫المة بحضوره‪ ،‬وعجل اللهم ظهوره إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا برحمتك‬
‫يا أرحم الراحمين( ثبم تضبرب علبى فخبذك اليمبن بيبدك ‪ -‬ثلثبا ‪ -‬وتقبول‪:‬‬
‫العجل العجل العجل‪ ،‬يببا مببولي يببا صبباحب الزمببان )‪ .(1‬الجنببة )‪ (2‬والبلببد‬
‫الميببن )‪ (3‬ومصببباح الببزائر )‪ :(4‬عنببه عليببه السببلم مثلببة‪ .‬بيببان‪ :‬قببال‬
‫الجوهري‪ :‬مرهت العين مرها إذا فسدت لترك الكحل انتهى‪ ،‬وإسناد الكحببل‬
‫إليه مجازي أو أطلق المرة على العين المرهاء مجازا )في البدنيا والخبرة(‬
‫الظرف متعلق بالصلوات‪ ،‬والتمزيق التخريق والتقطيع )لمببا ورد( كببذا فببي‬
‫ما وجدنا من النسخ ولعل الفصح )لمببا هببد( أو )درس(‪ - 48 .‬الفقيببه‪ :‬فببي‬
‫الموثق‪ ،‬عن عمار بن موسى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تقول‪ :‬إذا‬
‫أصبحت وأمسيت )أصبحنا والملك والحمد والعظمببة والكبريبباء والجبببروت‬
‫والحكمببة والحلببم والعلببم والجلل والكمببال والبهبباء والقببدرة والتقببديس‬
‫والتعظيم والتسبيح والتكبير والتهليببل والتمجيببد والسببماح والجببود والكببرم‬
‫والمجد والمن والخير والفضل والسعة والحببول والسببلطان والقببوة والعببزة‬
‫والقدرة والفتق والرتق والليل والنهار و الظلمات والنببور والببدنيا والخببرة‬
‫والخلق جميعا والمر كله وما سميت وما لم اسم‪ ،‬وما علمببت منببه ومببا لببم‬
‫أعلم‪ ،‬وما كان وما هو كائن ‪ -‬ل رب العالمين‪ .‬الحمد ل الذي أذهب بالليببل‬
‫وجاء بالنهار وأنا في نعمة منه وعافيه وفضل عظيم الحمد ل الذي لببه مببا‬
‫سكن في الليل والنهار‪ ،‬وهو السميع العليم‪ ،‬الحمد ل الذي‬

‫)‪ (1‬الكتاب العتيق مخطوط‪ ،‬وهو كتاب وجده المؤلف العلمة في الغرى صلوات ال‬
‫على مشببرفه تببأليف بعببض قببدماء المحببدثين فببي الببدعوات‪ (2) .‬مصببباح‬
‫الكفعمي ص ‪ (3) .550‬البلد المين ص ‪ (4) .83 - 82‬مصببباح الببزائر‬
‫ص ‪(*) .236 - 235‬‬

‫]‪[287‬‬

‫يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج الميببت‬
‫من الحي وهو عليم بذات الصدور‪ .‬اللهم بك نمسي وبك نصبح‪ ،‬وبك نحيببى‬
‫وبك نموت‪ ،‬وإليببك المصببير‪ ،‬أعببوذ بببك أن أذل أو اذل أو أضببل أو اضببل أو‬
‫أظلم أو اظلم أو أجهل أو يجهل علبي‪ ،‬يبا مصبرف القلبوب ثببت قلببي علبى‬
‫طاعتك وطاعة رسولك‪ ،‬اللهم ل تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك‬
‫رحمة إنك أنت الوهاب‪ .‬ثم تقول‪) :‬اللهم إن الليل والنهار خلقان من خلقببك‪،‬‬
‫فلتبتلني فيهما بجرأة على معاصيك‪ ،‬ول ركوب لمحارمك وارزقنببي فيهمببا‬
‫عمل متقبل وسعيا مشبكورا وتجبارة لبن تببور( )‪ .(1‬بيبان‪) :‬والملبك(( أي‬
‫والحال أن الملببك وجميببع مببا ذكببر البب‪ ،‬أو أصبببح الملببك وجميببع ذلببك لبب‪،‬‬
‫والبهاء الحسن‪ ،‬ويقال‪ :‬مجبده أي أعظمبه وأثنبى عليبه‪ ،‬والسبماح الجبود‪،‬‬
‫ومن عليه منا أنعم‪ ،‬والفضل الزيادة في الكمال أو الحسان )أذهببب بالليببل(‬
‫كذا فببي أكببثر النسببخ والظبباهر ذهببب بالليببل أو أذهببب الليببل كمببا فببي سببائر‬
‫الدعية‪ ،‬وقال بعض الفاضل لم يقل ذهب ليهامه ذهابه تعالى ويببرد عليببه‬
‫أنه على هذا كان يكفي أن يقول أذهببب الليببل‪ ،‬وأيضببا كببان ينبغببي أن يقببول‬
‫أيضا أجاء بالنهار للعلة المذكورة وفي التنزيببل )لببذهب بسببمعهم( )‪ (2‬وقببد‬
‫ذكر المحققون أن مع باء التعدية ل يفهم إل مببا يفهببم مببن الفعببل المتعببدي‪،‬‬
‫ول فرق بين قولنا ذهب به أو أذهبه‪ ،‬وقيل زيدت الببباء هنببا لتأكيببد التعديببة‬
‫والصواب أنه من خطأ الكتاب‪ ،‬وكان ذهببب بالليببل فزيببدت الهمببزة كمببا فببي‬
‫بعض النسخ هنا وسائر الدعية )خلقان مببن خلقببك( المضبببوط فببي النسببخ‬
‫والمسببموع مببن المشببايخ بالقبباف‪ ،‬والسببيد الببداماد قببدس سببره زيببف هببذه‬
‫النسخة وشنع على من قرأبها‪ ،‬وقال‪ :‬إنه بالفاء وكسر الخاء لقوله تعببالى‪:‬‬
‫)وهو الذي جعل الليل والنهار‬
‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .223 - 222‬البقرة‪.20 :‬‬

‫]‪[288‬‬

‫خلفة( )‪ (1‬وهو تصحيف لطيف مخالف للنسخ المعتبرة‪ ،‬واتباع المنقببول أولببى‪49 .‬‬
‫‪ -‬الكافي‪ :‬بسنده عن يزيد بن كلثمة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليببه السببلم أو عببن‬
‫أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬تقول إذا أصبحت‪) :‬أصبببحت بببال مؤمنببا علببى‬
‫دين محمد وسببنته وديببن الوصببياء وسببنتهم‪ ،‬آمنببت بسببر هببم وعلنيتهببم‪،‬‬
‫وشاهدهم وغائبهم‪ ،‬وأعوذ بال مما استعاذ منه رسول ال صلى الب عليببه‬
‫وآله وعلي عليه السلم والوصببياء عليهببم السببلم وأرغببب إلببى الب فيمببا‬
‫رغبوا إليه ولحول ولقوة إل بال( )‪ .(2‬منه‪ :‬بسنده الصببحيح عببن محمببد‬
‫بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن علبي اببن الحسبين عليهمبا‬
‫السلم كان إذا أصبح قال‪ :‬أبتدء يومي هذا بين يدي نسياني وعجلببتي بسببم‬
‫ال وما شاء ال( فإذا فعل ذلك العبد أجزأه مما نسي فببي يببومه )‪ .(3‬بيببان‪:‬‬
‫)أبتدء في يومي هذا( أي أفتتح يومي أو أبتدء في يومي هذا باسببمه تعببالى‬
‫أو يقال‪ :‬بسم ال وما شبباء البب‪ ،‬عطببف علببى بسببم الب أو علببى اسببم البب‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬على أبتدء وهو بعيد‪ ،‬فالكلم يحتمل وجوها نذكر منها اثنين‪ :‬الول‪:‬‬
‫أن يكون المعنى أنه لما لزم في مقام العبودية والتخلي عببن المببراد ولرادة‬
‫أن يفوض جميع اموره إلى ربه‪ ،‬ويعلم أنه مالك نفعه وضببره‪ ،‬ول يسببتعين‬
‫إل به وبأسمائه‪ ،‬فلبد أن يكون جميع أفعبباله مقرونببة بالتسببمية والمشببيئة‬
‫لفظا ومعنا‪ ،‬ولسانا وقلبا‪ ،‬وقد يغفل عن ذلك للنظر إلببى السببباب الظبباهرة‪،‬‬
‫والغفلببة عببن مسبببب السببباب‪ ،‬وقببد ينسببى التسببمية الببتي لبببد مببن ذكرهببا‬
‫وتذكرها عند كل فعل‪ ،‬وأيضا قد يترك قول‪) :‬ما شاء ال( عند تجدد نعم ال‬
‫وتذكر أنها من قبل ال كما قال سبحانه‪) :‬لول إذ دخلت جنتك قلت مببا شبباء‬
‫ال لقوة إل بال( )‪ (4‬و تركهما إما للغفلة أو للتعجيل في المر‪ ،‬فيذكر في‬
‫أول يومه هذين القولين‪ ،‬ويتذكر‬

‫)‪ (1‬الفرقببان‪ (2) .62 :‬الكببافي‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .522‬الكببافي ج ‪ 2‬ص ‪(4) .523‬‬
‫الكهف‪.39 :‬‬

‫]‪[289‬‬

‫هاتين العقيدتين‪ ،‬ليكون كل أفعاله في هذا اليوم مقرونة بهما‪ ،‬وإن تحققبت الفاصبلة‬
‫بينهما‪ ،‬وهذا من فضل ال تعالى عليه‪ ،‬وإنما ذكر النسيان فقببط لن العجلببة‬
‫تصير سببا للنسيان‪ ،‬فهو من قبيل عطف السبب علبى المسببب‪ ،‬وهبذا ممبا‬
‫خطر بالبال‪ ،‬وهو أحسن الوجوه‪ ،‬وله مزيدات في سائر الدعية‪ .‬الثاني‪ :‬ما‬
‫ذكره بعض الفاضل وهو أن يكون المعنى أبتدء قبل كل عمل قبل أن أنسببى‬
‫ال سبحانه وأعجل عن ذكره إلى غير‪ ،‬وقببوله‪ :‬إذا فعببل ذلببك‪ ،‬الظبباهر أنببه‬
‫من كلم السادق عليببه السببلم‪ - 50 .‬الكببافي‪ :‬باسببناده‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا أمسيت قل‪) :‬اللهم إني أسئلك عند إقبال ليلببك‪ ،‬وإدبببار‬
‫نهببارك‪ ،‬وحضببور صببلواتك‪ ،‬وأصببوات دعاتببك أن تصببلي علببى محمببد وآل‬
‫محمد( وادع بما أحببت )‪ - 51 .(1‬الكافي‪ :‬باسبناده‪ ،‬عبن الفضبل ببن أبببي‬
‫قرة‪ ،‬عن أبي عبببد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬ثلث تناسببخها النبيبباء مببن آدم‬
‫عليه السلم حتى وصلن إلى رسول ال صلى ال عليه وآله كان إذا أصبببح‬
‫يقول‪) :‬اللهم إني أسببئلك إيمانببا تباشببر بببه قلبببي‪ ،‬ويقينببا حببتى أعلببم أنببه ل‬
‫يصيبني إل ما كتبت لي‪ ،‬ورضني بما قسمت لي )‪ .(2‬ورواه بعض أصحابنا‬
‫وزاد فيه‪ :‬حتى ل احب تعجيل ما أخرت ول تأخير ما عجلت‪ ،‬يا حي يا قيوم‬
‫برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ول تكلني إلى نفسي طرفببة عيبن أبببدا‬
‫وصلى ال على محمبد وآلبه )‪ .(3‬وروي‪ ،‬عبن أببي عببد الب عليبه السبلم‬
‫الحمد ل الذي أصبحنا والملك له وأصبحت عبدك وابببن عبببدك وابببن أمتببك‬
‫في قبصتك‪ ،‬اللهم ارزقني مببن فضببلك رزقببا مببن حيببث أحتسببب ومببن حيببث‬
‫لأحتسب‪ ،‬واحفظني من حيث أحتفظ ومن حيث ل أحتفظ‪ ،‬اللهم ارزقني من‬
‫فضببلك ول تجعببل لببي حاجببة إلببى أحببد مببن خلقببك‪ ،‬اللهببم ألبسببني العافيببة‬
‫وارزقني‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3 - 2) .523‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.524‬‬

‫]‪[290‬‬

‫عليها الشكر‪ ،‬يا واحد يا أحد يا صمد يا ال الذي لم يلد ولم يولببد ولبم يكبن لبه كفبوا‬
‫أحد يبا الب يبا رحمببن يبا رحيبم‪ ،‬يبا مالبك الملبك‪ ،‬ورب الرببباب‪ ،‬ويببا سبيد‬
‫السادات يا ال ويا ل إله إل أنت اشفني بشببفائك مببن كببل داء وسببقم‪ ،‬فبباني‬
‫عبببدك وابببن عبببدك أتقلببب فببي قبضببتك )‪ .(1‬بيببان‪ :‬كببأن المببراد بالتناسببخ‬
‫النتساخ‪ ،‬ونسخ بعضهم عن بعض‪ ،‬أو من تناسخ الميراث أي التداول فببي‬
‫القبباموس نسببخ الكتبباب كمنببع كتبببه عببن معارضببة كاستنسببخه وانتسببخه‬
‫والتناسخ والمناسخة في الميراث موت ورثة بعد ورثة وأصل الميراث قائم‬
‫لم يقسم‪ ،‬و تناسببخ الزمنببة تببداولها‪) .‬تباشببربه قلبببي( أي تجببده فببي قلبببي‬
‫فكانك حين وجدانك إياه في قلبي باشرته أو تكون بسبب ذلك مباشرا لقلبببي‬
‫أي محبتك ومعرفتك‪ ،‬أو يكون ممتدا في قلبي إلى يوم ألقاك عند المببوت أو‬
‫في القيامة إيمانا كامل تكون بسبه مالكا لزمة نفسي مدبرا لمور قلبببي أو‬
‫يكون الباء للتعدية أي تجعله مباشرا لقلبي‪ ،‬أو على سبيل القلببب أي إيمانببا‬
‫يقينيا يباشرك به قلبي ويراك‪ ،‬كما قببال صببلى الب عليببه وآلببه‪) :‬ا عبببد الب‬
‫كأنك تراه( و أكثر الوجببوه ممببا خطببر بالبببال والول أظهببر‪ .‬وقببال الفيببروز‬
‫آبادي‪ :‬وكل إليه المر وكل ووكول‪ :‬سلمه وتركه قوله‪) :‬في قبضتك( كناية‬
‫عن استيلئه وتسلطه عليه فان ما كان في كف النسان يقدر على التصرف‬
‫فيه كيف شاء‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪) :‬والرض جميعا قبضته يببوم ‪ -‬القيمببة( )‬
‫‪) .(2‬من حيث أحتسب( أي أظن وأتوقع والحتفاظ بمعنى التحفظ والتحرز‪،‬‬
‫وفي النهاية السيد يطلق على الببرب والمالببك والشببريف والفاضببل والكريببم‬
‫والحليم والمقدم‪ ،‬ولعل الداء المراض الروحانية‪ ،‬والسقم العلل الجسببمانية‬
‫)أتقلب في‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪ 2‬ص ‪ (2) .524‬الزمر‪.67 :‬‬

‫]‪[291‬‬

‫قبضتك( في بعض نسخ الدعاء‪) :‬أتقلب في قبضتك بقدرتك( أي أتصرف في المببور‬


‫حال كوني في قبضتك وقضائك وقدرك‪ ،‬إشارة إلى المر بيببن المريببن‪52 .‬‬
‫‪ -‬الكافي‪ :‬باسناده‪ ،‬عن محمد بن علي رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات ال‬
‫عليه أنه كان يقول‪) :‬اللهم إني وهذا النهار خلقان من خلقك‪ ،‬اللهم لتبتلني‬
‫بببه ول تبتلببه بببي‪ ،‬اللهببم ولتببره منببي جببرءة علببى معاصببيك‪ ،‬ول ركوبببا‬
‫لمحارمك‪ ،‬اللهم اصرف عني الزل واللواء )‪ (1‬والبلوى وسببوء القضبباء‪،‬‬
‫وشماتة العداء‪ ،‬ومنظر السوء في نفسي ومالي )‪ .(2‬قببال‪ :‬ومببا مببن عبببد‬
‫يقول حين يمسي ويصبح‪) :‬رضيت بال ربا‪ ،‬وبالسلم دينا‪ ،‬وبمحمد صلى‬
‫ال عليه وآله نبيا‪ ،‬وبالقرآن بلغا‪ ،‬وبعلي إماما( ثلثا إل كان حقا على ال‬
‫عزوجببل أن يرضببيه يببوم القيامببة )‪ .(3‬قببال‪ :‬وكببان يقببول عليببه السببلم إذا‬
‫أمسى‪) :‬أصبحنا ل شاكرين‪ ،‬وأمسينا ل حامدين فلك الحمد كما أمسينا لك‬
‫مسلمين سالمين )‪ .(4‬قال‪ :‬وإذا أصبح قال‪ :‬أمسينا لب شبباكرين‪ ،‬وأصبببحنا‬
‫ل حامدين‪ ،‬والحمد ل كما أصبحنا لك مسلمين سببالمين )‪ .(5‬بيببان‪ :‬ابتلء‬
‫النسان ببباليوم البتلء بالبليببا والمصببائب فيببه‪ ،‬فكبأن اليببوم أوقعببه فيهببا‪،‬‬
‫فالسناد مجازي‪ ،‬ويحتمل أن يكون الباء بمعنى في‪ ،‬وابتلء اليوم بالنسان‬
‫أن يوقع فيه الكفر أو المعاصي )الزل( الضببيق والشببدة و )اللواء( الشببدة‬
‫وضيق المعيشة و )منظر السوء( المنظر ما نظرت إليه فأعجبك أو ساءك‪،‬‬
‫والضافة بيانية أو هو مصدر ميمي )والسببوء( بالفتببح والضببم والول هنببا‬
‫أصح وأفصح أي النظر إلى أمر يسوؤه في نفسه أو ماله )وبالقرآن بلغببا(‬
‫أي كفاية أو تبليغا لرسالت ال‪ ،‬وقد‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) 525‬الفك والذى خ ل‪ (5 - 3) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.525‬‬


‫]‪[292‬‬

‫وصفة ال تعالى في مواضع كببثيرة منببه‪ - 53 .‬الكببافي‪ :‬بسببنده الصببحيح والحسببن‪،‬‬


‫عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬مببا مببن عبببد يقببول‬
‫إذا أصبح قبل طلوع الشمس‪) :‬ال أكبر ال أكبر كبيرا‪ ،‬وسببحان الب بكبرة‬
‫وأصيل‪ ،‬والحمد ل رب العاليمن كثيرا ل شريك له وصلى ال ب علببى محمببد‬
‫وآله( إل ابتببدرهن ملببك وجعلهببن فببي جببوف جنبباحه )‪ (1‬وصببعد بهببن إلببى‬
‫السماء الدنيا‪ ،‬فتقول الملئكة ما معك ؟ فيقول معي كلمات قالهن رجببل مببن‬
‫المؤمنين‪ ،‬وهي كذا وكذا‪ ،‬فيقولون‪ :‬رحم ال من قال هؤلء الكلمات وغفبر‬
‫له‪ ،‬وقال‪ :‬كلما مر بسماء قال لهلها مثل ذلك‪ ،‬فيقولون‪ :‬رحم الب مببن قببال‬
‫هؤلء الكلمات وغفر له‪ ،‬حتى ينتهي بها إلى حملة العرش فيقببول لهببم‪ :‬إن‬
‫معي كلمات تكلم بهن رجل من المؤمنين‪ ،‬و هي كذا وكببذا‪ ،‬فيقولببون‪ :‬رحببم‬
‫ال هذا العبد وغفر له‪ ،‬انطلق بهن إلى حفظة كنببوز مقالببة المببؤمنين‪ ،‬فببان‬
‫هؤلء كلمات الكنببوز حببتى يكتبهببن فببي ديببوان الكنببوز )‪ .(2‬ومنببه‪ :‬بسببنده‬
‫الموثق عن أبي عبد ال عليببه السببلم قببال‪ :‬إذا أصبببحت فقببل‪) :‬اللهببم إنببي‬
‫أعوذ بك مببن شببر مببا خلقببت وذرأت وبببرأت فببي بلدك لعبببادك‪ ،‬اللهببم إنببي‬
‫أسببئلك بجللببك وجمالببك وحلمببك وكرمببك كببذا وكببذا )‪ .(3‬بيببان‪) :‬مببن شببر‬
‫ماخلقت( الفعال الثلثة متقاربة في المعنى‪ ،‬وقد يطلق الخلق علببى التقببدير‬
‫أو اليجاد بعد التقدير‪ ،‬والذرء بخلق الذرية كببالبرء بخلببق الحيوانببات‪ ،‬كمببا‬
‫روي كثيرا )وبرئ النسمة( ويمكببن التعميببم فببي الجميببع فببالتكرار للتأكيببد‪،‬‬
‫ويمكن أن يببراد بببالخلق التقببدير‪ ،‬وبالببذرء خلببق النسببان‪ ،‬أو خلببق النببس‬
‫والجن‪ ،‬وبالبرء خلق سائر الشياء أو بالول ما ليببس فيببه روح‪ ،‬وبالثبباني‬
‫النس والجن‪ ،‬وبالثببالث سببائر الحيوانببات‪ .‬وقببوله )وعبببادك( عطببف علببى‬
‫)بلدك( أي شر ماخلقت بين عبادك أو ماخلقت‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬حرف جناحه‪ (3 - 2) .‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.527 - 526‬‬

‫]‪[293‬‬

‫فيهببم مببن أعضببائهم وقببواهم ومكببائدهم‪ ،‬أو عطببف علببى الموصببول تخصيصببا بعببد‬
‫التعميببم‪ ،‬و الجلل‪ :‬عظمببة الببذات أو الصببفات السببلبية‪ ،‬والجمببال حسببن‬
‫الصفات أو الصفات الثبوتية‪ ،‬والحلم والكببرام يرجعببان إلببى حسببن الفعببال‪.‬‬
‫‪ - 45‬الكافي‪ :‬بسنده الحسببن كالصببحيح عببن زرارة‪ ،‬عببن أبببي جعفببر عليببه‬
‫السببلم قببال‪ :‬يقببول )‪ (1‬بعببد الصبببح )الحمببد لببرب الصببباح‪ ،‬الحمببد لفببالق‬
‫الصباح( ثلث مرات )اللهم افتح لي باب المر الذي فيببه اليسببر والعافيببة‪،‬‬
‫ال هيئ لي سبيله وبصرني مخرجببه )‪ (2‬اللهببم إن كنببت قضببيت لحببد مببن‬
‫خلقك علي مقدره بالشر فخذه من بين يديه ومببن خلفببه وعببن يمينببه وعببن‬
‫شماله ومن تحت قدميه ومبن فبوق رأسبه‪ ،‬واكفنيبه بمبا شبئت ومبن حيبث‬
‫شئت وكيف شئت )‪ .(3‬ايضبباح‪ :‬قببال الجببوهري يقببال‪ :‬مببالي عليببك مقببدرة‬
‫ومقدرة ومقدرة أي قدرة قوله عليه السلم‪) :‬من بيببن يببديه( أي سببد عليببه‬
‫باب الحيلة والفرج من جميع الجهات وقببال البيضبباوي فببي قببوله سبببحانه‪:‬‬
‫)ثم لتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعبن أيمببانهم وعبن شبمائلهم( )‪(4‬‬
‫أي من جميع الجهات الربع‪ ،‬مثل قصده إياهم بالتسويل والضببلل مببن أي‬
‫وجه يمكنه باتيان العدو من الجهات الربع‪ ،‬ولذلك لم يقل من فببوقهم ومببن‬
‫تحت أرجلهم‪ .‬وقيل‪ :‬لم يقل من فوقهم لن الرحمة تنزل منه‪ ،‬ولببم يقببل مببن‬
‫تحتهم لن التيان منه يوحش‪ ،‬وعن ابن عباس )من بين أيببديهم( مببن قبببل‬
‫الخرة )ومن خلفهم( من قبل الدنيا )وعن أيمانهم وعن شمائلهم( من جهة‬
‫حسناتهم وسبيئاتهم‪ .‬ويحتمبل أن يقبال مبن بيبن أيبديهم مبن حيبث يعلمبون‬
‫ويقدرون التحرز عنه‪ ،‬ومن خلفهم من حيث ل يعلمون ول يقببدرون‪ ،‬وعببن‬
‫أيمانهم وعن شمائلهم من جهة يتيسر‬

‫)‪ (1‬في بعض النسخ‪ :‬تقول‪ (2) .‬بصرني سبيله وهيئ لى مخرجه خ ل‪ (3) .‬الكببافي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .528‬العراف‪.17 :‬‬

‫]‪[294‬‬

‫لهم أن يعلموا ويتحرزوا‪ ،‬ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم واحتياطهم‪ .‬وإنما عدي الفعل‬
‫في الولين بحرف البتداء لنه منها متببوجه إليهببم‪ ،‬وفببي الخريببن بحببرف‬
‫المجاوزة‪ ،‬لن التي منهما كالمنحرف عنهم لمببا علببى عرضببهم‪ ،‬و نظيببره‬
‫جلست عن يمينه‪ - 55 .‬الكافي‪ :‬بسنده عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫قال إذا أصبح )اللهم إني أصبحت في ذمتك وجوارك‪ ،‬اللهببم أنببي أسببتودعك‬
‫ديني ونفسي ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي‪ ،‬وأعوذ بك يببا عظيببم مببن شببر‬
‫خلقك جميعا وأعوذ بك من شر ما يبلس بببه أبليببس وجنببوده(‪ .‬إذا قببال هببذا‬
‫الكلم لم يضره يومه ذلك شئ‪ ،‬وإذا أمسى فقال لم يضره تلك الليلة شئ إن‬
‫شاء ال تعالى )‪ .(1‬بيان‪ :‬ما يبلس بببه إبليببس كببذا فببي أكببثر النسببخ‪ ،‬وفببي‬
‫بعضها )ما يلبس( من التلبيس وهو ظاهر وأما الول فقببال الفيببروز آبببادي‬
‫البلببس محركببة مببن لخيببر عنببده‪ ،‬أو عنببده إبلس وشببر‪ ،‬وأبلببس‪ :‬يئس‬
‫وتحيببر‪ ،‬ومنببه سببمي إبليببس‪ .‬وقببال الجببزري‪ :‬فيببه فتأشببب أصببحابه حببول‬
‫وأبلسوا حتى ما أوضحوا بضاحكة‪ :‬أبلسببوا أي سببكتوا‪ ،‬والمبلببس السبباكت‬
‫مببن الحببزن أو الخببوف‪ ،‬والبلس الحيببرة‪ ،‬ومنببه الحببديث ألببم تببر الجببن‬
‫وإبلسببها أي تحيرهببا أو دهشببتها انتهببى‪ ،‬فببالمعنى مببن شببر الببذنوب الببتي‬
‫صارت سببا ليأس إبليس من رحمة ال‪ ،‬أو ما يسكت فيه حيلة ومكرا ليتببم‬
‫إضلله‪ ،‬ويمكن أن يكون استعمل بأحد المعاني السابقة متعديا وإن لببم يببرد‬
‫في اللغة أو يكون اشتقاقا جعليببا أي مببا يعمببل فيببه شببيطنته‪ - 56 .‬الكببافي‪:‬‬
‫بسنده الحسن كالصحيح عببن معاويببة بببن عمببار‪ ،‬عببن أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم )اللهم لك الحمد‪ ،‬أحمدك وأستعينك‪ ،‬وأنت ربي وأنا عبدك‪ ،‬أصبببحت‬
‫على عهدك ووعدك‪ ،‬واومن بوعدك واوفى بعهدك مببا اسببتطعت‪ ،‬ول حببول‬
‫ول قوة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.528‬‬

‫]‪[295‬‬

‫إل بال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمببدا عبببده ورسببوله‪ ،‬أصبببحت علببى فطببرة‬
‫السببلم وكلمببة الخلص‪ ،‬وملببة إبراهيببم‪ ،‬وديببن محمببد‪ ،‬علببى ذلببك أحيببى‬
‫وعليه أموت إن شاء ال أحيني مبا أحييتنبي وأمتنبي أذا أمتنبي علبى ذلبك‪،‬‬
‫وابعثني إذا بعثتني على ذلببك‪ ،‬أبتغببي بببذلك رضببوانك واتببباع سبببيلك‪ .‬إليببك‬
‫ألجأت ظهري‪ ،‬وإليك فوضت أمري‪ ،‬آل محمد أئمتي ليس لي أئمة غيرهببم‪،‬‬
‫بهم أئتم وإياهم أتولى‪ ،‬وبهم أقتدي‪ ،‬ال اجعلهم أوليائي في الدنيا و الخرة‬
‫واجعلني اوالي أولياءهم‪ ،‬واعادي أعببداءهم فببي البدنيا والخببرة‪ ،‬وألحقنببي‬
‫بالصالحين وآبائي معهم( )‪ .(1‬ومنه‪ :‬بسند ل يقصر عن الصحيح‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد الب عليببه السببلم قببال‪ :‬قلببت لببه علمنببي شببيئا أقببوله إذا أصبببحت وإذا‬
‫أمسيت‪ ،‬فقال‪ :‬قل‪ :‬الحمد ل الذي يفعل ما يشاء ول يفعل مببا يشبباء غيببره‪،‬‬
‫الحمد ل كما يحب ال أن يحمد الحمد ل كما هو أهله‪ ،‬اللهم أدخلني في كل‬
‫خير أدخلت فيه محمدا وآل محمببد‪ ،‬وأخرجنببي مببن كببل سببوء أخرجببت منببه‬
‫محمببدا وآل محمببد صببلى ال ب علببى محمببد وآل محمببد )‪ .(2‬ومنببه‪ :‬بسببنده‬
‫المعتبر عندي عن أبي عبيدة الحذاء قال‪ :‬قال‪ :‬أبو جعفر عليه السلم‪ :‬مببن‬
‫قال حين يطلع الفجر‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له لببه الملببك ولببه الحمببد‬
‫يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي ل يمببوت بيببده الخيببر وهببو علببى كببل‬
‫شئ قبدير ‪ -‬عشبر مبرات ‪ -‬وصبلى الب علبى محمبد وآلبه ‪ -‬عشبر مبرات ‪-‬‬
‫وسبح خمسا وثلثين مرة‪ ،‬وهلل خمسا وثلثين مببرة‪ ،‬وحمببد ال ب ‪ -‬خمسببا‬
‫وثلثين مرة ‪ -‬لم يكتب في ذلك الصباح من الغافلين‪ ،‬وإذا قالها في المسبباء‬
‫لم يكتب في تلك الليلة من الغافلين )‪ .(3‬بيان‪ :‬كببأن النكتببة فببي التعبببير فببي‬
‫الول بالصببباح‪ ،‬وفببي الثبباني بالليلببة أن فببي اليببوم غالبببا مببتيقظ مشببتغل‬
‫بالعمال‪ ،‬فيمكن أن يكون في سائر اليوم غافل بخلف الليل‪،‬‬

‫)‪ (2 - 1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .529‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.534‬‬


‫]‪[296‬‬

‫فان في أكثره نائم غالبا فيتفضل ال عليه بأن يكتبه في جميع الليببل ذاكببرا لفتتبباحه‬
‫بالذكر كما أنه إذا نام متطهرا يكتببب كببذلك إلببى أن ينتبببه مببع أنببه يمكببن أن‬
‫يكون المراد بالصباح جميع اليوم أو بالليلة أولها‪ .‬وقوله عليه السلم‪) :‬لببم‬
‫يكتب من الغافلين( إشارة إلى قوله تعالى‪) :‬واذكر ربك فببي نفسببك تضببرعا‬
‫وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والصال ول تكببن مببن الغببافلين( )‪(1‬‬
‫وإلى أنه يكفي هذا الذكر ل طاعة المر الوارد في تلك الية‪) :‬ول تكببن مببن‬
‫الغافلين(‪ - 57 .‬الكببافي‪ :‬بسببنده عببن داود الرقببي عببن أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬ل تدع أن تببدعو بهببذا الببدعاء ثلث مببرات إذا أصبببحت‪ ،‬وثلث‬
‫مرات إذا أمسيت )اللهم اجعلني في درعببك الحصببينة الببتي تجعببل فيهببا مببن‬
‫تريد( فان أبي عليه السلم كان يقول هذا من الدعاء المخزون )‪ .(2‬ومنببه‪:‬‬
‫بسنده عن أحدهما عليه السلم قببال‪ :‬مببن قببال‪ :‬اللهببم إنببي اشببهدك واشببهد‬
‫ملئكتك المقربين‪ ،‬وحملة عرشك المصببطفين‪ ،‬أنببك أنببت الب ل إلببه إل هببو‬
‫الرحمببن الرحيببم‪ ،‬وأن محمببدا عبببدك ورسببولك‪ ،‬وأن فلن بببن فلن إمببامي‬
‫ووليي‪ ،‬وأن أباه رسول ال صلى ال عليه وآله وعليببا والحسببن والحسببين‬
‫وفلنا وفلنا ‪ -‬حتى ينتهي إليه ‪ -‬أئمتي وأوليائي وعلبى ذلبك أحيبى وعليبه‬
‫أموت وعليه ابعث يوم القيامة‪ ،‬وأبرأ من فلن وفلن‪ ،‬فببان مببات فببي ليلتببه‬
‫دخل الجنة )‪ .(3‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مببن قببال‬
‫هذا حين يمسي حف بجناح من أجنحببة جبرئيببل عليببه السببلم حببتى يصبببح‬
‫)أسببتودع ال ب العلببي ال علببى الجليببل العظيببم نفسببي ومببن يعنينببي أمببره‪،‬‬
‫أستودع ال نفسي المرهوب المخوف المتضعضع لعظمة كل شئ(‪.‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .205 :‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .534‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪(*) .522‬‬

‫]‪[297‬‬

‫‪ -‬ثلث مرات )‪ .(1‬بيان‪) :‬ومبن يعنينبي أمبره( أي يشبغلني ويهمنببي‪ ،‬قبوله )نفسبي‬
‫المرهوب( كذا في النسخ والظاهر تببأخير نفسببي عببن )كببل شببئ( مببع قببوله‬
‫)ومن يعنيني أمره( بل يزيد فيها )نفسي وأهلي ومالي وولدي( كما مر فببي‬
‫تعقيب كل صلة )‪ (2‬وعلى أي حال المرهوب صفة للجللة وفببي القبباموس‬
‫تضعضع خضع وذل وافتقر‪ - 58 .‬عدة الداعي‪ :‬قبال رسبول الب صبلى الب‬
‫عليه وآله‪ :‬قال البب‪ :‬يببا ابببن آدم اذكرنببي بعببد الصبببح سبباعة وبعببد العصببر‬
‫ساعة أكفك ما أهمك‪ .‬وقال الباقر عليه السلم‪ :‬إن إبليببس عليببه لعببائن الب‬
‫يبث جنود الليل من حين تغيب الشمس‪ ،‬وحين تطلع‪ ،‬فأكثروا ذكببر ال ب فببي‬
‫هاتين الساعتين‪ ،‬وتعوذوا بال من شر إبليس وجنببوده‪ ،‬وعببوذوا صببغاركم‬
‫في تينك الساعتين فانهما ساعتا غفلة‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬في قول‬
‫ال تبارك وتعببالى )وظللهببم بالغببدو والصببال( )‪ (3‬قببال‪ :‬هببو الببدعاء قبببل‬
‫طلببوع الشببمس وقبببل غروبهببا‪ ،‬وهببي سبباعة إجابببة‪ .‬وعبن الصبادق عليببه‬
‫السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يستغفر الب غببداة كببل يببوم‬
‫سبعين مرة‪ ،‬ويتوب إلى الب سبببعين مببرة‪ ،‬قببال‪ :‬قلببت‪ :‬وكيببف كببان يقببول‪،‬‬
‫أستغفر ال وأتوب إليه ؟ فقال‪ :‬كان يقول‪ :‬أستغفر ال سبعين مرة ويقببول‪:‬‬
‫أتوب إلى الب سببعين مبرة‪ .‬وروي عبن الصبادق عليبه السبلم‪ :‬أملبوا أول‬
‫صحائفكم خيرا وآخرها خيرا يغفر لكم ما بينهمببا‪ .‬وروي عببن أبببي الببدرداء‬
‫أنه قيل له ذات يوم‪ :‬احترقت دارك فقال‪ :‬لم تحترق‪ ،‬فجاء مخبر آخر فقال‪:‬‬
‫احترقت دارك‪ ،‬فقال‪ :‬لم تحترق‪ ،‬فجاء ثالث فأجابه بببذلك ثببم انكشببف المببر‬
‫عن احتراق جميع ما حولها سواها‪ ،‬فقيل له بم علمت بذلك ؟ قببال‪ :‬سببمعت‬
‫النبي صلى ال عليه وآله يقببول‪ :‬مببن قببال هببذه الكلمببات صبببيحة يببومه لببم‬
‫يصبه سوء فيه‪ ،‬ومن قالها‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .523‬راجع ص ‪ 50‬من هذا المجلد‪ (3) .‬الرعد‪.15 :‬‬

‫]‪[298‬‬

‫في مساء ليلته لم يصبه سوء فيها‪ ،‬وقد قلتها وهي‪) :‬اللهم أنت ربببي ل إلببه إل أنببت‬
‫عليببك تببوكلت وأنببت رب العببرش العظيببم‪ ،‬ولحببول ول قببوة إل بببال العلببي‬
‫العظيم‪ ،‬ما شاء ال كان‪ ،‬وما لم يشبأ لبم يكبن‪ ،‬أعلبم أن الب علبى كبل شبئ‬
‫قدير‪ ،‬وأن ال قد أحاط بكل شئ علما‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك مببن شببر نفسببي‪،‬‬
‫ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصببيتها إن ربببي علببى صببراط مسببتقيم‪- 59 .‬‬
‫البلد المين‪ :‬في كتاب النوار للتميمي عن النبي صلى الب عليببه وآلببه مببن‬
‫قرأ حين يصبح سبعا )فال خير حافظا وهو أرحم الراحميببن‪ ،‬إن وليببي ال ب‬
‫الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين‪ ،‬فان تولوا فقل حسبي ال ل إلببه إل‬
‫هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيببم( حفظببه الب عزوجبل يببومه ذلبك‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬عن الصادق عليه السلم من قال في صببيحة يبومه ثلثبا )بسبم الب‬
‫الذي ل يضر مع اسمه شئ في الرض ول في السماء وهو السميع العليببم(‬
‫لم يصبه بلء حتى يمسي‪ ،‬وكذا من قالها مسبباء ثلثببا‪ .‬دعببوات الراونببدي‪:‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله مثله‪ - 60 .‬المهج‪ :‬روي أن الخضر وإلياس‬
‫يجتمعان في كل موسم فيفترقان عن هذا الدعاء‪ ،‬وهببو )بسببم الب مببا شبباء‬
‫ال لقوة إل بال‪ ،‬ما شاء ال كل نعمة من ال‪ ،‬ما شاء ال الخيببر كلببه بيببد‬
‫ال عزوجل ما شاء الب ل يصببرف السببوء إل البب( قببال‪ :‬فمببن قالهببا حيببن‬
‫يصبح ‪ -‬ثلث مرات ‪ -‬أمن من الحرق والسرق والخرق )‪ - 61 .(1‬معبباني‬
‫الخبار‪ :‬عن علي بن أحمد الطبري‪ ،‬عن الحسين بن علي بببن زكريببا‪ ،‬عببن‬
‫خراش مولى أنس‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬قببال رسببول الب صببلى الب عليببه وآلببه‪:‬‬
‫لذكر ال بالغدو والصال خير مببن حطببم السببيوف فببي سبببيل الب عزوجببل‪،‬‬
‫يعني لمن ذكر ال عزوجل بالغدو‪ ،‬ويذكر مبا كبان منبه فبي ليلبه مبن سبوء‬
‫عمله‪ ،‬واستغفر ال وتاب إليه‪ ،‬فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم ال لببه انتشببر‬
‫وقد حطت عنه سيئاته وغفرت له ذنوبه‪.‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.386‬‬

‫]‪[299‬‬

‫وإذا ذكر ال عزوجل بالصال وهي العشيات راجع نفسه فيمببا كببان منببه يببومه ذلببك‬
‫من سرف على نفسه وإضاعة لمر ربببه‪ ،‬وإذا ذكببر الب عزوجببل واسببتغفر‬
‫ال تعالى وأناب راح إلبى أهلببه وقببد غفببرت لببه ذنببوب يببومه‪ ،‬وإنمببا تحمببد‬
‫الشهادة أيضا إذا كان من تائب إلى ال مستغفر من معصببية الب عزوجبل )‬
‫‪ .(1‬بيببان‪ :‬حطببم السببيوف كسببرها أي يقاتببل حببتى يحطببم سببيفه أو يحطببم‬
‫سيوف الكفار وعلى التقديرين كناية عن شدة القتال وكثرة الضراب‪- 62 .‬‬
‫المهج )‪ :(2‬حرز للمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السببلم‪ :‬علببي بببن‬
‫عبد الصمد عن عم والده محمد ببن علبي بببن عببد الصبمد‪ ،‬عبن جعفببر بببن‬
‫محمد الدوريستى‪ ،‬عن والده‪ ،‬عن الصدوق محمد بن بابويه قببال‪ :‬وحببدثني‬
‫جدي‪ ،‬عبن أبيبه‪ ،‬علبي بببن عببد الصببمد‪ ،‬عبن محمبد اببن إبراهيبم القاشببي‬
‫المجاور بالمشهد الرضوي‪ ،‬عببن الصببدوق‪ ،‬عببن أبيببه‪ ،‬عببن شببيوخه‪ ،‬عببن‬
‫محمد بن عبد ال السببكندري قببال‪ :‬كنببت مببن نببدماء أبببي جعفببر المنصببور‬
‫وخواصه‪ ،‬وكنببت صبباحب سببره‪ ،‬فبينببا أن إذ دخلببت عليببه ذات يببوم فرأيتببه‬
‫مغتما فقلت له‪ :‬ما هذا الفكر يا أمير المؤمنين ؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬يا محمد لقد‬
‫هلك من أولد فاطمة مائة أو يزيدون‪ ،‬وقد بقي سيدهم وإمامهم‪ .‬فقلببت لببه‪:‬‬
‫من ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال‪ :‬جعفر بن محمببد رأس الروافببض وسببيدهم‬
‫فقلت لببه يبا أميببر المبؤمنين إنبه رجبل قبد شببغلته العببادة عبن طلبب الملببك‬
‫والخلفة فقال لي‪ :‬قد علمت أنك تقول به وبامامته‪ ،‬ولكن الملببك عقيببم‪ ،‬قببد‬
‫آليت على نفسي أن ل امسي عشيتي حتى أفرغ منه‪ ،‬ثم دعا بسببياف وقببال‬
‫له‪ :‬إذا أنا أحضرت أبا عبد ال وشغلته بالحببديث‪ ،‬ووضببعت قلنسببوتي فهببو‬
‫العلمة بيني وبينك‪ ،‬فاضبرب عنقببه‪ .‬فبأمر باحضببار الصبادق عليبه السبلم‬
‫فاحضره في تلك الساعة‪ ،‬ولحقته في الدار وهو يحرك شببفتيه‪ ،‬فلببم أدر مببا‬
‫الذي قرأ إل أنني رأيت القصر يموج كأنه سفينة فرأيت أبا جعفر‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ (2) .411 - 412‬مهج الدعوات ص ‪.22‬‬


‫]‪[300‬‬

‫المنصور يمشي بين يديه كما يمشي العبد بين يدي سيده‪ ،‬حافي القببدمين‪ ،‬مكشببوف‬
‫الرأس‪ ،‬يحمر سبباعة ويصببفر اخببرى‪ ،‬وأخببذ بعضببد الصببادق عليببه السببلم‬
‫وأجلسه على سرير ملكه في مكانه‪ ،‬وجثببا بيببن يببديه كمببا يجثببو العبببد بيببن‬
‫يدي موله ثم قال‪ :‬ما الذي جاء بك إلينا هذه السبباعة يببا ابببن رسببول الب ؟‬
‫قال‪ :‬دعوتني فأجبتك‪ ،‬قال‪ :‬ما دعوتك إنما الغلط من الرسببول‪ ،‬ثببم قببال لببه‪:‬‬
‫سل حاجتك يا ابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أسألك أن ل تببدعوني لغيببر شببغل‪ ،‬قببال‪:‬‬
‫لك ذلك وانصرف أبو عبد ال عليببه السببلم‪ .‬فلمببا انصببرف نببام جعفببر ولببم‬
‫ينتبه إلى نصف الليل‪ ،‬فلما انتبه كنت جالسبا عنبد رأسبه‪ ،‬قبال‪ :‬ل تببرح يبا‬
‫محمد من عندي حتى أقضي مببا فبباتني مببن صببلتي واحببدثك بحببديث قلببت‪:‬‬
‫سببمعا وطاعببة يببا أميببر المببؤمنين‪ ،‬فلمببا قضببى صببلته قببال اعلببم أنببي لمببا‬
‫أحضرت سيدك أبا عبد ال‪ ،‬وهممت بما هممت به من سوء رأيت تنينببا قببد‬
‫حببوى بببذنبه جميببع داري وقصببري‪ ،‬وقببد وضببع شببفته العليببا فببي أعلهببا‪،‬‬
‫والسفلى في أسفلها‪ ،‬وهو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين‪ :‬يا منصور‬
‫إن ال تعالى بعثني إليك وأمرني إن أنت أحدثت في عبدي الصالح الصببادق‬
‫حببدثا ابتلعتببك ومببن فببي الببدار جميعببا‪ ،‬فطبباش عقلببي وارتعببدت فرائصببي‬
‫واصطكت أسناني‪ .‬قال محمد‪ :‬قلت ليس هذا بعجيب‪ ،‬فان أبا عبد ال ب عليببه‬
‫السلم وارث علم النبي صلى ال عليه وآله وجده أمير المؤمنين علببي بببن‬
‫أبي طالب عليه السلم‪ ،‬وعنده من السماء والدعوات التي لببو قرأهببا علببى‬
‫الليل المظلم لنار‪ ،‬وعلى النهار المضئ لظلم‪ .‬فقال محمد بن عبد ال‪ :‬فلما‬
‫مضى عليه السلم اسببتأذنت مببن أبببي جعفببر لزيببارة مولنببا الصببادق عليببه‬
‫السلم فأجاب ولم يأب‪ ،‬فدخلت عليه وسبلمت وقلبت لبه‪ :‬أسبئلك يبا مبولي‬
‫بحق جدك رسول ال أن تعلمني الدعاء الذي قرأته عنببد دخولببك علببى أبببي‬
‫جعفر في ذلك اليببوم قبال‪ :‬لبك ذلبك فبأمله علبي‪ ،‬ثببم قبال‪ :‬هببذا حببرز جليببل‬
‫ودعاء عظيم نبيل‪ ،‬من قرأه صباحا كببان فببي أمببان الب إلبى العشبباء‪ ،‬ومببن‬
‫قرأه عشاء كان في حفظ ال تعالى إلى الصباح‪ ،‬وقد علمنيه أبي باقر علوم‬
‫الولين والخرين عن أبيه سيد العابدين‪ ،‬عن أبيه سيد الشهداء‬

‫]‪[301‬‬

‫عن أخيه سيد الصفياء‪ ،‬عن أبيه سيد الوصياء‪ ،‬عن محمد سيد النبياء صببلى ال ب‬
‫عليهم استخرجه من كتاب ال العزيبز البذي ل يبأتيه الباطبل مبن بيبن يبديه‬
‫ولمن خلفه تنزيل من حكيم حميد وهو‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد ل‬
‫الذي هداني للسلم‪ ،‬وأكرمني باليمان وعرفني الحق الذي عنه يؤفكببون‪،‬‬
‫والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون‪ ،‬وسبحان ال البذي رفببع السببماء بغيبر‬
‫عمد ترونها‪ ،‬وأنشأ جنات المأوى بل أمببد تلقونهببا‪ ،‬ول إلببه إل الب السببابغ‬
‫النعمبة‪ ،‬البدافع النقمبة‪ ،‬الواسبع الرحمبة‪ ،‬والب أكببر ذو السبلطان المنيبع‪،‬‬
‫والنشاء البديع‪ ،‬والشأن الرفيع‪ ،‬والحساب السريع‪ .‬اللهم صل علببى محمببد‬
‫عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وشهيدك‪ ،‬التقي النقي البشير النذير السببراج‬
‫المنير‪ ،‬وآله الطيبين الخيار‪ .‬ما شاء ال تقربا إلى ال‪ ،‬ما شاء ال توجهببا‬
‫إلى ال‪ ،‬ما شاء ال تلطفا بال‪ ،‬ما شاء ال ما يكن من نعمة فمببن البب‪ ،‬مببا‬
‫شاء ال ل يصرف السوء إل ال‪ ،‬ما شاء الب ل يسببوق الخيببر إل البب‪ ،‬مببا‬
‫شاء ال لقوة إل بال‪ .‬اعيذ نفسي وشعري وبشري وأهلي ومببالي وولببدي‬
‫وذريتي وديني ودنياي وما رزقني ربي‪ ،‬وما أغلقببت أبببوابي‪ ،‬وأحبباطت بببه‬
‫جدراني‪ ،‬ومببا أتقلببب فيببه مببن نعمببه وإحسببانه‪ ،‬وجميببع إخببواني وأقربببائي‬
‫وقراباتي من المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬بببال العظيببم و بأسببمائه التامببة العامببة‬
‫الكاملة الشافية الفاضلة المباركة المنيفة المتعالية الزاكية الشريفة الكريمة‬
‫الطاهرة العظيمة المخزونة المكنونة التي ل يجاوزهن بببر ول فبباجر‪ ،‬وبببام‬
‫الكتاب وفاتحته وخبباتمته‪ ،‬ومببا بينهمببا مببن سببورة شببريفة‪ ،‬وآيببة محكمببة‪،‬‬
‫وشفاء ورحمة‪ ،‬وعببوذة وبركببة‪ ،‬وبببالتوراة والنجيببل والزبببور والفرقببان‪،‬‬
‫وبصحف إبراهيم وموسى‪ ،‬وبكل كتاب أنزله ال‪ ،‬وبكل رسول أرسببله البب‪،‬‬
‫وبكل حجة أقامها ال‪ ،‬وبكل برهان أظهره ال‪ ،‬وبكل آلء ال‪ ،‬وعببزة البب‪،‬‬
‫وعظمة ال‪ ،‬وقدرة ال‪ ،‬وسلطان ال‪ ،‬وجلل ال‪ ،‬ومنعببة البب‪ ،‬ومببن البب‪،‬‬
‫وعفو ال‪ ،‬وحلم ال‪ ،‬وحكمة ال‪ ،‬وغفران البب‪ ،‬وملئكببة ال ب وكتببب البب‪،‬‬
‫وبرسل ال وأنبيائه‪ ،‬ومحمد رسول الب وأهببل بيببت رسببول الب صببلى الب‬
‫عليه وعليهم‬

‫]‪[302‬‬

‫أجمعين من غضب ال‪ ،‬وسخط البب‪ ،‬ونكبال البب‪ ،‬وعقباب الب‪ ،‬وأخببذ الب‪ ،‬وبطشببه‬
‫واجتيبباحه واحتشببائه واصببطلمه وتببدميره وسببطواته ونقمتببه‪ ،‬وجميببع‬
‫مثلتببه‪ ،‬ومببن إعراضببه وصببدوده وتنكيلببه وتببوكيله وخببذلنه ودمببدمته‬
‫وتخليته‪ ،‬ومن الكفر والنفاق والشك والشرك والحيرة فببي ديببن البب‪ ،‬ومببن‬
‫شر يوم النشور والحشر والموقببف والحسبباب‪ ،‬ومببن شببر كتباب قببد سبببق‪،‬‬
‫ومن زوال النعمة وتحويل العافية‪ ،‬وحلول النقمة‪ ،‬وموجبات الهلكببة‪ ،‬ومببن‬
‫موافق الخزي والفضيحة في الدنيا والخرة‪ .‬وأعوذ بال العظيببم مببن هببوى‬
‫مرد‪ ،‬وقرين مله‪ ،‬وصبباحب مسببه‪ ،‬وجببارموذ‪ ،‬وغنببى مطببغ‪ ،‬وفقببر منببس‪،‬‬
‫وقلب ل يخشع‪ ،‬وصلة لترفع‪ ،‬ودعاء ل يسمع‪ ،‬وعين ل تدمع‪ ،‬و نفس ل‬
‫تقنع‪ ،‬وبطن ل يشبع‪ ،‬وعمببل ل ينفببع‪ ،‬واسببتغاثة لتجبباب‪ ،‬وغفلببة وتفريببط‬
‫يوجبان الحسرة والندامة‪ ،‬ومن الرياء والسببمعة والشببك والعمببى فببي ديببن‬
‫ال‪ ،‬ومن نصب واجتهاد يوجبان العذاب‪ ،‬ومن مرد إلببى النببار‪ ،‬ومببن ضببلع‬
‫الدين‪ ،‬وغلبة الرجببال‪ ،‬وسببوء المنظببر فببي الببدين والنفببس والهببل والمببال‬
‫والولد والخوان‪ ،‬وعند معاينة ملك الموت‪ .‬وأعوذ بال العظيببم مببن الغببرق‬
‫والحرق والشرق والسرق والهدم والخسف والمسببخ والحجببارة والصببيحة‬
‫والببزلزل والفتببن والعيببن والصببواعق والبببرق والقببود والقببرد والجنببون‬
‫والجذام والبرص‪ ،‬وأكببل السبببع وميتببة السببوء‪ ،‬وجميببع أنببواع البليببا فببي‬
‫الببدنيا والخببرة‪ ،‬وأعببوذ بببال العظيببم مببن شببر السببامة والهامببة واللمببة‬
‫والخاصة والعامة والحامة‪ ،‬ومن شر أحداث النهار ومن شر طببوارق الليببل‬
‫والنهببار‪ ،‬إل طارقببا يطببرق بخيببر يببا رحمببان‪ ،‬ومببن درك الشببقاء‪ ،‬وسببوء‬
‫القضبباء‪ ،‬وجهببد البلء‪ ،‬وشببماتة العببداء‪ ،‬وتتببابع العنبباء‪ ،‬و الفقببر إلببى‬
‫الكفاء‪ ،‬وسوء الممات‪ ،‬وسوء المحيا وسوء المنقلب‪ .‬وأعوذ بببال العظيببم‬
‫من شر إبليس وجنوده وأعوانه وأتباعه‪ ،‬ومببن شببر الجببن والنببس‪ ،‬ومببن‬
‫شر الشيطان‪ ،‬ومن شر السلطان‪ ،‬ومن شر كل ذي شر‪ ،‬ومن شر ما أخبباف‬
‫وأحذر‪ ،‬ومن شر فسقة العرب والعجم‪ ،‬ومن شر فسقه النس والجن‪ ،‬ومن‬

‫]‪[303‬‬

‫شر ما في النور والظلم‪ ،‬ومن شر ما هجم أودهببم‪ ،‬ومببن شببر كببل سببقم وهببم وآفببة‪،‬‬
‫وندم ومن شببر الليببل والنهببار والبببر والبحببر‪ ،‬ومببن شببر الفسبباق والببدغار‬
‫والفجببار والكفببار والحسبباد والجبببابرة والشببرار‪ ،‬ومببن شببر مببا ينببزل مببن‬
‫السماء وما يعرج فيها ومن شر ما يلج في الرض وما يخرج منهببا‪ ،‬ومببن‬
‫شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صببراط مسببتقيم‪ .‬وأعببوذ بببال‬
‫العظيم من شببر مببا اسببتعاذ منببه الملئكببة المقربببون‪ ،‬والنبيبباء المرسببلون‬
‫والشببهداء وعبببادك الصببالحون‪ ،‬محمببد وعلببي وفاطمببة والحسببن الحسببين‬
‫والئمة المهديون والوصياء والحجببج المطهببرون عليهببم السببلم ورحمببة‬
‫ال وبركاته‪ .‬وأسئلك أن تعطيني من خير ما سألوكه‪ ،‬وأن تعيذني مببن شببر‬
‫ما استعاذوا بك منه‪ ،‬وأسئلك من الخير كله عاجله وآجلببه‪ ،‬مببا علمببت منببه‬
‫وما لم أعلم‪ ،‬وأعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون‪.‬‬
‫اللهم من أرادني في يومي هذا وفيما بعده من اليام من جميببع خلقببك كلهببم‬
‫من الجن والنببس‪ ،‬قريببب أو بعيببد‪ ،‬ضببعيف أو شببديد‪ ،‬بشببر أو مكببروه‪ ،‬أو‬
‫مساءة بيد أو بلسان أو بقلب‪ ،‬فببأحرج صببدره‪ ،‬وألجببم فبباه‪ ،‬وأفحببم لسببانه‪،‬‬
‫واشدد سمعه‪ ،‬واقمح بصره‪ ،‬وأرعب قلبه‪ ،‬وأشغله بنفسه‪ ،‬وأمتببه بغيظببه‪،‬‬
‫واكفناه بما شئت وكيف شئت وأنى شئت بحولك وقوتك إنبك علبى كبل شببئ‬
‫قدير‪ .‬اللهم اكفني شر من نصب لي حده‪ ،‬واكفني مكر المكرة‪ ،‬وأعني علببى‬
‫ذلك بالسكينة والوقار‪ ،‬وألبسني درعك الحصينة‪ ،‬وأحينببي مبا أحييتنببي فببي‬
‫سترك الواقي‪ ،‬و أصلح حالي كله‪ ،‬أصبحت في جوار ال ممتنعا‪ ،‬وبعزة ال‬
‫الببتي لتببرام محتجبببا‪ ،‬وبسببلطان ال ب المنيببع محببترزا معتصببما ومتمسببكا‪،‬‬
‫وبأسماء ال الحسنى كلها عائذا‪ ،‬أصبببحت فببي حمببى الب الببذي ليسببتباح‪،‬‬
‫وفي ذمة ال التي لتخفر‪ ،‬وفي حبببل الب الببذي ل يجببذم‪ ،‬و فببي جببوار الب‬
‫الذي ل يستضام‪ ،‬وفي منع ال الذي ل يدرك‪ ،‬وفي ستر ال الببذي ل يهتببك‪،‬‬
‫و في عون ال الذي ل يخذل‪.‬‬

‫]‪[304‬‬

‫اللهم اعطف علينا قلوب عبادك وإمائك وأوليائك برأفة منك ورحمة‪ ،‬إنك أنت أرحببم‬
‫الراحمين وحسبي ال وكفى‪ ،‬سمع ال لمببن دعببا‪ ،‬ليببس وراء الب منتهببى‪،‬‬
‫ولدون ال ملجا‪ ،‬من اعتصم بال نجا‪ :‬كتب ال لغلبن أنا ورسببلي إن الب‬
‫قوي عزيز فال خير حافظا وهو أرحم الراحمين‪ ،‬وما توفيقي إل بال عليه‬
‫توكلت وإليه انيب‪ ،‬فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو‬
‫رب العرش العظيم‪ .‬شهد ال أنه ل إله إل هو‪ ،‬والملئكة واولوا العلم قائمببا‬
‫بالقسط ل إله إل هو العزيز الحكيببم‪ ،‬إن الببدين عنببد الب السببلم‪ ،‬تحصببنت‬
‫بال العظيم‪ ،‬واعتصمت بال الذي ل يموت‪ ،‬ورميت كببل عببدو لنببا بل حببول‬
‫ول قوة إل بال العلي العظيم وصلى الب علببى سببيدنا محمببد وآلببه الطيبببين‬
‫الطاهرين )‪ .(1‬ايضاح‪ :‬طلقة اللسان وذلقتبه حبدته وفصباحته وعبذوبته‪،‬‬
‫يقال لسان طلق ذلق وطلق ذلق وطلق‪ ،‬والطيببش دهبباب العقببل‪ ،‬والفريصببة‬
‫اللحمة التي بين جنب الدابة وكتفها ل تزال ترعد‪ ،‬وكأنها اسببتعيرت لسببائر‬
‫العضاء والمفاصل‪ ،‬واصببطكاك السببنان ضببرب بعضببها علببى بعببض عنببد‬
‫الرتعبباد )يؤفكببون( أي يصببرفون )بغيببر عمببد( أي أسبباطين جمببع عمبباد‬
‫)ترونهببا( صببفة لعمببد أو اسببتيناف للستشببهاد برؤيتهببم السببموات كببذلك‪.‬‬
‫وإضافة الجنببات إلببى المببأوى لبيببان أنهببا المببأوى الحقيقببي‪ ،‬والببدنيا منببزل‬
‫ارتحال وقيل‪ :‬جنات المببأوى نببوع مببن الجنببان )بل أمببد( أي غايببة ونهايببة‬
‫زمانا أو مكانا )تلقونهببا( أي سببتلقونها أنهببا كببذلك وعلببى الثبباني يمكببن أن‬
‫يكببون التقييببد لبيببان أن لهببا غايببة بحسببب المكببان لكببن ل يمكببن للنسببان‬
‫الوصول إليها وعلى التقادير )ترونها وتلقونها( فبي البدعاء علبى الخطباب‬
‫العام‪) .‬ما شاء ال( أي كان توجها إلى ال ب أي أعببتراف بالمشببية لتببوجهي‬
‫إلى ال وللتقرب إليه أو متوجها ومتقربا أو توجهت إلى الب توجهببا‪ ،‬وكببذا‬
‫)تلطفببا( أي لطلببب لطفببه أو طالبببا لببه‪ ،‬والمنيببف المشببرف المرتفببع )ل‬
‫يجاوزهن بر ولفاجر( أي يصببل تأثيرهببا إليهمببا أول يمكببن لهمببا أن يمنعببا‬
‫تأثيرها أو مضامينها عامة شاملة لهما كالرحمن والرازق والخالق‪.‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.28‬‬

‫]‪[305‬‬
‫والجتياح الستيصببال وكببذا الصببطلم‪ ،‬والجتثبباث القتلع‪ ،‬والتببدمير والهلك‪ ،‬و‬
‫المثلت العقوبات‪ ،‬والصدود العراض‪ ،‬ونكل به تنكيل جعلببه نكببال وعبببرة‬
‫لغيره و توكيله أن يكله إلى غيره‪ .‬وقببال الجببوهري‪ :‬دمببدمت الشببئ ألزقتببه‬
‫بالرض وطحطحته‪ ،‬ودمدم ال عليهم أهلكهم )ومن شر كتاب قد سبق( أي‬
‫ألواح التقدير وفائدة الستعاذة المحو والثبات‪) .‬وقرين مله( قببال الكفعمببي‬
‫‪ -‬ره ‪ (1) -‬أي مشغل عن ذكر ال‪ ،‬وصاحب مسه أي مغفبل عبن ذكبر الب‪،‬‬
‫)وفقر منس( أي عن ال أو عن نعمه السالفة والحاصلة )ومببن نصببب( أي‬
‫تعب )واجتهاد( أي سعي في العبادة )يوجبببان العببذاب( لكونهمببا علببى جنببة‬
‫البدعة أو الرياء أو مع عدم التدين بالحق كمبا قببال تعبالى‪) :‬عاملببة ناصبببة‬
‫تصلى نارا حامية( )‪ .(2‬وقال الكفعمي قدس ال سره‪ :‬ضلع الدين بفتحببتين‬
‫ثقله حتى يميل صاحبه عن الستواء‪ ،‬وقال‪ :‬الشرق الشبجا والغصببة‪ ،‬وفببي‬
‫الحديث يؤخرون الصلة إلى شببرق المببوتى أي إلببى أن يبقببى مببن الشببمس‬
‫مقدار ما يبقى من حياة من شرق بريقه عند الموت انتهى‪) .‬والحجارة( أي‬
‫استحقاقها بنزولها من السماء أو بالرجم وأمثاله )والعين( كببذا فببي النسببخ‬
‫أي تأثير العيببن‪ ،‬ول يبعببد أن يكببون بببالنونين قببال فببي النهايببة‪ :‬فببي حببديث‬
‫طهفة‪ :‬برئنا إليك من الوثن والعنن‪ :‬العنن العببتراض )‪ (3‬كببأنه قببال برئنببا‬
‫إليك من الشرك والظلم وقيل‪ :‬أراد به الخلف والباطل‪ ،‬ومنه حديث سببطيح‬
‫أو فبباز فبباز لببم بببه شببأو العنببن‪ ،‬يريببد اعببتراض المببوت وسبببقه أو بببالغين‬
‫المعجمة والباء الموحدة محركة بمعنى الضعف والنسيان‬

‫)‪ (1‬مصببباح الكفعمببي ص ‪ 238‬وذكببر الببدعاء فببي البلببد الميببن ص ‪542 - 539‬‬
‫وليس في الهامش شرح‪ (2) .‬الغاشية‪ (3) .4 :‬في النهاية‪ :‬يقال‪ :‬عن لى‬
‫الشئ‪ :‬أي اعترض‪.‬‬

‫]‪[306‬‬

‫والخدعة في البيع‪) .‬والبرق( أي البروق المحرقة‪ ،‬وفي الجنة ) ‪ (1‬وفي بعض نسخ‬
‫المهج )البرد( إما بسكون البراء أو بالتحريببك‪ ،‬وفببي بعبض النسبخ بببالجمع‬
‫بينهمببا البببرد والبببرد‪ ،‬هببو بالتحريببك المببراد إصببابته وضببرره بالنسببان‬
‫والزروع والشببجار والثمببار كمببا قببال سبببحانه‪) :‬مببن جبببال فيهببا مببن بببرد‬
‫فيصببيب بببه مببن يشبباء ويصببرفه عمببن يشبباء( )‪ (2‬وقببال الكفعمببي‪ :‬البببرد‬
‫بفتحببتين يجببوز أن يكببون معنبباه المببوت‪ ،‬وبببرد فلن أي مببات‪ ،‬ويجببوز أن‬
‫يكون معناه التخام وهي جمع بردة وفي الحديث أصل كل داء البببردة وهببي‬
‫التخمة على المعدة‪ ،‬و سميت بردة لنها تبببرد المعببدة ول يسببتمرئ الطعببام‬
‫انتهى ول يخفى أن ما ذكرنا أنسب بالمقام‪ .‬قال قدس سره‪ :‬القود القصاص‬
‫ويجوز أن يكبون اسبتعاذ مبن البخبل‪ ،‬ورجبل أقبود أي بخيبل‪ ،‬وقبوله عليبه‬
‫السلم والقرد أي الذل‪ ،‬وقببرد فلن وأقببرد أي سببكت عببن عببي و ذل‪ ،‬وفببي‬
‫الحديث وإياكم والقراد‪ ،‬قيل‪ :‬وما هو ؟ قال الرجل يكون منكم أميببرا فيبأتيه‬
‫المسكين والرملة فيقول لهم مكانكم حتى أنظر في حببوائجكم ويببأتيه الغنببي‬
‫فيقول عجلوا في قضاء حوائجه‪ .‬أقببول‪ :‬وزاد فببي النهايببة ويببترك الخريببن‬
‫مقردين‪ ،‬يقال‪ :‬أقرد الرجل إذا سكت ذل وأصله أن يقع الغراب علببى البعيببر‬
‫فيلقط القردان فيقر ويسكن لما يجببد مببن الراحببة وقببال أقببرد أي سببكن وذل‬
‫وقال الفيروز آبادي‪ :‬قرد الرجببل كفببرح سببكت عيببا كببأقرد وقببرد‪ ،‬وأسببنانه‬
‫صغرت والعلك فسد طعمه‪ ،‬وكضرب جمع وكسب‪ ،‬وفي السقاء جمبع سبمنا‬
‫أو لبنا‪ ،‬وبالتحريك هنا صببغار تكببون دون السببحاب لببم تلببتئم‪ ،‬ولجلجببة فببي‬
‫اللسبان وقبرد ذلبل وذل وخببدع وخضببع‪ ،‬وأقبرد سببكت وسبكن وذل انتهببى‪،‬‬
‫فيظهر منه معان اخرى لتخفى على المتأمل ويحتمل أن يكون بكسر القاف‬
‫كما في بعض النسخ )‪ (3‬أي المسخ قردة‬

‫)‪ (1‬جنة المان المعروف بمصباح الكفعمي ص ‪ (2) .239‬النببور‪ (3) .43 :‬يعنببى‬
‫نسخ المنهج‪(*) .‬‬

‫]‪[307‬‬

‫كما وقع في سبائر المببم‪ .‬وحامببة الرجبل خاصببته ومبن يقببرب منببه‪ ،‬والعنبا النصبب‬
‫والتعب‪ ،‬والفقر إلى الكفاء أي المثال‪ ،‬وإنما خص بهم لن الفتقببار إليهببم‬
‫والسؤال منهم أشد على النفس‪ ،‬وسوء المنقلب أي النقلب إلى الخببوة أو‬
‫أعم منه ومن النقلب من السفار والسواق‪ ،‬وقال الفيببروز آبببادي‪ :‬هجببم‬
‫عليببه هجومببا انتهببى إليببه بغتببة أو دخببل بغيببر إذن أو دخببل‪ ،‬وقببال‪ :‬دهمببك‬
‫غشيك وقال ألم به نزل انتهى‪) .‬وما ينزل مببن السببماء( كالتقببادير وملئكببة‬
‫العببذاب والمطببار والثلببوج والصببواعق )ومببا يعببرج فيهببا( مببن العمببال‬
‫والملئكة والشياطين والدخنة والبخرة )ومببا يلببج فببي الرض( أي يببدخل‬
‫فيها كالغيوث والموات والجن والشياطين والحبوب والبدفاين‪ ،‬ومببا يخبرج‬
‫منها كالحيوانات والفلزات والنباتات والمياه‪) .‬أن يحضببرون( بكسببر النببون‬
‫دليل على الياء المحذوفة‪ ،‬وأحرج صببدره أي ضببيقه‪ ،‬واللجببام كنايببة عببن‬
‫المنع من الكلم‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬الممسك عن الكلم يمثل بمن إلجببم نفسببه‬
‫بلجام‪ ،‬والفحبام أيضبا السبكان والمنبع مبن الكلم‪ ،‬والقمباح رفبع البرأس‬
‫وغض البصر‪ ،‬يقال أقمحه الغل إذا ترك رأسببه مرفوعببا مببن ضببيقه‪ ،‬ومنببه‬
‫قوله تعالى‪) :‬إنا جعلنا في أعناقهم أغلل فهي إلى الذقان فهم مقمحببون( )‬
‫‪ .(1‬نصب لي حده أي حدته وطيشه‪ ،‬أو حد سلحه‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬أحمببى‬
‫المكان جعله حمى ل يقرب والخفر الغدر ونقض العهد‪ ،‬والجذم القطببع‪63 .‬‬
‫‪ -‬المهج‪ (2) :‬الحرز الكامل لمام الساجدين علي بن الحسين زين العابببدين‬
‫عليه السلم وهو يخرج من كتاب ال سبحانه وتعالى يقرء فببي كببل صببباح‬
‫ومساء وهو هذا‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيببم الب أكبببر‪ ،‬الب أكبببر‪ ،‬الب أكبببر‬
‫وأعلى وأجل وأعظم مما أخاف وأحذر‪ ،‬أستجير ببال‪ ،‬عبز جبار الب‪ ،‬وجبل‬
‫ثناء ال‪ ،‬ول إله إل ال وحده‬

‫)‪ (1‬يس‪ (2) .8 :‬مهج الدعوات ص ‪.13‬‬

‫]‪[308‬‬

‫ل شريك له‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله وسلم كثيرا‪ .‬اللهبم بببك اعيببذ نفسبي ودينببي‬
‫وأهلي ومالي وولبدي ومببن يعنينببي أمببره اللهبم ببك أعبوذ وببك ألبوذ وبببك‬
‫أصببول‪ ،‬وإيبباك أعبببد وإيبباك أسببتعين‪ ،‬وعليببك أتوكببل‪ ،‬وأذرء بببك فببي نحببر‬
‫أعدائي‪ ،‬وأستعين بك عليهم‪ ،‬وأستكفيكهم فاكفنيهم بما شببئت وكيببف شببئت‬
‫وحيث شئت بحقك ل إله إل أنت إنك على كل شئ قدير فسيكفيكهم ال وهو‬
‫السميع العليم‪ .‬قال سنشد عضببدك بأخيبك ونجعببل لكمبا سبلطانا فل يصبلون‬
‫إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغببالبون‪ ،‬قببال ل تخافببا إننببي معكمببا أسببمع‬
‫وأرى‪ ،‬قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا‪ ،‬اخسؤا فيها ول تكلمون‪.‬‬
‫إني أخذت بسمع من يطالبني بالسوء بسمع ال ب وبصببره وقببوته بقببوة ال ب‬
‫وحبله المتين‪ ،‬فليس لهم علينا سبيل ول سلطان إن شاء ال‪ ،‬سببترت بيننببا‬
‫وبينهم بستر النبببوة الببذي سببتر الب لنبيببائه مببن الفراعنببة‪ ،‬جبرائيببل عببن‬
‫أيماننا وميكائيل عن يسارنا‪ ،‬وال مطلع علينا‪ ،‬وجعلنا من بين أيديهم سببدا‬
‫ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون‪ ،‬وشاهت الوجوه فغلبوا هنالك‬
‫وانقلبوا صاغرين‪ ،‬صم بكم عمي فهم ل يبصرون‪ ،‬فإذا قرأت القرآن جعلنببا‬
‫بينك وبين الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا * وجعلنببا علببى قلببوبهم‬
‫أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا‪ ،‬وإذا ذكرت ربك فببي القببرآن وحببده ولببوا‬
‫علببى أدبببارهم نفببورا‪ .‬قببل ادعببوا الب أو ادعببوا الرحمببن أيامببا تببدعوا فلببه‬
‫السماء الحسنى‪ ،‬ول تجهر بصلتك ول تخافت بها وابتغ بين ذلببك سبببيل‪،‬‬
‫وقل الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فببي الملببك ولببم يكببن لببه‬
‫ولي من الذل وكبره تكبيرا‪ ،‬سبحان ال بكرة وأصيل‪ .‬حسبي ال من خلقه‪،‬‬
‫حسبي ال الذي يكفي ول يكفي منه شئ‪ ،‬حسبي ال ونعببم الوكيببل‪ ،‬حسبببي‬
‫ال الذي لإله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ ،‬اولئك‬

‫]‪[309‬‬

‫الذين طبع ال على قلوبهم وسببمعهم وأبصبارهم واولئك هبم الغبافلون‪ ،‬أفرأيببت مببن‬
‫اتخذ إلهه هويه وأضله ال على علم وختم على سببمعه وقلبببه وجعببل علببى‬
‫بصره غشاوة فمن يهديه من بعد ال أفل تفكرون‪ ،‬إنببا جعلنببا علببى قلببوبهم‬
‫أكنه أن يفقهوه وفي آذانهببم وقببرا وإن تببدعهم إلببى الهببدى فلببن يهتببدوا إذا‬
‫أبدا‪ .‬اللهم احرسنا بعينك التي ل تنام‪ ،‬واكنفنا بركنك الببذي ل يببرام‪ ،‬وأعببذنا‬
‫بسلطانك الذي ل يضام‪ ،‬وارحمنا بقدرتك يببا رحمببن‪ ،‬اللهببم ل تهلكنببا وأنببت‬
‫بنابر يا رحمببان أتهلكنببا وأنببت ربنببا وحصببننا ورجاؤنببا‪ ،‬حسبببي البرب مببن‬
‫المربوبين‪ ،‬حسبي الخالق من المخلوقين‪ ،‬حسبي الببرازق مببن المرزوقيببن‪،‬‬
‫حسبي من لم يزل حسبي‪ ،‬حسبي الذي ليمن على الذين يمنون‪ ،‬حسبي ال‬
‫ونعم الوكيل‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله وسببلم كببثيرا‪ .‬اللهببم أصبببحت فببي‬
‫حماك الذي ليستباح‪ ،‬وذمتك التي لتخفر‪ ،‬وجوارك الذي ل يضام‪ ،‬وأسألك‬
‫اللهم بعزتك وقدرتك أن تجعلني في حرزك وأمنك وعيباذك وعبدتك وعقبدك‬
‫وحفظك وأمانك ومنعك الذي ل يرام‪ ،‬وعزك الذي ل يسببتطاع مببن غضبببك‪،‬‬
‫وسوء عقابك‪ ،‬وسوء أحداث النهار‪ ،‬وطوارق الليل إل طارقا يطببرق بخيببر‬
‫يا رحمان‪ .‬اللهم يدك فوق كل يد‪ ،‬وعزتك أعز من كببل عببزة‪ ،‬وقوتببك أقببوى‬
‫مببن كبل قببوة‪ ،‬وسببلطانك أجبل وأمنببع مببن كبل سببلطان أدرء بببك فبي نحببور‬
‫أعدائي‪ ،‬وأستعين بببك عليهببم وأعببوذ بببك مببن شببرورهم‪ ،‬والجببأ إليببك فيمببا‬
‫أشفقت عليه منهم‪ ،‬فأجرني منهم يا أرحم الراحمين‪ .‬وقال الملك ائتوني بببه‬
‫أستخلصه لنفسي‪ ،‬فلما كلمه قال إنك اليوم لببدينا مكيببن أميببن‪ ،‬قببال اجعلنببي‬
‫على خزائن الرض إني حفيظ عليم‪ ،‬وكذلك مكنا ليوسف في الرض بتبببوء‬
‫منهببا حيببث يشبباء‪ ،‬نصببيب برحمتنببا مببن نشبباء ول نضببيع أجببر المحسببنين‬
‫ولجر الخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون‪ ،‬وخشببعت الصببوات للرحمببن‬
‫فل تسمع إل همسا‪.‬‬

‫]‪[310‬‬

‫اعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع ما تلحقه عنايتي‪ ،‬وجميببع نعببم ال ب عنببدي‬
‫بسم ال )‪ (1‬البذي خضببعت لببه الرقباب‪ ،‬وبسبم الب البذي خبافته الصببدور‪،‬‬
‫وبسم ال الذي وجلت منه النفوس‪ ،‬وبسم ال الذي قال به للنار كوني بببردا‬
‫وسلما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين‪ ،‬وبسم ال ب الببذي‬
‫مل الركان كلها‪ ،‬وبعزيمة ال التي ل تحصى وبقدرة الب المسببتطيلة علببى‬
‫جميع خلقه من شببر مببن فببي هببذه الببدنيا‪ ،‬ومببن شببر سببلطانهم وسببطواتهم‬
‫وحولهم وقوتهم وغببدرهم ومكرهببم‪ .‬واعيببذ نفسببي وأهلببي ومببالي وولببدي‬
‫وذوي عنايتي وجميع نعببم الب عنببدي‪ ،‬بشببدة حببول البب‪ ،‬وشببدة قببوة البب‪،‬‬
‫وشدة بطش ال‪ ،‬وشبدة جببروت الب‪ ،‬وبمواثيبق الب وطباعته علبى الجبن‬
‫والنس‪ ،‬بسم ال الذي يمسك السببموات والرض أن تببزول‪ ،‬ولئن زالتببا إن‬
‫أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا‪ ،‬وبسم ال الذي فلق البحر‬
‫لبني أسرائيل وبسم ال الببذي ألن لببداود الحديببد‪ ،‬وبسببم الب الببذي الرض‬
‫جميعا قبضته يوم القيامة‪ ،‬والسموات مطويات بيمينه‪ ،‬سبحانه وتعالى عما‬
‫يشركون‪ ،‬ومن شر جميع من في هذه الببدنيا‪ ،‬ومببن شببر جميببع مببن خلقببه‪،‬‬
‫ومن أحباط ببه علمببه‪ ،‬ومببن شببر كبل ذي شببر ومبن شببر حسببد كبل حاسبد‪،‬‬
‫وسعاية كل ساع ول حببول ول قببوة إل بببال العببي العظيببم شببأنه‪ .‬اللهببم بببك‬
‫أستعين‪ ،‬وبببك أسببتغيث‪ ،‬وعليببك أتوكببل‪ ،‬وأنببت رب العببرش العظيببم‪ ،‬اللهببم‬
‫صلى على محمد وآل محمد‪ ،‬واحفظني وخلصني من كببل معصببية ومصببيبة‬
‫نزلت في هذا اليوم وفي هذه الليلة‪ ،‬وفي جميع الليالي واليام من السموات‬
‫والرض إنك على كل شئ قدير‪ .‬بسم ال على نفسي ومالي وأهلي وولدي‪،‬‬
‫بسم ال على كل شئ أعطاني ربي‪ ،‬بسم ال ب خيببر السببماء‪ ،‬بسببم ال ب رب‬
‫الرض والسماء‪ ،‬بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شببئ فببي الرض ول فببي‬
‫السماء وهو السميع العليم‪ ،‬اللهم رضني بما قضيت‪ ،‬وعافني بما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الذى الخ‪.‬‬

‫]‪[311‬‬

‫أمضيت‪ ،‬حتى ل احب تعجيل ما أخرت‪ ،‬ول تأخير ما عجلت‪ .‬اللهم إني أعوذ بك مببن‬
‫أضببغاث الحلم‪ ،‬وأن يلعببب بببي الشببيطان فببي اليقظببة والمنببام‪ ،‬بسببم ال ب‬
‫تحصنت بالحي الذي ل يموت‪ ،‬من شر ما أخاف وأحذر‪ ،‬ورميببت مببن يريببد‬
‫بي سوءا أو مكروهببا بيببن يببدي‪ ،‬ول حببول ولقببوة إل بببال العلببي العظيببم‪،‬‬
‫وأعوذ بال من شركم وشركم تحت أقدامكم‪ ،‬وخيركببم بيببن أعينكببم‪ ،‬واعيببذ‬
‫نفسي وما أعطاني ربي وما ملكتببه يببدي وذوي عنببايتي بركببن الب الشببد‪،‬‬
‫وكل أركان ربي شداد‪ .‬اللهم توسلت بك إليببك‪ ،‬وتحملببت بببك عليببك‪ ،‬فببانه ل‬
‫ينال ما عندك إل بك‪ ،‬أسئلك أن تصلي على محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأن تكفينببي‬
‫شر ما أحذر‪ ،‬وما ل يبلغببه حبذاري‪ ،‬إنببك علببى كببل شببئ قببدير‪ ،‬وهببو عليببك‬
‫يسير‪ ،‬جبرئيل عن يميني‪ ،‬وميكائيببل عببن شببمالي‪ ،‬و إسببرافيل أمببامي‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال العلببي العظيببم‪ .‬اللهببم مخببرج الولببد مببن الرحببم‪ ،‬ورب‬
‫الشفع والوتر‪ ،‬سخر لي ما اريد من دنياي وآخرتي‪ ،‬واكفني ما أهمني إنببك‬
‫على كل شئ قدير‪ .‬اللهم إني عبدك وابن عبدك‪ ،‬وابن أمتك‪ ،‬ناصيتي بيدك‪،‬‬
‫ماض في حكمك عببدل علببي قضبباؤك‪ ،‬أسببئلك بكببل اسببم سببميت بببه نفسببك‪،‬‬
‫وأنزلته في كتابك‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك‪ ،‬أو استأثرت به في علم الغيببب‬
‫عندك‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأن تجعببل القببرآن ربيببع قلبببي‪،‬‬
‫ونور بصري‪ ،‬وشفاء صدري‪ ،‬وجلء حزني‪ ،‬وذهاب همي‪ ،‬وقضاء دينببي‪،‬‬
‫ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‪ .‬يا حببي حيببن لحببي يببا محيببي‬
‫الموات‪ ،‬والقائم على كل نفس بما كسبت‪ ،‬يا حببي ل إلببه إل أنببت‪ ،‬برحمتبك‬
‫الببتي وسببعت كببل شببئ اسببتعنت فببأعني‪ ،‬واجمببع لببي خيببر الببدنيا والخببرة‪،‬‬
‫واصرف عني شرهما بمنك وسعة فضلك‪ .‬اللهم إنك مليك مقتدر‪ ،‬وما تشاء‬
‫من أمر يكن‪ ،‬فصل على محمد وآله‪ ،‬وفرج عني‪ ،‬واكفنببي مببا أهمنببي‪ ،‬إنببك‬
‫على ذلك قادر‪ ،‬يا جواد يا كريم‪ .‬اللهم بك أسببتفتح وبببك أسببتنجح‪ ،‬وبمحمببد‬
‫عبدك ورسولك إليك أتوجه‪ ،‬اللهم‬

‫]‪[312‬‬

‫سهل لي حزونته‪ ،‬وذلل لي صعوبته‪ ،‬وأعطني من الخير أكثر ممببا أرجببو‪ ،‬واصببرف‬
‫عني من الشر أكثر مما أخاف وأحذر ومال أخاف ول أحذر ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله‪ ،‬وحسبنا ال ب ونعببم الوكيببل‪ ،‬نعببم‬
‫المولى ونعببم النصببير )‪ .(1‬بيببان‪ :‬قببال الجببوهري‪ :‬كنفببت الرجببل أكنفببه أي‬
‫حطته وصنته‪ ،‬وقال ركن الشئ جانبه القوى‪ ،‬وهو يببأوي إلببى ركببن شببديد‬
‫أي عببز ومنعببة وقببال‪ :‬العقببد العهببد‪ ،‬مل الركببان أي أركببان الخلببق مببن‬
‫السببموات والرضببين والعببرش والكرسببي وغيرهببا‪ ،‬قببوله )وغببدرهم( فببي‬
‫بعض النسخ وجببذرهم بببالجيم والببذال المعجمببة‪ ،‬وهببو القطببع والستيصببال‬
‫والول أظهر والسعاية بالكسر الفساد والنميمة‪) .‬بسم ال على نفسببي( أي‬
‫أقرء عليها التسمية لحفظها أو أستعين باسبمه تعبالى لنفسبي فعلبى بمعنبى‬
‫اللم )وعافني فيما أمضيت( أي من الجزع وارتكبباب مببا يخببالف رضبباك أو‬
‫عببافني قضبباء السببوء والول أنسببب بمببا بعببده )تحببت أقببدامكم( كنايببة عببن‬
‫نسببيانهم وتركهبم لبه ومحبوهم إيباه‪ ،‬قبال فببي النهايببة‪ :‬فيبه أل إن كبل دوم‬
‫ومأثره تحببت قببدمي هبباتين‪ ،‬أراد إخفاءهببا وإعببدامها وإذلل أمببر الجاهليببة‬
‫ونقبببض سبببننها )وخيركبببم بيبببن أعينكبببم( أي يكبببون دائمبببا منظبببورا لكببم‬
‫ومقصببودكم‪ .‬وفببي النهايببة فيببه تحملببت بعلببي علببى عثمببان فببي أمببري أي‬
‫استشفعت به إليه‪ ،‬وقال في حديث الدعاء )اللهم اجعل القببرآن ربيببع قلبببي(‬
‫جعله ربيعا له لن النسان يرتاح قلبه في الربيع من الزمببان ويميببل إليببه‪،‬‬
‫أو كما أن الربيع زمان نمو الشجار وظهور النهار والثمبار‪ ،‬فكبذلك اجعبل‬
‫القرآن سببا لنمو اليمان واليقين‪ ،‬وظهور أزهار الحقائق وأنوار المعببارف‬
‫فيه‪ ،‬وقال الفيروز آبببادي السببتفتاح الستنصببار‪ - 64 .‬المهببج‪ :‬حببرز آخببر‬
‫لسيد الساجدين عليه السلم يقرء في كل صباح ومساء )بسم ال ب الرحمببن‬
‫الرحيم‪ ،‬بسم ال وبال‪ ،‬سددت أفواه الجن والنببس والشببياطين و السببحرة‬
‫والبالسة من الجن والنس‪ ،‬والسلطين ومن يلوذ بهم‪ ،‬باال العزيز العز‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.18‬‬

‫]‪[313‬‬
‫وبببال الكبببير الكبببر‪ .‬بسببم ال ب الظبباهر الببباطن المكنببون المخببزون الببذي أقببام بببه‬
‫السموات والرض‪ ،‬ثببم اسببتوى علببى العببرش‪ ،‬بسببم الب الرحمببن الرحيببم‪،‬‬
‫ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم ل ينطقون مبالكم ل تنطقبون قبال اخسبؤا‬
‫فيها ول تكلمون‪ ،‬وعنت الوجوه للحي القيببوم‪ ،‬وقببد خبباب مببن حمببل ظلمببا‪،‬‬
‫وخشعت الصوات للرحمن فل تسمع إل همسا‪ ،‬وجعلنببا علببى قلببوبهم أكنببة‬
‫أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا‪ ،‬وإذا ذكرت ربك في القببرآن وحببده ولببوا علببى‬
‫أدبارهم نفورا‪ ،‬وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ل يؤمنون بالخرة‬
‫حجابا مستورا وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهببم‬
‫ل يبصرون‪ ،‬اليوم نختم على أفواههم‪ ،‬وتكلمنا أيديهم فهببم ل ينطقببون‪ ،‬لببو‬
‫أنفقت ما في الرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم‪ ،‬ولكن الب ألببف بينهببم إنببه‬
‫عزيز حكيم‪ ،‬وصلى الب علببى محمببد وآلببه الطبباهرين( )‪ .(1‬بيببان‪ :‬الظبباهر‬
‫الباطن صفتان للذات القدس‪ ،‬والمكنون المخبزون صببفتان للسبم ويحتمببل‬
‫كون الجميع أوصافا للذات‪ ،‬فان كنه ذاته وصفاته سبحانه مكنببون مخببزون‬
‫عن غيره‪ ،‬أو كلها أو صافا للسببم فبانه ظباهر لبعبض وببباطن عبن بعببض‪،‬‬
‫والهمببس الصببوت الخفببي‪ - 65 .‬المهببج‪ :‬دعباء لمولنببا الحسببين بببن علببي‬
‫عليهما السلم إذا أصبح وأمسى )بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال ب وبببال‬
‫وإلى ال وفي سبيل ال وعلى ملة رسول ال صلى ال عليه وآلببه‪ ،‬تببوكلت‬
‫على ال‪ ،‬ولحول ول قوة إل بال العلي العظيببم‪ .‬اللهببم إنببي أسببلمت نفسببي‬
‫إليك‪ ،‬ووجهت وجهي إليك‪ ،‬وفوضت أمري إليك إياك أسأل العافيببة مببن كببل‬
‫سوء في الدنيا والخرة‪ .‬اللهم إنك تكفيني من كل أحد‪ ،‬ول يكفيني منك أحببد‬
‫فاكفني من كل أحد ما أخاف وأحذر‪ ،‬واجعل لببي مببن أمببري فرجببا ومخرجببا‬
‫فانك تعلم ول أعلم‪ ،‬وتقدر ول‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.19‬‬

‫]‪[314‬‬

‫أقدر‪ ،‬وأنت على كل شئ قدير‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين )‪ - 66 .(1‬المهببج‪ :‬روى‬


‫أنس عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من استعمله كل صباح ومساء‬
‫وكل ال عزوجل به أربعة أملك يحفظونه من بيبن يبديه ومببن خلفببه وعبن‬
‫يمينه وعن شماله‪ ،‬وكبان فبي أمبان الب عزوجبل‪ ،‬لبو اجتهبد الخلئق عبن‬
‫الجن والنس أن يضاروه ما قدروا‪ ،‬وهو‪) :‬بسم ال الرحمن الرحيببم‪ ،‬بسببم‬
‫ال خير السماء‪ ،‬بسم ال رب الرض والسماء بسم ال الذي ل يضببر مببع‬
‫اسمه سم ولداء‪ ،‬بسم ال أصبحت‪ ،‬وعلى ال توكلت‪ ،‬بسم ال علببى قلبببي‬
‫ونفسي‪ ،‬بسم ال على عقلي وديني‪ ،‬بسم ال على أهلببي ومببالي‪ ،‬بسببم ال ب‬
‫على ما أعطاني ربي‪ ،‬بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شببئ فببي الرض ول‬
‫في السماء وهو السميع العليم‪ .‬ال ربي لاشرك به شيئا ال أكبر ال ب أكبببر‬
‫ال أعز وأجل مما أخاف وأحذر عببز جببارك‪ ،‬وجببل ثنبباؤك‪ ،‬ول إلببه غيببرك‪.‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي‪ ،‬ومن شر كل سلطان شديد‪ ،‬ومن شر كل‬
‫شيطان مريد‪ ،‬ومن شر كل جبار عنيد‪ ،‬ومن شر قضبباء السببوء‪ ،‬ومببن شببر‬
‫كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم‪ ،‬وأنت ال على كل شببئ‬
‫قدير‪ ،‬إن وليي ال الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين‪ ،‬فان تولببوا فقببل‬
‫حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهببو رب العببرش العظيببم )‪- 67 .(2‬‬
‫مجموع البدعوات لمحمبد ببن هبارون التلعكببري‪ :‬دعباء لجعفبر ببن محمبد‬
‫الصادق عليهما السلم عند الصباح‪ :‬اللهببم يببا مببدرك الهبباربين‪ ،‬ويببا ملجببأ‬
‫الخائفين‪ ،‬ويا غيات المستغيثين‪ ،‬ويببا منتهببى رغبببة السببائلين‪ ،‬ويببا مجيببب‬
‫دعوة المضطرين‪ ،‬يا حق يا مبين‪ ،‬يا ذا الكيد المتين‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .196‬مهج الدعوات ص ‪.94‬‬

‫]‪[315‬‬

‫ويا منصف المظلومين من الظالمين‪ ،‬يا مؤمن أوليائه عن عذاب مهين‪ ،‬يببامن يعلببم‬
‫خائنة العين وخفيات لحظ الجفون‪ ،‬وسرائر القلب المكنون‪ ،‬وما كببان ومببا‬
‫يكبببون‪ .‬يبببا رب السبببموات والرضبببين‪ ،‬والملئكبببة المقربيبببن‪ ،‬والنبيببباء‬
‫المرسلين‪ ،‬يا شاهدا ل يغيب‪ ،‬يا غالبا غير مغلوب‪ ،‬يامن هو على كل قدير‪،‬‬
‫وعلى كل أمر حسيب ومن كل عبد قريب‪ ،‬يا إله الماضين والغببابرين‪ ،‬ورب‬
‫المقرين والجاحدين‪ ،‬وإله الصامتين والناطقين‪ ،‬ورب الحياء والميتين‪ .‬يببا‬
‫ال يا رباه يا عزيز يا حليم يا غفور يا رحيببم يببا أول يببا قببديم يببا شببكور يببا‬
‫عليم يا سميع يا بصير يالطيف يا خبير يا قاهر يا غفار يا جبار يا خببالق يببا‬
‫رازق يا فاتق يا راتق يا صادق يا واجد يا واحد يا أحد يببا فببرد يببا صببمد يببا‬
‫حي يا موجود يا معبود يا طالب يا غالب يا مدرك يا مهلك يا جليل يا جميببل‬
‫يا كريم يا متفضل يا جواد يا سمح‪ .‬يا فرج اللهم‪ ،‬يببا كاشببف الغببم يببا منببزل‬
‫الحق‪ ،‬يا قابل الصدق‪ ،‬يا بديع السموات والرضين‪ ،‬يا نورهما يا عمادهمببا‬
‫يببا فاطرهمببا يببا ممسببكهما‪ ،‬يببا ذا البلء الجميببل‪ ،‬و الطببول الجليببل‪ ،‬يببا ذا‬
‫السببلطان الببذي ل يببرام‪ ،‬والعببز الببذي ل يضببام‪ .‬يببا ذا اللء والمتنببان‪ ،‬يببا‬
‫معروفا بالحسان‪ ،‬يا ظاهرا بل مشببافهة‪ ،‬يببا باطنببا بل ملمسببة‪ ،‬يببا سببابق‬
‫الشياء بنفسه‪ ،‬يا أول بل غاية‪ ،‬يا آخرا بل نهاية‪ ،‬يا فاعل بل انتصاب‪ ،‬يا‬
‫عالمببا بل اكتسبباب‪ ،‬يببا ذا السببماء الحسببنى‪ ،‬والصببفات المثلببى‪ ،‬والمثببل‬
‫العلى‪ ،‬يامن قصرت عببن وصببفه ألسببن الواصببفين‪ ،‬وانقطعببت عنببه أفكببار‬
‫المتفكريببن‪ ،‬و عل وتكبببر عببن صببفات الملحببدين‪ ،‬وجببل وعببز عببن عبببث‬
‫العابثين‪ ،‬وتبارك وتعالى عن كببذب الكبباذبين‪ ،‬وأباطيببل المبطليببن‪ ،‬وأقاويببل‬
‫العادلين‪ .‬يامن بطن فخبر‪ ،‬وظهر فقدر‪ ،‬وأعطى فشكر‪ ،‬وعل فقهر‪ ،‬يببا رب‬
‫العين والثببر‪ ،‬والجبن والبشببر‪ ،‬والنببثى والببذكر‪ ،‬والبحببث والنظببر‪ ،‬والغيببم‬
‫والمطببر‪ ،‬والشببمس والقمببر‪ ،‬يببا شبباهد النجببوى‪ ،‬يببا كاشببف الغببم‪ ،‬يببا دافببع‬
‫البلوى‪ ،‬يا غاية كل ذي شكوى‬

‫]‪[316‬‬

‫يا نعم النصير والمولى‪ ،‬يامن على العرش استوى‪ ،‬يامن له ما في السموات وما في‬
‫الرض وما بينهما وما تحت الثرى‪ .‬يا منعم يا محسن يا مجمل يا مفضل يا‬
‫كافي يا شافي يا مغيث يا مقيت يا محيي يا مميت يامن يرى ول يببرى‪ ،‬ولببم‬
‫يستعن بساطع الضياء لحصاء عدد الشياء‪ ،‬يا عالي الجد يا غالب الجنببد‪،‬‬
‫يامن له على كل شئ أيببد‪ ،‬وفببي كببل شببئ كيببد‪ .‬يببا مببن ل يشببغله كبببير عببن‬
‫صغير‪ ،‬ول خطير عن حقير‪ ،‬ولعسير عن يسببير‪ ،‬يببا فعببال بغيببر مباشببرة‪،‬‬
‫وعلما بغير معاشرة‪ ،‬وقادرا بغير مكاثرة‪ ،‬يامن بدأ بالنعمة قبل استحقاقها‬
‫والزيادة قبل استيهالها‪ ،‬والفضيلة قبل استيجابها‪ ،‬يامن أنعم علببى المببؤمن‬
‫والكافر‪ ،‬واستصلح الصالح والفاسد عليه‪ ،‬ورد المعاند والشارد عنببه إليببه‪.‬‬
‫يامن أهلك بعبد البينبة‪ ،‬وأخبذ بعبد قطبع المعبذرة‪ ،‬وأقبام الحجبة‪ ،‬ودرأ عبن‬
‫القلوب الشبهة‪ ،‬وأقببام الدللببة‪ ،‬وقبباد إلببى معاينببة اليببة‪ ،‬يببا بببارئ الجسببد‪،‬‬
‫وموسع البلد‪ ،‬ومجببري القببوت‪ ،‬ومنببزل الغيببث‪ ،‬وسببامع الصببوت‪ ،‬وسببابق‬
‫الفوت‪ ،‬ومنشر العظم بعد المبوت‪ ،‬يببا رب المعجبزات‪ :‬مطبر ونبببات‪ ،‬وآببباء‬
‫وامهببات‪ ،‬وبنيببن وبنببات‪ ،‬وذاهببب وآت‪ ،‬وليببل داج‪ ،‬وسببماء ذات أبببراج‪،‬‬
‫وأرض ذات فجبباج‪ ،‬وبحببر عجبباج‪ ،‬ونجببوم منببورة‪ ،‬وريبباح تببدور‪ ،‬وميبباه‬
‫تفببور‪ ،‬ومهباد موضببوع‪ ،‬وسببقف مرفبوع‪ ،‬وبلء مببدفوع‪ ،‬وكلم مسبموع‪،‬‬
‫ويقظة ومنام‪ ،‬وسباع وأنعام‪ ،‬ودواب وعببوام‪ ،‬وغمببام وركببام‪ ،‬وامببور ذات‬
‫نظببام‪ ،‬ومببن شببتاء ومصببيف‪ ،‬وربيببع وخريببف‪ ،‬ويببانع وقطيببف‪ ،‬ومبباض‬
‫وخليف‪ .‬أنت خلقت هذا فأحسنت‪ ،‬وسويت فببأحكمت‪ ،‬ونبهببت علببى الطاعببة‬
‫فببأنعمت‪ ،‬فلببم يبببق إل شببكري‪ ،‬والنقيبباد لطاعتببك‪ ،‬وذكببر محامببدك‪ ،‬فببان‬
‫عصيتك فلك الحجة وإن أطعتك فلك المنة‪ .‬يامن يمهل ول يعجل‪ ،‬ويعلببم ول‬
‫يجهل‪ ،‬ويعطي ول يبخل‪ ،‬يا أحق مبن حمبد وعببد‪ ،‬وسبئل ورجبى واعتمبد‪،‬‬
‫أسألك بكل اسم مقدس مطهر مكنون اخترته لنفسك‬

‫]‪[317‬‬

‫وبكل ثناء عال رفيع كريم رضيت به مدحة لك‪ ،‬وأتوجه إليك بجودك وكرمك وعببزك‬
‫وجللك وعفوك وامتنانك‪ ،‬وبحقك الذي هو أعظم من حقوق خلقببك‪ .‬يببا الب‬
‫يا رباه‪ ،‬يا ال يا ربباه‪ ،‬يبا الب يبا ربباه‪ ،‬وأرغبب إليبك أول وآخبرا وخاصبا‬
‫وعاما‪ ،‬بحببق محمببد المببي رسببولك سببيد المرسببلين ونبيببك إمببام المتقيببن‪،‬‬
‫وبالرسالة التي أداها‪ ،‬والعبادة التي اجتهد فيها‪ ،‬والمحنة التي صبر عليها‪،‬‬
‫والديانة التي حض على العمل بها‪ ،‬منذ وقت خلقك إياه إلى أن تببوفيته ومببا‬
‫بيببن ذلببك مببن أقببواله الحكيمببة‪ ،‬وأفعبباله الكريمببة‪ ،‬ومقامبباته المشببهودة‪،‬‬
‫وساعاته المحمودة أن تصلي عليه كما وعدته مببن نفسببك‪ ،‬وتعطيببه أفضببل‬
‫ما أمل من ثوابك‪ ،‬وتزلف لديك منزلته‪ ،‬وتعلم عندك درجته‪ ،‬وتبعثه المقببام‬
‫المحمود الذي وعدته‪ ،‬وتورده حوض الكرم والجود‪ ،‬و تبببارك عليببه بركببة‬
‫عامببة تامببة ناميببة سببامية زاكيببة عاليببة فاضببلة طيبببة مباركببة ل انقطبباع‬
‫لدوامها‪ ،‬ول نقيصة في كمالها‪ ،‬ول مزيد إل في قببدرتك عليهببا‪ ،‬وأن تزيببده‬
‫بعد ذلك مما أنت أعلم به‪ ،‬وأوسع له‪ ،‬وتريني ذلببك حببتى أزداد فببي اليمببان‬
‫به بصيرة‪ ،‬وفي محبته ثباتا وحجة‪ ،‬وعلى آله الطيبين الخبببار‪ ،‬المنتجبببين‬
‫الصفياء التقياء البرار‪ .‬اللهم إني أصبحت ل أملك لنفسببي ضببرا ول نفعببا‬
‫ول حياة ول موتا ول نشورا قد ذل مصببرعي‪ ،‬واسببتكان مضببجعي‪ ،‬وظهببر‬
‫ضري‪ ،‬وانقطع عذري‪ ،‬وقل ناصري‪ ،‬و أسلمني أهلي ووالدي وولدي‪ ،‬بعد‬
‫قيام حجتك علي وظهور براهينك عندي ووضوح أدلتك لي‪ .‬اللهم وقد أكدى‬
‫الطلب‪ ،‬وأعيت الحيل‪ ،‬وتغلقت الطرق‪ ،‬وضاقت المذاهب ودرست المال إل‬
‫منك‪ ،‬وانقطع الرجاء إل من جهتببك‪ ،‬وأخلفببت العببدات إل عببدتك‪ .‬اللهببم وإن‬
‫مناهل الرجاء لك مترعة‪ ،‬وأبواب الببدعاء لمببن دعبباك مفتحببة‪ ،‬والسببتغاثة‬
‫لمن استغاث بك مباحة‪ ،‬وأنت لداعيك بموضع إجابة‪ ،‬وللقاصد إليك‬

‫]‪[318‬‬

‫قريب المسافة‪ ،‬وللصارخ إليك ولي الغاثة‪ .‬اللهم وإن في موعدك عوضا عببن منببع‬
‫الباخلين‪ ،‬ومندوحة عما في أيدي المستأثرين‪ ،‬ودركا من حيل المببؤاربين )‬
‫‪ (1‬والراحببل نحببوك يببا رب قريببب منببك‪ ،‬لنببك ل تحتجببب عببن خلقبك إل أن‬
‫تحجبهم العمال السيئة دونك‪ ،‬وإني لنفسي لظلوم‪ ،‬وبعذري لجهببول إل أن‬
‫ترحمني وتعود بحلمك على‪ ،‬وتدرأ عقابك‪ ،‬وتلحظني بببالعين الببتي هببديتني‬
‫بها من حيرة الشك‪ ،‬ورفعتني بها من هوة الجهل‪ ،‬ونعشببتني بهببا مببن فتنببة‬
‫الضللة‪ .‬اللهم وقد علمت أن أفضل زاد الراحل إليببك عببزم إرادة‪ ،‬وإخلص‬
‫نية‪ ،‬وصادق طوية‪ ،‬وها أنا مسكينك بائسك أسيرك سببائلك‪ ،‬منيببخ بفنببائك‪،‬‬
‫قببارع ببباب رجببائك‪ .‬اللهببم وأنببت آنببس النسببين لوليببائك‪ ،‬وأحببرى بكفايببة‬
‫المتوكلين عليك‪ ،‬و أولى بنصر الواثق بك‪ ،‬سرى إليببك مكشببوف‪ ،‬وأنببا فببي‬
‫سؤالك ملهوف‪ ،‬لنني عباجز وأنببت قبدير‪ ،‬وأنبا صببغير وأنببت كبببير‪ ،‬وأنببت‬
‫غني وأنا فقير‪ ،‬إذا أوحشتني الغربة آنسنى ذكرك‪ ،‬وإذا أضبت على المببور‬
‫استجرت بك‪ ،‬وإذا تلحكت علبى الشبدايد أملتبك‪ ،‬وأيبن تبذهب ببي عنبك يبا‬
‫مولى‪ ،‬وأنت أقرب من وريدي‪ ،‬وأحضر من عديدى‪ ،‬وأوجد فببي معقببولى‪،‬‬
‫وأصح في مكاني‪ ،‬وأزمة المور كلها بيببدك‪ ،‬صببادرة عببن قضببائك‪ ،‬مذعنببة‬
‫بالخضوع لقببدرتك‪ ،‬ذات فاقببة إلببى عفببوك‪ ،‬فقيببرة إلببى رحمتببك‪ .‬اللهببم وقببد‬
‫شملتني الخصاصة‪ ،‬وعلتني الحاجة‪ ،‬وتوسمت بالذلة‪ ،‬وغلبتنببي المسببكنة‪،‬‬
‫وهذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الجابة‪ ،‬اللهببم فامسببح مببابي بيمينببك‬
‫الشافية‪ ،‬وانظر إلى بعينك الراحمة‪ ،‬وأقبل على بوجهك ذي الجلل والكرام‬
‫فانك إذا أقبلت به على أسير فككته‪ ،‬وعلي ضال هديته‪ ،‬وعلى حائر أويتببه‪،‬‬
‫وعلى ضعيف قويته‪ ،‬وعلى فقير أغنيته‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المهج‪ :‬المؤازرين‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫اللهم ل تخلني من يدك‪ ،‬ول تتركني لقبا لعبدوك‪ ،‬ول توحشببني مبن لطائفببك الخفيببة‪،‬‬
‫وكفايتببك الجميلببة‪ ،‬وإن شببردت عليببك فببارددني إليببك‪ ،‬فانببك تببرد الشببارد‪،‬‬
‫وتصلح الفاسد‪ ،‬وأنت على كل شئ قدير‪ .‬اللهم تولني ولية تغنيني بها عما‬
‫سواها‪ ،‬وأعطنببي عطيببة ل أحتبباج إلببى أحببد معهببا‪ ،‬فانهببا ليسببت بنكببر مببن‬
‫عطيتك‪ ،‬ول ببببدع مببن وليتببك‪ .‬اللهببم ارفببع بفضببلك سببقطتي‪ ،‬ونجنببي مببن‬
‫ورطتي‪ ،‬وأقلني عثرتي‪ ،‬يا منتهى رغبتي‪ ،‬وغيباثى فببي كرببتي‪ ،‬وصبباحبي‬
‫عند شدتي‪ ،‬ورحماني ورحيمي‪ ،‬في دنياى و آخرتي‪ ،‬صل علببى محمببد وآل‬
‫محمببد‪ ،‬واسببتجب دعببائي ول تقطببع رجببائي‪ ،‬بجببودك و كرمببك‪ ،‬يببا أرحببم‬
‫الراحمين‪ ،‬وأكرم الكرمين‪ ،‬إنك على كل شئ قبدير )‪ .(1‬توضببيح‪) :‬الفتبق(‬
‫الشق‪ ،‬والرتق ضده‪ ،‬وهما كنايتان عن إبرام المببور ونقضببها و )الظبباهر(‬
‫هبو البذى ظهبر فبوق كبل شبئ وعل عليبه‪ ،‬وقيبل هبو البذي عبرف بطبرق‬
‫الستدلل العقلي بما ظهر لهم مبن آثبار أفعباله وأوصبافه‪ ،‬و )البباطن( هبو‬
‫المحتجب عن أبصار الخليق وأوهامهم‪ ،‬وقيببل‪ :‬هببو العبالم بمببا بطبن يقببال‬
‫بطنت المبر إذا عرفبت بباطنه‪ ،‬والمعنيبان الثانيبان همبا أنسبب‪) .‬يبا سبابق‬
‫الشياء بنفسه( أي سبقهم بنفسه ل بزمان يقببارنه‪ ،‬فيكببون قببديما معببه‪ ،‬أو‬
‫هو علة لها بل استعانة غيره‪ ،‬أو سبقهم بذاته فل يمكن للخلببق إدراكببه‪ ،‬أو‬
‫ل يمكنهم أن يصلوا إليببه بضببر أو سببوء و )المثلببى( الفضببلى و )لببه المثببل‬
‫العلى( أي الصفة العلى وهو الوجوب الذاتي والغناء المطلببق‪ ،‬والنزاهببة‬
‫عببن صببفات المخلببوقين‪ ،‬وقيببل المببراد بببه المثببل المضببروب بببالحق لقببوله‬
‫سبحانه وتعالى‪) :‬مثل نوره( )‪ (2‬الية وأمثاله‬

‫)‪ (1‬كتاب مجموع الدعوات مخطوط‪ ،‬وتراه في مهج الدعوات نقل من مجموع بخط‬
‫الشيخ الجليل أبى الحسين محمد بن هرون التلعكبببرى ص ‪،216 - 226‬‬
‫وقد أخرجه المؤلف العلمة في كتاب الدعاء ج ‪ 94‬ص ‪(2) .270 .279‬‬
‫النور‪.35 :‬‬
‫]‪[320‬‬

‫)وأقوال العببادلين( أي الببذين يعببدلون بببال غيببره يقببال عببدلوا بببال أي أشببركوا بببه‬
‫وجعلوا له مثل‪) .‬يا رب العين والثر( أي الجواهر والعراض‪ ،‬أو العمببال‬
‫أيضا باعتبار التوفيق والخببذلن كمببا ينبغببي أن يقببال فببي )البحببث والنظببر(‬
‫وفي النهاية )المقيت( هو الحفيظ‪ ،‬وقيل المقتدر‪ ،‬وقيل الببذي يعطببي أقببوات‬
‫الخليق‪ ،‬وهو من أقاته يقيته‪ ،‬إذا أعطاه قوته وهببي لغببة فببي قبباته يقببوته‪،‬‬
‫وأقاته أيضا إذا حفظه )بغير مكاثرة( أي من الجنود والعوان‪ ،‬ويقال شببرد‬
‫البعير نفر وهبو شبارد‪) ،‬والبدرء( البدفع‪ ،‬و )البداجي( المظلبم و )الببراج(‬
‫جمع البرج بالتحريك وهو المضئ البين المعلوم‪ ،‬أو جمع البرج بالضم مببن‬
‫بروج السماء والول أظهر‪) .‬والفج( الطريق الواسع بين الجبليببن )ونجببوم‬
‫منورة( وفي بعض النسخ )تمور( أي تمببوج وتضببطرب‪ ،‬والمهبباد الرض‪،‬‬
‫والموضوع خلف المرفوع‪ ،‬والركام بالضم تل الرمل المتراكم بعضببه فببوق‬
‫بعببض‪ ،‬والسببحاب المببتراكم‪ ،‬ومصببيف هببو الموضببع الببذي يقببام فيببه فببي‬
‫الصيف‪ ،‬ولعله اطلق على زمان الصيف توسعا وفي بعبض النسبخ وصبيف‬
‫وهو أظهر‪ .‬واليانع الذي حان قطافه‪ ،‬والقطيف المقطوف‪ ،‬والماضببي الببذي‬
‫مات‪) ،‬والخليف( من خلفه وقام مقامه )التي حض عليها( )‪ (1‬أي بالغ فببي‬
‫شأنها وحث على التصاف بها )وتزلف( أي تقرب )وقببد أكببدى الطلببب( أي‬
‫تعسر أو تعذر وانقطع‪ ،‬و )أعيببت الحيببل( أي أتعبببت ولببم تنفببع و )درسببت(‬
‫على بناء المعلوم‪ ،‬أو المجهول‪ ،‬قال الجوهرى درس الشئ يببدرس دروسببا‬
‫أي عفا ودرسته الريح يتعدى ول يتعدى‪ ،‬والمنهببل عيببن المبباء تببرده البببل‬
‫في المراعي‪ ،‬وأترعت الناء ملته ذكرهما الجوهرى‪ ،‬وقال‪ :‬لببي عببن هببذا‬
‫المر مندوحة أي سببعة‪ ،‬وقبال اسببتأثر فلن بالشبئ اسبتبد بببه )ودركببا( أي‬
‫تبببداركا‪) .‬مبببن حيبببل المبببؤاربين( أي المخبببادعين‪ ،‬والموارببببة المخاتلبببة‬
‫والمداهاة‪ ،‬ويجوز‬

‫)‪ (1‬في متن الدعاء‪ :‬حض على العمل بها‪.‬‬

‫]‪[321‬‬

‫فيه الهمبز وعبدمه‪ ،‬والعيبن كنايبة عبن اللطبف والعنايبة‪ ،‬والهبوة الوهبدة العميقبة‪،‬‬
‫والطوية الضمير‪ ،‬منيخ أي مقيم‪ ،‬والفناء بالكسر الفضاء حول الدار‪ ،‬وفببي‬
‫الكلم استعارة‪) .‬وإذا أضبت( الصوب أنه بالضاد المعجمة والباء الموحببدة‬
‫المشددة‪ ،‬قال الجزري في الحديث فلما أضبوا عليه أي أكثروا يقببال أضبببوا‬
‫إذا تكلموا متتابعببا‪ ،‬وأذا نهضببوا فببي المببر جميعببا انتهببى وفببي أكببثر نسببخ‬
‫الدعاء صبت بالمهملة على المجهببول مببن الصببب كنايببة عببن الكببثرة‪ ،‬ومببا‬
‫ذكرنا أنسببب معنببا ووجببدناه كبذلك فببي النسببخ القديمببة‪) .‬وإذا تلحكببت( أي‬
‫تداخلت والتصقت بببي‪ ،‬قبال الكفعمبي )‪ (1‬أي التصبقت ببي واشبتدت علبى‪،‬‬
‫واللحك مداخلة الشئ في الشببئ والتصبباقه بببه‪) .‬وأحضببر مببن عديببدي( أي‬
‫ممن أعده من أنصاري أو ممن يعد من عشيرتي ورهطببي‪ ،‬أو تحضببر قبببل‬
‫حضور قرني وعدوي‪ ،‬قال الفيببروز آبببادي‪ :‬العببد الحصبباء والسببم العببدد‪،‬‬
‫والعديد الند والقرن‪ ،‬ومن القوم‪ :‬من يعد فيهم انتهببى‪ ،‬وقببال فببي المصببباح‬
‫المنير‪ :‬هو عديد بني فلن أي يعد فيهببم‪) .‬وأوجببد فببي معقببولي( فببي سبباير‬
‫كتب الدعاء )وأوجد في مكاني وأصح في معقولي( وهو أوجببه وأنسببب أي‬
‫أجدك في كل مكان ول أجد غيببرك إل فببي الحيببان والتوسببل بببك فببي العقببل‬
‫أصببح مببن السببتعانة بغيببرك‪ ،‬لكمببال قببدرتك ووفببور رحمتببك و كرمببك‪،‬‬
‫والخصاصة الحاجة‪ .‬وتوسمت بالذلة على بناء المعلببوم مببن الوسببم بمعنببى‬
‫الكي أي ضربت علي علمة العبودية والذلة والمعهود فيه اتسمت أو علببى‬
‫بناء المجهول من التوسم يقال‪ :‬توسمت فيه الخير أي تفرست وقال الشببيخ‬
‫البهائي رحمه ال‪ :‬أي صرت موسوما بهببا‪ ،‬ولعلببه بببالول أنسببب )فامسببح‬
‫مابي( أي أذهب وأزل )ول تخلني( بالتشديد من التخلية وقيل يمكن أن يراد‬
‫باليد النعمة‪ ،‬وأن يقرأ ل تخلني بتخفيف اللم أي ل‬

‫)‪ (1‬ذكره في البلد المين ص ‪ ،382 - 387‬من دون شرح في الهامش‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫تجعلني خاليا من نعمتك‪ ،‬ول يخفى بعده‪) .‬ول تببتركني لقببا( أي شببيئا ملقببى متروكببا‬
‫لعدوك أي الشيطان يتصرف فيببه كيببف يشبباء‪ ،‬قبال الجببوهري اللقببا بالفتببح‬
‫الشئ الملقى لهوانه‪ ،‬وفي النهاية اللقا الملقببى علببى الرض‪ ،‬ومنببه حببديث‬
‫حكيم بن حزام وأخذت ثيابها فجعلت لقا أي مرمبباة ملقبباة وقيببل أصببل اللقببا‬
‫أنهم كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم وقالوا لنطوف في ثياب عصينا ال فيهببا‬
‫فيلقونها عنهم‪ ،‬ويسببمون ذلببك الثببوب لقببا‪ ،‬فببإذا قضوانسببكهم لببم يأخببذوها‬
‫وتركوها بحالها ملقاة‪ ،‬وقرء الكفعمي رحمه ال لفا بالفاء حيث قال‪ :‬قوله‪:‬‬
‫)ول تتركني لفاء( أي حقيرا وهو مثببل تقببول العببرب )قببد رضببي مببن الوفببا‬
‫باللفاء( يقصر ويمد‪ ،‬قاله شارح الدريدية‪ ،‬ومن قببرأ لقببى أراد ملقببى مهانببا‬
‫انتهى وقال الجوهري‪ :‬اللفا الخسيس من الشئ‪ ،‬وكل يسير حقير فهببو لفببا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬المضبوط في أكثر النسخ بالقاف وهو أصوب‪) .‬إنها ليست بنكببر( أي‬
‫منكر ومستبعد )ول ببدع( المراد أن العطية الببتي ل يحتبباج معهببا إلببى أحببد‬
‫ليست أمرا بديعا غريبا لم يعهد مثله )من وليتك( قال الشيخ البهائي رحمه‬
‫ال‪ :‬بفتح الواو أي من إمدادك وإعانتك )اللهببم ارفببع بفضببلك سببقطتي( أي‬
‫ارفعني من سقطتي أي سقوطي على الرض‪ ،‬والسناد على المجاز‪ .‬أقول‪:‬‬
‫سيأتي هذا الدعاء أبسط مببن ذلببك فببي كتبباب الببدعاء‪ ،‬لكببن لاختصبباص لببه‬
‫بالصباح والمساء‪ ،‬وأورده شيخنا البهائي رحمه ال في مفتبباح الفلح عببل‬
‫وجه آخر مباين للروايتين في كثير من الفقرات‪ ،‬وأورده فببي تعقيببب صببلة‬
‫الفجر‪ ،‬ولم أطلع بعد على روايته‪ ،‬وكذا أورد دعاء العتقباد أيضببا فبي هبذا‬
‫الموضع ولم أر فيما عندنا من الروايات تخصيصببه بببالتعقيب ول بالصببباح‬
‫والمساء‪ ،‬ولذا لم نورده ههنا‪ - 68 .‬المهج‪ :‬علي بن محمد بن عبد الصمد‪،‬‬
‫عن جده‪ ،‬عن الفقيه أبي الحسن عن السيد أبي البركات‪ ،‬علي بببن الحسببين‬
‫الحسيني‪ ،‬عن الصدوق محمد بن بابويه‪ ،‬عن الحسن بن محمبد ببن سبعيد‪،‬‬
‫عن فرات ابن إبراهيم‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن القطان‪ ،‬عن محمد بن‬

‫]‪[323‬‬

‫إدريس النصاري‪ ،‬عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن عبببد ال ب‬
‫ابن سببلمان الفارسببي‪ ،‬عببن أبيببه رضببي الب عنببه‪ ،‬قببال فببي حببديث طويببل‪:‬‬
‫أعطتني فاطمة عليها السلم رطبا ل عجم له‪ ،‬وقالت‪ :‬هو مبن نخبل غرسبه‬
‫ال لي في دار السلم‪ ،‬بكلم علمنيه أبي محمد صببلى الب عليببه وآلببه كنببت‬
‫أقوله غدوة وعشية‪ ،‬قال سلمان‪ :‬قلت علميني الكلم يا سيدتي‪ ،‬فقببالت‪ :‬إن‬
‫سرك أن ل يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا‪ ،‬فواظب عليه ثببم قببال‬
‫سلمان فقلت‪ :‬علميني هذا الحرز‪ ،‬فقالت‪) :‬بسم الب الرحمببن الرحيببم‪ ،‬بسببم‬
‫ال النور‪ ،‬بسم ال نور النور‪ ،‬بسم ال نور على نببور‪ ،‬بسببم الب البذي هببو‬
‫مدبر المور‪ ،‬بسم ال الذي خلق النور من النور‪ ،‬وأنزل النور على الطور‪،‬‬
‫في كتاب مسطور‪ ،‬في رق منشور‪ ،‬بقدر مقدور‪ ،‬علي نبببي محبببور‪ ،‬الحمببد‬
‫لب الببذي هببو بببالعز مببذكور‪ ،‬وبببالفخر مشببهور‪ ،‬وعلببى السببراء والضببراء‬
‫مشببكور‪ ،‬وصببلى ال ب علببى سببيدنا محمببد وآلببه الطبباهرين( قببال سببلمان‪:‬‬
‫فتعلمتهن‪ ،‬فوال لقد علمتهن أكثر من ألف نفببس مببن أهببل المدينببة ومكببة‪،‬‬
‫ممن بهم علبل الحمبى فكبل ببرئ مبن مرضبه بباذن الب تعبالى )‪- 69 .(1‬‬
‫المهج‪ (2) :‬روى عيسى بن محمد‪ ،‬عن وهب بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد ابببن‬
‫علي عليه السلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬قال رسول الب صببلى ال ب عليببه‬
‫واله‪ :‬ما من عبد دعا بهذا الدعاء في كل غببدوة إل كبان فببي حببرز الب إلبى‬
‫وقته‪ ،‬وكفبى كبل هبم وغبم و حبزن وكببرب‪ ،‬وهببو للبدخول علبى السبلطان‪،‬‬
‫وحرز من الشيطان‪ ،‬فادعوا بببه عنببد الشببدائد‪ ،‬فببان دعببا بببه محببزون فببرج‬
‫عنه‪ ،‬وإن دعا به محبوس فرج عنه‪ ،‬وبه تقضى الحوائج‪ ،‬وإياك أن تببدعو‬
‫به على أحد فانه أسرع من السهم النافذ‪ .‬وهو‪) :‬بسم ال الرحمببن الرحيببم‪،‬‬
‫اللهم يا صريخ المكروبين يا مجيببب دعببوة المضببطرين‪ ،‬يببا كاشببف الكببرب‬
‫العظيم‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬اكشف كربي وهمي فانه‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪ (2) .9 - 6 :‬مهج الدعوات‪.208 :‬‬


‫]‪[324‬‬

‫ل يكشف الكرب العظيم إل أنت‪ ،‬فقد تعرف حالي وحباجتي‪ ،‬وفقببري وفباقتي فباكفني‬
‫ما أهمني من أمر الببدنيا والخببرة بجببودك وكرمببك‪ .‬اللهببم بنببورك اهتببديت‪،‬‬
‫وبفضببلك اسببتغنيت‪ ،‬وفببي نعمتببك أصبببحت وأمسببيت دنببوبي بيببن يببديك‪،‬‬
‫أستغفرك وأتوب إليك‪ ،‬اللهم إنببي أسببئلك مببن حلمبك لجهلببي‪ ،‬و مببن فضبلك‬
‫لفاقتي‪ ،‬ومببن مغفرتببك لخطايبباي‪ ،‬اللهببم إنببي أسببئلك الصبببر عنببد البلء‪ ،‬و‬
‫الشكر عند الرخاء‪ ،‬اللهم اجعلني أخشاك إلى يوم ألقاك‪ ،‬حببتى كببأنني أراك‪.‬‬
‫اللهم أوزعني أن أذكرك ل أنساك ليل ول نهارا ول صباحا ولمسبباء آميببن‬
‫رب العالمين‪ .‬اللهم إني عبدك ابن أمتك‪ ،‬ناصببيتى بيببدك‪ ،‬مبباض فببي حكمببك‬
‫عدل في قضاؤك مجزل في فضلك وعطاؤك‪ ،‬ال إني أسئلك بكل اسم هو لك‬
‫سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك‪ ،‬أو استأثرت‬
‫به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل القببرآن‬
‫ربيع قلبي‪ ،‬ونور بصري‪ ،‬وجلء حزني وذهاب همى اللهببم إنببي أسببئلك يببا‬
‫أكبر من كل كبير‪ ،‬يا مببن ل شببريك لببه ولوزيببر يببا خببالق الشببمس والقمببر‬
‫المنير‪ ،‬يا عصمة الخائفين‪ ،‬يا جار المستجيرين‪ ،‬يا مغيث المظلوم الحقيببر‪،‬‬
‫يا رازق الطفل الصغير‪ ،‬ويا مغني البائس الفقير‪ ،‬ويا جابر العظببم الكسببير‪،‬‬
‫يا مطلق المكبل السير‪ ،‬يا قاصم كل جبار عنيد‪ ،‬اجعل لي مببن أمببري فرجببا‬
‫ومخرجا ويسرا‪ ،‬وارزقني مببن حيببث أحتسببب ومببن حيببث ل أحتسببب‪ ،‬إنببك‬
‫سميع الدعاء‪ ،‬يا ذا الجلل والكببرام‪ .‬اللهببم إنببك عفببو تحببب العفببو‪ ،‬فبباعف‬
‫عنببي‪ ،‬اللهببم إنببك محسببن فأحسببن إلببى‪ ،‬اللهببم إنببك رحيببم تحببب الرحمببة‬
‫فارحمني‪ ،‬اللهم إنك لطيف تحب اللطف فالطف بببي‪ ،‬يببا مقيببل عببثرتي‪ ،‬ويببا‬
‫راحم عبرتي‪ ،‬ويا مجيب دعوتي‪ ،‬أسئلك الخير كلببه‪ ،‬وأعببوذ بببك مببن الشببر‬
‫كله ما أحاط به علمك يا غياث من ل غياث له‪ ،‬يا ذخببر مببن ل ذخببر لببه‪ ،‬يببا‬
‫سند من ل سند له‪ ،‬أغفر لي علمك في وشهادتك علي فانك تسميت لسعة‬

‫]‪[325‬‬

‫رحمتك الرحمن الرحيم‪ .‬ال إنبي أسبئلك الثببات فبي المبر‪ ،‬والعزيمبة علبى الرشبد‪،‬‬
‫وأسألك شكر نعمتك‪ ،‬وأسئلك حسن عبادتببك‪ ،‬وأسببألك قلبببا سببليما‪ ،‬ولسببانا‬
‫صادقا‪ ،‬وأسألك من خير ما أعلم ومن خيببر مببال أعلببم إنببك تعلببم ول أعلببم‪،‬‬
‫وأنببت علم الغيببوب‪ .‬اللهببم بببك أصبببحنا وبببك أمسببينا‪ ،‬وبببك نصبببح‪ ،‬وبببك‬
‫نمسي‪ ،‬وبك نحيي‪ ،‬وبك نموت‪ ،‬وعليك أتوكل‪ ،‬وإليك النشور‪ ،‬ولحببول ول‬
‫قوة إل بال العلببي العظيببم‪ ،‬وأشببهد أن ل إلببه إل الب أحببدا صببمدا لببم يتخببذ‬
‫صاحبة ول ولدا أفرأيت من اتخذ إلهببه هببويه وأضببله الب علبى علبم وختببم‬
‫على سمعه وقلبه وجعل على بصبره غشباوة فمبن يهبديه مبن بعبد الب أفل‬
‫تذكرون‪ .‬اللهم اطمس على أبصار أعدائنا كلهم من الجببن والنببس‪ ،‬واجعببل‬
‫على بصره غشاوة‪ ،‬واختم على قلبه‪ ،‬وأخرج ذكري من قلبه‪ ،‬واجعل بينببى‬
‫وبين عدوي حجابببا وحصببنا منيعببا ليزومببه سببلطان ول شببيطان ول إنببس‬
‫ولجن‪ .‬اللهم إني أدرء بك في نحره‪ ،‬وأستعيذ بك مببن شببره‪ ،‬وأسببتعين بببك‬
‫عليه‪ ،‬فاكفنيه كيف شئت وأنى شئت‪ ،‬اللهم لك الحمد وأنت المستعان‪ ،‬وبببك‬
‫المستغاث وإليك المشتكى‪ ،‬ول حول ول قببوة إل بببال العلببي العظيببم‪ .‬اللهببم‬
‫اجعل صدر يومي هذا فلحا وأوسطه صلحا وآخره نجاحا‪ ،‬اللهم اجعل لببي‬
‫في صدر جميع بني آدم وحوا والجببن والنببس والشببياطين والمببردة‪ ،‬رأفببة‬
‫ورحمة خيرهم بين أعينهم‪ ،‬وشرهم تحت أقدامهم‪ ،‬وبال أستعين عليهم أن‬
‫يفرط على أحد منهم أو أن يطغى‪ ،‬عز جارك‪ ،‬وجل ثنبباؤك‪ ،‬ول إلببه غيببرك‪،‬‬
‫وحدك ل شريك لك‪ ،‬صل علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وارزقنببي الخيببر كلببه مببا‬
‫أحاط به علمك‪ ،‬يا حنان يا منببان‪ ،‬يببا ذا الجلل والكببرام‪ .‬والحمببد ل ب علببى‬
‫آلئه‪ ،‬وأحمده على نعمائه‪ ،‬وأشببكره علبى آلئه‪ ،‬واومببن بقضببائه‪ ،‬الببذي ل‬
‫هادي لمن أضل‪ ،‬ول خاذل لمن نصر‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده‬

‫]‪[326‬‬

‫ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى‪ ،‬وأمينه المرتضببى‪ ،‬انتجبببه‬
‫وحباه واختبباره وارتضبباه صببلى الب عليببه وآلببه‪ .‬اللهببم إنببي أسببئلك إيمانببا‬
‫صادقا ليس بعده كفر‪ ،‬ورحمة أنال بها شرف كرامتببك فببي البدنيا والخببرة‪،‬‬
‫تباركت ربنا وتعاليت‪ ،‬تم نورك ربببي فهببديت‪ ،‬وعظببم حلمببك ربببي فعفببوت‪،‬‬
‫فلببك الحمببد‪ ،‬وجهببك أكببرم الوجببوه‪ ،‬وجاهببك أفضببل الجبباه‪ ،‬وعطيتببك أرفببع‬
‫العطايا‪ ،‬وأهناها‪ ،‬تطاع ربنا فتشكر‪ ،‬وتعصى ربنا فتغفر لمن تشبباء‪ ،‬تجيببب‬
‫دعوة المضببطر إذا دعبباك‪ ،‬وتكشببف الضببر وتشببفي السببقيم‪ ،‬وتغفببر الببذنب‬
‫العظيم‪ ،‬ل يحصي نعماءك أحد‪ ،‬ربنا فلك الحمد حمدا أبدا ل يحصببى عببدده‪،‬‬
‫ول يضببمحل سببرمده حمببدا كمببا حمببدك الحامببدون مببن عبببادك الوليببن‬
‫والخريببن‪ .‬ال ب إنببي أسببئلك النصببيب الوفببر مببن الجنببة‪ ،‬وأسببألك الهببدي‬
‫والتقى‪ ،‬و العافية والبشببرى عنببد انقطبباع الببدنيا‪ ،‬اللهببم إنببي أسببئلك تقببوى‬
‫لتنفد‪ ،‬وفرجا ل ينقطع‪ ،‬وتوفيق الحمببد‪ ،‬ولببباس التقببوى‪ ،‬وزينببة اليمببان‪،‬‬
‫ومرافقة نبيك محمد صلى ال عليببه وآلببه فببي أعلببى جنببة الخلببد‪ ،‬يببا بببارئ‬
‫لبدء له‪ ،‬يا دائم لنفاد له‪ ،‬يا حي يا محيي الموتى‪ ،‬يا قببائم علببى كببل نفببس‬
‫بمبا كسببت أسبئلك الهبدى والتقبى‪ ،‬والعافيبة والغنبى‪ ،‬والتوفيبق لمبا تحبب‬
‫وترضى‪ ،‬يا أرحم الراحميببن‪ .‬اللهببم إنببي أسببئلك برحمتببك الببتي وسببعت كببل‬
‫شئ‪ ،‬وبعزتك التي قهببرت بهبا كبل شبئ‪ ،‬وبعظمتببك الببتي ذل لهبا كبل شببئ‪،‬‬
‫وبقوتك التي ل يقوم لها شئ‪ ،‬وبسلطانك الذي عل كل شببئ‪ ،‬وبعلمببك الببذي‬
‫أحاط بكل شئ‪ ،‬وباسمك الذي يبيدله كل شئ‪ ،‬وبوجهك الباقي بعد فنبباء كببل‬
‫شئ‪ ،‬وبنور وجهك الذي أضاء له كبل شبئ أن تغفبر لبي كبل ذنبب‪ ،‬وتمحبو‬
‫عني كل خطيئة وأن توفقني لما تحب وترضى‪ ،‬وأن تكفيني مببا همنببي ومببا‬
‫غمني من الدنيا والخرة‪ ،‬وأن ترزقني عمل الخير كله مببا أحبباط بببه علمببك‬
‫آمين رب العالمين وصلى ال على سبيدنا محمبد رسبوله وآلبه الطباهرين )‬
‫‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪.212 :‬‬

‫]‪[327‬‬

‫بيان‪ :‬في القاموس )أوزعني ال( ألهمني )مببن أن يفببرط( أي يعجببل علببى بالعقوبببة‬
‫من فرط إذا تقدم ومنه الفارط )أو أن يطغى( أي يزداد طغيانببا )عببز جببارك(‬
‫أي من أمنتبه فهبو عزيبز غبالب )وجبل ثنباؤك( عبن أن يبأتي ببه أحبد كمبا‬
‫تستحقه‪ ،‬و )حباه( أي أعطاه ما أعطبباه مببن النبببوة والكمببالت‪ ،‬والنتجبباب‬
‫والختيببار والرتضبباء متقاربببة المعبباني‪) .‬تببباركت( أي تكبباثر خيببرك‪ ،‬مببن‬
‫البركببة وهببو كببثرة الخيببر‪ ،‬أو تزايببدت عببن كببل شببئ و )تعبباليت( عنببه فببي‬
‫صفاتك وأفعالك‪ ،‬فان البركة تتضمن معنى الزيادة أودمت‪ ،‬من بروك الطيببر‬
‫على الماء‪ ،‬ومنه البركة لدوام الماء فيها‪ ،‬ولباس التقوى أي اللببباس الببذي‬
‫به يتقى من عذاب ال إشارة إلى قوله سبحانه )ولباس التقوى ذلك خير( )‬
‫‪ (1‬وفسر بخشية ال أو اليمبان‪ ،‬وقيببل‪ :‬السببمت الحسبن‪ ،‬ويحتمببل هنبا أن‬
‫يكون الضبافة للبيبان كمبا فبي تباليه‪ ،‬ويحتمبل أن يكبون المبراد فيبه زينبة‬
‫اليمان بالعمال الصالحة )يا قائم علببى كببل نفببس( أي الرقيببب عليهببم بمببا‬
‫كسبت من خير أو شر ل يخفى عليه شئ من أعمالهم‪ ،‬ول يفوت عنده شئ‬
‫من جزائهم )ول يقوم لهببا شببئ( أي ل يقببدر علببى معارضببتها ول يقاومهببا‬
‫شببئ‪ ،‬وفببي القباموس‪ :‬همببه المبر حزنببه كبأهمه‪ - 70 .‬مجمبوع البدعوات‬
‫والمهج )‪ :(2‬دعاء الحتراز من العداء والتحصن عن السواء بعزائم ال‬
‫تبارك وتعالى يقال ذلببك بعببد طلببوع الشببمس وعنببد غروبهببا‪ ،‬لمولنببا سببيد‬
‫العابدين عليه السلم‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسببم الب وبببال ولقببوة إل‬
‫بببال‪ ،‬ولغببالب إل الب غببالب كببل شببئ وبببه يغلببب الغببالبون‪ ،‬ومنببه يطلببب‬
‫الراغبببون‪ ،‬وعليببه يتوكببل المتوكلببون وبببه يعتصببم المعتصببمون‪ ،‬ويثببق‬
‫الواثقون‪ ،‬ويلتجئ الملتجئون‪ ،‬وهم حسبهم ونعم الوكيل‪.‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .26 :‬مهج الدعوات‪.202 :‬‬

‫]‪[328‬‬

‫احترزت بال‪ ،‬واحترست بال‪ ،‬ولجأت إلببى البب‪ ،‬واسببتجرت بببال‪ ،‬واسببتعنت بببال‪،‬‬
‫وامتنعت بال‪ ،‬واعتززت بال‪ ،‬وقهرت بال‪ ،‬وغلبت بببال‪ ،‬واعتمبدت علبى‬
‫البب‪ ،‬واسببتترت بببال‪ ،‬وحفظببت بببال‪ ،‬واسببتحفظت بببال خيببر الحببافظين‪،‬‬
‫وتكهفت بال‪ ،‬وحطت نفسي وأهلي ومالى وإخواني وكل مببن يعنينببى أمببره‬
‫بببال الحببافظ اللطيببف‪ ،‬واكتلت بببال‪ ،‬وصببحبت حببافظ الصبباحبين‪ ،‬وحببافظ‬
‫الصحاب الحافظين‪ ،‬وفوضت أمري إلى الب الببذي ليببس كمثلببه شببئ وهببو‬
‫السميع البصير‪ .‬واعتصمت بال الذي من اعتصبم ببه نجبا مببن كبل خبوف‪،‬‬
‫وتوكلت على ال العزيز الجبار‪ ،‬وحسبي ال ونعم الوكيل‪ ،‬ومن يتوكل على‬
‫ال فهو حسبه‪ ،‬ما شاء ال لقوة إل بال‪ ،‬ل إلبه إل الب محمبد رسبول الب‬
‫وصببلى ال ب علببى محمببد وآلببه الطبباهرين‪ ،‬وسببلم تسببليما عليهببم أجمعيببن‪.‬‬
‫وتقول‪ :‬ال ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ولنوم‪ ..‬إلى آخر اليببة‪.‬‬
‫وتقول‪ :‬ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا مببن الجببن والنببس‪ ،‬لهببم قلببوب ل يفقهببون‬
‫بها‪ ،‬ولهم أعين ل يبصرون بها‪ ،‬ولهم آذان ل يسمعون بها‪ ،‬اولئك كالنعام‬
‫بل هم أضل أولئك هم الغافلون‪ ،‬سواء عليهم أدعوتموهم أم أنتم صببامتون‪،‬‬
‫إن الذين تدعون مببن دون الب عبباد أمثببالكم فببادعوهم فليسببتجيبوا لكبم إن‬
‫كنتم صادقين‪ ،‬ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها‪ ،‬أم لهم أعيببن‬
‫يبصرون بها‪ ،‬أم لهم آذان يسمعون بها‪ .‬إن وليي ال الذي نزل الكتاب وهو‬
‫يتولى الصاحلين‪ ،‬وإن تدعوهم إلى الهدى ل يسمعوا وتريهم ينظرون إليببك‬
‫وهم ل يبصرون اولئك الببذين طبببع الب علببى قلببوبهم وسببمعهم وأبصببارهم‬
‫واولئك هم الغافلون إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا‬
‫وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا‪ ،‬فأوجس في نفسه خيفببة موسببى‬
‫قلنا ل تخف إنك أنت العلى‪ ،‬وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما‬

‫]‪[329‬‬

‫صنعوا كيد ساحر ول يفلح الساحر حيث أتى‪ ،‬أفلببم يسببيروا فببي الرض فتكببون لهببم‬
‫قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها‪ ،‬فانها لتعمى البصبار ولكبن تعمببى‬
‫القلوب الببتي فببي الصببدور‪ .‬بسببم الب الرحمببن الرحيبم‪ ،‬طسببم آيبات الكتباب‬
‫المبببين‪ ،‬لعلببك ببباخع نفسببك أل يكونببوا مببؤمنين‪ ،‬إن نشببأ ننببزل عليهببم مببن‬
‫السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قبال أو لبو جئتبك بشببئ مبببين‪ ،‬قبال‬
‫فأت به إن كنت من الصادقين‪ ،‬فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين‪ ،‬ونزع يده‬
‫فإذا هي بيضاء للنبباظرين‪ ،‬قببال‪ :‬كل إن معببي ربببي سببيهدين‪ ،‬يببا موسببى ل‬
‫تخف إني ل يخاف لدي المرسلون‪ ،‬الب ل إلببه هببو رب العببرش العظيببم‪ .‬يببا‬
‫موسى أقبل ول تخف إنك من المنين‪ ،‬قببال سنشببد عضببدك بأخيببك و نجعببل‬
‫لكما سلطانا فل يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون‪ ،‬ولقد مننا‬
‫على موسى وهارون ونجيناهما وقومهمببا مببن الكببرب العظيببم‪ ،‬ونصببرناهم‬
‫فكانوا هم الغالبين‪ ،‬وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عيني‪ ،‬إذ تمشببي‬
‫اختك فتقول هل أدلكم على من يكفله ؟ فرجعناك إلى امك كي تقر عينهبا ول‬
‫تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا‪ ،‬وحرمنببا عليببه المراضببع‬
‫من قبل فقالت هببل أدلكببم علببى أهببل بيببت يكفلببونه لكببم وهببم لببه ناصببحون‪،‬‬
‫فرددناه إلى امه كي تقر عينهببا ول تحببزن ولتعلببم أن وعببد الب حببق ولكببن‬
‫أكثرهم ل يعلمون‪ .‬وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسببي فلمببا كلمببه قببال‬
‫إنك اليوم لدينا مكين أمين‪ ،‬إني توكلت على ال ربي وربكم ما مببن دابببة إل‬
‫هو آخذ بناصيتها أن ربي على صراط مسببتقيم )‪ .(1‬ايضبباح‪) :‬تكهفببت( أي‬
‫تحفظت وجعلت لنفسي واتخذت ملجأ قال الفيروز ‪ -‬آبادى‪ :‬الكهببف كببالبيت‬
‫المنقور في الجبل‪ ،‬والوزر والملجأ وتكهف الجبل صار فيه‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪ ،204 :‬ومجموع الدعوات للتلعكبري مخطوط‪.‬‬

‫]‪[330‬‬

‫كهوف انتهى‪ ،‬وفي القرآن بعد قوله سبحانه )يسمعون بها قببل ادعببوا شببركاءكم ثببم‬
‫كيدون فل تنظرون إن وليي ال( )‪ (1‬فاما أن يكببون عليببه السببلم أسببقطها‬
‫أو الكتاب أسقطوها ول يبعد كون قراءته أولى وكذا قوله‪ :‬ل إله إل ال فببي‬
‫المصاحف )ال ل إله إل هو رب العببرش العظيببم( )‪ - 71 .(2‬المهببج‪(3) :‬‬
‫أبو عبد ال أحمد بن محمد بن غالب قببال‪ :‬حببدثنا عبببد الب بببن أبببي حبيبببة‬
‫وخليل بن سالم‪ ،‬عن الحارث بن عمير‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصببادق عليببه‬
‫السلم عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى ال ب‬
‫عليه وعلى ذريته الطاهرين الطيبين المنتجبببين وسببلم كببثيرا قببال‪ :‬علمنببي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وعلى أهل بيته هببذا الببدعاء‪ ،‬وأمرنببي أن أحتفببظ‬
‫به في كل ساعة لكل شدة ورخاء وأن اعلمه خليفتي من بعدي‪ ،‬وأمرني أن‬
‫ل افارقه طول عمري حتى ألقى ال عز وجل بهذا الدعاء‪ ،‬وقال لببي‪ :‬تقببول‬
‫حين تصبح وتمسببي هببذا الببدعاء‪ ،‬فبانه كنببز مببن كنببوز العببرش قلببت‪ :‬ومببا‬
‫أقول ؟ قال‪ :‬قل هذا الدعاء الذي أنا ذاكره بعد تفسير ثوابه‪ .‬فلما فرغ النبي‬
‫صلى ال عليه واله قال لببه ابببي بببن كعببب النصبباري‪ :‬فمببا لمببن دعببا بهببذا‬
‫الدعاء من الجر والثواب يارسول ال ؟ فقال لببه‪ :‬اسببكن يببا ابببي بببن كعببب‬
‫النصاري فما يقطع منطق قول العلماء عما لصاحب هببذا الببدعاء عنببد ال ب‬
‫عزوجل قال‪ :‬بأبي أنت وامي بين لنا وحدثنا ما ثواب هذا الببدعاء ؟ فضببحك‬
‫رسول ال صلى ال عليببه وآلببه وقببال‪ :‬إن ابببن آدم يحببرص علبى مببا يمنببع‬
‫سأخبرك ببعض ثواب هببذا الببدعاء‪ .‬أمببا صبباحبه حيببن يببدعوا الب عزوجببل‬
‫يتناثر عليه البر من مفرق رأسه من أعنان السماء إلى الرض‪ ،‬وينزل الب‬
‫عزوجل عليه السكينة‪ ،‬وتغشاه الرحمة‪ ،‬ول‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .196 :‬النمل‪ (3) .26 :‬مهج الدعوات‪.152 :‬‬
‫]‪[331‬‬

‫يكون لهذا الدعاء منتهببى دون عببرش رب العببالمين‪ ،‬لببه دوي حببول العببرش كببدوي‬
‫النحل ينظر ال عزوجل إلى من دعا بهذا الدعاء‪ .‬ومن دعا بببه ثلث مببرات‬
‫ل يسأل ال عزوجل اسمه شيئا من الخير في الدنيا والخرة إل أعطبباه ال ب‬
‫سؤله بهذا الدعاء‪ ،‬ومنحه أياه با ابن آدم وينجيببه الب عزوجببل مببن عببذاب‬
‫القبر‪ ،‬ويصرف ال عزوجل عنه ضيق الصدر‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة‪ ،‬وافببى‬
‫صبباحب هببذا الببدعاء علببى نجيبببة مببن درة بيضبباء فيقببوم بيببن يببدي رب‬
‫العالمين‪ ،‬ويأمر ال عزوجل له بالكرامببة كلهببا‪ ،‬ويقببول الب تبببارك وتعببالى‬
‫عبدي تبو أمن الجنة حيث تشاء‪ ،‬مع ماله عنببد الب عزوجببل مببن المزيببد و‬
‫الكرامة‪ ،‬ما لعين رأت ول اذن سمعت‪ ،‬ول خطبر علبى قلببوب المخلبوقين‪،‬‬
‫ول ألسنة الواصفين‪ .‬فقببال لببه سببلمان الفارسببي ‪ -‬رحمببه الب ‪ :-‬زدنببا مببن‬
‫ثواب هذا الدعاء جعلني ال فداك‪ ،‬قال النبي صلى ال عليه وآله الطبباهرين‬
‫وسلم تسليما‪ :‬يا أبا عبد ال والذي بعثني بالحق نبيا‪ ،‬لو دعي بهذا الببدعاء‬
‫على مجنون لفاق من جنونه من ساعته‪ ،‬ولو دعي به عند امرأة قد عسببر‬
‫علها الولد لسهل ال عليها خببروج ولببدها أسببرع مببن طرفببة عيبن‪ .‬نعببم يببا‬
‫سلمان والذي بعثني بالحق نبيا ما من عبد دعببا الب عزوجببل بهببذا الببدعاء‬
‫أربعين ليلة من ليالي الجمع خالصة إل غفر الب عزوجبل لبه مبا كبان بينبه‬
‫وبين الدميين‪ ،‬وما بينه وبين ربه‪ ،‬والذي بعثني بالحق يببا سببلمان مببا مببن‬
‫أحد دعببا الب عزوجببل بهببذا الببدعاء إل أخببرج الب عببن قلبببه غمببوم الببدنيا‬
‫وهمومها‪ ،‬وأمراضها‪ .‬نعببم يببا سببلمان مببن دعبا الب عزوجببل بهببذا البدعاء‬
‫أحسنه أم لم يحسنه ثم نام في فراشببه وهببو ينببوي رجبباء ثببوابه‪ ،‬بعببث الب‬
‫عزوجل بكل حرف من هذا الدعاء ألف ملك من الكروبيين وجوههم أحسببن‬
‫من الشمس والقمر ليلة البدر‪.‬‬

‫]‪[332‬‬

‫فقال له سلمان‪ :‬أيعطي ال عزوجل هذا العبد بهذا الدعاء كل هذا الثببواب ؟ فقببال‪ :‬ل‬
‫تخبرن به الناس حتى اخبرك بأعظم مما أخبرتببك بببه‪ ،‬فقبال لبه سببلمان‪ :‬يببا‬
‫رسول ال ولم تأمرني بكتمان ذلك ؟ قال رسول ال صببلى الب عليببه والببه‪:‬‬
‫أخشببى أن يببدعوا العمببل ويتكلببوا علببى الببدعاء‪ ،‬فقببال سببلمان‪ :‬أخبببرني يببا‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله قال‪ :‬نعم ; اخبرك به يا سلمان إنه مببن دعببا‬
‫بهذا الدعاء وكان في حياته قد ارتكب الكبائر ثم مات من ليلته أو من يومه‬
‫بعد ما دعا ال عزوجل بهذا الدعاء‪ ،‬مات شهيدا‪ ،‬وإن مات يا سببلمان علببى‬
‫غير توبة غفر ال ذنوبه بكرمه وعفوه وهبو هبذا البدعاء تقبول‪ :‬بسبم الب‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد ل الذي ل إله إل هو الملك الحق المبببين المببدبر بل‬
‫وزير‪ ،‬ولخلق من عباده يستشير‪ ،‬الول غير موصوف‪ ،‬والباقي بعببد فنبباء‬
‫الخلق‪ ،‬العظيم الربوبية‪ ،‬نور السموات والرضين‪ ،‬وفاطرهما ومبتببدعهما‪،‬‬
‫بغير عمد خلقهما‪ ،‬فاستقرت الرضون بأوتادها فوق الماء‪ ،‬ثم عل ربنا في‬
‫السموات العلى الرحمن على العرش استوى‪ ،‬له ما فببي السبموات ومببا فبي‬
‫الرض وما بينهما وما تحت الثرى‪ .‬فأنا أشببهد بأنببك أنببت الب ل رافببع لمببا‬
‫وضعت‪ ،‬ول واضع لما رفعت‪ ،‬ولمعز لمن أذللببت‪ ،‬ول مببذل لمببن أعببززت‪،‬‬
‫ول مانع لما أعطيت‪ ،‬ول معطي لما منعت‪ ،‬و أنت ال ل إله إل أنت كنببت إذ‬
‫لم تكن سماء مبنية‪ ،‬ول أرض مدحيببة‪ ،‬ول شببمس مضببيئة‪ ،‬ولليببل مظلبم‪،‬‬
‫ولنهار مضئ‪ ،‬ول بحر لجي‪ ،‬ول جبل راس‪ ،‬ول نجم سار‪ ،‬ول قمر منيببر‪،‬‬
‫ولريح تهب‪ ،‬ولسحاب يسكب‪ ،‬ول برق يلمع‪ ،‬ول روح يتنفس‪ ،‬ول طببائر‬
‫يطير‪ ،‬ولنار تتوقببد‪ ،‬ولمبباء يطببرد‪ .‬كنببت قبببل كببل شببئ وكببونت كببل شببئ‪،‬‬
‫وقدرت على كل شئ‪ ،‬وابتدعت كل شئ وأغنيت وأفقببرت‪ ،‬وأمببت وأحييببت‪،‬‬
‫وأضحكت وأبكيت‪ ،‬وعلى العرش استويت‪ ،‬فتباركت يببا ال ب وتعبباليت‪ .‬أنببت‬
‫ال الذي ل إله إل أنت الخلق العليم‪ ،‬أمرك غالب‪ ،‬وعلمك نافذ‪ ،‬وكيدك‬

‫]‪[333‬‬

‫غريببب‪ ،‬ووعببدك صببادق‪ ،‬وحكمببك عببدل‪ ،‬وكلمببك هببدى‪ ،‬ووحيببك نببور‪ ،‬ورحمتببك‬
‫واسعة‪ ،‬وعفببوك عظيببم‪ ،‬و فضببلك كببثير‪ ،‬وعطبباؤك جزيببل‪ ،‬وحبلببك مببتين‪،‬‬
‫وإمكانك عتيد‪ ،‬وجببارك عزيببز‪ ،‬وبأسببك شببديد‪ ،‬ومكببرك مكيببد‪ ،‬موضببع كببل‬
‫شكوى‪ ،‬وحاضر كل ملء‪ ،‬ومنتهى كل حاجة‪ ،‬وفرج كل حزيببن‪ ،‬وغنببى كببل‬
‫مسكين‪ ،‬وحصن كل هارب‪ ،‬وأمان كل خائف‪ .‬حرز الضعفاء‪ ،‬كنببز الفقببراء‪،‬‬
‫مفرج الغماء‪ ،‬معين الصالحين‪ ،‬ذلك الب ربنببا ل إلببه هببو‪ ،‬تكفببى مببن توكببل‬
‫عليك‪ ،‬وأنت جار مببن لذبببك‪ ،‬وتضببرع إليببك‪ .‬عصببمة مببن اعتصببم بببك مببن‬
‫عبادك‪ ،‬ناصر من انتصر بك‪ ،‬تغفر الذنوب لمن اسببتغفرك‪ ،‬جبببار الجبببابرة‪،‬‬
‫عظيببم العظمبباء‪ ،‬كبببير الكبببراء‪ ،‬سببيد السببادات‪ ،‬مببولى المببوالي‪ ،‬صببريخ‬
‫المستصرخين‪ ،‬منفببس عبن المكروبيببن‪ ،‬مجيببب دعبوة المضبطرين‪ ،‬أسبمع‬
‫السببامعين‪ ،‬أبصببر النبباظرين‪ ،‬أحكببم الحبباكمين‪ ،‬أسببرع الحاسبببين‪ ،‬أرحببم‬
‫الراحمين‪ ،‬خير الغافرين‪ ،‬قاضي حوائج المؤمنين‪ ،‬مغيببث الصببالحين‪ .‬أنببت‬
‫ال ل إله إل أنت رب العالمين‪ ،‬أنببت الخببالق وأنببا المخلببوق‪ ،‬وأنببت المالببك‬
‫وأنا المملوك‪ ،‬وأنت الرب وأنا العبد‪ ،‬وأنببت الببرازق وأنببا المببرزوق‪ ،‬وأنببت‬
‫المعطي وأنا السائل‪ ،‬وأنت الجواد وأنا البخيل‪ ،‬وأنت القوي وأنا الضببعيف‪،‬‬
‫وأنت العزيز وأنا الذليل‪ ،‬وأنت الغني وأنا الفقيبر‪ ،‬وأنبت السبيد وأنبا العببد‪،‬‬
‫وأنببت الغببافر وأنببا المسببئ‪ ،‬وأنببت العببالم وأنببا الجاهببل‪ ،‬وأنببت الحليببم وأنببا‬
‫العجول‪ ،‬وأنت الرحمن وأنا المرحوم‪ ،‬وأنببت المعببافي وأنببا المبتلببى‪ ،‬وأنببت‬
‫المجيب وأنا المضطر‪ .‬وأنا أشهد بأنك أنت ال ل إله إل أنت المعطي عبادك‬
‫بل سؤال‪ ،‬وأشهد بأنك أنت ال الواحد الفرد وإليك المصير وصلى ال على‬
‫محمببد وأهببل بيتببه الطيبببين الطبباهرين‪ .‬واغفببر لببي ذنببوبي‪ ،‬واسببتر علببى‬
‫عيببوبي‪ ،‬وافتببح لببي مببن لببدنك رحمببة و رزقببا واسببعا يببا أرحببم الراحميببن‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين‪ ،‬وحسبنا ال ونعم الوكيل‬

‫]‪[334‬‬

‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم )‪ .(1‬بيان‪) :‬لجة الماء( بالضم معظمه‪ ،‬ومنببه‬
‫)بحببر لجببي( والراسببي الثببابت‪ ،‬والسببكب الصببب‪ ،‬والببروح يببذكر ويببؤنث‪،‬‬
‫والطببراد الجريببان‪)) ،‬وإمكانببك( أي إقببدارك الخلببق علببى مببا تريببد‪ ،‬قببال‬
‫الجوهرى‪ :‬مكنه ال من المر وأمكنه منه بمعنببى )عتيببد( أي حاضببر مهيببا‬
‫)ومكرك مكيد( أي مقيم ثابت فعيل من مكد بمعنى أقام والماكد الببدائم الببذي‬
‫ل ينقطع كما ذكره الفيروز آبادي أو مفعل اسببم مكببان مببن الكيببد أي مكببرك‬
‫محل للكيد العظيم‪ ،‬والول أظهر‪ .‬والكيد والمكر فيه سبحانه مجاز‪ ،‬والمراد‬
‫به استدراجه تعالى بالنعم‪ ،‬وأخذه بالعقوبات بغتة كما عرفت مببرارا‪ ،‬والمل‬
‫بالهمزة الجماعة‪ ،‬والغماء بفتح الغين وتشديد الميم ممببدودا الغببم‪ ،‬ويطلببق‬
‫على سبتر السبحاب الهلل فبي الليلبة الولبى يقبال‪ :‬صبمنا للغمباء وللغمبى‬
‫بالضم والفتح في الثاني‪ ،‬وتنفيس الكرب تفريجه‪ - 72 .‬البلببد الميببن‪ :‬هببذا‬
‫الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة كان أمير المؤمنين عليه السلم يدعو بببه‬
‫عقيب الفجر وفي المهمبات‪ ،‬وكبذا الئمبة عليهبم السبلم‪ ،‬ومبن قبرءه يبوم‬
‫الجمعة قبل الصببلة غفببر الب لببه ذنببوبه‪ ،‬ولببو كببانت حشببو مببابين السببماء‬
‫والرض ودخل الجنة بغير حساب‪ ،‬وكان في جوار النبياء عليهببم السببلم‪،‬‬
‫ومن كتبه وحمله كان آمنا من كل شر‪ ،‬وبالجملة ففضله ل يحصى ول يحببد‬
‫وهو‪ :‬اللهم إني أسئلك يا مدرك الهباربين‪ ،‬ويبا ملجبأ الخبائفين‪ ،‬ويبا غيباث‬
‫المستغيثين‪ ،‬اللهم إني أسئلك بمعاقد العز من عرشك‪ ،‬ومنتهى الرحمة مببن‬
‫كتابك وباسمك العظيم الكبير الكبر الطاهر المطهر القببدوس المبببارك‪ ،‬ولببو‬
‫أن ما في الرض من شببجرة أقلم والبحببر يمببده مببن بعببده سبببعة أبحببر مببا‬
‫نفدت كلمات ال إن ال عزيز حكيم‪ ،‬يا ال عشرا‪ ،‬يا رباه‪ ،‬عشرا‪ ،‬يا موله‬
‫يا غاية رغبتاه يا هو ياهو يا من ل يعلم ما هو إل هو ول كيف هو إل هببو‪،‬‬
‫يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬والفضال والنعام‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪.157 :‬‬

‫]‪[335‬‬

‫يا ذا الملك والملكوت‪ ،‬يا ذاالعز والكبرياء‪ ،‬والعظمببة والجبببروت‪ ،‬يببا حببي ل يمببوت‪.‬‬
‫يامن عل فقهر‪ ،‬يا من ملك فقببدر‪ ،‬يببامن عبببد فشببكر‪ ،‬يببامن عصببي فسببتر‪،‬‬
‫يامن بطن فخبر‪ ،‬يامن ل تحيط به الفكر‪ ،‬يا رازق البشر‪ ،‬يا مقدر القدر‪ ،‬يببا‬
‫محصي قطر المطر‪ ،‬يا دائم الثبات‪ ،‬يا مخرج النبات‪ ،‬يا قاضي الحاجات‪ ،‬يا‬
‫منجح الطلبات‪ ،‬يا جاعل البركات‪ ،‬يا محيي الموات‪ ،‬يا رافببع الببدرجات‪ ،‬يببا‬
‫راحببم العبببرات‪ ،‬يببا مقيببل العببثرات‪ ،‬يببا كاشببف الكربببات‪ ،‬يببا نببور الرض‬
‫والسموات‪ .‬يا صاحب كل غريب‪ ،‬يا شاهدا ل يغيب‪ ،‬يا مونس كل وحيد‪ ،‬يببا‬
‫ملجأ كل طريد‪ ،‬يا راحببم الشببيخ الكبببير‪ ،‬يببا عصببمة الخببائف المسببتجير‪ ،‬يببا‬
‫مغني البائس الفقير‪ ،‬يا فاك العاني السير‪ ،‬يببا مببن ل يحتبباج إلببى التفسببير‪،‬‬
‫يامن هو بكل شئ خبير‪ ،‬يا من هو على كل شئ قدير‪ .‬يبا عبالي المكبان‪ ،‬يبا‬
‫شديد الركان‪ ،‬يا من ليس له ترجمان‪ ،‬يبانعم المسبتعان يبا قبديم الحسبان‪،‬‬
‫يامن هو كل يوم في شان‪ ،‬يامن ل يخلو منه مكان‪ .‬يببا أجببود الجببودين‪ ،‬يببا‬
‫أكرم الكرمين‪ ،‬يا أسمع السامعين‪ ،‬يا أبصر الناظرين يا أسببرع الحاسبببين‪،‬‬
‫يا ولي المؤمنين‪ ،‬يا يد الواثقين‪ ،‬يا ظهر اللجين‪ ،‬يا غياث المستغيثين‪ ،‬يببا‬
‫جار المستجيرين‪ ،‬يا رب الرباب‪ ،‬ويا مسبب السباب‪ ،‬ويا مفتببح البببواب‪،‬‬
‫يا معتق الرقاب‪ ،‬يا بارئ النسم‪ ،‬يا جامع المم‪ ،‬يا ذاالجود والكرم‪ .‬يا عمبباد‬
‫من لعماد له‪ ،‬يا سند من لسند له‪ ،‬ياعز من لعز له‪ ،‬يا حببرز مببن لحببرز‬
‫له‪ ،‬يا غياث من ل غياث له‪ ،‬يا حسببن البليببا‪ ،‬يببا جزيببل العطايببا‪ ،‬يببا جميببل‬
‫الثنايا ! يا حليما ل يعجل‪ ،‬يا جواد ال يبخل‪ ،‬يا قريبا ل يغفل‪ ،‬يا صاحبي في‬
‫وحدتي‪ ،‬يا عببدتي فببي شببدتي‪ ،‬يببا كهفببي حيببن تعيينببي المببذاهب‪ ،‬وتخببذلني‬
‫القارب ويسلمني كل صاحب‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫يا رجائي في المضيق‪ ،‬ياركني الوثيق‪ ،‬يا إلهي بببالتحقيق‪ ،‬يببا رب البببيت العببتيق يببا‬
‫شفيق يا رفيق‪ ،‬اكفني ما أطيق‪ ،‬وما ل أطيق‪ ،‬وفكني من حلق المضيق إلى‬
‫فرجك القريب‪ ،‬واكفني ما أهمني وما لم يهمنببي مببن أمببر دنيبباى وآخرتببي‪،‬‬
‫برحمتك يا أرحم الراحيمن )‪ .(1‬توضيح‪) :‬بمعاقببد العببز مببن عرشببك(‪ ،‬قببال‬
‫في النهاية أي بالخصال التي استحق بها العرش العز‪ ،‬وبمواضببع انعقادهببا‬
‫منه وحقيقببة معنبباه بعببز عرشببك انتهببى )ومنتهببى الرحمببة مببن كتابببك( أي‬
‫أسببألك بحببق نهايببة رحمتببك الببتي أثبتهببا فببي كتابببك‪ .‬أي اللببوح أو القببرآن‪،‬‬
‫ويحتمبل أن تكبون مبن بيانيبة )ولبو أن مبا فبي الرض( أي لبو كبان شبجر‬
‫الرض أقلما وكان البحر المحيط مداد ويمببده سبببعة أبحببر مثلببه أي تزيببده‬
‫بمائها فكتب بتلك القلم والبحور انكسرت تلك القلم‪ ،‬ونفببد مبباء البحببور‪،‬‬
‫وما نفدت كلمات ال أي علومه أو تقديراته أو فضائل حججه الكرام عليهببم‬
‫السببلم‪) .‬يببا مببن عل( بالببذات )فقهببر( الخلئق بايجببادهم مببن العببدم‪ ،‬أو‬
‫باماتتهم و تعذيبهم أو العم )يامن ملك( الخلئق )فقدر( فصار قببادرا علببى‬
‫كل ما يريد منهم )فشكر( أي أثابهم‪) .‬يامن بطن( أي نفببذ علمببا فببي بببواطن‬
‫المور‪ ،‬أو خفببي عببن الحببواس أو العقببول )فخبببر( فعلببم بببواطن المببور إذ‬
‫التجرد علة للعلم بكل شئ كما قيل في قوله سبحانه )أل يعلم من خلق وهببو‬
‫اللطيببف الخبببير( )‪) .(2‬يببا مقببدر القببدر( أي التقببدير وكببل مقببدور أو قببدرة‬
‫الخلئق‪ ،‬والقطر بالفتح جمع القطرة‪ ،‬والبببائس‪ :‬الشببديد الحاجببة‪ ،‬والعبباني‬
‫السببير والمحبببوس والخاضببع )يببا شببديد الركببان( أي أركببان خلقببه مببن‬
‫سببماواته وعرشببه‪ ،‬وأركبان سببلطنته المعنويببة كنايببة عبن وجببوب وجببوده‬
‫وامتنببباع طريببان البببزوال والختلل فبببي ملكببه‪) .‬فببالق الصبببحاح( قببال‬
‫البيضاوي أي شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل أو عن‬

‫)‪ (1‬البلد المين‪ 361 :‬من دون شرح في الهامش‪ (2) .‬الملك‪.14 :‬‬

‫]‪[337‬‬

‫بياض النهار‪ ،‬أو شاق ظلمة الصباح وهو الغبش الذى يليه‪ ،‬والصباح فببي الصببل‬
‫مصدر أصبح إذا دخل في الصبببح فسببمى بببه الصبببح‪ ،‬وقببرء بفتببح الهمببزة‬
‫على الجمع‪ ،‬و النسم بالتحريك جمع النسمة وهو النسان )يا جببامع المببم(‬
‫أي في القيامة‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬العمبباد البنيببة الرفيعببة وعمببدت الشببئ أي‬
‫أقمته بعماد‪ ،‬وقال السند ما قابلك من الجبل وعل عببن السببفح‪ ،‬وفلن سببند‬
‫أي معتمد‪ ،‬وقال‪ :‬الحرز الموضع الحصين‪ ،‬وقال‪ :‬الحلقة بالتسكين الببدرع‪،‬‬
‫وكذلك حلقة الباب وحلقة القببوم‪ ،‬والجمببع الحلقببة علببى غيببر قيبباس‪ ،‬وقببال‬
‫الصببمعي حلببق كبببدرة وبببدر‪ - 73 .‬وجببدت بخببط الشببيخ محمببد بببن علببي‬
‫الجباعي رحمة ال عليه‪ ،‬قال‪ :‬وجدت بخط الشهيد قدس ال ب روحببه‪ :‬روي‬
‫عن مولنا أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬من قرء هذه اليببات السببت فببي‬
‫كل غداة كفاه ال تعالى من كل سوء ولو ألقى نفسه إلى التهلكة وهببي‪ :‬قببل‬
‫لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا‪ ،‬هو مولنا وعلى ال فليتوكل المؤمنون‪ ،‬وإن‬
‫يمسسببك الب بضببر فل كاشببف لببه إل هببو وإن يببردك بخيببر فل راد لفضببله‬
‫يصيب بببه مبن يشبباء مببن عبباده وهببو الغفبور الرحيبم‪ ،‬ومببا مببن دابببة فببي‬
‫الرض إل على ال رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبببين‪،‬‬
‫وكأين من دابة ل تحمل رزقها ال يرزقها وإيباكم وهبو السبميع العليبم‪ ،‬مببا‬
‫يفتح ال للناس من رحمة فل ممسك لها وما يمسك فل مرسل لببه مببن بعببد‬
‫وهو العزيز الحكيم‪ ،‬قل أفرأيتم ما تدعون من دون ال إن أرادني ال بضببر‬
‫هل هن كاشفات ضره أو أراني برحمة هل هن ممسكات رحمته قببل حسبببي‬
‫ال عليه يتوكل المتوكلون‪ ،‬حسبي ال ل إله إل هو عليه تببوكلت وهببو رب‬
‫العرش العظيم‪ ،‬وأمتنع بحببول الب وقبوته مببن حبولهم وقببوتهم‪ ،‬وأستشببفع‬
‫برب الفلق من شببر مببا خلببق‪ ،‬وأعببوذ بمببا شبباء الب ل قببوة إل بببال العلببي‬
‫العظيم‪ .‬وبخطه أيضا عن داود الرقي قال‪ :‬دخلت علببى أبببي عبببد الب عليببه‬
‫السلم فقال لي‪ :‬يا داود أل اعلمببك كلمببات إن أنببت قلتهببن كببل يببوم صببباحا‬
‫ومساء ثلث مرات آمنك ال‬
‫]‪[338‬‬

‫مما تخاف ؟ قلت‪ :‬نعم يا ابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬قل‪) :‬أصبحت بببذمه ال ب وذمببم رسببله‬
‫وذمه محمد صلى الب عليببه وآلببه‪ ،‬وذمببم الوصببياء عليهببم السببلم‪ ،‬آمنببت‬
‫بسرهم وعلنيتهم‪ ،‬وشاهدهم و غائبهم‪ ،‬وأشهد أنهم في علم ال ب وطبباعته‬
‫كمحمد صلى ال عليه وآله والسلم عليهم قببال داود فمببا دعببوت إل فلجببت‬
‫على حاجتي‪.‬‬

‫]‪[339‬‬

‫‪) - 46‬باب( * )أدعية الساعات( * اعلم أن الشيخ الجليل أبا جعفر الطوسببى رحمببه‬
‫ال في مصباح المتهجد قسم اليوم باثنتي عشببرة سبباعة‪ ،‬ونسببب كل منهببا‬
‫إلى إمام من الئمة الطاهرين‪ ،‬صلوات ال عليهم أجمعين‪ ،‬وذكر لهببا دعبباء‬
‫مناسبا لها واقتفى السيد ابن الباقي رحمه ال أثره وكذا الكفعمببي فببي البلببد‬
‫المين وجنة المان‪ ،‬لكن زاد الكفعمي دعاء آخر ولم أرسببند هببذه الدعيببة‪،‬‬
‫واعتمدت فببي ذلببك عليهببم‪ ،‬أحسببن الب إليهببم‪ ،‬فالببدعاء الول فببي كببل مببن‬
‫الفصول من المتهجد وفيه زيادة من غيره نشير إليببه‪ ،‬والثبباني مخصببوص‬
‫بالكفعمي‪ .‬المتهجد وغيره‪ :‬السباعة الولبى‪ :‬مببن طلبوع الفجبر إلبى طلببوع‬
‫الشمس لعلي عليه السلم‪ .‬اللهم رب البهاء والعظمة‪ ،‬والكبرياء والسلطان‬
‫اظهرت القدرة كيف شئت ومننت علببى عبببادك بمعرفتببك‪ ،‬وتسببلطت عليهببم‬
‫بجبروتك‪ ،‬وعلمتهم شكر نعمتك‪ ،‬اللهم فبحببق وليببك علببى أميببر المببؤمنين‪،‬‬
‫المرتضى للدين‪ ،‬والعالم بالحكم‪ ،‬ومجاري التقى‪ ،‬إمام المتقيببن‪ ،‬صببل علببى‬
‫محمببد وآل محمببد فببي الوليببن والخريببن‪ ،‬واقببدمه بيببن يببدي حببوائجي أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بي‪ ....‬كذا وكذا )‪ .(1‬الكفعمببي )‪(2‬‬
‫والسيد‪ ..:‬بين يدي حوائجي ورغبتي إلك أن تصلي على محمد وآل محمببد‪،‬‬
‫وأن تنتقم لي‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد للشيخ الطوسى‪ (2) .357 :‬البلببد الميببن‪ ،142 :‬جنببة المببان‬
‫)المصباح(‪ 133 :‬تتمة للدعاء الول‪.‬‬

‫]‪[340‬‬

‫ممن ظلمني وبغى علي‪ ،‬واكفني مؤنة من يريدني بسوء أو ظلم‪ ،‬يا ناصببر المظلببوم‬
‫المبغي عليه يا عظيم البطش‪ ،‬يا شديد النتقام‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ ،‬وأن‬
‫تفعل بي كذا وكذا‪ .(1) [...‬الكفعمببي )‪ :(2‬دعباء آخببر لهببذه السبباعة‪ :‬اللهبم‬
‫رب الظلم والفلق‪ ،‬والفجر والشفق‪ ،‬والليل وما وسببق‪ ،‬والقمببر إذا اتسببق‪،‬‬
‫خالق النسان من علق‪ ،‬أظهرت قدرتك ببديع صبنعتك‪ ،‬وخلقبت عببادك لمبا‬
‫كلفتهم من عبادتك‪ ،‬وهديتهم بكرم فضلك إلى سبببيل طاعتببك‪ ،‬وتفببردت فببي‬
‫ملكوتك بعظيم السلطان‪ ،‬وتوددت إلى خلقك بقببديم الحسببان‪ ،‬وتعرفببت إلببى‬
‫بريتك بجسيم المتنان‪ .‬يامن يسأله من في السموات والرض كببل يببوم هببو‬
‫في شأن‪ ،‬أسألك اللهم بمحمد خاتم النبببيين الببذي نزلببت الببروح علببى قلبببه‪،‬‬
‫ليكون من المنذرين بلسان عربي وبأمير المؤمنين علي بن أبي طببالب ابببن‬
‫عم الرسول‪ ،‬وبعل الكريمة البتول الذي فرضت وليتببه علبى الخلبق‪ ،‬وكبان‬
‫يدور حيث دار الحق أن تصلي على محمد وآل محمد فقد جعلتهم وسببيلتي‪،‬‬
‫وقدمتهم أمامي‪ ،‬وبين يدي حوائجي‪ ،‬أن تغفر ذنبببي‪ ،‬وتطهببر قلبببي وتسببتر‬
‫عيبي‪ ،‬وتفرج كربي‪ ،‬وتبلغني من طاعتك وعبادتك غاية أملي‪ ،‬وتقضي لي‬
‫حوائج الدنيا والخرة يا أرحم الراحمين‪ .‬المتهجد وغيره‪ :‬السبباعة الثانيببة‪:‬‬
‫من طلوع الشمس إلى ذهاب الحمرة للحسن ببن علبي عليبه السبلم‪ :‬اللهبم‬
‫لبست بهاؤك فببي أعظببم قببدرتك‪ ،‬وصببفا نببورك فببي أنببوار ضببوئك‪ ،‬وفبباض‬
‫علمك فببي حجابببك‪ ،‬وخلقببت فيببه أهببل الثقببة بببك عنببد جببودك‪ ،‬فتعبباليت فببي‬
‫كبريائك علوا‪ ،‬عظمت‬

‫)‪ (1‬مابين العلمتين أضفناه بقرينة السياق على السنة التى اتخذها المؤلف العلمببة‬
‫قدس سره على ما ستمر عليك‪ (2) .‬جنة المان‪ 133 :‬فقط ولم يذكره في‬
‫البلد المين‪.‬‬

‫]‪[341‬‬

‫فيه منتك على أهل طاعتك‪ ،‬فباهيت بهم أهل سماواتك بمنتك عليهم‪ ،‬ال فبحق وليك‬
‫الحسن بن علي عليك أسئلك‪ ،‬وبه أستغيث إليك واقدمه بيبن يبدي حبوائجي‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بي كذا وكذا )‪ .(1‬الكفعمببي )‪(2‬‬
‫والسيد‪ ..:‬بين يدي حوائجي ورغبتي إليك أن تصلي على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫وأن تعينني به على طاعتك ورضوانك‪ ،‬وتبلغني أفضببل مببا بلغتببه أحببدا مببن‬
‫أوليائك وأوليبائه فبي ذلبك يبا ذا المبن البذي ل ينفبد‪ ،‬يبا ذا النعمباء البتي ل‬
‫تحصى عددا‪ ،‬يا كريم يا كريم يا كريم وأن تفعل بي كذا وكذا )‪ .(3‬الكفعمي‪:‬‬
‫دعاء آخر لهذه الساعة‪ :‬اللهم يا خببالق السببموات والرض‪ ،‬ومالببك البسببط‬
‫والقبض‪ ،‬ومدبر البرام والنقض‪ ،‬ومن يجيببب المضببطر إذا دعبباه ويكشببف‬
‫السوء‪ ،‬وجعل عباده خلئف الرض ويا ملك يا جبار يا واحببد يببا قهببار‪ ،‬يببا‬
‫عزيز يا غفار‪ ،‬يامن ل تدركه البصار‪ ،‬وهو يدرك البصار‪ ،‬يامن ل يمسببك‬
‫خشية النفاق‪ ،‬ول يقتر خوف الملق‪ ،‬يا كريم يببا رزاق‪ ،‬يببا مبتببدئا بببالنعم‬
‫قبل الستحقاق‪ ،‬يامن ينزل الملئكة بالروح من أمببره علببى مببن يشبباء مببن‬
‫عباده لينذر يوم التلق‪ ،‬كبرت نعمتك علي‪ ،‬وصغر فببي جنبهببا شببكري ودام‬
‫غناك على وعظم إليك فقري‪ ،‬أسئلك يا عالم سرى وجهري‪ ،‬يببامن ل يقببدر‬
‫سواه علبى كشبف ضبري أسبئلك أن تصبلي علبى محمبد رسبولك المختبار‪،‬‬
‫وحجتك على البرار والفجار‪ ،‬وعلى أهل بيته الطاهرين الخيببار‪ ،‬وأتوسببل‬
‫إليببك بببالنزع البطيببن علمببا وبالمببام الزكببي الحسببن المقتببول سببما‪ ،‬فقببد‬
‫استشفعت بهم إليك وقد متهم أمامي و‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ (2) .358‬مصباح الكفعمي ص ‪ (3) .134‬البلد المين ص‬


‫‪.142‬‬

‫]‪[342‬‬

‫بين يدي حوائجي‪ ،‬فأسئلك أن تزيدني من لدنك علما وتهب لي حكما‪ ،‬وتجبر كسري‬
‫وتشرح بالتقوى صدري وترحمني إذا انقطع من الدنيا أثرى‪ ،‬وتببذكرني إذا‬
‫نسببي ذكببرى برحمتببك يببا أرحببم الراحميببن )‪ .(1‬المتهجببد وغيببره‪ :‬السبباعة‬
‫الثالثة‪ :‬مببن ذهبباب الشببعاع إلببى ارتفبباع النهببار للحسببين بببن علببي عليهمببا‬
‫السلم‪ .‬يامن تجبر فل عين تراه‪ ،‬يامن تعظبم فل تخطببر القلببوب بكنهبه‪ ،‬يبا‬
‫حسن المن‪ ،‬يا حسن التجاوز‪ ،‬يا حسبن العفبو‪ ،‬يببا جبواد يبا كريببم‪ ،‬يبامن ل‬
‫يشبهه شئ من خلقه يامن من على خلقه بأوليائه إذ ارتضبباهم لببدينه وأدب‬
‫بهم عباده‪ ،‬وجعلهم حججا منا منه على خلقه‪ ،‬أسببئلك بحببق وليببك الحسببين‬
‫بن علي السبط التابع لمرضاتك‪ ،‬والناصببح فبي دينببك‪ ،‬والببدليل علبى ذاتببك‪،‬‬
‫أسئلك بحقه واقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد وآله وأن تفعببل‬
‫بي كذا وكذا )‪ .(2‬الكفعمي )‪ (3‬والسيد‪ ..:‬بين يدي حوائجي‪ ،‬ورغبتي إليببك‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تعيننبي علبى طاعتبك وأفعبال الخيبر‪،‬‬
‫وكلما يرضيك عني ويقربني منك يا ذا الجلل والكرام والفضل والنعام‪ ،‬يا‬
‫وهاب يبا كريببم‪ ،‬وأن تفعببل ببي كبذا وكبذا )‪ .(4‬الكفعمبي‪ :‬دعباء آخبر لهببذه‬
‫السباعة‪ :‬اللهبم رب الربباب‪ ،‬ومسببب السبباب‪ ،‬ومالبك الرقباب‪ ،‬ومسبخر‬
‫السحاب ومسهل الصعاب‪ ،‬يببا حليببم يبباتواب‪ ،‬يببا كريببم يببا وهبباب‪ ،‬يببا مفتببح‬
‫البواب يامن حيث ما دعي أجاب‪ ،‬يببامن ليببس لببه حبباجب ول بببواب‪ ،‬يببامن‬
‫ليس لخزائنه قفل ولباب‪ ،‬يامن ل يرخى‬

‫)‪ (1‬جنه المانه الواقيببة )المصببباح(‪ (2) .134 :‬مصببباح المتهجببد ص ‪(3) .358‬‬
‫مصباح الكفعمي ص ‪ (4) .135‬البلد المين‪.143 :‬‬

‫]‪[343‬‬
‫عليه ستر ول يضرب من دونه حجاب‪ ،‬يا من يرزق من يشاء بغير حساب‪ ،‬يا غببافر‬
‫الذنب وقابل التوب شديد العقاب‪ ،‬قل هو ال ربي ل إله إل هو عليه تببوكلت‬
‫و إليه متاب‪ .‬اللهم انقطع الرجاء إل من فضلك‪ ،‬وخاب المل إل من كرمبك‪،‬‬
‫فأسئلك بمحمد رسولك صلى ال عليه وآلببه وبصببفيك علببي بببن أبببي طببالب‬
‫وبالحسين بن علي المام التقي الذي اشترى نفسه ابتغاء مرضاتك‪ ،‬وجاهد‬
‫الناكبين عببن صببراط طاعتببك‪ ،‬فقتلببوه سبباغبا ظمآنببا‪ ،‬وهتكببوا حريمببه بغيببا‬
‫وعدوانا‪ ،‬وحملوا رأسه في الفاق‪ ،‬وأحلوه محل أهل العناد والشقاق‪ ،‬اللهم‬
‫فصل على محمد وآله‪ ،‬وجدد على الباغى عليه مخزيببات لعنتببك وانتقامببك‪،‬‬
‫ومرديات سخطك ونكالك‪ .‬اللهم إنى أسئلك بمحمد وآله‪ ،‬وأستشفع بهم إليك‬
‫واقدمهم بين يببدي حببوائجى‪ ،‬أل تقطببع رجببائي مببن امتنانببك وإفضببالك‪ ،‬ول‬
‫تخيببب تببأميلي فببي إحسببانك ونوالبك‪ ،‬ول تهتبك السببتر المسبدول علبى مببن‬
‫جهتببك‪ ،‬ولتغيببر عنببي عببوائد طولببك ونعمببك ووفقنببي لمببا يقربنببي إليببك‬
‫واصرفني عما يباعدني عنك‪ ،‬وأعطني من الخير أفضل مما أرجو‪ ،‬واكفنببى‬
‫من شر ما أخاف وأحذر‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين )‪ .(1‬المتهجد وغيببره‪:‬‬
‫الساعة الرابعة‪ :‬من ارتفبباع النهببار إلببى زوال الشببمس لعلببى ابببن الحسببين‬
‫عليهما السلم‪ .‬اللهم صفا نورك في أتببم عظمتببك‪ ،‬وعل ضببياؤك فببي أبهببى‬
‫صوئك‪ ،‬أسئلك بنورك الذي نببورت بببه السببموات والرضببين‪ ،‬وقصببمت بببه‬
‫الجباربرة وأحييت به الموات‪ ،‬وأمببت بببه الحيبباء‪ ،‬وجمعببت بببه المتفببرق‪،‬‬
‫وفرقت به المجتمع‪ ،‬وأتممت به الكلمات وأقمت به السموات‪ ،‬أسببئلك بحببق‬
‫وليك علي بن الحسين عليه السلم الذاب عن دينببك والمجاهببد فببي سبببيلك‪،‬‬
‫واقدمه بين يدي حوائجى أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪.136 - 135‬‬

‫]‪[344‬‬

‫تفعل بي كذا وكذا )‪ .(1‬الكفعمي )‪ (2‬والسيد‪ ..:‬بين يدي حوائجي ورغبتي إليببك‪ ،‬أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد وأن تكفيني وتنجيني مببن تعببرض السببلطين‪،‬‬
‫ونفببث الشببياطين‪ ،‬إنببك علببى مببا تشببإ قببدير‪ ،‬وأن تفعببل بببي كببذا وكببذا )‪.(3‬‬
‫الكفعمي‪ :‬دعاء آخر لهذه الساعة‪ :‬اللهم أنت الملك المليك المالك‪ ،‬وكل شئ‬
‫سببوى وجهببك الكريببم هالببك‪ ،‬سببخرت بقببدرتك النجببوم السببوالك‪ ،‬وأمطببرت‬
‫بقدرتك الغيوم السوافك‪ ،‬وعلمت ما في البر والبحببر ومببا تسببقط مببن ورقببة‬
‫في الظلمات الحوالبك‪ ،‬وأنزلبت مبن السبماء مباء فبأخرجت ببه مبن ثمبرات‬
‫مختلفا ألوانهبا ومببن الجببال جبدد بيببض وحمبر مختلبف ألوانهبا وغرابيبب‬
‫سود‪ ،‬ومن الناس والدواب والنعام مختلف ألوانه‪ .‬يا سميع يا بصير‪ ،‬يا بر‬
‫يا شكور‪ ،‬يا غفور يا رحيم‪ ،‬يا من يعلم خائنة العين ومببا تخفببى الصببدور‪،‬‬
‫يا من له الحمد في الولى والخرة‪ ،‬وهببو الحكيببم الخبببير‪ ،‬فبباطر السببموات‬
‫والرض جاعل الملئكة رسل اولببى أجنحببة مثنببى وثلث ورببباع يزيببد فببي‬
‫الخلق ما يشاء إن ال على كل شئ قببدير‪ ،‬وأسببئلك سببؤال البببائس الحسببير‬
‫وأتضببرع إليببك تضببرع الضببالع الكسببير‪ ،‬وأتوكببل عليببك توكببل الخاشببع‬
‫المستجير‪ ،‬وأقف ببابك وقوف المؤمل الفقير‪ ،‬وأتوجه إليك بالبشير النذير‪،‬‬
‫السراج المنير محمد خاتم النبيين وابن عمه أمير المببؤمنين وبالمببام علببي‬
‫بن الحسين زين العابدين‪ ،‬وإمام المتقين المخفبي للصبدقات‪ ،‬والخاشبع فبي‬
‫الصلوات‪ ،‬والدائب المجتهد في المجاهدات‪ ،‬الساجد ذي الثفنات‪ ،‬أن تصببلى‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬فقد توسلت بهم إليك‬

‫)‪ (1‬مصباح الشيخ ص ‪ (2) .358‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .136‬البلد المين ص‬


‫‪.143‬‬

‫]‪[345‬‬

‫وقدمتهم أمامى وبين يدي حوائجى‪ ،‬وأن تعصمني من مواقعة معاصببيك‪ ،‬وترشببدني‬
‫إلببى موافقببة مببا يرضببيك‪ ،‬وتجعلنببى ممببن يببؤمن بببك ويتقيببك‪ ،‬ويخافببك‬
‫ويرتجيك‪ ،‬ويراقبك ويستحييك‪ ،‬ويتقرب إليك بموالت من يواليك‪ ،‬ويتحبببب‬
‫إليك بمعادات من يعاديك‪ ،‬ويعترف لك بعظيببم نعمتببك وأياديببك‪ ،‬برحمتببك يببا‬
‫أرحم الراحمين )‪ .(1‬المتهجد وغيره‪ :‬الساعة الخامسة‪ :‬من زوال الشببمس‬
‫إلى أربع ركعات من الزوال للباقر عليه السلم‪ .‬اللهم رب الضياء والعظمة‪،‬‬
‫والنور والكبرياء والسلطان‪ ،‬تجبببرت بعظمببة بهببائك‪ ،‬ومننببت علببى عبببادك‬
‫برأفتك ورحمتك‪ ،‬ودللتهببم علببى موجببود رضبباك‪ ،‬وجعلببت لهببم دليل يببدلهم‬
‫على محبتببك‪ ،‬ويعلمهببم محابببك‪ ،‬ويببدلهم علببى مشببيتك‪ ،‬اللهببم فبحببق وليببك‬
‫محمد بن علي عليه السلم عليك‪ ،‬واقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بببى كببذا وكببذا )‪ .(2‬الكفعمببي )‪ (3‬والسببيد‪.... :‬‬
‫بين يدي حببوائجي ورغبببتي إليببك‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأن‬
‫تعينني به على آخرتي في القبر‪ ،‬وفي النشر والحشر‪ ،‬وعند الميزان وعلى‬
‫الصراط‪ ،‬يا حنان يا منان‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬وأن تفعل بببي كببذا وكببذا )‬
‫‪ .(4‬الكفعمي‪ :‬دعاء آخر لهذه الساعة‪ :‬اللهببم أنببت الب ل إلببه إل هببو الحببي‬
‫القيببوم ل تأخببذه سببنة ولنببوم‪ ،‬هببو ال ب الببذي ل إلببه إل هببو عببالم الغيببب‬
‫والشهادة هو الرحمن الرحيم‪ ،‬هو الول والخر و‬

‫)‪ (1‬مصببباح الكفعمببي ص ‪ (2) .137‬مصببباح المتهجببد ص ‪ (3) .358‬مصببباح‬


‫الكفعمي ص ‪ (4) .138‬البلد المين ص ‪.143‬‬
‫]‪[346‬‬

‫الظاهر والباطن و هو بكل شئ عليم‪ ،‬فالق الصببباح وجاعببل الليببل سببكنا والشببمس‬
‫والقمر حسبانا‪ ،‬ذلك تقدير العزيز العليم‪ ،‬يا غالبا غير مغلوب‪ ،‬يببا شبباهدا ل‬
‫يغيب‪ ،‬يا قريب يا مجيب‪ ،‬ذلكم ال ربي عليه توكلت وإليه أنيب‪ ،‬أتذلل إليببك‬
‫تذلل الطالبين وأخضع بين يديك خضببوع الراغبببين‪ ،‬وأسببئلك سببؤال الفقيببر‬
‫المسكين‪ ،‬وأدعوك تضرعا وخفيببة إنببك ل تحببب المعتببدين‪ ،‬وأدعببوك خوفببا‬
‫وطمعا إن رحمتك قريب من المحسبنين‪ ،‬وأتوسبل إليبك بخيرتبك مبن خلقبك‬
‫وصفوتك من العالمين‪ ،‬الذي جاء بالصدق وصدق المرسلين‪ ،‬محمببد عبببدك‬
‫ورسولك النذير المبين‪ ،‬وبوليك وعبدك علي ابن أبي طالب أمير المببؤمنين‬
‫وبالمام محمد بن علي الباقر علم الدين‪ ،‬والعلم بتأويببل الكتبباب المسببتبين‪،‬‬
‫وأسئلك بمكانهم عندك‪ ،‬وأستشببفع بهببم إليببك واقببدمهم أمببامي و بيببن يببدي‬
‫حوائجي‪ ،‬وأن توزعني شكر ما أوليتني بنعمك‪ ،‬وتجعل لببي فرجببا ومخرجببا‬
‫من كل كرب وغم وترزقني من حيث أحتسب ومببن حيببث لأحتسببب‪ ،‬ويسببر‬
‫لي من فضلك تغنيني به من كببل مطلببب‪ ،‬واقببذف فببي قلبببي رجبباءك واقطببع‬
‫رجائي ممببن سببواك‪ ،‬حببتى لأرجببو إل إيبباك‪ ،‬إنببك تجيببب الببداعي إذا دعبباك‬
‫وتغيث الملهوف إذا نبباداك‪ ،‬وأنببت أرحببم الراحميببن )‪ .(1‬المتهجببد وغيببره‪:‬‬
‫الساعة السادسة‪ :‬من أربع ركعات مببن الببزوال إلبى صببلة الظهبر للصبادق‬
‫)عليببه السببلم(‪ :‬يببامن لطببف عببن إدراك الوهببام‪ ،‬يببامن كبببر عببن موجببود‬
‫البصر‪ ،‬يامن تعالى عن الصفات كلها‪ ،‬يامن جل عن معاني اللطبف‪ ،‬ولطبف‬
‫عن معاني الجلل‪ ،‬أسببئلك بنببور وجهببك‪ ،‬وضببياء كبريببائك‪ ،‬وأسببئلك بحببق‬
‫عظمتك الصافية من نورك‪ ،‬وأسببئلك بحببق وليببك جعفببر بببن محمببد عليهمببا‬
‫السلم عليك واقدمه بيببن يببدي حببوائجي أن تصببلي علبى محمببد وآل محمبد‬
‫وأن تفعل بي كذا وكذا )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .139 - 138‬مصباح الشيخ ص ‪.359‬‬

‫]‪[347‬‬

‫الكفعمي )‪ (1‬والسيد‪ ...:‬بين يدي حوائجي ورغبتي إليك‪ ،‬أن تصلي على محمببد وآل‬
‫محمببد وأن تعيننببي بطاعتببك علببى أهببوال الخببرة‪ ،‬يبباخير مببن انزلببت بببه‬
‫الحوائج‪ ،‬يا رؤف يا رحيم‪ ،‬يا جواد يا كريم‪ ،‬وأن تفعببل بببي كببذا وكببذا )‪.(2‬‬
‫الكفعمببي‪ :‬دعبباء آخببر لهببذه السبباعة‪ :‬اللهببم أنببت أنزلببت الغيببث برحمتببك‪،‬‬
‫وعلمت الغيب بمشيتك‪ ،‬ودبببرت المببور بحكمببك‪ ،‬وذللببت الصببعاب بعزتببك‪،‬‬
‫وأعجزت العقببول عببن علببم كيفيتببك‪ ،‬وحجبببت البصببار عببن إدراك صببفتك‪،‬‬
‫والوهام من حقيقة معرفتك‪ ،‬واضبطررت الفهبام إلبى القببرار بوحببدانيتك‪،‬‬
‫يامن يرحم العبرة‪ ،‬ويقيل العثرة‪ ،‬لك الملك والعببزة والقببدرة ل يعببزب عنببك‬
‫في الرض ول فببي السببماء مثقببال ذرة‪ ،‬أتوسببل إليببك بببالنبي المببي محمببد‬
‫رسولك العربي المكي المدني الهاشمي الذي أخرجنبا ببه مبن الظلمبات إلبى‬
‫النور و أمير المؤمنين علي بن أبي طببالب الببذي شببرحت بببوليته الصببدور‬
‫وبالمام جعفر بن محمد الصادق في الخبار المؤتمن على مكنون السببرار‬
‫صلى ال عليه وعلى أهبل بيتبه بالعشبى والبكبار‪ .‬اللهبم إنبي أسبئلك بهبم‪،‬‬
‫وأستشفع بمكببانهم لببديك‪ ،‬واقببدمهم أمببامي وبيببن يببدي حببوائجى‪ ،‬فببأعطني‬
‫الفرج الهنئ والمخرج الببوحي‪ ،‬والصببنع القريببب‪ ،‬والمببان مببن الفببزع فببي‬
‫اليببوم العصببيب‪ ،‬وأن تغفببر لببي موبقببات الببذنوب‪ ،‬وتسببتر علببي فاضببحات‬
‫العيببوب فببأنت الببرب وأنببا المربببوب‪ ،‬وأنببا الطببالب وأنببت المطلببوب‪ ،‬وأنببت‬
‫بذكرك تطمئن القلوب‪ ،‬وأنت الذي تقذف بالحق وأنت علم الغيوب‪ ،‬يا أكرم‬
‫الكرمين‪ ،‬ويا أحكم الحاكمين‪ ،‬وياخير الفاصلين‪ ،‬ويا أرحم الراحمين )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .139‬البلد الميببن ص ‪ (3) .143‬مصببباح الكفعمببي‬


‫ص ‪.139‬‬

‫]‪[348‬‬

‫المتهجد وغيره‪ :‬الساعة السابعة‪ :‬من صلة الظهر إلببى أربببع ركعببات للكبباظم عليببه‬
‫السلم‪ :‬يا من تكبر عن الوهام صورته‪ ،‬يبامن تعبالى عبن الصبفات نبوره‪،‬‬
‫يامن قرب عند دعاء خلقه‪ ،‬يامن دعاه المضببطرون‪ ،‬ولجببأ إليببه الخبائفون‪،‬‬
‫وسأله المؤمنببون‪ ،‬و عبببده الشبباكرون‪ ،‬وحمببده المخلصببون‪ ،‬أسببئلك بحببق‬
‫نورك المضئ‪ ،‬وبحق وليك موسى بن جعفر عليك وأتقرب به إليبك واقبدمه‬
‫بين يدي حوائجي أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بي كببذا وكببذا‬
‫)‪] .(1‬الكفعمي )‪ (2‬والسيد‪ .. :‬بين يدي حببوائجى ورغبببتي إليببك أن تصببلي‬
‫علببى محمببد وآل محمببد وأن تعببافيني بببه ممببا أخببافه وأحببذره علببى عينببي‬
‫وجسدي وجميع جوارح بدني مببن جميببع السببقام و المببراض والعببراض‬
‫والعلل والوجاع ما ظهر منهببا ومببا بطببن بقببدرتك يببا أرحببم الراحميببن وأن‬
‫تفعل بببى كبذا وكبذا[ )‪ .(3‬الكفعمبي‪ :‬دعباء آخبر لهببذه السباعة‪ :‬اللهبم أنببت‬
‫المرجو إذا حزب )‪ (4‬المر‪ ،‬وأنت المدعو إذا مس الضر ومجيب الملهببوف‬
‫المضطر والمنجي من ظلمات البر والبحر‪ ،‬ومن له الخلق والمببر‪ ،‬والعببالم‬
‫بوسباوس الصبدور‪ ،‬والمطلبع علبى خفبي السبر‪ ،‬غايبة كبل نجبوى‪ ،‬وإليبك‬
‫منتهى كل شكوى‪ ،‬يا من له الحمد في الخرة والولببى‪ ،‬يببامن خلببق الرض‬
‫والسموات العلى الرحمن على العرش استوى‪ ،‬ولببه مببا فببي السببموات ومببا‬
‫في الرض وما بينهما‪ ،‬وما‬
‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) .359‬مصباح الكفعمببي ص ‪ (3) .140‬البلببد الميببن‬
‫ص ‪ ،144‬وما بين العلمتين زيادة من المصدرين على السياق السابق‪) .‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬إذا جرت المور‪ ،‬وهو تصحيف‪.‬‬

‫]‪[349‬‬

‫تحت الثرى‪ ،‬وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى‪ ،‬ال ل إله إل هو لببه السببماء‬
‫الحسنى‪ ،‬أسئلك بمحمد خاتم النبيين خيرتك من خلقك‪ ،‬والمؤتمن علببى أداء‬
‫رسالتك‪ ،‬وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي جعلت وليته مفروضة‬
‫مع وليتك ومحبته مقرونة برضاك ومحبتببك‪ ،‬وبالمببام الكبباظم موسببى بببن‬
‫جعفر الذي سببألك أن تفرغببه لعبادتببك‪ ،‬وتخليببه لطاعتببك‪ ،‬فببأوجبت مسببألته‬
‫وأجبت دعوته‪ ،‬أن تصلي على محمد وآلببه‪ ،‬صببلة تقضببي بهببا عنببا واجببب‬
‫حقوقهم‪ ،‬وترضى بهببا فببي أداء فروضببهم‪ ،‬وأتوسببل إليببك بهببم‪ ،‬وأستشببفع‬
‫بمنزلتهم وقد قدمتهم أمببامي وبيببن يببدي حببوائجي أن تجرينببى علببى جميببل‬
‫عببوائدك‪ ،‬وتمنحنببي جزيببل فببوائدك‪ ،‬وتأخببذ بسببمعي وبصببري وعلنيببتي و‬
‫سري وناصيتي وقلبي وعزيمتي ولبي ما تعينني به علبى هبواك‪ ،‬وتقربنبي‬
‫من أسباب رضاك‪ ،‬وتوجب لي نوافببل فضببلك‪ ،‬وتسببتديم لببي منايببح طولببك‪،‬‬
‫برحمتبك يبا أرحبم الراحميبن )‪ .(1‬المتهجبد وغيبره‪ :‬السباعة الثامنبة‪ :‬مبن‬
‫الربع ركعات من بعد الظهر إلى صلة العصر للرضا عليه السلم‪ .‬يببا خيببر‬
‫مدعو‪ ،‬ياخير من أعطى‪ ،‬ياخير من سئل‪ ،‬يامن أضاء باسمه ضوء النهببار‪،‬‬
‫وأظلم به ظلمة الليل‪ ،‬وسال باسمه وابببل السببيل‪ ،‬ورزق أوليبباءه كببل خيببر‪،‬‬
‫يامن عل السموات نوره‪ ،‬والرض ضوؤه‪ ،‬والمشرق والمغرب رحمته‪ ،‬يببا‬
‫واسع الجود‪ ،‬أسئلك بحق وليك علي بن موسببى عليببه السببلم واقببدمه بيببن‬
‫يدي حوائجي أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بى كببذا وكببذا )‪.(2‬‬
‫السيد والكفعمي )‪ ..:(3‬بين يدي حببوائجي ورغبببتي إليببك‪ ،‬أن تصببلى علببى‬
‫محمد وآل محمد وأن تكفيني به‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .141‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .359‬مصباح الكفعمي‬


‫ص ‪.141‬‬

‫]‪[350‬‬

‫وتنجينى مما أخافه وأحذره فبي جميبع أسبفاري وفبي الببراري والقفبار والوديبة و‬
‫الكام والغياض والجبال والشعاب والبحار‪ ،‬يببا واحببد يببا قهببار يببا عزيببز يببا‬
‫جبار يا ستار أن تفعل بي كذا وكذا )‪ .(1‬الكفعمي‪ :‬دعاء آخر لهذه السبباعة‪:‬‬
‫اللهببم أنببت الكاشببفت للملمببات‪ ،‬والكببافي للمهمببات‪ ،‬والمفببرج للكربببات‪ ،‬و‬
‫السببامع للصببوات‪ ،‬والمخببرج مببن الظلمببات‪ ،‬والمجيببب للببدعوات‪ ،‬الراحببم‬
‫لعبرات جبار السموات والرض‪ ،‬يا ولي يا مولى‪ ،‬يا علي يا أعلى‪ ،‬يا كريببم‬
‫يا أكببرم‪ ،‬يببامن لببه السببم العظببم‪ ،‬يببامن علببم النسببان مببا لببم يعلببم‪ ،‬فبباطر‬
‫السموات والرض وهو يطعم ول يطعم‪ ،‬أسئلك بحق محمببد المصببطفى مببن‬
‫الخلق‪ ،‬المبعببوث بببالحق‪ ،‬و بببأمير المببؤمنين البذي أوليتببه فببألفيته شبباكرا‪،‬‬
‫وأبليته فوجدته صابرا‪ ،‬وبالمام الرضا علي بن موسى الذي أوفى بعهببدك‪،‬‬
‫ووثق بوعدك‪ ،‬وأعرض عن الدنيا وقد أقبلت إليه‪ ،‬ورغب عن زينتهببا وقببد‬
‫رغبببت فيببه‪ ،‬أن تصببلى علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬فقببد توسببلت بهببم إليببك‪،‬‬
‫وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجى‪ ،‬أن تهدينى إلى سبيل مرضاتك‪ ،‬وتيسر‬
‫لى أسباب طاعتك‪ ،‬وتوفقني لبتغاء الزلفة بموالة أوليائك وإدراك الحظببوة‬
‫من معاداة أعدائك‪ ،‬وتعينني على أداء فرائضك‪ ،‬واستعمال سنتك‪ ،‬وتوفقني‬
‫علببى المحجببة المؤديببة إلببى العتببق مببن عببذابك والفببوز برحمتببك يببا أرحببم‬
‫الراحمين )‪ .(1‬المتهجد وغيره‪ :‬الساعة التاسعة‪ :‬من صلة العصر إلببى أن‬
‫تمضببى سبباعتان للجببواد عليببه السببلم‪ .‬يببامن دعبباه المضببطرون فأجببابهم‪،‬‬
‫والتجأ إليه الخائفون فآمنهم‪ ،‬وعبده الطائعون فشكرهم‪ ،‬وشكره المؤمنون‬
‫فحباهم‪ ،‬وأطاعوه فعصمهم‪ ،‬وسألوه فأعطاهم ونسوا نعمته فلم يخل شكره‬
‫من قلوبهم‪ ،‬وامتن عليهم فلم يجعل اسمه منسيا عندهم أسببألك بحببق وليببك‬
‫محمد بن علي عليهما السلم حجتك البالغة‪ ،‬ونعمتك السابغة‪ ،‬ومحجتك‬

‫)‪ (1‬البلد المين ص ‪.144‬‬

‫]‪[351‬‬

‫الواضحة‪ ،‬واقدمه بين يدي حوائجى أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بببى‬
‫كذا وكذا )‪ .(1‬السيد والكفعمي )‪ .. :(2‬بين يدي حوائجى ورغبببتي إليببك أن‬
‫تصلى على محمد وآل محمد وأن تجود على من فضلك‪ ،‬وتتفضل علببى مببن‬
‫وسعك بما أسببتغنى بببه عمبا فببي أيبدى خلقبك‪ ،‬وأن تقطببع رجبائي إل منببك‪،‬‬
‫وتخيببب آمببالى إل فيببك‪ ،‬اللهببم وأسببألك بحببق مببن حقببه عليببك واجببب ممببن‬
‫أوجبت له الحق عندك‪ ،‬أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تبسط على ما‬
‫حظرتببه مببن رزقببك‪ ،‬وتسببهل لبى ذلبك وتيسببره هنيئا مببريئا فببي يسببر منببك‬
‫وعافية‪ ،‬برحمتك يا أرحببم الراحميببن‪ ،‬وخيببر الرازقيببن‪ ،‬وأن تفعببل بببى كببذا‬
‫وكذا )‪ .(3‬الكفعمي‪ (4) :‬دعاء آخر لهذه الساعة‪ :‬اللهببم يببا خببالق النببوار‪،‬‬
‫ومقدر الليل والنهار‪ ،‬ويعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الرحام وما تزداد‬
‫وكل شئ عنده بمقدار‪ ،‬إذا تفاقم أمر طرح عليك‪ ،‬وإذا غلقببت البببواب قببرع‬
‫باب فضلك‪ ،‬وإذا ضاقت الحاجات فزع إلبى سببعة طولببك‪ ،‬وإذا انقطببع المببل‬
‫من الخلق اتصل بك‪ ،‬وإذا وقع اليأس من الناس وقف الرجاء عليك‪ ،‬أسئلك‬
‫بمحمد النبي الواب‪ ،‬الذي أنزلببت عليببه الكتبباب‪ ،‬ونصببرته علببى الحببزاب‪،‬‬
‫وهديتنا به إلى دار المببآب‪ ،‬وبببأمير المببؤمنين علببي بببن أبببي طببالب الكريببم‬
‫النصاب‪ ،‬المتصدق بخاتمه في المحراب‪ ،‬وبالمام الفاضببل محمببد بببن علببي‬
‫الذي سئل فوفقته لرد الجواب‪ ،‬وامتحن فعضدته بالتوفيق والصواب‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وعلى أهل بيته الطهار‪ ،‬وأن تجعل موالتهم ومحبتهم عصمة من‬
‫النار‪ ،‬ومحجة إلى دار القرار‪ ،‬فقد توسلت‬

‫)‪ (1‬مصببباح الكفعمببي ص ‪ (2) .142‬مصببباح المتهجببد ص ‪(3) .360 - 395‬‬


‫مصباح الكفعمي ص ‪ (4) .143‬البلد المين ص ‪.144‬‬

‫]‪[352‬‬

‫بهم إليك‪ ،‬وقدمتهم أمببامى وبيببن يببدي حببوائجى‪ ،‬وتعصببمني مببن التعببرض لمواقببف‬
‫سببخطك‪ ،‬وتببوفقني لسببلوك محبتببك ومرضبباتك‪ ،‬يببا أرحببم الراحميببن )‪.(1‬‬
‫المتهجد وغيره‪ :‬الساعة العاشرة‪ :‬من ساعتين بعد صببلة العصبر إلبى قببل‬
‫اصفرار الشمس للهادي عليه السلم‪ .‬يامن عل فعظم‪ ،‬يامن تسببلط فتجبببر‪،‬‬
‫وتجبر فتسلط‪ ،‬يامن عز فاستكبر في عزه‪ ،‬يامن مد الظل على خلقه‪ ،‬يببامن‬
‫امتن بالمعروف على عباده‪ ،‬أسئلك يا عزيزا ذا انتقام‪ ،‬يا منتقما بعزته مببن‬
‫أهل الشرك‪ ،‬أسئلك بحببق وليببك علببي بببن محمببد عليببك‪ ،‬واقببدمه بيببن يببدي‬
‫حوائجي أن تصببلى علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬وأن تفعببل بببى كببذا وكببذا )‪.(2‬‬
‫الكفعمي )‪ (3‬والسيد‪ ..:‬بين يبدي حبوائجى ورغببتي إليبك‪ ،‬أن تصبلى علبى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تعينني به على قضاء حوائجي ونببوافلي وفرائضببي‪،‬‬
‫وبر إخواني وكمال طاعتك برحمتك يا أرحبم الراحميببن‪ ،‬وأن تفعبل بببي كبذا‬
‫وكذا )‪ .(4‬الكفعمي‪ :‬دعبباء آخببر لهببذه السبباعة‪ :‬اللهببم أنببت الببولي الحميببد‪،‬‬
‫العفور الودود‪ ،‬المبدئ المعيد‪ ،‬ذو العببرش المجيببد والبطببش الشببديد‪ ،‬فعببال‬
‫لما يريد‪ ،‬يامن هو أقرب إلى من حبل الوريد‪ ،‬يامن هو على كل شئ شهيد‪،‬‬
‫يامن ل يتعاظمه غفران الذنوب‪ ،‬ول يكبر عليه الصفح عن العيوب‪ ،‬أسببئلك‬
‫بجللك‪ ،‬وبنور وجهك الذي مل أركبان عرشببك‪ ،‬وبقببدرتك الببتي قببدرت بهببا‬
‫على خلقك‪ ،‬وبرحمتك التي وسعت كل شئ‪ ،‬وبقوتك التي ضعف بها‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .143‬مصباح المتهجد‪ (3) .360 :‬مصباح الكفعمي‬
‫ص ‪ (4) .144‬البلد المين ص ‪(*) .145‬‬

‫]‪[353‬‬
‫كببل قببوي‪ ،‬وبعزتببك الببتي ذل لهببا كببل عزيببز‪ ،‬وبمشببيتك الببتي صببغر فيهببا كببل كبببير‬
‫وبرسولك الذي رحمببت بببه العببباد‪ ،‬وهببديت بببه إلببى سبببل الرشبباد‪ ،‬وبببأمير‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب أول من آمن برسببولك‪ ،‬وصببدق‪ ،‬والببذي وفببى‬
‫بما عاهد عليه وتصدق وبالمام البر علي بببن محمببد عليهمببا السببلم الببذى‬
‫كفيته حيلة العداء‪ ،‬وأريتهببم عجيببب اليببة إذ توسببلوا بببه فببي الببدعاء‪ ،‬أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬فقببد استشببفعت بهببم إليببك‪ ،‬و قببدمتهم إمببامي‬
‫وبين يدي حوائجي‪ ،‬وأن تجعلني من كفايتك في حرز حريز‪ ،‬ومببن كلءتببك‬
‫تحت عز عزيز‪ ،‬وتوزعني شكر آلئك ومننك‪ ،‬وتوفقني للعببتراف بأياديببك‬
‫ونعمك‪ ،‬يا أرحم الراحيمن )‪ .(1‬المتهجد وغيره‪ :‬الساعة الحادية عشر مببن‬
‫قبل اصببفرار الشببمس إلببى اصببفرارها للعسببكري عليببه السببلم‪ :‬يببا أول بل‬
‫أولية يا آخر بل آخرية‪ ،‬يببا قيومببا بل منتهببى لقببدمه‪ ،‬يببا عزيببز بل انقطبباع‬
‫لعزته‪ ،‬يا متسلطا بل ضعف من سلطانه‪ ،‬يا كريمببا بببدوام نعمتببه‪ ،‬يببا جبببارا‬
‫ومعزا لوليائه‪ ،‬يا خبيرا لعلمه‪ ،‬يا عظيما بقببدرته‪ ،‬يببا قببديرا بببذاته‪ ،‬أسببئلك‬
‫بحق وليك المين المؤدي الكريم‪ ،‬الناصح العليم‪ ،‬الحسن بببن علببي عليهمببا‬
‫السلم وأقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل‬
‫بي كذا وكذا )‪ .(2‬السيد والكفعمي )‪ ..:(3‬بين يدي حببوائجي ورغبببتي إليببك‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعينني على آخرتي‪ ،‬وتختببم لببي بخيببر‬
‫حتى تتوفاني‪ ،‬وأنت عني راض‪ ،‬وتنقلنببي إلببى رحمتببك ورضببوانك إنببك ذو‬
‫الفضل العظيم‪ ،‬والمن القديم‪ ،‬وأن تفعل بي كذا وكذا )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .144‬مصباح الشيخ ص ‪ (3) .360‬مصباح الكفعمي‬


‫ص ‪ (4) .145‬البلد المين ص ‪.145‬‬

‫]‪[354‬‬

‫الكفعمي‪ :‬دعاء آخر لهذه الساعة‪ :‬اللهم إنك منببزل القببرآن وخببالق النببس والجببان‪،‬‬
‫وجاعببل الشببمس والقمببر بحسبببان‪ ،‬المبتببدئ بببالطول والمتنببان‪ ،‬والمبببدئ‬
‫للفضل والحسان‪ ،‬وضامن الرزق لجميع الحيوان‪ ،‬لك المحامببد والممببادح‪،‬‬
‫ومنك الفوائد والمنايح‪ ،‬وإليك يصعد الكلم الطيب والعمل الصببالح‪ ،‬أظهببرت‬
‫الجميل‪ ،‬وسترت القبيح‪ ،‬وعلمت ما تخفي الصدور والجوانح أسئلك بمحمد‬
‫صلى ال عليه وآله رسولك إلى الكافة وأمينك المبعوث بالرحمببة والرأفببة‪،‬‬
‫و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليببه السببلم المفببترض طبباعته علببى‬
‫القريب والبعيد‪ ،‬المؤيد بنصرك في كل موقف مشهود وبالمام الثقة الحسن‬
‫بببن علببي الببذي طببرح للسببباع فخلصببته مببن مرابضببها‪ ،‬وامتحببن بالببدواب‬
‫الصعاب فذللت له مراكبها‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد وآل محمببد فقببد توسببلت‬
‫بهم إليك‪ ،‬وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي‪ ،‬وأن ترحمني بترك معاصيك‬
‫ما أبقيتنببي‪ ،‬وتعيننببي علببى التمسببك بطاعتببك مببا أحييتنببي‪] ،‬وأن تختببم لببي‬
‫بالخيرات إذا توفيتني وتفضل علي بالمياسرة إذا حاسبتني وتهب لي العفببو‬
‫إذا كاشفتني ول تكلني إلى نفسي فأضل[ )‪ (1‬ول تحوجني إلى غيرك فأذل‪،‬‬
‫ول تحملني ما ل طاقببة لببي بببه فأضببعف‪ ،‬ول تبتلنببي بمببا لصبببر لببي عليببه‬
‫فأعجز‪ ،‬وأجرني على جميل عوائدك عندي‪ ،‬ول تؤاخذني بسوء فعلببي‪ ،‬ول‬
‫تسلط علي من ل يرحمني‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين )‪ .(2‬المتهجد وعيره‬
‫الساعة الثانية عشر‪ :‬من اصفرار الشمس إلى غروبها للخلف الحجة عليببه‬
‫السلم‪ :‬يامن توحد بنفسه عن خلقه‪ ،‬يامن غنببي عببن خلقببه بصببنعه‪ ،‬يببامن‬
‫عرف نفسه خلقه بلطفه‪ ،‬يامن سلك بأهل طاعته مرضاته‪ ،‬يامن أعان أهببل‬
‫محبته على شكره‪ ،‬يامن من عليهم بدينه‪ ،‬ولطف لهم بنببائله‪ ،‬أسببئلك بحببق‬
‫وليك الخلف الصالح بقيتببك فببي أرضببك‪ ،‬المنتقببم لببك مببن أعببدائك‪ ،‬وأعببداء‬
‫رسببولك‪ ،‬وبقيببة آبببائه الصببالحين الحجببة ابببن الحسببن‪ ،‬وأتضببرع إليببك بببه‬
‫واقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد وآل محمد‬

‫)‪ (1‬مابين العلمتين ساقط من المطبوعة‪ (2) .‬جنة المببان )مصببباح الكفعمببي( ص‬
‫‪.146 - 145‬‬

‫]‪[355‬‬

‫وأن تفعل بي كذا وكببذا )‪ .(1‬السببيد والكفعمببي )‪ ...:(2‬بيببن يببدي حببوائجي ورغبببتي‬
‫إليك أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بي كذا وكببذا وأن تببداركني‬
‫به‪ ،‬وتنجيني مما أخبباف وأحببذر‪ ،‬وألبسببني بببه عافيتببك وعفببوك فببي الببدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬وكن له وليا وحافظا وناصرا وقببائدا وكبالئا وسبباترا حببتى تسببكنه‬
‫أرضك طوعا وتمتعه فيها طويل يبا أرحبم الراحميبن‪ ،‬ول حبول ول قبوة إل‬
‫بببال العلببي العظيببم‪ ،‬فسببيكفيكهم ال ب وهببو السببميع العليببم )‪ .(3‬المتهجببد‬
‫وغيره‪ ...:‬اللهم صل على محمد وأهل بيت محمد اولبي المبر البذين أمبرت‬
‫بطاعتهم واولي الرحام الذين أمرت بصببلتهم‪ ،‬وذوي القربببى الببذين أمببرت‬
‫بمودتهم‪ ،‬والموالي الذين أمرت بعرفان حقهببم‪ ،‬وأهببل البببيت الببذين أذهبببت‬
‫عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا أسئلك بهم أن تصلي على محمد وآل محمد‬
‫وأن تفعل بي كذا وكذا )‪ .(4‬السيد والكفعمببي )‪ ...:(5‬وأن تغفببر لببي ذنببوبي‬
‫كلها يا غفار‪ ،‬وتتوب علي ياتواب‪ ،‬وترحمني يا رحيم يامن ل يتعاظمه ذنب‬
‫وهو على كل شئ قدير )‪ .(6‬الكفعمي‪ :‬دعباء آخببر لهبذه السباعة‪ :‬اللهببم يبا‬
‫خالق السقف المرفوع‪ ،‬والمهاد الموضوع‪ ،‬ورازق العاصي والمطيع‪،‬‬
‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) .360‬مصباح الكفعمببي ص ‪ (3) .146‬البلببد الميببن‬
‫ص ‪ (4) .145‬مصباح الشيخ ص ‪ 360‬ساقه تتمة لما سبق‪ (5) .‬مصباح‬
‫الكفعمي ص ‪ 146‬و ‪ 147‬تتمة لما سبق‪ (6) .‬البلد المين ص ‪.146‬‬

‫]‪[356‬‬

‫الذي ليس من دونه ولي ول شفيع‪ ،‬أسبئلك بأسبمائك البتي إذا سبميت علبى طبوارق‬
‫العسر عادت يسرا‪ ،‬وإذا وضعت على الجبال كانت هباء منثورا‪ ،‬وإذا رفعت‬
‫إلى السماء تفتحت لها المغالق‪ ،‬وإذا هبطت إلى ظلمات الرض اتسعت لهببا‬
‫المضببائق‪ ،‬وإذا دعيببت بهببا المببوتى نشببرت مببن اللحببود‪ ،‬وإذا نببوديت بهببا‬
‫المعدومات خرجت إلى الوجود‪ ،‬وإذا ذكبرت علبى القلببوب وجلببت خشبوعا‪،‬‬
‫وإذا قرعت السماع فاضت العيون دموعببا‪ .‬أسببئلك بمحمببد رسببولك المؤيببد‬
‫بالمعجزات‪ ،‬المبعوث بمحكم اليات‪ ،‬و بأمير المؤمنين علي بببن أبببي طببالب‬
‫عليببه السببلم الببذي اخببترته لمواخبباته ووصببيته‪ ،‬واصببطفيته لمصببافاته‬
‫ومصبباهرته‪ ،‬وبصبباحب الزمببان المهببدي الببذي تجمببع علببى طبباعته الراء‬
‫المتفرقببة وتؤلببف لببه الهببواء المختلفببة‪ ،‬وتسببتلخص بببه حقببوق أوليببائك‪،‬‬
‫وتنتقم به من شرار أعدائك وتملؤ به الرض عدل وإحسانا‪ ،‬وتوسببع علببى‬
‫العباد بظهوره فضل وامتنانا‪ ،‬وتعيد الحق من مكانه عزيزا حميدا‪ ،‬وترجببع‬
‫الببدين علببى يببديه غضببا جديببدا‪ ،‬أن تصببلي علببى محمببد وآل محمببد‪ ،‬فقببد‬
‫استشفعت بهم إليبك‪ ،‬وقبدمتهم أمبامي وبيبن يبدي حبوائجي‪ ،‬وأن تبوزعني‬
‫شكر نعمتك في التوفيق لمعرفته‪ ،‬والهدايببة إلببى طبباعته‪ ،‬وأن تزيببدني قببوة‬
‫في التمسك بعصمته‪ ،‬والقتداء بسببنته‪ ،‬والكببون فببي زمرتببه وشببيعته‪ ،‬إنببك‬
‫سميع الدعاء برحمتك يا أرحم الراحمين )‪ .(1‬ايضاح‪) :‬الفلببق( النببور وقببد‬
‫سبق )وما وسق( أي مجامع وستر )إذا اتسق( أي اجتمع وتم وصببار بببدرا‬
‫)والعلق( جمع العلقة التي هي مبدء خلق النسان‪) .‬وكان يدور( قال الشيخ‬
‫البهائي‪ :‬المضارع عامل في الحق وضمير الماضي عائد إليه عليببه السببلم‬
‫لينطبق على قول النبي صلى ال عليببه وآلببه‪) :‬اللهببم أدر الحببق معببه كيببف‬
‫دار‪ ،‬ولعل تأخير الفاعل لرعاية الفواصل‪ ،‬كما قبال سببحانه‪) :‬فبأوجس فببي‬
‫نفسه خيفة موسببي( )‪ (2‬انتهببى )مببن طاعتببك( متعلببق بببأملى أي غايببة مببا‬
‫اؤمل من طاعتك‪ ،‬ويحتمل أن تكون‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي ص ‪ (2) .147‬طه‪.67 :‬‬

‫]‪[357‬‬
‫)من( تعليلية‪) .‬إلى ذهاب الحمرة( أي حمرتها التي تكون في شعاعها إلببى أن ترفببع‬
‫قدر رمبح ونحبوه )فبي حجاببك( أي كائنبا أنبت أو علمبك فبي حجاببك وفبي‬
‫المتهجد )بحجابك( فيحتمل تعلقه بالعلم أيضا )وخلفت فيه( أي في العلببم أو‬
‫في الحجاب‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬وفي المتهجد وابن الباقي )خلصت( أي نجيتهببم‬
‫من الشكوك والشبببهات‪ ،‬أو استخلصببتهم و اصببطفيتهم وفببي بعببض النسببخ‬
‫خلقت بالقاف‪) .‬مالك البسط والقبض( أي بيده توسعة الرزق وتضببييقه‪ ،‬أو‬
‫سببرور القلببب وانقباضببه وبسببط الفيببوض والكمببالت والمعببارف وقبضببها‬
‫بحسب اختلف القابليات والمصالح )ومببدبر البببرام والنقببض( البببرام فببي‬
‫الصل فتل الحبل والنقض نقيضه‪ ،‬وفي الكلم استعارة والمراد تدبير امببور‬
‫العببالم علببى مببا تقتضببيه حكمتببه البالغببة‪ ،‬مببن البقبباء والفنبباء والعببزاز‬
‫والذلل والتقويبة والضبعاف وغيبر ذلبك‪ ،‬أو أحكبام التقبديرات وإمضبائها‬
‫ونقضها بالدعوات والصدقات ونحوهما‪ ،‬كما ورد )الببدعاء يببرد البلء وقببد‬
‫ابرم إبراما( وكذا الصدقة‪ ،‬وقال تعالى‪) :‬يمحو ال ما يشبباء ويثبببت وعنببده‬
‫ام الكتاب( )‪) .(1‬ومن يجيب( مأخوذ من قوله تعالى )أمببن يجيببب المضببطر‬
‫إذا دعاه ويكشف السببوء ويجعلكببم خلفبباء الرض( )‪) (2‬والمضببطر( الببذي‬
‫أحوجه شببدة مبا ببه إلبى اللجباء إلبى الب مببن الضببطرار وهبو افتعبال مببن‬
‫الضرورة‪ ،‬والسوء مببا يسببوء النسببان وكشببفه رفعببه )خلئف الرض( أي‬
‫خلفاء فيها بأن ورثهم سكناها ممن كان قبلهم والتصرف فيها وقببد مببر فببي‬
‫بعض الخبار أن المضطر القائم عليه السلم يجيبه ال إذا دعبباه‪ ،‬فيخرجببه‬
‫فيكشف السوء بببه عببن العببباد‪ ،‬ويجعلببه وآببباءه عليهببم السببلم خلفبباء فببي‬
‫الرض‪) .‬يامن ل يمسببك( تلميببح إلببى قببوله سبببحانه )قببل لببو أنتببم تملكببون‬
‫خزائن رحمة ربي إذا لمسكتم خشية النفاق( )‪ (3‬أي لبخلتم مخافببة النفبباد‬
‫بالنفاق‪ ،‬ذكره البيضاوي‬

‫)‪ (1‬الرعد‪ (2) .39 :‬النمل‪ (3) .62 :‬أسرى‪.100 :‬‬

‫]‪[358‬‬

‫وفبى مجمبع البيبان )‪ (1‬يقبال‪ :‬نفقبت نفقبات القبوم إذا نفبذت‪ ،‬وأنفقهبا صباحبها أي‬
‫أنفدها حتى افتقر‪ ،‬وفي القاموس نفق كفرح ونصر‪ :‬نفد وفنى وأقل‪ ،‬وأنفق‬
‫افتقر‪ ،‬وماله أنفده‪ ،‬وقال الراغب الصبهاني نفببق الشببئ مضببى ونفببد‪ ،‬إمببا‬
‫بالبيع نحو نفق البيع نفاقا ومنه نقاق اليم وإما بالموت نحو نفقببت الدابببة‪،‬‬
‫وإما بالفناء نحو نفقت الدراهم تنفق وأنفقتهببا‪ ،‬وقببوله تعببالى )إذا لمسببكتم‬
‫خشببية النفبباق( أي خشببية الفتقببار يقببال‪ :‬أنفببق فلن إذا أنفببق فببافتقر‪،‬‬
‫فالنفاق هنا كالملق في قوله )ول تقتلوا أولدكم خشببية إملق( )‪) .(2‬ول‬
‫يقتر( أي ل يضيق الرزق )خوف الملق( أو لخببوف النقببص بببل لمصببلحة‬
‫هو أعلم بها‪) .‬بالروح( أي بالوحي أو القرآن فانه يحيي بببه القلبوب الميتببة‬
‫بالجهل‪ ،‬أو يقوم في الدين مقبام البروح فبي الجسبد كبذا قيبل‪ ،‬وقبد مبر فبي‬
‫الخبار أنه خلق أعظم من الملئكة ينزل فببي ليلببة القببدر علبى المببام عليببه‬
‫السلم )من أمره( أي بأمره أو من أجله‪ ،‬أو بيبان للبروح أو حبال منبه‪ ،‬أي‬
‫الروح الذي من امره العجيبببة‪ ،‬أو مبن عبالم المببر كمبا قبال سببحانه‪) :‬قببل‬
‫الببروح مببن أمببر ربببي( )‪) .(3‬علببى مببن يشبباء مببن عببباده( مببن النبيبباء‬
‫والوصياء عليهم السلم )لينذر( غاية للنزال والمستكن فيه ل أو لمن أو‬
‫للروح )يوم التلق( من أسببماء يببوم القيامببة لن فيببه يتلقببى أهببل السببماء‬
‫وأهبببل الرض‪ ،‬والولبببون والخبببرون أو الظبببالم والمظلبببوم‪ ،‬أو الخبببالق‬
‫والمخلوق‪ ،‬أو المرء وعمله‪ ،‬أو الرواح والجساد‪ ،‬أو كل واحد من السببتة‬
‫مع قرينه منها‪ .‬وهذه الفقرة مأخوذة من آيتين إحببداهما )يلقببي الببروح مببن‬
‫أمره على من يشاء‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 6‬ص ‪ (2) .443‬اسرى‪ (3) .31 :‬أسرى‪.85 :‬‬

‫]‪[359‬‬

‫من عباده لينذر يوم التلق( )‪ (1‬والخرى )ينزل الملئكة بالروح من أمره على من‬
‫يشاء من عباده أن أنذروا أنه ل إله إل أنا فاتقون( )‪ (2‬وقببد مببرت تفاسببير‬
‫النزع البطين‪ ،‬وأحسنها النزع من الشرك‪ ،‬البطين من اليمان‪ ،‬كما تشببهد‬
‫له هذه الفقرة أيضا‪ .‬وقال الراغب‪ :‬أصل الشرح بسط اللحبم ونحببوه‪ ،‬ومنببه‬
‫شرح الصدر أي بسطه بنور إلهي وسكينة من جهة ال ب تعببالى وروح منببه‬
‫انتهى‪ ،‬والمراد هنا أن توسع صدري لتجعل فيه التقوى أو توسببعه بببالعلوم‬
‫والمعارف بسبب التقوى‪ ،‬فببانه مببوجب لفاضببتها‪ ،‬وقطببع الثببر كنايببة عببن‬
‫الموت لن الحي يكون له أثر قدم في الرض‪) .‬يامن تجبر( أي كثر جبروته‬
‫وكبرياؤه‪ ،‬فجل عن أن تراه عين )فل تخطر القلوب( لعله على سبيل القلب‬
‫أي ل يخطببر كنهببه بببالقلوب )بغيببر حسبباب( أي كببثيرا ل يمكببن عببده‪ ،‬أول‬
‫يحاسب عليه في الخببرة‪ ،‬أو مببن حيببث ل يحتسببب‪) .‬الببذي شببرى( أي ببباع‬
‫نفسه بالجنة كما قببال الب تعببالى‪) :‬إن الب اشببترى مببن المببؤمنين أمببوالهم‬
‫وأنفسهم بأن لهم الجنة( )‪ (3‬وقال سبحانه‪) :‬ومن الناس من يشري نفسببه‬
‫ابتغاء مرضات ال( )‪ (4‬وفي بعض النسخ )اشترى( فالمراد به البيع أيضا‬
‫فان الشراء والشببتراء كليهمببا يأتيببان بمعنببى البببيع وبمعنببى الشببتراء‪ ،‬أو‬
‫المراد أنه اشترى نفسه‪ ،‬فان القتل في سبببيله تعببالى سبببب للحيبباة البببدي‪،‬‬
‫والول أظهر‪ ،‬والنسخة الولى أوفق بالية الكريمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬غافر‪ (2) .15 :‬النحل‪ (3) .2 :‬براءة‪ (4) .111 :‬البقرة‪.207 :‬‬
‫]‪[360‬‬

‫ونكب عن الطريق عدل )ظمآنا( الصرف للتناسب‪ ،‬كسلسل )‪ ،(1‬وفي بعض النسخ‬
‫ظمآن والول أنسببب )وأحلببوه( الضببمير عببائد إليببه أي أنزلببوه منزلببة أهببل‬
‫العناد من المشركين والكفار فعلموا به ما يعمل بهم‪ ،‬ويحتمل إرجبباعه إلببى‬
‫رأسه المقدس أي أحضروه عند أهل العناد كيزيد وابن زياد عليهمببا وعلببى‬
‫أتباعهما اللعنة إلى يوم التناد‪) .‬ومخزيات لعنك( أي ما يوجب الخزي منببه‪،‬‬
‫)ومرديات سخطك( أي ما يوجب الهلك عنه‪ ،‬و )النكال( بالفتح العقبباب‪ ،‬و‬
‫)النفث( النفببخ‪ ،‬وهنببا كنايببة عببن وسبباوس الشببياطين‪ ،‬و )السببوالك( جمببع‬
‫السالكة أي الجارية‪ ،‬والسوافك جمع السافكة بمعنى السافحة‪ ،‬وسببفك الببدم‬
‫والدمع إهراقه )والحوالك( جمع الحالكة وهي الشديدة السواد يقببال‪ :‬أسببود‬
‫حالك وحانك أي شديد السواد‪) .‬مختلفا ألوانها( أي أجناسها أو أصببنافها أو‬
‫هيئاتها من الصفرة والخضرة ونحوهما )ومن الجبال جدد( أي ذو جببدد أي‬
‫خطوط وطرائق‪ ،‬ويقال‪ :‬جدة الخمببار للخطببة السببوداء علببى ظهببره مختلفببا‬
‫ألوانها بالشدة والضعف )وغرابيب سود( عطف علببى بيببض أو علببى جببدد‬
‫كأنه قيل‪ :‬ومن الجبال ذو جدد مختلف اللون‪ ،‬ومنها غرابيب متحببدة اللببون‬
‫وفي رواية الشيخ البهائي قدس سره لم يكن من قوله )وأنزلبت( إلبى قبوله‬
‫)ألوانه( وكذا من قوله )فاطر السموات( إلى قوله )قدير(‪ .‬والخائنة مصدر‪،‬‬
‫أو المراد بها النظرة الخائنة )البائس الحسببير( مببن الحسببور بمعنببى الكلل‬
‫أو من الحسرة‪ ،‬قال في القبباموس‪ :‬حسببر البصببر حسببورا كببل وانقطببع مببن‬
‫طول مدى‪ ،‬وهو حسير ومحسور‪ ،‬وكفرح عليه حسرة تلهببف فهببو حسبير‪،‬‬
‫وكضرب وفرح أعيا فهو حسير‪ .‬و )الضببالع( يحتمببل أن يببراد بببه المحتمببل‬
‫للحمل الثقيل‪ ،‬وقد ورد في الدعاء أعوذ بال من ضلع الببدين‪ ،‬والمببراد هنببا‬
‫احتمال الخطايا والثام أو المنحني تذلل و‬

‫)‪ (1‬النسان‪ 4 :‬على قراءة أهل المدينة وأبي بكر عن عاصببم والكسببائي )سلسببل(‬
‫بالتنوين‪.‬‬

‫]‪[361‬‬

‫خشوعا‪ ،‬أو المائل الجائر على نفسه وغيره‪ ،‬والشيخ البهائي اقتصببر علببى الخيببر‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون المراد هنا مكسببور الضببلع‪ ،‬وإن لببم يببذكر فببي اللغببة لكبن‬
‫ورد قريب منه قال فببي القبباموس‪ :‬ضببلع كمنببع مببال وجنببف وجببار‪ ،‬وفلنببا‬
‫ضرب في ضلعه‪ ،‬وضلع السيف كفببرح اعببوج‪ ،‬والضببالع الجببائر‪ ،‬والضببلع‬
‫محركة العوجاج خلقة‪ ،‬أو هو في البعير منزلببة الغمببز فببي الببدواب‪ .‬ضببلع‬
‫كفرح فهو ضلع‪ ،‬فان لم يكببن خلقببة فهببو ضببالع‪ ،‬والقببوة واحتمببال الثقيببل‪،‬‬
‫ومببن الببدين ثقلببه حببتى يميببل صبباحبه عببن السببتواء انتهببى‪) .‬المخفببي‬
‫للصدقات( قال الكفعمي ‪ -‬ره ‪ :-‬ذكر جماعة من مصنفي كتب التواريببخ أنببه‬
‫كان عليه السلم يعول في المدينة أربع مائة بيت‪ ،‬وكان يأتيهم رزقهم ومببا‬
‫يحتاجون إليه ول يدرون من أين يببأتيهم‪ ،‬فلمببا مببات السببجاد عليببه السببلم‬
‫فقدوا ذلك‪ ،‬فعلموا أن ذلك كان منه عليه السلم‪ ،‬والببدؤوب‪ :‬الجببد والتعببب‪،‬‬
‫والمراد بالمجاهدات العبادات الشاقة فقد مر أنه عليه السلم كان يصلي كل‬
‫ليلة ألببف ركعببة‪ ،‬والثفنببات‪ :‬جمببع ثفنببة بكسببر الفبباء فيهمببا‪ ،‬مببا يقببع علببى‬
‫الرض مبببن أعضبببائه إذا اسبببتناخ وغلبببظ‪ ،‬كبببالركبتين وغيرهمبببا‪ ،‬ذكبببره‬
‫الجوهري ولذا قيل لعبد ال بن وهب الراسبي ذو الثفتات لن طول السجود‬
‫كان قد أثر في ثفناته انتهى‪ ،‬وفي أكثر النسخ بالفتحات الثلث كما صببححه‬
‫الشيخ البهائي‪ ،‬ولم أره فبي شبئ مبن كتبب اللغبة‪) .‬مبن مواقعبة معاصبيك(‬
‫مواقعة المعاصي بمعنى ارتكابها في العرف شايع ولم يرد في صريح اللغببة‬
‫قال الفيروز آبادي‪ :‬واقعة‪ :‬حاربه والمرأة باضببعها وخالطهببا انتهببى ولعلببه‬
‫على المجاز فان من يقارف معصية كأنها تحاربه بشهوتها حتى تغلب عليه‬
‫أو هببو بمعنببى المخالطببة )ممببن يببؤمن بببك( المببراد باليمببان هنببا المعرفببة‬
‫والتصببديق الكامببل الببذي يببترتب عليببه العمببل )ويراقبببك( أي ينتظببر ثوابببك‬
‫ويخاف عقابك‪ ،‬ول يغفل عنك أو يحرس أوامرك‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪ :‬رقبه‬
‫انتظره‪ ،‬وراقبه مراقبة حرسه‪ ،‬والنشر حياة الموات في القيامة‪ ،‬والحشببر‬
‫سوقهم وجمعهم في عرصتها‪) ،‬سكنا( أي‬

‫]‪[362‬‬

‫موجبببا للسببكون )حسبببانا( أي يحسببب بببدورانها الزمنببة )وإليببه انيببب( أي أرجببع‬


‫بالتوبة‪) .‬وأدعوك تضرعا وخفيبة( إشبارة إلبى قبوله تعبالى‪) :‬ادعبوا ربكبم‬
‫تضرعا و خيفة( )‪ (1‬أي ذوي تضرع وخفية‪ ،‬فببان الخفبباء دليببل الخلص‬
‫)إنك ل تحب المعتدين( أي المجاوزين ما امروا به في الدعاء وغيبره‪ ،‬ببأن‬
‫يطلب ما ل يليق به‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الصياح في الدعاء‪ ،‬وقببال تعببالى‪) :‬وادعببوه‬
‫خوفبببا وطمعبببا( )‪ (2‬أي ذوي خبببوف مبببن البببرد لقصبببور أعمبببالكم وعبببدم‬
‫استحقاقكم‪ ،‬وذوي طمع في إجابته تفضل وإحسانا لفرط رحمته )إن رحمببة‬
‫ال قريب من المحسنين( ترجيببح للطمبع‪ ،‬وتنببيه علبى مبا يتوسبل ببه إلبى‬
‫الجابببة‪) .‬الببذي جبباء بالصببدق( إشببارة إلببى آيببتين إحببداهما )والببذي جبباء‬
‫بالصببدق وصببدق بببه اولئك هببم المتقببون( )‪ (3‬والثانيببة )بببل جبباء بببالحق‬
‫وصببدق المرسببلين( )‪ (4‬ولمببا كببان فببي اليببة الولببى المببراد )بالببذي جبباء‬
‫بالصدق( الرسول صلى ال عليه وآله‪ ،‬وبقوله )صدق به( أميببر المببؤمنين‬
‫عليه السلم على ما تشهد به الخبار الكثيرة عن أهل البيت عليهم السبلم‪،‬‬
‫وقببد مضببت‪ ،‬اكتفببى عليببه السببلم بببالجزء الول وأضبباف إليببه )وصببدق‬
‫المرسببلين( مببن اليببة الثانيببة تلميحببا إليهمببا معببا‪ .‬و )القببذف( الرمببي‪ ،‬و‬
‫)الملهببوف( المضببطر )عببن موجببود البصببر( أي عمببا يجببده البصببر )عببن‬
‫الصفات كلها( أي عن صفات المخلوقين أو عمببا يبلببغ إليببه علمنببا منهببا أو‬
‫الصفات الزائدة‪ ،‬وكذا المراد بمعاني اللطيف ومعاني الجلل ما يصببل إليهببا‬
‫أفهبام الخلبق‪) .‬بمشببيتك( لعببل الببباء للملبسببة أي علمببت الشببياء وشببئتها‬
‫وأردتها أو يكون‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .55 :‬العراف‪ (3) .56 :‬الزمر‪ (4) .33 :‬الصافات‪.37 :‬‬

‫]‪[363‬‬

‫إشارة إلبى أن المشبية عيبن العلبم بالصبلح كمبا هبو المشببهور‪ ،‬ويحتمبل أن يكبون‬
‫إشارة إلى ما ذكره الحكماء من أن العلم مببن جهببة العليببة ويمكببن أن يقببرء‬
‫علمببت بالتشببديد لكنببه مخببالف للمضبببوط فببي النسببخ‪ .‬و )تببذليل الصببعاب(‬
‫عبببارة عبن تقببديره وإمضببائه وخلقببه مببا يعجببز عنببه قبدر الخلببق و قببواهم‬
‫)واضطررت الفهام( إشارة إلبى مببا تببدل عليببه الخبببار الكببثيرة بببل اليببات‬
‫الكريمة‪ ،‬من أن معرفة وجببوده ووحببدته سبببحانه بديهيببة فطببر الب الخلببق‬
‫عليها‪ ،‬ويحتمل أن المراد أنك نصبت الدلئل وأعطيت العقول‪ ،‬فبعد النظر ل‬
‫محيص لهم عن القبول‪ .‬و )العبرة( الدمعببة أو تببردد البكبباء فببي الصببدر )ل‬
‫يعببزب( بضببم الببزاء وكسببرها أي ل يغيببب بمكببانهم أي بمنزلتهببم وقربهببم‬
‫والهنيئ الذي ليس فيه تعب‪ ،‬والببوحي السببريع والصببنع بالضببم الحسببان‪،‬‬
‫والعصيب الشديد الصعب‪ ،‬وقال الراغببب‪ :‬يببوم عصببيب أي شببديد يصببح أن‬
‫يكون بمعنى فاعببل‪ ،‬وأن يكببون بمعنببى مفعببول‪ ،‬أي يببوم مجمببوع الطببراف‬
‫كقببولهم يببوم كحلقببة خبباتم انتهببى‪ ،‬والمببراد هنببا يببوم القيامببة‪) .‬وموبقببات‬
‫الذنوب( مهلكاتها من إضافة الصفة إلى الموصوف‪) ،‬تقذف بالحق( تلميببح‬
‫إلى قوله تعالى‪) :‬قل إن ربي يقببذف بببالحق علم الغيببوب( )‪ (1‬أي يلقيببه و‬
‫ينزله على من يجتبيه من عباده‪ ،‬أو في قلب من يشاء‪ ،‬أو يرمي به الباطببل‬
‫فيدمغه كما هو في آية اخرى )‪ (2‬أو يرمي به إلببى أطببراف الفبباق باظهببار‬
‫السبلم وإفشببائه و )يبا أحكبم الحباكمين( أي أعبدلهم وأعلمهبم‪ ،‬و )يباخير‬
‫الفاصبلين( أي بيبن الحبق والباطبل )صبورته( أي صبفته‪ ،‬أو تكببر عبن أن‬
‫تكون له صورة تدركها الوهام‪) .‬إذا حزب المر( في بعببض النسببخ بببالزاء‬
‫المفتوحة‪ ،‬يقال حزبه المر أي نابه واشتد عليه‪ ،‬أو ضغطه‪ ،‬ذكره الفيببروز‬
‫آبادي وفي بعضها بالراء المهملة المكسورة يقال حببرب الرجببل بالكسببر إذا‬
‫اشتد غضبه وحربه يحربه حربا مثل طلبه إذا أخذ‬

‫)‪ (1‬سبأ‪) (2) .48 :‬بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فببإذا هببو زاهببق( النبيبباء‪:‬‬
‫‪.18‬‬
‫]‪[364‬‬

‫مبباله وتركببه بل شببئ‪ ،‬وقببد حببرب مبباله أي سببلبه فهببو محببروب وحريببب‪ ،‬ذكرهببا‬
‫الجوهري وكل منها ل يخلو من تكلف هنا‪ ،‬والول هو الظاهر وفببي نسببخة‬
‫الشيخ البهائي ‪ -‬ره ‪ -‬إذا اشببتد المببر‪) .‬لببه الخلببق( أي خلببق الشببياء فهببو‬
‫سبحانه خالقها )والمر( أي التدبير والتصرف فيها )على خفي السر( لعلببه‬
‫إشارة إلببى قببوله سبببحانه )وإن تجهببر بببالقول( )‪ (1‬اليببة و )العلببى( جمببع‬
‫العليا تبأنيث العلبى )علبى العبرش اسبتوى( أي اسبتولى‪ ،‬والبثرى البتراب‬
‫الندي قيل‪ :‬المعنى ما وارى الثرى من كببل شببئ )وإن تجهببر بببالقول( أي ل‬
‫تجهر برفع الصوت )فببانه يعلببم السببر وأخفببى( والسببر مببا أسببره إلببى غيببر‬
‫وأخفى منه هو ضمير النفس‪ ،‬وعن الباقر عليه السلم السر ما أخفيته فببي‬
‫نفسك‪ ،‬وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته‪) .‬الذي سببألك( إشببارة إلببى مببا رواه‬
‫ابن شهر آشوب ‪ -‬ره ‪ -‬في المناقب قال‪ :‬قال بعض عيونه عليه السلم لمببا‬
‫كان في حبس هارون إني كنت أسببمعه كببثيرا يقببول فببي دعببائه‪ :‬اللهبم إنببك‬
‫تعلم أنني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك‪ ،‬اللهم وقد فعلت فلببك الحمببد )‪.(2‬‬
‫)وترضببى بهببا( أي صببلة ترضببى بتلببك الصببلة فببي أداء فروضببهم أي مببا‬
‫فرضت علي من أداء حقوقهم وتعظيمهببم الببدعاء لهببم أو المببراد فروضببهم‬
‫عليك أي صلة ورحمة ترضى بها في أداء ما فرضت لهم علببى نفسببك مببن‬
‫الحسببان والمتنببان‪ ،‬والول أظهببر‪ ،‬وإن كببان علببى الثبباني تأسيسببا )أن‬
‫تجريني( أي تجعلني جاريببا علببى مببا دعببوتني عليببه مببن إحسببانك وفضببلك‬
‫)وتمنحني( أي تعطيني من المنحة وهي العطية والجزيل العظيم‪) .‬ولبي مببا‬
‫تعينني( أي صارفا لها إلى ما يقويني )على هواك( أي ماتهويه وتحبه مببن‬
‫طاعتك‪ ،‬والنوافل جمع نافلة وهببي العطيببة والمنايببح جمببع المنيحببة بمعنببى‬
‫العطية ل المنحة كما تبوهم والطبول الحسبان والفضبل‪ .‬ثبم إنبه فبي بعبض‬
‫النسخ )تقربني( بالتاء وضم الباء وكذا )توجب( و )تستديم(‬

‫)‪ (1‬طه‪ (2) .7 :‬مناقب آل أبي طالب ج ‪ 4‬ص ‪.318‬‬

‫]‪[365‬‬

‫وفبي بعضبها باليباء علبى صبيغة الغيببة‪ ،‬وضبم البباء أيضبا‪ ،‬فبالجميع عطبف علبى‬
‫)تعينني( وعلى الول العببائد محببذوف فببي الجميببع‪ ،‬أي )بهببا( تعببويل علببى‬
‫ذكببره فببي الول‪ ،‬وعلببى الثبباني ضببمير الفاعببل فببي الجميببع راجببع إلببى‬
‫الموصببول‪ ،‬وفببي بعببض النسببخ بالتبباء وفتببح الببباء فببالجميع عطببف علببى‬
‫)تجريني(‪ .‬والواببل المطبر الشبديد والغيضبة بالفتبح هبي الجمبة ومجتمبع‬
‫الشجر فببي مغيببض مبباء )مببن الظلمببات( أي ظلمببات الكفببر والجهببالت‪ ،‬أو‬
‫ظلمات العدم والصلب والرحببام أو العببم منهببا ومببن الظلمببات الظبباهرة‪،‬‬
‫كاخراج يونس عليه السلم من ظلمات بطن الحوت والبحر‪ ،‬والولي الولى‬
‫بالمور ومتوليها من النسان‪ ،‬والمولى السببيد والمالببك )الببذي أوليتببه( أي‬
‫أنعمببت عليببه )وأبليتببه( أي امتحنتببه بالبليببا‪) .‬لبتغبباء الزلفببة( أي لطلببب‬
‫القرب‪) ،‬وإدراك الحظوة( الحظوة بالحاء المهملة والظبباء المعجمببة بالضببم‬
‫والكسر المكانة والمنزلة والحظ من الرزق ذكره الفيروز آبادي والول هنا‬
‫أنسب‪ ،‬أي إدراك القرب والمنزلة لديك بسبب معادات أعدائك‪ ،‬وفي النهايببة‬
‫حظيت المرءة عند زوجها تحظى حظوة وحظوة بالضم والكسببر أي سببعدت‬
‫به ودنت من قلبه وأحبها وما ذكبره الشبيخ البهبائي ‪ -‬ره ‪ -‬مببن أنهبا بلبوغ‬
‫المببرام لببم يببرد فيمببا عنببدنا مببن الكتببب‪ ،‬ولعلببه أراد بيببان حاصببل المعنببى‪.‬‬
‫)فحببباهم( أي أعطبباهم )فلببم يخببل( كببأنه علببى القلببب‪ ،‬والبالغببة الكاملببة‪،‬‬
‫والسابغة التامة )ما حظرتببه( اي منعتببه )ومببا تغيببض الرحببام( أي تنقببص‬
‫عن مقدار وقت الحمل الذي يسلم معه الولد )وما تزداد( يعني على التسببعة‬
‫أشهر‪ ،‬وقيل ما تنقصه وما تزداده في الجثة والمدة والعدد وقد مر وسيأتي‬
‫تفاسير اخرى و )كل شئ عنده بمقدار( أي بقدر ل يجاوزه ول ينقص عنببه‬
‫)إذا تفاقم أمر( أي عظم )فزع( على المجهول أي التجي بببك )اتصببل( علببى‬
‫المعلوم أي المل ويحتمل المجهول‪) .‬بحق النبي الواب( أي كببثير الرجببوع‬
‫إلى جنابه ومقامه المخصوص الذي ل يسعه ملببك مقببرب ول نبببي مرسببل‪،‬‬
‫وقيل الواب المطيع وقيل الراحم‪ ،‬والمراد‬

‫]‪[366‬‬

‫بالحزاب إما قبببائل العببرب الببذين تحزبببوا يببوم الخنببدق أو العببم منهببا ومببن سببائر‬
‫القبائل من المشركين الذين نصرال نبيه صلى ال عليه وآله عليهم و )دار‬
‫المآب( الجنة لن المؤمنين يرجعون إليهببا بعببد المببوت‪ ،‬والنصبباب بالكسببر‬
‫الصل والمرجع‪) .‬فوفقته لرد الجواب( هذه الفقرة وما بعدها إشارة إلى مببا‬
‫أجاب به عن سؤال المأمون إياه عن السمك الذي صاد صقرة فببي الهببواء‪،‬‬
‫وعن أسؤلة يحيى بن أكثم القاضي في مجلسه حين أراد أن يزوجه ابنتببه )‬
‫‪ (1‬وإلى ما رواه علي بن إبراهيم أنه عليه السلم أجاب في ثلثة أيببام عببن‬
‫ثلثين ألف مسبألة مبن الغبوامض حيبن اجتمبع عليبه عليبه السبلم علمباء‬
‫المصببار )‪ (2‬والخيببر بببالولى والولن بببالخيرة أنسببب‪ ،‬كمببا ل يخفببى‪.‬‬
‫)فعضببدته( أي قببويته )عصببمته( أي منعتببه‪ ،‬واعتصببم بببه امتنببع )ودار‬
‫القرار(( أيضا الجنة لستقرارهم فيها أبدا )يامن مد الظل( إشارة إلى قببوله‬
‫سبحانه )ألم تببر إلببى ربببك كيببف مببد الظببل( )‪ (3‬وقببد مببر وسببيأتي تفسببيره‬
‫وتأويله‪ ،‬وفسره الكثر بظل مابين طلوع الفجر إلببى طلببوع الشببمس‪ ،‬وقببال‬
‫في النهاية‪ :‬الولي في أسماء ال تعالى الناصر‪ ،‬وقيل المتولي لمور العببالم‬
‫والخلئق القببائم بهببا انتهببى‪ ،‬الحميببد المسببتحق للحمببد مببن جميببع الخلببق‪،‬‬
‫الببودود المحببب لمببن أطبباعه‪ ،‬المبببدئ إيجبباد الخلببق‪ ،‬المعيببد فببي القيامببة‪،‬‬
‫والمجيد بالرفع من صفاته تعالى أي العظيم في ذاته وصفاته‪ ،‬أو بالجر كما‬
‫قرء حمببزة والكسبائي فببي اليببة )‪ (4‬فيكببون صببفة للعببرش‪ ،‬ومجببده علببوه‬
‫وعظمته‪ ،‬والجر هنا أنسب‪ ،‬والبطبش الغضبب والخبذ بعنبف‪ ،‬وهنببا ببالجر‬
‫فقط )ول يكبر عليه( أي ل يصعب‪) .‬وبنور وجهبك( أي ذاتببك‪ ،‬والمببراد إمبا‬
‫النور الظاهر أي نورت جميع أركان‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 50‬ص ‪ 84 - 73‬من البحار هذه الطبعة الحديثة‪ (2) .‬راجع الكافي ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (3) .496‬الفرقان‪) (4) .45 :‬وهو الغفببور الببودود * ذو العببرش‬
‫المجيد * فعال لما يريد( البببروج‪ 16 - 14 :‬فقببد قببرء أهببل الكوفببة غيببر‬
‫عاصم وقتيبة‪ :‬المجيد بالجر‪ ،‬والباقون بالرفع‪.‬‬

‫]‪[367‬‬

‫العرش وقوائمه وحببدوده بنببور هببو منسببوب إلببى ذاتببك‪ ،‬لنببك أوجببدته بقببدرتك‪ ،‬أو‬
‫النوار المعنوية من الوجود وسائر الكمالت‪ ،‬وكلها من آثار الذات الكريببم‪،‬‬
‫والتخصيص ببالعرش لنببه أعظبم المخلوقبات‪ ،‬ويظهببر منبه قبدرته وسبائر‬
‫كمالته أكثر من غيرها‪ ،‬وقد يطلق العرش على جميبع المخلوقبات كمبا مبر‬
‫في محله‪ ،‬وهو هنا أنسب‪) .‬الذي كفيته( قد مر في المجلد الثباني ]عشبر[ )‬
‫‪ (1‬معجزات كثيرة منه عليه السلم في كفاية شر المتوكبل وسبائر أعباديه‪،‬‬
‫وكذا في استجابة دعواته‪ ،‬فاعادتها هنا توجب التكرار )من كفايتك( من في‬
‫الموضعين للتبعيض أو للتعليل‪ ،‬والكلءة الحفظ والحمايببة )وتببوزعني( أي‬
‫تلهمني أو تببوفقني )بل أوليببة( أي زمانيببة فببانه ل يوصببف بالزمببان أو بل‬
‫أولية يمكن تعقلها أو بل أولية اخرى قبل أوليته فتكببون إضببافية‪ ،‬كمببا قببال‬
‫سيد الساجدين عليه السلم بل أول كان قبلبه‪ ،‬وقبد حققنبا ذلبك فبي الفبرائد‬
‫الطريفة وكذا الخرية‪) .‬والقيوم( الدائم القيام بتدبير الخلبق وحفظبه فيعبول‬
‫من قام بالمر إذا حفظه أو القائم بالذات الذي به قيام كل شببئ‪ ،‬وهببو معنببى‬
‫وجوب الوجود )يا خبيرا( أي مطلعا على بواطن المور )بعلمبه( أي بكمبال‬
‫علمه أي لما كان علمه كامل اطلع علببى خفايببا المببور‪ ،‬ويحتمببل أن يكببون‬
‫الخبببير هنببا بمعنببى المخبببر أو المختبببر أي المختبببر مببع علمببه بببالعواقب‬
‫والمور بدونه )ويا عليما بقدرته( يشير إلى مبا أومأنبا إليبه مبن أن العليبة‬
‫سبب للعلم وكونه صلة للعلببم بعيببد‪) .‬جاعببل الشببمس والقمببر بحسبببان( أي‬
‫مقدر سير كل منهما في البروج والمنازل بحساب معيببن ل يتجبباوزانه )لببك‬
‫المحامد والممببادح( أي كلهببا راجعببة إليببك‪ ،‬فببأنت المحمببود والممببدوح فببي‬
‫الحقيقة‪ ،‬لنك واهب كل قدرة واختيار وبهاء وكمال لكل محمود وممدوح و‬
‫)العوائد( جمع العائدة وهي التعطف والحسببان‪) .‬إليببك يصببعد( إشببارة إلببى‬
‫قوله سبحانه )إليه يصعد الكلم الطيب والعمل‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 50‬ص ‪ ،214 - 189‬من هذه الطبعة‪.‬‬

‫]‪[368‬‬

‫الصالح يرفعه( )‪ (1‬وقد يفسر الصعود إليه تعالى بالقبول‪ ،‬وقيل‪ :‬معنببى يصببعد إليببه‬
‫أي إلى سمائه أو إلى حيث ل يملك الحكم سواه فجعببل صببعوده إلببى سببمائه‬
‫صببعودا إليببه )والكلببم الطيببب( الكلمببات الحسببنة كلهببا ذكببره الكفعمببي )‪(2‬‬
‫وضمير يرفعه إما أن يعود إلى العمل الصالح اي يتقبله كما هو المببراد فببي‬
‫هذا الدعاء وإمببا إلببى الكلببم الطيببب أي العمببل الصببالح يرفببع الكلببم الطيببب‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو من باب القلب أي الكلم الطيب يرفببع العمببل الصببالح فببالمراد مببن‬
‫الكلم الطيب الشهادتان أو هما مع سائر العقايد لسيما المامة كما ورد فببي‬
‫الخبار )الجوانح( ما يلي الصدر من الضلع )بالرحمة( الباء للملبسبة أو‬
‫السببية )في كل موقف مشببهود( أي معلببوم‪ ،‬أو شببهده المسببلمون والكفببار‬
‫للمحاربة والمراد بمرابضها مواضع استقرارها وهو إشارة إلى ما مببر )‪(3‬‬
‫من أن المتوكل لعنه ال ألقاه في بركة السباع فحرسه ال عنها‪ ،‬وتذللت له‬
‫عليه السلم‪) .‬فذللت له مراكبها( اي ركوبهببا بببأن يكببون مصببدرا ميميببا أو‬
‫محال ركوبها و ظهورهببا وهببو إشببارة إلببى مببا مببر )‪ (4‬مببن أنببه كببان عنببد‬
‫المستعين بغل لببم يببر مثلببه حسببنا وكببان يمنببع ظهببره مببن السببرج واللجببام‬
‫وعجببزت الببرواض عببن ركببوبه‪ ،‬فبعببث إليببه عليببه السببلم وطلبببه وكلفببه‬
‫إسراجه وإلجامه ليهلكه‪ ،‬وقام عليببه السببلم فوضببع يببده علببى كفلببه فسببال‬
‫العرق من البغل ثم أسرجه وركبه وركضه في الدار فوهبه المستعين البغل‪.‬‬
‫)بالمياسرة إذا حاسبتني( المياسرة مفاعلبة مبن اليسبر والمبراد المسبامحة‬
‫في الحساب )إذا كاشفتني( قال في القاموس الكشببف الظهببار‪ ،‬ورفببع شببئ‬
‫عما يواريه‪ ،‬وكشفته الكواشف فضحته‪ ،‬وكشفته عببن كببذا تكشببيفا أكرهتببه‬
‫بالعداوة بببادئا بهببا انتهببى‪ ،‬والمببراد هنببا إمببا إرادة العقوبببة والعببذاب‪ ،‬فببانه‬
‫بمنزلة المببباداة بالعبداوة‪ ،‬أو المناقشببة فببي الحسبباب فانهببا موجبببة لكشببف‬
‫العيوب‪ ،‬أو يكون مبالغة في الكشف أي كشفت عن عيوبي‪.‬‬

‫)‪ (1‬فاطر‪ (2) 10 :‬مصباح الكفعمي ص ‪ 144‬فببي الهببامش‪ (3) .‬راجببع ج ‪ 50‬ص‬
‫‪ (4) .309‬راجع ج ‪ 50‬ص ‪.265‬‬

‫]‪[369‬‬
‫)ول تحملني ما ل طاقة لي به( من عقوبات الخرة التي هببي فببوق الطاقببة البشببرية‬
‫وإن اريد عدم التكليف بما ل يطاق‪ ،‬فالمراد به ما فيه شدة وصعوبة زائدة‪،‬‬
‫أو هو من قبيل بسط الكلم مع المحبوب‪ ،‬فل يضر كون مضمونه واقعا كما‬
‫في قوله تعببالى )ربنببا ل تؤاخببذنا إن نسببينا أو أخطأنببا( )‪) (1‬بصببنعه( لعببل‬
‫الباء بمعنى فببي أو المببراد بالصببنع القببدرة‪ ،‬تسببمية للمسبببب باسببم السبببب‬
‫)مرضاته( أي سبيلها‪ ،‬والمهاد بالكسر الفراش والمراد بببه الرض‪) .‬ليببس‬
‫من دونه ولي( أي ليس له من مخلوقاته التي هي دونه أو مببن غيببره ولببي‬
‫يتولى اموره في خلق الشياء وتربيتها ورزقها‪ ،‬ول شفيع يشفع عنده فببي‬
‫هذه المبور فل ينبافي الشبفاعة فبي الخبرة لربباب المعاصبي‪ ،‬أول شبفيع‬
‫عنده بغير إذنه )على طوارق العسر( أي النوازل التي تصببير سببببا للعسببر‪.‬‬
‫)بمحكببم اليببات( المحكبم خلف المتشببابه أو المنسببوخ‪ ،‬ويحتمببل أن يكببون‬
‫المببراد هنببا كونهببا فببي غايببة الحكببام والتقببان‪ ،‬وفصبباحة اللفببظ ووثاقببة‬
‫المعاني‪ ،‬ويحتمل أن يراد باليببات المعجببزات )غضببا( أي طريببا و )جديببدا(‬
‫كالتفسير له‪ .‬واعلببم أن الدعيببة الثببواني الببتي نقلناهببا مببن كتبباب الكفعمببي‬
‫أوردها الشيخ البهائي نور ال ضريحه في كتاب مفتبباح الفلح أيضببا‪- 2 .‬‬
‫المتهجد‪ :‬روى إسحاق بن عمار‪ ،‬عبن بعبض أصبحابنا‪ ،‬عبن أببي عببد الب‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن ل عزوجل ثلث ساعات في الليل‪ ،‬وثلث ساعات فببي‬
‫النهار‪ ،‬يمجد فيهن نفسه فأول ساعات النهار حين تكون الشببمس مببن هببذا‬
‫الجانب‪ ،‬يعني من المشرق مقدارها من العصر من هببذا الجبانب‪ ،‬يعنببي مببن‬
‫المغرب إلى صلة الولى‪ ،‬وأول ساعات الليببل فببي الثلببث الخيببر مببن الليببل‬
‫إلى أن ينفجر الصبح يقول ال تعالى‪ :‬إني أنا ال رب العالمين إنببي أنببا ال ب‬
‫العلي العظيم‪ ،‬إني أنا ال العزيز الحكيم إني أنا ال الغفور الرحيببم‪ ،‬إنببى أنبا‬
‫ال الرحمن الرحيم‪ ،‬إني أنا ال مالك يوم الدين‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.286 :‬‬

‫]‪[370‬‬

‫إني أنا ال لم أزل‪ ،‬إني أنا ال ل إله إل أنا خالق الخيببر والشببر‪ ،‬إنببي أنببا ال ب خببالق‬
‫الجنة والنار‪ ،‬إني أنا ال بدء كل شئ وإلى يعود‪ ،‬إني أنا ال الواحد الصببمد‬
‫إني أنا ال الملك القدوس السلم المببؤمن المهيمببن العزيببز الجبببار المتكبببر‬
‫إني أنا ال الخالق البارئ المصور لي السماء الحسنى إني أنببا ال ب الكبببير‬
‫المتعال‪ .‬قال‪ :‬ثم قال أبو عبببد الب عليببه السببلم لمببن عنببده‪ :‬الكبريبباء رداء‬
‫ال‪ ،‬فمن نازعه شيئا من ذلك كبه ال في النار‪ ،‬ثم قبال‪ :‬مبامن عببد مبؤمن‬
‫يدعو ال عزوجل بهن مقبل قلبه إلى ال إل قضى ال عزوجل لببه حبباجته‪،‬‬
‫ولو كان شقيا رجوت أن يحول سعيدا )‪ .(1‬بيان‪ :‬رواه في الكبافي )‪ (2‬عبن‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى عن إسببحاق‪ ،‬قببوله عليببه‬
‫السلم )مقدارها( أي يكون ارتفاعه من افق المشرق مثببل ارتفبباع الشببمس‬
‫من افق المغرب وقت صلة العصر‪ ،‬وهو قريب من ربع اليوم‪ ،‬وقوله )إلببى‬
‫صلة الولى( غاية للساعات الثلث‪ ،‬فهبو موافبق للسباعة المعوجبة لليبوم‬
‫تقريبا‪ ،‬وكذا قوله إلى أن ينفجر الصبح آخر سبباعات الليببل‪ ،‬واعتبببر الثلببث‬
‫هنببا‪ ،‬لن الليببل الشببرعي أقصببر مببن النهببار‪ ،‬والمببراد بالشببر السببقام‬
‫والمراض والموت والموذيات التي يتببوهم أنهببا شببرور‪ ،‬والثنويببة يثبتببون‬
‫لها خلقا آخر‪ .‬والقاري لهذا الدعاء يغيببر الفقببرات مببن التكلببم إلببى الخطبباب‬
‫كما سيأتي‪ - 3 .‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد البب‪ ،‬عببن أحمببد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن الحسبن ببن علبي ببن فضبال‪ ،‬عبن عببد الب ببن بكيبر‪ ،‬عبن‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال يمجد نفسببه فببي كببل يببوم‬
‫وليلة ثلث مرات‪ ،‬فمن مجد ال بما مجد به نفسه ثببم كببان فببي حببال شببقوة‬
‫حول إلى سعادة‪ ،‬فقلت له‪ :‬كيف هو التمجيد ؟ قال عليه السلم‪ :‬تقول‪ :‬أنببت‬
‫ال لإله إل أنت رب العالمين‪ ،‬أنت ال لإله إل أنت الرحمن الرحيم‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) 361‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.516 ،515‬‬

‫]‪[371‬‬

‫أنت ال لإله إل أنت العلي الكبير‪ ،‬أنت الب لإلببه إل أنببت منببك بببدء كببل شببئ وإليببك‬
‫يعود‪ ،‬أنت ال لإله إل أنت لم تزل ول تببزال‪ ،‬أنببت الب لإلببه إل أنببت خببالق‬
‫الخير والشر‪ ،‬أنت ال لإله إل أنت خببالق الجنببة والنببار‪ ،‬أنببت الب لإلببه إل‬
‫أنت الحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لببه كفببوا أحببد‪ ،‬أنببت الب لإلببه إل‬
‫أنت الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبببر‪ ،‬سبببحان‬
‫ال عما يشركون‪ ،‬أنت الب الخببالق الحكيببم‪ ،‬أنببت الب لإلببه إل أنببت الكبببير‬
‫والكبرياء رداؤك )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن ابن فضببال مثلببه )‪ (2‬إل أنببه زاد واو‬
‫العطف في جميع الفقرات‪ ،‬وفي آخره الكبير المتعال‪ ،‬ورواه في الكافي )‪(3‬‬
‫عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال عن ابن بكير‪ ،‬عببن عبببد الب‬
‫بن أعين عنه عليه السلم مثل الصدوق‪ .‬بسببمه تعببالى ههنببا أنهينببا الجببزء‬
‫السابع من المجلد الثامن عشر من كتاب بحار النوار الجامعة لببدرر أخبببار‬
‫الئمة الطهار ‪ -‬صلوات الب وسببلمه عليهببم مببادام الليببل والنهببار ‪ -‬وهببو‬
‫الجزء الثالث والثمانون حسب تجزئتنببا فببي هببذه الطبعببة النفيسببة الرائقببة‪.‬‬
‫ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج بحمد ال ومشببيئته نفيببا مببن‬
‫الغلط إل نزرا زهيدا زاغ عنه البصر وكل عنه النظر‪ ،‬ل يكاد يخفى علببى‬
‫القارئ الكريم‪ ،‬ومن ال نسأل العصمة وهبو ولبي التوفيبق‪ .‬السبيد ابراهيبم‬
‫الميانجى ‪ -‬محمد الباقر البهبودى‬
‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .14‬المحاسن ص ‪ (3) .38‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.516‬‬

‫]‪[372‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم وعليه تببوكلي وبببه نسببتعين الحمببد لب رب‬
‫العالين‪ ،‬والصلة والسلم علببى رسببوله محمببد وعببترته الطبباهرين‪ .‬وبعببد‪:‬‬
‫فهذا هببو الجببزء السببابع مببن المجلببد الثببامن عشببر‪ ،‬وقببد انتهببى رقمببه فببي‬
‫سلسلة الجزاء حسب تجزئتنا إلببى ‪ ،83‬حببوى فببي طيببه تسببعة أبببواب مببن‬
‫أبواب ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقببابلته فخببرج بحمببد الب ومشببيئته‬
‫نفيا من الغلط إل نزرا زهيدا زاغ عنببه البصببر وكببل عنببه النظببر‪ ،‬ل يكبباد‬
‫يخفى على القببارئ الكريببم‪ ،‬ومببن الب نسببأل العصببمة وهببو ولببي التوفيببق‪.‬‬
‫السيد ابراهيم الميانجى ‪ -‬محمد الباقر البهبودى‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .14‬المحاسن ص ‪ (3) .38‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.516‬‬

‫]‪[372‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم وعليه تببوكلي وبببه نسببتعين الحمببد لب رب‬
‫العالين‪ ،‬والصلة والسلم علببى رسببوله محمببد وعببترته الطبباهرين‪ .‬وبعببد‪:‬‬
‫فهذا هببو الجببزء السببابع مببن المجلببد الثببامن عشببر‪ ،‬وقببد انتهببى رقمببه فببي‬
‫سلسلة الجزاء حسب تجزئتنا إلببى ‪ ،83‬حببوى فببي طيببه تسببعة أبببواب مببن‬
‫أبواب كتاب الصلة‪ .‬وقد قابلناه على طبعة الكمباني المشهورة بطبببع أميببن‬
‫الصرب‪ ،‬وهكذا على نص المصادر التي استخرجت الحاديث منهببا فسببددنا‬
‫ما كان في المطبوعة الولى من خلل وتصببحيف بجهببدنا البببالغ فببي مقابلببة‬
‫النصوص وتصحيحها وتنميقها وضبط غرائبها وإيضاح مشكلتها على مببا‬
‫كان سيرتنا في سائر الجزاء‪ ،‬نرجو من ال العزيز أن يوفقنببا لدامببة هببذه‬
‫الخدمة إنه ولي التوفيق‪ .‬محمد الببباقر البهبببودى المحتببج بكتبباب الب علببى‬
‫الناصب ‪ -‬ذو القعدة الحرام عام ‪‍ 1390‬ه‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like