Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي )قدس ال سره( الجزء الخامس
والثمانون دار إحياء التراث العربي بيروت -لبنان الطبعة الثالثة
المصححة 1403ه 1983 -م
][1
) (1البقرة ،43 :والية الكريمة وان كانت في سياق الخطاب مع اليهود ،لكن ال
عزوجل انما يدعوهم في هذه اليات أول إلى ما كان فرضا عليهم
بالخصوص من اليمان بالقرآن فقال :وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم
ول تكونوا أول كافر به ،ثم نهاهم عما كانوا يفعلون من تلبيس الحق
بالباطل فقال :ول تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق و أنتم تعلمون ،ثم
بعد ذلك وثانيا ،أمرهم ودعاهم إلى ما كان أوجبه وأراده من كل مؤمن
بالقرآن والرسول ،وهو اقامة الصلة وايتاء الزكاة والركوع مع الراكعين
بالجتماع كما كان يمتثله المسلمون حينذاك .فالية الكريمة انما تدعو
اليهود إلى دين السلم ،ويشير إلى أن من مهام دين السلم الصلة
بالجتماع جماعة ،ل أنها تدعوهم إلى شئ هو زائد على دين السلم
يخص بهم ،حتى يقال :ان القرآن الكريم لم يذكر الجتماع في الركوع ال
في هذه الية ،وهى تخاطب اليهود ل المسلمين.
][2
][3
الشرايط ،حملوها على الستحباب أو الجمعة والعيدين ،والثانية تدل على استحبابها
للنساء ،وأما الثالثة فقال في مجمع البيان ) (1عند ذكر الوجوه في
تفسيرها :ورابعها أن معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلة أمرا
بالجماعة لها ندبا عند الكثرين وحتما عند القلين - 1 .ثواب العمال :عن
محمد بن موسى بن المتوكل ،عن محمد بن جعفر ،عن موسى بن عمران،
عن الحسين بن يزيد ،عن حماد بن عمرو ،عن أبي الحسن الخراساني،
عن ميسر بن عبد ال ،عن أبي عايشة السعدي ،عن يزيد بن عمر بن عبد
العزيز ،عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ،عن أبي هريرة وعبد ال بن
عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من مشى إلى مسجد من
مساجد ال عزوجل فله بكل خطوة يخطوها حتى يرجع إلى منزله عشر
حسنات ،ومحي عنه عشر سيئات ،ويرفع له عشر درجات .ومن حافظ
على الجماعة حيث ما كان مر على الصراط كالبرق اللمع في أول زمرة
مع السابقين ،ووجهه أضوء من القمر ليلة البدر ،وكان له بكل يوم وليلة
حافظ عليها ثواب شهيد ،ومن حافظ على الصف المقدم فيدرك من الجر
مثل ما للمؤذن ،وأعطاه ال عزوجل في الجنة مثل ثواب المؤذن )- 2 .(2
مجالس الصدوق :عن أحمد بن محمد بن يحيى ،عن أبيه محمد بن عيسى
عن الحسين بن سعيد ،عن علي بن جعفر ،عن محمد بن عمر الجرجاني
قال :قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلم :أول جماعة كانت أن رسول
ال صلى ال عليه وآله كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلم معه إذ مر به أبو طالب وجعفر معه فقال :يا بني صل جناح
ابن عمك فلما أحس رسول ال تقدمهما وانصرف أبو طالب مسرورا إلى
أن قال:
واما صلة العيدين ،فهما أيضا سنة استنهما النبي صلى ال عليه وآله على كيفية
صلة الجمعة لتكون السنن ضعفى الفريضة ،حتى من حيث كيفياتها،
وسيأتى الكلم في محله (1) .مجمع البيان ج 4ص (2) .411ثواب
العمال ص 259في حديث طويل.
][4
فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم ) .(1بيان :صل جناح ابن عمك أي تمم جناحه،
فان عليا عليه السلم بمنزلة أحد الجناحين ،فكن جناحه الخر ،والقراءة
بالتشديد بعيدة ،والخبر يدل على أنه يستحب للمام أن يتقدم إذا تعدد
المأموم ،وقال العلمة في المنتهى :لو أم اثنين فوقف إلى جنبه أخرهما
المام ،وقال أبو حنيفة :بل يتقدم هو ،لنا أن النبي صلى ال عليه وآله
أخرج جابر وجبارا عن جنبيه ،وجعلهما خلفه ،ولنه الصل في الصلة
فكره له الشتغال بما ليس من الصلة بخلف المأموم انتهى ،وهذه الرواية
أقوى ورواية جابر عامية ،ويمكن الجمع بحملها على قبل الصلة ،وهذه
على ما إذا حدث في أثنائهما - 3 .تنبيه الخاطر :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :إن ال يستحيي من عبده إذا صلى في جماعة ثم سأله حاجة أن
ينصرف حتى يقضيها ) - 4 ،(2تحف العقول :عن الرضا عليه السلم قال:
فضل الجماعة على الفرد بكل ركعة ألفا ركعة ول تصلي خلف فاجر ،ول
تقتدي إل بأهل الولية ) - 5 .(3الذكرى :عن النبي صلى ال عليه وآله:
صلة الجماعة تفضل صلة الفذ بسبع و عشرين درجة ) .(4ثم قال -ره -
الفذ بالفاء والذال المعجمة المفرد .ومنه :عن النبي صلى ال عليه وآله
من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الولى كتب له براءتان:
براءة من النار ،وبراءة من النفاق ) - 6 .(5النفلية :عن النبي صلى ال
عليه وآله :ل صلة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين
) (1أمالى الصدوق (2) .304 :تنبيه الخواطر ،4 :رواه عن ابى سعيد الخدرى) .
(3تحف العقول ص 440ط السلمية (5 - 4) .الذكرى.267 :
][5
إل من علة ) .(1وعنه صلى ال عليه وآله :الصلة جماعة ولو على رأس زج.
وعنه صلى ال عليه وآله :إذا سئلت عمن ل يشهد الجماعة فقل ل أعرفه.
وعن الصادق عليه السلم :الصلة خلف العالم بألف ركعة ،وخلف القرشى
بمائة ،وخلف العربي خمسون ،وخلف المولى خمس وعشرون .بيان :قال
الشهيد الثاني -رحمه ال -في الخبر الول :المراد نفي الكمال ل الصحة
لجماعنا على صحة الصلة فرادى ،والتقييد بالمسجد بناء على الغلب
من وقوع الجماعة فيه ،وإل فالنفي المذكور متوجه إلى مطلق الفرادى،
وقال :الزج بضم الزاء والجيم المشددة الحديدة في أسفل الرمح والعنزة،
هذا على طريق المبالغة في المحافظة عليها مع السعة والضيق ،والصلة
منصوبة بتقدير احضروا ونحوه ،أو مرفوعة على البتداء " .فقل ل
أعرفه " أي ل تزكه بالعدالة ) (2وإن ظهر منه المحافظة على الواجبات
بترك المنهيات ،لتهاونه بأعظم السنن وأجلها ،وعدم المعرفة له كناية عن
القدح فيه بالفسق وتعريض به ،وقد وقع مصرحا به في حديث آخر رويناه
) (3عن الصادق عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :ل
صلة لمن ل يصلي في المسجد مع المسلين إل لعلة ،ول غيبة لمن صلى
في بيته ورغب عن جماعتنا ،ومن رغب عن جماعة المسلمين سقط
عدالته ووجب هجرانه ،وإن رفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره ،ومن
لزم جماعة المسلمين حرمت عليهم غيبته وثبتت عدالته .وقال :المراد
بالقرشي المنسوب إلى النضر بن كنانة جد النبي صلى ال عليه وآله
والسادة الشراف أجل هذه الطائفة ،والعربي المنسوب إلى العرب يقابل
العجمي وهو المنسوب إلى غير العرب مطلقا والمولى يطلق على معاني
كثيرة ،والمراد هنا غير
) (1قد عرفت الوجه في ذلك (2) .وذلك إذا كان تركه رغبة عنها من دون علة) .
(3رواه في الذكرى ص .267
][6
العربي بقرينة ما قبله ،وكثيرا ما يطلق المولى على غير العربي وإن كان حر
الصل - 7 .مجالس الصدوق :عن محمد بن موسى بن المتوكل ،عن محمد
بن جعفر السدي ،عن محمد بن إسماعيل البرمكي ،عن عبد ال بن وهب،
عن ثوابة بن مسعود عن أنس ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :من
صلى صلة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر ال عزوجل حتى تطلع
الشمس ،كان له في الفردوس سبعون درجة ،بعد ما بين كل درجتين
كحضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة ،ومن صلى الظهر في جماعة
كان له في جنات عدن خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر
الفرس الجواد خمسين سنة ،ومن صلى العصر في جماعة كان له كأجر
ثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب بيت يعتقهم ،ومن صلى المغرب في
جماعة كان له كحجة مبرورة ،وعمرة متقبلة ،و من صلى العشا في
جماعة كان له كقيام ليلة القدر ) .(1بيان :الحضر بالضم العدو ،وقال في
النهاية :فيه من صام يوما في سبيل ال باعده ال من النار سبعين خريفا
للمضمر المجيد ،المضمر الذي يضمر خيله لغزو أو سباق ،وتضمير الخيل
هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ،ثم ل تعلف إل قوتا لتخف ،وقيل
أن تشد عليها سروجها وتجلل الجلة حتى تعرق تحتها فيذهب وهلها
ويشتد لحمها ،أي يباعده منها مسافة سبعين سنة تقطعها الخيل المضمرة
ركضا - 8 .الخصال ) (2والمجالس :بالسناد المتقدم في خبر نفر من
اليهود جاؤا إلى رسول ال صلى ال عليه وآله قال النبي صلى ال عليه
وآله :وأما الجماعة فان صفوف امتي في الرض كصفوف الملئكة في
السماء ،والركعة في جماعة أربعة وعشرون ركعة كل ركعة أحب إلى ال
عزوجل من عبادة أربعين سنة ،وأما يوم القيامة يجمع ال فيه الولين و
الخرين للحساب ،فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إل خفف ال عليه
عزوجل
][7
أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة ) - 9 .(1المجالس :عن محمد بن علي ما
جيلويه ،عن عمه محمد بن أبي القاسم ،عن أحمد بن محمد البرقي ،عن
أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن عبد ال بن إبراهيم ،عن عبد الرحمن ،عن
عمه عبد العزيز ،عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :أل أدلكم على شئ يكفر ال به الخطايا،
ويزيد في الحسنات ؟ قيل :بلى يا رسول ال ،قال صلى ال عليه وآله:
إسباغ الوضوء على المكاره ،وكثرة الخطى إلى هذه المساجد ،وانتظار
الصلة بعد الصلة ،وما منكم من أحد يخرج من بيته متطهرا فيصلي
الصلة في الجماعة مع المسلمين ثم يقعد ينتظر الصلة الخرى ،إل
والملئكة تقول :اللهم اغفر له ،اللهم ارحمه ،فإذا قمتم إلى الصلة فاعدلوا
صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج ،وإذا قال إمامكم ال أكبر فقولوا :ال أكبر
وإذا ركع فاركعوا ،وإذا قال سمع ال لمن حمده فقولوا :اللهم ربنا لك
الحمد ،وإن خير الصفوف صف الرجال المقدم ،وشرها المؤخر )- 10 .(2
معاني الخبار ) (3والمجالس :عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ،عن
سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،عن الصادق عليه السلم،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن في
الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ،وباطنها من ظاهرها ،يسكنها من
امتي من أطاب الكلم ،وأطعم الطعام ،وأفشا السلم ،وصلى بالليل والناس
نيام .فقال علي عليه السلم :يا رسول ال ومن يطيق هذا من امتك ؟ فقال:
يا علي أو ما تدري ما إطابة الكلم ؟ من قال :إذا أصبح وأمسى " سبحان
ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر " عشر مرات ،وإطعام الطعام نفقة
الرجل على عياله ،وأما الصلة بالليل والناس نيام فمن صلى المغرب
والعشاء الخرة وصلة الغداة في المسجد
][8
في جماعة فكأنما أحيا الليل كله ،وإفشاء السلم أن ل يبخل بالسلم على أحد من
المسلمين ) - 11 .(1المجالس :عن جعفر بن محمد بن مسرور ،عن
الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد ال ،عن محمد بن زياد ،عن
إبراهيم بن زياد ،عن الصادق عليه السلم قال :من صلى خمس صلوات
في اليوم والليلة في جماعة فظنوا به خيرا ،وأجيزوا شهادته ) .(2ومنه:
في خبر المناهي :قال النبي صلى ال عليه وآله :من أم قوما باذنهم ،وهم
به راضون فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلته بقيامه وقراءته
وركوعه وسجوده وقعوده ،فله مثل أجر القوم ،ول ينقص من اجورهم
شئ ،أل ومن أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلة ،ولم يحسن في ركوعه
وسجوده وخشوعه وقراءته ،ردت عليه صلته ،ولم تجاوز ترقوته،
وكانت منزلته كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح إلى رعيته ،ولم يقم فيهم
بحق ول قام فيهم بأمر ) .(3وقال عليه السلم :أل ومن مشى إلى مسجد
يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ،ويرفع له من
الدرجات مثل ذلك ،وإن مات وهو على ذلك وكل ال به سبعين ألف ملك
يعودونه في قبره ،ويونسونه في وحدته ،ويستغفرونه له حتى يبعث ).(4
ومنه :عن أحمد بن زياد الهمداني ،عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن
عبد ال بن ميمون القداح عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال:
اشترط رسول ال صلى ال عليه وآله على جيران المسجد شهود الصلة،
وقال لينتهين أقوام ل يشهدون الصلة ،أو لمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم ثم
آمر رجل من أهل بيتي وهو علي فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب
لنهم ل يأتون الصلة ).(5
][9
ثواب العمال :عن محمد بن علي ماجيلويه ،عن علي بن إبراهيم مثله ).(1
المحاسن :عن جعفر بن محمد الشعري عن القداح مثله )- 12 .(2
مجالس الصدوق :عن جعفر بن محمد بن مسرور ،عن الحسين بن محمد
ابن عامر ،عن عمه عبد ال ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن سنان،
عن الصادق عليه السلم قال :صلى رسول ال الفجر فلما انصرف أقبل
بوجهه على أصحابه فسأل عن اناس هل حضروا ؟ فقالوا :ل يا رسول
ال ،فقال أغيب هم ؟ قالوا :ل ،فقال :أما إنه ليس من صلة أشد على
المنافقين من هذه الصلة والعشاء ) .(3ثواب العمال :عن أبيه ،عن سعد
بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن ابن علي الوشاء ،عن ابن
سنان مثله ) .(4المحاسن :عن الوشا مثله ) - 13 .(5المجالس ) :(6عن
جعفر بن علي الكوفي ،عن جده الحسن بن علي عن جده عبد ال بن
المغيرة ،عن السكوني ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :من سمع النداء في المسجد فخرج منه من
غير علة فهو منافق إل أن يريد الرجوع إليه ) .(7الخصال :عن علي بن
الحسين عليه السلم قال :ما من خطوة أحب إلى ال من خطوتين :خطوة
يسد بها المؤمن صفا في ال ،وخطوة إلى ذي رحم قاطع ).(8
بيان :يحتمل صف الجهاد والجماعة والعم - 14 .الخصال :عن أبيه ،عن علي بن
إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :مروة الحضر قراءة القرآن،
ومجالسة العلماء ،والنظر في الفقه ،والمحافظة على الصلة في الجماعات
الخبر ) - 15 .(1المعاني ) (2والخصال :عن محمد بن الحسن بن الوليد،
عن محمد بن الحسن الصفار ،عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن أبيه،
عن هارون بن الجهم ،عن ثوير بن أبي فاختة ،عن أبي جميلة ،عن سعد
بن طريف ،عن الباقر عليه السلم قال :ثلث كفارات إسباغ الوضوء في
السبرات ،والمشي بالليل والنهار إلى الصلوات ،و المحافظة على
الجماعات ) - 16 .(3الخصال :فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله
عليا عليه السلم :يا علي ثلث درجات :إسباغ الوضوء في السبرات،
وانتظار الصلة بعد الصلة ،والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات ).(4
أقول :قد مضى باسناد آخر في باب المنجيات ) .(5ومنه :عن عبيد بن
أحمد الفقيه ،عن أبي حرب ،عن محمد بن أبي أجيد ،عن ابن أبي عيسى
الحافظ ،عن محمد بن إبراهيم ،عن ابن بكير ،عن الليث ،عن أبي الهاد،
عن عبد ال بن حباب ،عن أبي سعيد الخدري قال :إن رسول ال صلى ال
عليه وآله وسلم
][11
قال :صلة الجماعة أفضل من صلة الفرد بخمس وعشرين درجة ) .(1قال -ره -
وقال أبي رضي ال عنه في رسالته إلى :لصلة الرجل في جماعة على
صلة الرجل وحده خمس وعشرون درجة في الجنة ) .(2ومنه :في خبر
العمش قال الصادق عليه السلم :فضل الجماعة على الفرد بأربع و
عشرين ) - 17 .(3مجالس ابن الشيخ :فيما كتب أمير المؤمنين عليه
السلم لمحمد بن أبي بكر :انظر إلى صلتك كيف هي ؟ فانك إمام لقومك -
أن تتمها ول تخففها ،فليس من إمام يصلي بقوم يكون في صلتهم نقصان
إل كان عليه ل ينقص من صلتهم شئ وتممها و تحفظ فيها يكن لك مثل
أجرهم ،ول ينقص ذلك من أجرهم شيئا ) - 18 .(4العلل :عن الحسين بن
أحمد بن إدريس ،عن أبيه ،عن محمد بن علي بن محبوب ،عن محمد بن
الحسن ،عن ذبيان بن حكيم الزدي ،عن موسى بن النمير عن ابن أبي
يعفور ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إنما جعل الجماعة والجتماع
إلى الصلة لكي يعرف من يصلي ممن ل يصلي ،ومن يحفظ مواقيت
الصلة ممن يضيع ولول ذلك لم يمكن أحدا أن يشهد على أحد بصلح ،لن
من لم يصل في جماعة فل صلة له بين المسلمين ،لن رسول ال صلى
ال عليه وآله قال :ل صلة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إل من
علة ) .(5بيان " :ولول ذلك " أي لو لم يحضروا الن الجماعة بعد تأكده،
ل أنه لو لم يفرد أول كان كذلك - 19 .مجالس الصدوق :عن الحسين بن
إبراهيم بن ناتانه ،عن علي بن
][12
إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد ،عن حريز ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فل
صلة له ) .(1ثواب العمال :عن محمد بن الحسن الصفار ،عن يعقوب بن
يزيد ،عن حماد عن حريز وفضيل ،عن زرارة مثله ) .(2المحاسن :في
رواية زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم مثله ) - 20 .(3العلل والعيون:
عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس ،عن علي بن قتيبة عن الفضل بن
شاذان فيما رواه من العلل عن الرضا عليه السلم فان قال :فلم جعلت
الجماعة ؟ قيل :لن ل يكون الخلص والتوحيد والسلم والعبادة ل إل
ظاهرا مكشوفا مشهودا ،لن في إظهاره حجة على أهل المشرق والمغرب
ل عزوجل ،وليكون المنافق والمستخف مؤديا لما أقر به يظهر السلم
والمراقبة ،وليكون شهادات الناس بالسلم من بعضهم لبعض جائزة
ممكنة ،مع ما فيه من المساعدة على البر و التقوى ،والزجر عن كثير من
معاصي ال عزوجل ) - 21 .(4ثواب العمال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد
ال ،عن أحمد البرقي ،عن ابن أبي نجران ،عن عبد ال بن سنان قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :الصلة في الجماعة تفضل على صلة المفرد
بثلث وعشرين درجة ،تكون خمسا و عشرين صلة ) - 22 .(5المحاسن:
عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :من صلى الغداة والعشاء الخرة في جماعة فهو
في ذمة ال
) (1أمالى الصدوق ص (2) .290ثواب العمال (3) .209 :المحاسن(4) .84 :
علل الشرايع ج 1ص ،249عيون الخبار ج 2ص (5) .109ثواب
العمال.34 :
][13
فمن ظلمه فانما ظلم ال ،ومن حقره فانما يحقر ال ) .(1بيان :في أكثر نسخ
الحديث " ومن حقره " بالحاء المهملة والقاف من التحقير ،وفي بعضها
بالخاء المعجمة والفاء من الخفر وهو نقض العهد ،يعني لما كان في أمان
ال فنقض عهده نقض عهد ال تعالى ،وهكذا رواه في الذكرى ) (2أيضا
ثم قال :وعن النبي صلى ال عليه وآله من صلى الغداة فانه في ذمة ال
فل يخفرن ال في ذمته يقال :أخفرته إذا نقضت عهده ،أي من نقض عهده
فانه ينقض عهد ال عزوجل لنه بصلته صار في ذمة ال وجواره .قال
في النهاية بعد ذكر الرواية الثانية خفرت الرجل أجرته وحفظته ،وخفرته
إذا كنت له خفيرا أي حاميا وكفيل ،والخفارة بالكسر والضم الذمام،
وأخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه ،والهمزة فيه للزالة أي أزلت
خفارته ،وهو المراد بالحديث - 23 .المحاسن ،في رواية محمد بن علي،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع
ربقة اليمان من عنقه ) .(3بيان :الظاهر أن المراد هنا ترك إمام الحق،
وإن أمكن شموله لترك الجماعة أيضا - 24 .المحاسن :في رواية أبي
بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم :من سمع النداء من جيران المسجد فلم
يجب فل صلة له ) - 25 .(4مجالس ابن الشيخ :عن الحسين بن عبيدال
الغضايري ،عن التلعكبرى ،عن محمد بن همام ،عن عبد ال بن جعفر
الحميري ،عن محمد بن خالد الطيالسي ،عن زريق الخلقاني قال :سمعت
أبا عبد ال عليه السلم يقول :رفع إلى أمير -المؤمنين عليه السلم
بالكوفة أن قوما من جيران المسجد ل يشهدون الصلة جماعة في المسجد
][14
فقال عليه السلم :ليحضرن معنا صلتنا جماعة ،أو ليتحولن عنا ،ول يجاورونا
ول نجاورهم ) .(1ومنه :بهذا السناد عن زريق قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :صلة الرجل في منزله جماعة تعدل أربعا وعشرين
صلة ،وصلة الرجل جماعة في المسجد تعد ثمانيا وأربعين صلة
مضاعفة في المسجد ،وإن الركعة في المسجد الحرام ألف ركعة في سواه
من المساجد ،وإن الصلة في المسجد فردا بأربع وعشرين صلة ،والصلة
في منزلك فردا هباء منثور ،ل يصعد منه إلى ال تعالى شئ ،ومن صلى
في بيته جماعة رغبة عن المساجد فل صلة له ول لمن صلى معه إل من
علة تمنع من المسجد ) .(2وبهذا السناد عن زريق ،عن أبي عبد ال
عليه السلم ،عن أمير المؤمنين عليه السلم بلغه أن قوما ل يحضرون
الصلة في المسجد فخطب فقال :إن قوما ل يحضرون الصلة معنا في
مساجدنا .فل يؤاكلونا ول يشاربونا ول يشاورونا ول يناكحونا ،ول يأخذوا
من فيئنا شيئا أو يحضروا معنا صلتنا جماعة ،وإني لوشك أن آمر لهم
بنار تشعل في دورهم ،فاحرقها عليهم ،أو ينتهون .قال :فامتنع المسلمون
عن مؤاكلتهم ومشاربتهم ومناكحتهم حتى حضروا الجماعة مع المسلمين
) - 26 .(3روى الشهيد الثاني قدس سره في شرحه على الرشاد من
كتاب المام والمأموم للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمي باسناده
المتصل إلى أبي سعيد الخدرى قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
أتانى جبرئيل مع سبعين ألف ملك بعد صلة الظهر ،فقال :يا محمد إن ربك
يقرئك السلم وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبي قبلك ،قلت :وما تلك
الهديتان ؟ قال :الوتر ثلث ركعات والصلة الخمس في جماعة .قلت :يا
جبرئيل وما لمتي في الجماعة ؟ قال :يا محمد إذا كانا اثنين كتب ال لكل
واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلة ،وإذا كانوا ثلثة كتب لكل واحد بكل
) 1و (2أمالى الطوسى ج 2ص (3) .307أمالى الطوسى ج 2ص .308
][15
ركعة ست مائة صلة ،وإذا كانوا أربعة كتب ال لكل واحد بكل ركعة ألفا ومأتي
صلة ،وإذا كانوا خمسة كتب ال لكل واحد بكل ركعة ألفين وأربعمائة،
وإذا كانوا ستة كتب ال لكل واحد منهم بكل ركعة أربعة آلف وثمانمائة
صلة ،وإذا كانوا سبعة كتب ال لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة آلف
وست مائة صلة ،وإذا كانوا ثمانية كتب ال لكل واحد منهم بكل ركعة
تسعة عشر ألفا ومائتي صلة ،وإذا كانوا تسعة كتب ال لكل واحد منهم
بكل ركعة ستة وثلثين ألفا وأربعمائة صلة وإذا كانوا عشرة كتب ال لكل
واحد بكل ركعة سبعين ألفا وألفين وثمان مائة صلة ،فان زادوا على
العشرة فلو صارت السموات كلها مدادا والشجار أقلم ،والثقلن مع
الملئكة كتابا لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة .يا محمد تكبيرة
يدركها المؤمن مع المام خير من ستين ألف حجة وعمرة ،و خير من
الدنيا وما فيها سبعين ألف مرة ،وركعة يصليها المؤمن مع المام خير من
مائة ألف دينار يتصدق بها على المساكين وسجدة يسجدهما المؤمن مع
المام في جماعة خير من عتق مائة رقبة - 27 .جامع الخبار :عن أبي
سلمة ،عن أبي سعيد الخدرى مثله إلى قوله يا محمد تكبير يدركه المؤمن
خير له من سبعين حجة وألف عمرة سوى الفريضة ،يا محمد ركعة
يصليها المؤمن مع المام خير له من أن يتصدق بمائة ألف دينار على
المساكين وسجدة يسجدها خير له من عبادة سنة ،وركعة يركعها المؤمن
مع المام خير من مائة رقبة يعتقها في سبيل ال ،يا محمد من أحب
الجماعة أحبه ال والملئكة أجمعون ) .(1بيان :بناء أكثر المثوبات
وزيادتها في زيادة العداد على التضعيف إل الول والثامن والتاسع ،فان
التسعة على هذا الحساب ينبغي أن يكون ثوابها ثمانية وثلثين ألفا وأربع
مائة ،والعشرة سبعين ألفا وستة آلف وثمان مائة ،ولعله من الروات أو
النساخ.
][16
- 28الهداية :قال الصادق عليه السلم :فضل صلة الرجل في جماعة على صلة
الرجل وحده خمس وعشرون درجة في الجنة ) - 29 .(1كتاب زيد
النرسى :عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن قوما جلسوا عن حضور
الجماعة فهم رسول ال صلى ال عليه وآله أن يشعل النار في دورهم حتى
خرجوا وحضروا الجماعة مع المسلمين .بيان :ظاهر هذا الخبر وأمثاله
وجوب الجماعة في اليومية ،ولم ينقل عن أحد من علمائنا القول به.
وخالف فيه أكثر العامة فقال بعضهم :فرض على الكفاية في الصلوات
الخمس ،وقال آخرون :إنها فرض على العيان ،وقال بعضهم :إنها شرط
في الصلة تبطل بفواتها ،ولذا أول أصحابنا هذه الخبار فحملوها تارة على
الجماعة الواجبة كالجمعة ،واخرى على ما إذا تركها استخفافا .وربما يقال
العقوبة الدنيوية ل تنافي الستحباب ،كالقتل على ترك الذان ،ول يخفى
ضعفه ،إذ ل معنى للعقوبة على مال يلزم فعله ،ول يستحق تاركه الذم و
اللؤم كما فسر أكثرهم الواجب به ،والقول بأنه كان واجبا في صدر السلم
فنسخ أو كان الحضور مع إمام الصل واجبا -فمع أن أكثر الخبار ل
يساعدهما -لم أر قائل بهما أيضا ،وبالجملة الحتياط يقتضي عدم الترك
إل لعذر ،وإن كان بعض الخبار يدل على الستحباب ،وكفى بفضلها أن
الشيطان ل يمنع من شئ من الطاعات منعها وطرق لهم في ذلك شبهات
من جهة العدالة ونحوها ،إذ ل يمكنهم إنكارها ونفيها رأسا ،لن فضلها
من ضروريات الدين ،أعاذنا ال وإخواننا المؤمنين من وساوس
الشياطين - 30 .دعائم السلم :روينا عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن
آبائه ،عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :من صلى الصلة في
جماعة فظنوا به كل خير ،واقبلوا شهادته ).(2
][17
وعن جعفر بن محمد قال :الصلة في جماعة أفضل من صلة الفذ بأربع وعشرين
صلة ) .(1وعن أبي جعفر محمد بن علي أنه سئل عن الصلة في جماعة
أفريضة ،قال :الصلة فريضة ،وليس الجتماع في الصلوات بمفروض،
ولكنها سنة ومن تركها رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين لغير عذر ول
علة فل صلة له ) .(2وعن علي عليه السلم أنه قال :من صلى الفجر في
جماعة رفعت صلته في صلة البرار وكتب يومئذ في وفد المتقين ).(3
وعن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال :قام علي عليه السلم الليل كله
حتى إذا انشق عمود الصبح صلى الفجر وخفق برأسه ،فلما صلى رسول
ال صلى ال عليه وآله الغداة لم يره فأتى فاطمة فقال :أي بنية ما بال ابن
عمك لم يشهد معنا صلة الغداة ؟ فأخبرته الخبر ،فقال :ما فاته من صلة
الغداة في جماعة أفضل من قيام ليله كله .فانتبه علي لكلم رسول ال
صلى ال عليه وآله فقال له :يا علي إن من صلى الغداة في جماعة فكأنما
قام الليل كله راكعا وساجدا يا علي أما علمت أن الرض تعج إلى ال من
نوم العالم عليها قبل طلوع الشمس ) .(4وعن علي عليه السلم أنه غدا
على أبي الدرداء فوجده نائما فقال له :مالك ؟ فقال :كان مني من الليل شئ
فنمت ،فقال علي :أفتركت صلة الصبح في جماعة ؟ قال :نعم ،قال علي:
يا أبا الدرداء لن اصلي العشاء والفجر في جماعة أحب إلى من أن أحيى
ما بينهما ،أو ما سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :لو يعلمون
ما فيهما لتوهما ولو حبوا ،وإنهما ليكفران ما بينهما ) .(5وعن أبي جعفر
محمد بن علي عليه السلم أنه قال :أتى رجل من جهينة إلى رسول ال
صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال صلى ال عليه وآله أكون بالبادية
ومعي أهلي وولدي وغلمتي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ قال:
نعم ،قال :فان الغلمة ربما اتبعوا
][18
البل وأبقى أنا وأهلي وولدي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ قال :نعم،
قال :فان بنى ربما اتبعوا قطر السحاب فأبقى أنا وأهلي فاؤذن واقيم
واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ قال :نعم ،قال :فان المرءة تذهب في مسلحتها
فأبقى وحدي فأوذن و اقيم واصلي أفجماعة أنا ،فقال رسول ال صلى ال
عليه وآله :المؤمن وحده جماعة ) .(1وقد ذكرنا فيما تقدم أن المؤمن إذا
أذن وأقام صلى خلفه صفان من الملئكة .وعن علي عليه السلم أنه قال:
تحت ظل العرش يوم ل ظل إل ظله رجل خرج من بيته فأسبغ الطهر ثم
مشى إلى بيت من بيوت ال ،ليقضي فريضة من فرائض ال ،فهلك فيما
بينه وبين ذلك ،ورجل قام في جوف الليل بعد ما هدأت العيون فأسبغ
الطهر ثم قام إلى بيت من بيوت ال فهلك فيما بينه وبين ذلك ) .(2وعن
رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :إسباغ الوضوء في المكاره ،ونقل
القدام إلى المساجد ،وانتظار الصلة بعد الصلة تغسل الخطايا غسل ).(3
وعنه عليه السلم أنه قال :خير صفوف الصلة المقدم ،وخير صفوف
الجنائز المؤخر ،قيل :يا رسول ال وكيف ذلك ؟ قال :لنه ستر للنساء،
وخير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها ،ولو يعلم الناس
ما في الصف الول لم يصل إليه أحد إل باستهام ) .(4وعن علي عليه
السلم قال :أفضل الصفوف أولها ،وهو صف الملئكة ،وأفضل المقدم
ميامن المام ) .(5وعنه عليه السلم أنه قال :سدوا فرج الصفوف ،من
استطاع أن يتم الصف الول والذي يليه فليفعل ،فان ذلك أحب إلى نبيكم،
وأتموا الصفوف ،فان ال وملئكته يصلون على الذين يتمون الصفوف )
.(6وعن جعفر بن محمد عليهما السلم أنه قال :أتموا الصفوف ول يضر
أحدكم أن يتأخر
][19
إذا وجد ضيقا في الصف الول ،فيتم الصف الذي خلفه ،وإن رأى خلل أمامه فل
يضره أن يمشي منحرفا -إن تحرف عنه -حتى سده يعني وهو في الصلة
) .(1بيان :أكثر هذه الخبار مذكورة في الكتب المشهورة ،وقال في
النهاية فيه :لو يعلمون ما في العشاء والفجر لتوهما ولو حبوا :الحبو أن
يمشي على يديه وركبتيه أواسته ،وحبا الصبي إذا زحف على استه ،وفي
القاموس :الغلم :الطار الشارب والجمع أغلمة وغلمة انتهى قوله صلى
ال عليه وآله :المؤمن وحده جماعة قال الصدوق -ره :-لنه متى أذن
وأقام صلى خلفه صفان من الملئكة ،ومتى أقام ولم يؤذن صلى خلفه
صف واحد انتهى .وقال الوالد قدس سره :لما كان صلة المؤمن الكامل
غالبا مع حضور القلب ،فيكون قلبه بمنزلة المام ،وحواسه الباطنة
والظاهرة وقواه وجوارحه بمنزلة المقتدين كما قال صلى ال عليه وآله:
لو خشع قلبه لخشعت جوارحه .وقال الشهيد -ره :-المراد به إدراك
فضيلة الجماعة عند تعذرها ،ويؤيد الول ما سيأتي في خبر ابن مسعود.
قوله " :إل باستهام " أي إل بأن نازعه الناس فأقرعوا فخرج القرعة
باسمه ،قال في النهاية فيه :اذهبا فتوخيا ثم استهما أي اقترعا ليظهر سهم
كل واحد منكما - 31 .الروضة :للشهيد الثاني :الجماعة مستحبه في
الفريضة متأكدة في اليومية حتى أن الصلة الواحدة منها تعدل خمسا أو
سبعا وعشرين مع غير العالم ،ومعه ألفا ولو وقعت في مسجد يضاعف
بمضروب عدده في عددها ففي الجامع مع غير العالم ألفان وسبع مائة،
ومعه مائة ألف ) .(2قال :وروي أن ذلك مع اتحاد المأموم ،فلو تعدد
تضاعف في كل واحد بقدر المجموع في سابقه ) - 32 .(3كتاب المامة
والتبصرة :لعلى بن بابويه ،عن أحمد بن علي ،عن
][20
محمد بن الحسن الصفار ،عن إبراهيم بن هاشم ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن
جعفر ابن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :سووا صفوفكم فان تسوية الصف تمام الصلة.
ومنه :عن هارون بن موسى ،عن محمد بن علي ،عن محمد بن الحسين،
عن علي بن أسباط ،عن ابن فضال ،عن الصادق ،عن أبيه ،عن آبائه
عليهم السلم ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :الصف الول في الصلة
أفضل ،والصف الخير على الجنازة أفضل .ومنه :عن أحمد بن إسماعيل،
عن أحمد بن إدريس ،عن الحسن بن علي بن عبد ال بن المغيرة ،عن
جعفر بن محمد بن عبد ال ،عن عبد ال بن المغيرة ،عن طلحة بن زيد،
عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :لو علم الناس ما في النداء والصف الول لستهموا
عليه .ومنه :عن سهل بن أحمد ،عن محمد بن محمد بن الشعث ،عن
موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الرجل أحب أن يؤم في
بيته الخبر.
][21
} - 2باب { " )أحكام الجماعة( " اليات :العراف :وإذا قرئ القرآن فاستعموا له
وأنصتوا لعلكم ترحمون ) .(1الحجر :ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأخرين ) .(2تفسير :الية الولى بعمومها تدل على وجوب
الستماع والسكوت عند قراءة كل قارئ في الصلة وغيرها ،بناء على
كون المر مطلقا أو أوامر القرآن للوجوب ،والمشهور الوجوب في قراءة
المام ،والستحباب في غيره ) ،(3مع أن ظاهر كثير من الخبار المعتبرة
الوجوب مطلقا إل صحيحة زرارة ) (4عن أبي جعفر عليه السلم قال :وإن
كنت خلف إمام فل تقرأن شيئا في الوليين وأنصت لقراءته ،ول تقرأن
شيئا في الخيرتين ) (5فان ال عزوجل يقول للمؤمنين " وإذا قرئ
القرآن " يعني في الفريضة خلف المام " فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون " والخريان تبع للوليين .ويمكن حمله على أنها نزلت في ذلك
فل ينافي عمومها .لكن نقلوا الجماع على عدم وجوب النصات في غير
قراءة المام ،وربما يؤيد ذلك بلزوم الحرج ،والمر بالقراءة خلف من ل
يقتدى به ،ويمكن دفع الحرج بأنه إنما يلزم بترك الجماعة الشايع في هذا
الزمان ،وأما النوافل فكانوا يصلونها في البيوت
) (1العراف (2) .204 :الحجر (3) .24 :قد عرفت الوجه في الية في ج 85ص
(4) .69الفقيه ج 1ص ،256ورواه في السرائر (5) .471 :محمول
على القراءة خلف أئمة العامة ،فانهم يقرؤن في كل الركعات بفاتحة
الكتاب.
][22
والمر بها خلف من ل يقتدى به للضرورة ل يوجب عدم وجوب النصات في
غيرها ،مع أنه قد وردت الرواية فيها أيضا بالنصات وبالجملة المسألة ل
تخلو من إشكال والحوط رعاية النصات مهما أمكن .قال في مجمع
البيان (1) :النصات السكوت مع استماع قال ابن العرابي :نصت وأنصت
استمع الحديث وسكت ،وأنصته وأنصت له ،وأنصت الرجل سكت وأنصته
غيره عن الزهري .ثم قال :اختلف في الوقت المأمور بالنصات للقرآن
والستماع له ،فقيل إنه في الصلة خاصة خلف المام الذي يؤتم به ،إذا
سمعت قراءته عن ابن عباس وابن مسعود وابن جبير وابن المسيب
ومجاهد والزهري ،وروي ذلك عن أبي جعفر عليه السلم .قالوا :وكان
المسلمون يتكلمون في صلتهم ويسلم بعضهم على بعض ،وإذا دخل داخل
فقال لهم :كم صليتم أجابوه ،فنهوا عن ذلك وامروا بالستماع ،وقيل :إنه
في الخطبة أمر بالنصات والستماع إلى المام يوم الجمعة عن عطا
وعمرو بن دينار وزيد بن أسلم ،وقيل :إنه في الخطبة والصلة جميعا عن
الحسن وجماعة .قال الشيخ أبو جعفر قدس سره :أقوى القوال الول لنه
ل حال يجب فيها النصات لقراءة القرآن إل حال قراءة المام في الصلة،
فان على المأموم النصات والستماع له ،فأما خارج الصلة فل خلف أن
النصات والستماع غير واجب ،وروي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه
قال :يجب النصات للقرآن في الصلة وغيرها ،قال :وذلك على وجه
الستحباب .وفي كتاب العياشي ) (2عن أبي كهمس عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قرأ ابن الكوا خلف أمير المؤمنين عليه السلم " لئن أشركت
ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " )(3
) (1مجمع البيان ج 4ص (2) .515تفسير العياسى ج 2ص (3) .44الزمر:
.65
][23
فأنصت له أمير المؤمنين عليه السلم .وعن عبد ال بن أبي يعفور ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :قلت له :الرجل يقرء القرآن أيجب على من سمعه
النصات له والستماع ؟ قال :نعم إذا قرئ عندك القرآن وجب عليك
النصات والستماع .وقال الجبائي :إنها نزلت في ابتداء التبليغ ليعلموا
ويتفهموا ،وقال أحمد بن حنبل :اجتمعت المة على أنها نزلت في الصلة.
" لعلكم ترحمون " أي لترحموا بذلك وباعتباركم به واتعاظكم بمواعظه.
وقال -ره :-في الية الثانية ) (1فيه أقوال إلى أن قال :وخامسها :علمنا
المستقدمين إلى الصف الول في الصلة ،والمتأخرين عنه ،فانه كان يتقدم
بعضهم إلى الصف الول ليدرك أفضليته ،وكان يتأخر بعضهم ينظر إلى
أعجاز النساء فنزلت الية فيهم عن ابن عباس .وسادسها أن النبي صلى
ال عليه وآله حث الناس على الصف الول في الصلة ،وقال " :خير
صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ،وخير صفوف النساء آخرها وشرها
أولها " وقال النبي صلى ال عليه وآله " :إن ال وملئكته يصلون على
الصف المقدم " فازدحم الناس ،و كانت دور بني عذرة بعيدة من المسجد،
فقالوا لنبيعن دورنا ولنشترين دورا قريبة من المسجد حتى ندرك الصف
المتقدم فنزلت هذه الية عن الربيع بن أنس .فعلى هذا يكون المعنى أنا
نجازي الناس على نياتهم " .وإن ربك هو يحشرهم " أي يجمعهم يوم
القيامة ويبعثهم للمجازات والمحاسبة " إنه حكيم " في أفعاله " عليم "
بما يستحق كل منهم - 1 .الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن
محمد بن عيسى اليقطيني ،عن الحسن بن علي بن يقطين ،عن عمرو بن
إبراهيم ،عن خلف بن حماد ،عن رجل من أصحابنا نسي الحسن بن علي
اسمه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ثلثة ل يصلى
) (1مجمع البيان ج 6ص .334
][24
خلفهم :المجهول ،والغالي ،وإن كان يقول :بقولك ،والمجاهر بالفسق وإن كان
مقتصدا ) .(1بيان وتحقيق مهم الظاهر أن المراد بالمجهول من ل يعلم
دينه ،وإل فلم يكن حاجة إلى ذكر المجاهر بالفسق والغالي الذي يغلو في
حق النبي صلى ال عليه وآله والئمة صلوات ال عليهم بالقول بالربوبية
ونحوها " وان كان يقول بقولك " أي يعتقد إمامة الئمة وخلفتهم
وفضلهم " وإن كان مقتصدا " أي متوسطا في العقايد بأن ل يكون غاليا
ول مفرطا .ثم أعلم أنه ل خلف بين الصحاب في اشتراط إيمان المام
وعدالته ،واليمان هنا القرار بالصول الخمسة على وجه يعد إماميا ،وأما
العدالة ) (2فقد اختلف كلم الصحاب فيها اختلفا كثيرا ،في باب المامة،
وباب الشهادة ،والظاهر أنه ل فرق عندهم في معنى العدالة في المقامين،
وإن كان يظهر من الخبار أن المر في الصلة أسهل منه في الشهادة.
ولعل السر فيه أن الشهادة يبتني عليها الفروج والدماء والموال والحدود
والمواريث ،فينبغي الهتمام فيها ،بخلف الصلة ،فانه ليس الغرض إل
اجتماع المؤمنين وائتلفهم واستجابة دعواتهم ،ونقص المام وفسقه
وكفره وحدثه وجنابته ل يضر بصلة المأموم كما سيأتي ،فلذا اكتفي فيه
بحسن ظاهر المام وعدم العلم بفسقه.
) (1الخصال ج 1ص ،74وتراه في التهذيب ج 1ص 254و 333ط حجر وتراه
في التهذيب ج 3ص 31ط نجف ،وتراه في الفقيه ج 1ص (2) .248ل
يذهب عليك أن الحاديث الواردة في باب جواز القتداء خالية عن لفظ
العدالة وان كان ل يشذ مضامينها عن معناها الصطلحي ،وأما الجماع،
فلما لم يكن الجماع دليل لفظيا ،بل كان دليل لبيا ،ل يصح الستناد إليه
من حيث مفهوم العدالة الصطلحي وعمومه فل نحتاج إلى تفسير
العدالة في هذا الباب ،وانما على الفقيه أن يبحث عن أخبار الباب
والسيرة القائمة عند الصحاب.
][25
ثم الشهر في معناها أن ل يكون مرتكبا للكبائر ،ول مصرا على الصغاير ،وللعلماء
في تفسير الكبيرة اختلف شديد ،فقال قوم هي كل ذنب توعد ال عليه
بالعقاب في الكتاب العزيز ،وقال بعضهم :هي كل ذنب رتب عليه الشارع
حدا أو صرح فيه بالوعيد ،وقال طائفة :هي كل معصية تؤذن بقلة اكتراث
فاعلها بالدين ،وقال جماعة :هي كل ذنب علمت حرمته بدليل قاطع ،وقيل:
كلما توعد عليه توعد شديد في الكتاب والسنة ،وقيل :ما نهى ال عنه في
سورة النساء من أوله إلى قوله تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه
" ) (1الية .وقال قوم الكبائر سبع :الشرك بال ،وقتل النفس التي حرم
ال ،وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم ،والزنا ،والفرار من الزحف،
وعقوق الوالدين ،وقيل :إنها تسع بزيادة السحر واللحاد في بيت ال ،أي
الظلم فيه ،وزاد عليه في بعض الروايات للعامة أكل الربوا ،وعن علي
عليه السلم زيادة على ذلك شرب الخمر والسرقة .وزاد بعضهم على
السبعة السابقة ثلث عشرة اخرى :اللواط ،والسحر ،والربوا ،والغيبة،
واليمين الغموس ،وشهادة الزور ،وشرب الخمر ،واستحلل الكعبة،
والسرقة ،ونكث الصفقة ،والتعرب بعد الهجرة ،واليأس من روح ال،
والمن من مكر ال .وقد يزاد أربعة عشرة اخرى :أكل الميتة ،ولحم
الخنزير ،وما اهل لغير ال به من غير ضرورة ،والسحت ،والقمار،
والبخس في الكيل والوزن ،ومعونة الظالمين ،وحبس الحقوق من غير
عسر ،والسراف ،والتبذير ،والخيانة ،والشتغال بالملهى ،والصرار
على الذنوب .وقد يعد منها أشياء اخر :كالقيادة ،والدياثة ،والغصب،
والنميمة ،وقطيعة الرحم ،وتأخير الصلة عن وقتها ،والكذب ،خصوصا
على رسول ال صلى ال عليه وآله ،وضرب المسلم بغير حق ،وكتمان
الشهادة ،والسعاية إلى الظالمين ،ومنع الزكاة المفروضة ،وتأخير الحج
عن عام الوجوب ،والظهار ،والمحاربة ،وقطع الطريق.
) (1النساء ،31 :وقد مر البحث عن الية مستوفى في ج 79ص ،11 - 10
وشطر منه في ص 2و 3من المجلد المذكور ،راجعه.
][26
والمعروف بين أصحابنا القول الول من هذه القوال ،وهو الصحيح ،ويدل عليه
أخبار كثيرة وأما أخبارنا ففي رواية يونس ) (1عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :سمعته يقول :الكبائر سبع :قتل المؤمن متعمدا ،وقذف
المحصنة ،والفرار من الزحف ،والتعرب بعد الهجرة ،وأكل مال اليتيم
ظلما ،وأكل الربوا بعد البينة ،وكل ما أوجب ال عزوجل عليها النار،
وقال :إن أكبر الكبائر الشرك بال .وفي حسنة ) (2عبيد بن زرارة الكفر
بال عزوجل ،وقتل النفس ،والعقوق وأكل الربوا بعد البينة ،وأكل مال
اليتيم ظلما ،والفرار من الزحف ،والتعرب بعد الهجرة ،وقال عليه السلم:
ترك الصلة داخل في الكفر .وفي رواية مسعدة بن صدقة ) (3عن الصادق
عليه السلم القنوط من رحمة ال ،والياس من روح ال ،والمن من مكر
ال وقتل النفس التي حرم ال ،والعقوق ،وأكل مال اليتيم ،والربوا،
والتعرب بعد الهجرة ،وقذف المحصنة والفرار من الزحف .وفي الحسن بل
الصحيح ) (4عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني ،عن أبيه،
عن جده موسى عليهم السلم أن الصادق عليه السلم قال لعمرو بن عبيد:
أكبر الكبائر الشراك بال ،ثم الياس من روح ال ،ثم المان من مكر ال،
وعقوق الوالدين ،وقتل النفس التي حرم ال إل بالحق ،وقذف المحصنة،
وأكل مال اليتيم ،والفرار من الزحف ،وأكل الربوا ،والسحر ،والزنا،
واليمين الغموس ،والغلول ،ومنع الزكاة المفروضة ،وشهادة الزور،
وكتمان الشهادة ،وترك الصلة متعمدا أو شئ مما فرض ال ونقض
العهد ،وقطيعة الرحم.
) (1الكافي ج 2ص (2) .277الكافي ج 2ص (3) .278الكافي ج 2ص ) .280
(4الكافي ج 2ص ،285وتراه في العيون ج 1ص ،285علل الشرايع
ج 2ص ،78ورواه الصدوق في الفقيه أيضا ج 3ص .368
][27
وروى الصدوق ) (1بسنده المعتبر عن الفضل بن شاذان فيما كتب الرضا عليه
السلم للمأمون الكبائر هي قتل النفس التي حرم ال ،والزنا ،والسرقة،
وشرب الخمر وعقوق الوالدين ،والفرار من الزحف ،وأكل مال اليتيم
ظلما ،وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير ،وما اهل لغير ال به من غير
ضرورة ،وأكل الربوا بعد البينة ،والسحت والميسر ،وهو القمار ،والبخس
في المكيال والميزان ،وقذف المحصنات ،واللواط وشهادة الزور ،واليأس
من روح ال ،والمن من مكر ال ،والقنوط من رحمة ال ،و معونة
الظالمين ،والركون إليهم ،واليمين الغموس ،وحبس الحقوق من غير
عسر ،و الكذب ،والكبر ،والسراف ،والتبذير ،والخيانة ،والستخفاف
بالحج ،والمحاربة لولياء ال ،والشتغال بالملهي ،والصرار على
الذنوب .وروى مثله ) (2باسناده عن العمش عن الصادق عليه السلم
وزاد في أوله الشرك بال ثم ترك معاونة المظلومين وقال في آخره
والملهي التى تصد عن ذكر ال تبارك وتعالى مكروهة كالغناء وضرب
الوتار .ثم قال الصدوق -ره :-الكبائر هي سبع ،وبعدها فكل ذنب كبير
بالضافة إلى ما هو أصغر منه ،وصغير بالضافة إلى ما هو أكبر منه )(3
وهذا معنى ما ذكره الصادق عليه السلم في هذا الحديث من ذكر الكبائر
الزائدة على السبع ،ول قوة إل بال انتهى .ويدل على أن الصدوق انما
يقول بالسبع في الكبائر .وروى أيضا في الصحيح ) (4عن أبى عبد ال
عليه السلم قال :وجدنا في كتاب علي عليه السلم
) (1عيون الخبار ج 2ص (2) .127الخصال ج 2ص (3) .155لكنه ل يصح
على ذلك قوله تعالى " ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
سيئاتكم " فان صريح الية أن الكبائر في مقابلة الصغائر ،ل أنه يصدق
على كل معصية بالضافة أنها صغيرة باعتبار وكبيرة باعتبار (4) .تراه
في الخصال ج 1ص ،131علل الشرايع ج 2ص (*) .160
][28
أن الكبائر خمس :الشرك بال ،وعقوق الوالدين ،وأكل الربوا بعد البينة ،والفرار
من الزحف ،والتعرب بعد الهجرة .وفى رواية معتبرة ) (1أخرى عن عبيد
بن زرارة ،عنه عليه السلم أنها أكل مال اليتيم والفرار من الزحف ،وأكل
الربوا ،ورمى المحصنات ،وقتل المؤمن متعمدا .وعن عبد الرحمن بن
كثير ) (2عنه عليه السلم أنها سبع :الشرك ،وقتل النفس ،و أكل مال
اليتيم ،وعقوق الوالدين ،وقذف المحصنة ،والفرار من الزحف ،وإنكار
حق أهل البيت .وروى العياشي ) (3باسناده عن ميسر ،عن أبى جعفر
عليه السلم قال :كنت أنا و علقمة الحضرمي وأبو حسان العجلى وعبد ال
بن عجلن ننتظر أبا جعفر عليه السلم فخرج علينا فقال :مرحبا وأهل،
وال إنى لحب ريحكم وأرواحكم ،وأنتم لعلى دين ال فقال علقمة :فمن
كان على دين ال تشهد أنه من أهل الجنة ؟ قال :فمكث هنيئة ثم قال:
نوروا أنفسكم ،فان لم تكونوا قرفتم الكبائر فأنا أشهد .قلنا :وما الكبائر ؟
قال هي في كتاب ال على سبع ،قلنا :فعدها علينا جعلنا فداك ،قال :الشرك
بال العظيم ،وأكل مال اليتيم ،وأكل الربوا بعد البينة ،وعقوق الوالدين،
والفرار من الزحف ،وقتل المؤمن ،وقذف المحصنة ،قلنا :مامنا أحد أصاب
من هذه شيئا قال :فأنتم إذا .وروى الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتاب
الغايات ) (4باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
قلت جعلت فداك :مالنا نشهد على من خالفنا بالكفر وبالنار ول نشهد على
أنفسنا ول على أصحابنا أنهم في الجنة ؟ فقال :من ضعفكم ،إذا لم يكن
][29
فيكم شئ من الكبائر ،فاشهدوا أنكم في الجنة ،قلت :أي شئ الكبائر ؟ فقال :أكبر
الكبائر الشرك ،وعقوق الوالدين ،والتعرب بعد الهجرة ،وقذف المحصنة،
و الفرار من الزحف ،وأكل مال اليتيم ظلما ،والربا بعد البينة ،وقتل
المؤمن ،فقلت :الزنا والسرقة ؟ قال :ليس من ذلك .وقد وقع في الخبار
في خصوص بعض ،أنها كبائر كالغناء والحيف في الوصية والكذب على
ال ورسوله والئمة عليهم السلم ،ومعونة الظالمين ،وغيرها .واختلف
أيضا في معنى الصرار على الصغائر فقيل :هو الكثار منها سواء كان من
نوع واحد أو من أنواع مختلفة ،وقيل :المداومة على نوع واحد منها،
ونقل بعضهم قول بأن المراد به عدم التوبة وهو ضعيف .وقسم بعض
علمائنا الصرار إلى فعلي وحكمي فالفعلي هو الدوام على نوع واحد منها
بل توبة أو الكثار من جنسها بل توبة ،والحكمي هو العزم على فعل تلك
الصغيرة بعد الفراغ منها .وهذا مما ارتضاه جماعة من المتأخرين،
والنص خال عن بيان ذلك ،لكن .النسب بالمعنى اللغوى المداومة على
نوع واحد منها والعزم على المعاودة إليها ،قال الجوهري :أصررت على
الشئ أي أقمت ودمت ،وقال في النهاية :أصر على الشئ يصر إصرارا إذا
لزمه وداومه وثبت عليه ،وفي القاموس أصر على المر لزم ،وأما الكثار
من الذنوب وإن لم يكن من نوع واحد بحيث يكون ارتكابه للذنب أكثر من
اجتنابه عنه ،إذا عن له من غير توبة ،فالظاهر أنه قادح في العدالة بل
خلف في ذلك بينهم .وفي كون العزم على الفعل بعد الفراغ منه قادحا فيه
محل إشكال ،لكن روى الكليني ) (1عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم
في قول ال عزوجل " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " ) (2قال:
الصرار أن يذنب الذنب ول يستغفر ،ول يحدث نفسه
][30
بتوبة ،فذلك الصرار .والحديث المشهور " ل صغيرة مع الصرار ول كبيرة مع
الستغفار " يومي إلى أن الصرار يحصل بعدم الستغفار ،بقرينة
المقابلة ،وفي العرف يقال :فلن مصر على هذا المر إذا كان عازما على
العود إليه ،فالقول بكون العزم داخل في الصرار ل يخلو من قوة.
والمشهور ل سيما بين المتأخرين اعتبار المروة في المامة والشهادة،
ول شاهد له من جهة النصوص ،وفي ضبط معناها عبارات لهم متقاربة
المعنى ،وحاصلها مجانبة ما يؤذن بخسة النفس ،ودناءة الهمة من
المباحات والمكروهات ،وصغائر المحرمات التي ل تبلغ حد الصرار كالكل
في السواق والمجامع ،في أكثر البلد ،والبول في الشوارع المسلوكة،
وكشف الرأس في المجامع ،وتقبيل أمته وزوجته في المحاضر ولبس
الفقيه لباس الجندي ،والكثار من المضحكات ،والمضايقة في اليسير التي
ل تناسب حاله ،ويختلف ذلك بحسب اختلف الشخاص والعصار
والمصار والعادات المختلفة .والحق أن ما لم يخالف ذلك الشرع ولم يرد
فيه نهى ل يقدح في العدالة ،ول دليل عليه ،وليس في الخبار منه أثر ،بل
ورد خلفه في أخبار كثيرة ،ومن كان أشرف من رسول ال صلى ال عليه
وآله وكان يركب الحمار العاري ويردف خلفه ،ويأكل ماشيا إلى الصلة،
كما روي ،وكأنهم اقتفوا في ذلك أثر العامة فانها مذكورة في كتبهم ،ولذا
لم يذكر المحقق -ره -ذلك في معناها ،وأعرض منه كثير من القدماء
والمتأخرين .ول يعتبر في العدالة التيان بالمندوبات إل أن يبلغ تركها حدا
يؤذن بقلة المبالت بالدين ،كترك المندوبات أجمع ،قال الشهيد الثاني :ولو
اعتاد ترك صنف منها كالجماعة والنوافل ونحو ذلك ،فكترك الجميع
لشتراكها في العلة المقتضية لذلك نعم لو تركها أحيانا لم يضر .وإذا زالت
العدالة بارتكاب ما يقدح فيها فتعود بالتوبة بغير خلف ظاهرا ،وكذلك من
حد في معصية ثم تاب رجعت عدالته وقبلت شهادته ،ونقل بعض الصحاب
إجماع
][31
الفرقة على ذلك ،ولعل الشهر أنه ل يكفي في ذلك مجرد إظهار التوبة ،بل لبد من
الختبار مدة يغلب معه الظن بأنه صادق في توبته .ومن الصحاب من
اعتبر إصلح العمل ،وأنه يكفى في ذلك عمل صالح ولو تسبيح أو ذكر،
ومنهم من اكتفى في ذلك بتكرر إظهار التوبة والندم .وذهب الشيخ في
موضع من المبسوط إلى الكتفاء في قبول الشهادة باظهار التوبة عقيب
قول الحاكم له تب أقبل شهادتك ،لصدق التوبة المقتضي لعود العدالة ،ول
يخلو من قوة لما رواه الشيخ في الصحيح ) (1عن عبد ال بن سنان قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن المحدود إن تاب أتقبل شهادته ؟ فقال:
إذا تاب وتوبته أن يرجع فيما قال ويكذب نفسه عند المام وعند المسلمين،
فإذا فعل ،فان على المام أن يقبل شهادته بعد ذلك .وبسند معتبر عن أبي
الصباح ) (2الكناني قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن القاذف بعدما
يقام عليه الحد ما توبته ؟ قال :يكذب نفسه قلت :أرأيت إن أكذب نفسه
وتاب أتقبل شهادته ؟ قال :نعم ،ونحوه روي عن يونس ،عن بعض
أصحابه عن أحدهما عليهما السلم .وباسناده عن السكوني ) (3عن أبي
عبد ال عليه السلم أن أمير المؤمنين عليه السلم شهد عنده رجل ،وقد
قطعت يده ورجله نهاره ،فأجاز شهادته وقد تاب وعرفت توبته .وعن
القاسم ) (4بن سليمان قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل
يقذف الرجل فيجلد حدا ثم يتوب ،ول يعلم منه إل خير أتجوز شهادته ؟
فقال :نعم ،ما يقال عندكم ؟ قلت :يقولون توبته فيما بينه وبين ال ،ل تقبل
شهادته أبدا ،قال :بئس ما قالوا ،كان أبي عليه السلم يقول :إذا تاب ولم
يعلم منه إل خير جازت شهادته .وفي الموثق ) (5عن سماعة بن مهران
قال :قال :إن شهود الزور يجلدون جلدا ليس له وقت وذلك إلى المام،
ويطاف بهم حتى يعرفهم الناس ،وأما ) (6قول ال
) (3 - 1التهذيب ج 6ص 245ط نجف ،الكافي ج 7ص = (4) .397ج 6ص
246ط نجف = (5) .ج 10ص 144ط نجف ،الكافي ج 7ص ) .241
(6وهذا ظ.
][32
عزوجل " ول تقبلوا لهم شهادة أبدا إل الذين تابوا " ) (1قلت :كيف تعرف
توبته ؟ قال :يكذب نفسه حين يضرب ويستغفر ربه ،فإذا فعل ذلك فقد ظهر
توبته ومثله كثير .ثم اعلم أن المتأخرين من علمائنا اعتبروا في العدالة
الملكة ،وهي صفة راسخة في النفس تبعث على ملزمة التقوى والمروة،
ولم أجدها في النصوص ،ول في كلم من تقدم على العلمة من علمائنا،
ول وجه لعتبارها .بقي الكلم في أن المعتبر في العدالة المشروطة في
إمام الجماعة والشاهد ،هل هو الظن الغالب بحصول العدالة المستند إلى
البحث والتفتيش ،أم يكفى في ذلك ظهور اليمان ،وعدم ظهور ما يقدح في
العدالة .المشهور بين المتأخرين الول ،وجوز بعض الصحاب التعويل
فيها على حسن الظاهر ،وقال ابن الجنيد :كل المسلمين على العدالة إلى أن
يظهر خلفها ،و ذهب الشيخ في الخلف وابن الجنيد والمفيد في كتاب
الشراف إلى أنه يكفي في قبول الشهادة ظاهر السلم ،مع عدم ظهور ما
يقدح في العدالة ،ومال إليه في المبسوط وهو ظاهر الستبصار ،بل ادعى
في الخلف الجماع والخبار .وقال :البحث عن عدالة الشهود ما كان في
أيام النبي صلى ال عليه وآله ول أيام الصحابة ول أيام التابعين ،وإنما
شئ أحدثه شريك بن عبد ال القاضي ،ولو كان شرطا لما أجمع أهل
المصار على تركه ،والظاهر عدم القائل بالفصل في باب المامة والشهادة
فما يدل على الحال في أحدهما يدل على الحال في الخر ،والقول الخير
أقوى لخبار كثيرة دلت عليه .فقد روي عن الرضا عليه السلم ) (2بسند
صحيح :كل من ولد على الفطرة ،وعرف بالصلح في نفسه جازت
شهادته .وروى الشيخ ) (3عن أبي عبد ال عليه السلم بسند معتبر أنه
قال :خمسة أشياء يجب
على الناس الخذ بظاهر الحكم :الوليات والتناكح والمواريث والذبايح والشهادات
فإذا كان ظاهره ظاهرا مأمونا جازت شهادته ،ول يسأل عن باطنه .ورواه
الصدوق بسند آخر في الخصال ) .(1وروى الشيخ والصدوق أنه سئل أبو
عبد ال عليه السلم عن قوم خرجوا من خراسان أو بعض الجبال ،وكان
يؤمهم رجل ،فلما صاروا إلى الكوفة علموا أنه يهودي ،قال :ل يعيدون )
.(2وروى الشيخ ) (3عن عبد الرحيم القصير قال :سمعت أبا جعفر عليه
السلم يقول :إذا كان الرجل ل تعرفه يؤم الناس يقرء القرآن فل تقرء
خلفه ،واعتد بصلته .وقد ورد في أخبار كثيرة إذا عرض للمام عارض
أخذ بيد رجل من القوم فيقدمه ومن تأمل في عادة العصار السابقة في
مواظبتهم على الجماعات ،وترغيب الشارع في ذلك ،وإشهادهم على
البيوع والجارات ،وساير المعاملت ،وسنن الحكام في قبول الشهادات،
والمراء الذين عينهم النبي صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن
عليهما السلم لذلك ولما هو أعظم منه ،ل ينبغي أن يرتاب في فسحة المر
في العدالة في المقامين .ولو كان التضييق الذي بنوا عليه المر في تلك
العصار ،وجعلوا العدالة تلو العصمة حقا لما كان يكاد يوجد في البلد
العظيمة رجلن يتصف بها ،ولو وجد فرضا كيف يتحملن جميع عقود
المسلمين وطلقهم ونكاحهم وإمامتهم فيلزم تعطل السنن والحكام ،وصار
ذلك سببا لتشكيك الشيطان أكثر الخلق في هذه الزمنة ،وصيرهم بذلك
محرومين عن فضائل الجمعة والجماعة ،وفقنا ال وساير المؤمنين لما
يحب و يرضى ،وأعاذنا وإياهم من متابعة أهل الهوى .قال الشهيد الثاني -
ره :-وهذا القول وإن كان أبين دليل وأكثر رواية ،وحال السلف تشهد به،
وبدونه ل يكاد ينتظم الحكام للحكام ،خصوصا في المدن الكبار،
) (1الخصال ج 1ص (2) .150راجع التهذيب ج 1ص 257ط حجر ،ج 3ص
40ط نجف ،الفقيه ج 1ص ،263ورواه الكليني في الكافي ج 3ص
(3) .378التهذيب ج 3ص .331
][34
والقاضي من المتقدمين يستند إليها لكن المشهور الن بل المذهب خلفه .وقال
سبطه السيد قدس سره في المدارك :قد نقل جمع من الصحاب الجماع
على أن العدالة شرط في المام وان اكتفى بعضهم في تحقيقها بحسن
الظاهر أو عدم معلومية الفسق ،ثم ذكر بعض الروايات التي استدل بها
القوم ،ثم قال :وهذه الخبار ل تخلو من ضعف في سند أو قصور في
دللة ،والمستفاد من إطلق كثير من الروايات وخصوص بعضها الكتفاء
في ذلك بحسن الظاهر ،والمعرفة بفقه الصلة ،بل المنقول من فعل السلف
الكتفاء بما دون ذلك إل أن المصير إلى ما ذكره الصحاب أحوط انتهى.
والذي يظهر لي من الخبار أن المعتبر في الشهادة عدم معلومية الفسق،
وحسن الظاهر ،وفي الصلة مع ذلك المواظبة على الجمعة والجماعة،
وعدم الخلل بذلك بغير عذر ،ولو ظهر فسق نادرا ،وعلم من ظواهر
أحواله التأثر والتألم والندامة ،فهذا يكفي في عدم الحكم بفسقه ،ولو علم
منه عدم المبالة أو التجاهر والتظاهر فهذا قادح لعدالته .ولنذكر زائدا على
ما تقدم بعض ما يدل على ذلك :فمنها ما رواه الصدوق ) (1عن أبيه ،عن
علي بن محمد بن قتيبة ،عن حمدان ابن سليمان ،عن نوح بن شعيب ،عن
محمد بن إسماعيل ،عن صالح بن عقبة ،عن علقمة بن محمد قال :قال
الصادق جعفر بن محمد عليه السلم وقد قلت له :يا ابن رسول ال أخبرني
عمن تقبل شهادته ومن ل تقبل ،فقال :يا علقمة كل من كان على فطرة
السلم جازت شهادته .قال :فقلت له :تقبل شهادة مقترف بالذنوب ؟ فقال:
يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب ،لما قبلت إل شهادات
النبياء والوصياء عليهم السلم لنهم هم المعصومون دون ساير الخلق،
فمن لم تره بعينك يرتكب ،أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل
العدالة والستر ،وشهادته مقبولة ،وإن كان في نفسه مذنبا
][35
ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولية ال عزوجل ،داخل في ولية الشيطان -
ولقد حدثني أبي ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال :من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع ال بينهما في الجنة أبدا،
ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما ،وكان المغتاب في
النار خالدا فيها وبئس المصير إلى آخر ما مر في كتاب اليمان والكفر )
.(1وروي في الخصال والعيون ) (2بأسانيد ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من عامل الناس فلم
يظلمهم ،وحدثهم فلم يكذبهم ،ووعدهم فلم يخلفهم ،فهو ممن كملت
مروته ،وظهرت عدالته ،ووجبت اخوته ،و حرمت غيبته .وروى نحوه )
(3بسند معتبر عن أبي عبد ال عليه السلم .وروى في المجالس )(4
بسنده عن إبراهيم بن زياد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من صلى
خمس صلوات في اليوم والليلة في جماعة ،فظنوا به خيرا وأجيزوا
شهادته .وفيه أيضا ) (5عن هارون بن الجهم ،عن الصادق عليه السلم
قال :إذا جاهر الفاسق بفسقه فل حرمة له ول غيبة .وروى الحميري )(6
في قرب السناد ،عن الصادق ،عن أبيه عليهما السلم قال :ثلثة ليس لهم
حرمة ،وعد منهم الفاسق المعلن الفسق.
][36
وفي كتاب الختصاص ) (1عن الرضا عليه السلم قال :من ألقى جلباب الحياء فل
غيبة له .وروى الشيخ ) (2في الحسن عن البزنطي ،عن أبي الحسن عليه
السلم أنه قال له :جعلت فداك كيف طلق السنة ؟ قال :يطلقها إذا طهرت
من حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين ،كما قال ال تعالى في كتابه ثم
قال في آخر الرواية :من ولد على الفطرة اجيزت شهادته على الطلق بعد
أن يعرف منه خير .وروى الصدوق في الصحيح ) (3عن عبد ال بن
المغيرة ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :من ولد على الفطرة
وعرف بالصلح في نفسه جازت شهادته .وروى ) (4عن النبي صلى ال
عليه وآله أنه قال :من صلى الصلوات الخمس جماعة فظنوا به كل خير.
وروى الكليني ) (5باسناده ،عن يونس بن يعقوب ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :سمعته يقول :من أذنب ذنبا فعلم أن ال مطلع عليه إن شاء
عذبه وإن شاء غفر له غفر له وإن لم يستغفر .وعن أبان بن تغلب )(6
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه
إل غفر ال له قبل أن يستغفر .وعن أبى عبد ال عليه السلم ) (7قال :إن
ال يحب المفتن التواب.
) (1الختصاص ،242 :في ط الكمبانى الخصال وهو سهو (2) .التهذيب ج 2ص
263ط حجر (3) .فقيه من ل يحضره الفقيه ج 3ص 28ومرة اخرى
ص ،29ورواه الشيخ في التهذيب ج 6ص 383بسند وص 384بسند
آخر ط نجف (4) .الفقيه ج 1ص 5) .246و (6الكافي ج 2ص .427
) (7الكافي ج 2ص .432
][37
وعن عمرو بن جميع ) (1قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :من جاءنا يلتمس
الفقه والقرآن وتفسيره فدعوه ،ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها ال
تعالى فنحوه ،فقال رجل من القوم :جعلت فداك وال إني لمقيم على ذنب
منذ دهر اريد أن أتحول عنه إلى غيره ،فما أقدر عليه ،فقال له :إن كنت
صادقا فان ال يحبك ،وما يمنعه أن ينقلك عنه إلى غيره إل لكي تخافه.
وروى الشهيد الثاني ) (2عن الباقر عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين
عليه السلم من سمع النداء فلم يجبه من غير علة فل صلة له ،وقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :ل صلة لمن لم يصل في المسجد مع
المسلمين إل من علة ول غيبة إل لمن صلى في بيته و رغب عن
جماعتنا ،ومن رغب جماعة المسلمين سقطت عدالته ووجب هجرانه و إن
رفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره ،ومن لزم جماعة المسلمين حرمت
غيبته وثبتت عدالته .وروى الشيخ بسند معتبر ) (3عن عبد ال بن أبي
يعفور قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :بما يعرف عدالة الرجل بين
المسلمين حتى يقبل شهادته لهم وعليهم ؟ قال :فقال :أن يعرفوه بالستر
والعفاف ،والكف عن البطن والفرج واليد واللسان ويعرف باجتناب الكبائر
التي أوعد ال عليها النار ،من شرب الخمر ،والزنا ،و الربوا ،وعقوق
الوالدين ،والفرار من الزحف وغير ذلك .والدال على ذلك كله ) (4والساتر
لجميع عيوبه -حتى يحرم على المسلمين تفتيش ما وراء ذلك من عثراته
وغيبته ،ويجب عليهم توليته ،وإظهار عدالته في الناس -
) (1الكافي ج 2ص (2) .442راجع الروضة البهية كتاب الصلة الفصل الحادى
عشر (3) .التهذيب ج 6ص 241ط نجف باب البينات (4) .رواه
الصدوق في الفقيه ج 3ص 24وفيه :والدللة على ذلك كله أن يكون
ساترا لجميع عيوبه الخ.
][38
التعاهد ) (1للصلوات الخمس إذا واظب عليهن ،وحافظ مواقيتهن باحضار جماعة
المسلمين وأن ل يتخلف عن جماعتهم في مصلهم إل عن علة .وذلك أن
الصلة ستر وكفارة للذنوب ،ولو لم يكن ذلك لم يكن لحد أن يشهد على
أحد بالصلح ،لن من لم يصل فل صلح له بين المسلمين ،لن الحكم
جرى فيه من ال ومن رسول ال صلى ال عليه وآله بالحرق في جوف
بيته .قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل صلة لمن ل يصلي في
المسجد مع المسلمين إل من علة .وقال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل
غيبة إل لمن يصلي في بيته ورغب عن جماعتنا .ومن رغب عن جماعة
المسلمين وجب على المسلمين غيبته ،وسقطت بينهم عدالته ،ووجب
هجرانه ،وإذا رفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره فان حضر جماعة
المسلمين وإل احرق عليه بيته ،ومن لزم جماعتهم حرمت عليهم غيبته،
وثبتت عدالته بينهم .ومن تأمل في هذه الخبار حق التأمل اتضح له ما
ذكرناه غاية التضاح ،ل سيما الخبر الخير ،وهو مروي في الفقيه بسند
صحيح بأدنى تفاوت ) (2فانه
) (1التعاهد خبر قوله " :الدال على ذلك " وما بين العلمتين جملة معترضة،
ولكن في لفظ الفقيه هكذا " ،ويكون منه التعاهد للصلوات " الخ(2) .
لفظ الفقيه هكذا " :ويكون منه التعاهد للصلوات الخمس إذا واظب
عليهن وحفظ مواقيتهن بحضور جماعة من المسلمين وأن ل يتخلف عن
جماعتهم في مصلهم ال من علة ،فإذا كان كذلك لزما لمصله عند
حضور الصلوات الخمس ،فإذا سئل عنه في قبيلته ومحلته قالوا :ما رأينا
منه ال خيرا مواظبا على الصلوات متعاهدا لوقاتها في مصلة ،فان ذلك
يجيز شهادته وعدالته بين المسلمين .وذلك أن الصلة ستر وكفارة
للذنوب ،وليس يمكن الشهادة على الرجل بأنه يصلى إذا كان ل يحضر
مصله ،ويتعاهد جماعة المسلمين ،وانما جعل الجماعة والجتماع إلى
الصلة لكى يعرف من يصلى ممن ل يصلى ،ومن يحفظ مواقيت الصلة
ممن يضيع- .
][39
يستفاد منها أن الذي يقدح في العدالة فعل الكبيرة التي أوعد ال عليها النار ،وأنه
يكفي في الحكم بها أن يظهر من حال المكلف كونه ساترا لعيوبه ،ملزما
لجماعة المسلمين ،بل الظاهر من آخر الخبر الكتفاء بلزوم جماعتهم.
وسيأتي تمام القول فيه في أبواب الشهادات ) (1إنشاء ال تعالى ،وقد
مضى تحقيق الكبائر والعدالة وغير ذلك في أبواب المناهي ) (2وأبواب
اليمان والكفر ) .(3ثم اعلم أن أكثر الخبار الواردة في اشتراط العدالة
إنما هي في الشهادة ،ولم يرد هذا اللفظ في باب الجماعة ،والخبار
الواردة فيها منها هذا الخبر ) (4وهو مع ضعفه إنما يدل على عدم
التجاهر بالفسق .ومنها ) (5ما رواه الشيخ ،عن أبي علي بن راشد قال:
قلت لبي جعفر عليه السلم :إن مواليك قد اختلفوا فاصلي خلفهم جميعا ؟
فقال :ل تصل إل خلف من تثق بدينه وأمانته .وهو مع عدم صحته إنما يدل
على المنع من الصلة خلف من يكون فاسد
ولول ذلك لم يمكن أحد أن يشهد على آخر بصلح ،لن من ل يصلى ل صلح له
بين المسلمين ،فان رسول ال )صلى ال عليه واله( هم بأن يحرق قوما
في منازلهم لتركهم الحضور لجماعة المسلمين ،وقد كان منهم من يصلى
في بيته فلم يقبل منه ذلك ،وكيف تقبل شهادة أو عدالة بين المسلمين
ممن جرى الحكم من ال عزوجل ومن رسوله صلى ال عليه وآله فيه
الحرق في جوف بيته بالنار ،وقد كان يقول رسول ال صلى ال عليه
وآله ل صلة لمن ل يصلى في المسجد مع المسلمين ال من علة(1) .
راجع ج 104ص (2) .320 - 314راجع ج 79ص (3) .16 - 2راجع
ج 70ص ،4 - 1ولكن هذه البواب الثلثة غير مبيضة بيد المؤلف
العلمة ،ول يوجد فيها بحث كامل (4) .يعنى خبر الخصال الذى تقدم ص
(5) .23التهذيب ج 1ص 329ط حجر.
][40
العقيدة ،أو يكون خائنا في أموال المسلمين أو أعراضهم .ومنها ما رواه أيضا )(1
عن سعيد بن إسماعيل ،عن أبيه قال :سألته عن الرجل يقارف الذنوب
يصلى خلفه أم ل ؟ قال :ل .وهو أيضا مع عدم الصحة ،يدل على المنع من
الصلة خلف من يكون مصرا على اقتراف جميع الذنوب ،مكثرا منها ،فان
المضارع يدل على الستمرار التجددي ،والذنوب جمع معرف باللم ،يفيد
العموم ،ولو قيل بأن اقتراف جميع الذنوب بعيد ،فل أقل من الدللة على
ارتكاب كثير من الذنوب ،مع العلم بها ،ل مع الحتمال والتوهم .ومنها
صحيحة عمر بن يزيد ) (2قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن إمام ل
بأس به في جميع اموره ،عارف غير أنه يسمع أبويه الكلم الغليظ الذي
يغيظهما ،أقرأ خلفه ؟ قال :ل تقرأ خلفه ما لم يكن عاقا قاطعا .وهذا يدل
على جواز الصلة خلف المصر على الصغيرة ،وعدمه خلف العاق قال في
الذكرى :ويحمل ذلك على أنه غير مصر إذ الصرار على الصغاير يلحقها
بالكبائر ،إن جعلنا هذا صغيرة ،وتحريم أن يقول لهما اف يؤذن بعظم
حقهما ،وبأن المتخطي نهي ال فيهما على خطر عظيم انتهى .وبالجملة
هذا الخبر وإن كان صحيحا فهو مشتمل على ما لم يقولوا به ،والحمل على
عدم الصرار في غاية البعد .ومنها ما روي ) (3من المنع من الصلة
خلف شارب الخمر والنبيذ .ومنها ما ورد من المنع من الصلة خلف
الفاجر ) (4والظاهر منها خلفاء
) (1التهذيب ج 1ص 254و 332ط حجر ،الفقيه ج 1ص (2) .249التهذيب ج
1ص ،254الفقيه ج 1ص (3) .248راجع السرائر(4) .484 :
الخصال ج 2ص 151في خبر العمش وقد مر.
][41
الجور وأتباعهم ،وكذا أخبار أبي ذر الظاهر ) (1من بعضها المامة الكبرى ،ومن
بعضها الصلة خلف المنافقين والمخالفين ،كما كان دأبه من التعريض
بعثمان وأتباعه ولذا أخرجه وطرده رضي ال عنه .فمع قطع النظر عن
الجماع المنقول يشكل إثبات اشتراط العدالة بمحض هذه الخبار ،ل سيما
على طريقة القوم ،حيث ل يعملون بالخبار الضعيفة ،ويمكن حملها على
الكراهة ،واستحباب رعاية هذا القدر الذي يستفاد من الخبار إذ لم يثبت
كون النهي حقيقة في التحريم ،ل سيما في الخبار ،ومع تسليم جميع ذلك
فل يتخطى مدلولها كما عرفت .وأما الجماع فمع ثبوته فانما هو حجة فيما
ثبت فيه ،فل يمكن التمسك به فيما اختلف فيه من عدد الكبائر ،واعتبار
الملكة والمروة وأمثالها كما عرفت ) .(2وإنما أطنبنا الكلم في هذا المقام
لئل يصغي المؤمن المتدين إلى شبهات شياطين الجن والنس،
ووساوسهم ،فيترك فضيلة الجماعة وفريضة الجمعة ،الثابتتين بالخبار
المتواترة بمحض الحتياط في العدالة التى سبيلها ما عرفت ،ومع ذلك
ينبغى أن ل يترك الناقد الخبير المتدين البصير الحتياط في أمر دينه
وصلته ،ويطلب من يثق بدينه وقراءته وزهده وعبادته ،فان لم يجد
فليحتط إما بتقديم الصلة قبلها أو العادة بعدها وذلك بعد أن يفرغ نفسه
ويخلى قلبه عن دواعي الحقد والحسد ،وساير المراض النفسانية
والغراض الفاسدة ،فإذا فعل ذلك فسيرشده ال إلى ما يحب ويرضى ،كما
قال تعالى " :والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " ) - 2 .(3العلل :عن
أبيه ،عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن عبد ال بن ميمون
) (1الفقيه ج 1ص ،247علل الشرايع ج 2ص ،15التهذيب ج 1ص (2) .254
وذلك لما مر أن الجماع دليل لبى ل اطلق له ول عموم ول يثبت به ال
القدر المتيقن من مفهوم العدالة ،وهو اجتناب الكبائر التى اوعد ال
عليها النار (3) .العنكبوت.69 :
][42
القداح ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهم السلم قال :كن يؤمرن النساء في
زمن رسول ال صلى ال عليه وآله أن ل يرفعن رؤسهن إل بعد الرجال،
لقصر ازرهن ) .(1قال :وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يسمع صوت
الصبي يبكي وهو في الصلة فيخفف الصلة فتصير إليه امه )- 3 .(2
قرب السناد :عن محمد بن عيسى والحسن بن طريف وعلي بن إسماعيل
جميعا ،عن حماد بن عيسى ،عن الصادق عليه السلم قال :قال علي عليه
السلم :كن النساء مع النبي صلى ال عليه وآله وكن يؤمرن أن ل يرفعن
رؤسهن قبل الرجال لضيق الزر ) .(3بيان :رواه الصدوق في الفقيه
مرسل ) (4مثل الخير ،فقيل :المراد أزر الرجال فانها لما كانت مضيقة
كان يقع نظرهن أحيانا إلى فروج الرجال إذا رفعن رؤوسهن قبلهم ،ويرد
عليه أنه على هذا كان ينبغي نهي الرجال عن لبس مثل تلك الزر ،لبطلن
صلتهم بكشف العورة ولو في بعض أحوال الصلة ،إل أن يقال :إنهم
كانوا مضطرين ،ولم يكن لهم غيرها ،أو كان يرى حجم عورتهم بناء على
أنه ل يجب ستره كما هو المشهور ،وقيل :المراد ازر النساء فان الرجال
كانوا ينظرون من بين الرجلين أو بطرف العينين إلى النساء في وقت رفع
الرأس عن السجود ،وكان لضيق ازرهن
) (1في هامش المصدر المطبوع " :لقصر أزرهم " نقل عن بعض النسخ ،وهو
الظاهر عندي ،وذلك لن الزار انما يكون في حال الركوع ساترا للفخذين
إذا كان طويل بحيث يستر الساقين إلى نصفهما كما كان يلبسه رسول ال
صلى ال عليه وآله كذلك وأما سائر الناس فيظهر من هذا الخبر أن
أزرهم كانت قصيرة ل تستر الفخذين ال حال القيام ،واما حال الركوع
فترتفع ويظهر أسافل الفخذين )وهو مكروه عند بعض وغير مجوز عند
آخرين( ولذلك أمر النساء أن ل يرفعن رؤسهن قبلهم (2) .علل الشرايع
ج 2ص (3) .33قرب السناد 14 :ط نجف (4) .الفقيه ج 1ص .259
)*(
][43
يرون بعض محاسنهن أو زينتهن كما قيل في نزول قوله سبحانه " :ولقد علمنا
المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين " وقد مر ) .(1وقد يصحف
ويقر الزز بالزائين المعجمتين ،قال في النهاية :في حديث سمرة كسفت
الشمس على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله فانتهيت إلى المسجد فإذا
هو بأزز :أي ممتلئ بالناس ،يقال :أتيت الوالي والمجلس أزز أي كثير
الزحام ،ليس فيه متسع والناس أزز إذا انضم بعضهم إلى بعض انتهى،
وهذا مع أنه مخالف للنسخ ،ل يستقيم التعليل إل بتكلف ،والخبر الول
يؤيد الثاني ،وما سيأتي من المكارم يؤيد الول - 4 .قرب السناد :عن
الحسن بن طريف ،عن الحسين بن علوان ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه
عليهما السلم أن عليا عليه السلم كان يقول :المرءة خلف الرجل صف
ول يكون الرجل خلف الرجل صفا ،إنما يكون الرجل إلى جنب الرجل عن
يمينه ) .(2ومنه :عن السندي بن محمد ،عن أبي البختري ،عن جعفر بن
محمد ،عن أبيه عن علي عليه السلم قال :قال :رجلن صف ،فإذا كانوا
ثلثة تقدم المام ) .(3وبهذا السناد عن علي عليه السلم قال :الصبي عن
يمين الرجل في الصلة إذا ضبط الصف جماعة ،والمريض القاعد عن
يمين المصلى هما جماعة ،ول بأس بأن يؤم المملوك إذا كان قاريا وكره
أن يؤم العرابي لجفائه عن الوضوء والصلة ) .(4بيان :يستفاد من هذه
الخبار أحكام :الول :تحقق الجماعة بمأموم واحد ،ول خلف فيه بين
الصحاب .الثاني :تحققه بالمريض وهو أيضا كذلك .الثالث :تحققه
بالمرءة وهو ايضا كذلك.
) (1الحجر (2) .24 :قرب السناد ص 72ط نجف (3) .قرب السناد ص 92ط
نجف (4) .قرب السناد ص 95ط نجف.
][44
الرابع :تحققه بالصبي إذا كان مميزا ،فانه الظاهر من ضبط الصف أي يستقر مكانه
ول يلعب ويأتي بالصلة ،وما يجب في القتداء ،ومثل هذا ل يكون إل
مميزا ،وظاهر الكثر أنه كذلك وذكره في المنتهى بغير تعرض لخلف إل
لبعض العامة ،وقال في الذكرى :تنعقد الجماعة بالصبي المميز لن ابن
عباس ائتم بالنبي صلى ال عليه وآله وكان إذ ذاك غير بالغ ،وأما إمامته
فسيأتي القول فيه .الخامس :أن المأموم إذا كان رجل واحدا يقف عن يمين
المام ،والمشهور أنه على الستحباب حتى قال في المنتهى :هذا الموقف
سنة ،فلو خالف بأن وقف الواحد على يسار المام أو خلفه لم تبطل صلته
عند علمائنا أجمع ،وحكى في المختلف عن ابن الجنيد القول بالبطلن مع
المخالفة ) ،(1والحوط عدم المخالفة .السادس :لو كان المأموم امرءة
وجب التأخير إن قلنا بتحريم المحاذات وإل استحب ،وكذا تأخرها عن
الرجال المأمومين ،والصبيان كما ذكره الصحاب ،والحتياط في التأخر في
هذا المقام ألزم من غيره ،لورود الروايات الكثيرة مع عدم المعارض،
ويستحب للمرءة الواحدة مع التأخر أن تقف عن يمين المام ]لصحيحة
هشام بن سالم ،وإن كان مع الرجل الواحد امرءة أو أكثر ،وقف الرجل عن
يمين المام[ ) (2والنساء خلفه لرواية القاسم بن الوليد ) (3والحكمان
مذكوران في المنتهى وغيره .السابع :أن المأموم إذا كان رجلين أو أكثر
يقفون خلفه والكلم في الستحباب والوجوب كما مر .الثامن :ظاهر
الخبار أن من يقف عن يمين المام يقف محاذيا له من غير تأخر كما هو
ظاهر الكثر ،وأوجب ابن إدريس في ظاهر كلمه التقدم بقليل ،وتدفعه
) (1يريد إذا كان المأموم عالما بالسنة النبوية صلى ال عليه وآله وأمكنه القيام
عن يمين المام ومعذلك خالفها رغبة عنها (2) .بل رواية فضيل بن
يسار في التهذيب ج 1ص (3) .329التهذيب ج 1ص ،329ط حجر.
][45
ظواهر الخبار ولو وجب التأخر لذكر ،وإل لزم تأخير البيان عن وقت الحاجة،
ولنه لو كان شرطا لما أمكن اختلف اثنين في المامة ،إل بأن يتوهم كل
منها التقدم وهو بعيد وقد ورد به الخبر .ثم إن التقدم والتساوي بأي شئ
يعتبران ؟ فمنهم من أحالوهما على العرف وذكر جماعة من الصحاب أن
المعتبر التساوي بالعقاب ،فلو تساوى العقبان لم يضر تقدم أصابع رجل
المأموم أو رأسه وصدره ،ولو تقدم عقبه على عقب المام لم ينفعه تأخر
أصابعه ورأسه .واستقرب العلمة في النهاية اعتبار التقدم بالصابع
والعقب معا ،وصرح بأنه ل يقدح في التساوي تقدم رأس المأموم في
حالتي الركوع والسجود ومقاديم الركبتين والعجاز في حال التشهد،
وليست هذه التفاصيل في شئ من النصوص ،والعرف مضطرب ،والحوط
رعاية الجميع كما اختاره الشهيد الثاني ره .ثم الظاهر على القول
بالمحاذاة الحقيقية تحقق كونه خلفه بقليل من التأخر والحوط التأخر
بعرض بدنه أو بما يقال عرفا أنه خلفه ،أما التأخر بجميع بدنه في أحوال
الركوع والسجود والتشهد ،فالظاهر أنه غير لزم ولعله أولى .التاسع:
جواز إمامة المملوك إذا صحت قراءته كما هو المشهور ومنع منه
بعضهم ،قال في الذكرى :اختلف في إمامة العبد فقال في المبسوط
والنهاية :ل يجوز أن يؤم الحرار ،ويجوز أن يؤم مواليه إذا كان أقرءهم،
وقال ابن بابويه في المقنع :ول يؤم العبد إل أهله لرواية السكوني )(1
وأطلق ابن حمزة أن العبد ل يؤم الحر ،وجوز إمامته مطلقا ابن الجنيد
وابن إدريس ،وأطلق الشيخ في الخلف جواز إمامته .قال وفي بعض
رواياتنا ) (2أن العبد ل يؤم إل موله ،وقال أبو الصلح يكره والبحث عن
الجواز ،وإن كان الحر مقدما عليه عند التعارض انتهى ،والجواز
][46
أقوى .العاشر :تدل على كراهة إمامة العرابي لجفائه ،أي بعده عن معرفة أحكام
الوضوء والصلة والتعليل يقتضي أن كل من كان كذلك تكره إمامته،
والعرابي نسبة إلى العراب وهم سكان البادية ،سواء كانوا من العرب أو
العجم ،والمهاجر من هجر إلى النبي صلى ال عليه وآله والمام عليه
السلم ،وقيل :المهاجر في زماننا سكان المصار المتمكنين من تحصيل
معرفة الحكام .ثم ظاهر الرواية كراهة إمامة العرابي مطلقا وقيد أكثر
الصحاب الحكم بامامته بالمهاجرين ،لحسنة إبراهيم بن هاشم ) .(1ثم
اختلفوا فيه فذهب الشيخ وجماعة من الصحاب إلى التحريم ،وذهب
آخرون إلى الكراهة ،وفصل المحقق في المعتبر ،فقال :والذي نختاره أنه
إن كان ممن ل يعرف محاسن السلم ول وصفها ،فالمر كما ذكروه ،وإن
كان وصل إليه ما يكفيه اعتماده ويدين به ،ولم يكن ممن يلزمه المهاجرة
وجوبا ،جاز أن يؤم إلى آخر ما قال قدس سره .وما اختاره ل يخلو من
قوة ،وإن كان الحوط عدم القتداء به مطلقا لورود الخبار الصحيحة
بالمنع مطلقا لكن تحقق الهجرة في زماننا غير معلوم إذ ل خلف في
وجوب الهجرة قبل الفتح ،وأما بعده فقيل نسخت لقوله صلى ال عليه وآله
" ل هجرة بعد الفتح " وقبل :كانت باقية بعده ،وفي أعصار الئمة عليهم
السلم وأما في زمن الغيبة فيشكل الحكم بوجوبها ،وتحقق مفهومها،
ودخولها تحت اللفاظ الواردة في الخبار .نعم تعلم الحكام الضرورية
واجب بحسب المكان على أهل البوادي والمصار فلو أخلوا بذلك كانوا
فساقا من هذه الجهة ،بل كانت صلتهم باطلة مع جهلهم بأحكا مها فمن
تلك الجهة ل يجوز القتداء بهم وفي الخبر إيماء إليه .الحادى عشر :يدل
على جواز اقتداء القاعد بالقائم ،ول خلف فيه.
][47
ثم اعلم أن في التهذيب ) (1هكذا " والمريض القاعد عن يمين الصبي " فيحتمل
وجهين أحدهما أن يكون المراد قعوده خلف المام البالغ عن يمين الصبي
فالغرض بيان جواز ايتمام القاعد بالقائم ،وثانيهما أن يكون المراد كون
الصبى إماما والمريض مؤتما فيكون الغرض بيان أدون افراد الجماعة
وأخفاها من جهة المام والمأموم معا ،فيدل على جواز إمامة الصبي كما
قيل - 5 .قرب السناد :عن الحسن بن طريف ،عن الحسين بن علوان ،عن
جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلم قال :كان الحسن والحسين عليهما
السلم يقرآن خلف المام ) .(2تبيين " :خلف المام " أي أئمة الجور
الذين كانوا في زمانهما عليهما السلم ،كانا يصليان خلفهم تقية ،ول
ينويان القتداء بهم ،وكانا يقرآن ويصليان لنفسهما .ويستحب حضور
جماعتهم استحبابا مؤكدا كما ذكره الكثر ،ودلت عليه الخبار ،ويجب عند
التقية ،لكن يستحب أن يصلي في بيته ثم يأتي ويصلي معهم إن أمكن )(3
وإل فيجب أن يقرأ لنفسه ،ول تسقط القراءة عنه باليتمام بهم على
المشهور ،بل قال في المنتهى :ل نعرف فيه خلفا ،ول يجب الجهر
بالقراءة في الجهرية ،وتجزيه الفاتحة وحدها مع تعذر قراءة السورة ،وإن
قلنا بوجوبها ،ول خلف فيها ظاهرا .ولو ركع المام قبل إكمال الفاتحة
فقيل إنه يقرء في ركوعه وقيل تسقط القراءة للضرورة كما قطع به في
التهذيب ،حتى قال :إن النسان إذا لم يلحق القراءة معهم جاز له ترك
القراءة ،والعتداد بتلك الصلة ،بعد أن يكون قد أدرك الركوع والحوط
العادة حينئذ وكذا لو قرء في النفس تقية - 6 .ثواب العمال :عن محمد
بن الحسن بن الوليد ،عن محمد بن الحسن الصفار ،عن يعقوب بن يزيد،
عن حماد بن عيسى ،عن حريز ،عن زرارة ومحمد بن
) (1التهذيب ج 1ص (2) .262قرب السناد ص 73ط نجف (3) .راجع في ذلك
ج 82ص .339 - 338
][48
مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان أمير المؤمنين عليه السلم يقول :من
قرأ خلف إمام يأتم به فمات ،بعث ]ه ال[ على غير الفطرة ) .(1المحاسن:
عن أبي محمد ،عن حماد مثله ) .(2السرائر :نقل من كتاب حريز عنهما
مثله ) .(3بيان " :على غير الفطرة " أي فطرة السلم مبالغة ،ولعله
محمول على الجهرية إذا سمع القراءة ،ويحتمل شموله للخفاتية .واختلف
الصحاب في هذه المسألة اختلفا شديدا قال الشهيد الثاني روح ال
روحه :تحرير محل الخلف في القراءة خلف المام وعدمها أن الصلة إما
جهرية أو سرية ،وعلى الول إما أن يسمع سماعا أول ،وعلى التقديرات
فاما أن يكون في الولتين أو الخيرتين ،فالقسام ستة ،فابن إدريس
وسلر أسقطا القراءة في الجميع لكن ابن إدريس جعلها محرمة وسلر
جعل تركها مستحبا وباقي الصحاب على إباحة القراءة في الجملة لكن
يتوقف تحقيق الكلم على تفصيل فنقول :إن كانت الصلة جهرية ،فان
سمع في اولييهما ولو همهمة سقطت القراءة فيها إجماعا ،لكنه هل
السقوط على وجه الوجوب بحيث تحرم القراءة ؟ فيه قولن أحدهما
التحريم ذهب إليه جماعة منهم العلمة في المختلف والشيخان )(4
والثاني الكراهة
) (1ثواب العمال (2) .207 :المحاسن (3) .79 :السرائر (4) .472 :قد عرفت
ذيل قوله تعالى العراف " 204 :وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا
لعلكم ترحمون " أن النصات والستماع في هذه الية مؤولة إلى
الصلوات الجهرية بالجماعة بتأويل النبي صلى ال عليه وآله فصار
النصات لقراءة المام سنة في فريضة الخذ بها هدى وتركها ضللة
وكل ضللة في النار .لكنه على حد سائر السنن انما يكون ترك النصات
محرما ،إذا كان ذلك رغبة عن -
][49
وهو قول المحقق والشهيد .وإن لم يسمع فيهما أصل ،جازت القراءة بالمعنى
العم ،لكن ظاهر أبي الصلح الوجوب ،وربما أشعر به كلم المرتضى
أيضا ،والمشهور الستحباب ،و على القولين فهل القراءة للحمد والسورة
أو للحمد وحدها ؟ قولن ،وصرح الشيخ بالثاني .وأما أخيرتا الجهرية،
ففيهما أقوال أحدها وجوب القراءة مخيرا بينها وبين التسبيح ،وهو قول
أبي الصلح وابن زهرة ،والثاني استحباب قراءة الحمد وحدها
السنة ،واما إذا كان ساهيا أو جاهل أو ناسيا أو ل يدرى فل شئ عليه .هذا إذا
سمع القراءة أو همهمة المام بالقراءة ،وأما إذا لم يستمع حتى همهمة
المام بعد كمال النصات ،فهو خارج عن مورد هذه السنة موضوعا كما
في الصلوات الخفاتية حيث ل جهر بالقراءة حتى يجب النصات
والستماع ،والحسن الشبه حنيئذ أن يذكر ال عزوجل كما يذكره في
الخريين من الصلوات الرباعية حيث ل قراءة رأسا ،فيقول " :سبحان
ال وبحمده استغفر ال ربى وأتوب إليه " ثلثا ثم شفعا شفعا حتى يفرغ
المام عن قراءته ويركع .وأما قراءة المأموم لنفسه ،فهى مرجوحة ،فان
المام يتحمل عن المأمومين قراءتهم مطلقا فانه الوافد بجماعة من خلفه
إلى ال تعالى والشفيع لهم عنده عزوجل بارزا عن صفوفهم يقرء من
قبلهم ويتكلم فيما يهمهم بأجمعهم ،سواء جهر بقراءته علنا أو أخفت
فيها مناجاة ،فلو قرء المأموم أيضا لنفسه ،كان كأنه ل يعبأ بالمام
وشفاعته منفردا في صلته وهذا خلف .ولو سكت تعويل على قراءة
المام وشفاعته ،كان له ،لكنه أيضا مكروه فان الساكت عن ذكر ال انما
يسكت لسانه ،وأما جنانه فل يسكت أبدا ،بل يشتغل بالحاديث النفسانية
يذهب ههنا وههنا كالساهي عن الصلة والغافل عن الحضور عند ال
عزوجل ،وهذا مرجوح وسيمر عليك من أحاديث أهل البيت عليهم
صلوات ال الرحمن ما ينص على ذلك من دون اختلف فيها.
][50
وهو قول الشيخ ،والثالث التخيير بين قراءة الحمد والتسبيح استحبابا ،وهو ظاهر
جماعة منهم العلمة في المختلف .وإن كانت إخفاتية ففيهما أقوال أحدها
استحباب القراءة فيها مطلقا وهو ظاهر كلم العلمة في الرشاد ،وثانيها
استحباب قراءة الحمد وحدها ،وهو اختياره في القواعد والشيخ -ره -
ثالثها سقوط القراءة في الولتين ووجوبها في الخيرتين مخيرا بين الحمد
والتسبيح ،وهو قول أبي الصلح وابن زهرة ،ورابعها استحباب التسبيح
في نفسه وحمد ال ،أو قراءة الحمد مطلقا ،وهو قول نجيب الدين يحيى
بن سعيد ،ولم أقف في الفقه على خلف في مسألة يبلغ هذا القدر من
القوال انتهى كلمه رحمه ال .والخبار فيها مختلفة جدا ولعل الوجه في
الجمع بينها حرمة القراءة فيما يجهر فيه المام مع سماعه ولو همهمة،
ومرجوحيتها فيما يخفت فيه مطلقا سواء كانت الوليان أو الخريان ،ول
يبعد القول بالتحريم فيها ،واستحباب القراءة فيما يجهر فيه إذا لم يسمع
الهمهمة ،والحوط عدم الترك والظاهر جواز الكتفاء بالحمد فقط .فائدة
الظاهر استحباب دعاء التوجه للمأموم إذا لم يسمع قراءة المام فإذا شرع
المام في القراءة وهو يسمع ،فالظاهر وجوب الترك ،وإذا سمع الهمهمة
ففيه إشكال ،ولعل الحوط الترك ،قال في الذكرى :هل يستحب للمأموم
دعاء التوجه ؟ الوجه ذلك ،للعموم ،نعم لو كان يشغله الستفتاح عن
السماع أمكن استحباب تركه ،وقطع الفاضل بأنه ل يستفتح إذا اشتغل به.
- 7المعتبر :روى عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم :إذا
كان مأمونا على القراءة فل تقرأ خلفه في الخيرتين ) .(1وعن أبي
خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا كنت في الخريين فقل للذين
][51
خلفك يقرؤن فاتحة الكتاب ) - 8 .(1السرائر :روي أنه ل قراءة على المأموم في
جميع الركعات والصلوات سواء كانت جهرية أو إخفاتية وهي أظهر
الروايات ) .(2وروي أنه ينصت فيما جهر المام فيه بالقراءة ،ول يقرء
هو شيئا وتلزمه القراءة فيما خافت ) .(3وروي أنه بالخيار فيما خافت فيه
المام ) .(4وروي أنه ل قراءة على المأموم في الخيرتين ول تسبيح ).(5
وروي أنه يقرأ فيهما أو يسبح ) - 9 .(6مجالس ابن الشيخ :عن والده،
عن المفيد ،عن الجعابى ،عن ابن عقدة عن محمد بن عبد ال بن غالب،
عن الحسين بن رباح ،عن ابن عميرة ،عن محمد بن مروان ،عن ابن أبي
يعفور ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ثلثة ل تقبل لهم صلة ،منهم
رجل أم قوما وهم له كارهون ) .(7بيان :قطع أكثر الصحاب بكراهة من
يكره المأمومون ،والخبار في ذلك كثيرة ،وقال العلمة في التذكرة :يكره
أن يؤم قوما وهم له كارهون ،قال علي عليه السلم لرجل أم قوما وهم له
كارهون :إنك لخروط ،والقرب أنه إن كان ذا دين يكرهه القوم لذلك لم
يكره انتهى .والعجب أنه رحمة ال عليه قال في المنتهى :ل يكره إمامة
من يكرهه المأمومون أو أكثرهم إذا كان بشرايطهم ،خلفا لبعض
الجمهور ،لنا قوله صلى ال عليه وآله :يؤمكم أقرؤكم وذلك عام ،ول
اعتبار بكراهة المأمومين له إذ الثم إنما يتعلق بمن كرهه ل به انتهى،
والخروط هو الذي يتهور في المور ويركب رأسه في كل ما يريد بالجهل،
وقلة المعرفة بالمور.
) (1راجع التهذيب ج 1ص (6 - 2) .331السرائر (7) .61 :أمالى الطوسى ج 1
ص .196
][52
- 10كتاب المسائل :لعلى بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن
الرجل هل يحل له أن يصلى خلف المام فوق دكان ؟ قال إذا كان مع القوم
في الصف فل بأس ) .(1بيان :في الصف أي محاذيا لصفوفهم أو قريبا
منها ،ويدل على جواز علو المأموم على المام ،وبه قطع الصحاب )(2
ويظهر من المنتهى أنه إجماعي وأما ارتفاع موقف المام عن المأمومين
فالمشهور عدم الجواز في غير الرض المنحدرة وربما ينقل فيه الجماع
وذهب الشيخ في الخلف إلى الكراهة ،ورجحه بعض المتأخرين وتردد فيه
المحقق في المعتبر ،وهو في محله ،لن مستند الحكم خبر عمار الساباطي
) (3وهو مع عدم صحته في غاية التشويش والضطراب .واختلفوا في
مقدار العلو المانع ،فقيل إنه القدر المعتد به ،وقيل قدر شبر ،وقيل ما ل
يتخطى ) (4وقر به في التذكرة وقال :لو كان العلو يسيرا جاز إجماعا .ثم
إن قلنا بالمنع فهل يختص البطلن بصلة المأمومين ،أم يعم صلة المام
) (1راجع المسائل المطبوع في البحار ج 10ص (2) .253ويدل عليه قوله تعالى
لمريم وهى في غرفة العبادة ل يجوز لها أن تخرج منها ال لضرورة " يا
مريم اقنتي لربك واسجدي واركعى مع الراكعين " فكان يركع من فوق
غرفته مع من يركع مجتمعا في صحن معبدهم اقتداء بزكريا عليه السلم
أو غيره من النبياء والعباد الصالحين (3) .تراه في الكافي ج 3ص
،286فقيه من ل يحضره الفقيه ج 1ص 254 - 253التهذيب ج 1ص
261و 333ط حجر ج 3ص 53ط نجف (4) .ما ورد من رواية زرارة
)ج 1ص 253من الفقيه ،ج 3ص 385من الكافي ج 3ص 52من
التهذيب ط نجف( وأى صف كان أهله يصلون بصلة امام وبينهم وبين
الصف الذى يتقدمهم ما ل يتخطى فليس تلك لهم بصلة ...وأيما امرءة
صلت خلف امام بينها وبينه ما ل يتخطى فليس لها تلك بصلة "
الحديث ،فليس في مورد علو المام عن مقام المأمومين أو بالعكس ،بل -
][53
أيضا ،الذي ذكره الصحاب الول ،وذهب بعض العامة إلى الثاني وهو ضعيف11 .
-ثواب العمال :بالسناد المتقدم في الباب السابق ،عن أبي هريرة وابن
عباس ،عن النبي صلى ال عليه وآله :من أم قوما ولم يقتصد بهم في
حضوره وقراءته وركوعه و سجوده وقعوده وقيامه ،ردت عليه صلته،
ول تجاوز تراقيه ،وكانت منزلته عند ال عزوجل منزلة أمير جائر متعد لم
يصلح لرعيته ،ولم يقم فيهم بأمر ال ) - 12 .(1قرب السناد :عن عبد
ال بن الحسن ،عن جده علي بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن رجل أدرك مع المام ركعة ثم قام يصلي كيف يصنع ؟ يقرء في
الثلث كلهن أو في ركعة أو في ثنتين ؟ قال :يقرء في ثنتين ،وإن قرأ في
واحدة أجزءه ) .(2توضيح :الثنتان إما مع التي أدركها مع المام ،أو مع
قطع النظر عنها ،كما هو الظاهر ،فيحمل على ما إذا لم يقرء في تلك
الركعة .واعلم أن أكثر الصحاب لم يتعرضوا لقراءة المأموم إذا أدرك
المام في الخيرتين وقد ورد في صحيحتي زرارة ) (3وعبد الرحمن بن
الحجاج ) (4المر بالقراءة،
الحديث في باب الحائل :إذا كان بين المأموم والمام أو الصف المتقدم والمتأخر
مانع كالجدار أو الصندوق أو غير ذلك بحيث يكون ارتفاعه أكثر من أن
يتخطى عادة كان ذلك حائل بينهم حالة السجود ،ول فرق في المانع عن
صدق الجتماع أن يكون مانعا في حالة السجود فقط أو حائل في حالة
الركوع والقيام والسجود معا .وهذا هو السر في جواز كون المأموم على
مرتفع بحيث يرى ويشاهد المام أو الصف المقدم عليه في جميع حالته،
وعدم جواز كون المام على سطح مرتفع فانه ل يراه الصف المقدم حين
السجود ،ال إذا كان الرتفاع بالنحدار والنخفاض الذى يجوز معه
الصلة منفردا ،صدقا لعنوان السجدة على الرض ،كما مر في باب
السجود (1) .ثواب العمال (2) .255 :قرب السناد ص 90ط حجر:
117ط نجف (3) .التهذيب ج 1ص ،258الفقيه ج 1ص 256و .257
) (4التهذيب ج 1ص .259
][54
وقال في المنتهى :القرب عندي أن القراءة مستحبة ونقل عن بعض فقهائنا القول
بالوجوب لئل تخلو الصلة عن قراءة ،إذا هو مخير في التسبيح في
الخيرتين ،وليس بشئ ،فان احتج بحديث زرارة و عبد الرحمن حملنا
المر فيها على الندب ،لما ثبت من عدم وجوب القراءة على المأموم
انتهى .والمسألة ل تخلو من إشكال ،والحوط قراءة الحمد والسورة إن
أمكنت وإل فالحمد فقط كما في صحيحة زرارة ) (1ل سيما إذا سبح المام،
بل الظاهر أن القراءة إنما هي في هذه الصورة ،وهذا وجه جمع بين
الخبار ،وفي أخبار القراءة ما يرشد إليه .ثم إن المشهور بين الصحاب
أن التخيير بين قراءة الحمد وبين التسبيح ثابت للمسبوق في الخيرتين،
وإن اختار المام التسبيح ولم يقرأ هو ،ويظهر من الصحاب كون ذلك
اتفاقيا بين الصحاب انتهى ،ونقل عن بعضهم القول بوجوب القراءة في
ركعة لئل تخلو الصلة من القراءة ،وأطلق بعض المتأخرين القراءة في
الركعتين ،لكن مقتضى دليلهم جواز الكتفاء بالقراءة في ركعة ،والظهر
عدم التعيين ويمكن حمل أخبار القراءة على التقية ،ول يبعد كون القراءة
أولى كما اختاره الشهيد في النفلية وغيره .ويؤيده ما رواه الشيخ بسند )
(2مرسل عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال لي :أي شئ يقول هؤلء في
الرجل إذا فاتته مع المام ركعتان ؟ قال :يقولون يقرء في الركعتين بالحمد
وسورة ،فقال :هذا يقلب صلته فيجعل أولها آخرها ،فقلت :كيف يصنع ؟
فقال :يقرء بفاتحة الكتاب في كل ركعة .ويمكن حمل أخبار القراءة على ما
إذا لم يقرء خلف المام ،وأخبار التسبيح على ما إذا قرء ،فيكون مخيرا
بينهما.
) (1التهذيب ج 1ص ،259وفيه " :فان لم يدرك السورة تامة أجزأته أم الكتاب
" (2) .المصدر نفسه ،ورواه الصدوق في الفقيه ج 1ص .263
][55
وقال السيد في المدارك :ل خلف في التخيير بين القراءة والتسبيح في الخيرتين
فيما إذا أدرك الركعة الخيرة مع المام ،وإنما الخلف فيما إذا أدرك معه
ركعتين وسبح المام فيهما ،فقيل يبقى التخيير بحاله للعموم ،وقيل :تتعين
القراءة لئل تخلو الصلة من فاتحة الكتاب وهو ضعيف - 13 .قرب السناد
وكتاب المسائل :عن علي بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن الرجل يكون خلف المام فيطول في التشهد ،فيأخذه البول أو
يتخوف على شئ ،أو يعرض له وجع ،كيف يصنع ؟ قال :يسلم هو
وينصرف ويدع المام ) .(1بيان :لقد قطع الصحاب بجواز تسليم المأموم
قبل المام ،سواء كان لعذر أم ل ،ويدل عليه أخبار ،لكن بعضها كهذا الخبر
مقيد بالعذر ،والحوط عدم النفراد بدونه ،وإن كان الظاهر جوازه مطلقا،
وأما النفراد قبل التشهد فمع عدم نية النفراد لغير عذر الظاهر أنه ل
خلف في عدم جوازه ،ول ريب في جواز مفارقته للعذر ،وأما بدون العذر
مع نية النفراد ،فالمشهور جوازه أيضا .ونقل العلمة في النهاية الجماع
عليه وهو ظاهر المنتهى ،وقال الشيخ في المسبوط :من فارق المام بغير
عذر بطلت صلته ،وإن فارقه بعذر وتمم صحت صلته والمسألة محل
تردد واحتياط ،والقول بجواز النفراد مختص بالجماعة المستحبة ،أما
الواجبة فل يجوز قطعا ،وهل يجوز عدول المنفرد في أثناء الصلة إلى
اليتمام ؟ فيه قولن :أقربهما العدم ،وجوزه الشيخ في الخلف مدعيا عليه
الجماع ،ونفى العلمة عنه البأس في التذكرة - 14 .قرب السناد وكتاب
المسائل :بسنديهما عن علي بن جعفر ،عن أخيه عليه السلم قال :سألته
عن إمام مقيم أم قوما مسافرين ،كيف يصلي المسافرون ؟ قال :ركعتين ثم
) (1قرب السناد ص 124ط نجف ص 95ط حجر ،كتاب المسائل المطبوع في
البحار ج 10ص .282 - 281
][56
يسلمون ويقعدون ،فيقوم المام فيتم صلته فإذا سلم وانصرف انصرفوا ) .(1بيان:
يدل على جواز ايتمام المسافر بالمقيم والمشهور بين الصحاب كراهة
قال :ل يجوز إمامة المتم للمقصر ول العكس ،وظاهر المحقق والعلمة
التفاق على عدم التحريم ،وهو القوي .ويدل على أن المسافر يسلم عند
تمام صلته ول خلف فيه ،وعلى أنه يستحب أن ل ينصرف حتى يسلم
المام ،بل حتى ينصرف ،وإنما حملنا على الستحباب للتفاق على عدم
الوجوب ،وللخبار الصحيحة الدالة على جواز النصراف قبله ،ولو
انعكس الفرض تخير الحاضر عند انتهاء الفعل المشترك بين المفارقة في
الحال ،والصبر حتى يسلم المام ،فيقوم إلى التمام ،والمشهور عدم
وجوب بقاء المام المسافر في مجلسه إلى أن يتم المأموم المقيم ،خلفا
للمرتضى وظاهر ابن الجنيد ،فانهما أوجبا ذلك ،والظاهر الستحباب
لورود الخبر بالجواز والمشهور ،أن الكراهة مخصوصة بالصلة
المقصورة وقيل مطلقا - 15 .المنتهى :ذكر ابن بابويه في كتابه أنه
يستحب للمأمومين إذا فرغ المام من قراءة الحمد أن يقولوا " الحمد ل
رب العالمين " ورواه الحسين بن سعيد أيضا في كتابه - 16 .مجالس ابن
الشيخ :عن محمد بن محمد بن مخلد ،عن عثمان بن أحمد الدقاق ،عن
عبيد بن عبد الواحد ،عن ابن أبي مريم ،عن نافع بن يزيد ،عن يحيى ابن
أبي سليمان المدني ،عن يزيد بن أبي القتاة وابن المقبري ،عن أبي هريرة
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا جئتم إلى الصلة ونحن
سجود ،فاسجدوا ،ول تعدوها شيئا ،ومن أدرك الركعة فقد أردك الصلة )
.(2
) (1قرب السناد ص 99ط حجر ،ص 129ط نجف ،كتاب المسائل المطبوع في
البحار ج 4ص 157ط ك ج 10ص 285الطبعة الحديثة هذه(2) .
أمالى الطوسى ج 1ص .399 - 398
][57
تفصيل وتبيين اعلم أن للمأموم بالنظر إلى إدراك المام أحوال :الولى :أن يدركه
قبل الركوع ،وحكمه أن يدخل معه ،ويحتسب بتلك الركعة كما عرفت،
والظاهر أنه اتفاقي .الثانية :أن يدركه في حال ركوعه ،وستعرف أن في
إدراك الركعة به خلفا وحينئذ يكبر المأموم تكبيرة للفتتاح ،وتكبيرة
للركوع مستحبا ،ولو خاف الفوات أجزأته تكبيرة الفتتاح ،وفي المنتهى
نقل التفاق عليه .ثم قال :لو نوى التكبير للفتتاح صحت صلته قطعا ،ولو
نواه للركوع لم تصح صلته لخلله بالركن ،والمام ل يتحمله ،ولو أطلق
ففيه تردد أقربه البطلن ،و لو نواهما بالتكبيرة الواحدة ففيه إشكال انتهى،
والصحة في الخير ل يخلو من قوة لما سيأتي من رواية عمار وغيره )
.(1الثالثة :أن يدركه بعد رفع رأسه من الركوع ،ول خلف بين الصحاب
في فوات الركعة حينئذ واستحب أكثر علمائنا التكبير للمأموم ،والمتابعة
في السجدتين وإن لم يعتد بهما تحصيل لدراك الفضيلة ،ويظهر من
العلمة في المختلف التوقف في هذا الحكم ،للنهي عن الدخول في الركعة
عند فوات تكبيرها في صحيحة محمد بن مسلم ) (2عن الباقر عليه السلم
قال :قال لي إذا لم تدرك القوم قبل أن يكبر المام الركعة فل تدخل معهم،
واجيب بأنه محمول على الكراهة ،لدللة الخبار الكثيرة على جواز
اللحوق في الركعة .وروى الشيخ عن معلي بن خنيس ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إذا سبقك المام
) (1المحاسن ص (2) .326التهذيب ج 1ص ،258ولكن ايراد هذا الخبر أليق
بالحالة الثانية ،وهى ادراك المام في الركوع ،ومثله صحيحته الخرى
عن أبى جعفر عليه السلم قال :ل تعتد بالركعة التى لم تشهد تكبيرها مع
المام ،ومثله ما رواه محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إذا لم تدرك تكبيرة الركوع فل تدخل معهم في تلك الركعة ،وسيأتى الكلم
فيه.
][58
بركعة فأدركت وقد رفع رأسه فاسجد معه ،ول تعتد بها ) (1لكن ليس في الرواية
سوى المتابعة في السجود من النية والتكبير والدخول معه في الصلة .ثم
إن قلنا بالستحباب المذكور ،فهل يجب استيناف النية وتكبيرة الحرام بعد
ذلك ؟ اختلفوا فيه فذهب الكثر إلى الوجوب ،وقال الشيخ :ل تجب ،فان
قلنا بالستيناف كان التكبير المأتي به أول مستحبا .الرابعة :أن يدركه وقد
سجد سجدة واحدة ،وحكمه كالسابق فعلى المشهور يكبر ويسجد ول يعتد
به ،وفي وجوب الستيناف الخلف السابق ،وعدم الستيناف هنا أولى،
لن المزيد ليس ركنا ،والظاهر أنه لم يفرق الصحاب بينه وبين ما لو
أدرك المام في السجدة ،لكن قول الصادق عليه السلم في صحيحة )(2
عبد الرحمان بن أبي عبد ال إذا وجدت المام ساجدا فاثبت مكانك حتى
يرفع رأسه ،وإن كان قاعدا قعدت ،وإن كان قائما قمت ،ينفيه .وما رواه
الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم ) (3قال :قلت له :متى يكون مدرك
الصلة مع المام ؟ قال :إذا أدرك المام وهو في السجدة الخيرة من
صلته ،فهو مدرك لفضل الصلة مع المام ،فل صراحة له في اللحوق
والسجود .نعم روى الصدوق ) (4بسنده الصحيح عن معاوية بن شريح
وفيه جهالة لكن اعتمد الصدوق عليه عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إذا جاء الرجل مبادرا والمام راكع أجزأته تكبيرة واحدة لدخوله في
الصلة والركوع ،ومن أدرك المام وهو ساجد كبر وسجد معه ،ولم يعتد
بها ،ومن أدرك المام وهو في الركعة الخيرة فقد أدرك فضل الجماعة،
ومن أدركه وقد رفع رأسه من السجدة الخيرة وهو في التشهد فقد أدرك
الجماعة ،وليس عليه أذان ول إقامة ،ومن أدركه وقد سلم فعليه الذان
][59
والقامة .وهو يدل على التكبير والسجود ،وقوله عليه السلم " وهو ساجد "
شامل للسجود الول والثاني ،وظاهره عدم استيناف التكبير .الخامسة :أن
يدركه بعد رفع رأسه من السجدة الخيرة ،وقد حكم الفاضلن وغيرهما
بأنه يكبر ويجلس معه ،فإذا سلم المام قام وأتم صلته ،ول يحتاج إلى
استيناف التكبير ،وقد صرح المحقق بأنه مخير بين التيان بالتشهد
وعدمه ،لتعارض موثقتي عمار في ذلك ،إذ في إحدى الروايتين " يقعد
فإذا سلم المام قام فأتم صلته " ) (1وفي الخرى " يفتتح الصلة ول
يقعد مع المام حتى يقوم " ) (2وما ذكره حسن ،لكن مورد الروايتين
مختلف إذ الولى في التشهد الخير ،والخيرة في الول فل تنافي .وقال
الشهيد في الذكرى :روى ابن بابويه أن منصور بن حازم كان يقول إذا
أتيت المام وهو جالس وقد صلى ركعتين ،فكبر ثم اجلس وإذا قمت فكبر
وفي هذا إيماء إلى عدم الجتزاء بالتكبير ،إل أن يجعله تكبير القيام ،وهو
نادر .والظاهر أنه يدرك فضل الجماعة إذا كان التأخير ل عمدا لنه مأمور
به مندوب إليه ،وليس إل لدراك الفضيلة ،وأما كونها كفضيلة من أدرك
قبله فغير معلوم ،وقال ابن بابويه فيمن أدركه في السجدة الخيرة أو في
التشهد أنه أدرك الجماعة .وقال ابن إدريس :يدرك فضيلة الجماعة بادراك
بعض التشهد ،وظاهره أنه يدرك ذلك وإن لم يتحرم بالصلة انتهى،
والعلمة في التذكرة قال :القرب عدم إدراك الفضيلة في تلك الصور،
ويحتمل الدراك - 17 .الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد
بن محمد بن عيسى ،عن العباس بن معروف ،عن أبي جميلة ،عن سعد بن
ريف ،عن الصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :ستة ل
ينبغي أن يؤموا الناس :ولد الزنا ،والمرتد،
][60
والعرابي بعد الهجرة ،وشارب الخمر ،والمحدود ،والغلف ) .(1السرائر نقل عن
كتاب جعفر بن محمد بن قولويه باسناده إلى الصبغ مثله ) .(2تبيين:
الخبر يتضمن أحكاما :الول :المنع من إمامة ولد الزنا ،والمشهور أنه
على التحريم وادعى جماعة أنه ل خلف فيه ،ويدل عليه حسنة ) (3زرارة
عن أبي جعفر عليه السلم حيث ورد بلفظ النهي ،ول منع فيما تناله
اللسن ،ول ولد الشبهة ،ول من جهل أبوه ،لكن قالوا يكره لنفرة النفس
منهم ،الموجبة لعدم كمال القبال على العبادة .الثاني :المرتد ول ريب في
عدم جواز إمامته لشتراط اليمان فيها اتفاقا .الثالث :العرابي بعد
الهجرة ،ول ريب في عدم جواز إمامته مع وجوب الهجرة عليه ،وإصراره
على الترك بغير عذر ،وقد ورد في أخبار كثيرة أن التعرب بعد الهجرة من
الكبائر ،لكن تحققه في هذا الزمان غير معلوم كما علمت .الرابع :شارب
الخمر ،ول ريب في المنع من إمامته .الخامس :المحدود ،وهو قبل التوبة
فاسق ل تجوز إمامته ،وأما بعد التوبة فقد حكم الكثر بكراهة إمامته،
وعلله في المعتبر بنقص مرتبته بذلك عن منصب المامة ،وإن زال فسقه
بالتوبة ،ونقل عن أبي الصلح أنه منع من إمامة المحدود بعد التوبة إل
لمثله ،ورده الكثر بأن المحدود ليس أسوء حال من الكافر ،و بالتوبة
واستجماع الشرايط تصح إمامته ،وهذا الخبر ل يمكن الستدلل به على
عدم الجواز ،لن " ل ينبغي " ل يعطي أكثر من الكراهة ،لكن ورد في
حسنة زرارة )(4
) (1الخصال ج 1ص (2) .160السرائر ص (3) .484الكافي ج 3ص ،375
الفقيه ج 1ص 247تحت الرقم ،16ولعله يمنع من امامته ما مر في
باب النجاسات أن ولد الزنا ل يطهر (4) .هي التى مر ذكرها عن الكافي
والفقيه.
][61
وغيرها المنع من إمامة المحدود ،وهو يتناول التائب وغيره ) (1والحوط الترك.
السادس :الغلف وأطلق بعض الصحاب كراهة إمامته ،ومنع منه جماعة
كالشيخ والمرتضى ،وقال المحقق في المعتبر :مشروط بالفسوق ،وهو
التفريط في الختتان مع التمكن ل مع العجز ،وبالجملة ليست الغلفة مانعة
باعتبارها ،ما لم ينضم إليها الفسوق بالهمال ،ونطالب المانعين بالعلة ،ثم
نكلم في الرواية التية بما سيأتي
) (1ولقوله تعالى عزوجل في المحدودين " ول تقبلوا لهم شهادة أبدا ،وأولئك هم
الفاسقون * ال الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان ال غفور رحيم "
النور 4 :و 5حيث انه عزوجل سماهم بعد اجراء الحد فاسقين من دون
تقييد .والستثناء انما ينصرف إلى قوله " ول تقبلوا لهم شهادة أبدا "
بقرينة التأبيد ،فانه في معنى ل تقبل لهم شهادة في وقت من الوقات ال
بعد أن يتوبوا ويصلحوا -إذا كان هناك اصلح كما في مورد القذف بأن
يكذبوا أنفسهم فحينئذ يجوز شهادتهم ،وأما الستثناء من التسمية فغير
معقول .فعلى هذا كل من حد بحد من الحدود الشرعية ،ثبت عليه عنوان
الفاسق وضعا واسما على الطلق ،تاب أو لم يتب ،فل يجوز امامته ول
شهادته كسائر من سمى في القرآن العزيز فاسقا من المنافقين وغيرهم:
فردا كما في وليد بن عقبة ابن أبى معيط ،أو جمعا كالذين يقضون
ويحكمون بغير ما أنزل ال مثل .نعم يجوز قبول الشهادة في رامى
المحصنات ،بعد توبتهم واصلحهم بتكذيب أنفسهم فقط ،للية الكريمة،
فتعدية الحكم إلى غيرهم تعدى حدود ال عزوجل ،كما هو ظاهر الخبار،
واحاديث أهل بيت النبي الطهار ،عليهم صلوات ال الرحمن ،ما دام الليل
والنهار .وكأن السر في ذلك أن الحد الشرعي كسمة ضربت على ناصية
العبد بأنه فسق وخرج عن اليمان كما قال عزوجل " أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا " :السجدة ،18 :فقابل بين اليمان والفسق ،ول يمحو
تلك السمة ال بمحوه في تراب القبر ،أو بدليل شرعى آخر ،وهو مفقود
هنا ال في مورد القذف ،وال الموفق للصواب.
][62
وهو حسن - 18 .العلل :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن الهيثم النهدي ،عن
الحسن ابن محبوب ،عن علي بن رئاب ،عن أبي عبيدة الحذاء قال :بعضنا
سأل أبا عبد ال عليه السلم عن القوم يجتمعون فتحضر الصلة ،فيقول
بعضهم لبعض :تقدم يا فلن ! فقال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله:
يتقدم القوم أقرؤهم ،فان كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة ،فان كانوا
في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ،فان كانوا في السن سواء فليؤمهم أعلمهم
بالسنة وأفقههم في الدين ،ول يتقدم أحدهم الرجل في منزله ،ول صاحب
سلطان في سلطانه ) .(1وروي في حديث آخر :فان كان في السن سواء
فأصبحهم وجها ) .(2بيان :الخبر الول حسن ل يقصر عن الصحيح )(3
والخير مرسل ،وهما يشتملن على أحكام ،وتفصيل القول فيها أنه ل ريب
أن مع حضور المام العظم عليه السلم
) (1علل الشرايع ج 2ص ،15وقوله صلى ال عليه وآله " ول صاحب سلطان
في سلطانه " هو الذى نقله العامة في روايتهم عنه صلى ال عليه وآله
" ول يؤمن الرجل الرجل في سلطانه " على ما سيأتي في الذيل ،وليس
المعنى بالسلطان المارة والولية والسلطنة بمعناها العرفي اليوم ،بل هو
بمعناه اللغوى ،فصاحب المنزل سلطان في منزله ،وصاحب الموالى
سلطان عليهم ،والمير سلطان على جلوزته وهكذا الوالى .وأما المام
العظم عليه الصلة والسلم فالتقدم عليه كالتقدم على رسول ال صلى
ال عليه وآله ،فانه امام حيا وميتا وضعا وحكما ،ومن تقدم جثته وهو
في القبر كانت صلته باطلة فكيف وهو حى ،وأما صاحب المسجد بمعنى
المام الراتب ،فانكان منصوبا من قبل المجتمعين فيه فهو ،وال فل
سلطان له وهو واضح (2) .علل الشرايع ج 2ص (3) .16ولو استشكل
أحد بأن كتاب العلل غير ثابت نسبته إلى الصدوق رحمه ال أو قال :ل
أقل أنه غير مصرح في الجازات رواية ،وأن سنده وجادة ،فالحديث
رواه الشيخ في التهذيب ج 1ص ،254والكليني في الكافي ج 3ص
.376
][63
هو أولى من غيره ،ومن عدم حضوره فالمشهور أن صاحب المنزل والمام الراتب
في المسجد ،وصاحب المارة في البلد من قبل المام أولى من غيرهم وقال
في المنتهى :ل نعرف فيه مخالفا .وهذا الخبر يدل على تقديم صاحب
المنزل والمارة ،وأما صاحب المسجد فعلل بأن المسجد يجري مجرى
منزله ،وبأن تقديم غير صاحب المسجد عليه يوجب وحشة وتنافرا،
وفيهما ما ترى ،نعم يومي بعض الخبار إلى رعاية حقه كتقديمه على
المتطهر إذا كان متيمما ونحوه ،وسيأتي في فقه الرضا عليه السلم وفى
الدعائم ما يدل عليه .والمشهور أنه لو أذن المستحق من هؤلء لغيره في
التقديم جاز وكان أولى ،وقال في المنتهى :ول نعرف فيه خلفا ،وتعليلهم
ل يخلو من ضعف .ولو اجتمع صاحب المسجد أو المنزل مع صاحب
المارة فقد قطع الشهيد الثاني بكونه أولى منهما ،وفيه كلم ،وقالوا ل
فرق في صاحب المنزل بين مالك العين و المنفعة والمستعير ،وقال الشهيد
الثاني -ره -لو اجتمع مالك العين والمنفعة فمالك المنفعة أولى ،وفى
المستعير مالك العين أولى ،وفى الفرق تأمل .ثم إذا لم يكن بينهم أحد من
هؤلء وتشاح الئمة فل يخلو إما أن يتفق المأمومون على إمامة بعض
الئمة وإما أن يكرهوا جميعا إمامة بعضهم ،وإما أن يختلفوا ،فان اتفقوا
على إمامة أحد ،فهو أولى لما فيه من اجتماع القلوب ) (1كذا ذكره
الصحاب ،وفيه تأمل ،وإن كرهوا جميعا إمامة واحد لم يؤم بهم لما مر.
وإن اختلف المأمومون فقد اعتبر أكثر الصحاب الترجيح بالقراءة وغيرها
وقال في التذكرة :يقدم اختيار الكثر ،فان تساووا طلب الترجيح ،والرواية
تميل إلى الول ،وذكر غير واحد من الصحاب أن ليس للمأمومين أن
يقتسموا الئمة فيصلى كل قوم خلف من يختارونه لما فيه من الختلف
المثير للحن.
) (1لعلهم نظروا إلى ما مر من عدم قبول صلة المام إذا كان القوم له كارهون،
حيث يستفاد منه أن كراهة البعض أيضا قادح في الجملة بالنسبة إلى من
اجتمع عليه القلوب.
][64
ثم إن أكثر الصحاب على أن القرء أولى من الفقه ،وذهب بعضهم إلى العكس
وبعضهم إلى التخيير ،ويدل هذه الرواية على الول ،وقد روي من طريق
العامة أيضا عن النبي صلى ال عليه وآله يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال،
فان كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ،فان كانوا في السنة سواء
فأقدمهم هجرة ،فان كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا ) .(1وقد يجاب
بأن المراد بالقرء الفقه ،لنه كان المتعارف في زمانه صلى ال عليه
وآله أنهم إذا تعلموا القرآن تعلموا أحكامه ،قال ابن مسعود :كنا ل نجاوز
عشر آيات حتى نعرف أمرها ونهيها ،وإطلق القاري على العالم بأحكام
الشريعة غير عزيز في الصدر الول .واعترض عليه بأن ذكر العلم
بالسنة بعد ذلك يأبى عنه ،إل أن يقال :المراد بالقرأ العرف بمعاني
القرآن وأحكامه ،ويؤيده قوله عليه السلم " :ل خير في قراءة ليس فيها
تدبر " والفقهية المذكورة بعدها هو العلم بالسنن وغيرها ،وربما يرجح
تقديم العلم بالخبار الدالة على فضل العلم والعلماء ،وبما سيأتي من ذم
تقديم غير العلم ،وبما اشتهر قديما وحديثا بين الشيعة من قبح تفضيل
المفضول وتقديمه .ثم إنه فسر جماعة من الصحاب القرأ بالجود قراءة،
وإتقانا للحروف وأحسن إخراجا لها من مخارجها ،وضم بعضهم إليها
العراف بالصول والقواعد المقررة بين القراء ،وقيل أكثر قرآنا ،ونسبه
في البيان إلى الرواية ،فيحتمل أكثر قراءة وأكثر حفظا للقرآن ،ول يبعد
شموله للجميع .ثم المشهور أن بعد القرأ الفقه كما سيأتي في فقه الرضا
عليه السلم ،وذهب بعضهم إلى تقديم القدم هجرة ،فالسن ،فالفقه ،كما
في الرواية وبعضهم إلى
) (1رواه في مشكاة المصابيح ص 100عن أبى مسعود ،وزاد بعده ول يؤمن
الرجل الرجل في سلطانه ول يقعد في بيته على تكرمته ال باذنه ،رواه
مسلم ،وفى رواية له :ول يؤمن الرجل الرجل في أهله.
][65
تقديم القدم هجرة فالفقه ،وذكر غير واحد أن المراد الفقه بأحكام الصلة ،فان
تساويا فيه وزاد أحدهما بفقه غير الصلة قيل بترجيحه ،وقيل بنفيه
وظاهر الرواية الول .ثم المشهور أن بعد الفقه القدم هجرة ،وإليه ذهب
الشيخ في النهاية ،و قدم الشيخ في المبسوط بعد الفقه الشرف ثم القدم
هجرة ،ثم السن ،وقدم المرتضى السن بعد الفقه ،ولم يذكر الهجرة
والمراد بالهجرة السبق من دار الحرب إلى دار السلم ،وقال في التذكرة:
المراد سبق السلم ،أو من كان أسبق هجرة من دار الحرب إلى دار
السلم ،أو يكون من أولد من تقدمت هجرته ،ونقل في الذكرى عن يحيى
بن سعيد أن المراد التقدم في العلم قبل الخر ،وفي الذكرى ربما جعلت
الهجرة في زماننا سكنى المصار ،والظاهر من الرواية المعنى الول ،وإن
كان في تحققه في زماننا إشكال كما عرفت .والمراد بالسن الكثر بحسب
السن ،وفي الذكرى وغيره أن المراد علو السن في السلم ،وكذا ذكره
الشيخ في المبسوط ،وهو اعتبار حسن لكنه خلف المتبادر من النص.
وأما الصبح وجها فذكره ابنا بابويه والشيخان وجماعة ،وقال المرتضى و
ابن إدريس وقد روي إذا تساووا فأصبحهم وجها ،وقال في المعتبر ل أرى
بهذا أثرا في الولوية ،ول وجها في شرف الرجال .وعلل في المختلف بأن
في حسن الوجه دللة على عناية ال به ،وذكر في التذكرة عن العامة
تفسيرين أحدهما أنه الحسن صورة ،والثاني أنه الحسن ذكرا بين الناس.
قال في الذكرى يمكن أن يحتج على الخير بقول أمير المؤمنين عليه
السلم في عهد الشتر رضي ال عنه " وإنما يستدل على الصالحين بما
يجرى ال لهم على ألسن عباده " .ثم اعلم أن المحقق -ره -في الشرايع
جعل الهاشمي في مرتبة صاحب المنزل
][66
وقراءته ،وقال في الذكرى :قال في المبسوط ،إذا حضر رجل من بني هاشم فهو
أولى بالتقدم إذا كان ممن يحسن القراءة ،والظاهر أنه أراد به على غير
المير ،و صاحب المنزل والمسجد ،مع أنه جعل الشرف بعد الفقه الذي
هو بعد القرء والظاهر أنه الشرف نسبا .وتبعه ابن البراج في تقديم
الهاشمي ،وقال بعده :ول يتقدم أحد على أميره ول على من هو في
مسجده أو منزله ،وجعل أبو الصلح بعد الفقه القرشي ،وابن زهرة جعل
الهاشمي بعد الفقه وابن حمزة جعل الشرف بعد الفقه وفي النهاية لم
يذكر الشرف ،وكذا المرتضى وابن الجنيد وعلي بن بابويه وابنه وسلر
وابن إدريس والشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد وابن عمه في المعتبر،
وذكر ذلك في الشرايع وأطلق ،وكذا الفاضل في المختلف وقال إنه
المشهور يعنى تقديم الهاشمي .ونحن لم نره مذكورا في الخبار إل ما
روي مرسل أو مسندا بطريق غير معلوم من قول النبي صلى ال عليه
وآله قدموا قريشا ول تقدموهم ،وهو على تقدير تسليمه غير صريح في
المدعى ،نعم هو مشهور في التقديم في الجنازة من غير رواية تدل عليه،
نعم فيه إكرام لرسول ال صلى ال عليه وآله إذ تقديمه لجله نوع إكرام،
واكرام رسول ال صلى ال عليه وآله وتبجيله مما ل خفاء بأولويته
انتهى .وقال في التذكرة :فان استووا في ذلك كله قدم أشرفهم أي أعلهم
نسبا وأفضلهم في نفسه وأعلهم قدرا ،فان استووا في هذه الخصال قدم
أتقاهم وأورعهم ،لنه أشرف في الدين وأفضل وأقرب إلى الجابة .ثم قال:
والقوى عندي تقديم هذا على الشرف ،لن شرف الدين خير من شرف
الدنيا ،فان استووا في ذلك كله فالقرب القرعة ،واحتمل الشهيد في
الذكرى تقديم الورع على المراتب التي بعد القراءة والفقه ،وهو غير
بعيد .وكذا احتمل تقديم المطلبي على غيره ،إن قلنا بترجيح الهاشمي لكن
الهاشمي أولى منه ،واحتمل ترجيح أمجاد بني هاشم ،ثم بحسب شرف
الباء ،كالطالبي والعباسي والحارثي واللهبي ،ثم العلوي والحسني
والحسيني ثم الصادقي و
][67
) (1لم نجده في المطبوع من المصدر (2) .وذلك لن المأموم انما ترك من صلته
القراءة فقط ،وليس في ترك القراءة وهى سنة في فريضة بطلن الصلة
ال إذا تركها عمدا وداريا (3) .التهذيب ج 1ص .257
][68
صلى على غير طهر فأعيدوا وليبلغ الشاهد الغايب .وهو مردود عند القوم،
لشتماله على سهو المام ،وهذا الخبر يمكن حمله على علمهم بكونه جنبا
أو على الستحباب أو على التقية ،لنه مذهب الشعبي و ابن سيرين
وأصحاب الرأي من العامة ،وإن كان أكثرهم معنا .وقال في الذكرى :وقد
روي أنهم إن علموا في الوقت تلزمهم العادة ،ولو صلى بهم بعض
الصلة ثم علموا حينئذ أتم القوم في رواية جميل ) ،(1وفي رواية حماد
عن الحلبي ) (2يستقبلون صلتهم - 20 .فقه الرضا :قال عليه السلم :إذا
كنت إماما فكبر واحدة تجهر فيها ،وتسر الست ) .(3وإن كنت في صلة
نافلة واقيمت الصلة فاقطعها ،وصل الفريضة مع المام ،وإن كنت في
فريضتك واقيمت الصلة فل تقطعها ،واجعلها نافلة وسلم في ركعتين ،ثم
صل .مع المام إل أن يكون المام ممن ل يقتدى به ،فل تقطع صلتك ول
تجعلها نافلة ولكن اخط إلى الصف وصل معه فإذا صليت أربع ركعات وقام
المام إلى رابعته ،فقم معه وتتشهد من قيام وتسلم من قيام ) .(4واعلم أن
المقصر ل يجوز له أن يصلي خلف المتمم ول يصلي المتمم خلف المقصر،
وإن ابتليت مع قوم ل تجد بدا من أن تصلي معهم ،فصل معهم ركعتين
وسلم وامض لحاجتك إن شئت ،وإن خفت على نفسك فصل معهم الركعتين
الخريين ،و اجعلها تطوعا ،وإن كنت متما صليت خلف المقصر ،فصل
معه ركعتين ،فإذا سلم فقم وأتمم صلتك ).(5
) (1الفقيه ج 1ص ،264التهذيب ج 1ص (2) .330لم نجد بهذا المضمون(3) .
فقه الرضا 9 :س (4) .10فقه الرضا ص 14باب صلة الجماعة(5) .
فقه الرضا ص 16باب صلة المسافر والمريض.
][69
بيان :استحباب السرار بالست والجهار بتكبيرة الحرام للمام مما ذكره الشششهيد -
ره -وغيره ،وورد في غير هذه الروايشة ،قشال فشي البيشان :ويسشر المشأموم
الجميششع والظششاهر أن المنفششرد مخيششر فششي الجهششر والسششر ،ويحتمششل تبعيششة
الفريضة .وأما قطع النافلة والنتقال عن الفريضششة إليهششا لدراك الجماعششة،
فمقطوع به في كلم الصششحاب ،وعبششارة التششذكرة مؤذنششة بششدعوى الجمششاع
عليه ،ونقل عن ظاهر ابن إدريس المنع من النقشل ،لنشه فشي قشوة البطشال،
والشهر أقوى لصحيحة سليمان ابن خالد ) .(1ولموثقة سشماعة ) (2قشال:
سألته عن رجل كان يصلي فخرج المام وقد صلى الرجل ركعششة مششن صششلة
فريضششة ،فقششال :ان كششان إمامششا عششدل فليصششل اخششرى وينصششرف ،و يجعلهششا
تطوعا وليدخل مع المام في صلته كما هو ،وإن لم يكششن إمششام عششدل فليبششن
على صلته كما هو ويصلي ركعة اخرى معه يجلس قدر ما يقول أشششهد أن
ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبشده ورسشوله صششلى الش
عليه وآله ،ثم ليتم صلته معه على ما استطاع ،فان التقية واسششعة ،وليششس
شئ من التقية إل وصاحبها مأجور عليهششا إنشششاء الشش .وظششاهر الشششيخ فششي
المبسوط أنه جوز قطع الفريضة من غير حاجة إلى النقل إذا خششاف الفششوات
معه ،وقواه في الذكرى .وقال جماعششة مششن المتششأخرين إذا علششم بعششد العششدول
فوت الجماعة باتمام الركعتين قطعها ،وقششال الشششيخ وأكششثر المتششأخرين :لششو
كشان إمشام الصشل قطششع الفريضشة ودخشل مششن غيشر عشدول ،وتشردد فيشه فشي
المعتبر ،وساوى العلمة في المنتهى والمختلف بينه و بين غيره ول يخلششو
من قوة والحكم قليل الجدوى ،وأمششا حكشم حضششور المشام المخشالف فسشيأتي
القول فيه ،ومضى الكلم في ائتمام كل من المقيم والمسافر بالخر وظاهره
موافق لقول علي بن بابويه.
) (1التهذيب ج 1ص (2) .331الكافي ج 3ص .380
][70
- 21السرائر :نقل من كتاب حريز ،عن زرارة قال :قال أبو جعفر عليه السلم ل
تقرأ في الركعتين الخيرتين من الربع الركعات المفروضات شيئا إماما
كنت أو غير إمام ،قلت :فما أقول فيهما ؟ قال :إن كنت إماما فقل :سبحان
ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال ثلث مرات ثم تكبر وتركع ،وإن كنت خلف
إمام فل تقرأ شيئا في الوليين و أنصت لقراءته ،ول تقولن شيئا في
الخيرتين ،فان ال عزوجل يقول للمؤمنين " :وإذا قرئ القرآن " يعني
في الفريضة خلف المام " فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون "
والخريان تبع للوليين ) .(1وقال :قال أبو جعفر عليه السلم :إن صلى
قوم وبينهم وبين المام مال يتخطى فليس ذلك المام لهم إماما ) .(2بيان:
" تبع للوليين " أي في ترك القراءة " مال يتخطى " أي من موقف
المأموم أو من مسجده ،والول أظهر ،ويؤيده أن في التهذيب ) (3تتمة
وهي قوله :يكون قدر ذلك مسقط جسد النسان .واعلم أنه نقل جماعة من
الصحاب التفاق على أنه ل يجوز التباعد بين المام والمأموم إل مع
اتصال الصفوف ،واختلف في تحديده ،فذهب الكثر إلى أن المرجع فيه إلى
العادة ،وقال الشيخ في الخلف حده ما يمنع عن مشاهدته ،و القتداء
بأفعاله ،ويظهر من المبسوط جواز البعد بثلث مائة ذراع .وقال أبو
الصلح وابن زهرة ل يجوز أن يكون بين الصفين مال يتخطى كما هو
ظاهر الخبر ،وأجاب عنها في المعتبر بأن اشتراط ذلك مستبعد فيحمل على
الفضل ،وأجاب العلمة باحتمال أن يكون المراد مال يتخطى من الحائل ل
المسافة وهو بعيد ) (4مع أنه ل يوافق قوله بتجويز الصلة خلف الشبابيك
والحائل
) (1السرائر (2) .471 :السرائر (3) .472 :التهذيب ج 1ص 261ط حجر ج 3
ص 52ط نجف ،الكافي ج 3ص (4) .385بل قد عرفت أنه ل بعد فيه،
ويزيدك بيانا أن التعبير بقوله " مال يتخطى " انما -
][71
القصير الذي ل يمنع المشاهدة ويمنع الستطراق ،ولو خرجت الصفوف المتخللة
بين المام وبينه عن القتداء ،إما لنتهاء صلتهم أو لعدولهم إلى النفراد،
وحصل البعد المانع من القتداء ،قيل تنفسخ القدوة ،ول يعود بانتقاله إلى
محل الصحة ،وقيل يجوز تجديد القدوة مع القرب إذا لم يفعل فعل كثيرا
وذكر بعض المحققين
يصح باطلقه إذا كان هناك جدار أو حائل قصير ل يمكن أن يتخطى عادة ويتجاوز
منه ،و أما التعبير عن المسافة الكثيرة فغير صحيح باطلقه ،فان كل
مسافة فهى قابلة لن يتخطى ،ال أنها قد يتخطى بخطوة أو خطوتين وقد
ل يتخطى ال بخطوات غير يسيرة ،ومن أراد بقوله " :مال يتخطى "
المسافة الكثيرة ،لبد وأن يقيد كلمه فيقول :بينهما مال يتخطى بخطوة
واحدة أو بخطوتين وغير ذلك .بل ولو كان أراد عليه السلم بقوله " مال
يتخطى " المسافة لكان النسب أن يقول " :بينهما أكثر من خطوة أو
خطوتين " أو يعين المسافة بالشبر والذراع وغير ذلك من المقادير
المتعارفة ،ولذلك عبر أبو عبد ال عليه السلم في حديث حدثه عبد ال
بن سنان فقال :أقل ما يكون بينك وبين القبلة مربض عنز وأكثر ما يكون
مربض فرس " .وأما تفسير الحديث " يكون قدر ذلك مسقط جسد انسان
إذا سجد " فليس بتفسير لما ل يتخطى ،بل كلهما تفسير لحد التواصل،
ولفظ الحديث هكذا " :وقال أبو جعفر )ع( ينبغى أن تكون الصفوف تامة
متواصلة بعضها إلى بعض ول يكون بين الصفين مال يتخطى ،يكون قدر
ذلك مسقط جسد انسان إذا سجد " ،فان " ذلك " اشارة إلى التواصل،
ول يحصل ال بأن يكون مسجد الصف المتأخر قبيل مقام الصف المتقدم،
وهو مسقط جسد انسان إذا سجد ،وهذه المسافة هي أكثر ما يحتاج من
التباعد بين الصفين بحيث إذا زيد عليه ،أخل بالتواصل .فكما أن قوله" :
يكون قدر ذلك " الخ تفسير للتواصل :تواصل الصفين من حيث المسافة
يكون قوله عليه السلم " ول يكون بين الصفين " الخ تفسيرا للتواصل
من حيث الحائل فان الحائل إذا كان بحيث ل يتخطى كان فاصل بين
الصفين ،وقد كان التواصل والجتماع لزما في كل حالت الصلة حتى
في حالة السجدة ،وهذا فاصل مخل بالتواصل فل يجوز.
][72
ونعم ما قال :الصح أن عدم التباعد إنما يعتبر في ابتداء الصلة خاصة كالجماعة،
والعدد في الجمعة تمسكا بمقتضى الصل السالم من المعارض انتهى،
ويأتي مثله في تخلل المأمومين الذين لم يفتتحوا الصلة بعد بينه وبين
المام ،فان الظاهر أن كونهم من الصفوف الناوين للقتداء يكفي في ذلك
وال يعلم - 22 .العيون :عن محمد بن علي بن الشاه ،عن أبي بكر بن عبد
ال النيسابوري عن عبد ال بن أحمد الطائي ب ،عن أبيه وعن أحمد بن
إبراهيم الخوزي ،عن إبراهيم ابن مروان ،عن جعفر بن محمد بن زياد،
عن أحمد بن عبد ال الهروي ،عن الحسين ابن محمد الشناني ،عن علي
بن محمد بن مهرويه ،عن داود بن سليمان جميعا عن الرضا عليه السلم،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إني أخاف
عليكم استخفافا بالدين ،وبيع الحكم ،وقطيعة الرحم ،وأن تتخذوا القرآن
مزامير :تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين ) .(1بيان :يحتمل التقديم
في المامة الكبرى والصلة أو العم - 23 .العيون :عن محمد بن عمر
الجعابي ،عن الحسن بن عبد ال بن محمد التميمي عن أبيه ،عن الرضا،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :الثنان فما
فوقهما جماعة ) .(2ومنه :عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس ،عن
علي بن محمد بن قتيبة ،عن الفضل بن شاذان ،عن الرضا عليه السلم
فيما كتب للمأمون :ل صلة خلف الفاجر ،ول يقتدى إل بأهل الولية ).(3
وقال :ل يجوز أن يصلى تطوع في جماعة لن ذلك بدعة وكل بدعة
ضللة ،وكل ضللة سبيلها إلى النار ).(4
) (1عيون الخبار ج 2ص (2) .42عيون الخبار ج 2ص (3) .61عيون
الخبار ج 3ص 123س (4) .12عيون الخبار ج 2ص 124س .4
][73
الخصال :عن ستة من مشايخه ،عن أحمد بن يحيى بن زكريا ،عن بكر ابن عبد ال
بن حبيب ،عن تميم بن بهلول ،عن أبي معاوية ،عن العمش ،عن
الصادق عليه السلم مثله ) .(1تحف العقول مرسل مثله )- 24 .(2
المحاسن :عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :أوصيكم بتقوى ال عزوجل ،ول تحملوا الناس على
أكتافكم فتذلوا ،إن ال تبارك وتعالى يقول في كتابه " وقولوا للناس حسنا
) (3ثم قال :عودوا مرضاهم ،واشهدوا جنائزهم ،واشهدوا لهم وعليهم،
وصلوا معهم في مساجدهم الحديث ) - 25 .(4كتاب المسائل :لعلي بن
جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال :صلى حسن وحسين عليهما
السلم خلف مروان ونحن نصلي معهم ) - 26 .(5قرب السناد :عن عبد
ال بن الحسن ،عن جده علي بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن القوم يتحدثون يذهب الثلث الول من الليل أو أكثر أيهما
أفضل ؟ يصلون العشاء جماعة أو في غير جماعة ؟ قال :يصلون جماعة
أفضل ) .(6كتاب المسائل باسناده مثله ) - 27 .(7التوحيد :عن أبيه ،عن
علي بن الحسن الكوفي ،عن أبيه الحسن بن علي بن عبد ال ،عن جده
عبد ال بن المغيرة ،عن إسماعيل بن مسلم أنه سئل الصادق عليه السلم
عن الصلة
) (1الخصال ج 2ص (2) .151تحف العقول 440 :ط السلمية (3) .البقرة.83 :
) (4المحاسن ص (5) .18المسائل المطبوع في البحار ج 10ص .266
) (6قرب السناد ص 93ط حجر ص 121ط نجف (7) .المسائل في
البحار ج 10ص .285
][74
خلف رجل يكذب بقدر ال عزوجل ،قال :ليعد كل صلة صلها خلفه ) .(1قال :وقال
علي بن محمد ومحمد بن علي عليه السلم :من قال بالجسم فل تعطوه
شيئا من الزكاة ،ول تصلوا خلفه ) - 28 .(2العيون :عن محمد بن أحمد
السناني ،عن محمد بن أبي عبد ال الكوفي ،عن سهل بن زياد ،عن عبد
العظيم الحسني ،عن إبراهيم بن أبي محمود ،عن الرضا عليه السلم عن
آبائه عليهم السلم قال :من زعم أن ال يجبر عباده على المعاصي أو
يكلفهم ما ل يطيقون ،فل تصلوا وراءه ) .(3الحتجاج :عن عبد العظيم
مثله ) - 29 .(4المقنع :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أقيموا
صفوفكم فاني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي ،ول تخالفوا فيخالف
ال بين قلوبكم ) - 30 .(5قرب السناد :باسناده عن علي بن جعفر ،عن
أخيه قال :سألته عن الرجل يصلي أله أن يكبر قبل المام ؟ قال :ل يكبر إل
مع المام ،فان كبر قبله أعاد التكبير ) .(6بيان :ل خلف بين الصحاب في
وجوب متابعة المأموم للمام ،في أفعال الصلة ونقل الجماع عليه في
المعتبر والمنتهى ،وفسرت المتابعة هنا بعدم التقدم ،فلو تقدم بطلت
صلته ،وفي المقارنة خلف ،والظاهر الجواز والتأخر أفضل.
) (1التوحيد ص 383ط مكتبة الصدوق (2) .التوحيد ص 101ط مكتبة الصدوق
باسناده عن ماجيلويه ،عن محمد العطار عن الشعري ،عن عمران بن
موسى ،عن الحسن بن العباس بن حريش ،عن بعض أصحابنا ورواه في
الفقيه مرسل ص ،248والذى قبله ص (3) .249عيون الخبار ج 1
ص (4) .124الحتجاج (5) .225 :المقنع 34 :ط السلمية (6) .قرب
السناد ص 130ط نجف باب صلة الجنازة.
][75
قال الشهيدان وغيرهما قال الصدوق ره من المأمومين من ل صلة له ،وهو الذي
يسبق المام في ركوعه وسجوده ورفعه ،ومنهم من له صلة واحدة ،وهو
المقارن له في ذلك ،ومنهم من له أربع وعشرون ركعة وهو الذي يتبع
المام في كل شئ فيركع بعده ،ويسجد بعده ،ويرفع منهما بعده ،ومنهم من
له ثمان وأربعون ركعة وهو الذي يجد في الصف الول ضيقا فيتأخر إلى
الصف الثاني ،قالوا :والظاهر أن مثل هذا ل يقول إل عن رواية .هذا في
الفعال وأما القوال :فالظاهر أنه ل خلف في وجوب المتابعة في تكبيرة
الحرام ،واختلفوا في المقارنة ،والكثر على المنع والرواية تدل على
الجواز ول يخلو من قوة ،والحوط متابعة المشهور ،وأما باقي القوال
فالمشهور عدم الوجوب وذهب الشهيد في جملة من كتبه وجماعة إلى
الوجوب والول أقوى - 31 .كتاب عاصم بن حميد :عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :إذا أدركت الكبيرة قبل أن يركع المام ،فقد
أدركت الصلة ) - 32 .(1كتاب جعفر بن محمد بن شريح :عن عبد ال بن
طلحة النهدي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل يؤم الناس المحدود،
وولد الزنا ،والغلف ،والعرابي والمجنون ،والبرص ،والعبد- 33 .
الحتجاج :كتب الحميري إلى القائم عليه السلم أنه روي لنا عن العالم أنه
سئل عن إمام قوم صلى بهم بعض صلتهم وحدثت عليه حادثة ،كيف يعمل
من خلفه ؟ فقال عليه السلم :يؤخر ويتقدم بعضهم ويتم صلتهم ،ويغتسل
من مسه ) .(2التوقيع :ليس على من نحاه إل غسل اليد ،وإذا لم يحدث ما
يقطع الصلة تمم صلته مع القوم .وروي عن العالم أنه من مس ميتا
بحرارته غسل يده ،ومن مسه وقد برد فعليه الغسل ،وهذا المام في هذه
الحالة ل يكون إل بحرارة ،فالعمل في ذلك على
][76
ما هو ،ولعله ينحيه بثيابه ول يمسه فكيف يجب عليه الغسل ؟ التوقيع :إذا مسه
على هذه الحالة لم يكن عليه إل غسل يده ) .(1وسأل عن الرجل يلحق
المام وهو راكع وركع معه ،ويحتسب تلك الركعة فان بعض أصحابنا قال
إن لم يسمع تكبيرة الركوع فليس له أن يعتد بتلك الركعة .فأجاب عليه
السلم :إذا لحق مع المام من تسبيح الركوع تسبيحة واحدة اعتد بتلك
الركعة ،وإن لم يسمع تكبيرة الركوع ) .(2بيان :لقد قطع الصحاب بأنه إذا
عرض للمام ضرورة جاز أن يستنيب بل يستحب له ذلك ،ولو لم يستنب
أو مات أو اغمى عليه استحب للمأمومين الستنابة ،ول يجب شئ من ذلك
) (3بل يجوز للمأمومين أن يتموا الصلة منفردين كلهم أو بعضهم،
والظاهر أنه ل خلف في شئ من ذلك بين الصحاب وإن دلت صحيحة
علي بن جعفر ) (4ظاهرا على وجوب التمام جماعة ،وحملوها على تأكد
الستحباب لنقل الجماع في التذكرة على انتفاء الوجوب ،والحوط العمل
بها إل مع الضرورة .ثم اعلم أن الصحاب اختلفوا فيما يدرك به الركعة،
فذهب الشيخ في الخلف والمرتضى والفاضلن وجمهور المتأخرين إلى
أنه يتحقق ذلك بادراك المام راكعا وذهب المفيد في المقنعة والشيخ في
النهاية وكتابي الحديث إلى أن المعتبر إدراك تكبيرة الركوع وقواه في
التذكرة.
) (1الحتجاج ،269 :ومثله في كتاب الغيبة (2) .245 :الحتجاج (3) .273 :وإذا
قلنا بوجوب الجماعة متابعة للسنة ،على ما مر شرحه ،وأمكن تقديم
بعضهم أو تقدمه ،وجب ذلك كما هو ظاهر (4) .وصحيحة الحلبي في
التهذيب ج 1ص ،106الكافي ج 3ص ،383الفقيه ج 1ص .262
][77
) (1روى مضمون الحديث عاصم بن حميد وجميل بن دراج والعلء كلهم عن
محمد ابن مسلم ولفظه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا لم تدرك
تكبيرة الركوع فل تدخل معهم في تلك الركعة .وفى آخر :قال لى أبو
جعفر عليه السلم :إذا لم تدرك القوم قبل أن يكبر المام للركعة فل تدخل
معهم في تلك الركعة ،وكأنه أراد المؤلف العلمة رضوان ال عليه ،أن
أصل الحديث واحد ،فل يعارض بها الخبار الكثيرة الدالة على جواز
الدخول في الصلة حنيذلك .وأقول :عندي أن أحاديث محمد بن مسلم انما
ورد في الدخول مع الجمهور في صلتهم وقد كان محمد بن مسلم معروفا
بينهم في الكوفة يتقيهم بالحضور في جماعاتهم ،وينص على ذلك قوله
عليه السلم " :فل تدخل معهم " وقوله عليه السلم " :إذا لم تدرك
القوم " .ومعلوم من المذهب بشهادة اخبار كثيرة اخرى أن من يصلى
خلف من ل يقتدى به ،عليه أن يقرء لنفسه وإذا دخل محمد بن مسلم أو
غيره بعد ركوع المام في صلتهم ،لم يمكنه القراءة لفوات محله،
فاللزم عليه أن يشتغل بنفسه حتى يرفع المام رأسه ،ويقوم للركعة
الخرى ،فيكبر ويقرء في نفسه كحديث النفس ثم يركع مع المام ،حتى
يصح صلته .ويؤيد ذلك صريحا لفظ الحديث المروى عن العلء عنه عن
أبى جعفر عليه السلم قال " :ل تعتد بالركعة التى لم تشهد تكبيرها مع
المام " .وذلك لن محمد بن مسلم انما كان يأتم بهم تقية ،وأما هو في
جماعة أصحابنا ،فلم يكن ليتقدم عليه أحد ،ومعلوم أن من يصلى خلف
من ل يقتدى به ،ولزمه الدخول معهم في الركوع تقية من دون أن يقرء
لنفسه ،ل يصح له أن يعتد بهذه الركعة لن الصلة خلفهم كالصلة خلف
الجدر .بل عليه أن يركع بركوعهم ويسجد بسجودهم حتى إذا قاموا
للركعة الخرة ،كبر -
][78
الول ،وحملوا أخبار المنع على الكراهة ،بمعنى أن يجوز له الدخول في الركوع
والولى تركه ،وهذا إنما يتأتى في غير الجمعة ،وأما في الجمعة فالقول
بأفضلية الترك في اللحوق في الركوع الثاني مع وجوب الجمعة مشكل،
فينبغي تخصيصه بغيرها فيظهر منه وجه جمع آخر بحمل أخبار المنع على
غير الجمعة ،وأخبار الجواز عليها ول يخلو من قوة .ويؤيد القول الثاني
كون الول أوفق بأقوال العامة ،لن أكثرهم ذهبوا إلى إدراكها بادراك جزء
من الركوع ،وذهب أبو حنيفة وجماعة إلى أن أي قدر أدرك من صلة
المام أدرك بها الجمعة ،ولو سجود السهو بعد التسليم .ثم المعتبر على
المشهور اجتماعهما في حد الركوع ،وهل يقدح أخذ المام في الرفع مع
عدم مجاوزته حد الراكع ؟ وجهان ،واعتبر العلمة في التذكرة ذكر
المأموم قبل رفع المام ،واعترض عليه من تأخر عنه بعدم المستند وهذا
الخبر صريح فيه ) (1مع قربه من الصحة ،والحتياط طريق النجاة.
في نفسه وقرء الحمد وحده أو الحمد وسورة خفيفة ميسرة ثم يركع معهم ،ويحتال
في اخفاء المر عنهم على ما ورد المر به عن المعصومين عليهم
السلم .واما لفظ عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم ،عن أبى جعفر
عليه السلم فانه قال قال عليه السلم :إذا أدركت التكبيرة قبل أن يركع
المام فقد أدركت الصلة " فاما أن يحمل على سائر اللفاظ بان يكون
المراد ادراك التكبيرة قبل ركوع المام مع القراءة الخفيفة ،أو ادراك
تكبيرة الفتتاح وهويا من زمان القراءة :بمعنى أنه يكبر تكبيرة الحرام
ويدخل معهم في الصلة ويريد أن يصلى ويقرء لنفسه ل أن يقتدى بهم
حقيقة ،ثم إذا أراد أن يقرء لنفسه القراءة ،لم يمهله المام وركع ،و
ألزمه التقية أن يركع بركوعهم ويدع القراءة ضرورة ،فحينئذ يتم
صلته ،ويعتد بهذه الركعة التى كبر لها تكبيرة الحرام ،وهذا واضح
بحمد ال وحسن توفيقه ،وال ولى التوفيق (1) .هذا الخبر مع أنه ل
يصح لكونه توقيعا -وأن الظاهر أن ابن روح كان
][79
- 34مجالس الصدوق :عن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن محمد بن الحسن
الصفار ،عن العباس بن معروف ،عن علي بن مهزيار قال :كتبت إلى أبي
جعفر الثاني عليهما السلم :جعلت فداك اصلي خلف من يقول بالجسم ومن
يقول بقول يونس ،يعني ابن عبد الرحمن ؟ فكتب عليه السلم :ل تصلوا
خلفهم ،ول تعطوهم من الزكاة ،وابرؤوا منهم ،برئ ال منهم ) .(1بيان:
الظاهر أن قول يونس الذي كان ينسب إليه هو القول بالحلول و التحاد
ووحدة الوجود الذي يذهب إليه أكثر المبتدعة من الصوفية لما روى
الكشي ) (2في رجاله باسناده عن يونس بن بهمن قال :قال لي يونس:
اكتب إلى أبي الحسن عليه السلم فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية ال
شئ ؟ قال :فكتب إليه فأجابه عليه السلم :هذه المسألة مسألة رجل على
غير السنة ،ونسب إليه أيضا القول بعدم خلق الجنة والنار بعد ،لكن الول
أنسب بالقول بالجسم - 35 .قرب السناد :عن أحمد بن إسحاق ،عن بكر
بن محمد الزدي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إني لكره للمؤمن أن
يصلي خلف المام في صلة ل يجهر فيها بالقراءة فيقوم كأنه حمار ،قال:
قلت :جعلت فداك فيصنع ماذا ؟ قال:
يجيب في هذه المسائل من عند نفسه وبفتواه -ل صراحة فيه ،ال من حيث
المفهوم ،وقد عرفت في ذيل قوله تعالى " واركعوا مع الراكعين " أن
ملك ادراك الصلة بجماعة هو ادراك الركوع مع المام ،سواء أدرك
التسبيح معه أو لم يدرك ،وذلك لن التسبيح أيضا من سنن الركوع ل
فرائضها كما عرفت في باب الركوع ج 85ص .97نعم لبد وأن يدركه
في الركوع مع الطمأنينة ،فإذا أدرك المام حين هو متلبس برفع رأسه،
لم تصح له تلك الركعة ،إذا كان تحقق له ذلك 19) .أمالى الصدوق ص
(2) .167رجال الكشى ،417 :ولكن الكشى نفسه ضعف الحاديث التى
رويت على يونس راجعه.
][80
يسبح ) - 36 .(1قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن ،عن جده علي بن جعفر،
عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن الرجل يدرك الركعة من
المغرب كيف يصنع حين يقوم يقضي ،أيقعد في الثانية والثالثة ؟ قال :يقعد
فيهن جميعا ) .(2وسألته عن إمام قرء السجدة فأحدث قبل أن يسجد كيف
يصنع ؟ قال يقدم غيره فيسجد ويسجدون ،وينصرف فقد تمت صلتهم )
.(3قال :وقال عليه السلم :على المام أن يرفع يديه في الصلة وليس
على غيره أن يرفع يديه في التكبير ) .(4قال :وسألته عن الرجل يكون
خلف المام يجهر بالقراءة وهو يقتدي به ،هل له أن يقرأ خلفه ؟ قال :ل،
ولكن يعتد به ) .(5وسألته عن حد قعود المام بعد التسليم ما هو ؟ قال:
يسلم فل ينصرف ول يلتفت حتى يعلم أن كل من دخل معه في صلته قد أتم
صلته ،ثم ينصرف ) .(6وسألته عن قوم صلوا خلف إمام هل يصلح لهم
أن ينصرفوا والمام قاعد ؟ قال :إذا سلم فليقم من أحب ) (7وسألته عن
رجل يصلي خلف إمام يقوم إذا سلم المام يصلي والمام قاعد ؟ قال :ل
بأس ).(8
) (1قرب السناد ص 18ط حجر ص 27ط نجف (2) .قرب السناد ص 90ط
حجر ،ص 118ط نجف (3) .قرب السناد ص 94ط حجر ،ص 123ط
نجف ،ورواه في التهذيب ج 1ص ،220وقد مر في ج 85ص 151
وفى الذيل شرح واف كالمتن (4) .قرب السناد ص 95ط حجر ،التهذيب
ج 1ص (5) .218قرب السناد ص 125ط نجف ص 95ط حجر- 6) .
(7قرب السناد ص 96ط حجر (8) .قرب السناد ص 90ط حجر ،ص
118ط نجف.
][81
وسألته عن الرجل يقرأ خلف إمام يقتدي به في الظهر والعصر ،قال :ل ولكن يسبح
ويحمد ربه ويصلي على نبيه صلى ال عليه وآله ) .(1قال :وسألته عن
قوم صلوا جماعة في سفينة أين يقوم المام ؟ وإن كان معهم نساء كيف
يصنعون أقياما يصلون أم جلوسا ؟ قال :يصلون قياما ،فان لم يقدروا على
القيام صلوا جلوسا ،وتقوم النساء خلفهم ،وإن ضاقت السفينة قعد النساء
وصلى الرجال ول بأس أن تكون النساء بحيالهم ) .(2بيان :هذه المسائل
أكثرها مذكورة في كتاب المسائل ) .(3وقال في الذكرى :يجوز التشهد
للمسبوق مع المام ،وقال في المبسوط :إذا جلس للتشهد الخير جلس
يحمد ال ويسبحه ،وقال أبو الصلح :يجلس مستوفزا ول يتشهد ،وتبعه
ابن زهرة وابن حمزة انتهى .والظاهر استحباب التشهد بمتابعة المام في
الول والخير ،لكن يستحب أن ل يجلس متمكنا بل يجلس متجافيا وقال
الشهيد في الذكرى :وذلك على سبيل الندب ،وقال ابن بابويه :يجب .قوله
عليه السلم " :على المام " أي استحبابه عليه آكد كما في النفلية
وغيرها ،قوله عليه السلم " :يعتد به " في المسائل ) :(4ولكن ينصت
القرآن ،وهو محمول على السماع كما هو ظاهر الخبر .وعد الصحاب من
المستحبات لزوم المام مكانه حتى يتم المسبوقون صلتهم وقال في
النفلية :يستحب للمأمومين التعقيب مع المام ،والرواية بأنه ليس بلزم ل
يدفع الستحباب)) * .هامش( * ) (1قرب السناد ص 97ط حجر(2) .
قرب السناد ص 98ط حجر ،ص 130ط نجف (3) .وقد طبع في بحار
النوار ج 10ص (4) .291 - 249المسائل المطبوع في البحار ج 10
ص ،259وقد كان في قرب السناد أيضا بدل " يعتد به " يقتدى به :لكنه
تصحيف ظاهر.
][82
قوله عليه السلم " :ول بأس أن تكون النساء " أي إذا لم يكن يصلين ،ويدل على
عدم جواز محاذات النساء للرجال في الصلة ،وحمل بعضهم على الكراهة
كما مر ويدل على جواز الجماعة في السفينة ،ول خلف فيه ظاهرا ،قال
في المنتهى :الجماعة في السفينة جائزة اتحدت أو تعددت ،سواء شد
بعض المتعدد إلى بعض أول ،انتهى .لكن روى الشيخ والكليني بسند فيه
ضعف ) (1عن أبي هاشم الجعفري قال :كنت مع أبي الحسن عليه السلم
في السفينة في دجلة فحضرت الصلة ،فقلت :جعلت فداك نصلي في
جماعة ،قال :فقال :ل تصلى في بطن واد جماعة ،وحمله الشيخ وغيره
على الكراهة ،وهو حسن ،ويمكن حمله على التقية أيضا - 37 .قرب
السناد :بالسناد عن علي بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن الرجل هل يصلح له وهو في ركوعه أو سجوده يبقى عليه
الشئ من السورة يكون يقرءها ثم يأخذ في غيرها ؟ قال :أما الركوع فل
يصلح له ،وأما السجود فل بأس ) .(2وسألته عن رجل قرأ في ركوعه من
سورة غير السورة التي كان يقرؤها قال :إن كان فرغ فل بأس في السجود
فأما في الركوع فل يصلح ) .(3وسألته عن الرجل يقرء في صلته هل
يجزيه أن ل يحرك لسانه وأن يتوهم توهما ؟ قال :ل بأس ) .(4بيان :قد
مر الكلم في تلك الخبار في باب القراءة ،وباب الركوع ،وقال في
الذكرى :وتجزيه الفاتحة وحدها مع تعذر السورة ،ولو ركع المام قبل
قراءته قرء في ركوعه ،ولو بقي عليه شئ فل بأس .وقال في موضع
آخر :كره الشيخ القراءة في الركوع ،وكذا يكره عنده
][83
في السجود والتشهد ،إلى أن قال :وقد روى في التهذيب ) (1قراءة المسبوق مع
التقية في ركوعه وروى عن عمار عن الصادق عليه السلم ) (2في
الناسي حرفا من القرآن ل يقرؤه راكعا بل ساجدا ،وقال في البيان :ويكره
القراءة في الركوع والسجود ،وقال ولو ركع المصلي خلف من يتقيه قبل
فراغ الحمد أتمها في ركوعه انتهى .وبالجملة النهي الوارد في الخبر عن
القراءة في خصوص الركوع خلف المشهور وفي المسبوق إشكال ،ولعل
ترك القرآن في الركوع ثم العادة أحوط ،وعدم تحريك اللسان بالقراءة
والتوهم لعله في القراءة المستحبة خلف المام من ل يقتدى به تقية- 38 .
العلل :عن علي بن حاتم ،عن القاسم بن محمد ،عن حمدان بن الحسين
عن الحسين بن الوليد ،عن أحمد بن رباط ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قلت له :لي علة إذا صلى اثنان صار التابع على يمين المتبوع ؟ قال
لنه إمامه وطاعة للمتبوع و إن ال تبارك وتعالى جعل أصحاب اليمين
المطيعين ،فلهذه العلة يقوم على يمين المام دون يساره ) .(3ومنه :عن
أبيه ،عن سعد بن عبد ال وأحمد بن إدريس معا ،عن محمد بن عبد
الجبار ،عن صفوان بن يحيى ،عن عبد الرحمن بن الحجاج قال :سألت أبا
عبد ال عليه السلم عن الصلة خلف المام أيقرء خلفه ؟ قال :أما الصلة
التي ل يجهر فيها بالقراءة فان ذلك جعل إليه ،ول يقرء خلفه ،وأما الصلة
التي يجهر فيها بالقراءة فانما امر بالجهر لينصت من خلف ،فان سمعت
فأنصت وإن لم تسمع القراءة فاقرأ ) .(4بيان :قال العلمة في المنتهى:
قال في المبسوط :لو سمع مثل الهمهمة جاز له أن يقرأ وربما استند إلى
أن سماع الهمهمة ليس سماعا للقراءة انتهى ،ول يخفى
) (2 - 1التهذيب ج 1ص (3) .221علل الشرايع ج 2ص (4) .14علل الشرايع
ج 2ص .15
][84
ضعفه ،لدخوله في السماع ،وللتصريح في الخبار به ،نعم إدخاله في الية مشكل
إذ المتبادر من الستماع والنصات فهم ما يستمعه - 39 .العلل :عن أبيه،
عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي عن أبي الجواز
قال :الغلف ل يؤم القوم وإن كان أقرءهم ،لنه ضيع من السنة أعظمها،
ول تقبل له شهادة ،ول تصلى عليه إذا مات ،إل أن يكون ترك ذلك خوفا
على نفسه ) .(1المقنع :قال أمير المؤمنين عليه السلم :الغلف ل يؤم
القوم وذكر مثله ) .(2بيان :الظاهر أن في سند العلل سقطا وفي التهذيب )
(3هكذا محمد بن أحمد بن يحيى ،عن أبي جعفر ،عن أبي الجوزاء ،عن
الحسين بن علوان ،عن عمرو بن خالد ،عن زيد بن علي ،عن آبائه ،عن
علي عليهم السلم ،واستدل به على المنع عن إمامة الغلف مطلقا وأجاب
عنه في المعتبر بوجهين أحدهما الطعن في السند ،فانهم بأجمعهم زيدية
مجهولوا الحال ،وثانيهما بأنه يتضمن ما يدل على إهمال الختان مع
وجوبه ) (4ول يخفى متانته - 40 .العلل :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال،
عن أحمد بن الحسن ،عن عمرو ابن سعيد ،عن مصدق ،عن عمار قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يؤم بقوم يجوز له أن يتوشح ؟
قال :ل يصلي الرجل بقوم وهو متوشح فوق ثيابه ،وإن كانت
) (1علل الشرايع ج 2ص (2) .17المقنع ص (3) .35التهذيب ج 1ص ) .254
(4يعنى أنه واجب بالسنة النبوية والملة البراهيمية ،ومن يرغب عن
ملة إبراهيم ال من سفه نفسه ول يرغب عن سنة النبي ص ال من ل
حريجة له في الدين ،لكنه سنة على على حد سائر السنن يجب التيان به
في حال الختيار .وأما في حال يخاف على نفسه من نزف الدم أو غير
ذلك ،فل يصدق على تاركه أنه رغب عن السنة واستخف بها ،وهذا أصل
في كل باب.
][85
عليه ثياب كثيرة لن المام ل يجوز له الصلة وهو متوشح ) .(1بيان :قد مر الكلم
في التوشح فوق القميص ،وهذا يدل على أن في المام أشد كراهة- 41 .
العلل :عن أبيه ،عن سعد ،عن أيوب بن نوح ،عن محمد بن الفضيل ،عن
أبي الصباح قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يقوم في الصف
وحده ،قال :ل بأس ،إنما تبدأ الصفوف واحد بعد واحد ) .(2بيان:
المشهور بين الصحاب كراهة وقوف المأموم وحده مع سعة الصفوف،
ونقل بعضهم الجماع ،وحكي عن ابن الجنيد أنه منع من ذلك ،ول كراهة
إذا لم يكن في الصفوف مكان ،أو كانت متضايقة بأهلها ،كما ذكره
الصحاب ولعل الرواية محمولة عليه ،وفي التعليل إيماء إليه ،والولى
وقوفه حينئذ بحذاء المام لرواية سعيد العرج ) - 42 .(3معاني الخبار:
عن أحمد بن زياد الهمداني ،عن علي بن إبراهيم عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن عمرو بن جميع ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا أجلسك
المام في موضع يجب أن تقوم فيه فتجاف ) .(4بيان :التجافي في هذا
الموضع مستحب كما ذكره الصحاب ،وقد يفهم من كلم بعضهم أنه
القعاء على العقبين كما هو مكروه لغيره ،ومن بعضهم الجلوس على
القدمين ،ولعله يتحقق في كل منهما - 43 .التوحيد :عن محمد بن علي
ماجيلويه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد بن يحيى
الشعري ،عن الحسن بن حريش ،عن بعض أصحابنا ،عن علي بن محمد
وعن أبي جعفر عليهما السلم قال :من قال بالجسم فل تعطوه من الزكاة
) (1علل الشرايع ج 2ص (2) .19علل الشرايع ج 2ص (3) .50التهذيب ج 1
ص (4) .330معاني الخبار ص 301في حديث.
][86
ول تصلوا وراءه ) .(1بيان :الظاهر أنه شامل للمبلكفة القائلين بأنه سبحانه جسم
ل كالجسام كما مر في كتاب التوحيد ) - 44 .(2قرب السناد :عن هارون
بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن الصادق عليه السلم ،عن آبائه قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن أئمتكم وفدكم إلى ال ،فانظروا من
توفدون في دينكم وصلتكم ) .(3بيان :الوافد القادم الوارد رسول وقاصدا
لمير للزيارة والسترفاد ونحوهما ،والبل السابق للقطار ،فعل الول وهو
الظهر المعنى أنه رسول إلى ال تعالى ليسأل ويطلب لهم الحاجة والمغفرة
منه تعالى ،ول محالة يكون مثل هذا أفضل القوم وأعلمهم وأشرفهم،
وقيل :المراد أنه وافد من ال سبحانه إليهم ليقرأ كلم ال عليهم ،ول
يخفى بعده وتوجيهه على الخيرين ظاهر - 45 .قرب السناد :بالسناد
المتقدم عن علي بن جعفر ،عن أخيه قال :سألته عن ولد الزنا هل تجوز
شهادته ؟ قال :ل تجوز شهادته ول يؤم ) - 46 .(4العلل :عن محمد بن
الحسن بن الوليد ،عن محمد بن الحسن الصفار ،عن العباس بن معروف،
عن محمد بن سنان ،عن طلحة بن زيد ،عن ثور بن غيلن ،عن أبي ذر -
ره -قال :إن إمامك شفيعك إلى ال عزوجل فل تجعل شفيعك إلى ال
عزوجل سفيها ول فاسقا ) .(5بيان :قد عرفت أنه يحتمل المامة الكبرى
بأن يكون المراد الشفاعة في الخرة أو العم والصغرى ،فالمراد في حال
الصلة فانه وافد المأمومين والمتكلم عنهم عند ال سبحانه ،والمراد
بالسفيه الكافر ،وبالفاسق معناه أو بالعكس ،أو المراد بالسفيه المجنون *
)هامش( ) (1التوحيد 101 :وقد مر قبل ذلك ص (2) .74ج 3ص .289
) (3قرب السناد 37 :ط حجر 52 ،ط نجف (4) .قرب السناد 164 :ط
نجف (5) .علل الشرايع ج 2ص .15
][87
أو القليل العقل ،فعلى الثاني يكون محمول على الستحباب إل أن يكون ل يتأتى منه
أفعال الصلة .قال الشهيد -ره -في البيان :إن السفيه إن نافى سفهه
العدالة منع من المامة وإن أمكن مجامعته العدالة جاز ،وما روي عن أبي
ذر -رضي ال عنه -محمول على غير العدل - 47 .العلل :عن أبيه ،عن
سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد رفعه عن علي بن سليمان ،عن عبد
ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :إن سركم أن تزكو صلتكم فقدموا خياركم ) .(1المقنع :مرسل
مثله ) .(2بيان " :تزكو " على المجرد ،أو التفعيل من الزكاة ،بمعنى
الطهارة أو النمو أو من التزكية بمعنى الثناء والقبول - 48 .مجالس
الصدوق :عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة ،عن علي بن إبراهيم عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي زياد النهدي ،عن عبد ال بن بكير ،عن
الصادق عليه السلم قال :من صلى معهم في الصف الول فكانما صلى مع
رسول ال صلى ال عليه وآله في الصف الول ) - 49 .(3العلل :عن
أبيه ،عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن عمرو بن عمر ،عن محمد بن
عذافر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن دخولي مع من أقرء
خلفه في الركعة الثانية فيركع عند فراغي من قراءة ام الكتاب ؟ قال :تقرأ
في الخراوين لتكون قد قرأت في ركعتين ) - 50 .(4مجالس ابن الشيخ:
عن أحمد بن هارون بن الصلت ،عن ابن عقدة ،عن
) (1علل الشرايع ج 2ص (2) .16المقنع ص 10ط حجر ص 35ط السلمية) .
(3أمالى الصدوق ص (4) .221علل الشرايع ج 2ص .29
][88
القاسم بن جعفر بن أحمد ،عن عباد بن أحمد القزويني ،عن عمه ،عن أبيه ،عن
عبد الرحمان بن ثابت ،عن حسان بن عطية ،عن عمرو بن ميمون الزدي
قال :كنت مع معاذ بالشام ،فلما قبض أتيت عبد ال بن مسعود بالكوفة
وكنت معه ،فابكر بعض الوقت في زمانه ،فقلت له :يا أبا عبد الرحمن كيف
ترى في الصلة معهم ؟ فقال :صل الصلة لوقتها ]واجعل صلتك معهم
سبحة ،فقلت :أبا عبد الرحمان ! يرحمك ال ،ندع الصلة في الجماعة ؟[
فقال :ويحك يا ابن ميمون إن جمهور الناس العظم قد فارقوا الجماعة إن
الجماعة من كان على الحق وإن كنت وحدك ،فقلت :أبا عبد الرحمان !
وكيف أكون جماعة وأنا وحدي ؟ فقال :إن معك من ملئكة ال وجنوده
المطيعين ل أكثر من بني آدم أولهم وآخرهم ) - 51 .(1ثواب العمال:
عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد
بن خالد ،عن القاسم بن محمد الجوهري ،عن الحسين بن أبي العل ،عن
ابن العزرمي عن أبيه رفع الحديث إلى رسول ال صلى ال عليه وآله قال:
من أم قوما وفيهم من هو أعلم منه أو أفقه ،لم يزل أمرهم إلى سفال إلى
يوم القيامة ) .(2العلل :عن محمد بن الحسن ،عن محمد بن الحسن
الصفار ،عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر ،عن داود بن الحصين،
عن سفيان الجريري ،عن العزرمي مثله ) .(3المحاسن :عن أبيه ،عن
الجوهري مثله ) .(4السرائر :نقل من كتاب أبي القاسم بن قولويه مرسل
مثله ) .(5بيان :قوله " أو أفقه " الترديد من الراوي ،وهذا الخبر أيضا
يحتمل المامتين
) (1أمالى الطوسى ج 1ص 359وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى(2) .
ثواب العمال ص 186و (3) .187علل الشرايع ج 2ص (4) .16
المحاسن ص (5) .93السرائر.282 :
][89
وعلى أحد الوجهين فيه حث عظيم على تقديم العلم ،قال في الذكرى :قول ابن أبي
عقيل بمنع إمامة المفضول بالفاضل ،ومنع إمامة الجاهل بالعالم ،إن أراد
به الكراهية فحسن ،وإن أراد به التحريم أمكن استناده إلى أن ذلك يقبح
عقل ،وهو الذي اعتمد عليه محققوا الصوليين في المامة الكبرى ،ولقول
ال جل اسمه " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن ل يهدي إل أن
يهدى فمالكم كيف تحكمون " ) (1ولخبر أبي ذر وغيره ) .(2ثم قال:
واعتبر ابن الجنيد في ذلك الذن ،ويمكن حمل كلم ابن أبي عقيل عليه،
والخبران يحملن على إيثار المفضول من حيث هو مفضول ،ول ريب في
قبحه ول يلزم من عدم جواز إيثاره عليه عدم جواز أصل إمامته،
وخصوصا مع إذن الفاضل واختياره - 52 .تفسير المام ) (3قال عليه
السلم :نظر الباقر عليه السلم إلى بعض شيعته وقد دخل خلف بعض
المخالفين إلى الصلة ،وأحس الشيعي بأن الباقر عليه السلم قد عرف ذلك
منه فقصده وقال أعتذر إليك يا ابن رسول ال صلى ال عليه وآله من
صلتي خلف فلن فانى أتقيه ؟ لو ل ذلك لصليت وحدي ،قال له الباقر
عليه السلم :يا أخي إنما كنت تحتاج أن تعتذر لو تركت ،يا عبد ال
المؤمن ! ما زالت ملئكة السموات السبع والرضين السبع تصلي عليك
وتلعن إمامك ذاك ،وإن ال أمر أن يحسب لك صلتك خلفه للتقية بسبع
مائة صلة لو صليتها وحدك فعليك بالتقية ) - 53 .(4كتاب المسائل :لعلي
بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن قيام شهر رمضان
هل يصلح ؟ قال :ل يصلح إل بقراءة تبدء وتقرء فاتحة الكتاب ثم تنصت
لقراءة المام فإذا أراد الركوع قرأت قل هو ال أحد أو غيرها ،ثم ركعت
أنت
) (1يونس (2) .35 :رواه في التهذيب ج 1ص ،254وقد مر عن العلل ص ) .86
(3في الكمبانى تفسير على بن ابراهيم وهو سهو (4) .تفسير المام:
.268
][90
إذا ركع ،وكبر أنت في ركوعك وسجودك كما تفعل إذا صليت وحدك ،وصلتك
وحدك أفضل ) .(1قال :وسألته عن القيام خلف المام في الصف ما حده ؟
قال :قم ما استطعت ،فإذا قعدت فضاق المكان فتقدم أو تأخر فل بأس ).(2
قال :وسألته عن الرجل يكون في صلته في الصف هل يصلح له أن يتقدم
إلى الثاني أو الثالث أو يتأخر وراء في جانب الصف الخر ؟ قال :إذا رأى
خلل فل بأس به ) .(3بيان " :عن قيام شهر رمضان " ظاهره النافلة،
ويحتمل الفريضة ،وعلى الول السؤال إما لعدم جواز اليتمام في النافلة أو
لكون المام ممن ل يقتدى به والمشهور بين الصحاب عدم جواز القتداء
في النوافل وعدوا اليتمام في نافلة شهر رمضان من بدع عمر .وقال
العلمة في المنتهى :ول جماعة في النوافل إل ما استثني ،ذهب إليه
علماؤنا أجمع ،ويظهر من بعض عبارات المحقق أن في المسألة قول
بجواز القتداء في النوافل مطلقا وفي عبارة الذكرى أيضا إشعار بعدم
تحقق الجماع فيه ،ويدل على المنع أخبار يعارضها أخبار كصحيحتي
هشام بن سالم ) (4وسليمان بن خالد ) (5الدالتين على جواز إمامة النساء
في النافلة ،وفي صحيحة عبد الرحمان ) (6صل بأهلك في رمضان
الفريضة والنافلة ).(7
][91
) (1التهذيب ج 1ص (2) .330قرب السناد ص 86ط حجر 112 ،ط نجف(3) .
راجع الكافي ج 3ص ،394التهذيب ج 1ص (4) .241راجع الكافي ج
3ص ،394التهذيب ج 1ص .216
][92
التوشح ،وقد مر كراهة التوشح فوق الثياب للمام ) ،(1ول يبعد حمل جزئي الخبر
على الضرورة كما يومي إليه أصل الخبر - 55 .نوادر الراوندي :باسناده
عن موسى بن جعفر ،عن أبيه عليهما السلم قال :كان الحسن والحسين
عليهما السلم يصليان خلف مروان بن الحكم ،فقالوا لحدهما :ما كان
أبوك يصلي إذا رجع إلى البيت ؟ فقال :ل وال ،ما كان يزيد على صلة )
- 56 .(2الدرة الباهرة :قال أبو الحسن الثالث عليه السلم :إذا كان زمان
العدل فيه أغلب من الجور ،فحرام أن يظن بأحد سوء حتى يعلم ذلك منه،
وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل ،فليس لحد أن يظن بأحد خيرا
حتى يبدو ذلك منه .بيان :يمكن حمله على بلد المخالفين ،أو على كون
الكثر مشهورين بالفسق ولم يعلم منه خير ،أو على رعاية الحزم في
المعاملت كما يدل عليه سائر الروايات - 57 .نهج البلغة :في عهده
عليه السلم للشتر فإذا قمت في صلتك للناس فل تكونن منفرا ول
مضيعا ،فان في الناس من به العلة وله الحاجة ،وقد سألت رسول ال
صلى ال عليه وآله حين وجهني إلى اليمن كيف اصلي بهم ؟ فقال :صل
بهم كصلة أضعفهم وكن بالمؤمنين رحيما ) - 58 .(3كتاب الغارات:
لبراهيم بن محمد الثقفي ،عن يحيى بن صالح ،عن مالك ابن خالد
السدي ،عن الحسن بن إبراهيم ،عن عبد ال بن الحسن بن الحسن بن
علي ابن أبي طالب ،عن عباية قال :كتب أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي
بكر :انظر يا محمد صلتك كيف تصليها لوقتها فانه ليس من إمام يصلي
بقوم فيكون في صلته نقص إل كانت عليه ول ينقص ذلك من صلتهم.
أقول :وفي رواية ابن أبي الحديد :وانظر يا محمد صلتك كيف تصليها
فانما أنت إمام ينبغي لك أن تتمها وأن تخففها وأن تصليها لوقتها فانه
ليس من إمام يصلي
) (1راجع ج 83ص 189وما بعدها (2) .نوادر الراوندي ،30 :وفيه :ما كان يزيد
على صلة الية (3) .نهج البلغة تحت الرقم 53من قسم الرسائل
والكتب ص 534ط سيد الهل.
][93
بقوم فيكون في صلته وصلتهم نقص إل كان إثم ذلك عليه ،ول ينقص ذلك من
صلتهم شيئا .ورواه في تحف العقول ) (1هكذا :ثم انظر صلتك كيف هي
فانك إمام وليس من إمام يصلي بقوم فيكون في صلتهم تقصير إل كان
عليه أوزارهم ،ول ينقص من صلتهم شئ ،ول يتمها إل كان له مثل
اجورهم ،ول ينتقص من اجورهم شئ ،واعلم أن كل شئ من عملك تابع
لصلتك ،واعلم أنه من ضيع الصلة فانه لغير الصلة من شرايع السلم
أضيع - 59 .عدة الداعي :صلى رسول ال صلى ال عليه وآله بالناس
يوما فخفف في الركعتين الخيرتين ،فلما انصرف قال له الناس :يا رسول
ال رأيناك خففت هل حدث في الصلة أمر ؟ قال :وما ذلك ؟ قالوا :خففت
في الركعتين الخيرتين ،فقال :أو ما سمعتم صراخ الصبي ،وفي حديث
آخر :خشيت أن يشتغل به خاطر أبيه - 60 .مجمع البيان :روى جميل عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا كنت خلف إمام ففرغ من قراءة الفاتحة،
فقل أنت من خلفه :الحمد ل رب العالمين ) .(1بيان :قال الشهيد في
النفلية :يستحب قول المأموم سرا " الحمد ل رب العالمين " بعد فراغ
المام من الفاتحة - 61 .العياشي :عن عبد ال بن سنان قال :سألت أبا
عبد ال عليه السلم عن المام هل عليه أن يسمع من خلفه وإن كثروا ؟
قال :ليقرأ قراءة وسطا إن ال يقول " ول تجهر بصلتك ول تخافت بها "
) .(3ومنه :عن المفضل مثله ) - 62 .(4المكارم :عن زرارة ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :رجع رسول ال صلى ال عليه وآله من
) (1تحف العقول 174 :ط السلمية (2) .مجمع البيان ج 1ص 3) .31و (4
تفسير العياشي ج 2ص .318
][94
سفر فدخل على فاطمة عليها السلم فرأى على بابها سترا ،وفي يديها سوارين من
فضة ،فخرج من بيتها فدعت فاطمة ابنتها ،فنزعت الستر وخلعت
السوارين ،وأرسلهما إلى النبي صلى ال عليه وآله .فدعي النبي صلى ال
عليه وآله أهل الصفة فقسمه بينهم قطعا ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري
الذي ل يستتر بشئ ،وكان ذلك الستر طويل ليس له عرض فجعل يوزر
الرجل ،فإذا التقى عليه قطعه حتى قسمه بينهم ازرا ثم أمر النساء أن ل
يرفعن رؤسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤسهم ،وذلك
أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم ثم
جرت به السنة أن ل ترفع النساء رؤسهن من الركوع والسجود حتى ترفع
الرجال ) .(1أقول :تمامه في أبواب تاريخها صلوات ال عليها- 63 .
الكشى :عن حمدويه ،عن أيوب ،عن محمد بن سنان ،عن يونس بن
يعقوب قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :يا يونس قل لهم يا مؤلفة !
قد رأيت ما تصنعون ،إذا سمعتم الذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد )
.(2بيان " :قل لهم " أي للشيعة وخطابهم بالمؤلفة تأديب لهم ،وتنبيه
على أنهم ليسوا من شيعتهم واقعا ،بل هم من المؤلفة قلوبهم ،وذلك لنهم
كانوا يسمعون قوله ول يتبعونه في التقية ،لنهم بعد الذان كانوا يخرجون
من المسجد لئل يصلوا مع المخالفين ،فيدل على لزوم الصلة خلفهم عند
التقية - 64 .الكشى :عن آدم بن محمد القلنسي ،عن علي بن محمد
القمي ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن يعقوب بن يزيد ،عن أبيه يزيد
بن حماد قال :قلت له :اصلي خلف من ل أعرف ؟ فقال :ل تصل إل خلف
من تثق بدينه ،فقلت له :اصلى خلف يونس وأصحابه ؟ قال :يأبى ذلك
عليكم علي بن حديد ،قلت :آخذ بقوله في ذلك ؟ قال :نعم ،قال :فسألت علي
بن حديد عن ذلك ،فقال ،ل تصل خلفه ول خلف * )هامش( ) (1مكارم
الخلق (2) .109 - 108 :رجال الكشى.332 :
][95
أصحابه ) .(1ومنه :سأل أبو عبد ال الشاذاني أبا محمد الفضل بن شاذان أنا ربما
صلينا مع هؤلء صلة المغرب فل نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من
المسجد فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس إل لعادة الصلة التي
صلينا معهم ،فنتدافع بصلة المغرب إلى صلة العتمة ؟ فقال :ل تفعلوا هذا
من ضيق صدوركم ،ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلثا
أو خمس تكبيرات وتقرءوا في كل ركعة الحمد وسورة أي سورة شئتم،
بعد أن تتموها عندما يتم إمامهم وتقولون في الركوع " سبحان ربي
العظيم وبحمده " بقدر ما يتأتى لكم معهم ،وفي السجود مثل ذلك،
وتسلمون معهم ،وقد تمت صلتكم لنفسكم ،وليكن المام عندكم والحائط
بمنزلة واحدة ،فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها
أربع ركعات ،فقال :يابا محمد أفليس يجوز إذا فعلت ما ذكرت ،قال :نعم.
قال :فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعلة ،قال :نعم ،كنت
بالعراق وكان صدري يضيق عن الصلة معهم كضيق صدوركم ،فشكوت
ذلك إلى فقيه هناك يقال له نوح بن شعيب فأمرني بمثل الذي أمرتكم به
فقلت :هل يقول هذا غيرك ؟ قال :نعم ،فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو
من عشرين رجل من مشايخ أصحابنا فسألته يعني نوح بن شعيب أن
يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا ،فقال نوح بن شعيب :يا معشر
من حضر ! ل تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر
من هشام بن الحكم ،ويسألني هل يجوز الصلة مع المرجئة في جماعتهم ؟
فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ كقول نوح بن شعيب فعندها طابت
نفسي ) .(2بيان :التكبيرات الثلث والخمس لعلها الفتتاحية إذا يجوز عند
ضيق الوقت الكتفاء بأحدهما وفي القاموس الغمر بالفتح الكريم الواسع
الخلق ،ومثلثة وبالتحريك من لم يجرب المور.
][96
- 65ارشاد القلوب :في حديث طويل يرويه عن حذيفة أن أبا بكر أراد أن يصلي
بالناس في مرض النبي صلى ال عليه وآله بغير إذنه ،فلما سمع النبي
صلى ال عليه وآله ذلك خرج إلى المسجد متكئا على علي عليه السلم
وفضل بن العباس ،فتقدم إلى المحراب وجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن
المحراب ،فصلى الناس خلف رسول ال صلى ال عليه وآله وهو جالس
وبلل يسمع الناس التكبير حتى قضى صلته إلى آخر الخبر ) .(1بيان:
يدل على أنه ل يكره للمؤذن وشبهه رفع الصوت بالتكبيرات ،ليسمع سائر
المأمومين كما هو الشايع ،مع أنه في المجامع العظيمة ل يتأتى المر
بدونه - 66 .الهداية :يجب أن نعتقد فيمن يعتقد ما وصفناه أنه على الهدى
والطريقة المستقيمة ،وأنه أخ لنا في الدين ،ونقبل شهادته ،ونجيز الصلة
خلفه ونحرم غيبته ،ونعتقد فيمن يخالف ما وصفنا أنه على غير الهدى،
ول نرى قبول شهادته ،ول الصلة خلفه ،إل في حال التقية ،فنصلي خلفهم
إذا جاء الخوف ) .(2وقال رضوان ال عليه في موضع آخر :ل تصل خلف
أحد إل خلف رجلين :أحدهما من تثق بدينه ،وورعه ،وآخر تتقي سيفه
وسوطه ،وشناعته على الدين ،فصل خلفه على سبيل التقية والمداراة،
وأذن لنفسك وأقم واقرأ فيها غير مؤتم به ،وإن فرغت من قراءة السورة
قبله فبق منها آية ومجد ال ،فإذا ركع المام فاقرأ الية واركع بها ،فان لم
تلحق القراءة وخشيت أن يركع ،فقل ما حذفه المام من الذان والقامة
واركع ) .(3وقال الصادق عليه السلم :عودوا مرضاهم ،واشهدوا
جنائزهم ،وصلوا في مساجدهم ).(4
) (1ارشاد القلوب ج 2ص (2) .الهداية ،9 :بتلخيص (3) .الهداية 34 :و ) .35
(4الهداية ص .10
][97
وقال عليه السلم :من صلى معهم في الصف الول فكأنما صلى مع رسول ال
صلى ال عليه وآله في الصف الول ) .(1وقال عليه السلم :الرياء مع
المنافق في داره عبادة ومع المؤمن شرك ) .(2بيان " :في داره " أي
بلده ومحل استيلئه كما يقال دار الشرك - 67 .أربعين الشهيد :باسناده
عن السيد المرتضى رضوان ال عليه عن المفيد عن ابن قولويه ،عن
الكليني ،عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة،
عن زرارة قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :ما يروي الناس إن الصلة
في جماعة أفضل من صلة الرجل وحده بخمس وعشرين صلة ،فقال:
صدقوا ،فقلت :الرجلن يكونان جماعة ؟ فقال :نعم ،ويقوم الرجل عن
يمين المام ) .(3ومنه :بالسناد عن الكليني ،عن عدة من أصحابه ،عن
أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد بن عيسى ،عن محمد بن
يوسف ،عن أبيه قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إن الجهني أتى
النبي صلى ال عليه وآله بمكة ،فقال :يا رسول ال إني أكون بالبادية
ومعي أهلي وولدي وغلمتي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟
فقال :نعم ،فقال :يا رسول ال إن غلمتي يتبعون قطر السحاب فأبقى أنا
وأهلي وولدي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ فقال :نعم .فقال:
يا رسول ال فان ولدي يتفرقون في الماشية فأبقى أنا وأهلي فاؤذن واقيم
واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ فقال :نعم ،فقال :يا رسول ال إن المرءة
تذهب في مصلحتها وأبقى أنا وحدي ،فاؤذن واقيم أفجماعة أنا ؟ فقال :نعم
المؤمن وحده جماعة ) .(4ومنه :بالسناد عن الكليني ،عن علي بن
إبراهيم ،عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان ،عن حماد،
عن حريز ،عن زرارة قال :كنت جالسا عند أبي عبد ال عليه السلم ذات
يوم ،فدخل عليه رجل فقال له :جعلت فداك إني رجل جار
) 1و (2الهداية ص 3) .10و (4رواه عن الكافي ج 3ص .371
][98
مسجد لقوم ،فإذا أنا لم اصل معهم وقعوا في وقالوا هو كذا وهو كذا ،فقال :أما إن
قلت ذاك لقد قال أمير المؤمنين عليه السلم :من سمع النداء فلم يجبه من
غير علة فل صلة له ،ل تدع الصلة خلفهم وخلف كل إمام .فلما خرج قلت
له :جعلت فداك كبر علي قولك لهذا الرجل حين استفتاك ،فان لم يكونوا
مؤمنين ؟ قال :فضحك أبو جعفر عليه السلم ثم قال :ما أراك بعد إل ههنا،
يا زرارة فأية علة تريد أعظم من أنه ل يؤتم به ) .(1ومنه :باسناده عن
الكليني بسنده الحسن ،عن الحلبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من
صلى معهم في الصف الول كان كمن صلى خلف رسول ال صلى ال عليه
وآله ) .(2ومنه :عنه بسنده عن الحسين بن عبد ال الرجاني ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :من صلى في منزله ثم أتى مسجدا من مساجدهم
فصلى معهم خرج بحسناتهم ) - 68 .(3كتاب زيد النرسى :عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :سمعته يقول :من صلى عن يمين المام أربعين يوما
دخل الجنة .ومنه :قال :سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلم
يحدث عن أبيه أنه قال :من أسبغ وضوءه في بيته ،وتطيب ثم مشى من
بيته غير مستعجل وعليه السكينة والوقار إلى مصله رغبة في جماعة
المسلمين ،لم يرفع قدما ولم يضع اخرى إل كتبت له حسنة ،ومحيت عنه
سيئة ،ورفعت له درجة ،فإذا دخل المسجد وقال " بسم ال وبال ،وعلى
ملة رسول ال صلى ال عليه وآله ،ومن ال وإلى ال وما شاء ال ،ول
قوة إل بال ،اللهم افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك ،وأغلق عني أبواب
سخطك وغضبك ،واللهم منك الروح والفرج ،اللهم إليك غدوي ورواحي،
وبفنائك أنخت أبتغي رحمتك ورضوانك وأتجنب سخطك اللهم وأسألك
الروح والراحة والفرج " ثم قال :اللهم إني أتوجه إليك بمحمد وعلي أمير
المؤمنين ،فاجعلني من أوجه من توجه إليك بهما ،وأقرب
) (1رواه عن الكافي ج 3ص (2) .372رواه عن الكافي ج 3ص (3) .380رواه
عن الكافي ج 3ص .381
][99
من تقرب إليك بهما ،وقربني بهما منك زلفى ،ول تباعدنى عنك آمين رب العالمين
" ثم افتتح الصلة مع المام جماعة إل وجبت من ال المغفرة والجنة ،من
قبل أن يسلم المام .ومنه :عن أبى الحسن عليه السلم قال :انتظار الصلة
جماعة من جماعة إلى جماعة كفارة كل ذنب - 69 .ثواب العمال :عن
أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب ،عن
وهيب بن حفص ،عن أبى بصير ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :يا أيها الناس أقيموا صفوفكم ،وامسحوا
بمناكبكم لئل يكون فيكم خلل ،ول تخالفوا فيخالف ال بين قلوبكم ،أل وإنى
أراكم من خلفي ) .(1المحاسن :عن محمد بن علي ،عن وهيب مثله ).(2
بيان " :وامسحوا بمناكبكم " أي اجعلوها ملصقة يمسح بعضها بعضا.
- 70اكمال الدين :عن محمد بن الحسن ،بن الوليد ،عن عبد ال بن جعفر
الحميري ،عن هارون بن مسلم ،عن أبى الحسن الليثى ،عن الصادق ،عن
آبائه ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :إن أئمتكم قادتكم إلى ال،
فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلتكم ) - 71 .(3البصائر :للصفار ،عن
أيوب بن نوح ،عن عبد ال بن المغيرة ،عن العل عن محمد بن مسلم قال:
قلت لبي جعفر عليه السلم الرجل يكون في المسجد فتكون الصفوف
مختلفة فيها الناس فأميل إليه مشيا حتى نقيمه ؟ قال :نعم ل بأس به ،إن
رسول ال صلى ال عليه وآله قال :أيها الناس إنى أراكم من خلفي كما
أراكم من بين يدي لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن ال بين قلوبكم ).(4
) (1ثواب العمال (2) .207 :المحاسن (3) .80 :اكمال الدين ج 1ص ،221ط
مكتبة الصدوق (4) .بصائر الدرجات.419 :
][100
الخرائج :عن محمد بن مسلم مثله ) - 72 .(1البصائر :عن علي بن إسماعيل ،عن
صفوان بن يحيى ،عن عل ،عن محمد بن مسلم ،عن أبى جعفر عليه
السلم قال :قلت له :إنا نصلي في مسجد لنا فربما كان الصف أمامنا وفيه
انقطاع فأمشي إليه بجانبى حتى اقيمه ؟ قال :نعم إن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال :أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي ،لتقيمن صفوفكم أو
ليخالفن ال بين قلوبكم ) .(2ومنه :عن أحمد بن محمد ،عن ابن أبي
عمير ،عن حماد بن عثمان ،عن عبيدال الحلبي ،عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :أقيموا صفوفكم فانى
أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي ،ول تختلفوا فيخالف ال بين قلوبكم
) .(3فقه الرضا :عنه عليه السلم مثله ) - 73 .(4البصائر :عن الحسن
بن علي ،عن عبيس بن هشام ،عن أبي اسماعيل كاتب شريح ،عن أبي
عتاب زياد مولى آل دغش ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أقيموا
صفوفكم إذا رأيتم خلل ،ول عليك أن تأخذ وراءك إذا وجدت ضيقا في
الصفوف ،فتتم الصف الذي خلفك ،أو تمشي منحرفا فتتم الصف الذي
قدامك فهو خير .ثم قال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :أقيموا
صفوفكم ،فاني أنظر إليكم من خلفي لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن ال بين
قلوبكم ) .(5بيان :قال في النهاية :فيه سووا صفوفكم ول تختلفوا فتختلف
قلوبكم أي إذا تقدم بعضهم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبهم ونشأ
بينهم الخلف ،ومنه الحديث الخر لتسون صفوفكم أو ليخالفن ال بين
وجوهكم ،يريد أن كل منهم يصرف وجهه عن الخر يوقع بينهم
التباغض ،فان إقبال الوجه على الوجه من أثر المحبة واللفة
) (1الخرائج لم نجده 2) .و (3بصائر الدرجات (4) .420 :فقه الرضا(5) .14 :
بصائر الدرجات ص .420
][101
وقيل :أراد بها تحويلها إلى الدبار وقيل :تغير صورها إلى صور اخرى- 74 .
المحاسن :عن أبيه ،عن محمد بن مهران ،عن القاسم الزيات ،عن عبد ال
ابن حبيب بن جندب قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إني اصلى
المغرب مع هؤلء واعيدها فأخاف أن يتفقدوني ،قال :إذا صليت الثالثة
فمكن في الرض أليتيك ،ثم انهض وتشهد وأنت قائم ،ثم اركع واسجد
فانهم يحسبون أنها نافلة ) .(1بيان :قال في المنتهى :قال ابن بابويه :وإن
لم يتمكن من التشهد جالسا قام مع المام ،وتشهد قائما ،وقال في
المختلف :لو كان المام ممن ل يقتدى به وقد سبقه المأموم لم يجز له قطع
الفريضة ،بل يدخل معه في صلته ،ويتم هو في نفسه فإذا فرغ سلم
وتابعه فعل ،فان وافق حال تشهده حال قيام المام فليقتصر في تشهده
على الشهادتين ،والصلة على النبي صلى ال عليه وآله إيماء ،ويقوم مع
المام وقال علي بن بابويه :فإذا صليت أربع ركعات وقام المام إلى
رابعته ،فقم معه وتشهد من قيام ،وسلم من قيام .والقرب عندي التفصيل،
فان تمكن المأموم من تخفيف الشهادتين جالسا وجب وإل جاز له القيام
قبله للتقية ،وفعل ما قاله علي بن بابويه .وقال في الذكرى :لو اضطر إلى
القيام قبل تشهده قام وتشهد قائما انتهى ،ول يخفى قوته لعمومات التقية
وخصوص الرواية - 75 .المحاسن :عن أيوب بن نوح ،وسمعته منه ،عن
العباس بن عامر عن الحسين بن المختار قال :سئل عن رجل فاتته ركعة
من المغرب مع المام وأدرك الثنتين فهي الولى له والثانية للقوم،
أيتشهد فيها ؟ قال :نعم قلت :ففي الثانية ايضا ؟ قال :نعم ،قلت :ففي
الثالثة قال :نعم هن بركات ) .(2ومنه :عن أبيه ،عن صفوان وابن أبي
نجران ،عن ابن بكير ،عن زرارة قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
إمام أكون معه ،فأفرغ من القراءة قبل أن يفرغ
) (1المحاسن (2) .325 :المحاسن ص .326
][102
قال :أمسك آية ومجد ال وأثن عليه ،فإذا فرغ فاقرأها ثم اركع ) .(1ومنه :عن
أبيه ،عن صفوان الجمال قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم إن عندنا
مصلى ل نصلي فيه ،وأهله نصاب وإمامهم مخالف أفأئتم به ؟ فقال :ل،
قلت :إن قرأ أقرء خلفه ؟ قال :نعم ،قلت :فان نفدت السورة قبل أن يفرغ ؟
قال :سبح وكبر إنما هو بمنزلة القنوت وكبر وهلل ) .(2بيان :المشهور
أنه مخير بين أن يبقي آية فيقرأها عند فراغ المام أو يتم السورة ويسبح
حتى يفرغ جمعا بين الروايتين ،قال في المنتهى :لو فرغ المأموم من
القراءة قبل المام استحب له أن يسبح إلى أن يفرغ المام ويركع معه،
ويستحب له أن يبقي آية فإذا ركع المام قرأها وركع معه .وقال في
الذكرى :لو قرء ففرغ قبله استحب أن يبقى آية ليقرأها عند فراغ المام
ليركع عن قراءة ،ثم ذكر رواية زرارة ) (3وقال :فيه دليل على استحباب
التسبيح والتحميد في الثناء ،وعلى جواز القراءة خلف المام ،ثم قال:
وكذا يستحب إبقاء آية لو قرء خلف من ل يقتدى به - 76 .المحاسن :عن
أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ،عن عمرو بن سعيد ،عن مصدق بن
صدقة ،عن عمار الساباطي ،عن أبي عبد ال عليه السلم :عن رجل جاء
مبادرا والمام راكع فركع قال :أجزأته تكبيرة لدخوله في الصلة وللركوع
) .(4ومنه :عن يعقوب بن يزيد ،عن محمد بن زياد ،عن الحسين بن أبي
العل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن المجذوم والبرص منا
أيؤم المسلمين ؟ قال :نعم وهل يبتلى بهذا إل المؤمن ؟ نعم ،وهل كتب
البلء إل على المؤمنين ) .(5بيان :لعله سقط من الكلم شئ ،وفي
التهذيب ) (6بسند آخر ،عن عبد ال
) (2 - 1المحاسن (3) .326 :وقد رواه الشيخ في التهذيب ج 1ص 4) .257و
(5المحاسن (6) .326 :التهذيب ج 1ص (*) .253
][103
ابن يزيد قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن المجذوم والبرص يؤمان
المسلمين ؟ قال :نعم ،قلت :هل يبتلي ال بهما المؤمن ؟ قال :نعم ،وهل
كتب البلء إل على المؤمن ويدل على جواز إمامة الجذم والبرص
واختلف الصحاب فيهما فقال الشيخ في النهاية والخلف بالمنع منه مطلقا
وقال المرتضى وابن حمزة بالكراهة ،والشيخ في المبسوط وابن البراج
وابن زهرة بالمنع إل لمثلهما ،وقال ابن إدريس يكره إمامتهما فيما عدا
الجمعة و العيدين ،أما فيهما فل يجوز .والمسألة ل تخلو من إشكال ،وإن
كان الجواز مع الكراهة قويا - 77 .المحاسن ،عن أبيه ،عن العباس بن
معروف ،عن علي بن مهزيار ،عن ابن أبي عمير ،ورواه أبى ،عن ابن
أبى عمير ،عن بعض أصحابنا ،عن أحدهما عليه السلم في مسافر أدرك
المام ودخل معه في صلة الظهر قال فليجعل الوليين الظهر والخيرتين
السبحة ،وإن كانت صلة العصر جعل الوليين سبحة والخيرتين العصر )
.(1بيان :السبحة النافلة ويدل على جواز اقتداء المسافر بالمقيم وجعل
الخيرتين في العصر فريضة لكراهة النافلة بعد العصر كما ذكره الشيخ،
وقد ورد جواز اقتداء الصلتين بواحدة منهما - 78 .فقه الرضا :قال عليه
السلم :فان أنت تؤم الناس فل تطول في صلتك ،وخفف فإذا كنت وحدك
فثقل ما شئت فانها عبادة ) .(2وقال :قال العالم عليه السلم :ل ينبغي
للمام أن ينفتل من صلته إذا سلم حتى يتم من خلفه الصلة ) .(3وسئل
عن رجل أم قوما وهو على غير وضوء ،قال :ليس عليهم إعادة وعليه هو
أن يعيد ).(4
) (1المحاسن (2) .326 :فقه الرضا 9 :س = (4 - 3) .16ص 10ذيل الصفحة.
][104
وروي إن فاتك شئ من الصلة مع المام فاجعل أول صلتك ما استقبلت منها ،ول
تجعل أول صلتك آخرها ،وإذا فاتك مع المام الركعة الولى التى فيها
القراءة فأنصت للمام في الثانية التي أدركت ثم اقرأ أنت في الثالثة للمام،
وهي لك ثنتان ،وإن صليت فنسيت أن تقرأ فيهما شيئا من القرآن ،أجزأك
ذلك ،إذا حفظت الركوع والسجود ) .(1وقال :إذا أدركت المام وقد ركع
وكبرت قبل أن يرفع المام رأسه فقد أدركت الركعة ،فان رفع المام رأسه
قبل أن تركع فقد فاتتك الركعة ،فان وجدت وقد صلى ركعة فقم معه في
الركعة الثانية ،فإذا قعد فاقعد معه ،وإذا ركع الثالثة وهي لك الثانية فاقعد
قليل ثم قم قبل أن يركع فإذا قعد في الرابعة فاقعد معه ،فإذا سلم المام فقم
فصل الرابعة ) .(2وقال :أتموا الصفوف إذا رأيتم خلل فيها ،ول يضرك أن
تتأخر وراءك إذا وجدت ضيقا في الصف فتتم الصف الذي خلفك ،وتمشي
منحرفا ) .(3وقال :يؤم الرجلن أحدهما صاحبه يكون عن يمينه ،فإذا
كانوا أكثر من ذلك قاموا خلفه ) .(4وسئل عن القوم يكونون جميعا أيهم
أحق أن يؤمهم ؟ قال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :صاحب
الفراش أحق بفراشه ،وصاحب المسجد أحق بمسجده ،وقال :أكثرهم قرآنا
وقال :أقدمهم هجرة فان استووا فأقرأهم ،فان استووا فأفقههم فان استووا
فأكبرهم سنا ) .(5وقال :إذا صليت خلف المام يقتدى به فل تقرأ خلفه،
سمعت قراءته أم لم تسمع إل أن تكون صلة يجهر فيها ،فلم تسمع فاقرأ
وإذا كان ل يقتدى به فاقرأ خلفه سمعت أم لم تسمع ).(6
][105
وقال جابر بن عبد ال صاحب رسول ال صلى ال عليه وآله :وسئل عن هؤلء إذا
أخروا الصلة ،فقال :إن النبي صلى ال عليه وآله لم يكن يشغله عن
الصلة الحديث ول الطعام ،فإذا تركوا بذلك الوقت فصلوا ول تنتظروهم.
وإذا صليت صلتك وأنت في مسجد واقيمت الصلة ،فان شئت فصل ،وإن
شئت فاخرج ،ثم قال :ل تخرج بعدما اقيمت ،صل معهم تطوعا واجعلها
تسبيحا ) .(1وقال :ل أرى بالصفوف بين الساطين بأسا ) .(2وقال عليه
السلم :اعلم أن صلة بالجماعة أفضل بأربع وعشرين صلة ،من صلة
في غير الجماعة ،وإن أولى الناس بالتقدم في الجماعة أقرؤهم للقرآن،
وإن كانوا في القرآن سواء فأفقههم ،وإن كانوا في الفقه سواء فأقدمهم
هجرة ،فان كان في الهجرة سواء فأسنهم .فان كانوا في السن سواء
فأصبحهم وجها ) .(3وصاحب المسجد أولى بمسجده ،وليكن من يلي
المام منكم اولوا الحلم والتقى ،فان نسي المام أو تعايا فقوموه ).(4
وأفضل الصفوف أولها وأفضل أولها ما قرب من المام ،وأفضل صلة
الرجل في جماعة ) .(5وصلة واحدة في جماعة بخمس وعشرين صلة
من غير جماعة ،ويرفع له في الجنة خمس وعشرون درجة ،فان صليت
فخفف بهم الصلة ،وإذا كنت وحدك فثقل فانها العبادة ) .(6فان خرجت
منك ريح وغيرها مما ينقض الوضوء ،أو ذكرت أنك على غير وضوء
فسلم على أي حال كنت في صلتك ،وقدم رجل يصلي بالقوم بقية صلتهم،
وتوضأ وأعد صلتك ) .(7فان كنت خلف المام فل تقوم في الصف الثاني
إن وجدت في الول موضعا فان رسول ال صلى ال عليه واله قال :أتموا
صفوفكم فاني أراكم من خلفي كما أراكم من قدامى
][106
ول تخالفوا فيخالف ال قلوبكم ) .(1وإن وجدت ضيقا في الصف الول فل بأس أن
تتأخر إلى الصف الثاني ،وإن وجدت في الصف الول خلل فل بأس أن
تمشي إليه فتتمه ) .(2فان دخلت المسجد ووجدت الصف الول تاما فل
بأس أن تقف في الصف الثاني وحدك أو حيث شئت ،وأفضل ذلك قرب
المام ،فان سبقت بركعة أو ركعتين فأقرأ في الركعتين الوليين من صلتك
الحمد وسورة ،فان لم تلحق السورة أجزأك الحمد وحده ،وسبح في
الخريين ،وتقول :سبحان ال ،والحمد ،ول إله إل ال وال أكبر ) .(3ول
تصلي خلف أحد إل خلف رجلين :أحدهما من تثق به وتدينه بدينه وورعه
وآخر من تتقي سيفه وسوطه وشره وبوائقه وشنعته ،فصل خلفه على
سبيل التقية والمداراة وأذن لنفسك وأقم واقرء فيها لنه غير مؤتمن به،
فان فرغت قبله من القراءة أبق آية حتى تقرأ وقت ركوعه ،وإل فسبح إلى
أن تركع ) .(4تبيين :قوله عليه السلم " ول تجعل أول صلوتك آخرها "
أي بأن ل تقرأ في الوليين مع تسبيح المام أو مع القراءة في الخيرتين
بالحمد فقط ،أو مع السورة ،وحمله الشيخ ) (5على الخير ،وظاهره لزوم
القراءة للمسبوق ،وقد تقدم القول فيه ،وقوله " أتموا الصفوف " إلى
قوله " :منحرفا " مضمون موثقة الفضيل ) (6والمشي منحرفا إذا لم
يحاذه لعدم الستدبار ،وقال " :أقدمهم " أي في رواية اخرى " .ثم قال ل
تخرج " كراهة أو تقية " واجعلها تسبيحا " أي نافلة " بين الساطين "
) (4 - 1فقه الرضا ص - 14باب صلة الجماعة (5) .ل يعنى أن الشيخ حمل كلم
الفقه الرضوي على ذلك بل الحديث الذى تضمن هذا الكلم ،راجع
التهذيب ج 1ص (6) .259رواه في التهذيب ج 1ص 332
][107
يشمل ما كان معترضا بين الصف وما كان بين الصفين ،فيدل على أنه ل يضر مثل
هذا المانع بين المأموم والمام ،وإن كان مانعا لرؤيته إذا رأى المأمومين
الذين يرون المام أو من يراه .قوله عليه السلم " بخمس وعشرين " ل
ينافي ما مر من الربع ،لن المراد بما سبق بيان الفضل وهنا بيان الفضل
مع الصل .وعد في النفلية من مستحبات الجماعة قصد الصف الول لهله
وإطالته إل مع الفراط والتخطي إليه ما لم يؤذ أحدا ،واختصاص الفضلء
به ،وإقامة الصفوف بمحاذات المناكب والقرب من المام خصوصا اليمين.
قال الشهيد الثاني :اليمين منه أو من الصف الول لما روي من أن الرحمة
تنتقل من المام إليهم ،ثم إلى يسار الصف ثم إلى الباقي .قوله " :فسلم "
هذا السلم غير معهود ،لنه ظهر أن صلته كانت باطلة نعم ذكر في
النفلية استحباب قطع الصلة بتسليمة لو كبر قبله ناسيا أو ظانا أنه كبر.
- 79السرائر :نقل من كتاب أبي عبد ال السياري قال :قلت لبي جعفر
الثاني عليه السلم :قوم من مواليك يجتمعون فتحضر الصلة فيتقدم
بعضهم فيصلي جماعة ،فقال :إن كان الذي يؤم بهم ليس بينه وبين ال
طلبة فليفعل ) .(1قال :وقلت له مرة اخرى :إن القوم من مواليك يجتمعون
فتحضر الصلة فيؤذن بعضهم ويتقدم أحدهم فيصلي بهم ،فقال :إن كانت
قلوبهم كلها واحدة فل بأس فقلت :ومن لهم بمعرفة ذلك ؟ قال :فدعوا
المامة لهلها ) .(2بيان :هذا الخبر مخالف للحاديث الصحيحة الدالة على
المساهلة والتوسعة في عدالة المام ،والكتفاء فيها بحسن الظاهر ،وعدم
التظاهر بالفسق ،والحث والترغيب العظيم الوارد في فعلها ،وعادة السلف
في العصار من مواظبتهم عليها ،والتأمل في حال الجماعة الذين عينهم
النبي والئمة صلوات ال عليهم لذلك ،مع
][108
أن الخبر ضعيف .ولو سلم فيمكن حمله على استحباب كون المام متصفا بتلك
الصفات أو يحمل قوله " :ليس بينه وبين ال طلبة " على أنه لم يكن
عليه كبيرة لم يتب منها ،فان الصغاير مكفرة مع اجتناب الكباير فل طلبة
عنها ،فيدل على أنه يشترط في المامة اعتقاد المام بعدالة نفسه .وأما
كون قلوبهم واحدة فيمكن أن يراد به عدم الختلف في العقايد ،وقوله "
دعوا المامة لهلها " يمكن حمله على أن مع وجود الفضل ينبغي أن ل
يعدل عنه إلى غيره ،على أنه يمكن أن يكون غرضه عليه السلم منع
الراوي وأمثاله عن المامة لنه كان ضعيفا فاسد المذهب ،قال النجاشي )
(1كان ضعيف الحديث فاسد المذهب وقال ابن الغضايري :إنه قال
بالتناسخ ،ويمكن حمله على التقية أيضا لئل يتضرروا من المخالفين.
وبالجملة يشكل ترك هذه السنة المتواترة تمسكا بمثل هذه الرواية وال
العالم - 80 .العياشي :عن زرارة ،عن أحدهما عليه السلم قال :إذا كنت
خلف إمام تأتم به فأنصت وسبح في نفسك ) .(2ومنه :عن زرارة قال :قال
أبو جعفر عليه السلم وإذا قرئ القرآن في الفريضة خلف المام فاستمعوا
له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) .(3ومنه :عن زرارة قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :يجب النصات للقرآن في الصلة ،وفي غيرها ،وإذا
قرئ عندك القرآن وجب عليك النصات والستماع ) .(4ومنه :عن أبي
كهمس ) (5عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قرأ ابن الكوا خلف أمير
المؤمنين عليه السلم " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من
الخاسرين " فأنصت
) (1فهرست النجاشي (4 - 2) .62 :تفسير العياشي ج 2ص (5) .44في ط
الكمبانى عن أبى بصير.
][109
أمير المؤمنين ) .(1ومنه :عن عبيدال الحلبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
ينبغي لولد الزنا أن ل تجوز له شهادة ،ول يؤم بالناس ،لم يحمله نوح في
السفينة وقد حمل فيها الكلب والخنزير ) - 81 .(2السرائر :نقل من كتاب
ابن محبوب ،عن ابن سنان ،عن جابر الجعفي قال :سألت الباقر عليه
السلم :إن لي جيرانا بعضهم يعرف هذا المر وبعضهم ل يعرف ،وقد
سألوني أن اؤذن لهم واصلي بهم ،فخفت أن ل يكون ذلك موسعا لي فقال:
أذن لهم ،وصل بهم ،وتحر الوقات ) - 82 .(3دعائم السلم :روينا عن
جعفر بن محمد ،عن آبائه ،عن علي عليهم السلم أن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال :إمام القوم وافدهم ،فقدموا في صلتكم أفضلكم ) .(4وعن
علي صلوات ال عليه أنه قال :ل تقدموا سفهاءكم في صلتكم ،ول على
جنائزكم فانهم وفدكم إلى ربكم ) .(5وعنه عليه السلم أنه قال :ل يؤم
المريض الصحاء إنما كان ذلك لرسول ال صلى ال عليه وآله خاصة )
.(6وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلم أنه قال :العبد يؤم أهله )
(7إذا كان فقيها ولم يكن هناك أفقه منه ،ورخص في الصلة خلف العمى
إذا سدد للقبلة وكان أفضلهم ) .(8وعن علي عليه السلم أنه نهى عن
الصلة خلف الجذم والبرص والمجنون و
) (1تفسير العياشي ج 2ص (2) .44تفسير العياشي ج 2ص (3) .148
السرائر (6 - 4) .473 :دعائم السلم ج 1ص (7) .151في المصدر:
أنه قال عليه السلم :ل بأس بالصلة خلف العبد إذا كان فقيها (8) .دعائم
السلم ج 1ص .151
][110
المحدود وولد الزنا ،ونهى العرابي أن يؤم المهاجرى أو المقيد المطلقين ،أو
المتيمم المتوضئين أو الخادم ) (1الفحول ،أو المرءة الرجال ،ول يؤم
الخنثى الرجال ،ول الخرس المتكلمين ،ول المسافر المقيمين ) .(2وعن
جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :ل تعتد بالصلة خلف الناصب ،ول
الحروري واجعله سارية من سواري المسجد ،اقرأ لنفسك كأنك وحدك )
.(3وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلم قال :ل تصلوا خلف ناصب
ول كرامة ،إل أن تخافوا على أنفسكم أن تشهروا ويشار إليكم ،فصلوا في
بيوتكم ثم صلوا معهم ،واجعلوا صلتكم معهم تطوعا ) .(4وعن علي عليه
السلم أنه قال :صلى عمر بالناس صلة الفجر فلما قضي الصلة أقبل
عليهم فقال :يا أيها الناس إن عمر صلى بكم الغداة وهو جنب ،فقال له
الناس :فما ذا ترى :فقال :علي العادة ول إعادة عليكم ،فقال له علي
عليه السلم :بل عليك العادة وعليهم ،إن القوم بامامهم يركعون،
ويسجدون ،وإذا فسد صلة المام فسد صلة المأمومين ) .(5وعن رسول
ال صلى ال عليه وآله أنه قال :يؤمكم أكثركم نورا ،والنور القرآن ،و كل
أهل مسجد أحق بالصلة في مسجدهم إل أن يكون أمير حضر فانه أحق
بالمامة من أهل المسجد ) .(6وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال:
يؤم القوم أقدمهم هجرة ،فان استووا فأقرءهم وإن استووا فأفقههم ،وإن
استووا فأكبرهم سنا ،وصاحب المسجد أحق بمسجده ) .(7وعن جعفر بن
محمد عليه السلم أنه قال :إذا أم الرجل رجل واحدا أقامه عن يمينه وإذا
أم اثنين فصاعدا قاموا خلفه ) .(8وعن علي عليه السلم أنه قال :ل بأس
أن يصلي القوم بصلة المام وهم في غير
) (1في المصدر :ول الخصى الفحول (4 - 2) .المصدر ج 1ص (8 - 5) .151
المصدر ج 1ص (*) .152
][111
المسجد ) .(1وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :إذا صليت وحدك فطول
فانها العبادة ،وإذا صليت بقوم فصل صلة أضعفهم ،خفف الصلة ).(2
وقال :كانت صلة رسول ال صلى ال عليه وآله أخف صلة في تمام ).(3
وعنه عليه السلم :أنه قال :ل تؤم المرءة الرجال ،وتصلي بالنساء ول
تتقدمهن تقوم وسطا منهن ويصلين بصلتها ) .(4وعن علي عليه السلم:
أنه رخص في تلقين المام القرآن إذا تعايا ووقف ،فاما ) (5إن ترك آية أو
آيتين أو أكثر أو خرج من سورة إلى سورة واستمر في القرآن لم يلقن )
.(6وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :سووا ) (7صفوفكم،
وحاذوا بين مناكبكم ،ول تخالفوا بينها فتختلفوا ،ويتخللكم الشيطان تخلل
أولد الحذف .والحذف ضرب من الغنم الصغار السود ،واحدتها خذفة فشبه
رسول ال صلى ال عليه وآله تخلل الشيطان الصفوف إذا وجد فيها خلل
بتخلل أولد الغنم ما بين كبارها ) .(8وعن علي عليه السلم أنه قال :قال
لي رسول ال صلى ال عليه وآله :يا علي ! ل تقومن في
) (4 - 1دعائم السلم ج 1ص (5) .152في المصدر :فان خطرف آية أو آيتين
أو أكثر أو خرج من سورة إلى سورة واستمر في القراءة لم يلقن ،قوله:
خطرف أصله في المشى يقال :خطرف :أي جعل خطوتين خطوة في
وساعته ،وينطبق معناه على ما في نسخة المؤلف العلمة رضوان ال
عليه ،ال أن قوله " أكثر " الظاهر أنه فعل جيئ به في مقابلة خطرف ،ل
أنه أفعل تفضيل (6) .المصدر نفسه ج 1ص (7) .152في المصدر:
صلوا صفوفكم ،والمعنى اتصال المناكب من دون تخلل (8) .دعائم
السلم ج 1ص .155
][112
العيكل ) (1قلت :وما العيكل يا رسول ال ؟ قال :تصلي خلف الصفوف وحدك ).(2
يعني وال أعلم -إذا كان ذلك وهو يجد موضعا في الصفوف فأما إن لم
يجد فل شئ عليه أن يصلي خلف الصفوف وحده ،لنا روينا عن أبي عبد
ال جعفر ابن محمد عليهما السلم أنه سئل عن رجل دخل مع قوم في
جماعة فقام وحده ليس معه في الصف غيره والصف الذي بين يديه
متضايق ،قال :إذا كان كذلك صلى وحده فهو معهم ) .(3وقال عليه السلم:
قم في الصف ما استطعت فإذا ضاق المكان فتقدم أو تأخر فل بأس ).(4
وعن علي عليه السلم أنه قال :إذا جاء الرجل ولم يستطع أن يدخل الصف
فليقم حذاء المام ،فان ذلك يجزيه ،ول يعاند الصف ) .(5وعن أبي جعفر
محمد بن علي عليه السلم أنه قال :ينبغي للصفوف أن تكون تامة متصلة
) (6ويكون بين كل صفين قدر مسقط جسد النسان ،إذا سجد ،وأي صف
كان أهله يصلون بصلة المام وبينهم وبين الصف الذي تقدمهم أقل من
ذلك فليس تلك الصلة لهم بصلة ) .(7وعنه عليه السلم أنه قال :ليكن
الذين يلون المام اولي الحلم والنهى ،و إن تعايا لقنوه ) .(8وعنه عليه
السلم أنه قال :إذا صلى النساء مع الرجال قمن في آخر الصفوف ).(9
) (1في المصدر :العثكل ،وجعل في الذيل :العكل ،العيكل خ ل ،وكأنه استظهر
الفسكل ،وسيأتى في الشرح (2) .دعائم السلم ج 1ص (5 - 3) .155
دعائم السلم ج 1ص (6) .156في المصدر :متواصلة ،وهو الظهر.
) (8 - 7دعائم السلم ج 1ص (9) .156في المصدر :ل يتقدمن
الرجال ول يحاذينهم ال أن يكون بينهن وبين الرجال سترة.
][113
) (1دعائم السلم ج 1ص (2) .156دعائم السلم ج 1ص (3) .191ما بين
العلمتين ساقط من ط الكمبانى (4) .دعائم السلم ج 1ص (5) .191
المصدر ج 1ص ،192وزاد بعده شرحا هذا نصه :يعنى عليه السلم أنه
إذا جلس المام في الثانية وهى للمسبوق أولة جلس بعدها معه غير
متمكن ،ثم يقوم ويجلس في الثالثة وهى للمسبوق ثانية فليجلس معه
ويتشهد التشهد الول ويقرء في التى خافت فيها المام لنفسه مخافتا
وهى للمسبوق ثانية ،ثم إذا سلم المام قام فأتى بركعة يقرء فيها بفاتحة
-
][114
وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات ال عليهما أنه قال :وإذا أدركت المام وقد
صلى ركعتين فاجعل ما أدركت معه أول صلتك فاقرأ لنفسك بفاتحة الكتاب
وسورة إن أمهلك المام ،أو أدركت أن تقرأ ،واجعلهما أول صلتك،
واجلس مع المام إذا جلس هو للتشهد الثاني ،واعتد أنت لنفسك به أن
التشهد الول وتشهد فيه بما تتشهد به في التشهد الول ،فإذا سلم فقم قبل
أن تسلم أنت فصل ركعتين إن كانت الظهر أو العصر أو العشاء الخرة ،أو
ركعة إن كانت المغرب ،تقرء في كل ركعة بفاتحة الكتاب وتتشهد التشهد
الثاني ،وتسلم .وإن لم تدرك مع المام إل ركعة فاجعلها أول صلتك فإذا
جلس للتشهد فاجلس غير متمكن ول تتشهد ،وإذا سلم فقم فابن على
الركعة التي أدركت حتى تقضي صلتك ) .(1وعنه وعن أبي عبد ال
عليهما السلم أنهما قال :إذا أدرك الرجل المام قبل أن يركع أو وهو في
الركوع ،وأمكنه أن يكبر ويركع قبل أن يرفع المام رأسه وفعل ذلك فقد
أدرك تلك الركعة ،وإن لم يدركه حتى رفع من الركوع فليدخل معه ول يعتد
بتلك الركعة ) .(2وعن علي عليه السلم أنه قال :من أدرك المام راكعا
فكبر تكبيرة واحدة وركع معه اكتفى بها ) .(3وعن جعفر بن محمد عليه
السلم أنه قال في رجل سبقه المام بركعة ،فلما سلم المام سها عن قضاء
ما فاته فسلم وانصرف مع الناس ،قال :يصلى الركعة التي فاتته وحدها
ويتشهد ويسلم وينصرف ) .(4وعنه صلوات ال عليه أنه قال في رجل
سبقه المام ببعض الصلة ثم أحدث المام في صلته فقدمه ،قال :إذا أتم
صلة المام أشار إلى من خلفه فسلموا لنفسهم
الكتاب ،وهى له ثالثة ،ثم يجلس يتشهد التشهد الثاني ويسلم وينصرف(2 - 1) .
دعائم السلم ج 1ص (4 - 3) .192المصدر ج 1ص .193
][115
وانصرفوا ،وقام هو فأتم ما بقي عليه من غير إعلن بالتكبير ) .(1وعنه عليه
السلم أنه قال :ينبغي للمام إذا سلم أن يجلس مكانه حتى يقضي من سبق
بالصلة ما فاته ) .(2وهذا على ما ذكرنا مما يؤمر به من الدعاء والتوجه
بعد الصلة ،وقبل القيام من موضعه ) ،(3يقضي في ذلك من فاته شئ من
الصلة ،ما فاته منها ،والمام في ذلك يدعو ويتوجه ويتقرب بما امر به
من ذلك ) .(4بيان " :ل يؤم المريض الصحاء " أي المريض الذي يصلي
جالسا أو مضطجعا أو ل يمكنه بعض أفعال الصلة ،ول خلف في عدم
جواز ائتمام القائم بالقاعد ،قالوا :وكذا الجالس بالمضطجع واختلفوا في
إمامة العارى للمكتسى .وأما العمى فاختلف الصحاب في جواز إمامته،
والمشهور الجواز ،بل قال في المنتهى في باب الجماعة :ول بأس بامامة
العمى إذا كان من وراء من يسدده ويوجهه إلى القبلة ،وهو مذهب أهل
العلم ل نعلم فيه خلفا إل ما نقل عن أنس ونسب الجواز في الجمعة إلى
أكثر أهل العلم ،ونسب في التذكرة في باب الجمعة اشتراط السلمة من
العمى إلى أكثر علمائنا ،وبه أفتى في النهاية ،والصح الجواز .وظاهر
كلم بعض الصحاب عدم جواز إمامة المقيد المطلقين وصاحب الفالج
الصحاء ،والمشهور الكراهة ،إل مع عدم تمكنها من التيان بأفعال
الصلة .والمراد بالخادم الخصي ولم أر في سائر الخبار المنع من إمامته
وقال في الذكرى :تضمن كلم أبي الصلح أنه ل يؤم الخصي بالسليم ،ول
نعلم وجهه ،سواء اريد به التحريم أو الكراهة والمشهور عدم جواز إمامة
الخنثى للرجل بل ول للخنثى ،لحتمال كون المام امرأة والمأموم رجل،
وقيل بالجواز في الخير ول خلف في عدم جواز ائتمام غير الخرس به،
وكذا المشهور عدم الجواز في ائتمام
) (2 - 1المصدر ج 1ص (3) .193في المصدر :مقدار ما يمكن أن يقضى في
ذلك (4) .المصدر نفسه ج 1ص .193
][116
المتقن باللحن وجوزه بعضهم .وقال في المدارك :يستحب الصلة المكتوبة في
المنزل أول ثم حضور جماعتهم والصلة معهم ،نافلة أو قضاء ،لما رواه
ابن بابويه في الصحيح عن عبد ال بن سنان ) (1عن أبي عبد ال عليه
السلم أنه قال :ما من عبد يصلي في الوقت ويفرغ ثم يأتيهم ويصلي
معهم ،وهو على وضوء إل كتب ال له خمسا وعشرين درجة ،وفي
الصحيح عن عمر ابن يزيد ) (2عنه عليه السلم مثله وزاد في آخره
فارغبوا في ذلك .قوله " :وعليهم " لعله عليه السلم أمرهم بالعادة
لفسق إمامهم وكفره ،ويمكن حمله على الستحباب .قوله عليه السلم" :
وهم في غير المسجد " حمل على عدم البعد المفرط قال في الذكرى لو
صلى في داره خلف إمام المسجد وهو يشاهد الصفوف صحت قدوته،
وأطلق الشيخ ذلك ،والولى تقييده بعدم البعد المفرط قال :وإن كان باب
الدار بحذاء باب المسجد ،أو باب المسجد عن يمينه أو يساره واتصلت
الصفوف من المسجد إلى داره صحت صلتهم انتهى .وقطع أكثر الصحاب
بجواز إمامة المرءة للنساء ،بل قال في التذكرة :إنه قول علمائنا أجمع،
ونقل عن السيد وابن الجنيد أنهما جوزا إمامة النساء في النوافل دون
الفرايض ) (3ونفى عنه البأس في المختلف .وتدل عليه روايات صحيحة
وفي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلم ) (4قال:
) (1فقيه من ل يحضره الفقيه ج 1ص (2) .265فقيه من ل يحضره الفقيه ج 1
ص (3) .250كما هو ظاهر الية الكريمة " واركعى مع الراكعين " وقد
ورد النهى عن امامتهن في الفرائض في غير واحد من الروايات
الصحيحة ،وأما جواز امامتهن في النوافل ،فلن النهى عن الجتماع في
النوافل انما اختص الرجال دون النساء (4) .التهذيب ج 1ص ،131
الفقيه ج 1ص ،259ورويا مثله باسنادهما عن هشام بن سالم عنه
عليه السلم.
][117
قلت له :المرءة تؤم النساء ؟ قال :ل إل على الميت إذا لم يكن أحد أولى منها تقوم
وسطهن معهن في الصف فتكبر ويكبرن .وأما أنها ل تتقدم وتقف في
صفهن فقال في المعتبر :على ذلك اتفاق القائلين بامامة النساء ،وتدل
عليه روايات .وقال في المنتهى :إذا عرض للمام وقفة أو خطأ في قراءة
فل يدري ما يقرء ،جاز لمن خلفه أن ينبهه ،وقال في الذكرى يفتح المأموم
على المام إذا ارتج عليه وينبهه على الغلط واللحن ،فلو تركه لم يبطل إذا
لم يعلم أنه تعمده انتهى والتفصيل الوارد في الخبر غريب .وفي النهاية في
حديث الصلة ل تتخللكم الشياطين كأنها بنات حذف ،وفي رواية كأولد
الحذف ،هي الغنم الصغار الحجازية واحدتها حذفة بالتحريك ،قيل هي
صغار جرد ليس لها آذان ول أذناب يجاء بها من حرش اليمن .وروى
الشيخ بسند ) (1فيه ضعف على المشهور ،عن جعفر ،عن أبيه عليهما
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :ل تكونن في العيكل ،قلت :و ما العيكل قال :أن تصلي خلف الصفوف
وحدك ،فان لم يمكن الدخول في الصف قام حذاء المام أجزءه ،فان هو
عاند الصف فسد عليه صلته .أقول :لم أر العيكل بهذا المعنى في كتب
اللغة ،قال في القاموس :اعتكل اعتزل ،وكمنبر مخبط الراعي ،وفي بعض
النسخ بالثاء المثلثة وهو أيضا كذلك ليس له معنى مناسب ،ول يبعد أن
يكون " الفسكل " بالفاء والسين المهملة وهو بالضم والكسر الفرس الذى
يجئ في الحلبة آخر الخيل ورجل فسكل كزبرج :رذل ،وكزنبور وبرذون
متأخر تابع ذكره الفيروز آبادي .وقال في النهاية :إن أسماء بنت عميس
قالت لعلي عليه السلم :إن ثلثة أنت آخرهم لخيار .فقال علي عليه
السلم لولدها :فسكلتني امكم أي أخرتني وجعلتني كالفسكل ،وهو الفرس
الذي يجئ في آخر خيل السباق ،وكانت تزوجت قبله
][118
بجعفر أخيه ثم بأبي بكر انتهى .ومعاندة الصف أن يدخل بينه مع الضيق ،أو يقف
خلفه مع الفرجة ،وإمكان الدخول من غير مشقة أو العم ،والحلم جمع
حلم بالكسر وهو العقل ،ومنه قوله تعالى " أم تأمرهم أحلمهم بهذا " )(1
والنهى بالضم العقل أيضا " وتعايا " أي لم يهتد لوجه مراده أو عجزه
عنه ،ولم يطق أحكامه .والمشهور بين الصحاب أنه ل تصح الئتمام مع
وجود حائل بين المام و المأموم يمنع مشاهدته أو مشاهدة من يشاهده،
ولو بوسائط وادعوا الجماع عليه و استثنى الكثر من ذلك ما إذا كان
المأموم امرأة فانه يجوز ايتما مهابه مع وجود الحائل ،لرواية عمار ).(2
وقوله " :أل يكون دونهم سترة " أيضا يومي إلى ذلك وقال ابن إدريس:
قد وردت رخصة للنساء أن يصلين وبينهن وبين المام حائط ،والول
أظهر وأصح انتهى وهو أحوط " .فيما يقضي " أي فيما يفعله منفردا بعد
فراغ المام " حتى تستوي الصفوف " أي ل يطول التشهد " يصلي
الركعة " حمل على عدم الستدبار وغيره مما يبطل عمدا وسهوا كما مر.
وروى الشيخ في الصحيح عن معاوية ) (3بن عمار قال :سألت أبا عبد
ال عليه السلم عن الرجل يأتي المسجد وهم في الصلة ،وقد سبقه المام
بركعة أو أكثر ،فيعتل المام فيأخذ بيده ويكون أدنى القوم إليه فيقدمه،
فقال :يتم الصلة بالقوم ثم يجلس حتى إذا فرغوا من التشهد أومأ إليهم
بيده عن اليمين والشمال فكان الذي أومأ إليهم بيده التسليم وانقضاء
صلتهم ،وأتم هو ما كان فاته أو بقي عليه .وقال في البيان :ولو استنيب
المسبوق أومأ إليهم ليتموا بالتسليم ،وروي أنه يقدم رجل منهم فيسلم بهم
ويتم المسبوق صلته ،وعلل الشهيد الثاني في النفلية
) (1الطور (2) .32 :التهذيب ج 1ص = (3) .261ج 1ص (*) .257
][119
كراهة استنابة المسبوق باحتياجه إلى من يستخلف من يسلم بهم ،وربما نسي وقام
إلى تمام صلته فقاموا معه سهوا - 83 .مشكوة النوار :نقل من
المحاسن ،عن عمر بن أبان قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :يا
معشر الشيعة إنكم قد نسبتم إلينا كونوا لنا زينا ول تكونوا شينا ،كونوا
مثل أصحاب علي عليه السلم في الناس ،إن كان الرجل منهم ليكون في
القبيلة فيكون إمامهم ومؤذنهم ،وصاحب أماناتهم وودايعهم ،عودوا
مرضاهم ،واشهدوا جنائزهم ،وصلوا في مساجدهم ،ول يسبقوكم إلى خير
فأنتم وال أحق منهم به ) .(1وعن عبد ال بن بكير قال :دخلت على أبي
عبد ال عليه والسلم ومعي رجلن فقال أحدهما لبي عبد ال عليه
السلم :آتي الجمعة ؟ فقال له أبو عبد ال عليه السلم :ائت الجمعة و
الجماعة ،واحضر الجنازة ،وعد المريض ،واقض الحقوق ،ثم قال:
أتخافون أن نضلكم ل وال ل نضلكم أبدا ) - 84 .(2الذكرى :في الحديث
عن النبي صلى ال عليه وآله من صلى خلف عالم فكمن صلى خلف رسول
ال صلى ال عليه وآله ) - 85 .(3شرح النفلية :للشهيد الثاني -رحمه
ال -قال :روى الفقيه جعفر ابن أحمد القمى في كتاب المام والمأموم
باسناده إلى الصادق عليه السلم عن أبيه ،عن آبائه عليهم السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم :ل تصلوا خلف الحائك ،ولو كان
عالما ،و ل تصلوا خلف الحجام ولو كان زاهدا ،ول تصلوا خلف الدباغ
ولو كان عابدا .بيان :حكم الشهيد -ره -باستحباب سلمة المام من هذه
الصنائع الثلث ،وكذا كونه أسيرا أو مكشوف غير العورة خصوصا الرأس
وقال الشهيد الثاني :المستند أخبار محمولة على الكراهة ،ولم أر في
بعضها خبرا ،وكذا حكم باستحباب عدم كونه آدر ،والدرة نفخة في
الخصية ثم قال :وروي ول ابنا بأبيه.
][120
- 86المقنع (1) :قال والدي -ره -في رسالته إلى :اعلم يا بني أن أولى الناس
بالتقدم في جماعة أقرؤهم للقرآن ،فإذا كانوا في القراءة سواء فأفقههم،
وإن كانوا في الفقه سواء فأقدمهم هجرة ،وإن كانوا في الهجرة سواء
فأسنهم ،فان كانوا في السن سواء فأصبحهم وجها .وصاحب المسجد أولى
بمسجده ،وليكن من يلي المام منكم أولي الحلم والتقى ،وإن نسي المام
أو تعايا فقوموه ،وإن ذكرت أنك على غير وضوء أو خرجت منك ريح أو
غيرها مما ينقض الوضوء فسلم في أي حال كنت في حال الصلة وقدم
رجل يصلي بالناس بقية صلتهم ،وتوضأ وأعد صلتك .وسبح في
الخراوين إماما كنت أو غير إمام تقول :سبحان ال ،والحمد ل ،ول إله
إل ال ،وال أكبر ثلثا ثم تكبر وتركع .واعلم أنه ل يجوز أن تصلي إل
خلف رجلين أحدهما من تثق بدينه وورعه وآخر تتقي سوطه وسيفه
وشناعته على الدين ،فصل خلفه على سبيل التقية والمداراة وأذن لنفسك
وأقم واقرء لها غير موتم به ،فان فرغت من قراءة السورة قبله فبق منها
آية واذكر ال فإذا ركع المام فاقرأ الية واركع بها ،وإن لم تلحق القراءة
وخشيت أن يركع المام فقل ما حذفه من الذان والقامة واركع .وقال أمير
المؤمنين عليه السلم :ل يؤم صاحب العلة الصحاء ،ول يؤم صاحب القيد
المطلقين ،ول يؤم العمى في الصحراء إل أن يوجه إلى القبلة ،ول يؤم
العبد إل أهله .وسئل الصادق عليه السلم :ما أقل ما يكون من الجماعة ؟
قال :رجل وامرأة فإذا صلى رجلن فقال أحدهما :أنا كنت إمامك وقال
الخر بل أنا كنت إمامك فان صلتهما تامة ،وإذا قال أحدهما :كنت أئتم بك،
وقال الخر :ل بل أنا كنت أئتم بك ،فليستأنفا ).(2
) (1المقنع ،36 - 34 :ط السلمية (2) .روى هذا بسند ضعيف بالسكوني عن أبى
عبد ال عليه السلم عن أمير المؤمنين -
][121
ول يجوز أن يؤم ولد الزنا ،ول بأس أن يؤم صاحب التيمم المتوضئين ،ول يؤم
صاحب الفالج الصحاء ،ول يؤم العرابي المهاجر .وإذا صليت بقوم
فاختصصت نفسك بالدعاء دونهم ،فقد خنت القوم ).(1
عليه السلم ،ومع ضعف سنده ل يصح فرض المسألة كذلك ،فان المأموم يجب أن
يتابع المام في صلته ،يكبر بعد تكبيرته بالحرام فيصح دخول المام في
الصلة ويتم كونه مصليا حتى يجعل اماما وقدوة ،وال فالذي لم يدخل بعد
في الصلة كيف يقتدى به ؟ ول أقل من أنه يجب في صدق المتابعة أن
يأخذ المام في التكبيرة الحرامية ثم يكبر المأموم ،ولو فرضنا أنهما كبرا
معا في آن واحد وأراد كل منهما المامة لبطلت صلتهما لعدم المتابعة.
على أنه كيف يتصور المسألة ،والحال أنه ل يركع المأموم ال بعد ركوع
امامه ول يرفع رأسه ال بعد رفعه ،وهكذا في سائر الفعال ،ول أقل من
أن يأخذ أحدهما بالركوع أو السجود ثم يتبعه الخر ،وحينئذ يكون الول
اماما والخر التابع مأموما .هذا إذا فرضنا المسألة في الصلوات
الخفاتية حيث ل يتبين القراءة على فتوى القدماء من عدم جواز اسماع
غيره حتى من على جوانبه كما هو المختار .وأما إذا فرضنا المسألة في
الصلوات الجهرية ،حيث يجب القراءة فيها جهرا ،أو كان الصلوات
اخفاتية وأفتينا على مبنى المتأخرين بوجوب اسماع القراءة حتى في
الخفاتية لئل تكون حديث نفس )ال أنه ل يتجهور المصلى بصوته ،فرقا
بين الجهرية والخفاتية( فموهومية فرض المسألة أوضح وأوضح سواء
ادعى كل منهما المامة أو المأمومية .على أنك قد عرفت من سنة النبي
صلى ال عليه وآله ان على المأموم الواحد أن يقف من يمين المام في
صفه ،ولو جهل المأموم بذلك أخذ المام بيده وأقامه عن يمينه رغبة في
سنة النبي صلى ال عليه وآله وحينئذ لو أغمضنا عن سائر الشكالت
الواردة في فرض المسألة ،لوجب أن نقول بأن المام هو الذى كان في
اليسار ،ال أن يكون المام والمأموم كلهما جاهلين بحكم السنة والحكام
المبتلى بها ،فعلى هذا المام والمأموم وعلى اسلمها السلم (1) .في
المصدر :وإذا صليت بقوم فل تخص نفسك بالدعاء دونهم ،فان النبي
)ص( -
][122
فإذا صلى المام ركعة أو ركعتين ]فأصابه رعاف[ ) (1فانه يتقدم ويتم بهم الصلة،
فإذا تمت صلة القوم أومأ إليهم فليسلموا ويقوم هو فيتم بقية صلته .فان
خرج قوم من خراسان أو من بعض الجبال وكان يؤمهم شخص فلما
صاروا إلى الكوفة اخبروا أنه يهودي فليس عليهم إعادة شئ من صلتهم.
ول يجوز أن تؤم القوم وأنت متوشح ،وإذا كنت خلف المام في الصف
الثاني ووجدت في الصف الول خلل فل بأس أن تمشي إليه فتتمه .وإذا
كنت إماما فعليك أن تقرأ في الركعتين الوليين ،وعلى الذين خلفك أن
يسبحوا :يقولوا سبحان ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال ،وال أكبر ،وإذا
كنت في الركعتين الخراوين ،فعليك أن تسبح مثل تسبيح القوم في
الركعتين الوليين ،وعلى الذين خلفك أن يقرؤا فاتحة الكتاب .وروي أن
على القوم في الركعتين الوليين أن يستمعوا إلى قراءة المام ،وإذا كان
في صلتهم ل يجهر فيها سبحوا ،وعليهم في الركعتين الخر واين أن
يسبحوا وهذا أحب إلى ) .(2بيان :إنما ذكرنا هذا الكلم بطوله لن بعضه
رواية ،وبعضه مضامين الروايات المعتبرة " وقوله وإذا صلى رجلن إلى
آخره " مضمون رواية السكوني ) (3عن الصادق عليه السلم ،وعمل بها
الصحاب فضعفها منجبر به ،واستشكل بعض المتأخرين
قال :من صلى بقوم فاختص نفسه بالدعاء دونهم فقد خان القوم ،والظاهر تصحيف
الكلم في نسخة المؤلف ،فان الحديث الذى رواه عن النبي )ص( فقد
رواه مرسل في الفقيه أيضا ج 1ص ،260بهذه الصورة ورواه الشيخ
في التهذيب ج 1ص (1) .333ما بين العلمتين سقط من أصل المؤلف
كمطبوعة الكمبانى ،ولما أبهم فرض المسألة بسقوطه ،ضرب المؤلف
على قوله " صلى " وجعل بدله " سبق " ،كما في الكمبانى ،ومع ذلك
لم يرتفع البهام (2) .المقنع 36 - 34 :ط السلمية (3) .التهذيب ج 1
ص ،261الكافي ج 3ص ،374الفقيه ج 1ص .250
][123
في الحكم الثاني بوجوه ولعل هذه الرواية مع قبول قدماء الصحاب والحكم
بصحتها والعمل بها يكفى لثبانه .فوائد اعلم أنه يستحب إعادة المنفرد
صلته جماعة ،إماما كان أو مأموما ،وهو متفق عليه بين الصحاب،
وتدل عليه روايات كثيرة .ومن صلى الفريضة جماعة فوجد جماعة اخرى
ففي استحباب العادة تأمل ،وتردد فيه العلمة في المنتهى ،وحكم
باستحبابها في الذكرى ،والترك أحوط وأولى .ويجوز اقتداء كل الفرائض
بالخرى أداء وقضاء ،واستثناء الصدوق العصر بالظهر لم يظهر لنا وجه،
ولو صلى اثنان فراداى ،ففي استحباب الصلة لهما جماعة وجهان
أحوطهما المنع ،ولو بادر المأموم في الفعال قبل المام ) (1فل يخلو إما
أن يكون عمدا أو سهوا ،فان كان الرفع من الركوع فالمشهور بين
الصحاب أنه يستمر وظاهر بعضهم البطلن ،وظاهر المفيد أنه يعود إلى
الركوع حتى يرفع رأسه مع المام ،والقول بالتخيير ل يخلو من قوة ولعل
العود أولى ،ولو كان الرفع من السجود عمدا ففيه القوال الثلثة ولعل
العود إلى السجود أقوى ،وإن كانت في رفع الرأس من الركوع والسجود
سهوا فالمشهور وجوب العود وقيل بالستحباب والول أحوط .ولو ترك
الناسي العود على القول بالوجوب ففي بطلن صلته وجهان ،والحوط
العادة بعد التمام ،وإن كانت المبادرة في الركوع أو السجود ،فان كان
المام لم يفرغ من القراءة الواجبة ،فالظاهر بطلن صلته وإن كان بعدها
أثم.
) (1يجب على المصلى ادامة اليتمام والمتابعة حتى يسلم المام ،لكون الجماعة
واجبة بالسنة على ما عرفت ،وعلى هذا لو تقدم على المام عند الركوع
والسجود والرفع منهما عمدا فل ريب في بطلن صلته كالذى يترك
القراءة عمدا في صلته ،وأما إذا كان لعلة أو عذر فأراد النفراد فل بأس
على ما مر.
][124
وفي بطلن الصلة قولن فقال المتأخرون :ل تبطل الصلة ول القتداء وظاهر
المبسوط البطلن والمسألة ل تخلو من إشكال والحتياط في التمام
والعادة .ولو كان ذلك سهوا ففيه وجهان أحدهما أنه يرجع وهو المشهور
بين المتأخرين والخر أنه يستمر وبعض الروايات المعتبرة يدل على
الرجوع ،لكنها مختصة بالركوع وبمن ظن ركوع المام ل الساهي ،وفي
السجود الرجوع والعادة أحوط .أقول :قد سبق بعض الحكام في الباب
السابق ،وعدم قبول صلة من يؤم القوم وهم له كارهون في باب من ل
تقبل صلته ،وستأتي أحكام المرءة في باب أحكامها.
][125
) (1قرب السناد ص 66ط حجر ص 87ط نجف ،والمراد بالخمار هي الشملة
كانت تلبسها المرة كالرداء فوق ثوب شعارها :يشد أزرارها عند جيبها
ويدليها على كتفها وعضديها إلى أن يستر ساعديها ،وهو الذى قال ال
عزوجل " :وليضربن بخمرهن على جيوبهن " على ما عرفت في ج 83
ص (2) .179قرب السناد ص 132ط نجف ،باب ما تجب على النساء
في الصلوات (5 - 3) .قرب السناد ص (*) .133
][126
هل يصلح لها ان تتناوله فتقعده في حجرها وتسكته وترضعه ؟ قال :ل بأس ).(1
وسألته عن الديباج هل يصلح لبسه للنساء ؟ قال :ل بأس ) .(2وسألته
عن المرءة العاصية لزوجها هل لها صلة وما حالها ؟ قال :ل تزال
عاصية حتى يرضى عنها ) .(3بيان :يدل على جواز إمامة المرءة للنساء
بل استحبابها كما هو المشهور ،و على استحباب جهرها بالقراءة بقدر ما
تسمع المأمومات ،ولعله محمول على عدم سماع الجانب من الرجال،
وعلى جواز لبس الحرير للنساء ،وظاهره حالة الصلة أو ما يشملها وقد
مر الكلم فيه وفي صلة المرءة الناشزة وأنها محمولة على عدم القبول ل
عدم الجزاء على المشهور ،إذ ل خلف في إجزاء صلتها آخر الوقت ،مع
أنه لم يتعرض لحال الصلة ،بل قال :إنها عاصية فهو يؤمي إلى صحة
صلتها - 3 .الخصال :فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله عليا :يا
علي ليس على النساء جمعة ول جماعة ،ول أذان ول إقامة ) .(4ومنه:
عن أحمد بن الحسن القطان ،عن الحسن بن علي السكري ،عن محمد بن
زكريا الجوهري ،عن جعفر بن محمد بن عمارة ،عن أبيه ،عن جابر
الجعفي عن الباقر عليه السلم قال :ليس على النساء أذان ول إقامة ول
جمعة ول جماعة ،وإذا قامت في صلتها ضمت رجليها ووضعت يديها
على صدرها ،وتضع يديها في ركوعها على فخذيها ،وتجلس إذ أرادت
السجود وسجدت لطئة بالرض وإذا رفعت رأسها من السجود جلست ثم
نهضت إلى القيام وإذا قعدت للتشهد رفعت رجليها وضمت فخذيها وإذا
سبحت عقدت على النامل لنهن مسئولت .وإذا كانت لها إلى ال حاجة
صعدت فوق بيتها وصلت ركعتين وكشفت رأسها إلى
][127
السماء ،فانها إذا فعلت ذلك استجاب ال لها ولم يخيبها .وإذا أرادت المرءة الحاجة
وهي في صلتها صفقت بيديها ،والرجل يؤمي برأسه وهو في صلته،
ويشير بيده ،ويسبح ،ول يجوز للمرءة أن تصلي بغير خمار إل أن تكون
أمة فانها تصلي بغير خمار مكشوفة الرأس ،ويجوز للمرء لبس الديباج
والحرير في غير صلة وإحرام ،وحرم ذلك على الرجال إلى في الجهاد،
ويجوز أن تتختم بالذهب ،وتصلي فيه ،وحرم ذلك على الرجال ،وإذا صلت
المرءة وحدها مع الرجل قامت خلفه ول تقم بجنبه ) .(1أقول :تمام الخبر
في كتاب النكاح ) - 4 .(2العلل :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد
بن إسماعيل ،عن عيسى ابن محمد ،عن محمد بن أبي عمير ،عن حماد،
عن حريز ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قلت له :المرءة
عليها أذان وإقامة ؟ فقال :إن كانت تسمع أذان القبيلة فليس عليها شئ،
وإل فليس عليها أكثر من الشهادتين ،لن ال تبارك وتعالى قال للرجال:
أقيموا الصلة ،وقال للنساء " :وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن ال
ورسوله " .قال :ثم قال :إذا قامت المرءة في الصلة جمعت بين قدميها،
ول تفرج بينهما وتضم يديها إلى صدرها ،لمكان ثدييها ،فإذا ركعت
وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها ،لئل تطاطئ كثير ،فترتفع
عجيزتها ،وإذا جلست فعلى أليتيها ،ليس كما يقعد الرجل ،وإذا سقطت إلى
السجود بدأت بالقعود بالركبتين قبل اليدين ،ثم تسجد لطئة بالرض ،فإذا
كانت في جلوسها ضمت فخذيها ورفعت ركبتيها من الرض ،و إذا نهضت
انسلت انسلل ل ترفع عجيزتها أول ) .(3بيان :قوله عليه السلم " :لن
ال تبارك وتعالى قال " لعله تعليل لصل اللزوم
) (1الخصال ج 2ص (2) .142 - 141راجع ج 103ص (3) .257 - 254علل
الشرايع ج 2ص .44
][128
على المرءة في الجملة ،أو المعنى أن ال تعالى إنما أمر الرجال والنساء بالصلة،
ولم يأمرهم بالقامة ،فهي سنة والذان والقامة غالبا للعلم ،فلذا اختصا
بالرجال والتطأطأ التطأمن والنخفاض ،يقال :طأطأ رأسه فتطأطأ " لطئة
" أي لصقة وفي النهاية فيه فانسللت بين يديه أي مضيت وخرجت بتأن
وتدريج ،وهذا الخبر مذكور في الكافي والتهذيب ) (1بسند صحيح ،وعليه
عمل الصحاب ،والظاهر هنا أيضا محمد بن عيسى مكان عيسى بن محمد
فيكون صحيحا أيضا قال في الذكرى :قال أكثر الصحاب المرءة كالرجل
في الصلة إل في مواضع تضمن خبر زرارة أكثرها ،و هو ما رواه الكليني
باسناده إلى زرارة ثم أورد هذا الخبر ،فقال :وهذه الرواية موقوفة على
زرارة لكن عمل الصحاب عليها .أقول :كونها موقوفة ل تضر فانه معلوم
أن مثل زرارة ل يقوم مثل هذا إل من رواية مع أنها في العلل ليست كذلك
ثم قال -ره :-وفى التهذيب " فعلى أليتيها كما يقعد الرجل " بحذف "
ليس " وهو سهو من الناسخين ،لن الرواية منقولة من الكافي ولفظة "
ليس " موجودة فيه ،ول يطابق المعنى أيضا إذ جلوس المرءة ليس
كجلوس الرجل لنها في جلوسها تضم فخذيها وترفع ركبتيها من الرض،
بخلف الرجل فانه يتورك .وقوله " :فإذا ركعت وضعت " الخ يشعر بأن
ركوعها أقل انحناء من ركوع الرجال ،ويمكن أن يكون النحناء مساويا
ولكن ل تضع اليدين على الركبتين حذرا من أن تطأطئ كثيرا بوضعهما
على الركبتين ،وتكون بحالة يمكنها الوضع - 5 .معاني الخبار :عن محمد
بن موسى بن المتوكل ،عن محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس معا،
عن محمد بن أحمد الشعري ،عن أحمد بن محمد ،عن بعض أصحابنا
رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :ثمانية ل تقبل لهم صلة العبد البق حتى يرجع إلى موله ،والناشز
عن زوجها وهو عليها ساخط ،ومانع
][129
الزكاة ،وتارك الوضوء ،والجارية المدركة تصلي بغير خمار ،وإما قوم يصلي بهم
وهم له كارهون ،والزنين .قالوا :يا رسول ال وما الزنين ؟ قال :الرجل
يدافع الغائط والبول .والسكران فهؤلء ثمانية ل تقبل لهم صلة ).(1
المحاسن :عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )- 6 .(2
فقه الرضا :قال عليه السلم :المرءة إذا قامت إلى صلتها ضمت رجليها،
و وضعت يديها على صدرها ،لمكان ثدييها ،فإذا ركعت وضعت يديها على
فخذيها ول تتطأطأ كثيرا لن ل ترفع عجيزتها ،فإذا سجدت جلست ثم
سجدت لطئة بالرض فإذا أرادت النهوض تقوم من غير أن ترفع
عجيزتها ،فإذا قعدت بالتشهد رفعت رجليها وضمت فخذيها ) .(3الهداية:
مثله ) - 7 .(4مشكاة النوار :نقل من المحاسن عن إسحاق بن عمار قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يعظ أهله ونساءه وهو يقول لهن :ل تقلن
في سجودكن أقل من ثلث تسبيحات ،فان كنتن فعلتن ذلك لم تكن أحد
أحسن عمل منكن ) - 8 .(5الذكرى :عن ابن أبي يعفور ،عن الصادق
عليه السلم قال :إذا سجدت المرءة بسطت ذراعيها .وعن عبد الرحمان
بن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن جلوس المرءة في الصلة
قال :تضم فخذيها.
][130
ورى العامة عن علي عليه السلم أن المرءة ل تحتفز في الصلة بالفاء والزاء أي
تتضمم وقد سبق أن الرجل ل يحتفز أي ل ينضم بعضه إلى بعض .وروى
ابن بكير عن بعض أصحابنا قال :المرءة إذا سجدت تضممت ،والرجل إذا
سجد تفتح ،ولم يزد في التهذيب على هذه الخبار ) (1وهى غير واضحة
التصال لكن الشهرة تؤيدها.
][131
} - 4باب { * )وقت ما يجبر الطفل على الصلة وجواز( * * )ايقاظ الناس لها( *
- 1الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن عيسى
اليقطيني عن القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن ،عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
علموا صبيانكم الصلة وخذوهم بها إذا بلغوا ثمان سنين ) - 2 .(1مجالس
ابن الشيخ :عن أبيه ،عن الحسين بن عبيدال ،عن الصدوق ،عن محمد
بن علي ماجيلويه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد
الشعري ،عن موسى بن جعفر البغدادي ،عن علي بن معبد ،عن بندار بن
حماد ،عن عبد ال بن فضالة ،عن أبي عبد ال أو أبى جعفر عليه السلم
قال :سمعته يقول :إذا بلغ الغلم ثلث سنين يقال له سبع مرات قل " :ل
إله إل ال " ثم يترك حتى تتم له ثلث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما
فيقال له :قل " محمد رسول ال صلى ال عليه وآله " سبع مرات ،ثم
يترك حتى تتم له أربع سنين ثم يقال له :قل " :صلى ال على محمد وعلى
آله " ثم يترك حتى تتم له خمس سنين ثم يقال له :أيهما يمينك وأيهما
شمالك ؟ فان عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له :اسجد ،ثم يترك
حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك،
فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك حتى يتم له تسع سنين ،فإذا تم له تسع
سنين علم الصوم ،وضرب عليه ،وامر بالصلة وضرب عليها ،فإذا تعلم
الوضوء والصلة غفر ال لوالديه ) - 3 .(2كتاب المسائل :لعلي بن جعفر،
عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته
) (1الخصال ج 2ص 164في حديث الربعمائة (2) .أمالى الصدوق.235 :
][132
عن الغلم متى يجب عليه الصوم والصلة ؟ قال :إذا راهق الحلم ،وعرف الصوم
والصلة ) .(1بيان :المراد بالوجوب إما الوجوب على الولي أن يمرنه
عليها ،أو الستحباب المؤكد عليه ،بناء على كون أفعاله شرعية واختلف
الصحاب في أن عبادة الصبي هل هي شرعية ،بمعنى أنها مستندة إلى أمر
الشارع فيستحق عليها الثواب ،أو تمرينية ،فذهب الشيخ والمحقق
وجماعة إلى الول ،واستقرب في المختلف الثاني .والول ل يخلو من قوة
بأن يكون مكلفا بالعبادات على وجه الندب و الستحباب ،ول يكون مكلفا
بها على وجه الوجوب واللزوم ،ويكون المراد برفع القلم عنه هذا المعنى.
- 4نوادر الراوندي :باسناده عن موسى بن جعفر ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :مروا صبيانكم بالصلة إذا كانوا
أبناء سبع سنين ،واضربوهم إذا كانوا أبناء تسع سنين ) .(2وبهذا السناد
قال :قال علي عليه السلم :تجب الصلة على الصبي إذا عقل ،والصوم إذا
أطاق ،والحدود إذا احتلم ) .(3بيان :قال في الذكرى :يشترط في وجوب
الصلة :البلوغ والعقل إجماعا ولحديث رفع القلم ،ويستحب تمرين الصبي
لست رواه إسحاق بن عمار ) (4عن الصادق عليه السلم ومحمد بن مسلم
) (5عن أحدهما عليه السلم بلفظ الوجوب في الخبرين تأكيدا للستحباب،
وعن الباقر عليه السلم في صبيانهم خمس وفي غيرهم سبع ) (6ويضرب
عليها
لعشر ،لما روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :مروهم بالصلة وهم أبناء
سبع ،واضربوهم عليها وهم أبناء عشر .وقال بعض الصحاب :إنما
يضرب لمكان الحتلم ،ويضعف بأصالة العدم وندوره ،بل استصلحا
ليتمرن على فعلها ،فيسهل عليه إذا بلغ ،كما يضرب للتأديب .وقال ابن
الجنيد :يستحب أن يعلم السجود لخمس ،ويوجه وجهه إلى القبلة ،وإذا تم
له ست علم الركوع والسجود ،واخذ بالصلة ،وإذا تمت له سبع علم غسل
وجهه وأن يصلي ،فإذا تم له تسع علم الوضوء وضرب عليه وامر
بالصلة و ضرب عليها ،قال :وكذلك روي عن أبي جعفر محمد بن علي
عليهما السلم ثم روي الضرب عند العشر عن النبي صلى ال عليه وآله.
وروى الصدوق ،عن عبد ال ) (1بن فضالة عن الباقر عليه السلم إذا بلغ
الغلم ثلث سنين وذكر مثل ما مر نقل من المجالس - 5 .دعائم السلم:
روينا عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه ،عن علي عليه السلم:
يؤمر الصبي بالصلة إذا عقل ،وبالصوم إذا أطاق ) .(2وعنه عليه السلم
أنه قال :إذا عقل الغلم وقرأ شيئا من القرآن علم الصلة ) .(3وعن علي
بن الحسين عليه السلم أنه كان يأمر من عنده من الصبيان بأن يصلوا
الظهر والعصر في وقت واحد ،والمغرب والعشاء في وقت واحد ،فقيل له
في ذلك فقال هو أخف عليهم وأجدر أن يسارعوا إليها ول يضيعوها ،ول
يناموا عنها ول يشتغلوا ،وكان ل يأخذهم بغير الصلة المكتوبة ويقول إذا
أطاقوا الصلة فل تؤخروهم عن المكتوبة ) .(4وعن محمد بن علي
صلوات ال عليه أنه قال :يؤمر الصبيان بالصلة إذا عقلوها وأطاقوها،
فقيل له :ومتى يكون ذلك ؟ قال :إذا كانوا أبناء
][134
ست سنين ) .(1وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال :إنا نأمر صبياننا
بالصلة والصيام ما أطاقوا منه إذا كانوا أبناء سبع سنين ) .(2وروي عن
أبيه ،عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :مروا
صبيانكم بالصلة إذا بلغوا سبع سنين ،واضربوهم على تركها إذا بلغوا
تسعا ،وفرقوا بينهم في المضاجع إذا بلغوا عشرا ) .(3وهذا قريب بعضه
من بعض وأحوال الطفال تختلف في الطاقة والعقل ،على قدر ذلك
يعلمون ،والطفال غير مكلفين وإنما أمر الئمة بما أمروا به من ذلك أمر
تأديب لتجري به العادة ،وينشؤ عليه الصغير ،ليصلي حين افتراضه عليه،
وقد تدرب فيه وأنس به واعتاده ،فيكون ذلك أجدر له أن ل يضيع شيئا
منه .وقد روينا عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كان يأمر الصبي
بالصوم في شهر رمضان بعض النهار ،فإذا رأى الجوع والعطش غلب
عليه أمره فأفطر ) .(4وهذا تدريج لهم ودربة ،فأما الفرض فل يجب على
الذكر والنثى إل بعد الحتلم .وروينا عن علي صلوات ال عليه أنه قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :رفع القلم عن ثلثة :عن النائم حتى
يستيقظ ،وعن المجنون حتى يفيق ،وعن الطفل حتى يبلغ ) - 6 .(5قرب
السناد :عن السندي بن محمد ،عن أبي البختري ،عن جعفر ابن محمد،
عن أبيه عليهما السلم أن علي بن أبيطالب صلوات ال عليه خرج يوقظ
الناس لصلة الصبح ،فضربه ابن ملجم لعنه ال الخبر ) (7) .(6التهذيب:
بسند فيه جهالة أن أبا حبيب قال لبي عبد ال عليه السلم :جعلني ال
فداك إن لي رحى أطحن فيها ،فربما قمت في ساعة من الليل فأعرف من
الرحا
][135
أن الغلم قد نام ،فأضرب الحائط لوقظه ؟ فقال :نعم أنت في طاعة ال عزوجل
تطلب رزقه ) .(1وبسند آخر فيه إرسال عنه عليه السلم أنه سئل عن
الرجل يقوم من آخر الليل ويرفع صوته بالقرآن ،فقال :ينبغي للرجل إذا
صلى في الليل أن يسمع أهله لكي يقوم القائم ويتحرك المتحرك ).(2
][136
} - 5باب { )أحكام الشك والسهو( - 1الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال،
عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد ،عن
حريز ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :ل تعاد الصلة إل من
خمسة :الطهور ،والوقت ،والقبلة ،والركوع ،والسجود ثم قال :القراءة
سنة ،والتشهد سنة ،والتكبير سنة ،ول تنقض السنة الفريضة ).(1
الهداية :عنه عليه السلم مرسل مثله ) .(2بيان :الظاهر أن المراد
بالطهور رفع الحدث ) (3ول ريب في أن تركه يوجب
) (1الخصال ج 1ص 137راجع شرح الحديث ج 85ص (2) .143 - 141
الهداية (3) .38 :قد عرفت في مطاوى أبحاثنا السابقة خصوصا عند
البحث عن فرائض الصلة و أركانها ،ج 83ص ،160وهكذا عند البحث
عن القبلة والركوع والسجود ،أن الفرض والركن من أجزاء الصلة هو
ما ذكر في القرآن العزيز صريحا بما هو من أجزاء الصلة وقد ذكرت
هذه الخمسة :الوقت والطهور والقبلة والركوع والسجود ،في القرآن
العزيز بما أنها من أجزاء الصلة ،فهى ركن تبطل الصلة بالخلل بها
عمدا وسهوا وجهل ونسيانا .وهكذا قد عرفت في ج 85ص ،141أن
الخلل بالفرائض والركان يختلف باختلف ماهية الفرض وحقيقته
الشرعية ،وأن زيادة الركن قد يتحصل ويتحقق لذاته كزيادة الركوع ،وقد
ل يتحصل لذاته كزيادة القبلة والوقت والطهور ،وهو واضح ،وقد ل
يتحصل عنوان زيادة الركن لعارض كالسجدة ،حيث ضم إليها سجدة
أخرى سنة :فإذا سجد المصلى سجدة واحدة فقد أتى بالركن والفرض،
وإذا زاد عليها أخرى -
][137
إعادة الصلة ويحتمل شموله للخبث ،فانه يوجب العادة في الجملة على بعض
القوال كما مر تفصيله ،وقد مر الكلم في الوقت أيضا فان من أوقع جميع
صلته قبل الوقت يعيد مطلقا وكذا القبلة على بعض الوجوه كما مر.
كانت سنة واجبة وان أتى بالثالثة والرابعة ،فان أتى بها عمدا بطلت صلته ،لنها
بدعة وإذا أتى بها سهوا ،فقد زاد في السنن ،ول بطلن .وأما الخلل بها
من حيث الترك ،فترك الوقت بالصلة خارجه ،وترك القبلة باستدباره،
وترك الطهارة بالصلة محدثا ،وليس يخفى أبحاثها على المحصل الخبير
ول كيفية تداركها عند الخلل بها ،وقد مر بعض أبحاثها في محالها من
هذا الكتاب .واما ترك الركوع والسجود ،فلما كان الركوع والسجود
يتحصل بفعل المصلى كان ترك كل منهما بتحصل الخر في غير محله:
فان سها المصلى عن الركوع وهوى من القيام إلى السجدة وسجد ،فقد
ترك الركوع وأخل بالركن ،وبطلت صلته ،وان رفع رأسه من الركوع،
وتوهم أنه قام من السجدة فقرء ثم ركع ثانيا فقد بطلت صلته ،سواء قلنا
بأنه زاد ركوعا في صلته ،أو قلنا بأنه ترك السجدة المفروضة التى هي
ركن في محله .واما ان سها المصلى عن التيان بالركوع أو السجود
وتنبه لنسيانه قبل أن يدخل في الركن البعدى ،تداركه بالقاء ما أتى به
من الجزاء المسنونة ويتم صلته ،ول شئ عليه ال ما أوجبته السنة من
ارغام الشيطان وطرده .ولكن ل يذهب عليك أن هذا البحث :حكم
الفرائض والركان انما يتعلق بالصلوات المفروضة ،وأما الصلوات
المسنونة ،سواء كانت داخل الفرض وهى الركعات السبعة التى زادها
النبي صلى ال عليه وآله في الظهرين والعشاءين ،أو كانت خارجه
كالنوافل المرتبة ،فل يتعلق بها لنصراف فرائض الصلة إلى الصلة
المفروضة وهى الركعتان الولتان على ما أشرنا إليه في ج 82ص
.277فلما كانت الركعات السبعة ،وهى المعروفة عند الفقهاء بفرض
النبي مسنونة بأسرها ل يفرق بين قراءتها وركوعها وتشهدها
وسجودها ،وهكذا سائر أذكارها فل تكون سجدتها -
][138
وأما الركوع فظاهره بطلن الصلة بتركه مطلقا وكذا السجود ،فأما الركوع فقد ذكر
الصحاب أنه إذا نسيه وذكر قبل وضع الجبهة على الرض فانه يعود إلى
الركوع بغير خلف ،لكن اختلفوا في أنه هل يجب القيام ثم الركوع عنه أم
يكفي الوصول إلى حد الركوع ؟ والول أظهر إذ الركوع يستلزم تطأمنا من
العلى وفى الثاني ل يتحقق ذلك .ولو ذكر بعد وضع الجبهة سواء كان
على ما يصح السجود عليه أم ل ،فالمشهور حينئذ بطلن الصلة وقال
الشيخ في المبسوط وإن أخل به عامدا أو ناسيا في الوليين مطلقا أو في
ثالثة المغرب بطلت صلته ،وإن تركه ناسيا وسجد السجدتين أو واحدة
منهما ،أسقط السجدة وقام وركع وتمم صلته .ونحوه قال في كتابي
الخبار وعد في فصل السهو في المبسوط مما يوجب العادة :من ترك
الركوع حتى يسجد ،قال :وفي أصحابنا من قال يسقط السجود و يعيد
الركوع ،ثم يعيد السجود ،والول أحوط ،وحكاه المحقق عن بعض
وركوعها ركنا ،حتى تبطل الصلة بتركهما في محلهما أو زيادتهما ،بل يجوز له
تداركهما كما يتدارك سنن الصلة .فالذي سها عن الركوع ودخل في
السجدة يلقى السجدة كسائر ما أتى بها من سنن الصلة ويرجع قائما
ويركع ثم يسجد ويتم صلته ،والذى سها عن السجدة وركع بعد ركوعه
الول يلقى الركوع كالقاء قراءته ويسجد ويتم صلته .ال أن الركعة
الثالثة للمغرب لما كانت برزخا بين الفرض والسنة على ما عرفت في
قوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى " )ج 2ص
(277فاللزم على المصلى أن يتلقاها كالفرض ويلحقها بالركعتين
الولتين ،فإذا شك في ثالثتها أو أخل بركوعها و سجودها ،أبطلها
وأعادها كأنها فرض ،وسيأتى تمام الكلم فيه .هذا مذهب أهل بيت النبي
صلى ال عليه وآله ،وقد تنبه له الشيخ قدس سره على ما سينقله
المؤلف العلمة عنه ،وسيمر عليك في مطاوى هذا الباب أحاديث تنص
على ذلك من دون اختلف ،ول المنة والتوفيق.
][139
الصحاب .وقال الشيخ في النهاية فان تركه أي الركوع ناسيا ثم ذكر في حال
السجود وجب عليه العادة ،فان لم يذكر حتى صلى ركعة اخرى ودخل في
الثالثة ،ثم ذكر أسقط الركعة الولى وبنى كأنه صلى ركعتين ،وكذلك إن
كان قد ترك الركوع في الثانية ،وذكر في الثالثة أسقط الثانية وجعل الثالثة
ثانية وتمم الصلة .وقال ابن الجنيد :لو صحت له الولى وسهى في الثانية
سهوا لم يمكنه استدراكه كأن أيقن وهو ساجد أنه لم يكن ركع فأراد البناء
على الركعة الولى التى صحت له رجوت أن يجزيه ذلك ،ولو أعاد إذا كان
في الوليين وكان الوقت متسعا كان أحب إلى ،وفي الثانيتين ذلك يجزيه.
وقال علي بن بابويه :وإن نسيت الركوع ،وذكرت بعدما سجدت من الركعة
فأعد صلتك ،لنه إذا لم تثبت لك الولى لم تثبت لك صلتك ،وإن كان
الركوع من الركعة الثانية أو الثالثة فاحذف السجدتين ،واجعل الثالثة ثانية
والرابعة ثالثة .وقال المفيد :إن ترك الركوع ناسيا أو متعمدا أعاد على كل
حال ،قال في المختلف :فان كان مراده ما قصدناه من العادة إن ذكر بعد
السجود فهو مذهبنا ،وإن قصد العادة وإن ذكر قبل السجود فهو ممنوع.
واحتج للمشهور بصحيحة رفاعة ) (1عن أبى عبد ال عليه السلم قال:
سألته عن الرحل ينسى أن يركع حتى يسجد ويقوم ،قال :يستقبل.
وصحيحة أبي بصير ) (2قال :إذا أيقن الرجل أنه ترك ركعة من الصلة و
قد سجد سجدتين وترك الركوع ،استأنف الصلة .وموثقة إسحاق بن عمار
) (3عن أبي ابراهيم عليه السلم قال :سألته عن الرجل ينسى أن يركع
قال :يستقبل حتى يضع كل شئ من ذلك موضعه.
][140
وخبر أبى بصير ) (1عن أبي جعفر عليه السلم قال :سألته عن رجل نسى أن يركع
قال :عليه العادة .واستدل على التلفيق بما رواه الصدوق في الصحيح
عن محمد بن مسلم ) (2عن أبي جعفر عليه السلم في رجل شك بعد ما
سجد أنه لم يركع ،قال :يمضي في صلته حتى يستيقن أنه لم يركع ،فان
استيقن أنه لم يركع فليلق السجدتين اللتين ل ركوع لهما ،ويبني على
صلته على التمام ،وإن كان لم يستيقن إل من بعد ما فرغ و انصرف فليقم
وليصل ركعة وسجدتين ول شئ عليه ) .(3وصحيحة العيص بن القسم )
(4قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن رجل نسي ركعة في صلته
حتى فرغ منها ،ثم ذكر أنه لم يركع ؟ قال :يقوم فيركع ) (5ويسجد سجدتي
السهو .والصحيحة الخيرة تدل على التيان بالركوع فقط بعد الصلة ،ل
إلقاء السجدتين واستيناف الركعة ،كما ذكره الشيخ وغيره ،ولم أر قائل به
إل أن الشيخ احتمل ذلك في مقام الجمع في التهذيب ،ويمكن حملها على
مجموع الركعة ،فانه إذا نسيها وذكرها قبل التيان بما يبطل عمدا وسهوا
يأتي بها وصحت صلته ،وسجدتا السهو يمكن أن يكونا للتسليم في غير
محله .وأما الصحيحة الولى ،فل يمكن العمل بها ،وترك سائر الخبار
الكثيرة
][141
الدالة على بطلن الصلة بترك الركوع ،إذ ل يتصور حينئذ له فرد يوجب البطلن،
لنها تتضمن أنه لو لم يذكر ولم يأت به إلى آخر الصلة أيضا ل يوجب
البطلن فلبد إما من طرحها أو حملها على الجواز ،وغيرها على
الستحباب ،فالعمل بالمشهور أولى على كل حال .ويمكن حمله على النافلة
لورود مثله فيها ،أو على التقية ،والشيخ حمله على الخيرتين ،ولذا قال
بالتفصيل مع عدم إشعار في الخبر به ،وأما ما ذكره علي ابن بابويه فل
مستند له إل ما سيأتي في فقه الرضا عليه السلم ،وكذا ما ذكره ابن
الجنيد قدس سره .وأما السجود فالمشهور بين الصحاب أن من أخل
بالسجدتين معا حتى ركع فيما بعد بطلت صلته ،سواء في ذلك الوليان
وغيرهما والرباعية وغيرها كما اختاره الكثر ،وقال الشيخ في الجمل
والقتصاد :وإن كانتا يعني السجدتين من الخيرتين بنى على الركوع في
الول ،وأعاد السجدتين .ووافق المشهور في موضع من المبسوط ،وقال
في موضع آخر منه :من ترك سجدتين من ركعة من الركعتين الوليين
حتى يركع فيما بعدها ،أعاد على المذهب الول ،وعلى الثاني يجعل
السجدتين في الثانية للولة ،وبنى على صلته ،و أشار بالمذهب الول إلى
ما ذكره في الركوع كما مر ،ثم قال :والول أحوط ،لن هذا الحكم يختص
بالركعتين الخيرتين ،ومن هنا يعلم تحقق القوال الثلثة المذكورة في
الركوع هنا ايضا .ثم إن هذا الخبر يدل في الجملة على المشهور ،ليس فيه
خبر صريح يدل على البطلن في هذه الصورة ،إل خبر معلى بن خنيس )
(1وهو مع ضعفه شامل
][142
للسجدة الواحدة والبطلن فيها خلف المشهور والخبار ،ولم نقف للقائلين بالتلفيق
أيضا هنا على حجة واضحة ،إذ الخبر الوارد في ذلك مختص بترك
الركوع ،وربما يستدل للجانبين بعدم القول بالفصل وفيه إشكال .لكن قد
يفهم من فحاوي الخبار ما يؤيد المشهور كرواية محمد بن مسلم ) (1عن
أحدهما عليه السلم قال :إن ال عزوجل فرض الركوع والسجود والقراءة
سنة فمن ترك القراءة متعمدا أعاد الصلة ،ومن نسي القراءة فقد تمت
صلته ،ول شئ عليه .فانها تدل على أن نسيان الركوع والسجود يوجب
العادة ،بقرينة المقابلة وعدم بطلن الصلة بترك السجدة الواحدة خرج
بدليل آخر .وموثقة منصور بن حازم ) (2قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :إني صليت المكتوبة فنسيت أن أقرأ في صلتي كلها ،فقال :أليس
قد أتممت الركوع والسجود ؟ قلت :بلى قال :فقد تمت صلتك إذا كنت
ناسيا .فانه يصدق في الصورة المفروضة أنه ترك السجود ،وأنه لم يتمه،
ول دليل للعود إليه بعد تجاوز المحل هنا.
السجدة في الولتين والخيرتين سواء .وضعف الحديث بارساله مرة وضعف معلى
بن خنيس أخرى وقد كان اول أمره مغيريا ثم دعا إلى محمد بن عبد ال
المعروف بالنفس الزكية )وفى هذه الظنة أخذه داود بن على فقتله( على
أنه قد قتل في حيات أبى عبد ال عليه السلم فكيف يروى عن أبى
الحسن الماضي عليه السلم .وقد حمله الشيخ على من ترك السجدة
رأسا أي ترك السجدتين معا ،ولكن يبقى عليه ذيل الخبر ،مع أنه أفتى
بالفرق بين الولتين والخيرتين كما عرفت من المؤلف العلمة نقله(1) .
الكافي ج 3ص ،347التهذيب ج 1ص (2) .176التهذيب ج 1ص
،177الكافي ج 3ص .348
][143
وخبر المعلى أيضا مما يؤيد ذلك مع الشهرة بين الصحاب ،ولعل الحوط في تلك
الصورة العود إلى السجدتين ،وإتمام الصلة ثم إعادتها .ولو نسي
السجدتين وذكرهما قبل الركوع ،فالمشهور بين الصحاب أنه يعود إليهما،
ويقوم ويستأنف القراءة ويتم الصلة ،ومنهم من قال بوجوب سجدتي
السهو للقيام ،وذهب ابن إدريس والمفيد وأبو الصلح إلى بطلن الصلة
حينئذ إذ الروايات الدالة على العود ظاهرها السجدة الواحدة ،والروايات
الدالة على بطلن الصلة بنسيان السجود شاملة لهذه الصورة .وربما
يستدل للمشهور بأن الرجوع للسجدة الواحدة يدل على الرجوع للسجدتين
بطريق أولى ،أو أن السجدة تتحقق في ضمن السجدتين ،فيجب الرجوع
لها ،أو أن السجود مصدر يتناول الواحد والكثير ،والحوط في هذه
الصورة أيضا الرجوع والتمام والعادة وإن كان المشهور ل يخلو من
قوة - 2 .السرائر :نقل من كتاب الحسن بن محبوب ،عن العل ،عن محمد
بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم في رجل شك بعدما سجد أنه لم
يركع ،قال :يمضي على شكه حتى يستيقن ،ول شئ عليه ،وإن استيقن لم
يعتد بالسجدتين اللتين ل ركعة معهما ويتم ما بقى عليه من صلته ول
سهو عليه ) - 3 .(1قرب السناد :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال :سألت الرضا عليه السلم عن
رجل صلى ركعة ثم ذكر في الثانية و هو راكع أنه ترك سجدة في الولى،
فقال :كان أبو الحسن عليه السلم يقول :إذا تركت السجدة في الركعة
الولى ولم تدر واحدة هي أو اثنتين استقبلت الصلة حتى تصح لك الثنتان
وإن كان في الثالث والرابع وتركت سجدة بعد أن تكون قد حفظت الركوع
والسجود أعدت السجدة ).(2
) (1السرائر ،473 :ويحمل على الركعات المسنونة كما عرفت (2) .قرب السناد
ص 160ط حجر ص 214ط نجف ،والحديث ل يحتج به وان كان
طريقه صحيحا في التهذيب والكافي ،وذلك لن الرضا صلوات ال
وسلمه عليه انما لم يجب -
][144
بيان :ل خلف ظاهرا بين الصحاب في أنه إذا نسي سجدة واحدة ،وذكرها قبل
الركوع ،يعود ويأتي بها ،ويستأنف الركعة ،أما الرجوع إلى السجدة فتدل
عليه أخبار منها صحيحة أبي بصير ) (1قال :سألت أبا عبد ال عليه
السلم عن رجل نسي أن يسجد واحدة فذكرها وهو قائم قال :يسجدها إذا
ذكرها ولم يركع ،فان كان قد ركع فليمض على صلته ،فإذا انصرف
قضاها وحدها ،وليس عليه سهو .وأما استيناف الركعة ) (2فلم يذكر
الصحاب له دليل مع اتفاقهم عليه ،ويمكن أن يستدل له بما ورد في هذا
الخبر وأمثاله من قوله :يسجدها إذا ذكرها ،و تقييد الثاني بالقضاء دون
الول ،فانهما يقتضيان كون السجدة أداء واقعة في محلها وهذا يعطي هدم
ما وقع قبلها ،فانه إذا تقع السجدة في محلها ،ولو اكتفى بما فعل قبلها
كانت واقعة في غير محلها فلم تكن أداء بل قضاء ويؤيده ما سيأتي في فقه
الرضا .ثم إنه ذهب أكثر المتأخرين إلى أنه إذا نسي سجدة واحدة وعاد
للتيان بها فان كان جلس عقيب الولى واطمأن بنية الفعل أول بنيته لم
يجب الرجوع إلى الجلوس قبل السجدة ،وإن لم يجلس أو جلس ولم يطمئن
فقيل يجب الجلوس )(3
السائل من نفسه لعلة كانت هناك ،ولذلك نقل كلم أبيه جوابا له ،مشيا على السيرة
المعهودة عندهم عليهم السلم في الطفرة عن جواب السائل والفتاء تقية
بالنقل عن آبائهم ،ولعل ال يوفقنا للبحث عن ذلك فيما سيأتي وال هو
الموفق والمعين (1) .الفقيه ج 1ص ،228التهذيب ج 1ص (2) .178
وجوب استيناف الركعة انما يكون قضاء لحق الركن ،وهو واضح(3) .
بل يجب الجلوس مطلقا ،حفظا لعنوان السجدة الثانية التى هي مسنونة
في الفرض وذلك لن السجدة المفروضة وهى الولى سجدة عن قيام
بالوقوع على الرض والخرور عليها كما مر في بحث السجود ،وأما
السجدة المسنونة فصورتها بالسجود عن الجلوس ،فيجب التحفظ
لصورتها ،لتحقق عنوانها .فالجلوس بين السجدتين ليس واجبا عليحدة
في نفسه حتى يقال انه :ان كان أتى به قبل فل يجب ثانيا النفس
السجدة ،بل هي مقدمة للسجدة الخرى مقومة لماهيتها وعنوانها
][145
وقيل ل كما اختاره العلمة في المنتهى ،والشيخ في المبسوط ،والمسألة محل تردد
وإن كان الول أقوى وأحوط ،ولو كان نوى بالجلوس الستحباب لتوهمه
أنه جلسة الستراحة ففي الكتفاء به وجهان ،ولعل الكتفاء أقوى ،لعدم
المضايقة في النية في الخبار ،ولما روي من أنه إذا فعل كثيرا من أفعال
الصلة بقصد النافلة يبنى على ما نواه أول من الفريضة ،فيدل على أن نية
الصلة أول تكفى لنصراف كل فعل إلى ما يلزمه التيان به ،ول يضر نية
المنافي سهوا .وقال الشهيد الثاني رحمه ال :ولو شك هل جلس أم ل ،بنى
على الصل فيجب الجلوس وإن كان خالة الشك قد انتقل عن محله ،لنه
بالعود إلى السجدة مع استمرار الشك يصير في محله ،ول يخفى ما فيه ،إذ
ظاهر أن التيان بالسجود في هذا المحل ليس بالمر الول ،إذ المر الول
كان مقتضيا ليقاعه قبل القيام وغيره ،والعود إليه إنما هو للخبار الواردة
فيه ،ولم يرد في تدارك الجلوس خبر ،وعود المحل ل معنى له .ثم إنه
أوجب بعض الصحاب هنا سجود السهو للقيام في موضع القعود ،و زيادة
الفعال ،وهو غير ثابت ،وسيأتي الكلم فيه ،ولعل التيان به أحوط .واعلم
أن هذا كله فيما إذا ذكر قبل الركوع ،ولو ذكر ترك السجدة بعد الوصول
إلى حد الراكع فالمشهور أنه يجب عليه قضاء السجود بعد الصلة ،ويسجد
له سجدتي السهو .وذهب الشيخ في التهذيب إلى أن من ترك سجدة واحدة
من الوليين أعاد الصلة ،والظاهر من كلم ابن أبي عقيل إعادة الصلة
بترك سجدة واحدة مطلقا ) (1سواء في ذلك الوليان والخريان لنه قال:
" من سهى عن فرض فزاد فيه أو نقص
فل بد وأن يوجد قبلها ،كالركوع حيث ل يتحقق عنوانها ال بالنحناء عن قيام ،ل
البلوغ إلى حده من الجلوس أو السجدة ،وهو واضح (1) .ل يظهر من
كلمه ذلك ،فان الفرض من السجود عندهم هو السجدة الولى من قيام
وأما الثانية فهى سنة في فريضة.
][146
منه أو قدم منه مؤخرا أو أخر منه مقدما فصلته باطلة ،وعليه العادة ،وقال قريبا
منه في موضع آخر ،وعد من الفرض الركوع والسجود .ونسب إلى المفيد
والشيخ القول بأن كل سهو يلحق الركعتين الوليين ) (1يوجب إعادة
الصلة وكذلك الشك سواء كان في عددهما أو أفعالهما ،ونقل الشيخ هذا
القول عن بعض علمائنا ،وعلى هذا القول يلزم في نسيان السجدة إعادة
الصلة .واحتج الشيخ بهذا الخبر وفي التهذيب ) (2ليس قوله " والسجود
" وفي الخبر تشويش وإجمال ويحتمل وجوها :الول أن يكون المراد
بقوله " :ولم تدر واحدة هي أو اثنتين " الركعة و الركعتين ،أي شككت
مع ذلك بين الركعة والركعتين ،فل إشكال حينئذ في الحكم لكن ل ينطبق
الجواب على السؤال ،ول يستقيم المقابلة بين الشقين .الثاني أن يكون
المراد السجدة والسجدتين ،والمعنى أنه تيقن ترك سجدة وشك في أنه هل
سجد شيئا أم ل ؟ وعلى هذا يدل على مقصود الشيخ في الجملة ،إذ الشك
بعد تجاوز المحل ل عبرة به ،فيكون البطلن لترك السجدة .الثالث أن
يكون الواو في قوله " :ولم يدر " بمعنى " أو " فيحتمل الوجه الول أي
الشك بين الركعة والركعتين ،والوجه الثاني أي السجدة والسجدتين ،فعلى
الوجهين يدل على مذهب الشيخ في السجود ،وعلى الثاني يدل على ما
نقلناه عنه ثانيا من إبطال مطلق الشك في الوليين أيضا وفي التهذيب "
فلم تدر " فل يتأتى فيه هذا الوجه ،وفى الكافي ) (3كما هنا.
) (1انهم يريدون بقولهم ذلك فرائض الوليين ،وال فالسهو في القراءة والتسبيح
والتشهد حتى في الوليين ل يوجب بطلن الصلة اجماعا (2) .رواه في
التهذيب باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطى ج 1ص
179وفى آخره " :بعد أن تكون قد حفظت الركوع أعدت السجود ") .
(3الكافي ج 3ص ،349لكنه ترك ذيل الحديث المتضمن للشق الثاني
من
][147
ومع هذا الجمال يشكل العمل به ،ورد الخبار الكثيرة الدالة على عدم الفرق بين
الوليين والخيرتين ،ومفهوم آخر الخبر أيضا ل يعارض منطوق تلك
الخبار .وأجاب العلمة في المختلف عن هذا الخبر بأنه يحتمل أن يكون
المراد بالستقبال التيان بالسجود المشكوك فيه ،ل استقبال الصلة،
ويكون قوله عليه السلم " :وإذا كان في الثالثة والرابعة فتركت سجدة "
راجعا إلى من تيقن ترك السجدة في الوليين ،فان عليه إعادة السجدة
لفوات محلها ،ول شئ عليه لو شك بخلف ما لو كان الشك في الولى لنه
لم ينتقل من محل السجود فيأتي بالمشكوك فيه ،ول يخفى بعده ،ولعل
الولى حمله على الستحباب جمعا والعمل بالمشهور أولى .واحتج في
المختلف لبن أبي عقيل بما رواه الشيخ بسند فيه إرسال عن معلى ابن
خنيس ) (1قال :سألت أبا الحسن الماضي عليه السلم في الرجل ينسى
السجدة من صلته قال :إذا ذكرها قبل ركوعه سجدها وبنى على صلته ثم
يسجد سجدتي السهو بعد انصرافه ،وإن ذكرها بعد ركوعه أعاد الصلة،
ونسيان السجدة في الوليين والخيرتين سواء ،والشيخ حملها على نسيان
السجدتين معا ،وهو حسن جمعا بين الدلة .وأما سجدتا السهو فالمشهور
بين الصحاب وجوبهما ،ونقل في المنتهى و التذكرة الجماع عليه ،ونقل
في المختلف والذكرى الخلف في ذلك عن ابن أبي عقيل وابن بابويه،
وفي المختلف عن المفيد في الغرية .واستدلوا على المشهور برواية
سفيان بن السمط ) (2عن أبي عبد ال عليه السلم قال :تسجد سجدتي
السهو في كل زيادة تدخل عليك ونقصان ،ول يخفى أن هذه الرواية
مخصصة في موارد كثيرة وردت الروايات بعدم وجوب سجود السهو
فيها ،و
فرضى المسألة (1) .قد مر البحث عنه آنفا في ص 141راجعه (2) .التهذيب ج 1
ص 179ط حجر ج 2ص 155ط نجف.
][148
الظهر حمله على الستحباب .وروى الشيخ في الموثق عن عمار الساباطي )،(1
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سئل عن الرجل ينسى الركوع ،أو ينسى
سجدة ،هل عليه سجدة السهو ؟ قال :ل قد أتم الصلة ،وظاهره عدم
وجوب سجدة السهو لترك السجود مطلقا وإن أمكن حمله على ما إذا أتى
بها في محلها ) (2كما يدل عليه انضمام الركوع .وربما يقال :فيه إشعار
بوجوب سجود السهو فيما إذا ذكر بعد الركوع ،إذ التعليل باتمام الصلة
يشعر بأنه إذا لم يتمها ليس كذلك :ففي الركوع لنه يبطل به الصلة ،وفي
السجود لنه يحتاج إلى سجود السهو إذا قضاه بعد الصلة .وقد مرت
صحيحة أبي بصير وقوله عليه السلم فيها " ليس عليه سهو " إذ
الظاهر نفي سجود السهو وتأويل الشيخ بأنه أراد ل يكون حكمه حكم
السهاة ،بل يكون حكم القاطعين لنه إذا ذكر ما كان فاته وقضاه لم يبق
عليه شئ يشك فيه ،فخرج عن حد السهو ) (3بعيد جدا ،وقد ورد نحوه في
رواية محمد بن منصور وهو أصرح من ذلك مع تأيده بأصل البراءة،
فالقول بعدم الوجوب قوي وإن كان اتباع القوم أحوط.
) (1التهذيب ج 1 237ط حجر ج 2ص 354ط نجف (2) .بل هو المسلم ،لما في
الحديث " :إذا أردت أن تقعد فقمت أو أردت أن تقوم فقعدت ،أو أردت أن
تقرء فسبحت ،أو أردت أن تسبح فقرأت فعليك سجدتا السهو ،وليس في
شئ مما يتم به الصلة سهو ،وفيه " إذا أراد أن يقعد فقام ثم ذكر من قبل
أن يقدم شيئا أو يحدث شيئا ؟ فقال :ليس عليه سجدتا السهو حتى يتكلم
بشئ " فيظهر من تضاعيفه أن السهو إذا لم يتدارك كان موجبا للسجدة،
وال فل .ومثله ما رواه الشيخ في التهذيب ج 1ص 235عن سماعة
عن أبى عبد ال عليه السلم قال :من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه
سجدتا السهو ،الحديث (3) .قاله في التهذيب ج 2ص 155ط نجف،
والظاهر أن قوله " وليس عليه سهو " يتعلق بالفرض الول ،وهو ما
إذا ذكرها ما لم يركع ،كما في سائر الخبار.
][149
ثم اعلم أن الصحاب اختلفوا في محل السجود المنسي فالكثر على أنه بعد التسليم،
وقال علي بن بابويه أن السجدة المنسية في الولى تقضى في الثالثة
والمنسية في الثانية تقضى في الرابعة ،والمنسية في الثالثة تقضى بعد
التسليم .وقال ابن الجنيد :واليقين بتركه إحدى السجدتين أهون من اليقين
بتركه الركوع ،فان أيقن بتركه إياها بعد ركوعه في الثالثة لها ،سجدها
قبل سلمه ،والحتياط إن كانت في الوليين العادة إن كانت في وقت.
وللمفيد قول آخر قال :إن ذكر بعد الركوع فليسجد ثلث مرات سجدات:
واحدة منها قضاء ،والثنتان لركعته التي هو فيها .والخبار المعتبرة تدل
على المشهور وصحيحة عبد ال بن أبي يعفور ) (1تدل على مذهب ابن
الجنيد من إيقاعها قبل التسليم ،ول يبعد القول بالتخيير ،أو حمل ما قبل
التسليم على التقية ،أو على النافلة ،أو على ما إذا كان النسيان من الركعة
الخيرة ،وأما مذهب ابن بابويه والمفيد فقد اعترف أكثر المتأخرين بعدم
النص فيهما ،وقال في الذكرى :وكأنهما عول على خبر لم يصل إلينا.
أقول :ما ذكره ابن بابويه موجود في فقه الرضا عليه السلم كما سيأتي،
وخبر جعفر بن بشير يدل على مذهب المفيد في الجملة كما ستعرف.
) (1رواه الشيخ في التهذيب ج 1ص 180ط حجر ،ولفظه عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :إذا نسى الرجل سجدة وأيقن أنه قد تركها فليسجدها بعدما
يقعد قبل أن يسلم ،و ان كان شاكا فليسلم ثم يسجدها وليتشهد تشهدا
خفيفا ول يسميها نقرة فان النقرة نقرة الغراب .ووجه الحديث أن السجدة
المنسية المتيقن نسيانها ،تكون مأمورا بها قضاء بعد الفراغ من الصلة،
وقد فرغ المصلى عن ماهية صلته ولم يبق عليه ال التحليل ،فله أن
يأتي بها ويقضيها ان شاء قبل السلم وان شاء بعد السلم ،ولو قضاها
قبل السلم ،كان قد قضاها داخل الصلة .ولعله الحسن.
][150
- 4المحاسن :عن أبيه رفعه ،عن جعفر بن بشير وعن محمد الحسين ،عن جعفر
ابن بشير قال :سئل أحدهم عن رجل ذكر أنه لم يسجد في الركعتين
الوليين إل سجدة سجدة ) (1وهو في التشهد الول ،قال :فليسجدها ثم
لينهض ،وإذا ذكره وهو في التشهد الثاني قبل أن يسلم ،فليسجدها ،ثم
يسلم ويسجد سجدتي السهو ) .(2بيان :هذا الخبر أيضا مخالف للمشهور
كما عرفت ،ويدل الجزء الول على مذهب المفيد ،لن السجدتين اللتين
يأتي بهما في الثالثة إحداهما من الثانية والخرى من الولى ،وما هو من
الثانية التيان به موافق للمشهور ،وما هو من الولى التيان به موافق
لما اختاره .ويمكن حمل الجزء الخير على مذهبه أيضا بأن يكون المراد
ترك السجدتين من الخيرتين وليس ببعيد كثيرا ،ويمكن حمل الجميع على
التقية ،أو على النافلة وإن كان بعيدا .أو على أن المراد في الصورتين
التيان بالسجدة التي تخص تلك الركعة ،بقرينة أن في ما عندنا من النسخ
" فلسجدها " في الموضعين ،وكان النسب لو اريد به السجدتان "
فليسجدهما " وإن احتمل إرادة الجنس فيدل على أن التيان بالسجدة
المنسية قبل الركوع يشمل الركعة الخيرة أيضا .والمشهور أن المنسي في
الركعة الخيرة إذا كان سجدة واحدة ،وذكرها قبل التسليم يأتي بها ،وإن
ذكرها بعده يقضيها ،والمر في سجدتي السهو كما مر ،ولو
) (1في المصدر وهكذا في نسخة الوسائل " سجدة " من دون تكرار(2) .
المحاسن ،327 :والخبر ناظر إلى أن المصلى إذا فرغ من فرائض
الركعتين الولتين )بالخروج عن السجدة الولة من الركعة الثانية( فقد
خرج عن فرض الصلة ،وله أن يقضى السجدة المنسية المتيقن نسيانها،
وذلك لن الذى بقى عليه من الصلة أجزاؤها المسنونة ،والسجدة
المنسية أيضا منها مأمور بها.
][151
كان المنسى السجدتين فان ذكر قبل التسليم يأتي بهما ،وإن ذكر بعد التسليم تبطل )
(1صلته وهو الظاهر من الدلة .وما قيل من أن ظاهر أخبار الرجوع
حيث قيدت بما قبل الركوع ،ل يشمل هذا الفرد ،فليس له وجه ،إذ يصدق
حينئذ أنه ذكرها قبل الركوع ،وإن لم يكن بعده ركوع موظف ،ويدل عليه
صحيحة ابن سنان ) (2قال :إذا نسيت شيئا من الصلة ركوعا أو سجودا
أو تكبيرا فاقض الذي فاتك سهوا .ورواية حكم بن حكيم ) (3عن أبي عبد
ال عليه السلم في رجل نسي ركعة أو سجدة أو شيئا منها ثم يذكر بعد
ذلك ،قال :يقضي ذلك بعينه قلت أيعيد الصلة ؟ فقال :ل .وقوله عليه
السلم :في الولى " فاقض الذي فاتك " يشمل ما قبل التسليم وما بعده،
إذ القضاء يطلق على مطلق الفعل ،ولم يثبت كونه حقيقة شرعية في الفعل
بعد الوقت ،مع أنه رواها الشيخ في الزيادات ) (4وفيها " فاصنع " مكان
فاقض وأيضا صحيحة ابن أبي نصر الذي أخرجناه من قرب السناد تدل
على ذلك ،والبطلن بترك السجدتين إلى الفراغ من الصلة تدل عليه
ظواهر كثير من الخبار - 5 .فقه الرضا :قال عليه السلم :إن نسيت
التشهد في الركعة الثانية ،وذكرت في الثالثة فأرسل نفسك وتشهد ،ما لم
تركع ،فان ذكرت بعد ما ركعت فامض في صلتك فإذا سلمت سجدت
سجدتي السهو فتشهدت فيهما ما قد فاتك ) .(5وإن نسيت التشهد
والتسليم ،وذكرت وقد فارقت الصلة ،فاستقبل القبلة
) (1وسيأتى الكلم فيه (2) .التهذيب ج 1ص 236ط حجر (3) .الستبصار ج 1
ص 357باب من نسى الركوع ،التهذيب ج 1ص 150ط نجف(4) .
راجع ج 2ص 350ط نجف ،وفيه " :فاصنع الذى فاتك سواء "(5) .
فقه الرضا )كتاب التكليف لبن أبى العزاقر الشلمغانى( ص 10س .14
][152
قائما كنت أم قاعدا وتشهد وتسلم ) .(1المقنع :مثله إلى آخر الكلم ) .(2ايضاح" :
إذا نسي التشهد وذكر قبل الركوع " فالمشهور وجوب العود إليه بل ل
خلف فيه بين الصحاب ،وتدل عليه أخبار صحيحة ،وقيل بوجوب سجدتي
السهو فيه إذا ذكر بعد القيام ،والقوى استحبابهما ،ولو ذكر بعد الركوع
فالمشهور أنه يقضيه بعد الصلة ،ويسجد سجدتي السهو .وأما وجوب
السجود ،فقد ادعى بعضهم عليه الجماع ،ونقل في المختلف و الذكرى
الخلف فيه عن ابن أبي عقيل والشيخ في الجمل والقتصاد ،ولم يذكره أبو
الصلح فيما يوجب سجدة السهو ،والظهر الوجوب للخبار الصحيحة
الدالة عليه .وأما وجوب قضاء التشهد فهو المشهور ،وذهب المفيد وابنا
بابويه إلى أنه يجزي التشهد الذي في سجدتي السهو عن قضاء التشهد
كما يدل عليه هذا الخبر و غيره من الخبار ،وذهب ابن الجنيد إلى وجوب
العادة إذا نسى التشهدين ومذهب المفيد والصدوقين ل يخلو من قوة.
واستدل للمشهور بما رواه الشيخ في الصحيح ،عن محمد بن مسلم )(3
عن أحدهما عليه السلم في الرجل يفرغ من صلته وقد نسي التشهد حتى
ينصرف ،فقال :إن كان قريبا رجع إلى مكانه فيتشهد ،وإل طلب مكانا
نظيفا فيتشهد فيه .وفي الضعيف عن علي بن أبي حمزة ) (4قال :قال أبو
عبد ال عليه السلم إذا قمت في الركعتين الوليين ولم تتشهد ،فذكرت قبل
أن تركع ،فاقعد فتشهد ،وإن لم تذكر حتى تركع فامض في صلتك كما
أنت ،فإذا انصرفت سجدت سجدتي السهو ل
) (1فقه الرضا ص 10س (2) .17المقنع ص 33ط السلمية (3) .التهذيب ج 1
ص (4) .180التهذيب ج 1ص .234
][153
ركوع فيهما ثم تشهد التشهد الذي فاتك .والخبر الثاني ضعيف ول صراحة فيه
لكون التشهد غير التشهد الذي يقرء في سجود السهو ،وصريح ساير
الخبار يقتضي حمله عليه ،وكلمة " ثم " وإن كان ظاهرها ذلك ،لكن
كثيرا ما تطلق في الخبار منسلخة عن معنى التراخي ،ويمكن أن يكون
باعتبار الشروع في السجدتين ،أو يكون لبيان التراخي الرتبي لما بين
السجدتين و التشهد النائب عن التشهد الفائت من المباينة .وأما صحيحة
محمد بن مسلم فظاهرها التشهد الخير ،ويمكن القول بالفرق بينه وبين
التشهد الول وإن كان ظاهر كلم الكثر عدم الفرق ويؤيده عدم ذكر
السجود فيه ،إذ ظاهر كلم الكثر اختصاص السجود بنسيان التشهد الول
كما هو ظاهر المفيد والسيد والشيخ في المبسوط والخلف وابن إدريس.
وسائر الصحاب كلمهم مطلق إل العلمة فانه صرح في التذكرة والمنتهى
بوجوب السجود لترك التشهد الخير إذا استمر إلى أن سلم ،فلو ذكر قبل
التسليم لم يكن عليه سجدة السهو ،ولم يذكر له دليل ،والظهر عدم
الوجوب لعدم دللة خبر صريح عليه ) (1وظاهر الخبار ومقتضى الجمع
بينها ذلك .وقال ابن إدريس :لو نسي التشهد الول ولم يذكره حتى ركع في
الثالثة مضى في صلته ،فإذا سلم منها قضاه وسجد سجدتي السهو ،فان
أحدث بعد سلمه وقبل التيان بالتشهد المنسي وقبل سجدتي السهو ،لم
تبطل صلته بحدثه الناقض لطهارته بعد سلمه منها ،لنه بسلمه انفصل
منها فلم يكن حدثه في صلته ،بل بعد خروجه منها بالتسليم الواجب عليه.
قال :فإذا كان المنسي التشهد الخير ،وأحدث ما ينقض طهارته قبل التيان
به ،فالواجب عليه إعادة صلته من أولها مستأنفا لها ،لنه بعد في قيد
صلته لم
][154
يخرج منها بحال ،وفرقه تحكم ) (1واعترض عليه بوجوه تركناها مخافه السهاب،
و الظهر عدم منافات تخلل الحدث مطلقا .ثم اختلفوا في وجوب قضاء
أبعاض التشهد لو نسيها ،فذهب بعض الصحاب إلى وجوب القضاء
مطلقا ،وبعضهم إلى وجوب خصوص الصلوة على محمد وآله ،وبعضهم
لم يقل بوجوب قضاء شئ منها ،واستدل بعضهم على الوجوب برواية حكم
بن حكيم وصحيحة ابن سنان السابقتين .قال في الذكرى بعد نقل رواية
حكم :وهي تدل بظاهرها على قضاء أبعاض الصلة على الطلق ،وهو
نادر مع إمكان الحمل على ما يقضى منها كالسجدة والتشهد وأبعاضه ،أو
على أنه يستدركه في محله ،وكذا ما روى عبد ال بن سنان ونقل
الصحيحة المتقدمة .قال :وكذا رواية الحلبي عنه عليه السلم إذا نسيت
من صلتك فذكرت قبل أن تسلم أو بعدما تسلم أو تكلمت فانظر الذي كان
نقص من صلتك فأتمه ،وابن طاوس في البشرى يلوح منه ارتضاء
مضمونها انتهى .ثم الظاهر عدم وجوب الترتيب بين الجزاء المنسية
وسجود السهو لها أو لغيرها لطلق الدلة ،وظاهر الكثر وجوب الترتيب
بين الجزاء المنسية وبينها وبين سجود السهو لها ،بأن يأتي أول
بالجزاء المنسية على الترتيب ،ثم بسجداتها كذلك وعولوا في ذلك إلى
حجج ضعيفة ،وخبر ابن أبي حمزة الذي استدلوا به على قضاء التشهد،
يدل على عكس ذلك .وأما نسيان التشهد والتسليم فعلى المشهور محمول
على ما إذا لم يصدر عنه ما يبطل الصلة عمدا وسهوا كالستدبار
والحدث ،وإن كان يظهر من بعض الخبار أنه ل يضر ذلك بعد إتمام أركان
الصلة كما يظهر من الصدوق القول به في الحدث ،و
) (1بل ل تحكم فيها على مبنى القوم حيث يحكمون بأن سلمه وقع في غير محله،
فهو بعد في الصلة يجب عليه التشهد ثم السلم ،وإذا كان قد أتى
بالمنافى أو أحدث فقد بطلت صلته(*) .
][155
من غيره في الستدبار ناسيا مطلقا وقد تقدم الكلم فيهما وسيأتي .وأما التشهد
قائما فلعله محمول على حال الضرورة ،أو على الشك استحبابا لكن عمل
به الصدوق ،قال في الذكرى حكم أبو الحسن ابن بابويه بأن ناسي التشهد
أو التسليم ،ثم يذكر بعد مفارقة مصله ،يستقبل القبلة ويأتي بهما قائما
كان أو قاعدا وقال بعض الصحاب :تبطل الصلة بنسيان التسليم إذا أتى
بالمنافي قبله ،والحكمان ضعيفان ،أما الول فقد تقدم ما في نسيان
التشهد ،وقضاؤه قائما مشكل لوجوب الجلوس فيه ،وأما الثاني فلن
التسليم ليس بركن فكيف تبطل الصلة بفعل المنافي ؟ فان قال :هذا مناف
في الصلة ،لنا نتكلم على تقدير أن التسليم واجب ،قلنا هذا إنما يتم
بمقدمة اخرى ،وهي أن الخروج ل يتحقق إل به ،ول يلزم من وجوبه،
انحصار الخروج الشرعي من الصلة فيه ،وقد سبق ذلك في بابه انتهى.
ولعله كان في نسخة الصدوق أو التسليم إذ فتاواه غالبا مأخوذة من الفقه
كما يظهر بالتتبع - 6 .قرب السناد :عن عبد ال بن الحسن ،عن جده علي
بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال :سألته عن الرجل يذكر أن
عليه السجدة يريد أن يقضيها وهو راكع في بعض صلته ،كيف يصنع ؟
قال :يمضي في صلته فإذا فرغ سجدها ) .(1بيان :عدم ذكر سجود السهو
مما يؤيد عدم الوجوب - 7 .قرب السناد :بالسناد عن علي بن جعفر ،عن
أخيه عليه السلم قال :سألته عن الرجل ترك التشهد حتى سلم كيف
يصنع ؟ قال :إن ذكر قبل أن يسلم فليتشهد وعليه سجدتا السهو ،وإن ذكر
أنه قال أشهد أن ل إله إل ال أو بسم ال أجزأه في صلته ،وإن لم يتكلم
بقليل ول كثير حتى يسلم أعاد الصلة ) .(2بيان :روى الشيخ بسندين )(3
عن عمار الساباطي ،عن أبي عبد ال عليه السلم
) (1قرب السناد ص 90ط حجر ،ص 117ط نجف (2) .قرب السناد ص 91ط
حجر ،ص 118ط نجف (3) .التهذيب ج 1ص ،226واخرى ص 190
ط حجر.
][156
قال :إن نسي الرجل التشهد فششي الصششلة فششذكر أنششه قششال بسششم الش فقششط ،فقششد جششازت
صلته وإن لم يذكر شيئا من التشهد أعاد الصشلة ،وحملششه علشى أن المششراد
جازت صلته ول يعيدها ويقضي التشهد ،وإذا لم يششذكر شششيئا أعششاد الصششلة
إذا كان تركه عمدا .اقول :ويمكن حمل العادة على السششتحباب ،وبالجملششة
يشششكل العمششل بظششاهره مششع مخششالفته للخبششار الصششحيحة الكششثيرة - 8 .قششرب
السناد وكتاب المسائل :بسشنديهما ،عشن علشي بششن جعفششر ،عشن أخيششه قشال:
سألته عن الرجل يسهو في السجدة الخيششرة مششن الفريضشة ،قشال :يسششلم ثششم
يسجدها ،وفي النافلة مثل ذلك ) .(1بيان :في نسخ قشرب السشناد وهشو فشي
السجدة ،والخبر ل يخلو مششن اضششطراب ،ويحتمششل وجوهششا :الول أن يكششون
المراد ترك السجدة الخيرة كما هو ظاهر نسخة كتشاب المسشائل فيشدل علشى
أنه بعد الشروع فششي التشششهد ل يعششود إلششى السششجود ،وهششو خلف مششا قررنششا
سابقا .الثاني أن يكون المراد السهو في ذكرها أو طمأنينتها ،فيكون المراد
بالسجود بعد الصلة سجود السهو ،بناء على وجوبها لكل زيششادة ونقيصششة.
الثالث أن يكون المراد الشك فيه بعد الشروع فششي التشششهد ويكششون السششجود
بعد الصلة على الستحباب .الرابع أن يكون المراد الشك في عدد الركعششات
بيششن الثلث والربششع فششي السششجدة الخيششرة ،فششالمراد بقششوله " يسششجدها "
التيشان بالركعششة المششكوك فيهشا ،وعلشى التقشادير الحكشم فششي النافلششة اششكل
ويشكل التعويل على الخششبر لحكششم مششن الحكششام - 9 .الهدايششة :قششال الصششادق
عليه السلم :إن شككت أنك لشم تششؤذن وقششد أقمششت فششامض ،وإن شششككت فششي
القامة بعد ما كبرت فامض ،وإن شككت في القراءة بعد
) (1قرب السناد 120 :ط نجف 92 ،ط حجر ،كتاب المسائل المطبوع في البحار ج
10ص .283
][157
ما ركعت فامض ،وإن شككت في الركوع بعدما سجدت فامض ،وكل شششئ تشششك فيششه
وقد دخلت في حال اخرى فامض ،ول تلتفت إلى الشششك إل أن تسششتيقن ).(1
تفصيل وتبيين اعلششم أن الظششاهر أن هششذا الخششبر اختصششار مششن صششحيحة )(2
زرارة التي رواها الشيخ قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :رجل شك في
الذان وقد دخل في القامة ،قال :يمضي قلت :رجل شك في الذان والقامة
وقد كبر قال :يمضي ،قلت :رجششل شششك فششي التكششبير وقششد قششرأ قشال :يمضششي،
قلت :شك في القراءة وقد ركع ،قال :يمضشي ،قلششت :ششك فششي الركشوع وقشد
سجد ،قال :يمضي على صلته ،ثم قشال :يشا زرارة إذا خرجشت مشن ششئ ثشم
دخلت في غيره فشكك ليس بشئ .وهذا الحكششم فششي الجملششة إجمششاعي وإنمششا
اختلفششوا فششي بعششض خصوصششياته ،ولنشششر إليهششا :الول :المشششهور بيششن
الصحاب أنه ل فرق في الحكم المذكور أي عدم الرجوع إلى المشكوك فيششه
بعد تجاوز المحل ،وكذا في الرجوع قبله بين أن يكششون الشششك فششي الولييششن
أو غيرهما ،وفي الثنائية والثلثية أو غيرهما ).(3
) (1الهداية (2) .32 :التهذيب ج 1ص (3) .236وذلك لن هذه القاعدة -وتسمى
بقاعدة التجاوز -من المارات العقلئية التى جبلششت النفششوس علششى السششير
عليها والخذ بها ،والمارات الكاشفة عن واقعة خارجية ،ل تختلف حالها
بالنسششبة إلششى الفششرائض والسششنن حششتى يقششال باعتبششار هششذه القاعششدة فششي
الخيرتين دون الولتين أو بعدم شمولها لجزاء القششراءة وغيششر ذلششك ممششا
سيأتي ذكره في المتن .ولكن ل يذهب عليك أن اعتبار هذه القاعششدة ،انمششا
يكون في الفعال المتتابعة والقوال المترادفة ،بعد ما كانت معتادة للعامششل
كالمصششلى الششذى اسششتمر علششى الصششلة بمششا فيهششا مششن القششوال والفعششال
المتتابعة ،مدى من عمره ،بحيث اعتادها كذلك وأما الذى لم يسششتمر علششى
الصلة بعد ،كأن أسششلم جديششدا وعلششم الصششلة أو الششذين يبلغششون الحلششم ولششم
يصلوا قبل بلوغهم تمرينا وتأديبا ،فل يشملهم هذه القاعدة.
][158
وقال المفيد في المقنعة :كل سهو يلحق النسان في الركعتين الوليين مششن فرائضششه
فعليه العادة ،وحكى المحقق في المعتبر عن الشيخ قششول بوجششوب العششادة
لكل شك يتعلق بكيفية الوليين ،كأعدادهما ،ونقله الشيخ عن بعض القدماء
من علمائنا .واستقرب العلمة في التذكرة البطلن إن تعلق الشك بركن من
الوليين ،والول أصوب لعموم الخبار ،وهذا الخبر بالترتيب المششذكور فيششه
كالصريح في شموله للوليين كما ل يخفى علششى المتأمششل .الثششاني :لششو شششك
في قراءة الفاتحة وهو في السششورة ،فالششذي اختششاره جماعششة مششن الصششحاب
منهم الشيخ أنه يعيد قراءة الفاتحة ،وذهب ابششن إدريششس إلششى أنششه ل يلتفششت
ونقل عن المفيد أيضشا واختشاره المحقشق ،ولعشل الثشاني أقشوى لعمشوم قشوله
عليه السلم " إذا خرجت من شئ ثم دخلت في غيره " إذ يصدق على مششن
شك في قراءة الحمد وهو في السورة أنه خرج من شششئ ودخششل فششي غيششره.
وقد يستدل على الول بقوله في هذا الخبر " قلت شك في القراءة وقد ركع
" فان ظاهره أن النتقال عن القراءة إنمششا يكششون بششالركوع ،وبششأن القششراءة
فعل واحد .واجيب بششأن التقييششد ليششس فششي كلمششه عليششه السششلم بششل فششي كلم
الششراوي ،وليششس فششي كلم الششراوي أيضششا الحكششم علششى محششل الوصششف حششتى
يقتضي نفيه عما عداه ،بل سؤال عن حكم محل الوصف ،ول دللة في ذلششك
على شئ .سلمنا لكن دللشة المفهششوم ل تعشارض المنطششوق ،وكششون القششراءة
فعل واحدا غير مسلم إذ المغايرة بينهمششا حسششا متحقششق ،وفششي الشششرع وقششع
المر بكل منهما على حدة ولهما أحكام مختلفششة فششي الختيششار والضششطرار،
والوليين والخيرتين ،وتناول اسم القراءة لهما ل يفيد ذلك ،إذ يطلق علششى
جميع الفعال الصلة أيضا .لكن يرد عليه أنششه ينتقششض باليششات كالشششك فششي
البسملة بعد الشروع في التحميد ،وكذا اليات الخششر ،ول يبعششد الششتزام ذلششك
كما مال إليه بعض المتأخرين،
][159
ويمكن أن يقال :الرجششوع هنششا أحششوط إذ القششرآن والشدعاء غيشر ممنششوع فشي الصشلة.
ودخول ذلك في القرآن الممنوع غير معلوم ،ولعل الرجوع ثم إعادة الصلة
غاية الحتياط ،أو عدم الرجوع مششع العشادة .الثشالث :لشو شششك فششي القششراءة
وهو في القنوت ،فالظاهر عدم وجوب العود ،وقيل يجب العود لما مر ،وكذ
لو أهوى إلى الركوع ولم يصل إلى حده ،وعدم العود فيهمششا أظهشر ل سششيما
في الول والحتيشاط مششا مشر .الرابشع :لشو شششك فشي الركششوع وقششد هشوى إلشى
السجود ولم يضع بعد جبهته على الرض ،فقد اختلف فيششه ،فششذهب الشششهيد
الثاني -رحمة ال عليه -إلى العششود ،و جماعششة إلششى عششدمه ،ولعششل الخيششر
أقوى للموثق ) (1كالصحيح بأبان قال :قلت لبى عبد ال عليه السلم رجل
أهوى إلشى السشجود فلشم يششدر أركششع أم لشم يركششع ؟ قششال :قشد ركششع ،و لعمششوم
صششحيحة زرارة المتقدمششة وغيرهششا .واسششتدل علششى الول بصششحيحة )(2
إسماعيل بن جابر قال :قال أبو عبد الش عليشه السشلم إن ششك فششي الركششوع
بعد ما سجد فليمض وإن شك في السجود بعد ما قام فليمض ،كل شششئ شششك
فيششه ممششا قششد جششاوزه ودخششل فششي غيششره فليمششض عليششه ،وبصششحيحة زرارة
المتقدمة و صحيحة حماد ) (3وصششحيحة محمششد بششن مسششلم ) (4حيششث سشأل
السائل فيها عن الشك في الركوع بعد السجود فقرره عليه السلم على ذلك
وأجاب بعدم اللتفات .وأجيب بأن المفهششوم ل يعششارض المنطششوق ،ورد بششأن
المنطوق ليس بصريح في المقصود ،إذ يمكن أن يكون المراد بششالهوى إلششى
السششجود الوصششول إلششى حششده .وربمششا يجششاب عششن عمششوم صششحيحتي زرارة
وإسماعيل بن جابر ونحوهما بأن الظاهر دخوله في فعل من أفعششال الصششلة
والهوي ليس من الفعال ،بل من مقدماتها
) (1التهذيب ج 1ص (2) .178التهذيب ج 1ص = (3) .179ج 1ص ) .178
(4الفقيه ج 1ص ،228التهذيب ج 1ص ،177السرائر.473 :
][160
ول يخفى أن هذا الفرق تحكم ،ولعل الحوط المضي في الصلة ثم إعادتها.
الخامس :لو شك بعد رفع رأسه من الركوع ،هل وصل إلى حد الراكع أم ل
؟ مع جزمه بتحقق النحناء في الجملة ،وكون هويه بقصد الركوع،
فيحتمل العود لنه يرجع إلى الشك في الركوع قائما .وروي في الصحيح )
(1عن عمران الحلبي قال :قلت :الرجل يشك وهو قائم فل يدري أركع أم
ل ؟ قال :فليركع ،ولما مر من الخبار الدالة على العود قبل السجود.
ويحتمل عدم العود لما روي عن الفضيل بن يسار ) (2قال :قلت لبي عبد
ال عليه السلم أستتم قائما فل أدرى أركعت أم ل قال :بلى قد ركعت،
فامض في صلتك إنما ذلك من الشيطان ،ولن الظاهر وصوله حنيئذ إلى
حد الراكع .ولعل الول أقوى ،ويمكن حمل الخبر على كثير الشك ،فان
الغالب أن مثل هذا الشك ل يصدر إل منه ،وقوله عليه السلم " إنما ذلك
من الشيطان " ل يخلو من إيماء إليه ،أو على من ظن وصوله إلى حد
الركوع كما هو الغالب في مثله ،وحمله على القيام من السجود أو التشهد
بعيد ،وإن أمكن ارتكابه لضرورة الجمع .السادس :لو شك في السجود
ولما يستكمل القيام ،وقد أخذ فيه ،فالقرب وجوب التيان به كما اختاره
الشهيدان وجماعة من المتأخرين ،لخبر عبد الرحمان بن أبي عبد ال
ووصفه الكثر بالصحة ) (3لكن في طريقه أبان وهو وإن كان موثقا لكن
فيه إجماع العصابة ،قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :رجل رفع رأسه
من السجود فشك قبل أن يستوي جالسا فلم يدر أسجد أم لم يسجد ؟ قال:
يسجد ،قلت :فرجل نهض من سجوده فشك قبل أن يستوى قائما فلم يدر
أسجد أم لم يسجد ؟ قال :يسجد ،ويمكن أن يكون مخصصا للعمومات
السابقة ،وإن جعله بعض المتأخرين مؤيدا للفرق بين الفعال ومقدماتها.
) (1التهذيب ج 1ص 178ط حجر ج 2ص 150ط نجف (2) .التهذيب ج 2ص
151ط نجف ،ص 178ط حجر (3) .التهذيب ج 1ص .179
][161
السابع :لو شك في السجود وهو يتشهد ،أو في التشهد وقد قام ،فالظهر أنه ل
يلتفت ،وبه قال الشيخ في المبسوط ،وكذا لو شك في التشهد ولما يستكمل
القيام وقال العلمة في النهاية :يرجع إلى السجود والتشهد ما لم يركع.
وفي الذكرى نسب هذا القول إلى الشيخ في النهاية ،مع أنه قال في النهاية
بالفرق بين السجود والتشهد ،حيث قال " :فان شك في السجدتين وهو
قاعد أو قد قام قبل أن يركع عاد فسجد السجدتين ،فان شك في واحدة من
السجدتين وهو قائم أو قاعد قبل الركوع فليسجد ،ومن شك في التشهد
وهو جالس فليتشهد ،فان كان شكه في التشهد الول بعد قيامه إلى الثالثة
مضى في صلته ،وليس عليه شئ " .ونقل عن القاضي أنه فرق في
بعض كلمه بين السجود والتشهد فأوجب الرجوع بالشك في التشهد حال
قيامه دون السجود ،وفي موضع آخر سوى بينهما في عدم الرجوع،
وحمل على أنه أراد بالشك في التشهد تركه ناسيا لئل يتناقض كلمه،
والظهر عدم الرجوع في الجميع ،لما مر من عموم الخبار .وربما يستدل
للعود إلى السجود بحسنة ) (1الحلبي قال :سئل أبو عبد ال عليه السلم
عن رجل سهى فلم يدر سجدة سجد أم ثنتين ،قال :يسجد اخرى ،وليس
عليه بعد انقضاء الصلة سجدتا السهو ،وهي محمولة على ما إذا ذكر قبل
القيام جمعا .وربما يستشكل الحكم بعدم العود إلى السجود إذا شك فيه في
حال التشهد نظرا إلى رواية عبد الرحمان السابقة ،لدللتها على العود قبل
تمام القيام ،فيشمل ما كان بعده تشهد ،واجيب بأن الظاهر منها ما إذا لم
يكن بعده تشهد لقوله :نهض من سجوده ،فان الظاهر من القيام عن
السجود عدم الفصل بالتشهد إذ حينئذ يكون قياما عن التشهد ل عن
السجود .الثامن :لو رجع الشاك في الفعل في موضعه ،وذكر بعد فعله أنه
كان فعله فان كان ركنا بطلت صلته ،وإل فل ،سواء كان غير الركن
سجدة أو غيرها على المشهور
][162
بين الصحاب ،وقال السيد المرتضى )ره( إن شك في سجدة فأتى بها ثم ذكر فعلها
أعاد الصلة ،وهو قول أبي الصلح وابن أبي عقيل .والول أقوى
لصحيحة منصور بن حازم ) (1عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته
عن رجل صلى فذكر أنه زاد سجدة ،فقال :ل يعيد الصلة من سجدة،
ويعيدها من ركعة .وموثقة عبيد بن زرارة ) (2قال :سألت أبا عبد ال
عليه السلم عن الرجل شك فلم يدر أسجد ثنتين أم واحدة فسجد اخرى ثم
استيقن أنه قد زاد سجدة ،فقال :ل وال ل يفسد الصلة زيادة السجدة،
وقال :ل يعيد صلته من سجدة ،ويعيدها من ركعة .وهنا فرع آخر اختلفوا
فيه ،وهو ما لو شك في الركوع وهو قائم فركع ثم ذكر قبل رفعه ،فذهب
الكليني والشيخ والمرتضى وابن إدريس إلى أنه يرسل نفسه للسجود
والمشهور بين المتأخرين بطلن الصلة ) (3لتحقق زيادة الركن ،إذ ليس
للقيام عن الركوع مدخل في تحققه ،وللصحاب في توجيه كلم القدماء
وجوه :منها أن النحناء الخاص مشترك بين الركوع والهوى إلى السجود،
ويتميز الول عن الثاني بالرفع عنه ) (4ولم يثبت أن مجرد القصد يكفي
في كونه ركوعا ،فاذن
) 1و (2التهذيب ج 1ص (3) .180ال إذا تذكر حين الهوى للركوع أو قبل أن
يتطأ من في ركوعه ،فأرسل نفسه إلى السجدة ،حيث ل يتحقق الركوع
بالنية فقط ول بالنية والهوى ،ال إذا وصل إلى حد الركوع واطمئن
اطمينانا ما ،وهو واضح ،ولعل هذه المشايخ العظام من القدماء ،نظروا
إلى هذه الصورة (4) .ولعل هذا هو الظاهر من لفظ الكليني حيث قال في
ج 3ص " :360فان شك وهو قائم فلم يدر أركع أم لم يركع ،فليركع
حتى يكون على يقين من ركوعه ،فان ركع ثم ذكر أنه قد كان ركع
فليرسل نفسه إلى السجود من غير أن يرفع رأسه من الركوع فان مضى
ورفع رأسه من الركوع ثم ذكر أنه قد كان ركع فعليه أن يعيد الصلة لنه
قد زاد
][163
ل يلزم زياد الركن .ومنها ما ذكره الشهيد -ره -في الذكرى بعد تقوية القول الول
حيث قال :لن ذلك وإن كان بصورة الركوع ،إل أنه في الحقيقة ليس
بركوع لتبين خلفه ،والهوى إلى السجود مشتمل عليه ،وهو واجب،
فيتأدى الهوى إلى السجود به ،فل يتحقق الزيادة حينئذ بخلف ما لو ذكر
بعد رفع رأسه من الركوع لن الزيادة حينئذ متحققة لفتقاره إلى هوى
السجود .ومنها أن هذه الزيادة لم تقتض تغييرا لهيئة الصلة ،ول خروجا
عن الترتيب الموظف ،فل تكون مبطلة ،وإن تحقق مسمى الركوع لنتفاء
ما يدل على بطلن الصلة بزيادته على هذا الوجه من نص أو إجماع.
ومنها أن بعد تسليم تحقق الزيادة المنساق إلى الذهن مما دل على أن
الزيادة في الصلة مبطلة ،وكذا ما دل على أن زيادة الركوع مبطلة غير
هذا النحو من الزيادة فيحصل التأمل في المسألة من حيث النظر إلى
العموم اللفظي ،والسياق الخاص من حيث الشيوع والكثرة ،والتعارف إلى
الذهن .ول يخفى وهن الجميع ولعل الباعث لهم على إبداء تلك الوجوه
اختيار أعاظم القدماء هذا المذهب ،ول أظنهم اختاروه لتلك الوجوه ،بل
الظاهر أنه وصل إليهم نص في ذلك ل سيما ثقة السلم ،فانه من أرباب
النصوص ،ول يعتمد على الراء ،و المسألة محل إشكال والتمام ثم
العادة طريق الحتياط .ولو وقع مثل ذلك للمأموم خلف المام أو للمام
وانفرد كل منهما به ،فل أبعد صحة صلته لتايده بالخبار الدالة على أنه ل
سهو للمأموم مع حفظ المام وبالعكس ،وإن كان الحوط له أيضا ما ذكر.
التاسع :لو تلفى ما شك فيه بعد النتقال عن محله ،فالشهر بل الظهر أنه
تبطل صلته ،إن كان عمدا ،سواء كان ركنا أو غيره ،لن زيادة فعل من
أفعال الصلة فيها عمدا يوجب البطلن ،إل أن يكون من قبيل الذكر
والدعاء والقرآن
][164
الذي ل يوجب زيادته البطلن ،واحتمل الشهيد في الذكرى عدم البطلن بناء على
أن ترك الرجوع رخصة ،ول يخفى ضعفه .العاشر :ل خلف ظاهرا بين
الصحاب في أنه ليس لناسي ذكر الركوع أو الطمأنينة فيه حتى ينتصب،
ولناسي الرفع من الركوع أو الطمأنينة في الرفع حتى يسجد والذكر في
السجدتين أو السجود على العضاء السبعة سوى الجبهة أو الطمأنينة
فيهما ،أو في الجلوس بينهما ،أو إكمال الرفع من السجدة الولى حتى
سجد ثانيا ،وكذا لو شك في شئ من ذلك ،الرجوع إليها ،ول تبطل الصلة
بذلك ،ول يلزمه شئ إل على القول بوجوب سجود السهو لكل زيادة
ونقيصة في السهو .والدليل على الجميع فوت محالها ،وفقد الدليل على
الرجوع إليها ،وعلى بطلن الصلة بتركها ناسيا ،وقد وردت الروايات في
خصوص بعضها .وقد يقال :ضابط التجاوز عن المحل في الشك هو
الشروع في فعل موضعه بعد ذلك الفعل ،سواء كان ركنا أو غيره ،إل ما
أخرجه الدليل ،وفي السهو فوت المحل بأن يدخل في ركن هو بعد ذلك
المنسى أو يكون تداركه مستلزما لتكرار ركن أو تكرار جزء من أجزاء
ركن :أما تكرار الركن فكنسيان ذكر الركوع وتذكره بعد رفع الرأس منه،
فان تداركه يوجب تكرار الركوع ،وتكرار جزء الركن كنسيان ذكر إحدى
السجدتين ،وتذكره بعد الرفع ،فان العود إليه ل يجوب تكرار الركن ،لكن
يوجب تكرار جزء منه ،فان السجدة الواحدة جزء من الركن ،وهو
السجدتان ) .(1ول ينتقض ذلك بالرجوع إلى تكبيرة الفتتاح إذا ذكرها بعد
الشروع في القراءة لن الكلم بعد الدخول في الصلة ،ومن نسي التكبير
لم يدخل بعد في الصلة ،وما ذكره الفقهاء من بطلن الصلة فيه ،فهو
على المجاز ،وإن اكتفى في إطلق السم
) (1ويمكن أن يقال :ضابطة فوت المحل في تدارك الجزاء المنسية هو أن أجزاء
الصلة تفوت محلها عند الدخول في الركن كالقراءة والقنوت والتشهد
والسجود والركوع وأما أجزاء أجزاء الصلة فيفوت محلها بفوات
ظرفها ،كذكر الركوع وذكر السجود.
][165
صورة الصلة ،فلم يتغير في الصورة المذكورة صورتها بالعود إليه ،فلم تنتقض
القاعدة .وقال الشهيد الثاني رفع ال درجته في ضابط السهو بأن :فوته
إنما هو بأن يكون الرجوع إليه مستلزما لزيادة ركن أو سجدة وهو أيضا
حسن - 10 .الخصال :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن
عيسى ،عن القاسم ابن يحيى ،عن جده الحسن ،عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم ،عن الصادق ،عن آبائه قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :ل
يكون السهو في خمس :في الوتر ،والجمعة ،و الركعتين الوليين من كل
صلة ،وفي الصبح ،وفي المغرب ) - 11 .(1قرب السناد :عن محمد بن
خالد الطيالسي ،عن العلء ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن
الرجل يصلي الفجر فل يدري أركعة صلى أو ركعتين ؟ قال :يعيد ،فقال له
بعض أصحابنا وأنا حاضر :والمغرب ؟ قال :والمغرب ،قلت له أنا:
والوتر ؟ قال :نعم ! والوتر ،والجمعة ) .(2بيان :روى الشيخ -ره -الخبر
الخير عن العل بسند صحيح ) (3هكذا قال:
) (1الخصال ج 2ص (2) .164قرب السناد ص 16ط حجر 23 :ط نجف(3) .
التهذيب ج 1ص ،186وفقه الحديث يبتنى على أن حفظ الركعات فرض
في الصلوات المفروضة بقوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلة
الوسطى " على ما مر بيانها في ج 82ص ،277فالركعتان الولتان من
كل رباعية كالفجر والجمعة يكون خفظهما )بحيث يعلم أن هذه الركعة
الولى وهذه الركعة الثانية( ركنا تبطل الصلة بالخلل به مطلقا عمدا
وسهوا وجهل ونسيانا ،على حد سائر الركان .وأما صلة المغرب
فأولتاها كالركعتين الولتين من الرباعية ،وأما ثالثتها فقد زيدت لتكون
عدد الفرائض وترا ،ولذلك صار حفظ ثالثتها أيضا كالفرض ،يجب التحفظ
عليها لئل تصير الفرائض شفعا- .
][166
سألته عن الرجل يشك في الفجر ،قال :يعيد ،قلت :والمغرب ؟ قال :نعم والوتر
والجمعة من غير أن أسأله .ويستفاد من الخبرين أحكام :الول :أن الشك
في الفجر والمغرب يوجب إعادة الصلة ،وهو المشهور بين علمائنا ،قال
في المنتهى :لو شك في عدد الثنائية كالصبح ،وصلة السفر ،والجمعة
والكسوف أو في الثلثية كالمغرب أو في الوليين من الرباعيات أعاد،
ذهب إليه علماؤنا أجمع إل ابن بابويه فانه جوز البناء على القل
والعادة ،ونقل عنه في المختلف والشهيد في الذكر من المقنع ما سيأتي.
فعلى المصلى إذا لم يحفظ ركعات المغرب بأن تلك اولها وتيك ثانيتها )بالفرض(
وهذه ثالثتها )بالسنة( فعليه أن يبطلها رأسا بالتسليم على النبي صلى ال
عليه وآله واستيناف الصلة حتى يكون على يقين من وترها .ولو
عالجها بما يعالج الرباعية بالبناء على الكثر -أو القل على قول ابن
بابويه -بقى احتمال كون المغرب شفعا بحيث ل يمكن رفعه ،فحينئذ
يكون المصلى قد أخل بالسنة النبوية التى جعلت داخل الفرض وقد قال
فيها رسول ال صلى ال عليه وآله " السنة سنتان :سنة في فريضة
الخذ بها هدى وتركها ضللة ،وكل ضللة سبيلها إلى النار .وهكذا يكون
حكم صلة الوتر حيث جعلت ثلثة لتكون النوافل المسنونة وترا من حيث
العداد ،ال أن المر في النوافل المسنونة أسهل ،لكونها سنة خارجة عن
الفرض و الخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة .فكما قلنا مرارا أن
النبي صلى ال عليه وآله كان يصلى من النوافل ضعفى الفريضة فكان
يصلى صلة الجمعة بهيئة مخصوصة وكيفية ممتازة ،ثم يصلى ضعفها
صلة العيدين ،فصلة العيدين مع كونها مسنونة ،يتبع في كيفيتها
وأحكامها صلة الجمعة ،هكذا صلة الوتر من النوافل يتبع حكم صلة
المغرب ،ولو ذهب على المصلى حفظ ركعاتها -سواء في ذلك صلة
العيدين والوتر -عليه أن يبطلها بالتسليم ويعيدها بحكم السنة ،وال هو
الموفق للصواب.
][167
ثم قال الشهيد :وهو قول نادر وظاهر كلمه في الفقيه يوافق المشهور والقرب
الول لدللة الخبار الصحيحة عليه ،وأخبار البناء على القل محمولة على
التقية لتفاق المخالفين عليه ،وسيأتي الكلم على مذهب الصدوق عند نقل
كلمه .والسهو الواقع في الخبر الول وإطلقه محمول على الشك في عدد
الركعات بشهادة سائر الخبار ،وقد مر حكاية الشيخ القول بابطال الشك
والسهو مطلقا في الوليين من كل صلة ،وظاهر استدللهم شموله لثالثة
المغرب أيضا .ثم اعلم أن عموم النص وفتاوى الصحاب يقتضي عدم
الفرق في وجوب العادة بين الشك في الزيادة والنقصان ،ويؤيده ما رواه
الشيخ عن الفضيل ) (1قال :سألته عن السهو فقال :في صلة المغرب إذا
لم تحفظ ما بين الثلث إلى الربع فأعد صلتك .الثاني :أن الشك في عدد
الوليين من الرباعية يوجب البطلن على الشهر والقوى ،وقال العلمة
في المنتهى والشهيد في الذكرى :إنه قول علمائنا أجمع ،إل أبى جعفر بن
بابويه فانه قال :لو شك بين الركعة والركعتين فله البناء على الركعة ).(2
وقال والده :إذا شك في الركعة الولى والثانية أعاد ،وإن شك ثانيا وتوهم
الثانية بنى عليها ،ثم احتاط بعد التسليم بركعتين قاعدا ،وإن توهم الولى
بنى عليها وتشهد في كل ركعة فان تيقن بعد التسليم الزيادة لم يضر ،لن
التسليم ) (3حائل بين الرابعة والخامسة ،وإن تساوى الحتمالن تخير بين
ركعة قائما وركعتين جالسا.
) (1التهذيب ج 1ص (2) .186وفيه أنه لو بنى على القل -كما يقوله العامة -
سواء في ذلك كل الشكوك ،ذهب عليه حفظ الركعات وترا ،وتطرق
احتمال الشفع فيها ،بحيث ل يزول ذلك أبدا ،ال بابطالها واستيناف
الصلة ،وسيأتى لهذا البحث تتمة بعون ال ومشيئته (3) .استظهر
العلمة المؤلف رضوان ال عليه أن الصحيح بدل التسليم التشهد ،كما
سيظهر من فقه الرضا )هامش الصل(.
][168
قال في الذكرى :وأطلق الصحاب العادة ولم نقف له على رواية تدل على ما ذكره
من التفصيل انتهى .أقول :ما ذكره مأخوذ من فقه الرضا عليه السلم كما
ستعرف ،وعلى كل حال العمل بالمشهور أولى ،لصحة أخباره وكثرتها،
وبعدها عن أقوال المخالفين ،والظاهر أن الخبار الدالة على البناء على
القل محمولة على التقية ،وربما تحمل على النافلة .الثالث :أن الشك في
عدد الجمعة مبطل ،والكلم فيه كالكلم في الفجر ،ثم الظاهر من الروايات
أن الثنائية والثلثية من جميع الصلوات الواجبة الشك في أعدادها يوجب
البطلن ،كصلة السفر ،والجمعة ،والعيدين ،والكسوف والصلة المنذورة
الثنائية والثلثية ،واليات والطواف .ولو كان الشك في صلة الكسوف في
عدد الركوع فان تضمن الشك في الركعتين كما لو شك هل هو في الركوع
الخامس أو السادس بطلت ،وإن لم يكن كذلك فالقرب البناء على القل لما
مر في ركوع اليومية .وهنا قولن آخران غريبان لقطب الدين الراوندي،
والسيد جمال الدين أحمد ابن طاوس -ره -تركناهما لطولهما وقلة
الجدوى فيهما ،وذكرهما الشهيد -ره -في الذكرى ،فمن أراد الطلع
عليهما فليرجع إليه .الرابع :يدل الخبران على أن الشك في الوتر يوجب
البطلن ،وهو مخالف للمشهور من التخيير في النافلة مطلقا بين البناء
على القل أو الكثر ويمكن الحمل على صلة الوتر المنذورة أو على أنه
لما كان الوتر يطلق غالبا على الثلث فيحمل على الشك بين الثنتين
والثلث إذ الشك بين الواحد والثنتين شك في الشفع حقيقة ،والشك بين
الثلث والربع نادر ،فيعود شكه إلى أنه علم إيقاع الشفع وشك في أنه هل
أوقع الوتر أم ل ؟ ولما كانت الوتر صلة برأسها ،فإذا شك في إيقاعها
يلزمه التيان بها وليس من قبيل الشك في الركعات .على أنه يمكن
تخصيص عموم حكم النافلة بالخبرين كما فعله بعض المتأخرين
][169
أو على الفضل والستحباب ،ولعله أصوب - 12 .قرب السناد :عن عبد ال بن
الحسن ،عن جده علي بن جعفر ،عن أخيه قال :سألته عن الرجل يقوم في
صلته فل يدري صلى شيئا أم ل ؟ كيف يصنع ؟ قال :يستقبل الصلة ).(1
توضيح :اعلم أن المشهور بين الصحاب أن من لم يدر كم صلى يعيد
الصلة مع أنهم ذكروا حكم السهو بين أعداد الركعات جميعا ،فكلمهم
يحتمل وجهين :الول أن يكون مرادهم كثرة أجزاء الشك بحيث يدخل فيه
الواحد والثنين أيضا ،وهو الظاهر من كلم الكثر .الثاني ما ذكره والدي
قدس سره نقل عن مشايخه ،وهو أن الشك في الركعات إنما يكون إذا علم
إتمام ركعة ل محالة ،وهذا هو الشك الذي ل يعلم إتمام الركعة أيضا كأن
يشك قائما بين الواحدة والثنتين ،فلما لم يتيقن الواحدة فكأنه شك هل
صلى شيئا أم ل ؟ وهو الظاهر من هذا الخبر ،ويحتمل وجها آخر ،وهو أن
يكون الشك في أنه هل شرع في الصلة وكبر أم ل ؟ وبطلنه ظاهر ،وأما
الوليين فلتعلق الشك بالوليين ،فالصلة باطلة على المشهور .والشيخ في
التهذيب ) (2أحسن وأجاد ،حيث جمع بين المعنيين الولين ،فقال :ومن
شك فلم يعلم صلى واحدة أم ثنتين أو ثلثا أو أربعا وجب عليه إعادة
الصلة ثم أورد الخبار الدالة على ذلك ،ثم قال :ومن كان في صلته ولم
يدر ما صلى ؟ وجب عليه إعادة الصلة ثم أورد هذا الخبر بسند صحيح )
.(3وبالجملة الحكم ببطلن صلة من لم يدر كم صلى هو المشهور بين
الصحاب ،حتى قال في المنتهى :وعليه علماؤنا ،ومقتضى كلم الصدوق
في الفقيه جواز البناء على القل فيه أيضا ،وقال والده :فان شككت فلم تدر
أواحدة صليت أم اثنتين أم ثلثا
) (1قرب السناد 91 :ط حجر ،19 ،ط نجف (2) .التهذيب ج 2ص 188 - 187ط
نجف (3) .التهذيب ج 2ص 189ط نجف ،ج 1ص 189ط حجر أيضا.
][170
أم أربعا صليت ركعة من قيام وركعتين من جلوس .ويدل على المشهور أخبار
صحيحة كثيرة ،وعلى البناء على القل صحيحة علي ابن يقطين ) (1قال:
سألت أبا الحسن عليه السلم عن الرجل ل يدري كم صلى واحدة أو اثنتين
أم ثلثا قال عليه السلم :يبني على الجزم ،ويسجد سجدتي السهو،
ويتشهد تشهدا خفيفا .ولعلها محمولة على التقية أو التقاء على الراوي،
لكونه من الوزراء ،واختلطه مع المخالفين ،وهذا الحكم على هذا الوجه
مشهور بين المخالفين ورواياتهم واردة به .وحملها الشيخ على أن المراد
بالجزم استيناف الصلة وحمل المر بالسجود على الستحباب ،ول يخفى
بعده ،وحملها العلمة على كثير السهو وهو أيضا بعيد ،مع أن البناء على
الجزم ل يطابق حكم كثير السهو ،ويدل عليه أخبار اخر محمولة على
التقية ،ولو قيل بالتخيير أيضا فل ريب أن العمل بالمشهور أحوط وأولى.
- 13قرب السناد :عن محمد بن خالد الطيالسي ،عن العلء بن رزين
قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :رجل صلى ركعتين وشك في الثالثة،
قال :يبني على اليقين إذا فرغ تشهد وقام قائما ،وصلى ركعة بفاتحة
الكتاب ) - 14 .(2معاني الخبار :عن أحمد بن الحسن القطان ،عن ابن
عقدة ،عن المنذر ابن محمد ،عن جعفر بن سليمان ،عن عبد ال بن
الفضل الهاشمي قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم فدخل عليه رجل
فسأله عن رجل لم يدر واحدة صلى أو اثنتين ؟ فقال له :يعيد الصلة ،فقال
له :فأين ما روي أن الفقيه ل يعيد الصلة ؟ قال :إنما ذاك في الثلث
والربع ) - 15 .(3الهداية :قال الصادق عليه السلم لعمار بن موسى :يا
عمار أجمع لك
) (1التهذيب ج 2ص 187ط نجف ،ج 1ص 189ط حجر (2) .قرب السناد16 :
ط حجر 23 ،ط نجف (3) .معاني الخبار ص 159ورواه في التهذيب ج
1ص .190
][171
السهو كله في كلمتين :متى ما شككت فخذ بالكثر ،فإذا سلمت فأتم ما ظننت أنك
نقصت ) .(1بيان وتفصيل أقول :هذا الخبر مروي في الفقيه ) (2بسند
موثق وفي التهذيب بأسانيد عن عمار ) (3وعليه عمل أكثر الصحاب بعد
التخصيص بما سوى الثنائية والثلثية والوليين من الرباعية ،ولنورد
تفاصيل الحكام المستنبطة منها في مباحث ليسهل عليك فهم ما سيأتي من
الخبار المفصلة .الول الشك بين الثنتين والثلث :والمشهور بين
الصحاب أنه يبني على الثلث ويتم ثم يأتي بصلة الحتياط ) (4وفي
المسألة أقوال اخر:
) (1الهداية (2) .32 :الفقيه ج 1ص (3) .225التهذيب ج 1ص 234و 235ط
حجر ،ج 2ص 349و 353ط نجف (4) .قد عرفت أن حفظ الركعتين
الولتين من الركان بمعنى أن يتثبت ويتحفظ أن هذى الولى وهذه
الثانية )وهكذا الثالثة من المغرب بحكم السنة حكما موضوعيا كما من
تكبيرة الحرام حيث كان يلحق بالركان لذلك كما عرفت في ج 83ص
(160فعلى هذا إذا شك في الثالثة من الرباعية قبل تحفظ الثانية بمعنى
أن يكون قبل اكمال السجدة حيث يؤل شكه بين الثنين والثلث تبطل
صلته .وأما إذا شك بين الثنين والثلث بعد اكمال السجدة اعني تحفظ
الثانية أو بين الثلث والربع وغير ذلك من الفروع ،فعليه أن يبنى على
اليقين بمعنى أن يحتال حيلة يتيقن معها أنه لم يزد في جمع الفرائض
على السبع عشرة ،ول يتحصل على هذا اليقين ال بالبناء على الكثر
والتسليم ثم التيان بركعة أو ركعات يحتمل فواتها منه منفصلة ،ول بدع
في ذلك لنها من ركعات السنة على أي حال ،وان جعلت داخل الفرض.
بيانه أن الركعات السبع الزائدة على الولتين انما زيدت بسنة النبي صلى
ال عليه وآله أدخلهما في الفرض قبل التسليم منه ،ثم انه صلى ال عليه
وآله سلم مرة في صلته بعد تمام الركعتين -
][172
منها البناء على القل ،وهو المنقول عن السيد المرتضى .ومنها تجويز البناء على
القل وهو الظاهر من الصدوق في الفقيه .ومنها قول علي بن بابويه حيث
قال :كما نقل عنه " إذا شككت بين الثنتين والثلث وذهب وهمك إلى
الثالثة فأضف إليها رابعة ،فإذا سلمت صليت ركعة بالحمد وحدها ،وإن
ذهب وهمك إلى القل فابن عليه وتشهد في كل ركعة ثم اسجد للسهو وإن
اعتدل وهمك فأنت بالخيار إن شئت بنيت على القل وتشهدت في كل ركعة
وإن شئت بنيت على الكثر وعملت ما وصفناه .ومنها ما نقل عن الصدوق
في المقنع من بطلن الصلة بذلك الشك وسيأتي
عمدا ليتفقه المتفقه أن هذه الركعات الزائدة لم تدخل في الفرائض بتة ولم تتصل
بها بحيث ل يجوز انفصالها ،بل النفصال جائز في موارد السهو أو
الضطرار .فإذا سها المصلى وسلم بعد تمام الركعتين مثل فقد تمت صلة
فرضه .وعليه أن يأتي بالركعتين المسنونتين منفصلة بعدها بتحريم
وتسليم ،وذلك لما مر أن التسليم مخرج عن الصلة بحكم السنة وضعا
كما في تكبيرة الحرام )وقد مر الكلم فيه أيضا في ج 83ص (161فل
يمكن الغاء التسليم والتيان بهاتين الركعتين متصلة وسيأتى الخبار في
ذلك انشاء ال تعالى .وهكذا إذا اضطر المصلى عند امتثال الوامر فلم
يجد حيلة ال بانفصال ركعات السنة عن الفرض ،مثل ما إذا شك في أنه
مسافر أم ل -اما لشك يتعلق بحاله ،أو شك من حيث المسافة -فله أن
يسلم عند تمام الركعتين فريضة ويحتاط بركعتين اخريين سنة يقرء فيها
بالحمد وحدها ،حتى يكون على يقين من امتثاله .ومن ذلك إذا شك بين
الثلث والربع مثل ،يسلم عند تمام الركعة عمدا ويصلى الركعة
المشكوكة منفصلة بتحريم وتسليم ،حتى يكون على يقين من ركعاته :هذا
هو الصل الذى قاله عليه السلم لعمار حيث سئل :هذا أصل فقال :نعم،
أي نعم هذا أصل وقاعدة يتفرع عليه فروع ،وسيمر عليك في الخبار
مال يمكن اخراجه ال على هذا المبنى ،ول المن والتوفيق.
][173
كلمه فيه ،وقد نقل الفاضلن الجماع على عدم العادة في صورة الشك في
الخيرتين .أما القول الول فقد قال في الذكرى :لم نقف فيه على رواية
صريحة و نقل فيه ابن أبي عقيل تواتر الخبار ،واستدل الشيخ عليه بما
رواه في الحسن عن زرارة ) (1عن أحدهما عليه السلم قال :قلت له:
رجل ل يدري أواحدة صلى أم اثنتين ،قال :يعيد ،قلت :رجل ل يدري أثنتين
صلى أم ثلثا ؟ قال :إن دخله الشك بعد دخوله في الثالثة يمضي في
الثالثة ،ثم صلى الخرى ،ول شئ عليه ويسلم .ويرد عليه أنه غير دال
على المطلوب ،وإنما يدل على البناء على القل إذا وقع الشك بعد دخوله
في الثالثة وهي الركعة المترددة بين كونها ثالثة أو رابعة ،ل المترددة بين
كونها ثانية أو ثالثة ،لن ذلك شك في الوليين وهو مبطل كما مر .وإنما
قال عليه السلم " :مضى في الثالثة " إشعارا بأنه يجعلها ثالثة ويضم
إليها الرابعة ،ويحتمل أن يكون المراد بقوله :ثم صلى الخرى صلة
الحتياط ،ويكون عدم ذكر التسليم أول إما لعدم وجوبه أو ظهوره ،إل أن
الستدلل بهذا الحتمال البعيد مشكل .ويمكن أن يقال :القول ببطلن
الصلة بالشك بعد إكمال الركعتين ،يدفعه أخبار صحيحة كثيرة دالة على
أن العادة في الوليين ،والسهو في الخيرتين ،فبقي الكلم في البناء على
القل أو الكثر ،فعموم رواية عمار مع تأيده بالشهرة بين الصحاب،
ومخالفة العامة ،وادعاء ابن أبي عقيل وهو من أعاظم العلماء تواتر
الخبار في ذلك ،يكفي لترجيح البناء على الكثر ،وإن كان القول بالتخيير
أيضا ل يخلو من قوة .وأما ما رواه الشيخ في الصحيح عن عبيد بن زرارة
) (2عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
][174
سألته عن رجل لم يدر ركعتين صلى أم ثلثا ؟ قال :يعيد ،قلت :أليس يقال :ل يعيد
الصلة فقيه ؟ فقال إنما ذلك في الثلث والربع .فيمكن الجمع بينها وبين
حسنة زرارة بوجهين :أحدهما أن يقال :إنما يعيد إذا دخل الشك قبل
الدخول في الركعة المترددة بين الثالثة والرابعة ،فيخصص هذه الرواية
بغير الصورة المذكورة ،ومقتضى هذا الجمع إعادة الصلة إذا كان الشك
بعد إتمام الركعتين ،وقبل الدخول في الركعة المذكورة ،وهو خلف
المشهور والمختار .إل أن يقال إذا رفع رأسه من السجود يحصل الدخول
في الركعة الخرى بأن يقال :رفع الرأس من الثانية من مقدمات القيام ،ل
أنه واجب مستقل خلفا للمشهور ،والدخول في مقدمة الشئ في قوة
الدخول فيه .وثانيهما التخيير بين العادة والتمام إذا كان الشك بعد
الدخول في الركعة المذكورة ،كما قيل .والشيخ حمل صحيحة عبيد على
الشك في المغرب ،والظهر حملها على ما إذا كان الشك قبل إكمال
السجدتين ،وكذا حمل مفهوم رواية زرارة على ذلك إذا يكفي في فائدة
التقييد أن يكون لمخالفه أفراد شائعة ظاهرة مخالفة في الحكم للمنطوق،
ول يلزم مخالفة جميع الفراد ،والحصر المذكور في صحيحة عبيد إضافي
ل محالة ،إذ الشك بين الثنين والربع أيضا غير مبطل .ويمكن حمل الثلث
والربع على العم من أن يكون شرع في الثالثة أو أراد الشروع فيها ،إذ
يصدق عليه أنه يشك في أن الركعة التي يريد الشروع فيها ثالثة أم رابعة.
وأما خبر العل الذي رويناه من قرب السناد فيحتمل وجهين :الول :البناء
على القل كما هو ظاهر البناء على اليقين ،فيكون الرابعة التي يأتي بعدها
لحتماله زيادة ركعة في الصلة فتكون مع هذه الركعة ركعتين
][175
نافلة ،إذ ل تكون النافلة ركعة إل الوتر .الثاني أن يكون المراد البناء على الكثر
ويكون البناء على اليقين باعتبار أن مع صلة الحتياط يتيقن الخروج عن
العهدة ) (1وعدم ذكر التسليم لما مر ،فيكون الخبر حجة للمشهور في
البناء على الكثر ،وفي التخيير في صلة الحتياط بين الركعتين جالسا
والركعة قائما ،وفي تعيين الفاتحة في صلة الحتياط.
) (1قد عرفت أن المراد في كلمهم عليهم السلم )البناء على اليقين( البناء على
أمر يحصل معه اليقين ،وسيأتى النص على ذلك في حديث زرارة عن
أحدهما أنه )ع( يقول " :ل ينقض اليقين بالشك ،ول يدخل الشك باليقين
ول يخلط أحدهما بالخر ولكنه ينقض الشك باليقين ويتم على اليقين،
فيبنى عليه ،ول يعتد بالشك في حال من الحالت " .وهكذا حديث عبد
الرحمن بن الحجاج عن أبى ابراهيم عليه السلم في السهو في الصلة
قال تبنى على اليقين وتأخذ بالجزم وتحتاط الصلوات كلها .فكلمه عليه
السلم " ابن على اليقين " صريح فيما قلناه حيث أن بالبناء على القل
)وقد اختاره بعض الصحاب عمل بالروايات ،وعمل به عامة الجمهور
أخذا بالستصحاب( ل يزال المصلى على شك من ركعاته :هل زاد في
صلته ركعة أو ركعات أو لم يزد ،وهذا واضح بحمد ال كما مر مرارا.
وأما فقهاؤنا المتأخرون -رضوان ال عليهم -فانما حملوا اليقين في
هذه الحاديث على البناء على القل ،ل نسهم بالستصحاب ،ومن أركانه
اليقين الثابت والشك اللحق في رفعه ،ولذلك تراهم يحتجون بهذه
الخبار على حجية الستصحاب ،ول تعلق لها بالستصحاب ال من حيث
ورود لفظي اليقين والشك فقط ،من دون أن ينطبق كلمهم حتى على
مورد النص كما سيأتي بيانه .وأما الستصحاب ،فعندي أنه حجة بالسيرة
التى جبلت عليها العقلء فأخذوا به حيث يطمئن نفوسهم ببقاء ما شك في
بقائه ،ل يتجاوزون عن موارد الطمينان ،وفاقا لفقهائنا المتقدمين ،ولعل
ال يتفضل علينا بفرصة نبحث عن ذلك مشروحا بحوله وقوته ،وال
ولى التوفيق والرشاد.
][176
وايد الثاني بأنه ل فائدة في ضم الركعة مع البناء على القل ،لنه كما تلزم النافلة
ركعة مع الزيادة تلزم مع النقصان أيضا كون هذه الركعة فقط نافلة ،فأي
فائدة في النضمام .ويمكن الجواب بأنه ل يلزم في الحكام ظهور العلة
فيها وعدم ظهور العلة ل يصير سببا لصرف الخبر عن ظاهره ،مع تأيده
باخبار اخرى ،مع أنه يمكن أن يقال :الفرق أنه مع تمام الصلة تكون
النافلة ناقصة ول محذور فيه ،ومع زيادتها ل تنصرف الركعة الزائدة إلى
النافلة ،إل بانضمام ركعة إليها ،ومع عدمه يكون زيادة في الصلة يبطلها،
وسيأتي القول والرواية بضم الركعتين جالسا مع زيادة الصلة ،وعلى
المشهور ل يفرقون بين الركعة قائما وركعتين جالسا في المواضع،
وبالجملة كل من الوجهين ل يخلو من تكلف ،ول ظهور لحدهما بحيث
يمكن الستدلل به .الثاني الشك بين الثلث والربع :والمشهور بين
الصحاب أنه يبني على الكثر ويتم ويصلي الحتياط ،وقال الصدوق وابن
الجنيد :يتخير بين البناء على القل ول احتياط ،والبناء على الكثر
والحتياط .ويدل على المشهور روايات منها ما رواه الكليني ) (1والشيخ
) (2في الحسن بابراهيم بن هاشم ،عن الحلبي ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إذا لم تدر اثنتين صليت أم أربعا ولم يذهب وهمك إلى شئ
فتشهد وسلم ثم صل ركعتين وأربع سجدات ،تقرأ فيهما بام القرآن ثم
تشهد وسلم فان كنت إنما صليت ركعتين كانتا هاتان تمام الربع ،وإن كنت
صليت أربعا كانتا هاتان نافلة ،وإن كنت ل تدري ثلثا صليت أم أربعا ولم
يذهب وهمك إلى شئ فسلم ثم صل ركعتين وأنت جالس تقرء فيهما بام
الكتاب ،وإن ذهب وهمك إلى الثلث فقم فصل الركعة الرابعة ،ول تسجد
) (1الكافي ج 3ص (2) .353التهذيب ج 2ص 186ط نجف ،وتراه في الفقيه ج
1ص (*) .229
][177
سجدتي السهو ،فان ذهب وهمك إلى الربع فتشهد وسلم ثم اسجد سجدتي السهو.
اعلم أنه نسب إلى الصدوق القول بوجوب سجدتي السهو إذا شك بين
الثلث والربع وغلب ظنه على الربع ،واستدل له بما رواه الشيخ )(1
بسند فيه ضعف على المشهور عن إسحاق بن عمار قال :قال أبو عبد ال
عليه السلم :إذا ذهب وهمك إلى التمام ابدا في كل صلة فاسجد سجدتين
بغير ركوع ،أفهمت ؟ قلت :نعم .ولعله استدل بهذا الخبر الذي هو في غاية
القوة ،ول يقصر عن الصحيح ،مع تأيده بعموم خبر إسحاق فقوله ل يخلو
من قوة ،وإن لم ينسب إلى غيره من الصحاب ولكن موثقة أبان ) (2عن
أبي العباس ظاهره عدم الوجوب ،فيمكن حمله على الستحباب والحوط
عدم الترك .ومنها ما روياه في الموثق عن أبي بصير ) (3قال :سألته عن
رجل صلى فلم يدر أفي الثالثة هو أم في الرابعة ؟ قال :فما ذهب وهمه
إليه ،إن رأى أنه في الثالثة وفي قلبه من الرابعة شئ ،سلم بينه وبين
نفسه ثم صلى ركعتين ) (4يقرء فيها بفاتحة
) (1التهذيب ج 1ص 187ط حجر 2) .و (3التهذيب ج 1ص 188ط حجر،
الكافي ج 3ص (4) .353يعنى عن جلوس :وانما لم يذكره اعتمادا على
فهم الراوى ،حيث أن المشكوك فيها لم تكن ال ركعة واحدة ،فإذا صلى
ركعتين عن جلوس احتسبت بركعة واحدة ،مع أنه قد روى في فرض
المسألة هذه احاديث كثيرة تنص على أنه يصلى ركعتين عن جلوس و
في بعضها " صلى أربع ركعات وأربع سجدات بفاتحة الكتاب وهو جالس
يقصر في التشهد " راجع التهذيب ج 2ص 185ط نجف ،فليحمل
عليها .وأما مورد السؤال فهو الشك في الثلث والربع مصرحا ،ال أن
المام أجابه بأن يبنى على ما ذهب وهمه إليه ،ثم بين له ميزان الوهم
الذى يعتبر في أمثال تلك الموارد بأنه انما يجب العمل بالوهم إذا كان ظنا
اطمئنانيا لم يكن من الطرف الخر في قلبه شئ وأما إذا كان يذهب وهمه
وظنه إلى الثالثة مثل ،ومع ذلك كان في قلبه من الرابعة شئ -
][178
الكتاب .وظاهره أن مع غلبة الظن في الثالثة يبنى على الربع ،ويصلي صلة
الحتياط وهو خلف فتوى الصحاب ،ويمكن حمله على أنه تم الكلم عند
قوله فما ذهب إليه وهمه ،ثم أنشأ حكم الشاك الذي لم يغلب على ظنه
أحدهما ،بحمل التنوين في قوله شئ على التعظيم ،أي احتمال قوى يساوي
احتمال الثالثة ،أو تقدر المساواة في الكلم .ويمكن حمله على البناء على
القل ،واستحباب الركعتين لحتمال الزيادة لتكونا بانضمام الركعة الزائدة
ركعتين نافلة ،أو على الرجحان الضعيف الذي ل يبلغ إلى حد الظن المعتبر
شرعا لكنهما أبعد من الول :الول لفظا ،والثاني معنى إذ الظاهر كفاية
مطلق الرجحان .وقال بعض الفاضل :هذا برزخ بين الفصل والوصل ،لن
سهوه برزخ بين الظن والشك ،ول يخفى ما فيه :قال الشهيد الثاني :عبر
جماعة من الصحاب بغلبة الظن ،وهو يقتضي اشتراط ترجيح زائد على
أصل الظن ،والصح أن ذلك غير شرط ،بل يكفي مطلق الظن ،وبه صرح
في الدروس .وروى الكليني عن زرارة ) (1بسندين أحدهما من الحسان
عن أحدهما عليهما السلم قال :وإذا لم يدر في ثلث هو أو في أربع وقد
أحرز الثلث قام ) (2فأضاف إليها اخرى ول شئ عليه ،وظاهره البناء
على القل فجمع الصدوق بينه وبين سائر الخبار
) (1فوهمه هذا ملحق بالشك ،وعليه أن يسلم بينه وبين نفسه ثم يصلى ركعتين
عن جلوس احتياطا وهذا واضح بحمد ال (1) .الكافي ج 3ص 351و
(2) .352يعنى بعد التسليم ،وانما لم يذكره اعتمادا على ما كان معهودا
بين الشيعة من البناء على الكثر وسيجئ الكلم فيه ،فان للحديث ذيل
ينص على البناء على الكثر.
][179
بالقول بالتخيير ،وقد عرفت أن الحمل على التقية أظهر .لكن يؤيد الصدوق هنا ما
رواه في الكافي بسند حسن ) (1عن محمد بن مسلم قال :إنما السهو بين
الثلث والربع ،وفي الثنتين والربع بتلك المنزلة ،ومن سهى فلم يدر
ثلثا صلى أم أربعا واعتدل شكه ،قال :يقوم فيتم ثم يجلس فيتشهد ويسلم
ويصلي ركعتين وأربع سجدات وهو جالس ،فان كان أكثر وهمه إلى الربع
تشهد و سلم ثم قرأ فاتحة الكتاب ،وركع وسجد ثم قرأ فسجد سجدتين
وتشهد وسلم ،وإن كان أكثر وهمه الثنتين نهض فصلى ركعتين وتشهد
وسلم .فانه يحتمل وجوها :أحدها أن يكون الواو في قوله " ويصلي "
بمعنى أو ،أو يكون في الصل " أو " فصحف فيكون صريحا في التخيير
بين البناء على القل و ترك صلة الحتياط ،والبناء على الكثر وإيقاعها.
وثانيها أن يكون الواو بمعناها ،ويكون الركعتان لحتمال الزيادة،
فتصيران مع الزيادة نافلة كما مر ،فيكون محمول على الستحباب ،لخلو
سائر الخبار عنه .وثالثها أن يكون المراد بقوله " ثلثا صلى " أنه شك
بين الثنتين والثلث ،فلم يدر أن الركعة التي يصليها بعد ذلك ثالثة أم
رابعة ،فيكون مؤيدا للمشهور في الشك بين الثنتين والثلث .ومن استدل
بخبر قرب السناد ل أدرى لم لم يستدل بهذا الحتمال في هذا الخبر مع
اشتراكهما في وجه الستدلل ول يخفى أن أول الوجوه أظهرها ،ثم الثاني،
و على الوجهين يؤيد الصدوق ولم أر من تفطن بذلك .ثم المشهور في
الصورة المذكورة أنه يتخير في صلة الحتياط بين ركعتين جالسا وركعة
قائما ،والمنقول عن ظاهر الجعفي وابن أبي عقيل تعين الركعتين جالسا
لضعف الرواية الدالة على التخيير في هذه الصورة في سائر الصور لم ترد
رواية صريحة في ذلك ،فالحوط في الجميع اختيار الركعتين جلوسا.
][180
الثالث الشك بين الثنتين والربع :والمشهور بين الصحاب فيه أيضا أنه يبني على
الكثر ويسلم ،ويحتاط بركعتين قائما ،وربما نقل عن الصدوق التخيير بينه
وبين البناء على القل والعادة ونقل في المختلف عن الصدوق أنه قال:
يعيد مع أن الفاضلين نقل الجماع على عدم العادة في صورة تعلق الشك
بالخيرتين والشهر أقوى ،وقد دلت عليه أخبار خاصة وعامة قد مر
بعضها .ويدل على البناء على القل أخبار :منها ما رواه الشيخ )(1
والكليني ) (2بسندين أحدهما حسن بابراهيم بن هاشم ،والخر صحيح
على المشهور وإن كان فيه كلم ) (3عن زرارة ،عن أحدهما عليهما
السلم قال :قلت له :من لم يدر في أربع هو أو ثنتين وقد أحرز الثنتين
قال :يركع ركعتين وأربع سجدات ) (4وهو قائم بفاتحة الكتاب ،ويتشهد
ول شئ عليه وإذا لم يدر في ثلث هو أو في أربع وقد أحرز الثلث قام
فأضاف إليها اخرى ،ول شئ عليه ،ول ينقض اليقين ) (5بالشك ول يدخل
الشك في اليقين ول يخلط أحدهما
) (1التهذيب ج 1ص (2) .188الكافي ج 3ص (3) .351 - 352لسناد الكليني
عن محمد بن اسماعيل ،قال ابن داود في رجاله :إذا وردت رواية عن
محمد بن يعقوب عن محمد بن اسماعيل بل واسطة ففى صحتها قول،
لن في لقائه له -يعنى اسماعيل بن بزيع -اشكال ،فيقف الرواية لجهالة
الواسطة بينهما ،وان كانا مرضيين معظمين .راجع في ذلك كتب الرجال
وقد استوعب فيه الكلم الردبيلى في رجاله ذيل عنوانه لمحمد بن
اسماعيل بن بزيع (4) .يعنى بعد التسليم ،وانما لم يصرح به اعتمادا
على ما هو المعهود بين الشيعة من الركعات الحتياطية بتكبير وتسليم
عليحدة منفصلة ،كما مر آنفا عند عنوان المؤلف العلمة ذيل الحديث في
الفرع الثاني ،وإذا جاء الحتمال لم يصح الستناد إلى اطلق الحديث) .
(5مراده عليه السلم بذلك قاعدة الشتغال ،واليقين هو اليقين بأن
المصلى يجب -
][181
بالخر ،ولكنه ينقض الشك باليقين ،ويتم على اليقين ،فيبني عليه ،ول يعتد
عليه أن يصلى أربعا ول يزيد جمع صلواته على السبع عشرة ،ونقض هذا اليقين
)وقد عبر عنه الفقهاء رضوان ال عليهم بالبراءة فقالوا :الشتغال
اليقيني ل يرتفع ال بالبراءة اليقينية( انما يجب بيقين آخر بأن يبنى على
الكثر ويسلم ويأتى بما نقص احتمال بصورة منفصلة )فانها كانت
مسنونة دخلت في الفرض بسنة النبي ،وصارت خارجها في مورد
الضطرار بسنة النبي صلى ال عليه وآله على مر وسيجئ( وأما إذا
نقضه بالشك بأن يبنى على القل ،لم يزل صلته مشكوكة بين الربع
والخمس ،فمع أنه يحتمل كون صلته خمسا ل أربعا كيف يجوز له أن
ينقض الواجب ،وهو الصلة أربعا باحتمال المتثال .فمعنى قوله عليه
السلم " ول يدخل الشك باليقين ول يخلط أحدهما بالخر " أنه ل يدخل
الركعة المشكوكة في الركعات المتيقنة ول يخلطهما ،بل يفصل بينهما
حتى يخرج الركعة المشكوكة عن صلته ،فتكون نافلة ل يضر بركعات
الفرض ،ان كانت زائدة ،وتكون من تمام صلته المفروض ل يضره
انفصالها ،ان كانت صلته ناقصة .وقوله عليه السلم " ولكنه ينقض
الشك باليقين ويتم على اليقين ويبنى عليه " معناه أنه يهدم شكه
العارض في ركعات صلته باليقين القطعي والبراءة اليقينية ويتم صلته
على هذا اليقين من صحة ركعاته بالبناء على الكثر ل بالشك الذى ل
يزول مع البناء على القل أبدا .وقوله " ول يعتد بالشك في حال من
الحالت " أي ل يعتد بالشك عند امتثال الوامر بأن يبرء من الشتغال
اليقيني بالبراءة المشكوكة ،ولو كان مراده عليه السلم بالشك الشك في
الركعات لم يكن لهذا الكلم معنى أبدا .على أنه لو كان مراده عليه السلم
قاعدة الستصحاب كما ذهب إليه المتأخرون من فقهائنا ،بالبناء على
القل ،لكان المسألة واضحة ل يحتاج إلى تكرار هذه الجملت وتأييده
وتثبيته بعبارات يشبه بعضها بعضا من حيث المفاد ،ولكان على الفقهاء
أن يفتوا بذلك كما أفتى بذلك علماء الجمهور ،وقد مر في ص 175ما
يؤيد ذلك وسيأتى ما ينص عليه.
][182
بالشك في حال من الحالت .فالخبر يحتمل وجهين :الول وهو الظهر أنه يبني
على القل ول يسلم لعدم ذكره وذكر التكبير ،ويقوم ويضيف إليها ركعتين
ويتم ،فالمراد بقوله " ل ينقض اليقين بالشك " أي ل يبطل المتيقن من
صلته بسبب الشك الذي عرض له في البقية " ول يدخل الشك في اليقين
" أي ل يدخل الركعتين المشكوك فيهما في الصلة المتيقنة بأن يضمهما
مع الركعتين المتيقنتين ويبنى على الكثر " ،ولكنه ينقض الشك باليقين "
أي يسقط الركعتين المشكوك فيهما باليقين وهو البناء على القل المتيقن.
الثاني أن يحمل على المشهور بأن يكون المراد بقوله يركع ركعتين أنه
يفتتحهما بتكبيرة ،وعدم ذكر التسليم ،للظهور ،أو لعدم وجوبه ،وكذا قوله
" قام فأضاف إليها اخرى " محمول على ذلك ،وقوله " ول يدخل الشك
في اليقين " أي ل يدخل الركعتين في المتيقن بل يوفعهما بعد التسليم،
والمراد بنقض الشك باليقين إيقاعهما بعد التسليم إذ حينئذ يتيقن إيقاع
الصلة خالية عن الخلل لنه مع البناء على القل يحتمل زيادة الركعات في
الصلوة .وربما يؤيد ذلك بأن في صورة الشك بين الثنتين والثلث
والربع ،وقع مثل تلك العبارة من غير ذكر التسليم والفتتاح ) (1مع أن
المراد به ما ذكر من غير ارتياب ول يخفى ظهور الول وبعد الخير ،لكن
ل بأس بارتكابه في مقام الجمع ،والظهر حمله على التقية كما عرفت،
ومع ذلك يمكن أن يكون المراد ما ذكر في الوجه الثاني تورية للتقية.
وروى الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم ) (2قال :سألته عن الرجل
ل يدري صلى ركعتين أم أربعا ؟ قال :يعيد ،ويمكن حمله على الشك قبل
إكمال السجدتين والشيخ حمله على الشك في المغرب والفجر والصدوق
قال بالتخيير لذلك ،واحتمل الشهيد في الذكرى والعلمة في النهاية كون
البناء على الكثر وصلة الحتياط
) (1راجع ص 184مرسلة ابن أبى عمير (2) .التهذيب ج 1ص .188
][183
للرخصة والتخفيف ،وتكون العادة أيضا مجزية ،ول يخفى بعد هذا الكلم عن
ظواهر النصوص ،ول داعي إلى ذلك ولم يعلم قائل بذلك قبلهما .وروى
الشيخ في الصحيح عن أبي بصير ) (1عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إذا لم تدر أربعا صليت أم ركعتين ،فقم واركع ركعتين ،ثم سلم واسجد
سجدتين وأنت جالس ،ثم سلم بعدهما وهذا الخبر أيضا يحتمل البناء على
القل والكثر ،وحمله الشيخ والعلمة على ما إذا تكلم ناسيا وهو بعيد،
ويمكن الحمل على الستحباب ،والظاهر أن السجود مبني على البناء على
القل كما هو المشهور عند العامة فيهما :روى مسلم في صحيحه باسناده
عن عبد الرحمان بن عوف قال :سمعت النبي صلى ال عليه وآله يقول:
إذا سهى أحدكم في صلته فلم يدر واحدة صلى أو ثنتين ،فليبن على
واحدة ،وإن لم يدر ثنتين صلى أو ثلثا فليبن على ثنتين ،وإن لم يدر ثلثا
صلى أو أربعا فليبن على ثلث وليسجد سجدتين قبل أن يسلم .قال البغوي
في شرح السنة :هذا الحديث مشتمل على حكمين :أحدهما أنه إذا شك في
صلته فلم يدر كم صلى فليأخذ بالقل ،والثاني أن محل سجود السهو قبل
السلم ،أما الول فأكثر العلماء على أنه يبني على القل ويسجد للسهو ،و
ذهب أصحاب الرأي إلى أنه يتحرى ويأخذ بغلبة الظن وإن غلب على ظنه
أنها ثالثته أضاف إليها ركعة اخرى ،وإن كان غالب ظنه أنها رابعته أخذ
به .هذا إذا كان الشك يعتريه مرة بعد اخرى ،فأما إذا كان أول مرة سهى،
فعليه استيناف الصلة عندهم .وأما الثاني فذهب أكثر فقهاء أهل المدينة
إلى أنه يسجدهما قبل السلم ،وبه قال الشافعي وغيره من أهل الحديث،
وذهب قوم إلى أنه يسجد بعد السلم ،وبه قال سفيان الثوري وأصحاب
الرأي .وقال مالك :إن كان سهوه بزيادة زادها في الصلة سجد بعد السلم،
وإن كان
سهوه بنقصان سجد قبل السلم وقال أحمد :كلما ورد قبل السلم يأتي به قبله،
وكلما ورد بعده يأتي به بعده انتهى .فظهر أن البناء على القل والسجود
كليهما محمولن على التقية .الرابع الشك بين الثنتين والثلث والربع:
فذهب أكثر الصحاب إلى أنه يبني على الكثر ويتم ،ويصلي ركعتين من
قيام ،وركعتين من جلوس وذهب الصدوقان وابن الجنيد إلى أنه يبني على
الربع ويصلي ركعة من قيام وركعتين من جلوس وجوز ابن الجنيد البناء
على القل ما لم يخرج الوقت .حجة المشهور ما رواه الشيخ ) (1والكليني
) (2عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبى عمير ،عن بعض
أصحابه ،عن أبى عبد ال عليه السلم في رجل صلى فلم يدر اثنتين صلى
أم ثلثا أم أربعا ،قال :يقوم فيصلي ركعتين من قيام ويسلم ثم يصلي
ركعتين من جلوس ويسلم فان كانت أربع ركعات كانت الركعات نافلة وإل
تمت الربع .وأما القول الثاني فقال في الذكرى :أنه قوى من حيث
العتبار ،لنهما منضمان حيث تكون الصلة اثنتين ويجتزي بأحدهما،
حيث تكون ثلثا إل أن النقل والشتهار يدفعه انتهى .وقد ينازع في قوته
من حيث العتبار ،فانه يستلزم تلفيق البدل الواحد من الفعل قائما وقاعدا
على تقدير كون الواقع ركعتين ،ويستلزم زيادة بعض الفعال كالنية
والتكبير في البدل ،وتغيير صورة البدل على التقدير المذكور .ثم ظاهر
كلمه عدم نص عليه ،مع أنه قد روى الصدوق في الصحيح عن عبد
الرحمان بن الحجاج ) (3عن أبى إبراهيم عليه السلم قال :قلت لبي عبد
ال عليه السلم رجل
) (1الكافي ج 3ص (2) .353التهذيب ج 1ص (3) .188الفقيه ج 1ص :230
وفيه " يصلى ركعتين من قيام ثم يسلم ثم يصلى ركعتين وهو جالس ".
][185
ل يدري أثنتين صلى أم ثلثا أم أربعا ؟ فقال :يصلى ركعة من قيام ثم يسلم ثم يصلي
ركعتين وهو جالس .لكن نسخ الفقيه مختلفة ففى أكثرها كما نقلناه ،وفى
بعضها " يصلى ركعتين من قيام " فيكون موافقا للمشهور ،ولعله كان في
نسخته هكذا إذ عدم رجوعه إلى الفقيه بعيد .ويؤيد النسخة المشهورة قول
الصدوق ووالده إذ الظاهر أنهما ل يقولن إل عن نص ويؤيد النسخة
الخرى عدم تعرض العلمة والشهيد وغيرهما لهذا الخبر ولم يوردوه
حجة له وإنما تمسكوا له بالعتبارات العقلية .وفي هذا الخبر شئ آخر
وهو أن رواية الكاظم بهذا النحو عن والده صلوات ال عليه غير معهود
ففيه مظنة تصحيف وفي بعض النسخ قال :قلت له :وهو أصح لكنه نادر
وأكثر النسخ كما نقلنا أول .فان أيد القول الخير بأن رواية ابن أبي عمير
مرسلة وإن جعلوها في حكم المسانيد ،وهي حسنة وإن كانت في غاية
الحسن ،ورواية عبد الرحمن صحيحة مسندة أيدنا القول الول بالشهرة،
وبما ذكرنا في هذا الخبر من اختلف النسخ وجهات الضعف .ويخطر
بالبال وجه آخر لضعف النسخة المشهورة ،وهو أنها بعيدة من جهة
العتبار ،إذ الظاهر أن جعل الركعتين جالسا مكان الركعة قائما مع
مخالفتهما لهيئة أصل الصلة إنما هو لضرورة عدم حسن الصلة بركعة
واحدة فأي شئ صار ههنا علة للعدول في إحداهما دون الخرى ؟ فكان
النسب أن تكون إما الركعتين قائما أو أربع ركعات جالسا فتفطن .وربما
يؤيد المذهب المشهور بأن الخبار الواردة في الشك بين الثلث و الربع،
والثنتين والثلث ،والثنتين والربع ،شاملة للصورة المفروضة ،إذ ليس
فيها تقييد بعدم انضمام شك آخر معه ،وإن كان يوهم ظاهرها ذلك
فالركعتان جالسا للوليين ،والركعتان قائما للخير ،ففي العمل بهذا الخبر
يحصل العمل بجميع
][186
تلك الخبار .فظهر أن المشهور أقوى ،والعمل به أولى ،ولول تلك الوجوه لكان
القول بالتخيير قويا وإن لم يعلم قائل به .وعلى المشهور هل يجوز أن
يصلي بدل الركعتين جالسا ركعة قائما ؟ فيه أقوال ثلثة :الول تحتمه،
ونسبه في الذكرى إلى ظاهر المفيد في الغرية وسلر ،الثاني عدم الجواز
ونسبه في الذكرى إلى الصحاب ) (1الثالث التخيير لتساويهما في البدلية
بل الركعة من قيام أقرب إلى حقيقة المحتمل ،اختاره العلمة والشهيدان
والوسط أقرب ،وقوفا على النص .وهل يجب تقديم الركعتين من قيام ؟
فيه أقوال :وجوب تقديمهما وهو قول المفيد في المقنعة ،والمرتضى في
أحد قوليه ،والتخيير وهو ظاهر المرتضى في النتصار وأكثر الصحاب،
وتحتم الركعتين جالسا حكي قول به ،وتحتم تقديم ركعة قائما وهو المنقول
عن المفيد في الغرية ،والول أقرب وقوفا على النص للعطف بثم وإن
احتمل أن ل يكون للترتيب كما استعمل في كثير من الخبار كذلك لكن ل
ينافي الظهور ،نعم لو لم يعمل في الحكم بهذا الخبر ،وعول على الخبار
الخر ،كما أومأنا إليه يتجه التخيير .فائدة اعلم أن ظاهر الصحاب أن كل
شك تعلق بالثنين يشترط في عدم وجوب العادة إكمال السجدتين ،قاله
في الذكرى ،ووجهه المحافظة على سلمة الوليين ،فان الظاهر أن
محافظتهما يتحقق بذلك فبدونه تجب العادة للخبار الدالة عليه ،و نقل
عن بعض الصحاب الكتفاء بالركوع ،لصدق مسمى الركعة وهو ضعيف.
) (1والوجه في ذلك أن هذه الركعة من قيام -في هذا الفرض أو سائر الفروض إذا
كانت زائدة عن الصلة المفروضة ولحقت بالنوافل أضرت بوترها على
ما مر من وجوب التحفظ على كون صلوات النافلة وترا.
][187
قال في الذكرى :نعم لو كان ساجدا في الثانية ولما يرفع رأسه ) (1وتعلق الشك لم
ابعد صحته لحصول مسمى الركعة ،وفيه نظر إذ لو اكتفى في تحقق الركعة
بتحقق الركان ،كان الظاهر الكتفاء بوضع الرأس في السجدة الثانية وإن
اعتبر تمام واجبات الركعة ،فرفع الرأس أيضا من واجباتها ،والقول بأنه
من مقدمات الركعة الثانية بعيد ،فالول أقوى ،وإن أمكن تأييد ما سواه
بأصل البراءة ،وبقوله عليه السلم :ما أعاد الصلة فقيه .لكن يؤيد ما
قويناه حسنة زرارة المتقدمة في الشك بين الثنين والثلث ،حيث اعتبر
فيها الدخول في الثالثة ،ولعل الحوط لو كان الشك بعد وضع الرأس في
الثانية البناء ثم العادة - 16 .المحاسن :عن أبيه ،ويعقوب بن يزيد ،عن
ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة ،عن بكير بن أعين ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :قلت له :رجل شك ولم يدر أربعا صلى أم اثنتين وهو قاعد ؟
قال :يركع ركعتين وأربع سجدات ويسلم ثم يسجد سجدتين وهو جالس )
.(2بيان :قد سبق الكلم في مثله ،وأن الظاهر البناء على القل ،والحمل
على التقية ،ويحتمل البناء على الكثر واستحباب السجدة- 17 .
الحتجاج :فيما كتب عبد ال بن جعفر الحميري وقد مر بأسانيده إلى القائم
عليه السلم يسئله عن رجل صلى الظهر ودخل في صلة العصر ،فلما أن
صلى من صلته العصر ركعتين ،استيقن أنه صلى الظهر ركعتين ،كيف
يصنع ؟ فأجاب :إن كان قد أحدث بين الصلتين حادثة تقطع بها الصلة
أعاد الصلتين وإذا لم يكن أحدث حادثة جعل الركعتين الخيرتين تتمة
لصلة الظهر وصلى العصر
) (1بل لو رفع رأسه من السجدة الولى فقد تحفظ على ركعتها ،لما مر من أن
الفرض انما هو السجدة الولى عن قيام (2) .المحاسن.331 :
][188
بعد ذلك ) .(1ايضا ج :لعل المراد بالحادثة ما تقطع الصلة عمدا وسهوا ،كالحدث
والستدبار ل ما يقطع عمدا كالكلم ،فانه في حكم الناسي ،ومع ذلك فظاهر
سائر الخبار وفتوى الصحاب يقتضي العدول حينئذ عن العصر إلى
الظهر ،إل أن يحمل على أنه أحدث ولم يتوضأ للعصر وهو بعيد .وأما
الحكم الخير وهو جعل الركعتين لتتمة الظهر ،فهو قول جماعة من
الصحاب ،وقيل تبطل الثانية ويعود إلى الولى فيتمها ،وقيل :تبطل الولى
وتصح الثانية ،لن النية والتحريمة يبطلن عمدا وسهوا .وقال العلمة في
النهاية :ولو نقص من عدد صلته ناسيا وسلم ثم ذكر تدارك إكمال صلته
وسجد للسهو ،سواء فعل ما يبطلها عمدا كالكلم أو ل ،أما لو فعل المبطل
عمدا وسهوا كالحدث ،والستدبار إن ألحقناه به ،فانها تبطل لعدم إمكان
التيان بالفائت من غير خلل في هيئة الصلة ،ولقول أحدهما عليه السلم
إذا حول وجهه عن القبلة استقبل الصلة استقبال ،ولو فعل المبطل عمدا
ساهيا وتطاول الفصل ،فالقرب عدم البطلن ويحتمل لخروجه عن كونه
مصليا فحينئذ يرجع في حد التطاول إلى العرف ،ولو ذكر بعد أن شرع في
اخرى وتطاول الفصل صحت الثانية وبطلت الولى ،وإن لم يطل عاد إلى
الولى وأتمها.
) (1الحتجاج :273 :والحديث مبنى على أنه بعد ما صلى ركعتين من العصر تيقن
انه سلم من الظهر بعد تمامها ركعتين ،فان كان أحدث بين الصلتين
حدثا ،فالحسن أن يسلم من صلته التى بيده نافلة ويرجع إلى صلة
الظهر ثم العصر ،وان لم يكن احدث حدثا ،فالسلم نسيانا ل تبطل
الصلة ،وان كان مخرجا عنها ،لما اشرنا قبل ذلك و سيأتي من أن
رسول ال صلى ال عليه وآله .سلم في ركعتين ثم صلى تمام الربع
ركعتين عليحدة ،فعليه أيضا أن يسلم من هاتين الركعتين ويجعلهما تماما
لصلته الولى منفصلة ،على ما فعله رسول ال صلى ال عليه وآله وقد
كان فعله صلى ال عليه وآله مبنى صلوات الحتياط في مذهبنا كما
عرفت.
][189
وهل يبني الثانية على الولى ؟ فيه احتمال ،فيجعل ما فعله من الثانية تمام الولى،
ويكون وجود السلم كعدمه لنه سهو معذور فيه ،والنية والتكبيرة ليستا
ركنا في تلك الصلة ،فل يبطلها ،ويحتمل بطلن الثانية لنها لم تقع بنية
الولى فل يصير بعد عدمه منها ،ولو كان ما شرع فيه ثانيا نفل فالقرب
عدم البناء ،لنه ل يتأدى الفرض بنية النفل ،انتهى .وقال الشهيد الثاني
قدس سره في شرح الرشاد ،حين عد ما يستثنى من قاعدة كون زيادة
الركن مبطل للصلة :السادس لو سلم على بعض من صلته ثم شرع في
فريضة أو ظن أنه سلم فشرع في فريضة اخرى ،ولما يأت بينهما
بالمنافي ،فان المروي عن صاحب المر عليه السلم الجزاء من الفريضة
الولى واغتفار ما زيد من تكبيرة الحرام .وهل يفتقر إلى العدول إلى
الولى ؟ يحتمله ،لنه في غيرها ،وإن كان سهوا ،كما لو صلى العصر ظانا
أنه صلى الظهر ،ثم تبين العدم في الثناء ،وعدمه وهو الصح ،لعدم انعقاد
الثانية لن صحة التحريم بالثانية موقوف على التسليم من الولى في
موضعه أو الخروج بغيره ،ولم يحصل .نعم ،ينبغي ملحظة كونه في
الولى من حين الذكر ،بناء على تفسير الستدامة الحكمية بأمر وجودي
وعلى التفسير الصح يكفى في الفعال الباقية عدم إيقاعها بنية الثانية.
وقال الشهيد قدس ال روحه في قواعده :لو ظن أنه سلم فنوى فريضة
اخرى ثم ذكر نقص الولى فالمروى عن صاحب المر الجزاء عن
الفريضة الولى ،و السر فيه أن صحة التحريم بالثانية موقوف على
التسليم من الولى في موضعه ،أو الخروج منها ،ولم يحصل ،فجرت
التحريمة مجرى الذكار المطلقة التي ل تخل بصحة الصلة ،ونية الوجوب
في الثانية لغو لعدم مصادفته محل ،وحينئذ هل تجب نية العدول إلى الولى
؟ القرب عدمه ،لعدم انعقاد الثانية ،وهو بعد في الولى ،نعم يجب القصد
إلى أنه في الولى من حين الذكر - 18 .السرائر :نقل من كتاب حريز بن
عبد ال قال :قال زرارة :قال أبو جعفر
][190
عليه السلم :كان الذي فرض ال على العباد من الصلة عشرا ،فزاد رسول ال
صلى ال عليه وآله سبعا ،وفيهن السهو وليس فيهن قراءة ،فمن شك في
الوليين أعاد حتى يحفظ ،ويكون على يقين ،ومن شك في الخيرتين عمل
بالوهم ) .(1قال :وقال زرارة عن أبي جعفر عليه السلم :إذا جاء يقين بعد
حائل قضاه ومضى على اليقين ويقضي الحائل والشك جميعا ،فان شك في
الظهر فيما بينه وبين أن يصلى العصر قضاها ،وإن دخله الشك بعد أن
يصلي العصر ،فقد مضت إل أن يستيقن ،لن العصر حائل فيما بينه وبين
الظهر ،فل يدع الحائل لما كان من الشك إل بيقين ) .(1بيان :صدر الخبر
يدل على ما مر من أن الشك في الوليين يوجب العادة وفي الخيرتين ل
يوجبها ،والتفصيل المذكور في آخر الخبر مع صحته خلف فتوى
الصحاب إذ المشهور التفصيل ببقاء الوقت وخروجه .قال في الذكرى :لو
شك في فعل الصلة ووقتها باق ،وجبت لقيام السبب ،و أصالة عدم الفعل،
وإل فل ،عمل بظاهر حال المسلم أنه ل يخل بالصلة ،وبه خبر حسن
السند عن زرارة والفضيل ،عن أبي جعفر عليه السلم أنه متى استيقنت
أو شككت في وقت صلة أنك لم تصلها أو في وقت فوتها صليتها ،وإن
شككت بعدما خرج وقت الفوت فقد حال حائل فل إعادة عليك ،أورده
الكليني ) (2والشيخ ) (3في التهذيب .اقول :الظاهر أن المراد بوقت الفوت
وقت فوت الفضيلة ) ،(4ويمكن
) (1السرائر .472 :وقد مر مثله عن الكافي ج 3ص 273بسند وص 272بسند
آخر (1) .المصدر نفسه (2) .الكافي :ج 3ص (3) .294التهذيب ج 1
ص (4) .215قد عرفت في باب أوقات الصلوات أن وقت صلة الظهر
إذا صار ظل الشاخص مثله بالسنة وهكذا وقت صلة العصر إذا صار ظل
الشاخص مثليه بالسنة ،فل يدخل وقت -
][191
الجمع بين الخبرين ،بوجوب الفعل في الشك مع بقاء الوقت إذا لم يدخل في الصلة
التي بعدها لكن لم أظفر بقائل به - 19 .قرب السناد :بالسناد المتقدم عن
علي بن جعفر ،عن أخيه عليه السلم قال :سألته عن رجل دخل في صلته
فنسي أن يكبر حتى ركع ،فذكر حين ركع ،هل يجزيه ذلك ؟ وإن كان قد
صلى ركعة أو ثنتين ،وهل يعتد بما صلى ؟ قال :يعتد بما يفتتح به من
التكبير ) .(1قال :وسألته عن رجل ركع وسجد ولم يدر هل كبر أو قال
شيئا في ركوعه و سجوده ،هل يعتد بتلك الركعة والسجدة ؟ قال :إذا شك
فليمض في صلته ) .(2بيان :الظاهر أن المراد بالتكبير في الموضعين
تكبير الركوع لقوله عليه السلم يعتد بما يفتتح به من التكبير ،إذ الظاهر
أن المراد به التكبيرات الفتتاحية المستحبة لما مر من أنها لتدارك ما
ينسى من تكبيرات الصلة .ويحتمل تكبيرة الحرام أيضا ول خلف في أنه
لو ذكر ترك تكبير الركوع بعد الركوع أو السجود ل يعود إليه وإن قيل
بوجوبه وكذا الشك لنه بعد تجاوز المحل ،ويحتمل الول التكبيرات
الفتتاحية المستحبة ،فالمراد بما يفتتح به تكبير الحرام ،ويدل على أن
الشك في ذكر الركوع والسجود ل يعتبر بعد الرفع منهما ،كما هو مذهب
الصحاب .ثم اعلم أنهم نقلوا الجماع على أنه إذا أخل بالنية حتى كبر
تبطل صلته عمدا كان أو سهوا لن التكبير من أجزاء الصلة ،ويشترط
النية في جميعها وكذا لو أخل بالقيام حال التكبير على ما هو المشهور من
أن القيام في كل حال تابع لتلك الحال
أحدهما في الخر ،ال ان حكم الخبر لمن يصلى هكذا فيفرق بين الصلتين ويوقع
كل صلة في وقتها المسنون اقتداء بسنة النبي صلى ال عليه وآله وأما
من يجمع بين الصلتين فالحديث غير ناظر إليه (1) .قرب السناد ص
90ط حجر ص 117ط نجف (2) .قرب السناد ص 119ط نجف ،ص
91ط حجر(*) .
][192
وفيه إشكال ،لكن حكم الكثر بذلك إل شاذ قالوا بأن الركن من القيام هو ما اتصل
بالركوع .وربما يقال :الخلل بالمأمور به مطلقا مبطل للصلة إل ما ثبت
بالدليل أنه ل يبطل عمدا أو سهوا ،وهو باطل ،لن الخلل بواجب ل
يوجب إبطال واجب آخر إل إذا علم اشتراطه به ،والصل عدمه ،ولو قام
دليل على الشتراط اتبع مدلوله من الشتراط عمدا أو مطلقا ولم يقم هنا
دليل على كون القيام شرطا لصحة التكبير سهوا .والمشهور اشتراط القيام
حال النية أيضا وفيه نظر يظهر مما حققنا في بحث النية ،ول خلف في أن
الخلل بتكبير الحرام مبطل بمعنى أنه ل يعتد بما وقع بعده من واجب أو
مستحب في الصلة ،ومع فعله لبد من إعادة النية لوجوب المقارنة و
عليه ) (1دلت أخبار كثيرة ،وما ورد من عدم وجوب العادة فاما محمول
على الشك بعد تجاوز المحل أو على التكبيرات المستحبة - 20 .قرب
السناد :بالسناد المتقدم عن علي بن جعفر ،عن أخيه عليه السلم قال:
سألته عن رجل افتتح الصلة فقرأ سورة قبل فاتحة الكتاب ثم ذكر بعد ما
فرغ من السورة ؟ قال :يمضي في صلته ،ويقرأ فاتحة الكتاب فيما
يستقبل ) (2قال :وسألته عليه السلم عن رجل كان في صلته فقرأ سورة
قبل فاتحة الكتاب ،هل يجزيه ذلك إذا كان خطأ ؟ قال :نعم ) .(3بيان :قوله
عليه السلم " :يمضي في صلته " لعله محمول على الشك ،فيكون مؤيدا
لما اخترنا سابقا من أن النتقال إلى السورة يوجب عدم العتناء في الشك
في الفاتحة وإل فل خلف في الرجوع قبل الركوع إذا تيقن ترك شئ من
القرآن ،ودلت عليه الخبار الكثيرة ،وربما يحمل على الذكر بعد الركوع
وهو أبعد.
) (1أي على أن بالخلل بتكبير الحرام مطلقا تبطل الصلة ،منه رحمه ال في
هامش الصل 2) .و (3قرب السناد 92 :ط حجر ص 120نجف.
][193
وأما قراءة الحمد فيما يستقبل ،فالمراد به ما يخصه من القراءة ل قراءة الفاتحة
المنسية ،لورود الخبار بنفيه ،وقد أول الشيخ أمثاله على هذا الوجه،
وقيل يتعين قراءة الفاتحة في الخيرتين لمن تركها ناسيا في الوليين،
ويحتمل حمل قوله " فيما يستقبل " على ما يقرءه في تلك الركعة ،وإن
كان بعيدا أيضا وكذا قراءة السورة قبل الفاتحة يمكن حمله على الذكر بعد
الركوع ،أو يكون مبنيا على استحباب قراءة السورة .والمشهور بين
القائلين بوجوب السورة هنا وجوب إعادتها إن ذكر قبل الركوع ولم أر فيه
خلفا ،والفرق بين السؤالين أن السؤال الول كان عن الذكر قبل قراءة
الفاتحة ،والثاني عن الذكر بعدها ،والحاصل أن في الول كان الخلل
بأصل الفاتحة وفي الثاني بالترتيب - 21 .قرب السناد وكتاب المسائل:
بسنديهما عن علي بن جعفر عن أخيه قال :سألته عليه السلم عن الرجل
يخطئ في قراءته هل يصلح له أن ينصت ساعة ويتذكر ؟ قال :ل بأس )
.(1قال :وسألته عن رجل يخطئ في التشهد والقنوت ،هل يصلح له أن
يردد حتى يتذكر وينصت ساعة ويتذكر ؟ قال :ل بأس أن يردد وينصت
ساعة حتى يذكر ،وليس في القنوت سهو ،ول في التشهد ) .(2بيان :قال
في التذكرة :لو سكت في أثناء القراءة بالخارج عن العادة ،إما بأن ارتج
عليه فطلب التذكر أو قرأ من غيرها سهوا لم يقطع القراءة ،وقرء الباقي،
وإن سكت طويل عمدا ل لغرض حتى خرج عن كونه قاريا استأنف
القراءة ،وكذا لو قرء في أثنائها ما ليس منها ،فل تبطل صلته ،ولو سكت
بنية القطع بطلت قراءته ولو سكت ل بنية القطع أو نواه ولم يسكت
صحت .ولو كرر آية من الفاتحة لم تبطل قراءته سواء أوصلها بما انتهى
إليه أو ابتدأ
) 1و (2قرب السناد 124 :ط نجف ،وقد مرت هذه الحاديث في باب القراءة.
][194
من المنتهى ،خلفا لبعض الشافعية في الولى ،ولو كرر الحمد عمدا ففي إبطال
الصلة به إشكال انتهى .قوله عليه السلم " :ول في التشهد " أقول :في
كتاب المسائل ) (1كما في التشهد فنسخة قرب السناد يحتمل أن يكون
المراد بها أن السهو عن بعض القنوت ل يضر للكتفاء فيه بمسمى الذكر
والدعاء " ول في التشهد " أي مستحبات التشهد من التحيات والدعية
فان الظاهر أن السهو إنما هو فيها ،والشهادتان ل سهو فيهما غالبا ،أو
المراد نفي سجود السهو في تركهما ،فينفي قول من قال به في كل زيادة
ونقيصة حتى في المستحبات كما سيأتي .وعلى النسخة الخرى يحتمل ما
ذكر ،وأن يكون المراد إثباته في التشهد بأن يكون متعلقا بالمنفي فيكون
المراد ترك الشهادتين - 22 .قرب السناد :بسنده عن علي بن جعفر ،عن
أخيه عليه السلم قال :سألته عن رجل سهى فبنى على ما صلى كيف
يصنع ؟ أيفتتح صلته أم يقوم ويكبر ويقرء ؟ وهل عليه أذان وإقامة ؟
وإن كان قد سهى في الركعتين الخراوين وقد فرغ من قراءته ،هل عليه
قراءة أو تسبيح أو تكبير ؟ قال :يبني على ما صلى فان كان قد فرغ من
القراءة فليس عليه قراءة ول أذان ول إقامة ) - 23 .(2كتاب المسائل:
بسنده عن علي بن جعفر ،عن أخيه عليه السلم قال :سألته عن الرجل
يسهو فيبني على ما ظن كيف يصنع ؟ أيفتتح الصلة أم يقوم فيكبر ويقرأ
وهل عليه أذان وإقامة ،وإن كان قد سهى في الركعتين الخراوين وقد فرغ
من قراءته هل عليه أن يسبح أو يكبر ؟ قال يبني على ما كان صلى إن كان
قد فرغ من القراءة فليس عليه قراءة ،وليس عليه أذان ول إقامة ول سهو
عليه ) .(3توضيح :إنما ذكرنا الخبرين مع أن الظاهر اتحادهما للختلف
الكثير
) (1كتاب المسائل المطبوع في البحار ج 10ص 274و (2) .275قرب السناد
ص 125ط حجر (3) .كتاب المسائل البحار ج 10ص .273
][195
في متنهما ،وما في المسائل أظهر ،وغرض السائل الفاضل أنه إذا بنى على الظن
فلعله ظن القل ،مع أنه يحتمل عنده أن يزيد صلته ،لحتمال مرجوح
عنده ،فهل يبنى الزايد على ما مضى بغير تكبير أم يستأنف ركعة أو
ركعتين بتكبيرة ونية مستأنفتين ،وإن كانت صلته مستأنفة فهل يحتاج إلى
أذان وإقامة كسائر الصلوات ،و إذا كان غالب ظنه الكثر فيمكن أن يكون
شكه في الثنتين والثلث بعد الفراغ من قراءة الحمد والسورة ،فإذا بنى
على الثلث فتحسب تلك الركعة بالثالثة ،وكان عليه التسبيح وقد قرء ،أو
كان عليه الحمد وحدها ،وقد قرأ السورة أيضا .فأجاب عليه السلم بأنه
يبني على ما مضى ،وليس عليه تكبيرة اخرى ،ول أذان ول إقامة ،ول
استيناف القراءة ،إذ الفاتحة تكفى في الخيرتين ،والسورة إنما قرأها
سهوا " ول سهو عليه " أي ليس عليه سجدتا السهو ،فينفي قول
الصدوق بوجوب سجدتي السهو في بعض الصور كما سيأتي .ويحتمل أن
يكون السائل ظن أن مع البناء على الظن لبد من حين البناء جعل ما بقى
من الصلة مفصول عما مضى مطلقا ،لكن ما ذكرنا أول أدق وأنسب بحال
السائل -رضي ال عنه .-وقوله " :أو يكبر " يحتمل أن يكون المراد
تكبير الركوع أي هل يعيد التسبيحات الربع ،أو يكتفي بالقراءة ويكبر
ويركع ،أو المراد تكبير استيناف الصلة أو التكبير الذي في التسبيحات
الربع ،فيكون أو بمعنى الواو ،أو بدل عن التسبيح بناء على الكتفاء
بمطلق الذكر ،وأما على رواية قرب السناد فيمكن حمله على هذا المعنى
أيضا وإن كان بعيدا إذ الظاهر اتحادهما .ويحتمل أن يكون غرض السائل
من سهى في صلته فسلم في غير موقعه ثم ذكر قبل المنافي فانه يبنى
على صلته ويتم فسأل هل هي مثل صلة الحتياط فتحتاج إلى نية وتكبيرة
أم يبني ويتم ؟ فالمراد بافتتاح الصلة الشروع فيما بقي من صلته من
غير تكبير ،أو المراد بافتتاح الصلة استيناف النية وتكبير الحرام،
وبالتكبير
][196
بعده التكبير المستحب ظنا منه أنه يستحب هنا تكبير ،فالجواب بالبناء ينفيهما معا.
وقوله " :وإن كان قد سهى " الخ أراد أنه إن كان سهوه في الخيرتين
بأن سلم في الثانية أو في الثالثة فالذي بقي عليه الخيرتان كلتاهما أو
إحداهما " وقد فرغ من القراءة " أي القراءة اللزمة إنما هي في الوليين
وقد فرغ منهما ،فهل يكتفى فيما بقى عليه بالتسبيح ؟ بناء على أنهما من
تتمة الصلة السابقة ،أو لبد من القراءة لنها صلة مستأنفة ؟ فأجاب
عليه السلم بأنه ليس عليه قراءة ،لنه قد فرغ من الركعتين اللتين تجب
فيهما القراءة .هذا ما خطر بالبال في حل هذا الخبر وال يعلم ومن صدر
عنه عليه السلم حقيقة الحال ،وأستغفر ال من الخطاء في المقال- 24 .
قرب السناد :بالسند المتقدم عن علي بن جعفر ،عن أخيه عليه السلم
قال :سألته عمن ترك قراءة أم القرآن ،قال :إن كان متعمدا فل صلة له،
وإن كان ناسيا فل بأس ) .(1بيان :يدل على أن القراءة واجبة غير ركن
تبطل الصلة بتركها عمدا ل سهوا ،وعليه معظم الصحاب ،فانهم قالوا إذا
ذكر قبل الركوع ترك القراءة كل أو بعضا يأتي به ،وإذا ذكر بعد الركوع ل
تدارك لها ،ول يبطل بذلك صلته .ونقل الشيخ عن جماعة أنهم قالوا بأن
القراءة ركن تبطل الصلة بتركها عمدا وسهوا ،والخبار الكثيرة دالة على
المشهور ،والقول الذي حكاه الشيخ قول ضعيف لم نظفر بقائل به بعد
زمان الشيخ ،فكأنه تحقق الجماع على خلفه بعده - 25المحاسن :عن
أبيه ،عن يونس ،عن معاوية بن وهب ،عن عبيد بن زرارة ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال في رجل دخل مع المام في صلته وقد سبقه المام
بركعة ،فخرج
][197
مع المام فذكر أنه فاتته ركعة ؟ قال :يعيد ركعة واحدة ) - 26 .(1السرائر :نقل
من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب ،عن محمد ابن الحسين ،عن
صفوان بن يحيى ويعقوب بن يزيد ،عن ابن أبي عمير جميعا ،عن عبد ال
بن بكير ،عن عبيد بن زرارة قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
الرجل يصلي الغداة ركعة ويتشهد ثم ينصرف ويذهب ويجئ ،ثم يذكر بعد
أنه إنما صلى ركعة قال :يضيف إليها ركعة )) * .(2تبيين( * اعلم أنه ل
خلف بين الصحاب في أن من ترك ركعة أو أكثر من الصلة ،و ذكر قبل
التسليم وبعد التشهد أو ذكر قبل التشهد الخير أنه بقيت عليه ركعة وكان
قد قرأ التشهد الول بعد الركعة الولى فانه يتم صلته ويتدارك التشهد
المنسى بما مر وتدل عليه روايات .ولو ذكر بعد التسليم نقص ركعة أو
أزيد ولم يأت بشئ من المنافيات ،فل خلف أيضا في أنه يتم الصلة كما
دلت عليه الخبار ،وذهب جماعة من الصحاب إلى وجوب سجدتي السهو
للسلم ،ولو قرء التشهد في غير موقعه تداركه أيضا بسجدتي السهو على
قول بعض الصحاب .ولو ذكر بعد فعل المنافي فل يخلو من أن يكون
المنافي ما هو مناف عمدا فقط ،كالكلم ) (3والستدبار على قول ،أو ما
هو مناف عمدا وسهوا كالحدث والستدبار
) (1المحاسن ،325 :وليحمل على الصلوات الرباعية أو الثلثية لما يأتي(2) .
السرائر ،476 :وعندي أنه يحتاط بعد ذلك بالعادة ،فان رسول ال صلى
ال عليه وآله انما سلم في ركعتين في صلة رباعية ،وكان الملك
انفصال الركعتين المسنونتين اللتين زادهما بنفسه ،فإذا سهى الرجل
وسلم في ركعتين أو ثلثة ،كان عليه أن يتم صلته بالركعات المفصولة
كما في مورد الشك والبناء على الكثر (3) .قد عرفت في باب تكبيرة
الحرام أن الكلم مبطل للصلة عمدا كان أو سهوا وذلك لمنافاته مع
الصلة وضعا ،لقوله صلى ال عليه وآله " :تحليلها التسليم وتحريمها
التكبير ".
][198
على قول آخر ،ففي الول الشهر والظهر عدم البطلن وإتمام الصلة .وقال الشيخ
في النهاية :تجب عليه العادة ،وهو المنقول عن أبي الصلح ،و نقل في
المبسوط قول عن بعض أصحابنا بوجوب العادة في غير الرباعية .ويدل
على المشهور صحيحة محمد بن مسلم ) (1عن الباقر عليه السلم في
رجل صلى ركعتين من المكتوبة فسلم وهو يرى أنه قد أتم الصلة وتكلم ثم
ذكر أنه لم يصل غير ركعتين ،فقال :يتم ما بقي من صلته ول شئ عليه،
لكن يدل على خصوص الكلم .وصحيحة اخرى على الظاهر عن أحدهما
عليه السلم ) (2قال :سئلته عن رجل دخل مع المام في صلته وقد سبقه
بركعة ،فلما فرغ المام خرج مع الناس ثم ذكر أنه فاتته ركعة .قال :يعيد
ركعة واحدة ،يجوز له ذلك إذا لم يحول وجهه عن القبلة ،فإذا حول وجهه
فعليه أن يستقبل استقبال .وهذا يدل على جميع المنافيات والظاهر من
التحويل الستدبار ،ويمكن حمله على التيامن والتياسر ،فالمراد بالستقبال
العادة في الوقت على المشهور .وصحيحة علي بن النعمان الرازي )(3
قال :كنت مع أصحاب لي في سفر ،و أنا إمامهم ،فصليت بهم المغرب،
فسلمت في الركعتين الوليين ،فقال أصحابي :إنما صليت بنا ركعتين،
فكلمتهم وكلموني ،فقالوا :أما نحن فنعيد ،وقلت :ولكني ل اعيد ،واتم
بركعة وأتممت ركعة ثم سرنا فأتيت أبا عبد ال عليه السلم فذكرت
) (1التهذيب ج 1ص 190ووجهه واضح (2) .التهذيب ج 1ص 235ط حجر ،ج
2ص 348ط نجف :والظاهر أن تتمة الكلم من قوله " يجوز له ذلك "
الخ من كلم الراوى أو العياشي ،حيث ان الحديث روى بألفاظه في
التهذيب قبل ذلك بصفحة ،وهكذا رواه الفقيه ج 1ص 220كما مر عن
المحاسن ،وليس فيهما هذه الزيادة (3) .التهذيب ج 1ص ،187الفقيه
ج 1ص ،288ووجه الحديث واضح على المبنى.
][199
له الذي كان من أمرنا فقال :أنت كنت أصوب منهم فعل إنما يعيد من ل يدري ما
صلى .وهذا الخبر ينفي القول بالتفصيل المتقدم لنه ورد في المغرب ،لكن
فيه إشكال من جهة أن الظاهر من كلم من يقول بصحة الصلة أنه إنما
يقول بها إذا لم يأت بعد العلم بنقص الصلة بالمنافي ،وظاهر الرواية أنهم
بعد العلم تكلموا و يمكن حمل التكلم والقول من المام والمأمومين جميعا
على الشارة والتسبيح مجازا لكنه بعيد جدا .والشيخ حمله على جهل
المسألة ،وقال بأن الجاهل هنا في حكم الناسي ،والشهيد -ره -في الذكرى
حمل القول أخيرا على حديث النفس ،ويرد عليه أنه ل ينفع في المأمومين،
لنهم تكلموا أول عالمين بكونهم في الصلة ،إل أن يقال :الصوبية بسبب
أنه راعى المسألة ولم يتكلم وهم تكلموا ولزمتهم العادة .ويستشكل أيضا
في الخبر بأن قوله عليه السلم " أنت كنت أصوب منهم فعل " يدل على
أن فعلهم أيضا كان صوابا فيدل على التخيير بين الستيناف والبناء ،وهذا
خلف المشهور ويمكن أن يجاب بأن الصوب هنا بمعنى الصواب ،وهذا
الستعمال شايع كما ورد " قليل في سنة خير من كثير في بدعة " أو
يقال :إنهم وإن أخطأوا في الكلم لكن أصابوا في العادة ،والمام لما لم
يتكلم بعد العلم وأتم كان أصوب منهم لنه لم يخط أصل .وأما الثاني وهو
أن يكون التذكر بعد وقوع المنافي عمدا وسهوا فالمشهور فيه البطلن،
وقال الصدوق في المقنع على ما حكي عنه وإن لم نجد فيما عندنا من
نسخه " :إن صليت ركعتين من الفريضة ثم قمت فذهبت في حاجة لك
فأضف إلى صلتك ما نقص ،ولو بلغت الصين ،ول تعد الصلة ،فان
العادة في هذه المسألة هو مذهب يونس بن عبد الرحمان " ولعل الول
أقوى ،لورود الروايات الكثيرة بالبطلن ،واشتهاره بين أعاظم القدماء
كالكليني والمفيد والشيخ وسائر المتأخرين.
][200
وأما الروايات الدالة على عدم البطلن كروايتي عبيد بن زرارة المتقدمة فقد تحمل
على التقية ،أو النافلة ،أو الشك بحمل العادة على الستحباب ،أو على
عدم فعل المنافي كذلك .وبالجملة العمل بالمشهور أولى ،وإن أمكن الجمع
بينها بالتخيير ،ولعل الحوط التمام والعادة .ولو نسي التسليم وذكر بعد
المنافي عمدا فالمشهور عدم بطلن الصلة بل ل يعلم فيه خلف ،ولو ذكر
بعد المنافي عمدا وسهوا فالمشهور بطلن الصلة ،والشهيد في الذكرى
ناقش فيه ،ومال إلى عدم البطلن كما مر ذكره ،ويدل على عدم البطلن
روايات كثيرة أكثرها صحيحة ،ويظهر من كثير منها أن الحدث قبل التشهد
أيضا ل يبطل الصلة ،وبه قال الصدوق في الفقيه ،ول يخلو من قوة،
والحوط في التشهد بل في التسليم أيضا أن يتطهر ويأتي به ،ثم يعيد
الصلة - 27 .المقنع :فان استيقنت أنك صليت خمسا فأعد الصلة ).(1
وروي فيمن استيقن أنه صلى خمسا إن كان جلس في الرابعة ،فصلة
الظهر له تامة ،فليقم وليضف إلى الركعة الخامسة ركعة فتكون الركعتان
نافلة ،ول شئ عليه ) .(2وروي أنه من استيقن أنه صلى ستا فليعد
الصلة ) .(3تبيين اعلم أنه ل خلف بين الصحاب في أنه من زاد في
الصلة ركعة أو أكثر تبطل صلته إن كان عمدا وأيضا ل خلف في أنه لو
لم يجلس عقيب الرابعة قدر التشهد تبطل صلته ،وإن زاد ركعة وجلس
عقيب الرابعة بمقدار التشهد فالكثر أيضا على البطلن .وقال الشيخ في
المبسوط :من زاد ركعة في صلته أعاد ومن أصحابنا من قال ان كانت
الصلة رباعية وجلس في الرابعة بمقدار التشهد فل إعادة عليه )(4
والول
) (3 - 1المقنع (4) .31 :ولعل الموجه فيه أن نسيان التسليم في محله ل يوجب
بطلن الصلة عندهم ول -
][201
هو الصحيح ،لن هذا قول من يقول إن الذكر في التشهد ليس بواجب ،والقول الذي
حكاه الشيخ محكى عن ابن الجنيد ايضا وهو مختار المعتبر والتحرير
والمختلف وجعله المحقق أحد قولي الشيخ .وذهب الشيخ في كتابي
الخبار وابن إدريس إلى أنه إن قرء التشهد عقيب الرابعة ،ونسي التسليم
وقام وأتى بالخامسة فصلته صحيحة .حجة القول الول أخبار صحيحة
دالة على أن الزيادة في الصلة مبطلة ،وهي إما مخصوصة بزيادة الركعة،
أو شاملة لها ،وأخبار اخرى دالة على إبطال زيادة الركوع ) (1وزيادة
الركعة مشتملة عليها .وحسنة زرارة ) (2عن أبي جعفر عليه السلم قال:
إذا استيقن أنه زاد في الصلة المكتوبة ركعة لم يعتد بها واستقبل الصلة
استقبال إذا استيقن يقينا .وحجة القول الثاني صحيحة زرارة ) (3عن أبي
جعفر عليه السلم قال :سألته عن رجل صلى خمسا ،فقال :إن كان جلس
في الركعة قدر التشهد فقد تمت صلته.
فرق بين أن يسهو عن التسليم ويفعل المنافى سهوا ،أو يشرع في ركعة اخرى:
فتأمل .والذى عندي -كما مر في باب التسليم -أن التسليم هو المخرج
عن الصلة وضعا ،فهو كالركن على حد تكبيرة الحرام التى جعلت ركنا
بحكم السنة وضعا ،فمن سها عن التسليم ،لم يكن المنافيات مباحا له
بحكم وضعي ،فتكون صلته باطلة مطلقا ،ال إذا سبقه الحدث لقوله عليه
السلم " كلما غلب ال على العبد ،فال أولى بالعذر " (1) .لكن الركوع
الخامس ليس بفرض فليس بركن تبطل الصلة بزيادته (2) .التهذيب :ج
1ص ،191الكافي :ج 3ص ،348ووجه الحديث وما هو بمضمونه أن
الواجب على المة بسنة النبي صلى ال عليه وآله أن يتحفظ على صلته
حتى ل يشذ عدد ركعاتها على السبع عشرة ،كما عرفت مرارا فإذا زاد
في صلته ركعة فقد أخل بهذه السنة وضعا ،وعليه العادة(3) .
التهذيب :ج 1ص .191
][202
وروى الصدوق في الصحيح مثله عن جميل ) (1عن الصادق عليه السلم .ورواية
محمد بن مسلم ) (2قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن رجل استيقن
بعدما صلى الظهر أنه صلى خمسا ،قال :وكيف استيقن ؟ قلت :علم ،قال:
إن كان علم أنه جلس في الرابعة فصلة الظهر تامة ،وليقم فليضف إلى
الركعة الخامسة ركعة وسجدتين فيكونان ركعتين نافلة ،ول شئ عليه،
وهذه هي الرواية التي أشار الصدوق -ره .(3) -وروى في الفقيه في
الصحيح عن محمد بن مسلم ) (4عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته
عن رجل صلى الظهر خمسا ،فقال :إن كان ل يدري جلس في الرابعة أم لم
يجلس فليجعل أربع ركعات منها الظهر ،ويجلس ويتشهد ثم يصلي وهو
جالس ركعتين وأربع سجدات فيضيفها إلى الخامسة ،فتكون نافلة .وهذه
الرواية تدل على أنه يكفي لصحة الصلة عدم العلم بعدم الجلوس ،سواء
علم الجلوس أو شك فيه ويومي إليه كلم الشهيد في الذكرى وغيره،
وظاهر الصدوق أيضا العمل به ،وربما يقال :إنه شك في المخرج عن
الصلة بعد تجاوز المحل ،ول عبرة به ،ويشكل المر في التشهد المذكور
في الرواية ،فانه إن كان التشهد الخير من الفريضة ،فان التشهد
المشكوك فيه ل يقضى بعد تجاوز محله ،وإن كان تشهد النافلة فكان
النسب إيقاعه بعد الركعتين من جلوس .ويمكن توجيهه بوجهين :الول
أن يقال :هو تشهد الفريضة ،وقد كان علم ترك التشهد ،وإنما كان شكه في
أنه هل جلس بقدره أم ل ،وإيقاع التشهد المنسي في أثناء النافلة
المفصولة عما بعده في الكيفية والحكام غير مستبعد .الثاني أن يقال :إنه
تشهد النافلة ،ولما كان الركعتان من جلوس صلة برأسها
) (1الفقيه :ج 1ص (2) .229التهذيب ج 1ص (3) .191يعنى في المقنع حيث
قال :وروى فيمن استيقن الخ (4) .الفقيه :ج 1ص .229
][203
بتكبير وتشهد وتسليم ،لبد من فصل تلك الركعة عنهما ،وبالخرة تصيران بمنزلة
ركعتين كركعتي الحتياط بعد الفريضة .وبالجملة بعد ورود النص الصحيح
وعمل بعض الصحاب ل مجال لتلك المناقشات ،وعلى التقادير الظاهر
استحباب الضافة مطلقا لخلو ساير الخبار عنها .وحجة القول الثالث تلك
الخبار بحمل الجلوس بقدر التشهد على قراءة التشهد إذ من المستبعد أن
يجلس في هذا المقام بقدر التشهد ول يأتي به ،مع أنه شايع أنه يعبر عن
التشهد بالجلوس .أقول :وهذا الوجه وإن لم يكن محمل بعيدا ،لكن يشكل
الستدلل به ،والقائلون بالول حملوا هذه الخبار على التقية لموافقتها
لمذاهب كثير من العامة منهم أبو حنيفة .قال الشيخ في الخلف بعد
الستدلل على القول الول بتوقف يقين البراءة عليه :وإنما يعتبر الجلوس
بمقدار التشهد أبو حنيفة ،بناء على أن الذكر في التشهد ليس بواجب
عنده .أقول :روى مسلم في صحيحه عن عبد ال بن مسعود أن رسول ال
صلى ال عليه وآله صلى الظهر خمسا ،فقيل له :أزيد في الصلة ؟ فقال:
وما ذاك ؟ قالوا :صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم .وقال في شرح
السنة :أكثر أهل العلم على أنه إذا صلى خمسا ساهيا فصلته صحيحة
يسجد للسهو ،وهو قول علقمة والحسن البصري وعطا والنخعي ،وبه قال
الزهري ومالك والوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق .وقال سفيان
الثوري :إن لم يكن قعد في الرابعة يعيد الصلة وقال أبو حنيفة :إن لم يكن
قعد في الرابعة فصلته فاسدة تجب إعادتها وإن قعد في الرابعة تم ظهره
والخامسة تطوع يضيف إليها ركعة اخرى ،ثم يتشهد ويسلم ويسجد للسهو
انتهى.
][204
فظهر أن أخبار البطلن أبعد من مذاهب العامة ،وهذه الخبار موافقة لمذاهب
جماعة منهم فيمكن حملها على التقية .والمسألة ل تخلو من إشكال ،ول
ريب أن العادة أحوط وأولى ،وأحوط منه إضافة ركعة قائما أو ركعتين
جالسا ثم العادة .ولو زاد أكثر من واحدة فأولى بالبطلن ،وإن كان من
احتج على عدم البطلن هناك بعدم وجوب التسليم والخروج من الصلة
بالتشهد ،أو الكتفاء للفصل بالجلوس بقدر التشهد ،يلزمه القول بالصحة
هنا أيضا بل في الثنائية والثلثية أيضا كما نبه عليه الشهيد -ره ،-حيث
قال في الذكرى بعد نقل القوال :ويتفرع على ذلك انسحاب الحكم إلى زيادة
أكثر من واحدة ،والظاهر أنه ل فرق لتحقق الفصل بالتشهد على ما
اخترناه ،وبالجلوس على القول الخر ،وكذا لو زاد في الثنائية أو الثلثية.
ولو ذكر الزيادة قبل الركوع فل إشكال في الصحة لعدم كون زيادة القيام
سهوا مبطلة ،وعليه سجدتا السهو ،ولو ذكر الزيادة بين الركوع والسجود
فكالذكر بعد السجود ،واحتمل الفاضل البطال لنا إن أمرناه بالسجود زاد
ركنا آخر في الصلة وإن لم نأمره به زاد ركنا غير متعبد به ) (1بخلف
الركعة الواحدة ل مكان البناء عليها نفل كما سبق .وعلى ما قلنا من
اعتبار التشهد ل فرق في ذلك كله في الصحة إن حصل ،وفي البطلن إن
لم يحصل انتهى .وأما الرواية التي أشار إليها الصدوق ،فالذي فيما عندنا
من الكتب ما رواه الشيخ بسنده فيه ضعف عن زيد الشحام ) (2قال :سألته
عن الرجل صلى العصر ست ركعات أو خمس ركعات ،قال :إن استيقن أنه
صلى خمسا أو ستا ]فليعد ،ول اختصاص لها بالست ،ولعلها رواية اخرى
لم يصل إلينا.
) (1ويشكل بأن الركوع الخامس ليس بفرض كما مر (2) .التهذيب :ج 1ص
.236
][205
- 28المقنع :إن لم تدر أربعا صليت أم خمسا[ ) (1أوزدت أو نقصت فتشهد وسلم
وصل ركعتين بأربع سجدات ،وأنت جالس بعد تسليمك ) .(2وفي حديث
آخر يسجد سجدتين بغير ركوع ول قراءة ) .(3فقه الرضا عليه السلم:
مثله وزاد في آخره وتشهد فيهما تشهدا خفيفا ) .(4بيان :المشهور بين
الصحاب في الشكل بين الربع والخمس ،بعد إكمال السجدتين صحة
الصلة ووجوب سجدتي السهو لحتمال الزيادة ،وقال في المختلف بعد
إيراد عبارة المقنع ردا عليه :الركعتان جعلتا تماما لما نقص من الصلة،
والتقدير أنه شك في الزيادة بعد حفظ الكمال فل يجب عليه بدل المأتي به،
نعم إن قصد الشيخ أبو جعفر ابن بابويه أن الشك إذا وقع حالة القيام ،كأن
يقول :قيامي هذا ل أدري أنه لرابعة أو خامسة ،فانه يجلس إذا لم يكن
ركع ويسلم ويصلي ركعة من قيام أو ركعتين من جلوس ،ويسجد للسهو،
وإن كان بعد ركوعه قبل السجود فانه يعيد الصلة انتهى .وأقول:
العتراض على الصدوق غير متوجه لنه تبع في ذلك رواية كما هو
الظاهر من حاله وكما يشهد به قوله " وفي حديث آخر " مع أن
العتراض بأنه ل وجه لزيادة الركعتين غير متجه ،لما قد عرفت سابقا من
أن زيادة الركعتين لحتمال زيادة الركعة فتكون نافلة والنافلة بركعة واحدة
سوى الوتر مرجوحة ،فتنضم الركعتان القائمتان مقام ركعة إلى الركعة،
فيصير المجموع بمنزلة ركعتين من قيام .نعم لو كانت الرواية بلفظها
موجودة وكانت قابلة للتأويل الذي ذكره العلمة لكان وجه جمع بين
الخبار ،ويمكن الجمع بحمل الركعتين على الستحباب أيضا ومع ذلك
فالمشهور أقوى .ثم على المشهور من صحة الصلة وعدم صلة الحتياط
اختلفوا في وجوب سجدتي
) (1ما بين العلمتين ساقط عن ط الكمبانى 2) .و (3المقنع ،31 :وزاد بعده
فتشهد فيهما تشهدا خفيفا (4) .فقه الرضا ص 10س .23
][206
السهو فالمشهور الوجوب ،وخالف فيه المفيد والشيخ في الخلف ،وابنا بابويه
وسلر وأبو الصلح .ويدل على المشهور في المقامين روايات منها
صحيحة عبد ال بن سنان ) (1عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا لم
تدر أربعا صليت أم خمسا فاسجد سجدتي السهو بعد تسليمك ثم سلم
بعدهما .ومنها صحيحة الحلبي ) (2عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا
لم تدر خمسا صليت أم أربعا أم نقصت أو زدت فتشهد وسلم ،واسجد
السجدتين بغير ركوع ول قراءة تشهد فيهما تشهدا خفيفا .وأقول :الخبر
الخير يحتمل وجوها أحدها وهو أظهرها أن يكون المراد بيان نوع واحد
من الشك ،وهو ما إذا شك بين التمام والناقص ،والزائد بركعة وأزيد
كالشك بين الثلث والربع والخمس والست .فيكون تقدير الكلم لم تدر
أربعا أم خمسا أم نقصت عن الربع أم زدت على الخمس ،فيشمل كل شك
بين الربع والخمس ،والزيد منهما والنقص ،كالشك بين الثنتين والربع
والخمس والسبع ) (3مثل ،فيخرج ما دخل فيه الشك في الوليين بالخبار
الخر ،ويبقى فيه ما سوى ذلك ،فيكون مؤيدا لقول من قال بوجوب صلة
الحتياط لحتمال النقيصة ،وسجدتي السهو لحتمال الزيادة ،وقيل
بالبطلن ،وقيل بالبناء على القل .الثاني أن يكون " أم نقصت " بمعنى أو
كما في المقنع والفقيه ،فيكون لبيان نوع آخر من الشك ،فيحتمل الركعات
والفعال ،فالول كمن شك بين الثلث و الخمس ،ولم أر قائل فيه بالصحة،
وإن احتمل في اللفية البناء على القل إل أن يحمل على أن الزيادة
والنقص ليس بالنسبة إلى العدد المذكور ،بل المراد الشك
) (1التهذيب :ج 1ص ،188الكافي :ج 3ص (2) .355التهذيب ج 1ص :191
الفقيه :ج 1ص (3) .230في ط الكمبانى ههنا زيادة سهوا ،راجعه.
][207
بين عددين أحدهما زائد على الخر ،ويكون النقص بالنسبة إلى الزيادة ،فيشمل
جميع الشكوك بين الركعات ،ول قائل بوجوب سجود السهو فيها ،إل في
الربع والخمس كما عرفت .نعم قال ابن أبي عقيل :ل يختص سجود
السهو بالشك بين الربع والخمس بل يشمل كل شك بين الربع وما زاد
كالربع والست ،واحتمل في المختلف البطلن حينئذ ،وقيل بالصحة بغير
سجود .والثاني كمن شك في سجدة واحدة وثلث سجدات وقيل فيه
بوجوب سجود السهو ول يخلو من قوة إذا لم يكن الشك مرددا بين زيادة
الركن وتركه ،كالشك بين ترك الركوع وإيقاع ركوعين ،فان الظاهر فيه
البطلن .الثالث أن يكون " أم " في قوله " أم زدت " أيضا بمعنى أو كما
في المقنع ،و يكون كلهما معطوفين على قوله " لم تدر " أي إذا نقصت
أو زدت فيكون مؤيدا لقول من قال بوجوب السجدتين لكل زيادة ونقيصة،
ول يخفى بعده ،كما أن الول أقرب الوجوه وال يعلم وحججه عليهم
السلم .واعلم أن للشك بين الربع والخمس صورا :الولى :أن يكون
الشك بعد رفع الرأس من السجدة الخيرة وحكمه ما مر .الثانية :أن يقع
بين السجدتين وحكمه كالولى ،واحتمل في الذكرى البطلن في هذه
الصورة ،لعدم الكمال ،وتجويز الزيادة وهو ضعيف .الثالثة :أن يقع الشك
بين الركوع والسجود ،وقد قطع العلمة في جملة من كتبه في هذه
الصورة بالبطلن ،لتردده بين محذورين ،الكمال المعرض للزيادة والهدم
المعرض للنقيصة .وحكى الشهيد في الذكرى عن المحقق في الفتاوى أنه
قطع بالصحة ،لن تجويز الزيادة ل ينفي ما هو ثابت بالصالة ،إذ الصل
عدم الزيادة ،ولن تجويز الزيادة لو منع لثر في جميع صوره ،وقواه
جماعة من المتأخرين ،وعلى القول بالصحة
][208
وجبت السجدتان تمسكا بالطلق .وربما يؤيد هذا المذهب بأن المصلي في الصورة
المذكورة جازم بايقاع ركوع الرابعة ،شاك في إيقاع سجدتيها ،وحكم
الشاك قبل تجاوز المحل التيان بالفعل المشكوك فيه ،واحتمال الزيادة غير
مانع ،لحصوله في كل فعل يشك فيه ويأتي به في محله إل أن في هذه
الصورة انضم إليه احتمال زيادة الركوع أيضا وهو أيضا ل يضر لنه إذا
شك المصلي في الرابعة في ركوعها وأتى به ثم شك في سجدتيها لبد أن
يأتي بهما ،ول يمنعه احتمال زيادة الركوع .وبالجملة هذا القول ل يخلو
من قوة وإن كان الحوط التمام والتيان بالسجدتين مع العادة .الرابعة:
أن يكون الشك في الركوع ،واحتمل الشهيد -ره -ثلثة أوجه :البطال،
والكمال مع سجود السهو ،والرسال أي إبطال الركوع والحتياط بركعة
قائما أو ركعتين جالسا وأيد الثاني بالخبار الواردة في البناء على القل
مطلقا والحوط اختياره ثم العادة .الخامسة :أن يكون الشك قبل الركوع،
فل خلف ظاهرا في أنه يبني على الكثر ،ويهدم الركعة ،شرع في القراء
أم ل ،ويجلس ويتشهد ويسلم ويصلي ركعتين جالسا أو ركعة قائما على
المشهور .وأما سجود السهو فان قلنا بوجوبه للقيام في موضع القعود أو
بتناول نصوص الشك بين الربع والخمس لهذه الصورة كما قيل ،فيجب،
وإل فل ،والحوط فعله .وبعض الصحاب زادوا في الصور فقالوا :إما أن
يكون الشك بعد رفع الرأس من السجدتين أو قبله بعد تمام الذكر في
السجدة الثانية ،أو بعد السجدة الثانية قبل تمام ذكرها ،أو بين السجدتين
قبل الرفع من السجدة الولى بعد تمام ذكرها أو قبل تمام ذكرها أو بعد
الرفع من الركوع ،أو بعد النحناء قبل الرفع ،بعد تمام الذكر أو قبله ،أو
قبل الركوع بعد القراءة ،أو في أثنائها ،أو قبل القراءة بعد استكمال القيام
أو قبل
][209
استكماله ،فهذه ثلث عشرة صورة :فالولى مر حكمها ،والثانية كالولى إن لم نعد
رفع الرأس من أفعال الركعة وفي الثالثة تردد ينشأ من كون الذكر من
أفعال الركعة فلم يتم الركعة ،فلم يدخل تحت مدلول النصوص ،فيجئ فيه
الخلف السابق من البطلن وعدمه ،ومن تنزيل معظم أفعال الركعة
منزلتها ،فيصدق عليه النصوص ،وأيضا تحقق الركن بالسجود ،فل يزيد
بالذكر ركنا وقد فرغ من جميع الركان ،ويزيد هذا التردد في الرابعة كما
مر .والخامسة والسادسة في التردد مثل الرابعة وقد مر حكم سائر الصور،
ول يظهر لتكثير الصور فائدة إل الفصل بين أن يكون الشك بعد الشروع
في القراءة أو قبله ،فتظهر فائدته على القول بوجوب سجدتي السهو لكل
زيادة ونقيصة ،بناء على تعددها بتعدد الموجب ،وكذا في الفصل بين
استيفاء القيام وقبله ،بناء على القول بوجوب سجود السهو للقيام في
موضع القعود ،ل مطلق الزيادة تظهر الفائدة .وأما سائر الشقوق المترددة
بين الزيادة والنقيصة ،فإذا كان الشك في الوليين داخل فيها فقد عرفت
بطلنها ،ولو لم يكن داخل بل كان جازما باكمال الركعتين ،وكان الشك في
الزيادة فل يخلو إما أن يكون الشك في التمام داخل فيها أم ل .فان كان
داخل فيها فيمكن تركيب أحكام الشكوك السابقة فيها ،كالشك بين الثنتين
والثلث والربع والخمس فيصلي ركعتين من قيام وركعتين من جلوس
للشك بين الثنتين والثلث والربع ،ويسجد سجدتي السهو للشك بين
الربع والخمس كما مر ،مع أنه داخل في أظهر محتملت صحيحة الحلبي،
وقيل بالبطلن ،وقيل بالبناء على القل ،والحوط العمل بالول والثاني معا.
وكذا الشك بين الثنتين والثلث والربع والست على مذهب ابن أبي عقيل
كما عرفت ،ولو لم يدخل صورة التمام في الشقوق المردد فيها كالشك بين
الثلث والخمس أو الست ،فلم أر قبل الشهيد -ره -قائل فيه بالصحة،
حيث قال في اللفية :الشك بين الثنتين والخمس أي بعد إكمال السجود،
والشك بين الثلث والخمس بعد الركوع ،أو بعد السجود ،والشك بين
الثنتين والثلث والخمس بعد
][210
السجود ،والشك بين الثنتين والربع والخمس بعد السجود في الربعة وجه بالبناء
على القل لنه المتيقن ،ووجه بالبطلن في الثلثة الولى احتياطا ،و
البناء في الخير على الربع .ويظهر حكم سائر الشكوك مما ذكرنا ل نطيل
الكلم بايرادها ،وهي مذكورة في بعض مؤلفات الصحاب ،ولنذكر هنا
بعض المهمات من مسائل الشك .الولى :أن الشك إنما يعتبر مع تساوي
الطرفين ،ومع غلبة الظن يبني عليه ،هذا في الخيرتين إجماعي وأما
الوليين والصبح والمغرب ،فالمشهور أيضا ذلك ،ونسب إلى ظاهر ابن
إدريس تخصيص الحكم بالخيرتين من الرباعية .واحتج للمشهور برواية
صفوان ) (1عن أبي الحسن عليه السلم قال :إذا كنت ل تدري كم صليت
ولم يقع وهمك على شئ ،فأعد الصلة ،وبمفهوم الخبار الواردة في أنه
إذا شككت في المغرب فأعد ،وإذا شككت في الفجر فأعد ،وإذا شككت في
الركعتين الوليين فأعد ،بناء على أن الشك حقيقة في متساوي الطرفين،
كما ذكره الزمخشري في قوله تعالى " وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه
" ) (2لكن فسر الجوهري الشك بما يخالف اليقين ،وفي الخبار إطلق
العم شايع .نعم الخبر الول وإن لم يكن صحيحا لكنه مؤيد بالشهرة بين
الصحاب ،وما مر من رواية علي بن جعفر ،عن أخيه عليه السلم قال:
سألته عن الرجل يسهو فيبني على ما ظن ،ل يخلو باطلقه من دللة
عليه ،وكذا ما ورد في بعض أخبار البطلن " ل يدري " فان الظن نوع
دراية ،ولعل الحوط البناء على الظن ثم العادة لتقييد كثير من الخبار
باليقين في الوليين والفجر والمغرب .ثم إن الصحاب قطعوا بأن الظن في
الفعال أيضا متبع ،ولم ينقلوا في ذلك من ابن إدريس أيضا خلفا مع أن
الروايات الواردة في ذلك إنما هي في عدد
][211
الركعات ،والحتياط فيها البناء وإعادة الصلة .الثانية :ذكر الشهيد الثاني قدس
سره أن من عرض له الشك في شئ من أفعال الصلة يجب عليه التروي،
فان ترجح عنده أحد الطرفين عمل عليه ،وإن بقي الشك بل ترجيح لزمه
حكم الشاك .واعترض عليه بأنه ل يظهر ذلك من الروايات ،وربما يقال
كثيرا ما يذهل النسان عن الفعال ،ول يقال إنه شاك فيها ،فلبد عند ذلك
من قليل من التروي حتى يعلم أنه شاك أو متذكر ،ول بأس به .الثالثة:
المشهور بين الصحاب تعين الفاتحة في صلة الحتياط ،وقول ابن إدريس
بالتخيير بين الفاتحة والتسبيحات محتجا بأن للبدل حكم المبدل ضعيف،
ولبد في صلة الحتياط من النية والتكبير ،لنها تقع بعد التسليم ،فليس
جزءا من الصلة الولى ،إذ الصلة تحريمها التكبير وتحليلها التسليم،
فلبد في الثانية من تحريمة بعد التحليل من الولى ،وأيضا قد ورد أنه مع
تمام الصلة تكون نافلة ول تكون نافلة بل نية وتكبير .الرابعة :اختلفوا في
أن عروض المبطل بين أصل الصلة وصلة الحتياط ،هل هو مبطل
للصلة أم ل ؟ فالول ظاهر المفيد ،واختاره في المختلف والشهيد في
الذكرى ،والثاني مختار جماعة من الصحاب ،منهم ابن إدريس والعلمة
في الرشاد وعدم البطال أقوى .وقال في الذكرى ظاهر الفتاوى والخبار
وجوب تعقيب الحتياط للصلة من غير تخلل حدث ،أو كلم أو غيره،
والحوط رعاية الفورية ،وعدم إيقاع المبطل ومع وقوعه التمام ثم
العادة ،والشهيد في الذكرى نقل الجماع على وجوب الفورية في الجزاء
المنسية ،ولو فعل المنافي قبل فعلها ففي بطلن الصلة أيضا وجهان و
الوجه العدم والحتياط ما سبق .ولو فات الوقت ولما يفعلها متعمدا بطلت
الصلة عند بعض الصحاب ،وقال في الذكرى :ويحتمل قويا صحة الصلة
بتعمد ترك البعاض وإن خرج الوقت
][212
لعدم توقف صحة الصلة في الجملة عليها ،قيل وإن كان تركها سهوا لم تبطل،
ونوى بها القضاء ،وكانت مرتبة على الفوائت قبلها أبعاضا كانت أو
صلوات مستقلة ،وما ذكره -ره -من عدم البطلن ل يخلو من قوة ،وأما
كونها مترتبة فيحتاج إلى دليل ،و إطلق الدلة يقتضي انتفاؤه .ولو فاتته
صلة الحتياط عمدا احتمل كونه كالسجدة الفائتة ،إن قلنا بالبطلن هناك
بل هي أولى بذلك لشتمالها على أركان ،ويحتمل الصحة بناء على أن فعل
المنافي قبله ل يبطله .قال في الذكرى :فان قلنا به نوى القضاء بعد خروج
الوقت ،ويرتب على ما سلف ،وفيه نظر ،وقال أيضا في الذكرى :يترتب
الحتياط ترتب المجبورات ،وهو بناء على أنه ل يبطله فعل المنافي وكذا
الجزاء المنسية تترتب .ولو فاته سجدة من الولى وركعة احتياط قدم
السجدة ،ولو كانت من الركعة الخيرة ،احتمل تقديم الحتياط لتقدمه
عليها ،وتقديم السجدة لكثرة الفصل بالحتياط بينها وبين الصلة ،وفي
الكل نظر ،وإن كان الحوط ما ذكر - 29 .فقه الرضا :قال عليه السلم :إذا
سهوت في الركعتين الوليين ،فلم تعلم ركعة صليت أم ركعتين ،أعد
الصلة ،وإن سهوت فيما بينه وبين اثنتين أو ثلث أو أربع أو خمس تبني
على القل وتسجد بعد ذلك سجدتي السهو ) .(1وقد روي أن الفقيه ل يعيد
الصلة ) .(2وكل سهو بعد الخروج من الصلة فليس بشئ ول إعادة فيه،
لنك قد خرجت على يقين والشك ل ينقض اليقين ) .(3وإن شككت في
أذانك وقد أقمت الصلة فامض ،وإن شككت في القامة بعدما كبرت
فامض ،وإن شككت في القراءة بعدما ركعت فامض ،وإن شككت
][213
في الركوع بعدما سجدت فامض ،وكل شئ تشك فيه وقد دخلت في حالة اخرى
فامض ول تلتفت إلى الشك إل أن تستيقن فانك إذا استيقنت أنك تركت
الذان والقامة ثم ذكرت فل بأس بترك الذان وتصلي على النبي صلى ال
عليه وآله ثم قل قد قامت الصلة قد قامت الصلة .وإن استيقنت أنك لم
تكبر تكبيرة الفتتاح فأعد صلتك ،وكيف لك أن تستيقن ) .(1وقد نروي
عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال :النسان ل ينسى تكبيرة الفتتاح )
.(2فان نسيت القراءة في صلتك كلها ثم ذكرت فليس عليك شئ إذا
أتممت الركوع والسجود ،وإن نسيت الحمد حتى قرأت السورة ثم ذكرت
قبل أن تركع ،فاقرأ الحمد وأعد السورة ،وإن ركعت فامض على حالتك )
.(3بيان :قوله عليه السلم " :تبنى على القل " مؤيد لما اختاره الشهيد
-ره -في اللفية ،وسجود السهو فيه مؤيد لحد الوجوه المذكورة في
الخبر المتقدم - 30 .كتاب محمد بن المثنى :عن جعفر بن محمد بن شريح،
عن ذريح المحاربي قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :الرجل ينسى أن
يكبر حتى يقرأ قال :يكبر - 31 .فقه الرضا :قال عليه السلم :وإن نسيت
الركوع بعدما سجدت من الركعة الولى فأعد صلتك ،لنه إذا لم تصح لك
الركعة الولى لم تصح صلتك ) .(4وإن كان الركوع من الركعة الثانية أو
الثالثة ،فاحذف السجدتين واجعلها أعني الثانية الولى ،والثالثة ثانية،
والرابعة الثالثة ) .(5وإن نسيت السجدة من الركعة الولى ،ثم ذكرت في
الثانية من قبل أن ترفع فأرسل نفسك واسجدها ،ثم قم إلى الثانية ،وأعد
القراءة ،فان ذكرتها بعدما ركعت فاقضها في الركعة الثالثة ).(6
][214
وإن نسيت السجدتين جميعا من الركعة الولى فأعد صلتك فانه ل تثبت صلتك ما
لم تثبت الولى ) .(1وإن نسيت سجدة من الركعة الثانية ،وذكرتها في
الثالثة قبل الركوع ،فأرسل نفسك واسجدها ،فان ذكرت بعد الركوع
فاقضها في الركعة الرابعة ) .(2وإن كانت السجدتان من الركعة الثالثة،
وذكرتها في الرابعة فأرسل نفسك و اسجدهما ما لم تركع ،فان ذكرتهما
بعد الركوع فامض في صلتك واسجدهما بعد التسليم ) .(3وإن شككت في
الركعة الولى والثانية فأعد صلتك ،وإن شككت مرة اخرى فيهما وكان
أكثر وهمك إلى الثانية فابن عليها ،واجعلها ثانية فإذا سلمت صليت
ركعتين من قعود بام الكتاب ) .(4وإن ذهب وهمك إلى الولى جعلتها
الولى وتشهدت في كل ركعة ،وإن استيقنت بعدما سلمت أن التي بنيت
عليها واحدة كانت ثانية ،وزدت في صلتك ركعة ،لم يكن عليك شئ ،لن
التشهد حائل بين الرابعة والخامسة ) .(5وإن اعتدل وهمك فأنت بالخيار،
إن شئت صليت ركعة من قيام وإل ركعتين وأنت جالس ) .(6وإن شككت
فلم تدر اثنتين صليت أم ثلثا وذهب وهمك إلى الثالثة فأضف إليها الرابعة،
فإذا سلمت صليت ركعة بالحمد وحدها ،وإن ذهب وهمك إلى القل فابن
عليه وتشهد في كل ركعة ثم اسجد سجدتي السهو بعد التسليم ) (7وإن
اعتدل وهمك فأنت بالخيار ،فان شئت بنيت على القل وتشهدت في كل
ركعة ،وإن شئت بنيت على الكثر وعملت ما وصفناه لك ) .(8وإن شككت
فلم تدر ثلثا صليت أم أربعا وذهب وهمك إلى الثالثة فأضف إليها ركعة من
قيام ،وإن اعتدل وهمك فصل ركعتين وأنت جالس ) .(9وإن شككت فلم تدر
اثنتين صليت أم ثلثا أم أربعا صليت ركعة من قيام وركعتين وأنت جالس.
وكذلك إن شككت فلم تدر أواحدة صليت أم اثنتين أم ثلثا أم أربعا صليت ركعة من
قيام وركعتين وأنت جالس ) .(1وإن ذهب وهمك إلى واحدة فاجعلها
واحدة ،وتشهد في كل ركعة وإن شككت في الثانية أو الرابعة فصل ركعتين
من قيام بالحمد وإن ذهب وهمك إلى القل أو أكثر ،فعلت ما بينت لك فيما
تقدم ) .(2وإن نسيت القنوت حتى تركع فاقنت بعد رفعك من الركوع ،وإن
ذكرته بعد ما سجدت فاقنت بعد التسليم ،وإن ذكرت وأنت تمشي في
طريقك فاستقبل القبلة ،واقنت ) .(3وإن نسيت فلم تدر أركعة ركعت أم
ثنتين ،فان كانت الوليين من الفريضة فأعد ،وإن شككت في المغرب فأعد،
وإن شككت في الفجر فأعد ،وإن شككت فيهما فأعدهما ) .(4وإذا لم تدر
اثنتين صليت أم أربعا ولم يذهب وهمك إلى شئ فتشهد ثم تصلي ركعتين
وأربع سجدات تقرء فيهما بام الكتاب ثم تشهد وتسلم ،فان كنت صليت
ركعتين كانتا هاتان تماما للربع ،وإن كنت صليت أربعا كانتا هاتان نافلة )
.(5وإن لم تدر أثلثا صليت أم أربعا ولم يذهب وهمك إلى شئ فسلم ثم
صل ركعتين وأربع سجدات وأنت جالس تقرء فيهما بام القرآن ،وإن ذهب
وهمك إلى الثالثة فقم فصل الركعة بالرابعة ،ول تسجد سجدتي السهو ،فان
ذهب وهمك إلى أربع فتشهد وسلم واسجد سجدتي السهو ) .(6وكنت يوما
عند العالم عليه السلم ورجل سأله عن رجل سهى فسلم في ركعتين من
المكتوبة ،ثم ذكر أنه لم يتم صلته ؟ قال :فليتمها ويسجد سجدتي السهو )
.(7وقال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم صلى يوما الظهر فسلم
في ركعتين ،فقال ذو اليدين :يا رسول ال صلى ال عليه وآله امرت
بتقصير الصلة أم نسيت ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وآله للقوم:
صدق ذو اليدين ؟ فقالوا :نعم يا رسول ال صلى ال عليه وآله لم تصل إل
ركعتين ،فقام فصلى إليهما ركعتين
][216
ثم سلم وسجد سجدتي السهو .وسئل عن رجل سهى فلم يدر أسجد سجدة أم ثنتين ؟
فقال :يسجد اخرى ،وليس عليه سجدتا السهو ) .(1وقال تقول في سجدتي
السهو :بسم ال وبال صلى ال على محمد وآله محمد وسلم ،وسمعته
مرة أخرى يقول :بسم ال وبال ،السلم عليك أيها النبي ورحمة ال
وبركاته ) .(2وقال :إذا قمت من الركعتين من الظهر أو غيرها ونسيت ولم
تشهد فيهما ،فذكرت ذلك في الركعة الثالثة قبل أن تركع ،فاجلس وتشهد ثم
قم فأتم صلتك ،وإن أنت لم تذكر حتى ركعت فامض في صلتك حتى إذا
فرغت فاسجد سجدتي السهو بعد ما تسلم قبل أن تتكلم ) .(3وإن فاتك شئ
من صلتك مثل الركوع والسجود والتكبير ثم ذكرت ذلك فاقض الذي فاتك
) .(4وعن الرجل صلى الظهر أو العصر فأحدث حين جلس في الرابعة،
قال :إن كان قال أشهد أن ل إله إل ال ،وأن محمدا رسول ال فل يعيد
صلته ،وإن لم يكن تشهد قبل أن يحدث فليعد .وعن رجل لم يدر ركع أم لم
يركع ؟ قال :يركع ،ثم يسجد سجدتي السهو .وعن رجل نسي الظهر حتى
صلى العصر قال :يجعل صلة العصر التي صلى الظهر ثم يصلي العصر
بعد ذلك ) .(5توضيح :قوله عليه السلم " وإن نسيت الركوع " أقول:
هذا كله موافق لما نسب إلى علي بن بابويه -ره -كما عرفت ،وكذا
موضع قضاء السجدة موافق لما اختاره كما مر ،وما تضمن من التفصيل
بين الولى والخيرتين فمع تعارض مفهوميهما في الثانية لم أر بهذا
التفصيل قائل ،وهو شبيه بما مر ) (6من رواية البزنطي عن الرضا
][217
عليه السلم إل أن فيها السجدة مكان السجدتين وقد عرفت أن المشهور في
السجدتين مع الذكر قبل الركوع الرجوع وبعده البطلن مطلقا ،وقيل
بالتلفيق مطلقا أو بالتفصيل .وأما قضاؤهما بعد الصلة فلم أر به زاعما،
ويحتمل أن يكون سقط من الكلم شئ .وأما الفرق بين الشك أول وثانيا في
البناء على الظن فهو أشبه بمذهب أبي حنيفة وغيره من العامة ،لكنهم لم
يقولوا بصلة الحتياط ،ويمكن حملها على الستحباب ،وبالجملة أكثر ما
ذكر ههنا مخالف لما عرفت من مذاهب الصحاب .وقوله " :لن التشهد
حائل " يؤيد قول من قال :ل يبطل زيادة الركعة مع العلم بالتشهد في آخر
الصلة كما مر ،قوله " :فان شككت في المغرب " أي في ركوعها ،وقوله
" فيهما " أي في عدد ركعاتهما أو العم منها ومن سائر أفعالهما ،ثم ما
ذكر بعد ذلك موافق للخبار والقوال المشهورة ،ولعل جامع الكتاب جمع
بين ما سمع منه في مقامات التقية وغيرها ،وأوردها جميعا ،وما ذكر من
سجود السهو مع ظن الربع فهو موافق لما ذهب إليه الصدوق كما عرفت
سابقا مع دليله .قوله عليه السلم " :وكنت يوما " أقول :قريب منه
صحيحة سعيد العرج ) (1قال:
) (1التهذيب ج 1ص 234ط حجر ،ج 2ص 344ط نجف ،الكافي ج 3ص
،357الفقيه ج 1ص ،234فأصل تسليم النبي ص بعد تمام الركعتين في
الرباعية مسلم عند الفريقين في روايات متواترة ،ال انهم لما توهموا
سهو النبي صلى ال عليه وآله ،ولم يدروا أنه صلى ال عليه وآله عمد
إلى ذلك أنكروا أصل حديث ،مع أن تعمده صلى ال عليه وآله في التسليم
قطعي ،ولذلك قال " :كل ذلك لم يكن " أي لم يكن عن سهو ،ولم تقصر
الصلة ،فل يبقى حينئذ ال العمد ،ولذلك روى في بعض الخبار أنه صلى
ال عليه وآله قال " :انما أسهو لبين لكم " ومن أراد تبيين الحكام
وتوجه إلى ذلك كيف يكون ساهيا واقعا .نعم انه صلى ال عليه وآله فعل
ذلك وسلم في الركعتين يوهم الناس أنه قد سهى ،لتكون حكم جواز
التسليم مقصورا عند العذار ،كالسهو ،والضطرار عند الشك في
الركعات ،أو إذا وجد غمزا في بطنه كما ورد في الحديث.
][218
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :صلى رسول ال صلى ال عليه وآله ثم سلم
في ركعتين ،فسأله من خلفه :يا رسول ال أحدث في الصلة شئ ؟ قال:
وما ذاك ؟ قالوا إنما صليت بنا ركعتين ،قال :أكذلك يا ذا اليدين ؟ وكان
يدعى ذا الشمالين ؟ فقال :نعم ،فبنى على صلته فأتم الصلة أربعا .وقال
عليه السلم :إن ال هو الذي أنساه رحمة للمة أل ترى لو أن رجل صنع
هذا لعير ،وقيل ما تقبل صلتك ،فمن دخل عليه اليوم ذلك قال :قد سن
رسول ال صلى ال عليه وآله وصارت اسوة ،وسجد سجدتين لمكان
الكلم .فظاهر رواية المتن وجوب سجدتي السهو للتسليم في غير
موضعه ،وظاهر هذه الرواية أن السجود إنما كان الكلم ل للتسليم ،وأما
وجوب السجود للكلم ،فذكره أكثر الصحاب من غير خلف ،وادعى في
المنتهى إجماع الصحاب عليه ،ويظهر من المختلف أن فيه خلفا من
الصدوق -ره -وهو غير ثابت ووالخبار في ذلك كثيرة .ويعارضها
صحيحة زرارة ) (1عن الباقر عليه السلم في الرجل يسهو في الركعتين
و يتكلم ،فقال :يتم ما بقي من صلته تكلم أم لم يتكلم ول شئ عليه،
وحملت هي وأمثالها على عدم الثم أو نفي العادة ،وإن أمكن الجمع
بحمل أخبار السجود على الستحباب ،ولعل المشهور أقوى .وأما وجوبه
للتسليم فهو أيضا كذلك ،نقل في المنتهى اتفاق الصحاب عليه ويظهر من
المختلف تحقق الخلف فيه من الصدوق ووالده -ره -والكليني صرح
بعدم الوجوب ،وذهب إلى أنه إن تكلم بعد التسليم يجب عليه سجدتا
السهو ،و إل فل .واستدل لذلك بصحيحة سعيد العرج بوجهين الول أن
ظاهرها أن السجود كان للكلم فقط ،والثاني أن ظاهرها وحدة السجود،
وبناء على المشهور من عدم التداخل كان يلزم التعدد واجيب بان الكلم
يشمل التسليم ايضا فانه تكلم مع المام
) (1التهذيب ج 1ص .190
][219
أو المأموم أو المؤمنين وايضا ل يتم الستدلل على مذهب التداخل إذ حينئذ يمكن
إسناد السجود إلى كل من العلتين ،مع أن الصحاب قد صرحوا في
الروايات المتضمنة لسهو النبي صلى ال عليه وآله بأنها مخالفة لصول
متكلمي المامية ،فانهم ل يجوزون السهو على النبي والئمة صلوات ال
عليهم كما مر في مجلدات الصول مفصل ،ولم يخالف في ذلك إل الصدوق
وشيخه -ره -فانهما جوازا السهاء من ال لنوع من المصلحة.
ويعارضها موثقة زرارة ) (1قال :سألت أبا جعفر عليه السلم :هل سجد
رسول ال صلى ال عليه وآله سجدتي السهو قط ؟ قال :ل ،ول يسجدهما
فقيه ،فالظاهر أن تلك الروايات محمولة على التقية ،لشتهارها بين
العامة .وقد طعن فيها بعض العامة أيضا بأن راوي الحديث أبو هريرة،
وإسلمه كان في سنة سبع من الهجرة ،وذو اليدين ممن استشهد يوم بدر
في الثانية من الهجرة ،فكيف شهد أبو هريرة تلك الواقعة التي جرى بينه
وبين النبي صلى ال عليه وآله .وأجاب بعضهم بأن من استشهد يوم بدر
كان ذا الشمالين ،وكان اسمه عبد ال ابن عمرو بن نضلة الخزاعي ،وذو
اليدين غيره ،وكان اسمه خرباق وبقي إلى زمن معاوية والدليل على ذلك
أن عمران بن الحصين قال في روايته فقام الخرباق ،فقال :أقصرت الصلة
الخبر .ورد بأن الوزاعي قال في روايته :فقام ذو الشمالين ،ول ريب في
أنه استشهد يوم بدر .ويظهر من رواياتنا اتحاد ذي اليدين وذي الشمالين،
كما عرفت .ومما يقدح فيها الختلف الكثير في نقلها من الجانبين ،ففي
بعضها أنه صلى ال عليه وآله قال في جواب ذي اليدين " :كل ذلك لم يكن
" وفي بعضها أنه صلى ال عليه وآله قال " :إنما أسهو لبين لكم " وفي
بعضها أنه صلى ال عليه وآله قال " لم أنس ولم تقصر الصلة " وأيضا
اختلف في الصلة المسهو فيها ،وكل ذلك مما يضعفها.
][220
وبالجملة ل ريب في أن إيقاع السجود أحوط وأولى ،وإن أمكن حمله على
الستحباب جمعا .ثم المشهور أنه لو ظن إتمام الصلة فتكلم لم تبطل
صلته ،وذهب الشيخ في النهاية إلى البطلن والول أقوى ،لدللة الخبار
الكثيرة عليه ،وتردد في المنتهى في إبطال الصلة مكرها ،والمشهور
البطال ،وهو أقوى .قوله عليه السلم " :يسجد اخرى " محمول على
الشك قبل تجاوز المحل كما عرفت .وأما الذكر في سجدتي السهو فروى
الصدوق في الصحيح ) (1عن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه
قال :تقول في سجدتي السهو " بسم ال وبال وصلى ال على محمد وآله
محمد " قال :وسمعته مرة اخرى يقول " :بسم ال وبال السلم عليك
أيها النبي ورحمة ال وبركاته " .ورواه الكليني في الحسن عن الحلبي )
(2وفيه بدل قوله " :وصلى ال " :اللهم صل " وفاقا لبعض النسخ
الفقيه .وروى الشيخ في الصحيح عنه ) (3قال :سمعت أبا عبد ال عليه
السلم يقول في سجدتي السهو إلى آخر ما نقل الصدوق ،ولكن فيه
والسلم باضافة العاطف ،وفي التهذيب " وعلى آل محمد " والظاهر
إجزاء الجميع .واستضعف المحقق الرواية من حيث تضمنها وقوع السهو
من المام ،واجيب بأنه ل دللة في الخبر على وقوع السهو منه عليه
السلم بل يحتمل أن يكون المراد أنه عليه السلم قال ذلك في بيان ما يقال
فيهما ،بل الظاهر ذلك كما يدل عليه رواية الفقيه والكافي .واعلم أنه ل
ريب في إجزاء ما ذكر من الذكر ،وهل يجب فيهما الذكر مطلقا ؟
) (1الفقيه ج 1ص (2) .226الكافي ج 3ص (3) .356 - 355التهذيب ج 1ص
(*) .191
][221
المشهور نعم خلفا للمحقق في المعتشبر والعلمشة فشي المنتهشى ول يخلشو مشن قشوة،
ويدل عليه موثقة عمار ) (1وعلى تقدير وجششوب الشذكر هششل يتعيششن فيششه مششا
ذكر ؟ قال جماعشة مشن الصشحاب :نعشم ،وقشال الششيخ :ل ،وهشو أقشوى .ثشم
المشهور وجوب التشهد والتسليم بعدهما ،وفي المعتبر والمنتهى أنششه قششول
علمائنا أجمع ،وقال في المختلف القرب عندي أن ذلك كله للستحباب ،بششل
الششواجب فيششه النيششة ل غيششر ،والحششوط اتبششاع المشششهور ،وإن كششان القششول
بالستحباب وجه جمع بين الخبار ،لكن أخبار الوجوب أقوى وأصح .وذكر
الكثر فيهما تشهدا خفيفا كما ورد في الرواية واختلف فششي أن كشونه خفيفشا
هل هو على الرخصة أو العزيمة ،والحوط رعايششة الخفششة وذكششر الصششحاب
الخفيف هكذا أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمدا رسول ال اللهم صلى
على محمد وآل محمد " .ثم الظاهر من التسليم ما ينصرف به مششن الصششلة
وذكر أبو الصلح أنه ينصرف بالتسليم على محمد صلى ال عليه وآلششه ول
يعلم له وجه وذكر جماعة من الصحاب أنه يجب فيهما ما يجب في سششجود
الصلة من الجلوس وستر العورة والستقبال والطمأنينة فيهما وبينهما ،و
الحوط رعاية جميشع ذلشك ،وإن كشان فشي إثباتهششا مشن حيششث الشدليل إششكال.
والعجب أن أكثر من توقف في وجوبها في سجود التلوة جزموا بها ههنا،
مع أن الستدلل بأن المتبادر في عرف الشرع من السجود ما يشتمل علششى
ذلك مشترك بينهما ،ول خلف في وجوب النية فيهما .وذكر الشششيخ تكششبيرا
قبلهما ،وذهب بعض الصحاب إلى اسششتحبابه واحتجششوا بمششا رواه الصششدوق
في الموثق عن عمار ) (2عن أبي عبد الش عليششه السششلم قششال :سششألته عششن
سجدتي السهو هل فيهمششا تسششبيح أو تكششبير ؟ فقششال :ل ،إنمششا همششا سششجدتان
فقط ،فان كان الذي سهى هو المام كبر إذا سجد وإذا رفع رأسه ،ليعلم مششن
خلفه أنه قد سهى ،وليس
][222
عليه أن يسبح فيهما ،ول فيهما تشهد بعد السجدتين ،وكلم الشيخ يحتمل الوجششوب
والستحباب وذهب أكثر العامششة إلشى الوجششوب ،والخششبر يششدل علششى رجحششانه
لخصوص المام ل مطلقا .ويدل على استحباب التكبير للرفع من كل سششجدة
ولم أر به قائل ،والظهر عدم الوجوب ،والستحباب لغير المام ،ولششو كششبر
المام استحبابا كان حسنا .وأما ما تضمنه من كون السجدتين بعششد التسششليم
فهششو المشششهور بيششن الصششحاب مطلقششا ،ونقششل فششي المبسششوط عششن بعششض
الصحاب أنهما إن كانتا للزيادة فمحلهما بعششد التسششليم ،وإن كانتششا للنقيصششة
فمحلهما قبله ،ونسبه في المعتششبر إلششى قششوم مششن أصششحابنا ،وهششو قششول ابششن
الجنيد ما في المختلف .ونقل في الذكرى كلم ابن الجنيد ثم قال :وليس فششي
هذا كله تصريح بما يرويه بعض الصحاب أن ابن الجنيششد قششائل بالتفصششيل،
نعم هو مذهب أبي حنيفة من العامة .ونقل المحقششق فششي الشششرايع قششول بششأن
محلهما قبل التسليم مطلقا ولم أظفششر بقششائله والول أقششوى للخبششار الكششثيرة
الدالة عليه ،وما دل علششى أنهمششا قبششل التسششليم مطلقششا أو بالتفصششيل محمششول
على التقية لما عرفت من أنهما مششن أقششوال المخششالفين وقششال الصششدوق إنششي
افتي بها في حششال التقيششة .قششوله عليششه السششلم " فششاقض الششذي فاتششك " هششذا
مضمون صحيحة عبد ال بن سنان ) (1عن الصششادق عليششه السششلم وحمششل
على الذكر قبل تجاوز المحل قوله عليه السلم " :إن كان قال " يششدل علششى
أن الحدث قبل التشهد مبطل كما هو المشهور وأن الحدث قبل التسليم غيششر
مبطل وأن الصلة على محمد وآله ليس جزءا للتشهد .قوله عليششه السششلم:
" ثم يسجد " هذا مخالف للمشهور نعم المفيد فششي الغريششة أوجششب سششجدتي
السهو علشى مشن لشم يشدر أزاد ركوعشا أو نقصشه ،أو زاد سشجدة أو نقصشها،
وكان قد تجاوز محلهما وهو غير ما ذكششر ،ويششرد عليششه أنششه إذا لششم يششدر زاد
ركوعا أم نقص،
) (1التهذيب ج 1ص ،236وقد مر.
][223
إن كان المراد معناه المتبادر فيكون جازما بأنه إما ترك الركوع أصل أو زاد فيكششون
جازما بوقوع ما يبطل الصلة فالظششاهر حينئذ وجششوب السششتيناف ل سششجود
السهو ،إل أن يحمل النقيصة علششى النقيصششة علششى الزيششادة كمششا ذكرنششاه فششي
تأويششل الخششبر .قششوله عليششه السششلم " :يجعششل صششلة العصششر " أقششول :هششذا
المضمون ورد في رواية الحلبي ) (1قال :سألته عن رجل نسششي أن يصششلي
الولششى حششتى صششلى العصششر ،قششال :فليجعششل صششلته الششتي صششلى الولششى ثششم
ليستأنف العصر .وفي صحيحة زرارة ) (2عن أبي جعفر عليه السلم قال:
إن نسششيت الظهششر حششتى صششليت العصششر فششذكرتها وأنششت فششي الصششلة أو بعششد
فراغك منها ،فانوها الولى ثم صلى العصششر ،فانمششا هششي أربششع مكششان أربششع.
وحملها الشيخ وغيره على الذكر فششي أثنششاء الصششلة قششال فششي الخلف قششوله
عليه السلم " :أو بعشد فراغشك منهشا " المشراد مششا قشارب الفشراغ ولششو قبششل
التسليم ،ول يخفى بعد هذا الحمل .والمشهور بيششن الصششحاب أنششه إن صششلى
اللحقة قبل السابقة فذكر في أثنائها قبل تجاوز وقت العدول يعدل النية إلى
السابقة وإل يتم ويأتي بالسابقة إن كان في الوقت المشترك ،وكششذا إن ذكششر
بعد الفراغ ،ولو كان في الوقت المختص بالولى تبطل صششلته ،ويششأتي بهششا
بعد التيان بالسابقة ،بنشاء علشى القشول بالختصشاص ،وعلشى القشول بعشدمه
يعدل في وقت العدول ويصشح بعشده ،وبعشد الفشراغ مطلقشا مشن غيشر عشدول،
ويشششكل تششرك هششذه الخبششار ،وارتكششاب التششأويلت البعيششدة فيهششا ،مششن غيششر
معارض ،ولعل الحوط العدول ثم التيان بهما على الترتيب .ولنششذكر سششائر
ما قيل فيه بوجوب سجود السهو ،مما ذكروا فيه وفاقا وخلفا وهششي تسششعة
مواضع :الول الكلم ،والثاني السلم فششي غيششر محلششه ،والثششالث الشششك بيششن
الربع والخمس على المشهور وبين الربع وما زاد أيضا على مششذهب ابششن
أبي عقيل
][224
الرابع نسيان السجدة وذكرها بعد تجاوز المحل ،الخامس نسيان التشهد وذكره بعششد
تجشاوز المحششل ،السشادس الششك بيشن الثلث والربششع مشع غلبشة الظشن علشى
الربع ،فانه قال الصدوق فيه بوجوب سششجود السششهو ،وفششي الششذكرى نسششب
إلى الصدوقين القول بوجوبه في كل شك ظن الكثر وبنى عليه كما سيأتي،
وقد مر الكلم في جميع ذلك مع نوع من التفصيل .السابع القيام في موضع
القعود ،وبالعكس ،ذهب إلى وجوب سجود السهو فيهمششا الصششدوق والسششيد
وسششلر وأبششو الصشلح وابششن الششبراج وابششن حمششزة وابششن إدريششس والعلمششة.
واحتجوا برواية منهال القصاب ) (1قال :قلت لبششي عبششد الش عليشه السشلم
أسهو في الصلة وأنا خلف المام قال :فإذا سلم فاسجد سجدتين ،ول تهب.
وعن عمار الساباطي ) (2قال :سألت أبا عبد ال عليه السششلم عششن السششهو
ما يجب فيه سجدتا السهو ؟ فقشال :إذا أردت أن تقعشد فقمشت ،وإذا أردت أن
تقوم فقعدت ،أو أردت أن تقرأ فسششبحت ،أو أردت أن تسششبح فقششرأت ،فعليشك
سجدتا السهو .وبما رواه الكليني ) (3في الصحيح على الظاهر عن معاوية
بن عمار قال :سألته عن الرجل يسهو فيقوم في موضع قعود ،أو يقعششد فششي
حال قيششام ،قششال :يسششجد سششجدتين بعششد التسششليم ،وهمششا المرغمتششان يرغمششان
الشيطان .ويضعف خبر عمار أن في آخر الخبر ما ينششافي هششذا ،حيششث قششال:
وعن الرجل إذا أراد أن يقعد فقام ثم ذكشر مشن قبشل أن يقشدم ششيئا أو يحشدث
شيئا قال :ليس عليه سجدتا السهو حتى يتكلم بشئ .وهذا التفصيل لششم يقششل
به أحد ،وما فيه من التسبيح في موضع القراءة يحتمل أن يكون المراد بششه
إذا ذكره في موضع القراءة قرأ فيكون السجود لزياد التسبيح ،أو بعد
][225
تجاوز المحل فيكون لنقصان القراءة ،أو للتسبيح في غير المحل أيضششا فششان بمنزلششة
الزيادة .وأما القراءة في موضع التسبيح فانمششا تكششون فششي الخيرتيششن ،وقششد
أجمعششوا علششى التخييششر فيهمششا بيششن الحمششد والتسششبيح ) (1فل وجششه لسششجود
السشهو .إل أن يحمشل علشى تسشبيح الركشوع والسشجود كمشا قشال الششيخ فشي
الخلف نقل عن الشافعي :سجود السهو يجب لحد أمريششن لزيششادة فيهششا أو
نقصششان ،فالزيششادة ضششربان قششول وفعششل :فششالقول أن يسششلم سششاهيا فششي غيششر
موضعه ،أو يتكلم ساهيا ،وأن يقرء في ركوعه وسجوده فششي غيششر موضششع
القراءة إلششى آخششر مششا قششال .وعورضششت هششذه الروايششات بمششا فششي موثقششة )(2
سششماعة :مششن حفششظ سششهوه فششأتمه فليششس عليششه سششجدتا السششهو ،وبالخبششار
الكثيرة الدالة علششى أن ناسششي السششجود أو التشششهد إذا ذكرهمششا قبششل الركششوع
يأتي بهما من غير سششجود ،ول يبعششد أن يكششون عنششدهم كششل مششن الصششورتين
مستثنى من تلك القاعششدة ،إذ ظششاهر كلم القششائلين بتلششك القاعششدة اختصششاص
السششجود فششي الصششورتين بمششا إذا ذكرهمششا بعششد الركششوع ،وبالجملششة الحكششم
بالوجوب ل يخلو من إششكال ،ول يبعشد حمشل الخشبر علشى السشتحباب ،وإن
كان الحوط عدم الترك .الثامن وجوب السششجدتين لكششل زيششادة ونقيصششة فششي
الصلة ،ذهب إليه العلمة ونقله الشيخ فششي الخلف عشن بعششض الصششحاب،
ويظهر منشه فشي المبسشوط أن قشولهم ششامل لزيشادة المسشتحبات ونقصشانها
أيضا ،وظاهر العلمة أنه ل يقوم به في المسششتحباب وقششال ابششن الجنيششد فششي
خصوص القنوت أن تركه يوجبهمششا ،وقششال أبششو الصششلح فششي لحششن القششراءة
سهوا أنه يوجبهما .واحتجوا برواية سفيان بششن السششمط ) (3عششن أبششي عبشد
ال عليه السلم قال :تسجد
) (1قد عرفت في ج 85ص 85أن التسبيح متعين (2) .التهذيب ج 1ص 235في
حديث = (3) .ج 1ص .179
][226
سششجدتي السششهو لكششل زيششادة تششدخل عليششك أو نقصششان ،وببعششض محتملت الخبششار
المتقدمة في الشك بيششن الربششع والخمششس ،وقششد عرفششت عششدم دللششة الخبششار
والسششتدلل بالحتمششالت البعيششدة غيششر مششوجه ،وخششبر سششفيان مجهششول،
ويعارضه أخبار كثيرة صحيحة ومعتبرة دالة على عدم وجوبهمششا فشي كششثير
من الزيادة والنقصان في الصششلة .نعششم لششو قيششل بالسششتحباب فششي غيششر تلششك
المواضششع ،لششم يكششن بعيششدا ،وإن كششان الظششاهر حمششل الخبششار علششى التقيششة
لشتهارها روايششة وفتششوى بيششن العامششة .التاسششع ذهششب العلمششة إلششى وجششوب
سجدتي السهو لكل شك في زيادة أو نقيصة وهو ظاهر ما نقلشه الششيخ فشي
الخلف عن بعض الصششحاب ،وكلم الصششدوق فششي الفقيششه يحتملششه ،وذهششب
المفيد في بعض مسائله إلى وجوبهما إن لم يدر أزاد سجدة أو نقص سجدة
أو زاد ركوعا أو نقششص ركوعششا ولششم يتقيششن ذلششك ،وكششان الشششك بعششد تقضششي
وقته ،و المشهور عدم الوجوب .واحتج الولون بصحيحة الفضيل ) (1أنه
سأل أبا عبد ال عليششه السششلم عششن السششهو فقششال :مششن يحفششظ سششهوه فششأتمه
فليس عليه سجدتا السهو إنما السهو علشى مشن لشم يشدر أزاد فشي صشلته أم
نقششص .وقريششب منششه موثقششة ) (2سششماعة وقششد مششر قششرب هشذا الحتمششال فششي
صحيحة ) (3الحلبي عن أبي عبد ال عليششه السششلم قششال :إذا لششم تششدر أربعششا
صششليت أم خمسششا أم نقصششت أم زدت فتشششهد وسششلم واسششجد سششجدتين بغيششر
ركوع ،ول قراءة تتشهد فيهما تشهدا خفيفا ،بأن يكششون أم فششي قششوله " :أم
نقصت " بمعنى أو فيكون من عطف أحششد الشششقين علششى الخششر ،بقرينششة أن
الشك بين الربع والخمس مستقل في إيجاب السجدتين ،فل فششائدة فششي ضششم
غيرهمششا إليهمششا وظششاهره أعششم مششن الركعششات والفعششال ،ول بششاعث علششى
التخصيص بالركعات.
) (1الفقيه ج 1ص (2) .230قد مر ذكره (3) .راجع ص 206فيما سبق.
][227
ويعارضها الخبار الدالة على أن بعد التجاوز عن المحل ل يعتنششي بالشششك وغيرهششا،
فل يبعد الحمل على الستحباب ،وإن كان القول بالوجوب ل يخلو من قششوة،
و الحتياط يوجب عدم الترك .ثم اعلم أن الظششاهر مششن الخبششار والقششوال أن
يكون شكه مترددا بين الزيادة عن الوظيفة المقششررة والنقصششان عنهششا ،مششن
غير احتمال المسششاواة ،وإل لقشال زدت أم لشم تششزد ،أو نقصششت أم لششم تنقششص
فيكششون حينئذ جازمششا بوقششوع مششا يششوجب سششجود السششهو مششن الزيششادة أو
النقصشان ،فيؤيشده خشبر سشفيان أيضشا ،ويكششون القشائلون بهشذا القششول أيضششا
قائلين به ،وأما الشك في الركوع الذي قال به المفيششد فالظششاهر فيششه البطلن
كما عرفت) * .فوائد( * الولى :اختلف الصحاب في تعششدد السششجود بتعششدد
السباب ،فذهب العلمة وجماعة من المتششأخرين إلشى عشدم التششداخل مطلقشا،
واختار الشيخ في المبسوط التداخل مطلقا ،وجعل التعدد أحوط ،وفصل ابششن
إدريس فحكم بالتداخل مع تجانس السششباب كتعششدد الكلم ،أو تعششدد السششجود
وبعششدمه مششع عششدم التجششانس .ومششا اختششاره الشششيخ أقششوى لحصششول المتثششال
بالواحد ،ولما روي بأسانيد إذا اجتمعت ل عليشك حقششوق كفشاك حششق واحشد.
الثانية :المشهور بين الصحاب وجوبهما على الفور ،واستدل بكون المششر
للفور وهو ممنوع ،وبالخبار الدالة على إيقاعهما جالسا قبل التكلم ،ويششرد
عليه أنها ل تدل إل على وجوب إيقاعهما قبششل الكلم ،ول تلزم بينششه وبيششن
الفوريشة ،بشل يمكشن المناقششة فشي الوجشوب أيضشا إذ يمكشن أن يكشون القيشد
للستحباب ،لكن الوجوب منها أظهر ،وظاهر الشهيد في اللفية الستحباب
وأما تحريششم سشائر المنافيششات كمشا ذكششره جماعششة مشن الصشحاب فل يسششتفاد
منها ،وظاهر العلمة في النهاية استحباب الفور ،والدلئل عليه كششثيرة مششن
اليات والخبار الدالة على المسارعة إلى الخيرات ،وعلى الخششذ بششالحوط.
الثالثة :ذهب جماعة من الصحاب إلى وجوب إيقاعهما في وقت الصلة
][228
التي لزمتا بسببها ،ولم يذكروا لششه دليل مقنعششا وظششاهر اللفيششة السششتحباب ،وظششاهر
أكثر الصحاب التفاق على أنه لو أخششل بششالفور أو الششوقت أو تكلششم عمششدا أو
سهوا ل تبطششل الصششلة ،ول يسششقط السششجود ،إذ ل دليششل يششدل علششى اشششتراط
الصلة به .ويدل عليه خشبر عمشار السشاباطي ) (1عشن أبشي عبشد الش عليششه
السلم في الرجل ينسى سجدتي السهو ،قال :يسجدهما مششتى ذكششر ،وروايششة
اخرى منه ) (2عنه عليه السلم عن الرجل يسهو في صلته فل يذكر ذلششك
حتى صلى الفجر كيف يصشنع ؟ قشال :ل يسشجد سشجدتي السشهو حشتى تطلشع
الشمس ،ويذهب شعاعها .لكن الروايتان وردتا في النسيان وظشاهر الخيششر
وقوع السهو في الصششلة السششابقة علششى الفجششر ،ويمكششن أن يقششال لمششا صششار
السجود قضاء زال عنه الفورية أو التأخير قبششل التششذكر كششان لمششانع عقلششي،
وبعششده لمششانع شششرعي ،لكششن المشششهور بيششن الصششحاب عششدم كراهششة سششجود
السششهو والتلوة والشششكر فششي هششذه الوقششات بششل ل قششائل بكراهتهششا ظششاهرا.
الرابعة :قال الشيخ في الخلف سجود السهو شرط في صحة الصلة وهششذا
مذهب مالك ،وبه قال الكرخشي مشن أصشحاب أبشي حنيفشة إل أنشه قشال :ليشس
بشرط في صحة الصلة وقال الشافعي هششو مسششنون غيششر واجششب ،وبششه قششال
أكثر أصحاب أبششي حنيفششة .دليلنششا أنششه مششأمور بالسششجود فششي المواضششع الششتي
قدمناها ،والمششر يقتضششي الوجششوب فمششن حملششه علششى النششدب فعليششه الدللششة،
وأيضا ل خلف في أن من أتى به صلته ماضية وذمته بريئة ،وإذا لم يششأت
به الخلف ،فالحتياط يقتضى ما قلناه انتهى .ول يخفى أن دلئله إنمششا تششدل
على الوجوب ،وأما اشتراط صحة الصلة به فهو ممنوع .ثم إن كلمششه فششي
الشتراط مجمل يحتمل أن يكون مراده أنه لو أخل بشالفور تبطششل الصشلة أو
أنه لشو أخشل بشه فشي الشوقت تبطشل أو أنشه لشو تكلشم قبلشه أو فعشل منافيشا مشن
منافيات الصلة تبطل ،أو أنه لو أخل به في تمام العمر تبطل صلته ،فيجب
على
][229
الولى حينئذ قضاؤها .ثششم قششال فششي الخلف بعششد ذلششك بل فاصششلة :مششن نسششي سششجدتي
السهو ثم ذكر فعليه إعادتهما تطاولت المدة ،أو لم تطل ،ثم نقل عششن بعششض
العامة القول بالسقوط مع التطششاول وحكشم العلمششة فششي المختلششف بالتنششاقض
بين كلميه ،ول تناقض إذ يمكن أن يكون مراده في الول العمد وفي الثاني
السهو ،أو في الول تمام العمر ،والول أظهر .وقششال العلمششة فششي النهايششة:
على ما اخترناه من أنه خارج الصلة فكذلك ينبغى أن يأتي به على الفششور،
فان طال الفصل سجد ،ولو خرج وقت الصلة فكذلك ،وهششل يكششون قضششاء ؟
القرب ذلك ،وهل تبطل الصلة لششو كششان عششن نقصششان أو مطلقششا أو ل تبطششل
مطلقا القرب الخير ،وإذا سجد بعد طول الفصششل أعششاد الصششلة انتهششى ،ول
يخفى ما في كلمه -رحمة الش عليششه -هنششا مششن الضششطراب ،ولعششل بعششض
الحتمششالت المششذكورة مششن أقششوال المخششالفين .الخامسششة :ذكششر جماعششة مششن
الصحاب أنه مع تقضي وقت الصلة ينوى للسششجدة القضششاء كمششا ذكششر فششي
النهاية ،وكذا إذا كان السجود لصلة القضاء ،وربمشا يقشال :إنشه بعشد التكلشم
ينوى القضاء لورود التوقيت بذلك في الخشبر ،ويظهشر مشن بعضشهم أن بعشد
وقوع كل مناف يصير قضاء ،والحوط عدم تعيين الداء والقضششاء مطلقششا،
لعدم الدليل على أصله ،ول على وجوب نية الوجه في مثلششه ،وإن ثبششت فششي
أصل الصلة مششع أنششه فيهششا أيضششا غيششر ثششابت ،والحششوط مششع تعششدد السششباب
والقول بعدم التداخل تعيين نية السبب كما ذكره الكثر - 32 .السرائر :نقل
من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب ،عن يعقوب بن يزيد ،عن ابن
أبي عمير ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا شششك
بعدما صلى فلم يدر ثلثا صلى أو أربعا ،وكان يقينشه حيشن انصششرف أنشه قشد
أتم لم يعد وكان حين انصرف أقرب منه إلى الحفظ منه بعد ذلك ).(1
][230
بيان :يدل على أنه ل يعتبر الشك بعد الصلة ،ول خلف فيششه بيششن الصششحاب- 33 .
السرائر :نقل من النوادر لبن محبوب أيضششا ،عششن حمششاد ،عششن ربعششي عششن
الفضيل قال :ذكرت لبي عبد ال عليه السلم السهو فقال :وينفلت من ذلك
أحد ؟ ربما أقعدت الخادم خلفي يحفظ على صلتي ) .(1بيان :لعله محمششول
على أنه عليه السلم كان يفعل ذلك لتعليم الناس ،وظششاهره موافششق لمششذهب
الصدوق ،ويدل على استحباب تعيين أحد لمن خاف السهو أو الشك ،وعلى
جواز العتماد على الغيششر حششتى فششي الولييششن - 34 .السششرائر :مششن الكتششاب
المذكور ،عن العباس ،عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار ،عن أبششي
عبد ال عليه السلم قشال :قلشت :الرجششل يسشهو عشن القششراءة فششي الركعشتين
الولششتين ،فيششذكر فششي الركعششتين الخيرتيششن أنششه لششم يقششرأ قششال أتششم الركششوع
والسجود ؟ قلت :نعم ،قال :إني أكره أن أجعل آخر صلتي أولهششا )35 .(2
-فلح السائل :عن محمد بن أبي عمير ،عن عمر بن يزيد قال :شكوت إلى
أبي عبد ال عليه السلم السهو في المغرب ،فقال :صلها بقل هششو الش أحششد
وقل يا أيها الكافرون ففعلت ذلك فذهب ذلششك عنششي ) - 36 .(3المقنششع(4) :
إذا لم تدر واحدة صليت أم اثنتين فأعد الصلة وروي :ابن على ركعة .وإذا
شككت في الفجر فأعد ،وإذا شككت في المغرب فأعد ،وروي إذا شككت في
المغشرب ولشم تشدر واحشدة صشليت أم اثنشتين فسشلم ثشم قشم فصشل ركعشة ،وإن
شككت في المغرب فلم تدر في ثلث أنت أم في أربششع وقششد أحششرزت الثنششتين
في نفسك ،وأنت في
) (1السرائر (2) .478 :السرائر (3) .476 :فلح السائل (4) .229 :المقنع باب
السهو في الصلة ،وقد مر بعض مسائلها.
][231
شك من الثلث والربع فأضف إليها ركعة اخرى ،ول تعتد بالشك ،فان ذهب وهمششك
إلى الثالثة فسلم وصل ركعتين وأربع سجدات .وسئل الصادق عليششه السششلم
عمن ل يدري اثنتين صلى أم ثلثا قال :يعيشد الصشلة ]قيشل :وأيشن مشا روى
عن رسول ال صلى ال عليه وآله :الفقيه ل يعيد الصلة ؟[ ) (1قششال إنمششا
ذلك في الثلث والربع .وروي عن بعضششهم يبنششي علششى الششذي ذهششب وهمششه
إليه ويسجد سجدتي السهو ويتشهد لهما تشهدا خفيفا .فان لششم تششدر اثنششتين
صليت أم أربعا فأعد الصلة ،وروي سششلم ثششم قششم فصششل ركعششتين ول تتلكششم،
وتقرأ فيهما بام الكتاب ،فان كنت صششليت أربششع ركعششات كناتششا هاتششان نافلششة،
وإن كنششت صششليت ركعششتين كانتششا تمششام الربششع ركعششات وإن تكلمششت فاسششجد
سجدتي السهو .وإن لم تدر ثلثا صليت أم أربعا وذهششب وهمششك إلششى الثالثششة
فأضف إليها الرابعة ،وإن ذهب وهمششك إلششى الرابعششة فتشششهد وسششلم واسششجد
سجدتي السهو .وروى أبو بصير إن كششان ذهششب وهمششك إلششى الرابعششة فصششل
ركعتين وأربششع سششجدات جالسششا فششان كنششت صششليت ]ثلثششا كانتششا هاتششان تمششام
الربع ،وإن كنت صليت[ ) (2أربعا كانتا هاتان نافلة وكذلك إن لم تدر زدت
أم نقصت .وفي رواية محمششد بششن مسششلم إن ذهششب وهمششك إلششى الثالثششة فصششل
ركعة ]واسجد سجدتي السهو بغير قراءة وإن اعتدل وهمك فششأنت بالخيششار:
إن شئت صليت ركعششة[ ) (3مششن قيششام وإل ركعششتين مششن جلششوس .وإن ذهششب
وهمك مرة إلى ثلث ومرة إلششى أربششع فتشششهد وسششلم وصششل ركعششتين وأربششع
سجدات وأنت قاعد تقرء فيهما بام القرآن .وإن لم تدركم صليت ولم يششذهب
وهمك إلى شئ فأعد الصلة ،وإن صليت
) 1و (2ما بين العلمتين ساقط عن الصل وهكذا طبعة الكمبانى (3) .ما بين
العلمتين ساقط عن ط الكمبانى.
][232
ركعتين ثم قمت فذهب في حاجة لك فأعد الصلة ،ول تبن على ركعتين ،وقيششل لبششي
عبد ال عليه السلم ما بال رسول ال صلى ال عليششه وآلششه صششلى ركعششتين
وبنى عليهما ؟ فقال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله لم يقم من مجلسششه.
وإن صليت ركعتين مششن المكتوبششة ثششم نسششيت فقمششت قبششل أن تجلششس فيهمششا،
فاجلس ما لم تركع ،فان لم تذكر حتى ركعت فامض في صلتك ،فإذا سلمت
سجدت سجدتي السهو في رواية الفضيل بن يسار وفي روايششة زرارة ليششس
عليك شئ فان تكلمت في صلتك ناسيا فقلت أقيمششوا صششفوفكم فششأتم صششلتك
واسجد سجدتي السهو ،وإن تكلمت في صششلتك متعمششدا فأعششد الصششلة .وإن
رفعت رأسك من السجدة الثانية في الركعة الرابعة فأحششدثت فششان كنششت قلششت
أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال ،فقد مضت صلتك وفي حديث
آخر أما صلتك فقد مضت ،وإنما التشهد سنة في الصلة فتوضأ ثم عد إلى
مجلسك فتشهد وإن نسيت التسليم خلف المام أجزأك تسليم المششام .واعلششم
أن السهو الذي يجب فيه سجدتا السهو إذا سهوت في الركعتين الخراويششن
واعلم أنه ل سهو في النافلة ،وإذا سجدت سجدتي السهو فقل فيهمششا :بسششم
ال وبال السلم عليك أيها النبي ورحمة الش وبركششاته )) * .(1ايضششاح( *
قششوله " :وروي إذا شششككت " أقششول :روى الشششيخ فششي الموثششق عششن عمششار
الساباطي ) (2قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :رجل شششك فششي المغششرب
فلم يدر ركعتين صلى أم ثلثة ؟ قال :يسلم ثم يقوم فيضيف إليها ركعششة ،ثششم
قال :هذا وال مما ل يقضى أبدا.
) (1المقنع بششاب السششهو فششي الصششلة بحششذف بعششض الفششروع (2 ) .التهششذيب ج 1ص
،187وقوله عليه السلم " هششذا والش ممششا ل يقضششى أبششدا " صششريح فششي
التقيششة فششان معنششى ل يقضششى ل يقضششى أي ل يحكششم بششه كمششا هششو واضششح
خصوصا بقرينة القسم وهو أصل في كلماتهم عليهم السششلم حيششث يتقششون
على أنفسهم أو على السائل.
][233
واجيب عنه بالطعن في السند لشتماله على الفطحيششة ،وبششأنه لششم يقششل بششه أحششد لعششدم
انطباقه على التفصيل المنقول من الصدوق ،ول على ما نقل عنه من البناء
على القل ،والشيخ نقل الجماع على تشرك العمشل بشه .وأقشول :يمكشن حمششل
التسليم على التسليم المستحب ،فيكون المراد به البنششاء علششى القششل ،وكششان
الصحاب حملوه على هذا حيث نسبوا إلى البناء على القل لكششن ينششافيه مششا
روى الشيخ بسند آخر عن عمار ) (1قال :سألت أبا عبد ال ش عليششه السششلم
عن رجل لم يدر صلى الفجر ركعتين أو ركعة ؟ قششال :يتشششهد وينصششرف ثششم
يقول فيصلي ركعة فان كان صلى ركعتين كانت هذه تطوعا ،وإن كان صلى
ركعة كانت هذه تمام الصلة .قلت :فصلى المغرب فلم يششدر اثنششتين صششلى أم
ثلثا قال :يتشهد وينصرف ثم يقوم فيصلى ركعة فان كان صلى ثلثا كششانت
هذه تطوعا ،وإن كان صلى اثنتين كانت هذه تمام الصلة ،وهششذا وال ش ممششا
ل يقضى أبدا .فان حمل هذه على البناء على القل في غاية البعششد ،والشششيخ
حملهما تارة على نافلة الفجر والمغرب ،واخرى على من شك ثم غلب على
ظنه الكثر ،وتكون إضافة الركعششة علششى السششتحباب .والخيششر ل يخلششو مششن
وجه ،وأما الول ففي غاية البعد ،لنه إن بنى على القششل فل وجششه للتشششهد
في الفجر ،ول للركعة في المغرب ،بل كشان عليششه أن يضششيف إليهششا ركعششتين
وإن بنى على الكثر فل وجششه لضششافة الركعششة فششي الفجششر ،ول للتشششهد فششي
المغرب ،مع أن قوله عليه السلم :فان كان صششلى ثلثششا كششانت هششذه تطوعششا
إلى آخر الكلم يأبى عن ذلك .وبالجملة يشكل التعويل على هذا الخبر الششذي
راويه عمار الذي قل أن يكون
) (1التهذيب ج 1ص ،187وهذا الحديث أيضا كسابقه من حيث اشتماله على دليل
التقاء ،وأزيدك أن مبنى العششترة عليهششم السششلم فششي أمثششال هششذه المششوارد:
الصلة بركعتين وأربع سجدات لتصح كونها نافلة ،وأما ركعة واحدة عششن
قيام ،فهو دليل على خلف المذهب كما كان في سابقه.
][234
خبر من أخباره خاليا مششن تشششويش واضششطراب فششي اللفششظ والمعنششى ،وتششرك الخبششار
الكششثيرة الصششحيحة الدالششة علششى البطلن ،وإل لكششان يمكششن القششول بششالتخيير.
قوله " :فلم تدر في ثلث " يمكن حمله على الشك قائمششا بقرينششة قششوله" :
وقد أحرزت الثنتين " فيكون المراد باضافة الركعة إتمامها فيكون موافقششا
لما نسب إليه من البناء على القل ،وإن حمل على بعد تمشام الركعشة فيمكشن
حمل الركعة على صلة الحتياط بعد التسششليم ،لحتمششال الزيششادة لتكششون مششع
الزائدة ركعتين نافلشة كمشا أن الركعشتين جالسشا بعشد ذلشك لشذلك ،وهششو أيضششا
خلف المشششهور وإنمششا نسششب إلششى الصششدوق القششول بششه ،والمشششهور العمششل
بالظن من غير احتياط .قال الشششهيد فششي اللمعششة :أوجششب الصششدوق الحتيششاط
بركعتين جالسا لو شك في المغرب بين الثنتين وذهششب وهمششه إلششى الثالثششة،
عمل برواية عمار الساباطي عن الصادق عليه السشلم وهشو فطحشي .قشوله
عليشه السشلم " :يعيششد الصششلة " حمششل علشى مششا قبشل إكمشال الركعششتين كمشا
عرفت .قوله عليه السلم " :يبني " إلى آخششره ،سششجود السششهو مششع البنششاء
على الظن مطلقا خلف المشهور ،ولششم ينسششب إلششى الصششدوق إلششى السششجود
للبناء على الكثر قال في الذكرى :لو ظن الكثر بنششى عليششه لمششا سششلف ،ول
تجب معه سجدتا السهو للصل ،ولعدم ذكرهما فششي أحششاديث الحتيششاط هنششا،
ول يجشوز تشأخير البيشان عشن وقشت الحاجشة ،وأوجبهمشا الصشدوقان ،ولعلشه
لرواية إسحاق بن عمار ) (1عن أبي عبد ال عليه السلم إذا ذهششب وهمششك
إلى التمام أبدا في كل صشلة ،فاسشجد سشجدتين بغيشر ركشوع ،وحملشت علشى
الستحباب انتهى .وأقول :الخبر ل يدل على مطلق البنششاء علششى الكششثر ،بششل
إذا كششان ظنششه متعلقششا بتمششام الصششلة كالشششك بيششن الثلث والربششع ،إذا ظششن
الربع ،وقد مضت الرواية الصحيحة فيه ،ويمكن أن يقال :بعد البنششاء علششى
الظن وإتمام الصلة في ساير الشكوك
) (1التهذيب ج 1ص ،187وبعده " :أفهمت ؟ قلت :نعم " وفى استفهامه )ع(
في القلب منه شئ.
][235
يصدق أنه يذهب وهمه إلى التمام .قوله " :وإن تكلمششت " أي فششي أصششل الصششلة أو
في صلة الحتياط ،أو بين صلة الحتياط وأصشل الصشلة ،والخيشر أظهشر،
فيدل على حرمة الكلم فيما بينهما ،بل أنه في حكشم الصشلة فتبطشل الصشلة
بوقوع مبطل بينهما ،كما ذهب إليه جماعة ،وقد مر القول فيه .واحتششج فششي
المختلف بهذا الخبر عليه ،واورد عليه بالقدح في السند ،وأن ترتب سجود
السششهو ل يششدل علششى التحريششم ،فقششد ذهششب جماعششة مششن الصششحاب بوجششوب
السجود لترك المستحبات وزيادتها ،ولو سششلم فششالتحريم ل يششوجب البطلن.
وأما رواية أبي بصير فغير موجود فيما عندنا من الكتب ،ويحتمل أن تكون
هي ما مر من موثقة أبي بصير الششتي تكلمنششا عليهششا فششي الشششك بيششن الربششع
والخمششس ،و الظششاهر أنهششا روايششة اخششرى ،ومششع غلبششة الظششن الحكششم بصششلة
الحتياط لم ينسب إلى أحد وإن كششان ظششاهر الصششدوق هنششا تجششويزه ،ويمكششن
حمله على الستحباب .وقوله " :كذلك إن لم تدر " يمكن حمله على الشششك
بين الربع والخمس فيكون موافقا لما اختاره من صلة الحتياط فششي ذلششك،
أو على الشك بيشن الثلث والخمششس ،أو الثلث والربششع والخمشس فالصشلة
لحتمال الثلث وسجدتا السهو مع ظشن القششل لحتمششال الزيششادة ،ولششم أر بششه
قائل ،ويمكن حمله على الستحباب .وقششوله " :فششان ذهششب وهمششك " يششوهم
تكرارا ولعله من كلمه أو رده بعد الرواية .قوله " ول تبن علششى الركعششتين
" هذا مخالف لما نسب إليه كما مر - 37 .الخصال :عن أبيه ،عن سعد بششن
عبد ال ،عن محمد بن عيسى ،عن القاسشم ابشن يحيشى ،عشن جشده الحسشن،
عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ،عن الصادق عليه السلم ،عن آبائه قششال:
قششال أميششر المششؤمنين عليششه السششلم إذا قششال العبششد فششي التشششهد الخيششر وهششو
جالس :أشهد أن ل إله إل ال وحششده ل شششريك لششه وأشششهد أن محمششدا عبششده
ورسوله وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن الش يبعششث مششن فششي القبششور ،ثششم
أحدث حدثا فقد تمت صلته ).(1
][236
- 37مشكوة النوار :عن السكوني قال :قال أبششو عبششد الش عليششه السششلم :إذا خفششت
حديث النفس في الصلة فاطعن فخذك اليسرى بيدك اليمنى ثم قل :بسم ال
وبال توكلت على ال أعوذ بال السميع العليششم مششن الشششيطان الرجيششم ).(1
- 39دعائم السلم :روينششا عششن جعفششر بششن محمششد ،عششن أبيششه صششلوات الش
عليهما أنه قال :من سهى عن تكبيرة الحرام أعاد الصلة ) .(2وعن جعفر
بن محمد أنه قال فيمن شك في الركوع وهو في الصلة قال :يركع ويسششجد
سجدتي السهو ) .(3وعنه عليه السلم أنه سئل عششن الرجششل يصششلي فيشششك
في واحدة هو أو في اثنتين ،قال :إن كان جلششس وتشششهد فالتشششهد حششائل إل
أن يستيقن أنه لم يصل غير واحدة فيقوم فيصلي ثانية ،وإن لم يكششن جلششس
للتشهد بنى على اليقين ،وعليه في ذلك كلششه سششجدتا السششهو ،وإن شششك فلششم
يدر اثنتين صلى أم ثلثا بنى على اليقين ممششا يششذهب وهمششه إليششه .وإن شششك
ولم يدر أثلثا صلى أم أربعا فانه يصششلي ركعششتين جالسششا بعششد أن يسششلم فششان
كان قد صلى ثلثا كانت هاتان الركعتان اللتان صلهما جالسششا مقششام ركعششة،
وأتم الصلة أربعا ،وإن كان قد صلى أربعا كانتا نافلة له ،وإن شك فلم يششدر
اثنتين صلى أم أربعا سلم وصلى ركعششتين يقششرأ فيهمششا بفاتحشة الكتشاب ،فشان
كان إنما صلى ركعتين كانتا تمام صلته ،وإن كان قد صلى أربعا كانتا نافلة
لششه .وعليششه فششي كششل شششئ مششن هششذا أن يسششجد سششجدتي السششهو بعششد السششلم،
ويتشهد بعدهما تشهدا خفيفا ويسلم .ومن سششهى عششن الركششوع حششتى يسششجد
أعاد الصلة ،ومن سهى عن السجود سجد بعششد مششا يسششلم حيششن يششذكر ،وإن
سهى عن التشهد سجد سششجدتي السششهو ،ومششن سششهى عششن التسششليم أجششزءه
تسليم التشهد إذا قال " :السلم عليك أيها النبي ورحمة ال وبركاته
) (1مشكاة النوار ،247 :ورواه في الفقيه ج 1ص ،224الكافي ج 3ص .358
) (3 - 2دعائم السلم ج 1ص .188
][237
السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين " ) .(1وعن جعفر بن محمد عليه السلم
أنه قال :من سهى عن القراءة في بعض الصلة قرأ فيما بقي منها وأجزأه
ذلك ،فان نسي القراءة فيها كلها وأتم الركوع والسجود والتكبير ،لم تكن
عليه إعادة ،فان ترك القراءة عامدا أعاد الصلة ) .(2وعنه عليه السلم
أنه قال :من نسي أن يجلس في التشهد الول وقام في الثالثة فذكر أنه لم
يجلس قبل أن يركع جلس فتشهد ،فإذا سجد سجدتي السهو ،وإن لم يذكر
إل بعد أن ركع مضى في صلته وسجد سجدتي السهو بعد السلم ).(3
وعنه عليه السلم أنه سئل عن المصلي يسهو فيسلم من ركعتين يرى أنه
قد أكمل الصلة فقال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله صلى بالناس فسلم
من ركعتين فقال له ذو اليدين لما انصرف أقصرت الصلة أم نسيت يا
رسول ال ؟ قال :وما ذلك ؟ قال إنما صليت ركعتين ،فقال رسول ال صلى
ال عليه وآله للناس :أحقا ما قال ذو اليدين ؟ قالوا :بلى يا رسول ال،
فصلى رسول ال صلى ال عليه وآله ركعتين ثم سلم ثم سجد سجدتي
السهو وتشهد تشهدا خفيفا وسلم ) .(4وعن أبي جعفر محمد بن علي
عليه السلم أنه قال فيمن نسي فزاد في صلته قال :إن كان جلس في
الرابعة وتشهد فقد تمت صلته ،ويسجد سجدتي السهو وإن لم يجلس في
الرابعة استقبل الصلة ) .(5وعن جعفر بن محمد أنه قال :من سهى فلم
يدر أزاد في صلته أم نقص منها سجد سجدتي السهو ) .(6وعنه عليه
السلم أنه قال :من شك في شئ من صلته بعد أن خرج منه مضى في
صلته :إذا شك في التكبير بعد ما ركع مضى ،وإن شك في الركوع بعد ما
سجد مضى ،وإن شك في السجود بعد ما قام أو جلس للتشهد مضى ،وإن
شك في شئ من الصلة بعد أن سلم منها لم يكن عليه إعادة ،وهذا كله إذا
شك ولم يتيقن
][238
فأما إن تيقن لم يمض على الخطأ ) .(1وعنه عليه السلم أنه سئل عمن سهى خلف
المام ،قال :ل شئ عليه ،المام يحمل عنه ) .(2وسئل عن السهو في
النافلة قال :ل شئ عليه لنه يتطوع في النافلة بركعة أو بسجدة أو بما
شاء ) .(3وعن علي عليه السلم أن رجل من النصار أتى رسول ال
فقال :يا رسول ال أشكو إليك ما ألقى من الوسوسة في صلتي حتى أنى
ما أعقل ما صليت من زيادة ول نقصان فقال رسول ال صلى ال عليه
وآله :إذا قمت في الصلة فاطعن في فخذك اليسرى بأصبعك اليمنى
المسبحة ،ثم قل بسم ال وبال ،توكلت على ال ،أعوذ بال السميع العليم
من الشيطان الرجيم ،فان ذلك يزجره ويطرده ) .(4وعن أبي جعفر عليه
السلم أنه سئل عن الرجل يشك في صلته قال :يعيد ،قيل فانه يكثر ذلك
عليه كلما أعاد شك ،قال :يمضى في شكه ،وقال :ل تعودوا الخبيث من
أنفسكم نقض الصلة ،فتطمعوه ،فانه إذا فعل ذلك لم يعد إليه ) .(5بيان:
كثير مما ذكر مما يخالف ما مر محمول على التقية ،وقد علم مما مر فل
نطيل الكلم بالتعرض لها - 40 .المقنع :واعلم أنه ل سهو على من خلف
المام ،وهو أن يسلم قبل أن يسلم المام ،أو يسهو فيتشهد ويسلم قبل أن
يسلم المام .وسئل أبو عبد ال عليه السلم عن المام يصلي بأربعة أنفس
أو بخمسة فيسبح اثنان على أنهم صلوا ثلثا ويسبح ثلثة على أنهم صلوا
أربعا ،يقول هؤلء قوموا ،ويقول هؤلء اقعدوا ،والمام مائل مع أحدهما،
أو معتدل الوهم فما يجب عليهم ؟ قال :ليس على المام سهو إذا حفظ عليه
من خلفه سهوه ،بايقان منهم ،وليس على من خلف المام سهو إذا لم يسه
المام ،ول سهو في السهو ،وليس في المغرب ول في الفجر سهو
][239
ول في الركعتين الوليين من كل صلة ]سهو[ ،ول سهو في نافلة ،وإن اختلف
على المام من خلفه فعليه وعليهم في الحتياط العادة والخذ بالجزم ).(1
* )تحقيق وتبيين( * اعلم أنه روى الكليني بسند حسن كالصحيح عن
حفص بن البختري ) (2عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ليس على المام
سهو ،ول على من خلف المام سهو ،ول على السهو سهو ،ول على
العادة إعادة .والشيخ في الصحيح عن علي بن جعفر ،عن أخيه موسى
عليه السلم قال :سألته عن رجل يصلي خلف إمام ل يدري كم صلى ؟
عليه سهو ؟ قال :ل ) .(3وباسناده عن محمد بن سهل ،عن الرضا عليه
السلم قال :المام يحمل أوهام من خلفه إل تكبيرة الفتتاح ) .(4وروى
الشيخ ) (5والكليني ) (6عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن
يونس ،عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن المام
يصلي بأربعة أنفس إلى آخر ما مر برواية المقنع ،وروى في الفقيه أيضا
مرسل ) (7إل أن في أكثر نسخه مكان قوله " :بايقان " قوله " :باتفاق
" وفي بعضها " فعليه وعليهم في الحتياط والعادة الخذ بالجزم ".
قوله " :يقول هؤلء ،قوموا " أي بالتسبيح أو بالشارة .واعلم أن السهو
يطلق في الخبار كثيرا على الشك وعلى ما يشمله والمعنى
) (1المقنع (2) .33 :الكافي ج 3ص (3) .359التهذيب ج 1ص (4) .236
الفقيه ج 1ص (5) .2التهذيب ج 1ص (6) .261الكافي ج 3ص
358و (7) .359الفقيه ج 1ص .231
][240
المشهور ،ول ريب في شمول تلك الخبار للشك ،ول خلف في رجوع كل من المام
والمأموم عند عروض الشك إلى الخر ،مع حفظه له في الجملة ،سواء
كان الشك في الركعات أو في الفعال .وقوله " :ل يدري كم صلى " يشمل
ما إذا كان الشك موجبا للبطلن للمنفرد كالشك قبل إكمال الركعتين ،وفي
الفجر والمغرب ،أو كان موجبا للحتياط كالشك بين الثلث والربع أو
لسجود السهو كالشك بين الربع والخمس ،فيدل الجواب على عدم البطلن
في الول ،وعدم لزوم الحتياط في الثاني ،وسقوط السجدة في الثالث .ول
بأس أن نفصل ونوضح ما يستنبط من تلك الخبار في فصول .الفصل الول
في بيان حكم شك المام والمأموم اعلم أنه مع شك المام أو المأموم أو
اختلفهما ل يخلو من أن يكون المأموم واحدا أو متعددا ،وعلى كل التقادير
ل يخلو من أن يكون المأموم ]رجل أو امرءة عادلين أو فاسقين أو صبيا
مميزا ،وعلى التقادير ل يخلو من أن يكون المأموم[ ) (1أو المام متيقنا
أو ظانا أو شاكا ،وعلى تقدير اشتراك الشك بينهما ل يخلو من أن يكونا
موافقين في الشك أو مخالفين ،وعلى تقدير الختلف إما أن يكون بينهما
ما به الشتراك أول ،وعلى تقدير تعدد المأمومين ل يخلو من أن يكونا
متفقين في الشك والظن و اليقين أو مختلفين ،ولنشر إلى جميع تلك
الحكام بعون ال الملك العلم .فاعلم أن المشهور بين الصحاب أن في
رجوع المام إلى المأموم ل فرق بين كون المأموم ذكرا أو انثى ،ول بين
كونه عادل أو فاسقا ،ول بين كونه واحدا أو متعددا ،مع اتفاقهم ،ول بين
حصول الظن بقولهم أم ل ،لطلق النصوص المتقدمة في جميع ذلك،
وعدم التعرض للتفصيل في شئ منها.
][241
وأما مع كون المام صبيا مميزا فقيه إشكال ،وذهب جماعة إلى قبول قوله للعتماد
على قوله في كثير من الحكام ،كقبول الهداية وإذن الدخول وأمثالها ،و ل
يخفى ما فيه ،والظهر التمسك في ذلك أيضا باطلق النصوص ،وإذا حصل
الظن بقوله فل إشكال .وربما يؤنس لهذا الحكم بما روي ) (1عن الصادق
عليه السلم في الرجل يتكل على عدد صاحبته في الطواف ،أيجزيه عنها
وعن الصبي ؟ فقال :نعم ،أل ترى أنك تأتم بالمام إذا صليت خلفه ،فهو
مثله ،وفيه نظر لن الخبر مجمل ذو وجوه ل يمكن الستدلل به على
مثله ،ببعض الحتمالت البعيدة .وأما غير المأموم فل تعويل عليه إل أن
يفيد قوله الظن فيدخل في عمومات ما ورد في هذا الباب من التعويل على
الظن وأما سائر الصور التي أشرنا إليها فنبين حكمها في أبحاث .الول:
أن يكون المام موقنا والمأموم شاكا فيرجع المأمومون إليه ،سواء كانوا
متفقين في الشك أو مختلفين ،إل أن يكونوا مع شكهم موقنين بخلف يقين
المام فينفردون حينئذ .الثاني :أن يكون المأموم موقنا والمام شاكا مع
اتفاق المأمومين ،ول شك حينئذ في رجوع المام إلى يقينهم إل مع كونه
مع شكه موقنا بخلف يقين المأمومين فالحكم فيه النفراد كما مر .الثالث:
أن يكون المام موقنا والمأمومون موقنين بخلفه ،فل خلف حينئذ أنه
يرجع كل منهم إلى يقينه ،سواء اتفق المأمومون في يقينهم أو اختلفوا.
الرابع :أن يكون المام شاكا والمأمومون موقنين مع اختلفهم ،كما هو
المفروض في مرسلة يونس ،والمشهور بين الصحاب حينئذ وجوب
انفراد كل منهم والعمل بما يقتضيه يقينه أو شكه ،إذ ل يحتمل رجوع
المأمومين مع يقينهم إلى شك
][242
المام ،ول رجوع المام إلى أحد الفريقين لعدم الترجيح ،نعم لو حصل له بالقرائن
ظن بقول أحدهما يعمل بمقتضى ظنه ،فل ينفرد منه الموقن الذي وافقه
ظن المام وينفرد الخر .والحتمال الذي يتوهم في صورة عدم حصول
الظن هو تخيير المام بين الرجوع إلى كل من الفريقين ،لعموم قوله عليه
السلم " ليس على المام سهو " لكنه يعارضه ما يظهر من أول المرسلة
من عدم رجوع المام إلى المأمومين إل مع اتفاقهم ل سيما على نسخة
الفقيه من قوله " :باتفاق منهم " مع أنه مؤيد بالشهرة ،وبعمومات العمل
بأحكام الشك .لكن بقي الكلم في الحكم المستفاد من آخر المرسلة
المتقدمة ،لهذه القضية فأما على ما هو في كثير من نسخ الفقيه من تقديم
العاطف ) (1فل يدل على ما ينافي الحكم المذكور ،إذ مفادها حينئذ أن على
المام وعلى كل من المأمومين في صورة اختلفهم أن يعمل كل منهم بما
يقتضيه شكه أو يقينه من الحتياط أو العادة ،حتى يحصل له الجزم
ببراءة الذمة .وليس كلمه عليه السلم حينئذ مقصورا على الحكم
المسؤول عنه حتى يقال ل تلزم العادة في الصورة المزبورة على أحد
منهم ،بل هو حكم عام يشمل هذه الصورة وغيرها ،ولذا ردد عليه السلم
وأبهم فيشمل ما إذا شك المام أو بعض المأمومين بين الواحد والثنين
فليزمه العادة .وأما على ما هو في أكثر نسخ الحديث من تأخير العاطف )
(2فظاهره وجوب العادة على الجميع ،وهو مخالف لما رجحنا من القول
المشهور .ويمكن القول باستحباب العادة وتخصيص الحكم بالصورة
المذكورة ،بأن يكون المأمومون مخيرين بين العمل بيقينهم واستيناف
صلتهم ،وكان الستيناف أولى لهم لمعارضة يقينهم بيقين آخرين
مشاركين لهم في العمل ،والمام مخيرا بين الستيناف
) (1يعنى قوله " :في الحتياط والعادة الخذ بالجزم " (2) .يعنى قوله " :في
الحتياط العادة والخذ بالجزم ".
][243
والخذ بالكثر مع الحتياط ،وكان اختيار الول له أولى كما يومئ إليه قوله " في
الحتياط " .وإنما حملنا على ذلك لنه يشكل تخصيص عمومات أحكام
اليقين والشك بهذه الرواية مع إرسالها وضعف سندها ،ومخالفتها
للمشهور بين الصحاب ،ولعل الحوط في تلك الصورة انفراد كل منهم،
والعمل بمقتضى يقينه أو شكه ثم العادة .الخامس :يقين المأمومين
واتفاقهم مع ظن المام بخلفهم ،والشهر بين الصحاب حينئذ رجوع
المام إلى علم المأمومين ،ومال المحقق الردبيلي قدس سره في شرح
الرشاد إلى عمل المام بظنه ،وانفراد المأمومين عنه ،والول أقوى ،إذ
الظاهر من قوله " :ل سهو على المام " عدم ترتب أحكام السهو على
سهوه ول يخفى على المتتبع أن في الخبار يطلق السهو على ما يشمل
الظن كما يظهر من مرسلة يونس ،بل من صحيحة علي بن جعفر أيضا،
ولعل العمل بذلك ثم إعادة كل من المام والمأموم أحوط .ثم اعلم أن
الشكال في هذه الصورة إنما هو فيما إذا لم يرجع المام بعد الطلع على
يقينهم عن ظنه ،فلو رجع إلى الشك أو الظن الموافق ليقين المأمومين
فلشك في رجوعه إليهم .السادس :يقين المأمومين واختلفهم مع ظن
المام بخلفهم ،والشهر والظهر حينئذ النفراد وعمل كل بيقينه أو ظنه
لما مر في الرابع ،والحتياط في تلك الصورة أيضا العادة ،لمرسلة يونس
وشمول الجواب لتلك الصورة .السابع :اختلف المأمومين في اليقين وظن
المام بأحدهما ،فالظاهر أنه يعمل هنا بظنه ويتبعه الموافقون له في
اليقين ،وينفرد المخالفون ،والحوط العادة للجميع لدخول تلك الصورة
في مرسلة يونس سؤل وجوابا .الثامن :يقين المام مع ظن المأمومين
بخلفه متفقين أو مختلفين والمشهور في تلك الصورة أيضا رجوع
المأمومين إلى المام ،وتوقف فيه أيضا المحقق
][244
الردبيلي -رحمة ال عليه -والول أقوى لقوله عليه السلم " :ليس على المأموم
سهو " بما مر من التقرير ،ولعمومات الخبار الدالة على وجوب متابعة
المام مطلقا خرج منه اليقين إجماعا فبقي الظن .واستدل الشهيد الثاني
نور ال ضريحه عليه بما تقدم من خبر محمد بن سهل ) (1إذ يطلق في
الروايات الوهم على الظن ،فيدل على أن المام يحمل ظنون من خلفه فل
عبرة بظنهم مع يقين المام ،وفيه نظر إذ في سنده ما عرفت ،وفي دللته
قصور إذ الظاهر من تلك الرواية أن المراد بالوهم إما السهو أو العم منه
ومن الشك ،وإن أمكن إرادة العم منهما ومن الظن أيضا لكن يشكل
الستدلل به .ولعل العادة في تلك الصورة أيضا أحوط ،ل سيما مع
اختلف المأمومين لطلق الجواب في المرسلة المتقدمة أخيرا ،وإن كان
قوله عليه السلم فيها " وليس على من خلف المام سهو إذا لم يسه
المام " يدل على ما اخترنا كما عرفت .التاسع :ظن المام أو المأموم مع
شك الخر فالمشهور بين الصحاب أنه يرجع الشاك إلى الظان لعموم
النصوص الدالة على عدم اعتبار شك المأموم والمام وأيضا عموم أخبار
متابعة المام تدل على عدم العبرة بشك المأموم مع ظن المام ول قائل
بالفرق في ذلك بين المام والمأموم ول معارض في ذلك إل ما يترا آى من
مرسلة يونس :من اشتراط اليقين في المرجوع إليه ،وليس فيه شئ يكون
صريحا في ذلك ،سوى ما في أكثر النسخ من قوله عليه السلم " :بايقان
" واتفاق نسخ الفقيه على قوله " باتفاق " مكانه ،ومخالفة مدلوله ،لما
هو المشهور بين الصحاب مع ما عرفت من ضعف السند ،يضعف
الحتجاج به ،وسبيل الحتياط واسع .قال المحقق الردبيلي -ره :-ل شك
في رجوع أحدهما إلى الخر مع شكه ويقين الخر ،وأما إذا ظن الخر فهو
أيضا محتمل لن الظن في باب الشك معمول به ،وأنه بمنزلة اليقين،
وظاهر قوله في المرسلة المتقدمة " مع إيقان " العدم ،وكأنه محمول
على ما يجب لهم أن يعملوا به من الظن واليقين ،مع احتمال
][245
العدم ،والحمل على الظاهر إل أنها مرسلة انتهى .العاشر :كون كل منهما ظانا
بخلف الخر ،فظاهر الصحاب عدم رجوع أحدهما إلى الخر ،بل كل
منهما ينفرد بحكمه لعدم الترجيح ،ول يخلو من قوه إذ المتبادر من
النصوص الدالة على رجوع أحدهما إلى صاحبه أن يكون بينهما تفاوت في
مراتب العلم ،ل سيما مرسلة يونس ،حيث قال " إذا حفظ عليه من خلفه "
وقال " :إذا لم يسه المام " والتمسك بعموم متابعة المام هنا ضعيف،
وإن كان محتمل .الحادي عشر :يقين المام ويقين بعض المأمومين
بخلفه ،وشك آخرين ،فالشاك يرجع إلى المام لعموم النصوص ،وينفرد
الموقن بحمكه .الثاني عشر :شك المام وبعض المأمومين مختلفين في
الشك أو متفقين مع يقين بعض المأمومين ،فالشهر والظهر في تلك
الصورة رجوع المام إلى الموقن والشاك من المأمومين إلى المام ،لعموم
النصوص الدالة على رجوع المام إلى المأمومين ،ومتابعة المأموم للمام.
وفي مرسلة يونس ما يدل على عدم رجوع المام إلى المأمومين مع
اختلفهم ويمكن حمله على أن المراد بقوله عليه السلم " إذا حفظ عليه
من خلفه بايقان " أعم من يقين الجميع بأمر واحد أو يقين البعض ،مع
عدم معارضة يقين آخرين ،وحمل قوله " :فإذا اختلف على المام من
خلفه " على الختلف في اليقين .وبالجملة يشكل التعويل على المرسلة
المزبورة لضعفها ،مع ،معارضة النصوص المعتبرة ،وإن كان الحتياط
يقتضي العمل بما قلنا ثم إعادة الجميع كما عرفت في أمثاله لظاهر
المرسلة ل سيما على نسخة الفقيه من قوله باتفاق منهم .الثالث عشر:
اشتراك الشك بين المام والمأمومين مع اتفاقهم في نوع الشك ،ول شك
في أنه يلزمهم جميعا حكم ذلك الشك ،ول يبعد التخيير بين اليتمام
والنفراد فيما يلزمهم من صلة الحتياط كما ذكره بعضهم .الرابع عشر:
اشتراكهما في الشك مع اختلف نوع شك المام مع شك
][246
المأمومين ،مع تحقق رابطة بين الشكين ،فالمشهور حينئذ رجوعهما إلى تلك
الرابطة كما إذا شك المام بين الثنتين والثلث ،وشك المأموم بين الثلث
و الربع ،فهما متفقان في تجويز الثلث ،والمام موقن بعدم احتمال
الربع ،و المأموم موقن بعدم احتمال الثنتين ،فإذا رجع كل منهما إلى
يقين الخر تعين اختيار الثلث ،فيبنون عليها ،ويتمون الصلة من غير
احتياط .وربما قيل بانفراد كل منهما حينئذ بشكه ،وربما يستأنس له بما
يظهر من مرسلة يونس من عدم رجوع أحدهما إلى الخر مع شك الخر،
وإن أمكن أن يقال :إنه ليس الرجوع هنا فيما شكا فيه ،بل فيما أيقنا فيه،
ولعل اختيار الرابطة والتمام والعادة أيضا أحوط .الخامس عشر:
الصورة المتقدمة مع عدم تحقق الرابطة كما إذا شك أحدهما بين الثنتين
والثلث ،والخر بين الربع والخمس فالمشهور أنه ينفرد كل منها بشكه،
ويعمل بحكم شكه ،وهو قوى ،لعدم دخوله ظاهرا في عموم نصوص
رجوع أحدهما إلى الخر كما عرفت ،ولعموم النصوص الدالة على حكم
شك كل منهما .ثم اعلم أنه على المشهور ل فرق في الصورتين بين كون
الشك في الركعات أو في الفعال ،وكذا ل فرق في صورة تحقق الرابطة
بين أن يكون شك أحدهما مبطل أم ل ،فالول كما إذا شك أحدهما بين
الثنين والثلث ،والخر بين الثلث والخمس ،فانهما يرجعان إلى الثلث
وإن كان الشك بين الثلث والخمس مبطل لو انفرد .وكذا ل فرق بين ما إذا
انفرد كل منهما بحكم أم ل ،فالول كما إذا شك أحدهما بين الثلث والربع،
والخر بين الربع والخمس ،فان حكم الول صلة الحتياط وحكم الثاني
سجدة السهو فانه يسقطان عنهما ويرجعان إلى الربع وكما إذا شك
أحدهما بين الثنتين والثلث والربع والخر بين الثلث والربع والخمس،
وحكم الول ركعتان من قيام وركعتان من جلوس وحكم الثاني ركعتان من
جلوس مع سجدة السهو
][247
فيرجعان إلى الشك بين الثلث والربع ،فيسقط عن الول حكمه المختص به وهو
الركعتان من قيام ،وعن الثاني حكمه المختص به وهو سجدة السهو.
السادس عشر :اشتراك الشك بين المام والمأمومين مع تعدد المأمومين
واختلفهم أيضا في الشك ،فالمشهور في هذه الصورة أيضا التفصيل
المتقدم ،بانه إن كان بينهم رابطة يرجعون إليها كما إذا شك أحدهم بين
الثنتين والربع والثانى بين الثلث والربع والثالث بين الربع والخمس
فيبنون على الربع لعلم الول بعدم الثلث والخمس والثاني بعدم الثنتين
والخمس ،فهما متفقان في نفي الخمس والثاني والثالث متفقان في نفي
الثنتين ،والول والثالث متفقان في نفي الثلث .وإن لم يكن بينهما رابطة،
فينفرد كل منهم ويعمل بحكم شكه بما مر من التقريب ،كما إذا شك أحدهم
بين الثنتين والثلث ،والثاني بين الثلث والربع والثالث بين الربع
والخمس ،وقال الشهيد الثاني قدس ال روحه في شرح الرشاد بعد الحكم
في تلك الصورة بالنفراد :لكن هذا الفرض ل يتفق إل مع ظن كل منهم
انتفاء ما خرج عن شكه ،ل مع يقينه ،فان تيقن الولين عدم الخمس
ينفيها ،وتيقن الول عدم الربع ينفيها ،فل يمكن فرض شك الثالث على
هذا الوجه انتهى .أقول :ل أعرف لهذا الكلم معنى محصل إذ لو كان
غرضه عدم إمكان تحقق شك الثالث مع يقين الخرين بنفي ما شك فيه،
فل يخفى وهنه ،إذ ل تنافي بين يقين إنسان وشك آخر مع أنه ل اختصاص
له بالثالث ،إذ الثالث جازم بنفي ما يشك فيه الول فل يتصور شكه على
هذا .ولو كان الغرض عدم العتناء بشكه ولزوم الرجوع إلى الخرين،
فهو -ره -لم يفرق في رجوع كل من المأموم والمام إلى الخر بين الظن
واليقين ،وقال سابقا الظن في باب الشك في حكم اليقين .وتحقيق المقام
أنه لو كان الثاني ،أي الشاك بين الثلث والربع المام فل يتصور
][248
له الرجوع إلى المأمومين لعدم اتفاقهم وعدم تحقق جامع بينهم والرجوع إلى
بعضهم دون بعض ترجيح من غير مرجح ،إل أن يحصل له ظن بقول
بعضهم ،فيخرج عن الصورة المفروضة ويعمل بظنه ،وفي رجوع
المأمومين إليه ما مر وأما رجوع بعض المأمومين إلى بعض فل وجه له،
فلبد من انفرادهم ،ويحتمل عدم انفراد الثالث عن المام لنه أيضا يبنى
على الربع .ويحتمل في تلك الصورة وجه آخر بأن يقال :يرجع الثالث في
نفي الخمس إلى المام ،وفي الثلث إلى علمه ،فيبني على الربع من غير
سجدة للسهو ،والول يرجع إلى المام في نفي الثنين ،وفي نفي الربع
إلى علمه ،فيبني على الثلث من غير احتياط ،وهذا وجه قريب بالنظر إلى
عمومات الدلة كما ل يخفى .ولو كان الثالث المام فله مع بعض
المأمومين رابطة ؟ ول يبعد عمل الثاني و الثالث بالرابطة ،وينفرد الول
عمل بظواهر بعض النصوص المعتبرة ،ولو كان الول المام فله مع
الثاني رابطة هي الثلث فيعملن بها ،ويبنيان عليها ،وينفرد الثالث
والحوط في الجميع العادة مع العمل بما ذكرنا لدللة المرسلة المتقدمة
عليها على بعض المحتملت ،ولتعارض تلك الوجوه المتقدمة وال تعالى
يعلم حقايق أحكامه وحججه عليهم السلم.
][249
الفصل الثاني في بيان حكم سهو المام والمأموم اعلم أنه ل يخلو من أن يكون
السهو مشتركا بين المام والمأموم أو مختصا بالمام ،أو بالمأموم،
ولنورد الخبار الواردة في ذلك سوى ما تقدم ذكره ،ثم نبين حكم كل من
الصور .فمنها ما رواه الشيخ في الموثق ) (1عن عمار الساباطي عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :سألته عن الرجل ينسى وهو خلف المام أن
يسبح في السجود أو في الركوع أو نسي أن يقول شيئا بين السجدتين،
فقال :ليس عليه شئ .وبهذا السناد ) (2عن عمار عنه عليه السلم قال:
سألته عن رجل سهى خلف المام بعد ما افتتح الصلة فلم يقل شيئا ولم
يكبر ولم يسبح ولم يتشهد حتى يسلم ،فقال :جازت صلته ،وليس عليه إذا
سهى خلف المام سجدتا السهو ،لن المام ضامن لصلة من خلفه .وروي
أيضا في الموثق عن عمار ) (3عنه عليه السلم قال :سألته عن الرجل
يدخل مع المام وقد سبقه المام بركعة ،أو أكثر ،فسهى المام كيف
يصنع ؟ فقال إذا سلم المام فسجد سجدتي السهو فل يسجد الرجل الذي
دخل معه ،وإذا قام وبنى على صلته وأتمها وسلم سجد الرجل سجدتي
السهو إلى أن قال وعن رجل سهى خلف المام فلم يفتتح الصلة ،قال:
يعيد الصلة ،ول صلة بغير افتتاح .وروي أيضا في الصحيح ) (4عن عبد
الرحمن بن الحجاج قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يتكلم
ناسيا في الصلة ،يقول :أقيموا صفوفكم ؟ قال :يتم
) (2 - 1التهذيب ج 1ص 332ط حجر ،ج 3ص 278ط نجف (3) .التهذيب :ج
1ص 237ط حجر ،ج 2ص 254ط نجف (4) .التهذيب ج 1ص
.190
][250
صلته ثم يسجد سجدتين ،فقلت :سجدتي السهو قبل التسليم هما أو بعد قال :بعد.
وروى أيضا بسند صحيح عن منهال القصاب ) (1وهو مجهول ) (2قال:
قلت لبي عبد ال عليه السلم :أسهو في الصلة وأنا خلف المام ،قال:
فقال :إذا سلم فاسجد سجدتين ول تهب .قوله عليه السلم " :ل تهب "
يحتمل أن يكون من المضاعف ،اي ل تقم من مكانك حتى تأتي بهما وقال
في النهاية فيه " :لقد رأيت أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله يهبون
إليها كايهبون إلى المكتوبة " يعني ركعتي المغرب أي ينهضون إليها،
وفي القاموس الهب النتباه من النوم ،ونشاط كل ساير ،وسرعته ،ويحتمل
أن يكون على بناء الجوف فالمراد به إما عدم الخوف من تشنيع الناس
عليه بالسهو في الصلة ،أو عدم الخوف من المخالفين للخلف بينهم في
ذلك ،كما ستطلع عليه .وروى الشيخ ) (3والكليني ) (4بسند مرفوع عن
الرضا عليه السلم قال :المام يحمل أوهام من خلفه إل تكبيرة الفتتاح.
أقول :قد مر مثله عنه عليه السلم ) (5بسند آخر وهو يحتمل وجوها:
الول أن يكون المراد بالوهم الشك أو ما يشمله والظن ،فان المأموم
الشاك يرجع إلى يقين المام اتفاقا ،وإلى ظنه على الشهر ،والظان إلى
يقينه على الشهر كما عرفت ،فيصدق أنه يحمل أوهام من خلفه ،وأما
استثناء التكبير فلنه مع الشك فيه لم يتحقق المأمومية بعد ،فل يرجع
إليه ،ولنه ليس تابعا
) (1التهذيب ج 1ص (2) .237بل هو مهمل لم يذكر حاله بجرح ول تعديل ،وقد
كان أصحابنا المتقدمون يعملون بخبر رواته غير مجروحين ولو
بالهمال ،وأما المجهول فهو الذى اطلق عليه الطعن بأنه مجهول راجع
في ذلك قاموس الرجال الفصل 17من مقدمته (3) .التهذيب ج 1ص
(4) .176الكافي ج 3ص (5) .347قد مر باسناد الشيخ والصدوق عن
محمد بن سهل ص 244و.
][251
للمام فيه حتى يعلم بفعل المام فعله .ويرد على الخير أن هذا الوجه مشترك بينه
وبين سائر الذكار ،إل أن يقال :ذكره على سبيل المثال أو يقال :إن في
ساير الذكار لما تحقق القدوة في الحالة التي تقع الذكر فيها ،فالظاهر
وقوع الذكر منه مع إيقاع المام كالركوع و السجود ،بخلف التكبير وفيه
بعد كلم .الثاني أن يكون المراد بالوهم العم من الشك والسهو ،ويكون
المقصود بيان فضيلة الجماعة وفوائدها ،وأنه ل يقع من المأموم سهو
وشك غالبا في الركعات والفعال ،لتذكير المام له ول يخفى بعده .الثالث
أن يكون المراد بالوهم ما يشمل الشك والظن والسهو ،أو يخص بالسهو
كما فهمه جماعة ،فيدل على عدم ترتب حكم السهو على سهو المأموم،
ومنه عدم بطلن صلة المأموم بزيادة الركن سهوا ،فيما إذا ركع أو سجد
قبل المام أو رفع رأسه عنهما قبله ،فانه يرجع في تلك الصور ول تضره
زيادة الركن .الرابع أن يكون المراد ما يسهو عنه من الذكار ،إذ ليس فيها
ركن غيرها ،قلت :لعل المراد أنه يثاب عليها لقراءة إمامه بخلف المنفرد،
فانه إنما ل يعاقب على تركها .ثم إنه روى الشيخ بسند فيه ضعف عن
زرارة ) (1قال :سألت أحدهما عليهما السلم عن رجل صلى بقوم فأخبرهم
أنه لم يكن على وضوء ،قال :يتم القوم صلتهم فانه ليس على المام
ضمان ،ورواه الصدوق ) (2بسند صحيح .وفي الصحيح عن معاوية بن
وهب ) (3قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :أيضمن المام صلة
الفريضة فان هؤلء يزعمون أنه يضمن ؟ قال :ل يضمن أي شئ يضمن ؟
) (1التهذيب ج 1ص 332ط حجر ج 3ص 269ط نجف (2) .الفقيه ج 1ص
(3) .264التهذيب ج 1ص 332ط حجر ،ج 3ص 277ط نجف.
][252
إل أن يصلي بهم جنبا أو على غير وضوء .وفي الصحيح عن أبي بصير ) (1عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت له :أيضمن المام الصلة ؟ فقال :ليس
بضامن .وروى مرسل عن الحسين بن بشير ) (2عن أبي عبد ال عليه
السلم أنه سأله رجل عن القراءة خلف المام ،فقال :ل إن المام ضامن
للقراءة ،وليس يضمن المام صلة الذين خلفه وإنما يضمن القراءة.
ورواه في الفقيه ) (3مرسل عن الحسين بن كثير وهو أصوب ،وهما
مجهولن ) .(4أقول :يمكن الجمع بين أخبار إثبات الضمان وعدمه
بوجوه :الول ما ذكره الصدوق حيث قال بعد إيراد رواية أبي بصير ):(5
ليس هذا بخلف خبر عمار وخبر الرضا عليه السلم ،لن المام ضامن
لصلة من خلفه متى سهى عن شئ منها غير تكبيرة الفتتاح ،وليس
بضامن لما يتركه المأموم متعمدا .والثاني ما ذكره أيضا حيث قال :ووجه
آخر وهو أنه ليس على المام ضمان لتمام الصلة بالقوم ،فربما حدث به
حدث قبل أن يتمها أو يذكر أنه على غير طهر ثم استشهد برواية زرارة
المتقدمة .والثالث أن يكون المراد بالضمان ضمان القراءة وبعدمه سائر
الذكار و الفعال.
) (1التهذيب ط حجر نفسه ط نجف ج 3ص (2) .279رواه الشيخ في الستبصار
)ج 1ص 220ط حجر ج 1ص 440ط نجف( باسناده ،عن الحسين بن
سعيد ،عن زرعة ،عن سماعة ،عن أبى عبد ال )ع( وأرسله في
التهذيب راجع )ج 1ص 332ط حجر ،ج 3ص 279ط نجف((3) .
الفقيه ج 1ص (4) .247بل هما مهملن كما عرفت (5) .الفقيه ج 1
ص .264
][253
الرابع أن يكون المراد بالضمان الثم والعقاب على الخلل بالشرايط و الواجبات،
من جهة المأمومين ،وبعدمه عدم الثم إذا كان سهوا ،أو عدم التأثير في
بطلن صلة المأمومين مطلقا كما يومي إليه بعض الخبار السالفة ،أو
عدم وجوب إعلمهم بذلك كما يشير إليه أيضا بعض الخبار .الخامس أن
يكون بعض الخبار محمولة على التقية كما سنشير إليه .فإذا أحطت خبرا
بالخبار الواردة في هذا الباب ،فاستمع لما يتلى عليك في بيان أحكام
الصور الثلث :فأما الولى وهو اشتراك السهو بين المام والمأموم ،فل
ريب في أنهما يعملن بمقتضى سهوهما سواء اتحد حكمهما أو اختلف،
فالول كما إذا تركا سجدة واحدة سهوا فذكراها بعد الركوع ،فيمضيان في
الصلة ويقضيان السجود بعدها ،اتفاقا ،ويسجدان للسهو على المشهور،
ولو ذكراها قبل الركوع يجلسان ويأتيان بها ثم يستأنفان الركعة ،وقيل
بالسجود للسهو هنا أيضا .والثاني كما إذا ذكر المام السجدة المنسية بعد
الركوع والمأموم قبله ،فيأتي المأموم بها ويلحق بالمام ،ويقضيها المام
بعد الصلة ،وفي سجودهما للسهو ما مر ،ولو كان المنسى السجدتان معا
وذكرهما المام بعد الركوع والمأموم قبله فتبطل صلة المام وينفرد
المأموم لصحة صلته على المشهور وإن قيل فيه بالبطلن أيضا ويأتي
بهما ويتم الصلة وهنا صور اخر تعلم بالمقايسة .وأما الثانية وهو
اختصاص السهو بالمام كما إذا تكلم ناسيا ولم يتبعه المأموم فالشهر بين
المتأخرين اختصاصه بحكم السهو ،وذهب الشيخ وبعض أتباعه إلى أنه
يجب على المأموم متابعته في سجدتي السهو وإن لم يعرض له السبب.
واستدل أول بوجوب متابعة المام ،ورد بأنه إنما تجب المتابعة حال كونه
إماما ل مطلقا والسجدتان إنما يؤتى بهما بعد الصلة .وثانيا بما روته
العامة عن عمر ،عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :ليس على من
][254
خلف المام سهو ،المام كافبه ،وإن سهى المام فعليه وعلى من خلفه ،رواه الدار
قطني وبقول الشيخ قال أكثر العامة لهذا الخبر ،ورد بأن الخبر من
مرويات العامة وعندهم أيضا ضعيف ،فكيف يصلح للتمسك به في حكم.
وثالثا برواية عمار الثالثة المتقدمة ويمكن الجواب عنه بعد العراض عن
القدح في سنده ،بعدم صراحته في اختصاص السهو بالمام ،ولو سلم
فيمكن حمله على التقية لشتهار الحكم بين العامة كما عرفت ،وبالجملة
يشكل التعويل على مثل هذا الخبر في إثبات حكم مخالف للصل ،وإن كان
الحوط متابعة الشيخ في المتابعة .ثم اعلم أنه أورد الشهيد -رحمه ال -
في الذكرى لمذهب الشيخ فروعا :الول لو رأى المأموم المام يسجد وجب
عليه السجود ،وإن لم يعلم عروض السبب حمل على أن الظاهر منه أنه
يؤدي ما وجب عليه ولعدم شرعية التطوع بسجدتي السهو ،واعترض
عليه المحقق الردبيلي قدس سره بأنه يحتمل أن يكون عرض له السبب
في صلة اخرى وذكره في هذه الوقت ،فل يجب على المأموم المتابعة.
أقول :ويرد أيضا على ادعائه عدم شرعية التطوع بهما أنه في محل
المنع ،إذ الصحاب كثيرا ما يحملون الخبار الواردة بهما مع المعارض أو
مخالفة المشهور على الستحباب .الثاني أنه لو عرض للمام السبب فلم
يسجد إما تعمدا أو نسيانا وجب على المأموم فعله ،قاله الشيخ لرتباط
صلته به ،فيجبرها وإن لم يجبر المام ،وربما قيل يبني هذا على أن
سجود المأموم هل هو لسهو المام ونقص صلته أو لوجوب المتابعة ؟
فعلى الول يسجد وإن لم يسجد المام ،وعلى الثاني ل يسجد إل بسجوده.
أقول :الحوط التيان بهما لرواية عمار ،وإن كان في دللتها على هذه
الصورة خفاء فتفطن .الثالث لو سهى المام قبل اقتداء المسبوق ففي
وجوب متابعته المام عندي
][255
وجهان من ظاهر الخبر وأنه دخل في صلة ناقصة ،ومن عدم رابطة القتداء حينئذ
و هذا أقرب .أقول :ما جعله أقرب أصوب ،إذ ليس في هذا الحكم ما يصلح
للتمسك به في الجملة ،إل رواية عمار ،وظاهرها عروض السهو بعد
اللحوق .أقول :وذكر فروعا اخرى طويناها على غرها لما بينا من ضعف
مبناها فل طائل في إيرادها .وأما الثالثة وهي اختصاص عروض السهو
بالمأموم فل خلف حينئذ في عدم وجوب شئ على المام لذلك ،وأما
المأموم فالشهر أنه يأتي بموجب سهوه ،و ذهب الشيخ -ره -في الخلف
والمبسوط إلى أنه ل حكم لسهو المأموم حينئذ ول يجب عليه سجود
السهو ،بل ادعى عليه الجماع ،واختاره المرتضى -رضي ال عنه -
أيضا ،ونقله عن جميع الفقهاء إل مكحول ،ومال إليه الشهيد قدس سره
في الذكرى أيضا .واستدل لهم بوجوه الول عموم حسنة حفص بن
البختري حيث قال :ول على من خلف المام سهو ،والثاني ما ذكرنا سابقا
من قول الرضا عليه السلم المام يحمل أوهام من خلفه ،والثالث روايتا
عمار الولى والثانية .واستدل المخالفون على ذلك برواية عمر المتقدمة،
وبأنه تكلم معاوية بن الحكم خلف النبي صلى ال عليه وآله ولم يأمره
بالسجود .ويمكن الجواب عن الول بأنا قد بينا سابقا أن السهو فيه مجمل
يحتمل شموله للسهو وعدمه ،بل الظاهر من صحيحة علي بن جعفر
ومرسلة يونس اختصاصه بالشك ،فيشكل الستدلل به ،وعن الثاني بأنك
قد عرفت أنه يحتمل وجوها أظهر من هذا الوجه فكيف يتأتى الستدلل به.
وعن رواية عمار الولى بضعف السند ،مع أن المور المذكورة وجوب
السجود فيها خلف المشهور بين الصحاب وإنما يستقيم على مذهب من
قال بوجوبهما
][256
لكل زيادة ونقيصة وسيأتي القول فيها ،وإنما يتم الستدلل فيها مع إثبات وجوب
السجدتين في تلك الشياء ،ودونه خرط القتاد ،مع أنه يمكن حمله على
نفي الثم والعقاب ،أو على نفي إعادة الصلة .وعن رواية عمار الثانية
بضعف السند ،واجيب عنها أيضا بأنه يعارضها الخبار الدالة على نفي
الضمان عن المام في غير القراءة ،وفيه نظر إذ قد عرفت أنها مجملة
محتملة لوجوه من التأويل ،ويحتمل أن يكون المراد أنه ل يضمن شيئا من
أفعال الصلة بحيث يسقط عن المأموم التيان به ،سوى القراءة كما أومأنا
إليه ،وهذا ل ينافي سقوط سجود السهو الخارج عن الصلة عنه ،والظهر
حمل تلك الخبار على التقية ،لموافقتها للمشهور بين العامة .وأما أدلة
المثبتين :فمنها ما دل على وجوب سجود السهو عند عروض تلك
السباب ،ومنها رواية منهال القصاب المتقدمة ،وطعن فيها بجهالة السند،
وحملها الشهيد -ره -على الستحباب ،ومنها صحيحة عبد الرحمن بن
الحجاج المتقدمة ،إذ الظاهر أنه كان من المأمومين وحمله على المنفرد
كما قيل بعيد ،ومنها روايات نفي الضمان ،واعترض الشهيد -ره -على
ذلك بأن نفي الضمان عام ونفي السهو خاص والخاص مقدم على العام،
ومعارض بما رواه عيسى بن عبد ال الهاشمي ،عن أبيه ،عن جده عن
علي عليه السلم أنه قال :المام ضامن .أقول :قد عرفت ما في رواية نفي
الضمان من البهام والجمال ،والعمدة في هذا الباب أن مع تعارض تلك
الخبار من الجانبين يشكل ترك العمل بالحكام الثابتة بالعمومات القوية
عند عروض السهو ،مع أنه موافق للحتياط ،ومؤيد بالخبار الدالة عليه،
فالقوى والحوط عدم ترك موجب السهو للمأموم .ومما فرع الشهيد -ره
-على ما اختاره من قول الشيخ هو أنه لو سهى المأموم بعد تسليم المام
لم يتحمله المام ،وكذا لو نوى النفراد ثم سهى ول يخلو من قوة.
][257
الفصل الثالث في بيان ما يستنبط من الحكام من قوله عليه السلم " :ول على
السهو سهو " في خبر حفص بن البخترى وقوله " :ول سهو في سهو "
في مرسلة يونس .اعلم أنه لما كان مفاد هذه الفقرة عدم السهو في
السهو ،وقد عبر به أكثر الصحاب هكذا مجمل ،وقد عرفت أن السهو
يطلق في أخبارنا على الشك ،وعلى ما يعمه ويشمله إطلقا شايعا ،ويحتمل
كل من اللفظين كل من المعنيين ،فتحصل أربعة احتمالت الشك في الشك،
والشك في السهو ،والسهو في الشك ،والسهو في السهو ،والثاني من
اللفظين في كل من الحتمالت يحتمل الموجب بالكسر والموجب بالفتح،
فبتوفيق المفضل الوهاب ،أفتح لك في ثمانية فصول من جنان التحقيق
ثمانية ،أبواب ،ليرفع عنك ما يدخل عليك منها من نسائهم التدقيق حجب
الشك والرتياب .الول :الشك في موجب الشك بالكسر ،أي يشك في أنه
هل شك في الفعل أم ل ؟ وذهب الصحاب إلى أنه ل يلتفت إليه ،والتحقيق
أنه إن كان الشكان في زمان واحد ،وكان محل الفعل المشكوك فيه باقيا،
ول يترجح عنده في هذا الوقت الفعل والترك ،فهو شاك في أصل الفعل ولم
يتجاوز محله ،فمقتضى عمومات الدلة وجوب التيان بالفعل ،ول يظهر
من النصوص استثناء تلك الصورة ،ويشكل تخصيص العمومات ببعض
المحامل البعيدة لقوله " :ل سهو على سهو " ولو ترجح عنده أحد طرفي
الفعل والترك فهو جازم بالظن غير شاك في الشك ،ولو كان بعد تجاوز
المحل فل عبرة به .ولو كان الشكان في زمانين ولعل هذا هو المعنى
الصحيح لتلك العبارة بأن شك في هذا الوقت في أنه هل شك سابقا أم ل ؟
فل يخلو إما أن يكون شاكا في هذا الوقت أيضا ،ومحل التدارك باق ،فيأتي
به ،أو تجاوز عنه فل يلتفت إليه ،أو لم
][258
يبق شكه بل إما جازم أو ظان بالفعل أو الترك ،فيأتي بحكمهما ،ولو تيقن بعد
تجاوز المحل حصول الشك قبل تجاوز محله ولم يعمل بمقتضاه ،فلو كان
عمدا بطلت صلته ولو كان سهوا فيرجع إلى السهو في الشك وسيأتي
حكمه .هذا إذا استمر الشك ،ولو تيقن الشك وأهمل حتى جاوز محله عمدا
بطلت صلته ،ولو كان سهوا يعمل بحكم السهو ولو تيقن الفعل وكان
تأخير الفعل المشكوك فيه إلى حصول اليقين عمدا بطلت صلته أيضا إن
جاوز محله وإن كان سهوا فل تبطل صلته وكذا الكلم لو شك في أنه هل
شك سابقا بين الثنين والثلث ،أو بين الثلث و الربع ؟ فان ذهب شكه
الن وانقلب باليقين أو الظن فل عبرة به ،ويأتي بما تيقنه أو ظنه ،ولو
استمر شكه فهو شاك في هذا الوقت بين الثنين والثلث والربع ،و كذا
الكلم لو شك في أن شكه كان في التشهد أو في السجدة قبل تجاوز المحل
أو بعده ،وسيأتي في الشك في السهو ما ينفعك في هذا المقام ،وبالجملة
الركون إلى تلك العبارة المجملة وترك القواعد المقررة المفصلة ل يخلو
من إشكال .الثاني :الشك في موجب الشك بالفتح أي ما أوجبه الشك من
صلة الحتياط أو سجود السهو ،وذلك يتصور على وجوه :الول أن يشك
بعد الصلة في أنه هل أتى بصلة الحتياط أو السجود الذي أو حبه الشك
أم ل ؟ مع تيقن الموجب ،فالمشهور وجوب التيان بهما للعلم بحصول
السبب ،وللشك في الخروج عن العهدة مع بقاء الوقت ،كما لو شك في
الوقت هل صلى أم ل .الثاني أن يعلم بعد الصلة حصول شك منه يوجب
الحتياط وشك في أنه هل يوجب ركعتين قائما أو ركعتين جالسا ،فالظاهر
من كلم بعضهم وجوب التيان بهما وهو أحوط ،وسيأتي نظيره في الشك
في السهو .الثالث أن يشك في ركعات صلة الحتياط أو في أفعالها أو في
عدد سجدتي السهو أو في أفعالهما ،فذهب الكثر إلى عدم اللتفات إلى هذا
الشك بل أكثر الصحاب خصوا
][259
قولهم عليهم السلم " ل سهو في سهو " بهذه الصورة ،وبصورة الشك في
موجب السهو فعلى المشهور يبني على الكثر ويتم ول يلزمه احتياط ول
سجود ،ولو كان القل أصح يبني على القل كما لو شك في ركعتي
الحتياط ،أو في سجدتي السهو بين الثنين والثلث فتبني على الثنين.
وكذا لو شك في فعل من أفعال صلة الحتياط أو سجود السهو ل يلتفت
إليه ،ولو كان قبل تجاوز محله أيضا .وقيل يبني في الجميع على القل
ويأتي بالفعل المشكوك فيه قبل تجاوز محله كما مال إليه المحقق الردبيلي
قدس ال روحه لعدم صراحة النص في سقوط ذلك ،والصل بقاء شغل
الذمة ،ولعموم ما ورد في العود إلى الفعل المشكوك فيه .ولم أر قائل به
غيره ،وهو أيضا لم يجزم وتردد فيه بعض من تأخر عنه .ويرد عليه أن
كون الصل بقاء شغل الذمة إنما يصح إذا لم يتجاوز عن المحل الصلى
للفعل ،وأما إذا تجاوز عنه ولم يتجاوز عن المحل الذي قرر الشارع في
أصل الصلة العود إلى الفعل المشكوك فيه فالوامر الولة ل تشمل هذا،
إذا المأمور به فيها إيقاع كل فعل في محله ،وهو قد تجاوز عنه فيحتاج
العود إليه إلى دليل آخر ،وأما أدلة العود فل نسلم شمولها لصلة الحتياط،
وسجود السهو ،بل الظاهر أنها في أصل الصلوات اليومية .نعم لو قيل إذا
شك في ركعتي الحتياط بين الواحدة والثنتين ،وكذا في سجدتي السهو
قبل الشروع في التشهد يأتي بالمشكوك فيه ،وكذا لو شك في شئ من
أفعالهما قبل التجاوز عن المحل الصلى يأتي به ،وبعده ل يلتفت إليه ،فل
يخلو من قوة ،لكن لم نطلع على أحد من الصحاب قال به .وأيضا يحتمل
في صلة الحتياط القول بالبطلن ،لطلق بعض الخبار ،و إن كان
ظاهرها الصلوات الصلية اليومية ،وما ذكره الصحاب ل يخلو من قوة ،إذ
الظاهر من سياق الخبر من أوله إلى آخره شمول قوله " :ل سهو في
سهو " ونظيره
][260
لهذه الصورة مع تأيدها بالشهرة ،بل كأنه متفق عليه بين الصحاب ،ولو عمل
بالمشهور وأعاد الصلة أيضا كان أحوط .الرابع :أن يشك في فعل يجب
تداركه كسجدة قبل القيام فأتى بها ،ثم شك في الذكر والطمأنينة فيها
وأمثالهما ،والمشهور أن حكمه حكم الشك في السجدة الصلية .الخامس
أن يشك في أنه هل أتى بعد الشك بالسجدة المشكوك فيها أم ل ؟ فهذا الشك
إن كان في موضع يعتبر الشك في الفعل فيه ،فيأتي بها ثانيا ،لنه يرجع
إلى الشك في أصل الفعل ،ويحتمل العدم لنه ينجر إلى الترامي في الشك و
الحرج ،مع أنه داخل في بعض المحتملت الظاهرة لقوله " ل سهو في
سهو " ولو كان بعد تجاوز المحل فالظاهر أنه ل عبرة به لشمول الخبار
الدالة على عدم اعتبار الشك بعد تجاوز المحل له .ولو قيل بالفرق بين
الشك في الصلى والفعل الواجب بسبب الشك ،قلنا بعد قطع النظر عن
شمول النصوص له كما أومأنا إليه ،نقول :ل نسلم وجوب الفعل حينئذ إذ
ل تدل الدلئل الدالة على التيان بالفعل المشكوك فيه إل على التيان به في
محله ل مطلقا ،وسيأتي بعض الكلم في تلك الفروع في نظيره ،أعني في
الشك في موجب السهو .الثالث :الشك في موجب السهو بالكسر ،أي في
نفس السهو كأن يشك في أنه هل عرض له سهو أم ل ؟ وأطلق الصحاب
في ذلك أنه ل يلتفت إليه ،والتحقيق أنه ل يخلو إما أن يكون ذلك الشك بعد
الصلة أو في أثنائها ،وعلى الثاني ل يخلو إما أن يكون محل الفعل باقيا
بحيث إذا شك في الفعل يلزمه العود إليه أم ل ؟ ففي الول والثالث ل شك
أنه ل يلتفت إليه ،لنه يرجع إلى الشك بعد تجاوز المحل ،وقد دلت الخبار
الكثيرة على عدم اللتفات إليه ،وأما الثاني فيرجع
][261
إلى الشك في الفعل قبل تجاوز محله ،وقد دلت الخبار على وجوب التيان بالفعل
المشكوك فيه حينئذ ولعل كلم الصحاب أيضا مخصوص بغير تلك
الصورة .وفيه صور اخرى غير ما ذكر ،كأن تيقن وقوع سهو منه وشك
في أنه هل كان مما له حكم أم ل ؟ لكونه نسي تعيينه ،فل يلتفت إليه ،كذا
ذكره الشهيد الثاني -ره ،-وكذا أطلق كل من تبعه ،وينبغي تقييده بما إذا
لم يكن أحد الفعال التي شك في سهوها وقته باقيا ،بحيث يكون شاكا في
هذا الفعل بحيث لم يترجح عنده الفعل على الترك ،كما لو شك في أنه هل
نسي السجدة من الركعة الولى أو الثانية أو الثالثة ،وكان جالسا في
الثالثة ،ولم يترجح عنده فعل ما شك فيه في الثالثة ،فهو شاك في تلك
السجدة مع بقاء محله ،وحكمه التيان به ،ويشكل تخصيص العمومات
الثابتة ببعض محتملت هذه الفقرة ،مع عدم ظهور كونه مرادا منها .وقال
الشهيد الثاني قدس سره :ولو انحصر فيما يبطل ومال يبطل ،فالظاهر عدم
البطلن للشك فيه ،ويظهر من البيان تحقق القول حينئذ بالبطلن ،بل مال
إليه ،فعلى القول الول لو شك في أنه هل كان المنسي سجدة أو ركوعا،
فيأتي بالسجدة ول يعيد الصلة ،وعلى الثاني يعيد الصلة حسب .وقالوا:
لو كان الشك منحصرا في احتمالت الصحة وكان كل منها موجبا لحكم
يجب العمل بالجميع ،كما إذا شك في أنه هل كان نسي سجدة أو تشهدا
فيجب أن يأتي بهما بعد الصلة ،ويسجد سجدتي السهو .أقول :في هذا
الفرق نظر إذ لو كان وقت الفعل المشكوك فيه باقيا فل فرق بين الركن
وغيره في وجوب التيان به ،ولو لم يكن الوقت باقيا فكما ل يعتبر الشك
في الركوع بعد تجاوز محله فكذا ل يعتبر الشك في السجدة والتشهد بعد
تجاوز محلهما .فان قيل :إنما يعتبر الشك هنا بعد تجاوز محله ،لنه تيقن
وقوع سهو منه ،ووجوب حكمه عليه ،ولما لم يتعين عنده أحدهما فالعمل
بأحدهما دون الخر
][262
ترجيح بل مرجح ،فيجب العمل بالجميع للخروج عن العهدة .قلنا الدليل مشترك،
فانه إذا كان الشك بين نسيان الركوع والتشهد التكليف معلوم ،إما بالعادة
أو بقضاء السجدة ،ول ترجيح ،فيلزمه التيان بالتشهد المنسى مع سجدتي
السهو ،وإعادة الصلة .فان قيل :إعادة الصلة خلف الصل ،قلنا :إعادة
التشهد أيضا خلف الصل ،وبالجملة الفرق بين الصورتين مشكل .قيل:
ول يبعد في الصورتين القول بالتخيير بين العمل بمقتضى أحد السهوين،
فان بعد فعل أحدهما ل يعلم شغل الذمة بالخر ،كما إذا شك في أنه هل لزيد
عنده عشرة دراهم أو عشرون ،فإذا أدى عشرة دراهم تبرء ذمته ،لنه
المتيقن ،ول يعلم بعد ذلك شغل ذمته بشئ ،لكن الفرق بين الجزء والكل،
والفراد المتباينة ظاهر بعد التأمل الصادق ،والحوط التيان في الصورتين
بمقتضى السهوين وال يعلم .الرابع :الشك في موجب السهو بالفتح ،وله
صور :الولى أن يقع منه سهو يلزمه تدارك ذلك بعد الصلة كالتشهد،
ووجبت عليه سجدتا السهو ،ثم شك بعد الصلة في أنه هل أتى بالفعل
المنسى أو بسجدتي السهو بعد الصلة أم ل ؟ فيجب التيان بهما للعلم
ببراءة الذمة ،وليس معنى نفي الشك في السهو رفع حكم ثبت قبله ،بل إنه
ل يلزم عليه بسبب الشك شئ ،وكأنه ل خلف فيه .الثانية أن يشك في
أثناء السجدة المنسية أو التشهد المنسي في التسبيح أو في الطمأنينة أو
في بعض فقرات التشهد ،فمقتضى الصل أن يأتي بما شك فيه في السجود
قبل رفع الرأس منه ،سواء كان إيقاعه في الصلة أو بعدها ،وفي التشهد
لو كان في الصلة يأتي بما شك فيه لو لم يتجاوز محل الشك ،وفي خارج
الصلة يأتي به مطلقا وفي كلم الصحاب هنا تشويش .الثالثة أن يتيقن
السهو عن فعل ويشك في أنه هل عمل بموجبه أم ل ؟
][263
فقد صرح الشهيد الثاني -رحمه ال عليه -وغيره بأنه يأتي ثانيا بالفعل المشكوك
فيه ،فلو سهى عن فعل وكان مما يتدارك لو ذكر في محله ولو ذكر في
غير محله يجب عليه القضاء بعد الصلة ،وشك في التيان به في محله،
فل يخلو إما أن يكون الشك في محل يجب فيه التيان بالمشكوك فيه ،أو
في محل يجب فيه التيان بالمسهو عنه ،أو في محل ل يمكن التيان بشئ
منهما في الصلة .فالول كما لو كان الشك في السجدة المنسية والتيان
بها ثانيا وعدمه قبل القيام ،والثاني كما لو كان قبل الركوع ،والثالث كما
لو كان بعد الركوع .وظاهر إطلق جماعة منهم وجوب التيان بها في
الولين في الصلة ،وفي الثالث بعدها ،وفيها تأمل إل في الول ،إذ هذا
الشك يرجع إلى الشك في إيقاع أصل الفعل ،ول عبرة به بعد تجاوز محل
الشك ،وإن كان تيقن بالسهو ،لن هذا اليقين ليس بأشد من اليقين بأصل
الفعل ،ول يخفى أن الخبار الصحيحة الدالة على عدم اللتفات إلى الشك
بعد التجاوز عن محله تشمل بعمومها هذه الصورة أيضا .الخامس :السهو
في موجب الشك بالكسر ،أي في الشك نفسه ،فلو كان داخل في النص
فلعل مفاده أنه ل تأثير في السهو في الشك ،بمعنى أنه لو شك في فعل
يجب عليه تداركه كالسجدة قبل القيام ،وكان يجب عليه فعلها فسهى ولم
يأت به فلو ذكر الشك والمحل باق يأتي به ولو ذكر بعد تجاوز المحل ل
يلتفت إليه ،لنه يرجع إلى الشك بعد تجاوز المحل .وفيه إشكال ،إذ يمكن
أن يقال :هذا الفعل الواجب بسبب الشك بمزلة الفعل الصلى في الوجوب،
فكما أن السجدة الصلية إذا سهى عنها وذكر قبل الركوع يأتي بها ،ولو
ذكر بعد الركوع يقضيها بعد الصلة ،فكذا هذه السجدة الواجبة ،يجب
التيان بها لو ذكرها بعد القيام وقبل الركوع ،لنه خرج عن حكم الشك في
أصل الفعل بسبب ما لزمه من السجدة بسبب الشك ،فقد تيقن ترك السجدة
الواجبة والوقت
][264
باق ،فيجب التيان بها ،وكذا القول في الذكر بعد الركوع ،والتعويل عن بعض
محتملت هذا النص في الخروج من القواعد المعلومة مشكل ،كما عرفت
مرارا .لكن يمكن أن يقال :شمول أدلة السهو في أفعال الصلة لتلك الفعال
غير معلوم إذ المتبادر منها نسيان أصل الفعال الواجبة بسبب عروض
الشك ،وفي تلك الصورة لم يحصل اليقين بترك الفعل الصلى حتى يجب
تداركه في الصلة أو بعدها بتلك العمومات ،بل إنما حصل اليقين بترك فعل
وجب التيان به بسبب الشك ،ودخول مثله في تلك العمومات غير معلوم،
فيرجع إلى حكم الصل ،وهو عدم وجوب قضاء الفعل .فان قيل :الصل
استمرار وجوب التدارك ،قلنا :المأمور به هو التدارك قبل فوات المحل،
وبعد التجاوز التيان بالمأمور به متعذر .نعم يمكن أن يتمسك في ذلك بما
رواه الشيخ في الصحيح عن حكم بن حكيم ) (1قال :سألت أبا عبد ال
عليه السلم عن رجل ينسى من صلته ركعة أو سجدة أو الشئ منها ثم
يذكر بعد ذلك ،قال :يقضي ذلك بعينه ،قلت :أيعيد الصلة ؟ قال :ل .وبما
رواه أيضا في الصحيح عن ابن سنان ) (2عنه عليه السلم أنه قال :إذا
نسيت شيئا من الصلة ركوعا أو سجودا أو تكبيرا ثم ذكرت فاقض الذي
فاتك سهوا .إذ الظاهر أنه يصدق على تلك الفعال أنها شئ من الصلة،
لكن لم يعمل بعموم الخبرين أحد من الصحاب إل في موارد معينة .وربما
قيل في مثل هذا بوجوب إعادة الصلة ،لن التكليف بالصلة وأجزائها
وهيئاتها معلوم ،وبعد فوت المحل به على الوجه المأمور به متعذر ،وما
دام الوقت باق يجب السعي في تحصيل براءة الذمة ،ول يحصل البراءة
يقينا إل باعادة الصلة ،وفي الشك في الفعال الصلية بعد التجاوز عن
محلها ،وان كان يجرى مثل هذا ،لكن الدلة على عدم اللتفات إليها
مخرجة عن حكم الصل ،وبالجملة المسألة
][265
في غاية الشكال ،لكن العمومات الدالة على عدم إعادة الصلة وعدم اللتفات إلى
ما شك فيه مما مضى وقته ،والمضاء فيما شك فيه بل عموم " رفع عن
امتي الخطاء والنسيان " وغير ذلك مما يقوي عدم اللتفات وصحة
الصلة ،والحوط المضاء في الشك ،وإتمام الصلة ثم العادة .ومما
يتفرع على هذا الشكال هو أن يشك في السجدتين معا في حال الجلوس،
فنسي أن يأتي بهما ثم قام فذكر في القيام أو بعد الركوع ،فعلى تقدير
كونهما بحكم الجزاء الصلية يجب عليه العود في الول ،وتبطل صلته
في الثانية ،وعلى الوجه الخر ل يلتفت إليه أصل .السادس :السهو في
موجب الشك بالفتح ،كأن يسهو عن فعل في صلة الحتياط أو في سجدتي
السهو اللتين لزمتا بسبب الشك في الصلة فالمشهور أنه ل يجب عليه
لذلك سجود السهو ،وهذا قوي ،لن الدلة الدالة على وجوب سجود السهو
شمولها لصلة الحتياط وسجود السهو غير معلوم ،بل الظاهر منها
اختصاصها بأصل الصلوات اليومية .أما إذا سهى في فعل من أفعال صلة
الحتياط أو سجود السهو ،وذكر في محله الحقيقي فل ينبغي الشك في
وجوب التيان به ،كما إذا نسد سجدة في الصلة و ذكرها قبل القيام ،أو
قبل الشروع في التشهد ،أو نسي واحدة من سجدتي السهو و ذكرها قبل
الشروع في التشهد ،إذ ليس التيان بها من جهة السهو حتى يسقط
بالسهو في السهو ،بل إنما يجب بأصل المر بصلة الحتياط وبسجدتي
السهو .وأما إذا جاز عن محل الفعل ولم يجز عن محل تدارك الفعل
المنسي إذا كان في أصل الصلة ،فظاهر الشهيد الثاني -رحمه ال -
وبعض المتأخرين وجوب التيان به ،بما مر من التقريب ،وفيه نظر لما
عرفت مرارا أن بعد الشروع في فعل آخر فات محله المأمور به بالمر
الول ،والعود يحتاج إلى دليل ،وشمول دلئل العود لصلة الحتياط
ممنوع ،لكن يمكن ادعاء الشمول في بعض العمومات
][266
كما عرفت سابقا .وأما وجوب سجدتي السهو إن قيل به هنا في أصل الصلة فقد
صرح الشهيد الثاني -رحمه ال -بسقوطه في صلة الحتياط وسجود
السهو ،واحتمل المحقق الردبيلي -ره -القول بالفرق بين الصلة
والسجود بلزومه في الول دون الثاني ،و هو غريب .ولو ذكر بعد التجاوز
عن محل السهو أيضا فقال بعضهم :يبطل الصلة والسجدة لو كان
المتروك ركنا ولو لم يكن ركنا يجب التيان به بعد الصلة ،وبعد السجدة،
لكن ل يجب له سجود السهو ،واحتمل المحقق المزبور -ره -هنا أيضا
السجود في الصلة دون السجود .والمسألة في غاية الشكال ،لعدم تعرض
القدماء لتلك الحكام ،وإنما تصدى لها بعض المتأخرين وكلمهم أيضا ل
يخلو من إجمال وتشويش ،وأكثر النصوص الواردة في تدارك ما فات
ووجوب سجدتي السهو لها ظاهرها أصل الصلوات اليومية ،وفي بعضها
ما يشمل كل صلة بل كل فعل متعلق بالصلة ،وهذا الخبر أعني " ل سهو
في سهو " مجمل يشكل الستدلل به ،ومقتضى الصل عدم وجوب التيان
بالفعل بعد فوت محله .ويمكن القول بوجوب إعادة صلة الحتياط
وسجدتي السهو للعلم بالبراءة كما أومأنا إليه سابقا ،وإن كان لم يقل به
أحد ،ولعل الحوط في جميع تلك الصور التيان بالمتروك في الصلة ،مع
إمكان العود إليه وفي خارج الصلة مع عدمه ،والتيان بسجود السهو
أيضا مع العادة .ثم اعلم أن نسيان الركن في سجدتي السهو إنما يكون
بترك السجدتين معا ،ول ريب حينئذ في وجوب العادة لبطلن هيئة الفعل
بذلك رأسا .وبقى وجه آخر للسهو في موجب الشك ،وهو أن يترك صلة
الحتياط أو سجود السهو الواجب بسبب الشك ،ثم ذكرهما ،فل يترتب على
السهو حكم ،إذ لو كان قبل عروض مبطل
][267
للصلة فل خلف في صحة الصلة ووجوب التيان بهما ،ومع عروض المبطل
خلف ،و الظهر الصحة فيه أيضا فل يترتب لجل السهو حكم ،ولو استمر
السهو إلى آخر العمر يحتمل وجوب صلة الحتياط على الولي مع علمه
بذلك ،ولو كان سجود السهو شرطا لصحة الصلة ،ولم يكن واجبا برأسه
يحتمل وجوب قضاء الصلة على الولي .السابع :السهو في نفس السهو
كأن يترك السجدة الواحدة أو التشهد سهوا وذكر بعد القيام وكان الواجب
عليه العود إليه ،فنسي العود والسهو ،فان ذكر قبل الركوع فيأتى به ،وإن
ذكر بعد الركوع فيرجع إلى نسيان الفعل والذكر بعد الركوع ،فيجب تداركه
بعد الصلة مع سجدتي السهو على المشهور .ولو كان السهو عن
السجدتين معا وذكرهما في القيام ولم يأت بهما سهوا وذكرهما بعد الركوع
يبطل صلته ،فيظهر أنه ل يترتب على السهو حكم جديد ،بل ليس حكمه إل
حكم السهو في أصل الفعل .وكذا لو نسي ما يجب تداركه بعد الصلة أو
سجود السهو يجب التيان بهما بعد الذكر ،إذ ليس لهما وقت معين ،ومع
عروض المبطل فالظهر أيضا وجوب التيان بهما ،ولو قيل بالبطلن
فيبطل الصلة هنا أيضا كما عرفت في الفصل السابق والحاصل أنه ل
يحصل بعد السهو حكم لم يكن قبله .الثامن :السهو في موجب السهو
بالفتح ،أي ترك التيان بما أوجبه السهو من التيان بالفعل المتروك أو
سجود السهو ،ثم ذكرهما فيجب التيان بهما كما مر آنفا أو سهى في فعل
من أفعال الفعل الذي يجب عليه تداركه أو في فعل من أفعال سجدتي السهو
يجب التيان به في محله والقضاء بعده ،ول يجب عليه بذلك سجدتا
السهو .كذا ذكره الصحاب ،والتحقيق أنه ل يخلو إما أن يكون السهو في
أجزاء الفعل المتروك الذي يأتي به في الصلة ،أو في الفعل الذي يقضيه
خارج الصلة ،أو في الركعة التي تركها سهوا ثم يأتي بها بعد التسليم ،أو
في سجدتي السهو فهنا أربع صور:
][268
الولى أن يسهو في فعل كالسجدة ،ثم ذكرها قبل الركوع فعاد إليها ،وبعد العود
سهى في ذكر تلك السجدة أو الطمأنينة فيها أو شئ من أفعالها ،فيمكن أن
يقال يجري فيه جميع أفعال سجدة الصلة ،من عدم وجوب التدارك بعد
رفع الرأس ،ووجوب سجدة السهو ،إن قلنا به لكل زيادة ونقيصة ،إذ
العود إليها والتيان بها ليس من مقتضيات السهو ،بل لنها من أفعال
الصلة ،ويجب بالمر الول التيان بها ،و يمكن القول بأنه ليس مما
يقتضيه المر الول إذ مقتضى المر الول التيان بها في محلها وقبل
الشروع في فعل آخر ،كما هو المعلوم من ترتيب أجزاء الصلة و هيئاتها
وأما التيان بهما بعد التلبس بفعل آخر ،فهو إنما يظهر من أحكام السهو،
والحق أن ذلك ل يؤثر في خروجها عن كونها من أفعال الصلة الواقعة
فيها ،فيجرى فيها أحكام الشك والسهو الواقعين في أفعال الصلة .الثانية
أن يسهو في فعل من أفعال الفعل الذي يقضيه خارج الصلة ،كالسجود
والتشهد ،فيمكن القول بأنه يجرى فيه أحكام الفعل الواقع في الصلة ،إذ
ليس إل هذا الفعل المتروك ،فيجرى فيه ساير الحكام أيضا ،فلو ترك الذكر
فيه أو ذكر بعد رفع الرأس منه ،فالظاهر أنه ل يلتفت إليه .وهل يجب له
سجود السهو ؟ يحتمل ذلك ،لنه من مقتضيات أصل الفعل وأحكامه ،بل
يمكن ادعاء عدم الفرق فيما إذا وقع في أثناء الصلة أو بعدها ،إذ هما من
أفعال الصلة ،والترتيب المقرر فات فيهما ،ولم يجب شئ منهما بالمر
الول وإنما وجبا بأمر جديد ،فمن حكم بلزوم سجود السهو لترك الذكر
مثل فيه ،إذا وقع في الصلة ،يلزمه أن يحكم به هنا أيضا .والظهر عدم
الوجوب ،إذ الدلئل الدالة على وجوب سجود السهو إنما تدل على وجوبه
للفعال الواقعة في الصلة ،ول يشمل الجزاء المقضية بعدها ،كما ل يخفى
على من تأمل فيها ،وربما يحتمل وجوب إعادة السجود للعلم بالبراءة و
هو ضعيف.
][269
ثم إن هذا كله في السجود ،وأما التشهد فالظاهر وجوب التيان بالجزء المتروك
نسيانا للمر بقضاء التشهد ،وليس له وقت يفوت بتركه فيه ،لكن الظاهر
عدم وجوب سجود السهو له كما عرفت .الثالثة أن يقع منه سهو في
الركعات المنسية ،كما إذا سلم في الركعتين في الرباعية ثم ذكر ذلك قبل
عروض مبطل ،فيجب عليه التيان بالركعتين ،فإذا سهى فيهما عن سجود
مثل ،فالظاهر وجوب التدارك وسجود السهو إن وجب ،لنهما من ركعات
الصلة وقعتا في محلهما ،وإنما وجبتا بالمر الول ،وليستا من أحكام
السهو والشك فيجرى فيهما جميع أحكام ركعات الصلة ،وكذا إذا سهى
فيهما عن ركن أو زاد ركنا يبطل الصلة بهما ،ولعله لم يخالف في تلك
الحكام أحد .الرابعة أن يقع منه سهو في أفعال سجود السهو ،فذهب
جماعة إلى أنه إن زاد فيهما ركنا أو ترك ركنا يجب عليه إعادتهما ،أما
ترك الركن فقد عرفت أنه ل يتأتى إل بترك السجدتين معا ،وتنمحي فيه
صورة الفعل رأسا ،فالظاهر وجوب العادة ،وأما مع الزيادة ،كما إذا سجد
أربع سجدات ،ففيه إشكال ،وإن كان الحوط العادة .ولو كان المتروك
غير ركن كالسجدة الواحدة ،فذهب جماعة إلى وجوب التدارك بعدهما وفيه
إشكال ،لعدم شمول النصوص الواردة في تدارك ما فات لغير أفعال الصلة
وإن كان الحوط ذلك ،وأما وجوب سجود السهو لذلك ،فلم يقل به أحد،
وكذا لم يقل أحد بوجوب إعادتهما لذلك .ثم اعلم أن قوله " :ل سهو في
سهو " وإن كان على بعض المحتملت يدل على سقوط كثير من تلك
الحكام ،لكن قد عرفت أن التعويل على مثل هذه العبارة المجملة لثبات
تلك الحكام مشكل ،وال يعلم حقائق أحكامه وحججه الكرام عليهم السلم.
][270
الفصل الرابع فيما يستنبط من الحكام من قوله عليه السلم " :ول على العادة
إعادة " .اعلم أنه ل خلف بين الصحاب في أن كثرة وقوع الشك والسهو
على النسان في الجملة موجب لعدم اللتفات إليهما ،وسقوط بعض
أحكامهما ،وتدل عليه أخبار كثيرة منها ،ما رواه الكليني ) (1والشيخ )(2
بسند حسن ل يقصر عن الصحيح ) (3عن زرارة وأبي بصير جميعا قال
قلنا له :الرجل يشك كثيرا في صلته حتى ل يدري كم صلى ،ول ما بقي
عليه ؟ قال :يعيد ،قلت فانه :يكثر عليه ذلك كلما أعاد شك ؟ قال :يمضى
في شكه ثم قال :ل تعودوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلة ،فتطمعوه فان
الشيطان خبيث معتاد لما عود ،فليمض أحدكم في الوهم ،ول يكثرن نقض
الصلة ،فانه إذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه الشك ،قال زرارة :ثم قال :إنما
يريد الخبيث أن يطاع ،فإذا عصي لم يعد إلى أحدكم.
) (1الكافي ج 3ص (2) .358التهذيب ج 1ص (3) .189قال المؤلف العلمة
رحمه ال في بعض كلمه :أول هذا السند مثل سند حديث حفص بن
البخترى )يعنى ما وقع في صدر السندين :على بن ابراهيم ،عن أبيه
ومحمد ابن اسماعيل ،عن الفضل بن شاذان جميعا( وآخره أقوى منه
)فان فيه :عن الفضل بن شاذان ،عن ابن أبى عمير ،عن حفص
البخترى ،وفى هذا :عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى،
عن حريز ،عن زرارة وأبى بصير جميعا( لشتراك زرارة وأبى بصير في
الرواية ،وهما مع حماد ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح
عنهم ،والظاهر أخذ الحديث من كتاب حماد ،وللشيخ إليه طريق كثيرة
وطريق الصدوق أيضا إليه صحيح ولم أطلع على هذا الحديث ال بهذا
السند ،ووصف القوم كلهم الحديث بالصحة ،حتى السيد صاحب المدارك
رحمه ال ،مع مبالغته في تضعيف الخبار ،وعلى ما حققنا هو فوق
الصحة كما عرفت.
][271
أقول :قوله " :يشك كثيرا " يحتمل وجهين :أحدهما كثرة أفراد الشك أي يقع منه
الشك كثيرا حتى يبلغ إلى حد ل يعرف عدد الركعات أصل ،والثاني أن
يكون المراد كثرة أطراف الشك ومحتملته .فعلى الول يشكل حكمه عليه
السلم باعادة الصلة مع حصول كثرة الشك إذ ظاهر الخبار والصحاب
وجوب عدم اللتفات إليه حينئذ كما ستعلمه ،وآخر هذا الخبر أيضا يدل
على ذلك بأبلغ وجه ،وعلى الثاني يستقيم الجواب على المشهور إذ صدور
مثل هذا الشك ،ل يدل على كون صاحبه كثير الشك ،ول يدخل هذا في شئ
من المعاني التى سنذكرها لكثرته ،وعلى هذا يستقيم إعادة سؤال السائل
أيضا إذ حمله على أنه أعاد ما سأله أول بعيد .واحتمل المحقق الدربيلي -
ره -الحتمال الول ،وبنى الخبر على ما اختاره من التخيير في الحكم بأن
يكون حكم كثير الشك التخيير بين العمل بالشك وعدم اللتفات إليه ،فأمره
عليه السلم أول بالعادة ،ثم لما بالغ في الكثرة أمره عليه السلم بعدم
اللتفات إليه .ول يخفى بعد هذا الوجه ،إذ نهيه عليه السلم عن تعويد
الخبيث وأمره بالمضاء ،ونهيه عن إكثار نقض الصلة ،وذكر التعليلت
المؤكدة للحكم تأبى عن التخيير ،وأيضا لو لم يدل على الوجوب فل شك
في دللته على الستحباب المؤكد ،فكيف أمره عليه السلم أول بخلفه ؟
إل أن يقال بالفرق بين مراتب كثرة الشك واستحباب العمل بالشك في
بعضها ]واستحباب عدم اللتفات في بعضها[ ،ولم يقل به أحد .بل لم يعلم
قول بالتخيير أيضا إل ما يفهم من كلم الشهيد -ره -في الذكرى ،حيث
قال :لو أتى بعد الحكم بالكثرة بما شك فيه ،فالظاهر بطلن صلته ،لنه في
حكم الزيادة في الصلة متعمد إل أن يقال :هذا رخصة لقول الباقر عليه
السلم " فامض في صلتك فانه يوشك أن يدعك الشيطان " إذ الرخصة
هنا غير واجبة انتهى ،ول يخفى ما فيه ،وعدم دللة الحديث على ما
يدعيه.
][272
][273
ومنها ما رواه ) (1الشيخ من كتاب محمد بن أحمد بن يحيى ،عن معاوية بن حكيم،
عن عبد ال بن المغيرة ،عن علي بن أبي حمزة ،عن رجل صالح قال:
سألته عن رجل يشك فل يدري واحدة صلى أم ثنتين أو ثلثا أو أربعا
تلتبس عليه صلته ،قال :كل ذا ؟ قال :قلت :نعم ،قال :فليمض في صلته
ويتعوذ بال من الشيطان الرجيم ،فانه يوشك أن يذهب عنه ).(2
عرفت أنه ذهب جماعة من المحققين منهم والدى العلمة -نور ال ضرايحهم -
إلى أن معنى اجماع العصابة على تصحيح أخبار رجل أنه ل يلزم النظر
إلى من بعده من رجال السند ويكفى لصحة الحديث صحة الطريق إليه،
ولعله أقوى مما فهمه الكثر من أنه مؤكد للتوثيق ،إذ ليس فيه كثير
فائدة (1) .التهذيب ج 1ص (2) .189وقال المؤلف العلمة :ورواه
الصدوق في الفقيه )ج 1ص (230باسناده عن ابن أبى حمزة ،عن
العبد الصالح )ع( ثم قال :وللشيخ إلى كتاب الشعري طرق صحيحة
وغيرها ،والشعرى ثقة جليل ومعاوية ثقة فطحى وابن المغيرة ثقة
أجمعت العصابة عليه ،وأما على بن أبى حمزة فهو مشترك في الرجال
بين الثمالى الثقة ،والبطائنى والثمالي قلما يقع راويا ،ولو وقع فيصرح
بلقبه والذى يقع في الخبار كثيرا هو البطائني وكان قائد أبى بصير،
والصحاب يعدون حديثه ضعيفا لما ذكره الشيخ والنجاشى أنه كان من
عمد الواقفة ،ولرواية الكشى أخبارا تدل على ذمة وسوء عقيدته ،وأنه
كان كذابا .وكان والدى العلمة -قدس ال روحه -يعد حديثه من
الموثقات ،لن الشيخ قال في الفهرست :له أصل ،وذكر سنده إلى ذلك
الصل ،فظاهر كلمه أنه كان كتابه من الصول المعتبرة التى يرجع إليها
الصحاب ،وكان رحمه ال يعد قولهم " له أصل " مدحا عظيما ،وليس
ببعيد .ويؤيده أن الشيخ يستند إلى أحاديثه في كتبه ،ويسكن إليها ،ولم
يقدح فيه ،مع أنه قال في العدة " :ان الطائفة عملت بما رواه ابن فضال
والطاطريون وعبد ال بن بكير -
][274
وظاهره أن الشك المشتمل على احتمالت كثيرة وإن كان واحدا يصير سببا للدخول
في حكم كثرة السهو ،ولم يقل به أحد ،ومع ذلك مخالف لساير الخبار
فينبغي حمله على أن جوابه عليه السلم مبني على ما هو الغالب من أن
من يشك مثل هذا الشك يصدر منه الشك كثيرا ،أو أنه كان يعلم من حال
السائل أنه كذلك ثم إنه صريح في الشك ،ول يدل على كثرة السهو بالمعنى
المقابل للشك .ومنها ما رواه الشيخ -ره (1) -في الموثق عن عمار
الساباطي ،عن أبي -عبد ال عليه السلم في الرجل يكثر عليه الوهم في
الصلة ،فيشك في الركوع فل يدري ركع أم ل ؟ ويشك في السجود فل
يدري أسجد أم ل ؟ فقال :ل يسجد ول يركع ،ويمضي في صلته حتى
يستيقن يقينا.
) (1وسماعة وعلى بن أبى حمزة وعثمان بن عيسى ،فعمل الطائفة بخبر رجل
فوق التوثيق بل هو قريب من اجماع العصابة على تصحيح ما يصح
عنه .ثم قال :أقول :هذا الكلم في غاية المتانة ،وفى خصوص هذا الخبر
شئ آخر يقوى العمل بخبره ،وهو اجماع العصابة على ابن المغيرة كما
عرفت ،وطريق الصدوق إلى ابن أبى حمزة صحيح وان كان لبعض القوم
فيه كلم .وأقول أنا :عمل الطائفة بخبر رجل ل يكون توثيقا له ،كما أن
رواية أصحاب الجماع ل يكون دليل على توثيق من رووا عنه وهو
واضح ،وأما هذا الخبر ،فبعد ما كان عبد ال بن المغيرة من أصحاب
الجماع ،يكون الخبر صحيحا ،وان كان روى الخبر عن البطائني
الخبيث ،فانه ل يروى عنه ال بقرينة عنده تدل على صحة الخبر .وأما
قوله " وطريق الصدوق " الخ فطريق الصدوق إلى البطائني :محمد بن
على ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن أبى
الخطاب ،عن أحمد بن محمد ابن أبى نصر البزنطى ،عن على بن أبى
حمزة ،والكلم في ماجيلويه ،ال أن العلمة وثقه في الخلصة ،حيث
صحح طريق الصدوق إلى اسماعيل بن رباح وهو فيه وكذلك غير ذلك
مع ترضى الصدوق عليه (1) .التهذيب ج 1ص .179
][275
أقول :وإن كان لفظ الوهم في أوله يوهم شموله للسهو أيضا لكن التفريع صريح
في الشك ،ويدل على أن كثرة الشك في الفعال أيضا يصير سببا للحكم
بعدم اللتفات إليه على أن كثير الشك ل يعود إلى الفعل المشكوك فيه ،وإن
كان وقته باقيا ول يقضيه بعد الصلة إن جاوز محله .ومنها ما رواه
الصدوق -ره -في الفقيه ) (1حيث قال في رواية عبد ال بن المغيرة أنه
قال :ل بأس أن يعد الرجل صلته بخاتمه أو بحصى يأخذه بيده فيعد به
وقال الرضا عليه السلم ) (2إذا كثر عليك السهو فامض على صلتك ول
تعد.
) (1الفقيه ج 1ص (2) .224في المصدر المطبوع بالنجف " قال الرضا عليه
السلم " من دون عاطف ،وقال المؤلف العلمة في بعض كلمه :توهم
جماعة أن قوله " قال الرضا عليه السلم " من تتمة حديث عبد ال بن
المغيرة ،فعدوه حسنا كالصحيح لن طريق الصدوق إلى كتابه حسن
بابراهيم ابن هاشم ،ومؤيد بسند فيه جهالة )عن جعفر بن على الكوفى،
عن جده الحسن ابن على ،عن جده عبد ال بن المغيرة( وقد عرفت حال
مثل هذا السند في الحديث الول .واعترض عليه بأنه يروى عن الكاظم
عليه السلم ،وروايته عن الرضا عليه السلم غير معلوم .والجواب أنه
وان لم يذكر النجاشي روايته عن الرضا عليه السلم لكن الشيخ صرح
في رجاله بروايته عنه عليه السلم ،مع أن خبره معه عليه السلم وما
ظهر من اعجازه له معروف ،وفى أكثر الكتب مذكور .نعم ل يمكن الحكم
بكونه من تتمة هذا الخبر ،لحتمال كونه خبرا آخر مرسل ،بل الظاهر أنه
خبر آخر ،إذ الظاهر من دأب الصدوق في الجزء الول من الخبر أن ابن
المغيرة لم يرو عن المعصوم بل واسطة ،لنه انما يقول " في رواية
فلن " إذا كان هكذا غالبا كما ل يخفى على المتتبع ،والظاهر رجوع
الضمير في " أنه قال " إلى الصادق عليه السلم ،فلو
][276
ومنها ما رواه الصدوق ) (1أيضا بسنده الصحيح عن ابن أبي عمير ،عن محمد
ابن أبي حمزة ) (2أن الصادق عليه السلم قال :إذا كان الرجل ممن يسهو
في كل ثلث فهو ممن كثر عليه السهو .ولنرجع إلى تفاصيل الحكام
المستنبطة من النصوص المتقدمة ،فنوضحها في فصول) * .الول( * في
بيان معنى السهو الذي بكثرته يحصل الحكم المخصوص به .اعلم أن
المشهور بين الصحاب أن حكم الكثرة مخصوص بالشك ،وإنما يحصل
بالكثرة فيه ،ويحصل حكمه فيه ل بالسهو ،ول فيه ،وحملوا الخبار
الواردة في ذلك على الشك .وذهب بعض الصحاب كالشهيد الثاني -ره -
إلى شمول الحكم للسهو والشك معا ،وحصول ذلك بكل منهما ،وظهور
أثره في كل منهما عمل بظاهر بعض النصوص أو إطلقها ،ولعل الول
أقوى ،إذ الخبر الول صريح في الشك ،وإن كان السؤال وقع عن الشك في
الركعات لكن الجواب عام يشمل الشك في الفعال أيضا ول خلف في أنه
يحصل الكثرة بكل منهما ،وكذا الخبر الرابع صريح في الشك ،وأما الخبار
الخر فيحتملها ويحتمل العم منهما.
كان من رواية ابن المغيرة ،لكان عليه الشعار بأنه روى بل واسطة عن الرضا
عليه السلم اما باعادة لفظ قال مرتين أو بوجه آخر (1) .الفقيه :ج 1
ص 224و (2) .225وقال المؤلف العلمة في بعض كلمه :محمد بن
ابى حمزة قد ذكر في كتب الرجال مرة بوصف التيملى ومرة بوصف
الثمالى ،والول لم يوثق والثانى روى الكشى توثيقه ،فظن لذلك تعددهما،
والصوب أنهما واحد ،والتيملى تصحيف الثمالى فالخبر صحيح.
][277
وربما قيل في الثاني بأنه ظاهر في الشك ،لنه نسبه إلى الشيطان والشك يكون منه
غالبا ،والسهو من لوازم طبيعة النسان وفيه نظر إذ السهو نسب في
اليات والخبار الكثيرة إلى الشيطان كقوله تعالى " وإما ينسينك الشيطان
" ) (1وقوله تعالى " :وما أنسانيه إل الشيطان " ) (2وإن كان النسيان
فيهما يحتمل معنى آخر ،لكن مثلهما كثير ،مع أن الشك إنما يحصل من
النسيان ،فل فرق بينهما في أن كل منهما يحصل من الشيطان .بل
الصوب أن يقال :شمول لفظ السهو في تلك الخبار للسهو المقابل للشك
غير معلوم ،وإن سلم كونه بحسب أصل اللغة حقيقة فيه ،إذ كثرة استعماله
في المعنى الخر بلغت حدا ل يمكن فهم أحدهما منه إل بالقرينة ،وشمولها
للشك معلوم بمعونة الخبار الصريحة ،فيشكل الستدلل على المعنى الخر
بمجرد الحتمال .مع أن حمله عليه يوجب تخصيصات كثيرة تخرجه عن
الظهور ،لو كان ظاهرا فيه ،إذ لو ترك بعض الركعات أو الفعال سهوا
يجب عليه التيان به في محله إجماعا ،ولو ترك ركنا سهوا وفات محله
تبطل صلته إجماعا ،ولو كان غير ركن يأتي به بعد الصلة لو كان مما
يتدارك فلم يبق للتعميم فائدة إل في سقوط سجود السهو ،وتحمل تلك
التخصيصات الكثيرة أبعد من حمل السهو على خصوص الشك ،لو كان
بعيدا مع أن مدلول الروايات المضى في الصلة ،وهو ل ينافي وجوب
سجود السهو إذ هو خارج عن الصلة .فظهر أن من عمم النصوص ل
يحصل له في التعميم فائدة ،ولذا تشبث من قال بسقوط سجود السهو
بالحرج والعسر ل بتلك الخبار .ثم اعلم أن الصحاب اختلفوا في الشك
الموجب للحكم هل هو شك يترتب عليه حكم أو هو أعم منه ،ليشمل ما إذا
شك مع ترجح أحد الطرفين أو بعد تجاوز
][278
المحل أو في النافلة ،فذهب الكثر إلى التعميم لطلق النصوص .وذهب جماعة إلى
التخصيص بما له حكم ،إذ العلة عدم لزوم المشقة والمشقة إنما تكون في
شك يترتب عليه حكم وأيضا المر بالمضي في الصلة الوارد في
النصوص ظاهره أنه مما يترتب عليه حكم آخر ،لو لم يمض .ويمكن أن
يقال :ل نسلم كون العلة ما ذكر ،بل العلة الواردة في النصوص عدم إطاعة
الشيطان ،وكون بعض الشكوك مما يحصل فيه إطاعته ،أو ينجر أخيرا إليه
يكفي في ذلك ،والمر بالمضي على الوجهين صحيح ،وإن كانت الفائدة
إنما تظهر فيما له حكم .والحاصل أن تعلق الحكم بالمضي الذي ظاهره
تعلقه بما له حكم على كثرة الشك ،ل يستلزم كون الشكوك الكثيرة من هذا
الجنس ،إذ يكفي في فائدة تخصيص الحكم بما بعد الكثرة أنه لو كان تحقق
مثل هذا الشك قبل تحققها ،لم يكن له المضى في الصلة ،ولو سلم لزوم
تحقق مثل هذا الشك قبل الكثرة ل نسلم كون حصول الكثرة كلها من هذا
الصنف .والحق أنه لو لم ندع كون ظواهر النصوص التخصيص ،فدعوى
كون ظواهرها العموم مكابرة ،فيشكل تخصيص عمومات أحكام الشك
والسهو إل بالفرد المتيقن ،فالحوط مع تحقق الكثرة بالشك الذي ل حكم
له العمل بحكم الشك ثم إعادة الصلة وال يعلم) * .الثاني( * في بيان
الحكم المترتب على كثرة الشك أو السهو اعلم أنه ل خلف ظاهرا بين
الصحاب في أن حكم الشك حينئذ عدم اللتفات إليه وعدم إبطال الصلة
بما يبطلها في غير تلك الحالة ،والمضى في الصلة ،والبناء على وقوع
المشكوك فيه ،وإن كان محله باقيا ،سواء كان ركنا أو غيره ،ما لم يستلزم
الزيادة ،فيبنى على المصحح ،كما دلت عليه الروايات السابقة ،إذ دللتها
على عدم
][279
إبطال الصلة بالشك ظاهره .وأما على عدم التيان بالمشكوك فيه ،فرواية عمار
صريحة في عدم التيان بالركوع والسجود المشكوك فيهما ،وكذا قوله" :
فامض في صلتك " في عدم التيان بفعل يوجبه الشك في الصلة ،وربما
يقال :قوله عليه السلم " :ل تعد " يشمل باطلقه ذلك ،وكذا التعليل بقطع
عمل الشيطان يقتضي ذلك ،وأيضا إذا لم يلزم العود إلى الصلة مع
عروض ما يوجب إعادتها في غير تلك الحالة ،فعدم العود إلى فعل من
أفعالها مع بقاء وقته أولى .ولعل اجتماع تلك الدللت ،وإن كان بعضها
ضعيفا ،مع اتفاق الصحاب يكفي لثبوت هذا الحكم ،وكذا هذه الوجوه تدل
على عدم لزوم صلة الحتياط ،بل فيها أظهر ،بل ربما يقال :التيان بصلة
الحتياط نوع من نقض الصلة ،وتردد المحقق الردبيلي قدس ال روحه
في سقوط صلة الحتياط ،وفيه ما فيه .وأما سقوط سجدة السهو ،فيشكل
الستدلل بالنصوص عليه ،إل بالتعليل الذي أشرنا إليه ،ولذا تمسك
المحقق وبعض المتأخرين رحمهم ال في ذلك بلزوم العسر والحرج
المنفيين ،ولم يظهر من الصحاب مخالف في ذلك إل المحقق الردبيلى
حيث تردد فيه ،ولعل الحوط إيقاعها وإن كان القول بسقوطها ل يخلو من
قوة ،إذ بعد التأمل في النصوص يظهر الحكم في الجملة كما ل يخفى .ثم
اعلم أن حكم عدم اللتفات إلى الفعل المشكوك فيه حتمي كما يدل عليه
الوامر والنواهي الواقعة فيها ،الظاهرة في الحتمية ،مع تأكدها
بالتعليلت ،وأنه لم يخالف في ذلك إل المحقق الردبيلي والشهيد رحمة ال
عليهما ،حيث ذكرا التخيير على سبيل الحتمال ،والمحقق المزبور مال
إليه في آخر كلمه .والعلمة والشهيد رضي ال عنهما احتمل البطلن إذا
عمل بمقتضى الشك ،والشهيد الثاني -ره -جزم بالبطلن والشهيدان
عمما الحكم في صورتي تذكر الحتياج إلى الفعل المأتي به وعدمه،
واستدل العلمة -ره -على البطلن بأنه
][280
فعل خارج عن الصلة ،والفعل الخارج عنها يبطلها إذا وقع فيها ،وعلل الشهيدان
بأنها زيادة منهى عنها ،وكلما كان كذلك فهو مبطل للصلة .واعترض
المحقق الردبيلي على الدليلين بوجوه ذكرها والتعرض لها يوجب
التطويل ،والحوط عدم التيان بالفعل المشكوك فيه ،ومع التيان به إتمام
الصلة ثم إعادتها ،إذ الجزم بالبطلن ل يخلو من إشكال .ثم اعلم أن
المشهور بين الصحاب أن من كثر شكه يبني على الكثر ويسقط عنه
صلة الحتياط ،واختار المحقق الردبيلي قدس ال روحه البناء على القل
للصل مع العمل بعدم اعتبار الشك مع الكثرة في الجملة ،ولم أر قائل بذلك
غيره ول يخفى على المتأمل في تلك الخبار أن ليس العلة في تغيير حكم
كثير الشك إل تخفيف الحكم عليه ،ورفع وسواس الشيطان عنه،
والتخفيف ل يحصل بالبناء على القل كثيرا ،لعدم الفرق في الشاك بين
الثلث والربع مثل بين أن يأتي بركعة واحدة في الصلة أو في خارجها،
إل بتكبيرة وتسليمة ،وظاهر أن مثل هذا التخفيف ل يكون مقصودا للشارع
في مثل هذا المقام .وأما الركعتان من جلوس فالمشهور أنه ل يتعين في
الحتياط مع أن الشارع جعله دائما بدل الركعة من قيام ،فبناء التخفيف
عليه بعيد ،ثم إن حكمه -ره -بعدم العود إلى الفعل المشكوك فيه مع بقاء
محله ،والتيان بالركعة المشكوك فيها داخل الصلة والقول بالفرق بينهما،
غريب إذ دللة النصوص في كل منهما على التيان و عدمه على السواء.
وأما السهو فقد عرفت أن المشهور بين الصحاب عدم ترتب حكم على
الكثرة فيه ،وذهب الشهيد الثاني -ره -إلى ترتب الحكم عليه ،مع موافقته
لسائر الصحاب في وجوب العود إلى الفعل الذي سهى فيه ،إذا ذكره مع
بقاء محله ،وقضائه بعد الصلة مع تذكره بعد محله ،وبطلن الصلة بترك
الركن أو الركعة نسيانا مع مضي وقت التدارك ،وكذا زيادة الركن والركعة
على التفصيل المقرر في أحكام السهو.
][281
فلم يبق النزاع إل -في سجود السهو ويشكل الستدلل بالنصوص على سقوط
فالحوط التيان به ،واحتمل الشهيد الثاني في الذكرى اغتفار زيادة الركن
سهوا من كثير السهو ،دفعا للحرج ،ولغتفار زيادته في بعض المواضع.
أقول :طريق الحتياط واضح ،قال -رحمة ال عليه -لو كثر شكه في فعل
بعينه بنى على فعله فلو شك في غيره فالظاهر البناء على فعله أيضا
لصدق الكثرة انتهى وهو حسن) * .الثالث( * في بيان حد كثرة السهو.
فقال الشيخ في المبسوط :قيل حده أن يسهو ثلث مرات متوالية ،وبه قال
ابن حمزة ،وقال ابن إدريس حده أن يسهو في شئ واحد أو فريضة واحدة
ثلث مرات فيسقط بعد ذلك حكمه ،أو يسهو في أكثر الخمس أعني ثلث
صلوات الخمس ،فيسقط بعد ذلك حكم السهو في الفريضة الرابعة .وأنكر
المحقق في المعتبر هذا القول ،وقال :إنه يجب أن يطالب هذا القائل بمأخذ
دعواه ،فانا ل نعلم لذلك أصل في لغة ول شرع ،والدعوى من غير دللة
تحكم انتهى ،وأكثر الصحاب أحالوه على العرف ،قال الشهيد الثاني قدس
ال روحه :المرجع في الكثرة إلى العرف ،لعدم تقدرها شرعا ،وقيل:
يتحقق بالسهو في ثلث فرائض متوالية ،أو في فريضة واحدة ثلث
مرات ،والظاهر أنه غير مناف للعرف ،وفي حكمه السهو في فريضتين
متواليتين ،وربما خصها بعضهم بالسهو في ثلث فرائض ،لرواية ابن أبي
عمير وهي غير صريحة في ذلك ،فان ظاهرها أن المراد وجود الشك في
كل ثلث بحيث ل تسلم له ثلث صلوات خالية عن شكه ،ولم يقل أحد
بانحصار العتبار في ذلك .أقول :قوله :في فريضتين أي ثلثا فيهما.
واعلم أن القائلين بالثلث اختلفوا في أن الحكم يتعلق بالثالثة أو بالرابعة،
][282
وتمسك القائلون بالثاني بأن حصول الثلث سبب لتحقق حكم الكثرة ،والسبب مقدم
على المسبب ،ول يخفى وهنه ،إذ تقدم السبب ذاتي ول ينافي المعية
الزمانية مع أن تقدم الزماني ل يخل هنا بالمقصود .ثم إذ قد عرفت أقوال
مشاهير الصحاب ،فلنرجع إلى بيان مدلول صحيحة ابن أبي عمير
المشتملة على بيان حد الكثرة ،فاعلم أن الخبر في غاية الجمال ،و يشكل
التمسك به في مقام الستدلل ،إذ الثلث المذكور فيها ل يعلم أن المراد بها
الصلوات ،أو الركعات ،أو أفعال الصلة ،أو مطلق الفعال ،لكن الظاهر أن
المراد بها الصلوات ،ثم بعد بنائه على ذلك أيضا فيه احتمالت .الول:
وهو أظهر الحتمالت أن يكون المراد أن يسهو في كل ثلث صلوات
متواليات سهوا واحدا ،ول يكون ثلث صلوات متواليات منه خالية عن
السهو ،كأن يسهو مثل في الصبح ثم في المغرب ثم في الظهر ،وهكذا .ول
يخفى أنه على هذا يظهر منه تحديد انقطاع كثرة السهو ،ول يظهر منه
تحديد حصولها إذ لو كان المراد استمرار ذلك إلى آخر العمر فل يعلم كونه
كثير السهو إل بعد موته ،ولو حمل على اليوم والليلة فل دللة للخبر
عليه ،مع أنه ل يتعدد الشك فيهما ،وظاهر الخبر كون ذلك في زمان يتعدد
حصول الشك فيه ،والتحديد بالسبوع والشهر وغيرهما تعيين بغير دليل،
فلبد من الحوالة إلى العرف ،أي تكررت تلك الحالة منه بحيث يقال في
العرف أن ليس ثلث صلوات منه خالية من الشك .فعلى هذا فالخبر مستقل
في تحديد النقطاع ،ولما لم يكن مستقل في تحديد حصول كثرة السهو إل
بمعونة العرف ،والعرف مستقل في أصل الحكم ،فيصير الخبر من تلك
الجهة خاليا عن الفايدة ،فلبد أن يكون سياق الخبر لبيان حكم النقطاع
فقط ،ويكون الحوالة في حصولها إلى العرف .ويمكن أن يقال :مدخلية
العرف في ذلك ل يصير التحديد لغوا ،إذ المراد
][283
بيان المعنى الشرعي للكثرة ،بمعونة حكم العرف في أمر آخر ،وهو كونه ل يخلو
ثلث صلوات منه من السهو ،وحكمه في ذلك غير حكمه في أصل الكثرة،
ولعله لم يتوافق الحكمان ،ولو سلم أن المراد بيان المعنى العرفي للكثرة
فيمكن أن يكون حكمه في مفهوم عدم الخلو أظهر من حكمه في أصل
الكثرة ،فجعل تحقق أحدهما دليل على الخر .الثاني :أن يكون المراد أن
يسهو في اليوم والليلة في ثلث صلوات فانه يصدق حينئذ أنه ل يخلو
ثلث صلوات منهما عن السهو ،ول يخفى ركاكة نسبة التعبير عن هذا
المطلب بتلك العبارة إلى المام الذي هو أفصح البلغاء ،ل سيما في مقام
الحكم لعامة الناس .الثالث :أن يكون المراد أن يسهو في كل جزء من
أجزاء الثلث صلوات أي في كل صلة منها ،فيكون تحديدا لحصول الكثرة
بالشك في ثلث متوالية كما فهمه المحقق الردبيلي -رحمة ال عليه -
حيث قال :ويمكن أن يكون معنى رواية محمد بن أبي عمير أن السهو في
كل واحدة واحدة من أجزاء الثلث ،بحيث يتحقق في جميعه موجب لصدق
الكثرة ،وأنه ل خصوصية له بثلث دون ثلث ،بل في كل ثلث تحقق
تحقق كثرة السهو ،فتزول بواحدة واثنتين أيضا ويتحقق حكمها في
المرتبة الثالثة ،فيكون تحديدا لتحقق وزوال حكم السهو معا فتأمل فانه
قريب انتهى كلمه رفع ال مقامه .ول يخفى أن ما قر به -ره -بعيد من
سياق الخبر ولعل الظهر في الخبر هو الحتمال الول ،ففي حصول الكثرة
يرجع إلى العرف ،وفي انقطاعها إلى خلو ثلث صلوات عن السهو ،وهو
أيضا غير بعيد عن حكم العرف ،والحوط في صورة اشتباه الحكم العمل
بأحكام الشك ثم إعادة الصلة.
][284
* )الرابع( * في بيان مفاد قوله عليه السلم " ول على العادة إعادة " فانه كان
مقصودنا وإنما ذكرنا ما ذكرنا إعانة على فهمه .فاعلم أن ظاهر العبارة
أنه إذا صدر منه شك أو سهو مبطل للصلة ،بحيث لزمته إعادة الصلة ،ثم
صدر في العادة أيضا ما يوجب العادة ل يلتفت إليه ،ويتم صلته ،ول
تنافي بينه وبين التحديد الواقع في صحيحة ابن أبي عمير ،إذ ل يلزم أن
يكون عدم العادة هنا لتحقق كثرة السهو بل هما حكمان بينهما عموم من
وجه ،إذ السهو الموجب للكثرة ل ينحصر فيما كان سببا للعادة ،والعادة
أيضا ل يستلزم كثرة السهو ،وإن اجتمع الحكمان في بعض المواد ول
تنافي بينهما .لكن لم يتعرض له الصحاب ولم يقل به ظاهرا أحد ،إل
الشهيد رفع ال درجته في الذكرى ،حيث احتمل ذلك ،وقال بعد بسط القول
في تحقيق حد الكثرة :ويظهر من قوله عليه السلم في حسنة حفص بن
البخترى " :ول على العادة إعادة " أن السهو يكثر بالثانية إل أن يقال:
يخص بموضع وجوب العادة انتهى .وقال السيد صاحب المدارك بعد نقل
هذا القول :وهو كذلك إل أني ل أعلم بمضمونها قائل .أقول :لما لم يعلم
تحقق إجماع على خلفه ،والرواية المعتبرة دلت عليه ،فل مانع من القول
به ،ولذا مال إليه والدي العلمة قدس ال روحه ،والحوط التمام
والعادة ،رعاية للمشهور بين الصحاب .ثم إن لمن لم يقل بظاهره وجوها
من التأويل فيه :الول أن يحمل على ما إذا تحققت الكثرة في الشك في
المعادة أو قبله على القولين .الثاني أن يكون المراد عدم استحباب العادة
ثانية فيما تستحب فيه العادة ،كاعادة الصلة لمن صلى منفردا فانها
مستحبة ،ول يستحب بعد ذلك إعادتها جماعة مرة اخرى ،كما إذا اعاد
الناسي للنجاسة الصلة خارج الوقت استحبابا على القول
][285
به ،فل يستحب له العادة مرة اخرى ،وأمثال ذلك .الثالث أنه إذا أعاد الصلة في
موضع تجب فيه العادة فل تجوز العادة مرة اخرى بالسبب الول من
غير عروض سبب آخر لها ،ول يخفى بعد تلك الوجوه - 41 .السرائر:
نقل من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب ،عن العباس ،عن عبد
ال بن المغيرة ،عن سماعة ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :ل سهو على من أقر على نفسه بسهو ) .(1بيان :أقول :لعل المعنى
أنه ل يعتبر الشك أو السهو ممن يعرف من نفسه كثرتهما ،بتقدير مضاف،
أو ممن أقر على نفسه أن شكه من قبيل وسواس الشيطان وليس شكا
واقعيا ،بل يعلم بعد التأمل أنه أتى بالفعل كما هو غالب حال من يكثر الشك،
أو ل يلزم سجود السهو بعد التذكر والتيان بالفعل المنسي في محله أو
المعنى أنه ل يقبل من الصناع ادعاء السهو فيما جنوا بأيديهم على المتاع،
ول يعذرون بذلك ،أو ينبغي عدم مؤاخذتهم على سهوهم ،ويمكن حمله
على بعض معاني السهو في السهو ،ول يخلو شئ منها من التكلف ،وإن
كان الول أقل تكلفا .أقول :وإنما خرجنا في هذا الباب عما التزمناه في أول
الكتاب من رعاية الختصار ،وعطفنا عنان البيان قليل إلى التطويل
والطناب والكثار ،لعموم البلوى بتلك المقاصد وكثرة حاجة الناس إليها
وال ولي التوفيق.
][286
)أبواب( * )ما يحصل من النواع للصلوات اليومية بحسب( * * )ما يعرض لها
من خصوص الحوال( * * )والزمان وأحكامها وآدابها وما يتبعها( * *
)من النوافل والسنن وفيها أنواع( * * )من البواب( * )أبواب القضاء( 1
} باب { )أحكام قضاء الصلوات( اليات :طه :فاعبدني وأقم الصلوة لذكرى
) .(1الفرقان :وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد
) (1طه ،14 :والظاهر من لفظ الية الكريمة أن اللم في " لذكرى " ظرفية بمعنى
" عند " كما في قوله تعالى " :أقم الصلة لدلوك الشمس " الية،
فالمراد بالذكر هو الذكر عن نسيان ،ليصح معنى التوقيت ،ولو كان
المراد بالذكر ما يشمل الذكر عن ادامة الحفظ ،كما قيل سواء كان ذكرا
باللسان أو بالقلب ،لوجب عليه اقامة الصلة متواترا في كل حين ،وهو
خلف ظاهر الية الكريمة من التوقيت بوقت معين ،كما هو كذلك في كل
شرع.
][287
.....
وأما معنى الصلة ،فقد كانت عند بنى اسرائيل معهودة بهيئتها وأركانها واشتمالها
على ذكر ال عزوجل بالتوجه والدعاء والتضرع إليه والنابة له ،من
لدن أن قال ابراهيم الخليل عليه الصلة والسلم " :رب اجعلني مقيم
الصلة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء " ،فمن المسلم أن موسى بن
عمران عليه السلم -قبل أن يوحى إليه هذا الوحى -كان يصلى ل
عزوجل ويعبده على الوجه المقرر في شريعة ابراهيم الخليل عليه
الصلة والسلم وخاصة بعد ما بلغ أشده وآتاه ال الحكم والعلم ،ولذلك لم
يتكفل الوحى لبيان معنى الصلة له وشرح أذكارها وأركانها ،وانما بين
له عليه السلم ما كان يهمه ويخصه من وقت الصلة مدى اشتغاله
بابلغ الرسالة إلى فرعون وملئه فوقت له اقامة الصلة كلما تنبه لذكر
ال عزوجل ول يكون ذلك ال بعد ذهول وغفلة ونسيان كعند قيامه من
النوم أو الفراغ من المشاغل التى ينسى ويمحو ذكر ال عزوجل عن
القلب .وهذا الذى وصى ال عزوجل به موسى بن عمران ،يجب علينا
العمل به في ظرفه بعد ملحظة شرع نبينا المطهر ،لقوله عزوجل" :
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذى أوحينا اليك وما وصينا به
ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه " الشورى:
.12فبحكم الية الكريمة شرع ال عزوجل لنا ما أوحى إلى نبينا المكرم
من أوقات الصلوات الخمسة كما أنه شرع لنا من أحكام الدين ما وصى
به النبياء الربعة اولى العزم خصوصا فشرف تلك المة المرحومة
بالشرافة التى كان خص بها اولى العزم من الرسل ليشملهم بذلك رحمته
ورضوانه .فمن ذلك الصلة والزكاة كما قال ال عزوجل حاكيا عن عيسى
بن مريم عليهما السلم " وأوصاني بالصلة والزكاة مادمت حيا " مريم:
،31ومن ذلك المر بالمعروف والنهى عن المنكر بتبليغ أمر ال عزوجل
ونشر دينه وعدم التفرق فيه كما عرفت من قوله تعالى " :أن أقيموا
الدين ول تتفرقوا فيه " الية .ومن ذلك اقامة الصلة حين تذكرها بعد
النسيان والذهول عنها في أوقاتها المعلومة في شرعنا ،لقوله عزوجل
لموسى )ع(
][288
شكورا ) .(1تفسير " :وأقم الصلة لذكري " قيل فيه وجوه :الول :لتذكرني فان
ذكري أن اعبد ويصلى لي ،الثاني :لتذكرني فيها لشتمال الصلة على
الذكار الثالث :لني ذكرتها في الكتب وأمرت بها ،الرابع لن أذكرك
بالمدح والثناء ،وأجعل لك لسان صدق ،الخامس لذكرى خاصة ،أو
لخلص ذكرى وطلب وجهي ل ترائي بها ول تقصد بها غرضا آخر،
السادس لتكون لي ذاكرا غير ناس ،فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربهم
على بال منهم ،وتوكيل هممهم وأفكارهم به كما قال تعالى " :رجال ل
تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال " ) (2السابع لوقات ذكرى وهي
مواقيت الصلوات ،الثامن عند ذكر الصلة بعد نسيانها أي أقمها متى
ذكرت كنت في وقتها أو لم تكن .وهذا أقوى الوجوه بحسب الروايات )(3
ونسبه في مجمع البيان إلى أكثر
" اننى أنا ال ل اله ال أنا فاعبدنى وأقم الصلة لذكرى " .فعلى هذا يجب على من
فاتته احدى الصلوات اليومية في وقتها المعين في شرعنا بالفرض أو
السنة ،أن يصليها حين تذكرها وتبدل نسيانها إلى الذكر ،بحيث إذا
أهملها بعد ذكرانها حتى نسيها مرة اخرى فقد عصى باهماله بحكم الية
الكريمة ،وسيمر عليك في تضاعيف الخبار ما ينص على ذلك انشاء ال.
) (1الفرقان ،62 :ومعنى قوله عزوجل " :لمن أراد أن يذكر " أي لمن
أراد أن يتلبس بالذكر ،فان المراد من الذكر ههنا هو الذكر اللسانى
والقلبى كلما خلف النهار الليل وخلف الليل النهار ،بقرينة الترديد بينه
وبين الشكر وجعلهما متعلقا لرادة من أراد وهو واضح (2) .النور.37 :
) (3بل بحسب ظاهر الية الكريمة أيضا كما عرفت ،ونزيدك بيانا أن مآل
الوجه الول والثانى وهكذا الوجه السادس إلى تقدير الية هكذا :أقم
ذكرى لتذكرني وهذا الكلم من السخافة بمكان وأما الوجه الثالث ومعناه:
أقم الصلة لنى ذكرتها في الكتب -
][289
المفسرين ،وقال :وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلم قال :ويعضده ما رواه
مسلم في الصحيح عن أنس أن النبي صلى ال عليه وآله قال :من نسي
صلته فليصلها إذا ذكرها ل كفارة لها
وأمرت بها ،فهو أسخف من القولين الولين ،فان " أقم الصلة " أمر مستقل في
وحى مستقل توجه إلى موسى عليه السلم من دون واسطة ،فل وجه
لن يعلل ايجابها بأنها قد سطرت في كتب القدمين ،لو كان هناك كتب،
غير صحف ابراهيم عليه السلم ،وبعبارة اخرى هذا المر مولوى توجه
بالخطاب إليه حضورا ،فل معنى لجعله ارشاديا بارجاعه إلى كتب
القدمين .وأما الوجه الرابع :أقم الصلة لن أذكرك بالمدح والثناء وأجعل
لك لسان صدق ،فمفاده اخراج المر المولوي بايجاب الصلة في حد
ذاتها على الطلق إلى المر الستحبابى الترغيبى مع أن المقام مقام
المر المولوي لظاهر قوله " :اننى أنا ال ل اله ال أنا فاعبدنى " .وأما
الوجه الخامس ويشبهه بوجه الوجه السادس أيضا " ،صل لى ول تصل
لغيري كما يفعله المشركون " فل يليق لن يخاطب به مثل موسى عليه
السلم بعد ما قال عزوجل " :وأنا اخترتك " فانه عليه السلم كان منزها
من الشرك والرياء بعصمة من ال عزوجل وقد آتاه رشده وأعطاه
الحكمة والعلم ،ول يكون من باب قولهم اياك أعنى واسمعي يا جارة ،فان
هذا الوحى والتكليم كان مخصوصا به عليه السلم لم يحضر الطور غيره
أحد من البشر .وأما الوجه السابع " أقم الصلة لوقات ذكرى " ثم
تأويله إلى مثل قولنا " أقم الصلة لوقات الصلوات " فان كان المراد
بالوقات الوقات التى وقتت في شرع ابراهيم عليه السلم تبدل المر
ارشاديا بعد ما كان مولويا كما قلنا في الوجه الثالث ،مع أنه أوهم تضييع
موسى عليه السلم لوقات الصلوات ،حيث وصاه باقامة الصلة في
أوقاتها ،وان كان المراد بالوقات غير ما وقت في شرع ابراهيم الخليل
لزم تأخير البيان عن وقت الحاجة ،حيث أمر بالصلة ولم يبين أوقاتها
الموقتة(*) .
][290
غير ذلك ،وقرأ " أقم الصلوة لذكرى " انتهى ) .(1وروى الشيخ ) (2والكليني )(3
بسند فيه جهالة على المشهور ) (4عن زرارة عن الباقر عليه السلم أنه
قال :إذا فاتتك صلة فذكرتها في وقت اخرى ،فان كنت تعلم أنك إذا صليت
التي فاتتك كنت من الخرى في وقت فابدأ بالتي فاتتك ،فان ال تعالى
يقول " :أقم الصلوة لذكري " .وروى الشهيد رحمة ال عليه في الذكرى
) (5بسنده الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله :إذا دخل وقت صلة مكتوبة فل صلة نافلة حتى
يبدأ بالمكتوبة قال :فقدمت الكوفة فأخبرت الحكم بن عتيبة وأصحابه فقبلوا
ذلك مني .فلما كان في القابل لقيت أبا جعفر عليه السلم فحدثني أن رسول
ال صلى ال عليه وآله عرس في بعض أسفاره فقال :من يكلؤنا ؟ فقال
بلل :أنا ،فنام بلل وناموا حتى طلعت الشمس فقال :يا بلل ما أرقدك ؟
فقال :يا رسول ال صلى ال عليه وآله أخذ بنفسى الذي أخذ بأنفاسكم فقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :قوموا فتحولوا عن مكانكم الذي أصابكم
فيه الغفلة ،وقال :يا بلل أذن فأذن فصلى النبي صلى ال عليه وآله ركعتي
الفجر وأمر أصحابه فصلوا ركعتي الفجر ثم قام فصلى بهم الصبح ثم قال:
من نسي شيئا من الصلة فليصلها إذا ذكرها ،فان ال عزوجل يقول" :
وأقم الصلوة لذكرى " قال زرارة :فحملت الحديث إلى الحكم وأصحابه
فقال :نقضت حديثك الول.
) (1مجمع البيان ج 7ص 5و (2) .6التهذيب :ج 1ص (3) .184الكافي ج 3
ص (4) .293بل هو مهمل لم يذكر بمدح ال ما ذكره ابن داود حيث
عنونه في القسم الول تحت الرقم ،1192وقال كان وزير أبى جعفر
المنصور ممدوح (5) .الذكرى ،134 :وقد مر مشروحا في ج 87ص
.24
][291
فقدمت على أبي جعفر عليه السلم فأخبرته بما قال القوم ،فقال :يا زرارة أل
أخبرتهم أنه قد فات الوقتان جميعا ،وأن ذلك كان قضاء من رسول ال
صلى ال عليه وآله .وفي تفسير علي بن ابراهيم قال :إذا نسيتها ثم
ذكرتها فصلها ) .(1بقي الكلم في توجيه الية على هذا الوجه ،فان
الظاهر عليه أن يقال :لذكرها ) (2وفيه أيضا وجوه :الول أن يقدر مضاف
أي لذكر صلتي .الثاني أن يقال :إنما قال " :لذكرى " لبيان أن ذكر
الصلة مستلزم لذكره سبحانه ،وذكر أمره بها وعقابه على تركها ،فكان
ذكرها عين ذكره تعالى .الثالث أن يكون المعنى عند ذكر الصلة الذي هو
من قبلي وأنا علته ،كما ورد في الخبار أن الذكر والنسيان من الشياء
التى ليس للعباد فيها صنع .الرابع أن يكون المراد عند ذكري لك ،وذكر ال
كناية عن لطفه ورحمته
) (1تفسير القمى (2) .418 :قد عرفت أن الية الكريمة انما تحكى وحيا وتكليما
من ال عزوجل لموسى عليه السلم )ل ريب في ذلك( يوقت له أوقات
الصلة بوجه خاص ،ال أن ذلك التوقيت إذا توجه الينا بحكم آية الشورى
كان مفادها كمثل هذا القول " :أقم الصلة لذكرها بعد نسيانها " .فرسول
ال صلى ال عليه وآله وأهل بيته المعصومون انما يحتجون بالية بهذا
الوجه ،ل بما أنها نزلت تخاطب النبي صلى ال عليه وآله حتى يرد على
الروايات ما ذكره المؤلف العلمة .وهذا مثل ما كان أهل البيت يحتجون
بقوله تعالى " ل المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه ال " على أن
صلة النافلة تجوز إلى كل جانب ،وصلة المتحير تجوز إذا وقعت ما بين
المشرق والمغرب ،مع أنها نزلت في غير هذا المورد على ما عرفت
بيانها في ج 84ص 29و ،33وكثيرا ما يستند المام عليه السلم بآية
من آيات القرآن الكريم من حيث نتيجة مفادها بالنسبة الينا مع أن ظاهر
لفظ الية تخالف حكمهم بذلك ،فل تغفل عن هذه الدقيقة ،ولعل ال يوفقنا
للبحث عن ذلك مستوفى فيما بعد انشاء ال تعالى.
][292
كما قال " :اذكروني أذكركم " ) (1و " نسوا ال فنسيهم " ) (2إذ تذكير الصلة
بعد نسيانها من ألطافه سبحانه ،ولم أر هذا الوجه في كلمهم ) .(3ثم إن
الية على الوجه الخير الذي قويناه تدل على أن وقت القضاء الذكر وأنه
ل تكره ول تمنع في شئ من الوقات إل مع مزاحمته لواجب مضيق ،ولذا
أجمع الفقهاء على أنه تقضى الفرائض في كل وقت ما لم تتضيق
الحاضرة ،ولو عممنا الصلة بحيث تشمل الفريضة والنافلة والمر بحيث
يشمل الوجوب والندب ،دلت الية على جواز قضاء النافلة في أوقات
الفرائض كما مر القول فيه ،وتدل عليه صحيحة زرارة المتقدمة في
الجملة .واستدل بها أيضا على المضايقة في القضاء للمر بايقاعها عند
الذكر ،والمر للوجوب ،واجيب بأنه إنما يتم إذا كان المر للفور ،ولم
يثبت ،واعترض عليه بأن الية على هذا الحمل دالة على تعيين زمان
المأمور به ،والخلل به يوجب عدم التيان بالمأمور به ،والحقيقة ههنا
وإن كانت غير مرادة ،لكن لبد من حمله على أقرب المجازات إليها ،فيجب
التيان بها بعد التذكر بل فصل يعتد به ،على أن هذا المعنى ينساق إلى
الذهن في أمثال هذه المواضع عرفا .أقول :يمكن أن يقال :على هذا الوجه
ل تدل الية إل على أن زمان الذكر وقت للصلة ،وهو وقت متسع ول تدل
على أن وقته أول أوقات الذكر حتى يحتاج إلى تلك التكلفات ،فتفطن ،وما
ذكره من شهادة العرف ممنوع " .جعل الليل والنهار خلفة " أي جعلهما
ذوي خلفة يخلف كل منهما الخر ،بأن يقوم مقامه فيما كان ينبغي أن يعمل
فيه أو بأن يعقبه ،يقال هما يختلفان كما يقال :يعتقبان ،ومنه قوله" :
واختلف الليل والنهار " ) (4وقيل أي جعل كل
) (1البقرة (2) .152 :براءة (3) .67 :هذه الوجوه تشبه بعض الوجوه السبعة
التى مر البحث عنها فيما سبق (4) .آيات كثيرة منها في سورة البقرة:
،164آل عمران.190 :
][293
منهما مخالفا للخر ،وليس بشئ ،والول هو المؤيد بالخبار " .لمن أراد أن يذكر
" قال في الكشاف :وقرئ تذكر ويذكر ،وعن ابي ابن كعب يتذكر ،والمعنى
لينظر في اختلفهما الناظر فيعلم أنه لبد لنتقالهما من حال إلى حال
وتغيرهما من ناقل ومغير ،ويستدل بذلك على عظم قدرته ،ويشكر الشاكر
على النعمة فيهما من السكون بالليل والتصرف بالنهار ،كما قال عزوجل:
" ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله " )
(1أو ليكونا وقتين للمتذكرين والشاكرين ،من فاته في أحدهما ورده من
العبادة ،قام به في الخر انتهى .والخير أظهر وأقوى كما اختاره في
مجمع البيان ) (2ونسبه إلى ابن عباس وغيره ،وقال :وروي ذلك عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :يقضي صلة الليل بالنهار ،وحمل قوله " :لمن
أراد أن يذكر " على قضاء الفريضة ،وقوله " :شكورا " على قضاء
النافلة .ويؤيده ما رواه الشيخ في الموثق عن عنبسة العابد ) (3قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " وهو الذى جعل الليل
والنهار خلفة " الية قال :قضاء صلة الليل بالنهار ،وصلة النهار بالليل.
وقال في الفقيه (4) :قال الصادق عليه السلم :كلما فاتك بالليل فاقضه
بالنهار قال ال تبارك وتعالى " :وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن
أراد أن يذكر أو أراد شكورا " يعني أن يقضي الرجل ما فاته بالليل بالنهار
وما فاته بالنهار بالليل ،وقد مر في باب أحكام النوافل مثله برواية علي بن
إبراهيم ) (5عن أبيه عن صالح بن عقبة
) (1القصص (2) .73 :مجمع البيان ج 7ص (3) .178التهذيب ج 2ص ،275
ط نجف (4) .الفقيه ج 1ص (5) .315تفسير القمى ،467 :وقد مر في
باب جوامع أحكام النوافل ج 87ص .43
][294
عن جميل عنه عليه السلم وزاد في آخره وهو من سر آل محمد المكنون .فعلى
هذا تدل الية على رجحان قضاء كل ما فات بالليل في النهار وبالعكس إل
ما أخرجه الدليل - 1 .المحاسن :عن أبيه ،عن العباس بن معروف ،عن
علي بن مهزيار ،عن الحسين بن سعيد يرفع الحديث قال :سئل أبو عبد ال
عليه السلم عن رجل نسي صلة من الصلوات الخمس ل يدري أيتها
هي ؟ قال :يصلي ثلثة وأربعة وركعتين ،فان كانت الظهر والعصر
والعشاء كان قد صلى ،وإن كانت المغرب والغداة فقد صلى ) .(1بيان:
روى الشيخ مضمونه بسندين صحيحين ) (2عن علي بن أسباط ،عن غير
واحد من أصحابنا عنه عليه السلم وعلي بن أسباط قد وثقه النجاشي )(3
وقال إنه من أوثق الناس وأصدقهم لهجة ،وذكر أنه كان فطحيا ثم رجع
عنه وتركه ،ولم يذكر الشيخ كونه فطحيا ،ومثل هذا إذا قال :عن غير
واحد من أصحابنا يمكن عده من الصحاح ،ل سيما مع تأيده بهذه الرواية
وعمل الصحاب ،وذكر الصدوق ) (4في المقنع أيضا ولذا ذهب جل
الصحاب إلى العمل بمضمونه وقالوا يردد الربع بين الظهر والعصر
والعشاء مخيرا بين الجهر والخفات ،ونقل الشيخ في الخلف عليه إجماع
الفرقة ،وحكي عن أبي الصلح وابن حمزة وجوب الخمس والول أقوى.
والقائلون بالول قالوا لو كانت الفائتة من صلة السفر اكتفى باثنتين ثنائية
مطلقة إطلقا رباعيا ومغرب إل ابن إدريس ،حيث لم يوافق هنا مع
موافقته في الول ،نظرا إلى اختصاص النص بالول فالتعدية قياس.
) (1المحاسن 325 :وفى هامش الصل :ثلثا وأربعا ظ (2) .التهذيب ج 1ص
191بسند وص 192بسند آخر (3) .رجال النجاشي ص (4) .190
المقنع ص 32ط السلمية ،الفقيه ج 1ص .231
][295
وأقول :يمكن أن يقال :الستدلل بخبر المحاسن من قبيل القياس على العلة
المنصوصة ،والمشهور حجيته فتأمل ،وما قيل من أنه من قبيل دللة
التنبيه ومفهوم الموافقة ،فلم نعرف معناه - 2 .قرب السناد :عن عبد ال
بن الحسن ،عن جده علي بن جعفر ،عن أخيه موسى عليه السلم قال:
سألته عن المريض يغمى عليه أياما ثم يفيق ،ما عليه من قضاء ما ترك
من الصلة ؟ قال :يقضي صلة ذلك اليوم الذي أفاق فيه ) - 3 .(1العيون
والعلل :عن عبد الواحد بن عبدوس ،عن علي بن محمد بن قتيبة عن
الفضل بن شاذان فيما رواه من العلل عن الرضا عليه السلم فان قال :فلم
صارت الحائض يقضي الصيام ل الصلة ؟ قيل :لعلل شتى إلى آخر ما مر
في كتاب الطهارة ) .(2ثم قال :فان قال :فلم إذا مرض الرجل أو سافر في
شهر رمضان فلم يخرج من سفره أو لم يفق من مرضه حتى يدخل عليه
شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للول ،وسقط القضاء ؟ قيل :لن ذلك
الصوم إنما وجب عليه في تلك السنة في هذا الشهر ،وأما الذي لم يفق
فانه لما مر عليه السنة كلها وقد غلب ال عليه ،فلم يجعل له السبيل إلى
أدائها سقط عنه ،وكذلك كل ما غلب ال عليه مثل المغمى عليه يغمى عليه
في يوم وليلة ،فل يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق عليه السلم
كلما غلب ال على العبد فهو أعذر له ) - 4 .(3الذكرى :عن إسماعيل بن
جابر قال :سقطت عن بعيري فانقلبت على ام رأسي ،فمكثت سبع عشرة
ليلة مغمى عليه فسألته عن ذلك فقال :اقض مع كل صلة صلة ).(4
) (1قرب السناد ص 97ط حجر ص 128ط نجف (2) .راجع ج 81ص ) .106
(3علل الشرايع ج 1ص ،257عيون الخبار ج 2ص (4) .117
الذكرى.134 :
][296
قال الشهيد -رحمه ال -وفيه تصريح بالتوسعة لو أوجبنا القضاء على المغمى
عليه ،وقال :قال سلر -ره -وقد روي أنه إذا أفاق آخر النهار قضى
صلة ذلك اليوم ،وإن أفاق آخر الليل قضى صلة تلك الليلة ،وابن إدريس
حكى هذا ،وأنه روي أنه يقضي صلة شهر .المقنع :اعلم أن المغمى عليه
يقضي جميع ما فاته من الصلوات ،وروي ليس على المغمى عليه أن
يقضي إل صلة اليوم الذي أفاق فيه ،والليلة التي أفاق فيها وروي أنه
يقضي صلة ثلثة أيام ،وروي أنه يقضي الصلة التي أفاق فيها في وقتها
) .(5تنقيح :اعلم أن الصحاب اختلفوا في قضاء المغمى عليه الصلة ،مع
استيعاب الغماء جميع وقت الصلة ،فذهب الكثر إلى أنه ل يجب عليه
القضاء أصل ،وذهب الصدوق إلى القضاء مطلقا كما عرفت ) (1وحكي
عن بعض الصحاب أنه يقضي آخر
) (1المقنع (2) .37 :وهو المختار ،لما عرفت في ج 82ص 313ذيل قوله تعالى:
" ان الصلة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " أن الصلة مكتوبة على
المؤمنين كالدين المؤجل بآجال معينة كلما حل أجل وجب أداء ما افترض
وكتب عليه من ثنائية أو رباعية أو ثلثية ،فل يسقط تلك الكتابة ال
بالداء ،حتى انه يطالب أولياء المؤمنين بعد مماتهم بقضاء هذا الدين
عن ميته كما هو المسلم في الشريعة .فعلى هذا يكون قضاء الصلوات في
أي ظرف كان بالمر الول ،وهذا المر انما يتوجه إلى المكلف حين يبلغ
أول تكليفه فيحكم عليه بكتابة هذا الدين عليه ليؤدي ديون صلوات
المكتوبة في أنجمها ،فإذا تركها عمدا يؤدى ما فاته بعد التوبة والعتذار،
ويكون فاسقا بل كافرا حين تركه للصلة ،وإذا تركها نسيانا أداها بعد
التذكر ،وإذا تركها لمر ض غلبه كالسليم أو صاحب الوجع الذى ل يزال
يلتوى من شدة الوجع ،أداها بعد رفع الحرج وإذا فاتته الصلة لغماء أو
سكر أو برسام غلب -
][297
أيام إفاقته إن أفاق نهارا أو آخر ليلته إن أفاق ليل ،والول أقوى ،والخبار
عليه ،أداها بعد الفاقة وإذا تركها لنوم غلبه أداها بعد اليقظة ،كل ذلك لن الصلة
مكتوبة ل يخرج عن عهدتها ال بأدائها .ال أنه ل عصيان في هذه الصور
غير العمدية ،لن هذه الفات عرض عليه من دون اختياره وكلما غلب
ال على العبد ،فال أولى بالعذر ،ولما ثبت عن النبي صلى ال عليه
وآله :رفع عن امتى تسعة :الخطا ،والنسيان ،وما اضطروا إليه ،وما ل
يطيقون ...ولقوله صلى ال عليه وآله رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ
وعن المجنون حتى يفيق .وهناك روايات صحيحة كثيرة تنص على أن
المغمى عليه يقضى صلواته كلها منها صحيحة عبد ال بن سنان عن أبى
عبد ال )ع( قال :كل ما تركته من صلتك لمرض اغمى عليك فيه فاقضه
إذا أفقت ومنها صحيحة رفاعة عن أبى عبد ال عليه السلم قال :سألته
عن المغمى عليه شهرا ما يقضى من الصلة ؟ قال :يقضيها كلها ،ان أمر
الصلة شديد ،ومنها ما عن منصور بن حازم عن أبى عبد ال )ع( أنه
سأله عن المغمى عليه شهرا أو أربعين ليلة ؟ قال :فقال :ان شئت
أخبرتك بما آمر به نفسي وولدى :أن تقضى كل ما فاتك )التهذيب ج 1
ص .(421واما ما روى من أنه ل يقضى صلته ،ويحتج فيها بقوله
عليه السلم " :كلما غلب ال عليه فال أولى بالعذر " فهذا الحتجاج
دليل التقية والتقاء في الفتوى ،فان العذر انما هو في تركه في الوقت
المعين وعدم نقصان دينه وعدالته وورعه بذلك ،وأما بعد رفع العذر،
فالتكليف بحاله ،ول فرق بين العذار بأنه لو كان النوم والنسيان وجب
القضاء ،ولو كان هو الغماء لم يجب .ولذلك ترى المام عليه السلم
يحتج بهذه القاعدة في غير مورد الغماء أيضا كما في حديث مرازم قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن المريض ل يقدر على الصلة ؟ قال:
فقال كلما غلب ال على العبد فال اولى بالعذر .نعم لو كان المكلف هو
الذى أورد على نفسه احدى هذه العذار ،كما إذا شرب مسكرا أو مخدرا
أو غير ذلك من الدوية فغلب عليه النوم أو النسيان أو الغماء أو الهجر
كان في -
][298
الدالة على القضاء محمولة على الستحباب ،وبعضها أشد استحبابا من بعض
كاليوم والثلثة اليام .وذكر الشهيد -ره -أنه لو أغمى بفعله وجب عليه
القضاء ،وأسنده إلى الصحاب ول حجة عليه ظاهرا .قال في الذكرى :لو
زال عقل المكلف بشئ من قبله فصار مجنونا أو سكر فغطي عقله واغمي
عليه بفعل فعله ،وجب القضاء ،لنه مسبب عن فعله وأفتى به الصحاب
وكذا النوم المستوعب ،وشرب المرقد .ولو كان النوم على خلف العادة
فالظاهر إلحاقه بالغماء ،وقد نبه عليه في المبسوط ،ولو تناول المزيل
للعقل غير عالم بذلك أو أكل غذاء موذيا ل يعلم به أو سقي المسكر كرها
أو لم يعلم كونه مسكرا أو اضطر إلى استعماله دواء ،فزال عقله ،فهو في
حكم الغماء ،لظهور عذره .أما لو علم أن جنسه مسكر وظن أن ذلك القدر
ل يسكر ،أو علم أن متناوله يغمى عليه في وقت فتناوله في غيره مما يظن
بأنه ل يغمى عليه فيه لم يعذر ،لتعرضه للزوال ،ولو وثب لحاجة فزال
عقله أو اغمي عليه فل قضاء ،ولو كان عبثا فالقضاء إن ظن كون مثله
يؤثر ذلك ،ولو بقول عارف انتهى .والظاهر أن ما فات بالنوم أو بالعمد أو
بالنسيان يجب قضاؤها مطلقا للخبار الكثيرة الدالة باطلقها على جميع
الفراد ،وأما المسكر والمرقد فالظاهر وجوب القضاء في جميع أفرادهما
لعمومات النصوص الدالة على أن من فاتته فريضة يجب عليه القضاء،
وفي الغماء الظاهر عدم وجوب القضاء مطلقا .والولى في الشقوق
المختلف فيها القضاء احتياطا ،ل سيما فيما إذا كان الغماء بفعله ،للشهرة
العظيمة بين الصحاب ،مع أنه يمكن أن يقال :النصوص الواردة بعدم
القضاء في الغماء تنصرف إلى الفرد الشايع الغالب ،وهو ما لم يكن
بفعله ،فيتناول غيره
فعله ذلك عاصيا وكان كأنه ترك الصلة عمدا ،وهذا واضح بحمد ال(*) .
][299
عمومات القضاء ول يخلو من وجه - 6 .رسالة المواسعة :في القضاء للسيد علي
بن طاوس نقل من أصل عبيدال ابن علي الحلبي المعروض على الصادق
عليه السلم قال :خمس صلوات يصلين على كل حال ،متى ذكره ،ومتى
أحب ،صلة فريضة نسيها يقضيها مع غروب الشمس وطلوعها وصلة
ركعتي الحرام ،وركعتي الطواف ،والفريضة ،وكسوف الشمس عند
طلوعها وعند غروبها .ومنها عن الصل المذكور قال :ومن نام أو نسي
أن يصلي المغرب والعشاء الخرة ،فان استيقظ قبل الفجر بمقدار ما
يصليهما جميعا فليصلهما وإن استيقظ بعد الفجر فليصل الفجر ثم يصلي
المغرب ثم العشاء .ومنها نقل عن كتاب الصلة :للحسين بن سعيد عن
صفوان ،عن عيص بن القاسم قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
رجل نسي أو نام عن الصلة حتى دخل وقت صلة اخرى فقال :إن كانت
صلة الولى فليبدء بها وإن كانت صلة العصر فليصل العشاء ثم يصلي
العصر - 7 .تفسير على بن ابراهيم :قال صلة الحيرة على ثلثة وجوه:
فوجه منها هو الرجل يكون في مفازة ل يعرف القبلة يصلي إلى أربعة
جوانب .والوجه الثاني من فاتته صلة ولم يعرف أي صلة هي فانه يجب
أن يصلي ثلث ركعات وأربع ركعات وركعتين ،فان كانت التي فاتته
المغرب فقد قضاها ،وإن كانت العتمة فقد قضاها ،وان كانت الفجر فقد
قضاها ،وإن كانت الظهر فقد قضاها و إن كانت العصر فقد قضاها ،فقد
قامت الثلث مقامها ،ومن كان عليه ثوبان فأصاب أحدهما بول أو قذر أو
جنابة ولم يدر أي الثوبين أصاب القذر ،فانه يصلي في هذا وفي هذا ،فإذا
وجد الماء غسلهما جميعا ) - 8 .(1الخصال :عن أبيه عن علي بن
إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد ،عن حريز
][300
عن زرارة قال :قال أبو جعفر عليه السلم أربع صلوات يصليها الرجل في كل
ساعة :صلة فاتتك فمتى ذكرتها أديتها ،وصلة ركعتي طواف الفريضة،
وصلة الكسوف ،والصلة على الميت ،هؤلء يصليهن الرجل في الساعات
كلها ) .(1بيان :يدل على أنه ل يكره القضاء في الساعات المكروهة وهي
شاملة لقضاء النافلة - 9 .الخصال :عن محمد بن الحسين بن الوليد ،عن
محمد بن الحسن الصفار ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن
سنان ،عن ابن مسكان ،عن موسى بن بكر قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :الرجل يغمى عليه اليوم واليومين والثلثة والربعة وأكثر من
ذلك ،كم يقضي من صلته ؟ فقال :أل أخبرك بما يجمع لك هذا وأشباهه ؟
كلما غلب ال عز وجل عليه من أمر فال أعذر لعبده .وزاد فيه غيره أن
أبا عبد ال عليه السلم قال :وهذا من البواب التي يفتح كل باب منها ألف
باب ) .(2البصائر :للصفار عن أحمد بن محمد مثله ) (3وفيه " يوما أو
يومين أو ثلثة أو أكثر " وفيه " بما ينتظم هذا وأشباهه " - 10 .العلل:
عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن العباس بن معروف ،عن علي ابن
مهزيار ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد بن عيسى ،عن عمر بن اذينة،
عن زرارة وبكير وفضيل ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية ،عن أبي
جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم أنهما قال في الرجل يكون في بعض
هذه الهواء الحرورية والمرجئة والعثمانية والقدرية ،ثم يتوب ويعرف
هذا المر ويحسن رأيه ،أيعيد كل صلة صلها أو صوم أو زكاة أو حج ؟
قال :ليس عليه إعادة شئ من ذلك غير الزكاة ،فانه لبد
][301
أن يؤديها ،لنه وضع الزكاة في غير موضعها ،وإنما موضعها أهل الولية ).(1
بيان :هذا الخبر في نهاية الصحة وقد رواه خمسة من أفاضل الصحاب
ويدل على أن جميع فرق المخالفين ل يعيدون العبادات إل الزكاة إذا
أعطوها المخالفين سواء كانوا ممن حكم بكفرهم أم ل ،لن الحرورية هم
الخوارج ،وهم كفار نواصب ،وسقوط القضاء عن الكافر الصلي بعد
إسلمه موضع وفاق ،ويدل عليه الية و الخبر ،ول يلحق بالكافر الصلى
من حكم بكفره من فرق المسلمين ،ول غيرهم من المخالفين ،بل يجب
عليهم القضاء عند الستبصار إذا فاتتهم ،وأما إذا أوقعوها صحيحة بحسب
معتقدهم لم يجب عليهم القضاء لهذا الخبر ،وغيره من الخبار ،لكن الكثر
قيدوها بالصحيحة عندهم ،وبعضهم بالصحيحة عندنا ،والول أظهر ،فانه
المتبادر من النصوص ،وإن كان القول بصحة ما كان صحيحا عندنا أيضا
ل يخلو من وجه ،و استشكال العلمة في التذكرة الصحة مطلقا غير
موجه ،بعد ورود الخبار الصحيحة ،و سيأتي تمام القول فيه في كتاب
الحج إنشاء ال تعالى - 11 .فقه الرضا :قال :قال العالم عليه السلم :ليس
على المريض أن يقضي الصلة إذا اغمي عليه إل الصلة التي أفاق في
وقتها ) .(2وقال :من أجنب ثم لم يغتسل حتى يصلي الصلوات كلهن فذكر
بعد ما صلى فعليه العادة يؤذن ويقيم ثم يفصل بين كل صلتين باقامة )
.(3وعن رجل أجنب في رمضان فنسي أن يغتسل حتى خرج رمضان،
قال :عليه أن يقضي الصلة والصوم إذا ذكر ) - 12 .(4الكشى :عن محمد
بن مسعود ومحمد بن الحسن معا ،عن إبراهيم بن محمد ابن فارس ،عن
أحمد بن الحسن ،عن علي بن يعقوب ،عن مروان بن مسلم ،عن
][302
عمار الساباطى قال :قال سليمان بن خالد لبي عبد ال عليه السلم وأنا جالس إني
منذ عرفت هذا المر اصلي في كل يوم صلتين أقضى ما فاتني قبل
معرفتي ؟ قال :ل تفعل ،فان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت
من الصلة ) .(1بيان " :ما فاتني " أي ما صليت مع عدم اليمان ،فكأنه
لفقد الشرايط وعدم موافقة الحق قد فاتني " فان الحال التي " الغرض
رفع استبعاده من قبول تلك الصلوات والعفو عن التقصيرات الواقعة فيها
بأن ال تعالى إذا عفى عن أصل المذهب الباطل ،فالعفو عما يقارنه ويتبعه
أخف وأسهل .ول يخفى أن ظاهر الخبر عدم وجوب إعادة ما تركه من
الصلوات وغيرها من العبادات ،وهو خلف المشهور ،وروى الشهيد قدس
سره هذا الخبر من كتاب الرحمة ) (2بسنده إلى عمار ثم قال :وهذا
الحديث مع ندوره وضعف سنده ل ينهض مخصصا للعموم ،مع قبوله
التأويل بأن يكون سليمان يقضي صلواته التي صلها ،وسماها فائتة
بحسب معتقده الن ،لنه اعتقد أنه بحكم من لم يصل لمخالفتها في بعض
المور ،ويكون قول المام عليه السلم من ترك ما تركت من شرائطها
وأفعالها ) (3وحينئذ لدللة فيه على عدم قضاء الفائتة حقيقة في الحال
الولى .وقد تشكك بعض الصحاب في سقوط القضاء عمن صلى منهم أو
صام ،لختلل الشرايط والركان ،فكيف تجزي عن العبادة الصحيحة وهو
ضعيف لنا كالمتفقين على عدم إعادتهم الحج الذي ل إخلل فيه بركن ،مع
أنه ل يكاد ينفك من مخالفة في الصورة ،ولن الشبهة متمكنة فيه ،فيعذر،
وإنما لم يعذر في الزكاة لنها حق آدمي بني على التضييق - 13 .كتاب
صفين :لنصر بن مزاحم ،عن عمرو بن شمر ،عن إسماعيل السدي
) (1رجال الكشى ص 361تحقيق المصطفوى (2) .رواه في الذكرى(3) .136 :
ولعله الظاهر من افراد لفظ الصلة في قوله عليه السلم " من ترك ما
تركت من الصلة " ولو كان المراد ترك اصل الصلة لقال " :من ترك ما
تركت من الصلوات ".
][303
عن عبد خير الهمداني قال :نظرت إلى عمار بن ياسر رمي رمية فأغمى عليه ،ولم
يصل الظهر والعصر ،ول المغرب ول العشاء ول الفجر ،ثم أفاق فقضاهن
جميعا يبدء بأول شئ فاته ثم التي تليها - 14 .دعائم السلم :عن جعفر
بن محمد عليه السلم أنه قال :المريض إذا ثقل و ترك الصلة أياما أعاد
ما ترك إذا استطاع الصلة ) .(1وعنه عليه السلم أنه سئل عن سكران
صلى وهو سكران ،قال :يعيد الصلة ) .(2وعنه عليه السلم قال :المغمى
عليه إذا أفاق قضى كل ما فاته من الصلة ).(3
][304
) (1المحاسن (2) .72 :رجال النجاشي (3) .148 :الختصاص.88 :
][305
حتى يكتب بارا ،ويكون بارا في حياتهما ،فإذا مات ل يقضى دينه ول يبره بوجه من
وجوه البر ،فل يزال كذلك حتى يكتب عاقا) * .تبيين وتفصيل( * اعلم أنه
ذهب الشيخان وابن أبى عقيل وابن البراج وابن حمزة والعلمة في أكثر
كتبه إلى أنه يجب على الولي قضاء جميع ما فات عن الميت من الصلوات.
وقال ابن الجنيد والعليل إذا وجب عليه صلة فأخرها عن وقتها إلى أن
مات قضاها عنه وليه كما يقضي عنه وليه حجة السلم والصيام ،ببدنه،
وإن جعل بدل كل ركعتين مدا أجزأه ،فان لم يقدر فلكل أربع ،فان لم يقدر
فمد الصلة النهار ومد لصلة الليل ،والصلة أفضل ،وكذا المرتضى .وقال
ابن زهرة :ومن مات وعليه صلة وجب عليه وليه قضاؤها ،وإن تصدق
عن كل ركعتين بمد أجزأها إلى آخر ما قاله ابن الجنيد ،واحتج بالجماع و
طريقة الحتياط .وقال ابن إدريس بوجوب القضاء على ولية الكبر من
الذكران عما وجب على العليل فأخرها عن أوقاته حتى مات ،ول يقضي
عنه إل الصلة الفائتة في حال مرض موته ،وتبعه يحيى بن سعيد والشهيد
في اللمعة .وقال المحقق في بعض مصنفاته :الذي ظهر أن الولد يلزمه
قضاء ما فات الميت من صلة وصيام لعذر كالمرض والسفر والحيض ،ل
ما تركه الميت عمدا مع قدرته عليه ،وهو قول السيد عميد الدين .ثم اعلم
أن السيد ابن زهرة بعد ذهابه إلى ما مر أورد على نفسه قوله تعالى" :
وأن ليس للنسان إل ما سعى " ) (1وما روى عن النبي صلى ال عليه
وآله إذا مات المؤمن انقطع عمله إل من ثلث ).(2
) (1النجم (2) .39 :وهى اما صدقة أجراها في حياته فهى تجرى عليه بعد موته،
أو سنة هدى سنها فهى
][306
وأجاب بأن الثواب للفاعل ل للميت لن ال تعالى تعبد الولي بذلك و سماه قضاء
عنه ،لحصوله عند تفريطه ،وقد يجاب عنه أيضا بأن العمال الواقعة نيابة
عنه بعد موته نتيجة سعيه في تحصيل اليمان واصول العقايد المسوغة
للنيابة عنه ،فهي مستندة إليه ،أو أن بعض العمال الخير الصادرة عنه
في أيام حياته سوى اليمان يمكن أن يكون مستتبعا بالخاصية الغائبة عن
مداركنا لشفاق بعض المؤمنين عليه ،فيفعل العمال نيابة عنه ،فيكون أثر
سعيه .أو تحمل الية على أن ليس له ذلك على سبيل الستحقاق
والستيجاب ،فل ينافي ذلك وصول أثر بعض العمال الذي لم يسع في
تحصيله إليه على سبيل التطول والتفضل ،ومن هذا القبيل العفو وآثار
الشفاعة وغيرهما ،واجيب عن الخبر بأنه دال على انقطاع عمله ،وهذا
يصل إليه من عمل غيره .وعلى تقدير التنزل عن ذلك كله قلنا :الية
والخبر معدولن عن الظاهر اتفاقا ،ونحن نخصصهما بما خصصنا به دليل
معارض فيرتكب التخصيص أو الحمل على المبالغة الداعي إليه .ثم اختلف
الصحاب في خصوصيات هذا الحكم أيضا اختلفا كثيرا .الول الكثر على
أن القاضي هو الولد الكبر ،قال في الذكرى :وكأنهم جعلوه بازاء حبوته،
وأطلق ابن الجنيد وابن زهرة وليس في الخبار تخصيص ،قال في
الذكرى :القول بعموم كل ولي ذكر أولى حسبما تضمنته الروايات .الثاني
قال في الذكرى :ظاهرهم أن المقضي عنه الرجل لذكرهم إياه في معرض
الحبوة ،وكلم المحقق مؤذن بالقضاء عن المرءة أيضا ،وما ورد بلفظ
الميت يشملها ،لكن في أكثر الروايات بلفظ الرجل .الثالث هل يشترط كمال
الولي حال الوفات ؟ قرب الشهيد ذلك ،وكذا استشكلوا في السفيه وفاسد
الرأى ولعل العموم أقوى.
تعمل بها بعد موته ،أو ولد صالح يستغفر له(*) .
][307
الرابع اختلفوا في أنه هل له الستيجار أو لبد له من إيقاعها بنفسه ،والخير
أحوط ،ول يبعد سقوطها عنه مع تبرع المتبرع .الخامس إذا مات الولي
هل يتحملها ولية أيضا ؟ قرب في الذكرى العدم و الحوط التحمل .السادس
لو أوصى الميت بقضائها عنه باجرة من ماله وأسندها إلى أحد أوليائه أو
إلى أجنبي ،فهل يسقط عن الولي ؟ اختار في الذكرى السقوط لعموم العمل
بالوصية .السابع لو قلنا بعدم قضاء الولى ما تركه الميت عمدا أو كان
الميت ل ولي له ولم يوص الميت ،فالمنقول عن ظاهر المتأخرين من
الصحاب عدم الخراج من ماله للصل .وقال في الذكرى :وبعض
الصحاب أوجب إخراجها كالحج ،وصب الخبار التي ل ولي فيها عليه،
واحتج أيضا بخبر زرارة ) (1قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إن أباك
قال لي من فر بها من الزكاة فعليه أن يؤديها فقال صدق أبي إن عليه أن
يؤدي ما وجب عليه وما لم يجب عليه فل شئ عليه .ثم قال :أرأيت لو أن
رجل اغمي عليه يوما ثم مات فذهبت صلته ،أكان عليه وقد مات أن
يؤديها ؟ فقلت :ل ،قال :إل أن يكون أفاق من يومه .فان ظاهره أنه يؤديها
بعد موته ،وهو إنما يكون بوليه أو ماله ،فحيث ل ولي تحمل على المال،
وهو شامل لحالة اليصاء وعدمه .ثم قال :لو أوصى بفعلها من ماله فان
قلنا بوجوبه لول اليصاء كان من الصل كسائر الواجبات ،وإن قلنا بعدمه
فهو تبرع يخرج من الثلث ،إل أن يجيزه الوارث .ولنذكر الن مستند ما
اشتهر بين الصحاب من استيجار الصلة للميت و
][308
التبرع عنه ،ولما كان الشهيد قدس ال روحه في الذكرى بسط في ذلك الكلم ،و
وفى حق المقام ،نذكر ما أفاده ،قال طيب ال رمسه :قال الفاضل :أما
الدعاء والستغفار والصدقة ،والواجبات التي تدخلها النيابة فاجماع ،قال
ال " :والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين
سبقونا باليمان " ) (1وقال تعالى " :واستغفر لذنبك وللمؤمنين
والمؤمنات " ) (2وقد سبق في الدعاء للميت عن النبي صلى ال عليه
وآله اللهم اغفر لحينا وميتنا وعن الئمة عليهم السلم نحو ذلك .وفي
الفقيه ) (3عن الصادق عليه السلم إن الميت يفرح بالترحم والستغفار
له ،كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه .وفي البخاري وغيره عن ابن
عباس قال :قال رجل إن اختي نذرت أن تحج وإنها ماتت ،فقال النبي صلى
ال عليه وآله لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ قال :نعم ،قال :فاقض دين
ال فانه أحق بالقضاء .وأما ما عداها فعندنا أنه يصل إليه روى ابن بابويه
) (4عن الصادق عليه السلم :ستة تلحق المؤمن بعد وفاته :ولد يستغفر
له ،ومصحف يخلفه ،وغرس يغرسه ،وصدقة ماء يجريه ،وقليب يحفره،
وسنة يؤخذ بها من بعده .قلت :هذا الحديث يتضمن المهم من ذلك ،إذ قد
روى ابن بابويه ) (5أيضا عن الصادق عليه السلم من عمل من
المسلمين عن ميت عمل أضعف له أجره ،ونفع ال عزوجل به الميت.
قال :وقال عليه السلم ) (6يدخل على الميت في قبره الصلة والصوم
والحج والصدقة والبر والدعاء ،ويكتب أجره للذي فعله وللميت.
][309
ثم قال قدس ال روحه (1) :ولنذكر هنا أحاديث من هذا الباب ،ضمنها السيد
المرتضى رضي الدين أبو القاسم علي بن طاوس الحسيني طيب ال سره
في كتابه المسمى " غياث سلطان الوري لسكان الثرى " وقصد به بيان
قضاء الصلوات عن الموات .الحديث الول :ما رواه الصدوق ) (2في
كتاب من ل يحضره الفقيه ،وقد ضمن صحة ما اشتمل عليه ،وأنه حجة
بينه وبين ربه أن الصادق عليه السلم سأله عمر بن يزيد أيصلى عن
الميت ؟ فقال :نعم ،حتى أنه ليكون في ضيق فيوسع عليه ذلك الضيق ،ثم
يؤتي فيقال له خفف عنك هذا الضيق بصلة فلن أخيك عنك .الثاني ما
رواه علي بن جعفر ) (3في مسائله عن أخيه موسى عليه السلم قال:
حدثني أخي موسى بن جعفر قال :سألت أبي جعفر بن محمد عليه السلم
عن الرجل هل يصلح له أن يصلي أو يصوم عن بعض موتاه ؟ قال :نعم،
فيصلي ما أحب ،ويجعل تلك للميت ،فهو للميت إذا جعل ذلك له .ولفظ " ما
أحب " للعموم ،وجعلها نفسها للميت دون ثوابها ،ينفي أن يكون هدية
صلة مندوبة .الثالث من مسائله ) (4أيضا عن أخيه موسى عليه السلم
وسأله عن الرجل هل أن يصلح أن يصلي ويصوم عن بعض أهله بعد موته
؟ فقال :نعم يصلي ما أحب ويجعل ذلك للميت فهو للميت إذا جعله له.
الرابع :ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسى باسناده إلى محمد بن عمر بن
يزيد قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم يصلى عن الميت ؟ قال :نعم حتى
أنه ليكون في ضيق
) (1راجع الذكرى ص (2) .75 - 73الفقيه ج 1ص (3) .117راجع البحار ج
10ص ،291آخر الرسالة (4) .لم نجده في المسائل المطبوع في
البحار.
][310
فيوسع عليه ذلك ،ثم يؤتى فيقال له :خفف عنك هذا الضيق بصلة فلن أخيك.
الخامس ما رواه باسناده إلى عمار بن موسى الساباطي من كتاب أصله
المروي عن الصادق عليه السلم عن الرجل يكون عليه صلة أو يكون
عليه صوم هل يجوز له أن يقضيه رجل غير عارف ؟ قال :ل يقضيه إل
مسلم عارف .السادس ما رواه الشيخ أيضا باسناده إلى محمد بن أبي
عمير ،عن رجاله عن الصادق عليه السلم في الرجل يموت وعليه صلة
أو صيام قال :يقضيه أولى الناس به .السابع ما رواه الشيخ محمد بن
يعقوب الكليني في الكافي باسناده إلى ابن أبي عمير ،عن حفص ابن
البختري ،عن أبي عبد ال عليه السلم في الرجل يموت وعليه صلة أو
صيام قال :يقضي عنه أولى الناس به .الثامن هذا الحديث بعينه عن حفص
بطريق آخر إلى كتابه الذي هو من الصول .التاسع ما روي في أصل
هشام بن سالم من رجال الصادق والكاظم عليهما السلم ويروي عنه ابن
أبي عمير قال هشام في كتابه :وعنه عليه السلم قال :قلت :يصل إلى
الميت الدعاء والصدقة والصلة ونحو هذا ؟ قال :نعم ،قلت :أو يعلم من
صنع ذلك به ؟ قال :نعم ،ثم قال :يكون مسخوطا عليه فيرضى عنه.
وظاهره أنه من الصلة الواجبة التي تركها لنها سبب في السخط .العاشر
ما رواه علي بن أبي حمزة في أصله وهو من رجال الصادق والكاظم
عليهما السلم قال :وسألت عن الرجل يحج ويعتمر ويصلي ويصوم
ويتصدق عن والديه ،و ذوي قرابته ،قال :ل بأس به ،يؤجر فيما يصنع
وله أجر آخر بصلته قرابته ،قلت :وإن كان ل يرى ما أرى وهو ناصب ؟
قال :يخفف عنه بعض ما هو فيه .أقول :وهذا أيضا ذكره ابن بابويه في
كتابه .الحادي عشر ما رواه الحسين بن الحسن العلوي الكوكبي في كتاب
المنسك باسناده إلى علي بن أبي حمزة قال :قلت لبي إبراهيم عليه
السلم :أحج واصلي وأتصدق
][311
عن الحياء والموات من قرابتي وأصحابي ؟ قال :نعم صدق عنه ،وصل عنه ،ولك
أجر آخر بصلتك إياه .قال ابن طاوس -رحمه ال -يحمل في الحى على
ما يصح فيه النيابة من الصلوات ،ويبقى الميت على عمومه .الثاني عشر
ما رواه الحسن بن محبوب في كتاب المشيخة عن الصادق عليه السلم أنه
قال :يدخل على الميت في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة والبر
والدعاء قال :ويكتب أجره للذي يفعله وللميت .وهذا الحسن بن محبوب
يروي عن ستين رجل من أصحاب أبى عبد ال عليه السلم وروى عن
الرضا عليه السلم وقد دعا له الرضا عليه السلم وأثنى عليه ،فقال فيما
كتبه :إن ال قد أيدك بحكمة ،وأنطقها على لسانك ،قد أحسنت وأصبت،
أصاب ال بك الرشاد ويسرك للخير ووفقك لطاعته .الثالث عشر ما رواه
محمد بن أبى عمير بطريق آخر عن المام عليه السلم :يدخل على الميت
في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء ،قال :ويكتب
أجره للذي يفعله وللميت .قال السيد -ره :-هذا عمن أدركه محمد بن أبى
عمير من الئمة ،ولعله مولنا الرضا عليه السلم .الرابع عشر ما رواه
إسحاق بن عمار قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :يدخل على
الميت في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء ،قال ويكتب
أجره للذي يفعله وللميت .الخامس عشر روى ابن بابويه عن الصادق
عليه السلم تدخل على الميت في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة
والعتق .السادس عشر ما رواه عمر بن محمد بن يزيد قال :قال أبو عبد
ال عليه السلم :إن الصلة والصوم والصدقة والحج والعمرة وكل عمل
صالح ينفع الميت حتى أن الميت
][312
ليكون في ضيق فيوسع عليه ،ويقال :إن هذا بعمل ابنك فلن ،وبعمل أخيك فلن.
أخوه في الدين .قال السيد قال عليه السلم " :أخوه في الدين " إيضاح
لكل ما يدخل تحت عمومه من البتداء بالصلة عن الميت أو بالجارات.
السابع عشر ما رواه علي بن يقطين وكان عظيم القدر عند أبي الحسن
موسى عليه السلم له كتاب المسائل عنه قال :وعن الرجل يتصدق عن
الميت ويصوم ويعتق ويصلي قال :كل ذلك حسن يدخل منفعته على الميت.
الثامن عشر ما رواه علي بن إسماعيل الميثمي في أصل كتابه قال :حدثني
كردين قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :الصدقة والحج والصوم يلحق
الميت ؟ قال :نعم ،قال :فقال :هذا القاضي خلفي وهو ل يرى ذلك ،قال:
قلت :وما أنا وذا ،فوال لو أمرتني أن أضرب عنقه لضربت عنقه ،قال:
فضحك .قال :وسألت أبا الحسن عليه السلم عن الصلة على الميت أتلحق
به ؟ قال :نعم .قال :وسألت أبا عبد ال عليه السلم قلت إني لم أتصدق
بصدقة مذ ماتت أمي إل عنها ؟ قال :نعم قلت :أفترى غير ذلك ؟ قال :نعم
نصف عنك ونصف عنها ،قلت :أيلحق بها ؟ قال :نعم .قال السيد قوله" :
الصله على الميت " أي التي كانت على الميت أيام حياته ،ولو كانت ندبا
كان الذي يلحقه ثوابها دون الصله نفسها .التاسع عشر ما رواه حماد بن
عثمان في كتابه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن الصلة والصوم
والصدقة والحج والعمرة ،وكل عمل صالح ينفع الميت ،حتى أن الميت
ليكون في ضيق فيوسع عليه ،ويقال :هذا بعمل ابنك فلن ،أو بعمل أخيك
فلن أخوه في الدين .العشرون ما رواه عبد ال بن جندب ) (1قال :كتبت
إلى أبي الحسن عليه السلم أسأله عن الرجل يريد أن يجعل أعماله من
الصلة والبر والخير أثلثا :ثلثا له ،وثلثين
][313
لبويه ،أو يفردهما من أعماله بشئ مما يتطوع به ،وإن كان أحدهما حيا والخر
ميتا ،فكتب إلى :أما الميت فحسن جائز ،وأما الحي فل إل البر والصلة .قال
السيد :ل يراد بهذا ،الصلة المندوبة ،لن الظاهر جوازها عن الحياء في
الزيارات والحج وغيرهما .الحادى والعشرون ما رواه محمد بن عبد ال
بن جعفر الحميري أنه كتب إلى الكاظم عليه السلم مثله وأجابه بمثله.
الثاني والعشرون ما رواه أبان بن عثمان عن علي بن مسمع قال :قلت:
لبي عبد ال عليه السلم إن امي هلكت ولم أتصدق بصدقة كما تقدم إلى
قوله :أفيلحق ذلك بها ؟ قال :نعم ؟ قلت :والحج قال :نعم ،قلت :والصلة ؟
قال :نعم .قال :ثم سألت أبا الحسن عليه السلم بعد ذلك أيضا عن الصوم
فقال :نعم .الثالث والعشرون ما رواه الكليني باسناده ) (1إلى محمد بن
مروان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما يمنع الرجل منكم أن يبر
والديه حيين وميتين ،يصلي عنهما ويتصدق عنهما ،ويحج عنهما،
ويصوم عنهما ،فيكون الذى صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده ال ببره
وصلته خيرا كثيرا .الرابع والعشرون عن عبد ال بن سنان عن الصادق
عليه السلم قال :الصله التي حصل وقتها قبل أن يموت الميت يقضي عنه
أولى الناس به .ثم ذكر -ره -عشر أحاديث تدل بطريق العموم .الول ما
رواه عبد ال بن أبي يعفور عن الصادق عليه السلم قال :يقضى عن
الميت الحج والصوم والعتق وفعاله الحسن .الثاني ما رواه صفوان بن
يحيى ،وكان من خواص الرضا والجواد عليهما السلم ،و روى عن
أربعين رجل من أصحاب الصادق عليه السلم ،قال :يقضى عن الميت
الحج و الصوم والعتق وفعاله الحسن .الثالث ما رواه محمد بن مسلم ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :يقضى عن الميت الحج
][314
والصوم والعتق وفعاله الحسن .الرابع ما رواه العلء بن رزين في كتابه وهو أحد
رجال الصادق عليه السلم قال :يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق
وفعاله الحسن .الخامس ما رواه البزنطي -ره -وكان من رجال الرضا
عليه السلم قال :يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق وفعله الحسن.
السادس ما ذكره صاحب الفاخر مما أجمع عليه وصح من قول الئمة
عليهم السلم قال :ويقضى عن الميت أعماله الحسنة كلها .السابع ما رواه
ابن بابويه -ره (1) -عن الصادق عليه السلم قال :من عمل من
المسلمين عمل صالحا عن ميت أضعف ال أجره ونفع ال به الميت.
الثامن ما رواه عمر بن يزيد قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :من عمل
من المؤمنين عن ميت عمل صالحا أضعف ال أجره وينعم بذلك الميت.
التاسع ما رواه العلء بن رزين عن محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق وفعاله الحسن .العاشر
ما رواه حماد بن عثمان في كتابه قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :من
عمل من المؤمنين عن ميت عمل صالحا أضعف ال أجره ،وينعم بذلك
الميت .قلت :وروى يونس عن العلء بن رزين عن عبد ال بن أبي يعفور
عن الصادق عليه السلم قال :يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق
والفعل الحسن .ومما يصلح هنا ما أورده في التهذيب ) (2باسناده عن
عمر بن يزيد قال :كان أبو عبد ال عليه السلم يصلي عن ولده في كل
ليلة ركعتين ،وعن والديه في كل يوم ركعتين قلت :جعلت فداك كيف صار
للولد الليل ،قال :لن الفراش للولد ،قال :وكان يقرأ فيهما القدر والكوثر.
فان هذا الحديث يدل على وقوع الصلة عن الميت من غير الولد كالب
وهو
][315
حجة على من ينفي الوقوع أصل أو ينفيه إل من الولد .ثم ذكر -ره -أن الصلة
دين وكل دين يقضى عن الميت ،أما أن الصلة تسمى دينا ففيه أربعة
أحاديث .الول ما رواه حماد عن أبى عبد ال الصادق عليه السلم في
أخباره عن لقمان عليه السلم :إذا جاء وقت صلة فل تؤخرها بشئ،
صلها واسترح منها ،فانها دين .الثاني ما ذكره ابن بابويه ) (1في باب
آداب المسافر :إذا جاء وقت صلة فل تؤخرها لشئ صلها واسترح منها
فانها دين .الثالث ما رواه ابن بابويه في كتاب معاني الخبار ) (2باسناده
إلى محمد بن الحنفية في حديث الذان لما اسري بالنبي صلى ال عليه
وآله إلى قوله ثم قال :حي على الصلة قال ال جل جلله :فرضتها على
عبادي ،وجعلتها لي دينا إذا روي بفتح الدال .الرابع ما رواه حريز بن عبد
ال ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قلت له :رجل عليه دين
من صلة قام يقضيه فخاف أن يدركه الصبح ،ولم يصل صلة ليلته تلك،
قال :يؤخر القضاء ،ويصلي صلة ليلته تلك .وأما قضاء الدين عن الميت
فلقضية الخثعمية ) (3لما سألت رسول ال صلى ال عليه وآله فقالت :يا
رسول ال صلى ال عليه وآله إن أبي أدركته فريضة الحج شيخا زمنا ل
يستطيع أن
) (1الفقيه ج 2ص (2) .195معاني الخبار (3) .42 :عن ابن عباس قال :ان
امرءة من خثعم قالت :يا رسول ال ان فريضة ال على عباده في الحج،
أدركت أبى شيخا كبيرا ل يثبت على الراحلة ،أفأحج عنه ؟ قال :نعم وذلك
في حجة الوداع ،متفق عليه .وعن ابن عباس قال :أتى رجل النبي صلى
ال عليه وآله فقال :ان أختى نذرت أن تحج ،و انها ماتت فقال النبي
صلى ال عليه وآله :لو كان عليها دين أكنت قاضيه :قال :نعم ،قال:
فاقض دين ال ،فهو أحق بالقضاء ،متفق عليه ،راجع مشكاة المصابيح
ص (*) .221
][316
يحج إن حججت عنه أينفعه ذلك ؟ قال لها :أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته،
أكان ينفعه ذلك قالت :نعم ،قال :فدين ال أحق بالقضاء .إذا تقرر ذلك فلو
أوصى الميت بالصلة عنه ،وجب العمل بوصيته ،لعموم قوله تعالى" :
فمن بدله بعد ما سمعه فانما إثمه على الذين يبدلونه " ) (1ولنه لو
أوصى ليهودي أو نصراني وجب إنفاذ وصيته فكيف الصلة المشروعة
لرواية الحسين ابن سعيد بسنده إلى محمد بن مسلم قال :سألت أبا عبد ال
عليه السلم عن رجل أوصى بماله في سبيل ال قال :أعطه لمن أوصى
له ،وإن كان يهوديا أو نصرانيا ،إن ال عزو جل يقول " :فمن بدله بعد ما
سمعه فانما إثمه على الذين يبدلونه " .وذكر الحسين بن سعيد في حديث
آخر عن الصادق عليه السلم لو أن رجل أوصى إلى أن أضع في يهودي
أو نصراني لوضعت فيهم ،إن ال يقول " :فمن بدله بعد ما سمعه " الية.
قال السيد بعد هذا الكلم :ويدل على أن الصلة عن الميت أمر مشروع:
تعاقد صفوان بن يحيى وعبد ال بن جندب وعلي بن النعمان في بيت ال
الحرام أن من مات منهم يصلي من بقي صلته ويصوم عنه ويحج عنه ما
دام حيا ،فمات صاحباه وبقي صفوان فكان يفي لهما بذلك فيصلي كل يوم
وليلة خمسين ومائة ركعة ،وهؤلء من أعيان مشايخ الصحاب والرواة
عن الئمة عليهم السلم .قال السيد -ره -وحسنا قال إنك إذا اعتبرت
كثيرا من الحكام الشرعية ،وجدت الخبار فيها مختلفة حتى صنف لجلها
كتب ،ولم يستوعب الخلف ،والصلة عن الموات قد ورد فيها مجموع
هذه الخبار ،ولم نجد خبرا واحدا يخالفها ،ومن المعلوم أن هذا المهم في
الدين ل يخلو عن شرع بقضاء أو ترك ،فإذا وجد المقتضي ولم يوجد
المانع ،علم موافقة ذلك للحكمة اللهية .وقد ذكر ذلك الصحاب لنهم
مفتون بلزوم قضاء الصلة على الولي ،فقد
][317
حكى ابن حمزة في كتابه في قضاء الصلة عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين
الشوهاني أنه كان يجوز الستيجار عن الميت ،واستدل ابن زهرة على
وجوب قضاء الولي الصلة بالجماع على أنها تجري مجرى الصوم
والحج ،وقد سبقه ابن الجنيد بهذا الكلم حيث قال :والعليل إذا وجبت عليه
الصلة وأخرها عن وقتها إلى أن فاتت قضاها عنه وليه كما يقضي حجة
السلم والصيام ،قال :وكذلك روى أبويحيى إبراهيم بن سليم عن أبي عبد
ال عليه السلم ،فقد سويا بين الصلة وبين الحج ،ول ريب في جواز
الستيجار على الحج .قلت :هذه المسألة أعني الستيجار على فعل الصلة
الواجبة بعد الوفات ،مبنية على مقدمتين إحداهما جواز الصلة عن الميت،
وهذه إجماعية ،والخبار الصحيحة ناطقة بها كما تلوناه ،والثانية أنه كلما
جازت الصلة عن الميت جاز الستيجار عنه .وهذه المقدمة داخلة في
عموم الستيجار على العمال المباحة التي يمكن أن تقع للمستأجر ،ول
يخالف فيها أحد من المامية ،بل ول من غيرهم ،لن المخالف من العامة
إنما منع لزعمه أنه ل يمكن وقوعها للمستأجر عنه ،أما من يقول بامكان
وقوعها له ،وهم جميع المامية ،فل يمكنه القول بمنع الستيجار إل أن
يخرق الجماع في إحدى المقدمتين ،على أن هذا النوع قد انعقد عليه
الجماع من المامية الخلف والسلف من عهد المصنف وما قبله إلى زماننا
هذا ،وقد تقرر أن إجماعهم حجة قطعية .فان قلت :فهل اشتهر الستيجار
على ذلك والعمل به عن النبي صلى ال عليه وآله والئمة عليهم السلم
كما اشتهر الستيجار على الحج حتى علم من المذهب ضرورة .قلت :ليس
كل واقع يجب اشتهاره ،ول كل مشهور يجب الجزم بصحته فرب مشهور
ل أصل له ،ورب متأصل لم يشتهر ،إما لعدم الحاجة إليه في بعض الحيان
أو لندور وقوعه ،والمر في الصلة كذلك فان سلف الشيعة كانوا على
ملزمة الفريضة
][318
والنافلة على حد ل يقع من أحد منهم إخلل بها ،إل لعذر يعتد به كمرض موت أو
غيره ،وإذا اتفق فوات فريضة بادروا إلى فعلها ،لن أكثر قدمائهم على
المضايقة المحضة ،فلم يفتقروا إلى هذه المسألة ،واكتفوا بذكر قضاء
الولي لما فات الميت من ذلك على طريقة الندور ،ويعرف هذه الدعاوي
من طالع كتب الحديث والفقه وسيرة السلف ،معرفة ل يرتاب فيها .فخلف
من بعدهم قوم تطرق إليهم التقصير ،واستولى عليهم فتور الهمم حتى آل
الحال إلى أنه ل يوجد من يقوم بكمال السنن إل أو حديهم ،ول مبادر
بقضاء الفائت إل أقلهم ،فاحتاجوا إلى استدراك ذلك بعد الموت ،لظنهم
عجز الولي عن القيام ،فوجب رد ذلك إلى الصول المقررة ،والقواعد
الممهدة ،وفيما ذكرناه كفاية ،انتهى كلمه زيد إكرامه ) .(1ولقد حقق
وأفاد ،وأحسن وأجاد ،والحديث الثاني والثالث مذكوران في كتاب المسائل،
والعشرون والحادي والعشرون وهما واحد رواه في قرب السناد عن
أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب ،عن عبد ال بن جندب،
والثالث و العشرون رواه مرسل في عدة الداعي ) (2ول بأس أن نتمم ما
حققه ببعض الكلم .اعلم أن الصلوات والعمال التي يؤتى بها للميت على
وجوه وأنواع :الول التيان بالتطوعات ،وإهداء ثوابها إلى الميت ،وهذا
مما ل ريب في جوازه واستحبابه كالصلوات المندوبة ،والصوم والحج
المندوبين ،والصدقات المستحبة ،بل يجوز ذلك للحياء أيضا بأن يشركهم
في ثوابها بعد الفعل ،أو يهب لهم جميع الثواب ،والحوط أن ل يفعل
الخير في الواجبات .الثاني الصلة التي فاتت عن الميت وعلم ذلك ،ولم
يكن له ولد ،أو كان ولم
][319
يأت بها ،فالظاهر أنه يجوز فعلها تبرعا عن الميت ) (1والستيجار له وإن لم يرد
) (1قد عرفت فيما سبق من أبحاثنا أن الصلة دين لقوله تعالى " :ان الصلة كانت
على المؤمنين كتابا موقوتا " وهكذا الصوم حيث يقول عزوجل " :كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " وهكذا الحج ،حيث عبر
عنه في القرآن العزيز كالتعبير عن الحقوق المالية ،فقال " :ول على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل " ال أن الصلة والصوم دين
على البدان ،والحج دين في الموال والبدان معا .فإذا مات المؤمن وكان
عليه صوم أو صلة ،وجب على وليه أداء هذا الدين بنفسه أو باستيجار
شخص آخر يستاجره بمال نفسه .ل من مال الميت ،فانهما حق على
البدان خاصة ،ال أنه إذا أوصى الميت بذلك أخرج وليه أجرة ذلك من
ثلث ماله ،واما إذا لم يكن له ولى يطالب بأداء هذا الدين جاز لسائر
المؤمنين من اخوانه أن يتبرعوا بصلته وصيامه لقوله تعالى" :
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " .وأما الحج ،فلما كان ذا
وجهين :له تعلق بالموال وتعلق بالبدان وجب على وليه تكفل ذلك
بمعنى أنه يخرج من صلب مال الميت ما يكفى لمخارج الحج فقط وهو
الشطر الذى تعلق بماله ،ثم يحج الولى بنفسه وينفق ذاك المال في سفره
من دون أن يأخذ لعماله البدنية عوضا من مال الميت ،فان هذا الشطر
مما تعلق ببدنه ،وهذا وليه يطالب بذلك على حد الصلة والصوم .نعم له
أن ل يحج بنفسه ويستأجر من ينوب عنه ويؤدى الزائد على المخارج
الصلى من ماله ،ال أن يكون الميت أوصى بذلك فيخرج مؤنة ذلك من
ثلث ماله ان وفى بذلك .وأما جواز النيابة في ذلك ،سواء كان تبرعا أو
استيجارا -فلن الصلة والصوم والحج عبادات مجعولة ،بمعنى أن
الشارع المقدس يتلقى فعل كل واحد منها عبادة له و قربة منه ،ل أنه
يكون قصد القربة من المتعبد محققا لعنوان العبادة فيهما ،على ما هو
الشأن في التوسليات ،ولذلك نحكم بحرمة الصلة والصوم من الحائض،
وان لم يقصد القربة بذلك ،أو قيل بأنه ل يتمشى منها قصد القربة ،وهكذا
الصلة من غير طهارة وان -
][320
بخصوصه في الخبار ،ولم يكن مشتهرا بين قدماء الصحاب ،لكن ل يبعد القول به
بالعمومات ،ولو تبرع المؤجر بها أو ألزم على نفسه بالنذر أو اليمين
وتبرع الوارث أو غيره بالجرة من غير شرط وصيغة ،لكان أولى وأحوط.
الثالث الصلة أو الصوم أو الحج باحتمال أن عليه قضاء ،إما بالخلل بها
أو ببعض شرايطها وواجباتها ،كما في أكثر الناس حيث يأتون بها مع
جهلهم بالمسائل وعدم تصحيحهم للقراءة ،وعدم تورعهم عن النجاسات
أو الثياب المغصوبة ،وأشباه ذلك فالظاهر استحباب إيقاعهم ثانيا بأنفسهم،
والستيجار لهم والتبرع عنهم بعد وفاتهم لعمومات الحتياط ولقصة
صفوان .الرابع أن يفعل للميت قضاء الصلة والصوم وشبههما ،مع العلم
أو الظن الغالب بعدم شغل ذمتهم بها ،ففيه إشكال وإن شمله بعض الخبار
المتقدمة ،بل الظاهر من حال صفوان ورفيقيه ذلك ) (1لن ساير الخبار
غير صريحة في ذلك ،وقصة
كان المصلى ل يقصد القربة بذلك .فإذا كانت الصوم والصلة وهكذا الحج ماهية
مجعولة وتلقاها الشارع عبادة ،جاز اتيانها نيابة عن الميت ،فانها
مطلوبة بماهيتها :تقرب صاحبها إلى ال عزوجل ،و صاحبها عند ال هو
المنوب عنه ل النائب ،فان النائب انما عمل تلك العمال العبادية بدل عن
الغير في مقابلة الثواب وثوابه اما الجرة ان كان استيجار ،واما الجنة
ونعيمها ان كان تبرعا ،وهذا ايضا واضح بحمد ال (1) .بل الظاهر من
حال صفوان -وقد مر قصته بنصها في أول الباب تحت الرقم - 2أنه كان
يفرض رفيقيه الماضيين حيا ومع ذلك يأتي بالعبادات المفروضة
والمسنونة عليهما نيابة ،وهذا مشكل من حيث الصحة وجواز التيان
بها ،وذلك لنه كان يصلى في اليوم والليلة خمسين ومائة ركعة :خمسين
لنفسه فرضا ونفل وخمسين لعبدال بن جندب وخمسين لعلى بن
النعمان ،وصلته هذه عنهما ان جوزنا وصححنا بالنسبة إلى النوافل
المندوبة ل يصح ول يجوز بالنسبة إلى الفرائض ،فانها انما جعلت فرضا
على الحياء فلو فرضا حيين لم يصح النيابة عنهما لكون الفرائض
مكتوبا على أنفسهما ،ولو فرضا ميتين لم تكن مفروضة عليهما- .
][321
صفوان رووها مرسل .وقد يتسامح في أسانيد تلك القصص التي ليس الغرض
الصلي من إيرادها تأسيس حكم شرعي .ثم إنه يمكن المناقشة في بعض
استدللت السيد والشهيد قدس ال روحهما ،ودعوى الجماع وغير ذلك،
طويناه على غرة إذ بعد وضوح المرام ل طائل تحت ذلك إل الطناب
وتكثير حجم الكتاب.
بل ولو قلنا بأن نيته للفرائض بدل عنهما يصير لغوا ،ويبقى محبوبية تلك الصلوات
على حالها ،فيلحقهما ثوابها ،لم يصح لن غير صلة الصبح من
الفرائض بعضها رباعية وبعضها ثلثية ،ول انتداب إلى صلة كذلك ال
بعنوان الفرض ،فتدبر(*) .
][322
][323
العلمة في المختلف إلى تقديم الفائتة إن ذكرها في يوم الفوات ،سواء كانت واحدة
أو متعددة ،وكأنه أراد باليوم ما يتناول الليلة المستقبلة ليتناول تعدد الفائت
مع تذكره في يوم الفوات .والقول بالمواسعة المطلقة ل يخلو من قوة،
والخبار الدالة على المضايقة يمكن حملها على التقية لشتهارها بين
العامة ،أو على الستحباب إن قلنا باستحباب تقديم الفائتة وهو أيضا
مشكل ،لورود أخبار كثيرة بالمر بتقديم الحاضرة ،والوجه الول أظهر.
وأما التفصيل الوارد في هذ الخبر ) (1فلم أر به مصرحا ،نعم نقله الشيخ
يحيى ابن سعيد في الجامع رواية حيث قال :ولمن عليه فائت فرض صلة
أن يصلي الحاضرة أول الوقت وآخره ،وروى عبد ال بن جعفر الحميرى
وذكر هذا الخبر .ثم قال :وروي في حديث عن الصادق عليه السلم فان
ذكرتهما يعني المغرب والعشاء بعد الصبع فصل الصبح ثم المغرب ثم
العشاء قبل طلوع الشمس فان نمت عن الغداة حتى طلعت الشمس فصل
الركعتين ثم صل الغداة انتهى .والخبر مما يدل على المواسعة ،والمر
بتقديم العشاء للستحباب لكراهة الصلة بعد الفجر أو للتقية لمنعهم من
ذلك ،وهذا معنى قوله عليه السلم " :كل صلة
) (1قد عرفت وجه ذلك في باب أوقات الصلوات ج ،82وأن تقديم الحاضرة انما
يكون إذا كانت الحاضرة صاحبة الوقت بالفرض أو السنة ،بحيث إذا
أخرها عن وقتها ،صارت الحاضرة أيضا قضاء .ويدل على ذلك بل ينص
عليه روايات منها ما رواه زرارة عن أبى جعفر عليه السلم قال :إذا
فاتتك صلة فذكرتها في وقت اخرى فان كنت تعلم انك إذا صليت التى
فاتتك كنت من الخرى في وقت فابدء بالتى فاتتك ،فان ال عزوجل
يقول " :أقم الصلة لذكرى " وان كنت تعلم أنك إذا صليت التى فاتتك،
فاتتك التى بعدها ،فابدء بالتى أنت في وقتها واقض الخرى.
][324
بعدها صلة " أي نافلة ،وليكره الصلة بعدها والمراد بوقت العشاء الوقت
المختص بها - 2 .فقه الرضا :قال عليه السلم :سئل العالم عليه السلم
عن رجل نام ونسي فلم يصل المغر ب والعشاء قال :إن استيقظ قبل الفجر
بقدر ما يصليهما جميعا يصليهما وإن خاف أن يفوت إحداهما فليبدأ
بالعشاء الخرة ،فان استيقظ بعد الصبح فليصل الصبح ثم المغرب ثم
العشاء قبل طلوع الشمس ،فان خاف أن تطلع الشمس فتفوته إحدى
الصلتين فليصل المغرب ويدع العشاء الخرة حتى تنبسط الشمس ويذهب
شعاعها ،وإن خاف أن يعجله طلوع الشمس ويذهب عنهما جميعا
فليؤخرهما حتى تطلع الشمس ويذهب شعاعها ).(1
) (1فقه الرضا عليه السلم ص 10و ،11ورواه الشيخ في التهذيب ج 1ص
213باسناده عن ابى بصير عن أبى عبد ال عليه السلم ،ومثله باسناده
عن ابن مسكان عنه عليه الصلة والسلم .ووجه الحديث واضح على ما
عرفت من أوقات الصلوات ،حيث كان صلة المغرب وقتها محدودة بين
المغربين بالفرض ،ومختصة بأول ذهاب الحمرة بالسنة ،وصلة العشاء
وقتها ممدودة إلى ثلث الليل ،إلى نصف الليل ،إلى آخر الليل لمن اضطر
إلى ذلك ،بالفرض ،مختصة بذهاب الحمرة من المشرق بحكم السنة،
وهكذا صلة الفجر ،وقتها محدودة بين الطلوعين بالفرض مخصوصة
بالغلس أو طلوع الفجر الصادق بحكم السنة .وإذا أنعمت النظر فيما
تلوناه عليك ،تعرف أن ل مخالفة بين الخبار الواردة عن الئمة
المعصومين عليهم السلم في باب المواسعة والمضايقة وباب الترتيب
بين الحاضرة و الفائتة ،وتعرف أن ذلك كله انما تتبع حكم أوقات
الصلوات فيختلف حكمها باختلف أوقاتها المسنونة والمفروضة بعد
رعاية بعض المصالح كالتحفظ على صلة العصر والفجر أن ل يصلى
بعدهما صلة قضاء ،حيث ل يتميز صلة القضاء عن النافلة ال بالنية،
وقد نهى النبي صلى ال عليه وآله عن الصلة بعدهما.
][325
- 3دعائم السلم :روينا عن جعفر بن محمد عليهما السلم أنه قال :من فاتته
صلة حتى دخل في وقت صلة اخرى فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي
فاتته ،وصلى التي هو منها في وقت ،وإن لم يكن في الوقت إل مقدار ما
يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها وقضى بعدها الصلة الفائتة ).(1
وعنه عليه السلم :إن رجل سأله فقال :يا ابن رسول ال صلى ال عليه
وآله ما تقول في رجل نسي صلة الظهر حتى صلى ركعتين من العصر،
قال :فليجعلهما للظهر ،ثم يستأنف العصر ،قال :فان نسي المغرب حتى
صلى ركعتين من العشاء قال :يتم صلته ثم يصلي المغرب بعد .قال له
الرجل :جعلت فداك وما الفرق بينهما ؟ قال :لن العصر ليس بعدها صلة
يعني ل يتنفل بعدها ،والعشاء الخرة يصلى بعدها ما شاء ) .(2وعنه عليه
السلم أنه سئل عن رجل نسي صلة الظهر حتى صلى العصر ،قال :يجعل
التي صلى الظهر ،ويصلي العصر ،قيل :فان نسي المغرب حتى صلى
العشاء الخرة قال :يصلي المغرب ثم يصلي العشاء الخرة ) .(3بيان:
الخبر الثاني ) (4لم أر قائل به ،وحمل على ما إذا تضيق وقت العشاء دون
العصر وإن كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للخبار الكثيرة ،ويمكن حمله
على التقية ،والتعليل ربما يؤيده ،والخير يدل على العدول بعد الفعل
وسيأتي القول فيه - 4 .المعتبر :باسناده عن جميل ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قلت :يفوت الرجل
وأما الصحاب رضوان ال عليهم ،فلما لم يتحرروا مبنى الحاديث زعموا أنه لبد
من الحكم الكلى اما بالمواسعة أو المضايقة وهكذا الحكم بلزوم الترتيب
أو عدمه ،فوجدوا الحاديث مختلفة في ذلك فاختلفوا في فتاواهم ول
اختلف فيها بحمد ال (3 - 1) .دعائم السلم ج 1ص (4) .141تراه
في التهذيب ج 1ص .213
][326
الولى والعصر والمغرب ،ويذكر عند العشاء ،قال :يبدء بالوقت الذي هو فيه فانه
ل يأمن الموت فيكون قد ترك الفريضة في وقت قد دخل ،ثم يقضي ما فاته
الول فالول ) - 5 .(1فقه الرضا :قال عليه السلم :سئل العالم عليه
السلم عن رجل نسي الظهر حتى صلى العصر قال :يجعل صلة العصر
التي صلى الظهر ،ثم يصلي العصر بعد ذلك ) .(2بيان :هذا مضمون رواية
الحلبي رواها الشيخ بسند فيه ) (3ضعف على المشهور وتفصيل القول
فيه ،أنه لو ظن أنه صلى الظهر فاشتغل بالعصر ،فان ذكر وهو فيها عدل
بنيته إلى الولى ،وصلى الثانية ،سواء كان في الوقت المختص أو
المشترك ،و الروايات في ذلك كثيرة ،ولو كان الذكر قبل التسليم قال في
البيان :في العدول وجهان مبنيان على وجوبه ،وأنه جزء من الصلة أول
انتهى وربما يقال على القول بالستحباب أيضا يعدل .وإن ذكر بعد الفراغ
فالمشهور أنه إن كان جميع الصلة في الوقت المختص بالولى أعاد ،وإل
صحت صلته ،ويأتي بالولى بعدها بناء على القول بالختصاص وأما على
القول بالشتراك كما هو مذهب الصدوق صحت صلته على التقديرين،
والخبار الواردة بعدم العادة مطلقة .وأما العدول بعد إتمام الصلة فلم أر
به قائل وأول الشيخ هذا الخبر وصحيحة زرارة ) (4الدالة على ذلك على
أنه صلى أكثرها أو يكون معنى صلى شرع فيها وهو بعيد ،والقول
بالتخيير بين العدول وفعل الولى بعدها من غير عدول جامع بين
) (1المعتبر (2) .236 :فقه الرضا ص 10ذيل الصفحة (3) .التهذيب ج 1ص
،212وضعفه بمحمد بن سنان (4) .التهذيب ج 1ص ،300الكافي ج 3
ص .291
][327
الخبار ،إن لم يكن مخالفا للجماع ،والحوط العدول مطلقا ثم التيان بهما معا- 6 .
غياث سلطان الورى :عن حريز ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم
قال :قلت له :رجل عليه دين من صلة قام يقضيه فخاف أن يدركه الصبح،
ولم يصل صلة ليلته تلك ،قال :يؤخر القضاء ويصلي صلة ليلته تلك* * .
* أقول :ألف السيد الجليل علي بن طاوس قدس ال لطيفه ) (1رسالة في
عدم المضايقة في فوائت الصلوات ،ولنذكر هنا بعضها ،قال بعد إيراد
رواية قرب السناد كما مر :ومن ذلك ما رويته من كتاب الفاخر المختصر
من كتاب بحر الحكام تأليف
) (1هو السيد الشريف رضى الدين أبو القاسم على بن سعد الدين أبى ابراهيم
موسى ابن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن احمد بن أبى عبد ال
محمد بن الطاوس الحسنى الحسينى كانت امه بنت الشيخ ورام بن أبى
فراس :وأم والده بنت ابنة الشيخ الطوسى ،ولذا يعبر كثيرا في تصانيفه
عن الشيخ الطوسى بجدى أو جد والدى .وقال المحدث القمى :هو السيد
الجل الورع الزهد قدوة العارفين الذى ما اتفقت كلمة الصحاب على
اختلف مشاربهم وطريقتهم على صدور الكرامات عن أحد ممن تقدمه أو
تأخر عنه -غيره ،قال العلمة في اجازته الكبيرة :وكان رضى الدين
على صاحب الكرامات حكى لى بعضها ،وروى لى والدى رحمة ال عليه
البعض الخر .اه .أقول :مؤلفاته كثيرة وقد أكثر النقل عنها المؤلف
العلمة المجلسي منها :أمان الخطار ،سعد السعود ،كشف اليقين في
تسمية مولنا أمير المؤمنين ،الطرائف ،الدروع الواقية ،فتح البواب،
فرج المهموم بمعرفة منهج الحلل والحرام من علم النجوم ،جمال
السبوع ،اقبال العمال ،فلح السائل ،مهج الدعوات ،مصباح الزائر،
الملهوف على قتلى الطفوف ،غياث سلطان الورى ،رسالة محاسبة
النفس وغيرها.
][328
أبي الفضل محمد بن أحمد بن سليم رواية محمد بن عمر الذي ذكر في خطبته أنه
ما روي فيه إل ما أجمع عليه وصح من قول الئمة عليهم السلم عنده،
وقال فيه ما هذا لفظه :والصلوات الفائتات يقضين ما لم يدخل عليه وقت
صلة ،فإذا دخل عليه وقت صلة بدأ بالتي دخل وقتها ،وقضى الفائتة،
متى أحب .ومن ذلك ما رويته عن عبيدال بن علي الحلبي ) (1وقيل إن
كتابه عرض على الصادق عليه السلم فاستحسنه وقال :ليس هؤلء يعني
المخالفين مثله قال فيه :ومن نام أو نسي أن يصلي المغرب والعشاء
الخرة فان استيقظ قبل الفجر بمقدار ما يصليهما جميعا فليصلهما وإن
استيقظ بعد الفجر فليصل الفجر ثم يصلي المغرب ثم العشاء .ومن ذلك ما
أرويه باسنادي إلى محمد بن علي بن محبوب من أصل بخط جدي
) (1هو أبو على عبيدال بن على بن أبى شعبة الحلبي مولى بنى تيم اللت بن
ثعلبة كوفى كان يتجر هو وأبوه واخوته إلى حلب فغلب عليهم النسبة إلى
حلب ،قال النجاشي :وآل أبى شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا،
وجميعهم ثقات مرجوع إلى ما يقولون ،وكان عبيدال كبيرهم ووجههم،
وصنف الكتاب المنسوب إليه وعرضه على أبى عبد ال عليه السلم
وصححه :قال عند قراءته :أترى لهؤلء مثل هذا ،والنسخ مختلفة
الوائل ،والتفاوت فيها قريب .قال النجاشي :قد روى هذا الكتاب خلق من
أصحابنا عن عبيدال ،والطرق إليه كثيرة ،ونحن جارون على عادتنا في
هذا الكتاب وذاكرون إليه طريقا واحدا أخبرنا غير واحد عن على بن
حبشي بن قونى الكاتب الكوفى عن حميد بن زياد عن عبيدال بن أحمد
ابن نهيك عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي .وقال البرقى في
رجاله ،عبيدال بن على الحلبي ،عن يحيى بن عمران الحلبي ،كوفى
وكان متجره إلى حلب فغلب عليه هذا اللقب ،مولى ثقة صحيح ،له كتاب
وهو اول كتاب صنفه الشيعة !
][329
أبي جعفر الطوسي رضوان ال عليه فقال في كتاب نوادر المصنف عن علي بن
خالد ،عن أحمد بن الحسن بن علي ،عن عمرو بن سعيد المدايني ،عن
مصدق بن صدقة ،عن عمار بن موسى ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
سألته عن رجل ينام عن الفجر حتى تطلع الشمس وهو في سفر كيف
يصنع أيجوز له أن يقضي بالنهار ؟ قال :ل يقضي صلة نافلة ول فريضة
بالنهار ،ول يجوز له ول يثبت له ،ولكن يؤخرها فيقضيها بالليل .ومن ذلك
ما أرويه عن الحسين بن سعيد الهوازي رضوان ال عليه مما رواه في
كتاب الصلة عن محمد بن سنان ،عن ابن مسكان ،عن الحسن بن زياد
الصيقل قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن رجل نسي الولى حتى
صلى ركعتين من العصر ،قال :فليجعلهما الولى وليستأنف العصر قلت:
فانه نسي المغرب حتى صلى ركعتين من العشاء ،ثم ذكر قال :فليتم صلته
ثم ليقض بعد المغرب .قال :قلت له :جعلت فداك ]قلت[ ظ متى نسي الظهر
ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الولى ثم يستأنف ،وقلت لهذا يقضي صلته
بعد المغرب ؟ فقال :ليس هذا مثل هذا ،إن العصر ليس بعدها صلة،
والعشاء بعدها صلة .ومن ذلك ما أرويه أيضا عن الحسين بن سعيد
المشار إليه رضوان ال عليه في كتاب الصلة ما هذا لفظه :صفوان عن
عيص بن القاسم قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن رجل نسي أو نام
عن الصلة حتى دخل وقت صلة اخرى فقال :إن كانت صلة الولى فليبدأ
بها وإن كانت صلة العصر فليصل العشاء ثم يصلي العصر .ومن ذلك ما
أرويه أيضا عن الحسين بن سعيد من كتاب الصلة ما هذا لفظه :حدثنا
فضالة والنضر بن سويد ،عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :إن نام رجل أو نسى أن يصلى المغرب والعشاء الخرة ،فان استيقظ
قبل الفجر قدر ما يصليهما كلتيهما فليصلهما وإن خاف أن تفوته إحداهما
فليبدأ بالعشاء ،وإن استيقظ بعد الفجر
][330
فليصل الصبح ثم المغرب ثم العشاء قبل طلوع الشمس .ومن ذلك ما أرويه عن
الحسين بن سعيد من كتاب الصلة ما هذا لفظه :حماد عن شعيب عن أبى
بصير عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إن نام رجل ولم يصل صلة
المغرب والعشاء الخرة ،أو نسي ،فان استيقظ قبل الفجر قدر ما يصليهما
كلتيهما فليصلهما وإن خشي أن تفوت إحداهما فليبدء بالعشاء الخرة،
وإن استيقظ بعد الفجر فليبدأ فليصل الفجر ثم المغرب ثم العشاء الخرة
قبل طلوع الشمس ،وإن خاف أن تطلع الشمس فتفوت إحدى الصلتين
فليصل المغرب ويدع العشاء الخرة حتى تطلع الشمس ويذهب شعاعها،
ثم ليصلها .ومن ذلك ما رايته في كتاب النقض على من أظهر الخلف لهل
بيت النبي صلى ال عليه وآله إملء أبى عبد ال الحسين بن عبيدال بن
علي المعروف بالواسطى فقال ما هذا لفظه :مسألة من ذكر صلة وفي هو
اخرى قال أهل البيت عليهم السلم يتمم التى هو فيها ويقضى ما فاته ،وبه
قال الشافعي ،ثم ذكر خلف الفقهاء المخالفين لهل البيت عليهم السلم ثم
ذكر في أواخر المجلدة .مسألة اخرى :من ذكر صلة وهو في اخرى :إن
سأل سائل فقال أخبرونا عمن ذكر صلة وهو في اخرى ما الذي يجب عليه
؟ قيل له :يتمم التى هو فيها ويقضى ما فاته ،وبه قال الشافعي ثم ذكر
خلف المخالفين ،وقال :دليلنا على ذلك ما روي عن الصادق جعفر بن
محمد عليهما السلم أنه قال :من كان في صلة ثم ذكر صلة اخرى فاتته
أتم التى هو فيها ،ثم يقضى ما فاته .يقول علي بن موسى بن جعفر بن
محمد بن طاوس :هذا آخر ما أردنا ذكره من الروايات أو ما رأينا مما لم
يكن مشهورا بين أهل الدرايات ،وصلى ال على سيد المرسلين محمد
النبي وآله الطاهرين وسلم .ووجدت في أمالى السيد أبى طالب علي بن
الحسين الحسنى في المواسعة ما هذا لفظه:
][331
حدثنا منصور بن رامس حدثنا علي بن عمر الحافظ الدارقطني ،حدثنا أحمد بن
نصر بن طالب الحافظ ،حدثنا أبو ذهل عبيد بن عبد الغفار العسقلني،
حدثنا أبو محمد سليمان الزاهد ،حدثنا القاسم بن معن ،حدثنا العلء بن
المسيب بن رافع ،حدثنا عطاء بن أبى رباح عن جابر بن عبد ال قال :قال
رجل يا رسول ال صلى ال عليه وآله وكيف أقضي ؟ قال :صل مع كل
صلة مثلها ،قال :يا رسول ال صلى ال عليه وآله قبل أم بعد ؟ قال :قبل.
أقول :وهذا حديث صريح ،وهذه المالى عندنا الن في أواخر مجلده قال )
(1الطالبى :أولها الجزء الول من المنتخب من كتاب زاد المسافر تأليف
أبى العل الحسن بن أحمد العطار الهمداني ،وقد كتب في حياته ،وكان
عظيم الشأن .ثم قال السيد رضي ال عنه :ومن المنامات عن الصادقين
الذين ل يشبه بهم شئ من الشياطين في المواسعة ،وإن لم يكن ذلك مما
يحتج به لكنه مستطرف ما وجدته بخط الخازن أبي الحسن رضوان ال
عليه ،وكان رجل عدل متفقا عليه ،وبلغني أن جدي وراما ) (2رضوان
ال عليه صلى خلفه مؤتما به :ما هذا لفظه :رأيت في منامي ليلة سادس
عشر جمادى الخرة أمير المؤمنين والحجة عليهما السلم ،وكان على
أمير المؤمنين عليه السلم ثوب خشن ،وعلى الحجة ثوب ألين منه ،فقلت
لمير المؤمنين عليه السلم:
) (1في هامش الصل :قالب ظ ل (2) .هو المير الزاهد أبو الحسين ورام بن
عيسى بن أبى النجم بن ورام بن خولن ابن ابراهيم بن مالك الشتر
النخعي صاحب أمير المؤمنين عليه السلم ،وهو جد السيد رضى الدين
ابن طاوس لمه كما مر ،وله كتاب تنبيه الخواطر ونزهة النواظر قد ينقل
عنه المؤلف العلمة المجلسي في البحار ،وقد كان من القائلين
بالمضايقة .قال الشهيد في شرح الرشاد على ما نقله النوري في خاتمة
المستدرك ص :477ومن الناصرين للقول بالمضايقة الشيخ الزاهد أبو
الحسين ورام بن أبى فراس رضى ال عنه ،فانه صنف فيها مسألة حسنة
الفوائد جيدة المقاصد.
][332
يا مولى ما تقول في المضايقة ؟ فقال لي سل صاحب المر ،ومضى أمير المؤمنين
عليه السلم وبقيت أنا والحجة ،فجلسنا في موضع فقلت له :ما تقول في
المضايقة ؟ فقال قول مجمل تصلي .فقلت له :قول هذا معناه وإن اختلفت
ألفاظه :في الناس من يعمل نهاره و يتعب ول يتهيؤ له المضايقة ،فقال:
يصلي قبل آخر الوقت ،فقلت له :ابن إدريس ) (1يمنع من الصلة قبل آخر
الوقت ،ثم التفت فإذا ابن إدريس ناحية عنا فناداه الحجة عليه السلم :يا
ابن إدريس ! فجاءه ولم يسلم عليه ولم يتقدم إليه ،فقال له :لم تمنع الناس
من الصلة قبل آخر الوقت ؟ أسمعت هذا من الشارع ؟ فسكت ،ولم يعد
جوابا وانتبهت في أثر ذلك .أقول :ثم ذكر السيد منامين آخرين في هذا
المعنى أحدهما من الخازن المذكور ،والخر من الوزير محمد بن أحمد
العلقمي تركناهما لعدم مناسبتهما للكتاب وال أعلم بالصواب - 7 .المقنع:
إن نسيت الظهر حتى غربت الشمس وقد صليت العصر ،فان أمكنك أن
تصليها قبل أن تفوتك المغرب ،فابدأ بها ،وإل فصل المغرب ،ثم صل بعدها
الظهر .وإن نسيت الظهر فذكرتها وأنت تصلي العصر ،فاجعلها الظهر ثم
صل العصر بعد ذلك .فان خفت أن يفوتك وقت العصر فابدأ بالعصر ،وإن
نسيت الظهر والعصر فذكرتهما عند غروب الشمس فصل الظهر ثم صل
العصر إن كنت ل تخاف فوت إحداهما ،وإن خفت أن تفوت إحداهما فابدأ
بالعصر ول تؤخرهما فتكون قد فاتتاك جميعا ثم تصلي الولى بعد ذلك على
أثرها.
) (1هو الشيخ الفقيه فخر الدين أبو عبد ال محمد ابن أحمد بن ادريس الحلى كان
شيخ الفقهاء بالحلة ،ويذهب إلى رأى السيد المرتضى قدس سرهما بعدم
حجية أخبار الحاد ولذلك طعن عليه بعض الصحاب كابن داود حيث
عنونه في رجاله في الضعفاء.
][333
ومتى فاتتك صلة فصلها إذا ذكرت متى ذكرت إل أن تذكرها في وقت فريضة فصل
التي أنت في وقتها ثم صل الفائتة وإن نسيت أن تصلي المغرب والعشاء
الخرة فذكرتهما قبل الفجر فصلهما جميعا إن كان الوقت وإن خفت أن
تفوتك إحداهما فابدأ بالعشاء الخرة ،وإن ذكرت بعد الصبح فصل الصبح
ثم المغرب ثم العشاء قبل طلوع الشمس .فان نمت عند الغداة حتى طلعت
الشمس فصل ركعتين ثم صل الغداة ).(1
][336
بسمه تعالى ههنا ننهي بالجزء التاسع من المجلد الثامن عشر من كتاب بحار
النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار -صلوات ال وسلمه عليهم
مادام الليل والنهار -وهو الجزء الثامن والثمانون حسب تجزئتنا في هذه
الطبعة النفيسة الرائقة .ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج
بحمد ال ومشيته نقيا من الغلط ال نزرا زهيدا زاغ عنه البصر ،وكل
عنه النظر ،ل يكاد يخفى على القارئ الكريم ،ومن ال نسأل العصمة وهو
ولي التوفيق .السيد ابراهيم الميانجي -محمد الباقر البهبودي
][337
كلمة المصحح - :بسم ال الرحمن الرحيم ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته
فخرج بحمد ال ومشيته نقيا من الغلط ال نزرا زهيدا زاغ عنه البصر،
وكل عنه النظر ،ل يكاد يخفى على القارئ الكريم ،ومن ال نسأل العصمة
وهو ولي التوفيق .السيد ابراهيم الميانجي -محمد الباقر البهبودي
][337
كلمة المصحح - :بسم ال الرحمن الرحيم وعليه توكلي وبه نستعين الحمد ل رب
العالمين ،والصلة والسلم على رسوله محمد وعترته الطاهرين .وبعد:
فهذا هو الجزء التاسع من المجلد الثامن عشر ،وقد انتهى رقمه في
سلسلة الجزاء حسب تجزئتنا إلى ،88حوى في طيه ثمانية ابواب من
كتاب الصلة .وقد قابلناه على طبعة الكمباني المشهورة بطبع امين
الضرب ،وهكذا على نص المصادر التي استخرجت الحاديث منها ومن
باب احكام الجماعة إلى آخر هذا الجزء على نسخة الصل التي هي بخط يد
المؤلف العلمة المجلسي رضوان ال عليه ترى صورتين منها
فتوغرافيتين فيما يلي .والنسخة لخزانة كتب الفاضل البحاث الوجيه
الموفق المرزا فخر الدين النصيري الميني زاده ال توفيقا لحفظ كتب
السلف عن الضياع والتلف ،فقد اودعها سماحته عندنا للعرض والمقابلة،
خدمة للدين واهله ،فجزاه ال عنا وعن المسلمين اهل العلم خير جزاء
المحسنين .المحتج بكتاب ال على الناصب -محمد الباقر البهبودي صفر
المظفر عام 1391ه .ق