You are on page 1of 248

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪85‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي )قدس ال سره( الجزء الخامس‬
‫والثمانون دار إحياء التراث العربي بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة الثالثة‬
‫المصححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983 -‬م‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم )باب( * )فصل الجماعة وعللها( * اليات‪ :‬البقرة‪:‬‬


‫واركعوا مع الراكعين )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ ،43 :‬والية الكريمة وان كانت في سياق الخطاب مع اليهود‪ ،‬لكن ال‬
‫عزوجل انما يدعوهم في هذه اليات أول إلى ما كان فرضا عليهم‬
‫بالخصوص من اليمان بالقرآن فقال‪ :‬وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم‬
‫ول تكونوا أول كافر به‪ ،‬ثم نهاهم عما كانوا يفعلون من تلبيس الحق‬
‫بالباطل فقال‪ :‬ول تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق و أنتم تعلمون‪ ،‬ثم‬
‫بعد ذلك وثانيا‪ ،‬أمرهم ودعاهم إلى ما كان أوجبه وأراده من كل مؤمن‬
‫بالقرآن والرسول‪ ،‬وهو اقامة الصلة وايتاء الزكاة والركوع مع الراكعين‬
‫بالجتماع كما كان يمتثله المسلمون حينذاك‪ .‬فالية الكريمة انما تدعو‬
‫اليهود إلى دين السلم‪ ،‬ويشير إلى أن من مهام دين السلم الصلة‬
‫بالجتماع جماعة‪ ،‬ل أنها تدعوهم إلى شئ هو زائد على دين السلم‬
‫يخص بهم‪ ،‬حتى يقال‪ :‬ان القرآن الكريم لم يذكر الجتماع في الركوع ال‬
‫في هذه الية‪ ،‬وهى تخاطب اليهود ل المسلمين‪.‬‬

‫]‪[2‬‬

‫آل عمران‪ :‬مخاطبا لمريم عليها السلم‪ :‬واركعي مع الراكعين )‪ .(1‬العراف‪:‬‬


‫وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد )‪ .(2‬تفسير‪ :‬المشهور في الية الولى‬
‫والثانية أن المراد بهما الصلة مع المصلين جماعة‪ ،‬ولما لم يقل ظاهرا‬
‫أحد من علمائنا بوجوبها في غير الجمعة والعيدين )‪ (3‬مع‬
‫وأما قوله عزوجل‪ " :‬واركعوا مع الراكعين " فقد عرفت في ج ‪ 85‬ص ‪ 97‬أن‬
‫المراد به الجتماع في الصلة واقامتها جماعة‪ ،‬ويرشدنا إلى أن ملك‬
‫ادراك الجماعة الركوع‪ ،‬وتوضيحه أن هذه الجملة من المتشابهات بأم‬
‫الكتاب يشبه أن يكون أمره بالركوع مع الراكعين حكما عليحدة في قبال‬
‫الصلة والزكاة‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬ولذلك أوله النبي إلى ركوع الصلة فكانت‬
‫الصلة بالجماعة سنة من تركها رغبة عنها فقد عصى على حد سائر‬
‫السنن التى ذكرت في القرآن العزيز بصورة المتشابهات وسيمر عليك في‬
‫طى الباب احاديث تنص على ذلك انشاء ال تعالى‪ (1) .‬آل عمران‪،43 :‬‬
‫والية تدل على شرافة عظيمة لمريم عليها السلم حيث أمرها ال‬
‫بالصلة جماعة‪ ،‬مع أنه ل جماعة على النساء‪ ،‬وتدل أيضا على أن‬
‫اليهود أو عبادهم و نساكهم كانوا يجتمعون لصلتهم ويصلون جماعة‪،‬‬
‫وأن صلتهم أيضا كانت ذات ركوع رغما لما قد يقال‪ :‬ان صلتهم كانت‬
‫من دون ركوع على حد صلة المسلمين في صدر السلم‪ (2) .‬العراف‪:‬‬
‫‪ ،29‬وقد مر الكلم فيها في ج ‪ 84‬ص ‪ ،195‬وأن المراد بها الصلة في‬
‫المسجد كما قال صلى ال عليه وآله " ل صلة لجار المسجد ال في‬
‫مسجده " وانما ذكرت الية في الباب‪ ،‬لن موضع اجتماع المسلمين هو‬
‫المسجد‪ ،‬وإذا وجب عليهم الجتماع في الصلة انصرف الوجوب إلى‬
‫الجتماع في المسجد‪ (3) .‬الجماعة والجتماع في صلة الجمعة فرض‬
‫بآية الجمعة على ما سيأتي بيانها في محله فل تصح الجمعة ال‬
‫بالجتماع واما سائر الصلوات فالجماعة فيها سنة واجبة في حال‬
‫الختيار ل يجوز تركها ال عند العذر على حد سائر السنن وال لكان‬
‫المصلى بغير جماعة راغبا عن سنته صلى ال عليه وآله وقد قال‪ :‬ومن‬
‫رغب عن سنتى فليس منى‪.‬‬

‫]‪[3‬‬

‫الشرايط‪ ،‬حملوها على الستحباب أو الجمعة والعيدين‪ ،‬والثانية تدل على استحبابها‬
‫للنساء‪ ،‬وأما الثالثة فقال في مجمع البيان )‪ (1‬عند ذكر الوجوه في‬
‫تفسيرها‪ :‬ورابعها أن معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلة أمرا‬
‫بالجماعة لها ندبا عند الكثرين وحتما عند القلين‪ - 1 .‬ثواب العمال‪ :‬عن‬
‫محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن موسى بن عمران‪،‬‬
‫عن الحسين بن يزيد‪ ،‬عن حماد بن عمرو‪ ،‬عن أبي الحسن الخراساني‪،‬‬
‫عن ميسر بن عبد ال‪ ،‬عن أبي عايشة السعدي‪ ،‬عن يزيد بن عمر بن عبد‬
‫العزيز‪ ،‬عن أبي سلمة بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي هريرة وعبد ال بن‬
‫عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من مشى إلى مسجد من‬
‫مساجد ال عزوجل فله بكل خطوة يخطوها حتى يرجع إلى منزله عشر‬
‫حسنات‪ ،‬ومحي عنه عشر سيئات‪ ،‬ويرفع له عشر درجات‪ .‬ومن حافظ‬
‫على الجماعة حيث ما كان مر على الصراط كالبرق اللمع في أول زمرة‬
‫مع السابقين‪ ،‬ووجهه أضوء من القمر ليلة البدر‪ ،‬وكان له بكل يوم وليلة‬
‫حافظ عليها ثواب شهيد‪ ،‬ومن حافظ على الصف المقدم فيدرك من الجر‬
‫مثل ما للمؤذن‪ ،‬وأعطاه ال عزوجل في الجنة مثل ثواب المؤذن )‪- 2 .(2‬‬
‫مجالس الصدوق‪ :‬عن أحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أبيه محمد بن عيسى‬
‫عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن علي بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن عمر الجرجاني‬
‫قال‪ :‬قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلم‪ :‬أول جماعة كانت أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب‬
‫عليه السلم معه إذ مر به أبو طالب وجعفر معه فقال‪ :‬يا بني صل جناح‬
‫ابن عمك فلما أحس رسول ال تقدمهما وانصرف أبو طالب مسرورا إلى‬
‫أن قال‪:‬‬

‫واما صلة العيدين‪ ،‬فهما أيضا سنة استنهما النبي صلى ال عليه وآله على كيفية‬
‫صلة الجمعة لتكون السنن ضعفى الفريضة‪ ،‬حتى من حيث كيفياتها‪،‬‬
‫وسيأتى الكلم في محله‪ (1) .‬مجمع البيان ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .411‬ثواب‬
‫العمال ص ‪ 259‬في حديث طويل‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم )‪ .(1‬بيان‪ :‬صل جناح ابن عمك أي تمم جناحه‪،‬‬
‫فان عليا عليه السلم بمنزلة أحد الجناحين‪ ،‬فكن جناحه الخر‪ ،‬والقراءة‬
‫بالتشديد بعيدة‪ ،‬والخبر يدل على أنه يستحب للمام أن يتقدم إذا تعدد‬
‫المأموم‪ ،‬وقال العلمة في المنتهى‪ :‬لو أم اثنين فوقف إلى جنبه أخرهما‬
‫المام‪ ،‬وقال أبو حنيفة‪ :‬بل يتقدم هو‪ ،‬لنا أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫أخرج جابر وجبارا عن جنبيه‪ ،‬وجعلهما خلفه‪ ،‬ولنه الصل في الصلة‬
‫فكره له الشتغال بما ليس من الصلة بخلف المأموم انتهى‪ ،‬وهذه الرواية‬
‫أقوى ورواية جابر عامية‪ ،‬ويمكن الجمع بحملها على قبل الصلة‪ ،‬وهذه‬
‫على ما إذا حدث في أثنائهما‪ - 3 .‬تنبيه الخاطر‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إن ال يستحيي من عبده إذا صلى في جماعة ثم سأله حاجة أن‬
‫ينصرف حتى يقضيها )‪ - 4 ،(2‬تحف العقول‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫فضل الجماعة على الفرد بكل ركعة ألفا ركعة ول تصلي خلف فاجر‪ ،‬ول‬
‫تقتدي إل بأهل الولية )‪ - 5 .(3‬الذكرى‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫صلة الجماعة تفضل صلة الفذ بسبع و عشرين درجة )‪ .(4‬ثم قال ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫الفذ بالفاء والذال المعجمة المفرد‪ .‬ومنه‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الولى كتب له براءتان‪:‬‬
‫براءة من النار‪ ،‬وبراءة من النفاق )‪ - 6 .(5‬النفلية‪ :‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬ل صلة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .304 :‬تنبيه الخواطر‪ ،4 :‬رواه عن ابى سعيد الخدرى‪) .‬‬
‫‪ (3‬تحف العقول ص ‪ 440‬ط السلمية‪ (5 - 4) .‬الذكرى‪.267 :‬‬

‫]‪[5‬‬

‫إل من علة )‪ .(1‬وعنه صلى ال عليه وآله‪ :‬الصلة جماعة ولو على رأس زج‪.‬‬
‫وعنه صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا سئلت عمن ل يشهد الجماعة فقل ل أعرفه‪.‬‬
‫وعن الصادق عليه السلم‪ :‬الصلة خلف العالم بألف ركعة‪ ،‬وخلف القرشى‬
‫بمائة‪ ،‬وخلف العربي خمسون‪ ،‬وخلف المولى خمس وعشرون‪ .‬بيان‪ :‬قال‬
‫الشهيد الثاني ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في الخبر الول‪ :‬المراد نفي الكمال ل الصحة‬
‫لجماعنا على صحة الصلة فرادى‪ ،‬والتقييد بالمسجد بناء على الغلب‬
‫من وقوع الجماعة فيه‪ ،‬وإل فالنفي المذكور متوجه إلى مطلق الفرادى‪،‬‬
‫وقال‪ :‬الزج بضم الزاء والجيم المشددة الحديدة في أسفل الرمح والعنزة‪،‬‬
‫هذا على طريق المبالغة في المحافظة عليها مع السعة والضيق‪ ،‬والصلة‬
‫منصوبة بتقدير احضروا ونحوه‪ ،‬أو مرفوعة على البتداء‪ " .‬فقل ل‬
‫أعرفه " أي ل تزكه بالعدالة )‪ (2‬وإن ظهر منه المحافظة على الواجبات‬
‫بترك المنهيات‪ ،‬لتهاونه بأعظم السنن وأجلها‪ ،‬وعدم المعرفة له كناية عن‬
‫القدح فيه بالفسق وتعريض به‪ ،‬وقد وقع مصرحا به في حديث آخر رويناه‬
‫)‪ (3‬عن الصادق عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ل‬
‫صلة لمن ل يصلي في المسجد مع المسلين إل لعلة‪ ،‬ول غيبة لمن صلى‬
‫في بيته ورغب عن جماعتنا‪ ،‬ومن رغب عن جماعة المسلمين سقط‬
‫عدالته ووجب هجرانه‪ ،‬وإن رفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره‪ ،‬ومن‬
‫لزم جماعة المسلمين حرمت عليهم غيبته وثبتت عدالته‪ .‬وقال‪ :‬المراد‬
‫بالقرشي المنسوب إلى النضر بن كنانة جد النبي صلى ال عليه وآله‬
‫والسادة الشراف أجل هذه الطائفة‪ ،‬والعربي المنسوب إلى العرب يقابل‬
‫العجمي وهو المنسوب إلى غير العرب مطلقا والمولى يطلق على معاني‬
‫كثيرة‪ ،‬والمراد هنا غير‬

‫)‪ (1‬قد عرفت الوجه في ذلك‪ (2) .‬وذلك إذا كان تركه رغبة عنها من دون علة‪) .‬‬
‫‪ (3‬رواه في الذكرى ص ‪.267‬‬

‫]‪[6‬‬
‫العربي بقرينة ما قبله‪ ،‬وكثيرا ما يطلق المولى على غير العربي وإن كان حر‬
‫الصل‪ - 7 .‬مجالس الصدوق‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن محمد‬
‫بن جعفر السدي‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬عن عبد ال بن وهب‪،‬‬
‫عن ثوابة بن مسعود عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من‬
‫صلى صلة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر ال عزوجل حتى تطلع‬
‫الشمس‪ ،‬كان له في الفردوس سبعون درجة‪ ،‬بعد ما بين كل درجتين‬
‫كحضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة‪ ،‬ومن صلى الظهر في جماعة‬
‫كان له في جنات عدن خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر‬
‫الفرس الجواد خمسين سنة‪ ،‬ومن صلى العصر في جماعة كان له كأجر‬
‫ثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب بيت يعتقهم‪ ،‬ومن صلى المغرب في‬
‫جماعة كان له كحجة مبرورة‪ ،‬وعمرة متقبلة‪ ،‬و من صلى العشا في‬
‫جماعة كان له كقيام ليلة القدر )‪ .(1‬بيان‪ :‬الحضر بالضم العدو‪ ،‬وقال في‬
‫النهاية‪ :‬فيه من صام يوما في سبيل ال باعده ال من النار سبعين خريفا‬
‫للمضمر المجيد‪ ،‬المضمر الذي يضمر خيله لغزو أو سباق‪ ،‬وتضمير الخيل‬
‫هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن‪ ،‬ثم ل تعلف إل قوتا لتخف‪ ،‬وقيل‬
‫أن تشد عليها سروجها وتجلل الجلة حتى تعرق تحتها فيذهب وهلها‬
‫ويشتد لحمها‪ ،‬أي يباعده منها مسافة سبعين سنة تقطعها الخيل المضمرة‬
‫ركضا‪ - 8 .‬الخصال )‪ (2‬والمجالس‪ :‬بالسناد المتقدم في خبر نفر من‬
‫اليهود جاؤا إلى رسول ال صلى ال عليه وآله قال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬وأما الجماعة فان صفوف امتي في الرض كصفوف الملئكة في‬
‫السماء‪ ،‬والركعة في جماعة أربعة وعشرون ركعة كل ركعة أحب إلى ال‬
‫عزوجل من عبادة أربعين سنة‪ ،‬وأما يوم القيامة يجمع ال فيه الولين و‬
‫الخرين للحساب‪ ،‬فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إل خفف ال عليه‬
‫عزوجل‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ 41 :‬في حديث‪ (2) .‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.9‬‬

‫]‪[7‬‬

‫أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة )‪ - 9 .(1‬المجالس‪ :‬عن محمد بن علي ما‬
‫جيلويه‪ ،‬عن عمه محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن أحمد بن محمد البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن عبد ال بن إبراهيم‪ ،‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن‬
‫عمه عبد العزيز‪ ،‬عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل أدلكم على شئ يكفر ال به الخطايا‪،‬‬
‫ويزيد في الحسنات ؟ قيل‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫إسباغ الوضوء على المكاره‪ ،‬وكثرة الخطى إلى هذه المساجد‪ ،‬وانتظار‬
‫الصلة بعد الصلة‪ ،‬وما منكم من أحد يخرج من بيته متطهرا فيصلي‬
‫الصلة في الجماعة مع المسلمين ثم يقعد ينتظر الصلة الخرى‪ ،‬إل‬
‫والملئكة تقول‪ :‬اللهم اغفر له‪ ،‬اللهم ارحمه‪ ،‬فإذا قمتم إلى الصلة فاعدلوا‬
‫صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج‪ ،‬وإذا قال إمامكم ال أكبر فقولوا‪ :‬ال أكبر‬
‫وإذا ركع فاركعوا‪ ،‬وإذا قال سمع ال لمن حمده فقولوا‪ :‬اللهم ربنا لك‬
‫الحمد‪ ،‬وإن خير الصفوف صف الرجال المقدم‪ ،‬وشرها المؤخر )‪- 10 .(2‬‬
‫معاني الخبار )‪ (3‬والمجالس‪ :‬عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن في‬
‫الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها‪ ،‬يسكنها من‬
‫امتي من أطاب الكلم‪ ،‬وأطعم الطعام‪ ،‬وأفشا السلم‪ ،‬وصلى بالليل والناس‬
‫نيام‪ .‬فقال علي عليه السلم‪ :‬يا رسول ال ومن يطيق هذا من امتك ؟ فقال‪:‬‬
‫يا علي أو ما تدري ما إطابة الكلم ؟ من قال‪ :‬إذا أصبح وأمسى " سبحان‬
‫ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر " عشر مرات‪ ،‬وإطعام الطعام نفقة‬
‫الرجل على عياله‪ ،‬وأما الصلة بالليل والناس نيام فمن صلى المغرب‬
‫والعشاء الخرة وصلة الغداة في المسجد‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .117‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .194‬معاني الخبار‬


‫ص ‪.250‬‬

‫]‪[8‬‬

‫في جماعة فكأنما أحيا الليل كله‪ ،‬وإفشاء السلم أن ل يبخل بالسلم على أحد من‬
‫المسلمين )‪ - 11 .(1‬المجالس‪ :‬عن جعفر بن محمد بن مسرور‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد ال‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن زياد‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من صلى خمس صلوات‬
‫في اليوم والليلة في جماعة فظنوا به خيرا‪ ،‬وأجيزوا شهادته )‪ .(2‬ومنه‪:‬‬
‫في خبر المناهي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أم قوما باذنهم‪ ،‬وهم‬
‫به راضون فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلته بقيامه وقراءته‬
‫وركوعه وسجوده وقعوده‪ ،‬فله مثل أجر القوم‪ ،‬ول ينقص من اجورهم‬
‫شئ‪ ،‬أل ومن أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلة‪ ،‬ولم يحسن في ركوعه‬
‫وسجوده وخشوعه وقراءته‪ ،‬ردت عليه صلته‪ ،‬ولم تجاوز ترقوته‪،‬‬
‫وكانت منزلته كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح إلى رعيته‪ ،‬ولم يقم فيهم‬
‫بحق ول قام فيهم بأمر )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪ :‬أل ومن مشى إلى مسجد‬
‫يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة‪ ،‬ويرفع له من‬
‫الدرجات مثل ذلك‪ ،‬وإن مات وهو على ذلك وكل ال به سبعين ألف ملك‬
‫يعودونه في قبره‪ ،‬ويونسونه في وحدته‪ ،‬ويستغفرونه له حتى يبعث )‪.(4‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن ميمون القداح عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫اشترط رسول ال صلى ال عليه وآله على جيران المسجد شهود الصلة‪،‬‬
‫وقال لينتهين أقوام ل يشهدون الصلة‪ ،‬أو لمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم ثم‬
‫آمر رجل من أهل بيتي وهو علي فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب‬
‫لنهم ل يأتون الصلة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .198‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .204‬أمالى الصدوق‬


‫ص ‪ (4) .258‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) .259‬أمالى الصدوق ص ‪.290‬‬

‫]‪[9‬‬

‫ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن علي ماجيلويه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم مثله )‪.(1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن جعفر بن محمد الشعري عن القداح مثله )‪- 12 .(2‬‬
‫مجالس الصدوق‪ :‬عن جعفر بن محمد بن مسرور‪ ،‬عن الحسين بن محمد‬
‫ابن عامر‪ ،‬عن عمه عبد ال‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪،‬‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬صلى رسول ال الفجر فلما انصرف أقبل‬
‫بوجهه على أصحابه فسأل عن اناس هل حضروا ؟ فقالوا‪ :‬ل يا رسول‬
‫ال‪ ،‬فقال أغيب هم ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنه ليس من صلة أشد على‬
‫المنافقين من هذه الصلة والعشاء )‪ .(3‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن ابن علي الوشاء‪ ،‬عن ابن‬
‫سنان مثله )‪ .(4‬المحاسن‪ :‬عن الوشا مثله )‪ - 13 .(5‬المجالس )‪ :(6‬عن‬
‫جعفر بن علي الكوفي‪ ،‬عن جده الحسن بن علي عن جده عبد ال بن‬
‫المغيرة‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من سمع النداء في المسجد فخرج منه من‬
‫غير علة فهو منافق إل أن يريد الرجوع إليه )‪ .(7‬الخصال‪ :‬عن علي بن‬
‫الحسين عليه السلم قال‪ :‬ما من خطوة أحب إلى ال من خطوتين‪ :‬خطوة‬
‫يسد بها المؤمن صفا في ال‪ ،‬وخطوة إلى ذي رحم قاطع )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ 208‬و ‪ (2) .209‬المحاسن ص ‪ 84‬وفى ط كمباني‬


‫المجالس وهو سهو‪ (3) .‬أمالى الصدوق ص ‪ (4) .291‬ثواب العمال‬
‫ص ‪ (5) .208‬المحاسن ص ‪ (6) .84‬في مطبوعة الكمبانى المحاسن‪،‬‬
‫وهو تصحيف‪ (7) .‬أمالى الصدوق ص ‪ (8) .300‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪26‬‬
‫في حديث‪.‬‬
‫]‪[10‬‬

‫بيان‪ :‬يحتمل صف الجهاد والجماعة والعم‪ - 14 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬مروة الحضر قراءة القرآن‪،‬‬
‫ومجالسة العلماء‪ ،‬والنظر في الفقه‪ ،‬والمحافظة على الصلة في الجماعات‬
‫الخبر )‪ - 15 .(1‬المعاني )‪ (2‬والخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن هارون بن الجهم‪ ،‬عن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن سعد‬
‫بن طريف‪ ،‬عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬ثلث كفارات إسباغ الوضوء في‬
‫السبرات‪ ،‬والمشي بالليل والنهار إلى الصلوات‪ ،‬و المحافظة على‬
‫الجماعات )‪ - 16 .(3‬الخصال‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله‬
‫عليا عليه السلم‪ :‬يا علي ثلث درجات‪ :‬إسباغ الوضوء في السبرات‪،‬‬
‫وانتظار الصلة بعد الصلة‪ ،‬والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات )‪.(4‬‬
‫أقول‪ :‬قد مضى باسناد آخر في باب المنجيات )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن عبيد بن‬
‫أحمد الفقيه‪ ،‬عن أبي حرب‪ ،‬عن محمد بن أبي أجيد‪ ،‬عن ابن أبي عيسى‬
‫الحافظ‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن الليث‪ ،‬عن أبي الهاد‪،‬‬
‫عن عبد ال بن حباب‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .28‬معاني الخبار ص ‪ (3) .314‬الخصال ج ‪ 1‬ص‬


‫‪ ،41‬مثله في المحاسن ص ‪ ،4‬ورواه الصدوق أيضا في اماليه ص ‪.329‬‬
‫)‪ (4‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .42‬راجع ج ‪ 70‬ص ‪.7 - 5‬‬

‫]‪[11‬‬

‫قال‪ :‬صلة الجماعة أفضل من صلة الفرد بخمس وعشرين درجة )‪ .(1‬قال ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫وقال أبي رضي ال عنه في رسالته إلى‪ :‬لصلة الرجل في جماعة على‬
‫صلة الرجل وحده خمس وعشرون درجة في الجنة )‪ .(2‬ومنه‪ :‬في خبر‬
‫العمش قال الصادق عليه السلم‪ :‬فضل الجماعة على الفرد بأربع و‬
‫عشرين )‪ - 17 .(3‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬فيما كتب أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم لمحمد بن أبي بكر‪ :‬انظر إلى صلتك كيف هي ؟ فانك إمام لقومك ‪-‬‬
‫أن تتمها ول تخففها‪ ،‬فليس من إمام يصلي بقوم يكون في صلتهم نقصان‬
‫إل كان عليه ل ينقص من صلتهم شئ وتممها و تحفظ فيها يكن لك مثل‬
‫أجرهم‪ ،‬ول ينقص ذلك من أجرهم شيئا )‪ - 18 .(4‬العلل‪ :‬عن الحسين بن‬
‫أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن ذبيان بن حكيم الزدي‪ ،‬عن موسى بن النمير عن ابن أبي‬
‫يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إنما جعل الجماعة والجتماع‬
‫إلى الصلة لكي يعرف من يصلي ممن ل يصلي‪ ،‬ومن يحفظ مواقيت‬
‫الصلة ممن يضيع ولول ذلك لم يمكن أحدا أن يشهد على أحد بصلح‪ ،‬لن‬
‫من لم يصل في جماعة فل صلة له بين المسلمين‪ ،‬لن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬ل صلة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إل من‬
‫علة )‪ .(5‬بيان‪ " :‬ولول ذلك " أي لو لم يحضروا الن الجماعة بعد تأكده‪،‬‬
‫ل أنه لو لم يفرد أول كان كذلك‪ - 19 .‬مجالس الصدوق‪ :‬عن الحسين بن‬
‫إبراهيم بن ناتانه‪ ،‬عن علي بن‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .102‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .103‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ (4) .151‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .29‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪.15‬‬

‫]‪[12‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فل‬
‫صلة له )‪ .(1‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب بن‬
‫يزيد‪ ،‬عن حماد عن حريز وفضيل‪ ،‬عن زرارة مثله )‪ .(2‬المحاسن‪ :‬في‬
‫رواية زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم مثله )‪ - 20 .(3‬العلل والعيون‪:‬‬
‫عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس‪ ،‬عن علي بن قتيبة عن الفضل بن‬
‫شاذان فيما رواه من العلل عن الرضا عليه السلم فان قال‪ :‬فلم جعلت‬
‫الجماعة ؟ قيل‪ :‬لن ل يكون الخلص والتوحيد والسلم والعبادة ل إل‬
‫ظاهرا مكشوفا مشهودا‪ ،‬لن في إظهاره حجة على أهل المشرق والمغرب‬
‫ل عزوجل‪ ،‬وليكون المنافق والمستخف مؤديا لما أقر به يظهر السلم‬
‫والمراقبة‪ ،‬وليكون شهادات الناس بالسلم من بعضهم لبعض جائزة‬
‫ممكنة‪ ،‬مع ما فيه من المساعدة على البر و التقوى‪ ،‬والزجر عن كثير من‬
‫معاصي ال عزوجل )‪ - 21 .(4‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن أحمد البرقي‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬الصلة في الجماعة تفضل على صلة المفرد‬
‫بثلث وعشرين درجة‪ ،‬تكون خمسا و عشرين صلة )‪ - 22 .(5‬المحاسن‪:‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من صلى الغداة والعشاء الخرة في جماعة فهو‬
‫في ذمة ال‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .290‬ثواب العمال‪ (3) .209 :‬المحاسن‪(4) .84 :‬‬
‫علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ ،249‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .109‬ثواب‬
‫العمال‪.34 :‬‬

‫]‪[13‬‬

‫فمن ظلمه فانما ظلم ال‪ ،‬ومن حقره فانما يحقر ال )‪ .(1‬بيان‪ :‬في أكثر نسخ‬
‫الحديث " ومن حقره " بالحاء المهملة والقاف من التحقير‪ ،‬وفي بعضها‬
‫بالخاء المعجمة والفاء من الخفر وهو نقض العهد‪ ،‬يعني لما كان في أمان‬
‫ال فنقض عهده نقض عهد ال تعالى‪ ،‬وهكذا رواه في الذكرى )‪ (2‬أيضا‬
‫ثم قال‪ :‬وعن النبي صلى ال عليه وآله من صلى الغداة فانه في ذمة ال‬
‫فل يخفرن ال في ذمته يقال‪ :‬أخفرته إذا نقضت عهده‪ ،‬أي من نقض عهده‬
‫فانه ينقض عهد ال عزوجل لنه بصلته صار في ذمة ال وجواره‪ .‬قال‬
‫في النهاية بعد ذكر الرواية الثانية خفرت الرجل أجرته وحفظته‪ ،‬وخفرته‬
‫إذا كنت له خفيرا أي حاميا وكفيل‪ ،‬والخفارة بالكسر والضم الذمام‪،‬‬
‫وأخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه‪ ،‬والهمزة فيه للزالة أي أزلت‬
‫خفارته‪ ،‬وهو المراد بالحديث‪ - 23 .‬المحاسن‪ ،‬في رواية محمد بن علي‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع‬
‫ربقة اليمان من عنقه )‪ .(3‬بيان‪ :‬الظاهر أن المراد هنا ترك إمام الحق‪،‬‬
‫وإن أمكن شموله لترك الجماعة أيضا‪ - 24 .‬المحاسن‪ :‬في رواية أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‪ :‬من سمع النداء من جيران المسجد فلم‬
‫يجب فل صلة له )‪ - 25 .(4‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن الحسين بن عبيدال‬
‫الغضايري‪ ،‬عن التلعكبرى‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‬
‫الحميري‪ ،‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن زريق الخلقاني قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬رفع إلى أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم‬
‫بالكوفة أن قوما من جيران المسجد ل يشهدون الصلة جماعة في المسجد‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .84‬الذكرى‪ (4 - 3) .267 :‬المحاسن‪.85 :‬‬

‫]‪[14‬‬

‫فقال عليه السلم‪ :‬ليحضرن معنا صلتنا جماعة‪ ،‬أو ليتحولن عنا‪ ،‬ول يجاورونا‬
‫ول نجاورهم )‪ .(1‬ومنه‪ :‬بهذا السناد عن زريق قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬صلة الرجل في منزله جماعة تعدل أربعا وعشرين‬
‫صلة‪ ،‬وصلة الرجل جماعة في المسجد تعد ثمانيا وأربعين صلة‬
‫مضاعفة في المسجد‪ ،‬وإن الركعة في المسجد الحرام ألف ركعة في سواه‬
‫من المساجد‪ ،‬وإن الصلة في المسجد فردا بأربع وعشرين صلة‪ ،‬والصلة‬
‫في منزلك فردا هباء منثور‪ ،‬ل يصعد منه إلى ال تعالى شئ‪ ،‬ومن صلى‬
‫في بيته جماعة رغبة عن المساجد فل صلة له ول لمن صلى معه إل من‬
‫علة تمنع من المسجد )‪ .(2‬وبهذا السناد عن زريق‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم بلغه أن قوما ل يحضرون‬
‫الصلة في المسجد فخطب فقال‪ :‬إن قوما ل يحضرون الصلة معنا في‬
‫مساجدنا‪ .‬فل يؤاكلونا ول يشاربونا ول يشاورونا ول يناكحونا‪ ،‬ول يأخذوا‬
‫من فيئنا شيئا أو يحضروا معنا صلتنا جماعة‪ ،‬وإني لوشك أن آمر لهم‬
‫بنار تشعل في دورهم‪ ،‬فاحرقها عليهم‪ ،‬أو ينتهون‪ .‬قال‪ :‬فامتنع المسلمون‬
‫عن مؤاكلتهم ومشاربتهم ومناكحتهم حتى حضروا الجماعة مع المسلمين‬
‫)‪ - 26 .(3‬روى الشهيد الثاني قدس سره في شرحه على الرشاد من‬
‫كتاب المام والمأموم للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمي باسناده‬
‫المتصل إلى أبي سعيد الخدرى قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫أتانى جبرئيل مع سبعين ألف ملك بعد صلة الظهر‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد إن ربك‬
‫يقرئك السلم وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبي قبلك‪ ،‬قلت‪ :‬وما تلك‬
‫الهديتان ؟ قال‪ :‬الوتر ثلث ركعات والصلة الخمس في جماعة‪ .‬قلت‪ :‬يا‬
‫جبرئيل وما لمتي في الجماعة ؟ قال‪ :‬يا محمد إذا كانا اثنين كتب ال لكل‬
‫واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلة‪ ،‬وإذا كانوا ثلثة كتب لكل واحد بكل‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .307‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.308‬‬

‫]‪[15‬‬

‫ركعة ست مائة صلة‪ ،‬وإذا كانوا أربعة كتب ال لكل واحد بكل ركعة ألفا ومأتي‬
‫صلة‪ ،‬وإذا كانوا خمسة كتب ال لكل واحد بكل ركعة ألفين وأربعمائة‪،‬‬
‫وإذا كانوا ستة كتب ال لكل واحد منهم بكل ركعة أربعة آلف وثمانمائة‬
‫صلة‪ ،‬وإذا كانوا سبعة كتب ال لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة آلف‬
‫وست مائة صلة‪ ،‬وإذا كانوا ثمانية كتب ال لكل واحد منهم بكل ركعة‬
‫تسعة عشر ألفا ومائتي صلة‪ ،‬وإذا كانوا تسعة كتب ال لكل واحد منهم‬
‫بكل ركعة ستة وثلثين ألفا وأربعمائة صلة وإذا كانوا عشرة كتب ال لكل‬
‫واحد بكل ركعة سبعين ألفا وألفين وثمان مائة صلة‪ ،‬فان زادوا على‬
‫العشرة فلو صارت السموات كلها مدادا والشجار أقلم‪ ،‬والثقلن مع‬
‫الملئكة كتابا لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة‪ .‬يا محمد تكبيرة‬
‫يدركها المؤمن مع المام خير من ستين ألف حجة وعمرة‪ ،‬و خير من‬
‫الدنيا وما فيها سبعين ألف مرة‪ ،‬وركعة يصليها المؤمن مع المام خير من‬
‫مائة ألف دينار يتصدق بها على المساكين وسجدة يسجدهما المؤمن مع‬
‫المام في جماعة خير من عتق مائة رقبة‪ - 27 .‬جامع الخبار‪ :‬عن أبي‬
‫سلمة‪ ،‬عن أبي سعيد الخدرى مثله إلى قوله يا محمد تكبير يدركه المؤمن‬
‫خير له من سبعين حجة وألف عمرة سوى الفريضة‪ ،‬يا محمد ركعة‬
‫يصليها المؤمن مع المام خير له من أن يتصدق بمائة ألف دينار على‬
‫المساكين وسجدة يسجدها خير له من عبادة سنة‪ ،‬وركعة يركعها المؤمن‬
‫مع المام خير من مائة رقبة يعتقها في سبيل ال‪ ،‬يا محمد من أحب‬
‫الجماعة أحبه ال والملئكة أجمعون )‪ .(1‬بيان‪ :‬بناء أكثر المثوبات‬
‫وزيادتها في زيادة العداد على التضعيف إل الول والثامن والتاسع‪ ،‬فان‬
‫التسعة على هذا الحساب ينبغي أن يكون ثوابها ثمانية وثلثين ألفا وأربع‬
‫مائة‪ ،‬والعشرة سبعين ألفا وستة آلف وثمان مائة‪ ،‬ولعله من الروات أو‬
‫النساخ‪.‬‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار ‪(*) .90 - 89‬‬

‫]‪[16‬‬

‫‪ - 28‬الهداية‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬فضل صلة الرجل في جماعة على صلة‬
‫الرجل وحده خمس وعشرون درجة في الجنة )‪ - 29 .(1‬كتاب زيد‬
‫النرسى‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن قوما جلسوا عن حضور‬
‫الجماعة فهم رسول ال صلى ال عليه وآله أن يشعل النار في دورهم حتى‬
‫خرجوا وحضروا الجماعة مع المسلمين‪ .‬بيان‪ :‬ظاهر هذا الخبر وأمثاله‬
‫وجوب الجماعة في اليومية‪ ،‬ولم ينقل عن أحد من علمائنا القول به‪.‬‬
‫وخالف فيه أكثر العامة فقال بعضهم‪ :‬فرض على الكفاية في الصلوات‬
‫الخمس‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬إنها فرض على العيان‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إنها شرط‬
‫في الصلة تبطل بفواتها‪ ،‬ولذا أول أصحابنا هذه الخبار فحملوها تارة على‬
‫الجماعة الواجبة كالجمعة‪ ،‬واخرى على ما إذا تركها استخفافا‪ .‬وربما يقال‬
‫العقوبة الدنيوية ل تنافي الستحباب‪ ،‬كالقتل على ترك الذان‪ ،‬ول يخفى‬
‫ضعفه‪ ،‬إذ ل معنى للعقوبة على مال يلزم فعله‪ ،‬ول يستحق تاركه الذم و‬
‫اللؤم كما فسر أكثرهم الواجب به‪ ،‬والقول بأنه كان واجبا في صدر السلم‬
‫فنسخ أو كان الحضور مع إمام الصل واجبا ‪ -‬فمع أن أكثر الخبار ل‬
‫يساعدهما ‪ -‬لم أر قائل بهما أيضا‪ ،‬وبالجملة الحتياط يقتضي عدم الترك‬
‫إل لعذر‪ ،‬وإن كان بعض الخبار يدل على الستحباب‪ ،‬وكفى بفضلها أن‬
‫الشيطان ل يمنع من شئ من الطاعات منعها وطرق لهم في ذلك شبهات‬
‫من جهة العدالة ونحوها‪ ،‬إذ ل يمكنهم إنكارها ونفيها رأسا‪ ،‬لن فضلها‬
‫من ضروريات الدين‪ ،‬أعاذنا ال وإخواننا المؤمنين من وساوس‬
‫الشياطين‪ - 30 .‬دعائم السلم‪ :‬روينا عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من صلى الصلة في‬
‫جماعة فظنوا به كل خير‪ ،‬واقبلوا شهادته )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الهداية‪ (2) .34 :‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.153‬‬

‫]‪[17‬‬

‫وعن جعفر بن محمد قال‪ :‬الصلة في جماعة أفضل من صلة الفذ بأربع وعشرين‬
‫صلة )‪ .(1‬وعن أبي جعفر محمد بن علي أنه سئل عن الصلة في جماعة‬
‫أفريضة‪ ،‬قال‪ :‬الصلة فريضة‪ ،‬وليس الجتماع في الصلوات بمفروض‪،‬‬
‫ولكنها سنة ومن تركها رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين لغير عذر ول‬
‫علة فل صلة له )‪ .(2‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬من صلى الفجر في‬
‫جماعة رفعت صلته في صلة البرار وكتب يومئذ في وفد المتقين )‪.(3‬‬
‫وعن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال‪ :‬قام علي عليه السلم الليل كله‬
‫حتى إذا انشق عمود الصبح صلى الفجر وخفق برأسه‪ ،‬فلما صلى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله الغداة لم يره فأتى فاطمة فقال‪ :‬أي بنية ما بال ابن‬
‫عمك لم يشهد معنا صلة الغداة ؟ فأخبرته الخبر‪ ،‬فقال‪ :‬ما فاته من صلة‬
‫الغداة في جماعة أفضل من قيام ليله كله‪ .‬فانتبه علي لكلم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله فقال له‪ :‬يا علي إن من صلى الغداة في جماعة فكأنما‬
‫قام الليل كله راكعا وساجدا يا علي أما علمت أن الرض تعج إلى ال من‬
‫نوم العالم عليها قبل طلوع الشمس )‪ .(4‬وعن علي عليه السلم أنه غدا‬
‫على أبي الدرداء فوجده نائما فقال له‪ :‬مالك ؟ فقال‪ :‬كان مني من الليل شئ‬
‫فنمت‪ ،‬فقال علي‪ :‬أفتركت صلة الصبح في جماعة ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال علي‪:‬‬
‫يا أبا الدرداء لن اصلي العشاء والفجر في جماعة أحب إلى من أن أحيى‬
‫ما بينهما‪ ،‬أو ما سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬لو يعلمون‬
‫ما فيهما لتوهما ولو حبوا‪ ،‬وإنهما ليكفران ما بينهما )‪ .(5‬وعن أبي جعفر‬
‫محمد بن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬أتى رجل من جهينة إلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله أكون بالبادية‬
‫ومعي أهلي وولدي وغلمتي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬فان الغلمة ربما اتبعوا‬

‫)‪ (4 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .153‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.154‬‬

‫]‪[18‬‬
‫البل وأبقى أنا وأهلي وولدي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قال‪ :‬فان بنى ربما اتبعوا قطر السحاب فأبقى أنا وأهلي فاؤذن واقيم‬
‫واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فان المرءة تذهب في مسلحتها‬
‫فأبقى وحدي فأوذن و اقيم واصلي أفجماعة أنا‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬المؤمن وحده جماعة )‪ .(1‬وقد ذكرنا فيما تقدم أن المؤمن إذا‬
‫أذن وأقام صلى خلفه صفان من الملئكة‪ .‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫تحت ظل العرش يوم ل ظل إل ظله رجل خرج من بيته فأسبغ الطهر ثم‬
‫مشى إلى بيت من بيوت ال‪ ،‬ليقضي فريضة من فرائض ال‪ ،‬فهلك فيما‬
‫بينه وبين ذلك‪ ،‬ورجل قام في جوف الليل بعد ما هدأت العيون فأسبغ‬
‫الطهر ثم قام إلى بيت من بيوت ال فهلك فيما بينه وبين ذلك )‪ .(2‬وعن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬إسباغ الوضوء في المكاره‪ ،‬ونقل‬
‫القدام إلى المساجد‪ ،‬وانتظار الصلة بعد الصلة تغسل الخطايا غسل )‪.(3‬‬
‫وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬خير صفوف الصلة المقدم‪ ،‬وخير صفوف‬
‫الجنائز المؤخر‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال وكيف ذلك ؟ قال‪ :‬لنه ستر للنساء‪،‬‬
‫وخير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها‪ ،‬ولو يعلم الناس‬
‫ما في الصف الول لم يصل إليه أحد إل باستهام )‪ .(4‬وعن علي عليه‬
‫السلم قال‪ :‬أفضل الصفوف أولها‪ ،‬وهو صف الملئكة‪ ،‬وأفضل المقدم‬
‫ميامن المام )‪ .(5‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬سدوا فرج الصفوف‪ ،‬من‬
‫استطاع أن يتم الصف الول والذي يليه فليفعل‪ ،‬فان ذلك أحب إلى نبيكم‪،‬‬
‫وأتموا الصفوف‪ ،‬فان ال وملئكته يصلون على الذين يتمون الصفوف )‬
‫‪ .(6‬وعن جعفر بن محمد عليهما السلم أنه قال‪ :‬أتموا الصفوف ول يضر‬
‫أحدكم أن يتأخر‬

‫)‪ (4 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (6 - 5) .154‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.155‬‬

‫]‪[19‬‬

‫إذا وجد ضيقا في الصف الول‪ ،‬فيتم الصف الذي خلفه‪ ،‬وإن رأى خلل أمامه فل‬
‫يضره أن يمشي منحرفا ‪ -‬إن تحرف عنه ‪ -‬حتى سده يعني وهو في الصلة‬
‫)‪ .(1‬بيان‪ :‬أكثر هذه الخبار مذكورة في الكتب المشهورة‪ ،‬وقال في‬
‫النهاية فيه‪ :‬لو يعلمون ما في العشاء والفجر لتوهما ولو حبوا‪ :‬الحبو أن‬
‫يمشي على يديه وركبتيه أواسته‪ ،‬وحبا الصبي إذا زحف على استه‪ ،‬وفي‬
‫القاموس‪ :‬الغلم‪ :‬الطار الشارب والجمع أغلمة وغلمة انتهى قوله صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬المؤمن وحده جماعة قال الصدوق ‪ -‬ره ‪ :-‬لنه متى أذن‬
‫وأقام صلى خلفه صفان من الملئكة‪ ،‬ومتى أقام ولم يؤذن صلى خلفه‬
‫صف واحد انتهى‪ .‬وقال الوالد قدس سره‪ :‬لما كان صلة المؤمن الكامل‬
‫غالبا مع حضور القلب‪ ،‬فيكون قلبه بمنزلة المام‪ ،‬وحواسه الباطنة‬
‫والظاهرة وقواه وجوارحه بمنزلة المقتدين كما قال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫لو خشع قلبه لخشعت جوارحه‪ .‬وقال الشهيد ‪ -‬ره ‪ :-‬المراد به إدراك‬
‫فضيلة الجماعة عند تعذرها‪ ،‬ويؤيد الول ما سيأتي في خبر ابن مسعود‪.‬‬
‫قوله‪ " :‬إل باستهام " أي إل بأن نازعه الناس فأقرعوا فخرج القرعة‬
‫باسمه‪ ،‬قال في النهاية فيه‪ :‬اذهبا فتوخيا ثم استهما أي اقترعا ليظهر سهم‬
‫كل واحد منكما‪ - 31 .‬الروضة‪ :‬للشهيد الثاني‪ :‬الجماعة مستحبه في‬
‫الفريضة متأكدة في اليومية حتى أن الصلة الواحدة منها تعدل خمسا أو‬
‫سبعا وعشرين مع غير العالم‪ ،‬ومعه ألفا ولو وقعت في مسجد يضاعف‬
‫بمضروب عدده في عددها ففي الجامع مع غير العالم ألفان وسبع مائة‪،‬‬
‫ومعه مائة ألف )‪ .(2‬قال‪ :‬وروي أن ذلك مع اتحاد المأموم‪ ،‬فلو تعدد‬
‫تضاعف في كل واحد بقدر المجموع في سابقه )‪ - 32 .(3‬كتاب المامة‬
‫والتبصرة‪ :‬لعلى بن بابويه‪ ،‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (3 - 2) .155‬الروضة البهية )شرح اللمعة( ص ‪70‬‬


‫الفصل ‪.11‬‬

‫]‪[20‬‬

‫محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫جعفر ابن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬سووا صفوفكم فان تسوية الصف تمام الصلة‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬عن هارون بن موسى‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪،‬‬
‫عن علي بن أسباط‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الصف الول في الصلة‬
‫أفضل‪ ،‬والصف الخير على الجنازة أفضل‪ .‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن إسماعيل‪،‬‬
‫عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الحسن بن علي بن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪،‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬لو علم الناس ما في النداء والصف الول لستهموا‬
‫عليه‪ .‬ومنه‪ :‬عن سهل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن محمد بن الشعث‪ ،‬عن‬
‫موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الرجل أحب أن يؤم في‬
‫بيته الخبر‪.‬‬

‫]‪[21‬‬
‫‪ } - 2‬باب { " )أحكام الجماعة( " اليات‪ :‬العراف‪ :‬وإذا قرئ القرآن فاستعموا له‬
‫وأنصتوا لعلكم ترحمون )‪ .(1‬الحجر‪ :‬ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد‬
‫علمنا المستأخرين )‪ .(2‬تفسير‪ :‬الية الولى بعمومها تدل على وجوب‬
‫الستماع والسكوت عند قراءة كل قارئ في الصلة وغيرها‪ ،‬بناء على‬
‫كون المر مطلقا أو أوامر القرآن للوجوب‪ ،‬والمشهور الوجوب في قراءة‬
‫المام‪ ،‬والستحباب في غيره )‪ ،(3‬مع أن ظاهر كثير من الخبار المعتبرة‬
‫الوجوب مطلقا إل صحيحة زرارة )‪ (4‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬وإن‬
‫كنت خلف إمام فل تقرأن شيئا في الوليين وأنصت لقراءته‪ ،‬ول تقرأن‬
‫شيئا في الخيرتين )‪ (5‬فان ال عزوجل يقول للمؤمنين " وإذا قرئ‬
‫القرآن " يعني في الفريضة خلف المام " فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم‬
‫ترحمون " والخريان تبع للوليين‪ .‬ويمكن حمله على أنها نزلت في ذلك‬
‫فل ينافي عمومها‪ .‬لكن نقلوا الجماع على عدم وجوب النصات في غير‬
‫قراءة المام‪ ،‬وربما يؤيد ذلك بلزوم الحرج‪ ،‬والمر بالقراءة خلف من ل‬
‫يقتدى به‪ ،‬ويمكن دفع الحرج بأنه إنما يلزم بترك الجماعة الشايع في هذا‬
‫الزمان‪ ،‬وأما النوافل فكانوا يصلونها في البيوت‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .204 :‬الحجر‪ (3) .24 :‬قد عرفت الوجه في الية في ج ‪ 85‬ص‬
‫‪ (4) .69‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،256‬ورواه في السرائر‪ (5) .471 :‬محمول‬
‫على القراءة خلف أئمة العامة‪ ،‬فانهم يقرؤن في كل الركعات بفاتحة‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫]‪[22‬‬

‫والمر بها خلف من ل يقتدى به للضرورة ل يوجب عدم وجوب النصات في‬
‫غيرها‪ ،‬مع أنه قد وردت الرواية فيها أيضا بالنصات وبالجملة المسألة ل‬
‫تخلو من إشكال والحوط رعاية النصات مهما أمكن‪ .‬قال في مجمع‬
‫البيان‪ (1) :‬النصات السكوت مع استماع قال ابن العرابي‪ :‬نصت وأنصت‬
‫استمع الحديث وسكت‪ ،‬وأنصته وأنصت له‪ ،‬وأنصت الرجل سكت وأنصته‬
‫غيره عن الزهري‪ .‬ثم قال‪ :‬اختلف في الوقت المأمور بالنصات للقرآن‬
‫والستماع له‪ ،‬فقيل إنه في الصلة خاصة خلف المام الذي يؤتم به‪ ،‬إذا‬
‫سمعت قراءته عن ابن عباس وابن مسعود وابن جبير وابن المسيب‬
‫ومجاهد والزهري‪ ،‬وروي ذلك عن أبي جعفر عليه السلم‪ .‬قالوا‪ :‬وكان‬
‫المسلمون يتكلمون في صلتهم ويسلم بعضهم على بعض‪ ،‬وإذا دخل داخل‬
‫فقال لهم‪ :‬كم صليتم أجابوه‪ ،‬فنهوا عن ذلك وامروا بالستماع‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه‬
‫في الخطبة أمر بالنصات والستماع إلى المام يوم الجمعة عن عطا‬
‫وعمرو بن دينار وزيد بن أسلم‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه في الخطبة والصلة جميعا عن‬
‫الحسن وجماعة‪ .‬قال الشيخ أبو جعفر قدس سره‪ :‬أقوى القوال الول لنه‬
‫ل حال يجب فيها النصات لقراءة القرآن إل حال قراءة المام في الصلة‪،‬‬
‫فان على المأموم النصات والستماع له‪ ،‬فأما خارج الصلة فل خلف أن‬
‫النصات والستماع غير واجب‪ ،‬وروي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه‬
‫قال‪ :‬يجب النصات للقرآن في الصلة وغيرها‪ ،‬قال‪ :‬وذلك على وجه‬
‫الستحباب‪ .‬وفي كتاب العياشي )‪ (2‬عن أبي كهمس عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قرأ ابن الكوا خلف أمير المؤمنين عليه السلم " لئن أشركت‬
‫ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .515‬تفسير العياسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .44‬الزمر‪:‬‬
‫‪.65‬‬

‫]‪[23‬‬

‫فأنصت له أمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬وعن عبد ال بن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬الرجل يقرء القرآن أيجب على من سمعه‬
‫النصات له والستماع ؟ قال‪ :‬نعم إذا قرئ عندك القرآن وجب عليك‬
‫النصات والستماع‪ .‬وقال الجبائي‪ :‬إنها نزلت في ابتداء التبليغ ليعلموا‬
‫ويتفهموا‪ ،‬وقال أحمد بن حنبل‪ :‬اجتمعت المة على أنها نزلت في الصلة‪.‬‬
‫" لعلكم ترحمون " أي لترحموا بذلك وباعتباركم به واتعاظكم بمواعظه‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬ره ‪ :-‬في الية الثانية )‪ (1‬فيه أقوال إلى أن قال‪ :‬وخامسها‪ :‬علمنا‬
‫المستقدمين إلى الصف الول في الصلة‪ ،‬والمتأخرين عنه‪ ،‬فانه كان يتقدم‬
‫بعضهم إلى الصف الول ليدرك أفضليته‪ ،‬وكان يتأخر بعضهم ينظر إلى‬
‫أعجاز النساء فنزلت الية فيهم عن ابن عباس‪ .‬وسادسها أن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله حث الناس على الصف الول في الصلة‪ ،‬وقال‪ " :‬خير‬
‫صفوف الرجال أولها وشرها آخرها‪ ،‬وخير صفوف النساء آخرها وشرها‬
‫أولها " وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ " :‬إن ال وملئكته يصلون على‬
‫الصف المقدم " فازدحم الناس‪ ،‬و كانت دور بني عذرة بعيدة من المسجد‪،‬‬
‫فقالوا لنبيعن دورنا ولنشترين دورا قريبة من المسجد حتى ندرك الصف‬
‫المتقدم فنزلت هذه الية عن الربيع بن أنس‪ .‬فعلى هذا يكون المعنى أنا‬
‫نجازي الناس على نياتهم‪ " .‬وإن ربك هو يحشرهم " أي يجمعهم يوم‬
‫القيامة ويبعثهم للمجازات والمحاسبة " إنه حكيم " في أفعاله " عليم "‬
‫بما يستحق كل منهم‪ - 1 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن رجل من أصحابنا نسي الحسن بن علي‬
‫اسمه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة ل يصلى‬
‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 6‬ص ‪.334‬‬

‫]‪[24‬‬

‫خلفهم‪ :‬المجهول‪ ،‬والغالي‪ ،‬وإن كان يقول‪ :‬بقولك‪ ،‬والمجاهر بالفسق وإن كان‬
‫مقتصدا )‪ .(1‬بيان وتحقيق مهم الظاهر أن المراد بالمجهول من ل يعلم‬
‫دينه‪ ،‬وإل فلم يكن حاجة إلى ذكر المجاهر بالفسق والغالي الذي يغلو في‬
‫حق النبي صلى ال عليه وآله والئمة صلوات ال عليهم بالقول بالربوبية‬
‫ونحوها " وان كان يقول بقولك " أي يعتقد إمامة الئمة وخلفتهم‬
‫وفضلهم " وإن كان مقتصدا " أي متوسطا في العقايد بأن ل يكون غاليا‬
‫ول مفرطا‪ .‬ثم أعلم أنه ل خلف بين الصحاب في اشتراط إيمان المام‬
‫وعدالته‪ ،‬واليمان هنا القرار بالصول الخمسة على وجه يعد إماميا‪ ،‬وأما‬
‫العدالة )‪ (2‬فقد اختلف كلم الصحاب فيها اختلفا كثيرا‪ ،‬في باب المامة‪،‬‬
‫وباب الشهادة‪ ،‬والظاهر أنه ل فرق عندهم في معنى العدالة في المقامين‪،‬‬
‫وإن كان يظهر من الخبار أن المر في الصلة أسهل منه في الشهادة‪.‬‬
‫ولعل السر فيه أن الشهادة يبتني عليها الفروج والدماء والموال والحدود‬
‫والمواريث‪ ،‬فينبغي الهتمام فيها‪ ،‬بخلف الصلة‪ ،‬فانه ليس الغرض إل‬
‫اجتماع المؤمنين وائتلفهم واستجابة دعواتهم‪ ،‬ونقص المام وفسقه‬
‫وكفره وحدثه وجنابته ل يضر بصلة المأموم كما سيأتي‪ ،‬فلذا اكتفي فيه‬
‫بحسن ظاهر المام وعدم العلم بفسقه‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،74‬وتراه في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 254‬و ‪ 333‬ط حجر وتراه‬
‫في التهذيب ج ‪ 3‬ص ‪ 31‬ط نجف‪ ،‬وتراه في الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .248‬ل‬
‫يذهب عليك أن الحاديث الواردة في باب جواز القتداء خالية عن لفظ‬
‫العدالة وان كان ل يشذ مضامينها عن معناها الصطلحي‪ ،‬وأما الجماع‪،‬‬
‫فلما لم يكن الجماع دليل لفظيا‪ ،‬بل كان دليل لبيا‪ ،‬ل يصح الستناد إليه‬
‫من حيث مفهوم العدالة الصطلحي وعمومه فل نحتاج إلى تفسير‬
‫العدالة في هذا الباب‪ ،‬وانما على الفقيه أن يبحث عن أخبار الباب‬
‫والسيرة القائمة عند الصحاب‪.‬‬

‫]‪[25‬‬

‫ثم الشهر في معناها أن ل يكون مرتكبا للكبائر‪ ،‬ول مصرا على الصغاير‪ ،‬وللعلماء‬
‫في تفسير الكبيرة اختلف شديد‪ ،‬فقال قوم هي كل ذنب توعد ال عليه‬
‫بالعقاب في الكتاب العزيز‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬هي كل ذنب رتب عليه الشارع‬
‫حدا أو صرح فيه بالوعيد‪ ،‬وقال طائفة‪ :‬هي كل معصية تؤذن بقلة اكتراث‬
‫فاعلها بالدين‪ ،‬وقال جماعة‪ :‬هي كل ذنب علمت حرمته بدليل قاطع‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫كلما توعد عليه توعد شديد في الكتاب والسنة‪ ،‬وقيل‪ :‬ما نهى ال عنه في‬
‫سورة النساء من أوله إلى قوله تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه‬
‫" )‪ (1‬الية‪ .‬وقال قوم الكبائر سبع‪ :‬الشرك بال‪ ،‬وقتل النفس التي حرم‬
‫ال‪ ،‬وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم‪ ،‬والزنا‪ ،‬والفرار من الزحف‪،‬‬
‫وعقوق الوالدين‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها تسع بزيادة السحر واللحاد في بيت ال‪ ،‬أي‬
‫الظلم فيه‪ ،‬وزاد عليه في بعض الروايات للعامة أكل الربوا‪ ،‬وعن علي‬
‫عليه السلم زيادة على ذلك شرب الخمر والسرقة‪ .‬وزاد بعضهم على‬
‫السبعة السابقة ثلث عشرة اخرى‪ :‬اللواط‪ ،‬والسحر‪ ،‬والربوا‪ ،‬والغيبة‪،‬‬
‫واليمين الغموس‪ ،‬وشهادة الزور‪ ،‬وشرب الخمر‪ ،‬واستحلل الكعبة‪،‬‬
‫والسرقة‪ ،‬ونكث الصفقة‪ ،‬والتعرب بعد الهجرة‪ ،‬واليأس من روح ال‪،‬‬
‫والمن من مكر ال‪ .‬وقد يزاد أربعة عشرة اخرى‪ :‬أكل الميتة‪ ،‬ولحم‬
‫الخنزير‪ ،‬وما اهل لغير ال به من غير ضرورة‪ ،‬والسحت‪ ،‬والقمار‪،‬‬
‫والبخس في الكيل والوزن‪ ،‬ومعونة الظالمين‪ ،‬وحبس الحقوق من غير‬
‫عسر‪ ،‬والسراف‪ ،‬والتبذير‪ ،‬والخيانة‪ ،‬والشتغال بالملهى‪ ،‬والصرار‬
‫على الذنوب‪ .‬وقد يعد منها أشياء اخر‪ :‬كالقيادة‪ ،‬والدياثة‪ ،‬والغصب‪،‬‬
‫والنميمة‪ ،‬وقطيعة الرحم‪ ،‬وتأخير الصلة عن وقتها‪ ،‬والكذب‪ ،‬خصوصا‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وضرب المسلم بغير حق‪ ،‬وكتمان‬
‫الشهادة‪ ،‬والسعاية إلى الظالمين‪ ،‬ومنع الزكاة المفروضة‪ ،‬وتأخير الحج‬
‫عن عام الوجوب‪ ،‬والظهار‪ ،‬والمحاربة‪ ،‬وقطع الطريق‪.‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ ،31 :‬وقد مر البحث عن الية مستوفى في ج ‪ 79‬ص ‪،11 - 10‬‬
‫وشطر منه في ص ‪ 2‬و ‪ 3‬من المجلد المذكور‪ ،‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[26‬‬

‫والمعروف بين أصحابنا القول الول من هذه القوال‪ ،‬وهو الصحيح‪ ،‬ويدل عليه‬
‫أخبار كثيرة وأما أخبارنا ففي رواية يونس )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬الكبائر سبع‪ :‬قتل المؤمن متعمدا‪ ،‬وقذف‬
‫المحصنة‪ ،‬والفرار من الزحف‪ ،‬والتعرب بعد الهجرة‪ ،‬وأكل مال اليتيم‬
‫ظلما‪ ،‬وأكل الربوا بعد البينة‪ ،‬وكل ما أوجب ال عزوجل عليها النار‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن أكبر الكبائر الشرك بال‪ .‬وفي حسنة )‪ (2‬عبيد بن زرارة الكفر‬
‫بال عزوجل‪ ،‬وقتل النفس‪ ،‬والعقوق وأكل الربوا بعد البينة‪ ،‬وأكل مال‬
‫اليتيم ظلما‪ ،‬والفرار من الزحف‪ ،‬والتعرب بعد الهجرة‪ ،‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫ترك الصلة داخل في الكفر‪ .‬وفي رواية مسعدة بن صدقة )‪ (3‬عن الصادق‬
‫عليه السلم القنوط من رحمة ال‪ ،‬والياس من روح ال‪ ،‬والمن من مكر‬
‫ال وقتل النفس التي حرم ال‪ ،‬والعقوق‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬والربوا‪،‬‬
‫والتعرب بعد الهجرة‪ ،‬وقذف المحصنة والفرار من الزحف‪ .‬وفي الحسن بل‬
‫الصحيح )‪ (4‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن جده موسى عليهم السلم أن الصادق عليه السلم قال لعمرو بن عبيد‪:‬‬
‫أكبر الكبائر الشراك بال‪ ،‬ثم الياس من روح ال‪ ،‬ثم المان من مكر ال‪،‬‬
‫وعقوق الوالدين‪ ،‬وقتل النفس التي حرم ال إل بالحق‪ ،‬وقذف المحصنة‪،‬‬
‫وأكل مال اليتيم‪ ،‬والفرار من الزحف‪ ،‬وأكل الربوا‪ ،‬والسحر‪ ،‬والزنا‪،‬‬
‫واليمين الغموس‪ ،‬والغلول‪ ،‬ومنع الزكاة المفروضة‪ ،‬وشهادة الزور‪،‬‬
‫وكتمان الشهادة‪ ،‬وترك الصلة متعمدا أو شئ مما فرض ال ونقض‬
‫العهد‪ ،‬وقطيعة الرحم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .277‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .278‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪) .280‬‬
‫‪ (4‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،285‬وتراه في العيون ج ‪ 1‬ص ‪ ،285‬علل الشرايع‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ ،78‬ورواه الصدوق في الفقيه أيضا ج ‪ 3‬ص ‪.368‬‬

‫]‪[27‬‬

‫وروى الصدوق )‪ (1‬بسنده المعتبر عن الفضل بن شاذان فيما كتب الرضا عليه‬
‫السلم للمأمون الكبائر هي قتل النفس التي حرم ال‪ ،‬والزنا‪ ،‬والسرقة‪،‬‬
‫وشرب الخمر وعقوق الوالدين‪ ،‬والفرار من الزحف‪ ،‬وأكل مال اليتيم‬
‫ظلما‪ ،‬وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير‪ ،‬وما اهل لغير ال به من غير‬
‫ضرورة‪ ،‬وأكل الربوا بعد البينة‪ ،‬والسحت والميسر‪ ،‬وهو القمار‪ ،‬والبخس‬
‫في المكيال والميزان‪ ،‬وقذف المحصنات‪ ،‬واللواط وشهادة الزور‪ ،‬واليأس‬
‫من روح ال‪ ،‬والمن من مكر ال‪ ،‬والقنوط من رحمة ال‪ ،‬و معونة‬
‫الظالمين‪ ،‬والركون إليهم‪ ،‬واليمين الغموس‪ ،‬وحبس الحقوق من غير‬
‫عسر‪ ،‬و الكذب‪ ،‬والكبر‪ ،‬والسراف‪ ،‬والتبذير‪ ،‬والخيانة‪ ،‬والستخفاف‬
‫بالحج‪ ،‬والمحاربة لولياء ال‪ ،‬والشتغال بالملهي‪ ،‬والصرار على‬
‫الذنوب‪ .‬وروى مثله )‪ (2‬باسناده عن العمش عن الصادق عليه السلم‬
‫وزاد في أوله الشرك بال ثم ترك معاونة المظلومين وقال في آخره‬
‫والملهي التى تصد عن ذكر ال تبارك وتعالى مكروهة كالغناء وضرب‬
‫الوتار‪ .‬ثم قال الصدوق ‪ -‬ره ‪ :-‬الكبائر هي سبع‪ ،‬وبعدها فكل ذنب كبير‬
‫بالضافة إلى ما هو أصغر منه‪ ،‬وصغير بالضافة إلى ما هو أكبر منه )‪(3‬‬
‫وهذا معنى ما ذكره الصادق عليه السلم في هذا الحديث من ذكر الكبائر‬
‫الزائدة على السبع‪ ،‬ول قوة إل بال انتهى‪ .‬ويدل على أن الصدوق انما‬
‫يقول بالسبع في الكبائر‪ .‬وروى أيضا في الصحيح )‪ (4‬عن أبى عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬وجدنا في كتاب علي عليه السلم‬
‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .127‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .155‬لكنه ل يصح‬
‫على ذلك قوله تعالى " ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم‬
‫سيئاتكم " فان صريح الية أن الكبائر في مقابلة الصغائر‪ ،‬ل أنه يصدق‬
‫على كل معصية بالضافة أنها صغيرة باعتبار وكبيرة باعتبار‪ (4) .‬تراه‬
‫في الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،131‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪(*) .160‬‬

‫]‪[28‬‬

‫أن الكبائر خمس‪ :‬الشرك بال‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬وأكل الربوا بعد البينة‪ ،‬والفرار‬
‫من الزحف‪ ،‬والتعرب بعد الهجرة‪ .‬وفى رواية معتبرة )‪ (1‬أخرى عن عبيد‬
‫بن زرارة‪ ،‬عنه عليه السلم أنها أكل مال اليتيم والفرار من الزحف‪ ،‬وأكل‬
‫الربوا‪ ،‬ورمى المحصنات‪ ،‬وقتل المؤمن متعمدا‪ .‬وعن عبد الرحمن بن‬
‫كثير )‪ (2‬عنه عليه السلم أنها سبع‪ :‬الشرك‪ ،‬وقتل النفس‪ ،‬و أكل مال‬
‫اليتيم‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬وقذف المحصنة‪ ،‬والفرار من الزحف‪ ،‬وإنكار‬
‫حق أهل البيت‪ .‬وروى العياشي )‪ (3‬باسناده عن ميسر‪ ،‬عن أبى جعفر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كنت أنا و علقمة الحضرمي وأبو حسان العجلى وعبد ال‬
‫بن عجلن ننتظر أبا جعفر عليه السلم فخرج علينا فقال‪ :‬مرحبا وأهل‪،‬‬
‫وال إنى لحب ريحكم وأرواحكم‪ ،‬وأنتم لعلى دين ال فقال علقمة‪ :‬فمن‬
‫كان على دين ال تشهد أنه من أهل الجنة ؟ قال‪ :‬فمكث هنيئة ثم قال‪:‬‬
‫نوروا أنفسكم‪ ،‬فان لم تكونوا قرفتم الكبائر فأنا أشهد‪ .‬قلنا‪ :‬وما الكبائر ؟‬
‫قال هي في كتاب ال على سبع‪ ،‬قلنا‪ :‬فعدها علينا جعلنا فداك‪ ،‬قال‪ :‬الشرك‬
‫بال العظيم‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬وأكل الربوا بعد البينة‪ ،‬وعقوق الوالدين‪،‬‬
‫والفرار من الزحف‪ ،‬وقتل المؤمن‪ ،‬وقذف المحصنة‪ ،‬قلنا‪ :‬مامنا أحد أصاب‬
‫من هذه شيئا قال‪ :‬فأنتم إذا‪ .‬وروى الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتاب‬
‫الغايات )‪ (4‬باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قلت جعلت فداك‪ :‬مالنا نشهد على من خالفنا بالكفر وبالنار ول نشهد على‬
‫أنفسنا ول على أصحابنا أنهم في الجنة ؟ فقال‪ :‬من ضعفكم‪ ،‬إذا لم يكن‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ ،209‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ ،161‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.131‬‬


‫)‪ (2‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ 79‬و ‪ 160‬باسناد آخر‪ ،‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ ،14‬ورواه في الفقيه ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .366‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.237‬‬
‫)‪ (4‬ورواه الصدوق في الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.41‬‬

‫]‪[29‬‬
‫فيكم شئ من الكبائر‪ ،‬فاشهدوا أنكم في الجنة‪ ،‬قلت‪ :‬أي شئ الكبائر ؟ فقال‪ :‬أكبر‬
‫الكبائر الشرك‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬والتعرب بعد الهجرة‪ ،‬وقذف المحصنة‪،‬‬
‫و الفرار من الزحف‪ ،‬وأكل مال اليتيم ظلما‪ ،‬والربا بعد البينة‪ ،‬وقتل‬
‫المؤمن‪ ،‬فقلت‪ :‬الزنا والسرقة ؟ قال‪ :‬ليس من ذلك‪ .‬وقد وقع في الخبار‬
‫في خصوص بعض‪ ،‬أنها كبائر كالغناء والحيف في الوصية والكذب على‬
‫ال ورسوله والئمة عليهم السلم‪ ،‬ومعونة الظالمين‪ ،‬وغيرها‪ .‬واختلف‬
‫أيضا في معنى الصرار على الصغائر فقيل‪ :‬هو الكثار منها سواء كان من‬
‫نوع واحد أو من أنواع مختلفة‪ ،‬وقيل‪ :‬المداومة على نوع واحد منها‪،‬‬
‫ونقل بعضهم قول بأن المراد به عدم التوبة وهو ضعيف‪ .‬وقسم بعض‬
‫علمائنا الصرار إلى فعلي وحكمي فالفعلي هو الدوام على نوع واحد منها‬
‫بل توبة أو الكثار من جنسها بل توبة‪ ،‬والحكمي هو العزم على فعل تلك‬
‫الصغيرة بعد الفراغ منها‪ .‬وهذا مما ارتضاه جماعة من المتأخرين‪،‬‬
‫والنص خال عن بيان ذلك‪ ،‬لكن‪ .‬النسب بالمعنى اللغوى المداومة على‬
‫نوع واحد منها والعزم على المعاودة إليها‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬أصررت على‬
‫الشئ أي أقمت ودمت‪ ،‬وقال في النهاية‪ :‬أصر على الشئ يصر إصرارا إذا‬
‫لزمه وداومه وثبت عليه‪ ،‬وفي القاموس أصر على المر لزم‪ ،‬وأما الكثار‬
‫من الذنوب وإن لم يكن من نوع واحد بحيث يكون ارتكابه للذنب أكثر من‬
‫اجتنابه عنه‪ ،‬إذا عن له من غير توبة‪ ،‬فالظاهر أنه قادح في العدالة بل‬
‫خلف في ذلك بينهم‪ .‬وفي كون العزم على الفعل بعد الفراغ منه قادحا فيه‬
‫محل إشكال‪ ،‬لكن روى الكليني )‪ (1‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫في قول ال عزوجل " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " )‪ (2‬قال‪:‬‬
‫الصرار أن يذنب الذنب ول يستغفر‪ ،‬ول يحدث نفسه‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .288‬آل عمران‪.135 :‬‬

‫]‪[30‬‬

‫بتوبة‪ ،‬فذلك الصرار‪ .‬والحديث المشهور " ل صغيرة مع الصرار ول كبيرة مع‬
‫الستغفار " يومي إلى أن الصرار يحصل بعدم الستغفار‪ ،‬بقرينة‬
‫المقابلة‪ ،‬وفي العرف يقال‪ :‬فلن مصر على هذا المر إذا كان عازما على‬
‫العود إليه‪ ،‬فالقول بكون العزم داخل في الصرار ل يخلو من قوة‪.‬‬
‫والمشهور ل سيما بين المتأخرين اعتبار المروة في المامة والشهادة‪،‬‬
‫ول شاهد له من جهة النصوص‪ ،‬وفي ضبط معناها عبارات لهم متقاربة‬
‫المعنى‪ ،‬وحاصلها مجانبة ما يؤذن بخسة النفس‪ ،‬ودناءة الهمة من‬
‫المباحات والمكروهات‪ ،‬وصغائر المحرمات التي ل تبلغ حد الصرار كالكل‬
‫في السواق والمجامع‪ ،‬في أكثر البلد‪ ،‬والبول في الشوارع المسلوكة‪،‬‬
‫وكشف الرأس في المجامع‪ ،‬وتقبيل أمته وزوجته في المحاضر ولبس‬
‫الفقيه لباس الجندي‪ ،‬والكثار من المضحكات‪ ،‬والمضايقة في اليسير التي‬
‫ل تناسب حاله‪ ،‬ويختلف ذلك بحسب اختلف الشخاص والعصار‬
‫والمصار والعادات المختلفة‪ .‬والحق أن ما لم يخالف ذلك الشرع ولم يرد‬
‫فيه نهى ل يقدح في العدالة‪ ،‬ول دليل عليه‪ ،‬وليس في الخبار منه أثر‪ ،‬بل‬
‫ورد خلفه في أخبار كثيرة‪ ،‬ومن كان أشرف من رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله وكان يركب الحمار العاري ويردف خلفه‪ ،‬ويأكل ماشيا إلى الصلة‪،‬‬
‫كما روي‪ ،‬وكأنهم اقتفوا في ذلك أثر العامة فانها مذكورة في كتبهم‪ ،‬ولذا‬
‫لم يذكر المحقق ‪ -‬ره ‪ -‬ذلك في معناها‪ ،‬وأعرض منه كثير من القدماء‬
‫والمتأخرين‪ .‬ول يعتبر في العدالة التيان بالمندوبات إل أن يبلغ تركها حدا‬
‫يؤذن بقلة المبالت بالدين‪ ،‬كترك المندوبات أجمع‪ ،‬قال الشهيد الثاني‪ :‬ولو‬
‫اعتاد ترك صنف منها كالجماعة والنوافل ونحو ذلك‪ ،‬فكترك الجميع‬
‫لشتراكها في العلة المقتضية لذلك نعم لو تركها أحيانا لم يضر‪ .‬وإذا زالت‬
‫العدالة بارتكاب ما يقدح فيها فتعود بالتوبة بغير خلف ظاهرا‪ ،‬وكذلك من‬
‫حد في معصية ثم تاب رجعت عدالته وقبلت شهادته‪ ،‬ونقل بعض الصحاب‬
‫إجماع‬

‫]‪[31‬‬

‫الفرقة على ذلك‪ ،‬ولعل الشهر أنه ل يكفي في ذلك مجرد إظهار التوبة‪ ،‬بل لبد من‬
‫الختبار مدة يغلب معه الظن بأنه صادق في توبته‪ .‬ومن الصحاب من‬
‫اعتبر إصلح العمل‪ ،‬وأنه يكفى في ذلك عمل صالح ولو تسبيح أو ذكر‪،‬‬
‫ومنهم من اكتفى في ذلك بتكرر إظهار التوبة والندم‪ .‬وذهب الشيخ في‬
‫موضع من المبسوط إلى الكتفاء في قبول الشهادة باظهار التوبة عقيب‬
‫قول الحاكم له تب أقبل شهادتك‪ ،‬لصدق التوبة المقتضي لعود العدالة‪ ،‬ول‬
‫يخلو من قوة لما رواه الشيخ في الصحيح )‪ (1‬عن عبد ال بن سنان قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليه السلم عن المحدود إن تاب أتقبل شهادته ؟ فقال‪:‬‬
‫إذا تاب وتوبته أن يرجع فيما قال ويكذب نفسه عند المام وعند المسلمين‪،‬‬
‫فإذا فعل‪ ،‬فان على المام أن يقبل شهادته بعد ذلك‪ .‬وبسند معتبر عن أبي‬
‫الصباح )‪ (2‬الكناني قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن القاذف بعدما‬
‫يقام عليه الحد ما توبته ؟ قال‪ :‬يكذب نفسه قلت‪ :‬أرأيت إن أكذب نفسه‬
‫وتاب أتقبل شهادته ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ونحوه روي عن يونس‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابه عن أحدهما عليهما السلم‪ .‬وباسناده عن السكوني )‪ (3‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم أن أمير المؤمنين عليه السلم شهد عنده رجل‪ ،‬وقد‬
‫قطعت يده ورجله نهاره‪ ،‬فأجاز شهادته وقد تاب وعرفت توبته‪ .‬وعن‬
‫القاسم )‪ (4‬بن سليمان قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل‬
‫يقذف الرجل فيجلد حدا ثم يتوب‪ ،‬ول يعلم منه إل خير أتجوز شهادته ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ما يقال عندكم ؟ قلت‪ :‬يقولون توبته فيما بينه وبين ال‪ ،‬ل تقبل‬
‫شهادته أبدا‪ ،‬قال‪ :‬بئس ما قالوا‪ ،‬كان أبي عليه السلم يقول‪ :‬إذا تاب ولم‬
‫يعلم منه إل خير جازت شهادته‪ .‬وفي الموثق )‪ (5‬عن سماعة بن مهران‬
‫قال‪ :‬قال‪ :‬إن شهود الزور يجلدون جلدا ليس له وقت وذلك إلى المام‪،‬‬
‫ويطاف بهم حتى يعرفهم الناس‪ ،‬وأما )‪ (6‬قول ال‬

‫)‪ (3 - 1‬التهذيب ج ‪ 6‬ص ‪ 245‬ط نجف‪ ،‬الكافي ج ‪ 7‬ص ‪ = (4) .397‬ج ‪ 6‬ص‬
‫‪ 246‬ط نجف‪ = (5) .‬ج ‪ 10‬ص ‪ 144‬ط نجف‪ ،‬الكافي ج ‪ 7‬ص ‪) .241‬‬
‫‪ (6‬وهذا ظ‪.‬‬

‫]‪[32‬‬

‫عزوجل " ول تقبلوا لهم شهادة أبدا إل الذين تابوا " )‪ (1‬قلت‪ :‬كيف تعرف‬
‫توبته ؟ قال‪ :‬يكذب نفسه حين يضرب ويستغفر ربه‪ ،‬فإذا فعل ذلك فقد ظهر‬
‫توبته ومثله كثير‪ .‬ثم اعلم أن المتأخرين من علمائنا اعتبروا في العدالة‬
‫الملكة‪ ،‬وهي صفة راسخة في النفس تبعث على ملزمة التقوى والمروة‪،‬‬
‫ولم أجدها في النصوص‪ ،‬ول في كلم من تقدم على العلمة من علمائنا‪،‬‬
‫ول وجه لعتبارها‪ .‬بقي الكلم في أن المعتبر في العدالة المشروطة في‬
‫إمام الجماعة والشاهد‪ ،‬هل هو الظن الغالب بحصول العدالة المستند إلى‬
‫البحث والتفتيش‪ ،‬أم يكفى في ذلك ظهور اليمان‪ ،‬وعدم ظهور ما يقدح في‬
‫العدالة‪ .‬المشهور بين المتأخرين الول‪ ،‬وجوز بعض الصحاب التعويل‬
‫فيها على حسن الظاهر‪ ،‬وقال ابن الجنيد‪ :‬كل المسلمين على العدالة إلى أن‬
‫يظهر خلفها‪ ،‬و ذهب الشيخ في الخلف وابن الجنيد والمفيد في كتاب‬
‫الشراف إلى أنه يكفي في قبول الشهادة ظاهر السلم‪ ،‬مع عدم ظهور ما‬
‫يقدح في العدالة‪ ،‬ومال إليه في المبسوط وهو ظاهر الستبصار‪ ،‬بل ادعى‬
‫في الخلف الجماع والخبار‪ .‬وقال‪ :‬البحث عن عدالة الشهود ما كان في‬
‫أيام النبي صلى ال عليه وآله ول أيام الصحابة ول أيام التابعين‪ ،‬وإنما‬
‫شئ أحدثه شريك بن عبد ال القاضي‪ ،‬ولو كان شرطا لما أجمع أهل‬
‫المصار على تركه‪ ،‬والظاهر عدم القائل بالفصل في باب المامة والشهادة‬
‫فما يدل على الحال في أحدهما يدل على الحال في الخر‪ ،‬والقول الخير‬
‫أقوى لخبار كثيرة دلت عليه‪ .‬فقد روي عن الرضا عليه السلم )‪ (2‬بسند‬
‫صحيح‪ :‬كل من ولد على الفطرة‪ ،‬وعرف بالصلح في نفسه جازت‬
‫شهادته‪ .‬وروى الشيخ )‪ (3‬عن أبي عبد ال عليه السلم بسند معتبر أنه‬
‫قال‪ :‬خمسة أشياء يجب‬

‫)‪ (1‬النور‪ (3 - 2) .4 :‬الفقيه ج ‪ 3‬ص ‪ ،28‬التهذيب ج ‪ 6‬ص ‪ 283‬ط نجف‪.‬‬


‫]‪[33‬‬

‫على الناس الخذ بظاهر الحكم‪ :‬الوليات والتناكح والمواريث والذبايح والشهادات‬
‫فإذا كان ظاهره ظاهرا مأمونا جازت شهادته‪ ،‬ول يسأل عن باطنه‪ .‬ورواه‬
‫الصدوق بسند آخر في الخصال )‪ .(1‬وروى الشيخ والصدوق أنه سئل أبو‬
‫عبد ال عليه السلم عن قوم خرجوا من خراسان أو بعض الجبال‪ ،‬وكان‬
‫يؤمهم رجل‪ ،‬فلما صاروا إلى الكوفة علموا أنه يهودي‪ ،‬قال‪ :‬ل يعيدون )‬
‫‪ .(2‬وروى الشيخ )‪ (3‬عن عبد الرحيم القصير قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬إذا كان الرجل ل تعرفه يؤم الناس يقرء القرآن فل تقرء‬
‫خلفه‪ ،‬واعتد بصلته‪ .‬وقد ورد في أخبار كثيرة إذا عرض للمام عارض‬
‫أخذ بيد رجل من القوم فيقدمه ومن تأمل في عادة العصار السابقة في‬
‫مواظبتهم على الجماعات‪ ،‬وترغيب الشارع في ذلك‪ ،‬وإشهادهم على‬
‫البيوع والجارات‪ ،‬وساير المعاملت‪ ،‬وسنن الحكام في قبول الشهادات‪،‬‬
‫والمراء الذين عينهم النبي صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن‬
‫عليهما السلم لذلك ولما هو أعظم منه‪ ،‬ل ينبغي أن يرتاب في فسحة المر‬
‫في العدالة في المقامين‪ .‬ولو كان التضييق الذي بنوا عليه المر في تلك‬
‫العصار‪ ،‬وجعلوا العدالة تلو العصمة حقا لما كان يكاد يوجد في البلد‬
‫العظيمة رجلن يتصف بها‪ ،‬ولو وجد فرضا كيف يتحملن جميع عقود‬
‫المسلمين وطلقهم ونكاحهم وإمامتهم فيلزم تعطل السنن والحكام‪ ،‬وصار‬
‫ذلك سببا لتشكيك الشيطان أكثر الخلق في هذه الزمنة‪ ،‬وصيرهم بذلك‬
‫محرومين عن فضائل الجمعة والجماعة‪ ،‬وفقنا ال وساير المؤمنين لما‬
‫يحب و يرضى‪ ،‬وأعاذنا وإياهم من متابعة أهل الهوى‪ .‬قال الشهيد الثاني ‪-‬‬
‫ره ‪ :-‬وهذا القول وإن كان أبين دليل وأكثر رواية‪ ،‬وحال السلف تشهد به‪،‬‬
‫وبدونه ل يكاد ينتظم الحكام للحكام‪ ،‬خصوصا في المدن الكبار‪،‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .150‬راجع التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 257‬ط حجر‪ ،‬ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ 40‬ط نجف‪ ،‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،263‬ورواه الكليني في الكافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ (3) .378‬التهذيب ج ‪ 3‬ص ‪.331‬‬

‫]‪[34‬‬

‫والقاضي من المتقدمين يستند إليها لكن المشهور الن بل المذهب خلفه‪ .‬وقال‬
‫سبطه السيد قدس سره في المدارك‪ :‬قد نقل جمع من الصحاب الجماع‬
‫على أن العدالة شرط في المام وان اكتفى بعضهم في تحقيقها بحسن‬
‫الظاهر أو عدم معلومية الفسق‪ ،‬ثم ذكر بعض الروايات التي استدل بها‬
‫القوم‪ ،‬ثم قال‪ :‬وهذه الخبار ل تخلو من ضعف في سند أو قصور في‬
‫دللة‪ ،‬والمستفاد من إطلق كثير من الروايات وخصوص بعضها الكتفاء‬
‫في ذلك بحسن الظاهر‪ ،‬والمعرفة بفقه الصلة‪ ،‬بل المنقول من فعل السلف‬
‫الكتفاء بما دون ذلك إل أن المصير إلى ما ذكره الصحاب أحوط انتهى‪.‬‬
‫والذي يظهر لي من الخبار أن المعتبر في الشهادة عدم معلومية الفسق‪،‬‬
‫وحسن الظاهر‪ ،‬وفي الصلة مع ذلك المواظبة على الجمعة والجماعة‪،‬‬
‫وعدم الخلل بذلك بغير عذر‪ ،‬ولو ظهر فسق نادرا‪ ،‬وعلم من ظواهر‬
‫أحواله التأثر والتألم والندامة‪ ،‬فهذا يكفي في عدم الحكم بفسقه‪ ،‬ولو علم‬
‫منه عدم المبالة أو التجاهر والتظاهر فهذا قادح لعدالته‪ .‬ولنذكر زائدا على‬
‫ما تقدم بعض ما يدل على ذلك‪ :‬فمنها ما رواه الصدوق )‪ (1‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫علي بن محمد بن قتيبة‪ ،‬عن حمدان ابن سليمان‪ ،‬عن نوح بن شعيب‪ ،‬عن‬
‫محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن علقمة بن محمد قال‪ :‬قال‬
‫الصادق جعفر بن محمد عليه السلم وقد قلت له‪ :‬يا ابن رسول ال أخبرني‬
‫عمن تقبل شهادته ومن ل تقبل‪ ،‬فقال‪ :‬يا علقمة كل من كان على فطرة‬
‫السلم جازت شهادته‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬تقبل شهادة مقترف بالذنوب ؟ فقال‪:‬‬
‫يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب‪ ،‬لما قبلت إل شهادات‬
‫النبياء والوصياء عليهم السلم لنهم هم المعصومون دون ساير الخلق‪،‬‬
‫فمن لم تره بعينك يرتكب‪ ،‬أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل‬
‫العدالة والستر‪ ،‬وشهادته مقبولة‪ ،‬وإن كان في نفسه مذنبا‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪(*) .63 :‬‬

‫]‪[35‬‬

‫ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولية ال عزوجل‪ ،‬داخل في ولية الشيطان ‪-‬‬
‫ولقد حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع ال بينهما في الجنة أبدا‪،‬‬
‫ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما‪ ،‬وكان المغتاب في‬
‫النار خالدا فيها وبئس المصير إلى آخر ما مر في كتاب اليمان والكفر )‬
‫‪ .(1‬وروي في الخصال والعيون )‪ (2‬بأسانيد‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من عامل الناس فلم‬
‫يظلمهم‪ ،‬وحدثهم فلم يكذبهم‪ ،‬ووعدهم فلم يخلفهم‪ ،‬فهو ممن كملت‬
‫مروته‪ ،‬وظهرت عدالته‪ ،‬ووجبت اخوته‪ ،‬و حرمت غيبته‪ .‬وروى نحوه )‬
‫‪ (3‬بسند معتبر عن أبي عبد ال عليه السلم‪ .‬وروى في المجالس )‪(4‬‬
‫بسنده عن إبراهيم بن زياد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من صلى‬
‫خمس صلوات في اليوم والليلة في جماعة‪ ،‬فظنوا به خيرا وأجيزوا‬
‫شهادته‪ .‬وفيه أيضا )‪ (5‬عن هارون بن الجهم‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إذا جاهر الفاسق بفسقه فل حرمة له ول غيبة‪ .‬وروى الحميري )‪(6‬‬
‫في قرب السناد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬ثلثة ليس لهم‬
‫حرمة‪ ،‬وعد منهم الفاسق المعلن الفسق‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 70‬ص ‪ (2) .4 - 2‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ ،97‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ ،30‬وتراه في صحيفة الرضا عليه الصلة والسلم‪ (3) .7 :‬الخصال ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ (4) .98‬أمالى الصدوق ص ‪ (5) .204‬أمالى الصدوق ص ‪) .24‬‬
‫‪ (6‬قرب السناد‪ 82 :‬ط حجر ص ‪ 107‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[36‬‬

‫وفي كتاب الختصاص )‪ (1‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬من ألقى جلباب الحياء فل‬
‫غيبة له‪ .‬وروى الشيخ )‪ (2‬في الحسن عن البزنطي‪ ،‬عن أبي الحسن عليه‬
‫السلم أنه قال له‪ :‬جعلت فداك كيف طلق السنة ؟ قال‪ :‬يطلقها إذا طهرت‬
‫من حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين‪ ،‬كما قال ال تعالى في كتابه ثم‬
‫قال في آخر الرواية‪ :‬من ولد على الفطرة اجيزت شهادته على الطلق بعد‬
‫أن يعرف منه خير‪ .‬وروى الصدوق في الصحيح )‪ (3‬عن عبد ال بن‬
‫المغيرة‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬من ولد على الفطرة‬
‫وعرف بالصلح في نفسه جازت شهادته‪ .‬وروى )‪ (4‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله أنه قال‪ :‬من صلى الصلوات الخمس جماعة فظنوا به كل خير‪.‬‬
‫وروى الكليني )‪ (5‬باسناده‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬من أذنب ذنبا فعلم أن ال مطلع عليه إن شاء‬
‫عذبه وإن شاء غفر له غفر له وإن لم يستغفر‪ .‬وعن أبان بن تغلب )‪(6‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه‬
‫إل غفر ال له قبل أن يستغفر‪ .‬وعن أبى عبد ال عليه السلم )‪ (7‬قال‪ :‬إن‬
‫ال يحب المفتن التواب‪.‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ ،242 :‬في ط الكمبانى الخصال وهو سهو‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 263‬ط حجر‪ (3) .‬فقيه من ل يحضره الفقيه ج ‪ 3‬ص ‪ 28‬ومرة اخرى‬
‫ص ‪ ،29‬ورواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 6‬ص ‪ 383‬بسند وص ‪ 384‬بسند‬
‫آخر ط نجف‪ (4) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 5) .246‬و ‪ (6‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.427‬‬
‫)‪ (7‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.432‬‬

‫]‪[37‬‬
‫وعن عمرو بن جميع )‪ (1‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من جاءنا يلتمس‬
‫الفقه والقرآن وتفسيره فدعوه‪ ،‬ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها ال‬
‫تعالى فنحوه‪ ،‬فقال رجل من القوم‪ :‬جعلت فداك وال إني لمقيم على ذنب‬
‫منذ دهر اريد أن أتحول عنه إلى غيره‪ ،‬فما أقدر عليه‪ ،‬فقال له‪ :‬إن كنت‬
‫صادقا فان ال يحبك‪ ،‬وما يمنعه أن ينقلك عنه إلى غيره إل لكي تخافه‪.‬‬
‫وروى الشهيد الثاني )‪ (2‬عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم من سمع النداء فلم يجبه من غير علة فل صلة له‪ ،‬وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل صلة لمن لم يصل في المسجد مع‬
‫المسلمين إل من علة ول غيبة إل لمن صلى في بيته و رغب عن‬
‫جماعتنا‪ ،‬ومن رغب جماعة المسلمين سقطت عدالته ووجب هجرانه و إن‬
‫رفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره‪ ،‬ومن لزم جماعة المسلمين حرمت‬
‫غيبته وثبتت عدالته‪ .‬وروى الشيخ بسند معتبر )‪ (3‬عن عبد ال بن أبي‬
‫يعفور قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬بما يعرف عدالة الرجل بين‬
‫المسلمين حتى يقبل شهادته لهم وعليهم ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬أن يعرفوه بالستر‬
‫والعفاف‪ ،‬والكف عن البطن والفرج واليد واللسان ويعرف باجتناب الكبائر‬
‫التي أوعد ال عليها النار‪ ،‬من شرب الخمر‪ ،‬والزنا‪ ،‬و الربوا‪ ،‬وعقوق‬
‫الوالدين‪ ،‬والفرار من الزحف وغير ذلك‪ .‬والدال على ذلك كله )‪ (4‬والساتر‬
‫لجميع عيوبه ‪ -‬حتى يحرم على المسلمين تفتيش ما وراء ذلك من عثراته‬
‫وغيبته‪ ،‬ويجب عليهم توليته‪ ،‬وإظهار عدالته في الناس ‪-‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .442‬راجع الروضة البهية كتاب الصلة الفصل الحادى‬
‫عشر‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 6‬ص ‪ 241‬ط نجف باب البينات‪ (4) .‬رواه‬
‫الصدوق في الفقيه ج ‪ 3‬ص ‪ 24‬وفيه‪ :‬والدللة على ذلك كله أن يكون‬
‫ساترا لجميع عيوبه الخ‪.‬‬

‫]‪[38‬‬

‫التعاهد )‪ (1‬للصلوات الخمس إذا واظب عليهن‪ ،‬وحافظ مواقيتهن باحضار جماعة‬
‫المسلمين وأن ل يتخلف عن جماعتهم في مصلهم إل عن علة‪ .‬وذلك أن‬
‫الصلة ستر وكفارة للذنوب‪ ،‬ولو لم يكن ذلك لم يكن لحد أن يشهد على‬
‫أحد بالصلح‪ ،‬لن من لم يصل فل صلح له بين المسلمين‪ ،‬لن الحكم‬
‫جرى فيه من ال ومن رسول ال صلى ال عليه وآله بالحرق في جوف‬
‫بيته‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل صلة لمن ل يصلي في‬
‫المسجد مع المسلمين إل من علة‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ل‬
‫غيبة إل لمن يصلي في بيته ورغب عن جماعتنا‪ .‬ومن رغب عن جماعة‬
‫المسلمين وجب على المسلمين غيبته‪ ،‬وسقطت بينهم عدالته‪ ،‬ووجب‬
‫هجرانه‪ ،‬وإذا رفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره فان حضر جماعة‬
‫المسلمين وإل احرق عليه بيته‪ ،‬ومن لزم جماعتهم حرمت عليهم غيبته‪،‬‬
‫وثبتت عدالته بينهم‪ .‬ومن تأمل في هذه الخبار حق التأمل اتضح له ما‬
‫ذكرناه غاية التضاح‪ ،‬ل سيما الخبر الخير‪ ،‬وهو مروي في الفقيه بسند‬
‫صحيح بأدنى تفاوت )‪ (2‬فانه‬

‫)‪ (1‬التعاهد خبر قوله‪ " :‬الدال على ذلك " وما بين العلمتين جملة معترضة‪،‬‬
‫ولكن في لفظ الفقيه هكذا‪ " ،‬ويكون منه التعاهد للصلوات " الخ‪(2) .‬‬
‫لفظ الفقيه هكذا‪ " :‬ويكون منه التعاهد للصلوات الخمس إذا واظب‬
‫عليهن وحفظ مواقيتهن بحضور جماعة من المسلمين وأن ل يتخلف عن‬
‫جماعتهم في مصلهم ال من علة‪ ،‬فإذا كان كذلك لزما لمصله عند‬
‫حضور الصلوات الخمس‪ ،‬فإذا سئل عنه في قبيلته ومحلته قالوا‪ :‬ما رأينا‬
‫منه ال خيرا مواظبا على الصلوات متعاهدا لوقاتها في مصلة‪ ،‬فان ذلك‬
‫يجيز شهادته وعدالته بين المسلمين‪ .‬وذلك أن الصلة ستر وكفارة‬
‫للذنوب‪ ،‬وليس يمكن الشهادة على الرجل بأنه يصلى إذا كان ل يحضر‬
‫مصله‪ ،‬ويتعاهد جماعة المسلمين‪ ،‬وانما جعل الجماعة والجتماع إلى‬
‫الصلة لكى يعرف من يصلى ممن ل يصلى‪ ،‬ومن يحفظ مواقيت الصلة‬
‫ممن يضيع‪- .‬‬

‫]‪[39‬‬

‫يستفاد منها أن الذي يقدح في العدالة فعل الكبيرة التي أوعد ال عليها النار‪ ،‬وأنه‬
‫يكفي في الحكم بها أن يظهر من حال المكلف كونه ساترا لعيوبه‪ ،‬ملزما‬
‫لجماعة المسلمين‪ ،‬بل الظاهر من آخر الخبر الكتفاء بلزوم جماعتهم‪.‬‬
‫وسيأتي تمام القول فيه في أبواب الشهادات )‪ (1‬إنشاء ال تعالى‪ ،‬وقد‬
‫مضى تحقيق الكبائر والعدالة وغير ذلك في أبواب المناهي )‪ (2‬وأبواب‬
‫اليمان والكفر )‪ .(3‬ثم اعلم أن أكثر الخبار الواردة في اشتراط العدالة‬
‫إنما هي في الشهادة‪ ،‬ولم يرد هذا اللفظ في باب الجماعة‪ ،‬والخبار‬
‫الواردة فيها منها هذا الخبر )‪ (4‬وهو مع ضعفه إنما يدل على عدم‬
‫التجاهر بالفسق‪ .‬ومنها )‪ (5‬ما رواه الشيخ‪ ،‬عن أبي علي بن راشد قال‪:‬‬
‫قلت لبي جعفر عليه السلم‪ :‬إن مواليك قد اختلفوا فاصلي خلفهم جميعا ؟‬
‫فقال‪ :‬ل تصل إل خلف من تثق بدينه وأمانته‪ .‬وهو مع عدم صحته إنما يدل‬
‫على المنع من الصلة خلف من يكون فاسد‬

‫ولول ذلك لم يمكن أحد أن يشهد على آخر بصلح‪ ،‬لن من ل يصلى ل صلح له‬
‫بين المسلمين‪ ،‬فان رسول ال )صلى ال عليه واله( هم بأن يحرق قوما‬
‫في منازلهم لتركهم الحضور لجماعة المسلمين‪ ،‬وقد كان منهم من يصلى‬
‫في بيته فلم يقبل منه ذلك‪ ،‬وكيف تقبل شهادة أو عدالة بين المسلمين‬
‫ممن جرى الحكم من ال عزوجل ومن رسوله صلى ال عليه وآله فيه‬
‫الحرق في جوف بيته بالنار‪ ،‬وقد كان يقول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ل صلة لمن ل يصلى في المسجد مع المسلمين ال من علة‪(1) .‬‬
‫راجع ج ‪ 104‬ص ‪ (2) .320 - 314‬راجع ج ‪ 79‬ص ‪ (3) .16 - 2‬راجع‬
‫ج ‪ 70‬ص ‪ ،4 - 1‬ولكن هذه البواب الثلثة غير مبيضة بيد المؤلف‬
‫العلمة‪ ،‬ول يوجد فيها بحث كامل‪ (4) .‬يعنى خبر الخصال الذى تقدم ص‬
‫‪ (5) .23‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 329‬ط حجر‪.‬‬

‫]‪[40‬‬

‫العقيدة‪ ،‬أو يكون خائنا في أموال المسلمين أو أعراضهم‪ .‬ومنها ما رواه أيضا )‪(1‬‬
‫عن سعيد بن إسماعيل‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألته عن الرجل يقارف الذنوب‬
‫يصلى خلفه أم ل ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬وهو أيضا مع عدم الصحة‪ ،‬يدل على المنع من‬
‫الصلة خلف من يكون مصرا على اقتراف جميع الذنوب‪ ،‬مكثرا منها‪ ،‬فان‬
‫المضارع يدل على الستمرار التجددي‪ ،‬والذنوب جمع معرف باللم‪ ،‬يفيد‬
‫العموم‪ ،‬ولو قيل بأن اقتراف جميع الذنوب بعيد‪ ،‬فل أقل من الدللة على‬
‫ارتكاب كثير من الذنوب‪ ،‬مع العلم بها‪ ،‬ل مع الحتمال والتوهم‪ .‬ومنها‬
‫صحيحة عمر بن يزيد )‪ (2‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن إمام ل‬
‫بأس به في جميع اموره‪ ،‬عارف غير أنه يسمع أبويه الكلم الغليظ الذي‬
‫يغيظهما‪ ،‬أقرأ خلفه ؟ قال‪ :‬ل تقرأ خلفه ما لم يكن عاقا قاطعا‪ .‬وهذا يدل‬
‫على جواز الصلة خلف المصر على الصغيرة‪ ،‬وعدمه خلف العاق قال في‬
‫الذكرى‪ :‬ويحمل ذلك على أنه غير مصر إذ الصرار على الصغاير يلحقها‬
‫بالكبائر‪ ،‬إن جعلنا هذا صغيرة‪ ،‬وتحريم أن يقول لهما اف يؤذن بعظم‬
‫حقهما‪ ،‬وبأن المتخطي نهي ال فيهما على خطر عظيم انتهى‪ .‬وبالجملة‬
‫هذا الخبر وإن كان صحيحا فهو مشتمل على ما لم يقولوا به‪ ،‬والحمل على‬
‫عدم الصرار في غاية البعد‪ .‬ومنها ما روي )‪ (3‬من المنع من الصلة‬
‫خلف شارب الخمر والنبيذ‪ .‬ومنها ما ورد من المنع من الصلة خلف‬
‫الفاجر )‪ (4‬والظاهر منها خلفاء‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 254‬و ‪ 332‬ط حجر‪ ،‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .249‬التهذيب ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ ،254‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .248‬راجع السرائر‪(4) .484 :‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 151‬في خبر العمش وقد مر‪.‬‬

‫]‪[41‬‬
‫الجور وأتباعهم‪ ،‬وكذا أخبار أبي ذر الظاهر )‪ (1‬من بعضها المامة الكبرى‪ ،‬ومن‬
‫بعضها الصلة خلف المنافقين والمخالفين‪ ،‬كما كان دأبه من التعريض‬
‫بعثمان وأتباعه ولذا أخرجه وطرده رضي ال عنه‪ .‬فمع قطع النظر عن‬
‫الجماع المنقول يشكل إثبات اشتراط العدالة بمحض هذه الخبار‪ ،‬ل سيما‬
‫على طريقة القوم‪ ،‬حيث ل يعملون بالخبار الضعيفة‪ ،‬ويمكن حملها على‬
‫الكراهة‪ ،‬واستحباب رعاية هذا القدر الذي يستفاد من الخبار إذ لم يثبت‬
‫كون النهي حقيقة في التحريم‪ ،‬ل سيما في الخبار‪ ،‬ومع تسليم جميع ذلك‬
‫فل يتخطى مدلولها كما عرفت‪ .‬وأما الجماع فمع ثبوته فانما هو حجة فيما‬
‫ثبت فيه‪ ،‬فل يمكن التمسك به فيما اختلف فيه من عدد الكبائر‪ ،‬واعتبار‬
‫الملكة والمروة وأمثالها كما عرفت )‪ .(2‬وإنما أطنبنا الكلم في هذا المقام‬
‫لئل يصغي المؤمن المتدين إلى شبهات شياطين الجن والنس‪،‬‬
‫ووساوسهم‪ ،‬فيترك فضيلة الجماعة وفريضة الجمعة‪ ،‬الثابتتين بالخبار‬
‫المتواترة بمحض الحتياط في العدالة التى سبيلها ما عرفت‪ ،‬ومع ذلك‬
‫ينبغى أن ل يترك الناقد الخبير المتدين البصير الحتياط في أمر دينه‬
‫وصلته‪ ،‬ويطلب من يثق بدينه وقراءته وزهده وعبادته‪ ،‬فان لم يجد‬
‫فليحتط إما بتقديم الصلة قبلها أو العادة بعدها وذلك بعد أن يفرغ نفسه‬
‫ويخلى قلبه عن دواعي الحقد والحسد‪ ،‬وساير المراض النفسانية‬
‫والغراض الفاسدة‪ ،‬فإذا فعل ذلك فسيرشده ال إلى ما يحب ويرضى‪ ،‬كما‬
‫قال تعالى‪ " :‬والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " )‪ - 2 .(3‬العلل‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،247‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ ،15‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪(2) .254‬‬
‫وذلك لما مر أن الجماع دليل لبى ل اطلق له ول عموم ول يثبت به ال‬
‫القدر المتيقن من مفهوم العدالة‪ ،‬وهو اجتناب الكبائر التى اوعد ال‬
‫عليها النار‪ (3) .‬العنكبوت‪.69 :‬‬

‫]‪[42‬‬

‫القداح‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهم السلم قال‪ :‬كن يؤمرن النساء في‬
‫زمن رسول ال صلى ال عليه وآله أن ل يرفعن رؤسهن إل بعد الرجال‪،‬‬
‫لقصر ازرهن )‪ .(1‬قال‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يسمع صوت‬
‫الصبي يبكي وهو في الصلة فيخفف الصلة فتصير إليه امه )‪- 3 .(2‬‬
‫قرب السناد‪ :‬عن محمد بن عيسى والحسن بن طريف وعلي بن إسماعيل‬
‫جميعا‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال علي عليه‬
‫السلم‪ :‬كن النساء مع النبي صلى ال عليه وآله وكن يؤمرن أن ل يرفعن‬
‫رؤسهن قبل الرجال لضيق الزر )‪ .(3‬بيان‪ :‬رواه الصدوق في الفقيه‬
‫مرسل )‪ (4‬مثل الخير‪ ،‬فقيل‪ :‬المراد أزر الرجال فانها لما كانت مضيقة‬
‫كان يقع نظرهن أحيانا إلى فروج الرجال إذا رفعن رؤوسهن قبلهم‪ ،‬ويرد‬
‫عليه أنه على هذا كان ينبغي نهي الرجال عن لبس مثل تلك الزر‪ ،‬لبطلن‬
‫صلتهم بكشف العورة ولو في بعض أحوال الصلة‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬إنهم‬
‫كانوا مضطرين‪ ،‬ولم يكن لهم غيرها‪ ،‬أو كان يرى حجم عورتهم بناء على‬
‫أنه ل يجب ستره كما هو المشهور‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد ازر النساء فان الرجال‬
‫كانوا ينظرون من بين الرجلين أو بطرف العينين إلى النساء في وقت رفع‬
‫الرأس عن السجود‪ ،‬وكان لضيق ازرهن‬

‫)‪ (1‬في هامش المصدر المطبوع‪ " :‬لقصر أزرهم " نقل عن بعض النسخ‪ ،‬وهو‬
‫الظاهر عندي‪ ،‬وذلك لن الزار انما يكون في حال الركوع ساترا للفخذين‬
‫إذا كان طويل بحيث يستر الساقين إلى نصفهما كما كان يلبسه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله كذلك وأما سائر الناس فيظهر من هذا الخبر أن‬
‫أزرهم كانت قصيرة ل تستر الفخذين ال حال القيام‪ ،‬واما حال الركوع‬
‫فترتفع ويظهر أسافل الفخذين )وهو مكروه عند بعض وغير مجوز عند‬
‫آخرين( ولذلك أمر النساء أن ل يرفعن رؤسهن قبلهم‪ (2) .‬علل الشرايع‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .33‬قرب السناد‪ 14 :‬ط نجف‪ (4) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.259‬‬
‫)*(‬

‫]‪[43‬‬

‫يرون بعض محاسنهن أو زينتهن كما قيل في نزول قوله سبحانه‪ " :‬ولقد علمنا‬
‫المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين " وقد مر )‪ .(1‬وقد يصحف‬
‫ويقر الزز بالزائين المعجمتين‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬في حديث سمرة كسفت‬
‫الشمس على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله فانتهيت إلى المسجد فإذا‬
‫هو بأزز‪ :‬أي ممتلئ بالناس‪ ،‬يقال‪ :‬أتيت الوالي والمجلس أزز أي كثير‬
‫الزحام‪ ،‬ليس فيه متسع والناس أزز إذا انضم بعضهم إلى بعض انتهى‪،‬‬
‫وهذا مع أنه مخالف للنسخ‪ ،‬ل يستقيم التعليل إل بتكلف‪ ،‬والخبر الول‬
‫يؤيد الثاني‪ ،‬وما سيأتي من المكارم يؤيد الول‪ - 4 .‬قرب السناد‪ :‬عن‬
‫الحسن بن طريف‪ ،‬عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم أن عليا عليه السلم كان يقول‪ :‬المرءة خلف الرجل صف‬
‫ول يكون الرجل خلف الرجل صفا‪ ،‬إنما يكون الرجل إلى جنب الرجل عن‬
‫يمينه )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن السندي بن محمد‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬رجلن صف‪ ،‬فإذا كانوا‬
‫ثلثة تقدم المام )‪ .(3‬وبهذا السناد عن علي عليه السلم قال‪ :‬الصبي عن‬
‫يمين الرجل في الصلة إذا ضبط الصف جماعة‪ ،‬والمريض القاعد عن‬
‫يمين المصلى هما جماعة‪ ،‬ول بأس بأن يؤم المملوك إذا كان قاريا وكره‬
‫أن يؤم العرابي لجفائه عن الوضوء والصلة )‪ .(4‬بيان‪ :‬يستفاد من هذه‬
‫الخبار أحكام‪ :‬الول‪ :‬تحقق الجماعة بمأموم واحد‪ ،‬ول خلف فيه بين‬
‫الصحاب‪ .‬الثاني‪ :‬تحققه بالمريض وهو أيضا كذلك‪ .‬الثالث‪ :‬تحققه‬
‫بالمرءة وهو ايضا كذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحجر‪ (2) .24 :‬قرب السناد ص ‪ 72‬ط نجف‪ (3) .‬قرب السناد ص ‪ 92‬ط‬
‫نجف‪ (4) .‬قرب السناد ص ‪ 95‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[44‬‬

‫الرابع‪ :‬تحققه بالصبي إذا كان مميزا‪ ،‬فانه الظاهر من ضبط الصف أي يستقر مكانه‬
‫ول يلعب ويأتي بالصلة‪ ،‬وما يجب في القتداء‪ ،‬ومثل هذا ل يكون إل‬
‫مميزا‪ ،‬وظاهر الكثر أنه كذلك وذكره في المنتهى بغير تعرض لخلف إل‬
‫لبعض العامة‪ ،‬وقال في الذكرى‪ :‬تنعقد الجماعة بالصبي المميز لن ابن‬
‫عباس ائتم بالنبي صلى ال عليه وآله وكان إذ ذاك غير بالغ‪ ،‬وأما إمامته‬
‫فسيأتي القول فيه‪ .‬الخامس‪ :‬أن المأموم إذا كان رجل واحدا يقف عن يمين‬
‫المام‪ ،‬والمشهور أنه على الستحباب حتى قال في المنتهى‪ :‬هذا الموقف‬
‫سنة‪ ،‬فلو خالف بأن وقف الواحد على يسار المام أو خلفه لم تبطل صلته‬
‫عند علمائنا أجمع‪ ،‬وحكى في المختلف عن ابن الجنيد القول بالبطلن مع‬
‫المخالفة )‪ ،(1‬والحوط عدم المخالفة‪ .‬السادس‪ :‬لو كان المأموم امرءة‬
‫وجب التأخير إن قلنا بتحريم المحاذات وإل استحب‪ ،‬وكذا تأخرها عن‬
‫الرجال المأمومين‪ ،‬والصبيان كما ذكره الصحاب‪ ،‬والحتياط في التأخر في‬
‫هذا المقام ألزم من غيره‪ ،‬لورود الروايات الكثيرة مع عدم المعارض‪،‬‬
‫ويستحب للمرءة الواحدة مع التأخر أن تقف عن يمين المام ]لصحيحة‬
‫هشام بن سالم‪ ،‬وإن كان مع الرجل الواحد امرءة أو أكثر‪ ،‬وقف الرجل عن‬
‫يمين المام[ )‪ (2‬والنساء خلفه لرواية القاسم بن الوليد )‪ (3‬والحكمان‬
‫مذكوران في المنتهى وغيره‪ .‬السابع‪ :‬أن المأموم إذا كان رجلين أو أكثر‬
‫يقفون خلفه والكلم في الستحباب والوجوب كما مر‪ .‬الثامن‪ :‬ظاهر‬
‫الخبار أن من يقف عن يمين المام يقف محاذيا له من غير تأخر كما هو‬
‫ظاهر الكثر‪ ،‬وأوجب ابن إدريس في ظاهر كلمه التقدم بقليل‪ ،‬وتدفعه‬

‫)‪ (1‬يريد إذا كان المأموم عالما بالسنة النبوية صلى ال عليه وآله وأمكنه القيام‬
‫عن يمين المام ومعذلك خالفها رغبة عنها‪ (2) .‬بل رواية فضيل بن‬
‫يسار في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .329‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،329‬ط حجر‪.‬‬
‫]‪[45‬‬

‫ظواهر الخبار ولو وجب التأخر لذكر‪ ،‬وإل لزم تأخير البيان عن وقت الحاجة‪،‬‬
‫ولنه لو كان شرطا لما أمكن اختلف اثنين في المامة‪ ،‬إل بأن يتوهم كل‬
‫منها التقدم وهو بعيد وقد ورد به الخبر‪ .‬ثم إن التقدم والتساوي بأي شئ‬
‫يعتبران ؟ فمنهم من أحالوهما على العرف وذكر جماعة من الصحاب أن‬
‫المعتبر التساوي بالعقاب‪ ،‬فلو تساوى العقبان لم يضر تقدم أصابع رجل‬
‫المأموم أو رأسه وصدره‪ ،‬ولو تقدم عقبه على عقب المام لم ينفعه تأخر‬
‫أصابعه ورأسه‪ .‬واستقرب العلمة في النهاية اعتبار التقدم بالصابع‬
‫والعقب معا‪ ،‬وصرح بأنه ل يقدح في التساوي تقدم رأس المأموم في‬
‫حالتي الركوع والسجود ومقاديم الركبتين والعجاز في حال التشهد‪،‬‬
‫وليست هذه التفاصيل في شئ من النصوص‪ ،‬والعرف مضطرب‪ ،‬والحوط‬
‫رعاية الجميع كما اختاره الشهيد الثاني ره‪ .‬ثم الظاهر على القول‬
‫بالمحاذاة الحقيقية تحقق كونه خلفه بقليل من التأخر والحوط التأخر‬
‫بعرض بدنه أو بما يقال عرفا أنه خلفه‪ ،‬أما التأخر بجميع بدنه في أحوال‬
‫الركوع والسجود والتشهد‪ ،‬فالظاهر أنه غير لزم ولعله أولى‪ .‬التاسع‪:‬‬
‫جواز إمامة المملوك إذا صحت قراءته كما هو المشهور ومنع منه‬
‫بعضهم‪ ،‬قال في الذكرى‪ :‬اختلف في إمامة العبد فقال في المبسوط‬
‫والنهاية‪ :‬ل يجوز أن يؤم الحرار‪ ،‬ويجوز أن يؤم مواليه إذا كان أقرءهم‪،‬‬
‫وقال ابن بابويه في المقنع‪ :‬ول يؤم العبد إل أهله لرواية السكوني )‪(1‬‬
‫وأطلق ابن حمزة أن العبد ل يؤم الحر‪ ،‬وجوز إمامته مطلقا ابن الجنيد‬
‫وابن إدريس‪ ،‬وأطلق الشيخ في الخلف جواز إمامته‪ .‬قال وفي بعض‬
‫رواياتنا )‪ (2‬أن العبد ل يؤم إل موله‪ ،‬وقال أبو الصلح يكره والبحث عن‬
‫الجواز‪ ،‬وإن كان الحر مقدما عليه عند التعارض انتهى‪ ،‬والجواز‬

‫)‪ (2 - 1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.254‬‬

‫]‪[46‬‬

‫أقوى‪ .‬العاشر‪ :‬تدل على كراهة إمامة العرابي لجفائه‪ ،‬أي بعده عن معرفة أحكام‬
‫الوضوء والصلة والتعليل يقتضي أن كل من كان كذلك تكره إمامته‪،‬‬
‫والعرابي نسبة إلى العراب وهم سكان البادية‪ ،‬سواء كانوا من العرب أو‬
‫العجم‪ ،‬والمهاجر من هجر إلى النبي صلى ال عليه وآله والمام عليه‬
‫السلم‪ ،‬وقيل‪ :‬المهاجر في زماننا سكان المصار المتمكنين من تحصيل‬
‫معرفة الحكام‪ .‬ثم ظاهر الرواية كراهة إمامة العرابي مطلقا وقيد أكثر‬
‫الصحاب الحكم بامامته بالمهاجرين‪ ،‬لحسنة إبراهيم بن هاشم )‪ .(1‬ثم‬
‫اختلفوا فيه فذهب الشيخ وجماعة من الصحاب إلى التحريم‪ ،‬وذهب‬
‫آخرون إلى الكراهة‪ ،‬وفصل المحقق في المعتبر‪ ،‬فقال‪ :‬والذي نختاره أنه‬
‫إن كان ممن ل يعرف محاسن السلم ول وصفها‪ ،‬فالمر كما ذكروه‪ ،‬وإن‬
‫كان وصل إليه ما يكفيه اعتماده ويدين به‪ ،‬ولم يكن ممن يلزمه المهاجرة‬
‫وجوبا‪ ،‬جاز أن يؤم إلى آخر ما قال قدس سره‪ .‬وما اختاره ل يخلو من‬
‫قوة‪ ،‬وإن كان الحوط عدم القتداء به مطلقا لورود الخبار الصحيحة‬
‫بالمنع مطلقا لكن تحقق الهجرة في زماننا غير معلوم إذ ل خلف في‬
‫وجوب الهجرة قبل الفتح‪ ،‬وأما بعده فقيل نسخت لقوله صلى ال عليه وآله‬
‫" ل هجرة بعد الفتح " وقبل‪ :‬كانت باقية بعده‪ ،‬وفي أعصار الئمة عليهم‬
‫السلم وأما في زمن الغيبة فيشكل الحكم بوجوبها‪ ،‬وتحقق مفهومها‪،‬‬
‫ودخولها تحت اللفاظ الواردة في الخبار‪ .‬نعم تعلم الحكام الضرورية‬
‫واجب بحسب المكان على أهل البوادي والمصار فلو أخلوا بذلك كانوا‬
‫فساقا من هذه الجهة‪ ،‬بل كانت صلتهم باطلة مع جهلهم بأحكا مها فمن‬
‫تلك الجهة ل يجوز القتداء بهم وفي الخبر إيماء إليه‪ .‬الحادى عشر‪ :‬يدل‬
‫على جواز اقتداء القاعد بالقائم‪ ،‬ول خلف فيه‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.254‬‬

‫]‪[47‬‬

‫ثم اعلم أن في التهذيب )‪ (1‬هكذا " والمريض القاعد عن يمين الصبي " فيحتمل‬
‫وجهين أحدهما أن يكون المراد قعوده خلف المام البالغ عن يمين الصبي‬
‫فالغرض بيان جواز ايتمام القاعد بالقائم‪ ،‬وثانيهما أن يكون المراد كون‬
‫الصبى إماما والمريض مؤتما فيكون الغرض بيان أدون افراد الجماعة‬
‫وأخفاها من جهة المام والمأموم معا‪ ،‬فيدل على جواز إمامة الصبي كما‬
‫قيل‪ - 5 .‬قرب السناد‪ :‬عن الحسن بن طريف‪ ،‬عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬كان الحسن والحسين عليهما‬
‫السلم يقرآن خلف المام )‪ .(2‬تبيين‪ " :‬خلف المام " أي أئمة الجور‬
‫الذين كانوا في زمانهما عليهما السلم‪ ،‬كانا يصليان خلفهم تقية‪ ،‬ول‬
‫ينويان القتداء بهم‪ ،‬وكانا يقرآن ويصليان لنفسهما‪ .‬ويستحب حضور‬
‫جماعتهم استحبابا مؤكدا كما ذكره الكثر‪ ،‬ودلت عليه الخبار‪ ،‬ويجب عند‬
‫التقية‪ ،‬لكن يستحب أن يصلي في بيته ثم يأتي ويصلي معهم إن أمكن )‪(3‬‬
‫وإل فيجب أن يقرأ لنفسه‪ ،‬ول تسقط القراءة عنه باليتمام بهم على‬
‫المشهور‪ ،‬بل قال في المنتهى‪ :‬ل نعرف فيه خلفا‪ ،‬ول يجب الجهر‬
‫بالقراءة في الجهرية‪ ،‬وتجزيه الفاتحة وحدها مع تعذر قراءة السورة‪ ،‬وإن‬
‫قلنا بوجوبها‪ ،‬ول خلف فيها ظاهرا‪ .‬ولو ركع المام قبل إكمال الفاتحة‬
‫فقيل إنه يقرء في ركوعه وقيل تسقط القراءة للضرورة كما قطع به في‬
‫التهذيب‪ ،‬حتى قال‪ :‬إن النسان إذا لم يلحق القراءة معهم جاز له ترك‬
‫القراءة‪ ،‬والعتداد بتلك الصلة‪ ،‬بعد أن يكون قد أدرك الركوع والحوط‬
‫العادة حينئذ وكذا لو قرء في النفس تقية‪ - 6 .‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد‬
‫بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪،‬‬
‫عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة ومحمد بن‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .262‬قرب السناد ص ‪ 73‬ط نجف‪ (3) .‬راجع في ذلك‬
‫ج ‪ 82‬ص ‪.339 - 338‬‬

‫]‪[48‬‬

‫مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان أمير المؤمنين عليه السلم يقول‪ :‬من‬
‫قرأ خلف إمام يأتم به فمات‪ ،‬بعث ]ه ال[ على غير الفطرة )‪ .(1‬المحاسن‪:‬‬
‫عن أبي محمد‪ ،‬عن حماد مثله )‪ .(2‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب حريز عنهما‬
‫مثله )‪ .(3‬بيان‪ " :‬على غير الفطرة " أي فطرة السلم مبالغة‪ ،‬ولعله‬
‫محمول على الجهرية إذا سمع القراءة‪ ،‬ويحتمل شموله للخفاتية‪ .‬واختلف‬
‫الصحاب في هذه المسألة اختلفا شديدا قال الشهيد الثاني روح ال‬
‫روحه‪ :‬تحرير محل الخلف في القراءة خلف المام وعدمها أن الصلة إما‬
‫جهرية أو سرية‪ ،‬وعلى الول إما أن يسمع سماعا أول‪ ،‬وعلى التقديرات‬
‫فاما أن يكون في الولتين أو الخيرتين‪ ،‬فالقسام ستة‪ ،‬فابن إدريس‬
‫وسلر أسقطا القراءة في الجميع لكن ابن إدريس جعلها محرمة وسلر‬
‫جعل تركها مستحبا وباقي الصحاب على إباحة القراءة في الجملة لكن‬
‫يتوقف تحقيق الكلم على تفصيل فنقول‪ :‬إن كانت الصلة جهرية‪ ،‬فان‬
‫سمع في اولييهما ولو همهمة سقطت القراءة فيها إجماعا‪ ،‬لكنه هل‬
‫السقوط على وجه الوجوب بحيث تحرم القراءة ؟ فيه قولن أحدهما‬
‫التحريم ذهب إليه جماعة منهم العلمة في المختلف والشيخان )‪(4‬‬
‫والثاني الكراهة‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) .207 :‬المحاسن‪ (3) .79 :‬السرائر‪ (4) .472 :‬قد عرفت‬
‫ذيل قوله تعالى العراف‪ " 204 :‬وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‬
‫لعلكم ترحمون " أن النصات والستماع في هذه الية مؤولة إلى‬
‫الصلوات الجهرية بالجماعة بتأويل النبي صلى ال عليه وآله فصار‬
‫النصات لقراءة المام سنة في فريضة الخذ بها هدى وتركها ضللة‬
‫وكل ضللة في النار‪ .‬لكنه على حد سائر السنن انما يكون ترك النصات‬
‫محرما‪ ،‬إذا كان ذلك رغبة عن ‪-‬‬
‫]‪[49‬‬

‫وهو قول المحقق والشهيد‪ .‬وإن لم يسمع فيهما أصل‪ ،‬جازت القراءة بالمعنى‬
‫العم‪ ،‬لكن ظاهر أبي الصلح الوجوب‪ ،‬وربما أشعر به كلم المرتضى‬
‫أيضا‪ ،‬والمشهور الستحباب‪ ،‬و على القولين فهل القراءة للحمد والسورة‬
‫أو للحمد وحدها ؟ قولن‪ ،‬وصرح الشيخ بالثاني‪ .‬وأما أخيرتا الجهرية‪،‬‬
‫ففيهما أقوال أحدها وجوب القراءة مخيرا بينها وبين التسبيح‪ ،‬وهو قول‬
‫أبي الصلح وابن زهرة‪ ،‬والثاني استحباب قراءة الحمد وحدها‬

‫السنة‪ ،‬واما إذا كان ساهيا أو جاهل أو ناسيا أو ل يدرى فل شئ عليه‪ .‬هذا إذا‬
‫سمع القراءة أو همهمة المام بالقراءة‪ ،‬وأما إذا لم يستمع حتى همهمة‬
‫المام بعد كمال النصات‪ ،‬فهو خارج عن مورد هذه السنة موضوعا كما‬
‫في الصلوات الخفاتية حيث ل جهر بالقراءة حتى يجب النصات‬
‫والستماع‪ ،‬والحسن الشبه حنيئذ أن يذكر ال عزوجل كما يذكره في‬
‫الخريين من الصلوات الرباعية حيث ل قراءة رأسا‪ ،‬فيقول‪ " :‬سبحان‬
‫ال وبحمده استغفر ال ربى وأتوب إليه " ثلثا ثم شفعا شفعا حتى يفرغ‬
‫المام عن قراءته ويركع‪ .‬وأما قراءة المأموم لنفسه‪ ،‬فهى مرجوحة‪ ،‬فان‬
‫المام يتحمل عن المأمومين قراءتهم مطلقا فانه الوافد بجماعة من خلفه‬
‫إلى ال تعالى والشفيع لهم عنده عزوجل بارزا عن صفوفهم يقرء من‬
‫قبلهم ويتكلم فيما يهمهم بأجمعهم‪ ،‬سواء جهر بقراءته علنا أو أخفت‬
‫فيها مناجاة‪ ،‬فلو قرء المأموم أيضا لنفسه‪ ،‬كان كأنه ل يعبأ بالمام‬
‫وشفاعته منفردا في صلته وهذا خلف‪ .‬ولو سكت تعويل على قراءة‬
‫المام وشفاعته‪ ،‬كان له‪ ،‬لكنه أيضا مكروه فان الساكت عن ذكر ال انما‬
‫يسكت لسانه‪ ،‬وأما جنانه فل يسكت أبدا‪ ،‬بل يشتغل بالحاديث النفسانية‬
‫يذهب ههنا وههنا كالساهي عن الصلة والغافل عن الحضور عند ال‬
‫عزوجل‪ ،‬وهذا مرجوح وسيمر عليك من أحاديث أهل البيت عليهم‬
‫صلوات ال الرحمن ما ينص على ذلك من دون اختلف فيها‪.‬‬

‫]‪[50‬‬

‫وهو قول الشيخ‪ ،‬والثالث التخيير بين قراءة الحمد والتسبيح استحبابا‪ ،‬وهو ظاهر‬
‫جماعة منهم العلمة في المختلف‪ .‬وإن كانت إخفاتية ففيهما أقوال أحدها‬
‫استحباب القراءة فيها مطلقا وهو ظاهر كلم العلمة في الرشاد‪ ،‬وثانيها‬
‫استحباب قراءة الحمد وحدها‪ ،‬وهو اختياره في القواعد والشيخ ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫ثالثها سقوط القراءة في الولتين ووجوبها في الخيرتين مخيرا بين الحمد‬
‫والتسبيح‪ ،‬وهو قول أبي الصلح وابن زهرة‪ ،‬ورابعها استحباب التسبيح‬
‫في نفسه وحمد ال‪ ،‬أو قراءة الحمد مطلقا‪ ،‬وهو قول نجيب الدين يحيى‬
‫بن سعيد‪ ،‬ولم أقف في الفقه على خلف في مسألة يبلغ هذا القدر من‬
‫القوال انتهى كلمه رحمه ال‪ .‬والخبار فيها مختلفة جدا ولعل الوجه في‬
‫الجمع بينها حرمة القراءة فيما يجهر فيه المام مع سماعه ولو همهمة‪،‬‬
‫ومرجوحيتها فيما يخفت فيه مطلقا سواء كانت الوليان أو الخريان‪ ،‬ول‬
‫يبعد القول بالتحريم فيها‪ ،‬واستحباب القراءة فيما يجهر فيه إذا لم يسمع‬
‫الهمهمة‪ ،‬والحوط عدم الترك والظاهر جواز الكتفاء بالحمد فقط‪ .‬فائدة‬
‫الظاهر استحباب دعاء التوجه للمأموم إذا لم يسمع قراءة المام فإذا شرع‬
‫المام في القراءة وهو يسمع‪ ،‬فالظاهر وجوب الترك‪ ،‬وإذا سمع الهمهمة‬
‫ففيه إشكال‪ ،‬ولعل الحوط الترك‪ ،‬قال في الذكرى‪ :‬هل يستحب للمأموم‬
‫دعاء التوجه ؟ الوجه ذلك‪ ،‬للعموم‪ ،‬نعم لو كان يشغله الستفتاح عن‬
‫السماع أمكن استحباب تركه‪ ،‬وقطع الفاضل بأنه ل يستفتح إذا اشتغل به‪.‬‬
‫‪ - 7‬المعتبر‪ :‬روى عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا‬
‫كان مأمونا على القراءة فل تقرأ خلفه في الخيرتين )‪ .(1‬وعن أبي‬
‫خديجة عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا كنت في الخريين فقل للذين‬

‫)‪ (1‬رواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.255‬‬

‫]‪[51‬‬

‫خلفك يقرؤن فاتحة الكتاب )‪ - 8 .(1‬السرائر‪ :‬روي أنه ل قراءة على المأموم في‬
‫جميع الركعات والصلوات سواء كانت جهرية أو إخفاتية وهي أظهر‬
‫الروايات )‪ .(2‬وروي أنه ينصت فيما جهر المام فيه بالقراءة‪ ،‬ول يقرء‬
‫هو شيئا وتلزمه القراءة فيما خافت )‪ .(3‬وروي أنه بالخيار فيما خافت فيه‬
‫المام )‪ .(4‬وروي أنه ل قراءة على المأموم في الخيرتين ول تسبيح )‪.(5‬‬
‫وروي أنه يقرأ فيهما أو يسبح )‪ - 9 .(6‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن والده‪،‬‬
‫عن المفيد‪ ،‬عن الجعابى‪ ،‬عن ابن عقدة عن محمد بن عبد ال بن غالب‪،‬‬
‫عن الحسين بن رباح‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة ل تقبل لهم صلة‪ ،‬منهم‬
‫رجل أم قوما وهم له كارهون )‪ .(7‬بيان‪ :‬قطع أكثر الصحاب بكراهة من‬
‫يكره المأمومون‪ ،‬والخبار في ذلك كثيرة‪ ،‬وقال العلمة في التذكرة‪ :‬يكره‬
‫أن يؤم قوما وهم له كارهون‪ ،‬قال علي عليه السلم لرجل أم قوما وهم له‬
‫كارهون‪ :‬إنك لخروط‪ ،‬والقرب أنه إن كان ذا دين يكرهه القوم لذلك لم‬
‫يكره انتهى‪ .‬والعجب أنه رحمة ال عليه قال في المنتهى‪ :‬ل يكره إمامة‬
‫من يكرهه المأمومون أو أكثرهم إذا كان بشرايطهم‪ ،‬خلفا لبعض‬
‫الجمهور‪ ،‬لنا قوله صلى ال عليه وآله‪ :‬يؤمكم أقرؤكم وذلك عام‪ ،‬ول‬
‫اعتبار بكراهة المأمومين له إذ الثم إنما يتعلق بمن كرهه ل به انتهى‪،‬‬
‫والخروط هو الذي يتهور في المور ويركب رأسه في كل ما يريد بالجهل‪،‬‬
‫وقلة المعرفة بالمور‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (6 - 2) .331‬السرائر‪ (7) .61 :‬أمالى الطوسى ج ‪1‬‬
‫ص ‪.196‬‬

‫]‪[52‬‬

‫‪ - 10‬كتاب المسائل‪ :‬لعلى بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫الرجل هل يحل له أن يصلى خلف المام فوق دكان ؟ قال إذا كان مع القوم‬
‫في الصف فل بأس )‪ .(1‬بيان‪ :‬في الصف أي محاذيا لصفوفهم أو قريبا‬
‫منها‪ ،‬ويدل على جواز علو المأموم على المام‪ ،‬وبه قطع الصحاب )‪(2‬‬
‫ويظهر من المنتهى أنه إجماعي وأما ارتفاع موقف المام عن المأمومين‬
‫فالمشهور عدم الجواز في غير الرض المنحدرة وربما ينقل فيه الجماع‬
‫وذهب الشيخ في الخلف إلى الكراهة‪ ،‬ورجحه بعض المتأخرين وتردد فيه‬
‫المحقق في المعتبر‪ ،‬وهو في محله‪ ،‬لن مستند الحكم خبر عمار الساباطي‬
‫)‪ (3‬وهو مع عدم صحته في غاية التشويش والضطراب‪ .‬واختلفوا في‬
‫مقدار العلو المانع‪ ،‬فقيل إنه القدر المعتد به‪ ،‬وقيل قدر شبر‪ ،‬وقيل ما ل‬
‫يتخطى )‪ (4‬وقر به في التذكرة وقال‪ :‬لو كان العلو يسيرا جاز إجماعا‪ .‬ثم‬
‫إن قلنا بالمنع فهل يختص البطلن بصلة المأمومين‪ ،‬أم يعم صلة المام‬

‫)‪ (1‬راجع المسائل المطبوع في البحار ج ‪ 10‬ص ‪ (2) .253‬ويدل عليه قوله تعالى‬
‫لمريم وهى في غرفة العبادة ل يجوز لها أن تخرج منها ال لضرورة " يا‬
‫مريم اقنتي لربك واسجدي واركعى مع الراكعين " فكان يركع من فوق‬
‫غرفته مع من يركع مجتمعا في صحن معبدهم اقتداء بزكريا عليه السلم‬
‫أو غيره من النبياء والعباد الصالحين‪ (3) .‬تراه في الكافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،286‬فقيه من ل يحضره الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 254 - 253‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 261‬و ‪ 333‬ط حجر ج ‪ 3‬ص ‪ 53‬ط نجف‪ (4) .‬ما ورد من رواية زرارة‬
‫)ج ‪ 1‬ص ‪ 253‬من الفقيه‪ ،‬ج ‪ 3‬ص ‪ 385‬من الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 52‬من‬
‫التهذيب ط نجف( وأى صف كان أهله يصلون بصلة امام وبينهم وبين‬
‫الصف الذى يتقدمهم ما ل يتخطى فليس تلك لهم بصلة‪ ...‬وأيما امرءة‬
‫صلت خلف امام بينها وبينه ما ل يتخطى فليس لها تلك بصلة "‬
‫الحديث‪ ،‬فليس في مورد علو المام عن مقام المأمومين أو بالعكس‪ ،‬بل ‪-‬‬

‫]‪[53‬‬
‫أيضا‪ ،‬الذي ذكره الصحاب الول‪ ،‬وذهب بعض العامة إلى الثاني وهو ضعيف‪11 .‬‬
‫‪ -‬ثواب العمال‪ :‬بالسناد المتقدم في الباب السابق‪ ،‬عن أبي هريرة وابن‬
‫عباس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من أم قوما ولم يقتصد بهم في‬
‫حضوره وقراءته وركوعه و سجوده وقعوده وقيامه‪ ،‬ردت عليه صلته‪،‬‬
‫ول تجاوز تراقيه‪ ،‬وكانت منزلته عند ال عزوجل منزلة أمير جائر متعد لم‬
‫يصلح لرعيته‪ ،‬ولم يقم فيهم بأمر ال )‪ - 12 .(1‬قرب السناد‪ :‬عن عبد‬
‫ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن رجل أدرك مع المام ركعة ثم قام يصلي كيف يصنع ؟ يقرء في‬
‫الثلث كلهن أو في ركعة أو في ثنتين ؟ قال‪ :‬يقرء في ثنتين‪ ،‬وإن قرأ في‬
‫واحدة أجزءه )‪ .(2‬توضيح‪ :‬الثنتان إما مع التي أدركها مع المام‪ ،‬أو مع‬
‫قطع النظر عنها‪ ،‬كما هو الظاهر‪ ،‬فيحمل على ما إذا لم يقرء في تلك‬
‫الركعة‪ .‬واعلم أن أكثر الصحاب لم يتعرضوا لقراءة المأموم إذا أدرك‬
‫المام في الخيرتين وقد ورد في صحيحتي زرارة )‪ (3‬وعبد الرحمن بن‬
‫الحجاج )‪ (4‬المر بالقراءة‪،‬‬

‫الحديث في باب الحائل‪ :‬إذا كان بين المأموم والمام أو الصف المتقدم والمتأخر‬
‫مانع كالجدار أو الصندوق أو غير ذلك بحيث يكون ارتفاعه أكثر من أن‬
‫يتخطى عادة كان ذلك حائل بينهم حالة السجود‪ ،‬ول فرق في المانع عن‬
‫صدق الجتماع أن يكون مانعا في حالة السجود فقط أو حائل في حالة‬
‫الركوع والقيام والسجود معا‪ .‬وهذا هو السر في جواز كون المأموم على‬
‫مرتفع بحيث يرى ويشاهد المام أو الصف المقدم عليه في جميع حالته‪،‬‬
‫وعدم جواز كون المام على سطح مرتفع فانه ل يراه الصف المقدم حين‬
‫السجود‪ ،‬ال إذا كان الرتفاع بالنحدار والنخفاض الذى يجوز معه‬
‫الصلة منفردا‪ ،‬صدقا لعنوان السجدة على الرض‪ ،‬كما مر في باب‬
‫السجود‪ (1) .‬ثواب العمال‪ (2) .255 :‬قرب السناد ص ‪ 90‬ط حجر‪:‬‬
‫‪ 117‬ط نجف‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،258‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 256‬و ‪.257‬‬
‫)‪ (4‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.259‬‬

‫]‪[54‬‬

‫وقال في المنتهى‪ :‬القرب عندي أن القراءة مستحبة ونقل عن بعض فقهائنا القول‬
‫بالوجوب لئل تخلو الصلة عن قراءة‪ ،‬إذا هو مخير في التسبيح في‬
‫الخيرتين‪ ،‬وليس بشئ‪ ،‬فان احتج بحديث زرارة و عبد الرحمن حملنا‬
‫المر فيها على الندب‪ ،‬لما ثبت من عدم وجوب القراءة على المأموم‬
‫انتهى‪ .‬والمسألة ل تخلو من إشكال‪ ،‬والحوط قراءة الحمد والسورة إن‬
‫أمكنت وإل فالحمد فقط كما في صحيحة زرارة )‪ (1‬ل سيما إذا سبح المام‪،‬‬
‫بل الظاهر أن القراءة إنما هي في هذه الصورة‪ ،‬وهذا وجه جمع بين‬
‫الخبار‪ ،‬وفي أخبار القراءة ما يرشد إليه‪ .‬ثم إن المشهور بين الصحاب‬
‫أن التخيير بين قراءة الحمد وبين التسبيح ثابت للمسبوق في الخيرتين‪،‬‬
‫وإن اختار المام التسبيح ولم يقرأ هو‪ ،‬ويظهر من الصحاب كون ذلك‬
‫اتفاقيا بين الصحاب انتهى‪ ،‬ونقل عن بعضهم القول بوجوب القراءة في‬
‫ركعة لئل تخلو الصلة من القراءة‪ ،‬وأطلق بعض المتأخرين القراءة في‬
‫الركعتين‪ ،‬لكن مقتضى دليلهم جواز الكتفاء بالقراءة في ركعة‪ ،‬والظهر‬
‫عدم التعيين ويمكن حمل أخبار القراءة على التقية‪ ،‬ول يبعد كون القراءة‬
‫أولى كما اختاره الشهيد في النفلية وغيره‪ .‬ويؤيده ما رواه الشيخ بسند )‬
‫‪ (2‬مرسل عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬أي شئ يقول هؤلء في‬
‫الرجل إذا فاتته مع المام ركعتان ؟ قال‪ :‬يقولون يقرء في الركعتين بالحمد‬
‫وسورة‪ ،‬فقال‪ :‬هذا يقلب صلته فيجعل أولها آخرها‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف يصنع ؟‬
‫فقال‪ :‬يقرء بفاتحة الكتاب في كل ركعة‪ .‬ويمكن حمل أخبار القراءة على ما‬
‫إذا لم يقرء خلف المام‪ ،‬وأخبار التسبيح على ما إذا قرء‪ ،‬فيكون مخيرا‬
‫بينهما‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،259‬وفيه‪ " :‬فان لم يدرك السورة تامة أجزأته أم الكتاب‬
‫"‪ (2) .‬المصدر نفسه‪ ،‬ورواه الصدوق في الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.263‬‬

‫]‪[55‬‬

‫وقال السيد في المدارك‪ :‬ل خلف في التخيير بين القراءة والتسبيح في الخيرتين‬
‫فيما إذا أدرك الركعة الخيرة مع المام‪ ،‬وإنما الخلف فيما إذا أدرك معه‬
‫ركعتين وسبح المام فيهما‪ ،‬فقيل يبقى التخيير بحاله للعموم‪ ،‬وقيل‪ :‬تتعين‬
‫القراءة لئل تخلو الصلة من فاتحة الكتاب وهو ضعيف‪ - 13 .‬قرب السناد‬
‫وكتاب المسائل‪ :‬عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن الرجل يكون خلف المام فيطول في التشهد‪ ،‬فيأخذه البول أو‬
‫يتخوف على شئ‪ ،‬أو يعرض له وجع‪ ،‬كيف يصنع ؟ قال‪ :‬يسلم هو‬
‫وينصرف ويدع المام )‪ .(1‬بيان‪ :‬لقد قطع الصحاب بجواز تسليم المأموم‬
‫قبل المام‪ ،‬سواء كان لعذر أم ل‪ ،‬ويدل عليه أخبار‪ ،‬لكن بعضها كهذا الخبر‬
‫مقيد بالعذر‪ ،‬والحوط عدم النفراد بدونه‪ ،‬وإن كان الظاهر جوازه مطلقا‪،‬‬
‫وأما النفراد قبل التشهد فمع عدم نية النفراد لغير عذر الظاهر أنه ل‬
‫خلف في عدم جوازه‪ ،‬ول ريب في جواز مفارقته للعذر‪ ،‬وأما بدون العذر‬
‫مع نية النفراد‪ ،‬فالمشهور جوازه أيضا‪ .‬ونقل العلمة في النهاية الجماع‬
‫عليه وهو ظاهر المنتهى‪ ،‬وقال الشيخ في المسبوط‪ :‬من فارق المام بغير‬
‫عذر بطلت صلته‪ ،‬وإن فارقه بعذر وتمم صحت صلته والمسألة محل‬
‫تردد واحتياط‪ ،‬والقول بجواز النفراد مختص بالجماعة المستحبة‪ ،‬أما‬
‫الواجبة فل يجوز قطعا‪ ،‬وهل يجوز عدول المنفرد في أثناء الصلة إلى‬
‫اليتمام ؟ فيه قولن‪ :‬أقربهما العدم‪ ،‬وجوزه الشيخ في الخلف مدعيا عليه‬
‫الجماع‪ ،‬ونفى العلمة عنه البأس في التذكرة‪ - 14 .‬قرب السناد وكتاب‬
‫المسائل‪ :‬بسنديهما عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن إمام مقيم أم قوما مسافرين‪ ،‬كيف يصلي المسافرون ؟ قال‪ :‬ركعتين ثم‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 124‬ط نجف ص ‪ 95‬ط حجر‪ ،‬كتاب المسائل المطبوع في‬
‫البحار ج ‪ 10‬ص ‪.282 - 281‬‬

‫]‪[56‬‬

‫يسلمون ويقعدون‪ ،‬فيقوم المام فيتم صلته فإذا سلم وانصرف انصرفوا )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫يدل على جواز ايتمام المسافر بالمقيم والمشهور بين الصحاب كراهة‬
‫قال‪ :‬ل يجوز إمامة المتم للمقصر ول العكس‪ ،‬وظاهر المحقق والعلمة‬
‫التفاق على عدم التحريم‪ ،‬وهو القوي‪ .‬ويدل على أن المسافر يسلم عند‬
‫تمام صلته ول خلف فيه‪ ،‬وعلى أنه يستحب أن ل ينصرف حتى يسلم‬
‫المام‪ ،‬بل حتى ينصرف‪ ،‬وإنما حملنا على الستحباب للتفاق على عدم‬
‫الوجوب‪ ،‬وللخبار الصحيحة الدالة على جواز النصراف قبله‪ ،‬ولو‬
‫انعكس الفرض تخير الحاضر عند انتهاء الفعل المشترك بين المفارقة في‬
‫الحال‪ ،‬والصبر حتى يسلم المام‪ ،‬فيقوم إلى التمام‪ ،‬والمشهور عدم‬
‫وجوب بقاء المام المسافر في مجلسه إلى أن يتم المأموم المقيم‪ ،‬خلفا‬
‫للمرتضى وظاهر ابن الجنيد‪ ،‬فانهما أوجبا ذلك‪ ،‬والظاهر الستحباب‬
‫لورود الخبر بالجواز والمشهور‪ ،‬أن الكراهة مخصوصة بالصلة‬
‫المقصورة وقيل مطلقا‪ - 15 .‬المنتهى‪ :‬ذكر ابن بابويه في كتابه أنه‬
‫يستحب للمأمومين إذا فرغ المام من قراءة الحمد أن يقولوا " الحمد ل‬
‫رب العالمين " ورواه الحسين بن سعيد أيضا في كتابه‪ - 16 .‬مجالس ابن‬
‫الشيخ‪ :‬عن محمد بن محمد بن مخلد‪ ،‬عن عثمان بن أحمد الدقاق‪ ،‬عن‬
‫عبيد بن عبد الواحد‪ ،‬عن ابن أبي مريم‪ ،‬عن نافع بن يزيد‪ ،‬عن يحيى ابن‬
‫أبي سليمان المدني‪ ،‬عن يزيد بن أبي القتاة وابن المقبري‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا جئتم إلى الصلة ونحن‬
‫سجود‪ ،‬فاسجدوا‪ ،‬ول تعدوها شيئا‪ ،‬ومن أدرك الركعة فقد أردك الصلة )‬
‫‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 99‬ط حجر‪ ،‬ص ‪ 129‬ط نجف‪ ،‬كتاب المسائل المطبوع في‬
‫البحار ج ‪ 4‬ص ‪ 157‬ط ك ج ‪ 10‬ص ‪ 285‬الطبعة الحديثة هذه‪(2) .‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.399 - 398‬‬

‫]‪[57‬‬

‫تفصيل وتبيين اعلم أن للمأموم بالنظر إلى إدراك المام أحوال‪ :‬الولى‪ :‬أن يدركه‬
‫قبل الركوع‪ ،‬وحكمه أن يدخل معه‪ ،‬ويحتسب بتلك الركعة كما عرفت‪،‬‬
‫والظاهر أنه اتفاقي‪ .‬الثانية‪ :‬أن يدركه في حال ركوعه‪ ،‬وستعرف أن في‬
‫إدراك الركعة به خلفا وحينئذ يكبر المأموم تكبيرة للفتتاح‪ ،‬وتكبيرة‬
‫للركوع مستحبا‪ ،‬ولو خاف الفوات أجزأته تكبيرة الفتتاح‪ ،‬وفي المنتهى‬
‫نقل التفاق عليه‪ .‬ثم قال‪ :‬لو نوى التكبير للفتتاح صحت صلته قطعا‪ ،‬ولو‬
‫نواه للركوع لم تصح صلته لخلله بالركن‪ ،‬والمام ل يتحمله‪ ،‬ولو أطلق‬
‫ففيه تردد أقربه البطلن‪ ،‬و لو نواهما بالتكبيرة الواحدة ففيه إشكال انتهى‪،‬‬
‫والصحة في الخير ل يخلو من قوة لما سيأتي من رواية عمار وغيره )‬
‫‪ .(1‬الثالثة‪ :‬أن يدركه بعد رفع رأسه من الركوع‪ ،‬ول خلف بين الصحاب‬
‫في فوات الركعة حينئذ واستحب أكثر علمائنا التكبير للمأموم‪ ،‬والمتابعة‬
‫في السجدتين وإن لم يعتد بهما تحصيل لدراك الفضيلة‪ ،‬ويظهر من‬
‫العلمة في المختلف التوقف في هذا الحكم‪ ،‬للنهي عن الدخول في الركعة‬
‫عند فوات تكبيرها في صحيحة محمد بن مسلم )‪ (2‬عن الباقر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قال لي إذا لم تدرك القوم قبل أن يكبر المام الركعة فل تدخل معهم‪،‬‬
‫واجيب بأنه محمول على الكراهة‪ ،‬لدللة الخبار الكثيرة على جواز‬
‫اللحوق في الركعة‪ .‬وروى الشيخ عن معلي بن خنيس‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا سبقك المام‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .326‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،258‬ولكن ايراد هذا الخبر أليق‬
‫بالحالة الثانية‪ ،‬وهى ادراك المام في الركوع‪ ،‬ومثله صحيحته الخرى‬
‫عن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬ل تعتد بالركعة التى لم تشهد تكبيرها مع‬
‫المام‪ ،‬ومثله ما رواه محمد بن مسلم عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إذا لم تدرك تكبيرة الركوع فل تدخل معهم في تلك الركعة‪ ،‬وسيأتى الكلم‬
‫فيه‪.‬‬

‫]‪[58‬‬

‫بركعة فأدركت وقد رفع رأسه فاسجد معه‪ ،‬ول تعتد بها )‪ (1‬لكن ليس في الرواية‬
‫سوى المتابعة في السجود من النية والتكبير والدخول معه في الصلة‪ .‬ثم‬
‫إن قلنا بالستحباب المذكور‪ ،‬فهل يجب استيناف النية وتكبيرة الحرام بعد‬
‫ذلك ؟ اختلفوا فيه فذهب الكثر إلى الوجوب‪ ،‬وقال الشيخ‪ :‬ل تجب‪ ،‬فان‬
‫قلنا بالستيناف كان التكبير المأتي به أول مستحبا‪ .‬الرابعة‪ :‬أن يدركه وقد‬
‫سجد سجدة واحدة‪ ،‬وحكمه كالسابق فعلى المشهور يكبر ويسجد ول يعتد‬
‫به‪ ،‬وفي وجوب الستيناف الخلف السابق‪ ،‬وعدم الستيناف هنا أولى‪،‬‬
‫لن المزيد ليس ركنا‪ ،‬والظاهر أنه لم يفرق الصحاب بينه وبين ما لو‬
‫أدرك المام في السجدة‪ ،‬لكن قول الصادق عليه السلم في صحيحة )‪(2‬‬
‫عبد الرحمان بن أبي عبد ال إذا وجدت المام ساجدا فاثبت مكانك حتى‬
‫يرفع رأسه‪ ،‬وإن كان قاعدا قعدت‪ ،‬وإن كان قائما قمت‪ ،‬ينفيه‪ .‬وما رواه‬
‫الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم )‪ (3‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬متى يكون مدرك‬
‫الصلة مع المام ؟ قال‪ :‬إذا أدرك المام وهو في السجدة الخيرة من‬
‫صلته‪ ،‬فهو مدرك لفضل الصلة مع المام‪ ،‬فل صراحة له في اللحوق‬
‫والسجود‪ .‬نعم روى الصدوق )‪ (4‬بسنده الصحيح عن معاوية بن شريح‬
‫وفيه جهالة لكن اعتمد الصدوق عليه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إذا جاء الرجل مبادرا والمام راكع أجزأته تكبيرة واحدة لدخوله في‬
‫الصلة والركوع‪ ،‬ومن أدرك المام وهو ساجد كبر وسجد معه‪ ،‬ولم يعتد‬
‫بها‪ ،‬ومن أدرك المام وهو في الركعة الخيرة فقد أدرك فضل الجماعة‪،‬‬
‫ومن أدركه وقد رفع رأسه من السجدة الخيرة وهو في التشهد فقد أدرك‬
‫الجماعة‪ ،‬وليس عليه أذان ول إقامة‪ ،‬ومن أدركه وقد سلم فعليه الذان‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .259‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .330‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬


‫‪ (4) .262‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.265‬‬

‫]‪[59‬‬

‫والقامة‪ .‬وهو يدل على التكبير والسجود‪ ،‬وقوله عليه السلم " وهو ساجد "‬
‫شامل للسجود الول والثاني‪ ،‬وظاهره عدم استيناف التكبير‪ .‬الخامسة‪ :‬أن‬
‫يدركه بعد رفع رأسه من السجدة الخيرة‪ ،‬وقد حكم الفاضلن وغيرهما‬
‫بأنه يكبر ويجلس معه‪ ،‬فإذا سلم المام قام وأتم صلته‪ ،‬ول يحتاج إلى‬
‫استيناف التكبير‪ ،‬وقد صرح المحقق بأنه مخير بين التيان بالتشهد‬
‫وعدمه‪ ،‬لتعارض موثقتي عمار في ذلك‪ ،‬إذ في إحدى الروايتين " يقعد‬
‫فإذا سلم المام قام فأتم صلته " )‪ (1‬وفي الخرى " يفتتح الصلة ول‬
‫يقعد مع المام حتى يقوم " )‪ (2‬وما ذكره حسن‪ ،‬لكن مورد الروايتين‬
‫مختلف إذ الولى في التشهد الخير‪ ،‬والخيرة في الول فل تنافي‪ .‬وقال‬
‫الشهيد في الذكرى‪ :‬روى ابن بابويه أن منصور بن حازم كان يقول إذا‬
‫أتيت المام وهو جالس وقد صلى ركعتين‪ ،‬فكبر ثم اجلس وإذا قمت فكبر‬
‫وفي هذا إيماء إلى عدم الجتزاء بالتكبير‪ ،‬إل أن يجعله تكبير القيام‪ ،‬وهو‬
‫نادر‪ .‬والظاهر أنه يدرك فضل الجماعة إذا كان التأخير ل عمدا لنه مأمور‬
‫به مندوب إليه‪ ،‬وليس إل لدراك الفضيلة‪ ،‬وأما كونها كفضيلة من أدرك‬
‫قبله فغير معلوم‪ ،‬وقال ابن بابويه فيمن أدركه في السجدة الخيرة أو في‬
‫التشهد أنه أدرك الجماعة‪ .‬وقال ابن إدريس‪ :‬يدرك فضيلة الجماعة بادراك‬
‫بعض التشهد‪ ،‬وظاهره أنه يدرك ذلك وإن لم يتحرم بالصلة انتهى‪،‬‬
‫والعلمة في التذكرة قال‪ :‬القرب عدم إدراك الفضيلة في تلك الصور‪،‬‬
‫ويحتمل الدراك‪ - 17 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن سعد بن‬
‫ريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬ستة ل‬
‫ينبغي أن يؤموا الناس‪ :‬ولد الزنا‪ ،‬والمرتد‪،‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .330‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.331‬‬

‫]‪[60‬‬

‫والعرابي بعد الهجرة‪ ،‬وشارب الخمر‪ ،‬والمحدود‪ ،‬والغلف )‪ .(1‬السرائر نقل عن‬
‫كتاب جعفر بن محمد بن قولويه باسناده إلى الصبغ مثله )‪ .(2‬تبيين‪:‬‬
‫الخبر يتضمن أحكاما‪ :‬الول‪ :‬المنع من إمامة ولد الزنا‪ ،‬والمشهور أنه‬
‫على التحريم وادعى جماعة أنه ل خلف فيه‪ ،‬ويدل عليه حسنة )‪ (3‬زرارة‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم حيث ورد بلفظ النهي‪ ،‬ول منع فيما تناله‬
‫اللسن‪ ،‬ول ولد الشبهة‪ ،‬ول من جهل أبوه‪ ،‬لكن قالوا يكره لنفرة النفس‬
‫منهم‪ ،‬الموجبة لعدم كمال القبال على العبادة‪ .‬الثاني‪ :‬المرتد ول ريب في‬
‫عدم جواز إمامته لشتراط اليمان فيها اتفاقا‪ .‬الثالث‪ :‬العرابي بعد‬
‫الهجرة‪ ،‬ول ريب في عدم جواز إمامته مع وجوب الهجرة عليه‪ ،‬وإصراره‬
‫على الترك بغير عذر‪ ،‬وقد ورد في أخبار كثيرة أن التعرب بعد الهجرة من‬
‫الكبائر‪ ،‬لكن تحققه في هذا الزمان غير معلوم كما علمت‪ .‬الرابع‪ :‬شارب‬
‫الخمر‪ ،‬ول ريب في المنع من إمامته‪ .‬الخامس‪ :‬المحدود‪ ،‬وهو قبل التوبة‬
‫فاسق ل تجوز إمامته‪ ،‬وأما بعد التوبة فقد حكم الكثر بكراهة إمامته‪،‬‬
‫وعلله في المعتبر بنقص مرتبته بذلك عن منصب المامة‪ ،‬وإن زال فسقه‬
‫بالتوبة‪ ،‬ونقل عن أبي الصلح أنه منع من إمامة المحدود بعد التوبة إل‬
‫لمثله‪ ،‬ورده الكثر بأن المحدود ليس أسوء حال من الكافر‪ ،‬و بالتوبة‬
‫واستجماع الشرايط تصح إمامته‪ ،‬وهذا الخبر ل يمكن الستدلل به على‬
‫عدم الجواز‪ ،‬لن " ل ينبغي " ل يعطي أكثر من الكراهة‪ ،‬لكن ورد في‬
‫حسنة زرارة )‪(4‬‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .160‬السرائر ص ‪ (3) .484‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪،375‬‬
‫الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 247‬تحت الرقم ‪ ،16‬ولعله يمنع من امامته ما مر في‬
‫باب النجاسات أن ولد الزنا ل يطهر‪ (4) .‬هي التى مر ذكرها عن الكافي‬
‫والفقيه‪.‬‬

‫]‪[61‬‬

‫وغيرها المنع من إمامة المحدود‪ ،‬وهو يتناول التائب وغيره )‪ (1‬والحوط الترك‪.‬‬
‫السادس‪ :‬الغلف وأطلق بعض الصحاب كراهة إمامته‪ ،‬ومنع منه جماعة‬
‫كالشيخ والمرتضى‪ ،‬وقال المحقق في المعتبر‪ :‬مشروط بالفسوق‪ ،‬وهو‬
‫التفريط في الختتان مع التمكن ل مع العجز‪ ،‬وبالجملة ليست الغلفة مانعة‬
‫باعتبارها‪ ،‬ما لم ينضم إليها الفسوق بالهمال‪ ،‬ونطالب المانعين بالعلة‪ ،‬ثم‬
‫نكلم في الرواية التية بما سيأتي‬

‫)‪ (1‬ولقوله تعالى عزوجل في المحدودين " ول تقبلوا لهم شهادة أبدا‪ ،‬وأولئك هم‬
‫الفاسقون * ال الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان ال غفور رحيم "‬
‫النور‪ 4 :‬و ‪ 5‬حيث انه عزوجل سماهم بعد اجراء الحد فاسقين من دون‬
‫تقييد‪ .‬والستثناء انما ينصرف إلى قوله " ول تقبلوا لهم شهادة أبدا "‬
‫بقرينة التأبيد‪ ،‬فانه في معنى ل تقبل لهم شهادة في وقت من الوقات ال‬
‫بعد أن يتوبوا ويصلحوا ‪ -‬إذا كان هناك اصلح كما في مورد القذف بأن‬
‫يكذبوا أنفسهم فحينئذ يجوز شهادتهم‪ ،‬وأما الستثناء من التسمية فغير‬
‫معقول‪ .‬فعلى هذا كل من حد بحد من الحدود الشرعية‪ ،‬ثبت عليه عنوان‬
‫الفاسق وضعا واسما على الطلق‪ ،‬تاب أو لم يتب‪ ،‬فل يجوز امامته ول‬
‫شهادته كسائر من سمى في القرآن العزيز فاسقا من المنافقين وغيرهم‪:‬‬
‫فردا كما في وليد بن عقبة ابن أبى معيط‪ ،‬أو جمعا كالذين يقضون‬
‫ويحكمون بغير ما أنزل ال مثل‪ .‬نعم يجوز قبول الشهادة في رامى‬
‫المحصنات‪ ،‬بعد توبتهم واصلحهم بتكذيب أنفسهم فقط‪ ،‬للية الكريمة‪،‬‬
‫فتعدية الحكم إلى غيرهم تعدى حدود ال عزوجل‪ ،‬كما هو ظاهر الخبار‪،‬‬
‫واحاديث أهل بيت النبي الطهار‪ ،‬عليهم صلوات ال الرحمن‪ ،‬ما دام الليل‬
‫والنهار‪ .‬وكأن السر في ذلك أن الحد الشرعي كسمة ضربت على ناصية‬
‫العبد بأنه فسق وخرج عن اليمان كما قال عزوجل " أفمن كان مؤمنا‬
‫كمن كان فاسقا "‪ :‬السجدة‪ ،18 :‬فقابل بين اليمان والفسق‪ ،‬ول يمحو‬
‫تلك السمة ال بمحوه في تراب القبر‪ ،‬أو بدليل شرعى آخر‪ ،‬وهو مفقود‬
‫هنا ال في مورد القذف‪ ،‬وال الموفق للصواب‪.‬‬

‫]‪[62‬‬
‫وهو حسن‪ - 18 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن الهيثم النهدي‪ ،‬عن‬
‫الحسن ابن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة الحذاء قال‪ :‬بعضنا‬
‫سأل أبا عبد ال عليه السلم عن القوم يجتمعون فتحضر الصلة‪ ،‬فيقول‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬تقدم يا فلن ! فقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫يتقدم القوم أقرؤهم‪ ،‬فان كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة‪ ،‬فان كانوا‬
‫في الهجرة سواء فأكبرهم سنا‪ ،‬فان كانوا في السن سواء فليؤمهم أعلمهم‬
‫بالسنة وأفقههم في الدين‪ ،‬ول يتقدم أحدهم الرجل في منزله‪ ،‬ول صاحب‬
‫سلطان في سلطانه )‪ .(1‬وروي في حديث آخر‪ :‬فان كان في السن سواء‬
‫فأصبحهم وجها )‪ .(2‬بيان‪ :‬الخبر الول حسن ل يقصر عن الصحيح )‪(3‬‬
‫والخير مرسل‪ ،‬وهما يشتملن على أحكام‪ ،‬وتفصيل القول فيها أنه ل ريب‬
‫أن مع حضور المام العظم عليه السلم‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ ،15‬وقوله صلى ال عليه وآله " ول صاحب سلطان‬
‫في سلطانه " هو الذى نقله العامة في روايتهم عنه صلى ال عليه وآله‬
‫" ول يؤمن الرجل الرجل في سلطانه " على ما سيأتي في الذيل‪ ،‬وليس‬
‫المعنى بالسلطان المارة والولية والسلطنة بمعناها العرفي اليوم‪ ،‬بل هو‬
‫بمعناه اللغوى‪ ،‬فصاحب المنزل سلطان في منزله‪ ،‬وصاحب الموالى‬
‫سلطان عليهم‪ ،‬والمير سلطان على جلوزته وهكذا الوالى‪ .‬وأما المام‬
‫العظم عليه الصلة والسلم فالتقدم عليه كالتقدم على رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ ،‬فانه امام حيا وميتا وضعا وحكما‪ ،‬ومن تقدم جثته وهو‬
‫في القبر كانت صلته باطلة فكيف وهو حى‪ ،‬وأما صاحب المسجد بمعنى‬
‫المام الراتب‪ ،‬فانكان منصوبا من قبل المجتمعين فيه فهو‪ ،‬وال فل‬
‫سلطان له وهو واضح‪ (2) .‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .16‬ولو استشكل‬
‫أحد بأن كتاب العلل غير ثابت نسبته إلى الصدوق رحمه ال أو قال‪ :‬ل‬
‫أقل أنه غير مصرح في الجازات رواية‪ ،‬وأن سنده وجادة‪ ،‬فالحديث‬
‫رواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،254‬والكليني في الكافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪.376‬‬

‫]‪[63‬‬

‫هو أولى من غيره‪ ،‬ومن عدم حضوره فالمشهور أن صاحب المنزل والمام الراتب‬
‫في المسجد‪ ،‬وصاحب المارة في البلد من قبل المام أولى من غيرهم وقال‬
‫في المنتهى‪ :‬ل نعرف فيه مخالفا‪ .‬وهذا الخبر يدل على تقديم صاحب‬
‫المنزل والمارة‪ ،‬وأما صاحب المسجد فعلل بأن المسجد يجري مجرى‬
‫منزله‪ ،‬وبأن تقديم غير صاحب المسجد عليه يوجب وحشة وتنافرا‪،‬‬
‫وفيهما ما ترى‪ ،‬نعم يومي بعض الخبار إلى رعاية حقه كتقديمه على‬
‫المتطهر إذا كان متيمما ونحوه‪ ،‬وسيأتي في فقه الرضا عليه السلم وفى‬
‫الدعائم ما يدل عليه‪ .‬والمشهور أنه لو أذن المستحق من هؤلء لغيره في‬
‫التقديم جاز وكان أولى‪ ،‬وقال في المنتهى‪ :‬ول نعرف فيه خلفا‪ ،‬وتعليلهم‬
‫ل يخلو من ضعف‪ .‬ولو اجتمع صاحب المسجد أو المنزل مع صاحب‬
‫المارة فقد قطع الشهيد الثاني بكونه أولى منهما‪ ،‬وفيه كلم‪ ،‬وقالوا ل‬
‫فرق في صاحب المنزل بين مالك العين و المنفعة والمستعير‪ ،‬وقال الشهيد‬
‫الثاني ‪ -‬ره ‪ -‬لو اجتمع مالك العين والمنفعة فمالك المنفعة أولى‪ ،‬وفى‬
‫المستعير مالك العين أولى‪ ،‬وفى الفرق تأمل‪ .‬ثم إذا لم يكن بينهم أحد من‬
‫هؤلء وتشاح الئمة فل يخلو إما أن يتفق المأمومون على إمامة بعض‬
‫الئمة وإما أن يكرهوا جميعا إمامة بعضهم‪ ،‬وإما أن يختلفوا‪ ،‬فان اتفقوا‬
‫على إمامة أحد‪ ،‬فهو أولى لما فيه من اجتماع القلوب )‪ (1‬كذا ذكره‬
‫الصحاب‪ ،‬وفيه تأمل‪ ،‬وإن كرهوا جميعا إمامة واحد لم يؤم بهم لما مر‪.‬‬
‫وإن اختلف المأمومون فقد اعتبر أكثر الصحاب الترجيح بالقراءة وغيرها‬
‫وقال في التذكرة‪ :‬يقدم اختيار الكثر‪ ،‬فان تساووا طلب الترجيح‪ ،‬والرواية‬
‫تميل إلى الول‪ ،‬وذكر غير واحد من الصحاب أن ليس للمأمومين أن‬
‫يقتسموا الئمة فيصلى كل قوم خلف من يختارونه لما فيه من الختلف‬
‫المثير للحن‪.‬‬

‫)‪ (1‬لعلهم نظروا إلى ما مر من عدم قبول صلة المام إذا كان القوم له كارهون‪،‬‬
‫حيث يستفاد منه أن كراهة البعض أيضا قادح في الجملة بالنسبة إلى من‬
‫اجتمع عليه القلوب‪.‬‬

‫]‪[64‬‬

‫ثم إن أكثر الصحاب على أن القرء أولى من الفقه‪ ،‬وذهب بعضهم إلى العكس‬
‫وبعضهم إلى التخيير‪ ،‬ويدل هذه الرواية على الول‪ ،‬وقد روي من طريق‬
‫العامة أيضا عن النبي صلى ال عليه وآله يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال‪،‬‬
‫فان كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة‪ ،‬فان كانوا في السنة سواء‬
‫فأقدمهم هجرة‪ ،‬فان كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا )‪ .(1‬وقد يجاب‬
‫بأن المراد بالقرء الفقه‪ ،‬لنه كان المتعارف في زمانه صلى ال عليه‬
‫وآله أنهم إذا تعلموا القرآن تعلموا أحكامه‪ ،‬قال ابن مسعود‪ :‬كنا ل نجاوز‬
‫عشر آيات حتى نعرف أمرها ونهيها‪ ،‬وإطلق القاري على العالم بأحكام‬
‫الشريعة غير عزيز في الصدر الول‪ .‬واعترض عليه بأن ذكر العلم‬
‫بالسنة بعد ذلك يأبى عنه‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬المراد بالقرأ العرف بمعاني‬
‫القرآن وأحكامه‪ ،‬ويؤيده قوله عليه السلم‪ " :‬ل خير في قراءة ليس فيها‬
‫تدبر " والفقهية المذكورة بعدها هو العلم بالسنن وغيرها‪ ،‬وربما يرجح‬
‫تقديم العلم بالخبار الدالة على فضل العلم والعلماء‪ ،‬وبما سيأتي من ذم‬
‫تقديم غير العلم‪ ،‬وبما اشتهر قديما وحديثا بين الشيعة من قبح تفضيل‬
‫المفضول وتقديمه‪ .‬ثم إنه فسر جماعة من الصحاب القرأ بالجود قراءة‪،‬‬
‫وإتقانا للحروف وأحسن إخراجا لها من مخارجها‪ ،‬وضم بعضهم إليها‬
‫العراف بالصول والقواعد المقررة بين القراء‪ ،‬وقيل أكثر قرآنا‪ ،‬ونسبه‬
‫في البيان إلى الرواية‪ ،‬فيحتمل أكثر قراءة وأكثر حفظا للقرآن‪ ،‬ول يبعد‬
‫شموله للجميع‪ .‬ثم المشهور أن بعد القرأ الفقه كما سيأتي في فقه الرضا‬
‫عليه السلم‪ ،‬وذهب بعضهم إلى تقديم القدم هجرة‪ ،‬فالسن‪ ،‬فالفقه‪ ،‬كما‬
‫في الرواية وبعضهم إلى‬

‫)‪ (1‬رواه في مشكاة المصابيح ص ‪ 100‬عن أبى مسعود‪ ،‬وزاد بعده ول يؤمن‬
‫الرجل الرجل في سلطانه ول يقعد في بيته على تكرمته ال باذنه‪ ،‬رواه‬
‫مسلم‪ ،‬وفى رواية له‪ :‬ول يؤمن الرجل الرجل في أهله‪.‬‬

‫]‪[65‬‬

‫تقديم القدم هجرة فالفقه‪ ،‬وذكر غير واحد أن المراد الفقه بأحكام الصلة‪ ،‬فان‬
‫تساويا فيه وزاد أحدهما بفقه غير الصلة قيل بترجيحه‪ ،‬وقيل بنفيه‬
‫وظاهر الرواية الول‪ .‬ثم المشهور أن بعد الفقه القدم هجرة‪ ،‬وإليه ذهب‬
‫الشيخ في النهاية‪ ،‬و قدم الشيخ في المبسوط بعد الفقه الشرف ثم القدم‬
‫هجرة‪ ،‬ثم السن‪ ،‬وقدم المرتضى السن بعد الفقه‪ ،‬ولم يذكر الهجرة‬
‫والمراد بالهجرة السبق من دار الحرب إلى دار السلم‪ ،‬وقال في التذكرة‪:‬‬
‫المراد سبق السلم‪ ،‬أو من كان أسبق هجرة من دار الحرب إلى دار‬
‫السلم‪ ،‬أو يكون من أولد من تقدمت هجرته‪ ،‬ونقل في الذكرى عن يحيى‬
‫بن سعيد أن المراد التقدم في العلم قبل الخر‪ ،‬وفي الذكرى ربما جعلت‬
‫الهجرة في زماننا سكنى المصار‪ ،‬والظاهر من الرواية المعنى الول‪ ،‬وإن‬
‫كان في تحققه في زماننا إشكال كما عرفت‪ .‬والمراد بالسن الكثر بحسب‬
‫السن‪ ،‬وفي الذكرى وغيره أن المراد علو السن في السلم‪ ،‬وكذا ذكره‬
‫الشيخ في المبسوط‪ ،‬وهو اعتبار حسن لكنه خلف المتبادر من النص‪.‬‬
‫وأما الصبح وجها فذكره ابنا بابويه والشيخان وجماعة‪ ،‬وقال المرتضى و‬
‫ابن إدريس وقد روي إذا تساووا فأصبحهم وجها‪ ،‬وقال في المعتبر ل أرى‬
‫بهذا أثرا في الولوية‪ ،‬ول وجها في شرف الرجال‪ .‬وعلل في المختلف بأن‬
‫في حسن الوجه دللة على عناية ال به‪ ،‬وذكر في التذكرة عن العامة‬
‫تفسيرين أحدهما أنه الحسن صورة‪ ،‬والثاني أنه الحسن ذكرا بين الناس‪.‬‬
‫قال في الذكرى يمكن أن يحتج على الخير بقول أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم في عهد الشتر رضي ال عنه " وإنما يستدل على الصالحين بما‬
‫يجرى ال لهم على ألسن عباده "‪ .‬ثم اعلم أن المحقق ‪ -‬ره ‪ -‬في الشرايع‬
‫جعل الهاشمي في مرتبة صاحب المنزل‬

‫]‪[66‬‬

‫وقراءته‪ ،‬وقال في الذكرى‪ :‬قال في المبسوط‪ ،‬إذا حضر رجل من بني هاشم فهو‬
‫أولى بالتقدم إذا كان ممن يحسن القراءة‪ ،‬والظاهر أنه أراد به على غير‬
‫المير‪ ،‬و صاحب المنزل والمسجد‪ ،‬مع أنه جعل الشرف بعد الفقه الذي‬
‫هو بعد القرء والظاهر أنه الشرف نسبا‪ .‬وتبعه ابن البراج في تقديم‬
‫الهاشمي‪ ،‬وقال بعده‪ :‬ول يتقدم أحد على أميره ول على من هو في‬
‫مسجده أو منزله‪ ،‬وجعل أبو الصلح بعد الفقه القرشي‪ ،‬وابن زهرة جعل‬
‫الهاشمي بعد الفقه وابن حمزة جعل الشرف بعد الفقه وفي النهاية لم‬
‫يذكر الشرف‪ ،‬وكذا المرتضى وابن الجنيد وعلي بن بابويه وابنه وسلر‬
‫وابن إدريس والشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد وابن عمه في المعتبر‪،‬‬
‫وذكر ذلك في الشرايع وأطلق‪ ،‬وكذا الفاضل في المختلف وقال إنه‬
‫المشهور يعنى تقديم الهاشمي‪ .‬ونحن لم نره مذكورا في الخبار إل ما‬
‫روي مرسل أو مسندا بطريق غير معلوم من قول النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قدموا قريشا ول تقدموهم‪ ،‬وهو على تقدير تسليمه غير صريح في‬
‫المدعى‪ ،‬نعم هو مشهور في التقديم في الجنازة من غير رواية تدل عليه‪،‬‬
‫نعم فيه إكرام لرسول ال صلى ال عليه وآله إذ تقديمه لجله نوع إكرام‪،‬‬
‫واكرام رسول ال صلى ال عليه وآله وتبجيله مما ل خفاء بأولويته‬
‫انتهى‪ .‬وقال في التذكرة‪ :‬فان استووا في ذلك كله قدم أشرفهم أي أعلهم‬
‫نسبا وأفضلهم في نفسه وأعلهم قدرا‪ ،‬فان استووا في هذه الخصال قدم‬
‫أتقاهم وأورعهم‪ ،‬لنه أشرف في الدين وأفضل وأقرب إلى الجابة‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫والقوى عندي تقديم هذا على الشرف‪ ،‬لن شرف الدين خير من شرف‬
‫الدنيا‪ ،‬فان استووا في ذلك كله فالقرب القرعة‪ ،‬واحتمل الشهيد في‬
‫الذكرى تقديم الورع على المراتب التي بعد القراءة والفقه‪ ،‬وهو غير‬
‫بعيد‪ .‬وكذا احتمل تقديم المطلبي على غيره‪ ،‬إن قلنا بترجيح الهاشمي لكن‬
‫الهاشمي أولى منه‪ ،‬واحتمل ترجيح أمجاد بني هاشم‪ ،‬ثم بحسب شرف‬
‫الباء‪ ،‬كالطالبي والعباسي والحارثي واللهبي‪ ،‬ثم العلوي والحسني‬
‫والحسيني ثم الصادقي و‬

‫]‪[67‬‬

‫الموسوي والرضوي والهادوي‪ .‬واحتمل أيضا ترجيح العربي على العجمي‪،‬‬


‫والقرشي على سائر العرب‪ ،‬قال‪ :‬وكذا ينسحب الحتمال في الترجيح بسبب‬
‫الباء الراجحين بعلم أو تقوى أو صلح‪ ،‬ومن عبر من الصحاب بالشرف‬
‫يدخل في كلمه جميع هذا ول بأس به و من ثم ترجح أولد المهاجرين‬
‫على غيرهم لشرف آبائهم‪ ،‬انتهى‪ .‬واعلم أن الترجيحات المذكورة في‬
‫المراتب السابقة كلها تقديم استحباب ل تقديم اشتراط‪ ،‬فلو قدم المفضول‬
‫جاز‪ ،‬قال في التذكرة‪ :‬ل نعلم فيه خلفا لكن قال في الذكرى‪ :‬أوجب ابن‬
‫حمزة أن يكون أقرء القوم‪ ،‬لظاهر الخبر والمشهور أنه على الستحباب‪.‬‬
‫‪ - 19‬نوادر الراوندي‪ :‬عن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الحسن التميمي عن سهل بن أحمد الديباجي‪ ،‬عن محمد بن محمد بن‬
‫الشعث‪ ،‬عن موسى بن إسماعيل عن أبيه‪ ،‬عن جده موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬من صلى بالناس وهو جنب أعاد هو‬
‫والناس صلتهم )‪ .(1‬بيان‪ :‬إعادة المام ل ريب فيها‪ ،‬وأما إعادة المأموم‬
‫فالمشهور أنه ل يعيد‪ ،‬لو علم فسق المام أو كفره أو حدثه بعد الصلة )‪(2‬‬
‫وحكي عن المرتضى وابن الجنيد أنهما أوجبا العادة‪ ،‬وحكى الصدوق في‬
‫الفقيه عن جماعة‪ ،‬من مشايخه أنه سمعهم يقولون ليس عليهم إعادة شئ‬
‫مما جهز فيه‪ ،‬وعليهم إعادة صلة ما صلى مما لم يجهر فيه‪ ،‬والول أصح‬
‫للخبار الكثيرة الدالة عليه‪ .‬ويعارضها خبر مجهول آخر رواه الشيخ )‪(3‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال صلى علي بالناس على غير طهر‪ ،‬وكانت‬
‫الظهر‪ ،‬ثم دخل فخرج مناديه أن أمير المؤمنين عليه السلم‬

‫)‪ (1‬لم نجده في المطبوع من المصدر‪ (2) .‬وذلك لن المأموم انما ترك من صلته‬
‫القراءة فقط‪ ،‬وليس في ترك القراءة وهى سنة في فريضة بطلن الصلة‬
‫ال إذا تركها عمدا وداريا‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.257‬‬

‫]‪[68‬‬

‫صلى على غير طهر فأعيدوا وليبلغ الشاهد الغايب‪ .‬وهو مردود عند القوم‪،‬‬
‫لشتماله على سهو المام‪ ،‬وهذا الخبر يمكن حمله على علمهم بكونه جنبا‬
‫أو على الستحباب أو على التقية‪ ،‬لنه مذهب الشعبي و ابن سيرين‬
‫وأصحاب الرأي من العامة‪ ،‬وإن كان أكثرهم معنا‪ .‬وقال في الذكرى‪ :‬وقد‬
‫روي أنهم إن علموا في الوقت تلزمهم العادة‪ ،‬ولو صلى بهم بعض‬
‫الصلة ثم علموا حينئذ أتم القوم في رواية جميل )‪ ،(1‬وفي رواية حماد‬
‫عن الحلبي )‪ (2‬يستقبلون صلتهم‪ - 20 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬إذا‬
‫كنت إماما فكبر واحدة تجهر فيها‪ ،‬وتسر الست )‪ .(3‬وإن كنت في صلة‬
‫نافلة واقيمت الصلة فاقطعها‪ ،‬وصل الفريضة مع المام‪ ،‬وإن كنت في‬
‫فريضتك واقيمت الصلة فل تقطعها‪ ،‬واجعلها نافلة وسلم في ركعتين‪ ،‬ثم‬
‫صل‪ .‬مع المام إل أن يكون المام ممن ل يقتدى به‪ ،‬فل تقطع صلتك ول‬
‫تجعلها نافلة ولكن اخط إلى الصف وصل معه فإذا صليت أربع ركعات وقام‬
‫المام إلى رابعته‪ ،‬فقم معه وتتشهد من قيام وتسلم من قيام )‪ .(4‬واعلم أن‬
‫المقصر ل يجوز له أن يصلي خلف المتمم ول يصلي المتمم خلف المقصر‪،‬‬
‫وإن ابتليت مع قوم ل تجد بدا من أن تصلي معهم‪ ،‬فصل معهم ركعتين‬
‫وسلم وامض لحاجتك إن شئت‪ ،‬وإن خفت على نفسك فصل معهم الركعتين‬
‫الخريين‪ ،‬و اجعلها تطوعا‪ ،‬وإن كنت متما صليت خلف المقصر‪ ،‬فصل‬
‫معه ركعتين‪ ،‬فإذا سلم فقم وأتمم صلتك )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،264‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .330‬لم نجد بهذا المضمون‪(3) .‬‬
‫فقه الرضا‪ 9 :‬س ‪ (4) .10‬فقه الرضا ص ‪ 14‬باب صلة الجماعة‪(5) .‬‬
‫فقه الرضا ص ‪ 16‬باب صلة المسافر والمريض‪.‬‬

‫]‪[69‬‬

‫بيان‪ :‬استحباب السرار بالست والجهار بتكبيرة الحرام للمام مما ذكره الشششهيد ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬وغيره‪ ،‬وورد في غير هذه الروايشة‪ ،‬قشال فشي البيشان‪ :‬ويسشر المشأموم‬
‫الجميششع والظششاهر أن المنفششرد مخيششر فششي الجهششر والسششر‪ ،‬ويحتمششل تبعيششة‬
‫الفريضة‪ .‬وأما قطع النافلة والنتقال عن الفريضششة إليهششا لدراك الجماعششة‪،‬‬
‫فمقطوع به في كلم الصششحاب‪ ،‬وعبششارة التششذكرة مؤذنششة بششدعوى الجمششاع‬
‫عليه‪ ،‬ونقل عن ظاهر ابن إدريس المنع من النقشل‪ ،‬لنشه فشي قشوة البطشال‪،‬‬
‫والشهر أقوى لصحيحة سليمان ابن خالد )‪ .(1‬ولموثقة سشماعة )‪ (2‬قشال‪:‬‬
‫سألته عن رجل كان يصلي فخرج المام وقد صلى الرجل ركعششة مششن صششلة‬
‫فريضششة‪ ،‬فقششال‪ :‬ان كششان إمامششا عششدل فليصششل اخششرى وينصششرف‪ ،‬و يجعلهششا‬
‫تطوعا وليدخل مع المام في صلته كما هو‪ ،‬وإن لم يكششن إمششام عششدل فليبششن‬
‫على صلته كما هو ويصلي ركعة اخرى معه يجلس قدر ما يقول أشششهد أن‬
‫ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبشده ورسشوله صششلى الش‬
‫عليه وآله‪ ،‬ثم ليتم صلته معه على ما استطاع‪ ،‬فان التقية واسششعة‪ ،‬وليششس‬
‫شئ من التقية إل وصاحبها مأجور عليهششا إنشششاء الشش‪ .‬وظششاهر الشششيخ فششي‬
‫المبسوط أنه جوز قطع الفريضة من غير حاجة إلى النقل إذا خششاف الفششوات‬
‫معه‪ ،‬وقواه في الذكرى‪ .‬وقال جماعششة مششن المتششأخرين إذا علششم بعششد العششدول‬
‫فوت الجماعة باتمام الركعتين قطعها‪ ،‬وقششال الشششيخ وأكششثر المتششأخرين‪ :‬لششو‬
‫كشان إمشام الصشل قطششع الفريضشة ودخشل مششن غيشر عشدول‪ ،‬وتشردد فيشه فشي‬
‫المعتبر‪ ،‬وساوى العلمة في المنتهى والمختلف بينه و بين غيره ول يخلششو‬
‫من قوة والحكم قليل الجدوى‪ ،‬وأمششا حكشم حضششور المشام المخشالف فسشيأتي‬
‫القول فيه‪ ،‬ومضى الكلم في ائتمام كل من المقيم والمسافر بالخر وظاهره‬
‫موافق لقول علي بن بابويه‪.‬‬
‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .331‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.380‬‬

‫]‪[70‬‬

‫‪ - 21‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب حريز‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم ل‬
‫تقرأ في الركعتين الخيرتين من الربع الركعات المفروضات شيئا إماما‬
‫كنت أو غير إمام‪ ،‬قلت‪ :‬فما أقول فيهما ؟ قال‪ :‬إن كنت إماما فقل‪ :‬سبحان‬
‫ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال ثلث مرات ثم تكبر وتركع‪ ،‬وإن كنت خلف‬
‫إمام فل تقرأ شيئا في الوليين و أنصت لقراءته‪ ،‬ول تقولن شيئا في‬
‫الخيرتين‪ ،‬فان ال عزوجل يقول للمؤمنين‪ " :‬وإذا قرئ القرآن " يعني‬
‫في الفريضة خلف المام " فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون "‬
‫والخريان تبع للوليين )‪ .(1‬وقال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إن صلى‬
‫قوم وبينهم وبين المام مال يتخطى فليس ذلك المام لهم إماما )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫" تبع للوليين " أي في ترك القراءة " مال يتخطى " أي من موقف‬
‫المأموم أو من مسجده‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬ويؤيده أن في التهذيب )‪ (3‬تتمة‬
‫وهي قوله‪ :‬يكون قدر ذلك مسقط جسد النسان‪ .‬واعلم أنه نقل جماعة من‬
‫الصحاب التفاق على أنه ل يجوز التباعد بين المام والمأموم إل مع‬
‫اتصال الصفوف‪ ،‬واختلف في تحديده‪ ،‬فذهب الكثر إلى أن المرجع فيه إلى‬
‫العادة‪ ،‬وقال الشيخ في الخلف حده ما يمنع عن مشاهدته‪ ،‬و القتداء‬
‫بأفعاله‪ ،‬ويظهر من المبسوط جواز البعد بثلث مائة ذراع‪ .‬وقال أبو‬
‫الصلح وابن زهرة ل يجوز أن يكون بين الصفين مال يتخطى كما هو‬
‫ظاهر الخبر‪ ،‬وأجاب عنها في المعتبر بأن اشتراط ذلك مستبعد فيحمل على‬
‫الفضل‪ ،‬وأجاب العلمة باحتمال أن يكون المراد مال يتخطى من الحائل ل‬
‫المسافة وهو بعيد )‪ (4‬مع أنه ل يوافق قوله بتجويز الصلة خلف الشبابيك‬
‫والحائل‬

‫)‪ (1‬السرائر‪ (2) .471 :‬السرائر‪ (3) .472 :‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 261‬ط حجر ج ‪3‬‬
‫ص ‪ 52‬ط نجف‪ ،‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .385‬بل قد عرفت أنه ل بعد فيه‪،‬‬
‫ويزيدك بيانا أن التعبير بقوله " مال يتخطى " انما ‪-‬‬

‫]‪[71‬‬

‫القصير الذي ل يمنع المشاهدة ويمنع الستطراق‪ ،‬ولو خرجت الصفوف المتخللة‬
‫بين المام وبينه عن القتداء‪ ،‬إما لنتهاء صلتهم أو لعدولهم إلى النفراد‪،‬‬
‫وحصل البعد المانع من القتداء‪ ،‬قيل تنفسخ القدوة‪ ،‬ول يعود بانتقاله إلى‬
‫محل الصحة‪ ،‬وقيل يجوز تجديد القدوة مع القرب إذا لم يفعل فعل كثيرا‬
‫وذكر بعض المحققين‬

‫يصح باطلقه إذا كان هناك جدار أو حائل قصير ل يمكن أن يتخطى عادة ويتجاوز‬
‫منه‪ ،‬و أما التعبير عن المسافة الكثيرة فغير صحيح باطلقه‪ ،‬فان كل‬
‫مسافة فهى قابلة لن يتخطى‪ ،‬ال أنها قد يتخطى بخطوة أو خطوتين وقد‬
‫ل يتخطى ال بخطوات غير يسيرة‪ ،‬ومن أراد بقوله‪ " :‬مال يتخطى "‬
‫المسافة الكثيرة‪ ،‬لبد وأن يقيد كلمه فيقول‪ :‬بينهما مال يتخطى بخطوة‬
‫واحدة أو بخطوتين وغير ذلك‪ .‬بل ولو كان أراد عليه السلم بقوله " مال‬
‫يتخطى " المسافة لكان النسب أن يقول‪ " :‬بينهما أكثر من خطوة أو‬
‫خطوتين " أو يعين المسافة بالشبر والذراع وغير ذلك من المقادير‬
‫المتعارفة‪ ،‬ولذلك عبر أبو عبد ال عليه السلم في حديث حدثه عبد ال‬
‫بن سنان فقال‪ :‬أقل ما يكون بينك وبين القبلة مربض عنز وأكثر ما يكون‬
‫مربض فرس "‪ .‬وأما تفسير الحديث " يكون قدر ذلك مسقط جسد انسان‬
‫إذا سجد " فليس بتفسير لما ل يتخطى‪ ،‬بل كلهما تفسير لحد التواصل‪،‬‬
‫ولفظ الحديث هكذا‪ " :‬وقال أبو جعفر )ع( ينبغى أن تكون الصفوف تامة‬
‫متواصلة بعضها إلى بعض ول يكون بين الصفين مال يتخطى‪ ،‬يكون قدر‬
‫ذلك مسقط جسد انسان إذا سجد "‪ ،‬فان " ذلك " اشارة إلى التواصل‪،‬‬
‫ول يحصل ال بأن يكون مسجد الصف المتأخر قبيل مقام الصف المتقدم‪،‬‬
‫وهو مسقط جسد انسان إذا سجد‪ ،‬وهذه المسافة هي أكثر ما يحتاج من‬
‫التباعد بين الصفين بحيث إذا زيد عليه‪ ،‬أخل بالتواصل‪ .‬فكما أن قوله‪" :‬‬
‫يكون قدر ذلك " الخ تفسير للتواصل‪ :‬تواصل الصفين من حيث المسافة‬
‫يكون قوله عليه السلم " ول يكون بين الصفين " الخ تفسيرا للتواصل‬
‫من حيث الحائل فان الحائل إذا كان بحيث ل يتخطى كان فاصل بين‬
‫الصفين‪ ،‬وقد كان التواصل والجتماع لزما في كل حالت الصلة حتى‬
‫في حالة السجدة‪ ،‬وهذا فاصل مخل بالتواصل فل يجوز‪.‬‬

‫]‪[72‬‬

‫ونعم ما قال‪ :‬الصح أن عدم التباعد إنما يعتبر في ابتداء الصلة خاصة كالجماعة‪،‬‬
‫والعدد في الجمعة تمسكا بمقتضى الصل السالم من المعارض انتهى‪،‬‬
‫ويأتي مثله في تخلل المأمومين الذين لم يفتتحوا الصلة بعد بينه وبين‬
‫المام‪ ،‬فان الظاهر أن كونهم من الصفوف الناوين للقتداء يكفي في ذلك‬
‫وال يعلم‪ - 22 .‬العيون‪ :‬عن محمد بن علي بن الشاه‪ ،‬عن أبي بكر بن عبد‬
‫ال النيسابوري عن عبد ال بن أحمد الطائي ب‪ ،‬عن أبيه وعن أحمد بن‬
‫إبراهيم الخوزي‪ ،‬عن إبراهيم ابن مروان‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن زياد‪،‬‬
‫عن أحمد بن عبد ال الهروي‪ ،‬عن الحسين ابن محمد الشناني‪ ،‬عن علي‬
‫بن محمد بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان جميعا عن الرضا عليه السلم‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إني أخاف‬
‫عليكم استخفافا بالدين‪ ،‬وبيع الحكم‪ ،‬وقطيعة الرحم‪ ،‬وأن تتخذوا القرآن‬
‫مزامير‪ :‬تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين )‪ .(1‬بيان‪ :‬يحتمل التقديم‬
‫في المامة الكبرى والصلة أو العم‪ - 23 .‬العيون‪ :‬عن محمد بن عمر‬
‫الجعابي‪ ،‬عن الحسن بن عبد ال بن محمد التميمي عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬الثنان فما‬
‫فوقهما جماعة )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس‪ ،‬عن‬
‫علي بن محمد بن قتيبة‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن الرضا عليه السلم‬
‫فيما كتب للمأمون‪ :‬ل صلة خلف الفاجر‪ ،‬ول يقتدى إل بأهل الولية )‪.(3‬‬
‫وقال‪ :‬ل يجوز أن يصلى تطوع في جماعة لن ذلك بدعة وكل بدعة‬
‫ضللة‪ ،‬وكل ضللة سبيلها إلى النار )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .42‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .61‬عيون‬
‫الخبار ج ‪ 3‬ص ‪ 123‬س ‪ (4) .12‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ 124‬س ‪.4‬‬

‫]‪[73‬‬

‫الخصال‪ :‬عن ستة من مشايخه‪ ،‬عن أحمد بن يحيى بن زكريا‪ ،‬عن بكر ابن عبد ال‬
‫بن حبيب‪ ،‬عن تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم مثله )‪ .(1‬تحف العقول مرسل مثله )‪- 24 .(2‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬أوصيكم بتقوى ال عزوجل‪ ،‬ول تحملوا الناس على‬
‫أكتافكم فتذلوا‪ ،‬إن ال تبارك وتعالى يقول في كتابه " وقولوا للناس حسنا‬
‫)‪ (3‬ثم قال‪ :‬عودوا مرضاهم‪ ،‬واشهدوا جنائزهم‪ ،‬واشهدوا لهم وعليهم‪،‬‬
‫وصلوا معهم في مساجدهم الحديث )‪ - 25 .(4‬كتاب المسائل‪ :‬لعلي بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬صلى حسن وحسين عليهما‬
‫السلم خلف مروان ونحن نصلي معهم )‪ - 26 .(5‬قرب السناد‪ :‬عن عبد‬
‫ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن القوم يتحدثون يذهب الثلث الول من الليل أو أكثر أيهما‬
‫أفضل ؟ يصلون العشاء جماعة أو في غير جماعة ؟ قال‪ :‬يصلون جماعة‬
‫أفضل )‪ .(6‬كتاب المسائل باسناده مثله )‪ - 27 .(7‬التوحيد‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحسن الكوفي‪ ،‬عن أبيه الحسن بن علي بن عبد ال‪ ،‬عن جده‬
‫عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن إسماعيل بن مسلم أنه سئل الصادق عليه السلم‬
‫عن الصلة‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .151‬تحف العقول‪ 440 :‬ط السلمية‪ (3) .‬البقرة‪.83 :‬‬
‫)‪ (4‬المحاسن ص ‪ (5) .18‬المسائل المطبوع في البحار ج ‪ 10‬ص ‪.266‬‬
‫)‪ (6‬قرب السناد ص ‪ 93‬ط حجر ص ‪ 121‬ط نجف‪ (7) .‬المسائل في‬
‫البحار ج ‪ 10‬ص ‪.285‬‬

‫]‪[74‬‬

‫خلف رجل يكذب بقدر ال عزوجل‪ ،‬قال‪ :‬ليعد كل صلة صلها خلفه )‪ .(1‬قال‪ :‬وقال‬
‫علي بن محمد ومحمد بن علي عليه السلم‪ :‬من قال بالجسم فل تعطوه‬
‫شيئا من الزكاة‪ ،‬ول تصلوا خلفه )‪ - 28 .(2‬العيون‪ :‬عن محمد بن أحمد‬
‫السناني‪ ،‬عن محمد بن أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن عبد‬
‫العظيم الحسني‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي محمود‪ ،‬عن الرضا عليه السلم عن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬من زعم أن ال يجبر عباده على المعاصي أو‬
‫يكلفهم ما ل يطيقون‪ ،‬فل تصلوا وراءه )‪ .(3‬الحتجاج‪ :‬عن عبد العظيم‬
‫مثله )‪ - 29 .(4‬المقنع‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أقيموا‬
‫صفوفكم فاني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي‪ ،‬ول تخالفوا فيخالف‬
‫ال بين قلوبكم )‪ - 30 .(5‬قرب السناد‪ :‬باسناده عن علي بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫أخيه قال‪ :‬سألته عن الرجل يصلي أله أن يكبر قبل المام ؟ قال‪ :‬ل يكبر إل‬
‫مع المام‪ ،‬فان كبر قبله أعاد التكبير )‪ .(6‬بيان‪ :‬ل خلف بين الصحاب في‬
‫وجوب متابعة المأموم للمام‪ ،‬في أفعال الصلة ونقل الجماع عليه في‬
‫المعتبر والمنتهى‪ ،‬وفسرت المتابعة هنا بعدم التقدم‪ ،‬فلو تقدم بطلت‬
‫صلته‪ ،‬وفي المقارنة خلف‪ ،‬والظاهر الجواز والتأخر أفضل‪.‬‬

‫)‪ (1‬التوحيد ص ‪ 383‬ط مكتبة الصدوق‪ (2) .‬التوحيد ص ‪ 101‬ط مكتبة الصدوق‬
‫باسناده عن ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار عن الشعري‪ ،‬عن عمران بن‬
‫موسى‪ ،‬عن الحسن بن العباس بن حريش‪ ،‬عن بعض أصحابنا ورواه في‬
‫الفقيه مرسل ص ‪ ،248‬والذى قبله ص ‪ (3) .249‬عيون الخبار ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .124‬الحتجاج‪ (5) .225 :‬المقنع‪ 34 :‬ط السلمية‪ (6) .‬قرب‬
‫السناد ص ‪ 130‬ط نجف باب صلة الجنازة‪.‬‬

‫]‪[75‬‬

‫قال الشهيدان وغيرهما قال الصدوق ره من المأمومين من ل صلة له‪ ،‬وهو الذي‬
‫يسبق المام في ركوعه وسجوده ورفعه‪ ،‬ومنهم من له صلة واحدة‪ ،‬وهو‬
‫المقارن له في ذلك‪ ،‬ومنهم من له أربع وعشرون ركعة وهو الذي يتبع‬
‫المام في كل شئ فيركع بعده‪ ،‬ويسجد بعده‪ ،‬ويرفع منهما بعده‪ ،‬ومنهم من‬
‫له ثمان وأربعون ركعة وهو الذي يجد في الصف الول ضيقا فيتأخر إلى‬
‫الصف الثاني‪ ،‬قالوا‪ :‬والظاهر أن مثل هذا ل يقول إل عن رواية‪ .‬هذا في‬
‫الفعال وأما القوال‪ :‬فالظاهر أنه ل خلف في وجوب المتابعة في تكبيرة‬
‫الحرام‪ ،‬واختلفوا في المقارنة‪ ،‬والكثر على المنع والرواية تدل على‬
‫الجواز ول يخلو من قوة‪ ،‬والحوط متابعة المشهور‪ ،‬وأما باقي القوال‬
‫فالمشهور عدم الوجوب وذهب الشهيد في جملة من كتبه وجماعة إلى‬
‫الوجوب والول أقوى‪ - 31 .‬كتاب عاصم بن حميد‪ :‬عن محمد بن مسلم‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا أدركت الكبيرة قبل أن يركع المام‪ ،‬فقد‬
‫أدركت الصلة )‪ - 32 .(1‬كتاب جعفر بن محمد بن شريح‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫طلحة النهدي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل يؤم الناس المحدود‪،‬‬
‫وولد الزنا‪ ،‬والغلف‪ ،‬والعرابي والمجنون‪ ،‬والبرص‪ ،‬والعبد‪- 33 .‬‬
‫الحتجاج‪ :‬كتب الحميري إلى القائم عليه السلم أنه روي لنا عن العالم أنه‬
‫سئل عن إمام قوم صلى بهم بعض صلتهم وحدثت عليه حادثة‪ ،‬كيف يعمل‬
‫من خلفه ؟ فقال عليه السلم‪ :‬يؤخر ويتقدم بعضهم ويتم صلتهم‪ ،‬ويغتسل‬
‫من مسه )‪ .(2‬التوقيع‪ :‬ليس على من نحاه إل غسل اليد‪ ،‬وإذا لم يحدث ما‬
‫يقطع الصلة تمم صلته مع القوم‪ .‬وروي عن العالم أنه من مس ميتا‬
‫بحرارته غسل يده‪ ،‬ومن مسه وقد برد فعليه الغسل‪ ،‬وهذا المام في هذه‬
‫الحالة ل يكون إل بحرارة‪ ،‬فالعمل في ذلك على‬

‫)‪ (1‬رواه الشيخ في التهذيب باسناده عن عاصم ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .258‬الحتجاج‪:‬‬


‫‪ 269‬ومثله في كتاب الغيبة‪.245 :‬‬

‫]‪[76‬‬

‫ما هو‪ ،‬ولعله ينحيه بثيابه ول يمسه فكيف يجب عليه الغسل ؟ التوقيع‪ :‬إذا مسه‬
‫على هذه الحالة لم يكن عليه إل غسل يده )‪ .(1‬وسأل عن الرجل يلحق‬
‫المام وهو راكع وركع معه‪ ،‬ويحتسب تلك الركعة فان بعض أصحابنا قال‬
‫إن لم يسمع تكبيرة الركوع فليس له أن يعتد بتلك الركعة‪ .‬فأجاب عليه‬
‫السلم‪ :‬إذا لحق مع المام من تسبيح الركوع تسبيحة واحدة اعتد بتلك‬
‫الركعة‪ ،‬وإن لم يسمع تكبيرة الركوع )‪ .(2‬بيان‪ :‬لقد قطع الصحاب بأنه إذا‬
‫عرض للمام ضرورة جاز أن يستنيب بل يستحب له ذلك‪ ،‬ولو لم يستنب‬
‫أو مات أو اغمى عليه استحب للمأمومين الستنابة‪ ،‬ول يجب شئ من ذلك‬
‫)‪ (3‬بل يجوز للمأمومين أن يتموا الصلة منفردين كلهم أو بعضهم‪،‬‬
‫والظاهر أنه ل خلف في شئ من ذلك بين الصحاب وإن دلت صحيحة‬
‫علي بن جعفر )‪ (4‬ظاهرا على وجوب التمام جماعة‪ ،‬وحملوها على تأكد‬
‫الستحباب لنقل الجماع في التذكرة على انتفاء الوجوب‪ ،‬والحوط العمل‬
‫بها إل مع الضرورة‪ .‬ثم اعلم أن الصحاب اختلفوا فيما يدرك به الركعة‪،‬‬
‫فذهب الشيخ في الخلف والمرتضى والفاضلن وجمهور المتأخرين إلى‬
‫أنه يتحقق ذلك بادراك المام راكعا وذهب المفيد في المقنعة والشيخ في‬
‫النهاية وكتابي الحديث إلى أن المعتبر إدراك تكبيرة الركوع وقواه في‬
‫التذكرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج‪ ،269 :‬ومثله في كتاب الغيبة‪ (2) .245 :‬الحتجاج‪ (3) .273 :‬وإذا‬
‫قلنا بوجوب الجماعة متابعة للسنة‪ ،‬على ما مر شرحه‪ ،‬وأمكن تقديم‬
‫بعضهم أو تقدمه‪ ،‬وجب ذلك كما هو ظاهر‪ (4) .‬وصحيحة الحلبي في‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،106‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،383‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.262‬‬

‫]‪[77‬‬

‫والخبار الدالة على المشهور أكثر‪ ،‬ومنقولة من كثير من الصحاب‪ ،‬والروايات‬


‫الدالة على الثاني الصل في جلها بل كلها محمد بن مسلم )‪ (1‬فلذا مال‬
‫الكثر إلى‬

‫)‪ (1‬روى مضمون الحديث عاصم بن حميد وجميل بن دراج والعلء كلهم عن‬
‫محمد ابن مسلم ولفظه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا لم تدرك‬
‫تكبيرة الركوع فل تدخل معهم في تلك الركعة‪ .‬وفى آخر‪ :‬قال لى أبو‬
‫جعفر عليه السلم‪ :‬إذا لم تدرك القوم قبل أن يكبر المام للركعة فل تدخل‬
‫معهم في تلك الركعة‪ ،‬وكأنه أراد المؤلف العلمة رضوان ال عليه‪ ،‬أن‬
‫أصل الحديث واحد‪ ،‬فل يعارض بها الخبار الكثيرة الدالة على جواز‬
‫الدخول في الصلة حنيذلك‪ .‬وأقول‪ :‬عندي أن أحاديث محمد بن مسلم انما‬
‫ورد في الدخول مع الجمهور في صلتهم وقد كان محمد بن مسلم معروفا‬
‫بينهم في الكوفة يتقيهم بالحضور في جماعاتهم‪ ،‬وينص على ذلك قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬فل تدخل معهم " وقوله عليه السلم‪ " :‬إذا لم تدرك‬
‫القوم "‪ .‬ومعلوم من المذهب بشهادة اخبار كثيرة اخرى أن من يصلى‬
‫خلف من ل يقتدى به‪ ،‬عليه أن يقرء لنفسه وإذا دخل محمد بن مسلم أو‬
‫غيره بعد ركوع المام في صلتهم‪ ،‬لم يمكنه القراءة لفوات محله‪،‬‬
‫فاللزم عليه أن يشتغل بنفسه حتى يرفع المام رأسه‪ ،‬ويقوم للركعة‬
‫الخرى‪ ،‬فيكبر ويقرء في نفسه كحديث النفس ثم يركع مع المام‪ ،‬حتى‬
‫يصح صلته‪ .‬ويؤيد ذلك صريحا لفظ الحديث المروى عن العلء عنه عن‬
‫أبى جعفر عليه السلم قال‪ " :‬ل تعتد بالركعة التى لم تشهد تكبيرها مع‬
‫المام "‪ .‬وذلك لن محمد بن مسلم انما كان يأتم بهم تقية‪ ،‬وأما هو في‬
‫جماعة أصحابنا‪ ،‬فلم يكن ليتقدم عليه أحد‪ ،‬ومعلوم أن من يصلى خلف‬
‫من ل يقتدى به‪ ،‬ولزمه الدخول معهم في الركوع تقية من دون أن يقرء‬
‫لنفسه‪ ،‬ل يصح له أن يعتد بهذه الركعة لن الصلة خلفهم كالصلة خلف‬
‫الجدر‪ .‬بل عليه أن يركع بركوعهم ويسجد بسجودهم حتى إذا قاموا‬
‫للركعة الخرة‪ ،‬كبر ‪-‬‬

‫]‪[78‬‬

‫الول‪ ،‬وحملوا أخبار المنع على الكراهة‪ ،‬بمعنى أن يجوز له الدخول في الركوع‬
‫والولى تركه‪ ،‬وهذا إنما يتأتى في غير الجمعة‪ ،‬وأما في الجمعة فالقول‬
‫بأفضلية الترك في اللحوق في الركوع الثاني مع وجوب الجمعة مشكل‪،‬‬
‫فينبغي تخصيصه بغيرها فيظهر منه وجه جمع آخر بحمل أخبار المنع على‬
‫غير الجمعة‪ ،‬وأخبار الجواز عليها ول يخلو من قوة‪ .‬ويؤيد القول الثاني‬
‫كون الول أوفق بأقوال العامة‪ ،‬لن أكثرهم ذهبوا إلى إدراكها بادراك جزء‬
‫من الركوع‪ ،‬وذهب أبو حنيفة وجماعة إلى أن أي قدر أدرك من صلة‬
‫المام أدرك بها الجمعة‪ ،‬ولو سجود السهو بعد التسليم‪ .‬ثم المعتبر على‬
‫المشهور اجتماعهما في حد الركوع‪ ،‬وهل يقدح أخذ المام في الرفع مع‬
‫عدم مجاوزته حد الراكع ؟ وجهان‪ ،‬واعتبر العلمة في التذكرة ذكر‬
‫المأموم قبل رفع المام‪ ،‬واعترض عليه من تأخر عنه بعدم المستند وهذا‬
‫الخبر صريح فيه )‪ (1‬مع قربه من الصحة‪ ،‬والحتياط طريق النجاة‪.‬‬

‫في نفسه وقرء الحمد وحده أو الحمد وسورة خفيفة ميسرة ثم يركع معهم‪ ،‬ويحتال‬
‫في اخفاء المر عنهم على ما ورد المر به عن المعصومين عليهم‬
‫السلم‪ .‬واما لفظ عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبى جعفر‬
‫عليه السلم فانه قال قال عليه السلم‪ :‬إذا أدركت التكبيرة قبل أن يركع‬
‫المام فقد أدركت الصلة " فاما أن يحمل على سائر اللفاظ بان يكون‬
‫المراد ادراك التكبيرة قبل ركوع المام مع القراءة الخفيفة‪ ،‬أو ادراك‬
‫تكبيرة الفتتاح وهويا من زمان القراءة‪ :‬بمعنى أنه يكبر تكبيرة الحرام‬
‫ويدخل معهم في الصلة ويريد أن يصلى ويقرء لنفسه ل أن يقتدى بهم‬
‫حقيقة‪ ،‬ثم إذا أراد أن يقرء لنفسه القراءة‪ ،‬لم يمهله المام وركع‪ ،‬و‬
‫ألزمه التقية أن يركع بركوعهم ويدع القراءة ضرورة‪ ،‬فحينئذ يتم‬
‫صلته‪ ،‬ويعتد بهذه الركعة التى كبر لها تكبيرة الحرام‪ ،‬وهذا واضح‬
‫بحمد ال وحسن توفيقه‪ ،‬وال ولى التوفيق‪ (1) .‬هذا الخبر مع أنه ل‬
‫يصح لكونه توقيعا ‪ -‬وأن الظاهر أن ابن روح كان‬

‫]‪[79‬‬
‫‪ - 34‬مجالس الصدوق‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن‬
‫الصفار‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن علي بن مهزيار قال‪ :‬كتبت إلى أبي‬
‫جعفر الثاني عليهما السلم‪ :‬جعلت فداك اصلي خلف من يقول بالجسم ومن‬
‫يقول بقول يونس‪ ،‬يعني ابن عبد الرحمن ؟ فكتب عليه السلم‪ :‬ل تصلوا‬
‫خلفهم‪ ،‬ول تعطوهم من الزكاة‪ ،‬وابرؤوا منهم‪ ،‬برئ ال منهم )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫الظاهر أن قول يونس الذي كان ينسب إليه هو القول بالحلول و التحاد‬
‫ووحدة الوجود الذي يذهب إليه أكثر المبتدعة من الصوفية لما روى‬
‫الكشي )‪ (2‬في رجاله باسناده عن يونس بن بهمن قال‪ :‬قال لي يونس‪:‬‬
‫اكتب إلى أبي الحسن عليه السلم فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية ال‬
‫شئ ؟ قال‪ :‬فكتب إليه فأجابه عليه السلم‪ :‬هذه المسألة مسألة رجل على‬
‫غير السنة‪ ،‬ونسب إليه أيضا القول بعدم خلق الجنة والنار بعد‪ ،‬لكن الول‬
‫أنسب بالقول بالجسم‪ - 35 .‬قرب السناد‪ :‬عن أحمد بن إسحاق‪ ،‬عن بكر‬
‫بن محمد الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إني لكره للمؤمن أن‬
‫يصلي خلف المام في صلة ل يجهر فيها بالقراءة فيقوم كأنه حمار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك فيصنع ماذا ؟ قال‪:‬‬

‫يجيب في هذه المسائل من عند نفسه وبفتواه ‪ -‬ل صراحة فيه‪ ،‬ال من حيث‬
‫المفهوم‪ ،‬وقد عرفت في ذيل قوله تعالى " واركعوا مع الراكعين " أن‬
‫ملك ادراك الصلة بجماعة هو ادراك الركوع مع المام‪ ،‬سواء أدرك‬
‫التسبيح معه أو لم يدرك‪ ،‬وذلك لن التسبيح أيضا من سنن الركوع ل‬
‫فرائضها كما عرفت في باب الركوع ج ‪ 85‬ص ‪ .97‬نعم لبد وأن يدركه‬
‫في الركوع مع الطمأنينة‪ ،‬فإذا أدرك المام حين هو متلبس برفع رأسه‪،‬‬
‫لم تصح له تلك الركعة‪ ،‬إذا كان تحقق له ذلك‪ 19) .‬أمالى الصدوق ص‬
‫‪ (2) .167‬رجال الكشى‪ ،417 :‬ولكن الكشى نفسه ضعف الحاديث التى‬
‫رويت على يونس راجعه‪.‬‬

‫]‪[80‬‬

‫يسبح )‪ - 36 .(1‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪،‬‬
‫عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل يدرك الركعة من‬
‫المغرب كيف يصنع حين يقوم يقضي‪ ،‬أيقعد في الثانية والثالثة ؟ قال‪ :‬يقعد‬
‫فيهن جميعا )‪ .(2‬وسألته عن إمام قرء السجدة فأحدث قبل أن يسجد كيف‬
‫يصنع ؟ قال يقدم غيره فيسجد ويسجدون‪ ،‬وينصرف فقد تمت صلتهم )‬
‫‪ .(3‬قال‪ :‬وقال عليه السلم‪ :‬على المام أن يرفع يديه في الصلة وليس‬
‫على غيره أن يرفع يديه في التكبير )‪ .(4‬قال‪ :‬وسألته عن الرجل يكون‬
‫خلف المام يجهر بالقراءة وهو يقتدي به‪ ،‬هل له أن يقرأ خلفه ؟ قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫ولكن يعتد به )‪ .(5‬وسألته عن حد قعود المام بعد التسليم ما هو ؟ قال‪:‬‬
‫يسلم فل ينصرف ول يلتفت حتى يعلم أن كل من دخل معه في صلته قد أتم‬
‫صلته‪ ،‬ثم ينصرف )‪ .(6‬وسألته عن قوم صلوا خلف إمام هل يصلح لهم‬
‫أن ينصرفوا والمام قاعد ؟ قال‪ :‬إذا سلم فليقم من أحب )‪ (7‬وسألته عن‬
‫رجل يصلي خلف إمام يقوم إذا سلم المام يصلي والمام قاعد ؟ قال‪ :‬ل‬
‫بأس )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 18‬ط حجر ص ‪ 27‬ط نجف‪ (2) .‬قرب السناد ص ‪ 90‬ط‬
‫حجر‪ ،‬ص ‪ 118‬ط نجف‪ (3) .‬قرب السناد ص ‪ 94‬ط حجر‪ ،‬ص ‪ 123‬ط‬
‫نجف‪ ،‬ورواه في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،220‬وقد مر في ج ‪ 85‬ص ‪151‬‬
‫وفى الذيل شرح واف كالمتن‪ (4) .‬قرب السناد ص ‪ 95‬ط حجر‪ ،‬التهذيب‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .218‬قرب السناد ص ‪ 125‬ط نجف ص ‪ 95‬ط حجر‪- 6) .‬‬
‫‪ (7‬قرب السناد ص ‪ 96‬ط حجر‪ (8) .‬قرب السناد ص ‪ 90‬ط حجر‪ ،‬ص‬
‫‪ 118‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[81‬‬

‫وسألته عن الرجل يقرأ خلف إمام يقتدي به في الظهر والعصر‪ ،‬قال‪ :‬ل ولكن يسبح‬
‫ويحمد ربه ويصلي على نبيه صلى ال عليه وآله )‪ .(1‬قال‪ :‬وسألته عن‬
‫قوم صلوا جماعة في سفينة أين يقوم المام ؟ وإن كان معهم نساء كيف‬
‫يصنعون أقياما يصلون أم جلوسا ؟ قال‪ :‬يصلون قياما‪ ،‬فان لم يقدروا على‬
‫القيام صلوا جلوسا‪ ،‬وتقوم النساء خلفهم‪ ،‬وإن ضاقت السفينة قعد النساء‬
‫وصلى الرجال ول بأس أن تكون النساء بحيالهم )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذه المسائل‬
‫أكثرها مذكورة في كتاب المسائل )‪ .(3‬وقال في الذكرى‪ :‬يجوز التشهد‬
‫للمسبوق مع المام‪ ،‬وقال في المبسوط‪ :‬إذا جلس للتشهد الخير جلس‬
‫يحمد ال ويسبحه‪ ،‬وقال أبو الصلح‪ :‬يجلس مستوفزا ول يتشهد‪ ،‬وتبعه‬
‫ابن زهرة وابن حمزة انتهى‪ .‬والظاهر استحباب التشهد بمتابعة المام في‬
‫الول والخير‪ ،‬لكن يستحب أن ل يجلس متمكنا بل يجلس متجافيا وقال‬
‫الشهيد في الذكرى‪ :‬وذلك على سبيل الندب‪ ،‬وقال ابن بابويه‪ :‬يجب‪ .‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬على المام " أي استحبابه عليه آكد كما في النفلية‬
‫وغيرها‪ ،‬قوله عليه السلم‪ " :‬يعتد به " في المسائل )‪ :(4‬ولكن ينصت‬
‫القرآن‪ ،‬وهو محمول على السماع كما هو ظاهر الخبر‪ .‬وعد الصحاب من‬
‫المستحبات لزوم المام مكانه حتى يتم المسبوقون صلتهم وقال في‬
‫النفلية‪ :‬يستحب للمأمومين التعقيب مع المام‪ ،‬والرواية بأنه ليس بلزم ل‬
‫يدفع الستحباب‪)) * .‬هامش( * )‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 97‬ط حجر‪(2) .‬‬
‫قرب السناد ص ‪ 98‬ط حجر‪ ،‬ص ‪ 130‬ط نجف‪ (3) .‬وقد طبع في بحار‬
‫النوار ج ‪ 10‬ص ‪ (4) .291 - 249‬المسائل المطبوع في البحار ج ‪10‬‬
‫ص ‪ ،259‬وقد كان في قرب السناد أيضا بدل " يعتد به " يقتدى به‪ :‬لكنه‬
‫تصحيف ظاهر‪.‬‬

‫]‪[82‬‬

‫قوله عليه السلم‪ " :‬ول بأس أن تكون النساء " أي إذا لم يكن يصلين‪ ،‬ويدل على‬
‫عدم جواز محاذات النساء للرجال في الصلة‪ ،‬وحمل بعضهم على الكراهة‬
‫كما مر ويدل على جواز الجماعة في السفينة‪ ،‬ول خلف فيه ظاهرا‪ ،‬قال‬
‫في المنتهى‪ :‬الجماعة في السفينة جائزة اتحدت أو تعددت‪ ،‬سواء شد‬
‫بعض المتعدد إلى بعض أول‪ ،‬انتهى‪ .‬لكن روى الشيخ والكليني بسند فيه‬
‫ضعف )‪ (1‬عن أبي هاشم الجعفري قال‪ :‬كنت مع أبي الحسن عليه السلم‬
‫في السفينة في دجلة فحضرت الصلة‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك نصلي في‬
‫جماعة‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬ل تصلى في بطن واد جماعة‪ ،‬وحمله الشيخ وغيره‬
‫على الكراهة‪ ،‬وهو حسن‪ ،‬ويمكن حمله على التقية أيضا‪ - 37 .‬قرب‬
‫السناد‪ :‬بالسناد عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن الرجل هل يصلح له وهو في ركوعه أو سجوده يبقى عليه‬
‫الشئ من السورة يكون يقرءها ثم يأخذ في غيرها ؟ قال‪ :‬أما الركوع فل‬
‫يصلح له‪ ،‬وأما السجود فل بأس )‪ .(2‬وسألته عن رجل قرأ في ركوعه من‬
‫سورة غير السورة التي كان يقرؤها قال‪ :‬إن كان فرغ فل بأس في السجود‬
‫فأما في الركوع فل يصلح )‪ .(3‬وسألته عن الرجل يقرء في صلته هل‬
‫يجزيه أن ل يحرك لسانه وأن يتوهم توهما ؟ قال‪ :‬ل بأس )‪ .(4‬بيان‪ :‬قد‬
‫مر الكلم في تلك الخبار في باب القراءة‪ ،‬وباب الركوع‪ ،‬وقال في‬
‫الذكرى‪ :‬وتجزيه الفاتحة وحدها مع تعذر السورة‪ ،‬ولو ركع المام قبل‬
‫قراءته قرء في ركوعه‪ ،‬ولو بقي عليه شئ فل بأس‪ .‬وقال في موضع‬
‫آخر‪ :‬كره الشيخ القراءة في الركوع‪ ،‬وكذا يكره عنده‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،336‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 2) .442‬و ‪ (3‬قرب السناد‪ 92 :‬ط‬


‫حجر‪ 120 ،‬ط نجف‪ ،‬راجع ج ‪ 85‬ص ‪ (4) .102‬قرب السناد ص ‪122‬‬
‫ط نجف‪ ،‬راجع ج ‪ 85‬ص ‪.24‬‬

‫]‪[83‬‬

‫في السجود والتشهد‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وقد روى في التهذيب )‪ (1‬قراءة المسبوق مع‬
‫التقية في ركوعه وروى عن عمار عن الصادق عليه السلم )‪ (2‬في‬
‫الناسي حرفا من القرآن ل يقرؤه راكعا بل ساجدا‪ ،‬وقال في البيان‪ :‬ويكره‬
‫القراءة في الركوع والسجود‪ ،‬وقال ولو ركع المصلي خلف من يتقيه قبل‬
‫فراغ الحمد أتمها في ركوعه انتهى‪ .‬وبالجملة النهي الوارد في الخبر عن‬
‫القراءة في خصوص الركوع خلف المشهور وفي المسبوق إشكال‪ ،‬ولعل‬
‫ترك القرآن في الركوع ثم العادة أحوط‪ ،‬وعدم تحريك اللسان بالقراءة‬
‫والتوهم لعله في القراءة المستحبة خلف المام من ل يقتدى به تقية‪- 38 .‬‬
‫العلل‪ :‬عن علي بن حاتم‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن حمدان بن الحسين‬
‫عن الحسين بن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن رباط‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬لي علة إذا صلى اثنان صار التابع على يمين المتبوع ؟ قال‬
‫لنه إمامه وطاعة للمتبوع و إن ال تبارك وتعالى جعل أصحاب اليمين‬
‫المطيعين‪ ،‬فلهذه العلة يقوم على يمين المام دون يساره )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال وأحمد بن إدريس معا‪ ،‬عن محمد بن عبد‬
‫الجبار‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم عن الصلة خلف المام أيقرء خلفه ؟ قال‪ :‬أما الصلة‬
‫التي ل يجهر فيها بالقراءة فان ذلك جعل إليه‪ ،‬ول يقرء خلفه‪ ،‬وأما الصلة‬
‫التي يجهر فيها بالقراءة فانما امر بالجهر لينصت من خلف‪ ،‬فان سمعت‬
‫فأنصت وإن لم تسمع القراءة فاقرأ )‪ .(4‬بيان‪ :‬قال العلمة في المنتهى‪:‬‬
‫قال في المبسوط‪ :‬لو سمع مثل الهمهمة جاز له أن يقرأ وربما استند إلى‬
‫أن سماع الهمهمة ليس سماعا للقراءة انتهى‪ ،‬ول يخفى‬

‫)‪ (2 - 1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .221‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .14‬علل الشرايع‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪.15‬‬

‫]‪[84‬‬

‫ضعفه‪ ،‬لدخوله في السماع‪ ،‬وللتصريح في الخبار به‪ ،‬نعم إدخاله في الية مشكل‬
‫إذ المتبادر من الستماع والنصات فهم ما يستمعه‪ - 39 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي عن أبي الجواز‬
‫قال‪ :‬الغلف ل يؤم القوم وإن كان أقرءهم‪ ،‬لنه ضيع من السنة أعظمها‪،‬‬
‫ول تقبل له شهادة‪ ،‬ول تصلى عليه إذا مات‪ ،‬إل أن يكون ترك ذلك خوفا‬
‫على نفسه )‪ .(1‬المقنع‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬الغلف ل يؤم‬
‫القوم وذكر مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬الظاهر أن في سند العلل سقطا وفي التهذيب )‬
‫‪ (3‬هكذا محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبي الجوزاء‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن علوان‪ ،‬عن عمرو بن خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫علي عليهم السلم‪ ،‬واستدل به على المنع عن إمامة الغلف مطلقا وأجاب‬
‫عنه في المعتبر بوجهين أحدهما الطعن في السند‪ ،‬فانهم بأجمعهم زيدية‬
‫مجهولوا الحال‪ ،‬وثانيهما بأنه يتضمن ما يدل على إهمال الختان مع‬
‫وجوبه )‪ (4‬ول يخفى متانته‪ - 40 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪،‬‬
‫عن أحمد بن الحسن‪ ،‬عن عمرو ابن سعيد‪ ،‬عن مصدق‪ ،‬عن عمار قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يؤم بقوم يجوز له أن يتوشح ؟‬
‫قال‪ :‬ل يصلي الرجل بقوم وهو متوشح فوق ثيابه‪ ،‬وإن كانت‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .17‬المقنع ص ‪ (3) .35‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪) .254‬‬
‫‪ (4‬يعنى أنه واجب بالسنة النبوية والملة البراهيمية‪ ،‬ومن يرغب عن‬
‫ملة إبراهيم ال من سفه نفسه ول يرغب عن سنة النبي ص ال من ل‬
‫حريجة له في الدين‪ ،‬لكنه سنة على على حد سائر السنن يجب التيان به‬
‫في حال الختيار‪ .‬وأما في حال يخاف على نفسه من نزف الدم أو غير‬
‫ذلك‪ ،‬فل يصدق على تاركه أنه رغب عن السنة واستخف بها‪ ،‬وهذا أصل‬
‫في كل باب‪.‬‬

‫]‪[85‬‬

‫عليه ثياب كثيرة لن المام ل يجوز له الصلة وهو متوشح )‪ .(1‬بيان‪ :‬قد مر الكلم‬
‫في التوشح فوق القميص‪ ،‬وهذا يدل على أن في المام أشد كراهة‪- 41 .‬‬
‫العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن‬
‫أبي الصباح قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يقوم في الصف‬
‫وحده‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس‪ ،‬إنما تبدأ الصفوف واحد بعد واحد )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫المشهور بين الصحاب كراهة وقوف المأموم وحده مع سعة الصفوف‪،‬‬
‫ونقل بعضهم الجماع‪ ،‬وحكي عن ابن الجنيد أنه منع من ذلك‪ ،‬ول كراهة‬
‫إذا لم يكن في الصفوف مكان‪ ،‬أو كانت متضايقة بأهلها‪ ،‬كما ذكره‬
‫الصحاب ولعل الرواية محمولة عليه‪ ،‬وفي التعليل إيماء إليه‪ ،‬والولى‬
‫وقوفه حينئذ بحذاء المام لرواية سعيد العرج )‪ - 42 .(3‬معاني الخبار‪:‬‬
‫عن أحمد بن زياد الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن عمرو بن جميع‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا أجلسك‬
‫المام في موضع يجب أن تقوم فيه فتجاف )‪ .(4‬بيان‪ :‬التجافي في هذا‬
‫الموضع مستحب كما ذكره الصحاب‪ ،‬وقد يفهم من كلم بعضهم أنه‬
‫القعاء على العقبين كما هو مكروه لغيره‪ ،‬ومن بعضهم الجلوس على‬
‫القدمين‪ ،‬ولعله يتحقق في كل منهما‪ - 43 .‬التوحيد‪ :‬عن محمد بن علي‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن يحيى‬
‫الشعري‪ ،‬عن الحسن بن حريش‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن علي بن محمد‬
‫وعن أبي جعفر عليهما السلم قال‪ :‬من قال بالجسم فل تعطوه من الزكاة‬
‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .19‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .50‬التهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .330‬معاني الخبار ص ‪ 301‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[86‬‬

‫ول تصلوا وراءه )‪ .(1‬بيان‪ :‬الظاهر أنه شامل للمبلكفة القائلين بأنه سبحانه جسم‬
‫ل كالجسام كما مر في كتاب التوحيد )‪ - 44 .(2‬قرب السناد‪ :‬عن هارون‬
‫بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن أئمتكم وفدكم إلى ال‪ ،‬فانظروا من‬
‫توفدون في دينكم وصلتكم )‪ .(3‬بيان‪ :‬الوافد القادم الوارد رسول وقاصدا‬
‫لمير للزيارة والسترفاد ونحوهما‪ ،‬والبل السابق للقطار‪ ،‬فعل الول وهو‬
‫الظهر المعنى أنه رسول إلى ال تعالى ليسأل ويطلب لهم الحاجة والمغفرة‬
‫منه تعالى‪ ،‬ول محالة يكون مثل هذا أفضل القوم وأعلمهم وأشرفهم‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد أنه وافد من ال سبحانه إليهم ليقرأ كلم ال عليهم‪ ،‬ول‬
‫يخفى بعده وتوجيهه على الخيرين ظاهر‪ - 45 .‬قرب السناد‪ :‬بالسناد‬
‫المتقدم عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه قال‪ :‬سألته عن ولد الزنا هل تجوز‬
‫شهادته ؟ قال‪ :‬ل تجوز شهادته ول يؤم )‪ - 46 .(4‬العلل‪ :‬عن محمد بن‬
‫الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن العباس بن معروف‪،‬‬
‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن ثور بن غيلن‪ ،‬عن أبي ذر ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬قال‪ :‬إن إمامك شفيعك إلى ال عزوجل فل تجعل شفيعك إلى ال‬
‫عزوجل سفيها ول فاسقا )‪ .(5‬بيان‪ :‬قد عرفت أنه يحتمل المامة الكبرى‬
‫بأن يكون المراد الشفاعة في الخرة أو العم والصغرى‪ ،‬فالمراد في حال‬
‫الصلة فانه وافد المأمومين والمتكلم عنهم عند ال سبحانه‪ ،‬والمراد‬
‫بالسفيه الكافر‪ ،‬وبالفاسق معناه أو بالعكس‪ ،‬أو المراد بالسفيه المجنون *‬
‫)هامش( )‪ (1‬التوحيد‪ 101 :‬وقد مر قبل ذلك ص ‪ (2) .74‬ج ‪ 3‬ص ‪.289‬‬
‫)‪ (3‬قرب السناد‪ 37 :‬ط حجر‪ 52 ،‬ط نجف‪ (4) .‬قرب السناد‪ 164 :‬ط‬
‫نجف‪ (5) .‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪.15‬‬

‫]‪[87‬‬

‫أو القليل العقل‪ ،‬فعلى الثاني يكون محمول على الستحباب إل أن يكون ل يتأتى منه‬
‫أفعال الصلة‪ .‬قال الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في البيان‪ :‬إن السفيه إن نافى سفهه‬
‫العدالة منع من المامة وإن أمكن مجامعته العدالة جاز‪ ،‬وما روي عن أبي‬
‫ذر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬محمول على غير العدل‪ - 47 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد رفعه عن علي بن سليمان‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إن سركم أن تزكو صلتكم فقدموا خياركم )‪ .(1‬المقنع‪ :‬مرسل‬
‫مثله )‪ .(2‬بيان‪ " :‬تزكو " على المجرد‪ ،‬أو التفعيل من الزكاة‪ ،‬بمعنى‬
‫الطهارة أو النمو أو من التزكية بمعنى الثناء والقبول‪ - 48 .‬مجالس‬
‫الصدوق‪ :‬عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة‪ ،‬عن علي بن إبراهيم عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي زياد النهدي‪ ،‬عن عبد ال بن بكير‪ ،‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬من صلى معهم في الصف الول فكانما صلى مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في الصف الول )‪ - 49 .(3‬العلل‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن عمر‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عذافر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن دخولي مع من أقرء‬
‫خلفه في الركعة الثانية فيركع عند فراغي من قراءة ام الكتاب ؟ قال‪ :‬تقرأ‬
‫في الخراوين لتكون قد قرأت في ركعتين )‪ - 50 .(4‬مجالس ابن الشيخ‪:‬‬
‫عن أحمد بن هارون بن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .16‬المقنع ص ‪ 10‬ط حجر ص ‪ 35‬ط السلمية‪) .‬‬
‫‪ (3‬أمالى الصدوق ص ‪ (4) .221‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪.29‬‬

‫]‪[88‬‬

‫القاسم بن جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عباد بن أحمد القزويني‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمان بن ثابت‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن عمرو بن ميمون الزدي‬
‫قال‪ :‬كنت مع معاذ بالشام‪ ،‬فلما قبض أتيت عبد ال بن مسعود بالكوفة‬
‫وكنت معه‪ ،‬فابكر بعض الوقت في زمانه‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا أبا عبد الرحمن كيف‬
‫ترى في الصلة معهم ؟ فقال‪ :‬صل الصلة لوقتها ]واجعل صلتك معهم‬
‫سبحة‪ ،‬فقلت‪ :‬أبا عبد الرحمان ! يرحمك ال‪ ،‬ندع الصلة في الجماعة ؟[‬
‫فقال‪ :‬ويحك يا ابن ميمون إن جمهور الناس العظم قد فارقوا الجماعة إن‬
‫الجماعة من كان على الحق وإن كنت وحدك‪ ،‬فقلت‪ :‬أبا عبد الرحمان !‬
‫وكيف أكون جماعة وأنا وحدي ؟ فقال‪ :‬إن معك من ملئكة ال وجنوده‬
‫المطيعين ل أكثر من بني آدم أولهم وآخرهم )‪ - 51 .(1‬ثواب العمال‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد‬
‫بن خالد‪ ،‬عن القاسم بن محمد الجوهري‪ ،‬عن الحسين بن أبي العل‪ ،‬عن‬
‫ابن العزرمي عن أبيه رفع الحديث إلى رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪:‬‬
‫من أم قوما وفيهم من هو أعلم منه أو أفقه‪ ،‬لم يزل أمرهم إلى سفال إلى‬
‫يوم القيامة )‪ .(2‬العلل‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن الحسن‬
‫الصفار‪ ،‬عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر‪ ،‬عن داود بن الحصين‪،‬‬
‫عن سفيان الجريري‪ ،‬عن العزرمي مثله )‪ .(3‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الجوهري مثله )‪ .(4‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب أبي القاسم بن قولويه مرسل‬
‫مثله )‪ .(5‬بيان‪ :‬قوله " أو أفقه " الترديد من الراوي‪ ،‬وهذا الخبر أيضا‬
‫يحتمل المامتين‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ 359‬وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪(2) .‬‬
‫ثواب العمال ص ‪ 186‬و ‪ (3) .187‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪(4) .16‬‬
‫المحاسن ص ‪ (5) .93‬السرائر‪.282 :‬‬

‫]‪[89‬‬

‫وعلى أحد الوجهين فيه حث عظيم على تقديم العلم‪ ،‬قال في الذكرى‪ :‬قول ابن أبي‬
‫عقيل بمنع إمامة المفضول بالفاضل‪ ،‬ومنع إمامة الجاهل بالعالم‪ ،‬إن أراد‬
‫به الكراهية فحسن‪ ،‬وإن أراد به التحريم أمكن استناده إلى أن ذلك يقبح‬
‫عقل‪ ،‬وهو الذي اعتمد عليه محققوا الصوليين في المامة الكبرى‪ ،‬ولقول‬
‫ال جل اسمه " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن ل يهدي إل أن‬
‫يهدى فمالكم كيف تحكمون " )‪ (1‬ولخبر أبي ذر وغيره )‪ .(2‬ثم قال‪:‬‬
‫واعتبر ابن الجنيد في ذلك الذن‪ ،‬ويمكن حمل كلم ابن أبي عقيل عليه‪،‬‬
‫والخبران يحملن على إيثار المفضول من حيث هو مفضول‪ ،‬ول ريب في‬
‫قبحه ول يلزم من عدم جواز إيثاره عليه عدم جواز أصل إمامته‪،‬‬
‫وخصوصا مع إذن الفاضل واختياره‪ - 52 .‬تفسير المام )‪ (3‬قال عليه‬
‫السلم‪ :‬نظر الباقر عليه السلم إلى بعض شيعته وقد دخل خلف بعض‬
‫المخالفين إلى الصلة‪ ،‬وأحس الشيعي بأن الباقر عليه السلم قد عرف ذلك‬
‫منه فقصده وقال أعتذر إليك يا ابن رسول ال صلى ال عليه وآله من‬
‫صلتي خلف فلن فانى أتقيه ؟ لو ل ذلك لصليت وحدي‪ ،‬قال له الباقر‬
‫عليه السلم‪ :‬يا أخي إنما كنت تحتاج أن تعتذر لو تركت‪ ،‬يا عبد ال‬
‫المؤمن ! ما زالت ملئكة السموات السبع والرضين السبع تصلي عليك‬
‫وتلعن إمامك ذاك‪ ،‬وإن ال أمر أن يحسب لك صلتك خلفه للتقية بسبع‬
‫مائة صلة لو صليتها وحدك فعليك بالتقية )‪ - 53 .(4‬كتاب المسائل‪ :‬لعلي‬
‫بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن قيام شهر رمضان‬
‫هل يصلح ؟ قال‪ :‬ل يصلح إل بقراءة تبدء وتقرء فاتحة الكتاب ثم تنصت‬
‫لقراءة المام فإذا أراد الركوع قرأت قل هو ال أحد أو غيرها‪ ،‬ثم ركعت‬
‫أنت‬

‫)‪ (1‬يونس‪ (2) .35 :‬رواه في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،254‬وقد مر عن العلل ص ‪) .86‬‬
‫‪ (3‬في الكمبانى تفسير على بن ابراهيم وهو سهو‪ (4) .‬تفسير المام‪:‬‬
‫‪.268‬‬
‫]‪[90‬‬

‫إذا ركع‪ ،‬وكبر أنت في ركوعك وسجودك كما تفعل إذا صليت وحدك‪ ،‬وصلتك‬
‫وحدك أفضل )‪ .(1‬قال‪ :‬وسألته عن القيام خلف المام في الصف ما حده ؟‬
‫قال‪ :‬قم ما استطعت‪ ،‬فإذا قعدت فضاق المكان فتقدم أو تأخر فل بأس )‪.(2‬‬
‫قال‪ :‬وسألته عن الرجل يكون في صلته في الصف هل يصلح له أن يتقدم‬
‫إلى الثاني أو الثالث أو يتأخر وراء في جانب الصف الخر ؟ قال‪ :‬إذا رأى‬
‫خلل فل بأس به )‪ .(3‬بيان‪ " :‬عن قيام شهر رمضان " ظاهره النافلة‪،‬‬
‫ويحتمل الفريضة‪ ،‬وعلى الول السؤال إما لعدم جواز اليتمام في النافلة أو‬
‫لكون المام ممن ل يقتدى به والمشهور بين الصحاب عدم جواز القتداء‬
‫في النوافل وعدوا اليتمام في نافلة شهر رمضان من بدع عمر‪ .‬وقال‬
‫العلمة في المنتهى‪ :‬ول جماعة في النوافل إل ما استثني‪ ،‬ذهب إليه‬
‫علماؤنا أجمع‪ ،‬ويظهر من بعض عبارات المحقق أن في المسألة قول‬
‫بجواز القتداء في النوافل مطلقا وفي عبارة الذكرى أيضا إشعار بعدم‬
‫تحقق الجماع فيه‪ ،‬ويدل على المنع أخبار يعارضها أخبار كصحيحتي‬
‫هشام بن سالم )‪ (4‬وسليمان بن خالد )‪ (5‬الدالتين على جواز إمامة النساء‬
‫في النافلة‪ ،‬وفي صحيحة عبد الرحمان )‪ (6‬صل بأهلك في رمضان‬
‫الفريضة والنافلة )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬المسائل المطبوع في البحار ص ‪ ،253‬الطبعة الحديثة‪ (2) .‬المسائل المطبوع‬


‫في البحار ص ‪ ،277‬الطبعة الحديثة والمعنى أن تسوية الصفوف‬
‫وتعديلها انما تلزم حين القيام وأما إذا قعد المصلون للتشهد أو السجدة ل‬
‫يلزم التحفظ عليه ال في حال عدم الضيق‪ (3) .‬المسائل المطبوع في‬
‫البحار ص ‪ ،280 - 279‬الطبعة الحديثة‪ (4) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪5) .313‬‬
‫‪ (6 -‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (7) .329‬بل ل تعارض فيها‪ ،‬فان أخبار المنع‬
‫تمنع عن الجتماع في النوافل اليومية للرجال خصوصا في شهر‬
‫رمضان‪ ،‬وأخبار الجواز انما يجوز الجتماع بالنساء في البيت‪ ،‬ول بأس‬
‫بذلك‪ ،‬فان الملك هو السنة وقد جرت بذلك‪.‬‬

‫]‪[91‬‬

‫والحتياط في الترك إل في العيدين‪ ،‬والستسقاء‪ ،‬والمعادة‪ ،‬واستحب أبو الصلح‬


‫في صلة الغدير‪ ،‬ونسب إلى الرواية ولم أرها‪ ،‬والحوط فيه أيضا الترك‪.‬‬
‫" عن القيام خلف المام " لعل السؤال عن مقدار الضيق والسعة في‬
‫القيام في في الصف فأجاب عليه السلم بأنه بقدر استطاعة القيام فيه‪ ،‬فان‬
‫ظهر الضيق بعد القعود تقدم أو تأخر‪ ،‬والظاهر أن المراد به التقدم والتأخر‬
‫إلى صف آخر‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد التقدم والتأخر قليل في هذا‬
‫الصف‪ .‬قال في الذكرى‪ :‬يجوز التأخر إلى صف فيه فرجة إذا وجد ضيقا‬
‫في صفه‪ ،‬و روى التقدم والتأخر أيضا علي بن جعفر‪ ،‬وفي رواية محمد‬
‫بن مسلم )‪ (1‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬الرجل يتأخر وهو في الصلة ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فيتقدم ؟ قال‪ :‬نعم ماشيا إلى القبلة‪ ،‬ويحمل على عدم الحاجة إلى ذلك‪،‬‬
‫فيكره‪ ،‬قال‪ :‬ويستحب لمن وجد خلل في صف أن يسعى إليه‪ - 54 .‬قرب‬
‫السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى‬
‫بن جعفر عليهما السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل يؤم بغير رداء فقال قد أم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في ثوب واحد متوشح به )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫المشهور بين الصحاب كراهة المامة بغير رداء‪ ،‬واحتجوا عليه بصحيحة‬
‫سليمان بن خالد )‪ (3‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن رجل أم قوما‬
‫في قميص ليس عليه رداء‪ ،‬قال‪ :‬ل ينبغي إل أن يكون عليه رداء أو‬
‫عمامة يرتدي بها‪ ،‬وهي إنما تدل على كراهة المامة بدون الرداء في‬
‫القميص وحده ل مطلقا‪ ،‬ويؤيد الختصاص قول أبي جعفر عليه السلم لما‬
‫أم أصحابه في قميص بغير رداء‪ :‬إن قميصي كثيف فهو يجزي أل يكون‬
‫علي إزار ول رداء )‪ (4‬وهذا الخبر أيضا يؤيده‪ ،‬ويدل على عدم كراهة‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .330‬قرب السناد ص ‪ 86‬ط حجر‪ 112 ،‬ط نجف‪(3) .‬‬
‫راجع الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،394‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .241‬راجع الكافي ج‬
‫‪ 3‬ص ‪ ،394‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.216‬‬

‫]‪[92‬‬

‫التوشح‪ ،‬وقد مر كراهة التوشح فوق الثياب للمام )‪ ،(1‬ول يبعد حمل جزئي الخبر‬
‫على الضرورة كما يومي إليه أصل الخبر‪ - 55 .‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده‬
‫عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬كان الحسن والحسين‬
‫عليهما السلم يصليان خلف مروان بن الحكم‪ ،‬فقالوا لحدهما‪ :‬ما كان‬
‫أبوك يصلي إذا رجع إلى البيت ؟ فقال‪ :‬ل وال‪ ،‬ما كان يزيد على صلة )‬
‫‪ - 56 .(2‬الدرة الباهرة‪ :‬قال أبو الحسن الثالث عليه السلم‪ :‬إذا كان زمان‬
‫العدل فيه أغلب من الجور‪ ،‬فحرام أن يظن بأحد سوء حتى يعلم ذلك منه‪،‬‬
‫وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل‪ ،‬فليس لحد أن يظن بأحد خيرا‬
‫حتى يبدو ذلك منه‪ .‬بيان‪ :‬يمكن حمله على بلد المخالفين‪ ،‬أو على كون‬
‫الكثر مشهورين بالفسق ولم يعلم منه خير‪ ،‬أو على رعاية الحزم في‬
‫المعاملت كما يدل عليه سائر الروايات‪ - 57 .‬نهج البلغة‪ :‬في عهده‬
‫عليه السلم للشتر فإذا قمت في صلتك للناس فل تكونن منفرا ول‬
‫مضيعا‪ ،‬فان في الناس من به العلة وله الحاجة‪ ،‬وقد سألت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله حين وجهني إلى اليمن كيف اصلي بهم ؟ فقال‪ :‬صل‬
‫بهم كصلة أضعفهم وكن بالمؤمنين رحيما )‪ - 58 .(3‬كتاب الغارات‪:‬‬
‫لبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن يحيى بن صالح‪ ،‬عن مالك ابن خالد‬
‫السدي‪ ،‬عن الحسن بن إبراهيم‪ ،‬عن عبد ال بن الحسن بن الحسن بن‬
‫علي ابن أبي طالب‪ ،‬عن عباية قال‪ :‬كتب أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي‬
‫بكر‪ :‬انظر يا محمد صلتك كيف تصليها لوقتها فانه ليس من إمام يصلي‬
‫بقوم فيكون في صلته نقص إل كانت عليه ول ينقص ذلك من صلتهم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وفي رواية ابن أبي الحديد‪ :‬وانظر يا محمد صلتك كيف تصليها‬
‫فانما أنت إمام ينبغي لك أن تتمها وأن تخففها وأن تصليها لوقتها فانه‬
‫ليس من إمام يصلي‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 83‬ص ‪ 189‬وما بعدها‪ (2) .‬نوادر الراوندي‪ ،30 :‬وفيه‪ :‬ما كان يزيد‬
‫على صلة الية‪ (3) .‬نهج البلغة تحت الرقم ‪ 53‬من قسم الرسائل‬
‫والكتب ص ‪ 534‬ط سيد الهل‪.‬‬

‫]‪[93‬‬

‫بقوم فيكون في صلته وصلتهم نقص إل كان إثم ذلك عليه‪ ،‬ول ينقص ذلك من‬
‫صلتهم شيئا‪ .‬ورواه في تحف العقول )‪ (1‬هكذا‪ :‬ثم انظر صلتك كيف هي‬
‫فانك إمام وليس من إمام يصلي بقوم فيكون في صلتهم تقصير إل كان‬
‫عليه أوزارهم‪ ،‬ول ينقص من صلتهم شئ‪ ،‬ول يتمها إل كان له مثل‬
‫اجورهم‪ ،‬ول ينتقص من اجورهم شئ‪ ،‬واعلم أن كل شئ من عملك تابع‬
‫لصلتك‪ ،‬واعلم أنه من ضيع الصلة فانه لغير الصلة من شرايع السلم‬
‫أضيع‪ - 59 .‬عدة الداعي‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه وآله بالناس‬
‫يوما فخفف في الركعتين الخيرتين‪ ،‬فلما انصرف قال له الناس‪ :‬يا رسول‬
‫ال رأيناك خففت هل حدث في الصلة أمر ؟ قال‪ :‬وما ذلك ؟ قالوا‪ :‬خففت‬
‫في الركعتين الخيرتين‪ ،‬فقال‪ :‬أو ما سمعتم صراخ الصبي‪ ،‬وفي حديث‬
‫آخر‪ :‬خشيت أن يشتغل به خاطر أبيه‪ - 60 .‬مجمع البيان‪ :‬روى جميل عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا كنت خلف إمام ففرغ من قراءة الفاتحة‪،‬‬
‫فقل أنت من خلفه‪ :‬الحمد ل رب العالمين )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الشهيد في‬
‫النفلية‪ :‬يستحب قول المأموم سرا " الحمد ل رب العالمين " بعد فراغ‬
‫المام من الفاتحة‪ - 61 .‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عبد ال عليه السلم عن المام هل عليه أن يسمع من خلفه وإن كثروا ؟‬
‫قال‪ :‬ليقرأ قراءة وسطا إن ال يقول " ول تجهر بصلتك ول تخافت بها "‬
‫)‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن المفضل مثله )‪ - 62 .(4‬المكارم‪ :‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬رجع رسول ال صلى ال عليه وآله من‬
‫)‪ (1‬تحف العقول‪ 174 :‬ط السلمية‪ (2) .‬مجمع البيان ج ‪ 1‬ص ‪ 3) .31‬و ‪(4‬‬
‫تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.318‬‬

‫]‪[94‬‬

‫سفر فدخل على فاطمة عليها السلم فرأى على بابها سترا‪ ،‬وفي يديها سوارين من‬
‫فضة‪ ،‬فخرج من بيتها فدعت فاطمة ابنتها‪ ،‬فنزعت الستر وخلعت‬
‫السوارين‪ ،‬وأرسلهما إلى النبي صلى ال عليه وآله‪ .‬فدعي النبي صلى ال‬
‫عليه وآله أهل الصفة فقسمه بينهم قطعا ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري‬
‫الذي ل يستتر بشئ‪ ،‬وكان ذلك الستر طويل ليس له عرض فجعل يوزر‬
‫الرجل‪ ،‬فإذا التقى عليه قطعه حتى قسمه بينهم ازرا ثم أمر النساء أن ل‬
‫يرفعن رؤسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤسهم‪ ،‬وذلك‬
‫أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم ثم‬
‫جرت به السنة أن ل ترفع النساء رؤسهن من الركوع والسجود حتى ترفع‬
‫الرجال )‪ .(1‬أقول‪ :‬تمامه في أبواب تاريخها صلوات ال عليها‪- 63 .‬‬
‫الكشى‪ :‬عن حمدويه‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن يونس بن‬
‫يعقوب قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا يونس قل لهم يا مؤلفة !‬
‫قد رأيت ما تصنعون‪ ،‬إذا سمعتم الذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ " :‬قل لهم " أي للشيعة وخطابهم بالمؤلفة تأديب لهم‪ ،‬وتنبيه‬
‫على أنهم ليسوا من شيعتهم واقعا‪ ،‬بل هم من المؤلفة قلوبهم‪ ،‬وذلك لنهم‬
‫كانوا يسمعون قوله ول يتبعونه في التقية‪ ،‬لنهم بعد الذان كانوا يخرجون‬
‫من المسجد لئل يصلوا مع المخالفين‪ ،‬فيدل على لزوم الصلة خلفهم عند‬
‫التقية‪ - 64 .‬الكشى‪ :‬عن آدم بن محمد القلنسي‪ ،‬عن علي بن محمد‬
‫القمي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن أبيه يزيد‬
‫بن حماد قال‪ :‬قلت له‪ :‬اصلي خلف من ل أعرف ؟ فقال‪ :‬ل تصل إل خلف‬
‫من تثق بدينه‪ ،‬فقلت له‪ :‬اصلى خلف يونس وأصحابه ؟ قال‪ :‬يأبى ذلك‬
‫عليكم علي بن حديد‪ ،‬قلت‪ :‬آخذ بقوله في ذلك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فسألت علي‬
‫بن حديد عن ذلك‪ ،‬فقال‪ ،‬ل تصل خلفه ول خلف * )هامش( )‪ (1‬مكارم‬
‫الخلق‪ (2) .109 - 108 :‬رجال الكشى‪.332 :‬‬

‫]‪[95‬‬

‫أصحابه )‪ .(1‬ومنه‪ :‬سأل أبو عبد ال الشاذاني أبا محمد الفضل بن شاذان أنا ربما‬
‫صلينا مع هؤلء صلة المغرب فل نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من‬
‫المسجد فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس إل لعادة الصلة التي‬
‫صلينا معهم‪ ،‬فنتدافع بصلة المغرب إلى صلة العتمة ؟ فقال‪ :‬ل تفعلوا هذا‬
‫من ضيق صدوركم‪ ،‬ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلثا‬
‫أو خمس تكبيرات وتقرءوا في كل ركعة الحمد وسورة أي سورة شئتم‪،‬‬
‫بعد أن تتموها عندما يتم إمامهم وتقولون في الركوع " سبحان ربي‬
‫العظيم وبحمده " بقدر ما يتأتى لكم معهم‪ ،‬وفي السجود مثل ذلك‪،‬‬
‫وتسلمون معهم‪ ،‬وقد تمت صلتكم لنفسكم‪ ،‬وليكن المام عندكم والحائط‬
‫بمنزلة واحدة‪ ،‬فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها‬
‫أربع ركعات‪ ،‬فقال‪ :‬يابا محمد أفليس يجوز إذا فعلت ما ذكرت‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعلة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬كنت‬
‫بالعراق وكان صدري يضيق عن الصلة معهم كضيق صدوركم‪ ،‬فشكوت‬
‫ذلك إلى فقيه هناك يقال له نوح بن شعيب فأمرني بمثل الذي أمرتكم به‬
‫فقلت‪ :‬هل يقول هذا غيرك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو‬
‫من عشرين رجل من مشايخ أصحابنا فسألته يعني نوح بن شعيب أن‬
‫يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا‪ ،‬فقال نوح بن شعيب‪ :‬يا معشر‬
‫من حضر ! ل تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر‬
‫من هشام بن الحكم‪ ،‬ويسألني هل يجوز الصلة مع المرجئة في جماعتهم ؟‬
‫فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ كقول نوح بن شعيب فعندها طابت‬
‫نفسي )‪ .(2‬بيان‪ :‬التكبيرات الثلث والخمس لعلها الفتتاحية إذا يجوز عند‬
‫ضيق الوقت الكتفاء بأحدهما وفي القاموس الغمر بالفتح الكريم الواسع‬
‫الخلق‪ ،‬ومثلثة وبالتحريك من لم يجرب المور‪.‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى‪ (2) .418 :‬رجال الكشى ص ‪.468 - 467‬‬

‫]‪[96‬‬

‫‪ - 65‬ارشاد القلوب‪ :‬في حديث طويل يرويه عن حذيفة أن أبا بكر أراد أن يصلي‬
‫بالناس في مرض النبي صلى ال عليه وآله بغير إذنه‪ ،‬فلما سمع النبي‬
‫صلى ال عليه وآله ذلك خرج إلى المسجد متكئا على علي عليه السلم‬
‫وفضل بن العباس‪ ،‬فتقدم إلى المحراب وجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن‬
‫المحراب‪ ،‬فصلى الناس خلف رسول ال صلى ال عليه وآله وهو جالس‬
‫وبلل يسمع الناس التكبير حتى قضى صلته إلى آخر الخبر )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫يدل على أنه ل يكره للمؤذن وشبهه رفع الصوت بالتكبيرات‪ ،‬ليسمع سائر‬
‫المأمومين كما هو الشايع‪ ،‬مع أنه في المجامع العظيمة ل يتأتى المر‬
‫بدونه‪ - 66 .‬الهداية‪ :‬يجب أن نعتقد فيمن يعتقد ما وصفناه أنه على الهدى‬
‫والطريقة المستقيمة‪ ،‬وأنه أخ لنا في الدين‪ ،‬ونقبل شهادته‪ ،‬ونجيز الصلة‬
‫خلفه ونحرم غيبته‪ ،‬ونعتقد فيمن يخالف ما وصفنا أنه على غير الهدى‪،‬‬
‫ول نرى قبول شهادته‪ ،‬ول الصلة خلفه‪ ،‬إل في حال التقية‪ ،‬فنصلي خلفهم‬
‫إذا جاء الخوف )‪ .(2‬وقال رضوان ال عليه في موضع آخر‪ :‬ل تصل خلف‬
‫أحد إل خلف رجلين‪ :‬أحدهما من تثق بدينه‪ ،‬وورعه‪ ،‬وآخر تتقي سيفه‬
‫وسوطه‪ ،‬وشناعته على الدين‪ ،‬فصل خلفه على سبيل التقية والمداراة‪،‬‬
‫وأذن لنفسك وأقم واقرأ فيها غير مؤتم به‪ ،‬وإن فرغت من قراءة السورة‬
‫قبله فبق منها آية ومجد ال‪ ،‬فإذا ركع المام فاقرأ الية واركع بها‪ ،‬فان لم‬
‫تلحق القراءة وخشيت أن يركع‪ ،‬فقل ما حذفه المام من الذان والقامة‬
‫واركع )‪ .(3‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬عودوا مرضاهم‪ ،‬واشهدوا‬
‫جنائزهم‪ ،‬وصلوا في مساجدهم )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬ارشاد القلوب ج ‪ 2‬ص‪ (2) .‬الهداية‪ ،9 :‬بتلخيص‪ (3) .‬الهداية‪ 34 :‬و ‪) .35‬‬
‫‪ (4‬الهداية ص ‪.10‬‬

‫]‪[97‬‬

‫وقال عليه السلم‪ :‬من صلى معهم في الصف الول فكأنما صلى مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله في الصف الول )‪ .(1‬وقال عليه السلم‪ :‬الرياء مع‬
‫المنافق في داره عبادة ومع المؤمن شرك )‪ .(2‬بيان‪ " :‬في داره " أي‬
‫بلده ومحل استيلئه كما يقال دار الشرك‪ - 67 .‬أربعين الشهيد‪ :‬باسناده‬
‫عن السيد المرتضى رضوان ال عليه عن المفيد عن ابن قولويه‪ ،‬عن‬
‫الكليني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة‪،‬‬
‫عن زرارة قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ما يروي الناس إن الصلة‬
‫في جماعة أفضل من صلة الرجل وحده بخمس وعشرين صلة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫صدقوا‪ ،‬فقلت‪ :‬الرجلن يكونان جماعة ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ويقوم الرجل عن‬
‫يمين المام )‪ .(3‬ومنه‪ :‬بالسناد عن الكليني‪ ،‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫يوسف‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬إن الجهني أتى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله بمكة‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال إني أكون بالبادية‬
‫ومعي أهلي وولدي وغلمتي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال إن غلمتي يتبعون قطر السحاب فأبقى أنا‬
‫وأهلي وولدي فاؤذن واقيم واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال فان ولدي يتفرقون في الماشية فأبقى أنا وأهلي فاؤذن واقيم‬
‫واصلي بهم أفجماعة نحن ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال إن المرءة‬
‫تذهب في مصلحتها وأبقى أنا وحدي‪ ،‬فاؤذن واقيم أفجماعة أنا ؟ فقال‪ :‬نعم‬
‫المؤمن وحده جماعة )‪ .(4‬ومنه‪ :‬بالسناد عن الكليني‪ ،‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن حماد‪،‬‬
‫عن حريز‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬كنت جالسا عند أبي عبد ال عليه السلم ذات‬
‫يوم‪ ،‬فدخل عليه رجل فقال له‪ :‬جعلت فداك إني رجل جار‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الهداية ص ‪ 3) .10‬و ‪ (4‬رواه عن الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.371‬‬

‫]‪[98‬‬

‫مسجد لقوم‪ ،‬فإذا أنا لم اصل معهم وقعوا في وقالوا هو كذا وهو كذا‪ ،‬فقال‪ :‬أما إن‬
‫قلت ذاك لقد قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من سمع النداء فلم يجبه من‬
‫غير علة فل صلة له‪ ،‬ل تدع الصلة خلفهم وخلف كل إمام‪ .‬فلما خرج قلت‬
‫له‪ :‬جعلت فداك كبر علي قولك لهذا الرجل حين استفتاك‪ ،‬فان لم يكونوا‬
‫مؤمنين ؟ قال‪ :‬فضحك أبو جعفر عليه السلم ثم قال‪ :‬ما أراك بعد إل ههنا‪،‬‬
‫يا زرارة فأية علة تريد أعظم من أنه ل يؤتم به )‪ .(1‬ومنه‪ :‬باسناده عن‬
‫الكليني بسنده الحسن‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫صلى معهم في الصف الول كان كمن صلى خلف رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عنه بسنده عن الحسين بن عبد ال الرجاني‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من صلى في منزله ثم أتى مسجدا من مساجدهم‬
‫فصلى معهم خرج بحسناتهم )‪ - 68 .(3‬كتاب زيد النرسى‪ :‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬من صلى عن يمين المام أربعين يوما‬
‫دخل الجنة‪ .‬ومنه‪ :‬قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلم‬
‫يحدث عن أبيه أنه قال‪ :‬من أسبغ وضوءه في بيته‪ ،‬وتطيب ثم مشى من‬
‫بيته غير مستعجل وعليه السكينة والوقار إلى مصله رغبة في جماعة‬
‫المسلمين‪ ،‬لم يرفع قدما ولم يضع اخرى إل كتبت له حسنة‪ ،‬ومحيت عنه‬
‫سيئة‪ ،‬ورفعت له درجة‪ ،‬فإذا دخل المسجد وقال " بسم ال وبال‪ ،‬وعلى‬
‫ملة رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ومن ال وإلى ال وما شاء ال‪ ،‬ول‬
‫قوة إل بال‪ ،‬اللهم افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك‪ ،‬وأغلق عني أبواب‬
‫سخطك وغضبك‪ ،‬واللهم منك الروح والفرج‪ ،‬اللهم إليك غدوي ورواحي‪،‬‬
‫وبفنائك أنخت أبتغي رحمتك ورضوانك وأتجنب سخطك اللهم وأسألك‬
‫الروح والراحة والفرج " ثم قال‪ :‬اللهم إني أتوجه إليك بمحمد وعلي أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬فاجعلني من أوجه من توجه إليك بهما‪ ،‬وأقرب‬

‫)‪ (1‬رواه عن الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .372‬رواه عن الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .380‬رواه‬
‫عن الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.381‬‬

‫]‪[99‬‬

‫من تقرب إليك بهما‪ ،‬وقربني بهما منك زلفى‪ ،‬ول تباعدنى عنك آمين رب العالمين‬
‫" ثم افتتح الصلة مع المام جماعة إل وجبت من ال المغفرة والجنة‪ ،‬من‬
‫قبل أن يسلم المام‪ .‬ومنه‪ :‬عن أبى الحسن عليه السلم قال‪ :‬انتظار الصلة‬
‫جماعة من جماعة إلى جماعة كفارة كل ذنب‪ - 69 .‬ثواب العمال‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب‪ ،‬عن‬
‫وهيب بن حفص‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا أيها الناس أقيموا صفوفكم‪ ،‬وامسحوا‬
‫بمناكبكم لئل يكون فيكم خلل‪ ،‬ول تخالفوا فيخالف ال بين قلوبكم‪ ،‬أل وإنى‬
‫أراكم من خلفي )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن وهيب مثله )‪.(2‬‬
‫بيان‪ " :‬وامسحوا بمناكبكم " أي اجعلوها ملصقة يمسح بعضها بعضا‪.‬‬
‫‪ - 70‬اكمال الدين‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬بن الوليد‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‬
‫الحميري‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن أبى الحسن الليثى‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن أئمتكم قادتكم إلى ال‪،‬‬
‫فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلتكم )‪ - 71 .(3‬البصائر‪ :‬للصفار‪ ،‬عن‬
‫أيوب بن نوح‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن العل عن محمد بن مسلم قال‪:‬‬
‫قلت لبي جعفر عليه السلم الرجل يكون في المسجد فتكون الصفوف‬
‫مختلفة فيها الناس فأميل إليه مشيا حتى نقيمه ؟ قال‪ :‬نعم ل بأس به‪ ،‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أيها الناس إنى أراكم من خلفي كما‬
‫أراكم من بين يدي لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن ال بين قلوبكم )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) .207 :‬المحاسن‪ (3) .80 :‬اكمال الدين ج ‪ 1‬ص ‪ ،221‬ط‬
‫مكتبة الصدوق‪ (4) .‬بصائر الدرجات‪.419 :‬‬

‫]‪[100‬‬

‫الخرائج‪ :‬عن محمد بن مسلم مثله )‪ - 72 .(1‬البصائر‪ :‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن‬
‫صفوان بن يحيى‪ ،‬عن عل‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبى جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬إنا نصلي في مسجد لنا فربما كان الصف أمامنا وفيه‬
‫انقطاع فأمشي إليه بجانبى حتى اقيمه ؟ قال‪ :‬نعم إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي‪ ،‬لتقيمن صفوفكم أو‬
‫ليخالفن ال بين قلوبكم )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن عبيدال الحلبي‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أقيموا صفوفكم فانى‬
‫أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي‪ ،‬ول تختلفوا فيخالف ال بين قلوبكم‬
‫)‪ .(3‬فقه الرضا‪ :‬عنه عليه السلم مثله )‪ - 73 .(4‬البصائر‪ :‬عن الحسن‬
‫بن علي‪ ،‬عن عبيس بن هشام‪ ،‬عن أبي اسماعيل كاتب شريح‪ ،‬عن أبي‬
‫عتاب زياد مولى آل دغش‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬أقيموا‬
‫صفوفكم إذا رأيتم خلل‪ ،‬ول عليك أن تأخذ وراءك إذا وجدت ضيقا في‬
‫الصفوف‪ ،‬فتتم الصف الذي خلفك‪ ،‬أو تمشي منحرفا فتتم الصف الذي‬
‫قدامك فهو خير‪ .‬ثم قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أقيموا‬
‫صفوفكم‪ ،‬فاني أنظر إليكم من خلفي لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن ال بين‬
‫قلوبكم )‪ .(5‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فيه سووا صفوفكم ول تختلفوا فتختلف‬
‫قلوبكم أي إذا تقدم بعضهم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبهم ونشأ‬
‫بينهم الخلف‪ ،‬ومنه الحديث الخر لتسون صفوفكم أو ليخالفن ال بين‬
‫وجوهكم‪ ،‬يريد أن كل منهم يصرف وجهه عن الخر يوقع بينهم‬
‫التباغض‪ ،‬فان إقبال الوجه على الوجه من أثر المحبة واللفة‬

‫)‪ (1‬الخرائج لم نجده‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .420 :‬فقه الرضا‪(5) .14 :‬‬
‫بصائر الدرجات ص ‪.420‬‬

‫]‪[101‬‬

‫وقيل‪ :‬أراد بها تحويلها إلى الدبار وقيل‪ :‬تغير صورها إلى صور اخرى‪- 74 .‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن مهران‪ ،‬عن القاسم الزيات‪ ،‬عن عبد ال‬
‫ابن حبيب بن جندب قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إني اصلى‬
‫المغرب مع هؤلء واعيدها فأخاف أن يتفقدوني‪ ،‬قال‪ :‬إذا صليت الثالثة‬
‫فمكن في الرض أليتيك‪ ،‬ثم انهض وتشهد وأنت قائم‪ ،‬ثم اركع واسجد‬
‫فانهم يحسبون أنها نافلة )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في المنتهى‪ :‬قال ابن بابويه‪ :‬وإن‬
‫لم يتمكن من التشهد جالسا قام مع المام‪ ،‬وتشهد قائما‪ ،‬وقال في‬
‫المختلف‪ :‬لو كان المام ممن ل يقتدى به وقد سبقه المأموم لم يجز له قطع‬
‫الفريضة‪ ،‬بل يدخل معه في صلته‪ ،‬ويتم هو في نفسه فإذا فرغ سلم‬
‫وتابعه فعل‪ ،‬فان وافق حال تشهده حال قيام المام فليقتصر في تشهده‬
‫على الشهادتين‪ ،‬والصلة على النبي صلى ال عليه وآله إيماء‪ ،‬ويقوم مع‬
‫المام وقال علي بن بابويه‪ :‬فإذا صليت أربع ركعات وقام المام إلى‬
‫رابعته‪ ،‬فقم معه وتشهد من قيام‪ ،‬وسلم من قيام‪ .‬والقرب عندي التفصيل‪،‬‬
‫فان تمكن المأموم من تخفيف الشهادتين جالسا وجب وإل جاز له القيام‬
‫قبله للتقية‪ ،‬وفعل ما قاله علي بن بابويه‪ .‬وقال في الذكرى‪ :‬لو اضطر إلى‬
‫القيام قبل تشهده قام وتشهد قائما انتهى‪ ،‬ول يخفى قوته لعمومات التقية‬
‫وخصوص الرواية‪ - 75 .‬المحاسن‪ :‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬وسمعته منه‪ ،‬عن‬
‫العباس بن عامر عن الحسين بن المختار قال‪ :‬سئل عن رجل فاتته ركعة‬
‫من المغرب مع المام وأدرك الثنتين فهي الولى له والثانية للقوم‪،‬‬
‫أيتشهد فيها ؟ قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬ففي الثانية ايضا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬ففي‬
‫الثالثة قال‪ :‬نعم هن بركات )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان وابن أبي‬
‫نجران‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن‬
‫إمام أكون معه‪ ،‬فأفرغ من القراءة قبل أن يفرغ‬
‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .325 :‬المحاسن ص ‪.326‬‬

‫]‪[102‬‬

‫قال‪ :‬أمسك آية ومجد ال وأثن عليه‪ ،‬فإذا فرغ فاقرأها ثم اركع )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن صفوان الجمال قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم إن عندنا‬
‫مصلى ل نصلي فيه‪ ،‬وأهله نصاب وإمامهم مخالف أفأئتم به ؟ فقال‪ :‬ل‪،‬‬
‫قلت‪ :‬إن قرأ أقرء خلفه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬فان نفدت السورة قبل أن يفرغ ؟‬
‫قال‪ :‬سبح وكبر إنما هو بمنزلة القنوت وكبر وهلل )‪ .(2‬بيان‪ :‬المشهور‬
‫أنه مخير بين أن يبقي آية فيقرأها عند فراغ المام أو يتم السورة ويسبح‬
‫حتى يفرغ جمعا بين الروايتين‪ ،‬قال في المنتهى‪ :‬لو فرغ المأموم من‬
‫القراءة قبل المام استحب له أن يسبح إلى أن يفرغ المام ويركع معه‪،‬‬
‫ويستحب له أن يبقي آية فإذا ركع المام قرأها وركع معه‪ .‬وقال في‬
‫الذكرى‪ :‬لو قرء ففرغ قبله استحب أن يبقى آية ليقرأها عند فراغ المام‬
‫ليركع عن قراءة‪ ،‬ثم ذكر رواية زرارة )‪ (3‬وقال‪ :‬فيه دليل على استحباب‬
‫التسبيح والتحميد في الثناء‪ ،‬وعلى جواز القراءة خلف المام‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫وكذا يستحب إبقاء آية لو قرء خلف من ل يقتدى به‪ - 76 .‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أحمد بن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن عمرو بن سعيد‪ ،‬عن مصدق بن‬
‫صدقة‪ ،‬عن عمار الساباطي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‪ :‬عن رجل جاء‬
‫مبادرا والمام راكع فركع قال‪ :‬أجزأته تكبيرة لدخوله في الصلة وللركوع‬
‫)‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن الحسين بن أبي‬
‫العل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن المجذوم والبرص منا‬
‫أيؤم المسلمين ؟ قال‪ :‬نعم وهل يبتلى بهذا إل المؤمن ؟ نعم‪ ،‬وهل كتب‬
‫البلء إل على المؤمنين )‪ .(5‬بيان‪ :‬لعله سقط من الكلم شئ‪ ،‬وفي‬
‫التهذيب )‪ (6‬بسند آخر‪ ،‬عن عبد ال‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .326 :‬وقد رواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 4) .257‬و‬
‫‪ (5‬المحاسن‪ (6) .326 :‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪(*) .253‬‬

‫]‪[103‬‬

‫ابن يزيد قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن المجذوم والبرص يؤمان‬
‫المسلمين ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬هل يبتلي ال بهما المؤمن ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وهل‬
‫كتب البلء إل على المؤمن ويدل على جواز إمامة الجذم والبرص‬
‫واختلف الصحاب فيهما فقال الشيخ في النهاية والخلف بالمنع منه مطلقا‬
‫وقال المرتضى وابن حمزة بالكراهة‪ ،‬والشيخ في المبسوط وابن البراج‬
‫وابن زهرة بالمنع إل لمثلهما‪ ،‬وقال ابن إدريس يكره إمامتهما فيما عدا‬
‫الجمعة و العيدين‪ ،‬أما فيهما فل يجوز‪ .‬والمسألة ل تخلو من إشكال‪ ،‬وإن‬
‫كان الجواز مع الكراهة قويا‪ - 77 .‬المحاسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن العباس بن‬
‫معروف‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬ورواه أبى‪ ،‬عن ابن‬
‫أبى عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أحدهما عليه السلم في مسافر أدرك‬
‫المام ودخل معه في صلة الظهر قال فليجعل الوليين الظهر والخيرتين‬
‫السبحة‪ ،‬وإن كانت صلة العصر جعل الوليين سبحة والخيرتين العصر )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬السبحة النافلة ويدل على جواز اقتداء المسافر بالمقيم وجعل‬
‫الخيرتين في العصر فريضة لكراهة النافلة بعد العصر كما ذكره الشيخ‪،‬‬
‫وقد ورد جواز اقتداء الصلتين بواحدة منهما‪ - 78 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه‬
‫السلم‪ :‬فان أنت تؤم الناس فل تطول في صلتك‪ ،‬وخفف فإذا كنت وحدك‬
‫فثقل ما شئت فانها عبادة )‪ .(2‬وقال‪ :‬قال العالم عليه السلم‪ :‬ل ينبغي‬
‫للمام أن ينفتل من صلته إذا سلم حتى يتم من خلفه الصلة )‪ .(3‬وسئل‬
‫عن رجل أم قوما وهو على غير وضوء‪ ،‬قال‪ :‬ليس عليهم إعادة وعليه هو‬
‫أن يعيد )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .326 :‬فقه الرضا‪ 9 :‬س ‪ = (4 - 3) .16‬ص ‪ 10‬ذيل الصفحة‪.‬‬

‫]‪[104‬‬

‫وروي إن فاتك شئ من الصلة مع المام فاجعل أول صلتك ما استقبلت منها‪ ،‬ول‬
‫تجعل أول صلتك آخرها‪ ،‬وإذا فاتك مع المام الركعة الولى التى فيها‬
‫القراءة فأنصت للمام في الثانية التي أدركت ثم اقرأ أنت في الثالثة للمام‪،‬‬
‫وهي لك ثنتان‪ ،‬وإن صليت فنسيت أن تقرأ فيهما شيئا من القرآن‪ ،‬أجزأك‬
‫ذلك‪ ،‬إذا حفظت الركوع والسجود )‪ .(1‬وقال‪ :‬إذا أدركت المام وقد ركع‬
‫وكبرت قبل أن يرفع المام رأسه فقد أدركت الركعة‪ ،‬فان رفع المام رأسه‬
‫قبل أن تركع فقد فاتتك الركعة‪ ،‬فان وجدت وقد صلى ركعة فقم معه في‬
‫الركعة الثانية‪ ،‬فإذا قعد فاقعد معه‪ ،‬وإذا ركع الثالثة وهي لك الثانية فاقعد‬
‫قليل ثم قم قبل أن يركع فإذا قعد في الرابعة فاقعد معه‪ ،‬فإذا سلم المام فقم‬
‫فصل الرابعة )‪ .(2‬وقال‪ :‬أتموا الصفوف إذا رأيتم خلل فيها‪ ،‬ول يضرك أن‬
‫تتأخر وراءك إذا وجدت ضيقا في الصف فتتم الصف الذي خلفك‪ ،‬وتمشي‬
‫منحرفا )‪ .(3‬وقال‪ :‬يؤم الرجلن أحدهما صاحبه يكون عن يمينه‪ ،‬فإذا‬
‫كانوا أكثر من ذلك قاموا خلفه )‪ .(4‬وسئل عن القوم يكونون جميعا أيهم‬
‫أحق أن يؤمهم ؟ قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬صاحب‬
‫الفراش أحق بفراشه‪ ،‬وصاحب المسجد أحق بمسجده‪ ،‬وقال‪ :‬أكثرهم قرآنا‬
‫وقال‪ :‬أقدمهم هجرة فان استووا فأقرأهم‪ ،‬فان استووا فأفقههم فان استووا‬
‫فأكبرهم سنا )‪ .(5‬وقال‪ :‬إذا صليت خلف المام يقتدى به فل تقرأ خلفه‪،‬‬
‫سمعت قراءته أم لم تسمع إل أن تكون صلة يجهر فيها‪ ،‬فلم تسمع فاقرأ‬
‫وإذا كان ل يقتدى به فاقرأ خلفه سمعت أم لم تسمع )‪.(6‬‬

‫)‪ (2 - 1‬فقه الرضا ص ‪ 10‬ذيل الصفحة‪ (6 - 3) .‬فقه الرضا ص ‪ 11‬صدر‬


‫الصفحة‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫وقال جابر بن عبد ال صاحب رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬وسئل عن هؤلء إذا‬
‫أخروا الصلة‪ ،‬فقال‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله لم يكن يشغله عن‬
‫الصلة الحديث ول الطعام‪ ،‬فإذا تركوا بذلك الوقت فصلوا ول تنتظروهم‪.‬‬
‫وإذا صليت صلتك وأنت في مسجد واقيمت الصلة‪ ،‬فان شئت فصل‪ ،‬وإن‬
‫شئت فاخرج‪ ،‬ثم قال‪ :‬ل تخرج بعدما اقيمت‪ ،‬صل معهم تطوعا واجعلها‬
‫تسبيحا )‪ .(1‬وقال‪ :‬ل أرى بالصفوف بين الساطين بأسا )‪ .(2‬وقال عليه‬
‫السلم‪ :‬اعلم أن صلة بالجماعة أفضل بأربع وعشرين صلة‪ ،‬من صلة‬
‫في غير الجماعة‪ ،‬وإن أولى الناس بالتقدم في الجماعة أقرؤهم للقرآن‪،‬‬
‫وإن كانوا في القرآن سواء فأفقههم‪ ،‬وإن كانوا في الفقه سواء فأقدمهم‬
‫هجرة‪ ،‬فان كان في الهجرة سواء فأسنهم‪ .‬فان كانوا في السن سواء‬
‫فأصبحهم وجها )‪ .(3‬وصاحب المسجد أولى بمسجده‪ ،‬وليكن من يلي‬
‫المام منكم اولوا الحلم والتقى‪ ،‬فان نسي المام أو تعايا فقوموه )‪.(4‬‬
‫وأفضل الصفوف أولها وأفضل أولها ما قرب من المام‪ ،‬وأفضل صلة‬
‫الرجل في جماعة )‪ .(5‬وصلة واحدة في جماعة بخمس وعشرين صلة‬
‫من غير جماعة‪ ،‬ويرفع له في الجنة خمس وعشرون درجة‪ ،‬فان صليت‬
‫فخفف بهم الصلة‪ ،‬وإذا كنت وحدك فثقل فانها العبادة )‪ .(6‬فان خرجت‬
‫منك ريح وغيرها مما ينقض الوضوء‪ ،‬أو ذكرت أنك على غير وضوء‬
‫فسلم على أي حال كنت في صلتك‪ ،‬وقدم رجل يصلي بالقوم بقية صلتهم‪،‬‬
‫وتوضأ وأعد صلتك )‪ .(7‬فان كنت خلف المام فل تقوم في الصف الثاني‬
‫إن وجدت في الول موضعا فان رسول ال صلى ال عليه واله قال‪ :‬أتموا‬
‫صفوفكم فاني أراكم من خلفي كما أراكم من قدامى‬

‫)‪ (2 - 1‬فقه الرضا ص ‪ 11‬صدر الصفحة‪ (7 - 3) .‬فقه الرضا ص ‪ 14‬باب صلة‬


‫الجماعة‪.‬‬

‫]‪[106‬‬
‫ول تخالفوا فيخالف ال قلوبكم )‪ .(1‬وإن وجدت ضيقا في الصف الول فل بأس أن‬
‫تتأخر إلى الصف الثاني‪ ،‬وإن وجدت في الصف الول خلل فل بأس أن‬
‫تمشي إليه فتتمه )‪ .(2‬فان دخلت المسجد ووجدت الصف الول تاما فل‬
‫بأس أن تقف في الصف الثاني وحدك أو حيث شئت‪ ،‬وأفضل ذلك قرب‬
‫المام‪ ،‬فان سبقت بركعة أو ركعتين فأقرأ في الركعتين الوليين من صلتك‬
‫الحمد وسورة‪ ،‬فان لم تلحق السورة أجزأك الحمد وحده‪ ،‬وسبح في‬
‫الخريين‪ ،‬وتقول‪ :‬سبحان ال‪ ،‬والحمد‪ ،‬ول إله إل ال وال أكبر )‪ .(3‬ول‬
‫تصلي خلف أحد إل خلف رجلين‪ :‬أحدهما من تثق به وتدينه بدينه وورعه‬
‫وآخر من تتقي سيفه وسوطه وشره وبوائقه وشنعته‪ ،‬فصل خلفه على‬
‫سبيل التقية والمداراة وأذن لنفسك وأقم واقرء فيها لنه غير مؤتمن به‪،‬‬
‫فان فرغت قبله من القراءة أبق آية حتى تقرأ وقت ركوعه‪ ،‬وإل فسبح إلى‬
‫أن تركع )‪ .(4‬تبيين‪ :‬قوله عليه السلم " ول تجعل أول صلوتك آخرها "‬
‫أي بأن ل تقرأ في الوليين مع تسبيح المام أو مع القراءة في الخيرتين‬
‫بالحمد فقط‪ ،‬أو مع السورة‪ ،‬وحمله الشيخ )‪ (5‬على الخير‪ ،‬وظاهره لزوم‬
‫القراءة للمسبوق‪ ،‬وقد تقدم القول فيه‪ ،‬وقوله " أتموا الصفوف " إلى‬
‫قوله‪ " :‬منحرفا " مضمون موثقة الفضيل )‪ (6‬والمشي منحرفا إذا لم‬
‫يحاذه لعدم الستدبار‪ ،‬وقال‪ " :‬أقدمهم " أي في رواية اخرى‪ " .‬ثم قال ل‬
‫تخرج " كراهة أو تقية " واجعلها تسبيحا " أي نافلة " بين الساطين "‬

‫)‪ (4 - 1‬فقه الرضا ص ‪ - 14‬باب صلة الجماعة‪ (5) .‬ل يعنى أن الشيخ حمل كلم‬
‫الفقه الرضوي على ذلك بل الحديث الذى تضمن هذا الكلم‪ ،‬راجع‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .259‬رواه في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪332‬‬

‫]‪[107‬‬

‫يشمل ما كان معترضا بين الصف وما كان بين الصفين‪ ،‬فيدل على أنه ل يضر مثل‬
‫هذا المانع بين المأموم والمام‪ ،‬وإن كان مانعا لرؤيته إذا رأى المأمومين‬
‫الذين يرون المام أو من يراه‪ .‬قوله عليه السلم " بخمس وعشرين " ل‬
‫ينافي ما مر من الربع‪ ،‬لن المراد بما سبق بيان الفضل وهنا بيان الفضل‬
‫مع الصل‪ .‬وعد في النفلية من مستحبات الجماعة قصد الصف الول لهله‬
‫وإطالته إل مع الفراط والتخطي إليه ما لم يؤذ أحدا‪ ،‬واختصاص الفضلء‬
‫به‪ ،‬وإقامة الصفوف بمحاذات المناكب والقرب من المام خصوصا اليمين‪.‬‬
‫قال الشهيد الثاني‪ :‬اليمين منه أو من الصف الول لما روي من أن الرحمة‬
‫تنتقل من المام إليهم‪ ،‬ثم إلى يسار الصف ثم إلى الباقي‪ .‬قوله‪ " :‬فسلم "‬
‫هذا السلم غير معهود‪ ،‬لنه ظهر أن صلته كانت باطلة نعم ذكر في‬
‫النفلية استحباب قطع الصلة بتسليمة لو كبر قبله ناسيا أو ظانا أنه كبر‪.‬‬
‫‪ - 79‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب أبي عبد ال السياري قال‪ :‬قلت لبي جعفر‬
‫الثاني عليه السلم‪ :‬قوم من مواليك يجتمعون فتحضر الصلة فيتقدم‬
‫بعضهم فيصلي جماعة‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان الذي يؤم بهم ليس بينه وبين ال‬
‫طلبة فليفعل )‪ .(1‬قال‪ :‬وقلت له مرة اخرى‪ :‬إن القوم من مواليك يجتمعون‬
‫فتحضر الصلة فيؤذن بعضهم ويتقدم أحدهم فيصلي بهم‪ ،‬فقال‪ :‬إن كانت‬
‫قلوبهم كلها واحدة فل بأس فقلت‪ :‬ومن لهم بمعرفة ذلك ؟ قال‪ :‬فدعوا‬
‫المامة لهلها )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا الخبر مخالف للحاديث الصحيحة الدالة على‬
‫المساهلة والتوسعة في عدالة المام‪ ،‬والكتفاء فيها بحسن الظاهر‪ ،‬وعدم‬
‫التظاهر بالفسق‪ ،‬والحث والترغيب العظيم الوارد في فعلها‪ ،‬وعادة السلف‬
‫في العصار من مواظبتهم عليها‪ ،‬والتأمل في حال الجماعة الذين عينهم‬
‫النبي والئمة صلوات ال عليهم لذلك‪ ،‬مع‬

‫)‪ (2 - 1‬السرائر‪.468 :‬‬

‫]‪[108‬‬

‫أن الخبر ضعيف‪ .‬ولو سلم فيمكن حمله على استحباب كون المام متصفا بتلك‬
‫الصفات أو يحمل قوله‪ " :‬ليس بينه وبين ال طلبة " على أنه لم يكن‬
‫عليه كبيرة لم يتب منها‪ ،‬فان الصغاير مكفرة مع اجتناب الكباير فل طلبة‬
‫عنها‪ ،‬فيدل على أنه يشترط في المامة اعتقاد المام بعدالة نفسه‪ .‬وأما‬
‫كون قلوبهم واحدة فيمكن أن يراد به عدم الختلف في العقايد‪ ،‬وقوله "‬
‫دعوا المامة لهلها " يمكن حمله على أن مع وجود الفضل ينبغي أن ل‬
‫يعدل عنه إلى غيره‪ ،‬على أنه يمكن أن يكون غرضه عليه السلم منع‬
‫الراوي وأمثاله عن المامة لنه كان ضعيفا فاسد المذهب‪ ،‬قال النجاشي )‬
‫‪ (1‬كان ضعيف الحديث فاسد المذهب وقال ابن الغضايري‪ :‬إنه قال‬
‫بالتناسخ‪ ،‬ويمكن حمله على التقية أيضا لئل يتضرروا من المخالفين‪.‬‬
‫وبالجملة يشكل ترك هذه السنة المتواترة تمسكا بمثل هذه الرواية وال‬
‫العالم‪ - 80 .‬العياشي‪ :‬عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما عليه السلم قال‪ :‬إذا كنت‬
‫خلف إمام تأتم به فأنصت وسبح في نفسك )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن زرارة قال‪ :‬قال‬
‫أبو جعفر عليه السلم وإذا قرئ القرآن في الفريضة خلف المام فاستمعوا‬
‫له وأنصتوا لعلكم ترحمون )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬يجب النصات للقرآن في الصلة‪ ،‬وفي غيرها‪ ،‬وإذا‬
‫قرئ عندك القرآن وجب عليك النصات والستماع )‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن أبي‬
‫كهمس )‪ (5‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قرأ ابن الكوا خلف أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من‬
‫الخاسرين " فأنصت‬
‫)‪ (1‬فهرست النجاشي‪ (4 - 2) .62 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .44‬في ط‬
‫الكمبانى عن أبى بصير‪.‬‬

‫]‪[109‬‬

‫أمير المؤمنين )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن عبيدال الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫ينبغي لولد الزنا أن ل تجوز له شهادة‪ ،‬ول يؤم بالناس‪ ،‬لم يحمله نوح في‬
‫السفينة وقد حمل فيها الكلب والخنزير )‪ - 81 .(2‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن جابر الجعفي قال‪ :‬سألت الباقر عليه‬
‫السلم‪ :‬إن لي جيرانا بعضهم يعرف هذا المر وبعضهم ل يعرف‪ ،‬وقد‬
‫سألوني أن اؤذن لهم واصلي بهم‪ ،‬فخفت أن ل يكون ذلك موسعا لي فقال‪:‬‬
‫أذن لهم‪ ،‬وصل بهم‪ ،‬وتحر الوقات )‪ - 82 .(3‬دعائم السلم‪ :‬روينا عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬إمام القوم وافدهم‪ ،‬فقدموا في صلتكم أفضلكم )‪ .(4‬وعن‬
‫علي صلوات ال عليه أنه قال‪ :‬ل تقدموا سفهاءكم في صلتكم‪ ،‬ول على‬
‫جنائزكم فانهم وفدكم إلى ربكم )‪ .(5‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬ل يؤم‬
‫المريض الصحاء إنما كان ذلك لرسول ال صلى ال عليه وآله خاصة )‬
‫‪ .(6‬وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬العبد يؤم أهله )‬
‫‪ (7‬إذا كان فقيها ولم يكن هناك أفقه منه‪ ،‬ورخص في الصلة خلف العمى‬
‫إذا سدد للقبلة وكان أفضلهم )‪ .(8‬وعن علي عليه السلم أنه نهى عن‬
‫الصلة خلف الجذم والبرص والمجنون و‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .44‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪(3) .148‬‬
‫السرائر‪ (6 - 4) .473 :‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (7) .151‬في المصدر‪:‬‬
‫أنه قال عليه السلم‪ :‬ل بأس بالصلة خلف العبد إذا كان فقيها‪ (8) .‬دعائم‬
‫السلم ج ‪ 1‬ص ‪.151‬‬

‫]‪[110‬‬

‫المحدود وولد الزنا‪ ،‬ونهى العرابي أن يؤم المهاجرى أو المقيد المطلقين‪ ،‬أو‬
‫المتيمم المتوضئين أو الخادم )‪ (1‬الفحول‪ ،‬أو المرءة الرجال‪ ،‬ول يؤم‬
‫الخنثى الرجال‪ ،‬ول الخرس المتكلمين‪ ،‬ول المسافر المقيمين )‪ .(2‬وعن‬
‫جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬ل تعتد بالصلة خلف الناصب‪ ،‬ول‬
‫الحروري واجعله سارية من سواري المسجد‪ ،‬اقرأ لنفسك كأنك وحدك )‬
‫‪ .(3‬وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلم قال‪ :‬ل تصلوا خلف ناصب‬
‫ول كرامة‪ ،‬إل أن تخافوا على أنفسكم أن تشهروا ويشار إليكم‪ ،‬فصلوا في‬
‫بيوتكم ثم صلوا معهم‪ ،‬واجعلوا صلتكم معهم تطوعا )‪ .(4‬وعن علي عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬صلى عمر بالناس صلة الفجر فلما قضي الصلة أقبل‬
‫عليهم فقال‪ :‬يا أيها الناس إن عمر صلى بكم الغداة وهو جنب‪ ،‬فقال له‬
‫الناس‪ :‬فما ذا ترى‪ :‬فقال‪ :‬علي العادة ول إعادة عليكم‪ ،‬فقال له علي‬
‫عليه السلم‪ :‬بل عليك العادة وعليهم‪ ،‬إن القوم بامامهم يركعون‪،‬‬
‫ويسجدون‪ ،‬وإذا فسد صلة المام فسد صلة المأمومين )‪ .(5‬وعن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬يؤمكم أكثركم نورا‪ ،‬والنور القرآن‪ ،‬و كل‬
‫أهل مسجد أحق بالصلة في مسجدهم إل أن يكون أمير حضر فانه أحق‬
‫بالمامة من أهل المسجد )‪ .(6‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫يؤم القوم أقدمهم هجرة‪ ،‬فان استووا فأقرءهم وإن استووا فأفقههم‪ ،‬وإن‬
‫استووا فأكبرهم سنا‪ ،‬وصاحب المسجد أحق بمسجده )‪ .(7‬وعن جعفر بن‬
‫محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا أم الرجل رجل واحدا أقامه عن يمينه وإذا‬
‫أم اثنين فصاعدا قاموا خلفه )‪ .(8‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬ل بأس‬
‫أن يصلي القوم بصلة المام وهم في غير‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ول الخصى الفحول‪ (4 - 2) .‬المصدر ج ‪ 1‬ص ‪(8 - 5) .151‬‬
‫المصدر ج ‪ 1‬ص ‪(*) .152‬‬

‫]‪[111‬‬

‫المسجد )‪ .(1‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا صليت وحدك فطول‬
‫فانها العبادة‪ ،‬وإذا صليت بقوم فصل صلة أضعفهم‪ ،‬خفف الصلة )‪.(2‬‬
‫وقال‪ :‬كانت صلة رسول ال صلى ال عليه وآله أخف صلة في تمام )‪.(3‬‬
‫وعنه عليه السلم‪ :‬أنه قال‪ :‬ل تؤم المرءة الرجال‪ ،‬وتصلي بالنساء ول‬
‫تتقدمهن تقوم وسطا منهن ويصلين بصلتها )‪ .(4‬وعن علي عليه السلم‪:‬‬
‫أنه رخص في تلقين المام القرآن إذا تعايا ووقف‪ ،‬فاما )‪ (5‬إن ترك آية أو‬
‫آيتين أو أكثر أو خرج من سورة إلى سورة واستمر في القرآن لم يلقن )‬
‫‪ .(6‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬سووا )‪ (7‬صفوفكم‪،‬‬
‫وحاذوا بين مناكبكم‪ ،‬ول تخالفوا بينها فتختلفوا‪ ،‬ويتخللكم الشيطان تخلل‬
‫أولد الحذف‪ .‬والحذف ضرب من الغنم الصغار السود‪ ،‬واحدتها خذفة فشبه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله تخلل الشيطان الصفوف إذا وجد فيها خلل‬
‫بتخلل أولد الغنم ما بين كبارها )‪ .(8‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬قال‬
‫لي رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي ! ل تقومن في‬

‫)‪ (4 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .152‬في المصدر‪ :‬فان خطرف آية أو آيتين‬
‫أو أكثر أو خرج من سورة إلى سورة واستمر في القراءة لم يلقن‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫خطرف أصله في المشى يقال‪ :‬خطرف‪ :‬أي جعل خطوتين خطوة في‬
‫وساعته‪ ،‬وينطبق معناه على ما في نسخة المؤلف العلمة رضوان ال‬
‫عليه‪ ،‬ال أن قوله " أكثر " الظاهر أنه فعل جيئ به في مقابلة خطرف‪ ،‬ل‬
‫أنه أفعل تفضيل‪ (6) .‬المصدر نفسه ج ‪ 1‬ص ‪ (7) .152‬في المصدر‪:‬‬
‫صلوا صفوفكم‪ ،‬والمعنى اتصال المناكب من دون تخلل‪ (8) .‬دعائم‬
‫السلم ج ‪ 1‬ص ‪.155‬‬

‫]‪[112‬‬

‫العيكل )‪ (1‬قلت‪ :‬وما العيكل يا رسول ال ؟ قال‪ :‬تصلي خلف الصفوف وحدك )‪.(2‬‬
‫يعني وال أعلم ‪ -‬إذا كان ذلك وهو يجد موضعا في الصفوف فأما إن لم‬
‫يجد فل شئ عليه أن يصلي خلف الصفوف وحده‪ ،‬لنا روينا عن أبي عبد‬
‫ال جعفر ابن محمد عليهما السلم أنه سئل عن رجل دخل مع قوم في‬
‫جماعة فقام وحده ليس معه في الصف غيره والصف الذي بين يديه‬
‫متضايق‪ ،‬قال‪ :‬إذا كان كذلك صلى وحده فهو معهم )‪ .(3‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫قم في الصف ما استطعت فإذا ضاق المكان فتقدم أو تأخر فل بأس )‪.(4‬‬
‫وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا جاء الرجل ولم يستطع أن يدخل الصف‬
‫فليقم حذاء المام‪ ،‬فان ذلك يجزيه‪ ،‬ول يعاند الصف )‪ .(5‬وعن أبي جعفر‬
‫محمد بن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬ينبغي للصفوف أن تكون تامة متصلة‬
‫)‪ (6‬ويكون بين كل صفين قدر مسقط جسد النسان‪ ،‬إذا سجد‪ ،‬وأي صف‬
‫كان أهله يصلون بصلة المام وبينهم وبين الصف الذي تقدمهم أقل من‬
‫ذلك فليس تلك الصلة لهم بصلة )‪ .(7‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬ليكن‬
‫الذين يلون المام اولي الحلم والنهى‪ ،‬و إن تعايا لقنوه )‪ .(8‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬إذا صلى النساء مع الرجال قمن في آخر الصفوف )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬العثكل‪ ،‬وجعل في الذيل‪ :‬العكل‪ ،‬العيكل خ ل‪ ،‬وكأنه استظهر‬
‫الفسكل‪ ،‬وسيأتى في الشرح‪ (2) .‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪(5 - 3) .155‬‬
‫دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .156‬في المصدر‪ :‬متواصلة‪ ،‬وهو الظهر‪.‬‬
‫)‪ (8 - 7‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (9) .156‬في المصدر‪ :‬ل يتقدمن‬
‫الرجال ول يحاذينهم ال أن يكون بينهن وبين الرجال سترة‪.‬‬

‫]‪[113‬‬

‫ول يحاذين الرجال إل أن يكون دونهم سترة )‪ .(1‬وروينا عن أمير المؤمنين‬


‫صلوات ال عليه أنه قال‪ :‬إذا سبق أحدكم المام بشئ من الصلة‪ ،‬فليجعل‬
‫ما يدرك مع المام أول صلته‪ ،‬وليقرء فيما بينه وبين نفسه إن أمهله‬
‫المام‪ ،‬فان لم يمكنه قرء فيما يقضي‪ ،‬وإذا دخل مع المام في صلته‬
‫العشاء الخرة وقد سبقه بركعة وأدرك القراءة في الثانية فقام المام في‬
‫الثالثة‪ ،‬قرء المسبوق في نفسه كما كان يقرء في الثانية‪ ،‬واعتد بها لنفسه‬
‫أنها الثانية‪ ،‬فإذا سلم المام لم يسلم المسبوق وقام يقضي ركعة يقرء فيها‬
‫بفاتحة الكتاب لنها هي التي بقيت عليه )‪ .(2‬وعن جعفر بن محمد عليه‬
‫السلم أنه سئل عن رجل دخل مع قوم في صلة قد سبق فيها بركعة كيف‬
‫يصنع ؟ قال‪ :‬يقوم معهم ]في الثانية فإذا جلسوا فليجلس معهم[ )‪ (3‬غير‬
‫متمكن‪ ،‬فإذا قاموا في الثالثة كانت له هو ثانية فليقرأ فيها‪ ،‬فإذا رفعوا‬
‫رؤسهم من السجود‪ ،‬فليجلس شيئا ما يتشهد تشهدا خفيفا‪ ،‬ثم ليقم حتى‬
‫تستوي الصفوف قبل أن يركعوا‪ ،‬فإذا جلسوا في الرابعة جلس معهم غير‬
‫متمكن‪ ،‬فإذا سلم المام قام فأتى بركعة وجلس وتشهد وسلم وانصرف )‬
‫‪ .(4‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬من فاتته ركعة من صلة المغرب‬
‫سبقه بها المام ثم دخل معه في صلته‪ ،‬جلس بعد كل ركعة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .156‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .191‬ما بين‬
‫العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪ (4) .‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪(5) .191‬‬
‫المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ ،192‬وزاد بعده شرحا هذا نصه‪ :‬يعنى عليه السلم أنه‬
‫إذا جلس المام في الثانية وهى للمسبوق أولة جلس بعدها معه غير‬
‫متمكن‪ ،‬ثم يقوم ويجلس في الثالثة وهى للمسبوق ثانية فليجلس معه‬
‫ويتشهد التشهد الول ويقرء في التى خافت فيها المام لنفسه مخافتا‬
‫وهى للمسبوق ثانية‪ ،‬ثم إذا سلم المام قام فأتى بركعة يقرء فيها بفاتحة‬
‫‪-‬‬

‫]‪[114‬‬

‫وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات ال عليهما أنه قال‪ :‬وإذا أدركت المام وقد‬
‫صلى ركعتين فاجعل ما أدركت معه أول صلتك فاقرأ لنفسك بفاتحة الكتاب‬
‫وسورة إن أمهلك المام‪ ،‬أو أدركت أن تقرأ‪ ،‬واجعلهما أول صلتك‪،‬‬
‫واجلس مع المام إذا جلس هو للتشهد الثاني‪ ،‬واعتد أنت لنفسك به أن‬
‫التشهد الول وتشهد فيه بما تتشهد به في التشهد الول‪ ،‬فإذا سلم فقم قبل‬
‫أن تسلم أنت فصل ركعتين إن كانت الظهر أو العصر أو العشاء الخرة‪ ،‬أو‬
‫ركعة إن كانت المغرب‪ ،‬تقرء في كل ركعة بفاتحة الكتاب وتتشهد التشهد‬
‫الثاني‪ ،‬وتسلم‪ .‬وإن لم تدرك مع المام إل ركعة فاجعلها أول صلتك فإذا‬
‫جلس للتشهد فاجلس غير متمكن ول تتشهد‪ ،‬وإذا سلم فقم فابن على‬
‫الركعة التي أدركت حتى تقضي صلتك )‪ .(1‬وعنه وعن أبي عبد ال‬
‫عليهما السلم أنهما قال‪ :‬إذا أدرك الرجل المام قبل أن يركع أو وهو في‬
‫الركوع‪ ،‬وأمكنه أن يكبر ويركع قبل أن يرفع المام رأسه وفعل ذلك فقد‬
‫أدرك تلك الركعة‪ ،‬وإن لم يدركه حتى رفع من الركوع فليدخل معه ول يعتد‬
‫بتلك الركعة )‪ .(2‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬من أدرك المام راكعا‬
‫فكبر تكبيرة واحدة وركع معه اكتفى بها )‪ .(3‬وعن جعفر بن محمد عليه‬
‫السلم أنه قال في رجل سبقه المام بركعة‪ ،‬فلما سلم المام سها عن قضاء‬
‫ما فاته فسلم وانصرف مع الناس‪ ،‬قال‪ :‬يصلى الركعة التي فاتته وحدها‬
‫ويتشهد ويسلم وينصرف )‪ .(4‬وعنه صلوات ال عليه أنه قال في رجل‬
‫سبقه المام ببعض الصلة ثم أحدث المام في صلته فقدمه‪ ،‬قال‪ :‬إذا أتم‬
‫صلة المام أشار إلى من خلفه فسلموا لنفسهم‬

‫الكتاب‪ ،‬وهى له ثالثة‪ ،‬ثم يجلس يتشهد التشهد الثاني ويسلم وينصرف‪(2 - 1) .‬‬
‫دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 3) .192‬المصدر ج ‪ 1‬ص ‪.193‬‬

‫]‪[115‬‬

‫وانصرفوا‪ ،‬وقام هو فأتم ما بقي عليه من غير إعلن بالتكبير )‪ .(1‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬ينبغي للمام إذا سلم أن يجلس مكانه حتى يقضي من سبق‬
‫بالصلة ما فاته )‪ .(2‬وهذا على ما ذكرنا مما يؤمر به من الدعاء والتوجه‬
‫بعد الصلة‪ ،‬وقبل القيام من موضعه )‪ ،(3‬يقضي في ذلك من فاته شئ من‬
‫الصلة‪ ،‬ما فاته منها‪ ،‬والمام في ذلك يدعو ويتوجه ويتقرب بما امر به‬
‫من ذلك )‪ .(4‬بيان‪ " :‬ل يؤم المريض الصحاء " أي المريض الذي يصلي‬
‫جالسا أو مضطجعا أو ل يمكنه بعض أفعال الصلة‪ ،‬ول خلف في عدم‬
‫جواز ائتمام القائم بالقاعد‪ ،‬قالوا‪ :‬وكذا الجالس بالمضطجع واختلفوا في‬
‫إمامة العارى للمكتسى‪ .‬وأما العمى فاختلف الصحاب في جواز إمامته‪،‬‬
‫والمشهور الجواز‪ ،‬بل قال في المنتهى في باب الجماعة‪ :‬ول بأس بامامة‬
‫العمى إذا كان من وراء من يسدده ويوجهه إلى القبلة‪ ،‬وهو مذهب أهل‬
‫العلم ل نعلم فيه خلفا إل ما نقل عن أنس ونسب الجواز في الجمعة إلى‬
‫أكثر أهل العلم‪ ،‬ونسب في التذكرة في باب الجمعة اشتراط السلمة من‬
‫العمى إلى أكثر علمائنا‪ ،‬وبه أفتى في النهاية‪ ،‬والصح الجواز‪ .‬وظاهر‬
‫كلم بعض الصحاب عدم جواز إمامة المقيد المطلقين وصاحب الفالج‬
‫الصحاء‪ ،‬والمشهور الكراهة‪ ،‬إل مع عدم تمكنها من التيان بأفعال‬
‫الصلة‪ .‬والمراد بالخادم الخصي ولم أر في سائر الخبار المنع من إمامته‬
‫وقال في الذكرى‪ :‬تضمن كلم أبي الصلح أنه ل يؤم الخصي بالسليم‪ ،‬ول‬
‫نعلم وجهه‪ ،‬سواء اريد به التحريم أو الكراهة والمشهور عدم جواز إمامة‬
‫الخنثى للرجل بل ول للخنثى‪ ،‬لحتمال كون المام امرأة والمأموم رجل‪،‬‬
‫وقيل بالجواز في الخير ول خلف في عدم جواز ائتمام غير الخرس به‪،‬‬
‫وكذا المشهور عدم الجواز في ائتمام‬

‫)‪ (2 - 1‬المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .193‬في المصدر‪ :‬مقدار ما يمكن أن يقضى في‬
‫ذلك‪ (4) .‬المصدر نفسه ج ‪ 1‬ص ‪.193‬‬

‫]‪[116‬‬

‫المتقن باللحن وجوزه بعضهم‪ .‬وقال في المدارك‪ :‬يستحب الصلة المكتوبة في‬
‫المنزل أول ثم حضور جماعتهم والصلة معهم‪ ،‬نافلة أو قضاء‪ ،‬لما رواه‬
‫ابن بابويه في الصحيح عن عبد ال بن سنان )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬ما من عبد يصلي في الوقت ويفرغ ثم يأتيهم ويصلي‬
‫معهم‪ ،‬وهو على وضوء إل كتب ال له خمسا وعشرين درجة‪ ،‬وفي‬
‫الصحيح عن عمر ابن يزيد )‪ (2‬عنه عليه السلم مثله وزاد في آخره‬
‫فارغبوا في ذلك‪ .‬قوله‪ " :‬وعليهم " لعله عليه السلم أمرهم بالعادة‬
‫لفسق إمامهم وكفره‪ ،‬ويمكن حمله على الستحباب‪ .‬قوله عليه السلم‪" :‬‬
‫وهم في غير المسجد " حمل على عدم البعد المفرط قال في الذكرى لو‬
‫صلى في داره خلف إمام المسجد وهو يشاهد الصفوف صحت قدوته‪،‬‬
‫وأطلق الشيخ ذلك‪ ،‬والولى تقييده بعدم البعد المفرط قال‪ :‬وإن كان باب‬
‫الدار بحذاء باب المسجد‪ ،‬أو باب المسجد عن يمينه أو يساره واتصلت‬
‫الصفوف من المسجد إلى داره صحت صلتهم انتهى‪ .‬وقطع أكثر الصحاب‬
‫بجواز إمامة المرءة للنساء‪ ،‬بل قال في التذكرة‪ :‬إنه قول علمائنا أجمع‪،‬‬
‫ونقل عن السيد وابن الجنيد أنهما جوزا إمامة النساء في النوافل دون‬
‫الفرايض )‪ (3‬ونفى عنه البأس في المختلف‪ .‬وتدل عليه روايات صحيحة‬
‫وفي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلم )‪ (4‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬فقيه من ل يحضره الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .265‬فقيه من ل يحضره الفقيه ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (3) .250‬كما هو ظاهر الية الكريمة " واركعى مع الراكعين " وقد‬
‫ورد النهى عن امامتهن في الفرائض في غير واحد من الروايات‬
‫الصحيحة‪ ،‬وأما جواز امامتهن في النوافل‪ ،‬فلن النهى عن الجتماع في‬
‫النوافل انما اختص الرجال دون النساء‪ (4) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪،131‬‬
‫الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،259‬ورويا مثله باسنادهما عن هشام بن سالم عنه‬
‫عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[117‬‬
‫قلت له‪ :‬المرءة تؤم النساء ؟ قال‪ :‬ل إل على الميت إذا لم يكن أحد أولى منها تقوم‬
‫وسطهن معهن في الصف فتكبر ويكبرن‪ .‬وأما أنها ل تتقدم وتقف في‬
‫صفهن فقال في المعتبر‪ :‬على ذلك اتفاق القائلين بامامة النساء‪ ،‬وتدل‬
‫عليه روايات‪ .‬وقال في المنتهى‪ :‬إذا عرض للمام وقفة أو خطأ في قراءة‬
‫فل يدري ما يقرء‪ ،‬جاز لمن خلفه أن ينبهه‪ ،‬وقال في الذكرى يفتح المأموم‬
‫على المام إذا ارتج عليه وينبهه على الغلط واللحن‪ ،‬فلو تركه لم يبطل إذا‬
‫لم يعلم أنه تعمده انتهى والتفصيل الوارد في الخبر غريب‪ .‬وفي النهاية في‬
‫حديث الصلة ل تتخللكم الشياطين كأنها بنات حذف‪ ،‬وفي رواية كأولد‬
‫الحذف‪ ،‬هي الغنم الصغار الحجازية واحدتها حذفة بالتحريك‪ ،‬قيل هي‬
‫صغار جرد ليس لها آذان ول أذناب يجاء بها من حرش اليمن‪ .‬وروى‬
‫الشيخ بسند )‪ (1‬فيه ضعف على المشهور‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ل تكونن في العيكل‪ ،‬قلت‪ :‬و ما العيكل قال‪ :‬أن تصلي خلف الصفوف‬
‫وحدك‪ ،‬فان لم يمكن الدخول في الصف قام حذاء المام أجزءه‪ ،‬فان هو‬
‫عاند الصف فسد عليه صلته‪ .‬أقول‪ :‬لم أر العيكل بهذا المعنى في كتب‬
‫اللغة‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬اعتكل اعتزل‪ ،‬وكمنبر مخبط الراعي‪ ،‬وفي بعض‬
‫النسخ بالثاء المثلثة وهو أيضا كذلك ليس له معنى مناسب‪ ،‬ول يبعد أن‬
‫يكون " الفسكل " بالفاء والسين المهملة وهو بالضم والكسر الفرس الذى‬
‫يجئ في الحلبة آخر الخيل ورجل فسكل كزبرج‪ :‬رذل‪ ،‬وكزنبور وبرذون‬
‫متأخر تابع ذكره الفيروز آبادي‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬إن أسماء بنت عميس‬
‫قالت لعلي عليه السلم‪ :‬إن ثلثة أنت آخرهم لخيار‪ .‬فقال علي عليه‬
‫السلم لولدها‪ :‬فسكلتني امكم أي أخرتني وجعلتني كالفسكل‪ ،‬وهو الفرس‬
‫الذي يجئ في آخر خيل السباق‪ ،‬وكانت تزوجت قبله‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.333‬‬

‫]‪[118‬‬

‫بجعفر أخيه ثم بأبي بكر انتهى‪ .‬ومعاندة الصف أن يدخل بينه مع الضيق‪ ،‬أو يقف‬
‫خلفه مع الفرجة‪ ،‬وإمكان الدخول من غير مشقة أو العم‪ ،‬والحلم جمع‬
‫حلم بالكسر وهو العقل‪ ،‬ومنه قوله تعالى " أم تأمرهم أحلمهم بهذا " )‪(1‬‬
‫والنهى بالضم العقل أيضا " وتعايا " أي لم يهتد لوجه مراده أو عجزه‬
‫عنه‪ ،‬ولم يطق أحكامه‪ .‬والمشهور بين الصحاب أنه ل تصح الئتمام مع‬
‫وجود حائل بين المام و المأموم يمنع مشاهدته أو مشاهدة من يشاهده‪،‬‬
‫ولو بوسائط وادعوا الجماع عليه و استثنى الكثر من ذلك ما إذا كان‬
‫المأموم امرأة فانه يجوز ايتما مهابه مع وجود الحائل‪ ،‬لرواية عمار )‪.(2‬‬
‫وقوله‪ " :‬أل يكون دونهم سترة " أيضا يومي إلى ذلك وقال ابن إدريس‪:‬‬
‫قد وردت رخصة للنساء أن يصلين وبينهن وبين المام حائط‪ ،‬والول‬
‫أظهر وأصح انتهى وهو أحوط‪ " .‬فيما يقضي " أي فيما يفعله منفردا بعد‬
‫فراغ المام " حتى تستوي الصفوف " أي ل يطول التشهد " يصلي‬
‫الركعة " حمل على عدم الستدبار وغيره مما يبطل عمدا وسهوا كما مر‪.‬‬
‫وروى الشيخ في الصحيح عن معاوية )‪ (3‬بن عمار قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫ال عليه السلم عن الرجل يأتي المسجد وهم في الصلة‪ ،‬وقد سبقه المام‬
‫بركعة أو أكثر‪ ،‬فيعتل المام فيأخذ بيده ويكون أدنى القوم إليه فيقدمه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يتم الصلة بالقوم ثم يجلس حتى إذا فرغوا من التشهد أومأ إليهم‬
‫بيده عن اليمين والشمال فكان الذي أومأ إليهم بيده التسليم وانقضاء‬
‫صلتهم‪ ،‬وأتم هو ما كان فاته أو بقي عليه‪ .‬وقال في البيان‪ :‬ولو استنيب‬
‫المسبوق أومأ إليهم ليتموا بالتسليم‪ ،‬وروي أنه يقدم رجل منهم فيسلم بهم‬
‫ويتم المسبوق صلته‪ ،‬وعلل الشهيد الثاني في النفلية‬

‫)‪ (1‬الطور‪ (2) .32 :‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ = (3) .261‬ج ‪ 1‬ص ‪(*) .257‬‬

‫]‪[119‬‬

‫كراهة استنابة المسبوق باحتياجه إلى من يستخلف من يسلم بهم‪ ،‬وربما نسي وقام‬
‫إلى تمام صلته فقاموا معه سهوا‪ - 83 .‬مشكوة النوار‪ :‬نقل من‬
‫المحاسن‪ ،‬عن عمر بن أبان قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬يا‬
‫معشر الشيعة إنكم قد نسبتم إلينا كونوا لنا زينا ول تكونوا شينا‪ ،‬كونوا‬
‫مثل أصحاب علي عليه السلم في الناس‪ ،‬إن كان الرجل منهم ليكون في‬
‫القبيلة فيكون إمامهم ومؤذنهم‪ ،‬وصاحب أماناتهم وودايعهم‪ ،‬عودوا‬
‫مرضاهم‪ ،‬واشهدوا جنائزهم‪ ،‬وصلوا في مساجدهم‪ ،‬ول يسبقوكم إلى خير‬
‫فأنتم وال أحق منهم به )‪ .(1‬وعن عبد ال بن بكير قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫عبد ال عليه والسلم ومعي رجلن فقال أحدهما لبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬آتي الجمعة ؟ فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ائت الجمعة و‬
‫الجماعة‪ ،‬واحضر الجنازة‪ ،‬وعد المريض‪ ،‬واقض الحقوق‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫أتخافون أن نضلكم ل وال ل نضلكم أبدا )‪ - 84 .(2‬الذكرى‪ :‬في الحديث‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله من صلى خلف عالم فكمن صلى خلف رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله )‪ - 85 .(3‬شرح النفلية‪ :‬للشهيد الثاني ‪ -‬رحمه‬
‫ال ‪ -‬قال‪ :‬روى الفقيه جعفر ابن أحمد القمى في كتاب المام والمأموم‬
‫باسناده إلى الصادق عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬ل تصلوا خلف الحائك‪ ،‬ولو كان‬
‫عالما‪ ،‬و ل تصلوا خلف الحجام ولو كان زاهدا‪ ،‬ول تصلوا خلف الدباغ‬
‫ولو كان عابدا‪ .‬بيان‪ :‬حكم الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬باستحباب سلمة المام من هذه‬
‫الصنائع الثلث‪ ،‬وكذا كونه أسيرا أو مكشوف غير العورة خصوصا الرأس‬
‫وقال الشهيد الثاني‪ :‬المستند أخبار محمولة على الكراهة‪ ،‬ولم أر في‬
‫بعضها خبرا‪ ،‬وكذا حكم باستحباب عدم كونه آدر‪ ،‬والدرة نفخة في‬
‫الخصية ثم قال‪ :‬وروي ول ابنا بأبيه‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬مشكاة النوار‪ (3) .67 :‬الذكرى‪.268 :‬‬

‫]‪[120‬‬

‫‪ - 86‬المقنع‪ (1) :‬قال والدي ‪ -‬ره ‪ -‬في رسالته إلى‪ :‬اعلم يا بني أن أولى الناس‬
‫بالتقدم في جماعة أقرؤهم للقرآن‪ ،‬فإذا كانوا في القراءة سواء فأفقههم‪،‬‬
‫وإن كانوا في الفقه سواء فأقدمهم هجرة‪ ،‬وإن كانوا في الهجرة سواء‬
‫فأسنهم‪ ،‬فان كانوا في السن سواء فأصبحهم وجها‪ .‬وصاحب المسجد أولى‬
‫بمسجده‪ ،‬وليكن من يلي المام منكم أولي الحلم والتقى‪ ،‬وإن نسي المام‬
‫أو تعايا فقوموه‪ ،‬وإن ذكرت أنك على غير وضوء أو خرجت منك ريح أو‬
‫غيرها مما ينقض الوضوء فسلم في أي حال كنت في حال الصلة وقدم‬
‫رجل يصلي بالناس بقية صلتهم‪ ،‬وتوضأ وأعد صلتك‪ .‬وسبح في‬
‫الخراوين إماما كنت أو غير إمام تقول‪ :‬سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله‬
‫إل ال‪ ،‬وال أكبر ثلثا ثم تكبر وتركع‪ .‬واعلم أنه ل يجوز أن تصلي إل‬
‫خلف رجلين أحدهما من تثق بدينه وورعه وآخر تتقي سوطه وسيفه‬
‫وشناعته على الدين‪ ،‬فصل خلفه على سبيل التقية والمداراة وأذن لنفسك‬
‫وأقم واقرء لها غير موتم به‪ ،‬فان فرغت من قراءة السورة قبله فبق منها‬
‫آية واذكر ال فإذا ركع المام فاقرأ الية واركع بها‪ ،‬وإن لم تلحق القراءة‬
‫وخشيت أن يركع المام فقل ما حذفه من الذان والقامة واركع‪ .‬وقال أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل يؤم صاحب العلة الصحاء‪ ،‬ول يؤم صاحب القيد‬
‫المطلقين‪ ،‬ول يؤم العمى في الصحراء إل أن يوجه إلى القبلة‪ ،‬ول يؤم‬
‫العبد إل أهله‪ .‬وسئل الصادق عليه السلم‪ :‬ما أقل ما يكون من الجماعة ؟‬
‫قال‪ :‬رجل وامرأة فإذا صلى رجلن فقال أحدهما‪ :‬أنا كنت إمامك وقال‬
‫الخر بل أنا كنت إمامك فان صلتهما تامة‪ ،‬وإذا قال أحدهما‪ :‬كنت أئتم بك‪،‬‬
‫وقال الخر‪ :‬ل بل أنا كنت أئتم بك‪ ،‬فليستأنفا )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬المقنع‪ ،36 - 34 :‬ط السلمية‪ (2) .‬روى هذا بسند ضعيف بالسكوني عن أبى‬
‫عبد ال عليه السلم عن أمير المؤمنين ‪-‬‬
‫]‪[121‬‬

‫ول يجوز أن يؤم ولد الزنا‪ ،‬ول بأس أن يؤم صاحب التيمم المتوضئين‪ ،‬ول يؤم‬
‫صاحب الفالج الصحاء‪ ،‬ول يؤم العرابي المهاجر‪ .‬وإذا صليت بقوم‬
‫فاختصصت نفسك بالدعاء دونهم‪ ،‬فقد خنت القوم )‪.(1‬‬

‫عليه السلم‪ ،‬ومع ضعف سنده ل يصح فرض المسألة كذلك‪ ،‬فان المأموم يجب أن‬
‫يتابع المام في صلته‪ ،‬يكبر بعد تكبيرته بالحرام فيصح دخول المام في‬
‫الصلة ويتم كونه مصليا حتى يجعل اماما وقدوة‪ ،‬وال فالذي لم يدخل بعد‬
‫في الصلة كيف يقتدى به ؟ ول أقل من أنه يجب في صدق المتابعة أن‬
‫يأخذ المام في التكبيرة الحرامية ثم يكبر المأموم‪ ،‬ولو فرضنا أنهما كبرا‬
‫معا في آن واحد وأراد كل منهما المامة لبطلت صلتهما لعدم المتابعة‪.‬‬
‫على أنه كيف يتصور المسألة‪ ،‬والحال أنه ل يركع المأموم ال بعد ركوع‬
‫امامه ول يرفع رأسه ال بعد رفعه‪ ،‬وهكذا في سائر الفعال‪ ،‬ول أقل من‬
‫أن يأخذ أحدهما بالركوع أو السجود ثم يتبعه الخر‪ ،‬وحينئذ يكون الول‬
‫اماما والخر التابع مأموما‪ .‬هذا إذا فرضنا المسألة في الصلوات‬
‫الخفاتية حيث ل يتبين القراءة على فتوى القدماء من عدم جواز اسماع‬
‫غيره حتى من على جوانبه كما هو المختار‪ .‬وأما إذا فرضنا المسألة في‬
‫الصلوات الجهرية‪ ،‬حيث يجب القراءة فيها جهرا‪ ،‬أو كان الصلوات‬
‫اخفاتية وأفتينا على مبنى المتأخرين بوجوب اسماع القراءة حتى في‬
‫الخفاتية لئل تكون حديث نفس )ال أنه ل يتجهور المصلى بصوته‪ ،‬فرقا‬
‫بين الجهرية والخفاتية( فموهومية فرض المسألة أوضح وأوضح سواء‬
‫ادعى كل منهما المامة أو المأمومية‪ .‬على أنك قد عرفت من سنة النبي‬
‫صلى ال عليه وآله ان على المأموم الواحد أن يقف من يمين المام في‬
‫صفه‪ ،‬ولو جهل المأموم بذلك أخذ المام بيده وأقامه عن يمينه رغبة في‬
‫سنة النبي صلى ال عليه وآله وحينئذ لو أغمضنا عن سائر الشكالت‬
‫الواردة في فرض المسألة‪ ،‬لوجب أن نقول بأن المام هو الذى كان في‬
‫اليسار‪ ،‬ال أن يكون المام والمأموم كلهما جاهلين بحكم السنة والحكام‬
‫المبتلى بها‪ ،‬فعلى هذا المام والمأموم وعلى اسلمها السلم‪ (1) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬وإذا صليت بقوم فل تخص نفسك بالدعاء دونهم‪ ،‬فان النبي‬
‫)ص( ‪-‬‬

‫]‪[122‬‬

‫فإذا صلى المام ركعة أو ركعتين ]فأصابه رعاف[ )‪ (1‬فانه يتقدم ويتم بهم الصلة‪،‬‬
‫فإذا تمت صلة القوم أومأ إليهم فليسلموا ويقوم هو فيتم بقية صلته‪ .‬فان‬
‫خرج قوم من خراسان أو من بعض الجبال وكان يؤمهم شخص فلما‬
‫صاروا إلى الكوفة اخبروا أنه يهودي فليس عليهم إعادة شئ من صلتهم‪.‬‬
‫ول يجوز أن تؤم القوم وأنت متوشح‪ ،‬وإذا كنت خلف المام في الصف‬
‫الثاني ووجدت في الصف الول خلل فل بأس أن تمشي إليه فتتمه‪ .‬وإذا‬
‫كنت إماما فعليك أن تقرأ في الركعتين الوليين‪ ،‬وعلى الذين خلفك أن‬
‫يسبحوا‪ :‬يقولوا سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬وإذا‬
‫كنت في الركعتين الخراوين‪ ،‬فعليك أن تسبح مثل تسبيح القوم في‬
‫الركعتين الوليين‪ ،‬وعلى الذين خلفك أن يقرؤا فاتحة الكتاب‪ .‬وروي أن‬
‫على القوم في الركعتين الوليين أن يستمعوا إلى قراءة المام‪ ،‬وإذا كان‬
‫في صلتهم ل يجهر فيها سبحوا‪ ،‬وعليهم في الركعتين الخر واين أن‬
‫يسبحوا وهذا أحب إلى )‪ .(2‬بيان‪ :‬إنما ذكرنا هذا الكلم بطوله لن بعضه‬
‫رواية‪ ،‬وبعضه مضامين الروايات المعتبرة " وقوله وإذا صلى رجلن إلى‬
‫آخره " مضمون رواية السكوني )‪ (3‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬وعمل بها‬
‫الصحاب فضعفها منجبر به‪ ،‬واستشكل بعض المتأخرين‬

‫قال‪ :‬من صلى بقوم فاختص نفسه بالدعاء دونهم فقد خان القوم‪ ،‬والظاهر تصحيف‬
‫الكلم في نسخة المؤلف‪ ،‬فان الحديث الذى رواه عن النبي )ص( فقد‬
‫رواه مرسل في الفقيه أيضا ج ‪ 1‬ص ‪ ،260‬بهذه الصورة ورواه الشيخ‬
‫في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (1) .333‬ما بين العلمتين سقط من أصل المؤلف‬
‫كمطبوعة الكمبانى‪ ،‬ولما أبهم فرض المسألة بسقوطه‪ ،‬ضرب المؤلف‬
‫على قوله " صلى " وجعل بدله " سبق "‪ ،‬كما في الكمبانى‪ ،‬ومع ذلك‬
‫لم يرتفع البهام‪ (2) .‬المقنع‪ 36 - 34 :‬ط السلمية‪ (3) .‬التهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،261‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،374‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.250‬‬

‫]‪[123‬‬

‫في الحكم الثاني بوجوه ولعل هذه الرواية مع قبول قدماء الصحاب والحكم‬
‫بصحتها والعمل بها يكفى لثبانه‪ .‬فوائد اعلم أنه يستحب إعادة المنفرد‬
‫صلته جماعة‪ ،‬إماما كان أو مأموما‪ ،‬وهو متفق عليه بين الصحاب‪،‬‬
‫وتدل عليه روايات كثيرة‪ .‬ومن صلى الفريضة جماعة فوجد جماعة اخرى‬
‫ففي استحباب العادة تأمل‪ ،‬وتردد فيه العلمة في المنتهى‪ ،‬وحكم‬
‫باستحبابها في الذكرى‪ ،‬والترك أحوط وأولى‪ .‬ويجوز اقتداء كل الفرائض‬
‫بالخرى أداء وقضاء‪ ،‬واستثناء الصدوق العصر بالظهر لم يظهر لنا وجه‪،‬‬
‫ولو صلى اثنان فراداى‪ ،‬ففي استحباب الصلة لهما جماعة وجهان‬
‫أحوطهما المنع‪ ،‬ولو بادر المأموم في الفعال قبل المام )‪ (1‬فل يخلو إما‬
‫أن يكون عمدا أو سهوا‪ ،‬فان كان الرفع من الركوع فالمشهور بين‬
‫الصحاب أنه يستمر وظاهر بعضهم البطلن‪ ،‬وظاهر المفيد أنه يعود إلى‬
‫الركوع حتى يرفع رأسه مع المام‪ ،‬والقول بالتخيير ل يخلو من قوة ولعل‬
‫العود أولى‪ ،‬ولو كان الرفع من السجود عمدا ففيه القوال الثلثة ولعل‬
‫العود إلى السجود أقوى‪ ،‬وإن كانت في رفع الرأس من الركوع والسجود‬
‫سهوا فالمشهور وجوب العود وقيل بالستحباب والول أحوط‪ .‬ولو ترك‬
‫الناسي العود على القول بالوجوب ففي بطلن صلته وجهان‪ ،‬والحوط‬
‫العادة بعد التمام‪ ،‬وإن كانت المبادرة في الركوع أو السجود‪ ،‬فان كان‬
‫المام لم يفرغ من القراءة الواجبة‪ ،‬فالظاهر بطلن صلته وإن كان بعدها‬
‫أثم‪.‬‬

‫)‪ (1‬يجب على المصلى ادامة اليتمام والمتابعة حتى يسلم المام‪ ،‬لكون الجماعة‬
‫واجبة بالسنة على ما عرفت‪ ،‬وعلى هذا لو تقدم على المام عند الركوع‬
‫والسجود والرفع منهما عمدا فل ريب في بطلن صلته كالذى يترك‬
‫القراءة عمدا في صلته‪ ،‬وأما إذا كان لعلة أو عذر فأراد النفراد فل بأس‬
‫على ما مر‪.‬‬

‫]‪[124‬‬

‫وفي بطلن الصلة قولن فقال المتأخرون‪ :‬ل تبطل الصلة ول القتداء وظاهر‬
‫المبسوط البطلن والمسألة ل تخلو من إشكال والحتياط في التمام‬
‫والعادة‪ .‬ولو كان ذلك سهوا ففيه وجهان أحدهما أنه يرجع وهو المشهور‬
‫بين المتأخرين والخر أنه يستمر وبعض الروايات المعتبرة يدل على‬
‫الرجوع‪ ،‬لكنها مختصة بالركوع وبمن ظن ركوع المام ل الساهي‪ ،‬وفي‬
‫السجود الرجوع والعادة أحوط‪ .‬أقول‪ :‬قد سبق بعض الحكام في الباب‬
‫السابق‪ ،‬وعدم قبول صلة من يؤم القوم وهم له كارهون في باب من ل‬
‫تقبل صلته‪ ،‬وستأتي أحكام المرءة في باب أحكامها‪.‬‬

‫]‪[125‬‬

‫‪ } - 3‬باب { * )حكم النساء في الصلة( * ‪ - 1‬قرب السناد‪ :‬عن السندي بن‬


‫محمد‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن الصادق عليه السلم عن أبيه‪ ،‬عن علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا حاضت الجارية فل تصلي إل بخمار )‪ .(1‬بيان‪ :‬المراد‬
‫بالجارية الصبية الحرة وحيضها كناية عن بلوغها‪ ،‬لتلزمهما في تلك‬
‫البلد غالبا‪ ،‬ولكونه من علماته‪ - 2 .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن المرءة‬
‫تؤم النساء ماحد رفع صوتها بالقراءة ؟ قال‪ :‬قدر ما تسمع )‪ .(2‬قال‪:‬‬
‫وسألته عن النساء هل عليهن الجهر بالقراءة في الفريضة والنافلة ؟ قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬إل أن تكون امرءة تؤم النساء‪ ،‬فتجهر بقدر ما تسمع قراءتها )‪.(3‬‬
‫وسألته عن النساء هل عليهن افتتاح الصلة والتشهد والقنوت والقول في‬
‫صلة الزوال وصلة الليل ما على الرجال ؟ قال‪ :‬نعم )‪ .(4‬وسألته عن‬
‫النساء هل على من عرف منهن صلة النافلة وصلة الليل وصلة الزوال‬
‫والكسوف ما على الرجال ؟ قال‪ :‬نعم )‪ .(5‬وسألته عن المرءة تكون في‬
‫صلة الفريضة وولدها إلى جنبها فيبكي وهي قاعدة‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 66‬ط حجر ص ‪ 87‬ط نجف‪ ،‬والمراد بالخمار هي الشملة‬
‫كانت تلبسها المرة كالرداء فوق ثوب شعارها‪ :‬يشد أزرارها عند جيبها‬
‫ويدليها على كتفها وعضديها إلى أن يستر ساعديها‪ ،‬وهو الذى قال ال‬
‫عزوجل‪ " :‬وليضربن بخمرهن على جيوبهن " على ما عرفت في ج ‪83‬‬
‫ص ‪ (2) .179‬قرب السناد ص ‪ 132‬ط نجف‪ ،‬باب ما تجب على النساء‬
‫في الصلوات‪ (5 - 3) .‬قرب السناد ص ‪(*) .133‬‬

‫]‪[126‬‬

‫هل يصلح لها ان تتناوله فتقعده في حجرها وتسكته وترضعه ؟ قال‪ :‬ل بأس )‪.(1‬‬
‫وسألته عن الديباج هل يصلح لبسه للنساء ؟ قال‪ :‬ل بأس )‪ .(2‬وسألته‬
‫عن المرءة العاصية لزوجها هل لها صلة وما حالها ؟ قال‪ :‬ل تزال‬
‫عاصية حتى يرضى عنها )‪ .(3‬بيان‪ :‬يدل على جواز إمامة المرءة للنساء‬
‫بل استحبابها كما هو المشهور‪ ،‬و على استحباب جهرها بالقراءة بقدر ما‬
‫تسمع المأمومات‪ ،‬ولعله محمول على عدم سماع الجانب من الرجال‪،‬‬
‫وعلى جواز لبس الحرير للنساء‪ ،‬وظاهره حالة الصلة أو ما يشملها وقد‬
‫مر الكلم فيه وفي صلة المرءة الناشزة وأنها محمولة على عدم القبول ل‬
‫عدم الجزاء على المشهور‪ ،‬إذ ل خلف في إجزاء صلتها آخر الوقت‪ ،‬مع‬
‫أنه لم يتعرض لحال الصلة‪ ،‬بل قال‪ :‬إنها عاصية فهو يؤمي إلى صحة‬
‫صلتها‪ - 3 .‬الخصال‪ :‬فيما أوصى به النبي صلى ال عليه وآله عليا‪ :‬يا‬
‫علي ليس على النساء جمعة ول جماعة‪ ،‬ول أذان ول إقامة )‪ .(4‬ومنه‪:‬‬
‫عن أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬عن الحسن بن علي السكري‪ ،‬عن محمد بن‬
‫زكريا الجوهري‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر‬
‫الجعفي عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬ليس على النساء أذان ول إقامة ول‬
‫جمعة ول جماعة‪ ،‬وإذا قامت في صلتها ضمت رجليها ووضعت يديها‬
‫على صدرها‪ ،‬وتضع يديها في ركوعها على فخذيها‪ ،‬وتجلس إذ أرادت‬
‫السجود وسجدت لطئة بالرض وإذا رفعت رأسها من السجود جلست ثم‬
‫نهضت إلى القيام وإذا قعدت للتشهد رفعت رجليها وضمت فخذيها وإذا‬
‫سبحت عقدت على النامل لنهن مسئولت‪ .‬وإذا كانت لها إلى ال حاجة‬
‫صعدت فوق بيتها وصلت ركعتين وكشفت رأسها إلى‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (3 - 2) .133‬قرب السناد ص ‪ (4) .134‬الخصال ج ‪ 2‬ص‬


‫‪.97‬‬

‫]‪[127‬‬

‫السماء‪ ،‬فانها إذا فعلت ذلك استجاب ال لها ولم يخيبها‪ .‬وإذا أرادت المرءة الحاجة‬
‫وهي في صلتها صفقت بيديها‪ ،‬والرجل يؤمي برأسه وهو في صلته‪،‬‬
‫ويشير بيده‪ ،‬ويسبح‪ ،‬ول يجوز للمرءة أن تصلي بغير خمار إل أن تكون‬
‫أمة فانها تصلي بغير خمار مكشوفة الرأس‪ ،‬ويجوز للمرء لبس الديباج‬
‫والحرير في غير صلة وإحرام‪ ،‬وحرم ذلك على الرجال إلى في الجهاد‪،‬‬
‫ويجوز أن تتختم بالذهب‪ ،‬وتصلي فيه‪ ،‬وحرم ذلك على الرجال‪ ،‬وإذا صلت‬
‫المرءة وحدها مع الرجل قامت خلفه ول تقم بجنبه )‪ .(1‬أقول‪ :‬تمام الخبر‬
‫في كتاب النكاح )‪ - 4 .(2‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد‬
‫بن إسماعيل‪ ،‬عن عيسى ابن محمد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪،‬‬
‫عن حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬المرءة‬
‫عليها أذان وإقامة ؟ فقال‪ :‬إن كانت تسمع أذان القبيلة فليس عليها شئ‪،‬‬
‫وإل فليس عليها أكثر من الشهادتين‪ ،‬لن ال تبارك وتعالى قال للرجال‪:‬‬
‫أقيموا الصلة‪ ،‬وقال للنساء‪ " :‬وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن ال‬
‫ورسوله "‪ .‬قال‪ :‬ثم قال‪ :‬إذا قامت المرءة في الصلة جمعت بين قدميها‪،‬‬
‫ول تفرج بينهما وتضم يديها إلى صدرها‪ ،‬لمكان ثدييها‪ ،‬فإذا ركعت‬
‫وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها‪ ،‬لئل تطاطئ كثير‪ ،‬فترتفع‬
‫عجيزتها‪ ،‬وإذا جلست فعلى أليتيها‪ ،‬ليس كما يقعد الرجل‪ ،‬وإذا سقطت إلى‬
‫السجود بدأت بالقعود بالركبتين قبل اليدين‪ ،‬ثم تسجد لطئة بالرض‪ ،‬فإذا‬
‫كانت في جلوسها ضمت فخذيها ورفعت ركبتيها من الرض‪ ،‬و إذا نهضت‬
‫انسلت انسلل ل ترفع عجيزتها أول )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬لن‬
‫ال تبارك وتعالى قال " لعله تعليل لصل اللزوم‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .142 - 141‬راجع ج ‪ 103‬ص ‪ (3) .257 - 254‬علل‬
‫الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪.44‬‬

‫]‪[128‬‬
‫على المرءة في الجملة‪ ،‬أو المعنى أن ال تعالى إنما أمر الرجال والنساء بالصلة‪،‬‬
‫ولم يأمرهم بالقامة‪ ،‬فهي سنة والذان والقامة غالبا للعلم‪ ،‬فلذا اختصا‬
‫بالرجال والتطأطأ التطأمن والنخفاض‪ ،‬يقال‪ :‬طأطأ رأسه فتطأطأ " لطئة‬
‫" أي لصقة وفي النهاية فيه فانسللت بين يديه أي مضيت وخرجت بتأن‬
‫وتدريج‪ ،‬وهذا الخبر مذكور في الكافي والتهذيب )‪ (1‬بسند صحيح‪ ،‬وعليه‬
‫عمل الصحاب‪ ،‬والظاهر هنا أيضا محمد بن عيسى مكان عيسى بن محمد‬
‫فيكون صحيحا أيضا قال في الذكرى‪ :‬قال أكثر الصحاب المرءة كالرجل‬
‫في الصلة إل في مواضع تضمن خبر زرارة أكثرها‪ ،‬و هو ما رواه الكليني‬
‫باسناده إلى زرارة ثم أورد هذا الخبر‪ ،‬فقال‪ :‬وهذه الرواية موقوفة على‬
‫زرارة لكن عمل الصحاب عليها‪ .‬أقول‪ :‬كونها موقوفة ل تضر فانه معلوم‬
‫أن مثل زرارة ل يقوم مثل هذا إل من رواية مع أنها في العلل ليست كذلك‬
‫ثم قال ‪ -‬ره ‪ :-‬وفى التهذيب " فعلى أليتيها كما يقعد الرجل " بحذف "‬
‫ليس " وهو سهو من الناسخين‪ ،‬لن الرواية منقولة من الكافي ولفظة "‬
‫ليس " موجودة فيه‪ ،‬ول يطابق المعنى أيضا إذ جلوس المرءة ليس‬
‫كجلوس الرجل لنها في جلوسها تضم فخذيها وترفع ركبتيها من الرض‪،‬‬
‫بخلف الرجل فانه يتورك‪ .‬وقوله‪ " :‬فإذا ركعت وضعت " الخ يشعر بأن‬
‫ركوعها أقل انحناء من ركوع الرجال‪ ،‬ويمكن أن يكون النحناء مساويا‬
‫ولكن ل تضع اليدين على الركبتين حذرا من أن تطأطئ كثيرا بوضعهما‬
‫على الركبتين‪ ،‬وتكون بحالة يمكنها الوضع‪ - 5 .‬معاني الخبار‪ :‬عن محمد‬
‫بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس معا‪،‬‬
‫عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابنا‬
‫رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ثمانية ل تقبل لهم صلة العبد البق حتى يرجع إلى موله‪ ،‬والناشز‬
‫عن زوجها وهو عليها ساخط‪ ،‬ومانع‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،161‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.335‬‬

‫]‪[129‬‬

‫الزكاة‪ ،‬وتارك الوضوء‪ ،‬والجارية المدركة تصلي بغير خمار‪ ،‬وإما قوم يصلي بهم‬
‫وهم له كارهون‪ ،‬والزنين‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال وما الزنين ؟ قال‪ :‬الرجل‬
‫يدافع الغائط والبول‪ .‬والسكران فهؤلء ثمانية ل تقبل لهم صلة )‪.(1‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله )‪- 6 .(2‬‬
‫فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬المرءة إذا قامت إلى صلتها ضمت رجليها‪،‬‬
‫و وضعت يديها على صدرها‪ ،‬لمكان ثدييها‪ ،‬فإذا ركعت وضعت يديها على‬
‫فخذيها ول تتطأطأ كثيرا لن ل ترفع عجيزتها‪ ،‬فإذا سجدت جلست ثم‬
‫سجدت لطئة بالرض فإذا أرادت النهوض تقوم من غير أن ترفع‬
‫عجيزتها‪ ،‬فإذا قعدت بالتشهد رفعت رجليها وضمت فخذيها )‪ .(3‬الهداية‪:‬‬
‫مثله )‪ - 7 .(4‬مشكاة النوار‪ :‬نقل من المحاسن عن إسحاق بن عمار قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يعظ أهله ونساءه وهو يقول لهن‪ :‬ل تقلن‬
‫في سجودكن أقل من ثلث تسبيحات‪ ،‬فان كنتن فعلتن ذلك لم تكن أحد‬
‫أحسن عمل منكن )‪ - 8 .(5‬الذكرى‪ :‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا سجدت المرءة بسطت ذراعيها‪ .‬وعن عبد الرحمان‬
‫بن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن جلوس المرءة في الصلة‬
‫قال‪ :‬تضم فخذيها‪.‬‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار ص ‪ (2) .404‬المحاسن ص ‪ (3) .12‬فقه الرضا ص ‪ 9‬ذيل‬


‫الصفحة‪ (4) .‬الهداية‪ 39 :‬و ‪ (5) .40‬مشكاة النوار‪.261 :‬‬

‫]‪[130‬‬

‫ورى العامة عن علي عليه السلم أن المرءة ل تحتفز في الصلة بالفاء والزاء أي‬
‫تتضمم وقد سبق أن الرجل ل يحتفز أي ل ينضم بعضه إلى بعض‪ .‬وروى‬
‫ابن بكير عن بعض أصحابنا قال‪ :‬المرءة إذا سجدت تضممت‪ ،‬والرجل إذا‬
‫سجد تفتح‪ ،‬ولم يزد في التهذيب على هذه الخبار )‪ (1‬وهى غير واضحة‬
‫التصال لكن الشهرة تؤيدها‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 94‬و ‪ 95‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[131‬‬

‫‪ } - 4‬باب { * )وقت ما يجبر الطفل على الصلة وجواز( * * )ايقاظ الناس لها( *‬
‫‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى‬
‫اليقطيني عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫علموا صبيانكم الصلة وخذوهم بها إذا بلغوا ثمان سنين )‪ - 2 .(1‬مجالس‬
‫ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسين بن عبيدال‪ ،‬عن الصدوق‪ ،‬عن محمد‬
‫بن علي ماجيلويه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد‬
‫الشعري‪ ،‬عن موسى بن جعفر البغدادي‪ ،‬عن علي بن معبد‪ ،‬عن بندار بن‬
‫حماد‪ ،‬عن عبد ال بن فضالة‪ ،‬عن أبي عبد ال أو أبى جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إذا بلغ الغلم ثلث سنين يقال له سبع مرات قل‪ " :‬ل‬
‫إله إل ال " ثم يترك حتى تتم له ثلث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما‬
‫فيقال له‪ :‬قل " محمد رسول ال صلى ال عليه وآله " سبع مرات‪ ،‬ثم‬
‫يترك حتى تتم له أربع سنين ثم يقال له‪ :‬قل‪ " :‬صلى ال على محمد وعلى‬
‫آله " ثم يترك حتى تتم له خمس سنين ثم يقال له‪ :‬أيهما يمينك وأيهما‬
‫شمالك ؟ فان عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له‪ :‬اسجد‪ ،‬ثم يترك‬
‫حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك‪،‬‬
‫فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك حتى يتم له تسع سنين‪ ،‬فإذا تم له تسع‬
‫سنين علم الصوم‪ ،‬وضرب عليه‪ ،‬وامر بالصلة وضرب عليها‪ ،‬فإذا تعلم‬
‫الوضوء والصلة غفر ال لوالديه )‪ - 3 .(2‬كتاب المسائل‪ :‬لعلي بن جعفر‪،‬‬
‫عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 164‬في حديث الربعمائة‪ (2) .‬أمالى الصدوق‪.235 :‬‬

‫]‪[132‬‬

‫عن الغلم متى يجب عليه الصوم والصلة ؟ قال‪ :‬إذا راهق الحلم‪ ،‬وعرف الصوم‬
‫والصلة )‪ .(1‬بيان‪ :‬المراد بالوجوب إما الوجوب على الولي أن يمرنه‬
‫عليها‪ ،‬أو الستحباب المؤكد عليه‪ ،‬بناء على كون أفعاله شرعية واختلف‬
‫الصحاب في أن عبادة الصبي هل هي شرعية‪ ،‬بمعنى أنها مستندة إلى أمر‬
‫الشارع فيستحق عليها الثواب‪ ،‬أو تمرينية‪ ،‬فذهب الشيخ والمحقق‬
‫وجماعة إلى الول‪ ،‬واستقرب في المختلف الثاني‪ .‬والول ل يخلو من قوة‬
‫بأن يكون مكلفا بالعبادات على وجه الندب و الستحباب‪ ،‬ول يكون مكلفا‬
‫بها على وجه الوجوب واللزوم‪ ،‬ويكون المراد برفع القلم عنه هذا المعنى‪.‬‬
‫‪ - 4‬نوادر الراوندي‪ :‬باسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬مروا صبيانكم بالصلة إذا كانوا‬
‫أبناء سبع سنين‪ ،‬واضربوهم إذا كانوا أبناء تسع سنين )‪ .(2‬وبهذا السناد‬
‫قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬تجب الصلة على الصبي إذا عقل‪ ،‬والصوم إذا‬
‫أطاق‪ ،‬والحدود إذا احتلم )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في الذكرى‪ :‬يشترط في وجوب‬
‫الصلة‪ :‬البلوغ والعقل إجماعا ولحديث رفع القلم‪ ،‬ويستحب تمرين الصبي‬
‫لست رواه إسحاق بن عمار )‪ (4‬عن الصادق عليه السلم ومحمد بن مسلم‬
‫)‪ (5‬عن أحدهما عليه السلم بلفظ الوجوب في الخبرين تأكيدا للستحباب‪،‬‬
‫وعن الباقر عليه السلم في صبيانهم خمس وفي غيرهم سبع )‪ (6‬ويضرب‬
‫عليها‬

‫)‪ (1‬المسائل المطبوع في البحار ج ‪ 10‬ص ‪ ،278‬وتراه في التهذيب ج ‪ 1‬ص‬


‫‪ (3 - 2) .244‬نوادر الراوندي‪ 4) :‬و ‪ (5‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪(6) .245‬‬
‫الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،409‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.244‬‬
‫]‪[133‬‬

‫لعشر‪ ،‬لما روي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬مروهم بالصلة وهم أبناء‬
‫سبع‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪ .‬وقال بعض الصحاب‪ :‬إنما‬
‫يضرب لمكان الحتلم‪ ،‬ويضعف بأصالة العدم وندوره‪ ،‬بل استصلحا‬
‫ليتمرن على فعلها‪ ،‬فيسهل عليه إذا بلغ‪ ،‬كما يضرب للتأديب‪ .‬وقال ابن‬
‫الجنيد‪ :‬يستحب أن يعلم السجود لخمس‪ ،‬ويوجه وجهه إلى القبلة‪ ،‬وإذا تم‬
‫له ست علم الركوع والسجود‪ ،‬واخذ بالصلة‪ ،‬وإذا تمت له سبع علم غسل‬
‫وجهه وأن يصلي‪ ،‬فإذا تم له تسع علم الوضوء وضرب عليه وامر‬
‫بالصلة و ضرب عليها‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك روي عن أبي جعفر محمد بن علي‬
‫عليهما السلم ثم روي الضرب عند العشر عن النبي صلى ال عليه وآله‪.‬‬
‫وروى الصدوق‪ ،‬عن عبد ال )‪ (1‬بن فضالة عن الباقر عليه السلم إذا بلغ‬
‫الغلم ثلث سنين وذكر مثل ما مر نقل من المجالس‪ - 5 .‬دعائم السلم‪:‬‬
‫روينا عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليه السلم‪:‬‬
‫يؤمر الصبي بالصلة إذا عقل‪ ،‬وبالصوم إذا أطاق )‪ .(2‬وعنه عليه السلم‬
‫أنه قال‪ :‬إذا عقل الغلم وقرأ شيئا من القرآن علم الصلة )‪ .(3‬وعن علي‬
‫بن الحسين عليه السلم أنه كان يأمر من عنده من الصبيان بأن يصلوا‬
‫الظهر والعصر في وقت واحد‪ ،‬والمغرب والعشاء في وقت واحد‪ ،‬فقيل له‬
‫في ذلك فقال هو أخف عليهم وأجدر أن يسارعوا إليها ول يضيعوها‪ ،‬ول‬
‫يناموا عنها ول يشتغلوا‪ ،‬وكان ل يأخذهم بغير الصلة المكتوبة ويقول إذا‬
‫أطاقوا الصلة فل تؤخروهم عن المكتوبة )‪ .(4‬وعن محمد بن علي‬
‫صلوات ال عليه أنه قال‪ :‬يؤمر الصبيان بالصلة إذا عقلوها وأطاقوها‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬ومتى يكون ذلك ؟ قال‪ :‬إذا كانوا أبناء‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 2) .182‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.193‬‬

‫]‪[134‬‬

‫ست سنين )‪ .(1‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬إنا نأمر صبياننا‬
‫بالصلة والصيام ما أطاقوا منه إذا كانوا أبناء سبع سنين )‪ .(2‬وروي عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬مروا‬
‫صبيانكم بالصلة إذا بلغوا سبع سنين‪ ،‬واضربوهم على تركها إذا بلغوا‬
‫تسعا‪ ،‬وفرقوا بينهم في المضاجع إذا بلغوا عشرا )‪ .(3‬وهذا قريب بعضه‬
‫من بعض وأحوال الطفال تختلف في الطاقة والعقل‪ ،‬على قدر ذلك‬
‫يعلمون‪ ،‬والطفال غير مكلفين وإنما أمر الئمة بما أمروا به من ذلك أمر‬
‫تأديب لتجري به العادة‪ ،‬وينشؤ عليه الصغير‪ ،‬ليصلي حين افتراضه عليه‪،‬‬
‫وقد تدرب فيه وأنس به واعتاده‪ ،‬فيكون ذلك أجدر له أن ل يضيع شيئا‬
‫منه‪ .‬وقد روينا عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه كان يأمر الصبي‬
‫بالصوم في شهر رمضان بعض النهار‪ ،‬فإذا رأى الجوع والعطش غلب‬
‫عليه أمره فأفطر )‪ .(4‬وهذا تدريج لهم ودربة‪ ،‬فأما الفرض فل يجب على‬
‫الذكر والنثى إل بعد الحتلم‪ .‬وروينا عن علي صلوات ال عليه أنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رفع القلم عن ثلثة‪ :‬عن النائم حتى‬
‫يستيقظ‪ ،‬وعن المجنون حتى يفيق‪ ،‬وعن الطفل حتى يبلغ )‪ - 6 .(5‬قرب‬
‫السناد‪ :‬عن السندي بن محمد‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن جعفر ابن محمد‪،‬‬
‫عن أبيه عليهما السلم أن علي بن أبيطالب صلوات ال عليه خرج يوقظ‬
‫الناس لصلة الصبح‪ ،‬فضربه ابن ملجم لعنه ال الخبر )‪ (7) .(6‬التهذيب‪:‬‬
‫بسند فيه جهالة أن أبا حبيب قال لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلني ال‬
‫فداك إن لي رحى أطحن فيها‪ ،‬فربما قمت في ساعة من الليل فأعرف من‬
‫الرحا‬

‫)‪ (5 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .194‬قرب السناد ص ‪ 88‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[135‬‬

‫أن الغلم قد نام‪ ،‬فأضرب الحائط لوقظه ؟ فقال‪ :‬نعم أنت في طاعة ال عزوجل‬
‫تطلب رزقه )‪ .(1‬وبسند آخر فيه إرسال عنه عليه السلم أنه سئل عن‬
‫الرجل يقوم من آخر الليل ويرفع صوته بالقرآن‪ ،‬فقال‪ :‬ينبغي للرجل إذا‬
‫صلى في الليل أن يسمع أهله لكي يقوم القائم ويتحرك المتحرك )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .228‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.170‬‬

‫]‪[136‬‬

‫‪ } - 5‬باب { )أحكام الشك والسهو( ‪ - 1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ل تعاد الصلة إل من‬
‫خمسة‪ :‬الطهور‪ ،‬والوقت‪ ،‬والقبلة‪ ،‬والركوع‪ ،‬والسجود ثم قال‪ :‬القراءة‬
‫سنة‪ ،‬والتشهد سنة‪ ،‬والتكبير سنة‪ ،‬ول تنقض السنة الفريضة )‪.(1‬‬
‫الهداية‪ :‬عنه عليه السلم مرسل مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬الظاهر أن المراد‬
‫بالطهور رفع الحدث )‪ (3‬ول ريب في أن تركه يوجب‬
‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ 137‬راجع شرح الحديث ج ‪ 85‬ص ‪(2) .143 - 141‬‬
‫الهداية‪ (3) .38 :‬قد عرفت في مطاوى أبحاثنا السابقة خصوصا عند‬
‫البحث عن فرائض الصلة و أركانها‪ ،‬ج ‪ 83‬ص ‪ ،160‬وهكذا عند البحث‬
‫عن القبلة والركوع والسجود‪ ،‬أن الفرض والركن من أجزاء الصلة هو‬
‫ما ذكر في القرآن العزيز صريحا بما هو من أجزاء الصلة وقد ذكرت‬
‫هذه الخمسة‪ :‬الوقت والطهور والقبلة والركوع والسجود‪ ،‬في القرآن‬
‫العزيز بما أنها من أجزاء الصلة‪ ،‬فهى ركن تبطل الصلة بالخلل بها‬
‫عمدا وسهوا وجهل ونسيانا‪ .‬وهكذا قد عرفت في ج ‪ 85‬ص ‪ ،141‬أن‬
‫الخلل بالفرائض والركان يختلف باختلف ماهية الفرض وحقيقته‬
‫الشرعية‪ ،‬وأن زيادة الركن قد يتحصل ويتحقق لذاته كزيادة الركوع‪ ،‬وقد‬
‫ل يتحصل لذاته كزيادة القبلة والوقت والطهور‪ ،‬وهو واضح‪ ،‬وقد ل‬
‫يتحصل عنوان زيادة الركن لعارض كالسجدة‪ ،‬حيث ضم إليها سجدة‬
‫أخرى سنة‪ :‬فإذا سجد المصلى سجدة واحدة فقد أتى بالركن والفرض‪،‬‬
‫وإذا زاد عليها أخرى ‪-‬‬

‫]‪[137‬‬

‫إعادة الصلة ويحتمل شموله للخبث‪ ،‬فانه يوجب العادة في الجملة على بعض‬
‫القوال كما مر تفصيله‪ ،‬وقد مر الكلم في الوقت أيضا فان من أوقع جميع‬
‫صلته قبل الوقت يعيد مطلقا وكذا القبلة على بعض الوجوه كما مر‪.‬‬

‫كانت سنة واجبة وان أتى بالثالثة والرابعة‪ ،‬فان أتى بها عمدا بطلت صلته‪ ،‬لنها‬
‫بدعة وإذا أتى بها سهوا‪ ،‬فقد زاد في السنن‪ ،‬ول بطلن‪ .‬وأما الخلل بها‬
‫من حيث الترك‪ ،‬فترك الوقت بالصلة خارجه‪ ،‬وترك القبلة باستدباره‪،‬‬
‫وترك الطهارة بالصلة محدثا‪ ،‬وليس يخفى أبحاثها على المحصل الخبير‬
‫ول كيفية تداركها عند الخلل بها‪ ،‬وقد مر بعض أبحاثها في محالها من‬
‫هذا الكتاب‪ .‬واما ترك الركوع والسجود‪ ،‬فلما كان الركوع والسجود‬
‫يتحصل بفعل المصلى كان ترك كل منهما بتحصل الخر في غير محله‪:‬‬
‫فان سها المصلى عن الركوع وهوى من القيام إلى السجدة وسجد‪ ،‬فقد‬
‫ترك الركوع وأخل بالركن‪ ،‬وبطلت صلته‪ ،‬وان رفع رأسه من الركوع‪،‬‬
‫وتوهم أنه قام من السجدة فقرء ثم ركع ثانيا فقد بطلت صلته‪ ،‬سواء قلنا‬
‫بأنه زاد ركوعا في صلته‪ ،‬أو قلنا بأنه ترك السجدة المفروضة التى هي‬
‫ركن في محله‪ .‬واما ان سها المصلى عن التيان بالركوع أو السجود‬
‫وتنبه لنسيانه قبل أن يدخل في الركن البعدى‪ ،‬تداركه بالقاء ما أتى به‬
‫من الجزاء المسنونة ويتم صلته‪ ،‬ول شئ عليه ال ما أوجبته السنة من‬
‫ارغام الشيطان وطرده‪ .‬ولكن ل يذهب عليك أن هذا البحث‪ :‬حكم‬
‫الفرائض والركان انما يتعلق بالصلوات المفروضة‪ ،‬وأما الصلوات‬
‫المسنونة‪ ،‬سواء كانت داخل الفرض وهى الركعات السبعة التى زادها‬
‫النبي صلى ال عليه وآله في الظهرين والعشاءين‪ ،‬أو كانت خارجه‬
‫كالنوافل المرتبة‪ ،‬فل يتعلق بها لنصراف فرائض الصلة إلى الصلة‬
‫المفروضة وهى الركعتان الولتان على ما أشرنا إليه في ج ‪ 82‬ص‬
‫‪ .277‬فلما كانت الركعات السبعة‪ ،‬وهى المعروفة عند الفقهاء بفرض‬
‫النبي مسنونة بأسرها ل يفرق بين قراءتها وركوعها وتشهدها‬
‫وسجودها‪ ،‬وهكذا سائر أذكارها فل تكون سجدتها ‪-‬‬

‫]‪[138‬‬

‫وأما الركوع فظاهره بطلن الصلة بتركه مطلقا وكذا السجود‪ ،‬فأما الركوع فقد ذكر‬
‫الصحاب أنه إذا نسيه وذكر قبل وضع الجبهة على الرض فانه يعود إلى‬
‫الركوع بغير خلف‪ ،‬لكن اختلفوا في أنه هل يجب القيام ثم الركوع عنه أم‬
‫يكفي الوصول إلى حد الركوع ؟ والول أظهر إذ الركوع يستلزم تطأمنا من‬
‫العلى وفى الثاني ل يتحقق ذلك‪ .‬ولو ذكر بعد وضع الجبهة سواء كان‬
‫على ما يصح السجود عليه أم ل‪ ،‬فالمشهور حينئذ بطلن الصلة وقال‬
‫الشيخ في المبسوط وإن أخل به عامدا أو ناسيا في الوليين مطلقا أو في‬
‫ثالثة المغرب بطلت صلته‪ ،‬وإن تركه ناسيا وسجد السجدتين أو واحدة‬
‫منهما‪ ،‬أسقط السجدة وقام وركع وتمم صلته‪ .‬ونحوه قال في كتابي‬
‫الخبار وعد في فصل السهو في المبسوط مما يوجب العادة‪ :‬من ترك‬
‫الركوع حتى يسجد‪ ،‬قال‪ :‬وفي أصحابنا من قال يسقط السجود و يعيد‬
‫الركوع‪ ،‬ثم يعيد السجود‪ ،‬والول أحوط‪ ،‬وحكاه المحقق عن بعض‬

‫وركوعها ركنا‪ ،‬حتى تبطل الصلة بتركهما في محلهما أو زيادتهما‪ ،‬بل يجوز له‬
‫تداركهما كما يتدارك سنن الصلة‪ .‬فالذي سها عن الركوع ودخل في‬
‫السجدة يلقى السجدة كسائر ما أتى بها من سنن الصلة ويرجع قائما‬
‫ويركع ثم يسجد ويتم صلته‪ ،‬والذى سها عن السجدة وركع بعد ركوعه‬
‫الول يلقى الركوع كالقاء قراءته ويسجد ويتم صلته‪ .‬ال أن الركعة‬
‫الثالثة للمغرب لما كانت برزخا بين الفرض والسنة على ما عرفت في‬
‫قوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى " )ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (277‬فاللزم على المصلى أن يتلقاها كالفرض ويلحقها بالركعتين‬
‫الولتين‪ ،‬فإذا شك في ثالثتها أو أخل بركوعها و سجودها‪ ،‬أبطلها‬
‫وأعادها كأنها فرض‪ ،‬وسيأتى تمام الكلم فيه‪ .‬هذا مذهب أهل بيت النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬وقد تنبه له الشيخ قدس سره على ما سينقله‬
‫المؤلف العلمة عنه‪ ،‬وسيمر عليك في مطاوى هذا الباب أحاديث تنص‬
‫على ذلك من دون اختلف‪ ،‬ول المنة والتوفيق‪.‬‬

‫]‪[139‬‬

‫الصحاب‪ .‬وقال الشيخ في النهاية فان تركه أي الركوع ناسيا ثم ذكر في حال‬
‫السجود وجب عليه العادة‪ ،‬فان لم يذكر حتى صلى ركعة اخرى ودخل في‬
‫الثالثة‪ ،‬ثم ذكر أسقط الركعة الولى وبنى كأنه صلى ركعتين‪ ،‬وكذلك إن‬
‫كان قد ترك الركوع في الثانية‪ ،‬وذكر في الثالثة أسقط الثانية وجعل الثالثة‬
‫ثانية وتمم الصلة‪ .‬وقال ابن الجنيد‪ :‬لو صحت له الولى وسهى في الثانية‬
‫سهوا لم يمكنه استدراكه كأن أيقن وهو ساجد أنه لم يكن ركع فأراد البناء‬
‫على الركعة الولى التى صحت له رجوت أن يجزيه ذلك‪ ،‬ولو أعاد إذا كان‬
‫في الوليين وكان الوقت متسعا كان أحب إلى‪ ،‬وفي الثانيتين ذلك يجزيه‪.‬‬
‫وقال علي بن بابويه‪ :‬وإن نسيت الركوع‪ ،‬وذكرت بعدما سجدت من الركعة‬
‫فأعد صلتك‪ ،‬لنه إذا لم تثبت لك الولى لم تثبت لك صلتك‪ ،‬وإن كان‬
‫الركوع من الركعة الثانية أو الثالثة فاحذف السجدتين‪ ،‬واجعل الثالثة ثانية‬
‫والرابعة ثالثة‪ .‬وقال المفيد‪ :‬إن ترك الركوع ناسيا أو متعمدا أعاد على كل‬
‫حال‪ ،‬قال في المختلف‪ :‬فان كان مراده ما قصدناه من العادة إن ذكر بعد‬
‫السجود فهو مذهبنا‪ ،‬وإن قصد العادة وإن ذكر قبل السجود فهو ممنوع‪.‬‬
‫واحتج للمشهور بصحيحة رفاعة )‪ (1‬عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن الرحل ينسى أن يركع حتى يسجد ويقوم‪ ،‬قال‪ :‬يستقبل‪.‬‬
‫وصحيحة أبي بصير )‪ (2‬قال‪ :‬إذا أيقن الرجل أنه ترك ركعة من الصلة و‬
‫قد سجد سجدتين وترك الركوع‪ ،‬استأنف الصلة‪ .‬وموثقة إسحاق بن عمار‬
‫)‪ (3‬عن أبي ابراهيم عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل ينسى أن يركع‬
‫قال‪ :‬يستقبل حتى يضع كل شئ من ذلك موضعه‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،177‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3 - 2) .348‬الستبصار ج ‪ 1‬ص‬


‫‪ ،180‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.177‬‬

‫]‪[140‬‬

‫وخبر أبى بصير )‪ (1‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل نسى أن يركع‬
‫قال‪ :‬عليه العادة‪ .‬واستدل على التلفيق بما رواه الصدوق في الصحيح‬
‫عن محمد بن مسلم )‪ (2‬عن أبي جعفر عليه السلم في رجل شك بعد ما‬
‫سجد أنه لم يركع‪ ،‬قال‪ :‬يمضي في صلته حتى يستيقن أنه لم يركع‪ ،‬فان‬
‫استيقن أنه لم يركع فليلق السجدتين اللتين ل ركوع لهما‪ ،‬ويبني على‬
‫صلته على التمام‪ ،‬وإن كان لم يستيقن إل من بعد ما فرغ و انصرف فليقم‬
‫وليصل ركعة وسجدتين ول شئ عليه )‪ .(3‬وصحيحة العيص بن القسم )‬
‫‪ (4‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن رجل نسي ركعة في صلته‬
‫حتى فرغ منها‪ ،‬ثم ذكر أنه لم يركع ؟ قال‪ :‬يقوم فيركع )‪ (5‬ويسجد سجدتي‬
‫السهو‪ .‬والصحيحة الخيرة تدل على التيان بالركوع فقط بعد الصلة‪ ،‬ل‬
‫إلقاء السجدتين واستيناف الركعة‪ ،‬كما ذكره الشيخ وغيره‪ ،‬ولم أر قائل به‬
‫إل أن الشيخ احتمل ذلك في مقام الجمع في التهذيب‪ ،‬ويمكن حملها على‬
‫مجموع الركعة‪ ،‬فانه إذا نسيها وذكرها قبل التيان بما يبطل عمدا وسهوا‬
‫يأتي بها وصحت صلته‪ ،‬وسجدتا السهو يمكن أن يكونا للتسليم في غير‬
‫محله‪ .‬وأما الصحيحة الولى‪ ،‬فل يمكن العمل بها‪ ،‬وترك سائر الخبار‬
‫الكثيرة‬

‫)‪ (1‬الستبصار ج ‪ 1‬ص ‪ ،180‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .177‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪،228‬‬


‫والتهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .177‬يعنى أنه بعد القاء السجدتين يكون قد‬
‫صلى ثلثا عوض الربع‪ ،‬فليقم وليكبر ويصلى ركعة واحدة بركوعها‬
‫وسجودها وسائر سننها‪ ،‬حتى يتم له الربع‪ ،‬وأما كفاية الركعة‬
‫المنفصلة‪ ،‬فسيجئ البحث عنها قريبا انشاء ال تعالى‪ (4) .‬التهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (5) .178‬يعنى يركع ركعة واحدة ليتم له تمام الصلة‪ ،‬كما ذكرنا في‬
‫الحديث قبله‪ ،‬وهو واضح‪.‬‬

‫]‪[141‬‬

‫الدالة على بطلن الصلة بترك الركوع‪ ،‬إذ ل يتصور حينئذ له فرد يوجب البطلن‪،‬‬
‫لنها تتضمن أنه لو لم يذكر ولم يأت به إلى آخر الصلة أيضا ل يوجب‬
‫البطلن فلبد إما من طرحها أو حملها على الجواز‪ ،‬وغيرها على‬
‫الستحباب‪ ،‬فالعمل بالمشهور أولى على كل حال‪ .‬ويمكن حمله على النافلة‬
‫لورود مثله فيها‪ ،‬أو على التقية‪ ،‬والشيخ حمله على الخيرتين‪ ،‬ولذا قال‬
‫بالتفصيل مع عدم إشعار في الخبر به‪ ،‬وأما ما ذكره علي ابن بابويه فل‬
‫مستند له إل ما سيأتي في فقه الرضا عليه السلم‪ ،‬وكذا ما ذكره ابن‬
‫الجنيد قدس سره‪ .‬وأما السجود فالمشهور بين الصحاب أن من أخل‬
‫بالسجدتين معا حتى ركع فيما بعد بطلت صلته‪ ،‬سواء في ذلك الوليان‬
‫وغيرهما والرباعية وغيرها كما اختاره الكثر‪ ،‬وقال الشيخ في الجمل‬
‫والقتصاد‪ :‬وإن كانتا يعني السجدتين من الخيرتين بنى على الركوع في‬
‫الول‪ ،‬وأعاد السجدتين‪ .‬ووافق المشهور في موضع من المبسوط‪ ،‬وقال‬
‫في موضع آخر منه‪ :‬من ترك سجدتين من ركعة من الركعتين الوليين‬
‫حتى يركع فيما بعدها‪ ،‬أعاد على المذهب الول‪ ،‬وعلى الثاني يجعل‬
‫السجدتين في الثانية للولة‪ ،‬وبنى على صلته‪ ،‬و أشار بالمذهب الول إلى‬
‫ما ذكره في الركوع كما مر‪ ،‬ثم قال‪ :‬والول أحوط‪ ،‬لن هذا الحكم يختص‬
‫بالركعتين الخيرتين‪ ،‬ومن هنا يعلم تحقق القوال الثلثة المذكورة في‬
‫الركوع هنا ايضا‪ .‬ثم إن هذا الخبر يدل في الجملة على المشهور‪ ،‬ليس فيه‬
‫خبر صريح يدل على البطلن في هذه الصورة‪ ،‬إل خبر معلى بن خنيس )‬
‫‪ (1‬وهو مع ضعفه شامل‬

‫)‪ (1‬روى الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 179‬باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى‪،‬‬


‫عن على بن اسماعيل‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن معلى بن خنيس‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا‬
‫الحسن الماضي عليه السلم في الرجل ينسى السجدة من صلته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إذا ذكرها قبل ركوعه سجدها و بنى على صلته ثم سجد سجدتي السهو‬
‫بعد انصرافه وان ذكرها بعد ركوعه أعاد الصلة‪ ،‬ونسيان ‪-‬‬

‫]‪[142‬‬

‫للسجدة الواحدة والبطلن فيها خلف المشهور والخبار‪ ،‬ولم نقف للقائلين بالتلفيق‬
‫أيضا هنا على حجة واضحة‪ ،‬إذ الخبر الوارد في ذلك مختص بترك‬
‫الركوع‪ ،‬وربما يستدل للجانبين بعدم القول بالفصل وفيه إشكال‪ .‬لكن قد‬
‫يفهم من فحاوي الخبار ما يؤيد المشهور كرواية محمد بن مسلم )‪ (1‬عن‬
‫أحدهما عليه السلم قال‪ :‬إن ال عزوجل فرض الركوع والسجود والقراءة‬
‫سنة فمن ترك القراءة متعمدا أعاد الصلة‪ ،‬ومن نسي القراءة فقد تمت‬
‫صلته‪ ،‬ول شئ عليه‪ .‬فانها تدل على أن نسيان الركوع والسجود يوجب‬
‫العادة‪ ،‬بقرينة المقابلة وعدم بطلن الصلة بترك السجدة الواحدة خرج‬
‫بدليل آخر‪ .‬وموثقة منصور بن حازم )‪ (2‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إني صليت المكتوبة فنسيت أن أقرأ في صلتي كلها‪ ،‬فقال‪ :‬أليس‬
‫قد أتممت الركوع والسجود ؟ قلت‪ :‬بلى قال‪ :‬فقد تمت صلتك إذا كنت‬
‫ناسيا‪ .‬فانه يصدق في الصورة المفروضة أنه ترك السجود‪ ،‬وأنه لم يتمه‪،‬‬
‫ول دليل للعود إليه بعد تجاوز المحل هنا‪.‬‬

‫السجدة في الولتين والخيرتين سواء‪ .‬وضعف الحديث بارساله مرة وضعف معلى‬
‫بن خنيس أخرى وقد كان اول أمره مغيريا ثم دعا إلى محمد بن عبد ال‬
‫المعروف بالنفس الزكية )وفى هذه الظنة أخذه داود بن على فقتله( على‬
‫أنه قد قتل في حيات أبى عبد ال عليه السلم فكيف يروى عن أبى‬
‫الحسن الماضي عليه السلم‪ .‬وقد حمله الشيخ على من ترك السجدة‬
‫رأسا أي ترك السجدتين معا‪ ،‬ولكن يبقى عليه ذيل الخبر‪ ،‬مع أنه أفتى‬
‫بالفرق بين الولتين والخيرتين كما عرفت من المؤلف العلمة نقله‪(1) .‬‬
‫الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،347‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .176‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،177‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.348‬‬

‫]‪[143‬‬

‫وخبر المعلى أيضا مما يؤيد ذلك مع الشهرة بين الصحاب‪ ،‬ولعل الحوط في تلك‬
‫الصورة العود إلى السجدتين‪ ،‬وإتمام الصلة ثم إعادتها‪ .‬ولو نسي‬
‫السجدتين وذكرهما قبل الركوع‪ ،‬فالمشهور بين الصحاب أنه يعود إليهما‪،‬‬
‫ويقوم ويستأنف القراءة ويتم الصلة‪ ،‬ومنهم من قال بوجوب سجدتي‬
‫السهو للقيام‪ ،‬وذهب ابن إدريس والمفيد وأبو الصلح إلى بطلن الصلة‬
‫حينئذ إذ الروايات الدالة على العود ظاهرها السجدة الواحدة‪ ،‬والروايات‬
‫الدالة على بطلن الصلة بنسيان السجود شاملة لهذه الصورة‪ .‬وربما‬
‫يستدل للمشهور بأن الرجوع للسجدة الواحدة يدل على الرجوع للسجدتين‬
‫بطريق أولى‪ ،‬أو أن السجدة تتحقق في ضمن السجدتين‪ ،‬فيجب الرجوع‬
‫لها‪ ،‬أو أن السجود مصدر يتناول الواحد والكثير‪ ،‬والحوط في هذه‬
‫الصورة أيضا الرجوع والتمام والعادة وإن كان المشهور ل يخلو من‬
‫قوة‪ - 2 .‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب الحسن بن محبوب‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد‬
‫بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في رجل شك بعدما سجد أنه لم‬
‫يركع‪ ،‬قال‪ :‬يمضي على شكه حتى يستيقن‪ ،‬ول شئ عليه‪ ،‬وإن استيقن لم‬
‫يعتد بالسجدتين اللتين ل ركعة معهما ويتم ما بقى عليه من صلته ول‬
‫سهو عليه )‪ - 3 .(1‬قرب السناد‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال‪ :‬سألت الرضا عليه السلم عن‬
‫رجل صلى ركعة ثم ذكر في الثانية و هو راكع أنه ترك سجدة في الولى‪،‬‬
‫فقال‪ :‬كان أبو الحسن عليه السلم يقول‪ :‬إذا تركت السجدة في الركعة‬
‫الولى ولم تدر واحدة هي أو اثنتين استقبلت الصلة حتى تصح لك الثنتان‬
‫وإن كان في الثالث والرابع وتركت سجدة بعد أن تكون قد حفظت الركوع‬
‫والسجود أعدت السجدة )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬السرائر‪ ،473 :‬ويحمل على الركعات المسنونة كما عرفت‪ (2) .‬قرب السناد‬
‫ص ‪ 160‬ط حجر ص ‪ 214‬ط نجف‪ ،‬والحديث ل يحتج به وان كان‬
‫طريقه صحيحا في التهذيب والكافي‪ ،‬وذلك لن الرضا صلوات ال‬
‫وسلمه عليه انما لم يجب ‪-‬‬

‫]‪[144‬‬
‫بيان‪ :‬ل خلف ظاهرا بين الصحاب في أنه إذا نسي سجدة واحدة‪ ،‬وذكرها قبل‬
‫الركوع‪ ،‬يعود ويأتي بها‪ ،‬ويستأنف الركعة‪ ،‬أما الرجوع إلى السجدة فتدل‬
‫عليه أخبار منها صحيحة أبي بصير )‪ (1‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم عن رجل نسي أن يسجد واحدة فذكرها وهو قائم قال‪ :‬يسجدها إذا‬
‫ذكرها ولم يركع‪ ،‬فان كان قد ركع فليمض على صلته‪ ،‬فإذا انصرف‬
‫قضاها وحدها‪ ،‬وليس عليه سهو‪ .‬وأما استيناف الركعة )‪ (2‬فلم يذكر‬
‫الصحاب له دليل مع اتفاقهم عليه‪ ،‬ويمكن أن يستدل له بما ورد في هذا‬
‫الخبر وأمثاله من قوله‪ :‬يسجدها إذا ذكرها‪ ،‬و تقييد الثاني بالقضاء دون‬
‫الول‪ ،‬فانهما يقتضيان كون السجدة أداء واقعة في محلها وهذا يعطي هدم‬
‫ما وقع قبلها‪ ،‬فانه إذا تقع السجدة في محلها‪ ،‬ولو اكتفى بما فعل قبلها‬
‫كانت واقعة في غير محلها فلم تكن أداء بل قضاء ويؤيده ما سيأتي في فقه‬
‫الرضا‪ .‬ثم إنه ذهب أكثر المتأخرين إلى أنه إذا نسي سجدة واحدة وعاد‬
‫للتيان بها فان كان جلس عقيب الولى واطمأن بنية الفعل أول بنيته لم‬
‫يجب الرجوع إلى الجلوس قبل السجدة‪ ،‬وإن لم يجلس أو جلس ولم يطمئن‬
‫فقيل يجب الجلوس )‪(3‬‬

‫السائل من نفسه لعلة كانت هناك‪ ،‬ولذلك نقل كلم أبيه جوابا له‪ ،‬مشيا على السيرة‬
‫المعهودة عندهم عليهم السلم في الطفرة عن جواب السائل والفتاء تقية‬
‫بالنقل عن آبائهم‪ ،‬ولعل ال يوفقنا للبحث عن ذلك فيما سيأتي وال هو‬
‫الموفق والمعين‪ (1) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،228‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪(2) .178‬‬
‫وجوب استيناف الركعة انما يكون قضاء لحق الركن‪ ،‬وهو واضح‪(3) .‬‬
‫بل يجب الجلوس مطلقا‪ ،‬حفظا لعنوان السجدة الثانية التى هي مسنونة‬
‫في الفرض وذلك لن السجدة المفروضة وهى الولى سجدة عن قيام‬
‫بالوقوع على الرض والخرور عليها كما مر في بحث السجود‪ ،‬وأما‬
‫السجدة المسنونة فصورتها بالسجود عن الجلوس‪ ،‬فيجب التحفظ‬
‫لصورتها‪ ،‬لتحقق عنوانها‪ .‬فالجلوس بين السجدتين ليس واجبا عليحدة‬
‫في نفسه حتى يقال انه‪ :‬ان كان أتى به قبل فل يجب ثانيا النفس‬
‫السجدة‪ ،‬بل هي مقدمة للسجدة الخرى مقومة لماهيتها وعنوانها‬

‫]‪[145‬‬

‫وقيل ل كما اختاره العلمة في المنتهى‪ ،‬والشيخ في المبسوط‪ ،‬والمسألة محل تردد‬
‫وإن كان الول أقوى وأحوط‪ ،‬ولو كان نوى بالجلوس الستحباب لتوهمه‬
‫أنه جلسة الستراحة ففي الكتفاء به وجهان‪ ،‬ولعل الكتفاء أقوى‪ ،‬لعدم‬
‫المضايقة في النية في الخبار‪ ،‬ولما روي من أنه إذا فعل كثيرا من أفعال‬
‫الصلة بقصد النافلة يبنى على ما نواه أول من الفريضة‪ ،‬فيدل على أن نية‬
‫الصلة أول تكفى لنصراف كل فعل إلى ما يلزمه التيان به‪ ،‬ول يضر نية‬
‫المنافي سهوا‪ .‬وقال الشهيد الثاني رحمه ال‪ :‬ولو شك هل جلس أم ل‪ ،‬بنى‬
‫على الصل فيجب الجلوس وإن كان خالة الشك قد انتقل عن محله‪ ،‬لنه‬
‫بالعود إلى السجدة مع استمرار الشك يصير في محله‪ ،‬ول يخفى ما فيه‪ ،‬إذ‬
‫ظاهر أن التيان بالسجود في هذا المحل ليس بالمر الول‪ ،‬إذ المر الول‬
‫كان مقتضيا ليقاعه قبل القيام وغيره‪ ،‬والعود إليه إنما هو للخبار الواردة‬
‫فيه‪ ،‬ولم يرد في تدارك الجلوس خبر‪ ،‬وعود المحل ل معنى له‪ .‬ثم إنه‬
‫أوجب بعض الصحاب هنا سجود السهو للقيام في موضع القعود‪ ،‬و زيادة‬
‫الفعال‪ ،‬وهو غير ثابت‪ ،‬وسيأتي الكلم فيه‪ ،‬ولعل التيان به أحوط‪ .‬واعلم‬
‫أن هذا كله فيما إذا ذكر قبل الركوع‪ ،‬ولو ذكر ترك السجدة بعد الوصول‬
‫إلى حد الراكع فالمشهور أنه يجب عليه قضاء السجود بعد الصلة‪ ،‬ويسجد‬
‫له سجدتي السهو‪ .‬وذهب الشيخ في التهذيب إلى أن من ترك سجدة واحدة‬
‫من الوليين أعاد الصلة‪ ،‬والظاهر من كلم ابن أبي عقيل إعادة الصلة‬
‫بترك سجدة واحدة مطلقا )‪ (1‬سواء في ذلك الوليان والخريان لنه قال‪:‬‬
‫" من سهى عن فرض فزاد فيه أو نقص‬

‫فل بد وأن يوجد قبلها‪ ،‬كالركوع حيث ل يتحقق عنوانها ال بالنحناء عن قيام‪ ،‬ل‬
‫البلوغ إلى حده من الجلوس أو السجدة‪ ،‬وهو واضح‪ (1) .‬ل يظهر من‬
‫كلمه ذلك‪ ،‬فان الفرض من السجود عندهم هو السجدة الولى من قيام‬
‫وأما الثانية فهى سنة في فريضة‪.‬‬

‫]‪[146‬‬

‫منه أو قدم منه مؤخرا أو أخر منه مقدما فصلته باطلة‪ ،‬وعليه العادة‪ ،‬وقال قريبا‬
‫منه في موضع آخر‪ ،‬وعد من الفرض الركوع والسجود‪ .‬ونسب إلى المفيد‬
‫والشيخ القول بأن كل سهو يلحق الركعتين الوليين )‪ (1‬يوجب إعادة‬
‫الصلة وكذلك الشك سواء كان في عددهما أو أفعالهما‪ ،‬ونقل الشيخ هذا‬
‫القول عن بعض علمائنا‪ ،‬وعلى هذا القول يلزم في نسيان السجدة إعادة‬
‫الصلة‪ .‬واحتج الشيخ بهذا الخبر وفي التهذيب )‪ (2‬ليس قوله " والسجود‬
‫" وفي الخبر تشويش وإجمال ويحتمل وجوها‪ :‬الول أن يكون المراد‬
‫بقوله‪ " :‬ولم تدر واحدة هي أو اثنتين " الركعة و الركعتين‪ ،‬أي شككت‬
‫مع ذلك بين الركعة والركعتين‪ ،‬فل إشكال حينئذ في الحكم لكن ل ينطبق‬
‫الجواب على السؤال‪ ،‬ول يستقيم المقابلة بين الشقين‪ .‬الثاني أن يكون‬
‫المراد السجدة والسجدتين‪ ،‬والمعنى أنه تيقن ترك سجدة وشك في أنه هل‬
‫سجد شيئا أم ل ؟ وعلى هذا يدل على مقصود الشيخ في الجملة‪ ،‬إذ الشك‬
‫بعد تجاوز المحل ل عبرة به‪ ،‬فيكون البطلن لترك السجدة‪ .‬الثالث أن‬
‫يكون الواو في قوله‪ " :‬ولم يدر " بمعنى " أو " فيحتمل الوجه الول أي‬
‫الشك بين الركعة والركعتين‪ ،‬والوجه الثاني أي السجدة والسجدتين‪ ،‬فعلى‬
‫الوجهين يدل على مذهب الشيخ في السجود‪ ،‬وعلى الثاني يدل على ما‬
‫نقلناه عنه ثانيا من إبطال مطلق الشك في الوليين أيضا وفي التهذيب "‬
‫فلم تدر " فل يتأتى فيه هذا الوجه‪ ،‬وفى الكافي )‪ (3‬كما هنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬انهم يريدون بقولهم ذلك فرائض الوليين‪ ،‬وال فالسهو في القراءة والتسبيح‬
‫والتشهد حتى في الوليين ل يوجب بطلن الصلة اجماعا‪ (2) .‬رواه في‬
‫التهذيب باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 179‬وفى آخره‪ " :‬بعد أن تكون قد حفظت الركوع أعدت السجود "‪) .‬‬
‫‪ (3‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،349‬لكنه ترك ذيل الحديث المتضمن للشق الثاني‬
‫من‬

‫]‪[147‬‬

‫ومع هذا الجمال يشكل العمل به‪ ،‬ورد الخبار الكثيرة الدالة على عدم الفرق بين‬
‫الوليين والخيرتين‪ ،‬ومفهوم آخر الخبر أيضا ل يعارض منطوق تلك‬
‫الخبار‪ .‬وأجاب العلمة في المختلف عن هذا الخبر بأنه يحتمل أن يكون‬
‫المراد بالستقبال التيان بالسجود المشكوك فيه‪ ،‬ل استقبال الصلة‪،‬‬
‫ويكون قوله عليه السلم‪ " :‬وإذا كان في الثالثة والرابعة فتركت سجدة "‬
‫راجعا إلى من تيقن ترك السجدة في الوليين‪ ،‬فان عليه إعادة السجدة‬
‫لفوات محلها‪ ،‬ول شئ عليه لو شك بخلف ما لو كان الشك في الولى لنه‬
‫لم ينتقل من محل السجود فيأتي بالمشكوك فيه‪ ،‬ول يخفى بعده‪ ،‬ولعل‬
‫الولى حمله على الستحباب جمعا والعمل بالمشهور أولى‪ .‬واحتج في‬
‫المختلف لبن أبي عقيل بما رواه الشيخ بسند فيه إرسال عن معلى ابن‬
‫خنيس )‪ (1‬قال‪ :‬سألت أبا الحسن الماضي عليه السلم في الرجل ينسى‬
‫السجدة من صلته قال‪ :‬إذا ذكرها قبل ركوعه سجدها وبنى على صلته ثم‬
‫يسجد سجدتي السهو بعد انصرافه‪ ،‬وإن ذكرها بعد ركوعه أعاد الصلة‪،‬‬
‫ونسيان السجدة في الوليين والخيرتين سواء‪ ،‬والشيخ حملها على نسيان‬
‫السجدتين معا‪ ،‬وهو حسن جمعا بين الدلة‪ .‬وأما سجدتا السهو فالمشهور‬
‫بين الصحاب وجوبهما‪ ،‬ونقل في المنتهى و التذكرة الجماع عليه‪ ،‬ونقل‬
‫في المختلف والذكرى الخلف في ذلك عن ابن أبي عقيل وابن بابويه‪،‬‬
‫وفي المختلف عن المفيد في الغرية‪ .‬واستدلوا على المشهور برواية‬
‫سفيان بن السمط )‪ (2‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تسجد سجدتي‬
‫السهو في كل زيادة تدخل عليك ونقصان‪ ،‬ول يخفى أن هذه الرواية‬
‫مخصصة في موارد كثيرة وردت الروايات بعدم وجوب سجود السهو‬
‫فيها‪ ،‬و‬

‫فرضى المسألة‪ (1) .‬قد مر البحث عنه آنفا في ص ‪ 141‬راجعه‪ (2) .‬التهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 179‬ط حجر ج ‪ 2‬ص ‪ 155‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[148‬‬

‫الظهر حمله على الستحباب‪ .‬وروى الشيخ في الموثق عن عمار الساباطي )‪،(1‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سئل عن الرجل ينسى الركوع‪ ،‬أو ينسى‬
‫سجدة‪ ،‬هل عليه سجدة السهو ؟ قال‪ :‬ل قد أتم الصلة‪ ،‬وظاهره عدم‬
‫وجوب سجدة السهو لترك السجود مطلقا وإن أمكن حمله على ما إذا أتى‬
‫بها في محلها )‪ (2‬كما يدل عليه انضمام الركوع‪ .‬وربما يقال‪ :‬فيه إشعار‬
‫بوجوب سجود السهو فيما إذا ذكر بعد الركوع‪ ،‬إذ التعليل باتمام الصلة‬
‫يشعر بأنه إذا لم يتمها ليس كذلك‪ :‬ففي الركوع لنه يبطل به الصلة‪ ،‬وفي‬
‫السجود لنه يحتاج إلى سجود السهو إذا قضاه بعد الصلة‪ .‬وقد مرت‬
‫صحيحة أبي بصير وقوله عليه السلم فيها " ليس عليه سهو " إذ‬
‫الظاهر نفي سجود السهو وتأويل الشيخ بأنه أراد ل يكون حكمه حكم‬
‫السهاة‪ ،‬بل يكون حكم القاطعين لنه إذا ذكر ما كان فاته وقضاه لم يبق‬
‫عليه شئ يشك فيه‪ ،‬فخرج عن حد السهو )‪ (3‬بعيد جدا‪ ،‬وقد ورد نحوه في‬
‫رواية محمد بن منصور وهو أصرح من ذلك مع تأيده بأصل البراءة‪،‬‬
‫فالقول بعدم الوجوب قوي وإن كان اتباع القوم أحوط‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1 237‬ط حجر ج ‪ 2‬ص ‪ 354‬ط نجف‪ (2) .‬بل هو المسلم‪ ،‬لما في‬
‫الحديث‪ " :‬إذا أردت أن تقعد فقمت أو أردت أن تقوم فقعدت‪ ،‬أو أردت أن‬
‫تقرء فسبحت‪ ،‬أو أردت أن تسبح فقرأت فعليك سجدتا السهو‪ ،‬وليس في‬
‫شئ مما يتم به الصلة سهو‪ ،‬وفيه " إذا أراد أن يقعد فقام ثم ذكر من قبل‬
‫أن يقدم شيئا أو يحدث شيئا ؟ فقال‪ :‬ليس عليه سجدتا السهو حتى يتكلم‬
‫بشئ " فيظهر من تضاعيفه أن السهو إذا لم يتدارك كان موجبا للسجدة‪،‬‬
‫وال فل‪ .‬ومثله ما رواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 235‬عن سماعة‬
‫عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه‬
‫سجدتا السهو‪ ،‬الحديث‪ (3) .‬قاله في التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 155‬ط نجف‪،‬‬
‫والظاهر أن قوله " وليس عليه سهو " يتعلق بالفرض الول‪ ،‬وهو ما‬
‫إذا ذكرها ما لم يركع‪ ،‬كما في سائر الخبار‪.‬‬
‫]‪[149‬‬

‫ثم اعلم أن الصحاب اختلفوا في محل السجود المنسي فالكثر على أنه بعد التسليم‪،‬‬
‫وقال علي بن بابويه أن السجدة المنسية في الولى تقضى في الثالثة‬
‫والمنسية في الثانية تقضى في الرابعة‪ ،‬والمنسية في الثالثة تقضى بعد‬
‫التسليم‪ .‬وقال ابن الجنيد‪ :‬واليقين بتركه إحدى السجدتين أهون من اليقين‬
‫بتركه الركوع‪ ،‬فان أيقن بتركه إياها بعد ركوعه في الثالثة لها‪ ،‬سجدها‬
‫قبل سلمه‪ ،‬والحتياط إن كانت في الوليين العادة إن كانت في وقت‪.‬‬
‫وللمفيد قول آخر قال‪ :‬إن ذكر بعد الركوع فليسجد ثلث مرات سجدات‪:‬‬
‫واحدة منها قضاء‪ ،‬والثنتان لركعته التي هو فيها‪ .‬والخبار المعتبرة تدل‬
‫على المشهور وصحيحة عبد ال بن أبي يعفور )‪ (1‬تدل على مذهب ابن‬
‫الجنيد من إيقاعها قبل التسليم‪ ،‬ول يبعد القول بالتخيير‪ ،‬أو حمل ما قبل‬
‫التسليم على التقية‪ ،‬أو على النافلة‪ ،‬أو على ما إذا كان النسيان من الركعة‬
‫الخيرة‪ ،‬وأما مذهب ابن بابويه والمفيد فقد اعترف أكثر المتأخرين بعدم‬
‫النص فيهما‪ ،‬وقال في الذكرى‪ :‬وكأنهما عول على خبر لم يصل إلينا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ما ذكره ابن بابويه موجود في فقه الرضا عليه السلم كما سيأتي‪،‬‬
‫وخبر جعفر بن بشير يدل على مذهب المفيد في الجملة كما ستعرف‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 180‬ط حجر‪ ،‬ولفظه عن أبى عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا نسى الرجل سجدة وأيقن أنه قد تركها فليسجدها بعدما‬
‫يقعد قبل أن يسلم‪ ،‬و ان كان شاكا فليسلم ثم يسجدها وليتشهد تشهدا‬
‫خفيفا ول يسميها نقرة فان النقرة نقرة الغراب‪ .‬ووجه الحديث أن السجدة‬
‫المنسية المتيقن نسيانها‪ ،‬تكون مأمورا بها قضاء بعد الفراغ من الصلة‪،‬‬
‫وقد فرغ المصلى عن ماهية صلته ولم يبق عليه ال التحليل‪ ،‬فله أن‬
‫يأتي بها ويقضيها ان شاء قبل السلم وان شاء بعد السلم‪ ،‬ولو قضاها‬
‫قبل السلم‪ ،‬كان قد قضاها داخل الصلة‪ .‬ولعله الحسن‪.‬‬

‫]‪[150‬‬

‫‪ - 4‬المحاسن‪ :‬عن أبيه رفعه‪ ،‬عن جعفر بن بشير وعن محمد الحسين‪ ،‬عن جعفر‬
‫ابن بشير قال‪ :‬سئل أحدهم عن رجل ذكر أنه لم يسجد في الركعتين‬
‫الوليين إل سجدة سجدة )‪ (1‬وهو في التشهد الول‪ ،‬قال‪ :‬فليسجدها ثم‬
‫لينهض‪ ،‬وإذا ذكره وهو في التشهد الثاني قبل أن يسلم‪ ،‬فليسجدها‪ ،‬ثم‬
‫يسلم ويسجد سجدتي السهو )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا الخبر أيضا مخالف للمشهور‬
‫كما عرفت‪ ،‬ويدل الجزء الول على مذهب المفيد‪ ،‬لن السجدتين اللتين‬
‫يأتي بهما في الثالثة إحداهما من الثانية والخرى من الولى‪ ،‬وما هو من‬
‫الثانية التيان به موافق للمشهور‪ ،‬وما هو من الولى التيان به موافق‬
‫لما اختاره‪ .‬ويمكن حمل الجزء الخير على مذهبه أيضا بأن يكون المراد‬
‫ترك السجدتين من الخيرتين وليس ببعيد كثيرا‪ ،‬ويمكن حمل الجميع على‬
‫التقية‪ ،‬أو على النافلة وإن كان بعيدا‪ .‬أو على أن المراد في الصورتين‬
‫التيان بالسجدة التي تخص تلك الركعة‪ ،‬بقرينة أن في ما عندنا من النسخ‬
‫" فلسجدها " في الموضعين‪ ،‬وكان النسب لو اريد به السجدتان "‬
‫فليسجدهما " وإن احتمل إرادة الجنس فيدل على أن التيان بالسجدة‬
‫المنسية قبل الركوع يشمل الركعة الخيرة أيضا‪ .‬والمشهور أن المنسي في‬
‫الركعة الخيرة إذا كان سجدة واحدة‪ ،‬وذكرها قبل التسليم يأتي بها‪ ،‬وإن‬
‫ذكرها بعده يقضيها‪ ،‬والمر في سجدتي السهو كما مر‪ ،‬ولو‬

‫)‪ (1‬في المصدر وهكذا في نسخة الوسائل " سجدة " من دون تكرار‪(2) .‬‬
‫المحاسن‪ ،327 :‬والخبر ناظر إلى أن المصلى إذا فرغ من فرائض‬
‫الركعتين الولتين )بالخروج عن السجدة الولة من الركعة الثانية( فقد‬
‫خرج عن فرض الصلة‪ ،‬وله أن يقضى السجدة المنسية المتيقن نسيانها‪،‬‬
‫وذلك لن الذى بقى عليه من الصلة أجزاؤها المسنونة‪ ،‬والسجدة‬
‫المنسية أيضا منها مأمور بها‪.‬‬

‫]‪[151‬‬

‫كان المنسى السجدتين فان ذكر قبل التسليم يأتي بهما‪ ،‬وإن ذكر بعد التسليم تبطل )‬
‫‪ (1‬صلته وهو الظاهر من الدلة‪ .‬وما قيل من أن ظاهر أخبار الرجوع‬
‫حيث قيدت بما قبل الركوع‪ ،‬ل يشمل هذا الفرد‪ ،‬فليس له وجه‪ ،‬إذ يصدق‬
‫حينئذ أنه ذكرها قبل الركوع‪ ،‬وإن لم يكن بعده ركوع موظف‪ ،‬ويدل عليه‬
‫صحيحة ابن سنان )‪ (2‬قال‪ :‬إذا نسيت شيئا من الصلة ركوعا أو سجودا‬
‫أو تكبيرا فاقض الذي فاتك سهوا‪ .‬ورواية حكم بن حكيم )‪ (3‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم في رجل نسي ركعة أو سجدة أو شيئا منها ثم يذكر بعد‬
‫ذلك‪ ،‬قال‪ :‬يقضي ذلك بعينه قلت أيعيد الصلة ؟ فقال‪ :‬ل‪ .‬وقوله عليه‬
‫السلم‪ :‬في الولى " فاقض الذي فاتك " يشمل ما قبل التسليم وما بعده‪،‬‬
‫إذ القضاء يطلق على مطلق الفعل‪ ،‬ولم يثبت كونه حقيقة شرعية في الفعل‬
‫بعد الوقت‪ ،‬مع أنه رواها الشيخ في الزيادات )‪ (4‬وفيها " فاصنع " مكان‬
‫فاقض وأيضا صحيحة ابن أبي نصر الذي أخرجناه من قرب السناد تدل‬
‫على ذلك‪ ،‬والبطلن بترك السجدتين إلى الفراغ من الصلة تدل عليه‬
‫ظواهر كثير من الخبار‪ - 5 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬إن نسيت‬
‫التشهد في الركعة الثانية‪ ،‬وذكرت في الثالثة فأرسل نفسك وتشهد‪ ،‬ما لم‬
‫تركع‪ ،‬فان ذكرت بعد ما ركعت فامض في صلتك فإذا سلمت سجدت‬
‫سجدتي السهو فتشهدت فيهما ما قد فاتك )‪ .(5‬وإن نسيت التشهد‬
‫والتسليم‪ ،‬وذكرت وقد فارقت الصلة‪ ،‬فاستقبل القبلة‬

‫)‪ (1‬وسيأتى الكلم فيه‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 236‬ط حجر‪ (3) .‬الستبصار ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 357‬باب من نسى الركوع‪ ،‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 150‬ط نجف‪(4) .‬‬
‫راجع ج ‪ 2‬ص ‪ 350‬ط نجف‪ ،‬وفيه‪ " :‬فاصنع الذى فاتك سواء "‪(5) .‬‬
‫فقه الرضا )كتاب التكليف لبن أبى العزاقر الشلمغانى( ص ‪ 10‬س ‪.14‬‬

‫]‪[152‬‬

‫قائما كنت أم قاعدا وتشهد وتسلم )‪ .(1‬المقنع‪ :‬مثله إلى آخر الكلم )‪ .(2‬ايضاح‪" :‬‬
‫إذا نسي التشهد وذكر قبل الركوع " فالمشهور وجوب العود إليه بل ل‬
‫خلف فيه بين الصحاب‪ ،‬وتدل عليه أخبار صحيحة‪ ،‬وقيل بوجوب سجدتي‬
‫السهو فيه إذا ذكر بعد القيام‪ ،‬والقوى استحبابهما‪ ،‬ولو ذكر بعد الركوع‬
‫فالمشهور أنه يقضيه بعد الصلة‪ ،‬ويسجد سجدتي السهو‪ .‬وأما وجوب‬
‫السجود‪ ،‬فقد ادعى بعضهم عليه الجماع‪ ،‬ونقل في المختلف و الذكرى‬
‫الخلف فيه عن ابن أبي عقيل والشيخ في الجمل والقتصاد‪ ،‬ولم يذكره أبو‬
‫الصلح فيما يوجب سجدة السهو‪ ،‬والظهر الوجوب للخبار الصحيحة‬
‫الدالة عليه‪ .‬وأما وجوب قضاء التشهد فهو المشهور‪ ،‬وذهب المفيد وابنا‬
‫بابويه إلى أنه يجزي التشهد الذي في سجدتي السهو عن قضاء التشهد‬
‫كما يدل عليه هذا الخبر و غيره من الخبار‪ ،‬وذهب ابن الجنيد إلى وجوب‬
‫العادة إذا نسى التشهدين ومذهب المفيد والصدوقين ل يخلو من قوة‪.‬‬
‫واستدل للمشهور بما رواه الشيخ في الصحيح‪ ،‬عن محمد بن مسلم )‪(3‬‬
‫عن أحدهما عليه السلم في الرجل يفرغ من صلته وقد نسي التشهد حتى‬
‫ينصرف‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان قريبا رجع إلى مكانه فيتشهد‪ ،‬وإل طلب مكانا‬
‫نظيفا فيتشهد فيه‪ .‬وفي الضعيف عن علي بن أبي حمزة )‪ (4‬قال‪ :‬قال أبو‬
‫عبد ال عليه السلم إذا قمت في الركعتين الوليين ولم تتشهد‪ ،‬فذكرت قبل‬
‫أن تركع‪ ،‬فاقعد فتشهد‪ ،‬وإن لم تذكر حتى تركع فامض في صلتك كما‬
‫أنت‪ ،‬فإذا انصرفت سجدت سجدتي السهو ل‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪ 10‬س ‪ (2) .17‬المقنع ص ‪ 33‬ط السلمية‪ (3) .‬التهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .180‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.234‬‬

‫]‪[153‬‬
‫ركوع فيهما ثم تشهد التشهد الذي فاتك‪ .‬والخبر الثاني ضعيف ول صراحة فيه‬
‫لكون التشهد غير التشهد الذي يقرء في سجود السهو‪ ،‬وصريح ساير‬
‫الخبار يقتضي حمله عليه‪ ،‬وكلمة " ثم " وإن كان ظاهرها ذلك‪ ،‬لكن‬
‫كثيرا ما تطلق في الخبار منسلخة عن معنى التراخي‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫باعتبار الشروع في السجدتين‪ ،‬أو يكون لبيان التراخي الرتبي لما بين‬
‫السجدتين و التشهد النائب عن التشهد الفائت من المباينة‪ .‬وأما صحيحة‬
‫محمد بن مسلم فظاهرها التشهد الخير‪ ،‬ويمكن القول بالفرق بينه وبين‬
‫التشهد الول وإن كان ظاهر كلم الكثر عدم الفرق ويؤيده عدم ذكر‬
‫السجود فيه‪ ،‬إذ ظاهر كلم الكثر اختصاص السجود بنسيان التشهد الول‬
‫كما هو ظاهر المفيد والسيد والشيخ في المبسوط والخلف وابن إدريس‪.‬‬
‫وسائر الصحاب كلمهم مطلق إل العلمة فانه صرح في التذكرة والمنتهى‬
‫بوجوب السجود لترك التشهد الخير إذا استمر إلى أن سلم‪ ،‬فلو ذكر قبل‬
‫التسليم لم يكن عليه سجدة السهو‪ ،‬ولم يذكر له دليل‪ ،‬والظهر عدم‬
‫الوجوب لعدم دللة خبر صريح عليه )‪ (1‬وظاهر الخبار ومقتضى الجمع‬
‫بينها ذلك‪ .‬وقال ابن إدريس‪ :‬لو نسي التشهد الول ولم يذكره حتى ركع في‬
‫الثالثة مضى في صلته‪ ،‬فإذا سلم منها قضاه وسجد سجدتي السهو‪ ،‬فان‬
‫أحدث بعد سلمه وقبل التيان بالتشهد المنسي وقبل سجدتي السهو‪ ،‬لم‬
‫تبطل صلته بحدثه الناقض لطهارته بعد سلمه منها‪ ،‬لنه بسلمه انفصل‬
‫منها فلم يكن حدثه في صلته‪ ،‬بل بعد خروجه منها بالتسليم الواجب عليه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فإذا كان المنسي التشهد الخير‪ ،‬وأحدث ما ينقض طهارته قبل التيان‬
‫به‪ ،‬فالواجب عليه إعادة صلته من أولها مستأنفا لها‪ ،‬لنه بعد في قيد‬
‫صلته لم‬

‫)‪ (1‬ال ما يظهر من روايتي عمار وسماعة السابقتين في ص ‪ 148‬الدالتين على‬


‫أن السهو إذا لم يتدارك في الصلة وجب السجدتان رغما وطردا‬
‫للشيطان‪.‬‬

‫]‪[154‬‬

‫يخرج منها بحال‪ ،‬وفرقه تحكم )‪ (1‬واعترض عليه بوجوه تركناها مخافه السهاب‪،‬‬
‫و الظهر عدم منافات تخلل الحدث مطلقا‪ .‬ثم اختلفوا في وجوب قضاء‬
‫أبعاض التشهد لو نسيها‪ ،‬فذهب بعض الصحاب إلى وجوب القضاء‬
‫مطلقا‪ ،‬وبعضهم إلى وجوب خصوص الصلوة على محمد وآله‪ ،‬وبعضهم‬
‫لم يقل بوجوب قضاء شئ منها‪ ،‬واستدل بعضهم على الوجوب برواية حكم‬
‫بن حكيم وصحيحة ابن سنان السابقتين‪ .‬قال في الذكرى بعد نقل رواية‬
‫حكم‪ :‬وهي تدل بظاهرها على قضاء أبعاض الصلة على الطلق‪ ،‬وهو‬
‫نادر مع إمكان الحمل على ما يقضى منها كالسجدة والتشهد وأبعاضه‪ ،‬أو‬
‫على أنه يستدركه في محله‪ ،‬وكذا ما روى عبد ال بن سنان ونقل‬
‫الصحيحة المتقدمة‪ .‬قال‪ :‬وكذا رواية الحلبي عنه عليه السلم إذا نسيت‬
‫من صلتك فذكرت قبل أن تسلم أو بعدما تسلم أو تكلمت فانظر الذي كان‬
‫نقص من صلتك فأتمه‪ ،‬وابن طاوس في البشرى يلوح منه ارتضاء‬
‫مضمونها انتهى‪ .‬ثم الظاهر عدم وجوب الترتيب بين الجزاء المنسية‬
‫وسجود السهو لها أو لغيرها لطلق الدلة‪ ،‬وظاهر الكثر وجوب الترتيب‬
‫بين الجزاء المنسية وبينها وبين سجود السهو لها‪ ،‬بأن يأتي أول‬
‫بالجزاء المنسية على الترتيب‪ ،‬ثم بسجداتها كذلك وعولوا في ذلك إلى‬
‫حجج ضعيفة‪ ،‬وخبر ابن أبي حمزة الذي استدلوا به على قضاء التشهد‪،‬‬
‫يدل على عكس ذلك‪ .‬وأما نسيان التشهد والتسليم فعلى المشهور محمول‬
‫على ما إذا لم يصدر عنه ما يبطل الصلة عمدا وسهوا كالستدبار‬
‫والحدث‪ ،‬وإن كان يظهر من بعض الخبار أنه ل يضر ذلك بعد إتمام أركان‬
‫الصلة كما يظهر من الصدوق القول به في الحدث‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬بل ل تحكم فيها على مبنى القوم حيث يحكمون بأن سلمه وقع في غير محله‪،‬‬
‫فهو بعد في الصلة يجب عليه التشهد ثم السلم‪ ،‬وإذا كان قد أتى‬
‫بالمنافى أو أحدث فقد بطلت صلته‪(*) .‬‬

‫]‪[155‬‬

‫من غيره في الستدبار ناسيا مطلقا وقد تقدم الكلم فيهما وسيأتي‪ .‬وأما التشهد‬
‫قائما فلعله محمول على حال الضرورة‪ ،‬أو على الشك استحبابا لكن عمل‬
‫به الصدوق‪ ،‬قال في الذكرى حكم أبو الحسن ابن بابويه بأن ناسي التشهد‬
‫أو التسليم‪ ،‬ثم يذكر بعد مفارقة مصله‪ ،‬يستقبل القبلة ويأتي بهما قائما‬
‫كان أو قاعدا وقال بعض الصحاب‪ :‬تبطل الصلة بنسيان التسليم إذا أتى‬
‫بالمنافي قبله‪ ،‬والحكمان ضعيفان‪ ،‬أما الول فقد تقدم ما في نسيان‬
‫التشهد‪ ،‬وقضاؤه قائما مشكل لوجوب الجلوس فيه‪ ،‬وأما الثاني فلن‬
‫التسليم ليس بركن فكيف تبطل الصلة بفعل المنافي ؟ فان قال‪ :‬هذا مناف‬
‫في الصلة‪ ،‬لنا نتكلم على تقدير أن التسليم واجب‪ ،‬قلنا هذا إنما يتم‬
‫بمقدمة اخرى‪ ،‬وهي أن الخروج ل يتحقق إل به‪ ،‬ول يلزم من وجوبه‪،‬‬
‫انحصار الخروج الشرعي من الصلة فيه‪ ،‬وقد سبق ذلك في بابه انتهى‪.‬‬
‫ولعله كان في نسخة الصدوق أو التسليم إذ فتاواه غالبا مأخوذة من الفقه‬
‫كما يظهر بالتتبع‪ - 6 .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي‬
‫بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل يذكر أن‬
‫عليه السجدة يريد أن يقضيها وهو راكع في بعض صلته‪ ،‬كيف يصنع ؟‬
‫قال‪ :‬يمضي في صلته فإذا فرغ سجدها )‪ .(1‬بيان‪ :‬عدم ذكر سجود السهو‬
‫مما يؤيد عدم الوجوب‪ - 7 .‬قرب السناد‪ :‬بالسناد عن علي بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل ترك التشهد حتى سلم كيف‬
‫يصنع ؟ قال‪ :‬إن ذكر قبل أن يسلم فليتشهد وعليه سجدتا السهو‪ ،‬وإن ذكر‬
‫أنه قال أشهد أن ل إله إل ال أو بسم ال أجزأه في صلته‪ ،‬وإن لم يتكلم‬
‫بقليل ول كثير حتى يسلم أعاد الصلة )‪ .(2‬بيان‪ :‬روى الشيخ بسندين )‪(3‬‬
‫عن عمار الساباطي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 90‬ط حجر‪ ،‬ص ‪ 117‬ط نجف‪ (2) .‬قرب السناد ص ‪ 91‬ط‬
‫حجر‪ ،‬ص ‪ 118‬ط نجف‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،226‬واخرى ص ‪190‬‬
‫ط حجر‪.‬‬

‫]‪[156‬‬

‫قال‪ :‬إن نسي الرجل التشهد فششي الصششلة فششذكر أنششه قششال بسششم الش فقششط‪ ،‬فقششد جششازت‬
‫صلته وإن لم يذكر شيئا من التشهد أعاد الصشلة‪ ،‬وحملششه علشى أن المششراد‬
‫جازت صلته ول يعيدها ويقضي التشهد‪ ،‬وإذا لم يششذكر شششيئا أعششاد الصششلة‬
‫إذا كان تركه عمدا‪ .‬اقول‪ :‬ويمكن حمل العادة على السششتحباب‪ ،‬وبالجملششة‬
‫يشششكل العمششل بظششاهره مششع مخششالفته للخبششار الصششحيحة الكششثيرة‪ - 8 .‬قششرب‬
‫السناد وكتاب المسائل‪ :‬بسشنديهما‪ ،‬عشن علشي بششن جعفششر‪ ،‬عشن أخيششه قشال‪:‬‬
‫سألته عن الرجل يسهو في السجدة الخيششرة مششن الفريضشة‪ ،‬قشال‪ :‬يسششلم ثششم‬
‫يسجدها‪ ،‬وفي النافلة مثل ذلك )‪ .(1‬بيان‪ :‬في نسخ قشرب السشناد وهشو فشي‬
‫السجدة‪ ،‬والخبر ل يخلو مششن اضششطراب‪ ،‬ويحتمششل وجوهششا‪ :‬الول أن يكششون‬
‫المراد ترك السجدة الخيرة كما هو ظاهر نسخة كتشاب المسشائل فيشدل علشى‬
‫أنه بعد الشروع فششي التشششهد ل يعششود إلششى السششجود‪ ،‬وهششو خلف مششا قررنششا‬
‫سابقا‪ .‬الثاني أن يكون المراد السهو في ذكرها أو طمأنينتها‪ ،‬فيكون المراد‬
‫بالسجود بعد الصلة سجود السهو‪ ،‬بناء على وجوبها لكل زيششادة ونقيصششة‪.‬‬
‫الثالث أن يكون المراد الشك فيه بعد الشروع فششي التشششهد ويكششون السششجود‬
‫بعد الصلة على الستحباب‪ .‬الرابع أن يكون المراد الشك في عدد الركعششات‬
‫بيششن الثلث والربششع فششي السششجدة الخيششرة‪ ،‬فششالمراد بقششوله " يسششجدها "‬
‫التيشان بالركعششة المششكوك فيهشا‪ ،‬وعلشى التقشادير الحكشم فششي النافلششة اششكل‬
‫ويشكل التعويل على الخششبر لحكششم مششن الحكششام‪ - 9 .‬الهدايششة‪ :‬قششال الصششادق‬
‫عليه السلم‪ :‬إن شككت أنك لشم تششؤذن وقششد أقمششت فششامض‪ ،‬وإن شششككت فششي‬
‫القامة بعد ما كبرت فامض‪ ،‬وإن شككت في القراءة بعد‬
‫)‪ (1‬قرب السناد‪ 120 :‬ط نجف‪ 92 ،‬ط حجر‪ ،‬كتاب المسائل المطبوع في البحار ج‬
‫‪ 10‬ص ‪.283‬‬

‫]‪[157‬‬

‫ما ركعت فامض‪ ،‬وإن شككت في الركوع بعدما سجدت فامض‪ ،‬وكل شششئ تشششك فيششه‬
‫وقد دخلت في حال اخرى فامض‪ ،‬ول تلتفت إلى الشششك إل أن تسششتيقن )‪.(1‬‬
‫تفصيل وتبيين اعلششم أن الظششاهر أن هششذا الخششبر اختصششار مششن صششحيحة )‪(2‬‬
‫زرارة التي رواها الشيخ قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬رجل شك في‬
‫الذان وقد دخل في القامة‪ ،‬قال‪ :‬يمضي قلت‪ :‬رجل شك في الذان والقامة‬
‫وقد كبر قال‪ :‬يمضي‪ ،‬قلت‪ :‬رجششل شششك فششي التكششبير وقششد قششرأ قشال‪ :‬يمضششي‪،‬‬
‫قلت‪ :‬شك في القراءة وقد ركع‪ ،‬قال‪ :‬يمضشي‪ ،‬قلششت‪ :‬ششك فششي الركشوع وقشد‬
‫سجد‪ ،‬قال‪ :‬يمضي على صلته‪ ،‬ثم قشال‪ :‬يشا زرارة إذا خرجشت مشن ششئ ثشم‬
‫دخلت في غيره فشكك ليس بشئ‪ .‬وهذا الحكششم فششي الجملششة إجمششاعي وإنمششا‬
‫اختلفششوا فششي بعششض خصوصششياته‪ ،‬ولنشششر إليهششا‪ :‬الول‪ :‬المشششهور بيششن‬
‫الصحاب أنه ل فرق في الحكم المذكور أي عدم الرجوع إلى المشكوك فيششه‬
‫بعد تجاوز المحل‪ ،‬وكذا في الرجوع قبله بين أن يكششون الشششك فششي الولييششن‬
‫أو غيرهما‪ ،‬وفي الثنائية والثلثية أو غيرهما )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الهداية‪ (2) .32 :‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .236‬وذلك لن هذه القاعدة ‪ -‬وتسمى‬
‫بقاعدة التجاوز ‪ -‬من المارات العقلئية التى جبلششت النفششوس علششى السششير‬
‫عليها والخذ بها‪ ،‬والمارات الكاشفة عن واقعة خارجية‪ ،‬ل تختلف حالها‬
‫بالنسششبة إلششى الفششرائض والسششنن حششتى يقششال باعتبششار هششذه القاعششدة فششي‬
‫الخيرتين دون الولتين أو بعدم شمولها لجزاء القششراءة وغيششر ذلششك ممششا‬
‫سيأتي ذكره في المتن‪ .‬ولكن ل يذهب عليك أن اعتبار هذه القاعششدة‪ ،‬انمششا‬
‫يكون في الفعال المتتابعة والقوال المترادفة‪ ،‬بعد ما كانت معتادة للعامششل‬
‫كالمصششلى الششذى اسششتمر علششى الصششلة بمششا فيهششا مششن القششوال والفعششال‬
‫المتتابعة‪ ،‬مدى من عمره‪ ،‬بحيث اعتادها كذلك وأما الذى لم يسششتمر علششى‬
‫الصلة بعد‪ ،‬كأن أسششلم جديششدا وعلششم الصششلة أو الششذين يبلغششون الحلششم ولششم‬
‫يصلوا قبل بلوغهم تمرينا وتأديبا‪ ،‬فل يشملهم هذه القاعدة‪.‬‬

‫]‪[158‬‬

‫وقال المفيد في المقنعة‪ :‬كل سهو يلحق النسان في الركعتين الوليين مششن فرائضششه‬
‫فعليه العادة‪ ،‬وحكى المحقق في المعتبر عن الشيخ قششول بوجششوب العششادة‬
‫لكل شك يتعلق بكيفية الوليين‪ ،‬كأعدادهما‪ ،‬ونقله الشيخ عن بعض القدماء‬
‫من علمائنا‪ .‬واستقرب العلمة في التذكرة البطلن إن تعلق الشك بركن من‬
‫الوليين‪ ،‬والول أصوب لعموم الخبار‪ ،‬وهذا الخبر بالترتيب المششذكور فيششه‬
‫كالصريح في شموله للوليين كما ل يخفى علششى المتأمششل‪ .‬الثششاني‪ :‬لششو شششك‬
‫في قراءة الفاتحة وهو في السششورة‪ ،‬فالششذي اختششاره جماعششة مششن الصششحاب‬
‫منهم الشيخ أنه يعيد قراءة الفاتحة‪ ،‬وذهب ابششن إدريششس إلششى أنششه ل يلتفششت‬
‫ونقل عن المفيد أيضشا واختشاره المحقشق‪ ،‬ولعشل الثشاني أقشوى لعمشوم قشوله‬
‫عليه السلم " إذا خرجت من شئ ثم دخلت في غيره " إذ يصدق على مششن‬
‫شك في قراءة الحمد وهو في السورة أنه خرج من شششئ ودخششل فششي غيششره‪.‬‬
‫وقد يستدل على الول بقوله في هذا الخبر " قلت شك في القراءة وقد ركع‬
‫" فان ظاهره أن النتقال عن القراءة إنمششا يكششون بششالركوع‪ ،‬وبششأن القششراءة‬
‫فعل واحد‪ .‬واجيب بششأن التقييششد ليششس فششي كلمششه عليششه السششلم بششل فششي كلم‬
‫الششراوي‪ ،‬وليششس فششي كلم الششراوي أيضششا الحكششم علششى محششل الوصششف حششتى‬
‫يقتضي نفيه عما عداه‪ ،‬بل سؤال عن حكم محل الوصف‪ ،‬ول دللة في ذلششك‬
‫على شئ‪ .‬سلمنا لكن دللشة المفهششوم ل تعشارض المنطششوق‪ ،‬وكششون القششراءة‬
‫فعل واحدا غير مسلم إذ المغايرة بينهمششا حسششا متحقششق‪ ،‬وفششي الشششرع وقششع‬
‫المر بكل منهما على حدة ولهما أحكام مختلفششة فششي الختيششار والضششطرار‪،‬‬
‫والوليين والخيرتين‪ ،‬وتناول اسم القراءة لهما ل يفيد ذلك‪ ،‬إذ يطلق علششى‬
‫جميع الفعال الصلة أيضا‪ .‬لكن يرد عليه أنششه ينتقششض باليششات كالشششك فششي‬
‫البسملة بعد الشروع في التحميد‪ ،‬وكذا اليات الخششر‪ ،‬ول يبعششد الششتزام ذلششك‬
‫كما مال إليه بعض المتأخرين‪،‬‬

‫]‪[159‬‬

‫ويمكن أن يقال‪ :‬الرجششوع هنششا أحششوط إذ القششرآن والشدعاء غيشر ممنششوع فشي الصشلة‪.‬‬
‫ودخول ذلك في القرآن الممنوع غير معلوم‪ ،‬ولعل الرجوع ثم إعادة الصلة‬
‫غاية الحتياط‪ ،‬أو عدم الرجوع مششع العشادة‪ .‬الثشالث‪ :‬لشو شششك فششي القششراءة‬
‫وهو في القنوت‪ ،‬فالظاهر عدم وجوب العود‪ ،‬وقيل يجب العود لما مر‪ ،‬وكذ‬
‫لو أهوى إلى الركوع ولم يصل إلى حده‪ ،‬وعدم العود فيهمششا أظهشر ل سششيما‬
‫في الول والحتيشاط مششا مشر‪ .‬الرابشع‪ :‬لشو شششك فشي الركششوع وقششد هشوى إلشى‬
‫السجود ولم يضع بعد جبهته على الرض‪ ،‬فقد اختلف فيششه‪ ،‬فششذهب الشششهيد‬
‫الثاني ‪ -‬رحمة ال عليه ‪ -‬إلى العششود‪ ،‬و جماعششة إلششى عششدمه‪ ،‬ولعششل الخيششر‬
‫أقوى للموثق )‪ (1‬كالصحيح بأبان قال‪ :‬قلت لبى عبد ال عليه السلم رجل‬
‫أهوى إلشى السشجود فلشم يششدر أركششع أم لشم يركششع ؟ قششال‪ :‬قشد ركششع‪ ،‬و لعمششوم‬
‫صششحيحة زرارة المتقدمششة وغيرهششا‪ .‬واسششتدل علششى الول بصششحيحة )‪(2‬‬
‫إسماعيل بن جابر قال‪ :‬قال أبو عبد الش عليشه السشلم إن ششك فششي الركششوع‬
‫بعد ما سجد فليمض وإن شك في السجود بعد ما قام فليمض‪ ،‬كل شششئ شششك‬
‫فيششه ممششا قششد جششاوزه ودخششل فششي غيششره فليمششض عليششه‪ ،‬وبصششحيحة زرارة‬
‫المتقدمة و صحيحة حماد )‪ (3‬وصششحيحة محمششد بششن مسششلم )‪ (4‬حيششث سشأل‬
‫السائل فيها عن الشك في الركوع بعد السجود فقرره عليه السلم على ذلك‬
‫وأجاب بعدم اللتفات‪ .‬وأجيب بأن المفهششوم ل يعششارض المنطششوق‪ ،‬ورد بششأن‬
‫المنطوق ليس بصريح في المقصود‪ ،‬إذ يمكن أن يكون المراد بششالهوى إلششى‬
‫السششجود الوصششول إلششى حششده‪ .‬وربمششا يجششاب عششن عمششوم صششحيحتي زرارة‬
‫وإسماعيل بن جابر ونحوهما بأن الظاهر دخوله في فعل من أفعششال الصششلة‬
‫والهوي ليس من الفعال‪ ،‬بل من مقدماتها‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .178‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ = (3) .179‬ج ‪ 1‬ص ‪) .178‬‬
‫‪ (4‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،228‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،177‬السرائر‪.473 :‬‬

‫]‪[160‬‬

‫ول يخفى أن هذا الفرق تحكم‪ ،‬ولعل الحوط المضي في الصلة ثم إعادتها‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬لو شك بعد رفع رأسه من الركوع‪ ،‬هل وصل إلى حد الراكع أم ل‬
‫؟ مع جزمه بتحقق النحناء في الجملة‪ ،‬وكون هويه بقصد الركوع‪،‬‬
‫فيحتمل العود لنه يرجع إلى الشك في الركوع قائما‪ .‬وروي في الصحيح )‬
‫‪ (1‬عن عمران الحلبي قال‪ :‬قلت‪ :‬الرجل يشك وهو قائم فل يدري أركع أم‬
‫ل ؟ قال‪ :‬فليركع‪ ،‬ولما مر من الخبار الدالة على العود قبل السجود‪.‬‬
‫ويحتمل عدم العود لما روي عن الفضيل بن يسار )‪ (2‬قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال عليه السلم أستتم قائما فل أدرى أركعت أم ل قال‪ :‬بلى قد ركعت‪،‬‬
‫فامض في صلتك إنما ذلك من الشيطان‪ ،‬ولن الظاهر وصوله حنيئذ إلى‬
‫حد الراكع‪ .‬ولعل الول أقوى‪ ،‬ويمكن حمل الخبر على كثير الشك‪ ،‬فان‬
‫الغالب أن مثل هذا الشك ل يصدر إل منه‪ ،‬وقوله عليه السلم " إنما ذلك‬
‫من الشيطان " ل يخلو من إيماء إليه‪ ،‬أو على من ظن وصوله إلى حد‬
‫الركوع كما هو الغالب في مثله‪ ،‬وحمله على القيام من السجود أو التشهد‬
‫بعيد‪ ،‬وإن أمكن ارتكابه لضرورة الجمع‪ .‬السادس‪ :‬لو شك في السجود‬
‫ولما يستكمل القيام‪ ،‬وقد أخذ فيه‪ ،‬فالقرب وجوب التيان به كما اختاره‬
‫الشهيدان وجماعة من المتأخرين‪ ،‬لخبر عبد الرحمان بن أبي عبد ال‬
‫ووصفه الكثر بالصحة )‪ (3‬لكن في طريقه أبان وهو وإن كان موثقا لكن‬
‫فيه إجماع العصابة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬رجل رفع رأسه‬
‫من السجود فشك قبل أن يستوي جالسا فلم يدر أسجد أم لم يسجد ؟ قال‪:‬‬
‫يسجد‪ ،‬قلت‪ :‬فرجل نهض من سجوده فشك قبل أن يستوى قائما فلم يدر‬
‫أسجد أم لم يسجد ؟ قال‪ :‬يسجد‪ ،‬ويمكن أن يكون مخصصا للعمومات‬
‫السابقة‪ ،‬وإن جعله بعض المتأخرين مؤيدا للفرق بين الفعال ومقدماتها‪.‬‬
‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 178‬ط حجر ج ‪ 2‬ص ‪ 150‬ط نجف‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 151‬ط نجف‪ ،‬ص ‪ 178‬ط حجر‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.179‬‬

‫]‪[161‬‬

‫السابع‪ :‬لو شك في السجود وهو يتشهد‪ ،‬أو في التشهد وقد قام‪ ،‬فالظهر أنه ل‬
‫يلتفت‪ ،‬وبه قال الشيخ في المبسوط‪ ،‬وكذا لو شك في التشهد ولما يستكمل‬
‫القيام وقال العلمة في النهاية‪ :‬يرجع إلى السجود والتشهد ما لم يركع‪.‬‬
‫وفي الذكرى نسب هذا القول إلى الشيخ في النهاية‪ ،‬مع أنه قال في النهاية‬
‫بالفرق بين السجود والتشهد‪ ،‬حيث قال‪ " :‬فان شك في السجدتين وهو‬
‫قاعد أو قد قام قبل أن يركع عاد فسجد السجدتين‪ ،‬فان شك في واحدة من‬
‫السجدتين وهو قائم أو قاعد قبل الركوع فليسجد‪ ،‬ومن شك في التشهد‬
‫وهو جالس فليتشهد‪ ،‬فان كان شكه في التشهد الول بعد قيامه إلى الثالثة‬
‫مضى في صلته‪ ،‬وليس عليه شئ "‪ .‬ونقل عن القاضي أنه فرق في‬
‫بعض كلمه بين السجود والتشهد فأوجب الرجوع بالشك في التشهد حال‬
‫قيامه دون السجود‪ ،‬وفي موضع آخر سوى بينهما في عدم الرجوع‪،‬‬
‫وحمل على أنه أراد بالشك في التشهد تركه ناسيا لئل يتناقض كلمه‪،‬‬
‫والظهر عدم الرجوع في الجميع‪ ،‬لما مر من عموم الخبار‪ .‬وربما يستدل‬
‫للعود إلى السجود بحسنة )‪ (1‬الحلبي قال‪ :‬سئل أبو عبد ال عليه السلم‬
‫عن رجل سهى فلم يدر سجدة سجد أم ثنتين‪ ،‬قال‪ :‬يسجد اخرى‪ ،‬وليس‬
‫عليه بعد انقضاء الصلة سجدتا السهو‪ ،‬وهي محمولة على ما إذا ذكر قبل‬
‫القيام جمعا‪ .‬وربما يستشكل الحكم بعدم العود إلى السجود إذا شك فيه في‬
‫حال التشهد نظرا إلى رواية عبد الرحمان السابقة‪ ،‬لدللتها على العود قبل‬
‫تمام القيام‪ ،‬فيشمل ما كان بعده تشهد‪ ،‬واجيب بأن الظاهر منها ما إذا لم‬
‫يكن بعده تشهد لقوله‪ :‬نهض من سجوده‪ ،‬فان الظاهر من القيام عن‬
‫السجود عدم الفصل بالتشهد إذ حينئذ يكون قياما عن التشهد ل عن‬
‫السجود‪ .‬الثامن‪ :‬لو رجع الشاك في الفعل في موضعه‪ ،‬وذكر بعد فعله أنه‬
‫كان فعله فان كان ركنا بطلت صلته‪ ،‬وإل فل‪ ،‬سواء كان غير الركن‬
‫سجدة أو غيرها على المشهور‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،178‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪(*) .349‬‬

‫]‪[162‬‬

‫بين الصحاب‪ ،‬وقال السيد المرتضى )ره( إن شك في سجدة فأتى بها ثم ذكر فعلها‬
‫أعاد الصلة‪ ،‬وهو قول أبي الصلح وابن أبي عقيل‪ .‬والول أقوى‬
‫لصحيحة منصور بن حازم )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن رجل صلى فذكر أنه زاد سجدة‪ ،‬فقال‪ :‬ل يعيد الصلة من سجدة‪،‬‬
‫ويعيدها من ركعة‪ .‬وموثقة عبيد بن زرارة )‪ (2‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم عن الرجل شك فلم يدر أسجد ثنتين أم واحدة فسجد اخرى ثم‬
‫استيقن أنه قد زاد سجدة‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال ل يفسد الصلة زيادة السجدة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ل يعيد صلته من سجدة‪ ،‬ويعيدها من ركعة‪ .‬وهنا فرع آخر اختلفوا‬
‫فيه‪ ،‬وهو ما لو شك في الركوع وهو قائم فركع ثم ذكر قبل رفعه‪ ،‬فذهب‬
‫الكليني والشيخ والمرتضى وابن إدريس إلى أنه يرسل نفسه للسجود‬
‫والمشهور بين المتأخرين بطلن الصلة )‪ (3‬لتحقق زيادة الركن‪ ،‬إذ ليس‬
‫للقيام عن الركوع مدخل في تحققه‪ ،‬وللصحاب في توجيه كلم القدماء‬
‫وجوه‪ :‬منها أن النحناء الخاص مشترك بين الركوع والهوى إلى السجود‪،‬‬
‫ويتميز الول عن الثاني بالرفع عنه )‪ (4‬ولم يثبت أن مجرد القصد يكفي‬
‫في كونه ركوعا‪ ،‬فاذن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .180‬ال إذا تذكر حين الهوى للركوع أو قبل أن‬
‫يتطأ من في ركوعه‪ ،‬فأرسل نفسه إلى السجدة‪ ،‬حيث ل يتحقق الركوع‬
‫بالنية فقط ول بالنية والهوى‪ ،‬ال إذا وصل إلى حد الركوع واطمئن‬
‫اطمينانا ما‪ ،‬وهو واضح‪ ،‬ولعل هذه المشايخ العظام من القدماء‪ ،‬نظروا‬
‫إلى هذه الصورة‪ (4) .‬ولعل هذا هو الظاهر من لفظ الكليني حيث قال في‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪ " :360‬فان شك وهو قائم فلم يدر أركع أم لم يركع‪ ،‬فليركع‬
‫حتى يكون على يقين من ركوعه‪ ،‬فان ركع ثم ذكر أنه قد كان ركع‬
‫فليرسل نفسه إلى السجود من غير أن يرفع رأسه من الركوع فان مضى‬
‫ورفع رأسه من الركوع ثم ذكر أنه قد كان ركع فعليه أن يعيد الصلة لنه‬
‫قد زاد‬

‫]‪[163‬‬

‫ل يلزم زياد الركن‪ .‬ومنها ما ذكره الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في الذكرى بعد تقوية القول الول‬
‫حيث قال‪ :‬لن ذلك وإن كان بصورة الركوع‪ ،‬إل أنه في الحقيقة ليس‬
‫بركوع لتبين خلفه‪ ،‬والهوى إلى السجود مشتمل عليه‪ ،‬وهو واجب‪،‬‬
‫فيتأدى الهوى إلى السجود به‪ ،‬فل يتحقق الزيادة حينئذ بخلف ما لو ذكر‬
‫بعد رفع رأسه من الركوع لن الزيادة حينئذ متحققة لفتقاره إلى هوى‬
‫السجود‪ .‬ومنها أن هذه الزيادة لم تقتض تغييرا لهيئة الصلة‪ ،‬ول خروجا‬
‫عن الترتيب الموظف‪ ،‬فل تكون مبطلة‪ ،‬وإن تحقق مسمى الركوع لنتفاء‬
‫ما يدل على بطلن الصلة بزيادته على هذا الوجه من نص أو إجماع‪.‬‬
‫ومنها أن بعد تسليم تحقق الزيادة المنساق إلى الذهن مما دل على أن‬
‫الزيادة في الصلة مبطلة‪ ،‬وكذا ما دل على أن زيادة الركوع مبطلة غير‬
‫هذا النحو من الزيادة فيحصل التأمل في المسألة من حيث النظر إلى‬
‫العموم اللفظي‪ ،‬والسياق الخاص من حيث الشيوع والكثرة‪ ،‬والتعارف إلى‬
‫الذهن‪ .‬ول يخفى وهن الجميع ولعل الباعث لهم على إبداء تلك الوجوه‬
‫اختيار أعاظم القدماء هذا المذهب‪ ،‬ول أظنهم اختاروه لتلك الوجوه‪ ،‬بل‬
‫الظاهر أنه وصل إليهم نص في ذلك ل سيما ثقة السلم‪ ،‬فانه من أرباب‬
‫النصوص‪ ،‬ول يعتمد على الراء‪ ،‬و المسألة محل إشكال والتمام ثم‬
‫العادة طريق الحتياط‪ .‬ولو وقع مثل ذلك للمأموم خلف المام أو للمام‬
‫وانفرد كل منهما به‪ ،‬فل أبعد صحة صلته لتايده بالخبار الدالة على أنه ل‬
‫سهو للمأموم مع حفظ المام وبالعكس‪ ،‬وإن كان الحوط له أيضا ما ذكر‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬لو تلفى ما شك فيه بعد النتقال عن محله‪ ،‬فالشهر بل الظهر أنه‬
‫تبطل صلته‪ ،‬إن كان عمدا‪ ،‬سواء كان ركنا أو غيره‪ ،‬لن زيادة فعل من‬
‫أفعال الصلة فيها عمدا يوجب البطلن‪ ،‬إل أن يكون من قبيل الذكر‬
‫والدعاء والقرآن‬

‫في صلته ركعة‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫الذي ل يوجب زيادته البطلن‪ ،‬واحتمل الشهيد في الذكرى عدم البطلن بناء على‬
‫أن ترك الرجوع رخصة‪ ،‬ول يخفى ضعفه‪ .‬العاشر‪ :‬ل خلف ظاهرا بين‬
‫الصحاب في أنه ليس لناسي ذكر الركوع أو الطمأنينة فيه حتى ينتصب‪،‬‬
‫ولناسي الرفع من الركوع أو الطمأنينة في الرفع حتى يسجد والذكر في‬
‫السجدتين أو السجود على العضاء السبعة سوى الجبهة أو الطمأنينة‬
‫فيهما‪ ،‬أو في الجلوس بينهما‪ ،‬أو إكمال الرفع من السجدة الولى حتى‬
‫سجد ثانيا‪ ،‬وكذا لو شك في شئ من ذلك‪ ،‬الرجوع إليها‪ ،‬ول تبطل الصلة‬
‫بذلك‪ ،‬ول يلزمه شئ إل على القول بوجوب سجود السهو لكل زيادة‬
‫ونقيصة في السهو‪ .‬والدليل على الجميع فوت محالها‪ ،‬وفقد الدليل على‬
‫الرجوع إليها‪ ،‬وعلى بطلن الصلة بتركها ناسيا‪ ،‬وقد وردت الروايات في‬
‫خصوص بعضها‪ .‬وقد يقال‪ :‬ضابط التجاوز عن المحل في الشك هو‬
‫الشروع في فعل موضعه بعد ذلك الفعل‪ ،‬سواء كان ركنا أو غيره‪ ،‬إل ما‬
‫أخرجه الدليل‪ ،‬وفي السهو فوت المحل بأن يدخل في ركن هو بعد ذلك‬
‫المنسى أو يكون تداركه مستلزما لتكرار ركن أو تكرار جزء من أجزاء‬
‫ركن‪ :‬أما تكرار الركن فكنسيان ذكر الركوع وتذكره بعد رفع الرأس منه‪،‬‬
‫فان تداركه يوجب تكرار الركوع‪ ،‬وتكرار جزء الركن كنسيان ذكر إحدى‬
‫السجدتين‪ ،‬وتذكره بعد الرفع‪ ،‬فان العود إليه ل يجوب تكرار الركن‪ ،‬لكن‬
‫يوجب تكرار جزء منه‪ ،‬فان السجدة الواحدة جزء من الركن‪ ،‬وهو‬
‫السجدتان )‪ .(1‬ول ينتقض ذلك بالرجوع إلى تكبيرة الفتتاح إذا ذكرها بعد‬
‫الشروع في القراءة لن الكلم بعد الدخول في الصلة‪ ،‬ومن نسي التكبير‬
‫لم يدخل بعد في الصلة‪ ،‬وما ذكره الفقهاء من بطلن الصلة فيه‪ ،‬فهو‬
‫على المجاز‪ ،‬وإن اكتفى في إطلق السم‬

‫)‪ (1‬ويمكن أن يقال‪ :‬ضابطة فوت المحل في تدارك الجزاء المنسية هو أن أجزاء‬
‫الصلة تفوت محلها عند الدخول في الركن كالقراءة والقنوت والتشهد‬
‫والسجود والركوع وأما أجزاء أجزاء الصلة فيفوت محلها بفوات‬
‫ظرفها‪ ،‬كذكر الركوع وذكر السجود‪.‬‬

‫]‪[165‬‬

‫صورة الصلة‪ ،‬فلم يتغير في الصورة المذكورة صورتها بالعود إليه‪ ،‬فلم تنتقض‬
‫القاعدة‪ .‬وقال الشهيد الثاني رفع ال درجته في ضابط السهو بأن‪ :‬فوته‬
‫إنما هو بأن يكون الرجوع إليه مستلزما لزيادة ركن أو سجدة وهو أيضا‬
‫حسن‪ - 10 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن القاسم ابن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬ل‬
‫يكون السهو في خمس‪ :‬في الوتر‪ ،‬والجمعة‪ ،‬و الركعتين الوليين من كل‬
‫صلة‪ ،‬وفي الصبح‪ ،‬وفي المغرب )‪ - 11 .(1‬قرب السناد‪ :‬عن محمد بن‬
‫خالد الطيالسي‪ ،‬عن العلء‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫الرجل يصلي الفجر فل يدري أركعة صلى أو ركعتين ؟ قال‪ :‬يعيد‪ ،‬فقال له‬
‫بعض أصحابنا وأنا حاضر‪ :‬والمغرب ؟ قال‪ :‬والمغرب‪ ،‬قلت له أنا‪:‬‬
‫والوتر ؟ قال‪ :‬نعم ! والوتر‪ ،‬والجمعة )‪ .(2‬بيان‪ :‬روى الشيخ ‪ -‬ره ‪ -‬الخبر‬
‫الخير عن العل بسند صحيح )‪ (3‬هكذا قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .164‬قرب السناد ص ‪ 16‬ط حجر‪ 23 :‬ط نجف‪(3) .‬‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،186‬وفقه الحديث يبتنى على أن حفظ الركعات فرض‬
‫في الصلوات المفروضة بقوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلة‬
‫الوسطى " على ما مر بيانها في ج ‪ 82‬ص ‪ ،277‬فالركعتان الولتان من‬
‫كل رباعية كالفجر والجمعة يكون خفظهما )بحيث يعلم أن هذه الركعة‬
‫الولى وهذه الركعة الثانية( ركنا تبطل الصلة بالخلل به مطلقا عمدا‬
‫وسهوا وجهل ونسيانا‪ ،‬على حد سائر الركان‪ .‬وأما صلة المغرب‬
‫فأولتاها كالركعتين الولتين من الرباعية‪ ،‬وأما ثالثتها فقد زيدت لتكون‬
‫عدد الفرائض وترا‪ ،‬ولذلك صار حفظ ثالثتها أيضا كالفرض‪ ،‬يجب التحفظ‬
‫عليها لئل تصير الفرائض شفعا‪- .‬‬

‫]‪[166‬‬

‫سألته عن الرجل يشك في الفجر‪ ،‬قال‪ :‬يعيد‪ ،‬قلت‪ :‬والمغرب ؟ قال‪ :‬نعم والوتر‬
‫والجمعة من غير أن أسأله‪ .‬ويستفاد من الخبرين أحكام‪ :‬الول‪ :‬أن الشك‬
‫في الفجر والمغرب يوجب إعادة الصلة‪ ،‬وهو المشهور بين علمائنا‪ ،‬قال‬
‫في المنتهى‪ :‬لو شك في عدد الثنائية كالصبح‪ ،‬وصلة السفر‪ ،‬والجمعة‬
‫والكسوف أو في الثلثية كالمغرب أو في الوليين من الرباعيات أعاد‪،‬‬
‫ذهب إليه علماؤنا أجمع إل ابن بابويه فانه جوز البناء على القل‬
‫والعادة‪ ،‬ونقل عنه في المختلف والشهيد في الذكر من المقنع ما سيأتي‪.‬‬

‫فعلى المصلى إذا لم يحفظ ركعات المغرب بأن تلك اولها وتيك ثانيتها )بالفرض(‬
‫وهذه ثالثتها )بالسنة( فعليه أن يبطلها رأسا بالتسليم على النبي صلى ال‬
‫عليه وآله واستيناف الصلة حتى يكون على يقين من وترها‪ .‬ولو‬
‫عالجها بما يعالج الرباعية بالبناء على الكثر ‪ -‬أو القل على قول ابن‬
‫بابويه ‪ -‬بقى احتمال كون المغرب شفعا بحيث ل يمكن رفعه‪ ،‬فحينئذ‬
‫يكون المصلى قد أخل بالسنة النبوية التى جعلت داخل الفرض وقد قال‬
‫فيها رسول ال صلى ال عليه وآله " السنة سنتان‪ :‬سنة في فريضة‬
‫الخذ بها هدى وتركها ضللة‪ ،‬وكل ضللة سبيلها إلى النار‪ .‬وهكذا يكون‬
‫حكم صلة الوتر حيث جعلت ثلثة لتكون النوافل المسنونة وترا من حيث‬
‫العداد‪ ،‬ال أن المر في النوافل المسنونة أسهل‪ ،‬لكونها سنة خارجة عن‬
‫الفرض و الخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة‪ .‬فكما قلنا مرارا أن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله كان يصلى من النوافل ضعفى الفريضة فكان‬
‫يصلى صلة الجمعة بهيئة مخصوصة وكيفية ممتازة‪ ،‬ثم يصلى ضعفها‬
‫صلة العيدين‪ ،‬فصلة العيدين مع كونها مسنونة‪ ،‬يتبع في كيفيتها‬
‫وأحكامها صلة الجمعة‪ ،‬هكذا صلة الوتر من النوافل يتبع حكم صلة‬
‫المغرب‪ ،‬ولو ذهب على المصلى حفظ ركعاتها ‪ -‬سواء في ذلك صلة‬
‫العيدين والوتر ‪ -‬عليه أن يبطلها بالتسليم ويعيدها بحكم السنة‪ ،‬وال هو‬
‫الموفق للصواب‪.‬‬

‫]‪[167‬‬

‫ثم قال الشهيد‪ :‬وهو قول نادر وظاهر كلمه في الفقيه يوافق المشهور والقرب‬
‫الول لدللة الخبار الصحيحة عليه‪ ،‬وأخبار البناء على القل محمولة على‬
‫التقية لتفاق المخالفين عليه‪ ،‬وسيأتي الكلم على مذهب الصدوق عند نقل‬
‫كلمه‪ .‬والسهو الواقع في الخبر الول وإطلقه محمول على الشك في عدد‬
‫الركعات بشهادة سائر الخبار‪ ،‬وقد مر حكاية الشيخ القول بابطال الشك‬
‫والسهو مطلقا في الوليين من كل صلة‪ ،‬وظاهر استدللهم شموله لثالثة‬
‫المغرب أيضا‪ .‬ثم اعلم أن عموم النص وفتاوى الصحاب يقتضي عدم‬
‫الفرق في وجوب العادة بين الشك في الزيادة والنقصان‪ ،‬ويؤيده ما رواه‬
‫الشيخ عن الفضيل )‪ (1‬قال‪ :‬سألته عن السهو فقال‪ :‬في صلة المغرب إذا‬
‫لم تحفظ ما بين الثلث إلى الربع فأعد صلتك‪ .‬الثاني‪ :‬أن الشك في عدد‬
‫الوليين من الرباعية يوجب البطلن على الشهر والقوى‪ ،‬وقال العلمة‬
‫في المنتهى والشهيد في الذكرى‪ :‬إنه قول علمائنا أجمع‪ ،‬إل أبى جعفر بن‬
‫بابويه فانه قال‪ :‬لو شك بين الركعة والركعتين فله البناء على الركعة )‪.(2‬‬
‫وقال والده‪ :‬إذا شك في الركعة الولى والثانية أعاد‪ ،‬وإن شك ثانيا وتوهم‬
‫الثانية بنى عليها‪ ،‬ثم احتاط بعد التسليم بركعتين قاعدا‪ ،‬وإن توهم الولى‬
‫بنى عليها وتشهد في كل ركعة فان تيقن بعد التسليم الزيادة لم يضر‪ ،‬لن‬
‫التسليم )‪ (3‬حائل بين الرابعة والخامسة‪ ،‬وإن تساوى الحتمالن تخير بين‬
‫ركعة قائما وركعتين جالسا‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .186‬وفيه أنه لو بنى على القل ‪ -‬كما يقوله العامة ‪-‬‬
‫سواء في ذلك كل الشكوك‪ ،‬ذهب عليه حفظ الركعات وترا‪ ،‬وتطرق‬
‫احتمال الشفع فيها‪ ،‬بحيث ل يزول ذلك أبدا‪ ،‬ال بابطالها واستيناف‬
‫الصلة‪ ،‬وسيأتى لهذا البحث تتمة بعون ال ومشيئته‪ (3) .‬استظهر‬
‫العلمة المؤلف رضوان ال عليه أن الصحيح بدل التسليم التشهد‪ ،‬كما‬
‫سيظهر من فقه الرضا )هامش الصل(‪.‬‬

‫]‪[168‬‬

‫قال في الذكرى‪ :‬وأطلق الصحاب العادة ولم نقف له على رواية تدل على ما ذكره‬
‫من التفصيل انتهى‪ .‬أقول‪ :‬ما ذكره مأخوذ من فقه الرضا عليه السلم كما‬
‫ستعرف‪ ،‬وعلى كل حال العمل بالمشهور أولى‪ ،‬لصحة أخباره وكثرتها‪،‬‬
‫وبعدها عن أقوال المخالفين‪ ،‬والظاهر أن الخبار الدالة على البناء على‬
‫القل محمولة على التقية‪ ،‬وربما تحمل على النافلة‪ .‬الثالث‪ :‬أن الشك في‬
‫عدد الجمعة مبطل‪ ،‬والكلم فيه كالكلم في الفجر‪ ،‬ثم الظاهر من الروايات‬
‫أن الثنائية والثلثية من جميع الصلوات الواجبة الشك في أعدادها يوجب‬
‫البطلن‪ ،‬كصلة السفر‪ ،‬والجمعة‪ ،‬والعيدين‪ ،‬والكسوف والصلة المنذورة‬
‫الثنائية والثلثية‪ ،‬واليات والطواف‪ .‬ولو كان الشك في صلة الكسوف في‬
‫عدد الركوع فان تضمن الشك في الركعتين كما لو شك هل هو في الركوع‬
‫الخامس أو السادس بطلت‪ ،‬وإن لم يكن كذلك فالقرب البناء على القل لما‬
‫مر في ركوع اليومية‪ .‬وهنا قولن آخران غريبان لقطب الدين الراوندي‪،‬‬
‫والسيد جمال الدين أحمد ابن طاوس ‪ -‬ره ‪ -‬تركناهما لطولهما وقلة‬
‫الجدوى فيهما‪ ،‬وذكرهما الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في الذكرى‪ ،‬فمن أراد الطلع‬
‫عليهما فليرجع إليه‪ .‬الرابع‪ :‬يدل الخبران على أن الشك في الوتر يوجب‬
‫البطلن‪ ،‬وهو مخالف للمشهور من التخيير في النافلة مطلقا بين البناء‬
‫على القل أو الكثر ويمكن الحمل على صلة الوتر المنذورة أو على أنه‬
‫لما كان الوتر يطلق غالبا على الثلث فيحمل على الشك بين الثنتين‬
‫والثلث إذ الشك بين الواحد والثنتين شك في الشفع حقيقة‪ ،‬والشك بين‬
‫الثلث والربع نادر‪ ،‬فيعود شكه إلى أنه علم إيقاع الشفع وشك في أنه هل‬
‫أوقع الوتر أم ل ؟ ولما كانت الوتر صلة برأسها‪ ،‬فإذا شك في إيقاعها‬
‫يلزمه التيان بها وليس من قبيل الشك في الركعات‪ .‬على أنه يمكن‬
‫تخصيص عموم حكم النافلة بالخبرين كما فعله بعض المتأخرين‬

‫]‪[169‬‬

‫أو على الفضل والستحباب‪ ،‬ولعله أصوب‪ - 12 .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه قال‪ :‬سألته عن الرجل يقوم في‬
‫صلته فل يدري صلى شيئا أم ل ؟ كيف يصنع ؟ قال‪ :‬يستقبل الصلة )‪.(1‬‬
‫توضيح‪ :‬اعلم أن المشهور بين الصحاب أن من لم يدر كم صلى يعيد‬
‫الصلة مع أنهم ذكروا حكم السهو بين أعداد الركعات جميعا‪ ،‬فكلمهم‬
‫يحتمل وجهين‪ :‬الول أن يكون مرادهم كثرة أجزاء الشك بحيث يدخل فيه‬
‫الواحد والثنين أيضا‪ ،‬وهو الظاهر من كلم الكثر‪ .‬الثاني ما ذكره والدي‬
‫قدس سره نقل عن مشايخه‪ ،‬وهو أن الشك في الركعات إنما يكون إذا علم‬
‫إتمام ركعة ل محالة‪ ،‬وهذا هو الشك الذي ل يعلم إتمام الركعة أيضا كأن‬
‫يشك قائما بين الواحدة والثنتين‪ ،‬فلما لم يتيقن الواحدة فكأنه شك هل‬
‫صلى شيئا أم ل ؟ وهو الظاهر من هذا الخبر‪ ،‬ويحتمل وجها آخر‪ ،‬وهو أن‬
‫يكون الشك في أنه هل شرع في الصلة وكبر أم ل ؟ وبطلنه ظاهر‪ ،‬وأما‬
‫الوليين فلتعلق الشك بالوليين‪ ،‬فالصلة باطلة على المشهور‪ .‬والشيخ في‬
‫التهذيب )‪ (2‬أحسن وأجاد‪ ،‬حيث جمع بين المعنيين الولين‪ ،‬فقال‪ :‬ومن‬
‫شك فلم يعلم صلى واحدة أم ثنتين أو ثلثا أو أربعا وجب عليه إعادة‬
‫الصلة ثم أورد الخبار الدالة على ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ومن كان في صلته ولم‬
‫يدر ما صلى ؟ وجب عليه إعادة الصلة ثم أورد هذا الخبر بسند صحيح )‬
‫‪ .(3‬وبالجملة الحكم ببطلن صلة من لم يدر كم صلى هو المشهور بين‬
‫الصحاب‪ ،‬حتى قال في المنتهى‪ :‬وعليه علماؤنا‪ ،‬ومقتضى كلم الصدوق‬
‫في الفقيه جواز البناء على القل فيه أيضا‪ ،‬وقال والده‪ :‬فان شككت فلم تدر‬
‫أواحدة صليت أم اثنتين أم ثلثا‬
‫)‪ (1‬قرب السناد‪ 91 :‬ط حجر‪ ،19 ،‬ط نجف‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 188 - 187‬ط‬
‫نجف‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 189‬ط نجف‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ 189‬ط حجر أيضا‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫أم أربعا صليت ركعة من قيام وركعتين من جلوس‪ .‬ويدل على المشهور أخبار‬
‫صحيحة كثيرة‪ ،‬وعلى البناء على القل صحيحة علي ابن يقطين )‪ (1‬قال‪:‬‬
‫سألت أبا الحسن عليه السلم عن الرجل ل يدري كم صلى واحدة أو اثنتين‬
‫أم ثلثا قال عليه السلم‪ :‬يبني على الجزم‪ ،‬ويسجد سجدتي السهو‪،‬‬
‫ويتشهد تشهدا خفيفا‪ .‬ولعلها محمولة على التقية أو التقاء على الراوي‪،‬‬
‫لكونه من الوزراء‪ ،‬واختلطه مع المخالفين‪ ،‬وهذا الحكم على هذا الوجه‬
‫مشهور بين المخالفين ورواياتهم واردة به‪ .‬وحملها الشيخ على أن المراد‬
‫بالجزم استيناف الصلة وحمل المر بالسجود على الستحباب‪ ،‬ول يخفى‬
‫بعده‪ ،‬وحملها العلمة على كثير السهو وهو أيضا بعيد‪ ،‬مع أن البناء على‬
‫الجزم ل يطابق حكم كثير السهو‪ ،‬ويدل عليه أخبار اخر محمولة على‬
‫التقية‪ ،‬ولو قيل بالتخيير أيضا فل ريب أن العمل بالمشهور أحوط وأولى‪.‬‬
‫‪ - 13‬قرب السناد‪ :‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن العلء بن رزين‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬رجل صلى ركعتين وشك في الثالثة‪،‬‬
‫قال‪ :‬يبني على اليقين إذا فرغ تشهد وقام قائما‪ ،‬وصلى ركعة بفاتحة‬
‫الكتاب )‪ - 14 .(2‬معاني الخبار‪ :‬عن أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬عن ابن‬
‫عقدة‪ ،‬عن المنذر ابن محمد‪ ،‬عن جعفر بن سليمان‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الفضل الهاشمي قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليه السلم فدخل عليه رجل‬
‫فسأله عن رجل لم يدر واحدة صلى أو اثنتين ؟ فقال له‪ :‬يعيد الصلة‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬فأين ما روي أن الفقيه ل يعيد الصلة ؟ قال‪ :‬إنما ذاك في الثلث‬
‫والربع )‪ - 15 .(3‬الهداية‪ :‬قال الصادق عليه السلم لعمار بن موسى‪ :‬يا‬
‫عمار أجمع لك‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 187‬ط نجف‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ 189‬ط حجر‪ (2) .‬قرب السناد‪16 :‬‬
‫ط حجر‪ 23 ،‬ط نجف‪ (3) .‬معاني الخبار ص ‪ 159‬ورواه في التهذيب ج‬
‫‪ 1‬ص ‪.190‬‬

‫]‪[171‬‬

‫السهو كله في كلمتين‪ :‬متى ما شككت فخذ بالكثر‪ ،‬فإذا سلمت فأتم ما ظننت أنك‬
‫نقصت )‪ .(1‬بيان وتفصيل أقول‪ :‬هذا الخبر مروي في الفقيه )‪ (2‬بسند‬
‫موثق وفي التهذيب بأسانيد عن عمار )‪ (3‬وعليه عمل أكثر الصحاب بعد‬
‫التخصيص بما سوى الثنائية والثلثية والوليين من الرباعية‪ ،‬ولنورد‬
‫تفاصيل الحكام المستنبطة منها في مباحث ليسهل عليك فهم ما سيأتي من‬
‫الخبار المفصلة‪ .‬الول الشك بين الثنتين والثلث‪ :‬والمشهور بين‬
‫الصحاب أنه يبني على الثلث ويتم ثم يأتي بصلة الحتياط )‪ (4‬وفي‬
‫المسألة أقوال اخر‪:‬‬

‫)‪ (1‬الهداية‪ (2) .32 :‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .225‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 234‬و ‪ 235‬ط‬
‫حجر‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪ 349‬و ‪ 353‬ط نجف‪ (4) .‬قد عرفت أن حفظ الركعتين‬
‫الولتين من الركان بمعنى أن يتثبت ويتحفظ أن هذى الولى وهذه‬
‫الثانية )وهكذا الثالثة من المغرب بحكم السنة حكما موضوعيا كما من‬
‫تكبيرة الحرام حيث كان يلحق بالركان لذلك كما عرفت في ج ‪ 83‬ص‬
‫‪ (160‬فعلى هذا إذا شك في الثالثة من الرباعية قبل تحفظ الثانية بمعنى‬
‫أن يكون قبل اكمال السجدة حيث يؤل شكه بين الثنين والثلث تبطل‬
‫صلته‪ .‬وأما إذا شك بين الثنين والثلث بعد اكمال السجدة اعني تحفظ‬
‫الثانية أو بين الثلث والربع وغير ذلك من الفروع‪ ،‬فعليه أن يبنى على‬
‫اليقين بمعنى أن يحتال حيلة يتيقن معها أنه لم يزد في جمع الفرائض‬
‫على السبع عشرة‪ ،‬ول يتحصل على هذا اليقين ال بالبناء على الكثر‬
‫والتسليم ثم التيان بركعة أو ركعات يحتمل فواتها منه منفصلة‪ ،‬ول بدع‬
‫في ذلك لنها من ركعات السنة على أي حال‪ ،‬وان جعلت داخل الفرض‪.‬‬
‫بيانه أن الركعات السبع الزائدة على الولتين انما زيدت بسنة النبي صلى‬
‫ال عليه وآله أدخلهما في الفرض قبل التسليم منه‪ ،‬ثم انه صلى ال عليه‬
‫وآله سلم مرة في صلته بعد تمام الركعتين ‪-‬‬

‫]‪[172‬‬

‫منها البناء على القل‪ ،‬وهو المنقول عن السيد المرتضى‪ .‬ومنها تجويز البناء على‬
‫القل وهو الظاهر من الصدوق في الفقيه‪ .‬ومنها قول علي بن بابويه حيث‬
‫قال‪ :‬كما نقل عنه " إذا شككت بين الثنتين والثلث وذهب وهمك إلى‬
‫الثالثة فأضف إليها رابعة‪ ،‬فإذا سلمت صليت ركعة بالحمد وحدها‪ ،‬وإن‬
‫ذهب وهمك إلى القل فابن عليه وتشهد في كل ركعة ثم اسجد للسهو وإن‬
‫اعتدل وهمك فأنت بالخيار إن شئت بنيت على القل وتشهدت في كل ركعة‬
‫وإن شئت بنيت على الكثر وعملت ما وصفناه‪ .‬ومنها ما نقل عن الصدوق‬
‫في المقنع من بطلن الصلة بذلك الشك وسيأتي‬
‫عمدا ليتفقه المتفقه أن هذه الركعات الزائدة لم تدخل في الفرائض بتة ولم تتصل‬
‫بها بحيث ل يجوز انفصالها‪ ،‬بل النفصال جائز في موارد السهو أو‬
‫الضطرار‪ .‬فإذا سها المصلى وسلم بعد تمام الركعتين مثل فقد تمت صلة‬
‫فرضه‪ .‬وعليه أن يأتي بالركعتين المسنونتين منفصلة بعدها بتحريم‬
‫وتسليم‪ ،‬وذلك لما مر أن التسليم مخرج عن الصلة بحكم السنة وضعا‬
‫كما في تكبيرة الحرام )وقد مر الكلم فيه أيضا في ج ‪ 83‬ص ‪ (161‬فل‬
‫يمكن الغاء التسليم والتيان بهاتين الركعتين متصلة وسيأتى الخبار في‬
‫ذلك انشاء ال تعالى‪ .‬وهكذا إذا اضطر المصلى عند امتثال الوامر فلم‬
‫يجد حيلة ال بانفصال ركعات السنة عن الفرض‪ ،‬مثل ما إذا شك في أنه‬
‫مسافر أم ل ‪ -‬اما لشك يتعلق بحاله‪ ،‬أو شك من حيث المسافة ‪ -‬فله أن‬
‫يسلم عند تمام الركعتين فريضة ويحتاط بركعتين اخريين سنة يقرء فيها‬
‫بالحمد وحدها‪ ،‬حتى يكون على يقين من امتثاله‪ .‬ومن ذلك إذا شك بين‬
‫الثلث والربع مثل‪ ،‬يسلم عند تمام الركعة عمدا ويصلى الركعة‬
‫المشكوكة منفصلة بتحريم وتسليم‪ ،‬حتى يكون على يقين من ركعاته‪ :‬هذا‬
‫هو الصل الذى قاله عليه السلم لعمار حيث سئل‪ :‬هذا أصل فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫أي نعم هذا أصل وقاعدة يتفرع عليه فروع‪ ،‬وسيمر عليك في الخبار‬
‫مال يمكن اخراجه ال على هذا المبنى‪ ،‬ول المن والتوفيق‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫كلمه فيه‪ ،‬وقد نقل الفاضلن الجماع على عدم العادة في صورة الشك في‬
‫الخيرتين‪ .‬أما القول الول فقد قال في الذكرى‪ :‬لم نقف فيه على رواية‬
‫صريحة و نقل فيه ابن أبي عقيل تواتر الخبار‪ ،‬واستدل الشيخ عليه بما‬
‫رواه في الحسن عن زرارة )‪ (1‬عن أحدهما عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫رجل ل يدري أواحدة صلى أم اثنتين‪ ،‬قال‪ :‬يعيد‪ ،‬قلت‪ :‬رجل ل يدري أثنتين‬
‫صلى أم ثلثا ؟ قال‪ :‬إن دخله الشك بعد دخوله في الثالثة يمضي في‬
‫الثالثة‪ ،‬ثم صلى الخرى‪ ،‬ول شئ عليه ويسلم‪ .‬ويرد عليه أنه غير دال‬
‫على المطلوب‪ ،‬وإنما يدل على البناء على القل إذا وقع الشك بعد دخوله‬
‫في الثالثة وهي الركعة المترددة بين كونها ثالثة أو رابعة‪ ،‬ل المترددة بين‬
‫كونها ثانية أو ثالثة‪ ،‬لن ذلك شك في الوليين وهو مبطل كما مر‪ .‬وإنما‬
‫قال عليه السلم‪ " :‬مضى في الثالثة " إشعارا بأنه يجعلها ثالثة ويضم‬
‫إليها الرابعة‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بقوله‪ :‬ثم صلى الخرى صلة‬
‫الحتياط‪ ،‬ويكون عدم ذكر التسليم أول إما لعدم وجوبه أو ظهوره‪ ،‬إل أن‬
‫الستدلل بهذا الحتمال البعيد مشكل‪ .‬ويمكن أن يقال‪ :‬القول ببطلن‬
‫الصلة بالشك بعد إكمال الركعتين‪ ،‬يدفعه أخبار صحيحة كثيرة دالة على‬
‫أن العادة في الوليين‪ ،‬والسهو في الخيرتين‪ ،‬فبقي الكلم في البناء على‬
‫القل أو الكثر‪ ،‬فعموم رواية عمار مع تأيده بالشهرة بين الصحاب‪،‬‬
‫ومخالفة العامة‪ ،‬وادعاء ابن أبي عقيل وهو من أعاظم العلماء تواتر‬
‫الخبار في ذلك‪ ،‬يكفي لترجيح البناء على الكثر‪ ،‬وإن كان القول بالتخيير‬
‫أيضا ل يخلو من قوة‪ .‬وأما ما رواه الشيخ في الصحيح عن عبيد بن زرارة‬
‫)‪ (2‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،190‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .350‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 193‬ط‬


‫نجف ج ‪ 1‬ص ‪ 190‬ط حجر‪ ،‬ورواه الصدوق في‬

‫]‪[174‬‬

‫سألته عن رجل لم يدر ركعتين صلى أم ثلثا ؟ قال‪ :‬يعيد‪ ،‬قلت‪ :‬أليس يقال‪ :‬ل يعيد‬
‫الصلة فقيه ؟ فقال إنما ذلك في الثلث والربع‪ .‬فيمكن الجمع بينها وبين‬
‫حسنة زرارة بوجهين‪ :‬أحدهما أن يقال‪ :‬إنما يعيد إذا دخل الشك قبل‬
‫الدخول في الركعة المترددة بين الثالثة والرابعة‪ ،‬فيخصص هذه الرواية‬
‫بغير الصورة المذكورة‪ ،‬ومقتضى هذا الجمع إعادة الصلة إذا كان الشك‬
‫بعد إتمام الركعتين‪ ،‬وقبل الدخول في الركعة المذكورة‪ ،‬وهو خلف‬
‫المشهور والمختار‪ .‬إل أن يقال إذا رفع رأسه من السجود يحصل الدخول‬
‫في الركعة الخرى بأن يقال‪ :‬رفع الرأس من الثانية من مقدمات القيام‪ ،‬ل‬
‫أنه واجب مستقل خلفا للمشهور‪ ،‬والدخول في مقدمة الشئ في قوة‬
‫الدخول فيه‪ .‬وثانيهما التخيير بين العادة والتمام إذا كان الشك بعد‬
‫الدخول في الركعة المذكورة‪ ،‬كما قيل‪ .‬والشيخ حمل صحيحة عبيد على‬
‫الشك في المغرب‪ ،‬والظهر حملها على ما إذا كان الشك قبل إكمال‬
‫السجدتين‪ ،‬وكذا حمل مفهوم رواية زرارة على ذلك إذا يكفي في فائدة‬
‫التقييد أن يكون لمخالفه أفراد شائعة ظاهرة مخالفة في الحكم للمنطوق‪،‬‬
‫ول يلزم مخالفة جميع الفراد‪ ،‬والحصر المذكور في صحيحة عبيد إضافي‬
‫ل محالة‪ ،‬إذ الشك بين الثنين والربع أيضا غير مبطل‪ .‬ويمكن حمل الثلث‬
‫والربع على العم من أن يكون شرع في الثالثة أو أراد الشروع فيها‪ ،‬إذ‬
‫يصدق عليه أنه يشك في أن الركعة التي يريد الشروع فيها ثالثة أم رابعة‪.‬‬
‫وأما خبر العل الذي رويناه من قرب السناد فيحتمل وجهين‪ :‬الول‪ :‬البناء‬
‫على القل كما هو ظاهر البناء على اليقين‪ ،‬فيكون الرابعة التي يأتي بعدها‬
‫لحتماله زيادة ركعة في الصلة فتكون مع هذه الركعة ركعتين‬

‫المقنع ص ‪ 8‬ط حجر ص ‪ 31‬ط السلمية‪.‬‬

‫]‪[175‬‬
‫نافلة‪ ،‬إذ ل تكون النافلة ركعة إل الوتر‪ .‬الثاني أن يكون المراد البناء على الكثر‬
‫ويكون البناء على اليقين باعتبار أن مع صلة الحتياط يتيقن الخروج عن‬
‫العهدة )‪ (1‬وعدم ذكر التسليم لما مر‪ ،‬فيكون الخبر حجة للمشهور في‬
‫البناء على الكثر‪ ،‬وفي التخيير في صلة الحتياط بين الركعتين جالسا‬
‫والركعة قائما‪ ،‬وفي تعيين الفاتحة في صلة الحتياط‪.‬‬

‫)‪ (1‬قد عرفت أن المراد في كلمهم عليهم السلم )البناء على اليقين( البناء على‬
‫أمر يحصل معه اليقين‪ ،‬وسيأتى النص على ذلك في حديث زرارة عن‬
‫أحدهما أنه )ع( يقول‪ " :‬ل ينقض اليقين بالشك‪ ،‬ول يدخل الشك باليقين‬
‫ول يخلط أحدهما بالخر ولكنه ينقض الشك باليقين ويتم على اليقين‪،‬‬
‫فيبنى عليه‪ ،‬ول يعتد بالشك في حال من الحالت "‪ .‬وهكذا حديث عبد‬
‫الرحمن بن الحجاج عن أبى ابراهيم عليه السلم في السهو في الصلة‬
‫قال تبنى على اليقين وتأخذ بالجزم وتحتاط الصلوات كلها‪ .‬فكلمه عليه‬
‫السلم " ابن على اليقين " صريح فيما قلناه حيث أن بالبناء على القل‬
‫)وقد اختاره بعض الصحاب عمل بالروايات‪ ،‬وعمل به عامة الجمهور‬
‫أخذا بالستصحاب( ل يزال المصلى على شك من ركعاته‪ :‬هل زاد في‬
‫صلته ركعة أو ركعات أو لم يزد‪ ،‬وهذا واضح بحمد ال كما مر مرارا‪.‬‬
‫وأما فقهاؤنا المتأخرون ‪ -‬رضوان ال عليهم ‪ -‬فانما حملوا اليقين في‬
‫هذه الحاديث على البناء على القل‪ ،‬ل نسهم بالستصحاب‪ ،‬ومن أركانه‬
‫اليقين الثابت والشك اللحق في رفعه‪ ،‬ولذلك تراهم يحتجون بهذه‬
‫الخبار على حجية الستصحاب‪ ،‬ول تعلق لها بالستصحاب ال من حيث‬
‫ورود لفظي اليقين والشك فقط‪ ،‬من دون أن ينطبق كلمهم حتى على‬
‫مورد النص كما سيأتي بيانه‪ .‬وأما الستصحاب‪ ،‬فعندي أنه حجة بالسيرة‬
‫التى جبلت عليها العقلء فأخذوا به حيث يطمئن نفوسهم ببقاء ما شك في‬
‫بقائه‪ ،‬ل يتجاوزون عن موارد الطمينان‪ ،‬وفاقا لفقهائنا المتقدمين‪ ،‬ولعل‬
‫ال يتفضل علينا بفرصة نبحث عن ذلك مشروحا بحوله وقوته‪ ،‬وال‬
‫ولى التوفيق والرشاد‪.‬‬

‫]‪[176‬‬

‫وايد الثاني بأنه ل فائدة في ضم الركعة مع البناء على القل‪ ،‬لنه كما تلزم النافلة‬
‫ركعة مع الزيادة تلزم مع النقصان أيضا كون هذه الركعة فقط نافلة‪ ،‬فأي‬
‫فائدة في النضمام‪ .‬ويمكن الجواب بأنه ل يلزم في الحكام ظهور العلة‬
‫فيها وعدم ظهور العلة ل يصير سببا لصرف الخبر عن ظاهره‪ ،‬مع تأيده‬
‫باخبار اخرى‪ ،‬مع أنه يمكن أن يقال‪ :‬الفرق أنه مع تمام الصلة تكون‬
‫النافلة ناقصة ول محذور فيه‪ ،‬ومع زيادتها ل تنصرف الركعة الزائدة إلى‬
‫النافلة‪ ،‬إل بانضمام ركعة إليها‪ ،‬ومع عدمه يكون زيادة في الصلة يبطلها‪،‬‬
‫وسيأتي القول والرواية بضم الركعتين جالسا مع زيادة الصلة‪ ،‬وعلى‬
‫المشهور ل يفرقون بين الركعة قائما وركعتين جالسا في المواضع‪،‬‬
‫وبالجملة كل من الوجهين ل يخلو من تكلف‪ ،‬ول ظهور لحدهما بحيث‬
‫يمكن الستدلل به‪ .‬الثاني الشك بين الثلث والربع‪ :‬والمشهور بين‬
‫الصحاب أنه يبني على الكثر ويتم ويصلي الحتياط‪ ،‬وقال الصدوق وابن‬
‫الجنيد‪ :‬يتخير بين البناء على القل ول احتياط‪ ،‬والبناء على الكثر‬
‫والحتياط‪ .‬ويدل على المشهور روايات منها ما رواه الكليني )‪ (1‬والشيخ‬
‫)‪ (2‬في الحسن بابراهيم بن هاشم‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا لم تدر اثنتين صليت أم أربعا ولم يذهب وهمك إلى شئ‬
‫فتشهد وسلم ثم صل ركعتين وأربع سجدات‪ ،‬تقرأ فيهما بام القرآن ثم‬
‫تشهد وسلم فان كنت إنما صليت ركعتين كانتا هاتان تمام الربع‪ ،‬وإن كنت‬
‫صليت أربعا كانتا هاتان نافلة‪ ،‬وإن كنت ل تدري ثلثا صليت أم أربعا ولم‬
‫يذهب وهمك إلى شئ فسلم ثم صل ركعتين وأنت جالس تقرء فيهما بام‬
‫الكتاب‪ ،‬وإن ذهب وهمك إلى الثلث فقم فصل الركعة الرابعة‪ ،‬ول تسجد‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .353‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 186‬ط نجف‪ ،‬وتراه في الفقيه ج‬
‫‪ 1‬ص ‪(*) .229‬‬

‫]‪[177‬‬

‫سجدتي السهو‪ ،‬فان ذهب وهمك إلى الربع فتشهد وسلم ثم اسجد سجدتي السهو‪.‬‬
‫اعلم أنه نسب إلى الصدوق القول بوجوب سجدتي السهو إذا شك بين‬
‫الثلث والربع وغلب ظنه على الربع‪ ،‬واستدل له بما رواه الشيخ )‪(1‬‬
‫بسند فيه ضعف على المشهور عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عليه السلم‪ :‬إذا ذهب وهمك إلى التمام ابدا في كل صلة فاسجد سجدتين‬
‫بغير ركوع‪ ،‬أفهمت ؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬ولعله استدل بهذا الخبر الذي هو في غاية‬
‫القوة‪ ،‬ول يقصر عن الصحيح‪ ،‬مع تأيده بعموم خبر إسحاق فقوله ل يخلو‬
‫من قوة‪ ،‬وإن لم ينسب إلى غيره من الصحاب ولكن موثقة أبان )‪ (2‬عن‬
‫أبي العباس ظاهره عدم الوجوب‪ ،‬فيمكن حمله على الستحباب والحوط‬
‫عدم الترك‪ .‬ومنها ما روياه في الموثق عن أبي بصير )‪ (3‬قال‪ :‬سألته عن‬
‫رجل صلى فلم يدر أفي الثالثة هو أم في الرابعة ؟ قال‪ :‬فما ذهب وهمه‬
‫إليه‪ ،‬إن رأى أنه في الثالثة وفي قلبه من الرابعة شئ‪ ،‬سلم بينه وبين‬
‫نفسه ثم صلى ركعتين )‪ (4‬يقرء فيها بفاتحة‬
‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 187‬ط حجر‪ 2) .‬و ‪ (3‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 188‬ط حجر‪،‬‬
‫الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .353‬يعنى عن جلوس‪ :‬وانما لم يذكره اعتمادا على‬
‫فهم الراوى‪ ،‬حيث أن المشكوك فيها لم تكن ال ركعة واحدة‪ ،‬فإذا صلى‬
‫ركعتين عن جلوس احتسبت بركعة واحدة‪ ،‬مع أنه قد روى في فرض‬
‫المسألة هذه احاديث كثيرة تنص على أنه يصلى ركعتين عن جلوس و‬
‫في بعضها " صلى أربع ركعات وأربع سجدات بفاتحة الكتاب وهو جالس‬
‫يقصر في التشهد " راجع التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 185‬ط نجف‪ ،‬فليحمل‬
‫عليها‪ .‬وأما مورد السؤال فهو الشك في الثلث والربع مصرحا‪ ،‬ال أن‬
‫المام أجابه بأن يبنى على ما ذهب وهمه إليه‪ ،‬ثم بين له ميزان الوهم‬
‫الذى يعتبر في أمثال تلك الموارد بأنه انما يجب العمل بالوهم إذا كان ظنا‬
‫اطمئنانيا لم يكن من الطرف الخر في قلبه شئ وأما إذا كان يذهب وهمه‬
‫وظنه إلى الثالثة مثل‪ ،‬ومع ذلك كان في قلبه من الرابعة شئ ‪-‬‬

‫]‪[178‬‬

‫الكتاب‪ .‬وظاهره أن مع غلبة الظن في الثالثة يبنى على الربع‪ ،‬ويصلي صلة‬
‫الحتياط وهو خلف فتوى الصحاب‪ ،‬ويمكن حمله على أنه تم الكلم عند‬
‫قوله فما ذهب إليه وهمه‪ ،‬ثم أنشأ حكم الشاك الذي لم يغلب على ظنه‬
‫أحدهما‪ ،‬بحمل التنوين في قوله شئ على التعظيم‪ ،‬أي احتمال قوى يساوي‬
‫احتمال الثالثة‪ ،‬أو تقدر المساواة في الكلم‪ .‬ويمكن حمله على البناء على‬
‫القل‪ ،‬واستحباب الركعتين لحتمال الزيادة لتكونا بانضمام الركعة الزائدة‬
‫ركعتين نافلة‪ ،‬أو على الرجحان الضعيف الذي ل يبلغ إلى حد الظن المعتبر‬
‫شرعا لكنهما أبعد من الول‪ :‬الول لفظا‪ ،‬والثاني معنى إذ الظاهر كفاية‬
‫مطلق الرجحان‪ .‬وقال بعض الفاضل‪ :‬هذا برزخ بين الفصل والوصل‪ ،‬لن‬
‫سهوه برزخ بين الظن والشك‪ ،‬ول يخفى ما فيه‪ :‬قال الشهيد الثاني‪ :‬عبر‬
‫جماعة من الصحاب بغلبة الظن‪ ،‬وهو يقتضي اشتراط ترجيح زائد على‬
‫أصل الظن‪ ،‬والصح أن ذلك غير شرط‪ ،‬بل يكفي مطلق الظن‪ ،‬وبه صرح‬
‫في الدروس‪ .‬وروى الكليني عن زرارة )‪ (1‬بسندين أحدهما من الحسان‬
‫عن أحدهما عليهما السلم قال‪ :‬وإذا لم يدر في ثلث هو أو في أربع وقد‬
‫أحرز الثلث قام )‪ (2‬فأضاف إليها اخرى ول شئ عليه‪ ،‬وظاهره البناء‬
‫على القل فجمع الصدوق بينه وبين سائر الخبار‬

‫)‪ (1‬فوهمه هذا ملحق بالشك‪ ،‬وعليه أن يسلم بينه وبين نفسه ثم يصلى ركعتين‬
‫عن جلوس احتياطا وهذا واضح بحمد ال‪ (1) .‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 351‬و‬
‫‪ (2) .352‬يعنى بعد التسليم‪ ،‬وانما لم يذكره اعتمادا على ما كان معهودا‬
‫بين الشيعة من البناء على الكثر وسيجئ الكلم فيه‪ ،‬فان للحديث ذيل‬
‫ينص على البناء على الكثر‪.‬‬

‫]‪[179‬‬

‫بالقول بالتخيير‪ ،‬وقد عرفت أن الحمل على التقية أظهر‪ .‬لكن يؤيد الصدوق هنا ما‬
‫رواه في الكافي بسند حسن )‪ (1‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬إنما السهو بين‬
‫الثلث والربع‪ ،‬وفي الثنتين والربع بتلك المنزلة‪ ،‬ومن سهى فلم يدر‬
‫ثلثا صلى أم أربعا واعتدل شكه‪ ،‬قال‪ :‬يقوم فيتم ثم يجلس فيتشهد ويسلم‬
‫ويصلي ركعتين وأربع سجدات وهو جالس‪ ،‬فان كان أكثر وهمه إلى الربع‬
‫تشهد و سلم ثم قرأ فاتحة الكتاب‪ ،‬وركع وسجد ثم قرأ فسجد سجدتين‬
‫وتشهد وسلم‪ ،‬وإن كان أكثر وهمه الثنتين نهض فصلى ركعتين وتشهد‬
‫وسلم‪ .‬فانه يحتمل وجوها‪ :‬أحدها أن يكون الواو في قوله " ويصلي "‬
‫بمعنى أو‪ ،‬أو يكون في الصل " أو " فصحف فيكون صريحا في التخيير‬
‫بين البناء على القل و ترك صلة الحتياط‪ ،‬والبناء على الكثر وإيقاعها‪.‬‬
‫وثانيها أن يكون الواو بمعناها‪ ،‬ويكون الركعتان لحتمال الزيادة‪،‬‬
‫فتصيران مع الزيادة نافلة كما مر‪ ،‬فيكون محمول على الستحباب‪ ،‬لخلو‬
‫سائر الخبار عنه‪ .‬وثالثها أن يكون المراد بقوله " ثلثا صلى " أنه شك‬
‫بين الثنتين والثلث‪ ،‬فلم يدر أن الركعة التي يصليها بعد ذلك ثالثة أم‬
‫رابعة‪ ،‬فيكون مؤيدا للمشهور في الشك بين الثنتين والثلث‪ .‬ومن استدل‬
‫بخبر قرب السناد ل أدرى لم لم يستدل بهذا الحتمال في هذا الخبر مع‬
‫اشتراكهما في وجه الستدلل ول يخفى أن أول الوجوه أظهرها‪ ،‬ثم الثاني‪،‬‬
‫و على الوجهين يؤيد الصدوق ولم أر من تفطن بذلك‪ .‬ثم المشهور في‬
‫الصورة المذكورة أنه يتخير في صلة الحتياط بين ركعتين جالسا وركعة‬
‫قائما‪ ،‬والمنقول عن ظاهر الجعفي وابن أبي عقيل تعين الركعتين جالسا‬
‫لضعف الرواية الدالة على التخيير في هذه الصورة في سائر الصور لم ترد‬
‫رواية صريحة في ذلك‪ ،‬فالحوط في الجميع اختيار الركعتين جلوسا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 352‬و ‪.353‬‬

‫]‪[180‬‬

‫الثالث الشك بين الثنتين والربع‪ :‬والمشهور بين الصحاب فيه أيضا أنه يبني على‬
‫الكثر ويسلم‪ ،‬ويحتاط بركعتين قائما‪ ،‬وربما نقل عن الصدوق التخيير بينه‬
‫وبين البناء على القل والعادة ونقل في المختلف عن الصدوق أنه قال‪:‬‬
‫يعيد مع أن الفاضلين نقل الجماع على عدم العادة في صورة تعلق الشك‬
‫بالخيرتين والشهر أقوى‪ ،‬وقد دلت عليه أخبار خاصة وعامة قد مر‬
‫بعضها‪ .‬ويدل على البناء على القل أخبار‪ :‬منها ما رواه الشيخ )‪(1‬‬
‫والكليني )‪ (2‬بسندين أحدهما حسن بابراهيم بن هاشم‪ ،‬والخر صحيح‬
‫على المشهور وإن كان فيه كلم )‪ (3‬عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬من لم يدر في أربع هو أو ثنتين وقد أحرز الثنتين‬
‫قال‪ :‬يركع ركعتين وأربع سجدات )‪ (4‬وهو قائم بفاتحة الكتاب‪ ،‬ويتشهد‬
‫ول شئ عليه وإذا لم يدر في ثلث هو أو في أربع وقد أحرز الثلث قام‬
‫فأضاف إليها اخرى‪ ،‬ول شئ عليه‪ ،‬ول ينقض اليقين )‪ (5‬بالشك ول يدخل‬
‫الشك في اليقين ول يخلط أحدهما‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .188‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .351 - 352‬لسناد الكليني‬
‫عن محمد بن اسماعيل‪ ،‬قال ابن داود في رجاله‪ :‬إذا وردت رواية عن‬
‫محمد بن يعقوب عن محمد بن اسماعيل بل واسطة ففى صحتها قول‪،‬‬
‫لن في لقائه له ‪ -‬يعنى اسماعيل بن بزيع ‪ -‬اشكال‪ ،‬فيقف الرواية لجهالة‬
‫الواسطة بينهما‪ ،‬وان كانا مرضيين معظمين‪ .‬راجع في ذلك كتب الرجال‬
‫وقد استوعب فيه الكلم الردبيلى في رجاله ذيل عنوانه لمحمد بن‬
‫اسماعيل بن بزيع‪ (4) .‬يعنى بعد التسليم‪ ،‬وانما لم يصرح به اعتمادا‬
‫على ما هو المعهود بين الشيعة من الركعات الحتياطية بتكبير وتسليم‬
‫عليحدة منفصلة‪ ،‬كما مر آنفا عند عنوان المؤلف العلمة ذيل الحديث في‬
‫الفرع الثاني‪ ،‬وإذا جاء الحتمال لم يصح الستناد إلى اطلق الحديث‪) .‬‬
‫‪ (5‬مراده عليه السلم بذلك قاعدة الشتغال‪ ،‬واليقين هو اليقين بأن‬
‫المصلى يجب ‪-‬‬

‫]‪[181‬‬

‫بالخر‪ ،‬ولكنه ينقض الشك باليقين‪ ،‬ويتم على اليقين‪ ،‬فيبني عليه‪ ،‬ول يعتد‬

‫عليه أن يصلى أربعا ول يزيد جمع صلواته على السبع عشرة‪ ،‬ونقض هذا اليقين‬
‫)وقد عبر عنه الفقهاء رضوان ال عليهم بالبراءة فقالوا‪ :‬الشتغال‬
‫اليقيني ل يرتفع ال بالبراءة اليقينية( انما يجب بيقين آخر بأن يبنى على‬
‫الكثر ويسلم ويأتى بما نقص احتمال بصورة منفصلة )فانها كانت‬
‫مسنونة دخلت في الفرض بسنة النبي‪ ،‬وصارت خارجها في مورد‬
‫الضطرار بسنة النبي صلى ال عليه وآله على مر وسيجئ( وأما إذا‬
‫نقضه بالشك بأن يبنى على القل‪ ،‬لم يزل صلته مشكوكة بين الربع‬
‫والخمس‪ ،‬فمع أنه يحتمل كون صلته خمسا ل أربعا كيف يجوز له أن‬
‫ينقض الواجب‪ ،‬وهو الصلة أربعا باحتمال المتثال‪ .‬فمعنى قوله عليه‬
‫السلم " ول يدخل الشك باليقين ول يخلط أحدهما بالخر " أنه ل يدخل‬
‫الركعة المشكوكة في الركعات المتيقنة ول يخلطهما‪ ،‬بل يفصل بينهما‬
‫حتى يخرج الركعة المشكوكة عن صلته‪ ،‬فتكون نافلة ل يضر بركعات‬
‫الفرض‪ ،‬ان كانت زائدة‪ ،‬وتكون من تمام صلته المفروض ل يضره‬
‫انفصالها‪ ،‬ان كانت صلته ناقصة‪ .‬وقوله عليه السلم " ولكنه ينقض‬
‫الشك باليقين ويتم على اليقين ويبنى عليه " معناه أنه يهدم شكه‬
‫العارض في ركعات صلته باليقين القطعي والبراءة اليقينية ويتم صلته‬
‫على هذا اليقين من صحة ركعاته بالبناء على الكثر ل بالشك الذى ل‬
‫يزول مع البناء على القل أبدا‪ .‬وقوله " ول يعتد بالشك في حال من‬
‫الحالت " أي ل يعتد بالشك عند امتثال الوامر بأن يبرء من الشتغال‬
‫اليقيني بالبراءة المشكوكة‪ ،‬ولو كان مراده عليه السلم بالشك الشك في‬
‫الركعات لم يكن لهذا الكلم معنى أبدا‪ .‬على أنه لو كان مراده عليه السلم‬
‫قاعدة الستصحاب كما ذهب إليه المتأخرون من فقهائنا‪ ،‬بالبناء على‬
‫القل‪ ،‬لكان المسألة واضحة ل يحتاج إلى تكرار هذه الجملت وتأييده‬
‫وتثبيته بعبارات يشبه بعضها بعضا من حيث المفاد‪ ،‬ولكان على الفقهاء‬
‫أن يفتوا بذلك كما أفتى بذلك علماء الجمهور‪ ،‬وقد مر في ص ‪ 175‬ما‬
‫يؤيد ذلك وسيأتى ما ينص عليه‪.‬‬

‫]‪[182‬‬

‫بالشك في حال من الحالت‪ .‬فالخبر يحتمل وجهين‪ :‬الول وهو الظهر أنه يبني‬
‫على القل ول يسلم لعدم ذكره وذكر التكبير‪ ،‬ويقوم ويضيف إليها ركعتين‬
‫ويتم‪ ،‬فالمراد بقوله " ل ينقض اليقين بالشك " أي ل يبطل المتيقن من‬
‫صلته بسبب الشك الذي عرض له في البقية " ول يدخل الشك في اليقين‬
‫" أي ل يدخل الركعتين المشكوك فيهما في الصلة المتيقنة بأن يضمهما‬
‫مع الركعتين المتيقنتين ويبنى على الكثر‪ " ،‬ولكنه ينقض الشك باليقين "‬
‫أي يسقط الركعتين المشكوك فيهما باليقين وهو البناء على القل المتيقن‪.‬‬
‫الثاني أن يحمل على المشهور بأن يكون المراد بقوله يركع ركعتين أنه‬
‫يفتتحهما بتكبيرة‪ ،‬وعدم ذكر التسليم‪ ،‬للظهور‪ ،‬أو لعدم وجوبه‪ ،‬وكذا قوله‬
‫" قام فأضاف إليها اخرى " محمول على ذلك‪ ،‬وقوله " ول يدخل الشك‬
‫في اليقين " أي ل يدخل الركعتين في المتيقن بل يوفعهما بعد التسليم‪،‬‬
‫والمراد بنقض الشك باليقين إيقاعهما بعد التسليم إذ حينئذ يتيقن إيقاع‬
‫الصلة خالية عن الخلل لنه مع البناء على القل يحتمل زيادة الركعات في‬
‫الصلوة‪ .‬وربما يؤيد ذلك بأن في صورة الشك بين الثنتين والثلث‬
‫والربع‪ ،‬وقع مثل تلك العبارة من غير ذكر التسليم والفتتاح )‪ (1‬مع أن‬
‫المراد به ما ذكر من غير ارتياب ول يخفى ظهور الول وبعد الخير‪ ،‬لكن‬
‫ل بأس بارتكابه في مقام الجمع‪ ،‬والظهر حمله على التقية كما عرفت‪،‬‬
‫ومع ذلك يمكن أن يكون المراد ما ذكر في الوجه الثاني تورية للتقية‪.‬‬
‫وروى الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم )‪ (2‬قال‪ :‬سألته عن الرجل‬
‫ل يدري صلى ركعتين أم أربعا ؟ قال‪ :‬يعيد‪ ،‬ويمكن حمله على الشك قبل‬
‫إكمال السجدتين والشيخ حمله على الشك في المغرب والفجر والصدوق‬
‫قال بالتخيير لذلك‪ ،‬واحتمل الشهيد في الذكرى والعلمة في النهاية كون‬
‫البناء على الكثر وصلة الحتياط‬

‫)‪ (1‬راجع ص ‪ 184‬مرسلة ابن أبى عمير‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.188‬‬

‫]‪[183‬‬

‫للرخصة والتخفيف‪ ،‬وتكون العادة أيضا مجزية‪ ،‬ول يخفى بعد هذا الكلم عن‬
‫ظواهر النصوص‪ ،‬ول داعي إلى ذلك ولم يعلم قائل بذلك قبلهما‪ .‬وروى‬
‫الشيخ في الصحيح عن أبي بصير )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إذا لم تدر أربعا صليت أم ركعتين‪ ،‬فقم واركع ركعتين‪ ،‬ثم سلم واسجد‬
‫سجدتين وأنت جالس‪ ،‬ثم سلم بعدهما وهذا الخبر أيضا يحتمل البناء على‬
‫القل والكثر‪ ،‬وحمله الشيخ والعلمة على ما إذا تكلم ناسيا وهو بعيد‪،‬‬
‫ويمكن الحمل على الستحباب‪ ،‬والظاهر أن السجود مبني على البناء على‬
‫القل كما هو المشهور عند العامة فيهما‪ :‬روى مسلم في صحيحه باسناده‬
‫عن عبد الرحمان بن عوف قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وآله يقول‪:‬‬
‫إذا سهى أحدكم في صلته فلم يدر واحدة صلى أو ثنتين‪ ،‬فليبن على‬
‫واحدة‪ ،‬وإن لم يدر ثنتين صلى أو ثلثا فليبن على ثنتين‪ ،‬وإن لم يدر ثلثا‬
‫صلى أو أربعا فليبن على ثلث وليسجد سجدتين قبل أن يسلم‪ .‬قال البغوي‬
‫في شرح السنة‪ :‬هذا الحديث مشتمل على حكمين‪ :‬أحدهما أنه إذا شك في‬
‫صلته فلم يدر كم صلى فليأخذ بالقل‪ ،‬والثاني أن محل سجود السهو قبل‬
‫السلم‪ ،‬أما الول فأكثر العلماء على أنه يبني على القل ويسجد للسهو‪ ،‬و‬
‫ذهب أصحاب الرأي إلى أنه يتحرى ويأخذ بغلبة الظن وإن غلب على ظنه‬
‫أنها ثالثته أضاف إليها ركعة اخرى‪ ،‬وإن كان غالب ظنه أنها رابعته أخذ‬
‫به‪ .‬هذا إذا كان الشك يعتريه مرة بعد اخرى‪ ،‬فأما إذا كان أول مرة سهى‪،‬‬
‫فعليه استيناف الصلة عندهم‪ .‬وأما الثاني فذهب أكثر فقهاء أهل المدينة‬
‫إلى أنه يسجدهما قبل السلم‪ ،‬وبه قال الشافعي وغيره من أهل الحديث‪،‬‬
‫وذهب قوم إلى أنه يسجد بعد السلم‪ ،‬وبه قال سفيان الثوري وأصحاب‬
‫الرأي‪ .‬وقال مالك‪ :‬إن كان سهوه بزيادة زادها في الصلة سجد بعد السلم‪،‬‬
‫وإن كان‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪(*) .188‬‬


‫]‪[184‬‬

‫سهوه بنقصان سجد قبل السلم وقال أحمد‪ :‬كلما ورد قبل السلم يأتي به قبله‪،‬‬
‫وكلما ورد بعده يأتي به بعده انتهى‪ .‬فظهر أن البناء على القل والسجود‬
‫كليهما محمولن على التقية‪ .‬الرابع الشك بين الثنتين والثلث والربع‪:‬‬
‫فذهب أكثر الصحاب إلى أنه يبني على الكثر ويتم‪ ،‬ويصلي ركعتين من‬
‫قيام‪ ،‬وركعتين من جلوس وذهب الصدوقان وابن الجنيد إلى أنه يبني على‬
‫الربع ويصلي ركعة من قيام وركعتين من جلوس وجوز ابن الجنيد البناء‬
‫على القل ما لم يخرج الوقت‪ .‬حجة المشهور ما رواه الشيخ )‪ (1‬والكليني‬
‫)‪ (2‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السلم في رجل صلى فلم يدر اثنتين صلى‬
‫أم ثلثا أم أربعا‪ ،‬قال‪ :‬يقوم فيصلي ركعتين من قيام ويسلم ثم يصلي‬
‫ركعتين من جلوس ويسلم فان كانت أربع ركعات كانت الركعات نافلة وإل‬
‫تمت الربع‪ .‬وأما القول الثاني فقال في الذكرى‪ :‬أنه قوى من حيث‬
‫العتبار‪ ،‬لنهما منضمان حيث تكون الصلة اثنتين ويجتزي بأحدهما‪،‬‬
‫حيث تكون ثلثا إل أن النقل والشتهار يدفعه انتهى‪ .‬وقد ينازع في قوته‬
‫من حيث العتبار‪ ،‬فانه يستلزم تلفيق البدل الواحد من الفعل قائما وقاعدا‬
‫على تقدير كون الواقع ركعتين‪ ،‬ويستلزم زيادة بعض الفعال كالنية‬
‫والتكبير في البدل‪ ،‬وتغيير صورة البدل على التقدير المذكور‪ .‬ثم ظاهر‬
‫كلمه عدم نص عليه‪ ،‬مع أنه قد روى الصدوق في الصحيح عن عبد‬
‫الرحمان بن الحجاج )‪ (3‬عن أبى إبراهيم عليه السلم قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال عليه السلم رجل‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .353‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .188‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪:230‬‬
‫وفيه " يصلى ركعتين من قيام ثم يسلم ثم يصلى ركعتين وهو جالس "‪.‬‬

‫]‪[185‬‬

‫ل يدري أثنتين صلى أم ثلثا أم أربعا ؟ فقال‪ :‬يصلى ركعة من قيام ثم يسلم ثم يصلي‬
‫ركعتين وهو جالس‪ .‬لكن نسخ الفقيه مختلفة ففى أكثرها كما نقلناه‪ ،‬وفى‬
‫بعضها " يصلى ركعتين من قيام " فيكون موافقا للمشهور‪ ،‬ولعله كان في‬
‫نسخته هكذا إذ عدم رجوعه إلى الفقيه بعيد‪ .‬ويؤيد النسخة المشهورة قول‬
‫الصدوق ووالده إذ الظاهر أنهما ل يقولن إل عن نص ويؤيد النسخة‬
‫الخرى عدم تعرض العلمة والشهيد وغيرهما لهذا الخبر ولم يوردوه‬
‫حجة له وإنما تمسكوا له بالعتبارات العقلية‪ .‬وفي هذا الخبر شئ آخر‬
‫وهو أن رواية الكاظم بهذا النحو عن والده صلوات ال عليه غير معهود‬
‫ففيه مظنة تصحيف وفي بعض النسخ قال‪ :‬قلت له‪ :‬وهو أصح لكنه نادر‬
‫وأكثر النسخ كما نقلنا أول‪ .‬فان أيد القول الخير بأن رواية ابن أبي عمير‬
‫مرسلة وإن جعلوها في حكم المسانيد‪ ،‬وهي حسنة وإن كانت في غاية‬
‫الحسن‪ ،‬ورواية عبد الرحمن صحيحة مسندة أيدنا القول الول بالشهرة‪،‬‬
‫وبما ذكرنا في هذا الخبر من اختلف النسخ وجهات الضعف‪ .‬ويخطر‬
‫بالبال وجه آخر لضعف النسخة المشهورة‪ ،‬وهو أنها بعيدة من جهة‬
‫العتبار‪ ،‬إذ الظاهر أن جعل الركعتين جالسا مكان الركعة قائما مع‬
‫مخالفتهما لهيئة أصل الصلة إنما هو لضرورة عدم حسن الصلة بركعة‬
‫واحدة فأي شئ صار ههنا علة للعدول في إحداهما دون الخرى ؟ فكان‬
‫النسب أن تكون إما الركعتين قائما أو أربع ركعات جالسا فتفطن‪ .‬وربما‬
‫يؤيد المذهب المشهور بأن الخبار الواردة في الشك بين الثلث و الربع‪،‬‬
‫والثنتين والثلث‪ ،‬والثنتين والربع‪ ،‬شاملة للصورة المفروضة‪ ،‬إذ ليس‬
‫فيها تقييد بعدم انضمام شك آخر معه‪ ،‬وإن كان يوهم ظاهرها ذلك‬
‫فالركعتان جالسا للوليين‪ ،‬والركعتان قائما للخير‪ ،‬ففي العمل بهذا الخبر‬
‫يحصل العمل بجميع‬

‫]‪[186‬‬

‫تلك الخبار‪ .‬فظهر أن المشهور أقوى‪ ،‬والعمل به أولى‪ ،‬ولول تلك الوجوه لكان‬
‫القول بالتخيير قويا وإن لم يعلم قائل به‪ .‬وعلى المشهور هل يجوز أن‬
‫يصلي بدل الركعتين جالسا ركعة قائما ؟ فيه أقوال ثلثة‪ :‬الول تحتمه‪،‬‬
‫ونسبه في الذكرى إلى ظاهر المفيد في الغرية وسلر‪ ،‬الثاني عدم الجواز‬
‫ونسبه في الذكرى إلى الصحاب )‪ (1‬الثالث التخيير لتساويهما في البدلية‬
‫بل الركعة من قيام أقرب إلى حقيقة المحتمل‪ ،‬اختاره العلمة والشهيدان‬
‫والوسط أقرب‪ ،‬وقوفا على النص‪ .‬وهل يجب تقديم الركعتين من قيام ؟‬
‫فيه أقوال‪ :‬وجوب تقديمهما وهو قول المفيد في المقنعة‪ ،‬والمرتضى في‬
‫أحد قوليه‪ ،‬والتخيير وهو ظاهر المرتضى في النتصار وأكثر الصحاب‪،‬‬
‫وتحتم الركعتين جالسا حكي قول به‪ ،‬وتحتم تقديم ركعة قائما وهو المنقول‬
‫عن المفيد في الغرية‪ ،‬والول أقرب وقوفا على النص للعطف بثم وإن‬
‫احتمل أن ل يكون للترتيب كما استعمل في كثير من الخبار كذلك لكن ل‬
‫ينافي الظهور‪ ،‬نعم لو لم يعمل في الحكم بهذا الخبر‪ ،‬وعول على الخبار‬
‫الخر‪ ،‬كما أومأنا إليه يتجه التخيير‪ .‬فائدة اعلم أن ظاهر الصحاب أن كل‬
‫شك تعلق بالثنين يشترط في عدم وجوب العادة إكمال السجدتين‪ ،‬قاله‬
‫في الذكرى‪ ،‬ووجهه المحافظة على سلمة الوليين‪ ،‬فان الظاهر أن‬
‫محافظتهما يتحقق بذلك فبدونه تجب العادة للخبار الدالة عليه‪ ،‬و نقل‬
‫عن بعض الصحاب الكتفاء بالركوع‪ ،‬لصدق مسمى الركعة وهو ضعيف‪.‬‬
‫)‪ (1‬والوجه في ذلك أن هذه الركعة من قيام ‪ -‬في هذا الفرض أو سائر الفروض إذا‬
‫كانت زائدة عن الصلة المفروضة ولحقت بالنوافل أضرت بوترها على‬
‫ما مر من وجوب التحفظ على كون صلوات النافلة وترا‪.‬‬

‫]‪[187‬‬

‫قال في الذكرى‪ :‬نعم لو كان ساجدا في الثانية ولما يرفع رأسه )‪ (1‬وتعلق الشك لم‬
‫ابعد صحته لحصول مسمى الركعة‪ ،‬وفيه نظر إذ لو اكتفى في تحقق الركعة‬
‫بتحقق الركان‪ ،‬كان الظاهر الكتفاء بوضع الرأس في السجدة الثانية وإن‬
‫اعتبر تمام واجبات الركعة‪ ،‬فرفع الرأس أيضا من واجباتها‪ ،‬والقول بأنه‬
‫من مقدمات الركعة الثانية بعيد‪ ،‬فالول أقوى‪ ،‬وإن أمكن تأييد ما سواه‬
‫بأصل البراءة‪ ،‬وبقوله عليه السلم‪ :‬ما أعاد الصلة فقيه‪ .‬لكن يؤيد ما‬
‫قويناه حسنة زرارة المتقدمة في الشك بين الثنين والثلث‪ ،‬حيث اعتبر‬
‫فيها الدخول في الثالثة‪ ،‬ولعل الحوط لو كان الشك بعد وضع الرأس في‬
‫الثانية البناء ثم العادة‪ - 16 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة‪ ،‬عن بكير بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬رجل شك ولم يدر أربعا صلى أم اثنتين وهو قاعد ؟‬
‫قال‪ :‬يركع ركعتين وأربع سجدات ويسلم ثم يسجد سجدتين وهو جالس )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬قد سبق الكلم في مثله‪ ،‬وأن الظاهر البناء على القل‪ ،‬والحمل‬
‫على التقية‪ ،‬ويحتمل البناء على الكثر واستحباب السجدة‪- 17 .‬‬
‫الحتجاج‪ :‬فيما كتب عبد ال بن جعفر الحميري وقد مر بأسانيده إلى القائم‬
‫عليه السلم يسئله عن رجل صلى الظهر ودخل في صلة العصر‪ ،‬فلما أن‬
‫صلى من صلته العصر ركعتين‪ ،‬استيقن أنه صلى الظهر ركعتين‪ ،‬كيف‬
‫يصنع ؟ فأجاب‪ :‬إن كان قد أحدث بين الصلتين حادثة تقطع بها الصلة‬
‫أعاد الصلتين وإذا لم يكن أحدث حادثة جعل الركعتين الخيرتين تتمة‬
‫لصلة الظهر وصلى العصر‬

‫)‪ (1‬بل لو رفع رأسه من السجدة الولى فقد تحفظ على ركعتها‪ ،‬لما مر من أن‬
‫الفرض انما هو السجدة الولى عن قيام‪ (2) .‬المحاسن‪.331 :‬‬

‫]‪[188‬‬

‫بعد ذلك )‪ .(1‬ايضا ج‪ :‬لعل المراد بالحادثة ما تقطع الصلة عمدا وسهوا‪ ،‬كالحدث‬
‫والستدبار ل ما يقطع عمدا كالكلم‪ ،‬فانه في حكم الناسي‪ ،‬ومع ذلك فظاهر‬
‫سائر الخبار وفتوى الصحاب يقتضي العدول حينئذ عن العصر إلى‬
‫الظهر‪ ،‬إل أن يحمل على أنه أحدث ولم يتوضأ للعصر وهو بعيد‪ .‬وأما‬
‫الحكم الخير وهو جعل الركعتين لتتمة الظهر‪ ،‬فهو قول جماعة من‬
‫الصحاب‪ ،‬وقيل تبطل الثانية ويعود إلى الولى فيتمها‪ ،‬وقيل‪ :‬تبطل الولى‬
‫وتصح الثانية‪ ،‬لن النية والتحريمة يبطلن عمدا وسهوا‪ .‬وقال العلمة في‬
‫النهاية‪ :‬ولو نقص من عدد صلته ناسيا وسلم ثم ذكر تدارك إكمال صلته‬
‫وسجد للسهو‪ ،‬سواء فعل ما يبطلها عمدا كالكلم أو ل‪ ،‬أما لو فعل المبطل‬
‫عمدا وسهوا كالحدث‪ ،‬والستدبار إن ألحقناه به‪ ،‬فانها تبطل لعدم إمكان‬
‫التيان بالفائت من غير خلل في هيئة الصلة‪ ،‬ولقول أحدهما عليه السلم‬
‫إذا حول وجهه عن القبلة استقبل الصلة استقبال‪ ،‬ولو فعل المبطل عمدا‬
‫ساهيا وتطاول الفصل‪ ،‬فالقرب عدم البطلن ويحتمل لخروجه عن كونه‬
‫مصليا فحينئذ يرجع في حد التطاول إلى العرف‪ ،‬ولو ذكر بعد أن شرع في‬
‫اخرى وتطاول الفصل صحت الثانية وبطلت الولى‪ ،‬وإن لم يطل عاد إلى‬
‫الولى وأتمها‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج‪ :273 :‬والحديث مبنى على أنه بعد ما صلى ركعتين من العصر تيقن‬
‫انه سلم من الظهر بعد تمامها ركعتين‪ ،‬فان كان أحدث بين الصلتين‬
‫حدثا‪ ،‬فالحسن أن يسلم من صلته التى بيده نافلة ويرجع إلى صلة‬
‫الظهر ثم العصر‪ ،‬وان لم يكن احدث حدثا‪ ،‬فالسلم نسيانا ل تبطل‬
‫الصلة‪ ،‬وان كان مخرجا عنها‪ ،‬لما اشرنا قبل ذلك و سيأتي من أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ .‬سلم في ركعتين ثم صلى تمام الربع‬
‫ركعتين عليحدة‪ ،‬فعليه أيضا أن يسلم من هاتين الركعتين ويجعلهما تماما‬
‫لصلته الولى منفصلة‪ ،‬على ما فعله رسول ال صلى ال عليه وآله وقد‬
‫كان فعله صلى ال عليه وآله مبنى صلوات الحتياط في مذهبنا كما‬
‫عرفت‪.‬‬

‫]‪[189‬‬

‫وهل يبني الثانية على الولى ؟ فيه احتمال‪ ،‬فيجعل ما فعله من الثانية تمام الولى‪،‬‬
‫ويكون وجود السلم كعدمه لنه سهو معذور فيه‪ ،‬والنية والتكبيرة ليستا‬
‫ركنا في تلك الصلة‪ ،‬فل يبطلها‪ ،‬ويحتمل بطلن الثانية لنها لم تقع بنية‬
‫الولى فل يصير بعد عدمه منها‪ ،‬ولو كان ما شرع فيه ثانيا نفل فالقرب‬
‫عدم البناء‪ ،‬لنه ل يتأدى الفرض بنية النفل‪ ،‬انتهى‪ .‬وقال الشهيد الثاني‬
‫قدس سره في شرح الرشاد‪ ،‬حين عد ما يستثنى من قاعدة كون زيادة‬
‫الركن مبطل للصلة‪ :‬السادس لو سلم على بعض من صلته ثم شرع في‬
‫فريضة أو ظن أنه سلم فشرع في فريضة اخرى‪ ،‬ولما يأت بينهما‬
‫بالمنافي‪ ،‬فان المروي عن صاحب المر عليه السلم الجزاء من الفريضة‬
‫الولى واغتفار ما زيد من تكبيرة الحرام‪ .‬وهل يفتقر إلى العدول إلى‬
‫الولى ؟ يحتمله‪ ،‬لنه في غيرها‪ ،‬وإن كان سهوا‪ ،‬كما لو صلى العصر ظانا‬
‫أنه صلى الظهر‪ ،‬ثم تبين العدم في الثناء‪ ،‬وعدمه وهو الصح‪ ،‬لعدم انعقاد‬
‫الثانية لن صحة التحريم بالثانية موقوف على التسليم من الولى في‬
‫موضعه أو الخروج بغيره‪ ،‬ولم يحصل‪ .‬نعم‪ ،‬ينبغي ملحظة كونه في‬
‫الولى من حين الذكر‪ ،‬بناء على تفسير الستدامة الحكمية بأمر وجودي‬
‫وعلى التفسير الصح يكفى في الفعال الباقية عدم إيقاعها بنية الثانية‪.‬‬
‫وقال الشهيد قدس ال روحه في قواعده‪ :‬لو ظن أنه سلم فنوى فريضة‬
‫اخرى ثم ذكر نقص الولى فالمروى عن صاحب المر الجزاء عن‬
‫الفريضة الولى‪ ،‬و السر فيه أن صحة التحريم بالثانية موقوف على‬
‫التسليم من الولى في موضعه‪ ،‬أو الخروج منها‪ ،‬ولم يحصل‪ ،‬فجرت‬
‫التحريمة مجرى الذكار المطلقة التي ل تخل بصحة الصلة‪ ،‬ونية الوجوب‬
‫في الثانية لغو لعدم مصادفته محل‪ ،‬وحينئذ هل تجب نية العدول إلى الولى‬
‫؟ القرب عدمه‪ ،‬لعدم انعقاد الثانية‪ ،‬وهو بعد في الولى‪ ،‬نعم يجب القصد‬
‫إلى أنه في الولى من حين الذكر‪ - 18 .‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب حريز بن‬
‫عبد ال قال‪ :‬قال زرارة‪ :‬قال أبو جعفر‬

‫]‪[190‬‬

‫عليه السلم‪ :‬كان الذي فرض ال على العباد من الصلة عشرا‪ ،‬فزاد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله سبعا‪ ،‬وفيهن السهو وليس فيهن قراءة‪ ،‬فمن شك في‬
‫الوليين أعاد حتى يحفظ‪ ،‬ويكون على يقين‪ ،‬ومن شك في الخيرتين عمل‬
‫بالوهم )‪ .(1‬قال‪ :‬وقال زرارة عن أبي جعفر عليه السلم‪ :‬إذا جاء يقين بعد‬
‫حائل قضاه ومضى على اليقين ويقضي الحائل والشك جميعا‪ ،‬فان شك في‬
‫الظهر فيما بينه وبين أن يصلى العصر قضاها‪ ،‬وإن دخله الشك بعد أن‬
‫يصلي العصر‪ ،‬فقد مضت إل أن يستيقن‪ ،‬لن العصر حائل فيما بينه وبين‬
‫الظهر‪ ،‬فل يدع الحائل لما كان من الشك إل بيقين )‪ .(1‬بيان‪ :‬صدر الخبر‬
‫يدل على ما مر من أن الشك في الوليين يوجب العادة وفي الخيرتين ل‬
‫يوجبها‪ ،‬والتفصيل المذكور في آخر الخبر مع صحته خلف فتوى‬
‫الصحاب إذ المشهور التفصيل ببقاء الوقت وخروجه‪ .‬قال في الذكرى‪ :‬لو‬
‫شك في فعل الصلة ووقتها باق‪ ،‬وجبت لقيام السبب‪ ،‬و أصالة عدم الفعل‪،‬‬
‫وإل فل‪ ،‬عمل بظاهر حال المسلم أنه ل يخل بالصلة‪ ،‬وبه خبر حسن‬
‫السند عن زرارة والفضيل‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم أنه متى استيقنت‬
‫أو شككت في وقت صلة أنك لم تصلها أو في وقت فوتها صليتها‪ ،‬وإن‬
‫شككت بعدما خرج وقت الفوت فقد حال حائل فل إعادة عليك‪ ،‬أورده‬
‫الكليني )‪ (2‬والشيخ )‪ (3‬في التهذيب‪ .‬اقول‪ :‬الظاهر أن المراد بوقت الفوت‬
‫وقت فوت الفضيلة )‪ ،(4‬ويمكن‬
‫)‪ (1‬السرائر‪ .472 :‬وقد مر مثله عن الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 273‬بسند وص ‪ 272‬بسند‬
‫آخر‪ (1) .‬المصدر نفسه‪ (2) .‬الكافي‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .294‬التهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .215‬قد عرفت في باب أوقات الصلوات أن وقت صلة الظهر‬
‫إذا صار ظل الشاخص مثله بالسنة وهكذا وقت صلة العصر إذا صار ظل‬
‫الشاخص مثليه بالسنة‪ ،‬فل يدخل وقت ‪-‬‬

‫]‪[191‬‬

‫الجمع بين الخبرين‪ ،‬بوجوب الفعل في الشك مع بقاء الوقت إذا لم يدخل في الصلة‬
‫التي بعدها لكن لم أظفر بقائل به‪ - 19 .‬قرب السناد‪ :‬بالسناد المتقدم عن‬
‫علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل دخل في صلته‬
‫فنسي أن يكبر حتى ركع‪ ،‬فذكر حين ركع‪ ،‬هل يجزيه ذلك ؟ وإن كان قد‬
‫صلى ركعة أو ثنتين‪ ،‬وهل يعتد بما صلى ؟ قال‪ :‬يعتد بما يفتتح به من‬
‫التكبير )‪ .(1‬قال‪ :‬وسألته عن رجل ركع وسجد ولم يدر هل كبر أو قال‬
‫شيئا في ركوعه و سجوده‪ ،‬هل يعتد بتلك الركعة والسجدة ؟ قال‪ :‬إذا شك‬
‫فليمض في صلته )‪ .(2‬بيان‪ :‬الظاهر أن المراد بالتكبير في الموضعين‬
‫تكبير الركوع لقوله عليه السلم يعتد بما يفتتح به من التكبير‪ ،‬إذ الظاهر‬
‫أن المراد به التكبيرات الفتتاحية المستحبة لما مر من أنها لتدارك ما‬
‫ينسى من تكبيرات الصلة‪ .‬ويحتمل تكبيرة الحرام أيضا ول خلف في أنه‬
‫لو ذكر ترك تكبير الركوع بعد الركوع أو السجود ل يعود إليه وإن قيل‬
‫بوجوبه وكذا الشك لنه بعد تجاوز المحل‪ ،‬ويحتمل الول التكبيرات‬
‫الفتتاحية المستحبة‪ ،‬فالمراد بما يفتتح به تكبير الحرام‪ ،‬ويدل على أن‬
‫الشك في ذكر الركوع والسجود ل يعتبر بعد الرفع منهما‪ ،‬كما هو مذهب‬
‫الصحاب‪ .‬ثم اعلم أنهم نقلوا الجماع على أنه إذا أخل بالنية حتى كبر‬
‫تبطل صلته عمدا كان أو سهوا لن التكبير من أجزاء الصلة‪ ،‬ويشترط‬
‫النية في جميعها وكذا لو أخل بالقيام حال التكبير على ما هو المشهور من‬
‫أن القيام في كل حال تابع لتلك الحال‬

‫أحدهما في الخر‪ ،‬ال ان حكم الخبر لمن يصلى هكذا فيفرق بين الصلتين ويوقع‬
‫كل صلة في وقتها المسنون اقتداء بسنة النبي صلى ال عليه وآله وأما‬
‫من يجمع بين الصلتين فالحديث غير ناظر إليه‪ (1) .‬قرب السناد ص‬
‫‪ 90‬ط حجر ص ‪ 117‬ط نجف‪ (2) .‬قرب السناد ص ‪ 119‬ط نجف‪ ،‬ص‬
‫‪ 91‬ط حجر‪(*) .‬‬

‫]‪[192‬‬
‫وفيه إشكال‪ ،‬لكن حكم الكثر بذلك إل شاذ قالوا بأن الركن من القيام هو ما اتصل‬
‫بالركوع‪ .‬وربما يقال‪ :‬الخلل بالمأمور به مطلقا مبطل للصلة إل ما ثبت‬
‫بالدليل أنه ل يبطل عمدا أو سهوا‪ ،‬وهو باطل‪ ،‬لن الخلل بواجب ل‬
‫يوجب إبطال واجب آخر إل إذا علم اشتراطه به‪ ،‬والصل عدمه‪ ،‬ولو قام‬
‫دليل على الشتراط اتبع مدلوله من الشتراط عمدا أو مطلقا ولم يقم هنا‬
‫دليل على كون القيام شرطا لصحة التكبير سهوا‪ .‬والمشهور اشتراط القيام‬
‫حال النية أيضا وفيه نظر يظهر مما حققنا في بحث النية‪ ،‬ول خلف في أن‬
‫الخلل بتكبير الحرام مبطل بمعنى أنه ل يعتد بما وقع بعده من واجب أو‬
‫مستحب في الصلة‪ ،‬ومع فعله لبد من إعادة النية لوجوب المقارنة و‬
‫عليه )‪ (1‬دلت أخبار كثيرة‪ ،‬وما ورد من عدم وجوب العادة فاما محمول‬
‫على الشك بعد تجاوز المحل أو على التكبيرات المستحبة‪ - 20 .‬قرب‬
‫السناد‪ :‬بالسناد المتقدم عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن رجل افتتح الصلة فقرأ سورة قبل فاتحة الكتاب ثم ذكر بعد ما‬
‫فرغ من السورة ؟ قال‪ :‬يمضي في صلته‪ ،‬ويقرأ فاتحة الكتاب فيما‬
‫يستقبل )‪ (2‬قال‪ :‬وسألته عليه السلم عن رجل كان في صلته فقرأ سورة‬
‫قبل فاتحة الكتاب‪ ،‬هل يجزيه ذلك إذا كان خطأ ؟ قال‪ :‬نعم )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬يمضي في صلته " لعله محمول على الشك‪ ،‬فيكون مؤيدا‬
‫لما اخترنا سابقا من أن النتقال إلى السورة يوجب عدم العتناء في الشك‬
‫في الفاتحة وإل فل خلف في الرجوع قبل الركوع إذا تيقن ترك شئ من‬
‫القرآن‪ ،‬ودلت عليه الخبار الكثيرة‪ ،‬وربما يحمل على الذكر بعد الركوع‬
‫وهو أبعد‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي على أن بالخلل بتكبير الحرام مطلقا تبطل الصلة‪ ،‬منه رحمه ال في‬
‫هامش الصل‪ 2) .‬و ‪ (3‬قرب السناد‪ 92 :‬ط حجر ص ‪ 120‬نجف‪.‬‬

‫]‪[193‬‬

‫وأما قراءة الحمد فيما يستقبل‪ ،‬فالمراد به ما يخصه من القراءة ل قراءة الفاتحة‬
‫المنسية‪ ،‬لورود الخبار بنفيه‪ ،‬وقد أول الشيخ أمثاله على هذا الوجه‪،‬‬
‫وقيل يتعين قراءة الفاتحة في الخيرتين لمن تركها ناسيا في الوليين‪،‬‬
‫ويحتمل حمل قوله " فيما يستقبل " على ما يقرءه في تلك الركعة‪ ،‬وإن‬
‫كان بعيدا أيضا وكذا قراءة السورة قبل الفاتحة يمكن حمله على الذكر بعد‬
‫الركوع‪ ،‬أو يكون مبنيا على استحباب قراءة السورة‪ .‬والمشهور بين‬
‫القائلين بوجوب السورة هنا وجوب إعادتها إن ذكر قبل الركوع ولم أر فيه‬
‫خلفا‪ ،‬والفرق بين السؤالين أن السؤال الول كان عن الذكر قبل قراءة‬
‫الفاتحة‪ ،‬والثاني عن الذكر بعدها‪ ،‬والحاصل أن في الول كان الخلل‬
‫بأصل الفاتحة وفي الثاني بالترتيب‪ - 21 .‬قرب السناد وكتاب المسائل‪:‬‬
‫بسنديهما عن علي بن جعفر عن أخيه قال‪ :‬سألته عليه السلم عن الرجل‬
‫يخطئ في قراءته هل يصلح له أن ينصت ساعة ويتذكر ؟ قال‪ :‬ل بأس )‬
‫‪ .(1‬قال‪ :‬وسألته عن رجل يخطئ في التشهد والقنوت‪ ،‬هل يصلح له أن‬
‫يردد حتى يتذكر وينصت ساعة ويتذكر ؟ قال‪ :‬ل بأس أن يردد وينصت‬
‫ساعة حتى يذكر‪ ،‬وليس في القنوت سهو‪ ،‬ول في التشهد )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال‬
‫في التذكرة‪ :‬لو سكت في أثناء القراءة بالخارج عن العادة‪ ،‬إما بأن ارتج‬
‫عليه فطلب التذكر أو قرأ من غيرها سهوا لم يقطع القراءة‪ ،‬وقرء الباقي‪،‬‬
‫وإن سكت طويل عمدا ل لغرض حتى خرج عن كونه قاريا استأنف‬
‫القراءة‪ ،‬وكذا لو قرء في أثنائها ما ليس منها‪ ،‬فل تبطل صلته‪ ،‬ولو سكت‬
‫بنية القطع بطلت قراءته ولو سكت ل بنية القطع أو نواه ولم يسكت‬
‫صحت‪ .‬ولو كرر آية من الفاتحة لم تبطل قراءته سواء أوصلها بما انتهى‬
‫إليه أو ابتدأ‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬قرب السناد‪ 124 :‬ط نجف‪ ،‬وقد مرت هذه الحاديث في باب القراءة‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫من المنتهى‪ ،‬خلفا لبعض الشافعية في الولى‪ ،‬ولو كرر الحمد عمدا ففي إبطال‬
‫الصلة به إشكال انتهى‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬ول في التشهد " أقول‪ :‬في‬
‫كتاب المسائل )‪ (1‬كما في التشهد فنسخة قرب السناد يحتمل أن يكون‬
‫المراد بها أن السهو عن بعض القنوت ل يضر للكتفاء فيه بمسمى الذكر‬
‫والدعاء " ول في التشهد " أي مستحبات التشهد من التحيات والدعية‬
‫فان الظاهر أن السهو إنما هو فيها‪ ،‬والشهادتان ل سهو فيهما غالبا‪ ،‬أو‬
‫المراد نفي سجود السهو في تركهما‪ ،‬فينفي قول من قال به في كل زيادة‬
‫ونقيصة حتى في المستحبات كما سيأتي‪ .‬وعلى النسخة الخرى يحتمل ما‬
‫ذكر‪ ،‬وأن يكون المراد إثباته في التشهد بأن يكون متعلقا بالمنفي فيكون‬
‫المراد ترك الشهادتين‪ - 22 .‬قرب السناد‪ :‬بسنده عن علي بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل سهى فبنى على ما صلى كيف‬
‫يصنع ؟ أيفتتح صلته أم يقوم ويكبر ويقرء ؟ وهل عليه أذان وإقامة ؟‬
‫وإن كان قد سهى في الركعتين الخراوين وقد فرغ من قراءته‪ ،‬هل عليه‬
‫قراءة أو تسبيح أو تكبير ؟ قال‪ :‬يبني على ما صلى فان كان قد فرغ من‬
‫القراءة فليس عليه قراءة ول أذان ول إقامة )‪ - 23 .(2‬كتاب المسائل‪:‬‬
‫بسنده عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل‬
‫يسهو فيبني على ما ظن كيف يصنع ؟ أيفتتح الصلة أم يقوم فيكبر ويقرأ‬
‫وهل عليه أذان وإقامة‪ ،‬وإن كان قد سهى في الركعتين الخراوين وقد فرغ‬
‫من قراءته هل عليه أن يسبح أو يكبر ؟ قال يبني على ما كان صلى إن كان‬
‫قد فرغ من القراءة فليس عليه قراءة‪ ،‬وليس عليه أذان ول إقامة ول سهو‬
‫عليه )‪ .(3‬توضيح‪ :‬إنما ذكرنا الخبرين مع أن الظاهر اتحادهما للختلف‬
‫الكثير‬

‫)‪ (1‬كتاب المسائل المطبوع في البحار ج ‪ 10‬ص ‪ 274‬و ‪ (2) .275‬قرب السناد‬
‫ص ‪ 125‬ط حجر‪ (3) .‬كتاب المسائل البحار ج ‪ 10‬ص ‪.273‬‬

‫]‪[195‬‬

‫في متنهما‪ ،‬وما في المسائل أظهر‪ ،‬وغرض السائل الفاضل أنه إذا بنى على الظن‬
‫فلعله ظن القل‪ ،‬مع أنه يحتمل عنده أن يزيد صلته‪ ،‬لحتمال مرجوح‬
‫عنده‪ ،‬فهل يبنى الزايد على ما مضى بغير تكبير أم يستأنف ركعة أو‬
‫ركعتين بتكبيرة ونية مستأنفتين‪ ،‬وإن كانت صلته مستأنفة فهل يحتاج إلى‬
‫أذان وإقامة كسائر الصلوات‪ ،‬و إذا كان غالب ظنه الكثر فيمكن أن يكون‬
‫شكه في الثنتين والثلث بعد الفراغ من قراءة الحمد والسورة‪ ،‬فإذا بنى‬
‫على الثلث فتحسب تلك الركعة بالثالثة‪ ،‬وكان عليه التسبيح وقد قرء‪ ،‬أو‬
‫كان عليه الحمد وحدها‪ ،‬وقد قرأ السورة أيضا‪ .‬فأجاب عليه السلم بأنه‬
‫يبني على ما مضى‪ ،‬وليس عليه تكبيرة اخرى‪ ،‬ول أذان ول إقامة‪ ،‬ول‬
‫استيناف القراءة‪ ،‬إذ الفاتحة تكفى في الخيرتين‪ ،‬والسورة إنما قرأها‬
‫سهوا " ول سهو عليه " أي ليس عليه سجدتا السهو‪ ،‬فينفي قول‬
‫الصدوق بوجوب سجدتي السهو في بعض الصور كما سيأتي‪ .‬ويحتمل أن‬
‫يكون السائل ظن أن مع البناء على الظن لبد من حين البناء جعل ما بقى‬
‫من الصلة مفصول عما مضى مطلقا‪ ،‬لكن ما ذكرنا أول أدق وأنسب بحال‬
‫السائل ‪ -‬رضي ال عنه ‪ .-‬وقوله‪ " :‬أو يكبر " يحتمل أن يكون المراد‬
‫تكبير الركوع أي هل يعيد التسبيحات الربع‪ ،‬أو يكتفي بالقراءة ويكبر‬
‫ويركع‪ ،‬أو المراد تكبير استيناف الصلة أو التكبير الذي في التسبيحات‬
‫الربع‪ ،‬فيكون أو بمعنى الواو‪ ،‬أو بدل عن التسبيح بناء على الكتفاء‬
‫بمطلق الذكر‪ ،‬وأما على رواية قرب السناد فيمكن حمله على هذا المعنى‬
‫أيضا وإن كان بعيدا إذ الظاهر اتحادهما‪ .‬ويحتمل أن يكون غرض السائل‬
‫من سهى في صلته فسلم في غير موقعه ثم ذكر قبل المنافي فانه يبنى‬
‫على صلته ويتم فسأل هل هي مثل صلة الحتياط فتحتاج إلى نية وتكبيرة‬
‫أم يبني ويتم ؟ فالمراد بافتتاح الصلة الشروع فيما بقي من صلته من‬
‫غير تكبير‪ ،‬أو المراد بافتتاح الصلة استيناف النية وتكبير الحرام‪،‬‬
‫وبالتكبير‬
‫]‪[196‬‬

‫بعده التكبير المستحب ظنا منه أنه يستحب هنا تكبير‪ ،‬فالجواب بالبناء ينفيهما معا‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬وإن كان قد سهى " الخ أراد أنه إن كان سهوه في الخيرتين‬
‫بأن سلم في الثانية أو في الثالثة فالذي بقي عليه الخيرتان كلتاهما أو‬
‫إحداهما " وقد فرغ من القراءة " أي القراءة اللزمة إنما هي في الوليين‬
‫وقد فرغ منهما‪ ،‬فهل يكتفى فيما بقى عليه بالتسبيح ؟ بناء على أنهما من‬
‫تتمة الصلة السابقة‪ ،‬أو لبد من القراءة لنها صلة مستأنفة ؟ فأجاب‬
‫عليه السلم بأنه ليس عليه قراءة‪ ،‬لنه قد فرغ من الركعتين اللتين تجب‬
‫فيهما القراءة‪ .‬هذا ما خطر بالبال في حل هذا الخبر وال يعلم ومن صدر‬
‫عنه عليه السلم حقيقة الحال‪ ،‬وأستغفر ال من الخطاء في المقال‪- 24 .‬‬
‫قرب السناد‪ :‬بالسند المتقدم عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم‬
‫قال‪ :‬سألته عمن ترك قراءة أم القرآن‪ ،‬قال‪ :‬إن كان متعمدا فل صلة له‪،‬‬
‫وإن كان ناسيا فل بأس )‪ .(1‬بيان‪ :‬يدل على أن القراءة واجبة غير ركن‬
‫تبطل الصلة بتركها عمدا ل سهوا‪ ،‬وعليه معظم الصحاب‪ ،‬فانهم قالوا إذا‬
‫ذكر قبل الركوع ترك القراءة كل أو بعضا يأتي به‪ ،‬وإذا ذكر بعد الركوع ل‬
‫تدارك لها‪ ،‬ول يبطل بذلك صلته‪ .‬ونقل الشيخ عن جماعة أنهم قالوا بأن‬
‫القراءة ركن تبطل الصلة بتركها عمدا وسهوا‪ ،‬والخبار الكثيرة دالة على‬
‫المشهور‪ ،‬والقول الذي حكاه الشيخ قول ضعيف لم نظفر بقائل به بعد‬
‫زمان الشيخ‪ ،‬فكأنه تحقق الجماع على خلفه بعده ‪ - 25‬المحاسن‪ :‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال في رجل دخل مع المام في صلته وقد سبقه المام‬
‫بركعة‪ ،‬فخرج‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ .125 :‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[197‬‬

‫مع المام فذكر أنه فاتته ركعة ؟ قال‪ :‬يعيد ركعة واحدة )‪ - 26 .(1‬السرائر‪ :‬نقل‬
‫من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن محمد ابن الحسين‪ ،‬عن‬
‫صفوان بن يحيى ويعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير جميعا‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن بكير‪ ،‬عن عبيد بن زرارة قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن‬
‫الرجل يصلي الغداة ركعة ويتشهد ثم ينصرف ويذهب ويجئ‪ ،‬ثم يذكر بعد‬
‫أنه إنما صلى ركعة قال‪ :‬يضيف إليها ركعة )‪) * .(2‬تبيين( * اعلم أنه ل‬
‫خلف بين الصحاب في أن من ترك ركعة أو أكثر من الصلة‪ ،‬و ذكر قبل‬
‫التسليم وبعد التشهد أو ذكر قبل التشهد الخير أنه بقيت عليه ركعة وكان‬
‫قد قرأ التشهد الول بعد الركعة الولى فانه يتم صلته ويتدارك التشهد‬
‫المنسى بما مر وتدل عليه روايات‪ .‬ولو ذكر بعد التسليم نقص ركعة أو‬
‫أزيد ولم يأت بشئ من المنافيات‪ ،‬فل خلف أيضا في أنه يتم الصلة كما‬
‫دلت عليه الخبار‪ ،‬وذهب جماعة من الصحاب إلى وجوب سجدتي السهو‬
‫للسلم‪ ،‬ولو قرء التشهد في غير موقعه تداركه أيضا بسجدتي السهو على‬
‫قول بعض الصحاب‪ .‬ولو ذكر بعد فعل المنافي فل يخلو من أن يكون‬
‫المنافي ما هو مناف عمدا فقط‪ ،‬كالكلم )‪ (3‬والستدبار على قول‪ ،‬أو ما‬
‫هو مناف عمدا وسهوا كالحدث والستدبار‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ ،325 :‬وليحمل على الصلوات الرباعية أو الثلثية لما يأتي‪(2) .‬‬
‫السرائر‪ ،476 :‬وعندي أنه يحتاط بعد ذلك بالعادة‪ ،‬فان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله انما سلم في ركعتين في صلة رباعية‪ ،‬وكان الملك‬
‫انفصال الركعتين المسنونتين اللتين زادهما بنفسه‪ ،‬فإذا سهى الرجل‬
‫وسلم في ركعتين أو ثلثة‪ ،‬كان عليه أن يتم صلته بالركعات المفصولة‬
‫كما في مورد الشك والبناء على الكثر‪ (3) .‬قد عرفت في باب تكبيرة‬
‫الحرام أن الكلم مبطل للصلة عمدا كان أو سهوا وذلك لمنافاته مع‬
‫الصلة وضعا‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وآله‪ " :‬تحليلها التسليم وتحريمها‬
‫التكبير "‪.‬‬

‫]‪[198‬‬

‫على قول آخر‪ ،‬ففي الول الشهر والظهر عدم البطلن وإتمام الصلة‪ .‬وقال الشيخ‬
‫في النهاية‪ :‬تجب عليه العادة‪ ،‬وهو المنقول عن أبي الصلح‪ ،‬و نقل في‬
‫المبسوط قول عن بعض أصحابنا بوجوب العادة في غير الرباعية‪ .‬ويدل‬
‫على المشهور صحيحة محمد بن مسلم )‪ (1‬عن الباقر عليه السلم في‬
‫رجل صلى ركعتين من المكتوبة فسلم وهو يرى أنه قد أتم الصلة وتكلم ثم‬
‫ذكر أنه لم يصل غير ركعتين‪ ،‬فقال‪ :‬يتم ما بقي من صلته ول شئ عليه‪،‬‬
‫لكن يدل على خصوص الكلم‪ .‬وصحيحة اخرى على الظاهر عن أحدهما‬
‫عليه السلم )‪ (2‬قال‪ :‬سئلته عن رجل دخل مع المام في صلته وقد سبقه‬
‫بركعة‪ ،‬فلما فرغ المام خرج مع الناس ثم ذكر أنه فاتته ركعة‪ .‬قال‪ :‬يعيد‬
‫ركعة واحدة‪ ،‬يجوز له ذلك إذا لم يحول وجهه عن القبلة‪ ،‬فإذا حول وجهه‬
‫فعليه أن يستقبل استقبال‪ .‬وهذا يدل على جميع المنافيات والظاهر من‬
‫التحويل الستدبار‪ ،‬ويمكن حمله على التيامن والتياسر‪ ،‬فالمراد بالستقبال‬
‫العادة في الوقت على المشهور‪ .‬وصحيحة علي بن النعمان الرازي )‪(3‬‬
‫قال‪ :‬كنت مع أصحاب لي في سفر‪ ،‬و أنا إمامهم‪ ،‬فصليت بهم المغرب‪،‬‬
‫فسلمت في الركعتين الوليين‪ ،‬فقال أصحابي‪ :‬إنما صليت بنا ركعتين‪،‬‬
‫فكلمتهم وكلموني‪ ،‬فقالوا‪ :‬أما نحن فنعيد‪ ،‬وقلت‪ :‬ولكني ل اعيد‪ ،‬واتم‬
‫بركعة وأتممت ركعة ثم سرنا فأتيت أبا عبد ال عليه السلم فذكرت‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 190‬ووجهه واضح‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 235‬ط حجر‪ ،‬ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ 348‬ط نجف‪ :‬والظاهر أن تتمة الكلم من قوله " يجوز له ذلك "‬
‫الخ من كلم الراوى أو العياشي‪ ،‬حيث ان الحديث روى بألفاظه في‬
‫التهذيب قبل ذلك بصفحة‪ ،‬وهكذا رواه الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 220‬كما مر عن‬
‫المحاسن‪ ،‬وليس فيهما هذه الزيادة‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،187‬الفقيه‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ ،288‬ووجه الحديث واضح على المبنى‪.‬‬

‫]‪[199‬‬

‫له الذي كان من أمرنا فقال‪ :‬أنت كنت أصوب منهم فعل إنما يعيد من ل يدري ما‬
‫صلى‪ .‬وهذا الخبر ينفي القول بالتفصيل المتقدم لنه ورد في المغرب‪ ،‬لكن‬
‫فيه إشكال من جهة أن الظاهر من كلم من يقول بصحة الصلة أنه إنما‬
‫يقول بها إذا لم يأت بعد العلم بنقص الصلة بالمنافي‪ ،‬وظاهر الرواية أنهم‬
‫بعد العلم تكلموا و يمكن حمل التكلم والقول من المام والمأمومين جميعا‬
‫على الشارة والتسبيح مجازا لكنه بعيد جدا‪ .‬والشيخ حمله على جهل‬
‫المسألة‪ ،‬وقال بأن الجاهل هنا في حكم الناسي‪ ،‬والشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في الذكرى‬
‫حمل القول أخيرا على حديث النفس‪ ،‬ويرد عليه أنه ل ينفع في المأمومين‪،‬‬
‫لنهم تكلموا أول عالمين بكونهم في الصلة‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬الصوبية بسبب‬
‫أنه راعى المسألة ولم يتكلم وهم تكلموا ولزمتهم العادة‪ .‬ويستشكل أيضا‬
‫في الخبر بأن قوله عليه السلم " أنت كنت أصوب منهم فعل " يدل على‬
‫أن فعلهم أيضا كان صوابا فيدل على التخيير بين الستيناف والبناء‪ ،‬وهذا‬
‫خلف المشهور ويمكن أن يجاب بأن الصوب هنا بمعنى الصواب‪ ،‬وهذا‬
‫الستعمال شايع كما ورد " قليل في سنة خير من كثير في بدعة " أو‬
‫يقال‪ :‬إنهم وإن أخطأوا في الكلم لكن أصابوا في العادة‪ ،‬والمام لما لم‬
‫يتكلم بعد العلم وأتم كان أصوب منهم لنه لم يخط أصل‪ .‬وأما الثاني وهو‬
‫أن يكون التذكر بعد وقوع المنافي عمدا وسهوا فالمشهور فيه البطلن‪،‬‬
‫وقال الصدوق في المقنع على ما حكي عنه وإن لم نجد فيما عندنا من‬
‫نسخه‪ " :‬إن صليت ركعتين من الفريضة ثم قمت فذهبت في حاجة لك‬
‫فأضف إلى صلتك ما نقص‪ ،‬ولو بلغت الصين‪ ،‬ول تعد الصلة‪ ،‬فان‬
‫العادة في هذه المسألة هو مذهب يونس بن عبد الرحمان " ولعل الول‬
‫أقوى‪ ،‬لورود الروايات الكثيرة بالبطلن‪ ،‬واشتهاره بين أعاظم القدماء‬
‫كالكليني والمفيد والشيخ وسائر المتأخرين‪.‬‬
‫]‪[200‬‬

‫وأما الروايات الدالة على عدم البطلن كروايتي عبيد بن زرارة المتقدمة فقد تحمل‬
‫على التقية‪ ،‬أو النافلة‪ ،‬أو الشك بحمل العادة على الستحباب‪ ،‬أو على‬
‫عدم فعل المنافي كذلك‪ .‬وبالجملة العمل بالمشهور أولى‪ ،‬وإن أمكن الجمع‬
‫بينها بالتخيير‪ ،‬ولعل الحوط التمام والعادة‪ .‬ولو نسي التسليم وذكر بعد‬
‫المنافي عمدا فالمشهور عدم بطلن الصلة بل ل يعلم فيه خلف‪ ،‬ولو ذكر‬
‫بعد المنافي عمدا وسهوا فالمشهور بطلن الصلة‪ ،‬والشهيد في الذكرى‬
‫ناقش فيه‪ ،‬ومال إلى عدم البطلن كما مر ذكره‪ ،‬ويدل على عدم البطلن‬
‫روايات كثيرة أكثرها صحيحة‪ ،‬ويظهر من كثير منها أن الحدث قبل التشهد‬
‫أيضا ل يبطل الصلة‪ ،‬وبه قال الصدوق في الفقيه‪ ،‬ول يخلو من قوة‪،‬‬
‫والحوط في التشهد بل في التسليم أيضا أن يتطهر ويأتي به‪ ،‬ثم يعيد‬
‫الصلة‪ - 27 .‬المقنع‪ :‬فان استيقنت أنك صليت خمسا فأعد الصلة )‪.(1‬‬
‫وروي فيمن استيقن أنه صلى خمسا إن كان جلس في الرابعة‪ ،‬فصلة‬
‫الظهر له تامة‪ ،‬فليقم وليضف إلى الركعة الخامسة ركعة فتكون الركعتان‬
‫نافلة‪ ،‬ول شئ عليه )‪ .(2‬وروي أنه من استيقن أنه صلى ستا فليعد‬
‫الصلة )‪ .(3‬تبيين اعلم أنه ل خلف بين الصحاب في أنه من زاد في‬
‫الصلة ركعة أو أكثر تبطل صلته إن كان عمدا وأيضا ل خلف في أنه لو‬
‫لم يجلس عقيب الرابعة قدر التشهد تبطل صلته‪ ،‬وإن زاد ركعة وجلس‬
‫عقيب الرابعة بمقدار التشهد فالكثر أيضا على البطلن‪ .‬وقال الشيخ في‬
‫المبسوط‪ :‬من زاد ركعة في صلته أعاد ومن أصحابنا من قال ان كانت‬
‫الصلة رباعية وجلس في الرابعة بمقدار التشهد فل إعادة عليه )‪(4‬‬
‫والول‬

‫)‪ (3 - 1‬المقنع‪ (4) .31 :‬ولعل الموجه فيه أن نسيان التسليم في محله ل يوجب‬
‫بطلن الصلة عندهم ول ‪-‬‬

‫]‪[201‬‬

‫هو الصحيح‪ ،‬لن هذا قول من يقول إن الذكر في التشهد ليس بواجب‪ ،‬والقول الذي‬
‫حكاه الشيخ محكى عن ابن الجنيد ايضا وهو مختار المعتبر والتحرير‬
‫والمختلف وجعله المحقق أحد قولي الشيخ‪ .‬وذهب الشيخ في كتابي‬
‫الخبار وابن إدريس إلى أنه إن قرء التشهد عقيب الرابعة‪ ،‬ونسي التسليم‬
‫وقام وأتى بالخامسة فصلته صحيحة‪ .‬حجة القول الول أخبار صحيحة‬
‫دالة على أن الزيادة في الصلة مبطلة‪ ،‬وهي إما مخصوصة بزيادة الركعة‪،‬‬
‫أو شاملة لها‪ ،‬وأخبار اخرى دالة على إبطال زيادة الركوع )‪ (1‬وزيادة‬
‫الركعة مشتملة عليها‪ .‬وحسنة زرارة )‪ (2‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫إذا استيقن أنه زاد في الصلة المكتوبة ركعة لم يعتد بها واستقبل الصلة‬
‫استقبال إذا استيقن يقينا‪ .‬وحجة القول الثاني صحيحة زرارة )‪ (3‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل صلى خمسا‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان جلس‬
‫في الركعة قدر التشهد فقد تمت صلته‪.‬‬

‫فرق بين أن يسهو عن التسليم ويفعل المنافى سهوا‪ ،‬أو يشرع في ركعة اخرى‪:‬‬
‫فتأمل‪ .‬والذى عندي ‪ -‬كما مر في باب التسليم ‪ -‬أن التسليم هو المخرج‬
‫عن الصلة وضعا‪ ،‬فهو كالركن على حد تكبيرة الحرام التى جعلت ركنا‬
‫بحكم السنة وضعا‪ ،‬فمن سها عن التسليم‪ ،‬لم يكن المنافيات مباحا له‬
‫بحكم وضعي‪ ،‬فتكون صلته باطلة مطلقا‪ ،‬ال إذا سبقه الحدث لقوله عليه‬
‫السلم " كلما غلب ال على العبد‪ ،‬فال أولى بالعذر "‪ (1) .‬لكن الركوع‬
‫الخامس ليس بفرض فليس بركن تبطل الصلة بزيادته‪ (2) .‬التهذيب‪ :‬ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ ،191‬الكافي‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪ ،348‬ووجه الحديث وما هو بمضمونه أن‬
‫الواجب على المة بسنة النبي صلى ال عليه وآله أن يتحفظ على صلته‬
‫حتى ل يشذ عدد ركعاتها على السبع عشرة‪ ،‬كما عرفت مرارا فإذا زاد‬
‫في صلته ركعة فقد أخل بهذه السنة وضعا‪ ،‬وعليه العادة‪(3) .‬‬
‫التهذيب‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.191‬‬

‫]‪[202‬‬

‫وروى الصدوق في الصحيح مثله عن جميل )‪ (1‬عن الصادق عليه السلم‪ .‬ورواية‬
‫محمد بن مسلم )‪ (2‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم عن رجل استيقن‬
‫بعدما صلى الظهر أنه صلى خمسا‪ ،‬قال‪ :‬وكيف استيقن ؟ قلت‪ :‬علم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إن كان علم أنه جلس في الرابعة فصلة الظهر تامة‪ ،‬وليقم فليضف إلى‬
‫الركعة الخامسة ركعة وسجدتين فيكونان ركعتين نافلة‪ ،‬ول شئ عليه‪،‬‬
‫وهذه هي الرواية التي أشار الصدوق ‪ -‬ره ‪ .(3) -‬وروى في الفقيه في‬
‫الصحيح عن محمد بن مسلم )‪ (4‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن رجل صلى الظهر خمسا‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان ل يدري جلس في الرابعة أم لم‬
‫يجلس فليجعل أربع ركعات منها الظهر‪ ،‬ويجلس ويتشهد ثم يصلي وهو‬
‫جالس ركعتين وأربع سجدات فيضيفها إلى الخامسة‪ ،‬فتكون نافلة‪ .‬وهذه‬
‫الرواية تدل على أنه يكفي لصحة الصلة عدم العلم بعدم الجلوس‪ ،‬سواء‬
‫علم الجلوس أو شك فيه ويومي إليه كلم الشهيد في الذكرى وغيره‪،‬‬
‫وظاهر الصدوق أيضا العمل به‪ ،‬وربما يقال‪ :‬إنه شك في المخرج عن‬
‫الصلة بعد تجاوز المحل‪ ،‬ول عبرة به‪ ،‬ويشكل المر في التشهد المذكور‬
‫في الرواية‪ ،‬فانه إن كان التشهد الخير من الفريضة‪ ،‬فان التشهد‬
‫المشكوك فيه ل يقضى بعد تجاوز محله‪ ،‬وإن كان تشهد النافلة فكان‬
‫النسب إيقاعه بعد الركعتين من جلوس‪ .‬ويمكن توجيهه بوجهين‪ :‬الول‬
‫أن يقال‪ :‬هو تشهد الفريضة‪ ،‬وقد كان علم ترك التشهد‪ ،‬وإنما كان شكه في‬
‫أنه هل جلس بقدره أم ل‪ ،‬وإيقاع التشهد المنسي في أثناء النافلة‬
‫المفصولة عما بعده في الكيفية والحكام غير مستبعد‪ .‬الثاني أن يقال‪ :‬إنه‬
‫تشهد النافلة‪ ،‬ولما كان الركعتان من جلوس صلة برأسها‬

‫)‪ (1‬الفقيه‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .229‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .191‬يعنى في المقنع حيث‬
‫قال‪ :‬وروى فيمن استيقن الخ‪ (4) .‬الفقيه‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.229‬‬

‫]‪[203‬‬

‫بتكبير وتشهد وتسليم‪ ،‬لبد من فصل تلك الركعة عنهما‪ ،‬وبالخرة تصيران بمنزلة‬
‫ركعتين كركعتي الحتياط بعد الفريضة‪ .‬وبالجملة بعد ورود النص الصحيح‬
‫وعمل بعض الصحاب ل مجال لتلك المناقشات‪ ،‬وعلى التقادير الظاهر‬
‫استحباب الضافة مطلقا لخلو ساير الخبار عنها‪ .‬وحجة القول الثالث تلك‬
‫الخبار بحمل الجلوس بقدر التشهد على قراءة التشهد إذ من المستبعد أن‬
‫يجلس في هذا المقام بقدر التشهد ول يأتي به‪ ،‬مع أنه شايع أنه يعبر عن‬
‫التشهد بالجلوس‪ .‬أقول‪ :‬وهذا الوجه وإن لم يكن محمل بعيدا‪ ،‬لكن يشكل‬
‫الستدلل به‪ ،‬والقائلون بالول حملوا هذه الخبار على التقية لموافقتها‬
‫لمذاهب كثير من العامة منهم أبو حنيفة‪ .‬قال الشيخ في الخلف بعد‬
‫الستدلل على القول الول بتوقف يقين البراءة عليه‪ :‬وإنما يعتبر الجلوس‬
‫بمقدار التشهد أبو حنيفة‪ ،‬بناء على أن الذكر في التشهد ليس بواجب‬
‫عنده‪ .‬أقول‪ :‬روى مسلم في صحيحه عن عبد ال بن مسعود أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله صلى الظهر خمسا‪ ،‬فقيل له‪ :‬أزيد في الصلة ؟ فقال‪:‬‬
‫وما ذاك ؟ قالوا‪ :‬صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم‪ .‬وقال في شرح‬
‫السنة‪ :‬أكثر أهل العلم على أنه إذا صلى خمسا ساهيا فصلته صحيحة‬
‫يسجد للسهو‪ ،‬وهو قول علقمة والحسن البصري وعطا والنخعي‪ ،‬وبه قال‬
‫الزهري ومالك والوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق‪ .‬وقال سفيان‬
‫الثوري‪ :‬إن لم يكن قعد في الرابعة يعيد الصلة وقال أبو حنيفة‪ :‬إن لم يكن‬
‫قعد في الرابعة فصلته فاسدة تجب إعادتها وإن قعد في الرابعة تم ظهره‬
‫والخامسة تطوع يضيف إليها ركعة اخرى‪ ،‬ثم يتشهد ويسلم ويسجد للسهو‬
‫انتهى‪.‬‬

‫]‪[204‬‬
‫فظهر أن أخبار البطلن أبعد من مذاهب العامة‪ ،‬وهذه الخبار موافقة لمذاهب‬
‫جماعة منهم فيمكن حملها على التقية‪ .‬والمسألة ل تخلو من إشكال‪ ،‬ول‬
‫ريب أن العادة أحوط وأولى‪ ،‬وأحوط منه إضافة ركعة قائما أو ركعتين‬
‫جالسا ثم العادة‪ .‬ولو زاد أكثر من واحدة فأولى بالبطلن‪ ،‬وإن كان من‬
‫احتج على عدم البطلن هناك بعدم وجوب التسليم والخروج من الصلة‬
‫بالتشهد‪ ،‬أو الكتفاء للفصل بالجلوس بقدر التشهد‪ ،‬يلزمه القول بالصحة‬
‫هنا أيضا بل في الثنائية والثلثية أيضا كما نبه عليه الشهيد ‪ -‬ره ‪ ،-‬حيث‬
‫قال في الذكرى بعد نقل القوال‪ :‬ويتفرع على ذلك انسحاب الحكم إلى زيادة‬
‫أكثر من واحدة‪ ،‬والظاهر أنه ل فرق لتحقق الفصل بالتشهد على ما‬
‫اخترناه‪ ،‬وبالجلوس على القول الخر‪ ،‬وكذا لو زاد في الثنائية أو الثلثية‪.‬‬
‫ولو ذكر الزيادة قبل الركوع فل إشكال في الصحة لعدم كون زيادة القيام‬
‫سهوا مبطلة‪ ،‬وعليه سجدتا السهو‪ ،‬ولو ذكر الزيادة بين الركوع والسجود‬
‫فكالذكر بعد السجود‪ ،‬واحتمل الفاضل البطال لنا إن أمرناه بالسجود زاد‬
‫ركنا آخر في الصلة وإن لم نأمره به زاد ركنا غير متعبد به )‪ (1‬بخلف‬
‫الركعة الواحدة ل مكان البناء عليها نفل كما سبق‪ .‬وعلى ما قلنا من‬
‫اعتبار التشهد ل فرق في ذلك كله في الصحة إن حصل‪ ،‬وفي البطلن إن‬
‫لم يحصل انتهى‪ .‬وأما الرواية التي أشار إليها الصدوق‪ ،‬فالذي فيما عندنا‬
‫من الكتب ما رواه الشيخ بسنده فيه ضعف عن زيد الشحام )‪ (2‬قال‪ :‬سألته‬
‫عن الرجل صلى العصر ست ركعات أو خمس ركعات‪ ،‬قال‪ :‬إن استيقن أنه‬
‫صلى خمسا أو ستا ]فليعد‪ ،‬ول اختصاص لها بالست‪ ،‬ولعلها رواية اخرى‬
‫لم يصل إلينا‪.‬‬

‫)‪ (1‬ويشكل بأن الركوع الخامس ليس بفرض كما مر‪ (2) .‬التهذيب‪ :‬ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.236‬‬

‫]‪[205‬‬

‫‪ - 28‬المقنع‪ :‬إن لم تدر أربعا صليت أم خمسا[ )‪ (1‬أوزدت أو نقصت فتشهد وسلم‬
‫وصل ركعتين بأربع سجدات‪ ،‬وأنت جالس بعد تسليمك )‪ .(2‬وفي حديث‬
‫آخر يسجد سجدتين بغير ركوع ول قراءة )‪ .(3‬فقه الرضا عليه السلم‪:‬‬
‫مثله وزاد في آخره وتشهد فيهما تشهدا خفيفا )‪ .(4‬بيان‪ :‬المشهور بين‬
‫الصحاب في الشكل بين الربع والخمس‪ ،‬بعد إكمال السجدتين صحة‬
‫الصلة ووجوب سجدتي السهو لحتمال الزيادة‪ ،‬وقال في المختلف بعد‬
‫إيراد عبارة المقنع ردا عليه‪ :‬الركعتان جعلتا تماما لما نقص من الصلة‪،‬‬
‫والتقدير أنه شك في الزيادة بعد حفظ الكمال فل يجب عليه بدل المأتي به‪،‬‬
‫نعم إن قصد الشيخ أبو جعفر ابن بابويه أن الشك إذا وقع حالة القيام‪ ،‬كأن‬
‫يقول‪ :‬قيامي هذا ل أدري أنه لرابعة أو خامسة‪ ،‬فانه يجلس إذا لم يكن‬
‫ركع ويسلم ويصلي ركعة من قيام أو ركعتين من جلوس‪ ،‬ويسجد للسهو‪،‬‬
‫وإن كان بعد ركوعه قبل السجود فانه يعيد الصلة انتهى‪ .‬وأقول‪:‬‬
‫العتراض على الصدوق غير متوجه لنه تبع في ذلك رواية كما هو‬
‫الظاهر من حاله وكما يشهد به قوله " وفي حديث آخر " مع أن‬
‫العتراض بأنه ل وجه لزيادة الركعتين غير متجه‪ ،‬لما قد عرفت سابقا من‬
‫أن زيادة الركعتين لحتمال زيادة الركعة فتكون نافلة والنافلة بركعة واحدة‬
‫سوى الوتر مرجوحة‪ ،‬فتنضم الركعتان القائمتان مقام ركعة إلى الركعة‪،‬‬
‫فيصير المجموع بمنزلة ركعتين من قيام‪ .‬نعم لو كانت الرواية بلفظها‬
‫موجودة وكانت قابلة للتأويل الذي ذكره العلمة لكان وجه جمع بين‬
‫الخبار‪ ،‬ويمكن الجمع بحمل الركعتين على الستحباب أيضا ومع ذلك‬
‫فالمشهور أقوى‪ .‬ثم على المشهور من صحة الصلة وعدم صلة الحتياط‬
‫اختلفوا في وجوب سجدتي‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط عن ط الكمبانى‪ 2) .‬و ‪ (3‬المقنع‪ ،31 :‬وزاد بعده‬
‫فتشهد فيهما تشهدا خفيفا‪ (4) .‬فقه الرضا ص ‪ 10‬س ‪.23‬‬

‫]‪[206‬‬

‫السهو فالمشهور الوجوب‪ ،‬وخالف فيه المفيد والشيخ في الخلف‪ ،‬وابنا بابويه‬
‫وسلر وأبو الصلح‪ .‬ويدل على المشهور في المقامين روايات منها‬
‫صحيحة عبد ال بن سنان )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا لم‬
‫تدر أربعا صليت أم خمسا فاسجد سجدتي السهو بعد تسليمك ثم سلم‬
‫بعدهما‪ .‬ومنها صحيحة الحلبي )‪ (2‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫لم تدر خمسا صليت أم أربعا أم نقصت أو زدت فتشهد وسلم‪ ،‬واسجد‬
‫السجدتين بغير ركوع ول قراءة تشهد فيهما تشهدا خفيفا‪ .‬وأقول‪ :‬الخبر‬
‫الخير يحتمل وجوها أحدها وهو أظهرها أن يكون المراد بيان نوع واحد‬
‫من الشك‪ ،‬وهو ما إذا شك بين التمام والناقص‪ ،‬والزائد بركعة وأزيد‬
‫كالشك بين الثلث والربع والخمس والست‪ .‬فيكون تقدير الكلم لم تدر‬
‫أربعا أم خمسا أم نقصت عن الربع أم زدت على الخمس‪ ،‬فيشمل كل شك‬
‫بين الربع والخمس‪ ،‬والزيد منهما والنقص‪ ،‬كالشك بين الثنتين والربع‬
‫والخمس والسبع )‪ (3‬مثل‪ ،‬فيخرج ما دخل فيه الشك في الوليين بالخبار‬
‫الخر‪ ،‬ويبقى فيه ما سوى ذلك‪ ،‬فيكون مؤيدا لقول من قال بوجوب صلة‬
‫الحتياط لحتمال النقيصة‪ ،‬وسجدتي السهو لحتمال الزيادة‪ ،‬وقيل‬
‫بالبطلن‪ ،‬وقيل بالبناء على القل‪ .‬الثاني أن يكون " أم نقصت " بمعنى أو‬
‫كما في المقنع والفقيه‪ ،‬فيكون لبيان نوع آخر من الشك‪ ،‬فيحتمل الركعات‬
‫والفعال‪ ،‬فالول كمن شك بين الثلث و الخمس‪ ،‬ولم أر قائل فيه بالصحة‪،‬‬
‫وإن احتمل في اللفية البناء على القل إل أن يحمل على أن الزيادة‬
‫والنقص ليس بالنسبة إلى العدد المذكور‪ ،‬بل المراد الشك‬

‫)‪ (1‬التهذيب‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ ،188‬الكافي‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .355‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪:191‬‬
‫الفقيه‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .230‬في ط الكمبانى ههنا زيادة سهوا‪ ،‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[207‬‬

‫بين عددين أحدهما زائد على الخر‪ ،‬ويكون النقص بالنسبة إلى الزيادة‪ ،‬فيشمل‬
‫جميع الشكوك بين الركعات‪ ،‬ول قائل بوجوب سجود السهو فيها‪ ،‬إل في‬
‫الربع والخمس كما عرفت‪ .‬نعم قال ابن أبي عقيل‪ :‬ل يختص سجود‬
‫السهو بالشك بين الربع والخمس بل يشمل كل شك بين الربع وما زاد‬
‫كالربع والست‪ ،‬واحتمل في المختلف البطلن حينئذ‪ ،‬وقيل بالصحة بغير‬
‫سجود‪ .‬والثاني كمن شك في سجدة واحدة وثلث سجدات وقيل فيه‬
‫بوجوب سجود السهو ول يخلو من قوة إذا لم يكن الشك مرددا بين زيادة‬
‫الركن وتركه‪ ،‬كالشك بين ترك الركوع وإيقاع ركوعين‪ ،‬فان الظاهر فيه‬
‫البطلن‪ .‬الثالث أن يكون " أم " في قوله " أم زدت " أيضا بمعنى أو كما‬
‫في المقنع‪ ،‬و يكون كلهما معطوفين على قوله " لم تدر " أي إذا نقصت‬
‫أو زدت فيكون مؤيدا لقول من قال بوجوب السجدتين لكل زيادة ونقيصة‪،‬‬
‫ول يخفى بعده‪ ،‬كما أن الول أقرب الوجوه وال يعلم وحججه عليهم‬
‫السلم‪ .‬واعلم أن للشك بين الربع والخمس صورا‪ :‬الولى‪ :‬أن يكون‬
‫الشك بعد رفع الرأس من السجدة الخيرة وحكمه ما مر‪ .‬الثانية‪ :‬أن يقع‬
‫بين السجدتين وحكمه كالولى‪ ،‬واحتمل في الذكرى البطلن في هذه‬
‫الصورة‪ ،‬لعدم الكمال‪ ،‬وتجويز الزيادة وهو ضعيف‪ .‬الثالثة‪ :‬أن يقع الشك‬
‫بين الركوع والسجود‪ ،‬وقد قطع العلمة في جملة من كتبه في هذه‬
‫الصورة بالبطلن‪ ،‬لتردده بين محذورين‪ ،‬الكمال المعرض للزيادة والهدم‬
‫المعرض للنقيصة‪ .‬وحكى الشهيد في الذكرى عن المحقق في الفتاوى أنه‬
‫قطع بالصحة‪ ،‬لن تجويز الزيادة ل ينفي ما هو ثابت بالصالة‪ ،‬إذ الصل‬
‫عدم الزيادة‪ ،‬ولن تجويز الزيادة لو منع لثر في جميع صوره‪ ،‬وقواه‬
‫جماعة من المتأخرين‪ ،‬وعلى القول بالصحة‬

‫]‪[208‬‬

‫وجبت السجدتان تمسكا بالطلق‪ .‬وربما يؤيد هذا المذهب بأن المصلي في الصورة‬
‫المذكورة جازم بايقاع ركوع الرابعة‪ ،‬شاك في إيقاع سجدتيها‪ ،‬وحكم‬
‫الشاك قبل تجاوز المحل التيان بالفعل المشكوك فيه‪ ،‬واحتمال الزيادة غير‬
‫مانع‪ ،‬لحصوله في كل فعل يشك فيه ويأتي به في محله إل أن في هذه‬
‫الصورة انضم إليه احتمال زيادة الركوع أيضا وهو أيضا ل يضر لنه إذا‬
‫شك المصلي في الرابعة في ركوعها وأتى به ثم شك في سجدتيها لبد أن‬
‫يأتي بهما‪ ،‬ول يمنعه احتمال زيادة الركوع‪ .‬وبالجملة هذا القول ل يخلو‬
‫من قوة وإن كان الحوط التمام والتيان بالسجدتين مع العادة‪ .‬الرابعة‪:‬‬
‫أن يكون الشك في الركوع‪ ،‬واحتمل الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬ثلثة أوجه‪ :‬البطال‪،‬‬
‫والكمال مع سجود السهو‪ ،‬والرسال أي إبطال الركوع والحتياط بركعة‬
‫قائما أو ركعتين جالسا وأيد الثاني بالخبار الواردة في البناء على القل‬
‫مطلقا والحوط اختياره ثم العادة‪ .‬الخامسة‪ :‬أن يكون الشك قبل الركوع‪،‬‬
‫فل خلف ظاهرا في أنه يبني على الكثر‪ ،‬ويهدم الركعة‪ ،‬شرع في القراء‬
‫أم ل‪ ،‬ويجلس ويتشهد ويسلم ويصلي ركعتين جالسا أو ركعة قائما على‬
‫المشهور‪ .‬وأما سجود السهو فان قلنا بوجوبه للقيام في موضع القعود أو‬
‫بتناول نصوص الشك بين الربع والخمس لهذه الصورة كما قيل‪ ،‬فيجب‪،‬‬
‫وإل فل‪ ،‬والحوط فعله‪ .‬وبعض الصحاب زادوا في الصور فقالوا‪ :‬إما أن‬
‫يكون الشك بعد رفع الرأس من السجدتين أو قبله بعد تمام الذكر في‬
‫السجدة الثانية‪ ،‬أو بعد السجدة الثانية قبل تمام ذكرها‪ ،‬أو بين السجدتين‬
‫قبل الرفع من السجدة الولى بعد تمام ذكرها أو قبل تمام ذكرها أو بعد‬
‫الرفع من الركوع‪ ،‬أو بعد النحناء قبل الرفع‪ ،‬بعد تمام الذكر أو قبله‪ ،‬أو‬
‫قبل الركوع بعد القراءة‪ ،‬أو في أثنائها‪ ،‬أو قبل القراءة بعد استكمال القيام‬
‫أو قبل‬

‫]‪[209‬‬

‫استكماله‪ ،‬فهذه ثلث عشرة صورة‪ :‬فالولى مر حكمها‪ ،‬والثانية كالولى إن لم نعد‬
‫رفع الرأس من أفعال الركعة وفي الثالثة تردد ينشأ من كون الذكر من‬
‫أفعال الركعة فلم يتم الركعة‪ ،‬فلم يدخل تحت مدلول النصوص‪ ،‬فيجئ فيه‬
‫الخلف السابق من البطلن وعدمه‪ ،‬ومن تنزيل معظم أفعال الركعة‬
‫منزلتها‪ ،‬فيصدق عليه النصوص‪ ،‬وأيضا تحقق الركن بالسجود‪ ،‬فل يزيد‬
‫بالذكر ركنا وقد فرغ من جميع الركان‪ ،‬ويزيد هذا التردد في الرابعة كما‬
‫مر‪ .‬والخامسة والسادسة في التردد مثل الرابعة وقد مر حكم سائر الصور‪،‬‬
‫ول يظهر لتكثير الصور فائدة إل الفصل بين أن يكون الشك بعد الشروع‬
‫في القراءة أو قبله‪ ،‬فتظهر فائدته على القول بوجوب سجدتي السهو لكل‬
‫زيادة ونقيصة‪ ،‬بناء على تعددها بتعدد الموجب‪ ،‬وكذا في الفصل بين‬
‫استيفاء القيام وقبله‪ ،‬بناء على القول بوجوب سجود السهو للقيام في‬
‫موضع القعود‪ ،‬ل مطلق الزيادة تظهر الفائدة‪ .‬وأما سائر الشقوق المترددة‬
‫بين الزيادة والنقيصة‪ ،‬فإذا كان الشك في الوليين داخل فيها فقد عرفت‬
‫بطلنها‪ ،‬ولو لم يكن داخل بل كان جازما باكمال الركعتين‪ ،‬وكان الشك في‬
‫الزيادة فل يخلو إما أن يكون الشك في التمام داخل فيها أم ل‪ .‬فان كان‬
‫داخل فيها فيمكن تركيب أحكام الشكوك السابقة فيها‪ ،‬كالشك بين الثنتين‬
‫والثلث والربع والخمس فيصلي ركعتين من قيام وركعتين من جلوس‬
‫للشك بين الثنتين والثلث والربع‪ ،‬ويسجد سجدتي السهو للشك بين‬
‫الربع والخمس كما مر‪ ،‬مع أنه داخل في أظهر محتملت صحيحة الحلبي‪،‬‬
‫وقيل بالبطلن‪ ،‬وقيل بالبناء على القل‪ ،‬والحوط العمل بالول والثاني معا‪.‬‬
‫وكذا الشك بين الثنتين والثلث والربع والست على مذهب ابن أبي عقيل‬
‫كما عرفت‪ ،‬ولو لم يدخل صورة التمام في الشقوق المردد فيها كالشك بين‬
‫الثلث والخمس أو الست‪ ،‬فلم أر قبل الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬قائل فيه بالصحة‪،‬‬
‫حيث قال في اللفية‪ :‬الشك بين الثنتين والخمس أي بعد إكمال السجود‪،‬‬
‫والشك بين الثلث والخمس بعد الركوع‪ ،‬أو بعد السجود‪ ،‬والشك بين‬
‫الثنتين والثلث والخمس بعد‬

‫]‪[210‬‬

‫السجود‪ ،‬والشك بين الثنتين والربع والخمس بعد السجود في الربعة وجه بالبناء‬
‫على القل لنه المتيقن‪ ،‬ووجه بالبطلن في الثلثة الولى احتياطا‪ ،‬و‬
‫البناء في الخير على الربع‪ .‬ويظهر حكم سائر الشكوك مما ذكرنا ل نطيل‬
‫الكلم بايرادها‪ ،‬وهي مذكورة في بعض مؤلفات الصحاب‪ ،‬ولنذكر هنا‬
‫بعض المهمات من مسائل الشك‪ .‬الولى‪ :‬أن الشك إنما يعتبر مع تساوي‬
‫الطرفين‪ ،‬ومع غلبة الظن يبني عليه‪ ،‬هذا في الخيرتين إجماعي وأما‬
‫الوليين والصبح والمغرب‪ ،‬فالمشهور أيضا ذلك‪ ،‬ونسب إلى ظاهر ابن‬
‫إدريس تخصيص الحكم بالخيرتين من الرباعية‪ .‬واحتج للمشهور برواية‬
‫صفوان )‪ (1‬عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬إذا كنت ل تدري كم صليت‬
‫ولم يقع وهمك على شئ‪ ،‬فأعد الصلة‪ ،‬وبمفهوم الخبار الواردة في أنه‬
‫إذا شككت في المغرب فأعد‪ ،‬وإذا شككت في الفجر فأعد‪ ،‬وإذا شككت في‬
‫الركعتين الوليين فأعد‪ ،‬بناء على أن الشك حقيقة في متساوي الطرفين‪،‬‬
‫كما ذكره الزمخشري في قوله تعالى " وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه‬
‫" )‪ (2‬لكن فسر الجوهري الشك بما يخالف اليقين‪ ،‬وفي الخبار إطلق‬
‫العم شايع‪ .‬نعم الخبر الول وإن لم يكن صحيحا لكنه مؤيد بالشهرة بين‬
‫الصحاب‪ ،‬وما مر من رواية علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن الرجل يسهو فيبني على ما ظن‪ ،‬ل يخلو باطلقه من دللة‬
‫عليه‪ ،‬وكذا ما ورد في بعض أخبار البطلن " ل يدري " فان الظن نوع‬
‫دراية‪ ،‬ولعل الحوط البناء على الظن ثم العادة لتقييد كثير من الخبار‬
‫باليقين في الوليين والفجر والمغرب‪ .‬ثم إن الصحاب قطعوا بأن الظن في‬
‫الفعال أيضا متبع‪ ،‬ولم ينقلوا في ذلك من ابن إدريس أيضا خلفا مع أن‬
‫الروايات الواردة في ذلك إنما هي في عدد‬

‫)‪ (1‬الكافي‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .358‬النساء‪.157 :‬‬

‫]‪[211‬‬

‫الركعات‪ ،‬والحتياط فيها البناء وإعادة الصلة‪ .‬الثانية‪ :‬ذكر الشهيد الثاني قدس‬
‫سره أن من عرض له الشك في شئ من أفعال الصلة يجب عليه التروي‪،‬‬
‫فان ترجح عنده أحد الطرفين عمل عليه‪ ،‬وإن بقي الشك بل ترجيح لزمه‬
‫حكم الشاك‪ .‬واعترض عليه بأنه ل يظهر ذلك من الروايات‪ ،‬وربما يقال‬
‫كثيرا ما يذهل النسان عن الفعال‪ ،‬ول يقال إنه شاك فيها‪ ،‬فلبد عند ذلك‬
‫من قليل من التروي حتى يعلم أنه شاك أو متذكر‪ ،‬ول بأس به‪ .‬الثالثة‪:‬‬
‫المشهور بين الصحاب تعين الفاتحة في صلة الحتياط‪ ،‬وقول ابن إدريس‬
‫بالتخيير بين الفاتحة والتسبيحات محتجا بأن للبدل حكم المبدل ضعيف‪،‬‬
‫ولبد في صلة الحتياط من النية والتكبير‪ ،‬لنها تقع بعد التسليم‪ ،‬فليس‬
‫جزءا من الصلة الولى‪ ،‬إذ الصلة تحريمها التكبير وتحليلها التسليم‪،‬‬
‫فلبد في الثانية من تحريمة بعد التحليل من الولى‪ ،‬وأيضا قد ورد أنه مع‬
‫تمام الصلة تكون نافلة ول تكون نافلة بل نية وتكبير‪ .‬الرابعة‪ :‬اختلفوا في‬
‫أن عروض المبطل بين أصل الصلة وصلة الحتياط‪ ،‬هل هو مبطل‬
‫للصلة أم ل ؟ فالول ظاهر المفيد‪ ،‬واختاره في المختلف والشهيد في‬
‫الذكرى‪ ،‬والثاني مختار جماعة من الصحاب‪ ،‬منهم ابن إدريس والعلمة‬
‫في الرشاد وعدم البطال أقوى‪ .‬وقال في الذكرى ظاهر الفتاوى والخبار‬
‫وجوب تعقيب الحتياط للصلة من غير تخلل حدث‪ ،‬أو كلم أو غيره‪،‬‬
‫والحوط رعاية الفورية‪ ،‬وعدم إيقاع المبطل ومع وقوعه التمام ثم‬
‫العادة‪ ،‬والشهيد في الذكرى نقل الجماع على وجوب الفورية في الجزاء‬
‫المنسية‪ ،‬ولو فعل المنافي قبل فعلها ففي بطلن الصلة أيضا وجهان و‬
‫الوجه العدم والحتياط ما سبق‪ .‬ولو فات الوقت ولما يفعلها متعمدا بطلت‬
‫الصلة عند بعض الصحاب‪ ،‬وقال في الذكرى‪ :‬ويحتمل قويا صحة الصلة‬
‫بتعمد ترك البعاض وإن خرج الوقت‬

‫]‪[212‬‬

‫لعدم توقف صحة الصلة في الجملة عليها‪ ،‬قيل وإن كان تركها سهوا لم تبطل‪،‬‬
‫ونوى بها القضاء‪ ،‬وكانت مرتبة على الفوائت قبلها أبعاضا كانت أو‬
‫صلوات مستقلة‪ ،‬وما ذكره ‪ -‬ره ‪ -‬من عدم البطلن ل يخلو من قوة‪ ،‬وأما‬
‫كونها مترتبة فيحتاج إلى دليل‪ ،‬و إطلق الدلة يقتضي انتفاؤه‪ .‬ولو فاتته‬
‫صلة الحتياط عمدا احتمل كونه كالسجدة الفائتة‪ ،‬إن قلنا بالبطلن هناك‬
‫بل هي أولى بذلك لشتمالها على أركان‪ ،‬ويحتمل الصحة بناء على أن فعل‬
‫المنافي قبله ل يبطله‪ .‬قال في الذكرى‪ :‬فان قلنا به نوى القضاء بعد خروج‬
‫الوقت‪ ،‬ويرتب على ما سلف‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬وقال أيضا في الذكرى‪ :‬يترتب‬
‫الحتياط ترتب المجبورات‪ ،‬وهو بناء على أنه ل يبطله فعل المنافي وكذا‬
‫الجزاء المنسية تترتب‪ .‬ولو فاته سجدة من الولى وركعة احتياط قدم‬
‫السجدة‪ ،‬ولو كانت من الركعة الخيرة‪ ،‬احتمل تقديم الحتياط لتقدمه‬
‫عليها‪ ،‬وتقديم السجدة لكثرة الفصل بالحتياط بينها وبين الصلة‪ ،‬وفي‬
‫الكل نظر‪ ،‬وإن كان الحوط ما ذكر‪ - 29 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬إذا‬
‫سهوت في الركعتين الوليين‪ ،‬فلم تعلم ركعة صليت أم ركعتين‪ ،‬أعد‬
‫الصلة‪ ،‬وإن سهوت فيما بينه وبين اثنتين أو ثلث أو أربع أو خمس تبني‬
‫على القل وتسجد بعد ذلك سجدتي السهو )‪ .(1‬وقد روي أن الفقيه ل يعيد‬
‫الصلة )‪ .(2‬وكل سهو بعد الخروج من الصلة فليس بشئ ول إعادة فيه‪،‬‬
‫لنك قد خرجت على يقين والشك ل ينقض اليقين )‪ .(3‬وإن شككت في‬
‫أذانك وقد أقمت الصلة فامض‪ ،‬وإن شككت في القامة بعدما كبرت‬
‫فامض‪ ،‬وإن شككت في القراءة بعدما ركعت فامض‪ ،‬وإن شككت‬

‫)‪ (3 - 1‬فقه الرضا‪ 9 :‬أول الصفحة‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫في الركوع بعدما سجدت فامض‪ ،‬وكل شئ تشك فيه وقد دخلت في حالة اخرى‬
‫فامض ول تلتفت إلى الشك إل أن تستيقن فانك إذا استيقنت أنك تركت‬
‫الذان والقامة ثم ذكرت فل بأس بترك الذان وتصلي على النبي صلى ال‬
‫عليه وآله ثم قل قد قامت الصلة قد قامت الصلة‪ .‬وإن استيقنت أنك لم‬
‫تكبر تكبيرة الفتتاح فأعد صلتك‪ ،‬وكيف لك أن تستيقن )‪ .(1‬وقد نروي‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال‪ :‬النسان ل ينسى تكبيرة الفتتاح )‬
‫‪ .(2‬فان نسيت القراءة في صلتك كلها ثم ذكرت فليس عليك شئ إذا‬
‫أتممت الركوع والسجود‪ ،‬وإن نسيت الحمد حتى قرأت السورة ثم ذكرت‬
‫قبل أن تركع‪ ،‬فاقرأ الحمد وأعد السورة‪ ،‬وإن ركعت فامض على حالتك )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬تبنى على القل " مؤيد لما اختاره الشهيد‬
‫‪ -‬ره ‪ -‬في اللفية‪ ،‬وسجود السهو فيه مؤيد لحد الوجوه المذكورة في‬
‫الخبر المتقدم‪ - 30 .‬كتاب محمد بن المثنى‪ :‬عن جعفر بن محمد بن شريح‪،‬‬
‫عن ذريح المحاربي قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬الرجل ينسى أن‬
‫يكبر حتى يقرأ قال‪ :‬يكبر‪ - 31 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬وإن نسيت‬
‫الركوع بعدما سجدت من الركعة الولى فأعد صلتك‪ ،‬لنه إذا لم تصح لك‬
‫الركعة الولى لم تصح صلتك )‪ .(4‬وإن كان الركوع من الركعة الثانية أو‬
‫الثالثة‪ ،‬فاحذف السجدتين واجعلها أعني الثانية الولى‪ ،‬والثالثة ثانية‪،‬‬
‫والرابعة الثالثة )‪ .(5‬وإن نسيت السجدة من الركعة الولى‪ ،‬ثم ذكرت في‬
‫الثانية من قبل أن ترفع فأرسل نفسك واسجدها‪ ،‬ثم قم إلى الثانية‪ ،‬وأعد‬
‫القراءة‪ ،‬فان ذكرتها بعدما ركعت فاقضها في الركعة الثالثة )‪.(6‬‬

‫)‪ (3 - 1‬فقه الرضا ص ‪ 9‬ذيل الصفحة‪ (6 - 4) .‬فقه الرضا ص ‪.10‬‬

‫]‪[214‬‬

‫وإن نسيت السجدتين جميعا من الركعة الولى فأعد صلتك فانه ل تثبت صلتك ما‬
‫لم تثبت الولى )‪ .(1‬وإن نسيت سجدة من الركعة الثانية‪ ،‬وذكرتها في‬
‫الثالثة قبل الركوع‪ ،‬فأرسل نفسك واسجدها‪ ،‬فان ذكرت بعد الركوع‬
‫فاقضها في الركعة الرابعة )‪ .(2‬وإن كانت السجدتان من الركعة الثالثة‪،‬‬
‫وذكرتها في الرابعة فأرسل نفسك و اسجدهما ما لم تركع‪ ،‬فان ذكرتهما‬
‫بعد الركوع فامض في صلتك واسجدهما بعد التسليم )‪ .(3‬وإن شككت في‬
‫الركعة الولى والثانية فأعد صلتك‪ ،‬وإن شككت مرة اخرى فيهما وكان‬
‫أكثر وهمك إلى الثانية فابن عليها‪ ،‬واجعلها ثانية فإذا سلمت صليت‬
‫ركعتين من قعود بام الكتاب )‪ .(4‬وإن ذهب وهمك إلى الولى جعلتها‬
‫الولى وتشهدت في كل ركعة‪ ،‬وإن استيقنت بعدما سلمت أن التي بنيت‬
‫عليها واحدة كانت ثانية‪ ،‬وزدت في صلتك ركعة‪ ،‬لم يكن عليك شئ‪ ،‬لن‬
‫التشهد حائل بين الرابعة والخامسة )‪ .(5‬وإن اعتدل وهمك فأنت بالخيار‪،‬‬
‫إن شئت صليت ركعة من قيام وإل ركعتين وأنت جالس )‪ .(6‬وإن شككت‬
‫فلم تدر اثنتين صليت أم ثلثا وذهب وهمك إلى الثالثة فأضف إليها الرابعة‪،‬‬
‫فإذا سلمت صليت ركعة بالحمد وحدها‪ ،‬وإن ذهب وهمك إلى القل فابن‬
‫عليه وتشهد في كل ركعة ثم اسجد سجدتي السهو بعد التسليم )‪ (7‬وإن‬
‫اعتدل وهمك فأنت بالخيار‪ ،‬فان شئت بنيت على القل وتشهدت في كل‬
‫ركعة‪ ،‬وإن شئت بنيت على الكثر وعملت ما وصفناه لك )‪ .(8‬وإن شككت‬
‫فلم تدر ثلثا صليت أم أربعا وذهب وهمك إلى الثالثة فأضف إليها ركعة من‬
‫قيام‪ ،‬وإن اعتدل وهمك فصل ركعتين وأنت جالس )‪ .(9‬وإن شككت فلم تدر‬
‫اثنتين صليت أم ثلثا أم أربعا صليت ركعة من قيام وركعتين وأنت جالس‪.‬‬

‫)‪ (9 - 1‬فقه الرضا ص ‪.10‬‬


‫]‪[215‬‬

‫وكذلك إن شككت فلم تدر أواحدة صليت أم اثنتين أم ثلثا أم أربعا صليت ركعة من‬
‫قيام وركعتين وأنت جالس )‪ .(1‬وإن ذهب وهمك إلى واحدة فاجعلها‬
‫واحدة‪ ،‬وتشهد في كل ركعة وإن شككت في الثانية أو الرابعة فصل ركعتين‬
‫من قيام بالحمد وإن ذهب وهمك إلى القل أو أكثر‪ ،‬فعلت ما بينت لك فيما‬
‫تقدم )‪ .(2‬وإن نسيت القنوت حتى تركع فاقنت بعد رفعك من الركوع‪ ،‬وإن‬
‫ذكرته بعد ما سجدت فاقنت بعد التسليم‪ ،‬وإن ذكرت وأنت تمشي في‬
‫طريقك فاستقبل القبلة‪ ،‬واقنت )‪ .(3‬وإن نسيت فلم تدر أركعة ركعت أم‬
‫ثنتين‪ ،‬فان كانت الوليين من الفريضة فأعد‪ ،‬وإن شككت في المغرب فأعد‪،‬‬
‫وإن شككت في الفجر فأعد‪ ،‬وإن شككت فيهما فأعدهما )‪ .(4‬وإذا لم تدر‬
‫اثنتين صليت أم أربعا ولم يذهب وهمك إلى شئ فتشهد ثم تصلي ركعتين‬
‫وأربع سجدات تقرء فيهما بام الكتاب ثم تشهد وتسلم‪ ،‬فان كنت صليت‬
‫ركعتين كانتا هاتان تماما للربع‪ ،‬وإن كنت صليت أربعا كانتا هاتان نافلة )‬
‫‪ .(5‬وإن لم تدر أثلثا صليت أم أربعا ولم يذهب وهمك إلى شئ فسلم ثم‬
‫صل ركعتين وأربع سجدات وأنت جالس تقرء فيهما بام القرآن‪ ،‬وإن ذهب‬
‫وهمك إلى الثالثة فقم فصل الركعة بالرابعة‪ ،‬ول تسجد سجدتي السهو‪ ،‬فان‬
‫ذهب وهمك إلى أربع فتشهد وسلم واسجد سجدتي السهو )‪ .(6‬وكنت يوما‬
‫عند العالم عليه السلم ورجل سأله عن رجل سهى فسلم في ركعتين من‬
‫المكتوبة‪ ،‬ثم ذكر أنه لم يتم صلته ؟ قال‪ :‬فليتمها ويسجد سجدتي السهو )‬
‫‪ .(7‬وقال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم صلى يوما الظهر فسلم‬
‫في ركعتين‪ ،‬فقال ذو اليدين‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله امرت‬
‫بتقصير الصلة أم نسيت ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وآله للقوم‪:‬‬
‫صدق ذو اليدين ؟ فقالوا‪ :‬نعم يا رسول ال صلى ال عليه وآله لم تصل إل‬
‫ركعتين‪ ،‬فقام فصلى إليهما ركعتين‬

‫)‪ (7 - 1‬فقه الرضا ص ‪.10‬‬

‫]‪[216‬‬

‫ثم سلم وسجد سجدتي السهو‪ .‬وسئل عن رجل سهى فلم يدر أسجد سجدة أم ثنتين ؟‬
‫فقال‪ :‬يسجد اخرى‪ ،‬وليس عليه سجدتا السهو )‪ .(1‬وقال تقول في سجدتي‬
‫السهو‪ :‬بسم ال وبال صلى ال على محمد وآله محمد وسلم‪ ،‬وسمعته‬
‫مرة أخرى يقول‪ :‬بسم ال وبال‪ ،‬السلم عليك أيها النبي ورحمة ال‬
‫وبركاته )‪ .(2‬وقال‪ :‬إذا قمت من الركعتين من الظهر أو غيرها ونسيت ولم‬
‫تشهد فيهما‪ ،‬فذكرت ذلك في الركعة الثالثة قبل أن تركع‪ ،‬فاجلس وتشهد ثم‬
‫قم فأتم صلتك‪ ،‬وإن أنت لم تذكر حتى ركعت فامض في صلتك حتى إذا‬
‫فرغت فاسجد سجدتي السهو بعد ما تسلم قبل أن تتكلم )‪ .(3‬وإن فاتك شئ‬
‫من صلتك مثل الركوع والسجود والتكبير ثم ذكرت ذلك فاقض الذي فاتك‬
‫)‪ .(4‬وعن الرجل صلى الظهر أو العصر فأحدث حين جلس في الرابعة‪،‬‬
‫قال‪ :‬إن كان قال أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدا رسول ال فل يعيد‬
‫صلته‪ ،‬وإن لم يكن تشهد قبل أن يحدث فليعد‪ .‬وعن رجل لم يدر ركع أم لم‬
‫يركع ؟ قال‪ :‬يركع‪ ،‬ثم يسجد سجدتي السهو‪ .‬وعن رجل نسي الظهر حتى‬
‫صلى العصر قال‪ :‬يجعل صلة العصر التي صلى الظهر ثم يصلي العصر‬
‫بعد ذلك )‪ .(5‬توضيح‪ :‬قوله عليه السلم " وإن نسيت الركوع " أقول‪:‬‬
‫هذا كله موافق لما نسب إلى علي بن بابويه ‪ -‬ره ‪ -‬كما عرفت‪ ،‬وكذا‬
‫موضع قضاء السجدة موافق لما اختاره كما مر‪ ،‬وما تضمن من التفصيل‬
‫بين الولى والخيرتين فمع تعارض مفهوميهما في الثانية لم أر بهذا‬
‫التفصيل قائل‪ ،‬وهو شبيه بما مر )‪ (6‬من رواية البزنطي عن الرضا‬

‫)‪ 5 - 1‬فقه الرضا ص ‪ (6) .10‬راجع ص ‪ 143‬فيما سبق‪.‬‬

‫]‪[217‬‬

‫عليه السلم إل أن فيها السجدة مكان السجدتين وقد عرفت أن المشهور في‬
‫السجدتين مع الذكر قبل الركوع الرجوع وبعده البطلن مطلقا‪ ،‬وقيل‬
‫بالتلفيق مطلقا أو بالتفصيل‪ .‬وأما قضاؤهما بعد الصلة فلم أر به زاعما‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون سقط من الكلم شئ‪ .‬وأما الفرق بين الشك أول وثانيا في‬
‫البناء على الظن فهو أشبه بمذهب أبي حنيفة وغيره من العامة‪ ،‬لكنهم لم‬
‫يقولوا بصلة الحتياط‪ ،‬ويمكن حملها على الستحباب‪ ،‬وبالجملة أكثر ما‬
‫ذكر ههنا مخالف لما عرفت من مذاهب الصحاب‪ .‬وقوله‪ " :‬لن التشهد‬
‫حائل " يؤيد قول من قال‪ :‬ل يبطل زيادة الركعة مع العلم بالتشهد في آخر‬
‫الصلة كما مر‪ ،‬قوله‪ " :‬فان شككت في المغرب " أي في ركوعها‪ ،‬وقوله‬
‫" فيهما " أي في عدد ركعاتهما أو العم منها ومن سائر أفعالهما‪ ،‬ثم ما‬
‫ذكر بعد ذلك موافق للخبار والقوال المشهورة‪ ،‬ولعل جامع الكتاب جمع‬
‫بين ما سمع منه في مقامات التقية وغيرها‪ ،‬وأوردها جميعا‪ ،‬وما ذكر من‬
‫سجود السهو مع ظن الربع فهو موافق لما ذهب إليه الصدوق كما عرفت‬
‫سابقا مع دليله‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬وكنت يوما " أقول‪ :‬قريب منه‬
‫صحيحة سعيد العرج )‪ (1‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 234‬ط حجر‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪ 344‬ط نجف‪ ،‬الكافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،357‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،234‬فأصل تسليم النبي ص بعد تمام الركعتين في‬
‫الرباعية مسلم عند الفريقين في روايات متواترة‪ ،‬ال انهم لما توهموا‬
‫سهو النبي صلى ال عليه وآله‪ ،‬ولم يدروا أنه صلى ال عليه وآله عمد‬
‫إلى ذلك أنكروا أصل حديث‪ ،‬مع أن تعمده صلى ال عليه وآله في التسليم‬
‫قطعي‪ ،‬ولذلك قال‪ " :‬كل ذلك لم يكن " أي لم يكن عن سهو‪ ،‬ولم تقصر‬
‫الصلة‪ ،‬فل يبقى حينئذ ال العمد‪ ،‬ولذلك روى في بعض الخبار أنه صلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ " :‬انما أسهو لبين لكم " ومن أراد تبيين الحكام‬
‫وتوجه إلى ذلك كيف يكون ساهيا واقعا‪ .‬نعم انه صلى ال عليه وآله فعل‬
‫ذلك وسلم في الركعتين يوهم الناس أنه قد سهى‪ ،‬لتكون حكم جواز‬
‫التسليم مقصورا عند العذار‪ ،‬كالسهو‪ ،‬والضطرار عند الشك في‬
‫الركعات‪ ،‬أو إذا وجد غمزا في بطنه كما ورد في الحديث‪.‬‬

‫]‪[218‬‬

‫سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه وآله ثم سلم‬
‫في ركعتين‪ ،‬فسأله من خلفه‪ :‬يا رسول ال أحدث في الصلة شئ ؟ قال‪:‬‬
‫وما ذاك ؟ قالوا إنما صليت بنا ركعتين‪ ،‬قال‪ :‬أكذلك يا ذا اليدين ؟ وكان‬
‫يدعى ذا الشمالين ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فبنى على صلته فأتم الصلة أربعا‪ .‬وقال‬
‫عليه السلم‪ :‬إن ال هو الذي أنساه رحمة للمة أل ترى لو أن رجل صنع‬
‫هذا لعير‪ ،‬وقيل ما تقبل صلتك‪ ،‬فمن دخل عليه اليوم ذلك قال‪ :‬قد سن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وصارت اسوة‪ ،‬وسجد سجدتين لمكان‬
‫الكلم‪ .‬فظاهر رواية المتن وجوب سجدتي السهو للتسليم في غير‬
‫موضعه‪ ،‬وظاهر هذه الرواية أن السجود إنما كان الكلم ل للتسليم‪ ،‬وأما‬
‫وجوب السجود للكلم‪ ،‬فذكره أكثر الصحاب من غير خلف‪ ،‬وادعى في‬
‫المنتهى إجماع الصحاب عليه‪ ،‬ويظهر من المختلف أن فيه خلفا من‬
‫الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬وهو غير ثابت ووالخبار في ذلك كثيرة‪ .‬ويعارضها‬
‫صحيحة زرارة )‪ (1‬عن الباقر عليه السلم في الرجل يسهو في الركعتين‬
‫و يتكلم‪ ،‬فقال‪ :‬يتم ما بقي من صلته تكلم أم لم يتكلم ول شئ عليه‪،‬‬
‫وحملت هي وأمثالها على عدم الثم أو نفي العادة‪ ،‬وإن أمكن الجمع‬
‫بحمل أخبار السجود على الستحباب‪ ،‬ولعل المشهور أقوى‪ .‬وأما وجوبه‬
‫للتسليم فهو أيضا كذلك‪ ،‬نقل في المنتهى اتفاق الصحاب عليه ويظهر من‬
‫المختلف تحقق الخلف فيه من الصدوق ووالده ‪ -‬ره ‪ -‬والكليني صرح‬
‫بعدم الوجوب‪ ،‬وذهب إلى أنه إن تكلم بعد التسليم يجب عليه سجدتا‬
‫السهو‪ ،‬و إل فل‪ .‬واستدل لذلك بصحيحة سعيد العرج بوجهين الول أن‬
‫ظاهرها أن السجود كان للكلم فقط‪ ،‬والثاني أن ظاهرها وحدة السجود‪،‬‬
‫وبناء على المشهور من عدم التداخل كان يلزم التعدد واجيب بان الكلم‬
‫يشمل التسليم ايضا فانه تكلم مع المام‬
‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.190‬‬

‫]‪[219‬‬

‫أو المأموم أو المؤمنين وايضا ل يتم الستدلل على مذهب التداخل إذ حينئذ يمكن‬
‫إسناد السجود إلى كل من العلتين‪ ،‬مع أن الصحاب قد صرحوا في‬
‫الروايات المتضمنة لسهو النبي صلى ال عليه وآله بأنها مخالفة لصول‬
‫متكلمي المامية‪ ،‬فانهم ل يجوزون السهو على النبي والئمة صلوات ال‬
‫عليهم كما مر في مجلدات الصول مفصل‪ ،‬ولم يخالف في ذلك إل الصدوق‬
‫وشيخه ‪ -‬ره ‪ -‬فانهما جوازا السهاء من ال لنوع من المصلحة‪.‬‬
‫ويعارضها موثقة زرارة )‪ (1‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السلم‪ :‬هل سجد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله سجدتي السهو قط ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ول يسجدهما‬
‫فقيه‪ ،‬فالظاهر أن تلك الروايات محمولة على التقية‪ ،‬لشتهارها بين‬
‫العامة‪ .‬وقد طعن فيها بعض العامة أيضا بأن راوي الحديث أبو هريرة‪،‬‬
‫وإسلمه كان في سنة سبع من الهجرة‪ ،‬وذو اليدين ممن استشهد يوم بدر‬
‫في الثانية من الهجرة‪ ،‬فكيف شهد أبو هريرة تلك الواقعة التي جرى بينه‬
‫وبين النبي صلى ال عليه وآله‪ .‬وأجاب بعضهم بأن من استشهد يوم بدر‬
‫كان ذا الشمالين‪ ،‬وكان اسمه عبد ال ابن عمرو بن نضلة الخزاعي‪ ،‬وذو‬
‫اليدين غيره‪ ،‬وكان اسمه خرباق وبقي إلى زمن معاوية والدليل على ذلك‬
‫أن عمران بن الحصين قال في روايته فقام الخرباق‪ ،‬فقال‪ :‬أقصرت الصلة‬
‫الخبر‪ .‬ورد بأن الوزاعي قال في روايته‪ :‬فقام ذو الشمالين‪ ،‬ول ريب في‬
‫أنه استشهد يوم بدر‪ .‬ويظهر من رواياتنا اتحاد ذي اليدين وذي الشمالين‪،‬‬
‫كما عرفت‪ .‬ومما يقدح فيها الختلف الكثير في نقلها من الجانبين‪ ،‬ففي‬
‫بعضها أنه صلى ال عليه وآله قال في جواب ذي اليدين‪ " :‬كل ذلك لم يكن‬
‫" وفي بعضها أنه صلى ال عليه وآله قال‪ " :‬إنما أسهو لبين لكم " وفي‬
‫بعضها أنه صلى ال عليه وآله قال " لم أنس ولم تقصر الصلة " وأيضا‬
‫اختلف في الصلة المسهو فيها‪ ،‬وكل ذلك مما يضعفها‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.236‬‬

‫]‪[220‬‬

‫وبالجملة ل ريب في أن إيقاع السجود أحوط وأولى‪ ،‬وإن أمكن حمله على‬
‫الستحباب جمعا‪ .‬ثم المشهور أنه لو ظن إتمام الصلة فتكلم لم تبطل‬
‫صلته‪ ،‬وذهب الشيخ في النهاية إلى البطلن والول أقوى‪ ،‬لدللة الخبار‬
‫الكثيرة عليه‪ ،‬وتردد في المنتهى في إبطال الصلة مكرها‪ ،‬والمشهور‬
‫البطال‪ ،‬وهو أقوى‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬يسجد اخرى " محمول على‬
‫الشك قبل تجاوز المحل كما عرفت‪ .‬وأما الذكر في سجدتي السهو فروى‬
‫الصدوق في الصحيح )‪ (1‬عن الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه‬
‫قال‪ :‬تقول في سجدتي السهو " بسم ال وبال وصلى ال على محمد وآله‬
‫محمد " قال‪ :‬وسمعته مرة اخرى يقول‪ " :‬بسم ال وبال السلم عليك‬
‫أيها النبي ورحمة ال وبركاته "‪ .‬ورواه الكليني في الحسن عن الحلبي )‬
‫‪ (2‬وفيه بدل قوله‪ " :‬وصلى ال "‪ :‬اللهم صل " وفاقا لبعض النسخ‬
‫الفقيه‪ .‬وروى الشيخ في الصحيح عنه )‪ (3‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم يقول في سجدتي السهو إلى آخر ما نقل الصدوق‪ ،‬ولكن فيه‬
‫والسلم باضافة العاطف‪ ،‬وفي التهذيب " وعلى آل محمد " والظاهر‬
‫إجزاء الجميع‪ .‬واستضعف المحقق الرواية من حيث تضمنها وقوع السهو‬
‫من المام‪ ،‬واجيب بأنه ل دللة في الخبر على وقوع السهو منه عليه‬
‫السلم بل يحتمل أن يكون المراد أنه عليه السلم قال ذلك في بيان ما يقال‬
‫فيهما‪ ،‬بل الظاهر ذلك كما يدل عليه رواية الفقيه والكافي‪ .‬واعلم أنه ل‬
‫ريب في إجزاء ما ذكر من الذكر‪ ،‬وهل يجب فيهما الذكر مطلقا ؟‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .226‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .356 - 355‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪(*) .191‬‬

‫]‪[221‬‬

‫المشهور نعم خلفا للمحقق في المعتشبر والعلمشة فشي المنتهشى ول يخلشو مشن قشوة‪،‬‬
‫ويدل عليه موثقة عمار )‪ (1‬وعلى تقدير وجششوب الشذكر هششل يتعيششن فيششه مششا‬
‫ذكر ؟ قال جماعشة مشن الصشحاب‪ :‬نعشم‪ ،‬وقشال الششيخ‪ :‬ل‪ ،‬وهشو أقشوى‪ .‬ثشم‬
‫المشهور وجوب التشهد والتسليم بعدهما‪ ،‬وفي المعتبر والمنتهى أنششه قششول‬
‫علمائنا أجمع‪ ،‬وقال في المختلف القرب عندي أن ذلك كله للستحباب‪ ،‬بششل‬
‫الششواجب فيششه النيششة ل غيششر‪ ،‬والحششوط اتبششاع المشششهور‪ ،‬وإن كششان القششول‬
‫بالستحباب وجه جمع بين الخبار‪ ،‬لكن أخبار الوجوب أقوى وأصح‪ .‬وذكر‬
‫الكثر فيهما تشهدا خفيفا كما ورد في الرواية واختلف فششي أن كشونه خفيفشا‬
‫هل هو على الرخصة أو العزيمة‪ ،‬والحوط رعايششة الخفششة وذكششر الصششحاب‬
‫الخفيف هكذا أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمدا رسول ال اللهم صلى‬
‫على محمد وآل محمد "‪ .‬ثم الظاهر من التسليم ما ينصرف به مششن الصششلة‬
‫وذكر أبو الصلح أنه ينصرف بالتسليم على محمد صلى ال عليه وآلششه ول‬
‫يعلم له وجه وذكر جماعة من الصحاب أنه يجب فيهما ما يجب في سششجود‬
‫الصلة من الجلوس وستر العورة والستقبال والطمأنينة فيهما وبينهما‪ ،‬و‬
‫الحوط رعاية جميشع ذلشك‪ ،‬وإن كشان فشي إثباتهششا مشن حيششث الشدليل إششكال‪.‬‬
‫والعجب أن أكثر من توقف في وجوبها في سجود التلوة جزموا بها ههنا‪،‬‬
‫مع أن الستدلل بأن المتبادر في عرف الشرع من السجود ما يشتمل علششى‬
‫ذلك مشترك بينهما‪ ،‬ول خلف في وجوب النية فيهما‪ .‬وذكر الشششيخ تكششبيرا‬
‫قبلهما‪ ،‬وذهب بعض الصحاب إلى اسششتحبابه واحتجششوا بمششا رواه الصششدوق‬
‫في الموثق عن عمار )‪ (2‬عن أبي عبد الش عليششه السششلم قششال‪ :‬سششألته عششن‬
‫سجدتي السهو هل فيهمششا تسششبيح أو تكششبير ؟ فقششال‪ :‬ل‪ ،‬إنمششا همششا سششجدتان‬
‫فقط‪ ،‬فان كان الذي سهى هو المام كبر إذا سجد وإذا رفع رأسه‪ ،‬ليعلم مششن‬
‫خلفه أنه قد سهى‪ ،‬وليس‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،191‬وسيأتى متنه‪ (2) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.226‬‬

‫]‪[222‬‬

‫عليه أن يسبح فيهما‪ ،‬ول فيهما تشهد بعد السجدتين‪ ،‬وكلم الشيخ يحتمل الوجششوب‬
‫والستحباب وذهب أكثر العامششة إلشى الوجششوب‪ ،‬والخششبر يششدل علششى رجحششانه‬
‫لخصوص المام ل مطلقا‪ .‬ويدل على استحباب التكبير للرفع من كل سششجدة‬
‫ولم أر به قائل‪ ،‬والظهر عدم الوجوب‪ ،‬والستحباب لغير المام‪ ،‬ولششو كششبر‬
‫المام استحبابا كان حسنا‪ .‬وأما ما تضمنه من كون السجدتين بعششد التسششليم‬
‫فهششو المشششهور بيششن الصششحاب مطلقششا‪ ،‬ونقششل فششي المبسششوط عششن بعششض‬
‫الصحاب أنهما إن كانتا للزيادة فمحلهما بعششد التسششليم‪ ،‬وإن كانتششا للنقيصششة‬
‫فمحلهما قبله‪ ،‬ونسبه في المعتششبر إلششى قششوم مششن أصششحابنا‪ ،‬وهششو قششول ابششن‬
‫الجنيد ما في المختلف‪ .‬ونقل في الذكرى كلم ابن الجنيد ثم قال‪ :‬وليس فششي‬
‫هذا كله تصريح بما يرويه بعض الصحاب أن ابن الجنيششد قششائل بالتفصششيل‪،‬‬
‫نعم هو مذهب أبي حنيفة من العامة‪ .‬ونقل المحقششق فششي الشششرايع قششول بششأن‬
‫محلهما قبل التسليم مطلقا ولم أظفششر بقششائله والول أقششوى للخبششار الكششثيرة‬
‫الدالة عليه‪ ،‬وما دل علششى أنهمششا قبششل التسششليم مطلقششا أو بالتفصششيل محمششول‬
‫على التقية لما عرفت من أنهما مششن أقششوال المخششالفين وقششال الصششدوق إنششي‬
‫افتي بها في حششال التقيششة‪ .‬قششوله عليششه السششلم " فششاقض الششذي فاتششك " هششذا‬
‫مضمون صحيحة عبد ال بن سنان )‪ (1‬عن الصششادق عليششه السششلم وحمششل‬
‫على الذكر قبل تجاوز المحل قوله عليه السلم‪ " :‬إن كان قال " يششدل علششى‬
‫أن الحدث قبل التشهد مبطل كما هو المشهور وأن الحدث قبل التسليم غيششر‬
‫مبطل وأن الصلة على محمد وآله ليس جزءا للتشهد‪ .‬قوله عليششه السششلم‪:‬‬
‫" ثم يسجد " هذا مخالف للمشهور نعم المفيد فششي الغريششة أوجششب سششجدتي‬
‫السهو علشى مشن لشم يشدر أزاد ركوعشا أو نقصشه‪ ،‬أو زاد سشجدة أو نقصشها‪،‬‬
‫وكان قد تجاوز محلهما وهو غير ما ذكششر‪ ،‬ويششرد عليششه أنششه إذا لششم يششدر زاد‬
‫ركوعا أم نقص‪،‬‬
‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،236‬وقد مر‪.‬‬

‫]‪[223‬‬

‫إن كان المراد معناه المتبادر فيكون جازما بأنه إما ترك الركوع أصل أو زاد فيكششون‬
‫جازما بوقوع ما يبطل الصلة فالظششاهر حينئذ وجششوب السششتيناف ل سششجود‬
‫السهو‪ ،‬إل أن يحمل النقيصة علششى النقيصششة علششى الزيششادة كمششا ذكرنششاه فششي‬
‫تأويششل الخششبر‪ .‬قششوله عليششه السششلم‪ " :‬يجعششل صششلة العصششر " أقششول‪ :‬هششذا‬
‫المضمون ورد في رواية الحلبي )‪ (1‬قال‪ :‬سألته عن رجل نسششي أن يصششلي‬
‫الولششى حششتى صششلى العصششر‪ ،‬قششال‪ :‬فليجعششل صششلته الششتي صششلى الولششى ثششم‬
‫ليستأنف العصر‪ .‬وفي صحيحة زرارة )‪ (2‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن نسششيت الظهششر حششتى صششليت العصششر فششذكرتها وأنششت فششي الصششلة أو بعششد‬
‫فراغك منها‪ ،‬فانوها الولى ثم صلى العصششر‪ ،‬فانمششا هششي أربششع مكششان أربششع‪.‬‬
‫وحملها الشيخ وغيره على الذكر فششي أثنششاء الصششلة قششال فششي الخلف قششوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬أو بعشد فراغشك منهشا " المشراد مششا قشارب الفشراغ ولششو قبششل‬
‫التسليم‪ ،‬ول يخفى بعد هذا الحمل‪ .‬والمشهور بيششن الصششحاب أنششه إن صششلى‬
‫اللحقة قبل السابقة فذكر في أثنائها قبل تجاوز وقت العدول يعدل النية إلى‬
‫السابقة وإل يتم ويأتي بالسابقة إن كان في الوقت المشترك‪ ،‬وكششذا إن ذكششر‬
‫بعد الفراغ‪ ،‬ولو كان في الوقت المختص بالولى تبطل صششلته‪ ،‬ويششأتي بهششا‬
‫بعد التيان بالسابقة‪ ،‬بنشاء علشى القشول بالختصشاص‪ ،‬وعلشى القشول بعشدمه‬
‫يعدل في وقت العدول ويصشح بعشده‪ ،‬وبعشد الفشراغ مطلقشا مشن غيشر عشدول‪،‬‬
‫ويشششكل تششرك هششذه الخبششار‪ ،‬وارتكششاب التششأويلت البعيششدة فيهششا‪ ،‬مششن غيششر‬
‫معارض‪ ،‬ولعل الحوط العدول ثم التيان بهما على الترتيب‪ .‬ولنششذكر سششائر‬
‫ما قيل فيه بوجوب سجود السهو‪ ،‬مما ذكروا فيه وفاقا وخلفا وهششي تسششعة‬
‫مواضع‪ :‬الول الكلم‪ ،‬والثاني السلم فششي غيششر محلششه‪ ،‬والثششالث الشششك بيششن‬
‫الربع والخمس على المشهور وبين الربع وما زاد أيضا على مششذهب ابششن‬
‫أبي عقيل‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .212‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 300‬في حديث طويل‪.‬‬

‫]‪[224‬‬

‫الرابع نسيان السجدة وذكرها بعد تجاوز المحل‪ ،‬الخامس نسيان التشهد وذكره بعششد‬
‫تجشاوز المحششل‪ ،‬السشادس الششك بيشن الثلث والربششع مشع غلبشة الظشن علشى‬
‫الربع‪ ،‬فانه قال الصدوق فيه بوجوب سششجود السششهو‪ ،‬وفششي الششذكرى نسششب‬
‫إلى الصدوقين القول بوجوبه في كل شك ظن الكثر وبنى عليه كما سيأتي‪،‬‬
‫وقد مر الكلم في جميع ذلك مع نوع من التفصيل‪ .‬السابع القيام في موضع‬
‫القعود‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬ذهب إلى وجوب سجود السهو فيهمششا الصششدوق والسششيد‬
‫وسششلر وأبششو الصشلح وابششن الششبراج وابششن حمششزة وابششن إدريششس والعلمششة‪.‬‬
‫واحتجوا برواية منهال القصاب )‪ (1‬قال‪ :‬قلت لبششي عبششد الش عليشه السشلم‬
‫أسهو في الصلة وأنا خلف المام قال‪ :‬فإذا سلم فاسجد سجدتين‪ ،‬ول تهب‪.‬‬
‫وعن عمار الساباطي )‪ (2‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السششلم عششن السششهو‬
‫ما يجب فيه سجدتا السهو ؟ فقشال‪ :‬إذا أردت أن تقعشد فقمشت‪ ،‬وإذا أردت أن‬
‫تقوم فقعدت‪ ،‬أو أردت أن تقرأ فسششبحت‪ ،‬أو أردت أن تسششبح فقششرأت‪ ،‬فعليشك‬
‫سجدتا السهو‪ .‬وبما رواه الكليني )‪ (3‬في الصحيح على الظاهر عن معاوية‬
‫بن عمار قال‪ :‬سألته عن الرجل يسهو فيقوم في موضع قعود‪ ،‬أو يقعششد فششي‬
‫حال قيششام‪ ،‬قششال‪ :‬يسششجد سششجدتين بعششد التسششليم‪ ،‬وهمششا المرغمتششان يرغمششان‬
‫الشيطان‪ .‬ويضعف خبر عمار أن في آخر الخبر ما ينششافي هششذا‪ ،‬حيششث قششال‪:‬‬
‫وعن الرجل إذا أراد أن يقعد فقام ثم ذكشر مشن قبشل أن يقشدم ششيئا أو يحشدث‬
‫شيئا قال‪ :‬ليس عليه سجدتا السهو حتى يتكلم بشئ‪ .‬وهذا التفصيل لششم يقششل‬
‫به أحد‪ ،‬وما فيه من التسبيح في موضع القراءة يحتمل أن يكون المراد بششه‬
‫إذا ذكره في موضع القراءة قرأ فيكون السجود لزياد التسبيح‪ ،‬أو بعد‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .237‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.257‬‬

‫]‪[225‬‬

‫تجاوز المحل فيكون لنقصان القراءة‪ ،‬أو للتسبيح في غير المحل أيضششا فششان بمنزلششة‬
‫الزيادة‪ .‬وأما القراءة في موضع التسبيح فانمششا تكششون فششي الخيرتيششن‪ ،‬وقششد‬
‫أجمعششوا علششى التخييششر فيهمششا بيششن الحمششد والتسششبيح )‪ (1‬فل وجششه لسششجود‬
‫السشهو‪ .‬إل أن يحمشل علشى تسشبيح الركشوع والسشجود كمشا قشال الششيخ فشي‬
‫الخلف نقل عن الشافعي‪ :‬سجود السهو يجب لحد أمريششن لزيششادة فيهششا أو‬
‫نقصششان‪ ،‬فالزيششادة ضششربان قششول وفعششل‪ :‬فششالقول أن يسششلم سششاهيا فششي غيششر‬
‫موضعه‪ ،‬أو يتكلم ساهيا‪ ،‬وأن يقرء في ركوعه وسجوده فششي غيششر موضششع‬
‫القراءة إلششى آخششر مششا قششال‪ .‬وعورضششت هششذه الروايششات بمششا فششي موثقششة )‪(2‬‬
‫سششماعة‪ :‬مششن حفششظ سششهوه فششأتمه فليششس عليششه سششجدتا السششهو‪ ،‬وبالخبششار‬
‫الكثيرة الدالة علششى أن ناسششي السششجود أو التشششهد إذا ذكرهمششا قبششل الركششوع‬
‫يأتي بهما من غير سششجود‪ ،‬ول يبعششد أن يكششون عنششدهم كششل مششن الصششورتين‬
‫مستثنى من تلك القاعششدة‪ ،‬إذ ظششاهر كلم القششائلين بتلششك القاعششدة اختصششاص‬
‫السششجود فششي الصششورتين بمششا إذا ذكرهمششا بعششد الركششوع‪ ،‬وبالجملششة الحكششم‬
‫بالوجوب ل يخلو من إششكال‪ ،‬ول يبعشد حمشل الخشبر علشى السشتحباب‪ ،‬وإن‬
‫كان الحوط عدم الترك‪ .‬الثامن وجوب السششجدتين لكششل زيششادة ونقيصششة فششي‬
‫الصلة‪ ،‬ذهب إليه العلمة ونقله الشيخ فششي الخلف عشن بعششض الصششحاب‪،‬‬
‫ويظهر منشه فشي المبسشوط أن قشولهم ششامل لزيشادة المسشتحبات ونقصشانها‬
‫أيضا‪ ،‬وظاهر العلمة أنه ل يقوم به في المسششتحباب وقششال ابششن الجنيششد فششي‬
‫خصوص القنوت أن تركه يوجبهمششا‪ ،‬وقششال أبششو الصششلح فششي لحششن القششراءة‬
‫سهوا أنه يوجبهما‪ .‬واحتجوا برواية سفيان بششن السششمط )‪ (3‬عششن أبششي عبشد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬تسجد‬

‫)‪ (1‬قد عرفت في ج ‪ 85‬ص ‪ 85‬أن التسبيح متعين‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 235‬في‬
‫حديث‪ = (3) .‬ج ‪ 1‬ص ‪.179‬‬

‫]‪[226‬‬

‫سششجدتي السششهو لكششل زيششادة تششدخل عليششك أو نقصششان‪ ،‬وببعششض محتملت الخبششار‬
‫المتقدمة في الشك بيششن الربششع والخمششس‪ ،‬وقششد عرفششت عششدم دللششة الخبششار‬
‫والسششتدلل بالحتمششالت البعيششدة غيششر مششوجه‪ ،‬وخششبر سششفيان مجهششول‪،‬‬
‫ويعارضه أخبار كثيرة صحيحة ومعتبرة دالة على عدم وجوبهمششا فشي كششثير‬
‫من الزيادة والنقصان في الصششلة‪ .‬نعششم لششو قيششل بالسششتحباب فششي غيششر تلششك‬
‫المواضششع‪ ،‬لششم يكششن بعيششدا‪ ،‬وإن كششان الظششاهر حمششل الخبششار علششى التقيششة‬
‫لشتهارها روايششة وفتششوى بيششن العامششة‪ .‬التاسششع ذهششب العلمششة إلششى وجششوب‬
‫سجدتي السهو لكل شك في زيادة أو نقيصة وهو ظاهر ما نقلشه الششيخ فشي‬
‫الخلف عن بعض الصششحاب‪ ،‬وكلم الصششدوق فششي الفقيششه يحتملششه‪ ،‬وذهششب‬
‫المفيد في بعض مسائله إلى وجوبهما إن لم يدر أزاد سجدة أو نقص سجدة‬
‫أو زاد ركوعا أو نقششص ركوعششا ولششم يتقيششن ذلششك‪ ،‬وكششان الشششك بعششد تقضششي‬
‫وقته‪ ،‬و المشهور عدم الوجوب‪ .‬واحتج الولون بصحيحة الفضيل )‪ (1‬أنه‬
‫سأل أبا عبد ال عليششه السششلم عششن السششهو فقششال‪ :‬مششن يحفششظ سششهوه فششأتمه‬
‫فليس عليه سجدتا السهو إنما السهو علشى مشن لشم يشدر أزاد فشي صشلته أم‬
‫نقششص‪ .‬وقريششب منششه موثقششة )‪ (2‬سششماعة وقششد مششر قششرب هشذا الحتمششال فششي‬
‫صحيحة )‪ (3‬الحلبي عن أبي عبد ال عليششه السششلم قششال‪ :‬إذا لششم تششدر أربعششا‬
‫صششليت أم خمسششا أم نقصششت أم زدت فتشششهد وسششلم واسششجد سششجدتين بغيششر‬
‫ركوع‪ ،‬ول قراءة تتشهد فيهما تشهدا خفيفا‪ ،‬بأن يكششون أم فششي قششوله‪ " :‬أم‬
‫نقصت " بمعنى أو فيكون من عطف أحششد الشششقين علششى الخششر‪ ،‬بقرينششة أن‬
‫الشك بين الربع والخمس مستقل في إيجاب السجدتين‪ ،‬فل فششائدة فششي ضششم‬
‫غيرهمششا إليهمششا وظششاهره أعششم مششن الركعششات والفعششال‪ ،‬ول بششاعث علششى‬
‫التخصيص بالركعات‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .230‬قد مر ذكره‪ (3) .‬راجع ص ‪ 206‬فيما سبق‪.‬‬
‫]‪[227‬‬

‫ويعارضها الخبار الدالة على أن بعد التجاوز عن المحل ل يعتنششي بالشششك وغيرهششا‪،‬‬
‫فل يبعد الحمل على الستحباب‪ ،‬وإن كان القول بالوجوب ل يخلو من قششوة‪،‬‬
‫و الحتياط يوجب عدم الترك‪ .‬ثم اعلم أن الظششاهر مششن الخبششار والقششوال أن‬
‫يكون شكه مترددا بين الزيادة عن الوظيفة المقششررة والنقصششان عنهششا‪ ،‬مششن‬
‫غير احتمال المسششاواة‪ ،‬وإل لقشال زدت أم لشم تششزد‪ ،‬أو نقصششت أم لششم تنقششص‬
‫فيكششون حينئذ جازمششا بوقششوع مششا يششوجب سششجود السششهو مششن الزيششادة أو‬
‫النقصشان‪ ،‬فيؤيشده خشبر سشفيان أيضشا‪ ،‬ويكششون القشائلون بهشذا القششول أيضششا‬
‫قائلين به‪ ،‬وأما الشك في الركوع الذي قال به المفيششد فالظششاهر فيششه البطلن‬
‫كما عرفت‪) * .‬فوائد( * الولى‪ :‬اختلف الصحاب في تعششدد السششجود بتعششدد‬
‫السباب‪ ،‬فذهب العلمة وجماعة من المتششأخرين إلشى عشدم التششداخل مطلقشا‪،‬‬
‫واختار الشيخ في المبسوط التداخل مطلقا‪ ،‬وجعل التعدد أحوط‪ ،‬وفصل ابششن‬
‫إدريس فحكم بالتداخل مع تجانس السششباب كتعششدد الكلم‪ ،‬أو تعششدد السششجود‬
‫وبعششدمه مششع عششدم التجششانس‪ .‬ومششا اختششاره الشششيخ أقششوى لحصششول المتثششال‬
‫بالواحد‪ ،‬ولما روي بأسانيد إذا اجتمعت ل عليشك حقششوق كفشاك حششق واحشد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬المشهور بين الصحاب وجوبهما على الفور‪ ،‬واستدل بكون المششر‬
‫للفور وهو ممنوع‪ ،‬وبالخبار الدالة على إيقاعهما جالسا قبل التكلم‪ ،‬ويششرد‬
‫عليه أنها ل تدل إل على وجوب إيقاعهما قبششل الكلم‪ ،‬ول تلزم بينششه وبيششن‬
‫الفوريشة‪ ،‬بشل يمكشن المناقششة فشي الوجشوب أيضشا إذ يمكشن أن يكشون القيشد‬
‫للستحباب‪ ،‬لكن الوجوب منها أظهر‪ ،‬وظاهر الشهيد في اللفية الستحباب‬
‫وأما تحريششم سشائر المنافيششات كمشا ذكششره جماعششة مشن الصشحاب فل يسششتفاد‬
‫منها‪ ،‬وظاهر العلمة في النهاية استحباب الفور‪ ،‬والدلئل عليه كششثيرة مششن‬
‫اليات والخبار الدالة على المسارعة إلى الخيرات‪ ،‬وعلى الخششذ بششالحوط‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذهب جماعة من الصحاب إلى وجوب إيقاعهما في وقت الصلة‬

‫]‪[228‬‬

‫التي لزمتا بسببها‪ ،‬ولم يذكروا لششه دليل مقنعششا وظششاهر اللفيششة السششتحباب‪ ،‬وظششاهر‬
‫أكثر الصحاب التفاق على أنه لو أخششل بششالفور أو الششوقت أو تكلششم عمششدا أو‬
‫سهوا ل تبطششل الصششلة‪ ،‬ول يسششقط السششجود‪ ،‬إذ ل دليششل يششدل علششى اشششتراط‬
‫الصلة به‪ .‬ويدل عليه خشبر عمشار السشاباطي )‪ (1‬عشن أبشي عبشد الش عليششه‬
‫السلم في الرجل ينسى سجدتي السهو‪ ،‬قال‪ :‬يسجدهما مششتى ذكششر‪ ،‬وروايششة‬
‫اخرى منه )‪ (2‬عنه عليه السلم عن الرجل يسهو في صلته فل يذكر ذلششك‬
‫حتى صلى الفجر كيف يصشنع ؟ قشال‪ :‬ل يسشجد سشجدتي السشهو حشتى تطلشع‬
‫الشمس‪ ،‬ويذهب شعاعها‪ .‬لكن الروايتان وردتا في النسيان وظشاهر الخيششر‬
‫وقوع السهو في الصششلة السششابقة علششى الفجششر‪ ،‬ويمكششن أن يقششال لمششا صششار‬
‫السجود قضاء زال عنه الفورية أو التأخير قبششل التششذكر كششان لمششانع عقلششي‪،‬‬
‫وبعششده لمششانع شششرعي‪ ،‬لكششن المشششهور بيششن الصششحاب عششدم كراهششة سششجود‬
‫السششهو والتلوة والشششكر فششي هششذه الوقششات بششل ل قششائل بكراهتهششا ظششاهرا‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قال الشيخ في الخلف سجود السهو شرط في صحة الصلة وهششذا‬
‫مذهب مالك‪ ،‬وبه قال الكرخشي مشن أصشحاب أبشي حنيفشة إل أنشه قشال‪ :‬ليشس‬
‫بشرط في صحة الصلة وقال الشافعي هششو مسششنون غيششر واجششب‪ ،‬وبششه قششال‬
‫أكثر أصحاب أبششي حنيفششة‪ .‬دليلنششا أنششه مششأمور بالسششجود فششي المواضششع الششتي‬
‫قدمناها‪ ،‬والمششر يقتضششي الوجششوب فمششن حملششه علششى النششدب فعليششه الدللششة‪،‬‬
‫وأيضا ل خلف في أن من أتى به صلته ماضية وذمته بريئة‪ ،‬وإذا لم يششأت‬
‫به الخلف‪ ،‬فالحتياط يقتضى ما قلناه انتهى‪ .‬ول يخفى أن دلئله إنمششا تششدل‬
‫على الوجوب‪ ،‬وأما اشتراط صحة الصلة به فهو ممنوع‪ .‬ثم إن كلمششه فششي‬
‫الشتراط مجمل يحتمل أن يكون مراده أنه لو أخل بشالفور تبطششل الصشلة أو‬
‫أنه لشو أخشل بشه فشي الشوقت تبطشل أو أنشه لشو تكلشم قبلشه أو فعشل منافيشا مشن‬
‫منافيات الصلة تبطل‪ ،‬أو أنه لو أخل به في تمام العمر تبطل صلته‪ ،‬فيجب‬
‫على‬

‫)‪ (2 - 1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.237‬‬

‫]‪[229‬‬

‫الولى حينئذ قضاؤها‪ .‬ثششم قششال فششي الخلف بعششد ذلششك بل فاصششلة‪ :‬مششن نسششي سششجدتي‬
‫السهو ثم ذكر فعليه إعادتهما تطاولت المدة‪ ،‬أو لم تطل‪ ،‬ثم نقل عششن بعششض‬
‫العامة القول بالسقوط مع التطششاول وحكشم العلمششة فششي المختلششف بالتنششاقض‬
‫بين كلميه‪ ،‬ول تناقض إذ يمكن أن يكون مراده في الول العمد وفي الثاني‬
‫السهو‪ ،‬أو في الول تمام العمر‪ ،‬والول أظهر‪ .‬وقششال العلمششة فششي النهايششة‪:‬‬
‫على ما اخترناه من أنه خارج الصلة فكذلك ينبغى أن يأتي به على الفششور‪،‬‬
‫فان طال الفصل سجد‪ ،‬ولو خرج وقت الصلة فكذلك‪ ،‬وهششل يكششون قضششاء ؟‬
‫القرب ذلك‪ ،‬وهل تبطل الصلة لششو كششان عششن نقصششان أو مطلقششا أو ل تبطششل‬
‫مطلقا القرب الخير‪ ،‬وإذا سجد بعد طول الفصششل أعششاد الصششلة انتهششى‪ ،‬ول‬
‫يخفى ما في كلمه ‪ -‬رحمة الش عليششه ‪ -‬هنششا مششن الضششطراب‪ ،‬ولعششل بعششض‬
‫الحتمششالت المششذكورة مششن أقششوال المخششالفين‪ .‬الخامسششة‪ :‬ذكششر جماعششة مششن‬
‫الصحاب أنه مع تقضي وقت الصلة ينوى للسششجدة القضششاء كمششا ذكششر فششي‬
‫النهاية‪ ،‬وكذا إذا كان السجود لصلة القضاء‪ ،‬وربمشا يقشال‪ :‬إنشه بعشد التكلشم‬
‫ينوى القضاء لورود التوقيت بذلك في الخشبر‪ ،‬ويظهشر مشن بعضشهم أن بعشد‬
‫وقوع كل مناف يصير قضاء‪ ،‬والحوط عدم تعيين الداء والقضششاء مطلقششا‪،‬‬
‫لعدم الدليل على أصله‪ ،‬ول على وجوب نية الوجه في مثلششه‪ ،‬وإن ثبششت فششي‬
‫أصل الصلة مششع أنششه فيهششا أيضششا غيششر ثششابت‪ ،‬والحششوط مششع تعششدد السششباب‬
‫والقول بعدم التداخل تعيين نية السبب كما ذكره الكثر‪ - 32 .‬السرائر‪ :‬نقل‬
‫من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا شششك‬
‫بعدما صلى فلم يدر ثلثا صلى أو أربعا‪ ،‬وكان يقينشه حيشن انصششرف أنشه قشد‬
‫أتم لم يعد وكان حين انصرف أقرب منه إلى الحفظ منه بعد ذلك )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬السرائر‪.278 :‬‬

‫]‪[230‬‬

‫بيان‪ :‬يدل على أنه ل يعتبر الشك بعد الصلة‪ ،‬ول خلف فيششه بيششن الصششحاب‪- 33 .‬‬
‫السرائر‪ :‬نقل من النوادر لبن محبوب أيضششا‪ ،‬عششن حمششاد‪ ،‬عششن ربعششي عششن‬
‫الفضيل قال‪ :‬ذكرت لبي عبد ال عليه السلم السهو فقال‪ :‬وينفلت من ذلك‬
‫أحد ؟ ربما أقعدت الخادم خلفي يحفظ على صلتي )‪ .(1‬بيان‪ :‬لعله محمششول‬
‫على أنه عليه السلم كان يفعل ذلك لتعليم الناس‪ ،‬وظششاهره موافششق لمششذهب‬
‫الصدوق‪ ،‬ويدل على استحباب تعيين أحد لمن خاف السهو أو الشك‪ ،‬وعلى‬
‫جواز العتماد على الغيششر حششتى فششي الولييششن‪ - 34 .‬السششرائر‪ :‬مششن الكتششاب‬
‫المذكور‪ ،‬عن العباس‪ ،‬عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبششي‬
‫عبد ال عليه السلم قشال‪ :‬قلشت‪ :‬الرجششل يسشهو عشن القششراءة فششي الركعشتين‬
‫الولششتين‪ ،‬فيششذكر فششي الركعششتين الخيرتيششن أنششه لششم يقششرأ قششال أتششم الركششوع‬
‫والسجود ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬إني أكره أن أجعل آخر صلتي أولهششا )‪35 .(2‬‬
‫‪ -‬فلح السائل‪ :‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬شكوت إلى‬
‫أبي عبد ال عليه السلم السهو في المغرب‪ ،‬فقال‪ :‬صلها بقل هششو الش أحششد‬
‫وقل يا أيها الكافرون ففعلت ذلك فذهب ذلششك عنششي )‪ - 36 .(3‬المقنششع‪(4) :‬‬
‫إذا لم تدر واحدة صليت أم اثنتين فأعد الصلة وروي‪ :‬ابن على ركعة‪ .‬وإذا‬
‫شككت في الفجر فأعد‪ ،‬وإذا شككت في المغرب فأعد‪ ،‬وروي إذا شككت في‬
‫المغشرب ولشم تشدر واحشدة صشليت أم اثنشتين فسشلم ثشم قشم فصشل ركعشة‪ ،‬وإن‬
‫شككت في المغرب فلم تدر في ثلث أنت أم في أربششع وقششد أحششرزت الثنششتين‬
‫في نفسك‪ ،‬وأنت في‬

‫)‪ (1‬السرائر‪ (2) .478 :‬السرائر‪ (3) .476 :‬فلح السائل‪ (4) .229 :‬المقنع باب‬
‫السهو في الصلة‪ ،‬وقد مر بعض مسائلها‪.‬‬
‫]‪[231‬‬

‫شك من الثلث والربع فأضف إليها ركعة اخرى‪ ،‬ول تعتد بالشك‪ ،‬فان ذهب وهمششك‬
‫إلى الثالثة فسلم وصل ركعتين وأربع سجدات‪ .‬وسئل الصادق عليششه السششلم‬
‫عمن ل يدري اثنتين صلى أم ثلثا قال‪ :‬يعيشد الصشلة ]قيشل‪ :‬وأيشن مشا روى‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬الفقيه ل يعيد الصلة ؟[ )‪ (1‬قششال إنمششا‬
‫ذلك في الثلث والربع‪ .‬وروي عن بعضششهم يبنششي علششى الششذي ذهششب وهمششه‬
‫إليه ويسجد سجدتي السهو ويتشهد لهما تشهدا خفيفا‪ .‬فان لششم تششدر اثنششتين‬
‫صليت أم أربعا فأعد الصلة‪ ،‬وروي سششلم ثششم قششم فصششل ركعششتين ول تتلكششم‪،‬‬
‫وتقرأ فيهما بام الكتاب‪ ،‬فان كنت صششليت أربششع ركعششات كناتششا هاتششان نافلششة‪،‬‬
‫وإن كنششت صششليت ركعششتين كانتششا تمششام الربششع ركعششات وإن تكلمششت فاسششجد‬
‫سجدتي السهو‪ .‬وإن لم تدر ثلثا صليت أم أربعا وذهششب وهمششك إلششى الثالثششة‬
‫فأضف إليها الرابعة‪ ،‬وإن ذهب وهمششك إلششى الرابعششة فتشششهد وسششلم واسششجد‬
‫سجدتي السهو‪ .‬وروى أبو بصير إن كششان ذهششب وهمششك إلششى الرابعششة فصششل‬
‫ركعتين وأربششع سششجدات جالسششا فششان كنششت صششليت ]ثلثششا كانتششا هاتششان تمششام‬
‫الربع‪ ،‬وإن كنت صليت[ )‪ (2‬أربعا كانتا هاتان نافلة وكذلك إن لم تدر زدت‬
‫أم نقصت‪ .‬وفي رواية محمششد بششن مسششلم إن ذهششب وهمششك إلششى الثالثششة فصششل‬
‫ركعة ]واسجد سجدتي السهو بغير قراءة وإن اعتدل وهمك فششأنت بالخيششار‪:‬‬
‫إن شئت صليت ركعششة[ )‪ (3‬مششن قيششام وإل ركعششتين مششن جلششوس‪ .‬وإن ذهششب‬
‫وهمك مرة إلى ثلث ومرة إلششى أربششع فتشششهد وسششلم وصششل ركعششتين وأربششع‬
‫سجدات وأنت قاعد تقرء فيهما بام القرآن‪ .‬وإن لم تدركم صليت ولم يششذهب‬
‫وهمك إلى شئ فأعد الصلة‪ ،‬وإن صليت‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬ما بين العلمتين ساقط عن الصل وهكذا طبعة الكمبانى‪ (3) .‬ما بين‬
‫العلمتين ساقط عن ط الكمبانى‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫ركعتين ثم قمت فذهب في حاجة لك فأعد الصلة‪ ،‬ول تبن على ركعتين‪ ،‬وقيششل لبششي‬
‫عبد ال عليه السلم ما بال رسول ال صلى ال عليششه وآلششه صششلى ركعششتين‬
‫وبنى عليهما ؟ فقال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله لم يقم من مجلسششه‪.‬‬
‫وإن صليت ركعتين مششن المكتوبششة ثششم نسششيت فقمششت قبششل أن تجلششس فيهمششا‪،‬‬
‫فاجلس ما لم تركع‪ ،‬فان لم تذكر حتى ركعت فامض في صلتك‪ ،‬فإذا سلمت‬
‫سجدت سجدتي السهو في رواية الفضيل بن يسار وفي روايششة زرارة ليششس‬
‫عليك شئ فان تكلمت في صلتك ناسيا فقلت أقيمششوا صششفوفكم فششأتم صششلتك‬
‫واسجد سجدتي السهو‪ ،‬وإن تكلمت في صششلتك متعمششدا فأعششد الصششلة‪ .‬وإن‬
‫رفعت رأسك من السجدة الثانية في الركعة الرابعة فأحششدثت فششان كنششت قلششت‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال‪ ،‬فقد مضت صلتك وفي حديث‬
‫آخر أما صلتك فقد مضت‪ ،‬وإنما التشهد سنة في الصلة فتوضأ ثم عد إلى‬
‫مجلسك فتشهد وإن نسيت التسليم خلف المام أجزأك تسليم المششام‪ .‬واعلششم‬
‫أن السهو الذي يجب فيه سجدتا السهو إذا سهوت في الركعتين الخراويششن‬
‫واعلم أنه ل سهو في النافلة‪ ،‬وإذا سجدت سجدتي السهو فقل فيهمششا‪ :‬بسششم‬
‫ال وبال السلم عليك أيها النبي ورحمة الش وبركششاته )‪) * .(1‬ايضششاح( *‬
‫قششوله‪ " :‬وروي إذا شششككت " أقششول‪ :‬روى الشششيخ فششي الموثششق عششن عمششار‬
‫الساباطي )‪ (2‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬رجل شششك فششي المغششرب‬
‫فلم يدر ركعتين صلى أم ثلثة ؟ قال‪ :‬يسلم ثم يقوم فيضيف إليها ركعششة‪ ،‬ثششم‬
‫قال‪ :‬هذا وال مما ل يقضى أبدا‪.‬‬

‫)‪ (1‬المقنع بششاب السششهو فششي الصششلة بحششذف بعششض الفششروع‪ (2 ) .‬التهششذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،187‬وقوله عليه السلم " هششذا والش ممششا ل يقضششى أبششدا " صششريح فششي‬
‫التقيششة فششان معنششى ل يقضششى ل يقضششى أي ل يحكششم بششه كمششا هششو واضششح‬
‫خصوصا بقرينة القسم وهو أصل في كلماتهم عليهم السششلم حيششث يتقششون‬
‫على أنفسهم أو على السائل‪.‬‬

‫]‪[233‬‬

‫واجيب عنه بالطعن في السند لشتماله على الفطحيششة‪ ،‬وبششأنه لششم يقششل بششه أحششد لعششدم‬
‫انطباقه على التفصيل المنقول من الصدوق‪ ،‬ول على ما نقل عنه من البناء‬
‫على القل‪ ،‬والشيخ نقل الجماع على تشرك العمشل بشه‪ .‬وأقشول‪ :‬يمكشن حمششل‬
‫التسليم على التسليم المستحب‪ ،‬فيكون المراد به البنششاء علششى القششل‪ ،‬وكششان‬
‫الصحاب حملوه على هذا حيث نسبوا إلى البناء على القل لكششن ينششافيه مششا‬
‫روى الشيخ بسند آخر عن عمار )‪ (1‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال ش عليششه السششلم‬
‫عن رجل لم يدر صلى الفجر ركعتين أو ركعة ؟ قششال‪ :‬يتشششهد وينصششرف ثششم‬
‫يقول فيصلي ركعة فان كان صلى ركعتين كانت هذه تطوعا‪ ،‬وإن كان صلى‬
‫ركعة كانت هذه تمام الصلة‪ .‬قلت‪ :‬فصلى المغرب فلم يششدر اثنششتين صششلى أم‬
‫ثلثا قال‪ :‬يتشهد وينصرف ثم يقوم فيصلى ركعة فان كان صلى ثلثا كششانت‬
‫هذه تطوعا‪ ،‬وإن كان صلى اثنتين كانت هذه تمام الصلة‪ ،‬وهششذا وال ش ممششا‬
‫ل يقضى أبدا‪ .‬فان حمل هذه على البناء على القل في غاية البعششد‪ ،‬والشششيخ‬
‫حملهما تارة على نافلة الفجر والمغرب‪ ،‬واخرى على من شك ثم غلب على‬
‫ظنه الكثر‪ ،‬وتكون إضافة الركعششة علششى السششتحباب‪ .‬والخيششر ل يخلششو مششن‬
‫وجه‪ ،‬وأما الول ففي غاية البعد‪ ،‬لنه إن بنى على القششل فل وجششه للتشششهد‬
‫في الفجر‪ ،‬ول للركعة في المغرب‪ ،‬بل كشان عليششه أن يضششيف إليهششا ركعششتين‬
‫وإن بنى على الكثر فل وجششه لضششافة الركعششة فششي الفجششر‪ ،‬ول للتشششهد فششي‬
‫المغرب‪ ،‬مع أن قوله عليه السلم‪ :‬فان كان صششلى ثلثششا كششانت هششذه تطوعششا‬
‫إلى آخر الكلم يأبى عن ذلك‪ .‬وبالجملة يشكل التعويل على هذا الخبر الششذي‬
‫راويه عمار الذي قل أن يكون‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،187‬وهذا الحديث أيضا كسابقه من حيث اشتماله على دليل‬
‫التقاء‪ ،‬وأزيدك أن مبنى العششترة عليهششم السششلم فششي أمثششال هششذه المششوارد‪:‬‬
‫الصلة بركعتين وأربع سجدات لتصح كونها نافلة‪ ،‬وأما ركعة واحدة عششن‬
‫قيام‪ ،‬فهو دليل على خلف المذهب كما كان في سابقه‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫خبر من أخباره خاليا مششن تشششويش واضششطراب فششي اللفششظ والمعنششى‪ ،‬وتششرك الخبششار‬
‫الكششثيرة الصششحيحة الدالششة علششى البطلن‪ ،‬وإل لكششان يمكششن القششول بششالتخيير‪.‬‬
‫قوله‪ " :‬فلم تدر في ثلث " يمكن حمله على الشك قائمششا بقرينششة قششوله‪" :‬‬
‫وقد أحرزت الثنتين " فيكون المراد باضافة الركعة إتمامها فيكون موافقششا‬
‫لما نسب إليه من البناء على القل‪ ،‬وإن حمل على بعد تمشام الركعشة فيمكشن‬
‫حمل الركعة على صلة الحتياط بعد التسششليم‪ ،‬لحتمششال الزيششادة لتكششون مششع‬
‫الزائدة ركعتين نافلشة كمشا أن الركعشتين جالسشا بعشد ذلشك لشذلك‪ ،‬وهششو أيضششا‬
‫خلف المشششهور وإنمششا نسششب إلششى الصششدوق القششول بششه‪ ،‬والمشششهور العمششل‬
‫بالظن من غير احتياط‪ .‬قال الشششهيد فششي اللمعششة‪ :‬أوجششب الصششدوق الحتيششاط‬
‫بركعتين جالسا لو شك في المغرب بين الثنتين وذهششب وهمششه إلششى الثالثششة‪،‬‬
‫عمل برواية عمار الساباطي عن الصادق عليه السشلم وهشو فطحشي‪ .‬قشوله‬
‫عليشه السشلم‪ " :‬يعيششد الصششلة " حمششل علشى مششا قبشل إكمشال الركعششتين كمشا‬
‫عرفت‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬يبني " إلى آخششره‪ ،‬سششجود السششهو مششع البنششاء‬
‫على الظن مطلقا خلف المشهور‪ ،‬ولششم ينسششب إلششى الصششدوق إلششى السششجود‬
‫للبناء على الكثر قال في الذكرى‪ :‬لو ظن الكثر بنششى عليششه لمششا سششلف‪ ،‬ول‬
‫تجب معه سجدتا السهو للصل‪ ،‬ولعدم ذكرهما فششي أحششاديث الحتيششاط هنششا‪،‬‬
‫ول يجشوز تشأخير البيشان عشن وقشت الحاجشة‪ ،‬وأوجبهمشا الصشدوقان‪ ،‬ولعلشه‬
‫لرواية إسحاق بن عمار )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه السلم إذا ذهششب وهمششك‬
‫إلى التمام أبدا في كل صشلة‪ ،‬فاسشجد سشجدتين بغيشر ركشوع‪ ،‬وحملشت علشى‬
‫الستحباب انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬الخبر ل يدل على مطلق البنششاء علششى الكششثر‪ ،‬بششل‬
‫إذا كششان ظنششه متعلقششا بتمششام الصششلة كالشششك بيششن الثلث والربششع‪ ،‬إذا ظششن‬
‫الربع‪ ،‬وقد مضت الرواية الصحيحة فيه‪ ،‬ويمكن أن يقال‪ :‬بعد البنششاء علششى‬
‫الظن وإتمام الصلة في ساير الشكوك‬
‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،187‬وبعده‪ " :‬أفهمت ؟ قلت‪ :‬نعم " وفى استفهامه )ع(‬
‫في القلب منه شئ‪.‬‬

‫]‪[235‬‬

‫يصدق أنه يذهب وهمه إلى التمام‪ .‬قوله‪ " :‬وإن تكلمششت " أي فششي أصششل الصششلة أو‬
‫في صلة الحتياط‪ ،‬أو بين صلة الحتياط وأصشل الصشلة‪ ،‬والخيشر أظهشر‪،‬‬
‫فيدل على حرمة الكلم فيما بينهما‪ ،‬بل أنه في حكشم الصشلة فتبطشل الصشلة‬
‫بوقوع مبطل بينهما‪ ،‬كما ذهب إليه جماعة‪ ،‬وقد مر القول فيه‪ .‬واحتششج فششي‬
‫المختلف بهذا الخبر عليه‪ ،‬واورد عليه بالقدح في السند‪ ،‬وأن ترتب سجود‬
‫السششهو ل يششدل علششى التحريششم‪ ،‬فقششد ذهششب جماعششة مششن الصششحاب بوجششوب‬
‫السجود لترك المستحبات وزيادتها‪ ،‬ولو سششلم فششالتحريم ل يششوجب البطلن‪.‬‬
‫وأما رواية أبي بصير فغير موجود فيما عندنا من الكتب‪ ،‬ويحتمل أن تكون‬
‫هي ما مر من موثقة أبي بصير الششتي تكلمنششا عليهششا فششي الشششك بيششن الربششع‬
‫والخمششس‪ ،‬و الظششاهر أنهششا روايششة اخششرى‪ ،‬ومششع غلبششة الظششن الحكششم بصششلة‬
‫الحتياط لم ينسب إلى أحد وإن كششان ظششاهر الصششدوق هنششا تجششويزه‪ ،‬ويمكششن‬
‫حمله على الستحباب‪ .‬وقوله‪ " :‬كذلك إن لم تدر " يمكن حمله على الشششك‬
‫بين الربع والخمس فيكون موافقا لما اختاره من صلة الحتياط فششي ذلششك‪،‬‬
‫أو على الشك بيشن الثلث والخمششس‪ ،‬أو الثلث والربششع والخمشس فالصشلة‬
‫لحتمال الثلث وسجدتا السهو مع ظشن القششل لحتمششال الزيششادة‪ ،‬ولششم أر بششه‬
‫قائل‪ ،‬ويمكن حمله على الستحباب‪ .‬وقششوله‪ " :‬فششان ذهششب وهمششك " يششوهم‬
‫تكرارا ولعله من كلمه أو رده بعد الرواية‪ .‬قوله " ول تبن علششى الركعششتين‬
‫" هذا مخالف لما نسب إليه كما مر‪ - 37 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بششن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن القاسشم ابشن يحيشى‪ ،‬عشن جشده الحسشن‪،‬‬
‫عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه قششال‪:‬‬
‫قششال أميششر المششؤمنين عليششه السششلم إذا قششال العبششد فششي التشششهد الخيششر وهششو‬
‫جالس‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحششده ل شششريك لششه وأشششهد أن محمششدا عبششده‬
‫ورسوله وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن الش يبعششث مششن فششي القبششور‪ ،‬ثششم‬
‫أحدث حدثا فقد تمت صلته )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪(*) .166‬‬

‫]‪[236‬‬

‫‪ - 37‬مشكوة النوار‪ :‬عن السكوني قال‪ :‬قال أبششو عبششد الش عليششه السششلم‪ :‬إذا خفششت‬
‫حديث النفس في الصلة فاطعن فخذك اليسرى بيدك اليمنى ثم قل‪ :‬بسم ال‬
‫وبال توكلت على ال أعوذ بال السميع العليششم مششن الشششيطان الرجيششم )‪.(1‬‬
‫‪ - 39‬دعائم السلم‪ :‬روينششا عششن جعفششر بششن محمششد‪ ،‬عششن أبيششه صششلوات الش‬
‫عليهما أنه قال‪ :‬من سهى عن تكبيرة الحرام أعاد الصلة )‪ .(2‬وعن جعفر‬
‫بن محمد أنه قال فيمن شك في الركوع وهو في الصلة قال‪ :‬يركع ويسششجد‬
‫سجدتي السهو )‪ .(3‬وعنه عليه السلم أنه سئل عششن الرجششل يصششلي فيشششك‬
‫في واحدة هو أو في اثنتين‪ ،‬قال‪ :‬إن كان جلششس وتشششهد فالتشششهد حششائل إل‬
‫أن يستيقن أنه لم يصل غير واحدة فيقوم فيصلي ثانية‪ ،‬وإن لم يكششن جلششس‬
‫للتشهد بنى على اليقين‪ ،‬وعليه في ذلك كلششه سششجدتا السششهو‪ ،‬وإن شششك فلششم‬
‫يدر اثنتين صلى أم ثلثا بنى على اليقين ممششا يششذهب وهمششه إليششه‪ .‬وإن شششك‬
‫ولم يدر أثلثا صلى أم أربعا فانه يصششلي ركعششتين جالسششا بعششد أن يسششلم فششان‬
‫كان قد صلى ثلثا كانت هاتان الركعتان اللتان صلهما جالسششا مقششام ركعششة‪،‬‬
‫وأتم الصلة أربعا‪ ،‬وإن كان قد صلى أربعا كانتا نافلة له‪ ،‬وإن شك فلم يششدر‬
‫اثنتين صلى أم أربعا سلم وصلى ركعششتين يقششرأ فيهمششا بفاتحشة الكتشاب‪ ،‬فشان‬
‫كان إنما صلى ركعتين كانتا تمام صلته‪ ،‬وإن كان قد صلى أربعا كانتا نافلة‬
‫لششه‪ .‬وعليششه فششي كششل شششئ مششن هششذا أن يسششجد سششجدتي السششهو بعششد السششلم‪،‬‬
‫ويتشهد بعدهما تشهدا خفيفا ويسلم‪ .‬ومن سششهى عششن الركششوع حششتى يسششجد‬
‫أعاد الصلة‪ ،‬ومن سهى عن السجود سجد بعششد مششا يسششلم حيششن يششذكر‪ ،‬وإن‬
‫سهى عن التشهد سجد سششجدتي السششهو‪ ،‬ومششن سششهى عششن التسششليم أجششزءه‬
‫تسليم التشهد إذا قال‪ " :‬السلم عليك أيها النبي ورحمة ال وبركاته‬

‫)‪ (1‬مشكاة النوار‪ ،247 :‬ورواه في الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،224‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.358‬‬
‫)‪ (3 - 2‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.188‬‬

‫]‪[237‬‬

‫السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين " )‪ .(1‬وعن جعفر بن محمد عليه السلم‬
‫أنه قال‪ :‬من سهى عن القراءة في بعض الصلة قرأ فيما بقي منها وأجزأه‬
‫ذلك‪ ،‬فان نسي القراءة فيها كلها وأتم الركوع والسجود والتكبير‪ ،‬لم تكن‬
‫عليه إعادة‪ ،‬فان ترك القراءة عامدا أعاد الصلة )‪ .(2‬وعنه عليه السلم‬
‫أنه قال‪ :‬من نسي أن يجلس في التشهد الول وقام في الثالثة فذكر أنه لم‬
‫يجلس قبل أن يركع جلس فتشهد‪ ،‬فإذا سجد سجدتي السهو‪ ،‬وإن لم يذكر‬
‫إل بعد أن ركع مضى في صلته وسجد سجدتي السهو بعد السلم )‪.(3‬‬
‫وعنه عليه السلم أنه سئل عن المصلي يسهو فيسلم من ركعتين يرى أنه‬
‫قد أكمل الصلة فقال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله صلى بالناس فسلم‬
‫من ركعتين فقال له ذو اليدين لما انصرف أقصرت الصلة أم نسيت يا‬
‫رسول ال ؟ قال‪ :‬وما ذلك ؟ قال إنما صليت ركعتين‪ ،‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله للناس‪ :‬أحقا ما قال ذو اليدين ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‪،‬‬
‫فصلى رسول ال صلى ال عليه وآله ركعتين ثم سلم ثم سجد سجدتي‬
‫السهو وتشهد تشهدا خفيفا وسلم )‪ .(4‬وعن أبي جعفر محمد بن علي‬
‫عليه السلم أنه قال فيمن نسي فزاد في صلته قال‪ :‬إن كان جلس في‬
‫الرابعة وتشهد فقد تمت صلته‪ ،‬ويسجد سجدتي السهو وإن لم يجلس في‬
‫الرابعة استقبل الصلة )‪ .(5‬وعن جعفر بن محمد أنه قال‪ :‬من سهى فلم‬
‫يدر أزاد في صلته أم نقص منها سجد سجدتي السهو )‪ .(6‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬من شك في شئ من صلته بعد أن خرج منه مضى في‬
‫صلته‪ :‬إذا شك في التكبير بعد ما ركع مضى‪ ،‬وإن شك في الركوع بعد ما‬
‫سجد مضى‪ ،‬وإن شك في السجود بعد ما قام أو جلس للتشهد مضى‪ ،‬وإن‬
‫شك في شئ من الصلة بعد أن سلم منها لم يكن عليه إعادة‪ ،‬وهذا كله إذا‬
‫شك ولم يتيقن‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (6 - 2) .188‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.189‬‬

‫]‪[238‬‬

‫فأما إن تيقن لم يمض على الخطأ )‪ .(1‬وعنه عليه السلم أنه سئل عمن سهى خلف‬
‫المام‪ ،‬قال‪ :‬ل شئ عليه‪ ،‬المام يحمل عنه )‪ .(2‬وسئل عن السهو في‬
‫النافلة قال‪ :‬ل شئ عليه لنه يتطوع في النافلة بركعة أو بسجدة أو بما‬
‫شاء )‪ .(3‬وعن علي عليه السلم أن رجل من النصار أتى رسول ال‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال أشكو إليك ما ألقى من الوسوسة في صلتي حتى أنى‬
‫ما أعقل ما صليت من زيادة ول نقصان فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬إذا قمت في الصلة فاطعن في فخذك اليسرى بأصبعك اليمنى‬
‫المسبحة‪ ،‬ثم قل بسم ال وبال‪ ،‬توكلت على ال‪ ،‬أعوذ بال السميع العليم‬
‫من الشيطان الرجيم‪ ،‬فان ذلك يزجره ويطرده )‪ .(4‬وعن أبي جعفر عليه‬
‫السلم أنه سئل عن الرجل يشك في صلته قال‪ :‬يعيد‪ ،‬قيل فانه يكثر ذلك‬
‫عليه كلما أعاد شك‪ ،‬قال‪ :‬يمضى في شكه‪ ،‬وقال‪ :‬ل تعودوا الخبيث من‬
‫أنفسكم نقض الصلة‪ ،‬فتطمعوه‪ ،‬فانه إذا فعل ذلك لم يعد إليه )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫كثير مما ذكر مما يخالف ما مر محمول على التقية‪ ،‬وقد علم مما مر فل‬
‫نطيل الكلم بالتعرض لها‪ - 40 .‬المقنع‪ :‬واعلم أنه ل سهو على من خلف‬
‫المام‪ ،‬وهو أن يسلم قبل أن يسلم المام‪ ،‬أو يسهو فيتشهد ويسلم قبل أن‬
‫يسلم المام‪ .‬وسئل أبو عبد ال عليه السلم عن المام يصلي بأربعة أنفس‬
‫أو بخمسة فيسبح اثنان على أنهم صلوا ثلثا ويسبح ثلثة على أنهم صلوا‬
‫أربعا‪ ،‬يقول هؤلء قوموا‪ ،‬ويقول هؤلء اقعدوا‪ ،‬والمام مائل مع أحدهما‪،‬‬
‫أو معتدل الوهم فما يجب عليهم ؟ قال‪ :‬ليس على المام سهو إذا حفظ عليه‬
‫من خلفه سهوه‪ ،‬بايقان منهم‪ ،‬وليس على من خلف المام سهو إذا لم يسه‬
‫المام‪ ،‬ول سهو في السهو‪ ،‬وليس في المغرب ول في الفجر سهو‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (5 - 2) .189‬دعائم السلم ج ‪.1 190‬‬

‫]‪[239‬‬

‫ول في الركعتين الوليين من كل صلة ]سهو[‪ ،‬ول سهو في نافلة‪ ،‬وإن اختلف‬
‫على المام من خلفه فعليه وعليهم في الحتياط العادة والخذ بالجزم )‪.(1‬‬
‫* )تحقيق وتبيين( * اعلم أنه روى الكليني بسند حسن كالصحيح عن‬
‫حفص بن البختري )‪ (2‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ليس على المام‬
‫سهو‪ ،‬ول على من خلف المام سهو‪ ،‬ول على السهو سهو‪ ،‬ول على‬
‫العادة إعادة‪ .‬والشيخ في الصحيح عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل يصلي خلف إمام ل يدري كم صلى ؟‬
‫عليه سهو ؟ قال‪ :‬ل )‪ .(3‬وباسناده عن محمد بن سهل‪ ،‬عن الرضا عليه‬
‫السلم قال‪ :‬المام يحمل أوهام من خلفه إل تكبيرة الفتتاح )‪ .(4‬وروى‬
‫الشيخ )‪ (5‬والكليني )‪ (6‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫يونس‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن المام‬
‫يصلي بأربعة أنفس إلى آخر ما مر برواية المقنع‪ ،‬وروى في الفقيه أيضا‬
‫مرسل )‪ (7‬إل أن في أكثر نسخه مكان قوله‪ " :‬بايقان " قوله‪ " :‬باتفاق‬
‫" وفي بعضها " فعليه وعليهم في الحتياط والعادة الخذ بالجزم "‪.‬‬
‫قوله‪ " :‬يقول هؤلء‪ ،‬قوموا " أي بالتسبيح أو بالشارة‪ .‬واعلم أن السهو‬
‫يطلق في الخبار كثيرا على الشك وعلى ما يشمله والمعنى‬

‫)‪ (1‬المقنع‪ (2) .33 :‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .359‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪(4) .236‬‬
‫الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .2‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .261‬الكافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ 358‬و ‪ (7) .359‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.231‬‬

‫]‪[240‬‬

‫المشهور‪ ،‬ول ريب في شمول تلك الخبار للشك‪ ،‬ول خلف في رجوع كل من المام‬
‫والمأموم عند عروض الشك إلى الخر‪ ،‬مع حفظه له في الجملة‪ ،‬سواء‬
‫كان الشك في الركعات أو في الفعال‪ .‬وقوله‪ " :‬ل يدري كم صلى " يشمل‬
‫ما إذا كان الشك موجبا للبطلن للمنفرد كالشك قبل إكمال الركعتين‪ ،‬وفي‬
‫الفجر والمغرب‪ ،‬أو كان موجبا للحتياط كالشك بين الثلث والربع أو‬
‫لسجود السهو كالشك بين الربع والخمس‪ ،‬فيدل الجواب على عدم البطلن‬
‫في الول‪ ،‬وعدم لزوم الحتياط في الثاني‪ ،‬وسقوط السجدة في الثالث‪ .‬ول‬
‫بأس أن نفصل ونوضح ما يستنبط من تلك الخبار في فصول‪ .‬الفصل الول‬
‫في بيان حكم شك المام والمأموم اعلم أنه مع شك المام أو المأموم أو‬
‫اختلفهما ل يخلو من أن يكون المأموم واحدا أو متعددا‪ ،‬وعلى كل التقادير‬
‫ل يخلو من أن يكون المأموم ]رجل أو امرءة عادلين أو فاسقين أو صبيا‬
‫مميزا‪ ،‬وعلى التقادير ل يخلو من أن يكون المأموم[ )‪ (1‬أو المام متيقنا‬
‫أو ظانا أو شاكا‪ ،‬وعلى تقدير اشتراك الشك بينهما ل يخلو من أن يكونا‬
‫موافقين في الشك أو مخالفين‪ ،‬وعلى تقدير الختلف إما أن يكون بينهما‬
‫ما به الشتراك أول‪ ،‬وعلى تقدير تعدد المأمومين ل يخلو من أن يكونا‬
‫متفقين في الشك والظن و اليقين أو مختلفين‪ ،‬ولنشر إلى جميع تلك‬
‫الحكام بعون ال الملك العلم‪ .‬فاعلم أن المشهور بين الصحاب أن في‬
‫رجوع المام إلى المأموم ل فرق بين كون المأموم ذكرا أو انثى‪ ،‬ول بين‬
‫كونه عادل أو فاسقا‪ ،‬ول بين كونه واحدا أو متعددا‪ ،‬مع اتفاقهم‪ ،‬ول بين‬
‫حصول الظن بقولهم أم ل‪ ،‬لطلق النصوص المتقدمة في جميع ذلك‪،‬‬
‫وعدم التعرض للتفصيل في شئ منها‪.‬‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪.‬‬

‫]‪[241‬‬

‫وأما مع كون المام صبيا مميزا فقيه إشكال‪ ،‬وذهب جماعة إلى قبول قوله للعتماد‬
‫على قوله في كثير من الحكام‪ ،‬كقبول الهداية وإذن الدخول وأمثالها‪ ،‬و ل‬
‫يخفى ما فيه‪ ،‬والظهر التمسك في ذلك أيضا باطلق النصوص‪ ،‬وإذا حصل‬
‫الظن بقوله فل إشكال‪ .‬وربما يؤنس لهذا الحكم بما روي )‪ (1‬عن الصادق‬
‫عليه السلم في الرجل يتكل على عدد صاحبته في الطواف‪ ،‬أيجزيه عنها‬
‫وعن الصبي ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬أل ترى أنك تأتم بالمام إذا صليت خلفه‪ ،‬فهو‬
‫مثله‪ ،‬وفيه نظر لن الخبر مجمل ذو وجوه ل يمكن الستدلل به على‬
‫مثله‪ ،‬ببعض الحتمالت البعيدة‪ .‬وأما غير المأموم فل تعويل عليه إل أن‬
‫يفيد قوله الظن فيدخل في عمومات ما ورد في هذا الباب من التعويل على‬
‫الظن وأما سائر الصور التي أشرنا إليها فنبين حكمها في أبحاث‪ .‬الول‪:‬‬
‫أن يكون المام موقنا والمأموم شاكا فيرجع المأمومون إليه‪ ،‬سواء كانوا‬
‫متفقين في الشك أو مختلفين‪ ،‬إل أن يكونوا مع شكهم موقنين بخلف يقين‬
‫المام فينفردون حينئذ‪ .‬الثاني‪ :‬أن يكون المأموم موقنا والمام شاكا مع‬
‫اتفاق المأمومين‪ ،‬ول شك حينئذ في رجوع المام إلى يقينهم إل مع كونه‬
‫مع شكه موقنا بخلف يقين المأمومين فالحكم فيه النفراد كما مر‪ .‬الثالث‪:‬‬
‫أن يكون المام موقنا والمأمومون موقنين بخلفه‪ ،‬فل خلف حينئذ أنه‬
‫يرجع كل منهم إلى يقينه‪ ،‬سواء اتفق المأمومون في يقينهم أو اختلفوا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن يكون المام شاكا والمأمومون موقنين مع اختلفهم‪ ،‬كما هو‬
‫المفروض في مرسلة يونس‪ ،‬والمشهور بين الصحاب حينئذ وجوب‬
‫انفراد كل منهم والعمل بما يقتضيه يقينه أو شكه‪ ،‬إذ ل يحتمل رجوع‬
‫المأمومين مع يقينهم إلى شك‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 2‬ص ‪.255‬‬

‫]‪[242‬‬

‫المام‪ ،‬ول رجوع المام إلى أحد الفريقين لعدم الترجيح‪ ،‬نعم لو حصل له بالقرائن‬
‫ظن بقول أحدهما يعمل بمقتضى ظنه‪ ،‬فل ينفرد منه الموقن الذي وافقه‬
‫ظن المام وينفرد الخر‪ .‬والحتمال الذي يتوهم في صورة عدم حصول‬
‫الظن هو تخيير المام بين الرجوع إلى كل من الفريقين‪ ،‬لعموم قوله عليه‬
‫السلم " ليس على المام سهو " لكنه يعارضه ما يظهر من أول المرسلة‬
‫من عدم رجوع المام إلى المأمومين إل مع اتفاقهم ل سيما على نسخة‬
‫الفقيه من قوله‪ " :‬باتفاق منهم " مع أنه مؤيد بالشهرة‪ ،‬وبعمومات العمل‬
‫بأحكام الشك‪ .‬لكن بقي الكلم في الحكم المستفاد من آخر المرسلة‬
‫المتقدمة‪ ،‬لهذه القضية فأما على ما هو في كثير من نسخ الفقيه من تقديم‬
‫العاطف )‪ (1‬فل يدل على ما ينافي الحكم المذكور‪ ،‬إذ مفادها حينئذ أن على‬
‫المام وعلى كل من المأمومين في صورة اختلفهم أن يعمل كل منهم بما‬
‫يقتضيه شكه أو يقينه من الحتياط أو العادة‪ ،‬حتى يحصل له الجزم‬
‫ببراءة الذمة‪ .‬وليس كلمه عليه السلم حينئذ مقصورا على الحكم‬
‫المسؤول عنه حتى يقال ل تلزم العادة في الصورة المزبورة على أحد‬
‫منهم‪ ،‬بل هو حكم عام يشمل هذه الصورة وغيرها‪ ،‬ولذا ردد عليه السلم‬
‫وأبهم فيشمل ما إذا شك المام أو بعض المأمومين بين الواحد والثنين‬
‫فليزمه العادة‪ .‬وأما على ما هو في أكثر نسخ الحديث من تأخير العاطف )‬
‫‪ (2‬فظاهره وجوب العادة على الجميع‪ ،‬وهو مخالف لما رجحنا من القول‬
‫المشهور‪ .‬ويمكن القول باستحباب العادة وتخصيص الحكم بالصورة‬
‫المذكورة‪ ،‬بأن يكون المأمومون مخيرين بين العمل بيقينهم واستيناف‬
‫صلتهم‪ ،‬وكان الستيناف أولى لهم لمعارضة يقينهم بيقين آخرين‬
‫مشاركين لهم في العمل‪ ،‬والمام مخيرا بين الستيناف‬

‫)‪ (1‬يعنى قوله‪ " :‬في الحتياط والعادة الخذ بالجزم "‪ (2) .‬يعنى قوله‪ " :‬في‬
‫الحتياط العادة والخذ بالجزم "‪.‬‬
‫]‪[243‬‬

‫والخذ بالكثر مع الحتياط‪ ،‬وكان اختيار الول له أولى كما يومئ إليه قوله " في‬
‫الحتياط "‪ .‬وإنما حملنا على ذلك لنه يشكل تخصيص عمومات أحكام‬
‫اليقين والشك بهذه الرواية مع إرسالها وضعف سندها‪ ،‬ومخالفتها‬
‫للمشهور بين الصحاب‪ ،‬ولعل الحوط في تلك الصورة انفراد كل منهم‪،‬‬
‫والعمل بمقتضى يقينه أو شكه ثم العادة‪ .‬الخامس‪ :‬يقين المأمومين‬
‫واتفاقهم مع ظن المام بخلفهم‪ ،‬والشهر بين الصحاب حينئذ رجوع‬
‫المام إلى علم المأمومين‪ ،‬ومال المحقق الردبيلي قدس سره في شرح‬
‫الرشاد إلى عمل المام بظنه‪ ،‬وانفراد المأمومين عنه‪ ،‬والول أقوى‪ ،‬إذ‬
‫الظاهر من قوله‪ " :‬ل سهو على المام " عدم ترتب أحكام السهو على‬
‫سهوه ول يخفى على المتتبع أن في الخبار يطلق السهو على ما يشمل‬
‫الظن كما يظهر من مرسلة يونس‪ ،‬بل من صحيحة علي بن جعفر أيضا‪،‬‬
‫ولعل العمل بذلك ثم إعادة كل من المام والمأموم أحوط‪ .‬ثم اعلم أن‬
‫الشكال في هذه الصورة إنما هو فيما إذا لم يرجع المام بعد الطلع على‬
‫يقينهم عن ظنه‪ ،‬فلو رجع إلى الشك أو الظن الموافق ليقين المأمومين‬
‫فلشك في رجوعه إليهم‪ .‬السادس‪ :‬يقين المأمومين واختلفهم مع ظن‬
‫المام بخلفهم‪ ،‬والشهر والظهر حينئذ النفراد وعمل كل بيقينه أو ظنه‬
‫لما مر في الرابع‪ ،‬والحتياط في تلك الصورة أيضا العادة‪ ،‬لمرسلة يونس‬
‫وشمول الجواب لتلك الصورة‪ .‬السابع‪ :‬اختلف المأمومين في اليقين وظن‬
‫المام بأحدهما‪ ،‬فالظاهر أنه يعمل هنا بظنه ويتبعه الموافقون له في‬
‫اليقين‪ ،‬وينفرد المخالفون‪ ،‬والحوط العادة للجميع لدخول تلك الصورة‬
‫في مرسلة يونس سؤل وجوابا‪ .‬الثامن‪ :‬يقين المام مع ظن المأمومين‬
‫بخلفه متفقين أو مختلفين والمشهور في تلك الصورة أيضا رجوع‬
‫المأمومين إلى المام‪ ،‬وتوقف فيه أيضا المحقق‬

‫]‪[244‬‬

‫الردبيلي ‪ -‬رحمة ال عليه ‪ -‬والول أقوى لقوله عليه السلم‪ " :‬ليس على المأموم‬
‫سهو " بما مر من التقرير‪ ،‬ولعمومات الخبار الدالة على وجوب متابعة‬
‫المام مطلقا خرج منه اليقين إجماعا فبقي الظن‪ .‬واستدل الشهيد الثاني‬
‫نور ال ضريحه عليه بما تقدم من خبر محمد بن سهل )‪ (1‬إذ يطلق في‬
‫الروايات الوهم على الظن‪ ،‬فيدل على أن المام يحمل ظنون من خلفه فل‬
‫عبرة بظنهم مع يقين المام‪ ،‬وفيه نظر إذ في سنده ما عرفت‪ ،‬وفي دللته‬
‫قصور إذ الظاهر من تلك الرواية أن المراد بالوهم إما السهو أو العم منه‬
‫ومن الشك‪ ،‬وإن أمكن إرادة العم منهما ومن الظن أيضا لكن يشكل‬
‫الستدلل به‪ .‬ولعل العادة في تلك الصورة أيضا أحوط‪ ،‬ل سيما مع‬
‫اختلف المأمومين لطلق الجواب في المرسلة المتقدمة أخيرا‪ ،‬وإن كان‬
‫قوله عليه السلم فيها " وليس على من خلف المام سهو إذا لم يسه‬
‫المام " يدل على ما اخترنا كما عرفت‪ .‬التاسع‪ :‬ظن المام أو المأموم مع‬
‫شك الخر فالمشهور بين الصحاب أنه يرجع الشاك إلى الظان لعموم‬
‫النصوص الدالة على عدم اعتبار شك المأموم والمام وأيضا عموم أخبار‬
‫متابعة المام تدل على عدم العبرة بشك المأموم مع ظن المام ول قائل‬
‫بالفرق في ذلك بين المام والمأموم ول معارض في ذلك إل ما يترا آى من‬
‫مرسلة يونس‪ :‬من اشتراط اليقين في المرجوع إليه‪ ،‬وليس فيه شئ يكون‬
‫صريحا في ذلك‪ ،‬سوى ما في أكثر النسخ من قوله عليه السلم‪ " :‬بايقان‬
‫" واتفاق نسخ الفقيه على قوله " باتفاق " مكانه‪ ،‬ومخالفة مدلوله‪ ،‬لما‬
‫هو المشهور بين الصحاب مع ما عرفت من ضعف السند‪ ،‬يضعف‬
‫الحتجاج به‪ ،‬وسبيل الحتياط واسع‪ .‬قال المحقق الردبيلي ‪ -‬ره ‪ :-‬ل شك‬
‫في رجوع أحدهما إلى الخر مع شكه ويقين الخر‪ ،‬وأما إذا ظن الخر فهو‬
‫أيضا محتمل لن الظن في باب الشك معمول به‪ ،‬وأنه بمنزلة اليقين‪،‬‬
‫وظاهر قوله في المرسلة المتقدمة " مع إيقان " العدم‪ ،‬وكأنه محمول‬
‫على ما يجب لهم أن يعملوا به من الظن واليقين‪ ،‬مع احتمال‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،332‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.264‬‬

‫]‪[245‬‬

‫العدم‪ ،‬والحمل على الظاهر إل أنها مرسلة انتهى‪ .‬العاشر‪ :‬كون كل منهما ظانا‬
‫بخلف الخر‪ ،‬فظاهر الصحاب عدم رجوع أحدهما إلى الخر‪ ،‬بل كل‬
‫منهما ينفرد بحكمه لعدم الترجيح‪ ،‬ول يخلو من قوه إذ المتبادر من‬
‫النصوص الدالة على رجوع أحدهما إلى صاحبه أن يكون بينهما تفاوت في‬
‫مراتب العلم‪ ،‬ل سيما مرسلة يونس‪ ،‬حيث قال " إذا حفظ عليه من خلفه "‬
‫وقال‪ " :‬إذا لم يسه المام " والتمسك بعموم متابعة المام هنا ضعيف‪،‬‬
‫وإن كان محتمل‪ .‬الحادي عشر‪ :‬يقين المام ويقين بعض المأمومين‬
‫بخلفه‪ ،‬وشك آخرين‪ ،‬فالشاك يرجع إلى المام لعموم النصوص‪ ،‬وينفرد‬
‫الموقن بحمكه‪ .‬الثاني عشر‪ :‬شك المام وبعض المأمومين مختلفين في‬
‫الشك أو متفقين مع يقين بعض المأمومين‪ ،‬فالشهر والظهر في تلك‬
‫الصورة رجوع المام إلى الموقن والشاك من المأمومين إلى المام‪ ،‬لعموم‬
‫النصوص الدالة على رجوع المام إلى المأمومين‪ ،‬ومتابعة المأموم للمام‪.‬‬
‫وفي مرسلة يونس ما يدل على عدم رجوع المام إلى المأمومين مع‬
‫اختلفهم ويمكن حمله على أن المراد بقوله عليه السلم " إذا حفظ عليه‬
‫من خلفه بايقان " أعم من يقين الجميع بأمر واحد أو يقين البعض‪ ،‬مع‬
‫عدم معارضة يقين آخرين‪ ،‬وحمل قوله‪ " :‬فإذا اختلف على المام من‬
‫خلفه " على الختلف في اليقين‪ .‬وبالجملة يشكل التعويل على المرسلة‬
‫المزبورة لضعفها‪ ،‬مع‪ ،‬معارضة النصوص المعتبرة‪ ،‬وإن كان الحتياط‬
‫يقتضي العمل بما قلنا ثم إعادة الجميع كما عرفت في أمثاله لظاهر‬
‫المرسلة ل سيما على نسخة الفقيه من قوله باتفاق منهم‪ .‬الثالث عشر‪:‬‬
‫اشتراك الشك بين المام والمأمومين مع اتفاقهم في نوع الشك‪ ،‬ول شك‬
‫في أنه يلزمهم جميعا حكم ذلك الشك‪ ،‬ول يبعد التخيير بين اليتمام‬
‫والنفراد فيما يلزمهم من صلة الحتياط كما ذكره بعضهم‪ .‬الرابع عشر‪:‬‬
‫اشتراكهما في الشك مع اختلف نوع شك المام مع شك‬

‫]‪[246‬‬

‫المأمومين‪ ،‬مع تحقق رابطة بين الشكين‪ ،‬فالمشهور حينئذ رجوعهما إلى تلك‬
‫الرابطة كما إذا شك المام بين الثنتين والثلث‪ ،‬وشك المأموم بين الثلث‬
‫و الربع‪ ،‬فهما متفقان في تجويز الثلث‪ ،‬والمام موقن بعدم احتمال‬
‫الربع‪ ،‬و المأموم موقن بعدم احتمال الثنتين‪ ،‬فإذا رجع كل منهما إلى‬
‫يقين الخر تعين اختيار الثلث‪ ،‬فيبنون عليها‪ ،‬ويتمون الصلة من غير‬
‫احتياط‪ .‬وربما قيل بانفراد كل منهما حينئذ بشكه‪ ،‬وربما يستأنس له بما‬
‫يظهر من مرسلة يونس من عدم رجوع أحدهما إلى الخر مع شك الخر‪،‬‬
‫وإن أمكن أن يقال‪ :‬إنه ليس الرجوع هنا فيما شكا فيه‪ ،‬بل فيما أيقنا فيه‪،‬‬
‫ولعل اختيار الرابطة والتمام والعادة أيضا أحوط‪ .‬الخامس عشر‪:‬‬
‫الصورة المتقدمة مع عدم تحقق الرابطة كما إذا شك أحدهما بين الثنتين‬
‫والثلث‪ ،‬والخر بين الربع والخمس فالمشهور أنه ينفرد كل منها بشكه‪،‬‬
‫ويعمل بحكم شكه‪ ،‬وهو قوى‪ ،‬لعدم دخوله ظاهرا في عموم نصوص‬
‫رجوع أحدهما إلى الخر كما عرفت‪ ،‬ولعموم النصوص الدالة على حكم‬
‫شك كل منهما‪ .‬ثم اعلم أنه على المشهور ل فرق في الصورتين بين كون‬
‫الشك في الركعات أو في الفعال‪ ،‬وكذا ل فرق في صورة تحقق الرابطة‬
‫بين أن يكون شك أحدهما مبطل أم ل‪ ،‬فالول كما إذا شك أحدهما بين‬
‫الثنين والثلث‪ ،‬والخر بين الثلث والخمس‪ ،‬فانهما يرجعان إلى الثلث‬
‫وإن كان الشك بين الثلث والخمس مبطل لو انفرد‪ .‬وكذا ل فرق بين ما إذا‬
‫انفرد كل منهما بحكم أم ل‪ ،‬فالول كما إذا شك أحدهما بين الثلث والربع‪،‬‬
‫والخر بين الربع والخمس‪ ،‬فان حكم الول صلة الحتياط وحكم الثاني‬
‫سجدة السهو فانه يسقطان عنهما ويرجعان إلى الربع وكما إذا شك‬
‫أحدهما بين الثنتين والثلث والربع والخر بين الثلث والربع والخمس‪،‬‬
‫وحكم الول ركعتان من قيام وركعتان من جلوس وحكم الثاني ركعتان من‬
‫جلوس مع سجدة السهو‬
‫]‪[247‬‬

‫فيرجعان إلى الشك بين الثلث والربع‪ ،‬فيسقط عن الول حكمه المختص به وهو‬
‫الركعتان من قيام‪ ،‬وعن الثاني حكمه المختص به وهو سجدة السهو‪.‬‬
‫السادس عشر‪ :‬اشتراك الشك بين المام والمأمومين مع تعدد المأمومين‬
‫واختلفهم أيضا في الشك‪ ،‬فالمشهور في هذه الصورة أيضا التفصيل‬
‫المتقدم‪ ،‬بانه إن كان بينهم رابطة يرجعون إليها كما إذا شك أحدهم بين‬
‫الثنتين والربع والثانى بين الثلث والربع والثالث بين الربع والخمس‬
‫فيبنون على الربع لعلم الول بعدم الثلث والخمس والثاني بعدم الثنتين‬
‫والخمس‪ ،‬فهما متفقان في نفي الخمس والثاني والثالث متفقان في نفي‬
‫الثنتين‪ ،‬والول والثالث متفقان في نفي الثلث‪ .‬وإن لم يكن بينهما رابطة‪،‬‬
‫فينفرد كل منهم ويعمل بحكم شكه بما مر من التقريب‪ ،‬كما إذا شك أحدهم‬
‫بين الثنتين والثلث‪ ،‬والثاني بين الثلث والربع والثالث بين الربع‬
‫والخمس‪ ،‬وقال الشهيد الثاني قدس ال روحه في شرح الرشاد بعد الحكم‬
‫في تلك الصورة بالنفراد‪ :‬لكن هذا الفرض ل يتفق إل مع ظن كل منهم‬
‫انتفاء ما خرج عن شكه‪ ،‬ل مع يقينه‪ ،‬فان تيقن الولين عدم الخمس‬
‫ينفيها‪ ،‬وتيقن الول عدم الربع ينفيها‪ ،‬فل يمكن فرض شك الثالث على‬
‫هذا الوجه انتهى‪ .‬أقول‪ :‬ل أعرف لهذا الكلم معنى محصل إذ لو كان‬
‫غرضه عدم إمكان تحقق شك الثالث مع يقين الخرين بنفي ما شك فيه‪،‬‬
‫فل يخفى وهنه‪ ،‬إذ ل تنافي بين يقين إنسان وشك آخر مع أنه ل اختصاص‬
‫له بالثالث‪ ،‬إذ الثالث جازم بنفي ما يشك فيه الول فل يتصور شكه على‬
‫هذا‪ .‬ولو كان الغرض عدم العتناء بشكه ولزوم الرجوع إلى الخرين‪،‬‬
‫فهو ‪ -‬ره ‪ -‬لم يفرق في رجوع كل من المأموم والمام إلى الخر بين الظن‬
‫واليقين‪ ،‬وقال سابقا الظن في باب الشك في حكم اليقين‪ .‬وتحقيق المقام‬
‫أنه لو كان الثاني‪ ،‬أي الشاك بين الثلث والربع المام فل يتصور‬

‫]‪[248‬‬

‫له الرجوع إلى المأمومين لعدم اتفاقهم وعدم تحقق جامع بينهم والرجوع إلى‬
‫بعضهم دون بعض ترجيح من غير مرجح‪ ،‬إل أن يحصل له ظن بقول‬
‫بعضهم‪ ،‬فيخرج عن الصورة المفروضة ويعمل بظنه‪ ،‬وفي رجوع‬
‫المأمومين إليه ما مر وأما رجوع بعض المأمومين إلى بعض فل وجه له‪،‬‬
‫فلبد من انفرادهم‪ ،‬ويحتمل عدم انفراد الثالث عن المام لنه أيضا يبنى‬
‫على الربع‪ .‬ويحتمل في تلك الصورة وجه آخر بأن يقال‪ :‬يرجع الثالث في‬
‫نفي الخمس إلى المام‪ ،‬وفي الثلث إلى علمه‪ ،‬فيبني على الربع من غير‬
‫سجدة للسهو‪ ،‬والول يرجع إلى المام في نفي الثنين‪ ،‬وفي نفي الربع‬
‫إلى علمه‪ ،‬فيبني على الثلث من غير احتياط‪ ،‬وهذا وجه قريب بالنظر إلى‬
‫عمومات الدلة كما ل يخفى‪ .‬ولو كان الثالث المام فله مع بعض‬
‫المأمومين رابطة ؟ ول يبعد عمل الثاني و الثالث بالرابطة‪ ،‬وينفرد الول‬
‫عمل بظواهر بعض النصوص المعتبرة‪ ،‬ولو كان الول المام فله مع‬
‫الثاني رابطة هي الثلث فيعملن بها‪ ،‬ويبنيان عليها‪ ،‬وينفرد الثالث‬
‫والحوط في الجميع العادة مع العمل بما ذكرنا لدللة المرسلة المتقدمة‬
‫عليها على بعض المحتملت‪ ،‬ولتعارض تلك الوجوه المتقدمة وال تعالى‬
‫يعلم حقايق أحكامه وحججه عليهم السلم‪.‬‬

‫]‪[249‬‬

‫الفصل الثاني في بيان حكم سهو المام والمأموم اعلم أنه ل يخلو من أن يكون‬
‫السهو مشتركا بين المام والمأموم أو مختصا بالمام‪ ،‬أو بالمأموم‪،‬‬
‫ولنورد الخبار الواردة في ذلك سوى ما تقدم ذكره‪ ،‬ثم نبين حكم كل من‬
‫الصور‪ .‬فمنها ما رواه الشيخ في الموثق )‪ (1‬عن عمار الساباطي عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل ينسى وهو خلف المام أن‬
‫يسبح في السجود أو في الركوع أو نسي أن يقول شيئا بين السجدتين‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ليس عليه شئ‪ .‬وبهذا السناد )‪ (2‬عن عمار عنه عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن رجل سهى خلف المام بعد ما افتتح الصلة فلم يقل شيئا ولم‬
‫يكبر ولم يسبح ولم يتشهد حتى يسلم‪ ،‬فقال‪ :‬جازت صلته‪ ،‬وليس عليه إذا‬
‫سهى خلف المام سجدتا السهو‪ ،‬لن المام ضامن لصلة من خلفه‪ .‬وروي‬
‫أيضا في الموثق عن عمار )‪ (3‬عنه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن الرجل‬
‫يدخل مع المام وقد سبقه المام بركعة‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬فسهى المام كيف‬
‫يصنع ؟ فقال إذا سلم المام فسجد سجدتي السهو فل يسجد الرجل الذي‬
‫دخل معه‪ ،‬وإذا قام وبنى على صلته وأتمها وسلم سجد الرجل سجدتي‬
‫السهو إلى أن قال وعن رجل سهى خلف المام فلم يفتتح الصلة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يعيد الصلة‪ ،‬ول صلة بغير افتتاح‪ .‬وروي أيضا في الصحيح )‪ (4‬عن عبد‬
‫الرحمن بن الحجاج قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يتكلم‬
‫ناسيا في الصلة‪ ،‬يقول‪ :‬أقيموا صفوفكم ؟ قال‪ :‬يتم‬

‫)‪ (2 - 1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 332‬ط حجر‪ ،‬ج ‪ 3‬ص ‪ 278‬ط نجف‪ (3) .‬التهذيب‪ :‬ج‬
‫‪ 1‬ص ‪ 237‬ط حجر‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪ 254‬ط نجف‪ (4) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.190‬‬

‫]‪[250‬‬
‫صلته ثم يسجد سجدتين‪ ،‬فقلت‪ :‬سجدتي السهو قبل التسليم هما أو بعد قال‪ :‬بعد‪.‬‬
‫وروى أيضا بسند صحيح عن منهال القصاب )‪ (1‬وهو مجهول )‪ (2‬قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أسهو في الصلة وأنا خلف المام‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬إذا سلم فاسجد سجدتين ول تهب‪ .‬قوله عليه السلم‪ " :‬ل تهب "‬
‫يحتمل أن يكون من المضاعف‪ ،‬اي ل تقم من مكانك حتى تأتي بهما وقال‬
‫في النهاية فيه‪ " :‬لقد رأيت أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله يهبون‬
‫إليها كايهبون إلى المكتوبة " يعني ركعتي المغرب أي ينهضون إليها‪،‬‬
‫وفي القاموس الهب النتباه من النوم‪ ،‬ونشاط كل ساير‪ ،‬وسرعته‪ ،‬ويحتمل‬
‫أن يكون على بناء الجوف فالمراد به إما عدم الخوف من تشنيع الناس‬
‫عليه بالسهو في الصلة‪ ،‬أو عدم الخوف من المخالفين للخلف بينهم في‬
‫ذلك‪ ،‬كما ستطلع عليه‪ .‬وروى الشيخ )‪ (3‬والكليني )‪ (4‬بسند مرفوع عن‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬المام يحمل أوهام من خلفه إل تكبيرة الفتتاح‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قد مر مثله عنه عليه السلم )‪ (5‬بسند آخر وهو يحتمل وجوها‪:‬‬
‫الول أن يكون المراد بالوهم الشك أو ما يشمله والظن‪ ،‬فان المأموم‬
‫الشاك يرجع إلى يقين المام اتفاقا‪ ،‬وإلى ظنه على الشهر‪ ،‬والظان إلى‬
‫يقينه على الشهر كما عرفت‪ ،‬فيصدق أنه يحمل أوهام من خلفه‪ ،‬وأما‬
‫استثناء التكبير فلنه مع الشك فيه لم يتحقق المأمومية بعد‪ ،‬فل يرجع‬
‫إليه‪ ،‬ولنه ليس تابعا‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .237‬بل هو مهمل لم يذكر حاله بجرح ول تعديل‪ ،‬وقد‬
‫كان أصحابنا المتقدمون يعملون بخبر رواته غير مجروحين ولو‬
‫بالهمال‪ ،‬وأما المجهول فهو الذى اطلق عليه الطعن بأنه مجهول راجع‬
‫في ذلك قاموس الرجال الفصل ‪ 17‬من مقدمته‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .176‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (5) .347‬قد مر باسناد الشيخ والصدوق عن‬
‫محمد بن سهل ص ‪ 244‬و‪.‬‬

‫]‪[251‬‬

‫للمام فيه حتى يعلم بفعل المام فعله‪ .‬ويرد على الخير أن هذا الوجه مشترك بينه‬
‫وبين سائر الذكار‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬ذكره على سبيل المثال أو يقال‪ :‬إن في‬
‫ساير الذكار لما تحقق القدوة في الحالة التي تقع الذكر فيها‪ ،‬فالظاهر‬
‫وقوع الذكر منه مع إيقاع المام كالركوع و السجود‪ ،‬بخلف التكبير وفيه‬
‫بعد كلم‪ .‬الثاني أن يكون المراد بالوهم العم من الشك والسهو‪ ،‬ويكون‬
‫المقصود بيان فضيلة الجماعة وفوائدها‪ ،‬وأنه ل يقع من المأموم سهو‬
‫وشك غالبا في الركعات والفعال‪ ،‬لتذكير المام له ول يخفى بعده‪ .‬الثالث‬
‫أن يكون المراد بالوهم ما يشمل الشك والظن والسهو‪ ،‬أو يخص بالسهو‬
‫كما فهمه جماعة‪ ،‬فيدل على عدم ترتب حكم السهو على سهو المأموم‪،‬‬
‫ومنه عدم بطلن صلة المأموم بزيادة الركن سهوا‪ ،‬فيما إذا ركع أو سجد‬
‫قبل المام أو رفع رأسه عنهما قبله‪ ،‬فانه يرجع في تلك الصور ول تضره‬
‫زيادة الركن‪ .‬الرابع أن يكون المراد ما يسهو عنه من الذكار‪ ،‬إذ ليس فيها‬
‫ركن غيرها‪ ،‬قلت‪ :‬لعل المراد أنه يثاب عليها لقراءة إمامه بخلف المنفرد‪،‬‬
‫فانه إنما ل يعاقب على تركها‪ .‬ثم إنه روى الشيخ بسند فيه ضعف عن‬
‫زرارة )‪ (1‬قال‪ :‬سألت أحدهما عليهما السلم عن رجل صلى بقوم فأخبرهم‬
‫أنه لم يكن على وضوء‪ ،‬قال‪ :‬يتم القوم صلتهم فانه ليس على المام‬
‫ضمان‪ ،‬ورواه الصدوق )‪ (2‬بسند صحيح‪ .‬وفي الصحيح عن معاوية بن‬
‫وهب )‪ (3‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أيضمن المام صلة‬
‫الفريضة فان هؤلء يزعمون أنه يضمن ؟ قال‪ :‬ل يضمن أي شئ يضمن ؟‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 332‬ط حجر ج ‪ 3‬ص ‪ 269‬ط نجف‪ (2) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (3) .264‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 332‬ط حجر‪ ،‬ج ‪ 3‬ص ‪ 277‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫إل أن يصلي بهم جنبا أو على غير وضوء‪ .‬وفي الصحيح عن أبي بصير )‪ (1‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬أيضمن المام الصلة ؟ فقال‪ :‬ليس‬
‫بضامن‪ .‬وروى مرسل عن الحسين بن بشير )‪ (2‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم أنه سأله رجل عن القراءة خلف المام‪ ،‬فقال‪ :‬ل إن المام ضامن‬
‫للقراءة‪ ،‬وليس يضمن المام صلة الذين خلفه وإنما يضمن القراءة‪.‬‬
‫ورواه في الفقيه )‪ (3‬مرسل عن الحسين بن كثير وهو أصوب‪ ،‬وهما‬
‫مجهولن )‪ .(4‬أقول‪ :‬يمكن الجمع بين أخبار إثبات الضمان وعدمه‬
‫بوجوه‪ :‬الول ما ذكره الصدوق حيث قال بعد إيراد رواية أبي بصير )‪:(5‬‬
‫ليس هذا بخلف خبر عمار وخبر الرضا عليه السلم‪ ،‬لن المام ضامن‬
‫لصلة من خلفه متى سهى عن شئ منها غير تكبيرة الفتتاح‪ ،‬وليس‬
‫بضامن لما يتركه المأموم متعمدا‪ .‬والثاني ما ذكره أيضا حيث قال‪ :‬ووجه‬
‫آخر وهو أنه ليس على المام ضمان لتمام الصلة بالقوم‪ ،‬فربما حدث به‬
‫حدث قبل أن يتمها أو يذكر أنه على غير طهر ثم استشهد برواية زرارة‬
‫المتقدمة‪ .‬والثالث أن يكون المراد بالضمان ضمان القراءة وبعدمه سائر‬
‫الذكار و الفعال‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ط حجر نفسه ط نجف ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .279‬رواه الشيخ في الستبصار‬
‫)ج ‪ 1‬ص ‪ 220‬ط حجر ج ‪ 1‬ص ‪ 440‬ط نجف( باسناده‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن زرعة‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبى عبد ال )ع( وأرسله في‬
‫التهذيب راجع )ج ‪ 1‬ص ‪ 332‬ط حجر‪ ،‬ج ‪ 3‬ص ‪ 279‬ط نجف(‪(3) .‬‬
‫الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .247‬بل هما مهملن كما عرفت‪ (5) .‬الفقيه ج ‪1‬‬
‫ص ‪.264‬‬

‫]‪[253‬‬

‫الرابع أن يكون المراد بالضمان الثم والعقاب على الخلل بالشرايط و الواجبات‪،‬‬
‫من جهة المأمومين‪ ،‬وبعدمه عدم الثم إذا كان سهوا‪ ،‬أو عدم التأثير في‬
‫بطلن صلة المأمومين مطلقا كما يومي إليه بعض الخبار السالفة‪ ،‬أو‬
‫عدم وجوب إعلمهم بذلك كما يشير إليه أيضا بعض الخبار‪ .‬الخامس أن‬
‫يكون بعض الخبار محمولة على التقية كما سنشير إليه‪ .‬فإذا أحطت خبرا‬
‫بالخبار الواردة في هذا الباب‪ ،‬فاستمع لما يتلى عليك في بيان أحكام‬
‫الصور الثلث‪ :‬فأما الولى وهو اشتراك السهو بين المام والمأموم‪ ،‬فل‬
‫ريب في أنهما يعملن بمقتضى سهوهما سواء اتحد حكمهما أو اختلف‪،‬‬
‫فالول كما إذا تركا سجدة واحدة سهوا فذكراها بعد الركوع‪ ،‬فيمضيان في‬
‫الصلة ويقضيان السجود بعدها‪ ،‬اتفاقا‪ ،‬ويسجدان للسهو على المشهور‪،‬‬
‫ولو ذكراها قبل الركوع يجلسان ويأتيان بها ثم يستأنفان الركعة‪ ،‬وقيل‬
‫بالسجود للسهو هنا أيضا‪ .‬والثاني كما إذا ذكر المام السجدة المنسية بعد‬
‫الركوع والمأموم قبله‪ ،‬فيأتي المأموم بها ويلحق بالمام‪ ،‬ويقضيها المام‬
‫بعد الصلة‪ ،‬وفي سجودهما للسهو ما مر‪ ،‬ولو كان المنسى السجدتان معا‬
‫وذكرهما المام بعد الركوع والمأموم قبله فتبطل صلة المام وينفرد‬
‫المأموم لصحة صلته على المشهور وإن قيل فيه بالبطلن أيضا ويأتي‬
‫بهما ويتم الصلة وهنا صور اخر تعلم بالمقايسة‪ .‬وأما الثانية وهو‬
‫اختصاص السهو بالمام كما إذا تكلم ناسيا ولم يتبعه المأموم فالشهر بين‬
‫المتأخرين اختصاصه بحكم السهو‪ ،‬وذهب الشيخ وبعض أتباعه إلى أنه‬
‫يجب على المأموم متابعته في سجدتي السهو وإن لم يعرض له السبب‪.‬‬
‫واستدل أول بوجوب متابعة المام‪ ،‬ورد بأنه إنما تجب المتابعة حال كونه‬
‫إماما ل مطلقا والسجدتان إنما يؤتى بهما بعد الصلة‪ .‬وثانيا بما روته‬
‫العامة عن عمر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ليس على من‬

‫]‪[254‬‬

‫خلف المام سهو‪ ،‬المام كافبه‪ ،‬وإن سهى المام فعليه وعلى من خلفه‪ ،‬رواه الدار‬
‫قطني وبقول الشيخ قال أكثر العامة لهذا الخبر‪ ،‬ورد بأن الخبر من‬
‫مرويات العامة وعندهم أيضا ضعيف‪ ،‬فكيف يصلح للتمسك به في حكم‪.‬‬
‫وثالثا برواية عمار الثالثة المتقدمة ويمكن الجواب عنه بعد العراض عن‬
‫القدح في سنده‪ ،‬بعدم صراحته في اختصاص السهو بالمام‪ ،‬ولو سلم‬
‫فيمكن حمله على التقية لشتهار الحكم بين العامة كما عرفت‪ ،‬وبالجملة‬
‫يشكل التعويل على مثل هذا الخبر في إثبات حكم مخالف للصل‪ ،‬وإن كان‬
‫الحوط متابعة الشيخ في المتابعة‪ .‬ثم اعلم أنه أورد الشهيد ‪ -‬رحمه ال ‪-‬‬
‫في الذكرى لمذهب الشيخ فروعا‪ :‬الول لو رأى المأموم المام يسجد وجب‬
‫عليه السجود‪ ،‬وإن لم يعلم عروض السبب حمل على أن الظاهر منه أنه‬
‫يؤدي ما وجب عليه ولعدم شرعية التطوع بسجدتي السهو‪ ،‬واعترض‬
‫عليه المحقق الردبيلي قدس سره بأنه يحتمل أن يكون عرض له السبب‬
‫في صلة اخرى وذكره في هذه الوقت‪ ،‬فل يجب على المأموم المتابعة‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ويرد أيضا على ادعائه عدم شرعية التطوع بهما أنه في محل‬
‫المنع‪ ،‬إذ الصحاب كثيرا ما يحملون الخبار الواردة بهما مع المعارض أو‬
‫مخالفة المشهور على الستحباب‪ .‬الثاني أنه لو عرض للمام السبب فلم‬
‫يسجد إما تعمدا أو نسيانا وجب على المأموم فعله‪ ،‬قاله الشيخ لرتباط‬
‫صلته به‪ ،‬فيجبرها وإن لم يجبر المام‪ ،‬وربما قيل يبني هذا على أن‬
‫سجود المأموم هل هو لسهو المام ونقص صلته أو لوجوب المتابعة ؟‬
‫فعلى الول يسجد وإن لم يسجد المام‪ ،‬وعلى الثاني ل يسجد إل بسجوده‪.‬‬
‫أقول‪ :‬الحوط التيان بهما لرواية عمار‪ ،‬وإن كان في دللتها على هذه‬
‫الصورة خفاء فتفطن‪ .‬الثالث لو سهى المام قبل اقتداء المسبوق ففي‬
‫وجوب متابعته المام عندي‬

‫]‪[255‬‬

‫وجهان من ظاهر الخبر وأنه دخل في صلة ناقصة‪ ،‬ومن عدم رابطة القتداء حينئذ‬
‫و هذا أقرب‪ .‬أقول‪ :‬ما جعله أقرب أصوب‪ ،‬إذ ليس في هذا الحكم ما يصلح‬
‫للتمسك به في الجملة‪ ،‬إل رواية عمار‪ ،‬وظاهرها عروض السهو بعد‬
‫اللحوق‪ .‬أقول‪ :‬وذكر فروعا اخرى طويناها على غرها لما بينا من ضعف‬
‫مبناها فل طائل في إيرادها‪ .‬وأما الثالثة وهي اختصاص عروض السهو‬
‫بالمأموم فل خلف حينئذ في عدم وجوب شئ على المام لذلك‪ ،‬وأما‬
‫المأموم فالشهر أنه يأتي بموجب سهوه‪ ،‬و ذهب الشيخ ‪ -‬ره ‪ -‬في الخلف‬
‫والمبسوط إلى أنه ل حكم لسهو المأموم حينئذ ول يجب عليه سجود‬
‫السهو‪ ،‬بل ادعى عليه الجماع‪ ،‬واختاره المرتضى ‪ -‬رضي ال عنه ‪-‬‬
‫أيضا‪ ،‬ونقله عن جميع الفقهاء إل مكحول‪ ،‬ومال إليه الشهيد قدس سره‬
‫في الذكرى أيضا‪ .‬واستدل لهم بوجوه الول عموم حسنة حفص بن‬
‫البختري حيث قال‪ :‬ول على من خلف المام سهو‪ ،‬والثاني ما ذكرنا سابقا‬
‫من قول الرضا عليه السلم المام يحمل أوهام من خلفه‪ ،‬والثالث روايتا‬
‫عمار الولى والثانية‪ .‬واستدل المخالفون على ذلك برواية عمر المتقدمة‪،‬‬
‫وبأنه تكلم معاوية بن الحكم خلف النبي صلى ال عليه وآله ولم يأمره‬
‫بالسجود‪ .‬ويمكن الجواب عن الول بأنا قد بينا سابقا أن السهو فيه مجمل‬
‫يحتمل شموله للسهو وعدمه‪ ،‬بل الظاهر من صحيحة علي بن جعفر‬
‫ومرسلة يونس اختصاصه بالشك‪ ،‬فيشكل الستدلل به‪ ،‬وعن الثاني بأنك‬
‫قد عرفت أنه يحتمل وجوها أظهر من هذا الوجه فكيف يتأتى الستدلل به‪.‬‬
‫وعن رواية عمار الولى بضعف السند‪ ،‬مع أن المور المذكورة وجوب‬
‫السجود فيها خلف المشهور بين الصحاب وإنما يستقيم على مذهب من‬
‫قال بوجوبهما‬

‫]‪[256‬‬

‫لكل زيادة ونقيصة وسيأتي القول فيها‪ ،‬وإنما يتم الستدلل فيها مع إثبات وجوب‬
‫السجدتين في تلك الشياء‪ ،‬ودونه خرط القتاد‪ ،‬مع أنه يمكن حمله على‬
‫نفي الثم والعقاب‪ ،‬أو على نفي إعادة الصلة‪ .‬وعن رواية عمار الثانية‬
‫بضعف السند‪ ،‬واجيب عنها أيضا بأنه يعارضها الخبار الدالة على نفي‬
‫الضمان عن المام في غير القراءة‪ ،‬وفيه نظر إذ قد عرفت أنها مجملة‬
‫محتملة لوجوه من التأويل‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد أنه ل يضمن شيئا من‬
‫أفعال الصلة بحيث يسقط عن المأموم التيان به‪ ،‬سوى القراءة كما أومأنا‬
‫إليه‪ ،‬وهذا ل ينافي سقوط سجود السهو الخارج عن الصلة عنه‪ ،‬والظهر‬
‫حمل تلك الخبار على التقية‪ ،‬لموافقتها للمشهور بين العامة‪ .‬وأما أدلة‬
‫المثبتين‪ :‬فمنها ما دل على وجوب سجود السهو عند عروض تلك‬
‫السباب‪ ،‬ومنها رواية منهال القصاب المتقدمة‪ ،‬وطعن فيها بجهالة السند‪،‬‬
‫وحملها الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬على الستحباب‪ ،‬ومنها صحيحة عبد الرحمن بن‬
‫الحجاج المتقدمة‪ ،‬إذ الظاهر أنه كان من المأمومين وحمله على المنفرد‬
‫كما قيل بعيد‪ ،‬ومنها روايات نفي الضمان‪ ،‬واعترض الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬على‬
‫ذلك بأن نفي الضمان عام ونفي السهو خاص والخاص مقدم على العام‪،‬‬
‫ومعارض بما رواه عيسى بن عبد ال الهاشمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عن‬
‫علي عليه السلم أنه قال‪ :‬المام ضامن‪ .‬أقول‪ :‬قد عرفت ما في رواية نفي‬
‫الضمان من البهام والجمال‪ ،‬والعمدة في هذا الباب أن مع تعارض تلك‬
‫الخبار من الجانبين يشكل ترك العمل بالحكام الثابتة بالعمومات القوية‬
‫عند عروض السهو‪ ،‬مع أنه موافق للحتياط‪ ،‬ومؤيد بالخبار الدالة عليه‪،‬‬
‫فالقوى والحوط عدم ترك موجب السهو للمأموم‪ .‬ومما فرع الشهيد ‪ -‬ره‬
‫‪ -‬على ما اختاره من قول الشيخ هو أنه لو سهى المأموم بعد تسليم المام‬
‫لم يتحمله المام‪ ،‬وكذا لو نوى النفراد ثم سهى ول يخلو من قوة‪.‬‬

‫]‪[257‬‬

‫الفصل الثالث في بيان ما يستنبط من الحكام من قوله عليه السلم‪ " :‬ول على‬
‫السهو سهو " في خبر حفص بن البخترى وقوله‪ " :‬ول سهو في سهو "‬
‫في مرسلة يونس‪ .‬اعلم أنه لما كان مفاد هذه الفقرة عدم السهو في‬
‫السهو‪ ،‬وقد عبر به أكثر الصحاب هكذا مجمل‪ ،‬وقد عرفت أن السهو‬
‫يطلق في أخبارنا على الشك‪ ،‬وعلى ما يعمه ويشمله إطلقا شايعا‪ ،‬ويحتمل‬
‫كل من اللفظين كل من المعنيين‪ ،‬فتحصل أربعة احتمالت الشك في الشك‪،‬‬
‫والشك في السهو‪ ،‬والسهو في الشك‪ ،‬والسهو في السهو‪ ،‬والثاني من‬
‫اللفظين في كل من الحتمالت يحتمل الموجب بالكسر والموجب بالفتح‪،‬‬
‫فبتوفيق المفضل الوهاب‪ ،‬أفتح لك في ثمانية فصول من جنان التحقيق‬
‫ثمانية‪ ،‬أبواب‪ ،‬ليرفع عنك ما يدخل عليك منها من نسائهم التدقيق حجب‬
‫الشك والرتياب‪ .‬الول‪ :‬الشك في موجب الشك بالكسر‪ ،‬أي يشك في أنه‬
‫هل شك في الفعل أم ل ؟ وذهب الصحاب إلى أنه ل يلتفت إليه‪ ،‬والتحقيق‬
‫أنه إن كان الشكان في زمان واحد‪ ،‬وكان محل الفعل المشكوك فيه باقيا‪،‬‬
‫ول يترجح عنده في هذا الوقت الفعل والترك‪ ،‬فهو شاك في أصل الفعل ولم‬
‫يتجاوز محله‪ ،‬فمقتضى عمومات الدلة وجوب التيان بالفعل‪ ،‬ول يظهر‬
‫من النصوص استثناء تلك الصورة‪ ،‬ويشكل تخصيص العمومات ببعض‬
‫المحامل البعيدة لقوله‪ " :‬ل سهو على سهو " ولو ترجح عنده أحد طرفي‬
‫الفعل والترك فهو جازم بالظن غير شاك في الشك‪ ،‬ولو كان بعد تجاوز‬
‫المحل فل عبرة به‪ .‬ولو كان الشكان في زمانين ولعل هذا هو المعنى‬
‫الصحيح لتلك العبارة بأن شك في هذا الوقت في أنه هل شك سابقا أم ل ؟‬
‫فل يخلو إما أن يكون شاكا في هذا الوقت أيضا‪ ،‬ومحل التدارك باق‪ ،‬فيأتي‬
‫به‪ ،‬أو تجاوز عنه فل يلتفت إليه‪ ،‬أو لم‬

‫]‪[258‬‬

‫يبق شكه بل إما جازم أو ظان بالفعل أو الترك‪ ،‬فيأتي بحكمهما‪ ،‬ولو تيقن بعد‬
‫تجاوز المحل حصول الشك قبل تجاوز محله ولم يعمل بمقتضاه‪ ،‬فلو كان‬
‫عمدا بطلت صلته ولو كان سهوا فيرجع إلى السهو في الشك وسيأتي‬
‫حكمه‪ .‬هذا إذا استمر الشك‪ ،‬ولو تيقن الشك وأهمل حتى جاوز محله عمدا‬
‫بطلت صلته‪ ،‬ولو كان سهوا يعمل بحكم السهو ولو تيقن الفعل وكان‬
‫تأخير الفعل المشكوك فيه إلى حصول اليقين عمدا بطلت صلته أيضا إن‬
‫جاوز محله وإن كان سهوا فل تبطل صلته وكذا الكلم لو شك في أنه هل‬
‫شك سابقا بين الثنين والثلث‪ ،‬أو بين الثلث و الربع ؟ فان ذهب شكه‬
‫الن وانقلب باليقين أو الظن فل عبرة به‪ ،‬ويأتي بما تيقنه أو ظنه‪ ،‬ولو‬
‫استمر شكه فهو شاك في هذا الوقت بين الثنين والثلث والربع‪ ،‬و كذا‬
‫الكلم لو شك في أن شكه كان في التشهد أو في السجدة قبل تجاوز المحل‬
‫أو بعده‪ ،‬وسيأتي في الشك في السهو ما ينفعك في هذا المقام‪ ،‬وبالجملة‬
‫الركون إلى تلك العبارة المجملة وترك القواعد المقررة المفصلة ل يخلو‬
‫من إشكال‪ .‬الثاني‪ :‬الشك في موجب الشك بالفتح أي ما أوجبه الشك من‬
‫صلة الحتياط أو سجود السهو‪ ،‬وذلك يتصور على وجوه‪ :‬الول أن يشك‬
‫بعد الصلة في أنه هل أتى بصلة الحتياط أو السجود الذي أو حبه الشك‬
‫أم ل ؟ مع تيقن الموجب‪ ،‬فالمشهور وجوب التيان بهما للعلم بحصول‬
‫السبب‪ ،‬وللشك في الخروج عن العهدة مع بقاء الوقت‪ ،‬كما لو شك في‬
‫الوقت هل صلى أم ل‪ .‬الثاني أن يعلم بعد الصلة حصول شك منه يوجب‬
‫الحتياط وشك في أنه هل يوجب ركعتين قائما أو ركعتين جالسا‪ ،‬فالظاهر‬
‫من كلم بعضهم وجوب التيان بهما وهو أحوط‪ ،‬وسيأتي نظيره في الشك‬
‫في السهو‪ .‬الثالث أن يشك في ركعات صلة الحتياط أو في أفعالها أو في‬
‫عدد سجدتي السهو أو في أفعالهما‪ ،‬فذهب الكثر إلى عدم اللتفات إلى هذا‬
‫الشك بل أكثر الصحاب خصوا‬

‫]‪[259‬‬

‫قولهم عليهم السلم " ل سهو في سهو " بهذه الصورة‪ ،‬وبصورة الشك في‬
‫موجب السهو فعلى المشهور يبني على الكثر ويتم ول يلزمه احتياط ول‬
‫سجود‪ ،‬ولو كان القل أصح يبني على القل كما لو شك في ركعتي‬
‫الحتياط‪ ،‬أو في سجدتي السهو بين الثنين والثلث فتبني على الثنين‪.‬‬
‫وكذا لو شك في فعل من أفعال صلة الحتياط أو سجود السهو ل يلتفت‬
‫إليه‪ ،‬ولو كان قبل تجاوز محله أيضا‪ .‬وقيل يبني في الجميع على القل‬
‫ويأتي بالفعل المشكوك فيه قبل تجاوز محله كما مال إليه المحقق الردبيلي‬
‫قدس ال روحه لعدم صراحة النص في سقوط ذلك‪ ،‬والصل بقاء شغل‬
‫الذمة‪ ،‬ولعموم ما ورد في العود إلى الفعل المشكوك فيه‪ .‬ولم أر قائل به‬
‫غيره‪ ،‬وهو أيضا لم يجزم وتردد فيه بعض من تأخر عنه‪ .‬ويرد عليه أن‬
‫كون الصل بقاء شغل الذمة إنما يصح إذا لم يتجاوز عن المحل الصلى‬
‫للفعل‪ ،‬وأما إذا تجاوز عنه ولم يتجاوز عن المحل الذي قرر الشارع في‬
‫أصل الصلة العود إلى الفعل المشكوك فيه فالوامر الولة ل تشمل هذا‪،‬‬
‫إذا المأمور به فيها إيقاع كل فعل في محله‪ ،‬وهو قد تجاوز عنه فيحتاج‬
‫العود إليه إلى دليل آخر‪ ،‬وأما أدلة العود فل نسلم شمولها لصلة الحتياط‪،‬‬
‫وسجود السهو‪ ،‬بل الظاهر أنها في أصل الصلوات اليومية‪ .‬نعم لو قيل إذا‬
‫شك في ركعتي الحتياط بين الواحدة والثنتين‪ ،‬وكذا في سجدتي السهو‬
‫قبل الشروع في التشهد يأتي بالمشكوك فيه‪ ،‬وكذا لو شك في شئ من‬
‫أفعالهما قبل التجاوز عن المحل الصلى يأتي به‪ ،‬وبعده ل يلتفت إليه‪ ،‬فل‬
‫يخلو من قوة‪ ،‬لكن لم نطلع على أحد من الصحاب قال به‪ .‬وأيضا يحتمل‬
‫في صلة الحتياط القول بالبطلن‪ ،‬لطلق بعض الخبار‪ ،‬و إن كان‬
‫ظاهرها الصلوات الصلية اليومية‪ ،‬وما ذكره الصحاب ل يخلو من قوة‪ ،‬إذ‬
‫الظاهر من سياق الخبر من أوله إلى آخره شمول قوله‪ " :‬ل سهو في‬
‫سهو " ونظيره‬
‫]‪[260‬‬

‫لهذه الصورة مع تأيدها بالشهرة‪ ،‬بل كأنه متفق عليه بين الصحاب‪ ،‬ولو عمل‬
‫بالمشهور وأعاد الصلة أيضا كان أحوط‪ .‬الرابع‪ :‬أن يشك في فعل يجب‬
‫تداركه كسجدة قبل القيام فأتى بها‪ ،‬ثم شك في الذكر والطمأنينة فيها‬
‫وأمثالهما‪ ،‬والمشهور أن حكمه حكم الشك في السجدة الصلية‪ .‬الخامس‬
‫أن يشك في أنه هل أتى بعد الشك بالسجدة المشكوك فيها أم ل ؟ فهذا الشك‬
‫إن كان في موضع يعتبر الشك في الفعل فيه‪ ،‬فيأتي بها ثانيا‪ ،‬لنه يرجع‬
‫إلى الشك في أصل الفعل‪ ،‬ويحتمل العدم لنه ينجر إلى الترامي في الشك و‬
‫الحرج‪ ،‬مع أنه داخل في بعض المحتملت الظاهرة لقوله " ل سهو في‬
‫سهو " ولو كان بعد تجاوز المحل فالظاهر أنه ل عبرة به لشمول الخبار‬
‫الدالة على عدم اعتبار الشك بعد تجاوز المحل له‪ .‬ولو قيل بالفرق بين‬
‫الشك في الصلى والفعل الواجب بسبب الشك‪ ،‬قلنا بعد قطع النظر عن‬
‫شمول النصوص له كما أومأنا إليه‪ ،‬نقول‪ :‬ل نسلم وجوب الفعل حينئذ إذ‬
‫ل تدل الدلئل الدالة على التيان بالفعل المشكوك فيه إل على التيان به في‬
‫محله ل مطلقا‪ ،‬وسيأتي بعض الكلم في تلك الفروع في نظيره‪ ،‬أعني في‬
‫الشك في موجب السهو‪ .‬الثالث‪ :‬الشك في موجب السهو بالكسر‪ ،‬أي في‬
‫نفس السهو كأن يشك في أنه هل عرض له سهو أم ل ؟ وأطلق الصحاب‬
‫في ذلك أنه ل يلتفت إليه‪ ،‬والتحقيق أنه ل يخلو إما أن يكون ذلك الشك بعد‬
‫الصلة أو في أثنائها‪ ،‬وعلى الثاني ل يخلو إما أن يكون محل الفعل باقيا‬
‫بحيث إذا شك في الفعل يلزمه العود إليه أم ل ؟ ففي الول والثالث ل شك‬
‫أنه ل يلتفت إليه‪ ،‬لنه يرجع إلى الشك بعد تجاوز المحل‪ ،‬وقد دلت الخبار‬
‫الكثيرة على عدم اللتفات إليه‪ ،‬وأما الثاني فيرجع‬

‫]‪[261‬‬

‫إلى الشك في الفعل قبل تجاوز محله‪ ،‬وقد دلت الخبار على وجوب التيان بالفعل‬
‫المشكوك فيه حينئذ ولعل كلم الصحاب أيضا مخصوص بغير تلك‬
‫الصورة‪ .‬وفيه صور اخرى غير ما ذكر‪ ،‬كأن تيقن وقوع سهو منه وشك‬
‫في أنه هل كان مما له حكم أم ل ؟ لكونه نسي تعيينه‪ ،‬فل يلتفت إليه‪ ،‬كذا‬
‫ذكره الشهيد الثاني ‪ -‬ره ‪ ،-‬وكذا أطلق كل من تبعه‪ ،‬وينبغي تقييده بما إذا‬
‫لم يكن أحد الفعال التي شك في سهوها وقته باقيا‪ ،‬بحيث يكون شاكا في‬
‫هذا الفعل بحيث لم يترجح عنده الفعل على الترك‪ ،‬كما لو شك في أنه هل‬
‫نسي السجدة من الركعة الولى أو الثانية أو الثالثة‪ ،‬وكان جالسا في‬
‫الثالثة‪ ،‬ولم يترجح عنده فعل ما شك فيه في الثالثة‪ ،‬فهو شاك في تلك‬
‫السجدة مع بقاء محله‪ ،‬وحكمه التيان به‪ ،‬ويشكل تخصيص العمومات‬
‫الثابتة ببعض محتملت هذه الفقرة‪ ،‬مع عدم ظهور كونه مرادا منها‪ .‬وقال‬
‫الشهيد الثاني قدس سره‪ :‬ولو انحصر فيما يبطل ومال يبطل‪ ،‬فالظاهر عدم‬
‫البطلن للشك فيه‪ ،‬ويظهر من البيان تحقق القول حينئذ بالبطلن‪ ،‬بل مال‬
‫إليه‪ ،‬فعلى القول الول لو شك في أنه هل كان المنسي سجدة أو ركوعا‪،‬‬
‫فيأتي بالسجدة ول يعيد الصلة‪ ،‬وعلى الثاني يعيد الصلة حسب‪ .‬وقالوا‪:‬‬
‫لو كان الشك منحصرا في احتمالت الصحة وكان كل منها موجبا لحكم‬
‫يجب العمل بالجميع‪ ،‬كما إذا شك في أنه هل كان نسي سجدة أو تشهدا‬
‫فيجب أن يأتي بهما بعد الصلة‪ ،‬ويسجد سجدتي السهو‪ .‬أقول‪ :‬في هذا‬
‫الفرق نظر إذ لو كان وقت الفعل المشكوك فيه باقيا فل فرق بين الركن‬
‫وغيره في وجوب التيان به‪ ،‬ولو لم يكن الوقت باقيا فكما ل يعتبر الشك‬
‫في الركوع بعد تجاوز محله فكذا ل يعتبر الشك في السجدة والتشهد بعد‬
‫تجاوز محلهما‪ .‬فان قيل‪ :‬إنما يعتبر الشك هنا بعد تجاوز محله‪ ،‬لنه تيقن‬
‫وقوع سهو منه‪ ،‬ووجوب حكمه عليه‪ ،‬ولما لم يتعين عنده أحدهما فالعمل‬
‫بأحدهما دون الخر‬

‫]‪[262‬‬

‫ترجيح بل مرجح‪ ،‬فيجب العمل بالجميع للخروج عن العهدة‪ .‬قلنا الدليل مشترك‪،‬‬
‫فانه إذا كان الشك بين نسيان الركوع والتشهد التكليف معلوم‪ ،‬إما بالعادة‬
‫أو بقضاء السجدة‪ ،‬ول ترجيح‪ ،‬فيلزمه التيان بالتشهد المنسى مع سجدتي‬
‫السهو‪ ،‬وإعادة الصلة‪ .‬فان قيل‪ :‬إعادة الصلة خلف الصل‪ ،‬قلنا‪ :‬إعادة‬
‫التشهد أيضا خلف الصل‪ ،‬وبالجملة الفرق بين الصورتين مشكل‪ .‬قيل‪:‬‬
‫ول يبعد في الصورتين القول بالتخيير بين العمل بمقتضى أحد السهوين‪،‬‬
‫فان بعد فعل أحدهما ل يعلم شغل الذمة بالخر‪ ،‬كما إذا شك في أنه هل لزيد‬
‫عنده عشرة دراهم أو عشرون‪ ،‬فإذا أدى عشرة دراهم تبرء ذمته‪ ،‬لنه‬
‫المتيقن‪ ،‬ول يعلم بعد ذلك شغل ذمته بشئ‪ ،‬لكن الفرق بين الجزء والكل‪،‬‬
‫والفراد المتباينة ظاهر بعد التأمل الصادق‪ ،‬والحوط التيان في الصورتين‬
‫بمقتضى السهوين وال يعلم‪ .‬الرابع‪ :‬الشك في موجب السهو بالفتح‪ ،‬وله‬
‫صور‪ :‬الولى أن يقع منه سهو يلزمه تدارك ذلك بعد الصلة كالتشهد‪،‬‬
‫ووجبت عليه سجدتا السهو‪ ،‬ثم شك بعد الصلة في أنه هل أتى بالفعل‬
‫المنسى أو بسجدتي السهو بعد الصلة أم ل ؟ فيجب التيان بهما للعلم‬
‫ببراءة الذمة‪ ،‬وليس معنى نفي الشك في السهو رفع حكم ثبت قبله‪ ،‬بل إنه‬
‫ل يلزم عليه بسبب الشك شئ‪ ،‬وكأنه ل خلف فيه‪ .‬الثانية أن يشك في‬
‫أثناء السجدة المنسية أو التشهد المنسي في التسبيح أو في الطمأنينة أو‬
‫في بعض فقرات التشهد‪ ،‬فمقتضى الصل أن يأتي بما شك فيه في السجود‬
‫قبل رفع الرأس منه‪ ،‬سواء كان إيقاعه في الصلة أو بعدها‪ ،‬وفي التشهد‬
‫لو كان في الصلة يأتي بما شك فيه لو لم يتجاوز محل الشك‪ ،‬وفي خارج‬
‫الصلة يأتي به مطلقا وفي كلم الصحاب هنا تشويش‪ .‬الثالثة أن يتيقن‬
‫السهو عن فعل ويشك في أنه هل عمل بموجبه أم ل ؟‬

‫]‪[263‬‬

‫فقد صرح الشهيد الثاني ‪ -‬رحمه ال عليه ‪ -‬وغيره بأنه يأتي ثانيا بالفعل المشكوك‬
‫فيه‪ ،‬فلو سهى عن فعل وكان مما يتدارك لو ذكر في محله ولو ذكر في‬
‫غير محله يجب عليه القضاء بعد الصلة‪ ،‬وشك في التيان به في محله‪،‬‬
‫فل يخلو إما أن يكون الشك في محل يجب فيه التيان بالمشكوك فيه‪ ،‬أو‬
‫في محل يجب فيه التيان بالمسهو عنه‪ ،‬أو في محل ل يمكن التيان بشئ‬
‫منهما في الصلة‪ .‬فالول كما لو كان الشك في السجدة المنسية والتيان‬
‫بها ثانيا وعدمه قبل القيام‪ ،‬والثاني كما لو كان قبل الركوع‪ ،‬والثالث كما‬
‫لو كان بعد الركوع‪ .‬وظاهر إطلق جماعة منهم وجوب التيان بها في‬
‫الولين في الصلة‪ ،‬وفي الثالث بعدها‪ ،‬وفيها تأمل إل في الول‪ ،‬إذ هذا‬
‫الشك يرجع إلى الشك في إيقاع أصل الفعل‪ ،‬ول عبرة به بعد تجاوز محل‬
‫الشك‪ ،‬وإن كان تيقن بالسهو‪ ،‬لن هذا اليقين ليس بأشد من اليقين بأصل‬
‫الفعل‪ ،‬ول يخفى أن الخبار الصحيحة الدالة على عدم اللتفات إلى الشك‬
‫بعد التجاوز عن محله تشمل بعمومها هذه الصورة أيضا‪ .‬الخامس‪ :‬السهو‬
‫في موجب الشك بالكسر‪ ،‬أي في الشك نفسه‪ ،‬فلو كان داخل في النص‬
‫فلعل مفاده أنه ل تأثير في السهو في الشك‪ ،‬بمعنى أنه لو شك في فعل‬
‫يجب عليه تداركه كالسجدة قبل القيام‪ ،‬وكان يجب عليه فعلها فسهى ولم‬
‫يأت به فلو ذكر الشك والمحل باق يأتي به ولو ذكر بعد تجاوز المحل ل‬
‫يلتفت إليه‪ ،‬لنه يرجع إلى الشك بعد تجاوز المحل‪ .‬وفيه إشكال‪ ،‬إذ يمكن‬
‫أن يقال‪ :‬هذا الفعل الواجب بسبب الشك بمزلة الفعل الصلى في الوجوب‪،‬‬
‫فكما أن السجدة الصلية إذا سهى عنها وذكر قبل الركوع يأتي بها‪ ،‬ولو‬
‫ذكر بعد الركوع يقضيها بعد الصلة‪ ،‬فكذا هذه السجدة الواجبة‪ ،‬يجب‬
‫التيان بها لو ذكرها بعد القيام وقبل الركوع‪ ،‬لنه خرج عن حكم الشك في‬
‫أصل الفعل بسبب ما لزمه من السجدة بسبب الشك‪ ،‬فقد تيقن ترك السجدة‬
‫الواجبة والوقت‬

‫]‪[264‬‬

‫باق‪ ،‬فيجب التيان بها‪ ،‬وكذا القول في الذكر بعد الركوع‪ ،‬والتعويل عن بعض‬
‫محتملت هذا النص في الخروج من القواعد المعلومة مشكل‪ ،‬كما عرفت‬
‫مرارا‪ .‬لكن يمكن أن يقال‪ :‬شمول أدلة السهو في أفعال الصلة لتلك الفعال‬
‫غير معلوم إذ المتبادر منها نسيان أصل الفعال الواجبة بسبب عروض‬
‫الشك‪ ،‬وفي تلك الصورة لم يحصل اليقين بترك الفعل الصلى حتى يجب‬
‫تداركه في الصلة أو بعدها بتلك العمومات‪ ،‬بل إنما حصل اليقين بترك فعل‬
‫وجب التيان به بسبب الشك‪ ،‬ودخول مثله في تلك العمومات غير معلوم‪،‬‬
‫فيرجع إلى حكم الصل‪ ،‬وهو عدم وجوب قضاء الفعل‪ .‬فان قيل‪ :‬الصل‬
‫استمرار وجوب التدارك‪ ،‬قلنا‪ :‬المأمور به هو التدارك قبل فوات المحل‪،‬‬
‫وبعد التجاوز التيان بالمأمور به متعذر‪ .‬نعم يمكن أن يتمسك في ذلك بما‬
‫رواه الشيخ في الصحيح عن حكم بن حكيم )‪ (1‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم عن رجل ينسى من صلته ركعة أو سجدة أو الشئ منها ثم‬
‫يذكر بعد ذلك‪ ،‬قال‪ :‬يقضي ذلك بعينه‪ ،‬قلت‪ :‬أيعيد الصلة ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬وبما‬
‫رواه أيضا في الصحيح عن ابن سنان )‪ (2‬عنه عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا‬
‫نسيت شيئا من الصلة ركوعا أو سجودا أو تكبيرا ثم ذكرت فاقض الذي‬
‫فاتك سهوا‪ .‬إذ الظاهر أنه يصدق على تلك الفعال أنها شئ من الصلة‪،‬‬
‫لكن لم يعمل بعموم الخبرين أحد من الصحاب إل في موارد معينة‪ .‬وربما‬
‫قيل في مثل هذا بوجوب إعادة الصلة‪ ،‬لن التكليف بالصلة وأجزائها‬
‫وهيئاتها معلوم‪ ،‬وبعد فوت المحل به على الوجه المأمور به متعذر‪ ،‬وما‬
‫دام الوقت باق يجب السعي في تحصيل براءة الذمة‪ ،‬ول يحصل البراءة‬
‫يقينا إل باعادة الصلة‪ ،‬وفي الشك في الفعال الصلية بعد التجاوز عن‬
‫محلها‪ ،‬وان كان يجرى مثل هذا‪ ،‬لكن الدلة على عدم اللتفات إليها‬
‫مخرجة عن حكم الصل‪ ،‬وبالجملة المسألة‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .187‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.236‬‬

‫]‪[265‬‬

‫في غاية الشكال‪ ،‬لكن العمومات الدالة على عدم إعادة الصلة وعدم اللتفات إلى‬
‫ما شك فيه مما مضى وقته‪ ،‬والمضاء فيما شك فيه بل عموم " رفع عن‬
‫امتي الخطاء والنسيان " وغير ذلك مما يقوي عدم اللتفات وصحة‬
‫الصلة‪ ،‬والحوط المضاء في الشك‪ ،‬وإتمام الصلة ثم العادة‪ .‬ومما‬
‫يتفرع على هذا الشكال هو أن يشك في السجدتين معا في حال الجلوس‪،‬‬
‫فنسي أن يأتي بهما ثم قام فذكر في القيام أو بعد الركوع‪ ،‬فعلى تقدير‬
‫كونهما بحكم الجزاء الصلية يجب عليه العود في الول‪ ،‬وتبطل صلته‬
‫في الثانية‪ ،‬وعلى الوجه الخر ل يلتفت إليه أصل‪ .‬السادس‪ :‬السهو في‬
‫موجب الشك بالفتح‪ ،‬كأن يسهو عن فعل في صلة الحتياط أو في سجدتي‬
‫السهو اللتين لزمتا بسبب الشك في الصلة فالمشهور أنه ل يجب عليه‬
‫لذلك سجود السهو‪ ،‬وهذا قوي‪ ،‬لن الدلة الدالة على وجوب سجود السهو‬
‫شمولها لصلة الحتياط وسجود السهو غير معلوم‪ ،‬بل الظاهر منها‬
‫اختصاصها بأصل الصلوات اليومية‪ .‬أما إذا سهى في فعل من أفعال صلة‬
‫الحتياط أو سجود السهو‪ ،‬وذكر في محله الحقيقي فل ينبغي الشك في‬
‫وجوب التيان به‪ ،‬كما إذا نسد سجدة في الصلة و ذكرها قبل القيام‪ ،‬أو‬
‫قبل الشروع في التشهد‪ ،‬أو نسي واحدة من سجدتي السهو و ذكرها قبل‬
‫الشروع في التشهد‪ ،‬إذ ليس التيان بها من جهة السهو حتى يسقط‬
‫بالسهو في السهو‪ ،‬بل إنما يجب بأصل المر بصلة الحتياط وبسجدتي‬
‫السهو‪ .‬وأما إذا جاز عن محل الفعل ولم يجز عن محل تدارك الفعل‬
‫المنسي إذا كان في أصل الصلة‪ ،‬فظاهر الشهيد الثاني ‪ -‬رحمه ال ‪-‬‬
‫وبعض المتأخرين وجوب التيان به‪ ،‬بما مر من التقريب‪ ،‬وفيه نظر لما‬
‫عرفت مرارا أن بعد الشروع في فعل آخر فات محله المأمور به بالمر‬
‫الول‪ ،‬والعود يحتاج إلى دليل‪ ،‬وشمول دلئل العود لصلة الحتياط‬
‫ممنوع‪ ،‬لكن يمكن ادعاء الشمول في بعض العمومات‬

‫]‪[266‬‬

‫كما عرفت سابقا‪ .‬وأما وجوب سجدتي السهو إن قيل به هنا في أصل الصلة فقد‬
‫صرح الشهيد الثاني ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬بسقوطه في صلة الحتياط وسجود‬
‫السهو‪ ،‬واحتمل المحقق الردبيلي ‪ -‬ره ‪ -‬القول بالفرق بين الصلة‬
‫والسجود بلزومه في الول دون الثاني‪ ،‬و هو غريب‪ .‬ولو ذكر بعد التجاوز‬
‫عن محل السهو أيضا فقال بعضهم‪ :‬يبطل الصلة والسجدة لو كان‬
‫المتروك ركنا ولو لم يكن ركنا يجب التيان به بعد الصلة‪ ،‬وبعد السجدة‪،‬‬
‫لكن ل يجب له سجود السهو‪ ،‬واحتمل المحقق المزبور ‪ -‬ره ‪ -‬هنا أيضا‬
‫السجود في الصلة دون السجود‪ .‬والمسألة في غاية الشكال‪ ،‬لعدم تعرض‬
‫القدماء لتلك الحكام‪ ،‬وإنما تصدى لها بعض المتأخرين وكلمهم أيضا ل‬
‫يخلو من إجمال وتشويش‪ ،‬وأكثر النصوص الواردة في تدارك ما فات‬
‫ووجوب سجدتي السهو لها ظاهرها أصل الصلوات اليومية‪ ،‬وفي بعضها‬
‫ما يشمل كل صلة بل كل فعل متعلق بالصلة‪ ،‬وهذا الخبر أعني " ل سهو‬
‫في سهو " مجمل يشكل الستدلل به‪ ،‬ومقتضى الصل عدم وجوب التيان‬
‫بالفعل بعد فوت محله‪ .‬ويمكن القول بوجوب إعادة صلة الحتياط‬
‫وسجدتي السهو للعلم بالبراءة كما أومأنا إليه سابقا‪ ،‬وإن كان لم يقل به‬
‫أحد‪ ،‬ولعل الحوط في جميع تلك الصور التيان بالمتروك في الصلة‪ ،‬مع‬
‫إمكان العود إليه وفي خارج الصلة مع عدمه‪ ،‬والتيان بسجود السهو‬
‫أيضا مع العادة‪ .‬ثم اعلم أن نسيان الركن في سجدتي السهو إنما يكون‬
‫بترك السجدتين معا‪ ،‬ول ريب حينئذ في وجوب العادة لبطلن هيئة الفعل‬
‫بذلك رأسا‪ .‬وبقى وجه آخر للسهو في موجب الشك‪ ،‬وهو أن يترك صلة‬
‫الحتياط أو سجود السهو الواجب بسبب الشك‪ ،‬ثم ذكرهما‪ ،‬فل يترتب على‬
‫السهو حكم‪ ،‬إذ لو كان قبل عروض مبطل‬
‫]‪[267‬‬

‫للصلة فل خلف في صحة الصلة ووجوب التيان بهما‪ ،‬ومع عروض المبطل‬
‫خلف‪ ،‬و الظهر الصحة فيه أيضا فل يترتب لجل السهو حكم‪ ،‬ولو استمر‬
‫السهو إلى آخر العمر يحتمل وجوب صلة الحتياط على الولي مع علمه‬
‫بذلك‪ ،‬ولو كان سجود السهو شرطا لصحة الصلة‪ ،‬ولم يكن واجبا برأسه‬
‫يحتمل وجوب قضاء الصلة على الولي‪ .‬السابع‪ :‬السهو في نفس السهو‬
‫كأن يترك السجدة الواحدة أو التشهد سهوا وذكر بعد القيام وكان الواجب‬
‫عليه العود إليه‪ ،‬فنسي العود والسهو‪ ،‬فان ذكر قبل الركوع فيأتى به‪ ،‬وإن‬
‫ذكر بعد الركوع فيرجع إلى نسيان الفعل والذكر بعد الركوع‪ ،‬فيجب تداركه‬
‫بعد الصلة مع سجدتي السهو على المشهور‪ .‬ولو كان السهو عن‬
‫السجدتين معا وذكرهما في القيام ولم يأت بهما سهوا وذكرهما بعد الركوع‬
‫يبطل صلته‪ ،‬فيظهر أنه ل يترتب على السهو حكم جديد‪ ،‬بل ليس حكمه إل‬
‫حكم السهو في أصل الفعل‪ .‬وكذا لو نسي ما يجب تداركه بعد الصلة أو‬
‫سجود السهو يجب التيان بهما بعد الذكر‪ ،‬إذ ليس لهما وقت معين‪ ،‬ومع‬
‫عروض المبطل فالظهر أيضا وجوب التيان بهما‪ ،‬ولو قيل بالبطلن‬
‫فيبطل الصلة هنا أيضا كما عرفت في الفصل السابق والحاصل أنه ل‬
‫يحصل بعد السهو حكم لم يكن قبله‪ .‬الثامن‪ :‬السهو في موجب السهو‬
‫بالفتح‪ ،‬أي ترك التيان بما أوجبه السهو من التيان بالفعل المتروك أو‬
‫سجود السهو‪ ،‬ثم ذكرهما فيجب التيان بهما كما مر آنفا أو سهى في فعل‬
‫من أفعال الفعل الذي يجب عليه تداركه أو في فعل من أفعال سجدتي السهو‬
‫يجب التيان به في محله والقضاء بعده‪ ،‬ول يجب عليه بذلك سجدتا‬
‫السهو‪ .‬كذا ذكره الصحاب‪ ،‬والتحقيق أنه ل يخلو إما أن يكون السهو في‬
‫أجزاء الفعل المتروك الذي يأتي به في الصلة‪ ،‬أو في الفعل الذي يقضيه‬
‫خارج الصلة‪ ،‬أو في الركعة التي تركها سهوا ثم يأتي بها بعد التسليم‪ ،‬أو‬
‫في سجدتي السهو فهنا أربع صور‪:‬‬

‫]‪[268‬‬

‫الولى أن يسهو في فعل كالسجدة‪ ،‬ثم ذكرها قبل الركوع فعاد إليها‪ ،‬وبعد العود‬
‫سهى في ذكر تلك السجدة أو الطمأنينة فيها أو شئ من أفعالها‪ ،‬فيمكن أن‬
‫يقال يجري فيه جميع أفعال سجدة الصلة‪ ،‬من عدم وجوب التدارك بعد‬
‫رفع الرأس‪ ،‬ووجوب سجدة السهو‪ ،‬إن قلنا به لكل زيادة ونقيصة‪ ،‬إذ‬
‫العود إليها والتيان بها ليس من مقتضيات السهو‪ ،‬بل لنها من أفعال‬
‫الصلة‪ ،‬ويجب بالمر الول التيان بها‪ ،‬و يمكن القول بأنه ليس مما‬
‫يقتضيه المر الول إذ مقتضى المر الول التيان بها في محلها وقبل‬
‫الشروع في فعل آخر‪ ،‬كما هو المعلوم من ترتيب أجزاء الصلة و هيئاتها‬
‫وأما التيان بهما بعد التلبس بفعل آخر‪ ،‬فهو إنما يظهر من أحكام السهو‪،‬‬
‫والحق أن ذلك ل يؤثر في خروجها عن كونها من أفعال الصلة الواقعة‬
‫فيها‪ ،‬فيجرى فيها أحكام الشك والسهو الواقعين في أفعال الصلة‪ .‬الثانية‬
‫أن يسهو في فعل من أفعال الفعل الذي يقضيه خارج الصلة‪ ،‬كالسجود‬
‫والتشهد‪ ،‬فيمكن القول بأنه يجرى فيه أحكام الفعل الواقع في الصلة‪ ،‬إذ‬
‫ليس إل هذا الفعل المتروك‪ ،‬فيجرى فيه ساير الحكام أيضا‪ ،‬فلو ترك الذكر‬
‫فيه أو ذكر بعد رفع الرأس منه‪ ،‬فالظاهر أنه ل يلتفت إليه‪ .‬وهل يجب له‬
‫سجود السهو ؟ يحتمل ذلك‪ ،‬لنه من مقتضيات أصل الفعل وأحكامه‪ ،‬بل‬
‫يمكن ادعاء عدم الفرق فيما إذا وقع في أثناء الصلة أو بعدها‪ ،‬إذ هما من‬
‫أفعال الصلة‪ ،‬والترتيب المقرر فات فيهما‪ ،‬ولم يجب شئ منهما بالمر‬
‫الول وإنما وجبا بأمر جديد‪ ،‬فمن حكم بلزوم سجود السهو لترك الذكر‬
‫مثل فيه‪ ،‬إذا وقع في الصلة‪ ،‬يلزمه أن يحكم به هنا أيضا‪ .‬والظهر عدم‬
‫الوجوب‪ ،‬إذ الدلئل الدالة على وجوب سجود السهو إنما تدل على وجوبه‬
‫للفعال الواقعة في الصلة‪ ،‬ول يشمل الجزاء المقضية بعدها‪ ،‬كما ل يخفى‬
‫على من تأمل فيها‪ ،‬وربما يحتمل وجوب إعادة السجود للعلم بالبراءة و‬
‫هو ضعيف‪.‬‬

‫]‪[269‬‬

‫ثم إن هذا كله في السجود‪ ،‬وأما التشهد فالظاهر وجوب التيان بالجزء المتروك‬
‫نسيانا للمر بقضاء التشهد‪ ،‬وليس له وقت يفوت بتركه فيه‪ ،‬لكن الظاهر‬
‫عدم وجوب سجود السهو له كما عرفت‪ .‬الثالثة أن يقع منه سهو في‬
‫الركعات المنسية‪ ،‬كما إذا سلم في الركعتين في الرباعية ثم ذكر ذلك قبل‬
‫عروض مبطل‪ ،‬فيجب عليه التيان بالركعتين‪ ،‬فإذا سهى فيهما عن سجود‬
‫مثل‪ ،‬فالظاهر وجوب التدارك وسجود السهو إن وجب‪ ،‬لنهما من ركعات‬
‫الصلة وقعتا في محلهما‪ ،‬وإنما وجبتا بالمر الول‪ ،‬وليستا من أحكام‬
‫السهو والشك فيجرى فيهما جميع أحكام ركعات الصلة‪ ،‬وكذا إذا سهى‬
‫فيهما عن ركن أو زاد ركنا يبطل الصلة بهما‪ ،‬ولعله لم يخالف في تلك‬
‫الحكام أحد‪ .‬الرابعة أن يقع منه سهو في أفعال سجود السهو‪ ،‬فذهب‬
‫جماعة إلى أنه إن زاد فيهما ركنا أو ترك ركنا يجب عليه إعادتهما‪ ،‬أما‬
‫ترك الركن فقد عرفت أنه ل يتأتى إل بترك السجدتين معا‪ ،‬وتنمحي فيه‬
‫صورة الفعل رأسا‪ ،‬فالظاهر وجوب العادة‪ ،‬وأما مع الزيادة‪ ،‬كما إذا سجد‬
‫أربع سجدات‪ ،‬ففيه إشكال‪ ،‬وإن كان الحوط العادة‪ .‬ولو كان المتروك‬
‫غير ركن كالسجدة الواحدة‪ ،‬فذهب جماعة إلى وجوب التدارك بعدهما وفيه‬
‫إشكال‪ ،‬لعدم شمول النصوص الواردة في تدارك ما فات لغير أفعال الصلة‬
‫وإن كان الحوط ذلك‪ ،‬وأما وجوب سجود السهو لذلك‪ ،‬فلم يقل به أحد‪،‬‬
‫وكذا لم يقل أحد بوجوب إعادتهما لذلك‪ .‬ثم اعلم أن قوله‪ " :‬ل سهو في‬
‫سهو " وإن كان على بعض المحتملت يدل على سقوط كثير من تلك‬
‫الحكام‪ ،‬لكن قد عرفت أن التعويل على مثل هذه العبارة المجملة لثبات‬
‫تلك الحكام مشكل‪ ،‬وال يعلم حقائق أحكامه وحججه الكرام عليهم السلم‪.‬‬

‫]‪[270‬‬

‫الفصل الرابع فيما يستنبط من الحكام من قوله عليه السلم‪ " :‬ول على العادة‬
‫إعادة "‪ .‬اعلم أنه ل خلف بين الصحاب في أن كثرة وقوع الشك والسهو‬
‫على النسان في الجملة موجب لعدم اللتفات إليهما‪ ،‬وسقوط بعض‬
‫أحكامهما‪ ،‬وتدل عليه أخبار كثيرة منها‪ ،‬ما رواه الكليني )‪ (1‬والشيخ )‪(2‬‬
‫بسند حسن ل يقصر عن الصحيح )‪ (3‬عن زرارة وأبي بصير جميعا قال‬
‫قلنا له‪ :‬الرجل يشك كثيرا في صلته حتى ل يدري كم صلى‪ ،‬ول ما بقي‬
‫عليه ؟ قال‪ :‬يعيد‪ ،‬قلت فانه‪ :‬يكثر عليه ذلك كلما أعاد شك ؟ قال‪ :‬يمضى‬
‫في شكه ثم قال‪ :‬ل تعودوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلة‪ ،‬فتطمعوه فان‬
‫الشيطان خبيث معتاد لما عود‪ ،‬فليمض أحدكم في الوهم‪ ،‬ول يكثرن نقض‬
‫الصلة‪ ،‬فانه إذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه الشك‪ ،‬قال زرارة‪ :‬ثم قال‪ :‬إنما‬
‫يريد الخبيث أن يطاع‪ ،‬فإذا عصي لم يعد إلى أحدكم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .358‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .189‬قال المؤلف العلمة‬
‫رحمه ال في بعض كلمه‪ :‬أول هذا السند مثل سند حديث حفص بن‬
‫البخترى )يعنى ما وقع في صدر السندين‪ :‬على بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‬
‫ومحمد ابن اسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان جميعا( وآخره أقوى منه‬
‫)فان فيه‪ :‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن ابن أبى عمير‪ ،‬عن حفص‬
‫البخترى‪ ،‬وفى هذا‪ :‬عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى‪،‬‬
‫عن حريز‪ ،‬عن زرارة وأبى بصير جميعا( لشتراك زرارة وأبى بصير في‬
‫الرواية‪ ،‬وهما مع حماد ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح‬
‫عنهم‪ ،‬والظاهر أخذ الحديث من كتاب حماد‪ ،‬وللشيخ إليه طريق كثيرة‬
‫وطريق الصدوق أيضا إليه صحيح ولم أطلع على هذا الحديث ال بهذا‬
‫السند‪ ،‬ووصف القوم كلهم الحديث بالصحة‪ ،‬حتى السيد صاحب المدارك‬
‫رحمه ال‪ ،‬مع مبالغته في تضعيف الخبار‪ ،‬وعلى ما حققنا هو فوق‬
‫الصحة كما عرفت‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫أقول‪ :‬قوله‪ " :‬يشك كثيرا " يحتمل وجهين‪ :‬أحدهما كثرة أفراد الشك أي يقع منه‬
‫الشك كثيرا حتى يبلغ إلى حد ل يعرف عدد الركعات أصل‪ ،‬والثاني أن‬
‫يكون المراد كثرة أطراف الشك ومحتملته‪ .‬فعلى الول يشكل حكمه عليه‬
‫السلم باعادة الصلة مع حصول كثرة الشك إذ ظاهر الخبار والصحاب‬
‫وجوب عدم اللتفات إليه حينئذ كما ستعلمه‪ ،‬وآخر هذا الخبر أيضا يدل‬
‫على ذلك بأبلغ وجه‪ ،‬وعلى الثاني يستقيم الجواب على المشهور إذ صدور‬
‫مثل هذا الشك‪ ،‬ل يدل على كون صاحبه كثير الشك‪ ،‬ول يدخل هذا في شئ‬
‫من المعاني التى سنذكرها لكثرته‪ ،‬وعلى هذا يستقيم إعادة سؤال السائل‬
‫أيضا إذ حمله على أنه أعاد ما سأله أول بعيد‪ .‬واحتمل المحقق الدربيلي ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬الحتمال الول‪ ،‬وبنى الخبر على ما اختاره من التخيير في الحكم بأن‬
‫يكون حكم كثير الشك التخيير بين العمل بالشك وعدم اللتفات إليه‪ ،‬فأمره‬
‫عليه السلم أول بالعادة‪ ،‬ثم لما بالغ في الكثرة أمره عليه السلم بعدم‬
‫اللتفات إليه‪ .‬ول يخفى بعد هذا الوجه‪ ،‬إذ نهيه عليه السلم عن تعويد‬
‫الخبيث وأمره بالمضاء‪ ،‬ونهيه عن إكثار نقض الصلة‪ ،‬وذكر التعليلت‬
‫المؤكدة للحكم تأبى عن التخيير‪ ،‬وأيضا لو لم يدل على الوجوب فل شك‬
‫في دللته على الستحباب المؤكد‪ ،‬فكيف أمره عليه السلم أول بخلفه ؟‬
‫إل أن يقال بالفرق بين مراتب كثرة الشك واستحباب العمل بالشك في‬
‫بعضها ]واستحباب عدم اللتفات في بعضها[‪ ،‬ولم يقل به أحد‪ .‬بل لم يعلم‬
‫قول بالتخيير أيضا إل ما يفهم من كلم الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في الذكرى‪ ،‬حيث‬
‫قال‪ :‬لو أتى بعد الحكم بالكثرة بما شك فيه‪ ،‬فالظاهر بطلن صلته‪ ،‬لنه في‬
‫حكم الزيادة في الصلة متعمد إل أن يقال‪ :‬هذا رخصة لقول الباقر عليه‬
‫السلم " فامض في صلتك فانه يوشك أن يدعك الشيطان " إذ الرخصة‬
‫هنا غير واجبة انتهى‪ ،‬ول يخفى ما فيه‪ ،‬وعدم دللة الحديث على ما‬
‫يدعيه‪.‬‬

‫]‪[272‬‬

‫ومنها ما رواه الكليني )‪ (1‬والشيخ رضي ال عنهما في الصحيح )‪ (2‬عن محمد‬


‫ابن مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا كثر عليك السهو فامض على‬
‫صلتك‪ ،‬فانه يوشك أن يدعك‪ ،‬إنما هو الشيطان‪ ،‬ورواه الصدوق ‪ -‬ره ‪) -‬‬
‫‪ (3‬باسناده عن محمد بن مسلم لكن فيه مكان " فامض في صلتك "‬
‫قوله‪ " :‬فدعه " وسنده إلى كتاب محمد بن مسلم وإن كان فيه جهالة )‪(4‬‬
‫لكن كتابه كان أشهر من أكثر الصول‪ ،‬وأيضا سنده إلى كتاب العلء‬
‫صحيح وهو داخل في هذا السند‪ ،‬وفي هذا الحديث وإن كان ل يحتاج إلى‬
‫هذا‪ ،‬ولكن إنما تعرضنا لذلك لتعلم ما تتقوى به السانيد في ساير المقامات‬
‫التي تحتاج إلى ذلك‪ .‬ومنها ما رواه الشيخ )‪ (5‬باسناده عن الحسين بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن ابن سنان عن غير واحد )‪ (6‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا كثر عليك السهو فامض في صلتك‪.‬‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .359‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .234‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.224‬‬
‫)‪ (4‬قال في المشيخة‪ ،‬وما كان عن محمد بن مسلم الثقفى‪ ،‬فقد رويته‬
‫عن على بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبى عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جده أحمد بن أبى عبد ال البرقى‪ ،‬عن أبيه محمد بن خالد‪ ،‬عن العلء بن‬
‫رزين‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬والجهالة بالهمال بعلى بن أحمد وأبيه وهما‬
‫غير مذكورين في كتب الرجال ويحتمل أن يكون المراد بأحمد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬احمد بن عبد ال بن ابنة أحمد بن أبى عبد ال البرقى‪ ،‬وهو أحد‬
‫العدة في الكافي في اسناده عن البرقى فتكون لفظة " بنت " ساقطة عن‬
‫نسخ المشيخة‪ (5) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .234‬قال المؤلف العلمة في‬
‫بعض كلمه‪ :‬في هذا الخبر وان كان ارسال لكنه ل يقصر عن الصحيح‪،‬‬
‫إذ ابن سنان هو عبد ال الثقة لرواية فضالة عنه‪ ،‬ولم يعهد روايته عن‬
‫محمد وارسال مثل ابن سنان مع جللته عن غير واحد يخرجه عن‬
‫الرسال‪ .‬مع أن في الخير فضالة وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح‬
‫أخباره‪ ،‬وان قيل مكانه عثمان بن عيسى‪ ،‬وقد ‪-‬‬

‫]‪[273‬‬

‫ومنها ما رواه )‪ (1‬الشيخ من كتاب محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن معاوية بن حكيم‪،‬‬
‫عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن رجل صالح قال‪:‬‬
‫سألته عن رجل يشك فل يدري واحدة صلى أم ثنتين أو ثلثا أو أربعا‬
‫تلتبس عليه صلته‪ ،‬قال‪ :‬كل ذا ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فليمض في صلته‬
‫ويتعوذ بال من الشيطان الرجيم‪ ،‬فانه يوشك أن يذهب عنه )‪.(2‬‬

‫عرفت أنه ذهب جماعة من المحققين منهم والدى العلمة ‪ -‬نور ال ضرايحهم ‪-‬‬
‫إلى أن معنى اجماع العصابة على تصحيح أخبار رجل أنه ل يلزم النظر‬
‫إلى من بعده من رجال السند ويكفى لصحة الحديث صحة الطريق إليه‪،‬‬
‫ولعله أقوى مما فهمه الكثر من أنه مؤكد للتوثيق‪ ،‬إذ ليس فيه كثير‬
‫فائدة‪ (1) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .189‬وقال المؤلف العلمة‪ :‬ورواه‬
‫الصدوق في الفقيه )ج ‪ 1‬ص ‪ (230‬باسناده عن ابن أبى حمزة‪ ،‬عن‬
‫العبد الصالح )ع( ثم قال‪ :‬وللشيخ إلى كتاب الشعري طرق صحيحة‬
‫وغيرها‪ ،‬والشعرى ثقة جليل ومعاوية ثقة فطحى وابن المغيرة ثقة‬
‫أجمعت العصابة عليه‪ ،‬وأما على بن أبى حمزة فهو مشترك في الرجال‬
‫بين الثمالى الثقة‪ ،‬والبطائنى والثمالي قلما يقع راويا‪ ،‬ولو وقع فيصرح‬
‫بلقبه والذى يقع في الخبار كثيرا هو البطائني وكان قائد أبى بصير‪،‬‬
‫والصحاب يعدون حديثه ضعيفا لما ذكره الشيخ والنجاشى أنه كان من‬
‫عمد الواقفة‪ ،‬ولرواية الكشى أخبارا تدل على ذمة وسوء عقيدته‪ ،‬وأنه‬
‫كان كذابا‪ .‬وكان والدى العلمة ‪ -‬قدس ال روحه ‪ -‬يعد حديثه من‬
‫الموثقات‪ ،‬لن الشيخ قال في الفهرست‪ :‬له أصل‪ ،‬وذكر سنده إلى ذلك‬
‫الصل‪ ،‬فظاهر كلمه أنه كان كتابه من الصول المعتبرة التى يرجع إليها‬
‫الصحاب‪ ،‬وكان رحمه ال يعد قولهم " له أصل " مدحا عظيما‪ ،‬وليس‬
‫ببعيد‪ .‬ويؤيده أن الشيخ يستند إلى أحاديثه في كتبه‪ ،‬ويسكن إليها‪ ،‬ولم‬
‫يقدح فيه‪ ،‬مع أنه قال في العدة‪ " :‬ان الطائفة عملت بما رواه ابن فضال‬
‫والطاطريون وعبد ال بن بكير ‪-‬‬

‫]‪[274‬‬

‫وظاهره أن الشك المشتمل على احتمالت كثيرة وإن كان واحدا يصير سببا للدخول‬
‫في حكم كثرة السهو‪ ،‬ولم يقل به أحد‪ ،‬ومع ذلك مخالف لساير الخبار‬
‫فينبغي حمله على أن جوابه عليه السلم مبني على ما هو الغالب من أن‬
‫من يشك مثل هذا الشك يصدر منه الشك كثيرا‪ ،‬أو أنه كان يعلم من حال‬
‫السائل أنه كذلك ثم إنه صريح في الشك‪ ،‬ول يدل على كثرة السهو بالمعنى‬
‫المقابل للشك‪ .‬ومنها ما رواه الشيخ ‪ -‬ره ‪ (1) -‬في الموثق عن عمار‬
‫الساباطي‪ ،‬عن أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم في الرجل يكثر عليه الوهم في‬
‫الصلة‪ ،‬فيشك في الركوع فل يدري ركع أم ل ؟ ويشك في السجود فل‬
‫يدري أسجد أم ل ؟ فقال‪ :‬ل يسجد ول يركع‪ ،‬ويمضي في صلته حتى‬
‫يستيقن يقينا‪.‬‬

‫)‪ (1‬وسماعة وعلى بن أبى حمزة وعثمان بن عيسى‪ ،‬فعمل الطائفة بخبر رجل‬
‫فوق التوثيق بل هو قريب من اجماع العصابة على تصحيح ما يصح‬
‫عنه‪ .‬ثم قال‪ :‬أقول‪ :‬هذا الكلم في غاية المتانة‪ ،‬وفى خصوص هذا الخبر‬
‫شئ آخر يقوى العمل بخبره‪ ،‬وهو اجماع العصابة على ابن المغيرة كما‬
‫عرفت‪ ،‬وطريق الصدوق إلى ابن أبى حمزة صحيح وان كان لبعض القوم‬
‫فيه كلم‪ .‬وأقول أنا‪ :‬عمل الطائفة بخبر رجل ل يكون توثيقا له‪ ،‬كما أن‬
‫رواية أصحاب الجماع ل يكون دليل على توثيق من رووا عنه وهو‬
‫واضح‪ ،‬وأما هذا الخبر‪ ،‬فبعد ما كان عبد ال بن المغيرة من أصحاب‬
‫الجماع‪ ،‬يكون الخبر صحيحا‪ ،‬وان كان روى الخبر عن البطائني‬
‫الخبيث‪ ،‬فانه ل يروى عنه ال بقرينة عنده تدل على صحة الخبر‪ .‬وأما‬
‫قوله " وطريق الصدوق " الخ فطريق الصدوق إلى البطائني‪ :‬محمد بن‬
‫على ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن أبى‬
‫الخطاب‪ ،‬عن أحمد بن محمد ابن أبى نصر البزنطى‪ ،‬عن على بن أبى‬
‫حمزة‪ ،‬والكلم في ماجيلويه‪ ،‬ال أن العلمة وثقه في الخلصة‪ ،‬حيث‬
‫صحح طريق الصدوق إلى اسماعيل بن رباح وهو فيه وكذلك غير ذلك‬
‫مع ترضى الصدوق عليه‪ (1) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.179‬‬

‫]‪[275‬‬

‫أقول‪ :‬وإن كان لفظ الوهم في أوله يوهم شموله للسهو أيضا لكن التفريع صريح‬
‫في الشك‪ ،‬ويدل على أن كثرة الشك في الفعال أيضا يصير سببا للحكم‬
‫بعدم اللتفات إليه على أن كثير الشك ل يعود إلى الفعل المشكوك فيه‪ ،‬وإن‬
‫كان وقته باقيا ول يقضيه بعد الصلة إن جاوز محله‪ .‬ومنها ما رواه‬
‫الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬في الفقيه )‪ (1‬حيث قال في رواية عبد ال بن المغيرة أنه‬
‫قال‪ :‬ل بأس أن يعد الرجل صلته بخاتمه أو بحصى يأخذه بيده فيعد به‬
‫وقال الرضا عليه السلم )‪ (2‬إذا كثر عليك السهو فامض على صلتك ول‬
‫تعد‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .224‬في المصدر المطبوع بالنجف " قال الرضا عليه‬
‫السلم " من دون عاطف‪ ،‬وقال المؤلف العلمة في بعض كلمه‪ :‬توهم‬
‫جماعة أن قوله " قال الرضا عليه السلم " من تتمة حديث عبد ال بن‬
‫المغيرة‪ ،‬فعدوه حسنا كالصحيح لن طريق الصدوق إلى كتابه حسن‬
‫بابراهيم ابن هاشم‪ ،‬ومؤيد بسند فيه جهالة )عن جعفر بن على الكوفى‪،‬‬
‫عن جده الحسن ابن على‪ ،‬عن جده عبد ال بن المغيرة( وقد عرفت حال‬
‫مثل هذا السند في الحديث الول‪ .‬واعترض عليه بأنه يروى عن الكاظم‬
‫عليه السلم‪ ،‬وروايته عن الرضا عليه السلم غير معلوم‪ .‬والجواب أنه‬
‫وان لم يذكر النجاشي روايته عن الرضا عليه السلم لكن الشيخ صرح‬
‫في رجاله بروايته عنه عليه السلم‪ ،‬مع أن خبره معه عليه السلم وما‬
‫ظهر من اعجازه له معروف‪ ،‬وفى أكثر الكتب مذكور‪ .‬نعم ل يمكن الحكم‬
‫بكونه من تتمة هذا الخبر‪ ،‬لحتمال كونه خبرا آخر مرسل‪ ،‬بل الظاهر أنه‬
‫خبر آخر‪ ،‬إذ الظاهر من دأب الصدوق في الجزء الول من الخبر أن ابن‬
‫المغيرة لم يرو عن المعصوم بل واسطة‪ ،‬لنه انما يقول " في رواية‬
‫فلن " إذا كان هكذا غالبا كما ل يخفى على المتتبع‪ ،‬والظاهر رجوع‬
‫الضمير في " أنه قال " إلى الصادق عليه السلم‪ ،‬فلو‬

‫]‪[276‬‬

‫ومنها ما رواه الصدوق )‪ (1‬أيضا بسنده الصحيح عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن محمد‬
‫ابن أبي حمزة )‪ (2‬أن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إذا كان الرجل ممن يسهو‬
‫في كل ثلث فهو ممن كثر عليه السهو‪ .‬ولنرجع إلى تفاصيل الحكام‬
‫المستنبطة من النصوص المتقدمة‪ ،‬فنوضحها في فصول‪) * .‬الول( * في‬
‫بيان معنى السهو الذي بكثرته يحصل الحكم المخصوص به‪ .‬اعلم أن‬
‫المشهور بين الصحاب أن حكم الكثرة مخصوص بالشك‪ ،‬وإنما يحصل‬
‫بالكثرة فيه‪ ،‬ويحصل حكمه فيه ل بالسهو‪ ،‬ول فيه‪ ،‬وحملوا الخبار‬
‫الواردة في ذلك على الشك‪ .‬وذهب بعض الصحاب كالشهيد الثاني ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫إلى شمول الحكم للسهو والشك معا‪ ،‬وحصول ذلك بكل منهما‪ ،‬وظهور‬
‫أثره في كل منهما عمل بظاهر بعض النصوص أو إطلقها‪ ،‬ولعل الول‬
‫أقوى‪ ،‬إذ الخبر الول صريح في الشك‪ ،‬وإن كان السؤال وقع عن الشك في‬
‫الركعات لكن الجواب عام يشمل الشك في الفعال أيضا ول خلف في أنه‬
‫يحصل الكثرة بكل منهما‪ ،‬وكذا الخبر الرابع صريح في الشك‪ ،‬وأما الخبار‬
‫الخر فيحتملها ويحتمل العم منهما‪.‬‬

‫كان من رواية ابن المغيرة‪ ،‬لكان عليه الشعار بأنه روى بل واسطة عن الرضا‬
‫عليه السلم اما باعادة لفظ قال مرتين أو بوجه آخر‪ (1) .‬الفقيه‪ :‬ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 224‬و ‪ (2) .225‬وقال المؤلف العلمة في بعض كلمه‪ :‬محمد بن‬
‫ابى حمزة قد ذكر في كتب الرجال مرة بوصف التيملى ومرة بوصف‬
‫الثمالى‪ ،‬والول لم يوثق والثانى روى الكشى توثيقه‪ ،‬فظن لذلك تعددهما‪،‬‬
‫والصوب أنهما واحد‪ ،‬والتيملى تصحيف الثمالى فالخبر صحيح‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫وربما قيل في الثاني بأنه ظاهر في الشك‪ ،‬لنه نسبه إلى الشيطان والشك يكون منه‬
‫غالبا‪ ،‬والسهو من لوازم طبيعة النسان وفيه نظر إذ السهو نسب في‬
‫اليات والخبار الكثيرة إلى الشيطان كقوله تعالى " وإما ينسينك الشيطان‬
‫" )‪ (1‬وقوله تعالى‪ " :‬وما أنسانيه إل الشيطان " )‪ (2‬وإن كان النسيان‬
‫فيهما يحتمل معنى آخر‪ ،‬لكن مثلهما كثير‪ ،‬مع أن الشك إنما يحصل من‬
‫النسيان‪ ،‬فل فرق بينهما في أن كل منهما يحصل من الشيطان‪ .‬بل‬
‫الصوب أن يقال‪ :‬شمول لفظ السهو في تلك الخبار للسهو المقابل للشك‬
‫غير معلوم‪ ،‬وإن سلم كونه بحسب أصل اللغة حقيقة فيه‪ ،‬إذ كثرة استعماله‬
‫في المعنى الخر بلغت حدا ل يمكن فهم أحدهما منه إل بالقرينة‪ ،‬وشمولها‬
‫للشك معلوم بمعونة الخبار الصريحة‪ ،‬فيشكل الستدلل على المعنى الخر‬
‫بمجرد الحتمال‪ .‬مع أن حمله عليه يوجب تخصيصات كثيرة تخرجه عن‬
‫الظهور‪ ،‬لو كان ظاهرا فيه‪ ،‬إذ لو ترك بعض الركعات أو الفعال سهوا‬
‫يجب عليه التيان به في محله إجماعا‪ ،‬ولو ترك ركنا سهوا وفات محله‬
‫تبطل صلته إجماعا‪ ،‬ولو كان غير ركن يأتي به بعد الصلة لو كان مما‬
‫يتدارك فلم يبق للتعميم فائدة إل في سقوط سجود السهو‪ ،‬وتحمل تلك‬
‫التخصيصات الكثيرة أبعد من حمل السهو على خصوص الشك‪ ،‬لو كان‬
‫بعيدا مع أن مدلول الروايات المضى في الصلة‪ ،‬وهو ل ينافي وجوب‬
‫سجود السهو إذ هو خارج عن الصلة‪ .‬فظهر أن من عمم النصوص ل‬
‫يحصل له في التعميم فائدة‪ ،‬ولذا تشبث من قال بسقوط سجود السهو‬
‫بالحرج والعسر ل بتلك الخبار‪ .‬ثم اعلم أن الصحاب اختلفوا في الشك‬
‫الموجب للحكم هل هو شك يترتب عليه حكم أو هو أعم منه‪ ،‬ليشمل ما إذا‬
‫شك مع ترجح أحد الطرفين أو بعد تجاوز‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .68 :‬الكهف‪.63 :‬‬

‫]‪[278‬‬

‫المحل أو في النافلة‪ ،‬فذهب الكثر إلى التعميم لطلق النصوص‪ .‬وذهب جماعة إلى‬
‫التخصيص بما له حكم‪ ،‬إذ العلة عدم لزوم المشقة والمشقة إنما تكون في‬
‫شك يترتب عليه حكم وأيضا المر بالمضي في الصلة الوارد في‬
‫النصوص ظاهره أنه مما يترتب عليه حكم آخر‪ ،‬لو لم يمض‪ .‬ويمكن أن‬
‫يقال‪ :‬ل نسلم كون العلة ما ذكر‪ ،‬بل العلة الواردة في النصوص عدم إطاعة‬
‫الشيطان‪ ،‬وكون بعض الشكوك مما يحصل فيه إطاعته‪ ،‬أو ينجر أخيرا إليه‬
‫يكفي في ذلك‪ ،‬والمر بالمضي على الوجهين صحيح‪ ،‬وإن كانت الفائدة‬
‫إنما تظهر فيما له حكم‪ .‬والحاصل أن تعلق الحكم بالمضي الذي ظاهره‬
‫تعلقه بما له حكم على كثرة الشك‪ ،‬ل يستلزم كون الشكوك الكثيرة من هذا‬
‫الجنس‪ ،‬إذ يكفي في فائدة تخصيص الحكم بما بعد الكثرة أنه لو كان تحقق‬
‫مثل هذا الشك قبل تحققها‪ ،‬لم يكن له المضى في الصلة‪ ،‬ولو سلم لزوم‬
‫تحقق مثل هذا الشك قبل الكثرة ل نسلم كون حصول الكثرة كلها من هذا‬
‫الصنف‪ .‬والحق أنه لو لم ندع كون ظواهر النصوص التخصيص‪ ،‬فدعوى‬
‫كون ظواهرها العموم مكابرة‪ ،‬فيشكل تخصيص عمومات أحكام الشك‬
‫والسهو إل بالفرد المتيقن‪ ،‬فالحوط مع تحقق الكثرة بالشك الذي ل حكم‬
‫له العمل بحكم الشك ثم إعادة الصلة وال يعلم‪) * .‬الثاني( * في بيان‬
‫الحكم المترتب على كثرة الشك أو السهو اعلم أنه ل خلف ظاهرا بين‬
‫الصحاب في أن حكم الشك حينئذ عدم اللتفات إليه وعدم إبطال الصلة‬
‫بما يبطلها في غير تلك الحالة‪ ،‬والمضى في الصلة‪ ،‬والبناء على وقوع‬
‫المشكوك فيه‪ ،‬وإن كان محله باقيا‪ ،‬سواء كان ركنا أو غيره‪ ،‬ما لم يستلزم‬
‫الزيادة‪ ،‬فيبنى على المصحح‪ ،‬كما دلت عليه الروايات السابقة‪ ،‬إذ دللتها‬
‫على عدم‬

‫]‪[279‬‬
‫إبطال الصلة بالشك ظاهره‪ .‬وأما على عدم التيان بالمشكوك فيه‪ ،‬فرواية عمار‬
‫صريحة في عدم التيان بالركوع والسجود المشكوك فيهما‪ ،‬وكذا قوله‪" :‬‬
‫فامض في صلتك " في عدم التيان بفعل يوجبه الشك في الصلة‪ ،‬وربما‬
‫يقال‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬ل تعد " يشمل باطلقه ذلك‪ ،‬وكذا التعليل بقطع‬
‫عمل الشيطان يقتضي ذلك‪ ،‬وأيضا إذا لم يلزم العود إلى الصلة مع‬
‫عروض ما يوجب إعادتها في غير تلك الحالة‪ ،‬فعدم العود إلى فعل من‬
‫أفعالها مع بقاء وقته أولى‪ .‬ولعل اجتماع تلك الدللت‪ ،‬وإن كان بعضها‬
‫ضعيفا‪ ،‬مع اتفاق الصحاب يكفي لثبوت هذا الحكم‪ ،‬وكذا هذه الوجوه تدل‬
‫على عدم لزوم صلة الحتياط‪ ،‬بل فيها أظهر‪ ،‬بل ربما يقال‪ :‬التيان بصلة‬
‫الحتياط نوع من نقض الصلة‪ ،‬وتردد المحقق الردبيلي قدس ال روحه‬
‫في سقوط صلة الحتياط‪ ،‬وفيه ما فيه‪ .‬وأما سقوط سجدة السهو‪ ،‬فيشكل‬
‫الستدلل بالنصوص عليه‪ ،‬إل بالتعليل الذي أشرنا إليه‪ ،‬ولذا تمسك‬
‫المحقق وبعض المتأخرين رحمهم ال في ذلك بلزوم العسر والحرج‬
‫المنفيين‪ ،‬ولم يظهر من الصحاب مخالف في ذلك إل المحقق الردبيلى‬
‫حيث تردد فيه‪ ،‬ولعل الحوط إيقاعها وإن كان القول بسقوطها ل يخلو من‬
‫قوة‪ ،‬إذ بعد التأمل في النصوص يظهر الحكم في الجملة كما ل يخفى‪ .‬ثم‬
‫اعلم أن حكم عدم اللتفات إلى الفعل المشكوك فيه حتمي كما يدل عليه‬
‫الوامر والنواهي الواقعة فيها‪ ،‬الظاهرة في الحتمية‪ ،‬مع تأكدها‬
‫بالتعليلت‪ ،‬وأنه لم يخالف في ذلك إل المحقق الردبيلي والشهيد رحمة ال‬
‫عليهما‪ ،‬حيث ذكرا التخيير على سبيل الحتمال‪ ،‬والمحقق المزبور مال‬
‫إليه في آخر كلمه‪ .‬والعلمة والشهيد رضي ال عنهما احتمل البطلن إذا‬
‫عمل بمقتضى الشك‪ ،‬والشهيد الثاني ‪ -‬ره ‪ -‬جزم بالبطلن والشهيدان‬
‫عمما الحكم في صورتي تذكر الحتياج إلى الفعل المأتي به وعدمه‪،‬‬
‫واستدل العلمة ‪ -‬ره ‪ -‬على البطلن بأنه‬

‫]‪[280‬‬

‫فعل خارج عن الصلة‪ ،‬والفعل الخارج عنها يبطلها إذا وقع فيها‪ ،‬وعلل الشهيدان‬
‫بأنها زيادة منهى عنها‪ ،‬وكلما كان كذلك فهو مبطل للصلة‪ .‬واعترض‬
‫المحقق الردبيلي على الدليلين بوجوه ذكرها والتعرض لها يوجب‬
‫التطويل‪ ،‬والحوط عدم التيان بالفعل المشكوك فيه‪ ،‬ومع التيان به إتمام‬
‫الصلة ثم إعادتها‪ ،‬إذ الجزم بالبطلن ل يخلو من إشكال‪ .‬ثم اعلم أن‬
‫المشهور بين الصحاب أن من كثر شكه يبني على الكثر ويسقط عنه‬
‫صلة الحتياط‪ ،‬واختار المحقق الردبيلي قدس ال روحه البناء على القل‬
‫للصل مع العمل بعدم اعتبار الشك مع الكثرة في الجملة‪ ،‬ولم أر قائل بذلك‬
‫غيره ول يخفى على المتأمل في تلك الخبار أن ليس العلة في تغيير حكم‬
‫كثير الشك إل تخفيف الحكم عليه‪ ،‬ورفع وسواس الشيطان عنه‪،‬‬
‫والتخفيف ل يحصل بالبناء على القل كثيرا‪ ،‬لعدم الفرق في الشاك بين‬
‫الثلث والربع مثل بين أن يأتي بركعة واحدة في الصلة أو في خارجها‪،‬‬
‫إل بتكبيرة وتسليمة‪ ،‬وظاهر أن مثل هذا التخفيف ل يكون مقصودا للشارع‬
‫في مثل هذا المقام‪ .‬وأما الركعتان من جلوس فالمشهور أنه ل يتعين في‬
‫الحتياط مع أن الشارع جعله دائما بدل الركعة من قيام‪ ،‬فبناء التخفيف‬
‫عليه بعيد‪ ،‬ثم إن حكمه ‪ -‬ره ‪ -‬بعدم العود إلى الفعل المشكوك فيه مع بقاء‬
‫محله‪ ،‬والتيان بالركعة المشكوك فيها داخل الصلة والقول بالفرق بينهما‪،‬‬
‫غريب إذ دللة النصوص في كل منهما على التيان و عدمه على السواء‪.‬‬
‫وأما السهو فقد عرفت أن المشهور بين الصحاب عدم ترتب حكم على‬
‫الكثرة فيه‪ ،‬وذهب الشهيد الثاني ‪ -‬ره ‪ -‬إلى ترتب الحكم عليه‪ ،‬مع موافقته‬
‫لسائر الصحاب في وجوب العود إلى الفعل الذي سهى فيه‪ ،‬إذا ذكره مع‬
‫بقاء محله‪ ،‬وقضائه بعد الصلة مع تذكره بعد محله‪ ،‬وبطلن الصلة بترك‬
‫الركن أو الركعة نسيانا مع مضي وقت التدارك‪ ،‬وكذا زيادة الركن والركعة‬
‫على التفصيل المقرر في أحكام السهو‪.‬‬

‫]‪[281‬‬

‫فلم يبق النزاع إل ‪ -‬في سجود السهو ويشكل الستدلل بالنصوص على سقوط‬
‫فالحوط التيان به‪ ،‬واحتمل الشهيد الثاني في الذكرى اغتفار زيادة الركن‬
‫سهوا من كثير السهو‪ ،‬دفعا للحرج‪ ،‬ولغتفار زيادته في بعض المواضع‪.‬‬
‫أقول‪ :‬طريق الحتياط واضح‪ ،‬قال ‪ -‬رحمة ال عليه ‪ -‬لو كثر شكه في فعل‬
‫بعينه بنى على فعله فلو شك في غيره فالظاهر البناء على فعله أيضا‬
‫لصدق الكثرة انتهى وهو حسن‪) * .‬الثالث( * في بيان حد كثرة السهو‪.‬‬
‫فقال الشيخ في المبسوط‪ :‬قيل حده أن يسهو ثلث مرات متوالية‪ ،‬وبه قال‬
‫ابن حمزة‪ ،‬وقال ابن إدريس حده أن يسهو في شئ واحد أو فريضة واحدة‬
‫ثلث مرات فيسقط بعد ذلك حكمه‪ ،‬أو يسهو في أكثر الخمس أعني ثلث‬
‫صلوات الخمس‪ ،‬فيسقط بعد ذلك حكم السهو في الفريضة الرابعة‪ .‬وأنكر‬
‫المحقق في المعتبر هذا القول‪ ،‬وقال‪ :‬إنه يجب أن يطالب هذا القائل بمأخذ‬
‫دعواه‪ ،‬فانا ل نعلم لذلك أصل في لغة ول شرع‪ ،‬والدعوى من غير دللة‬
‫تحكم انتهى‪ ،‬وأكثر الصحاب أحالوه على العرف‪ ،‬قال الشهيد الثاني قدس‬
‫ال روحه‪ :‬المرجع في الكثرة إلى العرف‪ ،‬لعدم تقدرها شرعا‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫يتحقق بالسهو في ثلث فرائض متوالية‪ ،‬أو في فريضة واحدة ثلث‬
‫مرات‪ ،‬والظاهر أنه غير مناف للعرف‪ ،‬وفي حكمه السهو في فريضتين‬
‫متواليتين‪ ،‬وربما خصها بعضهم بالسهو في ثلث فرائض‪ ،‬لرواية ابن أبي‬
‫عمير وهي غير صريحة في ذلك‪ ،‬فان ظاهرها أن المراد وجود الشك في‬
‫كل ثلث بحيث ل تسلم له ثلث صلوات خالية عن شكه‪ ،‬ولم يقل أحد‬
‫بانحصار العتبار في ذلك‪ .‬أقول‪ :‬قوله‪ :‬في فريضتين أي ثلثا فيهما‪.‬‬
‫واعلم أن القائلين بالثلث اختلفوا في أن الحكم يتعلق بالثالثة أو بالرابعة‪،‬‬

‫]‪[282‬‬

‫وتمسك القائلون بالثاني بأن حصول الثلث سبب لتحقق حكم الكثرة‪ ،‬والسبب مقدم‬
‫على المسبب‪ ،‬ول يخفى وهنه‪ ،‬إذ تقدم السبب ذاتي ول ينافي المعية‬
‫الزمانية مع أن تقدم الزماني ل يخل هنا بالمقصود‪ .‬ثم إذ قد عرفت أقوال‬
‫مشاهير الصحاب‪ ،‬فلنرجع إلى بيان مدلول صحيحة ابن أبي عمير‬
‫المشتملة على بيان حد الكثرة‪ ،‬فاعلم أن الخبر في غاية الجمال‪ ،‬و يشكل‬
‫التمسك به في مقام الستدلل‪ ،‬إذ الثلث المذكور فيها ل يعلم أن المراد بها‬
‫الصلوات‪ ،‬أو الركعات‪ ،‬أو أفعال الصلة‪ ،‬أو مطلق الفعال‪ ،‬لكن الظاهر أن‬
‫المراد بها الصلوات‪ ،‬ثم بعد بنائه على ذلك أيضا فيه احتمالت‪ .‬الول‪:‬‬
‫وهو أظهر الحتمالت أن يكون المراد أن يسهو في كل ثلث صلوات‬
‫متواليات سهوا واحدا‪ ،‬ول يكون ثلث صلوات متواليات منه خالية عن‬
‫السهو‪ ،‬كأن يسهو مثل في الصبح ثم في المغرب ثم في الظهر‪ ،‬وهكذا‪ .‬ول‬
‫يخفى أنه على هذا يظهر منه تحديد انقطاع كثرة السهو‪ ،‬ول يظهر منه‬
‫تحديد حصولها إذ لو كان المراد استمرار ذلك إلى آخر العمر فل يعلم كونه‬
‫كثير السهو إل بعد موته‪ ،‬ولو حمل على اليوم والليلة فل دللة للخبر‬
‫عليه‪ ،‬مع أنه ل يتعدد الشك فيهما‪ ،‬وظاهر الخبر كون ذلك في زمان يتعدد‬
‫حصول الشك فيه‪ ،‬والتحديد بالسبوع والشهر وغيرهما تعيين بغير دليل‪،‬‬
‫فلبد من الحوالة إلى العرف‪ ،‬أي تكررت تلك الحالة منه بحيث يقال في‬
‫العرف أن ليس ثلث صلوات منه خالية من الشك‪ .‬فعلى هذا فالخبر مستقل‬
‫في تحديد النقطاع‪ ،‬ولما لم يكن مستقل في تحديد حصول كثرة السهو إل‬
‫بمعونة العرف‪ ،‬والعرف مستقل في أصل الحكم‪ ،‬فيصير الخبر من تلك‬
‫الجهة خاليا عن الفايدة‪ ،‬فلبد أن يكون سياق الخبر لبيان حكم النقطاع‬
‫فقط‪ ،‬ويكون الحوالة في حصولها إلى العرف‪ .‬ويمكن أن يقال‪ :‬مدخلية‬
‫العرف في ذلك ل يصير التحديد لغوا‪ ،‬إذ المراد‬

‫]‪[283‬‬

‫بيان المعنى الشرعي للكثرة‪ ،‬بمعونة حكم العرف في أمر آخر‪ ،‬وهو كونه ل يخلو‬
‫ثلث صلوات منه من السهو‪ ،‬وحكمه في ذلك غير حكمه في أصل الكثرة‪،‬‬
‫ولعله لم يتوافق الحكمان‪ ،‬ولو سلم أن المراد بيان المعنى العرفي للكثرة‬
‫فيمكن أن يكون حكمه في مفهوم عدم الخلو أظهر من حكمه في أصل‬
‫الكثرة‪ ،‬فجعل تحقق أحدهما دليل على الخر‪ .‬الثاني‪ :‬أن يكون المراد أن‬
‫يسهو في اليوم والليلة في ثلث صلوات فانه يصدق حينئذ أنه ل يخلو‬
‫ثلث صلوات منهما عن السهو‪ ،‬ول يخفى ركاكة نسبة التعبير عن هذا‬
‫المطلب بتلك العبارة إلى المام الذي هو أفصح البلغاء‪ ،‬ل سيما في مقام‬
‫الحكم لعامة الناس‪ .‬الثالث‪ :‬أن يكون المراد أن يسهو في كل جزء من‬
‫أجزاء الثلث صلوات أي في كل صلة منها‪ ،‬فيكون تحديدا لحصول الكثرة‬
‫بالشك في ثلث متوالية كما فهمه المحقق الردبيلي ‪ -‬رحمة ال عليه ‪-‬‬
‫حيث قال‪ :‬ويمكن أن يكون معنى رواية محمد بن أبي عمير أن السهو في‬
‫كل واحدة واحدة من أجزاء الثلث‪ ،‬بحيث يتحقق في جميعه موجب لصدق‬
‫الكثرة‪ ،‬وأنه ل خصوصية له بثلث دون ثلث‪ ،‬بل في كل ثلث تحقق‬
‫تحقق كثرة السهو‪ ،‬فتزول بواحدة واثنتين أيضا ويتحقق حكمها في‬
‫المرتبة الثالثة‪ ،‬فيكون تحديدا لتحقق وزوال حكم السهو معا فتأمل فانه‬
‫قريب انتهى كلمه رفع ال مقامه‪ .‬ول يخفى أن ما قر به ‪ -‬ره ‪ -‬بعيد من‬
‫سياق الخبر ولعل الظهر في الخبر هو الحتمال الول‪ ،‬ففي حصول الكثرة‬
‫يرجع إلى العرف‪ ،‬وفي انقطاعها إلى خلو ثلث صلوات عن السهو‪ ،‬وهو‬
‫أيضا غير بعيد عن حكم العرف‪ ،‬والحوط في صورة اشتباه الحكم العمل‬
‫بأحكام الشك ثم إعادة الصلة‪.‬‬

‫]‪[284‬‬

‫* )الرابع( * في بيان مفاد قوله عليه السلم " ول على العادة إعادة " فانه كان‬
‫مقصودنا وإنما ذكرنا ما ذكرنا إعانة على فهمه‪ .‬فاعلم أن ظاهر العبارة‬
‫أنه إذا صدر منه شك أو سهو مبطل للصلة‪ ،‬بحيث لزمته إعادة الصلة‪ ،‬ثم‬
‫صدر في العادة أيضا ما يوجب العادة ل يلتفت إليه‪ ،‬ويتم صلته‪ ،‬ول‬
‫تنافي بينه وبين التحديد الواقع في صحيحة ابن أبي عمير‪ ،‬إذ ل يلزم أن‬
‫يكون عدم العادة هنا لتحقق كثرة السهو بل هما حكمان بينهما عموم من‬
‫وجه‪ ،‬إذ السهو الموجب للكثرة ل ينحصر فيما كان سببا للعادة‪ ،‬والعادة‬
‫أيضا ل يستلزم كثرة السهو‪ ،‬وإن اجتمع الحكمان في بعض المواد ول‬
‫تنافي بينهما‪ .‬لكن لم يتعرض له الصحاب ولم يقل به ظاهرا أحد‪ ،‬إل‬
‫الشهيد رفع ال درجته في الذكرى‪ ،‬حيث احتمل ذلك‪ ،‬وقال بعد بسط القول‬
‫في تحقيق حد الكثرة‪ :‬ويظهر من قوله عليه السلم في حسنة حفص بن‬
‫البخترى‪ " :‬ول على العادة إعادة " أن السهو يكثر بالثانية إل أن يقال‪:‬‬
‫يخص بموضع وجوب العادة انتهى‪ .‬وقال السيد صاحب المدارك بعد نقل‬
‫هذا القول‪ :‬وهو كذلك إل أني ل أعلم بمضمونها قائل‪ .‬أقول‪ :‬لما لم يعلم‬
‫تحقق إجماع على خلفه‪ ،‬والرواية المعتبرة دلت عليه‪ ،‬فل مانع من القول‬
‫به‪ ،‬ولذا مال إليه والدي العلمة قدس ال روحه‪ ،‬والحوط التمام‬
‫والعادة‪ ،‬رعاية للمشهور بين الصحاب‪ .‬ثم إن لمن لم يقل بظاهره وجوها‬
‫من التأويل فيه‪ :‬الول أن يحمل على ما إذا تحققت الكثرة في الشك في‬
‫المعادة أو قبله على القولين‪ .‬الثاني أن يكون المراد عدم استحباب العادة‬
‫ثانية فيما تستحب فيه العادة‪ ،‬كاعادة الصلة لمن صلى منفردا فانها‬
‫مستحبة‪ ،‬ول يستحب بعد ذلك إعادتها جماعة مرة اخرى‪ ،‬كما إذا اعاد‬
‫الناسي للنجاسة الصلة خارج الوقت استحبابا على القول‬

‫]‪[285‬‬

‫به‪ ،‬فل يستحب له العادة مرة اخرى‪ ،‬وأمثال ذلك‪ .‬الثالث أنه إذا أعاد الصلة في‬
‫موضع تجب فيه العادة فل تجوز العادة مرة اخرى بالسبب الول من‬
‫غير عروض سبب آخر لها‪ ،‬ول يخفى بعد تلك الوجوه‪ - 41 .‬السرائر‪:‬‬
‫نقل من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن العباس‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن المغيرة‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ل سهو على من أقر على نفسه بسهو )‪ .(1‬بيان‪ :‬أقول‪ :‬لعل المعنى‬
‫أنه ل يعتبر الشك أو السهو ممن يعرف من نفسه كثرتهما‪ ،‬بتقدير مضاف‪،‬‬
‫أو ممن أقر على نفسه أن شكه من قبيل وسواس الشيطان وليس شكا‬
‫واقعيا‪ ،‬بل يعلم بعد التأمل أنه أتى بالفعل كما هو غالب حال من يكثر الشك‪،‬‬
‫أو ل يلزم سجود السهو بعد التذكر والتيان بالفعل المنسي في محله أو‬
‫المعنى أنه ل يقبل من الصناع ادعاء السهو فيما جنوا بأيديهم على المتاع‪،‬‬
‫ول يعذرون بذلك‪ ،‬أو ينبغي عدم مؤاخذتهم على سهوهم‪ ،‬ويمكن حمله‬
‫على بعض معاني السهو في السهو‪ ،‬ول يخلو شئ منها من التكلف‪ ،‬وإن‬
‫كان الول أقل تكلفا‪ .‬أقول‪ :‬وإنما خرجنا في هذا الباب عما التزمناه في أول‬
‫الكتاب من رعاية الختصار‪ ،‬وعطفنا عنان البيان قليل إلى التطويل‬
‫والطناب والكثار‪ ،‬لعموم البلوى بتلك المقاصد وكثرة حاجة الناس إليها‬
‫وال ولي التوفيق‪.‬‬

‫)‪ (1‬السرائر‪.478 :‬‬

‫]‪[286‬‬

‫)أبواب( * )ما يحصل من النواع للصلوات اليومية بحسب( * * )ما يعرض لها‬
‫من خصوص الحوال( * * )والزمان وأحكامها وآدابها وما يتبعها( * *‬
‫)من النوافل والسنن وفيها أنواع( * * )من البواب( * )أبواب القضاء( ‪1‬‬
‫} باب { )أحكام قضاء الصلوات( اليات‪ :‬طه‪ :‬فاعبدني وأقم الصلوة لذكرى‬
‫)‪ .(1‬الفرقان‪ :‬وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد‬

‫)‪ (1‬طه‪ ،14 :‬والظاهر من لفظ الية الكريمة أن اللم في " لذكرى " ظرفية بمعنى‬
‫" عند " كما في قوله تعالى‪ " :‬أقم الصلة لدلوك الشمس " الية‪،‬‬
‫فالمراد بالذكر هو الذكر عن نسيان‪ ،‬ليصح معنى التوقيت‪ ،‬ولو كان‬
‫المراد بالذكر ما يشمل الذكر عن ادامة الحفظ‪ ،‬كما قيل سواء كان ذكرا‬
‫باللسان أو بالقلب‪ ،‬لوجب عليه اقامة الصلة متواترا في كل حين‪ ،‬وهو‬
‫خلف ظاهر الية الكريمة من التوقيت بوقت معين‪ ،‬كما هو كذلك في كل‬
‫شرع‪.‬‬

‫]‪[287‬‬

‫‪.....‬‬

‫وأما معنى الصلة‪ ،‬فقد كانت عند بنى اسرائيل معهودة بهيئتها وأركانها واشتمالها‬
‫على ذكر ال عزوجل بالتوجه والدعاء والتضرع إليه والنابة له‪ ،‬من‬
‫لدن أن قال ابراهيم الخليل عليه الصلة والسلم‪ " :‬رب اجعلني مقيم‬
‫الصلة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء "‪ ،‬فمن المسلم أن موسى بن‬
‫عمران عليه السلم ‪ -‬قبل أن يوحى إليه هذا الوحى ‪ -‬كان يصلى ل‬
‫عزوجل ويعبده على الوجه المقرر في شريعة ابراهيم الخليل عليه‬
‫الصلة والسلم وخاصة بعد ما بلغ أشده وآتاه ال الحكم والعلم‪ ،‬ولذلك لم‬
‫يتكفل الوحى لبيان معنى الصلة له وشرح أذكارها وأركانها‪ ،‬وانما بين‬
‫له عليه السلم ما كان يهمه ويخصه من وقت الصلة مدى اشتغاله‬
‫بابلغ الرسالة إلى فرعون وملئه فوقت له اقامة الصلة كلما تنبه لذكر‬
‫ال عزوجل ول يكون ذلك ال بعد ذهول وغفلة ونسيان كعند قيامه من‬
‫النوم أو الفراغ من المشاغل التى ينسى ويمحو ذكر ال عزوجل عن‬
‫القلب‪ .‬وهذا الذى وصى ال عزوجل به موسى بن عمران‪ ،‬يجب علينا‬
‫العمل به في ظرفه بعد ملحظة شرع نبينا المطهر‪ ،‬لقوله عزوجل‪" :‬‬
‫شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذى أوحينا اليك وما وصينا به‬
‫ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه " الشورى‪:‬‬
‫‪ .12‬فبحكم الية الكريمة شرع ال عزوجل لنا ما أوحى إلى نبينا المكرم‬
‫من أوقات الصلوات الخمسة كما أنه شرع لنا من أحكام الدين ما وصى‬
‫به النبياء الربعة اولى العزم خصوصا فشرف تلك المة المرحومة‬
‫بالشرافة التى كان خص بها اولى العزم من الرسل ليشملهم بذلك رحمته‬
‫ورضوانه‪ .‬فمن ذلك الصلة والزكاة كما قال ال عزوجل حاكيا عن عيسى‬
‫بن مريم عليهما السلم " وأوصاني بالصلة والزكاة مادمت حيا " مريم‪:‬‬
‫‪ ،31‬ومن ذلك المر بالمعروف والنهى عن المنكر بتبليغ أمر ال عزوجل‬
‫ونشر دينه وعدم التفرق فيه كما عرفت من قوله تعالى‪ " :‬أن أقيموا‬
‫الدين ول تتفرقوا فيه " الية‪ .‬ومن ذلك اقامة الصلة حين تذكرها بعد‬
‫النسيان والذهول عنها في أوقاتها المعلومة في شرعنا‪ ،‬لقوله عزوجل‬
‫لموسى )ع(‬

‫]‪[288‬‬

‫شكورا )‪ .(1‬تفسير‪ " :‬وأقم الصلة لذكري " قيل فيه وجوه‪ :‬الول‪ :‬لتذكرني فان‬
‫ذكري أن اعبد ويصلى لي‪ ،‬الثاني‪ :‬لتذكرني فيها لشتمال الصلة على‬
‫الذكار الثالث‪ :‬لني ذكرتها في الكتب وأمرت بها‪ ،‬الرابع لن أذكرك‬
‫بالمدح والثناء‪ ،‬وأجعل لك لسان صدق‪ ،‬الخامس لذكرى خاصة‪ ،‬أو‬
‫لخلص ذكرى وطلب وجهي ل ترائي بها ول تقصد بها غرضا آخر‪،‬‬
‫السادس لتكون لي ذاكرا غير ناس‪ ،‬فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربهم‬
‫على بال منهم‪ ،‬وتوكيل هممهم وأفكارهم به كما قال تعالى‪ " :‬رجال ل‬
‫تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال " )‪ (2‬السابع لوقات ذكرى وهي‬
‫مواقيت الصلوات‪ ،‬الثامن عند ذكر الصلة بعد نسيانها أي أقمها متى‬
‫ذكرت كنت في وقتها أو لم تكن‪ .‬وهذا أقوى الوجوه بحسب الروايات )‪(3‬‬
‫ونسبه في مجمع البيان إلى أكثر‬

‫" اننى أنا ال ل اله ال أنا فاعبدنى وأقم الصلة لذكرى "‪ .‬فعلى هذا يجب على من‬
‫فاتته احدى الصلوات اليومية في وقتها المعين في شرعنا بالفرض أو‬
‫السنة‪ ،‬أن يصليها حين تذكرها وتبدل نسيانها إلى الذكر‪ ،‬بحيث إذا‬
‫أهملها بعد ذكرانها حتى نسيها مرة اخرى فقد عصى باهماله بحكم الية‬
‫الكريمة‪ ،‬وسيمر عليك في تضاعيف الخبار ما ينص على ذلك انشاء ال‪.‬‬
‫)‪ (1‬الفرقان‪ ،62 :‬ومعنى قوله عزوجل‪ " :‬لمن أراد أن يذكر " أي لمن‬
‫أراد أن يتلبس بالذكر‪ ،‬فان المراد من الذكر ههنا هو الذكر اللسانى‬
‫والقلبى كلما خلف النهار الليل وخلف الليل النهار‪ ،‬بقرينة الترديد بينه‬
‫وبين الشكر وجعلهما متعلقا لرادة من أراد وهو واضح‪ (2) .‬النور‪.37 :‬‬
‫)‪ (3‬بل بحسب ظاهر الية الكريمة أيضا كما عرفت‪ ،‬ونزيدك بيانا أن مآل‬
‫الوجه الول والثانى وهكذا الوجه السادس إلى تقدير الية هكذا‪ :‬أقم‬
‫ذكرى لتذكرني وهذا الكلم من السخافة بمكان وأما الوجه الثالث ومعناه‪:‬‬
‫أقم الصلة لنى ذكرتها في الكتب ‪-‬‬

‫]‪[289‬‬

‫المفسرين‪ ،‬وقال‪ :‬وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ويعضده ما رواه‬
‫مسلم في الصحيح عن أنس أن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من نسي‬
‫صلته فليصلها إذا ذكرها ل كفارة لها‬
‫وأمرت بها‪ ،‬فهو أسخف من القولين الولين‪ ،‬فان " أقم الصلة " أمر مستقل في‬
‫وحى مستقل توجه إلى موسى عليه السلم من دون واسطة‪ ،‬فل وجه‬
‫لن يعلل ايجابها بأنها قد سطرت في كتب القدمين‪ ،‬لو كان هناك كتب‪،‬‬
‫غير صحف ابراهيم عليه السلم‪ ،‬وبعبارة اخرى هذا المر مولوى توجه‬
‫بالخطاب إليه حضورا‪ ،‬فل معنى لجعله ارشاديا بارجاعه إلى كتب‬
‫القدمين‪ .‬وأما الوجه الرابع‪ :‬أقم الصلة لن أذكرك بالمدح والثناء وأجعل‬
‫لك لسان صدق‪ ،‬فمفاده اخراج المر المولوي بايجاب الصلة في حد‬
‫ذاتها على الطلق إلى المر الستحبابى الترغيبى مع أن المقام مقام‬
‫المر المولوي لظاهر قوله‪ " :‬اننى أنا ال ل اله ال أنا فاعبدنى "‪ .‬وأما‬
‫الوجه الخامس ويشبهه بوجه الوجه السادس أيضا‪ " ،‬صل لى ول تصل‬
‫لغيري كما يفعله المشركون " فل يليق لن يخاطب به مثل موسى عليه‬
‫السلم بعد ما قال عزوجل‪ " :‬وأنا اخترتك " فانه عليه السلم كان منزها‬
‫من الشرك والرياء بعصمة من ال عزوجل وقد آتاه رشده وأعطاه‬
‫الحكمة والعلم‪ ،‬ول يكون من باب قولهم اياك أعنى واسمعي يا جارة‪ ،‬فان‬
‫هذا الوحى والتكليم كان مخصوصا به عليه السلم لم يحضر الطور غيره‬
‫أحد من البشر‪ .‬وأما الوجه السابع " أقم الصلة لوقات ذكرى " ثم‬
‫تأويله إلى مثل قولنا " أقم الصلة لوقات الصلوات " فان كان المراد‬
‫بالوقات الوقات التى وقتت في شرع ابراهيم عليه السلم تبدل المر‬
‫ارشاديا بعد ما كان مولويا كما قلنا في الوجه الثالث‪ ،‬مع أنه أوهم تضييع‬
‫موسى عليه السلم لوقات الصلوات‪ ،‬حيث وصاه باقامة الصلة في‬
‫أوقاتها‪ ،‬وان كان المراد بالوقات غير ما وقت في شرع ابراهيم الخليل‬
‫لزم تأخير البيان عن وقت الحاجة‪ ،‬حيث أمر بالصلة ولم يبين أوقاتها‬
‫الموقتة‪(*) .‬‬

‫]‪[290‬‬

‫غير ذلك‪ ،‬وقرأ " أقم الصلوة لذكرى " انتهى )‪ .(1‬وروى الشيخ )‪ (2‬والكليني )‪(3‬‬
‫بسند فيه جهالة على المشهور )‪ (4‬عن زرارة عن الباقر عليه السلم أنه‬
‫قال‪ :‬إذا فاتتك صلة فذكرتها في وقت اخرى‪ ،‬فان كنت تعلم أنك إذا صليت‬
‫التي فاتتك كنت من الخرى في وقت فابدأ بالتي فاتتك‪ ،‬فان ال تعالى‬
‫يقول‪ " :‬أقم الصلوة لذكري "‪ .‬وروى الشهيد رحمة ال عليه في الذكرى‬
‫)‪ (5‬بسنده الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا دخل وقت صلة مكتوبة فل صلة نافلة حتى‬
‫يبدأ بالمكتوبة قال‪ :‬فقدمت الكوفة فأخبرت الحكم بن عتيبة وأصحابه فقبلوا‬
‫ذلك مني‪ .‬فلما كان في القابل لقيت أبا جعفر عليه السلم فحدثني أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله عرس في بعض أسفاره فقال‪ :‬من يكلؤنا ؟ فقال‬
‫بلل‪ :‬أنا‪ ،‬فنام بلل وناموا حتى طلعت الشمس فقال‪ :‬يا بلل ما أرقدك ؟‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله أخذ بنفسى الذي أخذ بأنفاسكم فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬قوموا فتحولوا عن مكانكم الذي أصابكم‬
‫فيه الغفلة‪ ،‬وقال‪ :‬يا بلل أذن فأذن فصلى النبي صلى ال عليه وآله ركعتي‬
‫الفجر وأمر أصحابه فصلوا ركعتي الفجر ثم قام فصلى بهم الصبح ثم قال‪:‬‬
‫من نسي شيئا من الصلة فليصلها إذا ذكرها‪ ،‬فان ال عزوجل يقول‪" :‬‬
‫وأقم الصلوة لذكرى " قال زرارة‪ :‬فحملت الحديث إلى الحكم وأصحابه‬
‫فقال‪ :‬نقضت حديثك الول‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 7‬ص ‪ 5‬و ‪ (2) .6‬التهذيب‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .184‬الكافي ج ‪3‬‬
‫ص ‪ (4) .293‬بل هو مهمل لم يذكر بمدح ال ما ذكره ابن داود حيث‬
‫عنونه في القسم الول تحت الرقم ‪ ،1192‬وقال كان وزير أبى جعفر‬
‫المنصور ممدوح‪ (5) .‬الذكرى‪ ،134 :‬وقد مر مشروحا في ج ‪ 87‬ص‬
‫‪.24‬‬

‫]‪[291‬‬

‫فقدمت على أبي جعفر عليه السلم فأخبرته بما قال القوم‪ ،‬فقال‪ :‬يا زرارة أل‬
‫أخبرتهم أنه قد فات الوقتان جميعا‪ ،‬وأن ذلك كان قضاء من رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ .‬وفي تفسير علي بن ابراهيم قال‪ :‬إذا نسيتها ثم‬
‫ذكرتها فصلها )‪ .(1‬بقي الكلم في توجيه الية على هذا الوجه‪ ،‬فان‬
‫الظاهر عليه أن يقال‪ :‬لذكرها )‪ (2‬وفيه أيضا وجوه‪ :‬الول أن يقدر مضاف‬
‫أي لذكر صلتي‪ .‬الثاني أن يقال‪ :‬إنما قال‪ " :‬لذكرى " لبيان أن ذكر‬
‫الصلة مستلزم لذكره سبحانه‪ ،‬وذكر أمره بها وعقابه على تركها‪ ،‬فكان‬
‫ذكرها عين ذكره تعالى‪ .‬الثالث أن يكون المعنى عند ذكر الصلة الذي هو‬
‫من قبلي وأنا علته‪ ،‬كما ورد في الخبار أن الذكر والنسيان من الشياء‬
‫التى ليس للعباد فيها صنع‪ .‬الرابع أن يكون المراد عند ذكري لك‪ ،‬وذكر ال‬
‫كناية عن لطفه ورحمته‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .418 :‬قد عرفت أن الية الكريمة انما تحكى وحيا وتكليما‬
‫من ال عزوجل لموسى عليه السلم )ل ريب في ذلك( يوقت له أوقات‬
‫الصلة بوجه خاص‪ ،‬ال أن ذلك التوقيت إذا توجه الينا بحكم آية الشورى‬
‫كان مفادها كمثل هذا القول‪ " :‬أقم الصلة لذكرها بعد نسيانها "‪ .‬فرسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وأهل بيته المعصومون انما يحتجون بالية بهذا‬
‫الوجه‪ ،‬ل بما أنها نزلت تخاطب النبي صلى ال عليه وآله حتى يرد على‬
‫الروايات ما ذكره المؤلف العلمة‪ .‬وهذا مثل ما كان أهل البيت يحتجون‬
‫بقوله تعالى " ل المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه ال " على أن‬
‫صلة النافلة تجوز إلى كل جانب‪ ،‬وصلة المتحير تجوز إذا وقعت ما بين‬
‫المشرق والمغرب‪ ،‬مع أنها نزلت في غير هذا المورد على ما عرفت‬
‫بيانها في ج ‪ 84‬ص ‪ 29‬و ‪ ،33‬وكثيرا ما يستند المام عليه السلم بآية‬
‫من آيات القرآن الكريم من حيث نتيجة مفادها بالنسبة الينا مع أن ظاهر‬
‫لفظ الية تخالف حكمهم بذلك‪ ،‬فل تغفل عن هذه الدقيقة‪ ،‬ولعل ال يوفقنا‬
‫للبحث عن ذلك مستوفى فيما بعد انشاء ال تعالى‪.‬‬

‫]‪[292‬‬

‫كما قال‪ " :‬اذكروني أذكركم " )‪ (1‬و " نسوا ال فنسيهم " )‪ (2‬إذ تذكير الصلة‬
‫بعد نسيانها من ألطافه سبحانه‪ ،‬ولم أر هذا الوجه في كلمهم )‪ .(3‬ثم إن‬
‫الية على الوجه الخير الذي قويناه تدل على أن وقت القضاء الذكر وأنه‬
‫ل تكره ول تمنع في شئ من الوقات إل مع مزاحمته لواجب مضيق‪ ،‬ولذا‬
‫أجمع الفقهاء على أنه تقضى الفرائض في كل وقت ما لم تتضيق‬
‫الحاضرة‪ ،‬ولو عممنا الصلة بحيث تشمل الفريضة والنافلة والمر بحيث‬
‫يشمل الوجوب والندب‪ ،‬دلت الية على جواز قضاء النافلة في أوقات‬
‫الفرائض كما مر القول فيه‪ ،‬وتدل عليه صحيحة زرارة المتقدمة في‬
‫الجملة‪ .‬واستدل بها أيضا على المضايقة في القضاء للمر بايقاعها عند‬
‫الذكر‪ ،‬والمر للوجوب‪ ،‬واجيب بأنه إنما يتم إذا كان المر للفور‪ ،‬ولم‬
‫يثبت‪ ،‬واعترض عليه بأن الية على هذا الحمل دالة على تعيين زمان‬
‫المأمور به‪ ،‬والخلل به يوجب عدم التيان بالمأمور به‪ ،‬والحقيقة ههنا‬
‫وإن كانت غير مرادة‪ ،‬لكن لبد من حمله على أقرب المجازات إليها‪ ،‬فيجب‬
‫التيان بها بعد التذكر بل فصل يعتد به‪ ،‬على أن هذا المعنى ينساق إلى‬
‫الذهن في أمثال هذه المواضع عرفا‪ .‬أقول‪ :‬يمكن أن يقال‪ :‬على هذا الوجه‬
‫ل تدل الية إل على أن زمان الذكر وقت للصلة‪ ،‬وهو وقت متسع ول تدل‬
‫على أن وقته أول أوقات الذكر حتى يحتاج إلى تلك التكلفات‪ ،‬فتفطن‪ ،‬وما‬
‫ذكره من شهادة العرف ممنوع‪ " .‬جعل الليل والنهار خلفة " أي جعلهما‬
‫ذوي خلفة يخلف كل منهما الخر‪ ،‬بأن يقوم مقامه فيما كان ينبغي أن يعمل‬
‫فيه أو بأن يعقبه‪ ،‬يقال هما يختلفان كما يقال‪ :‬يعتقبان‪ ،‬ومنه قوله‪" :‬‬
‫واختلف الليل والنهار " )‪ (4‬وقيل أي جعل كل‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .152 :‬براءة‪ (3) .67 :‬هذه الوجوه تشبه بعض الوجوه السبعة‬
‫التى مر البحث عنها فيما سبق‪ (4) .‬آيات كثيرة منها في سورة البقرة‪:‬‬
‫‪ ،164‬آل عمران‪.190 :‬‬
‫]‪[293‬‬

‫منهما مخالفا للخر‪ ،‬وليس بشئ‪ ،‬والول هو المؤيد بالخبار‪ " .‬لمن أراد أن يذكر‬
‫" قال في الكشاف‪ :‬وقرئ تذكر ويذكر‪ ،‬وعن ابي ابن كعب يتذكر‪ ،‬والمعنى‬
‫لينظر في اختلفهما الناظر فيعلم أنه لبد لنتقالهما من حال إلى حال‬
‫وتغيرهما من ناقل ومغير‪ ،‬ويستدل بذلك على عظم قدرته‪ ،‬ويشكر الشاكر‬
‫على النعمة فيهما من السكون بالليل والتصرف بالنهار‪ ،‬كما قال عزوجل‪:‬‬
‫" ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله " )‬
‫‪ (1‬أو ليكونا وقتين للمتذكرين والشاكرين‪ ،‬من فاته في أحدهما ورده من‬
‫العبادة‪ ،‬قام به في الخر انتهى‪ .‬والخير أظهر وأقوى كما اختاره في‬
‫مجمع البيان )‪ (2‬ونسبه إلى ابن عباس وغيره‪ ،‬وقال‪ :‬وروي ذلك عن أبي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يقضي صلة الليل بالنهار‪ ،‬وحمل قوله‪ " :‬لمن‬
‫أراد أن يذكر " على قضاء الفريضة‪ ،‬وقوله‪ " :‬شكورا " على قضاء‬
‫النافلة‪ .‬ويؤيده ما رواه الشيخ في الموثق عن عنبسة العابد )‪ (3‬قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " وهو الذى جعل الليل‬
‫والنهار خلفة " الية قال‪ :‬قضاء صلة الليل بالنهار‪ ،‬وصلة النهار بالليل‪.‬‬
‫وقال في الفقيه‪ (4) :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬كلما فاتك بالليل فاقضه‬
‫بالنهار قال ال تبارك وتعالى‪ " :‬وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن‬
‫أراد أن يذكر أو أراد شكورا " يعني أن يقضي الرجل ما فاته بالليل بالنهار‬
‫وما فاته بالنهار بالليل‪ ،‬وقد مر في باب أحكام النوافل مثله برواية علي بن‬
‫إبراهيم )‪ (5‬عن أبيه عن صالح بن عقبة‬

‫)‪ (1‬القصص‪ (2) .73 :‬مجمع البيان ج ‪ 7‬ص ‪ (3) .178‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪،275‬‬
‫ط نجف‪ (4) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .315‬تفسير القمى‪ ،467 :‬وقد مر في‬
‫باب جوامع أحكام النوافل ج ‪ 87‬ص ‪.43‬‬

‫]‪[294‬‬

‫عن جميل عنه عليه السلم وزاد في آخره وهو من سر آل محمد المكنون‪ .‬فعلى‬
‫هذا تدل الية على رجحان قضاء كل ما فات بالليل في النهار وبالعكس إل‬
‫ما أخرجه الدليل‪ - 1 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن‬
‫علي بن مهزيار‪ ،‬عن الحسين بن سعيد يرفع الحديث قال‪ :‬سئل أبو عبد ال‬
‫عليه السلم عن رجل نسي صلة من الصلوات الخمس ل يدري أيتها‬
‫هي ؟ قال‪ :‬يصلي ثلثة وأربعة وركعتين‪ ،‬فان كانت الظهر والعصر‬
‫والعشاء كان قد صلى‪ ،‬وإن كانت المغرب والغداة فقد صلى )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫روى الشيخ مضمونه بسندين صحيحين )‪ (2‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن غير‬
‫واحد من أصحابنا عنه عليه السلم وعلي بن أسباط قد وثقه النجاشي )‪(3‬‬
‫وقال إنه من أوثق الناس وأصدقهم لهجة‪ ،‬وذكر أنه كان فطحيا ثم رجع‬
‫عنه وتركه‪ ،‬ولم يذكر الشيخ كونه فطحيا‪ ،‬ومثل هذا إذا قال‪ :‬عن غير‬
‫واحد من أصحابنا يمكن عده من الصحاح‪ ،‬ل سيما مع تأيده بهذه الرواية‬
‫وعمل الصحاب‪ ،‬وذكر الصدوق )‪ (4‬في المقنع أيضا ولذا ذهب جل‬
‫الصحاب إلى العمل بمضمونه وقالوا يردد الربع بين الظهر والعصر‬
‫والعشاء مخيرا بين الجهر والخفات‪ ،‬ونقل الشيخ في الخلف عليه إجماع‬
‫الفرقة‪ ،‬وحكي عن أبي الصلح وابن حمزة وجوب الخمس والول أقوى‪.‬‬
‫والقائلون بالول قالوا لو كانت الفائتة من صلة السفر اكتفى باثنتين ثنائية‬
‫مطلقة إطلقا رباعيا ومغرب إل ابن إدريس‪ ،‬حيث لم يوافق هنا مع‬
‫موافقته في الول‪ ،‬نظرا إلى اختصاص النص بالول فالتعدية قياس‪.‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ 325 :‬وفى هامش الصل‪ :‬ثلثا وأربعا ظ‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 191‬بسند وص ‪ 192‬بسند آخر‪ (3) .‬رجال النجاشي ص ‪(4) .190‬‬
‫المقنع ص ‪ 32‬ط السلمية‪ ،‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.231‬‬

‫]‪[295‬‬

‫وأقول‪ :‬يمكن أن يقال‪ :‬الستدلل بخبر المحاسن من قبيل القياس على العلة‬
‫المنصوصة‪ ،‬والمشهور حجيته فتأمل‪ ،‬وما قيل من أنه من قبيل دللة‬
‫التنبيه ومفهوم الموافقة‪ ،‬فلم نعرف معناه‪ - 2 .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال‬
‫بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن المريض يغمى عليه أياما ثم يفيق‪ ،‬ما عليه من قضاء ما ترك‬
‫من الصلة ؟ قال‪ :‬يقضي صلة ذلك اليوم الذي أفاق فيه )‪ - 3 .(1‬العيون‬
‫والعلل‪ :‬عن عبد الواحد بن عبدوس‪ ،‬عن علي بن محمد بن قتيبة عن‬
‫الفضل بن شاذان فيما رواه من العلل عن الرضا عليه السلم فان قال‪ :‬فلم‬
‫صارت الحائض يقضي الصيام ل الصلة ؟ قيل‪ :‬لعلل شتى إلى آخر ما مر‬
‫في كتاب الطهارة )‪ .(2‬ثم قال‪ :‬فان قال‪ :‬فلم إذا مرض الرجل أو سافر في‬
‫شهر رمضان فلم يخرج من سفره أو لم يفق من مرضه حتى يدخل عليه‬
‫شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للول‪ ،‬وسقط القضاء ؟ قيل‪ :‬لن ذلك‬
‫الصوم إنما وجب عليه في تلك السنة في هذا الشهر‪ ،‬وأما الذي لم يفق‬
‫فانه لما مر عليه السنة كلها وقد غلب ال عليه‪ ،‬فلم يجعل له السبيل إلى‬
‫أدائها سقط عنه‪ ،‬وكذلك كل ما غلب ال عليه مثل المغمى عليه يغمى عليه‬
‫في يوم وليلة‪ ،‬فل يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق عليه السلم‬
‫كلما غلب ال على العبد فهو أعذر له )‪ - 4 .(3‬الذكرى‪ :‬عن إسماعيل بن‬
‫جابر قال‪ :‬سقطت عن بعيري فانقلبت على ام رأسي‪ ،‬فمكثت سبع عشرة‬
‫ليلة مغمى عليه فسألته عن ذلك فقال‪ :‬اقض مع كل صلة صلة )‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 97‬ط حجر ص ‪ 128‬ط نجف‪ (2) .‬راجع ج ‪ 81‬ص ‪) .106‬‬
‫‪ (3‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ ،257‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪(4) .117‬‬
‫الذكرى‪.134 :‬‬

‫]‪[296‬‬

‫قال الشهيد ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬وفيه تصريح بالتوسعة لو أوجبنا القضاء على المغمى‬
‫عليه‪ ،‬وقال‪ :‬قال سلر ‪ -‬ره ‪ -‬وقد روي أنه إذا أفاق آخر النهار قضى‬
‫صلة ذلك اليوم‪ ،‬وإن أفاق آخر الليل قضى صلة تلك الليلة‪ ،‬وابن إدريس‬
‫حكى هذا‪ ،‬وأنه روي أنه يقضي صلة شهر‪ .‬المقنع‪ :‬اعلم أن المغمى عليه‬
‫يقضي جميع ما فاته من الصلوات‪ ،‬وروي ليس على المغمى عليه أن‬
‫يقضي إل صلة اليوم الذي أفاق فيه‪ ،‬والليلة التي أفاق فيها وروي أنه‬
‫يقضي صلة ثلثة أيام‪ ،‬وروي أنه يقضي الصلة التي أفاق فيها في وقتها‬
‫)‪ .(5‬تنقيح‪ :‬اعلم أن الصحاب اختلفوا في قضاء المغمى عليه الصلة‪ ،‬مع‬
‫استيعاب الغماء جميع وقت الصلة‪ ،‬فذهب الكثر إلى أنه ل يجب عليه‬
‫القضاء أصل‪ ،‬وذهب الصدوق إلى القضاء مطلقا كما عرفت )‪ (1‬وحكي‬
‫عن بعض الصحاب أنه يقضي آخر‬

‫)‪ (1‬المقنع‪ (2) .37 :‬وهو المختار‪ ،‬لما عرفت في ج ‪ 82‬ص ‪ 313‬ذيل قوله تعالى‪:‬‬
‫" ان الصلة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " أن الصلة مكتوبة على‬
‫المؤمنين كالدين المؤجل بآجال معينة كلما حل أجل وجب أداء ما افترض‬
‫وكتب عليه من ثنائية أو رباعية أو ثلثية‪ ،‬فل يسقط تلك الكتابة ال‬
‫بالداء‪ ،‬حتى انه يطالب أولياء المؤمنين بعد مماتهم بقضاء هذا الدين‬
‫عن ميته كما هو المسلم في الشريعة‪ .‬فعلى هذا يكون قضاء الصلوات في‬
‫أي ظرف كان بالمر الول‪ ،‬وهذا المر انما يتوجه إلى المكلف حين يبلغ‬
‫أول تكليفه فيحكم عليه بكتابة هذا الدين عليه ليؤدي ديون صلوات‬
‫المكتوبة في أنجمها‪ ،‬فإذا تركها عمدا يؤدى ما فاته بعد التوبة والعتذار‪،‬‬
‫ويكون فاسقا بل كافرا حين تركه للصلة‪ ،‬وإذا تركها نسيانا أداها بعد‬
‫التذكر‪ ،‬وإذا تركها لمر ض غلبه كالسليم أو صاحب الوجع الذى ل يزال‬
‫يلتوى من شدة الوجع‪ ،‬أداها بعد رفع الحرج وإذا فاتته الصلة لغماء أو‬
‫سكر أو برسام غلب ‪-‬‬

‫]‪[297‬‬

‫أيام إفاقته إن أفاق نهارا أو آخر ليلته إن أفاق ليل‪ ،‬والول أقوى‪ ،‬والخبار‬
‫عليه‪ ،‬أداها بعد الفاقة وإذا تركها لنوم غلبه أداها بعد اليقظة‪ ،‬كل ذلك لن الصلة‬
‫مكتوبة ل يخرج عن عهدتها ال بأدائها‪ .‬ال أنه ل عصيان في هذه الصور‬
‫غير العمدية‪ ،‬لن هذه الفات عرض عليه من دون اختياره وكلما غلب‬
‫ال على العبد‪ ،‬فال أولى بالعذر‪ ،‬ولما ثبت عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬رفع عن امتى تسعة‪ :‬الخطا‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما اضطروا إليه‪ ،‬وما ل‬
‫يطيقون‪ ...‬ولقوله صلى ال عليه وآله رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ‬
‫وعن المجنون حتى يفيق‪ .‬وهناك روايات صحيحة كثيرة تنص على أن‬
‫المغمى عليه يقضى صلواته كلها منها صحيحة عبد ال بن سنان عن أبى‬
‫عبد ال )ع( قال‪ :‬كل ما تركته من صلتك لمرض اغمى عليك فيه فاقضه‬
‫إذا أفقت ومنها صحيحة رفاعة عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته‬
‫عن المغمى عليه شهرا ما يقضى من الصلة ؟ قال‪ :‬يقضيها كلها‪ ،‬ان أمر‬
‫الصلة شديد‪ ،‬ومنها ما عن منصور بن حازم عن أبى عبد ال )ع( أنه‬
‫سأله عن المغمى عليه شهرا أو أربعين ليلة ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ان شئت‬
‫أخبرتك بما آمر به نفسي وولدى‪ :‬أن تقضى كل ما فاتك )التهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ .(421‬واما ما روى من أنه ل يقضى صلته‪ ،‬ويحتج فيها بقوله‬
‫عليه السلم‪ " :‬كلما غلب ال عليه فال أولى بالعذر " فهذا الحتجاج‬
‫دليل التقية والتقاء في الفتوى‪ ،‬فان العذر انما هو في تركه في الوقت‬
‫المعين وعدم نقصان دينه وعدالته وورعه بذلك‪ ،‬وأما بعد رفع العذر‪،‬‬
‫فالتكليف بحاله‪ ،‬ول فرق بين العذار بأنه لو كان النوم والنسيان وجب‬
‫القضاء‪ ،‬ولو كان هو الغماء لم يجب‪ .‬ولذلك ترى المام عليه السلم‬
‫يحتج بهذه القاعدة في غير مورد الغماء أيضا كما في حديث مرازم قال‪:‬‬
‫سألت أبا عبد ال عليه السلم عن المريض ل يقدر على الصلة ؟ قال‪:‬‬
‫فقال كلما غلب ال على العبد فال اولى بالعذر‪ .‬نعم لو كان المكلف هو‬
‫الذى أورد على نفسه احدى هذه العذار‪ ،‬كما إذا شرب مسكرا أو مخدرا‬
‫أو غير ذلك من الدوية فغلب عليه النوم أو النسيان أو الغماء أو الهجر‬
‫كان في ‪-‬‬

‫]‪[298‬‬

‫الدالة على القضاء محمولة على الستحباب‪ ،‬وبعضها أشد استحبابا من بعض‬
‫كاليوم والثلثة اليام‪ .‬وذكر الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬أنه لو أغمى بفعله وجب عليه‬
‫القضاء‪ ،‬وأسنده إلى الصحاب ول حجة عليه ظاهرا‪ .‬قال في الذكرى‪ :‬لو‬
‫زال عقل المكلف بشئ من قبله فصار مجنونا أو سكر فغطي عقله واغمي‬
‫عليه بفعل فعله‪ ،‬وجب القضاء‪ ،‬لنه مسبب عن فعله وأفتى به الصحاب‬
‫وكذا النوم المستوعب‪ ،‬وشرب المرقد‪ .‬ولو كان النوم على خلف العادة‬
‫فالظاهر إلحاقه بالغماء‪ ،‬وقد نبه عليه في المبسوط‪ ،‬ولو تناول المزيل‬
‫للعقل غير عالم بذلك أو أكل غذاء موذيا ل يعلم به أو سقي المسكر كرها‬
‫أو لم يعلم كونه مسكرا أو اضطر إلى استعماله دواء‪ ،‬فزال عقله‪ ،‬فهو في‬
‫حكم الغماء‪ ،‬لظهور عذره‪ .‬أما لو علم أن جنسه مسكر وظن أن ذلك القدر‬
‫ل يسكر‪ ،‬أو علم أن متناوله يغمى عليه في وقت فتناوله في غيره مما يظن‬
‫بأنه ل يغمى عليه فيه لم يعذر‪ ،‬لتعرضه للزوال‪ ،‬ولو وثب لحاجة فزال‬
‫عقله أو اغمي عليه فل قضاء‪ ،‬ولو كان عبثا فالقضاء إن ظن كون مثله‬
‫يؤثر ذلك‪ ،‬ولو بقول عارف انتهى‪ .‬والظاهر أن ما فات بالنوم أو بالعمد أو‬
‫بالنسيان يجب قضاؤها مطلقا للخبار الكثيرة الدالة باطلقها على جميع‬
‫الفراد‪ ،‬وأما المسكر والمرقد فالظاهر وجوب القضاء في جميع أفرادهما‬
‫لعمومات النصوص الدالة على أن من فاتته فريضة يجب عليه القضاء‪،‬‬
‫وفي الغماء الظاهر عدم وجوب القضاء مطلقا‪ .‬والولى في الشقوق‬
‫المختلف فيها القضاء احتياطا‪ ،‬ل سيما فيما إذا كان الغماء بفعله‪ ،‬للشهرة‬
‫العظيمة بين الصحاب‪ ،‬مع أنه يمكن أن يقال‪ :‬النصوص الواردة بعدم‬
‫القضاء في الغماء تنصرف إلى الفرد الشايع الغالب‪ ،‬وهو ما لم يكن‬
‫بفعله‪ ،‬فيتناول غيره‬

‫فعله ذلك عاصيا وكان كأنه ترك الصلة عمدا‪ ،‬وهذا واضح بحمد ال‪(*) .‬‬

‫]‪[299‬‬

‫عمومات القضاء ول يخلو من وجه‪ - 6 .‬رسالة المواسعة‪ :‬في القضاء للسيد علي‬
‫بن طاوس نقل من أصل عبيدال ابن علي الحلبي المعروض على الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬خمس صلوات يصلين على كل حال‪ ،‬متى ذكره‪ ،‬ومتى‬
‫أحب‪ ،‬صلة فريضة نسيها يقضيها مع غروب الشمس وطلوعها وصلة‬
‫ركعتي الحرام‪ ،‬وركعتي الطواف‪ ،‬والفريضة‪ ،‬وكسوف الشمس عند‬
‫طلوعها وعند غروبها‪ .‬ومنها عن الصل المذكور قال‪ :‬ومن نام أو نسي‬
‫أن يصلي المغرب والعشاء الخرة‪ ،‬فان استيقظ قبل الفجر بمقدار ما‬
‫يصليهما جميعا فليصلهما وإن استيقظ بعد الفجر فليصل الفجر ثم يصلي‬
‫المغرب ثم العشاء‪ .‬ومنها نقل عن كتاب الصلة‪ :‬للحسين بن سعيد عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن عيص بن القاسم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن‬
‫رجل نسي أو نام عن الصلة حتى دخل وقت صلة اخرى فقال‪ :‬إن كانت‬
‫صلة الولى فليبدء بها وإن كانت صلة العصر فليصل العشاء ثم يصلي‬
‫العصر‪ - 7 .‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬قال صلة الحيرة على ثلثة وجوه‪:‬‬
‫فوجه منها هو الرجل يكون في مفازة ل يعرف القبلة يصلي إلى أربعة‬
‫جوانب‪ .‬والوجه الثاني من فاتته صلة ولم يعرف أي صلة هي فانه يجب‬
‫أن يصلي ثلث ركعات وأربع ركعات وركعتين‪ ،‬فان كانت التي فاتته‬
‫المغرب فقد قضاها‪ ،‬وإن كانت العتمة فقد قضاها‪ ،‬وان كانت الفجر فقد‬
‫قضاها‪ ،‬وإن كانت الظهر فقد قضاها و إن كانت العصر فقد قضاها‪ ،‬فقد‬
‫قامت الثلث مقامها‪ ،‬ومن كان عليه ثوبان فأصاب أحدهما بول أو قذر أو‬
‫جنابة ولم يدر أي الثوبين أصاب القذر‪ ،‬فانه يصلي في هذا وفي هذا‪ ،‬فإذا‬
‫وجد الماء غسلهما جميعا )‪ - 8 .(1‬الخصال‪ :‬عن أبيه عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪.70 :‬‬

‫]‪[300‬‬

‫عن زرارة قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم أربع صلوات يصليها الرجل في كل‬
‫ساعة‪ :‬صلة فاتتك فمتى ذكرتها أديتها‪ ،‬وصلة ركعتي طواف الفريضة‪،‬‬
‫وصلة الكسوف‪ ،‬والصلة على الميت‪ ،‬هؤلء يصليهن الرجل في الساعات‬
‫كلها )‪ .(1‬بيان‪ :‬يدل على أنه ل يكره القضاء في الساعات المكروهة وهي‬
‫شاملة لقضاء النافلة‪ - 9 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسين بن الوليد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن موسى بن بكر قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬الرجل يغمى عليه اليوم واليومين والثلثة والربعة وأكثر من‬
‫ذلك‪ ،‬كم يقضي من صلته ؟ فقال‪ :‬أل أخبرك بما يجمع لك هذا وأشباهه ؟‬
‫كلما غلب ال عز وجل عليه من أمر فال أعذر لعبده‪ .‬وزاد فيه غيره أن‬
‫أبا عبد ال عليه السلم قال‪ :‬وهذا من البواب التي يفتح كل باب منها ألف‬
‫باب )‪ .(2‬البصائر‪ :‬للصفار عن أحمد بن محمد مثله )‪ (3‬وفيه " يوما أو‬
‫يومين أو ثلثة أو أكثر " وفيه " بما ينتظم هذا وأشباهه "‪ - 10 .‬العلل‪:‬‬
‫عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن علي ابن‬
‫مهزيار‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن عمر بن اذينة‪،‬‬
‫عن زرارة وبكير وفضيل ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم أنهما قال في الرجل يكون في بعض‬
‫هذه الهواء الحرورية والمرجئة والعثمانية والقدرية‪ ،‬ثم يتوب ويعرف‬
‫هذا المر ويحسن رأيه‪ ،‬أيعيد كل صلة صلها أو صوم أو زكاة أو حج ؟‬
‫قال‪ :‬ليس عليه إعادة شئ من ذلك غير الزكاة‪ ،‬فانه لبد‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .118‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .174‬البصائر‪.306 :‬‬

‫]‪[301‬‬
‫أن يؤديها‪ ،‬لنه وضع الزكاة في غير موضعها‪ ،‬وإنما موضعها أهل الولية )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬هذا الخبر في نهاية الصحة وقد رواه خمسة من أفاضل الصحاب‬
‫ويدل على أن جميع فرق المخالفين ل يعيدون العبادات إل الزكاة إذا‬
‫أعطوها المخالفين سواء كانوا ممن حكم بكفرهم أم ل‪ ،‬لن الحرورية هم‬
‫الخوارج‪ ،‬وهم كفار نواصب‪ ،‬وسقوط القضاء عن الكافر الصلي بعد‬
‫إسلمه موضع وفاق‪ ،‬ويدل عليه الية و الخبر‪ ،‬ول يلحق بالكافر الصلى‬
‫من حكم بكفره من فرق المسلمين‪ ،‬ول غيرهم من المخالفين‪ ،‬بل يجب‬
‫عليهم القضاء عند الستبصار إذا فاتتهم‪ ،‬وأما إذا أوقعوها صحيحة بحسب‬
‫معتقدهم لم يجب عليهم القضاء لهذا الخبر‪ ،‬وغيره من الخبار‪ ،‬لكن الكثر‬
‫قيدوها بالصحيحة عندهم‪ ،‬وبعضهم بالصحيحة عندنا‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬فانه‬
‫المتبادر من النصوص‪ ،‬وإن كان القول بصحة ما كان صحيحا عندنا أيضا‬
‫ل يخلو من وجه‪ ،‬و استشكال العلمة في التذكرة الصحة مطلقا غير‬
‫موجه‪ ،‬بعد ورود الخبار الصحيحة‪ ،‬و سيأتي تمام القول فيه في كتاب‬
‫الحج إنشاء ال تعالى‪ - 11 .‬فقه الرضا‪ :‬قال‪ :‬قال العالم عليه السلم‪ :‬ليس‬
‫على المريض أن يقضي الصلة إذا اغمي عليه إل الصلة التي أفاق في‬
‫وقتها )‪ .(2‬وقال‪ :‬من أجنب ثم لم يغتسل حتى يصلي الصلوات كلهن فذكر‬
‫بعد ما صلى فعليه العادة يؤذن ويقيم ثم يفصل بين كل صلتين باقامة )‬
‫‪ .(3‬وعن رجل أجنب في رمضان فنسي أن يغتسل حتى خرج رمضان‪،‬‬
‫قال‪ :‬عليه أن يقضي الصلة والصوم إذا ذكر )‪ - 12 .(4‬الكشى‪ :‬عن محمد‬
‫بن مسعود ومحمد بن الحسن معا‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد ابن فارس‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن الحسن‪ ،‬عن علي بن يعقوب‪ ،‬عن مروان بن مسلم‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ ،61‬ورواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ .364‬ورواه‬


‫الكليني في الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (4 - 2) .545‬فقه الرضا ص ‪ 11‬ص ‪- 19‬‬
‫‪.22‬‬

‫]‪[302‬‬

‫عمار الساباطى قال‪ :‬قال سليمان بن خالد لبي عبد ال عليه السلم وأنا جالس إني‬
‫منذ عرفت هذا المر اصلي في كل يوم صلتين أقضى ما فاتني قبل‬
‫معرفتي ؟ قال‪ :‬ل تفعل‪ ،‬فان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت‬
‫من الصلة )‪ .(1‬بيان‪ " :‬ما فاتني " أي ما صليت مع عدم اليمان‪ ،‬فكأنه‬
‫لفقد الشرايط وعدم موافقة الحق قد فاتني " فان الحال التي " الغرض‬
‫رفع استبعاده من قبول تلك الصلوات والعفو عن التقصيرات الواقعة فيها‬
‫بأن ال تعالى إذا عفى عن أصل المذهب الباطل‪ ،‬فالعفو عما يقارنه ويتبعه‬
‫أخف وأسهل‪ .‬ول يخفى أن ظاهر الخبر عدم وجوب إعادة ما تركه من‬
‫الصلوات وغيرها من العبادات‪ ،‬وهو خلف المشهور‪ ،‬وروى الشهيد قدس‬
‫سره هذا الخبر من كتاب الرحمة )‪ (2‬بسنده إلى عمار ثم قال‪ :‬وهذا‬
‫الحديث مع ندوره وضعف سنده ل ينهض مخصصا للعموم‪ ،‬مع قبوله‬
‫التأويل بأن يكون سليمان يقضي صلواته التي صلها‪ ،‬وسماها فائتة‬
‫بحسب معتقده الن‪ ،‬لنه اعتقد أنه بحكم من لم يصل لمخالفتها في بعض‬
‫المور‪ ،‬ويكون قول المام عليه السلم من ترك ما تركت من شرائطها‬
‫وأفعالها )‪ (3‬وحينئذ لدللة فيه على عدم قضاء الفائتة حقيقة في الحال‬
‫الولى‪ .‬وقد تشكك بعض الصحاب في سقوط القضاء عمن صلى منهم أو‬
‫صام‪ ،‬لختلل الشرايط والركان‪ ،‬فكيف تجزي عن العبادة الصحيحة وهو‬
‫ضعيف لنا كالمتفقين على عدم إعادتهم الحج الذي ل إخلل فيه بركن‪ ،‬مع‬
‫أنه ل يكاد ينفك من مخالفة في الصورة‪ ،‬ولن الشبهة متمكنة فيه‪ ،‬فيعذر‪،‬‬
‫وإنما لم يعذر في الزكاة لنها حق آدمي بني على التضييق‪ - 13 .‬كتاب‬
‫صفين‪ :‬لنصر بن مزاحم‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن إسماعيل السدي‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ 361‬تحقيق المصطفوى‪ (2) .‬رواه في الذكرى‪(3) .136 :‬‬
‫ولعله الظاهر من افراد لفظ الصلة في قوله عليه السلم " من ترك ما‬
‫تركت من الصلة " ولو كان المراد ترك اصل الصلة لقال‪ " :‬من ترك ما‬
‫تركت من الصلوات "‪.‬‬

‫]‪[303‬‬

‫عن عبد خير الهمداني قال‪ :‬نظرت إلى عمار بن ياسر رمي رمية فأغمى عليه‪ ،‬ولم‬
‫يصل الظهر والعصر‪ ،‬ول المغرب ول العشاء ول الفجر‪ ،‬ثم أفاق فقضاهن‬
‫جميعا يبدء بأول شئ فاته ثم التي تليها‪ - 14 .‬دعائم السلم‪ :‬عن جعفر‬
‫بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬المريض إذا ثقل و ترك الصلة أياما أعاد‬
‫ما ترك إذا استطاع الصلة )‪ .(1‬وعنه عليه السلم أنه سئل عن سكران‬
‫صلى وهو سكران‪ ،‬قال‪ :‬يعيد الصلة )‪ .(2‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬المغمى‬
‫عليه إذا أفاق قضى كل ما فاته من الصلة )‪.(3‬‬

‫)‪ (3 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.198‬‬

‫]‪[304‬‬

‫‪ } - 2‬باب { * )القضاء عن الميت والصلة له وتشريك( * * )الغير في ثواب‬


‫الصلة( * ‪ - 1‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن معاوية بن‬
‫عمار قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬أي شئ يلحق الرجل بعد موته ؟‬
‫قال‪ :‬يلحقه الحج عنه‪ ،‬و الصدقة عنه‪ ،‬والصوم عنه )‪ - 2 .(1‬فهرست‬
‫النجاشي وفهرست الشيخ‪ :‬عن صفوان بن يحيى مولى بجيلة يكنى أبا‬
‫محمد بياع السابري‪ ،‬أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث‪ ،‬وأعبدهم‪ ،‬كان‬
‫يصلي كل يوم خمسين ومائة ركعة‪ ،‬ويصوم في السنة ثلثة أشهر‪ ،‬ويخرج‬
‫زكاة ماله كل سنة ثلث مرات‪ ،‬وذلك أنه اشترك هو وعبد ال بن جندب‬
‫وعلي بن النعمان في بيت ال الحرام‪ ،‬فتعاقدوا جميعا إن مات واحد منهم‬
‫يصلي من بقي بعده صلته ويصوم عنه ويحج عنه‪ ،‬ويزكي عنه مادام‬
‫حيا‪ ،‬فمات صاحباه وبقي صفوان بعدهما وكان يفي لهما بذلك ويصلي‬
‫لهما‪ ،‬ويزكي عنهما‪ ،‬ويصوم عنهما‪ ،‬ويحج عنهما وكل شئ من البر‬
‫والصلح يفعله لنفسه كذلك يفعله عن صاحبيه )‪ .(2‬الختصاص‪ :‬قال‪ :‬ذكر‬
‫محمد بن جعفر المؤذب أن صفوان بن يحيى كان يصلي في كل يوم‬
‫خمسين ومائة ركعة وساق الخبر إلى آخره )‪ - 3 .(3‬دعوات الراوندي‪:‬‬
‫عن الصادق عليه السلم‪ :‬يكون الرجل عاقا لوالديه في حياتهما‪ ،‬فيصوم‬
‫عنهما بعد موتهما‪ ،‬ويصلي ويقضي عنهما الدين‪ ،‬فل يزال كذلك‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (2) .72 :‬رجال النجاشي‪ (3) .148 :‬الختصاص‪.88 :‬‬

‫]‪[305‬‬

‫حتى يكتب بارا‪ ،‬ويكون بارا في حياتهما‪ ،‬فإذا مات ل يقضى دينه ول يبره بوجه من‬
‫وجوه البر‪ ،‬فل يزال كذلك حتى يكتب عاقا‪) * .‬تبيين وتفصيل( * اعلم أنه‬
‫ذهب الشيخان وابن أبى عقيل وابن البراج وابن حمزة والعلمة في أكثر‬
‫كتبه إلى أنه يجب على الولي قضاء جميع ما فات عن الميت من الصلوات‪.‬‬
‫وقال ابن الجنيد والعليل إذا وجب عليه صلة فأخرها عن وقتها إلى أن‬
‫مات قضاها عنه وليه كما يقضي عنه وليه حجة السلم والصيام‪ ،‬ببدنه‪،‬‬
‫وإن جعل بدل كل ركعتين مدا أجزأه‪ ،‬فان لم يقدر فلكل أربع‪ ،‬فان لم يقدر‬
‫فمد الصلة النهار ومد لصلة الليل‪ ،‬والصلة أفضل‪ ،‬وكذا المرتضى‪ .‬وقال‬
‫ابن زهرة‪ :‬ومن مات وعليه صلة وجب عليه وليه قضاؤها‪ ،‬وإن تصدق‬
‫عن كل ركعتين بمد أجزأها إلى آخر ما قاله ابن الجنيد‪ ،‬واحتج بالجماع و‬
‫طريقة الحتياط‪ .‬وقال ابن إدريس بوجوب القضاء على ولية الكبر من‬
‫الذكران عما وجب على العليل فأخرها عن أوقاته حتى مات‪ ،‬ول يقضي‬
‫عنه إل الصلة الفائتة في حال مرض موته‪ ،‬وتبعه يحيى بن سعيد والشهيد‬
‫في اللمعة‪ .‬وقال المحقق في بعض مصنفاته‪ :‬الذي ظهر أن الولد يلزمه‬
‫قضاء ما فات الميت من صلة وصيام لعذر كالمرض والسفر والحيض‪ ،‬ل‬
‫ما تركه الميت عمدا مع قدرته عليه‪ ،‬وهو قول السيد عميد الدين‪ .‬ثم اعلم‬
‫أن السيد ابن زهرة بعد ذهابه إلى ما مر أورد على نفسه قوله تعالى‪" :‬‬
‫وأن ليس للنسان إل ما سعى " )‪ (1‬وما روى عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله إذا مات المؤمن انقطع عمله إل من ثلث )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬النجم‪ (2) .39 :‬وهى اما صدقة أجراها في حياته فهى تجرى عليه بعد موته‪،‬‬
‫أو سنة هدى سنها فهى‬

‫]‪[306‬‬

‫وأجاب بأن الثواب للفاعل ل للميت لن ال تعالى تعبد الولي بذلك و سماه قضاء‬
‫عنه‪ ،‬لحصوله عند تفريطه‪ ،‬وقد يجاب عنه أيضا بأن العمال الواقعة نيابة‬
‫عنه بعد موته نتيجة سعيه في تحصيل اليمان واصول العقايد المسوغة‬
‫للنيابة عنه‪ ،‬فهي مستندة إليه‪ ،‬أو أن بعض العمال الخير الصادرة عنه‬
‫في أيام حياته سوى اليمان يمكن أن يكون مستتبعا بالخاصية الغائبة عن‬
‫مداركنا لشفاق بعض المؤمنين عليه‪ ،‬فيفعل العمال نيابة عنه‪ ،‬فيكون أثر‬
‫سعيه‪ .‬أو تحمل الية على أن ليس له ذلك على سبيل الستحقاق‬
‫والستيجاب‪ ،‬فل ينافي ذلك وصول أثر بعض العمال الذي لم يسع في‬
‫تحصيله إليه على سبيل التطول والتفضل‪ ،‬ومن هذا القبيل العفو وآثار‬
‫الشفاعة وغيرهما‪ ،‬واجيب عن الخبر بأنه دال على انقطاع عمله‪ ،‬وهذا‬
‫يصل إليه من عمل غيره‪ .‬وعلى تقدير التنزل عن ذلك كله قلنا‪ :‬الية‬
‫والخبر معدولن عن الظاهر اتفاقا‪ ،‬ونحن نخصصهما بما خصصنا به دليل‬
‫معارض فيرتكب التخصيص أو الحمل على المبالغة الداعي إليه‪ .‬ثم اختلف‬
‫الصحاب في خصوصيات هذا الحكم أيضا اختلفا كثيرا‪ .‬الول الكثر على‬
‫أن القاضي هو الولد الكبر‪ ،‬قال في الذكرى‪ :‬وكأنهم جعلوه بازاء حبوته‪،‬‬
‫وأطلق ابن الجنيد وابن زهرة وليس في الخبار تخصيص‪ ،‬قال في‬
‫الذكرى‪ :‬القول بعموم كل ولي ذكر أولى حسبما تضمنته الروايات‪ .‬الثاني‬
‫قال في الذكرى‪ :‬ظاهرهم أن المقضي عنه الرجل لذكرهم إياه في معرض‬
‫الحبوة‪ ،‬وكلم المحقق مؤذن بالقضاء عن المرءة أيضا‪ ،‬وما ورد بلفظ‬
‫الميت يشملها‪ ،‬لكن في أكثر الروايات بلفظ الرجل‪ .‬الثالث هل يشترط كمال‬
‫الولي حال الوفات ؟ قرب الشهيد ذلك‪ ،‬وكذا استشكلوا في السفيه وفاسد‬
‫الرأى ولعل العموم أقوى‪.‬‬

‫تعمل بها بعد موته‪ ،‬أو ولد صالح يستغفر له‪(*) .‬‬

‫]‪[307‬‬
‫الرابع اختلفوا في أنه هل له الستيجار أو لبد له من إيقاعها بنفسه‪ ،‬والخير‬
‫أحوط‪ ،‬ول يبعد سقوطها عنه مع تبرع المتبرع‪ .‬الخامس إذا مات الولي‬
‫هل يتحملها ولية أيضا ؟ قرب في الذكرى العدم و الحوط التحمل‪ .‬السادس‬
‫لو أوصى الميت بقضائها عنه باجرة من ماله وأسندها إلى أحد أوليائه أو‬
‫إلى أجنبي‪ ،‬فهل يسقط عن الولي ؟ اختار في الذكرى السقوط لعموم العمل‬
‫بالوصية‪ .‬السابع لو قلنا بعدم قضاء الولى ما تركه الميت عمدا أو كان‬
‫الميت ل ولي له ولم يوص الميت‪ ،‬فالمنقول عن ظاهر المتأخرين من‬
‫الصحاب عدم الخراج من ماله للصل‪ .‬وقال في الذكرى‪ :‬وبعض‬
‫الصحاب أوجب إخراجها كالحج‪ ،‬وصب الخبار التي ل ولي فيها عليه‪،‬‬
‫واحتج أيضا بخبر زرارة )‪ (1‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن أباك‬
‫قال لي من فر بها من الزكاة فعليه أن يؤديها فقال صدق أبي إن عليه أن‬
‫يؤدي ما وجب عليه وما لم يجب عليه فل شئ عليه‪ .‬ثم قال‪ :‬أرأيت لو أن‬
‫رجل اغمي عليه يوما ثم مات فذهبت صلته‪ ،‬أكان عليه وقد مات أن‬
‫يؤديها ؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إل أن يكون أفاق من يومه‪ .‬فان ظاهره أنه يؤديها‬
‫بعد موته‪ ،‬وهو إنما يكون بوليه أو ماله‪ ،‬فحيث ل ولي تحمل على المال‪،‬‬
‫وهو شامل لحالة اليصاء وعدمه‪ .‬ثم قال‪ :‬لو أوصى بفعلها من ماله فان‬
‫قلنا بوجوبه لول اليصاء كان من الصل كسائر الواجبات‪ ،‬وإن قلنا بعدمه‬
‫فهو تبرع يخرج من الثلث‪ ،‬إل أن يجيزه الوارث‪ .‬ولنذكر الن مستند ما‬
‫اشتهر بين الصحاب من استيجار الصلة للميت و‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.350‬‬

‫]‪[308‬‬

‫التبرع عنه‪ ،‬ولما كان الشهيد قدس ال روحه في الذكرى بسط في ذلك الكلم‪ ،‬و‬
‫وفى حق المقام‪ ،‬نذكر ما أفاده‪ ،‬قال طيب ال رمسه‪ :‬قال الفاضل‪ :‬أما‬
‫الدعاء والستغفار والصدقة‪ ،‬والواجبات التي تدخلها النيابة فاجماع‪ ،‬قال‬
‫ال‪ " :‬والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين‬
‫سبقونا باليمان " )‪ (1‬وقال تعالى‪ " :‬واستغفر لذنبك وللمؤمنين‬
‫والمؤمنات " )‪ (2‬وقد سبق في الدعاء للميت عن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله اللهم اغفر لحينا وميتنا وعن الئمة عليهم السلم نحو ذلك‪ .‬وفي‬
‫الفقيه )‪ (3‬عن الصادق عليه السلم إن الميت يفرح بالترحم والستغفار‬
‫له‪ ،‬كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه‪ .‬وفي البخاري وغيره عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬قال رجل إن اختي نذرت أن تحج وإنها ماتت‪ ،‬فقال النبي صلى‬
‫ال عليه وآله لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فاقض دين‬
‫ال فانه أحق بالقضاء‪ .‬وأما ما عداها فعندنا أنه يصل إليه روى ابن بابويه‬
‫)‪ (4‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬ستة تلحق المؤمن بعد وفاته‪ :‬ولد يستغفر‬
‫له‪ ،‬ومصحف يخلفه‪ ،‬وغرس يغرسه‪ ،‬وصدقة ماء يجريه‪ ،‬وقليب يحفره‪،‬‬
‫وسنة يؤخذ بها من بعده‪ .‬قلت‪ :‬هذا الحديث يتضمن المهم من ذلك‪ ،‬إذ قد‬
‫روى ابن بابويه )‪ (5‬أيضا عن الصادق عليه السلم من عمل من‬
‫المسلمين عن ميت عمل أضعف له أجره‪ ،‬ونفع ال عزوجل به الميت‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقال عليه السلم )‪ (6‬يدخل على الميت في قبره الصلة والصوم‬
‫والحج والصدقة والبر والدعاء‪ ،‬ويكتب أجره للذي فعله وللميت‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحشر‪ (2) .10 :‬غافر‪ (6 - 3) .55 :‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.117‬‬

‫]‪[309‬‬

‫ثم قال قدس ال روحه‪ (1) :‬ولنذكر هنا أحاديث من هذا الباب‪ ،‬ضمنها السيد‬
‫المرتضى رضي الدين أبو القاسم علي بن طاوس الحسيني طيب ال سره‬
‫في كتابه المسمى " غياث سلطان الوري لسكان الثرى " وقصد به بيان‬
‫قضاء الصلوات عن الموات‪ .‬الحديث الول‪ :‬ما رواه الصدوق )‪ (2‬في‬
‫كتاب من ل يحضره الفقيه‪ ،‬وقد ضمن صحة ما اشتمل عليه‪ ،‬وأنه حجة‬
‫بينه وبين ربه أن الصادق عليه السلم سأله عمر بن يزيد أيصلى عن‬
‫الميت ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬حتى أنه ليكون في ضيق فيوسع عليه ذلك الضيق‪ ،‬ثم‬
‫يؤتي فيقال له خفف عنك هذا الضيق بصلة فلن أخيك عنك‪ .‬الثاني ما‬
‫رواه علي بن جعفر )‪ (3‬في مسائله عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫حدثني أخي موسى بن جعفر قال‪ :‬سألت أبي جعفر بن محمد عليه السلم‬
‫عن الرجل هل يصلح له أن يصلي أو يصوم عن بعض موتاه ؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فيصلي ما أحب‪ ،‬ويجعل تلك للميت‪ ،‬فهو للميت إذا جعل ذلك له‪ .‬ولفظ " ما‬
‫أحب " للعموم‪ ،‬وجعلها نفسها للميت دون ثوابها‪ ،‬ينفي أن يكون هدية‬
‫صلة مندوبة‪ .‬الثالث من مسائله )‪ (4‬أيضا عن أخيه موسى عليه السلم‬
‫وسأله عن الرجل هل أن يصلح أن يصلي ويصوم عن بعض أهله بعد موته‬
‫؟ فقال‪ :‬نعم يصلي ما أحب ويجعل ذلك للميت فهو للميت إذا جعله له‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسى باسناده إلى محمد بن عمر بن‬
‫يزيد قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم يصلى عن الميت ؟ قال‪ :‬نعم حتى‬
‫أنه ليكون في ضيق‬

‫)‪ (1‬راجع الذكرى ص ‪ (2) .75 - 73‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .117‬راجع البحار ج‬
‫‪ 10‬ص ‪ ،291‬آخر الرسالة‪ (4) .‬لم نجده في المسائل المطبوع في‬
‫البحار‪.‬‬
‫]‪[310‬‬

‫فيوسع عليه ذلك‪ ،‬ثم يؤتى فيقال له‪ :‬خفف عنك هذا الضيق بصلة فلن أخيك‪.‬‬
‫الخامس ما رواه باسناده إلى عمار بن موسى الساباطي من كتاب أصله‬
‫المروي عن الصادق عليه السلم عن الرجل يكون عليه صلة أو يكون‬
‫عليه صوم هل يجوز له أن يقضيه رجل غير عارف ؟ قال‪ :‬ل يقضيه إل‬
‫مسلم عارف‪ .‬السادس ما رواه الشيخ أيضا باسناده إلى محمد بن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن رجاله عن الصادق عليه السلم في الرجل يموت وعليه صلة‬
‫أو صيام قال‪ :‬يقضيه أولى الناس به‪ .‬السابع ما رواه الشيخ محمد بن‬
‫يعقوب الكليني في الكافي باسناده إلى ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص ابن‬
‫البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في الرجل يموت وعليه صلة أو‬
‫صيام قال‪ :‬يقضي عنه أولى الناس به‪ .‬الثامن هذا الحديث بعينه عن حفص‬
‫بطريق آخر إلى كتابه الذي هو من الصول‪ .‬التاسع ما روي في أصل‬
‫هشام بن سالم من رجال الصادق والكاظم عليهما السلم ويروي عنه ابن‬
‫أبي عمير قال هشام في كتابه‪ :‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬يصل إلى‬
‫الميت الدعاء والصدقة والصلة ونحو هذا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬أو يعلم من‬
‫صنع ذلك به ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يكون مسخوطا عليه فيرضى عنه‪.‬‬
‫وظاهره أنه من الصلة الواجبة التي تركها لنها سبب في السخط‪ .‬العاشر‬
‫ما رواه علي بن أبي حمزة في أصله وهو من رجال الصادق والكاظم‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬وسألت عن الرجل يحج ويعتمر ويصلي ويصوم‬
‫ويتصدق عن والديه‪ ،‬و ذوي قرابته‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس به‪ ،‬يؤجر فيما يصنع‬
‫وله أجر آخر بصلته قرابته‪ ،‬قلت‪ :‬وإن كان ل يرى ما أرى وهو ناصب ؟‬
‫قال‪ :‬يخفف عنه بعض ما هو فيه‪ .‬أقول‪ :‬وهذا أيضا ذكره ابن بابويه في‬
‫كتابه‪ .‬الحادي عشر ما رواه الحسين بن الحسن العلوي الكوكبي في كتاب‬
‫المنسك باسناده إلى علي بن أبي حمزة قال‪ :‬قلت لبي إبراهيم عليه‬
‫السلم‪ :‬أحج واصلي وأتصدق‬

‫]‪[311‬‬

‫عن الحياء والموات من قرابتي وأصحابي ؟ قال‪ :‬نعم صدق عنه‪ ،‬وصل عنه‪ ،‬ولك‬
‫أجر آخر بصلتك إياه‪ .‬قال ابن طاوس ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬يحمل في الحى على‬
‫ما يصح فيه النيابة من الصلوات‪ ،‬ويبقى الميت على عمومه‪ .‬الثاني عشر‬
‫ما رواه الحسن بن محبوب في كتاب المشيخة عن الصادق عليه السلم أنه‬
‫قال‪ :‬يدخل على الميت في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة والبر‬
‫والدعاء قال‪ :‬ويكتب أجره للذي يفعله وللميت‪ .‬وهذا الحسن بن محبوب‬
‫يروي عن ستين رجل من أصحاب أبى عبد ال عليه السلم وروى عن‬
‫الرضا عليه السلم وقد دعا له الرضا عليه السلم وأثنى عليه‪ ،‬فقال فيما‬
‫كتبه‪ :‬إن ال قد أيدك بحكمة‪ ،‬وأنطقها على لسانك‪ ،‬قد أحسنت وأصبت‪،‬‬
‫أصاب ال بك الرشاد ويسرك للخير ووفقك لطاعته‪ .‬الثالث عشر ما رواه‬
‫محمد بن أبى عمير بطريق آخر عن المام عليه السلم‪ :‬يدخل على الميت‬
‫في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء‪ ،‬قال‪ :‬ويكتب‬
‫أجره للذي يفعله وللميت‪ .‬قال السيد ‪ -‬ره ‪ :-‬هذا عمن أدركه محمد بن أبى‬
‫عمير من الئمة‪ ،‬ولعله مولنا الرضا عليه السلم‪ .‬الرابع عشر ما رواه‬
‫إسحاق بن عمار قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬يدخل على‬
‫الميت في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء‪ ،‬قال ويكتب‬
‫أجره للذي يفعله وللميت‪ .‬الخامس عشر روى ابن بابويه عن الصادق‬
‫عليه السلم تدخل على الميت في قبره الصلة والصوم والحج والصدقة‬
‫والعتق‪ .‬السادس عشر ما رواه عمر بن محمد بن يزيد قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬إن الصلة والصوم والصدقة والحج والعمرة وكل عمل‬
‫صالح ينفع الميت حتى أن الميت‬

‫]‪[312‬‬

‫ليكون في ضيق فيوسع عليه‪ ،‬ويقال‪ :‬إن هذا بعمل ابنك فلن‪ ،‬وبعمل أخيك فلن‪.‬‬
‫أخوه في الدين‪ .‬قال السيد قال عليه السلم‪ " :‬أخوه في الدين " إيضاح‬
‫لكل ما يدخل تحت عمومه من البتداء بالصلة عن الميت أو بالجارات‪.‬‬
‫السابع عشر ما رواه علي بن يقطين وكان عظيم القدر عند أبي الحسن‬
‫موسى عليه السلم له كتاب المسائل عنه قال‪ :‬وعن الرجل يتصدق عن‬
‫الميت ويصوم ويعتق ويصلي قال‪ :‬كل ذلك حسن يدخل منفعته على الميت‪.‬‬
‫الثامن عشر ما رواه علي بن إسماعيل الميثمي في أصل كتابه قال‪ :‬حدثني‬
‫كردين قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬الصدقة والحج والصوم يلحق‬
‫الميت ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬هذا القاضي خلفي وهو ل يرى ذلك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬وما أنا وذا‪ ،‬فوال لو أمرتني أن أضرب عنقه لضربت عنقه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فضحك‪ .‬قال‪ :‬وسألت أبا الحسن عليه السلم عن الصلة على الميت أتلحق‬
‫به ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وسألت أبا عبد ال عليه السلم قلت إني لم أتصدق‬
‫بصدقة مذ ماتت أمي إل عنها ؟ قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬أفترى غير ذلك ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫نصف عنك ونصف عنها‪ ،‬قلت‪ :‬أيلحق بها ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال السيد قوله‪" :‬‬
‫الصله على الميت " أي التي كانت على الميت أيام حياته‪ ،‬ولو كانت ندبا‬
‫كان الذي يلحقه ثوابها دون الصله نفسها‪ .‬التاسع عشر ما رواه حماد بن‬
‫عثمان في كتابه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن الصلة والصوم‬
‫والصدقة والحج والعمرة‪ ،‬وكل عمل صالح ينفع الميت‪ ،‬حتى أن الميت‬
‫ليكون في ضيق فيوسع عليه‪ ،‬ويقال‪ :‬هذا بعمل ابنك فلن‪ ،‬أو بعمل أخيك‬
‫فلن أخوه في الدين‪ .‬العشرون ما رواه عبد ال بن جندب )‪ (1‬قال‪ :‬كتبت‬
‫إلى أبي الحسن عليه السلم أسأله عن الرجل يريد أن يجعل أعماله من‬
‫الصلة والبر والخير أثلثا‪ :‬ثلثا له‪ ،‬وثلثين‬

‫)‪ (1‬تراه في قرب السناد ص ‪.175‬‬

‫]‪[313‬‬

‫لبويه‪ ،‬أو يفردهما من أعماله بشئ مما يتطوع به‪ ،‬وإن كان أحدهما حيا والخر‬
‫ميتا‪ ،‬فكتب إلى‪ :‬أما الميت فحسن جائز‪ ،‬وأما الحي فل إل البر والصلة‪ .‬قال‬
‫السيد‪ :‬ل يراد بهذا‪ ،‬الصلة المندوبة‪ ،‬لن الظاهر جوازها عن الحياء في‬
‫الزيارات والحج وغيرهما‪ .‬الحادى والعشرون ما رواه محمد بن عبد ال‬
‫بن جعفر الحميري أنه كتب إلى الكاظم عليه السلم مثله وأجابه بمثله‪.‬‬
‫الثاني والعشرون ما رواه أبان بن عثمان عن علي بن مسمع قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫لبي عبد ال عليه السلم إن امي هلكت ولم أتصدق بصدقة كما تقدم إلى‬
‫قوله‪ :‬أفيلحق ذلك بها ؟ قال‪ :‬نعم ؟ قلت‪ :‬والحج قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬والصلة ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬ثم سألت أبا الحسن عليه السلم بعد ذلك أيضا عن الصوم‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ .‬الثالث والعشرون ما رواه الكليني باسناده )‪ (1‬إلى محمد بن‬
‫مروان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما يمنع الرجل منكم أن يبر‬
‫والديه حيين وميتين‪ ،‬يصلي عنهما ويتصدق عنهما‪ ،‬ويحج عنهما‪،‬‬
‫ويصوم عنهما‪ ،‬فيكون الذى صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده ال ببره‬
‫وصلته خيرا كثيرا‪ .‬الرابع والعشرون عن عبد ال بن سنان عن الصادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬الصله التي حصل وقتها قبل أن يموت الميت يقضي عنه‬
‫أولى الناس به‪ .‬ثم ذكر ‪ -‬ره ‪ -‬عشر أحاديث تدل بطريق العموم‪ .‬الول ما‬
‫رواه عبد ال بن أبي يعفور عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬يقضى عن‬
‫الميت الحج والصوم والعتق وفعاله الحسن‪ .‬الثاني ما رواه صفوان بن‬
‫يحيى‪ ،‬وكان من خواص الرضا والجواد عليهما السلم‪ ،‬و روى عن‬
‫أربعين رجل من أصحاب الصادق عليه السلم‪ ،‬قال‪ :‬يقضى عن الميت‬
‫الحج و الصوم والعتق وفعاله الحسن‪ .‬الثالث ما رواه محمد بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يقضى عن الميت الحج‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،159‬عدة الداعي‪.58 :‬‬

‫]‪[314‬‬

‫والصوم والعتق وفعاله الحسن‪ .‬الرابع ما رواه العلء بن رزين في كتابه وهو أحد‬
‫رجال الصادق عليه السلم قال‪ :‬يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق‬
‫وفعاله الحسن‪ .‬الخامس ما رواه البزنطي ‪ -‬ره ‪ -‬وكان من رجال الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق وفعله الحسن‪.‬‬
‫السادس ما ذكره صاحب الفاخر مما أجمع عليه وصح من قول الئمة‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬ويقضى عن الميت أعماله الحسنة كلها‪ .‬السابع ما رواه‬
‫ابن بابويه ‪ -‬ره ‪ (1) -‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من عمل من‬
‫المسلمين عمل صالحا عن ميت أضعف ال أجره ونفع ال به الميت‪.‬‬
‫الثامن ما رواه عمر بن يزيد قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من عمل‬
‫من المؤمنين عن ميت عمل صالحا أضعف ال أجره وينعم بذلك الميت‪.‬‬
‫التاسع ما رواه العلء بن رزين عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق وفعاله الحسن‪ .‬العاشر‬
‫ما رواه حماد بن عثمان في كتابه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من‬
‫عمل من المؤمنين عن ميت عمل صالحا أضعف ال أجره‪ ،‬وينعم بذلك‬
‫الميت‪ .‬قلت‪ :‬وروى يونس عن العلء بن رزين عن عبد ال بن أبي يعفور‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬يقضى عن الميت الحج والصوم والعتق‬
‫والفعل الحسن‪ .‬ومما يصلح هنا ما أورده في التهذيب )‪ (2‬باسناده عن‬
‫عمر بن يزيد قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم يصلي عن ولده في كل‬
‫ليلة ركعتين‪ ،‬وعن والديه في كل يوم ركعتين قلت‪ :‬جعلت فداك كيف صار‬
‫للولد الليل‪ ،‬قال‪ :‬لن الفراش للولد‪ ،‬قال‪ :‬وكان يقرأ فيهما القدر والكوثر‪.‬‬
‫فان هذا الحديث يدل على وقوع الصلة عن الميت من غير الولد كالب‬
‫وهو‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .117‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.132‬‬

‫]‪[315‬‬

‫حجة على من ينفي الوقوع أصل أو ينفيه إل من الولد‪ .‬ثم ذكر ‪ -‬ره ‪ -‬أن الصلة‬
‫دين وكل دين يقضى عن الميت‪ ،‬أما أن الصلة تسمى دينا ففيه أربعة‬
‫أحاديث‪ .‬الول ما رواه حماد عن أبى عبد ال الصادق عليه السلم في‬
‫أخباره عن لقمان عليه السلم‪ :‬إذا جاء وقت صلة فل تؤخرها بشئ‪،‬‬
‫صلها واسترح منها‪ ،‬فانها دين‪ .‬الثاني ما ذكره ابن بابويه )‪ (1‬في باب‬
‫آداب المسافر‪ :‬إذا جاء وقت صلة فل تؤخرها لشئ صلها واسترح منها‬
‫فانها دين‪ .‬الثالث ما رواه ابن بابويه في كتاب معاني الخبار )‪ (2‬باسناده‬
‫إلى محمد بن الحنفية في حديث الذان لما اسري بالنبي صلى ال عليه‬
‫وآله إلى قوله ثم قال‪ :‬حي على الصلة قال ال جل جلله‪ :‬فرضتها على‬
‫عبادي‪ ،‬وجعلتها لي دينا إذا روي بفتح الدال‪ .‬الرابع ما رواه حريز بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬رجل عليه دين‬
‫من صلة قام يقضيه فخاف أن يدركه الصبح‪ ،‬ولم يصل صلة ليلته تلك‪،‬‬
‫قال‪ :‬يؤخر القضاء‪ ،‬ويصلي صلة ليلته تلك‪ .‬وأما قضاء الدين عن الميت‬
‫فلقضية الخثعمية )‪ (3‬لما سألت رسول ال صلى ال عليه وآله فقالت‪ :‬يا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله إن أبي أدركته فريضة الحج شيخا زمنا ل‬
‫يستطيع أن‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .195‬معاني الخبار‪ (3) .42 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬ان‬
‫امرءة من خثعم قالت‪ :‬يا رسول ال ان فريضة ال على عباده في الحج‪،‬‬
‫أدركت أبى شيخا كبيرا ل يثبت على الراحلة‪ ،‬أفأحج عنه ؟ قال‪ :‬نعم وذلك‬
‫في حجة الوداع‪ ،‬متفق عليه‪ .‬وعن ابن عباس قال‪ :‬أتى رجل النبي صلى‬
‫ال عليه وآله فقال‪ :‬ان أختى نذرت أن تحج‪ ،‬و انها ماتت فقال النبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬لو كان عليها دين أكنت قاضيه‪ :‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فاقض دين ال‪ ،‬فهو أحق بالقضاء‪ ،‬متفق عليه‪ ،‬راجع مشكاة المصابيح‬
‫ص ‪(*) .221‬‬

‫]‪[316‬‬

‫يحج إن حججت عنه أينفعه ذلك ؟ قال لها‪ :‬أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته‪،‬‬
‫أكان ينفعه ذلك قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فدين ال أحق بالقضاء‪ .‬إذا تقرر ذلك فلو‬
‫أوصى الميت بالصلة عنه‪ ،‬وجب العمل بوصيته‪ ،‬لعموم قوله تعالى‪" :‬‬
‫فمن بدله بعد ما سمعه فانما إثمه على الذين يبدلونه " )‪ (1‬ولنه لو‬
‫أوصى ليهودي أو نصراني وجب إنفاذ وصيته فكيف الصلة المشروعة‬
‫لرواية الحسين ابن سعيد بسنده إلى محمد بن مسلم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم عن رجل أوصى بماله في سبيل ال قال‪ :‬أعطه لمن أوصى‬
‫له‪ ،‬وإن كان يهوديا أو نصرانيا‪ ،‬إن ال عزو جل يقول‪ " :‬فمن بدله بعد ما‬
‫سمعه فانما إثمه على الذين يبدلونه "‪ .‬وذكر الحسين بن سعيد في حديث‬
‫آخر عن الصادق عليه السلم لو أن رجل أوصى إلى أن أضع في يهودي‬
‫أو نصراني لوضعت فيهم‪ ،‬إن ال يقول‪ " :‬فمن بدله بعد ما سمعه " الية‪.‬‬
‫قال السيد بعد هذا الكلم‪ :‬ويدل على أن الصلة عن الميت أمر مشروع‪:‬‬
‫تعاقد صفوان بن يحيى وعبد ال بن جندب وعلي بن النعمان في بيت ال‬
‫الحرام أن من مات منهم يصلي من بقي صلته ويصوم عنه ويحج عنه ما‬
‫دام حيا‪ ،‬فمات صاحباه وبقي صفوان فكان يفي لهما بذلك فيصلي كل يوم‬
‫وليلة خمسين ومائة ركعة‪ ،‬وهؤلء من أعيان مشايخ الصحاب والرواة‬
‫عن الئمة عليهم السلم‪ .‬قال السيد ‪ -‬ره ‪ -‬وحسنا قال إنك إذا اعتبرت‬
‫كثيرا من الحكام الشرعية‪ ،‬وجدت الخبار فيها مختلفة حتى صنف لجلها‬
‫كتب‪ ،‬ولم يستوعب الخلف‪ ،‬والصلة عن الموات قد ورد فيها مجموع‬
‫هذه الخبار‪ ،‬ولم نجد خبرا واحدا يخالفها‪ ،‬ومن المعلوم أن هذا المهم في‬
‫الدين ل يخلو عن شرع بقضاء أو ترك‪ ،‬فإذا وجد المقتضي ولم يوجد‬
‫المانع‪ ،‬علم موافقة ذلك للحكمة اللهية‪ .‬وقد ذكر ذلك الصحاب لنهم‬
‫مفتون بلزوم قضاء الصلة على الولي‪ ،‬فقد‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.181 :‬‬

‫]‪[317‬‬

‫حكى ابن حمزة في كتابه في قضاء الصلة عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين‬
‫الشوهاني أنه كان يجوز الستيجار عن الميت‪ ،‬واستدل ابن زهرة على‬
‫وجوب قضاء الولي الصلة بالجماع على أنها تجري مجرى الصوم‬
‫والحج‪ ،‬وقد سبقه ابن الجنيد بهذا الكلم حيث قال‪ :‬والعليل إذا وجبت عليه‬
‫الصلة وأخرها عن وقتها إلى أن فاتت قضاها عنه وليه كما يقضي حجة‬
‫السلم والصيام‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك روى أبويحيى إبراهيم بن سليم عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم‪ ،‬فقد سويا بين الصلة وبين الحج‪ ،‬ول ريب في جواز‬
‫الستيجار على الحج‪ .‬قلت‪ :‬هذه المسألة أعني الستيجار على فعل الصلة‬
‫الواجبة بعد الوفات‪ ،‬مبنية على مقدمتين إحداهما جواز الصلة عن الميت‪،‬‬
‫وهذه إجماعية‪ ،‬والخبار الصحيحة ناطقة بها كما تلوناه‪ ،‬والثانية أنه كلما‬
‫جازت الصلة عن الميت جاز الستيجار عنه‪ .‬وهذه المقدمة داخلة في‬
‫عموم الستيجار على العمال المباحة التي يمكن أن تقع للمستأجر‪ ،‬ول‬
‫يخالف فيها أحد من المامية‪ ،‬بل ول من غيرهم‪ ،‬لن المخالف من العامة‬
‫إنما منع لزعمه أنه ل يمكن وقوعها للمستأجر عنه‪ ،‬أما من يقول بامكان‬
‫وقوعها له‪ ،‬وهم جميع المامية‪ ،‬فل يمكنه القول بمنع الستيجار إل أن‬
‫يخرق الجماع في إحدى المقدمتين‪ ،‬على أن هذا النوع قد انعقد عليه‬
‫الجماع من المامية الخلف والسلف من عهد المصنف وما قبله إلى زماننا‬
‫هذا‪ ،‬وقد تقرر أن إجماعهم حجة قطعية‪ .‬فان قلت‪ :‬فهل اشتهر الستيجار‬
‫على ذلك والعمل به عن النبي صلى ال عليه وآله والئمة عليهم السلم‬
‫كما اشتهر الستيجار على الحج حتى علم من المذهب ضرورة‪ .‬قلت‪ :‬ليس‬
‫كل واقع يجب اشتهاره‪ ،‬ول كل مشهور يجب الجزم بصحته فرب مشهور‬
‫ل أصل له‪ ،‬ورب متأصل لم يشتهر‪ ،‬إما لعدم الحاجة إليه في بعض الحيان‬
‫أو لندور وقوعه‪ ،‬والمر في الصلة كذلك فان سلف الشيعة كانوا على‬
‫ملزمة الفريضة‬

‫]‪[318‬‬
‫والنافلة على حد ل يقع من أحد منهم إخلل بها‪ ،‬إل لعذر يعتد به كمرض موت أو‬
‫غيره‪ ،‬وإذا اتفق فوات فريضة بادروا إلى فعلها‪ ،‬لن أكثر قدمائهم على‬
‫المضايقة المحضة‪ ،‬فلم يفتقروا إلى هذه المسألة‪ ،‬واكتفوا بذكر قضاء‬
‫الولي لما فات الميت من ذلك على طريقة الندور‪ ،‬ويعرف هذه الدعاوي‬
‫من طالع كتب الحديث والفقه وسيرة السلف‪ ،‬معرفة ل يرتاب فيها‪ .‬فخلف‬
‫من بعدهم قوم تطرق إليهم التقصير‪ ،‬واستولى عليهم فتور الهمم حتى آل‬
‫الحال إلى أنه ل يوجد من يقوم بكمال السنن إل أو حديهم‪ ،‬ول مبادر‬
‫بقضاء الفائت إل أقلهم‪ ،‬فاحتاجوا إلى استدراك ذلك بعد الموت‪ ،‬لظنهم‬
‫عجز الولي عن القيام‪ ،‬فوجب رد ذلك إلى الصول المقررة‪ ،‬والقواعد‬
‫الممهدة‪ ،‬وفيما ذكرناه كفاية‪ ،‬انتهى كلمه زيد إكرامه )‪ .(1‬ولقد حقق‬
‫وأفاد‪ ،‬وأحسن وأجاد‪ ،‬والحديث الثاني والثالث مذكوران في كتاب المسائل‪،‬‬
‫والعشرون والحادي والعشرون وهما واحد رواه في قرب السناد عن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن جندب‪،‬‬
‫والثالث و العشرون رواه مرسل في عدة الداعي )‪ (2‬ول بأس أن نتمم ما‬
‫حققه ببعض الكلم‪ .‬اعلم أن الصلوات والعمال التي يؤتى بها للميت على‬
‫وجوه وأنواع‪ :‬الول التيان بالتطوعات‪ ،‬وإهداء ثوابها إلى الميت‪ ،‬وهذا‬
‫مما ل ريب في جوازه واستحبابه كالصلوات المندوبة‪ ،‬والصوم والحج‬
‫المندوبين‪ ،‬والصدقات المستحبة‪ ،‬بل يجوز ذلك للحياء أيضا بأن يشركهم‬
‫في ثوابها بعد الفعل‪ ،‬أو يهب لهم جميع الثواب‪ ،‬والحوط أن ل يفعل‬
‫الخير في الواجبات‪ .‬الثاني الصلة التي فاتت عن الميت وعلم ذلك‪ ،‬ولم‬
‫يكن له ولد‪ ،‬أو كان ولم‬

‫)‪ (1‬الذكرى‪ (2) .75 - 73 :‬قد أشرنا إلى مواضعها‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫يأت بها‪ ،‬فالظاهر أنه يجوز فعلها تبرعا عن الميت )‪ (1‬والستيجار له وإن لم يرد‬

‫)‪ (1‬قد عرفت فيما سبق من أبحاثنا أن الصلة دين لقوله تعالى‪ " :‬ان الصلة كانت‬
‫على المؤمنين كتابا موقوتا " وهكذا الصوم حيث يقول عزوجل‪ " :‬كتب‬
‫عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " وهكذا الحج‪ ،‬حيث عبر‬
‫عنه في القرآن العزيز كالتعبير عن الحقوق المالية‪ ،‬فقال‪ " :‬ول على‬
‫الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل " ال أن الصلة والصوم دين‬
‫على البدان‪ ،‬والحج دين في الموال والبدان معا‪ .‬فإذا مات المؤمن وكان‬
‫عليه صوم أو صلة‪ ،‬وجب على وليه أداء هذا الدين بنفسه أو باستيجار‬
‫شخص آخر يستاجره بمال نفسه‪ .‬ل من مال الميت‪ ،‬فانهما حق على‬
‫البدان خاصة‪ ،‬ال أنه إذا أوصى الميت بذلك أخرج وليه أجرة ذلك من‬
‫ثلث ماله‪ ،‬واما إذا لم يكن له ولى يطالب بأداء هذا الدين جاز لسائر‬
‫المؤمنين من اخوانه أن يتبرعوا بصلته وصيامه لقوله تعالى‪" :‬‬
‫والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض "‪ .‬وأما الحج‪ ،‬فلما كان ذا‬
‫وجهين‪ :‬له تعلق بالموال وتعلق بالبدان وجب على وليه تكفل ذلك‬
‫بمعنى أنه يخرج من صلب مال الميت ما يكفى لمخارج الحج فقط وهو‬
‫الشطر الذى تعلق بماله‪ ،‬ثم يحج الولى بنفسه وينفق ذاك المال في سفره‬
‫من دون أن يأخذ لعماله البدنية عوضا من مال الميت‪ ،‬فان هذا الشطر‬
‫مما تعلق ببدنه‪ ،‬وهذا وليه يطالب بذلك على حد الصلة والصوم‪ .‬نعم له‬
‫أن ل يحج بنفسه ويستأجر من ينوب عنه ويؤدى الزائد على المخارج‬
‫الصلى من ماله‪ ،‬ال أن يكون الميت أوصى بذلك فيخرج مؤنة ذلك من‬
‫ثلث ماله ان وفى بذلك‪ .‬وأما جواز النيابة في ذلك‪ ،‬سواء كان تبرعا أو‬
‫استيجارا ‪ -‬فلن الصلة والصوم والحج عبادات مجعولة‪ ،‬بمعنى أن‬
‫الشارع المقدس يتلقى فعل كل واحد منها عبادة له و قربة منه‪ ،‬ل أنه‬
‫يكون قصد القربة من المتعبد محققا لعنوان العبادة فيهما‪ ،‬على ما هو‬
‫الشأن في التوسليات‪ ،‬ولذلك نحكم بحرمة الصلة والصوم من الحائض‪،‬‬
‫وان لم يقصد القربة بذلك‪ ،‬أو قيل بأنه ل يتمشى منها قصد القربة‪ ،‬وهكذا‬
‫الصلة من غير طهارة وان ‪-‬‬

‫]‪[320‬‬

‫بخصوصه في الخبار‪ ،‬ولم يكن مشتهرا بين قدماء الصحاب‪ ،‬لكن ل يبعد القول به‬
‫بالعمومات‪ ،‬ولو تبرع المؤجر بها أو ألزم على نفسه بالنذر أو اليمين‬
‫وتبرع الوارث أو غيره بالجرة من غير شرط وصيغة‪ ،‬لكان أولى وأحوط‪.‬‬
‫الثالث الصلة أو الصوم أو الحج باحتمال أن عليه قضاء‪ ،‬إما بالخلل بها‬
‫أو ببعض شرايطها وواجباتها‪ ،‬كما في أكثر الناس حيث يأتون بها مع‬
‫جهلهم بالمسائل وعدم تصحيحهم للقراءة‪ ،‬وعدم تورعهم عن النجاسات‬
‫أو الثياب المغصوبة‪ ،‬وأشباه ذلك فالظاهر استحباب إيقاعهم ثانيا بأنفسهم‪،‬‬
‫والستيجار لهم والتبرع عنهم بعد وفاتهم لعمومات الحتياط ولقصة‬
‫صفوان‪ .‬الرابع أن يفعل للميت قضاء الصلة والصوم وشبههما‪ ،‬مع العلم‬
‫أو الظن الغالب بعدم شغل ذمتهم بها‪ ،‬ففيه إشكال وإن شمله بعض الخبار‬
‫المتقدمة‪ ،‬بل الظاهر من حال صفوان ورفيقيه ذلك )‪ (1‬لن ساير الخبار‬
‫غير صريحة في ذلك‪ ،‬وقصة‬

‫كان المصلى ل يقصد القربة بذلك‪ .‬فإذا كانت الصوم والصلة وهكذا الحج ماهية‬
‫مجعولة وتلقاها الشارع عبادة‪ ،‬جاز اتيانها نيابة عن الميت‪ ،‬فانها‬
‫مطلوبة بماهيتها‪ :‬تقرب صاحبها إلى ال عزوجل‪ ،‬و صاحبها عند ال هو‬
‫المنوب عنه ل النائب‪ ،‬فان النائب انما عمل تلك العمال العبادية بدل عن‬
‫الغير في مقابلة الثواب وثوابه اما الجرة ان كان استيجار‪ ،‬واما الجنة‬
‫ونعيمها ان كان تبرعا‪ ،‬وهذا ايضا واضح بحمد ال‪ (1) .‬بل الظاهر من‬
‫حال صفوان ‪ -‬وقد مر قصته بنصها في أول الباب تحت الرقم ‪ - 2‬أنه كان‬
‫يفرض رفيقيه الماضيين حيا ومع ذلك يأتي بالعبادات المفروضة‬
‫والمسنونة عليهما نيابة‪ ،‬وهذا مشكل من حيث الصحة وجواز التيان‬
‫بها‪ ،‬وذلك لنه كان يصلى في اليوم والليلة خمسين ومائة ركعة‪ :‬خمسين‬
‫لنفسه فرضا ونفل وخمسين لعبدال بن جندب وخمسين لعلى بن‬
‫النعمان‪ ،‬وصلته هذه عنهما ان جوزنا وصححنا بالنسبة إلى النوافل‬
‫المندوبة ل يصح ول يجوز بالنسبة إلى الفرائض‪ ،‬فانها انما جعلت فرضا‬
‫على الحياء فلو فرضا حيين لم يصح النيابة عنهما لكون الفرائض‬
‫مكتوبا على أنفسهما‪ ،‬ولو فرضا ميتين لم تكن مفروضة عليهما‪- .‬‬

‫]‪[321‬‬

‫صفوان رووها مرسل‪ .‬وقد يتسامح في أسانيد تلك القصص التي ليس الغرض‬
‫الصلي من إيرادها تأسيس حكم شرعي‪ .‬ثم إنه يمكن المناقشة في بعض‬
‫استدللت السيد والشهيد قدس ال روحهما‪ ،‬ودعوى الجماع وغير ذلك‪،‬‬
‫طويناه على غرة إذ بعد وضوح المرام ل طائل تحت ذلك إل الطناب‬
‫وتكثير حجم الكتاب‪.‬‬

‫بل ولو قلنا بأن نيته للفرائض بدل عنهما يصير لغوا‪ ،‬ويبقى محبوبية تلك الصلوات‬
‫على حالها‪ ،‬فيلحقهما ثوابها‪ ،‬لم يصح لن غير صلة الصبح من‬
‫الفرائض بعضها رباعية وبعضها ثلثية‪ ،‬ول انتداب إلى صلة كذلك ال‬
‫بعنوان الفرض‪ ،‬فتدبر‪(*) .‬‬

‫]‪[322‬‬

‫‪ } - 3‬باب { * )تقديم الفوائت على الحواضر والترتيب( * * )بين الصلوات( * ‪1‬‬


‫‪ -‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه‬
‫موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل نسي المغرب حتى دخل وقت‬
‫العشاء الخرة‪ ،‬قال‪ :‬يصلي العشاء ثم المغرب )‪ .(1‬وسألته عن رجل نسي‬
‫العشاء فذكر بعد طلوع الفجر كيف يصنع ؟ قال‪ :‬يصلي العشاء ثم الفجر )‬
‫‪ .(2‬وسألته عن رجل نسي الفجر حتى حضرت الظهر‪ ،‬قال‪ :‬يبدء بالظهر‬
‫ثم يصلي الفجر كذلك كل صلة بعدها صلة )‪ .(3‬بيان‪ :‬اعلم أن أكثر‬
‫المتقدمين من الصحاب ذهبوا إلى وجوب الفور في القضاء فأوجبوا تقديم‬
‫الفائتة على الحاضرة‪ ،‬سواء اتحدت أو تعددت‪ ،‬ما لم يتضيق وقت‬
‫الحاضرة‪ ،‬فمنهم من صرح ببطلن الحاضرة إذا أتى بها في سعة الوقت‬
‫مع تذكر الفائتة‪ ،‬ومنهم من لم يصرح بذلك‪ ،‬وبالغ السيد وابن إدريس في‬
‫ذلك حتى لم يجوز الكل والنوم‪ ،‬وتحصيل المعيشة إل بقدر الضرورة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ل يجوز أن يصلي الحاضرة إل في آخر الوقت‪ .‬وذهب ابنا بابويه‬
‫إلى المواسعة المحضة‪ ،‬وإليه ذهب أكثر المتأخرين قال في المختلف‪ :‬وهو‬
‫مذهب والدي أكثر من عاصرناه من المشايخ‪ ،‬لكن عند المتأخرين تقديم‬
‫الفائتة مستحب وعند ابني بابويه يستحب تقديم الحاضرة‪ .‬وذهب المحقق‬
‫إلى تقديم الفائتة الواحدة على الحاضرة دون المتعددة‪ ،‬و‬

‫)‪ (3 - 1‬قرب السناد ص ‪ 91‬ط حجر‪ 119 ،‬ط نجف‪(*) .‬‬

‫]‪[323‬‬

‫العلمة في المختلف إلى تقديم الفائتة إن ذكرها في يوم الفوات‪ ،‬سواء كانت واحدة‬
‫أو متعددة‪ ،‬وكأنه أراد باليوم ما يتناول الليلة المستقبلة ليتناول تعدد الفائت‬
‫مع تذكره في يوم الفوات‪ .‬والقول بالمواسعة المطلقة ل يخلو من قوة‪،‬‬
‫والخبار الدالة على المضايقة يمكن حملها على التقية لشتهارها بين‬
‫العامة‪ ،‬أو على الستحباب إن قلنا باستحباب تقديم الفائتة وهو أيضا‬
‫مشكل‪ ،‬لورود أخبار كثيرة بالمر بتقديم الحاضرة‪ ،‬والوجه الول أظهر‪.‬‬
‫وأما التفصيل الوارد في هذ الخبر )‪ (1‬فلم أر به مصرحا‪ ،‬نعم نقله الشيخ‬
‫يحيى ابن سعيد في الجامع رواية حيث قال‪ :‬ولمن عليه فائت فرض صلة‬
‫أن يصلي الحاضرة أول الوقت وآخره‪ ،‬وروى عبد ال بن جعفر الحميرى‬
‫وذكر هذا الخبر‪ .‬ثم قال‪ :‬وروي في حديث عن الصادق عليه السلم فان‬
‫ذكرتهما يعني المغرب والعشاء بعد الصبع فصل الصبح ثم المغرب ثم‬
‫العشاء قبل طلوع الشمس فان نمت عن الغداة حتى طلعت الشمس فصل‬
‫الركعتين ثم صل الغداة انتهى‪ .‬والخبر مما يدل على المواسعة‪ ،‬والمر‬
‫بتقديم العشاء للستحباب لكراهة الصلة بعد الفجر أو للتقية لمنعهم من‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا معنى قوله عليه السلم‪ " :‬كل صلة‬

‫)‪ (1‬قد عرفت وجه ذلك في باب أوقات الصلوات ج ‪ ،82‬وأن تقديم الحاضرة انما‬
‫يكون إذا كانت الحاضرة صاحبة الوقت بالفرض أو السنة‪ ،‬بحيث إذا‬
‫أخرها عن وقتها‪ ،‬صارت الحاضرة أيضا قضاء‪ .‬ويدل على ذلك بل ينص‬
‫عليه روايات منها ما رواه زرارة عن أبى جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫فاتتك صلة فذكرتها في وقت اخرى فان كنت تعلم انك إذا صليت التى‬
‫فاتتك كنت من الخرى في وقت فابدء بالتى فاتتك‪ ،‬فان ال عزوجل‬
‫يقول‪ " :‬أقم الصلة لذكرى " وان كنت تعلم أنك إذا صليت التى فاتتك‪،‬‬
‫فاتتك التى بعدها‪ ،‬فابدء بالتى أنت في وقتها واقض الخرى‪.‬‬

‫]‪[324‬‬

‫بعدها صلة " أي نافلة‪ ،‬وليكره الصلة بعدها والمراد بوقت العشاء الوقت‬
‫المختص بها‪ - 2 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬سئل العالم عليه السلم‬
‫عن رجل نام ونسي فلم يصل المغر ب والعشاء قال‪ :‬إن استيقظ قبل الفجر‬
‫بقدر ما يصليهما جميعا يصليهما وإن خاف أن يفوت إحداهما فليبدأ‬
‫بالعشاء الخرة‪ ،‬فان استيقظ بعد الصبح فليصل الصبح ثم المغرب ثم‬
‫العشاء قبل طلوع الشمس‪ ،‬فان خاف أن تطلع الشمس فتفوته إحدى‬
‫الصلتين فليصل المغرب ويدع العشاء الخرة حتى تنبسط الشمس ويذهب‬
‫شعاعها‪ ،‬وإن خاف أن يعجله طلوع الشمس ويذهب عنهما جميعا‬
‫فليؤخرهما حتى تطلع الشمس ويذهب شعاعها )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا عليه السلم ص ‪ 10‬و ‪ ،11‬ورواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 213‬باسناده عن ابى بصير عن أبى عبد ال عليه السلم‪ ،‬ومثله باسناده‬
‫عن ابن مسكان عنه عليه الصلة والسلم‪ .‬ووجه الحديث واضح على ما‬
‫عرفت من أوقات الصلوات‪ ،‬حيث كان صلة المغرب وقتها محدودة بين‬
‫المغربين بالفرض‪ ،‬ومختصة بأول ذهاب الحمرة بالسنة‪ ،‬وصلة العشاء‬
‫وقتها ممدودة إلى ثلث الليل‪ ،‬إلى نصف الليل‪ ،‬إلى آخر الليل لمن اضطر‬
‫إلى ذلك‪ ،‬بالفرض‪ ،‬مختصة بذهاب الحمرة من المشرق بحكم السنة‪،‬‬
‫وهكذا صلة الفجر‪ ،‬وقتها محدودة بين الطلوعين بالفرض مخصوصة‬
‫بالغلس أو طلوع الفجر الصادق بحكم السنة‪ .‬وإذا أنعمت النظر فيما‬
‫تلوناه عليك‪ ،‬تعرف أن ل مخالفة بين الخبار الواردة عن الئمة‬
‫المعصومين عليهم السلم في باب المواسعة والمضايقة وباب الترتيب‬
‫بين الحاضرة و الفائتة‪ ،‬وتعرف أن ذلك كله انما تتبع حكم أوقات‬
‫الصلوات فيختلف حكمها باختلف أوقاتها المسنونة والمفروضة بعد‬
‫رعاية بعض المصالح كالتحفظ على صلة العصر والفجر أن ل يصلى‬
‫بعدهما صلة قضاء‪ ،‬حيث ل يتميز صلة القضاء عن النافلة ال بالنية‪،‬‬
‫وقد نهى النبي صلى ال عليه وآله عن الصلة بعدهما‪.‬‬

‫]‪[325‬‬
‫‪ - 3‬دعائم السلم‪ :‬روينا عن جعفر بن محمد عليهما السلم أنه قال‪ :‬من فاتته‬
‫صلة حتى دخل في وقت صلة اخرى فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي‬
‫فاتته‪ ،‬وصلى التي هو منها في وقت‪ ،‬وإن لم يكن في الوقت إل مقدار ما‬
‫يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها وقضى بعدها الصلة الفائتة )‪.(1‬‬
‫وعنه عليه السلم‪ :‬إن رجل سأله فقال‪ :‬يا ابن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ما تقول في رجل نسي صلة الظهر حتى صلى ركعتين من العصر‪،‬‬
‫قال‪ :‬فليجعلهما للظهر‪ ،‬ثم يستأنف العصر‪ ،‬قال‪ :‬فان نسي المغرب حتى‬
‫صلى ركعتين من العشاء قال‪ :‬يتم صلته ثم يصلي المغرب بعد‪ .‬قال له‬
‫الرجل‪ :‬جعلت فداك وما الفرق بينهما ؟ قال‪ :‬لن العصر ليس بعدها صلة‬
‫يعني ل يتنفل بعدها‪ ،‬والعشاء الخرة يصلى بعدها ما شاء )‪ .(2‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه سئل عن رجل نسي صلة الظهر حتى صلى العصر‪ ،‬قال‪ :‬يجعل‬
‫التي صلى الظهر‪ ،‬ويصلي العصر‪ ،‬قيل‪ :‬فان نسي المغرب حتى صلى‬
‫العشاء الخرة قال‪ :‬يصلي المغرب ثم يصلي العشاء الخرة )‪ .(3‬بيان‪:‬‬
‫الخبر الثاني )‪ (4‬لم أر قائل به‪ ،‬وحمل على ما إذا تضيق وقت العشاء دون‬
‫العصر وإن كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للخبار الكثيرة‪ ،‬ويمكن حمله‬
‫على التقية‪ ،‬والتعليل ربما يؤيده‪ ،‬والخير يدل على العدول بعد الفعل‬
‫وسيأتي القول فيه‪ - 4 .‬المعتبر‪ :‬باسناده عن جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قلت‪ :‬يفوت الرجل‬

‫وأما الصحاب رضوان ال عليهم‪ ،‬فلما لم يتحرروا مبنى الحاديث زعموا أنه لبد‬
‫من الحكم الكلى اما بالمواسعة أو المضايقة وهكذا الحكم بلزوم الترتيب‬
‫أو عدمه‪ ،‬فوجدوا الحاديث مختلفة في ذلك فاختلفوا في فتاواهم ول‬
‫اختلف فيها بحمد ال‪ (3 - 1) .‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .141‬تراه‬
‫في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.213‬‬

‫]‪[326‬‬

‫الولى والعصر والمغرب‪ ،‬ويذكر عند العشاء‪ ،‬قال‪ :‬يبدء بالوقت الذي هو فيه فانه‬
‫ل يأمن الموت فيكون قد ترك الفريضة في وقت قد دخل‪ ،‬ثم يقضي ما فاته‬
‫الول فالول )‪ - 5 .(1‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬سئل العالم عليه‬
‫السلم عن رجل نسي الظهر حتى صلى العصر قال‪ :‬يجعل صلة العصر‬
‫التي صلى الظهر‪ ،‬ثم يصلي العصر بعد ذلك )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا مضمون رواية‬
‫الحلبي رواها الشيخ بسند فيه )‪ (3‬ضعف على المشهور وتفصيل القول‬
‫فيه‪ ،‬أنه لو ظن أنه صلى الظهر فاشتغل بالعصر‪ ،‬فان ذكر وهو فيها عدل‬
‫بنيته إلى الولى‪ ،‬وصلى الثانية‪ ،‬سواء كان في الوقت المختص أو‬
‫المشترك‪ ،‬و الروايات في ذلك كثيرة‪ ،‬ولو كان الذكر قبل التسليم قال في‬
‫البيان‪ :‬في العدول وجهان مبنيان على وجوبه‪ ،‬وأنه جزء من الصلة أول‬
‫انتهى وربما يقال على القول بالستحباب أيضا يعدل‪ .‬وإن ذكر بعد الفراغ‬
‫فالمشهور أنه إن كان جميع الصلة في الوقت المختص بالولى أعاد‪ ،‬وإل‬
‫صحت صلته‪ ،‬ويأتي بالولى بعدها بناء على القول بالختصاص وأما على‬
‫القول بالشتراك كما هو مذهب الصدوق صحت صلته على التقديرين‪،‬‬
‫والخبار الواردة بعدم العادة مطلقة‪ .‬وأما العدول بعد إتمام الصلة فلم أر‬
‫به قائل وأول الشيخ هذا الخبر وصحيحة زرارة )‪ (4‬الدالة على ذلك على‬
‫أنه صلى أكثرها أو يكون معنى صلى شرع فيها وهو بعيد‪ ،‬والقول‬
‫بالتخيير بين العدول وفعل الولى بعدها من غير عدول جامع بين‬

‫)‪ (1‬المعتبر‪ (2) .236 :‬فقه الرضا ص ‪ 10‬ذيل الصفحة‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،212‬وضعفه بمحمد بن سنان‪ (4) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،300‬الكافي ج ‪3‬‬
‫ص ‪.291‬‬

‫]‪[327‬‬

‫الخبار‪ ،‬إن لم يكن مخالفا للجماع‪ ،‬والحوط العدول مطلقا ثم التيان بهما معا‪- 6 .‬‬
‫غياث سلطان الورى‪ :‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬رجل عليه دين من صلة قام يقضيه فخاف أن يدركه الصبح‪،‬‬
‫ولم يصل صلة ليلته تلك‪ ،‬قال‪ :‬يؤخر القضاء ويصلي صلة ليلته تلك‪* * .‬‬
‫* أقول‪ :‬ألف السيد الجليل علي بن طاوس قدس ال لطيفه )‪ (1‬رسالة في‬
‫عدم المضايقة في فوائت الصلوات‪ ،‬ولنذكر هنا بعضها‪ ،‬قال بعد إيراد‬
‫رواية قرب السناد كما مر‪ :‬ومن ذلك ما رويته من كتاب الفاخر المختصر‬
‫من كتاب بحر الحكام تأليف‬

‫)‪ (1‬هو السيد الشريف رضى الدين أبو القاسم على بن سعد الدين أبى ابراهيم‬
‫موسى ابن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن احمد بن أبى عبد ال‬
‫محمد بن الطاوس الحسنى الحسينى كانت امه بنت الشيخ ورام بن أبى‬
‫فراس‪ :‬وأم والده بنت ابنة الشيخ الطوسى‪ ،‬ولذا يعبر كثيرا في تصانيفه‬
‫عن الشيخ الطوسى بجدى أو جد والدى‪ .‬وقال المحدث القمى‪ :‬هو السيد‬
‫الجل الورع الزهد قدوة العارفين الذى ما اتفقت كلمة الصحاب على‬
‫اختلف مشاربهم وطريقتهم على صدور الكرامات عن أحد ممن تقدمه أو‬
‫تأخر عنه ‪ -‬غيره‪ ،‬قال العلمة في اجازته الكبيرة‪ :‬وكان رضى الدين‬
‫على صاحب الكرامات حكى لى بعضها‪ ،‬وروى لى والدى رحمة ال عليه‬
‫البعض الخر‪ .‬اه‪ .‬أقول‪ :‬مؤلفاته كثيرة وقد أكثر النقل عنها المؤلف‬
‫العلمة المجلسي منها‪ :‬أمان الخطار‪ ،‬سعد السعود‪ ،‬كشف اليقين في‬
‫تسمية مولنا أمير المؤمنين‪ ،‬الطرائف‪ ،‬الدروع الواقية‪ ،‬فتح البواب‪،‬‬
‫فرج المهموم بمعرفة منهج الحلل والحرام من علم النجوم‪ ،‬جمال‬
‫السبوع‪ ،‬اقبال العمال‪ ،‬فلح السائل‪ ،‬مهج الدعوات‪ ،‬مصباح الزائر‪،‬‬
‫الملهوف على قتلى الطفوف‪ ،‬غياث سلطان الورى‪ ،‬رسالة محاسبة‬
‫النفس وغيرها‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫أبي الفضل محمد بن أحمد بن سليم رواية محمد بن عمر الذي ذكر في خطبته أنه‬
‫ما روي فيه إل ما أجمع عليه وصح من قول الئمة عليهم السلم عنده‪،‬‬
‫وقال فيه ما هذا لفظه‪ :‬والصلوات الفائتات يقضين ما لم يدخل عليه وقت‬
‫صلة‪ ،‬فإذا دخل عليه وقت صلة بدأ بالتي دخل وقتها‪ ،‬وقضى الفائتة‪،‬‬
‫متى أحب‪ .‬ومن ذلك ما رويته عن عبيدال بن علي الحلبي )‪ (1‬وقيل إن‬
‫كتابه عرض على الصادق عليه السلم فاستحسنه وقال‪ :‬ليس هؤلء يعني‬
‫المخالفين مثله قال فيه‪ :‬ومن نام أو نسي أن يصلي المغرب والعشاء‬
‫الخرة فان استيقظ قبل الفجر بمقدار ما يصليهما جميعا فليصلهما وإن‬
‫استيقظ بعد الفجر فليصل الفجر ثم يصلي المغرب ثم العشاء‪ .‬ومن ذلك ما‬
‫أرويه باسنادي إلى محمد بن علي بن محبوب من أصل بخط جدي‬

‫)‪ (1‬هو أبو على عبيدال بن على بن أبى شعبة الحلبي مولى بنى تيم اللت بن‬
‫ثعلبة كوفى كان يتجر هو وأبوه واخوته إلى حلب فغلب عليهم النسبة إلى‬
‫حلب‪ ،‬قال النجاشي‪ :‬وآل أبى شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا‪،‬‬
‫وجميعهم ثقات مرجوع إلى ما يقولون‪ ،‬وكان عبيدال كبيرهم ووجههم‪،‬‬
‫وصنف الكتاب المنسوب إليه وعرضه على أبى عبد ال عليه السلم‬
‫وصححه‪ :‬قال عند قراءته‪ :‬أترى لهؤلء مثل هذا‪ ،‬والنسخ مختلفة‬
‫الوائل‪ ،‬والتفاوت فيها قريب‪ .‬قال النجاشي‪ :‬قد روى هذا الكتاب خلق من‬
‫أصحابنا عن عبيدال‪ ،‬والطرق إليه كثيرة‪ ،‬ونحن جارون على عادتنا في‬
‫هذا الكتاب وذاكرون إليه طريقا واحدا أخبرنا غير واحد عن على بن‬
‫حبشي بن قونى الكاتب الكوفى عن حميد بن زياد عن عبيدال بن أحمد‬
‫ابن نهيك عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي‪ .‬وقال البرقى في‬
‫رجاله‪ ،‬عبيدال بن على الحلبي‪ ،‬عن يحيى بن عمران الحلبي‪ ،‬كوفى‬
‫وكان متجره إلى حلب فغلب عليه هذا اللقب‪ ،‬مولى ثقة صحيح‪ ،‬له كتاب‬
‫وهو اول كتاب صنفه الشيعة !‬

‫]‪[329‬‬
‫أبي جعفر الطوسي رضوان ال عليه فقال في كتاب نوادر المصنف عن علي بن‬
‫خالد‪ ،‬عن أحمد بن الحسن بن علي‪ ،‬عن عمرو بن سعيد المدايني‪ ،‬عن‬
‫مصدق بن صدقة‪ ،‬عن عمار بن موسى‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن رجل ينام عن الفجر حتى تطلع الشمس وهو في سفر كيف‬
‫يصنع أيجوز له أن يقضي بالنهار ؟ قال‪ :‬ل يقضي صلة نافلة ول فريضة‬
‫بالنهار‪ ،‬ول يجوز له ول يثبت له‪ ،‬ولكن يؤخرها فيقضيها بالليل‪ .‬ومن ذلك‬
‫ما أرويه عن الحسين بن سعيد الهوازي رضوان ال عليه مما رواه في‬
‫كتاب الصلة عن محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن الحسن بن زياد‬
‫الصيقل قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن رجل نسي الولى حتى‬
‫صلى ركعتين من العصر‪ ،‬قال‪ :‬فليجعلهما الولى وليستأنف العصر قلت‪:‬‬
‫فانه نسي المغرب حتى صلى ركعتين من العشاء‪ ،‬ثم ذكر قال‪ :‬فليتم صلته‬
‫ثم ليقض بعد المغرب‪ .‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك ]قلت[ ظ متى نسي الظهر‬
‫ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الولى ثم يستأنف‪ ،‬وقلت لهذا يقضي صلته‬
‫بعد المغرب ؟ فقال‪ :‬ليس هذا مثل هذا‪ ،‬إن العصر ليس بعدها صلة‪،‬‬
‫والعشاء بعدها صلة‪ .‬ومن ذلك ما أرويه أيضا عن الحسين بن سعيد‬
‫المشار إليه رضوان ال عليه في كتاب الصلة ما هذا لفظه‪ :‬صفوان عن‬
‫عيص بن القاسم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن رجل نسي أو نام‬
‫عن الصلة حتى دخل وقت صلة اخرى فقال‪ :‬إن كانت صلة الولى فليبدأ‬
‫بها وإن كانت صلة العصر فليصل العشاء ثم يصلي العصر‪ .‬ومن ذلك ما‬
‫أرويه أيضا عن الحسين بن سعيد من كتاب الصلة ما هذا لفظه‪ :‬حدثنا‬
‫فضالة والنضر بن سويد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إن نام رجل أو نسى أن يصلى المغرب والعشاء الخرة‪ ،‬فان استيقظ‬
‫قبل الفجر قدر ما يصليهما كلتيهما فليصلهما وإن خاف أن تفوته إحداهما‬
‫فليبدأ بالعشاء‪ ،‬وإن استيقظ بعد الفجر‬

‫]‪[330‬‬

‫فليصل الصبح ثم المغرب ثم العشاء قبل طلوع الشمس‪ .‬ومن ذلك ما أرويه عن‬
‫الحسين بن سعيد من كتاب الصلة ما هذا لفظه‪ :‬حماد عن شعيب عن أبى‬
‫بصير عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن نام رجل ولم يصل صلة‬
‫المغرب والعشاء الخرة‪ ،‬أو نسي‪ ،‬فان استيقظ قبل الفجر قدر ما يصليهما‬
‫كلتيهما فليصلهما وإن خشي أن تفوت إحداهما فليبدء بالعشاء الخرة‪،‬‬
‫وإن استيقظ بعد الفجر فليبدأ فليصل الفجر ثم المغرب ثم العشاء الخرة‬
‫قبل طلوع الشمس‪ ،‬وإن خاف أن تطلع الشمس فتفوت إحدى الصلتين‬
‫فليصل المغرب ويدع العشاء الخرة حتى تطلع الشمس ويذهب شعاعها‪،‬‬
‫ثم ليصلها‪ .‬ومن ذلك ما رايته في كتاب النقض على من أظهر الخلف لهل‬
‫بيت النبي صلى ال عليه وآله إملء أبى عبد ال الحسين بن عبيدال بن‬
‫علي المعروف بالواسطى فقال ما هذا لفظه‪ :‬مسألة من ذكر صلة وفي هو‬
‫اخرى قال أهل البيت عليهم السلم يتمم التى هو فيها ويقضى ما فاته‪ ،‬وبه‬
‫قال الشافعي‪ ،‬ثم ذكر خلف الفقهاء المخالفين لهل البيت عليهم السلم ثم‬
‫ذكر في أواخر المجلدة‪ .‬مسألة اخرى‪ :‬من ذكر صلة وهو في اخرى‪ :‬إن‬
‫سأل سائل فقال أخبرونا عمن ذكر صلة وهو في اخرى ما الذي يجب عليه‬
‫؟ قيل له‪ :‬يتمم التى هو فيها ويقضى ما فاته‪ ،‬وبه قال الشافعي ثم ذكر‬
‫خلف المخالفين‪ ،‬وقال‪ :‬دليلنا على ذلك ما روي عن الصادق جعفر بن‬
‫محمد عليهما السلم أنه قال‪ :‬من كان في صلة ثم ذكر صلة اخرى فاتته‬
‫أتم التى هو فيها‪ ،‬ثم يقضى ما فاته‪ .‬يقول علي بن موسى بن جعفر بن‬
‫محمد بن طاوس‪ :‬هذا آخر ما أردنا ذكره من الروايات أو ما رأينا مما لم‬
‫يكن مشهورا بين أهل الدرايات‪ ،‬وصلى ال على سيد المرسلين محمد‬
‫النبي وآله الطاهرين وسلم‪ .‬ووجدت في أمالى السيد أبى طالب علي بن‬
‫الحسين الحسنى في المواسعة ما هذا لفظه‪:‬‬

‫]‪[331‬‬

‫حدثنا منصور بن رامس حدثنا علي بن عمر الحافظ الدارقطني‪ ،‬حدثنا أحمد بن‬
‫نصر بن طالب الحافظ‪ ،‬حدثنا أبو ذهل عبيد بن عبد الغفار العسقلني‪،‬‬
‫حدثنا أبو محمد سليمان الزاهد‪ ،‬حدثنا القاسم بن معن‪ ،‬حدثنا العلء بن‬
‫المسيب بن رافع‪ ،‬حدثنا عطاء بن أبى رباح عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال‬
‫رجل يا رسول ال صلى ال عليه وآله وكيف أقضي ؟ قال‪ :‬صل مع كل‬
‫صلة مثلها‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وآله قبل أم بعد ؟ قال‪ :‬قبل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وهذا حديث صريح‪ ،‬وهذه المالى عندنا الن في أواخر مجلده قال )‬
‫‪ (1‬الطالبى‪ :‬أولها الجزء الول من المنتخب من كتاب زاد المسافر تأليف‬
‫أبى العل الحسن بن أحمد العطار الهمداني‪ ،‬وقد كتب في حياته‪ ،‬وكان‬
‫عظيم الشأن‪ .‬ثم قال السيد رضي ال عنه‪ :‬ومن المنامات عن الصادقين‬
‫الذين ل يشبه بهم شئ من الشياطين في المواسعة‪ ،‬وإن لم يكن ذلك مما‬
‫يحتج به لكنه مستطرف ما وجدته بخط الخازن أبي الحسن رضوان ال‬
‫عليه‪ ،‬وكان رجل عدل متفقا عليه‪ ،‬وبلغني أن جدي وراما )‪ (2‬رضوان‬
‫ال عليه صلى خلفه مؤتما به‪ :‬ما هذا لفظه‪ :‬رأيت في منامي ليلة سادس‬
‫عشر جمادى الخرة أمير المؤمنين والحجة عليهما السلم‪ ،‬وكان على‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم ثوب خشن‪ ،‬وعلى الحجة ثوب ألين منه‪ ،‬فقلت‬
‫لمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬في هامش الصل‪ :‬قالب ظ ل‪ (2) .‬هو المير الزاهد أبو الحسين ورام بن‬
‫عيسى بن أبى النجم بن ورام بن خولن ابن ابراهيم بن مالك الشتر‬
‫النخعي صاحب أمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬وهو جد السيد رضى الدين‬
‫ابن طاوس لمه كما مر‪ ،‬وله كتاب تنبيه الخواطر ونزهة النواظر قد ينقل‬
‫عنه المؤلف العلمة المجلسي في البحار‪ ،‬وقد كان من القائلين‬
‫بالمضايقة‪ .‬قال الشهيد في شرح الرشاد على ما نقله النوري في خاتمة‬
‫المستدرك ص ‪ :477‬ومن الناصرين للقول بالمضايقة الشيخ الزاهد أبو‬
‫الحسين ورام بن أبى فراس رضى ال عنه‪ ،‬فانه صنف فيها مسألة حسنة‬
‫الفوائد جيدة المقاصد‪.‬‬

‫]‪[332‬‬

‫يا مولى ما تقول في المضايقة ؟ فقال لي سل صاحب المر‪ ،‬ومضى أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم وبقيت أنا والحجة‪ ،‬فجلسنا في موضع فقلت له‪ :‬ما تقول في‬
‫المضايقة ؟ فقال قول مجمل تصلي‪ .‬فقلت له‪ :‬قول هذا معناه وإن اختلفت‬
‫ألفاظه‪ :‬في الناس من يعمل نهاره و يتعب ول يتهيؤ له المضايقة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يصلي قبل آخر الوقت‪ ،‬فقلت له‪ :‬ابن إدريس )‪ (1‬يمنع من الصلة قبل آخر‬
‫الوقت‪ ،‬ثم التفت فإذا ابن إدريس ناحية عنا فناداه الحجة عليه السلم‪ :‬يا‬
‫ابن إدريس ! فجاءه ولم يسلم عليه ولم يتقدم إليه‪ ،‬فقال له‪ :‬لم تمنع الناس‬
‫من الصلة قبل آخر الوقت ؟ أسمعت هذا من الشارع ؟ فسكت‪ ،‬ولم يعد‬
‫جوابا وانتبهت في أثر ذلك‪ .‬أقول‪ :‬ثم ذكر السيد منامين آخرين في هذا‬
‫المعنى أحدهما من الخازن المذكور‪ ،‬والخر من الوزير محمد بن أحمد‬
‫العلقمي تركناهما لعدم مناسبتهما للكتاب وال أعلم بالصواب‪ - 7 .‬المقنع‪:‬‬
‫إن نسيت الظهر حتى غربت الشمس وقد صليت العصر‪ ،‬فان أمكنك أن‬
‫تصليها قبل أن تفوتك المغرب‪ ،‬فابدأ بها‪ ،‬وإل فصل المغرب‪ ،‬ثم صل بعدها‬
‫الظهر‪ .‬وإن نسيت الظهر فذكرتها وأنت تصلي العصر‪ ،‬فاجعلها الظهر ثم‬
‫صل العصر بعد ذلك‪ .‬فان خفت أن يفوتك وقت العصر فابدأ بالعصر‪ ،‬وإن‬
‫نسيت الظهر والعصر فذكرتهما عند غروب الشمس فصل الظهر ثم صل‬
‫العصر إن كنت ل تخاف فوت إحداهما‪ ،‬وإن خفت أن تفوت إحداهما فابدأ‬
‫بالعصر ول تؤخرهما فتكون قد فاتتاك جميعا ثم تصلي الولى بعد ذلك على‬
‫أثرها‪.‬‬

‫)‪ (1‬هو الشيخ الفقيه فخر الدين أبو عبد ال محمد ابن أحمد بن ادريس الحلى كان‬
‫شيخ الفقهاء بالحلة‪ ،‬ويذهب إلى رأى السيد المرتضى قدس سرهما بعدم‬
‫حجية أخبار الحاد ولذلك طعن عليه بعض الصحاب كابن داود حيث‬
‫عنونه في رجاله في الضعفاء‪.‬‬

‫]‪[333‬‬
‫ومتى فاتتك صلة فصلها إذا ذكرت متى ذكرت إل أن تذكرها في وقت فريضة فصل‬
‫التي أنت في وقتها ثم صل الفائتة وإن نسيت أن تصلي المغرب والعشاء‬
‫الخرة فذكرتهما قبل الفجر فصلهما جميعا إن كان الوقت وإن خفت أن‬
‫تفوتك إحداهما فابدأ بالعشاء الخرة‪ ،‬وإن ذكرت بعد الصبح فصل الصبح‬
‫ثم المغرب ثم العشاء قبل طلوع الشمس‪ .‬فان نمت عند الغداة حتى طلعت‬
‫الشمس فصل ركعتين ثم صل الغداة )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬المقنع‪ 33 - 32 :‬ط السلمية‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫بسمه تعالى ههنا ننهي بالجزء التاسع من المجلد الثامن عشر من كتاب بحار‬
‫النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار ‪ -‬صلوات ال وسلمه عليهم‬
‫مادام الليل والنهار ‪ -‬وهو الجزء الثامن والثمانون حسب تجزئتنا في هذه‬
‫الطبعة النفيسة الرائقة‪ .‬ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج‬
‫بحمد ال ومشيته نقيا من الغلط ال نزرا زهيدا زاغ عنه البصر‪ ،‬وكل‬
‫عنه النظر‪ ،‬ل يكاد يخفى على القارئ الكريم‪ ،‬ومن ال نسأل العصمة وهو‬
‫ولي التوفيق‪ .‬السيد ابراهيم الميانجي ‪ -‬محمد الباقر البهبودي‬

‫]‪[337‬‬

‫كلمة المصحح‪ - :‬بسم ال الرحمن الرحيم ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته‬
‫فخرج بحمد ال ومشيته نقيا من الغلط ال نزرا زهيدا زاغ عنه البصر‪،‬‬
‫وكل عنه النظر‪ ،‬ل يكاد يخفى على القارئ الكريم‪ ،‬ومن ال نسأل العصمة‬
‫وهو ولي التوفيق‪ .‬السيد ابراهيم الميانجي ‪ -‬محمد الباقر البهبودي‬

‫]‪[337‬‬

‫كلمة المصحح‪ - :‬بسم ال الرحمن الرحيم وعليه توكلي وبه نستعين الحمد ل رب‬
‫العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على رسوله محمد وعترته الطاهرين‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫فهذا هو الجزء التاسع من المجلد الثامن عشر‪ ،‬وقد انتهى رقمه في‬
‫سلسلة الجزاء حسب تجزئتنا إلى ‪ ،88‬حوى في طيه ثمانية ابواب من‬
‫كتاب الصلة‪ .‬وقد قابلناه على طبعة الكمباني المشهورة بطبع امين‬
‫الضرب‪ ،‬وهكذا على نص المصادر التي استخرجت الحاديث منها ومن‬
‫باب احكام الجماعة إلى آخر هذا الجزء على نسخة الصل التي هي بخط يد‬
‫المؤلف العلمة المجلسي رضوان ال عليه ترى صورتين منها‬
‫فتوغرافيتين فيما يلي‪ .‬والنسخة لخزانة كتب الفاضل البحاث الوجيه‬
‫الموفق المرزا فخر الدين النصيري الميني زاده ال توفيقا لحفظ كتب‬
‫السلف عن الضياع والتلف‪ ،‬فقد اودعها سماحته عندنا للعرض والمقابلة‪،‬‬
‫خدمة للدين واهله‪ ،‬فجزاه ال عنا وعن المسلمين اهل العلم خير جزاء‬
‫المحسنين‪ .‬المحتج بكتاب ال على الناصب ‪ -‬محمد الباقر البهبودي صفر‬
‫المظفر عام ‪‍ 1391‬ه‪ .‬ق‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like