You are on page 1of 284

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪86‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمخخة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي )قدس ال سره( الجخخزء السخخادس‬
‫والثمانون مؤسسة الوفاء بيروت ‪ -‬لبنان كافة الحقخخوق محفوضخخة مسخخجلة‬
‫الطبعة الثانية المصخخححة ‪‍ 1403‬ه ‪ 1983 -‬م مؤسسخخة الوفخخاء ‪ -‬بيخخروت ‪-‬‬
‫لبنان ‪ -‬صرب‪ - 1457 :‬هاتف‪386868 :‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم * )أبواب( * * )القصر وأسبابه وأحكامه( * * )باب( * *‬


‫)وجخخوب قصخخر الصخخلة فخخي السخخفر وعللخخه( * * )وشخخرائطه وأحكخخامه( *‬
‫اليات‪ :‬النساء‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا مخخن‬
‫الصلوة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينخخا )‬
‫‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ ،101 :‬وقد كان على المؤلف العلمة أن ينقل اليتين بعخدها‪ ،‬لمخا فيهمخا‬
‫من التعلخق التخام بالمقخام‪ ،‬فل بخأس أن ننقلهمخا ونبحخث عخن مفخاد اليخات‬
‫الكريمة فنقول و من ال أسأل العصمة والرشاد‪ :‬قال الخ عزوجخل تفريعخا‬
‫على الية الولى في بيان حكم صلة القصر وصلة الخوف‪ " :‬وإذا كنخخت‬
‫فيهم فأقمت لهم الصلة فلتقم طائفخخة منهخخم معخخك وليأخخخذوا أسخخلحتهم فخخإذا‬
‫سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة اخرى لم يصخخلوا فليصخخلوا معخخك‬
‫وليأخذوا حذرهم وأسخخلحتهم‪ ،‬ود الخخذين كفخخروا لخخو تغفلخخون عخخن أسخخلحتكم‬
‫وأمتعتكم فيميلون عليك ميلة واحدة ولجناح عليكم ان كخخان بكخخم أذى مخخن‬
‫مطخخر أو كنتخخم مرضخخى أن تضخخعوا أسخخلحتكم‪ ،‬وخخخذوا حخخذركم ان الخ أعخخد‬
‫للكافرين عخخذابا مهينخخا " )النسخخاء‪ .(102 :‬ثخخم قخخال‪ :‬عزوجخخل تمامخخا لحكخخم‬
‫صلة الخوف وتعليقا على الية الولى‪:‬‬

‫]‪[2‬‬
‫تفسير‪ " :‬وإذا ضربتم في الرض " أي سخخافرتم فيهخخا " فليخخس عليكخخم جنخخاح " أي‬
‫حخخرج وإثخخم فخخي )أن تقتصخخروا( قخخال فخخي الكشخخاف فخخي محخخل النصخخب بنخخزع‬
‫الخافض‪ ،‬وقيل‪:‬‬

‫)فإذا قضيتم الصلة فاذكروا ال قياما وقعودا وعلى جنخخوبكم فخخإذا اطمخخأننتم فخخأقيموا‬
‫الصلة ان الصلة كانت على المخخؤمنين كتابخخا موقوتخخا(‪ .‬فخخالمراد بالضخخرب‬
‫في الرض هو السفر كناية‪ ،‬وذلك لن المسافة التى كانت تقطخخع فخخي يخخوم‬
‫واحد‪ ،‬هي مرحلة واحدة ثمان فراسخ‪ ،‬ولم يكن يمكنهم طى هذه المسخخافة‬
‫علخخى المعتخخاد المتعخخارف ال بضخخرب الراحلخخة والجخخد فخخي المشخخى بضخخرب‬
‫القدام‪ .‬وأما قوله عزوجل‪) :‬فل جناح عليكم( فسيأتي الكلم فيه مسخختوفى‬
‫انشاء ال تبارك وتعالى‪ .‬وأما قخخوله عزوجخخل‪) :‬أن تقصخخروا مخخن الصخخلة(‬
‫فلما كان القصر متعخخديا بنفسخخه‪ ،‬كخخان تعخخديته بمخخن مفيخخدا لتضخخمينه معنخخى‬
‫القطع والفراز‪ ،‬ولما كان لفظ الصلة فخي اطلق القخرآن العزيخز ينصخرف‬
‫إلى الركعتين الولتين المفروضتين‪ ،‬كما مخرت الشخارة إليخه مخرارا‪ ،‬كخان‬
‫قصخخر الصخخلة بتنصخخيف الصخخلة واتيخخان ركعخخة واحخخدة‪ ،‬كمخخا هخخو واضخخح‪،‬‬
‫وينص على ذلك روايات أهل البيت عليهم السلم‪ ،‬على ما سيجئ في باب‬
‫صلة الخوف‪ .‬وأما قوله عزوجل‪) :‬ان خفتم أن يفتنكم( الخ فهو نص فخخي‬
‫الشتراط ثانيا‪ ،‬أي إذا سافرتم وكنتم معذلك خخخائفين مخخن أن يهجخخم عليكخخم‬
‫الذين كفروا‪ ،‬فصلوا ركعة واحدة مكان ركعخختين‪ .‬ولكخخن يظهخخر مخخن سخخياق‬
‫اليات أن هذا الحكم انما هو إذا كخان المؤمنخخون منفرديخخن فخخي السخخفر مخخن‬
‫دون امخخام يجمخخع شخخملهم‪ ،‬فحينئذ يصخخلى كخخل واحخخد منهخخم ركعخخة واحخخدة‬
‫بالنفراد‪ ،‬ثم يشتغل عوض الركعة المتروكة بذكر ال عزوجل كما سخخيأتي‬
‫في شرح الية الثالثة‪ ،‬و اما إذا كانوا مع امام يجمع شخخملهم وكخخانوا ذوى‬
‫عدة‪ ،‬فعليهم أن يحتالوا في رفع الخوف من هجومهم ومباغتتهم كما فعخخل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله بحكم الية الثانية‪ .‬فتبين كون فرض اليخخة‬
‫ومفادها أن الصلة في السفر انما فرضت ركعتين‪ ،‬وإذا كان‬

‫]‪[3‬‬

‫في موضع جر على تقدير حرف الجر‪ ،‬لن الحخخرف حخخذف لطخخول الكلم‪ ،‬ومخخا حخخذف‬
‫لخذلك فهخخو فخي حكخم الثخخابت‪ ،‬وقخرئ فخي الشخواذ )تقصخروا( مخن القصخار‪،‬‬
‫)وتقصروا( مخخن التقصخخير )مخخن الصخخلة( )مخخن( زائدة وقخخال سخخيبويه صخخفة‬
‫موصوف محذوف أي شيئا من الصلة‪.‬‬

‫معه الخوف من فتنة العداء يكخخون الصخخلة ركعخخة واحخخدة ال أن الول علخخى الصخخل‬
‫بالمفهوم الضمنى‪ ،‬والثانى بالمنطوق صريحا‪ .‬وأما قخخوله عزوجخخل‪) :‬وإذا‬
‫كانت فيهم فأقمت لهم الصخخلة( اليخخة‪ ،‬فالظخخاهر مخخن تحويخخل السخخياق أنهخخا‬
‫بصدد بيان حكم خاص يتفرع علخخى المسخخألة قبلهخخا‪ ،‬والمعنخخى أنخخه إذا كخخان‬
‫المؤمنون مسافرين وهم معذلك خائفون من العدو وهجومهم‪ ،‬وكنت أنخخت‬
‫فيهم تجمخخع شخخملهم‪ ،‬فخخأردت أن تقيخخم لهخخم الصخخلة ركعخختين‪ ،‬فاحتخخل لرفخخع‬
‫الخوف من بادرتهم بأن تفرق المؤمنين فرقتين‪ :‬فرقة تقخخوم بخخازاء العخخدو‬
‫ترصدهم والطائفة الخرى يصلون معك ركعة جماعة وركعة أخخخرى تمخخام‬
‫صخخلتهم بخخالنفراد‪ ،‬ثخخم تقخخوم هخخذه الطائفخخة حخخذاء العخخدو ترصخخدهم ولتخخأت‬
‫الطائفخخة الخخخرى لخخم يصخخلوا فليصخخلوا معخخك ركعخخة جماعخخة وركعخخة اخخخرى‬
‫منفردين‪ ،‬فتكونوا جميعا قد صخخليتم ركعخختين فخخي السخخفر‪ ،‬لرتفخخاع الشخخرط‬
‫الثاني وهو المخافة‪ .‬فعلى هذا لريب في أن فخخرض هخخذه اليخخة هخخو صخخلة‬
‫السفر من دون المخافة من العدو‪ ،‬ولو احتيال فخخي رفعهخخا‪ ،‬ويسخختنتج مخخن‬
‫هذا الفرع أن صلة السفر‪ ،‬إذا لم يكن هنخخاك خخخوف أبخخدا‪ ،‬لبخخد وأن تكخخون‬
‫ركعتين بطريق أولى‪ ،‬وهو واضح بحمدال‪ .‬ول يذهب عليك أن نزول هذه‬
‫الية كان في غزوة ذات الرقاع سنة أربع أو خمس‪ .‬علخخى مخخا سخخيجئ فخخي‬
‫باب صلة الخوف‪ ،‬لقوله عزوجل فيها‪) :‬ود الذين كفروا لخو تغفلخخون عخن‬
‫أسلحتكم وامتعتكم فيميلخخون عليكخخم ميلخخة واحخخدة( فخخانه اخبخخار عخخن واقعخخة‬
‫خارجية‪ ،‬ال أن حكم الية عام لكل امام يخاف مباغتخة الخصخم يخأمره بخأن‬
‫يحتال في رفع المخافة كما بين ال عز وجخل لنخبيه صخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫وجخخه الحيلخخة فخخي ذلخخك‪ .‬وممخخا ينخخص علخخى أن حكخخم اليخخة عخخام ذيخخل اليخخة‬
‫الكريمة‪) :‬ولجناح عليكم ان كان بكم‬

‫]‪[4‬‬

‫)إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا( في موضع نصب على المفعخخول بخخه‪ ،‬وقيخخل مفعخخول‬
‫له أي كراهية أن يفتنكم وفخخي قخخراءة ابخخي بخخن كعخخب بغيخخر )إن خفتخخم( فقيخخل‬
‫المعنخخى أن ل يفتنكخخم أو كراهخخة أن يفتنكخخم كقخخوله تعخخالى )يخخبين الخ لكخخم أن‬
‫تضلوا( )‪.(1‬‬

‫أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم( الية حيث يخخخاطب‬
‫المة بذلك‪ ،‬ويبين حكم الفروع المحتملة الطارءة‪ ،‬ولو كان الحكم مختصا‬
‫بالنبي صلى ال عليه وآله في قضية خاصة لم يكخخن لخخذلك وجخخه‪ ،‬كمخخا هخخو‬
‫واضح‪ .‬وأما قوله عزوجل‪) :‬فخإذا قضخخيتم الصخخلة( اليخخة فهخخو حكخم متمخخم‬
‫لصلة الخوف يفرض على الذين صلوا ركعخخة واحخدة بخخالنفراد خوفخا مخخن‬
‫بخخاردة العخخدو‪ ،‬أن يخخذكروا عزوجخخل بعخخد قضخخاء صخخلتهم تلخخك مخخوا يخخوازى‬
‫الركعة المتروكة‪ .‬وانما أخص الحكم بصلة الخوف فقخخط‪ ،‬لمخخا عرفخخت قبل‬
‫من أن الية الثانية انما تتكفل لبيان فرع من فروع المسألة‪ ،‬فتكخخون اليخخة‬
‫الثانية كالمعترضخخة واقعخخة بيخخن اليخخة الولخخى والثالثخخة‪ .‬وممخخا ينخخص علخخى‬
‫اتصال هذه الية بالولى اتحاد سياقهما من حيث الخطاب وتحليله إلى كخخل‬
‫فرد فرد‪ ،‬وورود قخوله تعخالى‪) :‬فخإذا اطمخخأننتم فخأقيموا الصخلة( فخي هخذه‬
‫اليخخة نخخاظرا إلخخى قخخوله تعخخالى‪) ،‬ان خفتخخم أن يفتنكخخم( فخخي اليخخة الولخخى‪.‬‬
‫والمعنى أن حكم صلة الخوف وايجاب الذكر بدل عن الركعة الثانيخخة انمخخا‬
‫هو مادام الخوف باقيخخا‪ ،‬وأمخخا إذا اطمخخأننتم بخخأن ارتفخخع الخخخوف رأسخخا امخخا‬
‫بمهادنة أو عدم حضور الكفار حولكم‪ ،‬فالفرض عليكم أن تقيمخخوا الصخخلة‬
‫تماما ركعتين‪ .‬فمفاد ذيل هذه الية من حيث فخخرض الطمأنينخخة مخخن العخخدو‪،‬‬
‫ووجوب تمام الصلة ركعتين مفاد الية الثانية من حيث الحتيال في رفخخع‬
‫مخافة العدو‪ ،‬ووجوب تمام الصلة ركعتين‪ ،‬ولذلك عبر فيهما عن الصلة‬
‫ركعتين باقامة الصلة‪ ،‬كما كان يعبر عنها فخخي سخخائر المخخوارد الخختى يخخأمر‬
‫النبي صلى ال عليه وآله أو المؤمنين باقامة الصلة‪ (1) .‬النساء‪.176 :‬‬

‫]‪[5‬‬

‫)إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا( أي ظاهر العدواة )‪ (1‬قال في الكافرين عدوا لن‬
‫لفظة فعول تقع على الواحد والجماعة‪ .‬ثخخم الضخخرب فخخي الرض معتخخبر فخخي‬
‫القصر بنص الكتاب‪ ،‬وقد أجمع علماؤنا علخخى أن المسخخافة شخخرط‪ ،‬وسخخيأتي‬
‫حخخدها وحخخد الخخترخص‪ ،‬وإن كخخان خلف ظخخاهر اليخخة إذ ظاهرهخخا أنخخه يكفخخي‬
‫الخروج من البيت كما قيل‪ .‬ونفي الجناح )‪ (2‬وإن كخخان يصخخح فخخي الخخواجب‬
‫والمستحب والمباح‪ ،‬بل في‬

‫)‪ (1‬وعلى ما مر في ج ‪ 79‬ص ‪) 181 - 180‬كان( في هذه الموارد شأنية والمعنى‬


‫أن الكافرين شأنهم أن يكونوا لكم عدوا مبينا‪ ،‬فل تطمئنوا إليهم واحخخذروا‬
‫منهم أن يفتنوكم أبدا‪ (2) .‬انما عبر بنفى الجناح‪ ،‬لئل تصير حكخخم القصخخر‬
‫من الصلة فرضا تبطل الصلة بالخلل بخخه سخخهوا وجهل‪ ،‬كمخخا عخخبر عخخن‬
‫السعي بين الصفا والمروة كخخذلك لخخذلك وأمخخا أن نفخخى الحخخرج يخخوجب حكخخم‬
‫القصر في حال العلم والذكر‪ ،‬فلن ذلك منة من ال عزوجل امتن بها على‬
‫عباده فرخص لهم القصر من الصلة‪ ،‬والرخصة والمنة من الكريم تعخخالى‬
‫يجب الخذ بهما أدبا‪ ،‬كما أخذ بهما النبي صخلى الخ عليخه وآلخه‪ ،‬وسخيأتى‬
‫في الخبار من طرق الفريقين ما ينص على ذلك‪ .‬ول يذهب عليك أن نفخخى‬
‫الجناح انما كان بالنسخخبة إلخخى صخخلة الخخخوف فخخي السخخفر بالقتصخخار علخخى‬
‫ركعة واحده وتبديل الركعة الثانية بالذكر‪ ،‬فلو جهل أحد من المسلمين هذا‬
‫الحكم أوسخخها وصخخلى ركعخختين فصخخلته ماضخخية‪ .‬وأمخخا صخخلة السخخفر حخخال‬
‫الطمأنينة من العدو‪ ،‬فالفرض فيها ركعتان على حخخد صخخلة الحضخخر ال أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله زاد في ركعخات الحضخر سخبعا وتركهخخا فخي‬
‫السفر بحالها لم يضف إليها شيئا ال ما يوترها وهخخى ثالثخخة المغخخرب‪ ،‬كمخا‬
‫أنه صلى ال عليه وآله وضخع نوافخل هخذه الصخلوات المقصخورة ال نافلخة‬
‫المغرب‪ .‬ولعله صلى ال عليه وآله امتثل في ذلك قوله تعالى‪) :‬ان لك فخخي‬
‫النهار سبحا طويل( فصلى الركعات‬

‫]‪[6‬‬

‫المرجوح أيضا لكن الرواية المتواترة من طرق الخاصة والعامة توجب الحمل علخخى‬
‫الوجوب‪ ،‬والتعبير بهذا الوجه لنفخي تخوهم أنخه ينقخص مخن ثخوابهم شخئ أو‬
‫يوجب نقصا في صلتهم‪ ،‬قال في الكشاف‪ :‬كأنهم ألفوا التمخخام فكخخان مظنخخة‬
‫لن يخطر ببالهم أن عليهم نقصانا في القصر‪ ،‬فنفى الجناح لتطيب أنفسخخهم‬
‫بالقصر‪ ،‬ويطمئنوا إليه‪ ،‬وسيأتي في رواية زرارة ومحمد بخخن مسخخلم إيمخخاء‬
‫إليه‪ ،‬وإطلق السفر يعم مخا كخان معصخية‪ ،‬ولكخن رفخع الجنخخاح عخن القصخر‬
‫إرفاقا يناسب التخصيص بالمباح‪ ،‬كما هو مقتضى الخبار والجماع‪ .‬وقخخال‬
‫في مجمع البيان )‪ :(1‬إن في المراد من قصر الصخخلة هنخخا أقخخوال‪ :‬الول أن‬
‫معناه أن يقصخخروا الرباعيخخات ركعخختين ركعخختين عخخن مجاهخخد‪ ،‬وجماعخخة مخخن‬
‫المفسرين‪ ،‬وهخخو قخخول الفقهخاء ومخذهب أهخخل الخبيت عليهخم السخلم‪ .‬الثخاني‬
‫وذهب إليه جماعخخة مخخن الصخخحابة والتخخابعين‪ ،‬منهخخم جخخابر بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬و‬
‫حذيفة بن اليمان‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬وكعخخب‪ ،‬وابخخن‬
‫عمر وابن جبير‪ ،‬والسدى أن المعنى قصر صلة الخوف مخخن صخخلة السخخفر‬
‫ل من صلة القامة‪ ،‬لن صلة السفر عندهم ركعتان تمام غيخخر قصخخر‪ ،‬قخخال‬
‫فهنا قصران قصر المن من أربع إلى ركعتين‪ ،‬وقصر الخوف مخخن ركعخختين‬
‫إلى ركعة واحدة‪ ،‬وقخخد رواه أصخخحابنا أيضخخا‪ .‬الثخخالث أن المخخراد القصخخر مخخن‬
‫حدود الصلة عن ابن عباس وطاوس‪ ،‬وهو الذي‬

‫المسنونة ‪ -‬داخل الفرض وخارجها ‪ -‬في الحضخخر سخخبحة‪ ،‬واكتفخخى عنخخد السخخفر عخخن‬
‫هذه السبحة بالسبحة في الرض‪ .‬فإذا كان وضع ركعات السنة عن صخخلة‬
‫السفر بالسنة‪ ،‬كانت الصلة أربعا في صورة الجهل والسهو ماضية علخخى‬
‫حد سائر السنن التى ل تبطل الصلة بخخالخلل بهخخا سخخهوا وجهل ونسخخيانا‬
‫وسيأتى في روايات أهل بيت النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مخخا ينخخص علخخى‬
‫ذلك‪ (1) .‬مجمع البيان ج ‪ 3‬ص ‪ 101‬باختلف‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫رواه أصحابنا في صخخلة شخخدة الخخخوف‪ ،‬وإنمخخا يصخخلي إيمخخاء والسخخجود أخفخخض مخخن‬
‫الركوع فان لم يقدر على ذلك فالتسبيح المخصوص كاف عن ركعة‪ .‬الرابخخع‬
‫أن المراد به الجمخع بيخن الصخلتين قخال‪ :‬والصخحيح الول‪ .‬ثخم ل يخفخى أن‬
‫ظاهر الية أن الخخخوف أيضخخا شخخرط للقصخخر‪ ،‬فل يقصخخر مخخع المخخن لمفهخخوم‬
‫الشرط‪ ،‬لكن قد علم جواز القصر ببيان النبي صلى الخ عليخه وآلخه فنقخول‪:‬‬
‫المفهخخوم وإن كخخان حجخخة لكخخن بشخخرط عخخدم ظهخخور فخخائدة للتقييخخد‪ ،‬سخخوى‬
‫المفهخخوم‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون ذكخخر الخخخوف فخخي اليخخة لوجخخود الخخخوف عنخخد‬
‫نزولها‪ ،‬أو يكون قد خرج مخرج العم الغلب عليهم فخخي أسخخفارهم‪ ،‬فخخانهم‬
‫كانوا يخافون العداء في غايتها كما قيل‪ ،‬ومثله في القرآن كثير‪ ،‬مثل )ول‬
‫تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا( )‪ (1‬وربما يدعى لزوم الخوف‬
‫للسفر غالبا ويؤيخخد ذلخك القخخراءة بخخترك )إن خفتخخم(‪ .‬علخى أن المفهخخوم إنمخخا‬
‫يعتبر إذا لم يعارضخخه أقخخوى منخخه‪ ،‬والمعخخارض هنخخا مخخن الجمخخاع ومنطخخوق‬
‫الخبار من الخاصة والعامخخة أقخخوى‪ .‬قخخال البيضخخاوي‪ :‬وقخخد تظخخافرت السخخنن‬
‫على جوازه أيضا في حال المن فترك المفهوم بالمنطوق وإن كان المفهوم‬
‫حجة لنه أقوى‪ .‬وقيل‪ :‬قوله )إن خفتم( منفصل عمخخا قبلخخه‪ ،‬روي عخخن أبخخي‬
‫أيوب النصاري أنه قال‪ :‬نزلت إلى قوله‪) :‬أن تقصروا من الصلة( ثخخم بعخخد‬
‫حول سألوا رسول ال صلى ال عليه وآله‬

‫)‪ (1‬النخخور‪ :33 :‬وعنخخدي أن اليخخة علخخى ظاهرهخخا‪ ،‬والمخخراد بالبغخخاء تكليخخف المخخاء‬
‫بالبراز إلى السواق والتشاغل بالمكاسب ليؤدين مخا حصخل مخن ذلخك إلخى‬
‫ساداتهن اما مضاربة أو مكاتبة على ما كخخان معمخخول عنخخدهم‪ .‬وانمخخا عخخبر‬
‫عن ذلك بالغاء فان المة المسكينة إذا أجبرت علخخى تأديخخة مخخال معيخخن فخخي‬
‫اليوم أو الشهر مضاربة أو مكاتبة آل أمرها إلى تأدية ذلك من مكسب هخخو‬
‫أسهل عليها وأوفر هو الكسخخب بخخالفرج حرامخخا‪ ،‬ولخخذلك قخخال عزوجخخل‪ :‬ول‬
‫تكرهوا فتياتكم على البغاء ان أردن تحصنا في البيت وخدمة في الخخبيوت‪،‬‬
‫راجع مشروح ذلك ج ‪ 79‬ص ‪(*) .18 - 17‬‬

‫]‪[8‬‬

‫عن صلة الخخخوف فنخخزل )إن خفتخخم أن يفتنكخخم الخخذين كفخخروا( اليخخة هخخو فخخي الظخخاهر‬
‫كالمتصل به‪ ،‬وهو منفصل عنه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬وأخرج ابن جرير عن على عليه السلم )علخخى مخا فخخي الخدرر المنثخخور ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (209‬قال‪ :‬سأل قوم من التجار رسول ال صلى ال عليه وآله فقالوا‪ :‬يخخا‬
‫رسول ال انا نضرب في الرض فكيف نصلى ؟ فأنزل الخخ‪) :‬وإذا ضخخربتم‬
‫في الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة( ثخم انقطخع الخوحى‪.‬‬
‫فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى ال عليه وآله فصلى الظهر فقخخال‬
‫المشركون‪ :‬لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هل شخخددتم عليهخخم !‬
‫فقال قائل منهم‪ :‬ان لهم مثلها اخرى في أثرها‪ ،‬فأنزل ال بيخخن الصخخلتين‪:‬‬
‫)ان خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ان الكخخافرين كخخانوا لكخخم عخخدوا مبينخخا وإذا‬
‫كنت فيهم فأقمت لهم الصلة فلتقم طائفخخة منهخخم معخخك( إلخخى قخخوله )ان الخ‬
‫أعد للكافرين عذابا مهينا( فنزلت صلة الخوف‪ .‬أقول‪ :‬قصر صلة السخخفر‬
‫ثابت بالسنة القطعية من رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ ،‬وعليخخه روايخخات‬
‫الفريقين متخخواترة‪ ،‬وقخخد كخخان أصخخحاب رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫يقصرون صلتهم اقتداء بسنة رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه‪ ،‬حخختى إذا‬
‫جاء التابعون وظهر أصحاب الرأى والفتيخخا‪ ،‬توهمخخوا أن حكخخم القصخخر فخخي‬
‫الصلة انمخخا ثبخخت باليخخة الكريمخخة‪) :‬فليخخس عليكخخم جنخخاح أن تقصخخروا مخخن‬
‫الصلة( فجعلوه رخصة لعزيمة‪ .‬ولكنهم معذلك مجمعخخون كالشخخيعة علخخى‬
‫أن الخوف من فتنة العداء ليس بشرط في قصر الصلة‪ ،‬وانما هو شخخرط‬
‫في صلة الخوف على الهيئة المخصوصة‪ ،‬ولخخذلك أعضخخل عليهخخم تخخوجيه‬
‫لفظ الية حيث علق صريحا كون المخافة من العدو شرطا لقصر الصخخلة‪.‬‬
‫فذهب بعضهم إلى أن حكخم القصخر فخخي السخخفار‪ ،‬انمخا يثبخخت بالسخخنة‪ ،‬وان‬
‫كانت الية بظاهرها تدل على أن القصر يثبت بشرطين‪ :‬السخخفر والمخافخخة‬
‫معخخا‪ ،‬فحكخخم اليخخة بوجخخوب القصخخر مخخع الشخخرطين‪ ،‬ل ينخخافي حكخخم السخخنة‬
‫بوجوبه مع شرط واحد‪ .‬وبعضهم كأبى بن كعب أنكر نزول الشخخرط الثخخاني‬
‫رأسا وكتب في مصحفه‪) :‬وإذا‬

‫]‪[9‬‬

‫وعلى هذا فيجوز أن يكون التقدير اقصروا من الصخخلة إن خفتخخم‪ ،‬أول جنخخاح عليكخخم‬
‫أن تقصروا من الصلة إن خفتم‪ ،‬بقرينخخة السخؤال‪ ،‬ووقخوعه فخي المصخحف‬
‫بعد ذلك‪ .‬قيل‪ :‬وعلى هذا يتوجه القول الثاني أو الثالث فخخي القصخخر بالنسخخبة‬
‫إلى الخوف مع الول بالنسبة إلى السخفر‪ ،‬ويتخوجه أيضخا قخول أصخحابنا إن‬
‫كل من السفر والخخخوف مخخوجب للقصخخر كمخخا يتخخوجه علخخى قخخراءة تخخرك )إن‬
‫خفتم(‪ .‬على أن الجماع والخبار تكفي في ذلك كما تقدم‪ ،‬وربما أمكن فهم‬

‫ضخخربتم فخخي الرض فليخخس عليكخخم جنخخاح أن تقصخخروا مخخن الصخخلة ان يفتنكخخم الخخذين‬
‫كفروا( الية فحينئذ تكون الحكخخم ثابتخخا مخخن الخ عزوجخخل خوفخخا منخخه علخخى‬
‫المة أن بفتنهم الخخذين كفخخروا‪ ،‬فيعخخم حخخال السخخفر مطلقخا خخخاف المسخخلمون‬
‫أنفسهم أولم يخخخافوا كمخخا فخخي قخخوله تعخخالى )يخخبين الخ لكخخم أن تضخخلوا( أي‬
‫مخافة منه أن تضلوا‪ .‬لكنه قد ذهب عليه أن قخخوله تعخخالى‪) :‬فخخإذا اطمخخأننتم‬
‫فأقيموا الصلة( يصرح بأن حكم القصر انما كان في ظرف المخافة وعدم‬
‫الطمأنينة‪ ،‬فل يفيد انكاره نزول )ان خفتم( كما أن قوله تعالى‪) :‬وإذا كنخخت‬
‫فيهم( الية انما ينظر إلى سفرهم وخوفهم من العداء‪ ،‬وهخخو واضخخح‪ .‬ثخخم‬
‫انه قد أتى بعضهم الخر ببدع واختلق حديثا نسبه إلى عظمخخاء الصخخحاب‬
‫بأن صدر الية نزلت قبل ثم انقطع الوحى‪ ،‬ثم نخخزل تتمخخه اليخخة بعخخد سخخنة‪،‬‬
‫وهو كما ترى ل يدفع الشكال‪ ،‬بل يثبته‪ .‬وذلك لن الشخخرط‪) :‬ان خفتخخم أن‬
‫يفتنكم( إذا لحق بصدر الية وفيها حكم القصر‪ ،‬صار مقيدا لطلقة‪ ،‬ولزم‬
‫بعد نزوله اشتراط حكم القصر بالخوف مخخن فتنخخة العخداء وجخاء الشخخكال‬
‫برمته بعد سنة‪ ،‬وإذا لم يلحق بصدر هذه الية وهخخو خلف ظخخاهر الكتخخاب‬
‫والسنة صار ذيل الية‪) :‬ان خفتم( الخ لغوا من القول تعالى ال عما يقول‬
‫الظالمون علوا كبيرا‪.‬‬

‫]‪[10‬‬

‫القصر مع الخوف وحده من الية التية أيضخخا كمخخا سخخيأتي بيخخانه‪ .‬قخخوله تعخخالى‪) :‬أن‬
‫يفتنكم الذين كفروا( قيل أي في الصلة‪ ،‬وقيل في أنفسكم أو دينكم‪ ،‬والفتنة‬
‫قيل‪ :‬القتل‪ ،‬وقيل‪ :‬العذاب‪ .‬والظهر أنه هنا التعريض للمكخخروه‪ - 1 .‬الكشخخى‬
‫في الرجال‪ :‬عن علي بن محمد بن قتيبة‪ ،‬عن الفضخخل بخخن شخخاذان عخخن ابخخن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن غير واحد من أصحابنا‪ ،‬عن محمخد بخن حكيخم وغيخره‪ ،‬عخن‬
‫محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السخلم‪ ،‬عخن النخبي صخلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬التقصير يجب في بريدين )‪ - 2 .(1‬تحف العقخخول‪ :‬عخخن‬
‫الرضخخا عليخخه السخخلم فخخي كتخخابه إلخخى المخخأمون قخخال‪ :‬والتقصخخير فخخي أربعخخة‬
‫فراسخ‪ :‬بريد ذاهبا وبريد جائيا اثنا عشر ميل وإذا قصرت أفطخخرت )‪3 .(2‬‬
‫‪ -‬المقنعخخة‪ :‬قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬ويخخل لهخخؤلء القخخوم الخخذين يتمخخون‬
‫الصلة بعرفات أما يخافون ال ؟ فقيل له‪ :‬وهو سفر ؟ قال‪ ،‬وأى سفر أشخخد‬
‫منه )‪ - 4 .(3‬المقنع‪ :‬سئل أبو عبد ال عليه السخخلم عخن رجخخل أتخخى سخخوقا‬
‫يتسوق بها‪ ،‬وهي من منزله على أربع فراسخخخ فخان هخخو أتاهخخا علخخى الدابخخة‬
‫أتاها في بعض يوم‪ ،‬وإن ركب السفن لم يأتهخخا فخخي يخخوم‪ ،‬قخخال‪ :‬يتخخم الراكخخب‬
‫الذي يرجع من يومه صوما ويقصخخر صخخاحب السخخفن )‪ .(4‬بيخخان‪ :‬اعلخخم أنخخه‬
‫أجمع العلماء كافة على أن المسخخافة شخرط فخي القصخخر‪ ،‬وإنمخخا اختلفخخوا فخي‬
‫تقديرها‪ ،‬فذهب علماؤنخا أجمخع إلخى أن القصخر يجخب فخي مسخيرة يخوم هخي‬
‫بريدان ثمانية فراسخ‪ :‬أربعة وعشرون ميل‪ ،‬وتدل عليه روايات كثيرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬رجخخال الكشخخى فخخي حخخديث طويخخل تحخخت الرقخخم ‪ 279‬ط المصخخطفوى‪ (2) .‬تحخخف‬
‫العقخخخول‪ 440 :‬ط السخخخلمية‪ (3) .‬المقنعخخخة‪ (4) .71 :‬المقنخخخع‪ 63 :‬ط‬
‫السلمية‪ ،‬وفيه على سبع فراسخ‪.‬‬

‫]‪[11‬‬
‫واختلف الصحاب فخي مسخيرة أربعخة فراسخخ‪ ،‬فخدهب جماعخة مخن الصخحاب منهخم‬
‫المرتضى وابن إدريس وكثير من المتأخرين إلى أنخخه يجخخب عليخخه التقصخخير‬
‫إذا أراد الرجوع من يومه‪ ،‬والمنع منه إن لم يرد ذلخخك‪ .‬وقخخال الصخخدوق فخخي‬
‫الفقيه‪ :‬وإذا كان سفره أربعخخة فراسخخخ وأراد الرجخخوع مخخن يخخومه فالتقصخخير‬
‫عليه واجب‪ ،‬وإن كان سفره أربعة فراسخ ولم يرد الرجوع من يخخومه فهخخو‬
‫بالخيار إن شاء أتم وإن شاء قصر‪ ،‬ونحوه قال المفيد والشخخيخ فخخي النهايخخة‬
‫إل أنه منع من التقصير في الصوم فيما إذا لم يرد الرجوع من يومه‪ .‬وقخخال‬
‫الشيخ في كتابي الخبار‪ :‬إن المسافر إذا أراد الرجوع من يومه‪ ،‬فقد وجخخب‬
‫عليه التقصير في أربعة فراسخ‪ ،‬ثم قال‪ :‬على أن الذي نقخخوله فخخي ذلخخك أنخخه‬
‫إنما يجب عليه التقصير إذا كان مقخخدار المسخخافة ثمانيخخة فراسخخخ‪ ،‬وإذا كخخان‬
‫أربعة فراسخ كان بالخيار في ذلك‪ ،‬إن شاء أتم وإن شاء قصر‪ .‬وظاهر هذا‬
‫الكلم العخخدول إلخخى القخخول بخخالتخيير‪ ،‬وإن أراد الرجخخوع ليخخومه‪ ،‬ولهخخذا نقخخل‬
‫الشهيد في الذكرى عن الشيخ في التهذيب القول بالتخيير في تلك الصورة‪،‬‬
‫و نقل ذلك عن المبسوط وعن ابن بخخابويه فخخي كتخخابه الكخخبير وقخخواه‪ .‬أقخخول‪:‬‬
‫النقخخل مخخن المبسخخوط لعلخخه اشخختباه‪ ،‬إذ فيمخخا عنخخدنا مخخن نسخخخه هكخخذا‪ :‬و حخخد‬
‫المسافة التي يجب فيها التقصير ثمانيه فراسخ أربعة وعشخخرون ميل‪ ،‬فخخان‬
‫كانت أربعة فراسخ وأراد الرجوع من يومه وجخخب أيضخخا التقصخخير‪ ،‬وإن لخخم‬
‫يرد الرجوع من يومه كخخان مخيخخرا بيخخن التقصخخير والتمخخام انتهخخى والكتخخاب‬
‫الكبير للصدوق لخم نظفخخر عليخخه‪ ،‬نعخخم ظخاهر كتخخابي الخبخخار ذلخك‪ ،‬وإن كانخا‬
‫قابلين للتأويل‪ .‬وقال ابن أبي عقيل‪ :‬كل سفر كان مبلغه بريدين وهو ثمانية‬
‫فراسخ‪ ،‬وبريد ذاهبا وبريد جائيا وهو أربعة فراسخ فخخي يخخوم واحخخد‪ ،‬أو مخخا‬
‫دون عشرة أيام فعلى من سافره عند آل الرسول إذا خلف حيطان مصره أو‬
‫قريته وراء ظهره وغاب عنخخه منهخخا صخخوت الذان أن يصخخلي صخخلة السخخفر‬
‫ركعتين‪ ،‬ونقل في المختلف )‪ (1‬عن سلر أنه إن كانت المسافة‬

‫)‪ (1‬المختلف‪.162 :‬‬

‫]‪[12‬‬

‫أربعة فراسخ وكان راجعا من يومه قصر واجبا‪ ،‬وإن كان من غده فهخخو مخيخخر بيخخن‬
‫القصخخر والتمخخام‪ ،‬ونقلخخه عخخن ابخخن بخخابويه‪ .‬فمرادهخخم بالغخخد إن كخخان معنخخاه‬
‫الحقيقي كان قول آخر‪ ،‬وان كان المراد بخخه مخخا عخخدا اليخخوم كخخان بعينخخه قخخول‬
‫المفيد‪ ،‬وحخخد المسخخافة ابخخن الجنيخخد بمسخخير يخخوم للماشخخي و راكخخب السخخفينة‪.‬‬
‫ومنشأ هذا الختلف اختلف الخبار ففي كثير منها إناطة التقصير بثمانيخخة‬
‫فراسخ‪ ،‬وفي كثير منها بأربعة فراسخ‪ ،‬واختلفوا فخخي الجمخخع بينهخخا‪ ،‬فحمخخل‬
‫الشيخ في أحخخد وجهيخخه وجماعخخة أخبخخار الربعخخة علخخى مخخا إذا أراد المسخخافر‬
‫الرجوع ليومه‪ .‬واحتجوا على ذلك بصخخحيحة زرارة قخخال‪ :‬سخخألت أبخخا جعفخخر‬
‫عليه السلم عن التقصير فقال‪ :‬بريد ذاهب وبريخخد جخخاء‪ ،‬وكخخان رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله إذا أتى ذبابا قصخخر )‪ (1‬وذبخخاب علخخى بريخخد‪ ،‬وإنمخخا فعخخل‬
‫ذلك لنه إذا رجع كان سفره بريدين ثمانية فراسخ‪ .‬وأمثالها ول دللة فيهخخا‬
‫على رجوع اليوم بوجه بل تدل على أن الذهاب والمجئ محسوبان معخا فخخي‬
‫مسافة البريدين‪ .‬مع أن الروايات المتضمنة لتوبيخ أهل عرفخخات علخخى عخخدم‬
‫التقصير تأبى عخن هخذا الحمخل‪ ،‬إذا الظخاهر أن خروجهخم للحخخج بخخل بعضخخها‬
‫صريح في ذلك‪ ،‬ول يتحقق معه رجوع اليوم‪ ،‬نعم فخخي فقخخه الرضخخا مخخا يخخدل‬
‫على هذا الخخوجه‪ ،‬ولعخخل الصخخدوق أخخخذه منخخه‪ ،‬وتبعخخه القخخوم‪ .‬وجمخخع الشخخيخ‬
‫وغيره بينها بوجه آخر‪ ،‬وهو تنزيل أخبار الثمانية على الوجخخوب والربعخخة‬
‫على الجواز‪ ،‬وحمخل الشخهيد الثخاني أخبخخار الربعخخة علخى السخختحباب‪ ،‬ولخه‬
‫وجه فانه أنسب بالتوبيخ على الترك والمر بالفعل‪ ،‬وإن كان بعيدا أيضخخا إذ‬
‫التهديد بالويل‪ ،‬والتخويف بالعخخذاب ل يناسخخب تخخرك المسخختحب إل أن يقخخال‪:‬‬
‫التوبيخ والتهديد لعتقادهم تعين التمام وإيقاعهم ذلخخك علخخى وجخخه التعييخخن‬
‫واللزوم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 287‬والظاهر انتهاء الخبر هنا‪.‬‬

‫]‪[13‬‬

‫والظهر في الجمع بينها أن يقخخال‪ :‬المعتخخبر فخخي السخخفر المخخوجب للتقصخخير أن تكخخون‬
‫المسخخافة الخختي أرادهخخا المسخخافر ثمانيخخة فراسخخخ‪ ،‬وإن كخخان بحسخخب الخخذهاب‬
‫والعود معا‪ ،‬فلو أراد السفر أربعة فراسخ وأراد الرجخخوع إلخخى المحخخل الخخذي‬
‫سافر منه من غير أن ينقطع سخخفره بالوصخول إلخى منزلخخه أو إقامخة عشخرة‬
‫فيما بين ذلك‪ ،‬كان عليه التقصير‪ ،‬وإن لخخم يخخرد الرجخخوع مخخن يخخومه‪ ،‬لقصخخد‬
‫المسافة التي هي ثمانية فراسخ‪ .‬وبخخه تتطخخابق الخبخخار وتتصخخالح مخخن غيخخر‬
‫منافرة‪ ،‬ويؤيده مرسلة صفوان )‪ (1‬قال‪ :‬سخألت أبخا عبخد الخ عليخه السخلم‬
‫عن رجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجل على رأس ميل فلم يزل يتبعخخه‬
‫حتى ابلغ النهروان وهي أربعة فراسخ من بغداد إذا أراد الرجوع ويقصر ؟‬
‫قال‪ :‬ل يقصر ول يفطر‪ ،‬لنه خخخرج مخخن منزلخخه وليخخس يريخخد السخخفر ثمانيخخة‬
‫فراسخ إنمخا خخرج يريخد أن يلحخق صخاحبه فخي بعخض الطريخق فتمخادى بخه‬
‫المسير إلى الموضع الذي بلغه‪ ،‬ولو أنخخه خخخرج مخخن منزلخخه يريخخد النهخخروان‬
‫ذاهبا وجائيا لكان عليه أن ينوي من الليل سفرا والفطار‪ ،‬فخخان هخخو أصخخبح‬
‫ولم ينو السفر فبداله من بعد أن يصخخبح فخخي السخخفر قصخخر ولخم يفطخخر يخخومه‬
‫ذلك‪ .‬وأما ما ذكخره ابخن أبخي عقيخل رحمخه الخ فخان كخان مخراده مخا ذكرنخا‪،‬‬
‫فنسبته إلى آل الرسول صلى ال عليه وآله حسن لنه الظاهر من أخبارهم‪،‬‬
‫وإل فل وجه لتخصيص العشرة أيضا‪ ،‬إذا يمكن أن يرجع بعد عشرين يوما‬
‫مثل ولم يقطع سفره بقصخخد إقامخخة العشخخرة فخخي موضخخع‪ .‬ويؤيخخد الربعخخة أن‬
‫أحدا من المخالفين لم يقل به‪ ،‬ومنهم من قال بالثمانية فالتعبير عن الربعة‬
‫بالثمانية يمكن أن يكون لنوع من التقية‪ ،‬أو لمن يريد الرجوع كما عرفخخت‪.‬‬
‫وأما المخالفون فالوزاعي قال‪ :‬هي ثمانية فراسخخخ‪ ،‬وقخخال الشخخافعي‪ :‬سخختة‬
‫عشر‬

‫)‪ (1‬التهخخذيب ج ‪ 4‬ص ‪ 225‬ط نجخخف ج ‪ 1‬ص ‪ 416‬ط حجخخر‪ ،،‬وفيخخه قخخال‪ :‬سخخألت‬
‫الرضا عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[14‬‬

‫فرسخا )‪ (1‬ومنهم من قال‪ :‬ستة وأربعون ميل‪ ،‬وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري‬

‫)‪ (1‬في نسخة الكمبانى تبعا لنسخ الصل ستة وعشرون فرسخا‪ ،‬وهو سخخهو ظخخاهر‬
‫من طغيخان القلخم‪ ،‬والشخافعي انمخا قخال‪ :‬حخد المسخافة سختة عشخر فرسخخا‬
‫ثمانية وأربعون ميل وبه قال مالك وأحمد‪ .‬قال فخي مشخكاة المصخابيح ص‬
‫‪ :119‬وعن مالك بلغه أن ابن عباس كان يقصر الصلة في مثل مخخا يكخخون‬
‫بين مكة والطائف )على ثلث مراحل من مكخخة أربعخخة وعشخخرون فرسخخخا(‬
‫وفخخى مثخخل مخخا بيخخن مكخخة وعسخخفان )علخخى مرحلخختين مخخن مكخخة سخختة عشخخر‬
‫فرسخا( وفي مثل ما بين مكة وجدة )على مرحلتين شاقتين( وقخخال مالخخك‪:‬‬
‫وذلك أربعة برد‪ ،‬ورواه في الموطأ‪ .‬أقول‪ :‬لكن يبقى عليه أن يثبت أن ابن‬
‫عباس كان يتم فيما دون ذلك‪ ،‬ولم يرد عنه خبر ينخخص علخخى ذلخخك‪ ،‬ولعلخخه‬
‫كان يقصر فيما دون ذلك حتى ثمان فراسخ‪ :‬بريدين‪ .‬نعخم ظخاهر الشخافعي‬
‫في باب متعة الحج‪ ،‬أنه تعلق في تعيين مسافة القصر بقوله تعالى‪) :‬ذلخخك‬
‫لمن لم يكن أهله حاضخخرى المسخخجد الحخخرام( توهمخخا منخخه أن الخ عزوجخخل‬
‫جعل وجوب الهدى أو الصيام )حيث قال )ذلك( اشارة إلى الهخخدى أو بخخدله‬
‫الصخخيام( لمخخن كخخان مسخخافرا عنخخد حضخخوره فخخي مكخخة‪ ،‬فخخان الحضخخر مقابخخل‬
‫السفر‪ ،‬ولما كان الحكم مقصورا على مخخن كخخان دون عسخخفان وذات عخخرق‬
‫بالسنة‪ ،‬لزم كون المسافة مثل ما بين عسفان ومكة‪ ،‬وهو مخخن مكخخة علخخى‬
‫بعد مرحلتين‪ :‬ستة عشر فرسخا‪ ،‬لتتطابق الفرض والسنة‪ .‬لكنه غفل عن‬
‫أن المراد بالمسجد الحرام هو الحرام كله‪ ،‬على مخخا عرفخخت فخخي ج ‪ 84‬ص‬
‫‪ 40‬باب القبلة )بل وقخد اسختفاض هخذا القخول عخن ابخن عبخاس أيضخا كمخا‬
‫أخرجه السيوطي في الخخدر المنثخخور ج ‪ 1‬ص ‪ (217‬وغفخخل عخخن أن الحخخرم‬
‫من جانب عسفان يمتد إلى أرض الحديبية وبين عسفان وما دونهخخا وبيخخن‬
‫الحديبية )أعنى أرض الحرم منهخخا( أقخخل مخخن ثمخخان فراسخخخ‪ ،‬فيكخخون الخذى‬
‫أراد الحج من عسفان وما دونها‪ ،‬وظيفتخخه حخخج القخخران أو الفخخراد‪ ،‬لحخخج‬
‫التمتع لن أهله يعد من حاضرى المسجد الحرام‪ ،‬وهو واضح‪ .‬فعلخخى هخخذا‬
‫يجب أن نراعى هذه الدقيقة في كتاب الحج عند تعيين المسافة التى يجب‬

‫]‪[15‬‬

‫أربعة وعشرون فرسخخخا‪ ،‬وقخخال داود‪ :‬يلحخخق الحكخخم بالسخخفر القصخخير كالطويخخل‪ ،‬لمخخا‬
‫روي أن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه كخخان إذا سخخافر فرسخخخا قصخخر الصخخلة‪،‬‬
‫وعن أنس كان رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إذا خخخرج ثلثخخة أميخخال أو‬
‫ثلثة فراسخ صلى ركعخختين‪ .‬وقخخال الحسخخين بخخن مسخخعود فخخي شخخرح السخخنة‪:‬‬
‫ذهب قول إلى إباحة القصر في السفر القصير روي عن علخي عليخه السخلم‬
‫أنه خرج إلى النخيلة فصلى بهم الظهخر ركعختين‪ ،‬ثخم رجخع مخن يخومه‪ ،‬قخال‬
‫عمرو بن دينار‪ :‬قال لي جابر بن زيد أقصر بعرفة‪ .‬وأما عامخخة الفقهخخاء فل‬
‫يجو زون القصخر فخي السخفر القصخير‪ ،‬واختلفخوا فخي حخده قخال الوزاعخي‪:‬‬
‫عامة الفقهاء يقولون مسيرة يوم تام‪ ،‬وبهخخذا نأخخخذ‪ .‬قلخخت‪ :‬وروى سخخالم أن‬
‫عبخخد الخ بخخن عمخخر كخخان يقصخخر فخخي مسخخيرة اليخخوم التخخام‪ ،‬وقخخال محمخخد بخخن‬
‫إسماعيل سمي النبي صلى ال عليه وآله يومخخا وليلخخة سخخفرا‪ ،‬وأراد بخخه مخخا‬
‫روي عن النبي صلى الخ عليخه وآلخه أنخه قخال‪ :‬ل تحخل لمخرأة تخؤمن بخال‬
‫واليوم الخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معهخخا حرمخخة‪ ،‬ثخخم نقخخل سخخاير‬
‫الخبار المتقدمخخة‪ .‬وأمخا حخديث المقنخع )‪ (1‬ففيخه دللخخة علخى أن مخن سخافر‬
‫أربعة فراسخ ل يفطر إن رجع من يومه‪ ،‬وإل فيقصخخر‪ ،‬ويمكخخن حملخخه علخخى‬
‫أن الراكخخب يمكنخخه أن يرجخخع قبخخل الخخزوال فيصخخوم‪ ،‬بخلف راكخخب السخخفينة‪،‬‬
‫وسيأتي الكلم فيه في كتاب الصوم‬

‫فيما وراءها حج التمتع‪ ،‬فان زوايا الحرم بعضها أقرب إلى مكة مخن بعخض‪ ،‬كمخا أن‬
‫الحرم من جانب العرفات انمخخا يمتخخد مخخن مكخخة إلخخى ثلث فراسخخخ‪ ،‬وبعخخض‬
‫العرفخات داخخل الحخرم و أكثرهخا خخارج الحخرم‪ ،‬والخذى يكخون بينخه وبيخن‬
‫عرفات )اعني أرضها الحرم( ثمانية فراسخ عليه حج التمتع مع أنه علخخى‬
‫احدى عشرة فرسخا من مكة‪ ،‬لستة عشر فرسخخخا ولخخك أن تحمخخل حخخديث‬
‫حريز وفيه )ثمانية عشر ميل ستة فراسخ( على مخخا بعخخد الحخخرم‪ (1) .‬فخخي‬
‫طبعة الكمبانى‪ :‬وأما حخديث المقنخع ففيخخه ايمخاء إلخى أن مخن سخخافر أربعخخة‬
‫فراسخ يفطر ان رجع من يومه‪ ،‬والفل يفطخخر‪ ،‬ولعلخخه مسخختند الشخخيخ فخخي‬
‫الفخخرق بيخخن الصخخلة والصخخوم( وقخخد كخخان هكخخذا فخخي نسخخخة الصخخل‪ :‬ال أن‬
‫المؤلف العلمة رضوان ال عليه ضرب عليه بعدا‬

‫]‪[16‬‬
‫إنشاء ال تعالى‪ .‬ثخخم اعلخخم أنخخه ورد فخخي كخخثير مخخن الروايخخات مسخخيرة يخخوم‪ ،‬واعتخخبره‬
‫المحقق في المعتبر والعلمة فخخي المنتهخخى وغيرهمخخا‪ ،‬وقيخخدوه بسخخير البخخل‬
‫السير العام فيجوز التعويل على كل منهما في القصر‪ ،‬ولو اعتبرت المسافة‬
‫بهما واختلفا‪ ،‬فمنهم من اكتفخخى ببلخخوغ أحخخدهما واحتمخخل الشخخهيد الثخخاني ره‬
‫تقديم السير‪ ،‬وربما لح من الذكرى تقديم التقدير ولعله أقخخوى لنخخه تحقيخخق‬
‫والخر تقريب‪ ،‬وإن كان الول ل يخلو مخخن قخخوة‪ ،‬و الحخخوط حينئذ فيمخخا بخخه‬
‫الختلف الجمع‪ .‬ثم إنه نقل جماعة مخخن الصخخحاب اتفخخاق العلمخخاء علخخى أن‬
‫الفرسخ ثلثة أميال وهو مروي في الخبار‪ ،‬وأما الميل فقد روى الصخخدوق‬
‫)‪ (1‬مرسل عن الصادق عليخخه السخخلم أنخخه ألخخف وخمخخس مخخائة ذراع‪ ،‬وهخخو‬
‫متروك‪ ،‬والظاهر أنه سقط من النساخ شئ‪ ،‬ويرشد إليه أن في الكخخافي )‪(2‬‬
‫روى أنخخه ثلثخخة آلف وخمخخس مخخائة‪ ،‬فالظخخاهر سخخقوط الثلثخخة مخخن الفقيخخه‪،‬‬
‫ويؤيده أيضا أنه قال في المعتبر‪ :‬وفي بعض أخبخخار أهخخل الخخبيت ثلثخخة آلف‬
‫وخمس مائة ذراع‪ ،‬وقد قطع الصحاب بخخأن قخخدره أربعخخة آلف ذراع‪ .‬وفخخي‬
‫الشرايع الميل أربعة آلف ذراع بخخذراع اليخخد الخخذي طخخوله أربعخخة وعشخخرون‬
‫أصبعا‪ ،‬تعويل على المشهور بين الناس‪ ،‬أو مد البصر مخخن الرض‪] ،‬وفيخخه‬
‫إشخخعار بنخخوع تخخردد فخخي التفسخخير المشخخهور‪ ،‬وفخخي السخخرائر أسخخند ذلخك إلخى‬
‫المسعودي في مروج الذهب[ )‪ (3‬و فخخي القخخاموس الميخخل قخخدر مخخد البصخخر‪،‬‬
‫ومنار يبنى للمسافر‪ ،‬أو مسخخافة مخخن الرض متراخيخخة بلحخخد أو مخخائة ألخخف‬
‫أصبع إل أربعة آلف أصبع‪ ،‬أو ثلثة أو أربعة آلف ذراع‪ ،‬بحسب اختلفهم‬
‫في الفرسخ‪ ،‬هل هو تسخخعة آلف بخخذراع القخخدماء أو أثنخخى عشخخر ألخخف ذراع‬
‫بذراع المحدثين انتهى‪ ،‬ومنه يظهر وجه جمع بين المشهور وبين مخخا وقخخع‬
‫في رواية الكليني بأن يكون‬

‫وأصلحه كما جعلناه في الصلب فل تغفل‪ (1) .‬الفقيه‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .286‬الكافي ج‬
‫‪ 3‬ص ‪ (3) .432‬ما بين العلمتين ساقط من المكبانى‪.‬‬

‫]‪[17‬‬

‫الختلف مبنيا علخخى اختلف الذرع‪ .‬وقخخال أحمخخد بخخن محمخخد المقخخري فخخي المصخخباح‬
‫المنير‪ :‬الميل بالكسر في كلم العرب مقدار مدى البصري من الرض‪ ،‬قاله‬
‫الزهخخري‪ ،‬والميخخل عنخخد القخخدماء مخخن أهخخل الهيئة ثلثخخة آلف ذراع‪ ،‬وعنخخد‬
‫المحدثين أربعخخة آلف ذراع والخلف لفظخخي فخخانهم اتفقخخوا علخخى أن مقخخداره‬
‫ستة وتسعون ألف أصبع‪ ،‬والصبع ست شعيرات بطن كل واحدة إلى ظهخخر‬
‫الخرى‪ .‬ولكن القدماء يقولون الذراع اثنتان وثلثخخون إصخخبعا‪ ،‬والمحخخدثون‬
‫أربع وعشرون أصبعا‪ ،‬فإذا قسم الميل علخخى رأي القخخدماء كخخل ذراع اثنخختين‬
‫وثلثيخخن كخخان المتحصخخل ثلثخخة آلف ذراع‪ ،‬وإن قسخخم علخخى رأي المحخخدثين‬
‫أربعا وعشرين كان المتحصل أربعة آلف ذراع‪ ،‬والفرسخ عنخد الكخل ثلثخة‬
‫أميال انتهى‪ .‬وقدر الكثر الشعيرة بسبع شعرات من شعر البرذون‪ ،‬وضخخبط‬
‫مد البصر في الرض بأنه ما يميز به الفارس من الراجل للمبصر المتوسط‬
‫في الرض المستوية‪ ،‬وبالجملة الجمع بين هذه التقديرات والعلخخم بحصخخول‬
‫كل منها في المسافات ل تخلو من عسر وإشكال‪ ،‬والولى رعايخخة الحتيخخاط‬
‫فيما اشتبه من ذلك بالجمع بين القصر والتمام‪ .‬ثم اعلم أنه ذكر غيخخر واحخخد‬
‫من الصحاب أن مبدأ التقدير من آخر خطة البلد في المعتدل‪ ،‬وآخخر محلتخخه‬
‫في المتسع عرفا‪ ،‬ولم نطلع على دليله‪ ،‬وقيل مبدأ التقدير مبدأ سيره بقصخخد‬
‫السخخفر‪ ،‬وقخخالوا‪ :‬البحخخر كخخالبر‪ ،‬وإن قطخخع المسخخافة فخخي سخخاعة واحخخدة‪ ،‬لن‬
‫التقدير بالذرع كاف في ثبوت الخخترخص‪ ،‬قخخال فخخي المنتهخخى‪ :‬ل نعخخرف فخخي‬
‫ذلك خلفا‪ .‬ولو تخخردد يومخخا فخخي ثلثخخة فراسخخخ ذاهبخخا وجائيخخا‪ ،‬فخخان بلخخغ فخخي‬
‫الرجوع إلى موضخخع الذان ومشخخاهدة الجخدران‪ ،‬فالظخاهر أنخخه ل خلف فخي‬
‫عدم القصخخر‪ ،‬وإن لخخم يبلخخغ فخخالمقطوع بخخه فخخي كلم الصخخحاب أنخخه لخخم يجخخز‬
‫القصر‪ ،‬وخالف فيه العلمة في التحرير‪ .‬والول لعله أقوى‪ ،‬إذ الظخخاهر مخخن‬
‫أخبار المسافة كون ذلك في جهة واحدة‬

‫]‪[18‬‬

‫وإنما اعتبرنا في خصوص الربعة الياب مع الذهاب‪ ،‬للخبخار الكخثيرة الدالخة عليخه‬
‫فل يتعخخدى عنخخه‪ ،‬وإن أمكخخن أن يقخخال‪ :‬إذا ظهخخر بتلخخك الخبخخار كخخون اليخخاب‬
‫محسوبا مع الذهاب‪ ،‬فهو كاف في ذلك‪ .‬ولو كان لبلد طريقان أحخخدهما يبلخخغ‬
‫المسافة‪ ،‬فان ملك البعد ل لعلة الترخص قصر إجماعا وإن كخخان للخخترخص‬
‫لغيخخر فالمشخخهور أنخخه يقصخخر أيضخخا‪ ،‬وقخخال ابخخن الخخبراج يتخخم لنخخه كخخاللهي‬
‫بصخخيده‪ ،‬وهخخو كمخا تخخرى‪ .‬ولخخو شخخك فخخي بلخخوغ المسخخافة القخخدر المعتخخبر فخخي‬
‫القصر‪ ،‬فالمقطوع به في كلم الصحاب أنه يتخخم‪ ،‬وهخخو قريخخب‪ ،‬وهخخل يجخخب‬
‫العتبار مع الجهل بالبلوغ ؟ فيه وجهان والعدم أقوى‪ - 5 .‬تفسير على بخخن‬
‫ابراهيم‪ :‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن النخخوفلي‪ ،‬عخخن السخخكوني عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قخخال‪ :‬قخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم سخختة ل يقصخخرون الصخخلة‪:‬‬
‫الجباة الذين يدورون في جبايتهم‪ ،‬والتاجر الذي يدور في تجارته من سوق‬
‫إلى سوق‪ ،‬و المير الذي يدور في إمخارته‪ ،‬والراعخي الخذي يطلخب مواضخع‬
‫القطر‪ ،‬ومنبت الشجر‪ ،‬والرجخخل يخخخرج فخخي طلخخب الصخخيد يريخخد لهخخو الخخدنيا‪،‬‬
‫والمحخخارب الخخذي يقطخخع الطريخخق )‪ .(1‬مقصخخد الراغخخب‪ :‬عنخخه عليخخه السخخلم‬
‫مرسل مثله‪ - 6 .‬الخصخخال‪ :‬جعفخخر بخخن علخخي بخخن الحسخخن الكخخوفي عخخن جخخده‬
‫الحسخخن بخخن علخخي‪ ،‬عخخن جخخده عبخخد ال خ بخخن المغيخخرة‪ ،‬عخخن السخخكوني‪ ،‬عخخن‬
‫الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬سخخبعة ل يقصخخرون الصخخلة‪ :‬الجخخابي‬
‫الذي يدور في جبايته ثم ذكر نحوا مما مخخر إل أنخخه قخخال‪ :‬والراعخخي والبخخوي‬
‫الذي يطلب والرجل الذي يطلب الصيد يريد به وفي آخره يقطع السخخبل )‪.(2‬‬
‫ومنه‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن علي بن الحسين السعد آبادي‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .137 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.37‬‬

‫]‪[19‬‬

‫عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير يرفعه إلخخى أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬خمسة يتمون في سفر كانوا أو في حضخخر‪ :‬المكخخاري‪،‬‬
‫والكرى‪ ،‬والشتقان وهو البريد والراعي والملح لنه عملهخخم )‪ .(1‬ومنخخه‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن موسى بن جعفر الكمنداني‪ ،‬عن أحمخخد بخن محمخخد بخخن عيسخى‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عخن زرارة‪ ،‬عخن أبخخي جعفخر عليخه السخلم‬
‫قخخال‪ :‬أربعخخة يجخخب عليهخخم التمخخام فخخي سخخفر كخخانوا أو فخخي حضخخر‪ :‬المكخخاري‬
‫والكرى والشتقان والراعي‪ ،‬لنخخه عملهخخم‪ .‬قخخال الصخخدوق ‪ -‬ره ‪ -‬الشخختقان‬
‫البريد )‪) * .(2‬تفصيل وتبيين( * اعلم أن المشهور بين الصخخحاب وجخخوب‬
‫التمام على المسافر الذي سفره أكثر من حضره‪ ،‬وهخخذا التعخخبير شخخائع فخخي‬
‫ألسنة الفقهاء‪ ،‬ولم يرد في الخبخخار هخخذا اللفخخظ‪ ،‬بخخل إنمخخا ورد فيهخخا وجخخوب‬
‫التمام على جماعة مخصوصة عملهم وصناعتهم السفر )‪ (3‬ولذا‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .145‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .120‬ظاهر قوله عزوجل‪:‬‬
‫)وإذا ضربتم في الرض( أن المخراد هخخو المسخخافر الخذى يكخخون لخه مقصخخد‬
‫وراء المسافة يجد ويجهد ويضرب حتى يصل إلى مقصده ذلك مخخن متجخخر‬
‫أو ضياع اوصلة رحم أو غير ذلك كما قال عزوجخخل‪) :‬وآخخخرون يضخخربون‬
‫في الرض يبتغون من فضل ال وآخرون )يضربون في الرض( يقخخاتلون‬
‫في سبيل ال‪ .‬فإذا كان المقصد وراء المسافة‪ ،‬يدخل المسخخافر تحخخت اليخخة‬
‫الكريمة فيوضع عنه الركعخخات المسخخنونة‪ ،‬سخخواء كخخانت داخخخل الفخخرض أو‬
‫خارجه‪ ،‬على ما عرفت من قوله تعالى‪) :‬ان لك في النهخخار سخخبحا طخخويل(‬
‫لئل يجتمخخع علخخى المسخخافر مشخخقة سخخبحتين‪ ،‬وأمخخا إذا كخخان المقصخخد مخخع‬
‫المسخخافر ل يخخزال عنخخه‪ ،‬لخخم يخخدخل تحخخت اليخخة الكريمخخة حخختى يسخخقط عنخخه‬
‫الركعات المسنونة‪ .‬وهذا كالذى اختار السخخفر لجخخل التنخخزه أو السخخياحة أو‬
‫الصيد الحلل‪ ،‬يكون نفس‬

‫]‪[20‬‬

‫أول جماعة كلمهم بهذا المعنى والظاهر قصر الحكم على الجماعخخة المخخذكورين فخخي‬
‫تلك الخبار‪ ،‬وظاهر ابن أبي عقيل القول بوجوب التقصير على كل مسافر‪،‬‬
‫والول أقوى لما مضى من الخبار وغيرها‪ .‬والكرى فسخخره أكخخثر اللغخخويين‬
‫بالمكاري‪ ،‬ويحتمل تخصيص الكرى بالجمال‪،‬‬

‫السفر مقصدا له ل يفرق عنده ما وراء المسافة مما هخخو دونهخا‪ ،‬فليخس لخخه جخد فخي‬
‫الذهاب في الرض ول السراع في المسير ل بضخخرب القخخدام ول بضخخرب‬
‫الباط بل يطلب المواضع النزهة كلما وجد بغيته أقام فيها يوما أو يخخومين‬
‫أو سخخاعة وسخخاعتين علخخى قخخدر نشخخاطه وفرحخخه‪ ،‬وكلمخخا رأى صخخيدا تبعخخه‬
‫وتعاقبه ليدركه سواء أنجد أو أغار‪ ،‬شرق أو غرب‪ ،‬ذهب أمخخامه أو رجخخع‬
‫خلفه وان كان من أول السياحة عازما على الذهاب في أكثر مخخن المسخخافة‬
‫الشرعية‪ .‬نعم إذا كان غرضه من التفرج والصخيد مباحخا أو منخدوبا وكخان‬
‫الموضع الذى يريده للتنزه أو الصيد ما وراء المسافة الشرعية‪ ،‬دخل فخخي‬
‫القسم الول وشمله حكم الية الكريمة وسنتها‪ ،‬لنه قصد المسافة لمقصد‬
‫هخخو مخخا وراءهخخا‪ ،‬فيقصخخر فخخي المسخخافة ويتخخم فخخي البسخخاتين و المتنزهخخات‬
‫والنخجيرات وأماكن السياحة‪ .‬ومن القسم الثاني العراب والكخخراد الخخذين‬
‫بيوتهم معهم لم يختاروا لتعيشهم موطنا بعد‪ ،‬فل يتفاوت لهم بلخخد مخخن بلخخد‬
‫آخر‪ .‬بل كل بلد موطن لهم‪ ،‬وكل منزل أنا خوا فيخخه رحخخالهم كخخان منزلهخخم‪،‬‬
‫فمقصدهم معهم ل ينفك عنهخخم‪ ،‬ال الخخذين لهخخم طخخول السخخنة سخخفرتان فقخخط‬
‫سفرة إلى القر وسفرة إلى الصر‪ ،‬يتمون في القخخر والصخخر ويقصخخرون مخخا‬
‫بينهما‪ .‬ومن القسم الثاني التاجر الذى يطوف وتجارته معه لم يختر سوقا‬
‫معينخخا لتجخخارته‪ ،‬بخخل يخخدور مخخن سخخوق إلخخى سخخوق ومخخن قريخخة إلخخى اخخخرى‬
‫فمقصده معه ل يزول عنه‪ ،‬وان كان مجموع أسواقه يبلغ حد المسافة‪ ،‬إل‬
‫إذا كان بين سوق وسوق مسافة كاملة يقصر فيها و إذا بلغ منزلخخه أعنخخى‬
‫سوق تجارته أتم‪ .‬ومن القسم الثاني الراعى الخخذى يرعخخى مواشخخيه يطلخخب‬
‫منابع الشيح ومواضع القطر كلما رأى نبتا حصل في مقصخخده وأقخخام حخختى‬
‫يستوفيه‪ ،‬فهو قاصد لنفس السفر ليس له مقصد‬

‫]‪[21‬‬

‫والمكاري بغيره‪ ،‬أو تعميم المكاري‪ ،‬وتفسير الكري بمن يكري نفسه للسفر كالبريخخد‬
‫قال في الذكري‪ :‬المراد بالكرى في الرواية المكتري‪ ،‬وقال بعض أهل اللغخخة‬
‫قد يقال الكرى على المكاري‪ ،‬والحمل علخخى المغخخايرة أولخخى بالروايخخة لتكخخثر‬
‫الفائدة‪ ،‬ولصالة عخدم الخترادف انتهخى‪ .‬ولعخل مخراده بخالمكترى مخن يكخرى‬
‫نفسه‪ ،‬وقيل‪ :‬الذي يأخذ الكرى من المكاري‬

‫ما وراءها يطلبه ويجد في طلبه‪ ،‬يتم صلواته‪ ،‬ال إذا ابتلى بمفازة لنبت فيها وطول‬
‫المسافة يبلغ المسافة الشرعية‪ ،‬يقصر طى سفره هذا حتى يجوز المفخخازة‬
‫ويبلغ منبتا آخر يرعى فيخخه‪ .‬ومخخن القسخم الثخاني الجمخال والملح والبريخخد‬
‫والمكارى وأمثالهم‪ ،‬حيخخث كخان نفخس السخخفر وطخى المسخخافة مقصخخدا لهخخم‬
‫ليس لهم بعخد تمخام المسخافة مقصخد‪ :‬وبعخد مخا بلخغ المسخافرون مقصخدهم‬
‫واشتغلوا بما أهمهم‪ ،‬فخخرغ هخخؤلء مخخن مقصخخدهم ومخخا أهمهخخم‪ ،‬فهخخم طخخول‬
‫المسافة في تجارتهم وكسخخبهم بخخل ومنخخازلهم‪ ،‬كخخأنهم اسخختوطنوا المسخخالك‬
‫واختاروهخخا سخخوقا لهخخم يخخدورون مخخن سخخوق إلخخى سخخوق وكخخل سخخوق فيخخه‬
‫مقصدهم وتجارتهم‪ ،‬ال إذا جخد بهخخم السخخير خوفخخا مخخن لخص أو طوفخان أو‬
‫سبع أو سيل فحينئذ يشملهم الية الكريمة‪) ،‬إذا ضربتم في الرض( علخخى‬
‫ما عرفخخت مخخن ظخخاهر معناهخخا‪ ،‬فيقصخخرون حيخخن جخخدهم بيخخن المنزليخخن لئل‬
‫يجتمع عليهم سبحتان‪ .‬ومن القسخخم الثخخاني المخخالكون للضخخياع والعقخخار أو‬
‫السباتين أو النخلت يطوفون بينها لصلحها ومرمة معاشخخهم‪ ،‬فخخإذا كخخان‬
‫بين نخلة ونخلة أو بستان وآخر‪ ،‬أو شخخيعة واخخخرى مسخخافة شخخرعية كخخان‬
‫مقصدهم في السخخفر والضخخرب فخخي الرض مخخا وراء المسخخافة فيقصخخرون‪،‬‬
‫وإذا كانت متقاربة ليس بينها مسافة شرعية‪ ،‬كان مقصدهم دون المسافة‬
‫وخرجوا عن الية الكريمة وأتمخخوا‪ ،‬وان بلغخخت مجمخخوع ذهخخابهم ذلخخك حخخد‬
‫المسافة الشرعية‪ ،‬فانهم كلما حصلوا في واحد مخخن تلخك الضخخياع والعقخخار‬
‫أو النخلت كانوا في منزلهم ومقصخدهم‪ ،‬ولحخول ول قخوة ال بخال العلخى‬
‫العظيم‪.‬‬

‫]‪[22‬‬

‫أو من صاحب المتاع‪ ،‬ويكون دائما مع المكاري ملزمخخا لخه‪ .‬والشختقان سخخمعنا مخخن‬
‫مشايخنا أنه معرب دشتبان أي أمين البيادر‪ ،‬يذهب من بيدر إلخخى بيخخدر‪ ،‬ول‬
‫يقيم مكانا واحدا‪ ،‬وفسره الصدوق بالبريد‪ ،‬قال في المنتهى‪ :‬الشخختقان هخخو‬
‫أمين البيدر ذكره أهل اللغة‪ ،‬وقيل البريد‪ .‬وقال في النهاية في الحخخديث إنخخي‬
‫ل أحبس البرد‪ ،‬قال الزمخشري البرد يعني ساكنا جمع بريد وهو الرسخخول‪،‬‬
‫والبريخخد كلمخخة فارسخخية يخخراد بهخخا فخخي الصخخل البغخخل‪ ،‬وأصخخلها بريخخده دم أي‬
‫محخخذوف الخخذنب‪ ،‬لن بغخخال البريخخد كخخانت محذوفخخة الذنخخاب كالعلمخخة لهخخا‪،‬‬
‫فاعربت وخففت‪ ،‬ثم سمي الرسول الذي يركبخخه بريخخدا والمسخخافة الخختي بيخخن‬
‫السكتين بريدا‪ .‬والسكة موضع كان يسكنه الفيوج المرتبون من بيت أو قبة‬
‫أو رباط‪ ،‬وكان يرتب في كل سكة بغال‪ ،‬وكان بعخخدما بيخخن السخخكتين فرسخخخا‬
‫وقيل أربعة‪ ،‬ومنه الحديث ل تقصر الصخخلة فخخي أقخخل مخخن أربعخخة بخخرد وهخخي‬
‫ستة عشر فرسخا والفرسخ ثلثخخة أميخخال والميخخل أربعخخة آلف ذراع انتهخخى‪.‬‬
‫ويستفاد من تعليل رواية ابن أبي عمير )‪ (1‬أن كخخل مخخن كخخان السخخفر عملخخه‬
‫وصنعته يجب عليه التمام‪ ،‬وفي رواية إسحاق بن عمخخار )‪ (2‬قخخال‪ :‬سخخألته‬
‫عن الملحين والعراب هل عليهم تقصير ؟ قال‪ :‬لبيوتهم معهخخم‪ ،‬فيسخختفاد‬
‫منها أن كل من شأنه أن يتحرك مع بيته ورحلخخه فعليخخه التمخخام‪ .‬فالظخخاهر أن‬
‫المرجع في هذا البخخاب إلخخى صخخدق اسخخم المكخخاري والملح وأمثخخالهم عرفخخا‪،‬‬
‫وكذا صدق كون السفر عمله كاف في وجوب التمام‪ ،‬وبهذا قطع العلمة و‬
‫الشهيد‪ ،‬لكنه قال في الذكري‪ :‬وذلخك إنمخا يحصخل بالسخفرة الثالثخة الختي لخم‬
‫يتخلل قبلها إقامة تلك العشرة‪ ،‬أي العشرة المنوية في غير بلده ومطلقا في‬
‫بلده‪ ،‬واعتبر ذلك‬

‫)‪ (1‬يعنى خبر الخصال المتقدم تحت الرقم ‪ (2) .6‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.122‬‬

‫]‪[23‬‬

‫جماعة من الصحاب‪ ،‬واعتخبر ابخن إدريخس فخي غيخر صخاحب الصخنعة ثلث دفعخات‬
‫وقال ان صاحب الصنعة من المكارين والملحين يجب عليهم التمام بنفخس‬
‫خروجهم إلى السفر‪ ،‬لن صنعتهم تقوم مقخخام مخخن لصخخنعة لخخه ممخخن سخخفره‬
‫أكثر من حضره‪ ،‬واستقرب في المختلف التمام في الثانية إذا لم يقيموا بعد‬
‫الولى مطلقا‪ ،‬وليس لهذه التعليلت مستند يصح التعويل عليه‪ ،‬غير ادعخخاه‬
‫دللة العرف عليه‪ .‬وإذ قخخد عرفخخت أن الحكخخم فخخي الخبخخار ليخخس معلقخخا علخخى‬
‫الكثرة‪ ،‬بل على مثل المكاري والجمال ومن اتخذ السفر عمله‪ ،‬أو مخخن كخخان‬
‫بيته معه‪ ،‬وجب أن تراعى هذه السماء عرفا‪ ،‬فلو فرض عدم صدق السخخم‬
‫بمرات كثيرة لم يتعلق حكم التمام‪ .‬ثم اعلم أن أكخثر الصخخحاب قطعخخوا بخأنه‬
‫يشترط في إتمام هؤلء أن ل يقيموا فخخي بلخخدهم عشخخرة أيخام‪ ،‬واحتجخخوا بمخخا‬
‫رواه الشيخ عن عبد ال بن سنان )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫المكخاري إن لخم يسختقر فخي منزلخه إل خمسخة أيخام وأقخل‪ ،‬قصخر فخي سخفره‬
‫بالنهار‪ ،‬وأتم بالليل‪ ،‬وعليه صوم شهر رمضان‪ ،‬وإن كان له مقام في البلخخد‬
‫الذي يذهب إليه عشرة أيام وأكثر قصر في سفره وأفطر‪ .‬وهذه الرواية فخخي‬
‫سندها جهالة )‪ (2‬ومخخا تضخخمن مخخن الكتفخخاء فخخي التقصخخير نهخخارا بأقخخل مخخن‬
‫خمسة أيام متروك بين الصحاب ومقتضاها إقامخخة العشخخرة فخخي البلخخد الخخذي‬
‫يذهب إليه وهو غير ما اعتبروه من القخامه فخي بلخدهم‪ ،‬ومخع ذلخك فخالحكم‬
‫فيه مختص بالمكخارى ولخذا احتمخل المحقخق فخي المعتخبر اختصخاص الحكخم‬
‫بالمكارى ونقل في الشرايع قول بذلك‪ ،‬هو مجهول القائل‪ .‬وعبخخارة الحخخديث‬
‫تحتمل احتمال آخر وهو أن يكون المراد إن كخخان لخخه إرادة المقخخام فخخي البلخخد‬
‫الذي يذهب إليه قصر في سفره إلى ذلك البلد بل هو أظهر )‪ (3‬وهو‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .315‬يريد اهمخخال اسخخماعيل بخخن مخخرار‪ ،‬وقخخد عرفخخت أن‬
‫الهمال غير الجهالة‪ (3) .‬ولعخخل المخخراد أن المكخخارى قخخد يكخخون مخخع كريخخه‬
‫قاصدا للمسافة لغيرها‪ ،‬كالذى له‬
‫]‪[24‬‬

‫خلف مقصودهم‪ ،‬وهذه الرواية أوردها الصدوق بطريق صحيح عن ابن سنان )‪(1‬‬
‫ومتنه مغاير لما أورده الشيخ‪ ،‬فانه قال‪ :‬المكاري إذا لخم يسختقر فخخي منزلخخه‬
‫إل خمسة أيام أو أقل قصخخر فخخي سخخفره بالنهخخار‪ ،‬وأتخخم صخخلة ألليخخل‪ ،‬وعليخخه‬
‫صوم شهر رمضان‪ ،‬فان كان له مقام في البلد الذي يذهب إليه عشخخرة أيخخام‬
‫أو أكثر وينصرف إليه منزله‪ ،‬ويكون له مقام عشرة أيام أو أكثر‪ ،‬قصر في‬
‫سفره وأفطر‪ .‬والظاهر أن في رواية الشخخيخ سخخقطت هخخذه الفقخخرة ومقتضخخى‬
‫هذه الرواية اعتبار إقامة العشرة في المنزل الذي يذهب إليه أيضا‪ ،‬والقخخول‬
‫به غير معروف بين الصحاب إل أن العمل بمقتضى هذه الرواية الصحيحة‬
‫غيخخر بعيخخد‪ .‬واسخختوجه ذلخخك بعخخض أفاضخخل المتخخأخرين ولخخم يعتخخن بمخالفخخة‬
‫المشهور ومرسلة يونس )‪ (2‬أيضا تدل على ذلك حيخخث قخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫أيما مكار أقام في منزله أو في البلد الذي يدخله أكثر من عشرة أيام‪ ،‬فعليه‬
‫التقصير‪ ،‬لكنها تدل على الكتفاء بأحدهما‪ ،‬و يمكن حمل الخبر الول عليه‪،‬‬
‫والمسألة محل إشكال‪ ،‬وقد مكار ل يقيم في بلده‬

‫حاجة ببعض البلدان فيكخخرى دوابخخه إلخخى هخخذا البلخخد ليفخخوز بالحسخخنيين كالحخخاج الخخذى‬
‫يبتغى في سفره فضل ال عزوجل‪ .‬وذلك بعد حمل المقام في الرواية علخخى‬
‫المقام لمقصد خاص أو رفع حاجة تخصخخه‪ ،‬ولخخذلك يقيخخم أكخخثر مخخن خمسخخة‬
‫أيام كالمقام عشرة لزيارة‪ ،‬فيقصر في سفره ذلك‪ ،‬لنه كأحخخد المسخخافرين‪،‬‬
‫واما إذا لم يسخختقر فخخي المنخخزل والمقصخخد ال ثلثخخة ايخخام يريخخد بخخذلك راحخخة‬
‫جماله ورفع التعب عنها واشتراء علوفتهخخا‪ ،‬فالظخخاهر أنخخه قصخخد المسخخافة‬
‫تجارة‪ ،‬فيتم صلته ويصوم شهر رمضان‪ ،‬وهكذا نقخخول فيمخخا سخخيأتي مخخن‬
‫الروايخخخخات‪ (1) .‬الفقيخخخخه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .281‬التهخخخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪،414‬‬
‫ولفظه‪) :‬أيما مكار أقام في منزله أو في البلخخد الخخذى يخخدخله أقخخل مخخن مقخخام‬
‫عشرة أيام وجب عليه الصيام والتمام أبدا‪ ،‬وان كان مقخامه فخي منزلخه أو‬
‫في البلد الذى يدخله أكثر من عشرة أيام فعليه التقصير والفطار(‪.‬‬

‫]‪[25‬‬

‫أو في البلد الذي يذهب إليه عشرة أيام‪ .‬وقال في المدارك‪ :‬ظاهر الصخخحاب التفخخاق‬
‫على أن إقامة العشرة أيام في البلدة قاطعة لكثرة السفر‪ ،‬وموجبخخة للقصخخر‪،‬‬
‫والظاهر أنه محخخل للحتيخخاط‪ ،‬وألحخخق الفاضخخلن ومخخن تخخأخر عنهمخخا باقامخخة‬
‫العشرة في البلد العشرة المنوية في غير بلخخده‪ ،‬وهخخو حسخخن بحمخخل العشخخرة‬
‫في روايخخة يخخونس علخخى المنويخخة‪ ،‬للجمخخاع المنقخخول علخخى عخخدم تخخأثير غيخخر‬
‫المنوية‪ ،‬وألحق الشهيد العشرة الحاصخلة بعخد الختردد ثلثيخخن‪ ،‬وفخخي الخختردد‬
‫ثلثين خلف والقخخرب عخخدم اللحخخاق كمخخا اختخخاره الشخخهيدان‪ .‬ومخختى وجخخب‬
‫القصر على كثير السفر باقامة العشرة‪ ،‬ثخخم سخخافر مخخرة ثانيخخة بخخدون إقامخخة‪،‬‬
‫فالظهر وجوب التمام عليه‪ ،‬مخخع بقخخاء السخخم كمخخا صخخرح بخخه ابخخن إدريخخس‬
‫وغيره واعتبر في الذكرى المرة الثالثة وهو ضخعيف‪ .‬وأمخا إقامخة الخمسخة‬
‫فخذهب الشخيخ وابخن الخبراج وابخن حمخزة إلخى أنخه يتخم صخلة الليخل خاصخة‬
‫للرواية المتقدمة والشمهور أنه ل تأثير لخخذلك أصخخل‪ ،‬واجيخخب عخخن الروايخخة‬
‫بأنها متروكه الظاهر فانها تتضمن المساواة بيخن الخمسخة والقخل منهخا‪ ،‬و‬
‫القل يصدق على يوم وبعض يوم ول قائل به‪ ،‬مع أنها معارضة بقخخوله فخخي‬
‫صحيحة معاوية بن وهب )‪ :(1‬هما واحد إذا قصرت أفطخخرت‪ ،‬وإذا أفطخخرت‬
‫قصرت‪ .‬وما بعض أفاضل المتأخرين إلى العمل به‪ ،‬وأول الخبر بأن المخخراد‬
‫إثبات الحكم المذكور لمن أقام خمسة أحيانا وأقل منه أحيانا أو بخخأن المخخراد‬
‫بالقل ما قارب الخمسة‪ ،‬وظاهر الصدوق العمخخل بخخه‪ ،‬وعخخدم الشخختهار بيخخن‬
‫المتخخأخرين غيخخر ضخخائر‪ .‬وربمخخا يحمخخل الخخخبر علخخى التقيخخة‪ ،‬لن الشخخافعي‬
‫وجماعة كثيرة من العامة ذهبخخوا إلخخى الكتفخخاء للتمخخام باقامخخة أربعخخة أيخخام‪،‬‬
‫سوى يوم القدوم والخروج‪ ،‬وذهخخب جماعخخة منهخخم إلخخى احتسخخاب اليخخومين‪،‬‬
‫وفيه تأمل‪ ،‬والمسألة مشكلة‪ ،‬ولعل الحتياط‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.280‬‬

‫]‪[26‬‬

‫في الجمع‪ - 7 .‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بخخن عثمخخان‪ ،‬عخخن‬
‫رجل ]عن أبي عبد ال عليه السلم )‪ (1‬فخي الرجخخل يخخرج مسخخافرا ؟ قخال‪:‬‬
‫يقصر إذا خرج من البيوت )‪ .(2‬ومنه‪ :‬بهخخذا السخخناد عخخن حمخخاد[ )‪ (3‬عخخن‬
‫أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬المسخخافر يقصخخر حخختى يخخدخل المصخخر )‪.(4‬‬
‫ومنه‪ :‬بهذا السناد عنه عليه السلم قال‪ :‬إذا سمع الذان أتم المسافر )‪.(5‬‬
‫‪ - 8‬قرب السناد‪ :‬عن أحمد وعبد ال ابني محمد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن الحسخخن‬
‫بن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب قال‪ :‬سمعت بعض الزراريين يسأل أبخخا عبخخد‬
‫ال عليه السخخلم عخخن الرجخخل يكخخون بالبصخخرة وهخخو مخخن أهخخل الكوفخخة‪ ،‬ولخخه‬
‫بالكوفة دار وعيال‪ ،‬فيخرج و يمر بالكوفة يريد مكة ليتجهخخز منهخخا‪ ،‬وليخخس‬
‫من رأيه أن يقيم أكثر من يوم أو يومين قال‪ :‬يقيم في جانب الكوفة ويقصر‬
‫حتى يفرغ من جهازه‪ ،‬وإن هو دخل منزله فليتخخم الصخخلة )‪ .(6‬ومنخخه‪ :‬عخخن‬
‫محمد بن الوليد‪ ،‬عن عبد ال بن بكير قال‪ :‬سألت أبا عبد الخ عليخه السخلم‬
‫عن الرجل يكون بالبصرة وهو من أهل الكوفخة ولخخه بهخخا دار وأهخل ومنخخزل‬
‫ويمر بها وإنما هخخو يختلخخف ل يريخخد المقخخام‪ ،‬ول يخخدري مخخا يتجهخخز يومخخا أو‬
‫يومين ؟ قال‪ :‬يقيم في جانبها ويقصر‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬فان دخل أهلخخه ؟ قخخال‪:‬‬
‫عليه التمام )‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬في المطبوع من المصدر‪ :‬عن أبى جعفر عليه السلم‪ (2) .‬المحاسخخن‪) .370 :‬‬
‫‪ (3‬ما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى موجود في نسخة الصل‪ 4) .‬و‬
‫‪ (5‬المحاسن‪ (6) .371 :‬قرب السناد‪ 100 :‬ط نجف‪ (7) .‬قرب السخخناد‪:‬‬
‫‪ 105‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[27‬‬

‫ومنه‪ :‬عن السندي ابن محمد البزاز‪ ،‬عن أبي البختري وهب القرشي عن الصخخادق‪،‬‬
‫عن أبيه أن عليا عليه السلم كان إذا خرج مسخخافرا لخخم يقصخخر مخخن الصخخلة‬
‫حتى يخرج من احتلم البيوت‪ ،‬وإذا رجخخع ليتخخم الصخخلة حخختى يخخدخل احتلم‬
‫البيوت )‪) * .(1‬تبيين( * اعلم أن الصحاب اختلفوا في أنه هخخل يعتخخبر فخخي‬
‫قصخر المسخافر حخد يصخل إليخه ذهابخا وعخودا أم ل ؟ فقخال الشخيخ علخي بخن‬
‫بايوية‪ :‬إذا خرجخخت مخخن منزلخخك فقصخخر حخختى تعخخود إليخخه‪ ،‬وذهخخب المرتضخخى‬
‫والشيخ في الخلف والعلمة وجماعخخة مخخن المتخخأخرين إلخخى اشخختراط خفخخاء‬
‫الجدران والذان‪ ،‬وذهب الكخخثر إلخى أن المعتخخبر أحخخد المريخخن المخخذكورين‪،‬‬
‫ونسبه الشهيد الثاني إلى أكثر القدماء وقخال ابخن إدريخس‪ :‬العتمخاد عنخدي‬
‫علخخى الذان المتوسخخط‪ ،‬والصخخدوق فخخي المقنخخع اعتخخبر خفخخاء الحيطخخان‪،‬‬
‫والقائلون بالجمع جمعوا بين الخبار بذلك والقائلون بالتخيير جمعوا بينهخخا‬
‫بالحمل على أن كل منهما كاف لذلك‪ ،‬وهو أصوب‪ .‬ثم المشهور اتحاد حكخخم‬
‫الذهاب والعود‪ ،‬وذنب المرتضى وابن الجنيد إلى أنخخه يجخخب عليخخه التقصخخير‬
‫في العود حتى يبلغ منزله )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 89‬ط نجف‪ (2) .‬وهذا هو الصخخحيح‪ ،‬فخخان ملك القصخخر ليخخس‬
‫هو نية المسافة وارادة السفر فقط‪ .‬بل اللزم فيه التلبخس بالسخير ليصخخدق‬
‫عليه الضرب في الرض‪ ،‬وليس يصدق عليه ذلك عند أهخخل الخخبيت عليهخخم‬
‫السخخلم ال بعخخد الخخخروج عخخن البلخخد والبتعخخاد منخخه حخختى يخفخخى الجخخدران‬
‫المتعارفة‪ ،‬وإذا كانت البلد رفيعة البنيان‪ ،‬فحتى يخفى الصوت الرفيع منخخه‬
‫بالذان‪ ،‬واما عند المراجعة إلى البيت فل يلزم مراعخخاة ذلخخك‪ ،‬فخخان عنخخوان‬
‫السخخفر والضخخرب فخخي الرض بعخخد مخخا تحقخخق‪ ،‬ل يرتفخخع ال بالوصخخول إلخخى‬
‫المقصد‪ ،‬والمقصد هو بيته أو بيت تجارته‪ ،‬أيهما دخل أتم الصلة‪ .‬وهكخخذا‬
‫إذا كان له دار أو ضيعة أو نخلة يمر عليها في سفره‪ ،‬انما يكخخون الخدخول‬
‫فيها قاطعا لحكم السفر‪ ،‬إذا كان احدى هذه التى ذكرناها مقصدا لخخه‪ ،‬وأمخخا‬
‫إذا لم يكن‬

‫]‪[28‬‬
‫واعلم أن الظاهر من أخبار التواري تواري المسافر عن البيوت أي أهلها‪ ،‬ل تواري‬
‫البيوت عنه وهخخو أقخخرب إلخخى خفخخاء الذان‪ ،‬ول يبعخخد العمخخل وبخخه حينئذ هخخل‬
‫يكفي التخخواري بالحخائل بحيخخث ل تضخخر الرؤيخخة بعخده أم ل ؟‪ .‬وجهخخان ولعخخل‬
‫العمل باعتبار الذان أضبط وأولى‪ ،‬وأما خفاء الجخخدران‪ ،‬فخخان اعتخخبر خفخخاء‬
‫شبحها فل تحصل في فراسخ‪ ،‬ولخخذا اعتخخبروا خفخخاء صخخورتها‪ ،‬وعخخدم تميخخز‬
‫خصوصياتها‪ ،‬لتقارب العلمة الخرى‪ .‬وذكر الشهيدان أن البلد لو كان فخخي‬
‫علو مفرط أو وهدة اعتبر فيها الستواء تقديرا‪ ،‬ويحتمل الكتفاء بالتواري‬
‫فخخي المنخفضخخة كيخخف كخخان‪ ،‬لطلق الخخخبر‪ .‬وقخخالوا ل عخخبرة بخخأعلم البلخخد‬
‫كالمنارة والقلع‪ ،‬ولعبرة بسماع الذان المفرط في العلو كما أنخخه ل عخخبرة‬
‫بخفاء الذان المفرط فخخي النخفخخاض‪ ،‬فتكخخون الروايخخة مبنيخخة علخخى الغخخالب‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬المراد جدران آخر البلد الصغير والقريخخة‪ ،‬وإل فالمحلخخة‪ ،‬وكخخذا أذان‬
‫مسجد البلد والمحلة‪ ،‬ويحتمل البيت ونهاية البلد‪ ،‬وظخخاهر بعخخض الروايخخات‬
‫خفاء جميع بيوت البلد وأذانه‪ ،‬ويحتمل الخخبيوت المتقاربخخة مخخن بيتخخه‪ ،‬وكخخذا‬
‫أذانها‪ .‬ويدل على مذهب المرتضى وابن الجنيد في العخخود صخخحيحة العيخخص‬
‫بن القاسم )‪ (1‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل يخخزال المسخافر مقصخخرا‬
‫حخختى يخخدخل بيتخخه‪ ،‬وفخخي موثقخخة إسخخحاق بخخن عمخخار )‪ (2‬حخختى يخخدخل أهلخخه‪،‬‬
‫وحملوهما على أن المراد الوصول إلى موضع يسخخمع فيخخه الذان‪ ،‬ويشخخاهد‬
‫الجدران‪ ،‬وهو بعيد جدا‪ .‬ويمكخن القخول بخالتخيير بعخد الوصخول إلخى سخماع‬
‫الذان بين القصر والتمام جمعا بين الخبار‪ ،‬كما اختخخاره بعخخض المحققيخخن‬
‫من المتأخرين‪ ،‬وربما يحمل أخبار عدم اشخختراط حخخد الخخترخص فخخي الخخذهاب‬
‫والعود على التقية إذ عامة فقهائهم على عدم‬

‫من قصده الدخول إلى تلك الدار أو الضيعة أو النخلة‪ ،‬بل كان قصخخده السخخير إلخخى مخخا‬
‫وراءهخخا وانمخخا وصخخل إليهخخا لتحخخاد الطريخخق‪ ،‬فلخخه أن ينخخزل خخخارج الخخدار‬
‫والضيعة ويقصر صلته‪ 1) .‬و ‪ (2‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.317‬‬

‫]‪[29‬‬

‫اشتراط ذلخك‪ .‬وأقخخول‪ :‬يمكخخن حمخخل الخبخخار الخخخر أيضخا علخى التقيخخة‪ ،‬لن فقهخخاءهم‬
‫الربعة يشترطون الخروج من سور البلد‪ ،‬وإن كان داخل السور مزارع أو‬
‫مواضع خربة‪ ،‬وذهب بعضهم إلى أنه إذا كخخان خخخارج السخخور دورو مقخخابر‪،‬‬
‫فل بخخد مخخن مجاوزتهخخا‪ ،‬ول يشخخترط عنخخدهم مجخخاوزة المخخزارع والبسخختاتين‬
‫المتصلة بالبلد‪ ،‬إل إذا كانت فيهخخا دور وقصخخور يسخخكن فيهخخا‪ .‬وأمخخا الخبخخار‬
‫التي قدمناها‪ ،‬فالخبر الول من المحاسن ظاهره الخخخروج مخخن الخخبيوت‪ ،‬ول‬
‫يوافق شيئا من مذاهب الصخحاب إل بخالتكلف‪ ،‬وهخو بمخا ذكرنخا مخن أقخوال‬
‫العامة أنسب‪ ،‬وكذا الثاني‪ .‬وأما الثالث فيوافق القخخول باعتبخخار الذان‪ ،‬وهخخو‬
‫يشمل ظاهر الذهاب والعود معا‪ ،‬والخبر الرابع من قرب السناد يخخدل آخخخره‬
‫على أن المعتبر في العود دخول المنزل‪ ،‬وأوله على أنه ل يتوسط البلد‪ ،‬إن‬
‫حمل الجانب على الداخل‪ ،‬أول يدخل البلخخد‪ ،‬إن حمخخل علخخى الخخخارج‪ ،‬فيمكخخن‬
‫حمل هذا الجزء على التقية‪ ،‬ويمكن حمل المنزل على البلد مجازا‪ .‬أو يكون‬
‫محمول على أنه لما كانت الكوفخخة مخخن البلد الوسخخيعة تعتخخبر فيهخا المحلخخة‪،‬‬
‫فإذا لم يدخل البلد يكون غالبا بينه وبين محلته حد الخخترخص‪ ،‬فيحمخخل علخخى‬
‫ما إذا لم تكن محلته في آخر البلد من تلك الجهة‪ ،‬ويمكن حمل الجخخزء الول‬
‫على الستحباب وكذا الكلم في الخبر الخخخامس لكخخن الهخخل فيخخه أوسخخع مخخن‬
‫المنزل‪ ،‬وأقبل للتأويل‪ .‬وبالجملة يشكل الستدلل بخخالخبرين علخخى شخخئ مخخن‬
‫المذاهب‪ ،‬والخبر الخير لعل فيه تصحيفا‪ ،‬ول أعخخرف لحتلم الخخبيوت معنخخا‬
‫مناسبا في المقام‪ ،‬إل أن يكون كناية عن غيبة شبحها‪ ،‬فانها بمنزلة الخيال‬
‫والمنخخام‪ ،‬أو يكخخون بخخالجيم بمعنخخى القطخخع‪ ،‬والخخبيوت تحتمخخل بيخخوت البلخخد‬
‫والمحلة‪ ،‬وبالجملة ظاهره عدم الكتفاء بالخروج من المنزل‪،‬‬

‫]‪[30‬‬

‫والدخول فيه‪ ،‬وأما تعيين ما يعتبر فيه على أحد المذاهب فل يستفاد منه‪ - 9 .‬كتخخاب‬
‫المسائل‪ :‬باسناده عن علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسخخى عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫سألته عن المكارين الذين يختلفون إلى النيل هل عليهم تمام الصلة ؟ قال‪:‬‬
‫إذا كخخان مختلفهخخم فليصخخوموا وليتمخخوا الصخخلة‪ ،‬إل أن يجخخد بهخخم السخخير‬
‫فليفطروا وليقصروا )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في القاموس‪ :‬النيل بالكسر نهر مصر‪،‬‬
‫وقرية بالكوفة‪ ،‬وآخخخر بيخخزد‪ ،‬وبلخخد بيخخن بغخخداد وواسخخط انتهخخى‪ .‬قخخوله عليخخه‬
‫السلم‪) :‬إذا كان مختلفهم( أي يختلفون اختلفهخخم المعهخخود بخخالكراء أو مخخن‬
‫غير جد‪ .‬واعلم أن هذا وصحيحة محمد بن مسلم )‪ (2‬وصحيحة الفضل بخخن‬
‫عبد الملك )‪ (3‬تدل على أن المكاري والجمال إذا جد بهما السخخير يقصخخران‪،‬‬
‫وظخخاهر الجخخد فخخي السخخير زيخخادته عخخن القخخدر المعتخخاد فخخي أسخخفارهما غالبخخا‪،‬‬
‫والحكمة فيه واضحة فيمكخن تخصخيص الخبخار السخابقة بهخذه الخبخار‪ ،‬أو‬
‫القول بالتخيير في صورة الجد في السير‪ ،‬ولعل الول أقخخوى‪ .‬واختلخخف كلم‬
‫الصحاب في تنزيل هاتين الروايتين‪ ،‬فقال الشيخ في التهخخذيب‪ :‬الخخوجه فخخي‬
‫هذين الخبرين ما ذكره محمد بن يعقوب الكليني )‪ (4‬ره قخخال‪ :‬هخخذا محمخخول‬
‫على من يجعل المنزلين منزل فيقصر في الطريق خاصة ويتخخم فخخي المنخخزل‪.‬‬
‫واستدل بما رواه عن عمران الشعري عن بعض أصحابنا )‪ (5‬يرفعخخه إلخخى‬
‫أبخخي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬الجمخخال والمكخخاري إذا جخخد بهمخخا السخخير‬
‫فليقصرا بيخن المنزليخن‪ ،‬وليتمخا فخي المنخزل‪ ،‬وهخذه الروايخة مخع عخدم قخوة‬
‫سندها غير دالة على ما ذكره‪ ،‬لجواز‬
‫)‪ (1‬المسائل المطبوع في البحار ج ‪ 10‬ص ‪ 2) .254‬و ‪ (3‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.315‬‬
‫)‪ (4‬الكافي‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪ (5) .437‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،315‬وتراه في الفقيه‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪.282‬‬

‫]‪[31‬‬

‫أن يكون المراد بالمنزلين المنزل الذي يبتدء منه سخخفره‪ ،‬والخخذي ينتهخخى إليخخه‪ .‬وقخخال‬
‫في المختلف‪ :‬القرب عندي حمل الحديثين على أنهما إذا أقاما عشخخرة أيخخام‬
‫قصرا‪ ،‬وحملهما في الذكرى على ما إذا أنشأ المكاري والجمخخال سخخفرا غيخخر‬
‫صنعتهما‪ ،‬قال‪ :‬ويكون المراد بجد السير أن يكون مسيرهما مسيرا متصخخل‬
‫كالحخخج والسخخفار الخختى ل يصخخدق عليهخخا صخخنعته‪ .‬واحتمخخل أيضخخا أن يكخخون‬
‫المراد أن المكارين يتمون مخخاداموا يخخترددون فخخي أقخخل مخخن المسخخافة أو فخخي‬
‫مسافة غير مقصودة‪ ،‬فإذا قصدوا مسافة قصروا‪ ،‬قال‪ :‬ولكن هذا ل يختص‬
‫المكاري والجمال به‪ ،‬بل كل مافر‪ ،‬قيل‪ :‬ولعخخل ذلخخك مسخختند ابخخن أبخخي عقيخخل‬
‫حيث عمم وجوب القصر‪ .‬وحملهما الشهيد الثاني على ما إذا قصد المكاري‬
‫والجمال المسافة قبل تحقق الكثرة‪ ،‬وربما يحمل )ويتم في المنزل( على أن‬
‫المعنى يتم إذا سافر منزل منزل‪ ،‬ول يخفى بعد هخخذه الوجخخوه‪ ،‬والظهخخر مخخا‬
‫ذكرنا أول نعم يمكن تخصيص جد السير بما ذكره الكلينخخي لنخخه مخخن أربخخاب‬
‫النصخخوص مخخع أنخخه غيخخر بعيخخد عخن الطلق العرفخخي‪ - 10 .‬المحاسخخن‪ :‬عخن‬
‫بعض أصحابه عن علي بن أسباط‪ ،‬عن عبد الخ بخخن بكيخخر قخخال‪ :‬سخخألت أبخخا‬
‫عبد ال عليه السلم عن الرجخخل يتصخخيد اليخخوم واليخخومين والثلثخخة‪ ،‬أيقصخخر‬
‫الصلة ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬إل أن يشخخيع الرجخخل أخخخاه فخخي الخخدين وإن المتصخخيد لهخخوا‬
‫باطل ليقصرا الصخخلة فيخخه )‪ .(1‬وقخخال‪ :‬يقصخخر الصخخلة إذا شخخيع أخخخاه )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬في التهذيب )‪ (3‬والكافي )‪ :(4‬وإن التصيد مسير باطل‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .371 :‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .316‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.437‬‬

‫]‪[32‬‬

‫واعلم أنه ل خلف بين الصحاب في أن جواز السفر شرط في جواز التقصير سواء‬
‫كان السفر واجبا كحجة السلم‪ ،‬أو منخخدوبا كزيخخارة النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله والئمة عليهم السلم أو مباحا كاسفار التجارات‪ ،‬ولو كان معصية لخخم‬
‫يقصر كاتباع الجائر‪ ،‬وصيد اللهو‪ ،‬والسفر لضرر المسخخلمين‪ ،‬والفسخخاد فخخي‬
‫الرض‪ ،‬وقد حكى اتفاق الصحاب على ذلك جماعة منهم الفاضلن‪ ،‬وتخخدل‬
‫عليه أخبار كثيرة‪ .‬ويدل التعليل الوارد في هذا الخخخبر‪ ،‬وغيخخره مخخن الخبخخار‬
‫على عموم الحكم بالنسبة إلى كل سفر حرام )‪ (1‬سواء كانت غايته معصية‬
‫كقاصد قطع الطريق‪ ،‬أو قتل مسلم‪ ،‬أو كان نفس سفره معصخخية كالفخخار مخخن‬
‫الزحف‪ ،‬وتخارك الجمعخخة بعخد وجوبهخخا‪ ،‬و السخالك طريقخا يغلخب علخى الظخن‬
‫الهلك فيخه‪ ،‬وإن كخان لغايخة حسخنة كالحخخج والزيخارات وكخذا إطلقخات كلم‬
‫الصخخحاب يقتضخخي التعميخخم‪ .‬ول خلف ظخخاهرا فخخي أنخخه إذا رجخخع المسخخافر‬
‫العاصي عن نية المعصية في أثناء السفر يقصر إن كان الباقي مسافة‪ ،‬ولو‬
‫قصد المعصية في أثناء السفر المباح انقطع ترخصه‪ ،‬ولو عاد إلى الطاعخخة‬
‫قصر‪ ،‬وهل يعتبر حينئذ كون الباقي مسخخافة ؟ قيخخل‪ :‬نعخخم‪ ،‬كمخخا حكخخم بخخه فخخي‬
‫القواعخخد لبطلن المسخخافة الولخخى بقصخخد المعصخخية‪ ،‬وقيخخل‪ :‬ل وهخخو ظخخاهر‬
‫المنتهي والمعتبر‪ ،‬والمقطوع به في الذكري وهخو قخوي لمخا رواه الشخيخ )‬
‫‪ (2‬عن بعض أهخخل العسخخكر قخخال‪ :‬خخخرج عخخن أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم أن‬
‫صاحب الصيد يقصر مادام على الجادة فإذا عدل أتم فإذا رجخخع إليهخخا قصخخر‪.‬‬
‫ثم إن هذا كله في صيد اللهو‪ ،‬ول خلف في أن الصائد لقوته وقخخوت عيخخاله‬
‫يقصر‪ ،‬وأما الصائد للتجارة فقد اختلف الصخحاب فيخه‪ ،‬فخذهب المرتضخخى ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬و جماعة منهم الفاضلن إلى أنه يقصخخر فخخي الصخخلة والصخخوم وذهخخب‬
‫الشيخ في النهاية‬

‫)‪ (1‬ووجهه واضح‪ ،‬حيث ان المسافر حراما مبغوض سخفره عنخد الخ عزوجخل‪ ،‬فل‬
‫معنخخى لن يكخخون سخخفره هخخذا موجبخخا للمنخخة عليخخه والرخصخخة فخخي تقصخخير‬
‫الصلوات‪ (2) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.316‬‬

‫]‪[33‬‬

‫والمبسوط وجماعة إلى أنه يتم صلته دون صومه كما يدل عليه ما سيأتي فخخي فقخخه‬
‫الرضا عليه السلم‪ .‬وقال ابن إدريس‪ :‬إن كان الصيد للتجخخارة دون الحاجخخة‬
‫للقوت‪ ،‬روى أصحابنا بأجمعهم أنه يتخخم الصخخلة ويفطخخر الصخخوم وكخخل سخخفر‬
‫أوجب التقصير في الصلة أوجب التقصخخير فخخي الصخخوم‪ ،‬وكخخل سخخفر أوجخخب‬
‫التقصر في الصوم أوجب التقصير في الصخخلة‪ ،‬إل هخخذه المسخخألة‪ ،‬فحسخخب‪،‬‬
‫للجماع عليها انتهى وهو غريب‪ ،‬ومخخع ذلخخك فلعخخل الول أقخخوى‪ ،‬والحخخوط‬
‫الجمع في الصخخلة‪ - 11 .‬المقنخخع‪ :‬روي ليخخس علخخى صخخاحب الصخخيد تقصخخير‬
‫ثلثة أيام فإذا جاز ثلثخخة أيخخام فعليخخه التقصخخير )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬هخخذا الخخخبر رواه‬
‫الشيخ بسند )‪ (2‬فيه إرسال عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي ‪ -‬عبد ال عليه السلم‬
‫وقال‪ :‬فالوجه في هذا الخبر من كان صيده لقوته وقوت عياله فأما من كان‬
‫صيده للهو‪ ،‬فل يجوز لخخه التقصخخير انتهخخى ورواه الصخخدوق فخخي الفقيخخه )‪(3‬‬
‫بطريق حسن أو موثق عن أبي بصير ثم قال‪ :‬يعني الصيد للفضخخول‪ .‬أقخخول‪:‬‬
‫ما ذكره الشيخ أصوب‪ ،‬ولعله محمول على أن الغالب في صاحب الصيد أنه‬
‫ل يبلغ مسافة القصر قبل ثلثة أيام‪ ،‬فانه يتخخأنى فخخي الحركخخة ويخخذهب يمينخخا‬
‫وشمال ل لطلخخب الصخخيد‪ ،‬فلخخذا حكخخم بخخأنه ل يقصخخر قبلهخخا‪ .‬ويؤيخخده مخخا رواه‬
‫الشيخ )‪ (4‬في الصحيح عن عبد ال قال‪ :‬سألت أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫عن الرجل يتصيد‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان يخخدور حخخوله فل يقصخخر‪ ،‬وإن كخخان تجخخاوز‬
‫الوقت‬

‫)‪ (1‬المقنخخع‪ 38 :‬ط السخخلمية‪ (2) .‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .316‬الفقيخخه ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .288‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.316‬‬

‫]‪[34‬‬

‫فليقصر‪ ،‬ورواه الصدق أيضا فخخي الصخحيح )‪ (1‬عخن عيخخص بخخن القاسخخم عنخخه عليخخه‬
‫السلم فان الظاهر أن المراد بتجاوز الوقت بلوغ حد التقصير‪ ،‬والمخخراد بخخه‬
‫أيضا غير صخيد اللهخو وحملخه علخى صخيد اللهخو وحمخل الخوقت علخى وقخت‬
‫الصيد بعيد جدا‪ .‬وأما ما ذكره الصدوق في الحديث الول فلعله حملخخه علخخى‬
‫أن الغالب أنه ل يشتغل بالصيد أكثر من ثلثة أيخخام‪ ،‬فعخخبر عخخن تخخرك الصخخيد‬
‫بتجاوز الثلثة‪ ،‬أو مراده بالفضول فضول الرزق للتجارة‪ .‬وقال العلمة فخخي‬
‫المختلف‪ :‬قال ابن الجنيد‪ :‬والمتصيد شيئا إذا كان دائرا حخخول المدينخخة غيخخر‬
‫متجاوز حد التقصير لم يقصر يومين‪ ،‬فان تجاوز الحد واسختمر بخه دورانخه‬
‫ثلثة أيام قصر بعدها‪ ،‬ولم يعتبر علماؤنا ذلك‪ ،‬بل أوجبوا القصر مخخع قصخخد‬
‫المسافة والباحة‪ ،‬لنا أنه مسافر فوجب عليخخه التقصخخير احتخخج بروايخخة أبخخي‬
‫بصير والجخواب أنخخه مرسخخل‪ ،‬ول يعخول عليخخه انتهخخى‪ .‬أقخخول‪ :‬لعخل كلم ابخن‬
‫الجنيد أيضا مؤول بما وجهنا به الخبر‪ ،‬والخبر في الفقيه غيخر مرسخل‪ ،‬بخل‬
‫سنده معتبر‪ ،‬وإن لم يكن صحيحا على مصطلح القوم‪ - 12 .‬قخخرب السخخناد‪:‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بخخن أبخخي نصخخر الخخبزنطي‬
‫قال‪ :‬سألت الرضا عليه السلم عن الرجل يخرج إلى الضيعة فيقيم اليخخوم و‬
‫اليومين والثلثة يتم أو يقصر ؟ قال‪ :‬يتم فيهخخا )‪ .(2‬ومنخخه‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن البزنطى قال‪ :‬سألت الرضا عليه السخخلم عخخن‬
‫الرجل يريد السفر إلى ضياعه في كم يقصخخر ؟ قخخال‪ :‬ثلثخخة )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬لعخخل‬
‫الثلثة محمول على ما إذا لم يبلغ حد مسافة التقصير قبلها‪ ،‬فان من يخرج‬
‫إلى ضيعته للتنزه يسير متأنيا ومتدرجا‪ ،‬ويمكن حمله على التقية‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .288‬قرب السخخناد ص ‪ 214‬ط نجخخف‪ (3) .‬قخخرب السخخناد‬
‫ص ‪ 226‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[35‬‬
‫فانه قريب مخن مخخذهب أبخي حنيفخة وأصخخحابه‪ ،‬ويمكخخن حملخخه علخى إقامخة ثلثخة فخخي‬
‫الضيعة فانه ذهب جماعة مخخن العامخخة إلخى أنخخه إن نخخوى القامخخة ثلثخخة أيخام‬
‫قصر‪ ،‬وإن زاد عليها أتم‪ .‬ثم اعلم أن المشهور بين المتخخأخرين أن المسخخافر‬
‫إذا دخل بلدا وقرية له في أحدهما منزل استوطنه ستة أشهر يتم‪ ،‬وإن كخخان‬
‫عازما على السفر قبل انقضاء العشرة‪ ،‬والكخخثر لخخم يفرقخخوا فخخي الملخخك بيخخن‬
‫المنزل وغيره‪ ،‬حتى صرحوا بالكتفاء في ذلك بالشجرة الواحدة‪ ،‬وبعضخخهم‬
‫اعتبر المنزل خاصة‪ .‬وقخال الشخيخ فخخي النهايخة ومخخن خخرج إلخى ضخخيعة لخخه‬
‫وكان له فيها موضع ينزله و يستوطنه وجب عليه التمام‪ ،‬فخخان لخخم يكخخن لخخه‬
‫فيها مسكن يجب عليه التقصير‪ ،‬وظاهره اعتبار المنزل‪ ،‬وعدم اعتبار ستة‬
‫أشهر‪ ،‬بل الستيطان‪ ،‬وقريب منه عبارة ابن البراج فخخي الكامخخل‪ .‬وقخخال أبخخو‬
‫الصلح‪ :‬وإن دخل مصرا له فيه وطن‪ ،‬ونزل فيه‪ ،‬فعليه التمخخام ولخخو صخخلة‬
‫واحدة والظاهر منه المنزل الذي يستوطنه‪ ،‬سواء كان ملكا لخخه أم ل‪ ،‬وقخخال‬
‫ابن البراج أيضا‪ :‬من مر في طريقه على مال له أو ضيعة يملكها أو كان له‬
‫في طريقه أهل أو من جرى مجراهم ونخخزل عليهخخم ولخخم ينخخو المقخخام عنخخدهم‬
‫عشرة أيام‪ ،‬كان عليه التقصير‪ ،‬وهو نفي للقول المشهور مطلقا كمخخا حكخخي‬
‫عنه‪ .‬وقال في المبسوط‪ :‬وإذا سافر فمر في طريقه بضيعة له أو علخخى مخخال‬
‫له أو كانت له أصهار أو زوجة‪ ،‬فنخخزل عليهخخم ولخخم ينخخو المقخام عشخخرة أيخام‬
‫قصر‪ ،‬وقد روي أن عليه التمام وقد بينا الجمع بينهمخخا‪ ،‬وهخخو أنخخه مخخا روى‬
‫أنه إذا كان منزله وضيعته مما قد استوطنه بستة أشهر فصخاعدا تمخم‪ ،‬وإن‬
‫لم يكن استوطن ذلك قصر انتهى‪ .‬وأجرى ابن الجنيخخد منخخزل الزوجخخة والب‬
‫والبن والخ مع كونهم ل يزعجونه مجرى منزله‪ ،‬وبالجملخخة فخخالقوال فخخي‬
‫هذه المسألة مختلفة‪ ،‬وكذا الروايات في ذلك في غاية الختلف‪.‬‬

‫]‪[36‬‬

‫فمنها صحيحة ابن بزيع )‪ (1‬عن أبي الحسن عليه السخخلم قخخال‪ :‬سخخألته عخخن الرجخخل‬
‫يقصر في ضيعته ؟ فقال‪ :‬لبأ‪ ،‬ما لم ينو مقخخام عشخخرة أيخخام إل أن يكخخون لخخه‬
‫فيها منزل يستوطنه فقلت ما الستيطان ؟ فقال‪ :‬أن يكون له منزل يقيم فيخخه‬
‫ستة أشهر‪ .‬ومنها موثقخخة عمخخار )‪ (2‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي‬
‫الرجل يخرج في سفر فيمر بقرية له أو دار فينزل فيها‪ ،‬قخخال‪ :‬يتخخم الصخخلة‪،‬‬
‫ولو لم يكن له إل نخلة واحدة‪ ،‬فل يقصخخر وليصخخم إذا حضخخره الصخخوم وهخخو‬
‫فيها‪ .‬ومستند المشهور هذان الخبران استدلوا بالثخاني علخى مطلخق الملخك‪،‬‬
‫وبالول على استيطان ستة أشهر‪ ،‬ويرد على الول أنه مع عدم قخخوة سخخنده‬
‫معارض بأخبار كثيرة دالة على أن المعتبر فخخي التمخخام أن يكخخون لخخه منخخزل‬
‫يستوطنه ل مطلق الملك‪ ،‬وعلى الثاني أن ظاهر الخخخبر اعتبخخار إقامخخة سخختة‬
‫أشهر في كل سنة‪ .‬وبهذا صرح الصدوق في الفقيه )‪ (3‬حيث قال بعد إيراد‬
‫صحيحة إسماعيل بخخن الفضخخل قخخال‪ :‬سخخألت أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم عخخن‬
‫الرجل سافر من أرض إلى أرض‪ ،‬وإنما نزل قراه وضيعته‪ ،‬قخخال‪ :‬إذا نزلخخت‬
‫قراك وضيعتك فأتم الصلة‪ ،‬وإذا كنت في غير أرضك فقصر‪ .‬يعني بذلك إذا‬
‫أراد المقام في قراه وأرضه عشرة أيام‪ ،‬ومن لم يرد المقام بها عشخخرة أيخخام‬
‫قصر إل أن يكون له بها منزل يكون فيه في السخنة أشخهر‪ ،‬فخان كخان كخذلك‬
‫أتم متى دخلها‪ ،‬وتصديق ذلك ما رواه محمد بن إسخخماعيل بخخن بزيخخع وأورد‬
‫الخبر الول‪ .‬وصحيحة ابن الفضل المتقدمخخة‪ ،‬تخخدل علخخى التمخخام فخخي مطلخخق‬
‫الملك والضيعة وصحيحة البزنطي التي أخرجناها مخخن قخخرب السخخناد أيضخخا‬
‫تدل على ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،315‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .288‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪) .314‬‬


‫‪ (3‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 287‬و ‪.288‬‬

‫]‪[37‬‬

‫ومن الخبار ما يدل على مطلق الستيطان كصحيحة علي بن يقطين )‪ (1‬قخخال‪ :‬قلخخت‬
‫لبي الحسن عليه السلم‪ :‬الرجل يتخذ المنزل فيمر به أيتم أو يقصر ؟ قال‪:‬‬
‫كل منزل ل تسخختوطنه فليخخس لخخه بمنخخزل وليخخس لخخك أن تتخخم فيخخه‪ .‬وصخخحيحة‬
‫الحسين بن علي )‪ (2‬قال‪ :‬سألت أبا الحسخخن الول عليخخه السخخلم عخخن رجخخل‬
‫يمر ببعض المصار وله بالمصر دار‪ ،‬وليس المصر وطنه‪ ،‬أيتخخم صخخلته أم‬
‫يقصر ؟ قال‪ :‬يقصر الصلة‪ ،‬والضياع مثل ذلخخك إذا مربهخخا‪ .‬والخخذي يقتضخخي‬
‫الجمع بين الخبار‪ ،‬القول بأن الوصول إلى بلد أو قريخخة أو ضخخيعة لخخه فيهخخا‬
‫منخخزل يسخختوطنه بحيخخث يصخخدق السخختيطان عرفخا أو ولخد ونشخخأ بهخا بحيخث‬
‫يصدق عرفخا أنخه وطنخه وبلخده كخاف فخي التمخام‪ ،‬وأخبخار الضخيعة والملخك‬
‫المطلق محمولة على ذلك أو على التقية‪ ،‬لنه قول جماعة من العامخخة‪ .‬قخخال‬
‫في شرح السخخنة‪ :‬ذهخخب ابخن عبخخاس إلخخى أن المسخخافر إذا قخخدم علخخى أهخخل أو‬
‫ماشيته أتم الصلة‪ ،‬وبه قال أحمد‪ ،‬وهو أحد قولي الشافعي إن المسخخافر إذا‬
‫دخل بلدا له به أهل وإن كان مجتازا انقطعت رخصة السفر في حقه انتهخخى‪.‬‬
‫والحوط فيما إذا وصل بلخخدة أو قريخخة أو ضخخيعة اسخختوطنها سخختة أشخخهر أن‬
‫يحتاط بالجمع بين الصلتين رعاية للمشخخهور‪ .‬ثخخم إن جماعخخة مخخن القخخائلين‬
‫بالملخخك كالشخخهيدين اعتخخبروا سخخبق الملخخك علخخى السخختيطان وبقخخاء الملخخك‪،‬‬
‫واشترط جماعة في الستة أن يكون مقيمخخا فيهخخا‪ ،‬وأن يكخخون إتمخخام الصخخلة‬
‫عليه فيها للقامة‪ ،‬فل يكفى مطلق القامة‪ ،‬كما لو أقخخام ثلثيخخن ثخخم أتخخم مخخن‬
‫غير نية القامة‪ ،‬ول التمام بسبب كثرة السفر أو المعصية أو شرف البقعة‪،‬‬
‫نعم ل يضر مجامعتها لها‪ .‬والمشهور أنه ل يشترط التوالي ول السكنى فخي‬
‫ملكه‪ ،‬بل يكفي الستيطان في البلخخد أو القريخخة‪ ،‬ول يبعخخد أن يكفخخي فخخي ذلخخك‬
‫عدم الخروج على حد الخفاء‪ ،‬ول‬
‫)‪ (2 - 1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 314‬ط حجر ج ‪ 3‬ص ‪ 213‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[38‬‬

‫يكفي استيطان الوقوف العامة كالمدارس‪ ،‬وذهب جماعة إلخخى الكتفخخاء بالخخخاص‪ ،‬و‬
‫اشترط الشهيد ملك الرقبة‪ ،‬فل تجزي الجارة‪ ،‬وفيه تأمل‪ ،‬وألحخخق العلمخخة‬
‫ومن تأخر عنه بالملك اتخاذ البلد دار مقام على الدوام‪ ،‬ول بخخأس بخخه‪ .‬وهخخل‬
‫يشخخترط اسخختيطان السخختة أشخخهر قخال فخخي الخذكرى القخخرب ذلخخك‪ ،‬وهخخو بعيخخد‬
‫والصل ما ذكرنا من شخخهادة العخخرف بأنهخخا وطنخخه أو مسخخكنه‪ ،‬ليخخدخل تحخخت‬
‫الخبار الواردة في ذلك‪ ،‬وأما ما شك في دخوله فيهخخا فالحتيخخاط فيخخه سخخبيل‬
‫النجاة‪ - 13 .‬السرائر‪ :‬نقل مخخن كتخاب حريخز بخن عبخخد الخ قخال‪ :‬قلخت لبخخي‬
‫جعفر عليه السلم أرأيت مخخن قخخدم بلخخدة مخختى ينبغخخي لخخه أن يكخخون مقصخخرا‪،‬‬
‫ومتى ينبغي أن يتم ؟ قال‪ :‬إذا دخلت أرضا فأيقنت أن لك فيهخخا مقخخام عشخخرة‬
‫أيام فأتم الصلة‪ ،‬فان لم تدر ما مقامك بها تقول غدا أخرج وبعد غد فقصخخر‬
‫ما بينك وبين أن يمضخي شخهر‪ ،‬فخإذا تخخم شخخهر فخأتم الصخلة‪ ،‬وإن أردت أن‬
‫تخرج من ساعتك فأتم )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬السرائر‪ ،472 :‬ويستفاد هذا الحكم مخن كتخاب الخ عزوجخل بمعونخة السخنة أمخا‬
‫الكتاب فحيث يقول عزوجل‪) :‬ول تباشروهن وأنتم عاكفون في المسخخاجد(‬
‫والمراد بالعاكف المقيم قطعا كما في قخخوله عزوجخخل‪) :‬سخخواء العخاكف فيخخه‬
‫والباد(‪ .‬وأما السنة فحيث امتثل رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه دعخخوة‬
‫الية الكريمة‪ ،‬واعتكف في مسجده عشرة‪ ،‬حتى أنخه لخم يعتكخف فخي سخنة‬
‫فقضاها في السنة بعدها عشخخرين‪ :‬عشخخرة أداء وعشخخرة قضخخاء‪ ،‬فصخخارت‬
‫العتكاف في محل عشرة من تمام القامة‪ .‬بل ويدل على ذلك بوجه أجمخخع‬
‫قوله تعالى‪) :‬واذ واعدنا موسى ثلثين ليلة و أتممناها بعشخخر فتخخم ميقخخات‬
‫ربه أربعين ليلخخة( أي كخخان يواعخخده كخخل ليلخخة أنخخه إذا تخخم ميقخخاته واعتكخخافه‬
‫بالصوم والصلة أنزل عليخخك التخخوراة‪ ،‬وهخخو عليخخه السخخلم ينتظخخر فخخي كخخل‬
‫ثلثة أيام نزول التوراة لما كان بحسابه أن اعتكافه بالصوم والصلة انمخخا‬
‫يتم في ثلث‪ ،‬على ما أمرهم ال عزوجل بالصيام ثلثة أيام ‪ -‬أيام العشخخر‪:‬‬
‫العاشر والحادي عشر والثانى عشر من كل شهر كمخخا مخخر فخخي ج ‪ 83‬ص‬
‫‪.91‬‬

‫]‪[39‬‬

‫بيان‪ :‬لخف بين الصحاب في أنه إذا نخوى المقصخخر فخخي بلخد عشخخرة أيخام أتخم ويخدل‬
‫عليه هذا الخبر وأخبار كخخثيرة‪ ،‬والمشخخهور عخخدم التمخخام بنيخخة القامخخة دون‬
‫العشرة بل قال في المنتهى‪ :‬إنه قول علمائنا أجمع‪ .‬ونقل في المختلخخف عخخن‬
‫ابن الجنيد ره أنه اكتفى في وجوب التمام بنية خمسة أيخخام‪ ،‬ولعخخل مسخختنده‬
‫ما رواه الشيخ في الحسن )‪ (1‬عن أبي أيوب قال‪ :‬سأل محمد بن مسخلم أبخا‬
‫جعفر عليه السلم عن المسافر إن حدث نفسه باقامة عشرة أيام‪ ،‬قال‬

‫لكنه عليه السلم لما كان مسافرا ولم يقصخد القامخة عشخرا‪ ،‬كخان ميقخاته واعتكخافه‬
‫غير تامة حختى مضخى ثلثخون تمخام الشخهر‪ ،‬وانقطخع حكخم السخفر وصخار‬
‫اعتكافه وميقاته في العشرة بعدها تاما واقعا في محله ونزل عليه التوراة‬
‫فيها حكم ال عزوجل‪ .‬وهذا معنخى قخوله عزوجخل‪) :‬فأتممناهخخا بعشخخر فتخخم‬
‫ميقات ربه أربعين ليلة(‪ ،‬وفقا لقوله عزوجل‪) :‬وإذ واعدنا موسى أربعين‬
‫ليلخخة( أي كنخخا نواعخخده أربعيخخن ليلخخة‪ :‬كخخل ليلخخة نقخخول‪ :‬إذا تخخم العتكخخاف‬
‫والميقات نزل عليك التورات‪ ،‬ولم يتم ال بعخخد الربعيخخن‪ :‬لخخم يتخخم فخخي ثلث‬
‫لن أقل القامة عشرة‪ ،‬ولم يتم في العشخرات الول لكخونه مسخافرا‪ .‬وانمخا‬
‫لم يوح إليه بأن اعتكافه ليتم ال بعشرة عن قصد اقامة‪ ،‬ليفتتن طول ذلك‬
‫قومه قال عزوجل‪) :‬وما أعجلخخك عخخن قومخخك يخخا موسخخى ؟ قخخال‪ :‬هخخم أولء‬
‫على أثرى وعجلت اليك رب لترضخخى‪ ،‬قخخال‪ :‬فانخخا قخخدفتنا قومخخك مخخن بعخخدك‬
‫وأصلهم السامري(‪ .‬وذلك لن ال عزوجخخل واعخخدهم جميعخخا جخخانب الطخخور‬
‫اليمن‪ ،‬لكن موسى عليخخه السخخلم اسخختبطأهم لمسخخيرهم بالثقخخال والطفخخال‬
‫وخلف فيهم أخاه هرون وتعجل إلى الميقات بنفسه‪ ،‬ليتم ميقاته واعتكخخافه‬
‫مدى سيرهم إلى الطور‪ ،‬فيتوافق نزوله من الطور مع وصول قومه‪ ،‬فقخخد‬
‫كان بخلده عليه السلم رقخخى قخخومه وهخخدايتهم إلخخى أرض القخخدس بنفسخخه‪،‬‬
‫وال عزوجل بالرصد من افتتانهم بعد ايمانهم )أحسخخب النخخاس أن يخختركوا‬
‫أن يقولوا آمنا وهخم ل يفتنخون‪ ،‬ولقخد فتنخا الخذين مخن قبلهخم فليعلمخن الخ‬
‫الذين صدقوا وليعلمن الكخخاذبين(‪ (1) .‬الكخخافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،436‬التهخخذيب ج‬
‫‪ 1‬ص ‪(*) .316‬‬

‫]‪[40‬‬

‫فليتم الصلة‪ ،‬فان لم يدر ما يقيم أو أكثر‪ ،‬فليعد ثلثين يوما ثم ليتم وإن أقام يوما أو‬
‫صلة واحدة‪ .‬فقال له محمد بن مسلم‪ :‬بلغني أنك قلت خمسا‪ ،‬قخال‪ :‬قخد قلخت‬
‫ذلك‪ ،‬قال أبو أيوب فقلت أنا‪ :‬جعلت فداك يكون أقل من خمسخخة أيخخام ؟ قخخال‪:‬‬
‫ل‪ .‬واجيب عنه بنه غير دال على نية إقامة الخمسة صريحا‪ ،‬لحتمخخال عخخود‬
‫الشارة إلى الكلم السابق‪ ،‬وهخخو التمخخام مخخع العشخخرة‪ ،‬ول يخلخخو مخخن بعخخد‪،‬‬
‫وأولخخه الشخخيخ بخخوجهين‪ :‬أحخخدهما‪ :‬أنخخه محمخخول علخخى مخخا إذا كخخان بمكخخة أو‬
‫المدينة للحسن كالصحيح )‪ (1‬عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سألته عن المسخخافر‬
‫يقخخدم الرض فقخخال‪ :‬إن حخخدثته نفسخخه أن يقيخخم عشخخرا فليتخخم وإن قخخال اليخخوم‬
‫أخرج أو غدا أخرج‪ ،‬ول يدري‪ ،‬فليقصر مخخا بينخخه وبيخخن شخخهر‪ ،‬فخخان مضخخى‬
‫شهر فليتم ول يتم فخي أقخل مخن عشخرة إل بمكخة والمدينخة‪ ،‬وإن أقخام بمكخة‬
‫والمدينة خمسا فليتم‪ .‬وثانيهما استحباب التمام لناوي المقام خمسخخة أيخخام‪،‬‬
‫ول يخلو من وجه‪ ،‬و المناقشة بأن القصر عند الشيخ عزيمة فكيخخف يصخخير‬
‫رخصة ضعيف‪ ،‬لنه سد لباب القول بالتخيير بين التمام والقصر مطلقا مع‬
‫ثبوت ذلك في مواضع ل يمكن إنكارها‪ .‬والظهر عندي حملخخه علخخى التقيخخة‪،‬‬
‫لن الشخخافعي وجماعخخة منهخخم قخخائلون باقامخخة الربعخخة‪ ،‬ول يحسخخبون يخخوم‬
‫الدخول ويوم الرحيل فيتحصل خمسة ملفقة‪ ،‬وسياق الخبر أيضا يدل عليها‬
‫كما ل يخفى على الخبير‪ .‬وهل يشترط في العشرة التخخوالي بحيخخث ل يخخخرج‬
‫بينها إلى محل الترخص أم ل ؟ فيه وجهان‪ :‬وقطخخع بالشخختراط الشخخهيد فخخي‬
‫البيان )‪ (2‬والشهيد الثاني في جملة من كتبه‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .316‬لاعتبار بذلك أبدا‪ ،‬وذلك لن الشارع القدس جعل‬
‫اقامة العشرة بمنزلة القامة الدائمية وضخخعا‪ ،‬ولزمخخه تسخخوية الحكخخم بيخخن‬
‫المقيمين والمتواطنين مطلقا في الظعن و‬

‫]‪[41‬‬

‫وقال في بعض فوائده بعد أن صرح باعتبار ذلك‪ :‬وما يوجد في بعض القيود مخخن أن‬
‫الخروج إلى خارج الحدود مع العود إلى‬

‫القامة‪ ،‬فكما أن المتوطن في بلدة إذا حصل في رحله ل يضر باقخخامته الخخخروج إلخخى‬
‫ما دون المسافة‪ ،‬وإذا خرج إلى المسافة ثم رجع إلى رحلخه أتخم مخخن حيخن‬
‫دخوله الرحل‪ ،‬فهكذا المقيم للعشخخرة مخخادام لخخم يخخخرج إلخخى المسخخافة‪ ،‬فهخخو‬
‫على اقامته‪ ،‬وإذا خرج إلى المسافة ثم رجع إلى محخخل اقخخامته ورحلخخه أتخخم‬
‫قضاء لحق القامة‪ .‬ينص على ذلك صحيحة زرارة عخخن أبخخى جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬من قدم قبل التروية بعشخخرة أيخخام وجخخب عليخخه اتمخخام الصخخلة‪،‬‬
‫وهو بمنزلة أهل مكة‪ ،‬فإذا خرج إلى منى وجب عليخخه التقصخخير‪ ،‬فخخإذا زار‬
‫الخخبيت أتخخم الصخخلة‪ ،‬وعليخخه اتمخخام الصخخلة إذا رجخخع إلخخى منخخى حخختى ينفخخر‪.‬‬
‫فموضع النص هو قوله عليه السلم‪) :‬وهو بمنزلة أهخخل مكخخة( وذلخخك لن‬
‫حكم التمام والقامة‪ ،‬يثبخخت بقصخخد القامخخة‪ ،‬لبعخخد القامخخة عشخخرة‪ ،‬وانمخخا‬
‫شرط عليه السلم القدوم إلى مكة بعشرة أيخخام قبخخل الترويخخة ليتحقخخق منخخه‬
‫قصد القامة وهو واضح‪ .‬وقوله عليه السلم بعد ذلك )فإذا خرج إلى منى‬
‫وجب عليه التقصير‪ ،‬فإذا زار البيت أتم الصلة‪ ،‬شخخرح لهخخذه القاعخخدة مخخن‬
‫حيث شقه الثاني أعنى انشاء سفر جديد‪ ،‬فانهم إذا خرجوا إلى منى عازما‬
‫لعرفات‪ ،‬فعليهم التقصير لخروجخخه عخخن حخخد الخخترخص‪ ،‬وإذا جخخاؤا لزيخخارة‬
‫البيت ودخلوا رحالهم )على ما سخختعرف الخخوجه فخخي ذلخخك درايخخة وروايخخة(‬
‫انقطع حكم السفر وكان على جميعهم التمام أمخخا أهخخل مكخخة فانهخخا وطنهخخم‬
‫وامخا قاصخد القامخة لتحخاد حكمخه مخع المتخوطنين‪ .‬وقخوله عليخه السخلم‪:‬‬
‫)وعليه اتمام الصلة إذا رجع إلى منى حتى ينفر( شرح لهذه القاعدة مخخن‬
‫حيث شقه الول أعنى الخروج إلى ما دون المسخخافة وأنخخه ل يضخخر بقصخخد‬
‫القامة‪ ،‬فانهم بعد ما رجعوا الى منى لرمي الجمرات‪ ،‬كانوا خخخارجين مخخن‬
‫مكة إلى مخا دون المسخخافة وكخان عليهخم التمخخام‪ ،‬فخان أنشخخأوا السخخير إلخى‬
‫بلدهم من منى حين النفر‪ ،‬قصروا سواء مروا في سيرهم ذلخخك إلخخى مكخخة‬
‫أولم يمروا بها وإذا رجعوا إلى مكة ثم خرجوا منها إلى بلدهم قصروا‬

‫]‪[42‬‬

‫موضخخع القامخخة كيخخوم أو ليلخخة ل يخخؤثر فخخي نيخخة القامخخة‪ ،‬وإن لخخم ينخخو إقامخخة عشخخرة‬
‫مستأنفة ل حقيقة له‪ ،‬ولم نقف عليه مستندا إلى أحد مخخن المعتخخبرين الخخذين‬
‫يعتبر فتواهم‪ ،‬فيجب الحكم بخخإطراحه حخختى لخخو كخخان ذلخخك فخخي نيتخخه مخخن أول‬
‫القامة لكان باقيا على القصر‪ ،‬لعدم الجزم باقامة العشرة‪ ،‬فان الخروج إلى‬
‫ما يوجب الخفاء يقطعها‪ ،‬ونيته في ابتخخدائه يبطلهخخا انتهخخى‪ .‬وقيخخل‪ :‬المعتخخبر‬
‫صدق إقامخة العشخرة فخي البلخخد عرفخا‪ ،‬والظخاهر أن عخدم التخوالي فخخي أكخخثر‬
‫الحيان يقدح في صدق المعنى المذكور عرفا‪ ،‬ول يقدح فيه أحيانخخا كمخخا إذا‬
‫خرج يوما أو بعض يوم إلى بعض البساتين والمخخزارع المقاربخخة فخي البلخخد‪،‬‬
‫وإن كان في حد الخفاء‪ ،‬ول بأس به‪ ،‬والمسخخألة مشخخكلة‪ ،‬وهخي مخن مواقخخع‬
‫الحتياط‪ .‬والظاهر أن بعض اليوم ل يحسب بيوم كامل‪ ،‬بل يلفخخق فلخخو نخخوى‬
‫المقام عند الزوال كان منتهاء زوال اليوم الحادي عشر‪ .‬وهل يشترط عشر‬
‫غير يومي الدخول والخروج‪ ،‬فل يكفخى التلفيخخق ؟ فيخخه وجهخان‪ ،‬واستشخكل‬
‫العلمة في النهاية والتذكرة احتسابهما من العددين حيث إنهما من نهاية‬

‫منها‪ ،‬وهو واضح‪ ،‬وسيجئ تمام الكلم في هذا الحديث في الباب التخخى تحخخت الرقخخم‬
‫‪ 10‬انشاء ال تعالى‪ .‬ومن فروع هذه القاعدة )اتحاد حكم المقيمين بالحكم‬
‫الوضعي مع المتواطنين( القامة بعد ثلثين مترددا‪ ،‬فانها بمنزلخخة القامخخة‬
‫الدائمية‪ ،‬كقصد العشرة من دون اختلف فإذا عرض لخخه حاجخخة إلخخى سخخفر‬
‫لكنه لم يرتفع بعد حاجته عن محل اقامته تلك ولم يحصل على مخخراده مخخن‬
‫قصد البلدة هذه‪ ،‬فأبقى رحله في البلدة وأنشأ سفرا إلخخى بريخخدين ثخخم رجخخع‬
‫إلخى محخل اقخامته تلخك قصخخر أيابخا وذهابخا وأتخم فخخي محخل القامخة كسخائر‬
‫المقيمين‪ .‬ينص على ذلك ما رواه الشيخ باسناده عن صفوان عن اسحاق‬
‫بن عمار قال‪ :‬سخخألت أبخخا الحسخخن عليخخه السخخلم عخخن أهخخل مكخخة إذا زاروا‪،‬‬
‫عليهم اتمام الصلة ؟ قال‪ :‬المقيم بمكة إلى شهر بمنزلتهم‪.‬‬
‫]‪[43‬‬

‫السفر وبدايته لشتغاله في الول بأسباب القامة‪ ،‬وفي الخير بالسفر‪ ،‬ومخخن صخخدق‬
‫القامة فخي اليخومين‪ ،‬واحتمخل التلفيخق‪ ،‬ولعخل التلفيخق أظهخر‪ .‬ولفخرق فخي‬
‫وجوب التمام بنية القامة بين أن يكون ذلك في بلد أو قرية‪ ،‬لعمخخوم بعخض‬
‫الخبار كما في صحيحة زرارة‪) ،‬إذا دخلت أرضا فأيقنت أن لك بهخخا مقامخخا(‬
‫والظاهر أنه ل خلف فيه‪ .‬ولو عزم على إقامة طويلة في رستاق ينتقل فيه‬
‫من قرية إلى قرية ولم يعزم على إقامة العشخخرة فخخي واحخخدة منهخخا لخخم يبطخخل‬
‫حكم سفره‪ ،‬لنه لم ينو القامة في بلد بعينه‪ ،‬فكان كالمنتقل فخخي سخخفره مخخن‬
‫منزل إلى منزل‪ ،‬قاله العلمة في المنتهى وغيره‪ .‬ولو قصد القامة فخخي بلخخد‬
‫ثم خخرج بقصخد المسخافة إلخى حخد خفخاء الذان ثخم رجخع إلخى محخل القامخة‬
‫لغرض مع بقاء نية السفر‪ ،‬فالظاهر بقاؤه على حكم التقصير‪ ،‬بخلف مخخالو‬
‫كان الرجوع إلى بلده‪ ،‬ولو رجع عن نية السفر أتم في الموضعين كما ذكره‬
‫الصحاب‪ .‬ولو صلى بتقصخير ثخخم نخوى القامخة فخخي أثنائهخا يتخخم‪ ،‬ونقخخل فخخي‬
‫التذكرة التفاق عليه‪ .‬وهذا كله يتعلق بالحكم الول من الخخخبر‪ ،‬وأمخخا الحكخخم‬
‫الثاني وهو أن من تردد في القامة يقصخخر إلخخى شخخهر ثخخم يتخخم فل أعلخخم فيخخه‬
‫خلفا بين الصخحاب‪ ،‬ونقخل بعخض المتخأخرين عليخه الجمخاع‪ ،‬وتخدل عليخه‬
‫أخبار‪ ،‬لكن بعضها بلفظ الشهر‪ ،‬وبعضها بلفخخظ الثلثيخخن يومخخا‪ .‬فهخخل يجخخوز‬
‫الكتفاء بالشهر الهللخخي إذا حصخخل الخختردد فخخي أولخخه ؟ يحتمخخل ذلخخك لصخخدق‬
‫الشهر عليه‪ ،‬وهخخو مقتضخخى إطلق كلم أكخخثر الصخخحاب‪ ،‬وحينئذ فخخالثلثين‬
‫محمول على الغالب‪ ،‬من عدم كون مبدء الخختردد مبخدء الشخهر‪ .‬واعتخبر فخخي‬
‫التذكرة الثلثين ولم يعتبر الشهر الهللي وله وجه )‪ (1‬والحوط‬

‫)‪ (1‬قد عرفت أن الملك هو مضى الثلثين تامخخا لقخخوله عزوجخخل‪) :‬وواعخخدنا موسخخى‬
‫ثلثين ليلة(‪.‬‬

‫]‪[44‬‬

‫في يوم الثلثين الجمع‪ - 14 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬إن نويت المقخخام عشخخرة‬
‫أيام وصليت صلة واحدة بتمام ثم بدالك في المقخخام وأردت الخخخروج‪ ،‬فخخأتم‪،‬‬
‫وإن بخخدالك فخخي المقخخام بعخخد مخخا نخخويت المقخخام عشخخرة أيخخام وتممخخت الصخخلة‬
‫والصوم )‪ .(1‬بيان‪) :‬إن( في قوله )وإن بخخدالك( وصخخلية‪ ،‬ول خلف ظخخاهرا‬
‫بين الصحاب في أنه لو نخخوى قاصخخد القامخخة عشخخرا السخخفر قبخخل أن يصخخلي‬
‫صلة بتمام يرجع إلى التقصير‪ ،‬ولو صلى صخخلة بتمخخام يتخخم إلخخى أن يخخخرج‬
‫إلى المسافة )‪ (2‬وظاهر الصحاب أنه ل يشترط في الرجوع إلى القصر في‬
‫صورة العدول عن نية القامة من غيخر صخلة كخون البخخاقي مسخافة‪ ،‬وقخخواه‬
‫الشهيد الثاني ‪ -‬ره ‪ -‬واحتمل الشتراط وإطلق هذه الرواية وغيرهخخا يؤيخخد‬
‫المشهور‪ .‬ثخخم إنهخخم اختلفخخوا فخخي أنخخه هخخل يلحخخق بالصخخلة الفريضخخة الصخخوم‬
‫الواجب فيثبت حكم القامة بالشخخروع فيخخه مطلقخخا أو إذا زالخخت الشخخمس قبخخل‬
‫الرجوع عن نية القامة أم ل ؟ فيه أوجه‪ ،‬والثالث أشهر وأقخخوى‪ ،‬وإن كخخان‬
‫ظاهر عبارة الفقه كون إتمام الصوم في حكم إتمام الصلة‪ ،‬إن حملنا الخخواو‬
‫في قوله‪) :‬والصوم( بمعنى أو‪ ،‬ويمكن أن يكون ذكر الصخخوم اسخختطرادا ول‬
‫دخل له في الحكم‪ .‬ثم الظاهر أن المعتخخبر إتمخخام الصخخلة الفريضخخة فقخخط كمخخا‬
‫صرح به في صحيحة أبي ولد )‪ (3‬فالحخخاق نافلخخة ل يخخؤتي بهخخا فخخي السخخفر‬
‫بالفريضة كما فعله العلمة في‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪ 16‬باب صخخله المسخخافر والمريخخض‪ (2) .‬وذلخخك لن الخخذى قصخخد‬
‫القامة في قرية كأنه يعرض بنفسه أن يكتب عنخخوانه فخخي جمخخع الميقميخخن‬
‫المتوطنين وضعا‪ ،‬فما لم يمض قصده ذلك عمل‪ ،‬كان له البخخداء‪ ،‬وأمخخا إذا‬
‫مضى على قصده عمل وصلى صلة واحدة علخخى التمخخام وجبخخت الصخخفقة‪،‬‬
‫وتحقخخق عنخخوان المقيخخم موضخخوعا وسخخجله الكخخرام الكخخاتبون فخخي ديخخوان‬
‫المتوطنين‪ ،‬فل يخرج عن جمعهخخم ال بخخالخروج الموضخخوعي كخخأن يسخخافر‬
‫جديدا على حد سائر المواطنين‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.317‬‬

‫]‪[45‬‬

‫النهايخخة وقخخواه الشخخهيد الثخخاني ره لوجخخه لخخه‪ ،‬والظخخاهر أن الحكخخم معلخخق علخخى فعخخل‬
‫الفريضة‪ ،‬فل يكفي دخول وقتها‪ ،‬ول فوت وقت الصلة مخخع تركهخخا‪ ،‬سخخواء‬
‫كان الترك عمدا أو سهوا‪ ،‬وقطع العلمة في التذكرة بكون الترك كالصخخلة‪،‬‬
‫نظرا إلى استقرارها في الذمة تماما‪ ،‬واستشخخكله فخخي النهايخخة وكخخذا الشخخهيد‬
‫في الذكرى‪ .‬ولو كان الترك لعذر مسخقط للقضخاء كخالجنون والحيخض‪ ،‬فهخو‬
‫كمن لم يصل قول واحدا‪ ،‬وهل يشخخترط كخخون التمخخام بنيخخة القامخخة فل يكفخخي‬
‫التمام سهوا قبل القامة ؟ فيه وجهان وظخخاهر الخخخبر الشخختراط‪ .‬ولخخو نخخوى‬
‫القامة ثم صلى تماما لشخخرف البقعخخة ذاهل عخخن نيخخة القامخخة ثخخم رجخخع عخخن‬
‫القامة‪ ،‬فالظاهر الكفاية لعموم الرواية‪ ،‬ولو نوى القامة في أثنخخاء الصخخلة‬
‫المقصورة فأتمها ففي الجتزاء بها وجهان‪ ،‬ولعل الجتزاء أقوى‪ .‬ثم ظاهر‬
‫الرواية إتمام الصلة‪ ،‬فلو شرع في الصلة بنية القامة ثم رجع عن القامة‬
‫في أثنائها لم يكف‪ ،‬وإن كان بعد الركوع في الثالثة‪ ،‬وهخخو ظخخاهر المنتهخخى‪،‬‬
‫وتردد في المعتبر‪ ،‬وفصخخل فخخي التخخذكرة والمختلخخف بمجخخاوزة محخخل القصخخر‬
‫وعدمه‪ - 15 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬فان فاتتخخك الصخخلة فخخي السخخفر‬
‫فذكرتها في الحضر فاقض صلة السفر ركعتين‪ ،‬كما فاتتك‪ ،‬وإن فاتتخخك فخخي‬
‫الحضر فذكرتها في السفر فاقضها أربع ركعات صخخلة الحضخخر كمخخا فاتتخخك‪،‬‬
‫وإن خرجت من منزلك وقد دخل عليك وقت الصلة ولم تصل حتى خرجخخت‪،‬‬
‫فعليك التقصير‪ ،‬وإن دخل عليك وقت الصخخلة و أنخخت فخخي السخخفر ولخخم تصخخل‬
‫حتى تدخل أهلك فعليك التمام‪ ،‬إل أن يكون قد فاتك الوقت فتصخخلي مخخا فاتخخك‬
‫من صلة الحضر في السفر‪ ،‬وصلة السفر فخي الحضخر )‪ .(1‬بيخان‪ :‬لريخب‬
‫في أن العتبار فخخي القضخخاء بحخخال الفخخوات لبحخخال الفعخخل‪ ،‬فمخخا فخخات قصخخرا‬
‫يقضى قصرا‪ ،‬وإن قضاه في الحضر‪ ،‬وكذا العكس‪ ،‬ولو حصخخل الفخخوات فخخي‬
‫أماكن التخيير‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪.16‬‬

‫]‪[46‬‬

‫ففي ثبوت التخيير في القضاء أو تحتم القصر وجهان أحوطهمخخا الثخخاني‪ .‬ولخخو سخخافر‬
‫بعد دخول الوقت قبل أن يصلي فالصحاب فيه على أقخخوال شخختى ذهخخب ابخخن‬
‫أبي عقيل والصدوق في المقنع والعلمة إلى أنه يجب عليه التمام‪ ،‬وذهخخب‬
‫المفيخخد إلخخى أنخخه يجخخب عليخخه التقصخخير‪ ،‬واختخخاره ابخخن إدريخخس‪ ،‬ونقلخخه عخخن‬
‫المرتضى في المصباح‪ ،‬وهو اختيار علخخي بخخن بخخابويه والمحقخخق وجماعخخة‪.‬‬
‫وذهب الشيخ في الخلف إلى التخيير واستحباب التمام‪ ،‬وذهب ‪ -‬ره ‪ -‬فخخي‬
‫النهاية وكتابي الخبار إلى أنه يتم إن بقى من الوقت مقخخدار مخخا يصخخلى فيخخه‬
‫على التمام فان تضيق الوقت قصر‪ ،‬وبه قال في موضع من المبسوط‪ ،‬وبخخه‬
‫قال ابن البراج‪ ،‬وهو اختيار الصدوق في الفقيه‪ .‬وكذا الخلف فيما إذا دخل‬
‫محل التمام بعد دخول الوقت‪ ،‬فذهب المفيد وعلي بن بخخابويه وابخخن إدريخخس‬
‫والفاضلن إلى أنه يتم‪ ،‬وهو المشهور بين المتأخرين ونقل عن ابن الجنيد‬
‫والشيخ القول بالتخيير‪ ،‬وذهب الشيخ في النهاية وكتخخابي الخبخخار إلخخى أنخخه‬
‫يتم مع السعة‪ ،‬ويقصر مع الضيق‪ ،‬وحكى الشخخهيدان أن فخخي المسخخألة قخخول‬
‫بالتقصير مطلقا‪ .‬ومنشأ هذا الختلف الختلف الخبار )‪ (1‬ففخخي صخخحيحة‬
‫إسماعيل بن جابر قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬بل ل اختلف في الخبار‪ ،‬كما مرت الشارة إليخه فخي بخاب اوقخات الصخلوات‪ ،‬و‬
‫باب تقديم الفائتة على الحاضخخرة‪ ،‬وانمخخا توهمخخوا الختلف فيهخخا‪ ،‬لقخخولهم‬
‫باشتراك وقت الظهريخخن مخخن الخخزوال إلخخى المغخخرب مطلقخخا واشخختراك وقخخت‬
‫العشاءين من المغرب إلى ثلث الليل أو نصخخفه أو آخخخره علخخى اختلف فخخي‬
‫ذلك‪ ،‬مع أن كل صلة لها وقت محخخدود مختخخص بهخخا بعضخخها بحكخخم السخخنة‬
‫وبعضها بحكم الفرض‪ ،‬على ما مخخر تفصخخيلها فخخي بخخاب أوقخخات الصخخلوات‪.‬‬
‫فمن توجه إلى ذلك حق التخخوجه ورجخخع إلخخى روايخخات البخخاب لخخم يجخخد فيهخخا‬
‫اختلفا ال ما يتراءى من بعضها وسيأتى بيانها وحملها على وجوه قريبة‬
‫أقرب مما حملوها عليه عادة وحينئذ يتظافر أخبار الباب مع ما سخخبق فخخي‬
‫باب تقديم الفائتة على الحاضرة وباب أوقات‬

‫]‪[47‬‬

‫قلت لبي عبد ال عليه السلم يدخل علخخى وقخخت الصخخلة وأنخخا فخخي السخخفر فل اصخخلي‬
‫حتى أدخل أهلي‪ ،‬فقال‪ :‬صل وأتم الصلة قلت‪ :‬فدخل على وقت الصلة وأنا‬
‫في أهلى اريد السفر فل اصلي حتى أخرج‪ ،‬فقال‪ :‬صل وقصر‪ ،‬فان لم تفعخخل‬
‫فقد خالفت وال رسول ال صلى ال عليخه وآلخه‪ .‬وفخي صخحيحة محمخد بخن‬
‫مسلم )‪ (2‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يخخدخل مخخن سخخفره‬
‫وقد دخل وقت الصلة‪ ،‬وهو في الطريق‪ ،‬فقال‪ :‬يصلي ركعخختين‪ ،‬وإن خخخرج‬
‫إلى سفره وقد دخل وقت الصلة فليصل أربعا‪ .‬وفي موثقخخة عمخخار )‪ (3‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سئل عن الرجل إذا زالخخت الشخخمس وهخخو فخخي‬
‫منزله ثم يخرج فخي سخفر‪ ،‬قخال‪ :‬يبخدء بخالزوال فيصخليها ثخم يصخلي الولخى‬
‫بتقصير ركعتين لنه خرج من منزلخخه قبخخل أن يحضخخر الولخى‪ ،‬وسخخئل‪ :‬فخان‬
‫خرج‬

‫الصلوات‪ ،‬ويثبت الوقات الخمسة بالتواتر القطعي‪ ،‬ول الحمد‪ (1) .‬الفقيه ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،283‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 137‬و ‪ 301‬و ‪ ،317‬ووجخخه الحخخديث أنخخه دخخخل‬
‫عليه وقت صلة الظهخخر مثل حيخن بلخخوغ الظخخل إلخى قخخدم وهخخو فخخي السخخفر‬
‫ودخل إلى أهله ولخم يخدخل وقخت صخلة العصخر بعخد‪ ،‬وهكخذا العكخس‪(2) .‬‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،317‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،284‬وهو محمخخول علخخى مخخا إذا‬
‫دخل على أهله وقد فات وقت الظهر ودخل وقت العصر‪ ،‬وهكذا العكخخس‪) .‬‬
‫‪ (3‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،138‬وصخخدر الحخخديث نخخص فيمخخا قلنخخا‪ ،‬فخخان صخخلة‬
‫الزوال ثابت عليخخه لن وقتهخخا حيخخن زوال الشخخمس فل يسخخقط هخخذه النافلخخة‬
‫لدراك وقتها ولو خفيفة في الحضر وقال عليه السلم‪) :‬ثم يصلى الولخخى‬
‫بتقصير ركعتين( مع أنه أدرك أول وقخخت الخخزوال فخخي الحضخخر وذلخخك لعخخدم‬
‫العبرة بالزوال‪ ،‬بل العبرة بالوقت المسنون ولذلك قال بعده )لنه خرج من‬
‫منزله قبل أن يحضر الولى(‪ .‬واما ذيل الخبر فليحمل على أنخخه خخخرج بعخخد‬
‫ما حضرت الولى وحينما غاب وتخخوارى عخخن الخخبيوت وأراد الصخخلة فخخات‬
‫وقتها المسنون وحضر وقت الثانية‪.‬‬

‫]‪[48‬‬

‫بعد ما حضرت الولى قال‪ :‬يصلي الولى أربع ركعات ثخخم يصخخلي بعخخد النوافخخل ثمخخان‬
‫ركعات لنه خرج من منزله بعد ما حضرت الولى‪ .‬وعخخن بشخخير النبخخال )‪(1‬‬
‫قال‪ :‬خرجت مع أبي عبد ال عليه السلم حتى أتينا الشجرة‪ ،‬فقخخال لخخي أبخخو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬يا نبال‪ ،‬فقلت‪ :‬لبيك‪ ،‬قال إنه لخخم يجخخب علخخى أحخخد مخخن‬
‫أهل هذا العسكر أن يصلي أربعا غيري وغيرك وذلك أنه دخل وقت الصخخلة‬
‫قبل أن نخرج‪ .‬وربما يحصل صخخحيحة محمخخد بخخن مسخخلم علخخى أن المخخراد أن‬
‫الركعختين يخؤتى بهمخا فخي السخفر‪ ،‬والربخع فخي الحضخر بخأن يكخون المخراد‬
‫بقوله‪) :‬يدخل من سفره( إرادة الدخول أو الشراف عليه‪ ،‬وكأن في اليراد‬
‫بصيغة المضارع إعانة على هذا المعنى وكذا قوله )خرج( يحمل علخخى أحخخد‬
‫الوجهين‪ ،‬وكذا خبر بشير يحمل على أنه عليه السلم صلى قبل أن يخخخرج‪،‬‬
‫أو على أن المراد وجخخب علينخخا التمخخام وبعخخد السخخفر انقلخخب الحكخخم وإن كانخخا‬
‫بعيدين‪ ،‬مع أن سنده غير نقي علخخى المشخخهور‪ .‬والقخخائل بخخالتخيير جمخخع بخخه‬
‫بين الروايات ويؤيده في الرجوع صحيحة منصور )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬التهخخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 317‬و ‪ ،301‬الكخخخافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،434‬والظخخخاهر أنخخخه أراد‬


‫مسجد الشجرة‪ ،‬وهو علخخى رأس فرسخخخين مخخن المدينخخة‪ ،‬ومعلخخوم أن مخخن‬
‫خرج بعد دخول وقت الصلة وسارحتى أتى الشجرة يفخخوته وقخخت الولخخى‪،‬‬
‫ولو أسرع‪ ،‬وأما أفراد العسكر‪ ،‬فلما خرجوا قبل دخول وقخخت الصخخلة كخخان‬
‫عليهم التقصير‪ ،‬وهو واضخخح‪ (2) .‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،317‬والمخخراد أنخخه‬
‫ان شاء صلى في السفر أول الوقت عند القدم‪ ،‬وان شاء سار ودخخخل علخى‬
‫أهله وصلى أربعا آخر الوقت عند القدمين‪ ،‬والثانى أولخخى‪ ،‬إذا كخخان يمكنخخه‬
‫السراع وادراك آخر الخخوقت المسخخنون‪ .‬وهخخذا الحتمخخال أقخخوى مخخن غيخخره‬
‫لعتضاده بالخبار المتكثرة المروية فخخي هخخذا البخخاب و غيخخره كمخخا عرفخخت‬
‫ولقوله عليه السلم )فسار حتى يدخل أهله( حيث أتى بصخخيغة المضخخارع‪،‬‬
‫كأنه يقول‪) :‬فسار وأسرع حتى يدخل أهله( أي يدخل أهلخخه ووقخخت السخخنة‬
‫باق ولذلك قال عليه السلم‪ ،‬والتمام أحب إلى‪.‬‬

‫]‪[49‬‬

‫ابن حازم قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقخخول إذا كخخان فخخي سخخفر فخخدخل عليخخه‬
‫وقت الصلة قبل أن يدخل أهله فسار حتى يدخل أهله‪ ،‬فان شخخاء قصخخر وإن‬
‫شاء أتم‪ ،‬والتمام أحب إلخخى‪ ،‬وحملخخه علخخى التقصخخير قبخخل الخخدخول والتمخخام‬
‫بعده بعيد جخدا‪ .‬والشخيخ جمخع بينهخا بالسخعة والضخيق وأيخده بمخا رواه فخي‬
‫الموثق )‪ (1‬عن إسحاق ابن عمخخار قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫يقول في الرجل يقدم من سخخفره فخخي وقخخت الصخخلة فقخخال‪ :‬إن كخخان ل يخخخاف‬
‫الفوت فليتم وإن كان يخاف خروج الخخوقت فليقصخخر‪ .‬وروي هخخذا المضخخمون‬
‫بسند )‪ (2‬مرسل عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم أيضخا وهمخا يخدلن علخى‬
‫التفصيل في القدوم‪ ،‬ويمكن حملهما على أنه إن كان ل يخخاف فخخوت الخوقت‬
‫يؤخر حتى يدخل أهله ويتم‪ ،‬وإن كخخان يخخخاف الفخخوت إذا دخخخل أهلخخه يصخخلي‬
‫قصرا قبل الدخول‪ .‬وأقخخول‪ :‬يمكخخن الجمخخع بينهخخا بخخوجهين آخريخخن‪ :‬أحخخدهما‬
‫حمل ما دل على العتبار بحال الوجوب‪ ،‬على مخخا إذا مضخخى زمخخان مخخن أول‬
‫الوقت يمكنه تحصيل الشرائط المفقودة‪ ،‬وإتمام الصخلة فيخه‪ ،‬ومخخا دل علخى‬
‫العتبار بحال الداء على ما إذا خرج عن حخد الخترخص‪ ،‬أو دخخل فيخخه ولخم‬
‫يمض هذا المقدار من الزمان‪ ،‬كما أشار إليه العلمة في المنتهخخى‪ ،‬والشخخيخ‬
‫في الخلف قيد الحكم بذلك حيث قال‪ :‬إذا خرج إلى السفر وقخخد دخخخل الخخوقت‬
‫إل أنه مضى مقدار ما يصلي فيه الفخخرض أربخخع ركعخخات جخخاز لخخه التقصخخير‪،‬‬
‫وكذا قال العلمة وأكثر الصحاب والفرق أيضا ظاهر‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،317‬والمراد فخخوات وقخخت الولخخى مثل بخخدخول وقخخت الثانيخخة‬
‫عند القدمين‪ ،‬بحيث إذا صخخلى الظهخخر أربعخخا وقخخع نصخخفه فخخي وقخخت الظهخخر‬
‫ونصخخفه فخخي وقخخت العصخخر فيفخخوت عليخخه بخخذلك أول وقخخت الثانيخخة مخخع أنخخه‬
‫حاضخخر‪ (2) .‬الفقيخخه ج ‪ 1‬ص ‪ ،284‬رواه عخخن كتخخاب الحكخخم بخخن مسخخكين‪،‬‬
‫ورواه الشيخ في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 317‬عن الحكم عن رجل‪(*) .‬‬

‫]‪[50‬‬

‫إذا بعضى مضى هذا الزمخخان يسخختقر الفخخرض فخخي ذمتخخه‪ .‬وثانيهمخخا أن يقخخال‪ :‬إنخخه إذا‬
‫خرج بعد دخول وقت الفضيلة يعني إذا صار الفئ قدمين‪ ،‬أو انقضى مقخخدار‬
‫النافلة للمتنفل يتم الصلة‪ ،‬وإذا خرج قبل دخول وقخخت ]الفضخخيلة‪ ،‬وإن كخخان‬
‫بعد دخول وقت[ الجزاء يقصر‪ .‬فالمراد بالوقت في بعض الخبار الفضيلة‪،‬‬
‫وفي بعضها الجزاء‪ ،‬ويشهد لهذا التأويل مؤثقة عمار‪ ،‬لكن لأعخخرف قخخائل‬
‫به‪ ،‬وكذا الكلم في العود لختلف الخبخار فيخخه أيضخخا‪ ،‬والمسخخألة فخي غايخة‬
‫الشكال وإن كان القول بالتخيير ل يخلو من قوة والحتياط في الجمخخع‪16 .‬‬
‫‪ -‬السرائر‪ :‬نقل من كتاب جميل بن دراج‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أحخخدهما عليهمخخا‬
‫السلم أنه قال في رجل مسافر نسي الظهر والعصر فخخي السخخفر حخختى دخخخل‬
‫أهلخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬يصخخلي أربخخع ركعخخات )‪ .(1‬وقخخال لمخخن نسخخي صخخلة الظهخخر ]أ[‬
‫والعصر وهو مقيم حتى يخخخرج قخخال‪ :‬يصخخلي أربخخع ركعخخات فخخي سخخفره )‪.(2‬‬
‫وقال‪ :‬إذا دخل على الرجل وقت صلة وهو مقيم ثم سافر صلى تلك الصخخلة‬
‫التي دخل وقتها عليه وهو مقيم أربع ركعات فخخي سخخفره )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬أقخخول‪:‬‬
‫يمكن أن يكون قوله عليه السلم‪) :‬وإذا دخل على الرجل( بعد قخخوله‪) :‬لمخخن‬
‫نسي صلة الظهر( تعميما بعخخد التخصخخيص أو يكونخخا حخخديثين سخخمعهما فخخي‬
‫مقامين‪ ،‬أو يكون الول للقضاء‪ ،‬والثخخاني للداء‪ ،‬أو يكخخون الخيخخر محمخخول‬
‫علخخى العمخخد كمخخا أن الول كخخان للنسخخيان‪ ،‬وقخخوله‪ :‬أول )فخخي رجخخل مسخخافر(‬
‫يحتمل الداء والقضاء والعم‪ ،‬وظاهر الخبر التمام في الخخدخول والخخخروج‬
‫معا‪ ،‬كما هو مختار العلمة إن لم نحمل أحدهما على القضاء‪ .‬ثم اعلم أنهخخم‬
‫اختلفوا في القضاء أيضا أي إذا دخل وقت الصلة في السفر ودخل بلده ثخخم‬
‫فاتته الصلة‪ ،‬وكذا العكس هل يعتبر بحال الوجوب أي أول الوقت أو بحال‬

‫)‪ (3 - 1‬السرائر‪.468 :‬‬

‫]‪[51‬‬

‫الفوات أي آخره ؟ فذهب المرتضى وابن الجنيد إلى أنه يقضي بحسب حالها في أول‬
‫وقتها‪ ،‬وآخرون إلى أنه يقضي بحسب حالهخخا فخخي آخخخر وقتهخخا‪ .‬ويخخدل علخخى‬
‫الول ما رواه الشيخ عن موسى بن بكر‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبخي جعفخر عليخه‬
‫السلم أنه سئل عن رجل دخل وقت الصلة وهخخو فخخي السخخفر فخخأخر الصخخلة‬
‫حتى قخخدم فنسخخي حيخخن قخخدم إلخى أهلخخه أن يصخخليها حخختى ذهخخب وقتهخخا‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫يصليها ركعتين صلة المسافر‪ ،‬لن الوقت دخل وهو مسافر‪ ،‬كان ينبغي أن‬
‫يصليها عند ذلك )‪ .(1‬وموسى بن بكر وإن لم يذكر له توثيق‪ ،‬وذكر الشيخ‬
‫أنه واقفي لكن واقفيته لم يذكره إل الشيخ‪ ،‬ورواية ابن أبي عمير وصفوان‬
‫وأجلء الصحاب عنه مما يدل على جللته‪ ،‬فالخبر ل يقصر عخخن الصخخحيح‬
‫أو الموثق‪ .‬وأجخخاب فخخي المعتخخبر عنخخه باحتمخخال أن يكخخون دخخخل مخخع مضخخيق‬
‫الوقت عن أداء الصلة أربعا‪ ،‬فيقضخخي علخى وقخت إمكخان الداء‪ ،‬والمسخألة‬
‫في غاية الشكال والجمع أيضا فيخخه طريخخق الحتيخخاط‪ - 17 .‬العياشخخي‪ :‬عخخن‬
‫حريز قال‪ :‬قال زرارة ومحمد بن مسخلم قلنخا لبخي جعفخخر عليخه السخلم‪ :‬مخا‬
‫تقول في الصلة فخخي السخخفر كيخخف هخخي وكخخم هخخي ؟ قخخال‪ :‬إن الخ يقخخول )إذا‬
‫ضخخربتم فخخي الرض فليخخس عليكخخم جنخخاح أن تقصخخروا مخخن الصخخلة( فصخخار‬
‫التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر‪ ،‬قال قلنا إنمخخا قخخال الخ‬
‫عزوجل‪) :‬فليس عليكم جناح( ولم يقل افعلوا فكيف أوجب ذلخخك كمخخا أوجخخب‬
‫التمام في الحضر ؟ قال‪ :‬أو ليس قد قال ال عز و جل فخخي الصخخفا والمخخروة‬
‫)فمخخن حخخج الخخبيت أو اعتمخخر فل جنخخاح عليخخه أن يطخخوف بهمخخا( أل تخخرى أن‬
‫الطواف بهما واجب مفروض لن ال عزوجل ذكره في كتابه وصخخنعه نخخبيه‬
‫وكذلك التقصير في السفر شئ صنعه النبي صلى ال عليه وآله وذكخره الخ‬
‫عزوجل في كتابه‪ .‬قال قلنا فمن صلى في السفر أربعا أيعيد أم ل ؟ قخخال‪ :‬إن‬
‫كان قد قرئت عليه آية التقصير وفسرت له فصلى أربعا أعاد‪ ،‬وإن لخخم يكخخن‬
‫قرئت عليه ولم يعلمها فل‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.301‬‬


‫]‪[52‬‬

‫إعادة عليه‪ ،‬والصلة في السفر كلها الفريضة ركعتان كخل صخلة إل المغخرب‪ ،‬فانهخا‬
‫ثلث ليس فيها تقصير‪ ،‬تركها رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه فخخي السخخفر‬
‫والحضر ثلث ركعات )‪ .(1‬دعائم السلم‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم مثله‬
‫إلى قوله وكذلك التقصير في السفر ذكخخره الخ هكخخذا فخخي كتخخابه وقخخد صخخنعه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله )‪ .(2‬بيان‪) :‬كيف هي( أي علخخى العزيمخخة أو‬
‫الرخصة‪ ،‬وكم هي أي في كم يجب القصر أوكخم يصخير عخدد الركعخات )ولخم‬
‫يقل افعلوا( قد يستفاد منه أن المر للوجوب مطلقا أو أمر القرآن )أو ليخخس‬
‫قال ال( الستشهاد باليخخة لبيخخان أن نفخخي الجنخخاح ل ينخخافي الوجخخوب إذا دل‬
‫عليه دليل آخر‪ ،‬إذ قد يكون التعبير على هذا الوجه لحكمة كما مر وسيأتي‪.‬‬
‫)وصنعه نبيه( أي فعله صلى ال عليه وآلخخه يخخدل علخخى الوجخخوب‪ ،‬والجخخواز‬
‫مستفاد من الية‪ ،‬فيدل على أن التأسي واجب مطلقا‪ ،‬وإن لم يعلخخم أن فعلخخه‬
‫صلى ال عليه وآله على وجه الوجوب إل أن يقال‪ :‬المراد أنه صخخنعه علخخى‬
‫وجخه الوجخوب‪ ،‬أو واظخب عليخه أو الصخنع كنايخة عخن إجخرائه بيخن النخاس‬
‫وأمره به‪) .‬إن كان قد قرئت( لعل ذكر قراءة الية على التمثيل‪ ،‬والمراد إن‬
‫علخم وجخخوب التقصخير فعليخخه العخادة وإل فل‪ .‬وجملخة القخول فيخه أن تخخارك‬
‫التقصير في موضع يجب عليه ل يخلو من أن يكون عالما عامخخدا أو ناسخخيا‬
‫أو جاهل‪ ،‬فالعامد العالم لريب في أنخخه تبطخخل صخخلته‪ ،‬ويعيخخدها فخخي الخخوقت‬
‫وخارجه‪ ،‬وأما الناسي فالمشهور بين الصحاب أنه يعيد في الوقت خاصة‪،‬‬
‫وذهب علي بن بخخابويه والشخخيخ فخخي المبسخخوط إلخخى أنخخه يعيخخد مطلقخخا‪ .‬وقخخال‬
‫الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬في المقنع إن نسيت فصليت في السفر أربخخع ركعخخات فأعخخد‬
‫الصلة‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .271‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.195‬‬

‫]‪[53‬‬

‫إن ذكرت في ذلك اليوم‪ ،‬وإن لم تذكر حتى يمضي ذلك اليوم فل تعد‪ ،‬فمخخراده بخخاليوم‬
‫إن كان بياض النهار فقد وافق المشهور في الظهرين‪ ،‬وأهمل أمر العشاء‪،‬‬
‫وإن كان مخخراده ذلخخك والليلخخة الماضخخية كخخان مخالفخخا فخخي العشخخاء للمشخخهور‬
‫لقتضائه قضاء العشاء في النهار وإن كخخان مخخراده ذلخخك والليلخخة المسخختقبلة‬
‫خالف المشهور في الظهرين وفي العشاء أيضا إل على القول ببقخخاء وقتهخخا‬
‫إلى الصبح‪ .‬والول أقوى لصحيحة عيص بن القاسم )‪ (1‬عن أبي عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل صلى وهو مسافر فخخأتم الصخخلة‪ ،‬قخخال‪ :‬إن‬
‫كان في وقت فليعد‪ ،‬وإن كخخان الخخوقت قخخد مضخخى فل‪ ،‬والحكخخم يشخخمل العامخخد‬
‫والجاهل أيضا لكنهما خرجا عنخخه بخخدليل منفصخخل فيبقخخى الحكخخم فخخي الناسخخي‬
‫سالما عن المعارض‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،435‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 303‬و ‪ ،318‬والخخوجه فخخي ذلخخك و مخخا‬
‫يجرى مجراها أن العادة عقوبة لنسيانه‪ ،‬أي عدم اهتمامه بخخأمر الصخخلة‬
‫حتى ذهب عليه أنه مسخافر يجخب عليخه القصخر‪ ،‬وهخذا كمخا أمخروا عليهخم‬
‫الصلوات والسلم باعادة الصلة فخي الخوقت ان كخان علخم أن بثخوبه شخيئا‬
‫نجسا ولم يغسله حتى نسى وصلى حيث قال أبو عبد ال عليه السلم يعيد‬
‫صلته كى يهتم بالشئ إذا كان في ثوبه عقوبة لنسيانه‪ .‬فعلى هذا‪ ،‬كما أن‬
‫العخخادة فخخي بخخاب نسخخيان نجاسخخة الثخخوب انمخخا هخخي عقوبخخة للنسخخيان ‪ -‬بخخل‬
‫ومرغمة للشيطان حيث صارا نساؤه ذلك سببا لتكخخرار الصخخلة رغخخم أنفخخه‬
‫وسببا لنفته‪ ،‬ول ينسخخيه بعخخد ذلخخك شخخيئا ‪ -‬ل يسخختلزم بطلن صخخلته الخختى‬
‫صلها كما نص عليه أبو عبد الخ عليخخه السخخلم ‪ -‬وقخخد سخخئل عخخن الرجخخل‬
‫يصيب ثوبه الشئ ينجسه فينسى أن يغسله فيصخخلى فيخخه ثخخم يخخذكر أنخخه لخخم‬
‫يكن غسله أيعيد الصخخلة ؟ فقخخال‪ :‬ل يعيخخد‪ ،‬قخخد مضخخت الصخخلة وكتبخخت لخخه‪.‬‬
‫فهكذا صلة ناسى الصفر ماضية مكتوبة لخخه‪ ،‬فخخان القصخخر سخخنة‪ ،‬ل تبطخخل‬
‫الصلة بالخلل بها سهوا ونسيانا وجهل على حد سائر السخخنن مخخن دون‬
‫استثناء ال أنه إذا أعاد صلته‪ ،‬يصير سببا لطرد الشيطان وترغيخخم أنفخخه‪،‬‬
‫وموجبا لهتمام الرجل بوظائفه‪.‬‬

‫]‪[54‬‬

‫وأما صحيحة أبي بصير )‪ (1‬قال‪ :‬سألت عخن رجخل ينسخى فيصخلي فخي السخفر أربخع‬
‫ركعات قال‪ :‬إن ذكر في ذلك اليوم فلعيد‪ ،‬وإن لم يذكر حتى يمضي اليوم فل‬
‫إعخادة عليخه‪ ،‬فظاهرهخا أن المخراد بخاليوم بيخاض النهخار‪ ،‬فتخدل أيضخا علخى‬
‫المشهور في الظهريخن وحكخم العشخاء غيخر مسختفاد منهخا‪ ،‬فخان كخان مخراد‬
‫الصدوق ذلك فنعم الوفاق‪ ،‬وإل فل تدل على مذهبه‪ ،‬والسخختدلل بالحتمخخال‬
‫البعيد غير موجه‪ .‬واحتج القائلون بالعادة مطلقا بأنها زيخخادة فخخي الصخخلة‪،‬‬
‫وخبر العياشي أيضا ل يخلو من دللة عليه‪ ،‬وكذا عمومات بعض الروايات‬
‫الخر‪ ،‬لكنها مخصصة بما مخخر‪ .‬وقخخال الشخخهيد فخخي الخذكري‪ :‬ويتخخخرج علخخى‬
‫القول بأن من زاد خامسة في الصلة و كان قد قعد مقدار التشخخهد تسخخلم لخخه‬
‫الصخخلة‪ ،‬صخخحة الصخخلة هنخخا‪ ،‬لن التشخخهد حخخائل بيخخن ذلخخك وبيخخن الزيخخادة‪.‬‬
‫واستحسنه الشهيد الثاني وقال‪ :‬إنه كان ينبغي لمثبخخت تلخخك المسخخألة القخخول‬
‫بها هنا‪ ،‬ول يمكن التخلص من ذلك إل بأحد امور إما إلغاء ذلك الحكخخم كمخخا‬
‫ذهب إليه أكثر الصحاب‪ ،‬أو القول باختصاصه بالزيخخادة علخخى الرابعخخة كمخخا‬
‫هو مورد النص فل يتعدى إلى الثلثية والثنائية فل يتحقق المعارضة هنخخا‪،‬‬
‫أو اختصاصه بزيادة ركعة ل غير كما ورد به النص هناك‪ ،‬ول يتعخخدى إلخخى‬
‫الزايد كما عداه بعض الصحاب‪ ،‬أو القول بأن ذلك في غير المسخخافر جمعخخا‬
‫بين الخبار‪ ،‬لكن يبقى فيه سؤال الفرق مع اتحاد المحل انتهى‪ .‬والسيد فخخي‬
‫المخخدارك ضخخعف هخخذه الوجخخوه‪ ،‬وقخخال‪ :‬والخخذي يقتضخخيه النظخخر أن النسخخيان‬
‫والزيادة إن حصل بعد الفراغ مخخن التشخخهد كخخانت هخخذه المسخخألة جزئيخخة مخخن‬
‫جزئيات من زاد في صلته ركعة فصاعدا بعد التشخخهد نسخخيانا‪ ،‬وقخخد بينخخا أن‬
‫الصح أن ذلك غير مبطخخل للصخخلة مطلقخخا‪ ،‬لسخختحباب التسخخليم‪ ،‬وإن حصخخل‬
‫النسيان قبل ذلك اتجه القول بالعادة‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 303‬و ‪ 318‬والفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.281‬‬

‫]‪[55‬‬

‫في الوقت دون خارجه كما اختاره الكثر انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬قد عرفت أن الحكم السخخابق‬
‫على تقدير ثبوته مختص بالرابعة فل إشكال ولتنافي‪ ،‬بل هذا مما يؤيد أحد‬
‫قولي البطال مطلقا‪ ،‬أو الختصاص بالر باعية‪ .‬وأما إذا أتم جاهل بوجخخوب‬
‫التقصير فالمشهور بين الصحاب أنه ل يعيد مطلقا وحكي عخخن ابخخن الجنيخخد‬
‫وأبي الصلح أنهما أوجبا العادة في الخخوقت‪ ،‬وعخخن ظخخاهر ابخخن أبخخي عقيخخل‬
‫العادة مطلقا والول أقرب لرواية زرارة ومحمد بخخن مسخخلم )‪ (1‬الصخحيحة‬
‫في ساير الكتب‪ ،‬واختلفوا في أن الحكم هخخل هخخو مختخخص بالجاهخخل بوجخخوب‬
‫التقصير من أصله أو ينسحب في الجاهل ببعض الحكام ؟ وتوقخخف العلمخخة‬
‫في النهاية فيها‪ ،‬وظاهر الرواية الول‪ .‬ولو انعكس الفرض بخخأن صخخلى مخخن‬
‫فرضخخه التمخخام قصخخرا جخخاهل‪ ،‬فقيخخل بخخالبطلن لعخخدم تحقخخق المتثخخال‪ ،‬وقيخخل‬
‫بالصخخحة وهخخو اختيخخار صخخاحب الجخخامع‪ ،‬وروى الشخخيخ فخخي الصخخحيح عخخن‬
‫منصور بن حازم )‪ (2‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إذا أتيخخت بلخخدا‬
‫وأزمعت المقام عشرة فأتم الصلة‪ ،‬فان تركه جخخاهل فليخخس عليخخه العخخادة‪،‬‬
‫وهو دال علخى الصخحة فخي بعخض صخور التمخام‪ ،‬والعمخل بخه متجخه‪ ،‬وفخي‬
‫التعخخدي عنخخه إشخخكال‪ .‬وألحخخق بعضخخهم بالجاهخخل ناسخخي القامخخة فحكخخم بخخأنه‬
‫لإعادة عليه‪ ،‬وهو خروج عن النص‪ ،‬وسيأتي في الفقخخه أن مخخن قصخخر فخخي‬
‫موضع التمام ناسيا يعيد مطلقا‪ ،‬ولعله محمول على ما إذا وقع بعخد التسخليم‬
‫المبطخخل عمخخدا وسخخهوا كمخخا عرفخخت سخخابقا‪ - 18 .‬كتخخاب محمخخد بخخن المثنخخى‬
‫الحضرمي‪ :‬عن جعفر بن محمد بن شريح‪ ،‬عن ذريح المحخخاربي قخخال‪ :‬قلخخت‬
‫لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن خرج الرجل مسافرا وقخد دخخل وقخت الصخلة‬
‫كم يصلي ؟ قال‪ :‬أربعا قال‪ :‬قلت‪ :‬وإن دخل وقت الصلة وهو في السفر ؟‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،279‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .318‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.317‬‬


‫]‪[56‬‬

‫قال‪ :‬يصلي ركعتين قبل أن يدخل أهله وإن دخخخل المصخخر فليصخخل أربعخخا‪ - 19 .‬كتخخاب‬
‫عبد ال بن يحيى الكاهلى‪ :‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن العبد الصخالح عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قال لخي‪ :‬أتخم الصخلة فخي الحرميخن مكخة والمدينخة )‪- 20 .(1‬‬
‫العلل‪ :‬عن علي بن حاتم‪ ،‬عن القاسم بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن حمخخدان بخخن الحسخخين‬
‫عن الحسن بن إبراهيم يرفعه إلى محمد بن مسلم قال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم‪ :‬لي علة تصلى المغرب فخخي المسخخفر والحضخخر ثلث ركعخخات‪،‬‬
‫وسائر الصلوات ركعتين ؟ قال‪ :‬لن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه فخخرض‬
‫عليه الصلة مثنى مثنى‪ ،‬وأضخاف إليهخا رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم نقص عن المغرب ركعة‪ ،‬ثم وضع رسخول الخ صخلى الخ عليخه‬
‫وآله ركعتين في السفر و ترك المغرب‪ ،‬وقال إني أسخختحيي أن أنقخخص منهخخا‬
‫مرتين‪ ،‬فلذلك العلة تصلى ثلث ركعات في الحضر والسخخفر )‪ .(2‬أقخخول‪ :‬قخخد‬
‫مضخخى بعخخض الخبخخار فخخي ذلخخك فخخي بخخاب علخخل الصخخلة‪ - 21 .‬العلخخل )‪(3‬‬
‫والعيون‪ :‬عن عبد الواحد بن عبدوس‪ ،‬عن علي بخخن محمخخد ابخخن قتيبخخة فخخي‬
‫علل الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلم‪ :‬فان قال‪ :‬فلم وجبت الجمعة‬
‫على من يكون على )‪ (4‬فرسخين لأكثر من ذلك ؟ قيل‪ :‬لن مخخا يقصخخر فيخخه‬
‫الصلة بريدان ذاهبا‪ ،‬أو بريد ذاهبا وجائيا‪ ،‬والبريد أربعة فراسخ‪ ،‬فخخوجبت‬
‫الجمعة على من هو على نصف البريد الذي يجب فيه التقصخخير‪ ،‬وذلخخك أنخخه‬
‫يجئ فرسخين ويذهب فرسخين‪ ،‬فذلك أربعخخة فراسخخخ‪ ،‬وهخخو نصخخف طريخخق‬
‫المسخخافر‪ .‬فخخان قخخال‪ :‬فلخخم قصخخرت الصخخلة فخخي السخخفر ؟ قيخخل‪ :‬لن الصخخلة‬
‫المفروضة أول إنما هي عشر ركعات‪ ،‬والسبع إنما زيدت فيها بعخخد‪ ،‬فخفخخف‬
‫ال عنه تلك الزيادة‬

‫)‪ (1‬المناسخخب الحاقخخة بالبخخاب التخخى‪ (2) .‬علخخل الشخخرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .13‬علخخل‬
‫الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .254 - 253‬في العلل‪ :‬على رأس فرسخين‪.‬‬

‫]‪[57‬‬

‫لموضع سفره وتعبه ونصبه‪ ،‬واشخختغاله بخخأمر نفسخخه‪ ،‬وظعنخخه وإقخخامته‪ ،‬لئل يشخختغل‬
‫عما لبد له من معيشخخته‪ ،‬رحمخخة مخخن الخ تعخخالى‪ ،‬وتعطفخخا عليخخه‪ ،‬إل صخخلة‬
‫المغرب فانها لم تقصر لنها صلة مقصرة في الصل‪ .‬فان قخخال‪ :‬فلخخم وجخخب‬
‫التقصير في ثمانيخة فراسخخ ؟ ل أقخل مخن ذلخك ول أكخثر ؟ قيخل‪ :‬لن ثمانيخة‬
‫فراسخ مسيرة يوم للعامة‪ ،‬والقوافل والثقال‪ ،‬فوجب التقصخخير فخخي مسخخيرة‬
‫يوم‪ .‬فان قال‪ :‬فلم وجب التقصير في مسيرة يوم ؟ قيل‪ :‬لنه لو لم يجب في‬
‫مسيرة يوم لما وجب في مسيرة سنة‪ ،‬وذلك أن كل يوم يكون بعد هذا اليوم‬
‫فانما هو نظير هذا اليوم‪ ،‬فلو لم يجب في هذا اليوم لمخخا وجخخب فخخي نظيخخره‪،‬‬
‫إذا كان نظيره مثله‪ ،‬ل فرق بينهما‪ .‬فخخان قخخال‪ :‬قخخد يختلخخف السخخير وذلخخك أن‬
‫سير البقر إنما هو أربعة فراسخ‪ ،‬وسير الفرس عشرين فرسخا فلخخم جعلخخت‬
‫أنت مسيرة يوم ثمانية فراسخ ؟ قيل‪ :‬لن ثمانية فراسخ هي مسير الجمخخال‬
‫والقوافل‪ ،‬وهو السير الذي يسيره الجمالون والمكارون‪ .‬فان قال‪ :‬فلم تخخرك‬
‫تطوع النهار ول يترك تطوع الليل ؟ قيل‪ :‬لن كل صخلة ل تقصخير فيهخا فل‬
‫تقصير في تطوعها‪ ،‬وذلك أن المغرب ل تقصير فيها فل تقصير فيما بعخخدها‬
‫من التطوع‪ ،‬وكذلك الغداة ل تقصير فيما قبل من التطوع‪ .‬فان قال‪ :‬فما بال‬
‫العتمة مقصرة وليخخس تخخترك ركعتاهخخا ؟ قيخخل‪ :‬إن تلخخك الركعخختين ليسخختا مخخن‬
‫الخمسين‪ ،‬فانما هي زيادة في الخمسين تطوعا‪ ،‬وليتم بها بدل كل ركعة من‬
‫الفريضة ركعتين من النوافل‪ .‬فان قال‪ :‬فلم جاز )‪ (1‬للمسافر والمريخخض أن‬
‫يصليا صخخلة الليخخل فخخي أول الليخخل قيخخل‪ :‬لشخختغاله وضخخعفه‪ ،‬ليحخخرز صخخلته‬
‫فيستريح المريض فخي وقخت راحتخخه‪ ،‬ويشخختغل المسخافر بأشخغاله وارتحخاله‬
‫وسفره )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬في علل الشرايع‪ :‬فلم وجب‪ (2) .‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.113 - 112‬‬

‫]‪[58‬‬

‫بيان‪ :‬المشهور بين الصحاب سقوط الخخوتيرة فخخي السخخفر‪ ،‬ونقخخل ابخخن إدريخخس عليخخه‬
‫الجماع‪ ،‬وقال الشيخ في النهاية يجوز فعلها‪ ،‬قواه في الذكرى لهخخذا الخخخبر‬
‫ول يخلو من قوة‪ ،‬إذا لظاهر من الخبار سقوط نوافل الصلوات المقصورة‪،‬‬
‫وكون الوتيرة نافلة للعشاء غير معلوم‪ ،‬بل الظاهر أنها تقديم للخخوتر‪ ،‬وبخخدل‬
‫عنها‪ ،‬فكما أن قبلها نافلخة المغخرب‪ ،‬ول يشخملها قخولهم ليخس قبلهخا نافلخة‪،‬‬
‫فكذا بعدها‪ - 22 .‬العيون‪ :‬بالسناد المتقدم فيمخخا كتخخب الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫للمأمون‪ :‬التقصير في ثمانية فراسخخخ‪ ،‬ومخخا زاد‪ ،‬وإذا قصخخرت أفطخخرت )‪.(1‬‬
‫‪ - 23‬قرب السناد‪ :‬عن محمد بن الوليد‪ ،‬عن ابن بكير قال‪ :‬سألت أبخخا عبخخد‬
‫ال عليه السلم عن الرجل يشيع إلى القادسية أيقصر ؟ قال‪ :‬كم هي ؟ قال‪:‬‬
‫قلت الخختي رأيخخت قخخال‪ :‬نعخخم يقصخخر )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬قخخال فخخي المغخخرب‪ :‬القادسخخية‬
‫موضخخع بينخخه وبيخخن الكوفخخة خمسخخة عشخخر ميل انتهخخى‪ ،‬ويخخدل علخخى وجخخوب‬
‫القصر في أربعة فراسخ لعدم القول بالفصل‪ - 24 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عخن أبيخخه‪ ،‬عخن النخخوفلي‪ ،‬عخخن السخخكوني‪ ،‬عخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬إن الخ تبخخارك‬
‫وتعالى أهدى إلى وإلى امتي هدية لم يهدها إلى أحد من المخخم‪ ،‬كرامخخة مخخن‬
‫ال لنا‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ذاك يا رسول ال ؟ قال‪ :‬الفطخار فخي السخفر‪ ،‬والتقصخير‬
‫في الصلة فمن لم يفعل ذلك فقخد رد علخى الخ عزوجخخل هخديته )‪ .(3‬العلخخل‪:‬‬
‫]عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن النوفلي مثله )‬
‫‪ .(4‬دعائم السلم[‪ :‬مرسل مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .123‬قرب السخخناد ص ‪ 104‬ط نجخخف‪ ،‬ص ‪ 79‬ط‬
‫حجر‪ ،‬ورواه الشخيخ فخي التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .313‬الخصخال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .10‬علل الشخخرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .69‬دعخخائم السخخلم ج ‪ 1‬ص ‪359‬‬
‫وما بين العلمتين ساقط من ط الكمبانى‪.‬‬

‫]‪[59‬‬

‫‪ - 25‬الخصال )‪ (1‬والمجالس للصدوق‪ :‬بسند تكرر ذكره فخخي خخخبر نفخخر مخخن اليهخخود‬
‫جاؤا إلى النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أعطاني الخ الرخصخخة لمخختي عنخخد‬
‫المخخراض والسخخفر )‪ - 26 .(2‬الخصخخال‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن الهيثخخم‬
‫وخمسة اخرى من مشايخه‪ ،‬عن أحمد بن يحيى بن زكريا‪ ،‬عن بكر بن عبد‬
‫الخ حخخبيب‪ ،‬عخخن تميخخم بخخن بهلخخول‪ ،‬عخخن أبخخى معاويخخة‪ ،‬عخخن العمخخش‪ ،‬عخخن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬التقصخير فخي ثمانيخة فراسخخ‪ ،‬وهخو بريخدان وإذا‬
‫قصرت أفطرت‪ ،‬ومن لم يقصر في السفر لم تجخخز صخخلته‪ ،‬لنخخه قخخد زاد فخخي‬
‫فرض ال عزوجل )‪ - 27 .(3‬العيون‪ :‬بالسانيد الثلثة المتقدم ذكرهخخا فخخي‬
‫صدر الكتاب عن الرضا عليه السلم عن آبائه عليهم السلم‪ ،‬عخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم قال سئل أبي عن الصلة في السفر فذكر أن أبخخاه عليخخه السخخلم‬
‫كخخان يقصخخر الصخلة فخخي السخخفر )‪ .(4‬صخخحيفه الرضخخا‪ :‬باسخخناده عنخخه عليخخه‬
‫السلم مثله )‪ - 28 .(5‬العيون‪ :‬عن تميم بن عبد ال القرشخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن أحمد بن علي النصاري‪ ،‬عن رجاء بن أبي الضحاك قخخال‪ :‬كخخان الرضخخا‬
‫عليخخه السخخلم فخخي طريخخق خراسخخان يصخخلي فرائضخخه ركعخختين ركعخختين‪ ،‬إل‬
‫المغخخرب‪ ،‬فخانه كخان يصخخليها ثلثخخا‪ ،‬ول يخخدع نافلتهخخا‪ ،‬ول يخخدع صخخلة الليخخل‬
‫والشفع والوتر‪ ،‬وركعخختي الفجخخر فخخي سخخفر ولحضخخر‪ ،‬وكخخان ل يصخخلي مخخن‬
‫نوافل النهار في السفر شيئا‪ ،‬وكان يقول بعخد كخخل صخلة يقصخخرها )سخخبحان‬
‫ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكبر( ثلثين مرة‪ ،‬ويقخول‪ :‬هخذا لتمخام‬
‫الصلة‪ ،‬وما رأيته‬

‫)‪ (1‬الخصخخال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .9‬أمخخالى الصخخدوق ص ‪ (3) .117‬الخصخخال ج ‪ 2‬ص‬


‫‪ (4) .151‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .45‬صحيفة الرضا عليه السلم‪:‬‬
‫‪.41‬‬

‫]‪[60‬‬
‫صلى الضحى في سفر ولحضر )‪ .(1‬وكان ل يصوم في السفر شخخيئا وكخخان إذا أقخخام‬
‫ببلدة عشرة أيام صائما ل يفطر‪ ،‬فإذا جن الليل بدء بالصخخلة قبخخل الفطخخار )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬التسبيحات الربع ثلثين مخخرة بعخخد المقصخخورات فخخي السخخفر ممخخا‬
‫قطع الصحاب باستحبابه‪ ،‬وورد خبر المروزي بلفظ الوجخخوب‪ ،‬ولخخم ينسخخب‬
‫القول به إلى أحخد وقخال الصخدوق فخي المقنخع والفقيخه‪ :‬وعلخى المسخافر أن‬
‫يقول في دبر كل صلة يقصرها( و لعخخل ظخخاهره الوجخخوب‪ ،‬وظخخاهر الخبخخار‬
‫اختصاص المقصخخورة‪ ،‬واحتمخخل العلمخخة التعميخخم ولوجخخه ل‪ ،‬نعخخم يسخختحب‬
‫على وجه آخر في دبر كل صلة سفرا وحضرا كمخخا مخخر فخخي التعقيخخب وهخخذا‬
‫استحباب آخر على الخصخخوص‪ - 29 .‬مجخخالس ابخخن الشخخيخ‪ :‬عخخن أبيخخه عخخن‬
‫أحمد بن هارون بن الصلت‪ ،‬عن ابن عقدة عن القاسم بن جعفر بخخن أحمخخد‪،‬‬
‫عن عباد بن أحمد‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جخخابر‪ ،‬عخخن إبراهيخخم ابخخن عبخخد‬
‫العلى‪ ،‬عن سويد بن غفلة‪ ،‬عن عمر بن الخطاب وعن أبي بكرو عن علي‬
‫عليه السلم وعن عبد ال بن العباس قخخال كلهخخم قخخال‪ :‬إذا كنخخت مسخخافرا ثخخم‬
‫مررت ببلدة تريد أن تقيم بها عشرا فأتم الصلة وإن كنت إنما تريد أن تقيم‬
‫بها أقل من عشرة فقصر‪ ،‬وإن قدمت وأنت تقول أسير غدا أو بعد غد حخختى‬
‫تتم شهرا فأكمل الصلة ول تقصخخر فخخي أقخخل مخخن ثلث‪ .‬وقخخال‪ :‬سخخألتهم عخخن‬
‫صاحب السفينة أيقصر الصلة كلها ؟ قخخال‪ :‬نعخخم إذا كنخخت فخخي سخخفر ممعخخن‪،‬‬
‫وإن سافرت في رمضان فصم إن شئت‪ ،‬وكلهم قال‪ :‬إذا صليت في السخخفينة‬
‫فأوجب الصلة إلى القبلة‪ ،‬فان استدارت فاثبت حيث أوجبخخت‪ ،‬وكلهخخم صخخلى‬
‫العصر و الفجاج مسفره فانها كانت صلة رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪،‬‬
‫وكلهم قنت في الفجر وعثمان أيضا قنت في الفجر )‪.(3‬‬

‫)‪ (2 - 1‬العيون ج ‪ 2‬ص ‪ 82‬بتقديم وتأخير‪ (3) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.357‬‬

‫]‪[61‬‬

‫بيان‪ :‬الخبر عامي وإنما أوردناه تبعا للشيخ‪ ،‬وفيه أحكام محمولخخة علخخى التقيخخة كمخخا‬
‫في قوله )ل تقصر في أقخخل مخخن ثلث( أي مسخخيرة ثلث ليخخال‪ ،‬وهخخو مخخذهب‬
‫جماعة من العامة‪ ،‬ففتوى أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم معهخخم إن لخخم يكخخن‬
‫مفخخترى عليخخه محمخخول علخخى التقيخخة‪ ،‬وكخخذا قخخوله‪) :‬فصخخم إن شخخئت( وكخخذا‬
‫تخصيص القنوت بالفجر‪ .‬قوله‪ :‬ممعن يقال أمعن في الطلب أي جخخد وأبعخخد‪،‬‬
‫والمراد السفر الذى يكون بقدر المسافة‪ ،‬والمراد بصخخاحب السخخفينة راكبهخخا‬
‫ل الملح‪ ،‬قخخوله‪) :‬والفجخاج مسخخفرة( أي الطخخرق منيخخرة قخخد أشخخرقت عليهخخا‬
‫الشمس ردا على أبي حنيفة وأمثاله حيث يؤخرون صلة العصخخر إلخخى آخخخر‬
‫الوقت‪ - 30 .‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبخخي عبخخد‬
‫ال البرقي وعن محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬عن علي بن الحسين السخخعد‬
‫آبخخادي‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن علخخي الكخخوفي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أسخخلم‬
‫الجبلي‪ ،‬عن صباح الحذاء‪ ،‬عن إسحاق بخخن عمخخار قخخال‪ :‬سخخألت أبخخا الحسخخن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم عن قوم خرجوا في سفر لهم‪ ،‬فلما انتهوا إلى‬
‫الموضع الذى يجب عليهم فيه التقصير قصروا‪ ،‬فلما أن صاروا علخخى رأس‬
‫فرسخين أو ثلثة أو أربعة فراسخ تخلف عنهم رجل ل يسخختقيم لهخخم السخخفر‬
‫إل بمجيئه إليهم‪ ،‬فأقاموا على ذلك أياما ل يدرون هل يمضون فخخي سخخفرهم‬
‫أو ينصرفون‪ ،‬هل ينبغي لهم أن يتمخخوا الصخخلة أو يقيمخخوا علخخى تقصخخيرهم‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إن كانوا بلغوا مسيرة أربعة فراسخ‪ ،‬فليقيموا على تقصخخيرهم أقخخاموا‬
‫أم انصرفوا‪ ،‬وإن ساروا أقل من أربعة فراسخ فليتمخخوا الصخخلة مخخا أقخخاموا‪،‬‬
‫فإذا مضوا فليقصروا‪ .‬ثم قال عليه السلم‪ :‬وهل تدري كيف صارت هكخخذا ؟‬
‫قلت‪ :‬ل أدري‪ ،‬قال‪ :‬لن التقصير في بريخخدين‪ ،‬ول يكخخون التقصخخير فخخي أقخخل‬
‫من ذلك‪ ،‬فلما كانوا قخخد سخخاروا بريخخدا وأرادوا أن ينصخخرفوا بريخخدا كخخانوا قخخد‬
‫ساروا سفر التقصير‪ ،‬وإن كانوا قد ساروا أقل من ذلك لم يكن لهم إل إتمخخام‬
‫الصلة‪.‬‬

‫]‪[62‬‬

‫قلت‪ :‬أليس قد بلغوا الموضع الذي ل يسمعون فيه أذان مصرهم الذي خرجوا منخه ؟‬
‫قال‪ :‬بلى إنما قصروا في ذلك الموضخخع لنهخخم لخخم يشخخكوا فخخي سخخيرهم‪ ،‬وإن‬
‫السير سيجد بهخخم فخخي السخخفر‪ ،‬فلمخخا جخاءت العلخخة فخخي مقخخامهم دون البريخخد‪،‬‬
‫صاروا هكذا )‪ .(1‬المحاسن‪ :‬عن أبي سمينة محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫أسلم مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬اعلم أن الصحاب اشترطوا في القصر استمرار قصد‬
‫المسافة إلى انتهاء المسافة فلو قصد المسخخافة ورجخخع عخخن عزمخخه أو تخخردد‬
‫قبل بلوغ المسافة أتم‪ ،‬ولو توقع رفقة علق سفره عليهم‪ ،‬فان كخخان التوقخخع‬
‫في محل رؤية الجدار وسماع الذان أتم وإن جزم بالسفر دونهخخا‪ ،‬وإن كخخان‬
‫بعد بلوغ المسافة قصر ما لم ينو المقخخام عشخخرة‪ ،‬أو يمضخخي ثلثخخون يومخخا‪،‬‬
‫ولو كان بعد الوصخخول إلخخى حخخد الخخترخص وقبخخل بلخخوغ المسخخافة أتخخم إل مخخع‬
‫الجزم بالسفر بدونهم‪ ،‬وهل يلحق الظن بالعلم ههنخا فيخه ؟ وجهخان وألحقخه‬
‫الشهيد في الذكرى به وكذا لو رجع عن عزم السفر بدون توقع الرفقخخة فخخي‬
‫جميع ما مر‪ .‬ولو صلى قصرا ثم عرض له الرجوع أو التردد فخخالظهر أنخخه‬
‫ل يعيد مطلقا وذهب الشيخ فخي الستبصخار إلخى أنخه يعيخد مخع بقخاء الخوقت‬
‫لخبر المروزي )‪ (3‬والجخخود حملخخه علخخى السخختحباب لمعارضخخته بصخخحيحة‬
‫زرارة )‪ (4‬وهي أقوى‪.‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 02‬ص ‪ (2) .55‬المحاسن‪ ،312 :‬ورواه الكليني في الكافي ج‬
‫‪ 3‬ص ‪ ،433‬إلى قخخوله‪) :‬فخخإذا مضخخوا فليقصخخروا(‪ (3) .‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،416‬ولفظه‪ ،‬فإذا خخخرج الرجخخل مخخن منزلخخه يريخخد اثنخخى عشخخر ميل وذلخخك‬
‫أربعة فراسخ ثم بلغ فرسخين ونيته الرجخخوع أو فرسخخخين آخريخخن قصخخر‪،‬‬
‫وان رجع عمانوى عند بلخوغ الفرسخخخين وأراد المقخام فعليخه التمخخام‪ ،‬وان‬
‫كان قصر ثم رجع عن نيتخخه أعخخاد الصخخلة‪ (4) .‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 319‬و‬
‫‪ ،416‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ 281‬ولفظه قال‪ :‬سألت‬

‫]‪[63‬‬

‫ولو رجع عن التردد الحاصل قبل بلوغ المسافة قصر‪ ،‬وفي احتسخخاب مخخا مضخخى مخخن‬
‫المسافة نظر‪ ،‬واستقرب الشهيد في البيان الحتساب‪ .‬ثم إن هذا الخخبر يخدل‬
‫على الرجوع عن القصر مع الرجوع عن العزم قبل المسافة‪ ،‬لكن يدل على‬
‫أن أربعخخة فراسخخخ يكفخخى لخخذلك‪ ،‬كمخخا قطخخع بخخه الشخخيخ فخخي النهايخخة فخخي هخخذه‬
‫المسألة‪ .‬ويدل على ما مر من أن أربعة فراسخ مع إرادة الخذهاب قبخخل قطخع‬
‫السفر بالقامة يكفي لوجوب القصخخر‪ ،‬وإنمخخا حكخخم بالقصخخر لنخخه مخخع تخخردده‬
‫جخخازم بالسخخفر فخخي الجملخخة‪ ،‬لنخخه إمخخا أن يجخخئ الرفقخخة فيخخذهب إلخخى منتهخخى‬
‫المسافة ثمانية فراسخ أو أكخخثر أو يرجخخع قبخل قصخد القامخخة أربعخخة فراسخخ‬
‫فتصخخير ثمانيخخة‪ ،‬فعلخخى الخخوجهين قخخاطع بالسخخفر‪ ،‬ول يلخخزم القطخخع فخخي جهخخة‬
‫واحدة‪ ،‬بخلف ما إذا ذهب أقل من أربعة فراسخ‪ ،‬فانه على تقخخدير الرجخخوع‬
‫ل يصير سفره ثمانية فراسخ‪ ،‬فل يكون قاطعا على المسافة فتفطخخن‪- 31 .‬‬
‫ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن أحمد بخخن إدريخخس عخخن‬
‫محمد بن أحمد بن يحيى الشعري‪ ،‬عن أحمد بن هلل‪ ،‬عن عيسى بن عبخخد‬
‫ال عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬خياركم الخخذين إذا سخخافروا قصخخروا وأفطخخروا )‪.(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن محمد بخخن يحيخخى العطخخار‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أحمخخد‬
‫الشعري رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من صلى فخخي سخخفر أربخخع‬
‫ركعات متعمدا فأنا إلى ال‬

‫أبا عبد ال عليه السلم عن الرجل يخرج مع القخخوم فخخي السخخفر يريخخده‪ ،‬فخخدخل عليخخه‬
‫الوقت و قد خرج من القرية على فرسخين فصلوا وانصخخرف بعضخخهم فخخي‬
‫حاجة فلم يقض له الخروج‪ ،‬ما يصنع بالصلة التى صلها ركعتين ؟ قال‪:‬‬
‫تمت صلته ول يعيد‪ (1) .‬ثواب العمال ص ‪.34‬‬

‫]‪[64‬‬

‫عزوجخخل منخخه بخخرئ )‪ .(1‬المقنخخع‪ :‬مرسخخل مثلخخه ومثخخل الخخخبر السخخابق )‪- 32 .(2‬‬
‫المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عخخن علخخي بخخن مهزيخخار قخخال‪:‬‬
‫قال بعض أصحابنا لبي عبد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬مخخا بخخال صخخلة المغخخرب لخخم‬
‫يقصر فيها رسول ال صلى ال عليه وآله في السفر والحضر مع نافلتهخخا ؟‬
‫قال عليه السلم‪ :‬لن الصخلة كخانت ركعختين ركعختين‪ ،‬فأضخاف رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله إلى كل ركعتين ركعتين‪ ،‬ووضخخعها عخخن المسخخافر وأقخخر‬
‫المغرب على وجهها في السفر والحضر‪ ،‬ولم يقصر في ركعخختي الفجخخر‪ ،‬أن‬
‫يكون تمام الصلة سبعة عشر ركعخخة فخخي السخخفر والحضخخر )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬لعخخل‬
‫المعنخخى أنخخه لمخخا قصخخر فخخي المفروضخخات‪ ،‬كخخان تخخرك المسخخنونات المتعلقخخة‬
‫بالمفروضات أولى بالوضع والترك‪ ،‬وإنمخخا ابقيخخت ركعخخة مخخن المغخخرب ]مخخع‬
‫ست ركعات نوافخل المغخرب والفجخر ليوافخق سخبعة عشخرة ركعخة الفريضخة‬
‫المقررة في الحضر‪ ،‬وأما صلة[ )‪ (4‬الليل والوتيرة فانها صلوات برأسخخها‬
‫لتعلق لها بالفرائض‪ - 33 .‬المحاسن‪ :‬عن محمد بخن خالخد الشخعري‪ ،‬عخن‬
‫إبراهيم بن محمد الشعري عن حذيفة بن منصخخور قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا جعفخخر‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬الصلة في السفر ركعتان بالنهار ليس قبلهما ولبعدهما‬
‫شئ )‪ .(5‬بيان‪) :‬ليس قبلهما ول بعخخدهما( أي ممخخا يتعلخخق بهمخخا‪ ،‬فل ينخخافي‬
‫نافلة المغرب والوتيرة قبل العشاء وبعدها ]هذا إن اريخخد بالنهخخار مخخا يشخخمل‬
‫الليل‪ ،‬والظهر أن المراد به هنا مخا بيخخن طلخوع الشخخمس إلخى غروبهخخا كمخا‬
‫صرح به في القاموس‪ ،‬فل إشكال فيه[ )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .249‬المقنع ص ‪ (3) .38‬المحاسن‪ (4) .327 :‬ما بين‬
‫العلمخختين سخخاقط مخخن ط الكمبخخانى‪ (5) .‬المحاسخخن‪ (6) .371 :‬مخخا بيخخن‬
‫العلمتين زيادة من الصل‪ ،‬وقد كان اللئح من نسخته قدس سره أنخه زاد‬
‫هذه الجملة بعدا‪.‬‬

‫]‪[65‬‬

‫‪ - 34‬المحاسن‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سليمان الجعفري‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من سافر فعليه التقصخخير والفطخخار غيخخر الملح فخخانه فخخي بيتخخه‬
‫وهو يتردد حيث شاء )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الجعفري‪ ،‬عن موسخخى بخخن‬
‫حمزة بن بزيع قخال‪ :‬قلخت لبخي الحسخن عليخه السخلم‪ :‬جعلخت فخداك إن لخي‬
‫ضيعة دونت بغداد فاقيم فخي تلخك الضخيعة اقصخر أم اتخم ؟ قخال‪ :‬إن لخم تنخوا‬
‫لمقام عشرا فقصخخر )‪ - 35 .(2‬فقخخه الرضخخا‪ (3) :‬قخخال عليخخه السخخلم‪ :‬اعلخخم‬
‫يرحمك ال أن فرض السفر ركعتخان إل الغخداة‪ ،‬فخان رسخول الخ صخلى الخ‬
‫عليه وآله تركها على حالها في السفر والحضر وأضاف إلى المغرب ركعة‪.‬‬
‫وقد يستحب أن ل تترك نافلة المغرب‪ ،‬وهي أربع ركعات في السفر ول فخخي‬
‫الحضر وركعتان بعد العشاء الخرة من جلوس‪ ،‬وثمان ركعات صلة الليل‪،‬‬
‫والوتر وركعتا الفجر‪ ،‬فان لم تقدر على صلة الليل قضيتها في الوقت الذي‬
‫يمكنك من ليل أو نهار‪ .‬ومخخن سخافر فالتقصخخير عليخخه واجخب إذا كخان سخفره‬
‫ثمانية فراسخخ‪ ،‬أو بريخدين‪ ،‬و هخخو أربعخة وعشخرون ميل فخان كخان سخخفرك‬
‫بريدا واحدا وأردت أن ترجع من يومك قصرت لنه ذهابك ومجيئك بريدان‪.‬‬
‫وإن عزمت على المقخخام وكخخان مخخدة سخخفرك بريخخدا واحخخدا ثخخم تجخخدد لخخك فيخخه‬
‫الرجوع من يومك‪ ،‬وأقمخت فل تقصخر‪ ،‬وإن كخان أكخثر مخن بريخد فالتقصخير‬
‫واجب إذا غاب عنخخك أذان مصخخرك‪ .‬وإن كنخخت مسخخافرا فخخدخلت منخخزل أخيخخك‬
‫أتممخخت الصخخلة والصخخوم مخخادمت عنخخده لن منخخزل أخيخخك مثخخل منزلخخك‪ ،‬وإن‬
‫دخلت مدينة فعزمت على القيام فيها يوما أو‬

‫)‪ (2 - 1‬المحاسن‪ (3) .371 :‬فقه الرضا ص ‪ 16‬باب صلة المسافر‪.‬‬

‫]‪[66‬‬

‫يومين‪ ،‬فدافعتك اليام وأنت في كل يوم تقول أخرج اليخخوم أو غخخدا أفطخخرت وقصخخرت‬
‫ولو كان ثلثين يوما‪ ،‬وإن عزمت على المقام بهخخا حيخخن تخخدخل مخخدة عشخخرة‬
‫أيخخام أتممخخت وقخخت دخولخخك‪ .‬والسخخفر الخخذي يجخخب فيخخه التقصخخير فخخي الصخخوم‬
‫والصلة هو سفر في الطاعة‪ ،‬مثل الحج والغزو والزيارة‪ ،‬وقصخخد الصخخديق‬
‫والخ وحضور المشاهد‪ ،‬وقصد أخيك لقضاء حقه‪ ،‬والخروج إلى ضخخيعتك‪،‬‬
‫أو مال تخاف تلفه‪ ،‬أو متجر لبد منه‪ ،‬فإذا سافرت فخخي هخخذه الوجخخوه وجخخب‬
‫عليك التقصير‪ ،‬وإن كان غير هذه الوجوه وجخخب عليخخك التمخخام‪ .‬وإذا بلغخخت‬
‫موضع قصدك من الحج والزيارة والمشاهد وغير ذلك مما قد بينته لك فقخخد‬
‫سقط عنك السفر‪ ،‬ووجب عليك التمام‪ .‬وقد أروي عن العخخالم عليخخه السخخلم‬
‫أنه قخخال‪ :‬فخخي أربخخع مواضخخع ل يجخخب أن تقصخخر‪ :‬إذا قصخخدت مكخخة والمدينخخة‬
‫ومسخخجد الكوفخخة والحيخخرة‪ .‬وسخخاير السخخفار الخختي ليسخخت بطاعخخة مثخخل طلخخب‬
‫الصخخيد والنزهخخة‪ ،‬ومعاونخخة الظخخالم وكخخذلك الملح والفلح والمكخخاري فل‬
‫تقصير في الصلة‪ ،‬ول في الصخخوم‪ .‬وإن سخخافرت إلخخى موضخخع مقخخدار أربخخع‬
‫فراسخ ولم ترد الرجوع من يومخخك‪ ،‬فخخأنت بالخيخخار‪ ،‬فخخان شخخئت تممخخت وإن‬
‫شئت قصرت‪ ،‬وإن كان سفرك دون أربع فراسخ فالتمام عليك واجخخب‪ .‬فخخإذا‬
‫دخلت بلدا ونويت المقام بها عشرة أيام فأتم الصلة والصوم وإن نويت أقل‬
‫من عشرة أيام فعليك التقصير‪ ،‬وإن لم تدر ما مقامك بها تقول أخرج اليخخوم‬
‫وغدا فعليك أن تقصر إلخخى أن يمضخخي ثلثخخون يومخخا ثخخم تتخخم بعخخد ذلخخك‪ ،‬ولخخو‬
‫صلة واحدة‪ ،‬ومتى وجب عليك التقصخخير فخخي الصخخلة أو التمخخام لزمخخك فخخي‬
‫الصوم مثله‪ ،‬وإن دخلت قرية ولك بها حصة فأتم الصلة‪ ،‬وإن خرجخت مخن‬
‫منزلك فقصر إلى أن تعود إليه‪.‬‬

‫]‪[67‬‬
‫واعلم أن المتمم في السفر كالمقصر في الحضر‪ ،‬ول يحل التمام فخخي السخخفر إل لمخخن‬
‫كان سفره ل عزوجل معصخخية أو سخخفرا إلخخى صخخيد‪ ،‬ومخخن خخخرج إلخخى صخخيد‬
‫فعليه التمخخام إذا كخخان صخخيده بطخخرا وشخخرها وإذا كخخان صخخيده للتجخخارة فعليخخه‬
‫التمام في الصلة والتقصير في الصوم‪ ،‬وإذا كان صيده اضطرارا ليعود بخخه‬
‫على عياله فعليه التقصير في الصلة والصوم‪ .‬ولو أن مسخخافرا ممخخن يجخخب‬
‫عليه‪ ،‬مال من طريقه إلخى الصخيد‪ ،‬لخوجب عليخه التمخام لطلخب الصخيد‪ ،‬فخان‬
‫رجع بصيده إلى الطريق فعليه في رجوعه التقصخخير‪ .‬وإن كنخخت صخخليت فخخي‬
‫السفر صلة تامة فذكرتها وأنت في وقتها فعليك العخخادة‪ ،‬وإن ذكرتهخخا بعخخد‬
‫خروج الوقت فل شئ عليك‪ ،‬وإن أتممتها بجهالة فليخخس عليخخك فيمخخا مضخخى‬
‫شئ‪ ،‬ول إعادة عليخك‪ ،‬إل أن تكخون قخد سخخمعت بالحخديث‪ .‬وإن قصخخرت فخخي‬
‫قريتك ناسيا ثم ذكرت وأنت في وقتها أو فخخي غيخخر وقتهخخا فعليخخك قضخخاء مخخا‬
‫فاتك منها‪ ،‬وروي أن من صام في مرضه أو في سفره أو أتم الصلة فعليخخه‬
‫القضاء إل أن يكون جاهل فيه فليس عليه شئ )‪ .(1‬توضيح‪ :‬يدل علخخى مخخا‬
‫هو المشهور من رجوع اليوم في أربعخخة فراسخخ‪ ،‬ولعلخه مسختند الصخخدوق‪،‬‬
‫وبمجرد هذا الخبر يشكل تخصيص الخبخخار الكخخثيرة المعتخخبرة‪ ،‬قخخوله‪) :‬وإن‬
‫كان أكثر من بريد( أي بريدان وأكخخثر‪ ،‬قخخوله عليخخه السخخلم‪) :‬فخخدخلت منخخزل‬
‫أخيك( موافق لمذهب ابن الجنيد وجماعة من العامخخة‪ ،‬ولعلخخه محمخخول علخخى‬
‫التقية قوله‪) :‬هو سفر في الطاعة( يمكن حمل الطاعة على عدم المعصخخية‪،‬‬
‫فيشمل المباح و المكروه كما هو المشهور‪ .‬قوله عليه السلم‪) :‬سقط عنخخك‬
‫السفر( أي مع قصد القامة‪ ،‬وظاهره التمام في جميخخع المشخخاهد كمخخا قيخخل‪،‬‬
‫وسيأتي ذكره )والنزهة( أي النزهة في الصيد أو بساير المحرمات‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا )وهو كتاب التكليف لبن أبي العزاقر الشلمغانى كمخا عرفخخت مخرارا(‬
‫ص ‪ ،16‬باب صلة المسافر والمريض‪.‬‬

‫]‪[68‬‬

‫وظاهره عدم القصر في التنزهات المباحة أيضا‪ ،‬ولم يقل بخخه ظخخاهرا أحخخد‪ ،‬وإن كخخان‬
‫يومي إليه بعض الخبار و )الفلح( غير مخخذكور فخخي غيخخره‪ ،‬وهخخو محمخخول‬
‫على فلح يكون غالبا في السخخير كمخخا مخخر فخخي التخخاجر والميخخر‪ .‬قخخوله عليخخه‬
‫السلم‪) :‬ولك بها حصة( أي من الملخخك‪ ،‬وحمخخل علخخى السخختيطان كمخخا مخخر‪،‬‬
‫قوله‪) :‬في قريتك( أي في وطنك الذي يجب عليك فيه إتمام الصلة‪ ،‬وقخخوله‬
‫)إل أن يكون جاهل( بظاهره يشمل السفر والمرض‪ ،‬والول هخخو المشخخهور‬
‫بين الصحاب ولم أر قائل في المرض بذلك‪ - 36 .‬العياشي‪ :‬عن حمخخاد بخخن‬
‫عثمان‪ ،‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخلم فخي قخخوله‪) :‬فمخن اضخخطر غيخر بخاغ‬
‫ولعاد( )‪ (1‬قال‪ :‬الباغي طخخالب الصخخيد‪ ،‬والعخخادي السخخارق‪ ،‬ليخخس لهمخخا أن‬
‫يقصرا من الصلة‪ ،‬وليس لهما إذا اضطرا إلى الميتة أن يأكلهخخا‪ ،‬ول يحخخل‬
‫لهما ما يحل للناس إذا اضطروا )‪ - 37 .(2‬نوادر الراوندي‪ :‬باسخخناده عخخن‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه قال‪ :‬قال علي عليه السخخلم‪ :‬جخخاءت الخضخخارمة‬
‫إلى رسول ال صلى ال عليه وآله فقخالوا‪ :‬يخخا رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآلخخه إنخخا ل نخخزال ننفخخر أبخخدا فكيخخف نضخخنع بالصخخلة ؟ فقخخال‪ :‬سخخبحوا ثلث‬
‫تسبيحات ركوعا‪ ،‬وثلث تسبيحات سخخجودا )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬أي ل تقصخخروا فخخي‬
‫كيفية الصلة أيضا كما ل تقصخخرون فخخي الكميخخة‪ ،‬ويمكخخن أن يكخخون تجخخويزا‬
‫للتخفيف‪ ،‬فالمراد بالتسخخبيحات الصخخغريات‪ - 38 .‬كتخخاب صخخفين‪ :‬لنصخخر بخخن‬
‫مزاحم‪ ،‬عن عمر بن خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن آبائه عليهم السخخلم قخخال‪:‬‬
‫خرج علي عليه السلم وهو يريد صخخفين حخختى إذا قطخخع النهخخر أمخخر منخخاديه‬
‫فنادى بالصلة‪ ،‬قال‪ :‬فتقدم فصلى ركعتين حتى إذا قضى الصلة أقبل علينا‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .173 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ ،75‬الرقم ‪ (3) .156‬لم نجده فخخي‬
‫المطبوع من المصدر‪.‬‬

‫]‪[69‬‬

‫فقال‪ :‬يا أيها الناس أل من كان مشخخيعا أو مقيمخخا فليتخخم‪ ،‬فانخخا قخوم علخى سخخفر‪ ،‬ومخخن‬
‫صحبنا فل يصم المفروض‪ ،‬والصلة ركعتان‪ - 39 .‬كتاب زيد النرسى‪ :‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سأله بعض أصحابنا عخخن طلخخب الصخخيد وقخخال‬
‫له‪ :‬إني رجل ألهو بطلب الصيد‪ ،‬وضرب الصوالج‪ ،‬وألهو بلعب الشخخطرنج‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أما الصيد فانه مبتغى باطل‪ ،‬وإنما أحخخل‬
‫ال الصيد لمخن اضخخطر إلخى الصخيد‪ ،‬فليخخس المضخخطر إلخى طلبخه سخخعيه فيخخه‬
‫باطل‪ ،‬ويجب عليه التقصير في الصلة والصيام جميعا إذا كان مضطرا إلى‬
‫أكله‪ ،‬وإن كان ممن يطلبه للتجارة‪ ،‬وليسخخت لخخه حرفخخة إل مخخن طلخب الصخخيد‬
‫فان سعيه حق وعليه التمام فخخي الصخخلة والصخخيام‪ ،‬لن ذلخخك تجخخارته‪ ،‬فهخخو‬
‫بمنزلة صاحب الدور الذي يدور السواق فخخي طلخخب التجخخارة‪ ،‬أو كالمكخخاري‬
‫والملح‪ .‬ومن طلبه لهيا وأشرار وبطرا فان سعيه ذلك سعي باطل‪ ،‬وسخخفر‬
‫باطل‪ ،‬و عليه التمام في الصلة والصيام‪ ،‬وإن المؤمن لفي شغل عخن ذلخك‪،‬‬
‫شغله طلب الخرة عن الملهي الحخخديث‪ .‬بيخخان‪ :‬مخخا دل عليخخه الخخخبر مخخن أن‬
‫الصائد للتجارة يتم الصلة والصوم معا لم أر قائل به‪ ،‬لكن ظاهر الخخخبر أن‬
‫الحكم مختص بصائد يكون دائما في السير والحركة للصيد‪ ،‬فيكون بمنزلخخة‬
‫التاجر الخخذي يخخدور فخخي تجخخارته‪ ،‬فل يبعخخد مخخن مخخذاهب الصخخحاب وظخخواهر‬
‫النصوص القول به‪ ،‬وقد مر فخخي الخخخبر تعليخخل الحكخم بخخأنه عملهخخم‪ ،‬فيشخخمل‬
‫التعليل هذا أيضا‪ .‬وأما الصائد الذي يذهب أحيانا إلى الصيد للتجارة‪ ،‬فليخخس‬
‫هذا حكمه‪ ،‬و يمكن حمله أيضا على مخخا إذا لخخم يبلخخغ المسخخافة ولخخم يقصخخدها‬
‫أول‪ ،‬كما هو الشايع في الصيد‪ ،‬والغالب فيه‪ ،‬والول أظهر مخخن الخخخبر‪40 .‬‬
‫‪ -‬كتاب الغايات‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال خ صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله‪ :‬خيار امتي الذين إذا سافروا قصروا وأفطروا‪.‬‬

‫]‪[70‬‬

‫‪ - 41‬دعائم السلم‪ :‬عن علي عليه السلم أنخخه قخخال‪ :‬مخخن قصخخر الصخخلة فخخي السخخفر‬
‫وأفطر فقد قبل تخفيف ال وكملت صلته )‪ .(1‬وعنه صلوات ال خ عليخخه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله نهى أن تتخخم الصخخلة فخخي السخخفر )‪ .(2‬وعخخن‬
‫جعفر بن محمد أنه قال‪ :‬أنا برئ ممن يصخخلي فخخي السخخفر أربعخخا )‪ .(3‬وعخخن‬
‫أبي جعفر محمد بن علي صلوات ال عليخخه أنخخه قخخال‪ :‬مخخن صخخلى أربعخخا فخخي‬
‫السفر أعاد إل أن يكون لم تقرء الية عليه‪ ،‬ولخخم يعلمهخخا‪ ،‬فل إعخخادة عليخخه‪.‬‬
‫يعني بالية آية القصر )‪ .(4‬وعن جعفخخر بخخن محمخخد عليخخه السخلم أنخخه قخال‪:‬‬
‫الفرض على المسافر من الصلة ركعتان في كل صلة إلخخى المغخخرب‪ ،‬فانهخخا‬
‫غير مقصوره )‪ .(5‬وعن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال‪ :‬ليس في السفر‬
‫في النهار صلة إل الفريضة ولك فيه أن تصلي إن شئت من أول الليخل إلخى‬
‫آخره‪ ،‬ول تدع أن تقضي نافلة النهار في الليل )‪ .(6‬وعنه عليه السلم أنخخه‬
‫قال‪ :‬إذا خرج المسافر إلى سفر يقصر في مثلخخه الصخخلة قصخخر و أفطخخر‪ ،‬إذا‬
‫خرج من مصره أو قريته )‪ .(7‬وعنه عليه السلم أنه قخخال‪ :‬تقصخخر الصخخلة‬
‫في بريدين ذاهبا ورجعا‪ ،‬يعني إذا كان خارجا إلى سفر مسخيرة بريخد‪ ،‬وهخو‬
‫يريد الرجوع قصر‪ ،‬وإن كان يريخد القامخة لخم يقصخر حخختى تكخون المسخافة‬
‫بريدين )‪ .(8‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬سمعت رسخول الخ صخلى الخ‬
‫عليخخه وآلخخه يقخخول‪ :‬تسخخعة ل يقصخخرون الصخخلة‪ :‬الميخخر يخخدور فخخي إمخخارته‪،‬‬
‫والجابي يدور في جبايته‪ ،‬وصاحب الصيد‪ ،‬والمحارب يعني قاطع الطريخخق‪،‬‬
‫والباغي على المسلمين‪ ،‬والسارق‪ ،‬وأمثالهم‪ ،‬والتخخاجر يخخدور فخخي تجخخارته‪،‬‬
‫والبدوي يدور في طلب القطر‪ ،‬والزراع‪ ،‬فكل هؤلء المراد فيهم إذا‬

‫)‪ (4 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (8 - 5) .195‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.196‬‬

‫]‪[71‬‬

‫كانوا يدورون من موضع إلى موضع ل يجدون فخخي السخخفر )‪ .(1‬وكخخذلك روينخخا عخخن‬
‫جعفر بن محمد عليه السلم أنه قخخال فخخي المكخخاري والملح وهخخو النخخوتي ل‬
‫يقصران لن ذلك دأبهما وكذلك المسافر إلى أرضين لخخه بعضخخها قريخخب مخخن‬
‫بعض فيكون يوما ههنا ويوما ههنا‪ ،‬فقال عليه السلم في هذا أيضخخا أنخخه ل‬
‫يقصر وكذلك قال في المسافر ينزل في بعض أسفاره على أهلخخه ل يقصخخر )‬
‫‪ .(2‬وعن أبي جعفر وأبي عبد ال صلوات ال عليهمخخا أنهمخخا قخخال‪ :‬إذا نخخزل‬
‫المسافر مكانا ينوي فيه مقام عشرة أيام صام وأتم الصلة‪ ،‬وإن نوى مقخخام‬
‫أقل من ذلك قصر وأفطر وهخخو فخخي حخخال المسخخافر وإن لخخم ينخخو شخخيئا وقخخال‪:‬‬
‫اليوم أخرج وغدا أخخخرج قصخخر مخخا بينخه وبيخن شخخهر ثخخم أتخم )‪ .(3‬وقخال‪ :‬ل‬
‫ينبغي للمسافر أن يصلي بمقيم‪ ،‬ول يأتم به فان فعل فأم المقيمين سخخلم مخخن‬
‫ركعتين وأتمواهم‪ ،‬وإن أئتم بمقيم انصرف من ركعتين )‪ .(4‬وعن جعفر بن‬
‫محمد أنه قال‪ :‬من نسي صلة في السفر فخخذكرها فخخي الحضخخر قضخخى صخخلة‬
‫مسافر‪ ،‬وإن نسي صلة في الحضر فذكرها في السفر قضاها صلة مقيخخم )‬
‫‪ .(5‬وعن رسول ال صلى ال عليه وآله وعخن علخخي ومحمخد بخن علخي بخخن‬
‫الحسين وجعفر بن محمد عليهم السخخلم أنهخخم رخصخخوا للمسخخافر أن يصخخلي‬
‫النافلة علخخى دابتخخه أو بعيخخره حيثمخخا تخخوجه للقبلخخة‪ ،‬أو لغيخخر القبلخخة‪ ،‬وتكخخون‬
‫صلته إيماء‪ ،‬ويجعل السجود أخفض من الركوع‪ ،‬فخخإذا كخخانت الفريضخخة لخخم‬
‫يصخل إل علخى الرض متوجهخا إلخى القبلخة‪ ،‬والعامخة أيضخا علخى هخذا )‪.(6‬‬
‫وقالوا في قول ال عزوجل )فأينما تولوا فثم وجه الخخ( )‪ (7‬فخخي هخخذا نخخزل‪،‬‬
‫أي في صلة النافلة على الدابة حيثما توجهت )‪.(8‬‬

‫)‪ (6 - 1‬دعخخائم السخخلم ج ‪ 1‬ص ‪ 196‬و ‪ (7) .197‬البقخخرة‪ (8) .115 :‬دعخخائم‬
‫السلم ج ‪ 1‬ص ‪.197‬‬

‫]‪[72‬‬

‫وروينا عن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬من صلى في السخخفينة وهخخي تخخدور‬
‫فليتوجه إلى القبلة‪ ،‬فان دارت به دار إلى القبلة بوجهه‪ ،‬وإن لم يسخختطع أن‬
‫يصلي قائما صلى جالسخخا‪ ،‬ويسخخجد إن شخخاء علخخى الزفخخت )‪ .(1‬وعنخخه عليخخه‬
‫السلم أنه نهى عن الصلة على جادة الطريق )‪ .(2‬وعنه عليه السخخلم أنخخه‬
‫قال في الغريق وحائض الماء‪ :‬يصليان إيمخخاء‪ ،‬وكخخذلك العريخخان إذا لخخم يجخخد‬
‫ثوبا يصلي فيه‪ ،‬صلى جالسا ويومي إيماء )‪ .(3‬بيان‪) :‬ول تدع أن تقضي(‬
‫يدل على استحباب قضاء نوافل النهار بالليخخل‪ ،‬وهخخو خلف المشخخهور‪ ،‬وقخخد‬
‫ورد في عدة روايات كصحيحة معاوية بن عمخخار )‪ (4‬قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬أقضي صلة النهار بالليل في السفر ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال لخخه‬
‫إسماعيل ابن جابر أقضي صلة النهار بالليل فخي السخفر ؟ فقخال‪ :‬ل‪ ،‬فقخال‪:‬‬
‫إنك قلت نعم فقال‪ :‬إن ذلك يطيق وأنت ل تطيق‪ .‬وفي حسنة سدير )‪ (5‬كخخان‬
‫أبي يقضي في السفر نوافل النهار بالليل‪ ،‬ول يتم صلة فريضة‪ ،‬ويعارضها‬
‫روايات دالة على المنع‪ ،‬والشيخ حمل الروايات الولة تخخارة علخخى الجخخواز‪،‬‬
‫واخرى على من سافر بعد دخول الوقت‪ ،‬والظهر عندي حملها على التقية‬
‫كما يومي إليه الخبار‪) .‬والنوتي( بالضخخم الملح‪ ،‬قخخال فخخي النهايخخة النخخوتي‬
‫الملح الذي يدير السخخفينة فخخي البحخخر‪ ،‬وقخخد نخخات ينخخوت نوتخخا إذا تمايخخل فخخي‬
‫النعاس‪ ،‬كأن النوتي يميل السفينة من جانب إلى جانب‪ - 42 .‬الهداية‪ :‬الحد‬
‫الذي يوجب التقصير على المسافر أن يكون سفره ثمانية فراسخ‪ ،‬فإذا كخخان‬
‫سفره أربعة فراسخ ولم يرد الرجوع من يومه فهخخو بالخيخخار فخخان شخخاء أتخخم‬
‫وإن شاء قصر‪ ،‬وإن أراد الرجوع من يومه فالتقصير عليه واجخخب‪ ،‬والمتخخم‬
‫في السفر كالمقصر في الحضر‪ ،‬قال النبي صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬مخخن صخخلي‬
‫في السفر أربعا متعمدا فأنا إلى‬

‫)‪ (3 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ 4) .197‬و ‪ (5‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.138‬‬

‫]‪[73‬‬

‫ال منه برئ )‪ .(1‬ول يحل التمام في السفر إل لمن كان سفره ل عزوجخخل معصخخية‪،‬‬
‫أو سفر إلى صيد يكخخون بطخخرا أو أشخخرا فأمخخا الخخذي يجخخب عليخخه التمخخام فخخي‬
‫الصلة‪ ،‬والصوم في السفر‪ ،‬فالمكاري والكرى والبريخخد والراعخخي والملح‪،‬‬
‫لنخخه عملهخخم‪ ،‬وصخخاحب الصخخيد إن كخخان صخخيده مخخا يقخخوت بخخه عيخخاله فعليخخه‬
‫التقصير في الصلة والصوم )‪ - 43 .(2‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمخخد بخخن‬
‫إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي بخخن أبخخي عثمخخان‪ ،‬عخخن‬
‫موسى المروزي عن أبي الحسن الول عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أربع يفسدن القلب‪ ،‬وينبتن النقاق في القلب كما ينبخت‬
‫الماء الشجر‪ :‬اللهخخو‪ ،‬والبخخذاء‪ ،‬وإتيخخان بخخاب السخخلطان‪ ،‬وطلخخب الصخخيد )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬الظاهر أن المراد بالصيد صيد اللهو‪ ،‬وظاهر الخبار تحريمه كما هو‬
‫ظاهر أكثر الصحاب‪ ،‬ويحتمل كونه مكروها‪ ،‬ولكخخونه لغخخوا ل فخخائدة فيخخه ل‬
‫يوجب قصر الصلة والصوم والول أظهر‪.‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الهداية‪ (3) .33 :‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪(*) .108‬‬

‫]‪[74‬‬

‫‪) - 2‬باب( * " )مواضع التخيير )‪ - 1 * " ((1‬كامل الزيارة‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سخعد‬
‫بخخن عبخد الخ قخال‪ :‬سخألت أيخوب بخخن نخوح عخن تقصخير الصخلوات فخخي هخذه‬
‫المشاهد‪ :‬مكة والمدينة والكوفة وقبر الحسين الربعة‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬من اليات المتعلقة بالباب قوله تعالى عزوجل في سورة النور‪) :38 - 35 :‬ال‬
‫نور السخماوات والرض مثخل نخخوره كمشخخكاة فيهخخا مصخباح المصخباح فخي‬
‫زجاجخخة الزجاجخخة كأنهخخا كخخوكب درى يوقخخد مخخن شخخجرة مباركخخة زيتونخخة‬
‫لشرقية ول غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسخخه نخار نخخور علخى نخور‬
‫يهدى ال لنوره من يشاء ويضرب ال المثال للناس وال بكل شئ عليم‪:‬‬
‫فخخي بيخخوت أذن ال خ أن ترفخخع ويخخذكر فيهخخا اسخخمه يسخخبح لخخه فيهخخا بالغخخدو‬
‫والصال رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال واقام الصخخلة وايتخخاء‬
‫الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والبصار * ليجزيهم ال أحسن مخخا‬
‫عملوا ويزيدهم من فضله وال يرزق من يشاء بغير حساب‪ .‬وظاهر قوله‬
‫عزوجل‪) :‬ويضرب ال المثال للنخخاس( أن فخخي اليخخة الكريمخخة مبتخخدئا مخخن‬
‫قوله عزوجل‪) :‬نور السماوات والرض( إلخخى آخخخر اليخخة الكريمخخة كلمخخات‬
‫ضربت أمثال لهداية النخاس أولهخا )نخخور السخخموات والرض( وهخخو النخخبي‬
‫صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وبعخخده )مثخخل نخخوره( وليخخس ال عليخخا عليخخه الصخخلة‬
‫والسخخلم‪ ،‬ثخخم العخخترة الطخخاهرة الزكيخخة واحخخدا بعخخد واحخخد‪ :‬أنخخوار الهدايخخة‬
‫والشخخجرة الطيبخخة الخختى أصخخلها ثخخابت وفرعهخخا فخخي السخخماء‪ ،‬إلخخى أن يبلخخغ‬
‫)لنوره( وهو المهدى الذى يختم ال به أنوار هدايته ويظهره علخخى الخخدين‬
‫كله ولو كره المشركون‪ .‬ثم قال عزوجخخل‪) :‬فخخي بيخخوت( أي هخخم فخخي بيخخوت‬
‫)أذن ال أن ترفع( أي يرفع‬

‫]‪[75‬‬

‫الذي روي فيها‪ ،‬فقال‪ :‬أنا اقصر‪ ،‬وكان صفوان يقصر‪ ،‬وابن أبي عمير وجميع‬

‫سمكها كما أذن لبيته أن يرفع‪ :‬فرفخخع ابراهيخخم واسخخماعيل عليهمخخا الصخخلة والسخخلم‬
‫قواعد بيته بحيث عل على كل بيت‪ ،‬ولذلك لم يجز لغيرهم أن يرفخخع سخخمك‬
‫بيته عن ثمانية أذرع وقد كان ارتفخخاع بيخخت الخ عزوجخخل فخخي عهخخد النخخبي‬
‫محمخخد )ص( ثمخخانى عشخخرة أذرع‪ ،‬فجخخاز أن يرفخخع بيخخوت العخخترة الطخخاهرة‬
‫أيضخخا ثمخخانى عشخخرة أذرع ال قليل‪ .‬ثخخم قخخال عخخز مخخن قخخائل‪) :‬ويخخذكر فيهخخا‬
‫اسمه( أي يذكر في تلك البيوت اسم ال عزوجل كما يذكر اسمه فخخي بيتخخه‬
‫بيت ال الحرام‪ .‬ثم بين هذا الذكر بقوله‪) :‬يسبح له فيها بالغدو والصخخال(‬
‫والمراد بالتسبيح هو السبحة صلوات النوافخخل كمخخا هخخو المعهخخود فخخي لفخخظ‬
‫القرآن الكريم إذا نسبه إلى الناس‪ ،‬و أما الغدو والصال‪ ،‬فقخخد عرفخخت فخخي‬
‫باب أوقات الصلواة وباب الجهر والخفات أن الغخدو وقخخت الخخزوال يتغخدى‬
‫فيه الناس‪ ،‬والصخخال وقخخت العصخخر حخختى يغخخترب الشخخمس‪ ،‬فينطبخخق علخخى‬
‫صخخلة الظهخخر والعصخخر‪ ،‬ويشخخير إلخخى أن نافلتهمخخا مرغخخوب فيخخه فخخي هخخذه‬
‫البيوت مطلقا حتى في السفار فيعلم بذلك أن الركعخخات المسخخنونة الداخلخخة‬
‫في الفرائض أيضا مرغوب فيها عند هذه الخخبيوت الكريمخخة بطريخخق أولخخى‪.‬‬
‫وقوله عزوجل‪) :‬رجال لتلهيهم تجخارة ول بيخخع عخخن ذكخخر الخ( الخخخ كخخأنه‬
‫اشارة إلى أن المسافر وان كان سفره للتجارة والبيع يبتغى فضخخل الخخ‪ ،‬ل‬
‫يكون رغبته ذلك ليهليه عن هذه التجارة المعنوية وهو ذكر ال خ عزوجخخل‬
‫في هذه البيوت الشريفة والمشاهد الكريمة يصلى نوافله فخخي تلخك الخخبيوت‬
‫بأجمعها فانها )مساجد يذكر فيها اسم ال كثيرا( ويقيم صلته حق اقامتها‬
‫ويؤتى زكاته وصدقاته المندوبة والمفروضخخة )وكخأنه يجخخوز حمخخل الزكخاة‬
‫إلى تلك البيوت وتقسيمها بين مستحقيها( )يخخخافون( أي يتقخخون بأفعخخالهم‬
‫ذلخخك )يومخخا تتقلخخب فيخخه القلخخوب والبصخخار( لكونهخخا نافعخخة ليخخوم المعخخاد‪،‬‬
‫وليجزيهم ال أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والخ يخرزق مخن يشخاء‬
‫بغير حساب‪ .‬وأمخخا مخخا سخخيجئ فخخي الروايخخات مخخن انحصخخار تلخخك المواضخخع‬
‫بالربعة‪ :‬مكة والمدينة و‬

‫]‪[76‬‬

‫أصحابنا يقصرون )‪ .(1‬ومنه عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫متيل‪ ،‬عن سهل بن زياد الدمخخي عخن محمخخد بخخن عبخخد الخ‪ ،‬عخخن صخخالح بخخن‬
‫عقبخخة‪ ،‬عخخن أبخخي شخخبل قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم أزور قخخبر‬
‫الحسين ؟ قال‪ :‬زر الطيب وأتم الصلة عنده‪ ،‬قلت‪ :‬اتم الصلة عنده ؟ قخخال‪:‬‬
‫أتم قلت‪ :‬بعض أصحابنا يروي التقصير قال‪ :‬إنمخخا يفعخخل ذلخخك الضخخعفة )‪.(2‬‬
‫ومنه عن الكليني )‪ (3‬عن جماعة مشايخه عن سهل باسخخناده مثلخخه‪ .‬وعنخخه‬
‫عن أبي عبد الرحمن محمد بن أحمد العسخكري‪ ،‬عخن الحسخخن بخن علخي بخخن‬
‫مهزيار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علخي بخخن الحسخن بخخن سخعيد‪ ،‬عخن إبراهيخخم بخن أبخخي‬
‫البلد‪ ،‬عن رجل من أصحابنا يقال له حسين‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم‬
‫قال‪ :‬تتم الصلة في ثلثة مخخواطن‪ :‬فخخي المسخخجد الحخخرام‪ ،‬ومسخخجد الرسخخول‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬وعند قبر الحسين عليه السخخلم )‪ .(4‬ومنخخه عخخن أبيخخه‬
‫وأخيه وعلي بن الحسين‪ ،‬عن سعد بن عبد الخخ‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عخن عبخد الملخك القمخخي‪ ،‬عخن إسخخماعيل بخن‬
‫جابر عن عبد الحميد خخخادم إسخخماعيل بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬تتخخم الصخلة فخخي أربعخخة مخخواطن فخخي المسخخجد الحخخرام‪ ،‬ومسخخجد‬
‫الرسول صلى ال عليه وآله‪ ،‬ومسجد الكوفة‪ ،‬وحرم الحسين عليخخه السخخلم‬
‫)‪.(5‬‬

‫الكوفخخة والحخائر‪ ،‬فلن الروايخات الخواردة فخي ذلخك عخن الصخادقين عليهمخا السخلم‪،‬‬
‫والخخبيوت المخخذكورة فخخي اليخخة الكريمخخة لخخم يتحقخخق فخخي زمانهمخخا ال هخخذه‬
‫الربعة‪ ،‬ول حول ول قوة ال بال العلى العظيم‪ (2 - 1) .‬كامخخل الزيخخارة‪:‬‬
‫‪ ،248‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .570‬الكخخافي ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .587‬كامخخل‬
‫الزيارة‪ ،249 :‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ (5) .587‬المصدر نفسه‪ ،‬والتهذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،570‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪.587‬‬

‫]‪[77‬‬

‫المتهجد‪ :‬عن إسماعيل بن جابر مثله )‪ - 2 .(1‬الكامل‪ :‬عن محمد بخخن عبخد الخ بخن‬
‫جعفر الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عيسى‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫من المر المذخور إتمام الصلة في أربعة مواطن‪ :‬بمكة والمدينة ومسخخجدا‬
‫لكوفة والحير )‪ .(2‬قال ابخخن قولخخويه وزاده الحسخخين بخخن أحمخخد بخخن المغيخخرة‬
‫عقيب هذا الحديث في هذا البخخاب بمخخا أخخخبره بخخه حيخخدر بخخن محمخخد بخخن نعيخخم‬
‫السمرقندي باجازته بخطه اجتيازه علينا للحج عخخن أبخخي النضخخر محمخخد بخخن‬
‫مسعود العياشي‪ ،‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن الحسخخن بخخن‬
‫علي بن النعمان‪ ،‬عن محمد بن خالد البرقي وعلي بخخن مهزيخار وأبخي علخي‬
‫ابن راشد جميعا عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم أنخخه‬
‫قخال‪ :‬مخخن مخخزون علخم الخ التمخخام فخي أربعخخة مخخواطن‪ :‬حخخرم الخ‪ ،‬وحخخرم‬
‫رسوله‪ ،‬وحرم أمير المؤمنين‪ ،‬و حخخرم الحسخخين عليهخخم السخخلم )‪ .(3‬ومنخخه‬
‫عن محمد بن همام بن سهيل‪ ،‬عن الفزاري‪ ،‬عن محمد بن حمدان المدايني‬
‫عن زياد القندي قال‪ :‬قال أبو الحسن موسى عليه السلم‪ :‬احب لك ما احخخب‬
‫لنفسي‪ ،‬أتم الصلة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين )‪ .(4‬المتهجد‪:‬‬
‫عن زياد القندي مثله )‪ (5‬وفيه بعد قوله‪) :‬ما احخب لنفسخي‪ :‬وأكخره لخك مخا‬
‫أكره لنفسي(‪ - 3 .‬الكامل‪ :‬عن علي بن حاتم القزويني‪ ،‬عن محمد بخخن أبخخي‬
‫عبد ال السدي‬

‫)‪ (1‬مصخخباح المتهجخخد‪ (2) .509 :‬كامخخل الزيخخارة‪ (3) .249 :‬المصخخدر نفسخخه‪،‬‬
‫والتهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،570‬وتخخراه فخخي الخصخخال ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .120‬كامخخل‬
‫الزيارة‪ ،250 :‬والتهذيب نفسه‪ (5) .‬مصباح المتهجد‪.509 :‬‬

‫]‪[78‬‬

‫عن القاسم بن الربيع الصحاف عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن عمرو بخخن مخخرزوق قخخال‪:‬‬
‫سألت أبا الحسن عليه السلم عن الصلة في الحرمين وعنخخد قخخبر الحسخخين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬أتخخم الصخخلة فيهخخا )‪ .(1‬ومنخخه عخخن الكلينخخي )‪ (2‬وجماعخخة‬
‫مشايخه عن محمد العطار‪ ،‬عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫حذيفة بن منصور‪ ،‬عمن سمع أبا عبد ال عليه السخخلم يقخخول‪ :‬تتخخم الصخخلة‬
‫في المسجد الحرام‪ ،‬ومسجد الرسول‪ ،‬ومسجد الكوفة‪ ،‬وحرم الحسين عليه‬
‫السلم )‪ .(3‬المتهجد‪ :‬عن حذيفة مثله‪ ،‬ثم قال‪ :‬وفي خبر آخر في حرم ال‪،‬‬
‫وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين‪ ،‬وحرم الحسين )‪ - 4 .(4‬الكامخخل‪ :‬عخخن‬
‫الحسين بن أحمد بن المغيرة‪ ،‬عن أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد‬
‫الجبار‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن فائد الخياط‪ ،‬عخخن‬
‫أبي الحسن الماضي عليه السخخلم قخخال‪ :‬سخخألته عخخن الصخخلة فخخي الحرميخخن‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أتم ولو مررت به مارا )‪ .(5‬ومنه‪ :‬بالسخخناد عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس‪،‬‬
‫عن أحمد بن أبي زاهر‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخين الزيخخات‪ ،‬عخخن حسخخين بخخن‬
‫عمران‪ ،‬عن عمران قال‪ :‬قلت لبي الحسن عليه السلم‪ :‬اقصر فخخي مسخخجد‬
‫الحرام أو أتم ؟ قخال‪ :‬إن قصخرت فلخك‪ ،‬وإن أتممخخت فهخو خيخخر‪ ،‬وزيخخادة فخي‬
‫الخير خير )‪ .(6‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬ومحمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن علي‬
‫بن أبخي حمخزة قخال‪ :‬سخألت العبخد الصخالح‪ ،‬عخن زيخارة قخبر الحسخين عليخه‬
‫السلم فقال‪ :‬ما أحب لك تركه‪ ،‬قلت‪ :‬ما ترى‬

‫)‪ (1‬كامل الزيارة‪ (2) .250 :‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ ،586‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪(3) .570‬‬
‫كامل الزيارة‪ (4) .250 :‬مصباح المتهجد‪ (6 - 5) .509 :‬كامل الزيارة‪:‬‬
‫‪ ،250‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 570‬و ‪ 582‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[79‬‬

‫في الصلة عنده وأنا مقصر ؟ قال‪ :‬صل في المسجد الحرام مخخا شخخئت تطوعخخا‪ ،‬وفخخي‬
‫مسجد الرسول ما شئت تطوعا وعنخخد قخخبر الحسخخين فخخاني أحخخب ذلخخك‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫وسألته عن الصلة بالنهار عند قبر الحسين‪ ،‬ومشهد النبي صلى ال عليخخه‬
‫وآله تطوعا ]وفي مسجد الكوفه[ فقال نعم ما قدرت عليه )‪ .(1‬ومنخخه‪ :‬عخخن‬
‫جعفر بن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن عبيدال بن نهيك‪ ،‬عن ابن أبي عميخخر عخخن‬
‫أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬سخخألته عخخن التطخخوع عنخخد قخخبر الحسخخين عليخخه‬
‫السلم وبمكة و المدينة وأنخخا مقصخخر‪ ،‬قخخال‪ :‬تطخخوع عنخخده وأنخخت مقصخخر مخخا‬
‫شئت‪ ،‬وفي المسجد الحرام وفي مسجد الرسخخول‪ ،‬وفخخي مشخخاهد النخخبي فخخانه‬
‫خير )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن علي بن الحسين‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن ابخخن أبخخي‬
‫عمير وإبراهيم ابن عبد الحميد جميعا‪ ،‬عن أبي الحسن عليه السلم مثلخخه )‬
‫‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن حكيخخم‬
‫الخثعمي عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن عليخخه السخخلم مثلخخه )‬
‫‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن علي ابخخن إسخخماعيل‪ ،‬عخخن صخخفوان‪ ،‬عخخن إسخخحاق بخخن عمخخار‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم قال‪ :‬سألته عن التطوع عند قبر الحسين عليخخه السخخلم‬
‫ومشاهد النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه والحرميخخن والتطخخوع فيهخخن بالصخخلة‬
‫ونحن مقصرون ؟ قال‪ :‬نعم تطوع ما قدرت عليه فهو خير )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن‬
‫محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصخخفار‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قلت لبي‬
‫الحسن عليه السلم‪ :‬جعلت فداك أتنفل في الحرمين‪ ،‬وعند قبر الحسين بخخن‬
‫علي‪ ،‬وأنا اقصر ؟ قال نعم ما قدرت عليه )‪ .(6‬ومنه‪ :‬عن أبيه ومحمخخد بخخن‬
‫الحسن‪ ،‬عن الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن الحسين‬

‫)‪ (1‬كامل الزيارة‪ ،246 :‬ومثله في ص ‪ 248‬بسخخند آخخخر‪ (6 - 2) .‬كامخخل الزيخخارة‪:‬‬


‫‪.247‬‬

‫]‪[80‬‬

‫ابن سعيد‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن علي بن أي حمزة البطائني‪ ،‬عن أبخخي إبراهيخخم‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سألته عن التطوع عند قبر الحسين‪ ،‬ومشاهد النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ ،‬والحرمين في الصلة ونحخخن مقصخخر ؟ قخخال‪ :‬نعخخم تطخخوع مخخا‬
‫قدرت عليه )‪ - 5 .(1‬العلل‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن الحسين بن الحسن‬
‫بن أبان‪ ،‬عن الحسين ابن سخخعيد‪ ،‬عخخن حمخخاد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن معاويخخة بخخن‬
‫وهب قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬مكخخة والمدينخخة كسخخائر البلخخدان ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬روى عنخك بعخض أصخخحابنا أنخك قلخت لهخم‪ :‬أتمخخوا بالمدينخة‬
‫لخمس ؟ فقال‪ :‬إن أصحابكم هؤلء كخخانوا يقخخدمون فيخرجخخون مخخن المسخخجد‬
‫عند الصلة‪ ،‬فكرهت ذلك لهم‪ ،‬فلهذا قلته )‪ - 6 .(2‬الكامل‪ :‬عن الحسين بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق‪ ،‬عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم فخخي وصخخف زيخخارة الحسخخين عليخخه السخخلم إلخخى أن‬
‫قال‪ :‬ثم اجعل القبر بين يديك وصل ما بدالك‪ ،‬وكما دخلخخت الحخخائر فسخخلم ثخخم‬
‫امش حتى تضع يديك وخديك جميعا على القبر‪ ،‬فإذا أردت أن تخرج فاصنع‬
‫مثل ذلك‪ ،‬ول تقصر عنده مخخن الصخخلة مخخا أقمخخت الحخخديث )‪ .(3‬ومنخخه‪ :‬عخخن‬
‫علي بن محمد بن يعقوب الكسائي‪ ،‬عن علخخي بخخن الحسخخن بخخن فضخخال‪ ،‬عخخن‬
‫عمرو بن سعيد‪ ،‬عن مصدق بن صدقة‪ ،‬عن عمار بخخن موسخخى قخخال‪ :‬سخخألت‬
‫أبا عبد الخ عليخخه السخخلم عخخن الصخخلة فخخي الحخخاير‪ ،‬قخخال‪ :‬ليخخس الصخخلة إل‬
‫الفرض بالتقصير‪ ،‬ول يصلى النوافل )‪ - 7 .(4‬قرب السخخناد‪ :‬عخخن الحسخخن‬
‫بن علي بن النعمان‪ ،‬عن عثمان بن عيسى قال‪ :‬سخخألت أبخخا الحسخخن موسخخى‬
‫عليه السلم عن إتمام الصلة في الحرمين مكة والمدينة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬كامل الزيارة ص ‪ (2) .247‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .139‬كامخخل الزيخخارة‪:‬‬
‫‪ (4) .216‬كامل الزيارة‪.247 :‬‬
‫]‪[81‬‬

‫أتم الصلة ولو صلة واحدة )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن عبد ال بخخن عخامر‪ ،‬عخن عبخد الرحمخخن‬
‫بن أبي نجران‪ ،‬عن صالح بن عبد ال الخثعمي قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسخخن‬
‫موسى عليه السلم أسأله عن الصلة في المسجدين اقصخخر أو اتخخم ؟ فكتخخب‬
‫إلى‪ :‬أي ذلك فعلت فل بأس‪ .‬قال‪ :‬وكتبت إليه أسأله عن خصي لي فخخي سخخن‬
‫رجل مدرك يحل للمرءة أن يراها وتكشف بين يديه ؟ قال‪ :‬فلم يجبني فيهخخا‪.‬‬
‫قال‪ :‬فسألت أبا الحسن الرضا عليه السلم عنها مشافهة فأجابني بمثخخل مخخا‬
‫أجابني أبوه إل أنه قال في الصلة قصر )‪ - 8 .(2‬العيخخون‪ :‬عخخن جعفخخر بخخن‬
‫نعيم بن شاذان‪ ،‬عن عمه محمد بن شخخاذان‪ ،‬عخخن الفضخخل ابخخن شخخاذان‪ ،‬عخن‬
‫محمد بن إسماعيل بن بزيخخع قخخال‪ :‬سخخألت ارضخخا عليخخه السخخلم عخخن الصخخلة‬
‫بمكة والمدينة تقصير أو تمام ؟ فقال‪ :‬قصر ما لم تعزم على مقخخام عشخخرة )‬
‫‪ - 9 .(3‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عخن محمخد بخن الحسخن‬
‫الصفار‪ ،‬عن الحسن بن علي بن النعمان‪ ،‬عن محمد بن خالد الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن مهزيار وأبي علي بن راشد‪ ،‬عن حماد بن عيسخخى‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد‬
‫الخ عليخخه السخلم قخخال‪ :‬مخخن مخخخزون علخخم الخ عزوجخخل التمخخام فخخي أربعخخة‬
‫مواطن‪ :‬حرم ال عزوجل وحرم رسوله صلى ال عليه وآلخخه‪ ،‬وحخخرم أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬وحخخرم الحسخخين عليهمخخا السخخلم‪ .‬قخخال الصخخدوق ‪ -‬ره ‪ -‬يعنخخي أن‬
‫ينوي النسان في حرمهم عليهم السلم مقخخام عشخخرة أيخخام و يتخخم ول ينخخوي‬
‫مقام دون عشرة أيام فيقصر‪ ،‬وليس له ما يقوله غير أهل الستبصار بشئ‬
‫أنه يتم في هذه المواضع على كل حال )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬قخخرب السخخناد‪ 123 :‬ط حجخخر ص ‪ 167‬ط نجخخف وتخخراه فخخي التهخخذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،568‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .524‬قرب السناد‪ 125 :‬ط حجر ص ‪- 169‬‬
‫‪ (3) .170‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ ،19 - 18‬وتراه في التهذيب ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .569‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.120‬‬

‫]‪[82‬‬

‫‪ - 10‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسخخن‪ ،‬عخخن جخخده علخخي بخخن جعفخخر‪ ،‬عخن أخيخخه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬سألته عن رجل قدم مكة قبل الترويخة بأيخام‪ ،‬كيخف يصخلي‬
‫إذا كان وحده أو مع إمام فيتم أو يقصر ؟ قال‪ :‬يقصر إل أن يقيم عشرة أيام‬
‫قبخخل الترويخخة )‪ .(1‬قخخال‪ :‬وسخخألته عخخن الرجخخل كيخخف يصخخلي بأصخخحابه بمنخخى‬
‫أيقصر أم يتم ؟ قال‪ :‬إن كان من أهل مكة أتم‪ ،‬وإن كان مسافرا قصخخر علخخى‬
‫كل حال‪ ،‬مع المام أو غيره )‪) * .(2‬تنقيح وتوضيح( * اعلم أن الصخخحاب‬
‫اختلفوا في حكم الصلة فخخي المخخواطن الربعخخة‪ :‬حخخرم الخخ‪ ،‬وحخخرم رسخخوله‪،‬‬
‫ومسجد الكوفة‪ ،‬وحائر الحسين عليه السلم‪ ،‬فذهب الكثر إلى أن المسخخافر‬
‫مخير بين التمام‪ ،‬والقصر‪ ،‬وأن التمام أفضل‪ ،‬وقال الصدوق‪ :‬يقصر ما لم‬
‫ينو المقام عشرة‪ ،‬والفضل أن ينوي المقام بها ليوقع صلته تمام كما مخخر‪.‬‬
‫وقال السيد المرتضى‪ :‬ل يقصر في مكة ومسجد النبي صلى ال عليه وآلخخه‬
‫ومشاهد الئمة القائمين مقامه صلى ال عليه وآله‪ ،‬وهذه العبارة تفيد منخخع‬
‫التقصير‪ ،‬وعموم الحكم في مشاهد الئمة ونحخخوه قخخال ابخخن الجنيخخد‪ ،‬والول‬
‫أظهر لما مر من الخبار الكثيرة الدالخخة علخخى التمخخام جمعخخا بينهخخا وبيخخن مخخا‬
‫ورد في التقصير والتخيير‪.‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬قرب السناد‪ 99 :‬ط حجر‪ ،‬ص ‪ 130‬ط نجخخف‪ ،‬لكخخن الحخخديثين انمخخا يبينخخان‬
‫حكم القصر والتمام على فرض عدم التخييخخر فخخي المخخواطن الربعخخة غيخخر‬
‫ناظر إلى ذلك أبدا كأنه عليه السلم أراد بيان الحكم بعد غمض العين عخخن‬
‫خصخخوص المخخورد‪ ،‬ومثلهمخخا صخخحيحة زرارة وموثقخخة اسخخحاق بخخن عمخخار‬
‫المتقدمتان في الباب السابق‪ ،‬فعلى هذا ل غبار فخخي معنخخى هخخذه الحخخاديث‬
‫واخراجهخخا علخخى المخخذهب المشخخهور المسخخلم عنخخد الصخخحاب‪ ،‬ول يصخخح‬
‫عنوانها في باب التخيير‪ ،‬بل اللزم عنوانها في الباب السابق كمخخا عرفخخت‬
‫ص ‪.41‬‬

‫]‪[83‬‬

‫ويدل عليه صحيحة )‪ (1‬علي بخن مهزيخار قخال‪ :‬كتبخت إلخى أبخي جعفخر الثخاني عليخه‬
‫السلم‪ :‬الرواية قخخد اختلفخخت عخخن آبخخائك فخخي التمخخام والتقصخخير للصخخلة فخخي‬
‫الحرمين )‪ (2‬ومنها أن يأمر بأن يتم الصلة ولخخو صخخلة واحخخدة‪ ،‬ومنهخخا أن‬
‫يأمر أن يقصر الصلة ما لخم ينخو مقخخام عشخخرة أيخام‪ ،‬ولخم أزل علخى التمخخام‬
‫فيهما إلى أن صدرنا من حجنا في عامنا هذا‪ ،‬فان فقهخخاء أصخخحابنا أشخخاروا‬
‫على بالتقصير إذا كنت ل أنوي مقام عشرة‪ ،‬فقخد ضخقت بخذلك حختى أعخرف‬
‫رأيك‪ .‬فكتب بخطه‪ :‬قد علمت يرحمك ال فضخخل الصخخلة فخخي الحرميخخن علخخى‬
‫غيرهما‪ ،‬فأنا احب لك إذا دختلهما أل تقصر وتكثر فيهما من الصلة‪ ،‬فقلخخت‬
‫له بعد ذلك بسنتين مشافهة‪ :‬اني كتبت إليك بكذا فخخأجبت بكخخذا‪ ،‬فقخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫فقلت أي شئ تعني بالحرمين ؟ فقال‪ :‬مكة والمدينة ومنخخى إذا تخخوجهت مخخن‬
‫منخخى فقصخخر الصخخلة‪ ،‬فخخإذا انصخخرفت مخخن عرفخخات إلخخى منخخى وزرت الخخبيت‬
‫ورجعت إلى منى فأتم الصلة‪ ،‬تلك الثلثة اليخخام وقخخال بأصخخبعه ثلثخخا‪ .‬وأمخخا‬
‫حديث أيوب بن نوح فل ينخخافي التخييخخر‪ ،‬فخخانهم اختخخاروا هخخذا الفخخر‪ ،‬د وأمخخا‬
‫حديث أبي شبل وقوله‪) :‬إنما يفعل ذلك الضعفة( فيحتمل أن يكون المراد به‬
‫الضعفة في الدين الجاهلين بالحكام‪ ،‬أو من له ضعف ل يمكنخخه التمخخام‪ ،‬أو‬
‫يشق عليه فيختخخار السخخهل‪ ،‬وإن كخخان مرجوحخخا‪ ،‬والخخوجه الخيخخر يؤيخخد مخخا‬
‫اخترنا وهو أظهر‪ ،‬و الول ل ينافيه إذ يمكخخن أن يكخخون الضخخعف فخخي الخخدين‬
‫باعتبار اختيار المرجوح‪ ،‬و الخبار المشختملة علخى المخر بالتخام محمولخة‬
‫على الستحباب‪ ،‬وخبر عمران صريح فيما ذكرنا‪ .‬وأمخا حخديث معاويخة بخن‬
‫وهب وإن كان فيه إيماء إلى أن المخخر بالتمخخام محمخخول علخخى التقيخخة‪ ،‬لكخخن‬
‫يعارضه ما رواه الشيخ بسند ل يقصر عن الصحيح عن عبد الرحمن‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،569‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .525‬زاد في التهخخذيب‪ :‬منهخخا أن‬
‫يأمر بتتميم الصلة‪.‬‬

‫]‪[84‬‬

‫ابن الحجاج )‪ (1‬قخال‪ :‬قلخت لبخي الحسخن عليخه السخلم‪ :‬إن هشخخاما روى عنخك أنخخك‬
‫أمرته بالتمام في الحرمين‪ ،‬وذلك من أجخخل النخاس‪ ،‬قخال‪ ،‬ل‪ ،‬كنخت أنخخا ومخن‬
‫مضى من آبائي إذا وردنخا مكخة أتممنخا الصخلة واسختترنا مخن النخاس‪ ،‬فخان‬
‫ظخخاهره أن مخخا ورد مخخن المخخر بالتقصخخير محمخخول علخخى التقيخخة‪ ،‬كمخخا ذكخخره‬
‫الفاضل التستري قدس ال سره‪ .‬وروى الشيخ خبر معاويخخة بخخن وهخخب )‪(2‬‬
‫بسند صحيح هكذا قال‪ :‬سألت أبا عبخخد الخ عليخخه السخخلم عخخن التقصخخير فخخي‬
‫الحرمين والتمام‪ ،‬قال‪ :‬ل تتم حتى تجمع على مقام عشرة أيام‪ ،‬فقلت إن إن‬
‫أصحابنا رووا عنك أنك أمرتهم بالتمام‪ ،‬فقخخال‪ :‬إن أصخخحابك كخخانوا يخخدخلون‬
‫المسجد فيصلون ويأخذون نعالهم ويخرجون‪ ،‬والناس يستقبلونهم يدخلون‬
‫المسجد للصلة فأمرتهم بالتمام‪ .‬ثم قال‪ :‬فالوجه في هذا الخبر أنخخه ل يجخخب‬
‫التمام إل على من أجمع على مقام عشرة أيخخام‪ ،‬ومخختى لخخم يجمخخع علخخى ذلخخك‬
‫كان مخيخخرا بيخخن التمخخام والتقصخخير‪ ،‬ويكخخون قخوله‪) :‬لمخخن كخان يخخرج عخن‬
‫الصلة من المسجد ول يصخلي مخع النخاس( أمخرا علخى الوجخوب‪ ،‬وليجخوز‬
‫تركه لمن هذا سبيله‪ ،‬لن فيه رفعا للتقية‪ ،‬وإغخخراء للنفخخس‪ ،‬وتشخخنيعا علخخى‬
‫المذهب‪ .‬وأما خبر العلل فيمكن حمله على أن المخخراد أنهمخخا كسخخاير البلخخدان‬
‫في جواز القصر بالمعنى العم‪ ،‬وأما الخمس المذكور فيه‪ ،‬فليس المراد به‬
‫خصوص الخمس‪ ،‬بل الصخحاب سخألوه عخن الخمخس فأجخابهم بخذلك‪ .‬وأمخا‬
‫حديث عبد الرحمن فيحتاج إلى شرح وبيان‪ ،‬قوله‪) :‬وذلك من أجل النخخاس(‬
‫يمكن أن يقرء بتشديد اللم أي كان هشام من أجل النخخاس وأعظمهخخم‪ ،‬وهخخو‬
‫ل يكذب عليك أو ليس ممن تتقي منهم‪ ،‬أو بالتخفيف وهخخو أظهخخر‪ ،‬أي كخخان‬
‫يقول هشام‪ :‬إن المر بالتمام للتقية من المخالفين‪ .‬أو يكخخون اسخختفهاما أي‬
‫هل أمرته بذلك للتقية ؟ فقال‪ :‬عليه السلم‪) :‬ل ليس ذلك‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬التهذيب‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.569‬‬


‫]‪[85‬‬

‫للتقية بل أنا وآبائي كنا إذا وردنا مكة أتممنا الصلة مع استتارنا عن الناس أيضا ل‬
‫أن الستتار كان لجل التمام بل التمخخام أوفخخق لمخخا ذهخخب إليخخه أكخخثرهم مخخن‬
‫التخيير في السفر مطلقا مع أفضلية التمام‪ .‬ويمكن أن يكخخون السخختتار لئل‬
‫يحتجوا على الشيعة بفعلهم عليهم السلم أو لئل يصير سببا لرسوخهم فخي‬
‫الباطل‪ :‬أو لئل يصخخير سخخببا لمزيخخد تشخخنيعهم علخخى الئمخخة‪ ،‬لن الفخخرق بيخخن‬
‫المواضع كان أغخخرب عنخخدهم مخخن الحكخخم بالتقصخخير مطلقخخا‪ ،‬لن هخخذا القخخول‬
‫موجود بينهم‪ ،‬ولعله لحد هذه الوجوه قالوا إنه من المر المذخور‪ ،‬مع أنه‬
‫يحتمل أن يكون المراد أنه حجخخب عنهخخم هخخذا العلخخم‪ ،‬هكخخذا حقخخق المقخخام ول‬
‫تصغ إلى ما ذهب إليه بعض الوهام‪ .‬وأما خبر السخاباطي والخثعمخي وابخن‬
‫بزيع‪ ،‬فمن ضعف أسانيدها قابلة للتأويخخل وتأويخخل الصخخدوق ره مخخع بعخخده ل‬
‫يجري في كثير منها‪ ،‬واشتهار الحكخخم بيخخن القخخدماء والمتخخأخرين ممخخا يؤيخخد‬
‫العمل به‪ .‬وينبغي التنبيه لمور‪ :‬الول‪ :‬المستفاد من الخبار الكخخثيرة جخخواز‬
‫التمام في مكة والمدينة‪ ،‬وإن وقعت الصلة خارج المسجد‪ ،‬وهو المشهور‬
‫بين الصحاب‪ ،‬وخص ابن إدريس الحكم بالمسجدين أخذا بالمتيقن المجمخخع‬
‫عليه‪ ،‬ومن رأينا كلمخه إنمخا صخرح بخالخلف بيخن البلخدين‪ ،‬وظخاهر بعخض‬
‫الخبار شمول الحكم لمجموع الحرمين وهما أعم مخخن البلخخدين‪ .‬والصخخحاب‬
‫استدلوا علخى البلخدين بتلخك الخبخار‪ ،‬وربمخا يخؤمي كلم بعضخهم إلخى كخون‬
‫المراد بالبلدين مجموع الحرمين‪ ،‬وقال في البيخخان‪ :‬وفخخي المعتخخبر الحرمخخان‬
‫كمسجديهما بخلف الكوفة‪ ،‬مع أن عبارة المعتبر كعبارات سائر الصحاب‪.‬‬
‫وقال الشيخ في النهاية ويستحب التمام في أربعة مواطن في السفر‪ :‬بمكخخة‬
‫و المدينة ومسجد الكوفة والحائر علخخى سخخاكنه السخخلم‪ ،‬وقخخد رويخخت روايخخة‬
‫بلفظة اخرى‬

‫]‪[86‬‬

‫وهو أن يتم الصلة في حرم ال‪ ،‬وفي حرم رسوله‪ ،‬وفي حرم أمير المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم وفي حرم الحسين عليه السلم فعلى هذه الرواية جاز التمام خخخارج‬
‫المسجد بالكوفة‪ ،‬وعلى الرواية الولى لم يجز إل في نفس المسجد انتهخخى‪.‬‬
‫وكأنهم حملوا الحرم على البلد‪ ،‬أو أطلقوا البلخخد علخخى الحخخرم مجخخازا والول‬
‫أظهخخر‪ ،‬وظخخاهر عبخخارة الشخخيخ فخخي التهخخذيب عمخخوم الحرميخخن حيخخث قخخال‪:‬‬
‫ويستحب إتمام الصلة في الحرميخخن فخخان فيخخه فضخخل كخخثيرا‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬ومخخن‬
‫حصل بعرفات فل يجوز له التمام على حال‪ ،‬وقد ورد فخخي بعخخض الروايخخات‬
‫التمام في خصوص منى‪ ،‬ونقل في الدروس عن ابن الجنيد أنه قخخال‪ :‬روي‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم التمام في الثلثة اليام بمنى للحاج‪ ،‬وأرى ذلك‬
‫إذا نوى مقام خمسة أيام أولها أيخام منخخى قخال الشخخهيد و وهخخو شخخاذ‪ .‬أقخخول‪:‬‬
‫لعله أشار بهذه الرواية إلى صحيحة علي بن مهزيخخار المتقدمخخة و ظاهرهخخا‬
‫أن خصوص منى داخل في الحكم‪ ،‬ولعله لكونها من توابع مكة‪ ،‬ويمكخخن أن‬
‫يكخخون لخخدخولها فخخي الحخخرم‪ ،‬ويكخخون المعتخخبر مطلخخق الحخخرم‪ ،‬فخخالمراد بمكخخة‬
‫والمدينة حرمهما بحذف المضاف‪ ،‬أو تسخخمية للكخخل باسخخم الجخخزء الشخخرف‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬فالمشعر أيضا من الحرم‪ ،‬قلنا يمكن‪ :‬أن يكون عخخدم ذكخخر المشخخعر‬
‫لن ما يقع فيه ثلث صلة يقصر في واحدة منهن‪ ،‬وهذه يخخدخل وقتهخخا قبخخل‬
‫دخول الحرم‪ ،‬فلذا ل يتمها اعتبارا بحال الوجوب كما مر‪ ،‬كخخذا خطخخر بالبخخال‬
‫في توجيه الخبر لكن الظاهر من الخبر عخخدم العمخخوم‪ ،‬وبالجملخخة الحكخخم فخخي‬
‫غيخخر البلخخدين مشخخكل‪ ،‬ولعخخل الظهخخر فيهخخا القصخخر‪ ،‬لحتمخخال كخخون المخخراد‬
‫بالحرمين البلدين‪ ،‬فقد روي عن الصادق عليخخه السخخلم )‪ (1‬أنخخه قخخال‪ :‬مكخخة‬
‫حرم ال‪ ،‬وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب والمدينة حرم ال خ وحخخرم‬
‫رسوله وحرم علي بن أبي طالب‪ ،‬والكوفة حخخرم الخ وحخخرم رسخخوله وحخخرم‬
‫علي بن أبي طالب عليهما السلم‪ ،‬والظاهر شمول الحكم لمجموع البلدين‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 6‬ص ‪ 31‬و ‪ 32‬ط نجف‪(*) .‬‬

‫]‪[87‬‬

‫وعخخخدم اختصاصخخخه بالمسخخخجدين‪ ،‬والتخصخخخيص فخخخي بعخخخض الخبخخخار بالمسخخخجدين‬


‫لشرافتهما‪ ،‬و لشيوع وقوع الصلة فيهما‪ .‬وأمخخا التفصخخيل الخخوارد فخخي خخخبر‬
‫علي بن جعفر )‪ (1‬في الصلة بمنى بأنه إن كان من أهل مكخخة أتخخم وإل فل‪،‬‬
‫فالحكم في غير أهل مكة يدل على شمول حكم التخيير لمجموع الحرم‪ ،‬وأما‬
‫حكم أهل مكة فيمكن أن يكون للتقية كما يظهر من الخبار أن المخالفين لخخم‬
‫يكونوا يعدون الذهاب إلى عرفات سفرا أو يكون مبنيا على القول باشخختراط‬
‫رجوع اليوم‪ ،‬وحمله على من لم يذهب إلى عرفخخات بعيخخد‪ ،‬والظهخخر عنخخدي‬
‫حمله على اليام التي يكون بمنى بعد الرجوع عن مكة فخخانه لمخخا رجخخع إلخخى‬
‫مكة للزيارة انقطع سفره وبعد العخود ل يقصخد مسخافة‪ ،‬لنخه ل يتعخدى عخن‬
‫منى‪ ،‬فيتم بخلف غير أهل مكة فانه مسافر ذهابخخا وعخخودا فتفطخخن‪ .‬الثخخاني‪:‬‬
‫ذكر الشيخ أنه إذا ثبت الحكخخم فخخي الحرميخخن مخخن غيخخر اختصخخاص بالمسخخجد‬
‫يكون الحكم كذلك في الكوفة لعدم القائل بالفصل‪ ،‬وخص الحكم ابن إدريخخس‬
‫بالمسجد أخذا بالمتيقن‪ ،‬والروايات ورد بعضها بلفخخظ حخخرم أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليخخه السخخلم وحخخرم الحسخخين عليخخه السخخلم وبعضخخها بالكوفخخة وفخخي الول‬
‫إجمال‪ ،‬وقد مر أن الكوفة حرم علي بن أبي طخخالب عليخخه السخخلم‪ .‬والظخخاهر‬
‫أن النجف على ساكنه السلم غير داخل في الكوفة )‪ (2‬والشيخ في‬
‫)‪ (1‬قد عرفت الوجه في ذلك‪ (2) .‬حكخخم التمخخام فخخي المشخخاهد المشخخرفة‪ ،‬انمخخا تعلخخق‬
‫بالبيوت التى أذن ال أن ترفخخع لحتلل أنخخوار الهدايخة فيهخا‪ ،‬فكيخف يكخون‬
‫النجف خارجا وفيها مثل نوره تعالى عزوجل فكمخخا أن لخخبيت الخ عزوجخخل‬
‫حريما يعرف بأنصابه واعلمه فهكذا البيوت المشرفة‪ :‬فحرم النبي محمد‬
‫صلى ال عليه وآله ما بين لبتى المدينة من الحرات أو ما بين جبخخل عيخخر‬
‫إلى جبل ثور‪ ،‬ل يعضخخد شخخجرها ويختلخخى خلهخخا ول يهخخاج صخخيدها‪ ،‬وأمخخا‬
‫حرم سائر الئمخة عليهخم السخلم فالشخبه أن يكخون بريخدا فخي بريخد اثنخى‬
‫عشر ميل هكذا وهكذا ففى التهذيب عن ابن قولويه‬

‫]‪[88‬‬

‫المبسوط عدى الحكم إليه أيضا حيث قال‪ :‬ويسخختحب التمخخام فخخي أربعخخة مخخواطن فخخي‬
‫السفر بمكة والمدينة ومسجد الكوفة والحائر على ساكنه السلم‪ ،‬وقد روي‬
‫التمام في حرم ال وحرم الرسول‪ ،‬وحرم أمير المخخؤمنين‪ ،‬وحخخرم الحسخخين‬
‫عليهخخم السخخلم‪ ،‬فعلخخى هخخذه الروايخخة يجخخوز التمخخام خخخارج مسخخجد الكوفخخة‬
‫وبالنجف انتهى‪ .‬وكانه نظر إلخخى أن حخخرم أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم مخخا‬
‫صار محترما بسببه واحترام الغري بخخه عليخخه السخخلم أكخخثر مخخن غيخخره‪ ،‬ول‬
‫يخلو من وجه‪ ،‬ويخخومي إليخخه بعخخض الخبخخار‪ ،‬و الحخخوط فخخي غيخخر المسخخجد‬
‫اختيار القصر‪ .‬وقال المحقق في المعتبر‪ :‬ينبغي تنزيل حرم أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم على مسجد الكوفة خاصة‪ ،‬أخذا بالمتيقن‪ ،‬وأما الحخخاير فظخخاهر‬
‫أكثر الصحاب اختصاص الحكم به‪ .‬وحكى فخخي الخخذكرى عخخن الشخخيخ نجيخخب‬
‫الدين يحيى بن سعيد أنه حكم في كتاب له فخخي السخخفر بخخالتخيير فخخي البلخخدان‬
‫الربعة حتى الحائر المقدس‪ ،‬لورود الحديث بحخخرم الحسخخين عليخخه السخخلم‪،‬‬
‫وقدر بخمسة فراسخ وبأربعة وبفرسخ‪ ،‬قال‪ :‬والكل حرم‪ ،‬وإن تقخخاوتت فخخي‬
‫الفضيلة‪ ،‬وهو غير بعيد‪ ،‬لما رواه الشيخ )‪ (1‬والكليني )‪ (2‬بسند فيه‬

‫قال‪ :‬حدثنى حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن ابراهيم بن محمد بن علخخى بخخن‬
‫المعلى عن اسحاق بن داود عن أبى عبد ال عليه السلم في حديث ذكخخره‬
‫)ج ‪ 6‬ص ‪ 44‬ط نجف( قال‪ :‬عليك بالعراق‪ :‬الكوفة فان البركة منها علخخى‬
‫اثنى عشر ميل هكذا وهكذا‪ ،‬الحديث‪ .‬وأما سائر أحكام الحخخرم‪ ،‬فعنخخدي أن‬
‫الئمخخة الطخخاهرين انمخخا لخخم يصخخرحوا بخخذلك تقيخخة‪ ،‬والحخخوط رعايخخة جميخخع‬
‫أحكخخامه‪ ،‬علخخى مخخا ورد أن عليخخا عليخخه السخخلم حخخرم مخخن الكوفخخة مخخا حخخرم‬
‫ابراهيم من مكة وما حرم محمد صلى ال عليه وآلخخه مخخن المدينخخة‪ ،‬راجخخع‬
‫أمخخالى الشخخيخ ج ‪ 2‬ص ‪ (1) .284‬التهخخذيب ج ‪ 6‬ص ‪ 54‬ط نجخخف‪(2) .‬‬
‫الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ 576‬في حديث‪.‬‬
‫]‪[89‬‬

‫ضعف عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا أتيت أبا عبد ال عليه السخخلم فاغتسخخل‬
‫على شاطئ الفرات والبس ثيابك الطاهرة ثم امش حافيا فانك في حخخرم مخخن‬
‫حرم ال وحرم رسوله الخخبر‪ .‬وبسخند مرسخخل )‪ (1‬عنخه عليخه السخلم قخال‪:‬‬
‫حرم الحسين عليه السلم فرسخ في فرسخ من أربع جوانب القخخبر‪ ،‬وبسخخند‬
‫ضعيف آخر )‪ (2‬عنه عليه السخخلم قخخال‪ :‬حريخخم قخخبر الحسخخين عليخخه السخخلم‬
‫خمسة )‪ (3‬فراسخ من أربعة جوانبه‪ ،‬والحوط إيقخخاع الصخخلة فخخي الحخخائر‪،‬‬
‫وإذا أوقعها في غيره فيختار القصخخر‪ .‬وأمخخا حخخد الحخخائر فقخخال ابخخن إدريخخس‪:‬‬
‫المراد به مادارسور المشهد والمسجد عليه دون ما دار سخخور البلخخد عليخخه‪،‬‬
‫لن ذلك هو الحائر حقيقة‪ ،‬لن الحائر فخخي لسخخان العخخرب الموضخخع المطمئن‬
‫الذي يحار فيه الماء‪ ،‬وقد ذكر ذلك شيخنا المفيد في الرشخخاد لمخخا ذكخخر مخخن‬
‫قتل مع الحسين من أهله‪ :‬والحائر يحيط بهم إل العبخخاس رحمخخة الخ عليخخه‪،‬‬
‫فانه قتل على المسناة‪ ،‬واحتخج عليخه بالحتيخاط لنخه المجمخع عليخه‪ ،‬وذكخر‬
‫الشهيدان في هذا الموضع حار المخاء لمخا أمخر المتوكخل بخاطلقه علخى قخبر‬
‫الحسين عليه السلم ليعفيه فكان ل يبلغه انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬ذهب بعضخخهم إلخخى‬
‫أن الحخخائر مجمخخوع الصخخحن المقخخدس‪ ،‬وبعضخخهم إلخخى أن القبخخة السخخامية‪،‬‬
‫وبعضهم إلى أنه الروضة المقدسة‪ ،‬وما أحاط به من العمارات القديمة مخخن‬
‫الرواق والمقتل والخزانة وغيرهخخا‪ ،‬والظهخخر عنخخدي أنخخه مجمخخوع الصخخحن‬
‫القديم ل ما تجدد منه في الدولة العلية الصفوية‪ ،‬شيد الخ أركخخانهم‪ .‬والخخذي‬
‫ظهر لي من القرائن وسمعت من مشايخ تلخخك البلد الشخخريفة أنخخه لخخم يتغيخخر‬
‫الصحن من جهة القبلة ول من اليمين ولمن الشمال بل إنما زيد من خلف‬
‫جهة القبلة‪ ،‬وكل ما انخفص من الصحن وما دخل فيخخه مخخن العمخخارات فهخخو‬
‫الصحن القديم‪،‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬التهذيب ج ‪ 2‬ص ‪ 25‬ط حجخخر ج ‪ 6‬ص ‪ 71‬ط نجخخف‪ (3) .‬فخخي ط الكمبخخانى‬
‫أربعة‪ ،‬وهو سهو‪.‬‬

‫]‪[90‬‬

‫وما ارتفع منه فهو خارج عنه‪ ،‬ولعلهم إنما تركوه كخخذلك ليمتخخاز القخخديم عخخن الجديخخد‬
‫والتعليخخل المنقخخول عخخن ابخخن إدريخخس ره منطبخخق علخخى هخخذا‪ ،‬وفخخي شخخموله‬
‫لحجرات الصحن من الجهات الثلثة إشكال‪ .‬ويدل على أن سعة الحائر أكثر‬
‫من الروضة المقدسة والعمارات المتصلة بها من الجهخخات الثلثخخة مخخا رواه‬
‫ابن قولويه )‪ (1‬بسند حسن عن الحسن بن عطية عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا دخلت الحير‪ ،‬وفي بعض النسخ الحائر‪ ،‬فقل‪ :‬وذكخخر الخخدعاء‬
‫ثم تمشي قليل وتكبر سبع تكبيرات‪ ،‬ثم تقخخوم بحيخخال القخخبر‪ ،‬وتقخخول إلخخى أن‬
‫قال‪ :‬ثم تمشي قليل وتقول إلى قوله‪) :‬وترفع يخخديك وتضخخهما علخخى القخخبر(‪.‬‬
‫وعن ثوير بن أبي فاخته )‪ (2‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي وصخخف‬
‫زيارته حتى تصير إلى بخاب الحخائر أو الحيخخر ثخم قخخل إلخى أن قخال‪ ،‬ثخخم أخخط‬
‫عشر خطا ثم قف فكبر ثلثين تكبيرة ثم امش حخختى تخخأتيه مخخن قبخخل وجهخخه‪.‬‬
‫وعن أبي حمزة الثمالي )‪ (3‬بسند معتبر عن أبي عبد ال عليه السخخلم فخخي‬
‫وصف زيارة الحسين عليه السلم ثم ادخل الحير أو الحائر وقل إلى قخخوله‪:‬‬
‫ثم امش قليل وقل إلى قوله‪ :‬ثم امش وقصر خطاك حتى تسخختقبل القخخبر‪ ،‬ثخخم‬
‫تدنو قليل من القبر وتقول إلى آخر الخبر‪ .‬فهذه الخبار وغيرها مما سيأتي‬
‫في كتاب المزار )‪ (4‬إن شاء الخ تعخخالى تخخدل علخخى نخخوع سخخعة فخخي الحخخائر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الظاهر أن الحكم بالتخيير للمسافر إنما وقع في الصلة خاصة )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬كامل الزيارة‪ (2) .193 :‬كامل الزيارة‪ ،197 :‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ ،578‬التهخخذيب‬
‫ج ‪ 6‬ص ‪ 54‬ط نجف‪ (3) .‬كامل الزيارة‪ ،245 - 222 :‬وموضخخع النخخص‬
‫ص ‪ 229‬و ‪ (4) .230‬راجع ج ‪ 101‬ص ‪ 148‬با ب زيخخاراته المطلقخخة‪) .‬‬
‫‪ (5‬قد عرفت الوجه في ذلك عند البحث عن آية النور‪ ،‬وأن المرغوب فخخي‬
‫تلك الماكن هو التسبيح أعنى النوافل داخل الفرض وخارجه‪.‬‬

‫]‪[91‬‬

‫في النصوص وفتاوى الصحاب‪ ،‬وأما الصوم فل يشرع في هذه الماكن للدلة على‬
‫وجخخوب الفطخخار علخخى المسخخافر مخخن غيخخر معخخارض‪ ،‬وقخخد يقخخال إن مفهخخوم‬
‫صحيحة معاوية بن وهب )‪ (1‬حيث قال فيها )إذا قصخخرت أفطخخرت( يقتضخخي‬
‫جخخواز الصخخوم مضخخافا إلخى موثقخخة عثمخخان بخخن عيسخخى )‪ (2‬قخخال‪ :‬سخخألت أبخخا‬
‫الحسن عليه السلم عن إتمام الصلة والصيام في الحرمين قال أتمهما ولو‬
‫صلة واحدة‪ .‬والجواب عن الول أنه يمكن أن يكون المراد به القصر علخخى‬
‫الحتم كما هو الغخالب فيخه‪ ،‬مخع أن فخي عمخومه للقخوم كلمخا‪ ،‬وعلخى تقخدير‬
‫ثبوته يشكل تخصيص الية‪ ،‬والخبخخار الكخخثيرة بخخه مخخع خلخخو سخخائر الخبخخار‬
‫الواردة في التخيير عن ذكر الصوم‪ .‬وأما موثقخخة عثمخخان ففخخي النسخخخ الخختي‬
‫عندنا )أتمها( وهو يدل على نفي الصوم ويؤيده قوله‪) :‬ولو صخخلة واحخخدة(‬
‫وإنها قد مرت برواية الحميري )‪ (3‬ولم يكن فيها ذكر الصوم أصل مع أنخخه‬
‫ل يعلم قائل به أيضا‪ .‬الرابع‪ :‬صرح المحقق فخخي المعتخخبر بخخأنه ل يعتخخبر فخخي‬
‫الصلة الواقعة في هذه المخخاكن التعخخرض لنيخخة القصخخر أو التمخخام‪ ،‬وأنخخه ل‬
‫يتعين أحدهما بالنسبة إليه‪ ،‬فيجوز لمخخن نخخوى التمخخام القصخخر‪ ،‬ولمخخن نخخوى‬
‫التقصير التمام وهو حسن‪ .‬الخامس‪ :‬الظهخخر جخخواز فعخخل النافلخخة السخخاقطة‬
‫في السفر في هذه المخخاكن كمخخا صخخرح فخخي الخذكرى‪ ،‬للتحريخخص والخخترغيب‬
‫على كثرة الصخلة فيهخخا‪ ،‬ولمخخا مخخر مخخن الخبخار والظخاهر عخدم الفخخرق بيخخن‬
‫اختياره القصر أو التمام‪ .‬السادس‪ :‬الظهر جواز التمام فخخي هخخذه المخخاكن‬
‫وإن كخخانت الذمخخة مشخخغولة بخخواجب ونقخخل العلمخخة عخخن والخخده المنخخع وهخخو‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،317‬وقد مر مخخرارا‪ (2) .‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .568‬مخخر‬
‫تحت الرقم ‪.7‬‬

‫]‪[92‬‬

‫السابع‪ :‬الظاهر بقاء التخيير في قضاء ما فاتته في هذه المكنة وإن لم يقخض فيهخا‪،‬‬
‫لعموم من فاتته فريضة فليقضها كما فاتته ويحتمل تعيين القصر )‪ (1‬وهخخو‬
‫أحوط كما مر‪ ،‬والظاهر عدم التخيير في القضاء فيها إذا فاتته فخخي غيرهخخا‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬لو ضخخاق الخخوقت إل عخخن أربخخع‪ ،‬فقيخخل بوجخخوب القصخخر فيهمخخا لتقخخع‬
‫الصلتان فخخي الخخوقت‪ ،‬وقيخخل‪ :‬بجخخواز التمخخام فخخي العصخخر لعمخخوم مخخن أدرك‬
‫ركعة‪ ،‬وقيل بجواز التيان بالعصر تماما في الوقت‪ ،‬وقضاء الظهر‪ ،‬والول‬
‫أحوط بل أظهر‪ .‬التاسع‪ :‬ألحق ابن الجنيد والمرتضخخى بهخخذه المخخاكن جميخخع‬
‫مشاهد الئمة عليهم السلم كما عرفت‪ ،‬قخخال فخخي الخخذكري‪ :‬ولخخم نقخخف لهمخخا‬
‫على مأخذ في ذلك‪ ،‬والقياس عندنا باطل‪ .‬اقول‪ :‬قد مر في فقه الرضا عليخخه‬
‫السلم إيماء إليه‪ ،‬ول يمكن التعويل عليخخه فخخي ذلخخك‪ .‬العاشخخر‪ :‬روى الشخخيخ‬
‫روايخخة ابخخن بزيخخع المنقخخول عخخن العيخخون )‪ (2‬بسخخند صخخحيح ثخخم روى بسخخند‬
‫ضعيف عن علي بن حديد )‪ (3‬قخال‪ :‬سخخألت الرضخخا عليخخه السخلم فقلخت‪ :‬إن‬
‫أصحابنا اختلفوا في الحرمين‪ ،‬فبعضهم يقصر وبعضهم يتخخم وأنخخا ممخخن يتخخم‬
‫على رواية قد رواها أصحابنا في التمام‪ ،‬وذكرت عبد ال بن جندب أنه كان‬
‫يتم فقال‪ :‬رحم ال ابخن جنخخدب ثخم قخال‪ :‬ل يكخخون التمخخام إل أن تجمخخع علخى‬
‫إقامة عشرة أيام‪ ،‬وصل النوافل ما شئت قخخال ابخخن حديخخد‪ :‬وكخخان محبخختي أن‬
‫يأمرني بالتمام‪ .‬ثم أولها بوجهين أحدهما أنه عليه السلم نفى التمام على‬
‫سبيل الحتم والوجوب كما مر‪ .‬ثم قال‪ :‬ويحتمخل هخذان الخخخبران وجهخا آخخر‬
‫وهو المعتمد عندي‪ ،‬وهو أن من حصل بالحرمين ينبغخخي لخخه أن يعخخزم علخخى‬
‫مقام عشرة أيام ويتم الصلة فيهما‪ ،‬وإن كان‬

‫)‪ (1‬بل هو القوى‪ ،‬لن التمام كان لخصوصخخية المحخخل‪ (2) .‬راجخخع الرقخخم‪(3) .8 :‬‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.569‬‬

‫]‪[93‬‬
‫يعلم أنه ل يقيم أو يكون في عزمه الخروج مخخن الغخخد‪ ،‬ويكخخون هخخذا ممخخا يختخخص بخخه‬
‫هذان الموضعان ويتميزان بخخه عخخن سخخاير البلد‪ ،‬لن سخخاير المواضخخع مخختى‬
‫عزم النسان فيها على المقام عشرة أيخخام وجخخب عليخخه التمخخام‪ .‬ومخختى كخخان‬
‫دون ذلك وجب عليه التقصير‪ .‬والذى يكشف عن هخخذا المعنخخى مخخا رواه )‪(1‬‬
‫محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن علخخي بخخن مهزيخخار‪،‬‬
‫عن محمد بن إبراهيم الحضينى قال‪ :‬استأمرت أبخا جعفخخر عليخه السخلم فخي‬
‫التمام والتقصير قال‪ :‬إذا دخلخخت الحرميخن فخانوا عشخرة أيخخام وأتخخم الصخلة‬
‫فقلت له‪ :‬إني أقدم مكة قبل التروية بيوم أو يومين أو ثلثة‪ ،‬قال‪ :‬انخخو مقخام‬
‫عشرة أيام وأتم الصلة‪ .‬وأقول‪ :‬هذا غريب إذ ظاهر كلمه قخخدس سخخره أنخخه‬
‫يعزم على إقامة العشرة وإن علم الخروج قبل ذلك‪ ،‬ول يخفى أن هخخذا العلخخم‬
‫ينافي ذلك العزم‪ ،‬إل أن يقال‪ :‬أراد بالعزم محض الخطار بالبال‪ ،‬ول يخفخخى‬
‫ما فيه‪ .‬وأما الخبر فيمكن أن يكون المراد به العزم على العشرة متفرقا قبل‬
‫الخروج إلى عرفات وبعده )‪ (2‬ويكون هذا من خصخخائص هخخذا الموضخخع أو‬
‫العزم على القامة في مكة ونواحيهخخا إلخخى عرفخخات )‪ (3‬ويمكخخن أن ل يكخخون‬
‫هذا من الخصخخائص وإن كخخان خلف المشخخهور كمخخا عرفخخت سخخابقا‪ ،‬ويمكخخن‬
‫حمل كلم الشيخ على أحد هذين المعنيين وإن كان بعيدا‪.‬‬

‫)‪ (1‬المصدر نفسه‪ (2) .‬لكنه أيضا غريب كما استغرب كلم الشيخ قدس سخخره‪(3) .‬‬
‫وهذا أغرب من الول‪ ،‬فان أهل مكة يتمون في مكة وعليهم التقصخخير فخخي‬
‫سفرهم إلى عرفات كما قال عليه السلم ويحهم وأى سخخفر أشخد مخخن هخذا‪،‬‬
‫فكيف يصح قصد القامة في مكخخة وعرفخات ؟ وجخه الحخديث أن أبخا جعفخخر‬
‫عليه السلم كان يحب الحضينى )وهو الذى قخخال أبخخو جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫في حقه‪ :‬رحمه ال انه كان من خصيص شيعتي( فأراد أن يوفقه لتمام‬

‫]‪[94‬‬

‫* )فائدة غريبة( * قال في الذكري‪ :‬قال الشخيخ فخخرض السخخفر ل يسخمى قصخخرا‪ ،‬لن‬
‫فرض المسافر مخالف لفرض الحاضر‪ ،‬ويشكل بقوله تعالى‪) :‬فليس عليكم‬
‫جناح أن تقصروا من الصلوة( وبعض الصحاب سخخماها بخخذلك‪ ،‬قيخخل‪ :‬وهخخو‬
‫نزاع لفظخخي‪ .‬أقخخول‪ :‬لعخخل الشخخيخ إنمخخا منخخع مخخن التسخخمية بخخذلك‪ ،‬لئل يتخخوهم‬
‫المخالفون أن الصلة المقصورة ناقصة في الفضل‪ ،‬أو منع من التسمية به‬
‫مع قصد هذا المعنى‪.‬‬

‫الصلة في الحرمين‪ ،‬لكنه أمره أول بالقامة عشرة حتى ل يتردد في ذلك كمخخا تخخردد‬
‫سائر الصحاب‪ ،‬ولما قال انى أقدم مكة قبل التروية بيخخوم أو يخخومين‪ ،‬قخخال‬
‫عليه السلم ل بأس بذلك انو عشرة وأتخخم الصخخلة‪ ،‬فأشخخار بقخخوله ذلخخك أن‬
‫اتمام الصلة فيهما مرغوب فيه‪ ،‬مطلقا أقمت بها عشرة أولخخم تقخخم‪ ،‬وذلخخك‬
‫لن المسلم عندهم والمعهود من فقه الشيعة أن قصد القامخخة الصخخورية ل‬
‫يوجب اتمام الصلة‪.‬‬

‫]‪[95‬‬

‫‪) " - 3‬باب( " * " )صلة الخوف وأقسامها وأحكامها( " * اليخات‪ :‬البقخرة‪ :‬فخان‬
‫خفتم فرجخال أو ركبانخخا فخإذا أمنتخم فخاذكروا الخ كمخا علمكخم مخخا لخم تكونخوا‬
‫تعلمخخون )‪ .(1‬النسخخاء‪ :‬وإذا ضخخربتم فخخي الرض فليخخس عليكخخم جنخخاح أن‬
‫تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكخخافرين كخخانوا لكخخم‬
‫عدوا مبينا * وإذا كنت فيهخخم فخخأقمت لهخخم الصخخلة فلتقخخم طائفخخة منهخخم معخخك‬
‫وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم‪ ،‬ولتأت طائفة اخرى لم‬
‫يصخخلوا فليصخخلوا معخخك وليأخخخذوا حخخذرهم وأسخخلحتهم ود الخخذين كفخخروا لخخو‬
‫تغفلخخون عخن أسخلحتكم وأمتعتكخخم فيميلخخون عليكخخم ميلخخة واحخخدة‪ ،‬و ل جنخخاح‬
‫عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخخخذوا‬
‫حذركم إن ال أعد للكافرين عذابا مهينا * فإذا قضيتم الصخخلة فخخاذكروا الخ‬
‫قيامخخا و قعخخودا وعلخخى جنخخوبكم فخخإذا اطمخخأننتم فخخأقيموا الصخخلوة كخخانت علخخى‬
‫المؤمنين كتابا موقوتا )‪) * .(2‬تفسير( * )فان خفتم( أي عدوا أو سخخبعا أو‬
‫غرقا ونحوها‪ ،‬فلم تتمكنوا أن تحافظوا عليها وتوفوا حقها فتأتوا بها تامخخة‬
‫الفعال والشروط )فرجال( جمع راجل مثل تجار‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ ،239 :‬والية تبين حكم صلة المطاردة وقد مر بعض الكلم فيهخا فخي ج‬
‫‪ 84‬ص ‪ (2) .90‬النساء‪ ،103 - 101 :‬وقد مر اصول البحث عن الية‪،‬‬
‫وسنتمه في خلل تفسير المؤلف العلمة رحمة ال عليه‪.‬‬

‫]‪[96‬‬

‫وصحاب وقيام‪ ،‬وهو الكائن على رجلخخه‪ ،‬واقفخخا كخخان أو ماشخخيا أو فصخخلوا حخخالكونكم‬
‫رجال وقيل مشاة )أو ركبانا( جمع ركب كالفرسان‪ ،‬وكل شئ عل شيئا فقخخد‬
‫ركبخخه أي أو علخخى ظهخخور دوابكخخم أي تراعخخون فيهخخا دفخخع مخخا تخخخافون فل‬
‫ترتكبون ما به تخافون‪ ،‬بل تأتون بها على حسب أحوالكم بما ل تخافون به‬
‫واقفيخخن أو ماشخخين أو راكخخبين إلخخى القبلخخة أو غيرهخخا‪ ،‬بالقيخخام والركخخوع‬
‫والسجود‪ ،‬أو باليماء‪ ،‬أو بالنيخخة والتكخخبير والتشخخهد والتسخخليم‪ .‬ويخخروى أن‬
‫عليا عليه السلم صلى ليلة الهرير خمس صخخلوات باليمخخاء وقيخخل بخخالتكبير‬
‫وأن النبي صلى ال عليه وآله صخخلى ليلخخة الحخخزاب إيمخخاء‪ ،‬وبالجملخخة فيهخخا‬
‫إشارة إلى صلة الخوف إجمال‪) .‬فإذا أمنتم( بخخزوال خخخوفكم )فخخاذكروا الخخ(‬
‫أي فصلوا )كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون( من صلة المن وقيل‪ :‬اذكروا‬
‫ال بالثناء عليه والحمد له شكرا على المن والخلص من الخوف والعدو‪،‬‬
‫كما أحسن إليكم وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من الشرايع‪ ،‬وكيخخف تصخخلون‬
‫في حال المن وحال الخوف ؟ أو شكرا يخخوازي نعمخخه وتعليمخخه‪) .‬إن خفتخخم(‬
‫يدل على أن الخوف موجب للقصر في الجملة‪ ،‬وقد سبق تفسخخيره فخخي بخخاب‬
‫القصر في السفر‪ ،‬واحتج الصحاب بهذه الية على وجوب القصخخر للخخخوف‬
‫بأنه ليس المراد بالضرب سخخفر القصخخر‪ ،‬وإل لخخم يكخخن فخخي التقييخخد بخخالخوف‬
‫فائدة‪ ،‬واجيب بأن حمل الضرب في الرض علخخى غيخخر سخخفر القصخخر عخخدول‬
‫عن الظاهر‪ ،‬مع أنخخه غيخخر نخخافع لن مجخخرد الخخخوف كخخاف فخخي القصخخر علخخى‬
‫قولهم من غير توقف على الضرب في الرض وقخخد مخخر الخخوجه فخخي التقييخخد‬
‫بالخوف‪ .‬ثخخم إنخخه ل خلف بيخخن الصخخحاب فخخي وجخخوب التقصخخير فخخي صخخلة‬
‫الخخخوف فخخي السخخفر‪ ،‬وإنمخخا اختلفخخوا فخخي وجخخوب تقصخخيرها إذا وقعخخت فخخي‬
‫الحضر‪ ،‬فذهب الكثر منهم المرتضى والشيخ في الخلف والبنخخاء الربعخخة‬
‫إلى وجوب التقصير سفرا وحضرا‪ ،‬جماعة و‬

‫]‪[97‬‬

‫فرادى‪ ،‬وقال الشيخ في المبسوط‪ :‬إنما يقصخخر فخخي الحضخخر بشخخرط الجماعخخة ونسخخبه‬
‫الشهيد إلى ظاهر جماعة من الصحاب‪ ،‬وحكى الشيخ والمحقق قخخول بأنهخخا‬
‫إنما تقصر في السفر خاصة والمشهور لعله أقوى لصحيحة زرارة )‪ .(1‬ثم‬
‫المشهور أن هذا التقصير كتقصير المسافر برد الرباعيخخة إلخخى الركعخختين‪ ،‬و‬
‫إبقخخاء الثلثيخخة والثنائيخخة علخخى حالهمخخا‪ ،‬ويخخدل عليخخه الخبخخار المستفيضخخة‬
‫المتضمنة لكيفية صلة الخوف‪ ،‬وقيل ترد الركعتان إلى ركعخخة كمخخا مخخر أنخخه‬
‫ذهب إليخه ابخن الجنيخد مخن علمائنخخا‪ ،‬وكخثير مخن العامخة ويخدل عليخخه بعخخض‬
‫الخبار‪ ،‬ولعلها محمولة على التقية أو على أن كخخل طائفخخة إنمخخا تصخخلي مخخع‬
‫المام ركعة‪) .‬وإذا كنت( يا محمد )فيهم( يعني في أصخخحابك الضخخاربين فخخي‬
‫الرض الخائفين عدوهم‪ ،‬أو العم فيشمل الحضر كما ذكره الكخخثر )فخخأقمت‬
‫لهم الصلوة( بحدودها وركوعها وسخخجودها‪ ،‬أو بخخأن تخخؤمهم )فلتقخخم طائفخخة‬
‫منهم معك( )‪ (2‬في صلتك‪ ،‬و ليكن سائرهم في وجه العخخدو‪ ،‬فلخخم يخخذكر مخخا‬
‫ينبغخخي أن تفعلخخه الطائفخخة غيخخر المصخخلية لدللخخة الكلم عليخخه‪) .‬وليأخخخذوا‬
‫أسلحتهم( أي الطائفة المصلية لظاهر السياق‪ ،‬فيأخذون مخخن السخخلح مخخا ل‬
‫يمنخخع واجبخخا فخخي الصخخلة كالسخخيف والخنجخخر والسخخكين ونحوهخخا إل مخخع‬
‫الضرورة‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،338‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .294‬الطائفة يطلق على الجماعة‬
‫الطائفين‪ ،‬ول يلخزم أن يكخون فيهخم كخخثرة وافخرة‪ ،‬بخخل انمخخا يلخزم أن يكخخون‬
‫المسلمون بحيث إذا فرقوا فرقتين وقامت فرقة منهم ترصخخد العخخدو‪ ،‬كفخخوا‬
‫شخخرهم حخختى يفخخرغ المصخخلون مخخن صخخلتهم‪ .‬فخخإذا لخخم يهجخخم الكفخخار علخخى‬
‫المسلمين‪ ،‬صلوا ركعتين لعدم الخوف بالفعل‪ ،‬كما عرفت في صخخدر البخخاب‬
‫السابق‪ ،‬وإذا هجموا بعد ما شرعت الطائفة الولى بالصلة أتموهخخا ركعخخة‬
‫واحدة امامهم ومأمومهم لكون الخوف فعليا‪ ،‬فيشملهم الية الولى قبلها‪:‬‬
‫)ول جناح عليكم أن تقصروا من الصلة ان خفتخخم( اليخخة‪ .‬وقخخد مخخر شخخرح‬
‫ذلك وسيأتى انشاء ال‪.‬‬

‫]‪[98‬‬

‫فمطلقا وجوبا لظاهر المر‪ ،‬ولتعليق نفي الجناح فيما سيأتي بشرط الذى فتثبت مع‬
‫عدمه‪ ،‬وهو المشهور بين الصحاب‪ ،‬وقال ابن الجنيخخد يسخختحب وتخخردد فخخي‬
‫المعتبر والنافع وحمله ابن الجنيد على الرشاد‪ ،‬وفيه عخخدول عخخن الظخخاهر‪،‬‬
‫بنخخاء علخخى كخخون المخخر للوجخخوب مخخن غيخخر دليخخل‪ .‬وهخخو يختخخص الوجخخوب‬
‫بالمصلين ؟ فيه قخخولن‪ ،‬وروى ابخخن عبخخاس أن المخخأمور بأخخخذ السخخلح هخخم‬
‫المقاتلخخة‪ ،‬وهخخو خلف الظخخاهر‪ ،‬بخخل الظخخاهر إمخخا التعميخخم أو التخصخخيص‬
‫بالمصلين كما قلنا أول‪ ،‬بناء على أن أخذ السلح للفرقة الولى أمر معلخخوم‬
‫ل يحتاج إلى البيان‪ .‬وعلخخى القخخول بوجخخوب أخخخذ السخخلح علخخى المصخخلين ل‬
‫تبطل الصلة بخختركه علخى المشخخهور لكخخون النهخخي متعلقخخا بخخأمر خخخارج عخخن‬
‫حقيقة الصله‪ ،‬والنجاسة الكائنخخة علخى السخخلح غيخخر مخخانع مخخن أخخخذه علخخى‬
‫المشهور وقيخخل ل يجخخوز أخخخذه حينئذ إل مخخع الضخخرورة ولعخخل الول أقخخرب‪،‬‬
‫عمل باطلق النخص مخع كخون النجاسخة فيخه غيخر نخادر وثبخوت العفخو عخن‬
‫نجاسة ما ليتم الصلة فيه منفخردا‪ ،‬وانتفخخاء الخدليل علخى طهخارة المحمخخول‬
‫ولو تعدت نجاسته إلى الثوب وجب تطهيره إل مع الضرورة‪) .‬فإذا سجدوا(‬
‫)‪ (1‬أي الطائفة الولى المصلية )فليكونوا من ورائكم( )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬المراد بهذه السجدة السجدة الثانية من الركعة الثانية عند تمخخام الصخخلة‪ ،‬وذلخخك‬
‫لنه عزوجل قال )فإذا سجدوا( وأسند فعخخل السخخجدة إليهخخم دون أن يقخخول‪:‬‬
‫)فإذا سجدت بهم(‪ .‬فمبنى الية على أن النبي صلى ال عليخخه وآلخه يصخلى‬
‫بفرقة منهم ركعة بركوعها وسجودها‪ :‬سجدتين ويقعد ذاكخرا لخ عزوجخل‬
‫وتقوم الفرقة المصلية لتمام صلتهم )لعدم الخوف بهم مخخن العخخدو موقتخخا‬
‫بعد تلك الحيلة( ويصلون ركعة واحدة منفرديخخن‪ ،‬فخخإذا سخخجدوا‪ ،‬أي أتمخخوا‬
‫الصلة بالسجدة الثانية فكنى عن تمام الصلة بالسجدة‪ ،‬لنها آخر أجخخزاء‬
‫الصلة بالفرض على مخخا عرفخخت مخخرارا‪ (2) .‬تنخخص هخخذه الجملخخة علخخى أن‬
‫الطائفة الراصدة انما تقوم خلف المصلين أبدا كانت‬
‫]‪[99‬‬

‫أي فليصيروا بعد فراغهخم مخن سخجودهم مصخافين للعخدو‪ ،‬واختلخف هنخا‪ :‬فعنخدنا أن‬
‫الطائفة الولى إذا رفعت رأسها من السخخجود وفرغخخت مخخن الركعخخة يصخخلون‬
‫ركعة اخرى ويتشهدون ويسخخلمون‪ ،‬والمخخام قخخائم فخخي الثانيخخة‪ ،‬وينصخخرفون‬
‫إلى‬

‫القبلة في جهة العدو‪ ،‬أو خلف جهتهم‪ ،‬ويستفاد من ذلك أن أمام المصخخلى يجخخب أن‬
‫يكون فارغا ل يمر بين يديه أحد من المارة ول يقوم بازائه احد‪ ،‬كمخخا مخخر‬
‫في ج ‪ 83‬ص ‪ .294‬وما يقال ان هذا الصلة بالكيفية المعهودة انمخخا تقخخام‬
‫إذا كانت القبلة في خلف جهة العدو‪ ،‬حتى يكون الطائفخخة الراصخخدة خلخخف‬
‫المصلين تواجه العخخداء‪ ،‬واستأنسخخوا علخى ذلخك أو اسخختدلوا عليخخه بقخخوله‬
‫عزوجل هذا )فليكونوا من ورائكم(‪ ،‬ثم حملخخوا اليخخة الكريمخخة علخخى صخخلة‬
‫ذات الرقاع حيث كانت العخدو فخي خلف جهخة القبلخة لخذلك‪ ،‬فليخخس بشخئ‪.‬‬
‫وذلخخك لن ظخخاهر اليخخة الكريمخخة أنهخخا نزلخخت قبخخل هخخذه الوقخخايع تخخبين لهخخم‬
‫وظيفتهخخم فخخي السخخفر وعنخخد مخخوارد الخخخوف وامكخخان رفخخع الخطخخر موقتخخا‬
‫بالتعبية كذلك‪ ،‬ولخخذلك عمخخم وقخال‪) :‬وإذا كنخخت فيهخخم فخخأقمت لهخخم الصخخلة(‬
‫الية‪ .‬فحيثما ابتلى المسلمون بالسفر ومخافة العدو‪ :‬أن يهجمخخوا عليهخخم‪،‬‬
‫وكخخان النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أو مخخن يقخخوم مقخخامه فخخي جمخخع شخخمل‬
‫المسلمين فيهم وبامكانه أن يفرق المسلمين فرقتين‪ :‬فرقة تصخخلى وفرقخخة‬
‫ترصخخدهم وجخخب اقامخخة الصخخلة كخخذلك‪ ،‬ول يشخخترط فخخي اقامتهخخا غيخخر هخخذه‬
‫الشروط المذكورة‪ .‬على أنك قد عرفت في صدر الباب السابق عند البحخخث‬
‫عن الية الكريمة ان صلة السفر في مقابلخخة العخخدو والخخخوف مخخن فتنتهخخم‬
‫انما تقام علخى هخذه الكيفيخخة ليرتفخع بهخذه التعبيخة والرصخد خخوف فتنتهخخم‬
‫بالفعل وموقتا‪ ،‬وهذا انما يكون إذا صادفوا العدو‪ ،‬وقخخاموا فخخي وجههخخم ل‬
‫يدرون مآل المر أنهم يحاربون أول‪ ،‬كما كان المر في صخخلوات الرسخخول‬
‫صلى ال عليخخه وآلخخه غخخزوة ذات الرقخخاع وعسخخفان وبطخخن نخخخل‪ .‬وأمخخا إذا‬
‫نشبت الحرب بينهم أو عزم المر على ذلك بمواجهة القتال فصار خوف‬

‫]‪[100‬‬

‫مواقف أصحابهم‪ ،‬ويأتي الخرون فيستفتحون الصخخلة ويصخخلي بهخخم المخخام الركعخخة‬
‫الثانية ويطيل تشهده حتى يقوموا فيصلوا بقية صلتهم ثم يسلم بهم المخخام‬
‫أو يسلم المام وتقوم الثانية فيتمون صخخلتهم‪ ،‬كمخخا وردت الروايخخات بهمخخا‪،‬‬
‫وهو مذهب الشافعي أيضا‪ .‬وقيل‪ :‬إن الطائفخخة الولخخى إذا فرغخخت مخن ركعخة‬
‫يسخلمون ويمضخون إلخى وجخه العخدو وتخأتي الطائفخة الخخرى فيصخلي بهخم‬
‫الركعة الخرى‪ ،‬وهذا مخخذهب جخخابر ومجاهخخد و حذيفخخة وابخخن الجنيخخد‪ ،‬ومخخن‬
‫يرى أن صخخلة الخخخوف ركعخخة واحخخدة‪ .‬وقيخخل‪ :‬إن المخخام يصخخلي بكخخل طائفخخة‬
‫ركعتين فيصلي بهم مرتين عن الحسن‪ ،‬و هذه صلة بطخخن النخخخل ول أعلخخم‬
‫من أصحابنا أحدا حمل الية عليها‪ ،‬وإن جوزها الكثر‪ .‬وقيل‪ :‬إنه إذا صخخلى‬
‫بالولى ركعة مضوا إلى وجه العدو‪ ،‬وتأتي الخرى فيكخخبرون ويصخخلي بهخخم‬
‫الركعة الثانية‪ ،‬ويسلم المام خاصة ويعودون إلى وجه العدو‬

‫الهجوم منهم بالفعل كانت الصلة صلة مطخخاردة بخخالتكبيرة والتسخخبيح والتهليخخل كمخخا‬
‫وقع في بعض أيام غزوة الخندق‪ ،‬وامتثال لقوله تعالى‪) :‬فان خفتم فرجال‬
‫أو ركبانا( فالقيخام فخي وجخه العخدو انمخا يجخب فخي هخذه الصخلة لغيرهخا‪.‬‬
‫ويؤيذ ذلك أن الئمة الطهار عليهخخم صخخلوات ال خ الرحمخخن انمخخا تعرضخخوا‬
‫لصلة الخوف بخخوجه واحخخد طبقخخا لحكخخم اليخخة الكريمخخة‪ ،‬وليكخخون ذلخخك ال‬
‫لعمخخوم حكخخم اليخخة لجميخخع مخخوارد الخخخوف واطلقهخخا بالنسخخبة إلخخى موقخخف‬
‫العداء وكونهم في جهة القبلة أو خلفها‪ .‬بل وعندي أن النبي صخخلى ال خ‬
‫عليخخه وآلخخه انمخخا صخخلى بهخخذه الكيفيخخة فقخخط‪ ،‬وسخخائر مخخا ورد مخخن طخخرق‬
‫الجمهخخور‪ ،‬وقخخد نخخاهض إلخخى سخختة عشخخر وجهخخا‪ ،‬فكلهخخا آراء الصخخحابة‬
‫والتابعين توهموها على الية الكريمة فاختار كل ما وجدها أنسخخب بظخخاهر‬
‫الية‪ ،‬وسيأتى تمام الكلم فيها عند تعرض المؤلف العلمة لبعضها انشاء‬
‫ال تعالى‪.‬‬

‫]‪[101‬‬

‫وتأتي الولى فيقضون ركعخة بغيخر قخراءة لنهخم لحقخون‪ ،‬ويسخلمون يرجعخون إلخى‬
‫وجه العدو‪ ،‬وتأتي الثانية ويقضون ركعة بقراءة لنهم مسبوقون عخخن ابخخن‬
‫مسعود‪ ،‬وهو مذهب أبخخي حنيفخخة‪ .‬فالسخجود فخخي قخخوله )فخخإذا سخخجدوا( علخى‬
‫ظاهره عند أبي حنيفة‪ ،‬وعلى قولنخخا والشخخافعي بمعنخخى الصخخلة‪ ،‬أو التقخخدير‬
‫وأتموا بقرينة ما بعده‪ ،‬وهو وإن كان خلف ظاهره من وجه‪ ،‬إل أنه أحوط‬
‫للصلة‪ ،‬وأبلغ في حراسة العدو‪ ،‬وأشد موافقخخة لظخخاهر القخخرآن‪ ،‬لن قخخوله‪:‬‬
‫)ولتأت طائفة اخرى لم يصلوا( ظاهره أن الطائفة الولى قد صلت‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫)فليصخخلوا معخخك( مقتضخخاه أن يصخخلوا تمخخام الصخخلة‪ ،‬فالظخخاهر أن صخخلة كخخل‬
‫طائفة قد تمت عند تمام صلته‪ ،‬وأيضا الظاهر أن المراد اليخخة بيخخان صخخلة‬
‫الطائفتين‪ ،‬وذلك يتم على ما قلناه بأدنى تقدير أو تجوز‪ ،‬بخلفه على قوله‪،‬‬
‫و قول حذيفة وابن الجنيد في ذلخخك كقولنخخا إذ لبخخد بعخخد الركعخخة مخخن التشخخهد‬
‫والتسليم‪ ،‬نعم التجوز حينئذ أقرب من التجخخوز علخخى مخخا قلنخخاه‪ .‬قيخخل‪ :‬وربمخخا‬
‫يمكن حمل الية على ما يعم الوجوه حتى صلة بطن النخل‪ ،‬وهو في غايخخة‬
‫البعخخد مخخع مخخخالفته للروايخخات وأقخخوال الصخخحاب فيهخخا‪) .‬وليأخخخذوا حخخذرهم‬
‫وأسلحتهم( أي الطائفة الثانية في صلتهم‪ ،‬وقخخد جعخخل الحخخذر وهخخو التحخخرز‬
‫والتيقظ آلة تستعملها الغازي‪ ،‬فجمع بينخه وبيخن السخلحة فخي الخخذ وجعل‬
‫مأخوذين مبالغخة‪) .‬ود الخذين كفخروا( أي تمنخوا )لخو تغفلخون عخن أسخلحتكم‬
‫وأمتعتكم فيميلخخون عليكخم ميلخخة واحخخدة( أي يحملخون عليكخم حملخة واحخخدة‪،‬‬
‫وفيه تنبيه على وجه وجوب أخذ السلح‪ .‬قخخال فخخي مجمخخع البيخخان‪ (1) :‬فخخي‬
‫الية دللة على صدق النبي صلى ال عليه وآله وصحة نبوته‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 3‬ص ‪ 103‬وترى مثلخخه فخخي الخخدر المنثخخور ج ‪ 2‬ص ‪ 211‬قخخال‪:‬‬
‫أخرج الترمذي وصححه وابن جرير عن أبي هريرة أن رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله نزل بين ضجنان و عسفان وذكر مثله‪.‬‬

‫]‪[102‬‬

‫وذلك أنها نزلت والنخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه بعسخخفان والمشخخركون بضخخجنان )‪(1‬‬
‫فتواقفوا فصلى النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه بأصخخحابه صخخلة الظهخخر بتمخخام‬
‫الركوع والسجود‪ ،‬فهم المشركون بأن يغيروا عليهم فقال بعضخخهم‪ :‬إن لهخخم‬
‫صلة اخرى أحب إليهم من هخخذه‪ ،‬يعنخخون صخخلة العصخخر‪ ،‬فخخأنزل الخ تعخخالى‬
‫عليه الية‪ ،‬فصلى بهم العصر صلة الخوف‪ ،‬وكان ذلخخك سخخبب إسخخلم خالخخد‬
‫بن الوليد‪) .‬ول جناح عليكم إن كان بكخخم أذى مخخن مطخر أو كنتخم مرضخخى أن‬
‫تضعوا أسلحتكم( رخص لهم في وضع السلحة إن ثقل عليهم حملها بسبب‬
‫ما ينالهم من مطر أو مرض‪ ،‬وأمرهم مع ذلخخك بأخخخذ الحخخذر بقخخوله )وخخخذوا‬
‫حذركم( لئل يغفلوا فيهجم عليهم العدو‪) .‬إن ال أعد للكافرين عذابا مهينخخا(‬
‫هذا وعد للمؤمنين بالنصر على الكفار بعد المخخر بخخالحزم‪ ،‬لتقخخوى قلخخوبهم‪،‬‬
‫وليعلموا أن المر بالحزم ليس لضعفهم وغلبة عدوهم‪ ،‬بخل لن الخواجب أن‬
‫يحافظوا في المور على مراسم التيقظ والتدبير‬

‫)‪ (1‬ضجنان جبل عرى بريد من مكة‪ ،‬وعسفان على مرحلخختين‪ :‬أربعخخة بخخرد‪ ،‬فكيخخف‬
‫تواقفوا ؟ على أن المسلم مخخن غخخزوة الحديبيخخة هخخذه أن رسخخول الخ خخخرج‬
‫حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال‪ :‬يا رسول الخ هخخذه‬
‫قريش قد سمعت بمسيرك وقد نزلوا بذى طوى )موضع قرب مكخخة( وهخخذا‬
‫خالد بن الوليد في خيلهم قدموا إلى كراع الغميخخم )وهخخو واد أمخخام عسخخفان‬
‫بثمانية أميال( فخخخرج رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه بالمسخخلمين عخخن‬
‫الطريق وسلكوا بين الشخعاب حختى أفضخوا إلخى أرض سخهلة عنخد منقطخع‬
‫الوادي ثم سلكوا ذات اليمين في طريق يخرجهم علخخى ثنيخخة المخخرار مهبخخط‬
‫الحديبية )على مرحلة من مكة( من أسفل مكة‪ .‬فلما رأت خيل قريش قترة‬
‫الجيش رجعوا راكضين إلى قريش‪ ،‬وسلك رسول ال ثنية المخخرار وخلت‬
‫الناقة‪ ،‬فأمرهم أن ينزلوا بوادي الحديبية‪ ،‬فنزلوا واطمأنوا بها فلم يلتقخخوا‬
‫مع قريش ول خيلهم حيت أتاهم رجال خزاعة وقريش وتم الصلح بينهم‪.‬‬

‫]‪[103‬‬

‫فيتوكلوا على ال‪ .‬ثم اعلم أن الصحاب استدلوا بهذه اليخخة علخخى مخخا هخخو المشخخهور‬
‫من عموم القصر سفرا وحضرا‪ ،‬وجماعة وفرادى‪ ،‬وفيه نظر إذ الظاهر أن‬
‫الضمير في قوله سبحانه )فيهم( راجع إلى الصحاب الضاربين في الرض‬
‫الخائفين عدوهم‪ ،‬كما ذكره الطبرسي ‪ -‬ره ‪ -‬وغيره‪ ،‬فل عموم لها مخخع أنخخه‬
‫ل دللة فيها علخخى القصخخر فخخرادى‪) .‬فخخإذا قضخخيتم الصخخلة( يحتمخخل وجهيخخن‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يكون المعنى إذا فرغتم من صلة الخوف ل تدعوا ذكخخر الخخ‪ ،‬بخخل‬
‫كونوا مهللين مكبرين مسبحين‪ ،‬داعين بالنصرة والتأييد في كافخخة أحخخوالكم‬
‫]من قيام وقعود واضطجاع‪ ،‬فان مخخا أنتخخم فيخخه مخخن الخخخوف والحخخرب جخخدير‬
‫بذكر ال ودعائه واللجأ إليه‪ .‬قال في مجمع البيان‪ (1) :‬أي ادعخخوا ال خ فخخي‬
‫هذه الحوال لعله ينصخخركم علخى عخدوكم‪ ،‬ويظفركخخم بهخخم‪ ،‬عخن ابخخن عبخاس‬
‫وأكثر المفسرين‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به التعقيب مطلقا‪ ،‬وقيل‪ :‬إشارة إلى ما ورد‬
‫به الروايخخات مخخن اسخختحباب التسخخبيحات الربخخع بعخخد الصخخلوات المقصخخورة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد به المداومة على الخخذكر فخخي جميخخع الحخخوال كمخخا فخخي الحخخديث‬
‫القدسي‪ :‬يا موسى اذكرنخخي‪ ،‬فخخان ذكخخري علخخى كخخل حخخال حسخخن‪ .‬الثخخاني‪ :‬أن‬
‫يكون المخخراد‪ :‬إذا أردتخخم قضخخاء الصخخلة وفعلهخخا فخخي حخخال الخخخوف و القتخخال‬
‫فصلوها )قياما( مسايفين ومقارعين‪) ،‬وقعودا( جاثين على الركب مراميخخن‬
‫)وعلى جنوبكم( مثخنين بالجراح‪ .‬وقيل‪ :‬المراد حال الخوف مطلقا من غير‬
‫اختصاص بحال القتال‪ ،‬وقيل‪ :‬إشارة إلى صلة القادر والعاجز أي إذا أردتم‬
‫الصلة فصلوا )قياما( إن كنتم أصحاء )وقعودا( إن كنتم مرضى ل تقخخدرون‬
‫على القيام )وعلى جنوبكم( إن لم تقدروا على القعخخود‪ ،‬روى ذلخخك عخخن ابخخن‬
‫مسعود‪ .‬وعلى هذا التفسير يستفاد الترتيب أيضا‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 3‬ص ‪.104‬‬

‫]‪[104‬‬

‫لكن لم نظفر برواية تدل على هذا التفسير في خصوص هذه الية‪ .‬نعم روي ذلك في‬
‫تفسير قوله تعالى‪) :‬الذين يذكرون ال قياما وقعودا( )‪ (1‬كذا قيخخل‪ .‬وأقخخول‪:‬‬
‫ذكره علي بن إبراهيم )‪ (2‬بعد إيراد هذه اليخة حيخث قخال‪ :‬الصخحيح يصخلي‬
‫قائما‪ ،‬والعليل يصلي قاعدا‪ ،‬فمن لم يقدر فمضطجعا يؤمي إيمخخاء‪ ،‬وقخخد مخخر‬
‫من تفسير النعماني )‪ (3‬مثله في باب القيام )‪ (4‬مرويا عن أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم‪ ،‬ول يخفى أن عدم اعتبار الخوف يأباه‪ .‬قخخوله‪) :‬فخخإذا اطمخخأننتم‬
‫فأقيموا الصلة( فخخان ظخخاهره إذا اسخختقررتم بخخزوال خخخوفكم وسخخكنت قلخخوبكم‬
‫فأتموا حدود الصلة واحفظوا أركانهخخا وشخخرائطها‪ ،‬إل أن يحمخخل الطمينخخان‬
‫على أعخم مخخن زوال الخخخوف والخخبرء مخخن المخخرض‪ ،‬وقيخخل‪ :‬معنخخاه إذا أقمتخخم‬
‫فأتموا الصلة التي اجيز لكم قصخخرها‪ ،‬وقخخد يجمخخع بيخخن الخخوجهين‪ ،‬وقخخد مخخر‬
‫تفسير الموقوت )‪ - 1 .(5‬المقنع‪ :‬سئل الصادق عليخه السخلم عخن الصخلة‬
‫في الحرب فقال‪ :‬يقوم المام قائما ويجئ طائفة من أصحابه يقومون خلفه‪،‬‬
‫وطائفة بازاء العدو‪ ،‬فيصلي بهم المام ركعة ثم يقوم ويقومون معه ويثبت‬
‫قائما ويصلون هم الركعة الثانية ثم يسلم بعضهم على بعض ثخخم ينصخخرفون‬
‫فيقومون مكان أصحابهم بازاء العدو ويجئ الخرون فيقومون خلف المام‬
‫فيصلي بهم الركعة الثانية ثم يجلس المام فيقومون ويصلون‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .191 :‬تفسير القمى‪ (3) .117 :‬تفسير النعماني‪ :‬البحار ج ‪93‬‬
‫ص ‪ (4) .28‬راجع ج ‪ 84‬ص ‪ ،343 - 331‬وقد مضى فيه الحديث عن‬
‫الكافي وغيره أيضا‪ ،‬راجعه أن شئت‪ (5) .‬قخخد مضخخى فخخي ج ‪ 82‬ص ‪313‬‬
‫ما يتعلق بمعنى الموقوت‪ ،‬ال أنخخه يسخختدرك تفسخخير اليخخة بمخخا ذكرنخخاه فخخي‬
‫صدر الباب السابق فل تغفل‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫ركعة اخرى )‪ [(1‬ثم يسلم عليهم فينصرفون بتسليمه‪ .‬وإذا كنت في المطاردة فصخخل‬
‫صلوتك إيماء‪ ،‬وإن كنت تستأنف فسبح ال واحمده وهلله وكبره‪ ،‬يقوم كخخل‬
‫تحميدة وتسبيحة وتهليلة وتكبيرة مكان ركعة )‪ .(2‬بيان‪ :‬ما رواه إلى قوله‬
‫)بتسليمة( موافقة لما رواه الشيخ )‪ (3‬في الحسخخن كالصخخحيح عخخن الحلخخبي‬
‫عنه عليه السلم‪ .‬واعلم أن صلة الخوف أنخخواع منهخخا صخخلة ذات الرقخخاع‪،‬‬
‫وهي الكيفية الولى الواردة في هذا الخبر‪ ،‬وسميت بها لن القتال كخخان فخخي‬
‫سفح جبل فيه جدد حمر و صفر وسخخود كالرقخخاع‪ ،‬أو كخخانت الصخخحابة حفخخاة‬
‫فلفوا على أرجلهم الجلود والخرق لشدة الحر‪ ،‬أو الرقاع كانت في ألويتهم‪،‬‬
‫وقيخخل‪ :‬مخخر بخخذلك الموضخخع ثمانيخخة نفخخر حفخخاة فنقبخخت أرجلهخخم وتسخخاقطت‬
‫أظفارهم‪ ،‬وكانوا يلفون عليها الخرق‪ ،‬وقيل‪ :‬الرقاع اسم شجرة في موضع‬
‫الغخخزو‪ .‬والمشخخهور أن شخخروط هخخذه الصخخلة أربعخخة‪ :‬الول كخخون العخخدو فخخي‬
‫خلف جهة القبلة‪ ،‬بحيخخث ل يمكنهخخم مقخخابلته‪ ،‬وهخخم يصخخلون إل بخخالنحراف‬
‫عن القبلة‪ ،‬هذا هو المشهور واستوجه في التذكرة عخخدم اعتبخخاره‪ ،‬ورجحخخه‬
‫الشهيدان‪ ،‬والثاني أن يكون الخصم ذا قوة يخاف هجومه علخخى المسخخلمين‪،‬‬
‫الثالث أن يكون في المسلمين كثرة يمكنهم الفتراق طائفتين يقاوم كل فرقة‬
‫منهما العدو حال الخرى‪ ،‬والرابع عدم احتياجهم إلى زيادة على الفرقيتخخن‪،‬‬
‫وهذا الشرط في الثنائية واضح‪ ،‬وأما في الثلثية فهل يجخخوز تفريقهخخم ثلث‬
‫فرق وتخصيص كل ركعة بفرقة ؟ قولن‪ ،‬واختار الشهيدان الجواز‪.‬‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ‪ -‬وقد زاد على الثلثين بيتا ‪ -‬ساقط عخخن ط الكمبخخانى أضخخفناه‪.‬‬
‫من الصل‪ (2) .‬المقنع‪ ،39 :‬ط السلمية‪ (3) .‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.303‬‬

‫]‪[106‬‬

‫ثم اختلفوا في أنه هل يجب على الفرقة الولى نية النفراد عند مخالفة المام أم ل ؟‬
‫والظاهر عدم انفكاك النسان في تلك الحال عن النيخخة‪ ،‬وأمخخا الفرقخخة الثانيخخة‬
‫فظاهر الكثر بقاء اقتدائهم في الركعة الثانيخخة حكمخخا وإن اسخختقلوا بخخالقراءة‬
‫والفعال فيحصل لهم ثواب اليتمام‪ ،‬يرجعون إلى المام في السهو‪ ،‬وحينئذ‬
‫ل ينوون النفراد عند القيام إلى الثانية‪ ،‬وقد صرح به العلمة في المختلف‬
‫وصخخرح ابخخن حمخخزة بخخأن الثانيخخة تنخخوي النفخخراد فخخي الثنائيخخة‪ ،‬وهخخو ظخخاهر‬
‫المبسوط‪ ،‬واختاره بعض المتأخرين والروايات مختلفة في تسليم المخخام أو‬
‫لثم قيامهم إلى الثانية‪ ،‬أو انتظار المام إلى أن يفرغوا من الثانيخخة‪ ،‬فيسخخلم‬
‫معهم‪ ،‬والظاهر التخيير بينهما‪ ،‬فالظاهر على الول انفرادهم‪ ،‬وعلى الثاني‬
‫بقاء القدوة‪ .‬ثم إن جماعة من الصحاب ذكروا أن المخالفة في هذه الصلة‬
‫مع ساير الصلوات في ثلثة أشياء‪ :‬انفراد المخخؤتم‪ ،‬وتوقخخع المخخام للمخخأموم‬
‫حخختى يتخخم‪ ،‬وإمامخخة القاعخخد بالقخخائم‪ ،‬ول يخفخخى أن النفخخراد إنمخخا تحصخخل بخخه‬
‫المخالفة على قخول الشخيخ‪ ،‬حيخث منخع مخن ذلخك فخي سخائر الصخلوات‪ ،‬وإل‬
‫فالمشهور الجواز مطلقا إل أن يقال‪ :‬بوجوب النفراد هنخخا‪ ،‬فالمخالفخة بهخذا‬
‫العتبار‪ ،‬وأما توقع المام المؤتم حتى يتم فانه غير لزم هنخخا كمخخا عرفخخت‪،‬‬
‫وأما إمامة القاعد بالقائم‪ ،‬فانما يتحقق إذا قلنا ببقخخاء اقتخخداء الفرقخخة الثانيخخة‬
‫في الثانية‪ ،‬وقد عرفت الخلف فيه‪ ،‬وتحقيق هذه الحكام فخخي تلخخك الزمخخان‬
‫قليل الجدوى فليهم التعرض لهخا‪ .‬ومخخن أقسخخام صخخلة الخخخوف صخخلة بطخن‬
‫النخل )‪ (1‬وقد ورد أن النبي صخلى الخ عليخه وآلخه صخلها بأصخحابه‪ ،‬قخال‬
‫الشيخ‪ ،‬روى الحسن عن أبي بكرة فعل النبي صلى ال عليه وآله و‬

‫)‪ (1‬هخخذه الصخخلة هخخي صخخلة ذات الرقخخاع نفسخخها‪ ،‬ال انهخخا روايخخة الحسخخن ابخخن أبخخي‬
‫الحسن عن جابر كما رواه ابن هشام في السيرة‪ ،‬والتى سبق رواية نخخافع‬
‫عن ابن عمر وعليه اتفاق الشيعة المامية‪ .‬وبطن نخل موضع بنجد فيهخخا‬
‫منازل بنى محارب وبنى ثعلبخخة مخخن غطفخخان علخخى مرحلخختين مخخن المدينخخة‪،‬‬
‫صلى بها رسول ال في بطن الوادي والمشركون من غطفخان علخى رؤس‬
‫الجبال بذات الرقاع فسميت الغزوة بهما‪.‬‬
‫]‪[107‬‬

‫صفتها أن يصلي المام بالفرقة الولى مجموع الصلة‪ ،‬والخرى تحرسهم‪ ،‬ثم يسلم‬
‫بهم ثم يمضخوا إلخى موقخف أصخحابهم ثخم يصخلي بالطائفخة الخخرى نفل لخه‬
‫وفرضا لهم‪ ،‬و شرطها كون العدو وفي قوة يخاف هجومه‪ ،‬وإمكان افخختراق‬
‫المسلمين فرقتين‪ ،‬وكونه في خلف جهة القبلة‪ .‬قال فخخي الخخذكرى‪ :‬ويتخيخخر‬
‫بين هذه الصلة وبين ذات الرقاع‪ ،‬ويرجح هذا إذا كان فخخي المسخخلمين قخخوة‬
‫ممانعة بحيث ل تبالي الفرقة الحارسة بطخخول لبخخث المصخخلية‪ ،‬و يختخخار ذات‬
‫الرقاع إذا كخان المخر بخالعكس‪ ،‬ول يخفخى أن هخذه الروايخة ضخعيفة عاميخة‬
‫يشكل التعويل عليها‪ ،‬وإن كانت مشهورة‪ ،‬فيبنخخي الحكخم بخالجواز علخى أنخه‬
‫هل يجوز إعادة الجخخامع صخخلته أم ل ؟ وقخخد سخخبق الكلم فيخخه‪ .‬ومخخن أقسخخام‬
‫صلة الخوف صلة عسفان وقد نقلها الشخخيخ فخخي المبسخخوط بهخخذه العبخخارة‪:‬‬
‫ومتى كان العدو في جهة القبلة‪ ،‬ويكونون في مستوى الرض‪ ،‬ل يسخخترهم‬
‫شئ‪ ،‬و ل يمكنهم أمر يخخخاف منخخه‪ ،‬ويكخخون فخخي المسخخلمين كخخثرة ل يلزمهخخم‬
‫صلة الخوف‪ ،‬ول صلة شدة الخوف‪ ،‬وإن صلوا كما صلى النبي صلى الخ‬
‫عليخه وآلخه بعسخفان جخاز‪ ،‬فخانه قخام صخلى الخ عليخه وآلخه مسختقبل القبلخة‬
‫والمشركون أمخامه‪ ،‬فصخف خلخف رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه صخف‬
‫وصف بعد ذلك الصف صف آخر‪ ،‬فركخخع رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وركعوا جميعا‪ ،‬ثم سجد صلى ال عليه وآله وسجد الصف الذي يلخخونه )‪(1‬‬
‫وقام الخخخرون يحرسخخونه‪ ،‬فلمخخا سخخجد الولخخون السخخجدتين و قخخاموا‪ ،‬سخخجد‬
‫الخرون الذين كانوا خلفهم ثم تأخر الصف الذين يلونه إلى مقام الخريخخن‪،‬‬
‫وتقدم الصف الخير إلى مقام الصف الول‪ ،‬ثم ركخخع رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وركعوا جميعا فخخي حالخخة واحخخدة‪ ،‬ثخخم سخخجد وسخخجد الصخخف الخخذي‬
‫يليه‪ ،‬وقام الخرون يحرسونه‪ ،‬فلما جلس رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫والصف الذي يليه‪ ،‬سجد الخرون‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬والصل فخخي ذلخخك تخخوهمهم أن معنخخى قخخوله تعخخالى‪) :‬فخخإذا سخخجدوا فليكونخخوا مخخن‬
‫ورائكم( أن طائفة في الصف الول يسخخجد وطائفخخة مخخن ورائهخخم وهخخم فخخي‬
‫الصف الثاني يحرسهم‪ ،‬وقد عرفت معنى الية الكريمة‪.‬‬

‫]‪[108‬‬

‫جلسوا جميعا فسلم بهم جميعا‪ .‬وقال العلمة‪ :‬لها ثلث شخخرايط أن يكخخون العخخدو فخخي‬
‫جهة القبلة‪ ،‬وأن يكون في المسلمين كثرة يمكنهم معهخخا الفخختراق فرقخختين‪،‬‬
‫وأن يكونوا على قلة جبل أو مستومن الرض ل يحول بينهخخم وبيخخن إبصخخار‬
‫المسلمين حائل من جبل وغيره‪ ،‬ليتوقوا كبسهم‪ ،‬والحمل عليهم‪ ،‬ول يخاف‬
‫كمين لهم‪ .‬وتوقف الفاضلن في العمل بها‪ ،‬لنه لم يثبت نقلهخخا عخخن طريخخق‬
‫أهل البيت عليهم السلم وقال في الذكرى مرة هذه صلة مشهوره في النقل‬
‫كسائر المشهورات‪ ،‬واخرى أنها وإن لخخم تنقخخل بأسخخانيد صخخحيحة‪ ،‬وذكرهخخا‬
‫الشيخ مرسل لها غير مسند )‪ (1‬ول محيل على سنده‪ ،‬فلو لخخم يصخخح عنخخده‬
‫لم يتعرض حتى ينبه على ضعفه‪ ،‬فل يقصر فتواه عن رواية ثم ليخخس فيهخخا‬
‫مخالفة لفعال الصلة غير التقدم والتأخر‪ ،‬والتخلف بركن‪ ،‬وكخخل ذلخخك غيخخر‬
‫قادح في صحة الصلة اختيارا فكيف عند الضرورة انتهى‪ .‬واعترض عليخخه‬
‫أما أول ففي تصحيحه الرواية بمجخخرد نقخخل الشخخيخ‪ ،‬وأمخخا ثانيخخا ففخخي حكمخخه‬
‫بعدم قدم التخلخخف عخخن ركخخن فخخي صخخحة الصخخلة اختيخخارا‪ .‬وأمخخا صخخلة شخخدة‬
‫الخخخوف الخختي أشخخار إليهخخا أخيخخر فقسخخمان‪ :‬احخخداهما أن يتمكنخخوا مخخن أفعخخال‬
‫الصلة ولخخو باليمخخاء‪ ،‬ول يتمكنخخوا مخخن الجماعخخة علخى الوجخخوه المخذكورة‪،‬‬
‫فيصخخلون فخخرادى كيخخف مخخا أمكنهخخم واقفخخا أو ماشخخيا أو راكبخخا‪ ،‬ويركعخخون‬
‫ويسجدون مع المكان‪ ،‬وإل فباليمخخاء ويسخختقبلون القبلخخة مخخع المكنخخة‪ ،‬وإل‬
‫فبحسب المكان في بعض الصخلة‪ ،‬علخى مخا ذكخره جماعخة مخن الصخحاب‪،‬‬
‫وإل فبتكبيرة الحرام‪ ،‬وإل سقط الستقبال‪ ،‬وهذه الحكام مجمع عليها بيخخن‬
‫الصحاب‪ ،‬ويدل عليها روايات‬

‫)‪ (1‬الظاهر أن الشيخ رحمه ال نظر إلى رواية ذلك عن طرق الجمهور‪ ،‬ورأى أنها‬
‫تطابق لفظ القرآن الكريم على الوجه المذكور آنفا فاعتمد علخخى روايتهخخم‪،‬‬
‫وال فكيف يكون عنده رواية معتبرة أو غير معتبرة عن أهل البيت عليهخخم‬
‫السلم ول يذكرها ول يتعرض لها في كتابي الخبار ؟‬

‫]‪[109‬‬

‫كثيرة‪ ،‬والثانية صلة من لم يتمكن من اليماء أيضا حال المسايفة‪ ،‬فانه يسقط عنخخه‬
‫ذلك‪ ،‬وينتقل فرضه إلى التسبيح وهذا أيضا مجمع عليه بين الصحاب‪- 2 .‬‬
‫تفسير على بن ابراهيخخم‪) :‬فخخان ختفخخم فرجخخال أو ركبانخخا( فهخخي رخصخخة بعخخد‬
‫العزيمة للخائف أن يصلي راكبا وراجل‪ .‬وصلة الخوف على ثلثة وجخخوه‪:‬‬
‫قال ال تبارك وتعالى‪) :‬وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلة فلتقم طائفة منهم‬
‫معك وليأخذوا ]أسلحتهم فخخإذا سخخجدوا فليكونخخوا مخخن ورائكخخم ولتخخأت طائفخخة‬
‫أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخخذوا[ حخذرهم و أسخلحتهم( فهخذا وجخه‪.‬‬
‫والوجه الثاني من صلة الخوف فهو الخذي يخخاف اللصخخوص والسخخباع فخي‬
‫السفر‪ ،‬فانه يتوجه إلى القبلة ويفتتح الصلة ويمخخر علخخى وجهخخه الخخذي هخخو‬
‫فيه‪ ،‬فإذا فرغ من القراءة وأراد أن يركع ويسجد ولى وجهه إلخخى القبلخخة إن‬
‫قدر عليه‪ ،‬وإن لم يقدر عليه ركع وسجد حيثما توجه‪ ،‬وإن كان راكبا يومي‬
‫إيمخخاء برأسخخه‪ .‬والخخوجه الثخخالث مخخن صخخلة الخخخوف صخخلة المجادلخخة‪ ،‬وهخخي‬
‫المضاربة في الحرب إذا لم يقدر أن ينزل ويصلي‪ :‬يكخخبر لكخخل ركعخخة تكخخبيرة‬
‫وصلى وهخخو راكخخب‪ ،‬فخخان أميخخر ‪ -‬المخخؤمنين عليخخه السخخلم صخخلى وأصخخحابه‬
‫خمس صلوات بصفين علخى ظهخر الخدواب لكخل ركعخة تكخبيرة وصخلى وهخو‬
‫راكب حيثما توجهوا )‪ .(1‬بيان‪ :‬ظاهر الروايات الجتزاء عند تلحم القتخخال‬
‫بالتكبير لكل ركعة‪ ،‬من غير تكبيرة للحرام وتشخخهد وتسخخليم وفخخي صخخحيحة‬
‫الفضلء )‪ (2‬عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم فخخإذا كخخانت المسخخايفة والمعانقخخة‬
‫وتلحم القتخخال‪ ،‬فخخان أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم ليلخخة صخخفين وهخخي ليلخخة‬
‫الهرير لم تكن صلتهم الظهر والمغخخرب والعشخخاء عنخخد وقخخت كخخل صخخلة إل‬
‫بالتكبير والتهليخخل والتسخخبيح والتحميخخد‪ ،‬والخخدعاء‪ ،‬فكخخانت تلخخك صخخلتهم لخخم‬
‫يأمرهم باعادة الصلة‪.‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ 69 :‬و ‪ 70‬وما بين العلمتين ساقط عخخن ط ك‪ (2) .‬التهخخذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،304‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.458‬‬

‫]‪[110‬‬

‫وفي صحيحة الحلبي )‪ (1‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬صخخلة الزحخخف علخخى‬
‫الظهر إيماء برأسك وتكبير‪ ،‬والمسايفة تكبير بغير إيماء‪ ،‬والمطاردة إيمخخاء‬
‫يصلي كل رجل على حياله‪ .‬والمشهور بين الصحاب أنه يقخخرء عخخوض كخخل‬
‫ركعخخة التسخخبيحات الربخخع بعخخد النيخخة‪ ،‬وتكخخبيرة الفتتخخاح‪ ،‬ويتشخخهد ويسخخلم‪،‬‬
‫وإيجاب غير النية لدليل عليه‪ ،‬نعم يظهر من صحيحة الفضلء التسخخبيحات‬
‫الربخخع مخخن غيخخر ترتيخخب مخخع إضخخافة الخخدعاء ولعخخل المخخراد بخخه السخختغفار‪،‬‬
‫فخخالحوط الجمخخع بينهخخا‪ ،‬وإن احتمخخل الخخواو فيهخخا بمعنخخى )أو(‪ - 3 .‬مجخخالس‬
‫الصدوق‪ :‬عن محمد بن عمر الحافظ‪ ،‬عن أحمد بن عبخخد العزيخخز‪ ،‬عخخن عبخخد‬
‫الرحمن بن صالح‪ ،‬عن شعيب بن راشد‪ ،‬عن جخخابر‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬ما كانت صلة القوم يوم الهرير إل تكبيرا عند مواقيت الصخخلة‬
‫)‪ - 4 .(2‬تفسير على ابن ابراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪) :‬وإذا كنت فيهم فخخأقمت‬
‫لهم الصلة فلتقم طائفة منهم معك( الية‪ ،‬فانها نزلت لما خخخرج رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله إلى الحديبية يريد مكة فلما وقع الخبر إلى قريش بعثوا‬
‫خالد بن الوليد في مائتي فارس ليستقبل رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫فكان يعارض رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه علخخى الجبخخال‪ ،‬فلمخخا كخخان فخخي‬
‫بعض الطريق وحضرت صلة الظهر أذن بلل وصلى رسول ال صخخلى الخ‬
‫عليه وآله بالناس‪ ،‬فقال خالخخد ابخخن الوليخخد‪ :‬لخخو كنخخا حملنخخا عليهخخم وهخخم فخخي‬
‫الصخلة لصخخبناهم‪ ،‬فخانهم ل يقطعخخون الصخخلة ولكخن تجخخئ لهخخم الن صخخلة‬
‫اخرى هي أحب إليهم من ضياء أبصارهم‪ ،‬فإذا دخلخخوا فيهخخا حملنخخا عليهخخم‪،‬‬
‫فنزل جبرئيل عليه السلم بصلة الخوف بهذه الية )وإذا كنت فيهم فخخأقمت‬
‫لهم الصلة فلتقم طائفة منهم معك( إلى قوله‪) :‬ميلة واحدة(‪ .‬ففخخرق رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أصحابه فرقتين‪ ،‬فوقخف بعضخهم تجخاه العخدو‪ ،‬وقخد‬
‫أخذوا‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ ،296‬والتهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .304‬أمالى الصدوق ص ‪.244‬‬

‫]‪[111‬‬

‫سلحهم‪ ،‬وفرقة صلوا مخخع رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قائمخخا ومخخروا فوقفخخوا‬
‫مواقف أصحابهم‪ ،‬وجاء اولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول ال صخخلى‬
‫ال عليه وآله الركعة الثانية وهي لهم الولخخى وقعخخد رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وقام أصحابه‪ ،‬فصلوا هم الركعة الثانية وسلم عليهم )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ ،138 :‬و ‪ 632‬في سورة الفتح‪ ،‬وترى مثله في الدر المنثور ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 211‬قال‪ :‬أخخرج عبخد الخرزاق وسخعيد بخن منصخور وابخن أبخي شخيبة‬
‫وأحمد وعبدبن حميدو أبو داود والنسائي وابن جرير وابخخن المنخخذر وابخخن‬
‫أبى حاتم والدار قطني و الطبراني والحخخاكم وصخخححه والخخبيهقي عخخن أبخخى‬
‫عياش الزرقى وذكخخر مثلخخه‪ .‬لكخن الحخخديث ل يصخخح‪ ،‬فخخان أصخخحاب السخخيرة‬
‫كلهم أجمعوا )مستندين بالروايات المعتبرة( على أن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله لم يواجه خالدا في غزوة الحديبية هكذا‪ ،‬وقد مر بعض ذلخخك فخخي ص‬
‫‪ 102‬نقل عن سيرة ابن هشام بتخليص‪ .‬وأزيدك الن أن الكليني روى في‬
‫كتاب الروضة ج ‪ 8‬ص ‪ 322‬عن على بن ابراهيم عن أبيه عخخن ابخخن أبخخى‬
‫عمير وغيره عن معاوية بن عمار عن أبى عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لمخخا‬
‫خرج رسول ال في غزوة الحديبية‪ ،‬خرج في ذى القعدة‪ ،‬فلما انتهى إلخخى‬
‫المكان الذى أحرم فيه أحرموا ولبسوا السلح‪ ،‬فلما بلغه أن المشركين قد‬
‫أرسلوا إليه خالد بن الوليد لبرده قخخال‪ :‬ابغخخونى رجل يأخخخذ بخخى علخخى غيخخر‬
‫هذا الطريق فأتى برجل‪ ...‬فأخذه معخخه حخختى انتهخخى إلخخى العقبخخة فقخال‪ :‬مخخن‬
‫يصعدها حط ال عنه كما حط عن بنى اسرائيل‪ .....‬فابتدرها خيل النصخخار‬
‫فلما هبطوا الحديبية‪ ...‬وخرج رسول ال فأرسل إليه المشركون الحخخديث‪.‬‬
‫نعم غزى رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي جمخخادى سخخنة خمخخس بنخخى‬
‫لحيان حتى نزل على غران وهى منازل بنى لحيان‪ ،‬وغران واد بيخخن أمخخج‬
‫وعسفان إلى بلد يقخخال لهخخا سخخايه‪ ،‬فوجخخدهم قدحخخذروا وتمنعخخوا فخخي رؤس‬
‫الجبال‪ .‬فلما نزلها رسول ال وأخطأه من غرتهم ما أراد قال‪ :‬لو أنا هبطنا‬
‫عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة فخرج في مائتي راكب من أصحابه‬
‫حتى نزل بعسفان ثم رجع قافل‪،‬‬
‫]‪[112‬‬

‫‪ - 5‬قرب السناد وكتاب المسائل‪ :‬بسنديهما عخخن علخخي بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن أخيخخه عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬سألته عن صلة الخوف كيف هي ؟ قخخال‪ :‬يقخخوم المخخام فيصخخلي‬
‫ببعض أصحابه ركعة ويقوم فخخي الثانيخخة ويقخخوم أصخخحابه فيصخخلون الثانيخخة‪،‬‬
‫ويخففون وينصرفون ويأتي أصخحابهم البخاقون فيصخلون معخه الثانيخة فخإذا‬
‫قعد في التشهد قاموا فصلوا الثانية لنفسهم ثم يعقدون‪ ،‬فيتشهدون معه ثم‬
‫يسلم وينصرفون معه )‪ .(1‬وسألته عن صلة المغرب في الچوف كيف هي‬
‫؟ قال يقوم المام ببعض أصخخحابه فيصخخلي بهخخم ركعخخة ثخخم يقخخوم فخخي الثانيخخة‬
‫ويقومون فيصلون لنفسهم ركعتين ويخففون وينصرفون‪ ،‬ويأتي أصخخحابه‬
‫الباقون فيصلون معه الثانية ثم يقخخوم بهخخم فخخي الثالثخخة فيصخخلي بهخخم فتكخخون‬
‫للمام الثالثة وللقوم الثانية‪ ،‬ثم يعقدون فيتشهد ويتشهدون معخخه‪ ،‬ثخخم يقخخوم‬
‫أصحابه والمام قاعد فيصلون الثالثة ويتشهدون معه‪ ،‬ثم يسخخلم ويسخخلمون‬
‫)‪.(2‬‬

‫وسمى تلك الغزوة بغزوة عسفان أيضخخا‪ .‬فالظخخاهر مخخن تمنخخع بنخخى لحيخخان إلخخى رؤس‬
‫الجبال أن رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه صخلى حينخخذاك بمخخن معخخه مخخن‬
‫المسلمين صلة الخوف‪ ،‬خوفا من بادرتهم كما صرح بذلك الطبرسخخي فخخي‬
‫اعلم الورى ص ‪ 98‬قال‪ :‬ثم كانت غزوة بنى لحيخخان‪ ،‬وهخخى الغخخزوة الخختى‬
‫صلى فيها صلة الخوف بعسفان حيخن أتخاه الخخبر مخن السخماء بمخاهم بخه‬
‫المشركون‪ ،‬وقيل‪ :‬ان هذه الغزوة كانت بعد غزوة بنى قريظة‪ .‬على أنه قد‬
‫ثبت من دون ارتياب أن النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه صخخلى صخخلة الخخخوف‬
‫بذات الرقاع ذكره ابن هشام في السيرة في حوادث سنة الربع‪ ،‬وقيل فخخي‬
‫الخامسة لقى بها رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه جمعخا مخخن غطفخان ولخخم‬
‫يكن بينهما حرب وقد خاف الناس بعضخخهم بعضخخا حخختى صخخلى رسخخول الخ‬
‫صلة الخوف ثم انصرف بالناس‪ ،‬فإذا كان قخد صخلى قبخل الحديبيخة صخلة‬
‫الخوف‪ ،‬فلبد وأن تكون الية نازلة قبلها‪ ،‬فل معنى لنزول جبرئيل بصلة‬
‫الخوف‪) :‬وإذا كنت فيهم( في غزوة الحديبية آخر سنة ست تارة أخرى‪) .‬‬
‫‪ 1‬و ‪ (2‬قرب السخناد ص ‪ 99‬ط حجخر ص ‪ 131‬ط نجخف‪ ،‬كتخاب المسخائل‬
‫المطبوع في البحار ج ‪ 10‬ص ‪(*) .251‬‬

‫]‪[113‬‬

‫بيان‪ :‬قوله‪) :‬لنفسهم ثم يقعدون( في كتاب المسائل ثم قعدوا فتشهدوا معه ثخخم سخخلم‬
‫وانصرف وانصرفوا(‪ .‬ول خلف بين الصحاب ظخخاهرا فخخي أنخخه يتخيخخر فخخي‬
‫المغرب بين أن يصلي بالولى ركعة وبالثانيخخة ركعخختين‪ ،‬وبخخالعكس‪ ،‬لخخورود‬
‫الروايات المعتبرة بهما جميعا‪ ،‬واختلف في الفضلية‪ ،‬فقيل إن الول أفضل‬
‫لكونه مرويا عن أمير المؤمنين عليه السخخلم‪ ،‬فيترجخخح للتأسخخي بخخه‪ ،‬ولنخخه‬
‫يسخختلزم فخخوز الفرقخخة الثانيخخة بخخالقراءة وبالزيخخادة ليخخوازي فضخخيلة تكخخبيرة‬
‫الفتتاح والتقدم‪ ،‬ولتقارب الفرقتين فخي إدراك الركخان‪ ،‬ونسخخب هخخذا القخول‬
‫إلى الكثر واختاره في التذكرة‪ ،‬وقيخخل‪ :‬إن الثخخاني أفضخخل لئل يكلخخف الثانيخخة‬
‫زيادة جلوس في التشهد وهي مبنية على التخفيف‪ ،‬والترجيح ل يخلخخو مخخن‬
‫أشكال‪ - 6 .‬فقه الرضا قال عليه السلم‪ :‬إن كنت فخخي حخخرب هخخي لخ رضخخا‪،‬‬
‫وحضرت الصلة فصل على ما أمكنك على ظهر دابتك‪ ،‬وإل تؤمي إيماء أو‬
‫تكبر وتهلل )‪ .(1‬وروي أنه فات الناس مع علخخي عليخخه السخخلم يخخوم صخخفين‬
‫صلة الظهر والمغرب والعشاء فأمرهم علخي فكخبروا وهللخوا وسخخبحوا‪ ،‬ثخخم‬
‫قرأ هذه الية )فان خفتم فرجال أو ركبانا( )‪ (2‬فخخأمرهم علخخي عليخخه السخخلم‬
‫فصنعوا ذلك رجال أو ركبانا‪ .‬فان كنت مع المام )‪ (3‬فعلى المام أن يصخخلي‬
‫بطائفخخة ركعخخة‪ ،‬وتقخخف الطائفخخة الخخخرى بخخازاء العخخدو ثخخم يقخخوم ويخرجخخون‬
‫فيقيمون موقف أصحابهم بخخازاء العخخدو‪ ،‬وتجخخئ طائفخخة اخخخرى فتقخخف خلخخف‬
‫المخخام ويصخخلي بهخخم الركعخخة الثانيخخة‪ ،‬فيصخخلونها ويتشخخهدون ويسخخلم المخخام‬
‫ويسخخلمون بتسخخليمه‪ ،‬فيكخخون للطائفخخة الولخخى تكخخبيرة الفتتخخاح‪ ،‬وللطائفخخة‬
‫الخرى التسليم‪.‬‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪ 14‬باب صلة الخوف‪ (2) .‬البقرة‪ (3) .239 :‬بل إذا كان خوف‬
‫ولم يكخخن الحخخرب كمخخا عرفخخت وال فالمسخخلمون بصخخفين كخخان معهخخم المخخام‬
‫الكبر‪.‬‬

‫]‪[114‬‬

‫وإن كان صلة المغرب يصلي بالطائفة الولى ركعة‪ ،‬وبالطائفة الثانية ركعتين‪ .‬وإذا‬
‫تعخخرض لخك سخبع وخفخت أن تفخخوت الصخلة فاسخختقبل القبلخة وصخل صخخلتك‬
‫باليماء‪ ،‬فان خشيت السبع يعرض لك فدر معه كيف ما دار‪ ،‬وصل باليماء‬
‫كيف ما يمكنك‪ .‬وإذا كنت تمشي متفزعة من هزيمة أو من لص أو ذاعر أو‬
‫مخافخخة فخخي الطريخخق‪ ،‬وحضخخرت الصخخلة اسخختفتحت الصخخلة تجخخاه القبلخخة‬
‫بالتكبير‪ ،‬ثم تمضي في مشيتك حيث شئت وإذا حضخخر الركخخوع ركعخخت تجخخاه‬
‫القبلة إن أمكنك وأنت مشي‪ ،‬وكذلك السخخجود سخخجدت تجخخاه القبلخخة أو حيخخث‬
‫أمكنك‪ ،‬ثم قمت‪ ،‬فإذا حضر التشخخهد جلسخخت تجخخاه القبلخخة بمقخخدار مخخا تقخخول‪:‬‬
‫)أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسخخوله(‬
‫فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلتك‪ .‬هذه مطلقخخة للمضخخطر فخخي حخخال الضخخرورة‪،‬‬
‫وإن كانت في المطاردة مع العخخدو فصخل صخلتك إيمخخاء وإل فسخخبح واحمخخده‬
‫وهللخخه وكخخبره‪ ،‬تقخخوم كخخل تسخخبيحة وتهليلخخة و تكخخبيرة مكخخان ركعخخة عنخخد‬
‫الضخخرورة‪ ،‬وإنمخخا جعخخل ذلخخك للمضخخطر لمخخن ل يمكنخخه أن يخخأتي بخخالركوع‬
‫والسجود )‪ - 7 .(1‬العياشي‪ :‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬فرض ال على المقيم خمخخس صخخلوات‪ ،‬وفخخرض علخخى المسخخافر‬
‫ركعتين‪ ،‬وفرض على الخخخائف ركعخخة‪ ،‬وهخخو قخخول الخخ‪) :‬ل جنخخاح عليكخخم أن‬
‫تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفخخروا( يقخخول‪ :‬مخخن الركعخختين‬
‫فتصير ركعة )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا يدل على مذهب ابن الجنيد‪ ،‬وقد مر أنه يمكخخن‬
‫حمله على التقية‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا‪ (2) .14 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ 271‬وهذا نص فيمخخا قلنخخاه فخخي‬
‫تفسير الية الكريمة صدر الباب السابق‪ ،‬وبمضمونه روايخخات اخخخر تراهخخا‬
‫في التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.338‬‬

‫]‪[115‬‬

‫أو على أنه يصلي مع المام ركعة‪ - 8 .‬العياشي‪ :‬عن أبن بن تغلخخب‪ ،‬عخن جعفخر بخخن‬
‫محمد عليهما السلم في صلة المغخخرب فخخي الخخخوف‪ ،‬قخخال‪ :‬يجعخخل أصخخحابه‬
‫طائفتين بازاء العدو واحدة والخرى خلفخخه‪ ،‬فيصخخلي بهخخم ثخخم ينصخخب قائمخخا‬
‫ويصلون هم تمام ركعتين ثم يسخخلم بعضخخهم علخخى بعخخض‪ ،‬ثخخم تخخأتي الطائفخخة‬
‫الخرى فيصلي بهم ركعتين‪ ،‬ويصلون هم ركعة‪ ،‬فيكون للوليخخن قخخراءة‪ ،‬و‬
‫للخريخخن قخخراءة )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬هخخذا وجخخه ترجيخخح لتخصخخيص الوليخخن بركعخخة‬
‫ليخخدرك كخخل منهمخخا ركعخخة مخخن الركعخختين اللخختين يتعيخخن فيهمخخا القخخراءة‪- 9 .‬‬
‫العياشي‪ :‬عن زرارة ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬إذا‬
‫حضرت الصلة في الخوف‪ ،‬فرقهم المام فرقتين فرقة مقبلة على عخخدوهم‪،‬‬
‫وفرقة خلفه كما قال ال تبارك وتعالى‪ ،‬فيكبر بهم ثم يصلي بهخخم ركعخخة‪ ،‬ثخخم‬
‫يقوم بعد ما يرفع رأسه من السجود فيتمثل قائما ويقوم الخخذين صخخلوا خلفخخه‬
‫ركعة فيصلي كل إنسان منهم لنفسه ركعة‪ ،‬ثم يسلم بعضهم على بعض‪ ،‬ثخخم‬
‫يخخذهبون إلخخى أصخخحابهم فيقومخخون مقخخامهم ويجخخئ الخخخرون والمخخام قخخائم‬
‫فيكبرون ويدخلون في الصلة خلفه‪ ،‬فيصخخلي بهخخم ركعخخة ثخخم يسخخلم‪ ،‬فيكخخون‬
‫للولين استفتاح الصلة بالتكبير‪ ،‬وللخرين التسخخليم مخخع المخخام‪ ،‬فخخإذا سخخلم‬
‫المام قام كل إنسان من الطائفة الخيرة فيصلي لنفسه ركعخخة واحخخدة فتمخخت‬
‫للمام ركعتان ولكل إنسان من القوم ركعتان واحدة فخخي جماعخخة‪ ،‬والخخخرى‬
‫وحدانا‪ .‬وإذا كان الخوف أشد من ذلك مثل المضاربة والمناوشة والمعانقة‪،‬‬
‫وتلحم القتال فان أمير المؤمنين عليه السلم ليلة صفين وهي ليلة الهريخخر‬
‫لم يكن صلى بهم الظهر و العصر والمغرب والعشاء عنخخد وقخخت كخخل صخخلة‪،‬‬
‫إل بالتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء‪ ،‬فكخخانت تلخخك صخخلتهم‪ ،‬لخخم يخخأمرهم‬
‫باعادة الصلة‪.‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.272‬‬

‫]‪[116‬‬

‫وإذا كانت المغرب في الخوف فرقهم فرقتين فصلى بفرقة ركعتين ثم جلس ثم أشخخار‬
‫إليهخخم بيخخده فقخخام كخخل إنسخخان منهخخم فصخخلى ركعخخة ثخخم سخخلموا وقخخاموا مقخخام‬
‫أصحابهم وجاءت الطائفة الخرى فكبروا ودخلخخوا فخي الصخلة وقخام المخام‬
‫فصلى بهم ركعة ثم سلم ثم قام كل إنسان منهم فصلى ركعخخة فشخخفعها بخخالتي‬
‫صلى مع المام ثم قام فصخخلى ركعخخة ليخخس فيهخخا قخخراءة‪ ،‬فتمخخت للمخخام ثلث‬
‫ركعات وللولين ثلث ركعات‪ :‬ركعتين في جماعة وركعة وحدانا‪ ،‬للخريخخن‬
‫ثلث ركعات‪ :‬ركعة جماعة وركعتين وحدانا‪ ،‬فصار للولين افتتخخاح التكخخبير‬
‫وافتتاح الصلة‪ ،‬وللخرين التسليم )‪ .(1‬بيان‪ :‬المناوشة فخخي القتخخال‪ ،‬وذلخخك‬
‫إذا تدانى الفريقان‪ ،‬وليلخخة الهريخخر مشخخهورة سخخميت بخخذلك لكخخثرة الصخخوات‬
‫فيها‪ - 10 .‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحدهما عليهما السلم قخخال‪:‬‬
‫فات الناس مع أمير المؤمنين عليه السلم يوم صفين صلة الظهرو العصر‬
‫والمغرب والعشاء الخرة‪ ،‬فأمرهم علي أمير المؤمنين عليه السلم فكبروا‬
‫وهللوا وسخخبحوا رجخال وركبانخخا‪ ،‬لقخخول الخ )فخان خفتخخم فرجخال أو ركبانخا(‬
‫فأمرهم على فصخخنعوا ذلخخك )‪ .(2‬ومنخخه‪ :‬عخن زرارة‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قلت له صلة المواقفة‪ ،‬فقال‪ :‬إذا لخخم تكخخن انتصخخفت مخخن عخخدوك‬
‫صليت إيماء راجل كنت أو ركبانخخا‪ ،‬فخخان الخ يقخخول‪) :‬فخخان خفتخخم فرجخخال أو‬
‫ركبانا( )‪ (3‬تقول في الركخخوع‪ :‬لخخك ركعخخت وأنخخت ربخخي‪ .‬وفخخى السخخجود‪ :‬لخخك‬
‫سجدت وأنت ربي ‪ -‬أينما توجهت بك دابتك‪ ،‬غير أنك توجه حيخخن تكخخبر أول‬
‫تكبيرة )‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن أبان بن منصخخور‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬فات أمير المؤمنين عليه السلم‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .273 - 272‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ 273‬في‬
‫حديث‪ (3) .‬البقرة‪ (4) .239 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.128‬‬

‫]‪[117‬‬

‫والنخخاس يومخخا بصخخفين صخخلة الظهخخر والعصخخر والمغخخرب والعشخخاء فخخأمرهم أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم أن يسبحوا ويكبروا ويهللوا‪ ،‬قخخال‪ :‬وقخخال الخخ‪) :‬فخخان‬
‫خفتخخم فرجخخال أو ركبانخخا( فخخأمرهم علخخي عليخخه السخخلم فصخخنعوا ذلخخك ركبانخخا‬
‫ورجال )‪ .(1‬ورواه الحلبي عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬فخخات النخخاس‬
‫الصلة مع على يوم صفين إلى آخره )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن عبد الرحمن بن أبخخي‬
‫عبد ال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن قول ال تعالى )فخخان‬
‫خفتم فرجال أو ركبانا( كيف يفعل وما يقول ؟ ومن يخاف سبعا ولصا كيخخف‬
‫يصلى ؟ قال‪ :‬يكبر ويؤمي إيماء برأسه )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم في صلة الزحف قخخال تكخخبير وتهليخخل‪ ،‬يقخخول‪ :‬ال خ‬
‫أكبر‪ ،‬يقول ال )فخخان خفتخخم فرجخخال أو ركبانخخا( )‪ - 11 .(4‬كتخخاب المسخخائل‪:‬‬
‫لعلي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪ :‬سألته عخخن الرجخخل يلقخخاه‬
‫السبع وقخد حضخخرت الصخلة‪ ،‬فل يسخختطيع المشخخي مخافخخة السخبع‪ ،‬وإن قخام‬
‫يصلي خاف في ركوعه أو سجوده‪ ،‬والسبع أمخخامه علخخى غيخخر القبلخخة‪ ،‬فخخان‬
‫توجه الرجخخل أمخخام القبلخخة خخخاف أن يثخخب عليخخه السخخد‪ ،‬كيخخف يصخخنع ؟ قخال‪:‬‬
‫يستقبل السد ويصلي ويومي إيماء برأسه‪ ،‬وهو قائم وإن كان السخخد علخخى‬
‫غير القبلخة )‪ (5‬بيخخان‪ :‬المشخخهور بيخن الصخخحاب أن خخائف السخخبع والسخيل‬
‫والغرق‪ ،‬يصلي صخخلة الخخخوف كميخخة وكيفيخخة‪ ،‬حخختى قخخال فخخي المعتخخبر‪ :‬كخخل‬
‫أسخخباب الخخخوف يجخخوز معهخخا القصخخر‪ ،‬والنتقخخال إلخخى اليمخخاء مخخع الضخخيق‪،‬‬
‫والقتصار التسبيح إن خشي مع اليماء وإن كان الخوف من لخص أو سخخبع‬
‫أو غرق‪ ،‬وعلى ذلك فتوى الصحاب‪ .‬وتردد في ذلك العلمة فخخي المنتهخخى‪،‬‬
‫ونقل عن بعض علمائنا قول بأن التقصير‬

‫)‪ (3 - 1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .128‬تفسير العياشخخي ج ‪ 1‬ص ‪(5) .129‬‬
‫كتاب المسائل البحار ج ‪ 10‬ص ‪ ،279‬الطبعة الحديثة‪.‬‬

‫]‪[118‬‬

‫في عدد الركعخات إنمخا يكخون فخي صخلة الخخوف مخن العخدو خاصخة‪ ،‬ول يظهخر مخن‬
‫الروايات إل القصر في الكيفية على بعخخض الوجخخوه‪ ،‬والمخخذكور فيهخخا العخخدو‬
‫واللص والسبع‪ ،‬فالحاق غيرها بها يحتاج إلى دليخل‪ .‬وقخال الشخهيد الثخاني‪:‬‬
‫والحق بذلك السير في يد المشركين إذا خاف من إظهار الصلة‪ ،‬والمديون‬
‫المعسر لو عجز عن إقامة البينة بالعسار‪ ،‬وخاف الحبس فهرب والمخخدافع‬
‫عن ماله لشتراك الجميع في الخوف انتهى‪ .‬وقد يستدل علخخى التعميخخم بخخأنه‬
‫تجب الصلة على جميع المكلفين لعموم الدلخخة والصخخلة باليمخخاء والتكخخبير‬
‫مع العجز صلة شرعية في بعض الحيان‪ ،‬فحيث تعخخذر الول ثبخخت الثخخاني‪،‬‬
‫وإل يلزم التخصيص فيما دل على وجوب الصلة على كل مكلف‪ .‬والمسخألة‬
‫قوية الشكال والمشهور في الموتحل والغريق أنهما يصخخليان باليمخخاء مخخع‬
‫العجز‪ ،‬ولكن ل يقصران‪ ،‬وذكر الشهيد في الذكرى أنه لخخو خخخاف مخخن إتمخخام‬
‫الصخلة اسختيلء الغخرق‪ ،‬ورجخا عنخخد قصخر العخدد سخلمته وضخخاق الخخوقت‪،‬‬
‫فالظاهر أنه يقصر العدد أيضا واستحسنه الشهيد الثاني‪ ،‬وتنظر في سخخقوط‬
‫القضاء‪ ،‬وربما يقال جواز الخخترك للعجخخز ل يخخوجب جخخواز القصخخر مخخن غيخخر‬
‫دليل‪ ،‬وال يعلم‪ - 12 .‬كتاب صفين‪ :‬لنصر بن مزاحم‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪،‬‬
‫عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬خطخخب أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم في بعض أيام صفين وحخض أصخخحابه علخى القتخخال‪ ،‬وسخاق الحخخديث‬
‫الطويل إلى قوله‪ :‬فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غخخاب الشخخفق‪ ،‬ومخخا‬
‫كانت صلة القوم إل تكبيرا‪ .‬ومنه‪ :‬عن عبد العزيز بن سياه عن حخخبيب بخخن‬
‫أبي ثابت قال‪ :‬اقتتل الناس فخخي صخخفين مخخن لخخدن اعتخخدال النهخخار إلخى صخخلة‬
‫المغرب‪ ،‬ما كان صلة القوم إل التكخخبير عنخخد مخخواقيت الصخخلة‪ .‬ومنخخه‪ :‬عخخن‬
‫نمير بن وعلة عن الشعبي في وصف بعض مواقف صفين إلى أن‬

‫]‪[119‬‬

‫قال‪ :‬واقتتل الناس قتال شخخديدا بعخخد المغخخرب فمخخا صخخلى كخخثير مخخن النخخاس إل إيمخخاء‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬عن رجل عن محمد بن عتبة الكندي عن شيخ مخخن حضخخر مخخوت فخخي‬
‫وصف بعض مواقف صفين قال‪ :‬مرت الصلوات كلها ولم يصلوا إل تكخخبيرا‬
‫عند مواقيت الصلواة‪ .‬ومنه‪ :‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السلم في وصف ليلة الهرير إلى قوله‪ :‬وكسفت الشمس وثار القتام‪،‬‬
‫وضلت اللوية والرايات ومرت مواقيت أربع صلوات لم يسجد ل فيهخخن إل‬
‫تكبيرا‪ .‬بيان‪ :‬القتام بالفتح الغبار‪ ،‬ولعخخل الكسخخوف أيضخخا كخان لشخدة ثخوران‬
‫الغبار‪ - 13 .‬قرب السناد‪ :‬عخخن عبخخد الخ بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن جخخده علخخي بخخن‬
‫جعفر‪ ،‬عخن أخيخخه عليخخه السخلم قخال‪ :‬سخألته عخن الرجخخل يلقخخاه السخخبع وقخخد‬
‫حضخخرت الصخخلة فلخخم يسخختطع المشخخي مخافخخة السخخبع‪ ،‬قخخال‪ :‬يسخختقبل السخخد‬
‫ويصلي ويومئ برأسه إيماء‪ ،‬وهو قائم‪ ،‬وإن كان السد على غيخخر القبلخخة )‬
‫‪ - 14 .(1‬مجمع البيان‪ :‬قال‪ :‬يروى أن عليا عليه السلم صلى ليلة الهرير‬
‫خمس صلوات باليمخخاء‪ ،‬وقيخخل بخخالتكبير‪ ،‬وإن النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫صلى يوم الحزاب إيماء )‪ - 15 .(2‬دعائم السخلم‪ :‬عخن جعفخر بخن محمخد‬
‫عليه السلم أنه سئل عن صلة الخوف و صخلة السخفر أتقصخخران جميعخا ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬وصلة الخوف أحق بالتقصخير مخن صخخلة فخي السخفر ليخخس فيهخا‬
‫خوف )‪ .(3‬وعنه‪ :‬عن آبائه أن رسول ال صلى ال عليه وآله صلى صخخلة‬
‫الخوف بأصحابه في غزوة‬

‫)‪ (1‬لم نجده في المصدر المطبوع‪ ،‬نعم ذكره الصدوق نقل عن على بن جعفر راجخع‬
‫الفقيخخه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .294‬مجمخخع البيخخان ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .344‬دعخخائم‬
‫السخخلم ج ‪ 1‬ص ‪ ،199‬وتخخراه فخخي الفقيخخه ج ‪ 1‬ص ‪ ،294‬التهخخذيب ج ‪1‬‬
‫ص ‪.338‬‬

‫]‪[120‬‬
‫ذات الرقاع ففرق أصحابه فرقتين أقام فرقة بازاء العدو‪ ،‬وفرقة خلفه وكخخبر فكخخبروا‬
‫وقرء فأنصتوا وركع فركعوا‪ ،‬وسجد فسجدوا‪ ،‬ثم اسخختتم رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله قائما وصخخلى الخذين خلفخخه ركعخة اخخخرى وسخلم بعضخخهم علخى‬
‫بعض ثم خرجوا إلى مقام أصحابهم فقخخاموا بخخازاء العخخدو‪ ،‬وجخخاء أصخخحابهم‬
‫فقاموا خلف رسول ال صلى ال عليه وآله فكبر وكخخبروا‪ ،‬وقخخرأ فأنصخختوا‪،‬‬
‫وركع فركعخخوا‪ ،‬وسخخجد فسخخجدوا‪ ،‬وجلخخس فتشخخهد فجلسخخوا ثخخم سخخلم فقخخاموا‬
‫فصلوا لنفسهم ركعة ثم سلم بعضهم على بعض )‪ .(1‬وعنه عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫أنه وصف صلة الخخخوف هكخخذا وقخخال‪ :‬إن صخخلى بهخخم صخخلة المغخخرب صخخلى‬
‫بالطائفة الولى ركعة‪ ،‬وبالثانية ركعتين‪ ،‬حتى يجعل لكل فرقخخة قخخراءة )‪.(2‬‬
‫وعن أبي جعفر عليه السلم أنه سئل عن الصلة في شخخدة الخخخوف والجلد‬
‫حيث ل يمكن الركوع والسجود‪ ،‬فقال‪ :‬يؤمئون علخخى دوابهخخم‪ ،‬وقوفخخا علخخى‬
‫أقدامهم‪ ،‬و تل قول ال )فان خفتم فرجخخال أو ركبانخخا( فخخان لخخم يقخخدروا علخخى‬
‫اليماء كبروا مكان كل ركعة تكبيرة )‪.(3‬‬

‫)‪ (2 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ .199‬أقول‪ :‬ومما يؤكد أن المام يصخخلى بالطائفخخة‬
‫الولى ركعة وبالثانية ركعتين أن الفرض من ركعات المغرب هو الولتخخان‬
‫والثالثة سخخنة فخخي فريضخخة‪ ،‬ولخخو صخخلى بالطائفخخة الولخخى ركعخختين لخخم يبخخق‬
‫للطائفة الخرى ال ركعخخة السخخنة‪ .‬بقخخى ههنخخا شخخئ‪ ،‬وهخخو أن كيفيخخة صخخلة‬
‫الخوف هذه على ما ظهر من الية الكريمة في صدر البخخاب السخخابق‪ ،‬انمخخا‬
‫هي تعبية في قبال العدو‪ ،‬وحيلة لرفع الخوف من بادرتهم‪ ،‬ل أن ذلك مخخن‬
‫عزيمة الحكام‪ ،‬فعلى هذا يجوز الصلة بهذه الكيفية إذا كخخان الخخخوف مخخن‬
‫بادرة السبع أو اللص أو غير ذلك من المخاوف التى يتوجه إلى المصخخلين‬
‫بخخالقوة ل بالفعخخل كخان ذلخك فخخي السخخفر والصخخلة ركعتخخان‪ ،‬أو فخخي الحضخخر‬
‫والصلة أربع‪ ،‬وللمسألة فروع أخر غير مشخختبهة‪ (3) .‬دعخخائم السخخلم ج‬
‫‪ 1‬ص ‪.199‬‬

‫]‪[121‬‬

‫بيان‪ :‬الحديث الثاني رواه الصدوق في الفقيه )‪ (1‬بسخخند صخخحيح عخخن عبخخد الرحمخخن‬
‫ابن أبي عبد ال عنخه عليخه السخلم‪ .‬وقخوله عليخه الصخلة والسخلم أخيخرا‪:‬‬
‫فكخخبر وكخخبروا‪ ،‬لعخخل تكخخبير المخخام محمخخول علخخى السخختحباب‪ ،‬وليخخس تكخخبير‬
‫الفتتاح‪ ،‬وهذه الرواية مروية في الكافي )‪ (2‬والتهخخذيب )‪ (3‬وليخخس فيهمخخا‬
‫هكذا‪ ،‬وفيهما‪ :‬فقاموا خلف رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فصخخلى بهخخم‬
‫ركعة ثم تشهدوا سلم عليهم إلى آخر الخبر‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .293‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .456‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.304‬‬
‫]‪[122‬‬

‫" )أبواب( " * * " )فضخخل يخخوم الجمعخخة وفضخخل ليلتهخخا وصخخلواتهما( " * * " )و‬
‫آدابهما وأعمال سائر أيخخام السخخبوع( " * ‪) - 1‬بخخاب( * " )وجخخوب صخخلة‬
‫الجمعة وفضلها وشرايطها( " * * )وآدابها وأحكامها( * اليخخات‪ :‬البقخخرة‪:‬‬
‫حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وقوموا ل قخخانتين )‪ .(1‬الجمعخخة‪:‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسخخعوا إلخخى ذكخخر ال خ‬
‫وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * فإذا قضخخيت الصخخلة فانتشخخروا‬
‫في الرض وابتغوا من فضل ال واذكروا ال خ كخخثيرا لعلكخخم تفلحخخون * وإذا‬
‫رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائمخخا قخخل مخخا عنخخد الخ خيخخر مخخن‬
‫اللهو ومن التجارة وال خير الرازقين )‪ .(2‬المنافقون‪ :‬يا أيها الذين آمنخخوا‬
‫لتهلكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ ،238 :‬وقد مر الكلم فيها في ج ‪ 82‬ص ‪ (2) .277‬الجمعة‪.11 - 9 :‬‬

‫]‪[123‬‬

‫ال ومن يفعل ذلك فاولئك هو الخاسرون )‪ .(1‬تفسير‪ :‬قد مضت الخبار فخخي تفسخخير‬
‫الصلة الوسطى بصلة الجمعة‪ ،‬وأن المراد بقوله‪) :‬قوموا ال قخخانتين( أي‬
‫في الصلة الوسطى‪ ،‬وقال الراوندي رحمه ال في فقه القرآن‪ ،‬قالوا‪ :‬نزلت‬
‫هذه الية يوم الجمعة‪ ،‬ورسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي سخفر‪ ،‬فقنخخت‬
‫فيها وتركها على حالها في السفر والحضر‪) .‬يا أيها الذين آمنخخوا إذا نخخودي‬
‫)‪ (2‬للصلة من يوم الجمعة( لريب في نزول‬

‫)‪ (1‬المنافقون‪ (2) .9 :‬ومن اليات الكريمة التى تشخخير إلخخى نخخداء الذان للصخخلوات‬
‫قوله تعالى عزوجل )وإذا ناديتم إلى الصلة اتخذوها هزوا ولعبا( المائدة‪:‬‬
‫‪ ،58‬ال أنه في سائر اليام و مطلق الصلوات يقخخول‪) :‬إذا نخخاديتم( بصخخيغة‬
‫الجمع‪ ،‬كأنه يجوز نداءات متعددة‪ :‬نداء للصلة في مسجد الزقاق‪ ،‬ونخخداء‬
‫للصلة في مسجد القبيلة‪ ،‬ونداء للصلة في المسجد العظم فيجوز انعقاد‬
‫جماعات متعددة في بلدة واحدة‪ .‬وأما في يوم الجمعة وصخخلتها‪ ،‬فقخخد قخخال‬
‫عزوجل‪) :‬إذا نودى للصلة من يوم الجمعة( فمخخع أنخخه يخخخاطب المخخؤمنين‬
‫جميعهم في صدر الية بقوله‪) :‬يخخا أيهخخا الخخذين آمنخخوا( ل يكلفهخخم بالتخخأذين‬
‫واقامة الجمعة ول واحدا منهم‪ ،‬بل يأمرهم بخخأنه إذا حصخل النخداء ونخخودى‬
‫بالجتماع للصلة‪ ،‬فاسعوا إلى ذكر ال وذروا البيع‪ ،‬ومفخاد الشخرطية أنخه‬
‫إذا لم يحصل النداء ولم يناد بالجتمخخاع فل تكليخخف عليكخخم ال مخخا كخخان فخخي‬
‫سائر اليام غير الجمعخخة والجتمخخاع‪ ،‬وهخخو الصخخلة أربخخع ركعخخات كخخل فخخي‬
‫مسجده‪ .‬فمفروض الية أن هناك مخن هخو فخوق المخؤمنين ووليهخم‪ ،‬وهخو‬
‫الذى يأمر المؤذن للنداء بصلة الجمعة إذا تمكن في مقامه كما أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله لما تمكن في المدينة صلى صلة الجمعخخة فخخي أول‬
‫جمعة وردها على ما سيجئ شرحه‪ ،‬وإذا لم يتمكن في مقامه‪ ،‬كما إذا كان‬
‫في سفر أو في خطر لم يأمر مخخؤذنه بالنخخداء للجتمخخاع كمخخا لخخم يفعخخل ذلخخك‬
‫رسول ال مدة اقامته بمكة المكرمة ول في أسفاره إلى الغزوات وغيرها‪.‬‬

‫]‪[124‬‬

‫هذه السورة وتلك اليات في صلة الجمعة وأجمع مفسروا الخاصخخة والعامخخة عليخخه‪،‬‬
‫بمعنى تواتر ذلخخك عنخخدهم‪ ،‬والشخخك فيخخه كالشخخك فخخي نخخزول آيخخة الظهخخار فخخي‬
‫الظهار‪ ،‬وغيرها مخخن اليخخات والسخخور الخختي مخخورد نزولهخخا متخخواتر معلخخوم‪،‬‬
‫ومدار علماء الخاصة والعامة في الستدلل على أحكخخام الجمعخخة علخخى هخخذه‬
‫الية‪ .‬وخص الخطاب بالمؤمنين تشريفا لهم‪ ،‬وتعظيمخخا‪ ،‬ولنهخخم المنتفعخخون‬
‫به‪ ،‬و إيذانا بأن مقتضى اليمان العمل بفرائض ال تعالى‪ ،‬وعدم الستهانة‬
‫بها‪ ،‬وأن تاركها كخأنه غيخر مخؤمن‪ ،‬وفسخر الكخثر النخخداء بخالذان‪ .‬قخال فخي‬
‫مجمع البيان )‪ :(1‬أي إذا أذن لصلة الجمعخة‪ ،‬وذلخك إذا جلخس المخام علخى‬
‫المنبر يوم الجمعة‪ ،‬وذلك لنه لم يكن على عهد رسول ال صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله نداء سواه )‪ (2‬ونحو ذلك قال في الكشاف‪ ،‬والظاهر أن المراد حضور‬
‫وقت النداء كما أن في قوله )إذا قمتم إلى الصلوة( )‪ (3‬المراد إرادة القيخخام‪،‬‬
‫ولما كان النداء شائعا في ذلك الوقت عبر عنه به‪ ،‬وفيه الحث علخخى الذان‪،‬‬
‫لتأكد استحبابه لهذه الصلة‪ ،‬حتى ذهب بعضهم إلى الوجوب‪.‬‬

‫فعلى هذا إذا أمر ولى المؤمنين وامامهم بالنداء‪ ،‬وجخخب علخخى أهخخل البلخخد كلهخخم حخختى‬
‫على من هو قاطن في حريم البلد بريدا في بريد )على رأس فرسخخخين( أن‬
‫يجيب النداء‪ ،‬فل يجوز لحد التخلف عخخن الجتمخخاع‪ ،‬ول أن يجتمعخخوا فخخي‬
‫مساجد متعددة ومحال مختلفة والصلة أربع ركعات علخخى مخخا هخخو وظيفخخة‬
‫سائر اليام‪ ،‬كما ل يجوز أن ينعقد جمعتان في بلدة أبدا‪ (1) .‬مجمع البيان‬
‫ج ‪ 10‬ص ‪ (2) .288‬كخخانه يعخخرض بالنخخداء الول الخخذى ابتخخدعه عثمخخان‪،‬‬
‫فجعل مؤذنا يؤذن عند الزوال على دار له بالسوق يقخخال لخخه الخخزوراء‪ ،‬ثخخم‬
‫إذا جلس على المنبر أذن مؤذن المسجد أخرى طبقا لما سخخنه رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ (3) .‬المائدة‪.6 :‬‬

‫]‪[125‬‬
‫واللم في قوله )للصلوة( للجل والتوقيت‪ ،‬وحينئذ يدل على عدم اعتبخخار الذان قبخخل‬
‫وقخخت الصخخلة فخخي ذلخخك‪ ،‬و )مخخن( بيانيخخة ومفسخخره لذا‪ ،‬أو بمعنخخى )فخخي( أو‬
‫للتبعيض‪ ،‬والجمعة بضم الميم والسكون لغتان اليوم المعهخخود وإنمخخا سخخمي‬
‫به لجتماع الناس فيه للصخخلة )‪ (1‬وقيخخل‪ :‬لنخخه تعخخالى فخخرغ فيخخه مخخن خلخخق‬
‫الشياء فاجتمعت فيه المخلوقات‪ ،‬وقيل‪ :‬أول من سماه بخخه كعخخب بخخن لخخؤي‪،‬‬
‫وكان يقال له العروبة‪) .‬فاسعوا إلى ذكر ال( )‪ (2‬الظخخاهر أن التعخخبير بهخخذه‬
‫العبارة لتأكيد المر و‬

‫)‪ (1‬وفيه لغة ثالثة على ما حكاه الطبرسخخي فخخي المجمخخع عخخن الفخخراء وهخخى الجمعخخة‬
‫كضحكة وهمزة‪ ،‬وفى المغخخرب أن الجمعخخة اسخخم للجتمخخاع كمخخا أن الفرقخخة‬
‫اسم للفتراق‪ .‬وقد كان الجتماع في هخخذا اليخخوم معهخخودا للمخخة السخخلمية‬
‫مسنونا بسنة النبي صلى ال عليه وآله مخخن لخخدن أن نخخزل المدينخخة فصخخلى‬
‫في بنى سالم بن عوف صلة الظهر ركعتين وقدم لها خطبخخة فصخخارت أول‬
‫جمعة جمعهخا رسخول الخ فخي السخلم وخطبتخه فخي ذلخك اليخوم أو خطبخة‬
‫خطبها‪ .‬ثم انه صلى ال عليه وآله التزمها سنة له يصلى فخخي كخخل اسخخبوع‬
‫كذلك ليكون ذكرى لول يوم تمكن السلم علخخى عخخرش الحكومخخة‪ ،‬وعيخخدا‬
‫للمسخخلمين يجتمعخخون فيخخه بالبشخخارة والزينخخة ويخخذكرون الخخ عزوجخخل‬
‫ويشكرونه علخى ذلخك النعخم‪ .‬ال أن النخخاس لخم يكونخخوا ليجتمعخوا كلهخم ول‬
‫ليسمونه يوم الجمعة علما )بزعمي( وربما تفرقوا حين خطبته صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وابتغوا التجارة واللهخو و تركخوه قائمخا‪ .‬وأمخا بعخد نخزول اليخة‬
‫والسورة )وصريح الخطاب فيها يدل على أنها محكمة من أمهخخات الكتخخاب‬
‫من دون تشابه( فقد صار مفاد الية بجميع أحكامها ومتعلقاتها مفروضخخة‬
‫على المة السلمية حتى تسمية اليوم بيوم الجمعخخة‪ ،‬بحيخخث أنخخه لخخم يجخخز‬
‫تسخخميته بسخخائر السخخماء المعروفخخة عنخخدهم أيخخام الجاهليخخة‪ (2) .‬المخخراد‬
‫بالسعي‪ ،‬هو السراع فخخي المضخخى والهتمخخام بالوصخخول إلخخى محخخل النخخداء‬
‫حتى أنه لو وجد فراغا وساحة هرول هرولة كما يسعى الحاج بطواه بيخخن‬
‫الصفا والمروة‪ .‬ول يذهب عليك أن فرض السعي انما هو على مخخن سخخمع‬
‫النداء ولم يحضر المجتمع‬

‫]‪[126‬‬

‫المبالغة في التيان به‪ ،‬وعدم المساهلة فيه‪ ،‬كمخا أنخه إذا قخال المخولى لعبخده‪ :‬امخخض‬
‫إلى فلن يفهم منخخه الوجخخوب‪ ،‬وإذا قخخال اسخخع وعجخخل واهتخخم‪ ،‬كخخان آكخخد مخخن‬
‫الول‪ ،‬و أدل على الوجوب‪ ،‬قال في مجمع البيان‪ :‬أي فامضوا إلخخى الصخخلة‬
‫مسرعين غير متشاغلين عخن قتخخادة وابخخن زيخخد والضخخحاك‪ ،‬وقخخال الزجخخاج‪:‬‬
‫فامضوا إلى السعي الذي هو السراع وقرأ عبخخد الخ بخخن مسخخعود )فامضخخوا‬
‫إلى ذكر ال( وووي ذلك عن علي بن أبي طالب عليه السخخلم وعمخخرو ابخخي‬
‫وابن عباس‪ ،‬وهو المروي عن أبي جعفر وأبخخي عبخخد ال خ عليهمخخا السخخلم‪،‬‬
‫وقال ابن مسعود‪ :‬لو علمت السراع لسرعت حتى يقخخع ردائي مخخن كتفخخي‪،‬‬
‫وقال الحسن‪ :‬ما هخخو السخخعي علخخى القخخدام‪ ،‬وقخخد نهخخوا أن يخخأتوا الصخخلة إل‬
‫وعليهم السكينة والوقار‪ ،‬ولكن بخالقلوب والنيخة والخشخوع )‪ .(1‬وكخل ذلخك‬
‫مما يؤكد الوجوب‪ ،‬فان المخخراد بخه شخدة العخخزم والهتمخخام‪ ،‬و إخلص النيخخة‬
‫فيه‪ ،‬فانه أقرب المجازات إلى السخعي بالقخدام‪ ،‬بخل هخو مجخاز شخايع يعخادل‬
‫الحقيقة‪ :‬قال في الكشاف‪ :‬قيل المراد بالسعي القصخخد دون العخخدو‪ ،‬والسخخعي‬
‫التصرف في كل عمل‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪) :‬ولما بلغ معه السعي( )وأن ليس‬
‫للنسان إل ما سعى( )‪(2‬‬

‫بعد‪ ،‬كما هو المصرح بخخه فخخي لفخخظ اليخخة الكريمخخة‪ ،‬حيخخث يخخأمر بالسخخعي عنخخد النخخداء‬
‫وبعده‪ ،‬لئل يفخخوت عنخخه الخطبخخة الخختى يكخخون فيخخه ذكخخر الخ تعخخالى وتكخخون‬
‫بمنزلة الركعتين السمنونتين في سخخائر اليخخام‪ ،‬وامخخا مخخن تهيخخأ وتعبخخأ قبخخل‬
‫النخخداء وحضخخر المجتمخخع ينتظخخر صخخعود المخخام للخطبخخة‪ ،‬فقخخد اسخختبق إلخخى‬
‫وظيفته‪ ،‬ولم يتوجه خطاب السعي إليه‪ ،‬وهو واضح‪ (1) .‬مجمع البيان ج‬
‫‪ 10‬ص ‪ (2) .288‬الصافات‪ 109 :‬النجم‪ ،40 :‬ولكن المخخراد مخخن السخخعي‬
‫في الية الولى هو السعي بين الصفا والمخخروة قطعخخا‪ ،‬وذلخخك لن ابراهيخخم‬
‫ص وابنه اسماعيل بعد ما فرغا من رفع قواعد الخخبيت دعخخو ال خ عزوجخخل‬
‫قال‪ :‬ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم‪ ...‬وأرنا مناسكنا وتب علينا انخخك‬
‫أنت التواب الرحيم )البقرة‪= .(128 :‬‬

‫]‪[127‬‬

‫انتهى‪ ،‬وعليه ينبغي حمل ما رواه الراوندي وغيره عن أبي جعفر عليه السخخلم أنخخه‬
‫قال‪ :‬السعي قص الشارب‪ ،‬ونتف البط‪ ،‬وتقليم الظفار‪ ،‬والغسل‪ ،‬والتطيب‪،‬‬
‫ليوم الجمعخخة‪ ،‬ولبخخس أفضخخل الثيخخاب والخخذكر )‪ (1‬فخخالمعنى اهتمخخوا وعجلخخوا‬
‫الفخخراغ مخخن الداب والمسخختحبات لدراك الجمعخخة‪ ،‬كخخل ذلخخك ل ينخخافي فهخخم‬
‫الوجوب من المر‪ ،‬بل هي مؤكخخدة لخخه كمخخا ل يخفخخى علخخى العخخارف بقخخوانين‬
‫البلغة‪ .‬وقال الرواندي‪ :‬المخخراد بخخذكر الخ الخطبخخة الخختي تتضخخمن ذكخخر الخ‬
‫والمواعظ‪ ،‬و قيل‪ :‬المراد الصلة انتهى‪ ،‬وإنمخخا جعخخل الخخذكر مكخخان الضخخمير‬
‫إيذانا بأن الصلة متضمنة‬

‫= فاستجاب ال دعاء هما فكان يرى ابراهيم مناسك البيت في منامه )علخى مخا كخان‬
‫يريه ال عزوجل ملكخخوت السخخموات والرض( فيمتثخخل ابراهيخخم خليخخل الخ‬
‫نسكه ويتبعه في ذلك اسماعيل ولده حتى إذا بلخخغ مخخع السخخعي بيخخن الصخخفا‬
‫والمروة قال له ابراهيم‪ :‬يا بنى انى أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ما ذا‬
‫ترى ؟ وانما ائتمر معه لن ذبحه قربانا ونسيكة انما يتحقق بتسليمه‪ .‬فقد‬
‫كان رؤية ذبحه اسماعيل تماما لمناسك الحج التى كان يراهخخا فخخي منخخامه‪،‬‬
‫كما ينص عليه روايخخات الفريقيخخن‪ ،‬ول يناسخخب ذلخخك ال بخخأن يكخخون المخخراد‬
‫بالسعي هو السعي بين الصفا والمروة‪ ،‬كما بيناه لخخك‪ ،‬ومخخن حمخخل السخخعي‬
‫في الية على غير ذلك من المعاني غير المناسبة يبقى عليه تخخوجيه قخخوله‬
‫تعالى )معه( فان الكلمخخة تصخخير لغخخوا ل فخخائدة فخخي ذكرهخخا أبخخدا‪ (1) .‬وجخخه‬
‫الحخخديث أن هخخذا السخخعي المخخأمور بخخه‪ ،‬انمخخا هخخو للجتمخخاع مخخع جمهخخور‬
‫المسلمين في مكان واحد‪ ،‬ومخخن لخخوازم هخخذا الجتمخخاع الخخوافر أن يتهيأكخخل‬
‫واحد منهم بالطهارة الفطرية لئل ينفر طبخخاع المجتمعيخخن مخخن اجتمخخاعهم‪،‬‬
‫وهذه الطهارة الفطرية كما أشار رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه وسخخنها‬
‫انما هو قخخص الشخخارب ونتخخف البخخط وتقليخخم الظفخخار والغتسخخال وترجيخخل‬
‫الشعر والتطيب ان قدر على ذلك ولبس الثياب النظيفة‪ ،‬فإذا نودى أحخخدهم‬
‫بأن يسعى إلى تلك الجماعة الوافرة‪ ،‬فكأنه نودى بخخأن يتحصخخل علخخى هخخذه‬
‫الطهارة الفطرية اول ثم يحضر الجماعة‪ ،‬وهذا واضح بحمدال‪.‬‬

‫]‪[128‬‬

‫لذكره تعالى‪ ،‬ولذا يجب السعي إليها‪ ،‬وأن الصلة الكاملة هي التي تتضمن ذكخخر ال خ‬
‫وحضور القلب‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد همخخا جميعخخا ولعلخخه أظهخخر‪) .‬وذروا الخخبيع( أي‬
‫اتركوه ودعوه )ذلكم( أي ما امرتم به من السعي و تخخرك الخخبيع )خيخخر لكخخم(‬
‫وأنفع عاقبة )إن كنتخخم تعلمخخون( الخيخخر والشخخر‪ ،‬أو إن كنتخخم مخخن أهخخل العلخم‬
‫والتمييز‪) .‬فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض( أي إذا صخخليتم الجمعخخة‬
‫وفرغتم منها فتفرقوا في الرض )وابتغوا من فضل ال( قيخخل‪ :‬أي واطلبخخوا‬
‫الرزق في الشراء و البيع‪ ،‬فأطلق لهم ما حرم عليهم بعد قضاء الصلة من‬
‫النتشخخار وابتغخخاء الربخخح والنفخخع مخخن فضخخل ال خ ورحمتخخه‪ ،‬مشخخيرا إلخخى أن‬
‫الطالب ينبغي أن ل يعتمد علخخى سخخعيه وكخخده‪ ،‬بخخل علخخى فضخخل الخ ورحمتخخه‬
‫وتوفقيه وتيسيره طالبا ذلك من ربه‪ .‬قال في مجمع البيان )‪ :(1‬هخخذا إباحخخة‬
‫وليس بأمر إيجاب‪ ،‬وروي عن أنس عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قخخال‬
‫في قوله )فانتشروا( الية ليس لطلخخب دنيخخا ولكخخن عيخخادة مريخخض وحضخخور‬
‫جنازة وزيارة أخ في ال‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد به طلب العلم‪ .‬وروي عن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم أنه قال‪ :‬الصلة يوم الجمعة والنتشار يوم السبت )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مجمخخع البيخان ج ‪ 10‬ص ‪ 288‬و ‪ (2) .289‬وجخه الحخديث أن المخخر بالنتشخخار‬
‫والبتغاء من فضل ال انما هو أمر اباحة لكونه واقعخخا عقيخخب الحظخخر‪ ،‬فل‬
‫يدل على رجحان النتشار أبدا‪ ،‬كيف وقد سمى ال عزوجل هذا اليوم يخخوم‬
‫جمعة وندب بذلك إلخخى اجتمخخاع المسخخلمين وتزاورهخخم وتباشخخرهم مخخن اول‬
‫اليوم إلى آخره‪ ،‬فعلى هذا يكون تمام اليوم يخخوم اجتمخخاع وعيخخد كمخخا تلقخخاه‬
‫رسول ال صخلى الخ عليخه وآلخه كخذلك وعنخد الخزوال وقخت اجابخة النخداء‬
‫للصلة المعهودة‪ ،‬وبعدها وقت صلة العصر وتعقيبها بخخذكر ال خ عزوجخخل‬
‫على ما يخخدل عليخخه ذيخخل هخخذه الكريمخخة‪ ،‬فل يكخخون موقخخع للنتشخخار ال يخخوم‬
‫السبت‪.‬‬

‫]‪[129‬‬

‫وروى عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال إني لركب في الحاجخخة الخختي‬
‫كفاها ال‪ ،‬ما أركب فيها إل التماس أن يراني ال اضحي فخخي طلخخب الحلل‪،‬‬
‫أمخخا تسخخمع قخخول الخ عزوجخخل )فخخإذا قضخخيت الصخخلة فانتشخخروا فخخي الرض‬
‫وابتغوا من فضل ال( أرأيت لو أن رجل دخل بيتا وطين عليه بابه ثم قخخال‪:‬‬
‫رزقي ينزل على‪ ،‬أكان يكون هذا ؟ أمخخا إنخخه أحخخد الثلثخخة الخخذين ل يسخختجاب‬
‫لهم‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬من هؤلء الثلثة ؟ قال‪ :‬رجخخل يكخخون عنخخده المخخرءة فيخخدعو‬
‫عليها فل يستجاب له‪ ،‬لن عصمتها في يده لو شاء أن يخلي سبيلها ]لخلى‬
‫سبيلها[ والرجل يكون له الحق على الرجل‪ ،‬فل يشهد عليه‪ ،‬فيجحده حقخخه‪،‬‬
‫فيدعو عليه فل يستجاب له‪ ،‬لنه ترك ما امر به‪ ،‬والرجل يكون عنده الشئ‬
‫فيجلس في بيته ول ينتشر ول يطلب ول يلتمس حخختى يخخأكله‪ ،‬ثخخم يخخدعو فل‬
‫يستجاب له‪) .‬واذكروا ال كثيرا( )‪ (1‬قال الطبرسي ‪ -‬ره ‪ -‬أي اذكروه على‬
‫إحسانه إليكخم واشخخكروه علخى نعمخخه‪ ،‬وعلخخى مخخا وفقكخخم مخخن طخخاعته‪ ،‬وأداء‬
‫فرضه‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بالذكر هنا الفكر‪ ،‬كما قال‪ :‬تفكر ساعة خير من عبادة‬
‫سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه اذكروا ال في تجاراتكم وأسواقكم‪ ،‬كما روي عخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬مخخن ذكخخر الخ فخي السخوق مخلصخخا عنخد غفلخة‬
‫الناس وشغلهم بما فيه‪ ،‬كتخب لخه ألخف حسخنة‪ ،‬ويغفخر الخ لخه يخوم القيامخة‬
‫مغفرة لم يخطخخر علخخى قلخخب شخخر انتهخخى )‪ .(2‬ويحتمخخل أن يكخخون المخخراد بخخه‬
‫اذكروا ال في الطلب‪ ،‬فراعوا أوامره ونخخواهيه فل تطلبخخوا إل مخخا يحخخل مخخن‬
‫حيخخث يحخخل‪ ،‬والعخخم أظهخخر‪ ،‬والحاصخخل أنخخه تعخخالى وصخخاهم بخخأن ل يشخخغلهم‬
‫التجارة عن ذكره سبحانه كما قال ال تعالى )رجال لتلهيهم‬

‫)‪ (1‬هذا المر بالخذكر بخلف المريخن قبلخه ‪ -‬حيخث كانخا لرفخع الحظخر ‪ -‬أمخر توكيخد‬
‫يفرض تعقيب صخلة الجمعخة بخذكر الخ عزوجخل كخثيرا وقخد مخر فخي بخاب‬
‫تسبيح الزهراء عليهخخا السخخلم أنخخه مخخن الخخذكر الكخخثير‪ ،‬فل أقخخل منهخخا‪(2) .‬‬
‫مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪.289‬‬

‫]‪[130‬‬
‫تجارة ولبيع عن ذكر ال( )‪ (1‬ويكونوا في أثناء التجارة مشغولين بذكره‪ ،‬مراعين‬
‫أو امره ونواهيه‪) .‬لعلكم تفلحون( قال الطبرسخخي ره‪ :‬أي لتفلحخخوا وتفخخوزوا‬
‫بثخخواب النعيخخم‪ ،‬علخخق سخخبحانه الفلح بمخخا تقخخدم ذكخخره مخخن أعمخخال الجمعخخة‬
‫وغيرها‪ ،‬وصح الحديث عن أبي ذر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الخخ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسخخله و لبخخس صخخالح‬
‫ثيابه‪ ،‬ومس من طيب بيته أو دهنه‪ ،‬ثم لم يفرق بين اثنين غفر ال له بينخخه‬
‫وبين الجمعة الخرى‪ ،‬وزيادة ثلثخة أيخام بعخدها‪ ،‬وروى سخليمان التميمخخي‪،‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن ال عزوجل في كل جمعة سخخت مخخائة‬
‫ألف عتيق من النار‪ ،‬كلهم قد اسخختوجب النخخار‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم أخخخبر سخخبحانه عخخن‬
‫جماعة قابلوا أكرم الكرم بألم اللؤم‪ ،‬فقال‪) :‬وإذا رأوا تجخخارة أو لهخخوا( )‪(2‬‬
‫أي عاينوا ذلك‪ ،‬وقيل معناه إذا علموا بيعا أو شراء أو لهوا‬

‫)‪ (1‬النور‪ (2) .37 :‬ظاهر سياق الية وعدم اتساقها مع سائر آيخخات السخخورة‪ ،‬يخخدل‬
‫على أنها نزلت في سياق آيات أخر تذم المنافقين ومن حذا حخخذوهم بخخأنهم‬
‫ل يهتمون بصلتهم‪ ،‬حتى أنهخخم فخخي يخخوم الجمعخخة أو العيخخدين ربمخخا آثخخروا‬
‫اللهو والتجارة على خطبة النبي صلى ال عليه وآلخه ومخواعظه‪ ،‬فختركوه‬
‫قائما يخطب وليس حوله ال قليل من المسخخلمين‪ .‬وعنخخدي أنهخخا نزلخخت فخخي‬
‫خطبة العيدين ثم أحلقت بالسورة لكونهما فرعا على صلة الجمعخخة وذلخخك‬
‫لن الخطبة في صلة العيدين كانت تلقى بعد تمام الصخخلة‪ ،‬ولكونهخخا سخخنة‬
‫في غير فريضة كان الخذ بها فضيلة وتركها إلى غيخخر خطيئة‪ ،‬ال أنخخه إذا‬
‫كان تركها بالعراض عنها أو ايثار اللهو والتجازة عليها من دون حاجخخة‬
‫إليها كان مذموما غير جائز‪ ،‬فناسب مقابلخخة التخخاركين لهخخذه السخخنة بقخخوله‬
‫عزوجخخل‪) :‬قخخل مخخا عنخخد ال خ خيخخر مخخن اللهخخو ومخخن التجخخارة‪ ،‬وال خ خيخخر‬
‫الرازقيخخن(‪ .‬وأمخخا إذا جعلنخخا اليخخة نخخاظرة إلخخى خطبخخة الجمعخخة‪ ،‬كمخخا هخخو‬
‫المشهور بين المفسرين‪،‬‬

‫]‪[131‬‬

‫وهو الطبل عن مجاهد‪ ،‬وقيل‪ :‬المزامير عن جابر )انفضخخوا إليهخخا( أي تفرقخخوا عنخخك‬
‫خارجين إليها‪ ،‬وقيخخل‪ :‬مخخالوا إليهخخا‪ .‬والضخخمير للتجخخارة‪ ،‬وإنمخخا خصخخت بخخرد‬
‫الضمير إليها‪ ،‬لنها كانت أهم إليهم وهم بها أسر من الطبل‪ ،‬لن الطبل إنما‬
‫دلت على التجارة عن الفراء‪ ،‬وقيل‪ :‬عاد الضخخمير إلخخى أحخخدهما اكتفخخاء بخخه‪،‬‬
‫وكأنه على حذف‪ ،‬والمعنى وإذا رأوا تجارة انفضخخوا إليهخخا‪ ،‬وإذا رأوا لهخخوا‬
‫انفضوا إليه‪ ،‬فحذف إليه‪ ،‬لن إليها تدل عليه‪ .‬وروي عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬انصرفوا إليها وتركوك قائما تخطب على المنبر‪ ،‬قال جخخابر‬
‫بن سمرة‪ :‬ما رأيت رسول ال صخلى الخ عليخه وآلخه خطخب إل وهخو قخائم‪،‬‬
‫فمن حدثك أنه خطب وهو جخخالس فكخخذبه‪ .‬وسخخئل ابخخن مسخخعود‪ ،‬أكخخان النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله يخطب قائما ؟ فقال‪ :‬أما تقرء )وتركوك‬

‫فل منخخاص مخخن القخخول بأنهخخا نزلخخت قبخخل آيخخات الجمعخخة حيخخن لخم تكخخن صخخلة الجمعخخة‬
‫مفروضة بأحكامها ومتعلقاتها من وجوب السعي وتحريم الخخبيع والتعامخخل‬
‫بل كان صلة الجمعة حين نزولهخخا مخخن السخخنن‪ ،‬ل يجخخب اسخختماع خطبتهخخا‬
‫على حد سائر السنن‪ ،‬حتى يناسب مقابلخخة التخخاركين لخطبتهخخا بالخخذم فقخخط‪.‬‬
‫فلو قيل بأن هذه اليخة نزلخخت مخع سخائر آيخات السخورة تتمخخة لهخا وملحقخة‬
‫بآيخخات الجمعخخة لكخخان حكمهخخا بعخخدم تحريخخم النتشخخار والشخختغال بخخاللهو‬
‫والتجارة ناسخا لية الجمعة وأحكامها قبل العمل بها‪ ،‬وهخخذا مخخع أنخخه لغخخو‬
‫باطل ل يصدر عن الحكيم تعالى‪ ،‬لخخم يتفخخوه بخخه أحخخد مخخن المسخخلمين‪ .‬وأمخخا‬
‫على القول بأن المراد بقوله عزوجل )وتركوك قائما(‪ :‬قائما فخخي الصخخلة‪،‬‬
‫ل قائما في الخطبة‪ ،‬فالمر أشكل وأشكل‪ ،‬فان ترك الخطبخخة والخخذهاب إلخخى‬
‫اللهو والتجارة أهون من تخخرك الصخخلة نفسخخها أو قطعهخخا وابطالهخخا‪ ،‬وهخخو‬
‫واضح‪ .‬وأما حكم اللهو والستماع له فقد مر بعخض الكلم فيخخه فخي ج ‪79‬‬
‫ص ‪ ،248‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[132‬‬

‫قائما( وقيل‪ :‬إراد قائما في الصلة‪ .‬ثم قال تعالى )قل( يا محمد لهم )ما عند ال( من‬
‫الثواب على الخطبة وحضور الموعظة والصلة‪ ،‬والثبخات مخع النخبي صخلى‬
‫ال عليه وآله )خير( وأحمد عاقبة وأنفع )من اللهو ومن التجارة وال خير‬
‫الرازقين( يرزقكم وإن لم تتركوا الخطبة والجمعة‪ .‬وقال ‪ -‬ره ‪ -‬في سخخبب )‬
‫‪ (1‬نزول الية‪ :‬قال جابر بن عبد ال‪ :‬أقبلت عير ونحن نصخخلي مخخع رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله الجمعة‪ ،‬فانفض الناس إليهخخا‪ ،‬فمخخا بقخخي غيخخر اثنخخي‬
‫عشر رجل أنا فيهم‪ ،‬فنزلت‪ .‬وقال الحسن وأبو مالخخك‪ :‬أصخخاب أهخخل المدينخخة‬
‫جوع وغلء سعر‪ ،‬فقدم دحية بخن خليفخة بتجخارة زيخت مخن الشخام‪ ،‬والنخبي‬
‫صلى ال عليه وآله يخطب يوم الجمعة‪ ،‬فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية‬
‫أن يسبقوا إليه‪ ،‬فلم يبخخق مخع النخخبي صخخلى الخ عليخه وآلخخه إل رهخط فنزلخخت‬
‫الية‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬والذي نفسي بيده لو تتابعتم حخختى ل يبقخخى‬
‫أحد لسال بكم الوادي نارا‪ .‬وقال المقاتلن‪ :‬بينا رسول ال صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحيخة بخن خليفخة الكلخبي مخن الشخام بتجخارة‬
‫وكلن إذا قدم لم يبق بالمدينخة عخاتق إل أتتخه‪ ،‬وكخان يقخدم إذا قخدم بكخل مخا‬
‫يحتاج إليه من دقيق أوبر أو غيره‪ ،‬وينزل عند أحجار الزيت‪ ،‬و هخخو مكخخان‬
‫في سوق المدينة‪ ،‬ثم يضخخرب بالطبخخل ليخخؤذن النخخاس بقخخدومه‪ ،‬فيخخخرج إليخخه‬
‫الناس ليتبايعوا معه‪ .‬فقدم ذات جمعة وكان ذلك قبل أن يسخخلم )‪ (2‬ورسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله قائم على المنبر يخطب‪ ،‬فخرج الناس‪ ،‬فلم يبق فخخي‬
‫المسجد إل اثنا عشر رجل وامرءة‪ .‬فقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪ (2) .287‬دحية بن خليفة الكلبى هذا من الذين شهدوا‬
‫بدرا‪ ،‬ويدل الرواية ان صخحت أن ذلخك كخان أوائل نزولخه صخلى الخ عليخه‬
‫وآله بالمدينخة حيخن يصخلى بهخم الجمعخة سخنة متبعخة ل فرضخا بعخد نخزول‬
‫سورة الجمعة‪ ،‬فيؤيد بعض ما قلناه‪.‬‬

‫]‪[133‬‬

‫لول هؤلء لسومت لهم الحجارة من السماء‪ ،‬وأنزل ال هذه الية‪ .‬وقيل‪ :‬لم يبق في‬
‫المسجد إل ثمانية رهط عخخن الكلخخبي عخخن ابخخن عبخخاس‪ ،‬وقيخخل إل أحخخد عشخخر‬
‫رجل عن ابن كيسان‪ ،‬وقيل‪ :‬إنهم فعلوا ذلك ثلث مخخرات فخخي كخخل يخخوم مخخرة‬
‫لعير تقدم من الشام‪ ،‬وكل ذلك يوافق يوم الجمعة عن قتادة و مقاتل انتهخخى‪.‬‬
‫* )تذييل( * اعلم أن ال سبحانه أكد في هذه السورة الشريفة للمخخر الخخذي‬
‫نزلت فيه ‪ -‬وهو وجوب صلة الجمعة ‪ -‬تقدمة وتذييل ‪ -‬أنواعا من التأكيد‪،‬‬
‫لم يأت بها في شخخئ مخخن العبخخادات‪ ،‬فيخخدل علخخى أنخخه آكخخدها وأفضخخلها عنخخده‪،‬‬
‫وأحبها إليه‪ ،‬وذلك من وجخخوه‪ :‬أولهخا إنخخزال سخخورة مخصوصخخة لخذلك‪ ،‬ولخم‬
‫ينزل في غيره سورة‪ .‬الثاني‪ :‬أنه قدم قبل اليخخة المسخخوقة لخخذلك آيخخات كلهخخا‬
‫معخخدات لقبولهخخا‪ ،‬و التيخخان بهخخا‪ ،‬حيخخث افتتخخح السخخورة بخخأن جميخخع مخخا فخخي‬
‫السموات والرض تسبح له فينبغي للنسان الذي هو أشرف المخلوفات أن‬
‫ل يقصر عنها‪ ،‬بخخل يكخخون تنزيهخخه لخخه سخخبحانه وطخخاعته لخخه أكخخثر منهخخا‪ .‬ثخخم‬
‫وصف سبحانه نفسه بأنه ملك العالم‪ ،‬ويجب على جميع الخلق طخخاعته‪ ،‬ثخخم‬
‫بأنه القدوس المنزه عخن الظلخم والعبخث‪ ،‬بخل إنمخا كلفهخم بالطاعخات لعظخم‬
‫المصالح ولوصولهم إلى درجخخات السخخعادات‪ .‬ثخخم هخخددهم بخخأنه عزيخخز غخخالب‬
‫قادر مع مخالفتهم على عقوبتهم في الدنيا والخرة وأنه حكيم ل يفعل شيئا‬
‫ول يخخأمر ول ينهخخى إل لحكمخخة‪ ،‬فل ينبغخخي أن يتجخخاوز عخخن مقتضخخى أمخخره‬
‫ونهيه‪.‬‬

‫]‪[134‬‬

‫ثم ذكر امتنانه على عباده بأنه بعث فخخي قخخوم امييخخن عخخارين عخخن العلخخوم والمعخخارف‬
‫رسول منهم‪ ،‬ليكون أدعى لهم إلى قبول قوله‪ ،‬يتلو عليهخم آيخخاته المشخختملة‬
‫علخخى مصخخالحهم ويطهرهخخم مخخن الصخخفات الذميمخخة والنقخخائص والجهخخالت‪،‬‬
‫ويعلمهم الكتاب والحكمة ولقد كانوا من قبلخخه لفخخي ضخخلل مخخبين عخخن الملخخة‬
‫والشخريعة فل بخدلهم مخن قبخول قخوله فخي كخل مخا يخأمرهم بخه‪ ،‬ومنهخا هخذه‬
‫الصخخلة‪ .‬ثخخم بيخخن أن شخخريعة هخخذا النخخبي وأحكخخامه ل تختخخص بقخخوم‪ ،‬ول‬
‫بالموجودين في زمانه‪ ،‬بل شريعته باقية‪ ،‬وحلل حلل‪ ،‬وحرامه حرام إلخخى‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ردا على من يزعم أن الخطخخاب مخصخخوص بخخالموجودين فقخخال‬
‫)وآخرين منهم( أي ويعلم آخرين من المؤمنين )لما يلحقخخوا بهخخم( وهخخم كخل‬
‫من بعد الصحابة إلى يوم القيامة‪ .‬ثم هدد وحث بوصف نفسه سخخبحانه مخخرة‬
‫اخرى بالعزيز الحكيم‪ ،‬ثم عظم شأن النبوة لئل يجوزوا مخالفة النبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله فيما أتى به من الشرايع‪ ،‬ثخخم ذم الحخخاملين للتخخوراة‪ ،‬العخخالمين‬
‫غير العاملين به‪ ،‬تعريضا لعلماء السوء مطلقا‪ ،‬بأنهم لعخخدم عملهخخم بعلمهخخم‬
‫كالحمار يحمل أسفارا‪ .‬ثم أوعدهم بالموت الذي لبد من لقخائه‪ ،‬وبمخا يتبعخه‬
‫من العذاب والعقاب‪ ،‬و نبههم على أن ولية ال ل تنخال إل بالعمخل بخأوامره‬
‫سبحانه‪ ،‬واجتناب مساخطه وليس ذلك بالعلم فقط‪ ،‬ول بمحض الدعوى‪ .‬ثم‬
‫لما مهد جميع ذلك‪ ،‬خاطبهم بما هخخو المقصخخود مخخن السخخورة أحسخخن خطخخاب‬
‫وألطفه‪ .‬الثالث‪ :‬أنه سبحانه أكد في نفخخس اليخخة المنزلخخة لخخذلك ضخخروبا مخخن‬
‫التأكيد‪ :‬الول‪ :‬إقباله تبارك وتعالى إليهم بالخطاب‪ ،‬تنشيطا للمكلفين وجبرا‬
‫لكلفة التكليخخف بلخخذة المخاطبخخة‪ .‬الثخخاني أنخخه نخخاداهم بيخخاء الموضخخوعة لنخخداء‬
‫البعيد‪ ،‬تعظيما لشأن المنخخادى لخخه‪ ،‬و تنبيهخخا علخخى أنخخه مخخن العظخخم والجللخخة‬
‫بحيث المخاطب في غفلة منه وبعد عنه‪ ،‬وإن كان‬

‫]‪[135‬‬

‫في نهاية التيقظ والتذكر لخخه‪ .‬الثخالث أنخه أطنخخب الكلم تعظيمخخا لشخان مخخا فيخه الكلم‪،‬‬
‫وإيماء إلى أنه من الشرافة والكرامة بحيث يتلذذ المتكلم بما تك لم فيه كمخخا‬
‫يتلذذ بذكر المحبوبين‪ ،‬و وصفهم بصفاتهم والطناب في أحخخوالهم‪ .‬والرابخخع‬
‫أنه أجمل أول المنادى‪ ،‬حيث عبر بأي العامة لكل شئ تخييل لن هذا المخخر‬
‫لعظم شأنه مما ل يمكن المتكلم أن يعلخخم أول المخخر وبخخادئ الخخرأي أنخخه بمخخن‬
‫يليق‪ ،‬ومن يكون له ؟ حتى إذا تفكر وتدبر علخخم مخخن يصخخلح لخخه ويليخخق بخخه‪.‬‬
‫الخامس أنه أتى بكلمة ها التي للتنبية لمثل مخخا قلنخخاه فخخي يخخا‪ .‬السخخادس أنخخه‬
‫عبر عنهم بصيغة الغائب‪ ،‬تنبيها على بعدهم لمثل مخا قلنخخاه فخخي يخا‪ .‬السخابع‬
‫أنخخه طخخول فخخي اسخخمهم ليحصخخل لهخخم التنخخبيه الكامخخل‪ ،‬فخخانهم فخخي أول النخخداء‬
‫يأخذون في التنبه‪ ،‬فكلما طال النداء واسم المنادي ازداد تنبههم‪ .‬الثامن أنه‬
‫خص المؤمنين بالنداء مخخع أن غيرهخخم مكلفخخون بالشخخرايع‪ ،‬تنبيهخخا علخخى أن‬
‫المر من عظمه بحيث ل يليق به إل المؤمنون‪ .‬التاسع أنه عظم المخاطبين‬
‫به بذكر اسمهم ثلث مرات من الجمخخال والتفصخخيل‪ ،‬فخخان )أيهخخا( مجمعخخل و‬
‫)الخخذين( مفصخخل بالنسخخبة إليخخه ثخخم الصخخلة تفصخخيل للموصخخول‪ .‬العاشخخر أنخخه‬
‫عظمهم بصيغة الغيبة‪ .‬الحادي عشر أنه خص المعرفة بالنداء تنبيهخخا علخخى‬
‫أنه ل يليق بالخطاب إل رجال معهودون معروفخخون باليمخخان‪ .‬الثخخاني عشخخر‬
‫أنه علق الحكم على وصف اليمخخان تنبيهخخا علخخى عليخخه لخخه واقتضخخائه إيخخاه‪.‬‬
‫الثالث عشر أنه أمرهم بالسخعي الخذي هخو السخراع بالمشخي إمخا حقيقخة أو‬
‫مجازا كما مر والثاني أبلغ‪.‬‬

‫]‪[136‬‬

‫الرابع عشر أنه رتبه على الشرط بالفاء الدالة علخخى عخخدم الخختراخي‪ .‬الخخخامس عشخخر‬
‫أنه عبر عنها بذكر ال‪ ،‬فوضع الظخخاهر موضخخع الضخخمير إن فسخخر بالصخخلة‬
‫للدللة على أنها ذكر ال‪ ،‬فمن تركها كان ناسيا لذكر ال‪ ،‬غخخافل عنخخه‪ ،‬وإن‬
‫فسر بالخطبة أيضا يجرى فيه مثله‪ .‬السادس عشر تعقيبه بخخالمر بخخترك مخخا‬
‫يشغل عنه من الخبيع‪ .‬السخابع عشخر تعقيبخخه بقخخوله‪) :‬ذلكخم خيخر لكخم( وهخخو‬
‫يتضمن وجوها من التأكيد الول نفخخس تعقيخخب هخخذا الكلم لسخخابقه‪ ،‬والثخخاني‬
‫الشارة بصيغة البعيد المتضمن لتعظيم المشار إليه‪ ،‬والثخخالث تنكيخخر )خيخخر(‬
‫إن لم نجعله اسم تفضيل لنه أيضا للتعظيم‪ .‬الثامن عشر تعقيبه بقوله‪) :‬إن‬
‫كنتم تعلمون( وهو يتضمن التأكيد مخخن وجخخوه‪ :‬الول نفخخس هخخذا الكلم فخخان‬
‫العرف يشهد بأنه يذكر في المور العظام المرغخخب فيهخخا )إن كنخخت تعلخخم مخخا‬
‫فيه من الخير لفعلته(‪ .‬الثاني الدللة على أن من توانى فيه فانما هو لجهله‬
‫بما فيه من الفضل‪ ،‬ففيه تنزيخخل لبعخخض العخخالمين منزلخخة الجخخاهلين‪ ،‬ودللخخة‬
‫على أنه ل يمكن أن يصدر الترك أو التواني فيه من أحخخد إل عخخن جهخخل بمخخا‬
‫فيه‪ .‬والثالث أنه ترك الجزاء ليذهب الوهم كل مذهب ممكن‪ ،‬وهو نهاية في‬
‫المبالغة‪ .‬والرابع أنه ترك مفعول العلم فاما أن يكخخون لتنزيلخخه منزلخخة اللزم‬
‫فيخخدل علخى أنخخه يكفخى فخخي الرغبخة والمسخارعة إليخخه وتخخرك مخا يشخخغل عنخه‬
‫التصاف بمجخخرد العلخخم‪ ،‬و الكخخون مخخن أهلخخه‪ ،‬أو تخخرك إبهامخخا لخخه لتعظيمخخه‪،‬‬
‫وليذهب الوهم كل مذهب ممكن‪ ،‬فيكون المفهوم أن كل مخخن علخخم شخخيئا مخخن‬
‫الشياء أسرع إليها‪ ،‬لن فضلها من البديهيات التي ليس شئ أجلى منها‪.‬‬

‫]‪[137‬‬

‫الرابع‪ :‬ما أكد الحكم بخخه بعخخد هخخذه اليخخة وهخخو أيضخخا مخخن وجخخوه‪ :‬الول قخخوله‪) :‬فخخإذا‬
‫قضيت الصلوة( فانه بناء على كون المر للباحة كما هو الشهر والظهخخر‬
‫هنا‪ ،‬دل بمفهوم الشرط علخى عخدم إباحخة النتشخخار قبخخل الصخلة‪ .‬الثخاني أن‬
‫أصخخل هخخذا الكلم نخخوع تأكيخخد للحكخخم بازاحخخة علتهخخم فخخي ذلخخك‪ ،‬أي إن كخخان‬
‫غرضكم التجارة فهخخو ميسخخور ومقخخدور بعخخد الصخخلة‪ ،‬فلخخم تخختركون الصخخلة‬
‫لذلك‪ .‬الثالث تعليق الفلح بما مر كما مر‪ .‬الرابخخع التيخخان بخخه بلفخخظ الخخترجي‬
‫ليعلموا أن تحصخيل الفلح أمخر عظيخم ل يمكخن الجخزم بحصخوله بقليخل مخن‬
‫العمال‪ ،‬ولمع عدم حصول شرايط القبول‪ ،‬فيكخخون أحخخث لهخخم علخخى العمخخل‬
‫ورعاية شرايطه‪ .‬الخامس لومهم على تخرك الصخلة والتخوجه إلخى التجخارة‬
‫واللهو أشد لوم‪ .‬السخخادس بيخخان المثوبخخات المترتبخخة علخخى حضخخور الصخخلة‪.‬‬
‫السابع إجمال هذه المثوبات إيذانا بأنه ل يمكن وصخخفه ول يكتنخخه كنهخخه ول‬
‫يصل عقول المخاطبين إليخخه‪ .‬الثخخامن بيخخان أن اللخخذات الخرويخخة ليسخخت مخخن‬
‫جنس المستلذات الدنيوية و أنها خير منها بمراتب‪ .‬التاسع بيان أن الرازق‬
‫والقادر عليه‪ ،‬فل ينبغي ترك طاعته وخخخدمته لتحصخخيل الخخرزق‪ ،‬فخخانه قخخادر‬
‫على أن يحرمكم مع ترك الطاعة ويرزقكم مع فعلها‪ .‬العاشر بيخخان أنخخه خيخخر‬
‫الرازقين على سبيل التنزل‪ ،‬أي لو كان غيره رازق فهخخو خيخخر منخخه‪ ،‬فكيخخف‬
‫ولرازق سواه‪ ،‬ويحتاج إليه كل ما عداه‪ .‬الحادي عشر تعقيب هذه السخخورة‬
‫بسورة المنافقين إيذانا بأن تارك هذه الفضخخيلة مخخن غيخخر علخخة منخخافق‪ ،‬كمخخا‬
‫ورد في الخبار الكثيرة مخن طخخرق الخاصخخة والعامخخة‪ ،‬وبخخه يظهخر سخر تلخك‬
‫الخبار‪ ،‬ويشهد له المر بقراءتهما في الجمعخخة‪ ،‬وصخخلوات ليلخخة الجمعخخة و‬
‫يومها‪ ،‬وتكرر ذكر ال فيهما على وجه واحد‪.‬‬

‫]‪[138‬‬

‫وروي الكليني في الحسن )‪ (1‬كالصحيح عن أبخي جعفخخر عليخخه السخلم قخال‪ :‬إن الخ‬
‫أكرم بالجمعة المؤمنين‪ ،‬فسنها رسول ال صلى ال عليه وآله بشارة لهخخم‪،‬‬
‫والمنافقين توبيخا للمنافقين‪ ،‬ول ينبغي تركها فمن تركها متعمدا فل صخخلة‬
‫له‪ .‬وبالجملة قوله سبحانه في الجمعة )فاسخخعوا إلخخى ذكخخر الخخ( وقخخوله )إذا‬
‫رأوا تجارة أولهوا انفضوا إليها( وقوله في المنافقين )يا أيهخخا الخذين آمنخخوا‬
‫لتلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر ال( أي ل يشخخغلكم تخخدبيرها والهتمخخام‬
‫بها عن ذكره سبحانه )ومن يفعل ذلك فاولئك هخخم الخاسخخرون( حيخخث طلبخخوا‬
‫تجخخارة الخخدنيا الفانيخخة وربحهخخا فسخخروا الخخخرة الباقيخخة‪ ،‬ذلخخك هخخو الخسخخران‬
‫المبين‪ ،‬فكل ذلك مما يورث الظن القوى بأن هذه الية أيضا مسوقة للتهديد‬
‫على ترك الجمعة أو ما يشملها‪ ،‬ولذا أوردناهخخا ههنخخا تأييخخدا ل اسخختدلل فل‬
‫تغفل‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.425‬‬

‫]‪[139‬‬

‫* )تفصيل( * * " )ولنذكر الحكام المستنبطة( " * * " )مخخن تلخخك اليخخات مجمل(‬
‫" * الول أن تلك اليات تدل علخخى وجخخوب صخخلة الجمعخخة عينخخا فخخي جميخخع‬
‫الزمان ولنذكر أول الختلفات الواقعة فيها‪ ،‬ثم لنتعخخرض لخخوجه السخختدلل‬
‫باليات على ما وهو الحق عنخدي منهخخا‪ .‬اعلخم أنخخه ل خلف بيخن المخخة فخخي‬
‫وجوب صلة الجمعخخة وجوبخخا عينيخخا فخخي الجملخخة‪ ،‬وإنمخخا الخلف فخخي بعخخض‬
‫شرايطها والكلم على وجوه تفصيلها أنه هل يشترط المام أو نائبه ) ‪ (1‬أم‬
‫ل ؟ وعلى تقدير الشتراط هل هو شرط النعقاد أو شرط الوجوب ؟‬

‫)‪ (1‬المامخخة الخختى تعتقخخدها الشخخيعة الماميخخة انمخخا تسخخاوق معنخخى الوليخخة وتسخختلزم‬
‫العصمة من ال عزوجل في العلم والعمل متأيدة بالروح القدس واشخخاراته‬
‫والهاماته‪ ،‬وهذا معنى ل يتصخخور فخخي النيابخخة حخختى يخخدعيها مخخدع‪ ،‬ال مخخن‬
‫اشتبه عليه لفظ المامة بالمعنى الخخذى تعتقخخده الجمهخخور حيخخث ليتعقخخدون‬
‫بالعصمة والولية وانما هي عندهم بمعنى سياسة شخخؤنهم وتخخدبير أمرهخخم‬
‫كما كان يتكفل السلطين والمراء شؤن أمتهم وسياسة مجتمعهم‪ .‬فالمام‬
‫عندنا هو الذى جهزه ال بحقيقة العلم والحكمة وميزه بالوليخخة التكوينيخخة‬
‫وأصدره من لباب المعرفة‪ ،‬ثم نصبه علما هاديا ووليا مرشخخدا يهخخدى إلخخى‬
‫طريق الحق و صراط مسخختقيم‪ - .‬يتلخخو عليهخخم آيخخات الخ مبنيخخة‪ ،‬ويعلمهخخم‬
‫الكتاب والحكمة‪ ،‬ويرشدهم إلى معالم السنة ويزكيهم عن ادنخخاس الشخخبهة‬
‫وفى كل ذلك معتصم بعصمة ال عزوجل مؤيد بالروح القدسي )يهدى بخخه‬
‫ال من اتبع رضوانه سبل السلم ويخرجه مخن الظلمخات إلخى النخور بخاذن‬
‫ربهخخم ويهخخديهم إلخخى صخخراط مسخختقيم(‪ .‬فخخإذا كخخانت المامخخة بهخخذا المعنخخى‪،‬‬
‫والولية والعصمة من شؤنها وأسرارها‪ ،‬فكيف =‬

‫]‪[140‬‬

‫فبدونها يستحب ؟ وإن كان شرط النعقاد فهل هو مخصخخوص بزمخخن حضخخور المخخام‬
‫أو عام أو أنه مخصوص بامكان الوصول بأحدهما حتى لو تعخخذر كفخخى إمخخام‬
‫الجماعة‪ ،‬أو عام حتى لو تعذر لم تنعقد‪.‬‬

‫= تقبل النيابة‪ ،‬وكيف يجخخترئ أحخد علخى ادعائهخخا ! أهنخخاك مخخن يقخخف موقخخف المخخام‬
‫ويغنى مغناه ؟ أو من يقوم بأعباء المامة والولية ويسد مسدها ؟ أو هخخل‬
‫عرفت أحدا من الفقهاء صدر من لباب العلم والحكمة ؟ أو عرف الكتاب ‪-‬‬
‫وفيه الهدى والنور ‪ -‬حق معرفته فلم يقل انه ظنخخى الدللخخة‪ ،‬أو أيقخخن بخخأن‬
‫هذا‪ ...‬حكم الخ عزوجخخل‪ ،‬ولخم يتعخذر بخأن ظنيخة الطريخخق ل تنخخافي قطعيخخة‬
‫الحكم‪ ،‬أو‪ ...‬أو‪ ...‬نعم قد جعل للفقهاء كخخثر الخ أحيخخاءهم منصخخب القضخخاء‬
‫وجواز الفتاء‪ ،‬وذلك من زمن الباقرين عليهما السلم‪ ،‬حيث بلغ كثير من‬
‫أصحابهما رضوان ال عليهم مبلغ الفتوى وتولية القضاء لكنه منصخخب ل‬
‫يتقلده المفتى بعنوان النيابة عن المام ولذلك لم يختص بزمن الغيبخخة‪ ،‬بخخل‬
‫هو منصب كسائر المناصب المجعولة‪ ،‬يقلدها المخخام لمخخن تصخخداه كامخخارة‬
‫الحاج‪ ،‬وولية الثغور‪ ،‬وبعخث السخرايا‪ .‬فخخوظيفتهم التخخورع عخن المحخارم‪،‬‬
‫والتحرى لمعرفة حقائق الحكام‪ ،‬والجتهاد فخخي الخدين ولخو أن أحخخدا اتبخخع‬
‫الشيطان وعبد الطاغوت وتعدى ما بعث لجلخخه كمخخا فعخخل خالخخد بخخن الوليخخد‬
‫حين بعثه رسول ال صلى ال عليه وآله إلى بنى جذيمة من كنانخخة‪ ،‬لكخخان‬
‫مثله‪ ،‬ولقال فيه المام كما قال رسول ال صلى ال عليه وآله رافعخخا يخخديه‬
‫إلى السماء‪ :‬اللهم انى أبرء اليك مما صخخنع خالخخد بخخن الوليخخد ثلث مخخرات‪.‬‬
‫وأمخخا الحكومخخة والقضخخاء فخخي المخخور الخختى تعخخرض المخخة السخخلمية‬
‫ومجتمعهم‪ ،‬فأمرهم كخخان إلخخى الخ ورسخخوله صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ ،‬لكنخخه‬
‫معذلك أمر رسوله صلى ال عليه وآله أن يستشخخيرهم فخخي تلخخك المخخور و‬
‫يكون هو المير فخخي شخخوراهم‪ ،‬وذلخخك بعخخد مخخا تولخخوا يخخوم التقخخى الجمعخخان‬
‫وقالوا لخوانهم إذا ضربوا في الرض أو كانوا غزى لخو كخانوا عنخدنا مخا‬
‫ماتوا وما قتلوا‪ ،‬وكثر القيل والقال في ذلك حتى أنكروا عليه من الخخخروج‬
‫من المدينة‪ ،‬وقد كانوا هؤلء الناقدين أشاروا إليخخه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫بأن يغزوا‬

‫]‪[141‬‬

‫فكلم الفاضلين في التحرير والمعتبر والشهيد في الدروس والبيخخان صخريح فخي أنخخه‬
‫شخخرط الوجخخوب دون النعقخخاد‪ ،‬وهخخو ظخخاهر الشخخيخ فخخي النهايخخة‪ ،‬وصخخريح‬
‫العلمة في‬

‫المشركين في أزقة المدينة وحوائطها فأنزل عليه‪) :‬فبما رحمة من ال لنت لهم ولو‬
‫كنت فظخا غليخظ القلخب لنفضخوا مخن حولخك‪ ،‬فخاعف عنهخم واسختغفر لهخم‬
‫وشاورهم في المر فإذا عزمت فتوكل علخى الخ(‪ ،‬وهكخذا مخدح المخؤمنين‬
‫في آيخخة الشخخورى باستشخخارتهم فخخي المخخور حيخخث قخخال عزوجخخل‪) :‬والخخذين‬
‫استجابوا لربهخخم وأقخخاموا الصخخلة وأمرهخخم شخخورى بينهخخم وممخخا رزقنخخاهم‬
‫ينفقون(‪ .‬فهذه الحكومه والقضخخاء علخخى المخخة بخخأجمعهم وتوليخخة أمخخورهم‬
‫انما كان ل ولرسوله بعد المشورة منهم برئاسة الرسول صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله‪ ،‬ومن بعده يكون لمن هخخو صخخاحب المخخر والعخخزم مخخن الرسخخول‪ ،‬كمخخا‬
‫يقول عزوجل‪) :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعخخوا الخ وأطيعخخوا الرسخخول وأولخخى‬
‫المخخر منكخخم(‪ .‬ومعرفخخة هخخذه اليخخة حخخق معرفتهخخا أن اللم فخخي )الرسخخول(‬
‫عوض من المضاف إليه ‪ -‬كما هو الشأن في سائر المخخوارد ‪ -‬وهكخخذا اللم‬
‫في )المر( ويكون تقدير الكلم أطيعوا ال وأطيعوا رسوله وأطيعوا اولخخى‬
‫أمر الرسخخول‪ ،‬فتجخخب علخخى المخخؤمنين اطاعخخة مخخن أمخخره رسخخول الخ علخخى‬
‫المسلمين عند مضيه صلى ال عليه وآله وهم الئمة الطاهرون كما نخخص‬
‫عليهم عزوجل في قوله‪) :‬انما وليكم ال( الية الكريمخخة‪ .‬ومعلخخوم أن هخخذا‬
‫المقخخام انمخخا فخخوض إلخخى الرسخخول واولخخى أمخخره لكخخونهم معصخخومين أولخخى‬
‫الولية الكبرى‪ ،‬فل يصح أن يقوم مقامهم احد من عخخرض النخخاس كمخخا لخخم‬
‫يكن لحخد أن ينخخوب عنخه ويقخخف مخوقفه فخي الفتيخا ولغيرهخا مخن شخخئون‬
‫المامخخة اللهخخم ال بخخأن ينعقخخد سخخقيفة بنخخى سخخاعدة مخخرة اخخخرى و‪ ...‬وأمخخا‬
‫الحكومة والقضاء على الفراد بأشخاصهم‪ ،‬فكل أحخخد مختخخار بنفسخخه ينفخخذ‬
‫في نفسه وماله الخخذى اكتسخخبه بعمخخل يخخديه مخخا شخخاء‪ ،‬ل حكومخخة عليخخه فخخي‬
‫أموره الشخصية لحد‪ ،‬الل ولرسوله كما قال عزوجل‪) :‬وما كان لمؤمن‬
‫ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرا أن =‬

‫]‪[142‬‬

‫غير التحرير‪ ،‬وظاهر ابن إدريس والمرتضخخى‪ ،‬بخخل كخخل مخخن نسخخب إليخخه التحريخخم فخخي‬
‫الغيبة‪ .‬والشهيد في الذكرى واللفية‪ ،‬والشهيد الثاني في شرح ]اللفيخخة و[‬
‫كذا الرسالة أنه شرط‬

‫= يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضخخلل مبينخخا(‪ .‬وإذا‬
‫كانت الحكومة والقضاء هذه أيضا للئمة الهادين كما هو الظاهر مخخن آيخخة‬
‫الولية‪ ،‬كانت من شؤن المامة التى ل يتحصل ال لمن كان معصوما وقخخد‬
‫عرفت تمام البحث فيه‪ .‬فإذا لم يكن للفقيه ولية على المسخخلمين‪ ،‬ولصخخح‬
‫كونه نائبا عن وليهم ل يصح له المر بنداء الصلة يوم الجمعخة ولوجخب‬
‫على من سمع النداء أن يجيبها‪ ،‬فان النداء لخخم يكخخن مخخن قبخخل الخخولى حخختى‬
‫يجخخب الجابخة لخه‪ ،‬وهخخذا واضخخح ممخا عرفخخت فخي آيخخة الجمعخة )إذا نخودى‬
‫للصخخلة( حخخق الوضخخوح‪ .‬علخخى أن صخخلة الجمعخخة لريخخب أنهخخا مخخن شخخؤن‬
‫الرئاسة والحكومة وذلك بمعنى فعليتها لجعل الحكومة شرعا ولذلك ترى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله لم يصل صخخلة الجمعخخة فخخي مكخخة‪ ،‬مخخع انخخه‬
‫كان يصلى بجماعة المسلمين في دار الرقم بن أبى الرقم‪ ،‬حتى إذا هاجر‬
‫إلى المدينة صلى صلة الجمعة في أول يخخوم ورده ‪ -‬وكخخان يخخوم الجمعخخة ‪-‬‬
‫وذلك لنه قد قام على عرش الحكومة اللهية ذاك اليوم‪ .‬وهكخخذا الروايخخات‬
‫التى تنص على أن الجمعة انما تقام بعد حضور سبعة أحخدهم المخام وفخى‬
‫صحيحة محمد بخن مسخلم عخن أبخى جعفخر عليخه السخلم التصخريح بخأنهم‪:‬‬
‫المام‪ ،‬وقاضيه‪ ،‬و المدعى حقا‪ ،‬والمدعى عليه )كأنه عليخخه السخخلم يعنخخى‬
‫الوكيل المدافع والذى يدعى عليه لقيخخامه بخخالمور الحسخخبية( والشخخاهدان‪،‬‬
‫والذى يضرب الحدود بين يدى المام‪ ،‬تشير إلخخى أن الجمعخخة انمخخا يقيمهخخا‬
‫ولى المسلمن إذا كان له البسطة في الرئاسة والحكومة‪ .‬وعلخخى هخخذا‪ .‬فلخخو‬
‫ثبت لفقهاء المة نيابة عن المام في الحكومة على النخخاس لمخخا جخخاز لهخخم‬
‫أن يقيمخخوا الجمعخخة‪ ،‬وهخخم بعخخد رعايخخا السخخلطين تسخخوقهم سخخوق الغنخخام‪،‬‬
‫فكيف ولم يثبت لهم نيابة أبدا‪.‬‬
‫]‪[143‬‬

‫النعقاد‪ ،‬وكلم الشيخ في المبسوط والخلف مضطرب‪ ،‬والشخخهيد الثخخاني فخخي شخخرح‬
‫اللفية تخخردد بيخخن أن يكخخون شخخرطا للنعقخخاد أو للوجخخوب العينخخي‪ .‬ثخخم الخخذين‬
‫شرطوا النعقاد به‪ ،‬اختلفوا في أنه عام أو مخصخخوص بزمخخان الحضخخور أو‬
‫مخصوص بامكان أحد المرين‪ :‬فصريح الشهيد الثخخاني فخخي كتبخخه والشخخهيد‬
‫الول في الخخذكرى والعلمخخة فخخي النهايخخة أنخخه مخصخخوص بزمخخان الحضخخور‪،‬‬
‫وصريح أبي الصلح أنه مخصوص بالمكان والمحرمون لها في الغيبة مع‬
‫بعخخخخض الموجخخخخبين والمجخخخخوزين يعممخخخخون الشخخخختراط إل أن الموجخخخخبين‬
‫والمجوزين يعدون الفقيه من نواب المام‪ ،‬وبعضهم وافق ظاهر الشيخ فخخي‬
‫عد كل من يصلح للمامة من نوابه‪ .‬فقد تحقق أن ههنا مقامخخات‪ :‬الول هخخل‬
‫المخام أو نخائبه شخخرط أم ل ؟ والثخاني شخرط لي شخئ ؟ فيخه خمسخة أقخوال‬
‫الول شرط الوجوب‪ ،‬والثانى شرط الوجوب العيني‪ ،‬والثالث شرط النعقخخاد‬
‫مطلقا‪ ،‬والرابع شرط له حين حضور المام‪ ،‬والخامس شرط لخخه مخخا أمكخخن‪.‬‬
‫والثالث النائب من هو ؟ فيه وجوه ثلثخخة الول مخخن اسخختنابه المخخام بعينخخه‪،‬‬
‫والثانى هو والفقيه‪ ،‬والثالث همخخا وكخخل مخخن يصخخلح لمامخخة الجماعخخة‪ .‬فأمخخا‬
‫القائلون بوجوبها عينا في الغيبة فهو أبخخو الصخخلح والمفيخخد فخخي المقنعخخة و‬
‫الشراف والكراجكي وكثير من الصحاب‪ ،‬حيث أطلقوا ولم يقيدوا الوجوب‬
‫بشئ كالكليني والصدوق وساير المحدثين التابعين للنصخوص الخواردة عخن‬
‫أئمة الدين عليهم السلم أما الكليني )‪ (1‬فلنه قخخال‪) :‬بخخاب وجخخوب الجمعخخة‬
‫وعلى كم تجب( ثخخم أورد الخبخخار الدالخخة علخخى الوجخخوب العينخخي‪ ،‬ولخخم يخخورد‬
‫خبرا يدل على اشتراط المام أؤ نائبه‪ ،‬حتى أنه لخخم يخخورد روايخخة محمخخد بخخن‬
‫مسلم التيخخة الخختي تخخوهم جماعخخة دللتهخخا علخخى اعتبخخار المخخام أو نخخائبه‪ .‬ول‬
‫يخفى على المتتبع أن قدماء المحدثين ل يذكرون في كتبهم مذاهبهم‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.418‬‬

‫]‪[144‬‬

‫إنما يوردون أخبارا يصححونها‪ ،‬ومنه يعلخخم مخخذاهبهم وآراؤهخخم وكخخذا الصخخدوق فخخي‬
‫الفقيه )‪ (1‬قخخال‪) :‬بخخاب وجخخوب الجمعخخة وفضخخلها وأورد الخبخخار ولخخم يخخورد‬
‫معارضخخا‪ ،‬وروايخخة ابخخن مسخخلم نتكلخخم علخخى دللتهخخا‪ ،‬وعبخخارته فخخي المقنخخع‬
‫كالصريح فخخي ذلخك كمخخا سخيأتي‪ .‬وقخال ‪ -‬ره ‪ -‬فخي كتخاب المجخالس )‪ (2‬فخخي‬
‫مجلس أورده لوصف دين المامية‪) :‬والجماعة يخخوم الجمعخخة فريضخخة وفخخي‬
‫ساير اليام سنة فمن تركها رغبة عنها وعخخن جماعخخة المسخخلمين مخخن غيخخر‬
‫علخخة فل صخخلة لخخه‪ ،‬ووضخخعت الجمعخخة عخخن تسخخعة‪ :‬عخخن الصخخغير والكخخبيرو‬
‫المجنون والمسخخافر والعبخد والمخرءة والمريخخض والعمخخى ومخن كخان علخى‬
‫رأس فرسخخخين(‪ .‬وتخصيصخخها بزمخخان الحضخخور مخخع كخخونه بصخخدد مخخذهب‬
‫المامية ليعمل به تلمذته والخذون عنه من غير قرينة في غاية البعد )‪(3‬‬
‫وكذا ساير المحدثين ظواهر كلماتهم ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .266‬أمالى الصدوق‪ (3) .383 :‬قالوا‪ :‬ومما يدل على أن‬
‫الشيعة في عهد الصدوق لم يكن يصلى الجمعة أنه قال فخخي الفقيخخه‪ :‬وقخخال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أول من قدم الخطبخخة علخخى الصخخلة يخخوم الجمعخخة‬
‫عثمان لنه كان إذا صلى لم يقف الناس علخى خطبتخخه وتفرقخخوا وقخالوا مخخا‬
‫نصنع بمواعظه وهو ل يتعظ بها وقد أحدث ما أحدث‪ ،‬فلما رأى ذلخخك قخخدم‬
‫الخطبتين على الصلة‪ .‬ولو ل أنه لم يكن ليصلى الجمعخخة لخخم اشخختبه عليخخه‬
‫أن الخطبة في يوم الجمعة مقدم على الصلة اجماعا من المسخخلمين‪ .‬قيخخل‪:‬‬
‫ول يبعد أن يكون لفظ الجمعة في كلمه هذا من سهو القلخخم‪ .‬وليخخس بشخخئ‬
‫لن الصدوق قد تعخرج علخى ذلخك فخي كتخابه علخل الشخرايع ج ‪ 1‬ص ‪252‬‬
‫وعيخخون الخبخخار ج ‪ 2‬ص ‪ ،112‬حيخخث أنكخخر علخخى الفضخخل روايتخخه بتقخخديم‬
‫الخطبة في الجمعة قال‪ :‬قخال مصخنف هخذا الكتخاب‪ :‬جخاء هخذا الخخخبر هكخذا‬
‫والخطبتان في الجمعة والعيدين‬

‫]‪[145‬‬

‫وممخخن ظخخاهر كلمخخه ذلخخك الشخخيخ عمخخاد الخخدين الطبرسخخي فخخي كتخخابه المسخخمى بنهخخج‬
‫العرفان‪ ،‬حيث قال بعد نقل الخلف بين المسلين في شروط وجوب الجمعخخة‬
‫أن المامية أكثر إيجابا للجمعخخة مخخن الجمهخخور‪ ،‬ومخخع ذلخخك يشخخنعون عليهخخم‬
‫بتركها‪ ،‬حيث إنهم ل يجوزون اليتمام بالفاسق ومرتكب الكبائر والمخخخالف‬
‫فخخي العقيخدة الصخحيحة‪ .‬وأمخخا القخائلون بخالتحريم فهخم ابخن إدريخس وسخلر‬
‫والعلمخخة فخخي المنتهخخى‪ ،‬وجهخخاد التحريخخر‪ ،‬ونسخخب إلخخى الشخخيخ وعبخخارته‬
‫مضطربة‪ ،‬وإلخخى علخخم الهخخدى فخخي مسخخائل الميافارقيخخات وهخخي أيضخخا ليسخخت‬
‫بصريحة فيه‪ ،‬لنه قال‪ :‬صلة الجمعة ركعتان من غيخخر زيخخادة عليهمخخا‪ ،‬ول‬
‫جمعة إل مع إمام عادل أو مع نصبه المام العادل‪ ،‬فإذا عخخدم صخخليت الظهخخر‬
‫أربع ركعات‪ ،‬فيحتمل أن يكون الفقيه أو كل من جمع صفات إمام الجماعة‪،‬‬
‫من المنصوبين من قبل المام عنده‪ ،‬كما أن الشيخ قخخال مثخخل هخخذا الكلم ثخخم‬
‫صرح بالجواز في زمان الغيبة‪ .‬وقال ابن البراج في النسخة التي عندنا من‬
‫المهذب‪ :‬واعلم أن فرض الجمعخخة ل يصخخح كخخونه فريضخخة إل بشخخروط مخختى‬
‫اجتمعت صح كونه فريضة جمعة‪ ،‬ووجبت لذلك‪ ،‬ومتى لم يجتمع لخخم يصخخح‬
‫ولم يجب كونه كذلك‪ ،‬بل يجب كون هخخذه الصخخلة ظهخخرا ويصخخليها المصخخلي‬
‫بنية كونها ظهرا‪ ،‬والشروط التي ذكرناها هي أن يكخخون المكلخخف لخخذلك حخخرا‬
‫بالغا كامل العقل‪ ،‬سليما عن المرض والعخخرج والعمخخى والشخخيخوخة الخختي ل‬
‫يمكن الحركة معها‪ ،‬وأن ل يكون مسافرا ول في حكم المسخخافر‪ ،‬وأن يكخخون‬
‫بينه و بين موضع الجمعة فرسخان فما دونهما‪ ،‬ويحضخخر المخخام العخخادل أو‬
‫من نصبه أو من جرى‬

‫من بعده‪ ،‬لنهما بمنزلة الركعتين الخراوين وان اول من قدم الخطبتين عثمخخان إلخخى‬
‫آخر ما قاله في الفقيه بلفظه‪ .‬وهكذا صخخرح بخخذلك فخخي كتخخابه المقنخخع حيخخث‬
‫يقول‪ :‬وانما جعلت الصلة يوم الجمعة ركعتين من أجل الخطبخختين‪ :‬جعلتخخا‬
‫مكخخان الركعخختين الخيرتيخخن فهخخى صخخلة حخختى ينخخزل المخخام ومثلخخه مخخا فخخي‬
‫الهداية على ما سيجئ تحت الرقم ‪.71‬‬

‫]‪[146‬‬

‫مجراه‪ ،‬ويجتمع من الناس سبعة أحدهم المام‪ ،‬ويتمكن مخخن الخطبخختين ويكخخون بيخخن‬
‫الجمعتين ثلثة أميال‪ .‬فهذه الشخروط إذا اجتمعخخت وجخب كخخون هخخذه الصخلة‬
‫فريضة جمعة‪ ،‬ومتى لم يجتمع سقط كونها فريضخخة جمعخخة‪ ،‬وصخخليت ظهخخرا‬
‫كما قدمناه‪ ،‬فان اجتمع من الناس خمسة نفر أحخخدهم المخخام‪ ،‬وحصخخل بخخاقي‬
‫هذه الشروط‪ ،‬كانت صلتها نخخدبا واسخختحبابا‪ .‬ويسخخقط فرضخخها مخخع حصخخول‬
‫الشروط المذكورة‪ ،‬عن تسخخعة نفخخر‪ ،‬وهخخم‪ :‬الشخخيخ الكخخبير والطفخخل الصخخغير‬
‫والعبد والمرءة والعمى والمسافر والعرج والمريض وكل من كان منزله‬
‫من موضعها على أكثر من فرسخين‪ .‬ثم قال‪ :‬وإذا كخان الزمخخان زمخخان تقيخخة‬
‫جاز للمؤمنين أن يقيموا في مكخخان ل يلحقهخخم فيخخه ضخخرر وليصخخلوا جماعخخة‬
‫بخطبتين‪ ،‬فان لم يتمكنخخوا مخخن الخطبخخة صخخلوا جماعخخة أربخخع ركعخخات‪ ،‬ومخخن‬
‫صلى فرض الجماعة مخخع إمخخام يقتخخدي بخخه فليصخخل العصخخر بعخخد الفخخراغ مخخن‬
‫فرض الجمعة‪ ،‬ول يفصل بينهما إل بالقامة انتهى‪ .‬ول يخفخخى أن المسخختفاد‬
‫من كلمه أول وآخرا أنه تجب الجمعة عينا مخع المخام أو نخائبه الخخاص أو‬
‫العام أعني الفقيه الجامع لشرائط الفتوى‪ ،‬وهو المراد بقخخوله أو مخخن جخخرى‬
‫مجراه‪ ،‬وحمله على أن المراد مخن نصخبه لخصخوص الصخلة أو مخن جخرى‬
‫مجراه بأن نصبه للعم منه بعيد‪ ،‬مخخع أنخخه يشخخمل الفقيخخه أيضخخا‪ ،‬ومخخع عخخدم‬
‫النائب والفقيه ووجود العادل يجب تخييرا مع التمكن من الخطبة فتدبر‪ .‬ثخخم‬
‫أقخخول‪ :‬إذا عرفخخت هخخذه الختلفخخات‪ ،‬فالخخذي يترجخخح عنخخدي منهخخا الوجخخوب‬
‫المضيق العيني في جميع الزمان‪ ،‬وعدم اشتراط المام أو نائبه الخاص أو‬
‫العام )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬المراد بالنائب الخاص أمثال العمرى وابن روح من وكلء الناحيخخة‪ ،‬وقخخد كخخانوا‬
‫رضوان ال عليهم في سالف الزمان عند قخخدماء الصخخحاب والمخخترجمين‬
‫لهم ل يعرفون ال بأنهم سفراء الناحية ووكلء المام في أخخخذ الوجوهخخات‬
‫البريخخة مخخن المخخؤمنين وانفاقهخخا فيمخخا يخخأمرهم بخخه أو ايصخخالها إليخخه عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬كما كانوا ينفذون في بعض الحيان كتبهم ورسائلهم إليه =‬

‫]‪[147‬‬

‫بل يكفي العدالة المعتبرة في الجماعة‪ ،‬والعلم بمسائل الصلة إمخخا اجتهخخادا أو تقليخخدا‬
‫أعم من الجتهاد والتقليد المصطلح بيخخن الفقهخخاء‪ ،‬أو العخالم والمتعلخم علخى‬
‫اصطلح المحدثين‪ .‬نعم يظهر من الخبار زائدا على إمخخام الجماعخخة القخخدرة‬
‫على إيراد الخطبة البليغة المناسبة للمقام‪ ،‬بحسب أحوال النخخاس‪ ،‬والمكنخخة‬
‫والزمنخخة‪ ،‬والعخخوام والشخخهور و اليخخام‪ ،‬والعلخخم بآدابهخخا وشخخرائطها‪ .‬فخخإذا‬
‫عرفت ذلك‪ ،‬فاعلم أنه استفيد من تلك اليات أحكام‪ :‬الول‪ :‬وجخخوب الجمعخخة‬
‫على العيان في جميع الزمان‪ ،‬وجه السخختدلل اتفخخاق المفسخخرين علخخى أن‬
‫المراد بالذكر في الية الولى صخخلة الجمعخخة أو خطبتهخخا أوهمخخا معخا‪ ،‬حكخخى‬
‫ذلك غير واحد من العلماء‪ ،‬والمر للوجخخوب علخخى مخخا تحقخخق فخخي موضخخعه‪،‬‬
‫لسيما أوامر القرآن المجيد‪ .‬والمراد بالنداء الذان أو دخول وقته كما مخخر‪،‬‬
‫فالمستفاد من الية المر بالسعي إلى صلة الجمعة أي الهتمام في إيقاعها‬
‫لكل واحد من المؤمنين‪ ،‬متى تحقق الذان لجخخل الصخخلة أو وقخخت الصخخلة‪،‬‬
‫وحيث كان الصل عدم التقييد بشرط يلزم عموم الوجوب بالنسبة إلى زمان‬
‫الغيبخخخة والحضخخخور‪ .‬واعخخخترض عليخخخه بوجخخخوه‪ :‬الول أن كلمخخخة إذا غيخخخر‬
‫موضوعة للعموم لغة‪ ،‬فل يلزم وجوب السعي كلما تحقق النداء‪ .‬والجخخواب‬
‫أن )إذا( وإن لم تكن موضوعة للعموم لغة‪ ،‬لكخخن يسخختفاد منهخخا العمخخوم فخخي‬
‫أمثال هذه المواضع‪ ،‬إما بحسب الوضع العرفي أو بحسب القرائن الدالة‬

‫= ثم ايصال توقيعه عليه السلم إليهم‪ ،‬وهذا غير النيابة عن المام كما هو واضخخح‪.‬‬
‫لكن المتأخرين من أصحاب التراجم بلغوا بهخخم مبلخغ النيابخخة الخاصخخة عخن‬
‫المام‪ ،‬و تفرع عليخخه أن يكخخون سخخائر الفقهخخاء رضخخوان الخ عليهخخم نوابخخا‬
‫عامة‪ ،‬فهذا هو أصل الخبر فافهم‪.‬‬

‫]‪[148‬‬

‫عليه‪ ،‬كما قالوا في آية الوضوء وأمثالها‪ ،‬مخخع أن حملخخه علخخى الهمخخال يجعخخل الكلم‬
‫خاليا عن الفائدة المعتد بها‪ ،‬ويجب تنزيه كلم الحكيم عنه‪ .‬وأيضخخا ل يخلخخو‬
‫إما يكون المراد إيجاب السخعي ولخو فخي العمخر مخرة أو إيجخابه علخى سخبيل‬
‫العموم أو إيجابه عند حضور المام أو نائبه‪ ،‬لسبيل إلى الول إذ ظاهر أن‬
‫المسلمين متفقخخون علخى أن ليخخس المخخراد مخن اليخة إيجخاب السخعي مطلقخا‪،‬‬
‫بحيث يتحقق بالمرة‪ ،‬بل أطبقوا على أن المراد بها التكخخرار‪ ،‬ول سخخبيل إلخخى‬
‫الثالث لكونه خلف الظاهر من اللفظ إل لدللة للفظ عليخخه‪ ،‬ول قرينخخة تخخدل‬
‫عليه‪ ،‬فالعدول عن الظاهر إليه يحتاج إلى دليل واضخخح‪ ،‬فثبخخت الثخخاني وهخخو‬
‫المطلوب‪ .‬وأيضا الخطاب عام بالنسبة إلى جميخخع المخخؤمنين‪ ،‬سخخواء تحقخخق‬
‫الشرط المدعى بالنسخخبة إليخخه أم ل‪ ،‬فعلخخى تقخخدير تجخخويز أن لخخم يكخخن المخخراد‬
‫بالية التكرار يلزم إيجاب السعي على من لخخم يتحقخخق الشخخرط بالنسخخبة إليخخه‬
‫ولخخو مخخرة‪ ،‬ويلخخزم منخخه الخخدوام والتكخخرار لعخخدم القخخائل بالفصخخل‪ .‬الثخخاني‪ :‬أن‬
‫الخطاب إنما يتوجه إلى الموجودين عند المحققين ول يشمل من سيوجد إل‬
‫بخخدليل خخخارج‪ ،‬وليخخس إل الجمخخاع وهخخو ل يجخخري فخخي موضخخع الخلف‪.‬‬
‫والجواب أن التحقيق أن الخطاب يتوجة إلى المعدومين بتبعيخخة الموجخخودين‬
‫إذا كان في اللفخخظ مخخا يخخدل علخخى العمخخوم كهخخذه اليخخة‪ ،‬وقخخد حقخخق فخخي محلخخه‬
‫والجماع على عدم اختصاص الحكام بزمخخانه لخخم يتحقخخق علخخى كخخل مسخخألة‬
‫مسألة حتى يقال ل يجري في موضع الخلف‪ ،‬بل على هخخذا المفهخخوم الكلخخي‬
‫مجمل‪ ،‬وإل فل يمكن الستدلل باليات ول بالخبار على شئ مخن المسخائل‬
‫الخلفية إذا ورد بلفظ الخطاب‪ ،‬و هخخذا سفسخخطة‪ .‬مخخع أن الخبخخار المتخخواترة‬
‫تدل على عدم اختصاص أحكام القرآن والسنة بزمان دون زمخخان وأن حلل‬
‫محمد صلى ال عليه وآله حلل إلى يوم القيامخخة‪ ،‬وحرامخخه حخخرام إلخخى يخخوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫]‪[149‬‬

‫الثالث‪ :‬أن المر معلق على الذان فمن أين ثبت الوجوب مطلقا‪ .‬والجواب أنخخه يلخخزم‬
‫بصريح الية اليجاب مع تحقق الذان‪ ،‬ويلزم منه اليجخاب مطلقخا‪ ،‬مخع أنخا‬
‫قد قدمنا أن الظاهر أن المراد دخول وقخخت النخخداء‪ .‬واعخخترض عليخخه بوجخخوه‬
‫سخيفة اخرى وبعضها يتضمن العتراض على ال تعالى إذ لم يرتب متتبع‬
‫في أن الية إنما نزلت لوجوب صلة الجمعة والحث عليها‪ ،‬فقصخخورها عخخن‬
‫إفادة المرام يؤل إلخخى العخختراض علخخى الملخخك العلم‪ ،‬ويظهخخر الجخخواب عخخن‬
‫بعضها مما قررنا سابقا في تفسخخير اليخخات‪ .‬ثخخم إن أمثخخال تلخخك العتراضخخات‬
‫إنما يحسن ممن لم يستدل في عمره بآية ول خبر علخخى حكخخم مخخن الحكخخام‪،‬‬
‫وأما من كان دأبه الستدلل بالظواهر والبهامات على الحكخخام الغريبخخة‪ ،‬ل‬
‫يليخق بخه تلخك المناقشخات‪ ،‬وهخل يوجخد آيخة أو خخبر ل يمكخن المناقشخة فخي‬
‫الستدلل بها بأمثال ذلخخك‪ .‬ومخخن العجخخب أنهخخم يقولخخون‪ :‬ورد فخخي الخخخبر أن‬
‫الذكر رسول ال صلى ال عليه وآله فيمكن أن يكون المراد به هنخخا السخخعي‬
‫إليه صلى ال عليه وآله‪ :‬ول يعرفون أن الخبار الواردة فخخي تأويخخل اليخخات‬
‫وبطونها‪ ،‬ل ينافي الستدلل بظاهرهخخا‪ ،‬فقخخد ورد فخخي كخخثير مخخن الخبخخار أن‬
‫الصلة رجخخل والزكخاة رجخخل‪ ،‬وأن العخدل رسخخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫والحسان أمير المؤمنين عليه السلم والفحشاء والمنكخخر والبغخخي الثلثخخة‪،‬‬
‫وأمثال ذلك أكخخثر مخخن أن تحصخخى‪ ،‬وشخخئ منهخخا ل ينخخافي العمخخل بظواهرهخخا‪،‬‬
‫والستدلل بها‪ ،‬وقد حققنا معانيها وأشخبعنا الكلم فيهخا فخي تضخاعيف هخذا‬
‫الكتاب‪ ،‬وال الموفق للصواب‪ .‬الثاني‪ :‬تدل الية علخخى شخخرعية الذان لتلخخك‬
‫الصلة‪ ،‬وقد مر الكلم فيه والمشهور أن الذان إنمخخا يخخؤتى بخخه بعخخد صخخعود‬
‫المام المنبر‪ ،‬قال في مجمخخع البيخخان )‪ (1‬فخخي قخخوله تعخخالى )وإذا نخخودي( أي‬
‫اذن لصلة الجمعة‪ ،‬وذلك إذا جلس المام علخى المنخبر يخوم الجمعخة‪ ،‬وذلخك‬
‫لنه لم يكن على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله نداء سواه‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪.288‬‬

‫]‪[150‬‬

‫قال السائب بن يزيد‪ :‬كان لرسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مؤذنخخان أحخخدهما بلل‪،‬‬
‫فكان إذا جلس على المنبر أذن على باب المسجد‪ ،‬فإذا أذن أقام للصلة‪ ،‬ثخخم‬
‫كخخان أبخخو بكخخر وعمخخر كخخذلك حخختى إذا كخخان عثمخخان وكخخثر النخخاس وتباعخخدت‬
‫المنازل‪ ،‬زاد أذانا فأمر بالتأذين الول على سخطح دار لخه بالسخوق يقخال لخه‬
‫الزوراء‪ ،‬وكان يؤذن عليها‪ ،‬فإذا جلس عثمان على المنبر أذن مؤذنة‪ ،‬فإذا‬
‫نزل أقام للصخلة‪ ،‬انتهخخى‪ ،‬ولخذا حكخم أكخثر الصخخحاب بحرمخخة الذان الثخاني‬
‫وبعضهم بالكراهة‪ .‬واختلفوا في أن الحرام أو المكروه هل الثخخاني زمانخخا أو‬
‫وضعا‪ ،‬ويدل على استحباب كون الذان بعد صعود المخخام المنخخبر‪ ،‬مخخا رواه‬
‫الشيخ )‪ (1‬عن عبد ال بن ميمون عن جعفر‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى الخ عليخخه وآلخخه إذا خخخرج إلخخى الجمعخخة قعخخد علخخى المنخخبر حخختى يفخخرغ‬
‫المؤذنون‪ ،‬لكن تعارضه حسنة إبراهيم بن هاشم )‪ (2‬عن محمخخد بخخن مسخخلم‬
‫قال‪ :‬سألته عن الجمعة فقال أذان وإقامخخة يخخخرج المخخام بعخخد الذان فيصخخعد‬
‫المنبر الخبر‪ .‬وهذا يدل على استحبابه قبل صعود المام كما ذهب إليخخه أبخخو‬
‫الصلح‪ ،‬حيث قال‪ :‬إذا زالت الشمس أمر مؤذنيه بخخالذان فخخإذا فرغخخوا منخخه‬
‫صعد المنبر فخطب‪ ،‬والول مؤيد بالشهرة‪ ،‬ويمكن حمل الثاني على التقية‪،‬‬
‫والتخيير ل يخلو من قوة‪ .‬الثالث‪ :‬ربما يتوهم رجحان العدو والسراع إلخخى‬
‫الجمعة‪ ،‬لقوله تعالى‪) :‬فاسعوا( وقد عرفت أنه غير محمخخول علخخى ظخخاهره‪،‬‬
‫وقد وردت الخبار باستحباب السكينة والوقار إل مع ضيق الخخوقت وخخخوف‬
‫فوت الصخلة‪ ،‬فل يبعخخد وجخخوب السخخراع حينئذ‪ .‬الرابخخع‪ :‬بنخخاء علخى تفسخخير‬
‫الذكر بالخطبة فقط أو مع الصلة‪ ،‬يدل على شرعية الخطبة بخخل وجوبهخخا إذ‬
‫الظخخاهر أن وجخخوب السخخعي إليهخخا يسخختلزم وجوبهخخا‪ ،‬ول خلف فخخي وجخخوب‬
‫الخطبتين في الجمعة ول تقديمهما على الصلة في الجمعة إل من الصدوق‬
‫‪ -‬ره ‪-‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 3‬ص ‪ 244‬ط نجف‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 424‬في حديث‪.‬‬
‫]‪[151‬‬

‫حيث يقول بتأخير الخطبتين في الجمعة والعديدين وهو ضعيف‪ ،‬وفيها دللة ما على‬
‫التقديم إن فسر بالخطبة فقط إذ مع تقديم الصلة المر بالسعي إلى الخطبخخة‬
‫فقط بعيد‪ ،‬بخلف ما إذا كانتخخا متقخخدمتين‪ ،‬فخخان حضخخورهما يسخختلزم حضخخور‬
‫الصلة وهما من مقدماتها‪ .‬الخامس‪ :‬استدل بها على وجوب إيقاع الخطبخخة‬
‫بعد الزوال‪ ،‬واختلف الصحاب فيه‪ ،‬فذهب الكثر منهم المرتضى وابن أبخخي‬
‫عقيل وأبخخو الصخخلح إلخخى أن وقتهخخا بعخخد الخخزوال‪ ،‬وقخخال الشخخيخ فخخي الخلف‬
‫والنهاية والمبسوط أنه ينبغي للمام إذا قرب مخخن الخخزوال أن يصخخعد المنخخبر‬
‫ويأخذ في الخطبة بمقدار ما إذا خطب الخطبتين زالت الشخخمس‪ ،‬فخخإذا زالخخت‬
‫نزل فصلى بالناس‪ ،‬واختاره ابن البراج والمحقق و الشهيدان‪ ،‬وظاهر ابخخن‬
‫حمزة وجوب التقديم وجواز التقديم ل يخلو من قوة‪ ،‬ويخخدل عليخخه صخخحيحة‬
‫ابن سنان )‪ (1‬وغيرها‪ .‬واحتج المانعون بهذه الية حيث أوجب السعي بعخخد‬
‫النداء الذي هو الذان فل يجب قبله‪ ،‬واجيب بأنه موقوف علخخى عخخدم جخخواز‬
‫الذان يوم الجمعة قبل الزوال وهو ممنوع‪ .‬السادس‪ :‬تدل الية على تحريم‬
‫البيع بعد النداء ونقخخل الجمخخاع عليخخه العلمخخة وغيخخره‪ ،‬والسخختدلل بقخخوله‪:‬‬
‫)وذروا البيع( فانه فخخي قخخوة اتركخخوا الخخبيع بعخخد النخخداء وربمخخا يسخختدل عليخخه‬
‫بقوله تعالى‪)) :‬فاسعوا( بنخخاء علخخى أن الفوريخخة تسخختفاد مخخن ترتخخب الجخخزاء‬
‫على الشرط‪ ،‬والمخخر بالشخخئ يسخختلزم النهخخي عخخن ضخخده‪ ،‬وهخخذا علخخى تقخخدير‬
‫تمامه إنما يدل على التحريم مع المنافاة والمشهور التحريم مطلقا‪ .‬ثم اعلخخم‬
‫أن المخخذكور فخخي عبخخارة أكخخثر الصخخحاب تحريخخم الخخبيع بعخخد الذان حخختى أن‬
‫العلمة في المنتهى والنهاية نقل إجماع الصحاب علخخى عخخدم تحريخخم الخخبيع‬
‫قبل النداء ولو كان بعد الزوال‪ ،‬وفي الرشاد أناط التحريم بخخالزوال‪ ،‬وتبعخخه‬
‫الشهيد الثاني‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 3‬ص ‪ 12‬ط نجف ج ‪ 1‬ص ‪ 248‬ط حجر‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫في شرحه‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬إل أن يفسر النداء بدخول وقته فتدل الية عليخخه‪ .‬واختلخخف‬
‫الصحاب فخخي تحريخخم غيخخر الخخبيع مخخن العقخخود واليقاعخخات والمشخخهور عخخدم‬
‫التحريم‪ ،‬وذهب بعضخهم إلخى التحريخخم للمشخاركة فخخي العلخخة المخومى إليهخا‪،‬‬
‫بقوله )ذلكم خير لكم( وبأن المر بالشئ يستلزم النهي عن ضخخده‪ ،‬والخيخخر‬
‫إنما يتم مع المنافاة‪ ،‬والدعوى أعم من ذلك‪ ،‬والحوط الترك مطلقخخا لسخخيما‬
‫مع المنافاة‪ ،‬و هل الشراء مثخخل الخخبيع فخخي التحريخخم ؟ ظخاهر الصخخحاب ذلخك‬
‫وحملخخوا الخخبيع الواقخخع فيهخخا علخخى مخخا يعخخم الشخخراء وللمناقشخخة فيخخه مجخخال‪.‬‬
‫واختلفوا أيضا فيمخخا لخخو كخخان أحخخد المتعاقخخدين ممخخن ل يجخخب عليخخه السخخعي‪،‬‬
‫فخذهب جماعخة مخخن المتخخأخرين إلخى التحريخم‪ ،‬والمحقخق إلخى عخدمه‪ ،‬وفاقخا‬
‫للشيخ‪ ،‬فانه كرهه والحوط الترك‪ ،‬لسخخيما إذا اشخختمل علخخى معاونخخة الخخخر‬
‫على الفعل‪ .‬ثم اختلفوا في أنه مع التحريم هل يبطخخل العقخخد فالمشخخهور عخخدم‬
‫البطلن‪ ،‬لن النهي فخخي المعخخاملت ل يسخختلزم الفسخخاد عنخخدهم‪ ،‬وذهخخب ابخخن‬
‫الجنيد والشيخ في المبسوط والخلف إلى عدم النعقخخاد ولعخخل الول أقخخوى‪.‬‬
‫السابع‪ :‬في الية الخيرة دللة على وجوب الحضخخور فخخي وقخخت الخطبخخة إن‬
‫فسر قوله‪) :‬وتركوك قائما( على القيخام فخي وقخخت الخطبخة‪ ،‬ولعلخه ل خلف‬
‫فيه‪ ،‬إنما اختلفوا في وجوب النصات‪ ،‬فخخذهب الكخخثر إلخخى الوجخخوب وذهخخب‬
‫الشيخ في المبسوط والمحقق في المعتخخبر إلخخى أنخخه مسخختحب‪ ،‬وعلخخى تقخخدير‬
‫الوجوب هل يجب أن يقرب البعيد بقدر المكان ؟ المشهور بينهخخم ذلخخك‪ ،‬ول‬
‫يبعد كون حكمه حكم القراءة‪ ،‬فل يجب قرب البعيد واستماعه‪ .‬وكذا اختلفوا‬
‫في تحريم الكلم فذهب الكثر إلى التحريم فمنهم من عمم التحريخخم بالنسخخبة‬
‫إلى المستمعين والخطيب‪ ،‬ومنهم من خصه بالمستمعين‪ ،‬ونقل عخخن الشخخيخ‬
‫الجليل أحمد بن محمد بن أبخخي نصخخر الخخبزنطي أنخخه قخخال فخخي جخخامعه إذا قخخام‬
‫المام يخطب فقد وجب على النخخاس الصخخمت‪ ،‬وذهخخب الشخخيخ فخخي المبسخخوط‬
‫وموضع من الخلف والمحقق‬

‫]‪[153‬‬

‫إلخخى الكراهيخخة‪ ،‬ولعلخخه أقخخرب‪ ،‬ومخخن القخخائلين بخخالتحريم مخخن صخخرح بانتفخخاء التحريخخم‬
‫بالنسبة إلى البعيد الذي ل يسمع ولصم لعدم الفائدة‪ ،‬ومخخن المتخخأخرين مخخن‬
‫صرح بعموم التحريم‪ ،‬ولم يصرح الكثر ببطلن الصلة أو الخطبة بالكلم‪،‬‬
‫والقخخرب العخخدم‪ ،‬قخخال العلمخخة فخخي النهايخخة‪ :‬ول تبطخخل جمعخخة المتكلخخم وإن‬
‫حرمنخخاه إجماعخخا‪ ،‬والخلف فخخي الثخخم وعخخدمه‪ ،‬والظخخاهر تحريخخم الكلم أو‬
‫كراهته بين الخطبتين‪ ،‬ول يحرم بعد الفراغ منهما‪ ،‬ول قبل الشروع فيهمخخا‬
‫اتفاقا‪ - 1 .‬الخصال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسخخن‬
‫الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عبخخد الرحمخخن بخخن أبخخي نجخخران‬
‫والحسين بن سعيد‪ ،‬عن حمخخاد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن حريخخز بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن‬
‫زرارة بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إنمخخا فخخرض الخ عزوجخخل‬
‫من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلثين صلة‪ ،‬فيها صلة واحدة فرضها الخ‬
‫في جماعة‪ ،‬وهخخي الجمعخخة‪ ،‬ووضخخعها عخخن تسخخعة‪ :‬عخخن الصخخغير‪ ،‬والكخخبير‪،‬‬
‫والمجنون‪ ،‬والمسافر‪ ،‬والعبد‪ ،‬والمرءة‪ ،‬والمريخخض‪ ،‬والعمخخى‪ ،‬ومخخن كخخان‬
‫على رأس فرسخين‪ ،‬والقخخراءة فيهخخا جهخار‪ ،‬والغسخخل فيهخخا واجخخب‪ ،‬و علخى‬
‫المام فيها قنوتان‪ :‬قنوت في الركعة الولى قبل الركخوع‪ ،‬وفخي الثانيخة بعخد‬
‫الركوع )‪ .(1‬مجالس الصدوق‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن حماد إلى قوله على رأس فرسخين )‪ .(2‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الحسين بن عبيخخدال الغضخخائري‪ ،‬عخخن الصخخدوق‪ ،‬عخخن أبيخخه مثلخخه )‪.(3‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيخخم مثلخخه‬
‫إلى قوله وهي الجمعة )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .46‬أمالى الصدوق‪ (3) .234 :‬امالي الطوسى ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .47‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.108‬‬

‫]‪[154‬‬

‫* )تبيين( * اعلم أن هذا الخبر في أعل مراتب الصحة‪ ،‬ورواه الصدوق أيضا بسند‬
‫صحيح )‪ (1‬عن زرارة‪ ،‬وفيه )إنمخا فخرض الخ عزوجخل علخى النخاس( إلخى‬
‫قوله‪) :‬منها صلة( وفخخي بعخخض النسخخخ )فيهخخا( ورواه فخخي الكخخافي )‪ (2‬فخخي‬
‫الحسخخن كالصخخحيح وفيخخه‪) :‬و فخخرض الخ علخخى النخخاس( وفيخخه أيضخخا )منهخخا‬
‫صلة( ويستفاد منه أحكام‪ :‬الول‪ :‬وجوب صلة الجمعة )‪ (3‬عينا في جميع‬
‫الزمان مع تأكيدات كثيرة‪:‬‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .266‬الكخخافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .418‬وجخخوب صخخلة الجمعخخة‬
‫لريب فيه‪ ،‬وانما الكلم فخخي وجخخود شخخرائطها‪ ،‬فعلخخى هخخذا ورود الحخخاديث‬
‫الكثيرة بوجوبها شئ‪ ،‬واشتراطها بوجود المخخام مبسخخوط اليخخد شخخئ آخخخر‪،‬‬
‫فحيث لم يوجد شرطها تركها الشيعة منذ عهد الغيبة كما عرفت مخن عهخد‬
‫الصدوق رضوان ال عليه‪ .‬وهكخخذا ورود أحخخاديث كخخثيرة بوجخخوب الجهخخاد‬
‫شئ‪ ،‬واشتراطه بحضور المام واذنه شئ آخر كما اجمع بذلك الصخخحاب‪،‬‬
‫ولم يجاهد أحد ممن قال بالنيابة وأقام الجمعخخة ! ! وهكخخذا ورود الحخخاديث‬
‫بوجوب الخمخخس مخخن أربخخاح المكاسخخب شخخئ‪ ،‬واشخختراط اخراجخخه بحضخخور‬
‫المام صاحب الحق ومطالبته شئ آخر‪ ،‬ولذلك أفتى فقهاؤنا رضخخوان ال خ‬
‫عليهم من زمن الغيبة باباحتها ال في هذه السنوات الخيرة لشبهة دخلخت‬
‫عليهم وهى تعارض الخبخار بالباحخة وعخخدمها مخع أنخه ل تعخخارض فيهخا‪.‬‬
‫وذلك لن الخمس انما جعل حقا لذوى سهامه فقال عزوجل‪) :‬واعلموا أن‬
‫ما غنمتم من شئ فان لخ خمسخخه وللرسخخول ولخخذي القربخخى( اليخخة بخلف‬
‫الزكخخاة حيخخث جعخخل حكمخخا شخخرعيا وأوجخخب علخخى المخخؤمنين أداءهخخا فقخخال‪:‬‬
‫)أقيموا الصلة وآتوا الزكاة(‪.‬‬

‫]‪[155‬‬

‫التيان بلفظ الفرض الذي هو أصرح العبارات في الوجوب وآكدها‪ ،‬ثم قخخوله‪) :‬علخخى‬
‫الناس( كما في سائر الكتب لئل يتوهم منه التخصيص بصنف وجماعة‪ ،‬ثخخم‬
‫ضمها مع الصلوات التي كلها واجبة عينا‪ .‬ثم قخخوله‪) :‬وضخخعها عخخن تسخخعة(‬
‫فانه في قوة الستثناء‪ ،‬فيفيد تأكيد شمول الحكم لغيخخر تلخخك الفخخراد‪ ،‬ويرفخخع‬
‫احتمال حمل الفرض على الوجوب التخييخري‪ ،‬فخان فيهخم مخن يجخب عليهخم‬
‫تخييخخرا بالتفخخاق‪ ،‬ولفخخظ المخخام الواقخخع فيهخخا وفخخي سخخائر أخبخخار الجمعخخة‬
‫والجماعخخة لريخخب فخخي أن الظخخاهر فيهخخا إمخخام الجماعخخة‪ ،‬بقرينخخة الجماعخخة‬
‫المذكورة سابقا‪ .‬فان قيل‪ :‬لعل المراد بقوله خمسا وثلثين صخخلة الصخخلوات‬
‫التي منها الصلة الواقعة في ظهر يوم الجمعخخة أعخخم مخخن الجمعخخة والظهخخر‪،‬‬
‫وقوله )منها صلة( اريد بها فرد من واحدة من الخمس والثلثين فهخخو فخخي‬
‫غاية البعد‪.‬‬

‫فإذا كان الخمس حقا كان كالدين فإذا أباح صاحب الحخخق والخخدين واحلخخه لهخخم‪ ،‬صخخار‬
‫ساقطا‪ ،‬وليكخون بيخن الباحخة ووجخوب الحخق تعخارض لن الباحخة فخرع‬
‫وجوب الحق كما أنه ل تعارض بين اباحة بعض وطلب بعض آخر‪ ،‬ولذلك‬
‫أباح الباقر والصادق ومن قبلهما عليهم السلم عن حقهم وطلب حقه أبخخو‬
‫الحسن الكخاظم والرضخا ومخن بعخدهما مخن الئمخة الطخاهرين كمخا ورد بخه‬
‫الروايات‪ .‬فعلى هذا‪ ،‬المحكم ما ورد عن صاحب الحق اليوم وهو المهخخدى‬
‫امام عصرنا صلوات ال عليه‪ ،‬وهو عليه السلم وان طلب حقه في زمخخن‬
‫الغيبة الصغرى ووكل لذلك وكلء يقبضون حقه من الشيعة‪ ،‬لكنه صلوات‬
‫ال عليه لم يوكل أحدا عند غيبته الكبرى حيخخث قخخال فخخي تخخوقيعه المبخخارك‬
‫إلى السمرى )‪ ...‬ول توص إلى أحد فيقخوم مقامخك بعخد وفاتخك فقخد وقعخت‬
‫الغيبة التامة فل ظهور البعد اذن ال( وصرح بالباحة في تخخوقيعه الخخخر‬
‫)‪ ...‬وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى أن يظهر امرنا‬
‫لتطيب ولدتهم ول تخبث(‪ ،‬وتمام البحث موكول إلى محله‪.‬‬

‫]‪[156‬‬

‫فان قيل‪ :‬الحضر المستفاد من )إنما( على مخا فخي بعخض النسخخ‪ ،‬يؤيخد الحمخل علخى‬
‫العخخم‪ ،‬وإل انتقخخض الحصخخر بصخخلة ظهخخر يخخوم الجمعخخة‪ ،‬لمخخن سخخقط عنخخه‬
‫الجمعة‪ .‬قلنا‪ :‬ل تأييد فيه‪ ،‬لن قوله عليه السلم‪) :‬ووضعها عن تسعة( في‬
‫قوة الستثناء فكأنه قال‪ :‬لم يفخخرض الخ علخخى جميخخع النخخاس مخخن الصخخلوات‬
‫اليومية إل الخمس والثلثين التي أحدهما الجمعة‪ ،‬إل هؤلء التسخخعة‪ ،‬فخخانه‬
‫ل يجب عليهم خصوص هذه الخمس والثلثين‪ .‬وإنما لم يتعرض صريحا لم‬
‫يجب على هؤلء التسخخعة لن بعضخخه ل يجخخب عليهخخم شخخئ أصخخل‪ ،‬والبعخخض‬
‫الذي يجخخب عليهخخم الظهخخر حكخخم اضخخطرارى تجخخب عليهخخم بخخدل مخخن الجمعخخة‬
‫لبعض الموانع الخلقية أو الخارجية‪ ،‬وإنما الصل في يوم الجمعة الجمعخخة‪،‬‬
‫فلذا عدها من الخمس والثلثين‪ ،‬ولم يتعخخرض للبخخدل صخخريحا‪ ،‬وهخخذا ظخخاهر‬
‫من الخبر بعد التأمل فظهر أن الحصر مؤيد ومؤكد لما ذكرنا‪ ،‬ل لما ذكرتم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬يدل على كون الجماعة فرضا فيها‪ ،‬ول خلف فيه‪ ،‬وفي اشخختراطها‬
‫بها‪ .‬ويتحقق الجماعة بنية المأمومين القتداء بالمام‪ ،‬ويعتبر في انعقخخداها‬
‫نية العدد المعتبر‪ ،‬وفي وجوب نية المام نظر‪ ،‬ولو بان كخخون المخخام محخخدثا‬
‫قال في الخخذكري‪ :‬فخخان كخان العخدد ل يتخخم بخخدونه فخالقرب أنخخه لجمعخخة لهخخم‪،‬‬
‫لنتفاء الشرط‪ ،‬وإن كان العدد حاصل نم غيره صحت صخخلتهم عنخخدنا‪ ،‬لمخخا‬
‫سيأتي في بخخاب الجماعخخة‪ .‬وربمخخا افخخترق الحكخخم هنخخا وهنخخاك‪ ،‬لن الجماعخخة‬
‫شرط في الجمعة ولم يحصل في نفس المخخر‪ ،‬بخلف بخخاقي الصخخلوات‪ ،‬فخخان‬
‫القدوة إذا قاتت فيها يكون قد صلى منفردا وصخخلة المنفخخرد هنخخاك صخخحيحة‬
‫بخلف الجمعة‪ ،‬وذهب بعخخض المتخخأخرين إلخخى الصخخحة مطلقخخا وإن لخخم يكخخن‬
‫العدد حاصل من غيره‪ ،‬ول يخلو من قوة‪ ،‬والحوط العادة مطلقا‪ .‬الثخخالث‪:‬‬
‫يدل على عدم الوجوب على الصغير والمجنون ول خلف فيه إذا كان حالخخة‬
‫الصلة مجنونا‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫الرابع‪ :‬يدل على السقوط عن الشيخ الكبير‪ ،‬وهو مذهب علمائنا‪ ،‬وقيده في القواعخخد‬
‫بالبالغ حد العجخخز أو المشخخقة الشخخديدة‪ ،‬والنصخخوص مطلقخخة والحخخوط عخخدم‬
‫الترك مع المكان‪ .‬الخامس‪ :‬يخخدل علخخى عخخدم وجخخوبه علخخى المسخخافر‪ ،‬ونقخخل‬
‫اتفاق الصحاب عليه الفاضلن والشهيد‪ ،‬والمشهور أن المراد به المسخخافر‬
‫الشرعي فتجب على ناوي القامة عشرا والمقيم في بلد ثلثين يومخخا‪ ،‬وفخخي‬
‫المنتهى نقل الجماع عليه‪ ،‬وكذا كثير السفر و العاصي كمخخا صخخرح بخخه فخخي‬
‫الذكرى وغيره‪ ،‬وقال في المنتهى‪ :‬لم أقف علخى قخول لعلمائنخخا فخي اشخختراط‬
‫الطاعة في السفر لسقوط الجمعة‪ ،‬وقرب الشتراط‪ ،‬والمسخخألة ل تخلخخو مخخن‬
‫إشكال‪ ،‬وإن كان ما قر به قريبا‪ .‬ومن حصل فخخي مواضخخع التخييخخر فالظخخاهر‬
‫عدم الوجوب عليه‪ ،‬لصدق السفر‪ ،‬و جزم في التذكرة بالوجوب‪ ،‬وذهب في‬
‫الدروس إلى التخيير‪ .‬السادس‪ :‬يدل على عدم الوجوب علخخى المخخرءة‪ ،‬وقخخل‬
‫الفاضخخلن وغيرهمخخا اتفخخاق الصخخحاب عليخخه وفخخي الخنخخثى المشخخكل قخخولن‬
‫وظاهر هذا الخبر الوجوب عليها كظخاهر أكخثر الخبخار‪ .‬السخابع‪ :‬يخدل علخى‬
‫عدم وجوبها على العبد ونقل الفاضخخلن وغيرهمخخا اتفخخاق الصخخحاب عليخخه‪،‬‬
‫ولفرق في ذلخخك بيخخن القخخن والمخخدبر والمكخخاتب الخخذي لخخم يخخؤد شخخيئا لصخخدق‬
‫المملوك علخخى الكخخل‪ ،‬وهخخل يجخخب إذا أمخخره المخخولى ؟ فيخخه إشخخكال‪ ،‬واختلخخف‬
‫الصخخحاب فخخي المبعخخض إذا هايخخاه المخخولى‪ ،‬فخخاتفقت الجمعخخة فخخي يخخومه‪،‬‬
‫فالمشهور سقوطها عنه‪ ،‬وفي المبسوط تجب عليه ول يخلو من قوة‪ ،‬لعدم‬
‫صدق العبد و المملوك عليه‪ .‬الثامن‪ :‬يدل على عدم وجوبها علخخى المريخخض‬
‫والعمخخخى‪ ،‬ونقخخخل الفاضخخخلن وغيرهمخخخا اتفخخخاق الصخخخحاب عليهخخخا‪ ،‬وكلم‬
‫الصحاب يقتضي عدم الفرق فيهمخخا بيخخن مخخا يشخخق معخخه الحضخخور وغيخخره‪،‬‬
‫وبهذا التعميم صرح في التذكرة‪ ،‬واعتبر في المسالك‬

‫]‪[158‬‬

‫تعذر الحضور أو المشقة التي ل يتحمل مثلهخخا عخخادة‪ ،‬أو خخخوف زيخخادة المخخرض‪ ،‬ول‬
‫يظهر ذلك من النصوص‪ .‬ثم اعلم أن الشيخ عد في جملة من كتبه والعلمة‬
‫فخخي بعخخض كتبخخه العخخرج أيضخخا مخخن العخخذار المسخخقطة‪ ،‬حخختى أنخخه قخخال فخخي‬
‫المنتهى‪ :‬وهو مذهب علمائنا أجمع‪ ،‬لنه معخخذور بخخالعرج لحصخخول المشخخقة‬
‫فخخي حقخخه‪ ،‬ولنخخه مريخخض فسخخقطت عنخخه‪ ،‬ول يخفخخى مخخا فيهمخخا‪ ،‬وقيخخده فخخي‬
‫التخخذكرة بالقعخخاد‪ ،‬ونقخخل إجمخخاع الصخخحاب عليخخه‪ ،‬ولخخم يخخذكره المفيخخد ول‬
‫المرتضى‪ ،‬وقال المتأخرون النصوص خالية عنه‪ ،‬وقال المرتضخخى‪ :‬وروي‬
‫أن العخرج عخذر‪ ،‬وقخال المحقخق فخان كخان يريخخد بخخه المقعخد فهخخو أعخذر مخن‬
‫المريض والكبير لنه ممنوع من السعي فل يتناوله المر بالسخخعي‪ ،‬وإن لخخم‬
‫يرد ذلك فهو في حيز المنع‪ .‬أقول‪ :‬ويمكن أن يستدل لهم بعموم قوله تعخخالى‬
‫)ليس على العمى حرج ول على العرج حرج ول على المريض حخخرج( )‬
‫‪ (1‬كما استدل الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في‬

‫)‪ (1‬النور‪ ،61 :‬الفتح‪ ،17 :‬وعندي أن توارد الجملتين في مورد المؤاكلة والجهخخاد‬
‫ول نسبة بينهما‪ ،‬يفيد أن هذا الجملة استعملت في القرآن العزيز كالكبرى‬
‫قاعخخدة كليخخة‪ ،‬ل دخخخل لخصخخوص المخخورد والمقخخام فخخي رفخخع الحخخرج عخخن‬
‫الطوائف الثلث‪ ،‬فيكون نتيجة مفاد اليخختين أن العمخخى والعخخرج والمخخرض‬
‫عذر في المور التى تشق عليهم ويدخل عليهم الحخخرج وهخخو واضخخح‪ .‬ول‬
‫يذهب عليخخك أن العخخذار انمخخا يرتفخخع بهخخا وجخخوب السخخعي والحضخخور إلخخى‬
‫الجمعة و الجماعة والجهخخاد وتخخولى الذان‪ ،‬وأمخخا أصخخل الحكخخم فهخخى علخخى‬
‫حاله من المحبوبيخخة والنتخخداب لخخه‪ ،‬فيسخختحب لصخخاحب العخخذار أن يجيخخب‬
‫النداء ويحضر الجماعة ويتولى الذان‪ ،‬تحصيل على مخخراد الخ عزوجخخل‪،‬‬
‫ال النساء حيث يجب عليهن الستر وعدم التزاحم مع الرجخال‪ .‬فخخإذا حضخخر‬
‫وانتدب لهذه الحكام ولم يكن له عذر آخر يمنعه من ذلخخك‪ ،‬كمخخا إذا حضخخر‬
‫في المسجد قبل النداء أو بعده‪ ،‬أو لم يكن زحام يمنع المرءة عن الحضور‬
‫في المسجد‪،‬‬

‫]‪[159‬‬

‫العمى بذلك‪ ،‬لكن يرد عليه أن هذا نزل في موضعين من القرآن أحدهما في سخخورة‬
‫النخخور‪ ،‬والمشخخهور كمخخا هخخو ظخخاهر مخخا بعخخده‪ ،‬بخخل مخخا قبلخخه أنهخخا نزلخخت فخخي‬
‫المؤاكلة‪ ،‬والخر في سورة الفتح وظاهره النزول في الجهاد‪ ،‬فشخخموله لمخخا‬
‫نحن فيخخه بعيخخد‪ ،‬فالظخخاهر وجخخوب حضخخوره كمخخا هخخو المصخخرح فخخي التخخذكرة‬
‫والذكرى لعموم أدلة الوجوب‪ ،‬وعدم ما يصلح للتخصيص‪ ،‬نعم سخخيأتي مخخن‬
‫كتاب الدروس رواية مرسلة‪ ،‬وهي أيضا ل تصلح للتخصيص‪ .‬التاسع‪ :‬يدل‬
‫على عدم وجوبها على من كان على رأس فرسخين‪ ،‬واختلف الصحاب في‬
‫تحديد البعد المقتضي لعدم السعي إلى الجمعة‪ ،‬فالمشهور بينهم أن حخخده أن‬
‫يكون أزيد من فرسخين‪ ،‬وظاهر الصدوق في المقنع والمجالس أنه ل يجب‬
‫على من كان على رأس فرسخين أيضا‪ ،‬كما هخخو مخدلول هخخذا الخخخبر وذهخخب‬
‫إليه ابن حمزة أيضا‪ .‬وقال ابخن أبخي عقيخخل‪ :‬مخن كخان خارجخا مخن مصخخر أو‬
‫قرية إذا غدا من أهله بعدما يصلي الغداة فيدرك الجمعة مخخع المخخام‪ ،‬فاتيخخان‬
‫الجمعة عليه فرض‪ ،‬وإن لم يدركها إذا غدا إليهخخا بعخد مخخا يصخخلي الغخخداة فل‬
‫جمعة عليه‪ ،‬وقال ابن الجنيد‪ :‬وجوب السعي إليهخخا علخخى مخخن يسخخمع النخخداء‬
‫بها أو كان يصل إلى منزله إذا راح منها قبل خروج نهار يومه‪ ،‬وهو قريب‬
‫من قول ابن أبي عقيخل‪ ،‬وأكخثر الخبخار تخدل علخى الول‪ ،‬وهخذا الخخبر ومخا‬
‫سيأتي من خطبة أمير المؤمنين تدل على الثاني‪ ،‬ويمكن الجمع بينهما‬

‫فعليخخه أن يسخختمع الخطبخخة‪ ،‬ويصخخلى مخخع امخخامه‪ ،‬وال لكخان راغبخخا عخن وليخخة امخامه‬
‫معرضا عن مراده عاصيا له‪ ،‬ودخخخل عليخخه الخخذم بقخخوله تعخخالى‪) :‬وإذا رأوا‬
‫تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما(‪ .‬على أن نفخخى اللخختزام ورفخخع‬
‫الوجوب عليهم انما كان شفقة عليهم رفعا للضيق والحرج وبعدما انتدبوا‬
‫للنداء وحضروا بأنفسهم فل ضخخيق عليهخخم ولحخخرج فخخي اسخختماع الخطبخخة‬
‫والصلة مع المام حتى تسقط عنهم‪ ،‬وهذا واضح بحمدال‪.‬‬

‫]‪[160‬‬

‫بوجهين‪ :‬أحدهما أن يكون المراد بمن كان على رأس فرسخين أن يكون أزيخخد منهخخا‬
‫ويؤيده أن العلم بكون المسافة فرسخين إنما يكون غالبا عنخد العلخم بكونهخا‬
‫أزيد‪ .‬وثانيهمخخا حمخخل الوجخخوب فيمخخا دل علخخى الوجخخوب فخخي فرسخخخين علخخى‬
‫الستحباب المؤكخخد‪ ،‬ولعخخل الول أولخخى‪ ،‬وهخخذا الختلف يكخخون فخخي الخبخخار‬
‫الواردة في أشياء ل يمكن العلم بحدها حقيقخخة غالبخخا كمقخخدار الخخدرهم والكخخر‬
‫وأمثالهما‪ .‬ويدل على الثالث صحيحة زرارة )‪ (1‬وحملت علخخى الفرسخخخين‪،‬‬
‫فخخان الضخعفاء والمشخخاة ل يمكنهخخم السخخعي فخخي يخخوم واحخخد أكخخثر مخخن أربعخخة‬
‫فراسخ‪ ،‬فيكون كالتعليل للفرسخين‪ ،‬ويمكن حملها على الستحباب‪ .‬ثم اعلم‬
‫أن الصحاب عدوا من مسقطات الجمعخخة المطخخر‪ ،‬وقخخال فخخي التخخذكرة إنخخه ل‬
‫خلف فيه بين العلماء‪ ،‬ويدل عليه صحيحة )‪ (2‬عبد الرحمن بخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال‪ ،‬عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخال‪ :‬ل بخخأس بخخأن يخخترك الجمعخخة فخخي‬
‫المطخخر‪ ،‬وألحخخق العلمخخة ومخخن تخخأخر عنخخه بخخالمطر الوحخخل والحخخر والخخبرد‬
‫الشديدين إذا خاف الضخخرر معهمخخا‪ ،‬ول بخخأس بخخه تفصخخيا مخخن لخخزوم الحخخرج‬
‫المنفى‪ .‬وأما الثلج والبرد إذا لم يخف معهما الضرر‪ ،‬فيشكل إلحاقه بخخالمطر‬
‫لعدم صدقه عليهما لغة وعرفا‪ ،‬والقياس بالطريق الولى ‪ -‬مخخع عخخدم ثبخخوت‬
‫حجيته مطلقا وعسر إثبات الولوية هنا مشكل‪ ،‬والولى عدم الترك بغير ما‬
‫ورد فيخخه النخخص مخخن تلخخك العخخذار‪ ،‬إل مخخع خخخوف الضخخرر الشخخديد‪ ،‬لسخخيما‬
‫للمام‪ .‬وقال في المعتبر‪ :‬قال علم الهدى‪ :‬وروي أن من يخاف علخخى نفسخخه‬
‫ظلما أو ماله‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .321‬التهذيب‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ ،322‬وقد مر في باب المساجد‬
‫أنه قخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إذا ابتلخخت النعخال فالصخخلة فخخي‬
‫الرحال‪.‬‬

‫]‪[161‬‬

‫فهو معذور في الجمعة وكذا مخخن كخخان متشخخاغل بجهخخاز ميخخت أو تعليخخل والخخد أو مخخن‬
‫يجري مجراه من ذوي الحرمات الوكيدة يسخعه التخأخر‪ .‬العاشخر‪ :‬يخدل علخى‬
‫أن القخخراءة جهخخر ول خلف فخخي رجحخخان الجهخخر فيهخخا‪ ،‬وظخخاهر الكخخثر‬
‫الستحباب قال في المنتهى‪ :‬أجمع كل من يحفظ عنه العلم علخخى أنخخه يجهخخر‬
‫بالقراءة في صخخلة الجمعخخة‪ ،‬ولخخم أقخخف علخخى قخخول للصخخحاب فخخي الوجخخوب‬
‫وعدمه‪ ،‬والصل عدمه‪ .‬أقول‪ :‬الحوط عدم ترك الجهر‪ .‬الحادى عشر‪ :‬يخدل‬
‫علخخى وجخخوب الغسخخل فخخي يخخوم الجمعخخة‪ ،‬وحمخخل فخخي المشخخهور علخخى تأكخخد‬
‫الستحباب )‪ (1‬ثم إن الظاهر إرجاع ضمير )فيهخا( إلخى الصخلة فيخدل علخى‬
‫أن وجوبها لجل الصلة‪ ،‬فإذا لخخم تصخخلى الجمعخخة لخخم يجخخب )‪ (2‬وهخخذا وجخخه‬
‫جمع بين الخبار‪ ،‬لكن لخخم يقخخل بهخخذا التفصخخيل أحخخد‪ ،‬ويحتمخخل إرجخخاعه إلخخى‬
‫الجمعة بمعنخى اليخوم علخى السختخدام أو بتقخدير الصخلة فخي الول‪ .‬الثخاني‬
‫عشر‪ :‬يدل على أن قنوتها اثنان‪ :‬في الولى قبل الركوع‪ ،‬وفي الثانية بعخخده‬
‫وهو المشهور بين الصحاب‪ ،‬وظاهر ابن أبي عقيل وأبخخي الصخخلح أن فخخي‬
‫الجمعخخة قنخخوتين قبخخل الركخخوع‪ ،‬مخخع احتمخخال موافقتهمخخا للمشخخهور‪ ،‬وظخخاهر‬
‫الصدوق في الفقيه أن فيها قنوتا واحدا في الثانية قبل الركوع‪ ،‬وظاهر ابن‬
‫إدريس أيضا ذلخخك‪ .‬وقخخال المفيخخد‪ :‬إن فخخي الجمعخخة قنوتخخا واحخخدا فخخي الركعخخة‬
‫الولخخى قبخخل الركخخوع‪ ،‬وهخخو ظخخاهر ابخخن الجنيخخد‪ ،‬ومختخخار المختلخخف وبعخخض‬
‫المتأخرين‪ ،‬ويظهر من المرتضى التردد بين أن يكون لخخه قنخخوت واحخخد قبخخل‬
‫الركوع‪ ،‬أو قنوتان في الول قبل الركوع‪ ،‬وفي‬
‫)‪ (1‬وقد عرفت أنها سنة في غير فريضة‪ :‬فالخذ بها هدى وتركها إلى غير خطيئة‪،‬‬
‫ال إذا كان متمكنا من ذلك ولخخم يغتسخخل رغبخخة عنهخخا‪ ،‬فيكخخون عاصخخيا‪(2) .‬‬
‫الظاهر من موارد تعليله أن الغتسال لجل الجمعة والجتماع لها‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫الثانية بعده‪ ،‬والمشهور أقوى لهذه الصحيحة وصحيحة أبي بصخخير )‪ (1‬لكخخن وردت‬
‫أخبخخار كخخثيرة دالخخة علخخى مخخذهب المفيخخد‪ ،‬فيمكخخن الجمخخع بينهخخا بعخخدم تأكخخد‬
‫الستحباب في الثانيخخة أو بخخالوجوب فخخي الولخخى‪ ،‬والسخختحباب فخخي الثانيخخة‪.‬‬
‫ويظهخخر مخخن المعتخخبر جمخخع آخخخر حيخخث قخال‪ :‬والخخذي يظهخخر أن المخخام يقنخخت‬
‫قنوتين إذا صلى جمعة ركعتين‪ ،‬ومن عداه يقنت مرة جامعا كان أو منفردا‪.‬‬
‫والظاهر أن المراد بالمام إمام الصل أي القنوتان في الجمعخخة إنمخخا هخخو إذا‬
‫كان المام فيها إمام الصل‪ ،‬وإل فواحدة‪ ،‬ولكن الجامع جمعة يقنت الواحدة‬
‫في الولى‪ ،‬والجامع ظهخخرا والمنفخخرد فخخي الثانيخخة‪ ،‬وهخخذا الخخخبر ممخخا يؤيخخده‬
‫وعلى المشهور يمكن أن يكون التخصيص بالمام بكونه عليه آكد أو واجبا‬
‫أو لمعلومية كون المأموم تابعا له‪ - 2 .‬المعتبر‪ :‬قال الصادق عليه السخخلم‪:‬‬
‫إن ال فرض في كل اسبوع خمسا وثلثين صلة‪ ،‬منها صخخلة واجبخخة علخخى‬
‫كل مسلم أن يشهدها إل خمسة‪ :‬المريض‪ ،‬والمملوك والمسخخفار‪ ،‬والمخخرءة‪،‬‬
‫والصبي )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا الخبر رواه الكليني )‪ (3‬والشيخ بسند صخخحيح )‪(4‬‬
‫عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عنه عليه السلم وفيهما في كل سبعة أيام‪،‬‬
‫والتصريح بالتعميم فيه أكثر من الخبر السابق‪ ،‬لقوله‪) :‬في كل سبعة أيخخام(‬
‫وقوله‪) :‬على كل مسخخلم( والسخختثناء المخخوجب لزيخخادة التأكيخخد فخخي العمخخوم‪،‬‬
‫فيشمل الحكم زمخخان الغيبخخة‪ .‬ثخخم الظخخاهر أن قخخوله )علخخى كخخل مسخخلم( متعلخخق‬
‫بقوله )واجبة( وقوله‪) :‬أن يشهدها(‬

‫)‪ (* 1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .250‬المعتبر‪ (3) .200 :‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪(4) .418‬‬
‫التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.250‬‬

‫]‪[163‬‬

‫إما فاعل لقوله‪) :‬واجبة( أو بدل اشتمال من الضخخمير‪ ،‬ويحتمخخل علخخى بعخخد أن يكخخون‬
‫)على كل مسلم أن يشهدها( جملة مسخختأنفة مؤكخخدة للولخخى‪ ،‬وهخخذه العبخخارة‬
‫أيضا دالة على الوجوب‪ ،‬عرفا‪ ،‬لسيما مع قرينة الكلمات السابقة‪ ،‬والصل‬
‫في الوجوب العيني وإطلق الواجب على أحخخد فخخردي التخييخخري مجخخاز كمخخا‬
‫حقق في محله‪ ،‬إذ الواجب ما ل يجوز تركه‪ ،‬فالواجب هو المفهخخوم المخخردد‬
‫بينهما‪ ،‬مع أن استثناء الخمسة يأبى عن الحمل عليه كمخخا عرفخخت‪ .‬وقخخوله‪:‬‬
‫)أن يشهدها( لبيان اشتراط الجماعة فيها والظاهر أن المخخام والعخخدد الخخذين‬
‫ينعقد بهم الجمعة داخلون في قوله‪) :‬كل مسلم( والشهود ل يسخختلزم انعقخخاد‬
‫جمعة قبله‪ ،‬بخخل الشخخهور أعخخم مخخن أن يكخخون لنعقادهخخا أو إيقاعهخخا مخخع مخخن‬
‫عقدها‪ ،‬فحاصل الكلم أن من جملة ذلك العخخدد صخخلة يجخخب علخى كخخل مسخخلم‬
‫إيقاعها على الجتماع جماعخخة إل الخمسخخة‪ ،‬وليخخس هخخذا إل صخخلة الجمعخخة‪.‬‬
‫وقد عرفت أن الشرائط غير مأخوذة في الجمعة‪ ،‬ول يؤخذ فيها إل العخخدد و‬
‫الخطبة‪ ،‬فما ثبت من الشرايط بدليل من خارج يعتبر فيهخخا وإل فل‪ ،‬ولخخو لخخم‬
‫يحمل على هخخذا فأيخخة فخخائدة فخخي هخخذا الكلم‪ ،‬ولبخخد مخخن حمخخل أفعخخال الحكيخخم‬
‫وأقواله علخخى وجخخه يفيخخد فخخائدة معتخخدا بهخخا‪ ،‬ويشخختمل علخخى حكمخخة عظيمخخة‪،‬‬
‫وحمله على اللغاز والتعمية غير موجه‪ - 3 .‬المقنعة )‪ :(1‬اعلم أن الرواية‬
‫جاءت عن الصادقين عليهم السلم أن ال جل جلله فرض على عباده مخخن‬
‫الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلثين صلة لخخم يفخخرض فيهخخا الجتمخخاع إل فخخي‬
‫صلة الجمعة خاصة‪ ،‬فقال جل من قائل‪) :‬يا أيها الذين آمنخخوا( اليخخة‪ .‬وقخخال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬من ترك الجمعة ثلثخخا مخخن غيخخر علخخة طبخخع الخ علخخى‬
‫قلبه‪ ،‬فغرضخخنا وفقخخك الخ الجتمخخاع علخخى مخخا قخخدمناه إل أنخخه بشخخريطة إمخخام‬
‫مأمون‪ ،‬على صفات‪ :‬يتقدم‬

‫)‪ (1‬في ط الكمبانى‪ :‬توضيح‪ ،‬وهو سهو‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫الجماعة‪ ،‬ويخطب بهم خطبتين يسقط بهما و بالجتماع عن المجتمعيخخن مخخن الربخخع‬
‫الركعات ركعتان‪ ،‬وإذا حضر المام وجبت الجمعخخة علخخى سخخاير المكلفيخخن إل‬
‫من أعذره ال تعالى منهم‪ ،‬وإن لم يحضر إمام سقط فخخرض الجتمخخاع‪ ،‬وإن‬
‫حضر إمام يخل بشريطة من يتقدم فيصلح به الجتماع‪ ،‬فحكم حضوره حكم‬
‫عدم المام‪ ،‬والشرايط التي تجب فيمن يجخخب معخخه الجتمخخاع أن يكخخون حخخرا‬
‫بالغا طاهرا فخي ولدتخه مجنبخا مخن المخراض الجخذام والخبرص خاصخة فخي‬
‫خلقته )‪ (1‬مسلما مؤمنا معتقدا للحق بأسره في ديانته مصخخليا للفخخرض فخخي‬
‫ساعته‪ .‬فإذا كان كذلك واجتمع معه أربعة نفر وجب الجتمخاع‪ ،‬ومخخن صخلى‬
‫خلف إمام بهذه الصفات وجب عليخخه النصخخات عنخخد قراءتخخه‪ ،‬والقنخخوت فخخي‬
‫الولى من الركعتين في فريضته‪ ،‬ومن صلى خلف إمام بخلف مخا وصخفناه‬
‫رتب الفرض على المشروح فيما قدمناه‪ .‬ويجب الحضور مخخع مخخن وصخخفناه‬
‫من الئمة فرضا‪ ،‬ويستحب مع من خالفهم تقية وندبا روى هشام بن سخخالم‬
‫عن زرارة بن أعين قال‪ :‬حثنا أبو عبد ال عليه السلم على صخخلة الجمعخخة‬
‫حتى ظننت أنه يريد أن نأتيه‪ ،‬فقلت‪ :‬نغخخدو عليخخك ؟ فقخخال‪ :‬إنمخخا عنيخخت ذلخخك‬
‫عندكم )‪ .(2‬بيان‪ :‬هذا الكلم كما تخخرى صخخريح فخخي اشخختراط المخخام ونخخائبه‪،‬‬
‫وأنه ل يشترط فيها إل ما يشترط في إمام الجماعخخة‪ ،‬والشخخيخ فخخي التهخخذيب‬
‫أورد هذا الكلم ولم ينكر عليه‪ ،‬وأورد الخبار الدالة عليه‪ ،‬فيظهخخر أنخخه فخخي‬
‫هذا الكلم يوافقه‪ ،‬ولو كان إجمخخاع معلخخوم فكيخخف كخخان يخفخخى علخخى المفيخخد‪،‬‬
‫وهو استاد الشيخ وأفضل منه‪ ،‬فل بد من تأويل وتخصيص في كلم الشخخيخ‬
‫كما ستعرف‪ .‬وأما الحديث الخير فرواه الشيخ بسند صحيح )‪ (3‬ويدل على‬
‫وجوب الجمعة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في جلدته‪ (2) .‬المقنعة‪ (3) .27 :‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪(*) .321‬‬

‫]‪[165‬‬

‫في زمان الغيبة‪ ،‬إذ صرح الكثر بأن زمان عدم استيلء المام عليه السلم في حكخم‬
‫أزمنة الغيبة‪ ،‬وما قيل من أن الحث يدل علخى السخختحباب فل وجخخه لخخه‪ ،‬لن‬
‫التحريض كما يكون على المستحبات يكون على الواجبات‪ ،‬والستبعاد مخخن‬
‫ترك زرارة في تلك المدة مما لوجه له أيضا لن الزمنة كانت أزمنخخة تقيخخة‬
‫وخوف‪ ،‬وكان تركهم لذلك ولما علم عليه السلم في خصوص هخخذا الزمخخان‬
‫كسر سورة التقية‪ ،‬لن دولة بني امية زالت ودولة بني العبخخاس لخخم يسخختقر‬
‫بعد‪ ،‬فلذا أمره بفعلها‪ ،‬وهو عليه السلم كان المر عليه أشد‪ ،‬وخوفه أكثر‪،‬‬
‫فلذا لم يجوز أن يأتوه عليه السلم )وعندكم( يحتمل أن يكون المحلخخة الخختي‬
‫كانوا يسكنونها في المدنية أو في الكوفة‪ ،‬والخير أظهر‪ ،‬وأما حملخخه علخخى‬
‫إيقاعها مع المخالفين تقية فهو بعيد‪ ،‬لن الصلة معهم ظهر لجمعخخة‪ ،‬لكخخن‬
‫ذلك ليس ببعيد كل البعيد‪ ،‬ويمكن أن يكون المفيخخد ‪ -‬ره ‪ -‬حملخخه علخخى ذلخخك‪،‬‬
‫فلذا أخره أو يكون ذكره مؤيخخدا لول الكلم‪ - 4 .‬المعتخخبر‪ :‬قخخال النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬الجمعة حق على كل مسخخلم إل أربعخخة )‪ .(1‬وقخخال صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وسلم‪ :‬إن ال كتب عليكم الجمعة فريضة واجبة إلى يوم القيامخخة‬
‫)‪ .(2‬قال‪ :‬وقال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬الجمعخخة واجبخخة علخخى كخخل مسخخلم فخخي‬
‫جماعة )‪ - 5 .(3‬رسالة الجمعة‪ :‬للشهيد الثاني في وجوب الجمعة قال‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬الجمعة حق واجب على كل مسلم إل أربعة‪ :‬عبد‬
‫مملوك‪ ،‬أو امرءة أو صبي أو مريض )‪ .(4‬قال‪ :‬وقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫من ترك ثلث جمع تهاونا بها طبع ال على قلبه )‪.(5‬‬

‫)‪ (4 - 1‬المعتبر‪ (4) .200 :‬رسالة الجمعة‪ (5) .54 :‬رسالة الجمعة‪.55 :‬‬

‫]‪[166‬‬
‫وفي حديث آخر‪ :‬من ترك ثلث جمع متعمدا من غير علة طبع ال علخخى قلبخخه بخخخاتم‬
‫النفاق )‪ .(1‬قال‪ :‬وقال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬لينتهيخخن أقخخوام عخخن ودعهخخم‬
‫الجمعات‪ ،‬أو ليختمن على قلوبهم ثم ليكونن مخخن الغخخافلين )‪ .(2‬قخخال‪ :‬وقخخال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله في خطبة طويلخخة نقلهخخا المخخخالف والمؤالخخف‪ :‬إن‬
‫ال تبارك وتعالى فرض عليكم الجمعة‪ ،‬فمن تركها في حياتي أو بعد مخخوتي‬
‫استخفافا أو جحودا لها فل جمع ال شمله‪ ،‬ول بخخارك لخخه فخخي أمخخره‪ ،‬أل ول‬
‫صلة له‪ ،‬أل ول زكاة لخخه‪ ،‬أل ول حخخج لخخه‪ ،‬أل ول صخخوم لخخه‪ ،‬أل ول بخخر لخخه‬
‫حتى يتوب )‪ - 6 .(3‬مجالس الصدوق‪ :‬عن محمد بن موسى بن المتوكخخل‪،‬‬
‫عن علي بن الحسين السعد آبادي‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫زرعة‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عخن الصخادق عخن أبيخه عليهخم السخلم أنخه قخال‪ :‬أيمخا‬
‫مسافر صلى الجمعة رغبة فيهخخا وحبخخا لهخخا أعطخخاه الخ عزوجخخل أجخخر مخخائة‬
‫جمعخخة للمقيخخم )‪ .(4‬ثخخواب العمخخال‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن عبخخد ال خ بخخن جعفخخر‬
‫الحميري‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال مثله )‪ - 7 .(5‬قرب السناد‪ :‬عن عبخخد‬
‫ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن النساء هل عليهن من صلة العيدين والجمعة ما علخخى الرجخخال ؟‬
‫قال‪ :‬نعم )‪ .(6‬بيان‪ :‬اعلم أن الصحاب ذكخخروا أن مخخن ل يلزمخخه الجمعخخة إذا‬
‫حضرها جاز له فعلها تبعا وأجزأته عن الظهر‪ ،‬وهذا الحكم مقطوع بخخه فخخي‬
‫كلمهم‪ ،‬بل قال في المنتهى‬

‫)‪ (3 - 1‬رسالة الجمعة‪ (4) .55 :‬أمالى الصدوق‪ (5) .8 :‬ثواب العمال ص ‪) .34‬‬
‫‪ (6‬قرب السناد ص ‪ 100‬ط حجر ‪ 133‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[167‬‬

‫ل خلف في أن العبد والمسافر إذا صليا الجمعة أجزأتهما عخن الظهخخر‪ ،‬وحكخخى نحخخو‬
‫ذلك في العبد‪ ،‬وقال في المريض‪ :‬لو حضر وجبت عليه وانعقدت بخخه‪ ،‬وهخخو‬
‫قول أكثر أهل العلم‪ ،‬وقال في العرج لو حضر وجبت عليه وانعقدت به بل‬
‫خلف‪ ،‬وقال فخخي التخخذكرة لخخو حضخخر المريخخض والمحبخخوس بعخخذر المطخخر أو‬
‫الخوف وجب عليهم‪ ،‬وانعقدت بهم إجماعا وقال في النهايخخة‪ :‬مخخن ل تلزمخخه‬
‫الجمعة إذا حضرها وصلها انعقدت جمعة وأجزأتخخه‪ .‬ويخخدل موثقخخة سخخماعة‬
‫علخخى الجخخزاء عخخن المسخخافر‪ ،‬وروايخخة علخخي بخخن جعفخخر علخخى الجخخزاء عخخن‬
‫المخخرءة‪ ،‬بخخل الوجخخوب عليهخخا‪ ،‬وتحمخخل علخخى مخخا بعخخد الحضخخور‪ ،‬أو علخخى‬
‫الستحباب‪ .‬ثم المشخخهور بينهخخم أن مخخن ل يجخخب عليخخه السخخعي إلخى الجمعخخة‬
‫تجب عليه الصلة مخخع الحضخخور‪ ،‬وممخخن صخخرح بخخذلك المفيخخد فخخي المقنعخخة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وهؤلء الذين وضع عنهم الجمعة متى حضروها لزمهم الدخول فيهخا‬
‫وأن يصلوها كغيرهم‪ ،‬ويلزمهم استماع الخطبة والصلة ركعتين‪ ،‬ومتى لخخم‬
‫يحضروها لم تجب عليهم‪ ،‬وكان عليهم الصلة أربخخع ركعخات كفرضخخهم فخخي‬
‫ساير اليام‪ ،‬ومقتضى كلمه ‪ -‬ره ‪ -‬وجوبها على الجميع مع الحضخخور مخخن‬
‫غير استثناء‪ ،‬ونحوه قخال الشخيخ فخي النهايخة‪ .‬وقخال فخي المبسخوط‪ :‬أقسخام‬
‫الناس في الجمعة خمسة‪ :‬من تجب عليه وتنعقد به‪ ،‬وهو الذكر حخخر البخخالغ‬
‫العاقل الصحيح المسلم من العمى والعرج والشيخوخة التي ل حراك معهخخا‪:‬‬
‫الحاضرون من هو في حكمه‪ ،‬ومن ل تجب عليه ول تنعقد به وهو الصخخبي‬
‫والمجنون والمسافر والمرأة‪ ،‬لكن يجوز لهم فعلها إل المجنون‪ ،‬ومن تنعقد‬
‫به ول تجب عليه وهو المريض والعمى والعخخرج‪ ،‬ومخخن كخخان علخخى رأس‬
‫أكثر من فرسخين‪ ،‬ومن تجب عليه ول تنعقد به وهخخو الكخخافر لنخخه مخخخاطب‬
‫بالفروع عندنا‪ ،‬ومختلف فيه وهو من كان مقيما في بلد من التجخخار وطلب‬
‫العلم ول يكون مستوطنا بل يكون من عزمه متى انقضت حاجته خرج فخخانه‬
‫يجب عليه وتنعقد به عندنا‪ ،‬وفي انعقادها‬

‫]‪[168‬‬

‫به خلف‪ .‬والظاهر أن مراده قدس سره بنفي الوجوب في موضع جخواز الفعخل نفخي‬
‫الوجوب العيني لن الجمعة ل تقع مندوبة إجماعا كما قيل‪ ،‬وينبغي أن يقيد‬
‫الوجوب المنفي عن المريض والعمى والعرج في كلم الشيخ بحال عخخدم‬
‫الحضور لئل ينافي الجماع المنقول عن العلمخخة‪ ،‬لكنخخه خلف الظخخاهر مخخن‬
‫كلمه‪ .‬والمستفاد من كلم المفيد والشيخ في النهاية وجوبها علخخى المخخرءة‬
‫عنخخد الحضخخور وصخخرح بخخه ابخخن إدريخخس فقخخال بوجوبهخخا علخخى المخخرءة عنخخد‬
‫الحضور غير أنها ل تحسب من العدد وقطع المحقق في المعتخخبر والشخرايع‬
‫بعخخدم الوجخخوب علخخى المخخرءة وقخخال فخخي المعتخخبر إن وجخخوب الجمعخخة عليهخخا‬
‫مخالف لما عليه اتفاق فقهاء المصار‪ ،‬وطعن في رواية حفص )‪ (1‬الدالخخة‬
‫على الوجوب بضعف السند‪ ،‬وظاهره عدم جواز الفعل أيضا‪ ،‬وأما المسخخافر‬
‫والعبد فالمشهور أنه تجب عليهما الجمعة عند الحضور‪ ،‬وظخاهر المبسخوط‬
‫عدم الوجوب‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 251‬ط حجخخر ج ‪ 3‬ص ‪ 22‬ط نجخخف‪ ،‬ولفظخخه‪ :‬قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫بعض مواليهم سأل ابن أبى ليلى عن الجمعة هل تجب على العبد والمرءة‬
‫والمسافر ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فان حضر واحد منهم الجمعة مع المام فصلها‬
‫هل تجزيه تلك الصلة عن ظهر يومه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وكيف يجزى ما لم‬
‫يفرضه ال عليه عما فرض ال عليه‪ ،‬وقد قلت‪ :‬ان الجمعة ل تجب عليه‪،‬‬
‫ومن لم تجب عليه الجمعة فالفرض عليه أن يصخخلى أربعخخا ؟ ويلزمخخك فيخخه‬
‫معنى أن ال فرض عليه أربعا فكيف أجزأه عنه ركعتخخان ؟ مخخع مخخا يلزمخخك‬
‫أن من دخل فيما لم يفرضه ال عليه لم يجزء عنه مما فرض ال خ عليخخه ؟‬
‫فما كان عند ابن أبى ليلى فيها جواب وطلب إليه أن يفسرها له فخخأبى‪ ،‬ثخخم‬
‫سألته أنا ففسرها لى‪ ،‬فقال‪ :‬الجواب عن ذلك أن ال عزوجل فخخرض علخخى‬
‫جميخخع المخخؤمنين والمؤمنخخات ورخخخص للمخخرءة والعبخخد والمسخخافر أن ل‬
‫يأتوها‪ ،‬فلما حضروا سقطت الرخصخخة ولزمهخخم الفخخرض الول‪ ،‬فمخخن أجخخل‬
‫ذلك أجزأ عنهم‪ ،‬فقلت‪ :‬عمن هذا ؟ قخخال‪ :‬عخخن مولنخخا أبخخى عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫هو المنقول عن ابن حمزة‪ ،‬وقخخال فخخي المخخدارك‪ ،‬والحخخق أن الوجخخوب العينخخي منتخخف‬
‫قطعا بالنسبة إلى كل من سقط عنه الحضور‪ ،‬وأما الوجوب التخييخخري فهخخو‬
‫تابع لجواز الفعل انتهى‪ .‬أقول‪ :‬أمر النية هين‪ ،‬لسخيما بالنسخبة إلخى نخوعي‬
‫الوجوب‪ ،‬فإذا ثبخخت الوجخخوب فخخي الجملخخة فل يلخخزم تعييخخن نخخوعه‪ ،‬وأنخخت إذا‬
‫تأملت في العبارات التي نقلناها فخخي هخخذه المسخخألة‪ ،‬والقخخوال الخختي قخخدمناها‬
‫تبين حقيقة الجماعات المنقولة‪ .‬بقي الكلم في أن الجمعة بمخخن تنعقخخد مخخن‬
‫هؤلء ؟ فقد نقل اتفاق الصحاب على انعقادها بالعبد والعمى والمحبخخوس‬
‫بعذر المطر ونحخخوه‪ ،‬مخخع الحضخخور‪ ،‬وأطبقخخوا علخخى عخخدم انعقادهخخا بخخالمرءة‬
‫بمعنى احتسابها من العدد‪ ،‬لن الرهط والقخخوم والنفخخر الواقعخخة فخخي الخبخخار‬
‫خصها أكثر اللغويين بالرجال‪ .‬واختلفخوا فخي انعقادهخا بالمسخافر والعبخد لخو‬
‫حضرا‪ ،‬فقال الشيخ في الخلف و المحقق في المعتخخبر ينعقخخد بهمخخا‪ ،‬لن مخخا‬
‫دل على اعتبار العدد يتناولهما‪ ،‬وقال في المبسوط وجمع من الصخخحاب‪ :‬ل‬
‫ينعقخخد بهمخخا لنهمخخا ليسخخامن أهخخل فخخرض الجمعخخة‪ ،‬و المسخخألة ل تخلخخو مخخن‬
‫إشكال‪ ،‬وإن كان النعقاد ل يخلو من قوة‪ .‬وقال في الذكرى‪ :‬الظخخاهر وقخخوع‬
‫التفاق على صحة الجمعة لجماعة المسافرين وإجزاؤها عن الظهخخر‪ ،‬وهخخو‬
‫مشكل لدللة الروايخخات الصخخحيحة علخخى أن فخخرض المسخخافر الظهخخر‪ ،‬وعلخخى‬
‫منعه من عقد الجمعة‪ ،‬وإطلق موثقخخة سخماعة محمخول علخى مخخا إذا حضخر‬
‫جمعة الحاضرين‪ - 8 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عخخن أحمخخد‬
‫بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخد بخخن أبخي نصخر‪ ،‬عخن عاصخم بخن‬
‫حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السخخلم قخخال‪ :‬ل تكخخون الجماعخخة‬
‫بأقخخل مخخن خمسخخة )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬ل خلف بيخخن العلمخخاء فخخي اعتبخخار العخخدد‬
‫واشتراطه في صحة صلة الجمعة‪،‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪.139‬‬

‫]‪[170‬‬
‫وإنما الخلف في أقله‪ ،‬فللصحاب فيه قولن‪ :‬أحدهما أنه خمسة وإليه ذهخخب الكخخثر‬
‫وثانيهما أنه سبعة في الوجوب العيني وخمسة في التخييخخري‪ ،‬وذهخخب إليخخه‬
‫الشيخ و ابن البراج وابن زهرة والصدوق‪ ،‬ومخخال إليخخه فخخي الخخذكرى‪ ،‬وهخخو‬
‫أقوى‪ ،‬وبه يجمع بين الخبار‪ ،‬وفي هذا الحديث أيضا إيماء إليه‪ ،‬وفي أكثر‬
‫النسخ )ل تكون الجماعة( فالمراد الجماعة التي هي شخخرط صخخحة الصخخلة‪،‬‬
‫والجمعة كما في بعض النسخ أظهر‪ - 9 .‬قخخرب السخخناد‪ :‬عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫الحسن‪ ،‬عن جده علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيخخه عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬سخخألته عخخن‬
‫الزوال يوم الجمعخة ماحخده ؟ قخال‪ :‬إذا قخامت الشخمس صخخل الركعخختين‪ ،‬فخإذا‬
‫زالت الشمس صل الفريضة‪ ،‬وإذا زالت الشمس قبل أن تصلي الركعتين فل‬
‫تصلهما وابدء بالفريضة واقض الركعتين بعد الفريضة )‪ .(1‬السخخرائر‪ :‬نقل‬
‫من جامع البزنطي عن الرضا عليه السلم مثله )‪ (2‬إل أن فيخخه فيخخه )فصخخل‬
‫ركعتين فإذا زالت فصل الفريضة ساعة تزول الشخخمس‪ ،‬فخخإذا زالخخت قبخخل أن‬
‫تصلي الركعتين فل تصلهما( إلخخى آخخخر الخخخبر‪ - 10 .‬العياشخخي‪ :‬عخخن زرارة‬
‫قال‪ :‬سألت أبا جعفر عليخخه السخخلم عخخن هخخذه اليخخة )إن الصخخلة كخخانت علخخى‬
‫المؤمنين كتابا موقوتا( فقال‪ :‬إن للصلة وقتا‪ ،‬والمر فيه واسع يقخخدم مخخرة‬
‫ويؤخر مرة إل الجمعة‪ ،‬فانما هو وقت واحد‪ ،‬وإنما عنى ال خ كتابخخا موقوتخخا‬
‫أي واجبا يعني بها أنهخخا الفريضخخة )‪ .(3‬ومنخخه‪ :‬عخخن جعفخخر بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫العمركي‪ ،‬عن العبيدي‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن علي بن جعفخخر‪ ،‬عخخن أبخخي إبراهيخخم‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لكل صلة وقتان ووقت يوم الجمعة زوال الشمس )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ 128 :‬ط نجف‪ (2) .‬السرائر‪ (3) .469 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .274‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ 314‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[171‬‬

‫‪ - 11‬البصائر‪ :‬للصفار عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عخن علخي ابخن‬
‫النعمان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن عبد العلى بن أعين‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن من الشياء أشياء ضيقة‪ ،‬وليس تجري إل على وجه واحد‪،‬‬
‫منها وقخخت الجمعخخة ليخخس لوقتهخخا إل حخد واحخخد حيخخن تخخزول الشخخمس‪ ،‬ومخخن‬
‫الشياء أشياء موسعة تجري على وجوه كخخثيرة )‪ .(1‬المحاسخن‪ :‬عخن علخي‬
‫بن النعمخان مثلخخه‪ ،‬وفيخخه‪ :‬أشخخياء مضخخيقة )‪ - 12 .(2‬دعخائم السخلم‪ :‬عخخن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليه السلم قال‪ :‬قال علي عليه السخخلم‪ :‬تصخخلي‬
‫الجمعة وقت الزوال )‪) .(3‬تبيين( اعلم أن المشهور بيخخن الصخخحاب أن أول‬
‫وقت الجمعة زوال الشخخمس‪ ،‬فقخال الشخخيخ فخي الخلف‪ :‬وفخخي أصخحابنا مخخن‬
‫أجاز الفرض عند قيام الشمس‪ ،‬قال‪ :‬واختاره علم الهدى‪ ،‬قال ابن إدريس‪:‬‬
‫ولعل شيخنا سمعه من المرتضى مشافهة‪ ،‬فان الموجود في مصنفات السيد‬
‫موافق للمشهور والول أقرب‪ .‬ثم اختلفوا في آخر وقتها‪ ،‬فالمشهور بينهخخم‬
‫أن آخره إذا صار ظل كل شئ مثله‪ ،‬بل قال في المنتهى‪ :‬إنه مذهب علمائنخخا‬
‫أجمع‪ ،‬وقال أبو الصخخلح إذا مضخخى مقخخدار الذان والخطبخخة وركعخختي الفجخخر‬
‫فقد فاتت‪ ،‬ولزم أداؤها ظهرا‪ ،‬وقال الشيخ في المبسوط‪ :‬إن بقخخى مخخن وقخخت‬
‫الظهر قدر خطبتين وركعتين خفيفتين صخخحت الجمعخخة‪ ،‬وقخخال ابخخن إدريخخس‪:‬‬
‫يمتخخد وقتهخخا بامتخخداد وقخخت الظهخخر‪ ،‬واختخخاره فخخي الخخدروس والبيخخان‪ ،‬و قخخال‬
‫الجعفي‪ :‬وقتها ساعة من النهار‪.‬‬

‫)‪ (1‬البصائر‪ 328 :‬في حديث‪ (2) .‬المحاسن‪ 300 :‬في حخخديث‪ (3) .‬دعخخائم السخخلم‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪.140‬‬

‫]‪[172‬‬

‫ومستند المشهور غير معلوم )‪ (1‬واستند أبو الصلح إلى هذه الخبار الدالة‬

‫)‪ (1‬مستند المشهور فعل رسول ال صلى ال عليه وآلخخه وسخخنته الخختى سخخنها‪ ،‬فخخانه‬
‫صلى ال عليه وآله كان يصلى يوم الجمعة حيخن الخخزوال ‪ -‬مطلقخا‪ :‬سخخواء‬
‫صلى صلة الجمعة أو صلى في السفر ركعتين ‪ -‬وذلك لما ثبت أن رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله انما جعخخل القخخدم والقخخدمين وبعبخخارة أخخخرى المثخخل‬
‫والمثليخن لمكخان النافلخة‪ .‬وأمخا يخخوم الجمعخة فلمخا جعلخخه يخخوم عيخد وفخخراغ‬
‫واجتماع من اول يوم ورد المدينخة‪ ،‬صخخارت النوافخخل بزيخادة أربخع ركعخات‬
‫قبل الزوال لمكان الفراغ‪ ،‬وصار الميقات الول المقخدر للنوافخل فخي سخائر‬
‫اليام )وهخخو مخخن اول الخخزوال إلخخى أن يصخخير الظخخل مثلخخه( مختصخخا بصخخلة‬
‫الجمعة يقدم أول فخخأول‪ ،‬صخخار الميقخخات الثخخاني المقخخدر لصخخلة الظهخخر فخخي‬
‫سائر اليام )وهو من أول المثل إلى أن يصير الفئ مثليخه( لصخخلة العصخخر‬
‫يقدم أول فاول‪ ،‬وبقى الميقات الثالث المقدر لصلة العصر في ساير اليام‬
‫فارغا لصلة فيها‪ .‬فعلى هذا‪ ،‬إذا كان المام فخخي سخخفر أو مطخخر أو يخخخاف‬
‫من خطر أو لم يجتمع العدد‪ ،‬ولم يرتفع العذر ال بعد ما صار ظل كخخل شخخئ‬
‫مثله فقد خرج وقت صلة الجمعة وحان وقت صلة الظهر على حدها فخخي‬
‫سائر اليام‪ ،‬وكان النداء غير جامعة‪ ،‬يصلى بهخخم المخخام أربخخع ركعخخات ثخخم‬
‫يصلى بهم العصر عند ما يصير الظل مثليه‪ .‬كل ذلك بناء على مخخا مخخر فخخي‬
‫باب أوقات الصلوات أن بالزوال يحين وقخخت الصخخلتين جميعخخا ال أن هخخذه‬
‫قبل هذه‪ ،‬وانما سن رسول ال المثل والمثلين لمصلحة رآها‪ ،‬فحصل بذلك‬
‫مواقيت ثلثة في الحضر‪ ،‬واما في السفر‪ ،‬فلما كانت النافلخخة سخخاقطة عخخن‬
‫المسافر‪ ،‬كان عليه أن يصلى صلة الظهر أول الزوال ال لعخخذر ثخخم يصخخلى‬
‫العصر يجمع بينهما ال لعذر أيضا‪ ،‬كما كخان يفعلخه رسخول الخ صخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ ،‬ورود بذلك أحاديث أهل البيت عليهم الصلوات والسلم‪ .‬ولذلك‬
‫نفسه صلى رسول ال صلى ال عليه وآله صلة ظهره حين قخخدم المدينخخة‬
‫أول الخخزوال ولمخخا كخخان اول يخخوم غلخخب علخخى عخخرش الحكومخخة وظهخخر لخخه‬
‫البسطة في اليد‪ ،‬قدم لصلته خطبة واتخذ ذلك‬

‫]‪[173‬‬

‫على التضييق‪ ،‬والظاهر أن التضييق في مقابلة الوسخخعة الخختي فخخي سخخاير الصخخلوات‪،‬‬
‫ومستند الجعفخخي ‪ -‬ره ‪ -‬مخا روي عخن ابخخي جعفخر عليخه السخلم قخال‪ :‬وقخخت‬
‫الجمعة إذا زالت وبعده بساعة )‪ .(1‬وكان والدي قدس ال روحه يذهب إلى‬
‫أن وقتهخخا بقخخدر قخخدمين‪ ،‬وهخخو قخخوي لدللخخة الخبخخار الكخخثيرة علخخى أن وقخخت‬
‫العصر يوم الجمعة وقت الظهر في ساير اليام‪ ،‬ووقت الظهر بعد القخخدمين‪،‬‬
‫فالقدمان وقت الجمعخخة‪ ،‬والقخخول بالفاصخخلة بيخخن وقخختي الصخخلتين فخخي غايخخة‬
‫البعد‪ .‬ول ينافي أخبار التضييق كما عرفت ول أخبخخار السخخاعة‪ ،‬إذا السخخاعة‬
‫في الخبار تطلق على قدر قليل مخخن الزمخخان‪ ،‬ل السخخاعة النجوميخخة‪ ،‬مخخع أن‬
‫مقدارهما قريب من الساعات المعوجة التي قد مر في بعض الخبخخار إطلق‬
‫الساعة عليها في باب علل الصلة‪ .‬وظاهر الصدوق في المقنخخع أنخخه اختخخار‬
‫هذا الرأي وإن لم ينسب إليه حيث قال‪ :‬واعلخم أن وقخت صخلة العصخر يخوم‬
‫الجمعة في وقت الولى في ساير اليام‪ ،‬والعجب من القوم أنهم لم يتفطنخخوا‬
‫لذلك لمن الخبار‪ ،‬ولمن كلمه‪ .‬والحوط الشخروع بعخخد تحقخق الخوقت فخي‬
‫الخطبة‪ ،‬ثم الصخخلة بل فصخخل‪ ،‬و أمخخا قصخخر الخطبخخة فل يلخخزم لنقخخل الخطخخب‬
‫الطويلة من الئمة عليهم السلم فيها وقال في المبسوط ول يطخخول الخطبخخة‬
‫بل يقتصد فيهما‪ ،‬لئل تفوته فضيلة أول الوقت‪ ،‬وقال فيه‪ :‬وقد روي أن من‬
‫فاته الخطبتخخان صخخلى ركعخختين‪ ،‬فعلخخى هخخذه الروايخخة يمكخخن أن يقخخال‪ :‬يصخخلي‬
‫الجمعة‬

‫اليوم يخوم ذكخرى هجرتخه صخلى الخ عليخه وآلخه ويخوم عيخد يجتمخع فيخه المسخلمون‬
‫يتباشرون بتأسيس دولتهم‪ ،‬فسماه يوم جمعة‪ ،‬واتخذ الخطبة قبل الصخخلة‬
‫سنة لصلة الجمعة وشعارا لرئيخخس دولتهخخم ووليهخخم يحيخخى بهخخا ذكخخر الخ‬
‫عزوجل وذكر رسوله صلى ال عليه وآله‪ ،‬إلخخى أن نزلخخت سخخورة الجمعخخة‬
‫وفرض هذا العيد بصلته علخى مخخا عرفخت فخخي صخخدر البخاب‪ (1) .‬مصخخباح‬
‫المتهجد‪.254 :‬‬

‫]‪[174‬‬
‫ركعتين‪ ،‬ويترك الخطبتين‪ ،‬والول أحوط‪ ،‬والوجه في هذه الرواية أن تكون مختصة‬
‫بالمأموم الذي تفوته الخطبتخخان‪ ،‬فخخانه يصخخلي الركعخختين مخخع المخخام فأمخخا أن‬
‫تنعقد الجمعة بغير خطبتين‪ ،‬فل يصلح على حخخال انتهخخى‪ .‬أقخخول‪ :‬ومخخا ذكخخره‬
‫أخيرا هو الوجه‪ ،‬بل هو ظخخاهر الروايخخة‪ - 13 .‬المقنخخع‪ :‬وإن صخخليت الظهخخر‬
‫مخخع المخخام يخخوم الجمعخخة بخطبخخة‪ ،‬صخخليت ركعخختين وإن صخخليت بغيخخر خطبخخة‬
‫صليتها أربعخخا بتسخخليمة واحخخدة‪ ،‬قخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬ل كلم‬
‫والمام يخطب يوم الجمعة ول التفات إل كما تحل في الصلة‪ .‬وإنمخخا جعلخخت‬
‫الصخخلة يخخوم الجمعخخة ركعخختين مخخن أجخخل الخطبخختين‪ ،‬جعلتخخا مكخخان الركعخختين‬
‫الخيرتين‪ ،‬وهي صلة حتى ينزل المام )‪ .(1‬بيان‪ :‬ل يخفخخى علخخى المتأمخخل‬
‫أن ظاهر هذه العبارة الوجوب وعخخدم الشخختراط بالمخخام‪ ،‬وروى الشخخيخ فخخي‬
‫الصحيح )‪ (2‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إنما جعلت الجمعة ركعخختين‬
‫من أجل الخطبتين‪ ،‬فهي صلة حتى ينزل المام‪ .‬واسخختدل بخخه علخى اشخختراط‬
‫طهارة الخطيب من الحدث فخخي حخال الخطبخختين كمخخا هخخو مختخخار الشخخيخ فخخي‬
‫المبسوط والخلف ومنعه ابن إدريس والفاضخخلن ومنخخع دللخخة الخخخبر علخخى‬
‫المساواة من جميع الجهات‪ ،‬وصرح الشخخهيد فخخي البيخخان باشخختراط الطهخارة‬
‫من الخبث أيضا ولريب أنه أحوط‪ ،‬بل الولى رعاية جميع شخخرايط الصخخلة‬
‫للخطيب والمستمع‪ ،‬إل ما أخرجه الدليل‪ ،‬لسيما اللتفات الفاحش كمخخا ورد‬
‫فخخي هخخذا الخخخبر‪ - 14 .‬قخخرب السخخناد‪ :‬عخخن السخخندي بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫البختري‪ ،‬عن الصادق عن أبيه عليهما السخخلم أن عليخخا عليخخه السخخلم كخخان‬
‫يقول‪ :‬ل بأس أن يتخطى الرجل يوم الجمعخخة إلخخى مجلسخخه حيخخث كخخان‪ ،‬فخخإذا‬
‫خرج المام فل يتخطان أحد رقاب الناس‪ ،‬وليجلس حيث تيسر‬

‫)‪ (1‬المقنع‪ 45 :‬و ‪ ،46‬وقوله‪) :‬جعلتا مكان الركعتين الخيرتيخخن( قخد عرفخخت معنخخاه‬
‫في ص ‪ (2) .145‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.248‬‬

‫]‪[175‬‬

‫إل من جلس علخخى البخخواب ومنخخع النخخاس أن يمضخخوا إلخخى السخخعة‪ ،‬فل حرمخخة لخخه أن‬
‫يتخطاه )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في المنتهى‪ :‬إذا أتى المجلس جلس حيث ينتهخخي بخخه‬
‫المكان‪ ،‬و يكره له أن يتخطى رقاب الناس‪ ،‬سواء ظهر المام أو لم يظهخخر‪،‬‬
‫وسواء كان له مجلس يعتاد الجلوس فيه أو لم يكن‪ ،‬وبه قخخال عطخخا وسخخعيد‬
‫بن المسيب والشافعي وأحمد وقال مالك‪ :‬إن لم يكن قخخد ظهخخر لخخم يكخخره وإن‬
‫ظهر كره إن لم يكن له مجلس معتخخاد وإل لخخم يكخخره‪ ،‬لنخخا مخخا رواه الجمهخخور‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله أنخخه قخخال للخخذي يتخطخخى النخخاس‪ :‬رأيتخخك آنيخخت‬
‫وآذيت أي أخرت المجئ‪ .‬ثم ذكر ‪ -‬ره ‪ -‬روايتين اخريين عخخاميتين ثخخم قخخال‪:‬‬
‫لو رأى فرجة ل يصل إليها إل بالتخطي كان مكروها لعموم الخبر‪ ،‬إل أن ل‬
‫يجد إلى مصله سبيل فيجوز له التخطي إليه‪ ،‬إذا لم يكن له موضخخع يتمكخخن‬
‫من الصلة فيه‪ ،‬وبه قال الشخافعي‪ ،‬وقخال الوزاعخي‪ :‬يتخطخاهم إلخى السخعة‬
‫مطلقا‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬إلى مصله‪ ،‬وقال الحسن‪ :‬يتخطا رقاب الخخذين يجلسخخون‬
‫على أبواب المسجد‪ ،‬فانه لحرمة له‪ ،‬أما لو تركوا الولى خالية جاز لخخه أن‬
‫يتخطاهم لنهم رغبوا عن الفضل فل حرمة لهم انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬الخبر الخخذي‬
‫رواه الحميري وان كان فيه ضعف فهو أقوى سندا مما استند إليخخه العلمخخة‬
‫ره من الروايخخات العاميخخة‪ ،‬ويشخخكل حملخخه علخخى التقيخخة لعخخدم المعخخارض مخخع‬
‫اختلف القوال بينهم‪ ،‬بل خلف الرواية بينهم أشهر‪ ،‬فل بأس بالعمخخل بخخه‪،‬‬
‫وقال الجزرى في الحخخديث إنخخه قخخال لرجخخل جخخاء يخخوم الجمعخخة فتخطخخأ رقخخاب‬
‫الناس آذيت وآنيت أي آذيت الناس بتخطيك وأخرت المجئ وأبطخخأت‪- 15 .‬‬
‫العلل‪ :‬عن جعفر بن محمد بن مسرور‪ ،‬عن الحسين بخخن محمخخد بخخن عخخامر‪،‬‬
‫عن عمه عبد ال‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن ابي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ 72 :‬ط حجر ص ‪ 94‬نجف‪(*) .‬‬

‫]‪[176‬‬

‫إذا قمت إلى الصلة إنشاء ال تعالى فأتها سعيا‪ ،‬وليكن عليك السكينة والوقار‪ ،‬فمخخا‬
‫أدركت فصل‪ ،‬وما سبقت به فأتمه‪ ،‬فان ال عزوجل يقخخول‪) :‬يخخا أيهخخا الخخذين‬
‫آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال( ومعنخخى قخخوله‪:‬‬
‫فاسعوا هو النكفخات )‪ .(1‬بيخان‪) :‬وليكخن عليخك السخخكينة( أي ليخس المخراد‬
‫بالسعي في الية العدو‪ ،‬بل يلزم السكينة وهي اطمينان البدن والوقار‪ ،‬وهو‬
‫اطمينان القلب أو العكس‪ ،‬فخخالمراد بالسخخعي إمخخا مطلخخق المشخخي أو الهتمخخام‬
‫والمبالغة كما مر‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬سعى يسعي سعيا كرعي قصخخد وعمخخل‬
‫ومشى وعدا ونم وكسب‪ ،‬وقوله‪) :‬ومعنى قوله( إما كلم الصدوق أو سائر‬
‫الروات‪ ،‬أو المام‪ ،‬والخير أظهر‪ ،‬والنكفات المراد به النقباض كناية عن‬
‫ترك السراع‪ ،‬والقصد في المشئ‪ ،‬أو المراد السعي مع النكفات‪ ،‬أو المراد‬
‫النكفات والنصراف عن سائر العمال‪ ،‬فيرجع إلى معنى الهتمام المتقدم‪،‬‬
‫ويحتمخخل أن يخخراد بالسخخعي والنكفخخات السخخراع‪ ،‬وبالسخخكينة والوقخخار عخخدم‬
‫التجاوز عن الحد فيه أو كلهما بمعنى اطمينان القلب بخخذكر الخخ‪ ،‬ول يخلخخو‬
‫من بعد‪ .‬قال في القاموس‪ :‬كفته يكفته‪ :‬صرفه عن وجهه‪ ،‬وانكفت‪ ،‬والشئ‬
‫إليه ضمه وقبضه‪ ،‬والطائر وغيره أسرع فخخي الطيخخر‪ ،‬ورجخخل كفخخت وكفيخخت‬
‫خفيف سريع دقيق و كافته سابقه‪ ،‬والنكفات النقباض والنصراف‪- 16 .‬‬
‫كتاب العروس‪ :‬للشيخ الفقيه جعفر بن أحمد القمي ‪ -‬رحمخخه ال خ ‪ -‬باسخخناده‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬تجب الجمعة على سبعة نفر من المخخؤمنين‬
‫ول تجب على أقل منهم‪ :‬المام‪ ،‬وقاضيه‪ ،‬والمدعي حقخخا‪ ،‬والمخخدعى عليخخه‪،‬‬
‫والشاهدان‪ ،‬و الذي يضرب الحدود بين يدي المام‪ .‬بيخخان‪ :‬هخخذا الخخخبر رواه‬
‫في التهذيب )‪ (2‬عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .46‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،251‬وقد مر البحث عنه‪.‬‬

‫]‪[177‬‬

‫ابن الحسين‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم ورواه الصدوق في الفقيه )‪ (1‬باسناده‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن مسخخلم‬
‫وفيه )ومدعيا حق وشاهدان( وهو عمخدة مستمسخك المشخترطين للمخام أو‬
‫نائبه بعد الجماع‪ ،‬لدللته على أنه إنما تجب الجمعخخة مخخع المخخام‪ ،‬فل تجخخب‬
‫مع غيره‪ ،‬والمراد بالمام إمام الكل بقرينة القاضي وسخخاير مخخن ذكخخر بعخخده‪.‬‬
‫واعترض عليه الشهيد الثاني رفع ال درجته بوجوه‪ :‬الول ضخخعف الخخخبر‪،‬‬
‫فان في طريقه الحكم بن مسكين وهو مجهول )‪ (2‬لم يذكره أحد من علمخخاء‬
‫الرجال المعتمدين ولم ينصوا عليخخه بتوثيخخق ولضخخده‪ ،‬ومخخا هخخذا شخخأنه يخخرد‬
‫الحديث لجله‪ ،‬لن أدنى مراتب قبوله أن يكون حسخنا أو موثقخا إن لخم يكخن‬
‫صحيحا‪ ،‬وشهرته بين الصحاب على وجخخه العمخخل بمضخخمونه بحيخخث يجخخبر‬
‫ضعفه ممنوعة فان مدلوله ل يقول به الكخثر‪ .‬أقخول‪ :‬وقخد يجخاب عنخه بخأن‬
‫الخبر موجود في الفقيه عن محمد بن مسلم كما عرفت وسنده إليه صحيح‪.‬‬
‫أقول‪ :‬صحة سنده إليه ممنوع على طريقه المتأخرين إذ في سنده علي بخخن‬
‫أحمد بن عبد ال بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيخه‪ ،‬عخن جخده أحمخد‪ ،‬وهخو‬
‫أبوه غير مخخذكورين فخخي كتخخب الرجخخال )‪ (3‬ولخخم يوثقهمخخا أحخخد‪ ،‬وكخخونه مخخن‬
‫مشخخايخ الصخخدوق غيخخر مفيخخد لتوثيخخق ول مخخدح فخخي غيخخر هخخذا المقخخام وإن‬
‫اعتخخبروه هنخخا اضخخطرارا‪ .‬ثخخم قخخال الشخخهيد الثخخاني ‪ -‬ره ‪ -‬وثانيهخخا أن الخخخبر‬
‫متروك الظاهر‪ ،‬لن مقتضى ظاهره أن الجمعة ل تنعقد إل باجتمخخاع هخخؤلء‬
‫)‪ (4‬واجتماعهم جميعا ليس بشرط‬

‫)‪ (1‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .267‬بل مهمل‪ ،‬ولذلك عنونه ابن داود في القسم الول‪) .‬‬
‫‪ (3‬راجع في ذلك ج ‪ 88‬ص ‪ (4) .272‬قد عرفت أن ذكخر هخؤلء السخبعة‬
‫انما هو اشارة إلى بسط يد المام وغلبته على دولة السخخلم‪ ،‬وهخخذا معنخى‬
‫واضح على فرض العمل بالحديث‪ ،‬وال لما كان للحديث معنى أبدا‪،‬‬

‫]‪[178‬‬
‫إجماعا‪ ،‬وإنما الخلف في حضور أحدهم وهو المام‪ ،‬فما يخخدل عليخخه الخخخبر ل يقخخول‬
‫به أحد‪ ،‬وما يستدل به منه ل يدل عليه بخصوصه‪ ،‬فان قيل‪ :‬حضور غيخخره‬
‫خرج بالجماع فيكون هو المخصص لمدلول الخبر‪ ،‬فتبقى دللته على ما لم‬
‫يجمع عليه باغية‪ ،‬قلنا يكفي في إطراحه وتهافته مخخع ضخخعفه مخالفخخة أكخخثر‬
‫مدلوله لجماع المسخخلمين‪ ،‬ومخخا الخذي يضخخطر إلخى العمخخل ببعضخخه مخخع هخخذه‬
‫الحالة العجيبة‪ .‬وثالثها أن مخخدلوله مخخن حيخخث العخخدد‪ ،‬وهخخو السخخبعة مخختروك‬
‫أيضا‪ ،‬ومعارض بالخبار الصحيحة الدالة على اعتبار الخمسة خاصة‪ ،‬وما‬
‫ذكر فيه السبعة غير هذا الخبر ل ينخخافي إيجابهخخا علخخى مخخن دونهخخم‪ ،‬بخلف‬
‫هذا الخبر‪ ،‬فانه نفي فيخخه وجوبهخخا عخخن أقخخل مخخن السخخبعة‪ .‬ورابعهخخا أنخخه مخخع‬
‫تقدير سلمته من هذه القوادح يمكن حمله على حالة إمكان حضور المخخام‪،‬‬
‫وأما مع تعذره فيسقط اعتباره جمعا بين الدلة‪ ،‬ويؤيده إطلق الوجوب فيه‬
‫الدال بظاهره على الوجوب العيني المشخخروط عنخخد مخخن اعتخخبر هخخذا الحخديث‬
‫بحالخخة الحضخخور‪ ،‬وأمخخا حخخال الغيبخخة فل يطلقخخون علخخى حكخخم الصخخلة اسخخم‬
‫الوجوب‪ ،‬بل الستحباب‪ ،‬بناء علخخى ذهخخابهم حينئذ إلخخى الوجخخوب التخييخخري‬
‫مخخع كخخون الجمعخخة أحخخد الفرديخخن الواجخخبين تخييخخرا‪ .‬وخامسخخها حمخخل العخخدد‬
‫المخخذكور فخخي الخخخبر علخخى اعتبخخار حضخخور قخخوم مخخن المكلفيخخن بهخخا بعخخدد‬
‫المذكورين‪ ،‬أعني حضور سبعة وإن لم يكونوا عين المذكورين‪ ،‬نظخخرا إلخخى‬
‫فساد حمله على ظخخاهره مخخن اعتبخخار أعيخخان المخخذكورين لجمخخاع المسخخلمين‬
‫على عدم اعتباره وقد نبه على هذا التأويل شيخنا المتقدم السخخعيد أبخخو عبخخد‬
‫ال المفيد في كتاب الشخخراف فقخخال‪ :‬وعخخددهم فخخي عخخدد المخخام والشخخاهدين‬
‫والمشهور عليه والمتولي لقامة‬

‫ومتى كان في عهد النبي صلى ال عليخخه وآلخخه قخخاض يقضخخى بيخخن المسخخلمين دونخخه‪،‬‬
‫ومن الذى كان يضرب الحدود بين يديه ولم ينزل الحخخدود ال بعخخد سخخنوات‬
‫من قدومه المدينة‪ ،‬و‪ ...‬و‪ ..‬بل وكيف يصلون الجمعة في القرى‪ ،‬ول أثخخر‬
‫فيها من الولة والقضاة وغير ذلك‪.‬‬

‫]‪[179‬‬

‫الحد‪ .‬وسادسها أن المام المذكور فخخي الخخخبر‪ ،‬ل يتعيخخن حملخخه علخخى المخخام المطلخخق‬
‫أعني السلطان العادل‪ ،‬بل هو أعم منه‪ ،‬والمخختيقن منخخه كخخون الجماعخخة لهخخم‬
‫إمام يقتدون به حتى ل تصح صلتهم فخخرادى‪ ،‬ونحخخن نقخخول بخخه‪ .‬فخخان قيخخل‪:‬‬
‫قرينته الطلق‪ ،‬وعطف قاضيه عليه باعادة الضمير إليه‪ ،‬فان المام غيخخره‬
‫ل قاضي له‪ ،‬قلنا قد اضطررنا عن العدول عن ظاهره‪ ،‬لما ذكرناه مخخن عخخدم‬
‫اعتبخار قاضخيه وغيخره‪ ،‬فالمخام غيخره‪ ،‬وإن اعتبرنخا خصخوص المخام‪ ،‬فل‬
‫حجة فيه حينئذ و جاز إضافة القاضي إليه بأدنى ملبسخخة لن المجمخخل بخخاب‬
‫تأويل لمحل تنزيل‪ ،‬وباب التأويل متسع خصوصا مع دعاء الضخخرورة إليخخه‬
‫على كل حال‪ ،‬ونمنع من كون المام محمخخول علخخى السخخلطان خصوصخخا مخخع‬
‫وجود الصارف‪ .‬وسابعها أن العمل بظاهر الخخخبر يقتضخخي أن ل يقخخوم نخخائبه‬
‫مقامه )‪ (1‬وهو خلف إجماع المسلمين‪ ،‬فهو قرينة اخرى على كون المام‬
‫ليخخس هخخو المطلخخق‪ ،‬أو محمخخول علخخى العخخدد المقخخدم أو غيخخره‪ .‬وثامنهخخا أنخخه‬
‫معارض بما رواه محمد بن مسلم راوي هذا الحديث في الصخخحيح )‪ (2‬عخخن‬
‫أحدهما عليه السلم قال‪ :‬سألته عخن انخاس فخي قريخخة هخل يصخخلون الجمعخة‬
‫جماعة ؟ قخال‪ :‬نعخم يصخخلون أربعخا إذا لخم يكخن فيهخم مخخن يخطخب‪ ،‬ومفهخخوم‬
‫الشرط أنه إذا كان فيه مخن يخطخب يصخلون الجمعخة ركعختين )ومخن( عامخة‬
‫فيمن يمكنه الخطبة‪ ،‬الشامل لمنصوب المام و‬

‫)‪ (1‬قد عرفت أنه ل يعقل النيابة عن المام وانه ينصب المام واليا علخخى المسخخلمين‬
‫فيكون ولى أمرهم ويصلى بهم صخخلة الجمعخخة أو ينصخخب أحخخدا ليقيخخم لهخخم‬
‫صلواتهم بالجمة و الجماعات كأنه وله علخى تلخك المصخخلحة مخخن مصخخالح‬
‫المسلمين‪ ،‬وال فل معنى لن ينوب عن المام في صلته‪ (2) .‬التهذيب ج‬
‫‪ 1‬ص ‪.321‬‬

‫]‪[180‬‬

‫غيره‪ ،‬ومفهوم الشرط حجة عند المحققين )‪ (1‬وإذا تعارضت روايخخة الرجخخل الواحخد‬
‫سقط الستدلل بها فكيف مع حصول الترجيح لهذا الجانب بصخخحة طريقخخه‪،‬‬
‫وموافقته لغيره من الخبار الصحيحة‪ ،‬وغير ذلخخك ممخخا علخخم‪ ،‬انتهخخى كلمخخه‬
‫رفع ال في الجنان مقامه‪ .‬وأقول‪ :‬حاصل كلمخه قخدس سخره أن فخي الخخبر‬
‫جهات كثيرة من الضعف متنا أيضا كما أنه ضعيف سخخندا لن متنخخه مشخختمل‬
‫إما على مخخا لخم يعمخخل بظخخاهره أحخد كاشخختراط المخخام فخخانه قخخد انعقخخد إجمخخاع‬
‫المسلمين على عدم اشتراطه بخصوصخخه‪ ،‬بخخل يقخخوم نخخائبه الخخخاص مقخخامه‪،‬‬
‫وإن قيد بحضوره عليه السلم سقط الستدلل رأسخخا وكخخذا انعقخخد إجمخخاعهم‬
‫على عدم اعتبار أحد من الستة الباقية بخصوصهم‪ ،‬وإما على مخخا لخخم يعمخخل‬
‫به الكثر من اشتراط السبعة في الوجخخوب‪ ،‬فخخان أكخخثرهم يكتفخخون بالخمسخخة‬
‫كما عرفت‪ ،‬فل يمكنهم الستدلل به‪ ،‬مخخع أن معارضخخته لكخخثير مخخن الخبخخار‬
‫مما يضعفه‪ .‬ولو حملنا الخبر على أن المراد به بيان الحكمخخة )‪ (2‬لشخختراط‬
‫هذا العدد‪،‬‬

‫)‪ (1‬لكنه قد ذهب عليه قدس سره أن ما تضمنه الصخخحيحة هخخو شخخرط النعقخخاد فخخان‬
‫الخطبة من أركان صلة الجمعة أو هي كالركن لها بحيث إذا لم يكن فيهخخم‬
‫مخخن يخطخخب لخخم يتحقخخق صخخلة الجمعخخة وصخخلوا أربعخخا‪ ،‬وهخخذا غيخخر شخخرط‬
‫الوجوب الذى تضمنته الرواية المتقدمة على ما عرفت معنخخاه‪ .‬بخخل وهكخخذا‬
‫اشتراط العدد‪ ،‬سواء قلنا بالخمسخخة أو السخخبعة‪ ،‬فخخان العخخدد شخخرط النعقخخاد‬
‫ناظرا إلى القخخرى الخختى ليخخس فيهخخا عخخدد كخخثير‪ ،‬وأمخخا فخخي المصخخار فشخخرط‬
‫الوجوب‪ ،‬وهو بسخط يخد المخام أو الخوالى المنصخوب مخن قبلخه يغنخى عخن‬
‫اشتراط العدد‪ ،‬فان بسط اليد ل يكون ال بجمع كثير ذوى عدة وعدد‪ ،‬وهو‬
‫واضح‪ (2) .‬لكنه في غاية البعد‪ ،‬على ما ستعرف من كلمخخه قخخدس سخخره‪،‬‬
‫انما أحوجهم إلى هخخذا الحمخخل البعيخخد‪ ،‬لعخخدم التفطخخن لمخخا ذكرنخخاه‪ ،‬وهخخو أن‬
‫يكون اشارة بأن صلة الجمعة من شؤن الحاكم الشرعي حقا‪.‬‬

‫]‪[181‬‬

‫لسقط عنه عمخدة الفسخاد‪ ،‬وعليخه قرينخة واضخحة‪ ،‬وهخو قخوله )ول تجخب علخى أقخل‬
‫منهم( ولو كان المراد خصوص الشخاص لقخخال )ول يجخخب علخخى غيرهخخم(‪،‬‬
‫فأشعر بذلك إلى أن المراد هذا العدد‪ ،‬وذكر الشخاص لبيخخان النكتخخة والعلخخة‬
‫في اعتبار العدد‪ ،‬وقد عرفت سابقا أنه ل يعتبر في تلك العلل اطخخراد‪ .‬وعلخخى‬
‫هذا الوجه ينتظم الكلم‪ ،‬ويتضح المرام‪ ،‬ويرتفع التنخخافي بينخخه وبيخخن سخخائر‬
‫الخبار‪ ،‬ولريب فخخي أن ارتكخاب مثخخل هخذا التكلخخف القليخل فخي الكلم بحيخخث‬
‫يكون أجزاء الكلم محمول على حقيقته‪ ،‬أولى من حمله على معنى ل يبقي‬
‫شئ على حقيقته‪ .‬وذلك مثل أن يقول رجل أحضر عندي زيدا وعمرا وبكرا‬
‫وخالدا وسعيدا ورشيدا ثم يقول كان غرضي من زيد إما زيد أو نائبه‪ ،‬ومن‬
‫ساير الشخاص كل من كان من أهل اصفهان فانه في غاية البعد والركاكة‪،‬‬
‫بخلف ما إذا قال‪ :‬كان ذكر هذه الجماعة على سبيل المثال‪ ،‬وكخخان الغخخرض‬
‫إحضار هذا العدد‪ ،‬فل يريب عاقل في أن الخير أقرب إلى حقيقخة كلمخخه‪ ،‬ل‬
‫سيما وإذا ضم إليه قوله )ول تحضر أقل من سخخبعة( خصوصخخا إذا كخخان فخخي‬
‫ذكر خصوص هؤلء إشارة إلى حكمة لطيفة كما في ما نحن فيخخه‪ .‬وتفصخخيل‬
‫الكلم في ذلك أن قوله‪) :‬المام وقاضيه( يحتمل وجوها من العخخراب الول‬
‫أن يكون بدل من قوله‪) :‬سبعة نفر( الثاني أن يكون خبر مبتدء محذوف أو‬
‫مبتدء محذوف الخبر‪ ،‬الثالث أن يكخخون فخخي الكلم تقخخدير مضخخاف أو نحخخوه‪،‬‬
‫الرابع أن يكون الظرف أعنخخي )منهخخم( خخخبره‪ .‬أمخخا الول‪ ،‬فل يسخختقيم عليخخه‬
‫قخخوله‪) :‬ومخخدعيا حخخق وشخخاهدان( إل بتكلخخف عظيخخم‪ ،‬والثخخانى يمكخخن تقخخدير‬
‫المبتدء أعني هو المام‪ ،‬فيوافق فهخخم القخخوم‪ ،‬إن حمخخل علخخى الحقيقخخة‪ ،‬وقخخد‬
‫عرفت أنه ل يمكن حمله عليه على طريقتهم أيضا لعخخدم تعيخخن المخخام عليخخه‬
‫السلم ول أحخد مخن المخذكورين‪ ،‬فلبخد مخخن حملخه علخى الفخرد والمثخال‪ ،‬أو‬
‫الكمل والفضخخل‪ ،‬أو بيخخان الحكمخخة فخي خصخخوص العخدد‪ ،‬مخخع أن معارضخته‬
‫لساير الخبار‬
‫]‪[182‬‬

‫من جهة مفهوم اللقب أو الوصف‪ :‬والول غيخر حجخة‪ ،‬والثخاني علخى تقخدير حجيتخه‬
‫معارض بمنطوق ساير الخبار‪ ،‬بل بصدر هذا الخبر أيضخخا إذ ظخخاهر قخخوله‪:‬‬
‫)سبعة نفر من المؤمنين( وقوله‪) :‬ول تجب على أقل منهم( الكتفاء بالعخدد‬
‫مع خصوصية اليمان من غيخخر اشخختراط خصوصخخية اخخخرى‪ .‬ويمكخخن تقخخدير‬
‫الخبر أي )منهم( وتكون الفائدة رفع توهم اشتراط كون السبعة غير المخخام‬
‫ومن يكون معه من خدمه وأتباعه المخصوصين به عليخخه السخخلم كمخخا ورد‬
‫في خبر آخر )‪ (1‬في هذا المقخخام )أحخخدهم المخخام( لرفخخع تخخوهم أن المقصخخود‬
‫تمام العدد بغيره‪ ،‬و ل يبعد مثل هذا التوهم من السائل والمستمعين‪ ،‬فيكون‬
‫على هذا الحتمال على التعميم أدل وكخخذا الحتمخخال الرابخخع وهخخو أظهخخر مخخن‬
‫حيث إنه ل يحتاج إلى تقخخدير مبتخخدأ أو خخخبر‪ ،‬وحخخذف متعلخخق القخخل والكخخثر‬
‫شايع ذايع‪ ،‬بل حذفه أكثر من ذكره‪ .‬وأما الثخخالث أي تقخخدير مضخخاف كالمثخخل‬
‫ونحوه فيدل على ما ذكرنخخا لكنخخه مخخع الول مشخخترك الفسخخاد‪ ،‬فخخإذا كخخان فخخي‬
‫الخخخبر هخخذه الحتمخخالت‪ ،‬فكيخخف يسخختقيم جعلخخه ببعخخض محتملتخخه البعيخخدة‬
‫معارضخخة للخبخخار الصخخريحة الصخخحيحة‪ ،‬مخخع أنخخه يمكخخن حملخخه علخى زمخخان‬
‫الحضور كما يومي إليه الخبر‪ ،‬وذكره الفاضل المتقدم‪ ،‬ولو قخخدر التعخخارض‬
‫بينه و بين سائر الخبار لوجب العمل بها دونه لحصتها وكثرتهخخا‪ ،‬وكونهخخا‬
‫موافقة للكتاب العزيز كما مر فخخي بخخاب ترجيخخح الخبخخار المتعارضخخة‪- 17 .‬‬
‫العروس‪ :‬باسناده‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬ليخخس تكخخون جمعخخة إل‬
‫بخطبة وإذا كان بين الجماعتين في الجمعة ثلثة أميخخال فل بخخأس أن يجمخخع‬
‫هؤلء وهؤلء‪ .‬بيان‪ :‬روى الشيخ )‪ (2‬هذا الخبر سخخند حسخخن بخخابراهيم بخخن‬
‫هاشم عن محمد بن‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى‪ 167 :‬تحقيق المصطفوى‪ ،‬ولفظه قخخال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬إذا‬
‫اجتمع خمسة أحدهم المام فلهم أن يجمعوا‪ ،‬ذيخخل حخخديث طويخخل‪ .‬وسخخيأتى‬
‫تحت الرقم ‪ (2) .59‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.252‬‬

‫]‪[183‬‬

‫مسلم عن أبي جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬يكخخون بيخخن الجمخخاعتين ثلثخخة أميخخال يعنخخي ل‬
‫تكون جمعة إل فيما بينه وبين ]ثلثة أميال‪ ،‬فخخإذا كخخان بيخخن الجمخخاعتين فخخي‬
‫الجمعة ثلثة أميال[ )‪ (1‬فل بخخأس أن يجمخخع هخخؤلء ويجمخخع هخخؤلء‪ ،‬ونقخخل‬
‫الفاضلن وغيرهما اتفاق الصحاب على اعتبار وحدة الجمعة‪ ،‬بمعنخخى أنخخه‬
‫ل يجوز إقامة جمعتين بينهما أقل مخخن فرسخخخ‪ .‬وذكخخر بعخخض الصخخحاب أنخخه‬
‫يعتبر الفرسخ من المسجد إن صليت في مسجد‪ ،‬وإل فمن نهاية المصخخلين‪،‬‬
‫ولو كان بعضهم بحيث ل يبلخخغ البعخخد بينخخه وبيخخن الجمعخخة الخخخرى النصخخاب‬
‫دون من صواه‪ ،‬مما تم بهم العخدد‪ ،‬فيحتمخل بطلن صخخلته خاصخخة‪ ،‬وبطلن‬
‫المجموع والخير أحوط بل أظهر‪ .‬ومنه‪ :‬باسخخناده عخخن الصخخبغ بخخن نبخخاته‪،‬‬
‫عن علي عليه السلم قال‪ :‬إذا قال الرجل يوم الجمعة صخخه ! فل صخخلة لخخه‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬باسناده عن الصادق عليه السخخلم قخال‪ :‬نهخخى رسخخول الخ صخلى الخ‬
‫عليه وآله عن الكلم يوم الجمعة والمام يخطب‪ ،‬فمخخن فعخخل ذلخك فقخد لغخى‪،‬‬
‫ومن لغى فل جمعة له‪ .‬بيان‪) :‬صه( وفي بعض الروايخخات )مخخه( وهخخو اسخخم‬
‫فعل بمعنى اسكت‪ ،‬والظخخاهر أن المخخراد قخخول ذلخخك فخخي وقخخت الخطبخخة‪ ،‬وهخخو‬
‫غايخخة المبالغخخة فخخي تخخرك الكلم أي وإن كخخان الكلم قليل ومتعلقخخا بمصخخلحة‬
‫الصلة‪ ،‬فهو مناف لكمالها )فقد لغى( أي أتخخى بلغخخو‪ ،‬وكلم باطخخل فخخي غيخخر‬
‫موقعه‪ ،‬قال في النهاية لغى النسان يلغو إذا تكلم بالمطرح من القول بمخخا ل‬
‫يعني‪ ،‬وفيه‪ :‬من قخخال لصخخاحبه والمخخام يخطخخب )صخخه( فقخد لغخى‪ ،‬والحخخديث‬
‫الخر من مس الحصى فقخخد لغخخى أي تكلخخم وقيخخل عخخدل مخخن الصخخواب‪ ،‬وقيخخل‬
‫خاب‪ ،‬والصل الول انتهى‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ بغخخى بالبخخاء والول أشخخهر‬
‫وأظهر‪ - 18 .‬أقول‪ :‬وجدت في أصل قديم من اصول اصحابنا مرفوعخخا عخخن‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬من ترك الجمعخخة ثلثخخا متتابعخخة لغيخخر علخخة‬
‫كتب منافقا‪.‬‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط عن ط الكمبانى‪.‬‬

‫]‪[184‬‬

‫وقال عليه السلم‪ :‬تؤتى الجمعة ولوحبوا‪ - 19 .‬مجالس الصدوق‪ :‬عن الحسين بخخن‬
‫إبراهيم بن ناتانه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫أبي زياد النهدي‪ ،‬عن ابن بكير قال‪ :‬قال الصادق عليه السخخلم مخخا مخخن قخخدم‬
‫سعت إلى الجمعة إل حرم ال جسدها علخخى النخخار )‪ .(1‬بيخخان‪) :‬جسخخدها( أي‬
‫جسد القدم من إضافة اكل إلى الجزء‪ ،‬وفي بعض النسخخخ جسخخده‪ ،‬فالضخخمير‬
‫راجخخع إلخخى صخخاحب القخخدم بقرينخخة المقخخام‪ - 20 .‬المجخخالس‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫موسى بن المتوكل‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن أبي نصر البزنطي‪ ،‬عن مفضل بن عمر‪ ،‬عن جابر ابن يزيد‪ ،‬عخخن‬
‫أبي جعفر الباقر عليه السلم قخخال‪ :‬إذا كخخان حيخخن يبعخخث الخ تبخخارك وتعخخالى‬
‫العبادات باليام‪ ،‬يعرفها الخلئق باسمها وحليتها‪ ،‬يقدمها يخخوم الجمعخخة‪ ،‬لخخه‬
‫نور ساطع تتبعه ساير اليام كأنها عروس كريمة ذات وقار تهخخدى إلخخى ذي‬
‫حلم ويسار‪ ،‬ثم يكون يوم الجمعة شاهدا وحافظا لمن سارع إلى الجمعة‪ ،‬ثم‬
‫يدخل المؤمنون الجنة على قدر سخخبقهم إلخخى الجمعخخة )‪ .(2‬كتخخاب العخخروس‪:‬‬
‫باسناده عن جابر مثله إل أن فيه بأسخخمائها وفيخخه )إلخخى ذي حلخخم وشخخأن ثخخم‬
‫يكون يوم الجمعة شاهدا لمن حافظ وسارع(‪ .‬بيان‪ :‬قدم القوم كنصر وعلخخى‬
‫التفعيل أي تقدمهم‪) ،‬إلى الجمعة( أي إلخخى صخخلة الجمعخخة‪ - 21 .‬المجخخالس‪:‬‬
‫عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانه‪ ،‬عخن علخي بخخن إبراهيخم‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن‬
‫حماد‪ ،‬عخخن حريخخز‪ ،‬عخخن زرارة‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬صخخلة‬
‫الجمعة فريضة‪ ،‬والجتماع إليها فريضة مع المام‪ ،‬فان ترك رجل من غيخخر‬
‫علة ثلث جمع فقد ترك ثلث فرائض‪ ،‬ول يدع ثلث فرائض من غيخخر علخخة‬
‫إل منافق‪.‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .221‬أمالى الصدوق ص ‪.238‬‬

‫]‪[185‬‬

‫وقال عليه السلم‪ :‬من ترك الجماعة رغبة عنها وعخن جماعخخة المسخلمين مخن غيخخر‬
‫علة فل صلة له )‪ .(1‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب ابن يزيد‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريخخز وفضخخيل‪ ،‬عخخن‬
‫زرارة مثله )‪ .(2‬المحاسن‪ :‬عن أبي محمخخد‪ ،‬عخخن حمخخاد مثلخخه إلخخى قخخوله إل‬
‫منخخافق )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬هخخذا الحخخديث الصخخحيح صخخريح فخخي وجخخوب الجمعخخة‪،‬‬
‫وباطلقه بل عمومه شامل لزمان الغيبة‪ ،‬ومعلوم أن الظاهر من المخخام فخخي‬
‫مثل هذا المقام إمام الجماعة‪ ،‬و قد عرفت أنه ل معنى لخذ المخخام أو نخخائبه‬
‫في حقيقة الجمعة‪ ،‬والعهد إنما يعقل الحمل عليه إذا ثبت عهد‪ ،‬ودلت عليخخه‬
‫قرينة‪ ،‬وههنا مفقود‪ ،‬وحمل مثل هذا التهديد العظيم علخخى الكراهخخة أو تخخرك‬
‫المستحب في غاية البعد‪ ،‬ول يحمل عليه إل مع معارض قوي وههنخخا غيخخر‬
‫معلوم كما ستعرف‪ - 22 .‬تفسير القمخخى‪ (4) :‬عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن أحمد‪ ،‬عن الحسين ابن سعيد‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير أنه عليه السخخلم سخخئل عخخن الجمعخخة كيخخف يخطخخب المخخام ؟ قخخال‪:‬‬
‫يخطب قائما‪ ،‬فان ال يقول )وتركوك قائما( )‪ .(5‬بيان‪ :‬ظاهره وجوب كون‬
‫الخطيب قائما‪ ،‬ونقل عليه في التذكرة الجماع مع القخخدرة‪ ،‬فأمخخا مخخع عجخخزه‬
‫فالمشهور جواز الجلوس‪ ،‬وقيل‪ :‬يجب حينئذ الستنابة‪ ،‬و المسألة ل تخلخخو‬
‫مخخن إشخخكال‪ ،‬وهخخل يجخخب اتحخخاد الخطيخخب والمخخام ؟ فيخخه قخخولن‪ ،‬والحخخوط‬
‫التحاد‪.‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .290‬ثواب العمال‪ (3) .209 :‬المحاسخخن‪(4) .85 :‬‬
‫في ط الكمبانى قرب السناد وهو سهو‪ (5) .‬تفسير القمى‪.679 :‬‬

‫]‪[186‬‬
‫‪ - 23‬مجالس الصدوق‪ :‬بالسناد المتقدم في مناهي النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه أنخخه‬
‫نهى عن الكلم يوم الجمعة والمام يخطب‪ ،‬فمن فعخخل ذلخخك فقخخد لغخخى‪ ،‬ومخخن‬
‫لغى فل جمعة له )‪ - 24 .(1‬قرب السناد‪ :‬عن السندي بن محمد‪ ،‬عن أبي‬
‫البختري‪ ،‬عن جعفر عن أبيه‪ ،‬أن عليخخا عليخخه السخخلم كخخان يكخخره رد السخخلم‬
‫والمام يخطب )‪ .(2‬ومنه‪ :‬بهذا السناد عن علخخي عليخخه السخخلم قخال‪ :‬يكخخره‬
‫الكلم يوم الجمعة والمام يخطب‪ ،‬وفي الفطر والضخخحى والستسخخقاء )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬كراهة رد السلم لعله محمول على التقية‪ ،‬إذ ل يكون حكمها أشد من‬
‫الصلة )‪ (4‬ويمكن حمله علخى مخا إذا رد غيخخره‪ ،‬قخال العلمخخة فخي النهايخخة‪:‬‬
‫ويجوز رد السلم بل يجب لنه كذلك في الصلة‪ ،‬وفي الخطبخة أولخى‪ ،‬وكخذا‬
‫يجوز تسميت العاطس وهل يستحب ؟ يحتمل ذلك لعموم المخخر بخخه‪ ،‬والعخخدم‬
‫لن النصات أهم‪ ،‬فانه واجخخب علخخى القخخوى انهخخى‪ ،‬والكراهخخة الخخواردة فخخي‬
‫الكلم غير صريح في الكراهة المطلحة لما عرفخخت مخرارا‪ .‬وظخاهره شخمول‬
‫الحكم لمن لم يسمع الخطبخخة أيضخخا‪ ،‬قخخال العلمخخة فخخي النهايخخة‪ :‬و هخخل يجخخب‬
‫النصات على من لم يسمع الخطبة ؟ الولى المنع‪ ،‬لن غايته الستماع فله‬
‫أن يشتغل بذكر وتلوة‪ ،‬ويحتمل الوجوب لئل يرتفع اللغط‪ ،‬ول يتداعى إلخخى‬
‫منع السامعين عن السماع‪ - 25 .‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن بخخن‬
‫علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن المخخام إذا خخخرج يخخوم‬
‫الجمعة‪ ،‬هل يقطع خروجه الصلة أو يصلي الناس‬

‫)‪ (1‬أمالى الصخخدوق‪ (2) .255 :‬قخخرب السخخناد‪ (3) .91 :‬قخخرب السخخناد‪(4) .92 :‬‬
‫راجع في ذلك ج ‪ 84‬ص ‪.269‬‬

‫]‪[187‬‬

‫وهو يخطب ؟ قال‪ :‬ل تصخخلح الصخخلة والمخخام يخطخخب‪ ،‬إل أن يكخخون قخخد صخخلى ركعخخة‬
‫فيضيف إليها اخرى‪ ،‬ول يصلي حتى يفرغ المام من خطبتخخه )‪ .(1‬وسخخألته‬
‫عن القراءة في الجمعة بما يقرء ؟ قال عليه السلم‪ :‬بسخخورة الجمعخخة‪ ،‬وإذا‬
‫جاءك المنافقون‪ ،‬وإن أخذت في غيرها‪ ،‬وإن كان قل هو الخ أحخخد فاقطعهخخا‬
‫من أولها‪ ،‬و ارجخخع إليهخخا )‪ .(2‬وسخخألته عخخن القعخخود فخخي العيخخدين والجمعخخة‬
‫والمام يخطب كيف أصنع ؟ أستقبل المام أو أستقبل القبلخخة ؟ قخخال اسخختقبل‬
‫المام )‪ .(3‬قال‪ :‬وقال أخي‪ :‬يخخا علخخي بمخخا تصخخلي فخخي ليلخخة الجمعخخة ؟ قلخخت‪:‬‬
‫بسخخورة الجمعخخة وإذا جخخاءك المنخخافقون‪ ،‬فقخخال‪ :‬رأيخخت أي يصخخلي فخخي ليلخخة‬
‫الجمعة بسورة الجمعة وقل هو ال أحدو في الفجر بسخخورة الجمعخخة وسخخبح‬
‫اسم ربك العلى وفي الجمعخخة بسخخورة الجمعخخة وإذا جخخاءك المنخخافقون )‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬يدل على كراهة الصلة في حخخال الخطبخخة‪ ،‬قخخال العلمخخة فخخي النهايخخة‪:‬‬
‫يستحب لمن ليس في الصلة أن ل يفتتحهخخا‪ ،‬سخخواء صخخلى أول‪ ،‬ومخخن كخخان‬
‫في الصلة خففها لئل‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬قرب السناد‪ (3) .128 :‬قرب السناد‪ ،129 :‬ووجخخه الحخخديث مخخا مخخر مخخن‬
‫قوله عزوجل )فاسخخعوا إلخى ذكخخر الخ وذروا الخخبيع( حيخخث أن السخخعي انمخخا‬
‫يكون إلى استماع الخطبة‪ ،‬وفيها ذكر ال عزوجخخل بمحامخخده ونعمخخه علخخى‬
‫المسلمين‪ ،‬حيث أظهرهم على الدين‪ ،‬فعلى هذا يجب استماع الخطبخخة كمخخا‬
‫اتخذه رسول ال سنة فل يصخخح ال بالسخختقبال المخخام الخطيخخب‪ :‬ليعخخى مخخا‬
‫يذكره‪ ،‬ول يصلح حين الخطبة ال النصات لها ولخخو كخخان بعيخخدا ل يسخخمع‪،‬‬
‫كما في مورد جهر المام وهو ل يسمع‪ ،‬ول يصخخح صخخلته حينخخذاك‪ ،‬حخختى‬
‫أنه لو شرع فيها‪ ،‬ولو يركع بعد‪ ،‬سخلم علخى النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وجلس للستماع بانصات وإذا كان ركع خفف صخخلته وسخخلم‪ ،‬ولخخو خخخالف‬
‫ذلك عصى‪ (4) .‬قرب السناد‪(*) .129 :‬‬

‫]‪[188‬‬

‫يفوته سماع أول الخطبة‪ ،‬ولقول أحدهما عليه السلم إذا صعد المام المنخخبر يخطخخب‬
‫فل يصلي الناس مادام المام على المنبر‪ ،‬والكراهيخخة تتعلخخق بالشخخروع فخخي‬
‫الخطبة ل بالجلوس على المنبر‪ ،‬ولو دخل والمام في آخخخر الخطبخخة وخخخاف‬
‫فوت تكبيرة الحرام‪ ،‬لم يصل التحية‪ ،‬لن إدراك الفريضة من أولهخخا أولخخى‪،‬‬
‫وأما الداخل في أثناء الخطبة فالقرب أنه كذلك للعمخخوم انتهخخى‪ .‬ويخخدل علخخى‬
‫لزوم قراءة الجمعة والمنافقين فخخي الجمعخخة‪ ،‬والمشخخهور تأكخخد السخختحباب‪،‬‬
‫وذهب المرتضى إلى الوجخخوب‪ ،‬والول أقخوى‪ ،‬والثخاني أحخخوط‪ ،‬ويخدل علخى‬
‫رجحان العدول من التوحيخخد إليهمخخا فخخي الجمعخخة‪ ،‬وهخخذا هخخو المشخخهور بيخخن‬
‫الصحاب ولكن خص بعضهم الحكم بعدم تجخخاوز النصخخف‪ ،‬وأطلخخق بعضخخهم‬
‫كما هو ظاهر الخبر‪ ،‬وألحق الكثر بالتوحيد الجحد‪ ،‬لكن لم يخخرد فيمخخا رأينخخا‬
‫من النصوص مع أنه ورد إطلق المنع عن العدول عنهما‪ ،‬وقخخد مخخر بعخخض‬
‫القول في ذلك في باب القراءة‪ .‬ويدل على استحباب استقبال الناس الخطيب‬
‫بأن ينحرفوا عن القبلة ويتوجهوا إليه‪ ،‬ويحتمل أن يكون الحكم مخصوصخخا‬
‫بمخخن يكخخون خلخخف المخخام كالصخخوف المتقدمخخة علخخى المنخخبر‪ ،‬أو مخخن يخخأتي‬
‫لستماع الخطبة من بعيد فيقف أو يجلس خلف المنبر‪ ،‬وأما الصخخوف الخختي‬
‫المنبر بحذائهم‪ ،‬فل يلزم انحرافهم‪ ،‬ويكفيهم التوجه إلى الجانب الذي المام‬
‫فيخخه‪ .‬وكلم العلمخخة يخخدل علخخى الول‪ ،‬حيخخث قخخال فخخي المنتهخخى‪ :‬يسخختحب أن‬
‫يستقبل الناس الخطيب‪ ،‬فيكون أبلغ في السماع‪ ،‬وهو قول عامة أهل العلم‪،‬‬
‫إل الحسن البصري فانه استقبل القبلة ولم ينحرف إلى المام‪ ،‬وعخخن سخخعيد‬
‫بن المسيب أنه كان ل يستقبل هشام بن إسماعيل إذا خطب‪ ،‬فوكل به هشام‬
‫شرطيا ليعطفه إليه‪ ،‬لنا ما رواه الجمهور عن عدي بن ثابت عخن أبيخه عخن‬
‫جخخده قخخال‪ :‬كخخان النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إذا قخخام علخخى المنخخبر اسخختقبله‬
‫أصحابه بوجخخوههم‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬إنمخخا يسخختحب هخخذا للقريخخب بحيخخث يحصخخل لخخه‬
‫السماع أو شدته‪،‬‬

‫]‪[189‬‬

‫وأما البعيد الذي ل تبلغه الصخخوات‪ ،‬فخخالقرب عنخخدي أنخخه ينبغخخي لخخه اسخختقبال القبلخخة‬
‫انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬يمكن حمل حديث بل كلم العلمة أيضا عل اللتفات بخخالوجه‬
‫فقخخط‪ ،‬وإن كخخان بعيخخدا‪ ،‬لسخخيما عخخن كلمخخه قخخدس سخخره‪ ،‬ولعخخل فخخي قخخوله‪:‬‬
‫)بوجوههم( إيمخخاء إليخخه‪ ،‬وقخخد مخخرت الروايخخة نقل عخخن المقنخخع بخخالنهي عخخن‬
‫اللتفات‪ ،‬إل كما يجوز في الصلة‪ ،‬وظاهره اللتفات عن القبلة‪ - 26 .‬قخخرب‬
‫السناد‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمخخد بخخن أبخخي نصخخر‬
‫البزنطي عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬يقرء في ليلة الجمعة الجمعة‪ ،‬وسبح‬
‫اسم ربك العلى‪ ،‬وفي الغداة الجمعة وقل هو ال أحد‪ ،‬وفي الجمعة الجمعة‬
‫والمنافقين‪ ،‬والقنوت في الركعة الولى قبل الركوع )‪ - 27 .(1‬تفسير على‬
‫بن ابراهيم‪) :‬يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد( )‪ (2‬قال‪ :‬فخخي العيخخدين‬
‫والجمعة‪ ،‬يغتسل ويلبس ثيابا بيضا )‪ - 28 .(3‬مجالس الصدوق‪ :‬عن أحمد‬
‫بن هاروى الفامي‪ ،‬عن محمد بن جعفر ابن بطخخة‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن إسخخحاق‪،‬‬
‫عن بكر بن محمد‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عخخن آبخخائه عليهخخم السخخلم قخخال‪ :‬قخخال أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ :‬الناس في الجمعة على ثلثخة منخازل‪ :‬رجخل شخهدها‬
‫بانصات و سكون قبل المام‪ ،‬وذلك كفارة لخخذنوبه مخخن الجمعخخة إلخخى الجمعخخة‬
‫الثانية وزيادة ثلثة أيام لقول ال عزوجخل‪) :‬مخن جخاء بالحسخنة فلخه عشخر‬
‫أمثالها( )‪ (4‬ورجل شهدها بلغط وملق وقلخخق‪ ،‬فخخذلك حظخخه‪ ،‬ورجخخل شخخهدها‬
‫والمام يخطب فقام يصلي فقد أخطأ السنة‪ ،‬وذلك ممن إذا سأل ال عزوجل‬
‫إن شاء أعطاه وإن شاء‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 158‬ط حجر ‪ 211‬ط نجخخف‪ (2) .‬العخخراف‪ (3) .31 :‬تفسخخير‬
‫القمى‪ (4) .214 :‬النعام‪.160 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫حرمه )‪ .(1‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسين بن عبيدال الغضخخائري‪ ،‬عخخن‬
‫الصادق عليه السلم مثله )‪ .(2‬قرب السناد‪ :‬عن أحمد بن إسخخحاق مثلخخه )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬في القاموس اللغطة ويحرك الصوت والجبلة‪ ،‬أو أصوات مبهمخخة‬
‫لتفهم وقال ملقه بالعصا ضربه‪ ،‬وفلن سار شديدا‪ ،‬والملق محركخخة ألطخخف‬
‫الحضر وأسرعه‪ ،‬وقال‪ :‬القلق محركة النزعخاج انتهخى‪ ،‬وليخس الملخق فخي‬
‫بعض النسخ‪ - 29 .‬مجالس الصدوق‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عخخن‬
‫حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السخخلم‪ :‬القنخخوت فخخي‬
‫الوتر كقنوتك يوم الجمعة تقول في دعاء القنخخوت‪ :‬اللهخخم تخخم نخخورك فهخخديت‬
‫فلخك الحمخخد ربنخخا‪ ،‬وبسخخطت يخخدك فخخأعطيت فلخك الحمخخد ربنخخا‪ ،‬وعظخخم حلمخخك‬
‫فعفخخوت فلخخك الحمخخد ربنخخا‪ ،‬وجهخخك أكخخرم الوجخخوه‪ ،‬وجهتخخك خيخخر الجهخخات‪،‬‬
‫وعطيتك أفضل العطيات‪ ،‬وأهنأها‪ ،‬تطاع ربنا فنشكر‪ ،‬و تعصي ربنخخا فتغفخخر‬
‫لمن شئت‪ ،‬تجيب المضطر وتكشف الضر وتشفي السقيم وتنجي من الكرب‬
‫العظيم‪ ،‬ل يجزي بخخآلئك أحخخد‪ ،‬ول يحصخخي نعمخخاءك قخخول قخخائل‪ .‬اللهخخم إليخخك‬
‫رفعت البصخخار‪ ،‬ونقلخخت القخدام‪ ،‬ومخدت العنخاق‪ ،‬ورفعخت اليخدي ودعيخخت‬
‫باللسن‪ ،‬وتحوكم إليك فخخي العمخخال‪ ،‬ربنخخا اغفخخر لنخخا وارحمنخخا وافتخخح بيننخخا‬
‫وبين خلقك بالحق وأنت خير الفاتحين‪ .‬اللهم إنا نشخخكو غيبخخة نبينخخا‪ ،‬وشخخدة‬
‫الزمان علينا‪ ،‬وقوع الفتن‪ ،‬وتظاهر العداء‪ ،‬وكخخثرة عخخدونا‪ ،‬وقلخخة عخخددنا‪،‬‬
‫فافرج ذلك يا رب بفتح منك تعجله‪ ،‬و نصر منك تعزه‪ ،‬وإمام عخخدل تظهخخره‪،‬‬
‫إله الحق رب العالمين )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمخخالى الصخخدوق‪ (2) .223 :‬أمخخالى الطوسخخى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .44 - 45‬قخخرب‬
‫السناد ص ‪ 97‬ط حجر‪ (4) .‬أمالى الصدوق‪.235 :‬‬

‫]‪[191‬‬

‫مجالس ابن الشيخ‪ :‬عن الحسين بن عبيخخدال الغضخخائري‪ ،‬عخخن الصخخدوق مثلخخه )‪.(1‬‬
‫‪ - 30‬المتهجد وجمال السبوع‪ :‬روى حريخخز‪ ،‬عخخن زرارة‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم قال‪ :‬في قنوتك يوم الجمعة تقول قبل دعخخائك‪ :‬اللهخخم تخخم نخخورك‬
‫إلى قوله أكرم الوجوه‪ ،‬وجاهك أكرم الجاه‪ ،‬وجهتك( إلى قوله‪) :‬فتغفر لمن‬
‫شئت فلك الحمد تجيب( إلى قوله )و تكشف الضر وتنجي من الكرب العظيم‬
‫وتقبل التوبة وتشفي السقيم( وفي بعض النسخ )السقم وتعفو عن الذنب ل‬
‫يجخخزي أحخخد بخخآلئك ول يبلخخغ نعمخخاءك( إلخخى قخخوله‪) :‬باللسخخن وتقخخرب إليخخك‬
‫بالعمال( إلى قوله‪) :‬بيننا وبين قومنا بالحق( إلى قوله )إله الحق آمين( )‬
‫‪ .(2‬بيخخان‪ :‬فخخي القخخاموس الجهخخة مثلثخخة‪ ،‬والخخوجه بالضخخم والكسخخر الجخخانب‬
‫والناحية‪ ،‬يقال‪ :‬فرج ال الهم يفرجه كشفه كفرجه‪ ،‬وقد مر في قنوت الوتر‬
‫)‪ (3‬ول يخفى على المنصف دللخخة هخخذا الخخدعاء المنقخخول بأسخخانيد صخخحيحة‬
‫على رجحان صلة الجمعة‪ ،‬بل وجوبهخخا فخخي زمخخان الغيبخخة‪ ،‬لشخختماله علخخى‬
‫أحوال الغيبة‪ ،‬وإذا جازت في الغيبة فهي واجبة عينخخا لعخخدم اسخختناد التخييخخر‬
‫إلى حجة كما ستعرف‪) 31 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد الخخ‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبخخي بصخخير‬
‫ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‪ ،‬عن آبائه عليهخخم السخخلم قخخال‪:‬‬
‫قال أمير المخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬ل يكخخون السخخهو فخي الجمعخة )‪ .(4‬وقخال‬
‫عليه السخخلم‪ :‬القنخخوت فخخي صخخلة الجمعخخة قبخخل الركخخوع ويقخخرء فخخي الولخخى‬
‫الحمدو‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .48 - 47‬مصباح المتهجد‪ (3) .256 :‬راجع ج‬
‫‪ 87‬ص ‪ (4) .199‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 164‬في كلم له‪.‬‬

‫]‪[192‬‬

‫الجمعة‪ ،‬وفي الثانية الحمد والمنافقين )‪ - 32 .(1‬العلل‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن يعقوب ؤن يزيد‪ ،‬عن حماد عن حريخخز عخن زراة‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم في حديث طويل يقول‪ :‬اقخخرء سخخورة الجمعخخة والمنخخافقين‪ ،‬فخخان‬
‫قراءتهما سنة يوم الجمعة فخخي الغخخداة والظهخخر والعصخخر‪ ،‬ول ينبغخخي لخخك أن‬
‫تقرأ بغيرهما في صلة الظهر‪ ،‬يعني يوم الجمعة إماما كنت أو غيخخر إمخخام )‬
‫‪ - 33 .(2‬ثواب العمال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بخخن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫النوفلي عن السخخكوني‪ ،‬عخخن الصخخادق‪ ،‬عخخن آبخخائه عليهخخم السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أتخخى الجمعخخة إيمانخخا واحتسخخابا اسخختأنف‬
‫العمل )‪ .(3‬ومنه‪ :‬عن محمد بن الحسخخن‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخن الصخخفار‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪،‬‬
‫عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قال‪ :‬سمعنا أبا جعفخخر عليخخه السخخلم يقخخول‪:‬‬
‫من ترك الجمعة ثلثا متواليات بغير علة طبع ال على قلبه )‪ .(4‬المحاسن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن النضر مثله )‪ .(5‬بيان‪ :‬هذا الخبر مع صحته يدل على عمخخوم‬
‫وجوب الجمعة فخخي جميخخع الزمخخان لعمخخوم كلمخخة )مخخن( وفيخخه مخخن المبالغخخة‬
‫والتأكيخخد مخخا ل يخفخخى‪ ،‬إذا الطبخخع والختخخم ممخخا شخخاع اسخختعماله فخخي الكتخخاب‬
‫والسنة في الكفار والمنافقين الذين لمتناعهم من قبول الحق وتعصبهم في‬
‫الباطل كأنه ختم علخى قلخوبهم‪ ،‬فل يمكخن دخخول الحخق فيخه‪ ،‬أو هخو بمعنخى‬
‫الريق الذي يعلو المرآة والسيف أي ل ينطبع في قلوبهم صخورة الحخق كمخا‬
‫قال تعالى‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .165‬على اللشرايع ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .44‬ثواب العمخخال‪:‬‬
‫‪ ،34‬وفيخخخه‪ :‬الجماعخخخة بخخخدل الجمعخخخة‪ (4) .‬ثخخخواب العمخخخال‪(5) .209 :‬‬
‫المحاسن‪.85 :‬‬

‫]‪[193‬‬
‫)بل طبع الخ عليهخخا بكفرهخخم( )‪ (1‬وقخخال سخخبحانه‪) :‬بخخل ران علخخى قلخخوبهم مخخا كخانوا‬
‫يكسبون( )‪ (2‬والتخصيص بالثلثخخة لخخترتب مخخا يشخخبه الكفخخر ل ينخخافي كخخون‬
‫الترك مرة واحدة معصية‪ ،‬وظاهر أن المواظبخة علخى المكروهخات ل يصخير‬
‫سببا لمثل هذا التهديد البليغ‪ - 34 .‬فقه الرضا‪ :‬قال عليخخه السخخلم‪ :‬اعلخخم أن‬
‫ثلث صلوات إذا حل وقتهن ينبعي لك أن تبتدئ بهن‪ ،‬ول تصل بين أيديهن‬
‫نافلة‪ :‬صلة اسخختقبال النهخخار‪ ،‬وهخخي الفجخخر‪ ،‬وصخخلة اسخختقبال الليخخل‪ ،‬وهخخي‬
‫المغرب‪ ،‬وصلة يوم الجمعة‪ ،‬واقنخخت فخخي أربخخع صخخلوات‪ :‬الفجخخر والمغخخرب‬
‫والعتمة وصلة اگجمعة‪ ،‬والقنوت كلها قبل الركوع بعد الفراغ من القرءة )‬
‫‪ .(3‬ووقت الجمعة زوال الشمس ووقخخت الظهخخر فخخي السخخفر زوال الشخخمس‪،‬‬
‫ووقت العصر يوم الجمعة في الحضر نحو وقت الظهر في غير يوم الجمعة‬
‫)‪ .(4‬وقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬لكلم والمخخام يخطخخب يخخوم الجمعخخة‬
‫ول التفات‪ ،‬و إنما جعلت الجمعة ركعتين مخخن أجخخل الخطبخختين‪ ،‬جعلتخخا مكخخان‬
‫الركعتين الخيرتين فهخخي صخخلة حخختى ينخخزل المخخام )‪ .(5‬والخخذي جخخاءت بخخه‬
‫الخبخخار أن القنخخوت فخخي صخخلة الجمعخخة فخخي الركعخخة الولخخى بعخخد القخخراءة‬
‫فصحيح‪ ،‬وهخخو للمخخام الخخذي يصخخلي ركعخختين بعخخد الخطبخخة الخختي تنخخوب عخخن‬
‫الركعتين‪ ،‬ففي تلك الصلة يكخخون القنخخوت فخخي الركعخخة الولخخى بعخخد القخخراءة‬
‫وقبل الركوع )‪ .(6‬واقرن بهخخا صخخلة العصخخر فليخخس بينهمخخا نافلخخة فخخي يخخوم‬
‫الجمعة‪ ،‬ولتصل يوم الجمعة‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .155 :‬المطففين‪ (3) .14 :‬فقه الرضا‪ 8 :‬ذيل الصفحة‪(5 - 4) .‬‬
‫فقه الرضا ص ‪ 11‬صدر الصحيفة‪ (6) .‬فقه الرضا ص ‪ 11‬ذيل الصفحة‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫بعد الزوال غيخخر الفرضخخين والنوافخخل قبلهمخخا أو بعخخدهما )‪ - 35 .(1‬المحاسخخن‪ :‬عخخن‬


‫محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن العل ابن الفضيل‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ليس في السخخفر جمعخخة ول أضخخحى ول فطخخر‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ورواه أبي‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن أبخخي عبخخد ال خ عليخخه‬
‫السلم مثله )‪ - 36 .(2‬السرائر‪ :‬قال‪ :‬قال البزنطي في كتخخابه‪ :‬مخخن أراد أن‬
‫يصلي الجمعة فإذا زالت الشمس قام المؤذن فأذن وخطب المام‪ ،‬ويكثر من‬
‫قوله في الخطبة وأورد دعاء تركت ذكره )‪ - 37 .(3‬العياشي‪ :‬عن زرارة‪،‬‬
‫عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال‪) :‬حخخافظوا علخخى الصخخلوات والصخخلوة‬
‫الوسطى( )‪ (4‬وهي أول صلة صلها رسول ال صلى ال عليه وآله وهخخي‬
‫وسط صلوتين بالنهار‪ :‬صلة الغداة وصخخلة العصخخر )وقومخخوا لخ قخانتين((‬
‫في الصلة الوسطى‪ .‬وقال‪ :‬نزلت هذه الية يوم الجمعة ورسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله في سفر‪ ،‬فقنت فيها و تركها على حالها في السفر والحضر‪،‬‬
‫وأضاف للمقيم ركعتين‪ ،‬وإنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما يوم الجمعة‬
‫للمقيم لمكان الخطبتين مخخع المخخام‪ ،‬فمخخن صخخلى الجمعخخة فخخي غيخخر الجماعخخة‬
‫فليصخلها أربعخا كصخلة الظهخر فخي سخاير اليخام‪ .‬قخال‪ :‬قخوله‪) :‬وقومخوا لخ‬
‫قانتين( قال‪ :‬مطيعين راغبين )‪ .(5‬بيان‪ :‬يدل هذا الخبر على أن الصل فخخي‬
‫الصلوات كگها كان ركعتين‪ ،‬فأضاف رسول ال صلى ال عليه وآله للمقيم‬
‫في غير الجمعة ركعتين وفي يوم الجمعة خطبتين‪ ،‬ومع النفراد‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا ص ‪ 11‬ذيل الصفحة‪ (2) .‬المحاسن‪ (3) 372 :‬السرائر‪(4) .469 :‬‬
‫البقرة‪ (5) .238 :‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.127‬‬

‫]‪[195‬‬

‫يصلي أربع ركعات‪ ،‬وفيه إشعار بأن مع تحقق شرايط الجمعة تجخخب الجمعخخة‪ ،‬ولفخخظ‬
‫المام الواقع في مقابلة غير الجماعة مفاده معلوم‪ ،‬ويدل عگخخى أن الصخخلة‬
‫الوسطى المخصوصخخة مخخن بيخخن سخخاير الصخخلوات بمزيخخد التأكيخخد هخخي صخخلة‬
‫الجمعة‪ - 38 .‬العياشي‪ :‬عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهمخخا سخخأل أبخخا جعفخخر‬
‫عليه السلم عن قول ال‪) :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى( قخخال‪:‬‬
‫صلة الظهر‪ ،‬وفيها فرض ال الجمعة‪ ،‬وفيها الساعة الختي ل يوافقهخا عبخد‬
‫مسلم فيسأل خيرا إل أعطاه ال إياه )‪ .(1‬بيان‪) :‬وفيها فخخرض الخخ( أي فخخي‬
‫الصلة الوسطى فيدل على أن الصلة الوسطى المراد بها صلة الجمعة في‬
‫يوم الجمعة والظهر في سائر اليام‪ ،‬أو المعنى في هذه الكلمة وهي الصلة‬
‫الوسطى فرض ال الجمعة‪ ،‬فيوافق الخبر السابق‪) ،‬وفيها( أي في الجمعخخة‬
‫بمعنى اليوم‪ ،‬ففيخخه اسخختخدام أو يقخخدر الصخخلة فخخي الول‪ - 39 .‬منخخاقب ابخخن‬
‫شهر آشوب‪ :‬مجاهد وأبي يوسف يعقوب بن أبي سفيان قال ابن عباس في‬
‫قوله تعالى )وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما( إن دحيخخة‬
‫الكلبي جاء يخوم الجمعخة مخن الشخام بخالميرة‪ ،‬فنخزل عنخد أحجخار الزيخت ثخم‬
‫ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه فتفرق النخخاس إليخخه إل علخخي والحسخخن‬
‫والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب‪ ،‬وتركوا النبي صخخلى‬
‫ال عليه وسلم قائما يخطب على المنبر فقال النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪:‬‬
‫لقد نظر ال يوم الجمعة إلى مسجدي فلو ل الفئة الذين جلسوا في مسجدي‬
‫لضرمت المدينة على أهلها‪ ،‬وحصبوا بالحجخارة‪ ،‬كقخوم لخوط‪ ،‬ونخزل فيهخم‬
‫)رجال لتلهيهم تجارة( )‪ (2‬الية‪ - 40 .‬العياشي‪ :‬عن المحاملي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عبد الخ عليخه السخلم فخي قخول الخ‪) :‬خخذوا زينتكخم عنخد كخل مسخجد( قخال‬
‫الردية في العيدين والجمعة )‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .127‬النور‪ (3) .37 :‬تفسير العياشخخي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ ،13‬والية في العراف‪.31 :‬‬

‫]‪[196‬‬

‫‪ - 41‬كتاب اليقين‪ :‬للسيد ابن طاوس‪ ،‬عن محمد بن العباس‪ ،‬عن محمد بن همام بن‬
‫سهيل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عخخن عيسخخى بخخن داود النجخخار‪ ،‬عخخن‬
‫موسى ابن جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم في حديث المعراج قال أوحى ال‬
‫تعالى إليه‪ :‬هل تدري ما الدرجات ؟ قلت‪ :‬أنت أعلم يا سخخيدي‪ ،‬قخخال‪ :‬إسخخباغ‬
‫الوضوء في المكروهات‪ ،‬والمشئ علخخى القخخدام إلخخى الجمعخخات‪ ،‬معخخك ومخخع‬
‫الئمة مخخن ولخخدك‪ ،‬وانتظخار الصخلة بعخخد الصخلة الخخخبر )‪ .(1‬ورواه الشخيخ‬
‫حسن بن سليمان في كتاب المحتضر نقل من تفسير محمد بن العباس مثله‬
‫)‪ .(2‬بيان‪ :‬ل يخفى أن هذا الخبر مع جهالته إنما يدل علخخى أن الجمعخخة مخخع‬
‫النبي والئمة من ولده عليهم السلم أتم وأكمل وأدخل في رفع الدرجات‪ ،‬ل‬
‫الشتراط بقرينة ضمه مع المستحبات سخخابقا ولحقخخا‪ - 42 .‬مجمخخع البيخخان‪:‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم في قول ال تعالى )خذوا زينتكم عند كل مسجد(‬
‫قال‪ :‬أي خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلة فخخي الجمعخخات والعيخخاد )‪.(3‬‬
‫‪ - 43‬كتاب سليم بن قيس‪ :‬قال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬الخخواجب فخخي‬
‫حكم ال وحكم السلم على المسلمين بعد ما يموت إمخامهم أو يقتخخل‪ ،‬ضخال‬
‫كان أو مهخخديا أن ل يعملخخوا عمل ول يقخخدموا يخخدا ولرجل قبخخل أن يختخخاروا‬
‫لنفسهم إمامخخا عفيفخا عالمخخا ورعخا عارفخا بالقضخخاء والسخخنة‪ ،‬يجخخبي فيئهخخم‬
‫ويقيم حجهم وجمعتهم‪ ،‬ويجبي صدقاتهم الخبر )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬اليقين في امرة أمير المؤمنين‪ 90 :‬في حديث‪ (2) .‬راجع ص ‪) .150 - 148‬‬
‫‪ (3‬مجمع البيان ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .412‬كتاب سليم‪.162 - 161 :‬‬

‫]‪[197‬‬

‫بيان‪ :‬كون إقامة الجمعة من فوائد قيام المام بالمر ل يدل على الشتراط لن المام‬
‫يقيم جميخع شخرايط السخخلم بيخخن النخاس‪ ،‬كمخا أن إقامخخة الحخخج ل يخدل علخى‬
‫اشتراطه به‪ - 44 .‬نوادر الراوندي‪ (1) :‬باسناده عن موسى بن جعفر عخخن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬كخل واعخخظ‬
‫قبلة‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ثلث لخخو يعلخخم‬
‫امتي ما لهم فيها لضربوا عليها بالسخخهام‪ :‬الذان والغخخدو إلخخى يخخوم الجمعخخة‬
‫والصف الول‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪:‬‬
‫أربعة يستأنفون العمل‪ :‬المريض إذا برئ‪ ،‬والمشرك إذا أسخخلم‪ ،‬والحخخاج إذا‬
‫فرغ‪ ،‬والمنصرف من الجمعة‪] .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬من استأجر أجيرا فل يحبسه عخخن الجمعخخة[ )‪ (2‬فيشخختركان فخخي‬
‫الجر‪ .‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال علي عليه السلم‪ :‬قال رسول ال خ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬التيان إلى الجمعة زيارة وجمال‪ ،‬قيل‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين ومخخا‬
‫الجمال ؟ قال‪ :‬ضوء الفريضة‪ .‬وبهذا السناد قخخال‪ :‬قخخال علخخي عليخخه السخخلم‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬كيف بكخخم إذا تهيخخأ أحخخدكم للجمعخخة كمخخا‬
‫يتهيؤ اليهود عشية الجمعة لسبتهم‪ .‬وبهخخذا السخخناد قخخال‪ :‬سخخئل علخخي عليخخه‬
‫السلم عن رجل يكون فخخي زحخخام فخخي صخخلة الجمعخخة أحخخدث ول يقخخدر علخخى‬
‫الخروج‪ ،‬فقال‪ :‬يتمم ويصلي معهم ويعيخخد‪ .‬وبهخخذا السخخناد قخخال‪ :‬نهخخى علخخي‬
‫عليه السلم أن يشرب الدواء يوم الخميس مخافة أن يضعف عخخن الجمعخخة‪.‬‬
‫وبهخذا السخناد قخال‪ :‬قخال رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‪ :‬التهجيخر إلخى‬
‫الجمعة حج فقراء امتي‪.‬‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ 24 :‬و ‪ 46‬و ‪ 50‬و ‪ (2) .51‬مخخا بيخخن العلمخختين سخخاقط عخخن ط‬
‫الكمبانى‪ ،‬أضفناه من المصدر‪ ،‬والظاهر أن لفظ‬

‫]‪[198‬‬

‫بيان‪)) :‬كل واعظ قبلة( أي للموعوظ‪ ،‬ورواه فخخي الفقيخخه )‪ (1‬عخخن النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله مرسل‪ ،‬وأضاف إليه وكل موعوظ قبلة للخخواعظ‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬يعنخخي‬
‫في الجمعة والعيدين وصلة الستسقاء‪ ،‬والمراد استقبال كخخل منهمخخا الخخخر‬
‫باستدبار المام القبلة‪ ،‬و استقبال المأموم القبلة‪ ،‬أو النحراف إليه كما مخخر‬
‫)لضخخربوا عليهخخا بالسخخهام( أي لنخخازعوا فيهخخا حخختى احتخخاجوا إلخخى القرعخخة‬
‫بالسهام ويدل على فضل المبخاكرة‪) .‬يسختأنفون العمخل( أي يبتخدؤونه كنايخة‬
‫عن مغفرة ما مضى من ذنوبهم‪ ،‬فيشتركان أي إن لم يحبسخخه )وزيخخارة( أي‬
‫لقاء الخوان )ضوء الفريضخخة( أي نورهخخا‪ ،‬أي يظهخخر فخخي الخخوجه كمخخا قخخال‬
‫تعالى‪) :‬سيماهم في وجوههم من أثر السجود( )‪ .(2‬وأما العادة لمن صلى‬
‫بتيمم إذا منعه الزحام‪ ،‬فقد مر أنه مختار الشيخ و ابخخن الجنيخخد‪ ،‬والمشخخهور‬
‫عدم العادة‪ ،‬ويمكن حمله على الستحباب أو الصلة مخخع المخخخالف‪ ،‬ولعخخل‬
‫في قوله )معهم( إيماء إليه وحمخخل النهخخي عخخن شخخرب الخخدواء فخخي الخميخخس‬
‫على الكراهة‪) .‬والتهجير إلى الجمعة( المبخخادرة إليهخخا بخخادراك أول الخطبخخة‪،‬‬
‫أو المباكرة إلى المسجد‪ ،‬قال في النهاية فيه لو يعلم الناس ما فخخي التهجيخخر‬
‫لستبقوا إليه‪ ،‬التهجير التبكير إلى كخخل شخخئ والمبخخادرة إليخخه‪ ،‬أراد المبخخادرة‬
‫إلخى أول الصخلة‪ ،‬ومنخخه حخديث الجمعخخة فخالمهجر إليهخا كالمهخدي بدنخة أي‬
‫المبكر إليها انتهى وقيل أراد السير في الهاجرة وشدة الحخخر عقيخخب الخخزوال‬
‫أو قريبخخا منخخه‪ - 45 .‬مجخخالس ابخخن الشخخيخ‪ :‬الحسخخين بخخن عبيخخدال عخخن‬
‫التعلكبري‪ ،‬عن الحكيمي عن سفيان بن زياد‪ ،‬عخخن عبخخاد بخخن صخخهيب‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن عبد ال بن أبي رافع‬

‫الحديث هكخخذا‪) ،‬مخخن اسخختأجر أجيخخرا فل يحبسخخه عخخن الجمعخخة فيخخأثم‪ ،‬وال فيشخختركان‬
‫جميعا في الجر( راجع مستدرك الوسائل ج ‪ 1‬ص ‪ (1) .407‬الفقيه ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (2) .275‬الفتح‪.29 :‬‬

‫]‪[199‬‬

‫مولى رسول ال صلى ال عليه وآله أن مروان بن الحكم استخلف أبا هريرة وخرج‬
‫إلى مكة‪ ،‬و صلى بنا أبو هريرة الجمعة فقرء بعد سورة الجمعة في الركعخخة‬
‫الثانية إذا جاءك المنافقون قال عبد ال بن أبخخي رافخخع‪ ،‬فخخأدركت أبخخا هريخخرة‬
‫حين انصخخرفت‪ ،‬فقلخخت لخه‪ :‬سخخمعتك تقخخرأ سخورتين كخان علخخي عليخخه السخلم‬
‫يقرؤهما بالكوفة فقال أبو هريرة‪ :‬إني سخمعت رسخول الخ صخلى الخ عليخه‬
‫وآله يقرء بهما )‪ .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬قخخال النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪:‬‬
‫الجمعة حج المساكين‪ - 46 .‬نهج البلغة‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫ل تسافر في يوم جمعة حتى تشهد الصلة إل فاصخخل فخخي سخخبيل الخ أو فخخي‬
‫أمر تعذر به )‪ .(2‬بيان‪ :‬فاصل أي شاخصا‪ ،‬قال تعالى‪) :‬فلما فصلت العيخخر(‬
‫)‪ (3‬واعلم أنه نقل العلمة وغيره الجماع على تحريخخم السخخفر بعخخد الخخزوال‬
‫لمن وجبت عليه الصلة )‪ (4‬وكذا على كراهته بعد الفجر‪ ،‬واعخخترض علخخى‬
‫الول بأن علة تحريم السفر استلزامه لفوات الجمعة‪ ،‬ومخخع التحريخخم يجخخوز‬
‫إيقاعها )‪ (5‬فتنتفي العلة فكذا المعلول وهو التحريم‪ ،‬وهذا دور فقهي وهخخو‬
‫ما يستلزم وجوده عدمه‪ ،‬واجيخخب بخخأن علخخة حرمخخة السخخفر اسخختلزام جخخوازه‬
‫لجواز تفويت الواجب‪ ،‬والستلزام المذكور ثابت ساء كان السفر‬

‫)‪ (1‬أمخخالى الطوسخخى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .261‬نهخخج البلغخخة تحخخت الرقخخم ‪ 69‬مخخن قسخخم‬
‫الرسائل‪ (3) .‬يوسف‪ (4) .94 :‬وذلك لن اجابة النخخداء واجبخخة‪ ،‬ومخخن لخخم‬
‫يجب النداء فقد عصى‪ ،‬سواء اشتغل بالسفر أو اختفى في بيته ونخخام‪(5) .‬‬
‫جواز ايقخاع صخلة الجمعخة للمسخافر‪ ،‬انمخا يسختلزم جخواز السخفر إذا كخان‬
‫متمكنا في سفره ذلك مخخن اقامخخة الجمعخخة كمخخا إذا سخخافر مخخن قريتخخه ‪ -‬وقخخد‬
‫سمع النداء بها ‪ -‬وأدرك الصلة في البلد أو قرية اخرى مثلهخخا يقخخام فيهخخا‬
‫الجمعة‪ ،‬وأما إذا سمع النداء ثم خرج عن البلد وليس يدرك في سفره ذلك‬
‫صلة جمعة أخرى فالعصيان مقطوع به كما عرفت‪(*) .‬‬

‫]‪[200‬‬
‫حراما أو مباحا فتأمل‪ - 47 .‬كتاب الغارات‪ :‬لبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن عبد الخخ‬
‫بن أبي شيبة عخخن أبخخي معاويخخة الضخخرير‪ ،‬عخخن العمخخش‪ ،‬عخخن المنهخخال بخخن‬
‫عمر‪ ،‬عن عباد بن عبد ال قال‪ :‬كان علي عليخخه السخلم يخطخخب علخى منخخبر‬
‫من آجر‪ - 48 .‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يصلي بالناس يوم الجمعة‪ ،‬ودخلخخت ميخرة وبيخخن يخخديها قخخوم يضخخربون‬
‫بالدفوف والملهي فترك الناس الصلة ومخخروا ينظخخرون إليهخخم‪ ،‬فخخأنزل الخ‬
‫)وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركخخوك قائمخخا(‪ .‬أحمخخد بخخن إدريخخس‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحكخخم‪ ،‬عخخن أبخخي أيخخوب‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي‬
‫يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬نزلت )وإذا رأوا تجخخارة أو لهخخوا‬
‫انفضوا إليها وتركوك قائما قل مخخا عنخخد الخ خيخخر مخخن اللهخخو ومخخن التجخخارة‬
‫)يعني للذين اتقخخوا( والخ خيخر الرازقيخن( )‪ - 49 .(1‬كنخخز الكراجكخى‪ :‬قخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من الناس من ل يأتي الجمعخخة إل نخخزرا ول‬
‫يذكر ال إل هجرا‪ .‬بيان‪ :‬النزر القليخل وفخي النهايخة فيخخه مخخن النخاس مخخن ل‬
‫يذكر ال إل مهاجرا يريد هجخخران القلخخب وتخخرك الخلص فخخي الخخذكر‪ ،‬فكخخان‬
‫قلبه مهاجر للسانه غير مواصل له‪ ،‬ومنخخه ول يسخخمعون القخخرآن إل هجخخرا‪،‬‬
‫يريد الترك له والعراض عنه‪ ،‬يقال هجرت الشخخئ هجخخرا إذا تركتخخه‪- 50 .‬‬
‫عدة الداعي‪ :‬قال الباقر عليه السخلم‪ :‬أول وقخت يخوم الجمعخة سخاعة تخزول‬
‫الشمس إلى أن تمضي ساعة تحافظ عليها‪ ،‬فان رسول ال صلى ال خ عليخخه‬
‫وآله قال‪ :‬ل يسأل ال تعالى فيها خيرا إل أعطاه ال تعالى )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .679 :‬عدة الداعي‪.28 :‬‬

‫]‪[201‬‬

‫‪ - 51‬جنة المان‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬ما يأمن من سافر يخخوم الجمعخخة قبخخل‬
‫الصلة أن ل يحفظه ال تعالى في سخخفره‪ ،‬ول يخلفخخه فخخي أهلخخه‪ ،‬ول يرزقخخه‬
‫من فضله )‪ - 52 .(1‬العيون والعلل‪ :‬عخخن عبخخد الواحخخد بخخن عبخخدوس‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن محمد بن قتيبة‪ ،‬عن الفضل بن شاذان فخخي العلخخل الخختي رواهخخا عخخن‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬فان قال‪ :‬فلخم صخارت صخخلة الجمعخة إذا كخانت مخع‬
‫المام ركعتين‪ ،‬وإذا كانت بغير إمخخام ركعخختين وركعخختين ؟ قيخخل‪ :‬لعلخخل شخختى‪:‬‬
‫منها أن الناس يتخطون إلى الجمعة من بعد‪ ،‬فأحب الخ عزوجخل أن يخفخف‬
‫عنهم لموضع التعب الذي صاروا إليه‪ .‬ومنهخخا أن المخخام يحبسخخهم للخطبخخة‪،‬‬
‫وهم منتظرون للصلة‪ ،‬ومن انتظر الصلة فهو في صلة فخخي حكخخم التمخخام‪.‬‬
‫ومنها أن الصلة مع المام أتم وأكمل لعلمه وفقهه وعخخدله وفضخخله‪ .‬ومنهخخا‬
‫أن الجمعة عيد وصلة العيخخد ركعتخخان‪ ،،‬ولخخم يقصخخر لمكخخان الخطبخختين‪ .‬فخخان‬
‫قال‪ :‬فلم جعلت الخطبة ؟ قيل‪ :‬لن الجمعة مشهد عام فأراد أن يكون المخخام‬
‫سببا لموعظتهم وترغيبهم في الطاعة وترهيبهم عن المعصخخية‪ ،‬وتخخوقيفهم‬
‫على مخا أراد مخن مصخخلحة دينهخخم ودنيخخاهم‪ ،‬ويخخبرهم بمخخا ورد عليهخم مخن‬
‫الفات‪ ،‬ومن الهوال التي لهم فيها المضرة والمنفعة‪ .‬فان قال‪ :‬فلخخم جعلخخت‬
‫خطبتين ؟ قيل‪ :‬لن يكون واحخخدة للثنخخاء والتمجيخخد والتقخخديس لخ عزوجخخل‪،‬‬
‫والخخخرى للحخخوائج والعخخذار والنخخذار والخخدعاء ومخخا يريخخد أن يعلمهخخم مخخن‬
‫أمره‪ ،‬ونهيه ما فيخخه الصخخلح والفسخخاد‪ .‬فخخان قخخال‪ :‬فلخخم جعلخخت الخطبخخة يخخوم‬
‫الجمعه قبل الصلة وجعلت في العيدين بعد الصلة ؟ قيل‪ :‬لن الجمعخخة أمخخر‬
‫دائم تكون في الشهر مرارا‪ ،‬وفي السنة كثيرا‪ ،‬فخخإذا كخخثر ذلخخك علخخى النخخاس‬
‫صخخلوا وتركخخوه ولخخم يقيمخخوا عليخخه‪ ،‬وتفرقخخوا عنخخه‪ ،‬فجعلخخت قبخخل الصخخلة‬
‫ليحتبسوا على الصلة ول يتفرقوا ول يذهبوا‪ ،‬وأما العيخخدين فانمخخا هخخو فخخي‬
‫السنة‬

‫)‪ (1‬مصباح الكفعمي‪.184 :‬‬

‫]‪[202‬‬

‫مرتين‪ ،‬وهو أعظم من الجمعة‪ ،‬والزحام فيه أكثر‪ ،‬والنخخاس فيخخه أرغخخب‪ ،‬فخخان تفخخرق‬
‫بعض النخخاس بقخخي عخخامتهم‪ ،‬وليخخس هخخو بكخخثير فيملخخوا ويسخختخفوا بخخه‪ .‬قخخال‬
‫الصدوق‪ :‬جاء هذا الخبر هكذا والخطبتان في الجمعة والعيدين بعد الصخخلة‬
‫لنهما بمنزلة الركعتين الخراوين‪ ،‬وأول من قدم الخطبتين عثمان لنه لمخخا‬
‫أحدث ما أحدث‪ ،‬لم يكن الناس يقفخخون علخخى خطبتخخه‪ ،‬ويقولخخون‪ :‬مخخا نصخخنع‬
‫بمواعظه و قد أحدث ما أحدث‪ ،‬فقدم الخطبتين ليقف الناس انتظارا للصخخلة‬
‫فل يتفرقوا عنه )‪ .(1‬فخخان قخخال‪ :‬فلخخم وجبخخت الجمعخخة علخخى مخخن يكخخون علخخى‬
‫فرسخين ل أكثر من ذلك ؟ قيل‪ :‬لن ما يقصر فيه الصلة بريدان ذاهبخخا‪ ،‬أو‬
‫بريد ذاهبا وجائيا‪ ،‬والبريد أربعة فراسخ‪ ،‬فوجبت الجمعة على من هو على‬
‫نصخخف البريخخد الخخذي يجخخب فيخخه التقصخخير ولخخك أنخخه يجخخئ فرسخخخين ويخخذهب‬
‫فرسخين‪ ،‬فذلك أربعة فراسخ وهو نصف طريق المسافر‪ .‬فان قال‪ :‬فلم زيخخد‬
‫في صلة السنة يوم الجمعة أربع ركعات‪ ،‬قيل‪ :‬تعظيما لذلك اليوم‪ ،‬وتفرقخخة‬
‫بينه وبين ساير اليام )‪ .(2‬أقول‪ :‬في العلخخل )فهخو فخخي الصخلة( إلخى قخخوله‪:‬‬
‫)فأراد أن يكون للمير سبب إلى موعظتهم إلى قوله وفعلهم وتوقيفهم على‬
‫ما أرادوا بما ورد عليهم من الفات( و فخخي بعخخض النسخخخ )مخخن الفخخات مخخن‬
‫الهوال الخختي لهخخم فيهخخا المضخخرة والمنفعخخة‪ ،‬وليكخخون الصخخائر فخخي الصخخلة‬
‫منفصل وليس بفاعل غيره ممن يؤم الناس في غيريخخوم الجمعخخة‪ ،‬فخخان قخخال‬
‫إلى قوله‪) :‬واحدة للتمجيد( إلى قوله‪) :‬وتكون في الشهور والسنة كخخثيرا و‬
‫إذا كثر ذلك على الناس ملوا( إلى قوله )وليس هخخو كخخثيرا( إلخخى قخخوله‪) :‬لخخم‬
‫يكن الناس ليقفوا(‪.‬‬
‫)‪ (1‬راجع كلمنا في ذلك ص ‪ 144‬مما سبق في هذا المجلد‪ (2) .‬علل الشرايع ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،253 - 251‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.112 - 111‬‬

‫]‪[203‬‬

‫* )توضخخيح مخخرام ودفخخع اوهخخام( * )ركعخختين وركعخختين( أي أربخخع ركعخخات )وهخخم‬


‫ينتظرون للصلة( يدل على تقديم الخطبة كما سيصرح به )في حكم التمخخام(‬
‫أي هذا في حكم إتمام الصلة لن الخطبختين مكخان الركعختين‪ ،‬والحاصخل أن‬
‫كونه بمنزلة من هو في الصلة إنما هو في إتمام ثواب الصلة ل في جميع‬
‫الحكام‪) .‬ولم تقصخخر لمكخخان الخطبخختين(‪ :‬أقخخول‪ :‬يخطخخر بالبخخال فيخخه وجخخوه‪:‬‬
‫الول أن يكون المراد بيان أمر آخخخر‪ ،‬وهخخو أن الجمعخخة مخخع كونهخخا ركعخختين‬
‫لمشابهة العيد أو غير ذلك فليست من الصخخلوات المقصخخورة‪ ،‬لن الركعخختين‬
‫بمنزلة الخطبتين‪ .‬الثاني أن يكون المعنى أنها لتوقع في السخخفر قصخخرا لن‬
‫الجمعة ل تكون جمعة إل بالخطبة‪ ،‬والخطبة بمنزلة الركعتين‪ ،‬فإذا أتى بهخخا‬
‫في السفر يكون بمنزلة التمام في السفر وهو غير جخخائز‪ .‬الثخخالث أن يكخخون‬
‫بيانا لعلة قصر العيدين‪ ،‬فيقرأ )لخخم( بكسخخر اللم‪ ،‬فيكخخون اسخختفهاما أي إنمخخا‬
‫تقصر صلة العيد للخطبتين‪ ،‬وفيه بعخخد‪ .‬قخخوله‪) :‬والمنفعخخة( لعلهخخا معطوفخخة‬
‫على الهوال أو يقدر في الكلم شئ كما في قولهم )علفته تبنا وماء بخخاردا(‬
‫ول يبعد أن يكون الهوال تصحيف الحخخوال‪ .‬قخخوله‪) :‬وليكخخون الصخخائر فخخي‬
‫الصلة( هذه الفقرات ليست فخخي العيخخون كمخخا عرفخخت ولعلخخه أسخخقطه هنخخاك‪،‬‬
‫لعدم اتضاح معناها‪ ،‬ويخطر بالبال في حلها وجوه‪ :‬الول‪ :‬أن يكون المخخراد‬
‫بيان كون حالة الخطبة حالة متوسطة بين الصلة وغيرها‪ ،‬فتقدير الكلم ل‬
‫يكخخون الصخخائر فخخي الصخخلة أي الكخخائن فيهخخا منفصخخل عنهخخا فخخي غيخخر يخخوم‬
‫الجمعة‪ ،‬وفي يوم الجمعة في حال الخطبة كذلك وليخخس فاعخخل غيخخر الصخخلة‬
‫يؤم الناس في غير يوم الجمعخخة‪ ،‬وفيخخه كخخذلك لن المخخام فخخي حالخخة الخطبخخة‬
‫بمنزلة المام للناس يستمعون له ويجتمعون إليه‪ ،‬وليست الخطبخخة بصخخلة‪،‬‬
‫وعلى هذا وإن كان الظاهر غيرها‪ ،‬لكخخن يمكخخن إرجخخاع ضخخمير المخخذكر إليخخه‬
‫بتأويل الفعل ونحوه‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫الثاني‪ :‬أن يكون بيان علة اخرى للخطبة‪ ،‬بخخأن يكخخون )وليخخس بفاعخخل غيخخره( تأكيخخدا‬
‫لقوله‪) :‬منفصل( وقوله‪) :‬مخخن يخخؤم( متعلقخخا بقخخوله )منفصخخل( أي ل يكخخون‬
‫المصلي في يوم الجمعة منفصل عن المصلي في غيره‪ ،‬بخأن تكخون صخخلته‬
‫ركعتين وليكون فاعل غير فعل المصلي في غيره‪ ،‬أول يكون فاعل مغايرا‬
‫له في الصفة‪ ،‬بل يكونان سواء لكون الخطبتين بمنزلخخة الركعخختين‪ .‬الثخخالث‪:‬‬
‫أن يكون المعنى إنما جعلت الخطبة قبلها‪ ،‬لئل يكون الصائر في الصلة قبل‬
‫الدخول منفصل عن الصلة‪ ،‬بل يكون في حكم من كان في الصخخلة وقخخوله‪:‬‬
‫)وليس بفاعل غيره( المراد به أن المام في غير يخخوم الجمعخخة أيضخخا كخخذلك‬
‫وليس بمنفصخخل عخخن الصخخلة ليقخخاع النافلخخة قبلهخخا‪ ،‬ولمخخا لخخم تكخخن فخخي يخخوم‬
‫الجمعة نافلة بعد الزوال‪ ،‬جعلت الخطبة مكانها‪ ،‬فقوله )وليخخس بفاعخخل( إمخخا‬
‫حخخال أي ل يكخخون منفصخخل والحخخال أن غيخخره منفصخخل‪ ،‬فيكخخون هخخو مثلهخخم‬
‫)وغيره( فاعل )فاعل( أي ليخخس بفاعخخل غيخخر هخخذا الفعخخل أحخخد ممخخن يخخؤم أو‬
‫اسخختدراك والول أظهخخر‪ .‬الرابخخع‪ :‬أن يكخخون المعنخخى ول يكخخون الصخخائر فخخي‬
‫الصلة أي إمام هذه الصلة منفصل أي عن العمل بمخخا يعخخظ النخخاس بخخه فخخي‬
‫الخطبخخة‪ ،‬لقخخوله سخخبحانه )أتخخأمرون النخخاس بخخالبر وتنسخخون أنفسخخكم( )‪(1‬‬
‫وغيره‪) ،‬وليس بفاعل غيره( بالضافة أي ل يكون فاعل غير ما يقول فخخي‬
‫الخطبة ممن يؤم أي من بينهم‪ ،‬ليكون حال عخخن الصخخاير‪ ،‬ويمكخخن أن يقخخرء‬
‫حينئذ )فاعخخل( بخخالتنوين )وغيخخره( بخخالرفع ليكخخون فخخاعله‪ ،‬أي ليخخس يصخخدر‬
‫الخطبة من أئمة الصلوات غير الجمعة‪ ،‬فل بد فيها مخخن ذلخخك‪ .‬الخخخامس‪ :‬أن‬
‫يكون )ممخخن يخخؤم( خخخبر )كخان( وقخوله‪) :‬منفصخل( وقخخوله )وليخس بفاعخخل(‬
‫حالين عن الصائر أي لمتياز إمام الجمعة باعتبار اشخختراط علمخخه بالخطبخخة‬
‫عن إمام غير الجمعة‪ ،‬وهذا أبعد الوجوه‪ .‬وأمخخا تخخأخير الخطبخخة فخخي الجمعخخة‬
‫فقد عرفت أنه مما تفرد به الصدوق‪ ،‬ولم أظفر على موافق له في ذلك‪ ،‬فما‬
‫عد من بدع عثمان إنما هو تقديم خطبة العيدين‪ ،‬وجعل‬

‫)‪ (1‬البقرة‪.44 :‬‬

‫]‪[205‬‬

‫الخطبتين مكان الساقطتين )‪ .(1‬إذا عرفت مضمون الخبر مع إشكاله وإغلقه فاعلم‬
‫أن بعض المنكرين لوجوب الجمعة في زمن الغيبة‪ ،‬الشارطين للمخخام عليخخه‬
‫السلم أو نائبه فيها‪ ،‬استدلوا على مطلوبهم بهخخذا الخخخبر مخخن وجخخوه‪ :‬الول‬
‫من لفظة المام المترر ذكره في الخبر‪ ،‬حيخخث زعمخخوا أنخخه حقيقخخة فخخي إمخخام‬
‫الكل‪ .‬الثاني من قوله‪) :‬منها أن الصلة مع المخخام أتخخم وأكمخخل( حيخخث قخخالوا‬
‫يخدل علخى اشختراط العلخم والفقخه والفضخل مخن إمخام الجمعخة زائدا علخى مخا‬
‫يشترط في إمام الجماعخخة‪ ،‬والقخخائلون بالغيبخخة ل يفرقخخون بينهمخخا‪ ،‬وغيرهخخم‬
‫يشخخرطون المخخام أو نخخائبه‪ ،‬فل بخخدمن حملخخه عليخخه‪ .‬الثخخالث مخخن قخخوله عليخخه‬
‫السلم‪) :‬فأراد أن يكون للمام أو للمير سبب إلخخى مخخوعظتهم( إلخخى قخخوله‪:‬‬
‫)من الحوال التي فيها المضخخرة والمنفعخخة( قخخالوا‪) :‬المخخام والميخخر( يخخدلن‬
‫على ما قلنا‪ ،‬وأيضا ظاهر أن تلك الفوائد ليس إل شأن المام أو الحاكم من‬
‫قبله‪ ،‬لسيما الخبار بما يرد عليه مخخن الفخخاق ممخخا فيخخه المضخخرة والمنفعخخة‬
‫لكل عادل‪ .‬الرابع من قوله‪) :‬وليس بفاعل غيره ممن يوم الناس فخخي غيخخر‬
‫يوم الجمعة( فانه يدل علخخى أن صخخلة الجمعخخة ل يفعلهخخا مخخن يخخؤم فخخي غيخخر‬
‫الجمعة فيدل على اشتراط المام أو نخخائبه بخخالتقريب المتقخخدم‪ .‬الخخخامس مخخن‬
‫قوله‪) :‬للحوائج والعذار والنذار( وإعلم المخخر والنهخخي كلهخا مخخن شخخئون‬
‫إمام الكل‪ ،‬والمير والحاكم‪ ،‬لكل إمام‪ .‬والجواب من وجوه‪ :‬الول أن السند‬
‫غير صحيح على طريقتهم‪ ،‬فان ابن عبدوس غير مذكور في شئ مخخن كتخخب‬
‫الرجال‪ ،‬ولوثقه أحد‪ ،‬وابن قتيبة وإن كان‬

‫)‪ (1‬حيث قال‪ :‬لنهما بمنزلة الركعخختين الخراويخخن‪ ،‬ول نعخخرف القخخول بخخذلك ال عخخن‬
‫الشلمغانى في كتاب التكليف المعروف بفقه الرضخخا عليخخه السخخلم كمخخا مخخر‬
‫تحت الرقم‪.34 :‬‬

‫]‪[206‬‬

‫ممدوحا لم يوثقه أيضا أحد‪ .‬ثم إن الفضل ‪ -‬ره ‪ -‬ذكر أول تلك العلل من غير روايخة‪،‬‬
‫ثم لما سأله ابن قتيبة هخخل قلخخت جميخخع ذلخخك برأيخخك أو عخخن خخخبر ؟ قخخال‪ :‬بخخل‬
‫سمعتها من مولي أبي الحسن علي بخخن موسخخى الرضخخا المخخرة بعخخد المخخرة‪،‬‬
‫والشئ بعد الشئ فجمعتها‪ ،‬ويظهر من الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬أنه حمل هخخذا الكلم‬
‫على أن بعضها سماعي وبعضخخها اسخختنباطي ولخخذا تخخراه يقخخول فخخي مواضخخع‬
‫وغلط الفضل بن شاذان في ذلك‪ ،‬وهذا مما يضعف الحتجاج به‪ .‬الثخخاني مخخا‬
‫ذكره من الستدلل بلفظ المام‪ ،‬فقد عرفت جوابه ممخخا سخخبق‪ .‬الثخخالث أنخخا ل‬
‫نسلم دللة قوله‪) :‬لعلمه وفقهه وعدله وفضله( على اشتراط هخخذه المخخور‪،‬‬
‫إذ يمكن أن يكون التعليل مبنيا على أن في الغالب مخخن يتصخخدى فيهخخا يكخخون‬
‫متصفا بتلك الوصاف‪ ،‬أو يكون مبنيا على تأكد استحباب كون المخخام أعلخخم‬
‫وأفضل كما مر عن النبي صلى ال عليه وآله )إمخخام القخخوم وافخخدهم فقخخدموا‬
‫أفضلكم( ولما كان الجتماع هنا أكخخثر‪ ،‬فيكخخون زيخخادة الفضخخل هنخخا مسخختلزما‬
‫لمزيد فضل في نفسه‪ ،‬كما ل يخفى‪ .‬والحق أن هذه الصلة لما كخخان السخخعي‬
‫إليها واجبا على الجميع إل جماعة قليلة‪ ،‬فل بد في إمامها من مزيخخد فضخخل‬
‫ليكون أفضلهم‪ ،‬فيظهر وجه التخصيص‪ ،‬و يكفي هذا لصحة التعليخخل‪ ،‬علخخى‬
‫أنه ل يلزم اطراد التعليل‪ ،‬فجاز أن يكون لصلة حضر فيها المام أو الميخخر‬
‫المنصوب من قبله‪ ،‬فانه لريب أنهمخخا مخخع حضخخورهما أولخخى مخخن غيرهمخخا‪.‬‬
‫وأكثر التعليلت الواردة هذا الخبر الطويل غير مطرد كعلة الجهر والخفات‬
‫وغسل الميت‪ ،‬والقصر في السفر وأشباهها‪ ،‬وإنما هي مناسبات يكفي فيها‬
‫التحقق في الجملة‪ ،‬وأيضا قد بينا أن إمخام الجمعخخة يزيخخد علخى إمخام غيرهخا‬
‫بالعلم بالخطبة‪ ،‬والقدرة على إيقاعها‪ ،‬والعلم بأحكام خصوص الجمعخخة مخخن‬
‫الوقت والعدد والشراط والداب‪.‬‬
‫]‪[207‬‬

‫الرابع أن التعبير بالمير ل يستلزم التخصيص‪ ،‬بخخل يمكخخن أن يكخخون علخخى المثخخال أو‬
‫ذكر أفضل أفراده‪ ،‬ليكون العلة فيه أتخخم وأظهخخر‪ ،‬مخخع أن فخخي العيخخون مكخخانه‬
‫المام وقد عرفت أن ظاهره مطلق إمام الجماعة فخخي المقخخام‪ .‬والخخخامس أن‬
‫كون إخبارهم بما ود عليه من الفاق مخصوص بالمام أو النخخائب ممنخخوع‪،‬‬
‫إذ يمكن أن يخبر كل واعظ وخطيب الناس بما سنح في الطراف من هجوم‬
‫الكفخخار‪ ،‬وأعخخادي المخخؤمنين‪ ،‬وقخخوتهم وشخخوكتهم‪ ،‬ليهتمخخوا فخخي الخخدعاء‬
‫والخيرات وبذل الصدقات‪ .‬مع أنه في أكخخثر نسخخخ العيخخون )بمخخا ورد عليهخخم‬
‫من الفاق ومن الهوال( فيمكن أن يكون المخخراد إخبخخارهم بآفخخات زروعهخخم‬
‫وأشجارهم وأسعارهم‪ ،‬وبأن علتها المعاصي وشرور أنفسخخهم‪ ،‬ثخخم يخخأمرهم‬
‫بالتوبة والنابة‪ ،‬كما اشتمل عليه كثير من الخطب المنقولة‪ .‬علخخى أن كخخون‬
‫شئ علة لحدوث حكم ل يستلزم بقاء العلة إلى يوم القيامة كما مخخر أن علخخة‬
‫التكبيرات السبع أن النبي صلى ال عليه وآله كلما صعد سماء كبر تكبيرة‪،‬‬
‫ولما رأى من نور عظمته سبحانه ركع‪ ،‬ولما رأى نورا أشد من ذلك سجد‪،‬‬
‫ولما رأى النبيين خلفه سلم‪ ،‬فلو كانت العلخخة موجبخخة للتخصخخيص‪ ،‬فل تلخخزم‬
‫هخخذه المخخور لغيخخره‪ ،‬ول لخخه إل فخخي المعخخراج‪ .‬السخخادس ل نسخخلم دللخخة ذكخخر‬
‫الحوائج والعذار والنخخذار وإعلم مخخا فيخخه الصخخلح والفسخخاد بالمخخام‪ ،‬فخخان‬
‫مدار الخطباء والوعاظ علخى ذكخر مخا يحتخاج إليخه النخاس مخن امخور دينهخم‬
‫ودنيخخاهم نقل عخخن أئمتهخخم ويتمخخون حجخخة ال خ عليهخخم‪ ،‬وينخخذرونهم عقخخابه‬
‫ويدعون لهم ولنفسهم‪ ،‬ويأمرونهم بما فيه صلحهم‪ ،‬وينهخخونهم عمخخا فيخخه‬
‫فسادهم ولو سلم فيرد عليه مخخا مخخر فخخي الخخوجه السخخابق‪ .‬السخخابع السخختدلل‬
‫بقخخوله‪) :‬وليخخس بفاعخخل( مخخع أن معنخخاه غيخخر معلخخوم‪ ،‬والمقصخخود منخخه غيخخر‬
‫مفهوم‪ ،‬وإنما قطعوا من الكلم جزء غير تام‪ ،‬واستدلوا به وهخخذا فخخي غايخخة‬
‫الغرابة والظرافخة‪ ،‬وقخخد عرفخخت الوجخوه الدقيقخخة الختي حملنخخا الكلم عليهخخا‪،‬‬
‫وليس في‬

‫]‪[208‬‬

‫شئ منها دللة على مطلوبهم‪ .‬على أن هذه الفقرة غير مذكورة في العيخخون مخخع أنخخه‬
‫أورد فيه ساير أجزاء الخبر وإنما توجد في نسخ العلل‪ ،‬وهذا مما يضعفها‪،‬‬
‫والحتجاج بها‪ .‬قوله‪) :‬لن ما يقصر فيه الصلة( أقخخول‪ :‬هخخذا أيضخخا يحتمخخل‬
‫عندي وجوها‪ :‬الول‪ :‬أن المراد أن هذه الصلة لما كانت واسطة بين صلة‬
‫التمخخام والقصخخر مخخن جهخخة أنهخخا ركعتخخان‪ ،‬وأن الخطبخختين مكخخان الركعخختين‪،‬‬
‫فناسب كون المسافة المعتخخبرة فيهخخا نصخخف المسخخافة المعتخخبرة فخخي القصخخر‪.‬‬
‫الثاني أنه إذا لوحظ من الجانبين يصير بقدر مسافة القصر ومسافة القصخخر‬
‫موجبة للتخفيف‪ ،‬فلذا اسقطت عمن بعد عنها أكثر من فرسخين‪ .‬الثخخالث أن‬
‫مسخخافة القصخخر أربعخخة فراسخخخ‪ ،‬وإن لخخم يخخرد الرجخخوع مخخن يخخومه‪ ،‬بخخل أراد‬
‫الرجوع قبل أن يقطع سفره كما عرفت‪ ،‬فقطع أربعة فراسخ موجب للقصخخر‬
‫في الجملة‪ ،‬فناسخخب تخفيخخف الحكخم عليخه‪ ،‬وشخخئ مخن الوجخخوه ل يخلخخو مخخن‬
‫التكلف بحسب اللفظ والمعنى‪ ،‬ولعل بناء التعليخخل علخخى مناسخخبة واقعيخخة فخخي‬
‫عخخدل الخ تعخخالى وحكمتخخه بيخخن العلخختين هخخي خفيخخة علينخخا )‪ - 53 .(1‬كتخاب‬
‫العروس‪ :‬للشيخ الفقيه أبو محمد جعفر بن أحمخخد بخخن علخخي القمخخي باسخخناده‬
‫عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليخه السخلم قخال‪ :‬فخرض الخ علخى النخاس مخن‬
‫الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلثين صلة‪ ،‬منها واحدة فرضها فخخي جماعخخة‪،‬‬
‫وهخخي الجمعخخة‪ ،‬ووضخخعها عخخن تسخخعة‪ :‬عخخن الصخخغير والكخخبير والمجنخخون‬
‫والمسخخافر والعبخخد والمريخخض والمخخرءة والعمخخى ومخخن كخخان علخخى رأس‬
‫فرسخين‪ ،‬وروي مكان المجنون العرج‪ .‬وقال‪ :‬صلة يوم الجمعخخة فريضخخة‬
‫والجتماع إليها فريضة مع المام‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا أدركت المام قبل أن يركع الخرة فقد أدركخخت الصخخلة‪ ،‬وإذا‬
‫أدركت بعد ما رفع رأسه فهي أربع ركعات بمنزلة‬

‫)‪ (1‬في ط الكمبانى بعد ذلك تكرار نحو صفحتين منه وقد اسخخقطناه لمخخا سخخيأتي ذيخخل‬
‫الباب بعينه‪.‬‬

‫]‪[209‬‬

‫الظهر‪ ،‬وخصوصيتها للذي أدرك الركعة الخيرة يضيف إليها ركعة اخرى وقد تمخخت‬
‫صلته‪ ،‬ول يعتبر بما فخخاته مخخن سخخماع الخطبخختين مكخخان الركعخختين‪ ،‬وسخخائر‬
‫الصلوات إذا أدرك الركعة الخيخخرة يضخخيف إليهخخا ثلث ركعخخات الخختي فخخاتته‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬باسناده عخن الصخادق عليخخه السخلم قخال‪ :‬ينبغخي لخك أن تصخخلي يخخوم‬
‫الجمعة ست ركعات في صدر النهار‪ ،‬وست ركعخخات قبخخل الخخزوال‪ ،‬وركعتخخان‬
‫مع الزوال‪ ،‬فإذا زالت الشمس صليت الفريضة‪ ،‬إن كنت مع المام ركعتين‪،‬‬
‫وإن كنت وحدك فأربع ركعات ثم تسلم وتصخخلي بيخخن الظهخخر والعصخخر ثمخخان‬
‫ركعات‪ .‬وروي يصلي بين الظهر والعصر ست ركعات‪ .‬ومنه‪ :‬باسخناده عخن‬
‫علي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عخخن ركعخختي الخخزوال يخخوم‬
‫الجمعة قبل الذان أو بعده ؟ قال‪ :‬قبل الذان‪ .‬ومنخخه‪ :‬باسخخناده عخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬تصلى العصر يوم الجمعة في وقخخت الظهخخر فخخي غيخخر يخخوم‬
‫الجمعة‪ ،‬وقال‪ :‬وقت صلة الجمعة ساعة نزول الشمس‪ ،‬ووقتها في السخخفر‬
‫و الحضر واحد‪ ،‬أو هي في المضيق وقت واحد حين تزول الشمس‪ .‬ومنخخه‪:‬‬
‫باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن ال أكخخرم المخخؤمنين بالجمعخخة‬
‫فسخنها رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه بشخارة لهخم‪ ،‬والمنخافقين توبيخخا‬
‫للمنافقين ول يبنغي تركهما فمن تركهما متعمدا فل صخخلة لخخه‪ .‬بيخخان‪ :‬اعلخخم‬
‫أن المراد بالجمعة اليوم أو الصلة أو السورة‪ ،‬والمراد بالضخخمير السخخورة‪،‬‬
‫فعلخخى الولييخخن فيخخه اسخختخدام‪ ،‬وقخخوله‪) :‬والمنخخافقين( عطخخف علخى الضخخمير‬
‫البخخارز فخخي سخخنها‪ ،‬وحمخخل لصخخلة لخخه علخخى نفخخي الكمخخال‪ - 54 .‬العخخروس‪:‬‬
‫باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬القنوت في يوم الجمعة إذا كنخخت‬
‫وحدك ففي الثانية‪ ،‬وإن كخخان المخخام ففخخي الركعخخة الولخخى‪ .‬وروى حريخخز أن‬
‫القنوت يوم الجمعة قنوتان‪ :‬قنوت في الركعة الولى قبخخل الركخخوع‪ ،‬وقنخخوت‬
‫في الثانية بعخخد الركخخوع‪ .‬ومنخخه‪ :‬باسخخناده عخن زرارة عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬وقت الظهر يوم‬

‫]‪[210‬‬

‫الجمعة حين تزول الشمس‪ ،‬وليجهر بالقراءة في الركعتين الوليين إذا كخخان وحخخده‪،‬‬
‫ويقنت‪ .‬وقخخال البخخاقر عليخخه السخخلم‪ :‬الرجخخل إذا صخخلى الجمعخخة أربخخع ركعخخات‬
‫يجهر فيها‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وآله أول ما صخخلى فخخي السخخماء‬
‫صلة الظهر يوم الجمعخخة جهخخر بهخخا‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخوله عليخخه السخخلم‪)) :‬إذا كخخان‬
‫وحده( لعله بيان للفرد الخفي‪ ،‬وكذا قوله‪) :‬إذا صلى الجمعة أربخخع ركعخخات(‬
‫والمشهور بين قدماء الصحاب استحباب الجهر بالظهر يوم الجمعة‪ ،‬ونقل‬
‫المحقق في المعتبر عن بعض الصخخحاب المنخخع مخخن الجهخخر بخخالظهر مطلقخخا‬
‫وقال‪ :‬إن ذلك أشبه بالمذهب وقال ابن إدريس‪ :‬يسخختحب الجهخخر بخخالظهر إن‬
‫صخخليت جماعخخة ل انفخخرادا‪ ،‬ويخخدفعه صخخريحا روايخخة زرارة‪ ،‬هنخخا‪ ،‬وحسخخنة‬
‫الحلبي في التهخخذيب )‪ (1‬والول أقخخوى‪ - 55 .‬العخخروس‪ :‬باسخخناده عخخن أبخخي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ينبغي للمام الذي يخطخب يخوم الجمعخة أن يلبخس‬
‫عمامة في الشتاء والصيف‪ ،‬ويترددى ببرد يمنية أو عبري‪ ،‬ويخطخخب وهخخو‬
‫قائم‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده عن جعفر بن محمد قال‪ :‬ليس على أهل القرى جماعخخة‬
‫ول خخخروج فخخي العيخدين‪ .‬ومنخخه‪ :‬باسخناده عخن الصخادق عليخه السخلم قخال‪:‬‬
‫لجمعة إل في مصر يقام فيه الحدود‪ .‬بيان‪ :‬روى الشيخ فخخي التهخخذيب هخخذه‬
‫الرواية عخخن طلحخخة بخخن زيخخد )‪ (2‬والخخذي قبلخخه عخخن حفخخص بخخن غيخخاث )‪،(3‬‬
‫والول ضعيف على المشهور والثاني موثق‪ ،‬وحملهما الشيخ على التقيخخة‪،‬‬
‫لنهمخخا موافقخخان لمخخذاهب أكخخثر العامخخة‪ ،‬أو علخخى حصخخول البعخخد بخخأكثر مخخن‬
‫فرسخخخين مخخع اختلل الشخخرايط عنخخدهم‪ ،‬وورد همخخا فخخي المنتهخخى بالضخخعف‬
‫والحمل على‬

‫)‪ (1‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .249‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .322‬التهخخذيب ج ‪ 1‬ص‬


‫‪.324‬‬

‫]‪[211‬‬
‫ما ذكر‪ ،‬وقال‪ :‬المصر ليس شرطا في الجمعة )‪ (1‬وهو قول علمائنا‪ ،‬ثم قال‪ :‬و قخخال‬
‫أبو حنيفة‪ :‬ل تجب على أهل السخخواد‪ ،‬وقخخال فخخي الخخذكرى‪ :‬ليخخس مخخن شخخرط‬
‫الجمعة المصر على الظهر في الفتاوي‪ ،‬والشهر فخخي الروايخخات‪ ،‬ثخخم قخخال‪:‬‬
‫وقال ابن أبي عقيخخل‪ :‬صخخلة الجمعخخة فخخرض علخخى المخخؤمنين حضخخورها مخخع‬
‫المخخام فخخي المصخخر الخخذي هخخو فيخخه‪ ،‬و حضخخورها مخخع امخخرائه فخخي المصخخار‬
‫والقرى النائية عنه‪ ،‬وفي المبسوط ل تجب على أهل البادية والكراد‪ ،‬لنخخه‬
‫ل دليل عليه ثم قال‪ :‬لو قلنخخا إنمخخا تجخخب عليهخخم إذا حضخخر العخخدد لكخخان قويخخا‬
‫انتهى‪ .‬واستدلل جماعة بالخبرين علخخى اشخختراط المخخام طريخخف‪ - 56 .‬قخخال‬
‫عبد الحميد بن أبي الحديد في شخخرح نهخخج البلغخخة‪ :‬لمخخا سخخوى رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله الصخخفوف باحخخد قخام فخطخخب النخخاس فقخخال‪ :‬أيهخخا النخاس‬
‫اوصيكم بما أوصاني به ال فخخي كتخخابه مخخن العمخخل بطخخاعته‪ ،‬والتنخخاهي عخخن‬
‫محارمه‪ ،‬وساق الخطبة إلى أن قخخال‪ :‬ومخخن كخخان يخخؤمن بخخال واليخخوم الخخخر‬
‫فعليه بالجمعة يوم الجمعة إل صخخبيا أو امخخرأة أو مريضخخا أو عبخخدا مملوكخخا‪،‬‬
‫ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى ال عنه‪ ،‬وال غني حميخخد الخخخبر )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬استغنى ال عنه أي أطرحه ال‪ ،‬ورمى به مخخن عينخخه‬
‫فعل‬

‫)‪ (1‬المصر ليس بشرط في انعقاد الجمعة‪ ،‬وانما هو شرط الوجخخوب‪ ،‬بمعنخخى أنخخه إذا‬
‫لم يكن مصر فيه العدة والعدد‪ ،‬لم يكن المام مبسوط اليد‪ ،‬بل كان خائفا ل‬
‫يجب عليه صلة الجمعة‪ ،‬كما أنه ل يجخخب عليخخه اقامخخة الحخخدود‪ ،‬وإذا كخخان‬
‫مصر يقام فيه الحدود‪ ،‬و أقام المام الجمعة‪ ،‬فعلى أهخخل المصخخر ومخخن فخخي‬
‫حريمخخه إلخخى رأس فرسخخخين اجابخخة النخخداء‪ .‬وأمخخا مخخن هخخو خخخارج المصخخر‬
‫وحريمه‪ ،‬فمخن كخان فخخي سخائر المصخخار تحخخت وليخة الخولدة اجخاب نخداء‬
‫الوالى‪ ،‬أقام فيه الحدود أو لم يقم‪ ،‬ومن كان في القرى فإذا كان فيهخخم مخخن‬
‫يحسن الخطبة‪ ،‬واجتمع العدد‪ .‬فالولى لهخخم أن يقيمخخوا الجمعخخة‪ ،‬ال أنخخه ل‬
‫يجب‪ ،‬لعدم النداء من قبل ولى المر على ما عرفت وجهخخه فخخي ذيخخل اليخخة‬
‫الكريمة ص ‪ (2) .123‬شرح نهج البلغة ج ‪ 3‬ص ‪.365‬‬

‫]‪[212‬‬

‫من استغنى عن الشئ فلم يلتفت إليه‪ ،‬وقيل جزاه جزاء استغنائه عنها كقوله تعالى‪:‬‬
‫)نسوا ال فنسيهم( )‪ - 57 .(1‬رسالة الجمعة‪ :‬في أعمخخال الجمعخخة للشخخهيد‬
‫الثاني قال‪ :‬قال النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه الجمعخخة حخخج المسخخاكين‪ .‬وكخخان‬
‫سعيد بن المسيب يقول‪ :‬الجمعخخة أحخخب إلخخى مخخن حجخخة تطخخوع‪ .‬وعخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬يقخخرأ فخخي الجمعخخة فخخي الركعخخة الولخخى بسخخورة‬
‫الجمعة ليحرض بها المؤمنين‪ ،‬وفخخي الثانيخخة بسخخورة المنخخافقين ليفخخزع بهخخا‬
‫المنافقين‪ .‬وقال‪ :‬من توضأ يوم الجمعخخة فأحسخخن الوضخخوء ثخخم أتخخى الجمعخخة‬
‫فاستمع وأنصت‪ ،‬غفر له ما بين الجمعخخة إلخخى الجمعخخة‪ ،‬وزيخخادة ثلثخخة أيخخام‪.‬‬
‫وقال عليه السلم‪ :‬من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيخخب امرأتخخه إن كخخان‬
‫لها‪ ،‬و لبخخس مخخن صخخالح ثيخخابه‪ ،‬ثخخم لخخم يتخخخط رقخخاب النخخاس‪ ،‬ولخخم يلخخغ عنخخد‬
‫الموعظة‪ ،‬كان كفارة لما بينهما‪ ،‬ومن لغى وتخطى رقخخاب النخخاس كخخانت لخخه‬
‫طهرا‪ .‬وقال‪ :‬مخخن تكلخخم يخخوم الجمعخخة والمخخام يخطخخب‪ ،‬فهخخو كالحمخخار يحمخخل‬
‫أسفارا‪ ،‬والذي يقول له أنصت لجمعة له‪ .‬وقخال‪ :‬مخخن اغتسخخل يخخوم الجمعخخة‬
‫واستن ومس من طيب إن كان عنده‪ ،‬ولبس من أحسن ثيابه‪ ،‬ثم خرج يأتي‬
‫المسجد‪ ،‬ولم يتخط رقاب الناس‪ ،‬ثم يركع ما شاء ال أن يركع‪ ،‬وأنصت إذا‬
‫خرج المام‪ ،‬كان كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها‪ .‬وكان لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله برد يلبسخخه فخخي العيخخدين والجمعخخة سخخوى ثخخوب مهنتخخه‪.‬‬
‫وفي حديث آخر عنه عليه السلم‪ :‬إن الخ وملئكخخة يصخخلون علخخى أصخخحاب‬
‫العمائم يوم الجمعة‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬إذا كان يوم الجمعة كخخان علخخى بخخاب‬
‫من أبواب المسجد ملئكخخة يكتبخخون الول فخخالول‪ ،‬فخخإذا جلخخس المخخام طخخووا‬
‫الصحف وجاؤا يستعمون الذكر‪.‬‬

‫)‪ (1‬براءة‪.67 :‬‬

‫]‪[213‬‬

‫وقال عليه السلم‪ :‬يجلس الناس من ال يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات‬
‫الول والثاني والثالث‪ .‬قوله‪) :‬من ال( أي من كرامة ونحوهخا‪ .‬وقخال عليخه‬
‫السلم‪ :‬من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن‬
‫راح في الساعة الثانيخخة فكأنمخخا قخخرب بقخخرة‪ ،‬ومخخن راح فخخي السخخاعة الثالثخخة‬
‫فكأنما قرب كبشا‪ ،‬ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قخخرب دجاجخخة‪ ،‬ومخخن‬
‫راح في السخاعة الخامسخة فكأنمخخا قخرب بيضخخة‪ ،‬وإذا خخرج المخخام حضخخرت‬
‫الملئكة يستمعون الذكر‪ .‬وعن الباقر عليه السلم قال‪ :‬يجلس الملئكة يوم‬
‫الجمعة على باب المسجد فيكتبون الناس على قدر منخخازلهم الول والثخخاني‪،‬‬
‫حتى يخرج المام‪ .‬وروى عبد ال بن سنان في الصحيح عن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬فضخخل الخ الجمعخخة علخخى غيرهخخا مخخن اليخخام‪ ،‬وإن الجنخخان‬
‫لتزخرف وتزين يوم الجمعة لمن أتاها‪ ،‬وإنكخخم لتتسخخابقون إلخخى الجنخخة علخخى‬
‫قدر سبقكم إلى الجمعة‪ ،‬وإن أبواب السماء لتفتح لصعود أعماد العباد )‪.(1‬‬
‫وعن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكخخر‬
‫وابتكر‪ ،‬ومشى ولم يركب‪ ،‬ودنا من المام واستمع‪ ،‬ولم يلخخغ‪ ،‬كخخان لخخه بكخخل‬
‫خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها‪ .‬وفي حديث آخر عنه صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬مشيك إلى المسجد وانصرافك إلى أهلك في الجر سواء‪ .‬وعنه صخخلى‬
‫ال عليه وآله أنه كره الصلة نصف النهار إل يوم الجمعة‪ ،‬وقال‪ :‬إن جهنم‬
‫تسجر كل يوم إل يوم الجمعة‪ .‬وعنه صلى ال خ عليخخه وآلخخه‪ :‬إذا اشخختد الحخخر‬
‫أبرد بالصلة يغير الجمعة‪ .‬وعن سهل بن سعيد قال‪ :‬كنا ل نقيخخل ولنتغخخدى‬
‫إل بعد الجمعة‪ ،‬وكنا نصلي‬

‫)‪ (1‬راجع التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ ،246‬وهكخخذا بعخخض الحخخاديث منقخخول مخخن التهخخذيب و‬
‫الفقيه‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫مع النبي صلى ال عليه وآله الجمعة‪ ،‬ثم تكون القائلخخة )‪ .(1‬وعخخن النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكاه أن ل يصخخاحب فخخي سخخفره‪،‬‬
‫ول تقضى له حاجة‪ .‬وجاء رجل إلى سعيد بن المسيب يخخوم الجمعخخة يخخودعه‬
‫لسفر فقال‪ :‬ل تعجل حتى تصلي فقال‪ :‬أخاد أن تفوتني أصخخحابي‪ ،‬ثخخم عجخخل‬
‫فكان سعيد يسأل عنه حتى قدم قوم فأخبروه أن رجله انكسرت‪ .‬فقال سعيد‪:‬‬
‫إني كنت لظن أنه سيصيبه ذلك‪ .‬وروي أن صيادا كان يخرج في الجمعة ل‬
‫يحرجه مكان الجمعة من الخخخروج فخسخخف بخخه وببغلتخخه فخخخرج النخخاس وقخخد‬
‫ذهبت بغلته في الرض‪ ،‬فلخخم يبخخق منهخخا إل اذناهخخا وذنبهخخا‪ .‬وروي أن قومخخا‬
‫خرجوا إلى سفر حين حضخخرت الجمعخخة فاضخخطرم عليهخم خبخخاؤهم نخخارا مخخن‬
‫غير نار يرونها‪ .‬وعن سلمان الفارسي ‪ -‬ره ‪ -‬قال‪ :‬قال لي رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬أتدري ما يوم الجمعة ؟ قلنا‪ :‬ال ورسخخوله أعلخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬هخخو‬
‫اليوم الذي جمع ال فيه بين أبويكم‪ ،‬ل يبقى منا عبخخد فيحسخخن الوضخخوء ثخخم‬
‫يأتي المسجد لجمعة إل كخانت كفخارة لمخخا بينهخخا و بيخخن الجمعخخة الخخخرى مخخا‬
‫اجتنب الكبائر‪ .‬وروي عن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه النهخخي عخخن الحتبخخاء‬
‫وقت الخطبة‪ ،‬قيل‪ :‬والمعني فيخه أن الحبخوة تجلخب النخوم فتعخرض طهخارته‬
‫للنقض ويمنع من استماع الخطبة‪ .‬وعنه صلى ال عليه وآله قخخال‪ :‬إن لكخخم‬
‫في كل جمعة حجة وعمرة‪ ،‬فالحجة الهجخخرة إلخخى الجمعخخة‪ ،‬والعمخخرة انتظخخار‬
‫العصر بعد الجمعة‪ .‬وعن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا‬
‫راح مناسبعون رجل إلى الجمعة كان كسبعين من قوم موسى الخخذين وفخخدوا‬
‫إلى ربهم وأفضل‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه في مشكاة المصابيح ص ‪ ،123‬وقال‪ :‬متفق عليه‪ ،‬وهكذا سائر الحخخاديث‬
‫النبوية موجود فيه‪.‬‬

‫]‪[215‬‬
‫بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فيه ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثخخوبي‬
‫مهنته أي بذلته وخدمته‪ ،‬والرواية بفتح الميم وقد تكسرو خطأ الزمخشري‬
‫الكسخخر انتهخخى )غسخخل الجنابخخة( أي كغسخخلها ويحتمخخل الحقيقخخة كمخخا يظهخخر‬
‫استحباب الجماع قبل الذهاب إلى الجمعة مخخن بعخخض روايخخات العامخخة‪ .‬قخخوله‬
‫عليه السلم‪) :‬غسل يوم الجمعة واغتسل( قال في النهاية‪ :‬ذهخخب كخخثير مخخن‬
‫الناس إلى أن )غسل( أراد به المجامعة قبل الخروج إلخخى الصخخلة‪ ،‬لن ذلخخك‬
‫يجمخخع غخخض الطخخرف فخخي الطريخخق يقخخال غسخخل الرجخخل امرأتخخه بالتشخخديد‬
‫وبالتخفيف أي جامعها وقد روي مخففخخا وقيخخل‪ :‬أراد غسخخل غيخخره واغتسخخل‬
‫هو لنخخه إذا جخامع زوجتخه أحوجهخا إلخى الغسخخل وقيخخل‪ :‬أراد بالغسخل غسخل‬
‫أعضائه للوضوء‪ ،‬ثم يغتسل للجمعة‪ ،‬وقيل‪ :‬هما بمعنى واحخخد كخخرر للتأكيخخد‬
‫انتهى‪ ،‬وقخخال بعضخخهم غسخخل معنخخاه غسخخل الخخرأس خاصخخة‪ ،‬لن العخخرب لهخخم‬
‫شخخعور يبخخالغون فخخي غسخخلها فأفردهخخا بالخخذكر‪ ،‬واغتسخخل يعنخخي غسخخل سخخائر‬
‫جسده‪ .‬اقول‪ :‬ويحتمل أن يراد به غسل الرأس بخخالخطمي والسخخدر أو غسخخل‬
‫الثياب‪) .‬وبكر وابتكر( قال في النهاية بكر إلى الصلة أتى أول وقتها‪ ،‬وكخخل‬
‫من أسرع إلى شئ فقد بكر إليه‪ ،‬وأما ابتكر فمعناه أدرك أول الخطبة‪ ،‬وأول‬
‫كخخل شخخئ بخخاكورته‪ ،‬وابتكخخر الرجخخل إذا أكخخل بخخاكورة الفخخواكه‪ .‬وقيخخل‪ :‬معنخخى‬
‫اللفظين واحد فعل وافتعل‪ ،‬وإنمخخا كخخررا للمبالغخخة والتوكيخخد‪ ،‬كمخخا قخخالوا جخخاد‬
‫مجدا انتهخخى‪ ،‬وقخخال بعضخخهم‪ :‬معنخخى بكخخر أي تصخخدق قبخخل خروجخخه كمخخا فخخي‬
‫الحديث‪ ،‬باكروا بالصدقة فان البلء ل يتخطاها‪ .‬أقول‪ :‬هذه الخبخخار أكثرهخخا‬
‫عامية أوردناها تبعا للشيخ المتقدم ذكره قخخدس الخ لطيفخخه‪ - 58 .‬المكخخارم‪:‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبخائه عليهخم السخلم فيمخا أوصخى بخه رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله عليا‪ :‬يا علي ليس على النساء جمعخخة ول جماعخخة‪ ،‬ول‬
‫أذان ول إقامة ول تسمع‬

‫]‪[216‬‬

‫الخطبة ول تخرج من بيت زوجها إل باذنه الخبر )‪ - 59 .(1‬المحاسن‪ :‬عخخن محمخخد‬


‫بن علي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن يحيخخى المخخديني‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل بأس بالخروج في السفر ليلخة الجمعخة‬
‫)‪ - 60 .(2‬الكشى‪ :‬عن علي بن محمد بن قتيبة‪ ،‬عخخن الفضخخل بخخن شخخاذان‪،‬‬
‫عن ابن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن غيخخر واحخخد مخخن أصخخحابنا‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن حكيخخم‬
‫وغيره‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جخخده‪ ،‬عخخن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله في الجمعة قال‪ :‬إذا اجتمع خمسخخة أحخخدهم المخخام‬
‫فلهم أن يجمعوا )‪ - 61 .(3‬المعتبر‪ :‬نقل من جامع البزنطي‪ ،‬عن داود بخخن‬
‫الحصين‪ ،‬عن أبي العباس‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬ل جمعخخة إل‬
‫بخطبة‪ ،‬وإنما جعلخخت ركعخختين لمكخخان الخطبخختين )‪ - 62 .(4‬المتهجخخد‪ :‬عخخن‬
‫محمد بن مسلم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن صلة الجمعة قخخال‪:‬‬
‫وقتها إذا زالت الشمس‪ ،‬فصل ركعتين قبل الفريضة‪ ،‬فان أبطأت حتى يدخل‬
‫الوقت هنيئة فابدأ بالفريضة‪ ،‬ودع الركعتين حتى تصليهما بعخخد الفريضخخة )‬
‫‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن إسخخماعيل بخخن عبخخد الخخخالق قخخال‪ :‬سخخألت أبخخا عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم عن وقت الصلة فقال‪ :‬وجعل لكل صلة وقتين إل الجمعة في السفر‬
‫والحضر‪ ،‬فانه عليه السلم قال‪ :‬وقتها إذا زالت الشمس‪ ،‬وهي فيمخخا سخخوى‬
‫الجمعة‪ ،‬لكل صلة وقتان‪ ،‬وقال‪ :‬إياك أن تصلي قبل الزوال‪ ،‬فوال ما ابالي‬
‫بعد العصر صليتها أو قبل الزوال )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ 510 :‬في حديث طويل‪ (2) .‬المحاسن‪ (3) .347 :‬رجال الكشى‪:‬‬
‫‪ 167‬تحقيخخق المصخخطفوى ذيخخل حخخديث طويخخل‪ (4) .‬المتخخبر‪(5) .203 :‬‬
‫مصباح المتهجد‪ (6) .254 :‬مصباح المتهجد‪.255 :‬‬

‫]‪[217‬‬

‫وعن حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬وقت الجمعة سخخاعة تخخزول‬
‫الشمس إلى أن تمضي ساعة تحافظ عليها فأن رسول الخ صخلى الخ عليخه‬
‫وآله قال‪ :‬ل يسأل ال تعالى عبد فيها خيرا إل أعطاه ال )‪ .(1‬وروى حريز‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬أما أنا إذا زالت الشخمس يخوم الجمعخة بخدأت بالفريضخة‪،‬‬
‫وأخرت الركعتين إذا لم أكن صليتهما )‪ .(2‬ومنه‪ :‬روى ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫هشام‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إني لحب للرجل أن ل يخرج من‬
‫الدنيا حتى يتمتع‪ ،‬ولو مرة‪ ،‬وأن يصلي الجمعة في جماعخخة )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬قخخد‬
‫يستدل بهذا الخبر على الوجوب التخييخخري لصخلة الجمعخة‪ ،‬لقخخوله )لحخب(‬
‫وهخخو ظخخاهر فخخي السخختحباب‪ ،‬ولخخذكرها مخخع المتعخخة وهخخي مسخختحبة اتفاقخخا‪،‬‬
‫والجخخواب أن قخخوله‪) :‬لحخخب( لظهخخور لخخه فخخي السخختحباب بحيخخث يصخخلح‬
‫لتخصخخيص تلخخك العمومخخات ولخخذا ضخخمها مخخع مسخختحب لدللخخة فيخخه علخخى‬
‫الستحباب‪ ،‬بل هو نكتة باعثخخة للتعخخبير عنهمخخا بقخخوله‪) :‬لحخخب( ليشخخملهما‪.‬‬
‫على أنه لريب أن للجمعة أفرادا واجبة‪ ،‬وأفخخرادا مسخختحبة كمخخن بعخخد بأزيخخد‬
‫من فرسخين والعمى والمريض والمسافر‪ ،‬وساير من تقدم ذكره‪ ،‬فلخخو لخخم‬
‫يمكن حملها على الواجبة فلتحمخخل علخخى الفخخراد المسخختحبة‪ ،‬ول تعييخخن فخخي‬
‫الرواية أن أي فخخرد مخخن أفرادهخخا المسخختحبة اريخخد بهخخا‪ ،‬حخختى يتعيخخن حملهخخا‬
‫عليه‪ ،‬مخخع أنخخه يمكخخن حملهخخا علخخى الصخلة مخخع المخخخالفين تقيخخة جمعخا بيخخن‬
‫الخبار )‪ - 63 .(4‬المتهجد‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬سألته عن الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ما بين فراغ المام من الخطبة إلى أن تسخختوي الصخخفوف بالنخخاس‪ ،‬وسخخاعة‬
‫اخرى من آخر النهار إلى غروب‬
‫)‪ (3 - 1‬مصباح المتهجد‪ (4) .255 :‬ذكر المتعة يأبي عن هذا الحمل‪.‬‬

‫]‪[218‬‬

‫الشخخمس )‪ - 64 .(1‬المجخخالس )‪ (2‬والخصخخال للصخخدوق‪ :‬عخخن محمخخد بخخن علخخي‬


‫ماجيلويه‪ ،‬عن عمخخه محمخد بخن أبخخي القاسخم‪ ،‬عخن أحمخد بخخن أبخي عبخد الخ‬
‫البرقي‪ ،‬عن علي بن الحسين البرقي‪ ،‬عن عبد ال بخخن جبلخخة‪ ،‬عخخن الحسخخن‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن جده الحسن ابن علخخي عليخخه السخخلم فخخي حخخديث‬
‫طويل قال‪ :‬جاء نفر من اليهود إلى رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه فسخخأله‬
‫أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أخبرنا عن سبع خصال أعطاك ال خ مخخن‬
‫بين النبين‪ ،‬وأعطى امتك من بين المم فقال‪ :‬أعطخخاني ال خ عزوجخخل فاتحخخة‬
‫الكتخخاب‪ ،‬والذان‪ ،‬و الجماعخخة فخخي المسخخجد‪ ،‬ويخخوم الجمعخخة‪ ،‬والصخخلة علخى‬
‫الجنخخايز‪ ،‬والجهخخار فخخي ثلث صخخلوات والرخصخخة لمخختي عنخخد المخخراض‬
‫والسفر‪ ،‬والشفاعة لصحاب الكبائر مخخن امخختي قخخال‪ :‬صخخدقت يخخا محمخخد فمخخا‬
‫جزاء من فعل هذه الشخياء ؟ وسخخاق الحخديث إلخى أن قخال‪ .‬قخال‪ :‬وأمخا يخخوم‬
‫الجمعة فيوم يجمع ال فيه الولين والخرين‪ ،‬فما من مؤمن مشى فيه إلخخى‬
‫الجمعة‪ ،‬إل خفف ال عليه أهوال يوم القيامة‪ ،‬ثم يؤمر به إلخخى الجنخخة )‪.(3‬‬
‫‪ - 65‬الصخخحيفة السخخجادية‪ (4) :‬وكخخان مخخن دعخخائه عليخخه السخخلم فخخي يخخوم‬
‫الضحى ويوم‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ 254 :‬وفخخى نسخخخة الكمبخخانى بعخخد ذلخخك تكخخرار حخخديث الخخبزنطى‬
‫المذكور تحت الرقخخم ‪ 61‬روايخخة عخخن جخخامعه‪ ،‬مخخن دون ذكخخر المصخخدر مخخع‬
‫بيخخاض فخخي محلخخه‪ ،‬وقخخد حخخذفناه‪ ،‬وقخخال السخخيد الجخخل المخخرزا محمخخد خليخخل‬
‫الموسوي رحمه ال مصحح طبعة الكمبانى ما هذا لفظه نقل عخخن هخخامش‬
‫الطبعة‪) :‬حديث البزنطى ليس في النسخة الخطية المعتبرة‪ ،‬فل اعتبار في‬
‫مكان البياض(‪ (2) .‬أمالى الصدوق‪ ،117 :‬في حديث‪ .‬وفيخخه بخخدل الجمعخخة‬
‫الجماعة‪ (3) .‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ ،9‬وفيه‪ :‬وأما يوم القيمة فيجمع ال فيخخه‬
‫الولين والخرين للحساب‪ ،‬فما من مؤمن مشى إلى الجماعة الخفف ال خ‬
‫عزوجل عليه أهوال يوم القيامة ثم يجازيه الجنة(‪ (4) .‬ههنا أيضخخا تكخخرر‬
‫في طبعة الكمبانى حديث الكشى المذكور تحت الرقم ‪ 60‬فأسقطناه‪.‬‬

‫]‪[219‬‬

‫الجمعة‪ :‬اللهم هذا يوم مبارك ميمون‪ ،‬والمسلمون فيه مجتمعون في أقطار أرضخخك‪،‬‬
‫يشهد السائل منهم والطالب والراغب والراهب ‪ -‬إلى قخخوله ‪ -‬اللهخخم إن هخخذا‬
‫المقخخام لخلفخخائك وأصخخفيائك‪ ،‬ومواضخخع امنخخائك فخخي الدرجخخة الرفيعخخة الخختي‬
‫اختصصتهم بها‪ ،‬قخخد ابتزوهخخا وأنخخت المقخخدر لخخذلك ‪ -‬إلخخى قخخوله ‪ -‬حخختى عخخاد‬
‫صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين‪ ،‬يرون حكمخخك مبخخدل‪ ،‬وكتابخخك‬
‫منبوذا ‪ -‬إلى قوله عليه السلم ‪ -‬وعجل الفرج والروح والنصخخرة والتمكيخخن‬
‫والتأييد لهم إلخى آخخر الخدعاء )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬ل يخفخى علخى العخارف بأسخخاليب‬
‫البلغة أن هذا الخدعاء يخخدل علخخى مطلوبيخخة اجتمخخاع المخخؤمنين فخخي الجمعخخة‬
‫والعيخاد للصخلة والخخدعاء‪ ،‬والسخخؤال والرغبخخة‪ ،‬وبخخث الحخخوائج فخخي جميخخع‬
‫الحوال والزمان‪ ،‬لنه معلوم أن أدعية الصحيفة الشريفة مما أملها عليه‬
‫السلم لتقرأها الشيعة إلى آخر الدهر‪ ،‬وهخخي كخخالقرآن المجيخخد مخخن البركخخات‬
‫المستمرة إلى يوم الوعيد‪ .‬ووجه الدللة أنخه ذكخر فخي وصخف اليخوم وبيخان‬
‫فضخخله أن المسخخلمين يجتمعخخون فخخي أقطخخار الرض‪ ،‬ومعلخخوم أن اجتمخخاعهم‬
‫كانوا لصلة الجمعة والعيد‪ ،‬ولم يكونخخوا مخخأذونين منخخه عليخخه السخخلم لغايخخة‬
‫خوفه واختفائه‪ ،‬وكذا الزمان بعده إلى زمان القائم‪ ،‬فلبد من مصداق لهذا‬
‫الجتماع في زمانه عليه السلم وأكثر الزمان بعده‪ ،‬حخختى يحسخخن تعليمهخخم‬
‫مثل هذا الدعاء‪ .‬ولما كان في البلد الذي كخخان فيخخه حاضخخرا فارغخخا لخخم يجخخز‬
‫لغيره التقدم عليه أشار إلى خصوص هذا المقام فقال عليه السلم‪) :‬إن هذا‬
‫المقام لخلفائك( وشكى إلخى الخ سخخبحانه ذلخك‪ ،‬أو أنخخه لمخخا كخان مخخن الحكخخم‬
‫العظيمة للجمعات والعياد ظهور دولتهم عليهم السلم و تمكنهم‪ ،‬وأمرهخخم‬
‫ونهيهم‪ ،‬وإرشادهم‪ ،‬وكان في تلخك الزمخان المخر بعكخس ذلخك تظهخر فيهخا‬
‫دولة المتغلبين والغاصخخبين‪ ،‬وتقخخوى فيهخخا بخخدعهم وإضخخللهم‪ ،‬فأشخخار بتلخخك‬
‫المناسبة‬

‫)‪ (1‬الصحيفة السجادية تحت الرقم ‪ 48‬ص ‪ 277‬ط الخوندى‪.‬‬

‫]‪[220‬‬

‫إلى الخلفة الكبرى التي ادعوها وابتزوهخخا وغصخخبوها‪ .‬فخخان قيخخل ذكخخر اجتمخخاعهم ل‬
‫يدل على رجحان بل هو بيان لمر واقعي‪ ،‬قلنا معلوم من سياق الكلم حيث‬
‫ذكر لبيان كرامة اليوم وشرافته‪ ،‬ولتمهيخخد الخخدعاء وإدخخخال نفسخخه المقدسخخة‬
‫في جملتهم إما تواضعا أو تعليما أنه في مقام التحسين والتجويز‪ ،‬ولو كخخان‬
‫اجتماعهم كذلك بدعة وحراما لكان مثخخل أن يقخخول أحخخد‪ :‬اللهخخم إن هخخذا يخخوم‬
‫مبارك يجتمع فيه الناس في أقطار الرض لشرب الخمور وضخخرب الخخدفوف‬
‫والمعازف واللعب بالقمار والملهي‪ ،‬ويطلبون حخخوائجهم فأسخخئلك أن تخخوفر‬
‫حظخخي ونصخخيبي منخخه‪ .‬والعجخخب أن جماعخخة مخخن المخانعين اسخختدلوا بالعبخخارة‬
‫الخيرة على عدم وجوب صلة الجمعة في أزمنة الغيبة‪ ،‬بخخل بعضخخهم علخخى‬
‫حرمتها‪ ،‬حيث قالوا‪ :‬هذا المقام إشارة إلى إمامخخة الجمعخخة والعيخخد والخطبخخة‬
‫وقوله‪) :‬لخلفائك( يدل على الختصخخاص بهخخم وكخخذا قخخوله )قخخد اختصصخختهم‬
‫بها( وقوله‪) :‬قد ابتزوها( فان البتزاز هو الستلب والخذ قهرا‪ .‬والجواب‬
‫أما أول فبما عرفت أن المشخار إليخخه بهخخذا المقخام يحتمخل أن يكخون الخلفخخة‬
‫الكبرى‪ ،‬لظهور آثارهخا فخي هخذا اليخوم‪ ،‬بقرينخة قخوله بعخد ذلخك )حختى عخاد‬
‫صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهخخورين مبخختزين يخخرون حكمخخك مبخخدل وكتابخخك‬
‫منبوذا و فرائضك محرفخخة مخخن جهخخات إشخخراعك‪ ،‬وسخخنن نبيخخك متروكخخة( إذ‬
‫ظاهر أن المور المذكورة مما يترتب على الولية الكبرى‪ ،‬والخلفة العليخخا‪.‬‬
‫وثانيا بأنه على تقدير تسليم إرجاع الضخخمير إلخخى الصخخلة والخطبخخة‪ ،‬يمكخخن‬
‫إرجاعه إلى الصلة المخصوصة‪ ،‬إذ إرجاع الضمير إلى الخخاص أولخى مخخن‬
‫إرجاعه إلى العام المتحقق في ضمن الخاص‪ ،‬كمخا إذا اشخخير إلخى هخذا بزيخد‬
‫واريد به زيد أو النسان المتحقق في ضمنه‪ ،‬وظاهر أن الول أظهر وأحخخق‬
‫بكونه حقيقة‪ ،‬والصلة المخصوصة كانت صلة ]محرمة[ ظ لحضور المام‬
‫بغير إذنه عليه السلم مع قهره عليه السلم علخخى الحضخخور والقتخخداء بخخه‪،‬‬
‫فل يدل على المنع من غيرها‪.‬‬

‫]‪[221‬‬

‫وثالثخخا بخخأنه علخخى تقخخدير تسخخليم إرجخخاع الضخخمير إلخخى مطلخخق الصخخلة يكفخخي لصخخدق‬
‫الختصاص المستفاد من اللم كونهم أحق بها في الجملة‪ ،‬مع أنه قد حقخخق‬
‫المحقخخق الخخدواني فخخي حواشخخيه علخخى شخخرح المختصخخر العضخخدي أن هخخذا‬
‫الختصاص ليس بمعنى الحصر بل يكفي فيه ارتباط مخصوص‪ ،‬كما يقخخال‪:‬‬
‫الجل للفرس وقد حققنا ذلك في الفرائد الطريفة في شرح الحمدل‪ .‬وقخخوله‪:‬‬
‫)ابتزوهخخا( فخخي بعخخض النسخخخ علخخى بنخخاء الفاعخخل‪ ،‬وفخخي بعضخخها علخخى بنخخاء‬
‫المفعول‪ ،‬فعلى الول ظاهر أن الضمير المرفوع راجخخع إلخخى خلفخخاء الجخخور‪،‬‬
‫وأتباعهم الغاصبين لحقوقهم‪ ،‬وعلى الثاني أيضخخا المخخراد ذلخخك لن شخخيعتهم‬
‫ومواليهم الذين يفعلونها إطاعة لمرهم‪ ،‬وإحياء لذكرهم‪ ،‬ل يصخخدق عليهخخم‬
‫أنهم ابتزوها منهم‪ ،‬كما أن النائب الخاص خارج منهخخم اتفاقخخا‪ .‬ورابعخخا بخخأنه‬
‫يمكن تعميم الخلفاء والصفياء والمناء بحيث تشمل فقهخخاء الشخخيعة ورواة‬
‫أخبار الئمة‪ ،‬كما روى الصدوق وغيخخره عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫اللهم ارحم خلفائي قيل له‪ :‬يا رسول ال ومن خلفاؤك ؟ قخخال‪ :‬الخخذين يخخأتون‬
‫من بعدي‪ :‬يروون حديثي وسخخنتي‪ ،‬وفخخي روايخخة اخخخرى زاد فيخخه‪ :‬ويعلمخخون‬
‫الناس بعدي‪ ،‬لكن في هذا الوجه بعد‪ ،‬نعم ل يبعد حمل المناء بل الصخخفياء‬
‫على الشيعة‪ ،‬لسيما علماؤهم‪ ،‬والتأسيس أولخخى مخخن التأكيخخد‪) * .‬تتميخخم( *‬
‫أقول‪ :‬جملة القول في هذا المسألة الخختى تحيخخرت فيهخخا الوهخخام‪ ،‬واضخخطرب‬
‫فيها العلم‪ ،‬أنه ل أظن عاقل يريب فخي أنخه لخو لخم يكخن الجمخاع المخدعى‬
‫فيها‪ ،‬لم يكن لحد مجال شك في وجوبها علخخى العيخخان فخخي جميخخع الحيخخان‬
‫والزمان كما في ساير الفرائض الثابتة بالكتاب والسنة فكما ليس لحخخد أن‬
‫يقخخول لعخخل وجخخوب صخخلة العصخخر وزكخخاة الغنخخم مشخخروطان بوجخخود المخخام‬
‫وحضوره وإذنه‪ ،‬كذا ههنا لعدم الفرق بيخخن الدلخخة الدالخخة عليهخخا‪ .‬لكخخن طخخرأ‬
‫ههنا نقل إجماع من الشيخ وتبعه جماعة ممن تأخر عنه كما هو دأبهم فخخي‬
‫ساير المسائل‪ ،‬فهو عروتهم الوثقى‪ ،‬وحجتهم العظمى‪ ،‬به يتصاولون‪،‬‬

‫]‪[222‬‬

‫وعليه يتطاولون‪ ،‬فاشتهر في الصقاع‪ ،‬ومالت إليه الطباع‪ ،‬والجماع عنخخدنا علخخى‬
‫ما حققه علماؤنا رضوان ال عليهم في الصول هو قول جماعة مخخن المخخة‬
‫يعلم دخول قول المعصوم في أقوالهم‪ ،‬وحجيته إنما هو باعتبار دخول قوله‬
‫عليه السلم‪ ،‬فهو كاشف عن الحجة‪ ،‬والحجة إنما هي قخخوله عليخخه السخخلم‪.‬‬
‫قال المحقق ‪ -‬ره ‪ -‬في المعتخخبر‪ :‬وأمخخا الجمخخاع فهخخو عنخخدنا حجخخة بانضخخمام‬
‫قول المعصوم‪ ،‬فلو خل المائة مخخن فقهائنخخا مخخن قخخوله لمخخا كخخان حجخخة‪ ،‬ولخخو‬
‫حصل في اثنين لكان قولهما حجة‪ ،‬ل باعتبار اتفاقهمخخا‪ ،‬بخخل باعتبخخار قخخوله‪،‬‬
‫ول تغخختر إذا بمخخن يتحكخخم فيخخدعي الجمخخاع باتفخخاق الخمسخخة والعشخخرة مخخن‬
‫الصحاب مع جهالته قول الباقين‪ ،‬إل مع العلخخم القطعخخي بخخدخول المخخام فخخي‬
‫الجملة انتهى‪ .‬والجماع بهذا المعنى لريب في حجيته على فخخرض تحققخخه‪،‬‬
‫والكلم في ذلك‪ .‬ثم إنهم قدس ال أرواحهم لما رجعوا إلخخى الفخخروع‪ ،‬كخخأنهم‬
‫نسوا ما أسسوه في الصول فادعوا الجماع في أكثر المسائل‪ ،‬سواء ظهخخر‬
‫الختلف فيهخخا أم ل‪ ،‬وافخخق الروايخخات المنقولخخة فيهخخا أم ل حخختى أن السخخيد‬
‫رضي ال عنه وأضرابه كثيرا ما يدعون الجماع فيما يتفخردون فخي القخخول‬
‫به‪ ،‬أو يوافقهم عليه قليل مخخن أتبخاعهم‪ ،‬وقخد يختخخار هخذا المخخدعي للجمخاع‬
‫قول آخر في كتابه الخخخر‪ ،‬وكخخثيرا مخخا يخخدعي أحخخدهم الجمخخاع علخخى مسخخألة‬
‫ويدعى غيره الجمخخاع علخى خلفخه‪ .‬فيغلخب الظخن علخى أن مصخطلحهم فخي‬
‫الفروع غير ماجروا عليه في الصول )‪ (1‬بأن سموا الشهرة عنخخد جماعخخة‬
‫من الصحاب إجماعا كما نبه عليه الشهيد ‪ -‬ره ‪ -‬في الذكرى وهخخذا بمعخخزل‬
‫عن الحجيخخة ولعلهخخم إنمخا احتجخوا بخخه فخخي مقابلخة المخخالفين ردا عليهخم أو‬
‫تقوية لغيره من الدلئل التي ظهرت لهم‪ .‬ول يخفخخى أن فخخي زمخخان الغيبخخة ل‬
‫يمكن الطلع على الجماع‪ ،‬إذ مع فرض‬

‫)‪ (1‬قد مر في ج ‪ 85‬ص ‪ 7‬كلم في الجماع الذى يدعيه الشيخ قدس سره‪ ،‬راجعخخه‬
‫ان شئت‪.‬‬

‫]‪[223‬‬

‫إمكان الطلع على مذاهب جميع المامية‪ ،‬مع تفرقهم وانتشارهم في أقطخخار البلد‪،‬‬
‫والعلم بكونهم متفقين على مذهب واحد‪ ،‬لحجة فيه‪ ،‬لما عرفخخت أن العخخبرة‬
‫عندنا بقول المعصوم‪ ،‬ول يعدم دخوله فيها‪ .‬وما يقال‪ :‬من أنخخه يجخخب حينئذ‬
‫على المعصوم أن يظهر القول بخلف ما أجمعوا عليه‪ ،‬لو كان بخخاطل‪ ،‬فلخخو‬
‫لم يظهر ظهر أنه حق‪ ،‬ليتم‪ ،‬سخخيما إذا كخانت فخخي روايخخات أصخخحابنا روايخخة‬
‫بخلف ما أجمعوا عليه‪ ،‬إذ لفرق بين أن يكون إظهار الخلف علخخى تقخخدير‬
‫وجوبه بعنوان أنه قول فقيه‪ ،‬وبين أن يكون الخلف مدلول عليخخه بالروايخخة‬
‫الموجودة في روايات أصحابنا‪ .‬بل قيل إنه على هذا ل يبعد القول أيضا بأن‬
‫قول الفقيه المعلخخوم النسخخب أيضخخا يكفخخي فخخي ظهخخور الخلف‪ ،‬وإن كخخان فخخي‬
‫زمان الحضور‪ ،‬أي ادعوا أنه يتحقق الجماع فخخي زمخخان حضخخور إمخخام مخخن‬
‫الئمة عليهم السلم‪ ،‬فان لم يعلم دخول قول المخخام بيخخن أقخخوالهم فل حجيخخة‬
‫فيه أيضا‪ ،‬وإن علم فقوله كاف‪ ،‬ول حاجة إلى انضمام القوال الخخخر إل أن‬
‫ل يعلم المام بخصوصه‪ ،‬وإنما يعلخم دخخوله لنخه مخخن علمخاء المخة‪ ،‬وهخخذا‬
‫فرض نادر يبعد تحققه في زمان من الزمنة‪ .‬وأيضخخا دعخخوى الجمخخاع إنمخخا‬
‫نشأ في زمن السيد والشيخ ومن عاصرهما ثم تابعهما القوم‪ ،‬ومعلوم عخخدم‬
‫تحقق الجماع فخخي زمخخانهم‪ ،‬فهخخم نخخاقلون عمخخن تقخخدمهم فعلخخى تقخخدير كخخون‬
‫المراد بالجماع هذا المعنى المعروف‪ ،‬لكان في قوة خبر مرسل‪ ،‬فكيف يرد‬
‫بخخه الخبخخار الصخخحيحة المستفيضخخة‪ ،‬ومثخخل هخخذا يمكخخن أن يركخخن إليخخه عنخخد‬
‫الضرورة‪ ،‬وفقد دليل آخر أصل‪ .‬وما قيل من أن مثل هذا التناقض والتنافي‬
‫الذي يوجد في الجماعات يكون فخخي الروايخخات أيضخخا‪ ،‬قلنخخا‪ :‬حجيخخة الخبخخار‬
‫ووجوب العمل بها مما تواترت به الخبار‪ ،‬و استقر عليه عمل الشيعة‪ ،‬بخخل‬
‫جميع المسلمين في جميع العصار‪ ،‬بخلف الجمخخاع الخخذي ل يعلخخم حجيتخخه‬
‫ول تحققخخه‪ ،‬ول مأخخخذه ولمخخراد القخخوم منخخه‪ ،‬وبالجملخخة مخخن تتبخخع مخخوارد‬
‫الجماعات وخصوصياتها‪ ،‬اتضح عليه حقيقة المر فيها‪.‬‬

‫]‪[224‬‬

‫وأما الجماع المدعى ههنا بخصوصه‪ ،‬فلخخه جهخخات مخصوصخخة مخخن الضخخعف‪ .‬منهخخا‬
‫تحقخخق الخلف فخخي المسخخألة مخخن الشخخيخ المفيخخد الخخذي هخخو أفضخخل وأقخخدم‪،‬‬
‫والكليني والصدوق وأبي الصلح والكراجكي فكيخخف يقبخخل دعخخوى الجمخخاع‬
‫مخخع ذلخخك‪ ،‬و مخخع أنهخخم عللخخوا الجمخخاع هنخخا بعلخخة ضخخعيفة بخلف سخخاير‬
‫الجماعات‪ .‬قال في المعتبر‪ :‬والبحث في مقامين أحدهما في اشتراط المخخام‬
‫أو نائبه‪ ،‬والمصادمة مع الشافعي ومعتمدنا فعل النبي صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫فانه كان يعين لصلة الجمعة وكذا الخلفاء بعده كما يعيخخن للقضخخاء‪ ،‬فكمخخا ل‬
‫يصح أن يصب النسان نفسه قاضيا من دون إذن المام كذا إمامة الجمعخخة‪،‬‬
‫وليس هذا قياسا بل استدلل بالعمل المستمر في العصار‪ ،‬فمخالفته خخخرق‬
‫للجماع انتهى‪ .‬وقال الشهيد الثاني‪ :‬مع تسخخليم اطخخراده فخخي جميخخع الزمنخخة‬
‫نمنع دللته على الشرطية‪ ،‬بل هو أعم منها‪ ،‬والعخخام ل يخخدل علخخى الخخخاص‪،‬‬
‫والظاهر أن تعيين الئمة إنما هو لحسم مادة النزاع في هخخذه المرتبخخة‪ ،‬ورد‬
‫الناس إليه بغير تردد‪ ،‬و اعتمادهم على تقليده بغير ريبخخة‪ ،‬واسخختحقاقه مخخن‬
‫بيت المال لسهم وافخخر مخخن حيخخث قيخخامه بهخخذه الوظيفخخة الكخخبيرة مخخن أركخخان‬
‫الدين‪ .‬ويؤيخخد ذلخخك أنهخخم يعينخخون لمامخخة الصخخلوات اليوميخخة أيضخخا‪ ،‬والذان‬
‫وغيرهمخخا مخخن الوظخخائف الدينيخخة مخخع عخخدم اشخختراطها بخخاذن المخخام باجمخخاع‬
‫المسخخلمين‪ ،‬ولخخم يخخزل المخخر متسخخمرا فخخي نصخخب الئمخخة للصخخلوات الخمخخس‬
‫والذان ونحوهما أيضا من عهد النبي صلى ال عليه وآلخخه إلخخى يومنخخا هخخذا‬
‫من الخلفاء والسلطين‪ ،‬وأئمة العدل والجور‪ ،‬كل ذلك لما ذكرنا من الوجه‪،‬‬
‫ل للشتراط‪ ،‬وهخخذا أمخخر واضخخح‪ ،‬ل يخفخخى علخخى منصخخف انتهخخى‪ .‬ومنهخخا أن‬
‫ظاهر كلم أكثرهم أن هذا الشرط إنما هو عند حضور المام‪ ،‬والتمكخن منخخه‬
‫كمخا أومخأ إليخه المحقخق‪ ،‬حيخث شخبهه بالقضخاء‪ ،‬فخان التعييخن فخي القضخاء‬
‫عندهم إنما هو عند حضخخور المخخام‪ ،‬وأمخخا مخخع غيبتخخه فيجخخب علخخى الفقهخخاء‬
‫القيام به مع تمكنهم منه‪.‬‬

‫]‪[225‬‬

‫قال الشهيد الثاني روح الخ روحخخه‪ :‬إن الخخذي يخخدل عليخخه كلم الصخخحاب أن موضخخع‬
‫الجماع المدعى إنما هو حخخال حضخخور المخخام‪ ،‬وتمكنخخه‪ ،‬والشخخرط المخخذكور‬
‫حينئذ إنما هو إمكانه ل مطلقا في وجوبها عينا ل تخييرا كمخخا هخخو مخخدعاهم‬
‫حال الغيبة لنهم يطلقون القول باشخختراطه فخخي الوجخخوب ويخخدعون الجمخخاع‬
‫عليه أول‪ ،‬ثم يذكرون حال الغيبة وينقلون الخلف فيه‪ ،‬ويختارون جوازها‬
‫حينئذ أو استحبابها‪ ،‬معترفين بفقد الشرط‪ .‬هكخخذا عخخبروا بخخه عخخن المسخخألة‪،‬‬
‫وصرحوا به في الموضعين‪ ،‬فلو كان الجماع المدعى لهخخم شخخامل لموضخخع‬
‫النزاع‪ ،‬لما ساغ لهم نقل الخلف بعد ذلخخك‪ ،‬بخخل اختيخخار جخخواز فعلهخخا بخخدونه‬
‫أيضا فانهم يصرحون بأنه شرط للوجخخوب‪ ،‬ثخخم يخخذكرون الحكخخم بعخخد الغيبخخة‪،‬‬
‫ويجعلون الخلف في السختحباب فل يعخخبرون عخن حكمهخخا حينئذ بخالوجوب‬
‫وهو دليل بين على أن الوجوب الذي يجعلونه مشروطا بالمام عليه السلم‬
‫وما في معناه إنما هو حيث يمكخخن أو فخخي الوجخخوب العينخخي حيخخن حضخخوره‪،‬‬
‫بناء منهم على أن ما عداه ل يسمونه واجبا‪ ،‬وإن أمكخخن إطلقخخه عليخخه مخخن‬
‫حيث أنه واجب تخييري‪ ،‬وعلى هذا الخوجه يسخقط السختدلل بالجمخاع فخي‬
‫موضع النزاع‪ ،‬لوتم في غيره‪ .‬ومنها أن كلمهم في الذن مشوش‪ ،‬فبعخخض‬
‫كلمخاتهم يخخدل علخى الذن لخصخخوص الشخخخص‪ ،‬لخصخخوص الصخخلة‪ ،‬أو لمخخا‬
‫يشخخملها‪ ،‬وبعضخخها علخخى الذن الشخخامل للذن العخخام للفقيخخه‪ ،‬وبعضخخها علخخى‬
‫العم من ذلك حتى يشمل كل من يصلح للمامة‪ ،‬فتسقط فخائدة النخخزاع‪ .‬قخخال‬
‫الشيخ في الخلف بعد أن اشترط أول في الجمعة المام أو نائبه‪ ،‬ونقل فيخخه‬
‫الجماع ما هذا لفظه‪ :‬فان قيل أليس قخخد رويتخخم فيمخخا مضخخى مخخن كتبكخخم أنخخه‬
‫يجوز لهل القرى والسواد من المؤمنين إذا اجتمعوا العدد الذي ينعقخخد بهخخم‬
‫أن يصلوا جمعة ؟ قلنا‪ :‬ذلك مأذون فيه ومرغب فيه‪ ،‬فجرى ذلك مجرى أن‬
‫ينصب المام من يصلي بهخخم انتهخخى‪ .‬فظهخخر أن الذن الخخذي ادعخخي الجمخخاع‬
‫على اشتراطه يشمل الذن العام لسائر‬

‫]‪[226‬‬

‫من يمكنه أن يأتي بها‪ ،‬فيرد عليه أنخه لريخب أن أصخل صخلة الجمعخة كخانت واجبخة‬
‫عينا والباعث على عدم وجوبها في زمان الغيبة باعتقادكم عدم الذن‪ ،‬فإذا‬
‫قام الذن العام مقام النصب الخاص‪ ،‬فأي مانع من الوجخخوب العينخخي ؟ ولخخذا‬
‫حمل كلمه هذا جماعة على الوجوب العينخي‪ ،‬وقخالوا مخأذون فيخه ومرغخب‬
‫فيه‪ ،‬ل ينافي ذلك لما رأوا أنه يلزمه ذلك وإن كان بعيدا من كلمخخه‪ .‬وقخخال ‪-‬‬
‫ره ‪ -‬فخخي المبسخخوط‪ :‬وأمخخا الشخخروط الراجعخخة إلخخى صخخحة النعقخخاد‪ ،‬فأربعخخة‪:‬‬
‫السلطان العادل أو من يأمره السلطان‪ ،‬وقال بعد ذلك بجواز صخخلة الجمعخخة‬
‫في زمان الغيبة‪ ،‬وبينهما تناف ظاهرا‪ ،‬ويمكخخن أن يخخوجه بخخوجهين أحخخدهما‬
‫تخصيص الول بزمان الحضور‪ ،‬والثاني أن يقال‪ :‬من يأمره السخخلطان أعخخم‬
‫من أن يكون منصوبا بخصوصه أو مأذونا من قبلهم‪ ،‬ولخخو باللفخخاظ العامخخة‬
‫على ما استفيد من الخلف‪ .‬وقال العلمة قدس سخخره فخخي المختلخخف بعخخد مخخا‬
‫حكخخى المنخخع مخخن ابخخن إدريخخس‪ :‬والقخخرب الجخخواز‪ ،‬ثخخم اسخختدل بعمخخوم اليخخة‬
‫والخبار‪ ،‬ثم حكى حجة إبن إدريس علخخى المنخخع بخخأن شخخرط انعقخخاد الجمعخخة‬
‫المام أو من نصبه المام إجماعا‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬والجخخواب بمنخخع الجمخخاع علخخى‬
‫خلف صخخورة النخخزاع‪ ،‬وأيضخخا فانخخا نقخخول بمخخوجبه لن الفقيخخه المخخأمون‬
‫منصوب من قبل المام على العموم انتهى‪ .‬والذي يغلخخب علخخى الظخخن ولعلخخه‬
‫ليس من بعض الظن أن الذي دعى القوم إلى دعوى الجماع علخخى اشخختراط‬
‫الذن أحد أمرين‪ :‬الول إطباق الشخخيعة علخخى تخخرك التيخخان بهخخا علنيخخة فخخي‬
‫العصخخار الماضخخية خوفخا مخن المخخالفين‪ ،‬لنهخم كخانوا يعينخخون لخذلك أئمخخة‬
‫مخصوصين في البلد‪ ،‬ولم يكن يتمكن أحد من التيان بها إل معهخخم‪ ،‬وكخخان‬
‫يلزم المشاهير من العلماء الحضور فخخي مسخخاجدهم ولخخو كخخانوا يفعلخخون فخخي‬
‫بيوتهم كان نادرا مع نهاية السعي فخخي السخختتار‪ ،‬فظخن أن تركهخخم إنمخخا هخخو‬
‫لعدم الذن‪ .‬الثاني أن المخالفين كانوا يشخخنعون عليهخخم بخخترك الجمعخخة‪ ،‬ولخخم‬
‫يمكنهم الحكم بفسخخقهم وكفرهخخم‪ ،‬فكخانوا يتعخخذرون بعخخدم إذن المخخام‪ ،‬وعخخدم‬
‫حضوره دفعا لتشنيعهم‪ ،‬و‬

‫]‪[227‬‬

‫كان غرضهم عدم الذن للتقية‪ ،‬وعلى هذا يظهر وجخخه تشخخويش كلم الشخخيخ وتنخخافر‬
‫أجزائه كما ل يخفخخى علخخى المتأمخخل‪ .‬فخخاعتبر أيهخخا العاقخخل الخخخبير أنخخه يجخخوز‬
‫لمنصف أن يعول على مثل هذا الجمخخاع مخخع هخخذا التشخخويش والضخخطراب‪،‬‬
‫والختلف بين ناقليه‪ ،‬مع ما عرفت مع مخخا فخخي أصخخله مخخن البعخخد والخخوهن‪،‬‬
‫ويعرض عن مدلولت اليات والخبار الصخخريحة الصخخحيحة‪ ،‬وهخخل يشخخترط‬
‫في التكليف بالكتاب والسنة عمل الشيخ ومن تأخر عنه إلخخى زمخخان الشخخهيد‬
‫حيث يعتبر أقوال اولئك ول يعتبر أقخوال هخؤلء‪ ،‬مخع أنخه لريخب أن هخؤلء‬
‫أدق فهما وأذكى ذهنا وأكثر تتبعا منهم‪ ،‬ونرى أفكارهم أقرب إلخى الصخواب‬
‫في أكثر البواب وابتداء الفحص والتخخدقيق وتخخرك التقليخخد للسخخلف نشخخأ مخخن‬
‫زمان الشهيد الول قدس ال لطيفه‪ ،‬وإن أحدث المحقق والعلمة شيئا مخخن‬
‫ذلك‪ .‬قال الشهيد الثاني نور ال ضريحه في كتاب الرعاية‪ :‬إن أكثر الفقهاء‬
‫الذين نشأوا بعد الشيخ‪ ،‬كانوا يتبعونه في الفتوى تقليدا له لكثرة اعتقخخادهم‬
‫فيه‪ ،‬وحسن ظنهم به‪ ،‬فلما جاء المتخخأخرون‪ ،‬وجخدوا أحكامخخا مشخهورة‪ ،‬قخخد‬
‫عمل بها الشخخيخ ومتبخخابعوه‪ ،‬فحسخخبوها شخخهرة بيخخن العلمخخاء‪ ،‬ومخخا دروا أن‬
‫مرجعها إلى الشيخ‪ ،‬وأن الشهرة إما حصلت بمتابعته‪ ،‬ثم قال‪ :‬وممن اطلخخع‬
‫على هذا الذي تبينته وتحققته مخن غيخر تقليخد الشخيخ الفاضخل سخديد الخدين‬
‫محمود الحمصي )‪ (1‬والسيد رضي الدين بن طاوس وجماعخخة‪ .‬قخخال السخخيد‬
‫في كتابه المسمى بالبهجة الثمرة المهجة أخبرني جخخدي الصخخالح ورام ابخخن‬
‫أبي فراس قدس ال روحه‪ :‬أن الحمصي حدثه أنخخه لخخم يبخخق للماميخخة مفخخت‬
‫على التحقيق‪ ،‬بل كلهم حخخاك‪ ،‬وقخخال السخخيد عقيخخب ذلخخك‪ :‬والن قخخد ظهخخر أن‬
‫الذي يفتى به‬

‫)‪ (1‬هو الشيخ الجليل سديد الخخدين محمخخود بخخن علخخى بخخن الحسخخن الحمصخخى الخخرازي‬
‫المتكلم المتبحر صاحب كتخخاب المنقخخذمن التقليخخد‪ ،‬والمرشخخد إلخخى التوحيخخد‪،‬‬
‫المعروف بالتعليق العراقى في فن الكلم‪ ،‬كان مخخن مشخخايخ الشخخيخ الميخخر‬
‫الزاهد ورام بن أبي فراس‪ ،‬راجع بعض ترجمته في خاتمخخة المسخختدرك ج‬
‫‪ 3‬ص ‪.478 - 477‬‬

‫]‪[228‬‬

‫ويجاب على سبيل ما حفظ من كلم العلماء المتقدمين‪ .‬وقال طيب ال خ مضخخجعه فخخي‬
‫رسالة صلة الجمعة‪ ،‬بعد أن أورد بعض الخبار الدالة على وجوبها‪ :‬فهخخذه‬
‫الخبخخار الصخخحيحة الطخخرق‪ ،‬والواضخخحة الدللخخة‪ ،‬الخختي ل يشخخوبها شخخك ول‬
‫يحوم حولها شبهة من طريق أهل البيت في المر بصلة الجمعخخة‪ ،‬و الحخخث‬
‫عليها‪ ،‬وإيجابها على كل مسلم عدا ما استثني‪ ،‬والتوعد على تركها بالطبع‬
‫على القلب الذي هو علمة الكفر‪ ،‬والعيخخاذ بخخال‪ ،‬كمخخا نبخخه عليخخه تعخخالى فخخي‬
‫كتابه العزيز‪ ،‬وتركت غيرها من الخبار حسما لمادة النزاع ودفعخخا للشخخبهة‬
‫العارضة في الطريق‪ .‬وليخخس فخخي هخخذه الخبخخار مخخع كثرتهخخا تعخخرض لشخخرط‬
‫المخخام‪ ،‬ولمخخن نصخخبه‪ ،‬ول لعتبخخار حضخخوره فخخي إيجخخاب هخخذه الفريضخخة‬
‫المعظمة‪ ،‬فكيف ينبغخي للمسخلم الخذي يخخاف الخ إذا سخمع مواقخع أمخر الخ‬
‫ورسوله وأئمتخخه بهخخذه الفريضخخة‪ ،‬وايجابهخخا علخى كخخل مسخخلم أن يقصخخر فخخي‬
‫أمرها‪ ،‬ويهملها إلى غيرها‪ ،‬ويتعلل بخلف بعض العلمخخاء فيهخخا‪ ،‬وأمخخر الخ‬
‫تعالى ورسوله وخاصته عليهم السلم أحق‪ ،‬ومراعاته أولى‪ ،‬فليحذر الذين‬
‫يخالفون عن أمره أن تصخيبهم فتنخة أو يصخخيبهم عخذاب أليخم‪ .‬ولعمخري لقخخد‬
‫أصابهم الول‪ ،‬فليرتقبوا الثاني إن لم يعف الخ ويسخخامح‪ ،‬نسخخأل الخ تعخخالى‬
‫العفو والعافية‪ .‬وقد يحصل من هذين أن من كان مؤمنا فقد دخل تحت نخخداء‬
‫ال تعالى وأمره في الية الكريمة‪ ،‬بهخذه الفريضخة العظيمخة‪ ،‬وتهديخده عخن‬
‫اللهاء عنها‪ ،‬ومن كان مسلما فقد دخخخل تحخخت قخخول النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وقول الئمة أنها واجبة على كل مسلم‪ ،‬ومن كان عاقل فقد دخل تحت‬
‫تهديخخد قخخوله تعخخالى‪) :‬مخخن يفعخخل ذلخخك( يعنخخي اللهخخاء عنهخخا )فخخاولئك هخخم‬
‫الخاسرون( وقولهم عليهم السلم من تركها على هذا الوجه طبع الخ علخخى‬
‫قلبه لن )من( موضوعه لمن يعقل إن لم يكن أعم‪ .‬فاختر لنفسك واحدا من‬
‫هذه الثلث‪ ،‬وانتسب إلى اسم من هذه السماء أعني اليمان أو السخخلم أو‬
‫العقل‪ ،‬وادخل تحت مقتضاه‪ ،‬أو التزم قسما رابعا إن شئت‪،‬‬

‫]‪[229‬‬

‫نعوذ بال من قبح المدلة وتيه الغفلة‪ .‬ثم قال ‪ -‬ره ‪ -‬بعد مخخا بيخخن حقيقخخة الجماعخخات‬
‫المنقولة‪ ،‬وضعف الحتجاج بها لسيما المنقخخول منهخخا بخخخبر الواحخخد‪ :‬والخ‬
‫تعالى شهيد وكفى بال شهيدا أن الغرض من كشف هذا كله ليخس إل تبيخان‬
‫الحق الواجب المتوقف عليخه لقخوة عسخر الفطخام عخن المخذهب الخذي يخألفه‬
‫النام‪ ،‬ولو له لكان عنه أعظم صارف‪ ،‬والخ تعخخالى يتخخولى أسخخرار عبخخاده‪،‬‬
‫ويعلم حقايق أحكامه‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ .‬ثم قال‪ :‬حتخخم ونصخخيحة‪ :‬إذا‬
‫اعتبرت ما ذكرناه من الدلخخة علخخى هخخذه الفريضخخة المعظمخخة‪ ،‬ومخخا ورد مخخن‬
‫الحث عليها فخخي غيخر مخا ذكرنخاه مضخخافا إليخه‪ ،‬ومخا أعخده الخ مخخن الثخخواب‬
‫الجزيل عليها‪ ،‬وعلى ما يتبعهخخا ويتعلخخق بهخخا يخخوم الجمعخخة مخخن الوظخخائف و‬
‫الطاعات وهي نحخخو مخائة وظيفخخة‪ ،‬وقخخد أقررنخخا عيونهخخا فخخي رسخخالة مفخخردة‬
‫ذكرنا فيها خصوصيات يوم الجمعة‪ ،‬ونظرت إلى شرف هذا اليوم المخخذخور‬
‫لهذه المة‪ ،‬كما جعخخل لكخل امخخة يومخخا يفرغخخون إليخخه‪ ،‬وفيخخه يجتمعخون علخى‬
‫طاعته‪ ،‬واعتبرت الحكم اللهية الباعثة على المر بهذا الجتماع‪ ،‬وإيجخخاب‬
‫الخطبخخة المشخختملة علخخى الموعظخخة‪ ،‬وتخخذكير الخلخخق بخخال تعخخالى‪ ،‬وأمرهخخم‬
‫بطخخاعته‪ ،‬وزجرهخخم عخخن معصخخيته‪ ،‬وتزهيخخدهم فخخي هخخذه الخخدار الفانيخخة‪،‬‬
‫وترغيبهم في الدار الخخخرة الباقيخخة‪ ،‬المشخختملة علخخى مخخالعين رأت ول اذن‬
‫سمعت‪ ،‬ولخطر على قلب بشخخر‪ ،‬وحثهخخم علخخى التخلخخق بخخالخلق الحميخخدة‪،‬‬
‫واجتناب الصفات الرذيلة‪ ،‬وغير ذلك من المقاصد الجميلة‪ ،‬كما يطلع عليها‬
‫من طالع الخطب المروية عن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه وأميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم وغيرهما من الئمة الراشدين والعلمخخاء الصخخالحين‪ .‬علمخخت أن‬
‫هذا المقصد العظيم الجليل ل يليق من الحكيم إبطاله‪ ،‬ول يحسن من العاقخخل‬
‫إهماله‪ ،‬بل ينبغي بذل الهمة فيه‪ ،‬وصرف الحيلة إلى فعله‪ ،‬وبذل الجهد فخخي‬
‫تحصيل شرائطه ورفع موانعه‪ ،‬ليفوز بهذه الفضخخيلة الكاملخخة‪ ،‬ويحخخوز هخخذه‬
‫المثوبة الفاضلة‪ .‬ثم أورد ‪ -‬ره ‪ -‬أخبارا كثيرة دالة على فضخخل يخخوم الجمعخخة‬
‫وعباداتها وصلة الجمعة‬

‫]‪[230‬‬

‫والمبخخاكرة إليهخخا‪ ،‬وأن الصخخلة أشخخرف العبخخادات وأن الصخخلة الوسخخطى مخخن بينهخخا‬
‫أفضلها‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬وأصخخح القخخوال أنهخخا صخخلة الظهخخر‪ ،‬وصخخلة الظهخخر يخخوم‬
‫الجمعة هي صلة الجمعة على ما تحقق أو هي أفضل فرديها على ما تقرر‪،‬‬
‫فقد ظهخخر مخخن جميخخع المقخخدمات القطعيخخة أن صخخلة الجمعخخة أفضخخل العمخخال‬
‫الواقعة من المكلفين بعخخد اليمخخان مطلقخا‪ ،‬وأن يومهخخا أفضخخل اليخخام‪ ،‬فكيخخف‬
‫يسع الرجل المسلم الذي خلقه ال لعبادته‪ ،‬وفضله على جميع بريته‪ ،‬وبيخخن‬
‫لخخه مواقخخع أمخخره ونهيخخه‪ ،‬وعرضخخه لتحصخخيل السخخعادات البديخخة والكمخخالت‬
‫النفسية السرمدية‪ ،‬وأرشده إلى هذه العبخخادة المعظمخخة السخخنية‪ ،‬ودلخخه علخخى‬
‫متفرعاتها العلية أن يتهاون في هذه الجليلة‪ ،‬أو بحرمة هذا اليوم الشخخريف‬
‫ويصرفه في البطالة وما في معناها‪ ،‬فان من قدر علخخى اكتسخخاب درة يتيمخخة‬
‫قيمتها مائة ألف دينار‪ ،‬مثل فخي سخاعة خفيفخة‪ ،‬فخأعرض عنهخا أو اكتسخب‬
‫بدلها خرقة قيمتها فلس‪ ،‬يعد عند العقلء في جملة السفهاء الغبياء‪ ،‬وأين‬
‫نسبة الدنيا بأسرها إلى ثواب فريضة واحدة‪ .‬مخخع مخخا قخخد اسخختفاض بطريخخق‬
‫أهل البيت أن صلة فريضة خير من الدنيا وما فيها فما ظنخخك بفريضخخة هخخي‬
‫أعظخخم الفخخرائض‪ ،‬وأفضخخلها‪ ،‬علخخى تقخخدير السخخلمة مخخن العقخخاب‪ ،‬و البتلء‬
‫بحرمخخان الثخخواب‪ ،‬فكيخخف بخخالتعرض لعقخخاب تخخرك هخخذه الفريضخخة العظيمخخة‪،‬‬
‫والتهاون في حرمتها الكريمة‪ ،‬مع ما سمعت من توعد ال ورسوله وأئمته‬
‫بالخسران العظيم والطبخخع علخخى القلخخب‪ ،‬والخخدعاء عليهخخم مخخن تلخخك النفخخوس‬
‫الشريفة بما سمعت‪ ،‬إلى غير ذلك من الوعيد وضروب التهديد‪ ،‬علخخى تخخرك‬
‫الفرائض مطلقا فضل عنها‪ .‬وتعلل ذوي الكسالة وأهل البطالخخة المتهخخاونين‬
‫بحرمة الجللة في تركها‪ ،‬بمنع بعض العلماء من فعلها في بعض الحخخالت‪،‬‬
‫مع ما عرفت من شذوذه وضعف دليله‪ ،‬معارض بمثله في المر بها والحث‬
‫عليها‪ ،‬والتهديد لتاركها مخخن الخ ورسخخوله وأئمتخخه‪ ،‬و العلمخخاء الصخخالحين‪،‬‬
‫والسلف الماضين‪ ،‬ويبقى بعد المعارضخة مخا هخو أضخعاف ذلخك‪ ،‬فخأي وجخه‬
‫لترجح هذا الجانب مع خطره وضرره‪ ،‬لول قلة التوفيق‪ ،‬وشدة الخذلن‪ ،‬و‬

‫]‪[231‬‬
‫خدع الشيطاي انتهى‪ .‬وأقول‪ :‬وناهيك شدة اهتمام هخخذا البخخارع الخخورع المخختين الخخذي‬
‫هو أفقه فقهائنا المتأخرين بل المتقدمين‪ ،‬وفخخاز بالسخخعادة فلحخخق بالشخخهداء‬
‫الولين في أعل عليين في إظهار هذا الحق المبين‪ ،‬مع أنخه لخم يكخن متهمخا‬
‫في ذلك بغرض مخخن أغخخراض المبطليخخن إذ لخخم يكخخن يمكنخخه إقامتهخخا فخخي بلد‬
‫المخالفين‪ .‬وإني لم اطل الكلم في هذا المقام بايراد حجخخج الجخخانبين‪ ،‬ونقخخل‬
‫كلمخخات القخخوم والتعخخرض لمخخدلولتها‪ ،‬وإيخخراد الخبخخار المخخذكورة فخخي سخخاير‬
‫الكتب‪ ،‬ولم أعمل في ذلك كتابا ولرسالة‪ ،‬لظني أن المر فخخي هخخذه المسخخألة‬
‫أوضح من أن يحتاج إلى ذلك‪ .‬وأيضا المنكرون لذلك إما علمخخاء لهخخم أهليخخة‬
‫الترجيح والنظر والجتهاد‪ ،‬أو جهلة يتلبسون بلباس أهل العلم‪ ،‬ل لهم علم‬
‫يمكنهم به التمييز بين الحخخق والباطخخل ولورع بخخه يحخخترزون عخخن الفخختراء‬
‫على ال ورسوله‪ ،‬والقول بغير علم‪ ،‬أو جهال بحت يلزمهم تقليخخد العلمخخاء‪:‬‬
‫فأما الفرقة الولى‪ ،‬فان خلوا أنفسهم عن الغراض الدنيويخخة‪ ،‬وبخخالغوا فخخي‬
‫الفحخخص والنظخخر‪ ،‬وتتبخخع مخخدارك الدلخخة فخخأدى اجتهخخادهم إلخخى أحخخد الراء‬
‫المتقدمة‪ ،‬فل حرج عليهم في الدنيا ول في الخرة‪ ،‬وإن قصخخروا فخخي ذلخخك‪،‬‬
‫فأمرهم إلى ال‪ ،‬وعلى أي حخال الكتخاب والرسخخالة ل ينفعخخان هخخذه الطائفخخة‪،‬‬
‫وربما يصير سببا لمزيد رسوخهم في خطخخائهم‪ ،‬وإن أخطخخاؤا‪ .‬وأمخخا الفرقخخة‬
‫الثانية فحالهم معلومة فانهم في جل أعمخخالهم مبتخخدعون حخخائرون بخخائرون‪،‬‬
‫ليس لهم علم يغنيهم‪ ،‬ول يرجعون إلى عالم يفخختيهم‪ ،‬وإنمخخا هخخو تبخخع للخخدنيا‬
‫وأهلها‪ ،‬ويختارون ما هو أوفق لدنياهم‪ ،‬فأي انتفاع لهم بالرسخخائل والزبخخر‪.‬‬
‫وأمخخا الفرقخخة الثالثخخة فحكمهخخم بخخذل الجهخخد فخخي تحصخخيل عخالم ربخخاني ليتبخخع‬
‫الهوى‪ ،‬ول يختار على الخخخرة الخخدنيا‪ ،‬ولخخه تتبخخع تخخام فخخي الكتخخاب والسخخنة‪،‬‬
‫فالرسائل ل تنفعهم أيضا‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫ونعم قال الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬في الفقيه إن البدعة إنما تماث وتبطل بترك ذكرها ولقوة‬
‫إل بال‪ - 66 .‬مجمع البيان‪ :‬قال‪ :‬أما أول جمعخخة جمعهخخا رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله بأصحابه فقيل إنه قدم رسول ال مهاجرا حخختى نخخزل قبخخاعلى‬
‫بني عمرو بن عوف‪ ،‬وذلك يوم الثنين لثنتي عشرة ليلخخة خلخخت مخخن شخخهر‬
‫ربيخخع الول حيخخن الضخخحى‪ ،‬فأقخخام بقبخخا يخخوم الثنيخخن والثلثخخاء والربعخخاء‬
‫والخميس‪ ،‬وأسس مسجدهم‪ ،‬ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعخخة عامخخدا‬
‫المدينة‪ ،‬فأدركته صلة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهخخم قخخد‬
‫اتخخخذوا اليخخوم فخخي ذلخخك الموضخخع مسخخجدا‪ ،‬وكخخانت هخخذه الجمعخخة أول جمعخخة‬
‫جمعها رسول ال صلى ال عليه وآله في السلم‪ .‬فخطب في هذه الجمعخخة‪،‬‬
‫وهخى أول خطبخة خطبهخا بالمدينخة فيمخا قيخل‪ ،‬فقخال صخلى الخ عليخه وآلخه‪:‬‬
‫الحمدل الذي أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه‪ ،‬واومخخن بخخه ول أكفخخره‬
‫واعادي من يكفره‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شخخريك لخخه‪ ،‬وأشخخهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أرسله بالهخخدى والنخخور والموعظخخة‪ ،‬علخخى فخخترة مخخن‬
‫الرسل‪ ،‬وقلة من العلم‪ ،‬وضللة من الناس‪ ،‬وانقطاع من الزمان‪ ،‬ودنو مخخن‬
‫الساعة‪ ،‬وقرب من الجل‪ ،‬من يطع ال ورسوله فقخد رشخخد‪ ،‬ومخخن يعصخخهما‬
‫فقد غوى‪ ،‬وضل ضلل بعيدا‪ .‬اوصيكم بتقوى ال فخخانه خيخخر مخخا أوصخخى بخخه‬
‫المسلم المسلم أن يحضه على الخرة وأن يخخأمره بتقخخوى الخخ‪ ،‬فاحخخذروا مخخا‬
‫حذركم ال من نفسه‪ ،‬وإن تقوى ال لمن عمل بخه علخى وجخل ومخافخة مخن‬
‫ربه عون صدق على ما تبغخخون مخخن أمخخر الخخخرة‪ ،‬ومخخن يصخخلح الخخذي بينخخه‬
‫وبين ال من أمره في السر والعلنية‪ ،‬ل ينوى بخخذلك إل وجخخه الخ يكخخن لخخه‬
‫ذكرا في عاجل أمره‪ ،‬وذخرا فيما بعد الموت‪ ،‬حين المرء إلى مخخا قخخدم‪ ،‬ومخخا‬
‫كان من سوى ذلك يود لو أن بينهخخا وبينخخه أمخخدا بعيخخدا ويحخخذركم الخ نفسخخه‬
‫وال رؤف بالعبخخاد‪ ،‬والخخذي صخخدق قخخوله‪ ،‬ونجخخزو عخخده لخلخخف لخذلك‪ ،‬فخخانه‬
‫يقول‪ :‬ما يبدل القول‬

‫]‪[233‬‬

‫لدى وما أنا بظلم للعبيد‪ .‬فاتقوا ال في عاجخل أمركخخم وآجلخخه‪ ،‬فخخي السخخرو العلنيخخة‪،‬‬
‫فانه من يتخق الخ يكفخر عنخه سخيئاته‪ ،‬يعظخم لخه أجخرا‪ ،‬ومخن يتخق الخ فقخد‬
‫فازفوزا عظيما‪ ،‬وإن تقوى ال توقي مقته‪ ،‬وتوقي عقوبته وتوقي سخطه‪،‬‬
‫وإن تقخخوى ال خ تخخبيض الوجخخوه‪ ،‬وترضخخي الخخرب‪ ،‬وترفخخع الدرجخخة‪ ،‬خخخذوا‬
‫بحظكم‪ ،‬ول تفرطوا في جنخخب الخخ‪ ،‬فقخخد علمكخخم الخ فخخي كتخخابه‪ ،‬ونهخخج لكخخم‬
‫سبيله‪ ،‬ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين‪ ،‬فأحسنوا كمخا أحسخن الخ إليكخخم‪،‬‬
‫وعخخادوا أعخخداءه‪ ،‬وجاهخخدوا فخخي ال خ حخخق جهخخاده‪ ،‬هخخو اجتبخخاكم و سخخماكم‬
‫المسلمين‪ ،‬ليهلك من هلك عن بينة‪ ،‬ويحيى من حي عن بينة‪ ،‬ولحخخول ول‬
‫قوة إل بال‪ .‬فأكثروا ذكر ال واعملوا لما بعد اليوم‪ ،‬فانه من يصلح ما بينه‬
‫وبين ال يكفيه ال ما بينه وبين الناس‪ ،‬ذلك بأن الخ يقضخخي علخخى النخخاس‪،‬‬
‫ول يقضون عليه‪ ،‬ويملك من الناس ول يملكون منه‪ ،‬ال أكبر‪ ،‬ول قخخوة إل‬
‫بال العلخخي العظيخخم‪ .‬فلهخخذا صخخارت الخطبخخة شخخرطا فخخي انعقخخاد الجمعخخة )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي الكفر ضخخد اليمخخان‪ ،‬وكفخخر نعمخخة الخ وبهخخا كفخخورا‬
‫وكفرانا جحدها وسترها‪ ،‬والفترة ما بيخخن النخخبيين و )مخخن( بعضخخها إبتدائيخخة‬
‫وبعضها صلة كدنو من السخخاعة‪ ،‬والمخخراد بانقطخخاع الزمخخان قخخرب انقطخخاعه‬
‫بقرب القيامة‪ ،‬وقوله )ومن يعصهما( يدل على أن ما يقخخال‪ :‬إنخخه صخخلى الخ‬
‫عليه وآله قال لمن قال ذلك‪ :‬بئس الخطيب أنخخت‪ ،‬ل أصخخل لخخه‪ ،‬إن كخخان ذلخخك‬
‫المقام مقامخخا يقتضخخي التصخخريح بمقتضخخى البلغخخة‪) .‬فخخانه( الضخخمير للشخخأن‬
‫)على ما تبغون( أي تطلبون وترجون )تودلو أن بينهخخا( اقتبخخاس مخخن قخخوله‬
‫سبحانه )يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سخخوء‬
‫تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم ال نفسخخه وال خ رؤف بالعبخخاد( )‬
‫‪ (2‬وفي الية ضمير بينها راجع إلى النفس‪ ،‬وضمير بينه راجع إلى اليوم‬
‫)‪ (1‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪ (2) .286‬آل عمران‪.30 :‬‬

‫]‪[234‬‬

‫أو إلى ما عملت‪ ،‬والظاهر هنا العكس‪ ،‬وإن أمكن حملخه علخى مخا فخخي اليخة بارجخاع‬
‫الضمير إلى النفس بقرينتها‪ ،‬وفي قوله‪) :‬ويحذركم ال نفسه( تهديخخد بليخخغ‪.‬‬
‫وقوله‪) :‬والذي صدق( يحتمل عطفه على رؤف ويحتمخخل القسخخم‪ ،‬والتوقيخخة‬
‫الكلءة والحفظ )بحظكخخم( أي مخخن ثخخواب الخخخرة )فخخي جنخخب الخخ( أي قربخخه‬
‫وطاعته )ونهج لكم( أي أوضح )ليعلخخم( أي بعخخد الوقخخوع أو ليعلخخم أوليخخاؤه‪.‬‬
‫‪ - 67‬المتهجد‪ :‬روى جابر عن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬خطخخب أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم يوم الجمعخخة فقخخال‪ :‬الحمخخدل ذي القخخدرة والسخخلطان‪،‬‬
‫والرأفة والمتنان‪ ،‬أحمده على تتابع النعم‪ ،‬وأعوذ بخخه مخخن العخخذاب والنقخخم‪،‬‬
‫وأشهد أن ل إلخخه إل الخ وحخخده ل شخخريك لخخه‪ ،‬مخالفخخة للجاحخخدين‪ ،‬ومعانخخدة‬
‫للمبطلين‪ ،‬وإقرارا بأنه رب العالمين‪ .‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬قفى‬
‫به المرسلين‪ ،‬وختم به النخخبيين‪ ،‬و بعثخخه رحمخخة للعخخالمين‪ ،‬صخخلى الخ عليخخه‬
‫وعلى آله أجمعين‪ ،‬وقد أوجخخب الصخلة عليخخه‪ ،‬وأكخخرم مثخخواه لخديه‪ ،‬وأجمخخل‬
‫إحسانه إليه‪ .‬اوصيكم عباد الخ بتقخخوى الخ الخخذي هخخو ولخخي ثخخوابكم‪ ،‬وإليخخه‬
‫مردكم ومآبكم‪ ،‬فبادروا بذلك قبل الموت الذي ل ينجيكخخم منخخه حصخخن منيخخع‪،‬‬
‫ولهرب سريع‪ ،‬فانه وارد نازل‪ ،‬وواقع عاجخخل‪ ،‬فخخان تطخخاول الجخخل‪ ،‬وامتخخد‬
‫المهل‪ ،‬فكل مخا هخخو آت قريخب‪ ،‬ومخن مهخخد لنفسخخه فهخخو المصخيب‪ ،‬فختزودوا‬
‫رحمكم ال ليوم الممات‪ ،‬واحذروا أليم هول البيات‪ ،‬فان عقخخاب الخ عظيخخم‪،‬‬
‫وعذابه أليم‪ ،‬نار تلهخخب‪ ،‬ونفخخس تعخخذب‪ ،‬وشخخراب مخخن صخخديد‪ ،‬ومقخخامع مخخن‬
‫حديد‪ ،‬أعاذنا ال وإياكم من النار‪ ،‬ورزقنا و إياكم مرافقة البرار‪ ،‬وغفر لنا‬
‫ولكم جميعا إنه هو الغفور الرحيم‪ .‬إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كتخخاب‬
‫ال ‪ -‬ثم تعوذ بخخال‪ ،‬وقخخرأ سخخورة العصخخر ثخخم قخخال‪ :‬جعلنخخا الخ وإيخخاكم ممخخن‬
‫تسعهم رحمته‪ ،‬ويشملهم عفوه ورأفته‪ ،‬وأسخختغفر الخ لخخي ولكخخم ثخخم جلخخس‬
‫يسيرا ثم قال‪ :‬الحمدل الذي دنخا فخخي علخخوه‪ ،‬وعل فخي دنخخوه‪ ،‬وتواضخخع كخخل‬
‫شي لجلله‪ ،‬و‬

‫]‪[235‬‬

‫استسلم كل شئ لعظمته‪ ،‬وخضع كل شئ لقدرته‪ ،‬مقصرا عن كنه شكره‪ ،‬واومن بخخه‬


‫إذعانا لربوبيته‪ ،‬وأستعينه طالبخخا لعصخخمته‪ ،‬وأتوكخخل عليخخه مفوضخخا إليخخه‪ ،‬و‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬إلها واحدا أحدا فردا صخخمدا وتخخرا‬
‫لخخم يتخخخذ صخخاحبة ول ولخخدا‪ .‬وأشخخهد أن محمخخدا عبخخده المصخخطفى‪ ،‬رسخخوله‬
‫المجتبى‪ ،‬وأمينه المرتضى‪ ،‬أرسله بالحق بشيرا ونذيرا‪ ،‬وداعيا إليه بخخاذنه‬
‫وسراجا منيرا‪ ،‬فبلغ الرسالة‪ ،‬وأدى المانة‪ ،‬ونصح المة‪ ،‬وعبد ال خ حخختى‬
‫أتاه اليقين‪ ،‬فصلى ال عليه وآله فخي الوليخن‪ ،‬وصخلى الخ عليخه وآلخه فخي‬
‫الخرين‪ ،‬وصلى ال عليه وآله يوم الخخدين‪ .‬اوصخخيكم عبخخاد لخ بتقخخوى الخخ‪،‬‬
‫والعمل بطاعته‪ ،‬واجتناب معصيته‪ ،‬فانه من يطع ال ورسوله فقد فخخازفوزا‬
‫عظيما‪ ،‬ومن يعص الخ ورسخخوله فقخخد ضخخل ضخخلل بعيخخدا‪ ،‬وخسخخر خسخخرانا‬
‫مبينا‪ ،‬إن ال وملئكته يصلون على النبي يا أيها الخخذين آمنخخوا صخخلوا عليخخه‬
‫وسلموا تسليما‪ ،‬اللهم صل على محمد عبدك ورسولك أفضل صلواتك علخخى‬
‫أنبيائك وأوليائك )‪ .(1‬ايضاح‪ :‬السخخلطان الحجخخة والبرهخخان‪ ،‬وقخخدرة الملخخك‪،‬‬
‫والمتنان النعام‪ ،‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬قفيخخت زيخخدا وبخخه تقفيخخة أتبعتخخه إيخخاه‬
‫)وقد أوجب( يدل على وجوب الصلة عليه صلى ال عليه وآله في الجملة‪،‬‬
‫والمثوى المنزل‪) ،‬ولي ثوابكم( أي المتولي له والقائم به‪ ،‬والمخخرد والمخخآب‬
‫المرجع )فبخادروا بخخذلك( أي بخخالتقوى أي سخارعوا إليخخه قبخخل المخخوت‪ ،‬فكخأن‬
‫الموت يريد أن يحول بينكم وبينه‪ ،‬فبادروا إليه قبله‪ ،‬أو بادروا النخخاس إليخخه‬
‫قبل ذلك‪ ،‬أو لم يعتبر فيه المغالبة بل المعنى عجلوا في فعلخخه‪ ،‬والول أبلخخغ‪،‬‬
‫والعاجل السريع‪ .‬وقوله عليه السلم‪) :‬فكل ما هو آت( تعليل لذلك‪ ،‬والجخخل‬
‫مدة العمر وغايته والمهل بالتحريك المهلة والسكون والرفق‪ ،‬والبيخخات هخخو‬
‫أن يقصد العدو بالليل‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.269 :‬‬

‫]‪[236‬‬

‫من غير أن يعلم فيأخذه بغتة )تلهب( أي تتلهب بحذف إحدى التخخائين‪ ،‬وتلهخخب النخخار‬
‫اشتعالها‪ ،‬والصديد ماء الجرح الرقيق‪ ،‬والحميم اغلي حتى خثر‪) .‬المقمعة(‬
‫كمنكسخخة العمخخود مخخن حديخخد أو كخخالمحجن يضخخرب بخخه رأس الفيخخل‪ ،‬وخشخخبة‬
‫يضرب بها النسان رأسه )دنخخا فخخي علخخوه( أي دنخخوه دنخخو العليخخة والحاطخخة‬
‫العلميخخة والرأفخخة والرحمخخة‪ ،‬وهخخو ل ينخخافي علخخوه عخخن مناسخخبة الخلخخق‬
‫ومشخخابهتهم‪ ،‬واسخختغناءه عنهخخم‪ ،‬وعخخدم وصخخول عقخخولهم إلخخى كنخخه ذاتخخه‬
‫وصفاته‪ ،‬وكذا العكس‪ ،‬بل كل مخن الجهختين تسختلزم الخخرى‪) .‬لجللخه( أي‬
‫عند جلله أو عند سبب جلله‪ ،‬والحتمالن جاريخان فخي الفقرتيخن التيختين‬
‫)مقصرا( حال )إذعانا( مفعول مطلخخق مخخن غيخخر اللفخخظ أو مفعخخول لجلخخه‪ ،‬و‬
‫يحتمل الحالية أي مذعنا )واستعينه( في جميع المور لسيما فخي الطاعخات‬
‫طالبا لعصخخمته عخخن المعاصخخي )وأتوكخخل عليخخه( أي أعتمخخد عليخخه فخخي جميخخع‬
‫اموري مفوضا إليه راضيا بكخخل مخخا يخخأتي بخخه‪) .‬إلهخخا( أي معبخخودا أو خالقخخا‪،‬‬
‫والنصب على الحالية )واحدا( ل نظير له )أحدا( لتثنيخخة فيخخه بخخوجه )فخخردا(‬
‫منفردا بخلق الشخخياء )صخخمدا( مقصخخودا إليخخه فخخي جميخخع المخخور )وتخخرا( ل‬
‫شريك لخخه فخخي المعبوديخخة‪ .‬والصخخطفاء والجتبخخاء والرتضخخاء متقاربخخة فخخي‬
‫المعنخخى‪) ،‬بخخالحق( متلبسخخا و مؤيخخدا بخخه‪ .‬بشخخيرا بخخالثواب‪ ،‬ونخخذيرا بالعقخخاب‪،‬‬
‫وداعيا إليه أي إلى القرار به وبتوحيده وما يجخخب اليمخخان بخخه مخخن صخخفاته‬
‫)باذنه( بتيسيره وتوفيقه وعونه‪ ،‬وسراجا منيخرا يستضخاء بخه مخن ظلمخات‬
‫الجهالة ويقتبس من نوره أنوار البصائر )ونصح المة( أي بذل الجهخد فخي‬
‫هدايتهم وإرشادهم )حتى أتاه اليقين( أي الموت المختيقن )فخي الوليخن( أي‬
‫معهم إذا صلى عليهم‪ - 68 .‬المتهجد )‪ :(1‬روى زيد بن وهخخب قخخال‪ :‬خطخخب‬
‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال عليه يوم الجمعة فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.266 :‬‬

‫]‪[237‬‬

‫الحمخخدل الخخولي الحميخخد‪ ،‬الحكيخخم المجيخخد‪ ،‬الفعخخال لمخخا يريخخد‪ ،‬علم الغيخخوب‪ ،‬وسخختار‬
‫العيخخوب‪ ،‬وخخخالق الخلخخق‪ ،‬ومنخخزل القطخخر‪ ،‬ومخخدبر المخخر‪ ،‬ورب السخخموات‬
‫والرض‪ ،‬والدنيا والخرة‪ ،‬وارث العالمين‪ ،‬وخير الفاتحين‪ ،‬الذي من عظخخم‬
‫شخخأنه أنخخه ل شخخئ مثلخخه‪ .‬تواضخخع كخخل شخخئ لعظمتخخه‪ ،‬وذل كخخل شخخئ لعزتخخه‪،‬‬
‫واستسلم كل شئ لقدرته وقر كل شئ قراره لهيبتخخه‪ ،‬وخضخخع كخخل شخخئ مخخن‬
‫خلقه لملكه وربوبيته‪ ،‬الذي يمسك السخخماء أن تقخخع علخخى الرض إل بخخاذنه‪،‬‬
‫وأن )‪ (1‬تقخخوم السخخاعة ويحخخدث شخخئ إل بعلمخخه‪ .‬نحمخخده علخخى مخخا كخخان‪،‬‬
‫ونستعينه من أمرنا على ما يكون‪ ،‬ونسخختغفره ونسختهديه وأشخخهد أن ل إلخه‬
‫إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬ملك الملخخوك‪ ،‬وسخخيد السخخادات‪ ،‬وجبخخار السخخموات‬
‫والرض )‪ (2‬الواحد القهار‪ ،‬الكبير المتعال‪ ،‬ذو الجلل والكرام‪ ،‬ديان يخخوم‬
‫الدين‪ ،‬ورب آبائنا الولين‪ .‬وأشهد أن محمدا عبده ورسخخوله‪ ،‬أرسخخله داعيخخا‬
‫إلى الحق وشاهدا على الخلخخق فبلخخغ رسخخالت ربخخه كمخخا أمخخره‪ ،‬لمتعخخديا ول‬
‫مقصرا‪ ،‬وجاهد فخخي الخ أعخخداءه ل وانيخخا ول نخخاكل‪ ،‬ونصخخح لخخه فخخي عبخخاده‬
‫صابرا محتسبا‪ ،‬وقبضه الخ إليخه وقخد رضخي عملخه‪ ،‬وتقبخل سخعيه‪ ،‬وغفخر‬
‫ذنبه‪ ،‬صلى ال عليه وآله‪ .‬اوصيكم عباد ال بتقوى ال‪ ،‬واغتنام طاعته ما‬
‫استطعتم في هذه اليام الخالية الفانية وإعداد العمل الصالح لجليل ما يشفى‬
‫به عليكم المخخوت‪ ،‬وآمركخخم )‪ (3‬بخالرفض لهخذه الخدنيا التاركخخة لكخم‪ ،‬الزائلخخة‬
‫عنكخخم‪ ،‬وإن لخخم تكونخخوا تحبخخون تركهخخا‪ ،‬والمبليخخة لجسخخادكم وإن أحببتخخم‬
‫تجديدها‪ ،‬فانما مثلكم ومثلها كركب سلكوا سبيل‪ ،‬فكأنهم قد قطعوه وأفضوا‬
‫إلى علم‪ ،‬فكأنهم قد بلغوه‪ ،‬وكم عسى المجري إلى الغاية أن يجري‬

‫)‪ (1‬لن تقوم خ ل‪ (2) .‬جبار الرض والسموات خ ل‪ .‬وهو اقرب بالسجع‪ (3) .‬وفى‬
‫أمركم خ ل‪.‬‬
‫]‪[238‬‬

‫إليها حتى يبلغها‪ ،‬وكم عسى أن يكون بقاء من له يوم ل يعدوه‪ ،‬وطخخالب حخخثيث مخخن‬
‫الموت يحخخدوه‪ .‬فل تنافسخخوا فخخي عخخز الخخدنيا و فخرهخخا‪ ،‬ول تعجبخخوا بزينتهخخا‬
‫ونعيمها‪ ،‬ول تجزعوا من ضخخرائها وبؤسخخها‪ ،‬فخخان عخخز الخخدنيا وفخرهخا إلخى‬
‫إنقطاع‪ ،‬وإن زينتها ونعيمها إلى ارتجاع وإن ضراءها وبؤسخخها إلخخى نفخخاد‪،‬‬
‫وكل مدة منها إلى منتهى‪ ،‬وكل حخخي فيهخخا إلخخى بلخخى‪ .‬أو ليخخس لكخخم فخخي آثخخار‬
‫الولين وفي آبائكم الماضين معتبر وبصخخيرة إن كنتخخم تعقلخخون‪ ،‬أو لخخم تخخروا‬
‫إلى الموات ل يرجعون‪ ،‬وإلى الخلف منكم ل يخلدون‪ ،‬قال ال خ والصخخدق‬
‫قوله )وحرام على قرية أهلكناها أنهم ل يرجعون(( وقال‪) :‬كل نفخخس ذائقخخة‬
‫الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة‬
‫فقد فاز وما الحيوة الدنيا إل متاع الغرور(‪ .‬أو لستم تخخرون إلخخى أهخخل الخخدنيا‬
‫وهم يصبحون على أحوال شتى‪ ،‬فمن ميت يبكى ومفجوع يعخخزى‪ ،‬وصخخريع‬
‫يتلوى‪ ،‬وآخر يبشر ويهنا‪ ،‬ومن عخخائد يعخخود‪ ،‬وآخخخر بنفسخخه يجخخود‪ ،‬وطخخالب‬
‫للدنيا والموت يطلبه‪ ،‬وغافل وليس بمغفخخول عنخخه‪ ،‬وعلخخى أثخخر الماضخخي مخخا‬
‫يمضخخي البخخاقي‪ ،‬والحمخخد لخخ رب العخخالمين‪ ،‬ورب السخخموات السخخبع ورب‬
‫الرضين السبع‪ ،‬ورب العرش العظيم‪ ،‬الذي يبقخخى ويفنخخى مخخا سخخواه‪ ،‬وإليخخه‬
‫موئل الخلق ومرجع المور‪ ،‬وهو أرحم الراحميخخن‪ .‬إن هخخذا يخخوم جعلخخه الخ‬
‫لكم عيخخدا‪ ،‬وهخخو سخخيد أيخخامكم‪ ،‬وأفضخخل أعيخخادكم وقخخد أمركخخم الخ فخخي كتخخابه‬
‫بالسعي فيه إلى ذكره‪ ،‬فلتعظم فيه رغبتكخخم‪ ،‬ولتخلخخص نيتكخخم‪ ،‬وأكخخثروا فيخخه‬
‫من التضرع إلى ال‪ ،‬والدعاء ومسألة الرحمة والغفران‪ ،‬فان ال يسخختجيب‬
‫لكل مؤمن دعاءه‪ ،‬ويورد النار كل مسخختكبر عخخن عبخخادته‪ ،‬وقخخال ال خ تعخخالى‬
‫)ادعوني أسخختجب لكخخم إن الخخذين يسخختكبرون عخخن عبخخادته سخخيدخلون جهنخخم‬
‫داخرين(‪ .‬واعلموا أن فيه ساعة مباركة ل يسأل ال فيها عبد مخخؤمن خيخخرا‬
‫إل أعطاه ال‬

‫]‪[239‬‬

‫والجمعة واجبة على كل مؤمن إل الصبي والمرءة والعبد والمريض غفر ال خ لنخخا و‬
‫لكم سالف ذنوبنا‪ ،‬وعصمنا وإيخاكم مخن اقختراف الخذنوب بقيخة أعمارنخا‪ ،‬إن‬
‫أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كتاب ال الكريم‪ ،‬أعخخوذ بخخال السخخميع العليخخم‬
‫من الشيطان الرجيم إن ال هو السميع العليم‪ .‬وكان يقرء قخخل هخخو الخ أحخخد‬
‫أو قل يا أيها الكافرون أو ألهيكم التكاثر أو العصخر‪ ،‬وكخان ممخا يخدوم عليخه‬
‫قل هو ال أحد‪ ،‬ثم يجلس جلسة كل ول‪ ،‬ثخم يقخوم فيقخول‪ :‬الحمخدل نحمخده‬
‫ونستعينه‪ ،‬ونؤمن به ونتوكل عليه‪ ،‬ونشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬صلوات ال عليه وآلخخه‪ ،‬وسخخلمه ومغفرتخخه‬
‫ورضوانه‪ ،‬اللهم صل على محمخخد عبخخدك ورسخخولك‪ ،‬ونبيخخك وصخخفيك صخخلة‬
‫تامة نامية زاكية ترفع بها درجته‪ ،‬وتبين بهخخا فضخخيلته‪ ،‬وصخخل علخخى محمخخد‬
‫وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيخم وآل إبراهيخم إنخك حميخد مجيخد‪.‬‬
‫اللهم عذب كفرة أهخخل الكتخخاب والمشخخركين‪ ،‬الخخذين يصخخدون عخخن سخخبيلك‪ ،‬و‬
‫يجحدون آياتك‪ ،‬ويكذبون رسلك‪ ،‬اللهم خالف بين كلمتهم‪ ،‬وألق الرعب في‬
‫قلخخوبهم‪ ،‬وأنخخزل عليهخخم رجخخزك ونقمتخخك وبأسخخك الخخذي ل تخخرده عخخن القخخوم‬
‫المجرمين‪ .‬اللهخم انصخر جيخوش المسخلمين‪ ،‬وسخراياهم ومرابطيهخم‪ ،‬حيخث‬
‫كانوا في مشارق الرض ومغاربهخخا إنخخك علخخى كخخل شخخئ قخخدير‪ .‬اللهخخم اغفخخر‬
‫للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬والمسلمين والمسلمات‪ ،‬ولمن هو لحق بهم‪ ،‬واجعل‬
‫التقوى زادهم‪ ،‬والجنة مآبهم‪ ،‬واليمان والحكمة في قلوبهم‪ ،‬وأوزعهخخم أن‬
‫يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم‪ ،‬وأن يوفوا بعهدك الذي عاهخدتهم عليخخه‪،‬‬
‫إله الحق وخالق الخلخخق آميخخن‪ .‬إن الخ يخخأمر بالعخخدل والحسخخان وإيتخخاء ذي‬
‫القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكخم تخخذكرون‪ ،‬اذكخخروا‬
‫ال فانه ذاكر لمن ذكره‪ ،‬وسلوه رحمته‬

‫]‪[240‬‬

‫وفضله‪ ،‬فانه ل يخيب عليه داع من المؤمنين دعاه‪ ،‬ربنا آتنا في الدنيا حسخخنة وفخخي‬
‫الخرة حسنة وقنا عذاب النار )‪ .(1‬توضيح‪) :‬الحمدل الولي( أي المتخخولي‬
‫لمور العالم والخليق‪ ،‬القائم بها أو المستحق لجميع المحامخخد باسخختجماعه‬
‫للكمخخالت‪ ،‬وقيخخل هخخو الناصخخر )الحميخخد( أي المحمخخود علخخى كخخل حخخال‪ ،‬فعيخخل‬
‫بمعنى مفعول )الحكيم( هو فعيخخل بمعنخخى الفاعخخل أي الحخاكم‪ ،‬وهخخو القاضخخي‬
‫كما قيل‪ ،‬أو بمعنى مفعل أي الذي يحكم الشياء ويتقنها‪ ،‬و قيل ذو الحكمة‪،‬‬
‫وهي عبارة عن معرفة أفضل الشياء بأفضل العلوم‪ ،‬أو الذي ل يفعل شخخيئا‬
‫إل لغرض أو منفعة تصخخل إلخخى غيخخره تعخالى‪) .‬المجيخخد( ذو المجخخد والعظمخخة‬
‫والكبرياء‪ ،‬وفي النهاية المجد في كلم العرب الشرف لواسع‪ ،‬ورجل ماجد‪:‬‬
‫مفضال كثير الخير شريف‪ ،‬والمجيخخد فعيخخل منخخه للمبالغخخة وقيخخل هخخو الكريخخم‬
‫الفعال‪ ،‬وقيل إذا قارن شرب الذات حسن الفعال سمي مجدا و فعيل أبلغ من‬
‫فاعل‪ ،‬فكأنه يجمع معنى الجليخخل والوهخخاب والكريخخم‪) .‬الفعخخال لمخخا يريخخد( إذا‬
‫كان مشتمل على الحكم الكثيرة والمنخخافع الغزيخخرة )علم الغيخخوب( أي كخخثير‬
‫العلم بما يغيب عن حواس الخلخخق وعقخخولهم‪ ،‬بحيخخث لتخفخخى عليخخه خافيخخة‪،‬‬
‫والقطر جمع قطرة وهي المطر‪ .‬وفي الفقيه )‪) (2‬ومدبر أمر الدنيا والخرة‬
‫ووارث السموت والرض( أي تنتقل السخخموات والرض مخخن الخليخخق إليخخه‬
‫تعالى أو الباقي بعد فنائهما‪ ،‬أو الوارث للخلخخق فخخي السخخموات والرض مخخن‬
‫قبيل مصارع البلد )من عظم شأنه( أي مرتبته أو فعله أو جميخخع مخخا يتعلخخق‬
‫به وفي الفقيه )الذي عظم شأنه فل شئ مثله(‪) .‬تواضخخع كخخل شخخئ( أي مخخن‬
‫ذوي العقول أو العم لنفوذ قدرته وإرادته في كل مخخا يريخخد منهخخا )لعظمتخخه(‬
‫أي عندها أوله تعالى بسببها‪ ،‬وكذا البخواقي والعخزة الغلبخة والشخدة والقخوة‬
‫والستيلء على الشياء‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ (2) .266 :‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.275‬‬

‫]‪[241‬‬

‫والضمير في )قراره( راجع إلخخى الشخخئ وإرجخخاعه إلخخى الخ بعيخخد أي جعخخل لكخخل شخخئ‬
‫بحسخخخب المكنخخخة الظخخخاهرة والباطنخخخة والخخخدرجات الصخخخورية والمعنويخخخة‬
‫والستعدادات والقابليات مقرا ل يمكنه تعديه وتجخخاوزه فكخأنه يهخخابه‪ ،‬فعخخبر‬
‫عن عدم تجاوزهم عن مقتضى إرادته ومشيته بالهيبة‪ ،‬لن من يهاب أحخخدا‬
‫ل يخرج عن أمره‪ ،‬وإن كان ظخخاهره أن للجمخخادات أيضخخا شخخعورا كمخخا قيخخل‪،‬‬
‫والملكة المالكية والسلطنة‪ ،‬و الخضوع النقيخخاد والطاعخخة‪ .‬أن تقخخع أي مخخن‬
‫أن تقع أو كراهة أن تقع )إل باذنه( أي إل بمشيته وذلك يخخوم القيامخخة )وأن‬
‫تقوم( عطف على السخخماء‪ ،‬وربمخخا يقخخرء بالكسخخر بنخخاء علخخى كونهخخا نافيخخة‪،‬‬
‫ويكخخون مخخن عطخخف الجملخخة علخخى الجملخخة‪ ،‬وكخخذا الجملخخة التاليخخة تحتمخخل‬
‫الوجهين‪ ،‬والحتمال الخير بعيد فيهما‪) .‬نحمده على ما كخخان( مخخن النعمخخاء‬
‫والضراء )ونستعينه من أمرنا على ما يكون( أي علخخى مخخا يكخخون بعخخد ذلخخك‬
‫من امورنا للخخدنيا والخخخرة‪ ،‬وفخخي النهخخج )‪ (1‬بعخخده‪ :‬ونسخخأله المعافخخات فخخي‬
‫الديان كما نسأله المعافات في البدان‪ ،‬يقال‪ :‬عافاه ال من المكروه معافخخاة‬
‫وعافيخخة‪ ،‬أي وهخخب لخخه العافيخخة‪ ،‬وقيخخل المعافخخاة أن يعافيخخك الخ مخخن النخخاس‬
‫ويعافيهم منك‪ ،‬والتشبيه لشدة اهتمام الناس بالمشبه به‪ ،‬وإن كخخان المشخخبه‬
‫أهم وأحرى بالطلب عند اولخخى اللبخخاب‪) .‬وجبخخار الرضخخين والسخخموات( أي‬
‫الجبار فيهما أو جبارهما بايجادهما و إعدامهما وساير ما يتصخخرف فيهمخخا‪،‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬الجبار في أسمائه تعالى الذي يقهر العباد على ما أراد مخخن‬
‫أمر ونهي‪ ،‬وقيل هو العخخالي فخخوق خلقخخه )القهخخار(( أي الغخخالب علخخى جميخخع‬
‫الخلق أو معذبهم أو قهر العدم وأوجد الشياء منخخه )الكخخبير( أي العظيخخم ذو‬
‫الكبرياء والمتعالي عن صفات الخلق‪ ،‬حذفت الياء تخفيفخخا وابقيخخت الكسخخرة‬
‫لتدل عليها‪.‬‬

‫)‪ (1‬نهج البلغة تحت الرقم ‪ 97‬من قسخخم الخطخخب التقخخط منهخخا غررهخخا‪ ،‬وهخخى نحخخو‬
‫عشرين بيتا منها‪ ،‬أوله‪ :‬نحمده على ما كان الخ‪.‬‬

‫]‪[242‬‬
‫)ذو الجلل( أي الستغناء المطلق‪) ،‬والكرام( أي الفضل العام )ديان يوم الدين( أي‬
‫الحاكم أو المجخازي أو المحاسخخب فخخي يخوم الجخخزاء‪ ،‬قخال الجخوهري‪ :‬الخدين‬
‫الجزاء والمكافاة ومنه الديان في صفته تعالى‪) .‬أرسله داعيا إلى الحق( أي‬
‫إلى ال فانه الحق الثخخابت الخخذي ل يتغيخخر‪ ،‬أو إلخخى ديخخن الحخخق‪ ،‬وفخخي الفقيخخه‬
‫)أرسله بالحق داعيا إلى الحق وشاهدا على الخلق( قال الوالد قخخدس سخخره‪:‬‬
‫أي النبياء والئمة فانهم الخلق حقيقة كما قال تعالى )ويوم نبعخخث مخخن كخخل‬
‫امة شهيدا وجئنا بك على هؤلء شهيدا( وقد ورد بذلك تفسيره في الخبخخار‬
‫الكثيرة‪ ،‬أو العم لعدم المنافاة‪) .‬لمتعخديا( بخأن يبلخغ مخا لخم يخوح إليخه )ول‬
‫مقصرا( بأن ل يبلخغ مخخا اوحخخي إليخه )وجاهخخد فخي الخ( أي لخه وفخخي سخخبيله‬
‫)لوانيا( من الونى بمعنى الضخخعف والفتخخور‪) ،‬ول نخخاكل( أي جبانخخا ممتنعخخا‬
‫من الجهاد لذلك )ونصخخح لخخه( أي أطخاع أمخره وأخلخص النيخة فيخه أو نصخح‬
‫للعباد خالصا لوجهه سبحانه أو العم‪ ،‬قال الجزري فيه إن الدين النصخخيحة‬
‫ل ورسوله ولكتابه‪ ،‬ولئمة المسلمين وعامتهم‪ ،‬النصيحة كلمخخة يعخخبر بهخخا‬
‫عن جملة هي إرادة الخيخخر للمنصخخوح لخخه‪ ،‬وليخخس يمكخخن أن يعخخبر عخخن هخخذا‬
‫المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها‪ ،‬وأصل النصح في اللغخخة الخلخخوص‬
‫يقال‪ :‬نصحته ونصخخحت لخخه‪ ،‬و معنخخى نصخخيحة الخ العتقخاد فخخي وحخخدانيته‪،‬‬
‫وإخلص النية في عبادته‪ ،‬والنصيحة لكتاب ال هو التصخخديق والعمخخل بمخخا‬
‫فيه‪ ،‬ونصيحة رسول ال صلى ال عليه وآله التصديق بنبوته والنقياد لما‬
‫أمر به ونهى عنه‪ ،‬ونصخخيحة الئمخخة إطخخاعتهم‪ ،‬ونصخخيحة عامخخة المسخخلمين‬
‫إرشادهم إلى مصالحهم انتهى‪) .‬صابرا( على ما يلحقخخه مخخن الذى فخخي ذلخخك‬
‫)محتسبا( أي طالبا للجر فيه خالصا ل )وغفر ذنبه( أي ما صدر عنه مخخن‬
‫ترك الولى أو المباحات‪ ،‬فان حسنات البرار سيئات المقربين‪ ،‬أو ذنب من‬
‫يستحق المغفرة من امته‪ ،‬نسب إليه مجازا أو الذنب الذي كخخان المشخخركون‬
‫ينسبونه إليه من جعل اللهخة إلهخا واحخدا فغفخر وسختر ورفخع ذلخك بترويخج‬
‫الدين وقمع رؤساء المشركين وقد مر الكلم فيه مستوفى في محله‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫والخالية الماضية أي إنها بمعرض النقضاء والخخزوال‪ ،‬وأشخخفى علخخى الشخخئ أشخخرف‬
‫أي إعداد العمل للمور العظيمة الخختي جعلهخخا المخخوت مشخخرفة عليكخخم قريبخخة‬
‫منكم من سكرات الموت وأهوال القبر وعقوباته وغيرها‪ ،‬أو أشرف الموت‬
‫عليكم معها‪) .‬وآمركخخم( وفخخي بعخخض النسخخخ فخخي أمركخخم فهخخو متعلخخق بقخخوله‬
‫يشفي أي في المور المتعلقة بكم‪ ،‬وقخخوله‪) :‬بخخالرفض( متعلخخق بالعخخداد أي‬
‫بخخأن ترفضخخوا‪ ،‬أو حخخال عخخن فاعخخل العخخداد‪ ،‬والبخخاء للملبسخخة أي متلبسخخين‬
‫بخخالرفض‪ ،‬أو فخخي أمركخخم متعلخخق بقخخوله اوصخخيكم بخخأن يكخخون المخخر مصخخدرا‬
‫وبالرفض متعلقا به‪ ،‬وشئ منها ل يخلو من تكلخخف )وآمركخخم( أظهخخر‪ ،‬وفخخي‬
‫الفقيه )بتقوى ال واغتنام ما استطعتم عمل به من طخخاعته فخخي هخخذه اليخخام‬
‫الخالية وبالرفض( وفي النهج )اوصيكم بخخالرفض لهخخذه الخخدنيا التاركخخة لكخخم‬
‫وإن لخخم تحبخخوا تركهخخا‪ ،‬والمبليخخة لجسخخامكم وإن كنتخخم تحبخخون تجديخخدها(‬
‫والرفخض الخترك‪ ،‬والضخافة فخخي قخوله‪) :‬تركهخخا( مخخن إضخافة المصخدر إلخى‬
‫المفعول أي لتحبكم الدنيا مع حبكم لها ول تعخخاملكم بمخخا يقتضخخيه حبكخخم‪ ،‬أو‬
‫إلى الفاعل أي تترككم البتخة وإن كنتخم كخارهين لخذلك‪ ،‬ول يبخخالي بسخخطكم‪،‬‬
‫وكذا الضافة في )تجديدها( يحتمل الوجهين‪) .‬كركب( وفي النهخج )كسخفر(‬
‫والركب جمع راكخخب كسخخفر جمخخع سخخافر‪ ،‬والفخخاء فخخي قخخوله‪) :‬فانمخخا مثلكخخم(‬
‫للتعليل وما بعدها علة لكون الدنيا تاركة لهم وحقيقا بالرفض‪ ،‬وفخخي بعخخض‬
‫النسخ بالواو‪ ،‬والمثل بالتحريك في الصل بمعنى النظير‪ ،‬ثم استعمل في كل‬
‫صفة وحال وقصة لها غرابة وشأن‪ .‬والغرض تشخخبيه حخخالهم بالمسخخافرين‪،‬‬
‫وحال الدنيا بالسبيل في قرب انقضاء السفر والوصول إلخخى الغايخخة‪ ،‬فكخخأنهم‬
‫في حال كونهم غير قاطعين للسفر قاطعون له لشخخدة قخخرب إحخخدى الحخخالتين‬
‫من الخرى‪ ،‬قال ابخخن ميثخخم‪ :‬فخخائدة )كخخان( فخخي الموضخخعين تقريخخب الحخخوال‬
‫المستقبلة من الحوال الواقعة‪) .‬وأفضوا إلى علم( أي خرجوا إلخخى الفضخخاء‬
‫متوجهين إلى علم‪ ،‬قال الجوهري‬

‫]‪[244‬‬

‫الفضاء الساحة وما اتسع من الرض يقال‪ :‬أفضيت إذا خرجت إلى الفضخخاء انتهخخى‪،‬‬
‫وفي النهج )أموا علمخخا( أي قصخخدوا‪ ،‬والعلخخم بالتحريخخك المنخخار والجبخخل فخخي‬
‫الطريق يهتدى به‪) .‬وكم عسى( اسخختفهام فخخي معنخخى التحقيخخر لمخخدة الجخخري‬
‫والبقاء‪ ،‬وفي النهج في الثاني )وما عسخخى( والغايخخة نهايخخة السخخير وإجخخراء‬
‫الفرس إرساله وحمله على السير‪ ،‬وفخخي النسخخ مضخبوطة علخى بنخخاء اسخم‬
‫الفاعل‪ ،‬والفعل على بنائه ويمكن أن يقرء على بناء المفعول فيهما‪ ،‬كمخخا ل‬
‫يخفى‪ .‬وعدا المر وعنه أي جخخاوزه وتركخخه‪ ،‬والحخخثيث المسخخرع الحريخخص‪،‬‬
‫والطالب الحخخثيث هخخو المخخوت أو أسخخبابه‪ ،‬فكلمخخة )مخخن( علخخى الول للبيخخان‪،‬‬
‫وعلى الثاني للبتداء وحدوته علخخى السخخير أي حثثتخخه وبعثتخخه عليخخه‪ ،‬ومنخخه‬
‫الحداء للغنخاء المعخخروف للبخخل )فل تنافسخوا( المنافسخخة الرغبخخة فخي الشخئ‬
‫والنفراد به لنفاسته وجودته‪ ،‬في أكثر نسخ الفقيه )تتنافسوا( على صخخيغة‬
‫التفاعل والمعنى واحد‪) .‬ول تعجبوا( بفتح التخخاء والجيخخم مخخن قخخولهم عجخخب‬
‫بالشئ كعلم إذا عظم موقعه عنخخده‪ ،‬وعخخده عجيبخخا‪ ،‬أو بضخخم التخخاء مخخن بنخخاء‬
‫المفعول من العجاب من قولهم أعجبه إذا حمله علخخى العجخخب منخخه‪ ،‬وفلن‬
‫معجب برأيه بالفتح‪ ،‬والجزع نقيض الصبر‪ ،‬و الضراء الحالخخة الخختي تضخخر‪،‬‬
‫والبؤس شدة الحاجة‪) .‬إلى انقطاع( متعلقخخه راجخخع أو آئل ونحوهمخخا‪ ،‬وكخخذا‬
‫فيما سيأتي من الظروف والنفاد الفناء والخخذهاب‪ ،‬والبلخخى بالكسخخر والقصخخر‬
‫الخلق والندراس‪ .‬وفي النهج‪ :‬وكل مدة فيها إلى انتهاء وكل حي فيها إلخخى‬
‫فناء أو ليس لكخخم فخخي آثخخار الوليخخن مزدجخخر وفخخي آبخخائكم الماضخخين تبصخخرة‬
‫ومعتبر إن كنتم تعقلون أولخخم تخخروا إلخخى الماضخخين منكخخم ل يرجعخخون‪ ،‬وإلخخى‬
‫الخلف الباقي ل يبقون‪ .‬والثر محركة بقية الشئ وعلمته‪ ،‬ونقخخل الحخخديث‪،‬‬
‫وهنا يحتمل الكل والمزدجر يحتمل المكان والمصدر‪ ،‬وهو غير موجود فخخي‬
‫بعض النسخ‪ ،‬والتبصرة مصدر‬

‫]‪[245‬‬

‫بصره تبصيرا أي جعله بصيرا وعرفه‪ ،‬والمعتبر أيضا يحتمخل المكخان والمصخدر‪ ،‬و‬
‫العتبار التعخخاظ‪ ،‬والخلخخف بالتحريخخك كخخل مخخن يجخخئ بعخخد مخخن مضخخى‪ ،‬وكخخذا‬
‫بالسكون إل أنه بالتحريك في الخير‪ ،‬وبالتسكين في الشر‪ ،‬وفي المقام أعم‪،‬‬
‫والخلف جمعه‪) .‬وحخخرام علخخى قريخخة أهلكناهخخا( )‪ (1‬أي ممتنخخع علخخى أهخخل‬
‫قرية حكمنا باهلكها‬

‫)‪ (1‬النبياء‪ ،95 :‬والمراد بالحرام في لغة العخخرب مخخا نعخخبر عنخخه بالفارسخخية غخخدغن‬
‫ومعناه العزيمخخة المؤكخخدة كخخالتى يصخخدر مخخن الملخخوك والحكخخام فخخي المخخور‬
‫الجتماعية ونظام المجتمع إذا كانت ذات أهمية خاصة‪ ،‬فيهدد ناقض تلخخك‬
‫العزيمة والهاتك لهذه الحرمة بأشد النكال والنقمة‪ .‬وتلك العزيمة قد يكون‬
‫في أمر يجب اتيانه وقد يكون فخخي أمخخر يجخخب النتهخخاء عنخخه‪ ،‬يسخختفاد ذلخخك‬
‫بالقرائن اللفظية والحالية المقامية‪ ،‬كما قال عزوجل‪) :‬قخخل تعخخالوا أتخخل مخخا‬
‫حخخرم ربكخخم عليكخخم‪ :‬أل تشخخركوا بخخه شخخيئا وبالوالخخدين احسخخانا ول تقتلخخوا‬
‫أولدكم من أملق نحن نرزقكم واياهم ول تقربوا الفواحش ما ظهر منهخخا‬
‫وما بطن ول تقتلوا النفس التى حرم ال ال بالحق ذلكم وصخخاكم بخخه لعلكخخم‬
‫نعقلون‪ ،‬ول تقربوا ما اليتيم ال بالتى هي أحسن حتى يبلخخغ أشخخده وأوفخخوا‬
‫الكيل والميزان بالقسط ‪ -‬ل نكلف نفسا ال وسعها ‪ -‬وإذا قلتم فاعدلوا ولو‬
‫كان ذا قربى وبعهد ال أوفوا ذلكم وصخخاكم بخخه لعلكخخم تخخذكرون )النعخخام‪) :‬‬
‫‪ .(152 - 151‬فقد عزم ال عزوجل في هذه المور وبعضها فعل وبعضها‬
‫ترك فعل وقد ورد بخذلك آيخات كخثيرة فخي القخرآن الكريخم وعلخى ذلخك قخول‬
‫الخنسخخاء‪ :‬وان حرامخخا ل أرى الخخدهر باكيخخا * علخخى شخخجوة ال بكيخخت علخخى‬
‫صخر فعلى هذا يكون معنى قوله عزوجخخل‪) :‬وحخخرام علخخى قريخخة أهلكناهخخا‬
‫أنهم ل يرجعخخون( واضخخحا لريخخب فيخخه‪ ،‬يعنخخى أننخخا عزمنخخا عزيمخخة مؤكخخدة‬
‫مولوية على القرى التى نستأصل أهلها بالعذاب والنقمة أنهم ل يرجعخخون‬
‫إلى الحياة الدنيا في الرجعة‪ ،‬فتفيد اليخخة بمفهومهخخا أن غيرهخخم قخخد يرجخخع‬
‫إلى الدنيا كما تعتقده الشيعة المامية تبعا لئمة أهل البيت عليهخخم الصخخلة‬
‫=‬

‫]‪[246‬‬
‫أو وجدناها هالكة )أنهم ل يرجعون( أي رجوعهم إلى التوبخخة أو إلخى الحيخاة‪ ،‬و )ل(‬
‫زائدة أو عدم رجوعهم للجزاء وهو مبتخخدء خخخبره حخخرام‪ ،‬أو فاعخخل لخخه سخخاد‬
‫مسد خبره‬

‫= والسلم والتحية والكرام‪ .‬ولعل الوجه في ذلك أن ال عزوجل انمخخا خلخخق المخخوت‬
‫والحيخخاة ليبلخخوهم أيهخخم أحسخخن عمل‪ ،‬وقخخد ل يتهيخخأ فخخي نظخخام الخلقخخة‬
‫وخصوصا في أدوار الفترة بلؤهم وفتنتهم بحيخخث يظهخخر سخخرائرهم وتتخخم‬
‫الحجة عليهم )فيقضى عليهم اما بالنار أو الجنة قضاء حتم( أو يحول بين‬
‫بلئهم الموت المقدر لهم من دون أن يكون ذلك نقمخخة عليهخخم واستئصخخال‬
‫لهم‪ ،‬فل من رجوعهم إلى الحياة الخخدنيا ليتخخم بلؤهخخم‪ ،‬علخخى مخخا ورد بخخذلك‬
‫روايات أهل البيت عليهخخم السخلم‪ .‬ولعخخل مخا ورد فخخي روايخخات أهخخل الخخبيت‬
‫عليهم السلم أن تمام الرجعة أوجلها ومعظمها انما تكون بعد ظهور دولة‬
‫الحق بظهور المهدى المنتظر عليه الصخخلة والسخخلم ‪ -‬حيخخث يكخخون الجخخو‬
‫صالحا لعمال الخير‪ ،‬ودعخخائم الشخخيطان والطغيخخان منكسخخرة بخخالعكس مخخن‬
‫أيامنا هذه ‪ -‬انما هو لئل يعذر معتذرهم يوم القيامة أنه قد عاقه عن الخير‬
‫والعمل الصالح ما كان مسلطا على جوه مع الطغيان ووساوس الشيطان‪،‬‬
‫أو يدعى مدعيهم بأن ولدته في الخبيت الفلنخي الغاشخم الظخالم أو مجتمخع‬
‫الشرك والضلل وبيئة الفحشاء والفساد هو الذى أخذ بناصيته إلى الكفخخر‬
‫والعصيان‪ ،‬ولذلك يحكى القرآن العزيز عنهم‪) :‬ربنا أمتنا اثنخختين وأحييتنخخا‬
‫اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل(‪ .‬وأما إذا كان فخي عمخل‬
‫النسان الواحد أو القوم والمجتمع ما يسجل عليه أو عليهم البوار والنخخار‬
‫قضاء حتم كالذى يستعجل بالشخر ويباهخل النخبي أو يقخترح عليخه أن يخأتي‬
‫بآية كذا وكذا فيؤتاه ول يؤمن به عنادا‪ ،‬أو يقتخخل نفسخخه دفعخخا للبلء الخخذى‬
‫توجه إليه وغير ذلك من الموارد التى ل مجخخال للبحخخث عنهخخا‪ ،‬فحينئذ يتخخم‬
‫بلواؤه ويظهر سريرته ويحتم عليه بالهلك وإذا أهلكه ال عزوجل بعذاب‬
‫نازل إليه أو إليهم ل يبقى مجال لقالتهم عخخن البلخخوى الولخخى‪ ،‬وارجخخاعهم‬
‫إلى دار المتحان مجددا وهو واضح‪ .‬وأما قوله عزوجخخل‪) :‬حخختى إذا جخخاء‬
‫أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيمخخا تركخخت‪ .‬كل ! انهخخا‬
‫كلمة هو قائلها‪ .‬ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون( =‬

‫]‪[247‬‬

‫أو دليل عليه وتقدير تخخوبتهم‪ ،‬أو حيخخاتهم‪ ،‬أو عخدم بعثهخخم‪ ،‬أو لنهخخم ل يرجعخخون ول‬
‫ينيبون‪) .‬وحرام( خبر محذوف أي وحخخرام عليهخخا ذلخخك‪ ،‬وهخخو المخخذكور فخخي‬
‫الية المتقدمة )فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فل كفران لسعيه وإنخخا‬
‫له كاتبون( وقيل حرام أي عزم وموجب عليهم أنهم ل يرجعون‪) .‬كل نفخخس‬
‫ذائقة الموت( وعد ووعيد للمصدق والمكخخذب )وإنمخخا توفخخون اجخخوركم( أي‬
‫تعطون جزاء أعمالكم خيرا كان أو شخخرا تامخخا وافيخخا )يخخوم القيمخخة( أي يخخوم‬
‫قيامكم من القبور‪ ،‬وقيخخل‪ :‬لفخخظ التوفيخخة يشخخعر بخخأنه قخخد يكخخون قبلهخخا بعخخض‬
‫الجور يعني في البرزخ‪) .‬فمن زحزح عن النخخار( أي بعخخد عنهخخا )فقخخد فخخاز(‬
‫بالنجاة ونيل المراد والفخخوز الظفخخر بالبغيخخة )ومخخا الحيخخوة الخدنيا( أي لخذاتها‬
‫وزخارفها )إل متاع الغرور( شبهها بالمتاع الذي يخخدلس بخخه علخخى المسخختام‬
‫ويغر حتى يشتريه‪ ،‬والغرور مصدر وجمع غار‪) .‬أو لسخختم تخخرون إلخخى أهخخل‬
‫الدنيا( في النهج )ترون أهل الخخدنيا يمسخخون ويصخخبحون علخخى أحخخوال شخختى‬
‫فميت يبكى وآخخخر يعخخزى‪ ،‬وصخخريع مبتلخخى( والبخخاقي بخخالرفع و كخأن الرؤيخخة‬
‫ضمنت هنا معنى النظر‪ ،‬وشت المر تفرق‪ ،‬وأشياء شتى أي متفرقة‬

‫= )المؤمنون‪ (100 :‬فل ينافى الرجعة أبدا كما أنخخه ل ينخخافي قخخوله عزوجخخل‪) :‬ربنخخا‬
‫أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلخخى خخخروج مخخن سخخبيل(‬
‫وغير ذلك من اليات التى تنص على أن هناك موتين وحياتين‪ .‬وذلخخك لن‬
‫الية نزلت في جمع خاص من معاندي النبي صلى ال عليه وآله وقد حتم‬
‫عليهم بالنار قضاء حتم‪ ،‬حيث يقول عزوجل قبلها )قل رب امخخا ترينخخى مخخا‬
‫يوعدون * رب فل تجعلني في القخوم الظخالمين * وانخا علخى أن نريخك مخا‬
‫نعخدهم لقخادرون‪ ....‬حختى إذا جخاء أحخدهم المخوت( اليخة‪ .‬فعلخى هخذا عخدم‬
‫رجوع هذه الجماعة من المعاندين الذين وعد النبي صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫اهلكهم‪ ،‬وهم الخخذين أهلكهخخم الخ ببخخدر‪ ،‬انمخخا كخخان طبقخخا لحكخخم هخخذه اليخخة‬
‫الكريمة‪) :‬وحرام على قرية أهلكناها أنهم ل يرجعخخون( ول منافخخاة بينهمخخا‬
‫وهو واضح‪.‬‬

‫]‪[248‬‬

‫وبكيته وبكيت عليه بمعنى‪ ،‬والعز الصبرو التعزية الحمل عليه‪ .‬والصريع المطخخروح‬
‫على الرض‪ ،‬والمراد هنا الجريح المشرف على القتل أو المريخخض العخخاجز‬
‫عن القيام‪ ،‬واللي فتل الحبل والتلوي عند المرض والشدة مجخخاز شخخائع فخخي‬
‫عرف العرب والعجم‪ ،‬وقوله‪) :‬يعود( على ما في النهج ]أي[ يعيد الشتغال‬
‫بالعيادة بالفعل وقيخخل مشخختق مخن العخخود لفخادة التكخخرار وهخو بعيخد‪ .‬ويقخخال‪:‬‬
‫يجود فلن بنفسه إذا كان يخرجها وهي تفارقة كخخأنه يهخخب نفسخخه و يسخخخي‬
‫بهخخا )وغافخخل(( أي عخخن المخخوت ومخخا يخخراد بخخه ومخخا يصخخيبه مخخن المكخخاره‬
‫والمصائب‪ ،‬وما يكتب عليه من الخطايا )وليخس بمغفخول عنخه( فخان الكتبخة‬
‫يحفظون عمله‪ ،‬وال سبحانه رقيب عليه‪ ،‬والمقادير متوجهة عليخخه‪ .‬وفلن‬
‫يمضي على أثر فلن أي يحذو حذوه كأنه يضع القدم على أثر قدمه‪ ،‬وكلمة‬
‫)مخخا( فيمخخا يمضخخى مصخخدرية أو زائدة‪ ،‬والمعنخخى شخخأن البخخاقين فخخي المخخور‬
‫المذكورة ما شاهدتموه من أحوال الماضين‪ ،‬أو المراد يمضي البخخاقون كمخخا‬
‫مضى مخخن مضخخى وعاقبخخة الجميخخع الفنخخاء‪ ،‬وقيخخل‪ :‬أي علخخى أثخخر مخخن سخخلف‬
‫يمضخخي مخخن خلخخف فخختزودوا فخخان خيخخر الخخزاد التقخخوى‪) .‬ويفنخخى( علخخى بنخخاء‬
‫المجرد‪ ،‬يمكن أن بقرء على بناء الفعال‪ ،‬والموئل الملجأو في الفقيه )يخخؤل‬
‫الخلق ويرجع المخخر(‪) .‬أل إن هخخذا يخخوم( وفخخي بعخخض النسخخخ )اليخخوم( وفخخي‬
‫الفقيه )إن هذا اليوم يوم((‪) .‬إن الذين يستكبرون عن عبادتي( أي دعخخائي‪،‬‬
‫سخخماه عبخخادة ترغيبخخا إليخخه و إيخخذانا بخخأنه ينبغخخي أن يكخخون الخخدعاء مقصخخودا‬
‫بالذات للداعي ول يمل منه لعدم الجابة وقيخخل‪ :‬المخخراد بالخخدعاء فخخي قخخوله‪:‬‬
‫)ادعوني( العبادة‪ ،‬والول هو مدلول الصحيفة السجادية والخبار الكخخثيرة‪،‬‬
‫والدخور الصغار والذل‪ .‬وفي الفقيه )ل يسأل ال عبد مخخؤمن فيهخخا شخخيئا إل‬
‫أعطاه‪ ،‬والجمعة واجبة على كل مؤمن إل على المريض والصخخبي والشخخيخ‬
‫الكبير والمجنون والعمى والمسافر‬

‫]‪[249‬‬

‫والعبد المملوك‪ ،‬ومن كان على رأس فرسخين( إلى قوله‪) :‬من اقخختراف الثخخام بقيخخة‬
‫أيام دهرنا( إلى قوله‪) :‬أعوذ بال من الشخخيطان الرجيخخم إن ال خ هخخو الفتخخاح‬
‫العليخخم(‪) .‬وكخخان ممخخا يخخدوم عليخخه( أي يقخخرؤه فخخي غخخالب الوقخخات‪ ،‬قخخوله‪:‬‬
‫)صلوات ال عليه( في الفقيه )صخخلوات الخ وسخخلمه عليخخه وآلخخه ومغفرتخخه‬
‫ورضوانه(‪) .‬زاكية( أي نامية تأكيدا‪ ،‬أو طاهرة من النيات والعقائد الفاسدة‬
‫وغيرها مما يوجب عدم قبولها‪) .‬ترفع بها درجته( في الخخخرة )وتخخبين بهخخا‬
‫فضيلته( في الدنيا‪ ،‬أو العم فيهما وفي الفقيه )فضله(‪) .‬كفرة أهل الكتاب(‬
‫لعله أراد عليه السلم لصوص الخلفخخة الثلثخخة وأتبخخاعهم فخخالمراد بالسخخبيل‬
‫واليات الئمة عليهم السلم كما مر في الخبار‪ .‬والزجر العذاب‪ ،‬والسخخرايا‬
‫جمع السرية وهي قطعة من الجيش‪ ،‬ويمكن أن يراد بالمسلمين المؤمنخخون‬
‫الكاملون المنقادون لخ فخخي أوامخخره ونخخواهيه وبخخالمؤمنين غيرهخخم أو يخخراد‬
‫بالمؤمنين الكاملون وبالمسلمين غير الكمل منهخخم‪ ،‬أو يخخراد بخخالمؤمنين كخخل‬
‫من صحت عقائده‪ ،‬وبالمسلمين المستضخعفون مخن المخخالفين‪) .‬ولمخن هخو‬
‫لحق بهم( أي المستضعفين وأهل الكبائر من المؤمنين على بعض الوجخخوه‬
‫فخخي الفقرتيخخن السخخابقتين‪ ،‬وعلخخى بعضخخها المخخراد بخخالمؤمنين والمسخخلمين‬
‫الموجودن أوهخخم مخخع مخخن مضخخى‪ ،‬وبمخخن هخخو لحخخق بهخخم‪ ،‬مخخن يخخأتي بعخخده‪،‬‬
‫وليست هذه الفقرة في الفقيه ههنا لكن زاد بعد قخخوله وخخخالق الخلخخق )الهخخم‬
‫اغفر لمن توفي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ولمن هو‬
‫لحق بهم من بعدهم منهم إنك أنت العزيز الحكيم( وهو أظهر‪ .‬وفي النهايخخة‬
‫اللهم أوزعني شكر نعمتك أي ألهمني وأولعني انتهى )إله الحق( لعلخخه مخخن‬
‫إضافة الموصوف إلى الصفة‪ ،‬كقولهم رجل صدق‪ ،‬أو ال له المنسخخوب إلخخى‬
‫الحق فانه يلهم الحق ويعطيه من يشاء‪ ،‬كخل مخخا ينسخب إليخه فهخو حخخق مخن‬
‫دينه وكتابه وشرعه ورسله‪ ،‬وهو يحق الحق بكلماته‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫)إن ال يأمر بالعدل( قيل هو التوسط في المور اعتقادا وقخخول وعمل )و الحسخخان(‬
‫أي إحسان الطاعات كميخخة وكيفيخخة‪ ،‬أو العخخدل بيخخن النخاس والحسخخان إليهخخم‬
‫وقيل‪ :‬العدل التوحيخخد والحسخخان أداء الفخخرائض‪ ،‬وقيخخل‪ :‬العخخدل فخخي الفعخخال‬
‫والحسان فخخي القخوال‪ ،‬وقيخخل‪ :‬العخدل أن ينصخخف وينتصخف‪ ،‬والحسخخان أن‬
‫ينصف ول ينتصف )وإيتاء ذي القربخخى( أي إعطخخاء القخخارب مخخا يحتخخاجون‬
‫إليه أو أقارب الرسول صلى ال عليه وآله حقوقهم من الخمس وغيره كمخخا‬
‫ورد فخخي الخبخخار‪) .‬وينهخخى عخخن الفحشخخاء( أي الفخخراط فخخي متابعخخة القخخوى‬
‫الشخخهوية كالزنخخا )والمنكخخر( أي مخخا ينكخخر علخخى متعخخاطيه فخخي إثخخارة القخخوة‬
‫الغضبية )والبغي( أي السخختعلء والسخختيلء علخخى النخخاس والتجخخبر عليهخخم‬
‫بالشيطنة التي هي مقتضى القوة الوهمية قيل‪ :‬ل يوجد من النسان شئ إل‬
‫وهو مندرج في هذه القسخخام‪ ،‬صخخادر بتوسخخط إحخخدى هخخذه القخخوى )يعظكخخم(‬
‫بخخالمر والنهخخي والمميخخز بيخخن الخيخخر والشخخر )لعلكخخم تخخذكرون( أي تتعظخخون‬
‫وقخخرئ بتخفيخخف الخخذال وتشخخديدها‪ - 69 .‬المتهجخخد وجمخخال السخخبوع‪ :‬وأمخخا‬
‫القنوت فيها‪ ،‬فان صلى جماعة ففيها قنوتان أحدهما في الركعة الولى قبخخل‬
‫الركوع‪ ،‬وفي الثانية بعد الركوع‪ ،‬وإن صلى منفردا فقنوت واحد‪ ،‬ويستحب‬
‫أن يقنت بهذا الدعاء‪ :‬اللهم إنخخي أسخخئلك لخي ولوالخخدي ولولخخدي وأهخل بيخختي‬
‫وإخواني اليقين والعفخخو والمعافخاة والمغفخخرة والرحمخخة والعافيخخة فخخي الخخدنيا‬
‫والخرة‪ .‬وروى أبو حمزة الثمالي قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقخخول‬
‫في قنوت الجمعة كلمات الفرج ويقول‪) :‬يا ال الذي ليخخس كمثلخخه شخخئ صخخل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬صلة كخخثيرة طيبخخة مباركخة‪ ،‬اللهخم أعخط محمخخدا وآل‬
‫محمد جميع الخير كله‪ ،‬واصخخرف عخخن محمخخدو آل محمخخد الشخخر كلخخه‪ ،‬اللهخخم‬
‫اغفر لي وارحمني وتب على وعافني ومن علي بالجنة طول منخك‪ ،‬ونجنخي‬
‫من النار‪ ،‬واغفر لي ما سلف من ذنوبي‪ ،‬وارزقني العصخخمة فيمخخا بقخخي مخخن‬
‫عمري أن أعود في شئ من معاصيك أبدا حتى تتوفاني وأنت عني راض‪،‬‬

‫]‪[251‬‬

‫وأثبخخت لخخي عنخخدك الشخخهادة‪ ،‬ثخخم ل تحخخولني عنهخخا أبخخدا برحمتخخك‪ .‬يخخا مقلخخب القلخخوب‬
‫والبصار ثبت قلبي على دينك وطاعتك وديخخن رسخخولك‪ ،‬و ثبخخت قلخخبي علخخى‬
‫الهدى برحمتك‪ ،‬ول تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمخخة إنخخك‬
‫أنت الوهاب )‪ .(1‬وروى مقاتل بن مقاتل قال‪ :‬قال أبو الحسن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أي شئ تقول في قنوت صلة الجمعة قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬مخخا يقخخول النخخاس‬
‫قال‪ :‬ل تقل كما يقولون‪ ،‬ولكن قل‪ :‬اللهم أصلح عبدك وخليفتك بما أصخخلحت‬
‫بخخه أنبيخخاءك ورسخخلك‪ ،‬وحفخخه بملئكتخخك‪ ،‬وأيخخده بخخروح القخخدس مخخن عنخخدك‪،‬‬
‫واسلكه من بين يديه ومن خلفه رصدا يحفظونه من كل سوء‪ ،‬وأبد لخخه مخخن‬
‫بعد خوفه أمنا يعبدك ل يشخخرك بخخك شخخيئا‪ ،‬ول تجعخخل لحخخد مخخن خلقخخك علخخى‬
‫وليك سلطانا‪ ،‬واذن له في جهاد عدوك وعدوه‪ ،‬واجعلني مخخن أنصخخاره إنخخك‬
‫على كل شئ قدير )‪ .(2‬وروى المعلى بن خنيس قال‪ :‬سخخمعت أبخخا عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬ليكن من قولكم فخخي قنخخوت الجمعخخة اللهخخم إن عبيخخدا مخخن‬
‫عبادك الصالحين قاموا بكتابك وسنة نبيك صلى ال عليه وآله فأجزهم عنخخا‬
‫خير الجزاء )‪ .(3‬وروى سليمان بن حفص المروزي عن أبي الحسن علخخي‬
‫بن محمخخد الرضخخا يعنخخي الثخخالث عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‪ :‬ل تقخخل فخخي صخخلة‬
‫الجمعة في القنوت )والسلم على المرسلين(‪ .‬وقخخال سخخمع علخخي بخخن محمخخد‬
‫القاشاني مسائل أبي الحسن الثالث سنة أربع وثلثين ومخخائتين )‪ .(4‬بيخخان‪:‬‬
‫قوله‪) :‬ويستحب أن يقنت( قال الصخدوق فخي الفقيخه )‪ :(5‬روي عخن زرارة‬
‫قال‪ :‬قال أبخخو جعفخخر عليخه السخلم‪ :‬القنخخوت كلخه جهخار‪ ،‬والقخول فخي قنخخوت‬
‫الفريضة في اليام‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ (2) .255 :‬المصباح‪ (4 - 3) .256 :‬المصباح‪(5) .257 :‬‬
‫الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.209‬‬

‫]‪[252‬‬

‫كلها إل في الجمعة‪ :‬اللهم إني أسألك لي ولوالدي إلى آخر ما مخر‪ ،‬وفهخم الكخثر أنخه‬
‫جزء الخبر الصحيح‪ ،‬وعنخخدي أنخخه يحتمخخل أن يكخخون كلم الصخخدوق بخخل هخخو‬
‫أظهر‪ ،‬وعلى التقديرين ينافي مخخا ذكخخره الشخخيخ‪ ،‬ويمكخخن الجمخخع بحمخخل كلم‬
‫الصدوق على أن مراده أن قراءة ما رواه عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم فخخي‬
‫الجمعة وهو )اللهم تم نورك إلى آخر ما مر( )‪ (1‬أحسخخن مخخن هخخذا الخخدعاء‪،‬‬
‫لعدم استحبابه‪ ،‬وفي الفقيه )وإخواني المؤمنين فيك(‪ .‬قوله‪) :‬في اليقيخخن(‬
‫أي في جميخع العقايخد الحقخة اليمانيخة‪ ،‬لسخيما فخي امخور المعخاد والقضخاء‬
‫والقدر‪ ،‬وربما يشعر بعض الخبار بتخصيصه بأحد الخيريخخن )و المعافخخاة(‬
‫أن تسلم من شر الناس ويسخخلموا مخخن شخخرك‪ ،‬قخخوله‪) :‬اللهخخم أصخخلح عبخخدك(‬
‫ظاهره رجحان صلة الجمعة في زمان عخخدم اسخختيلء المخخام‪ ،‬وحملخخه علخخى‬
‫الجمعة مع المخالفين بعيد إذ لإطلق الجمعخخة علخخى مخخا يفعخخل معهخخم مجخخاز‪.‬‬
‫)واسلكه من بين يديه( إشارة إلى قوله سبحانه )عالم الغيب فل يظهر على‬
‫غيبه أحد إل من ارتضى من رسول فخخانه يسخخلك مخخن بيخخن يخخديه ومخخن خلفخخه‬
‫رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالت ربهم( )‪ (2‬الية فقيل‪ :‬الرصد الطريخخق أي‬
‫يجعل له إلى على من كان قبله من النبياء والسلف‪ ،‬وعلخخم مخخا يكخخون بعخخده‬
‫طريقا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو جمخخع راصخخد بمعنخخى الحخخافظ أي يحفخخظ الخخذي يطلخخع عليخخه‬
‫الرسول فيجعل من بين يديه وخلفه رصدا من الملئكة يحفظون الوحي من‬
‫أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة وقيل رصدا مخخن بيخخن يخخدي الرسخخول‬
‫ومن خلفه‪ ،‬وهم الحفظة من الملئكة يحرسونه مخخن شخخر العخخداء وكيخخدهم‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المراد به جبرئيخخل أي يجعخخل بيخخن يخخديه ومخخن خلفخخه رصخخدا كالحجخخاب‬
‫تعظيما لما يتحمله مخن الرسخالة‪ ،‬والظخاهر مخن الخدعاء المعنخى الثخالث‪ ،‬ثخم‬
‫الظاهر على سياق اليخخة )واسخخلك( بخخدون ضخخمير‪ ،‬وفيمخخا رأينخخا مخخن النسخخخ‬
‫المعتبرة مع الضمير‪ ،‬وكأن‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 87‬ص ‪ 199 - 198‬باب كيفية صلة الليل‪ (2) .‬الجن‪.28 :‬‬

‫]‪[253‬‬

‫التصحيف من الناسخخ الول‪ ،‬وإرجخاع الضخمير إلخى روح القخدس يخأبى عنخخه قخخوله‪:‬‬
‫)يحفظونه(‪ .‬ويمكن إرجخخاعه إلخخى العبخخد‪ ،‬فيكخخون )مخخن بيخخن يخخديه( بخخدل مخخن‬
‫الضمير‪ ،‬أو المراد اسلك له‪ ،‬بارتكاب حذف وإيصخخال‪ .‬قخخوله‪) :‬وقخخال سخخمع(‬
‫لعله ‪ -‬ره ‪ -‬ذكر ذلك لرفع استبعاد رواية المروزي عن أبي الحسن الثخخالث‪،‬‬
‫إذ كان المخخروزي فخخي زمخخن الرضخخا عليخخه السخلم مخخن علمخاء بلد خراسخان‬
‫ووقع بينه وبينه عليه السلم منخخاظرات عنخخد المخخأمون وإن المخخروزي ذكخخر‬
‫ذلك تأييخخدا لقخخوله بخأن القاسخاني سخمع أيضخا ذلخك فخي جملخخة مخا سخخمع مخن‬
‫مسائله‪ ،‬وعلى التقديرين فاعل )قال( المروزي‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون الفاعخخل‬
‫الراوي المتروك ذكره‪ ،‬ويكون القاساني راويا عن المروزي سمع منه هذه‬
‫المسائل في التاريخ المذكورويحتمل العكس و هو أبعخخد‪ ،‬وبالجملخخة الكلم ل‬
‫يخلو من اضطراب‪ ،‬والنهي عن السلم في القنوت لعله على الكراهخخة‪ ،‬وإن‬
‫كان الحوط الترك‪ ،‬وقد مر الكلم فيه )‪ - 70 .(1‬جمال السخخبوع‪ :‬باسخخناده‬
‫عن الكليني‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمخخد ابخن محمخخد‪ ،‬عخن الحسخخين بخخن‬
‫سعيد‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬القنخوت قنخوت الجمعخخة فخخي الركعخة الولخى بعخد القخخراءة‪،‬‬
‫تقول في القنوت ل إله إل ال الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال العلخخي العظيخخم‪ ،‬ل‬
‫إله إل ال رب السموات السبع وما فيهن ومخخا بينهخخن ورب العخخرش العظيخخم‬
‫والحمد ل رب العالمين اللهم صل على محمد كما هديتنا به‪ ،‬ال صخخل علخخى‬
‫محمد كما كرمتنا به‪ ،‬اللهم اجعلنا ممن اخترنه لدينك‪ ،‬وخلقتخخه لجنتخخك‪ ،‬الخ‬
‫ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنخخت الوهخخاب )‪.(2‬‬
‫أقول‪ :‬الولى ضم الصلة على الل في نسخ الدعاء للنهي عن القتصار‬
‫وهو المقطوع على ما يظهخخر مخخن الرجخخال‪ (1) .‬راجخخع ج ‪ 85‬ص ‪ ،206‬وعنخخدي أن‬
‫التسليم هكذا ل بأس به فان السخخلم اسخخم مخخن أسخخماء الخ تعخخالى عزوجخخل‬
‫فيكون دعاء لهم عليهم السلم‪ ،‬ولما كان هذا غيابا لم يصدق عليه تسخخليم‬
‫التحية حتى يكون مخرجا عن الصلة‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.426‬‬

‫]‪[254‬‬

‫على الصلة عليه بدون آله صلى ال عليه وآله‪ ،‬وإن ترك هنخخا تقيخخة أو مخخن الخخرواة‬
‫وقوله‪) :‬كما هديتنا به( أي صلة تناسخخب حقخخه علينخخا بالهدايخخة فخخي العظمخخة‬
‫والجللة و )ما( مصدرية أو كافة )من اخترته لخخدينك( أي وفقنخخا لختيخخاره‪،‬‬
‫فنكون ممن خلقته لجنتك‪ ،‬فخخان المخخؤمنين مخلوقخخون لهخخا‪) .‬ل تخخزغ قلوبنخخا(‬
‫الزيغ الميل إلى الباطل‪ ،‬وقيل فيه وجخخوه‪ :‬الول أن المعنخخى ل تمنعنخخا لطفخخك‬
‫الذي معه تستقيم القلوب‪ ،‬فتميل قلوبنا عن اليمخخان بعخخد إذ وفقتنخخا بألطافخخك‬
‫حتى هديتنا إليك‪ ،‬الثاني أن معناه ل تكلفنا من الشدائد ما يصعب علينا فعله‬
‫وتركه فيزيغ قلوبنا بعد الهداية‪ ،‬الثالث أنه قد يكون الدعاء بما وجب عليخخه‬
‫سبحانه فعله على سبيل النقطاع كقوله تعالى‪) :‬قال رب الحكخخم بخخالحق(( )‬
‫‪) .(1‬من لدنك رحمة( قيل أي من عندك لطفا نتوصخخل بخخه إلخخى الثبخخات علخخى‬
‫اليمان‪ ،‬وقيل نعمة وقيل مغفرة )إنك أنت الوهاب( لكل سؤال‪ - 71 .‬دعخخائم‬
‫السلم‪ :‬روينا عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السخخلم عخخن‬
‫علخي أن رسخخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه قخال‪ :‬أربعخة يسختقبلون العمخل‪:‬‬
‫المريخخض إذا بخخرئ‪ ،‬والمشخخرك إذا أسخخلم‪ ،‬والمنصخخرف مخخن الجمعخخة إيمانخخا‬
‫واحتسابا‪ ،‬والحاج )‪ .(2‬وعن علي عليه السلم أنه قخخال‪ :‬يوشخخك أحخخدكم أن‬
‫يتبدا حتى ل يأتي المسجد إل يوم الجمعة ثم يسخختأخر حخختى ل يخخأتي الجمعخة‬
‫إل مرة ويدعها مرة ثم يستأخر حخختى ل يأتيهخخا فيطبخخع الخ علخخى قلبخخه )‪.(3‬‬
‫وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬صلة الجمعة فريضة‪،‬‬
‫والجتماع إليها مع المام العدل فريضة‪ ،‬فمن ترك ثلث جمع على هذا فقخخد‬
‫ترك ثلث فرائض ول يترك ثلث فرائض من غير علة ول عذر إل منافق )‬
‫‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬النبياء‪ (2) .112 :‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .179‬الخخدعائم ج ‪ 1‬ص ‪180‬‬
‫ويتبدى أي يقيم بالبادية‪ (4) .‬الدعائم ج ‪ 1‬ص ‪.180‬‬

‫]‪[255‬‬

‫وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬ليس على المسافر جمعخخة ول جماعخخة ول تشخخريق‪،‬‬
‫إل في مصر جامع )‪ .(1‬وعن جعفر عليه السلم أنخه قخال‪ :‬أتخى رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله بخمس وثلثين صلة في كل سبعة أيام‪ ،‬منها صخخلة ل‬
‫يسخخخع أحخخدا أن يتخلخخخف عنهخخا إل خمسخخخة‪ :‬المخخخرءة والصخخخبي و المسخخخافر‬
‫والمريض والمملوك‪ ،‬يعني صلة الجمعة مع المام العدل )‪ .(2‬وعخخن علخخي‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا شهدت المرءة والعبد الجمعة أجخخزءت عنهمخخا مخخن‬
‫صلة الظهر )‪ .(3‬وعن أبي جعفر محمخخد بخخن علخخي عليخخه السخخلم أنخخه قخخال‪:‬‬
‫تجب الجمعة على من كخان منهخا علخى فرسخخخين إذا كخان المخام عخدل )‪.(4‬‬
‫وعن جعفر بن محمد عليخخه السخلم أنخخه قخال‪ :‬يجمخخع القخوم يخوم الجمعخة إذا‬
‫كانوا خمسخخة فصخاعدا‪ ،‬وإن كخانوا أقخخل مخخن خمسخخة لخم يجمعخخوا )‪ .(5‬وعخخن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أنخخه قخخال‪ :‬التهجيخخر إلخخى الجمعخخة حخخج فقخخراء‬
‫امتي )‪ .(6‬وعن علي عليه السلم أنه سئل عن قول ال خ عزوجخخل )يخخا أيهخخا‬
‫الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعخخة فاسخخعوا إلخخى ذكخخر الخخ( قخخال‪:‬‬
‫ليس السعي الشتداد و لكن يمشون إليها مشيا )‪ .(7‬وعنه عليه السلم أنه‬
‫كخان يمشخي إلخى الجمعخة حافيخا ]تعظيمخا لهخا[ ويعلخق نعليخه بيخده اليسخرى‬
‫ويقول‪ :‬إنه موطن ل وهذا منه عليه السلم تواضع ل عزوجل ل علخخى أن‬
‫ذلك شئ يجب‪ ،‬ول يجزي غيره‪ ،‬ول بأس بالنتعال والركوب إلى الجمعخخة )‬
‫‪ .(8‬وعن علي بن الحسين عليه السخخلم أنخخه كخخان يشخخهد الجمعخخة مخخع أئمخخة‬
‫الجور تقية‪ ،‬ول يعتد بها‪ ،‬ويصلي الظهر لنفسه )‪.(9‬‬

‫)‪ (7 - 1‬الدعائم ج ‪ 1‬ص ‪ (9 - 8) .181‬الدعائم ج ‪ 1‬ص ‪.182‬‬

‫]‪[256‬‬

‫وعن جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬لجمعة إل مع إمام عدل تقخخى )‪ .(1‬وعخخن‬
‫علي عليه السلم أنه قال‪ :‬ل يصلح الحكم ول الحخخدود ول الجمعخة إل بامخام‬
‫عدل )‪ .(2‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬الناس في إتيان الجمعة ثلثة رجخخال‪:‬‬
‫رجل حضر الجمعة للغو والمخخراء‪ ،‬فخخذلك حظخخه منهخخا‪ ،‬ورجخخل جخخاء والمخخام‬
‫يخطب فصلى فان شاء ال أعطاه وإن شاء حرمه‪ ،‬ورجل حضر قبل خروج‬
‫المام فصلى ما قضي له ثم جلس في إنصات وسكون‪ ،‬حخختى خخخرج المخخام‪،‬‬
‫إلى أن قضيت‪ ،‬فهي كفارة لما بينها و بين الجمعة التي تليها وزيخخادة ثلثخخة‬
‫أيام وذلك‪ ،‬لن ال يقول‪) :‬من جاء بالحسنة فله عشر أمثالهخخا( )‪ .(3‬وعنخخه‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬لن أجلس عن الجمعة أحب إلى من أن أقعخخد حخختى إذا‬
‫جلس المام جئت أتخطى رقخخاب النخخاس )‪ .(4‬وعخخن جعفخخر بخخن محمخخد عليخخه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬إذا قام المام يخطخخب فقخخد وجخب علخى النخاس الصخخمت )‪.(5‬‬
‫وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬ل كلم والمام يخطخخب ول التفخخات‪ ،‬إل بمخخا‬
‫يحل في الصلة )‪ .(6‬وعن جعفخخر بخخن محمخخد عليخخه السخخلم أنخخه قخخال‪ :‬لكلم‬
‫حتى يفرغ المام من الخطبة‪ ،‬فإذا فخخرغ منهخخا فتكلخخم مخخا بينخخك وبيخخن افتتخخاح‬
‫الصلة إن شئت )‪ .(7‬وعن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬يستقبل الناس المام‬
‫عند الخطبة بوجخوههم و يصخغون إليخه )‪ .(8‬وعخن جعفخر بخخن محمخد عليخخه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬إنما جعلت الخطبة عوضا من الركعتين اللخختين اسخخقطتا مخخن‬
‫صلة الظهر‪ ،‬فهي كالصلة ل يحل فيها إل ما يحل فخخي الصخخلة )‪ .(9‬وعنخخه‬
‫عليه السلم أنه قخال‪ :‬يبخدء بالخطبخة يخخوم الجمعخة قبخل الصخلة‪ ،‬وإذا صخخعد‬
‫المام‬

‫)‪ (7 - 1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (9 - 8) .182‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.183‬‬

‫]‪[257‬‬

‫جلس وأذن المؤذنون بين يديه‪ ،‬فإذا فرغوا من الذان قام فخطخخب ووعخخظ ثخخم جلخخس‬
‫جلسة خفيفة‪ ،‬ثم قخخام فخطخخب خطبخخة اخخخرى يخخدعو فيهخخا ثخخم أقخخام المؤذنخخون‬
‫الصلة ونزل يصلي الجمعة ركعتين يجهر فيهما بخالقراءة )‪ .(1‬وعخن علخي‬
‫عليه السلم أنه كان إذا صعد المنبر سلم على الناس )‪ .(2‬وعخخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬وينبغي للمخخام يخخوم الجمعخخة أن يتطيخخب ويلبخخس‬
‫أحسن ثيابه ويتعمم )‪ .(3‬وعنه عليه السلم‪ :‬السنة أن يقخرأ فخي أول ركعخة‬
‫يوم الجمعة بسورة الجمعة والثانية بسورة المنافقين )‪ .(4‬وعن جعفخخر بخخن‬
‫محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬من أدرك ركعة من صلة الجمعة يضخخيف إليهخخا‬
‫ركعة اخرى بعد انصراف المام‪ ،‬وإن فاته الركعتان معا صلى وحده الظهخخر‬
‫أربعا )‪ .(5‬بيان‪) :‬ول تشريق إل في مصر( التشخخريق صخخلة العيخخد قخخال فخخي‬
‫النهاية‪ :‬فيه من ذبخح قبخل التشخريق فليعخد أي قبخل أن يصخلي صخلة العيخد‪،‬‬
‫وهو من شروق الشمس لن ذلخك وقتهخا‪ ،‬ومنخه حخديث علخي عليخه السخلم‬
‫)لجمعة ول تشريق إل في مصر جامع( أراد صلة العيد ويقال لموضخخعها‪:‬‬
‫المشرق انتهى‪ .‬وقد مر أنها محمولة على التقيخخة )‪ (6‬ويظهخخر مخخن النهايخخة‬
‫أنها من روايات العامخخة‪ ،‬ويحتمخخل هنخخا وجهخخا آخخخر‪ ،‬وهخخو أن يكخخون المخخراد‬
‫بالمصر محل القامة أو أن المعنى ل يصلي المسخخافر العيخخد والجمعخخة إل إذا‬
‫حضر مصرا يصخخليها أهلخه‪ ،‬فيصخخلي معهخخم وعلخى الخيخخر يكخون السخختثناء‬
‫متصل بل على الول أيضا على وجخه وهخو أولخى مخن أخخذه منقطعخا‪ ،‬وأمخا‬
‫الجماعة فيمكن حملها على نفي الستحباب المؤكد وقوله‪) :‬يعني‬

‫)‪ (4 - 1‬الدعائم ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .183‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .184‬مر في ص‬


‫‪ 211‬ما يتعلق بهذا الكلم وسيجئ في بخاب صخلة العيخد أنهخا تتبخع أحكخام‬
‫صلة الجمعة‪.‬‬
‫]‪[258‬‬

‫صلة الجمعة( لعله من كلم المؤلف مع أنه ظاهر أن المراد بخخه نفخخي الصخخلة خلخخف‬
‫الفاسخخقين والمخخخالفين‪ ،‬كمخخا يخخدل عليخخه مخخا بعخخده‪ .‬قخخوله‪) :‬لن أجلخخس( أي‬
‫اضطرارا‪ ،‬والمخراد فخي الشخقين خصخور صخلة المخخالفين كمخا يخؤمى إليخه‬
‫الخبر‪ .‬واعلم أنه اختلف الصحاب في القدر المعتبر في كل مخخن الخطبخختين‪،‬‬
‫فقال الشيخ في المبسوط‪ :‬أقل مخخا يكخخون الخطبخخة أربعخخة أصخخناف‪ :‬حمخخدال‪،‬‬
‫والصلة علخخى النخخبي وآلخخه‪ ،‬والخخوعظ‪ ،‬وقخخراءة سخخورة خفيفخخة مخخن القخخرآن‪،‬‬
‫ومثله قال ابن حمزة وابن إدريس في موضع من السرائر‪ ،‬وقال الشيخ فخي‬
‫الخلف‪ :‬أقل ما تكون الخطبة أن يحمد ال تعالى ويثني عليه ويصلي علخخى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله ويقرأ شيئا من القرآن ويعط النخخاس ووافقخخه ابخخن‬
‫إدريس في موضع من السرائر في عدم ذكر السورة‪ ،‬ولم يذكر أبو الصلح‬
‫القراءة‪ ،‬والشيخ في القتصاد ذكر قراءة السورة بين الخطبتين‪ .‬وقخخال ابخخن‬
‫الجنيد في الخطبخخة الولخخى‪ :‬وتوشخخحها بخخالقرآن‪ ،‬وفخخي الثانيخخة إن الخ يخخأمر‬
‫بالعدل والحسان الية‪ ،‬ويظهر من الفاضلين أن وجخوب الحمخدل والصخلة‬
‫على النبي صلى ال عليه وآله والوعظ موضخخع وفخخاق بيخخن علمائنخخا وأكخخثر‬
‫العامة‪ ،‬وقد وقع الخلف في مواضع‪ :‬الول هل يجب القراءة في الخطبخختين‬
‫أم ل ؟ كما نقل عن أبي الصلح‪ .‬الثخخاني علخخى تقخخدير الوجخخوب هخخل الخخواجب‬
‫سورة كاملة أو آية تامة الفائدة فيهما أو في الولى خاصة‪ .‬الثالث هل تجب‬
‫الشهادة بالرسالة في الولى أم ل‪ .‬الرابع هل يجب الستغفار والدعاء لئمة‬
‫المسلمين كما هو ظخاهر المرتضخخى أم ل‪ .‬وأمخخا الروايخخات فالخذي تخخدل عليخخه‬
‫موثقه سماعة )‪ (1‬فخخي الولخخى الحمخخد والثنخخاء والوصخخية بخخالتقوى وقخخراءة‬
‫سورة صغيرة وفي الثانية الحمخخد والثنخخاء والصخخلة علخخى محمخخد صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وعلى أئمة المسلمين والستغفار للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬وعليها‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ ،421‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪.322‬‬

‫]‪[259‬‬

‫اعتمد المحقق فخي المعتخبر‪ ،‬وفخي صخحيحة محمخد بخن مسخلم )‪ (1‬خطبتخان تضخمنت‬
‫الولى منهما حمدال والشهادتين والصلة على محمد وآله‪ ،‬والخخوعظ قخخال‪:‬‬
‫ثم اقرأ سورة من القرآن وادع إلى ربك وصل علخخى النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآلخخه وادع للمخخؤمنين وللمؤمنخخات‪ ،‬وتضخخمنت الثانيخخة الحمخخد والشخخهادتين‬
‫والوعظ والصلة علخخى النخخبي وآلخخه قخخال‪ :‬ثخخم يقخخول‪ :‬اللهخخم صخخل علخخى أميخخر‬
‫المؤمنين ووصي رسخخول رب العخخالمين ثخخم تسخخمي الئمخخة حخختى تنتهخخي إلخى‬
‫صاحبك ثم تقول‪ :‬اللهم افتح له فتحا يسخخيرا‪ ،‬وانصخخره نصخخرا عزيخخزا‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫ويكخخون آخخخر كلمخخه أن يقخخول‪ :‬إن الخ يخخأمر بالعخخدل والحسخخان وإيتخخاء ذي‬
‫القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ثخخم يقخخول‬
‫اللهم اجعلنا ممن يذكر فتنفعه الذكرى‪ .‬فالقول بوجوب السورة فخخي الخطبخخة‬
‫الخيرة لوجه لخخه‪ ،‬لعخخدم اشخختمال الروايخختين عليهخخا‪ ،‬نعخخم الثانيخخة تخخدل علخخى‬
‫الية‪ ،‬وقال في الذكرى‪ :‬قال ابن الجنيد والمرتضى‪ :‬ليكن في الخيرة قخخوله‬
‫تعالى )إن ال يأمر بالعدل والحسان( الية وأورده البزنطي في جامعه‪ .‬ثخخم‬
‫إنه ذكر العلمة والشهيد وجماعة أنه يجب فخخي الخطبخختين التحميخخد بصخخيغة‬
‫الحمدل وفي إثبخخاته إشخخكال‪ ،‬والظخخاهر عخخدم تعيخخن لفخخظ ومضخخمون للخخوعظ‪،‬‬
‫وإجزاء آية مشتملة عليه‪ ،‬وكذا في التحميد إجزاء آية مشخختملة عليخخه‪ ،‬وإن‬
‫اختلفوا فيهما‪ ،‬والولى بل الحوط أن يراعي الخطيب أحوال الناس بحسخخب‬
‫خوفهم ورجائهم‪ ،‬فيعظهم مناسبا لحالهم لليام والشهور والوقايع الحادثة‪،‬‬
‫وأمثخخال تلخخك المخخور كمخخا يخخومي إليخخه بعخخض الخبخخار ويظهخخر مخخن الخطخخب‬
‫المنقولة‪ .‬وذكر جماعة من الصحاب أنه يجب الترتيب بين أجخخزاء الخطبخخة‬
‫الحمخخد ثخخم الصخخلة ثخخم الخخوعظ ثخخم القخخراءة‪ ،‬وهخخو أحخخوط‪ ،‬والمشخخهور بيخخن‬
‫الصحاب المنع من الخطبة بغير العربية‪ ،‬ولو لخخم يفهخخم العخخدد العربيخخة ولخخم‬
‫يمكن التعلم قيل يجب بغير العربية واحتمل بعضهم وجوب العربية‪ ،‬واحتمل‬
‫بعضهم سقوط الجمعة‪ ،‬والظاهر جواز‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.424 - 422‬‬

‫]‪[260‬‬

‫العربية‪ ،‬والولخى أن يلقخخي عليهخم أول مضخامينها باللغخة الخختي يفهمونهخخا‪ ،‬ول يبعخد‬
‫جخخواز الجمخخع بينهمخخا بخخأداء المضخخامين اللزمخخة بخخاللغتين معخخا‪ .‬والمشخخهور‬
‫وجوب الفصل بالجلوس بين الخطبتين‪ ،‬وإن استشكل العلمخخة فخخي المنتهخخى‬
‫والمحقخخق فخخي المعتخخبر فيخخه‪ ،‬لشخختمال الروايخخات عليخخه مخخن غيخخر معخخارض‪،‬‬
‫والولى السكوت في حال الجلوس‪ ،‬لقوله عليه السلم في صحيحة معاويخخة‬
‫بن وهخخب )‪ :(1‬يجلخخس بينهمخخا جلسخخة ل يتكلخخم فيهخخا‪ ،‬وإن احتمخخل أن يكخخون‬
‫المراد عدم التكلم فخي الخطبخة‪ ،‬وذكخر العلمخة وجماعخة أنخه لخو عجخز عخن‬
‫القيام جلس للخطبتين يفصخخل بينهمخخا بسخخكتة‪ ،‬واحتمخخل فخخي التخخذكرة الفضخخل‬
‫بينهما بالضطجاع وهو بعيد‪ - 72 .‬الهداية‪ :‬فرض ال عزوجل من الجمعة‬
‫إلى الجمعة خمسا وثلثين صخلة واحخدة فرضخها الخ عزوجخل فخي جماعخة‬
‫وهخخو الجمعخخة‪ ،‬ووضخخعها عخخن تسخخعة‪ :‬عخخن الصخخغير والكخخبير والمجنخخون‬
‫والمسخخافر والعبخخد والمخخرءة والمريخخض والعمخخى ومخخن كخخان علخخى رأس‬
‫فرسخين‪ .‬والقراءة فيهخخا جهخخار‪ ،‬والغسخخل فيهخخا واجخخب‪ ،‬وعلخخى المخخام فيهخخا‬
‫قنوتان‪ ،‬قنوت في الركعة الولخخى قبخخل الركخخوع‪ ،‬وفخخي الثانيخخة بعخخد الركخخوع‪،‬‬
‫ومن صلها وحده فليصلها أربعا كصلة الظهر في ساير اليام‪ ،‬وإذا اجتمع‬
‫يوم الجمعة سبعة ولم يخافوا أمهم بعضهم وخطبهم‪ .‬والخطبخة بعخد الصخلة‬
‫لن الخطبتين مكان الركعتين الخراوين وأول من خطب قبل الصلة عثمان‬
‫لنه لما أحدث مخخا أحخخدث لخخم يكخخن يقخخف النخخاس علخخى خطبتخخه فلهخخذا قخخدمها‪،‬‬
‫والسخخبعة الخخذين ذكرنخخاهم‪ :‬هخخم المخخام‪ ،‬والمخخؤذن‪ ،‬والقاضخخي‪ ،‬والمخخدعي‬
‫والمدعى عليه‪ ،‬والشاهدان )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬أول الكلم يخخدل علخخى عخخدم اشخختراط‬
‫الذن والكلم في آخره كالكلم‬

‫)‪ (1‬التهذيب ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .251‬الهدايخة ‪ 33‬و ‪ 34‬بخاب فضخل الجماعخة‪ ،‬وقخد مخر‬
‫مثله عن المقنع ص ‪ 145‬و عرفت ما فيه‪.‬‬

‫]‪[261‬‬

‫في الخبر المأخوذ هذا منه‪ ،‬وتبديل الحداد بالمؤذن مما يؤيد حمله على العدد‪- 73 .‬‬
‫مشكوة النخخوار‪ :‬نقل مخخن كتخاب المحاسخخن قخخال‪ :‬قخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إتيان الجمعة زيخخارة وجمخخال‪ ،‬قيخخل لخخه‪ :‬ومخخا الجمخخال ؟ قخخال‪ :‬قضخخوا‬
‫الفريضة وتزاوروا‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬لكم في تزاوركم مثل أجخخر الحخخاجين‬
‫)‪ - 74 .(1‬دعائم السلم‪ :‬روينا عن أهل الخخبيت عليهخخم السخخلم فخخي قنخخوت‬
‫الجمعة وجوها وكلها حسخخن منهخخا أن يقنخخت بعخخد الفخخراغ مخخن قخخراءة سخخورة‬
‫المنخخافقين فخخي الركعخخة الثانيخخة قبخخل أن يركخخع فيقخخول‪ :‬ل إلخخه إل ال خ الحليخخم‬
‫الكريم‪ ،‬ل إله إل ال العلي العظيم‪ ،‬سخخبحان الخ رب السخخموات السخخبع ورب‬
‫الرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العخرش العظيخم والحمخد لخ رب‬
‫العالمين‪ ،‬يا ال الذي ليس كمثله شئ‪ ،‬صل على محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬وعلخخى‬
‫أئمة المؤمنين‪ ،‬اللهم ثبت قلبي على دينك ودين نبيك‪ ،‬ول تزغ قلبي بعخخد إذ‬
‫هديتني‪ ،‬وهب لي من لخخدنك رحمخخة إنخخك أنخخت الوهخخاب‪ ،‬اللهخخم اجعلنخخي ممخخن‬
‫خلقته لجنتك و اخترنه لدينك وصل على محمخخد وآل محمخخد كمخخا أنخخت أهلخخه‪،‬‬
‫وهم بك أهله صلوات ال عليهم أجمعين )‪ - 75 .(2‬فضائل الشهر الثلثة‪:‬‬
‫للصدوق عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد الكخخوفي‪،‬‬
‫عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عخخن آبخخائه‬
‫عليهخم السخلم أن رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه قخال‪ :‬مخن أدرك شخهر‬
‫رمضان فلم يغفر له فأبعده ال‪ ،‬ومن أدرك ليلة القخخدر فلخخم يغفخخر لخخه فأبعخخده‬
‫ال‪ ،‬ومن حضر الجمعة مع المسلمين فلم يغفر له‪ ،‬فأبعخده الخ‪ ،‬ومخن أدرك‬
‫والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده ال‪ ،‬ومن ذكرت عنده فصلى على فلخخم‬
‫يغفر له فأبعده ال الخخخبر‪ - 76 .‬أقخخول‪ :‬وجخخدت فخخي أصخخل قخخديم مخخن اصخخول‬
‫أصحابنا في الدعاء‪ :‬روى حماد ابن عثمان عن زرارة‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬القنوت في آخر صلة إل في‬
‫)‪ (1‬مشكاة النوار‪ (2) .207 :‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.207‬‬

‫]‪[262‬‬

‫يوم الجمعة‪ .‬قال‪ :‬وروي عن النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه النهخخي عخخن الحتبخخاء يخخوم‬
‫الجمعة والمام يخطب‪ .‬قال‪ :‬وتقخخول فخي القنخخوت بعخخد كلمخات الفخخرج‪ :‬اللهخم‬
‫صل على محمد وآله صلة كثيرة زاكية طيبة مباركة متقبلة‪ ،‬رب اغفر لخخي‬
‫وارحمني وقني عذاب النخخار‪ ،‬يخخا مقلخخب القلخخوب والبصخخار ثبخخت قلخخبي علخخى‬
‫طاعتك‪ ،‬واجعلني ممن ترضى به لدينك‪ ،‬ول تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهخخب‬
‫لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‪.‬‬

‫]‪[263‬‬

‫‪) - 2‬باب( * " )فضل يوم الجمعة وليلتها وساعاتها( " * اليات‪ :‬البروج‪ :‬وشخخاهد‬
‫ومشخخهود )‪ .(1‬تفسخخير‪ :‬قخخال فخخي مجمخخع البيخخان )‪ (2‬فيخخه أقخخوال أحخخدها أن‬
‫الشاهد يوم الجمعة‪ ،‬والمشهود يوم عرفة عخخن ابخخن عبخخاس وقتخخادة‪ ،‬وروي‬
‫ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم وعن النبي صلى ال عليخخه‬
‫وآله أيضا‪ ،‬وسمي يوم الجمعة شاهدا لنه يشهد على كخخل عامخخل بمخخا عمخخل‬
‫فيه‪ ،‬وفي الحديث ما طلعت الشخخمس علخى يخوم ولغربخت علخى يخخوم أفضخخل‬
‫منه‪ ،‬وفيه ساعة ل يوافقها من يدعو ال فيها بخير إل استجاب ال له‪ ،‬ول‬
‫استعاذ من شر إل أعاذه منه‪ ،‬ويوم عرفة مشهود يشهد الناس فيخخه موسخخم‬
‫الحج‪ ،‬و تشخخهده الملئكخخة‪ .‬وثانيهخخا أن الشخخاهد يخخوم النحخخر والمشخخهود يخخوم‬
‫عرفة عن إبراهيم‪ .‬وثالثها أن الشاهد محمد صلى ال عليه وآله والمشهود‬
‫يوم القيامة عن ابخن عبخاس فخي روايخخة اخخخرى وسخعيد بخن المسخيب‪ ،‬وهخخو‬
‫المخخروي عخخن الحسخخن بخخن علخخي عليخخه السخخلم‪ .‬روي أن رجل دخخخل مسخخجد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فإذا رجل يحدث عخخن رسخخول الخ صخخلى ال خ‬
‫عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬فسخخألته عخخن الشخخاهد والمشخخهود‪ ،‬فقخخال نعخخم الشخخاهد يخخوم‬
‫الجمعة والمشهود يوم عرفة‪ ،‬فجزته إلى آخر يحدث عن رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله فسألته عن ذلك فقخخال‪ :‬نعخخم أمخخا الشخخاهد فيخخوم الجمعخخة‪ ،‬وأمخخا‬
‫المشهود فيوم النحر‪ ،‬فجزتهما إلى غلم كان وجهه الدينار وهو يحدث عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فقلت‪ :‬أخبرني عخن شخاهد ومشخهود‪ ،‬فقخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬أما الشاهد فمحمد صلى ال عليه وآلخخه وأمخخا المشخخهود فيخخوم القيامخخة‪،‬‬
‫أما سمعته سبحانه يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬البروج‪ (2) .3 :‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪.466‬‬


‫]‪[264‬‬

‫)يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا( )‪ (1‬وقال‪) :‬ذلخك يخوم مجمخوع لخه‬
‫النخخاس وذلخخك يخخوم مشخخهود( )‪ (2‬فسخخألت عخخن الول فقخخالوا‪ :‬ابخخن عبخخاس‪،‬‬
‫وسألت عن الثاني فقالوا‪ :‬ابن عمر‪ ،‬وسألت عن الثالث فقالوا‪ :‬الحسخخن بخخن‬
‫علي عليه السلم‪ .‬ورابعها أن الشخخاهد يخخوم عرفخخة والمشخخهود يخخوم الجمعخخة‬
‫عن أبي الدرداء عن النبي صلى ال عليخه وآلخه قخال‪ :‬أكخثروا الصخلة علخى‬
‫يوم الجمعة فانه يوم مشهود تشخخهده الملئكخخة وإن أحخخدا ل يصخخلي علخخى إل‬
‫عرضت على صلته حتى يفرغ منها‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬وبعخد المخوت ؟ فقخال‪ :‬إن‬
‫ال خ حخخرم علخخى الرض أن تأكخخل أجسخخاد النبيخخاء‪ ،‬فنخخبي ال خ حخخي يخخرزق‪.‬‬
‫وخامسها أن الشاهد الملك يشهد على ابن آدم‪ ،‬والمشهود يوم القيامة عخخن‬
‫عكرمخة‪ ،‬وتل هخاتين اليخختين )وجخاءت كخل نفخس معخا سخائق وشخهيد( )‪(3‬‬
‫)وذلك يوم مشهود( )‪ .(4‬وسادسها أن الشاهد الذين يشهدون على الناس‪،‬‬
‫والمشهود هم الذين يشهد عليهم عن الجبائي‪ .‬وسابعها الشاهد هخخذه المخخة‬
‫والمشهود سائر المم لقوله تعالى‪) :‬لتكونوا شهداء على النخخاس( )‪ (5‬عخخن‬
‫الحسن بن الفضل‪ .‬وثامنها الشاهد أعضخخاء بنخخي آدم والمشخخهود هخخم لقخخوله‬
‫تعخخالى‪) :‬يخخوم تشخخهد عليهخخم ألسخخنتهم( )‪ (6‬اليخخة‪ .‬وتاسخخعها الشخاهد الحجخخر‬
‫السود‪ ،‬والمشهود الحخخاج‪ .‬وعاشخخرها الشخخاهد اليخخام والليخخالي‪ ،‬والمشخخهود‬
‫بني آدم‪ ،‬وينشد للحسين ابن علي عليهما السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحخخزاب‪ 2) .45 :‬و ‪ (4‬هخخود‪ (3) .103 :‬ق‪ (5) .21 :‬البقخخرة‪(6) .143 :‬‬
‫النور‪.24 :‬‬

‫]‪[265‬‬

‫مضى أمسك الماضي شهيدا معدل * وخلفت في يوم عليك شخهيد فخان أنخت بخالمس‬
‫اقترفت إساءة * فقيد باحسان وأنت حميد ول ترج فعل الخير يوما إلى غخخد‬
‫* لعل غدا يأتي وأنت فقيد الحادي عشر الشاهد النبياء‪ ،‬والمشهود محمخخد‬
‫صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‪ ،‬بيخخانه )وإذ أخخخذ ال خ ميثخخاق النخخبيين( إلخخى قخخوله‪:‬‬
‫)فاشخخهدوا وأنخخا معكخخم مخخن الشخخاهدين( )‪ .(1‬الثخخاني عشخخر الشخخاهد الخلخخق‪،‬‬
‫والمشهود الحق‪ :‬وفي كل شئ له آية * تدل علخخى أنخخه واحخخد وقيخخل الشخخاهد‬
‫الخخ‪ ،‬والمشخخهود ل إلخخه إل الخخ‪ ،‬لقخخوله )شخخهد الخ أنخخه لإلخخه إل هخخو(‪- 1 .‬‬
‫مجالس الصدوق‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن سخخعيد بخخن عبخخد الخ‬
‫عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن ابن أبي نجران والحسين بن سخخعيد‪،‬‬
‫عن حماد عن حريز‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫مات ما بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يخخوم الجمعخخة‬
‫أعاذه ال من ضغطة القبر )‪ .(2‬ثخخواب العمخخال‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري عخخن علخخي بخخن إسخخماعيل‪ ،‬عخخن حمخخاد‬
‫مثله )‪ - 2 .(3‬المجالس )‪ :(4‬عن علي بن أحمد بن موسى‪ ،‬عن أحمخخد بخن‬
‫هخخارون الصخخوفي‪ ،‬عخخن عبيخخدال بخخن موسخخى الرويخخاني‪ ،‬عخخن عبخخد العظيخخم‬
‫الحسني‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي محمود قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬يخخا ابخخن‬
‫رسول ال ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول ال صلى الخخ‬
‫عليه وآله أنه قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ؟‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .81 :‬أمالى الصدوق ص ‪ (3) .169‬ثواب العمال‪(4) .177 :‬‬
‫في ط الكمبانى المحاسن‪ ،‬وهو سهو‪.‬‬

‫]‪[266‬‬

‫فقال عليه السلم‪ :‬لعن ال المحرفين الكلم عن مواضخخعه‪ ،‬والخ مخخا قخخال رسخخول الخ‬
‫كذلك إنما قال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬إن الخ تبخخارك وتعخخالى ينخخزل ملكخخا إلخخى‬
‫السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الخير‪ ،‬وليلة الجمعة فخخي أول الليخخل فيخخأمره‬
‫فينادي هل من سائل فاعطيه ؟ هل من تائب فأتوب إليه ؟ هخل مخن مسختغفر‬
‫فأغفر له ؟ يا طالب الخير أقبل‪ ،‬يا طالب الشر أقصر ! فل يزال ينادي بهخخذا‬
‫حتى يطلخع الفخرج‪ ،‬فخإذا طلخع الفجخر عخاد إلخى محلخه مخن ملكخوت السخماء‪،‬‬
‫حدثني بذلك أبي عن جدي‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن رسوله صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه )‬
‫‪ .(1‬الحتجخاج‪ :‬عخن إبراهيخم بخن أبخي محمخود مثلخه )‪ .(2‬أقخول‪ :‬قخد مضخى‬
‫بأسانيد في أبواب صلة الليل وغيرها )‪ - 3 .(3‬تفسير على ابخخن ابراهيخخم‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصخخم بخخن حميخخد‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن لخ كرامخخة فخخي عبخخاده المخخؤمنين فخخي كخخل يخخوم‬
‫جمعة‪ ،‬فإذا كان يوم الجمعة بعث ال إلى المؤمن ملكا معه حلة فينتهي إلخخى‬
‫باب الجنة فيقول‪ :‬استأذنوا لي على فلن فيقال لخخه‪ :‬هخخذا رسخخول ربخخك علخخى‬
‫الباب‪ ،‬فيقول لزواجه أي شئ ترين علي أحسخخن ؟ فيقلخخن يخخا سخخيدنا والخذي‬
‫أباحك الجنة ما رأينخخا عليخك شخخيئا أحسخخن مخخن هخخذا بعخخث إليخخك ربخخك‪ ،‬فينخخزر‬
‫بواحخخدة ويتعطخخف بخخالخرى‪ ،‬فل يمخخر بشخخئ إل أضخخاء لخخه حخختى ينتهخخي إلخخى‬
‫الموعد‪ ،‬فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى‪ ،‬فإذا نظروا إليه خخخروا‬
‫سجدا‪ ،‬فيقال‪ :‬عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هذا يخخوم سخخجود ول يخخوم عبخادة‪،‬‬
‫قد رفعخت عنكخم المؤنخة‪ ،‬فيقولخون‪ :‬يخا رب وأي شخئ أفضخل ممخا أعطيتنخا‪،‬‬
‫أعطيتنا الجنة‪ ،‬فيقول لكم مثل ما في أيديكم سخخبعين ضخخعفا فيرجخخع المخخؤمن‬
‫في كل جمعة بسبعين ضعف مثل ما في يديه‪ ،‬وهخو قخوله و )لخدينا مزيخد( )‬
‫‪ (4‬وهو يوم الجمعة إنها ليلة غراء‪ ،‬ويوم أزهر‪ ،‬فأكثروا فيها من التسبيح‬
‫والتهليل والتكبير و‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ (2) .246 :‬الحتجاج‪ (3) .223 :‬راجع ج ‪ 87‬ص ‪(4) .163‬‬
‫ق‪.35 :‬‬

‫]‪[267‬‬

‫الثناء على ال‪ ،‬والصلة على محمد وآله قال‪ :‬فيمر المؤمن فل يمر بشخخئ إل أضخخاء‬
‫له حتى ينتهي إلى أزواجه‪ ،‬فيقلن والذي أباحنا الجنخة يخا سخيدنا مخا رأينخاك‬
‫قط أحسن منك الساعة فيقول‪ :‬إني قد نظرت بنور ربي قخخال‪ :‬إن أزواجخخه ل‬
‫يغرن ول يحضن ول يصلفن )‪ .(1‬أقول‪ :‬تمامه فخخي بخخاب صخخفة الجنخخة )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬تجلى لهم أي ظهر لهم بنور من أنخخوار جللخخه )فخخإذا نظخخروا إليخخه( أي‬
‫إلى ذلك النور‪ ،‬ويحتمل أن يكخون التجلخي للقلخب والنظخر بيخن القلخخب‪ ،‬وفخي‬
‫القخخاموس‪ :‬الصخخلف بالتحريخخك أل تحظخخى المخخرءة عنخخد زوجهخخا والتكلخخم بمخخا‬
‫يكرهه صاحبه‪ ،‬والتمدح بما ليس عندك‪ ،‬ومجاوزة قدر الظخخرف‪ ،‬والدعخخاء‬
‫فوق ذلخخك تكخخبرا‪ - 4 .‬تفسخخير علخخى بخخن ابراهيخخم‪) :‬وشخخاهد ومشخخهود( قخخال‪:‬‬
‫الشخخاهد يخخوم الجمعخخة‪ ،‬والمشخخهود يخخوم القيامخخة )‪ - 5 .(3‬الخصخخال‪ :‬عخخن‬
‫الحسين بن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشخخعري‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي عثمان‪ ،‬عخخن موسخخى ابخخن‬
‫بكر‪ ،‬عن أبي الحسن الول قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال‬
‫تعالى اختار من اليام أربعة‪ :‬يوم الجمعة‪ ،‬ويخخوم الترويخخة‪ ،‬ويخخوم عرفخخة‪ ،‬و‬
‫يوم النحر )‪ .(4‬ومنه‪ :‬عن عبخخدوس بخخن علخخي بخخن العبخخاس‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬عن الحارث بن محمد بن أبي اسامة‪ ،‬عن يحيى بخخن أبخخي‬
‫بكر‪ ،‬عن زهير بن محمد‪ ،‬عن عبخد الخ ابخن عقيخل‪ ،‬عخن عبخد الرحمخن بخن‬
‫بريد‪ ،‬عن أي لبابة بن عبد المنذر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫يوم الجمعة سيد اليام‪ :‬وأعظم عند ال عزوجل من يوم الضحى و‬

‫)‪ (1‬تفسخخير القمخخى‪ (2) .512 :‬راجخخع ج ‪ 8‬ص ‪ (3) .126 - 127‬تفسخخير القمخخى‪:‬‬
‫‪ (4).719‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ 107‬في حديث‪.‬‬

‫]‪[268‬‬

‫يوم الفطر‪ ،‬فيه خمس خصال‪ :‬خلق ال عزوجخل فيخه آدم عليخه السخلم‪ ،‬وأهبخط الخ‬
‫فيه آدم إلى الرض‪ ،‬وفيه توفى ال آدم‪ ،‬وفيه ساعة ل يسأل ال العبد فيها‬
‫شيئا إل آتاه‪ ،‬ما لم يسأل حراما‪ ،‬ومخخا مخخن ملخخك مقخخرب ولسخخماء ول أرض‬
‫ول رياح ولجبال ول بر ول بحر إل وهن يشفقن من يوم الجمعخخة أن تقخخوم‬
‫فيه الساعة )‪ .(1‬المتهجد‪ :‬عنه صلى ال عليه وآله مرسل مثله )‪- 6 .(2‬‬
‫المجالس )‪ (3‬والخصال‪ :‬في خبر نفر من اليهود جاؤا إلى النبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله إلى أن قالوا‪ :‬أخبرنا عن سبع خصال أعطاك ال من بين النخخبيين‬
‫وأعطى امتك من بين المم فقال النبي‪ :‬أعطاني ال عزوجل فاتحة الكتخخاب‪،‬‬
‫والذان‪ ،‬والجماعخخة فخخي المسخخجد ويخخوم الجمعخخة‪ ،‬والصخخلة علخخى الجنخخائز‪،‬‬
‫والجهخخار فخخي ثلث صخخلوات‪ ،‬والرخصخخة لمخختي عنخخد المخخراض والسخخفر‪،‬‬
‫والشفاعة لصحاب الكبائر من امتي )‪ - 7 .(4‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن غير واحخخد‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬السبت لنا‪ ،‬والحد لشيعتنا والثنين لعدائنا‪،‬‬
‫والثلثاء لبني اميخخة‪ ،‬والربعخخاء يخخوم شخخرب الخخدواء‪ ،‬والخميخخس تقضخخى فيخخه‬
‫الحوائج‪ ،‬والجمعة للتنظف والتطيب‪ ،‬وهو عيد المسلمين‪ ،‬وهو أفضخخل مخخن‬
‫الفطر والضحى‪ ،‬ويوم الغدير أفضخخل العيخخاد‪ ،‬وهخخو الثخخامن عشخخر مخخن ذي‬
‫الحجة وكان يخوم الجمعخة‪ ،‬ويخخرج قائمنخا أهخل الخبيت يخوم الجمعخة وتقخوم‬
‫القيامة يوم الجمعة وما مخن عمخخل أفضخل يخوم الجمعخخة مخخن الصخلوات علخى‬
‫محمد وآله )‪ .(5‬ومنه‪ :‬عن الحسن بن علي بن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫بن مصعب‪ ،‬عن أحمد ابن محمد بن غالب‪ ،‬عن دينار مولى أنس عن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬إن ليلة الجمعة أربع‬

‫)‪ (1‬الخصخخال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .152‬مصخخباح المتهجخخد‪ (3) .196 :‬أمخخالى الصخخدوق‪:‬‬
‫‪ 117‬في حديث‪ ،‬وفى ط الكمبانى المتهجد وهخخو سخخهو‪ (4) .‬الخصخخال ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 9‬في حديث‪ (5) .‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.32‬‬

‫]‪[269‬‬

‫وعشرون ساعة‪ ،‬ل عزوجل في كخخل سخخاعة سخخت مخخائة ألخخف عخختيق مخخن النخخار )‪.(1‬‬
‫ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن القاسم بن يحيخخى‬
‫عن جده الحسن‪ ،‬عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبخخد ال خ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم‪ :‬من كانت له إلى ال عزوجل‬
‫حاجة فليطلبها في ثلث ساعات‪ :‬في يوم الجمعة‪ ،‬وساعة تخخزول الشخخمس‪،‬‬
‫وسخخاعة فخخي آخخخر الليخخل )‪ - 8 .(2‬معخخاني الخبخخار‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن الحسخخن‬
‫القطان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن محمد ابن حماد‪ ،‬عن يحيى بن حكيم‪ ،‬عن أبي‬
‫قتيبة‪ ،‬عن الصبغ بن زيد‪ ،‬عن سعد بن رافع‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن آبائه‪،‬‬
‫عن فاطمة بنت النبي صلوات ال عليها قالت‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليخخه‬
‫وآله يقول‪ :‬إن في الجمعة لساعة ل يوافقها رجل مسلم يسأل ال خ عزوجخخل‬
‫فيها خيرا إل أعطاه إياه‪ .‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسخخول الخ أي سخخاعة هخخي ؟ قخخال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا تدلى نصخخف عيخخن الشخخمس للغخخروب‪ .‬قخخال‪ :‬وكخخانت‬
‫فاطمة تقول لغلمها اصعد إلى الظراب فإذا رأيخخت نصخخف عيخخن الشخخمس قخخد‬
‫تدلى للغروب فأعلمني حتى أدعو )‪ .(3‬دلئل المامة‪ :‬عن محمد بن هارون‬
‫بن موسى التلعكبري‪ ،‬عخخن الصخخدوق رحمخخه الخ مثلخخه )‪ .(4‬بيخخان‪ :‬الظخخراب‬
‫التلل والجبال الصغيرة‪ - 9 .‬معاني الخبار‪ (5) :‬عن محمد بن الحسن بخخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الخصخخال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .30‬الخصخخال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .158‬معخخاني الخبخخار ص‬


‫‪ (4) .400 - 399‬دلئل المامة‪ (5) .5 :‬في ط الكمبانى ثواب العمخخال‬
‫وهو سهو وما بعد ذلك إلى تمام الرقم ‪ ،31‬محل المصادر بياض فيها‪.‬‬

‫]‪[270‬‬

‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بخخن علخخي بخخن فضخال‪ ،‬عخن أبخخي جميلخخة‪ ،‬عخن‬
‫محمد الحلبي عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخلم فخخي قخخوله عزوجخخل‪) :‬وشخخاهد‬
‫ومشهود( قال‪ :‬الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفخخة )‪ .(1‬ومنخخه‪ :‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن أحمد بن محمخخد‪ ،‬عخخن موسخخى بخخن القاسخخم عخخن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي عبد ال‪ ،‬عخخن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬الشاهد يوم الجمعة‪ ،‬والمشخخهود يخخوم عرفخخة‪،‬‬
‫والموعود يوم القيامة )‪ .(2‬ومنه‪ :‬عن محمخخد بخخن الحسخن بخخن الوليخخد‪ ،‬عخن‬
‫الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أبي الجخخارود‪ ،‬عخخن‬
‫أحدهما عليه السلم مثله )‪ .(3‬ومنه‪ :‬بالسناد عن الحسين بن سخخعيد‪ ،‬عخخن‬
‫النضر بن سويد‪ ،‬عن محمد بن هاشم عمخخن يخخروي‪ ،‬عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬سأله البرش الكلبي عن قول ال عزوجل‪) :‬وشاهد ومشخخهود(‬
‫فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬ما قيل لخك ؟ فقخال‪ :‬قخالوا‪ :‬شخاهد يخوم الجمعخة‬
‫ومشهود يوم عرفة‪ ،‬فقال أبو جعفر عليه السلم ليس كمخا قيخل لخك الشخاهد‬
‫يوم عرفة‪ ،‬والمشهود يوم القيامة‪ ،‬أما تقرؤ القرآن قال ال عزوجل‪) :‬ذلخخك‬
‫يوم مجموع له النخخاس و ذلخخك يخخوم مشخخهود(( )‪ .(4‬أقخخول‪ :‬اختلف التأويخخل‬
‫بحسب اختلف البطون‪ ،‬واختلف أحوال السائلين فالمناسب لكل منهم غير‬
‫ما هو مناسب للخر‪ ،‬وقد مضى في خبر آخر أن الشاهد رسخخول ال خ صخخلى‬
‫الخ عليخخه وآلخخه والمشخخهود أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ ،‬وسخخيأتي بعخخض‬
‫الخبار في هذا المعنى في باب عرفة )‪ - 10 .(5‬المحاسن‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫محمد‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن الحسين بن جعفر عن أبي عبد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن الحور العين يؤذن لهم بيوم الجمعة‪ ،‬فيشر فن على‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (4 - 2) .298 :‬معاني الخبار‪ ،299 :‬والية في هود‪) .103 :‬‬
‫‪ (5‬راجع ج ‪ 99‬ص ‪.253 - 248‬‬
‫]‪[271‬‬

‫الدنيا فيقلن‪ :‬أين الذين يخطبونخا إلخى ربنخا )‪ .(1‬ومنخه‪ :‬عخن أبيخخه‪ ،‬عخن الحسخخن بخن‬
‫يوسف‪ ،‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن محمد بن علي عليه السلم قخخال‪ :‬ليلخخة‬
‫الجمعة ليلة غراء ويومها يوم أزهر‪ ،‬وليخخس علخخى الرض يخخوم تغخخرب فيخخه‬
‫الشمس أكثر معتقا فيه من النار من يوم الجمعة )‪ .(2‬بيان‪ :‬الغخر البيخض‬
‫من كل شئ‪ ،‬والزهخخرة بالضخخم البيخخاض والحسخخن‪ ،‬و همخخا كنايتخخان هنخخا عخخن‬
‫كونهما محلين لنوار رحمته وأزهار عنايته ولطفخخه‪ - 11 .‬المحاسخخن‪ :‬عخخن‬
‫ابن محبوب رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن المؤمن ليدعو فخخي‬
‫الحاجة فيؤخر ال حاجته التي سخخأل إلخخى يخخوم الجمعخخة ليخصخخه بفضخخل يخخوم‬
‫الجمعة‪ ،‬وقال‪ :‬من مات يوم الجمعة كتب له بخخراءة مخخن ضخخغطة القخخبر )‪.(3‬‬
‫بيخخان‪ :‬ليخصخخه أي ليضخخاعف لخخه بسخخبب فضخخل يخخوم الجمعخخة‪ ،‬فخخان للوقخخات‬
‫الشريفة مدخل في اسخختحقاق الفضخخل والرحمخخة‪ ،‬وقيخخل ليسخخأل يخخوم الجمعخخة‬
‫فيفوز بثواب الدعاء ول يخفى بعده‪ - 12 .‬المحاسن‪ :‬عن ابخخن فضخخال‪ ،‬عخخن‬
‫أبي جميلة‪ ،‬عن ابن طريف‪ ،‬عن ابي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من مخات ليلخة‬
‫الجمعة كتب ال له براءة من النار‪ ،‬ومن مات يوم الجمعة اعتق مخن النخار‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬بلغني أن النبي صلى ال عليه وآلخخه قخخال‪ :‬مخخن‬
‫مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر )‪ - 13 .(4‬المقنعخخة‪:‬‬
‫عن محمد بخخن مسخخلم‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي قخخوله‪) :‬سخخوف‬
‫أستغفر لكم ربي( قال‪ :‬أخرها إلى السحر ليلة الجمعة )‪.(5‬‬

‫)‪ (3 - 1‬المحاسن‪ (4) .58 :‬المحاسن‪ (5) .60 :‬المقنعة‪ ،25 :‬ورواه الصدوق في‬
‫الفقيه باسناده عن محمد بن مسلم ج ‪ 1‬ص ‪.272‬‬

‫]‪[272‬‬

‫‪ - 14‬جمال السبوع‪ :‬مما أرويه باسنادي إلى محمد بن يعقوب الكليني باسناده إلخخى‬
‫الصادق عليه السلم قخخال‪ :‬إن ليلخخة الجمعخخة مثخخل يومهخخا‪ ،‬فخخان اسخختطعت أن‬
‫تحييهخخا بالصخخلة والخخدعاء فافعخخل )‪ .(1‬وباسخخنادي عخخن محمخخد بخخن يعقخخوب‬
‫الكليني باسناده إلى الرضا عليه السلم أنه قال‪ :‬إن مخخن مخخات يخخوم الجمعخخة‬
‫وليلته مات شهيدا‪ ،‬وبعث آمنا )‪ .(2‬وباسنادي عن الكلينخخي عخخن محمخخد بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بخخن النعمخخان‪ ،‬عخن عمخخر بخخن يزيخخد‪،‬‬
‫عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬سئل عن يخخوم الجمعخخة وليلتهخخا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ليلتها غراء ويومها يوم زاهر‪ ،‬وليس على وجخخه الرض يخخوم تغخخرب‬
‫فيه الشمس أكثر معافى من النار منه‪ ،‬مخخن مخخات يخخوم الجمعخخة عارفخخا بحخخق‬
‫أهل هذا البيت كتب ال له براءة من النار‪ ،‬وبراءة مخخن عخخذاب القخخبر‪ ،‬ومخخن‬
‫مات ليلة الجمعة اعتق مخخن النخخار )‪ .(3‬الختصخخاص‪ :‬عخخن جخخابر مثلخخه )‪.(4‬‬
‫الفقيه‪ :‬مرسل مثله )‪ - 15 .(5‬نوادر الراونخخدي‪ :‬باسخناده عخن موسخى بخن‬
‫جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا‬
‫كان يوم الجمعة نخادت الطيخر الطيخر والخوحش الخوحش و السخباع السخباع‪:‬‬
‫سلم عليكم هذا يوم صالح )‪ - 16 .(6‬مجالس ابن الشيخ‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫أحمد بن الحسن بن شاذان‪ ،‬عن المعافا بن زكريا‪ ،‬عن أحمد بن هوذه‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن إسخخحاق الخديلمي‪ ،‬عخخن أبيخخه قخخال‪ :‬سخخألت‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم لم سميت الجمعة ؟ قال‪ :‬لن ال‬

‫)‪ (2 - 1‬جمال السبوع‪ ،:‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ 414‬في حخخديث‪ (3) .‬جمخخال السخخبوع‪،:‬‬
‫الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .415‬الختصاص‪ (5) .130 :‬الفقيه ج ‪ 1‬ص ‪.83‬‬
‫)‪ (6‬نوادر الراوندي‪ 24 :‬ومثله في الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.415‬‬

‫]‪[273‬‬

‫تعالى جمع فيها خلقه لولية محمخد وأهخل بيتخخه )‪ - 17 .(1‬دعخوات الراونخدي‪ :‬قخال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬إن العبد ليدعو فيؤخر ال حخخاجته إلخخى يخخوم الجمعخخة‪.‬‬
‫وعن عبد ال بن سنان قال‪ :‬سألت أبا عبخخد الخ عليخخه السخخلم عخخن السخخاعة‬
‫التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة قال ما بين فراغ المخخام عخخن الخطبخخة‬
‫إلخخى أن تسخختوي الصخخفوف‪ ،‬وسخخاعة اخخخرى مخخن آخخخر النهخخار إلخخى غخخروب‬
‫الشمس‪ ،‬وكانت فاطمة عليها السلم تدعو في ذلك الوقت‪ .‬وعخخن كعخخب‪ ،‬إن‬
‫ال تعالى اختار مخخن السخخاعات سخخاعات الصخخلوات‪ ،‬واختخخار مخخن اليخخام يخخوم‬
‫الجمعة‪ ،‬واختار من الليالي ليلة القدر‪ ،‬واختار من الشخخهور شخخهر رمضخخان‬
‫فالصلة يكفر ما بينها وبيخخن الصخخلة الخخخرى‪ ،‬والجمعخخة تكفخخر بينهخخا وبيخخن‬
‫الجمعة الخرى‪ ،‬ويزيخخد ثلثخخا‪ ،‬وشخخهر رمضخخان يكفخخر مخخا بينخخه وبيخخن شخخهر‬
‫رمضان آخخخر‪ ،‬و الحخخج مثخخل ذلخخك‪ ،‬وهخخو مخخا بيخخن حسخخنتين حسخخنة ينتظرهخخا‬
‫وحسنة قضاها‪ ،‬وما من أيام أحب إلى الخ مخن عشخخر ذي الحجخة ول ليخالي‬
‫أفضل منها‪ - 18 .‬المقتضب‪ :‬لحمد بخخن محمخخد بخخن عيخخاش‪ :‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن أحمد بن هلل‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن ابن غزوان عن أبي بصخير‪ ،‬عخن أبخي عبخد الخ‪ ،‬عخن آبخائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬إن الخ اختخخار مخخن‬
‫اليام الجمعة‪ ،‬ومن الشهور شهر رمضان‪ ،‬ومن الليالي ليلخخة القخخدر الخخخبر‪.‬‬
‫وروي باسناد آخر عن جابر بن عبد ال النصخخاري‪ ،‬عخخن النخخبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله مثله‪ - 19 .‬عدة الداعي‪ :‬قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬مخخا طلعخخت‬
‫الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعخخة‪ ،‬وإن كلم الطيخخر فيخخه إذا لقخخي بعضخخها‬
‫بعضا‪ :‬سلم سلم‪ ،‬يوم صالح‪ .‬وروي أن رسول ال صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫كان إذا خرج من البيت في دخول الصيف خرج يوم الخميخخس‪ ،‬وإذا أراد أن‬
‫يدخل عند دخول الشتاء دخل يوم الجمعة‪.‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.300 - 299‬‬

‫]‪[274‬‬

‫وعن ابن عباس قال‪ :‬كان يدخل ليلة الجمعة ويخرج ليلة الجمعة‪ .‬وعن الباقر عليخخه‬
‫السلم إذا أردت أن تتصدق بشئ قبل الجمعة أخره إلى يخخوم الجمعخخة‪ .‬وعخخن‬
‫أحدهما عليه السخلم أن العبخخد المخخؤمن يسخخأل الحاجخخة فيخخؤخر الخ عزوجخخل‬
‫قضاء حاجته التي سأل إلى يخوم الجمعخة‪ .‬وعخن الصخادق عليخه السخلم فخي‬
‫قول يعقوب لبنيه )سوف أستغفر لكم ربي( قال‪ :‬أخرهم إلى السحر من ليلة‬
‫الجمعة‪ .‬وفي نهار الجمعة ساعتان ما بين فراغ الخطيخخب مخخن الخطبخخة إلخخى‬
‫أن تسخختوي الصخخفوف بالنخخاس‪ ،‬واخخخرى مخخن آخخخر النهخخار‪ ،‬وروي إذا غخخاب‬
‫نصف القرص )‪ :- 20 .(1‬عن النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬خير يوم طلعخخت‬
‫عليه الشمس يوم الجمعة‪ ،‬فيخه خلخخق آدم عليخه السخلم وفيخه ادخخخل الجنخخة‪،‬‬
‫وفيه اخرج‪ ،‬ول تقوم السخخاعة إل فخخي يخخوم الجمعخخة‪ .‬وروى أبخخو بصخخير فخخي‬
‫الصحيح قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول‪ :‬مخخا طلعخت الشخخمس بيخخوم‬
‫أفضل من يوم الجمعة‪ .‬وروى البزنطي‪ ،‬عن الرضا عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن يوم الجمعخخة سخخيد اليخخام‪ ،‬يضخخاعف الخ‬
‫عزوجخخل فيخخه الحسخخنات‪ ،‬ويمحخخو فيخخه السخخيئات‪ ،‬ويرفخخع فيخخه الخخدرجات‪،‬‬
‫ويسخختجيب فيخخه الخخدعوات‪ ،‬ويكشخخف فيخخه الكربخخات‪ ،‬ويقضخخي فيخخه الحاجخخات‬
‫العظام‪ ،‬وهو يوم المزيد ل فيه عتقاء وطلقاء من النار ما دعا ال فيه أحخخد‬
‫من النخخاس وعخخرف حقخخه وحرمتخخه‪ ،‬إل كخخان حتمخخا علخخى الخ أن يجعلخخه مخخن‬
‫عتقائه وطلقائه من النار‪ ،‬وإن مات في يومه أو ليلتخه مخات شخهيدا‪ ،‬وبعخث‬
‫آمنا‪ ،‬وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه إل كان حقا على ال عزوجل أن‬
‫يصليه نار جهنم إل أن يتوب )‪ .(2‬جمخخال السخخبوع‪ :‬باسخخناده إلخخى الكلينخخي‪،‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬

‫)‪ (1‬عده الداعي‪ (2) .28 - 27 :‬بياض في الصل‪.‬‬

‫]‪[275‬‬

‫محمد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن مختخار‪ ،‬عخن أبخخي بصخخير مثخخل الحخديث‬
‫الول )‪ (1‬وباسناده أيضا عن الكليني‪ ،‬عن علي بخن محمخد‪ ،‬عخن سخهل بخن‬
‫زياد‪ ،‬عن البزنطى مثخخل الحخديث الثخاني )‪ .(2‬المتهجخد‪ :‬عخن الخبزنطي مثخخل‬
‫الثاني )‪ .(3‬المقنعة‪ :‬مرسخخل مثلخخه )‪ .(4‬أقخخول‪ :‬الظخخاهر أن تضخخييع الحرمخخة‬
‫بترك الجمعة لنها الواجب المختص به‪ ،‬ويحتمخخل التعميخخم‪ - 21 .‬المتهجخخد‪:‬‬
‫روى المعلى بن خنيس قال‪ :‬سمعت أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬مخخن‬
‫وافق منكم يوم الجمعة فل يشتغلن بشئ غير العبادة‪ ،‬فان فيه يغفخر للعبخاد‪،‬‬
‫وتنزل عليهم الرحمة‪ .‬وروي عن أبخي عبخد الخ عليخخه السخلم أنخه قخال‪ :‬إن‬
‫للجمعة حقا واجبا فاياك أن تضيع أو تقصر في شئ من عبادة ال والتقرب‬
‫إليه تعخخالى بالعمخخل الصخخالح‪ ،‬وتخخرك المحخخارم كلهخخا‪ ،‬فخخان الخ يضخخاعف فيخخه‬
‫الحسنات‪ ،‬ويمحو فيه السيئات‪ ،‬ويرفع فيه الدرجات ويومه مثل ليلته‪ ،‬فخخان‬
‫استطعت أن تحييها بالدعاء والصلة فافعل‪ ،‬فان ال خ تعخخالى يضخخاعف فيهخخا‬
‫الحسنات‪ ،‬ويمحو فيها السيئات وإن ال واسع كريم‪ .‬ومنخخه‪ :‬عخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم أنه قال‪ :‬الشاهد يوم الجمعة‪ ،‬والمشهود يوم عرفة‪ .‬وروى‬
‫محمد بن إسماعيل بن بزيع‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قلخخت‬
‫له‪ :‬بلغني أن يوم الجمعة أقصر اليام‪ ،‬قخال‪ :‬كخذلك هخو‪ ،‬قلخت‪ :‬جعلخت فخداك‬
‫كيف ذاك ؟‬

‫)‪ (1‬جمال السبوع‪ ،:‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .413‬جمال السبوع‪ ،:‬الكخخافي ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ (3) .414‬مصباح المتهجد‪ (4) .182 :‬المقنعة‪.45 :‬‬

‫]‪[276‬‬

‫قخخال‪ :‬قخال أبخخو عبخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬إن الخ يجمخخع أرواح المشخخركين تحخخت عيخن‬
‫الشمس‪ ،‬فإذا ركدت الشمس عذبت أرواح المشركين بركخخود الشخخمس‪ ،‬فخخإذا‬
‫كان يوم الجمعة رفع عنهم العذاب لفضخخل يخخوم الجمعخخة‪ ،‬فل يكخخون للشخخمس‬
‫ركود )‪ .(1‬بيان‪ :‬هذا الخير من عويصات الروايات التي صعب فهمها علخخى‬
‫أصحاب الدرايات ولعل عخخدم الخخخوض فخخي أمثالهخخا وتسخخليمها مجمل أسخخلم‪،‬‬
‫وقد مر بعض القول فيه )‪ (2‬ويستشكل بأنه مخالف للحس‪ ،‬وبخخأنه يلخخزم أن‬
‫ل تتحرك الشمس في يوم الجمعخة أصخل‪ ،‬إذ كخخل درجخخة مخخن درجاتهخخا ظهخر‬
‫لصقع من الصقاع‪ ،‬ويمكن أن يجاب عن الول بخخأنه يمكخخن أن يكخخون قخخدرا‬
‫قليل ل يظهر في اللت التي تستعلم بها الوقات فان شيئا منها ل تحكخخم إل‬
‫بالتخمين‪ ،‬وعن الثاني بتخصيصه بمكة أو المدينة أو الكوفة أو غيرها مخخن‬
‫البلد التي فيها خصوصية‪ ،‬وربما يؤل بأن الكفار يجدون سائر اليام أطول‬
‫لن يوم العذاب والشدة يتوهم أنه أطول من يوم الراحة‪ :- 22 .‬قال رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن هذا يوم عيد جعله ال للمسلمين فمن جاء إلخخى‬
‫الجمعة فليغتسل‪ ،‬وإن كان عنده طيب فليمس منه وعليكم بالسواك‪ .‬وعنهم‬
‫عليهم السلم العياد أربعخخة‪ :‬الفطخخر‪ ،‬والضخخحى‪ ،‬والغخخدير‪ ،‬ويخخوم الجمعخخة‪.‬‬
‫وفي الحديث أن رسول ال صلى ال عليه وآله ذكر يوم الجمعة فقخخال‪ :‬فيخخه‬
‫ساعة ل يوافقها عبد مسلم سأل ال شيئا إل أعطاه إياه‪ .‬واختلف أهل العلخخم‬
‫في هذه الساعة اختلفا كثيرا وأصحها عندنا أنها من بين فخخراغ المخخام مخخن‬
‫الخطبة إلى أن يستوي الصفوف بالناس‪ ،‬وساعة اخرى من آخر النهار إلى‬
‫غروب الشمس رواه عبد ال بن سخخنان عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم‪ .‬وعخخن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله من مخات يخوم الجمعخة وقخي عخذاب القخبر‪ .‬وعنخه‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ما من مسلم يموت ليلة الجمعة إل وقاه ال عزوجل فتنة‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ (2) .196 :‬راجع ج ‪ 58‬ص ‪ 170 - 168‬باب الشمس والقمر‬
‫وأحوالهما‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫القبر‪ ،‬وفي لفظ آخر أل يرى مخن فتنخخة القخخبر وفخخي خخبر آخخر إل وقخي الفتخان‪ .‬وفخي‬
‫حديث آخر‪ :‬ما من مسخخلم ومسخخلمة يمخخوت ليلخخة الجمعخخة أو يخخوم الجمعخخة إل‬
‫وقي عذاب القبر‪ ،‬وفتنته‪ ،‬وبقي لحسخخاب عليخخه‪ .‬وقخخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إن ال اختار من كل شئ شيئا‪ ،‬واختار من اليام يوم الجمعخخة )‪.(1‬‬
‫‪ - 23‬المتهجد‪ :‬روى أبو بصير عن أحدهما عليه السلم أنه قخخال‪ :‬إن العبخخد‬
‫المؤمن يسخخئل الخ تعخالى الحاجخخة فيخخؤخر الخ حخخاجته الخختي سخخأل إلخى ليلخخة‬
‫الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة )‪ .(2‬المقنعة‪ :‬مرسخخل مثلخخه )‪- 24 .(3‬‬
‫الختصاص‪ :‬روى عن جابر الجعفي قال‪ :‬كنت ليلة من بعخخض الليخخالي عنخخد‬
‫أبي جعفر عليه السخخلم فقخخرأت هخخذه اليخخة )يخخا أيهخخا الخخذين آمنخخوا إذا نخخودي‬
‫للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال( قال‪ :‬فقال‪ :‬مخخه يخخا جخخابر كيخخف‬
‫قرأت ؟ قال‪ :‬قلت‪) :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نخخودي للصخخلة مخخن يخخوم الجمعخخة‬
‫فاسعوا إلى ذكر الخخ( قخخال‪ :‬هخخذا تحريخخف يخخا جخخابر‪ ،‬قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬كيخخف أقخخرء‬
‫جعلني ال فداك ؟ قال‪ :‬فقال‪) :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يخخوم‬
‫الجمعة فامضوا إلى ذكر ال( هكذا نزلت يا جابر‪ ،‬لو كان سعيا لكخخان عخخدوا‬
‫مما كرهه رسول ال صلى ال عليه وآله لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلخخى‬
‫الصلة‪ .‬يا جابر لم سخخمي يخخوم الجمعخخة يخخوم الجمعخخة ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬تخخخبرني‬
‫جعلني ال فداك‪ ،‬قال‪ :‬أفل اخبرك بتأويله العظم ؟ قال‪ :‬قلخخت‪ :‬بلخخى جعلنخخي‬
‫ال فداك‪ ،‬فقال‪ :‬يا جابر سمى ال الجمعة جمعة لن ال عزوجخخل جمخخع فخخي‬
‫ذلك اليوم الولين و الخرين‪ ،‬وجميع ما خلق ال من الجخخن والنخخس‪ ،‬وكخخل‬
‫شئ خلق ربنا‪ ،‬والسموات‬

‫)‪ (1‬بياض في الصل‪ (2) .‬مصباح المتهجد‪ (3) .182 :‬المقنعة‪.25 :‬‬
‫]‪[278‬‬

‫والرضين والبحار‪ ،‬والجنة والنار‪ ،‬وكل شخخئ خلخخق الخ فخخي الميثخخاق فأخخخذ الميثخخاق‬
‫منهم لخه بالربوبيخخة‪ ،‬ولمحمخخد صخلى الخ عليخخه وآلخه بخالنبوة‪ ،‬ولعلخخي عليخه‬
‫السلم بالولية‪ ،‬وفي ذلك اليوم قال ال للسموات والرض )ائتيخخا طوعخخا أو‬
‫كرها قالتا أتينخخا طخخائعين( )‪ .(1‬فسخخمى الخ ذلخخك اليخخوم الجمعخخة لجمعخخه فيخخه‬
‫الولين والخرين ثم قال عزوجل )يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من‬
‫يوم الجمعة( من يومكم هخخذا الخخذي جمعكخخم فيخخه‪ ،‬والصخخلة أميخخر المخخؤمنين‪،‬‬
‫يعني بالصلة الولية‪ ،‬وهي الوليخخة الكخخبرى‪ ،‬ففخخي ذلخخك اليخخوم أتخخت الرسخخل‬
‫والنبيخخخاء والملئكخخخة وكخخخل شخخخئ خلخخخق الخخخ‪ ،‬والثقلن الجخخخن و النخخخس‪،‬‬
‫والسماوات والرضون‪ ،‬والمؤمنون بالتلبية ل عزوجل )فامضوا إلخخى ذكخخر‬
‫ال( وذكر ال أمير المؤمنين )وذروا البيع( يعنى الول )ذلكخخم( يعنخخي بيعخخة‬
‫أميخخر المخخؤمنين ووليتخخه )خيخخر لكخخم( مخخن بيعخخة الول ووليتخخه )إن كنتخخم‬
‫تعلمخخون( )فخخإذا قضخخيت الصخخلة( يعنخخي بيعخخة أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫)فانتشخخروا فخخي الرض( يعنخخي بخخالرض الوصخخياء‪ ،‬أمخخر الخخ بطخخاعتهم‬
‫ووليتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين‪ ،‬كنى ال فخخي ذلخخك‬
‫عن أسمائهم فسماهم بالرض‪) .‬وابتغوا فضل ال( قال جابر‪) :‬وابتغوا مخخن‬
‫فضل ال(‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬تحريف‪ ،‬هكذا انزلت وابتغخخوا فضخخل الخ علخخى‬
‫الوصياء )واذكروا ال كثيرا لعلكم تفلحخخون(‪ .‬ثخخم خخخاطب الخ عزوجخخل فخخي‬
‫ذلك الموقف محمدا فقال يا محمخخد )إذا رأوا( الشخخكاك والجاحخخدون )تجخخارة(‬
‫يعني الول )أولهخخوا( يعنخخي الثخخاني )انصخخرفوا إليهخخا( قخخال‪ :‬قلخخت‪) :‬انفضخخوا‬
‫إليها( قال‪ :‬تحريف‪ ،‬هكذا نزلت )وتركوك( مع على )قائما( )قخخل( يخخا محمخخد‬
‫)ما عند ال( من ولية على والوصياء )خير من اللهو ومن التجارة( يعنى‬
‫بيعة الول والثاني )للذين اتقوا( قال‪ :‬قلت‪ :‬ليس فيهخخا )للخخذين اتقخخوا( قخخال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬بلى هكذا نزلت‪ ،‬وأنتم هم الذين اتقوا )وال خير الرازقين( )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬فصلت‪ (2) .11 :‬الختصاص ‪.130 - 128‬‬

‫]‪[279‬‬

‫ومنه‪ :‬روي علي بن مهزيار رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من مخخات ليلخخة‬
‫الجمعة عارفا بحقنا اعتق من النار‪ ،‬وكتب له براءة مخخن عخخذاب القخخبر )‪.(1‬‬
‫‪ - 25‬دعائم السلم‪ :‬عن أبي جعفر الباقر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬ليلخخة الجمعخخة‬
‫غراءو يومها أزهر‪ ،‬وما من مؤمن مات ليلة الجمعة إل كتب له براءة مخخن‬
‫عذاب القبر‪ ،‬وإن مات في يومها اعتخخق مخخن النخخار‪ ،‬ول بخخأس بالصخخلة يخخوم‬
‫الجمعة كله لنه لتسعر فيه النار )‪ .(2‬وعن الباقر والصادق عليهم السخخلم‬
‫أنهما قال‪ :‬إذا كان ليلة الجمعة أمر ال ملكا ينادي من أول الليل إلى آخخخره‪،‬‬
‫وينادي في كل ليلة غير ليلة الجمعة مخخن ثلخخث الليخل الخخر‪ :‬هخل مخن سخائل‬
‫فاعطيه‪ ،‬هل من تائب فأتوب إليه ؟ هل من مسخختغفر فخخأغفر لخخه ؟ يخخا طخخالب‬
‫الخير أقبل ! يا طالب الشر أقصر )‪ .(3‬وعن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫في يوم الجمعة ساعة ل يسأل ال عبد مخخؤمن فيهخخا شخخيئا إل أعطخخاه‪ ،‬وهخخي‬
‫من حين نزول الشمس إلى حين ينادى بالصلة )‪ - 26 .(4‬تفسير على بخخن‬
‫ابراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريخخز‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬إن الرب تعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة من أول الليخخل‪ ،‬وفخخي كخخل ليلخخة‬
‫في الثلث الخير‪ ،‬أمامه ملكان فينادي‪ :‬هل من تائب فيتاب عليخخه ؟ هخخل مخخن‬
‫مستغفر فيغفر له ؟ هل من سائل فيؤتى سؤله ؟ اللهم أعط كل منفخخق خلفخخا‪،‬‬
‫وكل ممسك تلفا ‪ -‬إلى أن يطلع الفجر ثم عخاد أمخر الخرب إلخى عرشخه يقسخم‬
‫الرزاق بين العباد‪ .‬ثم قال للفضيل بخخن يسخار‪ :‬يخخا فضخيل نصخيبك مخن ذلخك‪،‬‬
‫وهو قوله عزوجل )وما أنفقتم من شئ فهو يخلفخخه وهخخو خيخخر الرازقيخخن( )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (3 - 2) .130 :‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .180‬دعائم السلم‬


‫ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .181‬تفسير القمى‪ 541 :‬والية في سورة سبأ‪.39 :‬‬

‫]‪[280‬‬

‫بيان‪ :‬ليس في بعض النسخ )أمره( في الموضعين‪ ،‬فالنزول مجخخاز‪ ،‬والمخخراد نزولخخه‬
‫مخخن عخخرش العظمخخة والجلل والسخختغناء المطلخخق إلخخى سخخماء التخخدبير علخخى‬
‫السخختعارة والمجخخاز )نصخخيبك( أي خخخذ نصخخيبك )مخخن ذلخخك( أي مخخن خلخخف‬
‫النفاق‪ - 27 .‬كتاب العروس‪ :‬للشيخ الفقيه أبي محمد جعفخخر بخخن أحمخخد بخخن‬
‫علي القمى باسناده عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال‪ :‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله إن جبرئيل أتاني بمرآة في وسطها كالنكتة السوداء‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا‬
‫جبرائيل ما هذه ؟ قال‪ :‬هذه الجمعة قال‪ :‬قلت‪ :‬وما الجمعة ؟ قال‪ :‬لكخخم فيهخخا‬
‫خير كثير‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما الخير الكثير ؟ فقال‪ :‬تكون لخك عيخدا ولمتخخك مخخن‬
‫بعدك‪ ،‬قلت‪ :‬ومالنا فيها ؟ قال‪ :‬لكم فيها ساعة ل يوافقها عبخخد مسخخلم يسخخأل‬
‫ال مسألة فيها وهي له قسم في الدنيا إل أعطاها وإن لم يكخخن لخخه قسخخم فخخي‬
‫الدنيا دخرت له في الخرة أفضل منها‪ ،‬وإن تعوذ بال من شر ما هو عليخخه‬
‫مكتوب صرف ال عنه مخخا هخو أعظخخم منخه )‪ .(1‬ومنخه‪ :‬باسخناده عخن علخخي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وآله إذ جاء رجل فقخخال‪:‬‬
‫يا رسول ال بأبي أنت وامي أخبرني عن يوم الحد كيف سمي يوم الحخخد ؟‬
‫فقال‪ :‬لنه أحد يوم خلق ال الدنيا‪ ،‬وهو أول يوم خلقه ال‪ ،‬فقال‪ :‬بأبي أنت‬
‫وامي يا رسول ال أخبرني عن يوم الثنين كيف سمي يخخوم الثنيخخن ؟ قخخال‪:‬‬
‫لنه ثاني يوم خلق ال الدنيا‪ ،‬وهو يوم ولدت فيه‪ ،‬ويوم نزلت فيخخه النبخخوة‪،‬‬
‫وأخبرني حبيبي أنه يوم أقبض فيه‪ ،‬فقال‪ :‬بخخأبي أنخخت وامخخي يخخا رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله أخبرني عن يوم الثلثا فقال‪ :‬هو ثالث يوم خلق ال مخخن‬
‫الدنيا‪ ،‬وهو يوم تاب ال فيه على آدم‪ ،‬ورضخخي عنخه واجتبخخاه وهخخداه فقخال‪:‬‬
‫بأبي أنت وامي يا رسول ال صلى ال عليه وآله أخبرني عخخن يخخوم الربعخخا‬
‫فقال‪ :‬هو رابع يوم خلق ال من الدنيا‪ ،‬وهو يوم نحخخس مسخختمر‪ ،‬فيخخه خلخخق‬
‫ال الريح الصرصر‪ ،‬قال‪ :‬بأبي أنت وامي يا رسخخول الخ أخخخبرني عخخن يخخوم‬
‫الخميس‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬

‫)‪ (1‬اخرج المحدث النخخوري هخخذه الروايخخة ومخخا يخخأتي بعخخدها فخخي كتخخاب المسخختدرك و‬
‫صححناها عليه‪.‬‬

‫]‪[281‬‬

‫هو خامس يوم خلق ال من الدنيا‪ ،‬ليله أنيس‪ ،‬ونهخخاره جليخخس‪ ،‬وفيخخه رفخخع إدريخخس‬
‫ولعن فيه إبليس‪ .‬قال‪ :‬بأبي أنت وامي يا رسول ال خ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫أخبرني عن يوم الجمعة فبكى رسول ال صلى ال عليه وآله وقال‪ :‬سألتني‬
‫عن يوم الجمعة فقخخال نعخخم فقخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه تسخخميه‬
‫الملئكة في السماء يوم المزيد‪ :‬يوم الجمعخخة يخخوم خلخخق الخ فيخخه آدم عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬يوم الجمعة يوم نفخ ال في آدم الروح‪ ،‬يوم الجمعة يوم أسكن ال خ‬
‫آدم فيه الجنة‪ ،‬يوم الجمعة يوم أسخخجد الخ ملئكتخخه لدم‪ ،‬يخخوم الجمعخخة يخخوم‬
‫جمع ال فيه لدم حوا‪ ،‬يوم الجمعة يوم قال ال للنخخار‪ :‬كخخوني بخخردا وسخخلما‬
‫على إبراهيم‪ .‬يوم الجمعة يوم استجيب فيه دعاء يعقوب عليه السلم‪ ،‬يخخوم‬
‫الجمعة يوم غفر ال فيه ذنب آدم‪ ،‬يخخوم الجمعخخه يخخوم كشخخف الخ فيخخه البلء‬
‫عن أيوب‪ ،‬يوم الجمعة يوم فدى ال فيه إسماعيل بذبح عظيم‪ ،‬يوم الجمعخخة‬
‫يوم خلق ال فيه السماوات والرض‪ ،‬وما بينهما‪ ،‬يوم الجمعة يوم يتخخخوف‬
‫فيه الهول وشدة القيامة والفزع الكبر‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده عخخن الصخخادق عليخخه‬
‫السلم سميت الجمعة جمعة لن ال جمع الخلق لوليخخة محمخخد وأهخخل بيتخخه‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬سميت الجمعة جمعة لن ال جمع للنبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫أمره‪ .‬ومنخخه‪ :‬باسخخناده عخخن إبراهيخخم بخخن عبخخد الحميخخد‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫الحسن الول قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬خلق ال النبياء والوصياء يوم الجمعخخة‪،‬‬
‫وهخخو اليخخوم الخخذي أخخخذ ال خ فيخخه ميثخخاقهم خلقنخخا نحخخن وشخخيعتنا مخخن طينخخة‬
‫مخزونة‪ ،‬ل يشذ فيها شاذ إلى يوم القيامة‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا كان ليلخخة الجمعخخة‬
‫رفعت حيتان البحور رؤسها‪ ،‬ودواب البراري‪ ،‬ثم نادت بصوت طلخخق‪ :‬ربنخخا‬
‫ل تعذ بنا بذنوب الدميين‪.‬‬
‫]‪[282‬‬

‫ومنه‪ :‬باسناده قال الصادق عليه السلم‪ :‬إن ل عتقاء في كل ليلة جمعة‪ ،‬فتعرضخخوا‬
‫لرحمة ال في ليلة الجمعة ويوم الجمعة‪ ،‬ومن مات في ليلة الجمعة أو يوم‬
‫الجمعة وقاه ال فتنة القبر‪ ،‬وطبع عليخخه بطخخابع الشخخهداء‪ ،‬ل يقخخولن أحخخدكم‬
‫كان وكان‪ ،‬وكتب له براءة من ضغطة القبر‪ ،‬وكان شهيدا‪ .‬ومنه‪ :‬باسخخناده‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قخخال‪ :‬إن الخ تعخخالى ليخخأمر ملكخخا‬
‫فينادي كل ليلة جمعخخة مخخن فخخوق عرشخخه مخخن أول الليخخل إلخخى آخخخره‪ :‬ألعبخخد‬
‫مؤمن يدعوني لخرتخه ودنيخاه قبخل طلخوع الفجخر فخاجيبه ؟ أل عبخد مخؤمن‬
‫يتوب إلى من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب إليه ؟ أل عبخخد مخخؤمن قخخدقترت‬
‫عليه رزقخخه فيسخخألني الزيخادة فخي رزقخخه قبخخل طلخوع الفجخر فأزيخده واوسخخع‬
‫عليه ؟ أل عبد مؤمن سقيم فيسألني أن أشفيه قبل طلخخوع الفجخخر فاعخخافيه ؟‬
‫أل عبد مؤمن مغموم محبوس يسألني أن اطلقه من حبسه وافرج عنه قبخخل‬
‫طلوع الفجر فاطلقه واخلي سبيله‪ ،‬أل عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ لخخه‬
‫بظلمته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ بظلمته ؟ قخخال‪ :‬فل يخخزال ينخخادي‬
‫حتى يطلع الفجر‪ .‬المقنعة‪ :‬عن أبي بصير مثله )‪ - 28 .(1‬كتاب العخخروس‪:‬‬
‫باسناده قال الصادق عليه السلم‪ :‬الصدقة ليلة الجمعة بألف‪ ،‬والصدقة يوم‬
‫الجمعة بألف‪ .‬وقال‪ :‬ليلة الجمعة ويخخوم الجمعخخة فخخي الفضخخل سخخواء‪ .‬ومنخخه‪:‬‬
‫باسناده قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن ال اختار الجمعة فجعل يومهخخا‬
‫عيدا‪ ،‬واختار ليلها فجعلها مثلها‪ ،‬وإن من فضلها أن ل يسخخأل الخ عزوجخخل‬
‫يوم الجمعة حاجة إل اسخختجيب لخخه‪ ،‬وإن اسخختحق قخخوم عقابخخا فصخخادفوا يخخوم‬
‫الجمعة وليلتها‪ ،‬صرف عنهم ذلك‪ .‬ولم يبق شئ مما أحكمه ال خ وفصخخله إل‬
‫أبرمه في ليلة جمعة‪ ،‬فليلة‬

‫)‪ (1‬المقنعة‪.25 :‬‬

‫]‪[283‬‬

‫الجمعة أفضل الليالي ويومها أفضل اليام‪ ،‬وليلة الجمعة ليلة غخخراء‪ ،‬ويخخوم الجمعخخة‬
‫يوم أزهر‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده قال الصادق عليه السلم‪ :‬اجتنبوا المعاصي ليلخخة‬
‫الجمعة‪ ،‬فان السيئة مضاعفة والحسنة مضخخاعفة‪ ،‬ومخخن تخخرك معصخخية ال خ‬
‫ليلة الجمعة غفر ال له كل ما سلف فيخخه‪ ،‬وقيخخل لخخه‪ :‬اسختأنف العمخخل‪ ،‬ومخن‬
‫بارزال ليلة الجمعة بمعصيته أخذه ال عزوجخخل بكخخل مخخا عمخخل فخخي عمخخره‪،‬‬
‫وضاعف عليه العذاب بهذه المعصية‪ ،‬فإذا كخان يخخوم الجمعخخة رفعخخت حيتخخان‬
‫البحور رؤسها‪ ،‬ودواب البراري ثم نادت بصوت ذلق‪ :‬ربنا ل تعذبنا بذنوب‬
‫الدميين‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم‪ :‬يقخخول الطيخخر بعضخخهم‬
‫لبعض في يوم الجمعخخة سخخلم سخخلم يخخوم صخخالح‪ .‬ومنخخه‪ :‬باسخخناده عخخن أبخخي‬
‫بصير‪ ،‬عن أحدهما عليه السلم قال‪ :‬إذا كان يوم الجمعخخة وأهخخل الجنخخة فخخي‬
‫الجنة‪ ،‬وأهل النار في النار‪ ،‬عرف أهل الجنة يوم الجمعة‪ ،‬و ذلك أنهم يخخزاد‬
‫فخخي نعيمهخخم‪ ،‬وعخخرف أهخخل النخخار يخخوم الجمعخخة وذلخخك أن كلهخخم يبطخخش بهخخم‬
‫الزبانية‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬الخيخخر‬
‫والشر يضاعف يوم الجمعة‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده عن هشام بن الحكم‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫عبد ال عليه السلم في رجل يريد أن يعمخل شخيئا مخن الخيخر مثخل الصخدقة‬
‫والصوم ونحو ذلك‪ ،‬قال يستحب أن يكون ذلك في يوم الجمعة والعمخخل فيخخه‬
‫يضاعف‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده عن زريق‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬الصدقة‬
‫يوم الجمعة تضاعف وليلة الجمعة تضاعف وما من يوم كيوم الجمعة‪ ،‬وما‬
‫ليلة كليلة الجمعة‪ ،‬يومها أزهر وليلتها غراء‪ .‬ومنه‪ :‬باسناده عن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬الساعة التي يرجى في يوم الجمعة‬

‫]‪[284‬‬

‫التي ل يدعو فيها مؤمن إل اسخختجيب ؟ قخخال‪ :‬نعخخم إذا خخخرج المخخام‪ ،‬قلخخت‪ :‬إن المخخام‬
‫ربما يعجل ويؤخر قال‪ :‬إذا زالت الشمس‪ .‬وقال‪ :‬الساعة التي يستجاب فيها‬
‫الدعاء ما بين فراغ المام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصخخفوف‪،‬‬
‫وساعة اخرى من آخر النهار إلى أن تغيب الشمس وروي حين ينزل المام‬
‫من المنبر إلى أن يقوم في مقامه‪ ،‬وروي مخا بيخن نخزول المخام مخن المنخبر‬
‫إلى أن يصير الفئ مخخن الخخزوال قخخدم‪ - 29 .‬الخصخخال‪ :‬عخخن محمخخد بخخن أحمخخد‬
‫الوراق‪ ،‬عن علي بن محمد مولى الرشيد عن دارم بن قبيصة‪ ،‬عن الرضا‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآلخخه قخخال‪ :‬تقخخوم السخخاعة يخخوم الجمعخخة‬
‫بين الظهر والعصر )‪ - 30 .(1‬مجمع البيخخان‪ :‬عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬إن ل تعالى في كل يوم جمعة ست مائة ألف عتيق من النار‪ ،‬كلهم قد‬
‫اسختوجبوا النخار )‪ - 31 .(2‬كتخاب زيخد النرسخى‪ :‬عخن أبخي عبخد الخ عليخه‬
‫السلم قخخال‪ :‬سخخمعته يقخخول إذا كخخان يخخوم الجمعخخة ويومخخا العيخخدين‪ ،‬أمخخر الخ‬
‫رضخخوان خخخازن الجنخخان أن ينخخادي فخخي أرواح المخخؤمنين وهخخم فخخي غرفخخات‬
‫الجنان أن ال قد أذن لكم بالزيارة إلى أهاليكم وأحبائكم من أهخخل الخخدنيا‪ .‬ثخخم‬
‫يأمر ال رضوان أن يأتي لكل روح بناقخخة مخخن نخخوق الجنخخة عليهخخا قبخخة مخخن‬
‫زبرجدة خضخخراء‪ ،‬غشخخاؤها مخخن ياقوتخخة رطبخخة صخخفراء‪ ،‬علخخى النخخوق جلل‬
‫وبراقع من سخخندس الجنخخان واسخختبرقها‪ .‬فيركبخخون تلخخك النخخوق عليهخخم حلخخل‬
‫الجنة متوجون بتيجان الدر الرطب‪ ،‬تضئ‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 390‬ط مكتبة الصدوق‪ ،‬والحخخديث سخخاقط عخخن ط الحجخخر ولخخم‬
‫يذكر منه السنده راجع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .29‬مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪،289‬‬
‫وأخرجخخه النخخوري فخخي المسخختدرك عخخن نخخثر اللئالخخى لبخخن أبخخى جمهخخور‬
‫الحسائي‪.‬‬

‫]‪[285‬‬

‫كمخخا تضخخي الكخخواكب الدريخخة فخخي جخخو السخخماء‪ ،‬مخخن قخخرب النخخاظر إليهخخا لمخخن البعخخد‪.‬‬
‫فيجتمعخخون فخخي العرصخخة‪ ،‬ثخخم يخخأمر الخخ جبرئيخخل فخخي أهخخل السخخموات أن‬
‫يستقبلوهم فيستقبلهم ملئكخخة كخخل سخخماء وتشخخيعهم ملئكخخة كخخل سخخماء إلخخى‬
‫السخخماء الخخخرى‪ ،‬فينزلخخون بخخوادي السخخلم وهخخو واد بظهخخر الكوفخخة‪ ،‬ثخخم‬
‫يتفرقون في البلدان والمصار حتى يزوروا أهاليهم الذين كخخانوا معهخخم فخخي‬
‫دار الدنيا‪ ،‬ومعهم ملئكة يصرفون وجوههم عما يكرهخون النظخر إليخخه إلخى‬
‫ما يحبون‪ .‬ويزورون حفر البدان حتى إذا ما صلى الناس‪ ،‬وارح أهل الدنيا‬
‫إلى منازلهم من مصلهم‪ ،‬نادى فيهم جبرئيل بالرحيخل إلخى غرفخات الجنخان‬
‫فيرحلون‪ .‬قال‪ :‬فبكى رجل في المجلس فقال‪ :‬جعلت فداك هخخذا للمخخؤمن فمخخا‬
‫حال الكافر ؟ فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أبدان ملعونة تحخخت الخخثري فخخي‬
‫بقاع النار وأرواح خبيثة ملعونة تجري بوادي برهوت من بئر الكبريت في‬
‫مركبخخات الخبيثخخات الملعونخخات يخخؤدي ذلخخك الفخخزع والهخخوال إلخخى البخخدان‬
‫الملعونة الخبيثة تحت الخخثرى فخخي بقخخاع النخخار فهخخي بمنزلخخة‪ .‬النخخائم إذا رأى‬
‫الهوال‪ .‬فل تزال تلخخك البخخدان فزعخخة ذعخخرة‪ ،‬وتلخخك الرواح معذبخخة بخخأنواع‬
‫العذاب في أنواع المركبات المسخوطات الملعونات المصخخفوفات مسخخجونات‬
‫فيها ل ترى روحا ولراحة إلى مبعث قائمنا‪ ،‬فيحشخخرها مخخن تلخك المركبخخات‬
‫فترد في البدان وذلك عند النشرات فتضرب أعناقهم‪ ،‬ثخخم تصخخير إلخخى النخخار‬
‫أبد البدين‪ ،‬ودهر الداهرين )‪ - 32 .(1‬اكمال الخخدين‪ :‬عخخن غيخخر واحخخد مخخن‬
‫أصحابه‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر بن أحمد بن هلل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن سعيد بن غزوان‪ ،‬عن أبي بصخخير‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‪ ،‬قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬إن ال اختار من اليام الجمعخة‪ ،‬ومخن الشخهور شخهر رمضخان‪،‬‬
‫ومن الليالي ليلة القدر‬

‫)‪ (1‬اخرجه المؤلف العلمة في ج ‪ 6‬ص ‪ 293 - 292‬من هذه الطبعة الحديثة مخخع‬
‫بيان‪.‬‬

‫]‪[286‬‬
‫الخبر )‪ - 33 .(1‬المقنعة‪ :‬عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬ما طلعت الشمس بيوم أفضل‬
‫من يوم الجمعة‪ .‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن ال اختار من كخخل شخخئ‬
‫شيئا‪ ،‬واختار من اليام يوم الجمعة )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬اكمال الدين ج ‪ 1‬ص ‪ 281‬ط مكتبة الصدوق‪ (2) .‬المقنعة‪.25 :‬‬

‫]‪[287‬‬

‫‪) .3‬باب( * " )أعمال ليلة الجمعة وصلتها وأدعيتها( " * ‪ - 1‬المتهجد والجمخخال‪:‬‬
‫من كانت له حاجة فليصم يوم الثلثا والربعا و الخميخس‪ ،‬قخاذا كخان العشخاء‬
‫تصدق بشئ قبخخل الفطخخار‪ ،‬فخخإذا صخخلى العشخخاء الخخخرة ليلخخة الجمعخخة وفخخرغ‬
‫منها‪ ،‬سجد وقال في سجوده )اللهخخم إنخخي أسخخئلك بوجهخخك الكريخخم‪ ،‬و اسخخمك‬
‫العظيم‪ ،‬وعينك الماضية‪ ،‬أن تصلي على محمد وآله‪ ،‬وأن تقضخخي دينخخي‪ ،‬و‬
‫توسع علي في رزقي( فمن دام على ذلك وسع ال عليه رزقه‪ ،‬وقضى دينه‬
‫)‪ .(1‬بيان‪) :‬وعينك( أي علمك )الماضية( أي النافخخذة فخخي المخخور المحيطخخة‬
‫بها‪ ،‬ويحتمل أن يكون العين كناية عن الحفظ أيضا‪ - 2 .‬المتهجد والجمخخال‪:‬‬
‫ويستحب لمن صام أن يدعو بهذا الدعاء قبل إفطاره سبع مخخرات )الهخخم رب‬
‫النخخور العظيخخم‪ ،‬ورب الكرسخخي الواسخخع‪ ،‬ورب العخخرش العظيخخم ورب البحخخر‬
‫المسخخجور‪ ،‬ورب الشخخفع والخخوتر‪ ،‬ورب التخخوراة والنجيخخل‪ ،‬ورب الظلمخخات‬
‫والنور‪ ،‬ورب الظل والحرور‪ ،‬ورب القرآن العظيم‪ ،‬أنت إله من في السخخماء‬
‫وإله من في الرض‪ ،‬ل إله فيهمخخا غيخخرك‪ ،‬وأنخخت جبخار مخخن فخخي السخخموات‪،‬‬
‫وجبار من في الرض‪ ،‬لجبار فيهما غيخخرك‪ ،‬وأنخخت خخخالق مخخن فخخي السخخماء‬
‫وخالق من في الرض لخخخالق فيهمخخا غيخخرك‪ ،‬وأنخخت ملخخك مخخن فخخي السخخماء‬
‫وملك من في الرض ل ملخخك فيهمخخا غيخخرك‪ .‬أسخخألك باسخخمك الكخخبير‪ ،‬وبنخخور‬
‫وجهك المنير وبملكك القديم إنك على كل شئ قخدير‪ ،‬وباسخخمك الخذي أشخرق‬
‫به نور حجبك‪ ،‬وباسمك الذي صلح به الولون وبه يصلح الخرون‪ ،‬يا حي‬
‫قبل كل حي‪ ،‬وياحي بعد كل حي‪ ،‬يا حي محيي‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ 182 :‬و ‪.183‬‬

‫]‪[288‬‬

‫الموتى‪ ،‬يا حي ل إله إل أنت‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واغفر لنا ذنوبنا‪ ،‬واقخخض‬
‫لنا حوائجنا‪ ،‬واكفنا ما أهمنا من أمر الدنيا والخرة‪ ،‬واجعخخل لنخخا مخخن أمرنخخا‬
‫يسرا‪ ،‬وثبتنا على هدى رسولك محمد وآله صلى ال عليه وآله‪ ،‬واجعل لنخا‬
‫من كل غم وهم وضيق فرجا ومخرجا‪ ،‬واجعل دعاءنا عنخخدك فخخي المرفخخوع‬
‫المتقبل المرحوم‪ ،‬وهب لنا ما وهبت لهل طاعتك من خلقك‪ ،‬فأنخخا مؤمنخخون‬
‫بك منيبون إليك‪ ،‬متوكلون عليك ومصيرنا إليك‪ .‬اللهم اجمع لنا الخير كلخخه‪،‬‬
‫واصرف عنا الشركله‪ ،‬إنك الحنان المنان بخخديع السخخموات والرض‪ ،‬تعطخخي‬
‫الخير من تشاء‪ ،‬وتصرفه عمن تشاء‪ .‬اللهم أعطنا منه‪ ،‬وامنن علينا بخه يخا‬
‫أرحم الراحمين‪ ،‬يا ال يا رحمن يا رحيم‪ ،‬يا ذاالجلل والكرام‪ ،‬يخا الخ أنخت‬
‫الذي ليس كمثله شئ‪ ،‬وهو السميع البصير‪ ،‬يا أجخخود مخخن سخخئل‪ ،‬ويخخا أكخخرم‬
‫من أعطى‪ ،‬ويا أرحم من استرحم‪ ،‬صل على محمخخد وآلخخه‪ ،‬وارحخخم ضخخعفي‪،‬‬
‫وقلة حيلتي‪ ،‬إنك ثقتي ورجائي‪ ،‬وامنخخن علخخى بالجنخخة‪ ،‬وعخخافني مخخن النخخار‪،‬‬
‫واجمع لنا خير الدنيا والخرة برحمتك يا أرحخخم الراحميخخن )‪ .(1‬بيخخان‪) :‬رب‬
‫النخخور العظيخخم( أي النخخور المخلخخوق فخخي العخخرش الخخذي هخخو أضخخوء النخخوار‬
‫وأعظمها‪ ،‬أو النور العظيم من النوار المعنويخخة‪ ،‬كخخالعلم والمعرفخخة‪ ،‬وربمخخا‬
‫يفسخخر بالعقخخل )والمسخخجور( المملخخو )والموقخخد( نخخار فخخي القيمخخة )والشخخفع‬
‫والوتر( أي جميع الشياء شفعها ووترها أو صلة الشفع وصخخلة الخخوتر أو‬
‫شخخخفع الصخخخلوات ووترهخخخا أو العناصخخخر والفلك‪ ،‬أو الخخخبروج والسخخخيارات‬
‫)والحرور( الريح الحارة وحر الشمس والحر الدائم‪ ،‬والنار )ونور وجهخخك(‬
‫أي ظهور ذاتك وسطوع كمالتها )من أمرنا( أي فيه أو بسببه أو من جملة‬
‫المور المتعلقة بنا‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون علخخى سخخبيل التجريخخد كقخخولهم رأيخخت‬
‫منك أسدا‪ - 3 .‬المتهجد‪ :‬ومن أراد حفظ القخخرآن فليصخخل أربخخع ركعخخات ليلخخة‬
‫الجمعة يقرء في الركعخة الولخى فاتحخة الكتخاب ويخس‪ ،‬وفخي الثانيخة الحمخد‬
‫والدخان‪ ،‬وفي‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪.183‬‬

‫]‪[289‬‬

‫الثالثة الحمد والم تنزيل السجدة‪ ،‬وفي الرابعة الحمد وتبارك الذي بيخخده الملخخك‪ ،‬فخخإذا‬
‫فرغ من التشهد حمدال وأثنى عليخخه‪ ،‬وصخخلى علخخى النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآلخخه واسخختغفر للمخخؤمنين وقخخال‪ :‬اللهخخم ارحمنخخي بخخترك المعاصخخي أبخخدا مخخا‬
‫أبقيتني‪ ،‬وارحمني من أن أتكلف مال يعنينخخي‪ ،‬وارزقنخخي حسخخن النظخخر فيمخخا‬
‫يرضيك عني‪ .‬اللهخخم بخخديع السخخموات والرض‪ ،‬ذا الجلل والكخخرام‪ ،‬والعخخزة‬
‫التي لترام‪ ،‬أسئلك يا ال يخا رحمخخن‪ ،‬بجللخك وبنخور وجهخك أن تلخخزم قلخخبي‬
‫بحفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضخخيك عنخخي‪،‬‬
‫واسئلك أن تنور بكتابك بصري وتطلق به لساني‪ ،‬وتفرج به قلبي‪ ،‬وتشرح‬
‫به صدري‪ ،‬وتستعمل به بدني‪ ،‬و تقويني على ذلك وتعيننخخي عليخخه‪ ،‬فخخانه ل‬
‫يعين على الخير غيرك‪ ،‬ول يوفق له إل أنت‪ .‬ويستحب السخختكثار فيخخه مخخن‬
‫بعد صلة العصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة مخخن الصخخلة علخخى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله فيقول‪) :‬اللهم صل على محمد وآل محمد وعجخخل‬
‫فرجهم‪ ،‬وأهلك عدوهم‪ ،‬من الجن والنس‪ ،‬من الولين والخرين‪ ،‬وإن قخخال‬
‫ذلك مائة مرة كان له فضل كثير )‪ - 4 .(1‬المتهجد والجمخخال‪ :‬ويسخختحب أن‬
‫يقرأ فيه من القرآن مخخن سخخورة بنخخي إسخخرائيل والكهخخف والطواسخخين الثلث‬
‫وسجدة لقمان وسورة ص وحم السجدة وحم الدخان وسخخورة الواقعخخة )‪.(2‬‬
‫أقول‪ :‬وزاد في جمال السبوع سورة الحقاف والطخخور واقخختربت‪ .‬ثخخم قخخال‪:‬‬
‫ويستحب أن يدعو بهذا الدعاء ليلة الجمعة‪ :‬اللهم أنت الول فل شئ قبلخك‪،‬‬
‫وأنت الخر الخخذي ل تهلخخك‪ ،‬وأنخخت الحخخي الخذي ل تمخخوت‪ ،‬والخخخالق الخذي ل‬
‫تعجز‪ ،‬وأنت البصير الذي ل يرتاب‪ ،‬والصادق الذي ل تكذب والقخخاهر الخخذي‬
‫ل يغلخب‪ ،‬البخدئ ل تنفخذ‪ ،‬القريخب لتبعخد‪ ،‬القخادر ل تضخام‪ ،‬الغخافر ل تظلخم‪،‬‬
‫الصمد ل تطعم‪ ،‬القيوم ل تنام‪ ،‬المجيب لتسأم‪ ،‬الحنان لترام‪ ،‬العالم لتعلم‪،‬‬
‫القوي ل تضعف‬

‫)‪ (2 - 1‬مصباح المتهجد‪.184 :‬‬

‫]‪[290‬‬

‫العظيم لتوصف‪ ،‬الوفي لتخلف‪ ،‬العخخدل ل تحيخخف‪ ،‬الغنخخي لتفتقخخر‪ ،‬الكخخبير ل تصخخغر‬
‫المنيع ل تقهر‪ ،‬المعروف ل تنكر‪ ،‬الغالب لتغلب‪ ،‬الوتر ل تسخختأنس‪ ،‬الفخخرد‬
‫ل تستشير لوهاب ل تمل‪ ،‬الجواد ل تبخل‪ ،‬العزيز ل تخخذل‪ ،‬الحخخافظ ل تفغخخل‪،‬‬
‫القائم ل تنام‪ ،‬المحتجب ل ترى‪ ،‬الخخدائم ل تفنخخى‪ ،‬البخخاقي لتبلخخى‪ ،‬المقتخخدر ل‬
‫تنازع‪ ،‬الواحد ل تشبه بشئ‪ .‬ول إله إل أنت الحخخق الخخذي لتغيخخرك الزمنخخة‪،‬‬
‫ول تحيط بك المكنة‪ ،‬ول يأخذك نوم ول سنة‪ ،‬ول يشخخبهك شخخئ‪ ،‬وكيخخف ل‬
‫تكون كذلك وأنخخت خخخالق كخخل شخخئ ل إلخخه إل أنخخت كخخل شخخئ هالخخك إل وجهخخك‬
‫الكريم‪ :‬أكرم الوجوه‪ ،‬أمان الخائفين‪ ،‬وجار المستجيرين‪ ،‬أسخخئلك ول أسخخئل‬
‫غيرك‪ ،‬وأرغب إليك ول أرغب إلخخى غيخخرك‪ .‬أسخخئلك بأفضخخل المسخخائل كلهخخا‪،‬‬
‫وأنجحها الخختي ل ينبغخي للعبخاد أن يسخألوك إل بهخخا أنخت الفتخاح النفخاح‪ ،‬ذو‬
‫الخيرات‪ ،‬مقيل العثرات‪ ،‬كاتب الحسخخنات‪ ،‬مخخاحي السخخيئات رافخخع الخخدرجات‪،‬‬
‫أسئلك يا ال يا رحمن يخا رحيخم‪ ،‬بأسخمائك الحسخنى كلهخا‪ ،‬وكلماتخك العليخا‪،‬‬
‫ونعمخخك الخختي ل تحصخخى‪ .‬وأسخخئلك بخخأكرم أسخخمائك عليخخك‪ ،‬وأحبهخخا‪ ،‬إليخخك‪،‬‬
‫وأشخخرفها عنخخدك منزلخخة‪ ،‬وأقربهخخا منخخك وسخخيلة‪ ،‬وأسخخرعها منخخك إجابخخة‪،‬‬
‫وباسمك المكنون المخزون الجليل الجل العظيم العظم الذي تحبه وترضي‬
‫عمن دعاك به‪ ،‬وتستجيب له دعاءه‪ ،‬وحق عليك أن ل تحرم سخائلك‪ ،‬وبكخل‬
‫اسم هو لك في التوراة والنجيل والزبور والفرقان العظيم‪ ،‬وبكخخل اسخخم هخخو‬
‫لك علمته أحدا من خلقك أو لم تعلمه أحدا أو اسخختأثرت بخخه فخخي علخخم الغيخخب‬
‫عندك‪ ،‬وبكل اسم دعاك به حملة عرشك‪ ،‬وملئكتك وأصخخفياؤك مخخن خلقخخك‪،‬‬
‫وبحق السائلين لك‪ ،‬والراغبين إليك‪ ،‬والمتعوذين بك‪ ،‬والمتضخخرعين إليخخك‪.‬‬
‫أدعوك يا الخ دعخاء مخخن قخخد اشخختدت فخاقته‪ ،‬وعظخخم جرمخخه‪ ،‬وأشخخرف علخى‬
‫الهلكة وضعفت قوته‪ ،‬ومن ل يثق بشخخئ مخخن عملخخه‪ ،‬ول بجخخد لفخخاقته سخخادا‬
‫غيرك‪ ،‬ول لذنبه‬

‫]‪[291‬‬

‫غافرا غيرك‪ ،‬فقد هربت منك إليك غير مستنكف ول مستكبر عخخن عبادتخخك‪ ،‬يخخا انخخس‬
‫كل مستجير‪ ،‬يا سند كل فقير‪ ،‬أسألك بأنك أنت ال الحنان المنان‪ ،‬ل إلخخه إل‬
‫أنت بديع السموات والرض‪ ،‬ذو الجلل والكخخرام‪ ،‬عخخالم الغيخخب والشخخهادة‪،‬‬
‫الرحمن الرحيم‪ .‬أنت الرب وأنخخا العبخخد‪ ،‬وأنخخت المالخك وأنخخا المملخخوك‪ ،‬وأنخخت‬
‫العزيز وأنا الذليل وأنت الغني وأنا الفقير‪ ،‬وأنخخت الحخخي وأنخخا الميخخت‪ ،‬وأنخخت‬
‫الباقي وأنا الفاني‪ ،‬وأنت المحسن وأنا المسئ‪ ،‬وأنت الغفخخور وأنخخا المخخذنب‪،‬‬
‫وأنت الرحيم وأنا الخاطي‪ ،‬و أنت الخالق وأنا المخلوق‪ ،‬وأنخخت القخخوى وأنخخا‬
‫الضعيف‪ ،‬وأنت المعطي وأنا السائل‪ ،‬وأنخخت الخخرازق وأنخخا المخخرزوق‪ ،‬وأنخخت‬
‫أحق من سكوت إليه واستعنت به ورجوته‪ .‬إلهي كخم مخن مخذنب قخد غفخرت‬
‫له‪ ،‬وكم من مسئ قخد تجخاوزت عنخه‪ ،‬فصخل علخى محمخد وآلخه‪ ،‬واغفخر لخي‬
‫وارحمنخخي‪ ،‬واعخخف عنخخي وعخخافني‪ ،‬وافتخخح لخخى مخخن فضخخلك‪ ،‬سخخبوح ذكخخرك‪،‬‬
‫قدوس أمرك‪ ،‬نافذ قضاؤك‪ ،‬يسير لي من أمري ما أخاف عسره‪ ،‬وفرج لخخي‬
‫عنى وعن والدي وعن كل مؤمن ومؤمنة ما أخاف كربه‪ ،‬واكفنى ما أخاف‬
‫ضرورته‪ ،‬وادرء عنى ما أخاف حزونته‪ ،‬وسهل لى ولكل مؤمن ما أرجخخوه‬
‫وآملخخه‪ ،‬ل إلخخه إل أنخخت سخخبحانك إلخخى كنخخت مخخن الظخالمين )‪ .(1‬بيخخان‪) :‬أنخخت‬
‫الول( أي انحصر فيك الولية لتعريف الخبر‪ ،‬فيتفرع عليخخه )ل شخخئ قبلخخك(‬
‫أو المراد بالولية كونه علة كل شئ‪ ،‬وكذا الخر للحصخخر‪ ،‬أو بمعنخخى كخخونه‬
‫غاية الغايات‪ ،‬وقد مر الكلم فيهما وسخخيأتي )البخخدئ( الشخخياء ومبخخدعها )ل‬
‫ينفخخد( أي ل يفنخخى أول ينتهخخي إبخخداعه )ل تضخخام( أي ل تظلخخم )الصخخمد( أي‬
‫البسخخيط الخخذي ليخخس بخخذي أجخخزاء أو ليخخس بخخأجوف تكخخون فيخخه جهخخة القخخوة‬
‫والستعداد‪ ،‬أو محتاج إليه الكل وليحتاج إلى شئ‪ ،‬وعلى كل الوجوه يصح‬
‫تفريع عدم احتياج الطعام عليخخه كمخخال يخفخخى )القيخخوم( القخخائم بالخخذات الخخذي‬
‫يقوم به كل شئ‪ ،‬فل يكون منه نوم‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪.186 - 185‬‬

‫]‪[292‬‬
‫ولغفلة‪ ،‬والحنان كثير الحنان والرحمة‪) .‬ل يرام( أي ل يقصد بسخخوء فليخخس حنخخانه‬
‫لدفع ضرر‪ ،‬أو ل يحتاج في رحمته إلى أن يقصد ويطلب )ل يوصف( أي ل‬
‫تصل العقول إلى كنه عظمته فتصفها )ل ينكر( أي ليس محل للنكار لكثرة‬
‫ظهور آثاره في القطار‪ ،‬أو المعنى معروف بالحسان ل يشاهد منخخه سخخوى‬
‫ذلخخك‪ ،‬والحخخق‪ :‬الثخخابت )وأنجحهخخا( أي أقربهخخا إلخخى الجابخخة )وكلماتخخك( أي‬
‫علومك أو كتبك أو تقديراتك أو النبياء أو الئمة‪ ،‬وقد مر مخخرارا )وأقربهخخا‬
‫منخك وسخيلة( أي يكخون قربهخا مخن جهخة كونهخا وسخيلة لحصخول المطخالب‬
‫)وأسرعها منك إجابة( أي اجابخخة كائنخخة منخخك والظخخرف ل يتعلخخق بالسخخراع‬
‫)سبوح ذكرك( أي منزه من أن يدل على نقص أو عيب )قخدوس أمخرك( أي‬
‫منزه ومبرء من أن يشتمل على ظلم وجور أو عبث‪ - 5 .‬المتهجخخد والبلخخد )‬
‫‪ (1‬والجمال والختيار‪ :‬دعاء آخر‪ :‬اللهم إني أسئلك رحمة من عندك تهخخدي‬
‫بها قلبى‪ ،‬وتجمع بها أمري‪ ،‬وتلم بها شعثى‪ ،‬وتحفخظ بهخخا غخائبي‪ ،‬وتصخلح‬
‫بها شخخاهدي‪ ،‬وتزكخى بهخخا عملخخي‪ ،‬وتلهمنخخي بهخخا رشخدي‪ ،‬وتخرد بهخخا الفختى‬
‫وتعصمني بها عن كل سوء‪ .‬اللهخخم أعطنخخي إيمانخخا صخخادقا‪ ،‬ويقينخخا خالصخخا‪،‬‬
‫ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والخرة‪ ،‬اللهخم إنخى أسخئلك الفخوز‬
‫في القضاء‪ ،‬ومنازل العلماء‪ ،‬وعيش السعداء والنصر على العخداء‪ ،‬اللهخخم‬
‫إنى أنزلت بك حاجتى‪ ،‬وإن ضعف عملي فقد افتقرت إلخخى رحمتخخك‪ ،‬فأسخخئلك‬
‫يا قاضى المور‪ ،‬ويا شافي الصدور‪ ،‬كما تجير بين البحور‪ ،‬أن تجيرني من‬
‫عذاب السعير‪ ،‬ومن دعوة الثبور‪ ،‬ومن فتنة القبور‪ .‬اللهخخم ومخخا قصخخر عنخخه‬
‫رأيى‪ ،‬ولم تبلغه نيتى‪ ،‬ولخخم تحخخط بخخه مسخخئلتي‪ ،‬مخخن خيخخر وعخخدته أحخخدا مخخن‬
‫خلقك‪ ،‬فخاني أرغخب إليخك فيخخه‪ ،‬اللهخم يخخا ذا الحبخخل الشخديد‪ ،‬والمخر الرشخخيد‬
‫أسئلك المن يوم الوعيخخد‪ ،‬والجنخخة يخخوم الخلخخود‪ ،‬مخخع المقربيخخن الشخخهود‪ ،‬و‬
‫الركع السجود‪ ،‬الموفين العهود‪ ،‬إنك رحيم ودود‪ ،‬وإنك تفعل ما تريد‪.‬‬

‫)‪ (1‬البلد المين‪.68 :‬‬

‫]‪[293‬‬

‫اللهخخم اجعلنخخا هخخادين مهخخديين‪ ،‬غيخخر ضخخالين ول مضخخلين‪ ،‬سخخلما لوليخخائك‪ ،‬و حربخخا‬
‫لعدائك‪ ،‬نحب لحبك التائبين‪ ،‬ونعادي لعداوتك من خالفك‪ .‬اللهم هذا الدعاء‬
‫وعليك الجابة‪ ،‬وهذا الجهد وعليك التكلن‪ ،‬اللهم اجعل لى نخخورا فخخي قلخخبى‬
‫ونورا في قبري ونورا بين يدي ونورا من خلفي ونورا مخخن شخخمالى ونخخورا‬
‫من فوقي ونورا من تحتي ونورا في سمعي ونخخورا فخخي بصخخري ونخخورا فخخي‬
‫شعري و نورا في بشخخري‪ ،‬ونخخورا فخخي لحمخخى‪ ،‬ونخخورا فخخي دمخخى‪ ،‬نخخورا فخخي‬
‫عظامي‪ ،‬اللهم وأعظم لي النور‪ ،‬وأعطني نورا واجعل لى نورا‪ .‬سبحان ال‬
‫الذي ارتدى بالعز‪ ،‬وبان به‪ ،‬وسخخبحان الخ الخخذي لبخخس المجخخد و تكخخرم بخخه‪،‬‬
‫سبحان من ل ينبغي التسبيح إل له‪ ،‬سبحان ذي الفضل والنعم‪ ،‬سخخبحان ذي‬
‫المجد والكرم‪ ،‬سبحان ذي الجلل والكرام )‪ .(1‬بيان‪ :‬اللم الجمع‪ ،‬والشعث‬
‫محركة انتشار المر‪ ،‬ولم ال شعثه‪ ،‬قارب بين شتيت أمخخره ذكخخره الفيخخروز‬
‫آبادي )وترد بها الفتي( أي أهخخل الفخختي ومخخن أنسخخت بهخخم أو الفخختى وانسخخى‬
‫بجنابك‪ ،‬وليست هخخذه الفقخخرة فخخي أكخخثر الكتخخب والنسخخخ )أسخخئلك الفخخوز( أي‬
‫بالسعادة )في القضاء( أي قضاء الموت وعند نزوله أو كل قضاء )ومنخخازل‬
‫العلماء( وفي بعض النسخ )ونخزل الشخهداء( والنخزل بالضخم وبضخمتين مخا‬
‫يهيأ للضيف‪) .‬كما تجير( متعلق بما بعده إشارة إلى قخخوله سخخبحانه )وجعخخل‬
‫بين البحرين حاجزا( )‪ (2‬وقوله‪) :‬وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات‬
‫وهذا ملح اجاج و جعل بينهما برزخا وحجرا محجورا( )‪ (3‬قالوا وذلك مثل‬
‫دجلة يدخل البحر فيشقه فيجري في خلله فراسخخخ ل يتغيخخر طعمخخه‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫المخخراد بالعخخذب النهخخر العظيخخم‪ ،‬مثخخل النيخخل‪ ،‬وبخخالبحر الملخخح البحخخر الكخخبير‪،‬‬
‫وبالبرزخ ما يحول بينهما من الرض وقيل‪:‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ (2) .187 :‬النمل‪ (3) .61 :‬الفرقان‪.53 :‬‬

‫]‪[294‬‬

‫المراد بالبحرين أول خليجخا فخارس والخروم‪ ،‬ينشخخعبان مخخن المحيخخط والرض فاصخخل‬
‫بينهمخخا ل يمتزجخخان‪) .‬ومخخن دعخخوة الثبخخور( هخخو أن ينخخادوا فخخي القيامخخة‬
‫)واثبوراه( والثبور الهلك تلميح إلى قوله سبحانه )وإذا القخخوا منهخخا مكانخخا‬
‫ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا( )‪ (1‬أي هلكخخا‪ ،‬يتمنخخون الهلك وينخخادونه‬
‫ويقولون واثبوراه تعالى فهذا حينك‪) .‬ومن فتنة القبور( وعذابها وسخخؤالها‬
‫قال في النهاية‪ :‬فيه إنكم تفتنون في القبور يريخخد مسخخألة منكخخر ونكيخخر‪ ،‬مخخن‬
‫الفتنة المتحان والختبار‪ ،‬وفي القاموس الفضيحة والعخخذاب‪) .‬يخخا ذا الحبخخل‬
‫الشديد( قال الكفعمي الحبل هنا العهد‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪) :‬إل بحبل مخخن الخ‬
‫وحبل من الناس( )‪ (2‬وسمي العهد حبل لنه يعقد به المان كما يعقد الشئ‬
‫بالحبل‪ ،‬وفي خط الشهيد قدس ال روحه بالياء المثناة من تحت‪ ،‬ومعناه يا‬
‫ذا القوة الشخديدة‪ ،‬وإنمخا قخال‪ :‬الشخديد رجوعخا إلخى لفخظ الحبخل فخانه مخذكر‬
‫انتهى‪) .‬والمر الرشيد( أي أمرك ذو رشخخد وصخخلح )والشخخهود والسخخجود(‬
‫جمعخخا شخخاهد وسخخاجد‪ ،‬والسخخلم بالكسخخر والفتخخح الصخخلح وبالكسخخر المسخخالم‪،‬‬
‫والحرب بالفتح العدو والمحارب‪ ،‬والجهخخد بالضخخم والفتخخح الطاقخخة‪ ،‬وبالفتخخح‬
‫المشقة‪ ،‬والتكلن بالضم التوكل )وبان به( أي امتاز بذلك العزو الغلبخخة مخخن‬
‫جميع الموجودات‪ - 6 .‬المتهجد والجمال والبلخخد )‪ (3‬والجنخخة‪ :‬ويسخختحب أن‬
‫يدعو ليلة الجمعة ويوم الجمعة وليلة عرفة ويوم عرفة بهذا الدعاء )اللهخم‬
‫من تعبا وتهيأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجخخائزته فاليخخك‬
‫يا رب تعبئتي وتهيئتي وإعدادي واستعدادي‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪ (2) .13 :‬آل عمران‪ (3) .112 :‬البلد المين‪ ،69 :‬جنة المان‪.435 ،‬‬

‫]‪[295‬‬

‫رجاء عفوك وطلب نائلخخك وجائزتخخك‪ ،‬فل تخيخخب اليخخوم دعخخائي يخخا مخخولي‪ ،‬يخخا مخخن ل‬
‫تخيب عليه سائل‪ ،‬ول ينقصه نخخائل‪ ،‬فخخاني لخخم آتخخك اليخخوم ثقخخة بعمخخل صخخالح‬
‫عملته‪ ،‬ول لو فادة إلى مخلوق رجوته‪ ،‬أتيتخخك مقخخرا علخخى نفسخخي بالسخخاءة‬
‫والظلم‪ ،‬معترفا بخأن لحجخة لخي ولعخذر‪ ،‬أتيتخخك أرجخو عظيخخم عفخخوك الخذي‬
‫علوت به على الخاطئين‪ ،‬فلم يمنعك طول عكخخوفهم علخخى عظيخخم الجخخرم‪ ،‬أن‬
‫عدت عليهم بالرحمة‪ .‬فيامن رحمتخخه واسخخعة‪ ،‬وعفخخوه عظيخخم‪ ،‬يخخا عظيخخم يخخا‬
‫عظيم يا عظيم‪ ،‬ليرد غضبك إل حلمك‪ ،‬ول ينجي مخخن سخخخطك إل التضخخرع‬
‫إليك‪ ،‬فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التى بها تحيي ميت العباد‪ ،‬ول تهلكنخخي‬
‫غما حتى تستجيب لي وتعرفني الجابخخة فخخي دعخخائي‪ ،‬وأذقنخخي طعخخم العافيخخة‬
‫إلهى منتهى أجلي‪ ،‬ول تشمت بي عدوي‪ ،‬ول تسخخلطه علخخى ول تمكنخخه مخخن‬
‫عنقي‪ .‬يا إلهي إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني وإن رفعتني فمخخن ذا الخخذي‬
‫يضعني وإن أهلكتني فمن ذا الذي يتعخخرض لخخك فخخي عبخخدك‪ ،‬أو يسخخئلك عخخن‬
‫أمره‪ ،‬وقد علمت يا إلهخى أنخخه ليخس فخخي حكخخم ظلخم‪ ،‬ول فخي نقمتخك عجلخة‪،‬‬
‫وإنما يعجل من يخاف الفوت‪ ،‬و إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف‪ ،‬وقد تعاليت‬
‫يا إلهى عن ذلك علوا كخخبيرا‪ .‬اللهخخم إنخخي أعخخوذ بخخك فأعخخذني‪ ،‬وأسخختجير بخخك‬
‫فأجرني‪ ،‬وأسترزقك فخخارزقني‪ ،‬و أتوكخخل عليخخك فخخاكفني‪ ،‬وأستنصخخرك علخخى‬
‫عدوي فانصرني‪ ،‬وأستعين بك فأعني‪ ،‬و أستغفرك يا إلهى فاغفر لي آميخخن‬
‫آمين آمين )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الكفعمخخي )‪ (2‬تعبخخأ وتهيخأ بمعنخى‪ ،‬وكخرر للتأكيخخد‬
‫واختلف اللفخخظ‪ ،‬وتعبخخأ يجخخوز فيخخه الهمخخز وعخخدمه‪ ،‬وعبخخأت المتخخاع هيخخأته‬
‫انتهى‪ ،‬وأعد أي نفسه أو ما يحتاج إليه للسفر‪ ،‬وقخخال الكفعمخخي تهيخخأ وتعبخخأ‬
‫وأعد واستعد نظائر‪ ،‬والوفادة بالكسر الورود على الميخخر لرسخخالة أو طلخخب‬
‫حاجة‪ ،‬وقال الكفعمي الرفد و النيل والجائزة نظائر‪ ،‬وقال الجوهري النخخوال‬
‫العطاء والنائل مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ (2) .188 :‬جنة المان‪ 437 :‬في الهامش‪.‬‬

‫]‪[296‬‬
‫)يا من ل يخيب عليه سائل( فخخي الصخخحيفة وسخخائر الدعيخخة )يخخامن ل يحفيخخه سخخائل(‬
‫والحفاء المبالغة في الخذ أي كلما أخذ السائلون وطلبخخوا‪ ،‬ل يكخخون إحفخخاء‬
‫مبالغة في جنخخب سخخعة خزائنخخة‪ ،‬وقخخال الكفعمخخي‪ :‬الحفخخو المنخخع أي ل يمنعخخه‬
‫سؤال السائلين وكثرته عن العطاء‪ ،‬وما ذكرنا أظهخخر‪ ،‬وهخخو المخخراد بقخخوله‪:‬‬
‫)ول ينقصه نائل( أي ل ينقخخص خزائنخخه كخخثرة العطخخاء )طخخول عكخخوفهم( أي‬
‫إقامتهم )ول تهلكني غما( أي بسبب الغم أو مغموما بسبب العلم بخطايخخاى‪،‬‬
‫وعدم العلخم بخالعفو )مخن ذا الخذي يتعخرض( و فخي بعخض النسخخ )يعخرض(‬
‫بمعناه أي يمانعخخك ويعترضخخك‪ ،‬يقخخال‪ :‬عخخرض لخخي فخخي الطريخخق عخخارض أي‬
‫منعني مانع‪ ،‬والسؤال عن أمره هو أن يسأله تعالى لخخم أهلكتخخه وبخخأي جخخرم‬
‫أخذته‪ ،‬ثم لما كان ذلك موهما لن ذلك لمحخخض قخخدرته واسخختيلئه مخخن دون‬
‫استحقاق عقبه بقوله )وقد علمت( الخ‪) .‬وإنما يحتاج إلى الظلخخم الضخخعيف(‬
‫لنخخه يظلخخم ليتقخخوى بمخخا يأخخخذه مخخن المظلخخوم‪ - 7 .‬المتهجخخد وسخخائر الكتخخب‪:‬‬
‫ويستحب أن يقول ليلة الجمعة ويوم الجمعة سبع مرات‪ :‬اللهم أنخخت ربخي ل‬
‫إله إل أنت‪ ،‬خلقتني وأنا عبدك‪ ،‬وابخن أمتخك فخي قبضختك‪ ،‬وناصخيتي بيخدك‪،‬‬
‫أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت‪ ،‬أعوذ برضاك من شر ما صخخنعت‪،‬‬
‫أبوء بعملي وأبوء بذنوبي‪ ،‬فاغفر لي ذنوبي إنه ل يغفخخر الخخذنوب إل أنخخت )‬
‫‪ .(1‬توضيح‪ :‬على عهدك أي ما هدت إلى من فعل الطاعات وترك المعاصي‬
‫)ووعدك( أي إنجازه وطلبه بسبب العقايد والعمال بقدر استطاعتي‪ ،‬وبخخاء‬
‫بذنبه‪ :‬أي أقر واعترف‪ - 8 .‬المتهجد وغيره‪ :‬دعاء آخر فخخي ليلخخة الجمعخخة‪:‬‬
‫اللهخخم اجعلنخخي أخشخخاك حخختى كخخأنى أراك‪ ،‬وأسخخعدني بتقخخواك‪ ،‬ول تشخخقني‬
‫بمعاصيك‪ ،‬وخرلي في قضائك وبارك‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ ،188‬البلد المين ص ‪.69‬‬

‫]‪[297‬‬

‫لي في قدرك حتى ل احب تعجيل ما أخرت‪ ،‬ول تأخير ما عجلخخت‪ ،‬واجعخخل غنخاى فخخي‬
‫نفسي‪ ،‬ومتعني بسمعي وبصري‪ ،‬واجعلهما الوارثين مني‪ ،‬وانصرني علخخى‬
‫من ظلمني وأرني فيه قدرتك يا رب وأقر بذلك عيني‪ .‬اللهم أعني على هول‬
‫القيامة‪ ،‬وأخرجني من الخخدنيا سخخالما‪ ،‬وأدخلنخخي الجنخخة آمنخخا‪ ،‬وزوجنخخي مخخن‬
‫الحخخور العيخخن‪ ،‬واكفنخخي مؤنخختي ومونخخة عيخخالي‪ ،‬ومؤنخخة النخخاس‪ ،‬و أدخلنخخي‬
‫برحمتك في عبادك الصالحين‪ .‬إلهي إن تعذبني فأهل لذلك أنا‪ ،‬وإن تغفر لي‬
‫فأهل لذلك أنت‪ ،‬وكيف تعذبني يا سيدي وحبخخك فخخي قلخخبي‪ ،‬أمخخا وعزتخخك لئن‬
‫فعلت ذلك بي لتجمعن بيني وبيخخن قخخوم طخخال مخخا عخخاديتهم فيخخك‪ ،‬اللهخخم بحخخق‬
‫أوليخخائك الطخخاهرين عليهخخم السخخلم ارزقنخخا صخخدق الحخخديث‪ ،‬وأداء المانخخة‪،‬‬
‫والمحافظة على الصلوات‪ ،‬اللهخخم إنخخا أحخخق خلقخخك أن تفعخخل ذلخخك بنخخا‪ ،‬اللهخخم‬
‫أفعله بنا برحمتك‪ .‬اللهم ارفع ظني إليك صخخاعدا‪ ،‬ول تطمعخخن فخخي عخخدوا ول‬
‫حاسدا‪ ،‬واحفظني قائما وقاعدا‪ ،‬ويقظان وراقدا‪ ،‬اللهم اغفخخر لخخي وارحمنخخي‬
‫واهدني سبيلك القوم وقنخخى حخخر جهنخخم اللهخخم وحريقهخخا المضخخرمة واحطخخط‬
‫عنى المغرمة والمأثم واجعلني من خيار العالم‪ ،‬اللهم ارحمني ممخخا ل طاقخخة‬
‫لي به ولصبر لي عليه‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين )‪ .(1‬بيخخان‪) :‬وخخخر لخخي‬
‫في قضائك( أي اقض ما هو خير لي )وبارك لي فخي قخخدرك( أي اجعخل فيمخخا‬
‫تقدر لي بركات دنيوية واخروية حتى لأكرههما )واجعل غناى فخي نفسخي(‬
‫أي تكون نفسي قانعخخة راضخخية ل بسخخبب كخخثرة‪ ،‬فانهخخا إذا لخخم تقخخارن الرضخخا‬
‫تكون سببا لمزيد الفقر والحاجة )واجعلهما الوارثين مني( قال في النهاية‪:‬‬
‫أي أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أمخخوت‪ ،‬وقيخخل‪ :‬أراد بقاءهمخخا وقوتهمخخا‬
‫عند الكبر وانحلل القخوى النفسخانية فيكخون السخمع والبصخر وارثخي سخائر‬
‫القخخوى والبخخاقيين بعخخدها‪ ،‬وقيخخل أراد بالسخخع وعخخي مخخا يسخخمع والعمخخل بخخه‪،‬‬
‫وبالبصر العتبار بما يرى انتهى‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.189 :‬‬

‫]‪[298‬‬

‫وقيل‪ :‬الضمير راجع إلى التمتيع والتثنية باعتبار السخخمع والبصخخر‪) .‬سخالما( أي مخن‬
‫الخذنوب )آمنخا( أي مخن العقوبخات قبلخه )اللهخم ارفخع ظنخي( أي اقطخع ظنخي‬
‫ورجائي عن خلقك‪ ،‬واجعلهما صاعدين متصلين إلى جنابك ال رفع‪ ،‬واجعل‬
‫ظنى بك في أعلى مدارج الكمال )والعزم( هخخو الخخذي يجخخب أداؤه ويقخخال أثخخم‬
‫الرجل بالكسر إثما ومأثما إذا وقع في الثخخم ذكخخره الجخخوهري‪ - 9 .‬المتهجخخد‬
‫والجمخخال والمسخخائل والختيخخار‪ :‬ويسخختحب أن يخخزاد فخخي دعخخاء الخخوتر ليلخخة‬
‫الجمعة )اللهم هذا مقام البائس الفقيخخر‪ ،‬مقخخام المسخختغيث المسخختجير‪ ،‬مكخخان‬
‫الهالك الغريق‪ ،‬مكان الوجخخل المشخخفق‪ ،‬مكخخان مخخن يقخخر بخطيئتخخه‪ ،‬ويعخخترف‬
‫بذنوبه‪ ،‬و يتوب إلى ربه‪ ،‬اللهم قد ترى مكخخاني‪ ،‬ول يخفخخي عليخخك شخخئ مخخن‬
‫أمري‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬وأسألك بأنك تلخخي التخخدبير وتمضخخى المقخخادير‪،‬‬
‫سؤال من أساء واقخخترف‪ ،‬واسخختكان واعخخترف‪ ،‬أن تصخخلي علخخى محمخخد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وأن تغفر لي ما مضي في علمخك مخخن ذنخخوبي‪ ،‬وشخخهدت بخخه حفظتخخك‬
‫وحفظة ملئكتك ولم يغب عنه علمك قد أحسنت فيه البلء فلك الحمخخد‪ ،‬وأن‬
‫تجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة‪ ،‬وعد الصخخدق الخخذي كخخانوا يوعخخدون‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد أئمة المؤمنين‪ ،‬اللهم إني أسألك سؤال من‬
‫اشتدت فاقته‪ ،‬وضعفت قخخوته‪ ،‬سخخؤال مخخن ل يجخخد لفخخاقته مسخخدا ول لضخخعفه‬
‫مقويا غيرك يا ذالجلل والكرام‪ ،‬اللهم أصلح بخخاليقين قلخخبي‪ ،‬واقبخخض علخخى‬
‫الصدق إليك لساني‪ ،‬وأسألك خير كتخخاب سخخبق‪ ،‬وأعخخوذ بخخك مخخن شخخره‪ ،‬جخخل‬
‫ثناؤك‪ .‬وأستجير بك أن أقول لك مكروها أستحق به عقوبة الخرة‪ ،‬وأسألك‬
‫علم الخائفين‪ ،‬وإنابة المخبخختين‪ ،‬ويقيخخن المتخخوكلين‪ ،‬وتوكخخل المخخوقنين بخخك‪،‬‬
‫وخوف العالمين‪ ،‬وإخبات المنيبين‪ ،‬و شخكر الصخابرين‪ ،‬وصخبر الشخاكرين‪،‬‬
‫واللحاق بالحياء المرزوقين‪ ،‬آمين آمين‪ .‬يا أول الولين ويا آخر الخرين‪،‬‬
‫يا ال يا رحمن‪ ،‬يا ال يا رحيم يا ال صل على محمد وآله اغفر لي الذنوب‬
‫التي تغير النعم‪ ،‬واغفر لي الذنوب التي تورث الندم‪ ،‬واغفر لي‬

‫]‪[299‬‬

‫الذنوب التي تحبس القسم‪ ،‬واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء‪ ،‬واغفر لي الخخذنوب‬
‫التي تحبس غيث السماء‪ ،‬واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء‪ ،‬واغفخخر لخخي‬
‫الخخذنوب الخختي تكشخخف الغطخخاء )‪ .(1‬بيخخان‪) :‬بأنخخك تلخخى التخخدبير( أي بسخخببه‬
‫)واقترف( أي اكتسب الخطايا )و استكان( أي تذلل وخضع )قد أحسنت فيخخه‬
‫البلء( أي النعمة بأن حلمخت ولخم تعاجخخل العقوبخة )وعخخد الصخخدق( تضخمين‬
‫لقوله‪) :‬رب أو زعني إلى قوله اولئك الذين نتقبخل عنهخم أحسخن مخا عملخوا‬
‫ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب وعد الصدق الذي كخخانوا يوعخخدون( )‪.(2‬‬
‫)في أصحاب الجنة( أي كائنا في عدادهم أو مثابخا أو معخخدودا فيهخخم‪ ،‬وقخوله‬
‫)وعد الصدق(( في الية مصدر مؤكد لنفسه فخخان )نتقبخخل ونتجخخاوز( وعخخد‪،‬‬
‫وهنا يحتمل المصدرية لفعل مقدر‪ ،‬وأن يكون مفعول لجله )واقبخخض علخخى‬
‫الصدق إليخخك لسخخاني( لعخخل الظخخرف فخخي إليخخك راجخخع إلخخى القبخخض‪ ،‬والمعنخخى‬
‫واقبض إليك لساني عند الموت حالكونه كائنا على الصدق إلى هذا الخخوقت‪،‬‬
‫أي اجعلني صادقا إلى وقت الموت أو المراد بالقبض إليه التصرف فيخخه أي‬
‫لتكله إلى‪ ،‬بخل اقبضخه إليخك لجخل الصخدق أي لن تخدعوه إلخى الصخدق ول‬
‫تدعه يكذب في صدق المتوكلين أي حال كوني فيخخه )خيخخر كتخخاب سخخبق( أي‬
‫كتاب تقدير العمال والخبات الخشوع والتواضع‪ ،‬وفي القاموس لحخخق بخخه‬
‫كسمع ولحقه لحقا بفتحهما أدركخخه انتهخخى‪ ،‬والحيخخاء المرزوقخخون الشخخهداء‬
‫كما قال تعالى‪) :‬ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتا بخخل أحيخخاء عنخخد‬
‫ربهم يرزقون( )‪ (3‬الية وقخد مخر تفسخير أنخواع الخذنوب فخي أبخواب صخلة‬
‫الليل‪ - 10 .‬المتهجد والختيار والجمال‪ :‬ويستحب أن يدعو بعد الوتر بهذا‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ (2) .190 :‬الحقاف‪ (3) .16 :‬آل عمران‪.169 :‬‬

‫]‪[300‬‬

‫بهذا الدعاء‪ :‬اللهم حبب إلى لقخخاءك وأحخخب لقخخائي‪ ،‬واجعخخل لخخي فخخي لقخخائك الراحخخة و‬
‫البركة والكرامة‪ ،‬وألحقني بالصالحين‪ ،‬ول تؤخرني في الشرار‪ ،‬وألحقنخخي‬
‫بصالح من مضى‪ ،‬واجعلني من صالح من بقي‪ ،‬واختم لي عملخخي بأحسخخنه‪،‬‬
‫واجعل ثوابه الجنة برحمتك وخذ بي سبيل الصالحين وأعني على صالح ما‬
‫أعطيتني‪ ،‬كمخا أعنخت المخؤمنين علخى صخالح مخا أعطيتهخم‪ ،‬ول تنخزع منخي‬
‫صالحا أعطيتنيه‪ ،‬ول تردني في سوء استنقذتني منخه أبخخدا‪ ،‬ول تشخخمت بخخي‬
‫عدوا ول حاسدا أبدا‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي في شخخئ مخن أمخخري طرفخة عيخن‬
‫أبدا‪ ،‬يا رب العالمين‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد وأسألك يا رب إيمانا‬
‫ل أجخخل لخخه دون لقخخائك‪ ،‬تحيينخخي عليخخه وتميتنخخي عليخخه‪ ،‬وتبعثنخخي عليخخه إذا‬
‫بعثتني‪ ،‬وابرء قلبي من الريخاء والسخمعة والشخخك فخي دينخخك‪ .‬اللهخم أعطنخخي‬
‫نصرا في دينك‪ ،‬وقوة فخخي عبادتخخك‪ ،‬وفهمخا فخخي علمخك‪ ،‬وفقهخا فخخي حكمخخك‪،‬‬
‫وكفليخن مخن رحمتخك وبيخض وجهخي بنخورك‪ ،‬واجعخل رغبختي فيمخا عنخدك‪،‬‬
‫وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك صلواتك عليه وآلخخه‪ ،‬اللهخخم إنخخي‬
‫أعوذ بك من الكسل والهموم والجبن والغفلة والفترة والمسكنة وأعخخوذ بخخك‬
‫لنفسي ولهلي و ذريتي من الشخخيطان الرجيخخم‪ .‬اللهخخم إنخخه لخخم يجيرنخخي منخخك‬
‫أحد‪ ،‬ول أجد من دونخخك ملتحخخدا‪ ،‬فل تردنخخي فخخي هلكخخة‪ ،‬ول تردنخخي بعخخذاب‪،‬‬
‫أسألك الثبات على دينك‪ ،‬والتصديق بكتابك‪ ،‬واتباع سنة رسخخولك‪ ،‬صخخلواتك‬
‫عليه وآله‪ ،‬اللهم اذكرني برحمتك‪ ،‬ول تخخذكرني بعقوبتخخك لخطيئتخخي‪ ،‬وتقبخخل‬
‫مني وزدنى من فضلك‪ ،‬إني إليك راغب‪ .‬اللهم اجعخخل ثخخواب منطقخخى وثخخواب‬
‫مجلسي رضاك‪ ،‬واجعخل عملخي ودعخائي خالصخا لخك‪ ،‬واجعخل ثخوابي الجنخة‬
‫برحمتك‪ ،‬واجمع لي خير مخخا سخخئلتك وزدنخخي مخخن فضخلك إنخخي إليخك راغخخب‪،‬‬
‫اللهم إني أشهد بما شهدت به على نفسك‪ ،‬وشهدت به ملئكتك واولو العلخخم‬
‫أن ل إله إل أنت العزيز الحكيم‪ ،‬فمن لم يشهد على ما شهدت به على‬

‫]‪[301‬‬

‫نفسك‪ ،‬وشهدت به ملئكتك واولوا العلم بك‪ ،‬فخخاكتب شخخهادتى مكخخان شخخهادته‪ .‬اللهخخم‬
‫أنت السلم ومنك السخخلم أسخخألك يخخا ذالجلل والكخخرام‪ ،‬أن تفخخك رقبخختي مخخن‬
‫النار‪ ،‬اللهم إني أسألك مفاتيح الخير وخواتيمه وشرايعه وفوائده و بركخخاته‬
‫وما بلغ علمه علمي‪ ،‬وما قصر عن إحصائه حفظي‪ ،‬اللهم انهج لي أسخخباب‬
‫معرفته‪ ،‬وافتح لي أبوابه‪ ،‬وغشني رحمتك ومن على بعصخخمة عخخن الزالخخة‬
‫عن دينك‪ ،‬وطهر قلبي من الشك‪ ،‬ول تشغل قلبي بخخدنياى‪ ،‬وعاجخخل معاشخخي‬
‫عن آجل ثواب آخرتي‪ .‬اللهم ارحم استكانة منطقخخي وذل مقخخامي ومجلسخخي‪،‬‬
‫وخضوعي إليك برقبتى أسخخألك اللهخخم الهخخدى مخخن الضخخللة‪ ،‬والبصخخيرة مخخن‬
‫العماية‪ ،‬والرشخخد مخخن الغوايخخة‪ ،‬وأسخخألك أكخخثر الحمخخد عنخخد الرخخخاء‪ ،‬وأجمخخل‬
‫الصبر عنخخد المصخخيبة‪ ،‬وأفضخخل الشخخكر عنخخد موضخخع الشخخك‪ ،‬والتسخخليم عنخخد‬
‫الشبهات‪ ،‬وأسألك القوة في طاعتك‪ ،،‬والضعف عن معصيتك والهرب إليخخك‬
‫منخخك‪ ،‬والتقخخرب إليخخك رب لترضخخى‪ ،‬والتحخخري لكخخل مخخا يرضخخيك عنخخى فخخي‬
‫إسخاطك وإسخاط خلقك‪ ،‬التماسا لرضاك‪ .‬رب من أرجخخوه إذا لخخم ترحمنخخي‪،‬‬
‫ومن يعود على إن رفضتني‪ ،‬أو من ينفعني عفوه إن عاقبتني‪ ،‬أو مخخن آمخخل‬
‫عطاياه إن حرمتنى‪ ،‬أو من يملك كرامتي إن هنتنخخي أو مخخن يضخخرنى هخخوانه‬
‫إن أكرمتني‪ ،‬رب ما أسوء فعلى‪ ،‬وأقبح عملي‪ ،‬وأقسى قلبى وأطخخول أملخخى‪،‬‬
‫وأقصر أجلخخى‪ ،‬وأجرأنخخي علخخى عصخخيان مخخن خلقنخخي‪ ،‬رب مخخا أحسخخن بلءك‬
‫عندي‪ ،‬وأظهر نعماءك على‪ ،‬كثرت منك على النعم فما أحصاها‪ ،‬وقخخل منخخى‬
‫الشكر فيما أوليتنيه فبطرت بخخالنعم وتعرضخخت للنقخخم‪ ،‬وسخخهوت عخخن الخخذكر‪،‬‬
‫وركبت الجهل بعد العلم‪ ،‬وجرت من العخخدل إلخخى الظلخخم‪ ،‬وجخخاوزت الخخبر إلخخى‬
‫الثم‪ ،‬وصرت إلى اللهو من الخوف والحزن‪ .‬رب ما أصغر حسناتي وأقلهخخا‬
‫في كثرة ذنوبي‪ ،‬وأعظمها على قخخدر صخخغر خلقخخي وضخخعف عملخخي‪ ،‬رب مخخا‬
‫أطول أملى في قصر أجلى في بعد أملى‪ ،‬وما أقبخخح سخخريرتي فخخي علنيخختي‪،‬‬
‫رب ل حجة لى إن احتججت‪ ،‬ولعذر لى إذا اعتذرت‪ ،‬ول شكر عندي‬

‫]‪[302‬‬

‫إذا أبليت‪ ،‬وأوليت‪ ،‬إن لم تعنى على شكر ما أوليخخت‪ ،‬ومخخا أخخخف ميزانخخي غخخدا إن لخخم‬
‫ترجحه‪ ،‬وأزل لساني إن لم تثبته‪ ،‬وأسود وجهخخى إن لخخم تبيضخخه‪ .‬رب كيخخف‬
‫بى بذنوبى التى سفلت منى قد هد لها أركاني‪ ،‬رب كيف لى بطلخخب شخخهوات‬
‫الخخدنيا أو أبكخخى علخخى حميخخم فيهخخا‪ ،‬ول أبكخخى علخخى نفسخخي وتشخختد حسخخراتي‬
‫لعصياني وتفريطى‪ ،‬رب دعتني دواعى الدنيا فأجبتها سخريعا وركنخت إليهخا‬
‫طائعخخا‪ ،‬ودعتنخخي دواعخخى الخخخرة فتثبطخخت عنهخخا‪ ،‬وأبطخخأت فخخي الجابخخة‬
‫والمسارعة إليها كما سارعت إلى دواعى الدنيا وحطامها الهامد‪ ،‬ونسيمها‬
‫البائد‪ ،‬وسخرابها الخذاهب‪ ،‬رب خخوفتني و شخخوقتني واحتججخت علخى وكفخك‬
‫برزقخخى‪ ،‬فخخأمنت خوفخخك‪ ،‬وتثبطخخت عخخن تشخخويقك‪ ،‬ولخخم أتكخخل علخخى ضخخمانك‪،‬‬
‫وتهاونت باحتجاجك‪ ،‬اللهم اجعل أمنى منخك فخي هخذه الخدنيا خوفخا‪ ،‬و حخول‬
‫تثبيطي شوقا‪ ،‬وتهاوني بحجتك فرقخخا منخخك ثخخم رضخخنى بمخخا قسخخمت لخخى مخخن‬
‫رزقك يا كريم‪ .‬أسألك باسمك العظيخخم رضخخاك عنخخد السخخخطة‪ ،‬والفرجخخة عنخخد‬
‫الكربة‪ ،‬والنور عند الظلمة‪ ،‬والبصيرة عنخخد شخخدة الغفلخخة‪ ،‬رب اجعخخل جنخختي‬
‫من الخطايا حصينة‪ ،‬و درجاتي في الجنان رفيعخخة‪ ،‬وأعمخخالي كلهخخا متقبلخخة‪،‬‬
‫وحسناتي مضاعفة زاكية‪ ،‬أعوذ بك من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطخخن‪،‬‬
‫ومن شر المطعم والمشرب ومن شر ما أعلم ومن شخخر مخخا لأعلخخم‪ ،‬وأعخخوذ‬
‫بك أن أشترى الجهل بالعلم أو الجفاء بالحلم‪ ،‬أو الجور بالعدل‪ ،‬أو القطيعخخة‬
‫بالبر‪ ،‬أو الجزع بالصبر‪ ،‬أو الضللة بالهدى‪ ،‬أو الكفر باليمان‪ .‬اللهخخم إنخخى‬
‫أسخخألك برحمتخخك الخختى ل تنخخال إل برضخخاك والخخخروج مخخن جميخخع معاصخخيك‬
‫والدخول في كل ما يرضيك‪ ،‬والنجاة من كل ورطة‪ ،‬والمخرج من كل كبيرة‬
‫أتى بها منى عمد أوزل بها منى خطأ أو خطر بها خطرات الشيطان‪ ،‬أسخألك‬
‫خوفا توقفني به على حدود رضاك‪ ،‬وتشعث به عنخخى كخخل شخخهوة خطخخر بهخخا‬
‫هواي‪ ،‬وأستزل عندها رأيى لتجاوز حد حللك‪.‬‬
‫]‪[303‬‬

‫أسألك اللهم الخذ بأحسن ما تعلم‪ ،‬وترك سيئ كل ما تعلم‪ ،‬أو أبتلخى مخن حيخث أعلخم‬
‫ومن حيث ل أعلم‪ ،‬أسألك السعة في الرزق‪ ،‬والزهد في الكفاف‪ ،‬والمخخخرج‬
‫بالبيان من كل شبهة‪ ،‬والصواب في كل حجة‪ ،‬والصدق في جميع المخخواطن‬
‫وإنصاف الناس من نفسي فيما على وفي مالى‪ ،‬والتذلل في إعطاء النصخخف‬
‫من جميع مواطن السخط والرضا‪ ،‬وترك قليل البغى وكثيرة في القخخول منخخى‬
‫والفعل‪ ،‬وتمام نعمتك في جميع الشياء والشكر لك عليها لكى ترضى وبعخخد‬
‫الرضا‪ ،‬وأسخخألك الخيخخرة فخخي كخخل مخخا يكخخون فيخخه الخيخخرة بميسخخور المخخور ل‬
‫بمعسورها‪ ،‬يا كريم يا كريم‪ .‬اللهم إنى أسألك قول التوابين وعملهخم‪ ،‬ونخور‬
‫النبيخخخاء وصخخخدقهم‪ ،‬ونجخخخاة المجاهخخخدين وثخخخوابهم‪ ،‬وشخخخكر المصخخخطفين‬
‫ونصخخيحتهم‪ ،‬وعمخخل الخخذاكرين ويقينهخخم‪ ،‬و إيمخخان العلمخخاء وفقههخخم‪ ،‬وتعبخخد‬
‫الخاشعين وتواضعهم‪ ،‬وحلم الفقهاء وسيرتهم‪ ،‬وخشية المتقين ورغبتهخخم‪،‬‬
‫وتصديق المؤمنين وتوكلهم‪ ،‬ورجاء المحسخنين وبرهخخم‪ .‬اللهخم إنخى أسخألك‬
‫ثخخواب الشخاكرين‪ ،‬ومنزلخخة المقربيخخن‪ ،‬ومرافقخخة النخخبيين‪ ،‬اللهخم إنخخى أسخألك‬
‫خوف العاملين‪ ،‬وعمل الخائفين‪ ،‬وخشوع العابخخدين لخخك‪ ،‬ويقيخخن المتخخوكلين‬
‫عليك‪ ،‬وتوكل المؤمنين بك‪ .‬اللهم إنك بحاجتي عالم غيخخر معلخخم‪ ،‬وأنخخت لهخخا‬
‫واسع غير متكلف‪ ،‬وإنك الذي ل يحفيك سخخائل‪ ،‬ول ينقصخخك نخخائل‪ ،‬ول يبلخخغ‬
‫مدحتك قول قائل‪ ،‬وأنت كما تقول‪ ،‬وفوق مخخا نقخخول‪ ،‬اللهخخم اجعخخل لخخى فرجخخا‬
‫قريبا وأجرا عظيما وسترا جميل‪ .‬اللهم هدأت الصوات‪ ،‬وسكنت الحركات‪،‬‬
‫وخل كل حبيب بحبيبه‪ ،‬وخلوت بك يا إلهى‪ ،‬فاجعل خلوتي منك الليلة العتق‬
‫من النار )‪ .(1‬توضيح‪) :‬وخذبى سبيل الصالحين( أي اذهب بى في سخخبيلهم‬
‫)على صالح مخخا أعطيتنخخي( كالزوجخخة الصخخالحة والولد والمخخوال وغيرهخخا‬
‫أعنى على حفظها و تربيتها وصرفها فيما تحب )لأجل لخخه دون لقخخائك( أي‬
‫قبل الموت وعدم الزوال‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.195 - 191 :‬‬

‫]‪[304‬‬

‫بعده ل يحتاج إلى الدعاء‪ ،‬أو المراد اليمان بالدليل وبعد المخوت فينقلخب ضخرورة و‬
‫عيانا‪ ،‬والول أظهر كما يدل عليه مخخا بعخخده مخخن الفقخخرات‪ ،‬والحاصخخل أنخخه ل‬
‫يكون له أجل إل لقاؤك‪ ،‬وهو ل يكون أجل كقوله صلى ال عليه وآلخخه )بيخخد‬
‫أنى من قريش(‪ .‬ويحتمل أن يكون المراد بالجل الحد الذي ينتهى إليخخه‪ ،‬أي‬
‫يكون إيمانى مترقيا في الكمال ل ينتهى إلى حد إل إلخخى اللقخخاء‪ ،‬وهخخو غايخخة‬
‫مراتب العرفان‪ ،‬أو يكون )دون( بمعنى )عند( أي ل يكون له أجخخل المخخوت‪،‬‬
‫والتخصيص لنه عند ذلك يوسوس الشيطان‪ .‬ويحتمل وجهخخا خامسخخا وهخخو‬
‫أن يكون المراد بالدعاء الرؤيخة ويكخون المعنخى ل أجخل لخه سخوى الرؤيخة‪،‬‬
‫والرؤية ل تكون أجل لمتناعها‪ ،‬فل أجل له أصل‪ ،‬و يكخخون إشخارة إلخى مخا‬
‫مر في الخبر أن الرؤية توجب سلب اليمان الذي كان في الدنيا‪) .‬نصرا في‬
‫دينك( أي وفقني لن أنصخخر دينخخك‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ بالبخخاء أي بصخخيرة‪،‬‬
‫وهو أظهر‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬الكفخخل الضخخعف قخخال تعخالى )يخخؤتكم كفليخخن مخخن‬
‫رحمته( ويقال إنه النصيب‪ .‬أقخخول‪ :‬يحتمخخل أن يكخخون المخخراد النعخم الظخخاهرة‬
‫والباطنة في الدنيا والخخرة )وبيخض وجهخى بنخورك( فخي الخخرة أو العخم‬
‫منهخخا ومخخن النخخوار المعنويخخة فخخي الخخدنيا‪ ،‬كمخخا قخخال تعخخالى‪) :‬سخخيماهم فخخي‬
‫وجوههم من أثر السجود( )‪ (1‬ورد في الخبر فخخي المتهجخخدين خلخخوا بربهخخم‬
‫فألبسهم من نوره )فيما عندك( أي من المثوبات والقربخخات )فخخي سخخبيلك أي‬
‫في الجهاد أو العم كائنا وثابتا )على ملتخخك( والكسخخل التثاقخخل عخخن المخخر و‬
‫الفترة النكسار والضعف‪ ،‬والملتحخد الملجخأ‪) .‬فل تردنخي فخي هلكخة( أي إذا‬
‫نجيتنى من هلكة فل تردني فيها بمنع لطفك‬

‫)‪ (1‬الفتح‪.29 :‬‬

‫]‪[305‬‬

‫أو ل تردني من الرادة أو بسكون الراء وكسر الدال من الرداء بمعنى الهلك كمخخا‬
‫قال ال تعالى‪) :‬أرديكم فأصبحتم من الخاسرين( )‪) .(1‬فاكتب شخخهادتى( أي‬
‫ضاعف الثواب لى بعدد كل من جحد ما أقررت به )أنخخت السخخلم( أي السخخلم‬
‫من النقايص‪ ،‬أو مسخخلم الخلخخق مخخن الفخخات )ومنخخك السخخلم( أي سخخلمة كخخل‬
‫الخلق من العيخخوب أو البليخخا مخخن فضخخلك )مفاتيخخح الخيخخر( والمفاتيخخح جمخخع‬
‫المفتاح أي أسألك ما يصير سببا لفتح أبخخواب الخيخخرات )وخخخواتيمه( أي مخا‬
‫يختم به الخيرات‪ ،‬أو أسألك أن يكون فتخخح جميخخع امخخوري وختمهخخا بخخالخير‪.‬‬
‫والشرايع جمع الشريعة وهو مورد المشخخاربة مخخن المخخاء أي طخخرق الخيخخر‪،‬‬
‫ويقخخال نهجخخت الطريخخق أي أبنتخخه وأوضخخحته )وغشخخني رحمتخخك( أي اجعخخل‬
‫رحمتك تغشاني و تسترني وتحيط بى )عن الزالة( أي عن أن يزيلنخي أحخد‬
‫أو ازيل أحخخدا‪ ،‬والغوايخخة بالفتخخح الضخخلل والخيبخخة‪) .‬عنخخد موضخخع الشخك( إذ‬
‫كفران النعمة غالبا إنما يكون عند الشك فخخي المنعخخم أو هخخو عمخخدة الكفخخران‬
‫)والتسليم( ل ولحججه وانقياد ما يصدر عنهم وأمخخوا بخخه )عنخخد الشخخبهات(‬
‫أي عند اشتباه معنى مخخا ورد عنهخخم وصخخعوبته علخخى الفهخخام‪ ،‬وخفخخاء علخخة‬
‫الحكم وقد مر تحقيقه في باب التسليم‪ .‬والتحري طلب الحرى والليق )فخخي‬
‫إسخاطك( أي إذا ترددت بين إسخاطك وإسخاط خلقك‪ ،‬أطلب مخا هخو أحخرى‬
‫وهخخو إسخخخاطهم لطلخخب رضخخاك وفخخي سخخاير الكتخخب سخخوى المتهجخخد )ليخخس‬
‫إسخاطك( ولعله أصوب‪) .‬يعود على( من العائدة وهو العطف والمنفعة )إن‬
‫رفضخختني( أي تركتنخخي‪ ،‬والبطخخر الطغيخخان بالنعمخخة‪) .‬أسخخألك برحتمخخك( أي‬
‫رحمتك‪ ،‬يقال سأله وسأل به‪ ،‬وقال تعالى )سئل سائل بعذاب واقع( ويحتمل‬
‫أن يكخخون المسخخئول )الخختى ل تنخخال( وليكخخون صخخفة لرحمتخخك بخخل لمقخخدر أي‬
‫النعمة أو الخلة وشبههما )وبرحمتك( قسما أو الباء للسببة‪ ،‬وفي‬

‫)‪ (1‬فصلت‪.23 :‬‬

‫]‪[306‬‬

‫بعض نسخخخ الخدعاء النجخاة بخدون الخواو فيكخون هخخي المسخخؤل‪ ،‬والخخروج والخخدخول‬
‫معطوفين على قوله )رضاك( وعلى نسخة العطف يحتمل أن يكون الجميخخع‬
‫كذلك ويكون المسؤل )خوفا( و )أسألك( تأكيدا‪ ،‬ولعخخل الظهخخر زيخخادة الخخواو‬
‫في قوله‪) :‬والخروج( كما انه ليس في بعض نسخ الدعاء‪ .‬والورطة الهلكة‬
‫وكل أمر يعسر النجاة منه )على حدود رضاك( أي ل التجخخاوز عخخن الحخخدود‬
‫التى بينتها لرضاك إلخى مخا ترضخى‪ ،‬تشخعث‪ :‬أي تفخرق وفخي بعخض النسخخ‬
‫بالباء بمعناه يقخخال‪ :‬شخخعثت الشخخئ أي فرقتخخه لكخخن الول علخخى بنخخاء التفعيخخل‬
‫والثانى على بناء المجرد‪) .‬خطر بها هواي( أي خطخخر بسخخبب تلخخك الشخخهوة‬
‫ببالى ما أهواه أو طغى بسخببها هخواى ولخم يطعنخي‪ ،‬فخي القخاموس الخخاطر‬
‫الهاجس‪ ،‬خطر بباله وعليه يخطر خطورا ذكخخره بعخخد نسخخيان‪ ،‬وأخطخخره الخ‬
‫تعالى‪ ،‬والفحل بذنبه يخطخخر ضخخرب بخخه يمينخخا وشخخمال‪ ،‬وهخخى ناقخخة خطخخارة‪،‬‬
‫والرجل بسيفه ورحمه رفعه مرة ووضخعه اخخرى‪ ،‬وفخي مشخيته رفخع يخديه‬
‫ووضعهما خطرانا فيهما‪ ،‬والريح اهتز فهو خطار انتهى‪) .‬في الكفخخاف( أي‬
‫معه قال في النهاية الكفاف هخو الخذي ل يفضخخل عنخخه الشخئ‪ ،‬و يكخون بقخخدر‬
‫الحاجة‪ ،‬ويحتمل أن يكون الواو فخخي قخخوله‪) :‬والزهخخد( بمعنخخى أو‪ ،‬أو يكخخون‬
‫تفسير اللسعة‪ ،‬وفي التهذيب والزهد فيما هو وبال‪ ،‬وهو أصوب )في جميع‬
‫المواطن( أي سواء كان ضخخارا أو نافعخخا مخخا لخخم يبلخخغ حخخد التقيخخة‪ ،‬والنصخخف‬
‫بالتحريك النصاف )ل يحفيك سائل( قد مر معناه‪ ،‬ويحتمل وجها آخر وهخخو‬
‫أن مبالغة السائلين ل يعخخد عنخخدك مبالغخخة لنخخك تحخخب الملحيخخن فخخي الخخدعاء‪،‬‬
‫والظهر ما مر‪ ،‬وفي النهاية والهدءة والهدء السكون من الحركخخات‪- 11 .‬‬
‫المتهجخخد‪ :‬ويسخختحب أن يقخخول بعخخد الركعخختين مخخن نوافخخل الفجخخر الول يخخوم‬
‫الجمعة مائة مرة سبحان ربي العظيم وبحمده أستغفر ال ربي وأتوب إليخه‪.‬‬
‫ويستحب أيضا أن يدعو بدعاء المظلوم عند قبر أبي عبد الخ عليخه السخلم‬
‫وهو‪) :‬اللهم‬

‫]‪[307‬‬
‫إني أعتز بدينك‪ ،‬واكرم بهدايتك‪ ،‬وفلن يذلني بشره ويهينني بأذيته‪ ،‬ويعيبني بولء‬
‫أوليائك‪ ،‬ويبهتني بدعواه‪ ،‬وقد جئت إلى موضع الدعاء وضخخمانك الجابخخة‪،‬‬
‫اللهم صل على محمخخد وآل محمخد‪ ،‬وأعخدني عليخخه السخاعة( ثخخم ينكخب علخى‬
‫القبر ويقول‪ :‬مولي إمامي‪ ،‬مظلوم اسختعدى علخى ظخالمه‪ ،‬النصخر النصخر‪،‬‬
‫حتى تنقطع النفس‪ .‬ويستحب أيضا أن يقول عنخد السخحر‪ :‬اللهخخم صخل علخى‬
‫محمد وآله‪ ،‬وهب لي الغخخداة رضخخاك‪ ،‬وأسخخكن قلخخبي خوفخخك‪ ،‬واقطعخخه عمخخن‬
‫سواك حتى ل أرجو ول أخاف إل إياك‪ ،‬اللهم صل علخى محمخد وآلخه‪ ،‬وهخب‬
‫لي ثبخخات اليقيخخن‪ ،‬ومحخخض الخلص‪ ،‬وشخخرف التوحيخخد‪ ،‬ودوام السخختقامة‪،‬‬
‫ومعدن الصبر‪ ،‬والرضا بالقضاء والقدر‪ ،‬يا قاضي حوائج السائلين‪ ،‬يا مخخن‬
‫يعلم ما فخخي ضخخمير الصخخامتين‪ ،‬صخخلى علخخى محمخخد وآلخخه واسخختجب دعخخائي‪،‬‬
‫واغفر ذنبي‪ ،‬وأوسع رزقي‪ ،‬واقض حوائجي في نفسي وإخوانى فخخي دينخخي‬
‫وأهلي‪ .‬إلهى طموح المال قد خابت إل لديك‪ ،‬ومعاكف الهمم قخخد تعطلخخت إل‬
‫عليك ومذاهب العقول قد سمت إل إليك‪ ،‬فأنت الرجاء وإليك الملجأ‪ ،‬يا أكرم‬
‫مقصود وأجود مسئول‪ ،‬هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين بأثقال الخخذنوب‬
‫على ظهري‪ ،‬ل أجد لي إليخخك شخخافعا سخخوى معرفخختي بأنخخك أقخخرب مخخن رجخخاه‬
‫الطالبون‪ ،‬وآمخخل مخا لخديه الراغبخون‪ .‬يخخامن فتخق العقخخول بمعرفتخه‪ ،‬وأطلخق‬
‫اللسن بحمده‪ ،‬وجعل ما امتن به علخخى عبخخاده فخخي كفخخاء لتأديخخة حقخخه‪ ،‬صخخل‬
‫على محمد وآلخخه‪ ،‬ول تجعخخل للشخخيطان علخخى عقلخخي سخخبيل ول للباطخخل علخخى‬
‫عملي دليل )‪ .(1‬فإذا طلع الفجر فقل‪ :‬أصبحت في ذمخخة الخ وذمخخة ملئكتخخه‬
‫وذمم أنبيائه ورسله عليهم السلم وذمة محمد صلى ال عليه وآلخخه‪ ،‬وذمخخم‬
‫الوصياء من آل محمد عليهم السخخلم آمنخخت بسخخر آل محمخخد عليهخخم السخخلم‬
‫وعلنيتهم‪ ،‬وظاهرهم وباطنهم‪ ،‬وأشهد أنهم في علم وطاعته كمحمد‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.195 :‬‬

‫]‪[308‬‬

‫صلى ال عليه وآله )‪ .(1‬بيان‪ :‬روي ما سوى الدعاء في جمال السبوع والختيار‪،‬‬
‫وقال السيد بعد الدعاء الخير رويناه باسنادنا إلى داود الرقي عن أبي عبخخد‬
‫ال عليه السخخلم أنخخه مخخن قخخاله صخخباحا ومسخخاء ثلث مخخرات آمنخخه الخ ممخخا‬
‫يخاف‪ ،‬وقال الكفعمي في البلد المين )‪ (2‬دعاء الفرج يدعى بخخه فخخي سخخحر‬
‫ليلة الجمعة‪ ،‬ورأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخصخخه أن رجل جخخاء إلخخى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وقال‪ :‬يا رسول ال إني كنت غنيخخا فخخافتقرت‬
‫إلى آخر ما مر في كيفية صلة الليل وذكر الدعاء مخخن قخخوله )إلهخخى طمخخوح‬
‫المال( إلى قوله على عملي دليل‪ ،‬وافتح لى بخير الدنيا والخخخرة‪ ،‬يخخا ولخخي‬
‫الخير‪ ،‬وقد مر شرح الدعاء‪ .‬قوله عليه السلم‪) :‬وضخخمانك( بالكسخخر عطفخخا‬
‫على الدعاء‪) ،‬والجابة( بالنصب‪ ،‬وفي بعض النسخ برفعهما على البتخخداء‬
‫والخبرية أي والحال أنك ضمنت الجابة قال الجوهري‪ :‬العدوى طلبخخك إلخخى‬
‫وال ليعديك على من ظلمك أي ينتقم منه‪ ،‬يقال‪ :‬استعديت علخخى فلن الميخخر‬
‫فأعدانى أي استعنت به عليخخه فأعخاننى عليخخه‪ ،‬والسخخم منخخه العخخدوى‪ ،‬وهخخى‬
‫المعونة انتهى‪ .‬قوله‪) :‬إمامى( نداء )مظلخخوم( خخخبر مبتخخدء محخخذوف أي أنخخا‬
‫مظلوم )واسختعدى( علخى صخخيغة الغيبخة وفخخي بعخخض النسخخخ اسخختعدي علخى‬
‫صيغة التكلم فالخطاب في مولي إلخخى الخخ‪ ،‬وإمخخامي مبتخخدأ ومظلخخوم خخخبره‪،‬‬
‫والضمير في ظالمه راجع إلى المام ))النصخخر( بالنصخخب أي أطلبخخه )شخخرف‬
‫التوحيخد( لعخخل المخخراد أشخخرفه‪ - 12 .‬فقخخه الرضخا‪ :‬قخال عليخه السخلم‪ :‬اعلخم‬
‫يرحمك أن ال تبارك وتعالى فضل يخخوم الجمعخخة وليلتخخه علخخى سخخاير اليخخام‪،‬‬
‫فضاعف فيهما الحسنات لعاملها والسيئات على مقترفها إعظاما لهمخخا فخخإذا‬
‫حضر يوم الجمعة فقل في ليلة في آخر السجدة من نوافل‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪ (2) .196‬تراه في مصباح الكفعمي‪ 54 - 53 :‬وقخخد مخخر‬


‫في ج ‪ 87‬ص ‪ 279 - 277‬ولم نجد الحديث في البلد المين المطبوع‪.‬‬

‫]‪[309‬‬

‫المغرب وأنت ساجد )اللهم إنى أسألك باسخخمك العظيخم‪ ،‬وسخخلطانك القخديم‪ ،‬أن تصخلى‬
‫على محمد وآله‪ ،‬وأن تغفخخر لخخي ذنخخبي العظيخخم‪ .‬واقخخرء فخخي صخخلتك العشخخاء‬
‫الخخخرة سخخورة الجمعخخة فخخي الركعخخة الولخخى‪ ،‬وفخخي الثانيخخة سخخبح اسخخم ربخخك‬
‫العلى‪ ،‬وروي أيضا إذا جائك المنافقون‪ ،‬وإذا قرأت غيرهما أجخخزأك وأكخخثر‬
‫من الصلة على رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه فخخي ليلخخة الجمعخخة ويومهخخا‬
‫وإن قدرت أن تجعل ذلك ألف كرة فافعل فان الفضل فيه‪ .‬وقد يخخروى أنخخه إذا‬
‫كان عشية يوم الخميس نزلت ملئكة معها أقل من نور وصحف مخخن نخخور‪،‬‬
‫ل يكتبون إل الصلوات على رسول ال صلى ال عليه وآله إلى آخر النهخخار‬
‫من يوم الجمعة )‪ - 13 .(1‬عدة الداعي‪ :‬روي يقخرأ فخي الثلخث الخيخر مخن‬
‫ليلة الجمعة سورة القدر خمس عشرة مرة ثم يخخدعو بمخخا يريخخد )‪- 14 .(2‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن ابخخن أبخخى‬
‫عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبى عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬مخخن قخخال‬
‫في آخر سجدة من النافلة بعد المغرب ليلخخة الجمعخخة‪ ،‬وإن قخخال فخخي كخخل ليلخخة‬
‫فهو أفضل )اللهم إنخخى أسخخألك بوجهخخك الكريخخم‪ ،‬واسخخمك العظيخخم‪ ،‬أن تصخخلى‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تغفر لى ذنبي العظيم( سبع مرات انصرف وقخخد‬
‫غفر ال له‪ .‬قال‪ :‬وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا كخخانت عشخخية الخميخخس‬
‫وليلة الجمعة نزلت ملئكة من السماء معهم أقلم الذهب وصخخحف الفضخخة‪،‬‬
‫ل يكتبون عشية الخميس وليلة الجمعة ويوم الجمعة إلى أن تغيب الشخخمس‬
‫إل الصخخلة علخخى النخخبي وآلخخه صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه )‪ .(3‬كتخخاب العخخروس‪:‬‬
‫باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا كانت إلخ‪.‬‬

‫)‪ (1‬فقه الرضا‪ (2) .11 :‬عدة الداعي‪ (3) .30 :‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.31‬‬

‫]‪[310‬‬

‫أقول‪ :‬سيأتي مسندا في كتاب )‪ (1‬القرآن عن الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬من قرء‬
‫سورة بني إسرائيل في كخل ليلخة الجمعخة لخم يمخخت حختى يخدرك القخائم عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬فيكون من أصحابه )‪ .(2‬وعنه عليه السخخلم قخخال‪ :‬مخخن قخخرء سخخورة‬
‫الطواسين الثلث في ليلة الجمعة كان من أولياء ال وفي جوار ال وكنفه‪،‬‬
‫ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا واعطى في الخخخرة مخخن الجنخخة حخختى يرضخخى‬
‫وفوق رضاه وزوجه ال مخخائة زوجخخة مخخن الحخخور العيخخن )‪ .(3‬وعنخخه عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬من قرء سخورة السخجدة فخي كخل ليلخة جمعخة أعطخاه الخ كتخابه‬
‫بيمينه‪ ،‬ولم يحاسبه بما كان منه‪ ،‬وكان مخخن رفقخاء محمخد صخلى الخ عليخه‬
‫وآله وأهل بيته صلى ال عليه وآله )‪ .(4‬وعن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة اعطى من خير الدنيا والخرة ما لم يعخخط‬
‫أحد من الناس‪ ،‬إل نبي مرسل أو ملخك مقخرب وأدخلخه الخ الجنخة وكخل مخن‬
‫أحب من أهل بيته‪ ،‬حتى خادمه الذي يخدمه‪ ،‬وإن لم يكن في حد عيخخاله ول‬
‫في حد من يشفع فيه )‪ .(5‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من قرأ كخل ليلخة‬
‫أو كل يوم جمعة سورة الحقخخاف لخم يصخخبه الخ بروعخخة فخخي الحيخخاة الخخدنيا‪،‬‬
‫وآمنه من فزع يوم القيامة إنشاء ال تعخخالى )‪ .(6‬وعنخخه عليخخه السخخلم مخخن‬
‫قرأ في كل ليلة جمعة الواقعة أحبه ال وحببه إلى الناس أجمعيخخن‪ ،‬ولخخم يخخر‬
‫في الدنيا بؤسا أبدا‪ ،‬ول فقرا ول فاقة‪ ،‬ول آفة من آفخخات الخخدنيا‪ ،‬وكخخان مخخن‬
‫رفقاء أمير المؤمنين صلوات ال عليه )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬راجخخع ج ‪ ،92‬أبخخواب فضخخائل السخخور‪ (2) .‬راجخخع ثخخواب العمخخال‪ ،95 :‬تفسخخير‬
‫العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ 3) .276‬و ‪ (4‬راجع ثخخواب العمخخال‪ (5) .99 :‬راجخخع‬
‫ثواب العمال‪ (6) .102 :‬راجع ثواب العمخخال‪ (7) .103 :‬راجخخع ثخخواب‬
‫العمال‪.105 :‬‬

‫]‪[311‬‬

‫‪ - 15‬كتاب تأويل اليات الباهرة‪ :‬نقل عن كتاب محمد بن العبخاس بخن ماهيخار‪ ،‬عخن‬
‫حميد بن زياد‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيخخم ابخخن‬
‫عبد الحميد‪ ،‬عن زيد الشحام قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليخخه السخخلم ليلخخة‬
‫الجمعة فقال لي‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقرأت ثم قال‪ :‬اقرأ فقرأت ثم قال لي‪ :‬يا شخخحام أقخخرأ‬
‫فانها ليلة قرآن‪ ،‬فقخرأت حختى بلغخت )يخوم ل يغنخي مخولى عخن مخولى شخيئا‬
‫ولهم ينصرون( قال‪ :‬هم‪ ،‬قال قلت‪ :‬إل مخخن رحخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬نحخخن القخخوم الخخذين‬
‫رحم ال‪ ،‬ونحن القوم الذين استثنى ال وإنا وال نغنخخي عنهخخم‪ - 16 .‬كتخاب‬
‫العروس‪ :‬للشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي ‪ -‬رحمخخه ‪-‬‬
‫ال باسناده عن علي بن موسى الرضا عليه السلم قال‪ :‬إن للجمعة ليلخختين‬
‫ينبغي أن يقرأ في ليلة السبت مثل ما يقرأ في عشية الخميس ليلة الجمعخخة‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬باسناده عن أبي الصباح الكناني قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السخخلم‪:‬‬
‫اقرأ ليلة الجمعة في المغرب بسورة الجمعة وقخخل هخخو الخ أحخخد‪ ،‬واقخخرأ فخخي‬
‫صلة العتمة بسورة الجمعة وسبح اسم ربخك العلخى‪ .‬وفخخي خخبر آخخر عخن‬
‫الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬اقرأ فخخي ليلخخة الجمعخخة وصخخلة العتمخة سخخورة‬
‫الجمعة‪ ،‬وسورة الحشر‪ .‬ومنه باسخخناده عخن البخاقر عليخخه السخلم أنخه قخال‪:‬‬
‫يستحب أن يقرأ في ليلة الجمعة في صلة العتمة سورة الجمعة والمنافقين‪.‬‬
‫ومنه باسناده عن الصادق عليه السلم قلت‪ :‬ما أقرأ في ليلة الجمعة ؟ قال‪:‬‬
‫اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر وقل هو ال أحد‪ .‬ومنه باسخخناده عخخن عبخخد الخ‬
‫بن سنان عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من صلى ]المغرب[ ظ ليلة الجمعخخة‬
‫وبعدها أربع ركعات وقال في آخر سجدة من النوافل وإن فعل كل ليلخخة فهخخو‬
‫أفضل )اللهم إني أسألك بوجهخخك الكريخخم‪ ،‬واسخخمك العظيخخم‪ ،‬أن تصخخلي علخخى‬
‫محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنبي العظيم( سبع مرات ينصرف وقخخد غفخخر‬
‫له‪ .‬ومنخخه باسخخناده عخن عبخد صخخالح قخال‪ :‬مخن صخخلى المغخرب ليلخة الجمعخة‬
‫وبعدها أربع‬

‫]‪[312‬‬

‫ركعات ولم يتكلم حتى يصلي عشر ركعات يقرء في كل ركعة الحمخدل وقخل هخو الخ‬
‫أحد كانت ]عدل[ ظ عشخخر رقبخخات‪ .‬قخخال الشخخيخ جعفخخر بخخن أحمخخد‪ :‬جخخاء هخخذا‬
‫الحديث هكذا والخخذي هخخو أفضخخل منخخه هخخو أن يجمخخع بيخخن المغخخرب والعشخخاء‬
‫الخرة ليلخخة الجمعخخة ويصخخلي أربخخع ركعخخات بعخخد العتمخخة‪ ،‬ويخخؤخر الركعخختين‬
‫اللتين بعد العتمة من جلوس إلى أن يصلي ركعات المغرب ليكون قد ختمخخت‬
‫الصلة بوتر الليل‪ .‬بيان‪ :‬كذا فيما عندنا من نسخخخة الكتخخاب والظخخاهر عشخخر‬
‫ركعات مكان أربع ركعات ولعله استدرك ذلك لخروج وقخخت النافلخخة ودخخخول‬
‫وقت العشاء قبل الفراغ منهخخا وقخخد سخخبق قخخول فخخي ذلخخك وأنخخه يمكخخن القخخول‬
‫بجواز فعل غيخخر الرواتخخب فخي غيخر ]وقخخت[ ظ الفريضخة إذا لخم يخخل بخوقت‬
‫فضيلة الفريضة‪ .‬وقد رويت صخخلوات كخخثيرة بيخخن الفرضخخين‪ ،‬مخخع أن تخخأخير‬
‫العشاء أفضل والحتياط فيما ذكروه‪ ،‬لكن التيان بها بعد الفرضخخين خخخروج‬
‫عن النص‪ ،‬ولم أر نصا عاما في ذلخخك‪ - 17 .‬كتخخاب العخخروس‪ :‬باسخخناده قخخال‬
‫الصادق عليخخه السخخلم‪ :‬الصخخلة ليلخخة الجمعخخة ويخخوم الجمعخخة بخخألف حسخخنات‬
‫ويرفع لخه ألخف درجخخة‪ ،‬وإن المصخلي علخى محمخد وآل محمخخد ليلخة الجمعخة‬
‫يزهر نوره في السماوات إلى أن تقوم الساعة‪ ،‬وملئكة ال خ فخخي السخخموات‬
‫يستغفرون له‪ ،‬ويستغفر له الملك الموكل بقبر النبي عليه وآله السخخلم إلخخى‬
‫أن تقوم الساعة‪ .‬ومنه باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم إنخخه قخخال‪ :‬مخخن‬
‫دعا لعشر من إخوانه الموتى في ليلة الجمعخة أوجخخب الخ لخخه الجنخة‪ .‬ومنخخه‬
‫باسناده عن السكني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من تمثل ببيت شعر من الخنا ليلة الجمعة لم يقبل منه‬
‫صلة تلك الليلة‪ ،‬ومن تمثل في يوم الجمعة لخخم يقبخخل منخخه صخخلة فخخي يخخومه‬
‫ذلك‪.‬‬

‫]‪[313‬‬

‫بيان‪ :‬الخنا بالقصر الفحش من القول‪ - 18 .‬كتاب العروس‪ :‬باسناده‪ ،‬عن أبي سعيد‬
‫الخدري قال‪ :‬كان فيما أوصى رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬عليا يا علخخي‬
‫إن جخامعت أهلخخك ليلخة الجمعخة فخان الولخد يكخخون حليمخخا قخوال مفوهخا‪ ،‬وإن‬
‫جامعتها ليلة الجمعة بعد العشخخاء الخخخرة‪ ،‬فخخان الولخخد يرجخخى أن يكخخون مخخن‬
‫البدال‪ ،‬وإن جامعتها بعد العصخر يخوم الجمعخخة‪ ،‬فخان الولخخد يكخون مشخخهورا‬
‫معروفا عالما‪ .‬ومنه باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال بين‬
‫ركعتي الفجر إلى الغداة يوم الجمعة )سبحان ربي العظيخخم وبحمخخده أسخختغفر‬
‫ال ربي وأتوب إليه( مأة مرة بنى ال له مسكانا فخخي الجنخخة‪ - 19 .‬مصخخباح‬
‫النوار‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن جخخده علخخي بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن‬
‫فاطمة الصخغرى‪ ،‬عخن الحسخين بخن علخي‪ ،‬عخن أخيخخه الحسخن صخلوات الخ‬
‫عليهم قال‪ :‬رأيت امخخي فاطمخخة قخخامت فخخي محرابهخخا ليلخخة الجمعخخة‪ ،‬فلخخم تخخزل‬
‫راكعخخة سخخاجدة حخختى انفجخخر عمخخود الصخخبح‪ ،‬وسخخمعتها تخخدعو للمخخؤمنين‬
‫وتسميهم وتكثر الدعاء لهم‪ ،‬ول تخخدعو بشخخئ لنفسخخها فقلخخت‪ :‬يخخا امخخاه لخخم ل‬
‫تدعين لنفسك كمخخا تخخدعين لغيخخرك‪ ،‬فقخخالت‪ :‬يخخا بنخخي الجخخار ثخخم الخخدار‪- 20 .‬‬
‫رسالة الشهيد الثاني ‪ -‬ره ‪ :-‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآلخه‪ :‬أكخثروا مخن الصخلة علخي فخي الليلخة الغخراء‪ ،‬واليخوم‬
‫الزهر‪ :‬ليلة الجمعة ويوم الجمعة‪ ،‬فسئل كم الكثير ؟ فقخخال‪ :‬إلخخى مخخائة ومخخا‬
‫زاد فهو أفضل‪ .‬وروي أن من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضخخاء لخخه مخخن‬
‫النور ما بينه وبين البيت‪ ،‬وما زاد العتيق‪ ،‬ومخخن قخخرأ حخخم الخخدخان فخخي ليلخخة‬
‫الجمعة أو يوم الجمعة بنى ال له بيتا في الجنة‪ ،‬ومن قرأ ليلة الجمعخخة حخخم‬
‫ويس أصبح مغفورا له‪ ،‬ومن قرأ سورة البقرة وآل عمران في ليلة الجمعة‬
‫كان له من الجر كما بين البيداء وعروبا فالبيداء الرض السابعة وعروبخخا‬
‫السماء السابعة‪ .‬وعن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬مخخن‬
‫قال هذه الكلمات سبع مرات في‬
‫]‪[314‬‬

‫ليلة الجمعة فمات ليلته دخل الجنة‪ ،‬ومن قالها يوم الجمعة فمات في ذلك اليوم دخخخل‬
‫الجنة من قال‪ :‬اللهم ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا عبدك وابن أمتك‪ ،‬وفي‬
‫قبضتك وناصيتي بيدك‪ ،‬أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت‪ ،‬أعوذ بخخك‬
‫من شر ما صنعت أبوء بنعمتك وأبوء بذنبي‪ ،‬فاغفر لي إنه ل يغفر الخخذنوب‬
‫إل أنت‪ .‬وروى عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬كخخان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يسختحب إذا دخخل وإذا خخرج فخي الشختاء أن‬
‫يكون في ليلة الجمعة‪ - 21 .‬المقنعة‪ :‬قال الصادق عليه السلم إن ل كرائم‬
‫في عباده خصهم بها في كل ليلخخة ويخخوم جمعخخة‪ ،‬فخخأكثروا فيهخخا مخخن التهليخخل‬
‫والتسبيح والثناء على ال والصلة على النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه )‪.(1‬‬
‫ومنه روي عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم أنخخه قخخال‪ :‬الصخخدقة ليلخخة الجمعخخة‬
‫ويومها بألف والصلة على محمد وآلخه ليلخخة الجمعخخة بخخألف مخخن الحسخنات‪،‬‬
‫ويحط ال فيها ألفا من السيئات ويرفع فيها ألفا من الدرجات‪ ،‬وإن المصلي‬
‫على محمد وآله ليلة الجمعة يتل لنوره في السماوات إلى أن تقوم الساعة‬
‫وإن ملئكة ال في السماوات يستغفرون له ويستغفر له الملك الموكل بقبر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله إلى أن تقوم الساعة )‪ - 22 .(2‬المحاسخخن‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن القاسخخم روي فخخي أكخخل الزمخخان كخخل ليلخخة الجمعخخة )‪- 23 .(3‬‬
‫المتهجد‪ :‬روي في أكل الرمان في يوم الجمعة وليلته فضل كثير )‪- 24 .(4‬‬
‫جمال السبوع‪ :‬باسنادي إلى الكليني عخخن علخخي بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن سخخهل بخخن‬
‫زياد‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن عذافر‪ ،‬عن عمر بخخن يزيخخد قخخال‪:‬‬
‫قال لي أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا عمر إنه إذا كان ليلة الجمعخخة نخخزل مخخن‬
‫السماء ملئكة بعدد الذر‪،‬‬

‫)‪ (1‬المقنعة‪ (2) .25 :‬المقنعة‪ (3) .26 :‬المحاسخن‪ 540 :‬باسخناده عخن سخعيد بخن‬
‫غخخزوان قخخال‪ :‬كخخان أبخخو عبخخد الخ )ع( يأكخخل الرمخخان كخخل ليلخخة جمعخخه‪(4) .‬‬
‫مصباح المتهجد ص ‪.197‬‬

‫]‪[315‬‬

‫في أيديهم أقلم الذهب‪ ،‬وقراطيخخس الفضخخة‪ ،‬ل يكتبخخون إلخخى ليلخخة السخخبت إل الصخخلة‬
‫على محمد وآل محمد صلى ال عليه وعليهم فأكثر منها‪ ،‬وقال لي‪ :‬يا عمر‬
‫إن من السنة أن تصلي على محمد وأهل بيته في كل جمعة ألخخف مخخرة وفخخي‬
‫ساير اليام مائة مرة‪ .‬وروى أحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬
‫بن علي بن محبوب‪ ،‬عن أحمخخد بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن علخخي بخخن مهزيخخار‪ ،‬عخخن‬
‫عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سليمان‪ ،‬عن عبد صالح قال‪ :‬من صلى المغرب ليلة‬
‫الجمعة وصلى بعدها أربع ركعات ولم يتكلم حتى يصلي عشخر ركعخات يقخرأ‬
‫فخخي كخخل ركعخخة بالحمخخد والخلص كخخانت عخخدل عشخخر رقخخاب‪ - 25 .‬جمخخال‬
‫السبوع‪ :‬قال‪ :‬حدث أبو الحسين أحمد بن أحمد بن علي الكوفي‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن يحيى بن زكريا بن شيبان‪ ،‬عخخن الحسخخن ابخخن علخخي‬
‫بن أبي حمزة البطائني وحسين بن أبي العل‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبخخد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إذا أردت أن تصلي صلة الليل في ليلة الجمعخخة قخخرأت‬
‫في أول ركعة بام الكتاب وقل هو ال أحد‪ ،‬وفي الثانيخخة بخخام الكتخخاب وقخخل يخخا‬
‫أيها الكافرون وفي الثالثة بام الكتاب والم السجدة‪ ،‬وفي الركعة الرابعة بخخام‬
‫الكتاب ويا أيها المدثر‪ ،‬وفي الركعة الخامسة بام الكتاب وحم السخخجدة‪ ،‬وإن‬
‫لم تحسنها فاقرأ بالنجم‪ ،‬وفي الركعخخة السادسخخة بخخام الكتخخاب‪ ،‬وتبخخارك الخخذي‬
‫بيده الملك‪ ،‬وفي الركعة السابعة بام الكتاب ويس‪ ،‬وفي الركعة الثامنخخة بخخام‬
‫الكتاب والواقعة‪ ،‬وتوتر بالمعوذتين وقل هو ال أحد‪ .‬المتهجد‪ :‬وغيره عنه‬
‫عليه السلم مرسل مثله )‪ - 26 .(1‬جمال السبوع‪ :‬ذكر دعاء نافلة الليل‪:‬‬
‫روينا باسنادنا إلى الشيخ محمد ابن علي الكراجكى من كتابه في عمل يخخوم‬
‫الجمعة فقال‪ :‬إذا سلم المصلي من الركعتين‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.189 :‬‬

‫]‪[316‬‬

‫الولتين فليقل )اللهم صل على محمخخد وآل محمخخد الطخخاهرين أجمعيخخن‪ ،‬وأعنخخي علخخى‬
‫طاعتك ووفقني لعبادتك‪ ،‬اللهم يخخا إلخخه جبرئيخخل وميكائيخخل وإسخخرافيل‪ ،‬اجعخخل‬
‫اليقين في قلبي والنور في بصرى‪ ،‬والنصيحة فخخي صخخدري‪ ،‬وذكخخرك بالليخخل‬
‫والنهار علخخى لسخاني‪ ،‬و رزقخخا واسخخعا غيخخر ممنخخون ول محظخخور فخارزقني‪،‬‬
‫اللهم وسددني ما يرضيك عني(‪ .‬فإذا تم أربعا فليقل )اللهم صلى على محمد‬
‫وآل محمد خاتم النيين وآلخخه الطخخاهرين أجمعيخخن‪ ،‬واجعلنخخا هخخادين مهخخديين‪،‬‬
‫غير ضالين ول مضلين‪ ،‬سلما لوليائك‪ ،‬وحربا لعدائك نحب مخخن أطاعخخك‪،‬‬
‫ونعصى من خالفك‪ ،‬ونعصى من خالفك‪ ،‬اللهخخم هخخذا الخخدعاء وعليخخك التكلن‬
‫فخخي الجابخخة‪ ،‬اللهخم اجعخخل لخخي نخخورا فخخي قلخخبي وصخخدري وسخخمعي وبصخخري‬
‫وشعري وبشري ولحمي وعظمي‪ ،‬ونورا يحيط بي‪ ،‬اللهخخم اهخخدني للرشخخاد‪،‬‬
‫والطف لى بالسداد وأكفنى شر العباد‪ ،‬وارحمني يوم المعاد(‪ .‬فإذا تمخخم سخختا‬
‫فليقل )اللهم إنك أنت المفضخخل المنخخان‪ ،‬بخخديع السخخموات والرض ذو الجلل‬
‫والكرام‪ ،‬لإلخخه إل أنخت ذو الجخخود والنعخام‪ ،‬صخل علخى خيخخر النخام‪ ،‬محمخد‬
‫رسخخولك وآلخخه المعصخخومين الطخخاهرين الكخخرام‪ ،‬اللهخخم إنخخي سخخائلك الفقيخخر‪،‬‬
‫وعبدك المستجير الخائف من عذابك‪ ،‬الراجى لفضلك وثوابك‪ ،‬فاجبر فقرى‬
‫بنعمتخخك‪ ،‬واجخخبرني مخخن كسخخرى برحمتخخك‪ ،‬وآمخخن خخخوفي بغفرانخخك‪ ،‬وحقخخق‬
‫رجائي باحسانك‪ .‬اللهم إنخخي مسخختغفرك فخخاغفر لخخي‪ ،‬تخخائب إليخخك فتخخب علخخى‪،‬‬
‫اعف عن ذنوبي كلها قديمهاو حديثها‪ ،‬اللهم لتجهد بلئي‪ ،‬ول تشخخمت بخخى‬
‫أعدائي‪ ،‬ول تجعل النار مأواي(‪ .‬فإذا تمم الثمانيخخة فليقخخل )اللهخخم صخخل علخخى‬
‫محمخخد رسخخولك الخخذى اصخخطفيت‪ ،‬وعلخخى الئمخخة الطخخاهرين أهخخل الخخبيت‪ ،‬ول‬
‫تعدني في سوء استنقذتني منه أبدا‪ ،‬ول تسلبني صخخالح مخخا أعطيتنخخي أبخخدا‪،‬‬
‫اللهخخم لخخك الحمخخد والمجخخد‪ ،‬أنخخت رب السخخماوات والرض‪ ،‬ومخخا فيهخخن ومخخا‬
‫بينهن‪ ،‬اللهم إنك أنت الحق وقولك الحق والجنة حق والنخخار حخخق والسخخاعة‬
‫حخخق‪ ،‬اللهخخم لخخك أسخخلمت‪ ،‬وبخخك آمنخخت‪ ،‬وعليخخك تخخوكلت‪ ،‬وإليخخك خاصخخمت‬
‫وحاكمت‪ ،‬اللهم ادرء عني شر كل ذي شر‪ ،‬واصرف عني كل ضر‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين أجمعين‪ ،‬وابدء بهم في كل خيخر‪ ،‬و اختخخم‬
‫بهخخم الخيخخر فخخي كخخل خيخخر‪ ،‬وأهلخك عخخدوهم مخخن الجخن والنخخس مخخن الوليخخن‬
‫والخريخخن يخخا أقخخدر القخخادرين(‪ .‬قخخال‪ :‬ويسخختحب أن يقخخول فخخي قنخخوته ليلخخة‬
‫الجمعة‪ :‬اللهم إني أسألك بفضل ليلة الجمعة وحرمتهخخا وشخخرفها ومنزلتهخخا‪،‬‬
‫وبحق نبيك محمد صلى الخ عليخخه وآلخخه الطخخاهرين الخخدال عليهخخا‪ ،‬والخخداعي‬
‫إليهخخا‪ ،‬والمعخخروف بهخخا‪ ،‬والمنبخخه علخخى واجبهخخا أن تصخخلي علخخى محمخخد وآل‬
‫محمد الطاهرين خير النام‪ ،‬وعلى أهل بيته البررة الكرام‪ ،‬وأن تجعلني من‬
‫القوام الصوام‪ ،‬وحجاج بيتخخك الحخخرام‪ ،‬وزوار قخخبر نبيخخك محمخخد عليخخه وآلخخه‬
‫أفضل التحية والسلم‪ ،‬وقاصدي المشاهد العظام‪ ،‬اكفني شخخر النخخام‪ ،‬وأجخخر‬
‫أمري في الدين والدنيا على أحسن نظام‪ .‬اللهم لك الحمخخد علخخى مخخا هخخديتني‬
‫إليه من معرفة حق هذه الليلة الشريفة ويومها ووفقتني له من ذكرك فيها‪،‬‬
‫اللهم فاجعل دعائي فيها مجابا‪ ،‬وعملي مقبول‪ ،‬و ذكرى لك فيهخخا مرفوعخخا‪،‬‬
‫ول تسخخلبني مخخا عرفتنخخي‪ ،‬وأدم لخخي مخخا أوليتنخخي‪ ،‬واشخخملني بالسخخعادة مخخا‬
‫أبقيتني‪ ،‬وارحمني إذا توفيتني‪ .‬اللهم إنخخي أسخخألك فخخي هخخذه الليلخخة الشخخريفة‬
‫مغفرة ماحية للمعاصي تؤمن أليم عقابك وتبشر بعظيم ثوابك‪ ،‬اللهم أشخخرك‬
‫في صالح دعائي والدي وولدي وإخوانى فيك و أهلى‪ ،‬وعمنخا برحمخة منخك‬
‫جامعة‪ ،‬إنك ذو القدرة الواسعة‪ .‬قال‪ :‬وإن لم يتيسر له أن يورد هذا الخخدعاء‬
‫على وتره فليدع به بعده‪ .‬ذكر ما يدعى به بعد الوتر ليلة الجمعة من رواية‬
‫الكراجكى قال‪ :‬إذا فرغت من وترك فسبح التسبيح الذي تقدم ذكره وقل بعد‬
‫الوتر‪ :‬سبحانك اللهم وبحمدك ل إله إل أنت وحدك ل شريك لخخك‪ ،‬لخخك الملخخك‬
‫ولك الحمد تحيى وتميت وتحيى وأنت الحي الذي ل يموت بيدك الخيخخر إنخخك‬
‫على كل شئ قدير‪ ،‬تولج الليل في النهار وتولج النهخخار فخخي الليخخل‪ ،‬وتخخخرج‬
‫الحي من الميت وتخرج الميت من الحخخي وتخخرزق مخخن تشخخاء بغيخخر حسخاب‪،‬‬
‫اللهم اغفر لنا‬
‫]‪[318‬‬

‫ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا‪ ،‬وما أنت أعلم به منا‪ ،‬وبلغنا به من الدنيا‬
‫والخرة آمالنا‪ ،‬واقض كل حاجة هخخي لنخا بأيسخر التيسخير وأسخهل التسخخهيل‬
‫وأتم عافية وأحمد عاقبة‪ .‬ثم تقول‪) :‬سبحانك ذي الملك والملكوت‪ ،‬سخخبحان‬
‫ذي الملك القخخدوس( ثلث مخخرات ففخخي ذلخخك فضخخل عظيخخم‪ .‬ذكخخر الخخدعاء بعخخد‬
‫ركعخختي الفجخخر ليلخخة الجمعخخة‪ :‬سخخبحان الخخذي خلخخق الزواج كلهخخا ممخخا تنبخخت‬
‫الرض ومخخن أنفسخخهم وممخخا ل يعلمخخون سخخبحان ال خ حيخخن تمسخخون وحيخخن‬
‫تصبحون‪ ،‬وله الحمد في السموات والرض وعشخخيا وحيخخن تظهخخرون‪ ،‬هخخو‬
‫ال الذي لإله إل هو عالم الغيب والشهادة هخخو الرحمخخن الرحيخخم هخخو الخ ل‬
‫إله إل هو الملك القدوس السلم المؤمن المهيمخخن العزيخخز الجبخخار المتكخخبر‪،‬‬
‫سبحان ال عمخخا يشخخركون‪ ،‬هخخو الخ الخخخالق البخخارئ المصخخور لخخه السخخماء‬
‫الحسنى يسبح له ما في السماوات والرض وهو العزيز الحكيم‪ .‬اللهم صخخل‬
‫على من استنقذتنا به من الضللة‪ ،‬وعلمتنخخا علخخى يخخده بعخخد الجهالخخة سخخيدنا‬
‫محمد رسولك ذي النابة والدللة‪ ،‬وعلى أهل بيته الطاهرين ذي الرياسة و‬
‫العدالة‪ ،‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ول تحمل علينا إصخخرا كمخخا‬
‫حملته على الذين من قبلنا‪ ،‬ربنا ول تحملنا مخا ل طاقخة لنخا بخه واعخف عنخا‬
‫واغفر لنا وارحمنا أنت مولنخخا فانصخخرنا علخخى القخخوم الكخخافرين‪ .‬بيخخان‪ :‬قخخال‬
‫الجوهري‪ :‬المن القطع‪ ،‬ويقال النقص ومنخخه قخخوله تعخخالى‪) :‬لهخخم أجخخر غيخخر‬
‫ممنون( والمحظور المحروم أو الممنوع ))على واجبها( أي علخخى مخخا يلخخزم‬
‫من رعاية حرمتها والتيان باعمالها الواجبة والمندوبة )خلق الزواج( أي‬
‫النواع والصناف )مما تنبت الرض( من النبات والشخخجر )ومخخن أنفسخخهم(‬
‫الذكر و النثى )ومما ل يعلمون( أي أزواجا مما لخم يطلعهخم الخ عليخه ولخم‬
‫يجعل لهم طريقا إلى معرفته‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫‪ - 27‬جمال السبوع‪ :‬الصلة في ليلة الجمعة روى عن النبي صخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫أنه قال‪ :‬من قرأ في ليلة الجمعة أو يومها قخل هخخو الخ أحخد مخخأتي مخرة فخي‬
‫أربع ركعات في كل ركعة خمسين مخخرة غفخخرت ذنخخوبه ولخخو كخخانت مثخخل زبخخد‬
‫البحر‪ ،‬ويسبح عقيبها فيقول‪ :‬سبحان ذي العز الشامخ المنيف‪ ،‬سبحان ذي‬
‫الجلل الباذخ العظيم‪ ،‬سبحان ذي الملخك الفخخاخر القخخديم‪ ،‬سخخبحان مخخن لبخخس‬
‫البهجة والجمال‪ ،‬سبحان من تردى بخخالنور والوقخخار سخخبحان مخخن يخخرى أثخخر‬
‫النمل في الصفا‪ ،‬سبحان من يرى وقع الطير فخي الهخواء‪ ،‬سخبحان مخن هخو‬
‫هكذا ول هكذا غيره‪ .‬ثم يقول‪ :‬اللهم إني أتوجه إليك بهخخم‪ ،‬وأسخخألك باسخخمك‬
‫العظيخخم الخخذي أمخخرت إبراهيخخم عليخخه السخخلم أن يخخدعو بخخه الطيخخر فأجخخابته‪،‬‬
‫وباسمك العظيم إلذي قلت للنار كخخوني بخخردا وسخخلما علخخى إبراهيخخم فكخخانت‪،‬‬
‫وبحق أحب أسمائك إليك‪ ،‬وأشرفها وأعظمها إجابخخة وأنجحهخخا طلبخخة‪ ،‬وبمخخا‬
‫أنت أهله ومستحقه ومستوجبه‪ ،‬وأتوسل إليك و أرغب إليك وأتصدق منك‪،‬‬
‫وأسخختغفرك وأسخختمنحك وأتضخخرع إليخخك وأخضخخع لخخك واقخخر بسخخوء صخخنيعي‬
‫وأتملقك والح عليك‪ ،‬وبكتبخخك الخختي أنزلتهخخا علخى أنبيخخائك ورسخخلك صخخلواتك‬
‫عليهم من التوراة والنجيل والزبور والقرآن العظيم من أولهخخا إلخخى آخرهخخا‬
‫فان فيها اسمك العظم‪ ،‬وبما فيها من أسمائك العظمى أتقرب إليك وأسخخألك‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفرج عن آل محمد وتقدم بهم إلى كل‬
‫خير وتبدأ بهم فيه‪ ،‬و تفتح أبواب السماء لدعائي وترفع عملي في علييخخن‪،‬‬
‫وتجعل في هذه الساعة وفي هذه الليلة فرجي‪ ،‬وتعطينخخي سخخؤلى فخخي الخخدنيا‬
‫والخرة‪ .‬يا من ل يعلخخم كيخخف هخخو وحيخخث هخخو وقخخدرته إل هخخو‪ ،‬يخخا مخخن سخخد‬
‫السماء بالهواء ودحخخى الرض علخخى المخخاء‪ ،‬واختخخار لنفسخخه خيخخر السخخماء‬
‫الحسنى‪ ،‬يامن سمى نفسه بالسم الذي يقضي به حاجة من يدعوه‪ ،‬أسخخألك‬
‫بهذا السخخم فل شخخفيع أقخخوى منخخه‪ ،‬أن تصخخلي علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬وأن‬
‫تقضي حخخاجتي‪ ،‬وتسخخمع دعخخواتي‪ ،‬وبحخخق محمخخد وعلخخي وفاطمخخة والحسخخن‬
‫والحسين وأوصيائهم صلواتك وسلمك عليهم‪ ،‬فيشفعوا لخخي إليخخك فشخخفعهم‬
‫في ول تردني خائبا ل إلخخه إل أنخخت‪ ،‬ثخخم سخخل حاجتخخك وقخخد روي أنهخخا صخخلة‬
‫فاطمة الزهراء‬

‫]‪[320‬‬

‫عليها السلم‪ .‬بيان‪ :‬الشامخ الرفيع‪ ،‬المنيف المشرف‪ ،‬تردى أي جعلهما رداء كناية‬
‫عن الختصاص به‪ ،‬وقع الطير أي يعلم عند كون الطير في الهخخواء أن يقخخع‬
‫ويسقط بعد نزوله‪ ،‬أو يعلم محل وقوعها على الشجار في الهخخواء )أتخخوجه‬
‫إليك بهم( الضمير راجع إلخخى أهخخل الخخبيت عليهخخم السخخلم بقرينخخة المقخخام‪ ،‬أو‬
‫كانت الصلة عليهخخم قبخخل ذلخك سخخقط عخخن قلخخم النسخخاخ أو زيخخد )بهخخم( منهخخم‬
‫)أتصدق منك( أي أطلب الصدقة )وأسخختمنحك( أي أطلخخب منحتخخك وعطخخائك‪.‬‬
‫‪ - 28‬الجمال‪ :‬ركعتان اخريان عنه صلى ال عليه وآله يقخخرأ فخخي كخخل ركعخخة‬
‫الحمد وآية الكرسي مرة مرة وقل هو ال أحد خمخخس عشخخرة مخخرة‪ ،‬ويقخخول‬
‫في آخر صلته ألف مرة‪ :‬اللهم صل على النبي المخخي‪ ،‬أعطخخاه الخ شخخفاعة‬
‫ألف نبي وكتب له عشر حجج وعشخر عمخر وأعطخاه الخ قصخخرا فخي الجنخخة‬
‫كاؤسع مدينة في الدنيا‪ .‬صلة اخرى لهذه الليلخخة وهخخى صخلة حفخظ القخخرآن‬
‫رواها ابن عباس رضى ال عنه عن أمير المؤمنين عليه السخلم قخال‪ :‬قخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل اعلمك كلمات فينفعك ال عز وجل بهخخن‬
‫وينتفع بهن من علمهن‪ ،‬ويثبت ما تعلمته في صدرك ؟ قلت‪ :‬بلى يا رسخخول‬
‫ال قال‪ :‬إذا كان ليلة الجمعة فقم في الثلث الثالث من الليل‪ ،‬فان لخخم تسخختطع‬
‫فقبل ذلك فصل أربع ركعات تقخخرأ فخخي الركعخخة الولخخى منهخخن فاتحخخة الكتخخاب‬
‫وسورة يس وفي الثانية فاتحة الكتاب وتنزيل السجدة‪ ،‬وفخخي الثالثخخة فاتحخخة‬
‫الكتاب وحم الدخان وفي الرابعة فاتحخخة الكتخخاب وتبخخارك الخخذي بيخخده الملخخك‪،‬‬
‫فإذا فرغت من التشهد وسلمت فاحمد ال عزوجل وأثن عليخخه‪ ،‬وصخخل علخخى‬
‫بأحسن الصلة ثم استغفر للمؤمنين ثم قل‪ :‬اللهخم ارحمنخخى بخخترك المعاصخخي‬
‫أبدا ما أبقيتني‪ ،‬وارحمني من أن أتكلف طلب ما ل يعنيني‪ ،‬وارزقني حسخخن‬
‫النظخخر فيمخخا يرضخخيك عنخخي‪ ،‬اللهخخم بخخديع السخخماوات و الرض‪ ،‬ذا الجلل‬
‫والكرام‪ ،‬والعز الذي ل يرام‪ ،‬أسألك يا ال يا رحمخخن بجللخخك ونخخور وجهخخك‬
‫أن تلزم قلبى حفظ كتابك كما علمتنيه‪ ،‬وارزقني أن أتلوه على النحو‬

‫]‪[321‬‬

‫الذى يرضيك عنى‪ .‬اللهم بديع السموات والرض‪ ،‬ذا الجلل والكرام والعز الخخذي ل‬
‫يرام أسألك يا ال يا رحمن بجللك ونخخور وجهخك أن تنخخور بكتابخخك بصخخري‪،‬‬
‫وأن تشرح به صدري‪ ،‬وأن تطلق به لساني‪ ،‬وأن تفرج به عخخن قلخخبي‪ ،‬وأن‬
‫تسخختعمل بخخه بخخدني فخخانه ل يعيننخخي علخخى الخيخخر غيخخرك‪ ،‬ول يخخؤتيه إل أنخخت‪،‬‬
‫ولحول ول قوة إل بال العلى العظيم‪ .‬افعل ذلك يا أبا الحسن ثلث جمخخع أو‬
‫خمسا أو سبعا‪ .‬المكارم‪ :‬صلة لحفظ القخخرآن‪ :‬صخخل ليلخخة الجمعخخة أو يومهخخا‬
‫أربع ركعات الولى بفاتحة الكتاب ويس‪ ،‬والثانية حخخم الخخدخان والثالثخخة حخخم‬
‫السجدة‪ ،‬والرابعة تبارك الذي بيده الملك‪ ،‬فإذا سلمت فاحمد ال وأثن عليخخه‬
‫وصل على النبي وآله‪ ،‬واستغفر للمؤمنين مأة مرة ثخخم قخخل )اللهخخم ازجرنخخي‬
‫بترك معاصيك أبدا( إلى قوله‪) :‬من أن أتكلف( إلى قوله‪) :‬لترام يخخا ال خ يخخا‬
‫رحمن أسألك بجللك وبنورك( إلى قوله )كتابك القرآن المنزل على رسولك‬
‫وترزقني( إلى قوله‪ :‬ل يرام يا ال يا رحمخخن أسخخألك بجللخخك وبنخخورك( إلخخى‬
‫قوله )بصري وتطلق لساني وتفرح به قلبي وتشرح به صخخدري و تسخختعمل‬
‫به بدنى وتقويني على ذلك وتعينني عليه فخخانه ل يعيخخن علخخى الخيخخر غيخخرك‬
‫ول يوفق إل أنت( إلى آخر الخدعاء )‪ - 29 .(1‬الجمخال‪ :‬صخخلة اخخخرى ليلخخة‬
‫الجمعة للحوائج آخر الليل أربع ركعات تقخرأ فخي الولخى الحمخد مخرة ويخس‬
‫مرة‪ ،‬ثم تركع‪ ،‬فإذا رفعت رأسك من الركوع تقخخرأ وإذا سخخألك عبخخادي عنخخي‬
‫فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنخخوا بخخي لعلهخخم‬
‫يرشدون‪ ،‬تردد ذكرها مائة مرة وتقرأ في الثانية الحمخد مرتيخخن ويخس مخرة‬
‫وتقنت وتركع وترفع رأسك وتقرأ المقدم ذكرهخخا مخخائة مخخرة ثخخم تسخخجد فخخإذا‬
‫فرغت من السجدتين تتشخخهد وتنهخخض إلخخى الثالثخخة مخخن غيخخر تسخخليم‪ ،‬فتقخخرأ‬
‫الحمخخد ثلث مخخرات ويخخس مخخرة‪ ،‬فخخإذا رفعخخت رأسخخك مخخن الركخخوع تقخخرأ‬
‫)فسيكفيكهم ال وهو السميع العليم(‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ ،391 :‬ومثله في قرب السناد ص ‪ 176‬ط نجف‪.‬‬


‫]‪[322‬‬

‫مأة مرة‪ ،‬وتقرأ في الركعة الرابعة الحمد أربع مرات‪ ،‬ويس مرة‪ ،‬وتقرأ بعد الركخخوع‬
‫)رب إنخخي مسخخني الضخخر وأنخخت أرحخخم الراحميخخن( فخخإذا سخخلمت سخخجدت‬
‫واستغفرت ال مائة مرة‪ ،‬وتضخع خخدك اليمخن علخى الرض وتصخلي علخى‬
‫محمد وآله مائة مرة وتضع خدك اليسر على الرض وتقرأ )إنمخخا أمخخره إذا‬
‫أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( وتدعو بما شئت يستجاب لخخك إنشخخاء ال خ‬
‫تعالى‪ .‬صلة الحاجة في ليلة الجمعة وليلة عيد الضحى ركعتين تقرأ فاتحة‬
‫الكتاب إلى إياك نعبد وإياك نستعين وتكخخرر ذلخك مخخائة مخخرة وتتخخم الحمخد ثخخم‬
‫تقرأ قل هو ال أحد مأتي مرة في كل ركعة ثم تسلم وتقخخول لحخخول ول قخخوة‬
‫إل بال العلي العظيم‪ ،‬سخخبعين مخخرة‪ ،‬وتسخخجد وتقخخول مخخأتى مخخرة‪ ،‬يخخا رب يخخا‬
‫رب‪ ،‬وتسأل كل حاجة‪ .‬صلة اخرى ليلة الجمعة ركعتين تقرأ‪ :‬في كل ركعخخة‬
‫فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة مرة‪ ،‬والخلص خمخخس عشخخرة مخخرة‪ ،‬فخخإذا‬
‫سلمت صليت على محمد وآله مأة مرة‪ .‬صلة اخخخرى ليلخخة الجمعخخة ركعخختين‬
‫في كل ركعة الحمد مخخرة وإذا زلزلخخت الرض زلزالهخا خمسخين مخرة‪ .‬صخلة‬
‫الخضر عليه السلم في ليلة الجمعة أربع ركعخخات بتسخخليمتين تقخخرأ فخخي كخخل‬
‫ركعة فاتحة الكتاب مرة ومائة مرة )وذالنون إذ ذهب مغاضخخبا فظخخن أن لخخن‬
‫نقخخدر عليخخه فنخادى فخخي الظلمخخات أن ل إلخخه إل أنخخت سخخبحانك إنخخي كنخخت مخخن‬
‫الظالمين فاستجبنا له ونجينخخاه مخخن الغخخم وكخخذلك ننجخخي المخخؤمنين وافخخوض‬
‫أمرى إلى ال إن ال بصير بالعباد فوقيه ال سيئات مخخا مكخخروا وحخخاق بخخآل‬
‫فرعون سوء العذاب( فإذا فرغت من صلتك فقل مائة مرة لحخخول ول قخخوة‬
‫إل بال العلي العظيم‪ ،‬ثخخم تسخخئل حاجتخخك فانهخخا مقتضخخية إنشخخاء الخخ‪ .‬صخخلة‬
‫اخرى ليلة الجمعة‪ :‬روي عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قخخال‪ :‬مخخن‬
‫صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمخخد مخخرة وقخخل هخخو الخ أحخخد‬
‫سبعين مرة‪ ،‬فإذا فرغ من صلته يقول أستغفر ال‪ ،‬سخخبعين مخخرة‪ ،‬فقيخخل يخخا‬
‫رسول ال فما ثواب هاتين الركعتين ؟‬

‫]‪[323‬‬

‫قال‪ :‬والذي بعثني بالحق نبيا إن جميع امتي لو دعالهم هذا المصخخلي بهخخذه الصخخلة‪،‬‬
‫وبهذا الستغفار لخذ لهم من ال الجنة بشخخفاعته‪ ،‬فيعطيخخه الخ بكخخل حخخرف‬
‫قرأ في هخخذا السخختغفار بعخخدد نجخخوم السخخماء دورا‪ ،‬فخخي كخخل دار بعخخدد نجخخوم‬
‫السماء قصور‪ ،‬في كل قصر بعدد نجوم السماء خزائن‪ ،‬في كل خزينة بعخخدد‬
‫نجوم السماء أسرة‪ ،‬في كخخل سخخرير بعخخدد نجخخوم السخخماء فخخرش‪ ،‬وعلخخى كخخل‬
‫فرش بعدد نجوم السماء وسايد‪ ،‬وبعخخدد نجخخوم السخخماء جخخوار‪ ،‬لكخخل جاريخخة‬
‫منهن بعدد نجوم السماء وصايف‪ ،‬وولدان‪ ،‬في كل بيت بعدد نجوم السخخماء‬
‫صحايف‪ ،‬في كل صحيفة بعدد نجوم السماء ألخخوان الطعخخام‪ ،‬ل يشخخبه ريحخخه‬
‫ولطعمخخه بعضخخه بعضخخا‪ ،‬ويعطخخي ال خ كخخل هخخذا الثخخواب لمخخن صخخلى هخخاتين‬
‫الركعتين‪ .‬صلة اخرى لهذه الليلة وهي صلة الحاجة لمخخر الخخخوف تصخخوم‬
‫الربعاء والخميس والجمعة‪ ،‬وتصلي اثنتى عشرة ركعة تقرأ فيهن فخخي كخخل‬
‫ركعة الحمد مرة وقل هو ال أحخخد عشخخر مخخرات‪ ،‬فخخإذا صخخليت أربخخع ركعخخات‬
‫قلت‪) :‬اللهم يخا سخابق الفخوت‪ ،‬ويخا سخامع الصخوت‪ ،‬ويخا محخي العظخام بعخد‬
‫الموت‪ ،‬وهي رميم‪ ،‬أسألك باسخمك العظيخخم العظخم‪ ،‬أن تصخلي علخى محمخخد‬
‫عبدك ورسولك وأهل بيته الطاهرين‪ ،‬وتعجل لي الفرج مما أنا فيه برحتمك‬
‫يا أرحم الراحمين(‪ .‬بيان‪) :‬يا سابق الفوت( أي ل يسبقه فخخائت‪ ،‬ول يخخخرج‬
‫من قدرته ما هو بمعخخرض الفخخوت‪ ،‬أو يقتخخدم علخخى الفخخوت ويغلخخب عليخخه فل‬
‫يعجزه فوت فائت‪ - 30 .‬مهج الدعوات‪ :‬رأيت في كتاب كنوز النجاح تأليف‬
‫الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ‪ -‬ره ‪ -‬عن مولنا الحجة عجل‬
‫ال فرجه ما هذا لفظه روى أحمد بن الدربي عن خزامة عن أبخخي عبخخد ال خ‬
‫الحسين بن محمد البزوفري قال‪ :‬خرج عن الناحية المقدسة‪ :‬من كخخانت لخخه‬
‫إلى ال تعالى حاجة فليغتسل ليلة الجمعة بعخخد نصخخف الليخخل‪ ،‬ويخخأتي مصخخله‬
‫ويصلي ركعتين يقرأ فخخي الركعخة الولخى الحمخد فخإذا بلخغ إيخاك نعبخد وإيخاك‬
‫نستعين‪ ،‬يكررها مائة مرة‪ ،‬ويتمم في المأة إلى آخر السخخورة ويقخخرأ سخخورة‬
‫التوحيد مرة واحدة ويسبح فيهما سبعة سبعة ويصلي الركعخخة الثانيخخة علخخى‬
‫هيئة‬

‫]‪[324‬‬

‫الولى‪ ،‬ويدعو بهذا الدعاء‪ ،‬فان ال تعالى يقضي حاجته البتخخه كائنخخا مخخا كخخان إل أن‬
‫يكون في قطيعة رحم والدعاء‪ :‬اللهم إن أطعتك فالمحمدة لك‪ ،‬وإن عصخخيتك‬
‫فالحجة لك‪ ،‬منك الروح و منك الفرج‪ ،‬سبحان من أنعم وشكر‪ ،‬سبحان مخخن‬
‫قدر وغفر‪ ،‬اللهم إن كنت قد عصيتك فاني قد أطعتك في أحب الشخخياء إليخخك‬
‫وهو اليمان بك‪ ،‬لم أتخذ لك ولدا ولم أدع لك شريكا منا منك به علخخى لمنخخا‬
‫مني به عليك‪ ،‬وقد عصيتك يا إلهى على غير وجخخه المكخخابرة‪ ،‬ول الخخخروج‬
‫عن عبوديتك‪ ،‬ول الجحود لربوبيتك‪ ،‬ولكن أطعت هواي وأزلني الشخخيطان‪،‬‬
‫فلك الحجة على والبيخخان‪ ،‬فخخان تعخخذبني فبخخذنوبي غيخخر ظخالم‪ ،‬وإن تغفخخر لخخي‬
‫وترحمني فانك جواد كريم يا كريم يا كريم‪ ...‬حتى ينقطع النفس‪ .‬ثخخم يقخخول‪:‬‬
‫يا آمنا من كل شئ‪ ،‬وكل شئ منك خائف حخذر‪ ،‬أسخألك بأمنخك مخخن كخل شخخئ‬
‫وخوف كل شئ منك‪ ،‬أن تصلي على محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬وأن تعطينخخي أمانخخا‬
‫لنفسي وأهلي وولدي وساير مخخا أنعمخخت بخخه علخخى‪ ،‬حخختى ل أخخخاف أحخخدا ول‬
‫أحذر من شئ أبدا‪ ،‬إنك على كل شخخئ قخخدير‪ ،‬وحسخخبنا الخ ونعخخم الوكيخخل‪ .‬يخخا‬
‫كافي إبراهيم نمرود‪ ،‬ويا كافي موسى فرعون‪ ،‬ويا كخخافي محمخخد صخخلى الخ‬
‫عليه وآله الحزاب أسألك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تكفيني شخخر‬
‫فلن بن فلن‪ ...‬فيستكفى شر من يخاف شره‪ ،‬فانه يكفخخى شخخره إنشخخاء الخ‬
‫تعالى‪ .‬ثم يسجد ويسأل حاجته‪ ،‬ويتضرع إلى ال تعالى فانه مخخا مخخن مخخؤمن‬
‫ول مؤمنة صلى هذه الصلة ودعا بهذا الدعاء إل فتحت له أبخخواب السخخماء‬
‫للجابة‪ ،‬ويجاب في وقته وليلته كائنا ما كخخان‪ ،‬وذلخخك مخخن فضخخل الخ علينخخا‬
‫وعلى الناس )‪ .(1‬بيان‪) :‬فيستكفي( أي يدعو بكفاية شخخر مخخن يخخخاف شخخره‬
‫ويسميه ووالده‪ .‬البلد المين‪ :‬من كتاب كنوز النجاح قال‪ :‬خرج من الناحية‬
‫المقدسة وذكر نحوه‪.‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪.368 - 366 :‬‬

‫]‪[325‬‬

‫المكارم‪ :‬عن البزوفري مرفوعا مثله )‪ - 31 .(1‬جمال السبوع‪ :‬عن محمد بن علي‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن الحسن الخطيب‪ ،‬عن الحسين بن علخخي‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد الخ بخن الجخراح‪ ،‬عخن سخعيد بخن عبخد الكريخم‬
‫الواسطي‪ ،‬عن الربيع بن صبيح‪ ،‬عن الحسن قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال خ‬
‫عليه وآله‪ :‬من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء اثنتي عشخخرة ركعخخة‬
‫يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الخ أحخخد أربعيخخن مخخرة لقيتخخه علخخى‬
‫الصخخراط وصخخافحته ورافقتخخه‪ ،‬ومخخن لقيتخخه علخخى الصخخراط وصخخافحته كفيتخخه‬
‫الحساب والميزان‪ .‬المتهجد‪ :‬مرسل مثله )‪ - 32 .(2‬الجمال‪ :‬عن محمد بن‬
‫علي بن شاذان‪ ،‬عن ميسرة بن علخخي‪ ،‬عخخن الحسخخين ابخخن علخخي الطنافسخخي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الجراح‪ ،‬عن المحخخاربي‪ ،‬عخخن سخخليمان الفخخزاري‪،‬‬
‫عن عمر بن عبد ال مولى عقبة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخه وآلخه‪:‬‬
‫من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء الخرة عشرين ركعخة يقخرأ فخي‬
‫كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وقل هو ال أحد عشر مرات‪ ،‬حفظه ال تعالى‬
‫في أهله وماله ودينه ودنيخاه وآخرتخه‪ .‬المتهجخد‪ :‬مرسخل مثلخه )‪- 33 .(3‬‬
‫الجمال‪ :‬عن علي بن عبد الرحمن بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سليمان ابخخن‬
‫منصور‪ ،‬عن أحمد بن حامد‪ ،‬عخن محمخد بخن جعفخر‪ ،‬عخن أحمخد بخخن سخهيل‬
‫الوراق‪ ،‬عن عبد ال بن داود‪ ،‬عن ثابت بن حماد‪ ،‬عن المختار‪ ،‬عخخن أنخخس‬
‫بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬مخخن صخخلى ليلخخة الجمعخخة‬
‫ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب وإذا زلزلخت خمخس عشخرة مخرة آمنخه الخ‬
‫تعالى من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة‪ .‬المتهجد‪ :‬مرسل مثله )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (4 - 2) .391 - 390 .‬مصباح المتهجد‪.180 :‬‬

‫]‪[326‬‬
‫رسالة الشهيد الثاني‪ :‬في أعمال الجمعة‪ ،‬عن ابن عباس عنه صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫مثله‪ - 34 .‬الجمال‪ :‬عن محمد بن أحمد بن شاذان‪ ،‬عن أحمخخد بخخن الحسخخن‪،‬‬
‫عن محمد ابن الحسن الجرى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بخخن الحسخخن‬
‫البلخي‪ ،‬عن عبد ال بن المبارك‪ ،‬عن أبي حفص‪ ،‬عن حميخخد الطويخخل‪ ،‬عخخن‬
‫أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‪ :‬مخن صخلى ليلخة‬
‫الجمعة أو يومها أو ليلة الخميخخس أو يخخومه أو ليلخخة الثنيخخن أو يخخومه أربخخع‬
‫ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحخخة الكتخخاب سخخبع مخخرات وإنخخا أنزلنخخاه فخخي ليلخخة‬
‫القدر مرة‪ ،‬ويفصل بينهما بتسليمة‪ ،‬فإذا فرغ منهخخا يقخخول مخخائة مخخرة اللهخخم‬
‫صخخل علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬ومخخائة مخخرة اللهخخم صخخل علخخى محمخخد وعلخخى‬
‫جبرئيل‪ ،‬أعطاه ال سبعين ألف قصر في كل قصر سبعون ألف بيت في كخخل‬
‫بيت سبعون ألف دار‪ ،‬فخخي كخخل دار سخخبعون ألخخف جاريخخة‪ .‬المتهجخخد‪ :‬مرسخخل‬
‫مثله )‪ - 35 .(1‬الجمال‪ :‬عن أبي الفضل محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمخخد بخخن‬
‫أحمد بن إسماعيل الدمي‪ ،‬عن أحمد بن منصور الرمادي‪ ،‬عن عبد الرزاق‬
‫بن همام‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عخخن عبخخد الرحمخخن بخخن جخخابر‪،‬‬
‫عن سلمان الفارسي ‪ -‬رضي الخ عنخخه ‪ -‬عخن أميخخر المخؤمنين صخخلوات الخ‬
‫عليه‪ ،‬عن النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬مخخن صخخلى ليلخخة الجمعخخة أربخخع‬
‫ركعات ل يفرق بينها يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مخخرة وسخخورة الجمعخخة‬
‫مرة و المعوذتين عشر مرات وقل هو ال أحد عشر مخخرات‪ ،‬وآيخخة الكرسخخي‬
‫وقل يا أيها الكافرون مرة‪ ،‬ويستغفر ال في كل ركعة سبعين مرة‪ ،‬ويصخخلي‬
‫على النبي وآله سبعين مرة‪ ،‬ويقول‪ :‬سبحان ال والحمد ل ول إلخخه إل ال خ‬
‫وال أكبر‪ ،‬ول حول ولقوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬سبعين مرة غفخخر ال خ لخخه‬
‫ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقضى ال تعخالى لخه سخبعين حاجخة مخن حخوائج‬
‫الدنيا‪ ،‬وسبعين حاجة من حوائج الخرة‪ ،‬وكتب له ألف حسنة ومحخخى عنخخه‬
‫ألف سيئة وأعطى جميع ما يريد‪ ،‬وإن كان عاقا لوالديه غفر له‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪(*) .181 :‬‬

‫]‪[327‬‬

‫المتهجد‪ :‬مرسل مثله إلى قوله وما تأخر ثم قال‪ :‬إلى آخر الخبر )‪ - 36 .(1‬الجمال‪:‬‬
‫عن علي بن عبد الرحمن بن عيسى‪ ،‬عن الحسخين بخن سخليمان عخن محمخد‬
‫بن حامد‪ ،‬عن محمد بن السرى‪ ،‬عن علي بن داود‪ ،‬عخخن عبخخد الرحمخخن بخخن‬
‫بشير عن أبي مورد‪ ،‬عن سليمان بخن هشخام‪ ،‬عخن ابخن عمخرو أبخي هريخرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قرأ في ليلة الجمعة أو يومهخخا‬
‫قل هو ال أحد مأتي مرة في أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة غفخخرت‬
‫ذنوبه‪ ،‬ولو كانت مثل زبد البحر‪ .‬المتهجد‪ :‬مرسل مثله )‪ - 37 .(2‬الجمال‪:‬‬
‫عن محمد بن علي القزويني‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن زمرة‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫أيخخوب‪ ،‬عخخن علخخي بخخن محمخخد الطيالسخخي‪ ،‬عخخن عبخخد ال خ بخخن الجخخراح‪ ،‬عخخن‬
‫المحاربي عخخن أبخخي بكخخر المخخدني‪ ،‬عخخن سخخلمان بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن مطلخخب بخخن‬
‫حنطب‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآلخخه قخخال‪ :‬مخخن صخخلى ليلخخة الجمعخخة أربخخع‬
‫ركعات يقرأ فيها قل هو ال أحد ألف مخخرة فخخي كخخل ركعخخة مخخائتين وخمسخخين‬
‫مرة‪ ،‬لم يمت حتى يرى الجنة أو ترى لخخه‪ - 38 .‬الجمخخال‪ :‬عخخن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة قخخل هخخو‬
‫ال أحد خمسين مرة ويقول في آخر صلته )اللهم صل علخخى النخخبي العربخخي‬
‫وآله( غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬وكأنما قرأ القرآن اثني عشخخر‬
‫ألف مرة‪ ،‬ورفع ال عنه يوم القيامة الجوع والعطش‪ ،‬وفخخرج الخ عنخخه كخخل‬
‫هم و حزن‪ ،‬وعصمه مخخن إبليخخس وجنخخوده‪ ،‬ولخخم تكتخخب عليخخه خطيئة البتخخة‪،‬‬
‫وخفف ال عليه سكرات الموت‪ ،‬فان مات في يخخومه أو ليلتخخه مخخات شخخهيدا‪،‬‬
‫ورفخخع عنخخه عخخذاب القخخبر‪ ،‬ولخخم يسخخأل الخ شخخيئا إل أعطخخاه‪ ،‬وتقبخخل صخخلته‬
‫وصخخيامه‪ ،‬واسخختجاب دعخاءه‪ ،‬ولخم يقبخخض ملخخك المخخوت روحخخه حخختى يجيئه‬
‫رضوان بريحان من الجنة وشراب من الجنة‪ .‬وعنخه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫أنه قال‪ :‬من صلى ليلة الجمعة إحدى عشرة ركعة بتسليمة واحدة يقخخرأ فخخي‬
‫كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو ال أحد مخخرة مخخرة‪ ،‬وقخخل أعخخوذ بخخرب الفلخخق‬
‫مرة‪ ،‬وقل أعوذ برب الناس مرة‪ ،‬فإذا فرغ من صلته خر ساجدا وقخخال فخخي‬
‫سجوده‬

‫)‪ (2 - 1‬مصباح المتهجد‪.181 :‬‬

‫]‪[328‬‬

‫سبع مرات لحول ول قوة إل بخخال العلخي العظيخخم‪ ،‬دخخخل الجنخة يخخوم القيامخة مخخن أي‬
‫أبوابها شاء‪ ،‬ويعطيه ال تعالى بكل ركعة ثواب نبى من النبياء‪ ،‬وبنى الخخ‬
‫تعالى له بكل ركعة مدينة ويكتب الخ لخخه ثخخواب كخخل آيخخة قرأهخخا ثخخواب حجخخة‬
‫وعمرة‪ ،‬وكان يوم القيامة في زمرة النبياء عليهم السخخلم‪ .‬المتهجخخد‪ :‬مثخخل‬
‫الخبرين مع اختصار في الفضل )‪ - 39 .(1‬الجمال‪ :‬صلة ليلة الجمعة بين‬
‫المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كخخل ركعخخة فاتحخخة الكتخخاب مخخرة‬
‫وقل هو ال أحد عشر مرات‪.‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪.181‬‬

‫]‪[329‬‬
‫‪) " - 4‬باب( " * " )أعمال يوم الجمعة وآدابه ووظخخائفه( " * ‪ - 1‬القبخخال‪ :‬روينخخا‬
‫باسنادنا إلخى الحسخن بخن محبخوب‪ ،‬عخن مالخك بخن عطيخة‪ ،‬عخن أبخي حمخزة‬
‫الثمالي‪ ،‬عخن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬ادع فخخي العيخخدين والجمعخخة إذا‬
‫تهيأت للخروج بهذا الدعاء‪ :‬اللهم من تهيأ في هذا اليوم أو تعبخخأ أو أعخد أو‬
‫استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وفواضله وعطاياه‪ ،‬فان إليخخك‬
‫يخخا سخخيدي تهيئتخخي وتعخخبئتي وإعخخدادي واسخختعدادي رجخخاء رفخخدك وجخخوائزك‬
‫ونوافلك وفواضلك وعطخخائك‪ ،‬وقخخد غخخدوت إلخخى عيخخد مخخن أعيخخاد امخخة محمخخد‬
‫صلوات ال عليه وآله ولم أفد إليك اليوم بعمخخل صخخالح أثخخق بخخه قخخدمته‪ ،‬ول‬
‫توجهت بمخلوق أملته‪ ،‬ولكن أتيتخخك خاضخخعا مقخخرا بخخذنوبي‪ ،‬وإسخخاءتي إلخخى‬
‫نفسي فيا عظيم يا عظيم‪ ،‬اغفر لي العظيم من ذنوبي‪ ،‬فانه ل يغفخخر الخخذنوب‬
‫العظام إل أنت يا ل إله إل أنت يا أرحم الراحمين )‪ - 2 .(1‬المتهجخخد‪ :‬روي‬
‫عن النخبي صخلى الخ عليخه وآلخه أن الخيخر والشخر يضخاعفان يخوم الجمعخة‬
‫فينبغي للنسان أن يستكثر من الخير فيخخه‪ ،‬ويتجنخخب الشخخر‪ ،‬والحجامخخة فيخخه‬
‫مكروهة وروي جوازها‪ .‬ومن أكيد السنن فيه الغسل ووقته من بعخخد طلخخوع‬
‫الفجر إلى الزوال‪ ،‬وكلما قارب الزوال كان أفضخخل‪ ،‬فخخإذا أراد الغسخخل فليقخخل‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمخدا عبخده ورسخوله‬
‫صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ ،‬اللهخخم صخخل علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬واجعلنخخي مخخن‬
‫التوابين واجعلني من المتطهريخن‪ ،‬والحمخد لخ رب العخالمين‪ .‬ويسختحب أن‬
‫يقص أظفاره ويقول عند ذلك )بسم ال وبال وعلى سنة رسول‬

‫)‪ (1‬كتاب اقبال العمال‪.280 :‬‬

‫]‪[330‬‬

‫ال والئمة من بعده عليه وعليهم السلم‪ .‬ويأخذ من شاربه ويقول‪ :‬بسم ال وعلخخى‬
‫ملة رسول ال صلى ال عليه وآله وملة أمير المؤمنين والوصخخياء عليهخخم‬
‫السلم‪ .‬وينبغي أن يمس شيئا من الطيب جسده‪ ،‬ويلبس أطهخخر ثيخخابه‪ ،‬فخخإذا‬
‫تهيأ للخروج إلى الصلة قال‪ :‬اللهم من تهيأ في هذا اليوم إلخى آخخخر مخا مخخر‬
‫برواية السيد )‪ - 3 .(1‬المتهجد وجمخخال السخخبوع‪ :‬ويسخختحب زيخخارة النخخبي‬
‫صلى الخ عليخخه وآلخخه والئمخخة عليهخم السخخلم فخخي يخخوم الجمعخخة‪ ،‬روي عخن‬
‫الصادق جعفر بن محمد عليه السلم أنه قال‪ :‬من أراد أن يزور قبر رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسخخن والحسخخين و‬
‫قبور الحجج عليهم السلم وهو في بلده فليغتسل في يخخوم الجمعخخة وليلبخخس‬
‫ثوبين نظيفين وليخرج إلى فلة مخخن الرض ثخخم يصخخلي أربخخع ركعخات يقخخرء‬
‫فيهن ما تيسر من القرآن‪ ،‬فخإذا تشخهد وسخلم فليقخم مسختقبل القبلخة وليقخل‪:‬‬
‫السخلم عليخك أيهخا النخبي ورحمخخة الخ وبركخخاته‪ ،‬السخلم عليخخك أيهخا النخخبي‬
‫المرسخخخل‪ ،‬والوصخخخي المرتضخخخى‪ ،‬والسخخخيدة الكخخخبرى والسخخخيدة الزهخخخراء‪،‬‬
‫والسبطان المنتجبان والولد العلم‪ ،‬والمنخخاء المنتجبخخون‪ ،‬جئت انقطاعخخا‬
‫إليكم وإلى آبائكم‪ ،‬و ولخخدكم الخلخخف‪ ،‬علخخى بركخخة الحخخق‪ ،‬فقلخخبي لكخخم مسخخلم‪،‬‬
‫ونصرتي لكم معذة‪ ،‬حتى يحكم ال لدينه‪ ،‬فمعكخم معكخم ل مخع عخدوكم‪ ،‬إنخي‬
‫لمن القائلين بفضلكم‪ ،‬مقر برجعتكم‪ ،‬ل انكرل قدرة‪ ،‬ول أزعخخم إل مخخا شخخاء‬
‫الخخ‪ ،‬سخخبحان الخ ذي الملخخك والملكخخوت‪ ،‬يسخخبح لخ بأسخخمائه جميخخع خلقخخه‪،‬‬
‫والسلم على أرواحكخخم وأجسخخادكم‪ ،‬والسخخلم عليكخخم ورحمخخة الخ وبركخخاته‪.‬‬
‫وفي رواية اخرى‪ :‬افعل ذلك على سخخطح دارك )‪ .(2‬أقخخول‪ :‬ثخخم أورد الشخخيخ‬
‫قدس سره زيارة اخرى للحسين عليه السلم أوردتها في‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪ (2) .189 - 188 :‬مصباح المتهجد‪.200 :‬‬

‫]‪[331‬‬

‫كتخخاب المخخزار )‪ (1‬مخخع غيرهخخا وشخخرح جميعهخخا ولخخم نوردهخخا ههنخخا لعخخدم ظهخخور‬
‫الختصاص بيوم الجمعة مخخن روايتهخخا‪ - 4 .‬المتهجخخد‪ :‬وروي الخخترغيب فخخي‬
‫صومه إل أن الفضل أن ل يتفرد بصخومه إل بصخوم يخوم قبلخه‪ ،‬وروي فخي‬
‫أكل الرمان فيه وفي ليلته فضل كخخثير‪ ،‬ويكخخره السخخفر فيخخه ابتخخداء ويسخختحب‬
‫الكثار فيه من الصلة على النبي صلى ال عليه وآلخخه وإن تمكخخن مخخن ذلخخك‬
‫ألف مرة كان له ثواب كثير‪ .‬ويسخختحب عقيخخب الفجخخر يخخوم الجمعخخة أن يقخخرأ‬
‫مائة مرة قل هو ال أحد‪ ،‬ويصخخلي علخخى النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مخخائة‬
‫مرة‪ ،‬وأن يستغفر ال مائة مرة‪ ،‬ويقرة سورة النساء وسورة هود والكهف‬
‫والصخخافات والرحمخخن ويقخخول‪ :‬اللهخخم اجعخخل صخخلواتك و صخخلوات ملئكتخخك‬
‫ورسلك على محمد وآل محمخخد‪ ،‬ويقخخول اللهخخم صخخل علخخى محمخخد وآل محمخخد‬
‫وعجل فرجهم‪ .‬ويستحب أن يدعو أيضا بهذا الدعاء‪ :‬اللهم إني تعمدت إليك‬
‫بحاجتي‪ ،‬و أنزلت بك اليوم فقري وفخخاقتي ومسخخكنتي‪ ،‬وأنخخا لمغفرتخخك أرجخخا‬
‫مني لعملي‪ ،‬ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي‪ ،‬فتخخول قضخخاء كخخل حاجخخة‬
‫لي بقدرتك عليها‪ ،‬وتيسر ذلك عليك ولفقري إليك‪ ،‬فاني لم اصب خيخخرا قخخط‬
‫إل منك‪ ،‬ولم يصخخرف عنخخي سخخوءا قخخط أحخخد غيخخرك‪ ،‬ولسخخت أرجخخو لخرتخخي‬
‫ودنياى غيرك ول ليوم فقرى يوم يفردنى الناس في حفرتي‪ ،‬وافضخخى إليخخك‬
‫بذنبي سواك )‪ - 5 .(2‬جمال السبوع‪ :‬حدث أبو الحسين محمد بن هخخارون‬
‫التلعكبري‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عياش‪ ،‬عن علي بخن محمخد بخن الزبيخر‪،‬‬
‫عخن علخي بخن الحسخن بخن فضخال‪ ،‬عخن إبراهيخم بخن أبخي بكخر‪ ،‬عخن بعخض‬
‫أصحابه‪ ،‬عن إسماعيل بن منصور الزبخالي‪ ،‬عخن أبخي ركخاز قخال‪ :‬قخال أبخو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬من قال يوم الجمعة حين يصلي الغخخداة قبخخل أن يتكلخخم‬
‫وحدث به أيضا أبو المفضل محمخخد بخخن عبخد الخ بخن مطلخب عخن حميخد بخن‬
‫زياد‪ ،‬عن علي بن‬

‫)‪ (1‬راجح ج ‪ 101‬ص ‪ (2) .369 - 368‬مصباح المتهجد ص ‪.197‬‬

‫]‪[332‬‬

‫بزرج الحناط‪ ،‬عن محمد بن جعفر المكفوف‪ ،‬عن إسخخماعيل بخخن منصخخور‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫ركاز‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من قال يخخوم الجمعخخة حيخخن يصخخلي‬
‫الغداة قبل أن يتكلم‪ :‬اللهم ما قلت في جمعتي هذه من قول أو حلف فيها من‬
‫حلف أو نذرت فيها من نذر فمشيتك بين يدي ذلخخك كلخخه‪ ،‬فمخخا شخخئت منخخه أن‬
‫يكون كان‪ ،‬وما لم تشأ منه لم يكن‪ ،‬اللهم اغفر لي وتجاوز عني‪ ،‬اللهم مخخن‬
‫صليت عليه فصلواتي عليه‪ ،‬ومن لعنت فلعنتي عليه‪ .‬كان كفارة من جمعخخة‬
‫إلى جمعة‪ ،‬وزاد فيه مصنف كتاب جامع الدعوات‪ :‬ومن قالها في كل جمعة‬
‫وفي كل سنة كانت كفارة لما بينهمخخا‪ ،‬وزاد أبخخو المفضخخل فخخي آخخخر الخدعاء‪:‬‬
‫وإن شئت قرأت كل جمعة كخخان مخخن الجمعخخة إلخخى الجمعخخة‪ ،‬ومخخن شخخهر إلخخى‬
‫شهر ومن سنة إلى سنة‪ .‬ومنه‪ :‬قال‪ :‬حخخدث أبخخو عبخخد الخ أحمخخد بخخن محمخخد‬
‫الجوهري قال كتب إلى محمد بن أحمد بخخن سخخنان يقخخول‪ :‬حخدثني أبخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده محمد بن سنان قال‪ :‬قال لي العالم عليه السلم‪ :‬يا محمد بخخن‬
‫سنان هل دعوت في هذا اليوم بالواجب مخخن الخخدعاء ؟ وكخخان يخخوم الجمعخخة‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬وما هخخو يخخا مخخولى ؟ قخخال‪ :‬تقخخول‪ :‬السخخلم عليخخك أيهخخا اليخخوم الجديخخد‬
‫المتبارك الذي جعله ال عيدا لوليائه المطهرين من الدنس‪ ،‬الخارجين مخخن‬
‫البلوى‪ ،‬المكرورين مع أوليائه‪ ،‬المصفين من العكخخر‪ ،‬البخخاذلين أنفسخخهم فخخي‬
‫محبة أولياء الرحمن تسليما‪ ،‬السلم عليكم سخلما دائمخا أبخدا‪ .‬وتلتفخت إلخى‬
‫الشمس وتقول‪ :‬السلم عليك أيتها الشمس الطالعة‪ ،‬والنور الفاضخخل البهخخى‬
‫اشهدك بتوحيخدي الخ لتكخوني شخاهدي إذا ظهخر الخرب لفصخل القضخاء فخي‬
‫العالم الجديد‪ .‬اللهم إني أعوذ بك وبنور وجهك الكريم أن تشوه خلقي‪ ،‬وأن‬
‫تردد روحي في العذاب‪ ،‬بنورك المحجوب عن كل ناظر‪ ،‬نور قلبي‪ ،‬فاني أنا‬
‫عبدك وفي قبضتك‪ ،‬ولرب لي سواك‪ ،‬اللهم إني أتقرب إليك بقلخخب خاضخخع‪،‬‬
‫وإلى وليك ببدن خاشع وإلى الئمة الراشدين بفؤاد متواضع‪ ،‬وإلخخى النقبخخاء‬
‫الكرام والنجباء العزة بالذل‬

‫]‪[333‬‬

‫وأرغم أنفي لمن وحدك‪ ،‬ول إله غيخخرك‪ ،‬ول خخخالق سخخواك‪ ،‬واصخخغر خخخدي لوليخخائك‬
‫المقربين‪ ،‬وأنفي عنك كل ضد وند‪ ،‬فاني أنا عبدك الذليل المعخخترف بخخذنوبي‬
‫أسخخئلك يخخا سخخدي حطهخا عنخخي‪ ،‬وتخليصخخى مخخن الدنخخاس والرجخاس‪ ،‬إلهخخى‬
‫وسخخيدي قخخد انقطعخخت عخخن ذوي القربخخي‪ ،‬واسخختغنيت بخخك عخخن أهخخل الخخدنيا‪،‬‬
‫متعرضا لمعروفك‪ ،‬أعطني مخن معروفخك معروفخا تغنينخي بخه عمخن سخواك‪.‬‬
‫بيان‪ :‬لعل المراد بالولياء أول الشيعة‪ ،‬أو خواصهم‪ ،‬والدنس سوء العقايخخد‬
‫والبلوى الفتتان والكر الرجوع‪ ،‬يقخخال كخخره وكخخر بنفسخخه يتعخخدى ول يتعخخدى‬
‫وهو إشارة إلى الرجعة‪ ،‬والعكر بالتحريك دردى الزيت وغيره‪ ،‬استعير هنا‬
‫للعقايخد والعمخال الرديخة‪ ،‬واصخغر بخالغين المعجمخة أي اذلخل‪ ،‬وفخي بعخض‬
‫النسخ بالمهملة‪ ،‬وهو ل يناسب المقام‪ ،‬وإن ناسب الخد لنخخه بمعنخخى إمالخخة‬
‫الخخخد تكخخبرا إل أن يخخراد بخخه إمخخاة الخخوجه عخخن أعخخدائهم لهخخم وبسخخببهم‪- 6 .‬‬
‫الجمال‪ :‬حدثني الجماعخة الخذين قخدمت أسخماءهم باسخنادهم إلخى محمخخد بخخن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي الوشخخاء‪ ،‬عخخن‬
‫زيد أبي اسامة الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬سخخمعته يقخخول‪:‬‬
‫ما من عمل يوم الجمعة أفضل مخن الصخلوات علخى محمخد وآل محمخد‪ ،‬ولخو‬
‫مائة مرة ومرة‪ ،‬قال‪ :‬قلخخت كيخخف اصخخلي عليهخخم ؟ قخال‪ :‬تقخخول‪ :‬اللهخخم اجعخخل‬
‫صلواتك وصلوات ملئكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك على محمد وأهل‬
‫بيت محمد عليه وعليهم السخخلم ورحمخخة الخ وبركخخاته‪ - 7 .‬البلخد‪ :‬روي أن‬
‫من قرأ الجحد عشرا قبر طلوع الشمس من يوم الجمعة ودعا استجيب لخخه‪.‬‬
‫‪ - 8‬من أصل قديم مخخن مؤلفخخات قخخدمائنا‪ ،‬فخخإذا صخخليت الفجخخر يخخوم الجمعخخة‪،‬‬
‫فابتدئ بهذه الشهادة‪ ،‬ثم بالصلة على محمخخد وآلخخه وهخخي هخخذه‪ :‬اللهخخم أنخخت‬
‫ربي ورب كل شئ‪ ،‬وخالق كل شخخئ آمنخخت بخخك وبملئكتخخك وكتبخخك ورسخخلك‪،‬‬
‫وبالساعة والبعث والنشور‪ ،‬وبلقائك والحساب ووعدك ووعيدك وبالمغفرة‬
‫والعذاب‪ ،‬وقدرك وقضائك‪ ،‬ورضيت بك ربا‪ ،‬وبالسلم دينا‪ ،‬و‬

‫]‪[334‬‬

‫بمحمد صلى ال عليه وآله نبيا‪ ،‬وبخالقرآن كتابخا وحكمخا‪ ،‬وبالكعبخة قبلخة‪ ،‬وبحججخك‬
‫على خلقك حججاو أئمة‪ ،‬وبالمؤمنين إخوانا‪ ،‬وكفخرت بخالجبت والطخاغوت‪،‬‬
‫وباللت والعزى‪ ،‬وبجميع مخخا يعبخخد دونخخك‪ ،‬واستمسخخكت بخخالعروة الخخوثقى ل‬
‫انفصام لها وال سميع عليم‪ .‬وأشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار‬
‫الرضين السابعة سواك باطل ل إله إل أنت وحدك ل شخخريك لخخك‪ ،‬كنخخت قبخخل‬
‫اليام والليالي‪ ،‬وقبل الزمان و الدهور‪ ،‬قبل كخخل شخخئ إذ أنخخت حخخي قبخخل كخخل‬
‫حي وحي بعد كل حي‪ ،‬تباركت وتعاليت في عليائك وتقدست فخخي أسخخمائك ل‬
‫إله غيرك‪ ،‬ولرب سواك‪ ،‬وأنت حي قيوم ملك قدوس متعال أبدا‪ ،‬لنفاد لخخك‬
‫ول فناء ول زوال ولغاية ول منتهخخى‪ .‬ل إلخخه فخخي السخخموات والرضخخين إل‬
‫أنت تعظمت حميدا‪ ،‬وتحمدت كريما وتكخخبرت رحيمخخا‪ ،‬وكنخخت عزيخخزا قخخديما‪،‬‬
‫قديرا مجيدا‪ ،‬تعاليت قدوسخخا رحيمخا قخديرا وتوحخخدت إلهخا جبخارا قويخخا عليخا‬
‫عليما عظيما كبيرا‪ ،‬وتفخخردت بخلخخق الخلخخق كلهخم فمخخا خخخالق بخخارئ مصخخور‬
‫متقن غيرك‪ ،‬وتعاليت قاهرا معبودا مبدئا معيدا منعما مفضل جخخوادا ماجخخدا‬
‫رحيما كريما‪ .‬فأنت الرب الذى لخم تخزل ول تخزال وتضخرب بخك المثخال‪ ،‬ول‬
‫يغيخخرك الخخدهور‪ ،‬ول يفنيخخك الزمخخان ول تخخداولك اليخخام‪ ،‬ول يختلخخف عليخخك‬
‫الليخخالي ول تحاولخخك القخخدار‪ ،‬ول تبلغخخك الجخخال‪ ،‬ل زوال لملكخخك ول فنخخاء‬
‫لسلطانك‪ ،‬ول انقطاع لذكرك ول تبديل لكماتك‪ ،‬ول تحويل لسنتك‪ ،‬ولخلخخف‬
‫لوعدك‪ ،‬ول تأخذك سنة ولنوم و ل يمسك نصخخب ول لغخخوب‪ .‬فخخأنت الجليخخل‬
‫القديم الول الخر الباطن الظاهر القدوس عزت أسماؤك‪ ،‬و جل ثناؤك‪ ،‬ول‬
‫إله سواك‪ ،‬وصفت نفسك أحدا صمدا فردا لم تتخذ صخخاحبة ول ولخخدا لخخم تلخخد‬
‫ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد‪.‬‬

‫]‪[335‬‬

‫أنت الدائم في غير وصب ول نصب‪ ،‬لم تشغلك رحمتك عن عخخذابك‪ ،‬ول عخخذابك عخخن‬
‫رحمتك‪ ،‬خلقت خلقك من غير وحشة بك إليهخخم‪ ،‬ول انخخس بهخخم‪ ،‬وابتخخدعتهم‬
‫لمن شئ كان ول بشئ شبهتهم‪ .‬ل يرام عزك‪ ،‬ول يستضعف أمخخرك‪ ،‬لعخخز‬
‫لمن أذللت‪ ،‬ولذل لمن أعخخززت‪ ،‬أسخخمعت مخخن دعخخوت‪ ،‬وأجبخخت مخخن دعخخاك‪.‬‬
‫اللهم اكتب شهادتي هذه واجعلها عهدا عندك تخوفنيه يخوم تسخئل الصخادقين‬
‫عن صدقهم‪ ،‬وذلك قولخخك )ل يملكخخون الشخخفاعة إل مخخن اتخخخذ عنخخد الرحمخخن‬
‫عهدا( اللهم إنى أتوجه إليك بمحمد نبيك صلى ال عليه وآله‪ ،‬وبايماني به‪،‬‬
‫وبطاعتي له‪ ،‬وتصديقي بما جاء به من عندك‪ ،‬فنزل به الخخروح الميخخن مخخن‬
‫وحيك علخخى محمخخد نخخبي الرحمخخة‪ ،‬القخخائد إلخخى الرحمخخة‪ ،‬الخخذي بطخخاعته تنخخال‬
‫الرحمة‪ ،‬وبمعصيته تهتك العصخمة صخلى الخ عليخه وآلخه ورحخم وكخرم‪ .‬يخا‬
‫داحي المدحوات‪ ،‬ويا باني المسموكات‪ ،‬ويا مرسخخى المرسخخيات‪ ،‬ويخخا جبخخار‬
‫السماوات‪ ،‬وخالق القلوب على فطرتها شخخقيها وسخخعيدها‪ ،‬وباسخخط الرحمخخة‬
‫للمتقين اجعل شرايف صلواتك‪ ،‬ونوامى بركاتخخك‪ ،‬ورأفخخة تحننخخك وعواطخخف‬
‫زواكي رحمتك على محمد عبدك ورسخخولك الفاتخخح لمخخا اغلخخق‪ ،‬والخخخاتم لمخخا‬
‫سخبق‪ ،‬ومظهخر الحخق بخالحق ودامخغ الباطخل كمخا حملتخه فاضخطلع بخأمرك‪،‬‬
‫محتمل لطاعتك‪ ،‬مستوفزا في مرضاتك غيرنا كخخل فخخي قخخدم‪ ،‬ول واهخخن فخخي‬
‫عزم‪ ،‬حافظا لعهدك‪ ،‬ماضيا على نفاذ أمرك‪ ،‬حتى أورى قبس القخخابس وبخخه‬
‫هخخديت القلخخوب بعخخد خوضخخات الفتخخن‪ ،‬وأقخخام موضخخحات العلم‪ ،‬ومنيخخرات‬
‫السلم‪ ،‬ونائرات الحكام‪ .‬فهو أمينك المخخأمون‪ ،‬وخخخازن علمخخك المخخخزون‪،‬‬
‫وشهيدك يوم الدين‪ ،‬وبعيثك نعمة ورسولك رحمة‪ ،‬فافسخخح لخخه مفسخخحا فخخي‬
‫عدلك‪ ،‬وأجزه مضعفات الخيخخر مخخن فضخخلك مهنخخات غيخخر مكخخدرات مخخن فخخوز‬
‫فوائدك المحلول وجزيل عطخخائك الموصخخول‪ .‬اللهخخم أعخخل علخخى بنخخاء البخخانين‬
‫بناءه‪ ،‬وأكرم لديك نزله ومثواه وأتمم له نوره وأرناه بابتعاثك إياه مرضخخى‬
‫المقالة‪ ،‬مقبول الشهادة‪ ،‬ذا منطق عدل‪ ،‬وخطة فصل‬
‫]‪[336‬‬

‫وحجة وبرهان عظيم الجخخزاء‪ .‬اللهخخم اجعلنخخا شخخافعين مخلصخخين‪ ،‬وأوليخخاء مطيعيخخن‪،‬‬
‫ورفقاء مصاحبين‪ ،‬أبلغه منا السلم‪ ،‬وأوردنا عليه وأورد عليه منا السلم‪.‬‬
‫اللهم إني أشهدو الشهادة حظخخي‪ ،‬والحخخق علخخي أن محمخخدا عبخخدك ورسخخولك‬
‫ونبيخخك وصخخفيك ونجيخخك وأمينخخك ونجيبخخك وحبيبخخك‪ ،‬وصخخفوتك مخخن خلقخخك‪،‬‬
‫وخليلك و خاصك وخالصتك‪ ،‬وخيرتك من بريتك‪ ،‬النبي الذي هديتنا به مخخن‬
‫الضللة‪ ،‬وعلمتنا به من الجهالة‪ ،‬وبصرتنا به من العمى‪ ،‬وأقمتنا بخخه علخخى‬
‫المحجة العظمى‪ ،‬وسبيل التقوى‪ ،‬وأخرجتنا بخخه مخخن الغمخخرات‪ ،‬وأنقخخذتنا بخخه‬
‫من شخخفا جخرف الهلكخات‪ .‬أمينخك علخى وحيخك‪ ،‬ومسخختودع سخرك وحكمتخخك‪،‬‬
‫ورسولك إلى خلقك‪ ،‬وحجتك على عبخادك‪ ،‬ومبلخغ وحيخك‪ ،‬ومخؤدي عهخدك‪،‬‬
‫وجعلته رحمة للعالمين‪ ،‬ونورا يستضئ به المؤمنخخون‪ ،‬يبشخخر بالجزيخخل مخخن‬
‫ثوابك‪ ،‬وينذر بخخالليم مخخن عقابخخك‪ .‬فأشخخهد أنخخه قخخد جخخاء بخخالحق مخخن عنخخدك‪،‬‬
‫وعبدك حتى أتاه اليقين من وعدك‪ ،‬وأنه لسانك في خلقك‪ ،‬وعينك والشخخاهد‬
‫لك‪ ،‬والدليل عليك‪ ،‬والداعى إليك والحجة على بريتخخك‪ ،‬والسخخبب فيمخخا بينخخك‬
‫وبينهم‪ .‬وإنه قد صدع بأمرك‪ ،‬وبلغ رسالتك‪ ،‬وتل آياتك‪ ،‬وحذر أيامك وأحل‬
‫حللك وحرم حرامك‪ ،‬وبين فرايضك‪ ،‬وأقام حدودك وأحكامك‪ ،‬وحض علخخى‬
‫عبادتك‪ ،‬وأمر بطاعتك‪ ،‬وائتمر بها‪ ،‬ونهخخى عخخن معصخخيتك‪ ،‬وانتهخخى عنهخخا‪،‬‬
‫ودل على حسن الخلق وأخذ بها‪ ،‬ونهى عخخن مسخخاوي الخلق واجتنبهخخا‪،‬‬
‫ووالى أولياءك قول وعمل‪ ،‬وعادى أعداءك قول وعمل‪ ،‬ودعا إلى سخخبيلك‬
‫بالحكمة والموعظة الحسنة‪ .‬وأشهد أنه لخخم يكخخن سخخاحرا ول مسخخحورا‪ ،‬ول‬
‫شخخاعرا ول مجنونخخا‪ ،‬ول كاهنخخا و ل أفاكخخا ول جاحخخدا ول كخخذابا ول شخخاكاو‬
‫لمرتابخخا وأنخخه رسخخولك وخخخاتم النخخبيين جخخاء بخخالوحي مخخن عنخخدك‪ ،‬وصخخدق‬
‫المرسلين‪.‬‬

‫]‪[337‬‬

‫وأشهد أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الليم‪ ،‬وأن الذين آمنوا به واتبعوا النور الخخذي‬
‫انزل معه اولئك هم المتقون‪ .‬اللهخم صخل علخى محمخد وآلخه أفضخل وأشخرف‬
‫وأكمل وأكبر وأطيب وأطهر وأتم وأعم وأزكى وأنمى وأحسن وأجمل وأكثر‬
‫ما صليت على أحد من الولين والخرين إنك حميد مجيد‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى‬
‫محمد حيا‪ ،‬وصل على محمد ميتا‪ ،‬وصل على محمخخد مبعوثخخا‪ ،‬و صخخل علخخى‬
‫روحه في الرواح الطيبة‪ ،‬وصخل علخى جسخده فخي الجسخاد الزاكيخة‪ .‬اللهخم‬
‫شرف بينانه‪ ،‬وكرم مقامه‪ ،‬وأضئ نوره‪ ،‬وأبلغه الدرجة الوسيلة عندك فخخي‬
‫الرفعة والفضيلة‪ ،‬وأعطخخه حخختى يرضخخى وزده بعخخد الرضخخى‪ ،‬وابعثخخه مقامخخا‬
‫محمودا‪ ،‬اللهم صل عليه بكل منقبة من مناقبه‪ ،‬وموقف من مواقفه‪ ،‬وحخخال‬
‫من أحواله رأيته لك فيها ناصرا‪ ،‬وعلى مكروه بلئه صابرا‪ ،‬صخخلة تعطيخخه‬
‫بها خصائص من عطائك‪ ،‬وفضائل من حبائك‪ ،‬تكرم بها وجهه‪ ،‬وتعظم بهخخا‬
‫خطره‪ ،‬وتنمي بها ذكره‪ ،‬وتفلج بها حجته‪ ،‬وتظهر بها عذره‪ ،‬حتى تبلغ به‬
‫أفضل ما وعدته من جزيل جزائك‪ ،‬وأعددت له من كريم حبائك‪ ،‬وذخرت له‬
‫من واسع عطائك‪ .‬اللهم شرف في القيامة مقامه‪ ،‬وقرب منك مثواه وأعطه‬
‫أعظم الوسائل‪ ،‬و أشرف المنازل‪ ،‬وعظم حوضه‪ ،‬وأكرم وارديخخه وكخخثرهم‪،‬‬
‫وتقبل في امته شفاعته وفيمن سواهم من المم‪ ،‬وأعطه سؤله في خاصخخته‬
‫وعامته‪ ،‬وبلغه في الشرف والتفضيل أفضل ما بلغخخت أحخدا مخخن المرسخخلين‪،‬‬
‫الذين قاموا بحقك‪ ،‬وذبوا عن حرمك‪ ،‬وأفشوا في الخلق إعخخذارك وإنخخذارك‪،‬‬
‫وعبدوك حتى أتاهم اليقيخخن‪ .‬اللهخخم اجعخخل محمخخدا أفضخخل خلقخخك منخخك زلقخخى‪،‬‬
‫وأعظمهم عندك شخخرفا‪ ،‬وأرفعهخخم منخخزل وأقربهخخم مكانخخا‪ ،‬وأوجههخخم عنخخدك‬
‫جاها‪ ،‬وأكثرهم تبعا‪ ،‬وأمكنهم شخخفاعة‪ ،‬و أجزلهخخم عطيخخة‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى‬
‫محمخخد وآلخخه صخخلة يثمخخر سخخناها‪ ،‬ويسخخمو أعلهخخا‪ ،‬وتشخخرق اولهخا وتنمخخى‬
‫اخريها‪ ،‬نبى الرحمة‪ ،‬والقائد إلى الرحمة‪ ،‬الذي بطاعته تنال الرحمة‬

‫]‪[338‬‬

‫وبمعصيته تهتك العصمة‪ ،‬وسلم عليه سلما عزيزا يوجب كثيرا ويخخومن ثبخخورا أبخخدا‬
‫إلى يوم الدين‪ .‬وعلى آله مصابيح الظلم‪ ،‬ومرابيع النام‪ ،‬ودعائم السخخلم‪،‬‬
‫الخخذين إذا قخخالوا صخخدقوا‪ ،‬وإذا خخخرس المغتخخابون نطقخخوا‪ ،‬آثخخروا رضخخاك‪،‬‬
‫وأخلصخخوا حبخخك‪ ،‬واستشخخعروا خشخخيتك‪ ،‬ووجلخخوا منخخك‪ ،‬وخخخافوا مقامخخك‪،‬‬
‫وفزعخخوا مخخن وعيخخدك‪ ،‬ورجخخوا أيامخخك‪ ،‬و هخخابوا عظمتخخك‪ ،‬ومجخخدوا كرمخخك‪،‬‬
‫وكخخبروا شخخأنك‪ ،‬ووكخخدوا ميثاقخخك‪ ،‬وأحكمخخوا عخخرى طاعتخخك‪ ،‬واستبشخخروا‬
‫بنعمتك‪ ،‬وانتظروا روحك‪ ،‬وعظموا جللك‪ ،‬وسددوا عقود حقخخك بمخخوالتهم‬
‫من والك‪ ،‬ومعاداتهم من عاداك‪ ،‬وصخخبرهم علخخى مخخا أصخخابهم فخخي محبتخخك‪،‬‬
‫ودعائهم بالحكمة والموعظخخة الحسخخنة إلخى سخخبيلك‪ ،‬ومجخخادلتهم بخالتي هخخي‬
‫أحسخخن مخخن عانخخدك‪ ،‬وتحليلهخخم حللخخك‪ ،‬وتحريمهخخم حرامخخك‪ ،‬حخختى أظهخخروا‬
‫دعوتك‪ ،‬وأعلنوا دينك وأقاموا حدودك‪ ،‬واتبعوا فرائضخخك‪ ،‬فبلغخخوا فخخي ذلخخك‬
‫منك الرضى‪ ،‬وسلموا لك القضاء‪ ،‬وصدقوا من رسخخلك مخخن مضخخى‪ ،‬ودعخخوا‬
‫إلى سبيل كل مرتضى‪ .‬الذين من اتخذهم مآبخا سخلم‪ ،‬ومخن اسختتر بهخم جنخة‬
‫عصم‪ ،‬ومن دعاهم إلى المعضلت لبوه‪ ،‬ومن استعطاهم الخير آتوه‪ ،‬صلة‬
‫كثيرة زاكية نامية مباركة صلة لتحد ول تبلخغ نعتهخا‪ ،‬ول تخخدرك حخدودها‪،‬‬
‫ول يوصخخف كنههخخا‪ ،‬ول يحصخخى عخخددها وسخخلم عليهخخم بانجخخاز وعخخدهم‪،‬‬
‫وسعادة جدهم‪ ،‬وإسناد رفخدهم‪ ،‬كمخا قلخت )سخلم علخى آل ياسخين إنخا كخذلك‬
‫نجزي المحسخخنين(‪ .‬اللهخخم اخلخخف فيهخخم محمخخدا أحسخخن مخخا خلفخخت أحخخدا مخخن‬
‫المرسلين في خلفائهم‪ ،‬والئمة من بعدهم حتى تبلغ برسولك وبهم كمال ما‬
‫تقربه أعينهم في الدنيا والخرة‪ ،‬مما لتعلخخم نفخخس مخخا اخفخخي لهخخم مخخن قخخرة‬
‫أعين جزاء بما كانوا يعملون‪ ،‬واجعلهم في مزيخخد كرامتخخك‪ ،‬وجزيخخل جخخزائك‬
‫ممخخا لعيخخن رأت‪ ،‬ول اذن سخخمعت‪ ،‬وأعطهخخم مخخا يتمنخخون وزدهخخم بعخخد مخخا‬
‫يرضون‪ ،‬وعرف جميع خلقك فضل محمد وآل محمد‪ ،‬ومنزلتهم منك‪ ،‬حخختى‬
‫يقروا بفضلك فضلهم وشرفهم‪ ،‬ويعرفوا لهخخم حقهخخم الخخذي أوجبخخت عليهخخم‪،‬‬
‫من فرض‬

‫]‪[339‬‬

‫طاعتهم ومحبتهم‪ ،‬وابتاع أمرهم‪ ،‬واجعلنا سامعين لهم مطيعيخخن‪ ،‬ولسخخنتهم تخخابعين‪،‬‬
‫وعلى عدوهم من الناصرين‪ ،‬وفيما دعوا إليه ودلوا عليخخه مخخن المصخخدقين‪.‬‬
‫اللهم فانا قد أقررنا لهم بذلك‪ ،‬وبما أمرتنا به على ألسنتهم‪ ،‬ونشهد أن ذلخك‬
‫مخخن عنخخدك‪ ،‬وفبرضخخاهم نرجخخو رضخخاك‪ ،‬وبسخخخطهم نخشخخى سخخخطك‪ .‬اللهخخم‬
‫فتوفنا على ملتهخخم‪ ،‬واحشخخرنا فخخي زمرتهخخم‪ ،‬واجعلنخخا ممخخن تقخخر عينخخه غخخدا‬
‫برؤيتهم‪ ،‬وأوردنا حوضهم‪ ،‬وأسقنا بكأسهم‪ ،‬وأدخلنا في كل خيخخر أدخلتهخخم‬
‫فيه‪ ،‬وأخرجنا من كل سوء أخرجتهم منخخه‪ ،‬حخختى نسخختوجب ثوابخخك‪ ،‬وننجخخو‬
‫من عقابك‪ ،‬ونلقاك وأنت عنا راض‪ ،‬ونحن لك مرضيون‪ ،‬صلوات ال ربنخخا‬
‫الرؤف الرحيم على نبينا وآله أجمعين‪ .‬اللهم إنخخا نسخخألك بمحمخخد وآل محمخخد‬
‫الموصخخوفين بمعرفتخخك‪ ،‬تقربخخا إليخخك بالمسخخألة وهربخخا منخخك غيخخر بخخالغ فخخي‬
‫مسئلتي لهم معشخخار مخخا برحمتخخك أعتقخخد لهخخم‪ ،‬إل التمخخاس المناصخخحة لهخخم‪،‬‬
‫وثواب موعودك‪ ،‬والتوجه إليهم بهم والشفاعة لنا منهم‪ .‬اللهم إنخخي أسخخألك‬
‫لل محمد الماضين من أئمة الهدى أفضل المنازل عندك‪ ،‬و أحبها إليك مخخن‬
‫الشرف العلى‪ ،‬والمكان الرفيع من الدرجات العلى‪ ،‬يا شديد القخخوى‪ ،‬نفحخخة‬
‫من عطائك التى لمن فيها ول أذى‪ .‬خصهم منك بالفوز العظيم‪ ،‬في النظخخرة‬
‫والنعيم‪ ،‬والثواب الدائم المقيم‪ ،‬الذي لنصخخب فيخخه ول يريخخم‪ .‬اللهخخم أسخخكنهم‬
‫الغرف المبنية‪ ،‬على الفرش المرفوعخخة والسخخرر المصخخفوفة متكئيخن عليهخخا‬
‫متقخخابلين‪ ،‬ل يسخخمعون فيهخخا لغخخوا ول تأثيمخخا إل قيل سخخلما سخخلما‪ ،‬يخخا رب‬
‫العخخالمين‪ .‬اللهخخم ارفخخع محمخخدا فخخي أعلخخى علييخخن‪ ،‬فخخوق منخخازل المرسخخلين‪،‬‬
‫وملئكتك المقربين وجميع النبيين وصفوتك من خلقك أجمعين‪ ،‬برحمتك يخخا‬
‫أرحم الراحمين‪ ،‬اللهم أجزهم بشكر نعمتك‪ ،‬وتعظيم حرمتك‪ ،‬جخخزاء لجخخزاء‬
‫فوقه‪ ،‬وعطاء لعطاء مثله‪ ،‬وخلخخودا ل خلخخود يشخخاكله‪ ،‬ول يطمخخع أحخخد فخخي‬
‫مثله‪ ،‬ول يقدر أحد قدره‪ ،‬ول تهتدي‬

‫]‪[340‬‬

‫اللباب إلى طلبه‪ ،‬نعمة لما شكروا من أياديك‪ ،‬وإرصادا لما صبروا على الذى فيك‪.‬‬
‫اللهم وعلى الباقي منهم فترحم‪ ،‬وما وعدتهم من نصخخرك فتمخخم‪ ،‬وأشخخياعهم‬
‫من كل سوء سلم‪ ،‬وبهم يا رب العالمين جناح الكفر فحطم‪ ،‬وأموال الظلمخخة‬
‫وليك فغنم‪ ،‬وكن لهم وليا وحافظا وناصرا‪ ،‬واجعلهم والمؤمنين أكثر نفيرا‪،‬‬
‫وأنزل عليهم من السماء ملئكخخة أنصخخارا‪ ،‬وابعخخث لهخخم مخخن أنفسخخهم لخخدماء‬
‫أسلفهم ثارا‪ ،‬ول تدع على الرض من الكخخافرين ديخخارا‪ ،‬ول تخخزد الظخخالمين‬
‫إل خسخخارا‪ .‬اللهخخم مخخد لل محمخخد وأشخخياعهم فخخي الجخخال‪ ،‬وخصخخهم بصخخالح‬
‫العمال‪ ،‬ول تجعلنا ممخخن تسخختبدل بهخخم البخخدال‪ ،‬يخا ذالجخخود والفعخخال‪ .‬اللهخم‬
‫خص آل محمد بالوسيلة‪ ،‬وأعطهم أفضل الفضخخيلة‪ ،‬واقخخض لهخخم فخخي الخخدينا‬
‫بأحسن القضية‪ ،‬واحكم بينهم وبين عدوهم بالعخدل والوفخا‪ ،‬واجعلنخا يخا رب‬
‫لهم أعوانا ووزراء‪ ،‬ول تشمت بنا وبهم العخخداء‪ .‬اللهخخم احفخخظ محمخخدا وآل‬
‫محمد‪ ،‬وأتباعهم وأولياءهم بالليل والنهار من أهل الجحد والنكار‪ ،‬واكفهم‬
‫حسد كل حاسد متكبر جبار‪ ،‬وسلطهم على كل ناكث ختار حخختى يقضخخوا مخخن‬
‫عدوك وعدوهم الوطار‪ ،‬واجعل عدوهم مخخع الذليخخن والشخخرار وكبهخخم رب‬
‫على وجوههم في النار‪ ،‬إنك الواحد القهار‪ .‬اللهم كن لوليك فخخي خلقخخك وليخخا‬
‫وحافظا وقخخائدا وناصخخرا حخختى تسخخكنه أرضخخك طوعخخا‪ ،‬وتمتعخخه منهخخا طخخول‪،‬‬
‫وتجعله وذريته فيها الئمخخة الخخوارثين‪ ،‬واجمخع لخخه شخمله وأكمخل لخه أمخخره‪،‬‬
‫وأصلح له رعيته‪ ،‬وثبت ركنه‪ ،‬وافرغ الصبر منك عليه حتى ينتقم فيشتفى‬
‫ويشخخفى حخخزازات قلخخوب نغلخخة‪ ،‬وحخخرارت صخخدور وغخخرة‪ ،‬وحسخخرات أنفخخس‬
‫ترحة‪ ،‬من دماء مسفوكة‪ ،‬وأرحام مقطوعة ]وطاعة[ مجهولخة قخد أحسخنت‬
‫إليه البلء‪ ،‬ووسعت عليه اللء‪ ،‬وأتممت عليه النعمخخاء‪ ،‬فخخي حسخخن الحفخظ‬
‫منك له‪ .‬اللهم اكفه هخول عخدوه‪ ،‬وأنسخهم ذكخره‪ ،‬وأرد مخن أراده‪ ،‬وكخد مخن‬
‫كاده‪ ،‬وامكر بمن مكر به‪ ،‬واجعل دائرة السوء عليهم‪ ،‬اللهم فخخض جمعهخخم‪،‬‬
‫وفل حدهم‪ ،‬وأرعب‬

‫]‪[341‬‬

‫قلوبهم‪ ،‬وزلزل أقدامهم‪ ،‬واصدع شخخعبهم‪ ،‬وشخختتت أمرهخخم‪ ،‬فخخانهم أضخخاعوا الصخخلة‬
‫وابتعوا الشهوات‪ ،‬وعملوا السيئات‪ ،‬واجتنبوا الحسخخنات‪ ،‬فخخخذهم بخخالمثلت‬
‫وأرهم الحسرات‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ .‬اللهم صل علخخى جميخخع المرسخخلين‬
‫والنبيين‪ ،‬الذين بلغوا عنك الهدى‪ ،‬و اعتقدوا لك المواثيق بالطاعة‪ ،‬ودعوا‬
‫العباد بالنصيحة‪ ،‬وصبروا على مالقوا في جنبك من الذى والتكذيب‪ ،‬وصل‬
‫علخخى أزواجهخخم وذراريهخخم وجميخخع أتبخخاعهم مخخن المسخخلمين والمسخخلمات‪،‬‬
‫والمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬والسلم عليهم جميعا ورحمخخة الخ وبركخخاته‪ .‬اللهخخم‬
‫صل على ملئكتخخك المقربيخخن‪ ،‬وأهخخل طاعتخخك أجمعيخخن‪ ،‬صخخلة زاكيخخة ناميخخة‬
‫طيبة‪ ،‬وخص آل نبينا الطيبين السخخامعين لخخك‪ ،‬المطيعيخخن القخخوامين بخخأمرك‪،‬‬
‫الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا‪ ،‬وارتضيتهم لخدينك‪ ،‬أنصخارا‪،‬‬
‫وجعلتهم حفظة لسخخرك‪ ،‬ومسخختودعا لحكمتخخك‪ ،‬وتراجمخخة لوحيخخك‪ ،‬وشخخهداء‬
‫على خلقك‪ ،‬وأعلمخخا لعبخخادك‪ ،‬ومنخخارا فخخي بلدك فخخانهم عبخخادك المكرمخخون‪،‬‬
‫الذين ل يسبقونك بخالقول وهخم بخأمرك يعملخون‪ ،‬يخخافون بخالغيب وهخم مخن‬
‫الساعة مشفقون‪ ،‬بصلوات كثيرة طيبة زاكية مباركة ناميخخة بجخخودك وسخخعة‬
‫رحمتخخك مخخن جزيخخل مخخا عنخخدك فخخي الوليخخن والخريخخن واخلخخف عليهخخم فخخي‬
‫الغابرين‪ .‬اللهم اقصص بنا آثارهم‪ ،‬واسلك بناسخخبلهم‪ ،‬وأحينخخا علخخى دينهخخم‪،‬‬
‫وتوفنا على ملتهم‪ ،‬وأعنا على قضاء حقهم الذي أوجبته علينخخا لهخخم‪ ،‬وتمخخم‬
‫لنا ما عرفتنا من حقهم‪ ،‬والولية لوليائهم‪ ،‬والبراءة من أعدائهم‪ ،‬والحخخب‬
‫لمن أحبوا‪ ،‬والبغض لمن أبغضوا‪ ،‬والعمل بما رضوا‪ ،‬والخخترك لمخخا كرهخخوا‪،‬‬
‫وكما جعلتهم السخخبب إليخخك‪ ،‬و السخخبيل إلخخى طاعتخخك‪ ،‬والوسخخيلة إلخخى جنتخخك‪،‬‬
‫والدلء على طرقك‪ .‬اللهخم صخل علخى محمخد وآل محمخد‪ ،‬وعجخل فرجهخم ‪-‬‬
‫تقوله ألف مرة إن قدرت عليه ‪ -‬وصلى ال علخخى محمخخد وآل محمخخد وسخخلم‪،‬‬
‫اللهم اجعل فرجى معهم يا أرحم الراحمين‪ ،‬ثم قخخل مخخائة مخخرة‪ :‬صخخلوات الخ‬
‫وملئكته ورسله وجميع خلقه على محمد النبي وآل محمد‬

‫]‪[342‬‬

‫والسلم عليه وعليهم وعلى أرواحهخخم وأجسخخادهم ورحمخخة الخ وبركخخاته‪ .‬توضخخيح‪:‬‬
‫)لتحاولك القدار( أي ل تقصخخدك وتريخدك التقخديرات كالعبخاد يتخوجه إليهخم‬
‫قضخخاياك وتقخخديراتك‪ ،‬والوصخخب المخخرض )مسخختوفزا( أي مهتمخخا مسخختعجل‬
‫والوفز العجلخخة‪ ،‬واسخختوفز فخخي قعخدته انتصخخب فيهخخا غيخخر مطمئن وقخد تهيخخأ‬
‫للوثوب‪ ،‬وتوفز للشئ تهيأ‪ .‬وفي النهاية في حديث علي عليخخه السخخلم غيخخر‬
‫ناكل في قدم أي في تقدم ويقال‪ :‬رجل قدم إذا كان شجاعا‪ ،‬وقد يكخخون القخخدم‬
‫بمعنى المتقدم‪ ،‬وقال‪ :‬يقخخال‪ :‬ورى الزنخخد إذا خرجخخت نخخاره وأوراه غيخخره إذا‬
‫استخرجه ومنه حديث علي عليه السلم حتى أورى قبسا لقابس‪ ،‬أي أظهر‬
‫نورا مخن الحخخق لطخالب الهخدى انتهخخى‪ .‬والمحلخخول صخفة للفخخوز أو للفخوائد‪،‬‬
‫وذكخخر بتأويخخل لرعايخخة السخخجع وهخخو بمعنخخى الحخخال أو المحلخخل‪ ،‬ولعخخل فيخخه‬
‫تصحيفا‪ ،‬وفي النهاية فيه أن يفصل الخطة أي إذا تزل به أمر مشكل فصخخله‬
‫برأيه‪ ،‬الخطة الحال والمر والخطب انتهى‪) .‬وحخذر أيامخك( أي اليخام الختي‬
‫ينزل فيها العقوبات على المجرميخخن فخخي الخخدنيا والخخخرة‪ ،‬والفخخاك الكخخذاب‪،‬‬
‫والمرابيع المطار التي تجئ في أول الربيع )ل يريم( أي ل يبرح ول يخخزول‬
‫)على الفرش المرفوعة( أي الرفيعة القدر أو المنضدة المرتفعة‪ ،‬وقيل هخخي‬
‫النساء )لغوا( أي باطل )ول تأثيما( أي نسبة إلى إثخخم أي ل يقخخال لهخخم أثيخخم‬
‫)إل قيل( أي قول )سلما سلما(( بدل من )قيل( كقوله تعالى )ل يسخخمعون‬
‫فيها لغوا إل سلما( أو صفة له أو مفعخخوله بمعنخخى إل أن يقولخخوا سخخلما أو‬
‫مصخخدر و التكريخخر للدللخخة علخخى فشخخو السخخلم بينهخخم‪ .‬والرصخخاد العخخداد‪،‬‬
‫والتحطيم التكسير‪ ،‬والنفير من ينفر مع الرجخخل مخخن قخخومه وقيخخل هخخو جمخخع‬
‫نفروهم المجتمعون للذهاب إلى العدو )ممن تستبدل بهم( أي تذهب بنالعخخدم‬
‫قابليتنا لنصرة الحق وتأتي بغيرنا لذلك‪ .‬وفي القاموس الفعال كسحاب اسخخم‬
‫الفعل الحسن والكرم‪ ،‬أو يكون فخخي الخيخخر والشخخر‪ ،‬والوسخخيلة درجخخة للنخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله في القيامة تختص به‪ ،‬وقد مر شرحها في‬
‫]‪[343‬‬

‫أبواب المعاد‪ ،‬والختار الغدار‪ ،‬والوطار جمع الخخوطر وهخخو الحاجخخة‪ ،‬والؤتخخار جمخخع‬
‫الوتر بالفتح وهو طلخب الخدم‪ .‬ويقخال‪ :‬جمخع الخ شخملهم أي مخخا تشختت مخخن‬
‫أمرهخخم‪ ،‬وقخخال الراغخخب فخخي مفرداتخخه أفرغخخت الخخدلو صخخببت مخخا فيخخه‪ ،‬ومنخخه‬
‫استعير )أفرغ علينخخا صخخبرا( والشخختفاء والتشخخفي زوال مخخا فخخي القلخخب مخخن‬
‫الغيظ‪ ،‬وشفاء الغيظ إزالته‪ ،‬وفي الصخخحاح الحخخزازة وجمخخع فخخي القلخخب مخخن‬
‫غيظ ونحوه وقال نغل قلبه على أي ضغن‪ ،‬وقال الخخوغرة شخخدة توقخخد الحخخر‪،‬‬
‫ومنه قيل فخخي صخخدره علخخى وغخخر بالتسخخكين أي ضخخغن وعخخداوة وتوقخخد مخخن‬
‫الغيخخظ‪ ،‬وقخخال‪ :‬الخخترح ضخخد الفخخرح‪) .‬وطاعخخة مجهولخخة( أي جهلهخخم بوجخخوب‬
‫طاعتهم‪ ،‬وقال الراغب الدائرة عبارة عخخن الخخخط المحيخخط ثخخم عخخبر بهخخا عخخن‬
‫الحادثة‪ ،‬والدورة والدائرة في المكروه كما يقال‪ :‬دولخخة فخخي المحبخخوب‪ ،‬قخخال‬
‫تعالى‪) :‬نخشى أن تصيبنا دائرة( وقوله عزوجخخل‪) :‬و يخختربص بكخخم الخخدوائر‬
‫عليهم دائرة السوء( أي يحيط بهم السوء إحاطة الدائرة بمن فيها فل سبيل‬
‫لهم إلخخى النفكخخاك منخخه بخخوجه‪ .‬وقخخال الجخخوهرى الشخخعب الصخخدع فخخي الشخخئ‬
‫وإصلحه أيضا‪ ،‬وشعبت الشئ فرقته وشعبته جمعتخخه‪ ،‬وهخخو مخخن الضخخداد‪،‬‬
‫تقول‪ :‬التأم شعبهم إذا اجتمعوا بعد التفرق‪ ،‬و تفرق شعبهم إذا تفرقخخوا بعخخد‬
‫الجتماع‪ ،‬قال المثلة بفتح الميم وضم الثاء العقوبة‪ ،‬والجمع المثلت‪) .‬فخخي‬
‫جنبك( أي في طاعتك وقربك‪ ،‬والعلم جمع العلم‪ ،‬وهو العلمة يهتدى بها‬
‫في الطريق‪ ،‬والمنار أيضا علم الطريق‪ ،‬والموضع المرتفع توقخخد فخخي أعله‬
‫النار ليهتدي به من ضل الطريق‪ ،‬واستعيرا لهم لهتداء الخلق بهخخم عليهخخم‬
‫السلم‪) .‬بالغيب( حال عن الفاعل أو المفعخول أي حخال كخخونهم غخائبين عخن‬
‫الخلخخق أو عخن ربهخخم‪ ،‬أو حخخال كخخون ربهخخم غائبخخا عنهخخم‪ ،‬أو المخخراد بخخالغيب‬
‫القلخب‪ ،‬فخالبلء لللخة )مشخفقون( أي خخائفون‪ ،‬وقخوله‪) :‬بصخلوات( متعلخق‬
‫بخص )في الولين( أي خصهم بذلك من‬

‫]‪[344‬‬

‫بين الولين والخرين أو اجعل ذلك في الولين منهم والخرين )واخلف عليهخخم( أي‬
‫كن خليفة محمد صلى ال عليه وآله أو من مضى من الئمة )في الغابرين(‬
‫أي في الباقين منهم عليهم السلم وقد مر في باب صلة الجنائز وجخوه فخي‬
‫شرح هذه الفقخخرة‪ ،‬وتصخخحيحها إذا أردت الطلع عليهخخا فخخارجع إليخخه‪- 9 .‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري عن‬
‫أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن محمد بن عبد الخخ‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن عقبخخة‪ ،‬عخخن‬
‫زكريا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يحيى قال‪ :‬قال أبو عبخخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬مخخن قخخص‬
‫أظافيره يوم الخميس وترك واحدة ليخوم الجمعخخة نفخخى الخ عنخخه الفقخخر )‪.(1‬‬
‫ثخواب العمخال‪ :‬عخن محمخد بخن علخي مخاجيلويه‪ ،‬عخن محمخد العطخار‪ ،‬عخن‬
‫الشعري مثله )‪ - 10 .(2‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن‬
‫إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن النخخوفلي‪ ،‬عخخن السخخكوني‪ ،‬عخخن الصخخادق‪ ،‬عخخن آبخخائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أطرفوا أهخخاليكم فخخي‬
‫كل جمعة بشئ من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة‪ .‬وكان النبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس وإذا أراد أن‬
‫يدخل البيت فخخي الشخختاء مخخن الخخبرد دخخخل يخخوم الجمعخخة‪ .‬وقخخد روي أنخخه كخخان‬
‫دخوله وخروجه يوم الجمعة )‪ - 11 .(3‬تفسير على بن ابراهيم‪ :‬في رواية‬
‫أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم في قوله‪) :‬يا أيها الذين آمنخخوا إذا‬
‫نودي للصخلة مخخن يخوم الجمعخخة فاسخعوا إلخى ذكخر الخ وذروا الخبيع( يقخخول‬
‫اسعوا امضوا‪ ،‬ويقال‪ :‬اسعوا اعملوا لها‪ ،‬وهو قص الشارب‪ ،‬ونتف البخخط‪،‬‬
‫وتقليخخم الظخخافير‪ ،‬والغسخخل‪ ،‬ولبخخس أفضخخل ثيابخخك‪ ،‬وتطيخخب للجمعخخة‪ ،‬فهخخي‬
‫السعي‪ ،‬يقول ال )ومن أراد الخرة وسعى لها سعيها وهو‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .29‬ثواب العمال ص ‪ (3) .22‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪- 29‬‬
‫‪ ،30‬والسند ساقط عن مطبوعة الحجر‪.‬‬

‫]‪[345‬‬

‫مؤمن( )‪ - 12 .(1‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين‬
‫بن أبي الخطاب‪ ،‬عن صالح بن عقبة‪ ،‬عن أبي كهمش قال‪ :‬قلت لبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬علمني دعاء أستنزل به الرزق‪ ،‬قال لي‪ :‬خخخذ مخخن شخخاربك‬
‫وأظفارك‪ ،‬وليكن ذلك في يوم الجمعة )‪ .(2‬ثخخواب العمخخال‪ :‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسن بن الوليد‪ ،‬عن سعد مثله )‪ - 13 .(3‬الخصال وثواب العمال‪ :‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد ابن عيسى اليقطينى‪ ،‬عن أبخخي أيخخوب‬
‫المديني‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بخخن سخخالم عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم‪ :‬قال‪ :‬تقليم الظفار يوم الجمعة يؤمن من الجخخذام والخخبرص والعمخخى‬
‫وإن لم تحتج فحكها حكا‪ .‬وقال أبو عبد ال عليخخه السخخلم‪ :‬مخخن قلخخم أظفخخاره‬
‫وقص شاربه في كل جمعة ثم قال‪) :‬بسم ال وعلى سنة محمخخد وآل محمخخد(‬
‫اعطي بكل قلمة وجزازة عتق رقبة من ولد إسماعيل )‪ .(4‬ومنه عن أبيه‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن‬
‫أبي محمد الرازي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيخخه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من قلم أظفاره يوم‬
‫الجمعة أخرج ال من أنامله الداء‪ ،‬وأدخل فيه الخدواء وروى أنخه ل يصخيبه‬
‫جنخخون ول جخخذام ولبخخرص )‪ .(5‬ثخخواب العمخخال‪ :‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي إلى‬
‫)‪ (1‬تفسير القمخخى‪ ،679 :‬واليخة فخخي سخورة السخخراء‪ (2) .19 :‬الخصخال ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (3) .30‬ثواب العمال ص ‪ (4) .23‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ 30‬ثواب العمال‬
‫ص ‪ (5) .23‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.30‬‬

‫]‪[346‬‬

‫قوله‪ :‬الدواء )‪ .(1‬أعلم الدين‪ :‬مرسل مثله ومثل الحديث السخخابق‪ - 14 .‬الخصخخال‪:‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن أحمد ابن أبخخي عبخخد‬
‫ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن سخخليمان الجعفخخري قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا‬
‫الحسخخن عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬قلمخخوا أظفخخاركم يخخوم الثلثخخا‪ ،‬واسخختحموا يخخوم‬
‫الربعا‪ ،‬و أصيبوا من الحجام حاجتكم يوم الخميس‪ ،‬وتطيبوا بأطيب طيبكخخم‬
‫يوم الجمعة )‪ .(2‬العيخون‪ :‬عخن أبيخه وابخخن الوليخد معخا‪ ،‬عخن محمخخد العطخار‬
‫وأحمد بن إدريس معا عن محمد بن أحمخخد مثلخخه )‪ - 15 .(3‬الخصخخال‪ :‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أحمخخد الشخخعري‪ ،‬عخخن معاويخخة بخخن‬
‫حكيم‪ ،‬عن معمر بخخن خلد‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬ل‬
‫ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم‪ ،‬فان لم يقخخدر عليخخه فيخخوم ويخخوم ل‪،‬‬
‫فان لم يقدر ففي كل جمعة ول يدع ذلك )‪ .(4‬العيون‪ :‬عن أحمد بخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري مثلخه )‪ - 16 .(5‬الخصخال‪ :‬عخن أبيخه‪،‬‬
‫عن محمد العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد الشعري عن أحمد بن أبي عبخخد ال خ‬
‫البرقي‪ ،‬عن محمد بن موسى بن الفخرات‪ ،‬عخن علخي بخن مطخر عخن السخكن‬
‫الخزاز قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬ل حق علخخى كخخل محتلخخم‬
‫في كل جمعخخة‪ :‬أخخخذ شخخاربه وأظفخخاره‪ ،‬ومخخس شخخئ مخخن الطيخخب )‪- 17 .(6‬‬
‫الخصال‪ :‬عن أحمد بن زياد الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ (2) .22‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .30‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .279‬الخصخخال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .30‬عيخخون الخبخخار ج ‪ 1‬ص ‪- 279‬‬
‫‪ (6) .280‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.30‬‬

‫]‪[347‬‬

‫عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم معا‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخخه‬
‫السلم في الرجل يريد أن يعمل شيئا من الخير مثل الصدقة والصوم ونحخخو‬
‫هخخذا‪ ،‬قخخال‪ :‬يسخختحب أن يكخخون ذلخخك يخخوم الجمعخخة فخخان العمخخل يخخوم الجمعخخة‬
‫يضاعف )‪ .(1‬ومنه‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابراهيم بن أبخخي‬
‫البلد عمن رواه عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أنشد بيت شعر يوم‬
‫الجمعة فهو حظه من ذلك اليوم‪ ،‬وقال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬إذا‬
‫رأيتخخم الشخخيخ يحخخدث يخخوم الجمعخخة بأحخخاديث الجاهليخخة فخخارموا رأسخخه ولخخو‬
‫بالحصى )‪ .(2‬بيان‪ :‬يدل على جواز النهي عن المكروه والزجر على تركه‪،‬‬
‫ويمكن حمله على الحاديث الكاذبخة‪ ،‬أو علخى مخا إذا كخان النقخل علخى وجخه‬
‫التفاخر بالباء الكفرة‪ - 18 .‬الخصال‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عخخن‬
‫أيوب بن نوح‪ ،‬عن أبن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إذا كانت عشية الخميس وليلة الجمعة‪ ،‬نزلت ملئكخخة مخخن‬
‫السماء معها أقلم الذهب وصحف الفضة ل يكتبون عشية الخميس‪ ،‬وليلخخة‬
‫الجمعة‪ ،‬ويوم الجمعة‪ ،‬إلى أن تغيب الشمس‪ ،‬إل الصلة علخخى النخخبي وآلخخه‪،‬‬
‫صلى ال عليهم‪ ،‬ويكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة بكخخرة‪ ،‬مخخن‬
‫أجل الصله فأمخخا بعخد الصخخلة فجخايز يتخبرك بخخه )‪ - 19 .(3‬الخصخال‪ :‬عخن‬
‫محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب ابن يزيد‪ ،‬عن‬
‫ابن أبى عمير‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز قال‪ :‬سألت أبا عبخخد الخ عليخخه السخخلم‬
‫عن قول ال عزوجل‪) :‬فإذا قضخخيت الصخخلة فانتشخخروا فخخي الرض وابتغخخوا‬
‫من فضل ال( قال‪ :‬الصلة يوم الجمعة‪ ،‬والنتشخخار يخخوم السخخبت‪ .‬وقخخال أبخخو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬اف للرجل المسلم إن ل يفرغ نفسه في السبوع يخخوم‬
‫الجمعة لمر دينه فيسأل عنه )‪ - 20 .(4‬عن محمد بن علي بن الشاه‪ ،‬عن‬
‫أبي بكر بن عبد ال النيشابوري‬

‫)‪ (4 - 1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.31‬‬

‫]‪[348‬‬

‫عن عبد ال بن أحمد بن عخخامر‪ ،‬عخخن أبيخخه وعخخن أحمخخد بخخن إبراهيخخم الخخخوزي‪ ،‬عخخن‬
‫إبراهيم ابن مروان‪ ،‬عن جعفخر بخن محمخد الفقيخه‪ ،‬عخن أحمخد بخن عبخد الخ‬
‫الهروي وعن الحسين بن محمد الشناني العخخدل‪ ،‬عخخن علخخي بخخن محمخخد بخخن‬
‫مهرويه‪ ،‬عن داود بن سليمان كلهخم عخن الرضخخا‪ ،‬عخن أبيخخه‪ ،‬عخن الصخادق‬
‫عليه السلم قال‪ :‬السبت لنا‪ ،‬والحد لشيعتنا‪ ،‬والثنيخخن لبنخخي اميخخة‪ ،‬والثلثخخا‬
‫لشيعتهم‪ ،‬والربعا لبني العباس‪ ،‬والخميخخس لشخخيعتهم‪ ،‬والجمعخخة ل خ تعخخالى‬
‫ولساير الناس جميعا‪ ،‬وليس فيه سفر‪ ،‬قال ال تبارك وتعالى )فخخإذا قضخخيت‬
‫الصلة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل ال( يعنخى يخخوم السخخبت )‪.(1‬‬
‫‪ - 21‬قرب السناد‪ :‬عن عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن جده علي بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن‬
‫أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن النساء هل عليهخخن مخخن التطيخخب والخختزين‬
‫في الجمعة و العيدين ما على الرجال ؟ قال‪ :‬نعم )‪ - 22 .(2‬كتاب المسائل‪:‬‬
‫لعلي بن جعفر‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن العجوز والعخخائق هخخل‬
‫عليهما من التطيب إلى آخر الخبر )‪ - 23 .(3‬الحتجاج‪ :‬كتب الحميري إلى‬
‫القائم عليه السلم يسأله عخن صخلة جعفخر بخن أبخي طخالب فخي أي أوقاتهخا‬
‫أفضل أن تصلى فيه ؟ وهخخل فيهخخا قنخخوت ؟ وإن كخان ففخخي أي ركعخخة منهخخا ؟‬
‫فأجاب عليه السلم أفضل أوقاتها صدر النهار مخن يخوم الجمعخة ثخم فخي أي‬
‫اليام شئت وأي وقت صليتها من ليخخل أو نهخخار فهخخو جخخائز‪ ،‬والقنخخوت فيهخخا‬
‫مرتان في الثانية قبل الركوع وفخخي الرابعخخة بعخخد الركخخوع )‪ - 24 .(4‬ثخخواب‬
‫العمال‪ :‬عن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن حمخخاد‬
‫عن المعلى بن خنيس‪ ،‬عن أبي عبد ال محمد بن قال‪ :‬من وافق منكخخم يخخوم‬
‫الجمعة فل يشتغلن * )هامش *( )‪ (1‬عيون الخبخخار ج ‪ 2‬ص ‪ ،42‬وليخخس‬
‫فيه‪) :‬ل تعالى(‪ (2) .‬قرب السخخناد ص ‪ 100‬ط حجخخر ص ‪ 133‬ط نجخخف‪) .‬‬
‫‪ (3‬المسائل‪ :‬البحار ج ‪ 10‬ص ‪ (4) .273‬الحتجاج‪.275 :‬‬

‫]‪[349‬‬

‫بشئ غير العبادة‪ ،‬فان فيها يغفر للعبخاد وتنخزل الرحمخة )‪ - 25 .(1‬المحاسخن‪ :‬عخن‬
‫عبد ال بن محمد‪ ،‬عن عمرو بخخن شخخمر‪ ،‬عخخن جخخابر قخخال‪ :‬كخخان علخخي عليخخه‬
‫السخخلم يقخخول‪ :‬أكخخثروا المسخخألة يخخوم الجمعخخة والخخدعاء‪ ،‬فخخان فيخخه سخخاعات‬
‫يستجاب فيها الدعاء والمسألة ما لم تدعوا بقطيعخخة أو معصخخية أو عقخخوق‪،‬‬
‫واعلموا أن الخير و الشر يضاعقان يوم الجمعخخة )‪ .(2‬ومنخخه‪ :‬عخخن الحسخخن‬
‫بن علي بن فضال‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن محمخد بخن مسخلم‪ ،‬عخن أبخي جعفخر عليخه‬
‫السلم قال‪ :‬إن الصدقة يوم الجمعة تضاعف‪ ،‬وكان أبو جعفر عليخخه السخخلم‬
‫يتصدق بدينار )‪ - 26 .(3‬أقول‪ :‬سيأتي مسندا في كتخاب القخخرآن عخخن أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم أنه قال‪ :‬من قرأ سورة النساء في كل جمعة أمن مخخن‬
‫ضغطة القبر )‪ .(4‬وعن الباقر عليه السلم أنه قال‪ :‬من قخخرأ سخخورة المخائدة‬
‫في كل خميس لم يلبس إيمانه بظلخخم‪ ،‬ولخخم يشخخرك أبخخدا )‪ .(5‬وعخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬من قرأ سخخورة العخخراف فخخي كخخل جمعخخة كخخان ممخخن ل‬
‫يحاسب يوم القيامة )‪ .(6‬وعن الباقر عليه السلم أنه قال‪ :‬من قخخرء سخخورة‬
‫هود في كل جمعة بعثخه الخ عزوجخل يخوم القيامخة فخي زمخرة النخبيين‪ ،‬ولخم‬
‫يعرف لم خطيئة عملها يوم القيامة )‪ .(7‬وعن الصادق عليه السلم من قرأ‬
‫سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال ص ‪ ،34‬وتخخراه فخخي المقنعخخة‪ 25 :‬مصخخباح المتهجخخد‪(2) .196 :‬‬
‫المحاسن‪ (3) .58 :‬المحاسن‪ (5 - 4) .59 :‬تفسخخير العياشخخي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ ،215‬ثواب العمال‪ (6) .95 :‬تفسير العياشي ج ‪ 2 :2‬ثخخواب العمخخال‪،‬‬
‫‪ (7) .95‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ ،139‬ثواب العمال‪.96 :‬‬

‫]‪[350‬‬
‫جمعة لم يصبه فقر أبدا ول جنون ول بلوى )‪ .(1‬وعنه عليخخه السخلم قخال‪ :‬مخخن قخخرأ‬
‫سورة المؤمنين ختم ال له بالسعادة إذا كان يدمن قراءتها فخخي كخخل جمعخخة‪،‬‬
‫وكان منزله في الفردوس العلى مع النبيين والمرسخخلين )‪ .(2‬وعنخخه عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظخخا عخخن‬
‫كل آفة‪ ،‬مدفوعا عنه كل بلية‪ ،‬في الحياة الدنيا‪ ،‬مرزوقا في الدنيا بأوسع ما‬
‫يكون من الخرزق‪ ،‬ولخم يصخبه الخ فخي مخاله ول ولخده ول بخدنه بسخوء مخن‬
‫شيطان رجيم‪ ،‬ولمن جبار عنيد‪ ،‬وإن مات في يومه أو في ليلتخخه بعثخخه الخ‬
‫شهيدا وأماته شهيدا وأدخله الجنة مع الشهداء فخخي درجخخة مخخن الجنخخة )‪.(3‬‬
‫وعنه عليه السلم قال‪ :‬من قرأ كخخل ليلخخة أو كخخل جمعخخة سخخورة الحقخخاف لخخم‬
‫يصبه ال بروعة في الحيوة الدنيا‪ ،‬وآمنه من فزع يوم القيامخخة إنشخخاء ال خ‬
‫تعالى )‪ - 27 .(4‬ثواب العمال‪ :‬عن محمد بخخن موسخخى بخخن المتوكخخل‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن الحسين السعد ‪ -‬آبادي‪ ،‬عن أحمد بخخن أبخخي عبخخد الخ الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو ابن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبخخي جعفخخر‬
‫عليه السلم قخخال‪ :‬الخيخخر والشخخر يضخخاعف يخخوم الجمعخخة )‪ - 28 .(5‬ومنخخه‪:‬‬
‫بالسناد عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعدان‪ ،‬عن عبد ال بن سنان قال‪ :‬أتى‬
‫سائل أبا عبد ال عليه السلم عشية الخميخس فسخأله فخرده‪ ،‬ثخم التفخت إلخى‬
‫جلسائه فقال‪ :‬أما إن عنخخدنا مخخا نتصخخدق عليخخه ولكخخن الصخخدقة يخخوم الجمعخخة‬
‫تضاعف أضعافا )‪ .(6‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن جعفخخر الحميخخري‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن‬

‫)‪ (1‬تفسخخير العياشخخي ج ‪ 2‬ص ‪ ،222‬ثخخواب العمخخال ص ‪ (2) .97‬ثخخواب العمخخال‪:‬‬


‫‪ (3) .98‬ثخخواب العمخخال‪ (4) .101 :‬ثخخواب العمخخال‪ (5) .103 :‬ثخخواب‬
‫العمال‪ (6) .128 :‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫]‪[351‬‬

‫محبوب‪ ،‬عن أبي محمد الوابشي وابن بكير وغيره رووه‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬كان أبي عليه السلم أقل أهل بيته ومال وأعظمهم مؤنة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫وكان يتصدق كل جمعة بدينار‪ ،‬وكان يقول‪ :‬الصدقة يخخوم الجمعخخة تضخخاعف‬
‫لفضل يوم الجمعة على غيره من اليام )‪ .(1‬ومنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سخخعد بخخن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الفضيل‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬من صلى على يوم الجمعة مائة مرة قضى ال له سخختين حاجخخة منهخخا‬
‫للدنيا ثلثون حاجة وثلثون للخرة )‪ .(2‬رسالة الشهيد الثاني‪ :‬عن الكاظم‬
‫عليه السلم مثله‪ - 29 .‬جمال السبوع‪ :‬باسناده عخخن زرارة والفضخخيل قخخال‬
‫قلنا‪ :‬يجزي إذا اغتسلت بعد الفجر للجمعة ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ .‬وبهخخذا السخخناد عخخن‬
‫زرارة قال‪ :‬قال أبو جعفخخر عليخخه السخخلم‪ :‬ل تخخدع الغسخخل يخخوم الجمعخخة فخخانه‬
‫سنة‪ ،‬وشم الطيخخب‪ ،‬والبخخس صخخالح ثيابخخك‪ ،‬وليكخخن فراغخخك مخخن الغسخخل قبخخل‬
‫الزوال‪ ،‬فخخإذا زالخخت الشخخمس فقخخم وعليخخك السخخكينة والوقخخار‪ ،‬وقخخال‪ :‬الغسخخل‬
‫واجب يوم الجمعة‪ .‬وباسناده إلى محمخخد بخخن جمهخخور العمخخي فيمخخا رواه فخخي‬
‫كتاب الواحدة عن البخاقر عليخه السخلم قخال‪ :‬مخن أخخذ أظفخاره وشخاربه كخل‬
‫جمعة وقال حين يأخذه‪ :‬بسم ال وبخخال وعلخخى سخخنة محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬لخخم‬
‫يسقط منه قلمخخة ولجخخزازة إل كتخخب لخخه بهخخا عتخخق نسخخمة‪ ،‬ولخخم يمخخرض إل‬
‫المرضة التي يموت فيها‪ .‬وباسناد له عن محمد بن طلحة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السخخلم قخخال‪ :‬أخخخذ الشخخارب و الظفخخار وغسخخل الخخرأس بخخالخطمي يخخوم‬
‫الجمعة ينفي الفقر‪ ،‬ويزيد في الرزق‪.‬‬

‫)‪ (1‬ثواب العمال‪ (2) .168 :‬ثواب العمال‪.141 :‬‬

‫]‪[352‬‬

‫وباسناده عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬مخخن أخخخذ مخخن‬
‫شاربه وقلخخم أظفخخاره وغسخخل رأسخخه بخخالخطمي يخخوم الجمعخخة كخخان كخخم أعتخخق‬
‫نسمة‪ .‬وباسناده عن ابن بكير‪ ،‬عن أبي عبخد الخ عليخه السخلم قخال‪ :‬غسخل‬
‫الرأس بالخطمي يخوم الجمعخة أمخان مخن الخبرص والجنخون‪ .‬وباسخناده عخن‬
‫هشام بن الحكم قخخال‪ :‬قخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخلم‪ :‬ليخختزين أحخخدكم يخخوم‬
‫الجمعخخة يغتسخخل ويتطيخخب ويسخخرح لحيتخخه‪ ،‬ويلبخخس أنظخخف ثيخخابه‪ ،‬وليتهيخخأ‬
‫للجمعة‪ ،‬وليكن عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار‪ ،‬وليحسن عبخخادة ربخخه‪،‬‬
‫وليفعل الخيرما استطاع‪ ،‬فان الخ يطلخخع علخخى الرض ليضخخاعف الحسخخنات‪.‬‬
‫قال‪ :‬ونقلت من خط أبي الفرج بن أبخخي قخخرة‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن الجنخخدي‪ ،‬عخخن‬
‫عثمان بن أحمد بن السماك‪ ،‬عخخن أبخخي نصخخر السخخمرقندي‪ ،‬عخخن حسخخين بخخن‬
‫حميد‪ ،‬عن زهير بن عباد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخاد‪ ،‬عخخن أبخخي البخخخترى‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله أنخخه‬
‫قال لعلي عليه السلم في وصيته له‪ :‬يا علي على النخخاس فخخي كخخل يخخوم مخخن‬
‫سبعة أيام الغسل‪ ،‬فاغتسل فخخي كخخل جمعخخة‪ ،‬ولخخو أنخخك تشخخترى المخخاء بقخخوت‬
‫يومك وتطويه‪ ،‬فانه ليس شئ من التطخخوع أعظخخم منخه‪ .‬وباسخخناده عخن أبخخي‬
‫ولد الحناط‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال‪ :‬مخخن اغتسخخل يخخوم الجمعخخة‬
‫فقخخال‪) :‬أشخخهد أن ل إلخخه إل الخخ وحخخده ل شخخريك لخخه‪ ،‬وأن محمخخدا عبخخده‬
‫ورسوله‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني من التوابين‪ ،‬واجعلنخخي‬
‫مخخن المتطهريخخن( كخخان طهخخرا لخخه مخخن الجمعخخة إلخخى الجمعخخة‪ - 30 .‬مجخخالس‬
‫الشيخ‪ :‬عن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان‪ ،‬عن أبي عبخخد ال خ محمخخد‬
‫بن علي‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن بطة‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن حمزة بن‬
‫يعلى‪ ،‬عن محمد بن داود النهدي‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن الربيع بن محمد‬
‫المسلى‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬عن الباقر عليه السلم قخخال‪ :‬سخخألته عخخن‬
‫زيارة القبور قال‪ :‬إذا كان يوم الجمعة فزرهم‪ ،‬فانه من كان منهم في ضخخيق‬
‫وسع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع‬

‫]‪[353‬‬

‫الشمس‪ ،‬يعلمون بمخن أتخاهم فخي كخل يخوم‪ ،‬فخإذا طلعخت الشخمس كخانوا سخدى قلخت‪:‬‬
‫فيعلمون بمن أتاهم فيفرحون به ؟ قال‪ :‬نعخخم ويستوحشخخون لخخه إذا انصخخرف‬
‫عنهم )‪ - 31 .(1‬المحاسن‪ :‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن أحمد بن الفضخخل‪ ،‬عخخن‬
‫درست عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أكل سبع ورقخخات‬
‫هنخدباء يخوم الجمعخة قبخل الخزوال دخخل الجنخة )‪ - 32 .(2‬كتخاب العخروس‪:‬‬
‫للشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمى باسناده عن الصادق‬
‫جعفر بن محمد عليه السلم قال‪ :‬إذا كان يخخوم القيامخخة بعخخث الخ اليخخام فخخي‬
‫صخخور يعرفهخخا الخلخخق أنهخخا اليخخام‪ ،‬ثخخم يبعخخث ال خ الجمعخخة أمامهخخا يقخخدمها‬
‫كالعروس ذات جمال وكمال تهدى إلى ذي دين ومال‪ ،‬قال‪ :‬فتفف على بخخاب‬
‫الجنة واليام خلفها يشهد‪ ،‬ويشفع لكل من أكثر الصلة فيه على محمد وآل‬
‫محمد عليهم السلم‪ ،‬قيل له وكم الكثير من هذا وفي أي أوقات أفضل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫مائة مرة‪ ،‬وليكن ذلك بعد صلة العصر قال‪ :‬فكيف أقول‪ :‬قخخال تقخخول‪ :‬اللهخخم‬
‫صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وعجل فرجهم‪ .‬ومنه باسناده عن أبخخي الصخخباح‬
‫الكنانى قال‪ :‬قال أبو عبد الخ عليخخه السخخلم اقخخرأ ليلخخة الجمعخخة فخخي المغخخرب‬
‫بسورة الجمعة وقل هو ال أحخد‪ ،‬واقخخرأ فخخي صخخلة العتمخخة بسخخورة الجمعخخة‬
‫وسبح اسم ربك العلى الذي خلق فسوى‪ ،‬وفي الفجر سخخورة الجمعخخة وقخخل‬
‫هو الخ أحخد‪ ،‬و فخخي الظهخر سخخورة الجمعخة والمنخافقين‪ ،‬وفخخي العصخخر يخخوم‬
‫الجمعة سورة الجمعة وقل هو ال أحد‪ .‬جمال السبوع‪ :‬باسناده عن الشيخ‬
‫باسناده عن الكناني مثله‪ - 33 .‬العروس وفي خبر آخر‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السخلم أنخخه قخال‪ :‬اقخخرأ فخخي ليلخخة الجمعخخة فخخي صخخلة العتمخخة سخخورة الجمعخخة‬
‫وسورة الحشر‪ .‬ومثه باسناده عن الباقر عليه السلم أنه قخخال‪ :‬يسخختحب أن‬
‫يقرأ في ليلة الجمعة في صلة‬

‫)‪ (1‬أمخخالى الطوسخخى ج ‪ 2‬ص ‪ ،300‬وتخخراه مشخخروحا فخخي ج ‪ 6‬ص ‪ 256‬مخخن هخخذه‬
‫الطبعة‪ (2) .‬المحاسن‪.510 :‬‬

‫]‪[354‬‬
‫العتمة سورة الجمعة والمنافقين‪ ،‬وفي صلة الفجر مثل ذلك‪ ،‬وفي صلة الظهر مثل‬
‫ذلك وفي صلة العصخخر مثخخل ذلخخك‪ .‬ومنخخه باسخخناده عخن أبخخي عبخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬إذا كانت عشية الخميس ليلة الجمعة نزلت الملئكة من السماء‬
‫معها أقلم الذهب وصحف الفضة‪ ،‬ل يكتبون عشية الخميس وليلة الجمعخخة‬
‫ويوم الجمعة إلى أن تغيب الشمس إل الصلة على محمد و آل محمد صخخلى‬
‫ال عليه وآله‪ .‬ومنه باسناده عن السكوني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علخخي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من تمثل بخخبيت شخخعر‬
‫من الخنا ليلة الجمعة لم تقبخل منخه صخلة تلخك الليلخة‪ ،‬ومخن تمثخخل فخخي يخوم‬
‫الجمعة لم تقبل منخه صخلة فخي يخخومه ذلخك‪ .‬ومنخه باسخناده عخن أبخي سخعيد‬
‫الخدري قال‪ :‬كان فيما أوصى رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه عليخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬يا علي إن جامعت أهلك ليلة الجمعة فان الوليد يكخخون حليمخخا قخخوال‬
‫مفوها‪ ،‬وإن جامعتها ليلة الجمعة بعد عشخاء الخخخرة‪ ،‬فخان الولخخد يرجخى أن‬
‫يكون من البدال‪ ،‬وإن جامعتها بعخخد العصخخر يخخوم الجمعخخة فخخان الولخخد يكخخون‬
‫مشهورا معروفا عالما‪ .‬ومنه باسناده عن الرضا عليه السلم أنه قال‪ :‬صل‬
‫صلة الغداة إذا طلع الفجر و أضاء حسنا‪ ،‬وصل صلة الغخخداة يخخوم الجمعخخة‬
‫إذا طلع الفجر في أول وقتها‪ .‬ومنه باسناده عن أبي عبخد الخ عليخه السخلم‬
‫أنه قال‪ :‬يجب أن تقرأ في دبر الغداة يوم الجمعة الرحمن ثم تقول كلما قلخخت‬
‫فبأي آلء ربكما تكذبان قلت ل بشخخئ مخخن آلئك رب اكخخذب‪ .‬ومنخخه عخخن أبخخي‬
‫بصير‪ ،‬عن الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬مخن قخال يخخوم الجمعخة بعخد صخخلة‬
‫الغداة‪ :‬اللهم اجعل صلوات ملئكتك وحملة عرشك وجميخخع خلقخخك وسخخمائك‬
‫وأرضك وأنبيائك ورسلك على محمد وآل محمد لخم يكتخب عليخه ذنخب سخنة‪.‬‬
‫ومنه باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬مر سلمان الفارسي رحمة‬
‫ال عليه‬

‫]‪[355‬‬

‫بمقابر يوم الجمعة فوقف ثم قال‪ :‬السلم عليكم يا أهل الديار‪ ،‬فنعم دار قوم مخخؤمنين‬
‫يا أهل الجمع ! هل علمتم أن اليوم الجمعة ؟ قال‪ :‬ثم انصخخرف فلمخخا أن أخخخذ‬
‫مضجعه أتاه آت في منامه‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبا عبد ال إنك أتيتنا فسخخلمت علينخخا‬
‫ورددنا عليك السلم‪ ،‬وقلت لنا يا أهل الخخديار هخخل علمتخخم أن اليخخوم الجمعخخة‪،‬‬
‫وإنا لنعلم ما يقول الطير فخخي يخخوم الجمعخخة‪ ،‬قخخال‪ :‬يقخخول سخخبوح قخخدوس رب‬
‫الملئكخخة والخخروح‪ ،‬سخخبقت رحمتخخك غضخخبك‪ ،‬مخخا عخخرف عظمتخخك مخخن حلخخف‬
‫باسمك كاذبا‪ .‬ومنه‪ :‬باسخخناده عخن ابخخن مريخخم قخال‪ :‬قخخال علخخي عليخخه السخخلم‬
‫ليدخل الصائم الحمام‪ ،‬ول يحتجم ول يتعمد صوم يوم الجمعة إل أن يكخخون‬
‫من أيام صيامه‪ .‬ومنه‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبخخي عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم إن في يوم الجمعخخة‬
‫ساعة ليحتجم فيها أحد إل مات‪ .‬ومنه‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال‪:‬‬
‫من السنة الصلة على محمد وآل محمد ألخخف مخخرة وفخخي غيخخر يخخوم الجمعخخة‬
‫مائة مرة‪ ،‬ومن صلى على محمد وآل محمخخد فخخي يخخوم جمعخخة مخخائة صخخلوات‬
‫واستغفر مائة مرة‪ ،‬وقرء قل هو ال أحد مائة مرة غفر له البتة‪ .‬ومنه عن‬
‫الحسين بن علي عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬إن‬
‫آية الكرسي في لوح من زمرد أخضر مكتوب بمداد مخصوص بخخال‪ ،‬ليخخس‬
‫من يوم الجمعة إل صك ذلك اللوح جبهة إسرافيل‪ ،‬فخخإذا صخخك جبهتخخه سخخبح‬
‫فقال سبحان من ل ينبغي التسبيح إل له‪ ،‬ول العبادة والخضوع إل لخخوجهه‪،‬‬
‫ذلك ال القدير الواحد العزيز‪ ،‬فإذا سبح سبح جميع مخخن فخخي السخخموات مخخن‬
‫ملك وهللوا‪ ،‬فإذا سمع أهل السماء الخدنيا تسخبيحهم قدسخوا‪ ،‬فل يبقخى ملخك‬
‫مقرب ول نبي مرسل إل دعا لقارئ آية الكرسخخي علخخى التنزيخخل‪ .‬قخخال جعفخخر‬
‫بن محمد‪ :‬كان سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلم إذا أصبح ليقخخرأ‬
‫غيرها حتى تزول الشمس‪ ،‬فإذا زالت الشمس صخلى فخإذا فخرغ مخن صخلته‬
‫ابتدأ في سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر‪ .‬قال عبد ال بن الحسن قخخالت امخخي‬
‫فاطمة بنت الحسين رأيت رسول ال صلى ال عليه وآله في‬

‫]‪[356‬‬

‫النوم فقال لي‪ :‬يا بنية ل تخسري ميزانك‪ ،‬وأقيمى وزنه وثقليه بقراءة آية الكرسخخي‬
‫فما قرأها من أهلي أحد إل ارتجت السخخموات والرض بملئكتهخخا وقخخد سخخوا‬
‫بزجل التسبيح والتهليخخل والتقخخديس والتمجيخخد‪ ،‬ثخخم دعخخوا بخخأجمعهم لقاريهخخا‬
‫يغفر له كل ذنب ويجاوز عنه كل خطيئة‪ .‬وقال الصادق عليخخه السخخلم‪ :‬كخخان‬
‫علخخي بخخن الحسخخين عليخخه السخخلم يحلخخف مجتهخخدا أن مخخن قرأهخخا قبخخل زوال‬
‫الشمس سبعين مرة فوافق تكملة سبعين زوالها غفر له مخخا تقخخدم مخخن ذنبخخه‬
‫وما تأخر‪ ،‬فان مات في عامه ذلك مات مغفورا غير محاسب‪ .‬ال خ ل إلخخه إل‬
‫هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ولنوم له مخا فخي السخموات ومخا فخي الرض‬
‫وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة فل يظهر على غيبه أحخخدا‬
‫من ذا الذي يشفع عنده إل باذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول يحيطون‬
‫بشخخئ مخخن علمخخه إل بمخخا شخخاء وسخخع كرسخخيه السخخموات والرض ول يخخؤده‬
‫حفظهما وهو العلي العظيم لإكراه في الدين ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬هم فيها خالخخدون‪.‬‬
‫ومنه باسناده عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬اغتسل يوم الجمعخخة إل أن‬
‫تكون مريضا تخاف على نفسك‪ .‬ومنخخه قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم ل يخخترك‬
‫غسل يوم الجمعخخة إل فاسخخق‪ ،‬ومخخن فخخاته غسخخل يخخوم الجمعخخة فليقضخخه يخخوم‬
‫السبت‪ .‬ومنه عن زيد النرسي عن أبي الحسن عليه السلم أنه قخخال‪ :‬غسخخل‬
‫الخخرأس بخخالخطمى يخخوم الجمعخخة مخخن السخخنة يخخدر الخخرزق‪ ،‬ول يضخخر الفقخخر‪،‬‬
‫ويحسن الشعر والبشرة‪ ،‬وهو أمان من الصخخداع‪ .‬ومنخخه عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬أخخخذ الشخخارب والظفخخار وغسخخل الخخرأس بخخالخطمي يخخوم‬
‫الجمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق‪ .‬ومنه قال رسول ال خ صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬من قلم أظفخخاره يخخوم الجمعخخة أخخخرج الخ مخخن أنخخامله داء وأدخخخل فيخخه‬
‫دواء‪ ،‬ولم يصبه جنون ول جذام ولبرص‪ ،‬ومن أخذ من شاربه وقلم‬

‫]‪[357‬‬

‫أظفاره يوم الجمعة وقال حين يأخذه‪ :‬بسم ال وبال وعلى سنة رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله لم يسقط منه قلمة ولجزازة إل كتخخب الخ لخخه بهخخا عتخخق نسخخمة‪،‬‬
‫ولم يمرض إل مرضه الذي يموت فيه‪ .‬ومنه عن أبخخي ذر قخخال‪ :‬قخخال رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآلخه مخن اغتسخل يخوم الجمعخة وأحسخن طهخوره ولبخس‬
‫صالح ثيابه ومس من طيب أهله‪ ،‬ثخخم راح إلخى الجمعخة ولخم يخخؤذ أحخدا ولخخم‬
‫يتخط رقاب الناس كان كفارة ما بينه وبين الجمعخخة الخخخرى‪ ،‬وزيخخادة ثلثخخة‬
‫أيام إلى ما شاء ال من الضعاف‪ ،،‬لن ال يقخخول )مخخن جخخاء بالحسخخنة فلخخه‬
‫عشر أمثالها( )‪ (1‬ويؤت من لدنه أجرا عظيما بعد العشر‪ ،‬وكان وافخخدا إلخخى‬
‫نفسه وفيمن خلف إلى يوم القيمة‪ .‬ومنخخه قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬قال حبيبي جبرئيل‪ :‬تطيب يوم ويوم ل‪ ،‬ويوم الجمعخة لبخخد منخخه‪ ،‬أول‬
‫يترك له‪ ،‬ليتطيخب أحخدكم ولخو مخن قخارورة امرأتخه فخان الملئكخة نستنشخق‬
‫أرواحكم وتمسح وجوهكم بأجنحتها للصف الول ثلثخخا‪ ،‬ومخخا بقخخي فمسخخحة‬
‫مسحة‪ .‬ومنه باسناده عن الرضخخا عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬يسخختحب أن يقخخرأ فخخي‬
‫الركعتين الخراوين من صلة الظهر يوم الجمعة في كلتيهما‪ :‬الحمدل وقل‬
‫هو ال أحد‪ .‬ومنخخه روي عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬يقخخرأ فخخي صخخلة‬
‫الظهخخر يخخوم الجمعخخة فخخي الركعخختين بسخخورة الجمعخخة والمنخخافقين ويقخخرأ فخخي‬
‫الخريين بام الكتاب وقل هو ال أحد‪ .‬بيان‪ :‬الخبران نخخادران لخخم أرهمخخا فخخي‬
‫غير هذا الكتاب ولم أرمخن عمخل بهمخا‪ - 34 .‬رسخالة الشخهيد الثخاني ‪ -‬ره ‪-‬‬
‫روى عخخن النخخبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه أنخخه قخخال‪ :‬مخخن جخخاء منكخخم الجمعخخة‬
‫فليغتسل‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬من اغتسل يوم الجمعخخة محيخخت ذنخخوبه‬
‫وخطاياه‪ ،‬وإذا أخذ في المشي كتب لخخه بكخخل خطخخوة عشخخرون حسخخنة‪ .‬وكخخان‬
‫علي عليه السلم إذا وبخ رجل يقول له‪ :‬وال لنت أعجز من تارك الغسخخل‬
‫يوم‬

‫)‪ (1‬النعام‪.160 :‬‬

‫]‪[358‬‬

‫الجمعة‪ ،‬فانه ل يزال في طهر إلى يوم الجمعة الخرى‪ .‬وعن النبي صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬الغسل يوم الجمعخخة واجخخب علخخى كخخل مسخخلم وأن يسخختن يعنخخي‬
‫يستاك‪ ،‬وأن يمس طيبا إن وجد‪ .‬وكخان صخخلى الخ عليخخه وآلخخه يقلخخم أظفخخاره‬
‫ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلة‪ .‬وعنه صلى ال عليخخه‬
‫وآلخخه‪ :‬قخخال‪ :‬ل يغتسخخل رجخخل يخخوم الجمعخخة ويتطهخخر مخخا اسخختطاع مخخن طهخخر‬
‫ويتدهن بدهن من دهنه ويمس من طيب بيته ويخرج فل يفخخرق بيخخن اثنيخخن‬
‫ثم يصلي ما كتب لخخه ثخخم ينصخخت إذا تكلخخم المخخام إل غفخخر لخخه مخخا بينخخه وبيخخن‬
‫الجمعة الخرى‪ - 35 .‬ومنها ومن المقنعة‪ :‬عن أبي عبد ال خ عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬من أخذ من شاربه وقلم أظفاره يوم الجمعخخة ثخخم قخخال‪) :‬بسخخم الخ علخخى‬
‫سنة محمد وآل محمد( كتب ال له بكل شخخعرة وكخخل قلمخخة عتخخق رقبخخة ولخخم‬
‫يمخخرض مرضخخا يصخخيبه إل مرضخخت المخخوت )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬التخلخخف فخخي بعخخض‬
‫الموارد لعله لتخلف بعض الشرايط من الخلص و التقوى وغيرهما‪ ،‬وقخخد‬
‫قال تعالى )وافوا بعهدي اوف بعهدكم( )‪ (2‬أو هذا مشروط بالمصخخلحة‪36 .‬‬
‫‪ -‬الرسالة‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أكثروا من الصلة علخخى فخخي‬
‫كل جمعة فمن كان أكثركم صلة على كان أقربكم منخخي منزلخخة‪ ،‬ومخخن صخخلى‬
‫على يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة وعلى وجهه نخخور‪ ،‬ومخخن صخخلى‬
‫على في يوم الجمعة ألف مرة لم يمت حتى يخخرى مقعخخده مخخن الجنخخة‪ .‬وروى‬
‫أن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهخخو معصخخوم إلخخى ثمانيخخة أيخخام‪ ،‬و إن‬
‫خرج الدجال عصم منه‪ ،‬ومن قرأحم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة‬
‫بنى‬

‫)‪ (1‬المقنعة‪ (2) .26 :‬البقرة‪.40 :‬‬

‫]‪[359‬‬

‫ال له بيتا في الجنة ومن قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يخخوم الجمعخخة صخخلى‬
‫ال عليه وملئكه حتى تغيب الشمس‪ .‬وعن النبي صلى ال خ عليخخه وآلخخه أن‬
‫في يوم الجمعة ساعة ليحتجم فيها أحد إل مات‪ .‬وعنه صلى ال عليه وآله‬
‫أن للمجامع فيه أجرين اثنين أجر غسخخله وأجخخر غسخخل امرأتخخه‪ .‬وعخخن أنخخس‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬مخخن قخخال قبخخل صخخلة الغخخداة يخخوم‬
‫الجمعة ثلث مرات‪ :‬أستغفر ال الذي ل إله هو الحخخي القيخخوم وأتخوب إليخخه(‬
‫غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر‪ .‬وعنه صلى ال عليه وآلخخه مخخن‬
‫صلى الجمعة وصام يومه وعاد مريضا وشهد جنازة وشهد نكاحا وجبت له‬
‫الجنة‪ .‬وعن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬مخخن قخخال هخخذه‬
‫الكلمات سبع مرات في ليلة الجمعة فمات ليلته دخل الجنة‪ ،‬ومن قالها يخخوم‬
‫الجمعة فمات في ذلك اليوم دخل الجنة‪ ،‬من قال‪ :‬اللهخخم ربخخي ل إلخخه إل أنخخت‬
‫خلقتني وأنا عبدك وابن أمتك وفي قبضتك‪ ،‬وناصخخيتي بيخخدك‪ ،‬أمسخخيت علخخى‬
‫عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك وأبخخوء‬
‫بذنبي فاغفر لي إنه ل يغفر الذنوب إل أنت‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬مخخن‬
‫زار قخخبر أبخخويه أو أحخخدهما فخخي كخخل جمعخخة غفخخر لخخه وكتخخب بخخرا‪ .‬قخخال بعخخض‬
‫الصالحين‪ :‬إن الموتى يعلمون زوارهم يخخوم الجمعخخة‪ ،‬ويومخخا قبلخخه‪ ،‬و يومخخا‬
‫بعده‪ .‬وعن أنس قال‪ :‬قال رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬مخخن قخخرأ يخخوم‬
‫الجمعة بعد صلة المام قل هو ال أحد مائة مرة وصخخلى علخى النخخبي صخلى‬
‫ال عليه وآله مائة مرة‪ ،‬وقال سبعين مرة )اللهم اكفني بحللك عن حرامك‬
‫وأغنني بفضلك عمن سواك( قضى ال له مخخائة حاجخخة ثمخخانين مخخن حخخوائج‬
‫الخخخرة‪ ،‬وعشخخرين مخخن حخخوائج الخخدنيا‪ - 37 .‬مجخخالس الصخخدوق‪ :‬فخخي خخخبر‬
‫مناهي النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أنخخه نهخخي عخن الحجامخخة يخخوم الربعخاء‬
‫والجمعة )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ 255 :‬س ‪(*) .19‬‬

‫]‪[360‬‬

‫‪ - 38‬فقه الرضا‪ :‬قال عليه السلم‪ :‬اقرأ في صلة الغداة يوم الجمعة سخخورة الجمعخخة‬
‫في الولى وفي الثانية المنافقون‪ ،‬وروي قل هو ال أحد‪ ،‬واقنت في الثانيخخة‬
‫قبل الركوع )‪ .(1‬وعليكم بالسنن يوم الجمعخخة‪ ،‬وهخخي سخخبعة إتيخخان النسخخاء‪،‬‬
‫وغسل الرأس واللحية بالخطمي‪ ،‬وأخذ الشارب‪ ،‬وتقليخخم الظخخافير‪ ،‬وتغييخخر‬
‫الثياب ومس الطيب فمن أتى بواحخخدة مخخن هخخذه السخخنن نخخابت عنهخخن‪ ،‬وهخخي‬
‫الغسل‪ ،‬وأفضل أوقاته قبل الزوال‪ ،‬ول تخخدع فخخي سخخفر ولحصخخر‪ ،‬وإن كنخخت‬
‫مسافرا وتخوفت عدم الماء يوم الجمعة اغتسل يخخوم الخميخخس‪ ،‬فخخان الغسخخل‬
‫يوم الجمعة تتميخخم لمخخا يلحخخق الطهخخور فخخي سخخاير اليخخام مخخن النقصخخان )‪.(2‬‬
‫ويسخختحب يخخوم الجمعخخة صخخلة التسخخبيح‪ ،‬وهخخي صخخلة جعفخخر وصخخلة أميخخر‬
‫المؤمنين وركعتا الطاهرة عليها السلم‪ ،‬ول تدع تسخخبيح فاطمخخة بعقخخب كخخل‬
‫فريضة وهي المائة‪ ،‬والستغفار بعقبها سخخبعين مخخرة‪ ،‬قبخخل أن تثنخخي رجلخخك‬
‫يغفر ال لك جميع ذنوبك إن شاء )‪ (3‬وتقرأ في صلواتك كلها يخخوم الجمعخخة‬
‫وليلة الجمعة سخخورة الجمعخخة والمنخخافقون‪ ،‬وسخخبح اسخخم ربخخك العلخخى‪ ،‬وإن‬
‫نسيتها أو في واحدة منها فل إعخخادة عليخخك‪ ،‬فخخان ذكرتهخخا مخخن قبخخل أن تقخخرأ‬
‫نصف سورة فارجع إلى سخخورة الجمعخخة‪ ،‬وإن لخخم تخخذكرها إل بعخخد مخخا قخخرأت‬
‫نصف سورة فامض في صلتك )‪ .(4‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪:‬‬
‫أكثروا الصلة على الليلة الغراء واليوم الزهر‪] ،‬فقيل‪ :‬وما الليلة الغراء و‬
‫اليخخوم الزهخخر ؟[ ظ فقخخال‪ :‬الليلخخة الغخخراء ليلخخة الجمعخخة واليخخوم الزهخخر يخخوم‬
‫الجمعة فيهما ل طلقخاء وعتقخخاء‪ ،‬وهخو يخوم العيخخد لمختي‪ ،‬أكخثروا الصخخدقة‬
‫فيهما‪ ،‬وروي أطرفوا أهاليكم في كل جمعة بشئ مخخن الفاكهخة واللحخم حختى‬
‫يفرحوا بالجمعة )‪ - 39 .(5‬المحاسن‪ :‬عن النهيكي عبد ال بن محمد‪ ،‬عن‬
‫زياد بن مروان قال‪:‬‬
‫)‪ (2 - 1‬فقه الرضا ص ‪ (5 - 3) .11‬فقه الرضا ص ‪.12‬‬

‫]‪[361‬‬

‫سمعت أبا الحسن الول عليه السلم يقول‪ :‬من أكل رمانة يخخوم الجمعخخة علخخى الريخخق‬
‫نورت قلبه أربعين صباحا فان أكل رمخخانيتن فثمخخانين يومخخا‪ ،‬فخخان أكخخل ثلثخخا‬
‫فمائة وعشرين يوما‪ ،‬وطردت عنه وسوسخخة الشخخيطان‪ ،‬ومخخن طخخردت عنخخه‬
‫وسوسة الشيطان لم يعص ال‪ ،‬ومن لخم يعخص الخ أدخلخه الخ الجنخخة )‪.(1‬‬
‫‪ - 40‬محالسبة النفس‪ :‬للسيد علي بن طاوس نقل من كتاب التذييل لمحمخخد‬
‫ابن النجار في ترجمة محمد بن الحسن بن محمد العطار باسناده إلى جعفخخر‬
‫بن محمد عليه السخخلم قخخال‪ :‬إذا كخخان يخخوم الخميخخس عنخخد العصخخر أهبخخط الخ‬
‫عزوجل ملئكة من السماء إلى الرض‪ ،‬معها صحائف مخخن فضخخة‪ ،‬بأيخخديهم‬
‫أقل من ذهب تكتب الصلة على محمد وآله إلخخى عنخخد غخخروب الشخخمس مخخن‬
‫يوم الجمعة‪ - 41 .‬نوادر الراونخخدي‪ :‬باسخخناده عخخن موسخخى بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن‬
‫آبائه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله من قلم أظخخافيره يخخوم الجمعخخة‬
‫لم تشعث أنامله )‪ .(2‬وبهذا السناد قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ :‬من قلم أظافيره يوم الجمعة أخرج الخ تعخخالى مخخن أنخخامله داء وأدخخخل‬
‫فيه شفاء )‪ .(3‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال النبي صلى ال خ عليخخه وآلخخه ليتطيخخب‬
‫أحدكم يوم الجمعة ولو كان من قارورة امرأته )‪ - 42 .(4‬عدة الداعي‪ :‬في‬
‫بعض الروايات أن الدعاء بعد قراءة الجحد عشر مرات عند طلوع الشمس‬
‫من يوم الجمعة مستجاب‪ - 43 .‬قرب السناد‪ :‬عن هخخارون بخخن مسخخلم‪ ،‬عخخن‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر عن آبائه عليهم السخخلم أن رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله قال لرجل من أصحابه يوم جمعة‪ :‬هل صمت اليوم ؟ قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫قال‪ :‬فهل تصدقت اليوم بشئ ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬قم فأصب من أهلك فخخانه منخخك‬
‫صدقة عليها )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬المحاسن‪ (4 - 2) .544 :‬نوادر الراوندي‪ (5) .23 :‬قرب السناد‪ 32 :‬ط حجر‬
‫‪ 45‬ط نجف‪.‬‬

‫]‪[362‬‬

‫‪ - 44‬الخصال‪ :‬باسناده عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‪:‬‬
‫خمس خصال تورث البرص‪ :‬النورة يوم الجمعة‪ ،‬ويوم الربعخخا الخخخبر )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬لعله في الجمعة محمولة على التقية أو النسخ‪ ،‬لما رواه الكلينخخي )‪(2‬‬
‫عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البرقي رفعخخه إلخخى أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قيل له يزعخخم بعخخض النخخاس أن النخخورة يخخوم الجمعخخة مكروهخخة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ليس حيخخث ذهخخب‪ ،‬أي طهخخور أطهخخر مخخن النخخورة يخخوم الجمعخخة‪- 45 .‬‬
‫المقنعة‪ :‬عن الصادق عليه السلم يستحب أن يقرأ دبر الغخخداة يخخوم الجمعخخة‬
‫الرحمن ثم تقول كلما قلت فبأي آلء ربكمخخا تكخخذبان‪ :‬ل بشخخئ مخخن آلئك رب‬
‫اكذب‪ ،‬وقال‪ :‬من قرء سورة الجمعة في كل ليلة جمعة كانت كفارة لمخخا بيخخن‬
‫الجمعة إلى الجمعة )‪ - 46 .(3‬العلل‪ :‬عن محمد بخخن موسخخى بخخن المتوكخخل‪،‬‬
‫عن عبد ال بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسخخن‬
‫بن محبوب‪ ،‬عن مالك بخخن عطيخخة‪ ،‬عخخن الثمخخالي قخال‪ :‬صخخليت مخخع علخخي بخخن‬
‫الحسين عليه السلم الفجر بالمدينة فخي يخوم جمعخة فلمخا فخرغ مخن صخلته‬
‫وتسبيحه نهض إلى منزله وأنا معه‪ ،‬فدعا مولة له تسمى سكينة فقال لها‪:‬‬
‫ل يعبر على بابي سائل إل أطعمتمخوه‪ ،‬فخان اليخوم يخوم الجمعخة الخخبر )‪.(4‬‬
‫‪ - 47‬المقنعة‪ :‬روى عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم أنخخه قخخال‪ :‬الصخخدقة ليلخخة‬
‫الجمعة و يومها بألف )‪ - 48 .(5‬المحاسن‪ :‬عن النخخوفلي‪ ،‬عخخن السخخكوني‪،‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .130‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ (3) .506‬المقنعة‪ (4) .26 :‬علل‬
‫الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ 43‬في حديث‪ (5) .‬المقنعة‪.26 :‬‬

‫]‪[363‬‬

‫عليهما السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من صخخلى بيخخن الجمعخختين خمخخس‬
‫مائة صلة فله عند ال ما يتمنى من الخير )‪ .(1‬ثواب العمال‪ :‬عخخن محمخخد‬
‫بن الحسخخن‪ ،‬عخن محمخخد بخخن يحيخى‪ ،‬عخن محمخخد بخخن أحمخخد‪ ،‬عخن محمخخد بخخن‬
‫حسان‪ ،‬عن أبي محمد الرازي‪ ،‬عن السكوني مثلخخه )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬لعخخل المخخراد‬
‫بالصلة الركعة لما رواه الكليني )‪ (3‬عن علي بخخن إبراهيخخم عخن أبيخخه‪ ،‬عخن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من تنفل ما بيخخن‬
‫الجمعة إلى الجمعة بخمس مائة ركعخة فلخخه عنخد الخ مخا شخخاء إل أن يتمنخى‬
‫محرما‪ - 49 .‬مجمع البيان وجنة المان‪ :‬في الحديث‪ :‬إذا كان يخخوم الجمعخخة‬
‫قعدت الملئكة علخى أبخخواب المسخخجد بأيخديهم صخحف مخن فضخخة وأقلم مخن‬
‫ذهب‪ ،‬يكتبون الول فالول على مراتبهم‪ ،‬وكانت الطرقات فخخي أيخخام السخخلف‬
‫وقت السحر وبعد الفجر مختصة بالمبتكرين إلى الجمعخخة يمشخخون بخخالطرق‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أول بدعة في السلم ترك البكورة إلى الجمعة‪ .‬وعن ابن مسعود أنه‬
‫بكر فرأى ثلثة نفرقد سخخبقوه فخخاغتم وجعخخل يعخخاتب نفسخخه ويقخخول لهخخا أراك‬
‫رابع أربعة ]وما رابع أربعة[ بسعيد )‪ - 50 .(4‬اختيار ابن الباقي والجنخخة‪:‬‬
‫يدعو في ساعة الستجابة بهذا الدعاء و هو مخخروي عخخن النخخبي صخخلى ال خ‬
‫عليخخه وآلخخه‪ :‬سخخبحانك ل إلخخه إل أنخخت يخخا حنخخان يخخا منخخان يخخا بخخديع السخخموات‬
‫والرض يخخا ذاالجلل والكخخرام( ثخخم تخخدعو بمخخا أحببخخت )‪ - 51 .(5‬المتهجخخد‬
‫والجنة‪ :‬عن الصادق عليه السلم من قال بعد صخخلة الظهخخر وصخخلة الفجخخر‬
‫في الجمعة وغيرها‪) :‬اللهم صل على محمد وآل محمخخد وعجخخل فرجهخخم( لخخم‬
‫يمت حتى‬

‫)‪ (1‬المحاسن ص ‪ (2) .60‬ثخخواب العمخخال‪ (3) .41 :‬الكخخافي ج ‪ 3‬ص ‪(4) .488‬‬
‫جنة المان ص ‪ 420‬في الهامش وقال‪ :‬قخاله الطبرسخي فخي مجمعخه‪(5) .‬‬
‫جنة المان‪.420 :‬‬

‫]‪[364‬‬

‫يدرك القائم المهدي عليه السلم )‪ - 52 .(1‬الجنة‪ :‬فمن صلى على النبي صلى ال خ‬
‫عليه وآله بهخذه الصخلوات يخوم الجمعخة مخائة قضخى الخ لخه سختين حاجخة‪:‬‬
‫ثلثخخون مخن حخخوائج الخدنيا‪ ،‬وثلثخخون مخخن حخوائج الخخرة )‪ .(2‬وفخي كتخاب‬
‫فضائل الخلص لبي نعيم يرفعه أن من قخخرأ يخخوم الجمعخخة سخخورة التوحيخخد‬
‫مائة مرة فقد أدى من فضخخائل سخخورة الخلص مخخا أدى حملخخة العخخرش مخخن‬
‫حق العرش‪ - 53 .‬المتهجد والجنة‪ :‬عن الصادق عليه السلم‪ :‬من قال بعخخد‬
‫صلة الفجر وبعخخد صخلة الجمعخخة‪ :‬اللهخم اجعخخل صخلواتك وصخخلواة ملئكتخك‬
‫ورسلك على محمد وآل محمد لم يكتب عليه ذنب سنة )‪ - 54 .(3‬المتهجد‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إني اسبح وأذكر ال تعالى يوم الجمعة ثلثين‬
‫مرة )‪ - 55 .(4‬الذكرى‪ :‬نقل عن كتاب علي بن إسماعيل الميثمي باسخخناده‬
‫إلى الصادق عليه السلم قال‪ :‬صل يوم الجمعة الغداة بالجمعخخة والخلص‪،‬‬
‫واقنت في الثانية بقدر ما قمت في الركعة الولى )‪ - 56 .(5‬الخخدعائم‪ :‬عخخن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬أكثروا مخخن الصخخلة علخخى يخخوم الجمعخخة فخخانه‬
‫يوم يضاعف فيه العمال )‪ .(6‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد عليخخه السخخلم أن الخ‬
‫تبارك وتعالى يبعث ملئكخخة إذا انفجخخر الفجخخر يخخوم الجمعخخة يكتبخخون الصخخلة‬
‫على محمد وآله إلى الليل )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬مصخخخباح المتهجخخخد ص ‪ ،197‬جنخخخة المخخخان ص ‪ 421‬الهخخخامش‪ (2) .‬مصخخخباح‬


‫الكفعمي‪ 421 :‬في الهامش‪ (3) .‬جنة المان‪ (4) .422 :‬المتهجد‪،257 :‬‬
‫وفيه بعد الجمعة‪ (5) .‬الذكرى‪ (7 - 6) .158 :‬دعخخائم السخخلم ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.179‬‬

‫]‪[365‬‬

‫وعن محمد بن علي عليه السلم أنه قال‪ :‬العمال تضاعف يوم الجمعة فأكثروا فيخخه‬
‫من الصلة والصدقة والدعاء )‪ .(1‬وعنه عليه السخخلم قخخال‪ :‬ل تخخدع الغسخخل‬
‫يوم الجمعة فانه من السنة‪ ،‬وليكن غسلك قبل الزوال )‪ .(2‬وعن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ليطيب أحدكم يوم الجمعة ولو من قارورة امرأتخخه‬
‫)‪ .(3‬وعن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ل تدع يوم الجمعة أن تلبخخس صخخالح‬
‫ثيابك )‪ - 57 .(4‬كتاب من مؤلفات على بن بابوبه‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصخخفار‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن هاشخخم‪،‬‬
‫عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهخخم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬غسخخل يخوم الجمعخة واجخخب‬
‫على كل محتلم‪ - 58 .‬كتاب الحسين بن عثمان‪ :‬عمن ذكخره‪ ،‬عخن أبخي عبخد‬
‫ال عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬إذا كخخان يخخوم الجمعخخة فخخالبس أحسخخن ثيابخخك‪ ،‬ومخخس‬
‫الطيب‪ ،‬فان رسول ال صلى ال عليه وآلخخه كخخان إذا لخخم يصخخب الطيخخب دعخخا‬
‫بالثوب المصبوغ فرشه بالماء ثم مسخح بخخه وجهخخه‪ - 59 .‬جمخال السخبوع‪:‬‬
‫صلة علمها رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قخال لميخر المخؤمنين عليخه‬
‫السلم ولبنته فاطمة عليها السلم‪ :‬إننى اريد أن أخصكما بشئ مخخن الخيخخر‬
‫مما علمني ال عزوجل واطلعني ال عليه‪ ،‬فاحتفظا به‪ ،‬قال‪ :‬نعم يا رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فما هو ؟ قال‪ :‬يصلي أحدكما ركعتين يقخخرء فخخي كخخل‬
‫ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي ثلث مرات‪ ،‬وقل هو ال أحد ثلث مرات‪،‬‬
‫وآخر الحشر ثلث مرات‪ ،‬من قوله )لو أنزلنا هخخذا القخخرآن علخخى جبخخل( إلخخى‬
‫آخره‪ ،‬فإذا جلس فليتشهد وليثن على ال عزوجل‪ ،‬وليصل على النبي صلى‬
‫ال عليه وآله وليدع للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬ثم يدعو على‬

‫)‪ (1‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (4 - 2) .180‬دعائم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.181‬‬

‫]‪[366‬‬

‫أثر ذلك فيقول‪ :‬اللهم إني أسئلك بحق كل اسم هولك يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا‬
‫دعيت به‪ ،‬وأسئلك بحق كل ذى حق عليك‪ ،‬وأسئلك بحقك على جميع ما هو‬
‫دونك أن تفعل بى كذا وكذا‪ .‬صلة اخرى ليوم الجمعة عنه صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله أنه قال‪ :‬من صلى يوم الجمعة ركعتين يقرء في إحداهما فاتحة الكتاب‬
‫مرة وقل هو ال أحد مائة مرة‪ ،‬ثم يتشهد ويسلم ويقول‪) :‬يا نخخور النخخور يخخا‬
‫ال يا رحمن يا رحيم‪ ،‬يا حي يخخا قيخخوم افتخخح لخخي أبخخواب رحمتخخك ومغفرتخخك‪،‬‬
‫ومن على بدخول جنتك‪ ،‬وأعتقني من النار( يقولها سبع مرات غفر ال لخخه‬
‫سبعين مرة‪ ،‬واحدة تصلح دنياه وتسخعة وسختين لخه فخي الجنخة درجخات ول‬
‫يعلم ثوابه إل ال عزوجل‪ - 60 .‬المتهجد والجمال‪ :‬روى أبو إسخخحاق‪ ،‬عخخن‬
‫الحارث‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬من أراد أن يدرك فضخخل يخخوم الجمعخخة فليصخخل قبخخل الظهخخر أربخخع‬
‫ركعات يقرء في كل ركعة فاتحخخة الكتخخاب مخخرة وآيخخة الكرسخخي خمخخس عشخخر‬
‫مرة‪ ،‬وقل هو ال أحد خمس عشر مرة‪ ،‬فإذا فرغ من هخخذه الصخخلة اسخختغفر‬
‫ال سبعين مرة‪ ،‬ويقول‪ :‬لحول ول قوة إل بال‪ ،‬خمسخخين مخخرة‪ ،‬ويقخخول‪ :‬ل‬
‫إله إل ال وحده ل شريك له خمسين مخخرة‪ ،‬ويقخخول‪ :‬صخخلى الخ علخخى النخخبي‬
‫المي وآله خمسين مرة‪ ،‬فإذا فعل ذلك لم يقم من مقامه حتى يعتقه ال مخخن‬
‫النخخار )‪ .(1‬أقخخول‪ :‬رواهخخا السخخيد فخخي موضخخع آخخخر مسخخندا‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫وهبان‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن زكريا‪ ،‬عخن أبخي حخديثه‪ ،‬عخن‬
‫سفيان‪ ،‬عن أبي إسخخحاق مثلخخه و زاد فخخي آخخخره‪ :‬ويقبخخل صخخلته ويسخختجيب‬
‫دعاءه‪ ،‬ويغفر له ولبويه‪ ،‬ويكتب ال تعالى لخخه بكخخل حخخرف خخخرج مخخن فيخخه‬
‫حجة وعمرة‪ ،‬وينبي لخخه بكخخل حخخرف مدينخخة‪ ،‬ويعطيخخه ثخخواب مخخن صخخلى فخخي‬
‫مساجد المصار الجامعة من النبياء‪ - 61 .‬المتهجد والجمال والبلخخد‪ :‬أربخخع‬
‫ركعات اخرى روى أنس بن مالك‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.221 :‬‬

‫]‪[367‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬مخخن صخخلى يخخوم الجمعخخة أربخخع ركعخات قبخخل‬
‫الفريضة يقرء في الولى فاتحة الكتاب مرة‪ ،‬وسبح اسم ربك العلخخى مخخرة‪،‬‬
‫وقل هو ال أحد خمس عشر مرة وفخخي الركعخخة الثانيخخة فاتحخخة الكتخخاب مخخرة‬
‫وإذا زلزلت الرض مرة‪ ،‬وقل هو ال أحد خمس عشخخر مخخرة‪ ،‬وفخخي الركعخخة‬
‫الثالثة فاتحة الكتاب مخخرة وألهيكخخم التكخخاثر مخخرة‪ ،‬وقخخل هخخو الخ أحخخد خمخخس‬
‫عشرة مرة‪ ،‬وفي الركعة الرابعة فاتحة الكتاب مرة‪ ،‬وسورة إذا جخخاء نصخخر‬
‫ال والفتح مرة‪ ،‬وقل هو ال أحد خمس عشرة مرة‪ ،‬فإذا فخخرغ مخخن صخخلته‬
‫رفع يديه إلى السماء إلى ال تعالى ويسأله حاجته )‪ - 62 .(1‬الجمال‪ :‬عن‬
‫محمد بن علي اليزدآبادي‪ ،‬عن أحمد بن محمد القزوينخخي‪ ،‬عخخن يعقخخوب بخخن‬
‫شعيب‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال‪ ،‬عن يزيخخد بخخن حميخخد‪ ،‬عخخن أنخخس مثلخخه‪ .‬أربخخع‬
‫ركعات اخر روى جابر بن عبخد الخ رضخي الخ عنخه قخال‪ :‬قخال رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من صلى يوم الجمعة أربخخع ركعخخات يقخخرء فخخي الولخخى‬
‫والثانية والثالثة والرابعة فاتحخخة الكتخخاب مخخرة‪ ،‬وقخخل هخخو الخ أحخخد خمسخخين‬
‫مرة‪ ،‬وآية الكرسي خمسين مرة‪ ،‬جعخخل الخ تعخخالى لخخه جنخخاحين يطيخخر بهمخخا‬
‫على الصراط والجنة حيث يشاء‪ .‬أربع ركعات اخر روي عن أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم أنه أمر رجل أن يصلي الضحى يوم الجمعة أربع ركعات يقخخرء‬
‫في كل ركعة فاتحة الكتاب عشر مرات‪ ،‬وقل هو الخ أحخخد عشخخر مخخرات‪ ،‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬فإذا سلمت استغفر ال عزوجل سبعين مرة‪ ،‬وقل سبحان ال خ والحمخخد‬
‫ل ول إله إل ال وال أكبر‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلخخي العظيخخم‪- 63 .‬‬
‫المتهجد والجمال‪ :‬صلة اخرى ليوم الجمعة روى حميد بن المثنى قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا كان يوم الجمعة فصخخل ركعخختين تقخخرء فخخي كخخل‬
‫ركعة الحمد مرة‪ ،‬وقل هو ال أحخخد سخختين مخخرة‪ ،‬فخخإذا ركعخخت قلخخت‪ :‬سخخبحان‬
‫ربي العظيم وبحمده‪ ،‬ثلث مرات‪ ،‬وإن شئت سبع مرات‪ ،‬فإذا سجدت قلخخت‪:‬‬
‫سجد لك سوادي وخيالي‪ ،‬وآمن بك فؤادي‪ ،‬وأبوء إليك بالنعم‪ ،‬وأعترف‬

‫)‪ (1‬البلد المين‪ ،150 :‬المتهجد‪.221 :‬‬

‫]‪[368‬‬

‫لك بالذنب العظيخخم‪ ،‬عملخخت سخخوء وظلمخخت نفسخخي‪ ،‬فخخاغفر لخخي ذنخخوبي‪ ،‬فخخانه ل يغفخخر‬
‫الذنوب إل أنت‪ ،‬أعخخوذ بعفخخوك مخخن عقوبتخخك‪ ،‬وأعخخوذ برحمتخخك مخخن نقمتخخك‪،‬‬
‫وأعوذ برضخخاك مخخن سخخخطك‪ ،‬وأعخخوذ بخخك منخخك ل أبلخخغ مخخدحتك ول احصخخى‬
‫نعمتك‪ ،‬ول الثناء عليك‪ ،‬أنت كما أثنيت على نفسك وعملخخت سخخوء وظلمخخت‬
‫نفسي‪ ،‬فاغفر لي ذنوبي إنه ل يغفر الذنوب إل أنت‪ .‬قال‪ :‬قلت في أي ساعة‬
‫اصليها من يوم الجمعة ؟ جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬إذا ارتفع النهار ما بينخخك وبيخخن‬
‫زوال الشمس‪ ،‬ثم قال‪ :‬من فعلها فكأنما قرأ القرآن أربعين مخرة )‪ .(1‬بيخان‪:‬‬
‫السواد الشخص‪ ،‬وحبة القلب أي سويداؤه‪ ،‬والخيال بالفتح شخخخص الرجخخل‬
‫وطلعته والطيف وصورة النسان في الماء والمرءاة‪ ،‬وهنا يحتمخخل السخخواد‬
‫الوجهين والخيال يحتمل الول والثاني والقوى المدركة‪ .‬أقول‪ :‬روى السيد‬
‫هذه الصلة في موضع آخر عخخن علخخي بخخن محمخخد بخخن يوسخخف الخخبزاز‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر بن محمد بن مسرور‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫عبد الحميد العطخخار‪ ،‬عخخن منصخخور بخخن يخخونس‪ ،‬عخخن أبخخي المغخخرا حميخخد بخخن‬
‫المثنى مثله‪ - 64 .‬الجمال والمتهجد‪ :‬أربع ركعات اخخخر روي عخخن صخخفوان‬
‫قال‪ :‬دخل محمد بن علي الحلبي علخى أبخى عبخد الخ عليخه السخلم فخي يخوم‬
‫الجمعة فقال له‪ :‬تعلمني أفضل ما أصنع في هذا اليخخوم‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا محمخخد مخخا‬
‫أعلم أن أحدا كان أكبر عند رسول ال صلى ال عليه وآله من فاطمة عليها‬
‫السلم ول أفضل مما علمها أبوها محمد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬مخخن أصخخبح يخخوم‬
‫الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلى أربخخع ركعخخات مثنخخى مثنخخى‪ ،‬يقخخرء فخخي‬
‫أول ركعخخة الحمخخد والخلص خمسخخين مخخرة وفخخي الثانيخخة فاتحخخة الكتخخاب‬
‫والعاديخخات خمسخخين مخخرة‪ ،‬وفخخي الثالثخخة فاتحخخة الكتخخاب وإذا زلزلخخت الرض‬
‫خمسخخين مخخرة‪ ،‬وفخخي الرابعخخة فاتحخخة الكتخخاب وإذا جخخاء نصخخر ال خ و الفتخخح‬
‫خمسين مرة‪ ،‬وهذه سورة النصر وهي آخر سخخورة نزلخخت‪ ،‬فخخإذا فخخرغ منهخخا‬
‫دعا فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد ص ‪.220‬‬


‫]‪[369‬‬

‫إلهى وسخيدي مخن تهيخأ أو تعبخأ أو أعخد أو اسختعد لوفخادة إلخى مخلخوق رجخاء رفخده‬
‫وفوائده ونائله وفواضله وجوائزه‪ ،‬فاليك يا إلهى كانت تهيئتخخي وتعخخبئتي و‬
‫إعدادى واستعدادى رجاء رفدك ومعروفك ونائلك وجوائزك‪ ،‬فل تخيبي من‬
‫ذلك يا من ليخب مسألة سائل ول تنقصه عطية نائل‪ ،‬لم آتخخك بعمخخل صخخالح‬
‫قدمته‪ ،‬ول بشفاعة مخلوق رجوته‪ ،‬أتقرب إليك بشفاعة محمخخد وأهخخل بيتخخه‬
‫صلواتك عليهم أجمعين أرجو عظيم عفوك الذي عفوت بخخه علخخى الخخخاطئين‬
‫عند عكوفهم على المحخخارم‪ ،‬فلخخم يمنعخخك طخخول عكخخوفهم علخخى المحخخارم‪ ،‬أن‬
‫عدت عليهم بالمغرة‪ ،‬وأنخخت سخخيدى العخخواد بالنعمخاء وأنخخا العخواد بالخطخاء‪،‬‬
‫أسئلك بمحمد وآله الطاهرين‪ ،‬أن تغفر لى ذنبي العظيخخم فخخانه ل يغفخخر ذنخخبي‬
‫العظيم إل العظيم‪ ،‬يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيخم يخا عظيخم يخا عظيخم )‬
‫‪ .(1‬صلة اخرى روى عنبسة بن مصخعب عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم‬
‫قال‪ :‬من قرأ سورة إبراهيم وسورة الحجر في ركعتين جميعا في يوم جمعة‬
‫لم يصبه فقر أبخخدا ول جنخخون ول بلخخوى )‪ .(2‬وصخخلة اخخخرى روى الحخخارث‬
‫الهمداني‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم أنه قال‪ :‬إن اسخختطعت أن تصخخلي‬
‫يوم الجمعة عشر ركعخخات تتخخم سخخجودهن وركخخوعهن وتقخخول فيمخخا بيخخن كخخل‬
‫ركعخختين سخخبحان ال خ وبحمخخده مخخائة مخخرة‪ ،‬فافعخخل تمخخام الخخخبر )‪- 65 .(3‬‬
‫المتهجد وجمال السخبوع‪ :‬صخلة اخخرى ركعتخان روى محمخد بخن داود بخن‬
‫كثير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخلت على سيدي أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق‬
‫عليخخه السخخلم فرأيتخخه يصخخلى ثخخم رأيتخخه قنخخت فخخي الركعخخة الثانيخخة فخخي قيخخامه‬
‫وركوعه وسجوده ثم أقبخخل بخخوجهه الكريخخم علخخى الخ ثخخم قخخال‪ :‬يخخا داود هخخي‬
‫ركعتان وال ل يصليهما أحد فيرى النار بعينه بعدما يخأتي فيهمخا مخا أتيخت‪،‬‬
‫فلم أبرح من مكاني حتى علمنخخي‪ ،‬قخخال محمخخد بخخن داود فعلمنخخي يخخا أبخخه كمخخا‬
‫علمك‪ ،‬قال إني لشفق عليك أن تضيع‪ ،‬قلت كل إن شاء ال‪ ،‬قخخال‪ :‬إذا كخخان‬
‫يوم الجمعة قبل أن تزول الشمس فصلهما‪ ،‬واقرأ في الركعة الولخخى فاتحخخة‬
‫الكتاب وإنا أنزلناه وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل هو ال أحذ‪ ،‬وتستفتحهما‬
‫بفاتحة الكتاب‪ ،‬فإذا فرغت‬

‫)‪ (3 - 1‬مصباح المتهجد ص ‪.223 - 222‬‬

‫]‪[370‬‬

‫من قراءة قل هو ال أحد في الركعة الثانيخخة فخخارفع يخخديك قبخخل أن تركخخع وقخخل‪ :‬إلهخخى‬
‫إلهى إلهى أسئلك راغبا‪ ،‬وأقصدك سائل‪ ،‬واقفا بين يخخديك‪ ،‬متضخخرعا إليخخك‪،‬‬
‫إن أقنطتني ذنخخوبي نشخخطني عفخخوك‪ ،‬وإن أسخخكتني عملخخي أنطقنخخي صخخفحك‪،‬‬
‫فصل على محمخخد وأهخخل بيتخه‪ ،‬فأسخخئلك العفخخو العفخو‪ .‬ثخخم تركخع وتفخرغ مخن‬
‫تسبيحك وقخل‪ :‬هخذا وقخوف العخائذ بخك مخن النخار‪ ،‬يخا رب أدعخوك متضخرعا‬
‫وراكعا متقربا إليك بالذلة خاشعا‪ ،‬فلست بأول منطق من حشمة متذلل‪ ،‬أنت‬
‫أحب إلي مولى أنت أحخخب إلخخى مخخولي‪ .‬فخخإذا سخخجدت فابسخخط يخخديك كطخخالب‬
‫حاجة وقل‪) :‬سبحان ربي العلى و بحمده‪ ،‬رب هذه يخخداى مبسخخوطتان بيخخن‬
‫يديك‪ ،‬هذه جوامع بدنى خاضخخعة بفنخخائك‪ ،‬وهخخذه أسخخبابي مجتمعخخة لعبادتخخك‪،‬‬
‫لأدرى بأي نعمائك أقلب‪ ،‬وليها أقصد لعبادتخخك ألمسخخألتك أم الرغبخخة إليخخك‪،‬‬
‫فامل قلبي خشية منك‪ ،‬واجعلني في كل حالتي لك قصدي‪ ،‬أنت سخخيدي فخخي‬
‫كل مكان وإن حججت عنخخك أعيخخن النخخاظرين إليخخك أسخخألك بخخك إذ جعلخخت فخخي‬
‫طمعا فيك لعفوك‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد وترحم مخخن يسخخألك وهخخو‬
‫من قد علمت بكمال عيوبه وذنونه‪ ،‬لم يبسط إليك يده إل ثقة بك‪ ،‬ول لسانه‬
‫إل فرحا بك‪ ،‬فارحم من كثر ذنبه على قلته‪ ،‬وقلت ذنوبه فخخي سخخعة عفخخوك‪،‬‬
‫وجرأني جرمي وذنبي بمخخا جعلخخت مخخن طمخخع إذا يئس الغخخرور الجهخخول مخخن‬
‫فضلك‪ ،‬أن تصلى على محمد وآل محمد وأسألك لخواني فيك العفخخو العفخخو‪.‬‬
‫ثم تجلس ثم تسجد الثانية وقل‪) :‬يخخامن هخخداني إليخخه ودلنخخي حقيقخخة الوجخخود‬
‫عليه‪ ،‬وساقني من الحيرة إلى معرفته وبصرني رشدي برأفتخخه‪ ،‬صخخل علخخى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬واقبلني عبدا ول تذرني فردا أنت أحخخب إلخخي مخخولى أنخخت‬
‫أحب إلى يا مولى‪ .‬ثم قال داود‪ :‬وال لقد حلف لي عليهما جعفر بخن محمخد‬
‫عليهما السلم وهو تجاه القبلة‬

‫]‪[371‬‬

‫أنه ل ينصرف أحخد مخن بيخن يخدي ربخه تعخالى إل مغفخورا لخه‪ ،‬وإن كخانت لخه حاجخة‬
‫قضاها )‪ .(1‬بيان‪ :‬بأول منطق‪ ،‬على بناء المفعخخول )مخخن حشخخمة( أي لسخخت‬
‫أول من أنطقته حشمته أي اسخختحياؤه وفخخي بعخخض النسخخخ )منطخخو( أي مخخن‬
‫انطوى بحاجته لحيائه ولخخم يظهرهخخا )وهخخذه أسخخبابي( أي أعضخخائي وقخخواى‬
‫ومشخخاعري )علخخى قلتخخه( أي ذلتخخه وحقخخارته و قخخوله عليخخه السخخلم )ودلنخخي‬
‫حقيقة الوجود عليه( إشارة إلى طريقخخة الصخخديقين الخخذين يسخختدلون بخخالحق‬
‫عليه‪ - 66 .‬الجمال‪ :‬عن علي بن أبي طالب عليه السخخلم عخخن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآلخخه قخخال‪ :‬يخخوم الجمعخخة صخخلة كلخخه مخخا مخخن عبخخد قخخام إذا ارتفعخخت‬
‫الشمس قدر رمح وأكثر يصخخلي ركعخختين إيمانخخا و احتسخخابا إل كثخخب الخ لخخه‬
‫مائتي حسنة‪ ،‬ومحاعنه مائتي سيئة‪ ،‬ومن صلى ثمان ركعخخات رفخخع الخ لخخه‬
‫في الجنة ثمان مائة درجة‪ ،‬وغفر له ذنوبه كلها‪ ،‬ومخخن صخخلى اثنخختي عشخخر‬
‫ركعة كنت ال له ألفا ومائتي حسنة‪ ،‬ومحاعنه ألفا ومائتي سيئة‪ ،‬ورفع له‬
‫في الجنة ألفا ومائتي درجة‪ .‬وقخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخه وآلخخه‪ :‬مخن‬
‫صلى الصبح يوم الجمعة ثم جلس في المسجد حتى تطلع الشمس‪ ،‬كخخان لخخه‬
‫في الفردوس سبعون درجة بعد ما بيخخن الخخدرجتين حضخخر الفخخرس المضخخمر‬
‫سبعين سنة‪ ،‬ومن صلى يوم الجمعة أربع ركعات قخرأ فخي كخل ركعخة الحمخد‬
‫مرة وقل هو ال أحد خمسين مرة لم يمت حخختى يخخرى مقعخخده مخخن الجنخخة أو‬
‫يرى له‪ .‬بيان‪ :‬الحضر بالضم العدو‪ ،‬وتضمير الفرس أن تعلفه حتى يسمن‪.‬‬
‫‪ - 67‬جمال السبوع‪ :‬الصلة المعروفخخة بالكاملخخة حخخدث محمخخد بخخن وهبخخان‪،‬‬
‫عن محمد بن أحمد بن زكريا الغلبي‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن عمخخارة‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جعفر ابن محمد عليهما السلم وعن عتبة بن الزبير‪ ،‬عخخن جعفخخر‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخن جخخده علخخي بخخن أبيطخخالب عليهخخم السخلم قخخال‪ :‬قخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬مخخن صخخلى أربخخع ركعخخات يخخوم الجمعخخة قبخخل‬
‫الصلة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب عشر مرات‪ ،‬ومثلها قل أعوذ بخخرب‬
‫الفلق‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.225 - 223 :‬‬

‫]‪[372‬‬

‫ومثلها قل أعوذ برب الناس‪ ،‬ومثلها قل هو ال أحد‪ ،‬ومثلهخخا قخخد يخخا أيهخا الكخخافرون‪،‬‬
‫ومثلها آية الكرسي‪ .‬وفي رواية اخرى يقرء عشر مرات إنا أنزلناه في ليلة‬
‫القدر‪ ،‬وعشر مرات شهد ال أنه ل إله إل هو والملئكة واولوا العلم قائمخخا‬
‫بالقسط ل إله إل هو العزيز الحكيم وبعد فراغه من الصلة يستنغر ال مائة‬
‫مرة ويقول أستغفر ال ربي و أتوب إليه‪ .‬وفي روايخخة اخخخرى‪ :‬أسخختغفر الخ‬
‫الذي ل إله هو الحي القيوم غافر الذنب واسع المغفرة‪ ،‬ويقول‪ :‬سبحان ال‬
‫والحمخخد ل خ ول إلخخه إل ال خ وال خ أكخخبر‪ ،‬ول حخخول ول قخخوة إل بخخال العلخخي‬
‫العظيم‪ ،‬مائة مرة‪ ،‬ويصلي على محمد وآل محمد مائة مخخرة‪ ،‬ثخخم يخخدعو بعخخد‬
‫ذلك بالدعاء الذي يأتي‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من صلى هخخذه‬
‫الصلة وقال هذا القول‪ ،‬رفع ال عنه شر أهل السماء وأهل الرض‪ ،‬وشخخر‬
‫الشيطان‪ ،‬وشر كل سلطان جائر‪ ،‬وقضى ال لخخه سخخبعين حاجخخة فخخي الخخدنيا‪،‬‬
‫وسبعين حاجة في الخرة‪ ،‬مقضية غير مردودة‪ .‬وقال‪ :‬الليل والنهخخار أربخخع‬
‫وعشخخرون سخخاعة‪ ،‬يعتخخق الخ تعخخالى لصخخاحب هخخذه الصخخلة فخخي كخخل سخخاعة‬
‫لكرامته علخى الخ سخبعين ألخف انسخان قخد اسختوجبوا النخار مخن الموحخدين‬
‫يعتقهم ال من النار‪ ،‬ولو أن صاحب هذه الصلة أتى المقابر فخخدعا المخخوتى‬
‫أجابوه باذن ال لكرامته على ال تعالى‪ .‬ثم قال عليه السلم‪ :‬والخخذي بعثنخخى‬
‫بالحق إن العبد إذا صلى هذه الصلة ودعا بهذه الدعاء بعث ال لخخه سخخبعين‬
‫ألخخف ملخخك‪ ،‬يكتبخخون لخخه الحسخخنات‪ ،‬ويرفعخخون عنخخه السخخيئات ويرفعخخون لخخه‬
‫الدرجات ويستغفرون له‪ ،‬ويصلون عليه حتى يموت‪ .‬ولخخو أن رجل ل يولخخد‬
‫لخخه ولخخد‪ ،‬وامخخرأة ل يولخخد لهخخا‪ ،‬صخخليا هخخذه الصخخلوات ودعخخوا بهخخذا الخخدعاء‪،‬‬
‫رزقهما ال ولدا‪ ،‬ولو مات بعد هذه الصلة لكان له أجر سبعين ألخخف شخخهيد‬
‫وحين يفرغ من هذه الصلوات يعطيخخه الخ بكخخل قطخخرة قطخخرت مخخن السخخماء‪،‬‬
‫وبعدد نبات الرض‪ ،‬وكتب له مثخخل أجخخر إبراهيخخم وموسخخى وزكريخخا ويحيخخى‬
‫صلى ال عليهم وآلهم‬

‫]‪[373‬‬

‫وفتح عليه باب الغنى‪ ،‬وسد عنه باب الفقر‪ ،‬ولم يلذعه حيخخة ول عقخخرب‪ ،‬ول يمخخوت‬
‫غرقا ول حرقا ولشرقا‪ .‬قال جعفر بن محمد الصخخادق‪ :‬أنخخا الضخخامن عليخخه‪،‬‬
‫وينظر ال إليه في كل يوم ثلث مائة وستين نظرة‪ ،‬ومخخن ينظخخر إليخخه ينخخزل‬
‫عليه الرحمة والمغفرة‪ .‬ولو صلى هذه الصلة وكتب ما قال فيهخخا بزعفخخران‬
‫وغسخخل بمخخاء المطخخر‪ ،‬وسخخقى المجنخخون والمجخخذوم والبخخرص لشخخفاهم الخ‬
‫عزوجل‪ ،‬وخفف عنه وعن والديه‪ ،‬ولو كانا مشركين‪ .‬قال جعفر بخخن محمخخد‬
‫عليهما السلم‪ :‬وهذه الصلة يقخخال لهخخا الكاملخخة‪ .‬الخخدعاء بعخخد هخخذه الصخخلة‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمخخد الطيخخبين الطخخاهرين الصخخادقين كمخخا أنخخت ‪-‬‬
‫وهم بك ومنك ‪ -‬أهله‪ ،‬واكفنى بمحمد وآله صلواتك عليه وعليهم كخل مهخم‪،‬‬
‫واقض لى بهم كل حاجخخة مخخع حخخوائج الخخدنيا والخخخرة‪ ،‬وفقنخخي لمخخا يرضخخيك‬
‫عني‪ ،‬وأرشدني للذي هو أفضل‪ ،‬واعصمني في جميع اموري‪ ،‬وأعذني من‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬ول تسلطه على طرفة عيخخن‪ ،‬ول أقخخل مخخن ذلخخك ول أكخخثر‪،‬‬
‫وامنعني أن يفرط على أو أن يطغى أو أن يصل إلى منه مكخخروه أو أذى‪ ،‬أو‬
‫يستفز عنى أو يزين لي ارتكاب ما فيه سخخخطك والبعخخد مخخن رضخخوانك‪ ،‬إنخخك‬
‫تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وانظر إلخخى‬
‫في وقتى هذا وفي جميع أوقاتي نظرة يكون لى فيها الخيرة للدنيا والخرة‪،‬‬
‫وتقلبنخخي معهخخا عخخن موضخخعي بخخالمغفرة والرحمخخة‪ ،‬وتجعلنخخى مخخن عتقخخائك‬
‫وطلقائك من النار‪ .‬اللهم صل على محمد وآله واجعلني وأهلخخي ومخخن أعنخخى‬
‫به وأحزن له فخخي ودايعخخك وأمانخخك وعيخخاذك وجخخوارك وحراسخختك وصخخيانتك‬
‫وكلءتك وحياطتك ورعايتك وحمايتك ومراعاتخخك‪ ،‬حيخخث كنخخت وأيخخن حللخخت‬
‫في بر أو بحر أو سهل أو جبل‪ ،‬واكفنخا شخر كخل عخدو وبخاغ وحاسخد ولخص‬
‫ومعاند وفريد وكائد وغاصب وظالم ومخاصم ومخخن شخخر كخخل ذي شخخر ومخخن‬
‫شر الجن والنس‪ ،‬وخذه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعخخن شخخماله‬
‫ومن فوقه ومن تحته‪ ،‬وطمه بالبلء طما‪ ،‬وغمه بالبلء غما‬

‫]‪[374‬‬

‫وقمه بما قما‪ ،‬واجتثه عن جدد الرض‪ ،‬وارمخخه ببليخخة ل اخخخت لهخخا‪ ،‬وامنعخخه مخخن أن‬
‫يفرط علينا أو أن يطغى‪ ،‬أو أن يصل إلينا بمكروه وأذى‪ ،‬واحلل به كل بلء‬
‫وأنزل بساحته وعقوته كل لواء‪ ،‬ول تمهله لحظة‪ ،‬ول طرفة عين أبدا إنك‬
‫على كل شئ قدير‪ .‬اللهم صخخل علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬وافعخخل بخخي مخخا أنخخت‬
‫أهلخه‪ ،‬وامنخن علخى بخالعفو عخن ذنخوبي‪ ،‬والتعمخد لخطايخاي‪ ،‬والصخفح عخن‬
‫جرايرى‪ ،‬والمسامحة لي‪ ،‬وترك مؤاخخخذتي بجهلخخي وسخخوء عملخخي‪ ،‬واعخخف‬
‫عنى‪ ،‬واغفر لي قبيح ما كان منى بحسن ما عندك‪ ،‬يا من إذا وعدوفا‪ ،‬وإذا‬
‫توعد عفا‪ ،‬يا من يعفو عن السخخيئات‪ ،‬ويعلخم مخا يفعخخل عبخاده‪ ،‬يخخا مخن يخخأمر‬
‫بالعفو والتجاوز‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واعف عنى و تجاوز يا كريخخم‬
‫يا كريخخم‪ .‬يخخا أكخخرم مخخن كخخل كريخخم‪ ،‬وأرأف مخخن كخخل رؤف‪ ،‬وأعطخخف مخخن كخخل‬
‫عطوف‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأنعم على بخخالعفو والعافيخخة والمغفخخرة‬
‫والرحمة‪ ،‬أنت يا سيدى قلت )فمن عفا وأصلح فأجره على ال( يا كريخخم يخخا‬
‫غفور يا جواد يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل‪ ،‬يا أرحخخم مخخن اسخخترحم‪،‬‬
‫وأجود من سئل‪ ،‬وأكرم من أعطى صل على محمد وآل محمخخد‪ ،‬وانظخخر إلخخي‬
‫بعينك الرحيمة نظرة تكون لخخي فيهخخا الخيخخرة‪ ،‬ومعهخخا المغفخخرة والرضخخوان‪،‬‬
‫وأعتقني من النخخار‪ ،‬وأنقخخذني مخخن النخخار‪ ،‬وفخخك رقبخختي مخخن النخخار‪ ،‬وأدخلنخخي‬
‫الجنة يا رحمن‪ ،‬وزوجنخي مخن الحخخور العيخن‪ ،‬ووفقنخخي لمخا يرضخخيك عنخي‪،‬‬
‫وطهرني من الذنوب‪ ،‬وطهر قلبى من الخخذنب‪ ،‬وطهخخر جسخخدي مخخن الخخدنس‪،‬‬
‫وعيني من الخيانخخة‪ ،‬وصخخدري مخخن الوسخخواس والحخخرج‪ ،‬والتخرجنخخي مخخن‬
‫الدنيا إل وأنت عني راض يا أرحخخم الراحميخخن‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى محمخخد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وارزقني رزقخا واسخعا حلل طيبخا صخبا صخبا هنيئا مخريئا عفيخا دارا‬
‫عاجل سيحا سيحا سريعا وشكا تغنيني به عن جميع خلقخخك‪ ،‬وتصخخونني بخخه‬
‫عمن سواك‪ ،‬وسهل لي من أمرى ما قد عسر‪ ،‬وأصلح لي ما فسد‪،‬‬

‫]‪[375‬‬

‫يا لطيف يا لطيف‪ ،‬أستلطف ال اللطيف لما أخاف وأحخخذر تغييخخره أن ييسخخر‪ ،‬يخخا مخخن‬
‫العسر عليه سهل يسير‪ .‬أسئلك بخفى لطفك وبمحمد حبيبخخك وبخخآله الطيخخبين‬
‫صخخفوتك‪ ،‬أن تصخخلي علخخى محمخخد وأن تلطخخف بخخي بلطفخخك اللطيخخف الخفخخى‪،‬‬
‫وتفضل على برحمتك وجودك‪ ،‬وتوحدني بنظخرك ونصخرك‪ ،‬وتجعلنخي ممخن‬
‫رضيت عنه فأرضيته‪ ،‬وتوكل عليك فكفيته‪ ،‬و سألك فأسعفته وأملخخك فكنخخت‬
‫عند أمله‪ ،‬يا أملى يا ثقتى ورجائي‪ ،‬يا عدتي يا كهفي يا سيدى يا سيدي‪ ،‬يا‬
‫معتمدي يا مفزعي‪ ،‬يا مخن هخخو وليخخي فخي كخخل شخدة وعليخخه تخوكلي فخخي كخل‬
‫كربة‪ ،‬وذخري وذخيرتي في كل نائبة وضرورة‪ ،‬وعخخدتي وعيخخاذي مخخن كخخل‬
‫مرض وعلة‪ .‬اللهم صل على محمد وآله‪ ،‬وهب لى ولوالدي ولولدي وذوي‬
‫عنايتي العافية الشافية الكافية الدائمخخة التخخامه السخخابغة الكاملخخة وأدمهخخا لنخخا‬
‫وانشرها علينا‪ ،‬وامسخخح علينخخا يخخدك يخخد العافيخخة‪ ،‬وهخخب لنخخا عافيخخة فخخي أثخخر‬
‫عافية‪ ،‬متصلة بعافية‪ ،‬عافية تشتمل علخى عافيخة تحيخخط العافيخخة عافيخخة فخي‬
‫الدنيا و عافية في الخرة‪ ،‬عافية شافية كافية تامة دائمخخة متتابعخخة مترادفخخة‬
‫متصلة متراكمة متضاعفة متوالية يا وهاب يا كريم‪ .‬اللهم صل على محمخخد‬
‫وآله‪ ،‬واقض عنى الدين‪ ،‬وخلصني من أذاه وبليته‪ ،‬وسهل لي الخروج إلى‬
‫كل ذي حق من حقه وتحمل عنى يا مولى مظخخالم عبخخادك وتبعخخاتهم‪ ،‬وهخخب‬
‫لي ما بيني وبينك‪ ،‬واستوهب لخخي مخخا بينخخي وبيخخن خلقخخك‪ ،‬يخخا مخخن ل تنقخخص‬
‫خزائنه‪ ،‬ول يبيد ما عنخخده صخخل علخى محمخد وآلخخه‪ ،‬وجخخدلي بمخخا ل ينقصخخك‪،‬‬
‫واعف لي عمال يضرك‪ .‬اللهخم صخخل علخخى محمخخد وآلخخه‪ ،‬واكفنخخي مؤنخخة مخخن‬
‫تعاديني ويبغيني ويكيدني ويخلفني مما لعلم لخخي بخخه‪ ،‬وبمخخا أنخخه فخخي غفلخخة‬
‫عنه‪ ،‬وخذه من مأمنه ومن بين يديه ومن خلفخخه وعخن يمينخخه وعخن شخماله‬
‫ومن فوقه ومن تحته ول تمهلخخه لحظخخة ولطرفخخة عيخخن إنخخك علخخى كخخل شخخئ‬
‫قدير‪ .‬اللهم صل على محمد وآله‪ ،‬وارزقني الحج إلى بيتك الحخخرام‪ ،‬وزيخخارة‬
‫قبر‬

‫]‪[376‬‬

‫نبيك محمد صلى ال عليه وآله في عامي هذا وفي كل عام ما أبقيتني في يسر منخخك‬
‫وعافية‪ ،‬في سعة رزق وكفاية‪ ،‬وخير وسعادة وسلمة وغبطخخة‪ ،‬إنخخك علخخى‬
‫كل شئ قدير‪ .‬اللهم صل على محمد وآله‪ ،‬وانشر علخخى رحمتخخك‪ ،‬وافتخخح لخخى‬
‫أبواب مغفرتك وافتح لي أبواب سعتك‪ ،‬وافتح لي أبواب رزقخخك‪ ،‬وافتخخح لخخي‬
‫أبواب غناك‪ ،‬وافتح لي أبواب توفيقك‪ ،‬وافتح لي أبواب تيسيرك‪ ،‬وافتح لي‬
‫أبواب عصمتك‪ ،‬وافتح لي أبواب عفوك‪ ،‬وافتح لي أبخخواب عافيتخخك‪ ،‬وافتخخح‬
‫لخخي أبخخواب جوامخخع الخيخخر والبركخخات و السخخعادات والمعونخخات والكفايخخات‬
‫والوقايخخات والرزاق الخخدارة مخخن خزائنخخك الواسخخعات‪ .‬وأغلخخق عنخخي أبخخواب‬
‫الشرور والثخخام والحلم والسخخقام والورام والمخخراض والعلخخل والعاهخخات‬
‫والفخخات واللخخوازب والمصخخائب والمهمخخات والشخخدائد والكربخخات والرزيخخات‬
‫والفجيعات والحادثات والذيخات والهمخخوم والغمخخوم والفقخخر والغخدر والمكخر‬
‫والختر والكفر وعذاب القبر وبلية أعخخدم عليهخخا الصخخبر إنخخك علخخى كخخل شخخي‬
‫قدير‪ .‬اللهم قخخد أملتخخك يخخا مخخولي فل تخيبنخخي‪ ،‬ورجوتخخك فل تقطخخع رجخخائي‪،‬‬
‫دعوتك يا إلهى فل ترد دعائي‪ ،‬وابتهلت إليك فل تعرض عني‪ ،‬يا معتمخدي‪،‬‬
‫وتقربت إليك بنبيك محمد وآلخخه الطخخاهرين صخخلواتك عليخخه وعليهخخم‪ ،‬فخخاقض‬
‫حوائجنا صغيرها و كبيرها‪ ،‬ما ذكرته ونسيته منها‪ ،‬مخخا قصخخدته أو سخخهوت‬
‫عنه‪ ،‬وما أنت أعلم به‪ ،‬وجميع ما أنت أحصى لقدره‪ ،‬وأنت أحصى لخخذنوبي‬
‫منخخي‪ ،‬فاغفرهخخا لخخي‪ .‬يخخا إلهخخى إن ذنخخوبي كخخثيرة وأفعخخالي سخخيئة وجخخرائري‬
‫وأجرامي عظيمة‪ ،‬وإقدامي واجترائي أكثر مخخن أن يحصخخى أو يعخخد أو يخخذكر‬
‫أو ينشر‪ ،‬واعتمادى يا سيدى على عفوك وعلى ما وعدت بخخه مخخن فضخخلك‪،‬‬
‫فانك يا سيدي قلت وقولك الحق )يا عبخادي الخذين أسخخرفوا علخى أنفسخهم ل‬
‫تقنطوا من رحمة ال إن ال يغفر الخخذنوب جميعخخا إنخخه هخخو الغفخخور الرحيخخم(‬
‫فاغفر لي ما قدمت وما أخرت‪ ،‬وما أسررت وما أعلنت‪ ،‬وأخطأت وتعمخخدت‬
‫وحفظت ونسيت‪ ،‬وعلمخخت وشخخهدت‪ ،‬ورحمتخخك وسخخعت كخخل شخخئ وأنخخا شخخئ‬
‫فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫]‪[377‬‬

‫مغفرتك يا سيدي أعظم من كل شئ‪ ،‬فتفضل بها على‪ ،‬اغفخخر لخخي يخخا سخخيدى مخخا تبخخت‬
‫إليك منه ثم عدت فيه‪ ،‬واغفر لي يا سيدي ما آليخخت علخخى نفسخخي أن ل آتيخخه‬
‫وتغمد لي ما أكذب علخخى نفسخخي القلع منخخه‪ ،‬ثخخم لخخم أف بخخه‪ ،‬واصخخفح عمخخا‬
‫جعلت على نفسي عند الشدائد والعلل والخطار والضطرار والمرض أن ل‬
‫أفعله‪ ،‬فلما أقلت وأنهضت وعافيت وأتممت لم يكن مني وفاء بخه‪ ،‬يخخا غخافر‬
‫الذنب يا سخخاتر العيخخوب يخخا كاشخخف الضخخر عخخن أيخخوب صخخل علخخى محمخخد وآل‬
‫محمد‪ ،‬واكشف ضري برحمتك‪ ،‬وأقل عثرتي بعزتك‪ .‬اللهم صل على محمخخد‬
‫وآله‪ ،‬واجعل لي فخي نفسخخي وأهلخخي ومخخالي وولخخدي و والخخدي ومخن يعنينخخى‬
‫أمره ويخصني البركة التامة‪ ،‬وكن لي ولهم راحما ووليا و حافظخخا وناصخخرا‬
‫ورازقا ومعينا واجعلني في ودائعك وأمانخخك وحخخرزك وحراسخختك و صخخيانتك‬
‫وخير ما جرت به المقادير من عندك يخخا أرحخخم الراحميخخن‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وما قسمت لي من قسم أو رزقتني من رزق فاجعله حلل‬
‫طيبا واسعا مباركا‪ ،‬قريب المطلب‪ ،‬سهل المأخذ‪ ،‬فخخي يسخخر منخخك وعافيخخة و‬
‫سلمة وسعادة إنك على كل شئ قدير‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى محمخخد وآل محمخخد‪،‬‬
‫ووسع رزقي أبدا ما أبقيتنى‪ ،‬وثمره ووفره‪ ،‬ول تكدره ول تعسره‪ ،‬وسخخهله‬
‫ول تنكده‪ ،‬وإن كان في ام الكتاب عندك أني شقى أو محروم أو مقخختر علخخي‬
‫رزقي فامح من ام الكتاب شقائي وحرماني وإقتاري‪ ،‬و اكتبني عندك سعيدا‬
‫موفقا للخير موسعا على في رزقي‪ ،‬فانك قلت وأنت أصدق القائلين )يمحخخو‬
‫ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتخاب(‪ .‬اللهخم صخل علخى محمخد وآل محمخد‪،‬‬
‫واغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا وجازهما عني بالحسخخان‬
‫إحسخخانا‪ ،‬وبالسخخيئات غفرانخخا‪ ،‬ونضخخر وجوههمخخا‪ ،‬وألحقهمخخا بنبيهمخخا نخخبي‬
‫الرحمة وآله صلوات ال عليه وعليهم‪ ،‬واسقهما بكاسه مشخخربا مخخاء عخخذبا‬
‫رويا سايغا هنيئا ل ظمأ بعده أبدا‪ ،‬وبيض وجوههما يوم تبيض فيه الوجوه‬

‫]‪[378‬‬

‫وأعلهما وأعطهما منيتهما وكتابهما بأيمانهما‪ ،‬ومحص عنهما سيئاتهما‪ ،‬وضخخاعف‬


‫لهمخخا حسخخناتهما‪ ،‬وكخخن أنخخت يخخا سخخيدى لهمخخا فانهمخخا فقيخخران إلخخى رحمتخخك‪،‬‬
‫محتاجان إلى عفوك‪ ،‬مضطران إلى غفرانك‪ .‬أدخل قبورهم الضياء والنخخور‪،‬‬
‫والفرحة والسرور والسخخعة والحبخخور‪ ،‬ول تؤاخخخذ همخخا بقبيخخح كخخان منهمخخا‪،‬‬
‫واجعلهما من أهل جناتك جنات النعيم‪ ،‬وأحلهمخخا دار المقامخخة مخخن فضخخلك ل‬
‫يمسهما فيها نصب ول يمسهما فيها لغوب‪ ،‬وأجرهما من العذاب وأعتقهما‬
‫من النار‪ ،‬واجمع بيني وبينهما فخخي مسخختقر رحمتخخك‪ ،‬وقخخرب مخخن رضخخوانك‬
‫ومغفرتك‪ ،‬وافعل مثل ذلك بأجخخدادي وجخخداتي وأعمخخامي وعمخخاتي وأخخخوالى‬
‫وخالتي وأولدى وامهات أولدي ومعارفي وجيراني ومن أحبنخخي وربخخاني‬
‫وخدمني من المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬الحياء منهم والموات‪ ،‬ومحخبي محمخخد‬
‫وآل محمد عليه وعليهم السلم إنخخك علخخى كخخل شخخئ قخخدير‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وإذا صرت إلى دار البلى‪ ،‬ونسيني أهل الدنيا ولم يكن لي‬
‫زائر ول ذاكر‪ ،‬فكن أنت يا سيدي مونسى وذاكخخري‪ ،‬والنخخاظر إلخخى والراحخخم‬
‫لي‪ ،‬والغافر لذنبي والصافح عن خطيئاتي‪ ،‬والمنور لحفرتخخي‪ ،‬والسخخاتر لخخي‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‪ ،‬إنك أنت الغفور الرحيم‪ ،‬اللهم صل علخخى محمخخد‬
‫وآله واجعل الموت خيخخر غخخائب أنتظخخره‪ ،‬والقخخبر خيخخر بيخخت سخخكنته‪ ،‬ولقنخخى‬
‫حجتي عند خروج روحخخي‪ ،‬وسخخهل علخخى فخخراق الخخدنيا‪ ،‬وأرنخخي قبخخل خخخروج‬
‫روحي ما تقربه عيني‪ ،‬و اجعل ملك الموت شفيقا رفيقخخا لخخي وعلخخى متحننخخا‬
‫متعطفخخا وبخخي رؤفخخا رحيمخخا‪ .‬أرنخخى يخخا سخخيدي ملئكخخة الرحمخخة‪ ،‬والبشخخرى‬
‫بالمغفرة‪ ،‬بما تكون به عيني قريرة‪ ،‬ونفسي إليه تائقة سخخاكنة‪ ،‬وجخخوارحي‬
‫به مطمئنة‪ ،‬قبل فراق الدنيا‪ ،‬وسهل على المسخخألة‪ ،‬وادفخخع عنخخي الضخخغطة‪،‬‬
‫واجعل لي في قبري النور والرحمة‪ ،‬والجعل منقلبي أطيب منقلخخب‪ ،‬وقخخبري‬
‫أفسح قبر‪ ،‬واقلبني إلى رضوانك والجنة‪ ،‬ول تجعلني حطبخخا للنخخار يخخا أرحخخم‬
‫الراحميخخن‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬ومخخا ذكرتخخه مخخن حخخوائجي‬
‫ونسيته أو حفظته أو‬

‫]‪[379‬‬

‫أهملته نطق به لساني أو لم ينطق‪ ،‬فاقضه لي وتفضل به على وأرني في يومى مخخن‬
‫علمات إجابتك وتباشير قبولك وإقبالك مخخا أغتبخخط بخخه فخخي الخخدنيا والخخخرة‪،‬‬
‫وارزقني التوبة قبل الموت‪ ،‬والعصمة والطهارة من الذنوب‪ ،‬إنك علخخى كخخل‬
‫شئ قدير ربنا آتنا في الدنيا حسخنة وفخي الخخرة حسخنة وقنخا عخذاب النخار‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬ووفقني للحمخخد علخخى نعمتخخك الخختي أنعمخخت‬
‫بهخخا علخخى والشخخكر لحسخخانك الخخذي أسخخديت إلخخى‪ ،‬والقبخخال علخخى تحميخخدك‬
‫وتكبيرك وتسخخبيحك وتقديسخخك وتهليلخخك وتمجيخخدك وتعظيمخخك فخخي كخخل وقخخت‬
‫والرضا بقضائك وقدرك إذا قضيت وقدرت‪ ،‬والصبر على بلءك ومحنك إذا‬
‫ابتليت وامتحنت‪ ،‬والتسليم عند حتمك إذا حتمت وأمرت‪ ،‬ورضني بقضائك‪،‬‬
‫وبارك لي في فضلك وعطائك‪ ،‬وسخخهل لخخي حلخخول دار جنتخخك‪ ،‬وأذهخخب عنخخى‬
‫الحخخزن بفضخخلك‪ ،‬وجنبنخخي معصخخيتك‪ ،‬وأعخخذني مخخن التعخخرض لمخخا يسخخخطك‬
‫ويباعدني من رضوانك‪ ،‬إنخخك علخخى كخخل شخخئ قخخدير‪ .‬اللهخخم صخخل علخخى محمخخد‬
‫وآله‪ ،‬واحفظنى واحفظ على‪ ،‬واحرسخخنى واحخخرس علخخي‪ ،‬واكنفنخخي واكفنخخي‬
‫واجعلني وأهلي وولدي من يعنيني أمره ويخصني في ودايعخخك المحفوظخخة‪،‬‬
‫وصيانتك المكلوءة‪ ،‬أسخخئلك بحخخق محمخخد وآلخخه‪ ،‬وبحخخق ملئكتخخك المقربيخخن‪،‬‬
‫ورسخخلك وحملخخة عرشخخك وبحخق يخخس والقخرآن الحكيخم‪ ،‬وبحخخق القخخبر الخذي‬
‫تضمن حبيبخخك محمخخدا صخخلواتك عليخخه وآلخخه‪ ،‬وبحخخق بيتخخك الحخخرام‪ ،‬والركخن‬
‫والمقخخام‪ ،‬واللء العظخخام‪ ،‬وبأسخخمائك الحسخخنى الكخخرام‪ ،‬وباسخخمك العظخخم‬
‫العظخخم الجخخل الكخخرم المكنخخون المخخخزون الخذي إذا دعيخخت بخخه أجبخخت‪ ،‬وإذا‬
‫سئلت به أعطيت‪ ،‬وأسعفت‪ ،‬ولم ترد سائلك‪ ،‬وبكل اسم هولك أو تسميت به‬
‫لحد من خلقك‪ ،‬أو مأثور في علم الغيب عندك‪ ،‬وما أحاط به علمك ووسخخعه‬
‫حلمك‪ ،‬واستقل به عفخخوك وعرشخخك‪ ،‬وبخخك ول شخخئ أعظخخم منخخك‪ ،‬أن تصخخلي‬
‫علخخى محمخخد وآلخخه‪ ،‬وأن تسخخمع دعخخائي‪ ،‬وتجيخخب نخخدائي‪ ،‬وترحخخم تضخخرعي‪،‬‬
‫وتقبل على وتقبل توبتي‪ ،‬وتخخديم عخخافيتي‪ ،‬وتسخخهل قضخخاء حخخاجتي ودينخخي‪،‬‬
‫وتوسخخع علخخى فخخي رزقخخي وتصخخح جسخخمي‪ ،‬وتطيخخل عمخخرى‪ ،‬وتغفخخر ذنخخبي‪،‬‬
‫وتوفقني لما يرضيك‪ ،‬وتقلبني إلى‬

‫]‪[380‬‬

‫رضوانك والجنة برحمتك‪ ،‬وتعتقني مخخن النخخار بجخخودك‪ ،‬وتكفينخخي كخخل مهخخم مخخن أمخخر‬
‫الدنيا والخرة بكرمك‪ ،‬إنك على كل شي قدير‪ ،‬وذلك عليك يسير وأنت أرحم‬
‫الراحمين‪ ،‬وصلى ال على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين‪ .‬مخخا يقخخال فخخي‬
‫آخر سجدة من الصلة الكاملة‪ .‬اللهم إني أسئلك بالمماسة الخختي ل تخختزعزع‬
‫إل صخخليت علخخى محمخخد وآلخخه‪ ،‬و غفخخرت لخخي ذنخخبي‪ ،‬وعزمخخت علخخى قضخخاء‬
‫حوائجي‪ ،‬وأسئلك بالذي نظر به موسى إلى نورك ولم يسخختطع النظخخر إليخخك‬
‫لجللخخك وهيبتخخك إل صخخليت علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬وغفخخرت لخخي ذنخخبي‪،‬‬
‫وعزمت على قضاء حوائجي‪ ،‬وأسئلك بالقدرة التي أنزلت بها الصخرة بعخخد‬
‫نورك فانشقت لعتزازك عن قدرك بلحظ أو وهخخم أو فكخخر أو رؤيخخة بعلخخم أو‬
‫عقل تعاليت عن ذلك علوا كبيرا‪ ،‬إل صليت على محمد وآل محمد‪ ،‬وغفرت‬
‫لي ذنبي‪ ،‬وعزمت على قضاء حوائجي‪ ،‬وأسخخألك بالقخخدرة الخختي نظخخرت بهخخا‬
‫إلى ساير الجبال فتصدعت لكبرياء عظمتك أقطارها إل صخخليت علخخى محمخخد‬
‫وآل محمد وغفرت لي ذنبي‪ ،‬وعزمت على قضاء حوائجي وأسئلك بالقخخدرة‬
‫التي نظرت بها إلى أغوار البحار فماجت وتقلبت بأمواجها إل صخخليت علخخى‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وغفرت لي ذنبي وعزمت على قضاء حخخوائجي‪ .‬يخخا كفيخخل‬
‫الكفلء كفلتك نفسي حيث ما توجهت‪ ،‬فاحفظني يا خيرا لى من أبي وامخخي‪،‬‬
‫وكفلتك أبي وامي حتى تحفهما بنورك‪ ،‬وتوفقهمخخا لطاعتخخك‪ ،‬وتنجيهمخخا مخخن‬
‫عخذابك‪ ،‬وكفلتخخك ديخوني وديخخون خلقخك علخى حخختى تقضخيها جميعهخخا عنخي‪،‬‬
‫وتخلصني من تبعاتها‪ ،‬وأماناتي حتى تؤديها‪ ،‬وحاجاتي في الخخدنيا والخخخرة‬
‫حتى تقضخخيها‪ ،‬وتغفخخر لخخي وترحمنخخي‪ ،‬وتصخخلي علخخى محمخخد وآل محمخخد‪ ،‬يخخا‬
‫محتمل لعظائم المور‪ ،‬يا منتهى هم المهموم‪ ،‬ويا كاشف الكرب العظيم‪ ،‬يخخا‬
‫ربنا العظيم شأنه‪ ،‬حسبنا أنت إنك ربنا ل إله إل أنت إذا أردت شيئا تقول له‬
‫كن فيكون أسألك بهذا الدعاء‪ ،‬وبهذه السخماء‪ ،‬أن تصخلي علخى محمخخد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وأن تقضي لي حاجاتي‪ ،‬وتفرج عني وعن جميع إخواني المخخؤمنين‬
‫والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى ال علخى سخيدنا محمخد النخخبي‬
‫وآله الطاهرين‪.‬‬
‫]‪[381‬‬

‫بيان‪) :‬لاخت لها( أي ل تشبهها بلية اخرى في الشدة كقخخوله سخخبحانه )ومخخا نريهخخم‬
‫من آية إل هي أكبر مخن أختهخا( )‪ (1‬أي مخن الختى تشخبهها‪ ،‬أول يبقخى إلخى‬
‫بلية اخرى بل يفني بها‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬والعقخخوة السخخاحة ومخخا حخخول الخخدار‪،‬‬
‫واللواء الشدة‪ ،‬والتغمد الستر يقال تغمده ال برحمته أي سخختر ال خ ذنخخوبه‬
‫وحفظه عن المكروه كما يحفظ السيف بالغمد‪ ،‬ومثله تغمد زللخخي أي اجعلخخه‬
‫مشمول بالعفو والغفران‪ ،‬و تغمدت فلنا أي سترت مخخا كخخان منخخه وغطيتخخه‪.‬‬
‫والوعيخخد فخخي الشخختقاق اللغخخوى كالوعخخد إل أنهخخم خصخخوا الوعخخد بخخالخير‪،‬‬
‫والوعيد بالشر‪ ،‬للفرق بين المعنيين‪ ،‬وربما يستعمل الوعد فيهمخخا للتبخخاع‪،‬‬
‫والزدواج‪ ،‬قال الجوهري الوعد يستعمل فخخي الخيخخر والشخخر‪ ،‬فخخان أسخخقطوا‬
‫الخير والشر قالوا في الخيخخر الوعخخد والعخخدة‪ ،‬وفخخي الشخخر اليعخخاد والوعيخخد‪،‬‬
‫والحرج الضيق )صبا( أي مصبوبا كناية عن الكثرة )عفيا( أي كخخثيرا وفخخي‬
‫بعض النسخ بالقاف ولم نعخخرف لخخه معنخخى‪ ،‬والسخخيح الجريخخان‪ ،‬وفخخي بعخخض‬
‫النسخ سحا بالحاء المشخخددة وهخخو الصخخب أي جاريخخا أو مصخخبوبا‪ ،‬والوشخخك‬
‫بالفتخخح والضخخم السخخرعة‪ .‬وقخخال الجخخوهري اللطخخف فخخي العمخخل الرفخخق فيخخه‬
‫واللطف من ال تعالى التوفيق و العصمة‪ ،‬والتلطف للمر الترفق له‪ ،‬وقخخال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬لطف كنصر لطفا بالضم رفخخق ودنخخا‪ ،‬والخ لخخك أوصخخل إليخخك‬
‫مرادك بلطف‪ ،‬وقال الجوهري توحده ال بعصمته أي عصمه ولم يكله إلخخى‬
‫غيره‪ ،‬وقال أسعفت الرجل بحاجته إذا قضيتها لخخه )وذوي عنخخايتي( أي مخخن‬
‫أعتني وأهتم بشأنهم )ويخلفنخخي( أي يخلخخف وعخخدي أو يبلينخخي ويخلقنخخي أو‬
‫يفسدني‪ ،‬ويقال‪ :‬أخلف الرجل إذا أهوى بيده إلى سيفه ليسخله‪ ،‬وفخي بعخخض‬
‫النسخ بالقاف كناية عن هتك العرض‪ ،‬والخخختر بالفتخح الغخدر‪ ،‬وقخوله عليخه‬
‫السلم )وما أخرت( لعله هنا سقط شئ‪ ،‬ويحتمل تقدير العامل بقرينة المقام‬
‫أي واغفر لي ما أخرت‪ ،‬والعطف على الضمير في قوله‪) :‬فاغفرهخخا( أبعخخد‪.‬‬
‫وقال الجوهري‪ :‬ثمر ال ماله أي كثره‪ ،‬وقال نكد عيشهم بالكسر إذا اشتد‬

‫)‪ (1‬الزخرف‪.48 :‬‬

‫]‪[382‬‬

‫وقال‪ :‬التباشير البشرى وتباشير الصبح أو ايله وكذا أوايل كل شئ‪ ،‬وقال الغبطة أن‬
‫تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه‪ ،‬وليس بحسد‪ ،‬تقخخول‬
‫منه غبطته بما نال أغبطه غبطا وغبطخخه فخخاغتبط هخخو‪ .‬قخخوله عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫)لعتزازك عن قدرك( أي إنما انشقت صخرة الجبل الذي كان عليه موسخخى‬
‫بعد تجليك عليه‪ ،‬ونزلت وتقطعت‪ ،‬ليظهر للعباد أنك أعز من أن يقدر العباد‬
‫قدرك ويطلعوا على كنه جللك بلحظ عين أو وهم أو فكر يقال قدرت الشخخئ‬
‫أقدره أو أقدره قدرا من التقدير‪ ،‬وقال تعالى )وما قدروا ال حق قدره( )‪(1‬‬
‫أقول‪ :‬كانت نسخخ الخدعاء سخقيمة‪ ،‬ولخم أجخده فخي كتخاب آخخر سخوى جمخال‬
‫السبوع فصحح بقدر الطاقة‪ ،‬وبقيخخت فيخخه أشخخياء إلخخى أن يتيخخح الخ لنخخا مخخا‬
‫يمكخخن تصخخحيحه بخخه‪ ،‬والخخدعاء الطويخخل مخصخخوص بكتخخاب السخخيد ره وأمخخا‬
‫الصلوات فهي من المشخخهورات ذكرهخخا أكخخثر الصخخحاب فخخي كتخخب الخخدعوات‬
‫وغيرها‪ .‬ورواها الشيخ )‪ (2‬في المتهجد عن محمد بن زكريا الغلبى‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر بن محمد بن عمارة‪ ،‬عن أبيه عن الصادق عليه السلم‪ ،‬وعخخن عتبخخة‬
‫بن أبى الزبير‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم وذكر‬
‫نحوا مما مر من الروايتين إلى قوله‪) :‬فخخإذا فخخرغ مخخن الصخخلة اسخختغفر الخ‬
‫مائة مرة ثم يقول‪ :‬سبحان الخ والحمخخد لخ ول إلخخه إل الخ والخ أكخخبر‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم( مائة مرة‪ ،‬ويصلي على النبي صلى ال‬
‫عليه وآله مائة مرة‪ ،‬قال من صلى هخذه الصخلة وقخال هخذا القخول دفخع الخ‬
‫عنه شر أهل الرض تمام الخبر‪ .‬ونحخخو ذلخخك قخخال العلمخخة ره فخخي المنتهخخى‬
‫وغيره‪ ،‬والشخخهيد فخخي الخخذكرى وغيرهمخخا مخخن الصخخحاب فخخي كتبهخخم‪- 68 .‬‬
‫جمال السبوع‪ :‬صلوات العرابي عخخن محمخخد بخخن هخخارون‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫القاسم‪ ،‬عن أبي يعلى بن أبي الحسين‪ ،‬عن عبد ال بن محمخخد النيسخخابوري‬
‫عن أحمد بن عبد ال‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زياد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخن حارثخة بخن‬
‫قدامة‪ ،‬عن زيد بن ثابت‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) .67 :‬مصباح المتهجد ص ‪.221 - 220‬‬

‫]‪[383‬‬

‫قال‪ :‬قام رجل من العراب فقال‪ :‬بأبي أنت وامي يخخا رسخخول الخ إنخخا نكخخون فخخي هخخذه‬
‫البادية‪ ،‬ول نقدر أن نأتيك في كل جمعة فدلني على عمخخل فيخخه فضخخل صخخلة‬
‫يوم الجمعة إذا مضيت إلى أهلخخى خخخبرتهم بخخه‪ ،‬فقخخال رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬إذا كان ارتفاع النهار فصل ركعخختين تقخخرأ فخخي أول ركعخخة الحمخخد‬
‫مرة واحدة‪ ،‬وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات‪ ،‬واقرأ في الثانية الحمخخد مخخرة‬
‫واحدة‪ ،‬وقل أعوذ برب الناس سبع مرات‪ ،‬فخخإذا سخخلمت فخخاقرأ آيخخه الكرسخخي‬
‫سبع مرات‪ .‬ثم قم فصل ثمان ركعات بتسخخليمتين‪ ،‬وتجلخخس فخخي كخخل ركعخختين‬
‫منها‪ ،‬ولتسلم فإذا تممت أربع ركعات الخر كما صليت الول‪ ،‬واقرأ في كل‬
‫ركعة الحمد مرة واحدة‪ ،‬وإذا جاء نصر ال والفتخخح مخخرة واحخخدة‪ ،‬وقخخل هخخو‬
‫ال أحد خمسا وعشرين مرة فإذا أتممت ذلك تشهدت وسلمت ودعوت بهذا‬
‫الدعاء‪ ،‬سبع مرات وهو‪ :‬يا حي يا قيوم يا ذالجلل والكرام يا إلخخه الوليخخن‬
‫والخرين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا رحمن الدنيا والخرة‪ ،‬ورحيمهمخخا‪ ،‬يخخا رب‬
‫يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال خ يخخا‬
‫ال يا ال صل على محمد وآله واغفر لي‪ .‬واذكر حاجتخخك وقخخل )لحخخول ول‬
‫قوة إل بال العلي العظيم( سبعين مرة‪ ،‬و )سبحان ال رب العخخرش الكريخخم(‬
‫فوالخخذي بعثنخخي واصخخطفاني بخخالحق مخخا مخخن مخخؤمن ول مؤمنخخة يصخخلي هخخذه‬
‫الصلة يوم الجمعة كما أقول إل وأنا ضامن له الجنة‪ ،‬ول يقخخوم مخخن مقخخامه‬
‫حتى يغفر له ذنوبه‪ ،‬ولبويه ذنوبهما‪ ،‬وأعطاه ال تعخخالى ثخخواب مخخن صخخلى‬
‫في ذلك اليوم في أمصار المسلمين‪ ،‬وكتب له أجر من صام وصلى في ذلخخك‬
‫اليوم في مشخخارق الرض ومغاربهخخا‪ ،‬وأعطخخاه الخ مخخا لعيخخن رأت ول اذن‬
‫سمعت‪ .‬المتهجد‪ :‬صلة العرابي‪ ،‬عن زيد بن ثابت وذكر نحوه إلخخى قخخوله‪:‬‬
‫وقل هو ال أحد خمسا وعشرين مرة‪ ،‬فإذا فرغت من صلواتك فقل سخخبحان‬
‫ال رب العرش الكريم ول حول‪ ،‬ولقوة إل بال العلي العظيم سخخبعين مخخرة‪،‬‬
‫ثم ذكر بعض ما مر من الفضل )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬مصباح المتهجد‪.222 :‬‬

‫]‪[384‬‬

‫بيان‪ :‬هذه الصلة مشهورة بين العلماء‪ ،‬استثنوها مخخن القاعخخدة المقخخررة عنخخدهم أن‬
‫النوافل ركعتان بتشخخهد وتسخخليم كمخخا ورد فخخي روايخخة علخخي بخخن جعفخخر‪ ،‬قخخال‬
‫الكثر إل الوتر إجمخخاعي‪ ،‬وأمخخا صخخلة العرابخخي فاسخختثناؤها مشخخهور بيخخن‬
‫المتأخرين ولم يستثنها المحقق فخي المعتخبر‪ ،‬وقخال ابخن إدريخس وقخد روي‬
‫رواية في صلة العرابي أنها أربع بتسليم بعدها‪ ،‬فان صحت هخخذه الروايخخة‬
‫نقف عليها ول نتعداها‪ .‬وأقخول‪ :‬يشخكل التخصخيص بهخذه الروايخة العاميخة‪،‬‬
‫وإن قيل ضعفها منجبر بالشهرة‪ ،‬وكخذا كخثير مخن الصخلوات الختى أوردناهخا‬
‫مخخن طخخرق العامخخة تبعخخا للشخخيخ والسخخيد وغيرهمخخا حيخخث أوردوه فخخي كتبهخخم‬
‫لمساهلتهم فخخي المسخختحبات‪ ،‬ويشخخكل العمخخل بهخخا فيمخخا كخخان مخالفخا للهيئات‬
‫المنقولة‪ ،‬وإن كان الحكم بخخالمنع أيضخخا مشخخكل‪ ،‬والولخخى العمخخل بالروايخخات‬
‫المعتبرة‪ ،‬فان العمال كخخثيرة ول يمكخخن التيخخان بجميعهخخا‪ ،‬فاختيخخار مخخا هخخو‬
‫أصح سندا أولى وأحوط وأحرى‪* * .‬‬

‫]‪[385‬‬

‫صورة فتوغرافية من نسخ الصل بخخخط يخخد المؤلخخف العلمخخة المجلسخخي قخخدس سخخره‬
‫تراها في الصفحة الولى من هذا الجزء‬

‫]‪[386‬‬
‫صورة فتوغرافيخخة اخخخرى مخخن نسخخخة الصخخل تراهخخا فخخي ص ‪ 120‬و ‪ 121‬مخخن هخخذا‬
‫الجزء‬

‫]‪[387‬‬

‫بسمه تعالى ههنا ننهي بخخالجزء العاشخخر مخخن المجلخخد الثخخامن عشخخر مخخن كتخخاب بحخخار‬
‫النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار ‪ -‬صخخلوات الخ وسخخلمه عليهخخم‬
‫مادام الليل والنهار ‪ -‬وهو الجخخزء السخخادس والثمخخانون حسخخب تجزئتنخخا فخخي‬
‫هذه الطبعة النفيسة الرائقة‪ .‬ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخخخرج‬
‫بحمدال ومشيته نقيا من الغلط إل نزرا زهيدا زاغ عنه البصر‪ ،‬وكل عنه‬
‫النظر‪ ،‬ل يكاد يخفى على القارئ الكريم‪ ،‬ومن ال نسأل العصمة وهو ولخخي‬
‫التوفيق‪ .‬السيد ابراهيم الميانجى ‪ -‬محمد الباقر البهبودى‬

‫]‪[388‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيخخم وعليخخه تخخوكلي وبخخه نسخختعين الحمخخدل رب‬
‫العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على رسوله محمخخد وعخخترته الطخخاهرين‪ .‬وبعخخد‪:‬‬
‫فهذا هخو الجخخزء العاشخر مخخن المجلخد الثخامن عشخر‪ ،‬وقخخد انتهخى رقمخخه فخي‬
‫سلسلة الجزاء حسب تجزئتنا إلى ‪ 86‬حوى في طيه سبعة أبواب من كتاب‬
‫الصلة‪ .‬وقد قابلناه علخى طبعخخة الكمبخاني المشخهورة بطبخخع أميخخن الضخخرب‪،‬‬
‫وهكذا على نص المصادر التي اسختخرجت الحخاديث منهخا ثخم علخى نسخخة‬
‫الصل التي هي بخط يد المؤلف العلمخة المجلسخي رضخوان الخ عليخه إلخى‬
‫آخر باب صلة الخوف الصخخفحة ‪ 121‬تخخرى صخخورتين منهخخا فتخخو غرافيخختين‬
‫فيما يلي‪ .‬وقد أضخفنا إلخى طبعتنخا هخذه مخا اسختدركه العلمخة المخرزا محمخد‬
‫العسكري رضوان ال عليه على طبعة الكمباني )طبعخخه عليحخخدة فخخي احخخدى‬
‫عشر صحيفة ليلحق بها في محلها( وقد وقع من طبعتنا هذه من ص ‪،297‬‬
‫السطر الخامس‪) :‬واكفنى مؤنتي ومؤنة عيالي( إلى آخخخر البخخاب ص ‪.328‬‬
‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم وعليه توكلي وبه نستعين الحمدل‬
‫رب العخخالمين‪ ،‬والصخخلة والسخخلم علخخى رسخخوله محمخخد وعخخترته الطخاهرين‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فهذا هو الجزء العاشر من المجلد الثامن عشر‪ ،‬وقد انتهى رقمه فخخي‬
‫سلسلة الجزاء حسب تجزئتنا إلى ‪ 86‬حوى في طيه سبعة أبواب من كتاب‬
‫الصلة‪ .‬وقد قابلناه علخى طبعخخة الكمبخاني المشخهورة بطبخخع أميخخن الضخخرب‪،‬‬
‫وهكذا على نص المصادر التي اسختخرجت الحخاديث منهخا ثخم علخى نسخخة‬
‫الصل التي هي بخط يد المؤلف العلمخة المجلسخي رضخوان الخ عليخه إلخى‬
‫آخر باب صلة الخوف الصخخفحة ‪ 121‬تخخرى صخخورتين منهخخا فتخخو غرافيخختين‬
‫فيما يلي‪ .‬وقد أضخفنا إلخى طبعتنخا هخذه مخا اسختدركه العلمخة المخرزا محمخد‬
‫العسكري رضوان ال عليه على طبعة الكمباني )طبعخخه عليحخخدة فخخي احخخدى‬
‫عشر صحيفة ليلحق بها في محلها( وقد وقع من طبعتنا هذه من ص ‪،297‬‬
‫السطر الخامس‪) :‬واكفنى مؤنتي ومؤنة عيالي( إلى آخخخر البخخاب ص ‪.328‬‬
‫ومما كان سقط عن طبعة الكمبانى ولم يتنبه له أحد ما جعلناه في ص ‪103‬‬
‫‪ 104 -‬نقل مخخن نسخخخة الصخخل‪ ،‬وهخخو نحخخو ثلثيخخن بيتخخا وقخخد جعلنخخاه بيخخن‬
‫المعقوفتين‪ .‬وهخخذه النسخخخة لخزانخخة كتخخب الفاضخخل البحخخاث الخخوجيه الموفخخق‬
‫المرزا فخر الدين النصيري الميني زاده ال توفيقا لحفظ كتب السخخلف عخخن‬
‫الضياع والتلف‪ ،‬فقد أودعها سماحته عندنا للعرض والمقابلة‪ ،‬خدمة للدين‬
‫وأهله‪ ،‬فجزاه ال عنخخا وعخن المسخخلمين أهخخل العلخخم خيخخر جخخزاء المحسخخنين‪.‬‬
‫المحتج بكتاب ال على الناصب ‪ -‬محمد الباقر البهبودي جمادي الولى عام‬
‫‪‍ 1391‬ه ق‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like