You are on page 1of 32

‫تسمية المولود‬

‫فضيلة الشيخ العلمة ‪:‬‬

‫بكر عبدالله أبو زيد‬

‫المقدمة‬

‫إن الحمد لله‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور‬


‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪ ،‬ومن‬
‫يضلل‪ ،‬فل هادي له‪.‬‬
‫وأشهد أن ل أله إل الله وحده ل شريك له‪.‬‬
‫وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪.‬‬

‫أما بعد ‪:‬‬

‫فإن السم عنوان المسمى‪ ،‬ودليل عليه‪ ،‬وضرورة للتفاهم معه‬


‫ومنه وإليه‪ ،‬وهو للمولود زينة ووعاء وشعار يدعى به في الخرة‬
‫والولى‪ ،‬وتنويه بالدين‪ ،‬وإشعار بأنه من أهله – وانظر إلى من‬
‫يدخل في دين الله ) السلم ( كيف يغير اسمه إلى اسم شرعي‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫لنه له شعار – ثم هو رمز يعبر عن هوية والده‪ ،‬ومعيار دقيق‬
‫لديانته‪ ،‬وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودللته‪ ،‬فهو عندهم‬
‫كالثوب‪ ،‬إن قصر شان‪ ،‬وإن طال شان‪.‬‬
‫ولهذا صار من يملك حق التسمية ) الب ( مأسورا ً في قالب‬
‫الشريعة ولسانها العربي المبين‪ ،‬حتى ل يجني على مولوده باسم‬
‫يشينه‪.‬‬

‫ومن أبرز سماته ‪ :‬أن ل يكون في السم تشبه بأعداء الله‪ ،‬ذلك‬
‫النوع من السم الذي تسابق إليه بعض أهل ملتنا‪ ،‬نتيجة اتصال‬
‫المشارق بالمغارب‪ ،‬أو عرض إعلمي فاسد‪ ،‬على حين غفلة من‬
‫أناس‪ ،‬وجهل من آخرين‪ ،‬وخفض جناح وتراخ في القبض على‬
‫فاضل الخلق‪.‬‬
‫وسبحان الله ! كم وقع في حبائلها من أناس يشار إليهم‪.‬‬

‫كم من عظيم القدر في نفسه ‪ .*.*.*.‬قد نام في جبة ملح‬

‫أل إنه ليرثى لحالهم‪ ،‬إذ كيف تراه متسلسل ً من أصلب إسلمية‬
‫كالسبيكة الذهبية‪ ،‬ثم تموج به الهواء فيصبغ مولوده بهوية أجنبية‪،‬‬
‫مسميا ً له بأسماء غضب الله عليهم من اليهود والنصارى‬
‫والشيوعيين وغيرهم من أمم الكفر ؟!‬
‫فعلى المسلمين بعامة‪ ،‬وعلى أهل هذه الجزيرة العربية بخاصة ‪:‬‬
‫العناية في تسمية مواليدهم بما ل ينابذ الشريعة بوجه‪ ،‬ول يخرج‬
‫عن سنن لغة العرب‪ ،‬حتى إذا أتى إلى بلدهم الوافد‪ ،‬أو خرج منها‬
‫دا‪،‬‬
‫القاطن‪ ،‬فل يسمع الخرون إل ‪ :‬عبدالله‪ ،‬وعبدالرحمن‪ ،‬ومحم ً‬
‫وأحمد‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وفاطمة … وهكذا من السماء الشرعية في‬
‫قائمة يطول ذكرها‪ ،‬زخرت بها كتب السير والتراجم‪.‬‬
‫أما تلك السماء العجمية المولدة لمم الكفر المرفوضة لغة‬
‫وشرعًا‪ ،‬والتي قد بلغ الحال من شدة الشغف بها ‪ :‬التكني بأسماء‬
‫الناث منها‪ ،‬وهذه معصية المجاهرة‪ ،‬مضافة إلى معصية التسمية‬
‫بها‪ ،‬فاللهم ل شماتة‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬آنديرا‪ ،‬جاكلين‪ ،‬جولي‪ ،‬ديانا‪ ،‬سوزان ‪ -‬ومعناها ‪ :‬البرة أو‬
‫المحرقة ‪ -‬فالي‪ ،‬فكتوريا‪ ،‬كلوريا‪ ،‬لرا‪ ،‬لندا‪ ،‬ليسندا ‪ ،‬مايا‪ ،‬منوليا‪،‬‬
‫هايدي‪ ،‬يارا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتلك السماء العجمية ‪ -‬فارسية أو تركية أو بربرية ‪ : -‬مرفت‪،‬‬
‫جودت‪ ،‬حقي‪ ،‬فوزي‪ ،‬شيريهان‪ ،‬شيرين‪ ،‬نيفين …‬
‫تلك التفاهة الهمل ‪ :‬زوزو‪ ،‬فيفي‪ ،‬ميمي ‪..‬‬
‫وتلك السماء الغرامية الرخوة المتخاذلة‪ :‬أحلم‪ ،‬أريج‪ ،‬تغريد‪ ،‬غادة‪،‬‬
‫فاتن‪ ،‬ناهد‪ ،‬هيام‪ ،‬وهو بضم الهاء ‪ :‬ما يشبه الجنون من العشق أو‬
‫داء يصيب البل‪ ،‬وبفتحها ‪ :‬الرمل المنهار الذي ل يتماسك‪.‬‬
‫وهكذا في سلسلة يطول ذكرها‪.‬‬

‫أنادي بلسان الشريعة السلمية على المسلمين أن يتقوا الله‪ ،‬وأن‬


‫يلتزموا بأدب السلم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وأن ل‬
‫يؤذوا السمع والبصر في تلكم السماء المرذولة‪ ،‬وأن ل يؤذوا‬
‫أولدهم بها‪ ،‬فيحجبوا بذلك عنهم زينتم ‪ :‬السماء الشرعية‪.‬‬
‫وما هذه إل ظاهرة مرضية مؤذية‪ ،‬يجب على من بسط الله يده أن‬
‫يصدها عن مواليد المسلمين‪ ،‬فليزمهم عن طريق الحوال المدنية‬
‫بالسماء المشروعة فحسب‪ ،‬فل يسجل إل ما كان شرعيًا‪.‬‬
‫وإذا كانت القوانين تصدر في فرنسا وغيرها لضبط اختيار أسماء‬
‫المواليد حتى ل تخرج عن تاريخهم‪ ،‬ول تعارض مع قيمهم الوطنية‪،‬‬
‫وإذا لزم المسلمون في بلغاريا بتغيير أسمائهم السلمية‪ ،‬فنحن‬
‫في اللتزام بدين الله ) السلم ( أحق من أمم الكفر‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فهذه صفحات طيبات مباركات‪ ،‬أهديها إلى كل مسلم له‬
‫مولود في السلم‪ ،‬لدله على هدي النبوة وأنوارها‪ ،‬وميدان العربية‬
‫ولسانها‪ ،‬في تسمية المولود‪ ،‬وله من عاجل البشرى في ذلك أجر‬
‫ومثوبة على حسن الختيار وفضل القتداء بالسلم والسنة‪ ،‬فهو‬
‫مبارك على نفسه ومولوده وأمته‪ ،‬ولنتشله من دائرة التبعية‬
‫الماسخة والمتابعة المذلة في أدواء المشابهة‪ ،‬والسماء الغثة‬
‫المائعة ‪ ،‬وتلك التي قد يبدو لها جرس وبريق وهي تحمل معاني‬
‫مرذولة مخذولة‪ ،‬استجابة لثقافة وافدة تناهضه في دينه وخلقه‬
‫ولغته‪ ،‬وتشحنه بأنواع الذايا والبليا الصارفة له عن عزته مسلمًا‪،‬‬
‫فتحوله إلى عامل يساهم ‪ -‬وبدون مقابل‪ -‬في نشر أسباب الوهن‬
‫واليذاء والسترخاء لمته‪.‬‬
‫إن حجب السم الشرعي عن المولود سابقة لتفريغه من ذاته‪،‬‬
‫وانقطاع للعنوان السلمي في عمود نسبه‪ ،‬فضل ً عما يتبع ذلك من‬
‫الثم والجناح‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وأقول ‪ :‬إنني تأملت عامة الذنوب والمعاصي فوجدت الذنوب‬
‫والمعاصي إذا تاب العبد منها‪ ،‬فإن التوبة تجذمها وتقطع سيئ أثرها‬
‫لتوها‪ ،‬فكما أن السلم يجب ما قبله –وأكبره الشرك‪ ،‬فإن التوبة‬
‫عا ‪ ،‬وهي‬‫تجب ما قبلها متى اكتملت شروطها المعتبرة في شر ً‬
‫معلومة أو بحكم المعلومة ‪.‬‬
‫لكن هناك معصية تتسلسل في الصلب‪ ،‬وعارها يلحق الحفاد من‬
‫الجداد‪ ،‬ويتندر بها الرجال على الرجال‪ ،‬والولدان على الولدان‪،‬‬
‫والنسوة على النسوان‪ ،‬فالتوبة منها تحتاج إلى مشوار طويل‬
‫العثار‪ ،‬لنها مسجلة في وثائق المعاش من حين استهلل المولود‬
‫صارخا ً في هذه الحياة الدنيا إلى ما شاء الله من حياته‪ ،‬في ‪:‬‬
‫شهادة الميلد‪ ،‬وحفيظة النفوس‪ ،‬وبطاقة الحوال‪ ،‬والشهادات‬
‫الدراسية‪ ،‬ورخصة القيادة‪ ،‬والوثائق الشرعية ‪ ..‬إنها تسمية المولود‬
‫التي تعثر فيها الب‪ ،‬فلم يهتد لسم يقره الشرع المطهر ويستوعبه‬
‫اللسان العربي‪ ،‬وتستلهمه الفطرة السليمة‪.‬‬
‫وهذه واحدة من إفرازات التموجات الفكرية التي ذهبت بعضها‬
‫بالباء كل مذهب‪ ،‬كل بقدر ما أثر به من ثقافة وافدة‪ ،‬وكان من‬
‫أسوئها ما نفث به بعض المستغربين منا من عشق كلف وظمأ‬
‫شديد لسماء الكافرين‪ ،‬والتقاط كل اسم رخو متخاذل‪ ،‬وعزوف‬
‫سادر عن زينة المواليد ‪ :‬السماء الشرعية‪.‬‬
‫وهكذا سرت هذه السماء الجنبية عنا من كل وجه ‪ :‬عن لغتتنا‪،‬‬
‫وديننا‪ ،‬وقيمنا‪ ،‬وأخلقنا‪ ،‬وكرامتنا‪ ،‬مطوحة الغفلة بنا حينا‪ ،‬والتبعية‬
‫المذلة أحيانًا‪ ،‬فتولدت هذه الفتنة العمياء الصماء في صفوف‬
‫المسلمين‪ ،‬وانحسرت هذه الزينة عمن شاء الله من مواليدهم‪.‬‬
‫فهذا الوليد في أي دار من دور المسلمين حجبت عنه زينته )السم‬
‫الشرعي( وجلل بلباس أجنبي عنه )اسم أعجمي( قاتم‪ ،‬كدر‪ ،‬يؤذي‬
‫السماع خبره‪ ،‬ويرهق البصائر مخبره‪.‬‬
‫وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه‪ ،‬فإن المولود يعرف دينه من‬
‫اسمه‪ ،‬فكيف نميز أبناء المسلمين وفينا من يسميهم بأسماء‬
‫الكافرين ؟!‬
‫فعجيب – والله – ممن يحجب عن مولوده شعاره فيلج هذه‬
‫المضايق‪ ،‬ليختار اسما ً منابذا ً للشرع‪ ،‬شططا ً عن لسان العرب‪،‬‬
‫متغلغل ً في قتام العجمة المولدة‪ ،‬فكأنما ضاقت عليه لغة العرب‬
‫فلم يجد فيها ما يتسع لسم مولوده‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وقديما ً قال بعضهم يهجو رجل ً اسمه خنجر ‪:‬‬

‫أمن عوز السماء سميت خنجرا ً ‪....................... .*.*.*.*.‬‬

‫ونحن نقول للمتهافتين في عصرنا ‪:‬‬

‫أمن عوز السماء سميت فاليا ‪ .*.*.*.*.*.‬وشر سمات المسلمين‬


‫الكوافر‬

‫وأعجب من هذا أنك ل ترى منتشرا ً في الكافرين من يتسمى‬


‫بالسماء الخاصة بالمسلمين‪ ،‬أل أن هذه عزة الكافر وهي مرذولة‪،‬‬
‫أما عزة المسلم فهي محمودة مطلوبة‪ ،‬فكيف نفرط فيها‪ ،‬ونتحول‬
‫إلى أتباع لعدائنا‪ ،‬نتبع السنن‪ ،‬وهجر السنن ؟! فل حول ول قوة إل‬
‫بالله العزيز الحكيم‪ ،‬وإنا لله وإنا إليه راجعون‪ ،‬وحسبنا الله ونعم‬
‫الوكيل‪.‬‬
‫ومع هذه الفلتات والتفلتات‪ ،‬فهناك أمور ضابطة تصد هذا الزحف‪،‬‬
‫ل‪ ،‬ثم لحماة دينه وشرعه ثانيًا‪،‬‬ ‫وتحمي الصف‪ ،‬فالشكر لله تعالى أو ً‬
‫كل بقدر ما بذل ويبذل من توجيه وإصلح‪ ،‬ففي قلب جزيرة العرب‬
‫هناك مجموعة من القرارات الضابطة في المضامين التية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬التزام السماء الشرعية للمواليد‪.‬‬
‫‪ - 2‬المنع البات من تسجيل أي اسم غير شرعي‪.‬‬
‫‪ - 3‬المنع من تسجيل السم المركب من اسمين ‪ :‬لما فيه من‬
‫اليهام والشتباه‪.‬‬
‫‪ - 4‬التزام وصلة النسب ) لفظة ‪ :‬ابن ( بين العلم‪.‬‬
‫وهنا أذكر حقيقة تاريخية مهمة ‪ ،‬هي ‪ :‬أن التزام لفظة ) ابن ( بين‬
‫اسم البن وأبيه مثل ً كانت ل يعرف سواها على اختلف المم‪ ،‬ثم‬
‫لظاهرة تبني غير الرشدة في أوربا صار المتبني يفرق بين ابنه‬
‫لصلبه فيقول )فلن ابن فلن (‪ ،‬وبين ابنه لغير صلبه فيقول ‪:‬‬
‫) فلن فلن (‪ ،‬بإسقاط لفظة )ابن(‪ ،‬ثم أسقطت في الجميع‪ ،‬ثم‬
‫سرى هذا السقاط إلى المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري‬
‫فصاروا يقولون مثل ً ‪ :‬محمد عبدالله !‬
‫وهذا أسلوب مولد‪ ،‬دخيل‪ ،‬ل تعرفه العرب‪ ،‬ول يقره لسانها‪ ،‬فل‬
‫محل له من العراب عندها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وهل سمعت الدنيا فيمن يذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فيقول ‪ :‬محمد عبدالله ! ولو قالها قائل لهجن وأدب‪ ،‬فلماذا نعدل‬
‫عن القتداء وهو أهدى طريقا ً وأعدل سبيل ً وأقوم قيل ً ؟!‬
‫وانظر إلى هذا السقاط كيف كان داعية الشتباه عند اشتراك‬
‫السم بين الذكور والناث ‪ ،‬مثل ‪ :‬أسماء وخارجة ‪ ،‬فل يتبين على‬
‫الورق إل بذكر وصلة النسب ‪ ) :‬ابن ( فلن أو ) بنت ( فلن‪.‬‬

‫وأخيرا ً أقول ‪ :‬من هذا وذاك وغيرهما من السباب رأيت أن أبين‬


‫للمسلمين هدي السلم في تسمية المواليد وأهميتها‪ ،‬وأنها ذات‬
‫خطر شديد المرمى‪ ،‬إن خيرا ً فخير‪ ،‬وإن شرا ً فشر‪.‬‬
‫وإن المر سهل ميسور ‪ -‬ولله الحمد ‪ -‬فل يحتاج إلى بحث ول‬
‫قواميس‪ ،‬ول معاجم‪ ،‬إذ هو أمر التقت فيه دللة الشرع مع سلمة‬
‫الفطرة‪ ،‬فما على المسلم إل أن يعبد اسم مولوده باسم من‬
‫أسماء الله تعالى‪ ،‬أو يدير فكره ونظره في محيط أسماء أنبياء الله‬
‫ورسله الصالحين من عباده من صحابة الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم فمن بعدهم ممن اهتدى بهديهم‪ ،‬ونحو ذلك مما يجري على‬
‫سنن لسان العرب‪ ،‬فيختار ما ل يأباه الشرع‪ ،‬وإن ضاقت عليه‬
‫الدائرة‪ ،‬فليسترشد بعالم يعرف جودة رأيه‪ ،‬وصفاء اعتقاده‪،‬‬
‫وسلمة ذوقه وحسب‪ ،‬فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعرضون‬
‫أولدهم على النبي صلى الله عليه وسلم فيسميهم‪ ،‬وهذا دليل‬
‫على مشروعية مشورة أهل العلم وطلبته في ذلك‪.‬‬
‫وهذه أيضا ً واحدة من وسائل الربط بين العلماء وعامة المسلمين‪.‬‬

‫بعد هذه المقدمة الكاشفة عن معالم التسمية ودوافع الكتابة فيها‬


‫أسوق إليك الهدي النبوي في تسمية المولود ‪ ،‬محفوفا ً بنصوصه‬
‫الشرعية ‪ ،‬وقد التزمت أن ل أورد إل حديثا ً صحيحًا‪.‬‬
‫وهي معقودة في عشرة أصول‪.‬‬

‫وليسمح لي الناظر فيه من سياق الساليب الزجرية‪ ،‬فإن مقارعة‬


‫الظواهر التقليدية الفاشية دعت إلى هذا‪ ،‬عسى أن تتم اليقظة‬
‫لمجافاتها والضرب دونها بسور ليس له باب راجيا ً من الله تعالى‬
‫أن يلقي هذا الكتاب نفوسا ً طيبة مطمئنة راغبة في الخير‪،‬‬
‫فتستفيد منه وتفيد‪ ،‬وما أنا فيه إل كما قيل ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫لبـلي عذرا ً أو لبـلغ حاجـة ‪ .*.*.*.*.‬ومبلغ نفس عذرها مثل منجح‬

‫بارك الله لك أيها المسلم في مولودك فشكرت الوهاب وبورك في‬


‫‪1‬‬
‫الموهوب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والله ولي التوفيق والسداد‬

‫الصول المهمة في السماء‬

‫• الصل الول ‪ :‬في أهمية السم وآثاره على المولود ووالديه‬


‫وأمته‬

‫ل بد ‪ -‬قبل ‪ -‬من الوقوف على حقيقة السم ‪:‬‬


‫فقيل ‪ :‬مشتق من الوسم‪ ،‬بمعنى ‪ :‬العلمة‪ ،‬ولهذا قيل له ‪ :‬اسم‪،‬‬
‫لنه يسم من سمي به ويعلم عليه‪ ،‬وهذا في القرآن الكريم كثير‪،‬‬
‫كما قال الله تعالى ‪ ) :‬يا زكريا إنا نبشرك بغلم اسمه‬
‫يحيى لم نجعل له من قبل سميا ‪ ] . ‬مريم ‪.[ 7 :‬‬
‫وقيل ‪ :‬من السمو بمعنى ‪ :‬العلو‪.‬‬
‫وجائز اجتماع المعنيين في خصوص تسمية الدميين من‬
‫المسلمين ‪ ،‬فيكون السم من العلمة السامية العالية ‪.‬‬
‫وجمعه على ‪ :‬أسماء‪ ،‬وأسام‪ ،‬وأسامي‪.‬‬
‫‪ - 1‬انظر ‪ " :‬معجم المناهي اللفظية ) ص ‪ ( 358‬لراقمه ‪ ،‬ففيه فائدة تبين أصل " شكرت الوهاب " ……‬
‫‪ - 2‬انظر في أبحاث هذا الكتاب ‪ " :‬تحفة المودود " ) ص ‪ 49‬و ‪ 101‬و ‪ ،( 114‬و " مفتاح دار السعادة ) ص ‪،597 ،259‬‬
‫‪ ( 608‬و ‪ " ،‬الوابل الصيب " )ص ‪ (244‬و " زاد المعاد " )‪340-2/333‬ط‪ .‬الرناؤوط ( ‪ ،‬جميعها لبن القيم‪.‬‬
‫وانظر ايضا ً ‪ " :‬فهرس الفتاوي " ) ‪ (74-1/72‬لشيخ السلم و " فتح الباري " ) ‪ (593-10/562‬لبن الحجر‪ ،‬و " وكنز‬
‫العمال" )‪" "431-16/417‬وشرح الحياء " )‪ (314-6/313‬و " تفسير القرطبي " )‪ 4/77،11/83‬و ‪96‬و ‪ 130‬و ‪، 200‬‬
‫‪ 125 / 14 ، 12/10‬و ‪ ، ( 20/14 ، 195/ 18 ، 330/ 16 ، 415‬و" الصاحبي " لبن فارس )ص ‪ ، (122– 96‬و "‬
‫الشتقاق " لبن دريد ن و" أدب الكتاب " لبن قتيبة )ص ‪429-85،426-67‬مهم ( ‪ ،‬و "الوائل" لبن أبي عاصم ‪،‬‬
‫للطبراني‪ ،‬للعسكري ‪ ،‬للسيوطي ‪ "،‬محاضرات الدباء " للراغب الصبهاني )‪" ، (344-2/336‬خزانة الدب" للبغدادي )‬
‫‪11/366‬و ‪393،20/187‬و ‪ (255‬و " اللمع في الحوادث والبدع " )‪1/160،168،476‬و ‪ " ، (477‬المحبر " لبن حبيب‪.‬‬
‫وأنظر ايضا ً ‪ " :‬الكشاف التحليلي لتفسير القرطبي " للشيخ مشهور ابن حسن سلمان )ص ‪ ، (153‬و " السامي في‬
‫االسامي ( للميداني و " شرح الذكار " لبن علن )‪ ، (164-6/97‬و " الجوائز والصلت في السامي واللغات " لنور‬
‫الحسن بن صديق خان‪ ،‬و " أدب التسمية في البيان النبوي النبوي " للسعيد عبادة‪ ،‬و " أسماء الناس ومعانيها " لمراد و‬
‫" أسماء البنين والبنات "لعمر فروخ ) مقال في مجلة اللغة العربية ‪ " ،(54-18/49‬السماء‪ ،‬واتجاهاتها ودللتها في‬
‫العالم السلمي " لعبده زايد ) مقال نشر في مجلة الدعوة بالرياض رقم ‪ 966‬عام ‪ 1405‬هـ ( ومقدمة " الشتقاق "‬
‫لبن دريد )ص ‪ ، (7-3‬و " مقدمة المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة " و " اشتقاق السماء " للصمعي ) مقدمة‬
‫التحقيق ‪ ،‬ص ‪ ،41-40‬في رد مطاعن الشعوبيين على العرب في التسمية( ‪ ،‬و " مقدمة )المرصع( لبن الثير )ص ‪-32‬‬
‫‪ ، (54‬و " الحيوان " للجاحظ )‪1/324‬و ‪226،2/184،3/28‬و ‪439،4/29‬و ‪219‬و ‪412،5/141‬و ‪463،6/464،7/52‬و‬
‫‪ " ، (247‬و " العلم العربية " لبراهيم السمراني طبع عام ‪1964‬م‪ " ،‬وأسماء البنات " لمين الخريب‪ ،‬رسالة مطبوعة‬
‫عام ‪1911‬م في بيروت في ستين صفحة " مجلة المورد " ) مجلد ‪ 9‬عدد ‪ 4‬عام ‪ 1401‬هـ ص ‪ " . (231– 215‬مجلة‬
‫الضياء " )السنة الثانية عام ‪ 1905‬ص ‪ ، (369-365‬وملحق " تحفة المودود " ‪ ،‬نشر دار البشائر السلمية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فحقيقة السم للمولود ‪ :‬التعريف به‪ ،‬وعنونته بما يميزه على وجه‬
‫يليق بكرامته آدميا ً مسلمًا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ولهذا اتفق العلماء على وجوب التسمية للرجال والنساء‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإذا لم تكن تسمية‪ ،‬بقى المولود مجهول ً غير معلوم‪،‬‬
‫مختلطا ً بغيره غير متميز‪ ،‬إذ السم يحدد المولود ويميزه ويعرف‬
‫به‪.‬‬
‫وانظر كيف كان السناد عند المحدثين إذا جاء فيه من أيهم اسمه‬
‫أو أهمل ‪ ،‬صار السند من قسم الضعيف حتى يعرف‪ ،‬للوقوف على‬
‫حاله‪.‬‬
‫فإذا ناقض الب هذه الحقيقة الشرعية‪ ،‬فعدل إلى اختيار اسم ل‬
‫يقره الشرع ول يسعه لسان العرب‪ ،‬أحدث هذا الختيار صراعا ً‬
‫وتناقضا ً بين كرامته آدميا ً مسلما ً وبين عنوانه الذي لم يحسن‬
‫اختياره‪.‬‬
‫فمن حقيقته هذه نعرف أهميته‪ ،‬ولماذا يقترن بها من أوليات مهمة‪.‬‬
‫فالسم هو أول ما يواجه المولود إذا خرج من ظلمات الرحام‪.‬‬
‫والسم أول صفة تميز في بني جنسه‪.‬‬
‫والسم أول فعل يقوم به الب مع مولوده مما له صفة التوارث‬
‫والستمرار‪.‬‬
‫والسم أول وسيلة يدخل بها المولود في ديوان المة‪.‬‬
‫فمن حقيقته وأولياته تبدو أهميته‪ ،‬ويزيد في ظهورها أن السم مع‬
‫أنه أمر معنوي ل ثمن له يدفع مقابل الختيار‪ ،‬فهو ينافس المال‬
‫في المحافظة عليه‪ ،‬وعدم التفريط به‪ ،‬والمنازعة في تحويره‬
‫والعتداء عليه‪.‬‬
‫قال الجاحظ ‪ " :‬كان عندنا حارس يكني أبا خزيمة فقلت يوما ً وقد‬
‫خطر على بالي ‪ :‬كيف اكتني هذا العلج اللكن بأبي خزيمة ؟ ثم‬
‫رأيته فقلت له ‪ :‬خبرني عنك‪ ،‬أكان أبوك يسمى خزيمة ؟ قال‪ :‬ل ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فجدك أو عمك أو خالك ؟ قال ‪ :‬ل‪ .‬قلت ‪ :‬فلك ابن يسمي‬
‫خزيمه؟ قال‪ :‬ل ‪ .‬قلت‪ :‬فكان لك مولى يسمى خزيمه؟ قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فكان في قريتك رجل صالح أو فقيه يسمى خزيمة ؟ قال ‪:‬‬
‫ل‪ .‬قلت ‪ :‬فلم اكتنيت بأبي خزيمة وأنت علج ألكن‪ ،‬وأنت فقير‪،‬‬
‫وأنت حارس ؟ قال ‪ :‬هكذا اشتهيت ‪ .‬قلت ‪ :‬فلي شئ اشتهيت‬
‫هذه الكنية من بين جميع الكنى ؟ قال ‪ :‬ما يدريني ؟ قلت ‪ :‬فتبيعها‬
‫‪1‬‬
‫" مراتب الجماع لبن حزم " )ص ‪.(154‬‬

‫‪8‬‬
‫الساعة بدينار وتكتني بأي كنية شئت ؟ قال ‪ :‬ل والله ‪ ،‬ول بالدنيا‬
‫‪1‬‬
‫وما فيها "‪.‬‬
‫فيا أيها المسلم ! أكرر مؤكدا ً ‪ ،‬وبالحق مذكرا ً ‪ :‬إن السم عنوان‬
‫المسمى‪ 2‬فإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه‪ ،‬فإن المولود يعرف من‬
‫اسمه في معتقده ووجهته ‪ ،‬بل اعتقاد من اختار له هذا السم‬
‫ومدى بصيرته وتصوره‪.‬‬
‫فاسم المولود وعاء له‪ ،‬وعنوان عليه‪ ،‬فهو مرتبط به‪ ،‬ومن خلل‬
‫دللته يقوم المولود ووالده وحال أمته‪ ،‬وما هنالك من مثل وأخلق‬
‫وقيم‪ ،‬فهو يدل على المولود لشدة المناسبة بين السم والمسمى‪،‬‬
‫وهذا أمر قدره العزيز العليم‪ ،‬وألهمه نفوس العباد ‪ ،‬وجعله في‬
‫قلوبهم‪.‬‬
‫وقل أن يوجد لقب مثل ً إل وهو يتناسب أو يقارب مع الملقب به‪.‬‬
‫ومن المشهور في كلم الناس ‪ :‬اللقاب تنزل من السماء‪ ،‬فل تكاد‬
‫تجد السم الغليظ الشنيع إل على مسمى يناسبه وعكسه بعكسه‪.‬‬
‫ومن المنتشر قولهم ‪ " :‬لكل مسمى من اسمه نصيب " ‪ ..‬وقيل ‪:‬‬

‫وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب ‪ .*.*.*.*.*.‬إل ومعناه في اسم منه‬


‫أو لقب‬

‫والسماء قوالب للمعاني ودالة عليها‪ ،‬ولهذا‪ ،‬فمن أصول لسان‬


‫العرب ‪ :‬أن المعنى يؤخذ من المبنى ويدل عليه‪.‬‬
‫ولهذا نرى ‪ -‬كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى ‪: -‬‬
‫أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم‪ ،‬وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم‬
‫تناسبهم‪.‬‬
‫ولهذا كان بعض الناس إذا رأى شخصًا‪ ،‬تخيل اسمه‪ ،‬فكان كما‬
‫تصور‪ ،‬فل يكاد يخطئ‪.‬‬
‫فحقا ً إن للسماء تأثيرات في المسميات‪ ،‬في الحسن‪ ،‬والقبح‪،‬‬
‫والخفة والثقل‪ ،‬واللطافة والكثافة‪.‬‬
‫فأحسن أيها المسلم ‪ -‬بارك الله فيما رزقك ‪ -‬إلى مولودك وإلى‬
‫نفسك وإلى أمتك باختيار السم الحسن في لفظه ومعناه‪.‬‬

‫‪ " - 1‬الحيوان " للجاحظ )‪ .(3/28‬وخزيمة ‪ :‬تصغير ) خازم ( وهو الذي يسيطر على المور‪.‬‬
‫‪ - 2‬وفي " المؤتلف والمختلف " )‪ (2/977‬للدارقنطي أثر عن صحابي فيه أنه كتب على باب داره اسمه‪ ،‬فهذا أصل لما‬
‫يفعله الناس اليوم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وإن حسن الختيار يدل على أكثر من معنى‪ ،‬فهو يدل على مدى‬
‫ارتباط الب المسلم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ومدى‬
‫سلمة تفكيره من أي مؤثر يصرفه عن طريق الرشد والستقامة‬
‫والحسان إلى المولود بالسم الحسن‪.‬‬
‫وبالجملة‪ ،‬فهو الرمز الذي يعبر عن هوية من اختار السم والمعيار‬
‫الدقيق لثقافته‪.‬‬
‫ومن الدارج في كلم الناس ‪ " :‬من اسمك أعرف أباك "‪.‬‬
‫والسم يربط المولود بهدي الشريعة وآدابها‪ ،‬ويكون الوليد مباركا ً‬
‫فيذكر اسمه بالمسمى عليه من نبي أو عبد صالح‪ ،‬ليحصل على‬
‫فضل الدعاء والقتداء بهدي السلف الصالح‪ ،‬فتحفظ أسماؤهم ‪،‬‬
‫ويذكر بأوصافهم وأحوالهم‪ ،‬وتستمر سلسلة الصلح في عقب‬
‫المة ونسلها‪.‬‬
‫وفيه إشباع نفس المولود بالعزة والكرامة‪ ،‬فإنه حين يشب عن‬
‫طوقه‪ ،‬ويميز بين خمسة وستة‪ ،‬ويكون في سن التساؤلت‬
‫) السابعة من عمره (‪ ،‬يبدو هذا السؤال ‪ :‬على ما سميتني يا‬
‫أبتاه ؟ ولماذا اخترت هذا السم ؟ وما معناه ؟ حينئذ يقع الب في‬
‫غمرة السرور إن كان أحسن الختيار‪ ،‬أو يقع في ورطة أمام ابنه‬
‫القاصر عن سن البلوغ‪ ،‬فتنكشف ضحالة الب‪ ،‬وسخف عقله‪،‬‬
‫فكان الب من أول مراحل تربيته لبنه يلبسه لباسا ً أجنبيا ً عنه‪،‬‬
‫ويضعه في وعاء ل يلئمه‪ ،‬وهذا انحراف عن سبيل الهدى والرشاد‪،‬‬
‫وصدق النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما من مولود إل يولد على‬
‫الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه……‪ 1"..‬حديث‪.‬‬
‫وبالجملة ‪ ،‬فالسم هو الوعاء الذي يستقر في مشموله المولود‪،‬‬
‫فإذا استكملت اسمه الثلثي مثل ً ‪ ،‬حصل لك التصور الولى عنه‪،‬‬
‫وتسابقت إلى ذهنك دللت هذه السماء لتكييف هذا النسان‬
‫وتقويمه‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه من آثار السم على الولد ووالده‪ ،‬فانظر من وراء‬
‫هذا ماذا يلحق المة من تكثيف هذه السماء المحرمة‪ ،‬وبخاصة‬
‫الغربية منها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫رواه ‪ :‬البخاري )‪ ، (3/176‬ومسلم ) ‪ ، (2658‬عن أبي هريرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فللسم تأثير على المة في سلوكها وأخلقياتها على حد قول النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من سن في السلم سنة حسنة‪ ،‬فله‬
‫‪2‬‬
‫أجرها وأجر من عمل بها ‪." ..‬‬
‫ويعطي رؤية واضحة لمدى تأثير التموجات الفكرية والعقدية على‬
‫المة وانحسارها عن أخلقياتها وآدابها‪.‬‬
‫وماذا من استيلء العجمة عليها وماذا استيلء العجمة عليها‬
‫ومداخلة الثقافات الوافدة لها؟‬
‫وماذا من انقطاع حبل التصال في عمود النسب عند نكث اليد من‬
‫الصبغة السلمية‪ :‬السماء الشرعية؟‬
‫ثم هو – بعد ‪ -‬من علئم المة المغلوبة بعقدة النقص والستيلء‬
‫عليها‪ ،‬إذ النفس مولعة أبدا بالقتداء بالمتغلب عليها‪ ،‬كالعبد‬
‫المملوك مع سيده‪.‬‬
‫ثم هو أيضا ً يدل على أن المة ملقى حبلها على غاربها‪ ،‬وأن ليس‬
‫فيها رجال يطفئون جذوة ما تعاظم في صدورهم من شأن ذلك‬
‫الغالب الفاجر‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم ‪ ،‬صار حسن الختيار لسم المولود من‬
‫الواجبات الشرعية‪.‬‬
‫ويأتيك بيانه في الصلين الخامس والسادس‪.‬‬

‫• الصل الثاني ‪ :‬في وقت التسمية‬

‫جاءت السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على‬
‫ثلثة وجوه ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تسمية المولود يوم ولدته‪.‬‬
‫‪ - 2‬تسميته إلى ثلثة أيام من ولدته‪.‬‬
‫‪ - 3‬تسميته يوم سابعه‪.‬‬
‫وهذا اختلف تنوع‪ 2‬يدل على أن في المر سعة والحمد لله رب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫• الصل الثالث ‪ :‬التسمية حق للب‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬قطعة من حديث رواه مسلم )‪ (1017‬عن جرير بن عبد الله البجلي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر في أنواع الختلف ‪ " :‬شرح العقيدة الطحاوية " )ص ‪.( 514‬‬

‫‪11‬‬
‫ل خلف في أن الب أحق بتسمية المولود‪ ،‬وليس للم حق‬
‫منازعته‪ ،‬فإذا تنازعا فهي للب‪.‬‬
‫وبناًء على ذلك فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة‪ ،‬وفي‬
‫التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي واللفة وتوثيق حبال‬
‫الصلة بينهم‪.‬‬
‫كما أنه ثبت عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا‬
‫يعرضون موالديهم على النبي صلى الله عليه وسلم فيسميهم‪،‬‬
‫وهذا يدل على أن على الب عرض المشورة في التسمية على‬
‫عالم بالسنة أو من أهل السنة يثق بدينه وعلمه‪ ،‬ليدله على السم‬
‫الحسن بمولوده‪.‬‬

‫• الصل الرابع ‪ :‬المولود ينسب إلى أبيه ل إلى أمه‬

‫كما أن التسمية من حق الب‪ ،‬فإن المولود ينسب إلى أبيه ل إلى‬


‫أمه‪ ،‬ويدعى بأبيه ل بأمه‪ ،‬فيقال في إنشاء التسمية ‪ :‬فلن ابن‬
‫فلن‪ ،‬فل يقال ‪ :‬ابن فلنة‪ ،‬ويقال في دعاءه ومناداته والخبار عنه ‪:‬‬
‫يا ابن فلن‪ ،‬ول يقال ‪ :‬يا ابن فلنة‪ ،1‬قال الله تعالى ‪ ) :‬ادعوهم‬
‫لبائهم هو أقسط عند الله ( ]الحزاب‪.[5:‬‬
‫دا‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫والدعاء يستعمل استعمال التسمية‪ ،‬فيقال ‪ :‬دعوت ابني زي ً‬
‫سميته ‪ ،‬قال الله تعالى ‪) :‬ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم‬
‫كدعاء بعضكم بعضا ً ( ] النور ‪ ،[63 :‬وذلك خطاب من كان‬
‫يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا محمد ! أي ‪ :‬قولوا ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ! يا نبي الله !‬
‫ولهذا يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم ‪ :‬فلن ابن فلن‪ ،‬كما ثبت‬
‫الحديث بذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة ‪ ،‬يقال ‪ :‬هذه‬
‫غدرة فلن ابن فلن "‪ .‬رواه البخاري وترجم عليه بقوله ‪ " :‬باب‬
‫‪2‬‬
‫ما يدعى الناس بآبائهم"‬

‫‪ - 1‬وللفائدة ‪ :‬صنف الفيروز أبادي رسالة سماها " تحفة البيه في من ينسب إلى غير أبيه " طبعت ضمن " نواد‬
‫المخطوطات " ) ‪ (110-1/101‬بتحقيق الستاذ عبد السلم هارون‪.‬‬
‫‪ - 2‬تنبيه ‪ :‬كل حديث جاء فيه أن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم ‪ ،‬فل يصح‪ ،‬وبينته في ‪ :‬التحديث بما قيل ل يصح فيه‬
‫حديث‪.‬‬
‫والحديث في " صحيح مسلم )‪ (1735‬أيضًا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وهذا من أسرار التشريع‪ ،‬إذ النسبة إلى الب أشد في التعريف‬
‫وأبلغ في التمييز‪ ،‬لن الب هو صاحب القوامة على ولده وأمه في‬
‫الدار وخارجها‪ ،‬ومن أجله يظهر في المجامع والسواق‪ ،‬ويركب‬
‫الخطار في السفار لجلب الرزق الحلل والسعي في مصالحهم‬
‫وشئونهم‪ ،‬فناسبت النسبة إليه ل إلى ربات الخدور ‪ ،‬ومن أمرهن‬
‫الله تعالى بقوله ‪ ) :‬وقرن في بيوتكن ( ] الحزاب ‪.[ 33 :‬‬

‫• الصل الخامس ‪ :‬في حسن الختيار‬

‫يجب على الب اختيار السم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب‬


‫النظر الشرعي واللسان العربي‪ ،‬فيكون ‪ :‬حسنًا‪ ،‬عذبا ً في اللسان‪،‬‬
‫مقبول ً للسماع‪ ،‬يحمل معنى شريفا ً كريمًا‪ ،‬ووصفا ً سابقا ً خاليا ً مما‬
‫دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته ‪ ،‬مثل ‪ :‬لوثة العجمة‪،‬‬
‫وشوائب التشبه‪ ،‬والمعاني الرخوة‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن ل تختار اسما ً إل وقد قلبت النظر في سلمة لفظه‪،‬‬
‫ومعناه ‪ ،‬على علم ووعي وإدراك‪ ،‬وإن استشرت بصيرا ً في سلمته‬
‫مما يحذر‪ ،‬فهو أسلم وأحكم‪.‬‬
‫ومن الجاري قولهم ‪ :‬حق الولد على والده أن يختار له أمة كريمة‪،‬‬
‫وأن يسميه اسما ً حسنا ً‪ 1‬وأن يورثه أدبا ً حسنًا‪.‬‬
‫والسماء المشروعة رتب ومنازل‪ ،‬وإليك بيانها ً في الصل التي ‪:‬‬

‫• الصل السادس ‪ :‬في مراتب السماء استحبابا وجوازا ً‬

‫هي في الستحباب والجواز رتب ومنازل على الترتيب التي ‪:‬‬


‫‪ - 1‬استحباب التسمية بهذين السمين ‪ :‬عبدالله‪ ،‬وعبدالرحمن‪،‬‬
‫وهما أحب السماء إلى الله تعالى ‪ ،‬كما ثبت الحديث بذلك عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما‬
‫الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما‪ ،‬وذلك لشتمالهما على وصف‬
‫العبودية التي هي الحقيقة للنسان‪.‬‬

‫‪ - 1‬وفي ذلك حديث ل تصح ‪ ،‬فانظر ‪ " :‬السلسلة الضعيفة " )رقم ‪ ، ( 199‬و " إتحاف السادة المتقين " ) ‪-6/317‬‬
‫‪(318‬‬

‫‪13‬‬
‫وقد خصهما الله في القرآن بإضافة العبودية إليهما دون سائر‬
‫أسمائه الحسنى‪ ،‬وذلك في قوله تعالى‪ ) :‬وأنه لما قام عبد‬
‫الله يدعوه ( ] الجن ‪ ،[ 19 :‬وقوله سبحانه ‪ ) :‬وعباد‬
‫الرحمن ( ]الفرقان ‪ ،[63:‬وجمع بينهما في قوله تعالى‪) :‬قل‬
‫ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله السماء‬
‫الحسنى( ]السراء‪.[110 :‬‬
‫وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه العباس ‪ :‬عبدالله‬
‫رضي الله عنهما‪.‬‬
‫وفي الصحابة رضي الله عنهم نحو ثلثمائة رجل كل ً منهم اسمه‬
‫عبدالله‪ ،‬وبه سمي أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة ‪:‬‬
‫عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما‪.‬‬
‫‪ - 2‬ثم استحباب التسمية بالتعبيد لي من أسماء الله الحسنى‬
‫‪،‬مثل ‪ :‬عبدالعزيز ‪ ،‬عبدالملك ‪ ،‬وأول من تسمى بهما ابنا مروان بن‬
‫الحكم‪.‬‬
‫والرافضة ل تسمي بهذين السمين منابذة للمويين‪ ،‬وهذا محض‬
‫عدوان واعتداء ) وهذا شأنهم في مجموعة من السماء‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫سائر أسماء بني أمية مثل ‪ :‬معاوية‪ ،‬ويزيد‪ ،‬ومروان‪ ،‬وهشام‪، ...‬‬
‫وقد حرموا أنفسهم من التسمي باسم عبدالرحمن‪ ،‬لن قاتل علي‬
‫بن أبي طالب رضي الله عنه‪ ،‬هو عبدالرحمن بن ملجم (‪.‬‬
‫وأسماء الله توقيفية بدليل من كتاب أو سنة وسترى جملتها في‬
‫حرف العين من دليل السماء التي في آخر الكتاب إن شاء الله‬
‫تعالى‪.‬‬
‫وقد ذكر شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله تعالى أن الهروي رحمه‬
‫الله تعالى قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وكذلك أهل بيتنا‪.‬‬
‫والحمد لله‪ ،‬قل بيت من بيوت المسلمين في مشارق الرض‬
‫ومغاربها إل وفيه من هذه السماء الكريمة المعبدة باسم الله‬
‫تعالى‪ ،‬أو المحمدة‪ 1‬باسم من أسماء نبينا ورسولنا محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وإذا قرأت عمود النسب لي علم من أعلم‬
‫المسلمين في كتب التراجم‪ ،‬وجدت المر كذلك‪ ،‬فلنكن هكذا‪،‬‬
‫ولنصل الخلف بهدي السلف‪.‬‬

‫‪ - 1‬تنبيه ‪ :‬وأما ما يروى ‪" :‬خير السماء ما عبد وحمد" ‪ ،‬فل يصح حديثا ً عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تراه في ‪" :‬‬
‫المقاصد الحسنة " ) ‪ 39‬و ‪" ، ( 205‬الدرر المنتثرة" ) ‪.( 217‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ - 3‬التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله ‪ ،‬لنهم سادات بني آدم‬
‫وأخلقهم أشرف الخلق وأعمالهم أزكي العمال ‪ ،‬فالتسمية‬
‫بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم‪.‬‬
‫وقد أجمع العلماء على جواز التسمية بها‪ ،1‬إل ما يؤثر عن أمير‬
‫المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أنه كتب ‪ " :‬ل‬
‫تسموا أحدا ً باسم نبي " رواه الطبري‪.2‬‬
‫وهذا النهي منه رضي الله عنه لئل يبتذل السم وينتهك‪ ،‬لكن ورد‬
‫ما يدل على رجوعه عن ذلك‪ ،‬كما قرره الحافظ ابن حجر رحمه‬
‫الله تعالى‪. 3‬‬
‫والتسمية ببعضها منتشرة في صدر هذه المة وسلفها ‪ ،‬وقد سمى‬
‫النبي ‪ ‬ابنه باسم أبيه إبراهيم ‪ ،‬فقال ‪ " : ‬ولد لي الليلة غلم‬
‫فسميته باسم أبي إبراهيم صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم‪.‬‬
‫وبه سمى صلى الله عليه وسلم أكبر ولد أبي موسى رضي الله‬
‫عنه‪.‬‬
‫وعن يوسف بن عبدالله بن سلم‪ ،‬قال " سماني النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم يوسف " رواه البخاري في "الدب المفرد " والترمذي‬
‫‪4‬‬
‫في " الشمائل "‪ ،‬وقال ابن حجر ‪ " :‬سنده صحيح "‬
‫وأفضل أسماء النبياء ‪ :‬أسماء نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫وبعد الجماع على جواز التسمية باسمه صلى الله عليه وسلم‬
‫اختلف العلماء في حكم الجمع بين اسمه وكنيته ‪ :‬محمد أبو‬
‫القاسم‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحمه الله تعالى ‪ " :‬والصواب أن التسمي باسمه‬
‫جائز‪ ،‬والتكني بكنيته ممنوع منه‪ ،‬والمنع في حياته أشد‪ ،‬والجمع‬
‫‪5‬‬
‫بينهما ممنوع منه "‪ :‬انتهى‬

‫‪ " - 1‬شرح مسلم " للنووي ) ‪ ، (8/437‬وانظر ‪ " :‬مراتب الجماع " ) ص ‪.(155– 154‬‬
‫‪ - 2‬انظر ‪ " :‬فتح الباري " ) ‪ 10/573‬و ‪.(579‬‬
‫‪ " - 3‬فتح الباري " ) ‪.( 10/573‬‬
‫‪ " - 4‬فتح الباري " ) ‪.( 10/578‬‬
‫‪ " - 5‬زاد المعاد " ) ‪ – 347 ) " 2/347‬ط ‪ .‬الرناؤوط (‪.‬‬
‫وعن هذا المبحث انظر ‪ " :‬زاد المعاد " ) ‪ ، (348-2/344‬و " تحفة المولود " ) ص ‪ (144-136‬و " فتح الباري " )‬
‫‪.(574-10/571‬‬
‫فائدة ‪ :‬أسماء النبياء كلها أعجمية إل أربعة ‪ :‬آدم ‪ ،‬وصالح ‪ ،‬وشعيب ومحمد فهذه الربعة عربية‪ ،‬أما ما سواها من أسماء‬
‫النبياء فهي معربة ‪ ،‬لكونها منقولة إلى العربية في عصر الستشهاد‪ ،‬ولهذا نرى قول علماء اللغة بعد اللفظ المعرب ‪" :‬‬
‫وقد تكلمت به العرب " ‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وهاهنا لطيفة عجيبة‪ ،‬وهي أن أول من سمى أحمد بعد النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم هو ‪ :‬أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب‬
‫العروض‪ 1‬والخليل مولود سنة ) ‪100‬هـ(‪.‬‬
‫‪ - 4‬التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين‪ ،‬فقد ثبت من حديث‬
‫المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي ‪ " : ‬أنهم كانوا‬
‫يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قبلهم " رواه مسلم‪.‬‬
‫وصحابة رسول الله ‪ ‬هم رأس الصالحين في هذه المة‪ ،‬وهكذا‬
‫من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وقد كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نظًرا لطيفا في‬
‫ذلك ‪ ،‬فهذا الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه سمى ولده ‪-‬‬
‫وهم تسعة ‪ -‬بأسماء بعض شهداء بدر رضي الله عنهم‪ ،‬وهم ‪:‬‬
‫عبدالله ‪ ،‬المنذر‪ ،‬عروة‪ ،‬حمزة‪ ،‬جعفر‪ ،‬مصعب‪ ،‬عبيدة‪ ،‬خالد‪،‬‬
‫عمر‪. 2‬‬
‫وهكذا يوجد في المسلمين من سمي أولده بأسماء الخلفاء الربعة‬
‫الراشدين رضي الله عنهم ‪ :‬عبدالله ) أبو بكر (‪ ،‬عمر‪ ،‬عثمان‪،‬‬
‫علي‪ ،‬رضي الله عنهم‪ ،‬ومن سمى بناته بأسماء أمهات المؤمنين‬
‫زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهكذا ‪...‬‬
‫‪ - 5‬ثم يأتي من السماء ما كان وصفا ً صادقا ً للنسان بشروطه‬
‫وآدابه‪ ،‬وإليك بيانها في الصل بعده‪.‬‬

‫• الصل السابع ‪ :‬في شروط التسمية وآدابها‬

‫من نصوص السنة‪ ،‬أمرا ً ونهيا ً ودللة وإرشادًا‪ ،‬وبمقتضى قواعد‬


‫الشريعة وأصولها‪ ،‬يتبين أن اسم المولود يكتسب الصفة الشرعية‬
‫متى توفر فيه هذان الشرطان ‪:‬‬
‫‪" - 1‬النساب" )‪ (9/257‬للسمعاني ‪" ،‬تبصير المنتبه" لبن حجر )‪ (1/3‬و "ذكر الخلف" ‪" ،‬الوسائل" للسيوطي )ص ‪.(86‬‬
‫وفيه "القول البديع" )‪ (110-109‬للسخاوي لطيفة تاريخية أخرى‪.‬‬
‫‪ - 2‬تنبيهان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬كل حديث مرفوع جاء فيه مدح من اسمه محمد أو أحمد ‪ ،‬أو النهي عن التسمية بهما‪ ،‬فكلها ل يصح منه شئ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولن بكير البغدادي )ت ‪388‬هـ( كتاب " فضائل من اسمه أحمد ومحمد " طبع عام‬
‫‪1961‬م ‪ ،‬فيه ستة وعشرون حديثا ً ل يصح منها شئ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬حديث عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬تسموا بأسماء النبياء ‪(...‬‬
‫‪ ،‬وفيه ‪ " :‬وأصدقها حارث وهمام " الحديث رواه ‪ :‬أحمد ) ‪ ، (4/345‬وأبو داود في كتاب الدب من " السنن " )رقم‬
‫‪ ، ( 4950‬وهو معل بجهالة عقيل‪ ،‬وكذا عند بعضهم بالرسال‪ ،‬للخلف في صحبة الجشمي‪.‬‬
‫ورواه النسائي ) ‪ ( 219– 6/218‬بلفظ أحمد بطوله دون قوله ‪ " :‬وأصدقها ‪.(...‬‬
‫ومن هذا نعلم ما في " ارواء الغليل " ) ‪ (209-4/208‬من تساهل في عزو اللفاظ‪.‬‬
‫وقد نبه فيه إلى وهم شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله تعالى بعزو حديث الجشمي إلى " صحيح مسلم "‪ .‬انظر "‬
‫مجموع الفتاوي ‪.(1/379 ) :‬‬
‫وترى في "الصحيحة " )‪904‬و ‪ (1040‬شواهد تقوي الحديث بتمامه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الشرط الول ‪ :‬أن يكون عربيًا‪ ،‬فيخرج به كل اسم أعجمي‪،‬‬
‫ومولد ودخيل على لسان العرب‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون حسن المبنى والمعنى لغة وشرعًا‪،‬‬
‫ويخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه‪ ،‬إما في لفظه أو معناه أو‬
‫فيهما كليهما‪ ،‬وإن كان جاريا ً في نظام العربية‪ ،‬كالتسمي بما معناه‬
‫التزكية‪ ،‬أو المذمة‪ ،‬أو السب‪ ،‬بل يسمى بما كان صدقا ً وحقًا‪.‬‬
‫قال الطبري رحمه الله ‪ " :‬ل ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى‪ ،‬ول‬
‫باسم يقتضي التزكية له‪ ،‬ول باسم معناه السب‪ ،‬ولو كانت السماء‬
‫إنما هي أعلم للشخاص‪ ،‬ول يقصد بها حقيقة الصفة‪ .‬لكن وجه‬
‫الكراهة أن يسمع سامع بالسم‪ ،‬فيظن أنه صفة للمسمى‪ ،‬فلذلك‬
‫كان صلى الله عليه وسلم يحول السم إلى ما إذا دعى به صاحبه‬
‫كان صدقا ً "‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قال ‪ " :‬وقد غير رسول الله ‪ ‬عدة أسماء " انتهى‪.‬‬
‫وللسماء أيضا جملة آداب يحسن أخذها بالعتبار ما أمكن ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الحرص على اختيار السم الحب فالمحبوب حسبما سبق من‬
‫بيان لمراتبه في الصل السادس‪.‬‬
‫‪ - 2‬مراعاة قلة حروف السم ما أمكن‪.‬‬
‫‪ - 3‬مراعاة خفة النطق به على اللسن‪.‬‬
‫‪ - 4‬مراعاة التسمية بما يسرع تمكنه من سمع السامع‪.‬‬
‫‪ - 5‬مراعاة الملئمة‪ ،‬فل يكون السم خارجا ً عن أسماء‪ ،‬أهل‬
‫طبقته وملته وأهل مرتبته‪.‬‬
‫وهذا أدب مهم رفيع‪ ،‬وإحساس مرهف لطيف‪ ،‬نبه عليه العلمة‬
‫الماوردي رحمه الله في كتابه "نصيحة الملوك"‪) .‬ص ‪ (167‬فقال ‪:‬‬
‫" فإذا ولد المولود ‪ ،‬فإن من أول كراماته له وبره به أن يحليه‬
‫باسم حسن وكنية لطيفة شريفة‪،‬فإن للسم الحسن موقعا ً في‬
‫النفوس مع أول سماعه‪.‬‬
‫وكذلك أمر الله عباده‪ ،‬وأوجب عليهم أن يدعوه بالسماء الحسنى‬
‫‪ ) :‬ولله السماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين‬
‫يلحدون في أسمائه ( ] العراف ‪ ،[ 180 :‬وأمر أن يصفوه‬
‫بالصفات العلى‪ ،‬فقال ‪ ) :‬قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا‬
‫ما تدعوا فله السماء الحسنى ( ] السراء ‪.[110 :‬‬

‫‪ - 1‬من " فتح الباري " لبن حجر )‪ ، (10/476‬وعنه في " السلسلة الصحيحة " ) برقم ‪ ،( 216‬وانظر أيضا ً ‪ " :‬فتح‬
‫الباري " ) ‪ ، (10/585‬و " تهذيب الثار " ) ‪ (4/162‬للطبري‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫واختار النبي صلى الله عليه وسلم أسماء أولده اختيارًا‪ ،‬وآثرها‬
‫إيثارا ً ‪ ،‬ونهى عليه السلم أن يجمع أحد من المسلمين بين اسمه‬
‫وكنيته‪ ،‬وقال ‪ " :‬أحب السماء عند الله عبدالله وعبدالرحمن "‪.‬‬
‫وإنما جهة الختيار لذلك في ثلثة أشياء ‪:‬‬
‫منها ‪ " :‬أن يكون السم مأخوذا ً من أسماء أهل الدين‪،‬من النبياء‬
‫والمرسلين وعباد الله الصالحين‪ ،‬ينوي بذلك التقرب إلى الله جل‬
‫اسمه بمحبتهم وإحياء أساميهم والقتداء بالله جل اسمه في اختيار‬
‫تلك السماء لوليائه‪ ،‬وما جاء به الدين ‪ ،‬كما قد روينا عنه في أن‬
‫أحب السماء إلى الله عبدالله وأمثاله‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يكون السم قليل الحروف‪ ،‬خفيفا ً على اللسن‪ ،‬سهل ً‬
‫في اللفظ‪ ،‬سريع التمكن من السمع‪ ،‬قال أبو نواس في هذا السم‬
‫‪:‬‬

‫فقلنا له ما السم قال سموأل ‪ .*.*.*.*.*.‬على أنني أكني بعمرو‬


‫ول عمرا‬
‫وما شرفـتني كنية عربية ‪ .*.*.*.*.*.*.‬ول أكسبتني ل ثناء ول‬
‫فخـرا ً‬
‫ولكنها خفت وقلت حروفها ‪ .*.*.*.*.*.‬ولست كأخرى إنما جعلت‬
‫وقرا‬

‫فأخبر ‪ -‬كما ترى ‪ -‬أنه اختارها على بغضه لهلها ‪ ،‬لقلة حروفها‬
‫وخفتها على اللسان وفي السمع‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يكون حسنا ً في المعنى‪ ،‬ملئما ً لحال المسمى‪ ،‬جاريا ً‬
‫في أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته " انتهى كلم الماوردي‪.‬‬
‫وهذا بمعنى ما تقدم في فواتح هذا الكتاب ‪ :‬أن السم كالثوب‪ ،‬إن‬
‫قصر شان‪ ،‬وإن طال شان‪.‬‬
‫فمراعاة أسماء أهل طبقته وقبيلته ربط أسري والتحام عائلي‪.‬‬
‫ومراعاة أسماء أهل ملته ربط ديني عقدي‪.‬‬
‫ومراعاة أسماء أهل مرتبته ربط أدبي بإنزال المرء نفسه منزلها‪،‬‬
‫حتى ل يتندر به‪.‬‬
‫فهذه اللفتة النفسية من الماوردي رحمه الله تعالى أذكر بها عرب‬
‫هذه الجزيرة للبتعاد عن هذه السماء التي ل تليق بخصوص‬

‫‪18‬‬
‫قيمهم‪ ،‬وأن من السماء ما يستملح على الصغير ثم إذا كبر صار‬
‫مشينًا‪ ،‬كالثوب القصير على الطويل‪.‬‬
‫وفي تفسير قول الله تعالى عن عبده يحيى ‪ ) :‬لم نجعل له من‬
‫قبل سميا ( ] مريم ‪ ،[ 7 :‬قال القرطبي رحمه الله تعالى ‪" :‬‬
‫وفي هذه الية دليل وشاهد أن السامي السنع ‪ -‬أي ‪ :‬الجميلة ‪-‬‬
‫جديرة بالثرة‪ ،‬وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية‪ ،‬لكونها أنبه‬
‫وأنزه‪ ،‬حتى قال القائل ‪:‬‬

‫سنع السـامي مسبلي أزر ‪ .*.*.*.*.*.*.*.‬حمـرٍ تمس الرض‬


‫بالهـدب‬

‫وقال رؤبة للنسابة البكرى وقد سأله عن نسبه ‪ :‬أنا ابن العجاج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فقال ‪ :‬قصرت وعرفت " انتهى‬

‫• الصل الثامن ‪ :‬في السماء المحرمة‬

‫دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه‬


‫التية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اتفق المسلمون على أنه يحرم كل اسم معبد لغير الله‬
‫‪2‬‬

‫تعالى‪ ،‬من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك ‪ ،‬مثل ‪ :‬عبد الرسول‪،‬‬
‫عبد النبي ‪ ،‬عبد علي‪ ،‬عبد الحسين‪ ،‬عبد المير ) يعني ‪ :‬أمير‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (‪ ،‬عبد الصاحب‬
‫) يعني ‪ :‬صاحب الزمان المهدي المنتظر (‪ ،‬وهي تسميات‬
‫الروافض‪.‬‬
‫وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم كل اسم معبد لغير الله‬
‫تعالى ‪ ،‬مثل ‪ :‬عبد العزى‪ ،‬عبد الكعبة ‪ ،‬عبد شمس‪ ،‬عبد الحارث‪.‬‬
‫ومن هذا الباب ‪ :‬غلم الرسول‪ ،‬غلم محمد‪ ،‬أي ‪ :‬عبد الرسول ‪...‬‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫والصحيح في عبد المطلب المنع‪.‬‬
‫ومن هذا الغلط في التعبيد لسماء يظن أنها من أسماء الله تعالى‬
‫وليست كذلك مثل ‪ :‬عبد المقصود‪ ،‬عبد الستار‪ ،‬عبد الموجود‪ ،‬عبد‬

‫‪1‬‬
‫‪ " -‬تفسير القرطبي " )‪.(11/83‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ " -‬مراتب الجماع " )ص ‪ " ، (154‬مجموع الفتاوى " )‪.(379-1/378‬‬

‫‪19‬‬
‫المعبود‪ ،‬عبد الهوه‪ ،‬عبد المرسل‪ ،‬عبد الوحيد‪ ،‬عبد الطالب ‪...‬‬
‫فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين ‪:‬‬
‫من جهة التسمية الله بما لم يرد به السمع‪ ،‬وأسماؤه سبحانه‬
‫توفيقية على النص من كتاب أو سنة‪.‬‬
‫والجهة الثانية التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ول رسوله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬التسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى فل تجوز التسمية‬
‫باسم يختص به الرب سبحانه‪ ،‬مثل ‪ :‬الرحمن‪ ،‬الرحيم‪ ،‬الخالق‪،‬‬
‫البارئ ‪ ...‬وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع من التسمية‬
‫بذلك‪.‬‬
‫وفي القرآن العظيم ‪ ) :‬هل تعلم له سميا ً ( ]مريم ‪ ،[15 :‬أي ل‬
‫مثيل له يستحق مثل اسم الذي هو الرحمن‪.1‬‬
‫‪ - 3‬التسمية بالسماء العجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم‪.2‬‬
‫والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ول يحوم حولها‪.‬‬
‫وقد عظمت الفتنة بها في زماننا‪ ،‬فيلتقط اسم الكافر من أوربا‬
‫وأمريكا وغيرهما‪ ،‬وهذا من أشد مواطن الثم وأسباب الخذلن‪،‬‬
‫ومنها ‪ :‬بطرس‪ ،‬جرجس‪ ،‬جورج‪ ،‬ديانا‪ ،‬روز‪ ،‬سوزان ‪ ...‬وغيرها مما‬
‫سبقت الشارة إليه‪.‬‬
‫وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم‪ ،‬إن كان عن مجرد‬
‫هوى وبلدة ذهن‪ ،‬فهو معصية كبيرة وإثم‪ ،‬وإن كان عن اعتقاد‬
‫أفضليتها على أسماء المسلمين‪ ،‬فهذا على خطر عظيم يزلزل‬
‫أصل اليمان‪ ،‬وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها‪،‬‬
‫وتغييرها شرط في التوبة منها‪.‬‬
‫‪ - 4‬التسمي بأسماء الصنام المعبودة من دون الله ومنها ‪ :‬اللت‪،‬‬
‫العزى‪ ،‬إساف‪ ،‬نائلة‪ ،‬هبل‪...‬‬
‫‪ - 5‬التسمي بالسماء العجمية‪ ،‬تركية‪ ،‬أو فارسية أو بربرية أو‬
‫غيرها مما ل تتسع لغة العرب ولسانها‪ ،‬ومنها ‪ :‬ناريمان‪ ،‬شيريهان‪،‬‬
‫نيفين‪ ،‬شادي ‪ -‬بمعنى القرد عندهم ‪ -‬جيهان‪.‬‬
‫وأما ما ختم بالتاء‪ ،‬مثل ‪ :‬حكمت‪ ،‬عصمت‪ ،‬نجدت‪ ،‬هبت‪ ،‬مرفت‪،‬‬
‫رأفت ‪ ...‬فهي عربية في أصلها‪ ،‬لكن ختمها بالتاء الطويلة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر ‪ " :‬تفسير القرطبي " ) ‪.(11/130‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر ‪ " :‬أحكام أهل الذمة " )‪ (769-2/768‬مهم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المفتوحة ‪ -‬وقد تكون بالتاء المربوطة ‪ -‬تتريك لها أخرجها عن‬
‫عربيتها‪ ،‬لهذا ل يكون الوقف عليها بالهاء‪.‬‬
‫والمختومة بالياء مثل ‪ :‬رمزي‪ ،‬حسني‪ ،‬رشدي‪ ،‬حقي‪ ،‬مجدي‪،‬‬
‫رجائي هي عربية في أصلها‪ ،‬لكن تتريكها بالياء في آخرها منع من‬
‫عربيتها بهذا المبنى‪ ،‬إذ الياء هنا ليست ياء النسبة العربية مثل ‪:‬‬
‫ربعي‪ ،‬ووحشي‪ ،‬وسبتي ) لمن ولدت يوم السبت (‪ ،‬ول ياء‬
‫‪1‬‬
‫المتكلم‪ ،‬مثل ‪ :‬كتابي‪ ،‬بل ياء المالة الفارسية والتركية‪.‬‬
‫وأما لفظ ) فقي ( في مصر‪ ،‬فهو عندهم مختصر ) فقيه (‪.‬‬
‫ومن السماء الفارسية ما ختم بلفظ ) ويه (‪ ،2‬مثل ‪ :‬سيبويه‪ ،‬وقد‬
‫‪3‬‬
‫أحصى بعضهم اثنين وتسعين اسما ً مختومة بلفظ ) ويه (‬
‫وفي اللغة الردية يقحمون الياء في وسط الكلمة علمة للتأنيث‪،‬‬
‫فيقولون في رحمن ‪ ) :‬رحيمن (‪ ،‬وفي كريم ‪ ) :‬كريمن ( ‪...‬‬
‫‪ - 6‬كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمى‪ ،‬فيحمل من الدعوى‬
‫والتزكية والكذب ما ل يقبل بحال‪.‬‬
‫ومنه ما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الملك ‪ "...‬الحديث‪،‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫ومثله قياسا على ما حرمه الله ورسوله ‪ :‬سلطان السلطين‪ ،‬حاكم‬
‫الحكام ‪ ،‬شاهنشاه‪ ،4‬قاضي القضاة‪.‬‬
‫وكذلك تحريم التسمية بمثل ‪ :‬سيد الناس‪ ،‬سيد الكل‪ ،‬سيد‬
‫السادات‪ ،‬ست النساء‪.‬‬
‫ويحرم إطلق ) سيد ولد آدم ( على غير رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫وفي حديث زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪ " :‬ل تزكوا أنفسكم‪ ،‬الله أعلم بأهل البر منكم‬
‫" رواه مسلم‪.‬‬

‫‪ " - 1‬مجلة مجمع اللغة العربية بمصر " )‪ (18/54‬و " أسماء الناس " )‪ " ، (1/151‬أسماؤنا " )ص ‪ " : (35‬قطوف‬
‫لغوية" )ص ‪.(180‬‬
‫‪ - 2‬ومن اللطائف هنا إيراد ما ذكره العلماء في ترجمة نفطويه المام اللغوي من أنه قيل فيه ‪:‬‬
‫وصير الباقي نواحا ً عليه‬ ‫أحرقه الله بنصف اسمه‬
‫وفي " الوافي بالوفيات " )‪ (6/131‬فوائد لطيفة متعلقة بـ ) ويه( في السماء الفارسية وطريقة نطقها‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر كتاب " سيبويه إمام النحاة " " )ص ‪ (24-20‬من مطبوعات المجمع العلمي العراقي عام ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 4‬انظر " معجم المناهي اللفظية " )ص ‪ ( 311 ،260‬لراقمه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ - 7‬قال ابن القيم ‪ " :‬التسمية بأسماء الشياطين‪ ،‬كخنزب‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫والولهان‪ ،‬والعور‪ ،‬والجدع‬
‫وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك‪.‬‬

‫• الصل التاسع ‪ :‬في السماء المكروهة‬

‫يمكن تصنيفها على ما يلي ‪:‬‬


‫‪ - 1‬تكره التسمية بما تنفر منه القلوب‪ ،‬لمعانيها‪ ،‬أو ألفاظها‪ ،‬أو‬
‫لحدهما‪ ،‬لما تثيره من سخرية وإحراج لصحابها وتأثير عليهم‪ ،‬فضل ً‬
‫عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين السماء ‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬حرب‪ ،‬مرة‪ ،‬خنجر‪ ،‬فاضح‪ ،‬فحيط‪ ،‬حطيحط‪ ،‬فدغوش ‪...‬‬
‫وهذا في العراب كثير‪ ،‬ومن نظر في دليل الهواتف رأى في بعض‬
‫الجهات عجبا ً !‬
‫ومنها ‪ :‬هيام و سهام‪ ،‬بضم أولهما ‪ :‬اسم لداء يصيب البل‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬رحاب وعفلق‪ ،‬ولكل منهما معنى قبيح‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬نادية‪ ،‬أي ‪ :‬البعيدة عن الماء‪.‬‬
‫‪ - 2‬ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية‪ ،‬وهذا في‬
‫تسمية البنات كثير‪ ،‬ومنها ‪ :‬أحلم‪ ،‬أريج‪ ،‬عبير‪ ،‬غادة ) وهي التي‬
‫تتثنى تيًها ودلل ً (‪ ،‬فتنة‪ ،‬نهاد‪ ،‬وصال‪ ،‬فاتن‪ ) ،‬أي ‪ :‬بجمالها (‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫شادية‪ ،‬شادي ) وهما بمعنى المغنية (‬
‫‪ - 3‬ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق الماجنين من الممثلين‬
‫والمطربين وعمار خشبات المسارح باللهو الباطل‪.‬‬
‫ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة اليمان أنهم إذا رأوا‬
‫مسرحية فيها نسوة خليعات‪ ،‬سارعوا متهافتين إلى تسمية‬
‫مواليدهم عليها‪ ،‬ومن رأى سجلت المواليد التي تزامن العرض‪،‬‬
‫شاهد مصداقية ذلك ‪ ...‬فإلى الله الشكوى‪.‬‬
‫‪ - 4‬ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الثم والمعصية‪،‬‬
‫كمثل ) ظالم بن سراق ( فقد ورد أن عثمان بن أبي العاص امتنع‬
‫عن تولية صاحب هذا السم لما علم أن اسمه هكذا ‪ ،‬كما في "‬
‫المعرفة والتاريخ " ) ‪ (3/201‬للفسوي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ " -‬تحفة المودود " ) ص ‪ ، ( 117‬وبعض هذه السماء وردت بأحاديث ضعيفة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر ‪ " :‬السلسلة الصحيحة " ) رقم ‪ ، ( 216‬و " تربية الولد في السلم " ) ‪ (86-1/85‬لعلوان‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ - 5‬وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجن ‪ :‬ومنها ‪ :‬فرعون ‪،‬‬
‫قارون ‪ ،‬هامان ‪...‬‬
‫‪ - 6‬ومنه التسمية بأسماء فيها معان غير مرغوبة‪ ،‬كمثل‪) :‬خبية بن‬
‫كناز(‪ ،‬فقد ورد أن عمر رضي الله عنه قال عنه‪" :‬ل حاجة لنا فيه‪،‬‬
‫فهو يخبئ وأبوه يكنز" كما في "المؤتلف والمختلف" )‪(4/1965‬‬
‫للدارقطني‪.‬‬
‫‪ - 7‬ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات‬
‫المستهجنة‪ ،‬ومنها التسمية بما يلي ‪ :‬حنش‪ ،‬حمار‪ ،‬قنفذ‪ ،‬قنيفذ‪،‬‬
‫قردان‪ ،‬كلب‪ ،‬كليب… والعرب حين سمت أولدها بهذه‪ ،‬فإنما لما‬
‫لحظته من معنى حسن مراد ‪ :‬فالكلب لما فيه من اليقظة‬
‫والكسب‪ ،‬والحمار لما فيه من الصبر والجلد‪ ،‬وهكذا ‪ ...‬وبهذا بطل‬
‫غمز الشعوبية للعرب كما أوضحه ابن دريد وابن فارس وغيرهما‪.‬‬
‫‪ - 8‬وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة‬
‫مشبهة مضافة إلى لفظ ) الدين( ولفظ ) السلم ( مثل ‪ :‬نور‬
‫الدين‪ ،‬ضياء الدين‪ ،‬سيف السلم‪ ،‬نور السلم ‪ ...‬وذلك لعظيم‬
‫منزلة هذين اللفظين ) الدين ( و ) السلم (‪ ،1‬فالضافة إليهما على‬
‫وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ‪ ،‬ولهذا نص بعض‬
‫العلماء على التحريم‪ ،2‬والكثر على الكراهة‪ ،‬لن منها ما يوهم‬
‫معاني غير صحيحة مما ل يجوز إطلقه‪ ،‬وكانت في أول حدوثها‬
‫ألقابا ً زائدة عن السم ‪ ،‬ثم استعملت أسماء‪.‬‬
‫وقد يكون السم من هذه السماء منهيا ً عنه من جهتين مثل ‪:‬‬
‫شهاب الدين ‪ ،‬فإن الشهاب الشعلة من النار‪ ،‬ثم إضافة ذلك إلى‬
‫الدين‪ ،‬وقد بلغ الحال في إندونيسيا التسمية بنحو ‪ :‬ذهب الدين‪،‬‬
‫ماس الدين!‪.‬‬
‫وكان النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين‪ ،‬وشيخ‬
‫السلم ابن تيمية رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بتقي الدين‪ ،‬ويقول‬
‫‪3‬‬
‫" لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر "‬
‫وقد بينت ذلك في " معجم المناهي " و " تغريب اللقاب "‪.‬‬

‫‪ " - 1‬تحفة المودود " ) ص ‪ " ، ( 136‬السلسلة الصحيحة " ) رقم ‪ " ، ( 216‬تغريب اللقاب العلمية "‪.‬‬
‫‪ - 2‬انظر ‪ " :‬شرح ابن علن للذكار " ) ‪.(6/130‬‬
‫‪ - 3‬ومن هذا ما يذكر من كراهة التكني بـ ) أبي عيسى ( ‪ ،‬فانظر ‪ " :‬الحطة " ) ص ‪ (453‬لصديق حسن خان ‪ ،‬وتعلق‬
‫محققه عليه‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وأول من لقب السلم بذلك هو بهاء الدولة ابن بويه ) ركن الدين (‬
‫في القرن الرابع الهجري‪.4‬‬
‫ومن التغالي في نحو هذه اللقاب ‪ :‬زين العابدين‪ ،‬ويختصرونه‬
‫بلفظ ) زينل ( ‪ ،‬وقسام علي ‪ ،‬ويختصرونه بلفظ ) قسملي (‪.‬‬
‫وهكذا يقولون ‪ -‬وبخاصة لدى البغاددة ‪ -‬في نحو ‪ :‬سعد الدين‪ ،‬عز‬
‫الدين‪ ،‬علء الدين ‪ :‬سعدي‪ ،‬عزي‪ ،‬علئي‪.‬‬
‫والرافضة يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى علي بن‬
‫الحسين بن علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى ‪ :‬سيد العابدين‪،‬‬
‫وهذا ل أصل له‪ ،‬كما في ‪ " :‬منهاج السنة " ) ‪ ،( 4/50‬و "‬
‫الموضوعات " لبن الجوزي )‪ ،(45-2/44‬وعلي بن الحسين من‬
‫التابعين‪ ،‬فكيف يسميه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ؟!‬
‫فقاتل الله الرافضة ما أكذبهم وأسخف عقولهم !‬
‫ومن أسوأ ما رأيت منها التسمية بقولهم ‪ :‬جلب الله‪ ،‬يعني ‪ :‬كلب‬
‫الله ! كما في لهجة العراقيين‪ ،‬وعند الرافضة منهم يسمونه‪ :‬جلب‬
‫علي‪ ،‬أي‪ :‬كلب علي ! وهم يقصدون أن يكون أمينا ً مثل أمانة‬
‫الكلب لصاحبه‪.‬‬
‫‪ - 9‬وتكره التسمية بالسماء المركبة ‪،‬مثل ‪ :‬محمد أحمد‪ ،‬محمد‬
‫سعيد‪ ،‬فأحمد مثل ً فهو السم‪ ،‬محمد للتبرك ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫وهي مدعاة إلى الشتباه واللتباس‪ ،‬ولذا لم تكن معروفة في هدي‬
‫السلف‪ ،‬وهي من تسميات القرون المتأخرة‪ ،‬كما سبقت الشارة‬
‫إليه‪.‬‬
‫ويلحق بها المضافة إلى لفظ الجللة ) الله (‪ ،‬مثل ‪ :‬حسب الله‪،‬‬
‫رحمة الله ‪ ،‬جبره الله‪ ،‬حاشا ‪ :‬عبد الله‪ ،‬فهو من أحب السماء إلى‬
‫الله‪.‬‬
‫أو المضافة إلى لفظ الرسول‪ ،‬مثل ‪ :‬حسب الرسول‪ ،‬وغلم‬
‫الرسول ‪ ...‬وبينتها في ‪ " :‬معجم المناهي "‪ ،‬و " تغريب اللقاب "‪.‬‬
‫‪ - 10‬وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملئكة عليهم‬
‫السلم ! مثل ‪ :‬جبرائيل‪ ،‬ميكائيل‪ ،‬إسرافيل‪.‬‬

‫‪ " 4‬السلم والحضارة الغربية " لمحمد كرد علي ‪ ،‬وفيه سياق مهم عن التغالي بهذه اللقاب ‪ ،‬حتى كانت ل تصدر إل‬
‫بمراسيم سلطانية ‪ ،‬وربما بذل مال طائل للحصول عليها‪ ،‬ثم ابتذلت حتى سمي بها من ل خلق له في السلم‪ ،‬حتى قال‬
‫الحسن بن رشيق القيرواني‪.‬‬
‫أسماء معتضد فيها ومعتمد‬ ‫مما يزهدني في أرض أندلس‬
‫كالهر يحكي انتفاخا ً صولة السد‬ ‫أسماء مملكةٍ في غير موضعها‬

‫‪24‬‬
‫أما تسمية النساء بأسماء الملئكة ‪ ،‬فظاهر الحرمة ‪ ،‬لن فيها‬
‫مضاهاة للمشركين في جعلهم للملئكة بنات الله ‪ ،‬تعالى الله عن‬
‫قولهم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وقريب من هذا تسمية البنت ‪ :‬ملك‪ ،‬ملكة‪.‬‬
‫‪ - 11‬وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬طه‪ ،‬يس ‪ ،‬حم ‪ " ...‬وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من‬
‫‪2‬‬
‫أسماء النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فغير صحيح "‬

‫• الصل العاشر ‪ :‬في المخرج من السماء المحرمة أو‬


‫المكروهة‬

‫المخرج هو في تغييرها واستبدالها باسم مستحب شرعا ً أو جائز‪،‬‬


‫كما تقدم في الصلين الخامس والسادس‪.‬‬
‫وطلب التغيير يكون من الولي الشرعي على القاصر أو من‬
‫المسمى بعد بلوغه ورشده‪.‬‬
‫وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة وحولها من السماء‬
‫الشركية إلى السماء السلمية‪ ،‬ومن السماء الكفرية إلى السماء‬
‫اليمانية‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي الله عنها‪ ،‬قالت ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يغير السم القبيح إلى السم الحسن " رواه الترمذي‪.‬‬
‫يعلم ذلك من نظر كتاب " الصابة في تمييز أسماء صحابة " لبن‬
‫حجر وقد استقرأتها في كتاب "معجم المناهي اللفظية "‪ .‬والحمد‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬
‫وظاهر من هدى النبي صلى الله عليه وسلم في تحويل السماء‬
‫مراعاة القرب في النطق‪ ،‬كتغيير شهاب إلى هشام‪ ،‬وجثامة إلى‬
‫حسانة‪.‬‬
‫وهكذا يحول – مثل ً ‪ : -‬عبد النبي إلى عبد الغني‪ ،‬عبد الرسول إلى‬
‫عبد الغفور‪ ،‬وعبد علي إلى عبد العلي‪ ،‬وعبد الحسين إلى عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬وحنش إلى أنس‪ ،‬وعبد الكاظم إلى عبد القادر‪ ...‬والمهم‬
‫‪3‬‬
‫تحويل السم إلى مستحب أو جائز‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر ‪ :‬كتاب " اللفاظ والساليب " )ص ‪ (153-152‬من أن اسم ) ملك ( مأخوذ من ) الملك (‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قاله العلمة ابن القيم رحمه الله في " تحفة المودود " ) ص ‪.(109‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬انظر ‪ " :‬مفتاح دار السعادة " )ص ‪259‬و ‪.(598-597‬‬

‫‪25‬‬
‫• إرشادات يحسن الوقوف عليها قبل اختيار السم ‪:‬‬

‫‪ - 1‬في الصفحات القادمة دليل فيه طليعة السماء منتقاة ‪-‬‬


‫حسب المكان ‪ -‬عبر الضوابط الشرعية واللغوية في اللفظ‬
‫والمعنى‪ ،‬فهي وإن كانت قليلة فهي كثيرة مباركة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ليس كل قديم يكون حسنا ً لقدمه‪ ،‬فهناك أسماء مع قدمها لم‬
‫أذكرها‪ ،‬لن معانيها غير مقبولة‪.‬‬
‫وهناك أسامي مشتركة بين الذكور والناث لم أذكرها‪ ،‬إل ما ندر‪،‬‬
‫مثل ) أسماء (‪ ،‬لكن ل أذكره في عاميته الغالبة عليه‪.‬‬
‫لهذا فننبه لحسن الختيار إذا جاوزت هذه القائمة‪.‬‬
‫‪ - 3‬إذا أردت اختيار اسم لمولودك ‪ ،‬فانظر ما يتلءم مع أهل بيتك‬
‫وطبقتك‪ ،‬ولهذا تركت بعض السماء مع جوازها ‪ ،‬لنها ل تتلءم مع‬
‫عرب قلب هذه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫ونتيجة لعدم الملءمة عند اختيار الباء بعض السماء‪ ،‬ترى من يغير‬
‫اسمه بعد بلوغه بقصد الملءمة مع أسماء أهل داره وقبيلته‪.‬‬
‫‪ - 4‬إذا قبلت الختيار من هذا الدليل مثل ً ‪ ،‬فليكن على وجوه ‪ :‬إذا‬
‫ناديته ‪ ،‬إذا كنيت به ‪،‬إذا نسبته إلى اسمك‪ ،‬ومدى ملءمة السم‬
‫للمولود في مراحل حياته من صغره إلى كبره‪.‬‬
‫وإن حرصت على تناسب أسماء جميع ولدك‪ ،‬فهو ذوق رفيع‪،‬‬
‫وتدقيق جميل‪.‬‬
‫‪ - 5‬وأخيرا ً ل يخلو بيتك من هذه السماء الشريفة الجليلة المباركة‬
‫‪ :‬عبد الله ‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬محمد‪ ،‬أحمد‪ ،‬إبراهيم ‪ ...‬عائشة‪ ،‬فاطمة‪.‬‬
‫دليل طليعة السماء‬
‫أسماء البنين ‪:‬‬

‫بلل‬ ‫إياد‬ ‫أسباط‬ ‫أحمد‬


‫بيان‬ ‫إياس‬ ‫إسحاق‬ ‫إبراهيم‬
‫تمام‬ ‫أيوب‬ ‫أسد‬ ‫آدم‬
‫تميم‬ ‫بدر‬ ‫أسلم‬ ‫أبان‬
‫ثابت‬ ‫البراء‬ ‫إسماعيل‬ ‫أبي‬
‫ثامر‬ ‫بشار‬ ‫أسيد‬ ‫أثال‬
‫ثواب‬ ‫بشير‬ ‫أنس‬ ‫أثير‬
‫جابر‬ ‫بصير‬ ‫أوس‬ ‫إدريس‬

‫‪26‬‬
‫الجارود‬ ‫بكر‬ ‫أوفى‬ ‫أسامه‬
‫رجب‬ ‫خالد‬ ‫حبيب‬ ‫جاسر‬
‫رزين‬ ‫خباب‬ ‫حذيفة‬ ‫جامع‬
‫رشاد‬ ‫خبيب‬ ‫حريز‬ ‫جبر‬
‫رشيد‬ ‫خزيمة‬ ‫حزام‬ ‫جبير‬
‫رفاعة‬ ‫خطاب‬ ‫حسام‬ ‫جرير‬
‫رفيق‬ ‫خلف‬ ‫حسان‬ ‫جعفر‬
‫رمضان‬ ‫خليفة‬ ‫حسيب‬ ‫جنادة‬
‫رؤبة‬ ‫خليل‬ ‫الحسن‬ ‫جنيد‬
‫روح‬ ‫داود‬ ‫الحسين‬ ‫الجنيد‬
‫زاهر‬ ‫ذاود‬ ‫حفص‬ ‫حاتم‬
‫زايد‬ ‫ذؤيب‬ ‫حماد‬ ‫حاجب‬
‫زبير‬ ‫راضي‬ ‫حمد‬ ‫حارث‬
‫الزبير‬ ‫راجح‬ ‫حمدان‬ ‫الحارث‬
‫زهران‬ ‫راسم‬ ‫حمزة‬ ‫حازم‬
‫زهير‬ ‫راشد‬ ‫حيان‬ ‫حاضر‬
‫زياد‬ ‫راغب‬ ‫حيدر‬ ‫حافظ‬
‫زيد‬ ‫رافع‬ ‫حيدرة‬ ‫حامد‬
‫سابق‬ ‫ربيع‬ ‫سويد‬ ‫حبان‬
‫طريف‬ ‫شعيب‬ ‫سلطان‬ ‫ساعي‬
‫الطفيل‬ ‫شهر‬ ‫سلمان‬ ‫سالم‬
‫طلل‬ ‫شيبان‬ ‫سليمان‬ ‫سبرة‬
‫الطيب‬ ‫صابر‬ ‫سليم‬ ‫سبيع‬
‫ظافر‬ ‫صاعد‬ ‫سماك‬ ‫سحبان‬
‫ظهير‬ ‫صادق‬ ‫سيار‬ ‫السري‬
‫عائد‬ ‫صالح‬ ‫سيف‬ ‫سعد‬
‫عائذ‬ ‫صخر‬ ‫شافع‬ ‫سمح‬
‫عائش‬ ‫صدي‬ ‫شاكر‬ ‫سعدان‬
‫عابد‬ ‫صديق‬ ‫شاهين‬ ‫سمرة‬
‫عاصم‬ ‫صفوان‬ ‫شبل‬ ‫سعود‬
‫عاطف‬ ‫صفي‬ ‫شجاع‬ ‫سمعان‬
‫عامر‬ ‫صلح‬ ‫شداد‬ ‫سعيد‬

‫‪27‬‬
‫عباد‬ ‫صهيب‬ ‫شريح‬ ‫سنان‬
‫عبادة‬ ‫طالب‬ ‫شريك‬ ‫سهل‬
‫عباس‬ ‫طارق‬ ‫شريف‬ ‫سفيان‬
‫العباس‬ ‫طاهر‬ ‫شعبة‬ ‫سهيل‬
‫عبد الله‬ ‫الطاهر‬ ‫عبد الحي‬ ‫سلم‬
‫عبد المجيد‬ ‫عبد الغفار‬ ‫عبد الخبير‬ ‫عبد الحد‬
‫عبد المقتدر‬ ‫عبد الغفور‬ ‫عبد الخالق‬ ‫عبد العلى‬
‫عبد الملك‬ ‫عبد الغني‬ ‫عبد الرب‬ ‫عبد الله‬
‫عبد المجيد‬ ‫عبد الفتاح‬ ‫عبد الرؤوف‬ ‫عبد الول‬
‫عبد المولى‬ ‫عبد الرحمن عبد القادر‬ ‫عبد الخر‬
‫عبد المهيمن‬ ‫عبد القاهر‬ ‫عبد الرحيم‬ ‫عبد الظاهر‬
‫عبد النصير‬ ‫عبد القدوس‬ ‫عبد الرزاق‬ ‫عبد الباطن‬
‫عبد المنان‬ ‫عبد القدير‬ ‫عبد المجيب‬ ‫عبد البارئ‬
‫عبد الواحد‬ ‫عبد القوي‬ ‫عبد السلم‬ ‫عبد البر‬
‫عبد الوارث‬ ‫عبد القهار‬ ‫عبد السميع‬ ‫عبد البصير‬
‫عبد الواسع‬ ‫عبد القيوم‬ ‫عبد الشكور‬ ‫عبد التواب‬
‫عبد الوكيل‬ ‫عبد الكبير‬ ‫عبد الشهيد‬ ‫عبد الجبار‬
‫عبد الوالي‬ ‫عبد الكريم‬ ‫عبد العزيز‬ ‫عبد الحسيب‬
‫عبد الوهاب‬ ‫عبد اللطيف‬ ‫عبد العظيم‬ ‫عبد الحفيظ‬
‫عبيد‬ ‫عبد المؤمن‬ ‫عبد العفو‬ ‫عبد الحق‬
‫عتبة‬ ‫عبد المتعالي‬ ‫عبد العليم‬ ‫عبد الحكيم‬
‫عثمان‬ ‫عبد المتين‬ ‫عبد العلي‬ ‫عبد الحكم‬
‫عدنان‬ ‫عبد المجيد‬ ‫عمران‬ ‫عبد الحليم‬
‫فيصل‬ ‫غيهب‬ ‫عمير‬ ‫عدي‬
‫القاسم‬ ‫فائد‬ ‫عواد‬ ‫عرب‬
‫قاسد‬ ‫فائز‬ ‫عوض‬ ‫عروة‬
‫قاصد‬ ‫فاتح‬ ‫عفو‬ ‫عساف‬
‫قانع‬ ‫فارس‬ ‫عون‬ ‫عسكر‬
‫قتادة‬ ‫فاروق‬ ‫عياش‬ ‫عصام‬
‫قثم‬ ‫فاضل‬ ‫عياض‬ ‫عطاء‬
‫قحطان‬ ‫فراس‬ ‫عيد‬ ‫عطيه‬
‫قدامة‬ ‫فرقد‬ ‫عيسى‬ ‫عفيف‬

‫‪28‬‬
‫قرة‬ ‫فضالة‬ ‫غازي‬ ‫عقبة‬
‫قصي‬ ‫الفضل‬ ‫غالب‬ ‫عقيل‬
‫قيس‬ ‫فضيل‬ ‫غانم‬ ‫العلء‬
‫كاتب‬ ‫فلح‬ ‫غسان‬ ‫علقمة‬
‫كبير‬ ‫فهد‬ ‫غطفان‬ ‫علي‬
‫كعب‬ ‫فهر‬ ‫غياث‬ ‫عماد‬
‫كميل‬ ‫فؤاد‬ ‫غيث‬ ‫عمار‬
‫كنانة‬ ‫فواز‬ ‫غيلن‬ ‫عمر‬
‫لؤي‬ ‫فياض‬ ‫محمود‬ ‫عمرو‬
‫المقداد‬ ‫مصعب‬ ‫مصطفى‬ ‫لبيب‬
‫مكحول‬ ‫مضر‬ ‫مرحب‬ ‫لبيد‬
‫ملهم‬ ‫مظفر‬ ‫مرعي‬ ‫لقمان‬
‫ممدوح‬ ‫معافي‬ ‫مروان‬ ‫الليث‬
‫مقرن‬ ‫معاذ‬ ‫مرزوق‬ ‫محمد‬
‫مؤرج‬ ‫معتصم‬ ‫مظهر‬ ‫ماتع‬
‫موفق‬ ‫معان‬ ‫مساعد‬ ‫ماجد‬
‫منصف‬ ‫معاوية‬ ‫مسدد‬ ‫مالك‬
‫مجد‬ ‫معروف‬ ‫مشرف‬ ‫مأمون‬
‫منذر‬ ‫معقل‬ ‫مسعود‬ ‫مانع‬
‫المنذر‬ ‫معمر‬ ‫مسلم‬ ‫ماهر‬
‫منصور‬ ‫معمر‬ ‫مسلم‬ ‫متمم‬
‫منقذ‬ ‫معن‬ ‫مشعل‬ ‫المثنى‬
‫منيب‬ ‫معوذ‬ ‫مشهور‬ ‫مجاب‬
‫منير‬ ‫مغيث‬ ‫مشاري‬ ‫مجالد‬
‫مهاجر‬ ‫المغيرة‬ ‫مشير‬ ‫مجاهد‬
‫مهند‬ ‫المفضل‬ ‫مصطفى‬ ‫مجيب‬
‫مهنا‬ ‫مفلح‬ ‫نسيب‬ ‫مجير‬
‫وسيم‬ ‫هارون‬ ‫نصار‬ ‫موسى‬
‫وضاح‬ ‫هاشم‬ ‫نصر‬ ‫مؤمل‬
‫وفيق‬ ‫هانئ‬ ‫النضر‬ ‫ميسرة‬
‫وهب‬ ‫هشام‬ ‫نظر‬ ‫ميمون‬
‫لحق‬ ‫هلل‬ ‫نذير‬ ‫النابغة‬

‫‪29‬‬
‫ياسر‬ ‫همام‬ ‫نعمان‬ ‫ناجي‬
‫يافث‬ ‫همام‬ ‫النعمان‬ ‫ناصح‬
‫يرد‬ ‫هود‬ ‫نعيم‬ ‫ناصر‬
‫يشجب‬ ‫هيثم‬ ‫نفيل‬ ‫ناظر‬
‫يزيد‬ ‫الهيثم‬ ‫نمر‬ ‫نامي‬
‫يعرب‬ ‫وائل‬ ‫نمير‬ ‫ناهض‬
‫يعقوب‬ ‫وابل‬ ‫النواس‬ ‫نايف‬
‫يعمر‬ ‫واثق‬ ‫نواف‬ ‫نبهان‬
‫اليمان‬ ‫وارد‬ ‫نوح‬ ‫نبيل‬
‫يعيش‬ ‫واسم‬ ‫نوف‬ ‫نبيه‬
‫يقظان‬ ‫واصل‬ ‫نهد‬ ‫نديم‬
‫يوسف‬ ‫وجيه‬ ‫هادي‬ ‫نزار‬
‫يونس‬ ‫وديع‬ ‫يحيى‬ ‫نزيه‬

‫أسماء البنات ‪:‬‬

‫رابيه‬ ‫حنيفه‬ ‫ثناء‬ ‫آسيا‬


‫رسمه‬ ‫حواء‬ ‫جازيه‬ ‫آمنة‬
‫رقية‬ ‫حياة‬ ‫جليلة‬ ‫أروى‬
‫رفيدة‬ ‫خالصة‬ ‫جوزاء‬ ‫أسماء‬
‫رندة‬ ‫خالدة‬ ‫جويرية‬ ‫أصيلة‬
‫راشدة‬ ‫خضراء‬ ‫حذام‬ ‫إمامة‬
‫رواء‬ ‫خزامي‬ ‫حسانة‬ ‫أمينة‬
‫راضية‬ ‫خلود‬ ‫حسيبة‬ ‫بادية‬
‫روضة‬ ‫خولة‬ ‫حصان‬ ‫بثينة‬
‫روية‬ ‫دليل‬ ‫حصة‬ ‫البتول‬
‫ريا‬ ‫ديمة‬ ‫حصيفة‬ ‫بنان‬
‫رؤي‬ ‫زكية‬ ‫حفصة‬ ‫بنانة‬
‫ربي‬ ‫رائدة‬ ‫حكيمة‬ ‫تقية‬
‫رباب‬ ‫رزينة‬ ‫حليمة‬ ‫تماضر‬
‫الرباب‬ ‫رابعة‬ ‫حميدة‬ ‫ثامرة‬
‫رحمة‬ ‫راضية‬ ‫سودة‬ ‫ثرياء‬

‫‪30‬‬
‫كريمة‬ ‫عاتقة‬ ‫شاكرة‬ ‫رزان‬
‫لبابة‬ ‫عاصمة‬ ‫شرف‬ ‫زاهدة‬
‫لبيبة‬ ‫عامرة‬ ‫شريفة‬ ‫زبيدة‬
‫لطيفة‬ ‫عاملة‬ ‫الشفاء‬ ‫زينب‬
‫لمى‬ ‫عالية‬ ‫شيماء‬ ‫سارة‬
‫لمياء‬ ‫عبلة‬ ‫الشيماء‬ ‫سابقة‬
‫ماجدة‬ ‫عديلة‬ ‫شيخة‬ ‫سامية‬
‫مأمونة‬ ‫عزة‬ ‫صالحة‬ ‫سالمة‬
‫مبروكة‬ ‫عفاف‬ ‫صابرة‬ ‫سبيعة‬
‫محفوظة‬ ‫عزيزة‬ ‫صباح‬ ‫سراء‬
‫مريم‬ ‫عفيفة‬ ‫صفيه‬ ‫سعاد‬
‫مزنة‬ ‫عقيلة‬ ‫طاهرة‬ ‫سلطانة‬
‫مصونة‬ ‫العنود‬ ‫طرفة‬ ‫سناء‬
‫معاذة‬ ‫علياء‬ ‫طيبة‬ ‫سلمى‬
‫مفيدة‬ ‫عهود‬ ‫عائشة‬ ‫سمحة‬
‫منيبة‬ ‫فائزة‬ ‫عائدة‬ ‫سمية‬
‫منيرة‬ ‫فضيلة‬ ‫عابدة‬ ‫سهلة‬
‫منيفة‬ ‫قرة‬ ‫نجاة‬ ‫سهيلة‬
‫واجدة‬ ‫نفيسة‬ ‫نجية‬ ‫منى‬
‫واصلة‬ ‫نوره‬ ‫نجلء‬ ‫منال‬
‫وئام‬ ‫هاجر‬ ‫ندى‬ ‫ميمونة‬
‫وجيهة‬ ‫هدى‬ ‫نزيهة‬ ‫ناجية‬
‫وحيدة‬ ‫هناء‬ ‫نسيبه‬ ‫نوف‬
‫وضحاء‬ ‫هند‬ ‫نعيمة‬ ‫نهى‬
‫وفاء‬ ‫هياء‬ ‫نفيسة‬ ‫نبيلة‬
‫وائلة‬ ‫نبيهة‬

‫***‬
‫وختاما ً ‪:‬‬
‫أسأل الله العلي العلى أن يكون هذا البحث هاديا ً للطريق المثل‬
‫في التباع‪ ،‬وسبيل ً موصل ً إلى رضوان الله تعالى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وصلى الله على نبيه وعبده محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪32‬‬

You might also like