Professional Documents
Culture Documents
( )1ـ
صلى ال عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وعمل بسلوكه إلى يوم
الدين .أما بعد :
فلما انتهيت بعون ال تعالى وتوفيقه قبل بضع سنين في تحقيق كتاب
)الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي( للعلمة يوسف بن حسن بن عبد الهادي
الشهير بابن المبرد ،والذي كان موضوعه في فن الغريب الفقهي ،جمع
فيه صاحبه مادة علمية غنية بالمصطلحات التي استعملها الفقهاء في
تصانيفهم ،وإذا كان حنبلي المصدر والنتساب ،فهو مورد سيال لرباب
الفقه عامة يدعمون به مادتهم اللغوية والصطلحية أثناء اجتهاداتهم
وعرض آرائهم ،فهو معلمة فقهية دلت على فضل ابن عبد الهادي وسعة
باعه في اللغة ،وقوة تحقيقه وهضمه للمسائل الفقهية .وقد نلت بتحقيق هذا
الكتاب ودراسته شهادة الدكتوراة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة .
ولما أدركت أهمية هذه الشخصية العلمية من خلل هذا العمل ،
ووقفت على فضله وحنكته في تحقيق ودراسة المسائل اللغوية الفهية ،
وتذوقت ذلك كله من خلل أسلوبه السهل ،ومنهجه البين الواضح ،عزمت
على متابعة العتناء بهذا العلم الجاد المتأخر في ظهوره ،والمتقدم في
علمه وقوة تحقيقه ،شأنه في ذلك شأن الكبار ممن سبقه في هذا العباب ،
ول غرور في ذلك وهو من بيت علم وفضل من أبناء صالحية دمشق
حاضرة العلم آنذاك .
واعتنائي المتواضع خصصته في محاولة إخراج بعض نفائس ما
كتب إلى حيز الوجود ،لعتقادي أن المنفعة المرجوة منها جد كبيرة ،
خاصة للجدية التي تتمتع بها ،والجديد الذي تحمله للباحث وطالب العلم
بشكل خاص .
من هنا بدأت العمل ـ وأرجو من ال عز وجل التوفيق لمزاولته
وإتمامه ـ وذلك بتحقيق كتاب )زينة العرائس من الطرف والنفائس( وهو
سفر مهم في بابه ،لندرة أمثاله وزينة مادته ،وكبير منفعته ،وجمع فيه
مرة أخرى أبو المحاسن بين الفقه واللغة ،وبالحرى فهو تخريج نبيه
للمسائل والفروع الفقهية على القواعد والضوابط النحوية ،وليس من السهل
بمكان الحاطة بجزئيات الموضوع إل من خلل تصور كامل يصعب
حضوره ،ويندر جمعه وترتيبه ،إل على الراسخين ،ففاز بهذا الشرف
ابن عبد الهادي ،ويظهر هذا جليا لمن سبر غور هذا الفن واطلع على
مكنونه .
فالكتاب على العموم درس تطبيقي للتفاعل الحقيقي بين علوم
الشريعة عامة والفقه بشكل خاص ،وبين علوم العربية ،فالعلقة وطيدة
وقديمة ،دلت على الترابط الوثيق بين وسائل التعبير في الحضارة
السلمية ،فكأن المصنف رحمه ال تعالى وقف على أهمية الربط بين
أفراد ومكونات هذه الحضارة وقوة التعبير عنها وهي مجتمعة فتكون بذلك
أجدر بالنتفاع والتأثير في النسان والحياة والكون ،هذا من جهة.
والجانب الثاني الذي يمكن ملحظته من خلل دراسة هذا النوع من
التفاعل ،هو إظهار الفقه السلمي بمظهره القوي يزيده توثيقا واعتبارا،
وكذا تثمين جهود الفقهاء واجتهاداتهم ،فإن ركن اللغة وقواعدها شديد،
وعلم النحو يشكل من مضمون الصول والفروع الجانب العظم ،لذا
اشترطه العلماء للمجتهد ،ويكفي شاهدا على أن القرآن الكريم المنبع
الرئيس والساس للجتهاد ومآخذ الفقهاء ،نزل بلسان عربي مبين ،بينه
الرسول صلى ال عليه وسلم وعلمه الناس ،ووضح مراميه بلسانه العربي،
فكأنه ل بد للمجتهد من معرفة علوم العربية على الوجه الذي ذكرنا
ليستطيع استنباط أحكام الشريعة من مصدريها الساسين كتاب ال وسنة
رسوله صلى ال عليه وسلم. 1
فمعرفة علم النحو فرض كفاية على هذا الوجه ،قال في "
المحصول")) :اعلم أن معرفة اللغة والنحو والتصريف فرض كفاية ،لن
معرفة الحكام الشرعية واجبة بالجماع ،ومعرفة الحكان بدون معرفة
أدلتها مستحيل ،فل بد من معرفة أدلتها ،والدلة راجعة إلى الكتاب والسنة،
وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم ،فإذن توقف العلم بالحكام
على الدلة ،ومعرفة الدلة تتوقف على معرفة اللغة والنحو والتصريف،
وما يتوقف على الواجب المطلق ،وهو مقدور للمكلف فهو واجب ،فإذن
2
معرفة اللغة والنحو والتصريف واجبة((.
وفن مدار الفروع الفقهية على الصول النحوية شغل الفقهاء وأهل
اللغة على السواء ،وقد استفاد بعضهم من بعض من خلل المساجلت
الفقهية والمناظرات العلمية ،وكان من أبرزها المسائل التي أدارها الكسائي
أثناء مناظرته مع القاضي أبا يوسف على الصول العربية ،وكذا الفراء
أثناء مناظرته مع الفقيه البارع محمد بن الحسن الشيباني.
ثم تتالت الجهود في هذا المضمار ،خاصة في كتب الفروع الفقهية
كالوجيز للمام الغزالي ،وشرحه الكبير للرافعي ،والمهذب للشيرازي،
والمغني 3والمقنع لبن قدامة ،وغيرها من المصنفات الكبيرة والصغيرة
داخل المذاهب ،فظل هذا النوع من الجهود في هذا الميدان متناثرا ومبعثرا
كشف السرار على أصول البزدوي .4/16 1
1له كتاب نفيس في النحو اسمه "ارتشاف الضرب" اتخذه السنوي مصدرا أساسيا في " الكوكب
الدري" ،وكذا مصنفنا رحمه الله.
تم طبع الكتاب يتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله. 2
والكرم ،وإن كان غير ذلك فعذري أنه جهد مقل لم يدخر وسعا ول جهدا
ول مكنة ...
وال أسأل الثواب يوم ل ينفع مال ول بنون إل من أتى ال بقلب
سليم.
وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قسم الدراسة
الباب الول
1اختصرتها من ترجمته الموسعة التي قدمت بها تحقيق كتابه النفيس " الدر
النقي في شرح ألفاظ الخرفي" فانظرها ،فإنني بحمد الله تعالى جمعت فيها
كل صغيرة وكبيرة تعلقت بأبي المحاسن ،فمن يريد الستزادة فما عليه إل بهذه
المقدمة الكافية الشافية ،والله أعلم
2انظر ترجمته في )الضوء اللمع اللسخاوي ،10/308الكواكب السائرة للغزي
،1/316شذرات الذهب لبن العماد ،8/43النعت الكمل لبن الغزي ص ،67
المدخل إلى مذهب إلمام أحمد لبن بدران ص ،224-217مختصر طبقات
الحنابلة للشطي ص ، 74فهرس الفهارس للكتاني ،2/1141العلم للزركلي
،9/299خطط الشام لمحمد كرد علين ،8/87هدية العرفين للبغدادي -2/560
،562تاريخ الدب العربي لبروكلمان ،2/807وذيله ،2/130وهناك مصادر
أخرى حديثة اهتمت بترجمته ذكرتها في مقدمة تحقيق الدر النقي .1/21
فعلى قلة المصادر التي اعتنت بترجمة يوسف بن عبد الهادي ،إل
أنها جمعت ما فيه الكفاية عن حياة هذا الفقيه ،مما يسعف الباحث تقديم
دراسة علمية شاملة واعية عنه.
وحق لنا الوقوف على أفكاره ونتاجه الذي حفظته لنا الجيال عبر
السنين ،وكذا حياته الخاصة المليئة والحافلة بالعلم والعمل والتصنيف،
الذي سجل به بقاء وعمر من نبعه مكانا وزمانا ،رحمه ال.
عرف رحمه ال بـ "ابن المبرد" ـ بفتح الميم وسكون الباء الموحدة ،وضبط
2
بكسر الميم وسكون الباء.
و"المبرد" لقب عرف به جده "أحمد" ،قيل :لقوته ،وقيل" لخشونة
يده .ل غرو أن ينال يوسف بن عبد الهادي المكانة المرموقة في العلم
والتحقيق ،حيث ترعرع في بيت عريق في الفضل والعلم الشرعي والتدين،
فتخرج من مدرسة "آل عبد الهادي" رجال أفذاذ أسهموا في نشر العلم
وتبليغه ،وكان من أبرز هؤلء رجال ونساء منهم:
المحدث شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي المتوفى 744هـ
والشيخ الجليل عبد الجليل بن محمد بن عبد الهادي الفلكي المتوفي سنة
1087هـ.
والعلمة محدث الشام أحمد بن عبد الهادي.
ومن النساء السيدة الفاضلة عائشة بنت أحمد بن عبد الهادي المتوفاة
3
816هـ ،أخذ عنها الئمة بالجازة والسماع.
وهناك الكثير من آل عبد الهادي ممن ل يتسع المقام لذكرهم ،والشيخ
يوسف واحد من هؤلء ،بل من أبرزهم وأشهرهم على الطلق.
المذهب الحنبلي المتأخرين ،له " حاشية على المحرر" ،وأخرى على
الفروع توفي 861هـ.
2ـ تقي الدين الجراعي ،أبو بكر زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمرو بن
4
محمود الحسيني الدمشقي الصالحي ،فقيه بارز ،كمل العلم على جماعة
منهم التقي بن قندس ،له " غاية المطلب في معرفة المذهب" ،توفي رحمه
ال 883هـ.
1انظر ما كتبه الخيمي عن المؤلف في مجلة معهد المخطوطات العربية ،العدد
السادس والعشرون ،2/777وكذا مقدمة ثمار المقاصد ص 14
2انظر )مختصر طبقات الحنابلة ص ،74الشذرات لبن العماد ،8/43النعت
الكمل ص ،69فهرس الفهارس (2/1141وقد نقلت معظم ما قيل فيه من
ثناء في مقدمة )الدر النقي .(28 ،27-1/26
3انظر ترجمته في )الضور اللمع ،11/14الشذرات ،7/300المدخل لبن بدران
ص . (212
4انظر ترجمته في )الضوء اللمع ،11/32الشذرات ،7/337العلم .(2/37
3ـ علء الدين المرداوي ،علي بن سليمان بن أحمد ،أبو الحسن السعدي
1
الصالحي ،انتهت إليه رئاسة مذهب أحمد رحمه ال ،اشتغل بالعلم وبرز
فيه ،صنف "النصاف في معرفة الراجح من الخلف" و "التنقيح المشبع
في تحرير أحكام المقنع" ،توفي 885هـ.
وقد قرأ الشيخ يوسف بن عبد الهادي على هؤلء الثلثة "المقنع"
للموفق ابن قدامة ،كما تعلم القرآن وحفظه على نخبة من العلماء منهم:
2
أبو الفرج ،قال المصنف في " الجوهر المنضد" :قرأت عليه في القرآن،
وجميع "المقنع" ،و" البخاري" ،و " مسلم" و"أربعين ابن الجزري"،
توفي رحمه ال 866هـ .
بالضافة إلى من ذكر فإن هناك جماعة من الشيوخ أشار إليهم
بالفادة في كتابه النفيس " الجوهر المنضد" .
6
ول يخلو المر من شيخات فاضلت أخذ عنهن بعض علمه وفقهه،
وقد أفاد صاحب مقدمة "ثمار المقاصد" بأسماء بعضهن.
7
ثانيا :تلميذه
أما تلمذة الشيخ ،فهم كوكبة من النجباء وردت أسماؤهم مسطورة
على مؤلفاته ،حيث أجازهم بالرواية ،من أبرزهم:
ضمن تأليفه كتاب في ترجمة شيخه يوسف بن عبد الهادي ،سماه "الهادي
إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي" ،والظاهر أنه مفقود.
2ـ أحمد بن عثمان الحوراني القنواتي.
3ـ مفلح بن مفلح المرداوي.
4ـ موسى بن عمران الجماعيلي.
5ـ شهاب الدين السهروردي.
أجاز لهؤلء أبو المحاسن رحمه ال بعض مصنفاته
2
هؤلء بعض تلميذ الشيخ رحمه ال ،والمتتبع لثاره الكثيرة يجد
غير هذا ،أجازهم ابن المبرد قراءة عليه بالفهم بإجازة عامة أو خاصة أو
غير ذلك .
3
ثالثا :مصنفاته
أما مصنفات العلمة ابن عبد الهادي فكثيرة ومتنوعة ،وليس هناك
فن إل وطرقه بروح العالم المدقق ،والباحث الفاحص ،شأنه في ذلك شأن
المتأخرين ،الذين ملكوا زمام العلوم وسائلها ،أعانه على ذلك ذكاؤه
وقريحته الجيدة وسرعة حفظه ،فكان في سباق مع الزمن ،همه أن يحرر
أكبر قدر ممكن من المؤلفات ،فجاءت معظمها عبارة عن تخريجات،
وردود ،وتحرير إشكالت ،ورسائل صغيرة ،يغلب عليها الطابع النقلي،
فهو في ذلك جزء من سلسلة السيوطي )ت 911هـ( ،والشيخ زكريا
النصاري )ت 926هـ( ،وابن كمال باشا )ت 1094هـ( ,وغيرهم ممن
زخرت المكتبة السلمية بمؤلفاتهم القيمة.
قال ابن طولون" :وأقبل على التصنيف في عدة فنون ،حتى بلغت أسماؤها
مجلدا رتبها على حروف المعجم ،وكان غالب عليه فن الحديث" .
4
والذي أراه وال أعلم أن النعيمي كان محقا في بعضها ،وهو الصنف
الذي بقي على أصوله "مسودات" لم يبيض ،لكن في المقابل هناك المحرر
الذي بقي شاهدا على دقته واستيفائه وعلو شأنه في مجال التأليف ،فابن
حميد وقف على المحرر منها فظنها جميعا كذلك ،والنعيمي يقصد الصول
التي اطلع عليها ،فينفك بهذا الخلف ويبقى كل الرأيين على صواب.
وإذا كان الستاذ الفاضل محمد أسعد طلس في مقدمة كتاب" ثمار
المقاصد" ،والستاذ صلح محمد الخيمي في " مجلة معهد المخطوطات
العربية" قد عرجا على معظم مصنفات ابن عبد الهادي بالعد والعرض،
فإني قد جمعت منها ما ذكر وما لم يذكر عندهما ،مع تزويد الباحث بأهم ما
يحتاج إليه في صورة موجزة ،مع بيان المطبوع منها والمخطوط ،وذلك في
مقدمة كتاب "الدر النقي" فلتراجع .
2
الباب الثاني
في الكتاب وما يتعلق به
الفصل الول:
أ ـ عملي في التحقيق
ب ـ وصف النسخة المعتمدة في التحقيق.
تمهيد
وخصصته للحديث عن فن التخريج الفقهي
على القواعد الصولية والقواعد النحوية
ولقد كان لهذه الغربة النسبية بين الصول والفقه أثر سيئ إلى حد
كبير على نمو الحركة الفقهية وتطورها في المجتمع ،حيث تنقصها الدقة
والتوثيق ومزيد من التفاصيل والتثبيت ،ول يتم ذلك عند العارف إل برد
الفروع إلى أصولها أو بيان كيفية تخريج الجزئيات عن الكليات ،وهو ما تم
بناؤه واستكملت نقائصه من فطاحل الفقهاء والصوليين الذين تنبهوا إلى
2ـ التوجيه ،تقول :خرج المسألة :وجهها ،أي بين لها وجها.
3ـ والمخرج :موضع الخروج ،يقال :خرج مخرجا حسنا ،وهذا مخرجه. .
3
2ـ تخريج المناط :عند أهل الصول ،ويقصد به استخراج العلة عن طريق
المناسبة أو الخالة .
5
-3تخريج الحديث :وهو على معنى إخراجه من بطون الكتب وروايتها ..
7
4ـ تخريج الفروع على الصول :وهو ما نبتغي من هذه الدراسة ،ولم نقف
على تعريف دقيق له فيما وصلت إليه أيدينا من مصادر تخصصت في
إبراز معالم هذا الفن من أول ظهوره إلى يومنا هذا ،وال أعلم ،ولكن
1الصحاح ،1/310مادة خرج .
2المصدر نفسه .1/309
3انظر )لسان العرب . (2/249
4انظر )تدريب الراوي ،1/112وانظر كذلك الرسالة المستطرفة ص .(32-26
5من خال بمعنى ظن ،لنه بالنظر إلى ذاتها يخال ،أي يظن علية الوصف للحكم
انظر )نشر البنود .(2/170
6انظر )شرح الكوكب المنير (153-4/152
7انظر )قتح المغيث للسخاوي .(2/338
8انظر )أصول التخريج ودراسة السانيد ،تأليف د .محمود الطحان ،ص 12
ومابعدها(.
يوسعنا إيجاد تعريف له يليق بموضوعه ويعبر عن مادته وهدفه ،وذلك
جمع عبارة الفقهاء الواردة فيه ،والتي حددت معالمه وضبطت أسراره
ومقاصده.
1ـ تخريج الفروع الفقهية على القواعد الصولية :ففن التخريج الفقهي
بالجملة عند الناظر فيه يلحظ أنه علم لم يستقل في درسه وموضوعه ،ولم
ينفرد في بحثه لجهة معينة ،كما هو الشأن في موضوعات الفنون الخرى،
بل جاء مزيجا من الصول والفروع ،حازت فيه هذه الخيرة الرتبة السنية،
وذلك لهيمنتها الواضحة على ساحة البحث ،وحيث تبدو المسألة الصولية
فيه بشكل مهذب وملخص ومنقح ،شأنه في هذا الموقع شأن الوسائل إذا
سبقت لخدمة المقاصد ،فكان كذلك ،وهو ما عبر عنه السنوي بدقة حيث
قال" :فأذكر أول المسألة الصولية بجيمع أطرافها ،منقحة مهذبة وملخصة،
ثم أتبعها بشيء مما يتفرع عليها ليكون ذلك تنبيها على مالم أذكره" .
1
وفي هذا السياق ذكر الزنجاني عبارته الفاصلة في تحديد المهم من
الصول في علج قضايا الفقه وخلفيته ،قال ما نصه" :واقتصرت على
لذا فإن تقديمها والتعريف بها يجب أن يكون من حيث أثر الصول
في الفروع ،ومدى تعلق الثانية بالولى ،وهو ما يمكن اعتباره الدرس
التطبيقي الذي يحتاج إليه الفقه والصول ،حيث به يشتد ركنهما ويمتن
ويركز علمهما ويسهل ،وهو المقصود الصلي من وضعهما عند العلماء
عامة ،فل يجوز الخروج عن هذا الغرض بحال.
وإذا كانت أهمية هذا العلم ظاهرة عند العالم والمتعلم ،نظرا لما
يجمعه من تفقه أصيل يستند إلى ركن شديد ،فإن الهم من ذلك في نظري
أنه جمع بين النظر والتطبيق ،والمثالية والواقعية التي يتمتع بها الفقه
السلمي ،وهو أمر يكاد يندثر في أذهان الباحثين ،حيث طغى الجانب
النظري على البحث العلمي في علومنا الشرعية ،وقفزنا عن حقيقة تاريخية
مفادها أن أحكام التشريع السلمي اكتسبت قوتها من حسن تطبيقها والعمل
بمقتضاها ،وهو في اعتقادي ما جعل ثلة من العلماء الفذاذ يتفطن قديما إلى
المنعرج الخطير الذي اتخذته كثير من العلوم حتى أصبحت في وقت ما
ضربا من الخيال الفلسفي والجدل النظري الذي ل يقدم عمل ول يسعى
لتحقيق مصلحة مرجوة في الحياة ،فكان هذا عمل ساعد في مجمله على
انحسار الفكر السلمي عموما في الممارسة وبعده عن الواقع ،والذي
بطول الزمن ومؤثراته أصبح غريبا عنه كليا.
فكان لهذا ولغيره لزاما على الفقهاء أن يخرجوا هذا العلم عن عزلته
ويعيدوا له مكانته في حياة الناس على كافة المستويات ،وهو ما عبر عنه
الزنجاني بقوله " :وحيث لم أر أحدا من العلماء ...تصدى لحيازة هذا
المقصود ،بل استقل علماء الصول بذكر الصول المجردة ،وعلماء
الفروع بنقل المسائل المبددة ،من غير تنبيه على كيفية استنادها إلى تلك
الصول"....
2
1هذا التعريف ارتضيته بعد استنطاق نصوص الفقهاء الواردة فيه ،وهو محل نظر
من حيث الضافة والتعديل ،والله أعلم.
2انظر مقدمة الكتاب ص .34
فكان تصنيف العلماء في علم التخريج الفقهي مذهبا وضع حدا لغلو
منهج النظر والجدل الفلسفي الذي ساد تأليف علم الصول في معظم فترات
التاريخ خاصة على مسلك المتكلمين الذين خلت تصانيفهم عن ذكر الفروع،
إل ما نزر على سبيل التمثيل فقط.
1
كما عملوا على ضبط الفروع الفقهية المشتتة في كتب الفقه الخالية
عن بيان طرق استنادها إلى أصولها ،مما جعل منها عند الكثير من
المتعلمين مجرد آراء ل تستند إلى علم أثيل ول تلجأ إلى ركن شديد.
وهو ما تفطن إليه المام الشافعي وجعله جزءا مهما من منهجه في
كتابه "الم" ،حيث عمل على إبراز ملمح تآخي الصول مع الفقه ،حيث
استعان في غالب مواقع بيان الحكم الشرعي بالقواعد الصولية ذات العلقة
بالحكم المحتج له ،بحيث يتضح جليا ارتباط الجانب الصولي في استنباط
الحكم ،فيلتئم بذلك الفقه مع الصول في منهج اجتهادي واضح الخطوات
وهو ما يمنح الثقة بالفروع حيث يرى ويلمس الباحث المتعلم عملية التكامل
2
والتزاوج بين الفقه والقواعد الصولية المنبثق عنها.
ول ضرر بعد بيان أهمية "فن التخريج الفقهي على الصول" وما
قدمه ويقدمه من تطور في المجال العلمي في الفكر السلمي ،القول بأنه
يعد بحق إبداعا في مجال الدراسات الفقهية والصولية بمقياس البحث
العلمي الحديث ،فهو إضافة جديدة تحمل مدلولت ومفاهيم خاصة عن
النبوغ والتطور المثالي البكر الذي وصل إليه الفكر الفقهي عند علمائنا
الوائل.
ولعل أفضل منبر عبر من قبله هؤلء الفقهاء عما أنجبوه من إبداع
علمي جديد ،هو تلك المصنفات المختصرة التي تعد أنموذجا تطبيقيا في
مجال تخريج الفروع على الصول ،ولم تمنع قلتها أن تحوز الهتمام
والعتناء الكامل الذي تستحقه كمصادر أساسية في ريادة هذا العلم الجديد.
1انظر أمهات مصادر هذه المدرسة تلحظ ذلك جليا ،كالبرهان للجويني ،
والمستصفى للغزالي ،والمحصول للرازي ،والحكام للمدي ،وغيرها.
2انظر منهج البحث في الفقه السلمي ،خصائصه ونقائصه ،تأليف الدكتور عبد
الوهاب أبو سليمان ص . 41 – 40
واستكمال في عرض جوانب هذا الفن وما قدمه في مجال الفقه
والصول يحسن بنا التطواف على أهم مصنفاته التي انبرت عن فتزكيها
وتنميها من خلل وصفها وعرض منهجها ومادتها ،فتكبر بعد ذلك في
أعين المتعلم ،فتكون بذلك سببا في إقبال الباحثين على دراسة هذا الفن
وبيان خصائصه ومقاصده ،وهو مجال خصب ثمرته معلومة وآفاقه غير
محدودة.
المعول عليه عنده :بيان الصول التي إليها مرد الختلف بشكل عام ،حيث
لم يلتزم السير وراء أبواب الفقه ول التنقيب في الفروع ،حيث يضبطها
بتخريجها على القواعد الصولية ،وإنما عكف على ذكر الصل التي يقوم
عليه الختلف ،ثم يأتي بأمثلة مما يتفرع عليه من مسائل ،فلم يكن من
اهتمامه بيان الفروع المخرجة على الصول بحال ،ول كانت من مقصده
1هو أحد أئمة الحنفية ،توفي سنة 430هـ ،وكتابه "تأسيس النظر" وضعه في
اختلف الفقهاء ،وأقامه على ثمانية أقسام تعرض فيها لختلف أبي حنيفة مع
أصحابه من جهة ،واختلفه مع مالك والشافعي من جهة أخرى ،وكان الغرض من
هذا كله عند أبي زيد هو ترجيح صحة أصول أبي حنيفة وتقدمها على غيرها.
انظر تفاصيل ذلك في تأسيس النظر ص 61وما بعدها.
الول ،وإن وردت عرضا ،فذلك ل يمنحه صفة النتماء لهذا الفن على جهة
التخصص ،وال أعلم.
أول:ـ "تخريج الفروع على الصول" للمام أبي المناقب شهاب الدين
1
والكتاب كما قال محققه " :محاولة منهجية ناجحة وأنموذج رائع
لمخطط برسم علقة الفروع والجزئيات من أحكام الفقه بأصولها وضوابطه
من القواعد والكليات ،ضمن إطار لتقييد الختلف بين المذهبين الشافعي
والحنفي. "...
2
قال رحمه ال ...." :فإن المسائل الفرعية على اتساعها وبعد غاياتها
لها أصول معلومة ،وأوضاع منظومة ،ومن لم يعرف أصولها لم يحط بها
علما. "...
3
1حققه وعلق عليه أستاذي الدكتور محمد أديب صالح ،وقد طبع الكتاب ثلث
طبعات مختلفة في مؤسسة الرسالة ،بيروت 1978م1979،م .وقد أعاد
محققه نشره مرات مع زيادات يسيرة.
2انظر مقدمة محقق تخريج الفروع على الصول ص .13
3انظر المقدمة للمصنف ص .35-34
ثم يضيف واصفا وضع التصنيف في الصول والفقه قائل ..." :بل
استقل علماء الصول بذكر الصول المجردة ،وعلماء الفروع بذكر
المسائل المبددة ،من غير تنبيه على كيفية استنادها إلى تلك الصول. "..
1
ثم يشير إلى أنه بمصنفه هذا يكون قد جاز الرتبة السنية ،ونال به
شرف قصب السبق دون سواه ،قال رحمه ال " :وحيث لم أر أحدا من
2
العلماء الماضين والفقهاء المتقدمين تصدى لحيازة هذا المقصود...
بالضافة إلى الخطة المرسومة والتي تجلت في حسن التنظيم والترتيب ،مع
البراعة في التبويب وحسن انتقاء الفروع ،وبيان وجه الرتباط مع
الصول.
والكتاب جاء مزيجا بين مسائل الصول ،والقواعد الفقهية ،حيث إن
ضوابط الباب أو الكتاب تكون مشتركة حينا بينهما كما حدث ذلك في كتاب
"النكاح" .
5
ثانيا :ـ "مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الصول" تأليف العلمة
2
الكتاب مشبع بنفس غير معهود في كتب الصوليين ،لقد اتبع فيه
مصنفه ترتيبا منطقيا ،واستفاد في كثير من تقسيماته مما ورد عند أبي الوليد
الباجي رحمه ال في كتابه "الحكام" ،وهو أمر غير مستغرب عند
3
المغاربة ،فكثيرا ما نلحظ تشابه أنماط التأليف عندهم ،والمثلة على ذلك
كثيرة.
ول يخفى الطابع المذهبي البحت على الكتاب ،إل أن ذلك لم يمنع
المصنف رحمه ال من استعراض آراء العلماء الخرين ،مع انتصاره
لمذهبه في نهاية المطاف .
2
ثالثا:ـ "التمهيد في تخريج الفروع على الصول" للمام جمال الدين أبي
3
قال محققه " :هو من أهم الكتب التي صنفت في تخريج الفروع على
الصول ،لكونه لم يترك قاعدة أصولية مهما كانت إل وتعرض لها ،وحاول
أن يذكر لها فرعا فقهيا. "...
4
وقد أشار السنوي في مقمة كتابه إلى سبب تأليفه هذا المصنف ،فبعد
أن استعرض رحمه ال علم الصول ،ونطور التأليف فيه بدءا بالمام
الشافعي ،وما أنجزه هو نفسه في العتناء بمراجعة مصنفاته المبسوطة
والمتوسطة والمختصرة.
أما عن المنهج الذي اختاره الشيخ جمال الدين في كتابه ،فقد كشف
عنه بوضوع في مقدمته الجامعة :قال ما ملخصه " :فأذكر أول المسألة
الصولية بجميع أطرافها منقحة مهذبة ملخصة ،ثم أبعها بذكر شيء مما
يتفرع عليها ،لكيون ذلك تنبيها على ما لم أذكره" .
2
فذكر السنوي للمسألة الصولية بشكل منقح مختصر فيه دللة على
أنها يست مقصوده في ذاتها ،بل أنشئت لغرض بيان تخريج الفروع عنها،
كما أن ذكر بعض الفروع والكتفاء بجزء من مسائله فيه بيان من السنوي
على أن المذكور منه في كتابه جيء به لبيان عملية الترابط والتداخل ،ومن
ثم كيفية بنائها على القواعد الصولية.
قال رحمه ال " :وقد مهدت بكتابي هذا طريق التخريج لكل ذي
مذهب ،وفتحت باب التفريع لكل ذي مطلب ،فلتستحضر أرباب المذاهب
قواعدها الصولية وتفاريعها ،ثم تسلك ما سلكته ،فيحصل به إن شاء ال
تعالى لجميعهم التمرن على تحرير الدلة وتهذيبها" .
2
وقد سلك فيه ابن اللحام مسلك السنوي في " تمهيده" يصدر كلمه
بالقاعدة الصولية ،ثم يشرع في التفريع على ما يليق بها ،قد يلجأ في
غالب المواطن ـ إن لم تكن كلها ـ إلى استعراض آراء وخلفات العلماء في
وقد أثنى على الكتاب بعضهم ،قال ..." :وهي قواعد مختصرة مفيدة
جدا ،وفي أوله نحو تسع ورقات ،تشتمل على كشف مسائل الكتاب ،مرتبة
على أبواب الفقه . " ...
1
وقد اشتمل الكتاب على فوائد أصولية وفقهية زين ابن اللحام بها
كتابه ،فأضفت طابعا علميا متنوعا على الموضوع ،يجد فيه القارئ ضالته
بالضافة إلى المتعة المصاحبة لذلك.
خامسا :كتاب "كشف الفوائد من تمهيد القواعد" ألفه أحد أئمة الشيعة على
3
غرار كتاب "التمهيد" للسنوي ،وقيل " الصواب في اسمه "تمهيد القواعيد
الصولية والعربية لتفريع فوائد الحكام الشرعية" ،واسم مؤلفه " :زين
الدين علي بن أحمد الشامي العاملي المشهورـ بـ" الشهيد الثاني" ،ذكر في
مقدمته أنه صنفه في تخريج الفروع على الصول ،وفق تمهيد
السنوي،وفي ذيله رسالة تفهرس للمسائل حسب أبواب الفقه ،وقد فرغ من
تأليفه سنة 968هـ .
4
سابعا :ـ "تخريج الفروع على الصول"،ذكر محقق " تمهيد السنوي" أنه
لحد أئمة الشافعية غير معروف السم .
5
1قام بتحقيقه الدكتور أحمد بن محمد العنقري ،طبع في مكتبة الرشد ـ الرياض
المملكة العربية السعودية 1419هـ 1998 -م.
2انظر ترجمته في )الخلصة للمحيي ،4/18معجم المؤلفين ،10/196فتح
المبين للمراغي .(3/86
3انظر مقدمة كتاب )الوصول إلى قواعد الصول للمؤلف ص . (84-83
ويمكن بعد هذه المقدمة حول حقيقة التفاعل بين علم النحو من جهة
وعلوم الشريعة من جهة ثانيةـ والذي ظهر في شكل صور متعددة بدأت
سهلة مبسطة ،ثم أخذت مظاهر جديدة تطورت بتطور العلوم وظهور
التخصصات ـ يمكن أن نتحدث عن تفاصيل هذه العلقة ،ويمكن حصرها
في اثنين نظرا لهميتهما .
علم النحو ،وهو عمدة النحاة ومأخذهم في تصانيفهم ،كما شهدت المرحلة
ظهور أول كتاب في أصول الفقه وهو "الرسالة" للمام الشافعي الذي ألفه
على أسس متينة اعتمد فيها على السلوب اللغوي الواضح ،مع حسن
الترتيب والتنظيم والفصاحة في التعبير ،ول غرابة في ذلك فقد انكب
رحمه ال ما يقرب من العشرين سنة على دراسة علم العربية في معاقلها
الولى ،ولما سئل في ذلك قال" :ماأردت بهبذا إل استعانة على الفقه ،فهذا
2
مما يدل على أن ثمة علقة بين العلمين أدركها المام الشافعي بثاقب علمه
وبصيرته.
وحيث أن علم أصول الفقه إنما هو علم أدلة الفقه ،وأدلة الفقه إنما
هي الكتاب والسنة ،وهذا المصدران عربيان ،فإذا لم يكن الناظر
والمستنبط فيهما عالما باللغة وأحوالها محيطا بأسرارهاوقوانينها ،تعذر
عليه النظر السليم فيها ،ومن ثم تعذر استنباط الحكام الشرعية منها،
ولذلك صار النحو شرطا في رتبة الجتهاد ،فهو فرض كفاية كما سبق وأن
3
ذكر الرازي في " محصوله" وبسبب موقع النحو وتصدره الرتبة السنية
4
في العلوم صنف ضمن الثلثة التي تكون علم الصول ويستمد منها مادته .
قال المدي " :وأما ما منه استمداده ـ أي علم أصول الفقه ـ فعلم
الكلم ،وعلم العربية ،والحكام الشرعية". ...
5
1قيل أن النحوي المشهور عيسى بن عمر سبق سيبويه في هذا المجال ،فألف
" الكمال" و "الجامع" ،وكلهما في النحو ،وقد أشار إليهما الخليل بن أحمد .
انظر )طبقات الزبيدي ص ،42مراتب النحويين ص .(47
2انظر مقدمة غرر المقالة في شرح غريب الرسالة للمحقق ص . (60
3انظر مقدمة المحقق للكوكب الدري ص .42
4انظر )المحصول ج 1ق 1/275بتصرف(.
5انظر )الحكام للمدي .(1/91
الستثناء وهو من أدلة تخصيص العموم ،وفيه الكلم عن الجمل المتعاقبة
بالواو أذا تعقبها استثناء ,وغير ذلك كثير.
1
كما عرض أهل الصول ومنهم المدي إلى السم والفعل وأقسامه
والحروف وأنواعها والمعاني التي تؤديها ،ونحو ذلك من المباحث النحوية
التي ل غنى للصولي عنها .
2
إن العلقة بين أصول الفقه وأصول النحو تكاد تتشابه وتتداخل ،
نظرا للوحدة الصطلحية التي يدور حولها هذان العلمان ،فإذا كان علم
الصول موضوعه "علم أدلة الفقه" .
3
وإذا كان الفقهاء قد قسموا الحكم الشرعي إلى واجب وحرام ومندوب
ومكروه ومباح ،ووضعي ،فكذلك ذهب النحويون في تقسيمهم للحكم
4
وإذا كانت أدلة الفقه الرئيسة التي عليها مدار الدليل هي النقل"الكتاب
والسنة والجماع" ،وكذا القياس ،فإن أدلة النحو الساسية تنحصر هي
بدورها في النقل والجماع والقياس ،وعند بعضهم استصحاب الحال .
6
إن افتقار الفقه للغة وقواعدها أمر تنبه إليه العلماء وأشاروا إلى
أهميته في بناء الفقه على أسس عربية صحيحة ،تعمل على تأصيل أحكامه،
وإحكام معانيه ودللته ،وتأكيدا لهذا ما قاله ابن السيد البطليوسي )ت
521هـ( " :إن الطريقة الفقهية مفتقرة إلى علم الدب ،مؤسسة على أصول
كلم العرب ،وإن مثلها ومثله قول أبي السود الدؤلي:
أخوها غذته أمه بلبانها
3
فإل تكنها أو تكنه فإنه
ثم علق ابن يعيش على كلم الزمخشري فقال" :وهو صاحب المام
أبي حنيفة رضي ال عنهما ،وذلك أنه ضمن كتابه المعروف بالجامع الكبير
في كتاب اليمان منه مسائل فقه تبتنى على أصول عربية ،ل يتضح إل لمن
له قدم راسخة في هذا العلم ،فمن مسائله الغامضة أنه قال :أي عبيدي
ضربك فهو حر ،فضربه الجميع عتقوا ،ولو قال :أي عبيدي ضربته فهو
وأما الكلم الثاني ـ وهو قوله :أي عبيدي ضربته ،فالفاعل فيه ـ وهو
"تاء" المخاطب ـ خاص ،والعام فيه إنما هو ضمير المفعول ـ أعني الهاء ـ
واتحاد الفعل مع تعدد المفعول ليس محال ،فإن الفاعل الواحد قد يوقع في
)(2
وقت واحد فعل واحدا بمفعولين أو أكثر"
ومن هذا وغيره يحكم للمام الشيباني أنه حاز فضل السبق في النظر
الدقيق في التفاعل بين الفقه والنحو ،واستقرت هذه السنة في أذهان الفقهاء
من بعده ،ثم تطورت بأشكال مختلفة حتى أبانت عن استقلليتها في
مصنفات خاصة تناولتها بالتفصيل المشبع.
وبأمكاننا إضافة جهود أخرى ل تقل أهمية عن تلك التي سبقت عند
محمد بن الحسن ،فإن لعلماء النحو فضل وتأثيرا في بيان عملية الترابط
بين الفقه والنحو ،حيث شد انتباههم هذا المر في غير ما موضع ذكرت لنا
كتب التراجم طرفا منه.
فقد روى ياقوت في "معجم الدباء" أن الفراء عالم النحو كان يوما
عند محمد بن الحسن ،فتذاكروا في الفقه والنحو ،ففضل الفراء النحو على
الفقه ،وفضل محمد بن الحسن الفقه على النحو .فقال الفراء ـ قل رجل أنعم
النظر في العربية وأراد علما آخر إل سهل عليه.
قال محمد الحسن :يا أبا زكريا ،قد أنعمت النظر في العربية ،وأسألك
من باب الفقه ،فقال :هات على بركة ال تعالى ،فقال له :ما تقول في رجل
صلى فسها في صلته ،وسجد سجدتي السهو فسها فيهما؟ فتفكر الفراء
فالستدلل بالقياس هنا غير صحيح فقهيا) ، (2لكن غاية المر فيه
دللة على أن هناك تفاعل وتمازجا ل يمكن إنكاره بين الفقه والنحو من
حيث البناء والتخريج عموما.
وذكر ابن هشام ما يماثل هذا الذي ينسب للكسائي ،حيث يدير
المسائل الفقهية على الصول النحوية ،ذلك أن "الرشيد كتب ليلة إلى
القاضي أبي يوسف يسأله عن قوله:
وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن
ثلث ،ومن يخرق ،أعق وأظلم فأنت طالق والطلق عزيمــة
( )1ـ انظر ) معجم الدباء ، (1/15وكذا )أصول النحو للفغاني ص ،105مقدمة
الكوكب الدري للمحقق ص .(46
( )2ـ وهو قياس السهو في الصلة على التصغير في النحو.
( )3ـ انظر )طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص . (127
فقال :ما يلزمه إذا رفع الثلث ونصبها؟!
قال أبو يوسف :فقلت :هذه مسألة نحوية فقهية ،ول آمن الخطأ إن
قلت فيها برأيي ،فأتيت الكسائي وهو في فراشه ،فقال :إن رفع "ثلث"
طلقت واحدة ،لنه قال" :أنت طالق" ثم أخبر أن الطلق التام ثلث ،وإن
نصبها طلقت ثلثا ،لن معناها أنت طالق ثلثا ،وما بينهما جملة معترضة،
)(1
فكتبت بذلك إلى الرشيد ،فأرسل بجوائز ،فوجهت بها إلى الكسائي".
ففي هذه الحادثة انكشف التفاعل الحقيقي بين النحو والفقه ،وتقاسما
الدور في حل القضايا الشائكة التي تعترض الناس عامة ،فالقاضي أبو
يوسف لجللته في الفقه يعلمنا أن قضاياه بحاجة إلى علم النحو لفك ألغازها
وإشكالتها.
ويذكر بعضهم أنه كانت تخصص الليالي للفقهاء يتكلم فيها عن
مسائل الفقه طرائق ومسالك أهل النحو ،وهو ما كان يفعله ابن الحداد الفقيه
)( 2
الشافعي في كل ليلة جمعة ،كما نقل عنه الزبيدي في طبقاته
إل إن الجهد النحوي الذي عرضنا نماذج منه في بيان غوامض الفقه
لم يكن بذاك المستوى العلمي الجاد الذي اتصف به مجهود الفقهاء الذين
أسسوا لهذا الفن باستقلل ،حيث عملوا على إبراز الترابط الوثيق بين الفقه
وأصول النحو ،وفق منهج علمي ثابت ومتميز ،يمكن لنا الوقوف على
مظاهره من خلل دراسة ما صنف استقلل في هذا الفن على الخصوص،
وأول كتاب يطالعنا في هذا الفن بحسب علمنا يجمع بين دفته مسائل فقهية
مداراة على أسس نحوية هو:
( )1ـ انظر مغني اللبيب لبن هشام 1/54والقصة وردت عند ابن عبد الهادي في
آخر كتابه" زينة العرائس من الطرف والنفائس فانظرها.
( )2ـ انظر )طبقات النحويين واللغوين ص . (22
1ـ كتاب "الكوكب الدري فيما يتخرج على الصول النحوية من الفروع
الفقهية") ، (1للمام البارع جمال الدين عبد الرحيم السنوي الشافعي ت
772هـ ،وقد ذكر الكتاب بأسماء مختلفة عند عدد من المهتمين بالتراجم،
فكان من أبرزها ما ذكره السيوطي باسم " الكواكب الدرية في تنزيل
الفروع الفقهية على القواعد النحوية") (2وذكره مؤلفه في الطبقات باسم
"تخريج الفروع على القواعد النحوية") (3وفي الشذرات "الكوكب الدري في
). (4
تخريج مسائل الفقه على النحو"
والكتاب كما وصفه محققه" :درس عملي جاد ،للتفاعل الحار المثمر
بين علم العربية وبين علوم الشريعة بعامة ،وعلم الفقه بخاصة ...يجمع بين
دفتيه الفروع الفقهية منزلة على القواعد النحوية ،وبهذا الكتاب خرجت
الفروع الفقهية من كتبها الخاصة بها وخرجت القواعد النحوية من كتبها
)(5
الخاصة بها ،وتعانقت جميعا في حب وود وحنان"
( )1ـ طبع الكتاب في دار عمار للنشر والتوزيع ،عمان ،بتحقيق الدكتور محمد
حسن عواد ،سنة ÷1405ـ 1985م ،ط الولى ،ونال محققه به درجة
الدكتوراة.
( )2ـ انظر بغية الوعاة ص .305
( )3ـ انظر طبقات الشافعية للسنوي . 1/88
( )4ـ انظر الشذرات لبن العماد .6/224
( )5ـ انظر )مقدمة الكوكب الدري للمحقق ث .(146-145
( )6ـ انظر مقدمة المصنف ص (185
ثم انتقل السنوي للحديث عن العربية وأهميتها في رتبة الجتهاد،
وأشار إلى براعة الشافعي في ذلك ،وأنه صاحب الفضل الذي جمع بين
)(7
الصول والفقه والعربية
أما منهج السنوي في كتابه ،فقد أشار إليه في المقدمة ،فهو يذكر
أول المسألة النحوية مهذبة منقحة ،ثم يتبعها بذكر جملة ما يتفرع عليها من
الفروع الفقهية ،قال" :فأذكر المسألة الصولية ـ كما هو في التمهيد ـ أو
النحوية ـ كما هو في الكوكب الدري ـ مهذبة منقحة ،ثم أبعها بذكر جملة ما
يتفرع عليها ،ليكون ذلك تنبيها على ما لم أذكره"). (2
وقد التزم المؤلف هذا المنهج الذي رسمه لعمله من أول الكتاب إلى
آخره ،وذلك وفق خطة محكمة ،كما أعلن عنها في خطته.
أما مصادره وموارده في كتابه ،فقد نبه على أهمها التي استعان بها
في الكشف عن المسائل النحوية والحكام الفقهية قال رحمه ال " :واعلم
أنني إذا أطلقت شيئا من المسائل النحوية ،فهي في كتابي شيخنا أبي حيان
اللذين لم يصنف في هذا العلم أجمع منهما ،وهما :الرتشاف ،وشرح
التسهيل ،فإن لم تكن المسألة فيهما صرحت بذلك ،وإذا أطلقت شيئا من
الحكام ،فهو من الشرح الكبير للرافعي ،أو من الروضة للنووي رحمهما
)(3
ال تعالى ،فإن لم يكن فيهما صرحت بذلك"
وقد بدت شخصية المؤلف واضحة ومتمكنة في كتابه ،سواء ذلك من
خلل المنهج المتبع ،أو السلوب المختار لبيان وتوضيح أفكاره ومقاصده،
أو من خلل حسن انتقاء المصادر واستعمالها وفق حاجات الموضوع دون
إفراط ول تفريط ،وليس هذا بالغريب على السنوي الذي برع في التأليف،
( )7ـ انظر المقدمة له ص .187-185
( )2ـ انظر المقدمة للمصنف ص . 189
( )3ـ انظر المقدمة للمصنف ص . 189
ومصنفاته شاهدة على ذلك ،حيث حسن الختيار مع التقان والستيعاب،
ول حاجة لنا لتعضيد ذلك بالشواهد الناطقة.
أما قيمة الكتاب العلمية فإن ذلك ل يحتاج إلى بيان ،وعنوانه شاهد
على ذلك ،حيث الجدة في اختيار الموضوع ،والصالة في معالجة قضاياه،
فهو عملة نافقة ل يكاد يختلف حوله اثنان ،يرمي إلى ربط الشريعة
بالعربية ،أي معالجة القضايا الفقهية وفق مقتضيات القواعد النحوية ،وهو
أمر جديد لم يعتد العلماء الخوض في بحره ،ولم تألف اللسنة المزج بين
فقهه ونحوه.
لم يعرج العلمة ابن عبد الهادي على ذكر تسمية الكتاب في مقدمته،
وهو ما درج عليه في غالب مصنفاته ،وذلك أمر اعتاده كثير من العلماء في
مصنفاتهم ،لعل المسألة ل تعدو عندهم مجرد اهتمام شكلي ل يرتقى في
جوهرة إلى أهمية الموضوع الرئيس الذي قد يأخذ حيزا كبيرا من فكر
المصنف وتوجهه.
لكن ل يمنع ذلك تصور عنوان معين يضعه في النهاية على رأس
كتابه ،نظرا لهمية المطلع والمقطع في التصنيف.
لكن غالب من اهتم بترجمة هذا العلم ذكر أنه له كتابا تحت عنوان
"زينة العرائس من الطرف والنفائس") ، (1كما ذكر بهذا السم في صفحة
العنوان من الكتاب.
أما نسبة الكتاب للمؤلف رحمه ال فقد ورد ضمن قائمة مؤلفات ابن
)(1
عبد الهادي رحمه ال دون نكير ،وذلك عند المهتمين بفهرسة مصنفاته.
قال رحمه ال في ص " : 159وقد أجاب شيخنا الشيخ تقي الدين بن
قندس "...وقد ثبت أن من أبرز شيوخه كما ذكر ذلك بنفسه).(2
أما تاريخ تأليف الكتاب فقد ذكر المصنف رحمه ال تعالى في آخره
أنه انتهى من تأليفه يوم الخميس من آخر ليلة الجمعة من أول شهر ذي
القعدة المحرم ،سنة ستين وثمان مائة.
وبهذا التاريخ يمكن القول بأن كتاب "زينة العرائس" من أوائل ما
صنف ابن عبد الهادي ،يوم أن كان سنه عشرين سنة) ، (3وهذا يكفي للدللة
على بكوره في العلم والنبوغ له رحمه ال تعالى.
1ـ اهتمام المؤلف رحمه ال بالناحية اللغوية والنحوية ،ويتمثل ذلك بعرض
الصل اللغوي والقاعدة النحوية بتفاصيلها ،مع ذكر الخلف فيها،
وذلك باستعراض آراء كبار النحاة حولها ،أمثال سيبويه ،وابن جني،
والخفش ،وابن مالك ،وأبي حيان الندلسي،وغيرهم.
2ـ تنوع الكتاب في مادته العلمية بين لغوية وفقهية من جهة ،وأصلية
وفرعية من جهة ثانية ،بالضافة إلى تنوع مسائله وفوائده التي زين
بها ابن عبد الهادي كتابه هذا ،حيث أضاف من خللها فقها جديدا،
واجتهادا عمليا ل زال بكرا بحاجة إلى من يقتحم أبوابه ويعالج
قضايان الحساسة ،أمثال موضوعات "احكام تأويل اللفاظ في الفقه
السلمي" " ،احكام اللسنة في الفقه السلمي"" ،أحكام المنع والرفع
عند الفقهاء"" ،أحكام القرعة في الموال والبدان"" ،تخصيص العام
بالشرع"" ،حكم المذكر والمؤنث في الفقه السلمي" ،وغيرها كثير
مما أشار إليه ابن عبد الهادي في ثنايا كتابه.
وفي هذا دللة واضحة على التمكن الذي كان يتمتع به العلمة ابن عبد
الهادي في مجال اللغة والفقه.
4ـ اعتماد ابن المبرد على مجموعة من المصادر المنتقاة في الجانب
اللغوي والنحوي ،وكذا الفقهي ،زين بها كتابه ،وأضفى عليه بهذه
المصادر الجدة والصالة المطلوبة في البحث والتأليف ،المر الذي
يجعل القارئ يطمئن الجهده وعمله ،ومن ثم يقبل عليه وينهل من
مادته وموضوعه.
5ـ كما أن المصنف لم يكتف أثناء العرض بالنقل المباشر دون تحرير
وتوثيق ،بل عكف في كثير من المواقع على التعقيب بالتحليل والنقد،
فيدلي دلوه مغترفا من معين معرفته الصلية وحنكته الموثوقة في
مختلف الفنون والعلوم ،فشخصيته بدت واضحة زادت الكتاب قوة
وصلبة قل أن نجدها في مثل هذا النوع من التأليف.
6ـ لقد تجول ابن عبد الهادي بالقارئ من خلل حسن عرض المثلة
التطبيقية ،وكذا براعة اختيار الموضوعات ذات الطابع العملي في
أبواب الفقه المختلفة ،مستعمل في ذلك منهجا وأسلوبا في غاية الدقة
للوصول إلى إقناع كامل بأهمية موضوعه ونجاعته ،وفي الجملة
أضفى صورة حسنة وفعالة لفقهنا ،دلت على قدرته العلمية الفائقة.
7ـ لقد طاف ابن عبد الهادي في كتابه بشكل كبير في ثنايا مصادر المذهب
الحنبلي الصولية منها والفقهية ،فأكب على دراستها واستيعابها ،ثم
الستفادة منها في توظيف معطياته العلمية ،فكان ناجحا ،حيث يعسر
المر في هذه الموضوعات الصعبة والمتداخلة التوفيق بين القاعدة
النحوية من جهة وما يتفرع عنها من مسائل فقهية تنضوي تحتها من
جهة ثانية في أبواب الفقه ومباحثه ،خاصة وأن المصادر الفقهية تتسم
بالموسوعية ،مع فقدان الوسائل المنهجية التي تسهل عملية البحث
والجمع للمادة المطلوبة لنجاز الموضوع ،لكن المصنف تجاوز
بخبرته وتجربته هذه العوالق وأفادنا بموضوع جديد يضاف إلى
الرصيد العلمي والثقافي لتراثنا الفقهي الزاخر.
يشتمل كتاب ابن عبد الهادي على مقدمة صدر بها المؤلف كتابه،
وقواعد نحوية وفوائد فقهية ،وأصول لغوية ،بالضافة إلى المسائل الفرعية
المنبثقة عنها.
أما المقدمة :فقد جاءت مختصرة على طريقة كثير من العلماء الذين
عرفوا بدقة اليجاز وسرعة الفاد ،حيث أشار رحمه ال في بضعة أسطر
إلى المبنى والمعنى الذي يبنى عليه الكتاب مع بيان المذهب المتسب إليه.
أما القواعد النحوية فعددها مائة وعشر قواعد مختلفة ،موزعة على
أبواب النحو وفصوله ،من أسماء وأفعال وحروف وتراكيب ومعان متعلقة
بها.
كما اشتمل الكتاب على فوائد فقهية وملح علمية تثير النتباه وتشد
القارئ لجدتها وهدفها ،وصلت إلى عشر فوائد في آخر الكتاب ،وهو عمل
لم يسبق إليه فيما نعلم عند من ألف في التخريج الفقهي عامة.
( )1ـ لقد ذكر لنا الزبيدي في طبقات النحويين واللغويين ،وياقوت المحموي في
معجمه نتفا نفيسة عن هذا التعايش والترابط بين الفقه واللغة ،وذلك من خلل
استعراض مناظرات جادة بين أبرز الفقهاء والنحاة ،كالكسائي وأبي يوسف،
وأبي جعفر النحاس وابن حداد الشافعي ،والفراء ومحمد بن الحسن الشيباني
وغيرهم .انظر)طبقات الزبيدي ص 127 ، 75معجم الدباء .(1/15
أما الصول النحوية واللغوية التي تناثرت في الكتاب ،فقد تضمنتها
القاعدة الثالثة بعد المائة ،حيث خصص ابن عبد الهادي الحديث فيها عن
المجاز وأنواعه ،والستثناء وأشكاله.
أما القاعدة الثانية بعد المائة فاحتوت هي بدورها تسعة أصول تكلم
المصنف فيها عن الترخيم وأنواعه ،والتقديم والتأخير ،والمحذوف
والمذكور ،والمقدر مع العطف بالواو ،وتقديم المعمول به ،وما يترتب على
حالى شيء فزال ،...ولغة إبدال "الهاء" من "الحاء" وكذا إبدال "الكاف"
من "القاف" ،وكذا التعليل بالمظنة .وتحت كل هذه الصول التي ذكرنا،
والتي لم نذكر من الفروع الفقهية ما ل يحصى ،ذكر ابن عبد الهادي بعضا
منها على سبيل التمثيل واليضاح فقط.
أما المسائل الفقهية والفروع الجزئية التي تشكل مساحة كبيرة من
الكتاب ،فقد جاءت متنوعة بحيث استوعبت أبواب الفقه دون استثناء ،إل أن
هناك تغليبا لبعضها على بعض من حيث التمثيل المستمر عند المصنف
رحمه ال ،والمتصفح للكتاب يلحظ هيمنة التخريج بمسائل الطلق،
والعتق ،والقارير ،والوقف ،والوصايا ،والنكحة ،بالضافة إلى غيرها
لكنه بشكل أقل.
1ـ لقد سار المام في كتابه وفق خطة لم يعلن عنها في مقدمته
المختصرة ،لكنه اتبعها بدقة متناهية من بداية الكتاب إلى نهايته.
3ـ بعد فراغه رحمه ال من ذكر المسألة النحوية بتفاصيلها يشرع في
بيان ما يتخرج عنها من فروع فقهية معتمدا في ذلك على مصادر فقه
الحنابلة ،وذلك بحكم انتسابه لهم مذهبا.
4ـ دأب أبو المحاسن أثناء عرض القاعدة النحوية على تعضيدها
بالشواهد القرآنية والنبوية ،وكذا العربية ،الشيء الذي يضفي على الكتاب
الجدة والصالة ،ومن ثم الثقة بالعمل المنجز.
6ـ لقد اعتمد المصنف في غالب كتابه على النقل المستمر ،الذي طبع
مسائله ،وهيمن على موضوعاته ،وهذا ليس بدعا فيه ،شأنه في ذلك شأن
عامة الئمة المتأخرين.
7ـ لقد امتزج النقل عند ابن عبد الهادي بين الدقة والتثبت حينا،
والتساهل في العزو حينا آخر ،والمثلة على ذلك كثيرة ،تأمل ذلك في
الكتاب.
9ـ استطاع ابن عبد الهادي رحمه ال أن يسند كتابه بمجموعة من
المصادر والموارد الصيلة والصلية في مجال اللغة والنحو ،والفقه
والصول ،وهو أمر مطلوب لكسب الثقة وانتزاع القبول ،وهو منهج أهل
العلم الثقاة.
1ـ "المقنع".
2ـ "المغني شرح مختصر الخرقي".
3ـ "الكافي" ،وكلها لبي محمد ابن قدامة المقدسي الحنبلي المتوفى
620هـ
)(2
4ـ "الفروع" لبن مفلح شمس الدين الحنبلي ت 762هـ
5ـ "الهداية") (3لبي الخطاب الكلوذاني ت 510هـ
6ـ "المحرر) "(4تأليف مجد الدين عبد السلم بن تيمية ت 652هـ
7ـ "التذكرة" لبي الوفاء على بن عقيل البغدادي ت 512هـ .
وفي الصول :
8ـ التمهيد) (5لبي الخطاب الكلوذاني .
9ـ " الواضح") (6لبن عقيل .
ومن مصادر فقهاء الشافعية:
( )1ـ قام بتحقيقه ابن أبي شنب ـ الجزائر 1926م .كما تتولى مؤسسة الرسالة
نشره نشرة محققة ولعله صدر.
( )2ـ أجاد فيه وأحسن على مذهبه ،شرحه المام أحمد بن أبي بكر بن العماد
الحموي ،سماه "المقصد المنجح لفروع ابن مفلح" .انظر مدح العلماء للكتاب
في "المدخل لبن بدران ص .(437
( )3ـ وضع مجد الدين عبدالسلم بن تيمية عليه شرحا سماه " منتهى الغاية في
شرح الهداية" .انظر )المدخل لبن بدران ص . (432
( )4ـ حذا فيه مؤلفه حذو "الهداية" لبي الخطاب ،يذكر الروايات ،فتارة يرسلها
وتارة يبين اختياره فيها .شرحه الفقيه عبد المؤمن القطيعي صفى الدين
البغدادي ت 739هـ ،وسماه "تحير المقرر في شرح المحرر" )المدخل ص
.(433
( )5ـ سلك في مصنفه مسلك المتقدمين ،وأكثر من ذكر الدليل والتعليل .وقد
طبع الكتاب طبعته الولى على نفقة جامعة أم القرى بتحقيق الدكتور محمد
علي إبراهيم ،والدكتور مفيد أبو عمشة ،نال به درجة الدكتوراة.
( )6ـ قال ابن بدران " :وهو أعظم كتاب في هذا الفن ،حذا فيه حذو المجتهدين"
)المدخل ص .(462
" -10الوجيز" لبي حامد الغزالي ت 505هـ
" -11المهذب" للشيرازي ت 476هـ .
12ـ "فتاوي القفال" ،والقاضي حسين ،ابن الصلح ،والبغوي .
13ـ "الشرح الكبير") (1المسمى "فتح العزيز في شرح الوجيز"،
تأليف المام أبي القاسم عبدالكريم الرافعي ت 623هـ ،عمدةالمحققين
وأستاذ المصنفين.
)( 2
14ـ "الروضة" واسمه الكامل" روضة الطالبين وعمدة المتقين"،
تصنيف العلمة المحقق أبي زكريا محي الدين بن شرف النووي ت 676هـ
وهو مختصر "الشرح الكبير" .وقد قام بشرح الكتاب مجموعة من الفقهاء.
)(3
( )1ـ والكتاب ل زال في معظم أجزائه في حيز المخطوطات ،وقد طبع منه جزء
يسير بالمطبعة المنيرية على هامش المجموع ،وقد قام باختصار هذا السفر
العظيم مجموعة من العلماء )انظر مقدمة محقق الكوكب الدري ص 156ـ
.(157
( )2ـ قام المكتب السلمي في بيروت بطبع ثمانية أجزاء منه ،ثم اكتملت في
اثنى عشر جزءا.
( )3ـ انظر "الكوكب الدري" ص .158
الفصل الثاني
أ ـ عملي في التحقيق.
2ـ اجتهدت على إبراز النص في خير صورة ممكنة من الصحة مع
المحافظة على كلم وعبارات المؤلف قدر المكان.
3ـ عزوت اليات إلى سورها ،مع بيان أرقامها ،ورسمتها بالرسم
الملئي تسهيل في قراءتها.
7ـ عند اقتضاء سياق الكلم في بعض المواطن إضافة كلمة أو عبارة
ل يتم المعنى إل بها ،أضفتها في الصل بين معكوفتين ] [ ،وأشرت إلى
ذلك في الهامش.
11ـ ذكرت آراء الفقهاء في بعض مسائل الخلف التي أشار إليها
المصنف ،ثم بينت مواضع بحثها في كتب الفقه والصول.
12ـ وأخيرا وضعت فهارس مختلفة ومتنوعة ،وهو أمر معمول به
في البحث العلمي.
ب ـ النص المحقق.
القسم التحقيقي
بسم ال الرحمن الرحيم
وهو حسبي ونعم الوكيل
القاعدة الولى
قاعدة @ :الكلمة) (2لتطلق على الكلم ،على الصحيح عند النحويين)@(3
( )1ـ وفي الكتاب والسنة وكلم العرب منه كثير .انظر )همع الهوامع 1/3وما
بعدها ،مفردات الراغب الصبهاني ص 454ـ ، 456شرح الكوكب المنير
.(1/120
( )2ـ سورة المؤمنون .100 /
( )3ـ هو الصحابي الجليل لبيد بن ربيعة العامري ،أبو عقيل ،من فحول الشعراء
الموجودين كان شريفا في الجاهلية والسلم ،وفد على الرسول صلى الله عليه
وسلم ،فأسلم وحسن إسلمه ،وروي أنه لم يقل شعرا بعد إسلمه ،توفي سنة
41هـ .انظر ترجمته في )الصابة ،3/326الستيعاب ،3/324تهذيب السماء
واللغات .(2/70
( )4ـ أخرجه البخاري في مناقب النصار ،7/149باب أيام الجاهلية ،رقم .3841
والترمذي في الدب ،5/140باب ما جاء في إنشاد الشعر ،رقم ،2849بلفظ:
"أشعر كلمة تكلمت بها العرب ، "...وابن ماجه في الدب ،2/236باب الشعر،
رقم ،3757وأحمد في المسند .393 ،391 ،2/248قال الحافظ ابن حجر
معلقا على قوله" :أصدق كلمة قالها الشاعر" " :يحتمل أن يريد بالكلمة البيت
الذي ذكر شطره ،ويحتمل أن يريد القصيدة كلها" فتح الباري .7/152
( )5ـ إذا زاد عليها .
( )6ـ لكن نظائرها كثيرة في الفقه ،وفي اليمان يجب اعتبار النية ،أي حمل
اليمين على مقتضى النية ،قال ابن القيم في إعلم الموقعين " :4/142إن النية
تؤثر في اليمين تخصيصا وتعميما وإطلقا وتقييدا "...
( )7ـ لن النية رأس المر وعموده للحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب
الوحي ،باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،رقم
،1907وأبو داود في الطلق ـ باب فيما عني به الطلق والنيات رقم ،2201
وغيرهما من حديث عمر رضي الله عنه ،قال :سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول" :إنما العمال بالنيات= ،
= وإنمالكل امرئ مانوى "..الحديث ،لكن القاصد إلى اليمن قد يذكر النية وقد
ينساها في بعض الوقات ،ولهذا إذا غابت النية كان الحكم السبب المثير ليمين
لتعرف منه ،ويعبر عنه بالبساط ،وقد يخفى السبب ،فالمرجع حينئذ ما عرف من
مقاصد الناس بأيمانهم وإل فمقتضى اللفظ لغة ووضعا ،فيكن المر بهذا
الترتيب .انظر )عقد الجواهر الثمينة لبن شاس 1/525مابعدها ،إعلم
الموقعين لبن القيم .(139-4/136
3ـ ومنها ـ ما قالوا في الجنائز :إنه إذا تكلم أعاد تلقينه) ، (1فإن كان مرادهم
الكلم ،فتكلم كلمة لم يعد تلقينه ،وإن كان مرادهم :الكلمة أعيد.
ومرادهم وال أعلم ،أنه إذا تكلم ولو كلمة أعيد) (2وال أعلم.
4ـ ومنها :ما قالوا في الخطبة في الجمعة :إنه يحرم الكلم) ، (3فإن أريد
]/1ب[ به :الكلم الذي واحده الكلمة لم تحرم الكلمة ،لن الكلمة تطلق
ويراد بها الكلم ،مرادهم ـ وال أعلم ـ أنه يحرم الكلم والكلمة وهذه
المسألة فيها ثلث روايات :يحرم) ،(4ل يحرم) ، (5يحرم لغير المام ومن
يكلمه) ،(6وال أعلم
)(7
5ـ ومنها :إذا سلم قبل إتمام الصلة ،ثم تكلم لغير مصلحتها بطلت
فمرادهم هنا ،ولو كلمة التي هي واحدة الكلم ،وال أعلم.
( )8ـ لتحقق الشرط ،ول يثبت المشروط إل بوجود الشرط جميعه ،ونظير هذا
كثير .انظر )المغني 13/565وما بعدها ،المقنع 3/199وما بعدها (.
( )1ـ انظر )المقنع ،1/268كشاف القناع ،2/82المغني .(3/363
وتلقين من حضره الموت يقول" :ل إله إل الله" ،لقول النبي صلى الله عليه
وسلم" :لقنوا موتاكم ل إله إل الله" .أخرجه مسلم في الجنائز ،باب في تلقين
الموتى ل إله إل الله ،2/631وأبو داود في الجنائز ،باب التلقين 2/169وابن
ماجه في الجنائز ،باب في تلقين الميت ل إله إل الله ،1/464وأحمد في
المسند .(3/3
ولقن الكلم من فلن ،وتلقنه ،أخذه من لفظه وفهمه )المغرب للمطرزي
.(2/248
( )2ـ وقد أشار إلى هذا في المغني 3/363بقوله "إل أن يتكلم بشيء ،فيعيد
تلقينه ،لتكون ل إله إل الله آخر كلمه ،نص على هذا أحمد ،ولفظ "شيء" عام
يشمل الكلمة.
( )3ـ وهو رأي عامة أهل العلم ،منهم مالك وأبو حنيفة والوزاعي وأحمد في
أحدى الروايتين ،ونهى عن ذلك من الصحابة عثمان وابن عمر ،وقال ابن
مسعود رضي الله عنهم :إذا رأيته يتكلم والمام يخطب فاقرع رأسه بالعصا.
انظر )المغني ،3/194الذخيرة للقرافي ،2/346الروايتن والوجهين .(1/183
( )4ـ نقلها أبو داود ،وأبو طالب ،وظاهرها وجوب النصات.
( )5ـ نقلها أحمد بن الحسن الترمذي ،وظاهرها أنه غير واجب .قال أبو يعلى:
"والولى أصح" )الروايتين والوجهين .(1/183
( )6ـ نقلها ابن قدامة في )المغني ،(3/197قال" :ول يحرم الكلم على
الخطيب ،ول على من سأله الخطيب ،لن النبي صلى الله عليه وسلم سأل
سليكا الداخل وهو يخطب" :أصليت؟ قال :ل "..الحديث .أخرجه مسلم 2/597
في الجمعة ،باب التحية والمام يخطب ،وأحمد في المسند .3/297
( )7ـ عمدا أو سهوا .انظر )المغني .(2/405
وقال مالك والشافعي :لتبطل على الناس .انظر )الذخيرة ،2/315المجموع
،4/122فتح العزيز للرافعي 112-4/111وما بعدها(.
وكذا في جميع ما ذكروا في الفقه من تحريم الكلم أو كلم ،فالمراد
به ـ وال أعلم ـ الكلمة التي هي واحدة الكلم&.
القاعدة الثانية
قاعدة@ :القول من معاني الفعال) (1وكلم جميع النحاة يدل عليه ،لنك
إذا قلت " :قال" فهي فعل و"ضرب" فعل@.
& ومن فروع هذه القاعدة:
1ـ إذا حلف ل يفعل فعل ،أو ل يعمل عمل ،فهل يحنث إذا كلمه أم ل؟
حكى الشيخ تقي الدين بن تيمية) (2رضي ال عنه في كتاب ]درء تعارض[
) (3العقل والنقل أن المسألة على وجهين).(4
وقال في "الفروع"" :قال شيخنا) :(5الكلم يتضمن فعل كالحركة،
ويتضمن) (6ما يقترن به) (7من الحروف والمعاني ،فلهذا نجعل القول قسيما
له ،وقسما منه تارة أخرى) .(8وينبني على ذلك) ،(9من حلف ل يعمل عمل،
فقال قول كالقراءة ونحوها ،هل يحنث أم ل؟ على) (10وجهين) (11في مذهب
أحمد وغيره)"(12
( )1ـ لن الكلمة من جنس القول ،وهي إما اسم ،أو فعل ،أو حرف ،فإن دلت
على معنى في نفسها غير مقترنة بزمان فهي السم ،وإن اقترنت بزمان فهي
فعل ،وإن لم تدل على معنى في نفسها بل في غيرها فهي الحرف .وهذا
مقتضى كلم النحاة عامة .ومنه قول بعضهم :والقول يطلق على الكلمة
المفردة .انظر ) شرح الكافية الشافية 1/157وما بعدها ،شرح ابن عقيل
.(1/51
( )2ـ هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلم بن تيمية الحراني الدمشقي ،شيخ
السلم تقي الدين أبو العباس ،العلمة المجتهد ،لم يذر علما من العلوم إل
خاض فيه وأفاد ،والفتاوى دليل على ذلك ،توفي عام 728هـ
ترجمته في )البداية والنهاية ،14/432مرآة الجنان ،4/277الدرر الكامنة
،1/154ذيل طبقات الحنابلة .(2/387
( )3ـ زيادة يقتضيها السياق.
( )4ـ انظر )درء تعارض العقل والنقل .(2/199
( )5ـ هو شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله تعالى ،سبقت ترجمته فانظرها.
( )6ـ في الصل :أو يتضمن
( )7ـ في الفروع :بالفعل .
( )8ـ في الفروع :قسما منه أخرى.
( )9ـ في الفروع :عليه.
( )10ـ في الفروع :فيه وجهان.
( )11ـ ونظيره إذا حلف ل يكلم فلنا ـ "والكلم قول" فإن كتب إليه ـ وهو " عمل"
أو أرسل إليه حنث ،إل أن يكون قصد أن ليشافهه ،نص عليه أحمد وذكره
الخرقي .وقيل يحتمل أن ل يحنث ،إل أن ينوي ترك ذلك ،لن هذا ليس بتكليم
حقيقة .أنظر )المغني ،10/465مختصر الخرقي ص ،223الفروع .(6/381
( )12ـ انظر الفروع لبن مفلح .6/38
وذكر في الخلف) (1في قوله عليه السلم للمسيء في صلته":وافعل ذلك
في صلتك كلها) ، "... (2أنه يرجع إلى القول والفعل جميعا ،لن القراءة
فعل في الحقيقة ،وليس إذا كان لها اسم أخص ]به[ ) (3من الفعل يمتنع أن
يسمى فعل)/1] (4ب[ .
القاعدة الثالثة
( )1ـ كتاب " الخلف الكبير" للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسن الفراء المتوفى
458هـ .
( )2ـ أخرجه البخاري في الذان ،باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي ل يتم
ركوعه بالعادة ،رقم ) 2/276 ،(793عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :إن
النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ،ثم جاء فسلم
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال " :ارجع فصل فإنك لم تصل ،فصلى ثم
جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :ارجع فصل فإنك لم تصل،
فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :ارجع فصل فأنك
لم تصل )ثلثا( ،فقال :والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني .قال :إذا
قمت إلى الصلة فكبر ،ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ،ثم اركع حتى
تطمئن راكعا ،ثم ارفع حتى تعتدل قائما ،ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ،ثم ارفع
حتى تطمئن جالسا ،ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ،ثم افعل ذلك في صلتك
كلها".
( )3ـ زيادة من الفروع.
( )4ـ نقله ابن مفلح في )الفروع .(6/381
قاعدة@ :ل يشترط في الكلم صدوره من ناطق واحد) ، (1ول قصد
المتكلم لكلمه ،ول إفادة المخاطب شيئا يجهله على الصحيح في الثلث كما
ذكره في "الرتشاف")@(2
&ومن فروعها1 :ـ إذا كان له وكيلن بإعتاق عبد ،أو وقفه ،أو طلق
امرأته ،فاتفقا على أن يقول أحدهما هذا ،ويقول الخر :حر ،أو طالق ،عتق
وطلقت لنهما قد اتفقا على العتق).(4
2ـ ومنها ـ ما قاله السنوي) : (5إذا قال :لي عليك ألف ،فقال المدعى عليه:
إل عشرة أو غير عشرة ]أو نحو ذلك[ ) ، (6فهل يكون مقرا بباقي اللف؟
) ( ـ واشترطه الباقلني والغزالي وابن مفلح وغيرهم ،وقالوا :يجب أن 1
) ( ـ ونظيره إذا قال رجل :امرأة فلن طالق ،فقال الزوج :ثلثا... 4
وهذا أصل في الكلم من اثنين ،إن أتى الثاني بالصفة ونحوها ،هل
يكون متمما للول أم ل؟ )القواعد والفوائد الصولية ص ،155
الكوكب الدري ص .(197
) ( ـ هو المام عبد الرحيم بن الحسن بن علي ،الشيخ جمال الدين 5
أبو محمد السنوي ،أمام الصلين وغيرهما ،انتهت إليه رئاسة المذهب
الشافعي في الديار المصرية ،له مصنفات كثيرة من أبرزها "التمهيد
في تخريج الفروع على الصول"" ،الكوكب الدري في تخريج الفروع
الفقهية على القواعد النحوية ،توفي سنة 772هـ .أخباره في )الدرر
الكامنة لبن حجر ،2/463البدر الطالع للشوكاني ،1/352الشذرات
لبن عماد ،6/233المنهل الصافي .(2/310
) ( ـ زيادة في التمهيد ،وانظر )التمهيد للسنوي ص ،(145وكذا 6
) ( ـ قال السنوي " :فقال في التتمة" :المذهب أنه ل يكون مقرا 1
) ( ـ زيادة يقتضيها السياق ،لن الخلف إذا كان لغير مصلحتها ،إما إذا 1
القاعدة الثالثة
) ( ـ الكوز :جمع أكواز وكيزان وكوزة ،وهو من الواني معروف ويكون 1
بعروة ،فإذا كان بغير عروة فهو كوب ،وقيل :الكوز فارسي ،والصحيح
عربي) .اللسان .(5/402
) ( ـ انظر )الكوكب الدري ص .(199 2
قاعدة @ :يطلق الكلم على المعاني النفسانية ،الصحيح في "الرتشاف"
أنه إطلق مجازي) ،(1وقيل مشترك بينهما) ،(2وقيل هو حقيقة في النفساني
دون اللساني)@.(3
& إذا علمت هذا ..فمن فروع القاعدة:
-1إذا حلف ل يتكلم ،ول يقرأ ،ول يذكر) ،(4لم يحنث إل بما لفظ
بلسانه دون ما خطر بقلبه ،أو أتى به قلبه).(5
الدري ص .199
-2ومنها :الغيبة :ذكر الشخص بما يكرهه) ،(1فلو خطر بقلبه لم
يكن كذلك ،وذكر السنوي عن الغزالي) (2والنووي) (3بلى).(4
-3ومنها :لو طلق بقلبه ،ولم يتلفظ بلسانه وقع ،جزم به ابن
رجب) (5في "شرح البخاري" ،وال أعلم ،وصح عن مالك أنه إذا
أتى به بقلبه بل لفظ) .(6روايتين.
-4ومنها :الجنب يحرم عليه قراءة القرآن ،فلو أتى بقلبه لم يحرم،
جزم به غير واحد من الصحاب ،كما يأتي في الكتابة).(7
المعروفة".
) ( ـ انظر الحياء) .(3/142والغزالي هو حجة السلم ،أبو حامد محمد 2
.(131
) ( ـ هو المام العلمة أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب 5
) ( ـ وذلك للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي 1
صلى الله عليه وسلم قال" :فإذا كان يوم صيام أحدكم ،فل يرفث
ول يجهل ،فإن أحد شاتمه أو قاتله ،فليقل :إني صائم" .أخرجه
البخاري بلفظ قريب منه في الصوم ،باب فضل الصوم ،4/103وباب
هل يقول :إني صائم إذا شتم ،4/118ومسلم في الصيام .2/806
) ( ـ قال العلماء :يقوله مع نفسه ،ويذكرها به حتى تنزجر ،فإن ل 2
القاعدة الخامسة
) ( ـ الرفث :قيل الجماع ،قاله الخرقي في مختصره ص ،68وقال 1
) ( ـ وهو عام يشمل الخبر والقتضاء،وقد نقل ابن اللحام حول ما إذا 1
من الحنابلة ،نقله أبو البركات عنه محل وفاق ..وذكر في موضع آخر
أن الكتابة عندنا كلم حقيقة "..انظر )المسودة في أصول الفقه ص
.(12
) ( ـ انظر )الكوكب الدري ص .(201 3
) ( ـ قيل :ل تصح لفوات المقصود ،وقيل :يصح .قال ابن عقيل :كما 5
لوكان جميع أهل القرية طرشا ـ أو كانوا عجما وكان عربيا) .الفروع
، 2/11النكت والفوائد .(1/146وقطع بعضهم بأنهم إن كان صما لم
تصح ،وإن كانوا طرشا أو عجما ل يفهمون صحت .النكت .1/146
) ( ـ هو محمد بن تميم الحراني الفقيه ،له " المختصر" في الفقه ، 6
وصل فيه إل أثناء كتاب الزكاة ،توفي قريبا من ستة خمسة وسبعين
وستمائة .ترجمته في )المدخل لبن بدران ص ،421-417ذيل ابن
رجب .(2/290
) ( ـ جزم به في )تصحيح الفروع .(2/111 7
3ـ ومنها :المان يصح بالشارة ،جزم به في "الوجيز") (8بكل ما يدل
على المان) ، (9وال أعلم.
4ـ ومنها :البيع ل يصح بالشارة ]/2ب[ ،ول بد فيه من اللفظ) ،(3إل بيع
)(6
المعاطاة) ،(4فإن فيه ثلث روايات .هل يصح بل لفظ) ،(5أو ]ل[
يصح؟ أو يصح في الشيء اليسير ،وهو الذي اختاره القاضي) ،(7وال
أعلم.
)( 8
5ـ ومنها :الشهادة بالشارة ،ل تصح على الصحيح ،ويحتمل أن تصح
فيما طريقه الرؤية إذا فهمت إشارته).(9
يرضيه ،أو يقول :خذا هذا الثوب بدينار فيأخذه ،فهذا بيع صحيح.
)المغني .(6/7
) ( ـ نص عليه أحمد رحمه الله وقدمه في )المغني ،6/7كشاف القناع 5
،(3/148وهو قول مالك رحمه الله ،فإنه قال :يقع البيع بما يعتقده
الناس بيعا( .المغني .(6/7
) ( ـ زيادة يقتضيها السياق. 6
" :(2/287هذا قول مالك ،لنها أقيمت مقام نطقه في أحكامه فكذا
في شهادته ،وهو أحد الوجهين في مذهب الشافعي".
6ـ ومنها :النكاح بالشارة ،قال في "الفروع"" :وينعقد نكاح الخرس
بالشارة المفهومة ،نص عليه) "(1و وال أعلم.
7ـ ومنها :الوصية فأما الخرس الذي ل تفهم إشارته ،والصحيح الذي
يقدر على الكلم ،ل تصح الوصية منهما بالشارة).(2
وهل تصح من المثل لسانه بها؟ الصحيح عدم الصحة) ،(3وجزم به في
"الوجيز") ،(4ولنا احتمال بالصحة ،وهو متجه).(5
8ـ ومنها :إذا حلف ،ل تكلمه ،فأشارت إليه لم يحنث على الصحيح)،(6
وجزم به في "الوجيز".
9ـ ومنها :إذا أشار إلى الصيد في الحرام وهو محرم ضمنه ،جزم به
في "المقنع") ،(7و"الوجيز" ،وأكثر أصحاب المام أحمد.
10ـ ومنها :العتق ،تقوم الشارة فيه مقام النطق ،ذكره ابن عقيل) (8في
"الفصول".
11ـ ومنها :القرار ،فهل يصح بالشارة ،فذكر ابن عقيل في "الفصول"
أن الشارة فيه قائمة مقام النطق ،وال أعلم.
) ( ـ انظر )الفروع ،(5/169والمغني .(9/462 1
وغيرهما".
) ( ـ لنه غير ميئوس من نطقه ،فلم تصح وصيته بإشارته ،كالقادر 3
) ( ـ يعني إذا اتصل بالموت ،وفهمت إشارته قدمه جماعة من الفقهاء. 5
عبد الله ،لكن لو رأى الصيد قبل الدللة والشارة ،فل شيء على
دال ومشير ،لنها ليست سببا في تلفه "..وقال القاضي " :ليضمن،
ولجزاء على الدال إذا كان في الحل ،والجزاء على المدلول وحده".
انظر )المغني ،5/181المقنع .(1/410
) ( ـ هو المام علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي ،أبو الوفا، 8
) ( ـ إذا أراد مع إشارته الطلق ،ونظيره كأن يشير إلى عمرة ،فقال: 1
يا حفصة أنت طالق ،وأراد طلق عمرة ،فسبق لسانه نداء حفصة،
طلقت عمرة وحدها ،لنه لم يرد بلفظه إل طلقها ،وإنما سبق لسانه
إلى غير ما أراد" .المغني .10/376
) ( ـ في الصل :عمر ،وهو خطأ. 2
وأبي عبيد) (3هو كما لو نوى الثلث ولم يتلفظ بها ،ول عبرة بإشارته)،(4
وكذا قال أكثر أصحابنا) ،(5وقد توقف أحمد في هذه المسألة ،وحكى فيها
خلفا ،قال في رواية مهنا) (6في رجل قال لمرأته :أنت طالق ]/3أ[
وأشار بثلث أصابع ،فقال :قد اختلفوا في هذه ،فقال بعضهم :هي
).(7
ثلث ،وقال بعضهم :هي واحدة
من ذلك ،ولهذا إذا قال :أردت واحدة ولم أرد العدد قبل) .تكملة
الجموع ،128-17/127المغني .(10/503
) ( ـ المغني .(503 -10/502 5
) ( ـ هو أبو عبد الله مهنا بن يحيى الشامي السلمي ،من كبار أصحاب 6
المام أحمد ،روى عنه في المسائل ما فخر به ،وكتب عنه عبد الله
بن أحمد مسائل كثيرة بضعة عشر جزءا من رجال القرن الثالث.
ترجمته في )طبقات الحنابلة ، 381-1/345تاريخ بغداد ، 13/266
المنهج الحمد .(1/449
) ( ـ انظر )النصاف ،9/9الفروع .(5/396 7
وروى أبو عبيد بإسناده عن الليث) (1عن الحكم) (2قال :طلق رجل امرأته
فأمسكوا بفيه ،فأشار بأصابعه الثلث ،فأجمعوا أنه ما تكلم به ،ولو قال:
)(3
أنت طالق وأشار بأصابعه الثلث ،ولم يتلفظ بطلق ،فقال النخغي
والشافعي ل تطلق) ، (4وهو ظاهر كلم أحمد ،فإنه إن لم يتكلم بلسانه
فأرجو أن ل يدخل عليه وإن عقد عليه قلبه ،نقله عنه حرب)،(5
ومفهومه أنه إن أراد طلقها طلقت.
) ( ـ هو ابن سعد بن عبد الرحمن ،المام الحافظ أبو الحارث الفهمي، 1
قيس النخعي الكوفي ،أحد العلم ،وهو ابن أخت السود بن يزيد ،له
آراء صائبة في الفقه جمعت حديثا "موسوعة النخعي في الفقه"
فضائله كثيرة توفي 96هـ ـ أخباره في )طبقات ابن سعد ،6/270
تاريخ البخاري ،1/133المعارف ص ،463تهذيب التهذيب ،1/177
سير الذهبي ،4/520الشذرات .(1/111
) ( ـ انظر )موسوعة فقه النخعي 2/480ـ ،481تكملة المجموع 4
) ( ـ هو المام أبو بكر عبد الله بن أحمد المعروف بالقفال الصغير ل 3
الكبير ،لنه أكثر ذكرا في كتب الفقه ،ول يذكر غالبا إل مطلقا ،أم
الكبير إذا أطلق قيد بالشاشي ،توفي 417هـ .ترجمته في )طبقات
ابن السبكي 5/53ـ ،62الشذرات ،3/207وفيات العيان ،3/46
طبقات السنوي .(2/298
) ( ـ هو إمام دار الهجرة مالك بن أنس الصبحي ،صاحب المذهب 4
المشهور ،له الموطأ ،وهو شاهد على علمه وفضله ،توفي 179هـ.
له ترجمة في )تذكرة الحفاظ ،1/207تهذيب التهذيب ،10/5الديباج
،1/82النجوم الزاهرة .(2/92
) ( ـ انظر )عقد الجواهر الثمينة لبن شاس .(168-2/167 5
فقهية.
1ـ منها :أن الجنب ل يجوز له أن يقرأ القرآن) ،(1ويجوز له كتابة
القرآن ،ذكره بعض أصحابنا ،وال أعلم.
2ـ ومنها :المان يصح بالكتابة ،وهو الذي ظاهر في كلم الصحاب،
لنهم قالوا :يصح بكل ما دل عليه ،فدخل فيه الكتابة).(2
3ـ ومنها :البيع ل يصح بالكتابة بل خلف فيه ،وال أعلم.
4ـ ومنها :الوصية إذا كتبها بخطه صحت ،جزم به الصحاب) ،(3وهو
نص أحمد) ،(4نقل حرب عن أحمد أنه سئل عن رجل ثقل لسانه ،وكتب
وصيته وقرأت ،وقال برأسه :نعم .هل يشهدون عليه؟ قال :ل أدري،
فظاهر هذا التوقف عنه ،والصحيح عن الصحة ،ولنا قول بعدم الصحة.
تحرير]/3ب[ هذه المسألة :أنها إذا كانت بخطه تقبل على الصحيح ،وإن
كانت بغير خطه ،وهي مشهود عليه فيها،وقرأه عليه ،فالصحيح أيضا
تقبل ،وال أعلم.
5ـ ومنها :أن العتق بالكتابة يصح ،كما هو ظاهر كلم ابن عقيل ،وال
أعلم.
6ـ ومنها :النكاح هل يصح بالكتابة؟ فقال في "المحرر"" :ويصح
بالكتابة والشارة ،نص عليه").(5
7ـ ومنها :الطلق،وفيه ثلث صور:
ـ إذا كتبه بما يبين ونوى الطلق وقع ،وجزبه في "الوجيز"
و"المقنع")،(6
وأكثر أصحاب المام أحمد).(7
) ( ـ لكن يجوز لهـ أي للجنب ـ تهجيه ،لنه ليس بقراءة له ،تبطل به 1
وذلك إذا عرف خطه وكان مشهور الخط .انظر )المغني .(8/470
) ( ـ المثبت في المحرر " :2/15نكاح الخرس هو الذي ينعقد بالكتابة 5
أو الشارة ،أما القادر على النطق ففي كتابته وجهان ،أحدهما ل يصح
إل باللفظ".
) ( ـ انظر )المقنع ،3/145النصاف .(8/472 6
ـ الصورة الثانية :إذا كتبه ولم ينو الطلق ،لكن نوى غم) (1أهله أو
تجويد خطه ،لم تطلق ،جزم به في "المقنع") (2وأكثر الصحاب .وهل
تقبل دعواه في الحكم؟ يخرج على روايتين).(3
وان لم ينو شيئا ،ل تجويد خطه ،ول غم أهله ،ول شيء ،فهل يقبل؟ فيه
وجهان).(4
ـ الصورة الثالثة :إذا كتبه بشيء ل يبين) ،(5لم يقع ،جزم به في "الوجيز"
وقدمه في "المقنع") ،(6ولنا قول بالوقوع ،وهو قول أبي حفص
العكبري) ،(7وال أعلم بالصواب.
غيره فلم ير ،وغم عليه الخبر ـ على مالم يسم فاعله ـ أي استعجم
مثل أغمي .انظر )الصحاح ،5/1998مادة غمم(.
) ( ـ انظر )المقنع 3/145ـ ،146المحرر (2/54وقال في حاشية 2
المقنع " :3/146وهو المذهب ،لنه لو نوى باللفظ غير اليقاع لم
يقع ،فالكتابة أولى" .وانظر )المغني .(10/504
) ( ـ قال في )المغني " :10/504يقبل أيضا في الحكم في أصح 3
الوجهين ،لنه يقبل ذلك في اللفظ الصريح ،في أحد الوجهين ،فههنا
مع أنه ليس بلفظ أولى".
) ( ـ وهما روايتان :إجداهما :هو أيضا صريح غير نية ،وهو الصحيح من 4
المذهب ،وعليه أكثر الصحاب والثانية :تابة فل يقع من غير نية ،جزم
به في "الوجيز" ،قال في النصاف " 8/473وهو الصواب" .حاشية
المقنع .3/146
) ( ـ قال في المغني " :10/504مثل أن كتب بأصبعه على وسادة ،أو 5
) ( ـ في )المقنع " :(4/219وإن حنث ل تكلم إنسانا حنث لكلم كل 1
يرى خطه وخاتمه ول يذكر الشهادة ،قال :ل يشهد إل بما يعلم.
والرواية الثانية :يشهد إذا عرف خطه ،قال :وكيف تكون الشهادة إل
هكذا .قال أحمد في موضوع آخر :إذا عرف خطه ولم يحفظ فل
يشهد إل أن يكون منسوخا عنده ،موضوعا تحت ختمه وحرزه فيشهد،
وإن لم يحفظ .ورواية ثالثة :يشهد إذا كانت مكتوبة عنده بخطه في
حرزه ول يشهد إذا لم تكن كذلك .انظر )المغني .141-14/140
11ـ ومنها :الحاكم ،إذا وجد شيئا تحت ختمه في قمطرة) (1بخطه ،فهل
له أن ينفذه؟ فيه روايتان ،والذي جزم في "الوجيز" أيضا إنفاذه.
12ـ ومنها :إذا وجد في دفتر له عليه دينا لزمه قضاءه ،وأما ]/4أ[ إذا
وجد أن لبيه دينا ،فهل له أن يحلف عليه؟ فإن تحقق أنه أباه لم يقبضه
فله أن يحلف عليه ،وإل فل،وال أعلم.
)(2
13ـ ومنها :القرار ،هل يصح بالكتابة؟ لم أر فيه شيئا
المسألة الثالثة :وهو ما يفهم من حال الشيء
1ـ منها :ما حكاه الطحاوي) (3عن الوزاعي في أعجمي ناول امرأته
حبل ،فأمسك بطرفه ،والمرأة بطرفه الخر ،ثم أخذ سكينا وقطعه،
وقال :أردت بذلك الطلق ،أنها تطلق) .(4ذكره ابن رجب في "شرح
البخاري".
2ـ ومنها :إذا حلف ل تكلم زيدا ،فكلمته ،فلم يسمع لشغل أو غفلة ،أو
سكرانا ،أو مجنونا ،أو أصم ،أو راسلته ،حنث) ،(5جزم به في
"الوجيز") ،(6وقدمه في "المقنع").(7
) ( ـ القمطرة :والقمطر :ما يصان فيه الكتب ،وهي واحدة قماطر. 1
فأشبه العربي ،وقيل :ل يقع لنه ليس بمختار للطلق فلم يقع
طلقه ،كالمكره .انظر )المغني .(10/373
) ( ـ نص عليه أحمد ،فإنه سئل عن رجل حلف أن ل يكلم فلنا، 5
) ( ـ هو محمد بن يوسف بن علي بن حيان ،المام أثير الدين أبو حيان 1
) ( ـ وعورض بأن المحدث عنه إنما هو "اللحم" ،وجاء ذكر "الخنزير" 2
على سبيل الضافة إليه ،ل أنه هو المحدث عنه المعطوف= .
"السم منه "التاء" فقط") ، (5وذهب بعض المتقدمينفيه إلى أنه مركب
من "ألف" أقوم ،و"نون" نقوم ،و"تاء" ]/4ب[ تقوم ،ول أصل له).(6
قال في "الرتشاف" وغيره :إل أنه يشار إلى المؤنث بإشارة المذكر
على إرادة الشخص وعكسه ،كذلك أيضا بتقدير الذات أو التسمية
ونحوهما@.
) ( ـ هو المام اللغوي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الطائي 2
) ( ـ الول :يقبل لن العتبار بتسمية أبويه ،وقد يكون للرجل اسمان 1
فأكثر.
والثاني :العتبار بالسم المشهور في الناس ،لنه أبلغ في التعريف.
)التمهيد ص .(227 -226
) ( ـ في معلقاته كما في التمهيد للسنوي ص .226أما شريح 2
الروياني ،فهو القاضي المام أبو نصر شريح بن عبد الكريم بن الشيخ
أبي العباس أحمد الروياني ،من كبار الفقهاء،وهو ابن عم
صاحب"البحر" .له كتاب وصف بأنه مليح في القضاء وسمه "روضة
الحكام وزينة الحكام" توفي سنة 505هـ أخباره في )طبقات ابن
هداية الله ص ، 79طبقات الشافعية .(7/102
) ( ـ هو أحمد بن محمد بن أحمد الروياني ،عماد الدين أبو العباس، 3
ت" فتح التاء ،وإنما وجب ضم تاء المتكلم ،لن المتكلم أول، "ذهب َ
وهو أعرف المضمرين ،والضمة أول مخارج الحروف ،فأعطي
الول للول ،ثم فصل بين المذكر والمؤنث في الخطاب ،فكسرت
تاء المؤنث حمل على الياء في "تفعلين" ،لن الكشرة من الياء،
والياء علمة المؤنث في "تفعلين" فلم يبق إل الفتحة فجعلت
للمذكر في الخطاب ،انظر "التبصرة للصيمري 1/493ـ .(494
) ( ـ لم تصح صلته إذا كان يقدر على إصلح ذلك ،ول صلة لمن يأتم 2
كان ل يقدر على الصلح ،أما إمامته فلم تصح على الطلق .وانظر
المقنع ،1/208المغني ،3/31كشاف القناع .(1/481
) ( ـ قال السنوي" :فإن مدلوله أن المخاطب قد باع نفسه" ،ومثله 4
النكاح إذا قال الولي "زوجَتك" بفتح التاء .انظر )الكوكب الدري ص
205ـ .(206
البيع بلفظ المضارع ،مثل إن قالَ" :فَتِبْعِني" أو قال :أبيُعك" لم يصح)،(1
وهذا أولى ،بل هو مثله ،لن "بعَتك" تحيل المعنى الذي هو دال على
البيع .قال السنوي" :فكأنه باع نفسه إلى نفس المشتري لما قال:
بعتك) ،(2وال أعلم.
3ـ ومنها :الرهن) ، (3إذا قال :رهنَتك ـ بفتح التاء ـ والذي يتوجه هنا من
الرهن الصحة.
4ـ ومنها :الجارة ،والنكاح ،وهما كالبيع ،والذي تقدم في البيع جميعه
يجري فيهما ،وال أعلم.
وقد أفتى جماعة من الحنابلة المتوسطة أنه كان يعرف هذا في النكاح،
فل يصح ،وإن كان ل يعرفه صح) ، (4قال الشيخ موفق الدين)" :(5يصح
لن في الغالب ل يقوله إل من ل يعرفه ،والظاهر أنه كان ل يعرفه ،فإذا
عرفه وقصد هذا ،مثل :إن أراد ل يعرفه ونحوه ،فل يصح ،وال أعلم.
قال" :ومثل هذا في الصلة نادر ،وإنما يكثر الستغناء بالظاهر عن
المضمر في الخبار" .أما أبو سعيد ،فهو الصحابي الجليل سعد بن
مالك بن سنان الخدري ،أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه
وسلم ،فضائله كثيرة ،توفي 63هـ .ترجمته في )الستيعاب ،2/69
طبقات الشيرازي ص ،51سير الذهبي ،3/168أسد الغابة .(2/289
) ( ـ زيادة من )الكوكب الدري ص (206يقتضيها السياق. 2
وإن عنى غيره ،فالذي ينبغي أنه ل تطلق امرأته) ، (3والصحيح عند
الشافعية وقوع الطلق ،ولهم قول بعدم الوقوع ،إل أن يريد نفسه).(4
3ـ ومنها :إذا كان اسم زوجته هند ،وامرأة أخرى اسمها هند ،فقال :هند
طالق ،طلقت امرأته) ،(5جزم به في "الوجيز") (6و"المقنع") ،(7وقال في
"المقنع"" :إن أراد امرأته طلقت ،وإن أراد الجنبية لم تطلق ،وإن ادعاه
دين فيما بينه وبين ال تعالى".
وهل يقبل قوله في الحكم؟ خرج الصحاب في روايتين).(8
) ( ـ قال في )المحرر " :(2/3وينعقد العتق بصريح القول وكنايته مع 6
النية ،فصريحه لفظ العتق والحريف كيف تصرفا" .فمتى أتى بشيء
من هذه اللفاظ حصل به العتق سواء نواه أو لم ينوه .قال أحمد في
رجل لقى امرأة في الطريق فقال :تنحي يا حرة ،فإذا هي جاريته،
قال :عتقت عليه "..انظر المقنع وحاشيته ،2/477المغني -14/345
.(346
) ( ـ كذا لو قال :طلقتك ،أو أنت طالق ،أو أنت مطلقة ،وقع الطلق 2
،لم تطلق ،وإن ادعى ذلك بدين فيما بينه وبين الله تعالى ،لنه أعلم
بما أراد ،ول يمكن الطلع على ذلك .وهل يقبل قوله في الحكم
على روايتين إحداهما يقبل ،وهو المذهب .انظر )المقنع ،3/143
المحرر .(2/53
) ( ـ انظر الكوكب الدري ص 207 4
) ( ـ لنه ل يملك طلق غيرها ،ولنه إزالة ملك أشبه ما لو باع ماله 5
ومال غيره ،وصح في ماله دون مال غيره) .حاشية المقنع .(3/220
) ( ـ انظر )النصاف .(9/147 6
روايتين:
ـ إحداهما :ل يقبل في الحكم إل بقرينة ،وهو المذهب نص عليه
أحمد في رجل تزوج امرأة ،فقال لحماته :ابنتك طالق ،وقال :أردت
ابنتك الخرى التي ليست زوجتى ،فقال :يحنث ول يقبل منه.
انظر المغني ، 374-10/373القواعد لبن رجب ص ،273النصاف
.(9/147
4ـ ومنها :إذا نادى امرأته ،فأجابته امرأة له أخرى ،فقال :أنت طالق ففيها
صور.
ـ أحدها :إجراء اللفظ على ظاهره ،فهل تطلقان أو المناداة وحدها؟ ،على
روايتين).(1
ـ الصورة الثانية :إذا قال :علمت) (2أنها غيرها وأردت طلق المناداة،
طلقتا معا ،جزم به في "المقنع") ،(3و "الوجيز") (4وأكثر أصحاب المام
أحمد.
)(5
ـ الصورة الثالثة :إذا قال :أردت طلق الثانية وحدها ،طلقت .
) ( ـ أي طلقت وحدها ،ول يطلق غيرها ،لنه لفظة غير موجهة إليها ول 5
) ( ـ نص عليه أحمد ،لنه قصد زوجته بلفظ الطلق ،فطلقت كما لو 1
بها إل ذلك ،فلم يقع بها شيء ،كسبق اللسان إلى ما لم يرده .انظر
)المغني ،10/377النصاف .(9/149وجزم بعضهم بالوقوع .انظر
)النصاف .(9/149
) ( ـ أي إن ادعى أنه لم يرد زوجته ،بل أراد الجنبية ،لن اللفظ 3
محمتل له.
) ( ـ يقبل إذا كانت هناك قرينة دالة على إرادة الجنبية ،مثل أن يدفع 4
بيمينه ظلما ،أو يتخلص بها من مكروه ،لن هذا دليل صارف إليها،
وقد ل يصدق في الحكم ،لنه ل يطلق غير زوجته ،فصار اللفظ في
زوجته أظهر ،فلم يقبل خلفه .انظر )المغني .(10/374
) ( ـ أي أن المر معلق بالرادة والنية ،فإن أراد ونوى زوجته طلقت 5
) ( ـ أي للشافعية. 3
) ( ـ لن الغرض به العلم من أول وهلة ،يكون الخبر خبرا ل صفة ، 3
.(1/245
) ( ـ أي كونه حرفا ،ل موضع له من العراب .انظر )الكوكب الدري 6
ص .(208
) ( ـ وهو مذهب الفراء )شرح الكافية الشافية .(1/245 7
اللغة والنحو ،أخذ عن سيبويه ،ويقال :هو الذي سماه قطرب ،له
مصنفات بديعة ،توفي 206هـ.
أخياره في )إنباه الرواة ،3/219تاريخ بغداد ،3/298تاريخ أبي الفدا
2/28وغيرها(.
اشتراط شيء بالكلية) ،(1و"ما" لما ل يعقل) ،(2وتقع أيضا ـ كما قاله ابن
مالك ـ على المختلط بالعاقل) ،(3وذهب جماعة أيضا إلى أنها تقع على من
يعقل بل شرط)،(4
وادعى ابن خروف) (5أنه مذهب سيبويه) .(6وتطلق أيضا "ما" على العاقل،
إذا كان مبهما ل يعلم أذكر هو أم انثى)@(7
&إذا علمت هذا ،فمن فروع القاعدة:
)(8
-1قول الفقهاء :من رأي هلل رمضان لزمه الصيام ،مرادهم
به إذا كان عاقل مكلفا ،فالمجنون وغيره ل يلزمه الصيام ،وكذا من
جامع لزمته الكفارة) ،(9وجميع هذا.
) ( ـ انظر )المساعد على تسهيل الفوائد( وذلك كأن يقترن غير العاقل 1
بمن يعقل في عموم فصل ب "من" الجارة ،نحو قوله تعالى في
سورة النور ) :24منهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على
رجلين ومنهم من يمشي على أربع( .و "من" المستعملة فيما ل
يعقل مجاز مرسل علقته المجاورة في هذا الموضع .انظر)شرح ابن
عقيل 1/147الهامش ،شرح الكافية لبن مالك .(277-1/276
) ( ـ وهو الصل والكثر في القرآن والسنة وكلم العرب .انظر )شرح 2
جاز أن يعبر عن الجميع بـ"من" تغليبا للفضل كقوله تعالى( ألم تر أن
الله يسبح له من في السماوات والرض( النور ) .41شرح الكافية له
،(1/277وانظر )المساعد على تسهيل الفوائد .(1/162
) ( ـ وذلك إذا أبهم أمر الشيء ،أي المشكوك فيه لببعده ،هل هو 4
إنسان أو غيره؟ فيقال :انظر ما ظهر ،أي :أي شيء هو؟ )شرح
الكافية ،277-1/276شرح ابن عقيل (1/147
) ( ـ هو علي بن محمد بن علي بن محمد الندلسي النحوي ،أقام في 5
حلب زمانا ثم عقلة ،ومات سنة 609هـ تقريبا .انظر ترجمته في
)وفيات العيان ،1/433طبقات ابن قاضي شهبة ص ،447نفح
الطيب ،2/18مرآة الجنان .(4/21
) ( ـ وذكر السنوي أن لسيبويه نصا يوهم أن "ما" لولى العلم 6
الدري ص .(210
) ( ـ أي من رآه وحده ،وهو قول مالك والليث والشافعي وأصحاب 8
3ـ ومنها :إذا وصى له بما تحمل هذه الجارية ،صح ويعطى ما تلد).(4
4ـ ومنها :إذا قال :غصبتك ما تعلم ،ولم يعلم شيئا ،حبس على تفسيره ،فإن
فسره بنفسه لم يقبل).(5
5ـ ومنها :قولهم في الحج :مستطيعه هو أن يجد مؤنته ومن يمؤنه ،فإذا
كان له دابة ولم يجد ما يمؤنها ،ل يلزمه الحج ،لكن في "المقنع" و "مؤنة
عياله") ،(6وأما إذا وجد دابة ولم يجد علفها ،فما أظن أحدا يقول بوجوب
الحج عليه .وال أعلم&.
كبار أئمة الشافعية ،وكان يقال له :حبر المة ،له من التصانيف
"التعليقة" ،توفي 462هـ ترجمته في )طبقات الشافعية ،4/356
الشذرات ،3/310طبقات ابن هداية الله ص ، 57وفيات العيان
.(1/400
) ( ـ كالريح مثل .وانظر )التمهيد للسنوي ص ،298الكوكب الدري 2
ص .(212
) ( ـ ثم أن السائل بـ"من" الموضوعة للعقلء ،يجاب بتعيين الشخص 3
ل بالنوع ،فإن قيل عبر بـ "من" لستفهام الحال ،يجاب :البهام يسوغ
التعبير بـ"ما" ل بـ"من" ذكر هذا العتراض والجابة عنه السنوي في
)التمهيد ص .(299-298
) ( ـ قال السنوي" :فإنه يعطى له حمل يحدث دون حمل موجود، 4
لكن هذا يعطى له الحمل الول خاصة لنه محقق ،أو يستحق الجميع،
لن اللفظ يصدق عليه؟ فيه نظر ،ويتجه تخريجه على أن "ما"
الموصولة للعموم أم ل ) .التمهيد ص ،299الكوكب الدري ص
.(212
) ( ـ انظر الكوكب الدري ص .(212 5
) ( ـ وغير ظرفيةى نحو "عجبت مما ضربت زيدا" وأكثر ما توصل 2
فل تطلق حتى تشاء ،لن الصفة مشيئتها .وانظر "الكوكب الدري ص
213ـ ."214
) ( ـ قال في )المغني " :(10474وقع في الحال ،لن وقوع طلقها إذا 1
لم يشأ الله محال ،فلغت الصفة وقع الطلق ،ويحتمل أن ل يقع بناء
على تعليق الطلق على المحال مثل قوله :أنت طالق إن جمعت بين
الضدين" وانظر )المقنع .(3/207
) ( ـ انظر )المقنع .(2/283 2
) ( ـ معنى هذا المودع ليس عليه ضمان إذا لم يتعد ،وهو المقصود 3
بكونه مظلوما ،وهذا قول أكثر أهل العلم .وأما إن تعدى ،وهو
المقصود بكونه ظالما ،وذلك بالتفريط في حفظها فتلفت ضمنها بغير
خلف نعلمه) .المغني 9/257ـ .(258
) ( ـ أي الصل والكثر ،وقد سبق الحديث عن هذا الموضوع في 4
) ( ـ لن "من" للتبعيض و"كل" للعدد ،فيكون ذلك العدد منها مجهول ، 7
ويحتمل أن يصح البيع ،كما يصح في الجارة :كل دلو بتمرة ،وكل
شهر بدرهم) .المغني .*(6/208
) ( ـ لن ما يزرعه من كل واحد من هذه الصناف مجهول القدر، 1
) ( ـ هذا من جهة ،ومه جهة أخرى أن "ما" إذا دخلت على "إن" 3
) ( ـ وذلك إذا لم يكن لحدهما بينة ،فإذا كان لحدهما بينة حكم بها، 1
وبه قال أبو حنيفة والشافعي ومالك في رواية عنه ،لن كل واحد
منهما مدع ومدعى عليه ،فالبائع يدعي عقدا بعشرين وينكره
المشتري ،والمشتري يدعي عقدا بعشرة وينكره البائع والعقد بعشرة
غير العقد بعشرين ،فشرعت اليمين في حقهما .انظر )المغني
.(279-6/278
) ( ـ وهو التعريض بالقذف .قاله في )المغني .(12/392 2
وهو أن يقول يازان ،أو ينطق باللفظ الحقيقي في الجماع ،فأما ما
عداه من اللفاظ فيرجع فيه إلى تفسيره .انظر )مختصر الخرقي ص
،192المغني .(12/391
) ( ـ نقل حنبل عن أحمد رحمه الله :ل حد عليهن ،وهو ظاهر كلم 4
الخرقي ،واختيار أبي بكر ،وبه قال جمهور العلماء ،لما روي أن رجل
قال للنبي صلى الله عليه وسلم" :إن امرأتي ولدت غلما أسود،
يعرض بنفيه "...أخرجه البخاري في باب من شبه أصل معلوما ،من
كتاب العتصام ،9/125ومسلم في اللعان .2/1137فلم يلزمه
بذلك حد ول غيره ،وقد فرق الله تعالى بين التعريض بالخطبة
والتصريح بها.
والرواية الثانية :عليه الحد .رواها الثرم عن أحمد ،وروي ذلك عن
عمر رضي الله عنه" ،لن عمر حين شاورهم في الذي قال لصاحبه:
ما أبي بزان ،ول أمي بزانية ،فقالوا:فقد مدح أباه وأمه ،فقال عمر"
قد =
=عرض بصاحبه فجلده الحد" .أخرجه مالك في الحدود ـ باب الحد
في القذف والنفي والتعريض .2/829انظر المغني 12/392ـ ،393
مختصر الخرقي ص .(192
) ( ـ هو إبراهيم بن محمد بن مفلح بن عبد الله ،تقي الدين ،ابن 5
) ( ـ ذكر هذا جماعة من العلماء منهم إمام الحرمين ،وابن مالك في 1
.(8/568
) ( ـ أي الزوج :الطلق يلزمني ،أو أنت طالق ،فهل يلزمه الثلث أو 6
"قسي" قؤوس" ،لنه فعول ،إل أنهم قدموا اللم وصيروه "قسو"
على فلوع ،ثم قلبوا الواو ياء ،وكسروا القاف ،كما كسروا عين
"عصي" فصارت "قسي" على فليع .قاله الجوهري في )الصحاح
3/967ـ مادة قوس(.
) ( ـ انظر )المقنع ،2/378النصاف ،7/259الفروع .(4/689 12
6ـ ومنها :إذا حلف ل يدخل الدار ،أو دار فلن ]فدخلها[ )،(1
فصارت فضاء ،أو حماما ،أو مسجدا ،أو بستانا ،أو باعها فلن،
حنث ،جزم به في "الوجيز" ،وقدمه في "المقنع") ،(2وكذا ما لو
حلف ل يلبس القميص ،فجعل سروال أو عمامة ،ونحو هذا.
7ـ ومنها :إذا حلف ل يأكل اللحم ،فأكل الشحم ،أو الكرش،
أوالمخ) ،(3أو الكبد ،أو الطحال ،أو المصران ونحوه لم يحنث ،جزم
به في "المقنع") (4و "الوجيز" وأكثر الصحاب ،وكذا لو أكل
المرق) ،(5جزم به في "الوجيز" ،ونقل عن أحمد" :ل يعجبني").(6
قال أبو الخطاب)" :(7هذا على سبيل الورع").(8
ومنها :إذا حلف ل يأكل اللبن ،فأكل الزبد ،أو السمن ،أو -8
)(9
الجبن ،أو المصل ،لم يحنث ،جزم به الصحاب ]/8ب[.
والقاضي :يحنث ،لن المرق ل يخلو من أجزاء اللحم الذائبة فيه ،
وقد قيل :المرق أحد اللحمين .المغني .13/600
) ( ـ انظر )المغني ،13/590المقنع ،4/217المحرر ،2/78الفروع 9
(6/374وقال القاضي :يحتمل أن يقال في الزبد :إن ظهر فيه لبن ،
حنث يأكله وإل فل .انظر )المغني .(13/590
ومنها :إذا حلف ل يشرب الماء ،حنث بالماء المعهود) .(1ولم -9
)(2
يحنث بماء الورد ،وماء الهتباد ،وماء الحمص ،وماء الباقلء
ونحوه .وإ
)(4 )(3
وإذا شرب ماء البحر المالح حنث ،وحكي عن الشافعية قولن .
ومنها :إذا حلف ل يأكل الجوز ،فأكل جوز الهند لم يحنث. -10
ومنها :إذا حلف ل يأكل البطيخ ،حنث بأكل الخضر -11
)(6 )( 5
والصفر ،وحكى السنوي أنه ل يحنث عندهم ،وهو مشكل .
ومنها :إذا حلف ل يشم الريحان ،فشم الورد ،أو البنفسج ،أو -12
الياسمين ،أو ل يشمهما فشم دهنهما أو ماءهما ،لم يحنث ،جزم به
في "الوجيز" وقدمه في "المقنع") ،(7وقال بعض أصحابنا :يحنث)،(8
وال أعلم.
ومنها :إذا حلف ل يأكل لحما فأكل سمكا حنث ،جزم به في -13
)(9
"الوجيز"
) ( ـ قال السنوي" :حتى يحنث ببعضه ،إذ لو حمل على العموم لم 1
يحنث كما لو حلف ل يشرب ماء النهر ،فإنه ل يحنث بشرب بعضه
على الصحيح") .التمهيد ص . (309-308
) ( ـ في الصل غير مفهومة ،والمثبت اجتهاد مني ،وهو ماء حب 2
) ( ـ أي عند من اعتاد إطلق البطيخ على الخضر ،فإنه يحنث بأكله، 6
أما في بلدنا ـ مثل ـ حيث اعتيد إطلق البطيخ على الصفر ،فإنه ل
يحنث بأكل الخضر ،والله أعلم.
) ( ـ انظر "المقنع ."4/223وهو اختيار القاضي وغيره عمل بالعرف. 7
أما الخرقي فهو العلمة الفقيه أبو القاسم عمر بن الحسين بن
عبد الله الخرقي الحنبلي البغدادي ،انتهت إليه رئاسة المذهب ،له
مصنفات كثيرة وتخريجات بديعة على المذهب ،لكن لم يصلنا منها إل
المختصر .توفي سنة 334هـ .أخباره في )طبقات الحنابلة -2/75
،118تاريخ بغداد ،11/234سير الذهبي ،15/363المنتظم ،6/346
وفيات العيان .(3/441
) ( ـ انظر )المقنع ،(4/223وهو ظاهر المذهب ،وبه قال مالك 2
العادات والعراف.
) ( ـ انظر )المقنع ،4/223الفروع .(6/372 6
16ـ ومنها :إذا حلف ل أكلت السويق) (3فشربه ،أو ل شربته فأكله ،لم يحنث
في ظاهر نص أحمد) ،(4لنه قال فيمن حلف ل يشرب النبيذ فثرد فيه وأكله:
ل يحنث) ،(5وقال الخرقي ]/9أ[" :يحنث") .(6وخرج الصحاب من كلم
أحمد في كل ما كان مأكول ،فحلف ل يأكله ،فشربه أو عكسه) (7وجهين).(8
وقال القاضي :إن عين المحلوف عليه حنث) ،(9وإل فل .وأكثر ثمار اليمان
يدخل في هذه القاعدة ،لن كل ما كان في "أل" وكان فيه معهود وعام
يدخل فيها ،وال أعلم&.
) ( ـ لن ركوب السفينة عند هؤلء ل يسمى ركوبا ،وهو بعيد .انظر 1
)المقنع .(4/224
) ( ـ وإليه ذهب أبو الخطاب .انظر )المغني .(13/606 2
) ( ـ واحد أسوقة ،وهو ما يتخذ من الحنطة والشعير ،أو ما يتخذ من 3
)المغني .(13/608
) ( ـ قال" :إل أن يكون له نية" انظر )المختصر ص ،(222لن اليمين 6
على ترك أكل شيء أو شربه يقصد بها في العرف اجتناب ذلك
الشيء فحملت اليمين عليه ..إل ترى لو قال طبيب :ل تأكل العسل
لكان ناهيا له عن شربه ) .المغني .(13/607
) ( ـ أو ل يشربه ،فأكله. 7
.(4/226
) ( ـ وذلك مثل من حلف :ل أكلت هذا السويق فشربه ،أو ل يشربه 9
فأكله ،أما إذا أطلق فل ،قال القاضي :رواية واحدة ل يختلف
المذهب فيه .قال في )المغني " :(13/608وهذا مخالف لطلق
الخرقي".
القاعدة الثامنة عشر
قاعدة @ :السم المحلى ب"أل" التي ليست للعهد تفيد أي "أل" العموم
مفردا كان أو جمعا) ،(1والمضاف) (2كالمحلى ب"أل" فيما ذكرناه في إفادة
العموم والجمع بطريق أولى .والكلم الن في المفرد والجمع المضافين أو
المعرفين ب"أل" تفيده العموم@.
&إذا عرف ذلك ،فيتفرع على القاعدة مسائل :
-1منها :بطلن بيع الغرر بقولك " :نهي عن بيع الغرر") ،(3فدخل فيه جميع
ما فيه غرر ،من بيع الحمل في البطن ،والصوف على الظهر ،واللبن في
الضرع ،والمسك في الفار) ،(4والنوى في التمر.
ص .(195
) ( ـ قال في المغني " :6/90وهو مذهب مالك والشافعي وقول 3
الشاة باللحم ،فقال :ل يصح .والوجه الثاني :اختاره القاضي ،وهو
الجواز .انظر المغني ،6/91مختصر الخرقي ص ،83الروايتين
والوجهين .(1/325
) ( ـ في الصل :قال. 5
) ( ـ هو المام المحدث تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن 6
وإن قال :ل شربته ،فقال الشافعية :ل يحنث بشرب بعضه ،ولم أر
لصحابنا فيه شيئا).(5
6ـ ومنها :إذا حلف ل يأكل الخبز الذي في البيت ،لم يحنث حتى يأكل
الجميع) .(6إن حلف :وال لكلن الخبز الذي في البيت ،لم يبرأ حتى يأكل
جميعه .وال أعلم.
7ـ ومنها :إذا قال المام للقاضي :وليتك الحكم ،فكانت وليته عامة في
جميع الشياء.
-8ومنها :ما ذكره السنوي :إذا قال لثلث نسوة :من تخبرني
]منكن[ ) (7بعدد ركعات الصلة) (8المفروضة ]في اليوم والليلة[ ،
)(9
فهي طالق .فقالت واحدة :سبعة عشر ركعة ،وقالت الثانية :خمسة
عشر ،وقالت الثالثة :إحدى عشر ،لم تطلق واحدة منهن ،فالول
معروف ،والثاني يوم الجمعة ،والثالث في السفر.
) ( ـ ونظير هذا إذا وقف على ولده ،فإن يتناول جميع أولده الذكور 1
والناث ،ذكره الصحاب ،وللمام أحمد رضي الله عنه نص يدل على
ذلك ،قاله صاحب )القواعد والفوائد ص .(201
) ( ـ هو عبد الواحد بن إسماعيل أبو المحاسن ،فخر السلم الروياني، 2
وروي هذا عن أحمد ،وهو مذهب عمر رضي الله عنه والزهري .انظر
)المغني .(399-10/398
) ( ـ وهو المنصوص عن أحمد في رواية جماعة ،نوى الطلق أو لم 5
ينوه ،وممن قال :إنه ظهار عثمان بن عفان وابن عباس وغيرهما.
انظر )المغنى .(10/397
) ( ـ الطلق باللف واللم التي تفيد الستغراق تفسيرا للتحريم،6
فيدخل فيه الطلق كله ،نص عليه أحمد .وهناك رواية أخرى لزوم
الواحدة بناء على تقديم المعهود على العموم ،إذ معنى المعهود
سني ،وهو أن السنة أن يطلقها واحدة .انظر )المغني ،10/399
القواعد والفوائد الصولية ص .(196وهناك رواية أخرى عنه :ل
تكون ثلثا حتى ينويها ،سواء كانت فيه اللف واللم أو لم تكن ،نقلها
صاحب) المغني .(10/400
) ( ـ وهي رواية عن عبد الله النيسابوري عنه ،قال عنه :إذا قال :أنت7
علي حرام ،أريد به الطلق ،كنت أقول :إنها طلق ،يكفر كفارة
الظهار ،وهذا كأنه رجوع عن قوله :إنه طلق ،ووجهه أنه صريح في
الظهار .انظر المغني .(1/399 0
-10ومنها :إذا قال :الطلق يلزمني ،ونوى الثلث ،طلقت ثلثا)،(1
وإن لم ينو شيئا ،فهل تطلق ثلثا أو واحدة؟ على روايتن) ،(2وإن نوى
واحدة فلم أر فيها شيئا ،إل الشافعية ل يقع إل واحدة) ،(3وال أعلم ]1
/0أ[.
قال ابن رجب في "القواعد" في القاعدة التاسعة والخمسين بعد المائة" :إذا
قال :الطلق يلزمني ،فهل يلزمه واحدة أو ثلث؟ على روايتين ،لن اللف
واللم قد أراد) (4بها العهد في الطلق المعهود المسنون ،وهو الواحدة ـ
وهذا يجيء على القاعدة التي قبل هذه ـ قال ـ) : (5ويراد بها مطلق الجنس،
ويراد بها استغراق الجنس ،لكنها في الستغراق والعموم أظهر .والمتيقن
في تلك الواحدة ،والصل بقاء النكاح.
وعلى رواية وقوع الثلث ...فلو نوى بها) (6ما دونها ،فهل يقع به ما
نواو خاصة أو يقع به الثلث ،ويكون دون ذلك صريحا في الثلث؟ فيه
طريقا للصحاب.
ولو قال :الطلق يلزمني ،وله أكثر من زوجة ،فإن كان هناك نية أو
سبب يقتضي التعميم أو التخصيص عمل به.
ومع فقد النية والسبب خرجها بعض الصحاب على الروايتين في
وقوع الثلث بذلك على الزوجة الواحدة ،لن الستغراق في الطلق يكون
تارة في نفسه ،وتارة في محله ،وقد فرق بعضهم بينهما بأن عموم المصدر
لفراده أقوى من عمومه لمفعولته ،لنه يدل على أفراده بذاته عقل ولفظا،
ويدل على مفعولته بواسطة ،فلفظ الكل والشرب ـ مثل ـ يعم النواع منه،
) ( ـ لنه نوى بلفظه ما يحتمله من الطلق ،فوقع كما لو قال :أنت 1
ولزوم الواحدة بناء على تقدم المعهود على العموم .ولعل هاتين
الروايتين مبنيتان على الطلق الثلث :هل هو سني أم بدعي؟ وفي
المسألة روايتان .فإن قلنا :هو سني لزمت الثلث بناء على عموم
المحلى ،وإن قلنا ليس سنيا ،وإنما السنة الواحدة ،فينصرف المحلى
إلى المعهود السني ،وهو الواحدة .انظر )القواعد والفوائد ص
.(196
) ( ـ انظر )التمهيد للسنوي ص .(327 3
) ( ـ الجملة اعتراضية من كلم المصنف ،وهو يريد بالقاعدة التي قبل 5
المذكورة.
) ( ـ في القواعد :به. 6
والعداد أبلغ) (1من عموم المأكول والمشروب إذا كان عاما ،فل يلزم من
عمومه لفراده وأنواعه عموم لمفعولته) .(2ذكر هذا كله الشيخ تقي الدين
بمعناه).(3
وفي موضع آخر قوي وقوع الطلق بجميع الزوجات دون وقوع الثلث
بالزوجة الواحدة ،وفرق بأن وقوع الثلث بالواحدة محرم ،بخلف وقوعه
بالزوجات المتعددات.
وقد يقال :إن قوله الطلق يلزمه ،وإن كان صيغة عموم ،لكن إن لم
ينو عمومه ،كان مخصصا بالشرع عند من يحرم جمع الثلث ،وهو ظاهر
المذهب ،فتكون المسألة حينئذ من صور التخصيص بالشرع)/10] (4ب[.
بلغ.
) ( ـ كذا في الصل ،وفي اختيارات ابن تيمية ص ،443فل يلزم من 2
ـ أحدها :الجراء إذا نونه) ،(3وهو احتمال أبداه في "الجامع الكبير" ،وقد
أومأ إليه أحمد في رواية مهنا).(4
ـ والثاني :عدم الجزاء على أنهما للعهد).(5
ـ والثالث :عدم الجزاء مطلقا ،سواء نونه أو ل).(6
) ( ـ في الصل :أكبر ـ دون اللف واللم ـ وهو خطأ ،والتصحيح من 8
.198
) ( ـ زيادة يقتضيها السياق. 11
) ( ـ أخرجه أبو داود في باب فرض الوضوء ـ باب المام يحدث بعدما 1
) ( ـ لن التنوين قام مقام اللف واللم ،ولن أكثر ما ورد في القرآن 4
من السلم بغير ألف ولم ،كقوله تعالى في الرعد) :24/سلم عليكم
بما صبرتم( ،وقوله عز وجل في سورة النحل) :32/يقولون سلم
عليكم( .انظر المغني ،2/246والقواعد والفوائد الصولية ص .198
) ( ـ لنه يغير صيغة السلم الوارد ،ويخل بحرف يقتضي الستغراق ، 5
) ( ـ وذلك كقوله :علي كذا درهم ،أو كذا وكذا ،أو كذا كذا جرهمـ 6
بالرفع ـ
) ( ـ يرجع في تفسيره إليه .قاله صاحب )المغني .(7/308 7
) ( ـ ويكون منصوبا على التمييز ،وقال بعض النحويين :هو منصوب 8
.(329
ومنها :إذا قال لزوجته :إذا قدم الحاج) (1فأنت طالق .فهل تطلق -16
بأول قدوم بعضهم ،أو ل تطلق حتى يقدم جميعهم؟ المتعين تطلق
بأول قدومهم ،مالم تكن نيته قدوم الجميع).(2
ومنها :إذا قال :إذا كان حملك ذكرا ،فأنت طالق طلقة ،وإن -17
كان أنثى فطلقتين ،فولدت ذكرا وأنثى ،لم تطلق ،جزم به في
"المقنع" ،وأكثر أصحاب المام ،لن حملها ليس بذكر وليس بأنثى،
بل الذكر بعضه والنثى بعض .وهذا موافق لكون المضاف للعموم،
وإن قال :إن كنت حامل ،مكان "إن كان "...طلقت ثلثا).(3
ومنها :إذا قال السيد لعبده :إذا قرأت القرآن فأنت مدبر ،فقرأ -18
بعضه لم يصر مدبرا) ،(4جزم به الصحاب).(5
19ـ ومنها:إذا حلف ل رأى منكرا إل)(6رفعه إلى الوالي ،من غير تعيين
وال ،فهل يتعين في المنصوب وبكل من ينصب بعده؟
في المسألة وجهان :قال في "الترغيب")" : (7لتردد اللف واللم بين الجنس
والعهد".
-20ومنها :إذا قال :إن ولدت ذكرا فأنت طالق واحدة ،وإن ولدت
أنثى ]/11أ[ فأنت طالق اثنتين فولدت ذكرا وأنثى.
) ( ـ ولكن إذا حملناه على العموم فمقتضاه أنه لو مات أحدهم ،أو 1
انقطع لمانع لم يحصل المعلق عليه وفيه بعد ،وحينئذ فهل النظر إلى
الكثر ،أو ما ينطلق عليه اسم الجمع؟ فيه نظر .انظر )التمهيد
للسنوي ص .(329
) ( ـ انظر )المقنع ،(3/192وهذا الصحيح من المذهب الحنبلي ، 2
ل يفيد العموم ،وقد علق الطلق على شيئين ،ووجد المعلق ،فيقع
الثلث ،بخلف الول .انظر )التمهيد ص .(329
) ( ـ حمل لها على الستغراق إل بدليل) .القواعد والفوائد الصولية ص 4
.(199
) ( ـ يكون قد علقه بشرط ومات قبل وجوده ،بطل .انظر المغني 5
) ( ـ قال في )حاشية المقنع " :(3/193ما قاله أبو بكر هو المذهب.. 1
لن العدة انقضت بوضعه ،أي الثاني فصادفها الطلق بائنا فلم يقع،
كما لو قال :إن مت فأنت طالق".
) ( ـ انظر )المقنع .(3/193 2
وسواء كان جمع قلة أو كثرة ،انظر )شرح الكوكب المنير ،3/129
فواتح الرحموت ،1/2601المستصفى ،2/37العدة .(2/484
) ( ـ قال السنوي " :كذا نقله الرافعي في آخر تعليق الطلق ،في 4
وقامت قرينة للسامعين تدل على ذلك ،جاز ،سواء كان متصفا بهذه
الصفة أو ل ،كغيره من اللقاب الموضوعة للتفاؤل والمبالغة ،وإن
أراد العموم فل إشكال في التحريم".
) ( ـ هو العلمة محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الملقب بشمس 6
الدين المعروف بابن قيم الجوزية ،الفقيه الحنبلي ،مجتهد عصره ،له
مصنفات بديعة ملت الدنيا علما ومعرفة ،توفي 751هـ .اخباره في
)ذيل طبقات الحنابلة ،2/447الدرر الكامنة ،4/21الشذرات 6/168
وغيرها(.
) ( ـ انظر )تحفة المودود بأحكام المولود له ص .(74وعدم الجواز 7
للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال" :إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك
الملوك" .أخرجه البخاري في الدب ـ باب أبغض السماء إلى الله ،
برقم 6205ـ .(6206ومسلم في الدب ـ باب تحريم التسمي بملك
الملك ،برقم ).(2143
23ـ ومنها :ما قاله السنوي عن ابن عبد السلم) :(1ل يجوز الدعاء
للمؤمنين والمؤمنات أن يغفر ال ذنوبهم جميعها ،ول بعدم دخولهم
النار) ،(2وما قاله فيه نظر.
وقال هو) (3عن قول نوح :إنه فعل في سياق الثبات ،وذلك ل يقتضي
العموم ،لن الفعال نكرات ويجوز بها قصد معهود خاص) ،(4والذي
ينبغي أن هذا يجوز،وال أعلم.
-24ومنها :إذا وقف على فقراء بلد ،أو أقاربه ،أو جماعة يمكن حصرهم
واستيعابهم ،وجب تعميمهم والتسوية بينهم ،وإن لم يمكن جاز تفضيل
بعضهم على بعض ،وإل فيصار على واحد منهم ،ويحتمل أن ل يجزيه
أقل من ثلثة.
-25ومنها :إذا حلف ليصومن اليام ،فهو ثلثة أيام) ،(5جزم به في
"المقنع") (6في كتاب)" (7جامع اليمان" ونقله الرافعي عن بعض
الشافعية) ، (8وحكى السنوي احتمال عندهم أنه أيام العمر) ،(9وال
أعلم.
) ( ـ في "أماليه" حيث جزم العز بن عبد السلم بتحريم ذلك ،وكذا 1
.(4/281
) ( ـ أي السنوي مجيبا عن قوله عز وجل على لسان نوح عليه السلم 3
في سورة نوح } 28/رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا
وللمؤمنين والمؤمنات{) .التمهيد ص ،306الكوكب الدري ص .(231
) ( ـ وهو أهل زمانه مثل .انظر )الكوكب الدري ص .(321 4
) ( ـ لنه أقل ما يتناوله اللفظ ،فأقل الجمع "لليام" هي ثلثة ،كما هو 5
.4/210
) ( ـ وقال" :وهو الولى" .انظر )التمهيد للسنوي ص .(308 8
) ( ـ كذا في الصل ،ولعل الصحيح اسم الفاعل ،وهو الصفة الدالة 1
) ( ـ قال القرافي " :يكون حقيقة إذا كان متعلق الحكم ـ وهو 3
.(2/152
) ( ـ إحداهما :ل يقع في الحال وإن نواه ،وهو اختيار أبي بكر. 6
مستقبل ،وذلك مثل جاء الضارب زيدا ،لن "أل" هذه موصولة،
وضارب حال محل "ضرب" إن أردت المضي ،أو يضرب إن أردت
غيره .انظر )شرح الكافية الشافية .(2/1029قال ابن عقيل " :هذا
هو المشهور من قول النحويين ،وزعم جماعة من النحويين منهم
الرماني أنه ل يعمل إل ماضيا "..انظر )شرح ابن عقيل على ألفية
ابن مالك .(2/110
) ( ـ لعدم جريانه على الفعل الذي هو بمعناه ،فهو مشبه له معنى ل 3
لفظا ،فل نقول :هذا ضارب زيدا أمس ،بل يجب إضافته فنقول :هذا
ضارب زيد أمس .انظر)شرح ابن عقيل على اللفية .(2/106
) ( ـ هو المام اللغوي أبو الحسن على بن حمزة بن عبد الله الكسائي 4
) ( ـ أي ،وقع الفعل منه كـ"ضارب" اسم فاعل لمن وقع منه الضرب. 2
) ( ـ أي ،وقع الفعل عليه كـ"مضروب" ،اسم مفعول لمن وقع عليه 3
الضرب.
) ( ـ المستلذ :هو ما عده الشخص لذيذا ،ومنه وقد لذذت الشيء ـ 4
الذكر.
) ( ـ انظر )الكوكب الدري للسنوي ص .(243 8
القاعدة الثانية والعشرون
قاعدة @ :أفعل التفضيل) (1مقتضاها المشاركة)@(2
%ذكره النحاة ،وتكون للمشاركة مطلقا ،كما هو مقتضى كلم النحاة ]
/12أ[ وسواء كان محلى بـ"اللف واللم" أم ل) .(3فالمحلى مثل:
الرشد ،وغير المحلى مثل أرشدهم%.
& إذا علمت هذا ،فمن فروع القاعدة:
-1إذا وقف على ولده ،وشرط النظر) (4للرشد فأرشد) ،(5اشترك جميع
من استوى في الرشدية في النظر من الذكور والناث).(6
وقد رد بعض الحنفية على الفقهاء ،فقال :أفعل التفضيل إذا ورد محلى
ب"اللف واللم" قال أهل العربية :يجب مطابقته الموصوف إن كان
مذكرا فمذكر ،وإن كان مؤنثا فمؤنث) ،(7فيكون على وزن الفعلى ،ل
على وزن "الفعل"،والفقهاء يدخلون النثى حين يقول الواقف :النظر
للرشد ،فالرشد من أولده ،والرشد صفة للمذكر عند أهل العربية،
فما وجه دخول النثى في لفظ الرشد فالرشد؟.
) ( ـ هو الفعل الذي يصاغ من الفعال التي يجوز التعجب منها للدللة 1
على التفضيل ،وهو وصف على وزن "افعل" ) .شرح ابن عقيل على
اللفية .(2/174
) ( ـ أي المشاركة في الصفة بين اسمين مع المفاضلة بينهما ،كقولك: 2
منها ،في هذه الحالة ل بد أن يتصل به "من" مثل" :زيد أفضل من
عمرو" ،ووإما أن يكون مضافا ،وذلك كقولك " :هند أفضل امرأة".
انظر شرح ابن عقيل .(177-2/176
) ( ـ النظر هو تأمل الشيء بالعين ،واسم الفاعل منه الناظر ،وهو 4
) ( ـلن "الولد" في اللغة يقع على الذكر والنثى ،كما يقع على الواحد 4
ـ أحدهما :يكون قاذفا له ،اختاره القاضي ،لنه أضاف الزنى إليهما ،
وجعل أحدهما فيه أبلغ من الخر ،فإن لفظة أفعل للتفضيل ،
فيقتضي اشتراك المذكورين في أصل الفعل ،وتفضيل أحدهما على
الخر فيه.
ـ والوجه الثاني :يكون قاذفا للمخاطب خاصة ،لن لفظة "أفعل" قد
تستعمل للمنفرد "بالفعل") .المغني ،12/395المقنع .(4/110
) ( ـ انظر )الفروع .(6/93 3
) ( ـ قال السنوي " :إل أن يريد القذف") .الكوكب الدري ص .245 4
القاعدة الثالثة والعشرون
قاعدة @:لفظ "الكثر" ـ بـ "الثاء" المثلثة ـ أفعل تفضيل في أصل
الوضع@
& إذا تقرر هذا ،فمن فروع القاعدة:
1ـ إذا ادعى عليه فقال :لفلن علي أكثر من مالك ،وقال :أردت
التهزئ ،لم يقبل منه ويلزمه حق لهما).(1
ولنا وجه ل يلزمه شيء ،والصحيح الول) ،(2ويكون حق من قال له
على أكثر" ،أكثر" وسواء كان نفعا أو بقاء ،ونحوه كما سيأتي.
2ـ ومنها :إذا قال :له علي أكثرمن مال فلن ،لزمه التفسير ،فإن فسره
بأكثر قدرا قبل ،وإن قل ،وإن فسره بأكثر بقاء أو نفعا قبل منه مع
يمينه ،وسواء علم مال فلن أو جهله ،أو ذكر قدره أو لم يذكره) .(3جزم
به الصحاب في كتبهم) ،(4وال أعلم.
-3ومنها :إذا قال له :علي دراهم كثيرة،قبل تفسيرها بثلثة دراهم فما
فوقها ،جزم به الصحاب).(5
وإن قال :مال كثير ،قبل تفسيره بالقليل والكثير).(6
-4ومنها :إذا حلف ل يصلي صلة كثيرة ،حنث بثلث ركعات ،والصيام
)(8
الكثير ثلثة) (7أيام
) ( ـ قال في )المقنع " :(4/391يرجع في تفسيره إليه". 1
قال في )النكت والفوائد " :(2/487إن ظاهر اللفظ يدل على إقراره
لهما بشيء من المال ،وأحدهما أكثر فيلزم بتفسيره لجهالته ،وهذا
الراجح عند جماعة ،وهو أولى".
) ( ـ قال في المقنع " : 4/391ويحتمل أنه يلزمه أكثر منه قدرا بكل 3
المغني .(7/307
) ( ـ هذا المذهب .انظر )المغني ،7/289المقنع ،4/389النصاف 5
.(12/121
) ( ـ انظر )المغني 7/305ـ ،306المقنع .(4/389 6
) ( ـ لن هذا يقتضي عددا ،ولن للطلق أقل وأكثر ،فأقله واحدة 1
رواية أخرى بالعكس ،وحي عنه رواية ثالثة بالتسوية" انظر )القواعد
ص .(22
القاعدة الرابعة والعشرون
قاعدة@:المصدر المنسبك نحو يعجبني صنعك@
)(1
%إن كان بمعنى الماضي أو الحال ،فينحل إلى "ما" و "الفعل" نحو
ما صنعت ،أو تصنع ،وإن كان بمعنى الستقبال فينحل إلى "أن"
و"الفعل" ،وكذا "أن" المشددة مع "الفعل") .(2وذكر في "الرتشاف"
أن النحاة فرقوا بين "انطلقك" و "أنك منطلق" ،أن المصدر ل دليل فيه
على الوقوع)%.(3
& إذا علمت ذلك ،فمن فروع القاعدة:
1ـ إذا قال :أوصيت لك أن تسكن هذه الدار ،أو بأن يخدمك هذا العبد،
فإنه يكون إباحة ل تمليكا ،وفي كلم الفقهاء ما يدل عليه ،لنهم قالوا
في المة :يجوز أن يوصي لشخص بمنافعها ،والخر برقبتها).(4
2ـ ومنها :لو وكله ،وقال :وكلتك في أن تبيع) (5هذا ،أو أن تشتريه ،أو
في أن تصدق به ،أو في أن تقفه ،تارة يكون قصد الموكل بهذا أن ل
يوكل ،فليس للوكيل أن يوكل فيه ،وتارة ل يكون له قصد) ،(6فهذا يجوز
للوكيل أن يوكل بشروط) ،(7وال أعلم بالصواب&.
) ( ـ كقول القائل :ضربته شديدا ،أي ضربا شديدا .انظر )الكوكب 1
الدري ص .(251
) ( ـ انظر )المقنع ، /3/14المحرر ،(2/54وقال في )المغني 2
" :(10/370فهي كناية خفية ،لكنها ل تقع بها إل واحدة وإن نوى ثلثا،
لنها لتحتمل غير واحدة".
) ( ـ أي بالكناية الخفية ،نحو اخرجي ،واذهبي ،وذوقي ،وتجرعي ..قال 3
أحمد :ما ظهر من الطلق فهو على ما ظهر ،وما عنى بها الطلق
فهو على ما عنى) "..المغني .(10/369
) ( ـ لعله شبيب بن عثمان بن صالح الرحبي الفقيه ،أبو المعالي من 4
أهل الشام ،سمع من جماعة منهم محمد بن أبي نصر الحميدي ،له
فوائد علقها من كلم ابن الصباغ ،وأخرى علقها من كتاب "الكافي"
في شرح مختصر المزني لبي الحسن الماوردي ،كان حيا سنة
468هـ .ترجمته في )طبقات الشافعية ،5/77المشتبه للذهبي ص
.(311
) ( ـ هو المام الفقيه إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني ،أبو 5
) ( ـ كون المصدر أصل ،والفعل والوصف مشتقين منه ،هو مذهب 1
إذا جمعت بين شفرتي حيائها بحلقة أو سير .انظر )الصحاح 1/208ـ
مادة كتب ،الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي .(1/26
) ( ـ انظر ) تحرير ألفاظ التنبيه ص ،30الدر النقي .(1/26 3
ص ،20المغرب .(2/206
) ( ـ وهو قول لصحاب مالك والشافعي وأحمد .قال شيخ السلم: 5
) ( ـ أي المصاحبة بين أمرين في حكم يجمع بينهما ،قاله ابن دقيق 1
.(254
) ( ـ فهي هنا ليست للمصاحبة ،بل للمقارنة والضم .انظر )البحر 3
المحيط .(2/300
) ( ـ انظر المقنع ).(2/165 4
.(2/57
) ( ـ كأن يقول بالنسبة للظهار لحدى زوجتيه :أنت علي كظهر أمي، 6
ويقول للثانية :وأنت معها ،فيضمها للولى ،فيقع لها ما وقع للزوجة
الولى ،فتقارنها في الحكم .وكذلك اليلء ،والله أعلم.
-4ومنها :إذا قال :له علي درهم مع درهم ،لزمه درهمان .جزم به
الصحاب) ،(1وعند الشافعية يلزمه درهم).(2
-5ومنها :إذا حلف ل يخرج من البلد إل معه ،فخرجا معا ،لكن تقدم
أحدهما عن الخر خطوات ،فلم أر لصحابنا فيها شيئا ،لكن الذي ينبغي
عدم الحنث ،وللشافعية وجهان) ،(3وصحح في "الروضة لهم عدم
الحنث).(4
-6ومنها :إذا قال لوكيله :بع هذا العبد مع هذا الخر ،فإن كان قصده
اجتماعهما في البيع ،فليس للوكيل التفريق بينهما ،وإن لم يكن قصده ذلك
جاز).(5
-7ومنها :إذا قال :بعتك هذه الدابة مع أخرى في البيت ،فل يصح ،وكذا
كل ما جمع فيه بين معلوم ومجهول.
-8ومنها :إذا قال :إن كلمت زيدا مع عمرو ،فأنت طالق ،فل تطلق حتى
تكلمهما .وهل تطلق إذا كلمتهما منفردين ،أو ل بد من اجتماعهما؟ الذي
ينبغي أن ل تطلق حتى تحدثهما مجتمعين ،صرح بهذا بعضهم) .(6وذكر
الرافعي) :(7ويحتمل أن تطلق حيث وجد الكلم ،وهو المتباردر إلى الذهن
من الحالف ،وال أعلم.
-9ومنها :إذا قال :أنت طالق طلقة واحدة مع طلقتين ،طلقت ثلثا ،كما
جزم به الصحاب) ،(8وال أعلم.
"قطع به غير واحد ،لن اللفظ في هذه الصورة يجري مجرى العطف
لقتضائه ضم درهم آخر إلى المقر به ،فلزماه كالعطف ،والسياق
واحد".
) ( ـ قال الزركشي" :وهو منصوص الشافعي ،لحتمال أن يكون 2
المراد :مع درهم لي ،أو معه درهم لي ،وقال الداركي :مع الهاء
درهمان ،ومع حذفها درهم") .البحر المحيط .(2/300
) ( ـ حكاهما الرافعي .انظر )الكوكب الدري ص .(254 3
) ( ـ وهو أحد الوجهين للعرف .والثاني :أنه ل يبر إل إذا خرجا بل 4
وما ليجوز بيعه ،ومنها بيع معلوم مع مجهول ،فل يصح .انظر )المقنع
.(2/18
) ( ـ انظر )الروضة .(8/178 6
) ( ـ لن المعية هنا تحققت ،وهو يعلم ذلك ،بخلف ما لو كان جاهل 1
بوجود زيد ،فإن المعية بالنسبة له غير متحققة ،وكانت متحققة في
نفس المر وواقعه ،والله أعلم.
) ( ـ لن فاقد البصر ل يمكنه معرفة ركود الماء أو جريانه عادة .والله 2
أعلم.
) ( ـ المذكور في المسألة الفائتة ،فانظرها. 3
على التأكيد.
) ( ـ انظر )ارتشاف الضرب له .(2/267 5
) ( ـ وهو العلمة المحدث ،إمام النحو ،أبو العباس أحمد بن يزيد 6
القاعدة الثلثون
)(4
قاعدة@ :أول اليام "الحد" عند أهل اللغة ،وقال بعض العلماء :أولها
السبت)@(5
منه قول الشاعر:
)(6
بكران من سبت عليك إلى سبت ألم تر أن الدهر يوما وليلة
) ( ـ هذا إذا أريد بـ"معا" التأكيد فقط ،دون التحاد على رأي أبي 1
حيان ،أما إذا أفادت ودلت على التحاد على رأي ثعلب ،فإن
وقوع الطلق أو التحرير ل يتم إل إذا كانا معا ،ومع التفرق ل يقع
شيء .والله أعلم.
) ( ـ انظر )الكوكب الدري ص .(258 2
) ( ـ ثلثة سرد وواحد فرد ،وكانت العرب ل تستحل فيها القتال ،إل 1
حيان خثعم وطيء ،فإنهما كانا يستحلن الشهور .وقل :هي شهور
العهد أربعة ،قاله مجاهد وابن إسحاق وغيرهما .وقيل لها" :حرم"،
لن الله حرم على المؤمنين فيها دماء المشركين ،والتعرض لهم إل
على سبيل الخير.
انظر )جامع الحكام للقرطبي ،8/72الصحاح للجوهري 5/1895ـ
مادة حرم(.
) ( ـ في الصل :إل ،ولعه خطأ. 2
الدري ص .(261
) ( ـ لنها تقع مرتبطة باليام والشهور ،فتعلقت أحكامها بها. 4
عليه(.
طالق أمس) ،(1ويقع إذا قال قبل أن أنكحك) ،"(2وإن قال :أردت أن
زوجا قبلي كان طلقها ،أو طلقتها أنا في نكاح قبل هذا ،قبل منه ،إن
احتمل الصدق في ظاهر كلمه) ،(3فإن مات ،أو جن ،أو خرس قبل
العلم بمراده لم تطلق ،جزم به في "الوجيز") ،(4ولنا وجه تطلق،
)(5
وأطلقها في "المقنع"
ومنها :إذا قال :أنت طالق قبل قدوم زيد بشهر ،فقدم قبل مضي -2
شهر ،لم تطلق ،وإن قدم بعد شهر وجزء يقع الطلق فيه وقع ،جزم به
في "المقنع") (6و "الوجيز" ]/16أ[.
ومنها :إذا قال :أنت طالق قبل موتي ،تطلق في آخرجزء من -3
)(7
حياته
ومنها :إذا قال :أنت طالق قبل أن تدخلي الدار ،فإنها تطلق في -4
)(8
الحال .
ومنها :إذا قال :له علي درهم قبله درهم ،لزمه درهمان ،جزم -5
)(9
به الصحاب .
ومنها :إذا قال :له علي درهم قبل درهم ،لزمه درهمان ،جزم -6
به في "المقنع").(10
-7ومنها :إذا قال :أنت طالق في شهر قبل رمضان ،أو قبل ما
قبل قبله رمضان ،وقد نظم بعض الفضلء فيها بيتين فقال:
) ( ـ وقال القاضي في بعض كتبه :يقع ،وهو مذهب الشافعي ،لنه 1
وصف الطلقة بما ل تتصف به ،فلغت الصفة ،ووقع الطلق .انظر
)المغني .(10/417
) ( ـ انظر )المقنع ،3/168المغني ،10/417المحرر .(2/68 2
وعليه أصحاب أحمد .أمان إن قال :قبيل موتي ،أو قبيل قدوم زيد ،
لم يقع في الحال ،وإنما يقع ذلك الجزء الذي يليه الموت ،لن ذلك
تصغير يقتضي الجزي الصغير الذي بقي" انظر )المغني .(10/419
) ( ـ وإليه ذهب القاضي ،سواء دخلت أو لم تدخل ) .المغنيى 8
.(10/419
) ( ـ انظر )المقنع ،4/391المحرر ،12/491المغني .(7/288 9
القاعدة التي بعدها ،فأربع) (3مسائل تدخل في هذه ،وأربع) (4في التي
بعدها:
)(5
ـ أحدها :كما في البيت "قبل ما قبل قبله"
)(6
ـ والثاني" :قبل مابعد بعده"
ـ الثالث" :قبل ما بعد قبله".
ـ الرابع" :قبل ما قبل بعده"
والربع) (7مسائل تجيء في القاعدة التي بعدها ،وقد ترى هذه المسألة
في غير هذا الكتاب ،والضابط فيها أنك إن قدمت لفظة "بعد" جاءت
أربعة أوجه:
)(8
ـ ]الولى[ :كلها "بعدات".
ـ الثانية" :بعدان وقبل"
ـ الثالثة" :بعد وقبلن"
)(9
ـ الرابعة" :بعد وقبل ثم بعد"
وإن تقدمت لفظة "قبل" جاءت أربعة كذلك).(10
إذا عرفت هذا فضابط الجواب عن هذه القسام الثمانية ،أنه إذا اتفقت
اللفاظ ،فإن كان "قبل") ،(11فيكون الشهر هو الذي تقدمه رمضان بثلثة
أشهر ،فيقع الشهر في ذي الحجة ،فكأنه قال :أنت طالق في شهر ذي
الحجة ،لن المعنى :أنت طالق في شهر رمضان قبل قبل قبله ،فلو قال:
رمضان قبله ،طلقت ]/16ب[ في شوال ،ولو قال :قبل قبله ،طلقت في ذي
القعدة ،وقبل رمضان تطلق في شعبان.
) ( ـ أي الخير ،والذي تتعلق به مسألتنا. 1
) ( ـ قبله :الضمير ،ويعود على رمضان ،أي قبل ما قبل قبله رمضان. 5
) ( ـ الوجه الول :بعد ما بعد بعده ،الوجه الثاني :بعد ما بعد قبله، 9
الوجه الثالث :بعد ما قبل قبله ،الوجه الرابع :بعد ماقبل بعده.
) ( ـ ذكره المصنف قبل بضعة أسطر فانظرها. 10
) ( ـ أي ثلث قبلت بثلثة أشهر قبلها الشهر المذكور ،وهو رمضان. 11
وسيأتي الكلم على "البعدات" في القاعدة التي بعدها ،وإن قال :في
شهر قبل قبل رمضان طلقت في جماى) ،(1وقيل :في رجب ،وقيل في
شعبان&.
منهما معا.
) ( ـ زيادة يقتضيها السياق. 5
المطار ،ول يملك إبطالها بالقول ،وله بيعه وهبته ووقفه وغير ذلك،
فإن عاد إليه عادت الصفة.
) ( ـ قال في )المغني " :(10/543نص عليه أحمد ،وبه قال الشافعي، 7
ول نعلم فيه مخالفا ،لنه تبين بموت أحدهما ،فل يصادف الطلق
نكاحا يزيله".
5ـ ومنها :إذا تزوج أمة أبيه ،ثم قال :أنت طالق بعد موت أبي ،فمات أبوه،
لم تطلق ،قدمه في "المقنع") ،(1ويحتمل أن تطلق).(2
6ـ ومنها :إذا قال :أنت طالق اليوم وبعده وبعده ،فهل تطلق ثلثا أو واحدة؟
في المسألة وجهان حكاهما الصحاب).(3
7ـ ومنها :إذا قال :بعد ما أطلقت فأنت طالق ،ثم طلقها ،فالذي ينبغي أن ل
تطلق إل واحدة إن كان الطلق بائنا ،مع أني لم أر للصحاب فيها كلما،
وال أعلم.
8ـ ومنها :إذا قال :له علي درهم بعد درهم ،فإنه يلزمه درهمان ،جزم به
)(4
أكثر أصحاب المام أحمد ،منهم الشيخ موفق الدين في كتبه
وصاحب"الوجيز") (5وغيرهم.
9ـ ومنها :إذا قال وقفت على أولدي وأولد أولدي ،بطنا بعد بطن.
قال الشيخ تقي الدين بن تيمية" :هذا ترتيب جملة").(6
النكاح يترتب على الملك ،فيوحد الطلق في زمن الملك السابق على
الفسخ ،فيثبت حكمه") .المغني .(10/543وانظر )المقنع .(3/171
) ( ـ الوجه الول :تطلق واحدة كقوله :أنت طالق كل يوم .الوجه 3
الثاني :تطلق ثلثا ،لن ذكره لوقات الطلق يدل على مقداره .انظر
)المقنع (3/173وحاشيته) ،المحرر .(2/66
) ( ـ قال في )الفروع " :(5/642وقيل :فيه احتمالن" .وانظر )المغني 4
) ( ـ ويقصد بترتيب الفراد :جواز أن يريد الواقف ترتيبا يوزع فيه 7
الفراد على الفراد ،فيكون كل فرد من أولد الولد داخل عند عدم
والده ـ كما هو مذكور في الصورة ـ ل عند عدم والد غيره .انظر
)فتاوى شيخ السلم ابن تيمية .(31/129وهذا الشكال يأتي عندما
ل يكون في لفظ الواقف تصريح بين معناه ،فاللفظ يصبح صالحا لكل
المعنيين صلحا قويا ،لكن قد يترجح أحدهما على الخر بأسباب
أخري= =كما رجح الجمهور ترتيب الكل على الكل في قوله :وقفت
فإنه ليس بين على زيد وعمرو،ويكر ،ثم على المساكين،
المساكين وبين اولئك الثلثة مساواة في العدد حتى يجعل كل واحد
مرتبا على الخر.
ول مناسبة تقتضي أن يعين لزيد هذا المسكين ،ولعمرو هذا ،ولبكر
هذا .بخلف قولنا :الناس يحبون أولدهم ،فإن المراد هنا من له ولد،
فصار أحد العمومين مقاوما للخر ،وفي أولده من الضافة ما اقتضى
أن يعين لكل إنسان ولده دون ولد غيره .انظر هذه المسألة
بالتفصيل في )الفتاوى الكبرى لبن تيمية .(21/129
) ( ـ كذا في الصل ،وهي ساقطة من المطبوع. 8
) ( ـ والخلف فيه مشهورفي مذهب أحمد رحمه الله على قولين: 4
علي البندنيجي ،من كبار فقهاء الشافعية حفظا وصلحا وورعا ،له
مصنفات منها "الذخيرة" و "التعليقة" ،توفي 425هـ .انظر ترجمته
في )البداية والنهاية ،12/37تاريخ بغداد ،7/343طبقات الفقهاء
للشيرازي ص ،1108طبقات الشافعية لبن السبكي 4/305
وغيرها( .والبندنيجين :بلدة مشهورة في طرف النهروين من ناحية
الجبل ،من أعمل بغداد )معجم البلدان .(1/745
) ( ـ وهو المام الفقيه الصولي ،أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله 6
ربيعة الموصلي ،تاج الدين ،كان أية في القدرة على الختصار ،له
مصنفات ومختصرات من أبرزها" التعجيز" مختصر "الوجيز" توفي
ببغداد 671هـ أخباره في )البداية والنهاية ،13/265طبقات ابن
السبكي ،8/191الشذرات .(5/332
) ( ـ هو محمد بن الحسين بن رزين بن موسى العامري الحموي ، 2
قاضي القضاة بالديار المصرية ،تقي الدين أبو عبد الله صاحب
الفتوى ،كان يشار إليه بها ،كان كثير التحقيق في مسائل الفقه ،عنه
أخذ قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة وغيره .توفي 680هـ أخباره
في )تذكرة الحفاظ ،4/1465حسن المحاضرة ،1/417النجوز
الزاهرة ،7/353طبقات ابن السبكي .(8/46
) ( ـ هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قفل الحضرمي ،المكنى بأبي 3
قفل ،تفقه وكتب الكثير بخطه ،وكان رجل صالحا ،أسمع الكثير من
علمه .مات بمكة شرفها الله تعالى سنة 631هـ .اخباره في )العقد
الثمين ،102-5/101طبقات ابن السبكي وجاءت فيه مبتورة
.(8/154
) ( ـ نقله عنه القاضي حسين في "فتاويه" .انظر )التمهيد للسنوي 4
المروزي ،من كبار تلميذ أبي بكر القفال ،وأحد أعلم المذهب
الشافعي ،توفي 461هـ أخباره في )طبقات ابن السبكي ،5/106
الشذرات .(3/309
انتقل نصيبه إلى ولده ،ومن قال :إنه ترتيب يقول :لم يستحق أحد من
الولد شيئا حتى ينقرض جميع الباء ،ثم ينتقل إلى البنين ،ثم إذا
انقرضوا إلى بنيهم ،وإن مات أحد البنين ]/15ب[ عن أولد ،وعن إخوته
الذين) (1هم طبقته ،إنما ينتقل إلى إخوته ل إلى ولده ،فإذا انقرض إخوته
انتقل إلى أولده وأولدهم&.
) ( ـ نحو قوله تعالى في سورة التوبة } :40/فقد نصره الله إذ أخرجه 2
اسمية نحو" :جئتك إذ زيد قائم" .وقد تكون الجملة مقدرة يعوض
عنها بالتنوين ،ومنه كما في سورة الواقعة } :84/وأنتم حينئذ
تنظرون{ ،أي حين بلغت الحلقوم) .المساعد على تسهيل الفوائد
لبن عقيل .(1/500
%وأجاز الخفش) (1والزجاج) (2نصبه على المفعولية) ،(3وذكر ابن مالك
أنها تجيء حرفا للتعليل%(4) .
& إذا علمت ذلك ،فمن فروع القاعدة:
إذا قال :أنت طالق إذ قمت ،أو إذ تزوجتك ،فإن كان المراد -1
المضي ) (5فتطلق ،أشبه ما لو قال :أنت طالق قبل أن تدخلي الدار.
وإن كانت للتعليل ،فيكون قوله :أنت طالق لجل قيامك ،أو لجل
تزوجك ،أو لجل نومك ،أو لجل صومك ،ونحوه .وال أعلم&.
) ( ـ قال ابن خروف" :وزعم أبو المعالي أنها للماضي كـ"إذا" وخالف 6
الجماعة ،وهذا منه عجيب فقد ذهب جماعة من النحويين إلى ذلك.
)البحر المحيط .(2/306
) ( ـ فتكون لمجرد الطرفية في المستقبل نحو}:والليل إذا يغشى )(1 7
) ( ـ المدّبر :من وقع عليه التدبير ،والتدبير مصدر دبر العبد والمة 3
تدبيرا ،إذا علق عتقه بموته ،لنه يعتق بعدما يدبر سيده ،والممات
دبر الحياة .انظر هذه المعاني في )الزاهر للزهري ص ،428الدر
النقي (3/823
) ( ـ والحرية المعلقان بالموت ،وذلك كقوله :أنت حر أو عتيق أو 4
محرر بعد موتي ،فيصير بذلك مدبرا بل خلف .انظر )المقنع مع
حاشيته .(2/494
) ( ـ وذلك بحصول المعلق عليه" ،وقال القاضي :إن الطلق يقع في 5
الحال ،لنه علقه بشرط محال ،فلغا الشرط ووقع الطلق" انظر
المغني .10/416
) ( ـ قال في )حاشية المقنع " :(4/375وهذا المذهب ،وعليه 6
) ( ـ أحدهما :هي على الفور ،وهو الصحيح لنها اسم لزمن مستقبل، 3
) ( ـ أي إذا تكرر الطلق لم يتكرر العتق ،ونظير هذا لو قال :إذا قمت 5
فأنت طالق ،فمتى قامت طلقت ،لن وجود الشرط يستلزم وجود
الجزاء ،وعدمه عدمه ،إل أن يعرض معارض .انظر )المقنع وحاشيته
.(3/185
) ( ـ كذا ذكره الرافعي في الكلم على التعليق بالطلق .انظر 6
لنه أتاها بكتابه إليها المعلق عليه الطلق .انظر )شرح منتهى
الرادات .(3/166
)(2
وإن أراد بالثاني الول) ،(1ففي قبول قوله في الحكم روايتان
-3ومنها :لو كتب إليها :إذا قرأت كتابي هذا فأنت طالق ،فقرئ عليها،
وقع إن كانت أمية) (3وإل فوجهان) .(4وفي "الترغيب") (5قال أحمد ):(6
"لتتزوج حتى يشهد عندها شهود عدول ،شاهدان ل حامل الكتاب
وحده) ،(7وال أعلم.
-4ومنها :إذا قال :إذا قمت فأنت طالق ،فقامت ،طلقت ،ول يتكرر
الطلق بتكرر القيام ،جزم به في "الفروع") ،(8وكذا إذا قال :إذا رأيت
فقيها ،أو إذا أكلت رمانة) ،(9ونحوه.
-5ومنها :إذا قال :إذا حضت فأنت طالق ،وقع بأوله ،نقل مهنا :تطلق
برؤية الدم).(10
) ( ـ كأن يقول :أردت أنك طالق بذلك الطلق الول ،دين .ذكره في 1
أعلم بإرادته .والرواية الثانية :ل يقبل لنه خلف الظاهر .ذكره في
)حاشية المقنع .(3/197وانظر )المحرر ،2/73الفروع وتصحيحه
،(441-5/440شرح المنتهى 3/166كشاف القناع .(5/301
) ( ـ أي ل تحسن القراءة ،لن ذلك هو المراد بقراءتها) .كشاف 3
القناع .(5/301
) ( ـ أحدها :ليقع لنها لم تقرأه .والثاني :يقع .والصواب الرجوع إلى 4
نيته ،فإن لم يكن له نية لم يقع ،لنها لم تقرأه ،والصل عدم وقوع
الطلق وبقاء الزوجية ،فل تزال بالحتمال .انظر)تصحيح الفروع
.(442-5/441
) ( ـ كتاب "الترغيب" في الفقه ،تصنيف محمد بن الخضر بن محمد 5
بن الخضر بن عبد الله بن تيمية الحراني ،فخر الدين المفسر ،وهو
ابن عم مجد الدين ،توفي 622هـ) .المدخل لبن بدران ص .(417
) ( ـ في رواية حرب :في امرأة أتاها كتاب زوجها بخطه وخاتمه 6
) ( ـ وكذا إذا تجردت عن نية الفورية أيضا ،أو عن قرينته ،فأما إذا نوى 1
الفورية ،أو كان هناك قرينة تدل على الفورية ،فإنه يقع في الحال
ولو تجردت عن "لم" انظر )المقنع وحاشيته ،3/184المحرر ،2/63
كشاف القناع 5/286ـ .(287
) ( ـ أي الطلق. 2
.(5/188
) ( ـ فقالت :قد حضت ،فصدقها ،كما في )المغني .(10/453 5
للمطرزي .(2/12
) ( ـ وإن كذبهما ،لم تطلق واحدة منهما ،لن طلق كل واحدة منهما 9
معلق على شرطين :حيضها ،وحيض ضرتها ،ول يقبل قول ضرتها
عليها ،فلم يوجد الشرطان) .المغني ،10/453المقنع ،3/190
الفروع .(5/434
وإن قال لربع ،فادعيته وصدقهن ،طلقن ،وإن كذب واحدة طلقت
وحدها).(10
ومنها :إذا قال :أن قمت ،فتارة يكون بفتح الهمزة ،وتارة -4
)(2
ل ،فإن كان بفتح الهمزة ]/20ب[ شرط من العامي ،وقيل:
يقع إذا كان وجد) (3كـ "نحوي") ،(4وقيل :إن نوى مقتضاه)،(5
وفيه ـ في الترغيب ـ وجه يقع "إذن" ولو لم يوجد كتطليقها
لرضاء أبيها ،وأطلق جماعة عن أبي بكر]فيها[ ) (6يقع إذن.
ولو بدل "إن" كـ"هي" ،وفي "الكافي") :(7يقع إذن كـ"إذ" ،وفيه
احتمال كـ"أمس" ،وال أعلم.
ومنها :إذا قال :إن قمت ،إن قعدت ،لم تطلق حتى تقعد -5
ثم تقوم ،قدمه في "الفروع") ، (8وذكر القاضي إنه كـ"الواو")،(9
وعنه تطلق بأحدهما ،وال أعلم.
ومنها :إذا قال :إن كنت حامل بذكر ،فأنت طالق واحدة، -6
)(10
وإن كنت حامل بأنثى فاثنتين ،فوضعتهما ،فثلث .
) ( ـ وإن كذبهن ،لم تطلق واحدة منهن ،لن شرط طلقهن حيض 10
) ( ـ نسبه إلى "الكافي" صاحب الفروع ،5/430ولم أقف عليه فيه ، 7
والله أعلم.
) ( ـ لن القعود شرط يتقدم مشروطه) .الفروع .(432-5/431 8
) ( ـ أي في "إن" بناء على أن فيه عرفا ،وأنه يقدم ،وذكر جماعة في 9
وهذه القاعدة يدخل فيها مسائل كثيرة في الطلق واليمان والعتق ،ول
تخفى على الطالب إذا عرف أصلها مما قررناه ،فإن العلماء ذكروا
مسائل كثيرة من فروع هذه القاعدة ،وغالبها في باب تعليق الطلق
بالشروط) ،(5وال الموفق &.
) ( ـ إذا كانت حامل بها ،وعللوه بأن حملها ليس بذر ول أنثى ،بل 1
.(6/78
) ( ـ زيادة يقتضيها السياق .وانظر )الفروع .(5/438 3
،5/426النصاف .(9/69
) ( ـ وهو اختيار أبي بكر في "التنبيه" فإن يراها للتكرار ،فيتكرر 2
الفور.
) ( ـ انظر )المقنع ،3/185الفروع ،5/428النصاف .(9/64 4
) ( ـ في الحال ،وعلى الفور ،لن "متى" أي زمان ،وذلك شائع في 6
الزمان كله ،فمتى وجدت الصفة وجب الحكم بوقوع الطلق ،شأنها
في ذلك كـ "أي" انظر المقنع 3/184وحاشيته .
) ( ـ خلفا لبي بكر الذي ذهب إلى أنها تفيد التكرار ،فانظره في بداية 7
القاعدة.
القاعدة التاسعة والثلثون
ن" أيضا من أدوات الشرط ،وليست للتكرار ،فهل هي قاعدةَ" @ :م ْ
)(1
للفور أو على التراخي؟ قولن @.
& إذا علمت ذلك ،فمن فروع القاعدة:
-1إذا قال :من قامت فهي طالق ،فمتى قامت طلقت ،ول يتكرر
بتكراره ،جزم به في "الفروع") (2وغيره .وهل يكون على الفور؟ جزم
في "الفروع" أنه على التراخي) ،(3ويمكن أن يكون مبنيا على الخلف
في الصل) ،(4وال أعلم.
-2ومنها :إذا قال :من حاضت ،أو من حملت ،أو من ولدت ،أو من
طهرت .ول يخفى أمر ذلك عليك ،وكذا إذا قال :من رأت الهلل وسائر
التعاليق.
-3ومنها :من بشرتني بقدوم أخي فهي طالق ،فأخبرته به امرأتان،
)(5
طلقت الولى منهما ،إل أن تكون الثانية هي الصادقة ،فتطلق وحدها ،
وإن قال :من أخبرتني بقدومه فهي طالق ،فكذلك عند القاضي ،وعند
أبي الخطاب :يطلقان) .(6ول يخفى عليك فروع هذه القاعدة أيضا هنا،
وفي اليمان والعتق ،والتدبير&.
) ( ـ أحدها :على الفور إذا اتصلت بها "لم" وهو المذهب .الثاني: 1
.(3/185
) ( ـ انظر )الفروع .(5/426 3
،5/427النصاف .(64-9/63
) ( ـ انظر )الفروع .(5/449 5
بقدوم أخي فهي طالق ،فهل هو مثل قوله :من بشرتني بقدومه فهي
طالق؟ أم يطلقن هنا بالخبار مطلقا أم بالصدق؟" .فعند القاضي
الطلق مشروط بالصدق ،لن التبشير خبر صدق يحصل به ما يغير
البشرة من سرور أو غم ،والخبر كذلك فهو كالبشارة ،فل تطلق إل
المخبرة الصادقة .وذهب أبو الخطاب إلى أن الخبار غير التبشير،
فهو يحتمل الصدق والكذب ،لذا تطلق كل مخبرة صادقة كانت أو
كاذبة.
القاعدة الربعون
قاعدة/12]:ب[ @أي أيضا من أدوات الشرط ،وليست للتكرار ،وهل هي
على التراخي) ،(1إل أن تضاف إلى شخص)@(2
&إذا علمت ذلك ،فمن فروع القاعدة:
-1إذا قال :أي وقت قمت فأنت طالق ،فأي وقت قامت طلقت ،ول
يتكرر بتكرار القيام ،وال أعلم.
-2ومنها :إذا قال :أي وقت لم أطلقك فأنت طالق ،ومضى ما يمكن
طلقها فيه ولم يطلق ،وقع عليه الطلق ،وال أعلم.
-3ومنها :أي وقت حضت فأنت طالق ،طلقت بأول الدم ،وكذا أو وقت
طهرت ،وأي وقت حملت ،وأي وقت ولدت ،فأنه تطلق بأو وجوده).(3
وال أعلم.
-4ومنها :إذا قال :أي وقت أخبرتيني بكذا ،فأخبرته ،وهو سكران ،أو لم
يسمع ،أو نائم ،أو في غفلة ،ففيه خلف).(4
ول يخفى عليك ما يترتب على هذه القاعدة من التعاليق وال الموفق&.
لشغل ،أو غفلة ،أو جنون ،أو سكر ،أو غير ذلك ،فيه خلف ذكره
صاحب )الفروع ،5/444النصاف .(94-9/93
القاعدة الحادية والربعون
قاعدة"@ :كلما" أيضا من أدوات الشرط ،وهي للتكرار ،تكون على
التراخي).(1
& إذا علمت ذلك ،فمن فروع القاعدة:
-1كلما قمت فأنت طالق ،فمتى قامت طلقت ،ويتكرر بتكرار القيام ،
جزم به في "الفروع" وغيره) .(2وكذا إذا قال :كلما صمت ،أو كلما
قعدت ،أو كلما رأيت فقيها ،أو كلما أكلت رمانة ،ونحوه .
-2ومنها :إذا قال :كلما حاضت إحداكن فضراتها طوالق ،فادعيته
وصدقن ،طلقن ثلثا ثلثا ،وإن صدق واحدة لم تطلق بل ضراتها طلقة
طلقة ،وإن صدق ثنتين طلقتا طلقة طلقة ،والمكذبتين ثنتين ثنتين ،وإن
صدق ثلثا ،طلقن ثنتين ،والمكذبة ثلثا) ،(3وال أعلم.
-3ومنها :إذا قال :كلما طلقتك فأنت طالق ،ثم طلقها ]/22أ[ ،ثم طلقها
وقع ثنتان ،وإن قال :كلما وقع عليك طلقي ،فثلث ،وال أعلم).(4
-4ومنها :إذا قال :كلما طلقتك واحدة فعبد من عبيدي حر ،وكلما طلقت
اثنتين) (5فاثنتان ،وثلثا فثلثة ،وأربعا فأربعة ،ثم طلقهن معا أو ل ،عتق
)(7
خمسة عشر) ، (6وقيل :سبعة عشر ،وقيل :عشرون ،وقيل :أربعة
وقيل عشرة) ، (8وال أعلم.
) ( ـ إذا لم تتصل بـ "كلما" "لم" ،وإل كانت على الفور .كما سبق 9
ذكره.
) ( ـ أي اتفاق زمانها بشرطها وجزائها .انظر )البحر المحيط -2/318 2
الحالة ،ولعل هذا هو مأخذ مالك رحمه الله عندما ذهب إلى أن أشهر
الحج الواردة في قوله تعالى في سورة البقرة } :197/الحج أشهر
معلومات{ .هي شوال وذو القعدة وذو الحجة كله ،بخلف غيره من
الئمة ،لن ذكر الشهر منفردا تعلق فعل الحج به كله ،والله أعلم.
انظر )المغرب للمطرزي .(1/460
) ( ـ لكن الظاهر ـ والله أعلم ـ أن العمل في هذه الحالة ينصرف إلى 6
) ( ـ انظر ما أورده المصنف رحمه الله على القاعدة السابقة ،فيما 3
بمعنى "بين" ،وإذا لم تصلح فيها "بين" فهي بالتحريك ،وبما سكن
بالوجه ،وقيل :هو الشبه.
قيل بالسكونيقال فيما كان متفرق الجزاء غير متصل ،كالناس
والدواب وغير ذلك فإذا كان متصل الجزاء كالدار والرأس فهو
بالفتح.
انظر )الكوكب الدري ص ،274الصحاح ،3/1167مادة وسط،
النهاية في غريب الحديث .(5/183
) ( ـ وقد تفتح السين فيها ،لنها ليست بمعنى "بين" ،وقد تنفرد 4
.(275
) ( ـ الدانق سلس درهم .انظر )الصحاح 4/1477ـ مادة دنق( .وهو 2
بفتح الراء ـ كان مقرا بتسعة ،فتكون هنا للستثناء بمعنى "إل" ،وإن
قال :غير درهم ـ بضم الراء ـ كان مقرا بعشرة ،لنها تكون صفة
للعشرة المقر بها ،ول يكون استثناء ،فإنه لو كانت استثناء كانت
منصوبة".
) ( ـ انظر الكوكب الدري ص .276 4
) ( ـ فيكون إقرارا بدرهم تام ،هذا على قاعدة الصوليين ،والمعنى 5
) ( ـ أي خبر للمبتذأ ،ل الخبر قسيم النشاء) .البحر المحيط .(2/310 3
) ( ـ أي ثبوت الحكم لكل واحد ،وقد يراد بها الهيئة الجتماعية 1
) ( ـ وذلك لما روي عن علي رضي الله عنه قال" :جعت مرة 4
-5ومنها :إذا باعه وشرط البراءة من كل عيب ،فهو فاسد ل يبطل البيع ول
يبرأ به ،قدمه في "المقنع")(5و "الفروع") ،(6وقال" :في ظاهر المذهب.
قال أبو الخطاب وجماعة ،لنه خيار يثبت بعد البيع ،فل يسقط قبله
كالشفعة ،واعتمد عليه في "عيون المسائل" ،وعنه :يبرأ إن لم يكتمه ]و[
) (7نقل ابن هانئ :إن عينه صح ،ومعناه نقل ابن القاسم) (8وغيره :ل يبرأ إل
أن يخبره) (9بالعيوب كلها ]لنه مرفق في البيع كالجل والخيار[ ) .(10وفي
"النتصار" :الشبه بأصولنا أن ننصر الصحة كبراءة من مجهول ،وذكره
]أيضا[ ) (11هو وغيره رواية ،وإن خرج عيب باطن) (12ليعرف غوره
)(14
فاحتمالن) ،(13وإن باعه على أنه به ،وأنه برئ صح
نائب فاعل ،أما بناء "عتق" للمعلوم ،فتكون مدبريه ومكاتبيه بالياء
نصبا ،لنه مفعول به ،وكل الوجهين صحيح ،والله أعلم) .تصحيح
الفروع .(5/98
) ( ـ انظر )المقنع .(2/489 3
عن أحمد مسائل كثيرة ،كما سمع أبا عبيد وحدث عنه .ترجمته
في )العبر ،2/134المنهج الحمد ،1/361الشذرات .(2/520
) ( ـ في الفروع :بخير. 9
كل عيب ،وفيه :في عيب باطن وجرح ل يعرف غوره احتمالن،
شمل كلمه مسألتين :المسألة الولى :هل العيب الباطن
كالظاهر أم ل ؟ أطلق الخلف أحدهما :هو كالعيب الظاهر ،وهو
الصحيح .قلت :وهو ظاهر كلم الصحاب ،وهو الصواب.
والحتمال الثاني :تصح البراءة من ذلك .المسألة
الثانية:إذا شرط البراءة من جرح ل يعرف غوره ،فهل هو
كالعيب الظاهر أم ل؟ أطالق الخلف :أحدهما :هو كالعيب
الظاهر ،وهو الصواب ،وظاهر كلم الصحاب .والقول
الثاني:تصح البراءة منه ،ويحتمل أن الحتمال الثاني يكون بعدم
الصحة مطلقا ،ولم نر من صرح بهذا الخلف غير المصنف".
) ( ـ انظر الفروع 4/65 14
أنها تطلق كل يوم طلقة حتى تكمل الثلث .والثاني :ل يقع إل
واحدة ،والمعنى أنت طالق أبدا ،انظر )الكوكب الدري ص
.(280
القاعدة الثامنة والربعون
قاعدة @:يشترط في التثنية والجمع اتحاد المفردات في اللفظ ،وهل يشترط
اتحادهما في المعنى؟ فيه مذهبان)@ .(1
&إذا علمت ذلك ،فمن فروع القاعدة ]/24أ[:
-1إذا وقف على مواليه ،وله موال من فوق) ،(2وموال من أسفل ،تناول
)(3
الصحاح (5/20166؟؟؟؟
إليهم وإل فل ، .وحكى في "الفروع" عن ابن الجوزي) (1أنه للرجال
دون النساء) (2وهو مذهب الشافعي).(3
ونقل القاضي أبو الفتوح) (4من الشافعية في كتاب "احكام الخنائي) "(5في
دخولهن) (6وجهين).(7
القاعدة الخمسون
قاعدة@ :أقل الجمع "ثلثة" وهو الصحيح عند النحاة) ،(8وقيل اثنان،
وأكثره ،عشرة@.
& إذا علمت هذا ،فمن فروع المسألة:
)(9
-1إذا قال :له علي دراهم ،فله "ثلثة" ،جزم به في "المقنع" وغيره،
وقدمه في "الفروع" ،وقال" :ويتوجه أن يلزمه) (10عشرة") ،(11وأما
) ( ـ أي النسوة. 6
) ( ـ يبنيان كما قاله ابن الرفعة في "الكفاية" على أن أقل الجمع 10
ما زاد على اثنين ،وفيما قاله من البناء نظر .الكوكب الدري ص
.284
-6ومنها :شهادة الستفاضة ،تثبت من عدلين ،قاله القاضي ،وظاهر كلم
أحمد والخرقي ،وجزم به أكثر الصحاب ،لتثبت إل من عدد يقع العلم
بخبرهم)& .(1
.(14/128
) ( ـ قال السنوي " :والبضع" بكسر الباء ـ وهو يصدق من الواحد إلى 2
غيره".
) ( ـ انظر )التسهيل لبن مالك ص ،5الكوكب الدري ص .(305 9
ومنها :إذا ادعى عليه فقال :ل أنكر) ،(1فجزم في "المقنع") (2أنه ل -2
يكون مقرا ]/25أ[ في "ل أنكر" ،وصححه في "الفروع") ،(3وذكر
الزجي) (4إن قال :ل أنكر دعواك ،يكون مقرا) ،(5وال أعلم.
صى له :ل أقبل هذه الوصية ،كان ردا لها ،ليس ومنها :إذا قال المو َ -3
فيه خلف لكن بعد الموت&.
.(7/276
) ( ـ زيادة يقتضيها السياق.3
بحريته.
) ( ـ لنه قد يكون مخطئا في ظنه ،ولنه قوله :أنت ترى ،يحمل 2
على العتق وعدمه ،لن الرؤية تطلق على العلم وعلى الظن .
)الكوكب الدري ص .(313
) ( ـ لكن المنقول عن الرافعي والروياني هو احتمال العتق 3
وعدمه ،ل تحقق العتق ،لن الرؤية تطلق على العلم وعلى
الظن ،ول سبيل لترجيح أحدهما على الخر .انظر )الكوكب
الدري ص .(313
) ( ـ انظر )الكوكب الدري ص .(313 4
فصل
القاعدة الثامنة والخمسون
قاعدة)"@ :(3الباء" الموحدة تكون للسببية كقوله تعالى} :فبظلم من الذين
هادوا{) ،(4وبمعنى "في" كقوله تعالى } :لتمرون عليهم مصبحين وبالليل{
)@. (5
&إذا علمت هذا فمن فروع القاعدة:
) ( ـ زيادة من )الكوكب الدري ص .(314يقتضيها السياق. 1
) ( ـ عبارة المصنف رحمه الله بهذا الشكل فيها إيهام بأن 6
القاعدة الستون
قاعدة@ :تكون "من" أيضا ]/27أ[ للتعليل) ،(9كقوله تعالى } :كلما
أرادوا أن يخرجوا منها من غم{) . (10وتأتي بمعنى "الباء" كقوله عز
وجل} :يحفظونه من أمر ال{) (11و }يلقي الروح من أمره{). (12
للسنوي ص .214
) ( ـ انظر ـ)القواعد والفوائد الصولية ص (153ـ أما ابن شهاب 7
.73 ،65/
) ( ـ عند سيبويه وجمهور البصريين .الكوكب الدري ص .318 5
أن يطلقها حائضا ،أو في طهر أصابها فيه ،يلحقه الثم ويقع
طلقه في قول عامة أهل العلم ،لم يخالف في ذلك إل أهل
البدع والضلل" .المغني ."10/327والسني :أن يطلقها
طاهرا ،من غير جماع ،واحدة ،ثم يدعها حتى تنقضي عدتها ،كما
أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليبه وسلم ) .المغني
.(10/325
) ( ـوهذا المنصوص عن أحمد رحمه الله تعالى .انظر)المقنع 2
،3/141المغني .(10/327
) ( ـ وتطلق الثانية والثالثة في طهرين في نكاحين إن أمكن).المقنع 3
،3/141المغني .(10/338
) ( ـ أي الرواية الولى اعتبرت أكثر العدد الذي وردت به السنة 4
) ( ـ أي "عن" 3
) ( ـ لم أقف على قائله ،والبيت غير واضح ،ورسمه اجتهاد مني ،والله 3
أعلم.
-1إذا طلق امرأة ،وكانت له امرأة أخرى فقال عن المرأة المطلقة:
طلقها عليك ]/28ب[ ،فإن نوى تطليقها طلقت) ،(1وإن نوى "منك" لم
تطلق ،وإن ادعاه دين ،وهل يقبل في الحكم؟ يخرج على روايتين.
وتنبني تعاليق كثيرة على هذه القاعدة&.
) ( ـ تكون إقرارا إذا قال :ماله علي ـ بضم اللم ـ وتكون نافية إذا 3
) ( ـ نحو :سرت إلى البصرة ،وإلى طلوع الشمس ) .الكوكب الدري 2
ص .(320
) ( ـ وعليه أكثر المحققين ـ كما قاله في "الرتشاف" ،وهو مذهب 3
قال القاضي علء الدين في "قواعده" " :يحتمل أن يحنث إذا وصلت
إلى الحمام ،ولم تدخل إليه بناء على المشهور من القاعدة).(10
) ( ـ وإن كان الظهر خلفه ،وهو مذهب سيبويه ،كما نقله صاحب 4
) ( ـهو المام طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر ،أبو الطيب 9
وإذا إن قصد منعا ،أو بناء على طريقة القاضي إن لم يقصد شيئا ،وال
أعلم بالصواب).(7
-2ومنها :إذا أرسل شخص إلى بيت فلن ،وعلم أنه لم يفعل ،وحلف
بالطلق أنه أرسله إلى بيت فلن ،فينبغي عدم الوقوع ،وهو منقول عن
الرافعي ،ونقله الروياني ،قال :هو الحق ،وعلل بأنه يصدق أن يقال:
)(8
أرسله فلم يمتثل المر ،.وحكى السنوي عندهم قوله بوقوع الطلق ،
وال أعلم/29] .ب[,
-3ومنها :إذا قال :أنت طالق إلى مكة ،ولم ينو بلوغها ،طلقت في
الحال ،وجزم به بعض المتأخرين من أصحابنا ،وذكره القاضي علء
الدين في "القواعد" قال" :ولكن نقول) : (9ينبغي أن يحمل الكلم على
جهة صحيحة ،وهو إما أن يحمل على معنى "أنت طالق إذا) (10دخلت
مكة" ،أو إذا خرجت إلى مكة ،فل تطلق إل بالدخول إلى مكة ،قال:
-6ومنها :إذا قال :لمن هذا الحائط ،جزم القاضي في "الجامع الكبير" أنه ل
يدخل الحائطان .قال :لن ذكر الحائطين في القرار بالجهة التحديد ،والحد
ل يدخل في المحدود ،مثل ما إذا قال ]/30أ[ البائع :حده إلى الطريق ،لم
يدخل الطريق في البيع).(6
-7ومنها :لو قال الموصي :يعطى فلن من واحد إلى عشرة ،فإن وصيته
بعشرة على التخيير فيما فوق واحد ،ومن الناس من جعله ]على الخلف[
) (7كالقارب ،قال الحارثي)" :(8والول أظهر" .هذه الصيغة من المر
) ( ـ هو المام العلمة شيخ الحنابلة مجد الدين أبو البركات عبد 1
المحدث الحافظ ،قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد وأبو عبد
الرحمن ،شرح قطعة من "المقنع" في الفقه من العارية إلى
آخر الوصايا ـ والحارثي نسبة إلى "الحارثية " قرية من قرى
يغداد توفي سنة 711هـ .انظر ترجمته في )الذيل على طبقات
الحنابلة .(364-2/363
والذن يفهم منها التخيير فوجب الحمل عليه ،وأما القرار فل يقبل التخيير
في إيقاع واحد منها فافترقا) . (1وال أعلم.
-8ومنها :إذا حلف ل يفعل شيئا إلى يوم الفطر ،فلما كان يوم الفطر فعله.
نقل) (2أحمد بن محمد ]بن[ ) (3صدقة) (4عن المام أحمد الحنث .ونقل محمد
بن موسى التبريزي) (5عدمه .وال أعلم بالصواب)/30] .(6ب[ .
-9ومنها :إذا قال له علي من درهم إلى عشرة فإنه يلزمه تسعة ،قدمه
في "المقنع") ، (7وجزم به في "الوجهين") (8ويحتمل أن يلزمه عشرة،
وقيل يلزمه ثمانية).(9
-10ومنها :إذا قال :أنت طالق من واحدة إلى الثلث ،فإنها تطلق اثنين،
قدمه في "المقنع") ، (10ويحتمل أن تطلق ثلثا ،أشار لهما القاضي علء
الدين في القواعد) (11روايتين ،وقال" ذكرهما أبو البركات) ،(12ثم قال:
) ( ـ هو المام الحافظ الفقيه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله 4
عبد الله توفي سنة 219هـ والله أعلم .انظر ترجمته في )تاريخ
بغداد ،2/241المهج الحمد .(1/244
) ( ـ انظر )القواعد والفوائد الصولية ص .(146 6
) ( ـ لعله يقصد الروايتين والوجهين للقاضي أبي يعلى ولم أقف على 8
) ( ـ وقد اجتمعتا في قوله تعالى} :المـ ،غلبت الروم ،في أدنى 9
-3ومنها :إذا قال :له عندي تمر في جراب) ،(9أو سكين في
قراب) ،(10أو ثوب في منديل) ،(11ونحوه ،فهل يكون مقرا بالظرف؟
قال في "المقنع" :يحتمل وجهين ،وجزم في "الوجيز" أنه ل يكون
مقرا به) ،(12وال أعلم.
-4ومنها :إذا قال :له عندي درهم في عشرة ،فإنه يلزمه درهم،
إل أن يريد الحساب ،فيلزمه عشرة ]/21أ[ .جزم به في "المقنع" و
"الوجيز") .(13فإن لم يعرف الحساب لزمه الحكم.
)النكت والفوائد " :(2/494لنه أقر بدرهم دون دينار ،ول يحتمل
الحساب فإن قال :أردت العطف ،أو معنى "مع" لزمه الدرهم
والديناز.
) ( ـ لن مدلول اللفظ عندهم ،وقد نواه وعرفه ،فيجب وقوعه ،كما 3
.(323
) ( ـ انظر صورة الفرع بشكل آخر في ـ)الكوكب الدري ص ،323 2
التمهيد ص .(220
-2ومنها :إذا قال :أنت طالق في رجب ،أو في يوم السبت ،طلقت بأول
ذلك ،جزم به الصحاب) (1رحمهم ال تعالى ]/31ب[ ،وكذا العتق
والوقف.
-3ومنها :إذا كانوا قاصدين مكة ،فقال :أنت طالق في مكة ،طلقت بأول
دخولها ،وال أعلم.
-4ومنها :إذا شرط في المسلم أن يؤديه إليه في الحصاد ،أو في شهر كذا،
فإنه يكون في أوله ،وال أعلم&.
)( 2
ول يخفى عليك أصول هذه القاعدة
) ( ـ لنه جعل الشهر أو اليوم ظرفا للطلق ،فإذا وجد ما يكون 1
ظرفا له طلقت ،كما لو قال :إذا دخلت الدار فأنت طالق ،فإذا
دخل أو جزء منها طلقت .انظر)المقنع وحاشيته ،3/172المحرر
،2/66النصاف .(9/45
) ( ـ انظر فروع هذه القاعدة في )التمهيد ص ،221-220الكوكب 2
الدري ص .(324
) ( ـ أي مطلق التشبيه ،كقولك :زيد كالسد) .الكوكب الدري ص 3
.(324
& إذا علمت هذا ،فيتفرع على القاعدة فروع:
-1منها :إذا قال :أحرمت كإحرام زيد ،أو بمثل ما أحرم به فلن،
صح ،وانعقد إجرامه بمثله) ،(1جزم به أكثر الصحاب).(2
-2ومنها :إذا قال :أنت طالق كالثلج ،أو كالنار ،طلقت واحدة)،(3
وهو قول الشافعية ،وقال أبو حنيفة :إن أراد كالثلج في البياض،
وكالنار في الضاءة طلقت للسنة ،وإن أراد كالبرودة)،(4
وكالحراق ،طلقت للبدعة).(5
-3ومنها :إذا قال :أنت علي كالدم ،وكالميتة ،والخمر ،والخنزير،
وقع ما نواه من الطلق والظهار واليمين جزم به في "المقنع") (6و
"الوجيز" فإن لم ينو شيئا ]/32أ[ فهل يكون ظهارا أو يمينا؟ على
وجهين أطلقهما في "المقنع") ، (7وجزم في "الوجيز" أنه ظهار).(8
وقال السنوي " :إن أراد الستقذار صدق ،وإن أراد الطلق أو
الظهار نفذ ،وإن نوى التحريم لزمه الكفارة" ، .وإن أطلق ،فقال
الرافعي :ظاهر النص أنه كالتحريم) ، (9وذكر البغوي أنه ) (10ل
شيء عليه) .(11وكذا قال فيهم " :مثل الميتة" ونحوه ،لن "مثل"
للتشبيه.
) ( وهو رأي ابن مضاء القرطبي ،صاحب كتاب"المشرق في 4
) ( ـ ولغا التشبيه ،كذا قال الرافعي في آخر الباب الول من 3
-6ومنها :إذا قال :أنت طالق كألف ،أو مثل ألف ،طلقت ثلثا،
جزم به في "المقنع") (4وقدمه في "الفروع") ، (5ولو نوى واحدة
نص عليه ،وإن نوى كألف في صعوبتها ،ففي قبلوه في الحكم
الخلف) ،(6فإذا أوقعتا الثلث أتم بالزيادة ذكره في "النتصار" و
"المستوعب") ،(7وال أعلم.
-7ومنها :إذا قال لعبده :أنت حر مثل هذا العبد ،أو كهذا العبد،
وأشار إلى عبد آخر ،فلم أر لصحابنا فيها كلما ،لكن ينبغي أن
يعتق ،أو أن ]/32ب[ يعتقان ،لنه لما قال للول :أنت حر عتق،
ولما قال :مثل عتق الثاني ،لنه مثل الحريتين ،لن معنى قوله :أنت
حر مثل حرية هذا ،ول تمثل الحرية على رق ،وإنما تمثل بالحرية،
فكأنه أعتق العبدين ،وقال الروياني من الشافعية :يحتمل أن ل يعتق
المشبه لعدم حرية المشبه به ،وتكون الحرية في كلمه محمولة على
حرية الخلق .قال :فلو لم يذكر العبد ،بل ]قال[ ) :(8أنت حر مثل هذا،
فيحتمل أن يعتق .قال السنوي "والصح أنهما ل يعتقان) ،(9وقال
النووي :ينبغي عتق المشبه في الصورة الولى" .قال" :الصواب
عتقهما في الثانية]أيضا[ )."(10
) ( ـ قيل تطلق ثلثا .قطع به الصحاب ،ونص عليه المام أحمد رحمه 6
.(329
) ( ـ أي نفسها. 8
) ( ـ وذلك كالمثال الذي ضربناه .وهو لضربن الكافر حتى يسلم. 9
.(329
.وذكر ابن هشام ) (1وتبعه ابن مالك) (2إنها تأتي بمعنى"إل أن" فتكون ]2
/2أ[ للستثناء المنقطع)%(3
& إذا علمت هذا ..فمن فروع القاعدة:
-1إذا قال :أنت طالق حتى يتم الثلث ،ولم أر لصحابنا فيها
شيء ،وينبغي أن تطلق ثلثا ،كما هو أحد الوجهين) ، (4في مذهب
الشافعي ،وكذا إذا قال :حتى أكمل الثلث ،أو أوقع عليك ثلثا).(5
-2ومنها :إذا قال لعبده :أنت حر حتى تكمل الحرية ،فإن يصير
حر بهذا ،وال أعلم.
-3ومنها :إذا حلف ل فارقتك حتى أستوفي حقي ،فلم يوفه
الجميع ،حنث ،وإن هرب حنث ،قدمه في "المقنع" ،وقال" :نص
عليه") ،(6وقال في "المحرر" :وهو اختياره" :إن أمكنه متابعته
وإمساكه ،فلم يفعل ،حنث ،وإل فل") ، (7وجزم به في "الوجيز"
وقال الخرقي" :إن هرب منه لم يحنث") ، (8وإن فلسه) (9الحاكم
) ( ـ الذي ذكره ابن هشام الخضراوي كما نقله ابن هشام 1
ابن هشام الخضراوي على ابن مالك رحمه الله ،انظر )مغني
اللبيب ،1/134الكوكب الدري ص .(220
) ( ـ انظر )مغني اللبيب ،123-1/122الكوكب الدري ص -329 3
.(330
) ( ـ حكاهما الرافعي في باب "تعدد الطلق" ولم يرجح شيئا .انظر 4
) ( ـ قال الجوهري" :وقد فلسه القاضي تفليسا ،نادى عليه أنه 9
القاعدة السبعون:
قاعدة@:الحروف الناصبة للمضارع يجعله للستقبال ،وقيل بل هو باق
على احتمال المرين ،والول أصح)@.(5
&إذا علمت هذا ،فمن فروع القاعدة:
.(3/959
) ( ـ ذكرهما صاحب )المغني .(13/581 1
) ( ـ الزوج لزوجته.1
) ( ـ بناء على القاعدة :أنها لمطلق الجمع )القواعد والفوائد الصولية 2
ص ،133المحرر .(2/57
) ( ـ هي رواية عن أحمد رحمه الله ،وقال ابن أبي موس :بناء 3
) ( ـ وهو قول أكثر العلماء ،لن العطف ل يقتضي التسوية بين 1
) ( ـ انظر ابن اللحام " :بناء على القاعدة :أنه لمطلق الجمع ،هو هو 1
المذهب الثاني :أنها تدل على المعية فقط دون الترتيب ،نقله
إمام الحرمين عن الحنفية .انظر التمهيد ص ،203-202الكوكب
الدري ص .(333-332
) ( ـ في الصل :أو كلمت ،والتصحيح من الكوكب الدري ص ،333 3
والتمهيد ص .205
) ( ـ في الصل :عنهم ،وهو خطأ ،والتصحيح من الكوكب ،والتمهيد. 4
والله أعلم.
) ( ـ لوكيله. 5
التمهيد ص .(205
) ( ـ انظر فروع هذه المسألة في باب جامع اليمان من )المقنع 7
3/210وما بعدها(.
) ( ـ ويعبر عنه بالترتيب بل مهلة ،كأن الثاني أخذ بعقب الول، 8
بن أحمد ،من كبار العلماء ،برع في العربية ،وله كتاب "شرح
ألفية ابن معطي" توفي سنة 621هـ .ترجمته في )النجوم
الزاهرة ،6/344طبقات السنوي ،1/399طبقات الشافعية
،8/113معجم المؤلفين .(9/113
) ( ـ أي امرأته ،لنه لم يصرح بطلقها ،ول لفظ بما يقتضيه ،ول 2
) ( ـ هو المذهب ،نقله مهنا .قال أبو بكر :ل يختلف كلم المام 5
يسمعها ،بل قال :أنت طالق ،أنها ل تطلق ،وهو أحد الوجهين،
والصحيح من المذهب أنها ل تطلق سواء سماها أو ل" .جزم به
صاحب )المحرر ،2/61الفروع .(5/460
) ( ـ هذا عكس مسألة المصنف المذكورة ،وهو فيما لو لقي امرأة 2
) ( ـ لنها من اللفاظ التي كثر استعمالها بغير الطلق ،نحو اجرجي 6
البخاري بلفظ قريب منه في باب قول النبي صلى الله عليه
وسلم لمن ظلل عليه واشتد عليه الحر ..من كتاب الصوم ـ صحيح
البخاري مع فتح الباري ،4/183حديث ) .(1946ومسلم في باب
جواز الصوم والفطر في شهر رمضان من كتاب الصوم ـ صحيح
مسلم .2/920
) ( ـ أي كناية خفية تحتاج إلى نية فيه ،لن اللفظ غير صريح فيه ، 8
والله أعلم.
الطلق ،فإن نوى طلق الولى وقع ،وإن نوى طلقهما معا وقع).(1
ويحتمل أن نقل :لما قال للولى :أنت طالق وقع ،فلما قال أم هذه ،فالثاني
لغو ،ويقع بالولى.
)(2
-3ومنها :إذا قال :أنت طالق أم ل ،لم يقع الطلق ،كما صرح به أكثر
الصحاب ،ويحتمل أن يقع).(3
.(5/382
) ( ـ انظر )المقنع ،3/145الفروع ،5/382المحرر .(2/53 3
قاعدة" @:اي" ـ بالكسر والسكون ـ) (1حرف جواب بمعنى "نعم" ،و"أي"
ـ بالفتح السكون) (2ـ حرف نداء للقريب أو البعيد أو المتوسط) (3ـ على
خلف فيه ـ)@ (4
%قال الشاعر):(5
بكاء حمامات لهن هدير ألم تسمعي أي عبد في رونق الضحى
وفي الحديث"أي رب") (6ويكون حرف تفسير ،تقول" :عندي عسجد أي
ذهب ،وغضنفر أي أسد" .و"أي" ـ بالفتح وتشديد الباء ـ تكون شرطية،
نحو قوله تعالى }إيما الجلين قضيت فل عدوان علي{) ،(7واستفهاما كقوله
عز وجل }فبأي حديث بعده يؤمنون{) ،(8وموصول نحو قوله تعالى} :ثم
لننزعن من كل شيعة أيهم أشد{) .(9وتكون دال على معنى الكمال)،(10
كقولك" :زيد رجل أي رجل") .(11وتكون واصلة إلى نداء ما فيه "أل" نحو
"يا أيها الرجل)%."(12
& إذا علمت هذا ،فمن فروع القاعدة:
اللبيب ).(1/137
) ( ـ انظر )شرح الكافية الشافية ،3/1289المساعد على تسهيل 4
لنكرة ،وتكون كذلك حال بعد معرفة إذا دلت على الكمال ،وذلك
كقولك :هذا عبد الله أي رجل" .انظر )شرح الكافية الشافية
.(1/186
) ( ـ انظر معاني "أي" في شرح الكافية ،1/286شرح ابن عقيل 12