Professional Documents
Culture Documents
-الفصل الخامس :سد الذرائع المتعلق بالمامة والخروج على الحاكم 0
وتحته مبحثان:
المبحث الول :وجوب تنصيب إمام واحد والجتماع عليه 0 -1
المبحث الثاني :ترك الخروج على الحاكم وطاعته في غير معصية الله 0 -2
الخاتمممة:
هذا وقد جعلته بين التطويل الممل والتقصير المخل ،مع رغبة في العودة إليه عند فسممحة
من الوقت 0
وأسأل الله عز وجل أن يجعله خالصا ً لوجهه الكريم ،وأن يثيبني عليه خيرا يوم الدين ،وأن
يغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين 0
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0
كتبه
أبو محمد
د /عبد الله شاكر محمد الجنيدي
في مساء يوم السبت الرابع من شهر ربيع الثاني
عام 1420هم 0
الموافق 17/7/1999م 0
التمهيد :ويشتمل على ما يلي:
تعريف الذريعة ومفهوم سد الذرائع 0 -1
الدلة على وجوب سد الذرائممع 0 -2
أو ً
ل :تعريف الذريعة:
الذريعة :هي الوسيلة والسبب إلى الشيء ،وأصمملها عنممد العممرب :الناقممة الممتي يسممتتر بهمما
1
رامي الصيد حتى يصل إلى صيده 0
قال ابن تيمية" :والذريعة :ما كان وسميلة وطريقما إلمى الشميء ،لكمن صمارت فمي عمرف
الفقهاء عبارة عما أفضت إلى فعل محرم ،ولو تجردت عن ذلك الفضاء لممم يكممن فيهمما مفسممدة،
2
ولهذا قيل:الذريعة :الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحرم" 0
3
وقال الشاطبي" :حقيقة الذريعة:التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة" 0
والذرائع بذلك تختلف عممن الحيممل ،فسممد الممذرائع مطلمموب ،والحيممل محرمممة ل تجمموز ،لن
حقيقتها:تقديم عمل ظاهر الجممواز لبطممال حكممم شممرعي وتحممويله فممي الظمماهر إلممى حكممم آخممر،
4
كالواهب ماله عند رأس الحول فرارا من الزكاة 0
قال ابن تيمية":واعلم أن تجويز الحيل يناقض سد الذرائع مناقضممة ظمماهرة ،فممإن الشممارع
5
سد الطريق إلى ذلك المحرم بكل طريق ،والمحتال يريد أن يتوسل إليه" 0
وقال ابن القيم" :وتجويز الحيل ينماقض سمد المذرائع مناقضمة ظماهرة فمإن الشمارع يسمد
الطريق إلى المفاسد بكل ممكن ،والمحتال يفتح الطريق إليها بحيلة ،فأين من يمنممع مممن الجممائز
6
خشية الوقوع في المحرم إلى من يعمل الحيلة في التوصل إليه" 0
ثانيًا :الدلة على وجوب سد الذرائع:
دل القرآن والسنة والجماع على وجوب سد الذرائع وإليكم بعض ما جاء من ذلك 0
أخرجه البخاري في كتاب الدب باب 4جم ،403/ 10ومسلم كتاب اليمان باب 38ط 92/وأبو داود 6
أخرجه البخاري في كتاب التفسير جم ،648/ 8ومسلم في كتاب البر باب 16جم .1998/ 4 3
أخرجه البخاري في مواضع منها كتاب التفسير باب 3جم ،163/ 8وكتاب التوحيد باب 46جم 1
،13/503ومسلم كتاب اليمان 0باب كون الشرك أقبح الذنوب جم .90/ 1
شرح النووي على مسلم جم .80،81/ 2 2
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح جم .295 – 293 / 2 7
م إ ِل ّ مْري َه َ ن َ ح اب ْه ُ سههي ُ م ِ ما ال ْ َ ويسلكان في الطبيعة البشرية ما يسلكه غيرهم 0قممال تعممالىَ }:
ن ف ن ُب َي ّه ُ م ان ْظْر كي ْه َ َ ُ عا َ ن الطّ َ كل ِ كاَنا ي َأ ْ ُ ة َ ق ٌ دي َ ص ّ ه ِ م ُ وأ ّ
ل ُ
س ُ َ ه الّر ُ قب ْل ِ ِ ن َ م ْ ت ِ خل َ ْ قد ْ َ ل َ سو ٌ َر ُ
ت ث ُم ان ْظُر أ َّ
ُ َ ْ لَ ُ
1
ن{ 0 َ كو ف ؤ ُ ي نى ْ ّ ِ اليا م
ه ُ
يعنى أن عيسى رسول من رسل الله تعالى الذين أرسمملوا لهدايممة البشممرية ودعوتهمما إلممى
توحيد الله وعبادته ،وأمه صديقة من فضليات النسمماء ،وحقيقتهممما مسمماوية لحقيقممة غيرهممما مممن
أفراد نوعهما وجنسهما بدليل أنهما كان يأكلن الطعام ،وكل من يأكل الطعام فهو مفتقر إلممى ممما
يقيم بنيته ويمد حياته ،إلى جانب أن أكل الطعام يستلزم الحاجممة إلممى دفممع الفضمملت ،وعليممه فل
يمكن أن يكون ربا خالقا ،ول ينبغي أن يكون ربا معبودا 0
ن مه ْ ت ِ خل َ ه ْ ق هد ْ َ ل َ سو ٌ م إ ِل ّ َر ُ مْري َ َ ن َ ح اب ْ ُ سي ُ م ِ ما ال ْ َ قال الشوكاني في تفسيره لليةَ } :
ن مه ْ ت ِ خله ْ َ ق هد ْ َ ل{ ،أي :هو مقصور على الرسالة ل يجاوزها كما زعمتم ،وجملممة } َ س ُ ه الّر ُ قب ْل ِ ِ َ
ل{ صفة لرسول ،أي ما هو إل رسول من جنس الرسل الذين خلمموا مممن قبلممه ،وممما س ُ ه الّر ُ قب ْل ِ ِ َ
وقع منه من المعجزات ل يوجب كونه إلها ،فقد كان لمن قبله من الرسمل مثلهما ،فمإن اللمه أحيما
العصا في يد موسى ،وخلق آدم من غير أب ،فكيف جعلتم إحياء عيسى للموتى ووجوده من غيممر
أب يوجبان كونه إلها ،فإن كان كما تزعمون إلها لذلك ،فمن قبله من الرسل الممذين جمماءوا بمثممل
ة{ عطف على المسيح ،أي:وما أمه ق ٌ دي َ ما جاء به آلهة ،وأنتم ل تقولون بذلك 0قولهُ }:
ص ّ ه ِ م ُ وأ ّ َ
إل صديقة ،وذلك ل يستلزم اللهية لها ،بل هي كسائر من يتصف بهذا الوصف من النساء 0قوله:
م{ استئناف يتضمن التقرير لما أشير إليه من أنهما كسائر أفراد البشر:أي عا َ ن الطّ َ كل ِ كاَنا ي َأ ْ ُ } َ
من كان يأكل الطعام كسائر المخلوقين فليس برب ،بمل همو عبمد مربموب ولمدته النسماء ،فممتى
2
يصلح لن يكون ربا" 0
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره":أي:هذا غاتيه ومنتهى أمره ،أنه مممن عبمماد
الله المرسلين ،الذين ليس لهم من المر ،ول من التشريع إل ما أرسلهم به الله ،وهو مممن جنممس
ه{ مريممم الرسممل قبلممه ،ل مزيممة لممه عليهممم تخرجممه عممن البشممرية إلممى مرتبممة الربوبيممةُ } ،
م ُ وأ ّ َ
ة{ أي :هذا أيضا غايتها ،أن كانت من الصديقين الذين هم أعلى الخلق رتبة بعد النبيمماء، ق ٌ دي َ ص ّ } ِ
فإذا كان عيسى –عليه السلم – من جنس النبياء والرسل ممن قبلممه ،وأمممه صممديقة ،فلي شمميئا
م{ دليل ظاهر علمى أنهمما عبممدان عا َ ن الطّ َ كل ِ كاَنا ي َأ ْ ُ تخذهما النصارى إلهين مع الله؟ ،وقولهَ }:
فقيران محتاجان كما يحتاج بنو آدم إلى الطعام والشراب ،فلو كانمما إلهيممن لسممتغنيا عممن الطعممام
3
والشراب ولم يحتاجا إلى شيء ،فإن الله هو الغنى الحميد" 0
م{ وأن مريممم و ال ْ َ ن الل ّ َ قاُلوا إ ِ ّ ن َ فَر ال ّ ِ قدْ ك َ َ وقال تعالى}:ل َ َ
4
ه
ُ ْ ُ َ ْ َ َي ر م ن ه ب ا ح هي ه س ِ م ه َ ه ُ ذي َ
دعون اللهية لمن يعترف علممى نفسممه ولدت إلها ،ولذلك رد الله عليهم هذا البهتان وعليه فكيف ي ّ
5
بأنه عبد مثلهم كما أن دلئل الحدوث ظاهرة عليه 0
ْ َ َ
ذوِني خه ُ س ات ّ ِ ِ ها ه ّ ن لل ِ ت َ ه ل ُ
ق تَ ه ْ ن أ أ م َ هَ ي ر ْ م
َ نَ سههى اب ْه عي َ ه َيا ِ ل الل ّ ُ قا َ وإ ِذْ َ وقال تعالىَ }:
َ َ َ ُ
ن ق إِ ْ حهه ّ س ِلي ب ِ َ ما لي ْ َ ل َ قو َ نأ ُ ن ِلي أ ْ كو ُ ما ي َ ُ ك َ حان َ َ سب ْ َل ُ قا َ ه َ ن الل ّ ِ دو ِ ن ُ م ْ ن ِ هي ْ ِ ي إ ِل َ َ م َ وأ ّ َ
َ َ َ َ ْ
م ّ
عل ُ ت َ سهك إ ِّنهك أْنه َ َ َ ف ِ فهي ن َ ْ مها ِ م َ عل ُ ول أ ْ سي َ ف ِ في ن َ ْ ما ِ م َ عل ُ ه تَ ْ مت َ ُ عل ِ ْقد ْ َ ف َ ه َ قلت ُ ُ ت ُ ك ُن ْ ُ
قل ْت ل َهم إل ّ ما أ َمرت َِني به ِ َ
م هه ْ عل َي ْ ِ ت َ وك ُن ْه ُ م َ وَرب ّك ُه ْ
َ
ه َرب ّههي َ دوا الل ّه َ عب ُه ُ نا ْ
َ
هأ ِ ِ َ ْ َ ُ ْ ِ ما ُ ُ ب َ غُيو ِ ال ْ ُ
ء
ي ٍ شه ْ ل َ على كه ّ ُ َ ت َ وأن ْ َ م َ ه ْ َ ُ ّ َ َ ً َ
علي ْ ِ ب َ قي َ ت الّر ِ ت أن ْ َ وفي ْت َِني كن ْ َ ما ت َ َ م فل ّ ه ْ في ِ ت ِ م ُ ما دُ ْ هيدا َ ش ِ
6
د{0 هي ٌ ش ِ َ
قال القاسمي في تفسيره ":ل ذكر تعممالى أنمه يعممدد نعممه علممى عيسممى بحضممرة الرسممل
واحدة فواحدة إشعارا ً بعبوديته ،فإن كل واحد من تلك النعم المعدودة عليه ،تممدل علممى أنممه عبممد
وليس بإله ثم أتبع ذلك باستفهامه لينطق بإقراره – عليه السلم – على رؤوس الشهاد بالعبودية،
وأمره لهم بعبادة الله عز وجل إكذابا لهم في افترائهم عليه ،وتثبيتا للحجة على قومه ،فهممذا سممر
سؤاله تعالى له ،مع علمه بأنه لم يقل ذلك ،وكل ذلك لتنبيه النصارى الذين كانوا في وقت نممزول
7
الية ومن تأثر بهم على قبح مقالتهم وركاكة مذهبهم واعتقادهم"0
ً
علِني ن َب ِّيهها{ َ ج َ و َ َ ب َ تا َ ِ ك ْ ل ا ي َ ِ ن تا هآ َ عب ْدُ الل ّ ِ ل إ ِّني َ قا َ ومثل ذلك ما جاء في قوله تعالىَ }:
8
م{0 قي ٌ ست َ ِ م ْ ط ُ صَرا ٌ ذا ِ ه َ دوهُ َ عب ُ ُفا ْ م َ وَرب ّك ُ ْ ه َرّبي َ ن الل ّ َ إلى قوله}:إ ِ ّ
قال ابن كثير في تفسيره":ومما أمر عيسى به قومه وهمو فمي مهمده :أن أخممبرهم إذ ذاك
م{ أي:هممذا الممذي قي ٌ سهت َ ِ م ْ ط ُ صهَرا ٌ ذا ِ هه َ دوهُ َ عب ُ ُ فا ْ أن الله ربهم وربه وأمرهم بعبممادته فقممالَ }:
9
جئتكم به عن الله صراط مستقيم ،أي :قويم 0من اتبعه رشد وهدى ،ومن خالفه ضل وغوى"0
أخرجه البخاري في كتاب النبياء باب 47جم ،474/ 6ومسلم كتاب اليمان جم ،58،59/ 1وأحمد 1
أخرجه أبوداود في كتاب الدب باب 11جم ،326/ 5وأحمد في مسنده جم .42/ 5 7
أخرجه الترمذي في أبواب الدعوات جم ،504/ 9ومسند أحمد جم ،257/ 3والسنة لبن ابى عاصم جم 8
أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب 19جم ،392 /13ومسلم كتاب اليمان باب 84جم ،180/ 1 12
.181
طريق الهجرتين وباب السعادتين ص .10،11 13
َ
مهها ك ُّنهها ن إ ِن ّ َ قول ُ ّ م ل َي َ ُ ه ْ سأل ْت َ ُ ن َ ول َئ ِ ْ عليه وسلم وسخروا منه في غزوة تبوك لما ضلت راحلتهَ }:
د
عهه َ م بَ ْ ذُروا قدْ كفْرت ُ ْ َ َ َ عت َ ِ ن ل تَ ْ زُئو َ ه ِ ست َ ْ م تَ ْ ه ك ُن ْت ُ ْ سول ِ ِ وَر ُ ه َ وآَيات ِ ِ ه َ ل أ َِبالل ّ ِ ق ْ ب ُ ع ُ ون َل ْ َ ض َ خو ُ نَ ُ
مان ِك ُ ْ
1
م{0 ِإي َ
المسألة الثانية :وهى من أهم المسائل ،اعلم أنه يجب على كل إنسان أن يميز بين حقوق
الله تعالى التي هي من خصائص ربوبيته التي ل يجمموز صممرفها لغيممره ،وبيممن حقمموق خلقممه كحممق
النبي صلى الله عليه وسلم ليضع كل شيئ في موضعه على ضوء مما جماء بمه النمبي صملى اللمه
عليه وسلم في هذا القرآن العظيم والسنة الصحيحة 0
وإذا عرفت ذلك فاعلم:أن من الحقوق الخاصة بالله التي هي من خصائص ربوبيته التجمماء
عبده إليه إذا دهمته الكروب التي ل يقدر على كشفها إل الله ،فالتجاء المضطر الذي أحمماطت بممه
الكروب ودهمته الدواهي ل يجوز إل لله وحده ،لنه من خصائص الربوبية ،فصرف ذلك الحق للممه
وإخلصه له هو عين طاعة الله ومرضاته ،وطاعة رسوله صلى الله عليممه وسمملم ومرضمماته ،وهممو
عين التوقير والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم لن أعظم أنواع تمموقيره وتعظيمممه هممو اتبمماعه
والقتداء به في إخلص التوحيد والعبادة له وحده جل وعل ،وقد بين جل وعل في آيات كثيرة من
كتابه أن التجاء المضطر من عباده إليه وحده في أوقممات الشممدة والكممرب مممن خصمائص ربموبيته
َ
مها خي ْهٌر أ ّ ه َ فى آلل ّه ُ صهطَ َ نا ْ ذي َ ه ال ّ ِ عَباِد ِ عَلى ِ م َ سل ٌ و َ ه َ مدُ ل ِل ّ ِ ح ْ ل ال ْ َ ق ِ تعالى … قال تعالىُ }:
َ كون{ ،2ثم بين من خصائص ربمموبيته الدالممة علممى أنممه المعبممود وحممده فقممال}:أ َ
ق
َ ل خ
َ نّ ْ م ر ُ َ ش ِ يُ ْ
ن مهها َ َ فأ َ َ ُ َ َ ت وال َرض وأ َ
كهها َ َ ة
ٍ ج
َ هْ َ ب ت َ ذا ق
َ ِ ئ داَ ح
َ هِ ِ ب نا َ ْ ت َ بْ ن ً ء ما َ ء
ِ ما ّ َ س ال نَ مِ مْ ك ل ل ز
َ ْ ن ْ َ َ َ ِ وا ال ّ َ َما س
ها أ َ ل َك ُ َ
ن{ فهممذه المممذكورات الممتي هممي دُلو َ عه ِ م يَ ْ و ٌ ْ قَ م
ْ ه ُ ل ْ َ ب ه
ِ ّ ل ال ع
َ مِ ٌ َ ه َ ل إ َ رَ جَ ش َ توا ُ ِ ب ْ ن ُ ت ن
مأ ْ ْ
خلق السماوات والرض وإنزال الماء من السماء وإنبات الحدائق ذات البهجة الممتي ل يقممدر علممى
َ
ه{ يقدر علممى ع الل ّ ِ م َ ه َ إنبات شجرها إل الله من خصائص ربوبيه الله ،ولذا قال تعالى بعدها }أإ ِل َ ٌ
خلق السماوات والرض وإنزال الماء من السماء وإنبات الحدائق به ،والجواب "ل" لنممه ل إلممه إل
3
الله وحده"0
اليات الدالة على أن دعاء غير الله واللجوء إليه شرك 0 -3
جاء آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين أن الدعاء والستعاذة والستغاثة ل تكممون إل بممالله
وحده ل شريك له ،وأن اللهة الباطلة التي عبدت من دونه ل تملك لنفسها نفعا ً ول ضممرا ،فكيممف
دا لذريعة التعلق بها ،أو اعتقاد نفع فيهمما ،ويسمملك القممرآن يرجو العبد منها شيئا ل تملكه ،وذلك س ّ
الكريم في ذلك مسلكا عظيما يضيق المقام عن استقصائه ،ولكن تكفى الشارة إلممى بعممض مممن
4
ذلك 0
ل ِ ُ
ق } مالى: م تع موله م كق معفها م وض ما م فقره مراز موإب مة م المزعوم مة م الله هذه عجز بيان - 1
ن ذي َ ك ال ّ ِ ويل ً ُأول َئ ِ َ ح ِ ول ت َ ْ م َ عن ْك ُ ْ ضّر َ ف ال ّ ش َ ن كَ ْ كو َ مل ِ ُ فل ي َ ْ ه َ دون ِ ِ ن ُ م ْ م ِ مت ُ ْ ع ْ ن َز َ ذي َ عوا ال ّ ِ ادْ ُ
ن عهه َ خهها ُ ْ ة أ َيهم أ َ َ ْ َ
ه إِ ّ ذاب َ ُ ن َ فو َ وي َ َ َ هُ َ ت م
َ ح ْ ر
َ نَ جو ُ ر
َ ْ َ ي و بُ ر َ ق ْ ُ ّ َ ل سي ِ و
َ لا م ُ ه َ ِ ّ ب ر لى ِ إ ن َ غو ُ َ ت ْ ب َ ي ن َ عو ُ ي َدْ
قه ْ َ َ
ه ن الل ّه ِ دو ِ ن ُ مه ْ ن ِ عو َ مهها ت َهدْ ُ م َ ل أَرأي ْت ُه ْ ذورًا{ 50وكقمموله تعممالىُ }: حه ُ م ْ ن َ كا َ ك َ ب َرب ّ َ ذا َ ع َ َ
َ من ال َ أَ
ل قب ْه ِ ن َ مه ْ ب ِ ت ائ ُْتوِني ب ِك َِتا ٍ وا ِ ما َ س َ في ال ّ ك ِ شْر ٌ م ِ ه ْ م لَ ُ ضأ ْ ِ رْ َ ِ قوا ُ َ ل خ
َ ذا َ ما َ ني ِ رو ُ
ّ َ ُ ْ َ َ
نل مهه ْ ه َ ن اللهه ِ دو ِ ن ُ مه ْ عو ِ ن ي َدْ ُ م ْ م ّ ل ِ ض ّ نأ َ م ْ و َ ن َ قي َ صاِد ِ م َ ن كن ْت ُ ْ علم ٍ إ ِ ْ ن ِ م ْ ة ِ و أَثاَر ٍ ذا أ ْ ه َ َ
م هه ْ كاُنوا ل َ ُ س َ شَر الّنا ُ ح ِ ذا ُ وإ ِ َ ن َ فُلو َ غا ِ م َ ه ْ عائ ِ ِ ن دُ َ ع ْ م َ ه ْ و ُ ة َ م ِ قَيا َ وم ِ ال ْ ِ ه إ َِلى ي َ ْ ب لَ ُ جي ُ ست َ ِ يَ ْ
ن{ 0 6فقد بينت هذه اليات بيانمما شممافيا قاطعمما للعممذر أن غيممر ري َ ف ِ كا ِ م َ ه ْ عَبادَت ِ ِ كاُنوا ب ِ ِ و َ داءً َ ع َ أَ ْ
الله ل يدعى لنه إلى جانب أنه ل ينفع ول يضر لم يخلممق شمميئا بالسممتقلل ،كممما لممم يخلممق شمميئا
بالشركة ،وليس عند المشركين أي دليل على ما يفعلون ثم بينت اليات ضلل من يدعو من دون
صت على أن المدعو غافممل عممن دعمماء الممداعي مممما الله من ل يستجيب له إلى يوم القيامة ،بل ن ّ
يبين عجزه وضعفه وشدة احتياجه إلى خالقه وربه ،وقد ذكر القاسمي –رحمه اللممه – فممي اليممات
الخيرة لطيفة جميلة نقلها عن من يعرف بالناصر وإليك نصها":لطيفممة :قممال الناصممر :فممي قمموله
ة{ نكتة حسنة ،وذلك أنه جعل يوم القيامة غاية لعدم السممتجابة ،ومممن شممأن م ِ قَيا َ وم ِ ال ْ ِ }إ َِلى ي َ ْ
مغّيا عندها لكن عدم الستجابة مستمر بعد هذه الغاية ،لنهم في يوم القيامة أيضمما الغاية انتهاء ال ُ
ل يستجيبون لهم ،فالوجه – والله أعلم – أنها من الغايات المشعرة بأن ممما بعممدها ،وإن وافممق ممما
قبلها ،إل أنه أزيد منه زيادة بينة تلحقه بالثاني ،حتى كأن الحالتين وإن كانتا نوعا واحدا لتفاوت ما
بينهما كال شيئ وضده ،وذلك أن الحالة الولممى الممتي جعلممت غايتهمما القيامممة ،ل تزيممد علممى عممدم
الستجابة ،والحالة الثانية التي في القيامة زادت على عدم السممتجابة بالعممداوة والكفممر بعبممادتهم
م ه ْ وآب َههاءَ ُ ء َ ؤل ِ هه ُ ت َ عه ُ مت ّ ْ ل َ إياهم ،فهو من وادي ما تقدم آنفا في سورة الزخرف في قوله }:ب َ ْ
ه ه
ِ ْ ٌ َ ِّ ِ ِ ب هاهن إ و ر ح ه س ذا َ ه هَ لوا ُ ها قه ق َ حه ّ م ال ْ َ ه ُ جههاءَ ُ مهها َ ول َ ّ ن َ مِبيه ٌ ل ُ سههو ٌ وَر ُ ق َ حه ّ م ال ْ َ ه ُ جههاءَ ُ حّتى َ َ
7
ن {0 فُرو َ كا ِ َ
باختصار وتصرف من كتاب دعوة التوحيد للدكتور /محمد خليل هراس ص .40 - 35 4
تفسير ابن كثير جم ،202 ،201/ 3وراجع ما بعدها من صفحات فإنه كلم جيد ونفيس 0 9
أخرجه البخاري في كتاب النبياء باب 48جم ،478 / 6والدرامي في كتاب الرقائق جم ،320/ 2 1
أخرجه أحمد في مسنده جم ،347 ،1/215والنسائي في كتاب مناسك الحج جم ،218/ 5وابن ماجة 6
كتاب المناسك باب 63جم ،2/1008وابن أبى عاصم في السنة جم ،1/46والحاكم في المستدرك،
وقال:صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
صحيح مسلم كتاب العلم باب 4جم .2055 / 4 7
مسلم كتاب الجهاد باب 18جم ،1384/ 3وأحمد في مسنده جم .32 ،30 / 1 5
قال الهيثمي في مجمع الزوائد جم :159 / 10رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة 6
وهو حسن الحديث 0قلت :ابن لهيعة ضعيف مختلط إل في رواية العبادلة عنه ،وهذه ليست منها،
وقد ذكر بعض العلماء هذا الحديث في كتبهم كابن تيمية وغيره وسقته هناك كشاهد على موضوع سد
الذرائع التي أنا بصدد الحديث عنها 0
فتح المجيد ،185 ،184 /وبها مشه كلمه في قرة العيون 0 7
أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب 32جم ،667/ 2وأحمد في مسنده جم ،339 /3والترمذي في 3
أبواب الجنائز باب 57جم ،155 / 4وأبو داود في كتاب الجنائز باب 76جم .552/ 3
أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب 31جم ،666/ 2والترمذي في أبواب الجنائز باب 55جم ،4/150 4
يراجع في ذلك المبحث الثالث من الفصل الثاني من كتابي "أصول العتقاد عند المام البغوي"0 1
ُنزل و نزل ،والمعنى :لما نزل ملك الموت ،أو حضرت المنية ،والوفاة رسول الله صلى الله عليه 2
وسلم
طفق :بكسر الفاء وفتحها ،أي :جعل ،والكسر أفصح وأشهر 0 3
الحديث أخرجه البخاري في مواضع منها كتاب الصلة باب 55جم ،1/532وكتاب الجنائز باب 61جم 4
،200/ 3وباب 96جم ،3/255وكتاب أحاديث النبياء باب 50جم ،6/494ومسلم في كتاب المساجد
باب 3جم ،377 /1والنسائي في كتاب المساجد باب النهى عن اتخاذ القبور مساجد جم 2/33وأحمد
في مسنده جم .275 ،228/ 6
فتح المجيد .239/ 5
وقال شيخ السلم ابن تيمية":فحرم صلى اللممه عليممه وسمملم أن تتخممذ قبممورهم مسمماجد
بقصد الصلوات فيها ،كما تقصد المساجد ،وإن كان القاصد لذلك إنما يقصد عبادة الله وحده ،لن
ذلك ذريعة إلى أن يقصدوا المسجد لجل صاحب القبر ودعائه ،والدعاء به ،والدعاء عنممده ،فنهممى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ هذا المكان لعبممادة اللممه وحممده لئل يتخممذ ذريعممة إلممى
الشرك بالله ،والفعل إذا كان يفضى إلى مفسدة وليس فيه مصلحة راجحة ينهى عنممه ،كممما نهممى
عن الصلة في الوقات الثلثة لما في ذلك من المفسدة الراجحة ،وهو التشبه بالمشركين الممذي
1
يفضى إلى الشرك"0
وقال في موطن آخر":إنه نهى عن بناء المساجد على القبور ولعن من فعل ذلك ،ونهممى
عن تكبير القبور وتشريفها وأمر بتسويتها ،ونهى عن الصلة إليهمما وعنممدها ،وعممن إيقمماد المصممابيح
عليها لئل يكون ذلك ذريعة إلى اتخاذها أوثانا ،وحرم ذلك على من قصد هذا ومن لممم يقصممده بممل
2
قصد خلفه سدا للذريعة"0
3
-2وفى الصحيحين وغيرهما أن أم حبيبة وأم سلمة – رضي اللممه عنهممما – ذكرتمما كنيسممة
أخرجه البخاري في كتاب الصلة باب 48جم ،1/523وباب 54جم ،1/531وكتاب الجنائز باب 70جم 3
،208 / 3وكتاب مناقب النصار باب 37جم ،187،188 / 7ومسلم في كتاب المساجد باب 3جم / 1
،375والنسائي في كتاب المساجد جم .33/ 2
رأينها بأرض الحبشة وما فيها ممن الصمور ،فقمال صملى اللمه عليمه وسملم":أولئك إذا ممات فيهمم
الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا ً وصوروا فيه تلك الصور ،أولئك شرار الخلق
عند الله"0
قال ابن حجممر":وإنممما فعممل ذلممك أوائلهممم ليتأسمموا برؤيممة تلممك الصممور ويتممذكروا أحمموالهم
الصالحة فيجتهدوا كاجتهادهم ،ثم خلف من بعدهم خلوف جهلوا مرادهم ،ووسوس لهم الشمميطان
أن أسلفكم كانوا يعبدون هذه الصور ويعظمونها فعبدوها ،فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عممن
1
مثل ذلك سدا للذريعة المؤدية إلى ذلك 0
وقال ابن القيم بعد ذكره لهذا الحديث وغيممره مممن الحمماديث الناهيممة عممن اتخمماذ القبممور
مساجد":إن فتنة الشرك بالصلة فممي القبمور ومشمابهة عبمماد الوثممان أعظمم بكمثير ممن مفسمدة
الصلة بعد العصر والفجر ،فإذا نهى عن ذلممك ،أي عممن الصمملة بعممد هممذين الوقممتين سممدا لذريعممة
التشبه التي ل تكاد تخطر ببال المصلى ،فكيف بهذه الذريعة القريبة التي كثيرا ممما تممدعو صمماحبها
إلى الشرك ودعاء الموتى واستغاثتهم ،وطلب الحمموائج منهممم ،واعتقمماد أن الصمملة عنممد قبممورهم
2
أفضل منها في المساجد مما هو محادة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم "0
أخرجه مسلم في صحيحة كتاب المساجد باب 3جم .378 ،377 / 1 1
1بوانة :هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر.انظر معجم البلدان جم 1/505 2
أخرجه أبو داود في سننه كتاب اليمان والتذور باب 23جم .140 / 9وقال الشيخ اللبانى 0صحيح 0
انظر صحيح سند أبى داود جم .637/ 2
انظر معارج القبول جم .450 / 1 3
أخرجه أحمد في مسنده جم ،429 ،428 / 5والبغوى في شرح السنة جم .324 / 14 4
العتقادي الكبر المخرج من الملة ،وذلك أن الرياء قد يطلق ويراد به النفاق الكبر كما جمماء فممي
1
ر{ 0 خ ِوم ِ اْل ِ وال ْي َ ْ ن ِبالل ّ ِ
ه َ م ُ ول ي ُ ْ
ؤ ِ رَئاءَ الّنا ِ
س َ مال َ ُ
ه ِ ق َ
ف ُ كال ّ ِ
ذي ي ُن ْ ِ قوله تعالىَ }:
قال ابن كثير في تفسيره":أي :ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى ،كما تبطل صممدقة مممن
راءى بها الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه الله ،وإنما قصده مدحة الناس لمه ،أو شمهرته بالصمفات
الجميلة ليشكر بين الناس ،أو يقال :إنه كريم ،ونحو ذلك من المقاصد الدنيويممة ،مممع قطممع نظممره
وم ِوال ْي َه ْ ن ب ِههالل ّ ِ
ه َ م ُ ول ي ُ ْ
ؤ ِ عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته وجزيممل ثمموابه ،ولهممذا قممالَ }:
2
ر {0
خ ِ
ال ِ
وطريقة التفريق بين الرياء الذي هو النفاق الكبر ،وبين الرياء الذي سممماه النممبي صمملى
الله عليه وسلم شركا ً أصغر حديث":إنما العمال بالنيمات… ،3"..فالنيمة همي المتي تفمرق بينهمما،
وقد وضح ذلك وفصله الشيخ حافظ الحكمي فقال……":فإن كان الباعث علممى العمممل هممو إرادة
غير الله عز وجل والدار الخرة فذلك النفاق الكبر … ،وإن كممان البمماعث علممى العمممل هممو إرادة
الله عز وجل والدار الخرة ،ولكن دخل عليها الرياء في تزيينمه وتحسمينه فمذلك همو المذي سمماه
4
النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الصغر وفسره بالرياء العملى ……"0
أخرجه البخاري في مواطن منها كتاب بدء الوحي باب 1جم ،9 / 1ومسلم في كتاب المارة باب 45 3
أخرجه البخاري في كتاب اليمان باب 4جم ،530 /11ومسلم كتاب اليمان باب 1جم ،1266/ 3 1
قال الشيخ اللباني بعد ذكره لكلم الترمذي هذا ،بل هو صحيح 0انظر السلسلة الصحيحة جم .70/ 5 3
وتفسير هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله":فقد كفر أو أشرك" ،علممى التغليممظ ،والحجممة
في ذلك حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع عمر يقول :وأبى وأبممى ،فقممال":أل
إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم" ،وحممديث أبممى هريممرة عممن النممبي صمملى اللممه عليممه وسمملم أنممه
قال":من قال في حلفه:و اللت والعزى فليقل:ل إله إل الله 0
وهذا مثل ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قممال":الريمماء شممرك" ،وقممد فسممر
صاِلحا{ الية 0قممال: مل ً َ
ع َ م ْ
ل َ ع َفل ْي َ ْ
ه َ جوا ل ِ َ
قاءَ َرب ّ ِ ن ي َْر ُ ن َ
كا َ م ْ بعض أهل العلم هذه اليةَ }:
ف َ
1
ل يرائي"0
قال ابن حجر ":والتعبير بقوله":فقد كفر أو أشممرك للمبالغممة فممي الزجممر والتغليممظ فممي
2
ذلك ،وقد تمسك به من قال بتحريم ذلك"0
قال أبو جعفر الطحاوي":لم يرد به الشرك الذي يخرج من السلم حتى يكون به صاحبه
خارجا ً عن السلم ،ولكنه أراد أنه ل ينبغي أن يحلف بغيممر اللممه تعممالى ،لن مممن حلممف بغيممر اللممه
تعالى فقد جعل ما حلف به محلوفا به ،كما جعل الله تعالى محلوفا به ،وبذلك جعل من حلف بممه
أخرجه البخاري فىكتاب اليمان والنذور باب 8جم .539/ 11 2
أخرجه ابن ماجة في سننه كتاب الكفارات باب 13جم 1م ،685والدارمي في سننه كتاب 3
أخرجه البخاري في كتاب العتق باب 17جم ،177/ 5ومسلم في كتاب اللفاظ باب 3جم ،4/1765 2
وأبو داود في سننه كتاب الدب باب 83جم ،5/256وأحمد في مسنده جم .463 ،423 ،316/ 2
يوسف /آية.25 : 3
النهاية في غريب الحديث والثر جم ،1/197وانظر شرح السنة جم .158/ 12 1
أخرجه أبو داود في سننه كتاب الطب باب 17جم ،367/ 10وابن ماجة كتاب الطب باب 39جم / 2 2
من مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز جم .279/ 1 1
أخرجه الترمذي في أبواب الستئذان باب 31جم ،514/ 7وابن ماجة في كتاب الدب باب 15جم / 2 3
رواه الطبراني في الوسط ورجاله رجال الصحيح كما ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد جم .36/ 8 5
أخرجه البخاري في الدب المفرد باب المعانقة جم ،2/458وعلقه في صحيحه في كتاب العلم باب 6
أخرجه البخاري في كتاب تقصير الصلة باب 17جم 0 584 / 2 10