You are on page 1of 5

‫تحليل أو تحديد المحتوى‬

‫****************‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫يعد المحتوى الدراسي أهم مكونات المنهج ‪ ،‬لذا فإن تحليله يجعل المدرس قادرًا على تنظيم مجموع‬
‫المعارف والمهارات بشكل يساعده على تحقيق الهداف المخطوط لها ‪ ،‬لن العملية التدريسية تسير‬
‫وفق خطوات منظمة والتحليل يوجه عمل المدرس ويفيده في تحضير أنشطة مختلفة تناسب عناصر‬
‫المحتوى ‪ ،‬ويساعدنا في بناء الختبارات التحصيلية المر الذي ييسر للمدرس اختيار عينة ممثلة‬
‫لجميع جوانب المادة لتضمينها في الختبار ‪.‬‬
‫تعريف المحتوى ‪:‬‬
‫" مجموعة المعارف ‪ ،‬المهارات ‪ ،‬والقيم ‪ ،‬والتجاهات التي يمكن أن تحقق الغراض التربوية "‬
‫لذا علينا عندما نتحدث عن محتوى المناهج ‪ ،‬أل نفهم هذا المحتوى على أنه مجموعة مواد للتعليم ‪،‬‬
‫وإنما مجموعة أهداف تعبر عن قدرات ومهارات وكفاءات ‪ ،‬وكذلك قيم وآداب السلوك العامة التي‬
‫يجب أن يكتسبها المتعلم‬
‫ويفيد تحديد المحتوى في معرفة الخبرات التي يريد أن يلم بها المتعلم وطرائق تعلم المتعلمين لهذه‬
‫الخبرات ‪.‬‬
‫الفائدة من تحليل المحتوى ‪:‬‬
‫‪ .1‬يتعرف المعلم القائم بعملية التحليل من خلله على كل جزئيات الموضوع ‪.‬‬
‫‪ .2‬يفتتح المجال أمام القائم بعملية التحليل ؛ لبداء الرأي وتسجيل الملحظات والقبول‬
‫والرفض ـ أحيانًا ـ لفكار الكاتب أو المؤلف ‪.‬‬
‫‪ .3‬يسهل عملية صياغة أهداف الدرس بصورة دقيقة ومحددة ‪.‬‬
‫‪ .4‬يسهل عملية التقويم ‪ ،‬ويحقق شموليتها ‪.‬‬
‫‪ .5‬تحليل جميع موضوعات المادة الدراسية ينمي الخبرة لدى المعلم بكل ما تحتويه المادة ‪.‬‬
‫متى يتم تحليل المحتوى ‪:‬‬
‫يتم ذلك أثناء العداد الذهني للموضوع ) قراءة الموضوع ( وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬قراءة الموضوع قراءة متأنية مرة واحدة أو أكثر ‪.‬‬
‫‪ .2‬وضع خطوط تحت الخبرات التي يتكون منها الموضوع ‪.‬‬
‫‪ .3‬نقل هذه الخبرات إلى ورقة خارجية ‪ ،‬ومن ثم تجزئة تلك الخبرات إلى جزئيات دقيقة‬
‫ومحددة ومرتبة ‪.‬‬

‫ملحوظة ‪:‬‬
‫من الخطأ صياغة أهداف الدرس قبل تحليل المحتوى ؛ لن ذلك يفقدها الشمولية والترابط بين أجزاء‬
‫الموضوع‬
‫عناصر المحتوى‬
‫******************************‬
‫عند اختيار محتوى منهج ما في حقل ما ‪ ،‬فإن هذا المحتوى يتضمن العناصر التالية ‪:‬‬
‫أ(المعارف ‪:‬‬
‫وهي تحتل المركز الول بين عناصر المحتوى ‪ ،‬والمقصود بها ‪:‬‬
‫• المفاهيم والمصطلحات الساسية التي ل يمكن من دونها فهم أي عنصر من عناصر‬
‫المعرفة إنها مفاهيم اللغة العلمية التي تساعدنا على فهم قوانين العلم والبرهنة على‬
‫أفكارنا‬
‫• التعميمات ‪ }:‬المبادئ العامة والقوانين الرئيسية { التي تكشف العلقة بين ظواهر‬
‫العلم الموضوعي وأشيائه المختلفة ‪.‬‬
‫• جملة النظريات والفكار التي تساعد المفرد على تكوين علقات صحيحة مع العالم‬
‫المحيط به فالمحتوى ل بد أن يظم المفاهيم والمبادئ والقوانين الساسية لكل علم من‬
‫العلوم بالضافة إلى مصطلحاته وعلقاته والطرائق الخاصة به ‪.‬‬
‫ب( المهارات العقلية والعلمية ‪:‬‬
‫والمهارات قد تكون عملية أو عقلية ولكل مادة مهاراتها وقدراتها الخاصة ‪ ،‬ولكل مادة مهاراتها‬
‫وقدراتها الخاصة ‪،‬وبالضافة إلى المهارات الخاصة بكل مادة ‪ ،‬فهناك مجموعة من المهارات‬
‫المشتركة بين المواد كالقدرة على استخراج النقاط الهامة ‪ ،‬القدرة على التصنيف ‪ ،‬القدرة على‬
‫التحليل ‪ ،‬التلخيص ‪ ،‬النقد ‪ ،‬الفهرسة ‪ ،‬وضع المخططات ‪ ،‬استخدام القاموس …إلخ ‪.‬‬
‫والدور الساسي للمنهج هو تزويد المتعلمين بمهارات البحث والستقصاء ‪ ،‬وبمعنى آخر تزويدهم‬
‫بأدوات البحث الذاتي كالتحليل ‪ ،‬التركيب ‪ ،‬النقد ‪ ،‬فرض الفروض والبرهنة عليها بشكل ننمي عندهم‬
‫قدراتهم على البداع والبتكار ويصبحون قادرين على البحث عن الحقيقة عندما يجدون أنفسهم في‬
‫حاجة إليها ‪.‬‬
‫وهذه المهارات ل تتشكل من خلل الشــروح النظريــة وإنمــا مـن خلل ممارسـتها ‪ ،‬فـالمتعلم يكتسـب مهــارات‬
‫البحث والستقصاء من عمليات النشاط التي يقوم بها ‪.‬‬
‫ج( النشاط البداعي ‪:‬‬
‫الذي يساعد في البحث عن حل المشكلت الجديدة ‪ ،‬ويمتلك محتوى خاصًا ‪ ،‬ل يتطابق مع محتوى‬
‫العنصرين الوليين ‪.‬‬
‫فقوة البداع ل ترتبط بحجم المعرفة ‪ ،‬فهناك من يعرف القليل من مجال من المجالت ‪ ،‬إل أنهم يعملون‬
‫بإبداع يفوق ذلك الذي يمثل موسوعة معارف ‪.‬‬
‫خصائص النشاط البداعي هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يستخدم المتعلم المعارف والقدرات التي استوعبها في البحث عن حل لي مشكلة قد‬
‫تصادفه ‪.‬‬
‫‪ .2‬رؤية قضية جديدة في موقف معروف ‪.‬‬
‫‪ .3‬رؤية قضية جديدة ـ للموضوع ـ غير معروفة ‪.‬‬
‫‪ .4‬جمع بعض أساليب النشاط المعروفة وتركيبها والخروج منها بأسلوب جديد ‪.‬‬
‫‪ .5‬رؤية بناء الموضوع كأن يصطدم بمشكلة ما ‪ ،‬وأن يدرك جميع عناصر هذه المشكلة والترابط‬
‫الموجود بين هذه العناصر سواء كان جوهريًا أم ل‪.‬‬
‫‪-6‬التفكير النتقائي ‪ :‬أي رؤية الحلول الممكنة لمشكلة معينه أو رؤية وسائل الحل المختلفة أو إيجاد‬
‫البراهين المتباينة أي لرؤية المتعددة الجوانب للمشكلة ‪.‬‬
‫أسس اختيار المحتوى ‪:‬‬
‫هناك أسس يجب أن توضع في العتبار عند اختيار المحتوى وهي ‪.‬‬
‫أهداف المنهج ‪:‬‬ ‫‪(1‬‬

‫إذا كانت وظيفة المحتوى هي تحقيق الغايات والهداف التربوية لذا ينبغي أن نختار المحتوى‬
‫المناسب الذي يستطيع أن يوصلنا إلى هذه الهداف ‪ .‬لذا يجب أن ننظر إلى المحتوى على أنه أداة‬
‫لتحقيق أهداف معينة ‪ ،‬وليس غاية بذاته ‪ ،‬وعليه فإن أي تغيير أو تعديل أو إضافة أو حذف يجب‬
‫أن يتم في ضوء الهداف المحددة ‪.‬‬
‫ب(حاجات المتعلم ‪:‬‬
‫إن اختيار المحتوى بخبراته وأنشطته ومهاراته لبد أن يتم في ضوء حاجات المتعلم وقدراته‬
‫ودرجة نضجه وطبيعة تعلمه ‪.‬‬
‫ج( حاجات المجتمع ‪:‬‬
‫وهو المحور الثاني للعملية التربوية ‪ ،‬وإذا كانت التربية عملية اجتماعية وجدت من أجل تقدم‬
‫المجتمع وتطوره لذا عند اختيار المحتوى لبد من مراعاة هذه الحاجات والمتطلبات والقيم التي‬
‫يؤمن بها المجتمع وتحديد آماله وتطلعاته لتتمكن العملية التربوية من تلبية تلك التطلعات ‪،‬‬
‫وتحقيق المستقبل المنشود ‪ ،‬والسيطرة على المشكلت والمعوقات وتلبية حاجات المجتمع ‪.‬‬
‫د(التطور العلمي والتكنولوجي ‪:‬‬
‫يتميز العصر الذي نعيش فيه بالنفجار المعرفي ‪ ،‬لذا أصبح من المؤكد عند عملية اختيار المحتوى‬
‫التركيز على المبادئ والمفاهيم الساسية للعلم وطرائق البحث الخاصة ‪ ،‬وأن يتناسب مع درجة‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي ‪.‬‬
‫تنظيم المحتوى ‪:‬‬
‫ل بد أن يتم تنظيم المحتوى وفق قواعد وأسس محددة بدقة وبطريقة تناسب طبيعة المتعلم من جهة وطبيعة‬
‫المادة العلمية من جهة أخرى ‪ ،‬فلكل مادة طبيعتها وقوانينها ومبادئها التي تعطيها خصوصيتها وبالتالي يكون لها‬
‫شكلها الخاص في لتنظيم‪ .‬وهناك أسلوبان لتنظيم المحتوى هما ‪:‬‬
‫أ(التنظيم المنطقي ‪:‬‬
‫حيث يتم التركيز عن المادة العلمية وتسلسلها وترابطها ‪ ،‬ففي تنظيم محتوى اللغة العربية نبدأ‬
‫بتدريس الحروف ثم المقطع ثم الكلمة ثم الجملة ‪.‬‬
‫وهذا النوع من التنظيم يناسب المتعلمين الكبار والباحثين والمعلمين ‪ ،‬حيث يتيح لهم فهم المادة‬
‫ل واكتساب كمية كبيرة من المعلومات والمعارف ‪.‬‬ ‫فهما منطقيًا متسلس ً‬
‫ب(التنظيم السيكولوجي ‪:‬‬
‫وفيه تراعى خصائص المتعلم وميوله وطرائق تعلمه أي مبادئ تعلم المتعلم ‪ ،‬وفيه يكون المتعلم‬
‫محور العملية التعليمية وفيه يدرك المور المتصلة به مباشرة ‪ ،‬ففي اللغة نبدأ بالجملة ثم الكلمة ثم‬
‫المقطع ثم الحرف ‪ ،‬لن الجمل والكلمات لها معنى في ذهن المتعلم بعكس الحروف المجردة ‪ ،‬وهذه‬
‫الطريقة تناسب المتعلم صغير السن ومهما كانت الطريقة المتبعة في تنظيم المحتوى ‪ ،‬ل بد من‬
‫مراعاة أربعة معايير أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬المجال أو المدى ‪:‬‬
‫ويعرف على أنه مجموعة المعارف والمهارات والقيم والتجاهات التي يتضمنها منهج ما ‪.‬‬
‫‪ .2‬الترتيب ‪:‬‬
‫بعد أن تتم عملية اختيار المحتوى وتحديد الموضوعات التي نريد أن يكتسبها المتعلمون في ضوء‬
‫الغراض التربوية ‪ ،‬تأتي مرحلة ترتيب هذه الموضوعات ‪.‬‬
‫‪ .3‬الستمرار ‪:‬‬
‫لقد عرف التعلم على أنه عملية نمو المتعلم ‪ ،‬والنمو عملية مستمرة والتنظيم الجيد للمناهج هو‬
‫الذي يساعد على النمو ‪ ،‬ويقصد بالستمرار إعادة تعلم موضوع ما أو خبرة ما في سنوات متتابعة‬
‫ولكن بصورة أكثر عمقًا وأكثر توسعًا كلما ارتقينا في السلم التعليمي‪.‬‬
‫ومعيار الستمرار يمكن أن يطبق على كل مجالت الخبرة مثل اكتساب المعلومات والمهارات‬
‫وطرق التفكير ‪ .‬والمهم أن يكون التدريب موجهًا دائمًا نحو زيادة الخبرة وتعميمها ‪.‬‬
‫‪ .4‬الترابط والتكامل في الخبرة ‪:‬‬
‫التكامل في الخبرة يعني وحدنها ولقد أثبتت الدراسات والبحوث أن التعلم يكون ذا معنى عندما‬
‫يتعامل الشخص مع الموقف ككل بحيث يستطيع أن يرى ) الوحدة ( فيما يتعلمه ‪.‬‬
‫ولهذا فإن التنظيم الجيد للمنهج هو ذلك الذي يساعد المتعلم على أن يرى العلقات بين المجالت‬
‫المختلفة التي يتضمنها المنهج ‪ ،‬أي تنظيم خبرات المنهج بصورة تتضح فيها العلقات بين‬
‫ل يتم ربط مادة الدب بمادة التاريخ ‪ ،‬وهكذا نربط بين‬ ‫المجالت التي يتكون منها المنهج فمث ً‬
‫المعلومات والخبرات ‪ ،‬ونستخدمها بشكل متكامل مترابط كما هي الحال في الحياة اليومية العلمية‬
‫عندما تعترضنا مشكلة ما ‪ ،‬فإننا نستخدم معلومات وخبرات مختلفة تنتمي إلى مجالت وحقول‬
‫عديدة لحل هذه المشكلة ‪.‬‬
‫أغراض تحليل المستوى الدراسي ‪:‬‬
‫لتحليل المحتوى أغراض عدية أهمها ‪:‬‬
‫‪ (1‬إعداد الخطط التعليمية الفصلية اليومية ‪.‬‬
‫‪ (2‬اشتقاق الهداف التدريسية ‪.‬‬
‫‪ (3‬اختيار استراتيجيات التعليم المناسبة ‪.‬‬
‫‪ (4‬اختيار الوسائل التعليمية والتقنيات المناسبة ‪.‬‬
‫‪ (5‬الكشف عن مواطن القوة والضعف في الكتاب الدراسي ‪.‬‬
‫‪ (6‬تبويب أو تصنيف أبواب عناصر المحتوى لتسهيل عملية تنفيذ الحصة ‪.‬‬
‫‪ (7‬بناء اختبارات تحصيلية حيث يساعدنا تحليل المستوى في اختيار عينة ممثلة لجميع جوانب‬
‫المادة لتضمينها في الختبار لتحقيق الشمول والتوازن في الختبار التحصيلي ‪.‬‬
‫طرائق تحليل المحتوى ‪:‬‬
‫توجد طريقتان لتحليل المحتوى تعتبران الكثر شيوعًا في الستخدام علمًا بأن لكل موضوعاً‬
‫دراسيًا طريقته الخاصة في تحليل محتواه تتناسب مع طبيعته ‪ .‬وقد يعمد واضع الختبار إلى‬
‫تفحص الكتاب وتصنيف محتواه أو تقسيمه كما يراه مناسبًا ‪.‬‬
‫‪ (1‬الطريقة التي تقوم على تجميع العناصر المتماثلة في المادة الدراسية في مجموعة واحدة‬
‫مثل ‪ :‬مجموعة المفاهيم ‪ ،‬مجموعة الرموز ‪ ،‬مجموعة التعميمات …الخ‬
‫‪ (2‬الطريقة التي تقوم على تقسيم المادة الدراسية إلى موضوعات رئيسية ثم تجزئة هذه‬
‫الموضوعات إلى موضوعات فرعية‬
‫فعلى المعلم أن يفكر في الجابة التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل كل ما كتب في الدرس يمثل معلومات جديدة تماما على الطلب ؟‬
‫‪ -2‬لماذا كتبت بعض المعلومات التي سبق للطلب معرفتها ضمن محتوى‬
‫الدرس ؟‬
‫‪ -3‬ما المعلومات الساسية في هذا الدرس ؟ هل يمكن تحديدها وكتابتها‬
‫منفصلة ؟‬
‫‪ -4‬هل المعلومات الساسية للدرس متساوية من حيث درجة أهميتها ؟ وهل هي‬
‫متشابهة الصياغة ؟‬
‫ملحظة‪/‬‬
‫التربية الفنية والتربية الرياضية وبعض مواضيع الرياضيات ) الهندسة ( يكون المحتوى منصبا‬
‫على المهارات وليس على المعارف ‪ ،‬ويتطلب من المعلم تحديد المهارات المركبة وأخرى بسيطة‬
‫أخي المعلم المربي وفقك ال لكي تتقن مهارة تحليل مادة الدرس بصورة كافية ‪ ،‬عليك اختيار‬
‫مجموعة دروس وقم بتحليل كل درس إلى حقائق ومفاهيم وتعميمات ‪ ،‬في جدول وناقش ما‬
‫تتوصل إليه مع زميل لك وكرر هذا العمل حتى تشعر بالرضا عن عملك ‪.‬‬
‫************************‬
‫جمع وتقديم الستاذ احمد بن عبدال الزهراني‬

You might also like