Professional Documents
Culture Documents
كل هذه العوامل وغيرها أفقدت القطاع العام للصحة الكثير من نجاعته ومسسن قسسدرته علسسى
الستجابة للحاجيات المتزايدة مما انجر عنه تدهور مستوى الخدمات ومحدودية التجهيزات خاصة
داخل البلد.
وهذا الوضع دفع بالمواطن إلسسى البحسث عسسن البسديل الفضسسل سسواء بانتهساج حلسسول فرديسسة
كالتداوي على حسابه الخاص أو باقتناء الدواء مباشسسرة مسسن الصسسيدلية Automédicationومسسا
ينجر عنه من انعكاسات سلبية على صحته أو عن طريق الطبيب دون اسسسترجاع المصسساريف مسسن
أي جهة والتي تثقل كاهله وذلك منه تجنبا لتدهور خدمات القطاع العام بالرغم من أنسسه يسسدفعوجوبا
مساهمات للضمان الجتماعي سواء في القطاع العام أو الخاص مقابل التأمين على المرض .
بالتوازي مع هذه الحلول الفردية بسسرزت حلسسول جماعيسسة عسسبر تكسسوين تعاونيسسات أو إبسسرام
عقود جماعية للتأمين على المرض أو إنشاء مصالح طبية ببعض الشركات وهو مسسا مسسن شسسأنه أن
يّثقل كاهل الجراء والمؤجرين بمسسساهمات إضسسافية لتمويسسل هسسذه الهياكسسل إلسسى جسسانب المسسساهمات
القانونية في نظام الضمان الجتماعي بعنوان نفس الخدمات تقريبا من حيث الكمية على القل.
1
ولهذه السباب وغيرها تقرر إصلح نظام التأمين على المسسرض للنهسسوض بقطسساع الصسسحة
وتطويره نحو مزيد النفتاح على القطاع الخاص الذي كان محدودا جدا ولكن مسسع المحافظسسة علسسى
دور القطاع العمومي وتأهيله باعتباره القطاع المرجعي خاصة من خلل مهسسامه الوقائيسسة ووضسسع
آليات لترشسيد النفقسسات ومحاولسة إصسلح اختلل الخارطسة الصسسحية إلسسى غيسسر ذلسسك مسن الهسداف
العاجلة والجلة.
وبسسالرغم مسسن أن بدايسسة الصسسلح كسسانت سسنة 1996غيسسر أن المفاوضسسات مسسع الطسسراف
المعنية تعثرت ولم يصدر القانون المحدث لهذا النظام إل سنة 2004ولم يطبق فعليا إل في غسسرة
جويلية 2007فسسي مرحلتسسه الولسسى علسسى أن يطبسسق فسسي مرحلتسسه ثانيسسة فسسي غسسرة جويليسسة 2008
وبالتالي فهذا الصلح لم يدخل حيز التطبيق إل بعد أكثر من 10سنوات من إنطلقه.
وخلل هذه الفترة تطورت النظمة التعاقدية وتكاثرت سواء كانت عقود تأمين جماعي أو
تعاونيات أو مصالح طبية لبعض الشركات وأصبحت تقدم خدمات تستجيب إلى حاجيسسات الجسسراء
وعسائلتهم سسواء مسن حيسث السسرعة أو الكلفسسة أو النوعيسة باعتبارهسسا تتعامسل مسع القطساع الطسبي
الخاص بالساس علوة على ما توفره المصالح الطبية لبعسسض المؤسسسسات مسسن خسسدمات لجرائهسسا
تجنبهم عناء التنقلت إلى المؤسسات الطبية العمومية أو حتى الخاصة وبالتالي التغيب عسسن العمسسل
إل إذا اقتضى المر ذلك مما يثير تخوف المنتفعين بهسذه الخسسدمات علسسى مصسسيرها فسسي إطسسار هسذا
الصلح العام للتأمين على المرض.
⇐ فهل سيتم الحفاظ على هذه الخدمات واعتبارها حقوقا مكتسبة أو أنظمة تعاقدية وقانونية ؟
⇐ وإذا تمت المحافظة عليها فهل يعنسسي أنهسسا ستواصسسل القيسسام ينفسسس السسدور بسسالتوازي مسسع النظسسام
القاعدي أم مكملة له ؟
⇐ هل يمكن استثناء المؤسسسات الستي لهسسا أنظمسة خصوصسسية ومصسسالح طبيسسة خاصسة بهسا والستي
تطورت إلسى حسّد أنهسا أصسبحت مؤسسسات صسحية صسغيرة كسالتي توجسد فسي قطساع النقسل SNT
والكهرباء والغاز STEGوتوزيع واستغلل المياه SONEDE
⇐ هل يمكن استثناء هذه المؤسسات وغيرها من هذا النظام الجديد للتأمين على المرض ،كمسسا تسسم
استثناؤها من النظام الجديد لجبر أضرار حوادث الشغل والمراض المهنية.
2
⇐ كيف يمكن تجنب ازدواجية النتفاع بالنظام القاعدي والنظمة التعاقدية قاعديا في نفس السسوقت
والتداوي في نفس الفترة ولنفس المرض على حساب النظامين وما ينجر عن ذلسسك مسسن السستهلك
المفرط للخدمات الصحية والسراف فيها ؟
⇐ هل يمكن للمؤجر الحتجسساج بسسدخول إصسسلح نظسسام التسسأمين علسسى المسسرض حيسسز التطسسبيق فسسي
مرحلته الثانية للغاء عقد التأمين الجماعي على المرض أو التعاونية أو المصلحة الطبية الخاصسسة
باعتبار أن هذا النظام أصبح يقوم مقام هذه النظمة التعاقديسسة والقانونيسسة وأصسسبح يكلفسسه مسسساهمات
إضافية ؟
⇐ هل يمكن للجراء أو النقابات التفساق مسع المسؤجر علسى التخلسي عسن هسذه النظمسة التعاقديسة
باعتبارها تثقل كاهلهم بمساهمات إضافية والكتفاء بما ورد في الصلح المذكور؟
3
الجـزء الول :النظمة التعاقدية حقوق تكميلية للنظام القاعدي الجباري
التعاونيات -المصالح الطبية للمؤسسات( )عقود التأمين الجماعي على المرض-
ينسسص الفصسسل الثسساني مسسن القسسانون عسسدد 71لسسسنة 2004المسسؤرخ فسسي 2أوت 2004
المتعلق بإحداث نظام التسأمين علسسى المسسرض علسى أن " يتضــمن نظــام التــأمين علــى المــرض ...
نظاما قاعديا إجباريا وأنظمة تكميلية اختيارية" كمسسا نسص فسي فصسسله الخسامس علسسى أن "يضــمن
النظــام القاعــدي التكفــل بمصــاريف الخــدمات الصــحية المســداة بالقطــاعين العمــومي والخــاص
اللزمة طبيا للمحافظة على صحة الشخاص"...
من خلل هذين الفصلين يقر القانون بوجود نظامين الول قاعدي إجباري لكل المضمونين
الجتماعيين وأولي الحق منهم والثاني تعاقدي تكميلي اختياري.
ويتفرع النظام القاعدي حسب الفصل الرابع مسسن المسسر عسسدد 1367لسسنة 2007مسسؤرخ
في 11جوان 2007الضابط لصيغ وإجراءات ونسب التكفل بالخدمات الصحية في إطار النظسسام
القاعدي للتأمين على المرض إلى :
منظومة علجية خاصة
ويتفرع من جهته النظام التعاقدي طبقا لما جاري به العمل إلى عدة صيغ وهي بالخصوص :
عقود تأمين جماعي لدى شركات تأمين،
وهذا التنوع للنظمة التعاقدية والقانونية يفسر اسستعمال المشسرع عبسارة أنظمسة فسي الجمسع
وليس نظام عند التعرض لها لعدم القتصار على نظام دون آخر ولكنه في المقابل اسسستعمل عبسسارة
نظام قاعدي إجباري في المفرد بالرغم من تفرعه إلى ثلثة أنظمة فرعية لن المر السالف الذكر
لم يعتبرها أنظمة مستقلة بذاته بل صيغا تتفرع عن نظام واحد.
4
نستنتج إذن أن نظام الصلح إجباري لكسسل المضسسمونين الجتمسساعيين وأولسسى الحسسق منهسسم
وهذه الصبغة الجبارية نص عليها الفصل الثالث من القانون عدد 71السالف الذكر.
فالمشرع قسسد أراد مسسن خلل ذلسسك توحيسسد أنظمسسة التسسأمين علسسى المسسرض المعمسسول بهسسا فسسي
الصندوقين المذكورين فسسي نظسسام واحسسد ومحاولسسة إرسسساء مسسساواة أمسسام المسسرض لكسسل المضسسمونين
الجتماعيين إزاء النظام القاعدي على القل.
ول يتعين تفسير مصطلح الجباري تفسسسيرا ضسسيقا كسسالقول أنسسه يتعيسسن علسسى كسسل مضسسمون
اجتماعي التداوي في إطار النظام القاعدي إجباريا وإل فإنه يحسسرم مسسن حسسق العلج لن مثسسل هسسذا
الفهم علوة على أنه ضيق فهو سطحي ومتعسسارض مسسع التفاقيسسات والمواثيسسق الدوليسسة وحسستى مسسع
أحكام الدستور التونسي التي تنص كلها على حق المواطن فسسي الصسسحة ،إضسسافة إلسسى مبسسدأ حريسسة
اختيار الطبيب ومسديي الخدمات الصحية بصفة عامسسة مسسن طسسرف المريسسض أو أولسسي الحسسق منسسه
الذي تقره منظمة الصحة العالمية باعتبار أن هذه العلقسسة بيسسن المريسسض ومسسسدي الخسسدمات مبنيسسة
على الثقة وعلى عوامل نفسية وليست علقة مؤسساتية.
ولكن من ل يلتزم بقواعد هذا النظام القاعدي الجباري هل له أن يتمتع بسسالحقوق المترتبسسة
عن قانون 2أوت 2004؟
2
5
(2نظام قاعدي إجباري للتمتع بالحقوق المترتبة عنه:
كما سلف ذكره يمكن لي مضمون اجتماعي عدم اللسستزام بمسسا ورد بهسسذا النظسسام القاعسسدي
الجباري ولكن في المقابل يخسر حق التمتع بما يترتب عن هذا النظام من حقسسوق بحيسسث الصسسبغة
الجبارية مقابلها التمتع بحقوق ضبطها المر عدد 1367المذكور.
إذن عدم اللتزام بإجبارية هذا النظام القاعدي ل تحرم المضمون الجتماعي وأولى الحق
منه من العلج مثل سائر المواطنين بل تحرمه فقط من الحقوق الواردة بالصلح المذكور.
ولكن هل يجوز أن يحرم من هذه الحقوق ويطالب بدفع المساهمات المقابلة لها ؟.
ويتعين ربط هذا الفصل بالنصوص القانونية والترتيبية الجاري بها العمل فسسي هسذا المجسسال
قبل دخول الصلح حيز التطبيق لنستنتج أن هذه النسب ليست إحداثات جديدة بل هي نسب جملية
تأخذ في العتبار النسبة المدفوعة حاليا من طرف المؤجرين والمضمونين الجتماعيين عموما.
وعلى هذا الساس فالجير المنخرط بالصسسندوق السسوطني للضسسمان الجتمسساعي فسسي النظسسام
العام أي نظام الجراء غير الفلحيين سيدفع اشتراكا إضافيا ب %1.43يقسم علسسى سسسنتين غسسرة
جويلية 2008و غرة جويلية 2009و المسسؤجر بنسسسبة إضسسافية بسسسس % 0.75قسسام بسسدفعها علسسى
قسط وحيد في غرة جويلية ،2007أما بالنسبة للمنخرط في الصسسندوق السسوطني للتقاعسسد والحيطسسة
الجتماعية فالجير سيدفع نسبة إضافية بسسس % 1.75على قسطين كما هو الشأن بالنسسسبة لنظيسسره
المنخرط في الصندوق الوطني للضسسمان الجتمسساعي والمسسؤجر العمسسومي %3هسذا فسسي مسسا يتعلسسق
بالنظام العام و دون الدخول في خصوصيات النظمة الخرى.
6
أما صاحب الجراية فسيدفع نسبة % 4سواء كسسان منخرطسسا بالصسسندوق السسوطني للضسسمان
الجتماعي أو كان منخرطا في الصندوق الوطني للتقاعد والحيطسة الجتماعيسة تقسسسسسم علسسسسسى 4
سنوات بنسبة % 1عن كل سنة.
وأهمية عرض هذه النسب تكمن في ارتباطها بمفهوم مصسسطلح الجبسساري السسسالف السسذكر
بحيث كل مضمون اجتماعي مجسسبر علسسى دفسسع هسسذه المسسساهمات سسسواء تمتسسع أو لسسم يتمتسسع بالنظسسام
القاعدي وبالتالي فحتى وإن اختار عسسدم التمتسسع بهسسذا النظسسام عليسسه ومسسؤجره دفسسع هسسذه المسسساهمات
الضافية.
ولكن هل هناك استثناءات لهذه الصبغة الجبارية للنظام القاعدي من حيث التمتع بخسسدمات
صحية تعاقدية أو عن طريق المصالح الطبية للمؤسسات وعدم دفع الشتراكات المترتبة عسسن هسسذا
الصلح.
ونرى أن هذه الصبغة الجبارية تتعلق بالنظام العام باعتبار أن النظام القاعسسدي يسّوفر لكسسل
المعنيين به منظومة صحية متكاملة وبالتالي ل نرى أية إمكانية للتفاق على خلفها بين الصندوق
السسوطني للتسسأمين علسسى المسسرض وبيسسن المؤسسسسات السستي لهسسا تعاونيسسات أو تسسأمين جمسساعي تعاقسسدي
لستثنائها من تطبيق هذا النظام.
ول يمكسسن المقارنسسة بيسسن قسسانون 2أوت 2004المسسذكور أعله وبيسسن القسسانون عسسدد 28
المؤرخ في 21فيفري 1994المتعلق بجبر الضسسرار الناجمسسة عسسن حسسوادث الشسسغل والمسسراض
المهنية.
7
فالول كما ذكرنا لم ينص ضمن هذه القاعدة العامة على أية إمكانيسسة للسسستثناء مسسن مجسسال
تطبيقه بينما الثاني نص على نفس القاعدة وعلى استثنائها بشروط معينسسة وبطلسسب مسسن المؤسسسسات
المؤهلة لتدير أنظمة تأمين ذاتي توفر نفس المنافع التي يوفرها القانون لباقي الجراء.
وتطرح مسألة الستثناءات بالنسبة للجراء المتمتعين بخدمات صحية في القطسساع الخسساص
عن طريق عقود تأمين جماعي متطورة من حيث نسبة إرجاع المصاريف وارتفسساع السسسقف العسسام
لهذه المصاريف بعنوان كل فرد من أولي حق الجير.
فهل يمكن إذن استثناء هذه المؤسسات بطلب منها من إطار تطبيق النظام القاعسسدي فسسي مسسا
يتعلسسق بسسالمراض العاديسسة باعتبسسار أن المسسراض المزمنسسة والثقيلسسة مغطسساة مسسن طسسرف صسسندوقي
الضمان الجتماعي سواء في المصحات الخاصة المتعاقدة معهما بشأن بعض الخسسدمات المحسسدودة
أو في المؤسسات الصحية العمومية قبل دخول هذا الصلح حيز التطبيق ؟.
ل نرى أنه يمكن ذلك حتى ولو توفر هذه المؤسسات نفس الخدمات الصسسحية السستي يوفرهسسا
الصندوق الوطني للتأمين علسسى المسسرض ل فقسسط لن إجباريسسة النظسسام القاعسسدي وردت مطلقسسة فسسي
القانون المذكور وبل كذلك لن التأمين على المرض كل ل يتجزأ.
كما أن تحّمل النظمة التعاقدية لتكاليف المراض العادية وإلقسساء مسسسؤولية تغطيسسة تكسساليف
المراض المزمنة والثقيلة على عاتق الصندوق متعارض مع فلسسسفة الضسسمان الجتمسساعي عمومسسا
القائمة على التضامن ومع أحد أهداف المشرع المتمثل في ترشيد النفقات الصحية والمحافظة على
الموازنات المالية للصندوق.
ول يمكن بأي حال لي نظام تعاقدي أو مصلحة طبية لي مؤسسة أن تقوم مقام الصندوق
حمل تكاليف المراض الثقيلة والمزمنة نظرا لرتفاع كلفتها.
الوطني للتأمين على المرض في ت ّ
وعلى هذا الساس فإن القانون لم ينص بالفصلين الثاني والثالث منه على أي استثناء سواء
جزئي أو كلي من مجال تطبيق النظام القاعدي حتى لسو قبسسل المسؤجر والجسسراء دفسع الشستراكات
الضافية دون التمتع بهذا النظام.
ولكن هل كان علسسى المشسسرع الخسسذ فسسي العتبسسار مثسسل هسسذه الوضسسعيات والسسسماح ببعسسض
الستثناءات بشروط وضمانات معينة مثلما فعل في مجال حوادث الشغل والمراض المهنية ؟ .
8
نرى أن المر مختلف ففي نظسسام حسسوادث الشسسغل والمسسراض المهنيسسة السسستثناء كسسان كلّيسسا
بحيث أصبحت بعض المؤسسات تتمتع بتأمين ذاتي لكنها تطبق نفس القانون الذي يطبقه الصندوق
الوطني للتأمين على المرض )القانون عدد 28المؤرخ فسسي 21فيفسسري (1994وكمسسا أن مجسسال
التأمين يقتصر على إصابات العمل وجبر الضرار الناجمة عنها .وبالتالي فعدد الصابات محدود
مهما ارتفع بينما التأمين على المرض أوسع بكسسثير فهسسو يشسسمل أغلسسب السسسكان وفرضسسية الصسسابة
بالمرض أرفع بكثير من حادث الشغل أو المرض المهني.
والستثناء الكلي لبعض المؤسسات يفضي إلى انخرام التوازنات المالية للتعاونيات وعقسسود
التأمين الجماعي مهمسسا تسسم السسترفيع فسسي نسسسبة الشسستراكات نظسسرا للتكسساليف الباهظسسة المترتبسسة عسسن
المراض المزمنة والمراض الثقيلة كما ذكرنا.
وفي المقابل فإن الستثناء الجزئي له نفس المفعول على الصسسندوق السسوطني للتسسأمين علسسى
المرض ولو بأقل حدة باعتباره يواصل تحمل النفقات المرتفعة للخطار المذكورة دون اشسستراكات
إضافية.
وبصرف النظر عن الجوانب المالية فإن هذه الستثناءات متعارضة مع مبدأ المساواة ولسسو
الجزئية أمام المسسرض ولسذلك نسسص قسسانون 2أوت علسسى أنظمسسة تكميليسسة اختياريسسة وليسسست قاعديسسة
موازية للنظام القاعدي المحدث بهذا القانون.
يتعين إذن وضع مصطلح الختيارية في إطاره القانوني حسسسب وضسسعية كسسل مؤسسسسة ففسسي بعسسض
المؤسسات خاصة العمومية منهسسا نصسست النظمسة الخاصسة بأعوانهسسا علسسى هسذه النظمسسة ونظمست
النخراط بها الذي عادة ما يكون إجباريا وليس اختياريا حفاظا على توازناتها المالية.
9
فهذه النظمة أصبحت تعاقدية اتفق على وضعها المؤجر والجراء مباشرة أو عسسن طريسسق
ممثليهم وما اتفق عليه الطرفان يقوم مقام القانون بينهما باعتبار أن مثسسل هسسذا التفسساق ل يتعسسارض
مع النظام العام.
فهي أنظمة إذن اختيارية في الصل ولكن بمجرد التفاق على تطبيقها سواء فسي النظمسة
الساسية للمنشآت والدواوين العمومية أو في التفاقيات المشتركة أو غيرها مسسن التفاقسسات تصسسبح
إلزامية والتمييز بين هذه النظمة التكميلية يمكن فسسي أن بعسسض التفاقسسات تنسسص علسسى مبسدأ حريسسة
الجراء في النخراط بها والستقالة منها وأخرى على إجبارية النخراط بها وآليته.
أما في ما يتعلسق بالصسبغة التكميليسسة لهسذه النظمسسة فيمكسن أن نستشسسف حسسدودها مسن خلل
الفصل 19من قانون 2أوت السالف الذكر الذي ينص على أنه ":يمكن تغطية الخدمات الصحية
التي ل تدخل في إطار النظام القاعدي للتــأمين علــى المــرض وكــذلك جــزء المصــاريف الصــحية
التي ل يكلفها هذا النظام في إطار أنظمة تكميلية اختيارية".
لقد ورد هذا الفصل في صيغة المكان وليس اللزام حيث استعمل المشرع عبارة "يمكــن"
وليس عبارة "يتعين" فباعتبارها تكميلية من حيث المبدأ فإن هسسذه النظمسسة تكّمسسل مسسا تركسسه النظسسام
القاعدي من نقص.
ويتعين التمييز بين نوعين من المصاريف التي قد تتكفل بها هذه النظمسسة وهسسي تلسسك السستي
يتكفل بها الصندوق بصفة جزئية وتلك التي ل يتكفل بها مطلقا وبصفة كلية.
فقد يتكفل الصندوق بإرجاع نسبة معينسسة مسسن المصسساريف للمضسسمون الجتمسساعي أو دفعهسسا
مباشرة لمسدي الخدمات الصحية ثم يتدخل نظام اختياري تكميلي في إطار عقسسد تسأمين أو تعاونيسة
لرجاع نسبة إضافية أو النسبة المتبقية.
ومسألة النسب التي تتكفل بهسسا النظمسسة التكميليسسة تخضسسع لعسسدة عوامسسل لعسسل أهمهسسا نسسسبة تمويلهسسا
وقدراتها المالية.
هل يمكن لهذه النظمة تكميل مصاريف لم يعسسترف بهسسا النظسسام القاعسسدي بسسالرغم مسسن أنهسسا
ناجمة عن خدمة صحية داخلة في هذا النظام سواء بسبب عدم احترام إجسراءات معينسة منصسوص
عليها كعسدم الحصسسول علسى الموافقسسة المسسبقة بالنسسبة لبعسسض الخسسدمات أو تجساوز أجسل المطالبسسة
10
باسترجاع مصاريف أو تلقي العلج من طرف مسدي خدمات غير متعاقد مع الصندوق إلسسى غيسسر
ذلك من العيوب الشكلية أو الصلية التي تبرر رفض الصندوق التكفل بهذه الخدمات قاعديا؟
نرى أنسه طالمسا أن الخدمسة الصسحية تسدخل فسي إطسار النظسام القاعسدي فسإن غيساب التكفسل
بالمصاريف القاعدية الصلية ينجّر عنه غياب التكفل بالمصاريف التكميلية .فمفهوم التكميلية يفقد
معناه دون ربطه بمفهوم القاعدية فهي أنظمة تكميلية لنظام قاعدي وبالتالي تغطية تكميلية لتغطية
قاعدية.
ول يمكن مبدئيا للنظمة التكميلية التدخل لكمال نسبة التكفل جزئيا أو كليا إل على أسسساس
ما يستظهر به المضمون الجتماعي من كشوفات تبّين النسبة القاعدية للتكفل والمبلغ المقابل لها.
وإضافة إلى الجانب القانوني لمفهوم "التكميلية" وحدوده ل يجوز للنظمة التكميلية التكفل
بالمصاريف دون وجود تكفل قاعدي بالرغم من أن الخدمات تدخل في إطسسار النظسسام القاعسسدي لن
ذلك يتعارض مع أهداف القانون المذكور ومن أهمها التعاقد مع مسديي الخدمات الصحية حيث أن
إصلح نظام التأمين على المرض قائم بالساس على النظام التعاقدي وبالتسسالي فسسإن عسدم اعستراف
الصندوق في إطار النظام القاعدي بخدمة لنها مسداة من مسدي خدمات غير متعاقسسد والعسستراف
بها من طرف نظام تكميلي سواء بالتكفسل بهسا قاعسديا وتكميليسا مسن شسأنه أن يفشسل هسذا الصسلح
بتشجيع مسدي الخدمات علسى عسدم التعاقسد مسع الصسندوق وفسرض تعريفساته الستي قسد تثقسل كاهسل
المضمون الجتماعي وترهق التوازن المالي للنظام التعاقسسدي وتقلسسص المجسسال الشخصسسي لتطسسبيق
التفاقية المبرمة بين الصندوق والنقابة المنتمي لها هذا مسدي .كما أن التكفل بهذه المصاريف من
طرف النظام التكميلي في غياب التكفل القاعدي متعارض ضمنيا مسسع الصسسبغة الجباريسسة المطلقسسة
للنظام القاعدي لن ذلك من شأنه أن يخلق استثناءات غير معلنة لهذا النظام .
ولكسسن النظسسام التكميلسسي يمكسسن أن يتحسسول إلسسى نظسسام قاعسسدي دون أن يتعسسارض مسسع مقصسسد
المشرع ول مع الصبغة الجبارية المطلقة للنظام القاعدي المتكفل به من طسسرف الصسسندوق طالمسسا
أن الخدمات الصحية ل تدخل في إطار هذا النظام.
فالمبدأ إذن التدخل التكميلي للنظمة الختيارية طالما أن الخدمات الصحية داخلة في إطار
النظام القاعدي والستثناء التدخل القاعدي لهذه النظمة إذا تعلق المسسر بخسسدمات ل يكفلهسسا النظسسام
القاعدي وكمثال لذلك الخسدمات ذات الصسبغة الجماليسة إذا تسم التفساق علسى التكفسل بهسا فسي إطسار
11
النظام الختياري أو كذلك بعض الدوية المستثناة من القائمة المعتمسسدة مسسن طسسرف الصسسندوق إلسسى
غير ذلك من الستثناءات الكلية من مجال تدخل الصندوق.
فهذه النظمة قامت ومسسازالت تقسسوم بسسدور فعسسال فسسي المجسسال الصسسحي بالنسسسبة لمنخرطيهسسا
الشيء الذي يفسر رغبة الجراء في التمسك بها وعسسدم التفريسسط فيهسسا باعتبارهسسا مكتسسسبة وهسسو مسسا
يطرح إشكالية المحافظة علسسى الحقسسوق المكتسسسبة والتنسسسيق بينهسسا وبيسسن النظسسام القاعسسدي بمسسا فيهسسا
النظمسسة الخصوصسسية المتمثلسسة بالسسساس فسسي المصسسالح الطبيسسة الخاصسسة ببعسسض أسسسلك العسسوان
العموميين .
12
الجـزء الثاني :إشكالية المحافظة على النظمة التكميلية الختيارية والنظمة
الخصوصية كحقوق مكتسبة والتنسيق بينها وبين النظام القاعدي الجباري
السؤال الذي قد يطرح خاصة من طرف بعض أصحاب العمسسل :هسسل يمكسسن التخلسسي عسسن
النظمة التكميلية الختيارية والمصالح الطبية للمؤسسات باعتبار أن نظسسام التسسأمين علسسى المسسرض
أصبح يقوم في أغلب الحيان بنفس الدور الذي تقوم به هذه النظمة والهياكل التعاقديسسة والقانونيسسة
أم أنه ل يمكن التراجع عن هذه المتيازات باعتبارها حقوقا مكتسبة ؟
في حالة الجواب بالنفي كيسسف يمكسسن تجنسسب تسسداخل الدوار السسذي مسسن شسسأنه أن يفشسسل أحسسد
الهداف الرئيسية للصلح وهو ترشيد استهلك الخدمات الصحية ؟ .
كيف يتحقق التكامل بين النظام القاعدي والنظمسسة التكميليسسة الختياريسسة والمصسسالح الطبيسسة
للمؤسسات والتنسيق بينها ؟ .
فما هي الفترة الزمنية أو الشروط الستي تكسسي منفعسة معينسة صسيغة الحسق المكتسسب؟ وإذا
كسيت بهذه الصيغة هل تصبح ثابتة وغير قابلة للمراجعة أو التراجع ؟
نعرف من جهتنا الحق المكتسب بصفة عامة على أنسسه التمتسسع بمنفعسسة ولمسسدة مسسساوية لمسسدة
سقوطها أو تقادمها بمسسرور الزمسسن )المسسدة المسسسقطة للحسسق مكسسسبة لسسه( دون نسسص ملسسزم وبموافقسسة
المؤجر الصريحة أو الضمنية )دون معارضته( شسسريطة أن ل تكسسون هسسذه المنفعسسة مخالفسسة للنظسسام
العام .
13
و يتعين التمييز بين الحقوق الجماعية والحقوق الفردية علمسسا وأن الولسسى ليسسست مجموعسسا
للثانية بل مستقلة بذاتها وبشروطها وبين الحقوق طويلة المد وتلسسك قصسسيرة المسد أو النيسة وبيسسن
تعليق الحقوق حتى ينتفي موجبه وبين قطع الحقوق بسبب انتفاء أحد شروط مواصلتها كمسسا يتعيسسن
التمييز بين سقوط الحق وتقادمه .
فإذا نصت اتفاقية مشتركة سواء قطاعية أو خاصة بمؤسسسسة أو نظسسام عسسام خسساص بسسأعوان
ديوان أو منشأة عمومية على تمتع العوان بتأمين جمسساعي علسسى المسسرض أو تعاونيسسة أو مصسسلحة
طبية خاصة بالمؤسسة ل يمكن للمؤجر التراجع فسسي هسسذا الحسسق أو حسستى مراجعتسسه بصسسفة آحاديسسة
الجانب ل لنه مكتسب بل لنه أصبح حقا تعاقديا قانونيا يستمد قيمته وقوته القانونية مسسن التفاقيسسة
المشتركة أو النظسسام العسسام لعسسوان المؤسسسسة كنصسسوص ترتيبيسسة باعتبسسار أن التفاقيسسات القطاعيسسة
تصدر بمقتضسسى قسسرار والنظمسسة الخصوصسسية بمقتضسسى أوامسسر بينمسسا تبقسسى اتفاقيسسة المؤسسسسة فسسي
مستوى العقد المدني .
ول يمكن بأي حال تأويل عبارة "أنظمة اختياريــة" على أنهسسا تبيسسح مراجعتهسسا أو السستراجع
عنها بصفة آحادية الجانب بل هي اختيارية في إطار التعاقد والتفاق بحيسسث يمكسسن مبسسدئيا التفسساق
على تكسسوين تعاونيسسة أو إبسسرام عقسسد تسسأمين جمسساعي مسسع شسسركة تسسأمين أو إنشسساء مصسسلحة طبيسسة أو
مراجعة المنافع المسداة من طرف هذه الهياكل أو إيقاف العمل بها إن وجدت كما قد تنص أنظمتها
الداخلية أو النصسسوص المكونسسة لهسسا علسسى حريسسة العسسون فسسي النخسسراط أو عسسدم النخسسراط فيهسسا أو
النسحاب منها.
أما في حالة عدم إدراج حق التمتع بهذه النظمة الختيارية التكميلية فسسي اتفاقيسسة مشسستركة
أو نظام خاص بأعوان منشأة أو ديوان في أي نص آخر فإنه يتم الرجوع مبسسدئيا إلسسى قاعسسدة الحسسق
المكتسب .
14
وباعتبسسار كمسسا ذكرنسسا أن هسسذه النظمسسة التكميليسسة الختياريسسة هسسي أنظمسسة جماعيسسة وليسسست
مجموع حقوق فردية فهي غيسسر مرتبطسسة بمسدة زمنيسسة معينسسة لسسسقوطها أو اكتسسسابها طالمسسا لسم يقسع
الخلل بالشروط القائمة عليها من قبل الطراف المعنية بها بصفة فرديسسة مسسن طسسرف المسسؤجر أو
جماعية من طرف الجراء أو من يمثلهم وعادة مسسا تنسسص النظمسسة الداخليسسة لبعسسض هسسذه الهياكسسل
كالتعاونيات أو التأمينات الجماعية على هذه الشروط.
ومن الضروري التمييز بين اكتساب الحق فرديا وبين اكتسابه جماعيا وكذلك بيسسن سسسقوط
الحق الفردي وسقوط الحق الجماعي ،فالحق الجماعي المكتسسسب يتصسسف بالعموميسسة ويشسسترط فسسي
اكتسابه حسب رأينا التمتع به فعليا من طرف أكثر من أجير واحسسد بينمسسا الحسسق الفسسردي المكتسسسب
ل أحسسد الجسسراء
يتصف بالخصوصية ويشترط في اكتسابه التمتع به فرديا أما بشأن السقوط فقد يخ ّ
بواجباته نحو التعاونية المنخرط بها أو عقد التأمين الجماعي فيتم إقسالته منهسا وبالتسالي يسسقط حسق
النخراط بها لمدة معينة أو دائمة ولكن هذا ل يمس بالحق الجماعي للجراء وبالتسسالي فالكتسسساب
جماعي والسقوط فرديا خلفا للحق الفردي الذي يكتسب ويسقط فرديا .
ولكن هل يمكن التفاق على التراجع عن حق مكتسب أو تعاقدي أو قسسانوني فرديسسا كسسان أو
جماعيا أو مراجعته؟.
إذا كان الحق موضوع اتفاق فردي بيسسن مسسؤجر وأجيسسر أو جمسساعي بيسسن مسسؤجر و ونقابسسة
مؤسسته يمكن التراجع عنه أو مراجعته بنفس الصيغة التي اكتسب بها أي عن طريق التفاق.
ول يمكن لنقابة مؤسسة أن تتفق مع المؤجر علسى مراجعسة أو الستراجع فسي حقسوق
اكتسبت فرديا كمثل حق تمتع أجيسسر بامتيسسازات إضسسافية مسسن طسسرف المؤسسسسة لتمكينسسه مسسن علج
أحسن لمدة تساوي أو تتجاوز السنة لنها تصنف ضمن المتيازات الشسغلية الستي تسسسقط المطالبسة
بها بعد مرور سنة من إنهاء العلقة الشغلية وبالتالي نرى أنها تكتسب بنفس مدة التمتع .
وفي المقابل يمكن لنقابة مؤسسة أن تتفق مع المؤجر على التراجع أو مراجعة حق جماعي
تعاقدي كالتخلي عن التعاونية أو عن الستأمين الجماعي على المرض أو مراجعة هذه النظمة دون
حاجة لمراجعة التفاقية المشتركة أو النظام الساسي الخسساص بسسل بمجسسرد اتفسساق يلحسسق بهسسا ويمسسر
بنفس المراحل الجرائية التي مرت بها التفاقية أو النظام الساسي .
أما إذا كان هذا الحق قانونيا أي ورد في نص قسسانوني أو ترتيسسبي فل يتسسم السستراجع عنسسه أو
مراجعته إل بنص له نفس القوة القانونية على القل.
15
وتجنبا لهذه الشكاليات التي قد تطرحها النظمة التكميلية الختيارية بدخول إصسسلح نظسسام
التأمين على المرض حيز التنفيذ وخاصة مرحلته الثانية في غسسرة جويليسسة 2008والسستي سيتوسسسع
بمقتضاها مجال تطبيق النظام القاعدي إلى المسسراض العاديسسة نسسص المشسسرع فسسي العنسسوان السسسابع
لقانون 2أوت ": 2004على أحكام مختلفة وانتقالية" .
ومن هذه الحكام الفصل 26الذي نص على أنه ":تبقى سارية المفعــول فــي حــدود مــا ل
يشمله النظام القاعدي المنصوص عليه بهذا القانون ......
-النظمة الـتي تـديرها مؤسسـات التـأمين والتعاونيـات إلـى غايـة مراجعتهـا لتتلءم مـع أحكـام
العنوان الثالث من هذا القانون" علما وأن العنوان الثالث ينص على مجال تدخل النظمة التكميلية
وإدارة هذه النظمة .
فالفصل 26المسذكور نسص علسى أنظمسة التسأمين الجمساعي الستي تسديرها شسركات التسأمين
والنظمسة التعاونيسة وهسو بسذلك أكسسى هسذه النظمسسة صسيغة الحقسوق المكتسسبة وبالتسسالي ل يمكسسن
التراجع فيها ول نرى حاجة للتنصيص على ذلسسك لن هسسذه الحقسسوق كمسسا ذكرنسسا تعاقديسسة بالسسساس
وبالتالي قانونية غير قابلة للمراجعة أو التراجع إل بتوازي الشكال .
برغم من أنها أنظمة تأمين جماعي غير أن إدارتها غير موكولة لشركات تأمين .
إدراج هذا الفصل تحت عنوان " أحكام مختلفة وانتقالية" .
التنصيص على مراجعة هذه النظمة لتتلءم مع أحكام القانون .
في ما يتعلق بعدم ذكر النظمة التكميلية التي تديرها بعض الشسركات داخليسا وبسالرغم مسن
أن صياغة هذا الفصل وردت على سبيل الحصر ول الذكر نسسرى أن المسسر يتعلسسق بســهو لنسسه ل
وجود لي تمييز في الصل بين هذه النظمة المسسدارة مسسن طسسرف شسسركات التسسأمين وتلسسك المسسدارة
داخليا من طرف بعض الشركات وبالتالي فإن هذه النظمة تدخل في مجال تطبيق هذا الفصل .
وبشأن موقع هذا الفصل تحت عنوان "الحكــام المختلفــة والنتقاليــة" ،فهسسل يتعيسسن ربطسسه
بهذا العنوان للقول أن النظمة التكميلية الختيارية تبقى سسسارية المفعسسول لفسسترة انتقاليسسة فقسسط حسستى
16
يدخل القانون كليا حيز التطبيق وبعد ذلك تخسسرج مسسن مجسسال تطسبيقه وترفسسع عنهسسا صسسبغة الحقسسوق
المكتسبة ؟.
مما ل جدال فيه أنه يتعين ربط الفصل 26بسسالعنوان المسسذكور وكسسان علسسى المشسسرع تجنبسسا
لكل خلط بين الحكام المختلفة والحكام النتقالية أن يفرق بينها ويدرجها تحت عنوانين مختلفين.
ولكن بالرغم من جمع الحكام المختلفة والنتقالية تحت عنوان واحد نرى أن الفصسسل 26
يندرج ضمن الحكام المختلفة وليس النتقالية لن المشرع بدأ صياغة الفصسسل 28المسسدرج تحسست
نفس العنوان بعبارة " بصفة انتقالية" بينما لم يستعمل هذه العبارة عند صياغة الفصل . 26
نرى أن المقصسسود بهسسذه النظمسسة الخصوصسسية بالسسساس أنظمسسة أعسسوان بعسسض السسوزارات
وخاصة العوان النشطين كالمن والديوانة والجيسسش نظسسرا لخصوصسسيات هسسذه السسسلك ولكسسن ل
شيء في هذا الفصل يسمح باستثناء المصالح الطبية لبعض المنشآت العمومية والدواوين فسسالمطلق
على إطلقه ما لم يقيد كما سلف ذكره .
ويبدو أن هذا الفصل غير متناغم بما فيسه الكفايسة مسع التحسولت القتصسادية الستي تشسهدها
تسسونس ،حيسسث أنسسه اقتصسسر علسسى النظمسسة الخاصسسة بــالعوان العمــوميين بينمسسا بعسسض المنشسسآت
والدواوين العمومية التي لها أنظمسسة خصوصسسية ومصسسالح طبيسسة قسسد تخوصسسص قريبسسا فكسسان عليسسه
تجنب قصر هذه النظمة على هؤلء العوان وذلك بعدم اسسستعمال عبسسارة " العمــوميين" لنهسسا ل
تقتصر على أعوان الوظيفة العمومية والجماعات المحليسسة بسسل تشسسمل أعسسوان المنشسسآت والسسدواوين
العمومية .
17
والتمييسسز بيسسن هسسذه النظمسسة وبيسسن النظمسسة السستي تسسديرها شسسركات التسسأمين والتعاونيسسات
بالتنصيص عليهما في فصلين مختلفين هل يعني به المشرع أن الولى قاعدية والثانية تكميلية؟
بالرغم من عدم استعمال صفة "التكميليــة" صسراحة فسي الفصسلين فسإن المشسرع ميسز بيسن
النظمة التي تديرها شركات التأمين والتعاونيات واعتبرها تكميلية بقوله في بداية الفصل ":تبقــى
سارية المفعول في حدود ما ل يشمله النظام القاعدي " بينما ورد الفصسسل 28المتعلسسق بالنظمسسة
الخصوصية في القطاع العمومي مطلقا ولم يربط تدخلها بالمجسال السذي ل يشسمله النظسام القاعسدي
ونزع بذلك عنها صفة "التكميلية " .
وبالتسسالي فهسسذا الفصسسل أبقسسى علسسى هسسذه النظمسسة علسسى أنهسسا قاعديسسة ولسسذلك لسم ينسص علسسى
مراجعتها لتتلءم مع النظام القاعدي الذي يديره الصندوق على عكس النظمة التكميلية التي نسسص
على مراجعتها بالفصل . 26
كيف إذن الربط بين هذا الفصل من جهة وبين الفصلين الثاني والثسسالث مسسن نفسسس القسسانون
من جهة أخرى دون تعارض بينهم باعتبار أن الفصل الثاني نص على نظام قاعدي إجباري يديره
الصندوق الوطني للتأمين على المرض دون الشارة إلى أية إمكانية لستثناء أي قطاع أو مؤسسة
من مجال هذه الجبارية المطلقة كما أن الفصل الثسسالث لسسم يسسستثن بعسسض العسسوان العمسسوميين مسسن
ي يتعلسسق ببعسسض العسسوان
مجال تطبيق هذا النظام القاعدي بينما الفصل 27نص على استثناء جلس ّ
العموميين المتمتعين بأنظمة خصوصية للتكفل بالخدمات الصحية؟
لتجنب هذا التعارض بين الفصلين الثاني والثالث من جهة والفصسل 27مسن جهسة أخسرى
يتعين قراءتهما على أن الفصل الثاني والثالث نصا على قاعدة عامة والفصل 27على استثناء.
وهذه القراءة لهذه الفصول الثلثة بالرغم من أنها تجنب تعارضها إل أنها تمثل خرقا لعسسدة
مبادئ بني عليها الصلح مثل المساواة إزاء المرض دون تمييز بين العوان العموميين وأعسسوان
القطاع الخاص وتوحيد نظام التأمين على المرض وخضوعه لنفس النصوص المنظمة له وإرسسساء
أنظمسسة تعاقديسسة مسسع مسسسديي الخسسدمات الصسسحية لترشسسيد اسسستهلك الخسسدمات الصسسحية وتجنسسب
الزدواجية.
ونرى أنه يمكن المحافظة على هذه المبادئ بالرغم من هذا السسستثناء وذلسسك بالتنسسسيق بيسسن
الصندوق السسوطني للتسسأمين علسسى المسسرض والنظمسسة التكميليسسة الختياريسسة والنظمسسة الخصوصسسية
18
المنصوص عليهسسا بالفصسسل 27السسالف السذكر ولهسذا الغسرض أبسرم الصسندوق اتفاقيسسة مسع اتحساد
التعاونيات :
-التنسيق بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض والنظمــة التكميليــة الختياريــة والنظمــة
الخصوصية .
رسم المشرع الطار العام لهسذا التنسسيق بقسوله فسي الفصسلين 19و 26أن هسذه النظمسة
التكميلية تتكفل بجزء من المصاريف الصحية التي ل يكفلها النظام القاعدي أو تلك التي ل يشسسملها
هذا النظام كليا.
فدور النظمسسة التعاقديسسة الجماعيسسة للتسسأمين علسسى المسسرض والتعاونيسسات سسسيتقلص فسسي هسسذا
المجال بصفة كبيرة وهو ما يحتم مراجعتها سواء في ما يتعلق بنسب التكفل أو الشتراكات.
وهذه النسب ستنحصر في حدود تكملة النسب المتكّفل بها النظام القاعسسدي فبالنسسسبة للعيسسادة
الطبية مثل يتكفل النظام القاعدي بنسبة % 70ويمكن للتعاونيات أو أنظمسسة التسسأمين الجمسساعي أن
تتكفل بجزء من النسبة المتبقية أو بكاملها أي % 30كمسسا يمكسسن لهسسذه النظمسسة التكميليسسة أن تقسسوم
بدور قاعدي بالنسبة لخدمات غير مشمولة بالنظام القاعدي للصندوق كما سلف ذكره .
وصيغ مراجعة العقود التأمين الجماعي وأنظمة التعاونيات تختلف مسسن شسسركة إلسسى أخسسرى
حسب مصلحة الطراف المعنية وتطلعاتهم لنوعية وأهميسة السسدور المسستقبلي السسذي ينتظرونسه مسسن
هذه الهياكل فعلى سبيل المثال فسسي الشسسركات السستي فيهسسا نسسسبة اشسستراكات مرتفعسسة لتمويسسل التسسأمين
الجماعي علسسى المسسرض أو التعاونيسسات يمكسسن التخفيسسض فيهسسا بنسسسبة معينسسة وتحويلهسسا إلسسى تمويسسل
المساهمات الجديدة بعنوان إصلح نظام التأمين على المرض سسسواء بالنسسسبة للمسسؤجر أو للجسسراء
كما يمكن البقاء على النسب المعمول بها في هذه النظمة التعاقديسسة )شسسركات تسسأمين وتعاونيسسات(
وتحسين بعض نسب التغطية التي قد تكون ضعيفة في النظام القاعدي للصندوق مثل التكفل بعلج
السنسسسسسان % 50والدوية الوسسسيطة % 40حسسسب المسسر عسدد 1367مسسؤرخ فسسي 11جسسوان
2007السالف الذكر ويمكن أيضا الترفيع في السقف التي ستضبط في المرحلسسة الثانيسسة )جويليسسة
(2008بالنسسسبة لمصسساريف علج المسسراض العاديسسة فسسي المنظومسسة الخاصسسة ونظسسام اسسسترجاع
المصاريف أما المنظومة العمومية فغير مسقفة.
19
كما يمكن إدخال خدمات صحية جديدة على عقد التأمين الجماعي أو في التعاونيسسات وغيسسر
متكفل بها من طرف الصندوق هسسذا إضسسافة إلسسى الخسسدمات الجتماعيسسة السستي تقسسوم بهسسا التعاونيسسات
والتي يمكن تطويرها إن تم البقاء على مستوى نسب المساهمات بها .
وعلى هذا الساس تكون الدوار واضحة بين الطرفيسسن فالنظسسام القاعسسدي يتكفسسل بمسسا نسسص
عليه المر عدد 1367السالف الذكر والنظمة التعاقديسسة تحسسسن النسسسب المتكفسسل بهسسا مسسن طسسرف
الصندوق بما من شأنه أن يحسن التغطية التي كان يتمتع بها المضسسمون الجتمسساعي وأولسسى الحسسق
منه ولكسسن ل يجسسب فهسسم الحسسق المكتسسسب فسسي هسسذا المجسسال علسسى أنسسه التكفسسل بنسسسبة % 100بيسسن
الصندوق والنظمة التكميلية إذ ليس بالضرورة أن تضمن هسذه النظمسة تكملسة تحقسق نسسبة تكفسل
كاملة ولكن عليها المحافظة على نسبة التكفل السستي كسسان يتمتسسع بهسسا المضسسمون الجتمسساعي وأولسسى
الحق منه قبل دخول الصلح حيز التطبيق فإن كانت نسبة تكفل العيادات الطبية مثل % 80فإن
النظمة التعاقدية مطالبة فقط بإضافة نسسسبة % 10باعتبسسار أن النظسسام القاعسسدي للصسسندوق يتكفسسل
بنسبسسسسة % 70كما ذكرنا غير أنه ل شيء يمنع هسسذه النظمسسة مسسن تكملسسة % 30لتحقيسسق نسسسبة
تكسسسسفل % 100وبالتالي فالحق المكتسب بشأن نسب التغطية يقف عند حدود النسب المعمول بها
قبل هذا الصلح .
وخلفا للتنسيق بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض من جهة وبين شركات التسسأمين
والتعاونيات من جهة أخرى والذي ل يطرح إشسكاليات هامسسة فسإنه يطسسرح بعسض الشسكاليات بيسن
الصندوق والمصالح الطبية لبعض المؤسسات والتي ليس من السهل تخطيها لن الفصسسل 27مسسن
قانون 2أوت لم يعتبرها هياكل تقوم بدور تكميلي .
فبعض المؤسسات الكبرى التي لها مصالح طبية متطسورة خاصسة بأعوانهسسا ومتعاقسسدة مسع
عديد مسديي الخدمات الصحية توفر لهؤلء العوان خدمات صحية مقابل معسساليم تعديليسسة بسسسيطة
وأحيانا مجانية قد تكون أفضل مما سيقدمه نظام التأمين على المرض مقابل اشتراكات إضافية.
وقد يرى أجراء هذه المؤسسات أن هذه الشتراكات الضافية ستثقل كاهلهم دون مقابسسل إذ
هم يتمتعون بالتأمين على المرض طويل المد والمراض الثقيلسسة بالمؤسسسسات الصسسحية العموميسسة
مقابل الشتراكات التي يدفعونها قبل دخول هذا النظام حيز التطبيق.
أما الخدمات الصحية الخرى المتعلقسسة بالسسساس بسسالمراض العاديسسة وقصسسيرة المسسد فتقسسدمها لهسسم
المصالح الطبية كما ذكرنا وفي إطسسار التعاقسسد مسسع مختلسسف الطسسراف المقدمسسة لهسسذه الخسسدمات فسسي
20
القطاع الخاص عند القتضاء وكذلك الشأن بالنسبة لولى حق هؤلء الجراء الذين سواء يتمتعون
بخدمات هذه المصالح أو في أغلب الحيان بنفس الخدمات تقريبا من طسسرف التعاونيسسات المتعاقسسدة
مع مسديي الخدمات الصحية وبنفس المعاليم التعديلية المنخفضة فهذه المصسسالح تقسسوم إزاء أعسسوان
المؤسسة في مجال التكفل بالمراض العادية بنفس الدور الذي سيقوم به الصندوق إزاء منخرطيه.
ول نرى إمكانية ليقاف عملها بقرار آحادي الجانب لنها منصوص عليها سواء بالنظمسسة
الساسية الخاصة بأعوان هذه المؤسسات وبالتالي أصبحت هياكل تعاقدية وقانونية تطسسرح بشسسأنها
إشكاليات الحقوق المكتسبة أو تم تركيزها بمقتضى نصوص قانونية وترتيبية أخرى .كمسسا أن لهسسذه
المصالح الطبية تجهيزات وأطباء وأعوان شبه طبيين كأجرء قارين .
كما أنه ل يمكن دمج هذه المصالح في طب الشغل نظرا لتوفر مصالح طب شغل في هسسذه
المؤسسات مستقلة بذاته باعتبارها مؤسسات كبرى أو أنها منخرطة في مجامع طب الشغل .
وعلى هذا الساس يبقى التنسيق بين الصندوق وهذه المصالح أساسي لنجاح إصلح نظام
التأمين على المرض الذي من أهدافه الرئيسية تجنب ازدواجية العلج وترشيد المصاريف .
وتطبيقا للفصل 27السالف الذكر تواصل هذه المصالح تقديم خدماتها العادية لعوانها مسسع
دفع المساهمات المستوجبة بعنوان إصلح التأمين علسسى المسسرض لن المصسسالح المسسذكورة ل تقسسدم
هذه الخدمات إل للعوان أما أولي الحق فينتفعون عادة بخدمات التعاونيسسات فسسي المجسسال الصسسحي
مقابل انخراط العون بها .
وفي إطار هذا التنسيق نرى أنه على المصالح الطبية للمؤسسات التعاقد مع مسدي خدمات
متعاقدين بدورهم مع الصندوق لتمكن هذا الخيسسر مسسن سسسلطة المراقبسسة المنصسسوص عليهسسا بسسالمر
3031مؤرخ في 21نوفمبر 2005
وقد يكون من الفضل أن تحل هذه المصسسالح محسسل الصسسندوق فسسي التكفسسل بالخسسدمات السستي
يوفرها النظام القاعدي وتسترجع هذه المصاريف منه لنه من غير الممكن إعفاء العوان من دفع
الشتراكات الضافية المذكورة أعله لن المر يتعلسسق أيضسسا بحسسق أولسسي الحسسق منهسسم فسسي العلج
طبقا لما نص عليه قانون 2أوت . 2004
الخــــــــــــــــــاتمة:
مقصسسسسسسسسسسسد المشرع من هذا الصلح تحسين وتطوير ما هو موجود وليس العكس.
21