You are on page 1of 21

‫الحقوق المكتسبة في إصلح نظام التأمين‬

‫على المرض ) قانون ‪ 2‬أوت ‪( 2004‬‬


‫حــــــــــافظ العموري‬
‫دكتور دولة في قانون الشغل والضمان الجتماعي‬
‫أستاذ مبرز بالمعهد الوطني للشغل‬
‫والدراسات الجتماعي‬
‫جامعة ‪ 7‬نوفمبر بقرطاج‬
‫‪hafedh.lamouri@planet.tn‬‬

‫تقـــــــــــــديم عـــــــــام ‪:‬‬


‫بالرغم من التطور البطيء لعدد السكان في تونس منذ الستقلل إلى الن )‪ (2008‬حيث‬
‫تدرج من حوالي ‪ 3‬مليين نسمة إلى حوالي ‪ 11‬مليون نسمة سسسنة ‪ 2007‬إل أن البنيسسة الساسسسية‬
‫للصحة العمومية عجزت عن مواكبة هذا التطسسور لعسسدة أسسسباب لعسسل أهمهسسا الكلفسسة المرتفعسسة لبنسساء‬
‫المستشفيات وتجهيزها وارتفاع الطلب على الخدمات الصحية نتيجة تطور وعي المواطن وثقسسافته‬
‫الصحية وكذلك التقدم التكنولوجي السريع لوسسسائل العلج والكتشسسافات الطبيسسة ولكسسن فسسي المقابسسل‬
‫ارتفاع كلفة هذه الخدمات والدوية‪.‬‬

‫كل هذه العوامل وغيرها أفقدت القطاع العام للصحة الكثير من نجاعته ومسسن قسسدرته علسسى‬
‫الستجابة للحاجيات المتزايدة مما انجر عنه تدهور مستوى الخدمات ومحدودية التجهيزات خاصة‬
‫داخل البلد‪.‬‬

‫وهذا الوضع دفع بالمواطن إلسسى البحسث عسسن البسديل الفضسسل سسواء بانتهساج حلسسول فرديسسة‬
‫كالتداوي على حسابه الخاص أو باقتناء الدواء مباشسسرة مسسن الصسسيدلية ‪ Automédication‬ومسسا‬
‫ينجر عنه من انعكاسات سلبية على صحته أو عن طريق الطبيب دون اسسسترجاع المصسساريف مسسن‬
‫أي جهة والتي تثقل كاهله وذلك منه تجنبا لتدهور خدمات القطاع العام بالرغم من أنسسه يسسدفعوجوبا‬
‫مساهمات للضمان الجتماعي سواء في القطاع العام أو الخاص مقابل التأمين على المرض ‪.‬‬

‫بالتوازي مع هذه الحلول الفردية بسسرزت حلسسول جماعيسسة عسسبر تكسسوين تعاونيسسات أو إبسسرام‬
‫عقود جماعية للتأمين على المرض أو إنشاء مصالح طبية ببعض الشركات وهو مسسا مسسن شسسأنه أن‬
‫يّثقل كاهل الجراء والمؤجرين بمسسساهمات إضسسافية لتمويسسل هسسذه الهياكسسل إلسسى جسسانب المسسساهمات‬
‫القانونية في نظام الضمان الجتماعي بعنوان نفس الخدمات تقريبا من حيث الكمية على القل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ولهذه السباب وغيرها تقرر إصلح نظام التأمين على المسسرض للنهسسوض بقطسساع الصسسحة‬
‫وتطويره نحو مزيد النفتاح على القطاع الخاص الذي كان محدودا جدا ولكن مسسع المحافظسسة علسسى‬
‫دور القطاع العمومي وتأهيله باعتباره القطاع المرجعي خاصة من خلل مهسسامه الوقائيسسة ووضسسع‬
‫آليات لترشسيد النفقسسات ومحاولسة إصسلح اختلل الخارطسة الصسسحية إلسسى غيسسر ذلسسك مسن الهسداف‬
‫العاجلة والجلة‪.‬‬

‫وبسسالرغم مسسن أن بدايسسة الصسسلح كسسانت سسنة ‪ 1996‬غيسسر أن المفاوضسسات مسسع الطسسراف‬
‫المعنية تعثرت ولم يصدر القانون المحدث لهذا النظام إل سنة ‪ 2004‬ولم يطبق فعليا إل في غسسرة‬
‫جويلية ‪ 2007‬فسسي مرحلتسسه الولسسى علسسى أن يطبسسق فسسي مرحلتسسه ثانيسسة فسسي غسسرة جويليسسة ‪2008‬‬
‫وبالتالي فهذا الصلح لم يدخل حيز التطبيق إل بعد أكثر من ‪ 10‬سنوات من إنطلقه‪.‬‬

‫وخلل هذه الفترة تطورت النظمة التعاقدية وتكاثرت سواء كانت عقود تأمين جماعي أو‬
‫تعاونيات أو مصالح طبية لبعض الشركات وأصبحت تقدم خدمات تستجيب إلى حاجيسسات الجسسراء‬
‫وعسائلتهم سسواء مسن حيسث السسرعة أو الكلفسسة أو النوعيسة باعتبارهسسا تتعامسل مسع القطساع الطسبي‬
‫الخاص بالساس علوة على ما توفره المصالح الطبية لبعسسض المؤسسسسات مسسن خسسدمات لجرائهسسا‬
‫تجنبهم عناء التنقلت إلى المؤسسات الطبية العمومية أو حتى الخاصة وبالتالي التغيب عسسن العمسسل‬
‫إل إذا اقتضى المر ذلك مما يثير تخوف المنتفعين بهسذه الخسسدمات علسسى مصسسيرها فسسي إطسسار هسذا‬
‫الصلح العام للتأمين على المرض‪.‬‬

‫⇐ فهل سيتم الحفاظ على هذه الخدمات واعتبارها حقوقا مكتسبة أو أنظمة تعاقدية وقانونية ؟‬

‫⇐ وإذا تمت المحافظة عليها فهل يعنسسي أنهسسا ستواصسسل القيسسام ينفسسس السسدور بسسالتوازي مسسع النظسسام‬
‫القاعدي أم مكملة له ؟‬

‫⇐ هل يمكن استثناء المؤسسسات الستي لهسسا أنظمسة خصوصسسية ومصسسالح طبيسسة خاصسة بهسا والستي‬
‫تطورت إلسى حسّد أنهسا أصسبحت مؤسسسات صسحية صسغيرة كسالتي توجسد فسي قطساع النقسل ‪SNT‬‬
‫والكهرباء والغاز ‪ STEG‬وتوزيع واستغلل المياه ‪SONEDE‬‬

‫⇐ هل يمكن استثناء هذه المؤسسات وغيرها من هذا النظام الجديد للتأمين على المرض‪ ،‬كمسسا تسسم‬
‫استثناؤها من النظام الجديد لجبر أضرار حوادث الشغل والمراض المهنية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫⇐ كيف يمكن تجنب ازدواجية النتفاع بالنظام القاعدي والنظمة التعاقدية قاعديا في نفس السسوقت‬
‫والتداوي في نفس الفترة ولنفس المرض على حساب النظامين وما ينجر عن ذلسسك مسسن السستهلك‬
‫المفرط للخدمات الصحية والسراف فيها ؟‬

‫⇐ هل يمكن للمؤجر الحتجسساج بسسدخول إصسسلح نظسسام التسسأمين علسسى المسسرض حيسسز التطسسبيق فسسي‬
‫مرحلته الثانية للغاء عقد التأمين الجماعي على المرض أو التعاونية أو المصلحة الطبية الخاصسسة‬
‫باعتبار أن هذا النظام أصبح يقوم مقام هذه النظمة التعاقديسسة والقانونيسسة وأصسسبح يكلفسسه مسسساهمات‬
‫إضافية ؟‬

‫⇐ هل يمكن للجراء أو النقابات التفساق مسع المسؤجر علسى التخلسي عسن هسذه النظمسة التعاقديسة‬
‫باعتبارها تثقل كاهلهم بمساهمات إضافية والكتفاء بما ورد في الصلح المذكور؟‬

‫‪3‬‬
‫الجـزء الول‪ :‬النظمة التعاقدية حقوق تكميلية للنظام القاعدي الجباري‬
‫التعاونيات‪ -‬المصالح الطبية للمؤسسات(‬ ‫)عقود التأمين الجماعي على المرض‪-‬‬

‫ينسسص الفصسسل الثسساني مسسن القسسانون عسسدد ‪ 71‬لسسسنة ‪ 2004‬المسسؤرخ فسسي ‪ 2‬أوت ‪2004‬‬
‫المتعلق بإحداث نظام التسأمين علسسى المسسرض علسى أن " يتضــمن نظــام التــأمين علــى المــرض ‪...‬‬
‫نظاما قاعديا إجباريا وأنظمة تكميلية اختيارية" كمسسا نسص فسي فصسسله الخسامس علسسى أن "يضــمن‬
‫النظــام القاعــدي التكفــل بمصــاريف الخــدمات الصــحية المســداة بالقطــاعين العمــومي والخــاص‬
‫اللزمة طبيا للمحافظة على صحة الشخاص‪"...‬‬

‫من خلل هذين الفصلين يقر القانون بوجود نظامين الول قاعدي إجباري لكل المضمونين‬
‫الجتماعيين وأولي الحق منهم والثاني تعاقدي تكميلي اختياري‪.‬‬

‫ويتفرع النظام القاعدي حسب الفصل الرابع مسسن المسسر عسسدد ‪ 1367‬لسسنة ‪ 2007‬مسسؤرخ‬
‫في ‪ 11‬جوان ‪ 2007‬الضابط لصيغ وإجراءات ونسب التكفل بالخدمات الصحية في إطار النظسسام‬
‫القاعدي للتأمين على المرض إلى ‪:‬‬
‫منظومة علجية خاصة‬ ‫‪‬‬

‫منظومة علجية عمومية‬ ‫‪‬‬

‫نظام استرجاع مصاريف‬ ‫‪‬‬

‫ويتفرع من جهته النظام التعاقدي طبقا لما جاري به العمل إلى عدة صيغ وهي بالخصوص ‪:‬‬
‫عقود تأمين جماعي لدى شركات تأمين‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫تعاونيات ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫مصالح طبية خاصة لدى بعض الشركات العمومية الكبرى‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وهذا التنوع للنظمة التعاقدية والقانونية يفسر اسستعمال المشسرع عبسارة أنظمسة فسي الجمسع‬
‫وليس نظام عند التعرض لها لعدم القتصار على نظام دون آخر ولكنه في المقابل اسسستعمل عبسسارة‬
‫نظام قاعدي إجباري في المفرد بالرغم من تفرعه إلى ثلثة أنظمة فرعية لن المر السالف الذكر‬
‫لم يعتبرها أنظمة مستقلة بذاته بل صيغا تتفرع عن نظام واحد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫نستنتج إذن أن نظام الصلح إجباري لكسسل المضسسمونين الجتمسساعيين وأولسسى الحسسق منهسسم‬
‫وهذه الصبغة الجبارية نص عليها الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 71‬السالف الذكر‪.‬‬

‫فما هو المحتوى القانوني لمصطلح الجباري المستعمل في هذا الفصل ؟‪.‬‬

‫‪ (1‬نظام قاعدي إجباري من حيث مجال تطبيقه الشخصي‪:‬‬


‫ينطبق هذا النظام علسسى كسسل الشسسخاص السسذين حسسددهم القسسانون المسسذكور وهسسم كمسسا ذكرنسسا‬
‫المضمونين الجتماعيين وأولي الحق منهم دون استثناء ودون تمييز بين المنخرطين في الصندوق‬
‫الوطني للضمان الجتماعي ‪ CNSS‬ونظرائهم بالصندوق السوطني للتقاعسد والحيطسة الجتماعيسة‬
‫‪.CNRPS‬‬

‫فالمشرع قسسد أراد مسسن خلل ذلسسك توحيسسد أنظمسسة التسسأمين علسسى المسسرض المعمسسول بهسسا فسسي‬
‫الصندوقين المذكورين فسسي نظسسام واحسسد ومحاولسسة إرسسساء مسسساواة أمسسام المسسرض لكسسل المضسسمونين‬
‫الجتماعيين إزاء النظام القاعدي على القل‪.‬‬

‫ول يتعين تفسير مصطلح الجباري تفسسسيرا ضسسيقا كسسالقول أنسسه يتعيسسن علسسى كسسل مضسسمون‬
‫اجتماعي التداوي في إطار النظام القاعدي إجباريا وإل فإنه يحسسرم مسسن حسسق العلج لن مثسسل هسسذا‬
‫الفهم علوة على أنه ضيق فهو سطحي ومتعسسارض مسسع التفاقيسسات والمواثيسسق الدوليسسة وحسستى مسسع‬
‫أحكام الدستور التونسي التي تنص كلها على حق المواطن فسسي الصسسحة ‪ ،‬إضسسافة إلسسى مبسسدأ حريسسة‬
‫اختيار الطبيب ومسديي الخدمات الصحية بصفة عامسسة مسسن طسسرف المريسسض أو أولسسي الحسسق منسسه‬
‫الذي تقره منظمة الصحة العالمية باعتبار أن هذه العلقسسة بيسسن المريسسض ومسسسدي الخسسدمات مبنيسسة‬
‫على الثقة وعلى عوامل نفسية وليست علقة مؤسساتية‪.‬‬

‫ولكن من ل يلتزم بقواعد هذا النظام القاعدي الجباري هل له أن يتمتع بسسالحقوق المترتبسسة‬
‫عن قانون ‪ 2‬أوت ‪ 2004‬؟‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ (2‬نظام قاعدي إجباري للتمتع بالحقوق المترتبة عنه‪:‬‬
‫كما سلف ذكره يمكن لي مضمون اجتماعي عدم اللسستزام بمسسا ورد بهسسذا النظسسام القاعسسدي‬
‫الجباري ولكن في المقابل يخسر حق التمتع بما يترتب عن هذا النظام من حقسسوق بحيسسث الصسسبغة‬
‫الجبارية مقابلها التمتع بحقوق ضبطها المر عدد ‪ 1367‬المذكور‪.‬‬

‫إذن عدم اللتزام بإجبارية هذا النظام القاعدي ل تحرم المضمون الجتماعي وأولى الحق‬
‫منه من العلج مثل سائر المواطنين بل تحرمه فقط من الحقوق الواردة بالصلح المذكور‪.‬‬

‫ولكن هل يجوز أن يحرم من هذه الحقوق ويطالب بدفع المساهمات المقابلة لها ؟‪.‬‬

‫‪ (3‬نظام قاعدي إجباري من حيث دفع المساهمات الضافية‪.‬‬


‫نص الفصل ‪ 15‬من القانون عسدد ‪ 71‬المسذكور علسسى أن تحسدد نسسبة الشستراكات بعنسوان‬
‫النظام القاعدي بس ‪ % 6.75‬من الجر أو الدخل و توزع هذه النسبة على أساس ‪ % 4‬على كامل‬
‫المؤجر و ‪ %2.75‬على كاهل الجيسسر و يتحمسسل المضسسمون الجتمسساعي العامسسل لحسسسابه الخسساص‬
‫كامل نسبة الشتراكات‪ .‬و تحدد نسبة الشتراكات على كاهل المنتفع بجراية بسس ‪.% 4‬‬

‫ويتعين ربط هذا الفصل بالنصوص القانونية والترتيبية الجاري بها العمل فسسي هسذا المجسسال‬
‫قبل دخول الصلح حيز التطبيق لنستنتج أن هذه النسب ليست إحداثات جديدة بل هي نسب جملية‬
‫تأخذ في العتبار النسبة المدفوعة حاليا من طرف المؤجرين والمضمونين الجتماعيين عموما‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس فالجير المنخرط بالصسسندوق السسوطني للضسسمان الجتمسساعي فسسي النظسسام‬
‫العام أي نظام الجراء غير الفلحيين سيدفع اشتراكا إضافيا ب ‪ %1.43‬يقسم علسسى سسسنتين غسسرة‬
‫جويلية ‪ 2008‬و غرة جويلية ‪ 2009‬و المسسؤجر بنسسسبة إضسسافية بسسسس ‪ % 0.75‬قسسام بسسدفعها علسسى‬
‫قسط وحيد في غرة جويلية ‪ ،2007‬أما بالنسبة للمنخرط في الصسسندوق السسوطني للتقاعسسد والحيطسسة‬
‫الجتماعية فالجير سيدفع نسبة إضافية بسسس ‪ % 1.75‬على قسطين كما هو الشأن بالنسسسبة لنظيسسره‬
‫المنخرط في الصندوق الوطني للضسسمان الجتمسساعي والمسسؤجر العمسسومي ‪ %3‬هسذا فسسي مسسا يتعلسسق‬
‫بالنظام العام و دون الدخول في خصوصيات النظمة الخرى‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أما صاحب الجراية فسيدفع نسبة ‪ % 4‬سواء كسسان منخرطسسا بالصسسندوق السسوطني للضسسمان‬
‫الجتماعي أو كان منخرطا في الصندوق الوطني للتقاعد والحيطسة الجتماعيسة تقسسسسسم علسسسسسى ‪4‬‬
‫سنوات بنسبة ‪ % 1‬عن كل سنة‪.‬‬

‫وأهمية عرض هذه النسب تكمن في ارتباطها بمفهوم مصسسطلح الجبسساري السسسالف السسذكر‬
‫بحيث كل مضمون اجتماعي مجسسبر علسسى دفسسع هسسذه المسسساهمات سسسواء تمتسسع أو لسسم يتمتسسع بالنظسسام‬
‫القاعدي وبالتالي فحتى وإن اختار عسسدم التمتسسع بهسسذا النظسسام عليسسه ومسسؤجره دفسسع هسسذه المسسساهمات‬
‫الضافية‪.‬‬

‫ولكن هل هناك استثناءات لهذه الصبغة الجبارية للنظام القاعدي من حيث التمتع بخسسدمات‬
‫صحية تعاقدية أو عن طريق المصالح الطبية للمؤسسات وعدم دفع الشتراكات المترتبة عسسن هسسذا‬
‫الصلح‪.‬‬

‫‪ (4‬نظام قاعدي مطلق الجبارية من حيث المبدأ ‪:‬‬


‫المطلق على إطلقه ما لم يقيد أو يستثنى‪ ،‬إذا طبقنسا هسذه القاعسدة علسى الفصسل الثساني مسن‬
‫قانون ‪ 2‬أوت ‪ 2004‬المذكور نتبين أن المشرع لم يقيد تطبيق الصبغة الجبارية للنظسسام القاعسسدي‬
‫و ينص على قاعدة عامة بحيث يطبق على أساسها حسسسب الفصسسل ‪ 4‬مسسن نفسسس القسسانون علسسى كسسل‬
‫المضمونين الجتماعيين وأولى الحق منهم ومؤجريهم على مراحل تسسم تحديسسدها لحقسسا بسسأمر عسسدد‬
‫‪ 1366‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪.2007‬‬

‫ونرى أن هذه الصبغة الجبارية تتعلق بالنظام العام باعتبار أن النظام القاعسسدي يسّوفر لكسسل‬
‫المعنيين به منظومة صحية متكاملة وبالتالي ل نرى أية إمكانية للتفاق على خلفها بين الصندوق‬
‫السسوطني للتسسأمين علسسى المسسرض وبيسسن المؤسسسسات السستي لهسسا تعاونيسسات أو تسسأمين جمسساعي تعاقسسدي‬
‫لستثنائها من تطبيق هذا النظام‪.‬‬

‫ول يمكسسن المقارنسسة بيسسن قسسانون ‪ 2‬أوت ‪ 2004‬المسسذكور أعله وبيسسن القسسانون عسسدد ‪28‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ 1994‬المتعلق بجبر الضسسرار الناجمسسة عسسن حسسوادث الشسسغل والمسسراض‬
‫المهنية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فالول كما ذكرنا لم ينص ضمن هذه القاعدة العامة على أية إمكانيسسة للسسستثناء مسسن مجسسال‬
‫تطبيقه بينما الثاني نص على نفس القاعدة وعلى استثنائها بشروط معينسسة وبطلسسب مسسن المؤسسسسات‬
‫المؤهلة لتدير أنظمة تأمين ذاتي توفر نفس المنافع التي يوفرها القانون لباقي الجراء‪.‬‬

‫وتطرح مسألة الستثناءات بالنسبة للجراء المتمتعين بخدمات صحية في القطسساع الخسساص‬
‫عن طريق عقود تأمين جماعي متطورة من حيث نسبة إرجاع المصاريف وارتفسساع السسسقف العسسام‬
‫لهذه المصاريف بعنوان كل فرد من أولي حق الجير‪.‬‬

‫فهل يمكن إذن استثناء هذه المؤسسات بطلب منها من إطار تطبيق النظام القاعسسدي فسسي مسسا‬
‫يتعلسسق بسسالمراض العاديسسة باعتبسسار أن المسسراض المزمنسسة والثقيلسسة مغطسساة مسسن طسسرف صسسندوقي‬
‫الضمان الجتماعي سواء في المصحات الخاصة المتعاقدة معهما بشأن بعض الخسسدمات المحسسدودة‬
‫أو في المؤسسات الصحية العمومية قبل دخول هذا الصلح حيز التطبيق ؟‪.‬‬

‫ل نرى أنه يمكن ذلك حتى ولو توفر هذه المؤسسات نفس الخدمات الصسسحية السستي يوفرهسسا‬
‫الصندوق الوطني للتأمين علسسى المسسرض ل فقسسط لن إجباريسسة النظسسام القاعسسدي وردت مطلقسسة فسسي‬
‫القانون المذكور وبل كذلك لن التأمين على المرض كل ل يتجزأ‪.‬‬

‫كما أن تحّمل النظمة التعاقدية لتكاليف المراض العادية وإلقسساء مسسسؤولية تغطيسسة تكسساليف‬
‫المراض المزمنة والثقيلة على عاتق الصندوق متعارض مع فلسسسفة الضسسمان الجتمسساعي عمومسسا‬
‫القائمة على التضامن ومع أحد أهداف المشرع المتمثل في ترشيد النفقات الصحية والمحافظة على‬
‫الموازنات المالية للصندوق‪.‬‬

‫ول يمكن بأي حال لي نظام تعاقدي أو مصلحة طبية لي مؤسسة أن تقوم مقام الصندوق‬
‫حمل تكاليف المراض الثقيلة والمزمنة نظرا لرتفاع كلفتها‪.‬‬
‫الوطني للتأمين على المرض في ت ّ‬

‫وعلى هذا الساس فإن القانون لم ينص بالفصلين الثاني والثالث منه على أي استثناء سواء‬
‫جزئي أو كلي من مجال تطبيق النظام القاعدي حتى لسو قبسسل المسؤجر والجسسراء دفسع الشستراكات‬
‫الضافية دون التمتع بهذا النظام‪.‬‬

‫ولكن هل كان علسسى المشسسرع الخسسذ فسسي العتبسسار مثسسل هسسذه الوضسسعيات والسسسماح ببعسسض‬
‫الستثناءات بشروط وضمانات معينة مثلما فعل في مجال حوادث الشغل والمراض المهنية ؟ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫نرى أن المر مختلف ففي نظسسام حسسوادث الشسسغل والمسسراض المهنيسسة السسستثناء كسسان كلّيسسا‬
‫بحيث أصبحت بعض المؤسسات تتمتع بتأمين ذاتي لكنها تطبق نفس القانون الذي يطبقه الصندوق‬
‫الوطني للتأمين على المرض )القانون عدد ‪ 28‬المؤرخ فسسي ‪ 21‬فيفسسري ‪ (1994‬وكمسسا أن مجسسال‬
‫التأمين يقتصر على إصابات العمل وجبر الضرار الناجمة عنها‪ .‬وبالتالي فعدد الصابات محدود‬
‫مهما ارتفع بينما التأمين على المرض أوسع بكسسثير فهسسو يشسسمل أغلسسب السسسكان وفرضسسية الصسسابة‬
‫بالمرض أرفع بكثير من حادث الشغل أو المرض المهني‪.‬‬

‫والستثناء الكلي لبعض المؤسسات يفضي إلى انخرام التوازنات المالية للتعاونيات وعقسسود‬
‫التأمين الجماعي مهمسسا تسسم السسترفيع فسسي نسسسبة الشسستراكات نظسسرا للتكسساليف الباهظسسة المترتبسسة عسسن‬
‫المراض المزمنة والمراض الثقيلة كما ذكرنا‪.‬‬

‫وفي المقابل فإن الستثناء الجزئي له نفس المفعول على الصسسندوق السسوطني للتسسأمين علسسى‬
‫المرض ولو بأقل حدة باعتباره يواصل تحمل النفقات المرتفعة للخطار المذكورة دون اشسستراكات‬
‫إضافية‪.‬‬

‫وبصرف النظر عن الجوانب المالية فإن هذه الستثناءات متعارضة مع مبدأ المساواة ولسسو‬
‫الجزئية أمام المسسرض ولسذلك نسسص قسسانون ‪ 2‬أوت علسسى أنظمسسة تكميليسسة اختياريسسة وليسسست قاعديسسة‬
‫موازية للنظام القاعدي المحدث بهذا القانون‪.‬‬

‫‪ (5‬أنظمة تكميلية اختيارية ‪:‬‬


‫النظمة المذكورة سواء كانت تعاقد جماعي ذاتي أو لدى شركة تسسأمين أو تعاونيسسات كلهسسا‬
‫أنظمة مبدئيا اختيارية‪ .‬ومصطلح الختيارية يعني الحرية سواء كان ذلك للمؤجر أو للجسسراء مسسن‬
‫ص قانوني عام‪.‬‬
‫حيث أنها غير مفروضة على أي طرف بن ّ‬

‫يتعين إذن وضع مصطلح الختيارية في إطاره القانوني حسسسب وضسسعية كسسل مؤسسسسة ففسسي بعسسض‬
‫المؤسسات خاصة العمومية منهسسا نصسست النظمسة الخاصسة بأعوانهسسا علسسى هسذه النظمسسة ونظمست‬
‫النخراط بها الذي عادة ما يكون إجباريا وليس اختياريا حفاظا على توازناتها المالية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فهذه النظمة أصبحت تعاقدية اتفق على وضعها المؤجر والجراء مباشرة أو عسسن طريسسق‬
‫ممثليهم وما اتفق عليه الطرفان يقوم مقام القانون بينهما باعتبار أن مثسسل هسسذا التفسساق ل يتعسسارض‬
‫مع النظام العام‪.‬‬

‫فهي أنظمة إذن اختيارية في الصل ولكن بمجرد التفاق على تطبيقها سواء فسي النظمسة‬
‫الساسية للمنشآت والدواوين العمومية أو في التفاقيات المشتركة أو غيرها مسسن التفاقسسات تصسسبح‬
‫إلزامية والتمييز بين هذه النظمة التكميلية يمكن فسسي أن بعسسض التفاقسسات تنسسص علسسى مبسدأ حريسسة‬
‫الجراء في النخراط بها والستقالة منها وأخرى على إجبارية النخراط بها وآليته‪.‬‬

‫أما في ما يتعلسق بالصسبغة التكميليسسة لهسذه النظمسسة فيمكسن أن نستشسسف حسسدودها مسن خلل‬
‫الفصل ‪ 19‬من قانون ‪ 2‬أوت السالف الذكر الذي ينص على أنه ‪ ":‬يمكن تغطية الخدمات الصحية‬
‫التي ل تدخل في إطار النظام القاعدي للتــأمين علــى المــرض وكــذلك جــزء المصــاريف الصــحية‬
‫التي ل يكلفها هذا النظام في إطار أنظمة تكميلية اختيارية"‪.‬‬

‫لقد ورد هذا الفصل في صيغة المكان وليس اللزام حيث استعمل المشرع عبارة "يمكــن"‬
‫وليس عبارة "يتعين" فباعتبارها تكميلية من حيث المبدأ فإن هسسذه النظمسسة تكّمسسل مسسا تركسسه النظسسام‬
‫القاعدي من نقص‪.‬‬

‫ويتعين التمييز بين نوعين من المصاريف التي قد تتكفل بها هذه النظمسسة وهسسي تلسسك السستي‬
‫يتكفل بها الصندوق بصفة جزئية وتلك التي ل يتكفل بها مطلقا وبصفة كلية‪.‬‬

‫فقد يتكفل الصندوق بإرجاع نسبة معينسسة مسسن المصسساريف للمضسسمون الجتمسساعي أو دفعهسسا‬
‫مباشرة لمسدي الخدمات الصحية ثم يتدخل نظام اختياري تكميلي في إطار عقسسد تسأمين أو تعاونيسة‬
‫لرجاع نسبة إضافية أو النسبة المتبقية‪.‬‬

‫ومسألة النسب التي تتكفل بهسسا النظمسسة التكميليسسة تخضسسع لعسسدة عوامسسل لعسسل أهمهسسا نسسسبة تمويلهسسا‬
‫وقدراتها المالية‪.‬‬

‫ويطرح مصطلح "التكميلية" بعض الشكاليات من أهمها ‪:‬‬

‫هل يمكن لهذه النظمة تكميل مصاريف لم يعسسترف بهسسا النظسسام القاعسسدي بسسالرغم مسسن أنهسسا‬
‫ناجمة عن خدمة صحية داخلة في هذا النظام سواء بسبب عدم احترام إجسراءات معينسة منصسوص‬
‫عليها كعسدم الحصسسول علسى الموافقسسة المسسبقة بالنسسبة لبعسسض الخسسدمات أو تجساوز أجسل المطالبسسة‬

‫‪10‬‬
‫باسترجاع مصاريف أو تلقي العلج من طرف مسدي خدمات غير متعاقد مع الصندوق إلسسى غيسسر‬
‫ذلك من العيوب الشكلية أو الصلية التي تبرر رفض الصندوق التكفل بهذه الخدمات قاعديا؟‬

‫نرى أنسه طالمسا أن الخدمسة الصسحية تسدخل فسي إطسار النظسام القاعسدي فسإن غيساب التكفسل‬
‫بالمصاريف القاعدية الصلية ينجّر عنه غياب التكفل بالمصاريف التكميلية‪ .‬فمفهوم التكميلية يفقد‬
‫معناه دون ربطه بمفهوم القاعدية فهي أنظمة تكميلية لنظام قاعدي وبالتالي تغطية تكميلية لتغطية‬
‫قاعدية‪.‬‬

‫ول يمكن مبدئيا للنظمة التكميلية التدخل لكمال نسبة التكفل جزئيا أو كليا إل على أسسساس‬
‫ما يستظهر به المضمون الجتماعي من كشوفات تبّين النسبة القاعدية للتكفل والمبلغ المقابل لها‪.‬‬

‫وإضافة إلى الجانب القانوني لمفهوم "التكميلية" وحدوده ل يجوز للنظمة التكميلية التكفل‬
‫بالمصاريف دون وجود تكفل قاعدي بالرغم من أن الخدمات تدخل في إطسسار النظسسام القاعسسدي لن‬
‫ذلك يتعارض مع أهداف القانون المذكور ومن أهمها التعاقد مع مسديي الخدمات الصحية حيث أن‬
‫إصلح نظام التأمين على المرض قائم بالساس على النظام التعاقدي وبالتسسالي فسسإن عسدم اعستراف‬
‫الصندوق في إطار النظام القاعدي بخدمة لنها مسداة من مسدي خدمات غير متعاقسسد والعسستراف‬
‫بها من طرف نظام تكميلي سواء بالتكفسل بهسا قاعسديا وتكميليسا مسن شسأنه أن يفشسل هسذا الصسلح‬
‫بتشجيع مسدي الخدمات علسى عسدم التعاقسد مسع الصسندوق وفسرض تعريفساته الستي قسد تثقسل كاهسل‬
‫المضمون الجتماعي وترهق التوازن المالي للنظام التعاقسسدي وتقلسسص المجسسال الشخصسسي لتطسسبيق‬
‫التفاقية المبرمة بين الصندوق والنقابة المنتمي لها هذا مسدي‪ .‬كما أن التكفل بهذه المصاريف من‬
‫طرف النظام التكميلي في غياب التكفل القاعدي متعارض ضمنيا مسسع الصسسبغة الجباريسسة المطلقسسة‬
‫للنظام القاعدي لن ذلك من شأنه أن يخلق استثناءات غير معلنة لهذا النظام ‪.‬‬

‫ولكسسن النظسسام التكميلسسي يمكسسن أن يتحسسول إلسسى نظسسام قاعسسدي دون أن يتعسسارض مسسع مقصسسد‬
‫المشرع ول مع الصبغة الجبارية المطلقة للنظام القاعدي المتكفل به من طسسرف الصسسندوق طالمسسا‬
‫أن الخدمات الصحية ل تدخل في إطار هذا النظام‪.‬‬

‫فالمبدأ إذن التدخل التكميلي للنظمة الختيارية طالما أن الخدمات الصحية داخلة في إطار‬
‫النظام القاعدي والستثناء التدخل القاعدي لهذه النظمة إذا تعلق المسسر بخسسدمات ل يكفلهسسا النظسسام‬
‫القاعدي وكمثال لذلك الخسدمات ذات الصسبغة الجماليسة إذا تسم التفساق علسى التكفسل بهسا فسي إطسار‬

‫‪11‬‬
‫النظام الختياري أو كذلك بعض الدوية المستثناة من القائمة المعتمسسدة مسسن طسسرف الصسسندوق إلسسى‬
‫غير ذلك من الستثناءات الكلية من مجال تدخل الصندوق‪.‬‬

‫فهذه النظمة قامت ومسسازالت تقسسوم بسسدور فعسسال فسسي المجسسال الصسسحي بالنسسسبة لمنخرطيهسسا‬
‫الشيء الذي يفسر رغبة الجراء في التمسك بها وعسسدم التفريسسط فيهسسا باعتبارهسسا مكتسسسبة وهسسو مسسا‬
‫يطرح إشكالية المحافظة علسسى الحقسسوق المكتسسسبة والتنسسسيق بينهسسا وبيسسن النظسسام القاعسسدي بمسسا فيهسسا‬
‫النظمسسة الخصوصسسية المتمثلسسة بالسسساس فسسي المصسسالح الطبيسسة الخاصسسة ببعسسض أسسسلك العسسوان‬
‫العموميين ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الجـزء الثاني‪ :‬إشكالية المحافظة على النظمة التكميلية الختيارية والنظمة‬
‫الخصوصية كحقوق مكتسبة والتنسيق بينها وبين النظام القاعدي الجباري‬

‫السؤال الذي قد يطرح خاصة من طرف بعض أصحاب العمسسل ‪ :‬هسسل يمكسسن التخلسسي عسسن‬
‫النظمة التكميلية الختيارية والمصالح الطبية للمؤسسات باعتبار أن نظسسام التسسأمين علسسى المسسرض‬
‫أصبح يقوم في أغلب الحيان بنفس الدور الذي تقوم به هذه النظمة والهياكل التعاقديسسة والقانونيسسة‬
‫أم أنه ل يمكن التراجع عن هذه المتيازات باعتبارها حقوقا مكتسبة ؟‬

‫في حالة الجواب بالنفي كيسسف يمكسسن تجنسسب تسسداخل الدوار السسذي مسسن شسسأنه أن يفشسسل أحسسد‬
‫الهداف الرئيسية للصلح وهو ترشيد استهلك الخدمات الصحية ؟ ‪.‬‬

‫كيف يتحقق التكامل بين النظام القاعدي والنظمسسة التكميليسسة الختياريسسة والمصسسالح الطبيسسة‬
‫للمؤسسات والتنسيق بينها ؟ ‪.‬‬

‫‪ (1‬مفهوم الحق المكتسب ‪:‬‬


‫يتعين بداية تحديد المفهوم القانوني للحق المكتسب فبالرجوع إلى القسسانون الجتمسساعي فسسي‬
‫مفهومه الواسسسع )النصسسوص القانونيسسة والترتيبيسسة المتعلقسسة بالشسسغل والضسسمان الجتمسساعي بمسسا فيسسه‬
‫التأمين على المرض وحوادث الشغل والمراض المهنية( ل نجسسد تعريفسسا لمفهسسوم الحسسق المكتسسسب‬
‫وربما تركت هذه النصوص هذه المهمة إلى فقه القضاء ولكن بالرجوع إلى هذا الخير نلحظ أنه‬
‫يستعمل مصطلح الحق المكتسب دون أن يعرفه ‪.‬‬

‫فما هي الفترة الزمنية أو الشروط الستي تكسسي منفعسة معينسة صسيغة الحسق المكتسسب؟ وإذا‬
‫كسيت بهذه الصيغة هل تصبح ثابتة وغير قابلة للمراجعة أو التراجع ؟‬

‫نعرف من جهتنا الحق المكتسب بصفة عامة على أنسسه التمتسسع بمنفعسسة ولمسسدة مسسساوية لمسسدة‬
‫سقوطها أو تقادمها بمسسرور الزمسسن )المسسدة المسسسقطة للحسسق مكسسسبة لسسه( دون نسسص ملسسزم وبموافقسسة‬
‫المؤجر الصريحة أو الضمنية )دون معارضته( شسسريطة أن ل تكسسون هسسذه المنفعسسة مخالفسسة للنظسسام‬
‫العام ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫و يتعين التمييز بين الحقوق الجماعية والحقوق الفردية علمسسا وأن الولسسى ليسسست مجموعسسا‬
‫للثانية بل مستقلة بذاتها وبشروطها وبين الحقوق طويلة المد وتلسسك قصسسيرة المسد أو النيسة وبيسسن‬
‫تعليق الحقوق حتى ينتفي موجبه وبين قطع الحقوق بسبب انتفاء أحد شروط مواصلتها كمسسا يتعيسسن‬
‫التمييز بين سقوط الحق وتقادمه ‪.‬‬

‫ل النظمة التكميلية والنظمة الخصوصية ليسسست حقوقسسا‬


‫وبالرجوع إلى تعريفنا نتبين أن ج ّ‬
‫مكتسبة بل حقوقا تعاقدية لها القوة القانونية بين الطراف المتعاقدة بشأنها أو حقوقا قانونية أصسسلية‬
‫وبالتالي فإن مسألة التراجع فيها ل تطرح لنها مخالفة لبسط مبادئ القسسانون التعاقسسدي حيسسث كمسسا‬
‫ذكرنا ما تعاقد عليه الطرفان أو الطراف يكتسب قوة القانون طالما لم يكسسن متعارضسسا مسسع النظسسام‬
‫العام ول يمكن بالتالي التراجع فيه أو حتى مراجعته إل بنفس الطريقة أي بالتفسساق بيسسن الطسسراف‬
‫المتعاقدة أو بنص مواز للنص الذي أنشأه ‪.‬‬

‫فإذا نصت اتفاقية مشتركة سواء قطاعية أو خاصة بمؤسسسسة أو نظسسام عسسام خسساص بسسأعوان‬
‫ديوان أو منشأة عمومية على تمتع العوان بتأمين جمسساعي علسسى المسسرض أو تعاونيسسة أو مصسسلحة‬
‫طبية خاصة بالمؤسسة ل يمكن للمؤجر التراجع فسسي هسسذا الحسسق أو حسستى مراجعتسسه بصسسفة آحاديسسة‬
‫الجانب ل لنه مكتسب بل لنه أصبح حقا تعاقديا قانونيا يستمد قيمته وقوته القانونية مسسن التفاقيسسة‬
‫المشتركة أو النظسسام العسسام لعسسوان المؤسسسسة كنصسسوص ترتيبيسسة باعتبسسار أن التفاقيسسات القطاعيسسة‬
‫تصدر بمقتضسسى قسسرار والنظمسسة الخصوصسسية بمقتضسسى أوامسسر بينمسسا تبقسسى اتفاقيسسة المؤسسسسة فسسي‬
‫مستوى العقد المدني ‪.‬‬

‫ول يمكن بأي حال تأويل عبارة "أنظمة اختياريــة" على أنهسسا تبيسسح مراجعتهسسا أو السستراجع‬
‫عنها بصفة آحادية الجانب بل هي اختيارية في إطار التعاقد والتفاق بحيسسث يمكسسن مبسسدئيا التفسساق‬
‫على تكسسوين تعاونيسسة أو إبسسرام عقسسد تسسأمين جمسساعي مسسع شسسركة تسسأمين أو إنشسساء مصسسلحة طبيسسة أو‬
‫مراجعة المنافع المسداة من طرف هذه الهياكل أو إيقاف العمل بها إن وجدت كما قد تنص أنظمتها‬
‫الداخلية أو النصسسوص المكونسسة لهسسا علسسى حريسسة العسسون فسسي النخسسراط أو عسسدم النخسسراط فيهسسا أو‬
‫النسحاب منها‪.‬‬

‫أما في حالة عدم إدراج حق التمتع بهذه النظمة الختيارية التكميلية فسسي اتفاقيسسة مشسستركة‬
‫أو نظام خاص بأعوان منشأة أو ديوان في أي نص آخر فإنه يتم الرجوع مبسسدئيا إلسسى قاعسسدة الحسسق‬
‫المكتسب ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وباعتبسسار كمسسا ذكرنسسا أن هسسذه النظمسسة التكميليسسة الختياريسسة هسسي أنظمسسة جماعيسسة وليسسست‬
‫مجموع حقوق فردية فهي غيسسر مرتبطسسة بمسدة زمنيسسة معينسسة لسسسقوطها أو اكتسسسابها طالمسسا لسم يقسع‬
‫الخلل بالشروط القائمة عليها من قبل الطراف المعنية بها بصفة فرديسسة مسسن طسسرف المسسؤجر أو‬
‫جماعية من طرف الجراء أو من يمثلهم وعادة مسسا تنسسص النظمسسة الداخليسسة لبعسسض هسسذه الهياكسسل‬
‫كالتعاونيات أو التأمينات الجماعية على هذه الشروط‪.‬‬

‫ومن الضروري التمييز بين اكتساب الحق فرديا وبين اكتسابه جماعيا وكذلك بيسسن سسسقوط‬
‫الحق الفردي وسقوط الحق الجماعي‪ ،‬فالحق الجماعي المكتسسسب يتصسسف بالعموميسسة ويشسسترط فسسي‬
‫اكتسابه حسب رأينا التمتع به فعليا من طرف أكثر من أجير واحسسد بينمسسا الحسسق الفسسردي المكتسسسب‬
‫ل أحسسد الجسسراء‬
‫يتصف بالخصوصية ويشترط في اكتسابه التمتع به فرديا أما بشأن السقوط فقد يخ ّ‬
‫بواجباته نحو التعاونية المنخرط بها أو عقد التأمين الجماعي فيتم إقسالته منهسا وبالتسالي يسسقط حسق‬
‫النخراط بها لمدة معينة أو دائمة ولكن هذا ل يمس بالحق الجماعي للجراء وبالتسسالي فالكتسسساب‬
‫جماعي والسقوط فرديا خلفا للحق الفردي الذي يكتسب ويسقط فرديا ‪.‬‬

‫ولكن هل يمكن التفاق على التراجع عن حق مكتسب أو تعاقدي أو قسسانوني فرديسسا كسسان أو‬
‫جماعيا أو مراجعته؟‪.‬‬

‫إذا كان الحق موضوع اتفاق فردي بيسسن مسسؤجر وأجيسسر أو جمسساعي بيسسن مسسؤجر و ونقابسسة‬
‫مؤسسته يمكن التراجع عنه أو مراجعته بنفس الصيغة التي اكتسب بها أي عن طريق التفاق‪.‬‬

‫ول يمكن لنقابة مؤسسة أن تتفق مع المؤجر علسى مراجعسة أو الستراجع فسي حقسوق‬
‫اكتسبت فرديا كمثل حق تمتع أجيسسر بامتيسسازات إضسسافية مسسن طسسرف المؤسسسسة لتمكينسسه مسسن علج‬
‫أحسن لمدة تساوي أو تتجاوز السنة لنها تصنف ضمن المتيازات الشسغلية الستي تسسسقط المطالبسة‬
‫بها بعد مرور سنة من إنهاء العلقة الشغلية وبالتالي نرى أنها تكتسب بنفس مدة التمتع ‪.‬‬

‫وفي المقابل يمكن لنقابة مؤسسة أن تتفق مع المؤجر على التراجع أو مراجعة حق جماعي‬
‫تعاقدي كالتخلي عن التعاونية أو عن الستأمين الجماعي على المرض أو مراجعة هذه النظمة دون‬
‫حاجة لمراجعة التفاقية المشتركة أو النظام الساسي الخسساص بسسل بمجسسرد اتفسساق يلحسسق بهسسا ويمسسر‬
‫بنفس المراحل الجرائية التي مرت بها التفاقية أو النظام الساسي ‪.‬‬

‫أما إذا كان هذا الحق قانونيا أي ورد في نص قسسانوني أو ترتيسسبي فل يتسسم السستراجع عنسسه أو‬
‫مراجعته إل بنص له نفس القوة القانونية على القل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وتجنبا لهذه الشكاليات التي قد تطرحها النظمة التكميلية الختيارية بدخول إصسسلح نظسسام‬
‫التأمين على المرض حيز التنفيذ وخاصة مرحلته الثانية في غسسرة جويليسسة ‪ 2008‬والسستي سيتوسسسع‬
‫بمقتضاها مجال تطبيق النظام القاعدي إلى المسسراض العاديسسة نسسص المشسسرع فسسي العنسسوان السسسابع‬
‫لقانون ‪ 2‬أوت ‪ ": 2004‬على أحكام مختلفة وانتقالية" ‪.‬‬

‫ومن هذه الحكام الفصل ‪ 26‬الذي نص على أنه ‪":‬تبقى سارية المفعــول فــي حــدود مــا ل‬
‫يشمله النظام القاعدي المنصوص عليه بهذا القانون ‪......‬‬

‫‪ -‬النظمة الـتي تـديرها مؤسسـات التـأمين والتعاونيـات إلـى غايـة مراجعتهـا لتتلءم مـع أحكـام‬
‫العنوان الثالث من هذا القانون" علما وأن العنوان الثالث ينص على مجال تدخل النظمة التكميلية‬
‫وإدارة هذه النظمة ‪.‬‬

‫فالفصل ‪ 26‬المسذكور نسص علسى أنظمسة التسأمين الجمساعي الستي تسديرها شسركات التسأمين‬
‫والنظمسة التعاونيسة وهسو بسذلك أكسسى هسذه النظمسسة صسيغة الحقسوق المكتسسبة وبالتسسالي ل يمكسسن‬
‫التراجع فيها ول نرى حاجة للتنصيص على ذلسسك لن هسسذه الحقسسوق كمسسا ذكرنسسا تعاقديسسة بالسسساس‬
‫وبالتالي قانونية غير قابلة للمراجعة أو التراجع إل بتوازي الشكال ‪.‬‬

‫وهذا الفصل يثير بعض الشكاليات القانونية أهمها ‪:‬‬


‫إقصاء ضمني من مجسال إكسسائه الحسق المكتسسب للنظمسة الستي تسديرها بعسض الشسركات‬ ‫‪‬‬

‫برغم من أنها أنظمة تأمين جماعي غير أن إدارتها غير موكولة لشركات تأمين ‪.‬‬
‫إدراج هذا الفصل تحت عنوان " أحكام مختلفة وانتقالية" ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التنصيص على مراجعة هذه النظمة لتتلءم مع أحكام القانون ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫في ما يتعلق بعدم ذكر النظمة التكميلية التي تديرها بعض الشسركات داخليسا وبسالرغم مسن‬
‫أن صياغة هذا الفصل وردت على سبيل الحصر ول الذكر نسسرى أن المسسر يتعلسسق بســهو لنسسه ل‬
‫وجود لي تمييز في الصل بين هذه النظمة المسسدارة مسسن طسسرف شسسركات التسسأمين وتلسسك المسسدارة‬
‫داخليا من طرف بعض الشركات وبالتالي فإن هذه النظمة تدخل في مجال تطبيق هذا الفصل ‪.‬‬

‫وبشأن موقع هذا الفصل تحت عنوان "الحكــام المختلفــة والنتقاليــة"‪ ،‬فهسسل يتعيسسن ربطسسه‬
‫بهذا العنوان للقول أن النظمة التكميلية الختيارية تبقى سسسارية المفعسسول لفسسترة انتقاليسسة فقسسط حسستى‬

‫‪16‬‬
‫يدخل القانون كليا حيز التطبيق وبعد ذلك تخسسرج مسسن مجسسال تطسبيقه وترفسسع عنهسسا صسسبغة الحقسسوق‬
‫المكتسبة ؟‪.‬‬

‫مما ل جدال فيه أنه يتعين ربط الفصل ‪ 26‬بسسالعنوان المسسذكور وكسسان علسسى المشسسرع تجنبسسا‬
‫لكل خلط بين الحكام المختلفة والحكام النتقالية أن يفرق بينها ويدرجها تحت عنوانين مختلفين‪.‬‬

‫ولكن بالرغم من جمع الحكام المختلفة والنتقالية تحت عنوان واحد نرى أن الفصسسل ‪26‬‬
‫يندرج ضمن الحكام المختلفة وليس النتقالية لن المشرع بدأ صياغة الفصسسل ‪ 28‬المسسدرج تحسست‬
‫نفس العنوان بعبارة " بصفة انتقالية" بينما لم يستعمل هذه العبارة عند صياغة الفصل ‪. 26‬‬

‫‪ (2‬النظمــة الخصوصــية لبعــض الصــناف مــن العــوان العمــوميين )المصــالح‬


‫الطبية الخصوصية بالساس(‬
‫خسسص المشسرع النظمسسة الخصوصسية للتكفسل بالخسسدمات الصسسحية فسي بعسض المؤسسسسات‬
‫العمومية بفصل على حدة وهو الفصسسل ‪ 28‬بقسسوله " تبقــى ســارية المفعــول النظمــة الخصوصــية‬
‫للتكفل بالخــدمات الصــحية المنصــوص عليهــا بالنظــام الساســي لبعــض الصــناف مــن العــوان‬
‫العموميين أو بمقتضى أحكام قانونية أو ترتيبية "‪.‬‬

‫نرى أن المقصسسود بهسسذه النظمسسة الخصوصسسية بالسسساس أنظمسسة أعسسوان بعسسض السسوزارات‬
‫وخاصة العوان النشطين كالمن والديوانة والجيسسش نظسسرا لخصوصسسيات هسسذه السسسلك ولكسسن ل‬
‫شيء في هذا الفصل يسمح باستثناء المصالح الطبية لبعض المنشآت العمومية والدواوين فسسالمطلق‬
‫على إطلقه ما لم يقيد كما سلف ذكره ‪.‬‬

‫ويبدو أن هذا الفصل غير متناغم بما فيسه الكفايسة مسع التحسولت القتصسادية الستي تشسهدها‬
‫تسسونس‪ ،‬حيسسث أنسسه اقتصسسر علسسى النظمسسة الخاصسسة بــالعوان العمــوميين بينمسسا بعسسض المنشسسآت‬
‫والدواوين العمومية التي لها أنظمسسة خصوصسسية ومصسسالح طبيسسة قسسد تخوصسسص قريبسسا فكسسان عليسسه‬
‫تجنب قصر هذه النظمة على هؤلء العوان وذلك بعدم اسسستعمال عبسسارة " العمــوميين" لنهسسا ل‬
‫تقتصر على أعوان الوظيفة العمومية والجماعات المحليسسة بسسل تشسسمل أعسسوان المنشسسآت والسسدواوين‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫والتمييسسز بيسسن هسسذه النظمسسة وبيسسن النظمسسة السستي تسسديرها شسسركات التسسأمين والتعاونيسسات‬
‫بالتنصيص عليهما في فصلين مختلفين هل يعني به المشرع أن الولى قاعدية والثانية تكميلية؟‬

‫بالرغم من عدم استعمال صفة "التكميليــة" صسراحة فسي الفصسلين فسإن المشسرع ميسز بيسن‬
‫النظمة التي تديرها شركات التأمين والتعاونيات واعتبرها تكميلية بقوله في بداية الفصل ‪ ":‬تبقــى‬
‫سارية المفعول في حدود ما ل يشمله النظام القاعدي " بينما ورد الفصسسل ‪ 28‬المتعلسسق بالنظمسسة‬
‫الخصوصية في القطاع العمومي مطلقا ولم يربط تدخلها بالمجسال السذي ل يشسمله النظسام القاعسدي‬
‫ونزع بذلك عنها صفة "التكميلية " ‪.‬‬

‫وبالتسسالي فهسسذا الفصسسل أبقسسى علسسى هسسذه النظمسسة علسسى أنهسسا قاعديسسة ولسسذلك لسم ينسص علسسى‬
‫مراجعتها لتتلءم مع النظام القاعدي الذي يديره الصندوق على عكس النظمة التكميلية التي نسسص‬
‫على مراجعتها بالفصل ‪. 26‬‬

‫كيف إذن الربط بين هذا الفصل من جهة وبين الفصلين الثاني والثسسالث مسسن نفسسس القسسانون‬
‫من جهة أخرى دون تعارض بينهم باعتبار أن الفصل الثاني نص على نظام قاعدي إجباري يديره‬
‫الصندوق الوطني للتأمين على المرض دون الشارة إلى أية إمكانية لستثناء أي قطاع أو مؤسسة‬
‫من مجال هذه الجبارية المطلقة كما أن الفصل الثسسالث لسسم يسسستثن بعسسض العسسوان العمسسوميين مسسن‬
‫ي يتعلسسق ببعسسض العسسوان‬
‫مجال تطبيق هذا النظام القاعدي بينما الفصل ‪ 27‬نص على استثناء جلس ّ‬
‫العموميين المتمتعين بأنظمة خصوصية للتكفل بالخدمات الصحية؟‬

‫لتجنب هذا التعارض بين الفصلين الثاني والثالث من جهة والفصسل ‪ 27‬مسن جهسة أخسرى‬
‫يتعين قراءتهما على أن الفصل الثاني والثالث نصا على قاعدة عامة والفصل ‪ 27‬على استثناء‪.‬‬

‫وهذه القراءة لهذه الفصول الثلثة بالرغم من أنها تجنب تعارضها إل أنها تمثل خرقا لعسسدة‬
‫مبادئ بني عليها الصلح مثل المساواة إزاء المرض دون تمييز بين العوان العموميين وأعسسوان‬
‫القطاع الخاص وتوحيد نظام التأمين على المرض وخضوعه لنفس النصوص المنظمة له وإرسسساء‬
‫أنظمسسة تعاقديسسة مسسع مسسسديي الخسسدمات الصسسحية لترشسسيد اسسستهلك الخسسدمات الصسسحية وتجنسسب‬
‫الزدواجية‪.‬‬

‫ونرى أنه يمكن المحافظة على هذه المبادئ بالرغم من هذا السسستثناء وذلسسك بالتنسسسيق بيسسن‬
‫الصندوق السسوطني للتسسأمين علسسى المسسرض والنظمسسة التكميليسسة الختياريسسة والنظمسسة الخصوصسسية‬

‫‪18‬‬
‫المنصوص عليهسسا بالفصسسل ‪ 27‬السسالف السذكر ولهسذا الغسرض أبسرم الصسندوق اتفاقيسسة مسع اتحساد‬
‫التعاونيات ‪:‬‬

‫‪ -‬التنسيق بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض والنظمــة التكميليــة الختياريــة والنظمــة‬
‫الخصوصية ‪.‬‬

‫رسم المشرع الطار العام لهسذا التنسسيق بقسوله فسي الفصسلين ‪ 19‬و ‪ 26‬أن هسذه النظمسة‬
‫التكميلية تتكفل بجزء من المصاريف الصحية التي ل يكفلها النظام القاعدي أو تلك التي ل يشسسملها‬
‫هذا النظام كليا‪.‬‬

‫فدور النظمسسة التعاقديسسة الجماعيسسة للتسسأمين علسسى المسسرض والتعاونيسسات سسسيتقلص فسسي هسسذا‬
‫المجال بصفة كبيرة وهو ما يحتم مراجعتها سواء في ما يتعلق بنسب التكفل أو الشتراكات‪.‬‬

‫وهذه النسب ستنحصر في حدود تكملة النسب المتكّفل بها النظام القاعسسدي فبالنسسسبة للعيسسادة‬
‫الطبية مثل يتكفل النظام القاعدي بنسبة ‪ % 70‬ويمكن للتعاونيات أو أنظمسسة التسسأمين الجمسساعي أن‬
‫تتكفل بجزء من النسبة المتبقية أو بكاملها أي ‪ % 30‬كمسسا يمكسسن لهسسذه النظمسسة التكميليسسة أن تقسسوم‬
‫بدور قاعدي بالنسبة لخدمات غير مشمولة بالنظام القاعدي للصندوق كما سلف ذكره ‪.‬‬

‫وصيغ مراجعة العقود التأمين الجماعي وأنظمة التعاونيات تختلف مسسن شسسركة إلسسى أخسسرى‬
‫حسب مصلحة الطراف المعنية وتطلعاتهم لنوعية وأهميسة السسدور المسستقبلي السسذي ينتظرونسه مسسن‬
‫هذه الهياكل فعلى سبيل المثال فسسي الشسسركات السستي فيهسسا نسسسبة اشسستراكات مرتفعسسة لتمويسسل التسسأمين‬
‫الجماعي علسسى المسسرض أو التعاونيسسات يمكسسن التخفيسسض فيهسسا بنسسسبة معينسسة وتحويلهسسا إلسسى تمويسسل‬
‫المساهمات الجديدة بعنوان إصلح نظام التأمين على المرض سسسواء بالنسسسبة للمسسؤجر أو للجسسراء‬
‫كما يمكن البقاء على النسب المعمول بها في هذه النظمة التعاقديسسة )شسسركات تسسأمين وتعاونيسسات(‬
‫وتحسين بعض نسب التغطية التي قد تكون ضعيفة في النظام القاعدي للصندوق مثل التكفل بعلج‬
‫السنسسسسسان ‪ % 50‬والدوية الوسسسيطة ‪ % 40‬حسسسب المسسر عسدد ‪ 1367‬مسسؤرخ فسسي ‪ 11‬جسسوان‬
‫‪ 2007‬السالف الذكر ويمكن أيضا الترفيع في السقف التي ستضبط في المرحلسسة الثانيسسة )جويليسسة‬
‫‪ (2008‬بالنسسسبة لمصسساريف علج المسسراض العاديسسة فسسي المنظومسسة الخاصسسة ونظسسام اسسسترجاع‬
‫المصاريف أما المنظومة العمومية فغير مسقفة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫كما يمكن إدخال خدمات صحية جديدة على عقد التأمين الجماعي أو في التعاونيسسات وغيسسر‬
‫متكفل بها من طرف الصندوق هسسذا إضسسافة إلسسى الخسسدمات الجتماعيسسة السستي تقسسوم بهسسا التعاونيسسات‬
‫والتي يمكن تطويرها إن تم البقاء على مستوى نسب المساهمات بها ‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس تكون الدوار واضحة بين الطرفيسسن فالنظسسام القاعسسدي يتكفسسل بمسسا نسسص‬
‫عليه المر عدد ‪ 1367‬السالف الذكر والنظمة التعاقديسسة تحسسسن النسسسب المتكفسسل بهسسا مسسن طسسرف‬
‫الصندوق بما من شأنه أن يحسن التغطية التي كان يتمتع بها المضسسمون الجتمسساعي وأولسسى الحسسق‬
‫منه ولكسسن ل يجسسب فهسسم الحسسق المكتسسسب فسسي هسسذا المجسسال علسسى أنسسه التكفسسل بنسسسبة ‪ % 100‬بيسسن‬
‫الصندوق والنظمة التكميلية إذ ليس بالضرورة أن تضمن هسذه النظمسة تكملسة تحقسق نسسبة تكفسل‬
‫كاملة ولكن عليها المحافظة على نسبة التكفل السستي كسسان يتمتسسع بهسسا المضسسمون الجتمسساعي وأولسسى‬
‫الحق منه قبل دخول الصلح حيز التطبيق فإن كانت نسبة تكفل العيادات الطبية مثل ‪ % 80‬فإن‬
‫النظمة التعاقدية مطالبة فقط بإضافة نسسسبة ‪ % 10‬باعتبسسار أن النظسسام القاعسسدي للصسسندوق يتكفسسل‬
‫بنسبسسسسة ‪ % 70‬كما ذكرنا غير أنه ل شيء يمنع هسسذه النظمسسة مسسن تكملسسة ‪ % 30‬لتحقيسسق نسسسبة‬
‫تكسسسسفل ‪ % 100‬وبالتالي فالحق المكتسب بشأن نسب التغطية يقف عند حدود النسب المعمول بها‬
‫قبل هذا الصلح ‪.‬‬

‫وخلفا للتنسيق بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض من جهة وبين شركات التسسأمين‬
‫والتعاونيات من جهة أخرى والذي ل يطرح إشسكاليات هامسسة فسإنه يطسسرح بعسض الشسكاليات بيسن‬
‫الصندوق والمصالح الطبية لبعض المؤسسات والتي ليس من السهل تخطيها لن الفصسسل ‪ 27‬مسسن‬
‫قانون ‪ 2‬أوت لم يعتبرها هياكل تقوم بدور تكميلي ‪.‬‬

‫فبعض المؤسسات الكبرى التي لها مصالح طبية متطسورة خاصسة بأعوانهسسا ومتعاقسسدة مسع‬
‫عديد مسديي الخدمات الصحية توفر لهؤلء العوان خدمات صحية مقابل معسساليم تعديليسسة بسسسيطة‬
‫وأحيانا مجانية قد تكون أفضل مما سيقدمه نظام التأمين على المرض مقابل اشتراكات إضافية‪.‬‬

‫وقد يرى أجراء هذه المؤسسات أن هذه الشتراكات الضافية ستثقل كاهلهم دون مقابسسل إذ‬
‫هم يتمتعون بالتأمين على المرض طويل المد والمراض الثقيلسسة بالمؤسسسسات الصسسحية العموميسسة‬
‫مقابل الشتراكات التي يدفعونها قبل دخول هذا النظام حيز التطبيق‪.‬‬

‫أما الخدمات الصحية الخرى المتعلقسسة بالسسساس بسسالمراض العاديسسة وقصسسيرة المسسد فتقسسدمها لهسسم‬
‫المصالح الطبية كما ذكرنا وفي إطسسار التعاقسسد مسسع مختلسسف الطسسراف المقدمسسة لهسسذه الخسسدمات فسسي‬

‫‪20‬‬
‫القطاع الخاص عند القتضاء وكذلك الشأن بالنسبة لولى حق هؤلء الجراء الذين سواء يتمتعون‬
‫بخدمات هذه المصالح أو في أغلب الحيان بنفس الخدمات تقريبا من طسسرف التعاونيسسات المتعاقسسدة‬
‫مع مسديي الخدمات الصحية وبنفس المعاليم التعديلية المنخفضة فهذه المصسسالح تقسسوم إزاء أعسسوان‬
‫المؤسسة في مجال التكفل بالمراض العادية بنفس الدور الذي سيقوم به الصندوق إزاء منخرطيه‪.‬‬

‫ول نرى إمكانية ليقاف عملها بقرار آحادي الجانب لنها منصوص عليها سواء بالنظمسسة‬
‫الساسية الخاصة بأعوان هذه المؤسسات وبالتالي أصبحت هياكل تعاقدية وقانونية تطسسرح بشسسأنها‬
‫إشكاليات الحقوق المكتسبة أو تم تركيزها بمقتضى نصوص قانونية وترتيبية أخرى‪ .‬كمسسا أن لهسسذه‬
‫المصالح الطبية تجهيزات وأطباء وأعوان شبه طبيين كأجرء قارين ‪.‬‬

‫كما أنه ل يمكن دمج هذه المصالح في طب الشغل نظرا لتوفر مصالح طب شغل في هسسذه‬
‫المؤسسات مستقلة بذاته باعتبارها مؤسسات كبرى أو أنها منخرطة في مجامع طب الشغل ‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس يبقى التنسيق بين الصندوق وهذه المصالح أساسي لنجاح إصلح نظام‬
‫التأمين على المرض الذي من أهدافه الرئيسية تجنب ازدواجية العلج وترشيد المصاريف ‪.‬‬

‫وتطبيقا للفصل ‪ 27‬السالف الذكر تواصل هذه المصالح تقديم خدماتها العادية لعوانها مسسع‬
‫دفع المساهمات المستوجبة بعنوان إصلح التأمين علسسى المسسرض لن المصسسالح المسسذكورة ل تقسسدم‬
‫هذه الخدمات إل للعوان أما أولي الحق فينتفعون عادة بخدمات التعاونيسسات فسسي المجسسال الصسسحي‬
‫مقابل انخراط العون بها ‪.‬‬

‫وفي إطار هذا التنسيق نرى أنه على المصالح الطبية للمؤسسات التعاقد مع مسدي خدمات‬
‫متعاقدين بدورهم مع الصندوق لتمكن هذا الخيسسر مسسن سسسلطة المراقبسسة المنصسسوص عليهسسا بسسالمر‬
‫‪ 3031‬مؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪2005‬‬

‫وقد يكون من الفضل أن تحل هذه المصسسالح محسسل الصسسندوق فسسي التكفسسل بالخسسدمات السستي‬
‫يوفرها النظام القاعدي وتسترجع هذه المصاريف منه لنه من غير الممكن إعفاء العوان من دفع‬
‫الشتراكات الضافية المذكورة أعله لن المر يتعلسسق أيضسسا بحسسق أولسسي الحسسق منهسسم فسسي العلج‬
‫طبقا لما نص عليه قانون ‪ 2‬أوت ‪. 2004‬‬

‫الخــــــــــــــــــاتمة‪:‬‬
‫مقصسسسسسسسسسسسد المشرع من هذا الصلح تحسين وتطوير ما هو موجود وليس العكس‪.‬‬

‫‪21‬‬

You might also like