You are on page 1of 277

‫صحيح‬

‫الدب المفرد للمام البخاري‬


‫بقلم أبي عبد الرحمن‬
‫محمد ناصر الدين اللباني‬
‫رحمه ال تعالى‬
‫نشر دار الصدّيق‬
‫توزيع مؤسسة الريان‬
‫ط ‪1421 :1‬هـ‬

‫‪1‬‬
‫[‪]27‬‬
‫‪ _1‬باب قوله تعالى ‪:‬‬
‫﴿ ووصينا النسان بوالديه حسنا ﴾ ‪1 -‬‬
‫(‪)1‬‬

‫@‪( )2(1/1‬صحيح) عن أبي عمرو الشيباني قال‪ :‬حدثنا صاحب هذه الدار‬
‫وأوما بيده إلى دار عبد ال قال‪ :‬سألت النبي صلى ال عليه وسلم أي العمل‬
‫أحب إلى ال عز وجل قال‪" :‬الصلة على وقتها "‪ .‬قلت ثم أي ؟ قال‪ :‬ثم "بر‬
‫الوالدين " قلت ثم أى ؟ قال‪(( :‬ثم الجهاد في سبيل ال)) قال‪ :‬حدثني بهن‬
‫ولو استزدته لزادنى‪.‬‬
‫@‪(2/2‬صحيح)عن عبد ال بن عمر قال ‪ :‬رضا الرب في رضا الوالد و‬
‫سخط الرب في سخط الوالد ‪.‬‬
‫‪ -2‬باب بر الم – ‪2‬‬
‫@‪( 3/3‬حسن)عن بهز بن حكيم‪ ،‬عن أبيه عن جده‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول ال! من‬
‫أبر؟ قال‪" :‬أمك" قلت‪ :‬من أبر؟ قال‪" :‬أمك" قلت‪ :‬من أبر؟ قال‪" :‬أمك" قلت‪:‬‬
‫من أبر؟ قال‪" :‬أباك‪ ،‬ثم القرب‪ ،‬فالقرب"‪.‬‬
‫@‪( 4/4‬صحيح) عن ابن عباس‪ ،‬أنه أتاه رجل فقال‪ :‬إنى خطبت امرأة‪،‬‬
‫فأبت أن تنكحني‪ ،‬وخطبها غيرى‪ ،‬فأحبت أن تنكحه‪ ،‬فغرت عليها فقتلتها‪،‬‬

‫() هذا الرقم في أول كل باب هو رقم التسلسل في هذا "الصحيح" والرقم الذي في آخر‬ ‫‪1‬‬

‫كل باب هو رقم الباب في الصل‪" :‬الدب المفرد"‪.‬‬


‫فإذا رأيت رقمًا زائدًا على الول كما سترى مثلً في آخر الباب الرابع رقم (‪ ،)5‬ففي‬
‫ذلك إشارة إلى أن الباب الرابع الذي في الصل أسقط من "الصحيح" لنه ليس على‬
‫شرطه‪.‬‬
‫() الرقم الول هو رقم الحديث في هذا "الصحيح" والرقم الثاني هو الرقم في الصل‬ ‫‪2‬‬

‫كما كنا جرينا على مثله في "صحيح الجامع" وغيره‪ ،‬وبذلك يتبين في النهاية عدد‬
‫الحاديث الضعيفة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فهل لي من توبة؟ قال‪ :‬أمك حية؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬تب إلى ال عز وجل‪،‬‬
‫وتقرب إليه ما استطعت‪ [ .‬قال‪ :‬عطاء بن يسار‪ ] :‬فذهبت‪ ،‬فسألت ابن‬
‫عباس‪ :‬لم سألته عن حياة أمه؟ فقال‪" :‬إنى ل أعلم عملً أقرب إلى ال عز‬
‫وجل من بر الوالدة"‪.‬‬
‫‪ -3‬باب بر الب – ‪3‬‬
‫@‪( 5/5‬صحيح) عن أبى هريرة قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ! من أبر؟ قال‪" :‬أمك"‪ .‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪" :‬أمك"‪ .‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪:‬‬
‫"أمك"‪ .‬قال‪ :‬ثم من؟ [ ثم عاد الرابع َة فـ] قال‪" :‬أباك"‪.‬‬
‫‪ -4‬باب لين الكلم لوالديه ‪5 -‬‬
‫@‪ (– 6/8‬صحيح السناد‪ ).‬عن طيسلة بن ميّاس(‪ )1‬قال‪ :‬كنت مع النجدات‪،2‬‬
‫فأصبت ذنوبا ل أراها إل من الكبائر‪ ،‬فذكرت ذلك لبن عمر‪ .‬قال‪ :‬ما هى؟‬
‫قلت‪ :‬كذا وكذا‪ .‬قال‪ :‬ليست هذه من الكبائر‪ ،‬هن تسع‪ :‬الشراك بال‪ ،‬وقتل‬
‫نسمة‪ ،‬والفرار من الزحف‪ ،‬وقذف المحصنة‪ ،‬وأكل الربا‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪،‬‬
‫وإلحاد في المسجد‪ ،‬والذي يستسخر(‪ ،)3‬وبكاء الوالدين من العقوق‪ ،‬قال‪ :‬لي‬
‫ابن عمر‪ :‬أتفرق(‪ )4‬النار‪ ،‬وتحب أن تدخل الجنة؟ قلت‪ :‬إي‪ ،‬وال! قال‪ :‬أحيّ‬
‫والداك؟ قلت‪ :‬عندي أمى‪ .‬قال‪ :‬فوال! لو ألنت لها الكلم‪ ،‬وأطعمتها الطعام‪،‬‬
‫لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر‪.‬‬

‫) ) كما في "تبصير المنتبه" (‪ )4/1332‬لبن حجر‪ ،‬و"طبقات السماء المفردة"(رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )156‬للبرديجي‪ ،‬وهو لقبه‪ ،‬واسمه‪":‬علي" كما حققه الحافظ‪ ،‬انظر المقدمة(ص‪.)18:‬‬


‫() النجدات‪ :‬أصحاب نجدة بن عامر الخارجي‪ ،‬وهم قو ٌم من الحرورية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() يستسخر ‪ :‬الستسخار من السخرية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أتفرق النار‪ :‬ال َفرَق؛ الخوف والفزع‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫@‪( -7/9‬صحيح السناد)عن عروة قال‪﴿ : :‬واخفض لهما جناح الذل من‬
‫الرحمة﴾ [السراء‪ ]24 :‬قال‪" :‬ل تمتنع من شيء أحباه"‪.‬‬
‫‪ -5‬باب جزاء الوالدين‪6-‬‬
‫@‪( -8/10‬صحيح)عن أبى هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل‬
‫يجزي ولد والده‪ ،‬إل أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه"‪.‬‬
‫@‪( – 9/11‬صحيح السناد‪).‬عن أبى بردة ؛ أنه شهد ابن عمر‪ ،‬ورجلٌ‬
‫يمانيٌ يطوف بالبيت ‪ -‬حمل أمه وراء ظهره – يقول‪:‬‬
‫إن أذعرت ركابها(‪ )1‬لم أذعر‬ ‫إني لها بعيرها المذلل‬
‫ثم قال‪ :‬يا ابن عمر! أترانى جزيتها؟ قال‪ :‬ل‪ .‬ول بزفرة واحدة(‪ ،)2‬واحدة ثم‬
‫طاف ابن عمر‪ ،‬فأتى المقام‪ ،‬فصلى ركعتين‪ .‬ثم قال‪ :‬يا ابن أبى موسى! إن‬
‫كل ركعتين تكفران ما أمامهما‪.‬‬
‫@‪( – 10/13‬صحيح)عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يبايعه على الهجرة‪ ،‬وترك أبويه يبكيان‪ ،‬فقال‪" :‬ارجع إليهما‪،‬‬
‫وأضحكهما كما أبكيتهما"‪.‬‬
‫@‪( 11/14‬حسن السناد) عن أبي مرة؛ مولى أم هانئ ابنة أبي طالب أخبره‬
‫"أنه ركب مع أبى هريرة إلى أرضه بـ(العقيق) فإذا دخل أرضه صاح‬
‫بأعلى صوته‪ :‬السلم عليك ورحمة ال وبركاته يا أمتاه! تقول‪ :‬وعليك‬
‫السلم ورحمة ال وبركاته‪ .‬يقول‪ :‬رحمك ال كما ربيتنى صغيرا‪ .‬فتقول‪ :‬يا‬

‫) ) أي ‪ :‬بعيرها ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫() ول بزفرة واحدة‪ :‬بفتح الزاي وسكون الفاء ‪ :‬المرة من الزفير وهو تردد النفس حتى‬ ‫‪2‬‬

‫تختلف الضلع ‪ ،‬وهذا يعرض للمرأة عند الوضع ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بنى! وأنت‪ .‬فجزاك ال خيرا ورضى عنك‪ ،‬كما بررتني كبيرا" قال‪ :‬موسى‪:‬‬
‫كان اسم أبى هريرة‪ :‬عبد ال بن عمرو‪.‬‬
‫‪ -6‬باب عقوق الوالدين‪7 -‬‬
‫@‪( 12/15‬صحيح) عن أبى بكرة قال‪ :‬قال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬أل أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ثلثا‪ .‬قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال! قال‪:‬‬
‫"الشراك بال‪ ،‬وعقوق الوالدين ‪ -‬وجلس وكان متكئا ‪ -‬أل وقول الزور" ما‬
‫زال يكررها حتى قلت‪ :‬ليته سكت‪.‬‬
‫‪ -7‬باب لعن ال من لعن والديه ‪8 -‬‬
‫@‪( 13/17‬صحيح) عن أبى الطفيل قال‪ :‬سئل علي‪ :‬هل خصّكم النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس كافة؟ قال‪ :‬ما خصنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس؛ إل ما في قراب سيفى‪ ،‬ثم‬
‫أخرج صحيفة‪ ،‬فإذا فيها مكتوب‪" :‬لعن ال من ذبح لغير ال‪ ،‬لعن ال من‬
‫سرق منار الرض‪ ،‬لعن ال من لعن والديه‪ ،‬لعن ال من آوى محدثا"(‪.)1‬‬
‫‪ – 8‬باب يبر والديه ما لم يكن معصية – ‪9‬‬
‫@‪( 14/18‬حسن) عن أبى الدرداء قال‪ :‬أوصانى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بتسع‪" :‬ل تشرك بال شيئا وإن قطعت أو حرقت‪ ،‬ول تتركن الصلة‬
‫المكتوبة متعمدا؛ ومن تركها متعمدا برئت منه الذمة(‪ ،)2‬ول تشربن الخمر؛‬

‫) ) "محدثاً" بكسر الدال‪ :‬من يأتي بفساد في الرض‪.‬أي‪ :‬من نصر جانباً‪ ،‬أو آواه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وأجاره من خصمه‪ ،‬وحال بينه وبين أن يقتص منه ‪ .‬ويروى بالفتح وهو المر المبتدع‬
‫نفسه‪ ،‬ويكون معنى اليواء فيه الرضا به والصبر عليه ‪ ،‬فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر‬
‫فاعلها‪ ،‬ولم ينكرها عليه أحد ‪ ،‬فقد آواه‪.‬‬
‫)) أي ‪ :‬أن لكل أحد من ال عهداً بالحفظ والكلءة‪ ،‬فإذا ألقى بيده إلى التهلكة‪ ،‬أو فعل ما‬ ‫‪2‬‬

‫حرم عليه‪ ،‬أو خالف ما أمر به خذلته ذمة ال ‪" .‬النهاية"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فإنها مفتاح كل شر‪ ،‬وأطع والديك‪ ،‬وإن أمراك أن تخرج من دنياك؛ فاخرج‬
‫لهما‪ ،‬ول تنازعن ولة المر‪ ،‬وإن رأيت أنك أنت(‪ ،)1‬ول تفرِر من الزحف؛‬
‫وإن هلكت وفر أصحابك‪ ،‬وأنفق من طَولك على أهلك‪ ،‬ول ترفع عصاك‬
‫عن أهلك‪ ،‬وأخفهم في ال عز وجل"(‪.)2‬‬
‫@‪( 15/20‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو قال‪" :‬جاء رجل إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يريد الجهاد‪ ،‬فقال‪" :‬أحي والداك؟" فقال‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪" :‬ففيهما‬
‫فجاهد"‪.‬‬
‫‪ – 9‬باب من أدرك والديه فلم يدخل الجنة – ‪10‬‬
‫@‪( 16/21‬صحيح) عن أبى هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"رغم(‪ )3‬أنفه‪ ،‬رغم أنفه‪ ،‬رغم أنفه"‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال! من؟ قال‪" :‬من‬
‫أدرك والديه عنده الكبر(‪ ،)4‬أو أحدهما‪ ،‬فدخل النار"‪.‬‬
‫‪ – 10‬باب ل يستغفر لبيه المشرك ‪12 -‬‬
‫@‪( 17/23‬حسن السناد) عن ابن عباس‪ ،‬في قوله عز وجل ‪ ﴿ :‬إما يبلغن‬
‫عندك الكبر أحدهما أو كلهما فل تقل لهما أف ﴾[السراء‪ ]24 :‬إلى‬
‫قوله‪ ﴿ :‬كما ربياني صغيرا ﴾ [ السراء ‪ ]24 :‬فنسختها الية في براءة‪﴿ :‬‬
‫ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من‬
‫بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ﴾ [ التوبة‪.]113 :‬‬
‫‪ – 11‬باب بر الوالد المشرك ‪13 -‬‬

‫() أي‪ :‬وحدك على الحق ‪.‬‬‫‪1‬‬

‫() هنا في الصل حديث ابن عمرو ‪ ،‬وحذفته لنه تقدم برقم (‪.)10‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ) أي ‪ :‬ألصق بالرّغام ‪ ،‬وهو التراب؛ والمعنى ‪:‬ذل وخزي‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫) ) كذا في الصول ‪ ،‬وهو الموافق لما في المسند والترمذي‪ ،‬وفي مسلم ‪( :‬عند الكبر)‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪6‬‬
‫@‪( 18/24‬صحيح) عن سعد بن أبى وقاص قال‪ : :‬نزلت في أربع آيات من‬
‫كتاب ال تعالى‪ :‬كانت أمي حلفت‪ ،‬أن ل تأكل ول تشرب‪ ،‬حتى أفارق‬
‫محمدا صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأنزل ال عز وجل ‪﴿ :‬وإن جاهداك على أن‬
‫تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا﴾‬
‫[ لقمان‪ .]15 :‬والثانية‪ :‬إني كنت أخذت سيفا أعجبنى‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال!‬
‫هب لي هذا‪ .‬فنزلت‪﴿ :‬يسألونك عن النفال﴾‪ .‬والثالثة‪ :‬إني مرضت فأتاني‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! إني أريد أن أقسم‬
‫مالي‪ ،‬أفأوصى بالنصف؟ فقال‪" :‬ل"‪ .‬فقلت‪ :‬الثلث؟ فسكت‪ ،‬فكان الثلث بعده‬
‫جائزا‪ .‬والرابعة‪ :‬إني شربت الخمر مع قوم من النصار‪ ،‬فضرب رجل‬
‫ي جملٍ(‪ ،)1‬فأتيت النبي صلى ال عليه وسلم فأنزل عز وجل‬
‫منهم أنفي بلح ِ‬
‫تحريم الخمر‪.‬‬
‫@‪( 19/25‬صحيح) عن أسماء بنت أبى بكر قالت‪ :‬أتتني أمي راغبة‪ ،‬في‬
‫عهد النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فسألت النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬أصِلُها؟‬
‫قال‪" :‬نعم"‪ .‬قال‪ :‬ابن عيينة‪ :‬فأنزل ال عز وجل فيها‪ ﴿ :‬ل ينهاكم ال عن‬
‫الذين لم يقاتلوكم في الدين ﴾ [ الممتحنة‪.]8 :‬‬
‫@‪( 20/26‬صحيح) عن ابن عمر قال‪ :‬رأى عمر رضي ال عنه حلة‬
‫سيراء(‪ )2‬تباع‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال! ابتع هذه‪ ،‬فالبسها يوم الجمعة‪ ،‬وإذا‬
‫()أي ‪ :‬بأحد لحي رأس جمل كما في رواية مسلم ؛ وهي أتم‪ ،‬وفيها أن القصة كانت في‬ ‫‪1‬‬

‫المدينة ‪ ،‬وكنت فسرته في الطبعة السابقة تبعاً للشارح بأنه موضع بطريق مكة ‪ ،‬ول‬
‫وجه له هنا لرواية مسلم ‪ ،‬وكانت غفلة مني عنها‪ ،‬وقد دلنا عليها أحد إخواننا – جزاه ال‬
‫خيراً ‪ ، -‬كما أنني غفلت عن آية تحريم الخمر فإنها مدنية ‪( .‬اللهم اغفر لي خطئي‬
‫وعمدي ‪ ،‬وكل ذلك عندي ) ‪.‬‬
‫) ) بكسر السين وفتح الياء والمد ‪ :‬نوع من البرود يخالطه حرير كالسيور ‪ ،‬وقد تكرر‬ ‫‪2‬‬

‫الحديث فيا يأتي (‪ )52/71‬فمعذرة ‪ ،‬وإن كان في كل منهما زيادة ل توجد في الخر ‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫جاءك الوفود‪ .‬قال‪" :‬إنما يلبس هذه من ل خلق له"‪ .‬فأتي النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم منها بحلل‪ ،‬فأرسل إلى عمر بحلة‪ ،‬فقال‪ :‬كيف ألبسها وقد قلتَ‬
‫فيها ما قلت‪ .‬قال‪" :‬إني لم أعطكها لتلبسها‪ ،‬ولكن تبيعها أو تكسوها"‪ .‬فأرسل‬
‫بها عمر إلى أخ له من أهل مكة‪ ،‬قبل أن يسلم‪.‬‬
‫‪ -12‬باب ل يسب والديه ‪14 -‬‬
‫@‪( 21/27‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال‪ :‬النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ " :‬من الكبائر أن يشتم الرجل والديه"‪ .‬فقالوا‪ :‬كيف يشتم؟ قال‪" :‬يشتم‬
‫الرجل‪ ،‬فيشتم أباه وأمه"‪.‬‬
‫@‪( 22/28‬حسن السناد) عن عبد ال بن عمرو بن العاص قال‪" : :‬من‬
‫الكبائر عند ال تعالى أن يستسب الرجل لوالده"‪.‬‬
‫‪ -13‬باب عقوبة عقوق الوالدين ‪15 -‬‬
‫@‪( 23/29‬صحيح) عن أبى بكرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ما‬
‫من ذنب أجدر أن يعجل لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له؛ من البغى وقطيعة‬
‫الرحم"‪.‬‬
‫‪ -14‬باب دعوة الوالدين‪17 -‬‬
‫@‪( 24/32‬حسن) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"ثلث دعوات مستجابات لهن‪ ،‬ل شك فيهن‪ :‬دعوة المظلوم‪ ،‬ودعوة‬
‫المسافر‪ ،‬ودعوة الوالد على ولده"‪.‬‬
‫@‪( 25/33‬صحيح) عن أبى هريرة قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬ما تكلم مولود من الناس في مهد إل عيسى بن مريم صلى ال‬

‫فكان ينبغي الجمع بينها كما جريت عليه ‪ ،‬ولكن هكذا أقدر‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫عليه [وسلم] وصاحب جريج" قيل‪ :‬يا نبي ال! وما صاحب جريج؟ قال‪:‬‬
‫"فإن جريجا كان رجلً راهبا في صومعة له‪ ،‬وكان راعي بقر يأوي إلى‬
‫أسفل صومعته‪ ،‬وكانت امرأة من أهل القرية تختلف إلى الراعي‪ ،‬فأتت أمه‬
‫يوما فقالت‪ :‬يا جريج! وهو يصلى‪ ،‬فقال في نفسه ‪ -‬وهو يصلي ‪ -‬أمي‬
‫وصلتي؟ فرأى أن يؤثر صلته‪ ،‬ثم صرخت به الثانية‪ ،‬فقال في نفسه‪ :‬أمي‬
‫وصلتى؟ فرأى أن يؤثر صلته‪ .‬ثم صرخت به الثالثة فقال‪ :‬أمي وصلتى‪.‬‬
‫فرأى أن يؤثر صلته‪ .‬فلما لم يجبها قالت‪ :‬ل أماتك ال يا جريج! حتى‬
‫تنظر في وجه المومسات‪ .‬ثم انصرفت فأُتَيَ الملك بتلك المرأة ولدت (‪.)1‬‬
‫ولدت فقال‪ :‬ممن؟ قالت‪ :‬من جريج‪ .‬قال‪ :‬أصاحب الصومعة؟ قالت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬اهدموا صومعته وأتوني به‪ ،‬فضربوا صومعته بالفئوس‪ ،‬حتى وقعت‪.‬‬
‫فجعلوا يده إلى عنقه بحبل؛ ثم انطلق به‪ ،‬فمر به على المومسات‪ ،‬فرآهن‬
‫فتبسم‪ ،‬وهن ينظرن إليه في الناس‪ .‬فقال الملك‪ :‬ما تزعم هذه؟ قال‪ :‬ما‬
‫تزعم؟ قال‪ :‬تزعم أن ولدها منك‪ .‬قال‪ :‬أنت تزعمين؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬أين‬
‫هذا الصغير؟ قالوا‪ :‬هذا في حجرها‪ ،‬فأقبل عليه‪ .‬فقال‪ :‬من أبوك؟ قال‪:‬‬
‫راعي البقر‪ .‬قال الملك‪ :‬أنجعل صومعتك من ذهب؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬من‬
‫فضة؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فما نجعلها؟ قال‪ :‬ردوها كما كانت‪ .‬قال‪ :‬فما الذي‬
‫تبسمت؟ قال‪ :‬أمرا عرفته‪ ،‬أدركتنى دعوة أمي‪ ،‬ثم أخبرهم"‪.‬‬
‫‪ -15‬باب عرض السلم على الم النصرانية – ‪18‬‬
‫@‪( 26/34‬حسن) عن أبي هريرة قال‪ :‬ما سمع بي أحد‪ ،‬يهودي ول‬
‫نصراني إل أحبني‪ ،‬إن أمي كنت أريدها على السلم فتأبى‪ ،‬فقلت لها‬

‫) ) أي من الزنى ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫فأبت‪ ،‬فأتيت النبي صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬ادع ال لها‪ ،‬فدعا‪ ،‬فأتيتها وقد‬
‫أجافت عليها الباب – فقالت‪ :‬يا أبا هريرة ! إني أسلمت‪ ،‬فأخبرت النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬ادع ال لي ولمي‪ ،‬فقال‪" :‬اللهم ! عبدك أبو‬
‫هريرة وأمه‪ ،‬أحبّهما إلى الناس"‪.‬‬
‫‪ -16‬باب بر الوالدين بعد موتهما – ‪19‬‬
‫@‪( 27/36‬حسن السناد) عن أبى هريرة قال‪ " :‬ترفع للميت بعد موته‬
‫درجته‪ .‬فيقول‪ :‬أي رب! أي شيء هذه؟ فيقال‪" :‬ولدك استغفر لك"‪.‬‬
‫@‪( 28/37‬صحيح السناد) عن محمد بن سيرين قال ‪ :‬كنا عند أبى هريرة‬
‫ليلة‪ ،‬فقال‪" :‬اللهم اغفر لبى هريرة‪ ،‬ولمي‪ ،‬ولمن استغفر لهما" قال لي‬
‫محمد‪ :‬فنحن نستغفر لهما ؛ حتى ندخل في دعوة أبى هريرة‪.‬‬
‫@‪( 29/38‬صحيح) عن أبى هريرة ؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إذا مات العبد انقطع عنه عمله إل من ثلث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم‬
‫ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له"‪.‬‬
‫ل قال‪ :‬يا رسول ال! إن أمي‬
‫@‪( 30/39‬صحيح) عن ابن عباس‪ ،‬أن رج ً‬
‫توفيت ولم توص‪ ،‬أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال‪" :‬نعم"‪.‬‬
‫‪ – 17‬باب بر من كان يصله أبوه ‪20 -‬‬
‫@‪( 31/41‬صحيح) عن ابن عمر‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه"‪.‬‬
‫‪ – 18‬باب ل يسمي الرجل أباه‪ ،‬ول يجلس قبله ول يمشي أمامه ‪23 -‬‬

‫‪10‬‬
‫@‪( 32/44‬صحيح السناد) عن عروة – أو غيره ‪ -‬أن أبا هريرة أبصر‬
‫رجلين‪ .‬فقال لحدهما‪ :‬ما هذا منك ؟ فقال‪ :‬أبي‪ .‬فقال‪ " :‬ل تسمه باسمه‪ ،‬ول‬
‫تمش أمامه‪ ،‬ول تجلس قبله"‪.‬‬
‫‪ -19‬باب هل يكني أباه ؟ ‪24 -‬‬
‫@‪( 33/46‬صحيح السناد) عن ابن عمر قال‪ " :‬لكن أبو حفص عمر‬
‫قضى"‪.‬‬
‫‪ – 20‬باب وجوب صلة الرحم ‪25 -‬‬
‫@‪( 34/48‬صحيح) عن أبى هريرة قال‪ :‬لما نزلت هذه الية‪﴿ :‬وأنذر‬
‫عشيرتك القربين﴾[الشعراء‪ ]214 :‬قام النبي صلى ال عليه وسلم فنادى‪" :‬يا‬
‫بنى كعب بن لؤي ! انقذوا أنفسكم من النار‪ .‬يا بنى عبد مناف! أنقذوا أنفسكم‬
‫من النار‪ .‬يا بنى هاشم! أنقذوا أنفسكم من النار‪ .‬يا بنى عبد المطلب! أنقذوا‬
‫أنفسكم من النار‪ .‬يا فاطمة بنت محمد! أنقذي نفسك من النار‪ ،‬فإني ل أملك‬
‫لك من ال شيئا‪،‬غير أن لكم رحما سأبلها ببللها"(‪.)1‬‬
‫‪ – 21‬باب صلة الرحم ‪26 -‬‬

‫) ) أي أصلكم في الدنيا ول أغني عنكم من ال شيئًا ‪ ،‬والبلل جمع بلل ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫واعلم أن جملة البلل هذه قد جاءت معلقة في "صحيح البخاري" من حديث عمرو بن‬
‫العاص وهو مخرج في "الصحيحة" أيضًا برقم(‪ -764‬المجلد الثاني) ‪ ،‬وقد كنت أعللتها‬
‫بجهالة أحد رواتها ‪ ،‬فتشبث بذلك فضعفها من ليس له عناية في هذا العلم ؛ إل تضعيف‬
‫الحاديث الصحيحة بأوهى العلل ‪ ،‬مع تجاهله للمتابعات والشواهد ؛ فإن هذه الجملة لها‬
‫ل بين عينيه ‪ ،‬ومع ذلك فقد تجاهله ‪ ،‬وكم له‬‫هذا الشاهد من حديث أبي هريرة وكان ماث ً‬
‫من مثل هذا الجور على الحاديث الصحيحة‪ ،‬كحديث العرباض بن سارية السلمي‬
‫وغيره ‪ ،‬وقد ذكرت نماذج أخرى من الصحيحة التي ضعفها بجهل بالغ‪ ،‬واستهتار‬
‫عجيب بها العلم وأقوال الحفاظ في آخر المجلد الثاني المشار إليه من طبعته الجديدة الذي‬
‫سينشر قريبًا إن شاء ال تعالى ‪.‬‬
‫وقد نشر – بعد – بحمد ال ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫@‪( 35/49‬صحيح) عن أبى أيوب النصاري‪ ،‬أن أعرابيا عرض للنبي‬
‫صلى ال عليه وسلم في مسيره‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني ما يقربنى من الجنة‪،‬‬
‫ويباعدني من النار؟ قال‪" :‬تعبد ال ول تشرك به شيئا‪ ،‬وتقيم الصلة‪ ،‬وتؤتي‬
‫الزكاة‪ ،‬وتصل الرحم"‪.‬‬
‫@‪( 36/50‬صحيح) عن أبى هريرة؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬خلق ال عز وجل الخلق‪ ،‬فلما فرغ منه قامت الرحم‪ ،‬فقال‪ :‬مَ ْه !‬
‫قالت ‪ :‬هذا مقام العائذ بك من القطيعة‪ ،‬قال‪ :‬أل ترضين أن أصل من‬
‫وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت‪ :‬بلى يا رب! قال‪ :‬فذلك لك" ثم قال أبو‬
‫هريرة‪ :‬اقرأوا إن شئتم‪ { :‬فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض‬
‫وتقطعوا أرحامكم }[ محمد‪.]22 :‬‬
‫‪ -22‬باب فضل صلة الرحم – ‪27‬‬
‫@‪( 37/52‬صحيح) عن أبى هريرة قال‪" :‬أتى رجل النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال! إن لي قرابة أصلهم ويقطعون‪ ،‬وأحسن إليهم‬
‫ويسيئون إلي‪ ،‬ويجهلون علي وأحلم عنهم‪ .‬قال‪" :‬لئن كان كما تقول كأنما‬
‫تسفهم(‪ )1‬المل‪ ،‬ول يزال معك من ال ظهير عليهم ما دمت على ذلك"‪.‬‬
‫@‪( 38/53‬صحيح) عن عبد الرحمن بن عوف؛ أنه سمع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪ " :‬قال ال عز وجل‪ :‬أنا الرحمن‪ ،‬وأنا خلقت الرحم‪،‬‬
‫واشتققت لها من اسمي‪ ،‬فمن وصلها وصلته‪ ،‬ومن قطعها بتَتّه"‪.‬‬

‫) ) بضم التاء وتشديد الفاء‪ :‬قال المل علي القاري‪( " :‬المل)‪ :‬الرماد الحار الذي يحمي‬ ‫‪1‬‬

‫ليدفن فيه الخبز لينضج ‪ ،‬أي تجعل الملة لهم سفوفاً يسفونه‪ ،‬والمعنى ‪ :‬إذا لم يشكروا فإن‬
‫أخذ عطائك حرام عليهم ونار في بطونهم "‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫@‪( 39/54‬صحيح) عن أبى العنبس قال‪ :‬دخلت على عبد ال بن عمرو في‬
‫الوهط‪ -‬يعنى‪ :‬أرضا له بالطائف ‪ -‬فقال‪ :‬عطف لنا النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم إصبعه فقال‪" :‬الرحم شجنة(‪ )1‬من الرحمن‪ ،‬من يصلها يصله‪ ،‬ومن‬
‫يقطعها يقطعه‪ ،‬لها لسان طلق(‪ )2‬ذلق(‪ )3‬يوم القيامة"‪.‬‬
‫@‪( 40/55‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها؛ أن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬الرحم شجنة من ال‪ ،‬من وصلها وصله ال‪ ،‬ومن قطعها قطعه‬
‫ال"‪.‬‬
‫‪ -23‬باب صلة الرحم تزيد في العمر‪28 -‬‬

‫) ) "شجنة" ‪ :‬بالضم والفتح لغتان معروفتان ‪ ،‬وأصله عروق الشجرة المشبكة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والمعنى‪ :‬الرحم أثر من آثار رحمته مشتبكة بها‪ ،‬والقاطع لها قاطع من رحمة ال تعالى ‪.‬‬
‫) ) " طلق" ‪ :‬بفتح الطاء وسكون اللم‪ ،‬فصيح اللسان عذب المنطق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ) " ذلق" ‪ :‬بالفتح والسكون ذو الحدة والفصيح البليغ ‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫@‪( 41/56‬صحيح) عن أنس بن مالك؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬من أحب أن يبسط له في رزقه‪ ،‬وأن ينسأ له في أثره(‪ ،)1‬فليصل‬
‫رحمه"‪.‬‬
‫@‪( 42/57‬صحيح) عن أبى هريرة قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪ " :‬من سره أن يبسط له في رزقه‪ ،‬وأن ينسأ له في أثره‪ ،‬فليصل‬
‫رحمه"‪.‬‬
‫‪ – 24‬باب من وصل رحمه أحبه أهله ‪29 -‬‬
‫@‪( 43/58‬حسن) عن ابن عمر قال‪" :‬من اتقى ربه‪ ،‬ووصل رحمه‪ ،‬نُسّىءَ‬
‫في أجله‪( ،‬وفي لفظ‪ :‬أُنسيء له في عُمُر ِه ‪ )59/‬وثرى ماله‪ ،‬وأحبه أهله"‪.‬‬
‫‪ -25‬باب بر القرب فالقرب‪30 -‬‬

‫) ) "ينسأ له في أثره " قال الترمذي ‪ " :‬يعني به ‪ :‬الزيادة في العمر" ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫قلت ‪ :‬فالحديث على ظاهره ‪ ،‬أي ‪ :‬أن ال جعل بحكمته صلة الرحم سبباً شرعيًا لطول‬
‫العمر وكذلك حسن الخلق وحسن الجوار كما في بعض الحاديث الصحيحة ‪ ،‬ول ينافي‬
‫ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العمر مقطوع به؛ لن هذا بالنظر للخاتمة‪،‬‬
‫تماماً كالسعادة والشقاوة‪ ،‬فهما مقطوعتان بالنسبة للفراد فشقي أو سعيد‪ ،‬فمن المقطوع‬
‫به أن السعادة والشقاوة منوطتان بالسباب شرعاً كما قال صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬اعملوا‬
‫فكل ميسر لما خلق له ‪ ،‬فمن كان من أهل السعادة فسيُيسر لعمل أهل السعادة ‪ ،‬ومن كان‬
‫من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة "‪.‬‬
‫ثم قرأ صلى ال عليه وسلم ‪ ﴿ :‬فأما من أعطى واتقى ‪ ،‬وصدق بالحسنى ‪ ،‬فسنيسره‬
‫لليسرى ‪ ،‬وأما من بخل واستغنى ‪ ،‬وكذب بالحسنى ‪ ،‬فسنيسره للعسرى﴾ سورة العلى ‪،‬‬
‫فكما أن اليمان يزيد وينقص ‪ ،‬وزيادته الطاعة ونقصانه المعصية ‪ ،‬وأن ذلك ل ينافي ما‬
‫كتب في اللوح المحفوظ ‪ ،‬فكذلك العمر يزيد وينقص بالنظر إلى السباب فهو ل ينافي ما‬
‫كتب في اللوح أيضاً ‪ ،‬فتأمل هذا فإنه مهم جداً في حل مشاكل كثيرة؛ ولهذا جاء في‬
‫الحاديث المرفوعة‪ ،‬والثار الموقوفة الدعاء بطول العمر‪ ،‬كما سيأتي في الكتاب برقم (‬
‫‪ 509/653‬و ‪.)851/1112‬‬

‫‪14‬‬
‫@‪( 44/60‬صحيح) عن المقدام بن معدي كرب؛ أنه سمع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن ال يوصيكم بأمهاتكم‪ ،‬ثم يوصيكم بأمهاتكم‪ ،‬ثم‬
‫يوصيكم بآبائكم‪ ،‬ثم يوصيكم بالقرب فالقرب"‪.‬‬
‫‪ – 26‬باب إثم قاطع الرحم ‪32 -‬‬
‫@‪( 45/64‬صحيح) عن جبير بن مطعم ؛ أنه سمع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ل يدخل الجنة قاطع رحم"‪.‬‬
‫@‪( 46/65‬حسن) عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"إن الرحم شجنة من الرحمن‪ ،‬تقول‪ :‬يا رب! إني ظلمت‪ ،‬يا رب! إني‬
‫قطعت‪ .‬يا رب! إني إني‪ .‬يا رب! يا رب! فيجيبها‪ :‬أل ترضين أن أقطع من‬
‫قطعك‪ ،‬وأصل من وصلك؟"‪.‬‬
‫@‪( 47/66‬صحيح) عن سعيد بن سمعان قال‪ :‬سمعت أبا هريرة يتعوذ من‬
‫إمارة الصبيان والسفهاء‪.‬‬
‫‪ -27‬باب عقوبة قاطع الرحم في الدنيا ‪33 -‬‬
‫@‪( 48/67‬صحيح) عن أبى بكرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"ما من ذنب أحرى أن يعجل ال لصاحبه العقوبة في الدنيا‪ ،‬مع ما يدخر له‬
‫في الخرة من قطيعة الرحم والبغي"‪.‬‬
‫‪ – 28‬باب ليس الواصل بالمكافئ ‪34 -‬‬
‫@‪( 49/68‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو؛ عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬ليس الواصل بالمكافىء‪ ،‬ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه‬
‫وصلها"‪.‬‬
‫‪ -29‬باب فضل من يصل ذا الرحم الظالم ‪35 -‬‬

‫‪15‬‬
‫@‪( 50/69‬صحيح) عن البراء قال‪ :‬جاء أعرابى فقال‪ :‬يا نبي ال! علمني‬
‫ل يدخلنى الجنة‪ .‬قال‪" :‬لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة‪،‬‬
‫عم ً‬
‫أعتق النسمة‪ ،‬وفك الرقبة"‪ .‬قال‪ :‬أو ليستا واحدا؟ قال‪" :‬ل؛ عتق النسمة أن‬
‫ك الرّقبةِ أن تُعين على الرقبة‪ ،‬والمنيحةُ الرغوبُ(‪ ،)1‬والفيء‬
‫تعتق النسمة‪ ،‬وف ّ‬
‫على ذي الرحم ؛ فإن لم تطق ذلك‪ ،‬فأمر بالمعروف‪ ،‬وانْ َه عن المنكر‪ ،‬فإن‬
‫لم تطق ذلك‪ ،‬فكف لسانك‪ ،‬إل من خير"‪.‬‬
‫‪ – 30‬باب من وصل رحمه في الجاهلية ثم أسلم ‪36 -‬‬
‫@‪( 51/70‬صحيح) عن حكيم بن حزام؛ أنه قال للنبي صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية؛ من صلة‪ ،‬وعتاقة‪ ،‬وصدقة‪ ،‬فهل‬
‫لي فيها أجر؟ قال حكيم‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أسلمت على‬
‫ما سلف من خير"‪.‬‬
‫‪ – 31‬باب صلة ذي الرحم المشرك والهديّة – ‪37‬‬
‫@‪( 52/71‬صحيح) عن ابن عمر‪ :‬رأى عمر حلة سيراء(‪ )2‬فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال! لو اشتريت هذه‪ ،‬فلبستها يوم الجمعة‪ ،‬وللوفود إذا أتوك‪ .‬فقال‪ :‬يا عمر!‬
‫إنما يلبس هذه من ل خلق له"‪ .‬ثم أهدي النبي صلى ال عليه وسلم منها‬
‫حلل‪ ،‬فأهدى إلى عمر منها حلة‪ .‬فجاء عمر إلى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال! بعثت إلي هذه‪ ،‬وقد سمعتك قلت فيها ما قلت!‬
‫) ) كذا الصل ومر عليه الشارح فلم يعلق عليه بشيء ‪ ،‬وفي " المسند" و"ابن حبان"‬ ‫‪1‬‬

‫(الوكوف) فلعله الصوب قال في "النهاية"‪ :‬الوكوف أي ‪ :‬غزيرة اللبن ‪ ،‬وقيل ‪ :‬التي ل‬
‫ينقطع لبنها سنتها جميعاً‪.‬‬
‫ويحتمل أن يكون الصل‪( :‬الرغيب) ففي النهاية ‪ " :‬أفضل العمل منح الرغاب"‪.‬‬
‫(الرغاب) ‪ :‬البل الواسعة الدر‪ ،‬الكثيرة النفع ‪ .‬جمع (الرغيب) وهو الواسع‪.‬‬
‫) ) تقدم تفسيرها‪ ،‬فانظر التعليق على الحديث رقم (‪ ،)20‬وقد تكرر الحديث هنا فمعذرة‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫قال‪" :‬إني لم أهدها لك لتلبسها‪ .‬إنما أهديتها إليك لتبيعها‪ ،‬أو لتكسوها"‪.‬‬
‫فأهداها عمر لخ له من أمه مشرك‪.‬‬
‫‪ – 32‬باب تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ‪38 -‬‬
‫@‪( 53/72‬حسن السناد) عن جبير بن مطعم أنه سمع عمر بن الخطاب‬
‫رضي ال عنه يقول على المنبر‪" :‬تعلموا أنسابكم‪ ،‬ثم صلوا أرحامكم‪ ،‬وال‬
‫إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء‪ ،‬ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة‬
‫الرحم‪ ،‬لوزعه ذلك عن انتهاكه"‪.‬‬
‫@‪ - 54/73‬عن ابن عباس؛ أنه قال‪ " :‬احفظوا أنسابكم‪ ،‬تصلوا أرحامكم؛‬
‫فإنه ل بعد بالرحم إذا قربت‪ ،‬وإن كانت بعيدة‪ ،‬ول قرب بها إذا بعدت‪ ،‬وإن‬
‫كانت قريبة‪ ،‬وكل رحم أتيه يوم القيامة أمام صاحبها‪ ،‬تشهد له بصلة؛ إن‬
‫كان وصلها‪ ،‬وعليه بقطيعة؛ إن كان قطعها"‪.‬‬
‫‪ – 33‬باب مولى القوم من أنفسهم – ‪40‬‬
‫@‪( 55/75‬حسن) عن رفاعة بن رافع؛ أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‬
‫عمر رضي ال عنه‪" :‬اجمع لي قومك"‪ .‬فجمعهم‪ ،‬فلما حضروا باب النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم دخل عليه عمر فقال‪ :‬قد جمعت لك قومي‪ ،‬فسمع ذلك‬
‫النصار‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد نزل في قريش الوحي‪ ،‬فجاء المستمع والناظر ما يقال‬
‫لهم‪ ،‬فخرج النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقام بين أظهرهم‪ ،‬فقال‪" :‬هل فيكم‬
‫من غيركم؟" قالوا نعم فينا حليفنا وابن اختنا وموالينا‪ .‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬حليفنا منا‪ ،‬وابن اختنا منا‪ ،‬وموالينا منا‪ ،‬وأنتم تسمعون‪ :‬إن‬
‫أوليائي منكم المتقون؛ فإن كنتم أولئك فذاك‪ ،‬وإل فانظروا ل يأتي الناس‬
‫بالعمال يوم القيامة‪ ،‬وتأتون بالثقال‪ ،‬فيعرض عنكم" ثم نادى فقال‪" :‬يا أيها‬

‫‪17‬‬
‫الناس! ‪ -‬ورفع يديه يضعهما على رؤوس قريش ‪ -‬أيها الناس! إن قريشا‬
‫أهل أمانة‪ ،‬من بغى بهم ‪ -‬قال‪ :‬زهير أظنه قال‪ :‬العواثر(‪ - )1‬كبه ال‬
‫لمنخريه" يقول ذلك ثلث مرات‪.‬‬
‫‪ – 34‬باب من عال جاريتين أو واحدة ‪41 -‬‬
‫@‪( 56/76‬صحيح) عن عقبة بن عامر قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬من كان له ثلث بنات‪ ،‬وصبر عليهن‪ ،‬وكساهن من‬
‫جدته(‪)2‬؛ كن له حجابا من النار"‪.‬‬
‫@‪( 57/77‬حسن لغيره) عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ما من مسلم تدركه ابنتان‪ ،‬فيحسن صحبتهما‪ ،‬إل أدخلتاه الجنة"‪.‬‬
‫@‪( 58/78‬حسن) عن جابر بن عبد ال حدثهم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬من كان له ثلث بنات‪ ،‬يؤويهن‪ ،‬ويكفيهن‪ ،‬ويرحمهن‪ ،‬فقد‬
‫وجبت له الجنة البتة"‪ .‬فقال رجل من بعض القوم‪ :‬وثنتين يا رسول ال؟‬
‫قال‪" :‬وثنتين"‪.‬‬
‫‪ – 35‬باب من عال ثلث أخوات ‪42 -‬‬
‫@‪( 59/97‬حسن) عن أبى سعيد الخدري؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬ل يكون لحد ثلث بنات‪ ،‬أو ثلث أخوات فيحسن إليهن‪ ،‬إل‬
‫دخل الجنة"‪.‬‬
‫‪43 -‬‬ ‫‪ -36‬باب فضل من عال ابنته المردودة‬
‫(‪)3‬‬

‫) ) العواثر ‪ :‬جمع عاثور وهو المكان الوعث الخشن؛ لنه يعثر فيه‪.‬‬‫‪1‬‬

‫) ) "جدته" ‪ :‬أي ‪ :‬من غناه ‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫) ) يرجى النتباه أن ما يترجم عن الباب هو في الكتاب الخر برقم ‪.17/80‬‬‫‪3‬‬

‫‪18‬‬
‫@‪( 60/82‬صحيح) عن المقدام بن معدي كرب ؛ أنه سمع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪ " :‬ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة‪ ،‬وما أطعمت ولدك‬
‫فهو لك صدقة‪ ،‬وما أطعمت زوجك فهو لك صدقة‪ ،‬وما أطعمت خادمك فهو‬
‫لك صدقة"‪.‬‬
‫‪45 -‬‬ ‫‪ – 37‬باب الولد مبخلة مجبنة‬
‫(‪)1‬‬

‫@‪( 61/84‬حسن السناد) عن عائشة رضي ال تعالى عنها قالت‪ :‬قال أبو‬
‫بكر رضي ال عنه يوما‪" :‬وال ما على وجه الرض رجل أحب إلى من‬
‫عمر‪ ،‬فلما خرج رجع فقال‪ :‬كيف حلفت أي بنية؟ فقلت له‪ .‬فقال‪ :‬أعز علي‬
‫والولد ألوط(‪.")2‬‬
‫@‪( 62/58‬صحيح) عن ابن أبي نعم قال‪ :‬كنت شاهدا ابن عمر‪ ،‬إذا سأله‬
‫رجل عن دم البعوضة؟ فقال‪ :‬ممن أنت؟ فقال‪ :‬من أهل العراق‪ .‬قال‪:‬‬
‫انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة‪ ،‬وقد قتلوا ابن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪(( :‬هما ريحانيّ من الدّنيا))‪.‬‬
‫‪ – 38‬باب حمل الصبي على العاتق – ‪46‬‬
‫@‪( 63/68‬صحيح) عن البراء قال ‪ :‬رأيت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫والحسن ‪ -‬صلوات ال عليه ‪ -‬على عاتقه وهو يقول‪" :‬اللهم! إني أحبه‬
‫فأحبه"‪.‬‬
‫‪ -39‬باب الولد قرة العين – ‪47‬‬
‫@‪( 64/87‬صحيح) عن جبير بن نفير قال‪ :‬جلسنا إلى المقداد بن السود‬
‫يوما‪ ،‬فمر به رجل‪ ،‬فقال‪ :‬طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول ال صلى‬

‫) ) أي‪ :‬يحمل أبويه على البخل والجبن‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫) ) أي ألصق بالقلب‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وال! لوددنا أنا رأينا ما رأيت‪ ،‬وشهدنا ما شهدت‪،‬‬
‫فاستغضب‪ ،‬فجعلت أعجب‪ ،‬ما قال إل خيرا! ثم أقبل عليه فقال‪" :‬ما يحمل‬
‫الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه ال عنه؟ ل يدرى لو شهده كيف يكون‬
‫فيه؟ وال! لقد حضر رسول ال صلى ال عليه وسلم أقوام كبهم ال على‬
‫مناخرهم في جهنم؛ لم يجيبوه ولم يصدقوه! أول تحمدون ال عز وجل إذ‬
‫أخرجكم ل تعرفون إل ربكم‪ ،‬فتصدقون بما جاء به نبيكم صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قد كفيتم البلء بغيركم‪ .‬وال لقد بعث النبي صلى ال عليه وسلم على‬
‫أشد حال بعث عليها نبي قط‪ ،‬في فترة وجاهلية‪ ،‬ما يرون أن دينا أفضل من‬
‫عبادة الوثان! فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل‪ ،‬وفرق به بين الوالد‬
‫وولده‪ ،‬حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا‪ ،‬وقد فتح ال‬
‫قفل قلبه باليمان ويعلم أنه إن هلك دخل النار‪ ،‬فل تقر عينه‪ ،‬وهو يعلم أن‬
‫حبيبه في النار‪ ،‬وأنها للتي قال‪ :‬ال عز وجل‪ { :‬والذين يقولون ربنا هب لنا‬
‫من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } [الفرقان ‪.]74 :‬‬
‫@‪-40‬باب من دعا لصاحبه أن أكثر ماله وولده‪48 -‬‬
‫@‪( 65/88‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬دخلت على النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يوما‪ ،‬وما هو إل أنا وأمي وأ ّم حرام خالتي‪ ،‬إذ دخل علينا‪ ،‬فقال لنا‪ " :‬أل‬
‫أصلي بكم؟" وذاك في غير وقت صلة‪ ،‬فقال رجل من القوم‪ :‬فأين جعل‬
‫أنسا منه؟ فقال‪ :‬جعله يمينه‪ ،‬ثم صلى بنا‪ ،‬ثم دعا لنا – أهل البيت‪ -‬بكل‬
‫خير من خير الدنيا والخرة‪ ،‬فقالت أمي‪ :‬يا رسول ال! خويدمك؛ ادع ال‬
‫له‪ ،‬فدعا لي بكل خير‪ ،‬كان في آخر دعائه أن قال‪" :‬اللهم أكثر ماله وولده‪،‬‬
‫وبارك له"‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ – 41‬باب الوالدات رحيماتٌ – ‪49‬‬
‫@‪( 66/89‬صحيح) عن أنس بن مالك‪ :‬جاءت امرأة إلى عائشة رضي ال‬
‫عنها‪ ،‬فأعطتها عائشة ثلث تمرات‪ ،‬فأعطت كل صبي لها تمرة‪ ،‬وأمسكت‬
‫لنفسها تمرة‪ ،‬فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما‪ ،‬فعمدت إلى التمرة‬
‫فشقتها‪ ،‬فأعطت كل صبي نصف تمرة‪ ،‬فجاء النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخبرته عائشة فقال‪" :‬وما يعجبك من ذلك ؟ لقد رحمها ال برحمتها‬
‫صبييها"‪.‬‬
‫‪ -42‬باب قبلة الصبيان‪50 -‬‬
‫@‪( 67/90‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬جاء أعرابى إلى النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أتقبلون صبيانكم؟! فَـ[وال‪ ]89/‬ما نقبلهم! فقال‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬أو أملك لك أن نزع ال من قلبك الرحمة؟!"‪.‬‬
‫@‪( 68/91‬صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬قبل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حسن بن علي‪ ،‬وعنده القرع بن حابس التميمي جالس‪ ،‬فقال القرع ‪:‬‬
‫إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا! فنظر إليه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ثم قال‪ " :‬من ل يرحم ل يرحم"‪.‬‬
‫‪ -43‬باب أدب الوالد وبره لولده – ‪51‬‬
‫@‪( 69/93‬صحيح) عن النعمان بن بشير‪ ،‬أن أباه انطلق به إلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يحمله فقال‪ :‬يا رسول ال! إني أشهدك أنى قد نحلت‬
‫النعمان كذا وكذا‪ ،‬فقال‪" :‬أكل ولدك نحلت؟"‪ .‬قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪" :‬فأشهد غيرى"‪.‬‬
‫ثم قال‪" :‬أليس يسرك أن يكونوا في البر سواء"‪ .‬قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪" :‬فل إذا"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫قال أبو عبد ال البخاري‪ :‬ليس الشهادة من النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫رخصة‪.‬‬
‫‪ – 44‬باب من ل يرحم ل يُرحم –‪53‬‬
‫@‪( 70/95‬صحيح) عن أبي سعيد‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫من ل يرحم ل يرحم"‪.‬‬
‫@‪( 71/96‬صحيح) عن جرير بن عبد ال قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل يرحم ال من ل يرحم الناس"‪ ( ،‬وفي طريق أخرى بلفظ ‪:‬‬
‫" من ل يرحم الناس ل يرحمه ال " ‪.)97‬‬
‫@‪( 72/99‬حسن السناد) عن أبي عثمان ؛ أن عمر رضي ال عنه استعمل‬
‫رجلً‪ ،‬فقال العامل ‪ :‬إن لي كذا وكذا‪ ،‬الولد‪ ،‬ما قبلتُ واحدا منهم! فزعم‬
‫عمرُ‪ ،‬أو قال عمرُ‪ " :‬إن ال عز وجل ل يرحمُ من عباده إل أبرّهم"‪.‬‬
‫‪ – 45‬باب الرحمة مائة جزء – ‪54‬‬
‫@‪( 73/100‬صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫ل ‪ " :‬جعلَ ال عز وجل الرحمة مائة جزءٍ(‪ ،)1‬فأمسك عنده تسعة‬
‫وسلم يقو ُ‬
‫وتسعين‪ ،‬وأنزل في الرض جزءا واحداُ‪ ،‬فمن ذلك الجزء يتراحمُ الخلقُ‪،‬‬
‫حتى ترف َع الفرس حافرها عن ولدها ؛ خشية أن تصيبه"‪.‬‬
‫‪ -46‬باب الوصاة بالجار‪55 -‬‬
‫@‪(74/101‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"‪.‬‬

‫) ) أي‪ :‬صير الرحمة وقدرها (مائة جزء) ‪ ،‬فهي هنا صفة فعل ‪ ،‬ل صفة ذات؛ فإن‬‫‪1‬‬

‫صفة الذات ل تتعدد ‪ ،‬انظر " فتح الباري" (‪.)10/432‬‬

‫‪22‬‬
‫@‪( 75/102‬صحيح) عن أبي شريح الخزاعي‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فليحسن إلى جاره‪ ،‬ومن كان‬
‫يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر‬
‫فليقل خيرا أو ليصمت "‪.‬‬
‫‪ – 47‬باب حق الجار – ‪56‬‬
‫@‪( 76/103‬صحيح) عن المقداد بن السود قال ‪ :‬سأل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أصحابه عن الزنى ؟ قالوا ‪ :‬حرامٌ ؛ حرمه ال ورسوله‪ .‬فقال ‪" :‬‬
‫لن يزني الرجل بعشر نسوة‪ ،‬أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره " وسألهم‬
‫عن السرقة ؟ قالوا‪ :‬حرام؛ حرمه ال عز وجل ورسوله‪ .‬فقال‪ " :‬لن يسرق‬
‫من عشرة أهل أبياتٍ‪ ،‬أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره"‪.‬‬
‫‪ – 48‬باب يبدأ بالجار – ‪57‬‬
‫@‪( 77/104‬صحيح) عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"‪.‬‬
‫@‪( 78/105‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬أنه ذبحت له شاة‪ ،‬فجعل يقول‬
‫لغلمه ‪ :‬أهديت لجارنا اليهوي؟ أهديت لجارنا اليهودي ؟ سمعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬ما زال جبريل يوصيني بالجارحتى ظننت أنه‬
‫سيورثه "‪.‬‬
‫‪ – 49‬باب يهدي إلى أقربهم بابا – ‪58‬‬
‫@‪( 79/107‬صحيح) عن عائشة قالت‪ :‬قلت يا رسول ال ! إن لي جارين‪،‬‬
‫فإلى أيهما أهدي؟ قال ‪ " :‬إلى أقربهما منك بابا"‪.‬‬
‫‪ -50‬باب الدنى فالدنى من الجيران – ‪59‬‬

‫‪23‬‬
‫@‪( 80/109‬حسن السناد) عن الحسن ؛ أنه سئل عن الجار ؟ فقال ‪" :‬‬
‫أربعين دارا أمامه‪ ،‬وأربعين خلفه‪ ،‬وأربعين عن يمينه‪ ،‬وأربعين عن يساره‬
‫"‪.‬‬
‫‪ -51‬باب من أغلق الباب على الجار – ‪60‬‬
‫ن – أو قال‬
‫@‪( 81/111‬حسن لغيره) عن ابن عمر قال ‪ :‬لقد أتى علينا زما ٌ‬
‫‪ :‬حين‪ -‬وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم‪ ،‬ثم الن الدينار‬
‫والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم‪ ،‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ " :‬كم من جار متعلقٍ بجاره يوم القيامة‪ ،‬يقول‪ ،‬يا رب! هذا أغلق بابه‬
‫دوني‪ ،‬فمنع معروفه!"‪.‬‬
‫‪ -52‬باب ل يشبع دون جاره – ‪61‬‬
‫@‪( 82/112‬صحيح) عن عبد ال بن المساور قال ‪ :‬سمعت ابن عباس يخبر‬
‫ابن الزبير يقول سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬ليس المؤمن‬
‫الذي يشبع‪ ،‬وجارُه جائع"‪.‬‬
‫‪ – 53‬باب يكثر ماء المرق فيقسم في الجيران – ‪62‬‬
‫@‪( 83/113‬صحيح) عن أبي ذر قال‪ :‬أوصاني خليلي صلى ال عليه وسلم‬
‫بثلث‪" :‬أسمع وأطيع ولو لعبد مجدّع الطراف‪ ،‬وإذا صنعتَ مرقة فأكثر‬
‫ماءها‪ ،‬ثم انظر أهل بيتٍ من جيرانك‪ ،‬فأصبهم منه بمعروف‪ .‬وصل الصلة‬
‫لوقتها؛ فإن وجدت المام قد صلى‪ ،‬فقد أحرزت صلتك‪ ،‬وإل فهي نافلة"‪( .‬‬
‫وفي رواية بلفظ‪" :‬يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماء المرقةِ‪ ،‬وتعاهد‬
‫جيرانك‪ ،‬أو اقسم في جيرانك"‪.)114/‬‬
‫‪ -54‬باب خير الجيران – ‪63‬‬

‫‪24‬‬
‫@‪( 84/115‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ؛ أنه قال‪" :‬خير الصحاب عند ال تعالى خيرهم‬
‫لصاحبه‪ ،‬وخير الجيران عند ال [تعالى] خيرهم لجاره"‪.‬‬
‫‪ -55‬باب الجار الصالح‪64 -‬‬
‫@‪(85/116‬صحيح لغيره)عن نافع بن عبد الحارث‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" من سعادة المرء المسلم‪ :‬المسكن الواسع‪ ،‬والجار الصالح‪ ،‬والمركب‬
‫الهنيء"‪.‬‬
‫‪ – 56‬باب الجار السوء – ‪65‬‬
‫@‪( 86/117‬حسن) عن أبي هريرة قال ‪ :‬كان من دعاء النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ " :‬اللهم! إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقام(‪ )1‬فإن جار الدنيا‬
‫يتحوّل"‪.‬‬
‫@‪( 87/118‬حسن) عن أبي موسى ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ل تقوم الساعة حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وأباه"‪.‬‬
‫‪ -57‬باب ل يؤذي جاره – ‪66‬‬
‫@‪( 88/119‬صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬قيل للنبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫يا رسول ال ! إن فلنة تقوم الليل وتصوم النهار‪ ،‬وتفعلُ‪ ،‬وتصدقُ‪ ،‬وتؤذي‬
‫جيرانها بلسانها؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل خير فيها‪ ،‬هي‬
‫من أهل النار"‪ .‬قالوا‪ :‬وفلنة تصلي المكتوبة‪ ،‬وتصدق بأثوار(‪ ،)2‬ول تؤذي‬
‫أحدا؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬هي من أهل الجنة "‪.‬‬

‫) ) أي القامة ‪ .‬ولفظ النسائي وابن حبان (البادية) ‪ ،‬وهو الصحيح المحفوظ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) جمع ثور ‪ :‬القطعة من القط ‪ ،‬وهو الجبن المجفف الذي يتخذ من مخيض لبن الغنم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫@‪( 89/121‬صحيح) عن أبي هريرة ؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ل يدخل الجنة من ل يأمن جاره بوائقه "‪.‬‬
‫‪67 -‬‬ ‫‪ – 58‬باب ل تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة‬
‫(‪)1‬‬

‫@‪( 90/122‬صحيح بما بعده) عن عمرو بن معاذ الشهلي‪ ،‬عن جدته ؛ أنها‬
‫قالت ‪ :‬قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬يا نساء المؤمنات! ل‬
‫تحقرن امرأة منكن لجارتها‪ ،‬ولو كراع شاة محرق"‪.‬‬
‫@‪( 91/123‬صحيح) عن أبي هريرة ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬يا‬
‫نساء المسلمات! يا نساء المسلمات!ل تحقرن جارة لجارتها‪ ،‬ولو فرسن‬
‫شاةٍ"‪.‬‬
‫‪ -59‬باب شكاية الجار – ‪68‬‬
‫@‪( 92/124‬حسن صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رجل يا رسول ال !‬
‫إن لي جارا يؤذيني‪ ،‬فقال‪" :‬انطلق‪ .‬فأخرج متاعك إلى الطريق"‪ .‬فانطلق‬
‫فأخرج متاعه‪ ،‬فاجتمع الناس عليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما شأنك؟ قال ‪ :‬لي جار يؤذيني‪،‬‬
‫فذكرت للنبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ " :‬انطلق‪ .‬فاخرج متاعك إلى‬
‫الطريق" فجعلوا يقولون ‪ :‬اللهم! العنه‪ ،‬اللهمّ! أخزه‪ ،‬فبلغه‪ ،‬فأتاه فقال‪ :‬ارجع‬
‫إلى منـزلك‪ ،‬فوال ! ل أوذيك‪.‬‬
‫@‪( 93/125‬حسن صحيح) عن أبي جحيفة قال‪ :‬شكا رجل إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم جاره‪ ،‬فقال‪ " :‬احمل متاعك‪ ،‬فضعه على الطريق‪ ،‬فمن مر به‬
‫يلعنُه"‪ .‬فجعل كل من مرّ به يلعنه‪ ،‬فجاء إلى النبي صلى ال عليه وسلم‬

‫) ) أي ‪ :‬ظلف الشاة ‪ ،‬وهو ظفرها المشقوق ‪ ،‬و(الفرسن) في الصل للبعير‪ ،‬وهو‬ ‫‪1‬‬

‫الخف كالحافر‪ ،‬قال ابن الثير ‪ :‬وقد يستعار للشاة ‪ ،‬فيقال ‪ " :‬فرسن شاة" ‪.‬‬
‫و(الكراع) ‪ :‬ما دون الركبة من الساق‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫فقال‪ :‬ما لقيت من الناس؟ فقال‪ " :‬إن لعنة ال فوق لعنتهم"‪ .‬ثم قال للذي شكا‬
‫‪" :‬كُفيت" أو نحوه‪.‬‬
‫‪ -60‬باب من آذى جاره حتى يخرج – ‪69‬‬
‫@‪( 94/127‬صحيح السناد)– عن أبي عامر الحمصي قال‪ :‬كان ثوبان‬
‫يقول‪ " :‬ما من رجلين يتصارمان فوق ثلثة أيام‪ ،‬فيهلك أحدهما‪ ،‬فماتا وهما‬
‫على ذلك من المصارمة‪ ،‬إل هلكا جميعا‪ ،‬وما من جارٍ يظلم جاره ويقهره‪،‬‬
‫حتى يحمله ذلك على أن يخرج من منـزله‪ ،‬إل هلك"‪.‬‬
‫‪ -61‬باب جار اليهودي‪70 -‬‬
‫@‪( 95/128‬صحيح)– عن مجاهد قال‪ :‬كنت عند عبد ال بن عمرو –‬
‫وغلمه يسلخ شاة‪ -‬فقال‪ :‬يا غلم! إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي‪ .‬فقال‬
‫رجل من القوم ‪ :‬آليهودي أصلحك ال؟! قال‪ " :‬إني سمعت النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم يوصي بالجار‪ ،‬حتى خشينا أو رؤينا أنه سيورثه"‪.‬‬
‫‪ – 62‬باب الكرم – ‪71‬‬
‫@‪( 96/129‬صحيح)– عن أبي هريرة قال ‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أي الناس أكرم؟ قال‪" :‬أكرمهم عند ال أتقاهم"‪ .‬قالوا‪ :‬ليس عن هذا‬
‫نسألك‪ .‬قال‪" :‬فأكرم الناس ( وفي رواية ‪ :‬إنه الكريم ابن الكريم ابن الكريم‪/‬‬
‫‪ : )896‬يوسف نبي ال ابن نبي ال ابن خليل ال"‪ .‬قالوا‪ :‬ليس عن هذا‬
‫نسألك‪ .‬قال‪" :‬فعن معادن العرب(‪ )1‬تسألوني؟"‪ .‬قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ " :‬فخياركم‬
‫في الجاهلية خياركم في السلم إذا فقهوا"‪.‬‬
‫) ) أي‪ :‬أصولهم التي ينتسبون إليها ويتفاخرون بها ‪ ،‬وإنما عبر عن القبائل بالمعادن لما‬
‫‪1‬‬

‫فيها من الستعداد المتفاوت ‪ ،‬أو شبههم بالمعادن لكونهم أوعية للشرف‪ ،‬كما أن المعادن‬
‫أوعية للجواهر الثمينة ‪ ،‬أو تشبيه في قبول إسلمهم وأخذهم القرآن‪ ،‬والحكمة على‬
‫مراتب ل تحصى ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -63‬باب الحسان إلى البر والفاجر‪72 -‬‬
‫@‪(97/130‬حسن السناد) – عن محمد بن علي – ابن الحنفية ‪ ﴿ : -‬هل‬
‫جزاء الحسان إل الحسن﴾ [الرحمن‪ ]60 :‬قال‪ " :‬هي مسجلة للبر‬
‫والفاجر"‪ .‬قال أبو عبد ال ‪ :‬قال أبو عبيد‪ :‬مسجلة مرسلة‪.‬‬
‫‪ – 64‬باب فضل من يعول يتيما – ‪73‬‬
‫@‪( 98/131‬صحيح) – عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"الساعي على الرملة والمساكين‪ ،‬كالمجاهد في سبيل ال‪ ،‬وكالذي يصوم‬
‫النهار ويقوم الليل"‪.‬‬
‫‪ – 65‬باب فضل من يعول يتيما له‪74 -‬‬
‫@‪( 99/132‬صحيح) – عن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم قالت‪:‬‬
‫جاءتني امرأة معها ابنتان لها‪ ،‬فسألتني فلم تجد عندي إل تمرة واحدة‪،‬‬
‫فأعطيتها‪ ،‬فقسمتها بين ابنتيها‪ ،‬ثم قامت‪ ،‬فخرجت‪ ،‬فدخل النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فحدثته‪ ،‬فقال‪ " :‬من يلي من هذه البنات شيئا‪ ،‬فأحسن إليهن‪ ،‬كن‬
‫له سترا من النار"‪.‬‬
‫‪ -66‬باب فضل من يعول يتيما من أبويه – ‪75‬‬
‫صحيح) – عن أم سعيد بنت مرة الفِهري‪ ،‬عن أبيها‪ ،‬عن النبي)‪@100/133‬‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين‪ ،‬أو كهذه من‬
‫هذه شك سفيان في الوسطى أو التي يلي البهام‬
‫@‪(101/135‬صحيح)– عن سهل بن سعد‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وقال بإصبعيه السبابة والوسطى‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫@‪(102/136‬صحيح السناد) عن أبي بكر بن حفص (أن عبد ال كان ل‬
‫يأكل طعاما إل وعلى خوانه يتيم )‬
‫‪ – 67‬باب كن لليتيم كالب الرحيم – ‪77‬‬
‫@‪( 103/138‬صحيح السناد‪ –).‬عن عبد الرحمن بن أبزى قال‪ :‬قال داود‪:‬‬
‫"كن لليتيم كالب الرحيم‪ ،‬واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد‪ ،‬ما أقبح الفقر‬
‫بعد الغنى وأكثر من ذلك أو أقبح من ذلك الضللة بعد الهدى‪ ،‬وإذا وعدت‬
‫صاحبك فأنجز له ما وعدته؛ فإن ل تفعل يورث بينك وبينه عداوة‪ ،‬وتعوذ‬
‫بال من صاحب إن ذكرت لم يُعِ ْنكَ‪ ،‬وإن نسيتَ لم يُذكرك"‪.‬‬
‫@‪(104/140‬صحيح السناد‪ – ).‬عن أسماء بن عبيد قال‪ :‬قلت لبن سيرين‪:‬‬
‫عندي يتيم؟ قال‪" :‬اصنع به ما تصنع بولدك ؛ اضربه ما تضرب ولدك"‪.‬‬
‫‪ – 68‬باب أدب اليتيم – ‪79‬‬
‫@‪(105/142‬صحيح السناد‪ – ).‬عن شميسة العتكية قالت ‪ :‬ذُكر أدب اليتيم‬
‫عند عائشة رضي ال عنها‪ ،‬فقالت ‪ " :‬إني لضرب اليتيم حتى ينبسط"‪.‬‬
‫‪ – 69‬باب فضل من مات له الولد – ‪80‬‬
‫@‪(106/143‬صحيح) – عن أبي هريرة ؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬ل يموت لحدٍ من المسلمين ثلثة من الولد‪ ،‬فتمسه النار‪ ،‬إل‬
‫حلّة القسم"(‪.)1‬‬
‫َت ِ‬

‫) ) المعنى‪ :‬ل تمسه النار إل مسة يسيرة مثل تحلة قسم الحالف‪ ،‬ويريد بتحلته الورود‬ ‫‪1‬‬

‫على النار والجتياز بها ‪ ،‬والتاء في التحلة زائدة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫@‪(107/144‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن امرأة أتت النبي صلى ال عليه‬
‫ي فقالت‪ :‬ادع [ال‪ ]147/‬له‪ ،‬فقد دفنت ثلثة‪ ،‬فقال‪" :‬احتظرتِ‬
‫وسلم بصب ّ‬
‫بحظارِ شديد من النار"(‪.)2‬‬
‫@‪(108/145‬صحيح) – عن خالد العبسي قال‪ :‬مات ابن لي‪ ،‬فوجدت عليه‬
‫وجدا شديدا‪ .‬فقلت ‪ :‬يا أبا هريرة‍‍! ما سمعت من النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫شيئا تسخي به أنفسنا عن موتانا؟ قال‪ :‬سمعت من النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫ص(‪ )2‬الجنة"‪.‬‬
‫يقول‪" :‬صغاركم دَعامي ُ‬
‫@‪(109/146‬حسن) – عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪" :‬من مات له ثلثة من الولد‪ ،‬فاحتسبهم دخل الجنة "‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬يا رسول ال! واثنان؟ قال‪" :‬واثنان" قلت لجابر‪ :‬والِ! أرى لو قلتم‬
‫واحدٌ لقال‪ .‬قال‪ :‬وأنا أظنه‪ ،‬وال!‪.‬‬
‫@‪(110/148‬صحيح) – عن أبي هريرة ‪ :‬جاءت امرأة إلى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬يا رسول ال ! إنا ل نقدر عليك في مجلسك‪ ،‬فواعدنا‬
‫يوما نأتِك فيه‪ ،‬فقال " موعدكن بيت فلن"‪ .‬فجاءهن لذلك الوعد‪ ،‬وكان فيما‬
‫حدثهن‪ " :‬ما منكن امرأة يموت لها ثلثة من الولد‪ ،‬فتحتسبهم‪ ،‬إل دخلت‬
‫الجنة "‪ ،‬فقالت امرأة ‪ :‬أو اثنان؟ قال‪ " :‬أو اثنان"‪ .‬كان سهيل(‪ )3‬يتشدد في‬
‫الحديث ويحفظ‪ ،‬ولم يكن أحد يقدر أن يكتب عنده‪.‬‬
‫) ) الحظار‪ -‬ككتاب – الحائط ‪ ،‬كل ما حال بينك وبين شيء فهو حظار ‪ ،‬والحتظار‬ ‫‪2‬‬

‫اتخاذ الحظيرة‪ ،‬وفي الحتظار فائدة زائدة وهو دخول الجنة أول وهلة ‪.‬‬
‫) ) جمع دعموص وهي دويبة تكون في مستنقع الماء ل تفارقه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫قلت‪ :‬وزاد مسلم عقب الحديث‪.‬‬


‫" يتلقى أحدهم أباه – أو قال‪ :‬أبويه – فيأخذ بثوبه – أو قال ‪ :‬بيده – كما آخذ أنا بصنفة‬
‫ثوبك هذا ‪ ،‬فل يتناهى – أو قال ‪ :‬فل ينتهي – حتى يدخله ال الجنة وأباه " ‪.‬‬
‫) ) هو سهيل بن ابي صالح راوي هذا الحديث عن أبيه عن أبي هريرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫@‪(111/149‬صحيح) – عن أم سليم قالت‪ :‬كنت عند النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يوما فقال‪ " :‬يا أم سليم! ما من مسلمين يموت لهما ثلثة أولد‪ ،‬إل‬
‫أدخلهما ال الجنة‪ ،‬بفضل رحمته إياهم"‪ ،‬قلتُ ‪ :‬واثنان؟ قال ‪ " :‬واثنان"‪.‬‬
‫@‪(112/150‬صحيح) – عن صعصعة بن معاوية أنه لقي أبا ذر متوشحا‬
‫قربة‪ ،‬قال‪ :‬ما لك من الولد يا أبا ذر؟ قال ‪ :‬أل أحدثك؟ قلتُ‪ :‬بلى‪ .‬قال‪:‬‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬ما من مسلم يموت له ثلثة‬
‫من الولد لم يبلغوا الحِنث‪ ،‬إل أدخله ال الجنة‪ ،‬بفضل رحمته إياهم‪ .‬وما من‬
‫رجل أعتق مسلما إل جعل ال عز وجل كلّ عضوٍ منه‪ ،‬فكاكه لكل عضوٍ‬
‫منه "‪.‬‬
‫@‪(113/151‬صحيح)‪ -‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬من مات له ثلثة لم يبلغوا الحنث‪ ،‬أدخله ال وإياهم؛ بفضل رحمته‪،‬‬
‫الجنة"‪.‬‬
‫‪ -70‬باب من مات له سقط – ‪81‬‬
‫@‪(114/153‬صحيح)‪ -‬عن عبد ال [هو بن مسعود ]‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪" :‬أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟"‪ .‬قالوا يا رسول ال!‬
‫ما منا من أحد إل ماله أحب إليه من مال وارثه‪ .‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬اعلموا أنه ليس منكم أح ٌد إل مال وارثه أحب إليه من ماله‪،‬‬
‫مالك ما قدمت‪ ،‬ومال وارثك ما أخرت"‪.‬‬

‫ول أدري إذا كانت هذه الجملة أو الشهادة هي من المؤلف كما هو الظاهر‪ ،‬أو من‬
‫الراوي عنه وهو سفيان (وهو ‪ :‬الثوري) ‪ ،‬لكن لو كان هو المراد لقال‪" :‬قال سفيان"‬
‫وسواء كان هذا أو ذاك فهي شهادة طيبة بعناية سهيل بالحديث وحفظه ‪ ،‬فل جرم أن‬
‫مسلماً احتج به في الصول والشواهد ‪ ،‬واقتصر المؤلف على الرواية له مقروناً بغيره ‪،‬‬
‫فعاب ذلك عليه النسائي‪ .‬انظر ترجمته في " التهذيب"‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫@‪(115/154‬صحيح) – قال‪ :‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما‬
‫تعدون فيكم الرقوب(‪ )1‬؟ "‪ .‬قالوا ‪ :‬الرقوب الذي ل يولد له‪ ،‬قال‪ " :‬ل؛ ولكن‬
‫الرقوب ‪ :‬الذي لم يقدم من ولده شيئا"‪.‬‬
‫@‪(116/155‬صحيح) – قال ‪ :‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما‬
‫تعدون فيكم الصرعة؟"‪ .‬قالوا ‪ :‬هو الذي ل تصرعه الرجالُ‪ ،‬فقال‪ " :‬ل؛‬
‫ولكن الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب"‪.‬‬
‫‪ -71‬باب حسن الملكة – ‪83‬‬
‫@‪(117/157‬صحيح) – عن عبد ال [ هو ابن مسعود ] عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أجيبوا الداعي‪ ،‬ول تردوا الهدية‪ ،‬ول تضربوا المسلمين"‪.‬‬
‫@‪(118/158‬صحيح) – عن علي صلوات ال عليه قال‪ :‬كان آخر كلم‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬الصلة‪ ،‬الصلة! اتقوا ال فيما ملكت أيمانكم"‪.‬‬
‫‪ – 72‬باب سوء الملكة – ‪83‬‬
‫@‪(119/159‬صحيح السناد موقوفا)‪ -‬عن أبي الدرداء؛ أنه كان يقول‬
‫الناس‪" :‬نحن أعرف بكم من البياطرة بالدواب؛ قد عرفنا خياركم من‬
‫شراركم‪ .‬أما خياركم‪ :‬الذي يرجى خيره‪ ،‬ويؤمن شرّه‪ .‬وأما شراركم‪ :‬فالذي‬
‫ل يرجى خيره‪ ،‬ول يؤمن شره‪ ،‬ول يعتق محرره"(‪.)2‬‬
‫‪ – 73‬باب بيع الخادم من العراب – ‪84‬‬
‫@‪(120/162‬صحيح السناد) – عن عمرة؛ أن عائشة رضي ال عنها دبرت‬
‫أمة لها‪ ،‬فاشتكت عائشة‪ ،‬فسأل بنو أخيها طبيبا من الزّط(‪ .)3‬فقال‪ :‬إنكم‬

‫) ) بفتح الراء وتخفيف القاف التي ل يبقى لها ولد ‪ ،‬أي ‪ :‬التي مات ولدها ‪.‬‬‫‪1‬‬

‫) ) أي‪" :‬أنهم إذا أعتقوا استخدموا‪ ،‬فإن أراد فراقهم ادّعوا رقه"‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫) ) "الزط"‪ :‬جنس من السودان أو الهنود‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪32‬‬
‫تخبروني عن امرأةٍ مسحورة‪ ،‬سحرتها أمة لها‪ ،‬فأخبرت عائشة‪ .‬قالت‪:‬‬
‫سحرتيني؟ فقالت‪ :‬نعم(‪ .)1‬فقالت‪ :‬ولمَ؟ ل تنجين أبدا‪ .‬ثم قالت‪" :‬بيعوها من‬
‫شر العرب َملَكة(‪.)3(")2‬‬
‫‪ – 74‬باب العفو عن الخادم – ‪85‬‬
‫@‪(121/163‬حسن)‪ -‬عن أبي أمامة قال‪ :‬أقبل النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫معه غلمان‪ ،‬فوهب أحدهما لعلي صلوات ال عليه‪ ،‬وقال‪ " :‬ل تضربه؛‬
‫فإني نهيت عن ضرب أهل الصلة‪ ،‬وإني رأيته يصلي منذ أقبلنا"‪ .‬وأعطى‬
‫أبا ذر غلما‪ ،‬وقال‪" :‬استوص به معروفا" فأعتقه‪ ،‬فقال‪" :‬ما فعل؟" قال‪:‬‬
‫أمرتني أن استوصي به خيرا‪ ،‬فأعتقته‪.‬‬
‫@‪(122/164‬صحيح)‪ -‬عن أنس قال‪ :‬قدم النبي صلى ال عليه وسلم المدينة‬
‫وليس له خادم‪ ،‬فأخذ أبو طلحة بيدي‪ ،‬فانطلق بي‪ ،‬حتى أدخلني على النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا نبي ال! إن أنسا غلم كيّس لبيب؛ فليخدمك‪،‬‬
‫قال‪" :‬فخدمته في السفر والحضر‪ ،‬مقدمه المدينة‪ ،‬حتى توفي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬ما قال لي لشيء صنعته‪ :‬لم صنعت هذا هكذا؟ ول قال لي لشيء لم‬
‫أصنعه‪ :‬أل صنعت هذا هكذا؟"‪.‬‬
‫‪ -75‬باب الخادم يذنب‪87 -‬‬

‫) ) زاد أحمد(‪ )6/40‬أردت أن تموتي فأعتق!‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) "ملكة"‪ :‬أي عادة ‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫) ) زاد الحاكم (‪ : )4/220‬ثم اشتروا بثمنها رقبة فأعتقوها‪ ،‬وقال‪ " :‬صحيح على‬‫‪3‬‬

‫شرطهما " ووافقه الذهبي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫@‪(123/166‬صحيح) – عن لقيط بن صبرة قال‪ :‬انتهيت إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ودفع الراعي في المراح(‪ )1‬سخلة(‪ ،)2‬فقال النبي صلى ال عليه‬
‫ن – ولم يقل‪ :‬ل تحسَبَنّ– إن لنا غنما مائة ل نريد أن تزيد‪،‬‬
‫وسلم‪" :‬ل تحسِبَ ّ‬
‫فإذا جاء الراعي بسخلة ذبحنا مكانها شاة"‪ .‬فكان فيما قال‪ " :‬ل تضرب‬
‫ظعينتك(‪ )3‬كضربك أمتك‪ ،‬وإذا استنشقت فبالغ؛ إل أن تكون صائما"‪.‬‬
‫‪ – 76‬باب من ختم على خادمه مخافة سوء الظن – ‪88‬‬
‫@‪(124/167‬صحيح السناد) – عن أبي العالية قال‪ " :‬كنا نؤمر أن نختم‬
‫على الخادم‪ ،‬ونكيل‪ ،‬ونعدها؛ كراهية أن يتعودوا خلق سوء‪ ،‬أو يظن أحدنا‬
‫ظن سوء"‪.‬‬
‫‪ – 77‬باب من عد على خادمه مخافة الظن – ‪89‬‬
‫@‪(125/168‬صحيح السناد) – عن سلمان قال‪" :‬إني لع ّد العراق(‪ )4‬على‬
‫خادمي‪ ،‬مخافة الظن (وفي رواية‪ :‬خشية الظن‪.")169/‬‬
‫‪ – 78‬باب أدب الخادم – ‪90‬‬
‫@‪(126/170‬حسن السناد) – عن يزيد بن عبد ال بن قسيط قال‪ :‬أرسل‬
‫عبد ال بن عمر غلما له بذهب أو بورق‪ ،‬فصرفه‪ ،‬فأنظر بالصرف(‪،)5‬‬
‫فرجع إليه‪ ،‬فجلده جلدا وجيعا‪ ،‬وقال‪ " :‬اذهب‪ .‬فخ ِذ الذي لي‪ ،‬ول تصرفه"‪.‬‬
‫@‪(127/171‬صحيح) – عن أبي مسعود قال‪ :‬كنت أضرب غلما لي‪،‬‬
‫فسمعت من خلفي صوتا ‪" :‬اعلم أبا مسعود! ل أقدر عليك منك عليه "‪،‬‬

‫) ) "المراح"‪ :‬بالضم موضع تروح إليه الماشية لتأوي إليه ليلً‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) زاد أبو داود وغيره‪ :‬فاذبح لنا مكانها شاة‪.‬‬‫‪2‬‬

‫) ) "الظعينة"‪ :‬المرأة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫) ) العراق‪ :‬بضم العين جمع عرق‪ :‬العظم الذي أكل لحمه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ) أي‪ :‬صرفه إلى أجل‪ ،‬وذلك حرام‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪34‬‬
‫فالتفتّ‪ ،‬فإذا هو رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال! فهو‬
‫حرّ لوجه ال‪ .‬فقال‪ " :‬أما لو(‪ )1‬لم تفعل لمستك النار"‪ ،‬أو ‪ " :‬للفحتك النار"‪.‬‬
‫‪ – 79‬باب ل تقل‪ :‬قبح ال وجهه – ‪91‬‬
‫@‪(128/172‬حسن) – عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل تقولوا‪ :‬قبح ال وجهه(‪.")2‬‬
‫@‪( -129/173‬حسن) عن أبي هريرة قال‪ " :‬ل تقولن‪ :‬قبح ال وجهك‬
‫ووجه من أشبه وجهك ؛ فإن ال عز وجل خلق آدم صلى ال عليه وسلم‬
‫على صورته"(‪.)3‬‬
‫‪ -80‬باب ليجتنب الوجه في الضرب‪92 -‬‬
‫@‪( -130/174‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إذا ضرب أحدكم خادمه‪ ،‬فليجتنب الوجه"‪.‬‬
‫@‪(131/175‬صحيح) – عن جابر قال ‪ :‬مر على النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫بدابة قد وسم يدخن منخراه ! قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬لعن ال من‬
‫فعل هذا‪ ،‬ل يمسنّ أحد الوجه ول يضربنه"‪.‬‬
‫) ) الصل " أما إن لو " والتصويب من مسلم وأبي داود‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) ولفظ أحمد ‪ " :‬إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه‪ ،‬ول تقل‪ :‬قبح ال وجهك"‪ ،‬وهو في‬ ‫‪2‬‬

‫الباب التي دون‪ " :‬ول تقل ‪." ..‬‬


‫) ) أي ‪ :‬على صورة آدم عليه السلم ‪ ،‬وقد جاء ذلك صراحة في حديث آخر لبي‬ ‫‪3‬‬

‫هريرة بلفظ ‪ " :‬خلق ال آدم على صورته‪ ،‬وطوله ستون ذراعاً" متفق عليه‪ ..‬وسيأتي‬
‫برقم (‪ .)753/978‬فإذا شتم المسلم أخاه وقال له ‪ " :‬قبح ال وجهك ‪ ،‬ووجه من أشبه‬
‫وجهك" شمل الشتم آدم أيضاً؛ فإن وجه المشتوم يشبه وجه آدم‪ ،‬وال خلق آدم على هذه‬
‫الصورة التي نشاهدها في ذريته‪ ،‬إل أن الفرق أن آدم خلقه ال بيده‪ ،‬ولم يمر بالدوار‬
‫والطوار التي يمر بها بنوه‪ ،‬وإنما خلقه من تراب ‪ .‬قال تعالى في أول سورة المؤمنون ‪:‬‬
‫﴿ ولقد خلقنا النسان من سللة من طين‪ ،‬ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ‪ ،‬ثم خلقنا النطفة‬
‫علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقناالمضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر‬
‫فتبارك ال أحسن الخالقين ﴾‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ – 81‬باب من لطم عبده فليعتقه من غير إيجاب – ‪93‬‬
‫@‪(132/176‬صحيح) – عن هلل بن يساف قال‪ :‬كنا نبيع البزّ في دار‬
‫سويد بن مقرن‪ ،‬فخرجت جارية‪ ،‬فقالت لرجل شيئا‪ ،‬فلطمها ذلك الرجل‪.‬‬
‫فقال له سويد بن مقرن‪ :‬ألطمت وجهها؟! لقد رأيتني سابع سبعة وما لنا إل‬
‫خادم فلطمها بعضنا‪ ،‬فأمره النبي صلى ال عليه وسلم أن يعتقها‪.‬‬
‫@‪( -133/180‬صحيح) عن زاذان أبي عمر‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند ابن عمر‪ ،‬فدعا‬
‫بغلم له كان ضربه فكشف عن ظهره‪ ،‬فقال‪ :‬أيوجعك؟ قال‪ :‬ل‪ .‬فأعتقه‪ ،‬ثم‬
‫رفع عودا من الرض فقال‪ :‬ما لي فيه من الجر ما يزن هذا العود؟ فقلت‪:‬‬
‫يا أبا عبد الرحمن! لم تقول هذا؟ قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول – أو قال ‪" : -‬من ضرب مملوكه حدا لم يأته‪ ،‬أو لطم وجهه‪ ( ،‬وفي‬
‫لفظ‪ " :‬من لطم عبده أو ضربه حدا لم يأته‪ )177/‬فكفارته أن يُعتقه"‪.‬‬
‫‪ – 82‬باب قصاص العبد – ‪94‬‬
‫@‪(134/181‬صحيح السناد) – عن عمار بن ياسر قال‪ " :‬ل يضرب أحدٌ‬
‫عبدا له – وهو ظالم له – إل أقيد منه(‪ )1‬يوم القيامة"‪.‬‬
‫@‪(135/182‬صحيح السناد)‪ -‬عن أبي ليلى قال‪ :‬خرج سلمان فإذا علف‬
‫دابته يتساقط من الري(‪ ،)2‬فقال لخادمه‪" :‬لول أني أخاف القصاص‬
‫(‪)3‬‬

‫لوجعتك"‪.‬‬
‫@‪ – 136/183‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬لتؤدّن‬
‫الحقوق على أهلها‪ ،‬حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء"‪.‬‬

‫) ) أي ‪ :‬أخذ منه القود‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) الري‪ :‬بمد الهمزة وراء مكسورة وتشديد الياء‪ :‬مربط الدواب أو معلفها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ) يعني " القصاص" في الخرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪36‬‬
‫@‪( -137/185‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬من ضرب ضربا‪[ .‬ظلما‪ ]186/‬اقتص منه يوم القيامة"‪.‬‬
‫‪ – 83‬باب اكسوهم مما تلبسون – ‪95‬‬
‫@‪(138/187‬صحيح) – عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال‪:‬‬
‫خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من النصار‪ ،‬قبل أن يهلكوا‪،‬‬
‫فكان أول من لقينا أبو اليسر(‪ ،)1‬صاحب النبي صلى ال عليه وسلم ومعه‬
‫غلم له‪ ،‬وعلى أبي اليسر بردة ومعافري‪ ،‬وعلى غلمه بردة ومعافري‪.‬‬
‫فقلت له ‪ :‬يا عمي! لو أخذت بردة غلمك وأعطيته معافريك؛ أو أخذت‬
‫معافريه وأعطيته بردتك كانت عليك حلة أو عليه حلة! فمسح رأسي وقال‪:‬‬
‫اللهم بارك فيه‪ .‬يا ابن أخي! بصر عيني هاتين‪ ،‬وسمع أذني هاتين‪ ،‬ووعاه‬
‫قلبي – وأشار إلى نياط قلبه – النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬أطعموهم‬
‫مما تأكلون‪ ،‬واكسوهم مما تلبسون"‪ ،‬وكان أن أُعطيه من متاع الدنيا أهون‬
‫علي من أن يأخذ حسناتي يوم القيامة‪.‬‬
‫@‪(139/188‬صحيح)‪ -‬عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يوصي بالمملوكين خيرا‪ ،‬ويقول‪ " :‬أطعموهم مما تأكلون‪ ،‬وألبسوهم‬
‫من لبوسكم‪ ،‬ول تعذبوا خلق ال عز وجل"‪.‬‬
‫‪ -84‬باب سباب العبيد – ‪96‬‬
‫@‪(140/189‬صحيح) – عن المعرور بن سويد قال ‪ :‬رأيت أبا ذر وعليه‬
‫حلة وعلى غلمه حلة‪ ( ،‬وفي رواية‪ :‬وعليه ثوب وعلى غلمه حلة‪ ،‬فقلنا ‪:‬‬
‫لو أخذت هذا‪ ،‬وأعطيت هذا غيره كانت حلة ‪ )194 /‬فسألناه عن ذلك؟ فقال‪:‬‬

‫) ) بفتحتين ‪ ،‬وهو كعب بن عمرو السلمي بفتحتين أيضًا كما في "التقريب"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫ل فشكاني إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال لي النبي صلى‬
‫إني ساببت رج ً‬
‫ال عليه وسلم ‪" :‬أعيرته بأمه؟"‪ .‬قلت ‪ :‬نعم‪ .‬ثم قال‪ " :‬إن أخوانكم خولكم‪،‬‬
‫جعلهم ال تحت أيديكم‪ ،‬فمن كان أخوه تحت يديه‪ ،‬فليطعمه مما يأكل‪،‬‬
‫وليلبسه مما يلبس‪ ،‬ول تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم"‪.‬‬
‫‪ – 85‬باب هل يعين عبده ؟ ‪97 -‬‬
‫@‪(141/191‬صحيح السناد)‪ -‬عن أبي هريرة؛ أنه قال‪ " :‬أعينوا العامل من‬
‫عمله‪ ،‬فإن عامل ال ل يخيب"‪ ،‬يعني ‪ :‬الخادم‪.‬‬
‫‪ – 86‬باب ل يكلف العبد من العمل ما ل يطيق‪98 -‬‬
‫@‪(142/192‬صحيح) – عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬للمملوك طَعَامه وكسوته‪ ،‬ول يكلف من العمل ما ل ُيطِيق"‪.‬‬
‫‪ – 87‬باب نفقة الرجل على عبده وخادمه صدقة – ‪99‬‬
‫@‪(143/195‬صحيح) – عن المقدام‪ ،‬سمع النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫" ما أطعمت نفسك فهو صدقة‪ ،‬وما أطعمت ولدك وزوجتك وخادمك فهو‬
‫صدقة"‪.‬‬
‫@‪(144/196‬صحيح) – عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬خير الصدقة ما بقي غنى‪ ،‬واليد العليا خير من اليد السفلى‪ ،‬وابدأ‬
‫بمن تعول‪.)1("...‬‬
‫@‪(145/197‬حسن) – عن أبي هريرة قال‪ :‬أمر النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫بصدقة‪ ،‬فقال رجل‪ :‬عندي دينارٌ؟ قال‪" :‬أنفقه على نفسك"‪ .‬قال‪ :‬عندي آخر؟‬

‫) ) انظر تمام الحديث في "الضعيف" (‪.)36/196‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫قال‪" :‬أنفقه على زوجتك"‪ .‬قال‪ :‬عندي آخر؟ قال‪" :‬أنفقه على خادمك‪ ،‬ثم أنت‬
‫أبصر"‪.‬‬
‫‪ – 88‬باب إذا كره أن يأكل مع عبده – ‪100‬‬
‫@‪(146/198‬صحيح) – عن ابن جريج قال‪ :‬أخبرني أبو الزبير‪ :‬أنه سمع‬
‫[رجلً](‪ )1‬يسأل جابرا عن خادم الرجل‪ ،‬إذا كفاه المشقة والحرّ؛ أمر النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يدعوه ؟ قال ‪ :‬نعم‪" .‬فإن كره أحدكم أن يطعم معه‪،‬‬
‫فليطعمه أكلةً في يده"‪.‬‬
‫‪ -89‬باب هل يُجلس خادمه معه إذا أكل؟‪102-‬‬
‫@‪(147/200‬صحيح) – عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه‪ ،‬فإن لم يقبل‬
‫فليناوله منه"‪.‬‬
‫@‪(148/201‬صحيح السناد)‪ -‬عن أبي محذورة قال‪ " :‬كنت جالسا عند‬
‫عمر رضي ال عنه إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة‪ ،‬يحملها نفرٌ في عباءةٍ‪،‬‬
‫فوضعوها بين يدي عمر‪ ،‬فدعا عمر ناسا مساكين وأرقاء من أرقاء الناس‬
‫حوله‪ ،‬فأكلوا معه‪ ،‬ثم قال‪ :‬عند ذلك‪ :‬فعل ال بقوم‪ -‬أو قال‪ :‬لحا ال قوما‬
‫(‪)2‬‬

‫– يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم فقال صفوان أما وال ! ما نرغب‬


‫عنهم و لكنا نستأثر عليهم‪ ،‬ل نجد – وال! – من الطعام الطيب ما نأكل‬
‫ونطعمهم"‪.‬‬

‫) ) سقطت من الصل‪ ،‬وكذا من نسخة الشرح‪ ،‬وفي الصول‪" :‬أنه سمعه" وهو مفسد‬ ‫‪1‬‬

‫للمعنى‪ ،‬لنه يعطي أن ابن جريج سمع أبا الزبير يسأل جابراً‪ ،‬وابن جريج لم يدرك‬
‫جابراً ‪ ،‬وفي الشرح" أنه سمع جابر بن عبد ال سئل‪ ،"...‬وهو قريب ‪ ،‬وفي " المسند" (‬
‫‪ )3/346‬أن السائل هو أبو الزبير نفسه ‪ ،‬لكن الراوي عنه سيئ الحفظ وهو ابن لهيعة‪.‬‬
‫) ) يعني ‪ :‬قبحهم ال ولعنهم‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ – 90‬باب إذا نصح العبد لسيده – ‪103‬‬
‫@‪(149/202‬صحيح) ‪ -‬عن عبد ال بن عمر ؛ أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬إن العبد إذا نصح لسيده‪ ،‬وأحسن عبادةَ ربه‪ ،‬فله أجره‬
‫مرتين "‪.‬‬
‫@‪(150/203‬صحيح) – (‪)1‬عن أبي موسى قال ‪ :‬قال لهم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ " :‬ثلثة لهم أجران‪ :‬رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه‪ ،‬وآمن‬
‫بمحمد صلى ال عليه وسلم فله أجران‪ .‬والعبد المملوك إذا أدى حق ال‪،‬‬
‫وحق مواليه‪[ ،‬وفي رواية‪ :‬حق مليكه الذي يملكه‪ .]205/‬ورجل كانت عنده‬
‫أمة يطأها‪ ،‬فأدبها فأحسن تأديبها‪ ،‬وعلمها فأحسن تعليمها‪ ،‬ثم أعتقها‬
‫فتزوجها‪ ،‬فله أجران"‪ .‬قال‪ :‬عامر أعطيناكها بغير شيء‪ ،‬وقد كان يركب‬
‫فيما دونها إلى المدينة‪.‬‬
‫‪ – 91‬باب العبد راع – ‪104‬‬
‫@‪(151/206‬صحيح) – عن ابن عمر ؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪[" :‬أل] كلكم راع‪ ،‬وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالمير الذي(‪ )2‬على الناس‬

‫) ) هنا في الصل من طريق المحاربي قال‪ :‬حدثنا صالح بن حي قال‪ :‬قال رجل لعامر‬ ‫‪1‬‬

‫الشعبي‪ :‬يا أبا عمرو! إنا نتحدث عندنا أن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم تزوجها كان‬
‫كالراكب بدنته‪ ،‬فقال عامر‪ :‬حدثني أبو بردة عن أبيه قال‪ :‬قال لهم الحديث‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬كذا وقع فيه‪" :‬أم ولده"‪ ،‬والصواب‪" :‬أمته" كما حققته في "الصحيحة" بالرقم‬
‫المذكور أعله ‪ ،‬ولما لم يكن في هذا السؤال وجوابه فائدة تذكر وفيه هذا الخطأ ‪ ،‬لم أر‬
‫أن أورد ذلك في الكتاب الخر "ضعيف الدب المفرد" لقلة الفائدة‪ ،‬فاكتفيت بهذا التنبيه‬
‫هنا‪.‬‬
‫)) كذا الصل‪ ،‬وهو موافق لرواية مسلم (‪ ،)6/8‬وفي "صحيح المؤلف" (أحكام‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ".)7137‬فالمام العظم الذي ‪ " ...‬وهو فيه بإسناده هنا ومتنه إل ما ذكرت ‪ ،‬فكان‬
‫الولى بابن عبد الباقي أن يغزوه إليه بديل عزوه لـِ"الجمعة"‪ ،‬ول سيما وقد أشار تحته‬
‫في "الصحيح" إلى مواضعه منه‪ ،‬ومنها " الحكام"!‬

‫‪40‬‬
‫راع‪ ،‬وهو مسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع على أهل بيته‪ ،‬وهو مسؤول‬
‫عن رعيته‪ ،‬وعبد الرجل [ وفي طريق‪ :‬والخادم‪ ]214/‬راعٍ على مال سيده‪،‬‬
‫وهو مسؤول عنه‪[ ،‬والمرأة راعية في بيت زوجها]‪[ ،‬وهي مسؤولة]‪،‬‬
‫[ سمعت هؤلء عن النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأحسب النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" – :‬والرجل في مال أبيه"]‪ ،‬أل كلكم راعٍ‪ ،‬وكلكم مسؤول عن‬
‫رعيته"‪.‬‬
‫‪ – 92‬باب من أحب أن يكون عبدا – ‪105‬‬
‫@‪(152/208‬صحيح)– عن أبي هريرة؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬العبد المسلم إذا أدى حق ال وحق سيده‪ ،‬له أجران"‪ .‬والذي نفس أبي‬
‫هريرة بيده! لول الجهاد في سبيل ال‪ ،‬والحج‪ ،‬وبر أمي‪ ،‬لحببت أن أموت‬
‫مملوكا‪.‬‬
‫‪ – 93‬باب ل يقول ‪ :‬عبدي – ‪106‬‬
‫@‪(153/209‬صحيح) – عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬ل يقل أحدكم‪ :‬عبدي‪ ،‬أمتي؛ كلكم عبيد ال‪ ،‬وكل نسائكم إماء ال‪،‬‬
‫وليقل‪ :‬غلمي‪ ،‬جاريتي‪ ،‬وفتاي‪ ،‬وفتاتي"‪.‬‬
‫‪ -94‬باب هل يقول‪ :‬سيدي؟ ‪107 -‬‬
‫@‪(154/210‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل يقولن أحدكم‪ :‬عبدي وأمتي‪ ،‬ول يقولن المملوك‪ :‬ربي وربتي‪ ،‬وليقل‪:‬‬
‫فتاي وفتاتي‪ ،‬وسيدي وسيدتي‪ ،‬كلكم مملوكون والرب‪ :‬ال عز وجل"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫@‪(155/211‬صحيح)‪ -‬عن مطرف قال‪ :‬قال أبي(‪ :)1‬انطلقت في وفد بني‬
‫عامر إلى النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬أنت سيدنا قال‪" :‬السيد ال"‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وأفضلنا فضلً‪ ،‬وأعظمنا طَولً‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ " :‬قولوا بقولكم‪ ،‬ول‬
‫يستجرينكم الشيطان"(‪.)2‬‬
‫‪ – 95/1‬باب الرجل راع في أهله‪108 -‬‬
‫@‪(156/213‬صحيح)‪ -‬عن أبي سليمان؛ مالك بن الحويرث قال‪ :‬أتينا النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم ونحن شببة متقاربون‪ ،‬فأقمنا عشرين ليلة‪ ،‬فظن أنا‬
‫اشتهينا أهلينا‪ ،‬فسألنا عن من تركنا في أهلينا؟ فأخبرناه – وكان رفيقا‬
‫رحيما‪ -‬فقال‪" :‬ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم‪ ،‬وصلوا كما رأيتموني‬
‫أصلي‪ ،‬فإذا حضرت الصلة‪ ،‬فليؤذن لكم أحدكم‪ ،‬وليؤمكم أكبركم"‪.‬‬
‫‪ – 95/2‬باب المرأة راعية – ‪109‬‬
‫أسند تحته حديث ابن عمر المتقدم برقم(‪.)151/206‬‬
‫‪ – 96‬باب من صنع إليه معروف فليكافئه‪110 -‬‬
‫@‪(157/215‬صحيح) – عن جابر بن عبد ال النصاري قال‪ :‬قال النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬من صنع إليه معروف فليجزئه‪ ،‬فإن لم يجزئه فليثن‬
‫عليه؛ فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره‪ ،‬وإن كتمه فقد كفره‪ ،‬ومن تحلى بما لم‬
‫يعط‪ ،‬فكأنما لبس ثوبي زور"‪.‬‬

‫) ) هو ‪ :‬عبد ال بن الشخير‪.‬‬‫‪1‬‬

‫ل ووكيلً‪ ،‬وذلك أنهم كانوا مدحوه‪ ،‬فكره‬‫) ) أي‪ :‬ل يستغلبنكم فيتخذكم جرياً‪ -‬أي‪ :‬رسو ً‬
‫‪2‬‬

‫لهم المبالغة في المدح‪ ،‬فنهاهم عنه‪ .‬يريد‪ :‬تكلموا بما يحضركم من القول‪ ،‬ول تتكلفوه‬
‫كأنكم وكلء الشيطان ورسله ‪ ،‬تنطقون عن لسانه‪" .‬نهاية"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫@‪(158/216‬صحيح) – عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من استعاذ بال فأعيذُوهُ(‪ )1‬ومن سأل بال فأعطوه‪ ،‬ومن أتى إليكم‬
‫معروفا فكافئوه‪ ،‬فإن لم تجدوا‪ ،‬فادعوا له‪ ،‬حتى يعلم أن قد كافأتموه"‪.‬‬
‫‪ -97‬باب من لم يجد المكافأة فليدع له – ‪111‬‬
‫@‪(159/217‬صحيح)‪ -‬عن أنس؛ أن المهاجرين قالوا‪ :‬يا رسول ال! ذهب‬
‫النصار بالجر كله؟ قال‪" :‬ل‪ .‬ما دعوتم ال له‪ ،‬وأثنيتم عليهم به"‪.‬‬
‫‪ – 98‬باب من لم يشكر للناس – ‪112‬‬
‫@‪(160/218‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل يشكر ال من ل يشكر الناس"‪.‬‬
‫@‪(161/219‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"قال ال تعالى للنفس‪ :‬اخرجي‪ .‬قالت‪ :‬ل أخرج إل كارهة "‪.‬‬
‫‪ – 99‬باب معونة الرجل أخاه – ‪113‬‬
‫@‪(162/220‬صحيح)‪ -‬عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قيل‪:‬‬
‫( وفي رواية عنه أنه سألَ رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ )226/‬أي‬
‫العمال خير؟ ( وفي الرواية الخرى‪ :‬أي العمل أفضل)؟‪ .‬قال‪ " :‬إيمان‬
‫بال‪ ،‬وجهاد في سبيله"‪ .‬قيل‪ ( :‬وفي الخرى‪ :‬قال‪ ) :‬فأي الرقاب أفضل؟‬
‫قال‪" :‬أغلها ثمنا‪ ،‬وأنفسها عند أهلها"‪ .‬قال‪ :‬أفرأيت إن لم استطع بعض‬
‫العمل؟ قال‪ " :‬فتعين ضائعا‪ ،‬أو تصنع لخرق"(‪ .)2‬قال‪ :‬أفرأيت إن ضعفتُ؟‬
‫قال‪ " :‬تدع الناس من الشر؛ فإنها صدقة تصدق بها على نفسك"‪.‬‬

‫) ) " من استعاذ بال" مستجيرًا بكم من أذاكم‪ ،‬أو أذى غيركم‪ ،‬أو متوسلً بال تعالى‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫مستعطفًا به ‪" :‬فأعيذوه" وارفعوا عنه الذى‪ ،‬وأجعلوه في حصنكم‪.‬‬


‫) ) الخرق‪ :‬من ليس بصانع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -100‬باب أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الخرة – ‪114‬‬
‫@‪(163/221‬صحيح لغيره)‪ -‬عن قبيضة بن برمة السدي قال‪ :‬كنت عند‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فسمعته يقول‪ " :‬أهل المعروف في الدنيا‪ ،‬هم‬
‫أهل المعروف في الخرة(‪ ،)1‬وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في‬
‫الخرة"(‪.)2‬‬
‫@‪(164/223‬صحيح موقوفا‪ ،‬وصحيح لغيره مرفوعا)‪ -‬حدثنا معتمر قال‪:‬‬
‫ذكرتُ لبي حديث أبي عثمان‪ ،‬عن سلمان؛ أنه قال‪ " :‬إن أهل المعروف في‬
‫الدنيا‪ ،‬هم أهل المعروف في الخرة" فقال‪ :‬إني سمعتهُ من أبي عثمان يحدثه‬
‫عن سلمان‪ ،‬فعرفت أن ذاك كذاك‪ ،‬فما حدثت به أحدا قط‪ ( .‬وفي رواية عن‬
‫أبي عثمان‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم مثله)‪.‬‬
‫‪ -101‬باب إن كل معروف صدقة – ‪115‬‬
‫@‪(165/224‬صحيح) – عن جابر بن عبد ال‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬كل معروف صدقة"‪.‬‬
‫@‪(166/225‬صحيح)‪ -‬عن أبي موسى قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬على كل مسلم صدقة "‪ .‬قالوا‪ :‬فإن لم يجد؟‪.‬قال‪ " :‬فيعتملُ بيديه‪ ،‬فينفع‬
‫نفسه‪ ،‬ويتصدق"‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فإن لم يستطع‪ ،‬أو لم يفعل؟ قال‪ " :‬فيعين ذا الحاجة الملهوف"‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫فإن لم يفعل؟ قال‪ " :‬فيأمر بالخير‪ ،‬أو يأمر بالمعروف"‪ .‬قالوا‪ :‬فإن لم يفعل؟‬
‫قال‪ " :‬فيمسك عن الشر؛ فإنه له صدقة"‪.‬‬

‫) ) أي‪ :‬يأتيه المعروف والخير من ال ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) أي‪ :‬يلقيه في الخرة‪ .‬قلت‪ :‬فكأن الحديث تفسير لقوله تعالى‪ ﴿ :‬فمن يعمل مثقال‬ ‫‪2‬‬

‫ذرة خيراً يره ‪ [ ﴾ ...‬الزلزلة‪.]8 :‬‬

‫‪44‬‬
‫@‪(167/227‬صحيح)‪ -‬عن أبي ذر قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال! ذهب أهل‬
‫بالجور‪ ،‬يصلون كما نصلي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويتصدقون‬ ‫(‪)3‬‬
‫الدثور‬
‫بفضول أموالهم؟ قال‪ " :‬أليس قد جعل ال لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة‬
‫وتحميدة صدقة‪ ،‬وبضع أحدكم صدقة"‪ .‬قيل ‪ :‬في شهوته صدقة؟ قال‪ " :‬لو‬
‫وضع في الحرام‪ ،‬أليس كان عليه وزر؟ ذلك إن وضعها في الحلل كان له‬
‫أجر"‪.‬‬
‫‪ -102‬باب إماطة الذى – ‪116‬‬
‫@‪(168/228‬صحيح)‪ -‬عن أبي برزة السلمي قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال!‬
‫ط الذى عن طريق الناس"‪.‬‬
‫دلني على عمل يدخلني الجنة‪ ،‬قال‪" :‬أم ِ‬
‫@‪(196/229‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة [رضي ال عنه] عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬مرّ رجل مسلم بشوك في الطريق‪ ،‬فقال‪ :‬لميطن هذا‬
‫الشوك‪ ،‬ل يضر رجلً مسلما‪ ،‬فغفر له"‪.‬‬
‫@‪(170/230‬صحيح)‪ -‬عن أبي ذر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬عرضت علي أعمال أمتي – حسنها وسيئها‪ -‬فوجدت في محاسن أعمالها‬
‫‪ :‬أن الذى يماط عن الطريق‪ ،‬ووجدت في مساوئ أعمالها ‪ :‬النخاعة في‬
‫المسجد ل تدفن"‪.‬‬
‫‪ -103‬باب قول المعروف‪117 -‬‬
‫@‪(171/231‬صحيح)‪ -‬عن عبد ال بن يزيد الخطمي قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬كل معروف صدقة"‪.‬‬

‫) ) جمع دثر وهو ‪ :‬المال الكثير‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫@‪(172/232‬حسن)‪ -‬عن أنس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا أتي‬
‫بالشيء يقول‪" :‬اذهبوا به إلى فلنة؛ فإنها كانت صديقة خديجة‪ .‬اذهبوا به‬
‫إلى بيت فلنة؛ فإنها كانت تحب خديجة"‪.‬‬
‫@‪(173/233‬صحيح)‪ -‬عن حذيفة قال‪ :‬قال نبيكم صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫كل معروف صدقة"‪.‬‬
‫‪ -104‬باب الخروج إلى المبقلة(‪ )1‬وحمل الشيء على عاتقه إلى أهله‬
‫– ‪118‬‬ ‫بالزبيل‬
‫(‪)2‬‬

‫@‪(174/234‬حسن) – عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال‪ " :‬عرض أبي‬


‫على سلمان أخته‪ ،‬فأبى وتزوج مولة له يقال لها ‪ :‬بقيرة‪ ،‬فبلغ أبا قرة أنه‬
‫كان بين حذيفة وسلمان شيء‪ ،‬فأتاه يطلبه‪ ،‬فأخبر أنه في مبقلةٍ له‪ ،‬فتوجه‬
‫إليه‪ ،‬فلقيه ومعه زبيل فيه بقل؛ قد أدخل عصاه في عروة الزبيل‪ -‬وهو على‬
‫عاتق ِه – فقال‪ :‬يا أبا عبد ال ! ما كان بينك وبين حذيفة؟ قال‪ :‬يقول‬
‫سلمان‪ ﴿ :‬وكان النسان عجولً﴾[السراء‪ ،]11 :‬فانطلقا حتى أتيا دار‬
‫سلمان‪ ،‬فدخل سلمان الدار‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬ثم أذن لبي قرة‪ ،‬فدخل‪،‬‬
‫فإذا نمط(‪ )3‬موضوع على باب وعند رأسه لبنات‪ ،‬وإذا قرطاط(‪ )4‬فقال‪ :‬اجلس‬
‫على فراش مولتك التي تمهد لنفسها‪ ،‬ثم أنشأ يحدثه فقال‪ :‬إن حذيفة كان‬
‫يحدث بأشياء ؛ كان يقولها رسول ال صلى ال عليه وسلم في غضبه‬
‫لقوام‪ ،‬فأوتى فأسأل عنها ؟ فأقول ‪ :‬حذيفة أعلم بما يقول‪ ،‬وأكره أن تكون‬

‫) ) هي الرض تزرع بالبقل‪ ،‬وهو ما نبت في بذره ل في أرومة ثابتة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) "الزبيل"‪ :‬بفتح الزاي وكسر الباء مخففًا كـ(كريم) ‪ ،‬وإذا كسرت الزاي فشدد الباء‬
‫‪2‬‬

‫كـ(سكين) ‪ .‬ويقال‪ :‬الزنبيل‪ ،‬وهو ‪ :‬الجراب الذي يصنع من الخوص‪ .‬أي ‪ :‬ورق النخل‪.‬‬
‫) ) "نمط" ‪ :‬ضرب من البسط‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( )"قرطاط"‪ :‬السرج والشيء اليسير‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪46‬‬
‫ضغائن بين أقوام‪ ،‬فأتي حذيفة‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إن سلمان ل يصدقك ول يكذبك‬
‫بما تقول! فجائني حذيفة فقال‪ :‬يا سلمان ابن أم سلمان ! فقلت ‪ :‬يا حذيفة ابن‬
‫أم حذيفة! لتنتهين‪ ،‬أو لكتبن فيك إلى عمر‪ ،‬فلما خوفته بعمر تركني‪ ،‬وقد‬
‫قال رسول صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من ولد آدم أنا‪ ،‬فأيما عبدٍ من أمتي‬
‫لعنته لعنة‪ ،‬أو سببته سبةً‪ ،‬في غير كنهه‪ ،‬فاجعلها عليه صلة"‪.‬‬
‫‪ -105‬باب الخروج إلى الضيعة – ‪119‬‬
‫@‪(175/236‬صحيح)‪ -‬عن أبي سلمة قال‪ :‬أتيت أبا سعيد الخدري – وكان‬
‫لي صديقا – فقلت‪ :‬أل تخرج بنا إلى النخل؟ فخرج‪ ،‬وعليه خميصة(‪ )1‬له‪.‬‬
‫@‪(176/237‬صحيح لغيره)‪ -‬عن علي صلوات ال عليه قال‪ :‬أمر النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم عبد ال بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء‪،‬‬
‫فنظر أصحابه إلى ساق عبد ال‪ ،‬فضحكوا من حموشة(‪ )2‬ساقيه! فقال رسول‬
‫جلُ عبد ال أثقل في الميزان‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ما تضحكون؟ لَر ِ‬
‫من أحد"‪.‬‬
‫‪ -106‬باب المسلم مرآة أخيه – ‪120‬‬
‫@‪(177/238‬حسن السناد)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ " :‬المؤمن مرآة أخيه‪ ،‬إذا‬
‫رأى فيه عيبا أصلحه"‪.‬‬
‫@‪(178/239‬حسن)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫المؤمن مرآة أخيه‪ ،‬والمؤمن أخو المؤمن؛ يكف عليه ضيعته(‪ ،)3‬ويحوطه من‬
‫ورائه(‪.")4‬‬
‫) ) "خميصة"‪ :‬ثوب خز أو صوف معلم‪ ،‬وقيده بعضهم بالسواد أيضاً‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ) أي دقة ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫) ) أي‪ :‬يمنعه ضياعه وهلكه فيجمع عليه معيشته ويضمها إليه ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ) ويذب عنه ويوفر عليه مصالحه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪47‬‬
‫@‪(179/240‬صحيح)‪ -‬عن المستورد‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫ي برجل‬
‫من أكل بمسلم أكلة(‪)1‬؛ فإن ال يطعمه مثلها من جهنم‪ ،‬ومن كُسِ َ‬
‫مسلم‪ ،‬فإن ال عز وجل يكسوه من جهنم‪ ،‬ومن قام برجل مقام رياء وسمعة؛‬
‫فإن ال يقوم به مقام رياء وسمعة يوم القيامة"‪.‬‬
‫‪ -107‬باب ما ل يجوز من اللعب والمزاح‪121 -‬‬
‫@‪(180/241‬حسن) – عن عبد ال بن السائب عن أبيه‪ ،‬عن جده [ يزيد بن‬
‫سعيد ] قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم – يعني – يقول‪ " :‬ل‬
‫يأخذ أحدكم متاع صاحبه لعبا ول جادا؛ فإذا أخذ أحدكم عصا صاحبه‪،‬‬
‫فليردها إليها"‪.‬‬
‫‪ -108‬باب الدال على الخير – ‪122‬‬
‫@‪(181/242‬صحيح)‪ -‬عن أبي مسعود النصاري‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إني أبدع بي(‪ )2‬فاحملني‪ ،‬قال‪ " :‬ل أجد‪،‬‬
‫ولكن ائت فلنا‪ ،‬فلعله أن يحملك"‪ .‬فأتاه فحمله‪ ،‬فأتى النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم فأخبره‪ ،‬فقال‪ " :‬من دل على خي ٍر فله مثل أجر فاعله"‪.‬‬
‫‪ -109‬باب العفو والصفح عن الناس – ‪123‬‬
‫@‪ – 182/243‬عن أنس ‪ :‬أن يهودية أتتِ النبي صلى ال عليه وسلم بشاة‬
‫مسمومة‪ ،‬فأكل منها فجيء بها‪ ،‬فقيل‪ :‬أل نقتلها؟ قال‪" :‬ل"‪ .‬قال‪ :‬فما زلتُ‬
‫أعرفُها في لهَوَات رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫) ) هو الرجل يكون صديقاً لحد ‪ ،‬ثم يذهب إلى عدوه ‪ ،‬فيتكلم فيه بغير الجميل‪ ،‬ليجيزه‬ ‫‪1‬‬

‫عليه بجائزة ‪ ،‬فأطعمه ذلك العدو أكلة‪ ،‬أو كساه ثوباً فل يبارك له فيه ‪ ،‬بل يعذب به ‪.‬‬
‫( )أي ‪ :‬انقطع بي لكلل راحلتي‪" .‬نهاية"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪48‬‬
‫@‪(183/244‬صحيح السناد)‪ -‬عن وهب بن كيسان قال‪ :‬سمعتُ عبد ال بن‬
‫الزّبير يقول على المنبر‪ ﴿ :‬خ ِذ العفو(‪)1‬وأمر بالعرف(‪ )2‬وأعرض عن‬
‫الجاهلين ﴾(‪[ )3‬العراف‪ ]199 :‬قال‪ " :‬وال ! ما أمر بها أن تؤخذ إل من‬
‫أخلق الناس‪ ،‬وال! لخذنّها منهم ما صحبتُهم"‪.‬‬
‫@‪(184/245‬صحيح لغيره) – عن ابن عباس قالَ ‪ :‬قالَ رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬علموا‪ ،‬ويسروا [علموا ويسروا(ثلث مرات)‪ ،]1320/‬ول‬
‫تعسروا‪ ،‬وإذا غضب أحدكم فليسكت[مرتين]"‪.‬‬
‫‪ -110‬باب النبساط إلى الناس‪124 -‬‬
‫@‪(185/246‬صحيح)‪ -‬عن عطاء بن يسار قال‪ :‬لقيتُ عبد ال بن عمرو بن‬
‫العاص‪ ،‬فقلتُ‪ :‬أخبرني عن صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم في‬
‫التوراة‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ " :‬أجل‪ ،‬وال! إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في‬
‫ومبشرا ونذيرا﴾ [الحزاب‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫القرآن ‪﴿ :‬يا أيها النبي إنا أرسناك شاهدا‬
‫‪ .]45‬وحرزا للميين‪ ،‬أنت عبدي ورسولي‪ ،‬سميتك‪ :‬المتوكل‪ ،‬ليس بفظّ ول‬
‫غليظ‪ ،‬ول صخّاب في السواق‪ ،‬ول يدفعُ بالسيئة السيئة‪ .‬ولكن يعفو ويغفرُ‪،‬‬
‫ولن يقبضه ال تعالى‪ ،‬حتى يقيم به الملة العوجاء؛ بأن يقولوا‪ :‬ل إله إل ال‪،‬‬
‫ويفتحوا بها أعينا عميا‪ ،‬وآذانا صما‪ ،‬وقلوبا غُلفا"‪.‬‬

‫() هو هنا السهل الميسر‪ ،‬أي‪ :‬تحمّل أخلقهم‪ ،‬وتقبل منها ما سهل وتيسر ‪ ،‬ول تستقصِ‬ ‫‪1‬‬

‫عليهم‪.‬‬
‫() أي‪ :‬المعروف‪ :‬من طاعة ال‪ ،‬والحسان إلى الناس‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() بالمجاملة وحسن المعاملة وترك المقابلة‪ ،‬ولذلك لما قال عُيينة بن حصن لعمر رضي‬ ‫‪3‬‬

‫ال عنه ‪ :‬ما تعطي الجزل ول تقسم بالعدل‪ ،‬وغضب عمر‪ ،‬قال له الح ّر بن قيس‪ :‬إن ال‬
‫يقول‪ ﴿ :‬وأعرض عن الجاهلين﴾ تركه عمر‪.‬‬
‫() ل بالوحدانية وعلى الناس بأعمالهم يوم القيامة ﴿ وجئنا بك على هؤلء شهيداً﴾‪.‬‬‫‪4‬‬

‫[ النساء‪.]41 :‬‬

‫‪49‬‬
‫@‪(186/248‬صحيح)‪ -‬عن معاوية قال‪ :‬سمعت من النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم كلما نفعني ال به؛ سمعته يقول‪ -‬أو قال‪ : -‬سمعتُ رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪ " :‬إنك إذا اتبعت الريبة في الناس أفسدتهم"(‪ .)1‬فإني ل‬
‫أتبع الريبة فيهم فأفسدهم‪.‬‬
‫‪ -111‬باب التبسم –‪125‬‬
‫@‪( )250/1(/187‬صحيح) ‪ -‬عن جرير قال‪ :‬ما رآني رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم منذ أسلمت إل تبسم في وجهي‪.‬‬
‫@‪( )250/1(/188‬صحيح) – وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يَمَن‪ ،‬على وجهه مسحةُ (‪َ )2‬ملَك "‬
‫فدخل جرير‪.‬‬
‫@‪(189/251‬صحيح)‪ -‬عن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قالت‪" :‬‬
‫ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ضاحكا قط حتى أرى منه لهواته‪،‬‬
‫إنما كان يتبسم صلى ال عليه وسلم "‪ .‬قالت‪ :‬وكان إذا رأى غيما أو ريحا‬
‫عرف في وجهه (وفي طريق ‪ :‬إذا رأى مخيلة دخل وخرج‪ ،‬وأقبل وأدبر‬
‫وتغير وجهه‪ ،‬فإذا أمطرت سري عنه‪ .)908/‬فقالت‪ :‬يا رسول ال! إن الناس‬
‫إذا رأوا الغيم فرحوا؛ رجاء أن يكون فيه المطر‪ ،‬وأراك إذا رأيته عُ ِرفَت‬
‫في وجهك الكراهة؟ فقال‪ " :‬يا عائشة! ما يؤمني أن يكون فيه عذاب؟ عذّب‬
‫قوم بالريح‪ ،‬وقد رأى قوم العذاب منه‪ .‬فقالوا‪﴿ :‬هذا عارض ممطرنا﴾‬

‫() أي‪ :‬إذا اتهمهم وجاهره بسوء الظن أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا‪ .‬نهاية‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫قلت ‪ :‬ونحوه حديث‪ " :‬نهى أن يطرق الرجل أهله ليلً يتخونهم أو يتلمس عثرانهم"‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫( )أي ‪ :‬أثر ظاهر منه وجمال‪.‬‬‫‪2‬‬

‫‪50‬‬
‫[الحقاف‪ ( ]24 :‬ومن الطريق الخرى‪ :‬وما أدري لعله كما قال ال عز‬
‫وجل‪ ﴿ :‬فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم﴾ الية)‪.‬‬
‫‪ -112‬باب الضحك – ‪126‬‬
‫@‪(190/252‬حسن)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫ل ( وفي رواية‪ :‬ل تكثروا‪ )253 /‬الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت‬
‫" أق ّ‬
‫القلب"‪.‬‬
‫@‪(191/254‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬خرج النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم على رهطٍ من أصحابه‪ ،‬يضحكون ويتحدثون‪ ،‬فقال‪ " :‬والذي نفسي‬
‫بيده! لو تعلمون ما أعلم‪ ،‬لضحكتم قليلً‪ ،‬ولبكيتم كثيرا"‪ .‬ثم انصرف وأبكى‬
‫القوم‪ ،‬وأوحى ال عز وجل إليه‪ :‬يا محمد! لم ُتقّنّط عبادي؟ فرجع النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ " :‬أبشروا‪ ،‬وسددوا‪ ،‬وقاربوا"‪.‬‬
‫‪ -113‬باب إذا أقبل أقبل جميعا وإذا أدبر أدبر جميعا‪127 -‬‬
‫@‪(192/255‬صحيح) – عن موسى بن مسلم مولى ابنةِ قارظٍ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة أنه ربما حدّث‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم فيقول‪ :‬حدثنيه أهدبُ‬
‫الشفرين(‪ ،)1‬أبيض الكشحين(‪ ،)2‬إذا أقبل؛ أقبل جميعا‪ ،‬وإذا أدبر أدبر جميعا‪،‬‬
‫لم تر عين مثله‪ ،‬ولن تراه‪.‬‬
‫‪ -114‬باب المستشار مؤتمن – ‪128‬‬
‫@‪(193/256‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫لبي الهيثم‪ " :‬هل لك خادم؟"‪ .‬قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪" :‬فإذا أتانا سبيٌ‪ ،‬فأتِنا"‪ .‬فأتي‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالثٌ‪ ،‬فأتاه أبو الهيثم‪ .‬قال‬

‫() "أهدب الشفرين" المعنى طويل شعر الجفان ودقيقها‪.‬‬‫‪1‬‬

‫( ) أبيض الكشحين الكشح ‪ :‬الخاصرة‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪51‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬اختر منهما"‪ .‬قال‪ :‬يا رسول ال ! اختر لي‪.‬‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وسلم‪ " :‬إن المستشار مؤتمن‪ ،‬خذ هذا؛ فإني رأيته‬
‫يصلي‪ ،‬واستوص به خيرا"‪ .‬فقالت امرأته ‪ :‬ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم إل أن تعتقه‪ .‬قال‪ :‬فهو عتيق‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن ال لم يبعث نبيا ول خليفة‪ ،‬إل وله بطانتان‪ :‬بطانة تأمره‬
‫بالمعروف وتنهاه عن المنكر‪ ،‬وبطانةً ل تألوه خبالً(‪ ،)1‬ومن يوق بطانة‬
‫السوء فقد وُقيَ"‪.‬‬
‫‪ -115‬باب المشورة‪129 -‬‬
‫@‪(194/257‬صحيح السناد)‪ -‬عن عمرو بن دينار قال‪ :‬قرأ ابن عباس‪﴿ :‬‬
‫وشاورهم في [ بعض]المر﴾ [آل عمران ‪.]159 :‬‬
‫@‪(195/258‬صحيح السناد)‪ -‬عن الحسن قال‪ " :‬وال! ما استشار قوم قط‬
‫إل هدوا لفضل ما بحضرتهم‪ ،‬ثم تل‪ ﴿ :‬وأمرُهُم شورى بينهم﴾ [الشورى‪:‬‬
‫‪.]38‬‬
‫‪ -116‬باب إثم من أشار على أخيه بغير رشد‪130 -‬‬
‫@‪( 196/259‬صحيح لغيره)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من تقوّل علي ما لم أقل‪ ،‬فليبتوّأ مقعده من النار"‪.‬‬
‫‪ -117‬باب التحاب بين الناس– ‪131‬‬
‫@‪(197/260‬حسن لغيره)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬والذي نفسي بيده! ل تدخلوا الجنة حتى تُسلموا‪ ،‬ول تسلموا حتى‬

‫( ) أي‪ :‬ل تقصر في إفساد حاله‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫تحابوا‪ ،‬وأفشوا السلم تحابّوا‪ ،‬وإياكم والبغضةَ؛ فإنها هي الحالقةُ‪ ،‬ل أقول‬
‫لكم ‪ :‬تحلق الشعر‪ ،‬ولكن تحلق الدين"‪.‬‬
‫‪ -118‬باب اللفة –‪13 2‬‬
‫@‪(198/262‬صحيح السناد)‪ -‬عن ابن عباس قال‪ " :‬النعم تكفر‪ ،‬والرحم‬
‫تقطع‪ ،‬ولم نر مثل تقارب القلوب"‪.‬‬
‫‪ -119‬باب المزاح – ‪133‬‬
‫@‪(199/264‬صحيح)‪ -‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬أتى النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم على بعض نسائه ‪-‬ومعهن أم سليم‪ ( -‬وفي طريق أخرى عنه‪ :‬أن‬
‫البراء بن مالك كان يحدو بالرجال‪ ،‬وكان أنجشة يحدوا بالنساء‪ ،‬وكان حسن‬
‫الصوت‪ .)1264/‬فقال [ النبي صلى ال عليه وسلم]‪ :‬يا أنجشة(‪ !)11‬رويدا‬
‫ك بالقوارير(‪ .")2‬قال أبو قلبة‪ :‬فتكلم النبي صلى ال عليه وسلم بكلمة لو‬
‫سوق َ‬
‫تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه‪ .‬قوله‪" :‬سوقك بالقورارير"‪.‬‬
‫@‪(200/265‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال ! إنك تداعبنا؟‬
‫قال‪" :‬إني ل أقول إل حقا"‪.‬‬
‫@‪(201/266‬صحيح)‪ -‬عن بكر بن عبد ال قال‪" :‬كان أصحاب النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ‪ ،‬فإذا كانت الحقائِق كانوا هم الرجال"‪.‬‬
‫@‪(202/268‬صحيح) – عن أنس بن مالك قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يستحمله‪ ،‬فقال‪ " :‬أنا حاملك على ولد ناقة!"‪ .‬قال‪ :‬يا رسول‬

‫() أي ‪ :‬وهن على البل وأنجشة يحدو بهن وكان حسن الصوت‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() "القورارير"‪ :‬قال القرطبي‪ :‬والنساء يشبهن بالقورارير في الرقة واللطافة وضعف‬ ‫‪2‬‬

‫البنية ‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ال ! وما أصنع بولد ناقة؟! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬وهل‬
‫تل ُد البلُ إل النوقُ"‪.‬‬
‫‪ -120‬باب المزاح مع الصبي ‪134 -‬‬
‫@‪(-203/269‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ [ :‬إن] كان النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ليخالطنا‪ ،‬حتى يقول لخٍ لي صغير‪ " :‬يا أبا عُمير! ما فعلَ‬
‫النّغير"‪.‬‬
‫‪ -121‬باب حسن الخلق – ‪135‬‬
‫@‪204/270‬م‪( -‬صحيح) عن أبي الدرداء‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق"‪.‬‬
‫@‪(205/271‬صحيح) – عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬لم يكن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فاحشا ول متفحشا‪ ،‬وكان يقول‪" :‬خياركم أحاسنكم أخلقا"‪.‬‬
‫@‪(206/272‬صحيح)‪ -‬عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬أنه سمع‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬أخبركم بأحبكم إلي‪ ،‬وأقربكم مني مجلسا‬
‫يوم القيامة؟"‪ ،‬فسكت القوم‪ ،‬فأعادها مرتين أو ثلثا‪ .‬قال القوم‪ :‬نعم يا رسول‬
‫ال ! قال‪ " :‬أحسنكم خلقا"‪.‬‬
‫@‪(207/273‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إنما بعثت لتمم صالح(‪ )1‬الخلق "‪.‬‬
‫@‪(208/274‬صحيح)‪ -‬عن عائشة رضي ال عنها؛ أنها قالت‪" :‬ما خير‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بين أمرين إل اختار أيسرهما؛ ما لم يكن‬

‫() الصل‪" :‬صالحي"‪ ،‬وكذلك في الشرح‪ ،‬تبعًا للطبعة الهندية‪ ،‬ولم يتبين لنا صوابه مع‬ ‫‪1‬‬

‫مخالفته لما في الصول مثل "المسند " و" المستدرك" وغيرهما ‪ ،‬وبعضهما مخطوط‬
‫مثل " تاريخ دمشق" (‪.)6/267/1‬‬

‫‪54‬‬
‫إثما‪ ،‬فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه‪ ،‬وما انتقم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لنفسه‪ ،‬إل أن تُنتهك حرمة ال تعالى‪ ،‬فينتقم ل عز وجل بها"‪.‬‬
‫@‪(209/275‬صحيح موقوف في حكم المرفوع)‪ -‬عن عبد ال [ بن مسعود ]‬
‫قال‪" :‬إن ال تعالى قسم بينكم أخلقكم‪ ،‬كما قسم بينكم أرزاقكم‪ ،‬وإن ال‬
‫تعالى يُعطي المال من أحب ومن ل يُحب‪ ،‬ول يعطي اليمان إل من يحب‪،‬‬
‫فمن ضن بالمال أن ينفقه‪ ،‬وخاف العدو أن يجاهده‪ ،‬وهاب الليل أن يكابده‪،‬‬
‫فليكثر من قول ‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬وسبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬وال أكبر"(‪.)1‬‬
‫‪ -122‬باب سخاوة النفس – ‪136‬‬
‫@‪(210/276‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ليس الغنى عن كثرة العرض‪ ،‬ولكن الغنى غنى النفس"‪.‬‬
‫@‪( 211/277‬صحيح) عن أنس قال‪ " :‬خدمت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫عشر سنين‪ ،‬فما قال لي ‪ :‬أف قط‪ ،‬وما قال لي لشيء لم أفعله‪ :‬أل كنت‬
‫فعلته؟ ول لشيء فعلته‪ :‬لم فعلته؟"‪.‬‬
‫@‪(212/278‬حسن) عن أنس بن مالك قال‪ " :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫رحيما‪ ،‬وكان ل يأتيه أحدٌ إل وعده‪ ،‬وأنجز له إن كان عنده‪ ،‬وأقيمت‬
‫الصلة‪ ،‬وجاءه أعرابي فأخذ بثوبه فقال‪ :‬إنما بقي من حاجتي يسيرة؛‬
‫وأخاف أنساها‪ ،‬فقام معه حتى فرغ من حاجته‪ ،‬ثم أقبل فصلّى"‪.‬‬

‫() لقد أخطأ الشيخ الجيلني في هذا الحديث ‪ ،‬فإنه عزاه(‪ )1/373‬لحمد والحاكم في‬ ‫‪1‬‬

‫اليمان بطرق ‪ !..‬ووجه ذلك أن الحديث عند المذكورين مرفوع‪ ،‬وهو هنا موقوف كما‬
‫ترى‪ ،‬ثم إنه ليس عندهما قوله ‪ " :‬فمن ضن بالمال‪ " ..‬إلى آخره‪ ،‬وعند أحمد(‪)1/387‬‬
‫زيادة‪ " :‬ل يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه… " الحديث إلى قوله ‪ " :‬إن الخبيث ل‬
‫يمحو الخبيث" وسنده ضعيف‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫@‪(213/279‬صحيح)‪ -‬عن جابر قال‪ " :‬ما سئل النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫شيئا فقال‪ :‬ل"(‪.)2‬‬
‫@‪(214/280‬صحيح السناد)‪ -‬عن عبد ال بن الزبير قال‪ :‬ما رأيت امرأتين‬
‫أجود من عائشة وأسماء‪ ،‬وجودهما مختلف‪ ،‬أما عائشة فكانت تجمع الشيء‬
‫إلى الشيء‪ ،‬حتى إذا كان اجتمع عندها قسمت‪ ،‬وأما أسماء فكانت ل تمسك‬
‫شيئا لغد‪.‬‬
‫‪ -123‬باب الشح – ‪137‬‬
‫@‪(215/281‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل يجتمع غبار في سبيل ال ودخان جهنم في جوفِ عب ٍد أبدا‪ ،‬ول‬
‫يجتمع الشح واليمان في قلب عبد أبدا"‪.‬‬
‫@‪(216/283‬حسن السناد موقوفا)‪ -‬عن عبد ال بن ربيعة قال‪ :‬كنا جلوسا‬
‫عند عبد ال – فذكروا رجلً‪ ،‬فذكروا من خلقه – فقال عبد ال ‪ :‬أرأيتم لو‬
‫قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه؟ قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فيدَ ُه ؟ قالوا‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬فرجله؟ قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإنكم ل تستطيعون أن تغيروا خلقه؟ حتى‬
‫تغيروا خلُقه! إن النطفة لتستقر في الرحم أربعين ليلة‪ ،‬ثم تنحدر دما‪ ،‬ثم‬
‫تكون علقة‪ ،‬ثم تكون مضغة‪ ،‬ثم يبعثُ ال ملكا‪ .‬فيكتب ‪ :‬رزقه وخلقه‪،‬‬
‫وشقيا أو سعيدا"‪.‬‬
‫‪ -124‬باب حسن الخلق إذا فقهوا‪138 -‬‬
‫@‪(217/284‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن الرجل ليدرك بحسن خلقه‪ ،‬درجة القائم بالليل"‪.‬‬

‫( ) أي‪ :‬سكت‪ .‬قلت‪ :‬فكأن قوله‪" :‬ل" بلسان الحال‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪56‬‬
‫@‪(218/285‬صحيح)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت أبا القاسم صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬خيركم إسلما أحاسنكم أخلقا إذا فقهوا"‪.‬‬
‫@‪(219/286‬صحيح السناد)‪ -‬عن ثابت بن عبيد قال‪ " :‬ما رأيت أحدا أجلّ‬
‫إذا جلس مع القوم‪ ،‬ول أفكه في بيته‪ ،‬من زيد بن ثابتٍ"‪.‬‬
‫@‪(220/287‬حسن لغيره)‪ -‬عن ابن عباس قال‪ :‬سئل النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أي الديان أحب إلى ال عز وجل؟ قال‪" :‬الحنيفية السمحة"‪.‬‬
‫@‪(221/288‬صحيح موقوفا‪ ،‬وصح مرفوعا)‪ -‬عن عبد ال بن عمرو قال‪" :‬‬
‫أربع خلل إذا أعطيتهن فل يضرك ما عزل عنك من الدنيا ‪ :‬حسن خليقة‪،‬‬
‫وعفاف طعمةٍ‪ ،‬وصدقُ حديثٍ‪ ،‬وحفظ أمانةٍ"‪.‬‬
‫@‪(222/289‬حسن)‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" تدرون ما أكثر ما يدخل النار؟"‪ .‬قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ " :‬الجوفانِ‬
‫‪ :‬الفرج والفم‪ ،‬وما أكثر ما يدخل الجنة؟ تقوى ال وحسن الخلق"‪.‬‬
‫@‪( 223/291‬صحيح) عن أسامة بن شريك قال‪ :‬كنت عند النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم وجاءت العراب؛ ناس كثي ٌر من هاهنا وهاهنا‪ ،‬فسكت الناس ل‬
‫يتكلمون غيرهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال ! أعلينا حرجٌ في كذا وكذا؟ في أشياء‬
‫من أمور الناس‪ ،‬ل بأس بها‪ .‬فقال‪ " :‬يا عباد ال ! وضع ال الحرج‪ ،‬إل‬
‫ض امْرَءا ظلما(‪ )1‬فذاك الذي حرج وهلك"‪ .‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال !‬
‫امْرَءا اقتر َ‬
‫أنتداوَى؟ قال‪ " :‬نعم يا عباد ال تداوَوْا؛ فإن ال عز وجل لم يضع داءً إل‬
‫وضع له شفاءً؛ غير داء واحدٍ"‪ .‬قالوا‪ :‬وما هي يا رسول ال ؟ قال‪" :‬‬
‫الهَرَم"‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال ! ما خير ما أُعطِي النسان؟ قال‪ " :‬خلق حسنٌ"‪.‬‬

‫()" اقترض" ‪ :‬فاتعال من القرض وهو القطع ‪ ،‬أي ‪ :‬نال منه قطعة بالغيبة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫@‪(224/292‬صحيح)‪ -‬عن ابن عباس قال‪ " :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أجود الناس بالخير‪ ،‬وكان أجود ما يكون في رمضان‪ ،‬حين يلقاه‬
‫جبريل صلى ال عليه وسلم وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان؛‬
‫يعرض عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم القرآن‪ ،‬فإذا لقيه جبريل كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة"(‪.)1‬‬
‫@‪(225/293‬صحيح)‪ -‬عن أبي مسعود النصاري قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ " :‬حوسب رجلٌ ممن كان قبلكم‪ ،‬فلم يوجد له من‬
‫الخير‪ ،‬إل أنه قد كان رجلً يخالط الناس وكان موسرا‪ ،‬فكان يأمر غلمانه أن‬
‫يتجاوزوا عن المعسر‪ ،‬قال ال عز وجل ‪ :‬فنحن أحق بذلك منه؛ فتجاوز‬
‫عنه"‪.‬‬
‫@‪(226/295‬صحيح)‪-‬عن نواس بن سمعان النصاري ؛ أنه سأل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عن البر والثم ؟ قال‪ " :‬البر ‪ :‬حسن الخلق‪ .‬والثم‪:‬‬
‫ما حك في نفسك‪ ،‬وكرهت أن يطلع عليه الناس"‪.‬‬
‫‪ -125‬باب البخل – ‪139‬‬
‫@‪ -227/296‬عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫سيدكم يا بني سلمة؟ " قلنا‪ :‬جد بن قيس‪ ،‬على أنا نبخله‪ .‬قال‪ " :‬وأي داء‬
‫أدوى من البخل؟ بل سيدكم عمرو بن الجموح"‪ .‬وكان عمرو على أصنامهم‬
‫في الجاهلية‪ ،‬وكان يولم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا تزوج‪.‬‬

‫() زاد ابن إسحاق عن ابن شهاب‪ … " :‬ل يسأل عن شيء إل أعطاه" ‪ .‬أخرجه أحمد (‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، )326 -231 -1/230‬وهي زيادة منكرة عندي وإن سكت عنها الحافظ(‪)1/26‬‬
‫لمخالفته كل الثقات الذين رووا الحديث عن ابن شهاب دونها‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫@‪(228/279‬صحيح)‪ -‬عن وراد كاتب المغيرة قال‪ :‬كتب معاوية إلى‬
‫ن اكتب إليّ بشيء سمعته من رسول ال صلى ال عليه‬
‫المغيرة بن شعبة‪ :‬أ ِ‬
‫وسلم‪ ،‬فكتب إليه المغيرة ( وفي رواية؛ قال وزاد‪ :‬فأملى عليّ‪ ،‬وكتبت‬
‫بيدي‪ " :)16/‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ( وفي الخرى‪:‬‬
‫سمعته) … ينهى عن قيل وقال‪ ،‬وإضاعة المال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وعن منعِ‬
‫وهات‪ ،‬وعقوق المهات‪ ،‬وعن وأد البنات"‪.‬‬
‫‪ -126‬باب المال الصالح للمرء الصالح‪140 -‬‬
‫@‪(229/299‬صحيح) عن عمرو بن العاص قال‪ :‬بعث إلي النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فأمرني أن آخذ علي ثيابي وسلحي‪ ،‬ثم آتيه‪ ،‬ففعلتْ‪ ،‬فأتيته وهو‬
‫يتوضأ‪ ،‬فصعد إليّ البصر ثم طأطأ‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا عمرو! إني أريد أن أبعثك‬
‫على جيش‪ ،‬فيغنمُك ال وأرغب(‪ )1‬لك رغبة من المال صالحة"‪ .‬قلت ‪ :‬إني‬

‫() كذا الصل بالراء‪ ،‬وكذا في الهندية وغيرها‪ ،‬وكذلك هو في مصادر الحديث من‬ ‫‪1‬‬

‫المسانيد وغيرها وهو الصواب‪ ،‬ووقع في " سنة البغوي" ‪" :‬وأزعب" بالزاء ثم العين‬
‫المهملة‪ ،‬وبذلك قيده شارح الكتاب " الدب" اغترارًا منه برواية البغوي‪ ،‬واعتمدها‬
‫المعلق عليه! وهي وإن كان لها وجه في اللغة‪ ،‬وعليه جرى أهل الغريب كأبي عبيد ‪،‬‬
‫وابن الجوزي‪ ،‬وابن الثير‪ ،‬لنهم يفسرون اللفظة التي وقعت لهم‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫ثبوت نسبتها إلى النبي صلى ال عليه وسلم أو الراوي كما هو معروف عند أهل العلم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬إذا كان المر كذلك فل وجه لهذه اللفظة من حيث الرواية ‪ ،‬لن المصادر المشار‬
‫إليها على خلفها ‪ ،‬مثل "مصنف ابن أبي شيبة" ‪ ،‬و"مسند أحمد" ‪ ،‬و" أبي يعلى" ‪ ،‬و"‬
‫صحيح بن حبان" و" مستدرك الحاكم" في موضعين منه ‪ ،‬و" شعب اليمان"‪ ،‬و"‬
‫المعجم الوسط" للطبراني (مخطوط)‪ ،‬و"تاريخ دمشق" لبن عساكر ((مخطوط)) عن‬
‫خمسة من الثقات فيهم بعض الحفاظ كلهم قالوا‪ " :‬أرغب" بالراء‪ ،‬وشذ عنهم سعيد‬
‫الجمحي عند البغوي فرواه بالزاي! ومع ذلك ففيه نفسه ضعف من قبل حفظه‪ ،‬فمن‬
‫العجب بعد ذلك أن يزعم المعلق على البغوي أن رواية (الراء) التي في " المسند"‬
‫تصحيف" وبناء عليه قيده في طبعته لـِ" ‪ ..‬صحيح ابن حبان" (‪ )8/7‬بالزاي تقليدًا منه‬
‫لزعمه المذكور‪ ،‬وهو يعلم أن المصادر التي قرنها مع " المسند" موافقة له‪ ،‬وإنما أتى‬
‫من عدم انتباهه لما ذكرته من التحقيق ‪ ،‬وال ولي التوفيق‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫لم أُسلم رغب ًة في المال‪ ،‬إنما أسلمتُ رغبة في السلم فأكون مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال‪ " :‬يا عمرو! نعم المال الصالح للمرء الصالح "‪.‬‬
‫‪ -127‬باب من أصبح آمنا في سربه‪141 -‬‬
‫@‪( 230/300‬حسن) عن عبيد ال بن محصن النصاري‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪ " :‬من أصبح آمنا في سربه(‪ ،)1‬معافى في جسده‪ ،‬عنده‬
‫طعام يومه‪ ،‬فكأنما حيزت له الدنيا"‪.‬‬
‫‪ -128‬باب طيب النفس‪142 -‬‬
‫@‪( 231/301‬صحيح) عن عبد ال بن خُبيب(‪ )2‬الجهني‪ ،‬عن عمّه؛ أنّ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج عليهم وعلى أثر غسل‪ ،‬وهو طيب‬
‫النفس‪ ،‬فظننا أنه ألم بأهله‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول ال! نراك طيب النفس؟ قال‪" :‬‬
‫أجل‪ ،‬والحمد ل"‪ .‬ثم ذكر الغنى‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إنه ل بأس بالغنى لمن اتقى‪ ،‬والصحة لمن اتقى خيرٌ من الغنى‪ ،‬وطيب‬
‫النفس من النعم"‪.‬‬
‫@‪(232/303‬صحيح السناد) عن أنس قال‪ " :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم أحسن الناس‪ ،‬وأجود الناس‪ ،‬وأشجع الناس‪ ،‬ولقد فزع أهل المدينة ذات‬
‫ليلة‪ ،‬فانطلق الناس قبل الصوت‪ ،‬فاستقبلهم النبي صلى ال عليه وسلم قد‬
‫سبق الناس إلى الصوت وهو يقول‪" :‬لن تراعوا‪ .‬لن تراعوا"(‪ )3‬وهو على‬
‫فرس لبي طلحة عُري‪ ،‬ما عليه سرج‪ ،‬وفي عنقه السيف‪ ،‬فقال‪ " :‬لقد‬
‫وجدته بحرا‪ ،‬أو إنه لبحر"‪.‬‬
‫( ) أي‪ :‬في نفسه‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫() بمعجمة وموحدتين مصغراً له صحبة‪ ،‬وعمه اسمه‪ :‬عبيد‪ ،‬سماه ابن منده كما في‬ ‫‪2‬‬

‫"التقريب"‪.‬‬
‫( ) أي‪ :‬لن تخافوا ولن ترهبوا‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪60‬‬
‫@‪( 233/304‬حسن) عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫كل معروف صدقة‪ ،‬إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق‪ ،‬وأن تفرغ‬
‫من دلوك في إناء أخيك"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬والجملة الولى تقدمت (‪.)165/224‬‬
‫‪ -129‬باب ما يجب من عون الملهوف – ‪143‬‬
‫" أسند تحته حديث أبي ذر المتقدم برقم (‪ ،)162‬وحديث أبي موسى برقم (‬
‫‪.")166‬‬
‫‪ -130‬باب من دعا ال أن يحسن خلقه – ‪144‬‬
‫@‪( 234/308‬صحيح لغيره) عن يزيد بن بابنوس قال‪ :‬دخلنا على عائشة‬
‫فقلنا‪ :‬يا أم المؤمنين! ما كان خلق رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ قالت‪:‬‬
‫"كان خلقه القرآن …"‪.‬‬
‫‪ -131‬باب من دعا ال أن يحسن خلقه – ‪144‬‬
‫@‪( 235/309‬حسن صحيح) عن سالم بن عبد ال قال‪ :‬ما سمعت عبد ال‬
‫لعنا أحدا قط‪ ،‬ليس إنسانا(‪ .)1‬وكان سالم يقول‪ :‬قال عبد ال بن عمر‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا"‪.‬‬
‫@‪( 236/311‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها ؛ أن يهوديا أتوا النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬السام عليكم‪ ،‬فقالت عائشة‪ :‬وعليكم‪ ،‬ولعنكم ال‪،‬‬
‫وغضب ال عليكم‪ .‬قال‪ " :‬مهلً يا عائشة! عليك بالرفق‪ ،‬وإياك والعنف‬

‫( ) أي‪ :‬إل إنساناً ‪ ،‬فإنه لعنه‪ ،‬يبين ذلك رواية ابن أبي الدنيا بلفظ "إل مرة"‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ولعل ذلك كان لسبب موجب لذلك عنده على القل دفعه إليه‪ ،‬ففي رواية للبيهقي أنه‬
‫أعتق العبد ‪ ،‬وفي أخرى له ‪ :‬أن النسان خادمًا غضب منه‪ ،‬وسنده صحيح كما بينته في‬
‫"الصحيحة" (‪.)2636‬‬

‫‪61‬‬
‫والفحش"‪ .‬قالت‪ :‬أو لم تسمع ما قالوا؟ قال‪ " :‬أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت‬
‫عليهم‪ ،‬فيستجاب لي فيهم‪ ،‬ول يستجاب لهم فيّ"‪.‬‬
‫@‪( 237/312‬صحيح) عن عبد ال [ هو ابن مسعود]‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬ليس المؤمن بالطعان‪ ،‬ول باللعان‪ ،‬ول الفاحش‪ ،‬ول‬
‫البذيء"‪.‬‬
‫@‪( 238/313‬حسن صحيح) عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬ل ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا"‪.‬‬
‫@‪(293/314‬صحيح السناد) عن عبد ال [ هو ابن مسعود] قال‪" :‬ألم‬
‫أخلق المؤمن الفحش"‪.‬‬
‫‪ -132‬باب اللعان – ‪146‬‬
‫@‪( 240/316‬صحيح) ‪ -‬عن أبي الدرداء قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن اللعانين ل يكونون يوم القيامة شهداء ول شفعاء"‪.‬‬
‫@‪( 241/317‬صحيح) ‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل ينبغي للصديق أن يكون لعانا"‪.‬‬
‫@‪( 242/318‬صحيح السناد)‪ -‬عن حذيفة قال‪ " :‬ما تلعن قوم قط إل حق‬
‫عليهم اللعنة"‪.‬‬
‫‪ -133‬باب من لعن عبده فأعتقه – ‪147‬‬
‫@‪( 243/319‬صحيح) ‪ -‬عن عائشة‪ ،‬أنا أبا بكر لعن بعض رقيقه‪ ،‬فقال‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ " :‬يا أبا بكر! اللعانين والصديقين؟! (‪ )1‬كل ورب‬

‫( ) كذا الصل‪ ،‬ولعل الصواب‪ " :‬ألعانون وصديقون؟!"‪ .‬وفي " الشعب" ‪ " :‬لعانين‬
‫‪1‬‬

‫وصديقين"‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الكعبة " ( مرتين أو ثلث)‪ .‬فأعتق أبو بكر يومئذ بعض رقيقه ثم جاء النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال‪ :‬ل أعود‪.‬‬
‫‪ -134‬باب لعن الكافر‪149 -‬‬
‫@‪( 244/321‬صحيح) ‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال ! ادع ال‬
‫على المشركين‪ .‬قال‪" :‬إني لم أبعث لعّانا‪ ،‬ولكن بعثت رحمةً"‪.‬‬
‫‪ -135‬باب النمام‪150 -‬‬
‫@‪( 245/322‬صحيح) ‪ -‬عن همام ‪ :‬كنا مع حذيفة‪ .‬فقيل له ‪ :‬إن رجلً‬
‫يرفع الحديث إلى عثمان! فقال حذيفة‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقولُ‪" :‬ل يدخل الجنة قتّات"‪.‬‬
‫@‪( 246/323‬حسن) عن أسماء بنت يزيد قالت‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أل أخبركم بخياركم؟"‪ .‬قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ " :‬الذين إذا رُؤوا ذكر ال‪،‬‬
‫أفل أخبركُم بشراركم؟"‪ .‬قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ " :‬المشاؤون بالنميمة‪ ،‬المفسدون‬
‫بين الحبة‪ ،‬الباغون بالبراء الع َنتْ"‪.‬‬
‫‪ -136‬باب من سمع بفاحشة فأفشاها‪151 -‬‬
‫@‪( 247/324‬حسن السناد) عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه قال‪" :‬‬
‫القائل الفاحشة‪ ،‬والذي يشيع بها‪ ،‬في الثم سواء"‪.‬‬
‫ف قال‪ :‬كان يقال‪" :‬من سمع‬
‫@‪(248/325‬حسن السناد) عن شبيل بن عو ٍ‬
‫بفاحشة فأفشاها‪ ،‬فهو فيها كالذي أبداها"‪.‬‬
‫@‪(249/326‬حسن السناد) عن عطاء‪ " :‬أنه كان يرى النّكال على من أشاع‬
‫الزنا‪ ،‬يقول‪ :‬أشاع الفاحشة"‪.‬‬
‫‪ -137‬باب العيّاب‪152 -‬‬

‫‪63‬‬
‫ي قال‪" :‬ل تكونوا عجلً مذاييع‬
‫(‪)1‬‬
‫@‪(250/327‬صحيح السناد) عن عل ّ‬
‫بُذرا(‪)2‬؛ فإن من ورائكم بلءً مبرحا(‪ )3‬مملحا(‪ ،)4‬وأمورا متماحلة(‪ )5‬ردحا(‪.")6‬‬
‫@‪( 251/330‬صحيح) عن أبي جبيرة بن الضحاك قال‪ :‬فينا نزلت‪ -‬في بني‬
‫سلمة‪ ﴿ -‬ول تنابزوا باللقاب﴾ [الحجرات‪ ]11 :‬قال‪ :‬قَ ِدمَ علينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وليس منا رجل إل له اسمان‪ ،‬فجعل النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬يا فلن!" فيقولون‪ :‬يارسول ال! إنه يغضب منه(‪.)7‬‬
‫@‪(252/331‬حسن السناد) عن عكرمة قال‪ :‬ل أدري أيهما جعل لصاحبه‬
‫طعاما‪ ،‬ابن عباس أو ابن عمه؛ فبينا الجارية تعمل بين أيديهم‪ ،‬إذ قال أحدهم‬
‫لها‪ :‬يا زانية! فقال‪ :‬مه! إن لم تحدّك في الدنيا تحدّك في الخرة‪ .‬قال‪:‬‬
‫أفرأيت إن كان كذاك؟ قال‪ " :‬إن ال ل يحب الفاحش المتفحش"(‪ .)8‬ابن‬
‫عباس الذي قال‪ :‬إن ال ل يحب الفاحش المتفحش‪.‬‬
‫‪ -138‬باب ما جاء في التمادح‪153 -‬‬
‫@‪( 253/333‬صحيح) عن أبي بكرة ؛ أن رجلً ذُكر عند النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فأثنى عليه رجلٌ خيرا‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ويحك‬
‫قطعت عنق صاحبك‪( ،‬يقوله مرارا)‪ ،‬إن كان أحدكم مادحا ل محالة‪ ،‬فليقل‪:‬‬

‫( ) جمع مذياع‪ ،‬من أذاع الشيء‪ ،‬والمراد ها هنا الذين يشيعون الفاحشة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) البذر جمع بذور الذي ل يستطيع أن يكتم سره‪ ،‬أي المفشون للسرار‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) ال َبرْح‪ :‬بفتح وسكون‪ :‬الشدة والشر والعذاب الشديد والمشقة‪.‬‬‫‪3‬‬

‫( ) وفي بعض الطرق‪ُ ( :‬م ْكلِحاً) أي‪ :‬يكلح الناس لشدته‪ ،‬والكُلوح‪ :‬العُبوس‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫() المتماحل من الرجال ‪ :‬الطويل‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫() جمع رداح وهو الجمل المثقل حملً‪ ،‬والمعنى‪ :‬الفتن الثقيلة العظيمة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫() زاد ان ماجه(‪ " : )3741‬فنزلت‪ ﴿ :‬ول تنابزوا باللقاب﴾‪ [ ،‬الحجرات‪.]11:‬‬ ‫‪7‬‬

‫() هذا موقوف في حكم المرفوع‪ ،‬وقد صح مرفوعاً‪ ،‬وسيأتي في الحديث (‬ ‫‪8‬‬

‫‪.)989/1311‬‬

‫‪64‬‬
‫سبَ كذا وكذا‪ -‬إن كان يرى أنه كذلك – وحسيبه ال‪ ،‬ول يزكي على ال‬
‫أح ِ‬
‫أحدا"‪.‬‬
‫@‪( 251/334‬صحيح) عن أبي موسى قال ‪ :‬سمع النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫رجلً يثني على رجل ويطريه‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أ ْهلَكْتُم‪-‬‬
‫أو قطعتم ظه َر – الرجل"‪.‬‬
‫@‪(255/335‬صحيح السناد) عن إبراهيم التيمي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنا جلوسا‬
‫عند عُمر‪ ،‬فأثنى رجلٌ على رجلٍ في وجهه‪ .‬فقال‪ " :‬عقرت الرجل‪ ،‬عقرك‬
‫ال "‪.‬‬
‫@‪(265/336‬صحيح السناد) عن عمر قال‪ " :‬المدح ذبح"‪ .‬قال محمد‪ :‬يعني‬
‫إذا قبلها‪.‬‬
‫‪ -139‬باب من أثنى على صاحبه إن كان آمنا به‪154 -‬‬
‫@‪( 275/337‬صحيح) عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫نعم الرجل أبو بكر‪ ،‬نعم الرجل عمر‪ ،‬نعم الرجل أبو عبيدة‪ ،‬نعم الرجل أسيد‬
‫بن حُضير‪ ،‬نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس‪ ،‬نعم الرجل معاذ بن عمرو‬
‫بن الجموح‪ ،‬نعم الرجل معاذ بن جبل"‪ .‬قال‪ " :‬وبئس الرجل فلن‪ ،‬وبئس‬
‫الرجل فلن" حتى عد سبعة‪.‬‬
‫‪ -140‬باب يحثى في وجوه المداحين – ‪155‬‬
‫@‪( 258/339‬صحيح) عن أبي معمر قال‪ :‬قام رجل يثني على أمير من‬
‫المراء‪ ،‬فجعل المقداد يحثى في وجهه التراب وقال‪:‬‬
‫" أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين‬
‫التراب"‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫@‪( 259/340‬صحيح) عن عطاء بن أبي رباح؛ أن رجلً كان يمدح رجلً‬
‫ث التراب نحو فيه‪ ،‬وقال‪ :‬قال رسول ال‬
‫عند ابن عمر‪ ،‬فجعل ابن عمر يح ُ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا رأيتم المداحين‪ ،‬فاحثوا في وجوههم التراب"‪.‬‬
‫@‪( 260/341‬حسن) عن محجن السلمي‪ ،‬قال رجاء‪ :‬أقبلت مع محجن ذات‬
‫يوم حتى انتهينا إلى مسجد أهل البصرة‪ ،‬فإذا بريدة على باب من أبواب‬
‫المسجد جالسٌ‪ ،‬قال‪ :‬وكان في المسجد رجل يقال له‪ :‬سكبة‪ ،‬يطيل الصلة‪،‬‬
‫لما انتهينا إلى باب المسجد – وعليه بردة‪ -‬وكان بريدة صاحب مزاحاتٍ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا محجن! أتصلي كما يصلي سكبة؟ فلم يرد عليه محجن‪،‬‬
‫ورجع‪ ،‬قال‪ :‬قال محجن‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ بيدي‪،‬‬
‫فانطلقنا نمشي حتى صعدنا أحدا‪ ،‬فأشرف على المدينة فقال‪ " :‬ويل أمها من‬
‫رية‪ ،‬يتركها أهلها كأعمر ما تكون؛ يأتيها الدجال‪ ،‬فيجد على باب كل من‬
‫أبوابها ملكا‪ ،‬فل يدخلها"‪ .‬ثم انحدر حتى إذا كنا في المسجد‪ ،‬رأى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم رجلً يصلي‪ ،‬ويسجد‪ ،‬ويركع‪ ،‬فقال لي رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من هذا؟" فأخذت أُطريه‪ .‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ! هذا‬
‫فلن‪ ،‬وهذا‪ .‬فقال‪" :‬أمسك‪ ،‬ل تُسمعه فتهلكه"‪ .‬قال‪ " :‬فانطلق يمشي‪ ،‬حتى إذا‬
‫كان عند حُجره‪ ،‬لكنه نفض يديه‪ ،‬ثم قال‪ " :‬إن خير دينكم أيسره‪ ،‬إن خير‬
‫دينكم أيسره" ثلثا‪.‬‬
‫‪ -141‬باب ل تكرم صديقك بما يشق عليه‪158 -‬‬
‫@‪(261/344‬صحيح السناد موقوف) عن محمد (بن سيرين) قال‪ :‬كانوا‬
‫يقولون‪" :‬ل تكرم صديقك بما يشق عليه"‪.‬‬
‫‪ -142‬باب الزيارة – ‪159‬‬

‫‪66‬‬
‫@‪( 262/345‬حسن) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫إذا عاد الرجل أخاه أو زاره‪ ،‬قال ال له " طبت وطاب ممشاك‪ ،‬وتبوأت‬
‫ل في الجنة"‪.‬‬
‫منـز ً‬
‫@‪( 263/346‬حسن) عن أم الدرداء قالت‪ :‬زارنا سلمان من المدائن إلى‬
‫الشام ماشيا‪ ،‬وعليه كساء واندرورد‪ ( ،‬قال‪ :‬يعني سراويل مشمرة)(‪ .)1‬قال‬
‫ابن شوذب‪ :‬رؤي سلمان وعليه كساء مطموم الرأس(‪ )2‬ساقط الذنين‪ ،‬يعني‬
‫أنه كان أرفش(‪ .)3‬فقيل له ‪ :‬شوهّت نفسك! قال‪" :‬إن الخير خير الخرة"‪.‬‬
‫‪ -143‬باب من زار قوما فطَعِم عندهم – ‪160‬‬
‫@‪(246/347‬صحيح السناد) عن أنس بن مالك ؛ أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم زار أهل بيت من النصار‪ ،‬فطعم عندهم طعاما‪ ،‬فلما خرج أمرَ‬
‫بمكان من البيت‪ ،‬فنضح له على بساط‪ ،‬فصلى عليه‪ ،‬ودعا لهم‪.‬‬
‫@‪( )348/1(/265‬صحيح مقطوع) عن أبي خلدة قال‪ :‬جاء عبد الكريم أبو‬
‫أمية إلى أبي العالية وعليه ثياب صوفٍ‪ ،‬فقال أبو العالية‪" :‬إنما هذه ثياب‬
‫الرهبان‪ ،‬إن كان المسلمون إذا تزاوروا تجملوا"‪.‬‬
‫@‪( )348/2(/266‬حسن) عن عبد ال مولى أسماء قال‪ :‬أخرجت إليّ أسماء‬
‫جبة من طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج‪ ،‬وإن فرجيها مكفوفان به‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫" هذه جبة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان يلبسها للوفود‪ ،‬ويوم‬
‫الجمعة"‪.‬‬

‫() أي‪ :‬أطول من (التبان) يغطي الركبة‪ .‬و(التبان)‪ :‬سراويل صغيرة يستر العورة‬‫‪1‬‬

‫المغلظة فقط‪ ،‬ويكثر لبسه الملحون‪ " .‬نهاية"‪.‬‬


‫( ) أي ‪ :‬جزّه واستأصله‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫( ) يعني‪ :‬طويل وعريض‪ .‬قلت‪ " :‬في النهاية"‪ " :‬أرفش الذنين أي‪ :‬عريضهما‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫تشبيهاً بالرفش الذي يجرف به الطعام"‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫@‪( 267/349‬صحيح) عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬وجد عمر حُلة استبرق‪،‬‬
‫فأتى بها النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬اشتر هذه والبسها عند الجمعة أو‬
‫حين تقدم عليك الوفود‪ ،‬فقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬إنما يلبسها من ل‬
‫خلق له في الخرة"‪.‬‬
‫وأُتي رسول ال صلى ال عليه وسلم بحلل‪ ،‬فأرسل إلى عمر بحلة‪ ،‬وإلى‬
‫أسامة بحلة‪ ،‬وإلى علي بحلة‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رسول ال! أرسلت بها إلي‪ ،‬لقد‬
‫سمعتك تقول فيها ما قلت؟ فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬تبيعها‪ ،‬أو‬
‫تقضي بها حاجتك"‪.‬‬
‫‪ -144‬باب فضل الزيارة‪161 -‬‬
‫@‪( 268/350‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" زار رجل أخا له في قريةٍ‪ ،‬فأرصد ال ملكا على مدرجته‪ ،‬فقال‪ :‬أين تريد؟‬
‫قال‪ :‬أخا لي في هذه القرية‪ .‬فقال‪ :‬هل له عليك من نعمة ترُبّها(‪)1‬؟ قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫إني أحبه في ال‪ .‬قال‪ :‬فإني رسول ال إليك؛ أن ال أحبك كما أحببته"‪.‬‬
‫‪ -145‬باب الرجل يحب قوما ولما يلحق بهم‪162-‬‬
‫@‪( 269/351‬صحيح) عن أبي ذر؛ قلتُ ‪ :‬يا رسول ال! الرجل يحب القوم‬
‫ول يستطيع أن يلحق بعملهم؟ قال‪ :‬أنت يا أبا ذر! مع من أحببت"‪ .‬قلت‪ :‬إني‬
‫أحب ال ورسوله‪ ،‬قال‪ " :‬أنت مع من أحببت‪ ،‬يا أبا ذر!"‪.‬‬
‫@‪( 270/352‬صحيح) عن أنس ؛ أن رجلً سأل النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يا نبي ال ! متى الساعة؟ فقال‪ " :‬وما أعددت لها؟ "‪ .‬قال‪ :‬ما أعددت‬

‫( ) أي‪ :‬تملكها وتستوفيها‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪68‬‬
‫لها من كبير‪ ،‬إل أني أحب ال ورسوله‪.‬فقال‪ " :‬المرء مع من أحب"‪ .‬قال‬
‫أنس‪ :‬فما رأيت المسلمين فرحوا بعد السلم أشد مما فرحوا يومئذٍ‪.‬‬
‫‪ -146‬باب فضل الكبير‪163 -‬‬
‫@‪( 271/353‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويعرف حق كبيرنا‪ ،‬فليس منا"‪.‬‬
‫@‪( 272/354‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬يبلغ به النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويعرف حق ( وفي لفظ‪:‬‬
‫ويوقر‪ )358/‬كبيرنا‪ ،‬فليس منا"‪.‬‬
‫@‪( 273/356‬حسن صحيح) عن أبي أمامة؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويجل كبيرنا‪ ،‬فليس منا"‪.‬‬
‫‪ -147‬باب إجلل الكبير‪164 -‬‬
‫@‪( 274/357‬حسن) عن الشعري [ وهو أبو موسى] قال‪ " :‬إن من إجلل‬
‫ال إكرام ذي الشيبة المسلم‪ ،‬وحامل القرآن‪ ،‬غير الغالي فيه‪ ،‬ول الجافي‬
‫عنه‪ ،‬وإكرام ذي السلطان المقسط"‪.‬‬
‫‪ -148‬باب يبدأ الكبير بالكلم والسؤال‪165 -‬‬
‫@‪( 275/359‬صحيح) عن رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة‪ ،‬أنهما حدثا‬
‫– أو حدثاه‪ -‬أن عبد ال بن سهل ومحيصة بن مسعود أتيا خيبر‪ ،‬فتفرقا في‬
‫النخل‪ ،‬فقتل عبد ال بن سهل‪ ،‬فجاء عبد الرحمن بن سهل‪ ،‬وحويصة‬
‫ومحيصة ابنا مسعود إلى النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فتكلموا في أمر‬
‫صاحبهم‪ ،‬فبدأ عبد الرحمن‪ ،‬وكان أصغر القوم! فقال له النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬الكبر الكبر"‪ -‬قال يحيى ليَلي الكلم الكبر‪ -‬فتكلموا في أمر‬

‫‪69‬‬
‫صاحبهم‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬استحقوا قتيلكم‪ -‬أو قال‬
‫صاحبكم‪ -‬بأيمان خمسين منكم؟"‪ .‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال! أمرٌ لم نره‪ .‬قال‪" :‬‬
‫فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم؟"‪ .‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال! قوم كفار! ففداه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من قِ َبلِه‪ .‬قال‪ :‬سهل فأدركت ناقة من تلك‬
‫البل‪ ،‬فدخلت مربدا(‪ )1‬لهم‪ ،‬فركضتني برجلها‪.‬‬
‫‪ -149‬باب إذا لم يتكلم الكبير‪ ،‬هل للصغر أن يتكلم؟ ‪166-‬‬
‫@‪( 276/360‬صحيح) عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أخبروني بشجرة مَ َثلُها م َثلُ المسلم‪ ،‬تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها‪،‬‬
‫ل تحُتّ ورقها"‪ .‬فوقع في نفسي النخلة‪ ،‬فكرهت أن أتكلم‪ ،‬وثم أبو بكر‬
‫وعمر رضي ال عنهما‪ ،‬فلما لم يتكلما‪.‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫هي النخلة"‪ .‬فلما خرجت مع أبي قلت‪ :‬يا أبت! وقع في نفسي النخلة‪ .‬قال‪:‬‬
‫ما منعك أن تقولها؟ لو كنت قلتها‪ ،‬كان أحب إلي من كذا وكذا‪ .‬قال‪ :‬ما‬
‫منعني إل لم أرك‪ ،‬ول أبا بكر تكلمتُما‪ ،‬فكرهت‪.‬‬
‫‪ -150‬باب تسويد الكابر‪167-‬‬
‫@‪(277/361‬حسن السناد) عن حكيم بن قيس بن عاصم؛ أن أباه أوصى‬
‫عند موته بنيه‪ ،‬فقال‪" :‬اتقوا ال وسودُوا أكبركم؛ فإن القوم إذا سودوا أكبرهم‬
‫خلفوا أباهم‪ ،‬وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم‪ .‬وعليكم بالمال‬
‫واصطناعه؛ فإنه منبهةٌ للكريم‪ ،‬ويستغنى به عن اللئيم‪ .‬وإياكم ومسألة‬
‫الناس؛ فإنها من آخر كسب الرجل‪ .‬وإذا متّ فل تنوحوا‪ ،‬فإنه لم ينح على‬

‫( ) الموضع الذي تحبس فيه البل والغنم‪ " .‬نهاية"‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪70‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وإذا مت فادفنوني بأرضٍ ل يشهر بدفني‬
‫بكر بن وائل؛ فإني كنت أغافلهم في الجاهلية‪.‬‬
‫‪ -151‬باب يعطى الثمرة أصغر من حضر من الولدان‪168 -‬‬
‫@‪(278/362‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا أُتي بالزهو قال‪ " :‬اللهم! بارك لنا في مدينتنا ومدّنا‪ ،‬وصاعنا‪،‬‬
‫بركةً مع بركة"‪ .‬ثم ناوله أصغر من يليه من الولدان‪.‬‬
‫‪ -152‬باب معانقة الصبي‪170 -‬‬
‫@‪(279/364‬حسن) عن يعلى بن مرة‪ ،‬أنه قال‪ :‬خرجنا مع النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ودُعينا إلى طعام فإذا حسين يلعب في الطريق‪ ،‬فأسرع النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم أمام القوم‪ ،‬ثم بسط يديه‪ ،‬فجعله يمر مرة ها هنا ومرة‬
‫ها هنا؛ يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والخرى في رأسه‪،‬‬
‫ثم اعتنقه فقبله‪ ،‬ثم قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬حسين مني وأنا منه‪،‬‬
‫ب ال من أحب الحسن والحسين‪ ،‬سبطان(‪ )1‬من السباط"‪.‬‬
‫أح ّ‬
‫‪ -153‬باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة‪171 -‬‬
‫@‪(280/365‬صحيح السناد) عن بكير ‪ " :‬أنه رأى عبد ال بن جعفر يقبل‬
‫زينب بنت عمر بن أبي سلمة‪ ،‬وهي ابنة سنتين أونحوه"‪.‬‬
‫@‪(281/366‬صحيح السناد) عن الحسن [ وهو البصري] قال‪" :‬إن استطعت‬
‫أن ل تنظر إلى شعر أحد من أهلك ؛ إل أن يكون أهلك أو صبية‪ ،‬فافعل"‪.‬‬
‫‪ -154‬باب مسح رأس الصبي‪172 -‬‬

‫( ) أي ‪ :‬أمة من المم في الخير‪ ،‬والسباط في أولد إبراهيم عليه السلم بمنزلة القبائل‬
‫‪1‬‬

‫في ولد إسماعيل‪ ،‬واحدهم سبط‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫@‪(282/367‬صحيح السناد) عن يوسف بن عبد ال بن سلم قال‪ " :‬سماني‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوسف‪ ،‬وأقعدني على حجره‪ ،‬ومسح على‬
‫رأسي"‪.‬‬
‫@‪( 283/368‬صحيح) عن عائشة قالت‪" :‬كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وكان لي صواحب يلعبن معي‪ ،‬فكان رسول ال صلى ال‬
‫ن معي"‪.‬‬
‫ن إليّ‪ ،‬فيلعب َ‬
‫عليه وسلم إذا دخل ينقمِعنَ منه‪ ،‬فيسرّبه ّ‬
‫‪ -155‬باب قول الرجل للصغير يا بنيّ‪173-‬‬
‫@‪( 284/369‬حسن السناد) عن أبي العجلن المحاربي قال‪ " :‬كنت في‬
‫جيش ابن الزبير‪ ،‬فتوفي ابن عمّ لي‪ -‬وأوصى بجمل في سبيل ال – فقلت‬
‫لبنه‪ :‬ادفع إليّ الجمل؛ فإني في جيش ابن الزبير! فقال‪ :‬اذهب بنا إلى ابن‬
‫عمر حتى نسأله‪ ،‬فأتينا ابن عمر‪ .‬فقال‪ :‬يا أبا عبد الرحمن! إن والدي توفي‪،‬‬
‫وأوصى بجمل في سبيل ال‪ .‬وهذا ابن عمي‪ ،‬وهو في جيش ابن الزبير‪،‬‬
‫أفأدفع إليه الجمل؟ قال ابن عمر‪ :‬يا بني! إن سبيل ال كل عمل صالح‪ ،‬فإن‬
‫والدك إنما أوصى بجمله في سبيل ال عز وجل‪ ،‬فإذا رأيت قوما مسلمين‬
‫يغزون قوما من المشركين‪ ،‬فادفع إليهم الجمل؛ فإنّ هذا وأصحابه(‪ )1‬في‬
‫سبيل غلمان قو ٍم أيهم يضع الطابع"!‬
‫@‪( 285/370‬صحيح) عن جرير‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬من‬
‫ل يرحم الناس‪ ،‬ل يرحمه ال عز وجل"‪.‬‬

‫( ) أي ‪ :‬إنما يقاتلون " في سبيل غلمان قوم" يعني ابن الزبير وجيشه‪ " ،‬أيهم يضع‬
‫‪1‬‬

‫الطابع" ‪ :‬أي ‪ :‬يكون رئيساً حيث ينفذ أحكامه‪.‬‬


‫وبهذا يتبين أنه ل حاجة لقول الشارح‪ " :‬غلمان كذا ولعله تصحيف فلن‪ ،‬كناية عن عبد‬
‫ال بن الزبير‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫@‪( 286/371‬حسن) عن عمر ؛ أنه قال‪ " :‬من ل يَرحَم ل يُرحَم‪ ،‬ول يُغفر‬
‫من ل يَغفر‪ ،‬ول يُعف عمّن لم يَعفُ‪ [ ،‬ول يُتاب على من ل يتوب]‪ ،‬ول‬
‫ق من ل يتَوقّ(‪.")1‬‬
‫يُو ّ‬
‫@‪-156‬باب ارْحم من في الرض‪174 -‬‬
‫@‪( 287/373‬صحيح) عن قرة قال‪ :‬قال رجلٌ ‪ :‬يا رسول ال! إني لذبح‬
‫الشاة فأرحمُها‪ ،‬أو قال‪ :‬إني لرحم الشاة أن أذبحها‪ .‬قال‪ " :‬والشاة إن‬
‫رحمتها‪ ،‬رحمك ال" مرتين‪.‬‬
‫@‪( 288/374‬حسن) عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫الصادق المصدوق أبا القاسم صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬ل تنزع الرحمة‬
‫إل من شقي"‪.‬‬
‫‪ -157‬باب رحمة العيال‪175 -‬‬
‫@‪( 298/367‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ " :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم أرحم الناس بالعيال‪ ،‬وكان له ابن مسترضع في ناحية المدينة‪ ،‬وكان‬
‫ظئره (‪)2‬قينا(‪ )3‬وكنا نأتيه‪ ،‬وقد دخن البيت بإذخرٍ ؛ فيقبله ويشمه"‪.‬‬
‫@‪( 290/377‬صحيح السناد) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬أتى النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم رجلٌ ومعه صبي‪ ،‬فجعل يضمه إليه‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أترحمه؟" قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪" :‬فال أرحم بك‪ ،‬منك به‪ ،‬وهو أرحم‬
‫الراحمين"‪.‬‬
‫@‪-158‬باب رحمة البهائم‪176 -‬‬

‫( ) أي ‪ :‬ل يصان ول يحفظ من ل يصون نفسه ول يحفظها من الوقوع في المعاصي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) زوج مرضعه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) يعني حداداً‪ ،‬ويطلق علىكل صانع‪ .‬يقال‪ :‬قان الشيء إذا أصلحه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫@‪( 291/378‬صحيح) هريرة؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتد به العطش‪ ،‬فوجد بئرا فنزل فيها‪ ،‬فشرب ثم‬
‫خرج‪ ،‬فإذا كلب يلهث؛ يأكل الثرى من العطش‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬لقد بلغ هذا‬
‫خفّاه‪ ،‬ثم أمسكها‬
‫الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني‪ ،‬فنزل البئر فمل ُ‬
‫بفيه‪ ،‬فسقى الكلب‪ ،‬فشكر ال له‪ ،‬فغفر له"‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال! وإن لنا في‬
‫البهائم أجرا؟ قال‪ " :‬في كل ذاتِ كبدٍ رطبة أجر"‪.‬‬
‫@‪( 292/379‬صحيح) عن عبد ال بن عمر؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬عُذبت امرأة في هرة‪ ،‬حسبتها حتى ماتت جوعا‪ ،‬فدخلت فيها‬
‫النار‪ ،‬يقال‪ -‬وال أعلم‪ : -‬ل أنت أطعمتيها‪ ،‬ول سقيتيها حين حبستيها‪ ،‬ول‬
‫أنت أرسلتيها فأكلت من خشاش الرض"‪.‬‬
‫@‪( 293/380‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪" :‬ارحموا تُرحموا‪ ،‬واغفروا يغفر ال لكم‪ ،‬ويلٌ لقماع‬
‫ل(‪ )1‬ويل للمصرّين؛ الذين يُصرّون على ما فعلوا وهم يعلمون"‪.‬‬
‫القو ِ‬
‫@‪( 294/381‬حسن) عن أبي أمامة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬من رحم ولو ذبيحة‪ ،‬رحمه ال يوم القيامة"‪.‬‬
‫‪ -159‬باب أخذ البيض من الحمرة‪177 -‬‬
‫@‪( 295/382‬صحيح) عن عبد ال [ وهو ابن مسعود]‪ :‬أن النبي صلى ال‬
‫ل فأخذ رجل بيض حمّرة‪ ،‬فجاءت ترف على رأس‬
‫عليه وسلم نزل منز ً‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فقال‪" :‬أيكم فجع هذه ببيضتها؟"‪ .‬فقال‬
‫( ) جمع قمع‪ -‬كضلع‪ -‬وهو الناء الذي يترك في رؤوس الظرف؛ لتمل بالمائعات من‬ ‫‪1‬‬

‫الشربة والدهان‪ .‬شبه أسماع الذي يستمعون القول ول يعونه ول يحفظونه ‪ ،‬ول‬
‫يعملون كالقماع التي ل تعي شيئاً مما يفرغ فيها‪ ،‬فكأنه يمر عليها مجازاً‪ ،‬كما يمر‬
‫الشراب على القماع اجتيازاً‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫رجل‪ :‬يا رسول ال! أنا أخذت بيضتها‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"اردُد‪ ،‬رحم ًة لها"‪.‬‬
‫‪ -160‬باب الطير في القفص‪178 -‬‬
‫ن الزبير‬
‫@‪( 296/1/383‬حسن السناد) عن هشام بن عروة‪ ،‬قال‪ " :‬كان اب ُ‬
‫بمكة وأصحاب النبي صلى ال عليه وسلم يحملون الطير في القفاص"‪.‬‬
‫@‪( 296/2/384‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬دخل النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فرأى ابنا لبي طلحة‪ -‬يقال له ‪ :‬أبو عمير‪ ،-‬وكان له نغير يلعب به‪ .‬فقال‪:‬‬
‫" يا أبا عمير! ما فعل – أو أين النغير؟ "‪.‬‬
‫‪ -161‬باب ينمي خيرا بين الناس‪179 -‬‬
‫@‪( 297/385‬صحيح) عن حميد بن عبد الرحمن‪ ،‬أن أمّه‪ -‬أم كلثوم ابنة‬
‫عقبة بن أبي معيط‪ -‬أخبرته أنها سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ " :‬ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس‪ ،‬فيقول خيرا‪ ،‬أو ينمي خيرا"‪.‬‬
‫قالت‪ :‬ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس من الكذب إل في ثلث‪:‬‬
‫الصلح بين الناس‪ ،‬وحديث الرجل مع امرأته‪ ،‬وحديث المرأة زوجها‪.‬‬
‫يصلح بين الناس‪ .‬م‪ -45 :‬ك البر والصلة والداب‪ ،‬ح ‪.]101‬‬
‫ح الكذب‪180 -‬‬
‫‪ -162‬باب ل يصلُ ُ‬
‫@‪( 298/386‬صحيح) عن عبد ال [هو ابن مسعود]‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر‪ ،‬وإن البر يهدي‬
‫إلى الجنة‪ ،‬وإن الرجل يصدق حتى يكتب عند ال صديقا‪ ،‬وإياكم والكذب؛‬
‫فإن الكذب يهدي إلى الفجور‪ ،‬والفجور يهدي إلى النار‪ ،‬وإن الرجل ليكذب‬
‫حتى يُكتب عند ال كذابا"‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫@‪( -299/387‬صحيح) عن عبد ال [هو ابن مسعود] قال ‪" :‬ل يصلح‬
‫الكذب في جدّ ول هزل‪ ،‬ول أن يعد أحدكم ولده ثم ل ينجز له))‪.‬‬
‫‪ -163‬باب الذي يصبر على أذى الناس‪181 -‬‬
‫@‪( 300/388‬صحيح) عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫المؤمن الذي يخالط الناس‪ ،‬ويصبرُ على أذاهم‪ ،‬خير من الذي ل يخالط‬
‫الناس‪ ،‬ول يصبر على أذاهم"‪.‬‬
‫‪ -164‬باب الصبر على الذى‪182 -‬‬
‫@‪( 301/389‬صحيح) عن أبي موسى‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ليس أحدٌ‪ -‬أو ليس شيء‪ -‬أصبر على أذى يسمعه؛ من ال عز وجل؛ إنهم‬
‫ليدّعون له ولدا‪ ،‬وإنه ليعافيهم ويرزقهم‪.‬‬
‫@‪( 302/390‬صحيح) عن عبد ال [ هو ابن مسعود]‪ " :‬قسم النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قسمة‪ -‬كبعض ما كان يقسم – فقال رجل من النصار‪ :‬وال!‬
‫إنها لقسمة ما أريد بها وجه ال عز وجل! قلت أنا‪ :‬لقولن للنبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فأتيته – وهو في أصحابه‪ -‬فساررته‪ ،‬فشق ذلك عليه صلى ال‬
‫عليه وسلم وتغير وجهه‪ ،‬وغضب‪ ،‬حتى وددت أني لم أكن أخبرتُه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫" قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر"‪.‬‬
‫‪ -165‬باب إصلح ذات البين‪183 -‬‬
‫@‪( 303/391‬صحيح) عن أبي الدرداء‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" أل أنبئكم بدرجة أفضل من الصلة والصيام‪ ،‬والصدقة؟" قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪" :‬‬
‫صلح ذات البين‪ ،‬وفساد ذات البين هي الحالقة"‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫@‪( 304/392‬صحيح السناد موقوفا) عن ابن عباس‪ ﴿ :‬فاتقوا ال وأصلحوا‬
‫ذات بينكم﴾ [النفال‪ .]1 :‬قال‪ " :‬هذا تحريجٌ من ال على المؤمنين(‪ )1‬أن يتقوا‬
‫ال وأن يصلحوا ذات بينهم"‪.‬‬
‫‪ -166‬باب الطعن في النساب‪186 -‬‬
‫@‪( 305/395‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" شعبتان ل تتركهما أمتي ‪ :‬النياحة والطعن في النساب"(‪.)2‬‬
‫‪ -167‬باب هجرة الرجل‪188 -‬‬
‫@‪( 306/397‬صحيح) عن عوف بن الحارث بن الطفيل‪ -‬وهو ابن أخي‬
‫عائشة لمها‪ -‬أن عائشة رضي ال عنها حُدثت‪ :‬أن عبد ال بن الزبير قال‬
‫في بيع‪ -‬أو عطاء‪ -‬أعطته عائشة‪ " :‬وال لتنتهينّ عائشة‪ ،‬أو لحجرن‬
‫عليها"‪ .‬فقالت‪ " :‬أهو قال هذا؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قالت عائشة‪" :‬فهو ل نذرٌ أن ل‬
‫أكلم ابن الزبير كلمة أبدا" فاستشفع ابن الزبير بالمهاجرين حين طالت‬
‫هجرتها إياه‪ .‬فقالت‪ :‬وال! ل أشفع فيه أحدا أبدا‪ ،‬ول أحنّث نذري الذي‬
‫نذرت أبدا‪ .‬فلما طال على ابن الزبير كلّم المسور بن مخرمة‪ ،‬وعبد الرحمن‬
‫بن السود بن عبد يغوث‪ ،‬وهما من بني زهرة‪ .‬فقال لهما ‪ :‬أنشدكما ال إل‬
‫أدخلتماني على عائشة؛ فإنها ل يحلّ لها أن تنذر قطيعتي‪ ،‬فأقبل به المسور‬
‫وعبد الرحمن‪ ،‬مشتملين عليه بأرديتهما‪ ،‬حتى استأذنا على عائشة‪ .‬فقال‪:‬‬
‫السلم عليك(‪ )3‬ورحمة ال وبركاته‪ ،‬أندخل؟ فقالت عائشة‪ :‬ادخلوا‪ .‬قال‪ :‬كلنا‬

‫( ) أي ‪ :‬ل مساغ للناس سوى التقوى والصلح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) أي إدخال العيب في أنساب الناس تحقيراً لبائهم وتفضيلً لباء أنفسهم‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫( ) كذا الصل وهو الصواب المطابق للسياق والموافق لرواية المؤلف في "صحيحه"‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ ،)6075-6073‬ووقع في نسخة الشارح‪ " :‬السلم على النبي" وهو خطأ واضح كان‬
‫ينبغي عليه تصحيحه‪ ،‬وبخاصة أنه قد ذكر في التعليق عليه (‪ " : )1/490‬في الصحيح ‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫يا أم المؤمنين؟ قالت‪ :‬نعم‪ :‬ادخلوا كلكم‪ .‬ول تعلم عائشة أن معهما ابن‬
‫الزبير‪ ،‬فلما دخلوا‪ ،‬دخل ابن الزبير في الحجاب‪ ،‬واعتنق عائشة وطفق‬
‫يناشدها يبكي‪ ،‬وطفق المسور‪ ،‬وعبد الرحمن يناشدان عائشة إل كلمته وقبلت‬
‫منه‪ ،‬ويقولن‪ :‬قد علمت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬نهى عمّا قد‬
‫علمت من الهجرة‪ ،‬وإنه ل يحل للرجل أن يهجر أخاه فوق ثلث ليالٍ"‪ .‬قال‪:‬‬
‫فلمّا أكثروا التذكير والتحريج طفقت تذكّرهم وتبكي‪ .‬وتقول‪ :‬إني قد نذرت‬
‫والنذر شديد‪ ،‬فلم يزالوا بها حتى كلمت ابن الزبير‪ ،‬ثم أعتقت بنذرها أربعين‬
‫رقبة‪ ،‬ثم كانت تذكرُ بعد ما أعتقت أربعين رقبة فتبكي حتى تبلّ دموعها‬
‫خمارها‪.‬‬
‫‪ -168‬باب هجرة المسلم‪189 -‬‬
‫@‪( 307/398‬صحيح) عن أنس بن مالك؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬ل تباغضوا‪ ،‬ول تحاسدوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬وكونوا عباد ال‬
‫إخوانا‪ ،‬ول يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث ليال"‪.‬‬
‫@‪( 308/399‬صحيح) عن أبي أيوب(‪ )1‬صاحب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬ل يحل لحد أن يهجر أخاه‬
‫فوق ثلث ليال؛ يلتقيان فيصدّ هذا ويصد هذا‪ ،‬وخيرهما الذي يبدأ بالسلم"‪.‬‬
‫@‪( 309/400‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل تباغضوا‪ ،‬ول تنافسوا‪ ،‬وكونوا عباد ال إخوانا"‪.‬‬

‫السلم عليك"‪.‬‬
‫( ) سقطت من الصل! واستدركتها من " الشرح" والكتاب قد ُنضّد وصحح ولذلك‬ ‫‪1‬‬

‫تكرر برقم (‪ )314/406‬وانظر التنبيه ص ‪.22‬‬

‫‪78‬‬
‫@‪( 310/401‬صحيح) عن أنس؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"ما تواد اثنان في ال جل وعز أو في السلم‪ ،‬فيفرق بينهما ؛ أول(‪ )2‬ذنب‬
‫يحدثه أحدهما"‪.‬‬
‫@‪( 311/401‬صحيح) عن هشام بن عامر النصاري‪ -‬ابن عم أنس بن‬
‫مالك‪ ،‬وكان قُتل أبوه يوم أحد‪ -‬أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ل يحل لمسلم أن يصارم مسلما فوقا ثلث‪ ،‬فإنهما ناكبان عن الحق‬
‫ما داما على صرامهما وإن أولهما فيئا يكون كفارة عنه سب ُق ُه بالفيء‪ ،‬وإن‬
‫ماتا على صرامهما لم يدخل الجنة جميعا أبدا‪ ،‬وإن سلم عليه فأبى أن يقبل‬
‫تسليمه وسلمه‪ ،‬ردّ عليه الملك‪ ،‬وردّ على الخر الشيطان"‪.‬‬
‫@‪( 312/403‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إني لعرف غضبك ورضاك"‪ .‬قالت‪ :‬قلتُ وكيف‬
‫تعرف ذلك يا رسول ال؟ قال‪ " :‬إنك إذا كنت راضيةً‪ ،‬قلتِ‪ :‬بلى‪ ،‬ورب‬
‫محمدٍ‪ ،‬وإذا كنت ساخطة! قلتِ‪ :‬ل‪ ،‬ورب إبراهيم"‪.‬قالت‪ :‬أجل! لستُ أهاجر‬
‫إل اسمك‪.‬‬
‫‪ -169‬باب من هجر أخاه سنة‪190 -‬‬
‫@‪( 313/404‬صحيح) عن أبي خراش السلمي‪ ،‬أنه سمع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪ " :‬من هجر أخاه سنة‪ ،‬فهو كسفك دمه"‪.‬‬
‫‪ -170‬باب المتهجرين‪191 -‬‬

‫( ) كذا‪ .‬ومر عليه الشارح الجيلني! وفي" الجامع الصغير" برواية المصنف " إل‬‫‪2‬‬

‫بذنب" ولعله الصواب‪ ،‬ثم تأكدت من ذلك حينما رأيته في "المسند" هكذا على الصواب‬
‫من حديث ابن عمر‪ ،‬وحديث رجل من بني سليط‪ ،‬ونحوه في "الحلية" من حديث أبي‬
‫هريرة وهي مخرجة في "الصحيحة" ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫@‪( 314/406‬صحيح) عن أبي أيوب النصاري؛ أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬ل يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلثة أيام‪ ،‬يلتقيان‬
‫فيقرض هذا ويعرض هذا‪ ،‬وخيرهما الذي يبدأ بالسلم"‪.‬‬
‫‪ -171‬باب الشحناء – ‪192‬‬
‫@‪( 315/408‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪" :‬ل تباغضوا‪ ،‬ول تحاسدوا‪ ،‬وكونوا عباد ال إخوانا"‪.‬‬
‫@‪( 316/409‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"تجدُ من شر الناس يوم القيامة عند ال ذا الوجهين ؛ الذي يأتي هؤلء‬
‫بوجه‪ ،‬وهؤلء بوجه"‪.‬‬
‫@‪( 317/410‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث‪ ،‬ول تناجشوا(‪ ،)1‬ول‬
‫تحاسدوا‪ ،‬ول تباغضوا‪ ،‬ول تنافسوا‪ ،‬ول تدابروا وكونوا عباد ال إخوانا"‪.‬‬
‫@‪( 318/411‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬تفتح أبواب الجنة يوم الثنين والخميس‪ ،‬فيغفر لكل عبد ل يشرك بال‬
‫شيئا‪ ،‬إل رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء‪ .‬فيقال‪ :‬أنظروا هذين حتى‬
‫يصطلحا"‪.‬‬
‫@‪( 319/412‬صحيح السناد) عن أبي الدرداء قال‪ " :‬أل أحدثكم ما هو خير‬
‫لكم من الصدقة والصيام؟ صلح ذات البين؟ أل وإن البغضة هي الحالقة"‪.‬‬
‫‪ -172‬باب من أشار على أخيه وإن لم يستشره‪195-‬‬

‫( ) النجش‪ :‬الزيادة في الثمن ل للرغبة بل ليخدع غيره ‪ " ،‬ول تنافسوا " ‪ :‬أي ‪ :‬الرغبة‬
‫‪1‬‬

‫في الشيء والنفراد به‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫@‪( 320/416‬صحيح) عن وهب بن كيسان‪ -‬وكان وهب أدرك عبد ال بن‬
‫عمر‪ ،-‬قال‪ " :‬أن عمر رأى راعيا في مكان قبيح(‪ )1‬ورأى مكانا أمثل منه‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬ويحك‪ ،‬يا راعي! حوّلها؛ فإني سمعتُ رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬كل راعٍ مسئول عن رعيته"‪.‬‬
‫‪ -173‬باب من كره أمثال السوء‪169 -‬‬
‫@‪( 321/417‬صحيح) عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫ليس لنا مثل السوء العائد في هبته‪ ،‬كالكلب يرجع في قيئه"‪.‬‬
‫‪ -174‬باب ما ذكر في المكر والخديعة‪197 -‬‬
‫@‪( 322/418‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫ب(‪ )3‬لئيم"‪.‬‬
‫وسلم ‪ " :‬المؤمن غر كريم(‪ ،)2‬والفاجر خ ّ‬
‫‪ -175‬باب السباب‪198 -‬‬

‫( ) الصل " قشح"‪ .‬وقال المعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي‪" :‬كذا وفي الهندية "فشج"‬ ‫‪1‬‬

‫وفي المخطوطة " قشج" ولعلها تحريف "نشح" وهو الشرب القليل‪ ،‬وانتشحت البل إذا‬
‫شربت ولم ترو"‪ ،‬وهذا الخير هو الذي وقع في نسخة الشارح ولم يعلق عليه بشيء‬
‫والصواب الذي يدل عليه السياق ما أثبتناه وهو الموافق لرواية "المسند" (‪ ،)2/108‬ثم‬
‫إن عزو المعلق الحديث إلى الشيخين فيه نظر؛ لنه ليس عندهما قصة ابن عمر مع‬
‫الراعي‪ ،‬والمرفوع منه عندهما أتم وقد تقدم (‪.)151/206‬‬
‫( ) أي‪ :‬ليس بذي مكر ‪ ،‬فهو ينخدع لنقياده ولينه (وهو ضد الخب) ‪ ،‬يريد أن المؤمن‬ ‫‪2‬‬

‫المحمود من طبعه الغرارة‪ ،‬وقلة الفطنة للشر‪ ،‬وترك البحث عنه‪ ،‬وليس ذلك منه جهلً‪،‬‬
‫ولكنه كرم وحسن خلق‪.‬‬
‫( ) الفجور‪ :‬النبعاث في المعاصي والمحارم‪ ،‬ولكن لما كان ها هنا قسمًا للمؤمن فيراد‬ ‫‪3‬‬

‫الكافر والمنافق‪ ،‬ل مرتكب الثم مع الجسارة فقط‪.‬‬


‫"خب" ‪ :‬بفتح الخاء وقد يكسر الخداع‪ ،‬وهو الساعي بين الناس بالفساد ‪ ،‬مظاهره خلف‬
‫باطنه وباطنه ما ينفر الناس عنه ‪ .‬كذا في "الشرح"‪.‬‬
‫"لئيم" ‪ :‬خلف الكريم ‪ ،‬والبخيل المهان‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫@‪( 323/420‬حسن السناد) عن أم الدرداء [ وهي الصغرى الفقيهة ] أن‬
‫ل نال منك عند عبد الملك‪ .‬فقالت‪ :‬إن نؤبن(‪ )1‬بما‬
‫رجلً أتاها‪ .‬فقال‪ :‬إن رج ً‬
‫ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا‪.‬‬
‫@‪( 324/421‬صحيح الٍسناد) عن عبد ال [ هو ابن مسعود]‪ " :‬إذا قال‬
‫الرجل لصاحبه‪ :‬أنت عدوي‪ ،‬فقد خرج أحدهما من السلم‪ ،‬أوبرئ من‬
‫صاحبه"(‪.)2‬‬
‫‪ -176‬باب سقي الماء‪199 -‬‬
‫@‪(325/422‬صحيح لغيره) عن ليث‪ ،‬عن طاوس‪ ،‬عن ابن عباس‪ -‬أظنه‬
‫رفعه‪ ،‬شك ليث‪ -‬قال‪ " :‬في ابن آدم ستون وثلثمائة سلمى – أو عظم‪ ،‬أو‬
‫مفصل‪ -‬على كل واحد في كل يوم صدقة؛ كل كلمة طيبة صدقة‪ ،‬وعون‬
‫الرجل أخاه صدقة؛ والشربة(‪ )3‬من الماء يسقيها صدقة‪ ،‬وإماطة الذى عن‬
‫الطريق صدقة"‪.‬‬
‫‪ -177‬باب المستبان ما قال فعلى الول‪200 -‬‬
‫@‪( 326/423‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ن(‪ )4‬ما قال؛ فعلى البادئ‪ ،‬ما لم يعتد المظلوم"‪.‬‬
‫" المستبّا ِ‬
‫@‪(327/424‬حسن صحيح) عنه أنس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫المستبان ما قال؛ فعلى البادئ‪ ،‬حتى يعتدي المظلوم"‪.‬‬

‫( ) "نؤبن" ‪ :‬الُبن التهام والذكر بالعيب‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫() هو في حديث أبي ذر‪ … " :‬ومن دعا رجلً بالكفر أو قال‪ :‬عدو ال وليس كذلك إل‬ ‫‪2‬‬

‫حارت عليه"‪ ،‬انظر‪ :‬الحديث التي (‪.)336/433‬‬


‫( ) بالضم مقدار الري من الماء كما في "القاموس"‪ ،‬وبالفتح المرة منه‪.‬‬‫‪3‬‬

‫( ) هما اللذان يتشاتمان بينهما؛ أي‪ :‬يشتم كل منهما الخر‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫‪82‬‬
‫@‪( 328/425‬صحيح) وقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أتدرون ما‬
‫العضه؟(‪ ")1‬قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪" :‬نقل الحديث من بعض الناس إلى‬
‫بعض؛ ليفسدوا بينهم"‪.‬‬
‫@‪( 329/426‬صحيح) وقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال عز وجل‬
‫ي أن تواضعوا‪ ،‬ول يبغ بعضكم على بعض"‪.‬‬
‫أوحى إل ّ‬
‫‪ -178‬باب المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان – ‪201‬‬
‫@‪( 330/428‬صحيح) عن عياض بن حمار قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إن ال أوحي إليّ أن تواضعوا حتى ل يبغي أحدٌ على أحد‪،‬‬
‫ول يفخر أحد على أحد"‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! أرأيت لو أن رجلً سبني في‬
‫مل؛ هم أنقص مني‪ ،‬فرددت عليه‪ ،‬هل علي في ذلك جناح؟ قال‪ " :‬المستبان‬
‫شيطانان يتهاتران(‪ )2‬ويتكاذبان"‪.‬‬
‫@‪331/428‬م (صحيح) قال عياض‪ :‬وكنت حربا لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأهديت إليه ناقة‪ ،‬قبل أن أسلم‪ ،‬فلم يقبلها‪ ،‬وقال‪ " :‬إني أكره زبد‬
‫المشركين"‪.‬‬
‫‪ -179‬باب سباب المسلم فسوق‪202 -‬‬
‫@‪( 332/429‬صحيح) عن سعد بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬سباب المسلم فسوق"‪.‬‬
‫@‪( 333/430‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬لم يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فاحشا‪ ،‬ول لعانا‪ ،‬ول سبّابا‪ ،‬كان يقول عند المعتبة‪" :‬ما له ترب جبينه"(‪)3‬؟‬
‫( ) "العضه"‪ :‬بفتح فسكون ‪ :‬البهتان‪.‬‬‫‪1‬‬

‫( ) أي‪ :‬يتقابحان في القول‪ ،‬أو يدعي كل واحد منهما باطلً على صاحبه‪.‬‬‫‪2‬‬

‫( ) في "النهاية"‪" :‬ترب الرجل؛ إذا افتقر أي‪ :‬لصق بالتراب‪ ،‬وأترب إذا استغنى‪ ،‬وهذه‬
‫‪3‬‬

‫الكلمة جارية على ألسنة العرب ل يريدون بها الدعاء على المخاطب ول وقوع المر‬

‫‪83‬‬
‫@‪( 431 /334‬صحيح) عن عبد ال [ هو ابن مسعود]‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬سِباب المسلم فسوق‪ ،‬وقتاله كفر"‪.‬‬
‫@‪( 335/432‬صحيح) عن أبي ذر قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬ل يرمي رجل رجلً [ بالفسوق](‪ )1‬ول يرميه بالكفر؛ إل ارتدت‬
‫عليه؛ إن لم يكن صاحبه كذلك"‪.‬‬
‫@‪( 336/433‬صحيح) عن أبي ذر‪ ،‬سمع النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬‬
‫من ادعى لغير أبيه وهو يعلم فقد كفر‪ ،‬ومن ادعى قوما ليس هو منهم فليتبوأ‬
‫ل بالكفر‪ ،‬أو قال‪ :‬عدو ال‪ ،‬وليس كذلك إل‬
‫مقعده من النار‪ ،‬ومن دعا رج ً‬
‫حارت عليه"‪.‬‬
‫@‪( 337/434‬صحيح) عن عدي بن ثابت قال‪ :‬سمعت سليمان بن صرد‪،‬‬
‫رجلً من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم – قال‪ :‬استب رجلن عند‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فغضب أحدهما‪ ،‬فاشتد غضب حتى انتفخ وجهه‬
‫وتغير‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إني لعلم كلمة لو قالها لذهب‬
‫عنه الذي يجد"(‪ .)2‬فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫وقال‪ [ :‬إن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" ]1319/ :‬تعوذ بال من الشيطان‬
‫الرجيم"‪ ،‬وقال‪ :‬أترى بي بأسا! أمجنون أنا؟! اذهب!‬
‫‪ -180‬باب من لم يواجه الناس بكلمه – ‪203‬‬
‫@‪( 338/436‬صحيح) عن عائشة‪ :‬صنع النبي صلى ال عليه وسلم شيئا‪،‬‬
‫فرخص فيه‪ ،‬فتنزّه عنه قومٌ‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فخطب‪،‬‬
‫به‪ ،‬كما يقولون ‪ :‬قاتله ال‪ ،‬وقيل‪ :‬معناها ل درك"‪.‬‬
‫( ) زيادة من "صحيح البخاري" ‪ ،‬وأبي عوانة ‪ ،‬وأحمد‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) زاد المؤلف في " بدء الخلق" (‪ " :)3282‬لو قال ‪ :‬أعوذ بال من الشيطان‬ ‫‪2‬‬

‫[ الرجيم]" ذهب عنه ما يجد " ‪ ،‬والزيادة منه‪ ،‬وهي رواية لمسلم (‪.)8/31‬‬

‫‪84‬‬
‫فحمد ال‪ ،‬ثم قال‪ " :‬ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ فوال ! إني‬
‫لعلمهم بال‪ ،‬وأشدهم له خشية "‪.‬‬
‫‪ -181‬باب من قال لخر‪ :‬يا منافق! في تأويل تأوله – ‪204‬‬
‫@‪( 339/438‬صحيح) عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬بعثني النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم والزبير بن العوام – وكلنا فارس‪ -‬فقال‪ " :‬انطلقوا حتى تبلغوا‬
‫روضة كذا وكذا‪ ،‬وبها امرأة معها كتاب من حاطب إلى المشركين‪ ،‬فأتوني‬
‫بها"‪ .‬فوافيناها تسير على بعير لها حيث وصف لنا النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ .‬فقلنا ‪ :‬الكتاب الذي معك؟ قالت‪ :‬ما معي كتاب‪ ،‬فبحثناها وبعيرها‪.‬‬
‫فقال صاحبي‪ :‬ما أرى‪ .‬فقلت‪ :‬ماكذب النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والذي‬
‫نفسي بيده ! لجردنك أو لتخرجنه‪ ،‬فأهوت بيدها إلى حجزتها(‪ )1‬وعليها إزار‬
‫صوف‪ ،‬فأخرجت‪ ،‬فأتينا النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال عمر‪ :‬خان ال‬
‫ورسوله والمؤمنين‪ .‬دعني أضرب عنقه! وقال‪ " :‬ما حملك؟"‪ .‬فقال‪ :‬ما بي‬
‫إل أن أكون مؤمنا بال‪ ،‬وأردت أن يكون لي عند القوم يدٌ‪ .‬قال‪ " :‬صدق يا‬
‫عمر! أو ليس قد شهد بدرا‪ ،‬لعل ال اطلع إليهم فقال‪ :‬اعملوا ما شئتم فقد‬
‫وجبت لكم الجنة"‪ .‬فدمعت عينا عمر‪ .‬وقال‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬
‫‪ -182‬باب من قال لخيه ‪ :‬يا كافر – ‪205‬‬
‫@‪( 340/439‬صحيح) عن عبد ال بن عمر؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬أيما رجل قال لخيه ‪ :‬كافر‪ ،‬فقد باء بها أحد أحدهما"‪.‬‬

‫( ) بضم الحاء المهملة وسكون الجيم‪ :‬معقد الزار‪ ،‬ورواه المصنف في الجهاد ومسلم‬
‫‪1‬‬

‫في الفضائل‪ ،‬بلفظ‪ " :‬فأخرجه من عقصاها" وهو الخيط الي يعقص به أطراف الذوائب‬
‫أو الشعر المضفور‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫@‪( 341/440‬صحيح) عن عبد ال بن عمر؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬إذا قال للخر‪ :‬كافر‪ ،‬فقد كفر أحدهما‪ ،‬إن كان الذي قال له‬
‫كافرا؛ فقد صدق؛ وإن لم يكن كما قال له‪ ،‬فقد باء الذي قال له بالكفر"‪.‬‬
‫@‪( 183/441‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫كان يتعوذ من سوء القضاء(‪ )1‬وشماتة(‪ )2‬العداء"‪.‬‬
‫‪ -184‬باب السرف في المال‪207 -‬‬
‫@‪( 343/442‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إن ال يرضى لكم ثلثا‪ ،‬ويسخط لكم ثلثا؛ يرضى لكم أن تعبدوه ول‬
‫تشركوا به شيئا‪ ،‬وأن تعتصموا بحبل ال جميعا‪ ،‬وأن تناصحوا من وله ال‬
‫أمركم‪ ،‬ويكره لكم‪ ،‬قيل وقال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة المال"‪.‬‬
‫@‪( 344/443‬صحيح السناد) عن ابن عباس في قوله عز وجل‪ ﴿ :‬وما‬
‫أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين﴾ [سبأ‪ ]39 :‬قال‪ " :‬في غير‬
‫إسراف‪ ،‬ول تقتير"‪.‬‬
‫‪ -185‬باب المبذرين‪208 -‬‬
‫@‪( 345/444‬صحيح السناد) عن أبي العبيدين‪ ،‬قال‪ :‬سألت عبد ال [ هو‬
‫ابن مسعود]‪ ،‬عن المبذرين؟ قال‪ " :‬الذين ينفقون في غير حق"‪.‬‬
‫@‪(346/445‬حسن السناد)عن ابن عباس‪﴿ :‬المبذرين﴾ قال‪" :‬المبذرين في‬
‫غير حق"‪.‬‬
‫‪ -186‬باب إصلح المنازل‪209 -‬‬

‫( ) أي ‪ :‬المقضي المخلوق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) أي ‪ :‬فرحهم ببلية تنزل بالمعادي‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪86‬‬
‫@‪( 347/446‬حسن السناد) عن أسلم قال‪ :‬كان عمر يقول على المنبر‪ " :‬يا‬
‫أيها الناس! أصلحوا عليكم مثاويكم(‪ )1‬وأخيفوا هذه الجنان(‪ )2‬قبل أن تخيفكم‬
‫فإنه لن يبدو لكم مسلموها‪ ،‬وإنا – وال‪ -‬ما سالمناهن منذ عاديناهن"‪.‬‬
‫‪ -178‬باب النفقة في البناء‪210 -‬‬
‫@‪( 348/447‬صحيح) عن خباب قال‪ " :‬إن الرجل ليؤجَرُ في كل شيء‪ ،‬إل‬
‫البناء"‪.‬‬
‫‪ -188‬باب عمل الرجل مع عماله – ‪211‬‬
‫@‪( 349/448‬صحيح) عن نافع بن عاصم؛ أنه سمع عبد ال بن عمرو قال‬
‫لبن أخ له خرج من الوهط(‪ :)3‬أيعمل عمالك قال‪ :‬ل أدري! قال‪ :‬أما لو‬
‫كنت ثقفيا لعلِمتَ ما يعمل عمالك‪ ،‬ثم التفت إلينا‪ ،‬فقال‪ " :‬إن الرجل إذا عمل‬
‫ل من عمال‬
‫مع عماله في داره‪ -‬وقال أبو عاصم مرة‪ :‬في ماله‪ -‬كان عام ً‬
‫ال عز وجل"‪.‬‬
‫‪ -189‬باب التطاول في البنيان‪212 -‬‬
‫@‪( 350/449‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ل تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان"‪.‬‬
‫@‪( 351/450‬صحيح السناد) عن الحسن [ وهو البصري] قال‪ " :‬كنتُ‬
‫أدخل بيوت أزواج النبي صلى ال عليه وسلم في خلفة عثمان بن عفان‪،‬‬
‫س ُقفَها بيدِي"‪.‬‬
‫فاتناول ُ‬

‫( ) جمع مثوى المنزل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) بكسر الجيم وتشديد النون جمع جان‪ :‬هي الحية الصغيرة‪ ،‬وقيل‪ :‬الحيات التي تكون‬ ‫‪2‬‬

‫في البيوت‪.‬‬
‫( ) الوهط‪ :‬في اللغة البستان‪ ،‬وهي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪87‬‬
‫@‪ ( 352/451‬صحيح السناد) عن داود بن قيس قال‪ " :‬رأيت الحجرات من‬
‫جريد النخل" مغشيا من خارج بمسوح الشعر‪ ،‬وأظن عرض البيت من باب‬
‫الحجرة إلى باب البيت نحوا من ست أو سبع أذرع‪ ،‬وأحزِرُ البيت لداخل‬
‫عشر أذرع‪ ،‬وأظن سمكه بين الثمان والسبع نحو ذلك‪ .‬ووقفت عند باب‬
‫عائشة‪ ،‬فإذا هو مستقبل المغرب"‪.‬‬
‫‪ -190‬باب من بنى‪213 -‬‬
‫@‪( 353/454‬صحيح) عن قيس بن أبي حازم قال‪ :‬دخلنا على خباب نعوده‪،‬‬
‫وقد اكتوى سبع كيات‪ ،‬فقال‪ :‬إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا‪ ،‬ولم تنقصهم‬
‫الدنيا‪ ،‬وإنا أصبنا ما ل نجد له موضعا إل التراب ولول أن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم "نهانا أن ندعو بالموت" لدعوت به"‪.‬‬
‫@‪( 354/456‬صحيح) عن عبد ل بن عمرو قال النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫وأنا أصلح خصا لنا فقال ما هذا قلت ‪ :‬أصلح خصنا(‪ )1‬يا رسول ال! فقال‬
‫المر أسرع من ذلك‬
‫‪ -191‬باب المسكن الواسع – ‪214‬‬
‫@‪( 355/457‬صحيح) عن نافع بن عبد الحارث‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬من سعادة المرء المسكن الواسع‪ ،‬والجار الصالح‪ ،‬والمركب‬
‫الهنيئ"‪.‬‬
‫‪ -192‬باب نقش البنيان‪216 -‬‬

‫( ) كذا الصل ‪ ،‬وفي " المسند" (‪ )2/161‬وغيره كابن حبان(‪ " :)2555‬خصًا لنا "‬‫‪1‬‬

‫ولعله الصواب‪ .‬و" الخص" ‪ :‬بيت من الخشب والقصب‪ ،‬سمي لما فيه من الخصائص‬
‫وهي الفرج والثقوب‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫@‪( 356/459‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا‪ ،‬يشبهونها بالمراحل"(‪ .)1‬قال إبراهيم‬
‫‪ :‬يعني الثياب المخططة‪.‬‬
‫@‪( 357/460‬صحيح) عن ورّاد كاتب المغيرة قال‪ :‬كتب معاوية إلى‬
‫المغيرة‪ :‬اكتب إلي ما سمعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فكتب إليه‬
‫‪ :‬إن نبي ال صلى ال عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلة‪ " :‬ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪ ،‬اللهم‬
‫ل مانع لما أعطيت‪ ،‬ول معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذا الجد منك الجد"‪.‬‬
‫وكتب إليه‪ " :‬إنه كان ينهى عن قيل وقال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة المال‪.‬‬
‫وكان ينهى عن عقوق المهات‪ ،‬ووأد البنات‪ .‬ومنع وهات"‪.‬‬
‫@‪( 358/461‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬لن ينجي أحدا منكمٌ عمل"‪ .‬قالوا‪ :‬ول أنت يا رسول ال! صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬ول أنا‪ ،‬إل أن يتغمدني ال منه برحمة‪ ،‬فسددوا وقاربوا‬
‫(‪)2‬‬

‫واغدوا ورُوحُوا‪ ,‬وشيء من الدّلجة والقصد والقصدَ(‪ ،)3‬تبلغوا"‪.‬‬


‫‪ -193‬باب الرفق‪217 -‬‬
‫@‪( 462/-359‬صحيح) عن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم قالت‪:‬‬
‫دخل رهط من اليهود على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬السام‬
‫عليكم‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬ففهمتها فقلت‪ :‬عليكم السام واللعنة‪ .‬قالت‪ :‬فقال رسول‬

‫( ) المراحل‪ :‬جمع المرحل‪ :‬ثوب نقش فيه تصاوير الرحال كرحال البل أو هي‬ ‫‪1‬‬

‫المنازل‪.‬‬
‫( ) أي ‪ :‬اطلبوا الصواب بين الفراط والتفريط ‪ ،‬وإن عجزتم عنه فاقربوا منه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) بالنصب على الغراء‪ :‬أي‪ :‬الزموا الطريق الوسط المعتدل لنه كمال‪ ،‬ول تعدوا‬ ‫‪3‬‬

‫الكمال المبالغة في العبادة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬مهلً يا عائشة! إن ال يحب الرفق في المر‬
‫كله"‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬قد قلت وعليكم"‪.‬‬
‫@‪( 360/463‬صحيح) عن جرير بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬من يُحرِم الرفق يُحرم الخير"‪.‬‬
‫@‪( 361/464‬صحيح) عن أبي الدرداء‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" من أُعطي حظه من الرفق؛ فقط أُعطي حظه من الخير؛ ومن حرم حظه‬
‫من الرفق؛ فقد حرم حظه من الخير‪ .‬أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم‬
‫القيامة حسن الخلق‪ ،‬وإن ال ليبغض الفاحش البذيء"(‪.)1‬‬
‫@‪( 362/465‬صحيح) عن عائشة ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬أقيلوا‬
‫ذوي الهيئات(‪ )2‬عثراتهم"‪.‬‬
‫@‪( 363/466‬صحيح) عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬ل‬
‫ق(‪ )3‬في شيء إل شانه‪ ،‬وإن ال رفيق يحب الرفق"‪..‬‬
‫يكون الخُر ُ‬
‫@‪( 364/467‬صحيح) عن أبي سعيد الخدري قال‪ " :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أشد حياءً من العذارء في خدرها‪ ،‬وكان إذا كره شيئا عرفناه‬
‫في وجهه"‪.‬‬
‫@‪( 469 /365‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كنت على بعير‬
‫فيه صعوبة‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬عليك بالرفق؛ فإنه ل يكون‬
‫في شيء إل زانه‪ ،‬ول ينزع من شيء إل شانه"‪.‬‬

‫( ) البذي‪ :‬هو بمعنى الفاحش‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) هم أهل المروءة والصلح الذين ل يعرفون بالشر‪( .‬عثراتهم)‪ :‬زلتهم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) الخرق‪ :‬الجهل‪.‬‬‫‪3‬‬

‫‪90‬‬
‫@‪ -366/470‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إياكم والشح؛ فإنه أهلكَ من كان قبلكم؛ سفكوا دماءهم‪ ،‬وقطعوا أرحامهم‪،‬‬
‫والظلم ظلمات يوم القيامة‪( .‬وإياكم والفحش‪ ،‬فإن ال ل يحب الفاحش‬
‫المتفحش ‪.)487/‬‬
‫‪ -194‬باب الرفق في المعيشة – ‪218‬‬
‫@‪( 367/471‬حسن السناد) عن كثير بن عُبيد قال‪ :‬دخلت على عائشة أم‬
‫المؤمنين رضي ال عنها‪ .‬فقالت‪ :‬أمسك حتى أخيط نقبتي(‪ ،)1‬فأمسكت‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا أم المؤمنين ! لو خرجت فأخبرتهم لعدّوه منك بخلً! قالت‪" :‬أبصر‬
‫خلَقَ"‪..‬‬
‫شأنك؛ إنه ل جديد لمن ل يلبس ال َ‬
‫‪ -195‬باب يعطى العبد على الرفق‪219 -‬‬
‫@‪( 368/472‬صحيح) عن عبد ال بن مغفل‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إن ال رفيق يحب الرفق‪ ،‬ويُعطي عليه ما ل يعطي على العُنفِ"‪.‬‬
‫@‪( 196/473‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬يسروا ول تعسروا‪ ،‬وسكنوا(‪ )2‬ول تنفروا"‪.‬‬
‫‪ -197‬باب الخرق‪221 -‬‬
‫" أسند تحته حديث عائشة المتقدم برقم (‪.")365/469‬‬
‫‪ -198‬باب اصطناع المال – ‪222‬‬

‫( ) "النقبة" ‪ :‬السراويل الذي ل يكون فيه موضع لشد الحبل‪ .‬أي ‪ :‬يكون له حجزة ول‬ ‫‪1‬‬

‫يكون فيه نيفق؛ والنيفق‪ :‬الموضع الذي يخاط يدخل في التكة؛ فإذا كان لها نيفق فهي‬
‫سراويل‪.‬‬
‫( ) " سكنوا" أي ‪ :‬اتخذوا السكينة‪ ،‬وهي الطمأنينة‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪91‬‬
‫@‪( 370/478‬صحيح) عن الحارث [ هو ابن لقيط] قال‪ :‬كان الرجل منّا‬
‫تنتج فرسه فينحرها‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا أعيش حتى أركب هذا؟! فجاءنا كتاب عمر‪:‬‬
‫"أن أصلحوا ما رزقكم ال؛ فإن في المر تنفسا"‪.‬‬
‫@‪( 371/479‬صحيح) عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة(‪)1‬؛ فإن استطاع أن ل تقوم حتى‬
‫يغرسها‪ ،‬فليغرسها"‪.‬‬
‫‪199‬ـ باب دعوة المظلوم ـ ‪223‬‬
‫‪( 372/481‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫ثلث دعوات مستجابات ‪ :‬دعوة المظلوم‪ ،‬ودعوة المسافر‪ ،‬ودعوة الوالد‬
‫على ولده"‪.‬‬
‫‪200‬ـ باب الظلم ظلمات ـ ‪225‬‬
‫@‪( 373/483‬صحيح) عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة‪ ،‬واتقوا الشحّ؛ فإن‬
‫ح أهلك من كان قبلكم‪ ،‬وحملهم على أن سفكوا دماءهم‪ ،‬واستحلوا‬
‫الش ّ‬
‫محارمهم"‪.‬‬
‫@‪( 374/485‬صحيح) عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫الظلم ظلمات يوم القيامة"‪.‬‬
‫@‪( 375/486‬صحيح) عن أبي سعيد‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة(‪ )2‬بين الجنة والنار‪،‬‬

‫( ) بفتح الفاء وكسر السين ‪ :‬نخلة صغيرة‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) "بقنطرة"‪ :‬هي الجسر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪92‬‬
‫فيتقاصون مظالم بينهم في الدنيا‪ ،‬حتى إذا نقوا وذهبوا‪ ،‬أُذن لهم بدخول‬
‫الجنة فوالذي نفس محمد بيده! لحدهم بمنزل ِه أدلّ منه في الدنيا"‪.‬‬
‫@‪( 376/489‬حسن السناد)عن أبي الضحى قال‪ :‬اجتمع مسروق وشتير بن‬
‫شكل في المسجد‪ ،‬فتقوض إليهما(‪ )1‬حلق المسجد‪ ،‬فقال مسروق‪ :‬ل أرى‬
‫هؤلء يجتمعون إلينا‪ ،‬إل ليستمعوا منا خيرا‪ ،‬فإما أن تحدّث عن عبد ال‬
‫فأصدقك أنا‪ ،‬وإما أن أحدث عن عبد ال فتصدقني؟ فقال‪ :‬حدث يا أبا‬
‫عائشة! قال‪ :‬هل سمعت عبد ال يقول ‪ " :‬العينان يزنيان واليدان يزينيان‪،‬‬
‫والرجلن يزنيان‪ ،‬والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه!"‪ .‬فقال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وأنا‬
‫سمعته‪ .‬قال‪ :‬فهل سمعتَ عبد ال يقول‪ " :‬ما في القرآن آية أجمع لحلل‬
‫وحرام وأمر ونهي‪ ،‬من هذه الية‪ ﴿ :‬إن ال يأمر بالعدل(‪ )2‬والحسان وإيتاء‬
‫ذي القربى﴾ [النحل‪]90 :‬؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأنا قد سمعته‪ ،‬قال فهل سمعت عبد‬
‫ال يقول‪ :‬ما في القرآن أية أسرع فرجا من قوله‪ ﴿ :‬ومن يتق ال يجعل له‬
‫مخرجا﴾ [الطلق‪]2 :‬؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وأنا قد سمعته‪ .‬قال‪ :‬فهل سمعت عبد‬
‫ال يقول‪ " :‬ما في القرآن آية أشد تفويضا من قوله‪ ﴿ :‬يا عبادي الذين‬
‫أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال ﴾ [ الزمر‪]53 :‬؟" قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأنا سمعته‪..‬‬
‫@‪( 377/490‬صحيح) عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عن ال‬
‫تبارك وتعالى قال‪ " :‬يا عبادي! إني قد حرمت الظلم على نفسي‪ ،‬وجعلته‬
‫محرما بينكم فل تظالموا‪ .‬يا عبادي! إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار وأنا‬
‫( ) " فتقوض" أي ‪ :‬تفرقت واجتمعت عندهما‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) إن ال يأمر بالعدل‪ :‬بالقسط والموازنة ويندب إلى الحسان كقوله‪ ﴿ :‬وإن عاقبتم‬
‫‪2‬‬

‫فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين﴾‪ ،‬وينهى عن الفحشاء‪:‬‬
‫المحرمات‪ ،‬والمنكر‪ :‬ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫أغفر الذنوب‪ ،‬ول أبالي؛ فاستغفروني أغفر لكم‪ .‬يا عبادي! كلكم جائع إل‬
‫من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم‪[ .‬يا عبادي]!(‪ )1‬كلكم عا ٍر إل من كسوته؛‬
‫فاستكسوني أكسكم‪ .‬يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم‪ ،‬وإنسكم وجنكم‪ ،‬كانوا‬
‫على أتقى قلب عبد منكم‪ ،‬لم يزد ذلك في ملكي شيئا‪ ،‬ولو كانوا على أفجر‬
‫قلب رجل‪ ،‬لم ينقص ذلك من ملكي شيئا‪ ،‬ولو اجتمعوا في صعيد واحد‪،‬‬
‫فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل؛ لم ينقص ذلك من ملكي شيئا؛ إل‬
‫كما ينقص البحر أن يغمس فيه الخط غمسة واحدة‪ .‬يا عبادي! إنما هي‬
‫أعمالكم أجعلها(‪ )2‬عليكم؛ فمن وجد خيرا فليحمد ال؛ ومن وجد غير ذلك فل‬
‫يلوم إل نفسه"‪ .‬كان أبو إدريس‪ ،‬إذا حدث بهذا الحديث‪ ،‬جثى على‬
‫ركبتيه‪.‬‬
‫(‪.)3‬‬

‫‪ -201‬باب كفارة المريض – ‪226‬‬


‫@‪( 378/492‬صحيح) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪ " :‬ما يصيب المسلم من نصب(‪ ،)4‬ول وصب(‪ ،)5‬ول هم‪،‬‬

‫( ) سقطت من الصل‪ ،‬وهي ثابتة في المصادر التي أخرجت الحديث كمسلم وغيره‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) وفي مسلم ‪" :‬أحصيها لكم"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) يعني‪ :‬تعظيماً له؛ لنه حديث قدسي من كلم رب العالمين‪ ،‬وهو من رواية‬ ‫‪3‬‬

‫الشاميين‪ ،‬وقد روى ابن عساكر (‪ )8/836‬عن أبي مسهر‪ -‬شيخ المؤلف فيه‪ -‬أنه قال‪" :‬‬
‫ليس لهل الشام أشرف من حديث أبي ذر هذا"‪.‬‬
‫وحكان ابن رجب في " شرح الربعين" (ص ‪ )161‬عن المام أحمد‪.‬‬
‫وفيه من الفوائد أن ال عز وجل نزه نفسه عن الظلم‪ ،‬واليات في ذلك كثيرة معروفة‬
‫كقوله تعالى ‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة}‪ .‬وفيه دليل على أن ال قادر على الظلم ولكن‬
‫ل منه ورحمة‪ .‬والظلم وضع الشيء في غير موضعه‪.‬‬ ‫ل يفعله عد ً‬
‫انظر ‪ :‬الشرح المذكور‪.‬‬
‫( ) أي ‪ :‬التعب‪.‬‬‫‪4‬‬

‫( ) أي‪ :‬المرض‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪94‬‬
‫ول حزن‪ ،‬ول أذىً‪ ،‬ول غمّ‪ ،‬حتى الشوكة يشاكها‪ ،‬إل كفر ال بها من‬
‫خطاياه"‪.‬‬
‫@‪(379/493‬صحيح السناد) عن سعيد قال‪ :‬كنت مع سلمان‪ -‬وعاد مريضا‬
‫في كندة ‪ -‬فلما دخل عليه قال‪" :‬أبشر؛ فإن مرض المؤمن يجعله ال له‬
‫كفارة ومستعتبا(‪ ،)1‬وإن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله‪ ،‬ثم أرسلوه‪ ،‬فل‬
‫يدري لم عقل ولم أرسل"‪.‬‬
‫@‪( 380/494‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل يزال البلء بالمؤمن والمؤمنة‪ ،‬في جسده وأهله وماله‪ ،‬حتى يلقى ال‬
‫وما عليه خطيئة"‪.‬‬
‫@‪( 381/495‬حسن صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬جاء أعرابيّ‪ ،‬فقال النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬هل أخذتك أم ملدم(‪)2‬؟"‪ .‬قال‪ :‬وما أمّ ملدم؟ قال‪" :‬حرّ‬
‫بين الجلد واللحم"‪ .‬قال‪ :‬ل‪ .‬قال ‪ " :‬فهل صدعت؟" قال‪ :‬وما الصداع؟ قال‪:‬‬
‫"ريح تعترض في الرأس‪ ،‬تضرب العروق"‪ .‬قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فلما قام قال‪" :‬‬
‫من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار" أي‪ :‬فلينظره‪.‬‬
‫‪ -202‬باب العيادة جوف الليل ‪227 - 3‬‬
‫( )‬

‫@‪( 382/497‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬


‫وسلم قال‪ " :‬إذا اشتكى المؤمن‪ ،‬أخلصه ال كما يخلص الكير خبث الحديد"‪.‬‬

‫( ) أي‪ :‬استرضاء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) يعني ‪ :‬الحمى‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫( ) يرجى النتباه أن ما يترجم عن الباب هو في الكتاب الخر‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪95‬‬
‫@‪(383/498‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬ما من مسلم يصاب بمصيبة‪ -‬وجعٍ أو مرض‪ -‬إل كان كفارة‬
‫ذنوبه‪ ،‬حتى الشوكة يشاكها‪ ،‬أو النكبة"(‪.)1‬‬
‫@‪( 384/499‬صحيح) عن عائشة بنت سعد؛ أن أباها؛ قال‪ :‬اشتكيت شكوى‬
‫شديدة‪ ،‬فجاء النبي صلى ال عليه وسلم يعودني‪ .‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال! إني‬
‫أترك مالً‪ ،‬وإني لم أترك إل ابنة واحدة‪ ،‬أفأوصي بثلثَي مالي‪ ،‬وأترك‬
‫الثلث؟ قال‪" :‬ل" فقال‪ :‬أوصي النصف‪ ،‬وأترك لها النصف؟ قال‪" :‬ل"‪ .‬قال‪:‬‬
‫فأوصي بالثلث‪ ،‬وأترك لها الثلثين؟ قال‪" :‬الثلث‪ ،‬والثلث كثير"‪ .‬ثم وضع يده‬
‫على جبهتي‪ ،‬ثم مسح وجهي وبطني‪ ،‬ثم قال‪ " :‬اللهم ! اشفِ سعدا‪ ،‬وأتم له‬
‫هجرته"‪ .‬فما زلت أجد برد يديه على كبدي فيما يخال إلي ‪ ، 2‬حتى الساعة ‪0‬‬
‫( )‬

‫‪ -203‬باب يكتب للمريض ما كان يعمل وهو صحيح – ‪228‬‬


‫@‪( 385/500‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬ما من أحد يمرض‪ ،‬إل كتب له مثل ما كان يعمل‪ ،‬وهو‬
‫صحيح"‪.‬‬
‫@‪( 386/501‬حسن صحيح) عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬ما من مسلم ابتله ال في جسده إل كتب له ما كان يعمل في‬
‫صحته‪ ،‬ما كان مريضا‪ ،‬فإن عافاه‪ -‬أراه قال‪ - :‬غسلَه‪ ،‬وإن قبضه غفر له‬
‫@‬ ‫( وفي رواية ‪ :‬فإن شفاه عسلَه)"‪.‬‬
‫‪( 387/502‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬جاءت الحمى إلى النبي صلى ال‬

‫( ) بفتح النون وسكون الكاف‪ :‬ما يصيب النسان من الحوادث‪.‬‬‫‪1‬‬

‫( ) خطأ بعضهم هذا التعبير ‪ ،‬وادعى أن الصواب‪ " :‬يخيل إلي" كما في القرآن‪ ،‬وجزم‬
‫‪2‬‬

‫الحافظ بأنه صواب‪ ،‬وأنه بمعنى (يخيل) فراجعه إن شئت(‪.)10/121‬‬

‫‪96‬‬
‫عليه وسلم صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬ابعثني إلى آثر أهلك عندك‪ ،‬فبعثها‬
‫إلى النصار‪ ،‬فبقيت عليهم ستة أيام وليالهن‪ ،‬فاشتد عليهم‪ ،‬فاتاهم في‬
‫ديارهم‪ ،‬فشكوا ذلك إليه‪ ،‬فجعل النبي صلى ال عليه وسلم يدخل دارا دارا‪،‬‬
‫وبيتا بيتا‪ ،‬يدعو لهم بالعافية‪ .‬فلما رجع تبعته امرأة منهم‪ ،‬فقالت‪ :‬والذي‬
‫بعثك بالحق إني لمن النصار‪ ،‬وإن أبي لمن النصار‪ ،‬فادع ال لي كما‬
‫دعوت للنصار‪ .‬قال‪ " :‬ما شئت؛ إن شئت دعوت ال أن يعافيكِ‪ ،‬وإن شئتِ‬
‫ك الجنة"‪ .‬قالت‪ :‬بل أصبر‪ ،‬ول أجعل الجنة خطرا(‪.)1‬‬
‫صبرت ول ِ‬
‫@‪( 388/503‬صحيح السناد) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ " :‬ما من مرض‬
‫يصيبني‪ ،‬أحب إلي من الحمى ؛ لنها تدخل في كل عضو مني‪ ،‬وإن ال عز‬
‫وجل يعطي كل عضو قسطه من الجر"‪.‬‬
‫@‪(389/504‬صحيح السناد) عن أبي نحيلة(‪ :)2‬قيل له ‪ :‬ادع ال‪ .‬قال‪" :‬اللهم‬
‫أنقص من المرض‪ ،‬ول تنقص من الجر"‪ .‬فقيل له ‪" :‬ادع‪ ،‬ادع‪ .‬فقال‪" :‬‬
‫اللهم اجعلني من المقربين؛ واجعل أمي من الحور العين"‪.‬‬
‫@‪( 390/505‬صحيح) عن عطاء بن أبي رباح قال‪ :‬قال لي ابن عباس‪ :‬أل‬
‫أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬هذه المرأة السوداء أتت النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪ :‬إني أصرع‪ ،‬وإني أتكشف‪ ،‬فادع ال لي‪ .‬قال‪:‬‬

‫( ) لم يتعرض الشارح لبيان معناه ‪ ،‬فاقول‪:‬‬


‫‪1‬‬

‫جاء في "النهاية"‪ " :‬الخطر‪ -‬بالتحريك‪ -‬في الصل‪ :‬الرهن‪ ،‬وما يخاطر عليه" ‪ ،‬فكأنها‬
‫تقول‪ :‬ل أجعل الجنة خطرًا غير مضمون بإيثارها الدعاء منه صلى ال عليه وسلم لها‬
‫بالشفاء‪ ،‬وإنما تضمن الجنة بالصبر الذي ضمن لها صلى ال عليه وسلم الجنة‪ ،‬هذا ما‬
‫بدا لي بعد التباحث مع بعض الخوة الفضلء‪.‬‬
‫( ) بمهملة مصغراً ‪ ،‬وقيل بمعجمة‪ ،‬صحابي‪ .‬انظر‪" :‬الصابة"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪97‬‬
‫"إن شئت صبرت ولك الجنة‪ ،‬وإن شئت دعوت ال أن يعافيك" فقالت‪:‬‬
‫أصبر‪ .‬فقالت‪ :‬إني أتكشف‪ ،‬فادع ال أن ل أتكشف‪ ،‬فدعا لها‪.‬‬
‫@‪( 391/506‬صحيح السناد) عن عطاء‪" :‬أنه رأى أم زفر – تلك المرأة –‬
‫طويلة سوداء على سلم الكعبة"‪ .‬وعن القاسم؛ أن عائشة أخبرته؛ أن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يقول‪" :‬ما أصاب المؤمن فما فوقها‪ ،‬فهو كفارة"‪.‬‬
‫@‪( 392/507‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫ص(‪ )1‬بها من‬
‫وسلم ‪" :‬ما من مسلم يشاك شوكة في الدنيا يحتسبها‪ ،‬إل ق ّ‬
‫خطاياه يوم القيامة"‪.‬‬
‫@‪(393/508‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬ما من مؤمن ول مؤمنة‪ ،‬ول مسلم ول مسلمة‪ ،‬يمرض مرضا إل‬
‫ص(‪ )2‬ال به عنه من خطاياه"‪.‬‬
‫ق ّ‬
‫‪ -204‬باب هل يكون قول المريض "إني وجع " شكاية؟ ‪229 -‬‬
‫@‪( 394/509‬صحيح السناد) عن هشام‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخلت أنا وعبد ال‬
‫بن الزبيرعلى أسماء‪ -‬قبل قتل عبد ال بعشر ليال‪ -‬وأسماء وجعة‪ .‬فقال لها‬
‫عبد ال ‪ :‬كيف تجدينك؟ قالت‪ :‬وجعة‪ .‬قال‪ :‬إني في الموت‪ .‬فقالت‪ :‬لعلك‬
‫تشتهي موتي‪ ،‬فلذلك تتمناه؟ فل تفعل‪ ،‬فوال ما أشتهي أن أموت حتى يأتي‬
‫على أحد طرفيك‪ ،‬أو تُقتل فأحتسبك‪ ،‬وإما أن تظفر فتقر عيني‪ ،‬فإياك أن‬
‫تعرض عليك خطة‪ ،‬فل توافقك‪ ،‬فتقبلها كراهية الموت‪.‬وإنما عنى ابن الزبير‬
‫ليقتل فيحزنها ذلك‪.‬‬

‫( ) أي أُخِذ وكان الصل "قضى" وهو خطأ ‪ ،‬والتصحيح من "الكفارات" لبن أبي‬ ‫‪1‬‬

‫الدنيا‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫@‪( 395/510‬صحيح) عن أبي سعيد الخدري‪ :‬أنه دخل على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو موعوك‪ ،‬عليه قطيفة‪ ،‬فوضع يده عليه‪ ،‬فوجد‬
‫حرارتها فوق القطيفة‪ .‬فقال أبو سعيد‪ :‬ما أشد حماك يا رسول ال! قال‪" :‬إنا‬
‫كذلك‪ ،‬يشتد علينا البلء‪ ،‬ويضاعف لنا الجر"‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول ال! أي‬
‫الناس أشد بلء؟‪ .‬قال‪" :‬النبياء ثم الصالحون‪ ،‬وقد كان أحدهم يبتلى بالفقر‪،‬‬
‫حتى ما يجد إل العباءة(‪ )1‬يجوبُها فيلبسها‪ ،‬ويبتلى بالقمل حتى يقتله‪ ،‬ولحدهم‬
‫كان أشد فرحا بالبلء‪ ،‬من أحدكم بالعطاء"‪.‬‬
‫‪ -205‬باب عيادة المغمى عليه‪230 -‬‬
‫@‪( 396/511‬صحيح) عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬مرضت مرضا‪ ،‬فأتاني‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يعودني‪ ،‬وأبو بكر ‪ -‬وهما ماشيان‪ -‬فوجداني‬
‫أغمي علي‪ ،‬فتوضا النبي صلى ال عليه وسلم ثم صب ماء وضوءه علي‪،‬‬
‫فأفقت فإذا النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! كيف أصنع في‬
‫مالي؟ [كيف] أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيءٍ‪ ،‬حتى نزلت آية الميراث‪.‬‬
‫‪ -206‬باب عيادة الصبيان‪231 -‬‬
‫@‪( 397/512‬صحيح) عن أسامة بن زيد‪ :‬أن صبيا لبنة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ -‬ثقل‪ ،‬فبعثت أمه إلى النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أن ولدي‬
‫في الموت‪ .‬فقال للرسول‪" :‬اذهب فقل لها‪ :‬إن ل ما أخذ‪ ،‬وله ما أعطى‪،‬‬
‫وكل شيء عنده إلى أجل مسمى‪ ،‬فلتصبر ولتحتسب"‪ .‬فرجع الرسول‬
‫فأخبرها‪ ،‬فبعثت إليه تقسم عليه لما جاء‪ ،‬فقام النبي صلى ال عليه وسلم في‬
‫نفر من أصحابه منهم ‪ :‬سعد بن عبادة‪ .‬فأخذ النبي صلى ال عليه وسلم‬

‫( ) "يجوبها"‪ :‬الجوب الخرق والقطع‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪99‬‬
‫فوضعه بين ثندوتيه(‪ ،)1‬ولصدره قعقعة كقعقعة الشنة(‪ ،)2‬فدمعت عينا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال سعد‪ :‬أتبكي‪ ،‬وأنت رسول ال! فقال‪ " :‬إنما‬
‫أبكي رحمة لها؛ إن ال ل يرحم من عباده إل الرّحماء"‪.‬‬
‫‪ -207‬باب – ‪232‬‬
‫@‪( 398/513‬صحيح السناد) عن إبراهيم بن أبي عبلة قال‪ :‬مرضت‬
‫امرأتي‪ ،‬فكنت أجيء إلى أم الدرداء‪ .‬فتقول لي‪ :‬كيف أهلك؟ فأقول لها‪:‬‬
‫مرضى‪ ،‬فتدعو لي بطعام‪ ،‬فآكل‪ .‬ثم عدت‪ .‬ففعلت ذلك‪ ،‬فجئتها مرة‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫كيف؟ قلت‪ :‬قد تماثلوا(‪ ،)3‬فقالت‪" :‬إنما كنت أدعو لك بطعام أن كنت تخبرنا‬
‫عن أهلك أنهم مرضى‪ ،‬فأما أن تماثلوا؛ فل ندعوا لك بشيء"‪.‬‬
‫‪ -208‬باب عيادة العراب‪233 -‬‬
‫@‪( 399/514‬صحيح) عن ابن عباس؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫دخل على أعرابي يعوده‪ [ .‬قال ‪ :‬وكان النبي صلى ال عليه وسلم إذا دخل‬
‫على مريض يعوده‪ ]526/‬قال‪ " :‬ل بأس عليك‪ ،‬طَهور إن شاء ال]‪ .‬قال ‪:‬‬
‫قال العرابي‪ [ :‬ذاك طهور؟! كل]؛ بل هي حمى تفور [ أو تثور]‪ ،‬على‬
‫شيخ كبير‪ ،‬كيما تزيره القبور!(‪ .)4‬قال [ النبي صلى ال عليه وسلم ]‪ " :‬فنعم‬
‫إذا"(‪.)5‬‬

‫( ) الثندوتان للرجل كالثديين للمرأة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) "قعقعة الشنة" ‪ :‬اضطراب وحركة وحكاية صوت الشيء اليابس إذا حرك‪ .‬والشنة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫القربة الخلقة اليابسة‪.‬‬


‫( ) "تماثلوا" ‪ :‬أي‪ :‬قربوا من البرء‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) "تزيره القبور" ‪ :‬أي ‪ :‬تحمله على زيارة القبور من غير اختيار‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) قيل ‪ :‬يحتمل أن يكون دعاء عليه‪ ،‬ويحتمل أن يكون خبراً عما يؤول أمره إليه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫قلت‪ :‬ويؤيد الثاني زيادة وقعت في آخر الحديث ‪" :‬فمات الرجل" ‪ ،‬أخرجه عبد الرزاق‬
‫(‪ )11/197/20309‬عن زيد بن أسلم قال‪ :‬فذكر الحديث بنحوه والزيادة‪ ،‬وإسناده صحيح‬

‫‪100‬‬
‫‪ -209‬باب عيادة المرضى –‪234‬‬
‫@‪( 400/515‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من أصبح اليوم منكم صائما؟"‪ .‬قال أبو بكر ‪ :‬أنا‪ .‬قال‪ " :‬من عاد‬
‫منكم اليوم مريضا" قال أبو بكر‪ :‬أنا‪ .‬قال‪" :‬من شهد منكم اليوم جنازة"‪ .‬قال‬
‫أبو بكر أنا‪ .‬قال‪ " :‬من أطعم اليوم مسكينا ؟"‪ .‬قال أبو بكر‪ :‬أنا‪ .‬قال‬
‫مروان(‪ :)1‬بلغني أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬ما اجتمع هذه الخصال‬
‫في رجل في يوم‪ ،‬إل دخل الجنة"‪.‬‬
‫@‪( 401/516‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬دخل النبي صلى ال عليه وسلم على‬
‫أم السائب وهي تزفزف(‪.)2‬فقال‪" :‬مالك؟"‪ .‬قالت الحمى أخزاها ال‪ .‬فقال‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬مه‪ ،‬ل تسبيها؛ فإنها تُذهب خطايا المؤمن‪ ،‬كما‬
‫يُذهب الكِي ُر خبث الحديد"‪.‬‬
‫@‪( 402/517‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬يقول ال‪ :‬استطعمتك فلم تطعمني‪ .‬قال‪ :‬فيقول ‪ :‬يا ربّ! وكيف‬
‫استطعمتني‪ ،‬ولم أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال‪ :‬أما علمت أن عبدي فلنا‬
‫مرسل‪ ،‬وقد روي موصولً من طريق مخلد بن عقبة بن عبد الرحمن بن شرحبيل‬
‫الحنفي[ عن أبيه عن جهد بهذه القصة ‪ ،‬وفي آخرها ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"أما إن أبيت فهي كما تقول‪ ،‬وما قضى ال فهو كائن" ‪ ،‬قال‪ :‬فما أمسى من الغد إل ميتاً‪.‬‬
‫أخرجه الطبراني في" المعجم الكبير" (‪ )367 -7/366‬والدولبي في " الكنى" (‬
‫‪ ،)1/81‬وقال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني (‪ " :)10/62‬وفيه من لم أعرفهم"‪.‬‬
‫كأنه يشير إلى عبد\ الرحمن بن شرحبيل ‪ ،‬وحفيده مخلد بن عقبة ‪ ،‬فقد ترجمهما البخاري‬
‫وابن أبي حاتم بهذه الرواية ‪ ،‬ولم يذكرا فيه جرحاً ول تعديلً ‪ ،‬وأما ابن حبان فذكرهما‬
‫في " الثقات" (‪ 5/100‬و ‪ ،)9/185‬لكن لعله يتقولى بمرسل زيد وسكت عنه الحافظ (‬
‫‪.)6/25‬‬
‫() هو ابن معاوية شيخ شيخ المؤلف‪ ،‬وقد رواه عنه ثلثة شيوخ آخرين عند مسلم وابن‬ ‫‪1‬‬

‫خزيمة وغيرهما‪ ،‬فلم يذكروا بلغه هذا‪ ،‬فل يعل به الحديث‪ ،‬فتنبه‪.‬‬
‫() "تزفزف" ‪ :‬ترتعد‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪101‬‬
‫استطعمك فلم تطعمه؟ أما عملت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ ابن‬
‫آدم! استسقيتك فلم تُسقني‪ .‬فقال‪ :‬يا رب ! وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟‬
‫فيقول‪ [ :‬إن عبدي فلنا استسقاك فلم تسقه] أما علمت أنك لو كنت سقيته‬
‫لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني‪ .‬قال‪ :‬يا رب! كيف‬
‫أعودك‪ ،‬وأنت رب العالمين؟ قال‪ :‬أما علمت أن عبدي فلنا مرض‪ ،‬فلو‬
‫كنت عدته لوجدت ذلك عندي؟ أو وجدتني عنده؟"‪.‬‬
‫@‪( 402/518‬صحيح) عن أبي سعيد‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫عُودوا المريض‪ ،‬واتبعوا الجنائز ؛ تُذكّركم الخرة"‪.‬‬
‫@‪( 403/519‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ثلث كلهن حق على كل مسلم ‪ :‬عيادة المريض‪ ،‬وشهود الجنازة‪ ،‬وتشميت‬
‫العاطس إذا حمد ال عز وجل"‪.‬‬
‫‪ -210‬باب دعاء العائد للمريض بالشفاء‪235 -‬‬
‫@‪( 405/520‬صحيح) عن ثلثة(‪ )1‬من بني سعد‪ -‬كلهم يحدث عن أبيه‪: -‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل على سعد يعوده بمكة ؛ فبكى‪.‬‬
‫فقال‪ " :‬ما يبكيك؟"‪ .‬قال‪ :‬خشيت أن أموت بالرض التي هاجرت منها‪ ،‬كما‬

‫( ) قلت ‪ :‬أحدهم عامر بن سعد‪ ،‬في رواية أخرى للشيخين كما تقدم ذكره في التعليق‬ ‫‪1‬‬

‫على حديث عائشة بنت سعد المتقدم برقم (‪.)384/499‬‬


‫والثاني ‪ :‬مصعب بن سعد في رواية أخرى لمسلم (‪. )5/73‬‬
‫والثالث‪ :‬عائشة في حديثها المشار إليه‪ ،‬وخفي هذا على المعلق على "صحيح مسلم"‬
‫طبعة صبيح‪ ،‬فقال في الثالث‪:‬‬
‫"ولعله محمد بن سعد"!‬
‫ثم جاء من بعده الشارح الجيلني ‪ ،‬فجزم به ونسبه لرواية مسلم! فقال بعد أن ذكره عقب‬
‫الثنين‪" :‬ذكرهم مسلم في هذه الرواية"!‬
‫وهذا خطأ آخر؛ فإن مسلمًا لم يذكر الولين إل في روايات أخرى كما ذكرت آنفًا ورواية‬
‫عامر أخرجها ابن حبان أيضاً(‪ 223 -6/222‬و ‪ 7/607‬و ‪.)9/191‬‬

‫‪102‬‬
‫ف سعدا" (ثلثا)‪ .‬فقال‪ :‬لي مال كثير‪ ،‬يرثني‬
‫مات سعد(‪ .)1‬قال‪" :‬اللهم ! اش ِ‬
‫ابنتي‪ ،‬أفأوصي بمالي كله؟ قال‪" :‬ل"‪ .‬قال‪ :‬فبالثلثين؟ قال‪" :‬ل"‪ .‬قال‪:‬‬
‫فالنصف‪ .‬قال‪" :‬ل"‪ ،‬قال‪ :‬فالثلث؟ قال‪ :‬الثلث‪ ،‬والثلث كثير‪ ،‬إن ص َدقَتك من‬
‫مالك صدقة‪ ،‬ونفقتك على عيالك صدقة‪ ،‬وما تأكل امرأتك من طعامك لك‬
‫صدقة‪ ،‬وإنك أن تدع أهلك بخير‪ -‬أو قال‪ :‬بعيشٍ‪ -‬خير من أن تدعهم‬
‫يتكففون الناس"‪.‬‬
‫وقال بيده‪.‬‬
‫‪ -211‬باب فضل عيادة المريض‪236 -‬‬
‫@‪( 406/521‬صحيح) عن أبي أسماء قال‪ " :‬من عاد أخاه‪ ،‬كان في خرفة‬
‫الجنة"‪ .‬قلت لبي قلبة‪ :‬ما خرفة الجنة؟ قال‪ :‬جناها‪ .‬قلت لبي قلبة‪ :‬عن‬
‫من حدثه أبو أسماء؟‪ .‬قال‪ :‬عن ثوبان‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -212‬باب الحديث للمريض والعائد‪237 -‬‬
‫@‪( 407/522‬صحيح) عن أبي بكر بن حزم ومحمد بن المنكدر في ناس من‬
‫أهل المسجد عادوا عمر بن الحكم بن رافع النصاري‪ .‬قالوا ‪ :‬يا أبا حفص!‬
‫حدثنا‪ .‬قال‪ :‬سمعت جابر بن عبد ال قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ " :‬من عاد مريضا خاض في الرحمة‪ ،‬حتى إذا قعد استقر فيها"‪.‬‬
‫‪ -213‬باب من صلى عند المريض – ‪238‬‬
‫@‪( 408/523‬صحيح السناد) عن عطاء قال‪ " :‬عادني عمر بن صفوان(‪،)2‬‬
‫فحضرت الصلة‪ ،‬فصلى بهم ابن عمر ركعتين‪ ،‬وقال‪" :‬إنا سفر"‪.‬‬

‫( ) هو ‪ :‬ابن خولة كما في رواية مسلم ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) كذا ‪ ،‬وفي نسخة الجيلني" عاد ابن عمر ابن صفوان" ولعلها الصواب‪ ،‬فإنه ليس‬ ‫‪2‬‬

‫في رواة الكتاب من يدعى عمر بن صفوان‪ ،‬بل ول في الرواة مطلقاً‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -214‬باب عيادة المشرك‪239 -‬‬
‫@‪( 409/524‬صحيح) عن أنس ‪ :‬أن غلما من اليهود كان يخدم النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فمرض‪ ،‬فأتاه النبي صلى ال عليه وسلم يعوده‪ ،‬فقعد‬
‫عند رأسه‪ .‬فقال‪" :‬أسلم"‪ .‬فنظر إلى أبيه‪-‬وهو عند رأسه‪ -‬فقال له ‪ :‬أطع أبا‬
‫القاسم صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأسلم‪ ،‬فخرج النبي صلى ال عليه وسلم وهو‬
‫يقول‪ " :‬الحمد ل الذي أنقذه من النار"‪.‬‬
‫‪ -215‬باب ما يقول للمريض – ‪240‬‬
‫@‪( 410/525‬صحيح) عن عائشة؛ أنها قالت‪ :‬لما قدم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم المدينة وعكَ أبو بكر وبلل‪ .‬قالت‪ :‬فدخلت عليهما‪ .‬قلت‪ :‬يا أبتاه!‬
‫كيف تجدك؟ ويا بلل ! كيف تجدك؟ قال‪ :‬وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى‬
‫يقول‪:‬‬
‫والموت أدنى من شراك نعله‬ ‫كل امرئ مصبح في أهله‬
‫وكان بلل إذا أقلع عنه‪ ،‬يرفع عقيرته(‪ )1‬فيقول‪:‬‬
‫بواد وحولي إذخر وجليل‬
‫(‪)2‬‬
‫أل ليت شعري هل أبيتن ليلة‬
‫وهل يبدون لي شامة وطفيل‬
‫(‪)4‬‬
‫وهل أردن يوما مياه مجنة‬
‫(‪)3‬‬

‫قالت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬فجئت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬


‫فأخبرته‪ ،‬فقال‪ " :‬اللهم حبب إلينا المدينة‪ ،‬كحبنا مكة أو أشد‪ ،‬وصححها‪،‬‬
‫وبارك لنا في صاعها ومدها‪ ،‬وانقل حماها فاجعلها بالجحفة"(‪.)5‬‬

‫( ) " عقيرته " صوته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) "جليل" ‪ :‬نبت ضعيف تحشى به البيوت وغيرها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) " المجنة"‪ :‬موضع على أميال من مكة بناصية مر الظهران كان به يسوق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) " شامة وطفيل" ‪ :‬جبلن يقرب مكة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) "الجحفة" ‪ :‬ميقات أهل مصر والشام والمغرب‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ -216‬باب ما يجيب المريض – ‪241‬‬
‫@‪( 411/528‬صحيح السناد) عن سعيد بن عمرو بن سعيد‪ ،‬عن أبيه قال‪:‬‬
‫دخل الحجاج على ابن عمر‪ -‬وأنا عنده‪ -‬فقال‪ :‬كيف هو؟ قال‪ :‬صالحٌ‪ .‬قال‪:‬‬
‫من أصابك؟ قال‪ :‬أصابني من أمر بحمل السلح في يوم ل يحلّ فيه حمله‪.‬‬
‫يعني الحجاج‪.‬‬
‫‪ -217‬باب من كره للعائد أن ينظر إلى الفضول من البيت‪244 -‬‬
‫@‪(412/531‬صحيح السناد) عن عبد ال بن أبي الهذيل قال‪ :‬دخل عبد ال‬
‫بن مسعود على مريض يعوده‪ -‬ومعه قوم‪ ،‬وفي البيت امرأة – فجعل رجل‬
‫من القوم ينظر إلى المرأة‪ ،‬فقال له عبد ال ‪ " :‬لو انفقأت عينك‪ ،‬كان خيرا‬
‫لك"‪.‬‬
‫‪ -218‬باب العيادة من الرمد – ‪245‬‬
‫@‪ -413/523‬عن زيد بن أرقم قال‪ :‬رمدت عيني‪ ،‬فعادني النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم …"(‪.)1‬‬
‫@‪( 414/534‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬قال ال عز وجل‪ :‬إذا ابتليته بحبيبتيه‪ -‬يريد عينيه – ثم صبر‪،‬‬
‫عوضته الجنة "‪.‬‬
‫@‪(415/535‬حسن صحيح) عن أبي أمامة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" يقول ال‪ :‬يا ابن آدم! أخذت كريمتيك‪ .‬فصبرت عند الصدمة واحتسبت‪ ،‬لم‬
‫أرض لك ثوابا دون الجنة"‪.‬‬
‫‪ -219‬باب أين يقعد العائد؟ ‪246-‬‬

‫( ) انظر تمام الحديث في الكتاب الخر ‪" :‬صعيف الدب"‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪105‬‬
‫@‪( 416/536‬صحيح) عن ابن عباس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا عاد المريض جلس عند رأسه‪ ،‬ثم قال (سبع مرارٍ) "أسأل ال العظيم‪،‬‬
‫رب العرش العظيم أن يشفيك" فإن كان في أجله تأخير عوفي من وجعه‪.‬‬
‫@‪(417/537‬صحيح السناد) عن الربيع بن عبد ال قال‪ :‬ذهبت مع الحسن‬
‫ف قلبه‪،‬‬
‫إلى قتادة نعودُه‪ ،‬فقعد عند رأسه‪ ،‬فسأله(‪ )1‬ثم دعا له‪ .‬قال‪" :‬اللهم اش ِ‬
‫واشفِ سقمه"‪.‬‬
‫‪ -220‬باب ما يعمل الرجل في بيته‪247 -‬‬
‫@‪( 418/538‬صحيح) عن السود قال‪ :‬سألت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬ما‬
‫كان يصنع النبي صلى ال عليه وسلم في أهله؟ فقالت‪" :‬كان يكون في مهنة‬
‫أهله‪ ،‬فإذا حضرت الصلة خرج"‪.‬‬
‫@‪( 419/539‬صحيح) عن عروة قال‪ :‬سألت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬ما‬
‫كان النبي صلى ال عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت‪" :‬يخصف نعله(‪،)2‬‬
‫ويعمل ما يعمل الرجل في بيته"‪ ( .‬وفي رواية قالت‪" :‬ما يصنع أحدكم في‬
‫بيته؛ يخص النعل‪ ،‬ويرقع الثوب‪ ،‬ويخيط")‪.‬‬
‫@‪( 420/541‬صحيح) وعن عمرة‪ :‬قيل لعائشة رضي ال عنها ‪ :‬ماذا كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت‪ " :‬كان بشرا من البشر؛‬
‫يفلي ثوبه‪ ،‬ويحلب شاته"‪.‬‬
‫‪ -221‬باب إذا أحب الرجل أخاه فليُعلمه‪248 -‬‬

‫() كذا الصل‪ .‬وفي " تهذيب الكمال" (‪ )9/96‬في ترجمةالربيع بن عبد ال هذا‪،‬وهنو‬ ‫‪1‬‬

‫ابن خطاف الحدب‪ ،‬وقد ساق روايته هذه من طريق المؤلف بلفظ ‪ ":‬فساءله" ولعله‬
‫الصواب‪.‬‬

‫( ) أي‪ :‬يخرزها‪.‬‬‫‪2‬‬

‫‪106‬‬
‫@‪( 421/542‬صحيح) عن حبيب بن عبيد‪ ،‬عن المقدام بن معدي كرب‪-‬‬
‫وكان قد أدركه‪ -‬قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا أحب أحدكم أخاه‬
‫فليعلمه أنه أحبه"‪.‬‬
‫@‪( 422/543‬حسن صحيح) عن مجاهد قال‪ :‬لقيني رجل من أصحاب النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فأخذ بمنكبي من ورائي‪ .‬قال‪ :‬أما إني أحبّك‪ .‬قال(‪:)1‬‬
‫أحبك ال الذي أحببتني له‪ .‬فقال ‪ :‬لول أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" " :‬إذا أحب الرجل الرجل فليخبره أنه أحبه"‪ .‬ما أخبرتك‪ .‬قال‪ :‬ثم أخذ‬
‫يعرض علي الخطبة‪ .‬قال‪ :‬أما إن عندنا جارية‪ ،‬أما إنها عوراء‪.‬‬
‫@‪( 423/544‬صحيح) عن أنس قال ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما‬
‫تحابّا(‪ )2‬الرجلن إل كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه"‪.‬‬
‫ل فل يماره ول يسأل عنه – ‪249‬‬
‫‪ -222‬باب إذا أحب رج ً‬
‫@‪( 424/545‬صحيح السناد موقوفا) عن معاذ بن جبل‪ ،‬أنه قال‪ " :‬إذا‬
‫أحببت أخا فل تماره‪ ،‬ول تشاره‪ ،‬ول تسأل عنه‪ ،‬فعسى أن توافي له عدوا‬
‫فيخبرك بما ليس فيه‪ ،‬فيفرق بينك وبينه"‪.‬‬
‫‪ -223‬باب العقل في القلب‪250 -‬‬
‫@‪( 425/547‬حسن السناد) عن علي رضي ال عنه ؛ أنه سمعه بصفين‬
‫يقول‪ " :‬إن العقل في القلب‪ ،‬والرحمة في الكبد‪ ،‬والرأفة في الطحال‪ ،‬والنفس‬
‫في الرئة"‪.‬‬
‫‪ -224‬باب الكبر‪251 -‬‬

‫( ) كذا الصل‪ ،‬ولعل الصواب‪ :‬قلت‪ :‬كما يدل عليه السياق‪.‬‬‫‪1‬‬

‫( ) الفاعل هو الضمير‪ ،‬والسم الظاهر بدل من الضمير الذي هو الفاعل‪.‬‬‫‪2‬‬

‫‪107‬‬
‫@‪( 426/548‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان(‪،)1‬‬
‫حتى قام على رأس النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن صاحبكم قد وضع‬
‫كل فارس – أو قال ‪ :‬يريد أن يضع كل فارس‪ -‬ويرفع كل راع! فأخذ النبي‬
‫بمجامع جبته‪ .‬قال‪ " :‬أل أرى عليك لباس من ل يعقل"‪ .‬ثم قال‪ " :‬إن نبي ال‬
‫نوحا صلى ال عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لبنه ‪ :‬إن قاصّ عليك‬
‫الوصية‪ ،‬آمرك باثنيتين‪ ،‬وأنهاك عن اثنتين‪:‬‬
‫آمرك بل إله إل ال؛ فإن السماوات السبع والرضين السبع‪ ،‬لو وضعن في‬
‫كفة ووضعت ل إله إل ال في كفة لرجحت بهن‪ ،‬ولو أن السماوات السبع‬
‫والرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن(‪ )2‬ل إله إل ال‪ ،‬وسبحان ال‬
‫وبحمده ؛ فإنها صلة كل شيء‪ ،‬وبها يرزق كل شيء‪ .‬وأنهاك ‪ :‬عن‬
‫الشرك‪ ،‬والكبر‪ .‬فقلت‪ :‬أو قيل‪ :‬يا رسول ال! هذا الشرك قد عرفناه فما‬
‫الكبر؟ هو أن يكون لحدنا حلة يلبسها؟‪ .‬قال‪" :‬ل"‪ .‬قال‪ :‬فهو أن يكون‬
‫لحدنا نعلن حسنتان‪ ،‬لهما شراكان حسنان؟‪ .‬قال‪" :‬ل"‪ .‬قال‪ :‬فهو أن يكون‬
‫لحدنا دابة يركبها؟ قال‪" :‬ل"‪ :‬قال ‪ :‬فهو أن يكون لحدنا أصحاب يجلسون‬
‫إليه؟ قال‪" :‬ل"‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول ال! فما الكبر؟ قال‪ " :‬سفه الحق(‪ ،)3‬وغمص‬
‫الناس"‪.‬‬

‫( ) جمع ساج الطيلسان الخضر‪.‬‬‫‪1‬‬

‫( ) أي ‪ :‬لكسرتهن‪.‬‬‫‪2‬‬

‫( ) أي ‪ :‬جهله‪ ،‬والستخفاف به‪ ،‬و(غمص الناس) أي ‪ :‬احتقارهم ‪ ،‬والطعن فيهم‪،‬‬


‫‪3‬‬

‫والستخفاف بهم‪ ،‬انظر "الصحيحة" (‪.)134‬‬

‫‪108‬‬
‫@‪( 427/549‬صحيح) عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"من تعظم في نفسه‪ ،‬أو اختال في مشيته‪ ،‬لقي ال عز وجل وهو عليه‬
‫غضبان"‪.‬‬
‫@‪( 428/550‬حسن) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ما استكبر من أَ َكلَ معه خادمه‪ ،‬وركب الحمار بالسواق‪ ،‬واعتقل‬
‫الشاة فحلبها"‪.‬‬
‫@‪( 429/552‬صحيح) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪ " :‬العز إزاره‪ ،‬والكبرياء رداؤه‪ ،‬فمن نازعني بشيء‬
‫منهما‪ ،‬عذبته"‪.‬‬
‫@‪( 430/553‬حسن موقوف) عن الهيثم بن مالك الطائي قال‪ :‬سمعت‬
‫النعمان بن بشير يقول على المنبر قال‪ " :‬إن للشيطان مصاليا(‪ )1‬وفخوخا‪،‬‬
‫وإن مصالي الشيطان وفخوخه‪ :‬البطر(‪ )2‬بأنعم ال‪ ،‬والفخر بعطاء ال‪،‬‬
‫والكبرياء على عباد ال‪ ،‬واتباع الهوى في غير ذات ال"‪.‬‬
‫@‪( 431/544‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" احتجّت الجنة والنار – وقال سفيان أيضا ‪ :‬اختصمت الجنة والنار‪ -‬قالت‬
‫النار‪ :‬يلجني الجبارون‪ ،‬ويلجني المتكبرون‪ .‬وقالتِ الجنة‪ :‬يجلني الضعفاء‪،‬‬
‫ويلجني الفقراء‪ .‬قال ال تبارك وتعالى للجنة‪ :‬أنت رحمتي أرحم بك من‬
‫أشاء‪ .‬ثم قال للنار‪ :‬أنت عذابي أعذب بك من أشاء‪ ،‬ولكل واحدةٍ منكما‬
‫ملؤها"‪.‬‬

‫( ) جمع مصلة أي ‪ :‬الشرك‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) أي‪ :‬الطغيان عند النعمة‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪109‬‬
‫@‪( 432/555‬حسن) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال‪" :‬لم يكن أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم متحزقين(‪ ،)1‬ول متماوتين(‪ ،)2‬وكانوا‬
‫يتناشدون الشعر في مجالسهم‪ ،‬ويذكرون أمر جاهليتهم‪ ،‬فإذا أريد أحد منهم‬
‫على شيء من أمر ال‪ ،‬دارت حماليق عينيه(‪ )3‬كأنه مجنون"‪.‬‬
‫ل أتى النبي صلى ال عليه‬
‫@‪( 433/556‬صحيح) عن أبي هريرة؛ أن رج ً‬
‫وسلم – وكان جميلً‪ -‬فقال ‪ :‬حبب إلي الجمال‪ ،‬وأُعطيت ما ترى! حتى ما‬
‫أحب أن يفوقني أحدٌ‪ ،‬إما قال ‪ :‬بشراك نعل‪ .‬وإما قال‪ :‬بشس ٍع أحمر‪ .‬آلِكبْرُ‬
‫ذاك؟ قال‪:‬‬
‫"ل؛ ولكن الكبر من بطر الحق(‪ ،)4‬وغمطَ الناس"‪.‬‬
‫@‪( 434/557‬حسن) عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في‬
‫صورة الرجال‪ ،‬يغشاهم ال ُذلّ من كل مكان‪ ،‬يُساقون إلى سجن من جهنم‬
‫يسمى‪ :‬بُولَس تعلوهم نار النيار‪ ،‬ويسقون من عصارة أهل النار؛ طينة‬
‫الخبال"‪.‬‬
‫‪ -225‬باب من انتصر من ظلمه‪252 -‬‬

‫( ) أي متقبضين ومجتمعين‪ ،‬وقيل للجماعة‪" :‬حزقة" ؛ لنضمام بعضهم إلى بعض‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) يقال‪ :‬تماوت الرجل‪ ،‬إذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف‪ ،‬من العبادة والزهد‬
‫‪2‬‬

‫والصوم‪.‬‬
‫( ) جمع حملق العين‪ ،‬وهو مايسوده الكحل من باطن أجفانها ‪ ،‬وهو كناية عن فتح‬ ‫‪3‬‬

‫العينين والنظر بنظر شديد‪ .‬وكان الصل‪" :‬عن عبد …" فصححته من " المصنف" (‬
‫‪ )8/711‬و"التهذيب"‪.‬‬
‫() هو بمعنى " سفه الحق" ‪ ،‬وتقدم تفسيره تحت الحديث(‪ ،)426/548‬و(غمط الناس)‬ ‫‪4‬‬

‫هو بمعنى (الغمص) المتقدم هناك‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫@‪( 435/558‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها؛ أن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال لها‪" :‬دونك فانتصري"‪.‬‬
‫@‪( 436/559‬صحيح) عن عائشة قالت‪ " :‬أرسل أزواج النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم فاطمة إلى النبي صلى ال عليه وسلم فاستأذنت والنبي مع عائشة‬
‫رضي ال عنها في مرطها(‪ ،)1‬فأذن لها فدخلت‪ .‬فقالت‪ :‬إن أزواجك‬
‫أرسلنني‪ ،‬يسألنك العدل في بنت أبي قحافة‪ .‬قال‪ :‬أي بنيّة! أتحبين ما أحبّ‪.‬‬
‫قالت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ " :‬فأحبي هذه " فقامت‪ ،‬فخرجت فحدثتهم‪ .‬فقلن‪ :‬ما أغنيت‬
‫عنا شيئا فارجعي إليه‪ .‬قالت‪ :‬وال ل أكلمه فيها أبدا‪ .‬فأرسلن زينب ‪ -‬زوج‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فأستأذنت‪ ،‬فأذن لها‪ ،‬فقالت له ذلك‪ ،‬ووقعت في‬
‫زينب تسُبّني‪ ،‬فطفقت أنظر‪ :‬هل يأذن لي النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلم‬
‫أزل حتى عرفت أن النبي صلى ال عليه وسلم ل يكره أن أنتصر‪ ،‬فوقعت‬
‫بزينب‪ ،‬فلم أنشب أن أثخنتها غلبة‪ ،‬فتبسم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ثم‬
‫قال‪" :‬أما إنها ابنة أبي بكر"‪.‬‬
‫‪ -226‬باب المواساة في السنة والمجاعة – ‪253‬‬
‫@‪( 437/561‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬أن النصار قالت للنبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل‪ .‬قال‪" :‬ل"‪ :‬فقالوا‪ :‬تكفونا‬
‫المؤونة‪ ،‬ونشرككم في الثمرة؟ قالوا‪ :‬سمعنا وأطعنا‪.‬‬
‫@‪( 438/562‬صحيح السناد) عن عبد ال بن عمر‪ :‬أن عمر بن الخطاب‬
‫رضي ال عنه قال عام الرمادة‪ -‬وكانت سنة شديدة ملمّة‪ ،‬بعدما اجتهد عمر‬
‫في إمداد العراب بالبل والقمح والزيت من الرياف كلها‪ ،‬حتى بلحتِ‬

‫() "في مرطها"‪ :‬اللحفة والزار‪.‬‬‫‪1‬‬

‫‪111‬‬
‫الرياف كلها؛ مما جهدها ذلك – فقام عمر يدعو‪ -‬فقال‪" :‬اللهم اجعل رزقهم‬
‫على رؤوس الجبال" فاستجاب ال له وللمسلمين‪ ،‬فقال حين نزل به الغيث‪:‬‬
‫"الحمد ل‪ ،‬فوال لو أن ال لم يفرجها ما تركت بأهل بيت من المسلمين لهم‬
‫سعة إل أدخلت معهم أعدادهم من الفقراء‪ ،‬فلم يكن اثنان يهلكان من الطعام‬
‫على ما يقيم واحدا"‪.‬‬
‫@‪( 439/563‬صحيح) عن سلمة بن الكوع قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ضحاياكم‪ ،‬ل يصبح أحدكم بعد ثالثةٍ‪ ،‬وفي بيته منه شيء"‪ .‬فلما‬
‫كان العام المقبل‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال! نفعل كما فعلنا العام الماضي؟ قال‪" :‬‬
‫كلوا وادخروا؛ فإن ذلك العام كانوا في جهد فأردت أن تُعينوا"‪.‬‬
‫‪ -227‬باب التجارب –‪254‬‬
‫@‪( 440/564‬صحيح موقوفا) عن عروة قال‪ :‬كنت جالسا عند معاوية‪،‬‬
‫فحدّث نفسه‪ ،‬ثم انتبه‪ ،‬فقال‪" :‬ل حلم إل تجربة" يعيدها ثلثا‪.‬‬
‫‪ -228‬باب حلف الجاهلية‪256 -‬‬

‫‪112‬‬
‫@‪( 441/567‬صحيح) عن عبد الرحمن بن عوف[أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم](‪ )1‬قال‪" :‬شهدت مع عمومتي حلف المطيبين(‪ ،)2‬فما أحب أن‬
‫أنكثه‪ ،‬وأن لي حُمر النعم"‪.‬‬
‫‪ -229‬باب الخاء – ‪257‬‬
‫@‪( 442/568‬صحيح) عن أنس قال‪ " :‬آخى النبي صلى ال عليه وسلم بين‬
‫ابنِ مسعود والزبير"‪.‬‬
‫@‪( 443/569‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ " :‬حالف رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بين قريش والنصار في داري التي بالمدينة"‪.‬‬
‫‪ -230‬باب ل حلف في السلم – ‪258‬‬
‫@‪( 444/570‬صحيح) عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬جلس‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم عام الفتح على درج الكعبة‪ ،‬فحمد ال‪ ،‬وأثنى‬
‫عليه‪ ،‬ثم قال‪" :‬من كان له خلف في الجاهلية‪ ،‬لم يزده السلم إل شدة(‪ ،)3‬ول‬
‫هجرة بعد الفتح"‪.‬‬
‫‪ -231‬باب من استمطر في أول المطر – ‪259‬‬

‫() سقطت هذه الزيادة من كل نسخة الكتاب المطبوعة المعروفة اليوم‪ ،‬حتى الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫الهندية‪ ،‬وعلى ذلك جرى الشارح فضل ال الجيلني(‪ )2/28/567‬دون أن يتنبه لذلك ‪،‬‬
‫وهو بدونها يصير الحديث موقوفًا على عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬مع أنه عزاه لحمد (‬
‫‪ )1/190‬وهو عنده مرفوع وكذلك وهو في كل المصادر التي كنت عزوت الحديث إليها‬
‫في المصدر المذكور أعله‪ ،‬وكذلك عزاه الحافظ في "الفتح"(‪ )10/502‬لبعضها‪.‬‬
‫والعجيب أن الشيخ الجيلني جزم بأن النبي صلى ال عليه وسلم لم يشهد حلف‬
‫المطيبين‪ ،‬ول أدري مستنده في ذلك مع مخالفته لهذا الحديث الصحيح ‪.‬‬
‫() "المطيبين" ‪ :‬اجتمع بنو هاشم وبنو زهرة وتيم في دار ابن جدعان في الجاهلية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وجعلوا طيباً في جفنة‪ ،‬وغمسوا أيديهم فيه ‪ ،‬وتحالفوا على التناصر‪ ،‬والخذ للمظلوم من‬
‫الظالم؛ فسموا المطيبين‪.‬‬
‫( ) "شدة " ‪ :‬في الحفظ والعهد ‪ ،‬أي ‪ :‬الحلف الذي وافق حكم السلم كصلة الرحام‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ونصرة المظلوم ‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬وما خالفه فالسلم يهدمه ويبطله‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫@‪( 445/571‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬أصابنا مع النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫مطر‪ ،‬فحسر النبي صلى ال عليه وسلم ثوبه(‪ )1‬عنه حتى أصابه المطر‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬لم فعلت؟ قال‪" :‬لنه حديث عهد بربه"(‪.)2‬‬
‫‪ -232‬باب إن الغنم بركة – ‪260‬‬
‫@‪( 446/572‬صحيح) عن حميد بن مالك بن خثيم؛ أنه قال‪ :‬كنت جالسا مع‬
‫أبي هريرة بأرضه بالعقيق‪ ،‬فاتاه قوم من أهل المدينة على دواب‪ ،‬فنزلوا‪.‬‬
‫قال حميد ‪:‬‬
‫فقال أبو هريرة‪ :‬اذهب إلى أمي‪ ،‬وقل لها‪ :‬إن ابنك يقرئك السلم‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫أطعمينا شيئا قال‪ :‬فوضعت ثلثة أقراص من شعير‪ ،‬وشيئا من زيت وملح‬
‫في صحفة‪ ،‬فوضعتها على رأسي‪ ،‬فحملتها إليهم‪ ،‬فلما وضعته بين أيديهم‪،‬‬
‫كبر أبو هريرة‪ ،‬وقال‪ :‬الحمد ل الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن‬
‫طعامنا إل السودان؛ التمر والماء‪ ،‬فلم يُصب القوم من الطعام شيئا! فلما‬
‫انصرفوا‪ .‬قال ‪ :‬يا ابن أخي! أحسن إلى غنمك‪ ،‬وامسح الرغام عنها‪ ،‬وأطب‬
‫مراحها‪ ،‬وصل في ناحيتها؛ فإنها من دواب الجنة‪ ،‬والذي نفسي بيده ليوشك‬
‫أن يأتي على الناس زمان‪ ،‬تكون الثلة(‪ )3‬من الغنم أحب إلى صاحبها من دار‬
‫مروان‪.‬‬
‫‪ -233‬باب البل عز لهلها – ‪261‬‬

‫( ) "فحسر النبي صلى ال عليه وسلم ثوبه"‪ :‬أي كشف عن بعض بدنه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) قلت‪ :‬وفي الحديث إشارة صريحة إلى علو ال تبارك وتعالى على خلقه ‪ ،‬ولذلك‬ ‫‪2‬‬

‫أورده الحافظ الذهبي في جملة الحاديث الدالة على العلو في كتابة القيم "العلو للعلي‬
‫الغفار"‪.‬‬
‫( ) بالفتح ‪ :‬جماعة الغنم‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪114‬‬
‫@‪( 447/574‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬رأس الكفر نحو المشرق‪ ،‬والفخر والخيلء في أهل الخيل والبل‪،‬‬
‫الفدّادين(‪ )1‬أهل الوبر(‪ ،)2‬والسكينة في أهل الغنم"‪.‬‬
‫@‪(448/575‬صحيح السناد) عن ابن عباس قال‪" :‬عجبت للكلب والشاء؛‬
‫إن الشاء يذبح منها في السنة كذا وكذا‪ ،‬ويهدى كذا وكذا‪ ،‬والشاء أكثر منها!‬
‫والكلب تضع الكلبة الواحدة كذا وكذا"‪.‬‬
‫@‪(449/576‬حسن السناد) عن أبي ظبيان قال‪ :‬قال لي عمر بن الخطاب‪:‬‬
‫يا أبا ظبيان! كم عطاؤك؟ قال‪ :‬ألفان وخمسمائة‪ .‬قال له‪ " :‬يا أبا ظبيان!‬
‫اتخذ من الحرث والسّابياء(‪ )3‬من قبل أن تليكم غلمة قريش‪ ،‬ل يع ّد العطاء‬
‫معهم مالً"‪.‬‬
‫ن قال‪ :‬تفاخر أهل البل وأصحاب‬
‫@‪( 450/577‬صحيح) عن عبدة بن حز ٍ‬
‫الشاء‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬بعث موسى وهو راعي غنم‪،‬‬
‫وبعث داود وهو راعي‪ ،‬وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لهلي بالجياد"(‪.)4‬‬
‫‪ -234‬باب العرابية – ‪262‬‬
‫@‪( 451/478‬صحيح موقوفا) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ " :‬الكبائر سبع‪ ،‬أولهن‪:‬‬
‫الشراك بال‪ ،‬وقتل النفس‪ ،‬ورمي المحصنات‪ ،‬والعرابية بعد الهجرة"‪.‬‬
‫‪ -235‬باب ساكن القرى – ‪263‬‬

‫( ) بالتشديد ‪ ،‬جمع الفداد ‪ :‬مالك المئين من البل إلى اللف‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) أي ‪ :‬الجامعين بين الخيل والبل والوبر‪.‬‬‫‪2‬‬

‫( ) يريد ‪ :‬الزراعة والنتاج ‪ ،‬و(السابياء) هي النتاج‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫( ) ورواه المؤلف في "التاريخ الكبير" (‪ )3/2/113‬من طرق عن شعبة منها‪ :‬ابن أبي‬ ‫‪4‬‬

‫عدي عن شعبة‪ " :‬قلت لبي إسحاق‪ :‬أدرك عصر النبي صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪:‬‬
‫نعم" يعني‪ :‬عبدة بن حزن‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫@‪( 452/579‬حسن) عن ثوبان قال‪ :‬قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬ل تسكن الكفور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور"‪ .‬قال أحمد(‪ :)1‬الكفور‬
‫القرى‪.‬‬
‫إلى التلع – ‪246‬‬ ‫‪ -236‬باب البدو‬
‫(‪)2‬‬

‫@‪( 453/580‬صحيح) عن شريح‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت عائشة عن البدو‪.‬‬


‫قلت‪ :‬وهل كان النبي صلى ال عليه وسلم يبدُو؟ فقالت‪" :‬نعم‪ .‬كان يبدو إلى‬
‫هؤلء التلع"‪.‬‬
‫‪ -237‬باب التؤدة في المور – ‪266‬‬
‫@‪( 454/583‬حسن السناد) عن الحسن [هو البصري]؛ أن رجلً توفي‪،‬‬
‫وترك ابنا له ومولى له‪ ،‬فأوصى موله بابنه‪ ،‬فلم يألوه(‪ )3‬حتى أدرك‬
‫وزوجه‪ .‬فقال له ‪ :‬جهزني أطلب العلم‪ ،‬فجهزه‪ ،‬فأتى عالما فسأله‪.‬فقال‪ :‬إذا‬
‫أردت أن تنطلق فقل لي ‪ :‬أعلمك‪ .‬فقال ‪ :‬حضر مني الخروج‪ ،‬فعلمني‪.‬‬
‫فقال‪" :‬اتق ال‪ ،‬واصبر‪ ،‬ول تستعجل"‪ .‬قال الحسن‪ :‬في هذا الخير كله –‬
‫فجاء ول يكاد ينساهن ؛ إنما هن ثلث‪ -‬فلما جاء أهله‪ ،‬نزل عن راحلته‪،‬‬
‫فلما نزل الدار إذا هو برجل نائم متراخ عن المرأة‪ ،‬وإذا امرأته نائمة! قال‪:‬‬
‫وال ما أريد ما أنتظر بهذا ؟ فرجع إلى راحلته‪ ،‬فلما أراد أن يأخذ السيف‬
‫قال‪" :‬اتق ال‪ ،‬واصبر ول تستعجل" فرجع‪ ،‬فلما قام على رأسه قال‪ :‬ما‬
‫أنتظر بهذا شيئا‪ ،‬فرجع على راحلته‪ ،‬فلما أراد أن يأخذ سيفه ذكره‪ ،‬فرجع‬
‫إليه‪ ،‬فلما قام على رأسه استيقظ الرجل‪ ،‬فلما رآه وثب إليه‪ ،‬فعانقه‪ ،‬وقبله‪،‬‬
‫( ) هو أحمد بن عاصم شيخ المؤلف ‪ ،‬وكنيته‪ ،‬أبو محمد البلخي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) "البدو"؛ أي‪ :‬الخروج إلى البادية ‪ ،‬و"التلع" جمع تلعة من الضداد‪ ،‬والمراد هاهنا‬‫‪2‬‬

‫مسيل الماء‪.‬‬
‫( ) أي ‪ :‬لم يقصر المولى في تربية ابن سيده‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪116‬‬
‫وسأله‪ .‬قال‪ :‬ما أصبت بعدي؟ قال‪ :‬أصبت وال بعدك خيرا كثيرا‪ ،‬أصبت‬
‫وال بعدك‪ :‬أني مشيت الليلة بين السيف وبين رأسك ثلث مرار‪ ،‬فحجزني‬
‫ما أصبت من العلم عن قتلك‪.‬‬
‫‪ -238‬باب التؤدة في المور ‪267 - 1‬‬
‫( )‬

‫@‪( 455/584‬صحيح) عن أشج عبد القيس قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬إن فيك لخلقين يحبهما ال" قلت‪ :‬وما هما يا رسول ال؟ قال‪" :‬الحلم‪،‬‬
‫والحياء"‪ ،‬قلت‪ :‬قديما أو حديثا؟ قال‪" :‬قديما"‪ .‬قلتُ ‪ :‬الحمد ل الذي جبلني‬
‫على خلقين أحبهما ال‪.‬‬
‫@‪( 456/585‬صحيح) عن قتادة قال‪ :‬حدثنا من لقي الوفد الذين قدموا على‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم من عبد القيس – وذكر قتادة أبا نضرة‪ -‬عن أبي‬
‫سعيد الخدري قال النبي صلى ال عليه وسلم لشج عبد القيس ‪" :‬إن فيك‬
‫لخصلتين يحبهما ال ‪ :‬الحلم والناة"‪.‬‬
‫@‪( 457/586‬صحيح) عن ابن عباس قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫للشج؛ أشج عبد القيس‪" :‬إن فيك لخصلتين يحبهما ال ‪ :‬الحلم‪ ،‬والناة"‪.‬‬
‫‪ -239‬باب البغي‪268 -‬‬
‫@‪( 458/588‬صحيح) عن ابن عباس قال‪ " :‬لو أن جبلً بغى على جبل لدُك‬
‫الباغي"‪.‬‬
‫@‪( 459/590‬صحيح) عن فضالة بن عبيد‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ثلثة ل يسأل عنهم‪ ،‬رجل فارق الجماعة‪ ،‬وعصى إمامه فمات‬
‫عاصيا؛ فل تسأل عنه‪ ،‬وأ َمةٌ أو عبد أبق من سيده‪.‬‬

‫( ) هذا الباب مكرر ما قبله في (الصل) ‪ ،‬وكذا في نسخة الشارح ‪ ،‬فلعله من النساخ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪117‬‬
‫وامرأة غاب زوجها‪ ،‬وكفاها مؤونة الدنيا فتبرجت وتمرجت بعده‪ .‬وثلثة ل‬
‫يسأل عنهم‪ :‬رجل نازع الَ رداءَه؛ فإن رداءه الكبرياء‪ ،‬وإزاره عزّه‪ .‬ورجل‬
‫شك في أمر ال‪ ،‬والقنوط من رحمة ال"‪.‬‬
‫@‪( 460/591‬صحيح) عن بكار بن عبد العزيز‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده [ أبي‬
‫بكرة]‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬كل ذنوب يؤخر ال منها ما‬
‫شاء إلى يوم القيامة إل البغي‪ ،‬وعقوق الولدين‪ ،‬أو قطعية الرحم‪ ،‬يعجل‬
‫لصاحبها في الدنيا قبل الموت"‪.‬‬
‫@‪(461/592‬صحيح موقوفا) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ " :‬يبصر أحدكم القذاة في‬
‫أعين أخيه‪ ،‬وينسى الجذل‪ -‬أو الجذع – في عين نفسه"‪ .‬قال أبو عبيد‪:‬‬
‫"الجذل" ‪ :‬الخشبة العالية الكبيرة‪.‬‬
‫@‪(462/593‬حسن) عن معاوية بن قرة قال‪ :‬كنت مع معقل المزني‪ ،‬فأماط‬
‫أذى عن طريق فرأيت شيئا فبادرته‪ .‬فقال‪ :‬ما حملك على ما صنعت يا ابن‬
‫أخي؟ قال‪ :‬رأيتك تصنع شيئا فصنعته‪ .‬فقال‪ :‬أحسنت يا ابن أخي! سمعت‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬من أماط أذى عن طريق مسلمين‪ ،‬كتب له‬
‫حسنة‪ ،‬ومن تقبلت له حسنة‪ ،‬دخل الجنة"‪.‬‬
‫‪ -240‬باب قَبول الهدية – ‪269‬‬
‫@‪( 463/594‬حسن) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"تهادوا تحابوا"‪.‬‬
‫@‪( 464/595‬صحيح السناد) عن أنس قال‪ " :‬يا بني! تبادلوا بينكم ؛ فإنه‬
‫أو ّد لما بينكم"‪.‬‬
‫‪ -241‬باب من لم يقبل الهدية لمّا دخل البغض في الناس‪270 -‬‬

‫‪118‬‬
‫@‪( 465/596‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬أهدى رجل من بني فزارة‬
‫للنبي صلى ال عليه وسلم ناقة‪ ،‬فعوضه‪ ،‬فتسخطه‪ ،‬فسمعت النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم على المنبر يقول‪ " :‬يُهدي أحدهم‪ ،‬فأعوضه بقدر ما عندي‪ ،‬ثم‬
‫يسخطه‪ ،‬وأيم ال! ل أقبل بعد عامي هذا من العرب هدية إل من قرشيّ‪ ،‬أو‬
‫أنصاري‪ ،‬أو ثقفي‪ ،‬أو دوسي"‪.‬‬
‫‪ -242‬باب الحياء‪271 -‬‬
‫@‪( 466/597‬صحيح) عن ابن مسعود‪ ،‬عقبة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن مما أدرك الناس من كلم النبوة [الولى‪ :]1316/‬إذا لم تستحي‬
‫فاصنع ما شئت"‪.‬‬
‫@‪( 467/598‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"اليمان بضع وستون‪ -‬أو بضع وسبعون – شعبة؛ أفضلها ل إله إل ال‪،‬‬
‫وأدناها إماطة الذى عن الطريق‪ ،‬والحياء شعبة من اليمان"‪.‬‬
‫@‪( 468/599‬صحيح) عن أبي سعيد قال‪" :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫أشد حياء من العذراء(‪ )1‬في خدرها‪ ،‬وكان إذا كره [شيئا] عرفناه في وجهه"‪.‬‬
‫@‪( 469/600‬صحيح) عن عثمان وعائشة‪ :‬أن أبا بكر استأذن على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم – وهو مضطجعٌ على فراش عائشة‪ ،‬لبسا مرط‬
‫عائشة‪ -‬فأذن لبي بكر وهو كذلك‪ ،‬فقضى إليه حاجته‪ ،‬ثم انصرف‪ .‬ثم‬
‫استأذن عمر رضي ال عنه‪ ،‬فأذن له وهو كذلك‪ ،‬فقضى إليه حاجته‪ ،‬ثم‬
‫انصرف‪ .‬قال عثمان‪ :‬ثم استأذنت عليه‪ ،‬فجلس‪ .‬وقال لعائشة‪" :‬اجمعي إليك‬
‫ثيابك"‪ .‬فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفتُ‪.‬قال‪ :‬فقالت عائشة‪ :‬يا رسول ال!‬

‫( ) الصل‪" :‬عذراء" وكذا في نسخة الشارح‪ ،‬فصححته من " صحيح المؤلف"‬ ‫‪1‬‬

‫و"مسلم" ومنهما استدركت ما بين المعكوفتين‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫لم أرك فزعت لبي بكر وعمر رضي ال عنهما كما فزعت لعثمان؟ قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إن عثمان رجل حيي‪ ،‬وإني خشيت أن‬
‫ي في حاجته"‪.‬‬
‫أذنتُ له‪ -‬وأنا على تلك الحال‪ -‬أن ل يبلغ إل ّ‬
‫@‪( 470/601‬صحيح) عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬ما كان الحياء في شيء إل زانه‪ ،‬ول كان الفحش في شيء إل شانه"‪.‬‬
‫@‪( 471/602‬صحيح) عن سالم‪ ،‬عن أبيه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم مر برجل يعظ ( وفي رواية … يعاتب) أخاه في الحياء‪ [ ،‬حتى كأنه‬
‫يقول ‪ :‬أضرّ بك] فقال‪ " :‬دعهُ؛ فإن الحياء من اليمان"‪.‬‬
‫@‪( 472/603‬صحيح) عن عائشة قالت‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫مضطجعا في بيتي‪ ،‬كاشفا عن فخه أو ساقيه(‪ ،)1‬فاستأذن أبو بكر رضي ال‬
‫عنه فأذن له كذلك‪،‬‬
‫فتحدث‪ ،‬ثم استأذن عمر رضي ال عنه‪ ،‬فأذن له كذلك‪ ،‬ثم تحدّث‪ .‬ثم استأذن‬
‫عثمان رضي ال عنه‪ ،‬فجلس النبي صلى ال عليه وسلم وسوى ثيابه‪ -‬قال‬
‫محمد ‪ :‬ول أقول في يوم واحد‪ -‬فدخل‪ ،‬فتحدث‪ ،‬فلما خرج‪ .‬قالت‪ :‬قلت‪" :‬يا‬
‫رسول ال! دخل أبو بكر فلم تهِشّ ولم تباله‪ ،‬ثم دخل عمر فلم تهش ولم‬
‫تباله‪ ،‬ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؟ قال‪" :‬أل أستحي من رجل‬
‫تستحي منه الملئكة؟"‪.‬‬
‫‪ -234‬باب من دعا في غيره من الدعاء‪273 -‬‬

‫( ) هكذا وقع وفي "مسلم" وهو شك من أحد الرواة‪ ،‬ولم يقع ذلك عند الطحاوي كما‬‫‪1‬‬

‫كنت نصصت عليه عند تخريج الحديث في "الصحيحة" (‪ ،)4/259‬وأضيف إليه هنا‬
‫ابن حبان أيضاً في "صحيحه" (‪ .)28 -9/27‬وله شاهد من حديث أنس كذلك ليس فيها‬
‫الشك المذكور‪ ،‬وقد خرجته هناك‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫@‪( 473/605‬حسن صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؛ يوسف بن‬
‫يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؛ خليل الرحمن تبارك وتعالى"‪ .‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لو لبثتُ في السجن ما لبث يوسف‪ ،‬ثم جاءني‬
‫الداعي لجبت؛ إذ جاءه الرسول فقال‪﴿ :‬ارجع إلى ربك فاسئله ما بال‬
‫النسوة التي قطعن أيديهن﴾ [يوسف‪ .]50 :‬ورحمة ال على لوط؛ إن كان‬
‫ليأوي إلى ركن شديد‪ ،‬إذ قال لقومه‪ ﴿ :‬لو أن لي بكم قوة أو ءاوي إلى ركن‬
‫شديد﴾[هود‪ .]80 :‬فما بعث ال بعده من نبي إل في ثروة من قومه"‪ .‬قال‬
‫محمد بن عمر الراوي لهذا الحديث ‪ :‬الثروة ‪ :‬الكثرة والمنعة‪.‬‬
‫‪ -244‬باب الناخلة من الدعاء – ‪274‬‬
‫@‪( 474/606‬صحيح السناد) عن عبد الرحمن بن يزيد قال‪ :‬كان الربيع‬
‫يأتي علقمة يوم الجمعة‪ ،‬فإذا لم أكن ثمة أرسلوا إليه‪ ،‬فجاء مرة ولست ثمة‪،‬‬
‫فلقيني علقمة وقال لي ‪ :‬ألم تر ما جاء به الربيع ؟ قال‪ :‬ألم تر أكثر ما يدعو‬
‫الناس‪ ،‬وما أقل إجابتهم؟ وذلك أن ال عز وجل ل يقبل إل الناخلة(‪ )1‬من‬
‫الدعاء‪ .‬قلت‪ :‬أو ليس قد قال ذلك عبد ال ؟ قال‪ :‬وما قال؟ قال ‪ :‬قال عبد‬
‫ال ‪ " :‬ل يسمع ال من مسمع(‪ ،)2‬ول مراء‪ ،‬ول لعب‪ ،‬إل داعٍ دعا يث ُبتُ‬
‫من قلبه"(‪ .)3‬قال فذكر علقمة ؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫‪ -245‬باب ليعزم الدعاء؛ فإن ال ل مكره له – ‪275‬‬

‫( ) "الناخلة" الخالص‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ل أراد به التسميع للناس والشتهار ‪.‬‬‫( ) أي ‪ :‬من فعل فع ً‬


‫‪2‬‬

‫( ) أي ‪ :‬يسمع ال دعاءَه‪.‬‬‫‪3‬‬

‫‪121‬‬
‫@‪( 475/607‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إذا دعا أحدكم‪ ،‬فل يقول‪ :‬إن شئت‪ ،‬وليعزم المسألة‪ ،‬وليعظم الرغبة‬
‫فإن ال ل يعظم عليه شيء أعطاه"‪.‬‬
‫@‪( 476/608‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬إذا دعا أحدكم‪ ،‬فليعزم في الدعاء‪ ،‬ول يقل‪[ :‬وفي رواية‪ :‬إذا دعوتم ال‬
‫فاعزموا في الدعاء ول يقولن أحدكم‪ )659/‬اللهم إن شئت فأعطني‪ ،‬فإن ال‬
‫ل مستكره له"‪.‬‬
‫@‪-246‬باب رفع ال أيدي في الدعاء – ‪276‬‬
‫@‪( 477/610‬صحيح لغيره) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬زعم أنه سمعه‬
‫منها‪ -‬أنها رأت النبي صلى ال عليه وسلم يدعو‪ -‬رافعا يديه‪ -‬يقول‪[" :‬اللهم‬
‫‪ ]613/‬إنما أنا بشر فل تعاقبني‪ ،‬أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فل‬
‫تعاقبني فيه"‪.‬‬
‫@‪( 478/611‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قدم الطفيل بن عمرو الدوسي‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال! إن دوسا قدعصت‬
‫وأبت‪ ،‬فادع ال عليها! فاستقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم القبلة ورفع‬
‫يديه‪ -‬فظن الناس أنه يدعو عليهم‪ -‬فقال‪" :‬اللهم! اهدِ دوسا‪ ،‬وائت بهم"‪.‬‬
‫@‪( 479/612‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬قحط المطر عاما‪ ،‬فقام بعض المسلمين‬
‫إلى النبي صلى ال عليه وسلم يوم الجمعة‪ .‬فقال ‪ :‬يا رسول ال! قُحط‬
‫المطر‪ ،‬وأجدبت الرض‪ ،‬وهلك المال‪ .‬فرفع يديه‪ ،‬وما يرى في السماء من‬
‫سحابة‪ ،‬فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه‪ ،‬يستسقي ال‪ ،‬فما صلينا الجمعة‪،‬‬
‫حتى أه ّم الشابّ القريب الدار الرجوع إلى أهله! فدامت جمعة‪ ،‬فلما كانت‬

‫‪122‬‬
‫الجمعة التي تليها‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول ال! تهدمت البيوت‪ ،‬واحتبس الركبان!‬
‫فتبسم لسرعة مللِ ابن آدم‪ ،‬وقال بيده‪ " :‬اللهم حوالينا‪ ،‬ول علينا"‪ .‬فتكشطت‬
‫عن المدينة‪.‬‬
‫@‪( 480/615‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يتعوذ‪ ،‬يقول‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الكسل‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫الجبن‪ ،‬وأعوذ بك من الهرم‪ ،‬وأعوذ بك من البخل"‪.‬‬
‫@‪( 481/616‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬قال ال عز وجل‪ :‬أنا عند ظن عبدي‪ ،‬وأنا معه إذا دعاني"‪.‬‬
‫‪ -247‬باب سيد الستغفار –‪277‬‬
‫@‪( 482/618‬صحيح) عن ابن عمر قال‪ :‬إن كنا لنعد في المجلس للنبي‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"رب اغفر لي وتب عليّ‪ ،‬إنك أنت التواب الرحيم"(‪ )1‬مائة مرة‪.‬‬

‫( ) وفي رواية أحمد‪" :‬الغفور" بدل‪" :‬الرحيم" وقد اختلف الرواة في ضبط هذا اللفظ‬‫‪1‬‬

‫كما بينته في "الصحيحة" (‪ )566‬وكنت رجحت فيه الرواية الثانية من حيث المعنى ‪،‬‬
‫ومن حيث الرواية ‪ ،‬أما الول‪ :‬فظاهر من السياق وأما الخر فلن له طريقاً أخرى عند‬
‫أحمد بلفظ "الغفور" فلما رأيت هذه الطريق عند المصنف (‪ )627‬باللفظ الول توقفت‬
‫عن الترجيح من حيث الرواية ‪ ،‬بل لعل العكس هو الراجح تحديث عائشة الذي بعده وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ثم عرض ما يخدج في هذا الترجيح أيضاً فقد وقع في حديث عائشة من الختلف ما‬
‫وقع في حديث ابن عمر وأكثر فإن حديثها عند المؤلف من رواية خالد بن عبد ال عن‬
‫حصين عن هلل بن يساف عن زاذان عنها‪ ،‬وهو إسناد صحيح وخالد هو الطحان‬
‫الواسطي ثقة ثبت وقد خولف فقال ابن أبي شيبة (‪ :)13/462/16923‬حدثنا ابن فضيل‬
‫عن حصين به إل أنه قال‪ … " :‬عن زاذان قال‪ :‬حدثنا رجل من النصار قال ‪ :‬سمعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول في دبر الصلة…" فذكر الدعاء إل أنه قال‪" :‬‬
‫الغفور" مكان "الرحيم" فخالف في هذا الحرف‪ ،‬ولم يذكر "الضحى" وذكر الرجل مكان‬
‫عائشة‪ ،‬فمن المخالف؟ ل أرى مكانًا من نسبته إلى زاذان نفسه‪ ،‬لن ابن فضيل – واسمه‬
‫محمد – ثقة أيضاً محتج به في "الصحيحين"‪ ،‬بخلف زاذان فإنه وإن كان ثقة فقد تكلم‬

‫‪123‬‬
‫@‪(483/619‬صحيح السناد) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬صلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الضحى‪ ،‬ثم قال‪" :‬اللهم اغفر لي‪ ،‬وتب‬
‫علي‪ ،‬إنك أنت التواب الرحيم" حتى قالها مائة مرة‪.‬‬
‫@‪( 484/620‬صحيح) حدثني شداد بن أوس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬سيد الستغفار‪ ،‬أن يقول‪ :‬اللهم أنت ربي‪ ،‬ل إله إل أنت‪ ،‬خلقتني وأنا‬
‫عبدك‪،‬‬
‫وأنا على عهدك ووعدك ما استعطت‪ ،‬أعوذ بك من شر ما صنعتُ‪ ،‬أبو ُء لك‬
‫بنعمتك‪ ،‬وأبوء لك بذنبي فاغفر لي؛ فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت"‪ .‬قال‪" :‬‬
‫من قالها من النهار موقِنا بها‪ ،‬فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل‬
‫الجنة‪ ،‬ومن قالها من الليل وهو موقن بها‪ ،‬فمات قبل أن يصبح فهو من أهل‬
‫الجنة"‪.‬‬
‫@‪( 485/621‬صحيح) عن أبي بردة‪ ،‬سمعت الغر‪ -‬رجل من جهينة‪-‬‬
‫يحدث عبد ال بن عمر قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬توبوا‬
‫إلى ال ؛ فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة"‪.‬‬

‫فيه ابن حبان وأبو أحمد الحاكم‪ ،‬ولم يحتج به البخاري‪ ،‬ولذلك فل بد من مرجع لحد‬
‫اللفظين إن وجد‪ ،‬وأما اضطرابه في صحابي الحديث فل يضر لن الصحابة كلهم عدول‬
‫‪ ،‬ثم بدا لي أنه لعل المخرج من هذا الختلف وذاك أن يقال بالجمع بين السمين‬
‫الكريمين‪ ،‬فيقال‪ " :‬الغفور الرحيم"‪ ،‬فقد جاء ذلك في بعض الذكار كالحديث التي (‬
‫‪ .)547/706‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫@‪( 486/622‬صحيح) عن كعب بن عجرة قال‪ " :‬معقبات ل يخيب‬
‫قائلهن(‪ :)1‬سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال وال أكبر مائة مرة"‪ .‬رفعه‬
‫ابن أبي أنيسة(‪ )2‬وعمرو بن قيس‪.‬‬
‫@‪-248‬باب دعاء الخ بظهر الغيب ‪278 -‬‬
‫@‪( 487/624‬صحيح السناد) عن أبي بكر الصديق رضي ال عنه ‪" :‬إن‬
‫دعوة الخ في ال تستجاب"‪.‬‬

‫( ) زاد بعضهم " دبر كل صلة مكتوبة" رواه مسلم وغيره‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) هو زيد بن أبي أنيسة‪ ،‬وهو ثقة محتج به في " الصحيحين " لكن قال الحافظ‪" :‬له‬ ‫‪2‬‬

‫أفراد" ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ولم أقف على من وصله عنه ‪.‬‬
‫وأما عمرو بن قيس – وهو الملئي‪ -‬فثقة متقن عابد كما في "التقريب" وقد وصله عنه‬
‫مسلم (‪ )2/98‬والترمذي (‪ )3409‬وحسنه ‪ ،‬والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (‪)155‬‬
‫وابن أبي شيبة (‪،)10/228/9301‬والطبراني (‪ )19/122/260‬كلهم من طريق أسباط‬
‫بن محمد عنه ‪ ،‬وكذا أبو عوانة(‪.)2/269‬‬
‫ثم وصله مرفوعًا أيضًا مسلم وأبو عوانة وابن حبان (‪ ، )234-3/233‬والطبراني (‬
‫‪ )265‬من طريق مالك بن مغول وحمزة الزيات وقرن إليهما ابن حبان والطبراني وكذا‬
‫البيهقي (‪ )2/187‬شعبة‪ ،‬ولكن الطبراني قال في روايته ‪" :‬أما مالك وحمزة فرفعاه"‪.‬‬
‫وهذا هو الصواب أن رواية شعبة موقوفة ‪،‬هكذا أخرجه الطيالسي في "مسنده" (‬
‫‪ :)142/1060‬حدثنا وكيع عن شعبة به ‪ ،‬وعلقه الترمذي لكن ل يخفى أن له حكم الرفع‬
‫ول سيما وقد رفعه الثقات‪ ،‬ول يضرهم أن منصور بن المعتمر أوقفه عند المؤلف‬
‫وغيره‪ ،‬لما ذكرت ‪ ،‬على أنه قد أختلف عليه فرفعه عنه بعضهم عند الطبراني (‪،)259‬‬
‫وعلقه الترمذي أيضاً ‪.‬‬
‫وإن من ضحالة التحقيق وقلة التوفيق أن عبد الرزاق لما روى حديث منصور موقوفاً‬
‫ألحق به المعلق العظمي بين معكوفين [عن رسول ال صلى ال عليه وسلم] وقال‪( :‬‬
‫‪" :)20/236‬استدركناه من عند مسلم " ! ثم جاء من بعده المعلق على "مصنف ابن أبي‬
‫شيبة " فقال مستدركًا عليه‪" :‬إل أن عبد الرزاق رفعها"! وهو لم يرفعه‪ ،‬وإنما غره‬
‫زيادة العظمي الذي غفل عن أن مسلمًا لم يروه عن عبد الرزاق‪ ،‬بل ول عن غيره عن‬
‫منصور!!‬

‫‪125‬‬
‫@‪( 488/625‬صحيح) عن صفوان بن عبد ال بن صفوان‪ -‬وكانت تحته‬
‫الدرداء بنت أبي الدرداء‪ -‬قال‪ :‬قدمت عليهم الشام‪ ،‬فوجدت أم الدرداء في‬
‫البيت‪ ،‬ولم أجد أبا الدرداء‪ .‬قالت‪ :‬أتريد الحج العام ؟ قلت ‪ :‬نعم‪ .‬قالت‪ :‬فادع‬
‫ال لنا بخير؛ فإن النبي صلى ال عليه وسلم كان يقول‪" :‬إن دعوة المرء‬
‫المسلم مستجابة لخيه بظهر الغيب‪ ،‬عند رأسه ملك موكل‪ ،‬كلما دعا لخيه‬
‫بخير‪ ،‬قال‪ :‬آمين‪ ،‬ولك بمثل"‪ .‬قال‪ :‬فلقيت أبا الدرداء في السوق‪ ،‬فقال مثل‬
‫ذلك‪ ،‬يأثر عن النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫@‪( 489/626‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رجلٌ ‪" :‬اللهم اغفر‬
‫لي ولمحم ٍد وحدنا! فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لقد حجبتها عن ناس‬
‫كثير"‪.‬‬
‫‪ -249‬باب ‪279 -‬‬
‫@‪( 490/629‬صحيح السناد) عن عمر؛ أنه كان فيما يدعو‪" :‬اللهم توفيني‬
‫مع البرار‪ ،‬ول تخلفني في الشرار‪ ،‬وألحقني بالخيار"‪.‬‬
‫@‪( 491/630‬صحيح السناد) عن شقيق قال ‪ :‬كان عبد ال [ابن مسعود]‪،‬‬
‫يكثر أن يدعو بهؤلء الدعوات‪" :‬ربنا أصلح بيننا‪ ،‬واهدنا سبل السلم‪،‬‬
‫ونجنا من الظلمات إلى النور‪ ،‬واصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما‬
‫بطن‪ ،‬وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرّياتنا‪ ،‬وتب‬
‫علينا إنك أنت التواب الرحيم‪ ،‬واجعلنا شاكرين لنعمتك‪ ،‬مثنين بها‪ ،‬قائلين‬
‫بها‪ ،‬وأتممها علينا"‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫@‪( 492/631‬صحيح موقوفا‪ ،‬وقد صح مرفوعا) عن ثابت قال‪ :‬كان أنس‬
‫إذا دعا لخيه يقول‪" :‬جعل ال عليه صلة قوم أبرار‪ ،‬ليسوا بظلمة ول‬
‫فجار‪ ،‬يقومون الليل‪ ،‬ويصومون النهار"‪.‬‬
‫ث قال‪" :‬ذهبت بي أمي إلى النبي‬
‫@‪( 493/632‬صحيح) عن عمرو بن حري ٍ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فمسح على رأسي‪ ،‬ودعا لي بالرزق"‪.‬‬
‫@‪( 494/633‬صحيح السناد) عن عبد ال الرومي(‪ ،)1‬عن أنس بن مالك‬
‫قال‪ :‬قيل له‪:‬‬
‫إن إخوانك أتوك من البصرة‪ -‬وهو يومئذ بـ‪( :‬الزاوية)‪ -‬لتدعو ال لهم‪،‬‬
‫قال‪ " :‬اللهم اغفر لنا وارحمنا‪ ،‬وآتنا في الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخرة حسنة‪،‬‬
‫وقنا عذاب النار"‪ .‬فاستزادوه‪ ،‬فقال مثلها‪ ،‬فقال‪" :‬إن أوتيتم هذا‪ ،‬فقد أوتيتم‬
‫خير الدنيا والخرة"‪.‬‬
‫@‪( 495/634‬حسن) عن أنس بن مالك قال‪ :‬أخذ النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫غصنا فنفضه‪ ،‬فلم ينتفض‪ ،‬ثم نفضه فلم ينتفض‪ ،‬ثم نفضه فانتفض(‪ )2‬قال‪" :‬‬

‫( ) قلت‪ :‬تفرد بتوثيقه ابن حبان (‪ 5/17‬و ‪ )46‬وبيض له الحافظ في "التقريب" وهو‬ ‫‪1‬‬

‫عندي صدوق ؛ لنه مع كونه تابعياً ‪ ،‬فقد روى عنه ثلثة من الثقات أحدهم ‪ :‬ابنه عمر‬
‫الراوي عنه هذا الثر‪ ،‬وقال المؤلف في "تاريخه" (‪: )3/1/133‬‬
‫"روى عنه ابنه عمر وحماد بن زيد‪ ،‬مات قبل أيوب السختياني"‪.‬‬
‫ثم روى بإسناده الصحيح عن حماد بن زيد ‪" :‬حدثنا عبد ال الرومي‪ ،‬ولم يكن رومياً‪،‬‬
‫كان رجلً منا من أهل خراسان"‪.‬‬
‫وعةا الحافظ في "التهذيب" (‪ )5/299‬لبن حبان في "الثقات" أنه قال"‬
‫"أصله من خراسان‪ ،‬مات هو وبديل بن ميسرة في يوم واحد سنة (‪.")135‬‬
‫وليس هذا في أحد الموضعين المشار إليهما من "الثقات" ومن البعيد أن يكون أورده في‬
‫مكان ثالث ‪ ،‬فلعله في بعض النسخ‪ ،‬أو في كتاب آخر له‪ .‬ثم رأيته ذكره باسم (عبد ال بن‬
‫الرومي) ! (‪.)5/52‬‬
‫( ) الصل‪" :‬فلم ينتفض" وكذا في الهندية وشرح الجيلني! وهو خطأ كما يدل عليه‬ ‫‪2‬‬

‫آخر الحديث ‪ ،‬والتصحيح من "المسند " وغيره‪ ،‬انظر "الصحيحة" (‪.)3168‬‬

‫‪127‬‬
‫إن سبحان ال‪ ،‬والحمد ل ول إله إل ال‪ ،‬ينفضن الخطايا‪ ،‬كما تنفض‬
‫الشجرة ورقها "‪.‬‬
‫@‪( 496/637‬صحيح)[عن أنس قال‪ )1(] :‬فأتى النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫رجل فقال‪ :‬يا رسول ال! أي الدعاء أفضل؟ قال‪" :‬سل ال العفو والعافية في‬
‫الدنيا والخرة"‪ .‬ثم أتاه الغد‪ .‬فقال‪ :‬يا نبي ال! أي الدعاء أفضل؟ قال‪" :‬سل‬
‫العفو والعافية في الدنيا والخرة‪ ،‬فإذا أعطيت العافية في الدنيا والخرة‪ ،‬فقد‬
‫أفلحت"‪.‬‬
‫@‪( 497/638‬صحيح السناد) عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬أحب الكلم إلى ال‪ :‬سبحان ال ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪،‬‬
‫وهو على كل شيء قدير‪ .‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬سبحان ال وبحمده"‪.‬‬
‫@‪( 498/639‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬دخل عليّ النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم وأنا أصلي‪ -‬وله حاجة‪ ،‬فأبطأت عليه‪ -‬قال‪ " :‬يا‬
‫عائشة! عليك بجمَل الدعاء‪ ،‬وجوامعه"‪ .‬فلما انصرفت‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول ال!‬
‫وما جمل الدعاء وجوامعه؟ قال ‪ " :‬قولي ‪ :‬اللهم إني أسألك من الخير كله‪،‬‬
‫عاجله وآجله‪ ،‬ما علمت منه وما لم أعلم‪ .‬وأعوذ بك من الشر كله عاجله‬
‫وآجله‪ ،‬ما علمت وما لم أعلم‪ .‬وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو‬
‫عمل‪ ،‬وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل‪ ،‬وأسألك مما‬
‫سألك به محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأعوذ بك مما تعوذ منه محمد صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقتبه رشدا"‪.‬‬
‫‪ -250‬باب الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم – ‪280‬‬

‫( ) زيادة مني اقتضاها حذف الحديثين اللذين كانا قبله لضعفهما‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪128‬‬
‫@‪( 499/642‬حسن) عن أنس ومالك بن أوس بن الحدثان‪ :‬أن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم خرج يتبرز فلم يجد أحدا يتبعه‪ ،‬فخرج عمر فاتبعه بفخارة أو‬
‫مطهرة‪ ،‬فوجده ساجدا في مسرب‪ ،‬فتنحى فجلس وراءه‪ ،‬حتى رفع النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم رأسه‪ ،‬فقال‪" :‬أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا‬
‫فتنحيت عني؛ إن جبريل جائني فقال‪ :‬من صلى عليك واحدة صلى ال عليه‬
‫عشرا‪ ،‬ورفع له عشر درجات"‪.‬‬
‫@‪( 500/643‬صحيح) عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬من صلى علي واحدة صلى ال عليه عشرا‪ ،‬وحط عنه عشر‬
‫خطيئات"‪.‬‬
‫‪ -251‬باب من ذكر عنده النبي صلى ال عليه وسلم فلم يصلّ عليه‪281 -‬‬
‫@‪( 501/644‬صحيح لغيره) عن جابر بن عبد ال ‪ :‬أن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم رقى المنبر‪ ،‬فلما رقى الدرجة الولى قال‪" :‬آمين"‪ .‬ثم رقى الثانية‪،‬‬
‫فقال ‪" :‬آمين"‪ ..‬ثم رقى الثالثة‪ :‬فقال‪" :‬آمين"‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال! سمعناك‬
‫تقول‪" :‬آمين" ثلث مرات؟ قال‪" :‬لما رقيت الدرجة الولى جاءني جبريل‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر‬
‫له‪ .‬فقلت‪ :‬آمين‪ .‬ثم قال‪ :‬شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخله الجنة‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬آمين‪ .‬ثم قال ‪ :‬شقي عبد ذكرتَ عنه ولم يصل عليك‪ .‬فقلت‪ :‬آمين"‪.‬‬
‫@‪( 502/645‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬من صلى علي واحدة‪ ،‬صلى ال عليه عشرا"‪.‬‬
‫@‪( 503/646‬حسن صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫رقى المنبر فقال‪" :‬آمين‪ ،‬آمين‪ ،‬آمين" قيل له ‪ :‬يا رسول ال! ما كنت تصنع‬

‫‪129‬‬
‫هذا؟ فقال‪ " :‬قال لي جبريل ‪ :‬رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله‬
‫الجنة‪ .‬قلت‪ :‬آمين‪ .‬ثم قال‪ :‬رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬آمين‪ .‬ثم قال ‪ :‬رغم أنف امرئ ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫آمين "‪.‬‬
‫@‪( 504/647‬صحيح) عن جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار‪ .‬أن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم خرج من عندها – وكان اسمها برّة فحول النبي صلى‬
‫ال عايه وسلم اسمها فسماها جويرية فخرج وكره أن يدخل واسمها برة –‬
‫ثم رجع إليها بعدما تعالى النهار‪ ،‬وهي في مجلسها – فقال‪ " :‬ما زلتِ في‬
‫مجلسِك؟ لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلث مرات‪ ،‬لو وزنت بكلماتك‬
‫وزنتهنّ‪ :‬سبحان ال وبحمده عدد خلقه‪ ،‬ورضا نفسه‪ ،‬وزنة عرشه‪ ،‬ومداد ‪-‬‬
‫‪ :‬أو مدد‪ -‬كلماته"‪.‬‬
‫@‪( 505/648‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬استعيذوا بال من جهنم‪ ،‬استعيذوا بال من عذاب القبر‪ ،‬استعيذوا‬
‫بال من فتنة المسيح الدجال‪ ،‬استعيذوا بال من فتنة المحيا والممات"‪.‬‬
‫@‪ -252‬ب دعاء الرجل على من ظلمه‪282 -‬‬
‫@‪( 506/649‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬اللهم أصلح لي(‪ )1‬سمعي وبصري‪ ،‬واجعلهما الوارثين مني‪،‬‬
‫وانصرني على من ظلمني وأرني منه ثأري"‪.‬‬

‫( ) كذا في هذه الرواية ‪ ،‬وفيها ليث بن أبي سليم وهو ضعيف ‪ ،‬وفي رواية البزار ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫"اللهم متعني بسمعي … " وهي الصواب؛ لموافقتها للحاديث الخرى‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫@‪( 507/650‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ " :‬اللهم متعني بسمعي وبصري‪ ،‬واجعلهما الوارث مني‪ ،‬وانصرني‬
‫على عدوي‪ ،‬وأرني منه ثأري"‪.‬‬
‫@‪( 508/651‬صحيح) عن طارق بن أشيم الشجعي قال‪ :‬كنا نغدو إلى النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فيجيء الرجل وتجيء المرأة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رسول ال‬
‫كيف أقول إذا صليت فيقول‪" :‬قل‪ :‬اللهم اغفر لي‪ ،‬وارحمني‪ ،‬واهدني‪،‬‬
‫وارزقني‪ ،‬فقد جمعت لك دنياك وآخرتك"‪.‬‬
‫‪ -253‬باب من دعا بطول العمر‪283 -‬‬
‫@‪( 509/653‬صحيح) عن أنس بن قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يدخل علينا – أهل البيت‪ -‬فدخل يوما‪ ،‬فدعا لنا‪ ،‬فقالت أم سليم ‪ :‬خويدمك‬
‫أل تدعو له؟ قال‪" :‬اللهم! أكثر ماله وولده‪ ،‬وأطل حياته‪ ،‬واغفر له"‪ .‬فدعا لي‬
‫بثلث‪ ،‬فدفنت مائة وثلثة‪ ،‬وإن ثمرتي لتطعم في السنة مرتين‪ ،‬وطالت‬
‫حياتي حتى استحييت من الناس‪ ،‬وأرجو المغفرة‪.‬‬
‫‪ -254‬باب من قال ‪ :‬يستجاب للعبد ما لم يعجل‪284 -‬‬
‫@‪( 510/654‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬يستجاب لحدكم ما لم [يدع بإثم أو قطيعة رحم‪ ،‬أو‪ ) 655 /‬يعجل ؛‬
‫يقول ‪ :‬دعوت فلم يستجب لي [ فيدع الدعاء]"‪.‬‬
‫@‪-255‬باب من تعوذ بال من الكسل‪285 -‬‬
‫@‪( 511/656‬حسن صحيح ) عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪:‬‬
‫سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الكسل‬
‫والمغرم‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب النار"‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫@‪( 512/657‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ؛‬
‫وعن عطار بن أبي ميمونة‪ ،‬عن أبي رافع‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ " :‬كان‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يتعوذ بال من شر المحيا والممات وعذاب القبر‪،‬‬
‫وشر المسيح الدجال"‪.‬‬
‫‪ -256‬باب من لم يسأل ال يغضب عليه – ‪286‬‬
‫@‪( 513/658‬حسن) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"من لم يسأل ال غضب ال عليه "‬
‫@‪( 514/660‬حسن صحيح) عن أبان بن عثمان قال‪ :‬سمعت عثمان قال ‪:‬‬
‫سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬من قال صباح كل يوم ومساء كل‬
‫ليلة ثلثا ثلثا ‪ :‬بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض ول في‬
‫السماء وهو السميع العليم‪ ،‬لم يضره شيء" وكان أصابه(‪ )1‬طرف من الفالج‪،‬‬
‫فجعل ينظر إليه‪ ،‬ففطن له‪ .‬فقال‪ :‬إن الحديث كما حدثتك‪ ،‬ولكني لم أقله ذلك‬
‫اليوم؛ ليمضي قدر ال‪.‬‬
‫‪ -257‬باب الدعاء عند الصف في سبيل ال‪287 -‬‬
‫@‪(515/661‬صحيح موقوفا)عن سهل بن سعد قال‪" :‬ساعتان تفتح لهما‬
‫أبواب السماء‪ ،‬وقل داعٍ ترد عليه دعوته‪ :‬حين يحضر النداء‪ ،‬والصف في‬
‫سبيل ال "‪.‬‬
‫‪ -258‬باب دعوات النبي صلى ال عليه وسلم – ‪288‬‬

‫( ) يعني ‪ :‬أبان بن عثمان ‪ ،‬كما صرحت رواية أبي داود والترمذي وصححه‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪132‬‬
‫@‪( 516/663‬صحيح) عن شكل بن حميد قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال! علمني‬
‫دعاء أنتفع به‪ .‬قال‪" :‬قل‪ :‬ال عافني من شر سمعي‪ ،‬وبصري‪ ،‬ولساني‪،‬‬
‫وقلبي‪ ،‬وشر منيي"‪ .‬قال وكيع‪" :‬منيي" يعني‪ :‬الزنا والفجور‪.‬‬
‫@‪( 517/665‬صحيح) عن ابن عباس قال‪ :‬سمعت [وفي رواية ‪ :‬كان‪]664/‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يدعو بهذا ‪ " :‬رب [وفي الرواية الخرى‪ :‬اللهم[‬
‫أعني ول تعن علي‪ ،‬وانصرني ول تنصر علي(‪ )1‬وامكر لي ول تمكر علي‪،‬‬
‫ويسر لي الهدى ]وفي الخرى ‪ :‬يسر الهدى إلي(‪ ،])2‬وانصرني على من‬
‫بغى علي‪ .‬رب اجعلني شكارا لك‪ ،‬ذكارا لك راهبا لك‪ ،‬مطواعا لك(‪ ،)3‬مخبتا‬
‫لك‪ ،‬أواها(‪ )4‬منيبا تقبل توبتي واغسل حوبتي‪ 5‬وأجب دعوتي‪ ،‬وثبت حجتي‪،‬‬
‫واه ِد قلبي‪ ،‬وسدد لساني‪ ،‬واسلل سخيمة قلبي"‪.‬‬
‫@‪( 518/666‬صحيح) عن محمد بن كعب القرظي ‪ :‬قال معاوية بن أبي‬
‫سفيان على المنبر‪" :‬إنه ل مانع لما أعطيت‪ ،‬ول معطي لما منع ال‪ ،‬ول‬
‫ينفع ذا الجد منه الجد‪ .‬ومن يرد ال به خيرا يفقهه في الدين"‪ .‬سمعت هؤلء‬
‫الكلمات من النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على هذه العواد‪.‬‬
‫@‪( 519/668‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يدعو‪" :‬اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري‪ ،‬وأصلح لي دنياي‬
‫التي فيها معاشي‪ ،‬واجعل الموت رحمة لي من كل سوء"‪ .‬أو كما قال‪.‬‬

‫( ) أي ‪ :‬ل تسلط علي أحداً من خلقك‪.‬‬‫‪1‬‬

‫( ) الصل‪" :‬لي" والتصويب من "أحمد " وأبي داود" وغيرهما‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) الصل‪" :‬مطوعاً" والتصحيح من "السنن" وغيرهما‪ ،‬و(المطواع)‪ :‬من يسرع إلى‬ ‫‪3‬‬

‫الطاعة "مخبتًا لك" ‪ :‬أخبت إلى ال ‪ :‬اطمأن إليه وخشع له وخضع‪.‬‬


‫( ) أي ‪ :‬كثير التأوه من الذنوب‪ ،‬وهو التضرع‪" ،‬منيباً" راجعًا إلى ال في أموره‪.‬‬‫‪4‬‬

‫( ) أي ‪ :‬إثمي ‪ ،‬و" سخيمة قلبي" ‪ :‬السخم‪ :‬السواد‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫‪133‬‬
‫@‪( 520/966‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪" :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يتعوذ من جهد البلء(‪ ،)1‬ودرك الشقاء(‪ ،)2‬وسوء القضاء‪ ،‬وشماتة العداء"‪.‬‬
‫قال سفيان‪ :‬في الحديث ثلث‪ ،‬زدتُ أنا واحدة‪ ،‬ل أدري أيتهن(‪.)3‬‬

‫( ) "جهد البلء" ‪ :‬كل ما أصاب المرء من شدة المشقة‪ ،‬وما ل طاقة له بحمله‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) "درك الشقاء" ‪ :‬شدة المشقة في أمور الدنيا وضيقها عليه‪.‬‬‫‪2‬‬

‫( ) هي شماتة العداء كما جاء مبيناً في "مستخرج السماعيلي" من طريق شجاع بن‬ ‫‪3‬‬

‫مخلد عن سفيان الذي دار الحديث عليه كما حققه الحافظ في "الفتح" (‪ ،)11/148‬وهو‬
‫سفيان بن عيينة‪ ،‬وقد رواه في بعض المرات دونها كما في رواية ابن أبي عاصم في‬
‫"السنة" (‪ )1/167/382‬قال‪ :‬حدثنا الشافعي‪ :‬حدثنا سفيان دونها ‪ ،‬وكذلك أخرجه‬
‫السماعيلي كما تقدم ‪ ،‬والظاهر أنه كان يتذكر أحيانًا الواحدة التي زادها من عنده‪ ،‬وهي‬
‫هذه‪ ،‬وأيد ذلك الحافظ من جهة المعنى فراجعه إن شئت‪ .‬والشافعي هنا هو (إبراهيم بن‬
‫محمد بن العباس) ابن عم المام الشافعي‪ ،‬نبهني بذلك أحد إخواني جزاه ال خيراً‪ ،‬وهو‬
‫صدوق كما في "التقريب"‪.‬‬
‫ومما يحسن ذكره في هذا المقام أمران‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن الستعاذة من شماتة العداء قد ثبتت في حديث من رواية ابن عمرو مرفوعاً‬
‫بلفظ ‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين‪ ،‬وغلبة العدو‪ ،‬وشماتة العداء"‪ ،‬وهو مخرج‬
‫في "الصحيحة" (‪ ،)1541‬فلعل سفيان رحمه ال استجاز إضافة ما كان محفوظاً عنده‬
‫في هذا الحديث أو غيره إلى حديث عن أبي هريرة‪ ،‬وهذا أهون من أن يظن به أنه زادها‬
‫من كيسه‪ ،‬وبذلك يزول الشكال الذي حكاه الحافظ أو يخف‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫والمر الخر‪ :‬أن حديث الباب قد رواه جماعة من الحفاظ الثقات عن سفيان بسنده عن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم من فعله كما ترى‪ ،‬منهم علي بن المديني عند المصنف هنا‪،‬‬
‫وفي "صحيحه" أيضاً (كتاب الدعاء‪ /‬رقم ‪ ،)6347‬وعن شيخه محمد بن سلم في مكان‬
‫آخر من أصل هذا الصحيح رقم (‪ ،)730‬والشافعي كما ذكرت آنفاً‪ ،‬وجمع آخر عند‬
‫مسلم وغيره‪.‬‬
‫وخالفهم مسدد‪ ،‬فقال‪ :‬حدثنا سفيان فذكره باللفاظ الربعة‪ ،‬لكنه قال‪" :‬تعوذوا…" بلفظ‬
‫المر‪ ،‬أخرجه المؤلف في "الصحيحة" (كتاب القدر‪ /‬رقم ‪ ،)6616‬فهو شاذ لمخالفته‬
‫الجماعة‪ ،‬وقد كنت فرقت بينه وبين اللفظ الذي قبله تحت حديث ابن عمرو المشار إليه‬
‫آنفاً ‪ ،‬ظاناً أنهما لفظان محفوظان في حديثين مختلفين من أحاديث أبي هريرة الكثيرة‪،‬‬
‫فتبين لي الن أن المر ليس كذلك وعجبت من الحافظ كيف فاته التنبيه على ذلك ‪ ،‬فضلً‬
‫عن الشارح الجيلني (‪. )2/124‬‬

‫‪134‬‬
‫@‪( 521/671‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من العجز‪ ،‬والكسل‪ ،‬والجبن‪ ،‬والهرم‪،‬‬
‫وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب القبر"‪.‬‬
‫@‪( 522/672‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‪ ،‬والعجز والكسل‪ ،‬والجبن‬
‫والبخل وضلع الدين(‪ ،)1‬وغلبة الرجال"‪.‬‬
‫@‪( 523/673‬صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬كان من دعاء النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت‪ ،‬وما أسررت وما أعلنت‪،‬‬
‫وما أنت أعلم به مني‪ ،‬إنك أنت المقدم والمؤخر‪ ،‬ل إله إل أنت"‪.‬‬
‫@‪( 524/674‬صحيح) عن عبد ال [ هو ابن مسعود]‪ ،‬قال‪ :‬كان النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يدعو‪" :‬اللهم إني أسألك الهدى‪ ،‬والعفاف والغنى" وقال‬
‫أصحابنا عن عمرو(‪" :)2‬والتقى"‪.‬‬
‫@‪( 525/675‬صحيح السناد) عن ثمامة بن حزن قال‪ :‬سمعت شيخا ينادي‬
‫بأعلى صوته‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من الشر ل يخلطه شيء"‪ .‬قلت‪ :‬من هذا‬
‫الشيخ؟ قيل‪ :‬أبو الدرداء‪.‬‬

‫ومن الغرائب أيضاً أن محمد فؤاد عبد الباقي عزاه كما ترى أعله لبخاري في "القدر"‬
‫وهو فيه بلفظ المر‪ ،‬وليس فيه قول سفيان في آخره! عزا حديث محمد بن سلم المشار‬
‫إليه ‪ - ،‬وليس فيه قول سفيان‪ -‬لكتاب دعوات البخاري‪ ،‬فلو أنه عزى حديثنا هذا أيضاً‬
‫إليه لكان أصوب‪.‬‬
‫( ) أي‪ :‬ثقله وشدته‪ .‬ووقع في المطبوع والهندية والشرح (ظلع) ! وهو خطأ عجيب‬ ‫‪1‬‬

‫وتتابع غريب!! و"غلبة الرجال"‪:‬أي‪ :‬شدة تسلطهم‪.‬‬


‫( ) هو عمرو بن مرزوق شيخ المؤلف‪ ،‬ويعني أن أصحابه رووا الحديث عن عمرو‬ ‫‪2‬‬

‫بهذه الزيادة ‪" :‬والتقى"‪ ،‬وهي ثابتة في رواية مسلم ‪ ،‬وغيره كابن حبان(‪.)900‬‬

‫‪135‬‬
‫@‪( 526/677‬صحيح) عن أنس ؛ أن النبي صلى ال عليه وسلم كان يكثر‬
‫أن يدعو بهذا الدعاء‪" :‬اللهم(‪ )1‬آتنا في الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا‬
‫عذاب النار"‪ .‬قال‪ :‬شعبة‪ :‬فذكرته لقتادة فقال‪ :‬كان أنس يدعوا به‪ ،‬ولم‬
‫يرفعه(‪.)2‬‬
‫@‪( 527/678‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ، ،‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من الفقر والذلة‪ ،‬وأعوذ بك أن أظلم أو أُظلم"‪.‬‬
‫@‪( 528/683‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم يكثر‬
‫أن يقول‪" :‬اللهم! يا مقلب القلوب‪ ،‬ثبت قلوبنا على دينك"‪.‬‬
‫@‪( 529/684‬صحيح) عن عبد ال بن أبي أوفى‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أنه كان يدعو‪" :‬اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الرض‪ ،‬وملء‬

‫( ) لفظ الية في القرآن الكريم " ﴿ ربنا آتنا … ﴾ وقد جمع بين اللفظتين في رواية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫فقال‪" :‬اللهم ربنا…" أخرجه أحمد(‪ )3/101‬من طريق قتادة‪ ،‬و(‪ 3/247‬و ‪ )288‬من‬
‫طريق حماد بن سلمة قال‪ :‬أخبرنا ثابت‪ -‬كلهما عن أنس‪ ،‬وهذا الجمع مما فات الحافظ‬
‫التنبيه عليه في "الفتح" (‪ ،)11/191‬فقد رواه البخاري في هذا الموضع المشار إليه –‬
‫وهو في "الدعوات" ‪ ،‬بلفظ ‪" :‬ربنا آتنا" ولما نقله في "الشرح" ذكره بلفظ ‪" :‬اللهم‬
‫آتنا" ! ثم ذكر أن البخاري رواه في " التفسير" مثله‪ ،‬وهو هناك(‪ )8/187/4522‬بلفظ‬
‫الجمع ‪" :‬اللهم ربنا آتنا…" ! ثم أحال في الكلم على شرح الحديث إلى "الدعوات" ثم‬
‫ذكر اختلف الروايات ففي بعضها ‪" :‬اللهم ربنا…"‪ ،‬وفي بعضها ‪ ﴿ :‬ربنا‪ ﴾..‬بلفظ الية‬
‫دون اللفظ الول "اللهم" ‪ ،‬ولم يتعرض لذكر الروايتين اللتين ذكرتهما في الجمع بينهما ‪،‬‬
‫وهو الصواب‪.‬‬
‫( ) قلت‪ :‬هكذا قال شيخ المؤلف عمرو بن مرزوق عن شعبة في آخر هذا الحديث كما‬ ‫‪2‬‬

‫ترى‪ ،‬وتابع الطيالسي فقال في "مسنده" (‪ :)2036‬حدثنا شعبة به‪ ،‬ورواه ابن حبان في‬
‫"صحيحه" (‪ ،)145-2/144‬وأحمد (‪ )3/277‬من طريق الطيالسي الحديث بتمامه إل‬
‫أنه قال‪ " :‬فقال قتادة ‪" :‬كان أنس يقول هذا" ليس فيه‪ " :‬ولم يرفعه" ‪ ،‬وهذا هو‬
‫الصواب؛ لن قتادة في نفس رواية شعبة قد رفع الحديث‪ ،‬فكيف يعقل أن يتناقض شعبة‬
‫فيقول‪" :‬ولم يرفعه" ؟ والمعنى أن أنساً كان يدعو بهذا الدعاء أيضاً كما كان يدعو "‬
‫وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ‪ ،‬وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعاء بها فيه " ‪.‬‬
‫ورواه مسلم (‪ )8/69‬بنحوه من طريق أخرى عن قتادة‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫ما شئت من شيء بعد‪ ،‬اللهم طهرني بالبرد والثلج والماء البارد‪ ،‬اللهم‬
‫طهرني من الذنوب ونقني كما يُنقى الثوب البيض من الدنس"‪.‬‬
‫@‪( 530/685‬صحيح) عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬كان من دعاء رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك‪ ،‬وتحول‬
‫عافيتك‪ ،‬وفجأة نقمتك‪ ،‬وجميع سخطك"‪.‬‬
‫‪ -259‬باب الدعاء عند الغيث والمطر‪289 -‬‬
‫@‪( 531/686‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا رأى ناشئا في ُأفُق من آفاق السماء‪ ،‬ترك علمه‪-‬‬
‫وإن كان في صلة‪ -‬ثم أقبل عليه؛ فإن كشفه ال حمد ال‪ ،‬وإن مطرت قال‪:‬‬
‫"اللهم صيّبا نافعا"‪.‬‬
‫‪ -260‬باب الدعاء عند الموت – ‪290‬‬
‫@‪( 532/687‬صحيح) عن قيس قال‪ :‬أتيت خبابا‪ -‬وقد اكتوى سبعا‪ -‬وقال‪:‬‬
‫" لول أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به"‪.‬‬
‫– ‪291‬‬ ‫‪ -261‬باب دعوات النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫(‪)1‬‬

‫@‪( 533/688‬صحيح) عن أبي موسى‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫كان يدعو بهذا الدعاء‪" :‬رب[ وفي لفظ‪ :‬اللهم‪ )2(]689/‬اغفر لي خطأي كله‪،‬‬
‫وإسرافي في أمري كله‪ ،‬وما أنت أعلم به مني‪ ،‬اللهم اغفر لي خطأي كله‪،‬‬
‫وعمدي وجهلي وهزلي‪ ،‬وكل ذلك عندي‪ .‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما‬
‫أخرت‪ ،‬وما أسررت وما أعلنت‪ ،‬أنت المقدم وأنت المؤخر‪ ،‬وأنت على كل‬
‫شيء قدير"‪.‬‬

‫( ) كذا الصل‪ ،‬وهو مكرر الباب المتقدم برقم (‪.)258/288‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) وهو رواية مسلم‪.‬‬‫‪2‬‬

‫‪137‬‬
‫@‪( 534/690‬صحيح) عن معاذ بن جبل قال‪ :‬أخذ بيدي النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪" :‬يا معاذ"! قلت‪ :‬لبيك‪ .‬قال‪" :‬إني أحبك"‪ .‬قلت‪ :‬وأنا وال‬
‫أحبك‪ .‬قال‪" :‬أل أعلمك كلمات تقولها في دبر كل صلتك" ؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬
‫"قل‪ :‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك‪ ،‬وحسن عبادتك"‪.‬‬
‫@‪( 535/691‬صحيح لغيره) عن أبي أيوب النصاري قال‪ :‬قال رجل عند‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم الحمد ل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه‪ .‬فقال النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من صاحب الكلمة؟"‪ .‬فسكت‪ ،‬ورأى أنه هجم من‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم على شيء كرهه‪ .‬فقال‪" :‬من هو؟ فلم يقل إل‬
‫صوابا"‪ .‬فقال رجل‪ :‬أنا؛ أرجو بها الخير‪ .‬قال ‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬رأيت‬
‫ثلثة عشر ملكا يبتدرون أيهم يرفعها إلى ال عز وجل"‪.‬‬
‫@‪( 536/692‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫أراد أن يدخل الخلء‪ ،‬قال‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"‪.‬‬
‫@‪( 537/693‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا خرج من الخلء قال‪" :‬غفرانك"‪.‬‬
‫@‪( 538/694‬صحيح) ابن عباس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم يعلمنا‬
‫هذا الدعاء‪ ،‬كما يعلمنا السورة من القرآن‪" :‬أعوذ بك من عذاب جهنم‪،‬‬
‫وأعوذ بك من عذاب القبر‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫من فتنة المحيا والممات‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة القبر"‪.‬‬
‫@‪( 539/695‬صحيح) عن ابن عباس قال‪ :‬بتّ عند [خالتي] ميمونة‪ ،‬فقام‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فأتى حاجته‪ ،‬فغسل وجهه ويديه ثم نام‪ ،‬ثم قام‬
‫فأتى القربة فأطلق شناقها‪ ،‬ثم توضأ وضوءا بين وضوءين؛ لم يُكثر وقد‬

‫‪138‬‬
‫أبلغ‪ ،‬فصلى‪ ،‬فقمت فتمطيت؛ كراهية أن يرى أني كنتُ أبقيه‪ ،‬فتوضأت‪ .‬فقام‬
‫يصلي‪ ،‬فقمت عند يساره‪ ،‬فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه‪ ،‬فتتامّت صلته‬
‫[ من الليل] ثلث عشرة ركعة‪ ،‬ثم اضطجع فنام حتى نفخ‪ ،‬وكان إذا نام‬
‫نفخ‪ ،‬فآذنه بلل بالصلة فصلى ولم يتوضأ‪ .‬وكان في دعائه‪" :‬اللهم اجعل‬
‫في قلبي نورا‪ ،‬وفي سمعي نورا‪ ،‬وعن يميني نورا‪ ،‬وعن يساري نورا‪،‬‬
‫وفوقي نورا‪ ،‬وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا‪ ،‬وأعظم لي نورا"‪ .‬قال‬
‫كريب‪ :‬وسبعا في التابوت(‪ )1‬فلقيت رجلً من ولد العباس فحدثني بهن‪،‬‬
‫فذكر‪ :‬عصبي‪ ،‬ولحمي‪ ،‬ودمي‪ ،‬وشعري‪ ،‬وبشري‪ ،‬وذكر خصلتين‪.‬‬
‫لي نورا من بين يدي‪ ،‬ونورا من خلفي‪ ،‬وزدني نورا‪ ،‬وزدني نورا‪ ،‬وزدني‬
‫نورا"‪.‬‬
‫@‪( 540/697‬صحيح) عن عبد ال بن عباس‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا قام إلى الصلة من جوف الليل‪ ،‬قال‪" :‬اللهم لك الحمد‪ ،‬أنت‬
‫نور السماوات والرض ومن فيهن‪ ،‬ولك الحمد‪ ،‬أنت قيام السماوات‬
‫والرض‪ ،‬ولك الحمد أنت رب السماوات والرض ومن فيهن‪ ،‬أنت الحقّ‪،‬‬
‫ووعدك الحقّ‪ ،‬ولقاؤك الحق‪ ،‬والجنة حق‪ ،‬والنار حق‪ ،‬والساعة حق‪ .‬اللهم‬
‫لك أسلمت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬وعليك توكلت‪ ،‬وإليك أنبت‪ ،‬وبك خاصمت‪ ،‬وإليك‬
‫حاكمت‪ ،‬فاغفر لي ما قدمت وأخرت‪ ،‬وأسررت وأعلنت(‪ ،)2‬أنت إلهي‪ ،‬ل إله‬
‫إل أنت"‪.‬‬

‫( ) يعني ‪ :‬في الصندوق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) زاد في "الصحيح" (‪" : )1120‬وأنت المقدم‪ ،‬وأنت المؤخر" وكذا مسلم إل أنه‬ ‫‪2‬‬

‫أشار إليها ولم يسق لفظها‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫@‪( 541/699‬صحيح) عن رفاعة الزرقي قال‪ :‬لما كان يوم أحد‪ ،‬وانكفأ‬
‫المشركون‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬استووا حتى أثني على‬
‫ربي عز وجل"‪ .‬فصاروا خلفه صفوفا فقال‪" :‬اللهم لك الحمد كله‪ ،‬اللهم ل‬
‫قابض لما بسطت‪ ،‬ول مقرب لما باعدت‪ ،‬ول مباعد لما قربت‪ ،‬ول معطي‬
‫لما منعت‪ ،‬ول مانع لما أعطيت‪ .‬اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك‪،‬‬
‫وفضلك ورزقك‪ ،‬اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي ل يحول ول يزول‪.‬‬
‫اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة‪ ،‬والمن يوم الحرب‪ ،‬اللهم عائذا بك من‬
‫سوء ما أعطيتنا‪ ،‬وشر ما منعت منا اللهم حبب إلينا اليمان وزينه في‬
‫قلوبنا‪ ،‬وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين‪ .‬اللهم‬
‫توفنا مسلمين وأحبنا مسلمين‪ ،‬وألحقنا بالصالحين‪ ،‬غير خزايا‪ ،‬ول مفتونين‪.‬‬
‫اللهم قاتل الكفرة الذي يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك‪ ،‬واجعل عليهم‬
‫رجزك وعذابك‪ .‬اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب‪ ،‬إله الحق"‪.‬‬
‫‪ -262‬باب الدعاء عند الكرب – ‪292‬‬
‫@‪( 542/701‬حسن) عن عبد الرحمن بن أبي بكرة‪ ،‬أنه قال لبيه‪ :‬يا أبت‬
‫عن عبد الرحمن بن أبي بكرة‪ ،‬أنه قال لبيه‪ :‬يا أبت! إني أسمعك تدعو كل‬
‫غداة‪" :‬اللهم عافني في بدني‪ ،‬اللهم عافني في سمعي‪ ،‬اللهم عافني في‬
‫بصري‪ ،‬ل إله إل أنت"‪ ،‬تعيدها ثلثا حين تمسي‪ ،‬وحين تصبح ثلثا‪،‬‬
‫وتقول‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب‬
‫القبر‪ ،‬ل إله إل أنت"‪ .‬تعيدها ثلثا حين تمسي‪ ،‬وحين تصبح ثلثا؟ فقال‪:‬‬
‫نعم؛ يا بني! سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول بهن‪ .‬وأنا أحب أن‬
‫أستن بسنته‪ .‬قال‪ :‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬دعوات‬

‫‪140‬‬
‫المكروب‪ :‬اللهم رحمتك أرجو‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي طرفة عين‪ ،‬وأصلح لي‬
‫شأني كله‪ ،‬ل إله إل أنت"‪.‬‬
‫@‪( 543/702‬صحيح) عن ابن عباس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪ [ :‬وفي طريق‪ :‬يدعو‪ ]700 /‬عند الكرب‪" :‬ل إله إل ال العظيم الحليم‪،‬‬
‫ل إله إل ال رب العرش العظيم‪ ،‬ل إله إل ال رب السماوات ورب الرض‬
‫ورب العرش الكريم [وفي الطريق الخرى‪ :‬العظيم]‪ ،‬اللهم اصرف شره"(‪.)1‬‬
‫‪ -263‬باب الدعاء عند الستخارة – ‪293‬‬
‫@‪( 544/703‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم يعلمنا‬
‫الستخارة في المور‪ ،‬كالسورة من القرآن‪" :‬إذا همّ [أحدكم] بالمر فليركع‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم يقول‪ :‬اللهم إني أستخيرك بعلمك‪ ،‬واستقدرك بقدرتك‪ ،‬وأسألك‬
‫من فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تقدر ول أقدر‪ ،‬وتعلم ول أعلم‪ ،‬وأنت علم الغيوب‪.‬‬
‫اللهم إن كنت تعلم هذا المر خيرا لي في ديني‪ ،‬ومعاشي‪ ،‬وعاقبة أمري‪-‬‬
‫أو قال‪ :‬في(‪ )2‬عاجل أمري وآجله‪ -‬فاقدره لي(‪ ،)3‬وإن كنت تعلم أن هذا‬
‫المر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة‪ -‬أو قال‪ :‬عاجل‪ -‬أمري وآجله‪،‬‬

‫( ) هنا زيادة بلفظ‪" :‬اللهم اصرف [عني] شره" حذفتها لنها منكرة‪ ،‬وقد خرجتها‬ ‫‪1‬‬

‫وبينت علتها في "الضعيفة" (‪ ،)5443‬وخرجت تحته رواية الشيخين وغيرهما‪ ،‬وهي‬


‫المثبتة هنا دون الزيادة‪ ،‬ولم يتنبه لها الجيلني (‪.)2/161‬‬
‫( ) حرف (في) هنا كأنها مقحمة من بعض النساخ‪ ،‬وهي غير ثابتة في "صحيح‬ ‫‪2‬‬

‫المؤلف"؛ ل في هذا اللفظ ‪ ،‬ول في الذي قبله‪ ،‬ل عنده ول عند غيره ممن خرج‬
‫الحديث‪ ،‬ثم رأيته قد أخرجه في "الصحيح" (‪ )7390‬بإسناده عنه بلفظ‪" :‬قال‪ :‬أو في‬
‫ديني ومعاشي وعاقبة أمري" وهذا أقرب‪ ،‬وذكر مثله في تمام الدعاء‪ ،‬وانظر‪ :‬تعليقي‬
‫على "الكلم الطيب" لشيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫( ) زاد في "الصحيح"‪" :‬ويسره لي‪ ،‬ثم بارك لي فيه"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪141‬‬
‫فاصرفه عني واصرفني عنه‪ ،‬واقدر لي الخير حيث كان‪ ،‬ثم رضّني‪،‬‬
‫ويسمي حاجته"‪.‬‬
‫@‪( 545/704‬حسن) عن جابر بن عبد ال قال‪ " :‬دعا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم في هذا المسجد ؛ مسجد الفتح ؛ يوم الثنين ويوم الثلثاء ويوم‬
‫الربعاء فاستجيب له بين الصلتين من يوم الربعاء"‪ .‬قال جابر ‪ :‬ولم ينزل‬
‫بي أمر مهم غائظ إل توخيت تلك الساعة؛ فدعوت ال فيه بين الصلة يوم‬
‫الربعاء في تلك الساعة‪ ،‬إل عرفت الجابة‪.‬‬
‫@‪( 546/705‬صحيح) عن أنس ‪ :‬كنت مع النبي صلى ال عليه وسلم فدعا‬
‫رجل فقال‪ :‬يا بديع السماوات يا حي يا قيوم! إني أسألك‪ .‬فقال ‪" :‬أتدرون بما‬
‫دعا ؟ والذي نفسي بيده دعا ال باسمه الذي إذا دعي به أجاب"‪.‬‬
‫@‪( 547/706‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال أبو بكر رضي ال‬
‫عنه للنبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬علمني دعاء أدعو به في صلتي‪ .‬قال‪:‬‬
‫"قل‪ :‬اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا‪ ،‬ول يغفر الذنوب إل أنت‪ ،‬فاغفر لي‬
‫من عندك مغفرة‪ ،‬إنك أنت الغفور الرحيم"‪.‬‬
‫‪ -264‬باب الدعاء إذا خاف السلطان – ‪294‬‬
‫@‪( 548/707‬صحيح) عن عبد ال بن مسعود‪ :‬إذا كان على أحدكم إمام‬
‫يخاف تغطرسه‪ ،‬أو ظلمه‪ ،‬فليقل‪" :‬اللهم رب السماوات السبع ورب العرش‬
‫العظيم‪ ،‬كن لي جارا من فلن بن فلن وأحزابه من خلئقك؛ أن يفرط علي‬
‫أحد منهم‪ ،‬أو يطغى‪ ،‬عز جارك‪ ،‬وجل ثناؤك‪ ،‬ول إله إل أنت"‪.‬‬
‫@‪( 549/708‬صحيح) عن ابن عباس قال‪ :‬إذا أتيت سلطانا مهيبا‪ ،‬تخاف أن‬
‫يسطو بك‪ .‬فقل‪" :‬ال أكبر‪ .‬ال أعز من خلقه جميعا‪ ،‬ال أعز مما أخاف‬

‫‪142‬‬
‫وأحذر‪ ،‬أعوذ بال الذي ل إله إل هو‪ ،‬الممسك السماوات السبع أن يقعن‬
‫على الرض إل بإذنه؛ من شر عبدك فلن‪ ،‬وجنوده وأتباعه وأشياعه من‬
‫الجن والنس‪ .‬اللهم كن لي جارا من شرهم‪ ،‬جل ثناؤك‪ ،‬وعز جارك‪،‬‬
‫وتبارك اسمك‪ ،‬ول إله غيرك"‪ .‬ثلث مرات‪.‬‬
‫‪ -265‬باب ما يدخر للداعي من الجر والثواب‪295 -‬‬
‫@‪( 550/710‬صحيح) عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ما من مسلم يدعو‪ ،‬ليس بإثم ول بقطيعة رحم إل أعطاه إحدى‬
‫ثلث‪ :‬إما أن يعجل له دعوته‪ ،‬وإما أن يدخرها له في الخرة‪ ،‬وإما أن يدفع‬
‫عنه من السوء مثلها"‪ .‬قال‪ :‬إذا نكثر(‪ !)1‬قال‪" :‬ال أكثر"‪.‬‬
‫@‪( 551/711‬صحيح بما قبله) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬ما من مؤمن ينصب وجهه إلى ال‪ ،‬يسأله مسألة إل أعطاه‬
‫إياها‪ ،‬إما عجلها له في الدنيا‪ ،‬وإما ذخرها له في الخرة ما لم يعجل"‪ .‬قال‪:‬‬
‫يا رسول ال! وما عجلته؟ قال‪ " :‬يقول‪ :‬دعوت ودعوت‪ ،‬ول أراه يستجاب‬
‫لي"‪.‬‬
‫‪ -266‬باب فضل الدعاء‪296 -‬‬
‫@‪( 552/712‬حسن) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"ليس شيء أكرم على ال من الدعاء"‪.‬‬
‫@‪( 553/714‬صحيح) عن النعمان بن بشير‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إن الدعاء هو العبادة" ثم قرأ‪﴿ :‬ادعوني أستجب لكم﴾ [غافر‪.]60 :‬‬

‫( ) الصل‪" :‬يكثر" والتصويب من "المستند" وغيره‪.‬‬‫‪1‬‬

‫‪143‬‬
‫@‪( 554/716‬صحيح) عن معقل بن يسار قال‪ :‬انطلقت مع أبي بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه إلى النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال‪" :‬يا أبا بكر ! للشرك‬
‫فيكم أخفى من دبيب النمل"‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬وهل الشرك إل من جعل مع ال‬
‫إلها آخر؟ فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬للشرك أخفى‬
‫من دبيب النمل‪ ،‬أل أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟"‪ .‬قال‪:‬‬
‫"قل‪ :‬اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم‪ ،‬وأستغفرك لما ل أعلم"‪.‬‬
‫‪ -267‬باب الدعاء عند الريح – ‪297‬‬
‫@‪( 555/717‬صحيح) عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫هاجت ريحٌ شديد‪ ،‬قال‪" :‬اللهم إني أسألك من خير ما أُرسلت به‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫من شر ما أرسلت به"‪.‬‬
‫@‪( 556/718‬صحيح) عن سلمة [ هو ابن الكوع] قال‪ :‬كان إذا اشتدتِ‬
‫الريح‪ ،‬يقول‪" :‬اللهم لقحا‪ ،‬ل عقيما"(‪.)1‬‬
‫‪ -268‬باب ل تسبوا الريح‪298 -‬‬
‫@‪( 557/719‬صحيح) عن أبي قال‪ :‬ل تسبوا الريح ؛ فإذا رأيتم منها ما‬
‫تكرهون‪ ،‬فقولوا‪" :‬اللهم إنا نسألك خير هذه الريح‪ ،‬وخير ما فيها وخير ما‬
‫أُرسلت به‪ ،‬ونعوذ بك من شر هذه الريح‪ ،‬وشر ما فيها‪ ،‬وشر ما أرسلت به‬
‫"‪.‬‬

‫( ) "لقحاً" هي الريح الحاملة للسحاب الحاملة للماء كاللقحة من البل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫و "العقيم " ‪ :‬الذي ل ماء فيه كالعقيم من الحيوان‪.‬‬


‫تنبيه ‪ :‬هكذا وقع الحديث في" الصل" موقوفاً تبعًا للطبعة الهندية‪ ،‬ووقع في نسخة‬
‫الشارح مرفوعاً‪ ،‬ولفظه‪ " :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا…" إلخ!‬

‫‪144‬‬
‫@‪( 558/720‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الريح من روح ال‪ ،‬تأتي بالرحمة والعذاب‪ ،‬فل تسبوها‪ .‬ولكن‬
‫سلوا ال من خيرها وتعوذوا بال من شرها"‪.‬‬
‫‪ -269‬باب إذا سمع الرعد – ‪300‬‬
‫@‪( 559/722‬حسن) عن موسى بن عبد العزيز(‪ )1‬قال ‪ :‬حدثني الحكم قال ‪:‬‬
‫حدثني عكرمة؛ أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال‪" :‬سبحان الذي‬
‫سبحت له"‪ .‬قال‪" :‬إن الرعد ملك ينعق بالغيث‪ ،‬كما ينعق الراعي بغنمه"‪.‬‬
‫@‪( 560/723‬صحيح) عن عبد ال بن الزبير‪ :‬أنه كان إذا سمع الرعد ترك‬
‫الحديث‪ ،‬وقال‪" :‬سبحان الذي ﴿ يسبح الرعد بحمده‪ .‬والملئكة من خيفته﴾‪،‬‬
‫[الرعد‪ ]13 :‬ثم يقول‪" :‬إن هذا لوعيد شديد لهل الرض"‪.‬‬
‫‪ -270‬باب من سأل ال العافية‪301 -‬‬
‫@‪( 561/724‬صحيح) عن أوسط بن إسماعيل قال‪ :‬سمعت أبا بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه بعد وفاة النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬قام النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم عام أول مقامي هذا – ثم بكى أبو بكر – ثم قال‪ " :‬عليكم‬
‫بالصدق؛ فإنه مع البر‪ ،‬وهما في الجنة‪ ،‬وإياكم والكذب‪ ،‬فإنه مع الفجور‪،‬‬
‫وهما في النار‪ .‬وسلوا ال المعافاة‪ .‬فإنه لم يؤتى بعد اليقين خير من المعافاة‪.‬‬
‫ول تقاطعوا‪ ،‬ول تدابروا‪ ،‬ول تحاسدوا‪ ،‬ول تباغضوا‪ ،‬وكونوا عباد ال‬
‫إخوانا"‪.‬‬

‫( ) الصل " عبد ال "‪ ،‬وهو خطأ لم يتنبه له الشارح ‪ ،‬والتصويب من " تهذيب‬‫‪1‬‬

‫المزي" (‪ ،)29/104‬وقال الذهبي‪ " :‬لم يذكره أحد في كتب الضعفاء‪ ،‬ولكن ما هو‬
‫بالحجة"‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫@‪( 562/726‬صحيح) عن العباس بن عبد المطلب‪ ،‬قلت ‪ :‬يا رسول ال!‬
‫علمني شيئا أسأل ال به‪ .‬فقال‪" :‬يا عباس! سل ال العافية"‪ ،‬ثم مكث ثلثا‪ ،‬ثم‬
‫جئت فقلت‪ :‬علمني شيئا أسأل ال به يا رسول ال!‪ .‬فقال‪ " :‬يا عباس! يا عم‬
‫رسول ال ! سل ال العافية في الدنيا والخرة"‪.‬‬
‫‪ -271‬باب من كره الدعاء بالبلء – ‪302‬‬
‫@‪( 563/727‬حسن صحيح) عن أنس قال‪ :‬قال رجل عند النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬اللهم [إن] لم تعطني مالً فأتصدق به‪ ،‬فابتلني ببلء يكون‪ -‬أو‬
‫قال‪ - :‬فيه أجر‪ .‬فقال‪ " :‬سبحان ال‪ ،‬ل تطيقه! أل قلت‪ :‬اللهم آتنا في الدنيا‬
‫حسنة‪ ،‬وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار؟"‪.‬‬
‫‪272‬ـ باب من تعوذ من جهد البلء ـ‬
‫@‪( 564/729‬صحيح السناد) عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬يقول الرجل ‪:‬‬
‫"اللهم إني أعوذ بك من جهد البلء" ثم يسكت‪ ،‬فإذا قال ذلك فليقل‪" :‬إل بلء‬
‫فيه علء"‪.‬‬
‫‪ -273‬باب من حكى كلم الرجل عند العتاب‪304 -‬‬
‫@‪(565/731‬صحيح السناد) عن أبي نوفل بن أبي عقرب‪ :‬أن أباه سأل‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم عن الصوم ؟ فقال‪ " :‬صم يوما من كل شهر"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ ،‬زدني‪.‬قال‪" :‬زدني‪ ،‬زدني! صم يومين من كل شهر"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ ،‬زدني؛ فإني أجدني قويا‪ .‬فقال‪ " :‬إني أجدني قويا‪،‬‬
‫إني أجدني قويا!"‪ .‬فأفحم حتى ظننت أنه لن يزيديني‪ ،‬ثم قال‪ " :‬صم ثلثة‬
‫من كل شهر"‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫@‪( 566/732‬حسن) عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم – وارتفعت ريح خبيثة منتنة‪ -‬فقال‪ " :‬أتدرون ما هذه ؟ هذه ريح‬
‫الذين يغتابون المؤمنين"‪[ .‬وفي رواية ‪" :‬إن ناسا من المنافقين اغتابوا أناسا‬
‫من المسلمين‪ ،‬فبعثت هذه الريح لذلك" ‪.]733/‬‬
‫@‪( 567/734‬صحيح السناد) عن ابن أم عبد [ ابن مسعود] قال‪ " :‬من‬
‫اغتيب عنده مؤمن فنصره‪ ،‬جزاه ال بها خيرا في الدنيا والخرة‪ ،‬ومن‬
‫اغتيب عنده مؤمن فلم ينصره‪ ،‬جزاه ال خيرا في الدنيا والخرة‪ ،‬ومن‬
‫اغتب عنده مؤمن فلم ينصره‪ ،‬جزاه ال بها في الدنيا والخرة شرا‪ ،‬وما‬
‫التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن؛ إن قال فيه ما يعلم‪ ،‬فقد اغتابه‪ ،‬وإن‬
‫قال فيه بما ل يعلم‪ ،‬فقد بهته"‪.‬‬
‫‪ -275‬باب الغيبة وقول ال عز وجل‪ ﴿ :‬ول يغتب بعضكم بعضا﴾ ‪306 -‬‬
‫@‪( 568/735‬صحيح لغيره) عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬كنا مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأتى على قبرين يعذب صاحباهما‪ ،‬فقال‪" :‬إنهما ل‬
‫يعذبان في كبير؛ وبلى‪ ،‬أما أحدهما‪ :‬فكان يغتاب الناس‪ ،‬وأما الخر ‪ :‬فكان‬
‫ل يتأذى من البول"‪ .‬فدعا بجريدة رطبة‪ ،‬أو بجريدتين‪ ،‬فكسرهما‪ ،‬ثم أمر‬
‫بكل كسرة فغرست على قبر‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أما‬
‫إنه سيهوّن من عذابهما‪ ،‬ما كانتا رطبتين‪ ،‬أو ‪ :‬لم تيبسا"‪.‬‬
‫@‪( 569/736‬صحيح السناد) عن قيس قال‪ :‬كان عمرو بن العاص يسيرُ‬
‫مع نفر من أصحابه‪ ،‬فمر على بغل ميت قد انتفخ‪ ،‬فقال‪ " :‬وال ! لن يأكل‬
‫أحدكم [ من ]هذا حتى يمل بطنه‪ ،‬خير من أن يأكل لحم مسلم"‪.‬‬
‫‪ -276‬باب من مس رأس صبي مع أبيه وبرّك عليه – ‪308‬‬

‫‪147‬‬
‫@‪( 570/738‬صحيح) عن عبادة بن الوليد بن الصامت قال‪ :‬خرجت مع أبي‬
‫وأنا غلم شاب‪ ،‬فنلقى شيخا[ عليه بردة ومعافري‪ ،‬وعلى غلمه بردة‬
‫ومعافري]‪ ،‬قلت‪ :‬أي عم‪ ،‬ما منعك أن تعطي غلمك هذه النمرة(‪ ،)1‬وتأخذ‬
‫البردة‪ ،‬فتكون عليك بردتان‪ ،‬وعليه نمرة؟ فأقبل على أبي‪ ،‬فقال‪ :‬آبنك هذا؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فمسح على رأسي وقال‪ :‬بارك ال فيك‪ ،‬أشهد لسمعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪" :‬أطعموهم مما تأكلون‪ ،‬واكسوهم مما‬
‫تكتسون"‪ .‬يا ابن أخي‪ ،‬ذهاب متاع الدنيا أحب إلي من أن يأخذ من متاع‬
‫الخرة‪ .‬قلت‪ :‬أي أبتاه! من هذا الرجل؟ قال‪ :‬أبو اليسر [كعب] بن عمرو‪.‬‬
‫‪ -277‬باب دالة أهل السلم بعضهم على بعض‪309 -‬‬
‫@‪( 571/739‬صحيح السناد) عن محمد بن زياد قال‪ :‬أدركت السلف‪ ،‬وإنهم‬
‫ليكونون في المنزل الواحد بأهاليهم‪ ،‬فربما نزل على بعضهم الضيف‪ ،‬وقدر‬
‫أحدهم على النار‪ ،‬فيأخذها صاحب الضيف لضيفه‪ ،‬فيفقد القدر صاحبها‪.‬‬
‫فيقول‪ :‬من أخذ القدر؟ فيقول صاحب الضيف‪ :‬نحن أخذناها لضيفنا‪ .‬فيقول‬
‫صاحب القدر‪" :‬بارك ال لكم فيها" (أو كلمة نحوها)‪ .‬قال بقية‪ :‬وقال محمد‪:‬‬
‫والخبز إذا خبزوا مثل ذلك‪ ،‬وليس بينهم إل جُدُر القصب‪ .‬قال بقية(‪:)2‬‬
‫وأدركت أنا ذلك‪ :‬محمد بن زياد وأصحابه‪.‬‬
‫@‪-278‬باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه – ‪310‬‬
‫ل أتى النبي صلى ال عليه‬
‫@‪( 572/740‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬أن رج ً‬
‫وسلم‪ ،‬فبعث إلى نساءه فقلن‪ :‬ما معنا إل الماء‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬

‫( ) هي شملة مخططة من مآزر العراب‪ .‬و(البردة) كساء مخطط يلتحف به‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) هو ‪ :‬ابن الوليد الحمصي الثقة إذا صرح بالتحديث كما هنا‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪148‬‬
‫عليه وسلم‪" :‬من يضم – أو يضيف – هذا ؟"‪ .‬فقال رجل من النصار(‪:)1‬‬
‫أنا‪ ،‬فانطلق به إلى امرأته‪ ،‬فقال‪ :‬أكرمي ضيف رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فقالت ‪ :‬ما عندنا إل قوت للصبيان‪ ،‬فقال‪ :‬هيئي طعامك‪ ،‬وأصلحي‬
‫(‪)2‬‬

‫سراجك‪ ،‬ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء‪ ،‬فهيأت طعامها‪ ،‬وأصلحت‬


‫سراجها‪ ،‬ونومت صبيانها‪ ،‬ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته‪ ،‬وجعل‬
‫يريانه أنهما يأكلن‪ ،‬وباتا طاوين‪ ،‬فلما أصبح غدا إلى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬لقد ضحك ال – أو‪ :‬عجب – من‬
‫فعالكما؟"‪ .‬وأنزل ال ﴿ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن‬
‫يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون﴾ [الحشر‪.]9 :‬‬
‫‪ -279‬باب جائزة الضيف – ‪311‬‬
‫@‪( 573/741‬صحيح) عن أبي شريح العدوي قال‪ :‬سمعت أذناي‪ ،‬وأبصرت‬
‫عيناي‪ ،‬حين تكلم النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬من كان يؤمن بال‬
‫واليوم الخر‪ ،‬فليكرم جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر‪ ،‬فليكرم‬
‫ضيفه جائزته"‪ .‬قال ‪ :‬وما جائزته يا رسول ال؟ قال‪" :‬يوم وليلة والضيافة‬
‫ثلثة أيام‪ ،‬فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه‪[ ،‬ول يحل له أن يثوي عنده‬
‫حتى يُحرجَه‪ .]743/‬ومن كان يؤمن بال واليوم الخر‪ ،‬فليقل خيرا أو‬
‫ليصمت"‪.‬‬
‫‪ -280‬باب الضيافة ثلثة أيام‪312 -‬‬

‫( ) هو ‪ :‬أبو طلحة‪ ،‬كما في رواية لمسلم (‪ )6/128‬وبه جزم الحافظ (‪ )7/420‬تبعاً‬ ‫‪1‬‬

‫للخطيب البغدادي‪ ،‬وقال‪" :‬هذا أظنه غير أبي طلحة زيد بن سهل المشهور" ‪.‬‬
‫ثم بين الحافظ وجه ظنه هذا ‪ ،‬فراجعه‪.‬‬
‫( ) كذا الصل في الموضعين‪ ،‬وفي "صحيح المؤلف" بإسناده هنا " وأصبحي" في‬ ‫‪2‬‬

‫الموضعين أيضاً‪ ،‬وفسره الحافظ بقوله‪" :‬بهمزة قطع‪ ،‬أي‪ :‬أوقديه"‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫@‪( 574/742‬صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الضيافة ثلثة أيام‪ ،‬فما كان بعد ذلك فهو صدقة"‪.‬‬
‫‪ -281‬باب ل يقيم عنده حتى يحرجه – ‪313‬‬
‫أسند تحته حديث أبي شريح العدوي المتقدم قبل باب ومنه الزيادة (‬
‫‪.")573/741‬‬
‫‪ -282‬باب إذا أصبح بفنائه‪314 -‬‬
‫@‪ -575/744‬عن المقدام‪ ،‬أبي كريمة الشامي(‪ )1‬قال‪ :‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم‪ ،‬فمن أصبح بفناءه فهو‬
‫دين عليه إن شاء؛ فإن شاء اقتصاه‪ ،‬وإن شاء تركه"‪.‬‬
‫‪ -283‬باب إذا أصبح الضيف محروما – ‪315‬‬
‫(‪)2‬‬
‫@‪ -576/745‬عن عقبة بن عامر قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال! إنك تبعثنا‬
‫فننـزل بقوم فل يقرونا‪ ،‬فما ترى في ذلك ؟ فقال لنا‪" :‬إن نزلتم بقوم فأمر‬
‫لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا؛ فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي‬
‫ينبغي لهم"‪.‬‬
‫الضيف بنفسه ‪316 -‬‬ ‫‪ -284‬باب خدمة الرجل‬
‫(‪)3‬‬

‫( ) الصل(السامي) بالسين المهملة‪ ،‬نسبة إلى سامة بن لؤي ‪ ،‬وكذا وقع في النسخة‬ ‫‪1‬‬

‫الهندية ونسخة الشرح للشيخ الجيلني‪ ،‬وماأظن ذلك إل تصحيفاً‪ ،‬فما رأيت من نسبه هذه‬
‫النسبة ممن ترجم له‪ ،‬ول أورده السمعاني وغيره فيها‪ ،‬ثم هو كان قد نزل الشام‪ ،‬وله‬
‫ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" فالصواب "الشامي" بالشين المعجمة كما أثبتنا‪.‬‬
‫( ) الصل (بعثتنا) بصيغة الماضي! وكذا في الهندية والجيلنية‪ ،‬والتصحيح من‬ ‫‪2‬‬

‫الصحيحين‪.‬‬
‫( ) كذا في الصول‪ ،‬وهو غير مطابق للحديث؛ لن الخادم فيه إنما هي المرأة كما هو‬ ‫‪3‬‬

‫ظاهر‪ ،‬فالصواب ما ترجم به في "كتاب النكاح " من "الصحيح"(‪ -9/251‬فتح ) ‪" :‬باب‬
‫قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس" ‪.‬‬
‫وانظر كتابي "آدابالزفاف في السنة" (ص‪ )178-176 :‬الطبعة الجديدة‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫@‪ -577/746‬عن سهل بن سعد‪ " :‬أن أبا أُسيد الساعدي دعا النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم في عرسه‪ ،‬وكانت امرأته خادمهم يومئذ‪ ،‬وهي العروس‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫[أوقال](‪" :)1‬أتدرون ما أنقعت لرسول ال صلى ال عليه وسلم؟ أنقعت له‬
‫تمرات من الليل في تور(‪.")2‬‬
‫‪ -285‬باب من قدّم إلى ضيفه طعاما فقام يصلي‪317 -‬‬
‫@‪ -578/747‬عن نعيم بن قعنب قال‪ :‬أتيت أبا ذر‪ ،‬فلم أوافقه‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫لمرأته‪ :‬أين أبو ذر؟ قالت‪ :‬يمتهن؛ سيأتيك الن‪ ،‬فجلستُ له‪ ،‬فجاء ومعه‬
‫بعيران‪ ،‬قد قطر أحدهما بعجز الخر‪ ،‬في عنق كل واحد منهما قربة‪،‬‬
‫فوضعهما‪ ،‬ثم جاء‪ .‬فقلت‪ :‬يا أبا ذر! ما من رجل كنت ألقاه كان أحب إلي‬
‫لقيا منك‪ ،‬ول أبغض إلي لقيا منك! قال‪ :‬ل أبوك؛ وما جمع هذا؟ قال‪ :‬إني‬
‫كنت وأدت موؤدة في الجاهلية أرهب إن لقيتك أن تقول‪ :‬ل توبة لك‪ ،‬ل‬
‫مخرج لك‪ ،‬وكنت أرجو أن تقول‪ :‬لك توبة ومخرج‪ .‬قال‪ :‬أفي الجاهلية‬
‫أصبتَ؟ قلتُ ‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬عفا ال عما سلف‪ .‬وقال لمرأته‪ :‬آتينا بطعام‪،‬‬

‫( ) زيادة استدركتها من "صحيح المؤلف" ‪ ،‬وفيها دللة على أن الراوي لم يحفظ هذا‬ ‫‪1‬‬

‫الحرف فشك في القائل‪ ،‬وهذا الراوي هو يحيى بن بكير شيخ المؤلف هنا ‪،‬وفي إحدى‬
‫رواياته في الصحيح (‪ )13/51‬عن يعقوب القارئ‪ ،‬عن أبي حازم عن سهل ‪،‬ويحيى هذا‬
‫مع كونه من رجال الشيخين ففيه كلم‪ ،‬فضعفه النسائي‪ ،‬وقال أبو حاتم " يكتب حديثه ‪،‬‬
‫ول يحتج به " ‪ ،‬فهو ممن ينتقى حديثه ‪ ،‬انظر "مقدمة الفتح "(ص" ‪ ، )452‬وهو هنا قد‬
‫خالف الثقات في شكه وفي قوله‪:‬‬
‫" قالت" ‪ ،‬منهم قتيبة بن سعيد عند البخاري (‪ )5591‬ومسلم والطبراني في "الكبير" (‬
‫‪ )6/246/6000‬عن يعقوب القارئ‪.‬‬
‫وتوبع هذا من جمع منهم‪ :‬عبد العزيز بن أبي حازم عند البخاري (‪ 5116‬و ‪)6685‬‬
‫ومسلم أيضًا ‪ ،‬وأبو غسان محمد عند البخاري (‪ ،)5182‬وابن حبان(‪،)7/383/5371‬‬
‫والطبراني (‪ ، )6/180/5794‬كلهم لم يشكوا‪ ،‬وبعضهم صرح ‪ ،‬فقال‪ :‬قال سهل‪" :‬‬
‫تدرون…" إلخ‪ ،‬ولذلك قال الحافظ‪" :‬وهذه الرواية هي المعتمدة"‪.‬‬
‫( ) التور‪ :‬إناء صغير؛ وهو مذكر عند أهل اللغة‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪151‬‬
‫فأبت‪ ،‬ثم أمرها فأبت‪ ،‬حتى ارتفعت أصواتهما‪ .‬قال‪ :‬إيه! فإنكن ل تعدون ما‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قلت‪ :‬وما قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فيهن؟ قال‪" :‬إن المرأة [خلقت من](‪)1‬ضلع‪ ،‬وإنك إن تريد أن‬
‫تقيمها تكسرها‪ ،‬وإن تداريها فإن فيها أودا وبلغة"(‪ .)2‬فولت‪ ،‬فجاءت بثريدة‬
‫كأنها قطاة(‪ ،)3‬فقال‪ :‬كل ول أهولنك‪ ،‬فإني صائم‪ ،‬ثم قام يصلي‪ ،‬فجعل‬
‫يهذب(‪ )4‬الركوع‪ ،‬ثم انفتل فأكل(‪ )5‬فقلت‪ :‬إنا ل‪ ،‬ما كنت أخاف أن تَكذبني!‬
‫قال‪ :‬ل أبوك ما كذبت منذ لقيتني‪ ،‬قلت ‪ :‬ألم تخبرني أنك صائم ؟ قال‪ :‬بلى؛‬
‫إني صمت من هذا الشهر ثلثة أيام فكتب لي أجره‪ ،‬وحل لي الطعام(‪.)6‬‬
‫‪ -286‬باب نفقة الرجل على أهله‪318 -‬‬
‫@‪( -579/748‬صحيح) عن ثوبان‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫إن من أفضل دينار أنفقه الرجل على عياله‪ ،‬ودينار أنفقه على أصحابه في‬
‫سبيل ال‪ ،‬ودينار أنفقه على دابته في سبيل ال "‪ .‬قال أبو قلبة ‪ :‬وبدأ‬
‫بالعيال‪ ،‬وأيّ رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغا ٍر حتى يغنيهم‬
‫ال عز وجل؟‬
‫@‪ -580/749‬عن أبي مسعود البدري‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" من أنفق نفقة على أهله؛ وهو يحتسبها؛ كانت له صدقة"‪.‬‬

‫( ) سقطت من الصل ومن نسخة الشارح‪ ،‬وكذا "المسند" ‪ ،‬واستدركتها من "سنن‬ ‫‪1‬‬

‫الدارمي" (‪ )2/150‬و"كبرى النسائي" (‪.)5/364‬‬


‫( ) "فإن فيها أوداً" ‪ :‬عوجًا ‪ ،‬و"بلغة"‪ :‬ما يكتفى به العيش‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫( ) "قطاة"‪ :‬ضرب من الحمام ذوات أطواق‪ ،‬و"لأهولنك" ‪ :‬ل أخيفنك‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) أي يسرع به ويتابع‪ ،‬ولفظ أحمد‪" :‬فجعل يهذب الركوع ويخففه"‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) ولفظ "المسند" ‪" :‬ورأيته يتحرى أن أشبع أوأقارب‪ ،‬ثم جاء فوضع يده معي"‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫( ) زاد أحمد ‪" :‬معك"‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪152‬‬
‫@‪ -581/750‬عن جابر قال‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول ال! عندي دينار؟ قال‪:‬‬
‫"أنفقه على نفسك"‪ .‬قال‪ :‬عندي آخر‪ .‬فقال‪" :‬أنفقه على خادمك‪ -‬أو قال –‬
‫على ولدك"‪ .‬قال‪ :‬عندي آخر‪ .‬قال‪" :‬ضعه في سبيل ال‪ ،‬وهو أخسها"‪.‬‬
‫@‪ ( -582/751‬صحيح)عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬أربعة دنانير‪ :‬دينارا أعطيته مسكينا‪ ،‬ودينارا أعطيته في رقبة‪،‬‬
‫ودينارا أنفقته في سبيل ال‪ ،‬ودينارا أنفقته على أهلك‪ ،‬أفضلها الذي أنفقته‬
‫على أهلك"‪.‬‬
‫‪ -287‬باب يؤجر في كل شيء حتى اللقمة يرفعها إلى في امرأته‪319 -‬‬
‫@‪ ( -583/752‬صحيح)عن سعد بن أبي وقاص؛ أنه أخبره‪ :‬أن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم قال لسعد‪" :‬إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه ال عز وجل إل‬
‫أُجزت بها‪ ،‬حتى ما تجعل في فم امرأتك"‪.‬‬
‫‪ -288‬باب الدعاء إذا بقي ثلث الليل‪320 -‬‬
‫@‪ -584/753‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫يَنزلُ ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا‪ ،‬حين يبقى ثلث الليل‬
‫الخر‪ ،‬فيقول من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني‬
‫فأغفر له؟ "(‪.)1‬‬

‫( ) قلت‪ :‬هذا الحديث بهذا اللفظ صحيح متواتر‪ ،‬كما شهد بذلك حفاظ الحديث ‪ ،‬منهم ابن‬ ‫‪1‬‬

‫عبد البر في "التمهيد" (‪ ،)7/128‬وقال‪:‬‬


‫" وفيه دليل على أن ال عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما‬
‫قالت الجماعة‪ ،‬وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم ‪ :‬إن ال عز وجل في‬
‫كل مكان" ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومن أذنابهم من يتظاهر بتكفيرهم لقولهم هذا‪ ،‬ثم يصرح بماهو شر منه‪ ،‬وهو جحد‬
‫وجوده تعالى‪ ،‬فيصفه بما يصف به المعدوم ‪ ،‬فيقول‪ " :‬ليس داخل العالم ول خارجه"!!‬
‫تعالى ال عما يقول الظالمون علواً كبيراً‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫‪-289‬باب قول الرجل‪ :‬فلن جعدٌ‪ ،‬أسود‪ ،‬أو طويل‪ ،‬قصير‪ ،‬يريد الصفة ول‬
‫يريد الغيبة‪321-‬‬
‫@‪ ( -585/756‬صحيح)عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ " :‬استأذنت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم سودة ليلة جمعٍ – وكانت امرأة ثقيلة‬
‫ثبطة(‪ -)1‬فأذن لها"‪.‬‬
‫‪ -290‬باب من لم ير بحكاية الخبر بأسا‪322 -‬‬
‫@‪( -586/757‬حسن)عن ابن مسعود قال‪ :‬لما قسم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم غنائم حنين بالجعرانة‪ ،‬ازدحموا عليه‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪" :‬إن عبدا من عبد ال بعثه ال إلى قومٍ‪ ،‬فكذبوه وشجوه‪ ،‬فكان‬
‫يمسح الدم عن جبهته‪ ،‬ويقول‪" :‬اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم ل يعلمون"‪ .‬قال‬
‫عبد ال بن مسعود‪" :‬فكأني أنظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم يحكي‬
‫الرجل يمسح عن جبهته"‪.‬‬
‫‪ -291‬باب قول الرجل ‪ :‬هلك الناس‪324 -‬‬
‫@‪ ( -587/759‬صحيح)عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إذا سمعت الرجل يقول‪ :‬هلك الناس فهو أهلكهم"‪.‬‬
‫‪ -292‬باب ل يقل للمنافق ‪ :‬سيد‪325 -‬‬
‫@‪ (-588/760‬صحيح) عن بريدة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬ل تقولوا للمنافق ‪ :‬سيد؛ فإنه إن يك سيدكم‪ ،‬فقد أسخطتم ربكم عز‬
‫وجل"‪.‬‬
‫‪ -293‬باب ما يقول الرجل إذا زكي – ‪326‬‬

‫( ) أي‪ :‬بطيئة الحركة كأنها تثبت في الرض‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪154‬‬
‫@‪ ( -589/761‬صحيح السناد)عن عدي بن أرطاة قال‪ :‬كان الرجل من‬
‫أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم إذا زكي قال‪ " :‬اللهم ل تؤاخذني بما‬
‫يقولون‪ ،‬واغفر لي ما ل يعلمون"(‪.)1‬‬
‫@‪ ( -590/762‬صحيح)عن أبي قلبة‪ ،‬أن أبا عبد ال قال لبي مسعود‪ -‬أو‬
‫أبو مسعود قال لبي عبد ال‪ :-‬ما سمعت النبي صلى ال عليه وسلم في ‪:‬‬
‫"زعم"‪ ،‬قال‪" :‬بئس مطية الرجل"‪.‬‬
‫@‪ (-591/763‬صحيح لغيره) قال أبو مسعود ‪ :‬وسمعته يول‪" :‬لعن المؤمن‬
‫كقتله"‪.‬‬
‫‪ -294‬باب ل يقول لشيء ل يعلمه ‪ :‬ال يعلمه – ‪327‬‬
‫@‪ -592/764‬صحيح السناد عن ابن عباس‪ " :‬ل يقولن أحدكم لشيء ل‬
‫يعلمه‪" :‬ال يعلمه"؛ وال يعلم غير ذلك‪ ،‬فيعلم ال ما ل يعلم‪ ،‬فذاك عند ال‬
‫عظيم"‪.‬‬
‫‪ -295‬باب المجرة‪329 -‬‬
‫@‪( -593/766‬صحيح السناد)عن أبي الطفيل‪ :‬سأل ابن الكوّا عليّا عن‬
‫المجرّة؟قال‪" :‬هو شرج(‪ )2‬السماء‪ ،‬ومنها فتحت السماء بماء منهمر"‪.‬‬
‫صحيح السناد‪.‬‬
‫@‪ -597/767‬عن ابن عباس‪" :‬القوس‪ :‬أمانٌ لهل الرض من الغرق‪،‬‬
‫المجرة‪ :‬باب السماء الذي تنشق منه"‪.‬‬
‫@‪[ -296‬باب] من كره أن يقال اللهم اجعلني في مستقر رحمتك – ‪330‬‬

‫( ) زاد البيهقي في "الشعب" (‪ )4/228‬من طريق آخر‪" :‬واجعلني خيراً مما يظنون"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) الشرج ‪ :‬بالتحريك‪ :‬منفسح الوادي‪ ،‬ومجرة السماء‪ ،‬والجمع أشراج ‪" .‬الصحاح"‪.‬‬‫‪2‬‬

‫‪155‬‬
‫@‪( -595/768‬صحيح السناد)عن أبي الحارث الكرماني قال‪ :‬سمعت رجلً‬
‫قال لبي رجاء(‪ :)1‬أقرأ عليك السلم‪ ،‬واسأل ال أن يجمع بين وبينك في‬
‫مستقررحمته! قال‪ :‬وهل يستطيع أحد ذلك؟ قال‪ :‬فما مستقر رحمته؟ قال‪:‬‬
‫الجنة‪ .‬قال‪ :‬لم تصب‪ .‬قال‪ :‬فما مستقر رحمته؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬رب العالمين‪.‬‬
‫‪ -297‬باب ل تسبوا الدهر – ‪331‬‬
‫@‪(-596/769‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل يقولن أحدكم‪ ،‬يا خيبة الدهر! فإن ال هو الدهر"‪[.‬وفي رواية‪ :‬قال ال‬
‫عز وجل ‪ :‬أنا الدهر‪ ،‬أرسل الليل والنهار‪ ،‬فإذا شئت قبضتهما‪.‬ول يقولن‬
‫للعنب‪ :‬الكرْمَ‪ ،‬فإن الكرْم الرجل المسلم"‪.]770/‬‬
‫‪ -298‬باب قول الرجل للرجل ‪ :‬ويلك – ‪333‬‬
‫@‪( -597/772‬صحيح) عن أنس ‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم رأى‬
‫رجلً يسوق بدنة(‪.)2‬فقال‪" :‬اركبها"‪ .‬فقال‪ :‬إنها بدنة! قال‪" :‬اركبها"‪.‬قال‪ :‬إنها‬
‫بدنة! قال‪" :‬اركبها"‪.‬قال‪ :‬فإنها بدنة! قال‪" :‬اركبها ويلك"‪.‬‬

‫( ) اسمه‪ :‬ملحان بن عمران العُطاردي‪ ،‬وهو ثقة مخضرم‪ .‬قال الذهبي في "الكاشف" ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫" أسلم في حياة النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهو عالم عامل نبيل‪ ،‬مقرئ معمّر"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا الثر عنه يدل على فضله وعلمه ‪ ،‬ودقة ملحظته ؛ فإن الجنة ل يمكن أن‬
‫تكون مستقر رحمته تعالى؛ لنها صفة من صفاته‪ ،‬بخلف الجنة فإنها خلق من خلق‬
‫ال ‪ ،‬وإن كان استقرار المؤمنين فيها إنما هو برحمته تعالى كما في قوله عز وجل ‪﴿ :‬‬
‫وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة ال هم فيها خالدون﴾ [آل عمران‪ ]107 :‬يعني‪:‬‬
‫الجنة ‪.‬‬
‫( ) زاد أحمد في رواية (‪ " : )107-3/106‬قد جهده المشي" ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وإسناده صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬وليس عند (م) في حديث الترجمة ‪" :‬ويلك" وإنما‬
‫هو عنده من حديث أبي هريرة التي(‪ .)651/796‬و(البدنة)‪ :‬محركة ‪ ،‬من البل والبقر‪،‬‬
‫تنحر بمكة ؛ والجمع بُدُن ك( ُكتُب)‪" .‬التاج"‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫@‪(-598/773‬صحيح السناد) عن المسور بن رفاعة القرظي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ابن عباس‪ -‬ورجل يسأله‪ -‬فقال‪ :‬إني أكلت خبزا ولحما [ فهل أتوضأ؟]‪.‬‬
‫فقال‪" :‬ويحك‪ ،‬أتتوضأ من الطيبات؟"‪.‬‬
‫@‪( -599/774‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يوم حنين بالجعرانة(‪ ،)1‬والتبر في حجر بلل‪ ،‬وهو يقسم‪ ،‬فجاءه رجل فقال‪:‬‬
‫اعدل؛ فإنك ل تعدل! فقال‪" :‬ويلك‪ ،‬فمن يعدل إل لم أعدل؟!"‪ .‬قال عمر ‪:‬‬
‫دعني يا رسول ال أضرب عنق هذا المنافق‪.‬فقال‪" :‬إن هذا مع أصحاب له‪-‬‬
‫أوفي أصحاب له‪ -‬يقرؤون القرآن‪ ،‬ل يُجاوز تراقيهم‪ ،‬يمرقون من الدين‬
‫كما يمرق السهم من الرمية"‪ .‬قلت لسفيان‪ :‬رواه قرة عن عمرو عن جابر؟‬
‫قال‪ :‬ل أحفظه من عمرو‪ .‬وإنما حدثناه أبو الزبير عن جابر‪.‬‬
‫@‪( -600/775‬صحيح) عن بشير [ بن معبد السدوسي]‪ -‬وكان اسمه‪ :‬زحم‬
‫بن معبد‪ ،‬فهاجر إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬ما اسمك؟"‪ ،‬قال‪:‬‬
‫زحم‪ .‬قال‪" :‬بل أنت بشير"‪ .‬قال‪ :‬بينما أمشي مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم [ قال‪" :‬يا ابن الخصاصية!(‪ )2‬ما أصبحت تنقم على ال ؟ أصبحت‬
‫تماشي رسول ال صلى ال عليه وسلم"‪ .‬قلت‪ :‬بأبي أنت وأمي ما أنقم على‬
‫ال شيئا‪ ،‬كل خير قد أصبت‪ ،)3(]829/‬إذ مر بقبور [وفي رواية‪ :‬فأتى على‬

‫( ) بكسر الجيم وسكون العين وتخفيف الراء ‪ ،‬وقد تكسر العين وتشدد الراء‪ :‬موضع‬ ‫‪1‬‬

‫بين مكة والطائف على سبعة أميال من مكة ‪" .‬التاج" والبلدان(الجعرانة)‪.‬‬
‫( ) هي إحدى جداته‪ ،‬كما جزم به في "التهذيب"ورد قول ابن عبد البر أنها أمه‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪2‬‬

‫قال بان عساكر في "تاريخ دمشق" (‪ ،)3/378‬فال أعلم‪.‬‬


‫( ) سقط من سند هذه الزيادة صحابي الحديث ‪ ،‬فصار هكذا‪ … " :‬حدثني بشير بن‬ ‫‪3‬‬

‫نهيك قال‪ :‬أتى النبي صلى ال عليه وسلم فقالك "ما اسمك؟ " ‪ ،‬قال‪ :‬زحم… الحديث" ‪،‬‬
‫وهذا سقط فاحش جدًا إذ صار ابن نهيك هذا صحابياً‪ ،‬وصار النبي آتيا إليه ! ولم ينتبه‬
‫لهذا محقق الصل‪ ،‬ثم الشارح فقيدا لفظ "النبي " هكذا بالضم! والصواب ما في الطبعة‬

‫‪157‬‬
‫قبور] المشركين‪ .‬فقال‪ " :‬لقد سبق هؤلء خيرا كثيرا " ثلثا‪ .‬فمر قبور[ وفي‬
‫رواية‪ :‬فأتى على قبور] المسلمين‪ .‬فقال‪ " :‬لقد أدرك هؤلء خيرا كثيرا"‬
‫ثلثا‪ .‬فحانت من النبي صلى ال عليه وسلم نظرة‪ ،‬فرأى رجلً يمشي في‬
‫القبور‪ ،‬وعليه نعلن‪ ،‬فقال‪ " :‬يا صاحب السبتيتين! ألق سبتيتيك"‪ .‬فنظر‬
‫الرجل‪ ،‬فلما رأى النبي صلى ال عليه وسلم خلع نعليه‪ ،‬فرمى بهما‪.‬‬
‫‪ -299‬باب البناء‪334 -‬‬
‫@‪(-601/776‬صحيح السناد) عن محمد بن هلل ‪ :‬أنه رأى حجر أزواج‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم من جريد مستورة بمسوح الشعر(‪ )1‬فسألته عن‬
‫بيت عائشة؟ فقال‪ :‬كان بابه من وجهة الشام‪ .‬فقلت‪ :‬مصراعا كان أو‬
‫مصراعين؟ قال‪ :‬كان بابا واحدا‪ .‬قلت‪ :‬من أي شيء كان؟ قال‪ :‬من عرعر‬
‫أو ساج‪.‬‬
‫‪ -300‬باب قول الرجل ‪ :‬ل وأبيك – ‪335‬‬
‫@‪ (-602/778‬صحيح دون لفظ"وأبيك" ) عن أبي هريرة‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال! أي الصدقة أفضل‬
‫أجرا؟ قال‪" :‬أما وأبيك لتنبأنه‪ :‬أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر‪،‬‬
‫وتأمل الغنى‪ ،‬ول تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم‪ ،‬قلت‪ :‬لفلن كذا‪ ،‬ولفلن كذا‪،‬‬
‫وقد كان لفلن"‪.‬‬
‫‪ -301‬باب إذا طلب فليطلب طلبا يسيرا ول يمدحه – ‪336‬‬

‫الهندية "… بشير بن نهيك ‪ :‬ثنا بشير قال‪ :‬أتى النبي صلى ال عليه وسلم … " ‪،‬‬
‫وأصوب منه في "تاريخ المؤلف" ‪ …" :‬ثنا وقد أتى النبي…"‪.‬‬
‫( ) "مسوح الشعر" ‪ :‬جمع مِسْح بكسر الميم‪ :‬الكساء من الشعر‪.‬‬‫‪1‬‬

‫‪158‬‬
‫@‪( -603/779‬صحيح السناد) عن عبد ال [ هو ابن مسعود]قال‪ " :‬إذا‬
‫طلب أحدكم الحاجة فليطلبها طلبا يسيرا ؛ فإنما له ما قدر له‪ ،‬ول يأتي‬
‫أحدكم صاحبه فيمدحه‪ ،‬فيقطع ظهره"‪.‬‬
‫@‪( -604/780‬صحيح) عن أبي عزة؛ يسار بن عبد ال الهذلي‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬إن ال إذا أراد قبض عبدٍ بأرضٍ‪ ،‬جعل له بها –‬
‫أو ‪ :‬فيها‪ -‬حاجة"‪.‬‬
‫‪ -302‬باب قول الرجل ‪ :‬ما شاء ال وشئتَ – ‪339‬‬
‫@‪(-605/783‬صحيح) عن ابن عباس‪ ،‬قال رجلٌ للنبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ :‬ما شاء ال وشئت! قال‪ " :‬جعلتَ ل ندّا ؟! ما شاء ال وحده"‪.‬‬
‫‪ -303‬باب الغناء واللهو – ‪340‬‬
‫@‪ (-606/784‬حسن السناد) عن عبد ال بن دينار قال‪ :‬خرجت مع عبد‬
‫ال بن عمر إلى السوق‪ ،‬فمر على جارية صغيرة تغني فقال‪ " :‬إن الشيطان‬
‫لو ترك أحدا لترك هذه"‪.‬‬
‫@‪( -607/786‬صحيح السناد) عن ابن عباس‪ ﴿ :‬ومن الناس من يشتري‬
‫لهوا لحديث ﴾ [لقمان‪ ،]6 :‬قال‪" :‬الغناء وأشباهه"‪.‬‬
‫@‪(-608/787‬حسن) عن البراء بن عازب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬أفشوا السلم تسلموا‪ ،‬والشرَ ُة شرّ"‪ .‬قال أبو معاوية‪:‬‬
‫والشرة‪ :‬العبث‪.‬‬
‫‪ -304‬باب الهدي والسمت الحسن – ‪341‬‬
‫@‪( -609/789‬حسن)عن ابن مسعود قال‪ " :‬إنكم في زمان‪ :‬كثير فقهاؤه‪،‬‬
‫قليل خطباؤه‪ ،‬قليل سؤاله‪ ،‬كثير معطوه‪ ،‬العمل فيه قائد للهوى‪ .‬وسيأتي من‬

‫‪159‬‬
‫بعدكم زمان‪ :‬قليل فقهاؤه‪ ،‬كثير خطباؤه‪ ،‬كثير سؤاله‪ ،‬قليل معطوه‪ ،‬الهوى‬
‫فيه قائد للعمل‪ ،‬اعلموا أن حسن الهدي – في آخر الزمان‪ -‬خيرٌ من بعض‬
‫العمل"(‪.)1‬‬
‫@‪(-610/790‬صحيح) عن الجريري‪ ،‬عن أبي الطفيل قال‪ :‬قلت [له](‪:)2‬‬
‫رأيت النبي صلى ال عليه وسلم ؟ قال‪" :‬نعم‪ ،‬ول أعلم على ظهر الرض‬
‫رجلً حيا رأى النبي صلى ال عليه وسلم غيري‪ .‬قال‪ :‬وكان أبيض‪ ،‬مليح‬
‫الوجه"‪.‬‬
‫وفي لفظٍ قال‪ :‬كنت أنا وأبو الطفيل [عامر بن واثلة الكناني] نطوف بالبيت‪،‬‬
‫قال أبو الطفيل‪" :‬ما بقي أحدٌ رأى النبي صلى ال عليه وسلم غيري " قلت‪:‬‬
‫ورأيته؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬كيف كان؟ قال‪" :‬كان أبيض مليحا مقصدا"(‪.)3‬‬
‫@‪(-611/791‬حسن) عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"الهدي الصالح‪ ،‬والسمت الصالح‪ ،‬والقتصاد ؛ جزء من خمسة وعشرين‬
‫جزءا من النبوة"‪.‬‬
‫‪ -305‬باب ويأتيك بالخبار من لم تُزود‪342 -‬‬

‫( ) الجملة الخيرة أوردها الحافظ في "الفتح" (‪ )10/510‬من رواية المؤلف وقال‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫"وسنده صحيح ‪ ،‬ومثله ل يقال من قبل الرأي"‬


‫و(الهدي)‪ :‬السيرة والهيئة والطريقة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ويؤيد ما قال الحافظ مطابقة ما قبلها للواقع اليوم مما ل يعلم إل بطريق الوحي‪.‬‬
‫( ) هذه الزيادة من "مسلم" (‪ ،)7/84‬والمعنى‪:‬أن الجريري قال لبي الطفيل‪ ،‬وكان في‬ ‫‪2‬‬

‫الصل بين المعكوفتين‪" :‬لبي الطفيل" فآثرت ما أثبته لورودهما في مسلم؛ ولنهما‬
‫أوضح في المعنى‪.‬‬
‫( ) هو الذي ليس بطويل ول قصير ول جسيم‪" .‬النهاية"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪160‬‬
‫@‪(-612/792‬صحيح) عن عكرمة ‪ :‬سألت عائشة رضي ال عنها‪ :‬هل‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمثل شعرا قط؟ فقالت‪ :‬أحيانا إذا‬
‫دخل بيته يقول‪" :‬ويأتيك بالخبار من لم تزود"(‪.)1‬‬
‫@‪(-613/793‬صحيح لغيره) عن ابن عباس قال‪ :‬إنها كلمة نبي‪" :‬ويأتيك‬
‫بالخبار من لم تزود"‪.‬‬
‫‪ -306‬باب ل تسمّوا العنب الكرم – ‪344‬‬
‫@‪(-614/795‬صحيح) عن علقمة بن وائل‪[ ،‬عن أبيه] عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬ل يقولن أحدكم ‪ :‬الكرم‪ ،‬وقولوا ‪ :‬الحبلة"(‪ )2‬يعني ‪ :‬العنب‪.‬‬
‫‪ -307‬باب قول الرجل ‪ :‬ويحك – ‪345‬‬
‫@‪(-615/796‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬مر النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫برجل يسوق بدنة‪ ،‬فقال‪" :‬اركبها"‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول ال! إنها بدنة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"اركبها"‪ ،‬قال‪ :‬إنها بدنة! قال في الثالثة أو الرابعة‪" :‬ويحك اركبها "‪.‬‬
‫– ‪346‬‬ ‫‪ -308‬باب قول الرجل ‪ :‬يا هنتاه‬
‫(‪)3‬‬

‫@‪(-616/789‬صحيح السناد) عن حبيب بن صبهان السدي‪ " :‬رأيت‬


‫عمارا صلى المكتوبة‪ ،‬ثم قال لرجل إلى جنبه ‪" :‬يا هناه! ثم قام"‪.‬‬

‫( ) قوله‪ " :‬ويأتيك بالخبار من لم تزود" عجز بيت لطرفة بن العبد من معلقته‬ ‫‪1‬‬

‫المشهورة في "ديوانه" (‪ ،)96‬و"شرح القصائد المشهورات" لبن النحاس(‪)1/94‬‬


‫وصدره‪" :‬ستبدي لك اليام ما كنت جاهلً" ؛ والمشهور في كتب الدب أنه صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يتمثل بقول طرفة ‪" :‬ويأتيك من لم تزود بالخبار"؛ لن الشعر لم يجر‬
‫قط على لسانه! هكذا زعموا‪ ،‬والحديث مما يرد عليهم‪.‬‬
‫( ) "الحبلة" ‪ :‬بفتح الحاء والباء وقد يسكن‪ :‬الصل‪ ،‬أو القضيب من شجر العناب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) "يا هنتاه" ‪ :‬أي‪ :‬يا هذه‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪161‬‬
‫@‪(-617/799‬صحيح) عن الشريد قال‪ :‬أردفني النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ " :‬هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟" قلت نعم؛ فأنشدته بيتا‪،‬‬
‫فقال‪" :‬هيه[هيه‪ )1("]869/‬حتى أنشدته مائة بيت‪[ ،‬فقال‪" :‬إن كاد ليسلم"]‪.‬‬
‫‪ -309‬باب قول الرجل ‪ :‬إني كسلن‪347 -‬‬
‫@‪( -618/800‬صحيح) عن عائشة قالت‪ :‬ل تدع قيام الليل؛ فإن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم "كان ل يذره‪ ،‬وكان إذا مرض أو كسل‪ ،‬صلى قاعدا"‪.‬‬
‫‪ -310‬باب من تعوذ من الكسل – ‪348‬‬
‫@‪( -619/801‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يكثر أن يقول‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‪ ،‬والعجز والكسل‪،‬‬
‫والجبن والبخل‪ ،‬وضلع الدين(‪ ،)2‬وغلبة الرجال"‪.‬‬
‫‪ -311‬باب قول الرجل‪ :‬نفسي لك الفداء – ‪349‬‬
‫@‪( -620/803‬صحيح) عن أبي ذر [قال]‪ :‬فانطلق النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم نحو البقيع‪ ،‬وانطلقت أتلوه‪ ،‬فالتفت فرآني‪ .‬فقال‪" :‬يا أبا ذر!"‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫لبيك يا رسول ال وسعديك‪ ،‬وأنا فداؤك‪ ،‬فقال‪" :‬إن المكثرين(‪ )3‬هم المقلون‬
‫يوم القيامة‪ ،‬إل من قال هكذا وهكذا في حق "‪ .‬قلت ‪ :‬ال ورسوله أعلم‪.‬‬
‫فقال‪" :‬هكذا " (ثلثا)‪ ،‬ثم عرض لنا ُأحُد فقال‪ " :‬يا أبا ذر!" فقلت‪ :‬لبيك يا‬
‫رسول ال وسعديك‪ ،‬وأنا فداؤك‪ ،‬قال‪" :‬ما يسرني أن ُأحُدا لل محمد ذهبا‪،‬‬
‫ض لنا واد‪ ،‬فاستنتل(‪ )5‬فظننت‬
‫فيمسي عندهم دينار‪ -‬أوقال‪ -‬مثقال"‪ .‬ثم عُر َ‬

‫( ) أي ‪ :‬زدني‪.‬‬‫‪1‬‬

‫( ) "ضلع الدين" ‪ :‬أي ‪ :‬ثقله وشدته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) "إن المكثرين"‪ :‬مالً‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) "هم المقلون"‪ :‬ثواباً‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫( ) أي ‪ :‬تقدمهم‪ .‬والنّتل ‪ :‬الجذب إلى قدام‪.‬‬‫‪5‬‬

‫‪162‬‬
‫أن له حاجة‪ ،‬فجلست على شفيرٍ(‪ ،)1‬وأبطأ علي‪ ،‬قال‪ :‬فخشيت عليه‪ ،‬ثم‬
‫سمعته كأنه يناجي رجلً‪ ،‬ثم خرج إلي وحده‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! من‬
‫الرجل الذي كنت تناجي؟ فقال‪" :‬أو سمعته؟" قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪" :‬فإنه جبريل‬
‫أتاني‪ ،‬فبشرني أنه من مات من أمتي ل يشرك بال شيئا دخل الجنة‪ .‬قلتُ(‪:)2‬‬
‫وإن زنى وإن سرق؟ قال‪ :‬نعم"‪.‬‬
‫‪ -312‬باب قول الرجل‪" :‬فداك أبي وأمي"‪350 -‬‬
‫@‪(-621/804‬صحيح) عن علي رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬ما رأيت النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يفدي رجلً بعد سعد‪ ،‬سمعته يقول‪" :‬ارمِ‪ ،‬فداك أبي وأمي"‪.‬‬
‫@‪(-622/805‬صحيح) عن بريده ‪ :‬خرج النبي صلى ال عليه وسلم إلى‬
‫المسجد‪ -‬وأبو موسى يقرأ – فقال‪" :‬من هذا"؟ فقلت‪ :‬أنا بريدة(‪ )3‬جعلت‬
‫فداك‪ ،‬قال‪" :‬قد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود"‪.‬‬
‫‪ -313‬باب قول الرجل‪" :‬يا بني!" لمن أبوه لم يدرك السلم‪351 -‬‬

‫( ) قلت‪ :‬كذا الصل و" الشرح " أيضاً‪ ،‬ولعل الصواب‪" :‬شفيره" أي ‪ :‬حرف الوادي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) هذا تمام الحديث المرفوع‪ ،‬فالقائل‪" :‬قلت" هو النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬والقائل‬ ‫‪2‬‬

‫في آخره نعم‪" :‬نعم" هو جبريل عليه السلم‪ ،‬خلفًا لما أشعر به ابن عبد الباقي والشارح‬
‫حيث أشارا إلى أن أول الحديث من قوله‪" :‬فإنه جبريل ‪( ..‬إلى) ‪ ..‬دخل الجنة " ‪ ،‬وأن‬
‫قوله بعده ‪" :‬قلت…" هو أبو ذر ‪ ،‬وقوله ‪":‬نعم" هو قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل ليس‬
‫المر كذلك ‪ ،‬لما بينت آنفاً‪.‬‬
‫( ) يعني ‪ :‬ابن الحصيب‪ ،‬والحديث صححه الحاكم(‪ )4/282‬على شرط الشيخين وإنما‬ ‫‪3‬‬

‫هو على شرط مسلم فقط‪ ،‬وهو عنده من طريق أخرى عن عبدال بن بريدة‪ ،‬وهذا‬
‫السناد أعله المدعو بـ(حسان) في "ضعيفته" (رقم ‪ )119 :‬فيقول‪ " :‬ورواية عبد ال‬
‫عن أبيه منقطعة فيها ضعف"! كذا قال هداه ال ‪ ،‬وهو يعلم أ‪ ،‬الشيخين قد اجتجا بروايته‬
‫عن أبيه ‪ ،‬وصرح بسماعه من أبيه في كثير من أحاديثه في "المسند" وغيره‪.‬‬
‫وحديثه في "الصحيحين" وانظر ‪" :‬فتح الباري" (‪ ،)8/66‬و "الصحيحة" (‪.)863‬‬
‫هذا وللحديث شواهد كثيرة‪ ،‬منها عن أبي موسى نفسه عند البخاري (‪ ،)5048‬ومسلم‬
‫أيضاً‪ ،‬والترمذي (‪ ،)3854‬وصححه ابن حبان (‪.)7153‬‬

‫‪163‬‬
‫@‪( -623/807‬صحيح لغيره) عن أنس قال‪ :‬كنت خادما للنبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬فكنت أدخل بغير استئذان‪ ،‬فجئت يوما‪ ،‬فقال‪ " :‬كما أنت يا‬
‫ن إل بإذن"‪.‬‬
‫بني ؛ فإنه قد حدث بعدك أمرٌ‪ :‬ل تدخل ّ‬
‫@‪ (-624/808‬صحيح السناد موقوف) عن أبي صعصعة‪ ،‬أن أبا سعيد‬
‫الخدري قال له‪" :‬يا بني!"‪.‬‬
‫‪ -314‬باب ل يقل‪ :‬خبثت نفسي‪352 -‬‬
‫@‪(-625/809‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬ل يقولن أحدكم ‪ :‬خبثت نفسي‪ ،‬ولكن ليقل‪ :‬لقِسَت‬
‫(‪)1‬‬

‫نفسي"‪.‬‬
‫@‪( -626/810‬صحيح) عن سهل بن حُنيف‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬ل يقولن أحدكم ‪ :‬خبثت نفسي‪ ،‬وليقل‪َ :‬لقِسَت نفسي" (‪.)2()1‬‬
‫‪ -315‬باب كنية أبي الحكم‪353 -‬‬
‫@‪(-627/811‬صحيح) عن شريح بن هانئ قال‪ :‬حدثني هانئُ بن يزيد‪ ،‬أنه‬
‫لما وفد إلى النبي صلى ال عليه وسلم مع قومه فسمعهم النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم و هم يكنونه بأبي الحكم فدعاه النبي صلى ال عليه و سلم فقال‪:‬‬
‫إن ال هو الحكم‪ ،‬وإليه الحكم‪ ،‬فلم تكنّيت بأبي الحكم؟"‪ .‬قال‪ :‬ل‪ ،‬لكن قومي‬
‫إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم‪ ،‬فرضي كل الفريقين‪ .‬قال‪" :‬ما‬

‫( ) "لقِسَت" ‪ :‬بكسر القاف إذا فسد مزاجها وحصل فيها غيثان أو سوء هضم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) جاء في الصل هنا‪" :‬قال محمد ‪ :‬أسنده عقيل"‪.‬‬‫‪2‬‬

‫قلت ‪ :‬محمد هذا هو المؤلف البخاري‪ ،‬وعُقيل‪ -‬هو بضم العين‪ -‬ابن خالد اليلي من‬
‫رجال الشيخين ‪ ،‬وقوله‪" :‬أسنده" ل مفهوم له ‪ ،‬وتعبيره في "الصحيح" (‪ )6180‬أصح‪:‬‬
‫"تابعه عقيل" وهذه المتابعة وصلها الطبراني في "المعجم الكبير" (‪ )6/94/2570‬بسند‬
‫صحيح ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫أحسن هذا!"‪ .‬ثم قال‪" :‬مالك من الولد؟"‪ .‬قلت‪ :‬قلت‪ :‬لي شريح‪ ،‬وعبد ال‪،‬‬
‫ومسلم؛ بنو هانئ‪ .‬قال‪" :‬فمن أكبرهم؟" قلت‪ :‬شريح‪ .‬قال‪" :‬فأنت أبو شريح"‪،‬‬
‫ودعا له ولولده‪ .‬وسمع النبي صلى ال عليه وسلم [قوما](‪ )1‬يسمون رجلً‬
‫منهم ‪ :‬عبد الحجر‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ما اسمك؟" قال‪ :‬عبد‬
‫الحجر‪ .‬قال‪" :‬ل‪ .‬أنت عبد ال"‪ .‬قال شريح‪ :‬وإن هانئا لما حضر رجوعه‬
‫إلى بلده أتى النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أخبرني بأي شيء يوجب‬
‫الجنة؟ قال‪" :‬عليك بحسن الكلم‪ ،‬وبذل الطعام"‪.‬‬
‫‪ -316‬باب السرعة في المشي – ‪355‬‬
‫@‪(-628/813‬صحيح لغيره دون سبب الحديث والسراع) عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬أقبل نبي ال صلى ال عليه وسلم مسرعا ونحن قعود؛ حتى أفزعنا‬
‫سرعته إلينا‪ ،‬فلمّا انتهى إلينا سلّم‪ ،‬ثم قال‪" :‬قد أقبلت إليكم مسرعا؛ لخبركم‬
‫بليلة القدر‪ ،‬فنسيتها فيما بيني وبينكم‪ ،‬فالتمسوها في العشر الواخر"‪.‬‬
‫‪ -317‬باب أحب السماء إلى ال عز وجل – ‪356‬‬
‫@‪(629/814‬صحيح دون جملة النبياء)‪ -‬عن أبي وهب [الجشمي] –‬
‫وكانت له صحبة – عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬تسموا بأسماء‬
‫النبياء‪ .‬وأحب السماء إلى ال عز وجل‪ :‬عبد ال‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬وأصدقها‬
‫حارث‪ ،‬وهمّام‪ ،‬وأقبحها‪ :‬حربٌ‪ :‬حربٌ‪ ،‬ومرّة"‪.‬‬
‫@‪(-630/815‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬ولد لرجل منا غلمٌ فسماه ‪ :‬القاسم‪،‬‬
‫فقلنا ‪ :‬نكنيك أبا القاسم ول كرامة‪ ،‬فأخبر النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"سم ابنك عبد الرحمن"‪.‬‬

‫( ) سقطت من الصل والسياق يقتضيها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -318‬باب تحويل السم إلى السم‪357 -‬‬
‫@‪ -631/816‬عن سهل قال‪ :‬أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم حين ولد‪ ،‬فوضعه على فخذه‪ -‬وأبو أُسيد جالس‪ -‬فلهى النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم بشيء بين يديه‪ ،‬وأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من فخذ‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فاستفاق النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬أين‬
‫الصبي؟"‪ .‬فقال أبو أسيد‪ :‬قلبناه يا رسول ال! قال‪" :‬ما اسمه؟"‪ .‬قال‪ :‬فلن‪.‬‬
‫قال‪" :‬ل‪ ،‬لكن اسمه المنذر"‪ ،‬فسماه يؤمئ ٍذ المنذر‪.‬‬
‫‪ -319‬باب أبغض السماء إلى ال عز وجل – ‪358‬‬
‫@‪(-632/817‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ " :‬أخنى(‪ )1‬السماء عند ال رجل تسمى ملك الملك"‪.‬‬
‫‪ -320‬باب من دعا آخر بتصغير اسمه – ‪359‬‬

‫( ) "أخنى"‪ :‬أقبح وأفحش‪.‬‬‫‪1‬‬

‫‪166‬‬
‫@‪( -633/818‬صحيح لغيره)عن طلق بن حبيب قال‪ :‬كنت أشد الناس تكذيبا‬
‫بالشفاعة(‪ ،)1‬فسألت جابرا فقال‪ :‬يا طليق سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬يخرجون من النار بعد دخول" ونحن نقرأ الذي تقرأُ‪.‬‬
‫‪ -321‬باب تحويل اسم عاصية – ‪361‬‬
‫@‪( -634/820‬صحيح) عن ابن عمر ؛ أن النبي صلى ال عليه وسلم غيّر‬
‫اسم عاصية‪ ،‬وقال‪ " :‬أنت جميلة"‪.‬‬
‫@‪( -635/821‬صحيح) عن محمد بن عمرو بن عطاء؛ أنه دخل على زينب‬
‫بنت أبي سلمة‪ ،‬فسألته عن اسم أختٍ له عنده؟ [قال]‪ :‬فقلت‪ :‬اسمُها برّة‪،‬‬
‫قالت‪ :‬غير اسمها؛ فإن النبي صلى ال عليه وسلم نكح زينب بنت جحش‬
‫واسمها برة‪ ،‬فغير اسمها إلى زينب‪ ،‬فدخل على أم سلمة حين تزوجها‪،‬‬
‫واسمي برة‪ ،‬فسمعها تدعوني ‪ :‬برة‪ ،‬فقال‪ " :‬ل تزكوا أنفسكم؛ فإن ال هو‬

‫‪ ) (1‬هنا اختصار‪ ،‬لعله من المؤلف‪ ،‬فاستدركته من "المسند" (‪ )3/330‬من هذه الطريق‬


‫بلفظ ‪" :‬حتى لقيت جابر بن عبد ال ‪ ،‬فقرأت عليه كل آية ذكرها ال عز وجل ‪ ،‬فيها‬
‫خلود أهل النار‪ ،‬فقال‪ :‬يا طلق أتراك أقرأ لكتاب ال مني ‪ ،‬وأعلم بسنة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ؟ ! فأنصت له‪ ،‬فقلت ‪ :‬ل وال‪ ،‬بل أقرأ لكتاب ال وأعلم بسنته (!) مني‪،‬‬
‫قال‪ :‬فإن الذي قرأت أهلها هم المشركون‪ ،‬ولكن قوم أصابوا ذنوباً فعذبوا بها ‪ ،‬ثم‬
‫أخرجوا‪ ،‬صمتا وأهوى بيديه إلى أذنيه‪ -‬إن لم أكن سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪ :‬فذكر الحديث وقوله بعد دون قوله‪" :‬بعد دخول" ‪ ،‬ورواه ابن حبان(‪)9/283‬‬
‫من طريق ابن عيينة‪ :‬سمعت عمرو بن دينار ‪ ،‬سمعت جابراً به نحوه‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬إن ال يقول‪﴿ " :‬يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين‬
‫منها﴾‪[.‬المائدة‪.]37:‬‬
‫"فقال جابر ‪ :‬إنكم تجعلون الخاص عاماً! هذه للكفار‪ ،‬اقرؤوا ما قبلها‪ ،‬ثم تل‪﴿ :‬إِنّ الّذِينَ‬
‫جمِيعًا َو ِم ْثلَهُ َمعَ ُه ِليَ ْفتَدُوا بِ ِه مِنْ عَذَابِ َيوْ ِم الْ ِقيَامَ ِة مَا تُ ُقبّلَ‬
‫لْرْضِ َ‬ ‫كَ َفرُوا َل ْو أَنّ َلهُ ْم مَا فِي ا َ‬
‫ن النّا ِر …﴾ [المائدة‪36 :‬و ‪ ،]37‬هذه‬ ‫خرُجُوا مِ َ‬ ‫ن أَنْ َي ْ‬
‫ِم ْنهُمْ َوَلهُمْ عَذَابٌ َألِيمٌ(‪ُ )36‬يرِيدُو َ‬
‫للكفار"‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫أعلم بالبرة منكن والفاجرة‪ ،‬سميها‪ :‬زينب"‪ ،‬فقالت‪ :‬فهي زينب‪ .‬فقلت لها‪:‬‬
‫سمّي؟(‪.)2‬‬
‫فقالت‪ " :‬غيره إلى ما غير إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فسمها‬
‫زينب"‪.‬‬
‫‪ -322‬باب شهاب ‪364 -‬‬
‫@‪( -636/825‬حسن) عن عائشة رضي ال عنها ‪ :‬ذكر عند رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم رجلٌ يقال له ‪ :‬شهاب‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬بل أنت هشام"‪.‬‬
‫‪ -323‬باب العاص – ‪365‬‬
‫@‪(-637/826‬صحيح) عن مطيع قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول يوم فتح مكة‪" :‬ل يقتل قرشي صبرا بعد اليوم إلى يوم القيامة "‪ .‬فلم‬

‫( ) كذا الصل ولعل الصواب‪" :‬أسميها بماذا"؟ أو نحوه وليست هذه الفقرة الخيرة من‬ ‫‪2‬‬

‫الحديث عند مسلم حتى نستعين به على التصحيح‪ ،‬ومن سوء التخريج قول الشيخ‬
‫الجيلني في هذا الحديث (‪:)2/287‬‬
‫"أخرجه الدارمي في الستئذان ‪ .‬وأبو عوانة في "السامي" وابن حبان وأحمد ببعض‬
‫قصته فليراجع " فإن المذكورين ليس عندهم الحديث من رواية زينب بنت أبي سلمة‬
‫مطلقاً باستثناء أبي عوانة؛ فإن الجزء الذي فيه" السامي" لم يطبع بعد‪ ،‬فل أدري‬
‫الحديث فيه أم ل ؟ وإن كان يغلب على الظن الول‪ ،‬وأما الخرون؛ فإن الذي عندهم إنما‬
‫هو من حديث أبي هريرة مختصراً جدًا بلفظ ‪:‬‬
‫"كان اسم زينب برة‪ ،‬فسماها زينب"‪.‬‬
‫واخرجه المؤلف أيضاً في "صحيحه"(‪ ،)6192‬وقد كنت خرجته في " الصحيحة" (‬
‫‪ )211‬شاهداً لحديث زينب بنت أبي سلمة هذا‪ ،‬وبينت هناك أن المؤلف رواه هنا بلفظ‬
‫"ميمونة" مكان "زينب" وأنه شاذ‪ ،‬ولذلك لم أذكره في هذا "الصحيح" ووضعته في‬
‫الكتاب الخر "ضعيف الدب المفرد" فراجعه إن شئت برقم (‪ -114‬باب برة‪)368 -‬‬
‫هناك‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫يدرك السلم أحد من عصاة قريش غير مطيع؛ كان اسمه العاص‪ ،‬فسماه‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬مطيعا‪.‬‬
‫‪ -324‬باب من دعا صاحبه فيختصر وينقص من اسمه شيئا – ‪366‬‬
‫@‪( -638/827‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قال رسول ال‬
‫ش ! هذا جبريل [وهو‪ ]1036/‬يقرأ عليك‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ياعائ ُ‬
‫السلم"‪ .‬قالت‪[ :‬فقلت‪ ] :‬وعليه السلم ورحمةال [وبركاته](‪ ،)1‬قالت‪ :‬وهو‬
‫يرى ما ل أرى‪ .‬وفي‬
‫رواية‪ :‬ترى ما ل أرى‪ ،‬تُريد بذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم)‪.‬‬
‫‪ -325‬باب زحم‪367 -‬‬
‫@‪( -639/830‬صحيح) عن ليلى ؛ امرأة بشير تحدث‪ ،‬عن بشير بن‬
‫الخصاصية‪ .‬وكان اسمه‪ :‬زحم‪ .‬فسماه النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬بشيرا‪.‬‬

‫( ) هذه الزيادة في "صحيح المؤلف" أيضًا ‪ ،‬معلقة وموصولة‪ ،‬فقال عقب الرواية‬ ‫‪1‬‬

‫الولى‪:‬‬
‫"وقال يونس والنعمان عن الزهري ‪ :‬وبركاته"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وصله في "فضائل عائشة" (‪ )7/106/3768‬عن يونس‪ ،‬والطبراني في "المعجم‬
‫الكبير" (‪ ،)23/35‬وأخرجه السماعيلي من طريق إبراهيم البناني ‪ ،‬ومن طريق إبراهيم‬
‫البناني ‪ ،‬ومن طريق جبان بن موسى كلهما عن ابن المبارك ‪ ،‬وكذا قال‪ :‬عقيل وعبيد‬
‫ال بن أبي زياد عن الزهري ‪ ،‬ذكره الحافظ في "الفتح"(‪.)11/35‬‬
‫وأقول‪ :‬وقد فاته أن معمراً أيضًا رواه عن الزهري بهذه الزيادة ‪ ،‬أخرجه المؤلف في‬
‫"صحيحه" (‪ ،)6/305/3217‬وأن المام أحمد‪ -‬وهو أعلى طبقة وحفظًا من‬
‫السماعيلي‪ -‬فقد رواه أيضاً في "مسنده" (‪ :)6/117‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق‪ :‬ثنا ابن‬
‫مبارك ‪ ،‬عن يونس بالزيادة وزاد زيادة أخرى ‪ ،‬فقال فيه ‪" :‬عليك وعليه السلم"‪.‬‬
‫وإسناده صحيح ‪.‬‬
‫وهذه زيادة هامة في هذا الحديث لم يقف عليها الحافظ ‪ ،‬فقال في شرحه للحديث (‬
‫‪ " : )11/38‬ولم أر في شيء من طرق حديث عائشة "أنها ردت على النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم "!‬
‫وقدعمل بهذه الزيادة أنس بن سيرين ‪ ،‬كما في "الدعاء" للطبراني(‪.)3/1669/1942‬‬

‫‪169‬‬
‫@‪( -640/831‬صحيح) عن ابن عباس ‪ :‬أن اسم جويرية كان برة‪ ،‬فسماها‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم جويرية‪.‬‬
‫‪ -327‬باب أفلح – ‪369‬‬
‫@‪( -641/833‬صحيح) عن جابر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬إن‬
‫عشت نهيت أمتي_ إن شاء ال‪ -‬أن يسمي أحدهم بركة‪ ،‬ونافعا‪ ،‬وأفلح‪( ،‬ول‬
‫أدري قال‪" :‬رافع" أم ل؟) يقال‪ :‬هاهنا بركة؟ فيقال ‪ :‬ليس ها هنا " فقبض‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ولم ينه عن ذلك‪.‬‬
‫@‪( 642/834‬صحيح) وعنه من طريق أخرى‪ :‬أراد النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم أن ينهى أن يسمى بيعلى‪ ،‬وببركة‪ ،‬ونافع‪ ،‬ويسار‪ ،‬وأفلح‪ ،‬ونحو ذلك‪،‬‬
‫ثم سكت بعدُ عنها‪ ،‬فلم يقل شيئا‪.‬‬
‫‪ -328‬باب رباح – ‪370‬‬
‫@‪( 643/835‬حسن) عن عمر بن الخطاب رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬لما اعتزل‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم نساءه‪ ،‬فإذا أنا برباح ؛ غلم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فناديت‪ :‬يا رباح ! استأذن لي على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫‪ -329‬باب أسماء النبياء – ‪371‬‬
‫@‪( 644/836‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"تسموا باسمي‪ ،‬ول تكنّوا بكنيتي؛ فإني أنا أبو القاسم"‪.‬‬
‫@‪( 645/837‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم في السوق‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا أبا القاسم! فالتفت إليه النبي صلى ال عليه‬

‫‪170‬‬
‫وسلم‪ .‬فقال ‪ :‬يا رسول ال! إنما دعوت هذا‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬سموا(‪ )1‬باسمي‪ ،‬ول تكنّو بكنيتي"‪.‬‬
‫@‪( 646/838‬صحيح) عن يوسف بن عبد ال بن سلم قال‪" :‬سماني النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم يوسف وأقعدني على حجره‪ ،‬ومسح على رأسي"(‪.)2‬‬
‫@‪( 647/839‬صحيح) عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬وُلد الرجل منا من‬
‫النصار غلم‪ ،‬وأراد أن يسميه محمدا( قال في رواية هنا‪ :‬أن النصاري‬
‫قال‪ :‬حملته على عنقي‪ ،‬فأتيت به النبي صلى ال عليه وسلم )‪( ،‬وفي أخرى‬
‫‪ :‬ولد له غلم‪ ،‬فأرادوا أن يسميه محمدا] قال‪" :‬تسموا باسمي‪ ،‬ول تكنّوا‬
‫بكنيتي؛ فإني إنما جعلت(وفي رواية ثالثة‪ :‬بعثت) قاسما‪ ،‬أقسم بينكم"‪.‬‬
‫@‪( 648/840‬صحيح) عن أبي موسى قال‪" :‬ولد لي غلم‪ ،‬فأتيت به النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فسماه إبراهيم! فحنّكه بتمرة‪ ،‬ودعا له بالبركة‪ ،‬ودفعه‬
‫إلي"‪ .‬وكان أكبر ولد أبي موسى‪.‬‬
‫‪ -330‬باب حزن – ‪372‬‬
‫@‪( 649/841‬صحيح) عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬أنه أتى‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬ما اسمك؟"‪ .‬قال‪ :‬حزن‪ .‬قال‪" :‬أنت سهل"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل أغير اسما سمانيه أبي! قال ابن المسيب‪ :‬فما زالت الحزونة فينا‬

‫( ) الصل‪" :‬تسموا" والتصحيح من "صحيح البخاري" (‪ 2121 ،4/339/2120‬و‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)6/560/3537‬ورواية الكتاب موافقة لرواية مسلم (‪ ،)6/169‬والظاهر أن الختلف‬


‫من بعض الرواة‪.‬‬
‫() قلت ‪ :‬وزاد الطبراني في "المعجم الكبير" (‪" )22/285/731‬ودعا لي بالبركة"‪.‬‬‫‪2‬‬

‫وهي منكرة‪ ،‬تفرد بها سفيان بن وكيع‪،‬وهو ضعيف‪ ،‬وللحديث عنده (‪ )734‬طريق‬
‫أخرى عن يوسف به مختصراً دون هذه الزيادة‪ ،‬وإسناد هذه الطريق ل بأس به‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫بعد‪( .‬ومن طريق أخرى عن سعيد بن المسيب أن جده حزنا … فذكره‬
‫مرسلً)‪.‬‬
‫‪ -331‬باب اسم النبي صلى ال عليه وسلم وكنيته – ‪373‬‬
‫@‪( 650/842‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬ولد لرجل منا غلم‪ ،‬فسماه القاسم‪،‬‬
‫فقالت النصار‪ :‬ل نكنيك أبا القاسم‪ ،‬ول ننعمك عينا‪ ،‬فأتى النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال له ما قالت [النصار]‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫أحسنت النصار؛ تسمّوا باسمي‪ ،‬ول تكتنّوا بكنيتي؛ فإنما أنا قاسم"‪.‬‬
‫@‪( 651/843‬صحيح) عن ابن الحنفية قال‪ :‬كانت رخصة لعلي‪ ،‬قال‪ :‬يا‬
‫رسول ال! إن ولد لي بعدك أسميه باسمك‪ ،‬وأكنيه بكنيتك؟ قال‪" :‬نعم"‪.‬‬
‫@‪( 652/844‬حسن صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬نهى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن نجمع بين اسمه وكنيته‪ ،‬وقال‪" :‬أنا أبو القاسم‪ ،‬وال يعطي‪،‬‬
‫وأنا أقسم"‪.‬‬
‫‪ -332‬باب هل يكنى المشرك – ‪374‬‬
‫@‪( 653/846‬صحيح) عن أسامة بن زيد‪" :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بلغ مجلسا فيه عبد ال بن أبي بن سلول‪ ،‬وذلك قبل أن يسلم عبد ال‬
‫بن أبي‪ ،‬فقال‪ :‬ل تؤذينا في مجلسنا! فدخل النبي صلى ال عليه وسلم على‬
‫سعد بن عبادة‪ ،‬فقال‪ " :‬أي سعد! أل تسمع ما يقول أبو حباب؟!"‪ ،‬يريد عبد‬
‫ال بن أبي بن سلول(‪.)1‬‬
‫‪ -333‬باب الكنية للصبي‪375 -‬‬

‫( ) هذا مختصر ما في "الصحيحين" ‪ :‬وفيهما ‪" :‬فقال سعد‪ :‬أي رسول ال! بأبي أنت‬
‫‪1‬‬

‫اعف عنه واصفح…" الحديث ‪ ،‬وكان في الصل بعض الخطاء فصححتها منهما‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫@‪( 654/847‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم يدخل‬
‫علينا‪-‬ولي أخ صغير يكنى‪ :‬أبا عمير‪ ،‬وكان له نغير يلعب به‪ ،‬فمات –‬
‫فدخل النبي صلى ال عليه وسلم فرآه حزينا‪ .‬فقال‪" :‬ما شأنه؟ "‪ .‬قيل له‪:‬‬
‫مات نغره‪ .‬فقال‪ " :‬يا أبا عمير! ما فعل النغير"(‪.)1‬‬
‫‪ -334‬باب الكنية قيل أن يولد له‪376 -‬‬
‫@‪( 655/848‬صحيح السناد) عن إبراهيم [هو النخغي]‪" :‬أن عبد ال كنى‬
‫علقمة‪ :‬أبا شبل(‪ ،)2‬ولم يولد له"‪.‬‬
‫@‪( 656/849‬صحيح السناد) عن علقمة [ هو ابن وائل] قال‪" :‬كناني عبد‬
‫ال قبل أن يولد لي"‪.‬‬
‫‪ -335‬باب كنية النساء – ‪377‬‬
‫@‪( 657/851‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬يا نبي ال! أل‬
‫تكنيني(‪)3‬؟ فقال‪ " :‬اكتني بابنك"‪ ،‬يعني عبد ال بن الزبير‪ ،‬فكانت تكنى ‪ :‬أم‬
‫عبد ال‪.‬‬
‫‪ -336‬باب من كنى رجلً بشيء هو فيه أو بأحدهم‪378 -‬‬
‫@‪( 658/852‬صحيح) عن سهل بن سعد‪ :‬إن كانت أحب أسماء علي رضي‬
‫ال عنه إليه لبو تراب‪ ،‬وإن كان ليفرح أن يدعى بها‪ ،‬وما سماه (أبو تراب)‬

‫( ) تصغير (النغر) وهو طائر يشبه العصفور‪ ،‬أحمر المنقار‪" .‬نهاية"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) وكذا في "طبقات ابن سعد" (‪ )6/86‬و"تاريخ ابن عساكر" (‪ )11/812‬وغيرهما‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ووقع في " تهذيب التهذيب" ‪" :‬أبو شبيل"‪ ،‬وهو خطأ مطبعي‪ ،‬وزاد ابن عساكر في‬
‫رواية له ‪" :‬قال‪ :‬وسئل عن ذلك فحدث أن علقمة حدثه عن ابن مسعود أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كناه أبا عبد الرحمن قبل أن يولد له " وفيه سليمان بن أبي سليمان‬
‫القافلني وهو متروك‪ ،‬ومن طريقه أخرجه الحاكم (‪ ،)3/313‬وسكت عنه هو والذهبي ‪،‬‬
‫ثم الشارح (‪!)2/305‬‬
‫( ) وفي رواية للمؤلف‪" :‬كنيت نساءك فاكنني" وهي منكرة ولذلك حذفتها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪173‬‬
‫إل النبي صلى ال عليه وسلم؛ غاضب فاطمة‪ ،‬فخرج فاضطجع إلى الجدار‬
‫إلى المسجد‪ ،‬وجاءه النبي صلى ال عليه وسلم يتبعه‪ ،‬فقال(‪ :)1‬هو ذا‬
‫مضطجع في الجدار‪ ،‬فجاء النبي صلى ال عليه وسلم وقد امتل ظهره ترابا‪،‬‬
‫فجعل النبي صلى ال عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره‪ ،‬ويقول‪" :‬اجلس‬
‫أبا تراب!"‪.‬‬
‫‪ -337‬باب كيف يمشي مع الكبراء وأهل الفضل –‪379‬‬
‫@‪( 659/853‬صحيح السناد) عن أنس قال‪ :‬بينما النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫في نخل لنا‪ -‬نخل لبي طلحة‪ -‬تبرز لحاجته‪ ،‬وبلل يمشي [وراءه‪ ،‬يكرم‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم أن يمشي](‪ )2‬إلى جنبه‪ ،‬فمر النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم بقبر فقام‪ ،‬حتى تم(‪ )3‬إليه بلل‪ ،‬فقال‪" :‬ويحك يا بلل! هل تسمع ما‬
‫أسمع؟ قال‪ :‬ما أسمع شيئا‪ ،‬فقال‪" :‬صاحب هذا القبر يعذب"‪.‬فوجدَ يهوديا(‪.)4‬‬

‫( ) أي ‪ :‬إنسان‪ ،‬ففي رواية للمؤلف في "صحيحه" (‪ 441‬و ‪ :)6280‬فقال‪ :‬رسول ال‬ ‫‪1‬‬

‫صلى ال عليه وسلم لنسان‪ :‬انظر أين هو؟ فجاء فقال‪ :‬يا رسول ال! هو في المسجد‬
‫راقد" ‪ .‬وهي رواية مسلم (‪.)124-7/123‬‬
‫( )سقطت هذه الزيادة من الصل‪ ،‬ومن النسخة الهندية وغيرهما ‪ ،‬واستدركها الشيخ‬ ‫‪2‬‬

‫الجيلني الشارح في طبعته‪ ،‬مشيراً إلى ذلك بجعلها بين المعكوفتين[…] ولكنه لم يذكر‬
‫من أين استدركها أعن مخطوطة وقعت له‪ -‬وهذا ما استبعده‪ -‬أم من " المسند" –وهذا ما‬
‫أستقر به _ ؟ فقد عزاه(‪ )2/308‬إليه مقروناً بإسناده على خلف عادته‪ ،‬وهو في‬
‫"المسند" (‪ ،)3/151‬وإسناده صحيح على شرط الشيخين كإسناد المؤلف‪ ،‬وقال الهيثمي(‬
‫‪:)3/56‬‬
‫رواه أحمد‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح "‪.‬‬
‫( ) كذا في الصل وسائر الطبعات ‪ ،‬وفي "المسند"‪" :‬لم" أي ‪ :‬قرب منه ولعله‬ ‫‪3‬‬

‫الصواب‪.‬‬
‫() ولفظ احمد ‪" :‬قال‪ :‬فسأل عنه ؟ فوجد يهودياً" ‪ ،‬وفي رواية أخرى له (‪ )3/259‬بلفظ‬ ‫‪4‬‬

‫"أل تسمع؟ أهل هذه القبور يعذبون؛ يعني قبور الجاهلية"‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح كما‬
‫قال الهيثمي أيضاً‪ ،‬لكن فيهم فليح‪ -‬وهو ‪ :‬ابن سليمان الخزاعي المدني‪ -‬وهو كثير‬
‫الخطأ‪ ،‬وإن كان من رجال الشيخين‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ -338‬باب – ‪380‬‬
‫@‪( 660/854‬صحيح السناد) عن قيس [ وهو ابن أبي حازم ]قال‪ :‬سمعت‬
‫معاوية يقول ‪ :‬لخ له صغير‪ ،‬أردف الغلم‪ ،‬فأبى‪ ،‬فقال له معاوية‪ :‬بئس ما‬
‫أدبت‪ ،‬قال قيس ‪ :‬فسمعت أبا سفيان يقول‪ :‬دع عنك أخاك‪.‬‬
‫@‪ 661/855‬صلى ال عليه وسلم عن عمرو بن العاص‪ " :‬إذا كثر الخلء‬
‫كثر الغرماء" قلت لموسى‪ :‬وما الغرماء؟ قال‪ :‬الحقوق‪.‬‬
‫‪ -339‬باب من الشعر حكمة – ‪381‬‬
‫@‪( 662/857‬صحيح موقوفا) عن مطرف قال‪ :‬صحبت عمران بن حصين‬
‫من الكوفة إلى البصرة‪ ،‬فقلّ منزل ينزله إل وهو ينشدني شعرا‪:‬‬
‫وقال‪" :‬إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب"‪.‬‬
‫@‪( 663/858‬صحيح) عن أبي بن كعب؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إن من الشعر حكمة"‪.‬‬
‫@‪( 664/859‬حسن) عن السود بن سريع‪ [ ،‬قال‪ :‬كنت شاعرا‪ ،‬فأتيت النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فـ‪ ]861/‬قلت‪ :‬يا رسول ال ! إني مدحت ربي عز‬
‫وجل بمحامد‪ .‬قال‪" :‬أما إن ربك يحب الحمد"‪ ،‬ولم يزده على ذلك‪.‬‬
‫@‪( 665/860‬صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬لن يمتلىء جوف رجل قيحا [حتى](‪ )1‬يريه (‪ ،)2‬خير من أين يمتلئ‬
‫شعرا"‪.‬‬
‫@‪( 666/862‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬استأذن حسان بن‬
‫ثابت رسول ال صلى ال عليه وسلم في هجاء المشركين‪ .‬فقال رسول ال‬

‫( ) سقطت من الصل وغيره‪ ،‬وهي في "صحيح المؤلف" بإسناده ومتنه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) أي ‪ :‬يصيب جوفه الداء‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪175‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فكيف بنسبتي؟"‪ .‬فقال‪ :‬لسلنك منهم كما تسل الشعرة‬
‫من العجين‪.‬‬
‫‪ -44‬ك فضائل الصحابة‪ ،‬ح ‪.]156‬‬
‫@‪( 667/863‬صحيح) عن عروة قال‪ :‬ذهبت أسب حسان عند عائشة‪،‬‬
‫ح (‪)1‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم"‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬ل تسبه؛ فإنه " كان يناف ُ‬
‫‪ -340‬باب الشعر حسن كحسن الكلم ومنه قبيح – ‪382‬‬
‫@‪( 668/865‬صحيح لغيره) عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الشعر بمنزلة الكلم‪ ،‬حسنه كحسن الكلم‪ ،‬وقبيحه‬
‫كقبيح الكلم"‪.‬‬
‫@‪( 669/866‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها؛ أنها كانت تقول‪ " :‬الشعر‬
‫منه حسن ومنه قبيح‪ ،‬خذ بالحسن ودع القبيح‪ ،‬ولقد رويت من شعر كعب بن‬
‫مالك أشعارا‪ ،‬منها القصيدة فيها أربعون بيتا‪ ،‬ودون ذلك"‪.‬‬
‫@‪( 670/867‬صحيح) عن شريح قال ‪ :‬قلت لعائشة رضي ال عنه‪ :‬أكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت‪ :‬كان يتمثل‬
‫بشيء من شعر عبد ال بن رواحة ‪ " :‬ويأتيك بالخبار من لم تزود"(‪.)2‬‬
‫‪ -341‬باب من استنشد بالعشر – ‪383‬‬

‫( ) "ينافح" ‪ :‬يدافع عنه ويخاصم أعداءه بهجائه للمشركين ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) تقدم الحديث من طريق أخرى برقم (‪ )612/792‬دون قصد ولكن قدر ال ‪ ،‬ول‬ ‫‪2‬‬

‫منافاة بينه وبين آية ﴿ وما علمناه الشعر ﴾ … ونحوها؛ لنه لم يكن قصداً منه صلى ال‬
‫عليه وسلم إلى الشعر‪ ،‬ونظمًا منه له ‪ ،‬وإنما كان تمثلً به ‪ ،‬وهذا مما يجوز في حقه‬
‫صلى ال عليه وسلم على الصحيح كما قال الحافظ (‪ )241 /10‬واحتج بهذا الحديث‪.‬‬
‫فما جاء في بعض كتب الدب أنه صلى ال عليه وسلم كسر هذا البيت فقال‪:‬‬
‫" ويأتيك من لم تزود بالخبار" بدعوى أن الشعر لم يجر على لسانه ! مما ل أصل له ‪،‬‬
‫مع مخالفته لهذا الحديث الصحيح وغيره فتنبه‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫قلت‪ :‬أسند تحته حديث الشريد المتقدم في (‪ -308‬باب – ‪.")346‬‬
‫‪ -342‬باب من كره الغالب عليه الشعر – ‪384‬‬
‫@‪( 671/870‬صحيح) عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا"‪.‬‬
‫@‪( 672/871‬صحيح) عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ﴿ :‬والشعراء يتبعهم‬
‫الغاوون﴾ [الشعراء‪ ]224 :‬إلى قوله‪﴿ :‬وأنهم يقولون ما ل يفعلون﴾‬
‫[الشعراء‪ .]226 :‬فنسخ من ذلك واستثنى‪ ،‬فقال‪﴿ :‬إل الذين ءامنوا﴾ إلى‬
‫قولهم ‪﴿ :‬ينقلبون﴾(‪.)1‬‬
‫‪ -343‬باب من قال‪ " :‬إن من البيان سحرا"‪385 -‬‬
‫ل – أو أعرابيا – أتى النبي‬
‫@‪( 673/872‬صحيح) عن ابن عباس‪ :‬أن رج ً‬
‫صلى ال عليه وسلم فتكلم بكلم بين‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن‬
‫من البيان سحرا‪ ،‬وإن من الشعر حكمة"‪.‬‬
‫‪ -344‬باب ما يكره من الشعر‪386 -‬‬
‫@‪( 674/874‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬إن أعظم الناس جرما إنسان شاعر يهجو القبيلة من أسرها‪،‬‬
‫ورجل انتفى(‪ )2‬من أبيه"‪.‬‬
‫‪345‬ـ باب كثرة الكلم ـ ‪387‬‬
‫@‪( 675/875‬صحيح) عن ابن عمر قال‪ :‬قدم رجلن من المشرق خطيبان‬
‫على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقاما فتكلما ثم قعدا‪ .‬وقام ثابت‬

‫( ) تمام الية في سورة الشعراء‪ ﴿ :‬إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا ال كثيراً‬‫‪1‬‬

‫وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون ﴾ ‪ .‬آية (‪.)227‬‬
‫( ) الصل‪ " :‬تنفى" وكذا في الشرح ‪ ،‬والتصويب من " ابن حبان" وغيره‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪177‬‬
‫بن قيس؛ خطيب رسول ال صلى ال عليه وسلم فتكلم‪ ،‬فعجب الناس من‬
‫كلمهما‪ .‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم يخطب‪ ،‬فقال‪ " :‬يا أيها الناس!‬
‫قولوا قولكم‪ ،‬فإنما تشقيق الكلم(‪ )1‬من الشيطان"‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إن من البيان سحرا"‪.‬‬
‫@‪( 676/876‬صحيح السناد) عن أنس قال‪ :‬خطب رجل عند عمر‪ ،‬فاكثر‬
‫الكلم‪ ،‬فقال عمر‪ " :‬إن كثرة الكلم في الخطب من شقاشق الشيطان"(‪.)2‬‬
‫@‪ -677/877‬عن أبي يزيد – أو ‪ :‬معن بن يزيد‪ -‬أن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬اجتمعوا في مساجدكم‪ ،‬وكلما اجتمع قوم فليؤذنوني"‪ .‬فأتانا أول‬
‫من أتى‪ ،‬فجلس‪ ،‬فتكلم متكلم منا‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن الحمد ل الذي ليس للحمد دونه‬
‫مقصد ول وراءه منفذ‪ ،‬فغضب فقام‪ ،‬فتلومنا بيننا‪ ،‬فقلنا‪ :‬أتانا أول من أتى‪،‬‬
‫فذهب إلى مسجد آخر فجلس فيه‪ ،‬فأتيناه فكلمناه‪ ،‬فجاء معنا فقعد في مجلسه‬
‫أو قريبا من مجلسه‪.‬ثم قال‪ " :‬الحمد ل الذي ما شاء جعل بين يديه‪ ،‬وما شاء‬
‫جعل خلفه‪ ،‬وإن من البيان سحرا"‪ .‬ثم أمرنا وعلمنا‪.‬‬
‫‪ -346‬باب التمني – ‪388‬‬

‫( ) أي ‪ :‬المبالغة فيه وتزيينه ‪ .‬من (الشيطان )‪ :‬إذا كان يراد به تزيين الباطل ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫قال الحافظ في " الفتح" (‪ :)9/202‬والبيان نوعان‪ :‬الول‪ :‬ما يبين به المراد ‪ ،‬والثاني‪:‬‬
‫تحسين اللفظ حتى يستميل قلوب السامعين‪ ،‬والثاني هو الذي يشب بالحسر‪ ،‬والمذموم منه‬
‫ما يقصد به الباطل‪ ،‬وشبهه بالسحر‪ ،‬لن السحر صرف الشيء عن حقيقته‪.‬‬
‫( ) "الشقاشق" ‪ :‬جمع "الشقشقة" قال في "المعجم الوسيط " ‪ " :‬هي شيء كالرئة‬ ‫‪2‬‬

‫يخرجه الجمل من فيه إذا هاج وهدر" ‪.‬‬


‫قال ابن الثير‪ :‬شبه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر‪ ،‬ولسانه بشقشقته‪ ،‬ونسبها إلى‬
‫الشيطان لما يدخل فيه من الكذب والباطل وكونه ل يبالي بما قال‪.‬‬
‫ويشهد له قوله عليه السلم ‪ " :‬إن ال يبغض البليغ من الرجال؛ الذي يتخلل بلسانه تخلل‬
‫الباقرة بلسانها" ‪ ،‬وهو مخرج في " الحاديث الصحيحة" برقم(‪.)880‬‬

‫‪178‬‬
‫@‪ -678/878‬عن عائشة ‪ :‬أرق النبي صلى ال عليه وسلم ذات ليلة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫" ليت رجلً صالحا من أصحابي يجيئني؛ فيحرسني الليلة"‪ ،‬إذ سمعنا صوت‬
‫السلح‪ ،‬فقال‪" :‬من هذا ؟ " قال(‪ :)1‬سعد يا رسول ال! جئت أحرسك(‪ ،)2‬فنام‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه‪.‬‬
‫‪ -347‬باب يقال للرجل والشيء والفرس ‪ :‬هو بحر – ‪389‬‬
‫@‪( -679/879‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان فزعٌ بالمدينة‪ ،‬فاستعار‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فرسا لبي طلحة – يقال له ‪ :‬المندوب‪ -‬فركبه‪،‬‬
‫فلما رجع قال‪ " :‬ما رأينا من شيء‪ ،‬وإن وجدناه لبحرا"‪.‬‬
‫‪ -348‬باب الضرب على اللحن – ‪390‬‬
‫@‪( -680/880‬صحيح السناد) عن نافع قال‪ " :‬كان ابن عمر يضرب ولده‬
‫على اللحن"‪.‬‬
‫‪ -349‬باب الرجل يقول ‪ :‬ليس بشيء وهو يريد أنه ليس بحق – ‪391‬‬
‫@‪( -681/882‬صحيح) عن عائشة زوج النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬سأل‬
‫ناس النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬عن الكهان ؟ فقال لهم ‪" :‬ليسوا بشيء"‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول ال! فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ؟ فقال النبي صلى ال‬

‫( ) الصل‪ " :‬قيل" والتصحيح من " صحيح المؤلف" (‪)7231‬؛ فإنه رواه هناك‬ ‫‪1‬‬

‫بإسناده ومتنه هنا ‪ ،‬وكذلك هو في " صحيح مسلم" (‪ ،)7/124‬ومن الظاهر أن فيه‬
‫اختصاراً أو جاء بك ؟ قال‪ :‬جئت لحرسك يا رسول ال! " أخرجه ابن أبي شيبة (‬
‫‪ )8882‬وأحمد (‪ )6/141‬وابن أبي عاصم في "السنة" (‪ )1411‬وابن حبان(‪،)6947‬‬
‫ولفق الشارح فقال‪ " :‬قيل سعد‪ [ :‬فقال سعد]!‪.‬‬
‫( ) زاد مسلم في رواية ‪ " :‬فدعا له رسول ال صلى ال عليه وسلم"‪.‬‬‫‪2‬‬

‫‪179‬‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬تلك الكلمة [من الحق](‪ )3‬يخطفها الشيطان‪ ،‬فيقرقره بأذني وليه‬
‫كقرقرة الدجاجة‪ ،‬فيخلطون فيه بأكثر من مائة كذبة"‪.‬‬
‫‪ -350‬باب المعاريض – ‪392‬‬
‫@‪( -682/883‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم في مسير له‪ ،‬فحدا الحادي‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ارفق يا أنجشة – ويحك – بالقوارير"‪.‬‬
‫@‪( -683/884‬صحيح موقوفا‪ ،‬وصح من حديث أبي هريرة مرفوعا )عن‬
‫أنه قال‪ " :‬حسب امرئ من الكذب أن يحدث‬ ‫(‪)1‬‬
‫عمر ( فيما أرى‪ ،‬شك أبي)‬
‫بكل ما سمع"‪.‬‬
‫@‪684/884‬م‪ -‬قال‪ :‬وفيما أرى قال ‪ :‬قال عمر‪" :‬أما في المعاريض ما‬
‫يكفي المسلم [من](‪ )2‬الكذب؟"‪.‬‬

‫( ) سقطت من الصل والشرح‪ ،‬فاستدركتها من الباب الذي ذكره محققه من (صحيح‬ ‫‪3‬‬

‫المؤلف) ومن أماكن أخرى منه‪ ،‬منها (‪ -97‬التوحيد) رقم (‪ ،)7561‬وهو بالعزو عليه‬
‫أولى‪ ،‬لنه في بمتنه وإسناده هنا‪ ،‬كما نبهت على مثله في غير ما حديث تقدم‪.‬‬
‫(فائدة) في رواية أخرى صحيحة بيان كيفية خطف الشيطان للكلمة ‪ ،‬وهي بلفظ ‪:‬‬
‫" إن الملئكة تنزل في العنان (وهو السحاب) ‪ ،‬فتذكر المر قضي في السماء‪ ،‬فتسترق‬
‫الشياطين السمع فتسمعه‪ ،‬فتوحيه إلى الكهان ‪ ،‬فيذكرون معها مائة كذبة من عند‬
‫أنفسهم"‪.‬‬
‫أخرجه المؤلف في " الصحيح" (‪ )2210‬والطبري في " التفسير " (‪.)23/26‬‬
‫( ) قلت‪ :‬القائل‪ " :‬فيما أرى… " هو معمر ‪ ،‬وأبوه هو سليمان التيمي‪ ،‬وقد رواه يزيد‬ ‫‪1‬‬

‫بن هارون عن التيمي عن أبي عثمان عن عمر قال‪ :‬فذكره ولم يشك ‪ ،‬رواه البيهقي في‬
‫" سننه" وفي "الشعب" أيضًا (‪ )4/203/4793‬بالمتن التي ‪ ،‬وهذا قد صح مرفوعاً ‪،‬‬
‫وقول الشارح في "تخريجه"‪" :)2/333( :‬أخرجه أبو داود والحاكم مرفوعاً وموقوفاً "‬
‫ليس دقيقًا ؛ لنه إن أراد به المتنين الموقوفين‪ ،‬هذا والتي بعده ‪ ،‬فالثاني منهما ليس‬
‫عندهما ‪ ،‬وإن أراد الول‪ ،‬فهو عندهما من حديث عن أبي هريرة‪ ،‬مرفوعاً فقط ‪ ،‬وكذلك‬
‫رواه مسلم في مقدمة " صحيحه" وهو مخرج في المصدر المذكور أعله‪.‬‬
‫( ) زيادة استدركتها من " الفتح " (‪ : )10/594‬وقد عزاه للمؤلف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ -351‬باب إفشاء السر‪393 -‬‬
‫@‪(-685/886‬صحيح السناد) عن عمرو بن العاص قال‪ " :‬عجبت من‬
‫الرجل يفرّ من القدر‪ ،‬وهو مواقعه! ويرى القذاة في عين أخيه‪ ،‬ويدع الجذع‬
‫في عينه! ويخرج الضغن من نفس أخيه‪ ،‬ويدع الضغن في نفسه! وما‬
‫وضعت سرّي عند أحد فلمتُه على إفشاءه‪ ،‬وكيف ألومه وقد ضقت به‬
‫ذراعا؟"‪.‬‬
‫‪ -352‬باب التؤدة في المور – ‪395‬‬
‫@‪ -686/988‬عن محمد ابن الحنفية قال‪ " :‬ليس بحكيم من ل يعاشر‬
‫بالمعروف من ل يجد من معاشرته بُدّا؛ حتى يجعل ال له فرجا أو مخرجا"‪.‬‬
‫‪ -353‬باب من هدّى زقاقا أو طريقا – ‪396‬‬
‫@‪(-687/890‬صحيح) عن البراء بن عازب‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬من منح منيحة(‪ )1‬أو هدى زقاقا(‪ -)2‬أو قال‪ :‬طريقا – كان له‬
‫عدل عتاق نسمة"‪.‬‬
‫@‪ -688/891‬عن أبي ذر يرفعه (قال‪ :‬ثم قال بعد ذلك‪ :‬ل أعلمه إل رفعه)‬
‫قال‪ " :‬إفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة‪ ،‬وأمرك بالمعروف ونهيك عن‬
‫المنكر صدقة‪ ،‬وتبسمك في وجه أخيك صدقة‪ ،‬وإماطتك الحجر والشوك‬
‫والعظم عن طريق الناس لك صدقة‪ ،‬وهدايتك الرجل في أرض الضالة‬
‫صدقة"‪.‬‬
‫‪ -354‬باب من كمه أعمى‪397 -‬‬

‫( ) قال في " النهاية" ‪ " :‬ومنيحة اللبن" ‪ :‬أن يعيطه ناقة أو شاة ‪ ،‬ينتفع بلبنها ويعيدها‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانًا ثم يردها"‪.‬‬


‫( ) أي ‪ :‬دل على طريق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪181‬‬
‫@‪ -689/892‬عن ابن عباس؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫لعن ال من كمّه(‪ )3‬أعمى عن السبيل"‪.‬‬
‫‪ -355‬باب عقوبة البغي‪399 -‬‬
‫@‪(-690/894‬صحيح) عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬من‬
‫عال جاريتين حتى تدركا‪ ،‬دخلت أنا وهو في الجنة كهاتين"‪ ،‬وأشار محمد[‬
‫بن عبد العزيز] بالسبابة والوسطى‪.‬‬
‫@‪(-691/895‬صحيح) عن أنس بابان يعجلن في الدنيا البغي و قطيعة‬
‫الرحم ‪.‬‬
‫‪ -356‬باب الحسب – ‪400‬‬
‫@‪(-692/897‬حسن) عن أبي هريرة؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إن أوليائي يوم القيامة المتقون‪ ،‬وإن كان نسب أقرب من نسب‪ ،‬فل‬
‫يأتيني الناس بالعمال‪ ،‬وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم‪ ،‬فتقولون‪ :‬يا‬
‫محمد! فأقول هكذا وهكذا‪ :‬ل" وأعرض في كل عطفيه‪.‬‬
‫@‪(-693/898‬صحيح السناد) عن ابن عباس قال‪ " :‬ل أرى أحدا يعمل‬
‫بهذه الية‪ ﴿ :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى﴾ حتى بلغ‪ ﴿ :‬إن‬
‫أكرمكم عند ال أتقاكم ﴾ [الحجرات‪ .]13 :‬فيقول الرجل للرجل‪ :‬أنا أكرم‬
‫منك! فليس أحدٌ أكرم من أحدٍ إل بتقوى ال "‪.‬‬
‫@‪ -694/899‬عن ابن عباس‪ " :‬ما تعدون الكرم؟ وقد بين ال الكرم‪،‬‬
‫فأكرمكم عند ال أتقاكم‪ ،‬ما تعدون الحسب؟ أفضلكم حسبا أحسنكم خلقا"‪.‬‬
‫‪ -357‬باب الرواح جنود مجندة – ‪401‬‬

‫( ) "كمه" ‪ :‬أضل‪.‬‬‫‪3‬‬

‫‪182‬‬
‫@‪(-695/900‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬سمعت النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪" :‬الرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف‪ ،‬وما‬
‫تناكر منها اختلف"‪.‬‬
‫@‪( -696/901‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف‪ ،‬وما تناكر منها‬
‫اختلف"‪.‬‬
‫‪ -358‬باب قول الرجل عند التعجب‪ :‬سبحان ال‪402 -‬‬
‫@‪( -697/902‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪ " :‬بينما راع في غنمه‪ ،‬عدا عليه الذئب فأخذ منه شاة‪ ،‬فطلبه‬
‫الراعي‪ ،‬فالتفت إليه الذئب‪ ،‬فقال‪ :‬من لها يوم السبع؟ ليس لها راع غيري"‪.‬‬
‫فقال الناس‪ :‬سبحان ال! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فإني أؤمن‬
‫بذلك؛ أنا وأبو بكر وعمر"(‪.)1‬‬
‫@‪( -698/903‬صحيح) عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم في جنازة‪ ،‬فأخذ شيئا‪ ،‬فجعل ينكت به في الرض‪ ،‬فقال‪ " :‬ما‬
‫منكم من أحد إل قد كتب مقعده من النار‪ ،‬ومقعده من الجنة"‪ .‬قالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال! أفل نتكل على كتابنا‪ ،‬وندع العمل؟ قال‪" :‬اعملوا! فكل ميسر لما‬
‫خلق له"‪ .‬قال‪" :‬أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل السعادة‪ ،‬وأما من‬
‫كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل الشقاوة" ثم قرأ‪﴿ :‬فأما من أعطى واتقى‪،‬‬
‫وصدق بالحسنى …﴾ اليات [الليل‪.]7-5 :‬‬
‫‪ -359‬باب الخذف – ‪404‬‬

‫( ) زاد الشيخان‪" :‬وما هما ثم"‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪183‬‬
‫@‪( -699/905‬صحيح) عن عبد ال بن مغفل المزني قال‪ :‬نهى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عن الخدف‪ ،‬وقال‪" :‬إنه ل يقتل الصيد‪ ،‬ول يُنكي العدو‪،‬‬
‫وإنه يفقأ العين ويكسر السن"‪.‬‬
‫‪ -360‬باب ل تسبوا الريح – ‪405‬‬
‫ت الناس الريح في‬
‫@‪( -700/906‬حسن صحيح )عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬أخذ ِ‬
‫طريق مكة وعمر حاجّ‪ -‬فاشتدت‪ ،‬فقال عمر لمن حوله‪" :‬ما الريح؟" فلم‬
‫يرجعوا بشيء! فاستحثثت راحلتي؛ فأدركته‪ .‬فقلت‪ :‬بلغني أنك سألت عن‬
‫الريح؟ وإني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬الريح من روح‬
‫ال؛ تأتي بالرحمة‪ ،‬وتأتي بالعذاب فل تسبوها‪ ،‬وسلوا ال خيرها‪ ،‬وعوذوا‬
‫من شرها"‪.‬‬
‫‪ -361‬باب قول الرجل‪ :‬مُطرنا بنوء كذا وكذا – ‪406‬‬
‫@‪ -701/907‬عن زيد بن خالد الجهني؛ أنه قال‪ :‬صلى لنا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم صلة الصبح بالحديبية؛ على أثر سماء كانت من الليلة‪ ،‬فلما‬
‫انصرف النبي صلى ال عليه وسلم أقبل على الناس‪ ،‬فقال‪" :‬هل تدرون ماذا‬
‫قال ربكم؟"‪ .‬قالو‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪" :‬أصبح من عبادي مؤمن بي‬
‫وكافر؛ فأما من قال‪ :‬مطرنا بفضل ال ورحمته‪ ،‬فذلك مؤمن بي وكافر‬
‫بالكوكب‪ ،‬وأما من قال‪ :‬بنوء كذا وكذا‪ ،‬فذلك كافر بي‪ ،‬مؤمن بالكوكب"‪.‬‬
‫‪ -362‬باب ما يقول الرجل إذا رأى غيما‪407 -‬‬
‫@‪( -702/909‬صحيح) عن عبد ال [ هو ابن مسعود] قال‪ :‬قال النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬الطيرة شرك‪ ،‬وما منا‪ ،‬ولكن ال يذهبه بالتوكل"‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫– ‪408‬‬ ‫‪ -363‬باب الطيرة‬
‫(‪)1‬‬

‫@‪( -703/910‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال‬


‫عليه وسلم يقول‪" :‬ل طيرة(‪ ،)2‬وخيرها الفأل"‪ .‬قالوا‪ :‬وما الفأل؟ قال‪" :‬كلمة‬
‫صالحة سمعها أحدكم"‪.‬‬
‫‪ -364‬باب فضل من لم يتطير – ‪409‬‬
‫@‪( -704/911‬حسن صحيح)عن عبد ال [ هو ابن مسعود]‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬عرضت علي المم بالموسم أيام الحج‪ ،‬فأعجبني‬
‫كثرة أمتي؛ قد ملوا السهل والجبل‪ .‬قالوا‪ :‬يا محمد! أرضيت؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أي‬
‫ربّ! قال‪ :‬فإن مع هؤلء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬وهم الذين‬
‫ل يسترقون ول يكتوون‪ ،‬ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون"‪ .‬قال عكاشة‪:‬‬
‫فادع ال أن يجعلني منهم‪ .‬قال‪" :‬اللهم اجعله منهم"‪ .‬فقال رجل آخر‪ :‬ادع ال‬
‫أن يجعلني منهم‪ .‬قال‪" :‬سبقك بها عُكّاشة"‪.‬‬
‫‪ -365‬باب الفأل – ‪411‬‬
‫@‪(-705/913‬صحيح) عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل‬
‫عدوى ول طيرة‪ ،‬ويعجبني الفأل الصالح؛ الكلمة الحسنة"‪.‬‬

‫( )" الطيرة " ‪ :‬بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسسكن‪ ،‬هي ‪ :‬التشاؤم‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫( ) الصل " الطيرة" والتصويب من "الصحيح"؛ فإن المصنف أخرجه فيه(‪-10/175‬‬ ‫‪2‬‬

‫فتح) بإسناده هنا ‪ ،‬وكذلك أخرجه مسلم (‪ )7/33‬ثم أخرجاه كذلك من طريق أخرى عن‬
‫ابن عتبة عن أبي هريرة‪ ، ،‬وعزاه الشارح (‪ )2/38‬لخرين إل مسلماً!‬

‫‪185‬‬
‫@‪ (-706/914‬صحيح لغيره) عن حية [ بن حابس ] التميمي؛ أن أباه‬
‫أخبره‪ ،‬أنه سمع النبي صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬ل شيء في الهام(‪،)1‬‬
‫وأصدق الطيرة الفأل‪ ،‬والعين حق"‪.‬‬
‫‪ -366‬باب التبرك بالسم الحسن‪412 -‬‬
‫@‪ (-707/915‬حسن لغيره) عن عبد ال بن السائب‪ :‬أن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم عام الحديبية‪ ،‬حين ذكر عثمان بن عفان أن سهيلً قد أرسله إليه‬
‫قومه‪ ،‬فصالحوه‪ ،‬على أن يرجع عنهم هذا العام‪ ،‬ويخلوها لهم قابل ثلثة‪،‬‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وسلم حين أتى‪ .‬فقيل‪ :‬أتى سهيل(‪" )2‬سهل ال‬
‫أمركم"‪ .‬وكان عبد ال بن السائب أدرك النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -367‬باب الشؤم في الفرس‪413 -‬‬
‫@‪( 708/917‬صحيح) عن سهل بن سعد‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬إن كان الشؤم في شيء‪ ،‬ففي المرأة‪ ،‬والفرس‪ ،‬والمسكن"‪.‬‬

‫( ) الصل ‪ ":‬الهوام" ‪ .‬وهو خطأ صححته من " التاريخ الكبير" للمؤلف‪ ،‬ومن غيره‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ولم يتنبه لهذا الخطأ الشارح الجيلني‪ ،‬بل ووقع في خطأ آخر ؛ فإنه فسره بقوله(‬
‫‪(":/2/367‬الهوام) جمع هام اسم طير من طير الليل وقيل هي البومة كانوا يتشاءمون‬
‫… "‪ .‬والصواب أن هام جمعة هامة وهي البومة كما في القاموس وغيره‪.‬‬
‫وبهذه المناسبة أقول‪ :‬لقد تحرف هذا اللفظ إلى نوع آخر فصار الحديث‪ " :‬ل شيء في‬
‫البهائم"! ففسد المعنى!ّ هكذا وقع الحديث‪ -‬ومع السف في كتابي " ضعيف الجامع‬
‫الصغير" الذي أعاد طبعه زهير الشاويش دون إذني! وأشرف هو على طبعه كما زعم‪،‬‬
‫وليس هذا خطأ مطبيعاً حتى يغتفر؛ لنه أعاده في تعليقه على "صحيح الجامع" في‬
‫طبعته الجديدة أيضاً (‪ )2/1248‬دون إذني أيضاً ‪ ،‬وعلق عليه بجهالت عديدة‪ .‬وال‬
‫المستعان‪.‬‬
‫( ) كذا الصل‪ ،‬وفيه تكرار ظاهر‪ ،‬ولعل الصواب‪ " :‬حين أتى سهيل"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪186‬‬
‫@‪(-709/918‬حسن) عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول ال! إنا‬
‫كنا في دار كثر فيها عددنا‪ ،‬وكثر فيها أموالنا؟ فتحولنا إلى دار اخرى‪ ،‬فقل‬
‫فيها عددنا وقل فيها أموالنا ؟‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ردّوها‪ ،‬أو دعوها‪ ،‬وهي ذميمة"‪ .‬قال‬
‫أبو عبد ال(‪ :)1‬في إسناده نظر‪.‬‬
‫‪ -368‬باب العطاس – ‪414‬‬
‫@‪(-710/919‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" إن ال يحب العطاس‪ ،‬ويكره التثاؤب‪ ،‬فإذا عطس فحمد ال فحق على كل‬
‫مسلم سمعه أن يشمته‪ ،‬وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان[ فإذا تثاءب‬
‫أحدكم‪ ،]928 /‬فليرده ما استطاع‪ ،‬فإذا قال‪ :‬هاه‪ ،‬ضحك منه الشيطان"‪.‬‬
‫‪ -369‬باب ما يقول إذا عطس‪415 -‬‬
‫@‪ -711/921‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬إذا‬
‫عطس[ أحدكم‪ ]927/‬فليقل‪ :‬الحمد ل‪ ،‬فإذا قال [الحمد ل]‪ ،‬فليقل له أخوه أو‬

‫( ) هو المام البخاري المؤلف ‪ ،‬وهو يشير إلى أن في إسناده عكرمة بن عمار‪ ،‬وفيه‬ ‫‪1‬‬

‫كلم يسير من قبل حفظه‪ ،‬وبخاصة في روايته عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬وهذه ليست عنه‪،‬‬
‫والمؤلف لم يذكره في كتابه" الضعفاء الصغير" ‪ ،‬ول ضعفه في " التاريخ الكبير" و"‬
‫الصغير" ‪ ،‬ولم ينقل الحافظ في " التهذيب" عنه إل قوله‪:‬‬
‫"مضطرب في حديث يحيى بن ابي كثير‪ ،‬ولم يكن عنده كتاب" ‪.‬‬
‫وهذا – فيما يبدو لي‪ -‬تضعيف منه لحديثه عن يحيى فقط ‪ ،‬وعلى هذا جرى الحفاظ‬
‫النقاد‪ ،‬فقال ابن حبان في " الثقات" (‪:)5/233‬‬
‫"وأما روايته عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬ففيه اضطراب كان يحدث من غير كتاب"‪.‬‬
‫وقال الذهبي في " الكاشف" ‪:‬‬
‫" ثقة إل في يحيى بن أبي كثير فمضرب‪ ،‬وكان مجاب الدعوة"‪.‬‬
‫ونحوه في " التقريب" ‪ ،‬وقد احتج به مسلم ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫صاحبه‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬فإذا قال له‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬فليقل [هو]‪ :‬يهديك ال‪،‬‬
‫ويصلح بالك"‪ .‬قال أبو عبد ال‪ :‬أثبت ما يروى في هذا الباب هذا الحديث‪.‬‬
‫‪ -370‬باب تشميت العاطس‪416 -‬‬
‫@‪(-712/923‬صحيح) عن ابن مسعود‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" أربع للمسلم على المسلم‪ :‬يعوده إذا مرض‪ ،‬ويشهده إذا مات‪ ،‬ويجيبه إذا‬
‫دعاه‪ ،‬ويشمته إذا عطس"‪.‬‬
‫@‪( -713/924‬صحيح) عن البراء بن عازب قال‪" :‬أمرنا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض‪ ،‬وأتباع الجنائز‪،‬‬
‫وتشميت العاطس‪ ،‬وإبرار المقسم‪ ،‬ونصر المظلوم‪ ،‬وإفشاء السلم‪ ،‬وإجابة‬
‫الداعي‪ .‬ونهانا عن خواتيم الذهب وعن آنية الفضة وعن المياثير والقسية و‬
‫الستبرق و الديباج و الحرير ‪.‬‬
‫‪ -371‬باب كيف تشميت من سمع العطسة‪418 -‬‬
‫@‪(-714/929‬صحيح السناد) عن أبي جمرة قال‪ :‬سمعت ابن عباس يقول‬
‫إذا شمت‪ :‬عافانا ال وإياكم من النار(‪ .)1‬يرحمكم ال"‪.‬‬
‫@‪(-715/930‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فعطس رجل فحمد ال‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬يرحمك ال"‪.‬ثم عطس آخر‪ ،‬فلم يقل له شيئا‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال!‬
‫رددت على الخر ولم تقل لي شيئا‪ .‬قال‪" :‬إنه حمد ال‪ ،‬وسكت"‪.‬‬
‫‪ -372‬باب إذا لم يحمد ال ل يشمت – ‪419‬‬
‫( ) هذه الزيادة لم أجد لها شاهداً في المرفوع فلعل ابن عباس رضي ال عنهما لم يكن‬ ‫‪1‬‬

‫يلتزمها ويقال هذا أيضاً في زيادة ابن عمر التية (‪" :)718/933‬وإياكم" فكن من ذلك‬
‫على ذكر؛ فإن الحاديث المرفوعة إنما فيها ‪ " :‬يرحمك اله " كالتي بعده وغيره فالتزام‬
‫السنة أولى‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫@‪ -716/931‬عن أنس قال‪ :‬عطس رجلن عند النبي صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫فشمت أحدهما‪ ،‬ولم يشمت الخر‪ ،‬فقال‪ :‬شمت هذا ولم تشمّتني؟ قال‪ " :‬إن‬
‫هذا حمد ال‪ ،‬ولم تحمدَهُ"(‪.)1‬‬
‫@‪(-717/932‬حسن) ومن طريق أخرى عن أبي هريرة قال‪ :‬جلس رجلن‬
‫عند النبي صلى ال عليه وسلم أحدهما أشرف من الخر‪ ،‬فعطس الشريف‬
‫منهما‪ ،‬فلم يحمد ال‪ ،‬ولم يشمته‪ ،‬وعطس الخر فحمد ال‪ ،‬فشمّته النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال الشريف‪ :‬عطست عندك فلم تشمّتني‪ ،‬وعطس هذا‬
‫الخر فشمّته! فقال‪ " :‬إن هذا ذكر ال فذكرته‪ ،‬وأنت نسيت ال فنسيتُك"‪.‬‬
‫‪ -373‬باب كيف يبدأ العاطس‪420 -‬‬
‫@‪ -718/933‬عن عبد ال بن عمر ‪ :‬أنه كان إذا عطس فقيل له يرحمك‬
‫ال‪ .‬فقال ‪ " :‬يرحمنا ال وإياكم(‪ ،)2‬ويغفر لنا ولكم"‪.‬‬
‫( ) قلت‪ :‬لفظ البخاري في الباب المذكور يختلف بعض الشيء عما هنا ‪ ،‬وقد رواه في‬ ‫‪1‬‬

‫الباب (‪ )127‬بلفظه وإسناده هنا‪ ،‬فكان العزو عليه أولى‪ ،‬ثم إن لفظه في آخره‪ " :‬ولم‬
‫تحمد ال"‪ .‬وكذا في "مسلم"(‪.)8/225‬‬
‫وله عنده شاهد من حدث أبي موسى ‪ ،‬يأتي ‪ -‬ك البر والصلة والداب‪ ،‬ح]‪.‬قم (‬
‫‪.)724/941‬‬
‫( ) انظر التعليق على أثر ابن عباس المتقدم (‪ ، )741/929‬وقد ثبت عن ابن عمر‬ ‫‪2‬‬

‫رضي ال عنهما إنكار الزيادة على ألسنة في العطاس‪ ،‬وبأسلوب حكيم ل يفسح المجال‬
‫للمخالف أن يتوهم أنه أنكر اصل مشروعية ما أنكر كما يتوهم بعض الناس اليوم من‬
‫مثل هذا النكار فضلً عن أن يسارع بالنكار عليه! فقال نافع رحمه ال‪:‬‬
‫عطس رجل إلى جنب ابن عمر‪ ،‬فقال الحمد ل ‪ ،‬والسلم على رسول ال ‪ .،‬فقال ابن‬
‫عمر‪:‬‬
‫وأنا أقول ‪ :‬الحمد ل ‪ ،‬والسلم على رسول ال ‪ ،‬وليس هكذا علمنا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم! علمنا أن نقولك الحمد ل على كل حال‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي وغيره بإسناد صحيح كما هو مبين في " إرواء الغليل" (‪.)3/245‬‬
‫وأما ما رواه البيهقي في "الشعب" (‪ )7/24‬عن نافع عن ابن عمر خلف رواية الترمذي‬
‫هذه فهي منكرة ‪ ،‬فيه عباد بن زياد السدي ترك حديثه موسى الحمال ‪ ،‬وقال ابن عدي‪:‬‬
‫"له مناكير" وفيه أبو إسحاق وكان اختلط‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫@‪ -719/934‬عن عبد ال [ هو ابن مسعود]قال‪ " :‬إذا عطس أحدكم فليقل ‪:‬‬
‫الحمد ل رب العالمين‪ .‬وليقل من يرد‪ :‬يرحمك ال‪ .‬ولْ َيقُل هو ‪ :‬يغفر ال لي‬
‫ولكم"‪.‬‬
‫@‪(-720/935‬صحيح) عن سلمة [ هو بن الكوع] قال‪ :‬عطس رجل عند‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ " :‬يرحمك ال"‪ ،‬ثم عطس أخرى‪ ،‬فقال النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬هذا مزكوم"‪.‬‬
‫‪ -374‬باب ل يقل‪ :‬آب – ‪422‬‬
‫ن لعبد ال بن‬
‫@‪( -721/937‬صحيح السناد) عن مجاهد؛ قال‪ :‬عطس اب ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫عمر‪ -‬إما أبو بكر وإما أبو عمر‪ -‬فقال‪ :‬آب(‪ .)1‬فقال ابن عمر‪" :‬وما آب؟‬
‫إن آب(‪ )3‬اسم شيطان من الشياطين جعلها بين العطسة والحمد"‪.‬‬
‫‪ -375‬باب إذا عطس مرارا – ‪423‬‬
‫@‪( -722/939‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ " :‬شمته واحد ًة وثنتين وثلثا‪،‬‬
‫فما كان بعد هذا فهو زكام"‪.‬‬
‫‪ -376‬باب إذا عطس يهودي – ‪424‬‬

‫وله عنده طريق آخر فيه أحمد بن عبيد‪ -‬قال الحافظ " لين الحديث" – نا عمر بن حفص‬
‫بن عمر‪ ،‬والظاهر أنه الوصابي لم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا ول تعديلً‪.‬‬
‫ولزيادة " على كل حال " الواردة في رواية الترمذي شواهد خرجتها هناك ‪ ،‬وكذلك‬
‫زيادة " يغفر ال لنا ولكم" بأسانيد فيها مقال يعطيها مجموعها قوة‪.‬‬
‫( ) كذا في الصل في المواضع الثلثة‪ ،‬وفي مصنف ابن أبي شيبة (‪" )8/688/6044‬‬ ‫‪1‬‬

‫أشهب" في الموضع الول والثالث‪.‬‬


‫وفي " الفتح" نقلً عن " المصنف" "أش" بدل "آب"‪ ،‬ولعل الصواب ما نقلته عنه‪ ،‬لنه‬
‫أقرب إلى ما يسمع من بعضهم ولما رواه ابن أبي شيبة أيضاً عن إبراهيم أنه كان يكره‬
‫أن يقول‪ " :‬أشهب" إذا عطس‪ ،‬ورجاله ثقات‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫@‪( -723/940‬صحيح) عن أبي موسى قال‪ :‬كان اليهود يتعاطسون عند‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم رجاء أن يقول لهم‪ " :‬يرحمكم ال"‪ ،‬فكان يقول‪" :‬‬
‫يهديكم ال‪ ،‬ويصلح بالكم"‪.‬‬
‫‪ -377‬باب تشميت الرجل المرأة – ‪425‬‬
‫@‪( -724/941‬صحيح) عن أبي بردة قال‪ :‬دخلت على أبي موسى – وهو‬
‫ستْ‬
‫ت فلم يشمّتني‪ ،‬وعط َ‬
‫في بيت [ابنته](‪ )1‬أم الفضل بن العباس – فعطس ُ‬
‫فشمّتَها‪ ،‬فأخبرتُ أمي‪ ،‬فلما أن أتاها وقعت به‪ ،‬وقالت‪ :‬عطس ابني فلم‬
‫تشمته‪ ،‬وعطست فشمتها‪ ،‬فقال لها‪ :‬إني سمعت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬إذا عطس أحدكم فحمد ال فشمتوه‪ ،‬وإن لم يحمد ال فل تشمتوه"‪.‬‬
‫وإن ابنك عطس فلم يحمد ال فلم أشمته‪ ،‬وعطست فحمدت ال فشمتها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬أحسنت‪.‬‬
‫‪ -378‬باب التثاؤب – ‪426‬‬
‫"قلت‪ :‬أسند فيه طرفا من حديث أبي هريرة المتقدم برقم(‪.")710/919‬‬
‫‪ -397‬باب من يقول‪ :‬لبيك‪ ،‬عند الجواب‪427 -‬‬

‫( ) سقطت من الصل وغيره كـ"المستدرك"‪ ،‬واستدركته من "مسلم" و"المسند" ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫و"الدعاء للطبراني‪ ،‬ولم يتنبه الشارح لهذا السقط‪.‬‬


‫وابنته أم الفضل هذه هي أم كلثوم بنت الفضل بن العباس امرأة أبي موسى الشعرى‬
‫تزوجها بعد فراق الحسن بن علي لها‪ ،‬وولدت لبي موسى ومات عنها‪ ،‬ذكره النووي‪،‬‬
‫وهي غير زوجته الولى أم عبد ال بنت أبي دومة لها صحبة وأحاديث بعضها في‬
‫مسلم ‪ ،‬وهي أم أبي بردة الراوي لهذا الحديث‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫@‪( 725/943‬صحيح) عن معاذ قال‪ :‬أنا(‪ )1‬رديف النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ " :‬يا معاذ!"‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك وسعديك‪ ،‬ثم قال مثلها ثلثا‪ " :‬هل تدري ما‬
‫حق ال على العباد؟ [قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬حق ال على العباد] أن يعبدوه ول‬
‫يشركوا به شيئا"‪ .‬ثم سار ساعة‪ ،‬فقال‪ " :‬يا معاذ!"‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك وسعديك‪،‬‬
‫قال‪ " :‬هل تدري ما حق العباد على ال عز وجل إذا فعلوا ذلك ؟ أن ل‬
‫يعذبهم"‪.‬‬
‫‪ -380‬باب قيام الرجل لخيه‪428 -‬‬
‫@‪( 726/944‬صحيح) عن عبد ال بن كعب‪ -‬وكان قائد كعب من بنيه حين‬
‫عمي – قال‪ :‬سمعت كعب بن مالك‪ ،‬يحدث حديثه حين تخلف عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عن غزوة تبوك‪ ،‬فتاب ال عليه‪ :‬وآذن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بتوبة ال علينا حين صلى الفجر‪ ،‬فتلقاني الناس فوجا فوجا؛‬
‫يهنوني بالتوبة‪ ،‬يقولون‪ :‬لتهنك توبة ال عليك‪ ،‬حتى دخلت المسجد‪ ،‬فإذا‬
‫برسول ال صلى ال عليه وسلم حوله الناس‪ .‬فقام إلي طلحة بن عبيد ال‬

‫( ) كذا الصل ‪ ،‬وكذا في "الهندية" وغيرها ‪ ،‬وهكذا هو في " صحيح المؤلف" (‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )6267‬أيضًا من الوجه الذي رواه هنا‪ ،‬ورواه في الباب الذي أشار إليه ابن عبد الباقي‬
‫من "اللباس" (رقم‪ )5967 :‬عن شيخ آخر له وهو هدبة بن خالد بلفظ " بينما أنا " وهكذا‬
‫أعاده في " الرقاق" رقم (‪ )6500‬عن هدبة‪ ،‬وعنه أخرجه مسلم في "اليمان" (‪)1/43‬‬
‫لكن بلفظ ‪ " :‬كنت ردف" ومن الظاهر أن الشارح منه استدرك اللفظ الساقط من الصل‬
‫فجعله‪ " :‬كنت رديف" ‪.‬وكان الولى به أن يجعله " بينما أنا" ؛ لنها رواية للمؤلف كما‬
‫عرفت‪ ،‬ولنها أقرب إلى ما هنا ‪ ،‬كما هو ظاهر ؛ فإنه حذف من الصل ضمير(أنا)‬
‫وأقام محله‪ :‬فعل (كنت) والقاعدة في التصحيح عدم تغيير الصل ما أمكن‪ ،‬ولذلك نقول‪:‬‬
‫كان الولى المحافظة على "الضمير" وأن يضاف إليه ما يقوم التعبير‪ ،‬وذلك كما في‬
‫رواية المؤلف عن هدبة " [بينا] أنا" والزيادة التي بين المعكوفين في الصل استدركتها‬
‫من " صحيح المؤلف" من الوجه الول ‪ ،‬وهو في الوجه الخر‪ ،‬فل أدري أسقطت من‬
‫ناسخ الصل ‪ ،‬أو هو اختصار من المؤلف‪ ،‬وهذا مما أستبعده‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫يهرول‪ ،‬حتى صافحني وهناني‪ ،‬وال ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره‪،‬‬
‫ل أنساها لطلحة‪.‬‬
‫@‪ -727/945‬عن أبي سعيد الخدري‪ :‬أن ناسا نزلوا على حكم سعد بن معاذ‬
‫فأرسل(‪ )1‬إليه‪ ،‬فجاء على حمار‪ ،‬فلما بلغ قريبا من المسجد (‪ )2‬قال النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬ائتوا(‪ )3‬خيركم‪ ،‬أو سيدكم" فقال‪ " :‬يا سعد! إن هؤلء‬
‫نزلوا على حكمك"‪ .‬فقال سعد‪ :‬أحكم فيهم‪ :‬أن تقتل مقاتلتهم‪ ،‬وتسبي ذريتهم‪.‬‬

‫() يعني‪ :‬النبي صلى ال عليه وسلم كما صرح بذلك في رواية للمؤلف في " صحيحه"‬ ‫‪1‬‬

‫(‪4121‬و ‪.)6262‬‬
‫( ) أي‪ :‬الذي أعده النبي صلى ال عليه وسلم أيام محاصرته لبني قريظة للصلة فيه كما‬ ‫‪2‬‬

‫في" الفتح" (‪ ،)7/124‬ول بد من هذا التأويل؛ لن سعدًا رضي ال عنه كان جريحاً في‬
‫قبة ضربت له في المسجد النبوي‪ ،‬قبل أن يرسل إليه النبي صلى ال عليه وسلم كما جاء‬
‫مصرحًا به في رواية لحمد حسنها الحافظ كما يأتي‪.‬‬
‫() كذا الصل ‪ ،‬وهو في صحيح المؤلف (‪ )3804‬عن الشيخ الذي رواه عنه هنا بلفظ‬ ‫‪3‬‬

‫"قوموا" ‪ ،‬وكذلك رواه عن ثلثة شيوخ آخرين (‪ 2043‬و ‪ 4121‬و ‪ )6262‬وكذلك هو‬
‫عند مسلم (‪ ،)5/160‬وعند كل من أخرج الحديث ‪ ،‬فيبدو لي ‪ -‬وال أعلم – أن المؤلف‬
‫رحمه ال تعمد رواية الحديث بالمعنى المراد منه؛ ليلفت النظر أنه ليس له علقة بقيام‬
‫الرجل لخيه إكراماً له ‪ ،‬كما هو الشائع‪ ،‬وإنما هو لعانته على النزول؛ لنه كان جريحاً‬
‫كما تقدم‪ ،‬ولو أنه أراد المعنى اللو‪ ،‬لقال‪ " :‬قوموا لسيدكم" ‪،‬وهو مما ل أصل له في‬
‫شيء من طرق الحديث‪ ،‬بل قد جاء في بعضها النص القاطع بالمعنى الخر الصحيح‬
‫بلفظ " " قوموا إلى سيدكم؛ فأنزلوه"‪.‬‬
‫وإسناده حسن كما قال الحافظ" ولذلك رد على النوي استدلله بحديث " الصحيحين "‬
‫على مشروعية القيام للكرام‪ ،‬كما كنت نقلت ذلك عنه تحت هذا الحديث من‬
‫"الصحيحة" رقم (‪ ،)67‬ولذلك فقول الحافظ في صدد سرد فوائد الحديث " ومصافحة‬
‫القادم ‪ ،‬والقيام له" !‬
‫فأقول‪ :‬أما المصافحة فل إشكال في شرعيتها للحاديث الواردة فيها قولً وفعلً ‪،‬‬
‫وسيأتي بعضها برقم (‪ 966)747‬و ‪ )748/967‬وإنما النقد فيما ذكره في القيام‪ ،‬فكأنه‬
‫صدر منه نقلً عن غيره دون أن يستحضر ما يرد عليه مما أورده هو نفسه على النووي‬
‫كما رأيت ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬حكمت بحكم ال " أو قال‪ " :‬حكمت بحكم‬
‫الملك"(‪.)1‬‬
‫@‪( 728/946‬صحيح) عن أنس قال‪" :‬ما كان شخص أحب إليهم رؤية من‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه(‪ ،)2‬لما يعلمون من‬
‫كراهيته لذلك"‪.‬‬
‫@‪( 729/947‬صحيح) عن عائشة أم المؤمنين رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬ما‬
‫رأيت أحدا من الناس كان أشبه بالنبي صلى ال عليه وسلم كلما ول حديثا‬
‫ول جلسة من فاطمة"‪.‬‬

‫()) أي ‪ :‬بحكم ال عز وجل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫()) كذا في الصل ‪ ،‬وفي " مشكل الثار" و"مسند أبي يعلى" ‪ " :‬له " والظاهر أنه‬ ‫‪2‬‬

‫الصواب للفرق الذي سبق بيانه بين "القيام له " و"القيام إليه" وأن الول هو المكروه‪،‬‬
‫وأما القيام الخر فل شك ي جوازه لعامة الناس فضلً عن سيدهم‪ ،‬كما في حدث سعد بن‬
‫معاذ الذي قبله‪ ،‬وقد يكون واجباً أحياناً‪ ،‬ول سيما لخصوص النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫كما ل يخفى‪.‬‬
‫وإن مما يؤكد ما صوبته رواية البيهقي بلفظ" " ولم يتحركوا" ؛ فإنه بمعنى ‪ " :‬لم‬
‫يقوموا له " ‪ ،‬للطلق الذي فيه‪ ،‬ونحوه رواية الترمذي وأحمد التي ليس فيها ‪ " :‬إليه"‬
‫ول " "له"‪.‬‬
‫وفي رواية البيهقي فائدة ل بد من ذكرها ؛ لنها تلقي نوراً يبين للقراء أن حفاظ الحديث‬
‫كانوا يقتدون به صلى ال عليه وسلم في كراهتهم لهذا القيام الذي ابتلي الناس به في هذا‬
‫الزمان‪ ،‬وفيهم كثير من الخاصة ‍ فقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبد ال الحافظ (هو الحاكم‬
‫صاحب المستدرك) قال‪:‬‬
‫" حضرت مجلس أبي محمد ؛ عبد الرحمن بن المرزباني الخزاز بـ(همدان)‪ -‬محدث‬
‫عصره[ له ترجمة جيدة في " سير الذهبي" (‪ )15/477‬ووصفه بـ" المام المحدث‬
‫القدوة ‪ ..‬أحد أركان السنة بـ (همدان) ‪ ،‬كان صدوقاً قدوة ‪ ،‬له أتباع"‪ –] .‬فخرج إلينا‬
‫ونحن قعود ننظره‪ ،‬فلما أقبل علينا قمنا عن آخرنا ‪ :‬فزبرنا ثم ‪ :‬قال‪ :‬نا ‪."… ،‬‬
‫قلت‪ :‬ثم ساق إسناده إلى أنس بهذا الحديث ومثل هذه عن السلف كثير‪ ،‬لو جمعت لجاء‬
‫من ذلك رسالة لطيفة‪ ،‬لعل أحد إخواننا المجدين ينشط لذلك ‪ ،‬ول الموفق‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫قالت‪ :‬وكان النبي صلى ال عليه وسلم إذا رآها قد أقبلت رحب بها‪ ،‬ثم قام‬
‫إليها(‪ )1‬فقبلها‪ ،‬ثم أخذ بيدها‪ ،‬فجاء بها حتى يجلسها في مكانه‪ ،‬وكانت إذا‬
‫أتاها النبي صلى ال عليه وسلم رحبت به‪ ،‬ثم قامت إليه [فأخذت بيده‪]971/‬‬
‫فقبلته‪ .‬وأنها دخلت على النبي صلى ال عليه وسلم في مرضه الذي قبض‬
‫فيه‪ ،‬فرحب وقبلها‪ ،‬وأسر إليها‪ ،‬فبكت ! ثم أس ّر إليها‪ ،‬فضحكت! فقلت‬
‫للنساء‪ :‬إن كنت لرى أن لهذه فضلً على النساء‪ ،‬فإذا هي من النساء! بينما‬
‫هي تبكي إذ هي تضحك! فسألتها‪ :‬ما قال لك؟ قالت‪ :‬إني إذا لبَذِرة(‪ !)2‬فلما‬
‫قبض النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪ :‬أسر إلي‪ ،‬فقال‪ " :‬إني ميت"‪،‬‬
‫فبكيت‪ ،‬ثم أس ّر إليّ‪ .‬فقال‪ " :‬إنك أول أهلي بي لحوقا فسررت بذلك‪،‬‬
‫وأعجبني‪.‬‬
‫‪ -381‬باب قيام الرجل للرجل القاعد – ‪429‬‬
‫@‪( 730/948‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬اشتكى النبي صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫فصلينا وراءه‪ -‬وهو قاعد – وأبو بكر يسمع الناس تكبيره‪ ،‬فالتفت إلينا فرآنا‬
‫قياما‪ ،‬فأشار إلينا فقعدنا‪ ،‬فصلينا بصلته قعودا‪ ،‬فلمّا سلم‪ ،‬قال‪ " :‬إن كدتم‬
‫() قلت‪ :‬زاد أبو داود هنا ‪ " :‬فأخذ بيدا ‪ ،‬وقبلها " أي ‪ :‬قبل فاطمة وليس يدها كما هو‬
‫‪1‬‬

‫ظاهر متبادر‪ ،‬ويؤيده زيادته في آخر الحديث‪ " :‬فأخذت بيده‪ ،‬وقبلته" ونحوه عند ابن‬
‫حبان(‪ ،)2223‬وشذ الحاكم(‪ )3/160‬عن الجماعة فقال‪ " :‬وقبلت يده" ! ويحتمل أن‬
‫يكون خطأ من الناسخ أو الطابع؛ فإن طبعته سيئة جداً كما هو معروف عند العلماء‪ ،‬وقد‬
‫آثر ذكرها دون رواية أبي داود أو الجماعة الشيخ عبد ال الغماري‪ -‬وقد عزاه إليهم" أبو‬
‫داود والترمذي والنسائي‪ -‬في رسالته " إعلم النبيل بجواز التقبيل" لهوى في نفسه وهو‬
‫تأييد ما عليه العامة من تقبيل أيادي الباء والمهات ول أصل لذلك في الشرع‪ ،‬وهذا‬
‫دأبه ودأب أذنابه وأمثاله من المبتدعة تصحيح الحاديث الواهية انتصاراً لهوائهم‪،‬‬
‫وتضعيف الحاديث الصحيحة كما فعلوا بحيث الجارية‪" :‬أين ال؟ " فقد أجمعوا على‬
‫تضعيفه مع اتفاق العلماء على تصحيحه سلفاً وخلفاً‪ ،‬وفيهم بعض المؤولة كالبيهقي‬
‫والعسقلني‪ ،‬فخالفوا بذلك سبيل المؤمنين كما بينته في غير هذا الموضع‪.‬‬
‫( ) "لبذرة" ‪ :‬البذر من يفشي السر‪ ،‬ويظهر ما يسمعه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪195‬‬
‫لتفعلوا فعل فارس والروم‪ .‬يقومون على ملوكهم وهم قعود‪ ،‬فل تفعلوا‪،‬‬
‫ائتموا بأئمتكم‪ ،‬إن صلى قائما فصلوا قياما‪ ،‬وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا‬
‫(‪)1‬‬

‫"‪.‬‬
‫‪ -382‬باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه‪430 -‬‬
‫@‪ -731/949‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬إذا‬
‫تثاءب أحدكم‪ ،‬فليضع يده بفيه ؛ فإن الشيطان يدخل فيه"‪.‬‬
‫@‪( 732/950‬صحيح السناد موقوفا) عن ابن عباس قال‪ " :‬إذا تثاءب‬
‫فليضع يده على فيه؛ فإنما هو من الشيطان"‪.‬‬
‫‪ -383‬باب هل يفلي أحد رأس غيره؟ ‪431 -‬‬
‫@‪( 733/952‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ " :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يدخل على أم حرام؛ ابنة ملحان‪ ،‬فتطعمه‪ ،‬وكانت تحت عبادة بن‬
‫الصامت‪ ،‬فأطعمته‪ ،‬وجعلت تفلي رأسه‪ ،‬فنام‪ ،‬ثم استيقظ يضحك"‪.‬‬
‫@‪(734/953‬حسن لغيره) عن قيس بن عاصم السعدي قال‪ :‬أتيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ " :‬هذا سيد أهل الوبر"‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! ما‬
‫المال الذي ليس علي فيه تبعة من طالب‪ ،‬ول من ضيف؟ فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪" :‬نعم المال أربعون‪ ،‬والكثر(‪ )2‬ستون‪ ،‬وويل لصحاب‬
‫المئين‪ ،‬إل من أعطى الكريمة‪ ،‬ومنح الغزيرة‪ ،‬ونحر السمينة‪ ،‬فأكل‪ ،‬وأطعم‬
‫القانع والمعتر"(‪ .)3‬قلت‪ :‬يا رسول ال! ما أكرم هذه الخلق ل يحل بواد أنا‬
‫فيه من كثرة نعمي‪ .‬فقال‪ " :‬كيف تصنع بالعطية؟ " قلت‪ :‬أعطي البكر‪،‬‬
‫( ) سيأتي من طريق أخرى بسياق آخر (‪.)742/960‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصل‪" :‬والكثرة" والتصحيح من مصادر الحديث التي ذكرها؛ "ثقات ابن حبان"‬ ‫‪2‬‬

‫وغيره‪.‬‬
‫( ) "القانع"‪ :‬السائل‪ ،‬و" المعتر" من يأتي للمعروف من غير أن يسأل‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪196‬‬
‫وأعطي الناب(‪ )1‬قال‪ " :‬كيف تصنع في المنيحة"(‪ )2‬قال‪ :‬إني لمنح الناقة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫قال‪ " :‬كيف تصنع في الطروقة؟"(‪ )3‬قال‪ :‬يغدوا الناس بحبالهم‪ ،‬ول يوزع‬
‫رجل من جمل يختطمه(‪ ،)5‬فيمسكه ما بدا له‪ ،‬حتى يكون هو يرده‪ ،‬فقال‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فمالك أحب إليك‪ ،‬أم مال مواليك؟"‪[ .‬قال ‪:‬‬
‫مالي]‪ .‬قال‪ " :‬فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت‪ ،‬أو أعطيت فامضيت‪،‬‬
‫وسائره لمواليك"‪ .‬فقلت‪ :‬ل جرم‪ ،‬لئن رجعت لقلن عددها‪ .‬فلما حضره‬
‫الموت جمع بنيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني! خذوا عني؛ فإنكم لن تأخذوا عن أحدٍ هو‬
‫أنصح لكم مني‪ :‬ل تنوحوا عليّ؛ فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم ينح‬
‫عليه‪ ،‬وقد سمعت النبي صلى ال عليه وسلم ينهى عن النياحة‪ ،‬وكفنوني في‬
‫ثيابي التي كنت أصلي فيها‪ ،‬وسودوا أكابركم؛ فإنكم إذا سودتم أكابركم لم‬
‫يزل لبيكم فيكم خليفة‪ ،‬وإذا سودتم أصاغركم هان أكابركم على الناس‪،‬‬
‫وزهدوا فيكم‪ .‬واصلحوا عيشكم؛ فإن فيه غنىً عن طلب الناس‪ ،‬وإياكم‬
‫والمسألة‪ ،‬فإنها آخر كسب المرء‪ .‬وإذا دفنتموني فسووا على قبري؛ فإنه‬
‫كان يكون شيء بيني وبين هذا الحي من بكر بن وائل‪ :‬خماشات(‪ ،)6‬فل آمن‬
‫سفيها أن يأتي أمرا يدخل عليكم عيبا في دينكم‪.‬‬

‫( ) "الناب" ‪ :‬الناقة المسنة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) "المنيحة" ‪ :‬قال في "النهاية"‪" :‬ومنحة اللبن" ‪ :‬أن يعطيه ناقة أوشاة‪ ،‬ينتفع بلبنها‬ ‫‪2‬‬

‫ويعيدها‪ ،‬وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زماناً ثم يردها‪.‬‬


‫( ) "الطروقة" ‪ :‬الناقة التي بلغت أن يضربها الفحل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ) "ول يوزع" ‪ :‬أي ‪ :‬ل يمنع‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) أي ‪ :‬يجعل على انفه خطاماً‪ ،‬و(الخطام) ‪:‬ما يوضع على أنف الجمل من الزمام؛‬ ‫‪5‬‬

‫ليقاد به‪.‬‬
‫( ) "خماشات" واحدها خُماشة أي ‪ :‬جراحات وجنايات وهي كل ما كان دون القتل؛‬ ‫‪6‬‬

‫والدية من القطع‪ ،‬أو جدع‪ ،‬أو جرح‪ ،‬أو ضرب‪ ،‬أو نهب‪ ،‬ونحو ذلك من أنواع الذى‪" ،‬‬
‫النهاية"‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -384‬باب تحريك الرأس وعض الشفتين عند التعجب – ‪432‬‬
‫" قلت‪ :‬أسند تحته حديث أبي ذر التي بعد بابين (‪.")737/957‬‬
‫‪ -385‬باب ضرب الرجل يده على فخذه عند التعجب أو الشيء‪433 -‬‬
‫@‪( 735/955‬صحيح) عن علي رضي ال عنه‪ :‬أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم طرقَه(‪ )1‬وفاطمة بنت النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ " :‬أل‬
‫تصلون؟‪ .‬فقلت يا رسول ال! إنما أنفسنا عند ال‪ ،‬فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا!‬
‫فانصرف النبي صلى ال عليه وسلم‪ -‬ولم يرجع إلي شيئا‪ .‬ثم سمعت وهو‬
‫مدبر يضرب فخذه‪ ،‬يقول‪﴿ :‬وكان النسان أكثر شيء جدلً﴾[الكهف‪.)2(]54 :‬‬
‫@‪( 736/956‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬رأيته يضرب جبهته بيده‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬يا أهل العراق! أتزعمون أني أكذب على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم! أيكون لكم المهنأ وعلي المأثم؟ أشهد لسمعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪ " :‬إذا انقطع شعس [نعل أحدكم‪ ،‬فل يمشي في نعله الخرى‬
‫حتى يصلحه"‪.‬‬

‫ل ‪ ،‬لن الطروق‪ :‬التيان بالليل‪ ،‬على المشهور في اللغة ‪ ،‬وذكر بعضهم أن‬ ‫( ) أي ‪ :‬لي ً‬‫‪1‬‬

‫معنى (طرق) ‪ :‬أتى‪ ،‬لكن المعنى الول هو المراد هنا ؛ لنه جاء في رواية للمؤلف في‬
‫" صحيحه" (‪ )1127‬بلفظ "‬
‫" دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم علي وعلى فاطمة من الليل‪ ،‬فقال لنا‪ " :‬قوما‬
‫فصليا" ثم رجع إلى بيته‪ ،‬فلما مضى هوي من الليل‪ ،‬رجع فلم يسمع لنا حساً‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"قوما فصليا"‪ ،‬قال‪ :‬فقمت‪ ،‬وأنا أعرك عيني‪ ،‬فقلت‪ "… :‬الحديث وسنده حسن‪.‬‬
‫( ) قلت‪ :‬ليتأمل المسلم كيف احتج النبي صلى ال عليه وسلم بهذه الية على علي‬ ‫‪2‬‬

‫رضي ال عنه لعتذاره عن عدم قيام الليل بالقدر ‪ ،‬مع أن هذه الصلة ناقلة‪ ،‬ومع‬
‫احتمال أن يكون معذوراً في تلك الساعة‪ ،‬فكيف يكون رده صلى ال عليه وسلم على‬
‫هؤلء الفساق والمصرين على ترك الفرائض‪ ،‬وارتكابهم الموبقات إذا احتجوا بالقدر ؟‬
‫ل شك أنهم يكونون قد شابهوا الكفار في قولهم المحكي عنهم في القرآن الكريم‪﴿ :‬لو شاء‬
‫ال ما أشركنا ول ءاباؤنا ول حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا‬
‫باسنا﴾‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ -386‬باب إذا ضرب الرجل فخذ أخيه ولم يرد به سوءا‪434 -‬‬
‫@‪( 737/957‬صحيح) عن أبي العالية؛ البراء‪ ،‬قال‪ :‬مر بي عبد ال بن‬
‫الصامت‪ ،‬فألقيت له كرسيا‪ ،‬فجلس‪ ،‬فقلت له‪ :‬إن ابن أبي زياد قد أخر‬
‫الصلة‪ ،‬فما تأمر؟ فضرب فخذي ضربة‪ -‬أحسبه قال‪ :‬حتى أثر فيها – ثم‬
‫قال‪ :‬سألت [خليلي‪ ]954/‬أبا ذر كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت‬
‫فخذك‪ ،‬فقال‪[ :‬أتيت النبي صلى ال عليه وسلم بوضوء‪ ،‬فحرك رأسه‪،‬‬
‫وعض على شفتيه! قلت‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ ،‬آذيتك؟ قال‪ " :‬ل ولكنك تدرك‬
‫أمراء – أو أئمة‪ -‬يؤخرون الصلة لوقتها"‪ .‬فقلت‪ :‬فما تأمرني؟ قال‪" ] :‬‬
‫صل الصلة لوقتها ؛ فإن أدركت معهم فصل‪ ،‬ول تقل( وفي رواية ‪ :‬ول‬
‫تقولن) ‪ :‬قد صليت‪ ،‬فل أصلي"‪.‬‬
‫@‪ )958/1(/738‬عن عبد ال بن عمر‪ :‬أن عمر بن الخطاب انطلق مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم في رهط من أصحابه قبل ابن صياد‪ ،‬حتى‬
‫وجدوه يلعب مع الغلمان في أط ّم(‪ )1‬بني مغالة‪ ،‬وقد قارب ابن صياد يومئذ‬
‫الحلم‪ ،‬فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى ال عليه وسلم ظهره بيده‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫" أتشهد أني رسول ال!"‪ .‬فنظر إليه ‪ :‬فقال‪ :‬أشهد أنك رسول الميين! قال‬
‫ابن صياد‪ :‬فتشهد أني رسول ال! فرصّه(‪ )2‬النبي صلى ال عليه وسلم ثم‬

‫( ) بضمتين بناء كالحصن‪ ،‬و(مغالة) بفتح الميم والمعجمة الخفيفة بطن من النصار‬ ‫‪1‬‬

‫كما في " الفتح" (‪.)3/220‬‬


‫( ) الصل‪ " :‬رضه" بالضاد المعجمة‪ ،‬وكذا في نسخة الشارح ‪ ،‬والتصحيح من الطبعة‬ ‫‪2‬‬

‫الهندية و" النهاية لبن الثير‪ ،‬وقال‪ " :‬أي ضم بعضه إلى بعض"‪.‬‬
‫ووقع في " صحيح المؤلف" (الجنائز‪ /‬رقم ‪ " :)1354‬فرفضه" وهي رواية مسلم(‬
‫‪ )8/192‬وكذا ابن حبان (‪ )8/275‬وفي طبعة المؤسسة (‪" :)15/188‬فرفصّه بالصاد‬
‫المهملة‪ ،‬ولعله خطأ مطبعي ‪ ،‬فقد أنكرها عياض كما في " الفتح" ‪ ،‬وفي رواية أخرى‬
‫في " صحيح المؤلف" (الدب‪ /‬رقم ‪" : )6173‬فرضه"‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫قال‪ " :‬آمنت بال وبرسوله"‪ ،‬ثم قال لبن صياد‪(( :‬ماذا ترى؟)) فقال ابن‬
‫الصياد‪ :‬يأتيني صادق وكاذب‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬خلط‬
‫عليك المر"‪ .‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إني خبئت لك خبيئا"‪ .‬قال‪:‬‬
‫هو الدخ‪ .‬قال‪ " :‬اخسأ‪ ،‬فلم تعدُ قدرك"(‪ .)1‬قال‪ :‬عمر‪ :‬يا رسول ال ! أتأذن‬
‫لي فيه أن أضرب عنقه‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن يك هو ل‬
‫تسلط عليه‪ ،‬وإن لم يك هو فل خير لك في قتله"‪.‬‬
‫@‪ -)958/2(/739‬قال عبد ال بن عمر ‪ :‬انطلق بعد ذلك النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم هو وأبي بن كعب النصاري يوما إلى النخل التي فيها ابن‬
‫صياد‪ ،‬حتى إذا دخل النبي صلى ال عليه وسلم طفق النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يتقي بجذوع النخل‪ ،‬وهو يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه‪ ،‬وابن‬
‫صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها زمزمة(‪ )2‬فرأت أم ابن صياد‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل‪ ،‬فقالت لبن صياد‪ :‬أين‬
‫صاف! (وهو اسمه)هذا محمد‪ ،‬فتناهى ابن صياد‪ .‬قال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬لو تركته لبين"(‪.)3‬‬
‫@‪( ) 958/3(/740‬صحيح) قال عبد ال ‪ :‬قام النبي صلى ال عليه وسلم في‬
‫الناس‪ ،‬فأثنى على ال بما هو أهله‪ ،‬ثم ذكر الدجال فقال‪" :‬إني أنذركموه وما‬

‫" قال الخطابي‪ :‬وقع هنا بالضاد المعجمة‪ ،‬وهو غلط والصواب بالصاد المهملة ‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫قبض عليه بثوبه يضم بعضه إلى بعض"‪.‬‬
‫( ) كذا الصل ‪ ،‬وهو جائز لغة ‪ ،‬لكن في " الصحيحين" (تعدو) وهو الصل لغة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) قال الخطابي ‪ :‬هو تحريك الشفتين بالكلم‪ ،‬وقال غيره‪ :‬هو كلم العلوج‪ ،‬وهو‬ ‫‪2‬‬

‫صوت بصوت من الخياشيم والحلق‪.‬‬


‫( ) أي ‪ :‬لو تركته أمه ولم تعلمه بمجيئنا لتمادى على ما كان فيه فسمعنا ما تطلع به على‬
‫‪3‬‬

‫حقيقته‪ .‬أفاده الحافظ (‪.)6/174‬‬

‫‪200‬‬
‫ل لم‬
‫من نبي إل وقد أنذر قومه‪ ،‬لقد أنذر نوحٌ قومه‪ ،‬ولكن سأقول لكم فيه قو ً‬
‫يقله نبي لقومه‪ :‬تعلمون أنه أعور‪ ،‬وأن ال ليس بأعور"‪.‬‬
‫@‪( 741/959‬صحيح السناد) عن جابر قال‪ " :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا كان جنبا‪ ،‬يصب على رأسه ثلث حفنات من ماء"‪ .‬قال الحسن بن‬
‫محمد(‪ :)1‬أنا عبد ل! إن شعري أكثر من ذاك! قال‪ :‬وضرب[ جابر] بيده‬
‫على فخذ الحسن فقال‪ :‬يا ابن أخي! كان شَعرُ النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫أكثر من شعرك وأطيب‪.‬‬
‫‪ -387‬باب من كره أن يقعد ويقوم له الناس – ‪435‬‬
‫@‪( 742/960‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬صرع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫من فرس بالمدينة على جذع نخلة‪ ،‬فانفكت قدمه‪ ،‬فكنا نعوده في مشربة‬
‫لعائشة رضي ال عنها‪ ،‬فأتيناه‪ ،‬وهو يصلي قاعدا‪ ،‬فصلينا قياما‪ ،‬ثم أتيناه‬
‫مرة أخرى وهو يصلي المكتوبة قاعدا‪ ،‬فصلينا خلفه قياما‪ ،‬فأومأ إلينا أنِ‬
‫اقعدوا‪ ،‬فلما قضى الصلة‪ ،‬قال‪" :‬إذا صلى المام قاعدا فصلوا قعودا‪ ،‬وإذا‬
‫صلى قائما فصلوا قياما‪ ،‬ول تقوموا والمام قاعد‪ ،‬كما تفعل فارس‬
‫بعظمائهم"‪.‬‬
‫@‪( 743/961‬صحيح) قال [جابر]‪ :‬وولد لفلن(‪ )2‬من النصار غلم‪ ،‬فسماه‬
‫محمدا‪ ،‬فقالت النصار ‪ :‬ل نكنيك برسول ال‪ .‬حتى قعدنا في الطريق نسأله‬
‫عن الساعة؟ فقال‪ " :‬جئتموني تسألوني عن الساعة؟" قلنا نعم قال‪ " :‬ما من‬
‫نفس منفوسة‪ ،‬يأتي عليها مائة سنة"‪ .‬قلنا ولد لفلن من النصار غلم فسماه‬

‫( ) هو الحسن بن محمد ابن الحنفية أبو محمد المدني‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) الصل‪( :‬لغلم) وهو خطأ ظاهر‪ ،‬وفي النفس من السياق شيء ‪ ،‬ولم أجده في‬ ‫‪2‬‬

‫مصدر آخر لتقويمه‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫محمدا‪ ،‬فقالت النصار‪ :‬ل نكنيك برسول ال‪ .‬قال‪ " :‬أحسنت النصار‪.‬‬
‫سمّوا باسمي‪ ،‬ول تكنوا بكنيتي))‪.‬‬
‫‪ -388‬باب – ‪436‬‬
‫@‪( 744/962‬صحيح) عن جابر بن عبد ال ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم مر في السوق داخلً من بعض العالية‪ -‬والناس كنفيه‪ ،‬فمر بجدي‬
‫أسك(‪[ )1‬ميت]‪ ،‬فتناوله فأخذ بأذنه‪ ،‬ثم قال‪" :‬أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟"‬
‫فقالوا‪ :‬ما نحب أنه لنا بشيء‪ ،‬وما نصنع به؟ قال‪" :‬أتحبون أنه لكم؟"‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫ل‪( .‬قال ذلك لهم ثلثا )‪ .‬فقالوا‪ :‬ل وال! لو كان حيا لكان عيبا فيه أنه‬
‫أسك( والسك الذي ليس له أذنان) فكيف وهو ميت؟ قال‪ " :‬فوال‪ ،‬للدنيا‬
‫أهون على ال من هذا عليكم"‪.‬‬
‫@‪( 745/963‬صحيح) عن عُتي بن ضمرة قال ‪ :‬رأيت عند أبي(‪ )2‬رجلً‪،‬‬
‫تعزى بعزاء الجاهلية‪ ،‬فأعضه أبي – ولم يكنه – فنظر إليه أصحابه قال‪:‬‬
‫كأنكم أنكرتموه؟! فقال‪ :‬إني ل أهاب في هذا أحدا أبدا؛ إني سمعت النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬من تعزى بعزاء الجاهلية‪ ،‬فأعضوه(‪ )3‬ول‬
‫تكنوه"‪.‬‬

‫( ) أي ‪ :‬ليس له أذنان‪ ،‬كما يأتي في الحديث نفسه‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) كذا وقع في هذا الكتاب(أبي) غير منسوب وهو ابن أبي بن كعب‪ ،‬كما جاء مصرحاً‬ ‫‪2‬‬

‫في " مسند" المام أحمد وغيره‪ ،‬وغفل عن ذلك محمد فؤاد عبد الباقي – رحمه ال‪-‬‬
‫فظن أن لفظة (أبي) بفتح الهمزة بإضافة ياء النسبة إلى لفظ (الب) أي ‪ :‬أبي المتكلم‬
‫عتي بن ضمرة‪ ،‬فيكون على ذلك أبوه ضمرة صحابي الحديث! فقال في تعليقه عليه "‬
‫ليس هذا الصحابي ذكر عندي" !‬
‫وانطلى المر على الشارح‪ ،‬فلم يتول بيان هذه الحقيقة‪ ،‬وهي أن صحابي هذا الحديث هو‬
‫أبي بن كعب‪.‬‬
‫( ) "فأعضوه" ‪ :‬زاد أحمد وغيره في رواية "بهن أبيه"‪ .‬قال ابن الثير‪" :‬أي‪ :‬قولوا له‬ ‫‪3‬‬

‫‪ :‬اعضض بأير أبيك‪ ،‬ول تكنوا عن الير بالهن‪ ،‬تنكيلً له وتأديباً"‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫@‪( 746/965‬صحيح) عن أبي موسى‪ :‬أنه كان مع النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم في حائط من حيطان المدينة‪ ،‬وفي يد النبي صلى ال عليه وسلم عود‬
‫يضرب به بين الماء والطين‪ )4(-‬فجاء رجل يستفتح‪ ،‬فقال النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬افتح له‪ ،‬وبشره بالجنة" فذهبت‪ ،‬فإذا أبو بكر رضي ال عنه‪،‬‬
‫ففتحت له‪ ،‬وبشرته بالجنة‪ .‬ثم استفتح رجل آخر‪ ،‬فقال‪ " :‬افتح له‪ ،‬وبشره‬
‫بالجنة"‪ .‬فإذا عمر رضي ال عنه‪ ،‬ففتحت له‪ ،‬وبشرته بالجنة‪ .‬ثم استفتح‬
‫رجل آخر‪ -‬وكان متكئا فجلس‪ -‬وقال‪ " :‬افتح له‪ ،‬وبشره بالجنة على بلوى‬
‫تصيبه‪ ،‬أو تكون"‪ .‬فذهبت‪ ،‬فإذا عثمان‪ ،‬ففتحت له‪ ،‬فأخبرته بالذي قال‪ .‬قال‪:‬‬
‫ال المستعان‪.‬‬
‫‪ -390‬باب مصافحة الصبيان – ‪439‬‬
‫@‪( 747/966‬صحيح السناد) عن سلمة بن وردان قال‪ :‬رأيت أنس بن مالك‬
‫يصافح الناس‪ ،‬فسألني‪ :‬من أنت؟ فقلت‪ :‬مولى لبني ليث‪ ،‬فمسح على رأسي‬
‫ثلثا‪ ،‬وقال‪" :‬بارك ال فيك"‪.‬‬
‫‪ -391‬باب المصافحة – ‪440‬‬
‫@‪( 748/967‬صحيح السناد موقوفا) عن أنس بن مالك قال‪ :‬لما جاء أهل‬
‫اليمن‪ ،‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قد أقبل أهل اليمن‪ ،‬وهم أرق قلوبا‬
‫منكم"‪ .‬فهم أول من جاء بالمصافحة‪.‬‬
‫( ) قلت‪ :‬زاد المؤلف في رواية له في "الصحيح" (‪:)3695‬‬ ‫‪4‬‬

‫"وأمرني بحفظ باب الحائط"‪.‬‬


‫وللروباني من طريق أخرى عن أبي موسى‪ ،‬بلفظ ‪ " :‬يا أبا موسى! املك علي الباب"‬
‫أخرجه في "مسنده" (ق ‪ )100/2‬من طريق مؤمل بن إسماعيل بسنده عنه‪ ،‬ومؤمل هذا‬
‫فيه ضعف‪ ،‬لكن عزاه الحافظ في " الفتح" (‪ )7/36‬لبي عوانة أيضاً في " صحيحه"‬
‫وسكت عنه‪ ،‬فل أدري إذا كان عنده من طريق أخرى أو ل ‪ .‬لكنه عند الترمذي (‪)3711‬‬
‫بهذا اللفظ من الطريق الولى الصحيحة‪ ،‬وقال ‪ " :‬حسن صحيح" ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫@‪( 749/968‬صحيح السناد موقوفا) عن البراء بن عازب قال‪" :‬من تمام‬
‫التحية أن تصافح أخاك"‪.‬‬
‫‪ -392‬باب المعانقة – ‪442‬‬
‫@‪( -570/970‬حسن) عن جابر بن عبد ال ‪ :‬أنه بلغه حديث عن رجل من‬
‫أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فابتعت بعيرا‪ ،‬فشددت إليه رحلي‬
‫شهرا‪ ،‬حتى قدمت الشام‪ ،‬فإذا عبد ال بن أنيس‪ ،‬فبعثت إليه أن جابرا‬
‫بالباب‪ ،‬فرجع الرسول فقال‪ :‬جابر بن عبد ال؟ فقلت نعم‪ ،‬فخرج فأعتقني‪،‬‬
‫قلت حديث بلغني لم أسمعه؛ خشيت أن أموت أو تموت‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬يحشر ال العباد – أو الناس‪ -‬عراة غرلً‬
‫بهما"‪ ،‬قلت‪ :‬ما بهما ؟ قال‪" :‬ليس معهم شيء‪ ،‬فيناديهم بصوت يسمعه من‬
‫بَعُدَ‪ -‬أحسبه قال‪ :‬كما يسمعه من قرب‪ :‬أنا الملك‪ ،‬ل ينبغي لحد من أهل‬
‫الجنة يدخل الجنة‪ ،‬وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة"‪ .‬ول ينبغي لحد من‬
‫أهل النار يدخل النار‪ ،‬وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة"‪ .‬قلت‪ :‬وكيف ؟‬
‫وإنما نأتي ال عراة بهما ؟ قال‪ " :‬بالحسنات والسيئات"‪.‬‬
‫‪ -393‬باب الرجل يقبل ابنته‪443 -‬‬
‫" قلت‪ :‬أسند فيه الشطر الول من حديث عائشة المتقدم برقم (‪.")729/947‬‬
‫‪ -394‬باب تقبيل اليد – ‪444‬‬
‫@‪( -751/973‬حسن السناد)عن عبد الرحمن بن رزين قال‪ :‬مررنا‬
‫بالربذة‪ ،‬فقيل لنا ‪ :‬ها هنا سلمة بن الكوع‪ ،‬فآتيناه فسلمنا عليه‪ ،‬فأخرج يديه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بايعتُ بهاتين نبي ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فأخرج كفا له ضخمة‬
‫ف بعير‪ ،‬فقمنا إليها فقبلناها‪.‬‬
‫كأنها ك ّ‬

‫‪204‬‬
‫@‪( -352/977‬صحيح) عن أبي مجلز قال‪ :‬إن معاوية خرج‪ ،‬وعبد ال بن‬
‫عامر وعبد ال بن الزبير قعود‪ ،‬فقام ابن عامر‪ ،‬وقعد ابن الزبير‪ -‬وكان‬
‫أرزنهما‪ -‬قال معاوية ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من سره أن يمثل‬
‫له(‪ )1‬عباد ال قياما‪ ،‬فليتبوأ بيتا من النار"‪.‬‬

‫( ) أي ‪ :‬أن ينتصب الجالسون قيامًا للداخل إليهم؛ لكرامه وتعظيمه (فليتبوأ) أمر‬ ‫‪1‬‬

‫بمعنى الخبر‪ ،‬أي ‪ :‬دخل النار إذا سره ذلك‪،‬هذا هو المعنى المتبادر من الحديث ‪،‬‬
‫واحتجاج معاوية رضي ال عنه به على من قام له ‪ ،‬وأقره عبد ال بن الزبير ومن كان‬
‫جالساً معه‪ ،‬ولذلك فإني أقطع بخطأ من حمل الحديث على القيام له وهو قاعد‪ ،‬كما في‬
‫حديث جابر المتقدم(‪ )742/960‬ففيه أن هذا من فعل فارس‪ .‬أي ‪ :‬العاجم الكفار‪ ،‬ولقد‬
‫أحسن المؤلف رحمه ال بالترجمة له هناك بـ‪" :‬باب من كره أن يقعد ويقوم له الناس"‬
‫وترجم لحديث معاوية هنا بـ" "باب قيام الرجل للرجل تعظيماً"‪ ،‬وهذا من فقهه ودقة‬
‫فهمه رحمه ال ‪ ،‬ولم يتنبه له كثير من الشراح‪ ،‬والذين تكلموا في معناه ‪ ،‬كقول ابن‬
‫الثير وغيره ‪ :‬أي ‪ :‬يقومون له قيامًا ‪ ،‬وهو جالس"!‬
‫فحملوا معنى هذا الحديث على معنى هذا الحديث على معنى حديث جابر‪ ،‬وهذا خلط‬
‫عجيب كنت أود أن ل يقع فيه شيخ السلم ابن تيمية؛ فإنه رحمه ال مع تقريره أن القيام‬
‫للقادم خلف السنة وما كان عليه السلف‪ ،‬وقوه ‪ " :‬ينبغي لناس أن يعتادنا اتباع لسلف"‬
‫واحتج لذلك بحديث أنس المتقدم (‪ ،)728/946‬ولم يفته رحمه ال أن ينبه أن الصلح‬
‫القيام للجائي إذا خشي من تركه وقوع مفسدة مثل التباغض والشحناء ‪ .‬وهذا من علمه‬
‫وفقهه الدقيق جزاه ال خيراً‪ ،‬ولكنه مع ذلك أتبعه بقوله‪:‬‬
‫" وليس هذا [هو ] القيام المذكور في قوله صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من سره أن يتمثل له‬
‫الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار"؛ فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد‪ ،‬وليس هو أي‪:‬‬
‫يقوموا لمجيئه إذا جاء…"!‬
‫كذا قال رحمه ال‪ ،‬ولعل ذلك كان منه قبل تضلعه في علمه‪ ،‬فقد رأيت تلميذه ابن القيم قد‬
‫أنكر حمل الحديث هذا المحمل‪ ،‬وهو قلما يخالفه‪ ،‬فأظنه مما حمله عنه بعد‪ ،‬فقال ابن‬
‫القيم رحمه ال في "تهذيب السنن" (‪ )8/93‬بعد أن ساق حديث جابر المشار إليه آنفاً‪:‬‬
‫"وحمل أحاديث النهي عن القيام على مثل هذه الصورة ممتنع‪ ،‬فإن سياقها يدل على‬
‫خلفه؛ ولنه صلى ال عليه وسلم كان ينهى عن القيام له إذا خرج عليهم‪ ،‬ولن العرب‬
‫لم يكونوا يعرفون هذا؛ إنما هو من فعل فارس والروم؛ ولن هذا ل يقال له ‪ :‬قيام‬
‫للرجل؛ وإنما هو قيام عليه ‪ ،‬ففرق بين القيام للشخص المنهي عنه‪ ،‬والقيام عليه المشبه‬
‫لفعل فارس والروم ‪ ،‬والقيام إليه عند قدومه الذي هو سنة العرب‪ ،‬وأحاديث الجواز تدل‬
‫عليه فقط"‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫‪ -396‬باب بدء السلم – ‪447‬‬
‫@‪(-753/978‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" خلق ال آدم صلى ال عليه وسلم [ على صورته](‪ ،)1‬وطوله ستون ذراعا‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬اذهب‪ ،‬فسلم على أولئك‪ -‬نف ٌر من الملئكة جلوس‪ -‬فاستمع ما‬

‫وهذا غاية التحقيق في هذه المسألة مع اليجاز والختصار‪ ،‬فجزاه ال خيراً‪ ،‬فعض عليه‬
‫بالنواجذ؛ فإنه مما يجهله كثير من الدعاة اليوم‪ ،‬ويخالفه عمليًا الكثرون‪ ،‬فاعتادوا خلف‬
‫ما كان عليه السلف‪ ،‬حتى في مجالسهم الخاصة‪ ،‬وال المستعان‪.‬‬
‫( ) زيادة من " صحيح المؤلف" (الستئذان‪ ،‬رقم‪ ،)6227 :‬وهي عند مسلم أيضاً (‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)8/149‬وكلهما أخرجه من طريق عبد الرزاق‪ ،‬وهذا في "المصنف" (‪)10/384‬‬


‫وعنه ابن حبان أيضاً (‪ ،)6129‬وكذلك المصنف هنا‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث دللة صريحة على بطلن حديث‪ " :‬خلق ال آدم على صورة الرحمن"‬
‫مع أن إسناده معلول بأربع علل كنت ذكرتها مفصلً في " الضعيفة" (‪ 1175‬و ‪،)1176‬‬
‫ونحو ذلك في " تخريج السنة" لبن أبي عاصم(‪ 517‬و ‪.)541‬‬
‫وبهذا الحديث الصحيح يفسر حديث أبي هريرة الخر الذي صح عنه من طرق بلفظ "‬
‫خلق ال آدم على صورته" وقد مضى برقم(‪ )129/173‬مع التعليق عليه بما يناسب هذا‬
‫الحديث الصحيح ‪.‬‬
‫وبهذه المناسبة أقول‪ :‬لقد أساء الشيخ التويجري‪ -‬رحمه ال تعالى‪ -‬إلى العقيدة والسنة‬
‫الصحيحة معًا بتأليفه الذي اسماه‪ " :‬عقيدة أهل اليمان في خلق آدم على صورة‬
‫الرحمن"‪ ،‬فإن العقيدة ل تثبت إل بالحديث الصحيح‪ ،‬والحديث الذي اقام عليه كتابه مع‬
‫أنه ل يصح من حيث إسناده ‪ ،‬فهو مخالف لربعة طرق صحيحة عن أبي هريرة‪ ،‬هذا‬
‫الحديث المتفق على صحته أحدها‪ ،‬والخرى مع أن الشيخ خرجها وصححها فهو لم‬
‫يستفد من ذلك شيئاً؛ لن هذا العلم ليس من شأنه ‪ ،‬وإل كيف يصح لعالم أن يقبل طريقاً‬
‫خامسًا عن أبي هريرة بلفظ ‪:‬‬
‫" على صورة الرحمن "!‬
‫مخالفًا لتلك الطرق الربعة‪ ،‬والتي ثلثتها بلفظ‪ " :‬على صورته"‪ ،‬والولى منها فيها‬
‫التصريح بأن مرجع الضمير إلى آدم عليه السلم كما ترى‪ ،‬يضاف إلى هذه المخالفة‬
‫التي تجعل حديثها شاذًا عند من يعرف الحديث الشاذ لو كان إسناده صحيحاً‪ ،‬فكيف وفيها‬
‫ابن لهيعة‪ ،‬والشيخ يعلم ضعفه ومع ذلك يحاول(ص‪ )27:‬توثقه‪ ،‬ولو بتغيير كلم الحفاظ‬
‫وبتره ‪ ،‬فهو يقولك " قال الحافظ ابن حجر في " التقريب" ‪ :‬صدوق" ! وتمام كلم‬
‫الحافظ يرد عليه ؛ فإنه قال فيه‪:‬‬
‫"خلط بعد احتراق كتبه‪ ،‬ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما"!‬

‫‪206‬‬
‫يحيونك(‪ )2‬به فإنها تحيتك وتحية ذريتك‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فقالوا‪ :‬عليك‬
‫السلم ورحمة ال‪ ،‬فزادوه ‪ :‬ورحمة ال‪ ،‬فكل من يدخل الجنة على‬
‫صورته‪ ،‬فلم يزل ينقص من الخلق حتى الن"‪.‬‬
‫‪ -397‬باب إفشاء السلم – ‪448‬‬

‫وهذا الحديث ليس من رواية أحدهما! فماذا يقال فيمن ينقل بعض الكلم‪ ،‬ويكتم بعضه؟!‬
‫وله مثل هذا كثير‪ ،‬ل يتسع هذا التعليق لبيان ذلك‪.‬‬
‫وأما حديث ابن عمر باللفظ المنكر‪ ،‬فقد تكلف الشيخ جداً في الجابة عن العلل الثلث‬
‫التي كنت نقلتها عن ابن خزيمة ‪ ،‬كما تجاهل رجاحة رواية سفيان المرسلة على واة‬
‫جرير المسندة عن ابن عمر! ولربما تجاهل علىة رابعة كنت ذكرتها في "الضعيفة" (‬
‫‪ )3/317‬وهي أن جريراً ساء حفظه في آخر عمره‪ ،‬وهذا هو سبب اضطرابه في هذا‬
‫الحيدث ‪ ،‬فمرة رواه بهذا الفظ المنكر‪ ،‬فتشبث الشيخ به‪ ،‬ومرة رواه باللفظ الصحيح‪" :‬‬
‫عرى صورته" فتجاهله الشيخ! مع أنه مطلع عليه في "السنة" برقم (‪ )518‬ومن تعليقي‬
‫عليه ينقل ما يحلو له نقله من كلمي ليرد عليه بزمه‪ ،‬ومنه أنني قلت في ديث أبي رافع‬
‫عن أبي هريرة بلفظ ‪ " :‬على صورة وجهه"؛ فإني صححت إسناده تحت رقم (‪)516‬‬
‫وأتبعته بقولي‪:‬‬
‫" لكني في شك من ثوبت قوله‪ … " :‬وجهه" فغن المحفوظ في الطرق الصحيحة‪" :‬على‬
‫صورته" فألزمني الشيخ – في كلم طويل له ممجوج‪ -‬بالقول بصحة الحديث‪ ،‬وقال‬
‫(ص ‪:)28‬‬
‫" وإذا كانالسناد صحيحاً ‪ ،‬فل وجه للشك في متنه" !‬
‫ومن الواضح لكل ذي بصيرة أن هذا الكالم غير وارد علي‪ ،‬لنني لم أشك في متن‬
‫الحديث فرددته مع صحة إسناده ‪ ،‬حاشا ل فنحن بفضل ال وتوفيقه من أشد الناس معاداة‬
‫لنم يفعل ذلك‪ ،‬وإنما شككت في هذه الزيادة ‪" :‬وجهه" للمخافة المشار إليها‪ ،‬وفي ظني أن‬
‫الشيخ ل يعرف أنه ل يلزم من صحة السند صحة المتن‪ ،‬وأن من شروط الصحيح أن ل‬
‫يشذ ول يعل‪ ،‬وإل لما ألزمني ذاك اللزام‪ ،‬ولرد علي‪ -‬لو أمكنه‪ -‬دعواي الشذوذ المشار‬
‫إليه في قولي‪ " :‬والمحفوظ … " ولكن هيهات هيهات! وختاماً فإني أريد أن أنبه القراء‬
‫الكرام إلى أن ما نسبه الشيخ إلى ابن تيمية والذهبي وابن حبان أنهم صححوا الحديث ‪،‬‬
‫فهو غير صحيح ‪ ،‬وإنما صححوه بالفظ المتفق عليه‪ ،‬فأما اللفظ المنكر فل‪ ،‬وراجع‬
‫"الضعيفة" لتتأكد من صحة ما أقول‪.‬‬
‫( ) الصل " يجيبونك " وكا في نسخة الشارح‪ ،‬والتصحيح من الصحيحين وغيرهما‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وانظر "الفتح" (‪.)11/4‬‬

‫‪207‬‬
‫@‪(-754/979‬حسن) عن البراء‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬أفشوا‬
‫السلم تسلموا"‪.‬‬
‫@‪ -755/980‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬ل‬
‫تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا‪ ،‬ول تؤمنوا حتى تحابوا‪ ،‬أل أدلكم على ما تحابون‬
‫به؟"‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬يا رسول ال‪ .‬قال‪ " :‬أفشوا السلم بينكم"‪.‬‬
‫@‪(-756/981‬صحيح) عن عبد ال بن عمر ٍو قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬اعبدوا الرحمن‪ ،‬وأطعموا الطعام‪ ،‬وأفشوا السلم‪ ،‬تدخلوا‬
‫الجنان"‪.‬‬
‫‪ -398‬باب من بدأ بالسلم – ‪449‬‬
‫@‪(-757/982‬صحيح السناد) عن بشير بن يسار قال‪ " :‬ما كان أحدٌ يبدأ –‬
‫أو يبدر – ابن عمر بالسلم"‪.‬‬
‫@‪(-758/983‬صحيح السناد موقوفا) عن جابر قال‪ " :‬يسلم الراكب على‬
‫الماشي‪ ،‬والماشي على القاعد‪ ،‬والماشيان أيهما يبدأ بالسلم فهو أفضل"‪.‬‬
‫@‪( -759/984‬حسن) عن ابن عمر‪ :‬أن الغر‪ -‬وهو رجل من مزينة‪،‬‬
‫وكانت له صحبة مع النبي صلى ال عليه وسلم – كانت له أوسق من تمر‬
‫على رجل من بني عمرو بن عوف‪ ،‬اختلف إليه مرارا‪ ،‬قال‪ :‬فجئت إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فأرسل معي أبا بكر الصديق‪ ،‬قال‪ :‬فكل من لقينا‬
‫سلموا علينا‪ ،‬فقال أبو بكر‪" :‬أل ترى الناس يبدؤونك بالسلم‪ ،‬فيكون لهم‬
‫الجر؟ ابدأهم بالسلم يكن لك الجر"‪ .‬يحدث هذا ابن عمر عن نفسه‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫@‪(-760/985‬صحيح) عن أبي أيوب؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ل يحل لمرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث‪ ،‬فيلتقيان‪ ،‬فيعرض هذا‬
‫ويعرض هذا؛ وخيرهما الذي يبدأ بالسلم"‪.‬‬
‫‪ -399‬باب فضل السلم – ‪450‬‬
‫@‪( -761/986‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رجلً مر على رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو في مجلس‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ .‬فقال"عشر حسنات"‪.‬‬
‫فمر رجل آخر‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال‪ .‬فقال‪" :‬عشرون حسنة"‪ .‬فمر‬
‫رجل آخر‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ .‬فقال‪" :‬ثلثون حسنة"‪.‬‬
‫فقام رجل من المجلس‪ ،‬ولم يسلم! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ما أوشك ما نسي صاحبكم! إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم‪ ،‬فإن بدا له أن‬
‫يجلس فليجلس‪ ،‬وإذا قام( وفي رواية‪ :‬فإن جلس ثم بدا له أن يقوم قبل أن‬
‫يتفرق المجلس‪ )1007/‬فليسلم‪ ،‬ما الولى بأحق من الخرة"‪.‬‬
‫@‪( -762/987‬صحيح السناد) عن عمر قال‪ :‬كنت رديف أبي بكر‪ ،‬فيمر‬
‫على القوم فيقول‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فيقولون ‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬ويقول‬
‫‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬فيقولون‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪،‬‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬فضلنا الناس اليوم بزيادة كثيرة‪.‬‬
‫@‪( -763/988‬صحيح) عن عائشة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلم والتأمين"‪.‬‬
‫‪ -400‬باب السلم اس ٌم من أسماء ال عز وجل‪451 -‬‬

‫‪209‬‬
‫@‪( -764/989‬حسن) عن أنس قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن‬
‫السلم اسم من أسماء ال تعالى‪ ،‬وضعه ال في الرض‪ ،‬فأفشوا السلم‬
‫بينكم"‪.‬‬
‫@‪( -765/990‬صحيح) عن ابن مسعود قال‪:‬‬
‫كانوا يصلون خلف النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال(‪ )1‬القائل‪ :‬السلم على‬
‫ال‪ ،‬فلما قضى النبي صلى ال عليه وسلم صلته قال‪ " :‬من القائل ‪ :‬السلم‬
‫على ال؟ إن ال هو السلم‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬التحيات ل والصلوات والطيبات‪،‬‬
‫السلم عليك(‪ )2‬أيها النبي ورحمة ال وبركاته‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد ال‬
‫الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله "‪ .‬قال‪:‬‬
‫وقد كانوا يتعلمونها كما يتعلم أحدكم السورة من القرآن‪.‬‬
‫@‪( -766/991‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬حق المسلم على المسلم ستّ"(‪ .)3‬قيل‪ :‬وما هي [ يا رسول ال‪]925/‬؟‬

‫( ) كذا الصل ‪ ،‬ولعل الصواب‪" :‬فيقول… "‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) هذا الخطاب في التشهد إنما كان في قيد حياته صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أما بعد وفاته‬
‫‪2‬‬

‫فكانوا يقولون في التشهد‪ " :‬السلم على النبي" ‪ ،‬وفي ذلك أكثر من حديث واحد‪ ،‬ومن‬
‫ذلك رواية صحيحة في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا‪ ،‬قال‪ " :‬وهو بين ظهرانينا‪،‬‬
‫فلما قبض قلنا ‪" :‬السلم على النبي صلى ال عليه وسلم "‪.‬‬
‫أخرجه الشيخان وغيرهما ‪ ،‬وهو في حكم المرفوع فانظر إن شئت زيادة بيان‪ " :‬صفة‬
‫صلة النبي صلى ال عليه وسلم "‪ ،‬ول تغتر بمن ضعف هذا الحديث‪ ،‬ول بجعجعة من‬
‫ألف " صحيح صفة صلة النبي صلى ال عليه وسلم … " فإنه حاسد حاقد‪ ،‬وشافعي‬
‫متعصب‪ ،‬وأشعري منحرف‪ ،‬وفاقد الشيء ل يعطيه‪ ،‬وصدق فيه حديث‪" :‬يسمونها بغير‬
‫اسمها"‪.‬‬
‫( ) الصل "خمس" وكذلك في نسخة الشارح‪ ،‬وهو خطأ جلي ل أدري كيف خفي ذلك‬ ‫‪3‬‬

‫على ابن عبد الباقي والشارح‪ ،‬ليس لنه مخالف فقط للخصال المعدودة فيه؛ فإنها ست‪،‬‬
‫بل ولنه مخالف أيضًا للصول‪ ،‬منها الرواية الخرى عند المصنف‪ ،‬ومنها "صحيح‬
‫مسلم" (‪ )7/3‬و "المسند" (‪ 2/372‬و ‪ ،)412‬نعم رواية الخمس متفق عليها بنحوه؛ ليس‬
‫فيها جملة النصح‪ ،‬وفيها مكان الولى‪" :‬رد السلم"‪ ،‬فاختلط المر على ابن عبد الباقي‬

‫‪210‬‬
‫قال‪" :‬إذا لقيته فسلم عليه‪ ،‬وإذا دعاك فأجبه‪ ،‬وإذا استنصحك فانصح له‪ ،‬وإذا‬
‫عطس فحمد ال فشمّتهن وإذا مرض فعده‪ ،‬وإذا مات فاصحبه (وفي الرواية‬
‫الخرى‪ :‬فاتبعه)"‪.‬‬
‫‪( -402‬صحيح) باب يسم الماشي على القاعد – ‪453‬‬
‫@‪( -767/992‬صحيح) عن عبد الرحمن بن شبل قال‪ :‬سمعت النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪" :‬ليسلم الراكب على الراجل‪ ،‬وليسلم الراجل على‬
‫القاعد‪ ،‬وليسلم القل على الكثر‪ ،‬فمن أجاب السلم فهو له‪ ،‬ومن لم يجب‬
‫فل شيء له"(‪.)1‬‬
‫@‪ -768/993‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫يسلم الراكب على الماشي‪ ( ،‬وفي رواية‪ :‬يسلم الصغير على الكبير‪)1001/‬‬
‫والماشي على القاعد‪ ،‬والقليل على الكثير"‪.‬‬
‫‪ -403‬باب تسلم الراكب على القاعد – ‪454‬‬
‫@‪( -769/996‬صحيح) عن فضالة [ بن عبيد ‪ ،]998/‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬يسلم الفارس على القاعد‪( ،‬وفي رواية‪" :‬يسلم الراكب على‬
‫الماشي‪ ،‬والماشي على القاعد‪ ،‬وفي أخرى‪ :‬القائم‪ ،)999/‬والقليل على‬
‫الكثير"‪.‬‬
‫‪ -404‬باب هل يسلم الماشي على الراكب؟ ‪455 -‬‬

‫والشارح‪ ،‬فعزيا رواية المؤلف لِـ‪" :‬صحيحه"! كما أنهما لم ينتبها للخطأ المذكور آنفاً ‪،‬‬
‫وتبعهما آخر‪ ،‬فانظر المقدمة‪ .‬والمعصوم من عصمه ال ‪.‬‬
‫( ) يعني ‪ :‬فل شيء له من الجر؛ وإنما هو لمن أجاب من أفراد الكثر‪ ،‬ففيه إشارة‬ ‫‪1‬‬

‫قوية إلى أنه يجزي إجابة الواحد عن الجماعة‪ ،‬فهو شاهد قوي لحديث علي رضي ال‬
‫عنه بهذا المعنى عند أبي داود وغيره‪ ،‬وهو مخرج في "الرواء" (‪ ،)2/242/778‬وله‬
‫شواهد أخرى في "الصحيحة" (‪ 1148‬و ‪ ،)1412‬وقواه الحافظ في "الفتح" (‪.)11/7‬‬

‫‪211‬‬
‫@‪( -770/997‬صحيح السناد) عن حصين‪ ،‬عن الشعبي‪ :‬أنه لقي فارسا‪،‬‬
‫فبدأه بالسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬تبدأه بالسلم؟ قال‪" :‬رأيت شريحا ماشيا يبدأ بالسلم"(‪.)1‬‬
‫‪ -405‬باب يسلم القليل على الكثير – ‪456‬‬
‫"قلت‪ :‬أسند تحته حدث فضالة المتقدم آنفا (‪.)769/996‬‬
‫‪ -406‬باب يسلم الصغير على الكبير –‪457‬‬
‫"قلت‪ :‬أسند فيه حديث عن أبي هريرة المتقدم قبل ثلثة ابواب (‪.")768/993‬‬
‫‪ -407‬باب منتهى السلم – ‪458‬‬
‫" قلت‪ :‬أسند فيه طرفا من أثر خارجة بن زيد التي تحت (‪ -472‬باب‪-‬‬
‫‪.")530‬‬
‫‪ -408‬باب من سلم إشارة – ‪459‬‬
‫@‪ -)…(/771‬وقالت أسماء ‪ :‬ألوَى النبي صلى ال عليه وسلم بيده إلى‬
‫النساء بالسلم"‪.‬‬
‫@‪ -772/1004‬عن عطاء بن أبي رباح قال‪" :‬كانوا يكرهون التسليم باليد"‪،‬‬
‫أو قال‪" :‬كان يكره التسليم باليد"(‪.)2‬‬
‫‪ -409‬باب يسمع إذا سلم – ‪460‬‬

‫( ) ولفظه في "مصنف ابن أبي شيبة" (‪ )8/657/5921‬عن الحصين‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫كنت انا والشعبي فلقينا رجلً راكباً ‪ ،‬فبداه الشعبي بالسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬أتبدأه بالسلم‪ ،‬ونحن‬
‫راجلن وهو راكب؟ فال‪:‬‬
‫"لقد رأيت شريحاً يسلم على الراكب"‪.‬‬
‫وإسناده صحيح أيضاً‪ .‬لكن السنة أن يسلم الراكب على الماشي والقاعد كما تقدم‪ ،‬فلعل‬
‫شريحاً رحمه ال بادره بالسلم لمصلحة عرضت له‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫( ) زاد ابن أبي شيبة في "المصنف" (‪)8/633/5824‬؛ ولفظه‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫" عن عطاء أنه كره‪ ،‬أو قال‪ :‬كان يكره السلم باليد‪ ،‬ولم ير بالرأس بأساً"‪ ،‬وسنده‬
‫صحيح أيضاً ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫@‪( -773/1005‬صحيح السناد) عن ثابت بن عبيد قال‪ :‬أتيت مجلسا فيه‬
‫عبد ال بن عمر‪ ،‬فقال‪ " :‬إذا سلمت فاسمع؛ فإنها تحية من عند ال مباركة‬
‫طيبةً"‪.‬‬
‫‪ -410‬باب من خرج يسلم ويسلم عليه – ‪461‬‬
‫@‪ -774/1006‬عن الطفيل بن أبي بن كعب‪ :‬أنه كان يأتي عبد ال بن‬
‫عمر‪ ،‬فيغدو معه إلى السوق‪ ،‬قال‪ :‬فإذا غدونا إلى السوق لم يمرّ عبد ال بن‬
‫عمر على سقّاط(‪ ،)1‬ول صاحب بيعة‪ ،‬ول مسكين‪ ،‬ول أحدٍ غل يسلم عليه‬
‫قال الطفيل‪ :‬فجئت عبد ال بن عمر يوما‪ .‬فاستتبعني إلى السوق‪ .‬فقلت‪ :‬ما‬
‫تصنع بالسوق؟ وأنت ل تقف على البيع‪ ،‬ول تسأل عن السلع‪ ،‬ول تسوم‬
‫بها‪ ،‬ول تجلس في مجالس السوق‪ ،‬فاجلس بنا ها هنا نتحدث‪ .‬فقال لي عبد‬
‫ال‪" :‬يا أبا بطن! – وكان الطفيل ذا بطن‪ -‬إنما نغدو من أجل السلم‬
‫[نسلم](‪ )2‬على من لقينا"‪.‬‬
‫‪ -411‬باب التسليم إذا جاء المجلس – ‪462‬‬
‫" قلت‪ :‬أسند فيه الطرف الخير من حديث أبي هريرة المتقدم (‪.")761/986‬‬
‫‪ -412‬باب التسليم إذا قام من المجلس – ‪462‬‬
‫" قلت‪ :‬أسند فيه الحديث المشار إليه في الباب قبله"‪.‬‬
‫‪ -413‬باب حق من سلم إذا قام – ‪464‬‬
‫@‪( -775/1009‬صحيح موقوف) عن معاوية بن قرة قال‪ :‬قال لي أبي‪" :‬يا‬
‫بني! إن كنت في مجلس ترجو خيره‪ ،‬فعجلت بك حاجة‪ ،‬فقل‪ :‬سلمٌ عليكم؛‬
‫( ) هو الذي يبيع سقط المتاع‪ ،‬وهو رديئه وحقيره‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫و" صاحب البيعة" ‪ :‬بالكسر من (البيع) ‪ :‬الحالة ‪ ،‬كالركبة‪ ،‬والقعدة‪ ،‬كما في "النهاية"‪.‬‬
‫( ) زيادة من الموطأ (‪ ،)3/133‬ومن طريقه رواه المؤلف رحمه ال‪ ،‬وكذا البيهقي في‬ ‫‪2‬‬

‫"الشعب" (‪ ،)6/434/8790‬وفيه الزيادة أيضاً ‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫فإنك تشركهم فيما أصابوا في ذلك المجلس‪ .‬وما من قوم يجلسون مجلسا‪،‬‬
‫فيتفرقون عنه لم يُذكر ال‪ ،‬إل كأنما تفرقوا عن جيفة حمار"‪.‬‬
‫@‪( -776/1010‬صحيح موقوفا‪ ،‬وصح مرفوعا ) عن أبي هريرة؛ أنه قال‪:‬‬
‫" من لقي أخاه فليسلم عليه؛ فإن حالت بينها شجرة أو حائط‪ ،‬ثم لقيه فليسلم‬
‫عليه"‪.‬‬
‫@‪( -777/1011‬صحيح) عن أنس بن مالك‪" :‬أن أصحاب النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم كانوا(‪ )1‬يكونون فتستقبلهم الشجرة‪ ،‬فتنطلق طائفة منهم عن يمينها‬
‫وطائفة عن شمالها‪ ،‬فإذا التقوا سلم بعضهم على بعض"‪.‬‬
‫‪ -414‬باب من دهن يده للمصافحة – ‪465‬‬
‫@‪( -778/1012‬صحيح السناد) عن ثابت البناني‪ " :‬أن أنسا كان إذا أصبح‬
‫ادهن يده بدهن طيب‪ ،‬لمصافحة إخوانه"‪.‬‬
‫‪ -415‬باب التسليم بالمعرفة وغيرها – ‪466‬‬
‫@‪( -779/1013‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو‪ :‬أن رجلً قال‪ :‬يا رسول‬
‫ال! أي السلم خير؟ قال‪" :‬تطعم الطعام‪ ،‬وتقرئ السلم على من عرفت‪،‬‬
‫ومن لم تعرف"‪.‬‬
‫‪ -416‬باب – ‪467‬‬
‫@‪( -780/1014‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نهى عن الفنية والصعدات أن يجلس فيها‪ ،‬فقال المسلمون‪ :‬ل‬
‫نستطيعه‪ ،‬ل نطيقه‪ ،‬قال‪" :‬أما ل‪ ،‬فأعطوا حقها"‪ .‬قالوا‪ " :‬وما حقها؟ قال‪:‬‬
‫( ) وفي طريق اخرى عن أنس رضي ال عنه‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫"كنا إذا كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فتفرق بيننا شجرة … " الحديث‪.‬‬
‫رواه الطبراني في "الوسط" (‪ ،)2/205/1/8153‬وحسن إسناده المنذري والهيثمي‪،‬‬
‫وهو كما قال حسن لغيره على القل‪ ،‬كما بينته في تعليق جديد لي على "الصحيحة"‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫"غض البصر‪ ،‬وإرشاد ابن السبيل‪ ،‬وتشميت العاطس إذا حمد ال‪ ،‬ورد‬
‫التحية"‪.‬‬
‫‪ -417‬باب ل يُسلم على فاسق – ‪468‬‬
‫@‪( -781/1018‬صحيح السناد) عن الحسن [هو البصري] قال‪" :‬ليس بينك‬
‫وبين الفاسق حُرمةً"‪.‬‬
‫‪ -418‬باب من ترك السلم على المتخلق وأصحاب المعاصي‪469 -‬‬
‫@‪( -782/1020‬حسن) عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬مر‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم على قومٍ فيهم رجلٌ متخلق بخلوق فنظر إليهم‪،‬‬
‫وسلم عليهم‪ ،‬وأعرض عن الرجل‪ ،‬فقال الرجل‪ ،‬أعرضت عني!؟ قال‪" :‬بين‬
‫عينيه جمرة"(‪.)1‬‬
‫@‪ -783/1021‬عن عبد ال بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي‪ :‬أن‬
‫رجلً أتى النبي صلى ال عليه وسلم وفي يده خاتم من ذهب‪ ،‬فأعرض النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم عنه‪ ،‬فلما رأى الرجل كراهيته ذهب فألقى الخاتم‪ ،‬وأخذ‬
‫خاتم من حديد فلبسه‪ ،‬وأتى النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬هذا شرّ؛ هذا‬
‫حلية أهل النار"‪ .‬فرجع‪ ،‬فطرحه‪ ،‬ولبس خاتما من ورق‪ ،‬فسكت عنه النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -419‬باب التسليم على المير – ‪470‬‬

‫( ) وذلك لنه تشبه بالنساء بسبب تخلقه بالخلوق ‪ .‬قال ابن الثير‪:‬‬‫‪1‬‬

‫"وهو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب ‪ ،‬وتغلب عليه‬
‫الحمرة والصفرة‪ ،‬وقد ورد تارة بإباحته وتارة بالنهي عنه‪ ،‬والنهي أكثر وأثبت‪ ،‬وإنما‬
‫ل له منهم‪ .‬والظاهر أن أحاديث النهي‬‫نهي عنه؛ لنه من طيب النساء‪ ،‬وكن أكثر استعما ً‬
‫ناسخة"‪" .‬نهاية"‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫@‪( -784/1023‬صحيح السناد) عن ابن شهاب‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز‬
‫سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة‪ :‬لم كان أبو بكر يكتب ‪ :‬من أبي بكر؛‬
‫خليفة رسول ال‪ .‬ثم كان عمر يكتب بعده‪ :‬من عمر بن الخطاب؛ خليفة أبي‬
‫بكر‪ .‬من أول من كتب‪ :‬أمير المؤمنين؟ فقال‪ :‬حدثتني جدتي ؛ الشفاء‪-‬‬
‫وكانت من المهاجرات الول‪ ،‬وكان عمر بن الخطاب رضي ال عنه إذا هو‬
‫دخل السوق دخل عليها‪ -‬قالت ‪ " :‬كتب عمر بن الخطاب إلى عامل‬
‫ن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين؛ أسألهما عن العراق وأهله‪،‬‬
‫العراقين (‪ :)1‬أ ِ‬
‫فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم‪ ،‬فقدما المدينة‪،‬‬
‫فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد‪ ،‬ثم دخل المسجد‪ ،‬فوجدا عمرو بن العاص‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يا عمرو! استأذن لنا على أمير المؤمنين؛ عمر‪ ،‬فوثب عمرو فدخل‬
‫على عمر‪ .‬فقال‪ :‬السلم عليك يا أمير المؤمنين! فقال عمر‪ :‬ما بدا لك في‬
‫هذا السم يا ابن العاص لتخرجن مما قلت‪ :‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قدم لبيد بن ربيعة‬
‫وعدي بن حاتم‪ ،‬فقال لي‪ :‬استأذن لنا على أمير المؤمنين‪ ،‬فقلت‪ :‬أنتما وال‬
‫أصبتما اسمه‪ ،‬وإنه‪ :‬المير‪ ،‬ونحن‪ :‬المؤمنون‪ .‬فجرى الكتاب من ذلك‬
‫اليوم"‪.‬‬
‫@‪( -785/1024‬صحيح السناد) عن عبيد ال بن عبد ال(‪ )2‬قال‪ :‬قدم‬
‫معاوية حاجا حجته الولى وهو خليفة فدخل عليه عثمان بن حنيف‬
‫النصاري‪ ،‬فقال ‪ :‬السلم عليك أيها المير ورحمة ال‪ ،‬فأنكرها أهل الشام‪،‬‬

‫( ) يعني‪ :‬الكوفة والبصرة‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) قلت‪ :‬بهذا السم جماعة من الرواة ‪ ،‬أشهرهم وأعلمهم ابن عتبة بن مسعود الهذلي‬‫‪2‬‬

‫المدني‪ ،‬وهو المراد هنا في تقديري‪ ،‬لنه تفرد – دون الخرين – بالرواية عن عثمان‬
‫بن حنيف‪ ،‬وإن كان بعضهم شاركوه في رواية الزهري عنه‪ ،‬وهذا الثر من روايته‬
‫عنه‪ ،‬لكن ل أحد منهم شاركه في الشهرة والعلم والرواية عن ابن حنيف‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫وقالوا‪ :‬من هذا المنافق الذي يقصر بتحية أمير المؤمنين؟ فبرك عثمان على‬
‫ركبته‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أمير المؤمنين! إن هؤلء أنكروا علي أمرا أنت أعلم به‬
‫منهم‪ ،‬فوال لقد حييت بها أبا بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان فما أنكره منهم أحد‪ .‬فقال‬
‫معاوية لمن تكلم من أهل الشام‪ " :‬على رسلكم؛ فإنه قد كان بعض ما يقول‪،‬‬
‫ولكن أهل الشام قد حدثت هذه الفتن‪ ،‬قالو‪ :‬ل تقصر عندنا تحية خليفتنا؛‬
‫فإني إخالكم يا أهل المدينة تقولون لعامل الصدقة ‪ :‬أيها المير"‪.‬‬
‫@‪( -786/1025‬صحيح السناد) عن جابر قال‪" :‬دخلت على الحجاج‪ ،‬فما‬
‫سلمت عليه"‪.‬‬
‫@‪( -787/1026‬صحيح السناد) عن تميم بن حذلم قال‪ :‬إني لذكر أول ن‬
‫سلم عليه بالمرة بالكوفة‪ ،‬خرج المغيرة بن شعبة من باب الرحبة‪ ،‬ففجأه‬
‫رجل من كندة – زعموا أنه ‪ :‬أبو قرة الكندي‪ -‬فسلم عليه‪ .‬فقال‪ :‬السلم‬
‫عليك أيها المير ورحمة ال‪ ،‬السلم عليكم‪ .‬فكرِ َههُ‪ .‬فقال‪ :‬السلم عليكم أيها‬
‫المير ورحمة ال‪ ،‬السلم عليكم‪ ،‬هل أنا إل منهم‪ ،‬أم ل؟ قال سماك(‪" :)1‬ثم‬
‫اقر بها بعدُ"‪.‬‬
‫‪ -420‬باب التسليم على النائم – ‪471‬‬
‫@‪( -788/1028‬صحيح) عن المقداد بن السود قال‪ " :‬كان النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم يجيء من الليل‪ ،‬فيسلم تسليما ل يوقظ نائما‪ ،‬ويسمع اليقظان"‪.‬‬
‫‪ -421‬باب مرحبا – ‪473‬‬

‫( ) هو ابن سلمة الضبي الراوي لهذا الثر عن تميم بن حذلم وكلهما ثقة ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ثم إن قوله ‪ ":‬هل أنا منهم أم ل؟ " لم يتبين لي من هو القائل‪ ،‬وما هو المراد منه؟ ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫@‪( -789/1030‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬أقبلت فاطمة‬
‫تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪" :‬مرحبا بابنتي"‪ .‬ثم‬
‫أجلسها عن يمينه‪ ،‬أو عن شماله‪.‬‬
‫@‪( -790/1031‬صحيح) عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬استأذن عمّار على‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم – فعرف صوته‪ -‬فقال‪" :‬مرحبا بالطيب المطيب"‪.‬‬
‫‪ -422‬باب كيف رد السلم؟ ‪474 -‬‬
‫@‪( -791/1023‬صحيح السناد) عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬بينما نحن‬
‫جلوس عند النبي صلى ال عليه وسلم في ظل شجرة بين مكة والمدينة‪-‬إذ‬
‫جاء العرابي من أجلف الناس وأشده‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ .‬فقالوا‪" :‬وعليكم‬
‫[السلم]"‪.‬‬
‫@‪( -792/1033‬صحيح السناد) عن أبي جمرة(‪" :)1‬سمعت ابن عباس إذا‬
‫سلم عليه‪ ،‬يقول‪" :‬وعليك‪ ،‬ورحمة ال"‪.‬‬
‫@‪( -793/1034‬حسن صحيح ) قال أبو عبد ال ‪ :‬وقالت‪ :‬قيلة‪ :‬قال رجل‪:‬‬
‫السلم عليكم يا رسول ال! قال‪" :‬وعليك السلم‪ ،‬ورحمة ال"‪.‬‬
‫@‪( -794/1035‬صحيح) عن أبي ذر قال‪ :‬أتيت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫حين فرغ من صلته‪ ،‬فكنت أول من حياه بتحية السلم‪ ،‬فقال‪" :‬وعليك‪،‬‬
‫ورحمة ال‪ ،‬ممن أنت؟"‪ .‬قلت‪ :‬من غفار‪.‬‬
‫@‪( -795/1037‬صحيح) عن معاوية بن قرة قال‪ :‬قال لي أبي‪" :‬يا بني ! إذا‬
‫م ّر بك الرجل‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فل تقل‪ :‬وعليك‪ .‬كأنك تخصّه بذلك‬
‫وحده؛ فإنه ليس وحده‪ ،‬ولكن قل‪ :‬السلم عليكم"‪.‬‬

‫( ) الصل‪" :‬أبو حمزة" والتصحيح من "كتب الرجال"‪ ،‬واسمه نصر بن عمران‬


‫‪1‬‬

‫الضبعي‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫‪ -423‬باب من لم يرد السلم – ‪475‬‬
‫@‪( -796/1038‬صحيح السناد موقوفا ) عن عبد ال بن الصامت قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬لبي ذر‪ :‬مررت بعبد الرحمن بن أم الحكم‪ ،‬فسلمت‪ ،‬فما رد علي‬
‫شيئا؟ فقال‪" :‬يا ابن أخي! ما يكون عليك من ذلك؟ ردّ عليك من هو خير‬
‫منه؛ ملك عن يمينه"‪.‬‬
‫@‪( -797/1039‬صحيح موقوفا‪ -‬وصح مرفوعا ) عن عبد ال [ هو ابن‬
‫مسعود] قال‪ " :‬إن السلم اسم من أسماء ال‪ ،‬وضعه ال في الرض‪ ،‬فأفشوه‬
‫بينكم‪ ،‬إن الرجل إذا سلم على القوم فردّوا عليه كانت عليهم فضل درجة‪،‬‬
‫لنه ذكرهم السلم‪ ،‬وإن لم يرد عليه رد عليه من هو خير منه وأطيب"‪.‬‬
‫@‪( -798/1010‬صحيح السناد) عن الحسن [هو البصري] قال‪ " :‬التسليم‬
‫تطوع‪ ،‬والردّ فريضة"(‪.)1‬‬
‫‪ -424‬باب من بخل بالسلم – ‪476‬‬
‫@‪( -799/1042‬صحيح السناد موقوفا‪ ،‬وصح مرفوعا ) عن أبي هريرة‬
‫قال‪ " :‬أبخل الناس الذي يبخل بالسلم‪ ،‬وإن أعجز الناس من عجز بالدعاء"‪.‬‬
‫‪ -425‬باب السلم على الصبيان – ‪478‬‬
‫@‪( -800/1043‬صحيح) عن أنس بن مالك‪ :‬أنه مر على صبيان‪ ،‬فسلم‬
‫عليهم‪ ،‬وقال ‪" :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم يفعله بهم"‪.‬‬
‫@‪( -801/1044‬صحيح السناد) عن عنبسة [هو ابن عمار ] قال‪ " :‬رأيت‬
‫ابن عمر يسلم على الصبيان في الكتاب"‪.‬‬
‫‪ -426‬باب تسليم النساء على الرجال ‪478 -‬‬

‫( ) انظر ‪ :‬التعليق على أثر جابر التي برقم (‪.)837/1095‬‬


‫‪1‬‬

‫‪219‬‬
‫@‪( -802/1045‬صحيح) عن أم هانئ قالت ‪ :‬ذهبت إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم وهو يغتسل‪ ،‬فسلمت[عليه](‪ ،)1‬فقال‪" :‬من هذه؟"‪ .‬فقلت‪ :‬أم هانئ‪.‬‬
‫قال‪" :‬مرحبا [بأم هانئ](‪.")2‬‬
‫@‪( -803/1046‬حسن السناد)عن الحسن [هو البصري] قال‪ " :‬كن النساء‬
‫يسلمن على الرجال"‪.‬‬
‫‪ -427‬باب التسليم على النساء‪479 -‬‬
‫@‪(-804/1047‬صحيح دون ذكر اليد) عن أسماء (‪ :)2‬أن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم مر في المسجد‪ ،‬وعصبة من النساء قعود‪ ،‬قال بيده إليهن بالسلم‪،‬‬
‫فقال‪ " :‬إياكن وكفران المنعمين‪ ،‬إياكن وكفران المنعمين"‪ .‬قالت‪ :‬إحداهن‪:‬‬
‫نعوذ بال – يا نبي ال‪ -‬من كفران نعم ال‪ ،‬قال‪" :‬بلى إن إحداكن تطول‬
‫أيمتُها(‪ ،)3‬ثم تغضب الغضبة‪ ،‬فتقول‪ :‬وال ما رأيت منه ساعة خيرا قط‪،‬‬
‫فذلك كفران نعم ال‪ ،‬وذلك كفران [نعم] المنعمين"‪.‬‬
‫‪ -428‬باب من كره تسليم الخاصّة – ‪480‬‬

‫( ) يادة من "صحيح البخاري" في الباب الذي عزاه إليه ابن عبد الباقي ‪ ،‬وفي باب آخر‬‫‪1‬‬

‫من كتاب الجزية(‪ ،)3171‬وهو بالعزو إليه أليق؛ لنه فيه عن شيخه الذي رواه عنه هنا‬
‫‪ :‬عبد ال بن يوسف‪ ،‬ومن الغرائب أن الحافظ العسقلني عزاه في "الفتح" (‬
‫‪)10/34‬لمسلم وحده‪ ،‬وهو في "الصحيح" الذي وضع شرحه عليه‪ ،‬وفي أكثر من موشع‬
‫‪ ،‬فتعالى ال القائل‪ ﴿ :‬ل يضل ربي ول ينسى﴾‪.‬‬
‫() هي ابنة يزيد النصارية المنسوبة في الطريق التية‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫() أي ‪ :‬فقدانها لزوجها بموت أو طلق‪.‬‬‫‪3‬‬

‫‪220‬‬
‫@‪( 805/1049‬صحيح) عن طارق(‪ )1‬قال‪ :‬كنا عند عبد ال جلوسا‪ ،‬فجاء‬
‫آذنه [فقال](‪ : )2‬قد قامت الصلة‪ ،‬فقام وقمنا معه فدخلنا المسجد‪ ،‬فرأى الناس‬
‫ركوعا في مقدم المسجد‪ ،‬فكبر وركع‪ ،‬ومشينا وفعلنا مثل ما فعل(‪،)3‬‬
‫فمرّ رجل مسرع(‪ )4‬فقال‪ :‬عليكم السلم يا أبا عبد الرحمن ! فقال‪ :‬صدق ال‪،‬‬
‫وبلغ رسوله‪ ،‬فلما صلينا رجع‪ ،‬فولج على أهله‪ ،‬وجلسنا في مكاننا ننتظره‬
‫حتى يخرج‪ ،‬فقال بعضنا لبعض‪ :‬أيكم يسأله؟ قال طارق‪ :‬أنا أسأله‪ ،‬فسأله؟‬
‫فقال‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬بين يدي الساعة ‪ :‬تسليم‬
‫الخاصة‪ ،‬وفش ّو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة‪ ،‬وقطع‬
‫الرحام‪ ،‬وفش ّو القلم(‪ ،)5‬وظهور الشهادة بالزور‪ ،‬وكتمان شهادة الحق"‪.‬‬
‫‪ -429‬باب كيف نزلت آية الحجاب؟ ‪481 -‬‬

‫( ) هو ابن شهاب كما في رواية أحمد‪ ،‬وهو أبو عبد ال الحمسي الكوفي‪ ،‬رأى النبي‬ ‫‪1‬‬

‫صلى ال عليه وسلم ولم يسمع منه‪.‬‬


‫( ) زيادة من "مشكل الثار" ‪ ،‬وقد رواه عن شيخ المؤلف‪ ،‬وهي في "المسند" أيضاً ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) يعني أنهم ركعوا جميعاً حيث هم بعيدين عن الصف‪ ،‬ثم مشوا حتى انضموا إلى‬ ‫‪3‬‬

‫الصف؛ لدراك المام وهو راكع ليدركوا الركعة‪ ،‬وهذا هو الثابت في السنة وجرى‬
‫عليه السلف‪ :‬أن مدرك الركوع مدرك لركعة‪ ،‬وفي هذا حدث صحيح عزيز مخرج في‬
‫"الصحيحة" (رقم‪ ،)1188 :‬والثار في ذلك كثيرة طيبة‪ ،‬تجدها مخرجة في "إرواء‬
‫الغليل" (‪ ،)264-2/262‬وفي بعضها ما في أثر ابن مسعود هذا من المشي راكعاً إلى‬
‫الصف‪ ،‬وفي هذا أيضًا حديث صحيح صريح في ذلك ‪ ،‬كنت خرجته قديماً في المجلد‬
‫الول من "الصحيحة" (‪ ،)229‬وهي سنة أماتها الخلف‪ ،‬فعلى أتباع السلف إحياؤها‪،‬‬
‫علماء وطلباً‪.‬‬
‫( ) الصل "متبرع" وهو خطأ ل معنى له‪ ،‬والتصحيح من المصدرين المذكورين آنفاً‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) "وفشو القلم " ‪ :‬وكذا في الهندية والتازية خلفًا لطبعة الجيلني ففيها (العلم)‬
‫‪5‬‬

‫والرجح الول‪ ،‬انظر "الصحيحة" (‪ ،)2767‬والحديث من أعلم نبوته صلى ال عليه‬


‫وسلم؛ لن كل ما فيه تحقق في عصرنا وبخاصة "فشو القلم" أي ‪ :‬الكتابة‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫@‪( 806/1051‬صحيح) عن أنس ‪" :‬أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم المدينة‪ ،‬فكن أمهاتي(‪ )1‬يوطوّنني على خدمته‪ ،‬فخدمته‬
‫عشر سنين‪ ،‬وتوفي وأنا ابن عشرين‪ ،‬فكنت أعلم الناس بشأن الحجاب‪ ،‬فكان‬
‫أول ما نزل ما ابتنى(‪ )2‬رسول ال صلى ال عليه وسلم بزينب بنت جحش‪،‬‬
‫أصبح بها عروسا‪ ،‬فدعى القوم فأصابوا من الطعام‪ ،‬ثم خرجوا‪ ،‬وبقي رهط‬
‫عند النبي صلى ال عليه وسلم فأطالوا المكث‪ ،‬فقام فخرج وخرجت؛ لكي‬
‫يخرجوا‪ ،‬فمشى فمشيت معه‪ ،‬حتى جاء عتبة حجرة عائشة‪ ،‬ثم ظن أنهم‬
‫خرجوا فرجع ورجعت [معه] حتى دخل على زينب‪ ،‬فإذا هم جلوس‪ ،‬فرجع‬
‫ورجعت حتى بلغ عتبة حجرة عائشة‪ .‬وظن أنهم خرجوا‪ ،‬فرجع ورجعت‬
‫معه‪ ،‬فإذا هم قد خرجوا‪ ،‬فضرب النبي صلى ال عليه وسلم بيني وبينه‬
‫الستر‪ ،‬وأُنزل الحجاب"(‪.)3‬‬
‫‪ -430‬باب العورات الثلث – ‪482‬‬

‫( ) يعني أمه وخالته ومن في معناهما ‪ ،‬وإن ثبت كون"مليكة" جدته فهي مرادة هنا ل‬ ‫‪1‬‬

‫محالة‪ ،‬كذا في " الفتح" (‪.)9/231‬‬


‫( ) لعل فيه سقطًا أو اختصارً‪ ،‬فالعبارة في موضعين من "صحيح المؤلف" (‪5166‬و‬ ‫‪2‬‬

‫‪ )6238‬بلفظ ‪ … " :‬ما نزل في تبنى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكذا في "شرح‬
‫المعاني" للطحاوي(‪.)2/392‬‬
‫ولم يتعرض الشارح لهذا ببيان!‪.‬‬
‫( ) وفي طريق أخرى عند المؤلف (‪:)4791‬‬ ‫‪3‬‬

‫فأخبرت النبي صلى ال عليه وسلم أنهم قد انطلقوا؛ فجاء حتى دخل ‪ ،‬فذهبت أدخل ‪،‬‬
‫فألقى الحجاب بيني وبينه‪ ،‬فأنزل ال ﴿ يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النبي…﴾ الية‬
‫‪ .‬وهي عند مسلم أيضاً (‪. )4/150‬‬

‫‪222‬‬
‫@‪( 807/1052‬صحيح السناد) عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي(‪ : )1‬أنه قال‪:‬‬
‫ركب إلىعبد ال بن سويد – أخي بني حارثة بن الحارث‪ -‬يسأله عن‬
‫العورات الثلث‪ ،‬وكان يعمل بهن‪ ،‬فقال‪ :‬ما تريد؟ فقلت‪ :‬أريد أن أعمل‬
‫بهن‪ ،‬فقال‪" :‬إذا وضعت ثيابي من الظهيرة‪ ،‬لم يدخل علي أحد من أهلي بلغ‬
‫الحلم إل بإذني‪ ،‬إل أن أدعوه‪ ،‬فذلك إذنه‪ .‬ول إذا طلع الفجر وتحرّك‬
‫(‪)2‬‬

‫( ) وثقه جمع ‪ ،‬وله رؤية ‪ ،‬وكان يوم بني قريظة غلماً ‪ ،‬قليل الحديث‪ ،‬وأما شيخه عبد‬ ‫‪1‬‬

‫ال بن سويد الحارثي‪ ،‬فقد اختلفوا في صحبته‪ ،‬وقد رأيت في إسناد هذا الثر عند‬
‫الطبري في "تفسيره" (‪ )18/124‬التصريح بصحبته ‪ ،‬لكنه من طريق قرة بن عبد‬
‫الرحمن عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنه سأل عبد ال بن سويد‬
‫الحارثي – وكان من أصحاب الرسول صلى ال عليه وسلم – عن الذن في العورات‬
‫الثلث؟ فقال‪ " :‬إذا وضعت ثيابي …" إلخ ولم يذكر الثانية والثالثة ‪ ،‬وقرة هذا صدوق‬
‫له مناكير‪ ،‬كما في "التقريب" ؛ فإن توبع فهو حجة ‪ ،‬وفي "الدر المنثور" (‪،)5/55‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ثعلبة القرظي عن عبد ال بن سويد قال‪:‬‬
‫سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن العورات الثلث‪ ،‬فقال‪ :‬فذكرها كما هنا‬
‫باختصار في العورتين الخيرتين‪ ،‬وسكت عنه السيوطي‪ ،‬وما أظنه يصح‪.‬‬
‫()الصل" وعرف" وكذا في الهندية ونسخة الجيلني ومر عليها في شرحه(‪)2/495‬‬ ‫‪2‬‬

‫دون أي تعليق‪ ،‬ول معنى له ! والتصحيح من "الدر" وعزاه لعبد بن حميد والمؤلف‪ ،‬ثم‬
‫عزاه لبن سعد عن سويد بن النعمان ؛ أنه سئل عن العورات الثلث؟ فقال‪ :‬فذكر مثله ‪،‬‬
‫وسكت عنه كعادته‪ ،‬ولم أجده في المطبوع من "طبقات ابن سعد"‬
‫وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (ق ‪/2-65/1‬سورة النور) في سبب نزول الية من‬
‫طريق عامر بن الفرات‪ :‬ثنا أسباط ‪ ،‬عن السدي‪:‬‬
‫" كان أناس من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم يعجبهم أن يواقعوا نسائهم في هذه‬
‫الساعات‪ ،‬ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلة‪ ،‬فأمرهم ال أن يأمروا المملوكين والغلمان أن‬
‫ل يدخلوا عليهم في تلك الساعات‪ ،‬إل بإذن"‬
‫هذا مرسل؛ السدي هو الكبير ‪ ،‬واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن وهو صدوق يهم من‬
‫رجال مسلم‪.‬‬
‫وأسباط هو ابن نصر ‪ ،‬وهو أيضًا من رجال مسلم ‪ ،‬لكنه كثير الخطأ كما في "‬
‫التقريب"‪.‬‬
‫وعامر بن الفرات لم أره إل في " ثقات ابن حبان" (‪ )8/501‬وذكر له راويًا عنه ‪ :‬عمار‬
‫بن الحسن الهمذاني‪ ،‬والراوي هنا غيره ‪ ،‬وهو الحسين بن علي بن (لم يظهر اسم جده‬
‫في مصورة ابن أبي حاتم… وال أعلم)‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫الناس‪ ،‬حتى تصلى الصلة‪ ،‬ول إذا صليت العشاء ووضعت ثيابي حتى‬
‫أنام"‪.‬‬
‫‪ -431‬باب أكل الرجل مع امرأته – ‪483‬‬
‫@‪( 808/1053‬صحيح) عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪" :‬كنت آكل مع‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم حَيسا(‪ ،)1‬فمر عمر‪ ،‬فدعاه فأكل‪ ،‬فأصابت يده‬
‫إصبعي‪ ،‬فقال‪ :‬حسّ! لو أطاع فيكُنّ ما رأتكن عينٌ‪ ،‬فنزل الحجاب"(‪.)2‬‬
‫@‪( 809/1054‬صحيح) عن أم صبيّة(‪ )3‬بنت قيس‪ -‬وهي ‪ :‬خولة‪ ،‬جدّة‬
‫خارجة بن الحارث‪ -‬قالت‪ :‬اختلفت يدي ويد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫في إناء واحدٍ"‪.‬‬
‫‪ -432‬باب إذا دخل بيتا غير مسكون – ‪484‬‬

‫هذا وعلل من المهم بيان أن معنى قول الحارثي في أثره " ول إذا طلع الفجر‪ ،‬وتحرك‬
‫الناس" أنه يعني ل يجوز الدخول بدون إذن قبل صلة الفجر؛ لنه وقت التجرد‬
‫للمواقعة‪ ،‬أو للغتسال كما في الحديث المتفق عليه‪ " :‬كان يدركه الفجر‪ ،‬وهو جنب من‬
‫أهله‪ ،‬ثم يغتسل ويصوم" وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (‪)2069‬و أما قول ابن‬
‫كثير‪ … " :‬لن الناس إذ ذاك يكونون نياماً في فرشهم" فهو غير دقيق‪ ،‬وإن مر عليه‬
‫الصابوني في "مختصره" (‪)2/217‬دون أي تعليق! كما هو ظاهر ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫( ) هو الطعام المتخذ من التمر والقط والسمن‪ ،‬وقد يجعل عوض القط الدقيق أو‬ ‫‪1‬‬

‫الفتيت‪.‬‬
‫و(حَس)‪ :‬كلمة يقولها النسان إذا أصابه ما عضه وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة‬
‫ونحوها‪" ،‬نهاية"‪.‬‬
‫() أقول‪ :‬هذا الحديث ل يعارض حديث زينب المذكور في الباب قبله‪ ،‬لمكان الجمع‬ ‫‪2‬‬

‫بينهما بأن آية الحجاب نزلت بمناسبة هذا وذاك‪ ،‬فكثير من اليات لها أكثر من سبب‬
‫واحد في النزول ما هو معلوم ‪ ،‬وبهذا جمع الحافظ بين الحديثين في "الفتح" (‪.)8/531‬‬
‫( ) تحرف هذا السم على ابن عبد الباقي وعلى الشارح الجيلني إلى "حبيبة"! ولذلك‬ ‫‪3‬‬

‫لم يتمكن الول من تخريج حديثها كما يأتي بيانه ‪ ،‬ولم يترجم الشارح لها‪ ،‬وقد ترجم لمن‬
‫دونها! والغريب‪ ،‬أنه مع ذلك عزاه لبي داود وابن ماجه‪ ،‬وهما إنما أخرجاه عن أم‬
‫صبية!‬

‫‪224‬‬
‫@‪( 810/1055‬حسن السناد) عن عبد ال بن عمر قال‪" :‬إذا دخل البيت‬
‫غير المسكون‪ ،‬فليقل‪ :‬السلم علينا‪ ،‬وعلى عباد ال الصالحين"‪.‬‬
‫@‪( 811/1056‬صحيح السناد) عن ابن عباس قال‪ ﴿ :‬ل تدخلوا بيوتا غير‬
‫بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها﴾ [النور‪ ،]27 :‬واستثنى من ذلك‬
‫فقال‪ ﴿ :‬ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاعٌ لكم … ﴾‬
‫إلى قوله ‪ ﴿ :‬تكتمون﴾ [النور‪."]29 :‬‬
‫‪ -433‬باب قول ال ‪﴿ :‬وإذا بلغ الطفال منكم الحلم﴾‪486 -‬‬
‫ض ولده‬
‫@‪( 812/1058‬صحيح السناد) عن ابن عمر‪ " :‬أنه كان إذا بلغ بع ُ‬
‫الحلم عزله؛ فلم يدخل عليه إل بإذن"‪.‬‬
‫‪ -434‬باب يستأذن على أمه – ‪487‬‬
‫@‪( 813/1059‬صحيح السناد) عن علقمة قال‪ :‬جاء رجل إلى عبد ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬أستأذن على أمي؟ فقال‪ " :‬ما على كل أحيانها تُحبّ أن تراها"‪.‬‬
‫@‪( 814/1060‬حسن السناد) عن مسلم بن نُذير قال‪ :‬سأل رجل حذيفة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أستأذِن على أمّي؟ فقال‪ " :‬إن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره"‪( ،‬وفي‬
‫رواية‪ :‬ما يسؤك‪.)1090 /‬‬
‫‪ -435‬باب يستأذن على أخته‪490 -‬‬
‫@‪( 815/1063‬صحيح السناد) عن عطاء قال‪ :‬سألت ابن عباس‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫أستأذن على أختي؟ فقال‪" :‬نعم"‪ .‬فأعدتُ‪ ،‬فقلتُ‪ :‬أختان في حجري‪ ،‬وأنا‬
‫أمونُهُما‪ ،‬وأنفق عليهما‪ ،‬أستأذن عليهما؟ قال‪" :‬نعم‪ ،‬أتحب أن تراهما‬
‫عريانتين؟! ثم قرأ ‪﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم… ﴾‬
‫إلى ‪ ﴿ :‬ثلث عورات لكم ﴾ [النور‪ ]58 :‬قال‪ :‬فلم يؤمر هؤلء بالذن إل‬

‫‪225‬‬
‫في هذه العورات الثلث"‪ .‬قال‪ ﴿ :‬وإذا بلغ الطفال منكم الحلم﴾ [النور‪:‬‬
‫‪ ،]59‬قال ابن عباس‪" :‬فالذن واجب‪[ ،‬على الناس كلهم]"‪.‬‬
‫‪ -436‬باب الستئذان ثلثا‪492 -‬‬
‫@‪( 816/1065‬صحيح) عن عبيد بن عمير‪ :‬أن أبا موسى الشعري استأذن‬
‫على عمر بن الخطاب‪ ،‬فلم يؤذن له – وكأنه كان مشغولً‪ -‬فرجع أبو‬
‫موسى‪ ،‬ففرغ عمر‪ ،‬فقال‪ :‬ألم أسمع صوت عبد ال بن قيس؟ إيذنوا له‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫قد رجع‪ ،‬فدعاه‪ ،‬فقال‪ :‬كنا نؤمر بذلك(‪ .)1‬فقال‪ :‬تأتيني على ذلك بالبينة(‪.)2‬‬
‫فانطلق إلى مجلس النصار‪ ،‬فسألهم؟ فقالوا‪ :‬ل يشهد لك على هذا إل‬
‫أصغرنا‪ :‬أبو سعيد الخدري‪ ،‬فذهب بأبي سعيد‪ .‬فقال عمر‪ :‬أخفي عليّ[هذا]‬
‫من أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ ألهاني الصفق بالسواق‪ .‬يعني‪:‬‬
‫الخروج إلى التجارة‪.‬‬
‫‪ -437‬باب الستئذان غير السلم – ‪493‬‬
‫@‪( 817/1066‬صحيح السناد) عن أبي هريرة – فيمن يستأذن قبل أن‬
‫يسلم‪ -‬قال‪" :‬ل يؤذن له حتى [يأتي بالمفتاح‪ 1067/‬و ‪ ]1083‬يبدأ بالسلم"‪.‬‬
‫‪ -438‬باب إذا نظر بغير إذن تفقأ عينه‪494 -‬‬
‫@‪( 818/1068‬صحيح) عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" لو اطلع رجلٌ في بيتك‪ ،‬فخذفته بحصاة ففقأت عينه‪ ،‬ما كان عليك جناح"‪.‬‬

‫( ) زاد المؤلف في "صحيحه" (‪ )6245‬من طريق آخر‪" :‬إذا استأذن أحدكم ثلثاً فلم‬ ‫‪1‬‬

‫يؤذن له ‪ ،‬فليرجع" ‪ ،‬وهي رواية لمسلم (‪.)6/177‬‬


‫( ) زاد المؤلف في رواية أخرى‪" :‬أو لفعلن"‪ ،‬وهي رواية لمسلم أيضاً‪ ،‬وفي رواية له‬ ‫‪2‬‬

‫من الطريق الخرى‪ ،‬قال‪" :‬فوال لوجعن ظهرك وبطنك‪ ،‬أو لتأتين بمن يشهد لك على‬
‫هذا!"‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫@‪( 819/1069‬صحيح) عن أنس قال‪" :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم قائما‬
‫يصلي فاطلع رجل في بيته‪ [ ,‬وفي طريق آخر‪ :‬من خلل (وفي رواية ‪ :‬فألقم‬
‫عينه خصاصة الباب‪ )1()1091/‬في حجرة النبي صلى ال عليه وسلم ‪]1072/‬‬
‫فأخذ سهما من كنانته‪ ،‬فسدد نحو عينيه [ليفقأ عينه] [فأخرج الرجل رأسه]‪،‬‬
‫ت لفقأت عينك")‪.‬‬
‫(وفي رواية‪ :‬فانقمع العرابي‪ ،‬فذهب‪ ،‬فقال‪" :‬أما إنك لو ثب ّ‬
‫‪ -439‬باب الستئذان من أجل النظر – ‪495‬‬
‫‪( 820/1070‬صحيح) عن سهل بن سعد‪ :‬أن رجلً اطلع من جحر في باب‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومع النبي صلى ال عليه وسلم مِدرى(‪ )2‬يحك به‬
‫رأسه‪ ،‬فلما رآه النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لو أعلم أنك تنتظرني‬
‫لطعنت به في عينك"‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬إنما جعل الذن‬
‫من أجل البصر"‪.‬‬
‫‪ -440‬باب إذا سلم الرجل على الرجل في بيته –‪496‬‬
‫@‪( 821/1073‬صحيح لغيره) عن عبيد بن عمير(‪ ،)3‬عن أبي موسى قال‪:‬‬
‫استأذنت على عمر‪ ،‬فلم يؤذن لي – ثلثا‪ -‬فأدبرت‪ ،‬فأرسل إلي‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫عبد ال! اشتد عليك أن تحتبس على بابي؟ اعلم أن الناس كذلك يشتد عليهم‬
‫أن يُحتبسوا على بابك‪ .‬فقلت‪ :‬بل استأذنت عليك ثلثا‪ ،‬فلم يؤذن لي‪،‬‬

‫( ) أي ‪ :‬فرجة الباب‪ ،‬وكان الصل "خصاص" فصححته من "النسائي" وغيره‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) بكسر الميم وسكون المهملة‪ :‬عود تدخله المرأة في رأسها تضم بعض شعرها إلى‬‫‪2‬‬

‫بعض‪ ،‬وهو يشبه المسلة‪.‬‬


‫( ) الصل‪" :‬حنين"‪ ،‬وفي الهندية "حسين" فصححه الستاذ محب الدين رحمه ال‬ ‫‪3‬‬

‫فجعله "حنين"! وهو خطأ تبعه عليه الشارح الجيلني‪ ،‬والتصويب من "الصحيحين"‪،‬‬
‫وقد مر على الصواب برقم (‪ ،)816/1065‬وقد رواه عبيد هنا عن أبي موسى مسنداً‪،‬‬
‫وأرسله هناك‪ ،‬وهو كذلك في "الصحيحين"‪ ،‬وقد بينت وجهة ثمة‪ ،‬وأحلت في وصله إلى‬
‫هنا ‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫ت ‪ :‬سمعته من‬
‫فرجعت [وكنا نؤمر بذلك](‪ .)1‬فقال‪ :‬ممن سمعت هذا ؟ فقل ُ‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال‪ :‬أسمعت من النبي صلى ال عليه وسلم ما‬
‫لم نسمع؟ لئن لم تأتني على هذا ببينة لجعلنك نكالً! فخرجت حتى أتيت‬
‫نفرا من النصار جلوسا في المسجد‪ ،‬فسألتهم؟ فقالوا‪ :‬أو يشك في هذا أحد؟‬
‫فأخبرتهم ما قال عمر‪ .‬فقالوا‪ :‬ل يقوم معك إل أصغرنا‪ ،‬فقام معي أبو سعيد‬
‫الخدري‪ -‬أو أبو مسعود‪ -‬إلى عمر‪ ،‬فقال‪ :‬خرجنا مع النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم وهو يريد سعد بن عبادة حتى أتاه‪ ،‬فسلم‪ ،‬فلم يؤذن له‪ ،‬ثم سلم الثانية‪،‬‬
‫ثم الثالثة‪ ،‬فلم يؤذن له‪ ،‬فقال‪" :‬قضينا ما علينا"‪ ،‬ثم رجع‪ .‬فأدركه سعد‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال! والذي بعثك بالحق ما سلمت من مرة إل وأنا أسمع؛ وأرد‬
‫عليك‪ ،‬ولكن أحببت أن تكثر من السلم علي وعلى أهل بيتي‪ .‬فقال(‪ )2‬أبو‬
‫موسى‪ :‬وال إن كنت لمينا على حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أجل‪ ،‬ولكن أحببت أن أستثبت‪.‬‬
‫‪ -441‬باب دعاء الرجل إذنه – ‪497‬‬
‫@‪( 822/1074‬صحيح موقوف) عن عبد ال [ هو ابن مسعود] قال‪" :‬إذا‬
‫دعي الرجل فقد أذن له"‪.‬‬
‫@‪( 823/1057‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إذا دعي أحدكم‪ ،‬فجاء مع الرسول‪ ،‬فهو إذنه"‪.‬‬
‫( ) هكذا الصل‪ ،‬وكذلك في نسخة الجيلني‪ ،‬ولم ترد في الطبعة الهندية؛ فإن كانت‬ ‫‪1‬‬

‫ثابتة في بعض النسخ الخطية الموثوقة فل كلم‪ ،‬وإن كانت نقلت من رواية أخرى كالتي‬
‫تقدمت برقم(‪ )816/1065‬فل يجوز‪ ،‬وإنما تذكر في التعليق مع التنبيه على أنها من‬
‫رواية أخرى‪.‬‬
‫( ) كذا في الصل وغيره ‪ ،‬ووقع في " الفتح" (‪ )11/30‬عن المؤلف‪ :‬فقال عمر لبي‬ ‫‪2‬‬

‫موسى‪ :‬وال إن كنت…" إلخ‪ ،‬دون قوله بعد‪" :‬فقال‪ :‬أجل"‪ ،‬فال أعلم بالصواب‪ ،‬فإني لم‬
‫أر الحديث في مكان آخر من كتبة السنة الصول‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫@‪( 824/1076‬صحيح) عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" رسول الرجل إلى الرجل إذنه"‪.‬‬
‫@‪( 825/1077‬صحيح) عن أبي العلنية(‪ )1‬قال‪ :‬أتيت أبا سعيد الخدري‪،‬‬
‫فسلمت‪ ،‬فلم يؤذن لي‪ ،‬ثم سلمت‪ ،‬فلم يؤذن لي‪ ،‬ثم سلمت الثالثة فرفعت‬
‫صوتي‪ ،‬وقلت‪ :‬السلم عليكم يا أهل الدار! فلم يؤذن لي‪ ،‬فتنحيت ناحية‬
‫فقعدت‪ ،‬فخرج إلي غلم‪ ،‬فقال‪ :‬ادخل‪ ،‬فدخلتُ‪ ،‬فقال لي أبو سعيد‪" :‬أما إنك‬
‫لو زدت لم يؤذن لك"‪ .‬فسألته عن الوعية(‪)2‬؟ فلم أسأله عن شيء‪ ،‬إل قال‪:‬‬
‫"حرام"‪ ،‬حتى سألته عن الجف(‪)3‬؟ فقال‪" :‬حرام"‪ .‬فقال محمد(‪" :)4‬يتخذ على‬
‫رأسه إذمٌ‪ ،‬فيوكأ"‪.‬‬
‫‪ -442‬باب كيف يقوم عند الباب؟ ‪498 -‬‬

‫( ) هو المرئي البصري – اسمه ‪ :‬مسلم – وثقه أبو داود‪ ،‬والبزار‪ ،‬وابن حبان (‬ ‫‪1‬‬

‫‪.)5/393‬‬
‫( ) "الوعية" ‪ :‬جمع الوعاء‪ .‬وهو الظرف يوعى فيه الشيء ويحفظ‪ ،‬وقد كان هذا‬ ‫‪2‬‬

‫النهي سدًا للذريعة‪ ،‬ثم رخص في النتباذ فيها‪ ،‬ومن أبواب البخاري في صحيحه‪" :‬باب‬
‫ترخيص النبي صلى ال عليه وسلم في الوعية والظروف بعد النهي" انظر "فتح‬
‫الباري" (‪.)62 -10/57‬‬
‫( ) قال في "النهاية" ‪" :‬الجف‪ :‬وعاء من جلود ل يوكأ ‪ :‬أي ‪ :‬ل يشد‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو نصف‬ ‫‪3‬‬

‫قربة تقطع من أسفلها(كذا‪ ،‬ولعل الصواب أعلها) وتتخذ دلواً‪ ،‬وقيل‪ :‬هو شيء ينقر من‬
‫جذوع النخل"‪.‬‬
‫( ) هو ابن سيرين الراوي عن أبي العلنية‪ ،‬ومراده بهذه الكلمة إن كنت محفوظة عنه‬ ‫‪4‬‬

‫هكذا‪ :‬أن يشد على رأس الجف‪ :‬السقاء برباط من الجلد لمنع التخمر‪ ،‬قال الحافظ (‬
‫‪:)61-10/60‬‬
‫"والفرق بين السقية من الدم وبين غيرها أن السقية يتخللها الهواء من مسامها فل‬
‫يسرع إليها الفساد مثل ما يسرع إلى غيرها من الجرار ونحوها مما نهى عن النتباذ‬
‫فيه‪ ،‬وأيضاً فالسقاء إذا نبذ فيه ثم ربط أمنت مفسدة السكار بما يشرب منه؛ لنه متى‬
‫تغير وصار مسكراً شق الجلد‪ ،‬فإذا لم يشقه فهو غير مسكر"‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫@‪( 826/1078‬حسن صحيح) عن عبد ال بن بسر صاحب النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ [ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم] "[كان](‪ )1‬إذا أتى بابا يريد أن‬
‫يستأذن لم يستقبله؛ جاء يمينا وشمالً؛ فإن أُذن له وإل انصرف"‪.‬‬
‫‪ -443‬باب إذا استأذن‪ ،‬فقال‪ :‬حتى أخرج‪ ،‬أين يقعد؟ ‪499 -‬‬
‫@‪( 827/1079‬حسن السناد) عن معاوية بن حديج قال‪ :‬قدمت على عمر‬
‫بن الخطاب رضي ال عنه‪ ،‬فاستأذنت عليه‪ ،‬فقالوا لي‪ :‬مكانك حتى يخرج‬
‫إليك‪ ،‬فقعدت قريبا من بابه‪ ،‬قال‪ :‬فخرج إلي فدعا بماء فتوضّأ‪ ،‬ثم مسح على‬
‫خفيه‪ .‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين! أمن البول هذا؟ قال‪" :‬من البول‪ ،‬أو من‬
‫غيره"‪.‬‬
‫‪ -444‬باب قرع الباب – ‪500‬‬
‫@‪( 828/1080‬صحيح) عن أنس بن مالك ‪" :‬إن أبواب النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم كانت تقرع بالظافير"‪.‬‬
‫‪ -445‬باب إذا دخل ولم يستأذن – ‪501‬‬
‫@‪( 829/1081‬صحيح) عن كلدة بن حنبل‪ :‬أن صفوان بن أمية بعثه إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم في الفتح بلبن وجداية(‪ )2‬وضغابيس – قال أبو‬
‫عاصم‪ :‬يعني البقل‪ ،-‬و النبي صلى ال عليه وسلم بأعلى الوادي‪ ،‬ولم أسلم‬
‫ولم أستأذن‪ ،‬فقال‪" :‬ارجع فقل‪ :‬السلم عليكم‪ .‬أأدخل؟"‪ .‬وذلك بعدما أسلم‬
‫صفوان‪.‬‬

‫( ) هاتان الزيادتان سقطتا من الصل‪ ،‬وكذلك من الطبعة الهندية‪ ،‬واستدركتها من‬‫‪1‬‬

‫"السنن" وغيرها‪ ،‬والولى منهما ثابتة في متن الجيلني‪.‬‬


‫( ) بكسر الجيم وفتحها‪ :‬الصغير من الظباء ذكراً كان أو أنثى‪( .‬ضغابيس) ‪ :‬هي صغار‬‫‪2‬‬

‫القثاء‪ ،‬واحده ‪ :‬ضعبوس‪ .‬وقيل‪ :‬هي نبت ينبت في أصول الشمام يشبه الهليون يسلق‬
‫بالخل والزيت ويؤكل‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫@‪( 830/1084‬صحيح) عن رجل من بني عامر جاء إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال‪" :‬أألج؟" فقال النبي صلى ال عليه وسلم للجارية ‪" :‬‬
‫اخرجي فقولي له‪ :‬قل‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬أأدخل؟ فإنه لم يحسن الستئذان"‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فسمعتها قبل أن تخرج إلي الجارية‪ ،‬فقلت‪ :‬السلم عليكم أأدخل؟‪ ،‬فقال‪" :‬‬
‫وعليك‪ ،‬أدخل"‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت‪ ،‬فقلت‪ :‬بأي شيء جئت؟ فقال‪" :‬لم آتكم إل‬
‫بخير؛ أتيتكم لتعبدوا ال وحده ل شريك له‪ ،‬وتدعوا عبادة اللت والعزى‪،‬‬
‫وتصلوا في الليل والنهار خمس صلوات‪ ،‬وتصوموا في السنة شهرا‪،‬‬
‫وتحجّوا هذا البيت‪ ،‬وتأخذوا من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم"‪ .‬قال‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬له‪ :‬هل من العلم شيء ل تعلمه؟ قال‪" :‬لقد علم ال خيرا‪ ،‬وإن من‬
‫العلم ما ل يعلمه إل ال ؛ الخمس ل يعلمهن إل ال‪:‬‬
‫﴿ إن ال عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الرحام وما تدري‬
‫نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت﴾ [لقمان‪.]34 :‬‬
‫‪ -447‬باب كيف الستئذان؟ ‪503-‬‬
‫@‪( 831/1085‬صحيح السناد) عن ابن عباس قال‪ :‬استأذن عمر على النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬السلم على رسول ال‪ ،‬السلم عليكم‪ ،‬أيدخل‬
‫عمر"‪.‬‬
‫‪ -448‬باب من قال‪ :‬من ذا؟ فقال‪ :‬أنا – ‪504‬‬
‫@‪( 832/1086‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬أتيت النبي صلى ال عليه وسلم في‬
‫دين كان على أبي‪ ،‬فدققت الباب‪ .‬فقال‪" :‬من ذا؟"‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا‪ .‬قال‪" :‬أنا‪ ،‬أنا؟!"‬
‫كأنه كرهه‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ -449‬باب إذا استأذن فقيل ‪ : 1‬ادخل بسلم‪505 -‬‬
‫( )‬

‫@‪( 833/1088‬صحيح السناد) عن عبد الرحمن بن جدعان قال‪ :‬كنت مع‬


‫عبد ال بن عمر‪ ،‬فاستأذن على أهل بيت‪ ،‬فقيل‪" :‬ادخل بسلم"‪ ،‬فأبى أن‬
‫يدخل عليهم‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ -450‬باب النظر في الدّور – ‪506‬‬


‫@‪( 834/1090‬صحيح السناد) عن مسلم بن نذير قال‪ :‬استأذن رجل على‬
‫حذيفة‪ ،‬فاطّلع‪ ،‬وقال‪ :‬أدخل؟ قال حذيفة‪" :‬أما عينك فقد دخلت‪ ،‬وأما إستك فلم‬
‫تدخل"‪.‬‬
‫@‪( 835/1093‬صحيح دون جملة المامة) عن ثوبان مولى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬أن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬ل يحل لمرئ مسلم أن‬
‫ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن؛ فإن فعل فقد دخل‪ .‬ول يؤم قوما فيخصّ‬

‫( ) الصل‪" :‬فقال" ولعل الصواب ما أثبته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) قال الشارح (‪:)2/523‬‬ ‫‪2‬‬

‫"لعل الباء كان لمصلحة دينية"‪.‬‬


‫فأقول‪ :‬وذلك لن مثل ابن عمر ل يمكن أن تخفى عليه سنة الستئذان بالسلم‪ ،‬وعليه فل‬
‫بد أن يكون قد سلم عند الستئذان‪ ،‬فلما قيل له‪" :‬ادخل بسلم"‪ ،‬فيكون هذا المر –‬
‫والحالة هذه‪ -‬ل معنى له‪ ،‬بل لعله إلى الستهزاء أقرب‪ ،‬ولذلك لم يدخل عليهم‪ ،‬ولعله مما‬
‫يؤيد هذا التأويل ما أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (‪ )8/647‬بسند آخر صحيح‬
‫بلفظ‪ :‬عن أبي مجلز قال‪:‬‬
‫كان ابن عمر إذا استأذن‪ ،‬فقيل له ‪ :‬ادخل بسلم‪ ،‬رجع قال‪ :‬ل أدري أدخل بسلم أم بغير‬
‫سلم؟!‬

‫‪232‬‬
‫نفسه بدعوة دونهم حتى ينصرف(‪ .)1‬ول يصلي وهو حاقن حتى يتخفف"‪.‬‬
‫قال أبو عبد ال‪ :‬أصح ما يروى في هذا الباب هذا الحديث‪.‬‬
‫‪ -451‬باب فضل من دخل بيته بسلم – ‪507‬‬
‫@‪( 836/1094‬صحيح) عن أبي أمامة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"ثلثة كلهم ضامن على ال‪ ،‬إن عاش كفي‪ ،‬وإن مات دخل الجنة‪ :‬من دخل‬
‫بيته بسلم‪ ،‬فهو ضامن على ال عز وجل‪ .‬ومن خرج إلى المسجد‪ ،‬فهو‬
‫ضامن على ال‪ .‬ومن خرج في سبيل ال‪ ،‬فهو ضامن على ال"‪.‬‬
‫@‪( 837/1095‬صحيح السناد) عن أبي الزبير؛ أنه سمع جابرا يقول‪" :‬إذا‬
‫دخلت على أهلك‪ ،‬فسلم عليهم؛ تحية من عند ال مباركة طيبة"‪ .‬قال‪ :‬ما‬

‫( ) هذه الجملة الثانية من هذا الحديث ل تصح‪ ،‬كما يأتي في التخريج ‪ ،‬بل ذهب شيخ‬‫‪1‬‬

‫السلم ابن تيمية‪ ،‬وتلميذه ابن قيم الجوزية إلى أنها موضوعة؛ لمخالفته لبعض أدعيته‬
‫صلى ال عليه وسلم في الصلة وهو إمام مثل‪" :‬اللهم باعد بيني وبين خطاياي… "‬
‫الحديث‪ ،‬وقوله‪" :‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت… " الحديث‪ ،‬انظر "صفة‬
‫الصلة"‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫رأيته إل يوجبه(‪ )2‬قوله‪ ﴿ :‬وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردّوها﴾‬
‫[النساء‪.]86 :‬‬
‫‪ -452‬باب إذا لم يذكر ال عند دخوله البيت يبيت فيه الشيطان‪508 -‬‬
‫@‪( 838/1096‬صحيح) عن جابر؛ أنه سمع النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬إذا دخل الرجل بيته‪ ،‬فذكر ال عز وجل عند دخوله‪ ،‬وعند طعامه‪.‬‬
‫قال الشيطان‪ :‬ل مبيت لكم ول عشاء‪ ،‬وإذا دخل‪ ،‬فلم يذكر ال عند دخوله‪.‬‬
‫قال الشيطان‪ :‬أدركتم المبيت‪ ،‬وإن لم يذكر ال عند طعامه‪ .‬قال الشيطان‪:‬‬
‫أدركتم المبيت والعشاء"‪.‬‬
‫‪ -453‬باب الستئذان في حوانيت السوق – ‪510‬‬
‫@‪( 839/1098‬صحيح السناد) عن مجاهد قال‪ :‬كان ابن عمر ل يستأذن‬
‫على بيوت السوق"‪.‬‬

‫( ) يعنيك يوجب رد السلم ‪ ،‬ووقع في الصل تبعًا للمطبوعة الهندية ‪" :‬توجيه" !‬ ‫‪2‬‬

‫وجرى عليه الشيخ الجيلني في شرحه ولم يعلق عليه بشيء! وليس له معنى مستقيم‪،‬‬
‫ل به على‬‫بخلف ما أثبته‪ ،‬وقد استدركته من "تفسير الطبري" (‪ ،)5/120‬ورواه مستد ً‬
‫وجوب رد التحية‪ ،‬ثم أتبعه برواية أثر الحسن البصري المتقدم برقم (‪:)798/1040‬‬
‫"التسليم تطوع ‪ ،‬والرد فريضة"‪ ،‬قال الحافظ ابن كثير عقبه في تفسيره‪:‬‬
‫" وهذا الذي قاله هو قول العلماء قاطبة‪ :‬أن الرد واجب على من سلم عليه‪ ،‬فيأثم إن لم‬
‫يفعل؛ لنه خالف أمر ال في قوله‪ ﴿ :‬فحيوا بأحسن أو ردوها﴾"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ولم يتعرض لحكم البتداء بالسلم‪ ،‬وقد ذكر القرطبي في تفسيره" (‪)5/298‬‬
‫إجماع العلماء أيضًا على أنه سنة مرغب فيها‪ ،‬وفي صحة هذا الطلق نظر عندي؛ لنه‬
‫يعني أنه لو التقى مسلمان فلم يبدأ أحدهما أخاه بالسلم‪ ،‬وإنما بالكلم‪ -‬أنه ل إثم عليهما!‬
‫وفي ذلك ما يخفى من مخالفة الحاديث التي تأمر بالسلم وإفشاءه‪ ،‬وبأنه من حق المسلم‬
‫على المسلم أن يسلم عليه إذا لقيه‪ ،‬وأن أبخل الناس الذي يبخل بالسلم‪ ،‬إلى غير ذلك من‬
‫النصوص التي تؤكد الوجوب والتي تقد الكثير الطيب منها في هذا الكتاب المبارك إن‬
‫شاء ال تعالى‪.‬‬
‫بل وزاد ذلك تأكيدًا أنه نظم من يكون البادئ بالسلم في بعض الحوال‪ ،‬فقال‪" :‬يسلم‬
‫الراكب على الماشي‪ ،‬والماشي على القاعد‪ ،‬والقليل على الكثير‪ ،‬والصغير على الكبير"‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫@‪( 840/1099‬صحيح السناد) عن عطاء قال‪ " :‬كان ابن عمر يستأذن في‬
‫ظلة البزاز"‪.‬‬
‫‪ -454‬باب إذا كتب الذمي فسلم‪ ،‬يرد عليه – ‪512‬‬
‫@‪( 841/1101‬صحيح) عن أبي عثمان النهدي قال‪ :‬كتب أبو موسى إلى‬
‫رُهبان(‪ )1‬يسلم عليه في كتابه‪ ،‬فقيل له‪ :‬أتسلم عليه وهو كافر؟ قال‪" :‬إنه كتب‬
‫إلي فسلم عليّ‪ ،‬فرددت عليه"‪.‬‬
‫‪ -455‬باب ل يبدأ أهل الذمة بالسلم – ‪513‬‬
‫@‪( 842/1102‬صحيح) عن أبي بصرة الغفاري‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬إني راكب غدا إلى يهود‪ ،‬فل تبدأوهم بالسلم؛ فإذا سلموا‬
‫عليكم‪ .‬فقولوا‪ :‬وعليكم"(‪.)2‬‬
‫@‪( 843/1103‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إذا لقيتم‪ ]111/‬أهل الكتاب (وفي رواية‪ :‬المشركين فـ) ل تبدأوهم‬
‫بالسلم(‪ ،)3‬واضطروهم إلى أضيق الطريق"‪.‬‬
‫‪ -456‬باب من سلم على الذمي إشارةً –‪514‬‬

‫( ) جمع راهب‪ ،‬وقد يطلق على الراهب الواحد‪ ،‬وهو المراد هنا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) قلت‪ :‬وعلل في حديث ابن عمر التي بقوله‪ " :‬فإنما يقول أحدهم‪ :‬السام عليك"‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وهذا يعني‪ :‬أن الكافر إذا سلم سلمًا واضحاً‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬أنه يرد عليه بالمثل‪ ،‬وهو‬
‫الذي أذهب إليه‪ ،‬ونصرته في "الصحيحة" (‪ )330-2/328‬وانظر أثر ابن عباس التي‬
‫(‪.)852/1113‬‬
‫( ) أي ‪ :‬مطلقاً‪ ،‬سواء لقيناهم في الطرق‪ ،‬أو مررنا عليهم في منازلهم‪ ،‬وأما زيادة " في‬ ‫‪3‬‬

‫الطريق" التي وردت في رواية المؤلف التية برقم (‪ )1111‬فهي شاذة‪ ،‬ولم يروها مسلم‬
‫كما حققته في "الصحيحة" (‪ ،)326-2/325‬وانظر "ضعيف الدب المفرد" من هذا‬
‫الباب نفسه‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫@‪( 844/1104‬صحيح) عن علقمة قال‪" :‬إنما سلم عبد ال [ هو ابن‬
‫مسعود]‪ ،‬على الدهاقين(‪ )1‬إشارة"‪.‬‬
‫@‪( 845/1105‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬مر يهودي على النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬السام عليكم‪ ،‬فرد أصحابه السلم! فقال‪" :‬قال‪ :‬السام عليكم"‪،‬‬
‫فأخذ اليهودي فاعترف‪ ،‬قال‪" :‬ردّوا عليه ما قال"‪.‬‬
‫‪ -457‬باب كيف الرد على أهل الذمة ؟‪515 -‬‬
‫@‪( 846/1106‬صحيح) عن عبد ال بن عمر؛ أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬إن اليهود إذا سلّم عليك أحدهم‪ ،‬فإنما يقول‪ :‬السام عليك‪،‬‬
‫فقولوا‪ :‬وعليك"‪.‬‬
‫@‪( 847/1107‬حسن) عن ابن عباس قال‪" :‬ردوا السلم على من كان‬
‫يهوديا‪ ،‬أو نصرانيا‪ ،‬أو مجوسيا؛ ذلك بأن ال يقول‪ ﴿ :‬وإذا حييتم بتحية‬
‫فحيوا بأحسن منها أو ردّوها﴾ [النساء‪."]86 :‬‬
‫‪ -458‬باب التسليم على مجلس فيه المسلم والمشرك‪516 -‬‬
‫@‪( 848/1108‬صحيح) عن أسامة بن زيد‪" :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫ركب على حمار عليه(‪ )2‬إكاف على قطيفة فدكية‪ ،‬وأردف أسامة بن زيد‬
‫وراءه؛ يعود سعد بن عبادة‪ ،‬حتى مر بمجلس فيه عبد ال بن أبي بن سلول‪-‬‬
‫وذلك أن يسلم عبد ال (‪ -)3‬فإذا في المجلس أخلط من المسلمين والمشركين‬
‫وعبدة الوثان‪ ،‬فسلم عليهم"‪.‬‬
‫‪ -459‬باب كيف يكتب إلى أهل الكتاب؟ ‪517 -‬‬
‫( ) جمع (دهقان) بكسر الدال وضمها‪ :‬رئيس القرية‪ ،‬ومن له مال عقار‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫( )الصل ‪" :‬على " والتصويب من "الصحيحين"‪ .‬وللحديث عندهما تتمة طويلة ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وتقدم بعضه برقم (‪.)653/846‬‬


‫( ) الصل‪" :‬عدو" والتصويب من "الصحيحين"‪ .‬وقد مضى هناك على الصواب‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪236‬‬
‫@‪( 849/1109‬صحيح) عن عبد ال بن عباس ‪ :‬أن أبا سفيان بن حرب‬
‫أخبره‪ ،‬أرسل إليه هرقل ملك الروم‪ ،‬ثم دعا بكتاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم الذي [أرسل به](‪ )1‬مع دحية الكلبي إلى عظيم (بصرى)‪ ،‬فدفعه إلى‬
‫هرقل فقرأه‪ ،‬فإذا فيه‪" :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬من محمد عبد ال ورسوله‬
‫إلى هرقل عظيم الروم‪ ،‬سلم على من اتبع الهدى‪ ،‬أما بعد؛ فإني أدعوك‬
‫بدعاية السلم‪ ،‬أسلم تسلم؛ يؤتك ال أجرك مرتين؛ فإن توليت فإن عليك إثم‬
‫الريسيين و ﴿يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينك… ﴾ إلى‬
‫قوله‪﴿ :‬اشهدوا بأنا مسلمون﴾ [آل عمران‪.]64 :‬‬
‫@‪ -460‬إذا قال أهل الكتاب ‪ :‬السام عليكم – ‪518‬‬
‫@‪( 850/1110‬صحيح) عن جابر قال‪ :‬سلم ناس من اليهود على النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬السام عليكم‪ ،‬قال‪" :‬وعليكم"‪ ،‬فقالت عائشة رضي ال‬
‫عنها‪ -‬وغضبت‪ : -‬ألم تسمع ما قالوا ؟ قال ‪ " :‬بلى‪ ،‬قد [ سمعت فـ ]‬
‫(‪)2‬‬

‫رددت عليهم‪ ،‬نجاب عليهم‪ ،‬ول يجابون علينا"‪.‬‬


‫‪ -461‬باب يضطر أهل الكتاب في الطريق إلى أضيقها – ‪519‬‬
‫‪ -462‬باب كيف يدعو للذمي؟ ‪520 -‬‬
‫@‪( 851/1112‬حسن) عن عقبة بن عامر الجهني ‪ :‬أنه مر برجل هيئته هيئة‬
‫مسلم‪ ،‬فسلم فرد عليه‪ :‬وعليك ورحمة ال وبركاته‪ .‬فقال له الغلم‪ :‬إنه‬

‫( ) سقطت من الصل ‪ ،‬ومن طبعة الشيخ الجيلني أيضاً‪ ،‬واستدركتها من الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫الهندية ‪ ،‬وفي "صحيح المؤلف" (‪ -1/32‬فتح (‪" :‬الذي بعث به دحية" ونحوه في‬
‫"مسلم" (‪ )5/164‬و " صحيح ابن حبان " (‪.)6521‬‬
‫( ) سقطت من الصل و"الشرح فاستدركتها من "مسلم" (‪ )7/5‬و"المسند" (‪،)3/383‬‬ ‫‪2‬‬

‫كما صححت منهما لفظة "علينا" ؛ فِإنها كانت في الصل‪" :‬فينا"‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫نصراني! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه‪ .‬فقال‪" :‬إن رحمة ال وبركاته على‬
‫المؤمنين‪ ،‬لكن أطال ال حياتك‪ ،‬وأكثر مالك‪ ،‬وولدك"(‪.)1‬‬
‫@‪( 852/1113‬صحيح) عن ابن عباس قال‪" :‬لو قال لي فرعون‪ :‬بارك ال‬
‫فيك‪ ،‬قلت‪ :‬وفيك‪ ،‬وفرعون قد مات"‪.‬‬
‫‪ -463‬باب إذا سلم على النصراني ولم يعرفه – ‪521‬‬
‫@‪-853/1115‬عن عبد الرحمن [هو ابن محمد بن زيد بن جدعان] قال‪ :‬مرّ‬
‫ابن عمر بنصراني‪ ،‬فسلم عليه‪ ،‬فردّ عليه‪ ،‬فأخبر أنه نصراني‪ ،‬فلما علم‬
‫رجع فقال‪" :‬ردّ عليّ سلمي"‪.‬‬
‫‪ -464‬باب إذا قال‪ :‬فلن يقرئك السلم –‪522‬‬
‫"قلت‪ :‬أسند تحته حديث عائشة المتقدم برقم( ‪.")638/827‬‬
‫‪ -465‬باب جواب الكتاب‪523 -‬‬
‫@‪( 854/1117‬حسن السناد) عن ابن عباس قال‪ :‬إني لرى لجواب الكتاب‬
‫حقا كردّ السلم"‪.‬‬
‫‪ -466‬باب الكتابة إلى النساء وجوابهن‪524 -‬‬
‫@‪( 855/1118‬حسن السناد) عن عائشة بنت طلحة قالت‪ :‬قلت لعائشة –‬
‫وأنا في حجرها – وكان الناس يأتونها من كل مصر‪ ،‬فكان الشيوخ‬
‫ينتابوني(‪ )2‬لمكاني منها‪ ،‬وكان الشباب يتأخّوني(‪ )3‬فيهدون إلي‪ ،‬ويكتبون إلي‬
‫( ) قلت‪ :‬في هذا الثر إشارة من هذا الصحابي الجليل إلى جواز الدعاء بطول العمر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ولو للكافر ‪ ،‬فللمسلم أولى‪( ،‬انظر الحديث ‪ ،)41/56‬ولكن ل بد أن يلحظ الداعي أن ل‬


‫يكون الكافر عدوًا للمسلمين‪ ،‬ويترشح منه جواز تعزية مثله بما في هذا الثر ‪ ،‬فخذها منا‬
‫فائدة تذكر‪.‬‬
‫( ) أي ‪ :‬يقصدوني مرة بعد مرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) أي ‪ : :‬يتحروني ويقصدوني‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫قلت‪ :‬وذلك لفضلها وأدبها‪ ،‬قال الذهبي في "سير أعلم النبلء" (‪:)4/369‬‬

‫‪238‬‬
‫من المصار‪ ،‬فأقول لعائشة‪ :‬يا خالة! هذا كتاب فلن وهديته فتقول لي‬
‫عائشة‪" :‬أي بنية! فأجيبيه وأثيبيه؛ فإن لم يكن عندك ثوابٌ‪ ،‬أعطيتك"‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫فتعطيني‪.‬‬
‫‪ -467‬باب كيف يكتب صدر الكتاب ؟ ‪525-‬‬
‫@‪( 856/1119‬صحيح السناد) عن عبد ال بن دينار؛ أن عبد ال بن عمر‬
‫كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه‪ ،‬فكتب إليه ‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪،‬‬
‫لعبد الملك ؛ أمير المؤمنين من عبد ال بن عمر‪ :‬سلم عليك؛ فإني أحمد‬
‫إليك ال الذي ل إله إل هو‪ ،‬وأقر لك بالسمع والطاعة على سنة ال وسنة‬
‫رسوله‪ ،‬فيما استطعت"‪.‬‬
‫‪ -468‬باب أما بعد – ‪526‬‬
‫@‪( 857/1120‬صحيح السناد) عن زيد بن أسلم قال‪ :‬أرسلني أبي إلى ابن‬
‫عمر‪ ،‬فرأيته يكتب‪" :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬أما بعد‪." :‬‬
‫@‪( 858/1121‬صحيح لغيره) عن هشام بن عروة قال‪ :‬رأيت رسائل من‬
‫رسائل النبي صلى ال عليه وسلم كلما انقضت قصة‪ ،‬قال‪" :‬أما بعد"‪.‬‬
‫‪ -469‬باب صدر الرسائل‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪527 -‬‬
‫@‪( 859/1122‬حسن السناد) عن كبراء آل زيد بن ثابت؛ [أن زيد بن ثابت]‬
‫كتب بهذه الرسالة‪(" :‬بسم ال الرحمن الرحيم) لعبد ال ؛ معاوية أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬من زيد بن ثابت؛ سلم عليك أمير المؤمنين ورحمة ال؛ فإني‬
‫أحمد إليك ال الذي ل إله إل هو‪ ،‬أما بعد"‪.‬‬

‫"كانت أجمل نساء زمانها وأرأسهن‪ ،‬وحديثها مخرج في "الصحاح"‪ ،‬وهي بنت أم كلثوم‬
‫أخت عائشة بنتي الصديق " ‪ ،‬رضي ال عنهم‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫@‪( 860/1123‬صحيح السناد) عن أبي مسعود الجريري قال‪ :‬سأل رجل‬
‫الحسن ‪ :‬عن قراءة بسم ال الرحمن الرحيم؟ قال‪" :‬تلك صدور الرسائل"‪.‬‬
‫‪ -470‬باب بمن يبدأ في الكتاب؟ ‪528 -‬‬
‫@‪( 861/1124‬صحيح السناد) عن نافع قال‪ :‬كانت لبن عمر حاجة إلى‬
‫معاوية‪ ،‬فأراد أن يكتب إليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ابدأ به! فلم يزالوا به حتى كتب ‪(" :‬بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم) إلى معاوية"‪.‬‬
‫@‪( 862/1125‬صحيح السناد) عن أنس بن سيرين قال‪ :‬كتبت لبن عمر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اكتب ( بسم ال الرحمن الرحيم)‪ ،‬أما بعد ‪ :‬إلى فلن"‪.‬‬
‫وفي رواية عنه قال‪" :‬كتب رجل بين يدي ابن عمر ( بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم) لفلن‪ ،‬فنهاه ابن عمر‪ ،‬وقال‪" :‬قل‪ :‬بسم ال‪ ،‬هو له"(‪.)1‬‬
‫‪ -471‬باب كيف أصبحت ؟ ‪529 -‬‬
‫@‪( 863/1129‬صحيح) عن محمود بن لبيد قال‪ :‬لما أصيب أكحل سعد يوم‬
‫الخندق فثقل‪ ،‬حوّلوه عند امرأة‪ ،‬يقال لها‪ :‬رفيدة‪ ،‬وكانت تداوي الجرحى‪.‬‬
‫فكان النبي صلى ال عليه وسلم إذا مر به‪ ،‬يقول‪" :‬كيف أمسيت؟ "‪ ،‬وإذا‬
‫أصبح ‪" :‬كيف أصبحت؟"‪ ،‬فيخبره‪.‬‬
‫@‪( 864/1130‬صحيح) عن ابن عباس‪ :‬أن علي بن أبي طالب رضي ال‬
‫عنه خرج من عند رسول ال صلى ال عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه‬
‫فقال الناس‪ :‬يا أبا الحسن! كيف أصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ قال‪:‬‬
‫"أصبح بحمد ال بارئا"‪ .‬قال‪ :‬فأخذ عباس بن عبد المطلب بيده‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أرأيتك؟ فأنت وال بعد ثلث عبد العصا‪ ،‬وإني وال لرى رسول ال صلى‬

‫( ) لم يظهر لي المراد به ‪ ،‬ول الفرق بين الروايتين‪ ،‬ول سيما ومدارهما على راو‬
‫‪1‬‬

‫واحد ‪ :‬أنس بن سيرين!‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫ال عليه وسلم سوف يتوفى في مرضه هذا؛ إني أعرف وجوه بني عبد‬
‫المطلب عند الموت‪ ،‬فاذهب بنا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فلنسأله‬
‫فيمن هذا المر؟ فإن كان فينا علمنا ذلك‪ ،‬وإن كان في غيرنا كلمناه(‪.)1‬‬
‫فأوصى بنا‪.‬فقال علي‪ :‬إنا وال‪ ،‬إن سألناه فمنعناها‪ ،‬ل يعطيناها الناس بعده‬
‫أبدا‪ ،‬وإني وال ل اسألها رسول ال صلى ال عليه وسلم أبدا‪.‬‬
‫‪ -472‬باب من كتب آخر الكتاب‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال وكتب فلن بن‬
‫فلن لعشر بقين من الشهر – ‪530‬‬
‫@‪( 865/1131‬حسن السناد إل الزيادة فصحيحة السناد) عن أبي الزناد أنه‬
‫أخذ هذه الرسالة من خارجة بن زيد ومن كبراء آل زيد‪ " :‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم لعبد ال؛ معاوية أمير المؤمنين‪ ،‬من زيد بن ثابت‪ ،‬سلم عليك أمير‬
‫المؤمنين ورحمة ال ؛ فإني أحمد إليك ال الذي ل إله إل هو‪ .‬أما بعد‪ :‬فإنك‬
‫تسألني عن ميراث الجد والخوة… فذكر الرسالة(‪ .)2‬ونسأل ال الهدى‬
‫والحفظ والتثبت في أمرنا كله‪ ،‬ونعوذ بال أن نضل‪ ،‬أو نجهل‪ ،‬أو نكلف ما‬
‫ليس لنا بعلم‪ ،‬والسلم عليك أمير المؤمنين ورحمة ال وبركاته‬
‫ومغفرته[وطيب صلواته‪."]1001/‬‬
‫وكتب وهب‪ :‬يوم الخميس لثنتي عشرة بقيت من رمضان سنة اثنين‬
‫وأربعين"‪.‬‬
‫‪ -473‬باب كيف أنت ؟ ‪531 -‬‬

‫( ) قلت‪ :‬في "صحيح المؤلف" في الموضع الذي عزاه ابن عبد الباقي (‪ -8/142‬فتح)‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫"علمناه"‪ ،‬ولم يتكلم عليه الحافظ بشيء‪ ،‬وأظنه محرف "كلمناه" ‪ .‬وفي رواية أخرى‬
‫عنده في "الستئذان" (‪ -11/57‬فتح) ‪" :‬أمرناه"‪.‬‬
‫() رواها الطبراني في "المعجم الكبير" (‪ )5/147/4860‬بهذا السناد الحسن‪ ،‬ولم يذكر‬ ‫‪2‬‬

‫الذي رواه المؤلف بعدها‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫@‪( 866/1132‬صحيح موقوفا‪ ،‬وثبت مرفوعا) عن أنس بن مالك‪ :‬أنه سمع‬
‫عمر بن الخطاب رضي ال عنه‪ ،‬وسلم عليه رجل فرد السلم‪ ،‬ثم سأل عمر‬
‫الرجل‪ :‬كيف أنت؟ فقال‪ :‬أحمد ال إليك‪ ،‬فقال عمر‪" :‬هذا الذي أردت منك"‪.‬‬
‫‪ -474‬باب كيف يجيب إذا قيل له ‪ :‬كيف أصبحت ؟ ‪532 -‬‬
‫@‪( 867/1133‬حسن لغيره) عن جابر بن عبد ال ‪ :‬قيل للنبي صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬كيف أصبحت قال‪ " :‬بخير؛ من قوم لم يشهدوا جنازة‪ ،‬ولم‬
‫يعودوا مريضا"‪.‬‬
‫@‪( 868/1134‬حسن السناد موقوفا) عن مهاجر – هو ‪ :‬الصائغ ‪ -‬قال‪:‬‬
‫كنت أجلس إلى رجل من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم ضخم من‬
‫الحضرميين‪ ،‬فكان إذا قيل له‪ :‬كيف أصبحت؟ قال‪" :‬ل نشرك بال"‪.‬‬
‫@‪(869/1135‬صحيح لغيره موقوفا‪ ،‬وقد صح مرفوعا) عن حذيفة قال‪ " :‬يا‬
‫عمر بن صليع! إذا رأيت قيسا توالت بالشام فالحذر الحذر‪ ،‬فوال ل تدع‬
‫قيس عبدا ل مؤمنا إل أخافته‪ ،‬أو قتلته‪ ،‬وال ليأتين عليهم زمان ل يمنعون‬
‫منه ذنب تلعة"(‪.)1‬‬
‫‪ -475‬باب خير المجالس أوسعها ‪533 -‬‬
‫@‪( 1136 /870‬صحيح) عن عبد الرحمن بن أبي عمرة النصاري قال‪:‬‬
‫أوذن أبو سعيد الخدري بجنازة‪ ،‬قال‪ :‬فكأنه تخلف حتى أخذ القوم مجالسهم‪،‬‬
‫ثم جاء معه‪ ،‬فلما رآه القوم تسرعوا عنه‪ ،‬وقام بعضهم عنه ليجلس في‬
‫مجلسه‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬خير‬
‫المجالس أوسعها"‪ .‬ثم تنحى‪ ،‬فجلس في مجلس واسع‪.‬‬

‫)) هو مسيل الماء ومسيله من فوق إلى أسفل‪ ،‬من الضداد ‪ ،‬ويضرب لذليل والحقير ‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫كذا في "الشرح"‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ -476‬باب إذا قام ثم رجع إلى مجلسه‪535 -‬‬
‫@‪( 871/1138‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"إذا قام أحدكم من مجلسه‪ ،‬ثم رجع إليه؛ فهو أحق به"‪.‬‬
‫‪ -477‬باب الجلوس على الطريق – ‪536‬‬
‫@‪( 872/1139‬صحيح) عن أنس ‪ :‬أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ونحن صبيان‪ ،‬فسلم علينا‪ ،‬وأرسلني في حاجة‪ ،‬وجلس في الطريق ينتظرني‬
‫حتى رجعت إليه‪ ،‬قال‪ :‬فأبطأت على أم سليم‪ .‬فقالت‪ :‬ما حبسك؟ فقلت‪:‬‬
‫بعثني النبي صلى ال عليه وسلم في حاجة‪ .‬قالت‪ :‬ماهي؟ قلت‪ :‬قلت‪ :‬إنها‬
‫سرّ‪ .‬قالت‪" :‬فاحفظ سر رسول ال صلى ال عليه وسلم "‪.‬‬
‫‪ -478‬باب التوسع في المجلس‪537 -‬‬
‫@‪( 873/1140‬صحيح) عن ابن عمر قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"ل يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه‪ ،‬ثم يجلس فيه‪ ،‬ولكن تفسحوا وتوسعوا"‪.‬‬
‫‪ -479‬باب يجلس الرجل حيث انتهى – ‪538‬‬
‫@‪( 874/1141‬صحيح لغيره) عن جابر بن سمرة قال‪" :‬كنا إذا أتينا النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬جلس أحدنا حيث انتهى"‪.‬‬
‫‪ -480‬باب ل يفرق بين اثنين‪539 -‬‬
‫@‪( 875/1142‬حسن) عن عبد ال بن عمرو؛ أن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬ل يحل لرجل أن يفرق بين اثنين‪ ،‬إل بإذنهما"‪.‬‬
‫‪ -481‬باب يتخطى إلى صاحب المجلس – ‪540‬‬
‫@‪( 876/1144‬صحيح) عن الشعبي قال‪ :‬جاء رجل إلى عبد ال بن عمرو‪-‬‬
‫وعنده القوم جلوس‪ -‬يتخطى إليه‪ ،‬فمنعوه‪ ،‬فقال‪ :‬اتركوا الرجل‪ ،‬فجاء حتى‬

‫‪243‬‬
‫جلس إليه‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني بشيء سمعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬المسلم من سلم‬
‫المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬والمهاجر من هجر ما نهى ال عنه"‪.‬‬
‫‪ -482‬باب أكرم الناس على الرجل جليسه – ‪541‬‬
‫@‪( 877/1145‬صحيح السناد) عن ابن عباس ‪" :‬أكرم الناس عليّ جليسي"‪.‬‬
‫‪ -483‬باب هل يقدم الرجل رجل بين يدي جليسه ؟ ‪542-‬‬
‫@‪( 878/1147‬حسن السناد) عن كثير بن مرّة قال‪ :‬دخلت المسجد يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬فوجدت عوف بن مالك الشجعي جالسا في حلقةٍ‪ ،‬م ّد(‪ )1‬رجليه بين‬
‫يديه‪ ،‬فلما رآني قبض رجليه‪ ،‬ثم قال لي‪" :‬تدري لي شيء مددت رجلي؟‬
‫ليجيء رجل صالح فيجلس"‪.‬‬
‫‪ -484‬باب الرجل يكون في القوم فيبزق – ‪543‬‬
‫@‪( 879/1148‬حسن) عن الحارث بن عمرو السهمي قال‪ :‬أتيت النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو بمنى – أو بعرفات‪ -‬وقد أطاف به الناس‪ ،‬ويجيء‬
‫العراب‪ ،‬فإذا رأوا وجهه‪ ،‬قالوا‪ :‬هذا وجه مبارك‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول ال!‬
‫استغفر لي‪ ،‬فقال‪ " :‬اللهم اغفر لنا"‪ .‬فدرتُ‪ ،‬فقلت‪ :‬استغفر لي‪ ،‬قال‪" :‬اللهم‬
‫اغفر لنا"‪ .‬فدرت‪ ،‬فقلت‪ :‬استغفر لي‪ ،‬فقال‪" :‬اللهم اغفر لنا"‪ .‬فذهب [يبزق‪،‬‬
‫فقال])(‪ )2‬بيده [فأخذ بها](‪)1‬بزاقه‪ ،‬ومسح بها نعله‪ ،‬كره أن يصيب أحدا من‬
‫حوله‪.‬‬
‫‪ -485‬باب المجالس الصعدات – ‪544‬‬

‫( ) كذا الصل‪ ،‬ولعل الصواب "ما ّداً"‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫( ) هاتان الزيادتان سقطتا من الصل‪ ،‬ومن متن الشارح ‪ ،‬فاستدركتها من "كبير‬‫‪2‬‬

‫الطبراني" (‪.)3/296‬‬

‫‪244‬‬
‫@‪( 880/1149‬صحيح) عن أبي هريرة ‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى‬
‫عن المجالس بالصعدات‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال! ليشق علينا الجلوس في‬
‫بيوتنا؟ قال‪" :‬فإن جلستم‪ ،‬فأعطوا المجالس حقها" قالوا‪ :‬وما حقها يا رسول‬
‫ال؟ قال‪" :‬إدلل السائل‪ ،‬ورد السلم‪ ،‬وغض البصار‪ ،‬والمر بالمعروف‪،‬‬
‫والنهي عن المنكر"‪.‬‬
‫@‪( 881/1150‬صحيح) عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه؛ أن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬إياكم والجلوس في الطرقات" قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫ال! ما لنا بد من مجالسنا؛ نتحدث فيها‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪" :‬أما إذ أبيتم‪ ،‬فأعطوا الطريق حقه"‪ .‬قالوا‪ :‬وما حق الطريق يا رسول ال؟‬
‫قال‪" :‬غض البصر‪ ،‬وكف الذى والمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر"‪.‬‬
‫‪ -486‬باب من أدلى رجليه إلى البئر إذا جلس وكشف عن الساقين‪545 -‬‬
‫@‪( 882/1151‬صحيح) عن أبي موسى الشعري قال‪ :‬خرج النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم يوما إلى حائط من حوائط المدينة؛ لحاجته‪ ،‬وخرجت في أثره‪،‬‬
‫فلما دخل الحائط جلست على بابه‪ ،‬وقلت‪ :‬لكونن اليوم بواب النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬ولم يأمرني(‪ ،)1‬فذهب النبي صلى ال عليه وسلم فقضى‬

‫( ) قلت‪ :‬هذا خلف الرواية المتقدمة في التعليق على الحديث (‪ )746/965‬بلفظ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫"وأمرني بحفظ باب الحائط"‪.‬‬


‫وهي أصح من هذه التي هنا ؛ لن فيها "شريك بن عبد ال وهو ابن أبي نمر"‪ ،‬وهو وإن‬
‫كان من رجال الشيخين‪ ،‬فقد تكلم فيه بعضهم لخطاء وقعت له في حديث المعراج‪،‬‬
‫ولذلك قال الحافظ في"التقريب"‪" :‬صدوق يخطئ"‪.‬‬
‫ومع ذلك حاول التوفيق بين روايته هذه النافية‪ ،‬وتلك الرواية الصحيحة المثبتة في‬
‫"الفتح" (‪ ،)37-7/36‬ولست أرى ذلك‪ ،‬بل إن روايته هذه ينبغي أن تضم إلى أخطائه‬
‫المشار إليها آنفاً‪ ،‬ولعل مسلماً تعمد حذفها من روايته (‪ ،)7/118‬أو أنها هكذا وقعت له‪،‬‬
‫وسواء كان هذا أو ذاك‪ ،‬فذلك مما يوهنها‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫حاجته وجلس على قف البئر‪ ،‬وكشف عن ساقيه‪ ،‬ودلهما في البئر‪ ،‬فجاء‬
‫أبو بكر رضي ال عنه ليستأذن عليه ليدخل‪ ،‬فقلت‪ :‬كما أنت‪ ،‬حتى أستأذن‬
‫لك‪ ،‬فوقف‪ ،‬وجئت النبي صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال! أبو بكر‬
‫يستأذن عليك؟ فقال‪" :‬ائذن له‪ ،‬وبشره بالجنة"‪ .‬فدخل‪ ،‬فجاء(‪ )1‬عن يمين النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فكشف عن ساقيه ودلهما في البئر‪ ،‬فجاء عمر فقلت‬
‫كما أنت حتى استأذن لك‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ائذن له‪ ،‬وبشره‬
‫بالجنة"‪ ،‬فجاء عمر عن يسار النبي صلى ال عليه وسلم فكشف عن ساقيه‬
‫ودلهما في البئر فامتل القف‪ ،‬فلم يكن في مجلس‪ .‬ثم جاء عثمان‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫كما أنت‪ ،‬حتى أستأذن لك‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ائذن له‪،‬‬
‫وبشره بالجنة معها بلء يصيبه"‪ .‬فدخل‪ ،‬فلم يجد معهم مجلسا‪ ،‬فتحول حتى‬
‫جاء مقابلهم‪ ،‬على شفة البئر‪ ،‬فكشف عن ساقيه‪ ،‬ثم دلهما في البئر‪ .‬فجعلت‬
‫خ لي‪ ،‬وأدعو ال أن يأتي به‪ ،‬فلم يأت حتى قاموا‪ .‬قال ابن‬
‫أتمنى أن يأتي أ ٌ‬
‫المسيب‪ :‬فأولت ذلك قبورهم؛ اجتمعت ها هنا‪ ،‬وانفرد عثمان‪.‬‬
‫@‪( 883/1152‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬خرج النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫في طائفة [النهار] ل يكلمني ول أكلمه‪ ،‬حتى أتى سوق بني قينقاع‪ ،‬فجلس‬
‫فحبسته شيئا‪ ،‬فظننت أنها‬ ‫(‪)2‬‬
‫بفناء بيت فاطمة؛ فقال‪" :‬أثم لكع؟ أثم لكع؟"‬

‫() كذا في الصل‪" :‬فجاء" في الموضعين‪ ،‬وكذلك وقع في صحيح المؤلف (‪/7097‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفتن) ‪ ،‬وفي رواية مسلم (‪" :)7/118‬فجلس وهو رواية للمؤلف في الموضع الذي أشار‬
‫إليه المحقق من"الفضائل"(‪.)3674‬‬
‫( ) زاد مسلم (‪" :)7/130‬يعني‪ :‬حسيناً" ومعناها في رواية أخرى في "صحيح‬ ‫‪2‬‬

‫المؤلف" (‪ )5884‬وهي في رواية أخرى في "أدبه" هذا من طريق أخرى عن أبي‬


‫هريرة بسند حسن‪ ،‬ولفظ أتم‪ ،‬ويأتي برقم(‪.)906/1183‬‬
‫في "النهاية"‪" :‬اللكع عند العرب‪ :‬العبد‪ ،‬ثم استعمل في الحمق والذم … وقد يطلق على‬
‫الصغير"‪ ،‬وهو المراد هنا‪ ،‬وانظر الفتح (‪.)4/342‬‬

‫‪246‬‬
‫تلبسه سخابا أو تغسله‪ ،‬فجاء يشتد حتى عانقه وقبله‪ ،‬وقال‪" :‬اللهم أحبِبْه(‪،)1‬‬
‫وأحبب من يحبه"‪.‬‬
‫‪ -487‬باب إذا قام له رجل من مجلسه لم يقعد فيه‪546 -‬‬
‫@‪( 884/1153‬صحيح) عن ابن عمر قال‪" :‬نهى النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫أن يقيم الرجل من المجلس‪ ،‬ثم يجلس فيه"‪ .‬وكان ابن عمر إذا قام له رجل‬
‫من مجلسه‪ ،‬لم يجلس فيه‪.‬‬
‫‪ -488‬باب المانة – ‪547‬‬
‫@‪( 885/1154‬صحيح السناد) عن أنس ‪" :‬خدمت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يوما‪ ،‬حتى إذا رأيت أني قد فرغت من خدمته‪ ،‬قلت‪ :‬يقيل النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬فخرجت(‪ )2‬من عنده‪ ،‬فإذا غلمة يلعبون‪ ،‬فقمت أنظر‬
‫إليهم؛ إلى لعبهم‪ ،‬فجاء النبي صلى ال عليه وسلم فانتهى إليهم‪ ،‬فسلم عليهم‪،‬‬

‫( ) كذا وقع هنا ‪ ،‬وفي " الصحيح" بلفظ‪:‬‬‫‪1‬‬

‫"أحبه ‪ ،‬وأحبّ … " بالدغام‪ ،‬ويأت هناك بفكه أيضاً‪.‬‬


‫(تنبه) وقع إسناد الحديث في نسخة ابن عبد الباقي هكذا‪ :‬حدثنا علي بن محمد قال‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان هنا هو ابن عيينة‪.‬‬
‫وأما علي بن محمد‪ :‬فقد ذكره المزي في الرواة عن ابن عيينة‪ ،‬وهو الطنافسي‪ ،‬ولكنه لم‬
‫يذكره ل هو ول الحافظ في شيوخ المؤلف‪ ،‬ولم يرمزوا له بذلك كما هي عادتهم‪ ،‬فتردد‬
‫النظر بين أن يكون ذلك سهواً منهم‪ ،‬أو أن يكون ما في الصل خطأ‪ ،‬حتى رأيته الشارح‬
‫قال‪:‬‬
‫"في النسخ الخطية "علي" من غير كنية (كذا)‪ ،‬وفي المطبعة "علي بن محمد" والظهر‬
‫أنه علي بن عبد ال بن المديني‪ ،‬كما في "الصحيح"‪ :‬علي بن عبد ال"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وما استظهره هو الصواب لما ذكرته عن الحافظين أولً‪ ،‬ولما ذكره هو عن‬
‫"الصحيح" آخراً‪ ،‬لكن قوله‪" :‬المطبوعة" إن كان يعني غير الهندية‪ ،‬فيمكن‪ ،‬وإل فهو‬
‫فيها "علي" غير منسوب كما في الخطبة‪.‬‬
‫( ) الصل‪" :‬فخرج من عنده" وهو خطأ صححته من "المسند"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪247‬‬
‫ثم دعاني‪ ،‬فبعثني إلى حاجة‪ ،‬فكان في فيء(‪ )1‬حتى أتيتهُ‪ .‬وأبطأت على‬
‫أمي(‪ )2‬فقالت‪ :‬ما حبسك؟ قلت‪ :‬بعثني النبي صلى ال عليه وسلم إلى حاجة‪،‬‬
‫قالت‪ :‬ما هي؟ قلت‪ :‬إنه سرّ للنبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪ :‬احفظ على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم سرّه‪ ،‬فما حدثت بتلك الحاجة أحدا من‬
‫الخلق‪ ،‬فلو كنت محدثا حدثتك بها"(‪.)3‬‬
‫‪ -489‬باب إذا التفت التفت جميعا‪548 -‬‬
‫@‪( 886/1155‬حسن لغيره) عن سعيد بن المسيب؛ أنه سمع أبا هريرة‬
‫يصف رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كان رَبع ًة(‪ )4‬وهو إلى الطول‬
‫أقرب‪ ،‬شديد البياض‪ ،‬أسود شعر اللحية‪ ،‬حسن الثغر(‪ ،)5‬أهدب(‪ )6‬أشفار‬
‫العينين‪ ،‬بعيد ما بين المنكبين‪ ،‬مفاض الجبين(‪ )7‬يطأ بقدمه جميعا‪ ،‬ليس لها‬
‫أخمص‪ ،‬يُقبل جميعا ويدبر جميعا‪ ،‬لم أر مثله قبل ول بعد"‪.‬‬
‫‪ -490‬باب من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون – ‪551‬‬

‫( ) وفي رواية لحمد صحيحة‪" :‬وقعد في ظل جدار‪ ،‬أوفي جدار"‪ ،‬زاد في أخرى‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫"فلما رجعت قال‪ :‬ل تخبر أحداً"‪.‬‬


‫وفي إسنادها مؤمل وهو ابن إسماعيل‪ ،‬وفيه ضعف‪.‬‬
‫( ) وفي أخرى لحمد (‪" :)3/228‬فرجعت إلى أهلي بعد الساعة التي كنت أرجع إليهم"‬ ‫‪2‬‬

‫وسندها جيد‪ ،‬ومعناها في رواية صحيحة لحمد‪ ،‬يأتي الشارة إليها قريبة‪.‬‬
‫( ) زاد أحمد ‪ " :‬يا ثابت!"‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫( ) بفتح الراء وسكون الباء ‪ ،‬أي ‪ :‬كان متوسطًا بين الطول والقصر‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) الثغر ‪ :‬مقدم السنان‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫( ) هو الذي طالت أهداب عينيه‪ ،‬وكثرت أشفارها‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫( ) قال الشارح(‪ " :)2/570‬ومن صفة النبي صلى ال عليه وسلم وآله وسلم " مفاض‬ ‫‪7‬‬

‫البطن" أي ‪ :‬مستوى البطن مع الصدر‪".‬تاج العروس"‪.‬‬


‫قلت‪ :‬هذا المعنى غير مناسب هنا‪ ،‬والظاهر أنه بمعنى سهل الخدين الوارد في "‬
‫الشمائل" للترمذي من رواية الحسن بن علي في حديث الطويل في صفة النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فانظر إن شئت " مختصر الشمائل" (ح ‪( )6‬ص ‪( )19‬سطر ‪.)3‬‬

‫‪248‬‬
‫@‪( 887/1159‬صحيح) عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" من صور صورة(‪ )8‬كلف أن ينفخ فيه وعُذب‪ ،‬ولن ينفخ فيه ومن تحلم‬
‫(‪)4‬‬

‫كلف أن يعقد شعيرتين وعُذب‪ ،‬ولن يعقد بينهما‪ .‬ومن استمع إلى حديث‬
‫قوم[وهم] يفرون منه‪ ،‬صب في أذنيه النك"(‪.)5‬‬
‫‪ -491‬باب الجلوس على السرير‪522 -‬‬
‫@‪( 888/1161‬صحيح السناد) عن أبي العالية قال‪" :‬جلست مع ابن عباس‬
‫على سرير"‪.‬‬
‫وفي رواية عن أبي جمرة‪ ،‬قال‪ :‬كنت أقعد مع ابن عباس‪ ،‬فكان يقعدني على‬
‫سريره‪ ،‬فقال لي‪ " :‬أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي"‪ .‬فأقمت عنده‬
‫شهرين‪.‬‬

‫( ) (‪ )7( )6‬زاد أحمد (‪ )1/359‬في المواضع الثلثة‪" :‬يوم القيامة" وهي عند الترمذي‬ ‫‪8‬‬

‫أيضاً في آخر الخصلة الثالثة‪ ،‬وقد روى معها الخصلة الولى في "اللباس" وروى‬
‫الوسطى في "الرؤيا" بلفظ ‪" :‬من تحلم كاذبًا كلف يوم القيامة " إلخ‪ .‬وقال في‬
‫"الموضعين"‪:‬‬
‫"حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫وقد حذف هذه الجملة من كلم الترمذي ذاك الجاني على نفسه‪ ،‬والمتجني علي فيما‬
‫سماه‪:‬‬
‫" صحيح سنن الترمذي باختصار السند‪ :‬تأليف محمد ناصر الدين اللباني"‪.‬‬
‫وهذا كذب وزور ‪ ،‬قلت‪ :‬فلست أنا الذي قام باختصار السند أو غيره‪ ،‬وإنما هو من عمله‬
‫هو‪ ،‬أو بعض من ل يسعه إل أن يأتمر بأمره! وكم له من مثل هذا الختصار المخل‪،‬‬
‫وعلى العكس من ذلك كم له من أشياء كان ينبغي اختصارها ومع ذلك؛ فإنه لم يفعل‪،‬‬
‫مثل قوله في آخر كتاب اللباس ‪:‬‬
‫"‪ -41‬باب‬
‫‪ -42‬باب‬
‫‪ -43‬باب"!‬
‫فليتأمل القراء ما فائدة هذه البواب التي ل تدل على شيء سوى تسويد ثلثة أسطر‬
‫عبثاً؟! وتضخيم حجم الكتاب سدى! فإلى ال المشتكى‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫@‪( 889/1162‬حسن السناد) عن خالد بن دينار أبي خلدة قال‪ :‬سمعت أنس‬
‫بن مالك‪ -‬وهو مع الحكم أمير بالبصرة على السرير‪ -‬يقول‪ :‬كان النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا كان الحر أبرد بالصلة‪ ،‬وإذا كان البرد بكّر‬
‫بالصلة"‪.‬‬
‫@‪( 890/1163‬حسن صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬دخلت على النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو على سرير مرمول بشريط تحت رأسه وسادةٌ من‬
‫أدم حشوها ليف‪ ،‬ما بين جلده وبين السرير ثوب‪ ،‬فدخل عليه عمرٌ فبكى‪،‬‬
‫فقال له النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬ما يبكيك يا عمر؟ "قال‪ :‬أما وال ما‬
‫أبكي يا رسول ال أل أكون أعلم أنك أكرم على ال من كسرى وقيصر‪،‬‬
‫فهما يعيثان فيما يعيثان فيه من الدنيا‪ ،‬وأنت يا رسول ال بالمكان الذي‬
‫أرى! فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أما ترضى يا عمر أن تكون لهم‬
‫الدنيا‪ ،‬ولنا الخرة؟"‪ .‬قلت‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪" :‬فإنه كذلك"‪.‬‬
‫@‪( 891/1164‬صحيح) عن أبي رفاعة العدوي قال‪ :‬انتهيت إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو يخطب‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! رجل غريب جاء يسأل‬
‫عن دينه‪ ،‬ل يدري ما دينه؟ فأقبل إلي وترك خطبته‪ .‬فأتي بكرسي خلت‬
‫قوائمه حديدا‪ - ،‬قال حميد‪ :‬أراه خشبا أسود حسبه حديدا‪ -‬فقعد عليه‪ ،‬فجعل‬
‫يعلمني مما عمله ال‪ ،‬ثم أتم خطبته؛ آخرها(‪.)1‬‬
‫@‪892/1165‬م (حسن السناد) عن عمران بن مسلم قال‪" :‬رأيت أنسا جالسا‬
‫على سرير‪ ،‬واضعا إحدى رجليه على الخرى"‪.‬‬
‫‪ -492‬باب إذا رأى قوما يتناجون فل يدخل معهم‪553 -‬‬

‫() الصل‪" :‬ثم أتم خطبته آخرهأ" والمثبت في "صحيح مسلم" (‪ )3/15‬و"المسند" (‬
‫‪1‬‬

‫‪ )5/80‬و "كنى الدولبي" (‪ ،)1/29‬وقد رواه من طريق شيخ السلم‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫@‪( 893/1166‬صحيح السناد) عن سعيد المقبري قال‪ :‬مررت على ابن‬
‫عمر ومعه رجل يتحدّث‪ ،‬فقمت إليهما‪ ،‬فلطم في صدري‪ ،‬فقال (‪" : )1‬إذا‬
‫وجدت اثنين يتحدثان فل تقم معهما‪ ،‬ول تجلس معهما‪ ،‬حتى تستأذنهما "‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬أصلحك ال يا أبا عبد الرحمن! إنما رجوت أن أسمع منكما خيرا‪.‬‬
‫@‪( 894/1167‬صحيح السناد موقوفا‪ ،‬وقد صحّ مرفوعا) عن ابن عباس‬
‫قال‪" :‬من تسمع إلى حديث قوم وهم له كارهون‪ ،‬صب في أذنه النك‪ ،‬ومن‬
‫تحلم بحلم كلف أن يعقد شعيرة"‪.‬‬
‫‪ -493‬باب ل يتناجى اثنان دون الثالث‪554 -‬‬
‫@‪( 895/1168‬صحيح) عن عبد ال [ هو ابن عمر]؛ أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪ " :‬إذا كانوا ثلثة‪ ،‬فل يتناجى اثنان دون الثالث"‪.‬‬
‫@‪-494‬باب إذا كانوا أربعة – ‪555‬‬
‫@‪( 896/1169‬صحيح) عن عبد ال [ هو ابن مسعود] قال‪ :‬قال النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا كنتم ثلثة فل يتناجى اثنان دون الثالث[حتى يختلطوا‬
‫بالناس‪]1171/‬؛ فإنه يحزنه ذلك"‪.‬‬
‫@‪( 897/1170‬صحيح) عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم مثله‪.‬‬
‫قلنا(‪ : )2‬فإن كانوا أربعة؟ قال‪ " :‬ل يضره‪( ،‬وفي رواية‪ :‬فل بأس‪.")1127/‬‬

‫() كذا وقع في هذه الرواية موفوقًا مع القصة‪ ،‬وقد رواه أحمد (‪ 2/114‬و ‪ )138‬من‬ ‫‪1‬‬

‫طريق عبد ال عن سعيد المقبري به؛ إل أنه قال‪ :‬أما علمت أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬فذكره‪ .‬ورجاله ثقات غير عبد ال وهو ابن عمر العمري‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬لكن‬
‫يشهد له الطريق التي بعده‪ ،‬ولعله لذلك سكت عنه الحافظ في "الفتح" (‪.)11/84‬‬
‫() يعني لبن عمر كما في "أبي داود" (أدب‪ ،)24-‬وابن حبان(‪،)1/395/583‬‬ ‫‪2‬‬

‫والمؤلف أيضًا في الرواية الثانية‪.‬‬


‫واعلم أن حديث ابن عمر هذا جاء في الصل بعد حديث عبد ال بن مسعود الذي قبله‪،‬‬
‫وقد ساقه المؤلف من طريق حفص‪ :‬حدثنا العمش‪ :‬حدثني شقيق عن عبد ال قال‪ :‬قال‬

‫‪251‬‬
‫‪ -495‬باب ل يجلس على حرف –‪557‬‬
‫@‪( 898/1174‬صحيح) عن قيس عن أبيه [ هو أبو حازم البجلي]‪" :‬أنه جاء‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم يخطب‪ ،‬فقام في الشمس‪ ،‬فأمره‪ ،‬فتحول‬
‫إلى الظل"‪.‬‬
‫‪ -496‬باب الحتباء في الثوب –‪558‬‬
‫@‪( 899/1175‬صحيح) عن أبي سعيد الخدري قال‪" :‬نهى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن لبستين‪ ،‬وبيعتين‪ :‬نهى عن الملمسة والمنابذة‪ :‬في البيع‬
‫– الملمسة‪ :‬يمس الرجل ثوبه‪ .‬والمنابذة‪ :‬ينبذ الخر إليه ثوبه‪ -‬ويكون ذلك‬
‫بيعهما عن غير نظر‪ .‬واللبستين اشتمال الصماء‪ -‬والصماء‪ :‬أن يجعل‬
‫طرف ثوبه على إحدى(‪ )1‬عاتقيه‪ ،‬فيبدو أحد شقيه ليس عليه شيء(‪-)2‬‬
‫واللبسة الخرى احتباؤه بثوبه وهو جالس‪ ،‬ليس على فرجه منه شيء"‪.‬‬
‫@‪( 900/1176‬صحيح) عن أبي قلبة قال‪ :‬أخبرني أبو المليح قال‪ :‬دخلت‬
‫مع أبيك؛ زيد على عبد ال بن عمرو‪ ،‬فحدثنا‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم‬

‫النبي صلى ال عليه وسلم … (فذكره) ثم عطف عليه فقال‪ :‬وحدثني أبو صالح عن ابن‬
‫عمر مثله‪ ،‬قلنا … " إلخ‪ ،‬فقوله‪" :‬وحدثني"‪ ،‬إنما هو من قول العمش؛ يعني أنه سمع‬
‫الحديث من شقيق عن ابن مسعود‪ ،‬وسمعه من أبي صالح عن ابن عمر‪ ،‬وهذا ظاهر جداً‬
‫عند من يعرف هذه الصناعة‪ ،‬ولول أن الشارح شكك في ذلك ‪ ،‬وذكر احتمال أن يكون‬
‫في النسخة سقط من الناسخ‪ ،‬وأن الحديث مرسل منقطع‪ -‬لما تعرضت لبيانه‪ -‬ومن‬
‫الغرائب أنه غفل عن إسناد الرواية الثانية؛ فإنها في الصل من طريق سفيان عن‬
‫العمش عن أبي صالح عن ابن عمر! فقد وقع للشارح هنا نحو ما وقع لمحقق في أثر‬
‫أنس المتقدم(‪!)892/1165‬‬
‫( ) كذا الصل‪ ،‬وفي "البخاري" (‪" :)5820‬أحد"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) "ليس عليه شيء" ‪ :‬أي ‪ :‬فتبدو عورته‪ ،‬وهذا التفسير الذي جاء في صلب الحديث‬ ‫‪2‬‬

‫هو الذي رجحه الحافظ ابن حجر (‪ )10/177‬لوروده في صلب الحديث؛ لنه وإن كان‬
‫موقوفاً فهو حجة على الصحيح‪ ،‬لنه تفسير من الراوي ل يخالف ظاهر الثر‪ ،‬والراوي‬
‫أدرى بمرويه من غيره‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫ذُكر له صومي‪ ،‬فدخل عليه‪ ،‬فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف‪ ،‬فجلس‬
‫على الرض‪ ،‬وصارت الوسادة بيني وبينه‪ ،‬فقال لي‪" :‬أما يكفيك من كل‬
‫شهر ثلثة أيام؟"‪[ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال!] قال‪" :‬خمسا"‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال! [قلت‪ :‬يا رسول ال! قال‪" :‬سبعا" قلت‪ :‬يا رسول ال! قال‪" :‬تسعا"‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫يا رسول ال!] قال‪" :‬إحدى عشرة"‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول ال! قال‪" :‬ل صوم فوق‬
‫صوم داود؛ شطر الدهر‪ ،‬صيام يومٍ وإفطار يوم"‪.‬‬
‫@‪( 901/1177‬صحيح السناد) عن عبد ال بن بسر‪ " :‬أن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم مر على أبيه‪ ،‬فألقى له قطيفة فجلس عليها"‪.‬‬
‫@‪-498‬باب القُرفصاء – ‪560‬‬
‫@‪( 902/1178‬حسن) عن قيلة قالت‪" :‬رأيت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قاعدا القرفصاء‪ ،‬فلما رأيت النبي صلى ال عليه وسلم المتخشع في الجلسة‪،‬‬
‫ن الفرَق"‪.‬‬
‫أُرعدت؛ مِ َ‬
‫‪ -499‬باب التربع – ‪561‬‬
‫@‪(903/1179‬صحيح لغيره) عن حنظلة بن حذيم قال‪ " :‬أتيت النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم فرأيته جالسا متربعا"‪.‬‬
‫@‪( 904/1181‬صحيح السناد) عن عمران بن مسلم قال‪" :‬رأيت أنس بن‬
‫مالك يجلس هكذا – متربعا‪ -‬ويضع إحدى قدميه على الخرى"‪..‬‬
‫‪ -500‬باب الحتباء – ‪562‬‬
‫@‪( 905/1182‬صحيح لغيره) عن سليم بن جابر الهجيمي قال‪ :‬أتيت النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو محتبٍ في بُردة‪ ،‬وإن هُدّابها(‪ )1‬لعلى قدميه‪ .‬فقلت‪:‬‬

‫( ) كذا في الصل‪" :‬هدابها" باللف بعد الدال المهملة‪ ،‬وفي "سنن أبي داود" وغيره‬
‫‪1‬‬

‫من مصادر الحديث "هدبها" دون اللف‪ ،‬وكلهما جائز‪ ،‬ففي "النهاية" و"التاج"‬

‫‪253‬‬
‫يا رسول ال! أوصني‪ .‬قال‪ " :‬عليك باتقاء ال‪ ،‬ول تحقرن من المعروف‬
‫شيئا‪ ،‬ولو أن تفرغ للمستسقي من دلوك في إنائه‪ ،‬أو تكلم أخاك ووجهك‬
‫منبسط‪ ،‬وإياك وإسبال الزرار‪ ،‬فإنها من المخيلة‪ ،‬ول يحبها ال‪ .‬وإن امرؤ‬
‫عيّرك بشيء يعلمه منك فل تعيّره بشيء تعلمه منه‪ ،‬دعه يكون وباله عليه‪،‬‬
‫وأجره لك‪ ،‬ول تسبنّ شيئا"‪ .‬قال‪ :‬فما سببت بعد دابة ول إنسانا‪.‬‬
‫ط إل فاضت‬
‫@‪( 906/1183‬حسن) عن أبي هريرة قال‪ :‬ما رأيت حسنا ق ّ‬
‫عيناي دموعا؛ وذلك أن النبي صلى ال عليه وسلم خرج يوما‪ ،‬فوجدني في‬
‫المسجد‪ ،‬فأخذ بيدي‪ ،‬فانطلقت معه‪ ،‬فما كلمني حتى جئنا سوق بني قينقاع‪،‬‬
‫فطاف فيه ونظر‪ ،‬ثم انصرف وأنا معه؛ حتى جئنا المسجد‪ ،‬فجلس فاحتبى‪،‬‬
‫ثم قال‪" :‬أين لكاع؟ ادع لي لكاع"(‪ .)1‬فجاء حسن يشتد فوقع في حجره‪ ،‬ثم‬
‫أدخل يده في لحيته‪ ،‬ثم جعل النبي صلى ال عليه وسلم يفتح فاه فيدخل فاه‬
‫في فيه‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬اللهم إني أحبه‪ ،‬فأحببه‪ ،‬وأحب من يحبه"‪.‬‬
‫‪ -501‬باب من برك على ركبتيه – ‪563‬‬
‫@‪( 907/1184‬حسن صحيح) عن أنس بن مالك‪ :‬أن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم صلى بهم الظهر‪ ،‬فلما سلم قام على المنبر‪ ،‬فذكر الساعة‪ ،‬وذكر أن‬
‫فيها أمورا عظاما‪ ،‬ثم قال‪" :‬من أحب أن يسأل شيء فليسأل عنه‪ ،‬فوال ل‬
‫تسألوني عن شيء إل أخبرتكم‪ ،‬ما دمت في مقامي هذا"‪ .‬قال أنس‪ :‬فأكثر‬
‫الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأكثر‬

‫طرّته"‪.‬‬
‫وغيرها ‪" :‬هدب الثوب‪ ،‬وهدبته ‪ ،‬وهدابه‪ :‬طرف الثوب مما يلي ُ‬
‫( ) كذا وقع هنا (لكاع)‪ ،‬وفي الحديث المتقدم (‪( :)883/1152‬لكع) وهو أصح ‪ ،‬قال‬ ‫‪1‬‬

‫ابن الثير في "النهاية " ‪:‬‬


‫"اللكع عند العرب‪ :‬العبد ‪ ،‬ثم استعمل في الحمق والذم‪ ،‬يقال للرجل‪ :‬لكع‪ ،‬وللمراة لكاع‪،‬‬
‫وأكثر ما يقع في النداء‪ ،‬وهو اللئيم‪ ،‬وقد يطلق على الصغير"‪ .‬وهو المراد هنا‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقول‪" :‬سلوا"‪ .‬فبرك عمر على ركبتيه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬رضينا بال ربا‪ ،‬وبالسلم دينا‪ ،‬وبمحمد رسولً‪ ،‬فسكت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم حين قال ذلك عمر‪ ،‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أولى(‪ ،)1‬أما والذي نفس محمد بيده‪ ،‬لقد عرضت علي الجنة والنار‬
‫في عرض هذا الحائط – وأنا أصلي‪ -‬فلم أر كاليوم في الخير والشر"‪.‬‬
‫‪ -502‬باب الستلقاء‪564 -‬‬
‫@‪( 908/1185‬صحيح) عن عبد ال بن زيد بن عاصم المازني قال‪ " :‬رأيته‬
‫– يعني ‪ :‬النبي صلى ال عليه وسلم – مستلقيا‪ ،‬واضعا إحدى رجليه على‬
‫الخرى"‪.‬‬
‫‪ -503‬باب الضجعة على وجهه – ‪565‬‬
‫@‪( 909/1187‬صحيح) عن طخفة الغفاري أنه كان من أصحاب الصفة‪،‬‬
‫قال‪ :‬بينا أنا نائم في المسجد من آخر الليل‪ ،‬أتاني آتٍ وأنا نائم على بطني‪،‬‬
‫فحركني برجله فقال‪" :‬قم؛ هذه ضجعة يبغضها ال"‪ .‬فرفعت رأسي‪ ،‬فإذا‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قائم على رأسي‪.‬‬
‫‪ -504‬باب ل يأخذ ول يُعطي إل باليمنى – ‪566‬‬
‫@‪( 910/1189‬صحيح) عن سالم‪ ،‬عن أبيه [عبد ال بن عمر ] قال‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل يأكل أحدكم بشماله‪ ،‬ول يشربن بشماله؛‬
‫فإن الشيطان يأكل بشماله‪ ،‬ويشرب بشماله"‪ .‬قال‪ :‬كان نافع يزيد فيها‪" :‬ول‬
‫يأخذ بها‪ ،‬ول يعطي بها"‪.‬‬
‫‪ -505‬باب الشيطان يجيء بالعود والشيء يطرحه على الفراش‪568 -‬‬

‫( ) هي كلمة للتهديد‪ ،‬ومعناها قرب منكم ما تكرهونه‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪﴿ :‬أولى لك‬
‫‪1‬‬

‫فأولى﴾ [القيامة‪" ،]35 :‬شرح مسلم للنووي"‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫@‪(911/1191‬حسن السناد‪ ،‬وقد صح مرفوعا) عن أبي أمامة قال‪ " :‬إن‬
‫الشيطان يأتي إلى فراش أحدكم بعد ما يفرشه أهله ويهيئونه‪ ،‬فيلقي عليه‬
‫العود أو الحجر أو الشيء؛ ليغضبه على أهله‪ ،‬فإذا وجد ذلك فل يغضب‬
‫على أهله‪ ،‬قال‪ :‬لنه من عمل الشيطان"‪.‬‬
‫‪ -506‬باب من بات على سطح ليس له سترة‪569 -‬‬
‫@‪( 912/1192‬صحيح) عن علي‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬من‬
‫بات على ظهر بيتٍ ليس عليه حجاب(‪ )1‬فقد برئت منه الذمة"‬
‫@‪( 913/1194‬حسن) عن رجل من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم عن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬من بات على انجار(‪ )2‬فوقع منه فمات برئت‬
‫منه الذمة‪ ،‬ومن ركب البحر حين يرتج – يعني ‪ :‬يغتلم‪ -‬فهلك برئت منه‬
‫الذمة"‪.‬‬
‫‪ -507‬باب هل يدلي رجليه إذا جلس ؟ ‪570 -‬‬
‫@‪(914/1195‬حسن صحيح) عن أبي موسى الشعري‪ " :‬أن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم كان في حائط على قف البئر‪ ،‬مدليا رجليه في البئر"‪.‬‬
‫حسن صحيح‪[ :‬خ‪ :‬قطعة من حديث طويل في خ‪ -62 :‬ك فضائل أصحاب‬
‫لنبي صلى ال عليه وسلم‪ -5 ،‬باب قول النبي صلى ال عليه وسلم لو كنت‬
‫متخذا خليلً‪ ،‬م‪ -44 :‬ك فضائل الصحابة‪ ،‬ح ‪.)3(]29‬‬

‫( ) كذا في الصل‪ ،‬والصواب‪" :‬حجار" بالراء كما في "أبي داود" وغيره‪ .‬وهو كل‬ ‫‪1‬‬

‫مانع من السقوط ‪.‬‬


‫( ) انجار‪ :‬لغة من إيجار‪ ،‬والجمع أجاجير وأناجير‪ ،‬والجار بالكسر والتشديد‪ :‬السطح‬
‫‪2‬‬

‫الذي ليس حواليه ما يرد الساقط‪.‬‬


‫( ) قلت‪ :‬تقدم هذا التخريج بعينه تحت الحديث الطيل(‪ ،)882/1151‬وإنما احتفظت به‬ ‫‪3‬‬

‫هنا لنه من طريق أخرى عن أبي موسى رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫‪ -508‬باب ما يقول إذا أصبح – ‪573‬‬
‫@‪(915/1199‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا أصبح قال‪ " :‬اللهم بك أصبحنا‪ ،‬وبك أمسينا‪ ،‬وبك نحيا‪ ،‬وبك نموت‪،‬‬
‫وإليك النشور"‪ .‬وإذا أمسى قال‪ " :‬اللهم بك أمسينا‪ ،‬وبك أصبحنا‪ ،‬وبك نحيا‪،‬‬
‫وبك نموت‪ ،‬وإليك المصير"‪.‬‬
‫@‪( 916/1200‬صحيح) عن ابن عمر قال‪ :‬لم يكن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يدع هؤلء الكلمات إذا أصبح وإذا أمسى‪" :‬اللهم إني أسألك العافية في‬
‫الدنيا والخرة‪ .‬اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي‪ ،‬وأهلي‬
‫ومالي‪ .‬اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي‪ .‬اللهم احفظني من بين يدي ومن‬
‫خلفي‪ ،‬وعن يميني وعن شمالي‪ ،‬ومن فوقي‪ ،‬وأعوذ بعظمتك من أن أغتال‬
‫من تحتي"‪.‬‬
‫‪ -509‬باب ما يقول إذا أمسى – ‪574‬‬
‫@‪( 917/1202‬صحيح) عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال أبو بكر ‪ :‬يا رسول ال!‬
‫علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وأمسيت‪ ،‬قال‪" :‬قل‪ :‬اللهم عالم الغيب‬
‫والشهادة‪ ،‬فاطر السماوات والرض‪ ،‬رب كل شيء ومليكه (‪ )1‬أشهد أن ل‬
‫إله إل أنت‪ ،‬أعوذ بك من شر نفسي‪ ،‬ومن شر الشيطان وشركه ؛ قلُ ُه إذا‬
‫أصبحت وإذا أمسيت‪ ،‬وإذا أخذت مضجعك"‪.‬‬
‫( ) الصل‪" :‬كل شيء بكفيك" ‪،‬وكذا في الهندية وغيرها‪ ،‬وهو تحريف شاذ مخالف‬ ‫‪1‬‬

‫لجميع المصادر التي روت الحديث وهي‪" :‬مسند الطيالسي"‪ ،‬ومن رواه عنه‪ ،‬و"مصنف‬
‫ابن أبي شيبة"‪ ،‬و"مسند أحمد"‪ ،‬و"خلق أفعال العباد" للمؤلف‪ ،‬و"سنن أبي داود"‪،‬‬
‫و"سنن الترمذي"‪ ،‬و"كبرى النسائي"‪ ،‬و"اليوم والليلة" له ولبن السني‪ ،‬و"سنن‬
‫الدارمي"‪ ،‬و"مسند أبي يعلى"‪ ،‬و"صحيح ابن حبان"‪ ،‬و"مستدرك الحاكم"‪ ،‬و"دعاء‬
‫الطبراني"‪ ،‬وقد خرجت الحديث من طرقهم في "الصحيحة"‪ ،‬ليس عند أحد منهم إل ما‬
‫أثبته‪ ،‬والعجب أن يخفى ذلك على الشارح الجيلني!‬

‫‪257‬‬
‫@‪( 918/1204‬صحيح) عن أبي راشد الحبراني‪ :‬أتيت عبد ال بن عمرو‪،‬‬
‫فقلت له ‪ :‬حدثنا بما سمعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فألقى إلي‬
‫صحيفة‪ ،‬فقال‪ :‬هذا ما كتب(‪ )2‬لي النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فنظرت فيها‬
‫فإذا فيها ‪ :‬إن أبا بكر الصديق رضي ال عنه سأل النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬يا رسول ال! علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت‪ .‬فقال‪ " :‬يا‬
‫أبا بكر! قل‪ :‬اللهم فاطر السماوات والرض‪ ،‬عالم الغيب والشهادة‪ ،‬رب كل‬
‫شيء ومليكه‪ ،‬أعوذ بك من شر نفسي‪ ،‬ومن شر الشيطان وشركه‪ ،‬وأن‬
‫أقترف على نفسي سوءا‪ ،‬أو أجره إلى مسلم"‪.‬‬
‫‪ -510‬باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه – ‪575‬‬
‫@‪( 919/1205‬صحيح) عن حذيفة قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫أراد أن ينام قال‪" :‬باسمك اللهم أموت وأحيا"‪ .‬وإذا استيقظ من منامه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"الحمد ل الذي أحيانا بعد ما أماتنا‪ ،‬وإليه النشور"‪.‬‬
‫@‪( 920/1206‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫أوى إلى فراشه‪ ،‬قال‪" :‬الحمد ل الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا‪ ،‬كم من ل‬
‫كافٍ له ول مؤوي!"‪.‬‬
‫@‪( 921/1207‬صحيح من قول أبي الزبير‪ ،‬فهو مقطوع موقوف) عن جابر‬
‫قال‪" :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينام حتى يقرأ ﴿آلم‪ ،‬تنزيل﴾‬
‫[السجدة‪ ،]1209/‬و﴿وتبارك الذي بيده الملك﴾"‪.‬‬

‫( )أي أمر بالكتابة‪ ،‬فإنه صلى ال عليه وسلم كان ل يكتب‪ ،‬كما هو ثابت في "صحيح‬
‫‪2‬‬

‫المؤلف"‪ ،‬ولعل المقصود أن المأمور بكتابة الصحيفة إنما هو ابن عمرو رضي ال‬
‫عنهما‪ ،‬فإنه كان يكتب كما في "الصحيح " أيضاً ‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫قال أبو الزبير‪" :‬فهما يفضلن كل سورة في القرآن بسبعين حسنة‪ ،‬ومن‬
‫قرأهما كتب بهما سبعون حسنة‪ ،‬ورفع بهما له سبعون درجة‪ ،‬وحط بهما‬
‫عنه سبعون خطيئة"‪.‬‬
‫@‪(922/1208‬صحيح موقوف) قال عبد ال [ هو ابن مسعود]‪ " :‬النوم عند‬
‫الذكر من الشيطان‪ ،‬إن شئتم فجربوا‪ ،‬إذا أخذ أحدكم مضجعه‪ ،‬وأراد أن ينام‬
‫فليذكر ال عز وجل"‪.‬‬
‫@‪(923/1212‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول إذا أوى إلى فراشه‪ " :‬اللهم رب السماوات والرض‪ ،‬ورب كل‬
‫شيء‪ ،‬فالق الحب والنوى‪ ،‬منزل التوراة والنجيل والقرآن‪ ،‬أعوذ بك من‬
‫شر ذي شر أنت آخذ بناصيته‪ ،‬أنت الول فليس قبلك شيء‪ ،‬وأنت الخر‬
‫فليس بعدك شيء‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك شيء‪ ،‬وأنت الباطن فليس دونك‬
‫ض عني الدين‪ ،‬وأغنني من الفقر"‪.‬‬
‫شيء‪ ،‬اق ِ‬
‫‪ -511‬باب فضل الدعاء عند النوم – ‪576‬‬
‫@‪(924/1213‬صحيح) عن البراء بن عازب قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقة اليمن‪ ،‬ثم قال‪ " :‬اللهم أسلمت‬
‫نفسي إليك‪ ،‬ووجهت بوجهي إليك‪ ،‬وفوضت أمري إليك‪ ،‬وألجأت ظهري‬
‫إليك؛ رغبة ورهبة إليك‪ ،‬ل منجا ول ملجأ منك إل إليك‪ ،‬آمنت بكتابك الذي‬
‫أنزلت‪ ،‬ونبيك الذي أرسلت"‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬من‬
‫قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة"‪.‬‬
‫‪ -512‬باب يضع يده تحت خدّه – ‪577‬‬

‫‪259‬‬
‫@‪( 925/1215‬صحيح) عن البراء قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫أراد أن ينام وضع يده تحت خده اليمن‪ ،‬ويقول‪" :‬اللهم قني عذابك‪ ،‬يوم‬
‫تبعث عبادك"(‪.)1‬‬
‫‪ -513‬باب – ‪578‬‬
‫@‪( 926/1216‬صحيح) عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬خلتان ل يحصيهما(‪ )2‬رجل مسلم إل دخل الجنة‪ ،‬وهما يسيرٌ‪،‬‬
‫ومن يعمل بهما قليل"‪ .‬قيل وما هما يا رسول ال؟ قال‪ " :‬يكبر أحدكم في‬
‫دبر كل صلة عشرا ويحمد عشرا‪ ،‬ويسبح عشرا‪ ،‬فذلك خمسون ومائة على‬
‫اللسان‪ ،‬وألف خمسمائة في الميزان"‪ .‬فرأيت النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫يعدهن بيده(‪".)3‬وإذا آوى إلى فراشه سبحه وحمده وكبره(‪ ،)4‬فتلك مائة على‬
‫اللسان‪ ،‬وألف في الميزن‪ ،‬فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة‬
‫( ) قلت‪ :‬وأما زيادة "ثلث مرات" فهي منكرة أو شاذة‪ ،‬وإن صححه الحافظ‪ ،‬وقلده‬ ‫‪1‬‬

‫بعض المعاصرين‪ ،‬ما بينته في المصدر المذكور أعله‪.‬‬


‫( ) أي‪ :‬يحفظهما ويعمل بهما‪ ،‬والمقصود الستمرار على ذلك ‪ ،‬بعد كل فريضة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) يعني‪ :‬اليمنى ‪ ،‬كما في رواية لبي داود(‪ ،)1502‬ومن زعم من المعاصرين‬ ‫‪3‬‬

‫الحداث في هذا العلم أنها زيادة مدرجة من شيخ أبي داود‪ :‬محمد بن قدامة – فمن‬
‫جهله‪ -‬أتي ‪ ،‬ثم هي زيادة مفسرة لرواية ‪" :‬بيده" مناسبة لجللة ذكر ال وتسبيحه‪ ،‬كما‬
‫يدل على ذلك قول عائشة رضي ال عنها‪:‬‬
‫"كانت يد رسول ال صلى ال عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه‪ ،‬وكانت يده اليسرى‬
‫لخله وما كان من أذى"‪.‬‬
‫رواه أبو داود بسند صحيح (" صحيح أبي داود ‪ ، "26‬ول يشك ذو لب أن اليمنى أحق‬
‫بالتسبيح من الطعام‪ ،‬وأنه ل يجوز أن يلحق بـ"ما كان من أذى"! وهذا بين ل يخفى إن‬
‫شاء ال ‪.‬‬
‫وبالجملة فمن صبح باليسرى فقد عصى‪ ،‬ومن سبح باليدين معاً كما يفعل كثيرون فقط ﴿‬
‫خلطوا عملً صالحاً وآخر سيئاً فعسى ال أن يتوب عليهم﴾‪ ،‬ومن خصه باليمنى فقد‬
‫اهتدى‪ ،‬وأصاب سنة المصطفى صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫( ) أي‪ :‬من كل ثلث وثلثين إل التكبير فأربع وثلثون كما في رواية لبي داود وغيره‬ ‫‪4‬‬

‫فتلك مائة على اللسان‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫سيئة؟" قيل‪ :‬يا رسول ال! كيف ل يحصيهما؟ قال‪" :‬يأتي أحدكم الشيطان في‬
‫صلته‪ ،‬فيذكره حاجة كذا وكذا‪ ،‬فل يذكره"(‪.)1‬‬
‫‪ -514‬باب إذا قام من فراشه ثم رجع فلينفضه‪579 -‬‬
‫@‪( 927/1217‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخله إزاره فلينفض بها فراشه وليسم‬
‫ال‪ ،‬فإنه ل يعلم ما خلفه بعده على فراشه‪ ،‬فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع‬
‫على شقه اليمن‪ ،‬وليقل‪ :‬سبحانك ربي‪ ،‬بك (وفي رواية ‪ :‬باسمك ‪)1210 /‬‬
‫وضعت جنبي وبك أرفعه‪ ،‬إن أمسكتَ نفسي فاغفر لها‪ ،‬وإن أرسلتها‬
‫فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"‪.‬‬
‫‪ -515‬باب ما يقول إذا استيقظ بالليل‪580 -‬‬
‫‪( 928/1218‬صحيح) عن ربيعة بن كعب قال‪ :‬كنت أبيت عند باب النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم فأعطيه وضوءه‪ ،‬قال‪ :‬فأسمعه الهوي من الليل يقول‪:‬‬
‫"سمع ال لمن حمده"‪ .‬وأسمعه الهوي من الليل يقول‪ " :‬الحمد ل رب‬
‫العالمين "‪.‬‬
‫‪ -516‬باب من نام وبيده غَمَر‪581-‬‬
‫@‪( 929/1219‬صحيح لغيره) عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬من نام وبيده غَمَر(‪ )2‬قبل أن يغسله‪ ،‬فأصابه شيء‪ ،‬فل يلومن‬
‫إل نفسه"‪.‬‬

‫( ) أي‪ :‬فيشغله بذلك عن ذكر بعد الصلة‪ ،‬وأما إذا آوى إلى فراشه فيأتيه وينومه كما‬ ‫‪1‬‬

‫في رواية "ابن حبان"‪.‬‬


‫( ) "غمر" ‪ :‬بفتح الغين والميم أي ‪:‬دسم‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪261‬‬
‫@‪( 930/1220‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬من بات وبيده غَمَر‪ ،‬فأصابه شيء‪ ،‬فل يلومن إل نفسه"‪.‬‬
‫‪ -517‬باب إطفاء المصباح‪582 -‬‬
‫@‪( 931/1221‬صحيح) عن جابر بن عبد ال؛ أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬أغلقوا البواب‪ ،‬وأوكوا السقاء‪ ،‬وأكفئوا الناء‪ ،‬وخمروا‬
‫الناء(‪ ،)1‬وأطفئوا المصباح؛ فإن الشيطان ل يفتح غلقا‪ ،‬ول يحل وكاء‪ ،‬ول‬
‫يكشف غناء‪ ،‬وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم"‪.‬‬
‫@‪( 932/1222‬صحيح) عن ابن عباس قال ‪ :‬جاءت فأرة فأخذت تجر‬
‫الفتيلة‪ ،‬فذهبت الجارية تزجرها‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪" :‬دعيها"‪،‬‬
‫فجاءت بها فألقتها على الخمرة التي كان قاعدا عليها‪ ،‬فاحترق منها مثل‬
‫وضع درهم‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا نمتم فأطفئوا‬
‫سرجكم‪ ،‬فإن الشيطان يدل مثل هذه على مثل هذا فتحرقكم"‪.‬‬
‫‪ -518‬باب ل تترك النار في البيت حين ينامون‪583 -‬‬
‫@‪( 933/1224‬صحيح) عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫" ل تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون؛ [فإنها عدوّ‪."]1226 /‬‬

‫( ) "خمروا الناء" أي ‪ :‬غطوه‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪262‬‬
‫@‪( 934/1225‬صحيح السناد موقوفا) عن ابن عمر قال ‪ :‬قال عمر(‪" : )1‬‬
‫إن النار عدوّ فاحذروها"‪ .‬فكان ابن عمر يتبع نيران أهله ويطفئها قبل أن‬
‫يبيت‪.‬‬
‫@‪( 935/1227‬صحيح) عن أبي موسى قال‪ :‬احترق بالمدينة بيت على أهله‬
‫من الليل‪ ،‬فحدث بذلك النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ " :‬إن [هذه](‪ )2‬النار‬
‫عدو لكم ؛ فإذا نمتم فأطفئوها عنكم"‪.‬‬
‫‪ -519‬باب التيمن بالمطر – ‪584‬‬
‫@‪( 936/1228‬صحيح السناد موقوفا) عن ابن عباس‪ :‬أنه كان إذا أمطرت‬
‫السماء‪ ،‬يقول‪" :‬يا جارية ! أخرجي سرجي‪ ،‬أخرجي ثيابي‪ ،‬ويقول‪﴿ :‬ونزلنا‬
‫من السماء ماء مباركا﴾ [ق‪.]9 :‬‬
‫‪ -520‬باب تعليق السوط في البيت – ‪585‬‬
‫@‪( 937/1229‬صحيح) عن ابن عباس ‪ " :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫أمر بتعليق السوط في البيت"‪.‬‬
‫‪ -521‬باب غلق الباب بالليل‪586 -‬‬
‫@‪( 938/1230‬حسن) عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إياكم والسمر(‪ )3‬بعد هدوء الليل؛ فإن أحدكم ل يدري ما يبث‬

‫() كذا وقع في الكتاب موقوفًا على عمر‪ ،‬وقد رواه أحمد في " المسند " (‪ )2/90‬بإسناد‬ ‫‪1‬‬

‫المؤلف ومتنه عن ابن عمر مرفوعًا ليس فيه ذكر عمر‪ ،‬وهو عندهما من طريق سعيد‬
‫بن أبي أيوب‪ :‬حدثني يزيد بن عبد ال بن الهاد عن نافع عنه ‪ ،‬وقد تابعه ابن لهيعة‪ :‬ثنا‬
‫يزيد بن عبد ال بن الهاد به مختصراً جدًا بلفظ" ل تبيتن النار في بيوتكم؛ فإنها عدو"‪.‬‬
‫أخرجه أحمد (‪ ،)2/71‬وابن لهيعة فيه ضعف معروف‪.‬‬
‫( ) زيادة من "الصحيحين" وقد آثرت إثباتها في المتن دون الحاشية؛ لن الحديث في‬ ‫‪2‬‬

‫"صحيح المؤلف" بإسناده ومتنه هنا‪ ،‬فظننت أنها سقطت من بعض النساخ‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫ال من خلقه‪ ،‬غلقوا البواب‪ ،‬وأوكوا السقاء‪ ،‬وأكفئوا الناء‪ ،‬وأطفئوا‬
‫المصابيح"‪.‬‬
‫‪ -522‬باب ضم الصبيان عند فورة العشاء‪587 -‬‬
‫@‪( 939/1231‬صحيح) عن جابر‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫كفوا صبيانكم حتى تذهب فحمة – أو فورة – العشاء؛ ساعة تهب‬
‫الشياطين"‪.‬‬
‫‪ -523‬باب التحريش بين البهائم‪588 -‬‬
‫@‪ -940/1232‬عن ابن عمر ‪" :‬أنه كره أن يحرش بين البهائم"‪.‬‬
‫‪ -524‬باب نباح الكلب ونهيق الحمار – ‪589‬‬
‫@‪( 941/1233‬صحيح لغيره) عن جابر بن عبد ال‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬أقلوا الخروج بعد هدوء ؛ فإن ل ذواب يبثهن فمن سمع‬
‫نباح الكلب‪ ،‬أو نهاق حمار [من الليل‪ ،]1234/‬فليستعذ بال من الشيطان‬
‫الرجيم ؛ فإنهم يرون ما ل ترون"‪.‬‬
‫[وأجيفوا البواب‪ ،‬واذكروا اسم ال عليها ؛ فإن الشيطان ل يفتح بابا أجيف‬
‫وذكر اسم ال عليه‪ ،‬وغطوا الجرار‪ ،‬وأوكئوا القرب‪ ،‬وأكفئوا النية‪/‬‬
‫‪.]1234‬‬
‫‪ -525‬باب إذا سمع الديكة – ‪590‬‬
‫@‪( 942/1236‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال‪ " :‬إذا سمعتم صياح الديكة من الليل؛ فإنها رأت ملكا‪ ،‬فسلوا‬

‫() كذا الصل و"الشرح"‪ ،‬وكذا في "المستدرك" ‪ ،‬ولعله وهم من بعض رواته ؛ فإن‬ ‫‪3‬‬

‫فيه محمد بن عجلن‪ ،‬وفيه كلم‪ ،‬والصواب "السير" كما يدل عليه السياق ‪ ،‬وصريح‬
‫الرواية التية بعد بابين بلفظ "‪" :‬أقلوا الخروج بعد هدوء الليل"‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫ال من فضله‪ ،‬وإذا سمعتم نهاق الحمير من الليل؛ فإنها رأت شيطانا‪،‬‬
‫فتعوذوا بال من الشيطان "‪.‬‬
‫‪ -526‬باب القاتلة‪592 -‬‬
‫@‪( 943/1238‬حسن السناد) عن السائب [ هو ابن يزيد]‪ ،‬عن عمر قال‪:‬‬
‫"ربما قعد على باب ابن مسعود رجال‪ ،‬قريش‪ ،‬فإذا فاء الفيء‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قوموا(‪ ،)1‬فما بقي فهو للشيطان"‪ ،‬ثم ل يمر على أحد إل أقامه‪ .‬قال‪ :‬ثم بينا‬
‫هو كذلك إذ قيل‪ :‬هذا مولى بني الحسحاس يقول الشعر‪ ،‬فدعاه فقال‪ :‬كيف‬
‫قلت؟ فقال‪:‬‬
‫كفى الشيب والسلم للمرء ناهيا‬ ‫ودع سليمى إن تجهزت غازيا‬
‫فقال‪ :‬حسبك‪ ،‬صدقت صدقت‪.‬‬
‫@‪( 944/1239‬حسن السناد) وفي رواية عن السائب بن يزيد قال‪ :‬كان‬
‫عمر رضي ال عنه يمر بنا نصف النهار – أو قريبا منه – فيقول‪ " :‬قوموا‬
‫فقيلوا‪ ،‬فما بقي فللشيطان"‪.‬‬
‫@‪( 945/1240‬صحيح) عن أنس قال‪ " :‬كانوا يجعون ثم يقيلون"‪.‬‬
‫@‪( 946/1241‬صحيح السناد) عن أنس ‪ :‬ما كان لهل المدينة شراب –‬
‫حيث حرمت الخمر – أعجب إليهم من التمر والبُسر؛ فإني لسقي أصحاب‬
‫ل فقال‪ " :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم – وهم عند أبي طلحة‪ -‬مر رج ٌ‬
‫الخمر قد حرمت"‪ .‬فما قالوا‪ :‬متى ؟ أو حتى نَنْظر‪ .‬قالوا‪ :‬يا أنس ! أهرقها‪،‬‬
‫ثم قالوا(‪ )2‬عند أم سليم أبردوا واغتسلوا‪ ،‬ثم طيبتهم أم سليم‪ ،‬ثم راحوا إلى‬
‫( ) أي ‪ :‬قوموا فقيلوا كما في الثر التي بعده ‪ ،‬وفيها تقوية لحديث ‪ :‬قيلوا فإن الشياطين‬
‫‪1‬‬

‫ل تقيل" ‪ .‬وهو مخرج في "الصحيحة" (‪.)1647‬‬


‫( ) من القيلولة‪ :‬الستراحة نصف النهار‪ ،‬وإن لم يكن معها نوم كما في "النهاية" ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وانظر " شرح القاموس"‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فإذا الخبر كما قال الرجل‪ .‬قال أنس ‪ :‬فما‬
‫طعموها بعد‪.‬‬
‫@‪-527‬باب نوم آخر النهار‪593 -‬‬
‫@‪( 947/1242‬صحيح السناد) عن خوات بن جبير قال‪" :‬نوم أول النهار‬
‫خُرقٌ(‪ ،)1‬وأوسطه خلق(‪ ،)2‬وآخره حمق"‪.‬‬
‫‪ -528‬باب المأدبة‪594 -‬‬
‫@‪( 948/1234‬صحيح السناد) عن ميمون بن مهران قال‪ :‬سألت نافعا ‪:‬‬
‫هل كان ابن عمر يدعو للمأدبة؟ قال‪ :‬لكنه انكسر له بعير مرة فنحرناه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬احشر علي المدينة(‪ !)3‬قال نافع‪ :‬فقلت ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ! علي أي‬
‫شيء؟ ليس عندنا خبز‪ ،‬فقال‪" :‬اللهم لك الحمد‪ ،‬هذا عُراقٌ(‪ ،)4‬وهذا مرق‪،‬‬
‫أوقال‪ :‬مرق وبضع(‪ ،)5‬فمن شاء أكل‪ ،‬ومن شاء ودع"‪.‬‬
‫‪ -529‬باب الختان – ‪595‬‬
‫@‪ -949/1244‬عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬‬
‫اختتن إبراهيم صلى ال عليه وسلم بعد ثمانين سنة‪ ،‬واختتن بالقدوم"‪ .‬قال‬
‫أبو عبد ال ‪ :‬يعني موضعا‪.‬‬

‫( ) "خرق" ‪ :‬أي ‪ :‬جهل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ) ضبطه في النسخة الهندية المطبوعة في المطبع الخلي – بضمتين – وهو صواب‬ ‫‪2‬‬

‫أيضاً ‪ ،‬وكأن المراد أن النوم في أوسط النهار خلق ممدوح ففيه إشارة إلى قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬قيلوا ‪ :‬فإن الشياطين ل تقيل" ‪ ،‬وهو مخرج في "الصحيحة" كما تقدم ‪،‬‬
‫ولعله يقوي ما ذكرته قوله ‪ " :‬وآخره حمق" فإن حقيقة الحمق – كما في "النهاية " –‬
‫(وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه) فهذا يقابله مدح من نام في أوسط النهار‪،‬‬
‫وأما حديث ‪" :‬من نام بعد العصر فاختلس عقله‪ ،‬فل يلومن إل نفسه"‪ .‬فضعيف‪.‬‬
‫( ) أي ‪ :‬أهل المدينة ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫( ) مع (العراق) بالسكون‪ :‬العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) بالفتح جمع (البَضعة) بفتح الموحدة وقد تكسر‪ :‬القطعة من اللحم‪.‬‬‫‪5‬‬

‫‪266‬‬
‫‪ -530‬باب اللهو في الختان – ‪598‬‬
‫ن فقيل‬
‫@‪( 950/1247‬حسن) عن أم علقمة ‪ " :‬أن بنات أخي عائشة اختت ّ‬
‫ي(‪ )1‬فأتاهن‪،‬‬
‫لعائشة‪ :‬أل ندعو لهن من يلهيهين؟ قالت ‪ :‬بلى‪ ،‬فأرسلت إلى عد ّ‬
‫فمرت عائشة في البيت‪ ،‬فرأته يتغنى‪ ،‬ويحرك رأسه طربا‪ -‬وكان ذا شعر‬
‫كثير‪ -‬فقالت‪ :‬أفّ‪ ،‬شيطان! أخرجوه‪ ،‬أخرجوه‪.‬‬
‫‪ -531‬باب الختان للكبير – ‪601‬‬
‫@‪( 951/1250‬صحيح السناد موقوفا ومقطوعا‪ ،‬وصحّ عنه مرفوعا) عن‬
‫أبي هريرة قال‪ " :‬اختتن إبراهيم صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو ابن عشرين‬
‫ومائة‪ ،‬ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة‪ .‬قال سعيد [بن المسيب]‪" :‬إبراهيم أول‬
‫من اختتن‪ ،‬وأول من أضاف‪ ،‬وأول من قص الشارب‪ ،‬وأول من قص‬
‫الظفر‪ ،‬أول من شابَ‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب! ما هذا؟ قال‪ :‬وقار‪ ،‬قال‪ :‬يا رب زدني‬
‫وقارا"‪.‬‬
‫@‪(952/1251‬صحيح السناد موقوفا ومرسلً) عن الحسن [هو البصري]‬
‫قال‪ :‬أما تعجبون لهذا؟‪ -‬يعني ‪ :‬مالك بن المنذر– عمد إلى شيوخ من أهل‬
‫(كسكر) أسلموا‪ ،‬ففتشهم فأمر بهم فخُتنوا‪ ،‬وهذا الشتاء‪ ،‬فبلغني أن بعضهم‬
‫مات‪ ،‬ولقد أسلم مع رسول ال صلى ال عليه وسلم الرومي والحبشي فما‬
‫فتّشوا عن شيء" (‪.)2‬‬

‫( ) قلت‪ :‬كذا الصل‪ ،‬ولعل الصواب‪( :‬مغني ) ثم رأيت في " سنن البيهقي" (‪)10/224‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪" :‬فلن المغني"‪.‬‬


‫() قلت‪ :‬نعم لم يفتشوا‪ ،‬ولكن ذلك ل يمنع من أني يأمروا بالختان بل وإلقاء شعر الكف‬
‫‪2‬‬

‫كله مما يجب على المسلم إلقاؤه‪ ،‬وسائر خصال الفطرة‪ ،‬ففي حديث أبي داود وغيره أن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قال لرجل أسلم ‪ " :‬ألق عنك شعر الكفر‪ ،‬واختتن" انظر "‬
‫صحيح أبي داود " (‪ ،)383‬ويؤيده الثر التي بعده‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫@‪(953/1252‬صحيح السناد موقوفا أو مقطوعا) عن ابن شهاب قال‪:‬‬
‫"وكان الرجل إذا أسلم أمر بالختتان وإن كان كبيرا"‪.‬‬
‫‪ -532‬باب تحنيك الصبي‪603 -‬‬
‫@‪( 954/1254‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬ذهبت بعبد ال بن أبي طلحة إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يوم ولد‪ ،‬و النبي صلى ال عليه وسلم في عباءة‬
‫يهنأ بعيرا له(‪ ،)1‬فقال‪ " :‬معك تمرات" قلت‪ :‬نعم‪ .‬فناولته تمرات فلكهن‪ ،‬ثم‬
‫فغر فا الصبي‪ ،‬وأوجرهن إياه‪ ،‬فتلمّظ الصبي‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪" :‬حُبّ النصار التمر"‪ ،‬وسماه ‪ :‬عبد ال‪.‬‬
‫‪ -533‬باب الدعاء في الولدة – ‪604‬‬
‫@‪( 955/1255‬صحيح السناد مقطوعا) عن معاوية بن قرة قال‪" :‬لما ولد‬
‫لي إياسٌ دعوت نفرا من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم فأطعمته‪،‬‬
‫فدعَوا‪ ،‬فقلت‪ :‬إنكم قد دعوتم فبارك ال لكم فيما دعوتمن وإني أدعوا بدعاء‬
‫فأمنّوا‪ ،‬قال ‪ :‬فدوت له بدعاء كثير في دينه وعقله وكذا‪ ،‬قال‪ :‬فإني لتعرف‬
‫فيه دعاء يومئذٍ"‪.‬‬
‫‪ -534‬باب من حمد ال عند الولدة إذا كان سويا ولم يبال ذكرا أوأنثى –‬
‫‪605‬‬
‫@‪( 956/1256‬حسن السناد موقوفا) عن كثير بن عبيد قال‪" :‬كانت عائشة‬
‫رضي ال عنها إذا ولد فيهم مولود‪ -‬يعني ‪ :‬في أهلها‪ -‬ل تسأل ‪ :‬غلما ول‬
‫جارية‪ ،‬تقول ‪ :‬خُلق سويا؟ فإذا قيل‪ :‬نعم‪ .‬قالت‪ :‬الحمد ل رب العالمين"‪.‬‬
‫‪ -535‬باب الوقت فيه ‪607 – 2‬‬
‫( )‬

‫( ) أي ‪ :‬يطليه بالقطران‪.‬‬‫‪1‬‬

‫() يعني ‪ :‬في حلق العانة ‪ ،‬وكان قبله في الصل"باب حلق العانة – ‪ ، "606‬فحذفته مع‬ ‫‪2‬‬

‫حديثه ؛ لن فيه لفظًا منكراً‪ ،‬ليوضع في الكتاب الخر‪،‬وسيأتي لفظه الصحيح هنا برقم (‬

‫‪268‬‬
‫@‪( 957/1258‬صحيح السناد موقوفا) عن نافع ‪" :‬أن ابن عمر كان يقلم‬
‫أظافيره في كل خمس عشرة ليلة‪ ،‬ويستحد(‪ )1‬في كل شهر"‪.‬‬
‫‪ -536‬باب القمار‪608 -‬‬
‫@‪( 958/1260‬صحيح السناد موقوفا) عن ابن عمر قال‪ " :‬الميسر ‪:‬‬
‫القمار"‪.‬‬
‫‪ -537‬باب من قال لصاحبه ‪ :‬تعال أقامرك – ‪610‬‬
‫@‪( 959/1262‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من حلف منكم فقال في حلفه ‪ :‬باللت والعزى‪ ،‬فليقل ‪ :‬ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬ومن قال لصاحبه ‪ :‬تعال أقامرك‪ ،‬فليتصدق"‪.‬‬
‫‪ -538‬باب الحداء للنساء – ‪612‬‬
‫" قلت‪ :‬أسند تحته حديث أنس المتقدم (‪.")199/264‬‬
‫‪ -539‬باب الغناء‪613 -‬‬
‫@‪( 960/1265‬صحيح السناد موقوفا) عن ابن عباس‪ :‬في قوله عز‬
‫وجل‪ ﴿ :‬ومن الناس من يشتري لهو الحديث﴾ [لقمان‪ ]6 :‬قال‪" :‬الغناء‬
‫وأشباهه"‪.‬‬
‫@‪( 961/1266‬حسن) عن البراء بن عازب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬أفشوا السلم تسلموا‪ ،‬والشرة(‪ )2‬شر"‪ .‬قال أبو معاوية ‪:‬‬
‫الشرة‪ :‬العبث‪.‬‬
‫‪ -540‬باب إثم من لعب بالنرد –‪615‬‬

‫‪.)980/1292‬‬
‫( ) من (الستحداد) ‪ ،‬وهو حلق العانة بالحديد‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫( ) "الشرة"‪ :‬بطر النعمة وكفرها‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪269‬‬
‫@‪( 962/1269‬حسن) عن أبي موسى الشعري؛ أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬من لعب بالنرد(‪ )1‬فقد عصى ال ورسوله"‪.‬‬
‫@‪( 963/1270‬صحيح) عن عبد ال بن مسعود قال‪" :‬إياكم وهاتين‬
‫الكعبتين(‪ )2‬الموسومتين؛ اللتين يزجران زجرا؛ فإنهما من الميسر"‪.‬‬
‫@‪( 964/1271‬حسن) عن بريدة [ابن الحصيب]‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬من لعب بالنردشير‪ ،‬فكأنما صبغ يديه في لحم خنزير‪ ،‬ودمه"‪.‬‬
‫‪ 541‬باب الدب وإخراج الذين يلعبون بالنرد وأهل الباطل‪616 -‬‬
‫@‪(965/1273‬صحيح السناد موقوفا)عن نافع ‪ " :‬أن عبد ال بن عمر كان‬
‫إذا وجد أحدا من أهله يلعب بالنرد ضربه‪ ،‬وكسرها"‪.‬‬
‫@‪(966/1274‬حسن السناد موقوف) عن عائشة رضي ال عنها‪ :‬أنها بلغها‬
‫أن أهل بيت في دارها‪ -‬كانوا سكانا فيها‪ -‬عندهم نرد‪ ،‬فأرسلت إليهم‪" :‬لئن‬
‫لم تُخرجوها لخرجنكم من داري"‪ ،‬وأنكرت ذلك عليهم‪.‬‬
‫@‪( 967/1275‬حسن السناد موقوف) عن كلثوم بن جبر قال‪ :‬خطبنا ابن‬
‫الزبير‪ ،‬فقال‪ " :‬يا أهل مكة! بغلني عن رجال من قريش يلعبون بلعبة يقال‬
‫لها‪ :‬النردشير‪ -‬وكان أعسر(‪ -)3‬قال وال‪﴿ :‬إنما الخمر والميسر﴾[المائدة‪:‬‬
‫‪ ،]90‬وإني أحلف بال‪ :‬ل أوتى برجل لعب بها إل عاقبته في شعره وبشره‪،‬‬
‫وأعطيت سلبه لمن أتاني به"‪.‬‬
‫( ) لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين‪ ،‬تعتمد على الحظ‪ ،‬وتنتقل فيها الحجارة على‬ ‫‪1‬‬

‫حسب ما يأتي به الفص[الزهر]‪ ،‬وتعرف عند العامة بـ[الطاولة]‪" ،‬المعجم الوسيط"‪،‬‬


‫وهو" النردشير" التي في الحديث رقم (‪ ،)964/1271‬وهو اسم عجمي معرب‪،‬‬
‫و(شير) بمعنى حلو كما في "النهاية"‪ ،‬وفي القاموس"‪" :‬وضعه أزدشير بن بابك‪ ،‬ولهذا‬
‫يقال‪( :‬النردشير)"‪.‬‬
‫( ) يعني ‪ :‬فصي النرد ‪ ،‬الموسومتين ‪ :‬المعلمتين ‪ ،‬يعني بنقط‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) هو الذي يعمل بيده اليسرى‪.‬‬‫‪3‬‬

‫‪270‬‬
‫@‪( 968/1277‬صحيح السناد موقوف) عن عبد ال بن عمرو بن العاص‬
‫قال‪" :‬اللعب بالفصين قمارا؛ كآكل لحم الخنزير‪ ،‬واللعب بهما غير قمار‪،‬‬
‫كالغامس يده في دم خنزير"‪.‬‬
‫‪ -542‬باب ل يلدغ المؤمن من جحر مرتين‪617 -‬‬
‫@‪( 669/1278‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ل يلدغ المؤمن من جحر مرتين"‪.‬‬
‫‪ -543‬باب من رمى بالليل‪618 -‬‬
‫@‪( 970/1279‬صحيح لغيره) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬من رمانا بالليل فليس منا" قال أبو عبد ال‪ :‬في إسناده نظر(‪.)1‬‬
‫@‪( 971/1280‬صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من حمل علينا السلح فليس منا"‪.‬‬
‫@‪( 972/1281‬صحيح) عن أبي موسى قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من حمل علينا السلح فليس منا "‪.‬‬
‫‪ -544‬باب إذا أراد ال قبض عبدٍ بأرض جعل له بها حاجة "‪.‬‬
‫@‪( 973/1282‬صحيح) عن أبي المليح‪ ،‬عن رجل من قومه(‪ – )2‬وكانت له‬
‫صحبة – قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إذا أراد ال قبض‬
‫عبد بأرضٍ‪ ،‬جعل له بها حاجة"‪.‬‬
‫‪ -545‬باب من امتخط في ثوبه‪620 -‬‬

‫( ) قد بينت وجهه في "الصحيحة"‪ ،‬لكني ذكرت له فيه طريقاً أخرى صحيحة عن ابن‬ ‫‪1‬‬

‫عباس‪.‬‬
‫( ) سماه الترمذي وابن حبان‪ -‬وصححاه‪ -‬وغيرهما بـ "أبي عزة الهذلي"‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪271‬‬
‫@‪( 974/1283‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬أنه تمخط في ثوبه‪ ،‬ثم قال‪" :‬بخٍ‬
‫بخٍ‪ ،‬أبو هريرة يتمخط في الكتان‪ ،‬رأيتني أصرع بين حجرة عائشة والمنبر‪،‬‬
‫يقول الناس‪ :‬مجنون‪ ،‬وما بي إل الجوع"‪.‬‬
‫‪ -546‬باب الوسوسة – ‪621‬‬
‫@‪( 975/1284‬صحيح) عن أبي هريرة‪ :‬قالوا‪ :‬يا رسول ال! إنا نجد في‬
‫أنفسنا شيئا ما نحب أن نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس‪ .‬قال‪" :‬أو قد‬
‫وجدتم ذلك؟" قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ " :‬ذاك صريح اليمان"‪.‬‬
‫@‪( 976/1286‬صحيح) عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬لن يبرح الناس يسألون عمّا لم يكن‪ ،‬حتى يقولوا ‪ :‬هذا ال‬
‫(‪)1‬‬

‫خالق كل شيء‪ ،‬فمن خلق ال؟!"‪.‬‬


‫‪ -547‬باب الظن – ‪622‬‬
‫@‪( 977/1287‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث‪ ،‬ول تجسسوا‪ ،‬ول تنافسوا‪ ،‬ول‬
‫تدابروا‪ ،‬ول تحاسدوا‪ ،‬ول تباغضوا‪ ،‬وكونوا‪ -‬عباد ال – إخوانا"‪.‬‬
‫@‪( 978/1288‬صحيح) عن أنس قال‪ :‬بينما النبي صلى ال عليه وسلم مع‬
‫امرأة من نسائه‪ ،‬إذ مرّ به رجل‪ ،‬فدعاه النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪" :‬يا‬
‫فلن[إن] هذه زوجتي فلنة"! قال‪ :‬من كنت أظن به فلم أكن أظن بك‪ ،‬قال‪" :‬‬
‫إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"‪.‬‬

‫( ) الصل‪ " :‬حتى يقول ‪ :‬ال " وفي "الشرح"‪ :‬حتى يقولوا ‪ :‬ال " ‪ ،‬والتصويب من‬
‫‪1‬‬

‫"العتصام" (‪.)7296‬‬

‫‪272‬‬
‫قال‪ " :‬ما يزال المسروق‬ ‫(‪)1‬‬
‫@‪( 979/1289‬صحيح السناد) عن عبد ال‬
‫منه يتظنى(‪ )2‬حتى يصير أعظم من السارق"‪.‬‬
‫‪ -548‬باب نتف البط – ‪624‬‬
‫@‪( 980/1292‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬الفطرة خمس‪ :‬الختان‪ ،‬والستحداد(‪ ،)3‬وتنف البط‪ ،‬وقص الشارب‪،‬‬
‫وتقليم الظفار"‪.‬‬
‫‪ -549‬باب لعب الصبيان بالجوز‪627 -‬‬
‫@‪( 981/1297‬صحيح السناد مقطوع) عن إبراهيم [هو ابن يزيد النخعي]‬
‫قال‪ " :‬كان أصحابنا يرخصون لنا في اللعب كلها‪ ،‬غير الكلب"‪ .‬قال أبو‬
‫عبد ال‪ :‬يعني للصبيان‪.‬‬
‫‪ -550‬باب ذبح الحمام‪628 -‬‬
‫@‪ ( 982/1300‬حسن صحيح) عن أبي هريرة قال‪ :‬رأى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم رجلً يتبع حمامة‪ ،‬قال‪" :‬شيطان يتبع شيطانه"‪.‬‬
‫‪ -551‬باب من كانت له حاجة فهو أحق أن يذهب إليه‪629 -‬‬
‫@‪( 983/1302‬حسن السناد) عن زيد بن ثابت‪ :‬أن عمر بن الخطاب جاءه‬
‫يستأذن عليه يوما‪ ،‬فأذن له ورأسه في يد جارية له ترجله‪ ،‬فنزع رأسه‪ .‬فقال‬

‫( ) قلت‪ :‬هو ابن مسعود رضي ال عنه ‪،‬وأما قول الشارح تعليقًا عليه‪" :‬عبد ال بن‬ ‫‪1‬‬

‫عثمان‪ ،‬لم يذكر له الحافظ إل هذا الثر" فهو خطأ مطبعي كما ل يخفى‪ ،‬موضعه الصيح‬
‫تعليقًا على عبد ال بن عثمان المذكور في سند الثر التي بعده في الكتاب الخر في هذا‬
‫الباب‪ ،‬فتنبه‪.‬‬
‫( ) يتظنى‪ :‬أي ‪ :‬يتظنن‪ ،‬قال في "القاموس"‪" :‬و(التظني) إعمال الظن‪ ،‬وأصله التظنن"‬ ‫‪2‬‬

‫وفي "المعجم الوسيط" ‪:‬‬


‫"تظنن‪ ،‬ظن‪ ،‬ويقال فيها (تظنى) بإبدال النون الثالثة ألفاً‪ ،‬كما قالوا في تقصص‪ :‬تقصى"‪.‬‬
‫( ) "الستحداد" هو‪" :‬حلق العانة"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪273‬‬
‫عمر‪ :‬دعها ترجلك‪ .‬فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ! لو أرسلت إلي جئتك‪ .‬فقال‬
‫عمر‪" :‬إنما الحاجة لي"‪.‬‬
‫‪ -552‬باب إذا حدّث الرجل القوم ل يقبل على واحد‪631 -‬‬
‫@‪( 984/1304‬حسن السناد مقطوعا) عن حبيب بن أبي ثابت قال‪ " :‬كانوا‬
‫يحبون إذا حدّث الرجل أن ل يقبل على الرجل الواحد‪ ،‬ولكن ليعمهم"‪.‬‬
‫‪ -553‬باب فضول النظر – ‪632‬‬
‫@‪( 985/1305‬حسن السناد موقوفا) عن ابن أبي الهذيل قال‪ :‬عاد عبد ال‬
‫[هو ابن مسعود] رجلً‪ ،‬ومعه رجل من أصحابه‪ ،‬فلما دخل الدار جعل‬
‫صاحبه ينظر‪ ،‬فقال له عبد ال ‪" :‬وال لو تفقأت عيناك كان خيرا لك"‪.‬‬
‫@‪( 986/1036‬صحيح السناد) عن نافع‪ :‬أن نفرا من أهل العراق دخلوا‬
‫على ابن عمر‪ ،‬فرأوا على خادم لهم طوقا من ذهب‪ ،‬فنظر بعضهم إلى‬
‫بعض‪ ،‬فقال‪" :‬ما أفطنكم للشر؟"‪.‬‬
‫‪ -554‬باب فضول الكلم‪633 -‬‬
‫@‪( 987/1308‬صحيح) عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬شرار أمتي الثرثارون‪ ،‬المشدقون المتفيهقون‪ ،‬وخيار أمتي أحاسنهم‬
‫أخلقا"‪.‬‬
‫‪ -555‬باب ذي الوجهين – ‪634‬‬
‫"قلت‪ :‬أسند فيه حديث أبي هريرة المتقدم برقم (‪.)1(")316/409‬‬

‫() تنبيه‪ :‬تقدم هذا الحديث بلفظ آخر مختصر برقم (‪ ،)238/313‬وذكرت أن الترمذي‬
‫‪1‬‬

‫روى هذا مختصراً‪ ،‬فأقول الن‪ :‬ليس عنده‪" :‬الذي يأتي هؤلء بوجه‪ ،‬وهؤلء بوجه"‪،‬‬
‫وهو عند الشيخين بتمامه من طرق ثلث عن أبي هريرة‪ ،‬وهذه أرقامها عند (خ) (‬
‫‪ ،)7179 ،6058 ،2494‬وزاد مسلم (‪ )8/28‬رابعة‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ ،)878‬وابن‬
‫حبان (‪ )5725 ،5724‬من بعض هذه الطرق‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫‪ -556‬باب إثم ذي الوجهين – ‪635‬‬
‫@‪( 988/1310‬حسن) عن عمار بن ياسر قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬من كان ذا وجهين في الدنيا؛ كان له لسانان يوم القيامة من‬
‫نار"‪ .‬فمرّ رجل كان ضخما‪ .‬قال‪" :‬هذا منهم"‪.‬‬
‫‪ -557‬باب شرّ الناس من يُتقى شره – ‪636‬‬
‫@‪( 989/1311‬صحيح) عن عائشة ‪ :‬استأذن رجل على النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪" :‬ائذنوا له‪ ،‬بئس أخو العشيرة"‪ .‬فلما دخل؛ ألن له الكلم‬
‫(وفي طريق ثانية‪ :‬انبسط إليه‪ ،)338/‬فقلت‪ :‬يا رسول ال! قلت الذي قلت‪،‬‬
‫ثم ألنت الكلم؟ قال‪" :‬أي عائشة! إن شر الناس من تركه الناس‪ -‬أو ودعه‬
‫الناس‪ -‬اتقاء فحشه"‪( ،‬وفي طريق ثالثة‪" :‬إن ال ل يحب الفاحش‬
‫المتفحش")(‪.)1‬‬
‫‪ -558‬باب الحياء – ‪637‬‬
‫@‪( 990/1312‬صحيح) عن عمران بن حصين قال‪ :‬قال النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬الحياء ل يأتي إل بخير"‪ .‬فقال بشير بن كعب‪ :‬مكتوب في‬
‫الحكمة‪" :‬إن من الحياء وقارا‪ ،‬إن من الحياء سكينة"‪ .‬فقال له عمران‪ :‬أحدثك‬
‫عن رسول ال‪ ،‬وتحدثني عن صحيفتك؟!‬

‫( ) هذه الطريق ليست عند الشيخين ‪ ،‬وإسنادهما حسن‪ ،‬وما في الثانية في "صحيح‬ ‫‪1‬‬

‫المؤلف"‪ .‬في المكان الذي أشار إليه المحقق رواية له من الطريق الولى (رقم‪،)3132 :‬‬
‫ويختلف سياقها بعض الشيء عما هنا‪ ،‬وكان الولى به أن عزوه إلى "باب ما يجوز من‬
‫اغتياب أهل الفساد والريب" من الكتاب نفسه رقم (‪)6054‬؛ لنه فيه بإسناده ومتنه هنا ‪،‬‬
‫وقريب منه ذو الرقم (‪.)6131‬‬

‫‪275‬‬
‫@‪ -991/1313‬عن ابن عمر(‪ )1‬قال‪ " :‬إن الحياء واليمان قرنا جميعا‪ ،‬فإذا‬
‫رفع أحدهما رفع الخر"‪.‬‬
‫‪ -559‬باب الجفاء – ‪638‬‬
‫@‪( 992/1314‬صحيح) عن أبي بكرة عن النبي صلى ال عليه وسلم [أنه]‬
‫قال‪" :‬الحياء من اليمان‪ ،‬واليمان في الجنة‪ ،‬والبذاء من الجفاء‪ ،‬والجفاء في‬
‫النار"‪.‬‬
‫@‪( 993/1315‬حسن) عن علي قال‪ " :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم ضخم‬
‫الرأس‪ ،‬عظيم العينين‪ ،‬إذا مشى تكفّأ؛ كأنما يمشي في صعد‪ ،‬إذا التفت التفت‬
‫جميعا"‪.‬‬
‫‪ -560‬باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت‪639 -‬‬
‫"قلت‪ :‬أسند فيه حديث أبي مسعود عقبة؛ المتقدم برقم (‪.")466/597‬‬
‫‪ -561‬باب الغضب‪640 -‬‬
‫@‪( 994/1317‬صحيح) عن أبي هريرة؛ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ليس الشديد بالصرعة‪ ،‬إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"‪.‬‬
‫@‪( 995/1318‬موقوف‪ ،‬رجاله ثقات‪ ،‬وقد صح مرفوعا) عن ابن عمر قال‪:‬‬
‫"ما من جرعة أعظم عند ال أجرا من جرعة غيظ كظمها عبدٌ؛ ابتغاء وجه‬
‫ال "‪.‬‬
‫‪ -562‬باب ما يقول إذا غضب – ‪641‬‬
‫"قلت‪ :‬أسند تحته حديث سليمان بن صرد المتقدم برقم‪.")337/434( :‬‬
‫‪ -563‬باب يسكت إذا غضب‪642 -‬‬

‫( ) هكذا وقع المصنف موقوفاً‪ ،‬لكن وقع عند جمع مرفوعاً‪ ،‬وكلهما صحيح‪ ،‬وبيان‬
‫‪1‬‬

‫ذلك في المصدرين المذكورين أعله‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫@‪( 996/1320‬صحيح لغيره) عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬علموا ويسروا‪ ،‬علموا ويسروا‪ -‬ثلث مرات‪ -‬وإذا غضبت‬
‫فاسكت (مرتين)"‪.‬‬
‫‪ -564‬باب أحبب حبيبك هونا ما – ‪643‬‬
‫@‪( 997/1321‬حسن لغيره موقوفا وقد صح مرفوعا) عن عبيد الكندي قال‪:‬‬
‫سمعت عليا يقول لبن الكواء‪ :‬هل تدري ما قال الول؟ "أحبب حبيبك هونا‬
‫ما‪ ،‬عسى أن يكون بغيضك يوما ما‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما‪ ،‬عسى أن‬
‫يكون حبيبك يوما ما"‪.‬‬
‫‪ -565‬باب ل يكن بغضك تلفا – ‪644‬‬
‫@‪( 998/1322‬صحيح السناد) عن أسلم‪ ،‬عن عمر بن الخطاب قال‪" :‬ل‬
‫يكن حبك كلفا‪ ،‬ول بغضك تلفا"‪ .‬فقلت‪ :‬كيف ذاك؟ قال‪" :‬إذا أحببت كلفت‬
‫كلف الصبي(‪ ،)1‬وإذا أبغضت أحببت لصاحبه التلف"‪.‬‬
‫[تم بحمد ال]‪.‬‬

‫( ) من (الكلف) وهو الولوع بالشيء مع شغل قلب‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪277‬‬

You might also like