Professional Documents
Culture Documents
الرحالة ك
طبائع الستبداد
و
مصارع الستعباد
2
بسم ال الرحن الرحيم
فاتة الكتاب
المد لل&ه ،خالق الكون على نظام! مكم ٍ متي ،والصلة والسلم على أنبيائه العظام ،هداة
المم إل الق البي ،لسيما منهم على النب العربي الذي أرسله رحة ً للعالي ليقى بهم معاشا
ومعادا? على سل&م الكمة إل عل&يي.
أقول Mوأنا مسلم عربي مضطر للكتتام شأن الضعيف الصادع بالمر ،العلن رأيه تت ساء
الشرق ،الراجي اكتفاء الطالعي بالقول عمVن قال :وتعرف الق ف ذاته ل بالرجال ،إنن ف سنة
ثاني عشر وثلثائة وألف هجرية هجرت Mدياري سرحا? ف الشرق ،فزرت Mمصر ،واتذتها لي مركزا
أرجع إليه مغتنما? عهد الرية فيها على عهد عزيزها حضرة سي Vعم النب ) العباس الثاني ( الناشر
لواء المن على أكناف ملكه ،فوجدت Mأفكار سراة القوم ف مصر كما هي ف سائر الشرق خائضة jعباب
البحث ف السألة الكبى ،أعن السألة الجتماعية ف الشرق عموما? وف السلمي خصوصا? ،إنا هم
كسائر الباحثي ،كل ٌ يذهب مذهبا? ف سبب النطاط وف ما هو الدواء .وحيث إني قد تحص عندي
أن أصل الداء هو الستبداد السياسي ودواؤه دفعه بالشورى الدستورية .وقد استقر wxفكري على ذلك
ـكما أن لك}ل نبأ مستقرا?ـ بعد بث ثلثي عاما ...بثا? أظنه Mيكاد يشمل كل ما يطر Mعلى البال من
سبب يتوهم Mفيه الباحث عند النظرة €الول ،أنه Mظفر بأصل الداء أو بأهم أصوله ،ولكن•؛ ل يلبث أن
يكشف له التدقيق أنه ل يظفر بشيء ،أو أن ذلك فرعٌ ل أصل ،أو هو نتيجة ل وسيلة .
فالقائل Mمثل? :إن أصل الداء التهاون ف الدين ،ل يلبث أن• يقف حائرا? عندما يسأل نفسه
لاذا تهاون الناس ف الدين؟ والقائل :إن الداء اختلف الراء ،يقف مبهوتا? عند تعليل سبب
الختلف .فإن قال :سببه الهل ،يwش•ك}ل Mعليه وجود الختلف بي العلماء بصورة أقوى وأشد...
وهكذا؛ يد نفسه ف حلقة مMفرغة ل مبدأ لا ،فيجع إل القول :هذا ما يريده ال بلقه ،غي
مكتث بنازعة عقله ودينه له بأن ال حكيمٌ عادلٌ رحيم...
ت نفسي ف تليلها،
وإني ،إراحة? لفكر الطالعي ،أعدد لم الباحث الت طالا أتعب M
وخاطرت Mحتى بياتي ف درسها وتدقيقها ،وبذلك يعلمون أني ما وافقت Mعلى الرأي القائل بأن أصل
3
الداء هو الستبداد السياسي إل بعد عناءٍ طويل يرجح Mقد أصبت Mالغرض .وأرجو ال أن• يعل حMسن
نيxت شفيع سيئاتي ،وهاهي الباحث:
ف زيارتي هذه لصر ،نشرت Mف أشهر جرائدها بعض مقالت سياسية تت عنوانات
الستبداد :ما هو الستبداد وما تأثيه على الدين ،على العلم ،على التربية على الخلق ،على
الد ،على الال ...إل غي ذلك.
ثم ف زيارتي إل مصر ثانية? أجبت Mتكليف بعض الشبيبة ،فوسعت Mتلك الباحث خصوصا
ف الجتماعيات كالتبية والخلق ،وأضفت إليها طرائق التخ̃لص من الستبداد ،ونشرت Mذلك ف
كتاب سxيته )طبائع الستبداد ومصارع الستعباد( وجعلته هدية? من للناشئة العربية الباركة البية
العقودة آمال المة بيMم•ن› نواصيهم .ول غرو ،wفل شباب إل بالشباب.
ثم ف زيارتي هذه ،وهي الثالثة ،وجدت Mالكتاب قد نفد ف برهةٍ قليلة ،فأحببت Mأن أعيد
النظر فيه ،وأزيده زيدا? ما درستMه MفضبطتMه ،أو ما اقتبستMه وطبxقتMه ،وقد صرفت Mف هذا السبيل عمرا
عزيزا? وعناءً غي قليل ...وأنا ل أقصد ف مباحثي ظالا? بعينه ول حكومة? وأمxة مصصة ،وإنا أردت
بيان طبائع الستبداد وما يفعل ،وتشخيص مصارع الستعباد وما يقضيه ويضيه على ذويه ...ولي
هناك قصدٌ آخر؛ وهو التنبيه لورد الداء الدفي ،عسى أن يعرف الذين قضوا نبهم ،أنهم هم
التسببون لا ح xل بهم ،فل يعتبون على الغيار ول على القدار ،إنا يعتبون على الهل وف¢ق¡د €المم
والتواكل ..وعسى الذين فيهم بقية رمق! من الياة يستدركون شأنهم قبل المات...
وقد تيرت Mف النشاء أسلوب القتضاب ،وهو السلوب السهل الفيد الذي يتاره ك}تxاب
سائر اللغات ،ابتعادا? عن قيود التعقيد وسلسل التأصيل والتفريغ .هذا وإني أخالف أولئك الؤل¤في،
فل أتنى العفو عن الزلل؛ إنا أقول:
هذا جهدي ،وللناقد الفاضل أن يأتي قومه بي منه .فما أنا إل فاتح باب صغي من أسوار
الستبداد .عسى الزمان يوس©عه ،وال ول̈ي الهتدين.
1320هـ1902 -م
4
مقدمة
ل خفاء أن السياسة علمٌ واسعٌ جدا? ،يتفرع Mإل فنون كثية ومباحث wدقيقة شتى .وقل&ما يوجد
إنسان ييط بهذا العلم ،كما أنه قل&ما يوجد إنسان ل يتك˜ فيه.
وقد وMجد ف كل© المم التقية علماء Mسياسيون ،تكل&موا ف فنون السياسة و مباحثها استطرادا? ف
ب مصوصة ف
مدونات الديان أو القوق أو التاريخ أو الخلق أو الدب .ول تMعرف للقدمي كت ٌ
السياسة لغي مؤس©سي المهوريات ف الرومان واليونان ،وإنما لبعضهم مMؤل&فات سياسية أخلقية ككليلة
ودمنة ورسائل غوريغوريوس ،ومررات سياسية دينية كنهج البلغة وكتاب الراج.
وأما ف القرون التوسطة فل تؤثر أباث مMفصلة ف هذا الفن لغي علماء السلم؛ فهم أل&فوا فيه
مزوجا? بالخلق كالرازي ،والط&وسي ،والغزالي ،والعلئي ،وهي طريقة الف}ر•س› ،ومزوجا? بالدب
كالعري ،والتنبي ،وهي طريقة العرب ،ومزوجا? بالتاريخ كابن خلدون ،وابن بطوطة ،وهي طريقة
الغاربة.
أما التأخ©رون من أهل أوروبا ،ثم xأمريكا ،فقد توسxعوا ف هذا العلم وأل&فوا فيه كثي?ا وأشبعوه
تفصيل? ،حتxى إنهم أفردوا بعض مباحثه ف التأليف بجل&دات ضخمة ،وقد ميزوا مباحثه إل سياسة
عمومية ،وسياسة خارجية ،وسياسة إدارية ،وسياسة اقتصادية ،وسياسة حقوقية ،إل .وقسموا كل
منها إل أبواب شتxى وأصول وفروع.
وأما التأخ©رون من الشرقيي ،فقد وMجد من الترك كثيون أل&فوا ف أكثر مباحثه تآليف مستقل&ة
ومزوجة مثل :أحد جودة باشا ،وكمال بك ،وسليمان باشا ،وحسن فهمي باشا ،والؤل&فون من العرب
قليلون ومقل&ون ،والذين يستحق&ون الذكر منهم فيما نعلم :رفاعة بك ،وخي الدين باشا التونسي ،وأحد
فارس ،وسليم البستاني،والبعوث الدني.
5
ولكن•؛ يظهر لنا أن الر©رين السياسيي من العرب قد كثروا ،بدليل ما يظهر من منشوراتهم
ف الرائد واللت ف مواضع كثية .ولذا ،لح لذا العاجز أن• أ}ذك&ر حضراتهم على لسان بعض
الرائد العربية بوضوع هو أهم الباحث السياسية ،وقل xمن طرق بابه منهم إل الن ،فأدعوهم إل
ميدان السابقة ف خي خدمة ينيون بها أفكار إخوانهم الشرقيي وينب©هونهم ـ لسيما العرب منهم ـ لا
هم عنه غافلون ،فيفيدونهم بالبحث والتعليل وضرب المثال والتحليل )ما هو داء الشرق وما هو
دواؤه؟(.
ول&ا كان تعريف علم السياسة بأنه هو »إدارة الشؤون الشتكة بقتضى الكمة« يكون بالط&بع
أول مباحث السياسة وأهمها بث )الستبداد(؛ أي التص̈رف ف الشؤون الشتكة بقتضى الوى.
وإني أرى أن التكل¤م ف الستبداد عليه أن يلحظ تعريف وتشخيص ))ما هو الستبداد؟ ما
سببه؟ ما أعراضه؟ ما سيه؟ ما إنذاره؟ ما دواؤه؟(( وك̈ل موضوع من ذلك يتحمل تفصيلت كثية،
وينطوي على مباحث شتى من أمهاتها :ما هي طبائع الستبداد؟ لاذا يكون الستب̈د شديد الوف؟
لاذا يستولي الب على رعية الستبد؟ ما تأثي الستبداد على الدين؟ على العلم؟ على الد؟ على
الال؟ على الخلق؟ على التxرق¤ي؟ على التربية؟ على العمران؟
مwن• هم أعوان الستبد؟ هل يMتحمل الستبداد؟ كيف يكون التخلص من الستبداد؟ باذا ينبغي
استبدال الستبداد؟
قبل الوض ف هذه السائل يكننا أن نشي إل النتائج الت تستق̈ر عندها أفكار الباحثي ف
هذا الوضوع ،وهي نتائج متxحدة الدلول متلفة التعبي على حسب اختلف الشارب والنظار ف
الباحثي ،وهي:
يقول الادي :الداء :القوة ،والدواء :القاومة.
ويقول السياسي :الداء :استعباد البية ،والدواء :استداد الرية.
ويقول الكيم :الداء :القدرة على العتساف ،والدواء :القتدار على الستنصاف.
ويقول القوقي :الداء :تغل&ب السلطة على الشريعة ،والدواء :تغليب الشريعة على السلطة.
ويقول الرباني :الداء :مشاركة ال ف البوت ،والدواء :توحيد ال حق&ا?.
وهذه أقوال أهل النظر ،و أما أهل العزائم:
فيقول البي= :الداء :م̈د الرقاب للسلسل ،والدواء :الشموخ عن الذل.
ويقول التي :الداء :وجود الرؤساء بل زمام ،والدواء :ربطهم بالقيود الثقال.
ويقول الر :الداء :التعالي على الناس باطل? ،والدواء :تذليل التكبرين.
6
ويقول الفادي :الداء :حب¨ الياة ،والدواء :حب¨ الوت.
ما هو الستبداد
الستبداد Mلغة? هو :غرور الرء برأيه ،والنفة عن قبول النصيحة ،أو الستقلل ف الرأي وف
القوق الشتكة.
ويMراد بالستبداد عند إطلقه استبداد الكومات خاصة?؛ لنها أعظم مظاهر أضراره الت
جعلت• النسان أشقى ذوي الياة .وأما تك&م النفس على العقل ،وت̃كم الب والستاذ والزوج،
ورؤساء بعض الديان ،وبعض الشركات ،وبعض الط&بقات؛ فيوصف بالستبداد مازا? أو مع الضافة.
الستبداد ف اصطلح السياسيي هوw :تص̈wرف فرد أو جع ف حقوق قوم بالشيئة وبل خوف
تبعة ،وقد تwطرMق مزيدات على هذا العنى الصطلحي فيستعملون ف مقام كلمة )استبداد( كلمات:
استعباد ،واعتساف ،وتس̃لط ،وت̃كم .وف مقابلتها كلمات :مساواة ،وحس مشتك ،وتكافؤ ،وسلطة
عامة .ويستعملون ف مقام صفة )مستبد( كلمات :جبار ،وطاغية ،وحاكم بأمره ،وحاكم مطلق .وف
مقابلة) حكومة مستبدة( كلمات :عادلة ،ومسؤولة ،ومقيدة ،ودستورية .ويستعملون ف مقام وصف
7
الرعية )السwتبwد عليهم( كلمات :أسرى ،ومستصغرين ،وبؤساء ،ومستنبتي ،وف مقابلتها :أحرار،
وأباة ،وأحياء ،وأعزاء.
هذا تعريف الستبداد بأسلوب ذكر الرادفات والقابلت ،وأما تعريفه بالوصف فهو :أن
الستبداد صفة للحكومة الطلقة العنان فعل? أو حكما? ،الت تتصرف ف شؤون الرعية كما تشاء بل
خشية حساب ول عقاب مق¿ق¢ي .وتفسي ذلك هو كون الكومة إما هي غي مMكل&فة بتطبيق تص̈رفها
على شريعة ،أو على أمثلة تقليدية ،أو على إرادة المة ،وهذه حالة الكومات ال}طلقة .أو هي مقيدة
بنوع من ذلك ،ولكنها تلك بنفوذها إبطال قوة القيد با تهوى ،وهذه حالة أكثر الكومات الت
تMسمي نفسها بالقيدة أو بالمهورية.
وأشكال الكومة الستبدة كثية ليس هذا البحث م̈ل تفصيلها .ويكفي هنا الشارة إل أن
صفة الستبداد ،كما تشمل حكومة الاكم الفرد الطلق الذي تول&ى الكم بالغلبة أو الوراثة ،تشمل
أيضا? الاكم الفرد القيxد النتخب متى كان غي مسؤول ،وتشمل حكومة المع ولو منتخبا?؛ لن
الشتاك ف الرأي ل يدفع الستبداد ،وإنxما قد يعدله الختلف نوعا? ،وقد يكون عند التفاق أضر من
استبداد الفرد .ويشمل أيضا? الكومة الدستورية ال}فرxقة فيها بال }كل¤يxة قوxة التشريع عن قوxة التxنفيذ وعن
قوxة الراق€بة؛ لن xالستبداد ل يرتفع ما ل يكن هناك ارتباط ف السؤولية ،فيكون ال}نwف¤ذMون مسؤولي لدى
ا }لشwر©عي ،وهؤلء مسؤولي لدى المxة ،تلك المxة الت تعرف أنxها صاحبة الشأن كل&ه ،وتعرف أن
تراقب وأن• تتقاضى الساب.
وأشد مراتب الستبداد الت يMتعوxذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد الطلق ،الوارث للعرش،
القائد للجيش ،الائز على سلطة دينية .ولنا أن• نقول كل&ما قل xوwص•فٌ من• هذه الوصاف؛ خف
الستبداد إل أن• ينتهي بالاكم النتخب الوقت السؤول فعل .وكذلك يف¨ الستبداد ـ طبعا?ـ كل&ما قل
عدد نفوس الرxعية ،وقل xالرتباط بالملك الثابتة ،وقل xالتفاوت ف الثروة وكل&ما ترق¿ى الشعب ف
العارف.
إن xالكومة من أي نوع كانت ل ترج عن وصف الستبداد؛ ما ل تكن تت الراقبة
الشxديدة والحتساب ال&ذي ل تسامح فيه ،كما جرى ف صدر السلم ف ما نMق€م على عثمان ،ثم xعلى
علي رضي ال عنهما ،وكما جرى ف عهد هذه المهورية الاضرة ف فرنسا ف مسائل النياشي وبناما
ودريفوس.
ومن المور القرxرة طبيعة? وتاريا? أنxه؛ ما من حكومة عادلة تأمن السؤولية والؤاخذة بسبب
غفلة المة أو التxم̃كن من إغفالا إل& وتسارع إل التxل̈بس بصفة الستبداد ،وبعد أن• تتمك¿ن فيه ل تتكه
وف خدمتها إحدى الوسيلتي العظيمتي :جهالة المxة ،والنود النظ¿مة .وهما أكب مصائب المم وأهم
8
معائب النسانية ،وقد تل¿صت المم التم̈دنة ـ نوعا? ماـ من الهالة ،ولكن•؛ بMليت بشدة الندية
البية العمومية؛ تلك الشدة الت جعلتها أشقى حياة? من المم الاهلة ،وألصق عارا? بالنسانية من
أقبح أشكال الستبداد ،حتxى ربxما يصح أن يقال :إن xمتع هذه الندية إذا كان هو الشيطان؛ فقد
انتقم من آدم ف أولده أعظم ما يكنه أن• ينتقم! نعم؛ إذا ما دامت هذه الندية الت مضى عليها نو
قرنwي•ن إل قرن آخر أيضا? تنهك ت̃لد المم ،وتعلها تسقط دفعة واحدة .ومن يدري كم يتعجب رجال
الستقبال من wترwق¤ي العلوم ف هذا العصر ترق¤يا? مقرونا? باشتداد هذه الصيبة الت ل تتك مل? لستغراب
إطاعة الصريي للفراعنة ف بناء الهرامات سخرة؛ لن xتلك ل تتجاوز التعب وضياع الوقات ،وأما
الندية فتفسد أخلق المة؛ حيث تعلKمها الشراسة والطHاعة العمياء والتGكال ،وتميت النشاط
وفكرة الستقلل ،وتكلKف المة النفاق الذي ل يطاق؛ وكZل= ذلك منصرف لتأييد الستبداد الشؤوم:
استبداد الكومات القائدة لتلك القوcة من جهة ،واستبداد المم بعضها على بعض من جهة أخرى.
ولنرجع لصل البحث فأقول :ل يMعهد ف تاريخ الكومات الدنية استمرار حكومة مسؤولة مدxة
أكثر من نصف قرن إل غاية قرن ونصف ،وما شذ xمن ذلك سوى الكومة الاضرة ف إنكلتا،
والسبب يقظة النكليز الذين ل يMسكرهم انتصار ،ول يMخملهم انكسار ،فل يغفلون لظة عن مراقبة
حشwمwه Mفضل? عن الزوجة والصهر ،وملوك النكليز
ملوكهم ،حتxى أن xالوزارة هي تنتخب للملك خwدwمwه Mو w
الذين فقدوا منذ قرون كل xشيء ما عدا التاج ،لو تسنى الن لحدهم الستبداد ل¢غwن€مwه Mحال? ،ولكن•؛
هيهات أن• يظفر بغرة من قومه يستلم فيها زمام اليش.
أما الكومات البدوية الت تتأل¿ف رعيتها كل&ها أو أكثرها من عشائر يقطنون البادية ،يسهل
عليهم الرحيل والتxفرق متى مسxت• حكومتMهم حريتهم الشخصية ،وسامت•هم ضيما? ،ول يقووا على
الستنصاف؛ فهذه الكومات قل&ما اندفعت إل الستبداد .وأقرب مثال لذلك أهل جزيرة العرب ،فإنxهم
ل يكادون يعرفون الستبداد من قبل عهد ملوك تبع وحMمي•ر وغسان إل الن إل& فتات قليلة .وأصل
الكمة ف أن xالالة البدوية بعيدة بالملة عن الوقوع تت ني الستبداد ،وهو أن xنشأة البدوي نشأة
استقللية؛ بيث ك̈ل فرد يكنه أن• يعتمد ف معيشته على نفسه فقط ،خلفا? لقاعدة النسان الدني
الطبع ،تلك القاعدة الت أصبحت سخرية عند علماء الجتماع التأخ©رين ،القائلي بأن xالنسان من
اليوانات الت تعيش أسرابا? ف كهوف ومسارح مصوصة ،وأما الن فقد صار من اليوان الذي متى
انتهت حضانته؛ عليه أن• يعيش مستقل? بذاته ،غي متعل&ق بأقاربه وقومه كل الرتباط ،ول مرتبط ببيته
وبلده كل التع̃لق ،كما هي معيشة أكثر النكليز والمريكان الذين يفتكر الفرد منهم أن xتع̃لقه بقومه
9
وحكومته ليس بأكثر من رابطة شريك ف شركة اختيارية ،خلفا? للمم الت تتبع حكوماتها حتى فيما
تدين.
الناظر ف أحوال المم يرى أن xال}سراء يعيشون متلصقي متاكمي ،يتحف¿ظ} بعضهم ببعض من
سطوة الستبداد ،كالغنم تلتف¨ حول بعضها إذا ذعرها الذئب ،أما العشائر والمم الرة الالك أفرادها
الستقلل wالناجز فيعيشون مMتwفر©قي.
وقد تكل¿م بعض الكماء ـ ل سيxما التأخ©رون منهم ـ ف وصف الستبداد ودوائه بمل بليغة
بديعة تMصو©ر ف الذهان شقاء النسان ،كأنxها تقول له هذا عدوxك فانظر ماذا تصنع ،ومن هذه المل
قولم:
»الستبد :يتحك¿م ف شؤون الناس بإرادته ل بإرادتهم ،ويكمهم بهواه ل بشريعتهم ،ويعلم من
نفسه أنxه الغاصب التعد©ي فيضع كعب رجله على أفواه الليي من النxاس يس̈دها عن النطق بالق
والتداعي لطالبته«.
»الستبد :عدو الق ،عدو ال&ية وقاتلهما ،والق أبو البشر ،والرية أمهم ،والعوام صبية
أيتام ل يعلمون شيئا? ،والعلماء هم إخوتهم الراشدون ،إن• أيقظوهم هبوا ،وإن• دعوهم لبوا ،وإل فيتxصل
نومهم بالوت«.
»الستبد :يتجاوز الد ما ل ير wحاجز?ا من حديد ،فلو رأى الظ&ال على جنب الظلوم سيفا? لا
أقدم على الظ&لم ،كما يقال :الستعداد للحرب ينع الرب«.
»الستبد :إنسانٌ مستعد Åبالط&بع للشر وباللاء للخي ،فعلى الرعية أن• تعرف ما هو الي وما
هو الشر فتلجئ حاكمها للخي رغم طبعه ،وقد يكفي لللاء مرxد الط¿لب إذا علم الاكم أن xوراء
القول فعل .ومن العلوم أن xمرد الستعداد للفعل فعل يكفي شر xالستبداد«.
»الستبد :يو̈د أن• تكون رعيته كالغنم درا? وطاعة? ،وكالكلب تذ̃لل? وت̃لقا? ،وعلى الرxعية أن
تكون كاليل إن• خMد€مwت خwدمت• ،وإن• ضMر›بت شwرست ،وعليها أن تكون كالصقور ل تMلعب ول يMستأثر
عليها بالصيد كل¤ه ،خلفا? للكلب الت ل فرق عندها أ¢ط}ع€مت أو حMر›مت حتxى من العظام .نعم؛ على
الرعية أن تعرف مقامها :هل خMل€قت خادمة لاكمها ،تطيعه إن• عدل أو جار ،وخMلق هو ليحكمها
كيف شاء بعدل أو اعتساف؟ أم هي جاءت به ليخدمها ل يستخدمها؟ ..والرxعية العاقلة تقيxد وحش
الستبداد بزمام تستميت دون بقائه ف يدها؛ لتأمن من بطشه ،فإن شخ هزxت به الزمام وإن• صال
ربطت•ه«.
من أقبح أنواع الستبداد استبداد الهل على العلم ،واستبداد النفس على العقل ،ويMسمى
خل¢ق wالنسان حرا? ،قائده العقل ،فكف¢ر wوأبى إل أن
استبداد الرء على نفسه ،وذلك أن xال جل&ت• نعمه w
10
يكون عبدا? قائده الهل .خwل¢ق¢ه وسخxر له أمxا? وأبا? يقومان بأوده إل أن يبلغ أشده ،ثم xجعل له الرض
أما? والعمل أبا? ،ف¢ك¢ف¢ر وما رضي إل أن تكون أمxتMه أمه وحاكمه أباه .خwل¢ق wله إدراكا? ليهتدي إل معاشه
ويتقي مهلكه ،وعي•نwي•ن ليبصر ،ورجلي•ن ليسعى ،ويدي•ن ليعمل ،ولسانا? ليكون ترجانا? عن ضميه،
فك¢ف¢ر wوما أحب xإل أن• يكون كالبله العمى ،القعد ،الشل ،الكذوب ،ينتظر ك}ل xشي• من غيه ،وقل¿ما
يطبق لسانه جنانه .خwل¢ق¢ه Mمنفردا? غي متxصل بغيه ليملك اختياره ف حركته وسكونه ،فك¢ف¢ر wوما
استطاب إل الرتباط ف أرض مدودة سxاها الوطن ،وتشابك بالناس ما استطاع اشتباك تظال}م ل
خل¢ق¢ه ليشكره على جعله عنصرا? حيا? بعد أن كان ترابا? ،وليلجأ إليه عند الفزع تثبيتا
اشتباك تعاونw ...
للجنان ،وليستند عليه عند العزم دفعا? للت̈دد ،وليثق بكافأته أو مازاته على العمال ،فك¢ف¢ر wوأبى
خل¢ق¢ه يطلب منفعته جاعل? رائده
شMك¡رwه وخwل¢ط ¢ف دين الفطرة الصحيح بالباطل ليغالط نفسه وغيهw .
الوجدان ،ف ¢كف¢ر ،wواستحل xالنفعة بأي وجه كان ،فل يتعف&ف عن مظور صغي إل تو̈صل? ل}حرxم كبي.
خلقه وبذل له مواد الياة ،من نور ونسيم ونبات وحيوان ومعادن وعناصر مكنوزة ف خزائن الط&بيعة،
بقادير ناطقة بلسان الال ،بأن xواهب الياة حكيم خبي جعل مواد الياة أكثر لزوما? ف ذاته ،أكثر
وجودا? وابتذال? ،فك¢ف¢ر wالنسان Mنعمة ¢ال وأبى أن يعتمد كفالة رزقه ،فوك¿له Mر̈به إل نفسه ،وابتله بظلم
نفسه وظ}ل¡م جنسه ،وهكذا كان النسان ظلوما? كفورا.
الستبداد :يwد Mال القوية الفية يصفع Mبها رقاب البقي من جنة عبوديxته إل جهنxم عبودية
الستبد©ين الذين يشاركون ال ف عظمته ويعاندونه جهارا? ،وقد ورد ف الب» :الظ&ال سيف ال ينتقم
به ،ثم xينتقم منه« ،كما جاء ف أثر! آخر» :مwن• أعان ظالا? على ظلمه سwل¿ط¢ه ال عليه« ،ول ش ¿ك ف أن
إعانة الظ&ال تبتدئ من مرxد القامة على أرضه.
الستبداد :هو نار غضب ال ف الدنيا ،والحيم هو نار غضبه ف الخرة ،وقد خلق ال النار
أقوى الطه©رات ،ف¢يMط¢ه©ر بها ف الدنيا دwنwس wمن• خلقهم أحرارا? ،وwبسwط ¢لم الرض واسعة ،وبذل wفيها
رزقهم ،فك¢ف¢روا بنعمته ،ورضخوا للستعباد والتxظال.
الستبداد :أعظم بلء ،يتعجxل ال به النتقام من عباده الاملي ،ول يرفعه عنهم حتxى
يتوبوا توبة النفة .نعم؛ الستبداد أعظم بلء؛ لنxه وباء دائم بالفت وجwد•بٌ مستمر Åبتعطيل العمال،
وحريقٌ متواصلٌ بالسxلب والغص•ب ،وسي•لٌ جارفٌ للعمران ،وخوفٌ يقطع القلوب ،وظلمٌ يعمي
البصار ،وألٌ ل يفت ،وصائلٌ ل يرحم ،وقصة سوء ل تنتهي .وإذا سأل سائلٌ :لاذا يبتلي ال عبادwه
بالستبد©ين؟ فأبلغ Mجواب Mمس•ك€ت هو :إن xال عادلٌ مطلقٌ ل يظلم أحدا? ،فل يMول¿ى الستبد إل على
الستبد©ين .ولو نظر السائل نظرة الكيم الدق¤ق لوجد ك}ل xفرد من أ}سراء الستبداد مMستبدا? ف نفسه ،لو
قدر لعل زوجته وعائلته وعشيته وقومه والبشر ك}ل¿هم ،حتxى وربxه الذي خلق¢ه Mتابعي لرأيه وأمره.
11
فالستب̈دون يتولهم مستبد ،والحرار يتولهم الحرار ،وهذا صريح معنى» :كما تكونوا يMول¿ى
عليكم«.
ي حياة
ما أليق wبالسي ف أرض! أن يتحوxل عنها إل حيث Mيلك حريته ،فإن xالكلب الط&ليق خ M
من السد الربوط.
الستبداد والدين
تضافرت آراء أكثر العلماء الناظرين ف التاريخ الط&بيعي للديان ،على أن xالستبداد السياسي
مMتwوwل¤د من الستبداد الد©ين ،والبعض يقول :إن• ل يكن• هناك توليد فهما أخوان؛ أبوهما التxغلب وأمهما
الرياسة ،أو هما صنوان قويان؛ بينهما رابطة الاجة على التعاون لتذليل النسان ،والشاكلة بينهما
أنxهما حاكمان؛ أحدهما ف ملكة الجسام والخر ف عال القلوب .والفريقان مصيبان بكمهما بالنظر
إل مغزى أساطي الولي ،والقسم التاريي من التوراة ،والرسائل الضافة إل النيل .ومطئون ف
حق القسام التعليمية الخلقية فيهما ،كما هم مطئون إذا نظروا إل أن xالقرآن جاء مؤيدا? للستبداد
السياسي .وليس من العذر شيء أن• يقولوا :نن ل ندرك دقائق القرآن نظرا? لفائها علينا ف طي
بلغته ،ووراء العلم بأسباب نزول آياته؛ وإنxما نبن نتيجتنا على مقد©مات ما نشاهد عليه السلمي منذ
قرون إل الن من استعانة مMستبد©يهم بالد©ين.
يقول هؤلء الر©رون :إن xالتxعاليم الدينية ،ومنها الكتب السxماوية تدعو البشر إل خشية قوة
عظيمة ل تMدرك العقول ك}ن•هwها ،قوة تتهدxد النسان بكل مصيبة ف الياة فقط ،كما عند البوذية
واليهودية ،أو ف الياة وبعد المات ،كما عند النصارى والسلم ،تهديدا? ترتعد منه الفرائص فتخور
القوى ،وتنذهل منه العقول فتستسلم للخبل والمول ،ثم xتفتح هذه التxعاليم أبوابا? للنجاة من تلك
الخاوف ناة وراءها نعيم مقيم ،ولكن•؛ على تلك البواب حجاب من الباهمة والكهنة والقسوس
وأمثالم الذين ل يأذنون للناس بالدخول ما ل يعظ¤موهم مع التذل&ل› والصغار ،ويرزقوهم باسم نذر أو ثن
غفران ،حتxى إن xأولئك الجxاب ف بعض الديان يجزون فيما يزعمون لقاء الرواح برب©ها ما ل
يأخذوا عنها مكوس الرور إل القبور وفدية اللص من مطهر العراف .وهؤلء الهيمنون على الديان
كم يره©بون الناس من غضب ال وينذرونهم بلول مصائبه وعذابه عليهم ،ثم xيرشدونهم إل أن• ل
12
خلص ول مناص لم إل باللتجاء إل سكان القبور الذين لم دالة ،بل سطوة على ال فيحمونهم من
غضبه.
ويقولون :إن xالسياسيي يبنون كذلك استبدادهم على أساس! من هذا القبيل ،فهم يستهبون
الناس بالتعالي الشخصي والتشامخ السي ،ويMذل¤لونهم بالقهر والقوة وسلب €الموال حتxى يعلونهم
خاضعي لم ،عاملي لجلهم ،يتمتxعون بهم كأنxهم نوع من النعام الت يشربون ألبانها ،ويأكلون
لومها ،ويركبون ظهورها ،وبها يتفاخرون.
ويرون أن xهذا التxشاكل ف بناء ونتائج الستبدادwي•ن؛ الد©ين والسياسي ،جعلهما ف مثل فرنسا
خارج باريس مشتك¢ي•ن ف العمل ،كأنxهما يدان متعاونتان ،وجعلهما ف مثل روسيا مشتبك¢ي•ن› ف
الوظيفة ،كأنxهما اللوح والقلم يMسج©لن الشقاء على المم.
ويMقر©رون أن xهذا التxشاكل بي القوتwي•ن ينج̈ر بعوام البشرـ وهم السواد العظم ـ إل نقطة أن
يلتبس عليهم الفرق بي الله العبود بق وبي الستبد ال}طاع بالقهر ،فيختلطان ف مضايق أذهانهم من
حيث التxشابه ف استحقاق مزيد التxعظيم ،والر©فعة عن السؤال وعدم الؤاخذة على الفعال؛ بناءً عليه؛
ل يرون لنفسهم حق&ا? ف مراقبة الستبد لنتفاء النسبة بي عظمته ودناءتهم؛ وبعبارة أخرى :يد العوام
معبودهم وجبxارهم مشتك¢ي•ن› ف كثي! من الالت والساء والص©فات ،وهم ليس من شأنهم أن• يMفر©قوا
مثل? بي ) الفعxال الطلق( ،والاكم بأمره ،وبي )ل يMسأل عما يفعل( وغي مسؤول ،وبي
)النعم( وولي النعم ،وبي )جل xشأنه( وجليل الشxأن .بناءً عليه؛ يMعظ¤مون البابرة تعظيمهم ل،
ويزيدون تعظيمهم على التxعظيم ل؛ لنxه حليمٌ كريم ،ولن xعذابه آجلٌ غائبٌ ،وأمxا انتقام البxار
فعاجلٌ حاضر .والعوام ـ كما يقال ـ عقولم ف عيونهم ،يكاد ل يتجاوز فعلهم السوس ال}شاهwد،
حتxى يصح أن• يMقال فيهم :لول رجاؤهم بال ،وخوفهم منه فيما يتعل¿ق بياتهم الدنيا ،لا صل&وا ول
صاموا ،ولول أملهم العاجل ،لا رجxحوا قراءة الدلئل والوراد على قراءة القرآن ،ول رجxحوا اليمي
بالولياء ـ القرxبي كما يعتقدون ـ على اليمي بال.
وهذه الال؛ هي الت سهxلت ف المم الغابرة النحط¿ة دعوى بعض الستبد©ين اللوهية على
مراتب متلفة ،حسب استعداد أذهان الرxعية ،حتxى يMقال :إنxه ما من مستبد Íسياسي إل الن إل
ويتxخذ له صفة قدسية يشارك بها ال ،أو تعطيه مقام wذي علقة مع ال .ول أقل xمن أن• يتxخذ بطانة
خدwمwة €الد©ين يعينونه على ظلم النxاس باسم ال ،وأق̈ل ما يعينون به الستبداد ،تفريق المم إل
من w
مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضا? ،فتتهاتر قوxة المة ويذهب ريها ،فيخلو الو للستبداد
ليبيض ويMفر©خ ،وهذه سياسة النكليز ف الستعمرات ،ل يMؤي©دها شيء مثل انقسام الهالي على أنفسهم،
وإفنائهم بأسهم بينهم بسبب اختلفهم ف الديان والذاهب.
13
ويMعwل¤ل}ون أن xقيام الستبد©ين من أمثال )أبناء داود( و )قسطنطي( ف نشر الد©ين بي رعاياهم،
وانتصار مثل )فيليب الثاني( السباني و )هنري الثامن( النكليزي للد©ين ،حتxى بتشكيل مالس
)انكيزيسيون( وقيام الاكم الفاطمي والسxلطي العاجم ف السلم بالنتصار لغلة ال̈صوفية ،وبنائهم
لم التكايا ،ل يكن• إل بقصد الستعانة بمسوخ الد©ين وببعض أهله الغف¿لي على ظلم الساكي ،وأعظم
ما يلئم مصلحة الستبد ويMؤيدها أن xالناس يتلق&ون قواعده وأحكامه بإذعان بدون بث وجدال ،فيودون
تأليف المة على تلق&ي أوامرهم بثل ذلك ،ولذا القصد عي•نه ،كثيا? ما ياولون بناء أوامرهم أو
تفريعها على شيءٍ من قواعد الد©ين.
ويكمون بأن xبي الستبدادwي•ن :السياسي والدين مقارنة ل تنفك˜ متى وMج€د أحدهما ف أمة
جر xالخر إليه ،أو متى زال ،زال رفيقه ،وإن• صلح ،أي ضعف الول ،صلح ،أي ضعف الثاني.
ويقولون :إن xشواهد ذلك كثية jجد?ا ل يلو منها زمانٌ ول مكان .ويMبهنون على أن xالدين أقوى تأثيا
من السياسة إصلحا? وإفسادا? ،ويMمثلون بالسكسون؛ أي النكليز والولنديي والميكان واللان الذين
قبلوا البوتستنتية ،فأثر التحرر الدين ف الصلح السياسي والخلق أكثر من تأثي الرية الطلقة
السياسية ف جهور اللتي؛ أي الفرنسيي والط&ليان والسبانيول والبتغال .وقد أجع الكتاب
السياسيون ال}دق¤قون ،بالستناد على التاريخ والستقراء ،من أن xما من أمة أو عائلة أو شخص wتنwط¿ع wف
الدين أي تشدxد فيه إل واختل xنظام دنياه وخسر أولده وعقباه.
والاصل أن xكل الدق¤قي السياسيي يرون أن xالسياسة والدين يشيان متكاتف¢ي•ن ،ويعتبون أن
إصلح الدين هو أسهل وأقوى وأقرب طريق للصلح السياسي.
وربا كان أول من سلك هذا السلك؛ أي استخدم الد©ين ف الصلح السياسي؛ هم حكماء
اليونان ،حيث تيxلوا على ملوكهم الستبد©ين ف حلهم على قبول الشتاك ف السياسة بإحيائهم
عقيدة الشتاك ف اللوهية ،أخذوها عن الشوريي ،ومزجوها بأساطي الصريي بصورة تصيص
العدالة بإله ،والرب بإله ،والمطار بإله ،إل غي ذلك من التوزيع ،وجعلوا لله اللة حق النظارة
عليهم ،وحق الترجيح عند وقوع الختلف بينهم .ثم xبعد ت̃كن هذه العقيدة ف الذهان با أ}لبست من
جللة الظاهر وسحر البيان wسهMل wعلى أولئك الكماء دفعهم الناس إل مطالبة جبابرتهم بالنزول من
مقام النفراد ،وبأن• تكون إدارة الرض كإدارة السماء ،فانصاع ملوكهم إل ذلك مMك¡رهي .وهذه هي
الوسيلة العظمى الت مك¿نت اليونان أخي?ا من إقامة جهوريات أثينا وإسبارطة ،وكذلك فعل الرومان.
وهذا الصل ل يزل الثال القديم لصول توزيع الدارة ف الكومات اللكية والمهوريات على أنواعها
إل هذا العهد.
14
إنxما هذه الوسيلة؛ أي التxشريك ،فضل? عن كونها باطلة ف ذاتهاw ،نتwج wعنها ر̈د فعل! أضر
كثيا? ،وذلك أنxها فتحت• للمشعوذين من سائر طبقات الناس بابا? واسعا? لدعوى شيء من خصائص
اللوهية ،كالصفات الق}د•سية والتص̈رفات ال̈روحية ،وكان قبل ذلك ل يتهجم على مثلها غي أفراد من
البابرة ،كنمرود وإبراهيم وفرعون وموسى ،ثم xصار يدxعيها البهمي والبادري وال̈صوف .وللئمة هذه
الفسدة لطباع البشر من وجوه كثية ـليس بثنا هذا مل&هاـ انتشرت وعمت وجنxدت جيشا? عرمرما
يدم الستبد©ين.
وقد جاءت التوراة بالنxشاط ،فخل¿صتهم من خول الت©كال بعد أن بلغ فيهم أن• يMكل¤فوا ال ونبيه
يقاتلن عنهم ،وجاءتهم بالنظام بعد فوضى الحلم ،ورفعت عقيدة التشريك ،مMستبدلة? ـمثل?ـ أساء
اللة التعد©دة باللئكة ،ولكن•؛ ل يرض wملوك آل كوهي بالتxوحيد فأفسدوه .ثم xجاء النيل
بسلسبيل الدعة وال€ل¡م ،فصادف أفئدة? مروقة? بنار القساوة والستبداد ،وكان أيضا? مؤيدا? لناموس
التوحيد ،ولكن•؛ ل يق¡و wدMعاته الوxلون على تفهيم تلك القوام النحط¿ة ،الذين بادروا لقبول النxصرانية
قبل المم التق¤ية ،أن xالبوة والبنوة صفتان مازيxتان يMعبxر بهما عن معنى ل يقبله العقل إل تسليما?؛
كمسألة القدر الت ورثت السلمية التفلسف فيها عن أديان اليهود وأوهام اليونان .ولذا؛ تلق¿ت تلك
المم البوة والبنوة بعنى توالد حقيقي؛ لنه أقرب إل مداركهم البسيطة الت يصعب عليها تناول ما
فوق السوسات ،ولنهم كانوا قد ألفوا العتقاد ف بعض جبابرتهم الولي أنxهم أبناء ال ،فك¢بMر
عليهم أن• يعتقدوا ف موسى عليه السلم صفة هي دون مقام أولئك اللوك .ثم xل&ا انتشرت النصرانية
ودخلها أقوام متلفون ،تلبxست ثوبا? غي ثوبها ،كما سائر الديان الت سلفتها ،فتوسxعت برسائل
بولس ونوها ،فامتزجت بأزياء وشعائر وثنية لل̈رومان والصريي مMضافة على شعائر السرائيليي
وأشياء من الساطي وغيها ،وأشياء من مظاهر اللوك ونوها .وهكذا صارت النصرانية تMعظ¤م رجال
الكهنوت إل درجة اعتقاد النيابة عن ال والعصمة عن الطأ وقوxة التxشريع ،ونو ذلك م&ا رفضه
أخي?ا البوتستان؛ أي الراجعون ف الحكام لصل النيل.
ثم xجاء السلم مهذ©با? لليهودية والنصرانية ،مMؤسxسا? على الكمة والعزم ،هادما? للتشريك
بالك}ل¤ية ،ومMحك€ما? لقواعد الرية السياسية التوسطة بي الد©يوقراطية والرستقراطية ،فأسxس التوحيد،
ونزع wكل xسلطة دينية أو تغل&بية تتحك¿م ف النفوس أو ف الجسام ،ووضع شريعة حكمة إجالية صالة
لكل© زمان وقوم ومكان ،وأوجد مدنية فطرية سامية ،وأظهر للوجود حكومة كحكومة اللفاء الراشدين
الت ل يسمح الزمان بثال لا بي البشر حتxى ول يلفهم فيها بي السلمي أنفسهم خلف؛ إل
بعض شواذ؛ كعمر بن عبد العزيز والهتدي العباسي ونور الدين الشهيد .فإن xهؤلء اللفاء الراشدين
فهموا معنى ومغزى القرآن النازل بلغتهم ،وعملوا به واتxخذوه إماما? ،فأنشؤوا حكومة قضwت• بالتساوي
15
حتxى بينهم أنفسهم وبي فقراء المة ف نعيم الياة وشظفها ،وأحدثوا ف السلمي عواطف أخوة وروابط
ب واحد وف حضانة أم Íواحدة ،لك}ل
هيئة اجتماعية اشتاكية ل تكاد توجد بي أشقاء يعيشون بإعالة أ ٍ
منهم وظيفة شخصية ،ووظيفة عائلية ،ووظيفة قومية .على أن xهذا الط&راز السامي من الرياسة هو
الط¤راز النبوي ال}حمxدي الذي ل يلفه فيه حق&ا? غي أبي بكر وعمر ،ثم xأخذ بالتناقص ،وصارت المة
تطلبه وتبكيه من عهد عثمان إل الن ،وسيدوم بكاؤها إل يوم الد©ين إذا ل تنتبه لستعواضه بطراز
سياسي شوري؛ ذلك الط&راز الذي اهتدت إليه بعض أمم الغرب؛ تلك المم الت ،لربما يص̈ح أن• نقول،
قد استفادت من السلم أكثر م&ا استفاده السلمون.
وهذا القرآن الكريم مشحونٌ بتعاليم إماتة الستبداد وإحياء العدل والتساوي حتى ف القصص
منه؛ ومن جلتها قول بلقيس ملكة سبأ من عرب تMبxع تاطب Mأشراف قومها :يا أي=ها الل Zأفتوني ف
أمري ما كنت قاطعة pأمرا pحتى تoشهoدون * قالوا نن أولوا قوة iوأZولوا بأس kشديد iوالمر إليك
فانظري ماذا تأمرين * قالت إ cن اللوك إذا دخلوا قرية pأفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذrلة pوكذلك
يفعلون.
فهذه القصة تMعل¤م كيف ينبغي أن يستشي اللوك الل؛ أي أشراف الرxعية ،وأن ل يقطعوا أمرا
إل برأيهم ،وتشي إل لزوم أن تMحفظ القوة والبأس ف يد الرعية ،وأن يصص اللوك بالتنفيذ فقط ،وأن
يكرموا بنسبة المر إليهم توقيا? ،وتقبح شأن اللوك الستبدين.
ومن هذا الباب أيضا? ما ورد ف قصة موسى عليه السلم مع فرعون ف قوله تعال :قال الل
من قوم فرعون إ cن هذا لساحر wعليم * يريد أن يرجكم من أرضكم فماذا تأمرون؛ أي قال الشراف
بعضهم لبعض :ماذا رأيكم؟ )قالوا( خطابا? لفرعون وهو قرارهم :أxرجrه وأخاه وأرسrل ف الدائن
حاشرين * يأتوك بكل Gساحر kعليم؛ ثم وصف مذاكراتهم بقوله تعال :فتنازعوا أمرهم؛ أي رأيهم
بينهم وأسر=وا النجوى؛ أي أفضت مذاكراتهم العلنية إل النزاع فأجروا مذاكرة سرية طبق ما يري إل
الن ف مالس الشورى العمومية.
بناءً على ما تقدم؛ ل مال لرمي السلمية بتأييد الستبداد مع تأسيسها على مئات اليات
البي©نات الت منها قوله تعال :وشاورهم ف المر؛ أي ف الشأن ،ومن قوله تعال :يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأولي المر منكم؛ أي أصحاب الرأي والشأن منكم ،وهم العلماء
والرؤساء على ما اتxفق عليه أكثر الفس©رين ،وهم الشراف ف اصطلح السياسيي .وما يؤي©د هذا العنى
أيضا? قوله تعال :وما أمر فرعون؛ أي ما شأنه ،وحديث »أميي من اللئكة جبيل«؛ أي
مشاوري.
16
وليس بالمر الغريب ضياع معنى وأZولي المر على كثي من الفهام بتضليل علماء الستبداد
منكم؛ أي الؤمني منعا? لتط̈رق أفكار السلمي
الذي ير©فون ال ¢كل€م wعن مواضعه ،وقد أغفلوا معنى قيد
إل التفكي بأن الظالي ل يكمونهم با أنزل ال ،ثم xالتد̈رج إل معنى آية إن ال يأمر بالعدل ،أي
بالتساوي؛ وإذا حكمتم بي الناس أن تكموا بالعدل ،أي التساوي؛ ثم ينتقل إل معنى آية:ومن
ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون .ثم xيستنتج عدم وجوب طاعة الظالي وإن قال بوجوبها
بعض الفقهاء المالئي دفعا? للفتنة الت تصد أمثالم حصدا .والغرب من هذا جسارتهم على تضليل
الفهام ف معنى )أمر( ف آية :وإذا أردنا أن نهلك قرية pأمرنا متفيها ففسقوا فيها فحق cعليها
القول فدمcرناها تدميا؛ فإنهم ل يبالوا أن ينسبوا إل ال المر بالفسق ...تعال ال عن ذلك علوا
كبيا? ،والقيقة ف معنى )أمرنا( هنا أنxه بعنى أمر›نا -بكسر اليم أو تشديدها-؛ أي جعلنا أمراءها
متفيها ففسقوا فيها )أي ظلموا أهلها( فحق عليهم العذاب؛ أي )نزل بهم العذاب(.
والغرب من هذا وذاك؛ أنxهم جعلوا للفظة العدل معنىً عMرفيا?؛ وهو الكم بقتضى ما قاله
الفقهاء؛ حتى أصبحت لفظة العدل ل تد̈ل على غي هذا العنى ،مع أن العدل لغة? للتسوية؛ فالعدل
بي الناس هو التسوية بينهم ،وهذا هو الراد ف آية :إن ال يأمر بالعدل ،وكذلك القصاص ف آية:
ولكم ف القصاص حياة ƒالتواردة مطلقا? ،ل العاقبة بالثل فقط على ما يتبادر إل أذهان ال}سراء ،الذين
ل يعرفون للتساوي موقعا? ف الد©ين غي الوقوف بي يدي القضاة.
وقد عدد الفقهاء من ل تقبoل شهادتهم لسقوط عدالتهم ،فذكروا حتى من يأكل ماشيا pف
السواق؛ ولكن شيطان الستبداد أنساهم أن يفسGقوا المراء الظالي فيدوا شهادتهم .ولعل الفقهاء
يMعذwرون بسكوتهم هنا مع تشنيعهم على الظالي ف مواقع أخرى؛ ولكن ،ما عذرهم ف تويل معنى
الية :ولتكن منكم أمة ƒيدعون إل الي ويأمرون بالعروف وينهون عن النكر إل أن هذا الفرض
هو فرض كفاية ل فرض عي؟ والراد منه سيطرة أفراد السلمي بعضهم على بعض؛ ل إقامة فئة تسيطر
على حكامهم كما اهتدت إل ذلك المم الوفقة للخي؛ فخصصت منها جاعات باسم مالس نواب،
وظيفتها السيطرة والحتساب على الدارة العمومية :السياسية والالية والتشريعية ،فتخل&صوا بذلك من
شآمة الستبداد .أليست هذه السيطرة وهذا الحتساب بأهم من السيطرة على الفراد؟ ومن يدري من
أين جاء فقهاء الستبداد بتقديس الك&ام عن السؤولية حتى أوجبوا لم المد إذا عدلوا ،وأوجبوا
الصب عليهم إذا ظلموا ،وعدوا كل معارضة لم بغيا? يبيح دماء العارضي؟!
اللهم؛ إن الستبد©ين وشركاءهم قد جعلوا دينك غي الد©ين الذي أنزلت ،فل حول ول قوة إل
بك!
17
كذلك ما عMذر الصوفية الذين جعلتهم النعامات على زاوياتهم أن يقولوا :ل يكون المي
العظم إل وليا? من أولياء ال ،ول يأتي أمرا? إل بإلام من ال ،وإنه يتصرxف ف المور ظاهرا?،
ويتصرxف قطب الغوث باطنا! أل سبحان ال ما أحلمه!
نعم؛ لول حMلم ال لسف الرض بالعرب؛ حيث Mأرسل لم رسول? من أنفسهم أسس لم
أفضل حكومة أ}س©سwت ف الناس ،جعل قاعدتها قوله» :كل‡كم راع kوكل‡كم مسؤول wعن رعيته«؛ أي كل
منكم سلطانٌ عام ومسؤول عن المة .وهذه الملة الت هي أسى وأبلغ ما قاله مشر©ع سياسي من
الولي والخرين ،فجاء من النافقي من حرxف العنى عن ظاهره وعموميته؛ إل أن xالسلم راع! على
عائلته ومسؤول عنها فقط .كما حرxفوا معنى الية :والؤمنون والؤمنات بعضهم أولياء بعض على
ولية الشهادة دون الولية العامة .وهكذا غيروا مفهوم اللغة ،وبدxلوا الد©ين ،وطمسوا على العقول حتى
جعلوا الناس ينسون لغة الستقلل ،وعزة الرية؛ بل جعلوهم ل يعقلون كيف تكم أمة jنفسها
بنفسها دون سلطان! قاهر.
وكأن السلمي ل يسمعوا بقول النب عليه السلم» :الناس سواسية كأسنان الشط ،ل فضل
لعربي Šعلى أعجمي إل بالتقوى« .وهذا الديث أص̈ح الحاديث لطابقته للحكمة وميئه مفس©را? الية
إن cأكرمكم عند ال أتقاكم فإن xال جل xشأنه ساوى بي عباده مؤمني وكافرين ف الكرمة بقوله:
ولقد كرcمنا بن oآدم ثم xجعل الفضلية ف الكرامة للمتxقي فقط .ومعنى التxقوى لغة? ليس كثرة العبادة،
كما صار إل ذلك حقيقة عMرفية غرسها علماء الستبداد القائلي ف تفسي )عند ال(؛ أي ف الخرة دون
الدنيا؛ بل التxقوى لغة? هي الت©قاء؛ أي البتعاد عن رذائل العمال احتازا? من عقوبة ال .فقوله :إن
أكرمكم عند ال أتقاكم كقوله :إن xأفضل الناس أكثرهم ابتعادا? عن الثام وسوء عواقبها.
وقد ظهر ما تقدxم أن xالسلمية مؤسسة على أصول الرية برفعها كل سيطرة وت̃كم ،بأمرها
بالعدل والساواة والقسط والخاء ،وبض©ها على الحسان والتحابب .وقد جعلت أصول حكومتها:
الشورى الريستوقراطية؛ أي شورى أهل الل© والعقد ف المة بعقولم ل بسيوفهم .وجعل أصول إدارة
المة :التشريع الديقراطي؛ أي الشتاكي حسبما يأتي فيما بعد .وقد مضى عهد النب )عليه السلم(
وعهد اللفاء الراشدين على هذه الصول بأت وأكمل صورها .ومن العلوم أنه ل يوجد ف السلمية نفوذ
دين مطلقا? ف غي مسائل إقامة شعائر الدين ،ومنها القواعد العامة التشريعية الت ل تبلغ مائة قاعدة
وحMكم ،ك̃لها من أجwل وأحسن ما اهتدى إليه الشر©عون من قبل ومن بعد .ولكن؛ واأسفاه على هذا
الدين الر ،الكيم ،السهل ،السمح ،الظاهر فيه آثار الرقي على غيه من سوابقه ،الدين الذي رفع
الصر والغلل ،وأباد اليزة والستبداد .الدين الذي ظلمه الاهلون ،فهجروا حكمة القرآن ودفنوها ف
18
قبور الوان .الدين الذي فقد النصار البرار والكماء الخيار ،فسطا عليه الستبدون والتشحون
للستبداد ،واتxخذوا وسيلة لتفريق الكلمة وتقسيم المة شيwعا? ،وجعلوه آلة لهوائهم السياسية ،فضيعوا
مزاياه ،وحيروا أهله بالتقريع والتوسيع ،والتشديد والتشويش ،وإدخال ما ليس منه فيه كما فعل قبلهم
أصحاب الديان السائرة ،حتى جعلوه دينا? حرجا? يتوهم الناس فيه أن xكل xما دوwنxه التفنون بي دف¿ت
كتاب يMنسwب لسم إسلمي هو من الدين ،وبقتضاها أن ل يقوى على القيام بواجباته وآدابه ومزيداته،
إل من ل علقة له بالياة الدنيا؛ بل أصبحت بقتضاها حياة النسان الطويل العمر ،العاطل عن كل
عمل ،ل تفي بتع̃لم ما هي السلمية عجزا? عن تييز الصحيح من الباطل من تلك الراء التشعبة الت
أطال أهلها فيها الدال والناظرة؛ وما افتقوا إل وكل Åمنهم ف موقفه الول يظهر أنه ألزم خصمه
الجة وأسكته بالبهان؛ والقيقة إن xكل? منهم قد سكت تعبا? وكلل? من الشاغبة.
وبهذا التشديد الذي أدخله على الدين منافسو الوس؛ انفتح على المة باب التلوم على
النفس فضل? عن ماسبة الكام النوط بهم قيام العدل والن©ظام .وهذا الهمال للمراقبة ،هو إهمال المر
بالعروف والنهي عن النكر ،وقد أوسع لمراء السلم مال الستبداد وتاوز wالدود .وبهذا وذاك
ظهر حMكم حديث» :لتأمرن بالعروف ولتنهون عن النكر أو ليستعملن ال عليكم شراركم فليسومونكم
سوء العذاب« ،وإذا تتبعنا سية أبي بكر وعمر رضي ال عنهما مع المة ،ند أنهما مع كونهما
مفطورwين خي فطرة ،ونائلي التبية النبوية ،ل تتك المة معهما الراقبة والاسبة ،ول تطعهما
طاعة? عمياء.
وقد جع بعضهم جلة ما اقتبسه وأخذه السلمون عن غيهم ،وليس هو من دينهم بالنظر إل
القرآن والتواترات من الديث وإجاع السلف الول فقال:
)اقتبسوا( من النصرانية مقام البابوية باسم الغوثية ،و)ضاهوا( ف الوصاف والعداد أوصاف
وأعداد البطارقة ،والكردينالية والشهداء والساقفة ،و)حاكوا( مظاهر القديسي وعجائبهم ،والدعاة
البشرين وصبهم ،والرهبنات ورؤسائها ،وحالة الديرة وبادريتها .والرهبنات ورسومها والميxة
وتوقيتها ،و)قل&دوا( الوثنيي الرومانيي ف الرقص على أنغام الناي والتغالي ف تطييب الوتى والحتفال
الزائد ف النائز وتسريح الذبائح معها ،وتكليلها وتكليل القبور بالزهور .و)شاكلوا( مراسم الكنائس
وزينتها ،وال €بيwع واحتفالتها ،والتنحات ووزنها ،والت̈نمات وأصولا ،وإقامة الكنائس على القبور،
وشد الر©حال لزيارتها ،والسراج عليها ،والضوع لديها ،وتعليق المال بسكانها .و)أخذوا( التبك
بالثار :كالقدح والربة والدستار ،من احتام الذخية وقدسية العكاز ،وكذلك إمرار اليد على الصدر
عند ذكر الصالي ،من إمرارها على الصدر لشارة الصليب .و)انتزعوا( القيقة من السر ،ووحدة
الوجود من اللول ،واللفة من الرسم ،والسقيا من تناول القربان ،والولد من اليلد ،وحفلته من
19
العياد ،ورفع العلم من حل الصلبان ،وتعليق ألواح الساء الصدxرة بالنداء على الدران من تعليق
الصور والتماثيل ،والستفاضة والراقبة من التوجه بالقلوب انناءً أمام الصنام .و)منعوا( الستهداء من
نصوص الكتاب والسMنxة كحظر الكاثوليك التفهم من النيل ،وامتناع أحبار اليهود عن إقامة الدليل من
التوراة ف الحكام .و)جاءوا( من الوسية باستطلع الغيب من الفلك ،وبشية أوضاع الكواكب
وبات©خاذ أشكالا شعارا? للملك ،وباحتام النار ومواقدها .و)قل&دوا( البوذيي حرفا? برف ف الطريق
والرياضة وتعذيب السم بالنار والسلح ،واللعب باليات والعقارب وشرب السموم ،ودق الطبول
والصنوج وجعل رواتب من الدعية والناشيد والحزاب ،واعتقاد تأثي العزائم ونداء الساء وحل
التمائم ،إل غي ذلك ما هو مMشاهد ف بوذيي الند وموس فارس والسند إل يومنا هذا .وقد قيل إنه
نقله إل السلمية :جون وست ،وسلطان علي منل ،والبغدادي ،وحاشية فلن الشيخ وفلن الفارسي،
على أن إسناد ذلك إل أشخاص معيني يتاج إل تثبيت .و)لف¿قوا( من الساطي والسرائيليات أنواعا
من القربات ،وعلوما? سوها لدنيات.
كذلك يMقال عن مبتدعي النصارى ،من أن أكثر ما اعتبه التأخرون منهم من الشعائر الدينية-
حتى مشكلة التثليث -ل أصل له فيما ورد عن نفس السيح عليه السلم؛ إنا هو مزيدات وترتيبات
قليلها مMبتدwع وكثيها متxبع .وقد اكتشف العلماء الثاريون من الصفائح الفرية الندية والشورية ومن
الصحف الت وMجدت ف نواويس الصريي القدمي ،على مآخذ أكثرها .وكذلك وجدوا لزيدات التلمود
وبدع الحبار أصول? ف الساطي والثار واللواح الشورية ،وترق&وا ف التطبيق والتدقيق إل أن وجدوا
معظم الرافات الضافة إل أصول عامة الديان ف الشرق الدنى مقتبسة من الوضعيات النسوبة لنحل
الشرق القصى ،وقد كشفت الثار أن الستبداد أخفى تاريخ الديان وجعل أخبار منشئها ف ظلم
مطبق ،حتى إن xأعداء الديان التأخرين أمكنهم أن ينكروا أساسا? وجود موسى وعيسى عليهما السلم،
كما شوش الستبداد ف السلمي تاريخ آل البيت عليهم الرضوان؛ المر الذي تول&د عنه ظهور الف€رwق الت
تشيxعت لم كالمامية والساعيلية والزيدية والاكمية وغيهم.
واللصة أن الب€دwع الت شوxشت اليان وشوxهت الديان تكاد ك}̃لها تتسلسل بعضها من
بعض ،وتتول&د جيعها من غرض واحد هو الراد ،أل وهو الستعباد.
والناظر الدق&ق ف تاريخ السلم يد للمستبدين من اللفاء واللوك الولي ،وبعض العلماء
العاجم ،وبعض مقل&ديهم من العرب التأخرين أقوال? افتوها على ال ورسوله تضليل? للمة عن سبيل
الكمة ،يريدون بها إطفاء نور العلم وإطفاء نور ال ،ولكن؛ أبى ال إل أن يتم نوره ،فحفظ للمسلمي
كتابه الكريم الذي هو شس العلوم وكنز الكم من أن تسه يد التحريف؛ وهي إحدى معجزاته لنxه
قال فيها :إنا نن نزcلنا الذGكر وإنcا له لافظون فما مسه النافقون إل بالتأويل ،وهذا أيضا? من
20
معجزاته ،لنه أخب عن ذلك ف قوله :فأما الŽذين ف قZلZوبهم زoيغ wفيتcبعون ما تشابه منه ابتغاء
الفتنة وابتغاء تأويله.
وإني أ}مث©ل للمطالعي ما فعله الستبداد ف السلم ،با حجر على العلماء الكماء من أن
يفس©روا قسمwي اللء والخلق تفسيا? مدق¤ق¢ا? ،لنهم كانوا يافون مالفة رأي بعض الغMف¿ل السالفي أو
بعض النافقي القرxبي العاصرين ،فيMكف¿رون فيMقتwلون .وهذه مسألة إعجاز القرآن ،وهي أهم مسألة ف
الد©ين ل يقدروا أن يوفوها حق&ها من البحث ،واقتصروا على ما قاله فيها بعض السلف قول? ممل? من
أنxها قصور الطاقة عن التيان بثله ف فصاحته وبلغته ،وأنه أخب عن أن الروم بعد غلبهم سيغلبون.
مع أنه لو ف}تح للعلماء ميدان التدقيق وحرية الرأي والتأليف ،كما أ}طلق عنان التخريف لهل التأويل
وال}كم ،لظهروا ف ألوف من آيات القرآن ألوف آيات العجاز ،ولرأوا فيه كل يوم آية تتجدد مع
الزمان والدثان تبهن إعجازه بصدق قوله :ول رoطب iول يابس kإل ف كتاب iمبي ولعلوا المة
تؤمن بإعجازه عن برهان وعيان ل مرد تسليم وإذعان.
ومثال ذلك :أن xالعلم كشف ف هذه القرون الخية حقائق وطبائع كثية تMعزى لكاشفيها
ومتعيها من علماء أوربا وأمريكا؛ والدقق ف القرآن يد أكثرها ورد به التصريح أو التلميح ف القرآن
منذ ثلثة عشر قرنا?؛ وما بقيت مستورة تت غشاء من الفاء إل لتكون عند ظهورها معجزة للقرآن
شاهدة بأنه كلم رب Íل يعلم الغيب سواه؛ ومن ذلك أنهم قد كشفوا أن مادة الكون هي الثي ،وقد
وصف القرآن بدء التكوين فقال :ثم cاستوى إل السماء وهي دخان وكشفوا أن الكائنات ف حركة
دائمة دائبة والقرآن يقول:وآية ƒلم الرض اليتة Zأحييناها إل أن يقول:وكل• ف فلك iيسبحون.
وحققوا أن xالرض منفتقة? ف النظام الشمسي ،والقرآن يقول :أن cالسموات والرض كانتا
رتقا pففتقناهما.
وحققوا أن xالقمر منشق Åمن الرض ،والقرآن يقول :أفل يرون أنا نأتي الرض ننقصها من
أطرافها .ويقول :اقتبت rالساعة وانشق cالقمر.
وحققوا أن xطبقات الرض سبع ،والقرآن يقول :ال الذي خلق سبع سوات iومن الرض
مثلهن
وحققوا أنه لول البال لقتضى الثقل النوعي أن تيد الرض؛ أي ترتج ف دورتها ،والقرآن
يقول :وألقى ف الرض رواسي oأن تيد بكم.
وكشفوا أن xسر التكيب الكيماوي -بل والعنوي -هو تالف نسبة القادير وضبطها ،والقرآن
يقول :وكل= شيء iعنده بقدار.
21
وكشفوا أن xللجمادات حياة قائمة باء التبلور والقرآن يقول:وجعلنا من الاء كل cشيء iحي.
وحققوا أن العال العضوي ،ومنه النسان ،ترق&ى من الماد ،والقرآن يقول :ولقد خلقنا
النسان من سللة iمن طي.
وكشفوا ناموس اللقاح العام ف النبات ،والقرآن يقول :خلق الزواج كل&ها ما تنبت الرض
ويقول :فأخرجنا به أزواجا pمن نبات iشتى ،ويقول :اهتزت وربoت من كل Gزوج kبهيج .ويقول:
ومن كل Gالثمرات جعل فيها زوجي اثني.
وكشفوا طريقة إمساك الظ¤ل؛ أي التصوير الشمسي ،والقرآن يقول :أل تoر oإل ربGك كيف مد
الظKل cولو شاء لعله ساكنا pثم cجعلنا الشمس oعليه دليل.
وكشفوا تسيي السفن والركبات بالبخار والكهرباء والقرآن يقول ،بعد ذكره الدواب والواري
بالريح :وخلقنا لم من مثله ما يركبون.
وكشفوا وجود اليكروب ،وتأثيه وغيه من المراض ،والقرآن يقول:وأرسل عليهم طيا
أبابيل؛ أي متتابعة متجمعة ترميهم بجارة iمن سجيل؛ أي من طي الستنقعات اليابس .إل غي
ذلك من اليات الكثية الققة لبعض مكتشفات علم اليئة والنواميس الطبيعية .وبالقياس على ما
تقدxم ذكره؛ يقتضي أن xكثي?ا من آياته سينكشف س̈رها ف الستقبل ف وقتها الرهون ،تديدا? لعجازه
عما ف الغيب مادام الزمان وما كر xالديدان؛ فل بMد xأن يأتي يوم يكشف العلم فيه أن xالمادات أيضا
تنمو باللقاح كما تشي إل ذلك آية ومن كل Gشيء iخلقنا زوجي.
22
الستبداد والعلم
ما أشبه الستبد xف نسبته إل رعيته بالوصي الائن القوي ،يتصرف ف أموال اليتام وأنفسهم
كما يهوى ما داموا ضعافا? قاصرين؛ فكما أنه ليس من صال الوصي أن يبلغ اليتام رشدهم ،كذلك ليس
من غرض الستبد أن تتنور الرعية بالعلم.
ل يفى على الستبد ،مهما كان غبيا? ،أن• ل استعباد ول اعتساف إل مادامت الرعية حقاء
تبط ف ظلمة جهل وتيه عماء ،فلو كان الستب̈د طيا? لكان خف&اشا? يصطاد هوام العوام ف ظلم
الهل ،ولو كان وحشا? لكان ابن آوى يتلق&ف دواجن الواضر ف غشاء الليل ،ولكنه هو النسان يصيد
عال€مwه جاهل}ه.
العلم قبسة jمن نور ال ،وقد خلق ال النور كشافا? مبصرا? ،يول&د ف النفوس حرارة? وف الرؤوس
شهامة? ،العلم نور والظلم ظلم ،ومن طبيعة النور تبديد الظ&لم ،والتأمل ف حالة كل© رئيس ومرؤوس
يرى كل xسلطة الرئاسة تقوى وتضعف بنسبة نقصان علم الرؤوس وزيادته.
الستب̈د ل يشى علوم اللغة ،تلك العلوم الت بعضها يقوم اللسان وأكثرها هزلٌ وهذيان يضيع
به الزمان ،نعم؛ ل ياف علم اللغة إذا ل يكن وراء اللسان حكمة حاس تعقد اللوية ،أو سحر بيان
ي̈ل عقد اليوش؛ لنه يعرف أن الزمان ضنيٌ بأن تلد المهات كثيا? من أمثال :الكميت وحسان أو
مونتيسكيو وشيللر.
23
وكذلك ل ياف الستب̈د من العلوم الدينية التعل¤قة بالعاد ،الختصة ما بي النسان وربه،
لعتقاده أنها ل ترفع غباوة? ول تزيل غشاوة ،إنا يتلهى بها التهو©سون للعلم ،حتى إذا ضاع فيها
عمرهم ،وامتلتها أدمغتهم ،وأخذ منهم الغرور ،فصاروا ل يرون علما? غي علمهم ،فحينئذٍ يأمن الستبد
منهم كما يMؤمن ش̈ر السكران إذا خر .على أنه إذا نبغ منهم البعض ونالوا حرمة بي العوام ل يعدم
الستبد وسيلة لستخدامها ف تأييد أمره وماراة هواه ف مقابلة أنه يضحك عليهم بشيء من التعظيم،
ويس̈د أفواههم بلقيماتٍ من مائدة الستبداد؛ وكذلك ل ياف من العلوم الصناعية مضا?؛ لن أهلها
يكونون مسالي صغار النفوس ،صغار المم ،يشتيها الستب̈د بقليل من الال والعزاز ،ول ياف من
الاديي ،لن أكثرهم مبتلون بإيثار النفس ،ول من الرياضيي؛ لن غالبهم قصار النظر.
ترتعد فرائص الستب̈د من علوم الياة مثل الكمة النظرية ،والفلسفة العقلية ،وحقوق المم
وطبائع الجتماع ،والسياسة الدنية ،والتاريخ الفصل ،والطابة الدبية ،ونو ذلك من العلوم الت
تMكب النفوس ،وتوسع العقول ،وتعرف النسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها ،وكيف الطلب،
وكيف النوال ،وكيف الفظ .وأخوف ما ياف الستبد من أصحاب هذه العلوم ،الندفعي منهم لتعليم
الناس الطابة أو الكتابة وهم العبxر عنهم ف القرآن بالصالي والصلحي ف نو قوله تعال :أن
الرض يرثها عبادي wالصالون وف قوله :وما كان ر̈بك ليهلك القرى بظلم! وأهلها مصلحون ،وإن• كان
علماء الستبداد يفس©رون مادة الصلح والصلح بكثرة التع̈بد كما حولوا معنى مادة الفساد والفساد :من
تريب نظام ال إل التشويش على الستبدين.
واللصة :أن xالستبد ياف من هؤلء العاملي الراشدين الرشدين ،ل من العلماء النافقي أو
الذين حفر رؤوسهم مفوظاتٌ كثية كأنها مكتبات مقفلة!
كما يبغض الستب̈د العلم wونتائجه؛ يبغضه أيضا? لذاته ،لن للعلم سلطانا? أقوى من كل© سلطان،
فل بد xللمستبد© من أن يستحقر نفسه كلما وقعت عينه على من هو أرقى منه علما .ولذلك ل يب
الستب̈د أن يرى وجه عال! عاقل يفوق عليه فكرا? ،فإذا اضطر لثل الطبيب والهندس يتار الغب
التصاغر التمل¤ق .وعلى هذه القاعدة بنى ابن خلدون قوله) :فاز التملقون( ،وهذه طبيعة كل© التكبين،
بل ف غالب الناس ،وعليها مبنى ثنائهم على كل© من يكون مسكينا? خامل? ل يMرجى لي! ول لشر.
وينتج ما تقدxم أن xبي الستبداد والعلم حربا? دائمة? وطرادا? مستمرا? :يسعى العلماء ف تنوير
العقول ،ويتهد الستب̈د ف إطفاء نورها ،والطرفان يتجاذبان العوام .ومن هم العوام؟ هم أولئك الذين إذا
جهلوا خافوا ،وإذا خافوا استسلموا ،كما أنxهم هم الذين متى علموا قالوا ،ومتى قالوا فعلوا.
العوام هم قوة الستب̈د وق}و•تMه .Mبهم عليهم يصول ويطول؛ يأسرهم فيتهللون لشوكته؛ ويغصب
أموالم فيحمدونه على إبقائه حياتهم؛ ويهينهم فيثنون على رفعته؛ ويغري بعضهم على بعض
24
فيفتخرون بسياسته؛ وإذا أسرف ف أموالم يقولون كريا?؛ وإذا قتل منهم ل يث©ل يعتبونه رحيما?؛
ويسوقهم إل خطر الوت ،فيطيعونه حذر التوبيخ؛ وإن نقم عليه منهم بعض الباة قاتلهم كأنهم بMغاة.
والاصل أن xالعوام يذبون أنفسهم بأيديهم بسبب الوف الناشئ عن الهل والغباوة ،فإذا
ارتفع الهل وتنوxر العقل زال الوف،
وأصبح الناس ل ينقادون طبعا? لغي
منافعهم ،كما قيل :العاقل ل يدم غي
نفسه ،وعند ذلك ل بد xللمستبد© من
العتزال أو العتدال .وكم أجبت المم
بتق&يها الستبد xاللئيم على التق&ي معها
ر غ م طب ع ه -إ ل وكي ل! أ م ي
يهاب الساب ،ورئيس! عادل يشى النتقام ،وأبٍ حليم! يتلذذ بالتحابب .وحينئذٍ تنال المة حياة
رضية هنية ،حياة رخاء وناء ،حياة عز وسعادة ،ويكون حظ& الرئيس من ذلك رأس الظوظ ،بعد أن
كان ف دور الستبداد أشقى العباد؛ لنه على الدوام ملحوظا? بالبغضاء ،ماطا? بالخطار ،غي أمي
على رياسته ،بل وعلى حياته طرفة عي؛ ولنه ل يرى قط& أمامه من يستشده فيما يهل؛ لن
الواقف بي يديه مهما كان عاقل? متينا? ،ل ب xد أن يهابه ،فيضطرب باله ،فيتشوش فكره ،ويتل
رأيه ،فل يهتدي على الصواب ،وإن اهتدى فل يسر على التصريح به قبل استطلع رأي الستبد،
فإن رآه متصل¤با? فيما يراه فل يسعه إل تأييده راشدا? كان أو غيا? ،وك̈ل مستشار غيه يدxعي أنxه غي
هياب فهو كذxاب؛ والقول الق :إن xالصدق ل يدخل قصور اللوك؛ بناءً عليه؛ ل يستفيد الستب̈د قط
من رأي غيه ،بل يعيش ف ضلل وترددٍ وعذابٍ وخوف ،وكفى بذلك انتقاما? منه على استعباده الناس
وقد خلقهم ربهم أحرارا.
إن xخوف الستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم من بأسه؛ لن xخوفه ينشأ عن علمه با
يستح̃قه منهم ،وخوفهم ناشئ عن جهل؛ وخوفه عن عجز! حقيقي فيه ،وخوفهم عن توهم التخاذل
فقط؛ وخوفه على فقد حياته وسلطانه ،وخوفهم على لقيمات من النبات وعلى وطن! يألفون غيه ف
أيام؛ وخوفه على كل© شيء تت ساء ملكه ،وخوفهم على حياةٍ تعيسة فقط.
كلما زاد الستب̈د ظلما? واعتسافا? زاد خوفه من رعيته وحتى من حاشيته ،وحتى ومن هواجسه
وخيالته .وأكثر ما تMختم حياة الستبد© بالنون التام .قلت) :التام( لن الستبد xل يلو من المق قط&،
لنفوره من البحث عن القائق ،وإذا صادف وجود مستبد Íغي أحق فيسارعه الوت قهرا? إذا ل
يسارعه النون أو العته؛ وقلت :إنه ياف من حاشيته؛ لن xأكثر ما يبطش بالستبدين حواشيهم؛
25
لن xهؤلء أشقى خلق ال حياة? ،يرتكبون كل xجريةٍ وفظيعة لساب الستبد© الذي يعلهم يسون
ويصبحون مبولي مصروعي ،يMجهدون الفكر ف استطلع ما يريد منهم فعله بدون أن يطلب أو
يصر©ح .فكم ينقم عليهم ويهينهم لرxد أنهم ل يعلمون الغيب ،ومن ذا الذي يعلم الغيب ،النبياء
ب ول ولي ،Åول يدعي ذلك إل& دجال،
والولياء؟ وما هؤلء إل أشقياء؛ أستغفرك اللهم! ل يعلم غيبك ن Å
ول يظ̈ن صدقه إل& مغف¿ل ،فإنxك اللهم قلت وقولك الق :فل يظهر على غيبه أحدا? وأفضل أنبيائك
يقول» :لو علمت Mالي لستكثرت منه«.
من قواعد الؤر©خي الدققي :إن xأحدهم إذا أراد الوازنة بي مستبدxين كنيون وتيمور مثل?،
يكتفي أن يوازن درجة ما كانا عليه من التح̈ذر والتح̃فظ .وإذا أراد الفاضلة بي عادلي كأنو شروان
وعمر الفاروق ،يوازن بي مرتبت أمنهما ف قوميهما.
لا كانت أكثر الديانات مؤسسة على مبدأي الي والشر كالنور والظلم ،والشمس وزحل،
والعقل والشيطان ،رأت بعض المم الغابرة أن xأضر xشيء على النسان هو الهل ،وأضر آثار الهل
هو الوف ،فعملت هيكل? مصصا? للخوف يMعبد اتقاءً لشر©ه.
قال أحد الررين السياسيي :إني أرى قصر الستبد© ف كل© زمان هو هيكل الوف عينه:
فاللك البار هو العبود ،وأعوانه هم الكهنة ،ومكتبته هي الذبح القدxس ،والقلم هي السكاكي،
وعبارات التعظيم هي الصلوات ،والناس هم السرى الذين يMقدxمون قرابي الوف ،وهو أهم النواميس
الطبيعية ف النسان ،والنسان يقرب من الكمال ف نسبة ابتعاده عن الوف ،ول وسيلة لتخفيف
الوف أو نفيه غي العلم بقيقة الخيف منه ،وهكذا إذا زاد علم أفراد الرعية بأن الستبد xامرؤٌ عاجز
مثلهم ،زال خوفهم منه وتقاضوه حقوقهم.
ويقول أهل النظر :إن xخي ما يستبدل به على درجة استبداد الكومات؛ هو تغاليها ف شنآن
اللوك ،وفخامة القصور ،وعظمة الفلت ،ومراسيم التشريفات ،وعلئم البxهة ،ونو ذلك من
التمويهات الت يستهب بها اللوك رعاياهم عوضا? عن العقل والفاداة ،وهذه التمويهات يلجأ إليها
الستب̈د كما يلجأ قليل العز© للتك̈بر ،وقليل العلم للتص̈وف ،وقليل الص©دق لليمي ،وقليل الال لزينة
اللباس.
ويقولون :إنxه كذلك يMستد̈ل على عراقة المة ف الستعباد أو الرية باستنطاق لغتها؛ هل هي
قليلة ألفاظ التعظيم كالعربية مثل?؟ أم هي غنية ف عبارات الضوع كالفارسية ،وكتلك اللغة الت ليس
فيها بي التخاطبي أنا وأنت ،بل سيدي وعبدكم؟!
واللصة أن xالستبداد والعلم ضدان متغالبان؛ فك̈ل إدارة مستبدة تسعى جهدها ف إطفاء نور
العلم ،وحصر الرعية ف حالك الهل .والعلماء الكماء الذين ينبتون أحيانا? ف مضايق صخور
26
الستبداد يسعون جهدهم ف تنوير أفكار الناس ،والغالب أن xرجال الستبداد يMطاردون رجال العلم
وينكلون بهم ،فالسعيد منهم من يتمك&ن من مهاجرة دياره ،وهذا سبب أن xكل xالنبياء العظام -عليهم
الصلة والسلم وأكثر العلماء العلم والدباء والنبلء -تقل¿بوا ف البلد وماتوا غرباء.
إن xالسلمية أول xدين حض xعلى العلم ،وكفى شاهدا? أن xأول كلمة أ}نزلت من القرآن هي المر
بالقراءة أمرا? مكررا? ،وأوxل م€نxةٍ أجل¿ها ال وامت xبها على النسان هي أنxه عل¿مه بالقلم .عل¿مه به ما ل
يعلم .وقد فهم السxلف الول من مغزى هذا المر وهذا المتنان وجوب تع̃لم القراءة والكتابة على كل
مسلم ،وبذلك عمxت القراءة والكتابة ف السلمي أو كادت تع̈م ،وبذلك صار العلم ف المة حرا? مباحا
للكل© ل يتص¨ به رجال الدين أو الشراف كما كان ف المم السابقة ،وبذلك انتشر العلم ف سائر المم
أخذا? على السلمي! ولكن•؛ قاتل ال الستبداد الذي استهان بالعلم حتى جعله كالسلعة يMعطى ويMمنح
للميي ،ول يرؤ أحد على العتاض ،أجل؛ قاتل ال الستبداد الذي رجع بالمة إل المية،
فالتقى آخرها بأول¤ها ،ول حول ول قوة إل بال.
قال الدققون :إن xأخوف ما يافه الستبدون الغربيون من العلم أن يعرف الناس حقيقة أن
الرية أفضل من الياة ،وأن يعرفوا النفس وعزxها ،والشرف وعظمته ،والقوق وكيف تMحفظ ،والظلم
وكيف يMرفع ،والنسانية وما هي وظائفها ،والرحة وما هي لذاتها.
أما الستبدون الشرقيون فأفئدتهم هواء ترتف من صولة العلم ،كأن العلم نار وأجسامهم من
بارود .الستبدون يافون من العلم حتى من علم الناس معنى كلمة )ل إله إل ال( ،ولاذا كانت أفضل
الذكر ،ولاذا بMن عليها السلم .بMن السلم ،بل وكافة الديان على )ل إله إل ال( ،ومعنى ذلك أنه
ل يMعبد حقا? سوى الصانع العظم ،ومعنى
العبادة الضوع ومنها لفظة العبد ،فيكون
معنى ل إله إل ال" :ل يستحق الضوع
شيءٌ غي ال" .وما أفضل تكرار هذا
العنى على الذاكرة آناء الليل وأطراف
النهار ت̈ذرا? من الوقوع ف ورطة شيء
م ن ا ل ض و ع ل غ ي ا ل و ح د ه .فه ل –
والالة هذه -يناسب غرض الستبدين أن
يعلم عبيدهم أن• ل سيادة ول عبودية ف
السلم ول ولية فيه ول خضوع ،إنا
الؤمنون بعضهم أولياء بعض؟ كل؛ ل
27
يلئم ذلك غرضهم ،وربا عدوا كلمة )ل
إله إل ال( شتما? لم! ولذا؛ كان
و ل زال وا -م ن أن صا ر ال ش© ر ك
وأعداء العلم.
لهwلء ،والزواج
إن xالعلم ل يناسب صغار الستبدين أيضا? كخwدwمwة الديان التكب©رين وكالباء ا }
المقى ،وكرؤساء كل© المعيات الضعيفة .والاصل :أنxه ما انتشر نور العلم ف أمةٍ قط& إل وتكسxرت
فيها قيود السر ،وساء مصي الستبدين من رؤساء سياسة أو رؤساء دين.
28
الستبداد والد
من ال€ك¢م البالغة للمتأخرين قولم" :الستبداد أصلٌ لكل© داء" ،ومبنى ذلك أن xالباحث الدقق
ف أحوال البشر وطبائع الجتماع كشف أن xللستبداد أثرا? سيئا? ف كل© واد ،وقد سبق أن xالستبداد
يضغط على العقل فيفسده ،وإني الن أبث ف أنxه كيف يMغالب الستبداد الد فيفسده ،ويقيم مقامه
التم̈جد.
الد :هو إحراز الرء مقام حب Íواحتام ف القلوب ،وهو مطلب طبيعي شريف لكل© إنسان،
ب أو زاهد ،ول ينح̃ط عنه دني Åأو خامل .للمجد لذxة jروحية تقارب لذxة العبادة عند
ل يتف¿ع عنه ن Å
الفاني ف ال تعال ،وتعادل لذxة العلم عند الكماء ،وتربو على لذxة امتلك الرض مع قمرها عند
المراء ،وتزيد على لذxة مفاجأة الثراء عند الفقراء .ولذا؛ يزاحم الد ف النفوس منزلة الياة.
وقد أشك¢ل wعلى بعض الباحثي أي الرصي أقوى؟ حرص الياة أم حرص الد؟ والقيقة
الت عوxل عليها التأخ©رون وميxزوا بها تليط ابن خلدون هي التفضيل؛ وذلك أن xالد مفضxل على
الياة عند اللوك والق}وxاد وظيفة? ،وعند
ال̈نجباء والحرار حية? ،وحب¨ الياة
متاز على الد عند ال}سراء والذ©لء
طبيعة? ،وعند البناء والنساء ضرورة.
و عل ى ه ذ ه ال قا ع د ة ي ك و ن أئ م ة آ ل البي ت –
عليهم السلم -معذورين ف إلقاء أنفسهم ف تلك الهالك؛ لنxهم ل&ا كانوا نباء أحرارا? ،فحميتهم
جعلتهم يفض©لون الوت كراما? على حياة ذل Íمثل حياة ابن خلدون الذي خط&أ أماد البشر ف إقدامهم
على الطر إذا هدxد مدهم ،ذاهل? على أن xبعض أنواع اليوان ،ومنها البلبل ،وMج€دت فيها طبيعة
اختيار النتحار أحيانا? ت̃لصا? من قيود ال̈ذل© ،وأن xأكثر سباع الطي والوحوش إذا }أس€رwت كبية تأبى
الغذاء حتى توت ،وأن xال}رxة توت ول تأكل بع€رض€ها ،والاجدة توت ول تأكل بثدييها!
الد ل يMنال إل بنوع! من البذل ف
سبيل الماعة ،وبتعبي الشرقيي ف
سبيل ال أو سبيل الدين ،وبتعبي
الغربيي ف سبيل الدنية أو سبيل
ا لن ساني ة .وا ل و ل ت عا ل ا– ل ست ح ق
التعظيم لذاته -ما طالب عبيده بتمجيده إل وقرن الطلب بذكر نعمائه عليهم.
29
وهذا البذل إما بذل مال للنفع العام ويسمى مد الكرم؛ وهو أضعف الد ،أو بذل العلم
النافع الفيد للجماعة؛ ويسمى مد الفضيلة ،أو بذل النفس بالتع̈رض للمشاق والخطار ف سبيل نصرة
الق© وحفظ الن©ظام؛ ويMسمى مد النبالة ،وهذا أعلى الد؛ وهو الراد عند الطلق ،وهو الد الذي
تتوق إليه النفوس الكبية ،وت̈ن إليه أعناق النبلء .وكم له من عشاق تل̈ذ لم ف حبه الصاعب
والخاطرات ،وأكثرهم يكون من مواليد بيوت نادرة حتها ال̈صدف من عيون الظالي الذل&ي ،أو يكون
من نباء بيوت ما انقطعت فيها سلسلة الاهدين وما انقطعت عجائزها عن بكائهم .ومن أمثلة
الد قولم :خلق ال للمجد رجال? يستعذبون الوت ف سبيله ،ول سبيل إليه إل بعظيم المة
والقدام والثبات ،تلك الصال الثلث الت بها تقدxر قيم الرجال.
وهذا نيون الظال سأل أغربي الشاعر وهو تت النxطع :من أشقى الناس؟ فأجابه معر©ضا
به :من إذا ذكر الناس الستبداد كان مثال? له ف اليال .وكان ترايان العادل إذا قل¿د سيفا? لقائد يقول
له" :هذا سيف المة أرجو أن ل أتعدى القانون فيكون له نصيبٌ ف عنقي" .وخرج قيس من ملس
الوليد مغضبا? يقول" :أتريد أن تكون جبارا?؟ وال؛ إن xنعال الصعاليك لطول من سيفك! .وقيل لحد
الباة" :ما فائدة سعيك غي جلب الشقاء على نفسك؟" .فقال" :ما أحلى الشقاء ف سبيل تنغيص
الظالي!" .وقال آخر" :علي xأن أف بوظيفت وما علي xضمان القضاء" .وقيل لحد النبلء" :لاذا ل
تبن لك دارا?؟" فقال" :ما أصنع فيها وأنا القيم على ظهر الواد أو ف السجن أو ف القب" ،وهذه
ذات النطاقي )أساء بنت أبي بكر رضي ال عنها( وهي امرأة عجوز تود©ع ابنها بقولا" :إن كنت
على الق فاذهب وقاتل الجاج حتى توت" .وهذا مكماهون رئيس جهورية فرنسا استبد xف أمر
فدخل عليه صديقه غامبتا وهو يقول" :المر للمة ل إليك ،فاعتدل ،أو اعتزل ،وإل فأنت الخذول
الهان اليت!!
والاصل أن xالد هو الد Mمبxبٌ للنفوس ،ل تفتأ تسعى وراءه وترقى مراقيه ،وهو ميسxر
ف عهد العدل لكل© إنسان على حسب استعداده وهمxته ،وينحصر تصيله ف زمن الستبداد بقاومة
الظ&لم على حسب المكان.
يقابل الد ،من حيث مبتناه ،التم̈جد .وما هو التمجد؟ وماذا يكون التمجد؟ التم̈جد لفظ
هائل العنى ،ولذا أراني أتعثxر بالكلم وأتلعثم ف الطاب ،ول سيما من حيث أخشى مساس
إحساس بعض الطالعي .إن ل يكن من جهة أنفسهم فمن جهة أجدادهم الولي ،فأناشدهم الوجدان
والق الهان ،أن يتجرxدوا دقيقتي من النفس وهواها ،ثم xهم مثلي ومثل سائر الاني على النسانية
ل يعدمون تأويل .وإنن أعل¤ل النفس بقبولم تهوين هذا ،فأنطلق وأقول:
30
التمجد خاص بالدارات الستبدxة ،وهو القربى من الستبد© بالفعل كالعوان والعمال ،أو بالقوة
كاللق¿بي بنحو دوق وبارون ،والخاطبي بنحو رب© العزة ورب الصولة ،أو الوسومي بالنياشي ،أو
الطوxقي بالمائل ،وبتعريفٍ آخر ،التم̈جد هو أن ينال الرء جذوة نار من جهنم كبياء الستبد© ليحرق
بها شرف الساواة ف النسانية.
وبوصفٍ أجلى :هو أن يتقل&د الرجل سيفا? من ق€بwل البارين يبهن به على أنxه جلد ف دولة
الستبداد ،أو يعل¤ق على صدره وساما? مشعرا? با وراءه من الوجدان الستبيح للعدوان ،أو يتزين بسيور
مزركشة تنبئ بأنه صار منxثا? أقرب إل النساء منه إل الرجال ،وبعبارة أوضح وأخصر ،هو أن يصي
النسان مستبد?ا صغيا? ف كنف الستبد© العظم.
قلت :Mإن xالتم̈جد خاص Åبالدارات الستبدادية ،وذلك لن xالكومة الرة الت تث©ل عواطف
المة تأبى كل xالباء إخلل التساوي بي الفراد إل لفضل! حقيقي ،فل ترفع قدر أحد منها إل رفعا
صوريا? أثناء قيامه ف خدمتها؛ أي الدمة العمومية ،وذلك تشويقا? له على التفاني ف الدمة ،كما
أنxها ل تيز أحدا? منها بوسام أو تشر©فه بلقبٍ إل ما كان علميا? أو ذكرى لدمة مهمة وف¿قه ال إليها.
وبثل هذا يرفع ال} الناس بعضهم فوق بعض! درجات ف القلوب ل ف القوق.
وهذا لقب اللوردية مثل? عند النكليز هو من بقايا عهد الستبداد ،ومع ذلك ل يناله عندهم
غالبا? إل من يدم أمxته خدمة عظيمة ،ويكون من حيث أخلقه وثروته أهل? لن يدمها خدمات
مهمة غيها ،ومن القرر أن ل اعتبار للورد ف نظر المة إل إذا كان مؤسسا? أو وارثا? ،أو كانت المة
تقرأ ف جبهته سطرا? مررا? بقلم الوطنية وبداد الشهامة مضي Íبدمه يقسم فيه بشرفه أنه ضمي
بثروته وحياته ناموس المة؛ أي قانونها الساسي ،حفيظ على روحها؛ أي حريتها.
التم̈جد ل يكاد يوجد له أثر ف المم القدية إل ف دعوى اللوهية وما معناها من نفع الناس
بالنفاس ،أو ف دعوى النجابة بالنسب الت يهول بها الصلء نسل اللوك والمراء ،وإنا نشأ التمجد
باللقاب والشارات ف القرون الوسطى ،وراج سوقه ف القرون الخية ،ثم xقامت فتاة الرية تتغنى
بالساواة وتغسل أدرانه على حسب قوتها وطاقتها ،ول تبلغ غايتها إل الن ف غي أمريكا.
التمج©دون يريدون أن يدعوا العامة ،وما يدعون غي نسائهم اللتي يتفحفحن بي عجائز
الي بأنهم كبار العقول؛ كبار النفوس؛ أحرار ف شؤونهم ل يMزاح لم نقاب ،ول تMصفع منهم رقاب،
فيحوجهم هذا الظهر الكاذب لتح̈مل الساءات والهانات الت تقع عليهم من ق€بwل الستبد ،بل
توجهم للحرص على كتمها ،بل على إظهار عكسها ،بل على مقاومة من يدعي خلفها ،بل على
تغليط أفكار الناس ف حق© الستبد© وإبعادهم عن اعتقاد أن xمن شأنه الظلم.
31
وهكذا يكون التمجدين أعداء للعدل أنصارا? للجور ،ل دين ول وجدان ول شرف ول رحة،
وهذا ما يقصده الستب̈د من إيادهم والكثار منهم ليتمك¿ن بواسطتهم من أن يغر©ر المة على إضرار
نفسها تت اسم منفعتها ،فيسوقها مثل? لرب اقتضاها مض التج̈بر والعدوان على اليان،
فيوهمها أنxه يريد نصرة الدين ،أو يMسرف بالليي من أموال المة ف ملذاته وتأييد استبداده باسم حفظ
شرف المة وأبهة الملكة ،أو يستخدم المة ف التنكيل بأعداء ظلمه باسم أنهم أعداء لا ،أو يتصرxف
ف حقوق الملكة والمة كما يشاؤه هواه باسم أن xذلك من مقتضى الكمة والسياسة.
واللصة :أن xالستبد يتخذ التمجدين ساسرة لتغرير المة باسم خدمة الدين ،أو حب
الوطن ،أو توسيع الملكة ،أو تصيل منافع عامة ،أو مسؤولية الدولة ،أو الدفاع عن الستقلل،
والقيقة أن xكل هذه الدواعي الفخيمة العنوان ف الساع والذهان ما هي إل تييل وإيهام يقصد بها
رجال الكومة تهييج المة وتضليلها ،حتى إنxه ل يMستثنى منها الدفاع عن الستقلل؛ لنه ما الفرق
على أمةٍ مأسورة لزيد أن يأسرها عمرو؟ وما مثلها إل الدابة الت ل يرحها راكب مطمئن ،مالكا? كان
أو غاصبا.
الستب̈د ل يستغن عن أن يستمجد بعض أفراد من ضعاف القلوب الذين هم كبقر النة ل
ينطحون ول يرمون ،يتخذهم كأنوذج البائع الغشاش ،على أنه ل يستعملهم ف شيء من مهامه،
فيكونون لديه كمصحف ف خ&ارة أو سبحة ف يد زنديق ،وربا ل يستخدم أحيانا? بعضهم ف بعض
الشؤون تغليطا? لذهان العامة ف أنxه ل يعتمد استخدام الراذل والسافل فقط ،ولذا يMقال :دولة
الستبداد دولة بMلهٍ وأوغاد.
الستب̈د ير©ب أحيانا? ف الناصب والراتب بعض العقلء الذكياء أيضا? اغتارا? منه بأنه يقوى
على تليي طينتهم وتشكيلهم بالشكل الذي يريد ،فيكونوا له أعوانا? خبثاء ينفعونه بدهائهم ،ثم xهو بعد
التجربة إذا خاب ويئس من إفسادهم يتبادر إبعادهم أو ينك&ل بهم .ولذا ل يستقر عنه الستبد إل
الاهل العاجز الذي يعبده من دون ال ،أو البيث الائن الذي يرضيه ويغضب ال.
وهنا أنب©ه فكر الطالعي إل أن xهذه الفئة من العقلء المناء بالملة ،الذين يذوقون عسيلة
مد الكومة وينشطون لدمة ونيل مد النبالة ،ثم xيضرب على يدهم لرxد أن xبي أضلعهم قبسة
من اليان وف أعينهم بارقة من النسانية ،هي الفئة الت تتكهرب بعداوة الستبداد وينادي أفرادها
بالصلح .وهذا النقلب قد أعيا الستبدين؛ لنهم ل يستغنون عن التجربة ول يأمنون هذه الغبة .ومن
هنا نشأ اعتمادهم غالبا? على العريقي ف خدمة الستبداد ،الوارثي من آبائهم وأجدادهم الخلق
الرضية للمستبدين ،ومن هنا ابتدأت ف المم نغمة التمجد بالصالة والنساب ،والستبدون النكون
يطيلون أمد التجربة بالناصب الصغية فيستعملون قاعدة التق&ي مع التاخي ،ويسمون ذلك برعاية
32
قاعدة القدم ،ثم يتمون التجريب بإعطاء التمرن خدمة يكون فيها رئيسا? مطلقا? ولو ف قرية ،فإن أظهر
مهارة ف الستبداد ،وذلك ما يسمونه حكمة الكومة فبها نعمت ،وإل قالوا عنه :هذا حيوان ،يا
ضيعة المل فيه.
إن xللصالة مشاكلة قوية للمجد والتمجد فل ب xد أن نبحث فيها قليل? ،ثم xنعود لوضوع الستبد
وأعوانه التمجدين فأقول:
الصالة صفة قد يكون لا بعض الزايا من حيث الميال الت يرثها البناء من الباء ،ومن
حيث التبية الت تكون مستحكمة ف البيت ولو رياءً ،ومن حيث إن xالصالة تكون مقرونة غالبا? بشيء
من الثروة العينة على مظاهر الشهامة والرحة ،ومن حيث تقويتها العلقة بالمة والوطن خوف مذل&ة
الغتاب ،ومن حيث إن xأهلها يكونون منظورين دائما? فيتحاشون العائب والنقائص بعض التحاشي.
وبيوت الصالة تنقسم إل ثلثة أنواع:
بيوت علم وفضيلة ،وبيوت مال وكرم،
وبيوت ظلم وإمارة .وهذا الخي هو
ال ق س م ا لكث ر ع د د ا? وا ل ه م م و ق ع ا? ،و ه م –
كما سبقت الشارة إليه -مطمح نظر الستبد ف الستعانة وموضع ثقته ،وهم الند الذي تتمع تت
لوائه بسهولة ،وربا يكفيه أن• يضحك ف وجههم ضحكة .فلننظر ما هو نصيب أهل هذا القسم من تلك
الزايا الوروثة:
هل يرث البن عن جده الؤسس لده أميال¢ه ف العدالة ول توجد؟ أم يدب¨ ويشب¨ على غي
الترف الصغ©ر للعقول ،الميت للهمم؟ أم يتبى على غي الوقار الضحك للباطل ،السائد فيما بي العائلة
ف بيتهم؟ أم يستخدم الثروة ف غي اللذ السمية الدنيئة البهيمية وتلك البهة الطاووسية الباطلة؟ أم
يتمثxل بغي أقران السوء التملقي النافقي؟ أم ل يستحقر قومه لهلهم قدر ال̈نطفة اللعونة الت خMلق
منها جنابه؟ أم ل يبغض العلماء الذين ل يقد©رونه قدره حسبما هو قائم ف ميلة خيلئه؟ أم يرى
لنابه مقرا? يليق به غي مقعد التح̃كم ومستاح التآمر؟ أم يستحي من الناس؟ ومن هم الناس؟ وما
الناس عند حضرته غي أشباح عندها أرواح خMلقت لدمته!
وهذه حالة الكثرين من الصلء ،على
أننا ل نبخس حق xمن نال منهم حظا? من
العلم وأوتي الكمة وأراد ال به خيا
فأصابه بنصيب من القهر انفض به
شا م و خ أن ف ه ،فإ ن xه ؤ ل ء – و قلي ل ما ه م-
33
ينجبون نابة عظيمة ،فيصدق عليهم أنxهم قد ورثوه قوة القلب يستعملونها ف الي ل ف الشر،
واستفادوا من أنفة الكبياء كالسارة على العظماء ،وهكذا تتحول فيهم ميزة الشر© على فائض خي
وحwسwبٍ شامخ من نو الني إل الوطن وأهله ،والني لصابه ،والقدام على العظائم ف سبيل القوم،
وأمثال هؤلء النوابغ الMنجwباء إذا كثروا ف أمة يوشك أن يتق&ى منهم آحاد إل درجة الوارق فيقودوا
أمهم إل درجة النجاح والفلح ،ول غرو فإن xاجتماع نفوذ النسب وقوة السب يفعلن ول عجب شwبwه
فعل الستبد© العادل الذي ينشده الشرقيون ،وخصوصا? السلمون؛ وإن كان العقل ل يوز أن يتxصف
بالستبداد مع العدل غي ال وحده ،أل قاتل ال المة الساقطة الت قد تتسف&ل بالنسان إل عدم
إتعاب الفكر فيما يطلب هل هو مكن أم هو مال؟!
الصلء ،باعتبار أكثريتهم ،هم جرثومة البلء ف كل© قبيلة ومن كل© قبيل .لن xبن آدم داموا
إخوانا? متساوين إل أن• ميxزت ال̈صدفة بعض أفرادهم بكثرة النسل ،فنشأت منها القوات العصبية ،ونشأ
من تنازعها ت̈يز أفراد على أفراد ،وح€ف¡ظ} هذه اليزة أوجد الصلء .فالصلء ف عشية أو أمة إذا كانوا
متقاربي القوات استبدوا على باقي الناس وأسسوا حكومة أشراف ،ومتى وMجد بيت من الصلء يتميز
كثيا? ف القوة على باقي البيوت يستب̈د وحده ويؤسس الكومة الفردية القيدة إذا لباقي البيوت بقية
بأس ،أو الطلقة إذا ل يبق wأمامه من يتxقيه.
بناءً عليه ،إذا ل يوجد ف أمة أصلء بالكلية ،أو وجد ،ولكن؛ كان لسواد الناس صوت
غالب ،أقامت تلك لنفسها حكومة انتخابية ل وراثة فيها ابتداءً؛ ولكن ،ل يتوال بعض متولي إل
ويصي أنسالم أصلء يتناظرون ،ك̈ل فريق منهم يسعى لجتذاب طرف من المة استعداد?ا للمغالبة
وإعادة التاريخ الول.
ومن أكب مضار الصلء أنهم ينهمكون أثناء الغالبة على إظهار البxهة والعظمة ،ستهبون
أعي الناس ويسحرون عقولم ويتكبرون عليهم .ثم xإذا غلب غالبهم واستبد xبالمر ل يتكها الباقون
للفتهم لذتها ولضاهاة الستبد© ف نظر الناس .والستب̈د نفسه ل يملهم على تركها ،بل يد̈ر عليهم الال
ويعينهم عليها ،ويعطيهم اللقاب وال̈رتب وشيئا? من النفوذ والتس̃لط على الناس ليتلهوا بذلك عن مقاومة
استبداده ،ولجل أن يألفوها مديدا? ،فتفسد أخلقهم ،فينفر منهم الناس ،ول يبقى لم ملجأ غي
بابه ،فيصيون أعوانا? له بعد أن كانوا أضدادا.
ويستعمل الستب̈د أيضا? مع الصلء سياسة الشد والرخاء ،والنع والعطاء ،واللتفات والغضاء
كي ل يبطروا ،وسياسة إلقاء الفساد وإثارة الشحناء فيما بينهم كي ل يتفقوا عليه ،وتارة يعاقب عقابا
شديدا? باسم العدالة إرضاءً للعوام ،وأخرى يقرنهم بأفراد كانوا يقب©لون أذيالم استكبارا? فيجعلهم سادة
عليهم يفركون آذانهم استحقارا? ،يقصد بذلك كسر شوكتهم أمام إمام الناس وعصر أنوفهم أمام عظمتهم.
34
والاصل أن xالستبد يذلل الصلء بكل© وسيلة حتى يعلهم متامي بي رجليه كي يتxخذهم لاما
لتذليل الرعية ،ويستعمل عي هذه السياسة مع العلماء ورؤساء الديان الذين متى شم xمن أحدهم رائحة
الغرور بعقله أو علمه ينكل به أو يستبدله بالحق الاهل إيقاظا? له ولمثاله من كل© ظان Íمن أن إدارة
الظلم متاجة إل شيء من العقل أو القتدار فوق مشيئة الستبد .وبهذه السياسة ونوها يلو الو
فيعصف وينسف ويتصرxف ف الرعية كريش! يقلبه الصرصر ف جو Íمرق.
الستب̈د ف لظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الوروث على رأسه يرى نفسه كان إنسانا
فصار إلا .ثم يMرجع النظر فيى نفسه ف نفس المر أعجز من كل© عاجز وأنxه ما نال ما نال إل
بواسطة من حوله من العوان ،فيفع نظره إليهم فيسمع لسان حالم يقول له :ما العرش؟ وما التاج؟
وما الصولان؟ ما هذه إل أوهام ف أوهام .هل يعلك هذا الريش ف رأسك طاووسا? وأنت غراب؟ أم
تظن الحجار الباقة ف تاجك نوما? ورأسك ساء؟ أم تتوهم أن xزينة صدرك ومنكبيك أخرجتك عن
كونك قطعة طي! من هذه الرض؟ وال ما مك¿نك ف هذا القام وسل¿طك على رقاب النام إل شعوذتنا
وسحرنا وامتهاننا لديننا ووجداننا وخيانتنا لوطننا وإخواننا ،فانظر أيها الصغي الكبxر القي الوق&ر
كيف تعيش معنا!
ثم xيلتفت إل جاهي الرعية التفرجي ،منهم الطائشي الهللي السب©حي بمده ،ومنهم
السحورين البهوتي كأنهم أموات من حي ،ولكن؛ يتجل&ى ف فكره أن xخلل الساكتي بعض أفراد
عقلء أماد ياطبونه بالعيون؛ بأن xلنا معاشر المxة شؤونا? عمومية وك¿لناك ف قضائها على ما نريد
ونبغي ،ل على ما تريد فتبغي .فإن• وف¿يت حق xالوكالة حMق xلك الحتام ،وإن مرت م ¢كر•نا وحاقت بك
العاقبة ،أل إن xمكر ال عظيم.
لمwل¢ة السxدنة أسلمهم القياد وأردفهم
وعندئذٍ يرجع الستب̈د إل نفسه قائل? :العوان العوان ،ا ¢
بيش! من الوغاد أحارب بهم هؤلء العبيد العقلء ،وبغي هذا الزم ل يدوم لي مMل¡ك jكيفما أكون ،بل
أبقى أسي?ا للعدل معر©ضا? للمناقشة منغ©صا? ف نعيم اللك ،ومن العار أن يرضى بذلك من يكنه أن يكون
سلطانا? جبارا? متفر©دا? قهارا.
الكومة الستبدة تكون طبعا? مستبدة ف كل فروعها من الستبد العظم إل الشرطي ،إل
ف إل من أسفل أهل طبقته أخلقا? ،لن السافل ل
الفراش ،إل كنائس الشوارع ،ول يكون ك̈ل صن ٍ
يهمهم طبعا? الكرامة وحسن السمعة ،إنا غاية مسعاهم أن يبهنوا لخدوهم بأنهم على شاكلته ،وأنصار
لدولته ،وشرهون لكل السقطات من أي Íكان ولو بشرا? أم خنازير ،آبائهم أم أعدائهم ،وبهذا يأمنهم
الستب̈د ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه .وهذه الفئة الستخدمة يكثر عددها ويق̈ل حسب شدة الستبداد
وخف&ته ،فكلما كان الستب̈د حريصا? على العسف احتاج إل زيادة جيش التمجدين العاملي له
35
الافظي عليه ،واحتاج إل مزيد الدق&ة ف ات©خاذهم من أسفل الرمي الذين ل أثر عندهم لدي !ن أو
ذمة ،واحتاج لفظ النسبة بينهم ف الراتب بالطريقة العكوسة؛ وهي أن يكون أسفلهم طباعا? وخصال
أعلهم وظيفة? وقربا? ،ولذا ،ل ب xد أن يكون الوزير العظم للمستبد هو اللئيم العظم ف المة ،ثم من
دونه لؤما? ،وهكذا تكون مراتب الوزراء والعوان ف لؤمهم حسب مراتبهم ف التشريفات والقربى منه.
وربا يغ̈ت الطالع كما اغت xكثي من
الؤر©خي البسطاء بأن بعض وزراء
الستبد يتأوهون من الستبد ويتشك&ون من
أعماله ويهرون بلمه ،ويظهرون لو أنه
ساعدهم المكان لعملوا وفعلوا وافتدوا
ا ل م ة بأ م وا ل م ،ب ل و حياته م ،ف كي ف –
والالة هذه -يكون هؤلء لؤماء؟ بل كيف ذلك وقد وMج€د منهم الذين خاطروا بأنفسهم والذين أقدموا
فعل? على مقاومة الستبداد فنالوا الراد أو بعضه أو هلكوا دونه؟
فجواب ذلك أن الستبد xل يرج قط& عن أنه خائنٌ خائفٌ متاجٌ لعصابة تعينه وتميه ،فهو
ووزراؤه كزمرة لصوص :رئيس وأعوان .فهل يو©ز العقل أن يMنتخب رفاق من غي أهل الوفاق ،وهو هو
الذي ل يستوزر إل بعد تربة واختبار عمرا? طويل?؟!
هل يكن أن يكون الوزير متخل¤قا? بالي حقيقة ،وبالشxر© ظاهرا? فيخدع الستبد بأعماله ،ول
ياف من أنxه كما نصبه وأعزxه بكلمة يعزله ويذل&ه؟!
بناءً عليه ،فالستبد وهو من ل يهل أن xالناس أعداؤه لظلمه ،ل يأمن على بابه إل من يثق
به أنxه أظلم منه للناس ،وأبعد منه على أعدائه ،وأما تل̈وم بعض الوزراء على لوم الستبد فهو إن ل يكن
خداعا? للمة فهو حنقٌ على الستبد؛ لنه بس ذلك التلوم حقه ،فقدxم عليه من هو دونه ف خدمته
بتضحية دينه ووجدانه .وكذلك ل يكون الوزير أمينا? من صولة الستبد ف صحبته ما ل يسبق بينهما
وفاق وات©فاق على خية الشيطان؛ لن الوزير مسودٌ بالطبع ،يتوق&ع له الزاحون كل xشر ،ويبغضه
الناس ولو تبعا? لظالهم ،وهو هدفٌ ف كل© ساعةٍ للشكايات والوشايات .كيف يكون عند الوزير شيءٌ من
التق&وى أو الياء أو العدل أو الكمة أو الروءة أو الشفقة على المة ،وهو العال بأن xالمة تبغضه
وتقته وتتوق&ع له كل xسوء ،وتشمت بصائبه ،فل ترضى عنه ما ل يتفق معها على الستبد ،وما هو
بفاعل! ذلك أبدا? إل إذا يئس من إقباله عنده ،وإن يئس وفعل فل يقصد نفع المة قط& ،إنا يريد فتح
بابٍ لستجد Íجديد عساه يستوزره فيؤازره على وزره.
36
والنتيجة أن xوزير الستبد هو وزير الستبد ،ل وزير المة كما ف الكومات الدستورية .كذلك
القائد يمل سيف الستبد ليغمده ف الرقاب بأمر الستبد ل بأمر المة ،بل هو يستعيذ أن تكون المة
صاحبة أمر ،لا يعلم من نفسه أن xالمة ل تقل¤د القيادة لثله.
بناءً عليه؛ ل يغت¨ العقلء با يتشدxق به الوزراء والقواد من النكار على الستبداد والتفلسف
بالصلح وإن تلهxفوا وإن تأففوا ،ول ينخدعون لظاهر غيتهم وإن ناحوا وإن بكوا ،ول يثقون بهم ول
بوجدانهم مهما صل&وا وسبحوا ،لن xذلك كل&ه يناف سيهم وسيتهم ،ول دليل على أنهم أصبحوا
يالفون ما شبوا وشابوا عليه ،هم أقرب أن ل يقصدوا بتلك الظاهر غي إقلق الستبد© وتهديد سلطته
ليشاركهم ف استدرار دماء الرعية؛ أي أموالا .نعم ،كيف يوز تصديق الوزير والعامل الكبي الذي قد
ألف عمرا? كبيا? لذة البذخ وعزة البوت ف أنxه يرضى بالدخول تت حكم المة ،وياطر بعرض
سيفه عليها فتحل&ه أو تكسره تت أرجلها .أليس هو عضوا? ظاهر الفساد ف جسم تلك المة الت قتل
الستبداد فيها كل xالميال الشريفة العالية فأبعدها عن النس والنسانية ،حتى صار الفلح التعيس
منها يؤخذ للجندية وهو يبكي ،فل يكاد يلبس كم xالستة العسكرية إل ويتلبxس بشر© الخلق ،فيتنمر
على أمه وأبيه ،ويتمرد على أهل قريته وذويه ،ويك̃ظ أسنانه عطشا? للدماء ل ييز بي أخ! وعدو؟! إن
أكابر رجال عهد الستبداد ل أخلق لم ول ذمة ،فك̈ل ما يتظاهرون به أحيانا? من التذمر والتأل&م
يقصدون به غش xالمة السكينة الت يطمعهم ف انداعها وانقيادها لم علمهم بأن xالستبداد القائم بهم
والستعمر بهمxتهم قد أعمى أبصارها وبصائرها ،وخدxر أعصابها ،فجعلها كالصاب ببحران العمى ،فهي
ل ترى غي هول وظلم وشدة وآلم ،فتئ̈ن من البلء ول تدري ما هو تداويه ،ول من أين جاءها لتصدxه،
فتواسيها فئة من أولئك التعاظمي باسم الدين يقولون :يا بؤساء؛ هذا قضاءٌ من السماء ل مرد xله،
فالواجب تلق&يه بالصب والرضاء واللتجاء إل الدعاء ،فاربطوا ألسنتكم عن اللغو والفضول ،واربطوا
قلوبكم بأهل السكينة والمول ،وإياكم والتدبي فإن ال غيور ،وليكن و›ر•دMكم :اللهم انصر سلطاننا،
وآمنا ف أوطاننا ،واكشف عنا البلء ،أنت
حسبنا ونعم الوكيل .ويغرر المة آخرون
من التكبين بأنهم الطباء الرحاء
الهتمون بداواة الرض ،إنxما هم
ي ت ق¿ب و ن سن و ح ال ف ر ص ،وك ل ال ف ري ق ي –
وال -إما أدنياء جبناء ،أو هم خائنون مادعون ،يريدون التثبيط والتلبيد والمتنان على الظالي.
من دلئل أن أولئك الكابر مغر©رون مادعون يظهرون ما ل يMبطنون ،أنxهم ل يستصنعون إل
السافل الراذل من الناس ،ول ييلون لغي التملقي النافقي من أهل الدين ،كما هو شأن صاحبهم
37
الستبد الكب ،ومنها أنxه قد يوجد فيهم من ل يتنزxل لقليل الرشوة أو السرقة ،ولكن•؛ ليس فيهم
العفيف عن الكثي ،وكفى با يتمتعون من الثروات الطائلة الت ل منبت لا غي الستبيح الفاخر
بشاركة الستبد xف امتصاصه دم المة ،وذلك بأخذهم العطايا الكبية ،والرواتب الباهظة ،الت تعادل
أضعاف ما تسمح به الدارة العادلة لمثالم؛ لنها إدارة راشدة ل تدفع أجورا? زائدة .ومنها أنهم ل
يصرفون شيئا? ولو سرا? من هذا السحت الكثي ف سبيل مقاومة الستبداد الذي يزعمون أنهم أعداؤه،
إنا يصرف بعضهم منه شيئا? ف الصدقات الطفيفة وبناء العابد سعة? ورياءً ،وكأنهم يريدون أن يسرقوا
أيضا? قلوب الناس بعد سلب أموالم أو أنهم يرشون ال ،أل ساء ما يتوهمون .ومنها أن xأكثرهم
مسرفون مبذ©رون ،فل تكفي أحدهم الرواتب العتدلة الت يكن أن ينالا أجرة خدمة ل ثن ذمة.
ومنها أنه قد يكون أحدهم شحيحا? مقت©را? ف نفقاته؛ بيث ي̈ل ف شرف مقامه ،فل يصرف نصف أو
ربع راتبه مع أنxه يقبضه زائدا? على أجر مثله لجل حفظ شرف القام ،العائد لشرف المة ،وبهذا
ال̈شح يكون خائنا? ومهينا .والاصل أن xالكابر حريصون على أن يبقى الستبداد مطلقا? لتبقى أيديهم
مطلقة ف الموال.
هذا ول ينكر التاريخ أن الزمان أوجد نادرا? بعض وزراء وازروا الستبداد عمرا? طويل? ،ثم xندموا
على ما فرxطوا فتابوا وأنابوا ،ورجعوا نصف المة واستعدوا بأموالم وأنفسهم لنقاذها من داء
الستبداد .ولذا؛ ل يوز اليأس من وجود بعض أفراد من الوزراء والقواد عريقي ف الشهامة ،فيظهر
فيهم سر الوراثة ولو بعد بطون أو بعد الربعي وربا السبعي من أعمارهم ظهورا? بينا? تلل ف ميا
صاحبه ثريا صدق النجابة .ول ينبغي لمةٍ أن تتكل على أن يظهر فيها أمثال هؤلء ،لن xوجودهم من
ال̈صدف الت ل تMبنى عليها آمال ول أحلم.
والنتيجة أن xالستبد فردٌ عاجز ل حول له ول وقوة إل بالتمجدين ،والمة؛ أي أمة كانت،
ليس لا من يك˜ جلدها غي ظفرها ،ول يقودها إل العقلء بالتنوير والهداء والثبات ،حتى إذا ما
اكفهرxت ساء عقول بينها قيxض ال لا من جعهم الكبي أفرادا? كبار النفوس قادة أبرار يشتون لا
السعادة بشقائهم والياة بوتهم؛ حيث يكون ال جعل ف ذلك لذتهم ،ولثل تلك الشهادة الشريفة
خلقهم ،كما خلق رجال عهد الستبداد فساقا? ف}جارا? مهالكهم الشهوات والثالب .فسبحان الذي يتار
من يشاء لا يشاء ،وهو الل&ق العظيم.
38
الستبداد والد
من ال€ك¢م البالغة للمتأخرين قولم" :الستبداد أصلٌ لكل© داء" ،ومبنى ذلك أن xالباحث الدقق
ف أحوال البشر وطبائع الجتماع كشف أن xللستبداد أثرا? سيئا? ف كل© واد ،وقد سبق أن xالستبداد
يضغط على العقل فيفسده ،وإني الن أبث ف أنxه كيف يMغالب الستبداد الد فيفسده ،ويقيم مقامه
التم̈جد.
الد :هو إحراز الرء مقام حب Íواحتام ف القلوب ،وهو مطلب طبيعي شريف لكل© إنسان،
ب أو زاهد ،ول ينح̃ط عنه دني Åأو خامل .للمجد لذxة jروحية تقارب لذxة العبادة عند
ل يتف¿ع عنه ن Å
الفاني ف ال تعال ،وتعادل لذxة العلم عند الكماء ،وتربو على لذxة امتلك الرض مع قمرها عند
المراء ،وتزيد على لذxة مفاجأة الثراء عند الفقراء .ولذا؛ يزاحم الد ف النفوس منزلة الياة.
وقد أشك¢ل wعلى بعض الباحثي أي الرصي أقوى؟ حرص الياة أم حرص الد؟ والقيقة
الت عوxل عليها التأخ©رون وميxزوا بها تليط ابن خلدون هي التفضيل؛ وذلك أن xالد مفضxل على
الياة عند اللوك والق}وxاد وظيفة? ،وعند
ال̈نجباء والحرار حية? ،وحب¨ الياة
متاز على الد عند ال}سراء والذ©لء
طبيعة? ،وعند البناء والنساء ضرورة.
و عل ى ه ذ ه ال قا ع د ة ي ك و ن أئ م ة آ ل البي ت –
39
عليهم السلم -معذورين ف إلقاء أنفسهم ف تلك الهالك؛ لنxهم ل&ا كانوا نباء أحرارا? ،فحميتهم
جعلتهم يفض©لون الوت كراما? على حياة ذل Íمثل حياة ابن خلدون الذي خط&أ أماد البشر ف إقدامهم
على الطر إذا هدxد مدهم ،ذاهل? على أن xبعض أنواع اليوان ،ومنها البلبل ،وMج€دت فيها طبيعة
اختيار النتحار أحيانا? ت̃لصا? من قيود ال̈ذل© ،وأن xأكثر سباع الطي والوحوش إذا }أس€رwت كبية تأبى
الغذاء حتى توت ،وأن xال}رxة توت ول تأكل بع€رض€ها ،والاجدة توت ول تأكل بثدييها!
الد ل يMنال إل بنوع! من البذل ف
سبيل الماعة ،وبتعبي الشرقيي ف
سبيل ال أو سبيل الدين ،وبتعبي
الغربيي ف سبيل الدنية أو سبيل
ا لن ساني ة .وا ل و ل ت عا ل ا– ل ست ح ق
التعظيم لذاته -ما طالب عبيده بتمجيده إل وقرن الطلب بذكر نعمائه عليهم.
وهذا البذل إما بذل مال للنفع العام ويسمى مد الكرم؛ وهو أضعف الد ،أو بذل العلم
النافع الفيد للجماعة؛ ويسمى مد الفضيلة ،أو بذل النفس بالتع̈رض للمشاق والخطار ف سبيل نصرة
الق© وحفظ الن©ظام؛ ويMسمى مد النبالة ،وهذا أعلى الد؛ وهو الراد عند الطلق ،وهو الد الذي
تتوق إليه النفوس الكبية ،وت̈ن إليه أعناق النبلء .وكم له من عشاق تل̈ذ لم ف حبه الصاعب
والخاطرات ،وأكثرهم يكون من مواليد بيوت نادرة حتها ال̈صدف من عيون الظالي الذل&ي ،أو يكون
من نباء بيوت ما انقطعت فيها سلسلة الاهدين وما انقطعت عجائزها عن بكائهم .ومن أمثلة
الد قولم :خلق ال للمجد رجال? يستعذبون الوت ف سبيله ،ول سبيل إليه إل بعظيم المة
والقدام والثبات ،تلك الصال الثلث الت بها تقدxر قيم الرجال.
وهذا نيون الظال سأل أغربي الشاعر وهو تت النxطع :من أشقى الناس؟ فأجابه معر©ضا
به :من إذا ذكر الناس الستبداد كان مثال? له ف اليال .وكان ترايان العادل إذا قل¿د سيفا? لقائد يقول
له" :هذا سيف المة أرجو أن ل أتعدى القانون فيكون له نصيبٌ ف عنقي" .وخرج قيس من ملس
الوليد مغضبا? يقول" :أتريد أن تكون جبارا?؟ وال؛ إن xنعال الصعاليك لطول من سيفك! .وقيل لحد
الباة" :ما فائدة سعيك غي جلب الشقاء على نفسك؟" .فقال" :ما أحلى الشقاء ف سبيل تنغيص
الظالي!" .وقال آخر" :علي xأن أف بوظيفت وما علي xضمان القضاء" .وقيل لحد النبلء" :لاذا ل
تبن لك دارا?؟" فقال" :ما أصنع فيها وأنا القيم على ظهر الواد أو ف السجن أو ف القب" ،وهذه
ذات النطاقي )أساء بنت أبي بكر رضي ال عنها( وهي امرأة عجوز تود©ع ابنها بقولا" :إن كنت
على الق فاذهب وقاتل الجاج حتى توت" .وهذا مكماهون رئيس جهورية فرنسا استبد xف أمر
40
فدخل عليه صديقه غامبتا وهو يقول" :المر للمة ل إليك ،فاعتدل ،أو اعتزل ،وإل فأنت الخذول
الهان اليت!!
والاصل أن xالد هو الد Mمبxبٌ للنفوس ،ل تفتأ تسعى وراءه وترقى مراقيه ،وهو ميسxر
ف عهد العدل لكل© إنسان على حسب استعداده وهمxته ،وينحصر تصيله ف زمن الستبداد بقاومة
الظ&لم على حسب المكان.
يقابل الد ،من حيث مبتناه ،التم̈جد .وما هو التمجد؟ وماذا يكون التمجد؟ التم̈جد لفظ
هائل العنى ،ولذا أراني أتعثxر بالكلم وأتلعثم ف الطاب ،ول سيما من حيث أخشى مساس
إحساس بعض الطالعي .إن ل يكن من جهة أنفسهم فمن جهة أجدادهم الولي ،فأناشدهم الوجدان
والق الهان ،أن يتجرxدوا دقيقتي من النفس وهواها ،ثم xهم مثلي ومثل سائر الاني على النسانية
ل يعدمون تأويل .وإنن أعل¤ل النفس بقبولم تهوين هذا ،فأنطلق وأقول:
التمجد خاص بالدارات الستبدxة ،وهو القربى من الستبد© بالفعل كالعوان والعمال ،أو بالقوة
كاللق¿بي بنحو دوق وبارون ،والخاطبي بنحو رب© العزة ورب الصولة ،أو الوسومي بالنياشي ،أو
الطوxقي بالمائل ،وبتعريفٍ آخر ،التم̈جد هو أن ينال الرء جذوة نار من جهنم كبياء الستبد© ليحرق
بها شرف الساواة ف النسانية.
وبوصفٍ أجلى :هو أن يتقل&د الرجل سيفا? من ق€بwل البارين يبهن به على أنxه جلد ف دولة
الستبداد ،أو يعل¤ق على صدره وساما? مشعرا? با وراءه من الوجدان الستبيح للعدوان ،أو يتزين بسيور
مزركشة تنبئ بأنه صار منxثا? أقرب إل النساء منه إل الرجال ،وبعبارة أوضح وأخصر ،هو أن يصي
النسان مستبد?ا صغيا? ف كنف الستبد© العظم.
قلت :Mإن xالتم̈جد خاص Åبالدارات الستبدادية ،وذلك لن xالكومة الرة الت تث©ل عواطف
المة تأبى كل xالباء إخلل التساوي بي الفراد إل لفضل! حقيقي ،فل ترفع قدر أحد منها إل رفعا
صوريا? أثناء قيامه ف خدمتها؛ أي الدمة العمومية ،وذلك تشويقا? له على التفاني ف الدمة ،كما
أنxها ل تيز أحدا? منها بوسام أو تشر©فه بلقبٍ إل ما كان علميا? أو ذكرى لدمة مهمة وف¿قه ال إليها.
وبثل هذا يرفع ال} الناس بعضهم فوق بعض! درجات ف القلوب ل ف القوق.
وهذا لقب اللوردية مثل? عند النكليز هو من بقايا عهد الستبداد ،ومع ذلك ل يناله عندهم
غالبا? إل من يدم أمxته خدمة عظيمة ،ويكون من حيث أخلقه وثروته أهل? لن يدمها خدمات
مهمة غيها ،ومن القرر أن ل اعتبار للورد ف نظر المة إل إذا كان مؤسسا? أو وارثا? ،أو كانت المة
تقرأ ف جبهته سطرا? مررا? بقلم الوطنية وبداد الشهامة مضي Íبدمه يقسم فيه بشرفه أنه ضمي
بثروته وحياته ناموس المة؛ أي قانونها الساسي ،حفيظ على روحها؛ أي حريتها.
41
التم̈جد ل يكاد يوجد له أثر ف المم القدية إل ف دعوى اللوهية وما معناها من نفع الناس
بالنفاس ،أو ف دعوى النجابة بالنسب الت يهول بها الصلء نسل اللوك والمراء ،وإنا نشأ التمجد
باللقاب والشارات ف القرون الوسطى ،وراج سوقه ف القرون الخية ،ثم xقامت فتاة الرية تتغنى
بالساواة وتغسل أدرانه على حسب قوتها وطاقتها ،ول تبلغ غايتها إل الن ف غي أمريكا.
التمج©دون يريدون أن يدعوا العامة ،وما يدعون غي نسائهم اللتي يتفحفحن بي عجائز
الي بأنهم كبار العقول؛ كبار النفوس؛ أحرار ف شؤونهم ل يMزاح لم نقاب ،ول تMصفع منهم رقاب،
فيحوجهم هذا الظهر الكاذب لتح̈مل الساءات والهانات الت تقع عليهم من ق€بwل الستبد ،بل
توجهم للحرص على كتمها ،بل على إظهار عكسها ،بل على مقاومة من يدعي خلفها ،بل على
تغليط أفكار الناس ف حق© الستبد© وإبعادهم عن اعتقاد أن xمن شأنه الظلم.
وهكذا يكون التمجدين أعداء للعدل أنصارا? للجور ،ل دين ول وجدان ول شرف ول رحة،
وهذا ما يقصده الستب̈د من إيادهم والكثار منهم ليتمك¿ن بواسطتهم من أن يغر©ر المة على إضرار
نفسها تت اسم منفعتها ،فيسوقها مثل? لرب اقتضاها مض التج̈بر والعدوان على اليان،
فيوهمها أنxه يريد نصرة الدين ،أو يMسرف بالليي من أموال المة ف ملذاته وتأييد استبداده باسم حفظ
شرف المة وأبهة الملكة ،أو يستخدم المة ف التنكيل بأعداء ظلمه باسم أنهم أعداء لا ،أو يتصرxف
ف حقوق الملكة والمة كما يشاؤه هواه باسم أن xذلك من مقتضى الكمة والسياسة.
واللصة :أن xالستبد يتخذ التمجدين ساسرة لتغرير المة باسم خدمة الدين ،أو حب
الوطن ،أو توسيع الملكة ،أو تصيل منافع عامة ،أو مسؤولية الدولة ،أو الدفاع عن الستقلل،
والقيقة أن xكل هذه الدواعي الفخيمة العنوان ف الساع والذهان ما هي إل تييل وإيهام يقصد بها
رجال الكومة تهييج المة وتضليلها ،حتى إنxه ل يMستثنى منها الدفاع عن الستقلل؛ لنه ما الفرق
على أمةٍ مأسورة لزيد أن يأسرها عمرو؟ وما مثلها إل الدابة الت ل يرحها راكب مطمئن ،مالكا? كان
أو غاصبا.
الستب̈د ل يستغن عن أن يستمجد بعض أفراد من ضعاف القلوب الذين هم كبقر النة ل
ينطحون ول يرمون ،يتخذهم كأنوذج البائع الغشاش ،على أنه ل يستعملهم ف شيء من مهامه،
فيكونون لديه كمصحف ف خ&ارة أو سبحة ف يد زنديق ،وربا ل يستخدم أحيانا? بعضهم ف بعض
الشؤون تغليطا? لذهان العامة ف أنxه ل يعتمد استخدام الراذل والسافل فقط ،ولذا يMقال :دولة
الستبداد دولة بMلهٍ وأوغاد.
الستب̈د ير©ب أحيانا? ف الناصب والراتب بعض العقلء الذكياء أيضا? اغتارا? منه بأنه يقوى
على تليي طينتهم وتشكيلهم بالشكل الذي يريد ،فيكونوا له أعوانا? خبثاء ينفعونه بدهائهم ،ثم xهو بعد
42
التجربة إذا خاب ويئس من إفسادهم يتبادر إبعادهم أو ينك&ل بهم .ولذا ل يستقر عنه الستبد إل
الاهل العاجز الذي يعبده من دون ال ،أو البيث الائن الذي يرضيه ويغضب ال.
وهنا أنب©ه فكر الطالعي إل أن xهذه الفئة من العقلء المناء بالملة ،الذين يذوقون عسيلة
مد الكومة وينشطون لدمة ونيل مد النبالة ،ثم xيضرب على يدهم لرxد أن xبي أضلعهم قبسة
من اليان وف أعينهم بارقة من النسانية ،هي الفئة الت تتكهرب بعداوة الستبداد وينادي أفرادها
بالصلح .وهذا النقلب قد أعيا الستبدين؛ لنهم ل يستغنون عن التجربة ول يأمنون هذه الغبة .ومن
هنا نشأ اعتمادهم غالبا? على العريقي ف خدمة الستبداد ،الوارثي من آبائهم وأجدادهم الخلق
الرضية للمستبدين ،ومن هنا ابتدأت ف المم نغمة التمجد بالصالة والنساب ،والستبدون النكون
يطيلون أمد التجربة بالناصب الصغية فيستعملون قاعدة التق&ي مع التاخي ،ويسمون ذلك برعاية
قاعدة القدم ،ثم يتمون التجريب بإعطاء التمرن خدمة يكون فيها رئيسا? مطلقا? ولو ف قرية ،فإن أظهر
مهارة ف الستبداد ،وذلك ما يسمونه حكمة الكومة فبها نعمت ،وإل قالوا عنه :هذا حيوان ،يا
ضيعة المل فيه.
إن xللصالة مشاكلة قوية للمجد والتمجد فل ب xد أن نبحث فيها قليل? ،ثم xنعود لوضوع الستبد
وأعوانه التمجدين فأقول:
الصالة صفة قد يكون لا بعض الزايا من حيث الميال الت يرثها البناء من الباء ،ومن
حيث التبية الت تكون مستحكمة ف البيت ولو رياءً ،ومن حيث إن xالصالة تكون مقرونة غالبا? بشيء
من الثروة العينة على مظاهر الشهامة والرحة ،ومن حيث تقويتها العلقة بالمة والوطن خوف مذل&ة
الغتاب ،ومن حيث إن xأهلها يكونون منظورين دائما? فيتحاشون العائب والنقائص بعض التحاشي.
وبيوت الصالة تنقسم إل ثلثة أنواع:
بيوت علم وفضيلة ،وبيوت مال وكرم،
وبيوت ظلم وإمارة .وهذا الخي هو
ال ق س م ا لكث ر ع د د ا? وا ل ه م م و ق ع ا? ،و ه م –
كما سبقت الشارة إليه -مطمح نظر الستبد ف الستعانة وموضع ثقته ،وهم الند الذي تتمع تت
لوائه بسهولة ،وربا يكفيه أن• يضحك ف وجههم ضحكة .فلننظر ما هو نصيب أهل هذا القسم من تلك
الزايا الوروثة:
هل يرث البن عن جده الؤسس لده أميال¢ه ف العدالة ول توجد؟ أم يدب¨ ويشب¨ على غي
الترف الصغ©ر للعقول ،الميت للهمم؟ أم يتبى على غي الوقار الضحك للباطل ،السائد فيما بي العائلة
ف بيتهم؟ أم يستخدم الثروة ف غي اللذ السمية الدنيئة البهيمية وتلك البهة الطاووسية الباطلة؟ أم
43
يتمثxل بغي أقران السوء التملقي النافقي؟ أم ل يستحقر قومه لهلهم قدر ال̈نطفة اللعونة الت خMلق
منها جنابه؟ أم ل يبغض العلماء الذين ل يقد©رونه قدره حسبما هو قائم ف ميلة خيلئه؟ أم يرى
لنابه مقرا? يليق به غي مقعد التح̃كم ومستاح التآمر؟ أم يستحي من الناس؟ ومن هم الناس؟ وما
الناس عند حضرته غي أشباح عندها أرواح خMلقت لدمته!
وهذه حالة الكثرين من الصلء ،على
أننا ل نبخس حق xمن نال منهم حظا? من
العلم وأوتي الكمة وأراد ال به خيا
فأصابه بنصيب من القهر انفض به
شا م و خ أن ف ه ،فإ ن xه ؤ ل ء – و قلي ل ما ه م-
ينجبون نابة عظيمة ،فيصدق عليهم أنxهم قد ورثوه قوة القلب يستعملونها ف الي ل ف الشر،
واستفادوا من أنفة الكبياء كالسارة على العظماء ،وهكذا تتحول فيهم ميزة الشر© على فائض خي
وحwسwبٍ شامخ من نو الني إل الوطن وأهله ،والني لصابه ،والقدام على العظائم ف سبيل القوم،
وأمثال هؤلء النوابغ الMنجwباء إذا كثروا ف أمة يوشك أن يتق&ى منهم آحاد إل درجة الوارق فيقودوا
أمهم إل درجة النجاح والفلح ،ول غرو فإن xاجتماع نفوذ النسب وقوة السب يفعلن ول عجب شwبwه
فعل الستبد© العادل الذي ينشده الشرقيون ،وخصوصا? السلمون؛ وإن كان العقل ل يوز أن يتxصف
بالستبداد مع العدل غي ال وحده ،أل قاتل ال المة الساقطة الت قد تتسف&ل بالنسان إل عدم
إتعاب الفكر فيما يطلب هل هو مكن أم هو مال؟!
الصلء ،باعتبار أكثريتهم ،هم جرثومة البلء ف كل© قبيلة ومن كل© قبيل .لن xبن آدم داموا
إخوانا? متساوين إل أن• ميxزت ال̈صدفة بعض أفرادهم بكثرة النسل ،فنشأت منها القوات العصبية ،ونشأ
من تنازعها ت̈يز أفراد على أفراد ،وح€ف¡ظ} هذه اليزة أوجد الصلء .فالصلء ف عشية أو أمة إذا كانوا
متقاربي القوات استبدوا على باقي الناس وأسسوا حكومة أشراف ،ومتى وMجد بيت من الصلء يتميز
كثيا? ف القوة على باقي البيوت يستب̈د وحده ويؤسس الكومة الفردية القيدة إذا لباقي البيوت بقية
بأس ،أو الطلقة إذا ل يبق wأمامه من يتxقيه.
بناءً عليه ،إذا ل يوجد ف أمة أصلء بالكلية ،أو وجد ،ولكن؛ كان لسواد الناس صوت
غالب ،أقامت تلك لنفسها حكومة انتخابية ل وراثة فيها ابتداءً؛ ولكن ،ل يتوال بعض متولي إل
ويصي أنسالم أصلء يتناظرون ،ك̈ل فريق منهم يسعى لجتذاب طرف من المة استعداد?ا للمغالبة
وإعادة التاريخ الول.
44
ومن أكب مضار الصلء أنهم ينهمكون أثناء الغالبة على إظهار البxهة والعظمة ،ستهبون
أعي الناس ويسحرون عقولم ويتكبرون عليهم .ثم xإذا غلب غالبهم واستبد xبالمر ل يتكها الباقون
للفتهم لذتها ولضاهاة الستبد© ف نظر الناس .والستب̈د نفسه ل يملهم على تركها ،بل يد̈ر عليهم الال
ويعينهم عليها ،ويعطيهم اللقاب وال̈رتب وشيئا? من النفوذ والتس̃لط على الناس ليتلهوا بذلك عن مقاومة
استبداده ،ولجل أن يألفوها مديدا? ،فتفسد أخلقهم ،فينفر منهم الناس ،ول يبقى لم ملجأ غي
بابه ،فيصيون أعوانا? له بعد أن كانوا أضدادا.
ويستعمل الستب̈د أيضا? مع الصلء سياسة الشد والرخاء ،والنع والعطاء ،واللتفات والغضاء
كي ل يبطروا ،وسياسة إلقاء الفساد وإثارة الشحناء فيما بينهم كي ل يتفقوا عليه ،وتارة يعاقب عقابا
شديدا? باسم العدالة إرضاءً للعوام ،وأخرى يقرنهم بأفراد كانوا يقب©لون أذيالم استكبارا? فيجعلهم سادة
عليهم يفركون آذانهم استحقارا? ،يقصد بذلك كسر شوكتهم أمام إمام الناس وعصر أنوفهم أمام عظمتهم.
والاصل أن xالستبد يذلل الصلء بكل© وسيلة حتى يعلهم متامي بي رجليه كي يتxخذهم لاما
لتذليل الرعية ،ويستعمل عي هذه السياسة مع العلماء ورؤساء الديان الذين متى شم xمن أحدهم رائحة
الغرور بعقله أو علمه ينكل به أو يستبدله بالحق الاهل إيقاظا? له ولمثاله من كل© ظان Íمن أن إدارة
الظلم متاجة إل شيء من العقل أو القتدار فوق مشيئة الستبد .وبهذه السياسة ونوها يلو الو
فيعصف وينسف ويتصرxف ف الرعية كريش! يقلبه الصرصر ف جو Íمرق.
الستب̈د ف لظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الوروث على رأسه يرى نفسه كان إنسانا
فصار إلا .ثم يMرجع النظر فيى نفسه ف نفس المر أعجز من كل© عاجز وأنxه ما نال ما نال إل
بواسطة من حوله من العوان ،فيفع نظره إليهم فيسمع لسان حالم يقول له :ما العرش؟ وما التاج؟
وما الصولان؟ ما هذه إل أوهام ف أوهام .هل يعلك هذا الريش ف رأسك طاووسا? وأنت غراب؟ أم
تظن الحجار الباقة ف تاجك نوما? ورأسك ساء؟ أم تتوهم أن xزينة صدرك ومنكبيك أخرجتك عن
كونك قطعة طي! من هذه الرض؟ وال ما مك¿نك ف هذا القام وسل¿طك على رقاب النام إل شعوذتنا
وسحرنا وامتهاننا لديننا ووجداننا وخيانتنا لوطننا وإخواننا ،فانظر أيها الصغي الكبxر القي الوق&ر
كيف تعيش معنا!
ثم xيلتفت إل جاهي الرعية التفرجي ،منهم الطائشي الهللي السب©حي بمده ،ومنهم
السحورين البهوتي كأنهم أموات من حي ،ولكن؛ يتجل&ى ف فكره أن xخلل الساكتي بعض أفراد
عقلء أماد ياطبونه بالعيون؛ بأن xلنا معاشر المxة شؤونا? عمومية وك¿لناك ف قضائها على ما نريد
ونبغي ،ل على ما تريد فتبغي .فإن• وف¿يت حق xالوكالة حMق xلك الحتام ،وإن مرت م ¢كر•نا وحاقت بك
العاقبة ،أل إن xمكر ال عظيم.
45
لمwل¢ة السxدنة أسلمهم القياد وأردفهم
وعندئذٍ يرجع الستب̈د إل نفسه قائل? :العوان العوان ،ا ¢
بيش! من الوغاد أحارب بهم هؤلء العبيد العقلء ،وبغي هذا الزم ل يدوم لي مMل¡ك jكيفما أكون ،بل
أبقى أسي?ا للعدل معر©ضا? للمناقشة منغ©صا? ف نعيم اللك ،ومن العار أن يرضى بذلك من يكنه أن يكون
سلطانا? جبارا? متفر©دا? قهارا.
الكومة الستبدة تكون طبعا? مستبدة ف كل فروعها من الستبد العظم إل الشرطي ،إل
ف إل من أسفل أهل طبقته أخلقا? ،لن السافل ل
الفراش ،إل كنائس الشوارع ،ول يكون ك̈ل صن ٍ
يهمهم طبعا? الكرامة وحسن السمعة ،إنا غاية مسعاهم أن يبهنوا لخدوهم بأنهم على شاكلته ،وأنصار
لدولته ،وشرهون لكل السقطات من أي Íكان ولو بشرا? أم خنازير ،آبائهم أم أعدائهم ،وبهذا يأمنهم
الستب̈د ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه .وهذه الفئة الستخدمة يكثر عددها ويق̈ل حسب شدة الستبداد
وخف&ته ،فكلما كان الستب̈د حريصا? على العسف احتاج إل زيادة جيش التمجدين العاملي له
الافظي عليه ،واحتاج إل مزيد الدق&ة ف ات©خاذهم من أسفل الرمي الذين ل أثر عندهم لدي !ن أو
ذمة ،واحتاج لفظ النسبة بينهم ف الراتب بالطريقة العكوسة؛ وهي أن يكون أسفلهم طباعا? وخصال
أعلهم وظيفة? وقربا? ،ولذا ،ل ب xد أن يكون الوزير العظم للمستبد هو اللئيم العظم ف المة ،ثم من
دونه لؤما? ،وهكذا تكون مراتب الوزراء والعوان ف لؤمهم حسب مراتبهم ف التشريفات والقربى منه.
وربا يغ̈ت الطالع كما اغت xكثي من
الؤر©خي البسطاء بأن بعض وزراء
الستبد يتأوهون من الستبد ويتشك&ون من
أعماله ويهرون بلمه ،ويظهرون لو أنه
ساعدهم المكان لعملوا وفعلوا وافتدوا
ا ل م ة بأ م وا ل م ،ب ل و حياته م ،ف كي ف –
والالة هذه -يكون هؤلء لؤماء؟ بل كيف ذلك وقد وMج€د منهم الذين خاطروا بأنفسهم والذين أقدموا
فعل? على مقاومة الستبداد فنالوا الراد أو بعضه أو هلكوا دونه؟
فجواب ذلك أن الستبد xل يرج قط& عن أنه خائنٌ خائفٌ متاجٌ لعصابة تعينه وتميه ،فهو
ووزراؤه كزمرة لصوص :رئيس وأعوان .فهل يو©ز العقل أن يMنتخب رفاق من غي أهل الوفاق ،وهو هو
الذي ل يستوزر إل بعد تربة واختبار عمرا? طويل?؟!
هل يكن أن يكون الوزير متخل¤قا? بالي حقيقة ،وبالشxر© ظاهرا? فيخدع الستبد بأعماله ،ول
ياف من أنxه كما نصبه وأعزxه بكلمة يعزله ويذل&ه؟!
46
بناءً عليه ،فالستبد وهو من ل يهل أن xالناس أعداؤه لظلمه ،ل يأمن على بابه إل من يثق
به أنxه أظلم منه للناس ،وأبعد منه على أعدائه ،وأما تل̈وم بعض الوزراء على لوم الستبد فهو إن ل يكن
خداعا? للمة فهو حنقٌ على الستبد؛ لنه بس ذلك التلوم حقه ،فقدxم عليه من هو دونه ف خدمته
بتضحية دينه ووجدانه .وكذلك ل يكون الوزير أمينا? من صولة الستبد ف صحبته ما ل يسبق بينهما
وفاق وات©فاق على خية الشيطان؛ لن الوزير مسودٌ بالطبع ،يتوق&ع له الزاحون كل xشر ،ويبغضه
الناس ولو تبعا? لظالهم ،وهو هدفٌ ف كل© ساعةٍ للشكايات والوشايات .كيف يكون عند الوزير شيءٌ من
التق&وى أو الياء أو العدل أو الكمة أو الروءة أو الشفقة على المة ،وهو العال بأن xالمة تبغضه
وتقته وتتوق&ع له كل xسوء ،وتشمت بصائبه ،فل ترضى عنه ما ل يتفق معها على الستبد ،وما هو
بفاعل! ذلك أبدا? إل إذا يئس من إقباله عنده ،وإن يئس وفعل فل يقصد نفع المة قط& ،إنا يريد فتح
بابٍ لستجد Íجديد عساه يستوزره فيؤازره على وزره.
والنتيجة أن xوزير الستبد هو وزير الستبد ،ل وزير المة كما ف الكومات الدستورية .كذلك
القائد يمل سيف الستبد ليغمده ف الرقاب بأمر الستبد ل بأمر المة ،بل هو يستعيذ أن تكون المة
صاحبة أمر ،لا يعلم من نفسه أن xالمة ل تقل¤د القيادة لثله.
بناءً عليه؛ ل يغت¨ العقلء با يتشدxق به الوزراء والقواد من النكار على الستبداد والتفلسف
بالصلح وإن تلهxفوا وإن تأففوا ،ول ينخدعون لظاهر غيتهم وإن ناحوا وإن بكوا ،ول يثقون بهم ول
بوجدانهم مهما صل&وا وسبحوا ،لن xذلك كل&ه يناف سيهم وسيتهم ،ول دليل على أنهم أصبحوا
يالفون ما شبوا وشابوا عليه ،هم أقرب أن ل يقصدوا بتلك الظاهر غي إقلق الستبد© وتهديد سلطته
ليشاركهم ف استدرار دماء الرعية؛ أي أموالا .نعم ،كيف يوز تصديق الوزير والعامل الكبي الذي قد
ألف عمرا? كبيا? لذة البذخ وعزة البوت ف أنxه يرضى بالدخول تت حكم المة ،وياطر بعرض
سيفه عليها فتحل&ه أو تكسره تت أرجلها .أليس هو عضوا? ظاهر الفساد ف جسم تلك المة الت قتل
الستبداد فيها كل xالميال الشريفة العالية فأبعدها عن النس والنسانية ،حتى صار الفلح التعيس
منها يؤخذ للجندية وهو يبكي ،فل يكاد يلبس كم xالستة العسكرية إل ويتلبxس بشر© الخلق ،فيتنمر
على أمه وأبيه ،ويتمرد على أهل قريته وذويه ،ويك̃ظ أسنانه عطشا? للدماء ل ييز بي أخ! وعدو؟! إن
أكابر رجال عهد الستبداد ل أخلق لم ول ذمة ،فك̈ل ما يتظاهرون به أحيانا? من التذمر والتأل&م
يقصدون به غش xالمة السكينة الت يطمعهم ف انداعها وانقيادها لم علمهم بأن xالستبداد القائم بهم
والستعمر بهمxتهم قد أعمى أبصارها وبصائرها ،وخدxر أعصابها ،فجعلها كالصاب ببحران العمى ،فهي
ل ترى غي هول وظلم وشدة وآلم ،فتئ̈ن من البلء ول تدري ما هو تداويه ،ول من أين جاءها لتصدxه،
فتواسيها فئة من أولئك التعاظمي باسم الدين يقولون :يا بؤساء؛ هذا قضاءٌ من السماء ل مرد xله،
47
فالواجب تلق&يه بالصب والرضاء واللتجاء إل الدعاء ،فاربطوا ألسنتكم عن اللغو والفضول ،واربطوا
قلوبكم بأهل السكينة والمول ،وإياكم والتدبي فإن ال غيور ،وليكن و›ر•دMكم :اللهم انصر سلطاننا،
وآمنا ف أوطاننا ،واكشف عنا البلء ،أنت
حسبنا ونعم الوكيل .ويغرر المة آخرون
من التكبين بأنهم الطباء الرحاء
الهتمون بداواة الرض ،إنxما هم
ي ت ق¿ب و ن سن و ح ال ف ر ص ،وك ل ال ف ري ق ي –
وال -إما أدنياء جبناء ،أو هم خائنون مادعون ،يريدون التثبيط والتلبيد والمتنان على الظالي.
من دلئل أن أولئك الكابر مغر©رون مادعون يظهرون ما ل يMبطنون ،أنxهم ل يستصنعون إل
السافل الراذل من الناس ،ول ييلون لغي التملقي النافقي من أهل الدين ،كما هو شأن صاحبهم
الستبد الكب ،ومنها أنxه قد يوجد فيهم من ل يتنزxل لقليل الرشوة أو السرقة ،ولكن•؛ ليس فيهم
العفيف عن الكثي ،وكفى با يتمتعون من الثروات الطائلة الت ل منبت لا غي الستبيح الفاخر
بشاركة الستبد xف امتصاصه دم المة ،وذلك بأخذهم العطايا الكبية ،والرواتب الباهظة ،الت تعادل
أضعاف ما تسمح به الدارة العادلة لمثالم؛ لنها إدارة راشدة ل تدفع أجورا? زائدة .ومنها أنهم ل
يصرفون شيئا? ولو سرا? من هذا السحت الكثي ف سبيل مقاومة الستبداد الذي يزعمون أنهم أعداؤه،
إنا يصرف بعضهم منه شيئا? ف الصدقات الطفيفة وبناء العابد سعة? ورياءً ،وكأنهم يريدون أن يسرقوا
أيضا? قلوب الناس بعد سلب أموالم أو أنهم يرشون ال ،أل ساء ما يتوهمون .ومنها أن xأكثرهم
مسرفون مبذ©رون ،فل تكفي أحدهم الرواتب العتدلة الت يكن أن ينالا أجرة خدمة ل ثن ذمة.
ومنها أنه قد يكون أحدهم شحيحا? مقت©را? ف نفقاته؛ بيث ي̈ل ف شرف مقامه ،فل يصرف نصف أو
ربع راتبه مع أنxه يقبضه زائدا? على أجر مثله لجل حفظ شرف القام ،العائد لشرف المة ،وبهذا
ال̈شح يكون خائنا? ومهينا .والاصل أن xالكابر حريصون على أن يبقى الستبداد مطلقا? لتبقى أيديهم
مطلقة ف الموال.
هذا ول ينكر التاريخ أن الزمان أوجد نادرا? بعض وزراء وازروا الستبداد عمرا? طويل? ،ثم xندموا
على ما فرxطوا فتابوا وأنابوا ،ورجعوا نصف المة واستعدوا بأموالم وأنفسهم لنقاذها من داء
الستبداد .ولذا؛ ل يوز اليأس من وجود بعض أفراد من الوزراء والقواد عريقي ف الشهامة ،فيظهر
فيهم سر الوراثة ولو بعد بطون أو بعد الربعي وربا السبعي من أعمارهم ظهورا? بينا? تلل ف ميا
صاحبه ثريا صدق النجابة .ول ينبغي لمةٍ أن تتكل على أن يظهر فيها أمثال هؤلء ،لن xوجودهم من
ال̈صدف الت ل تMبنى عليها آمال ول أحلم.
48
والنتيجة أن xالستبد فردٌ عاجز ل حول له ول وقوة إل بالتمجدين ،والمة؛ أي أمة كانت،
ليس لا من يك˜ جلدها غي ظفرها ،ول يقودها إل العقلء بالتنوير والهداء والثبات ،حتى إذا ما
اكفهرxت ساء عقول بينها قيxض ال لا من جعهم الكبي أفرادا? كبار النفوس قادة أبرار يشتون لا
السعادة بشقائهم والياة بوتهم؛ حيث يكون ال جعل ف ذلك لذتهم ،ولثل تلك الشهادة الشريفة
خلقهم ،كما خلق رجال عهد الستبداد فساقا? ف}جارا? مهالكهم الشهوات والثالب .فسبحان الذي يتار
من يشاء لا يشاء ،وهو الل&ق العظيم.
الستبداد والال
الستبداد لو كان رجل? وأراد أن يتسب وينتسب لقال" :أنا الش̈ر ،وأبي الظلم ،وأمي
الساءة ،وأخي الغدر ،وأخت الس•ك¢نة ،وعمي ال̈ضر ،وخالي ال̈ذل ،وابن الفقر ،وبنت البطالة،
وعشيتي الهالة ،ووطن الراب ،أما دين وشرف فالال الال الال".
49
الال يص̈ح ف وصفه أن يMقال :القوة مال ،والوقت مال ،والعقل مال ،والعلم مال ،والد©ين مال،
والثبات مال ،والاه مال ،والمال مال ،والتتيب مال ،والقتصاد مال ،وال̈شهرة مال ،والاصل كل
ما يMنتwف¢ع به ف الياة هو مال.
وك̈ل ذلك يMباع ويMشتى؛ أي يستبدل بعضه ببعض ،وموازين العادلة هي :الاجة والعزة
والوقت والتعب ،ومافظة اليد والفضة والذهب والذمة ،وسوقه التمعات ،وشيخ السوق السلطان...
فانظر ف سوق يتحك&م فيه مستبدÅ؛ يأمر زيدا? بالبيع ،وينهى عمروا? عن الشراء ،ويغصب بكرا? ماله،
ويابي خالدا? من مال الناس.
الال تعتوره الحكام ،فمنه اللل ومنه الرام وهما بي©نان ،ول¢ن€ع•م wالاكم فيها الوجدان،
فاللل الطيب ما كان عوض أعيان ،أو أجرة أعمال ،أو بدل وقت ،أو مقابل ضمان .والال البيث
الرام هو ثن الشرف ،ثم xالغصوب ،ثم xالسروق ،ثم xالأخوذ إلاءً ثم xالتال فيه.
إن xالنظام الطبيعي ف كل© اليوانات حتى ف السمك والوام ،إل أنثى العنكبوت ،إن xالنوع
الواحد منها ل يأكل بعضه بعضا? ،والنسان يأكل النسان .ومن غريزة سائر اليوان أن يلتمس الرزق
من ال؛ أي من مورده الطبيعي ،وهذا النسان الظ&ال نفسه حريصٌ على اختطافه من يد أخيه ،بل من
فيه ،بل كم أكل النسان النسان!
الستبداد والنسان:
عاش النسان دهرا? طويل? يتلذذ بلحم النسان ويتلمxظ بدمائه ،إل أن تك¿ن الكماء ف الصي،
ثم xالند من إبطال أكل اللحم كليا? ،سد?xا للباب ،كما هو دأبهم إل الن .ثم xجاءت الشرائع الدينية
الول ف غربي آسيا بتخصيص ما يؤكل من النسان بأسي الرب ،ثم xبالقربان يMنذwر للمعبود ،ويMذبwح
على يد الكهان .ثم xأ}بط€ل أكل Mلم القربان ،وجMع€ل طعمة للنيان ،وهكذا تدرxج النسان إل نسيان لذxة
لم إخوانه ،وما كان لينسى عبادة إهراق الد©ماء لول إبراهيم شيخ النبياء استبدل قربان البشر
باليوان ،واتxبعه موسى عليهما السلم ،وبه جاء السلم .وهكذا بطل هذا العدوان بهذا الشكل إل ف
أواسط أفريقيا عند )النامنام(.
الستبداد الشؤوم ل يرض wأن يقتل النسان النسان ذبا? ليأكل لمه أكل? كما كان يفعل
المج الولون ،بل تفنxن ف الظلم ،فالستبدون يأسرون جاعتهم ،ويذبونهم فصدا? ببضع الظلم،
ويتصون دماء حياتهم بغصب أموالم ،ويقصرون أعمارهم باستخدامهم سخرة ف أعمالم ،أو بغصب
ثرات أتعابهم .وهكذا ل فرق بي الولي والخرين ف نهب العمار وإزهاق الرواح إل ف الشكل.
50
ث قوي¨ العلقة بال̃ظلم القائم ف فطرة النسان ،ولذا؛ رأيت أن
إن xبث الستبداد والال ب ٌ
ل بأس ف الستطراد لقد©مات تتعل¿ق نتائجها بالستبداد السياسي ،فمن ذلك:
إن xالبشر القدxر مموعهم بألف وخسمائة مليون نصفهم ك¢ل Åعلى النصف الخر ،ويشك¤ل
أكثرية هذا النصف الك¢ل نساء الدن .ومن النساء؟ النساء هن xالنوع الذي عرف مقامه ف الطبيعة بأنxه هو
الافظ لبقاء النس ،وأنxه يكفي لللف منه ملقح واحد ،وإن xباقي الذكور حظهم أن يMساقوا للمخاطر
والشاق ،أو هم يستحق&ون ما يستح̃قه ذكر النحل ،وبهذا النظر اقتسمت النساء مع الذكور أعمال الياة
قسمة? ضيزى ،وتك¿م•ن بسن© قانون! عام؛ به جعلن نصيبهن xهي©ن الشغال بدعوى الضعف ،وجعلن
نوعهن xمطلوبا? عزيزا? بإيهام العف&ة ،وجعلن الشجاعة والكرم سيئتي فيهن xممدتي ف الرجال ،وجعلن
نوعهن xيMهي ول يMهان ،ويظلم أو يMظل¢م فيMعان؛ وعلى هذا القانون يرب©ي البنات والبني ،ويتلعب
بعقول الر©جال كما يشأن حتى أنهن جعلن الذكور يتوهمون أنxهن أجل منهم صورة .والاصل أنxه قد
أصاب من سxاهن xبالنصف الضر! ومن الشاهد أن xضرر النساء بالرجال يتق&ى مع الضارة والدنية
على نسبة التxرقي الضاعف .فالبدوية تشارك الرجل مناصفة? ف العمال والثمرات ،فتعيش كما يعيش،
والضرية تسلب الرجل لجل معيشتها وزينتها اثني من ثلث .وتMعينه ف أعمال البيت .والدنية
تسلب ثلثة من أربعة ،وتو̈د أن ل ترج من الفراش ،وهكذا تتق¿ى بنات العواصم ف أسر الر©جال .وما
أصدق بالدنية الاضرة ف أوروبا؛ أن تسمى الدنية النسائية ،لن xالر©جال فيها صاروا أنعاما? للن©ساء.
ثم xإن xالر©جال تقاسوا مشاق xالياة
قسمة? ظالة? أيضا? ،فإن xأهل السياسة
وا ل ديا ن و م ن يلت ح ق به م – و ع د د ه م ل يبل غ
ف ا لائ ة – يت مت ع و ن بن ص ف ما ا ل م سة
يتجمxد ف دم البشر أو زيادة ،يMنفقون ذلك ف الرxفه والسراف ،مثال ذلك :أنxهم يزي©نون الشوارع
بليي من الصابيح لرورهم فيها أحيانا? متاوحي بي اللهي والواخي ول يفك¤رون ف مليي من
الفقراء يعيشون ف بيوتهم ف ظلم.
ثم xأهل الصنائع النفيسة والكمالية،
والتجار الشxرهون التكرون وأمثال هذه
ف ا لائ ة- وي ق د xر و ن ك ذل ك ب م س ة
يعيش أحدهم بثل ما يعيش به العشرات أو الئات أو اللوف من ال̈صناع وال̈زراع .وجرثومة هذه القسمة
التفاوتة التباعدة الظ&الة هي الستبداد ل غيه .وهناك أصناف من الناس ل يعملون إل قليل? ،إنا
51
يعيشون باليلة كالسماسرة والشعوذين باسم الدب أو الدين ،وهؤلء يMقدxرون بمسة عشر ف الائة ،أو
يزيدون على أولئك.
نعم؛ ل يقتضي أن يتساوى العال الذي صرف زهوة حياته ف تصيل العلم النافع أو الصنعة
الفيدة بذاك الاهل النائم ف ظل© الائط ،ول ذاك التاجر التهد الخاطر بالكسول الامل ،ولكن
العدالة تقتضي غي ذلك التفاوت ،بل تقتضي النسانية أن يأخذ الراقي بيد السافل ،فيقر©به من
منزلته ،ويقاربه من منزلته ،ويMقاربه ف معيشته ،ويعينه على الستقلل ف حياته.
ل! ل! ل يطلب الفقي معاونة الغن ،إنا يرجوه أن ل يظلمه ،ول يلتمس منه الرحة ،إنا
يلتمس العدالة ،ل يؤم©ل منه النصاف ،إنا يسأله أن ل يMميته ف ميدان مزاحة الياة.
جل& ت ح ك مت ه -سل طا ن ل–
النسان على الكوان ،فطغى ،وبغى ،ونسي ربxه وعبد الال والمال ،وجعلهما منيته ومبتغاه ،كأنxه
خMلق خادما? لبطنه وعضوه فقط ،ل شأن له غي الغذاء والتحاك .وبالنظر إل أن xالال هو الوسيلة الوصلة
للجمال كاد ينحصر أكب هم Íللنسان ف جع الال ،ولذا يMكنxى عنه بعبود المم وبسر© الوجود ،وروى
كريسكوا الؤر©خ الروسي :إن xكاترينا شكت كسل رعيتها ،فأرشدها شيطانMها إل حل الن©ساء على
اللعة ،ففعلت وأحدثت كسوة الراقص ،فهب xالشبان للعمل وكسب الال لصرفه على ربات المال،
وف ظرف خس سني؛ تضاعف دخل خزينتها ،فاتxسع لا مال السراف .وهكذا الستبدون ل
تهمهم الخلق ،إنxما يهمهم الال.
الال عند القتصاديي :ما ينتفع به النسان ،وعند القوقيي :ما يري فيه النع والبذل؛
وعند السياسيي :ما تMستعاض به القوة؛ وعند الخلقيي :ما تMحفظ به الياة الشريفة .الال يستمد
من الفيض الذي أودعه ال تعال ف الطبيعة ونواميسها ،ول يلك؛ أي ل يتخصص بإنسان ،إل بعمل
فيه أو ف مقابله.
والقصود من الال هو أحد اثني ل ثالث لما وهما :تصيل لذة أو دفع أل ،وفيهما تنحصر
ك̈ل مقاصد النسان ،وعليهما مبنى أحكام الشرائع كلها ،والاكم العتدل ف طيب الال وخبيثه؛ هو
الوجدان الذي خلقه ال صبغة? للنفس ،وعبxر عنه القرآن بإلامها فجورها وتقواها ،فالوجدان خيxر بي
الال اللل والال الرام.
ثم xإن xأعمال البشر ف تصيل الال ترجع إل ثلثة أصول -1 :ا ست ح ضا ر ه
الواد الصلية -2 .تهيئت ه ا ل وا د ل لنت-3فات وع.زي عها عل ى النا س.
وهي الصول الت تسمى بالزراعة والصناعة والتجارة ،وك̈ل وسيلة خارجة عن هذه الصول وفروعها
الولية ،فهي وسائل ظالة ل خي فيها.
52
التم̈ول؛ أي اد©خار الال ،طبيعة ف بعض أنواع اليوانات الدنيئة كالنمل والنحل ،ول أثر له
ف اليوانات الرتقية غي النسان .النسان تطبxع على التم̈ول لدواعي الاجة الق¿قة أو الوهومة ،ول
ت̃قق للحاجة إل عند سكان الراضي الضيقة الثمرات على أهلها ،أو الراضي العرxضة للقحط ف بعض
السني ،ويلتحق بالاجة الق¿قة حاجة العاجزين جسما? عن الرتزاق ف البلد البتلة بور الطبيعة
أو جور الستبداد ،وربا يلتحق بها أيضا? الصرف على الضطرين وعلى الصارف العمومية ف البلد
الت ينقصها النتظام العام.
والراد بالنتظام العام ،معيشة الشتاك العمومي الت أسسها النيل بتخصيصه عشر الموال
للمساكي ،ولكن؛ ل يكد يرج ذلك من
القوة إل الفعل ،ثم xأحدث السلم سMنxة
الشتاك على أت© نظام ،ولكن؛ ل تدم
أيضا? أكثر من قرن! واحد كان فيه
السلمون ل يدون من يدفعون لم
ال ص د قا ت وال ك ف&ا را ت ،و ذل ك أ ن xا ل س ل مي ة –
كما سبق بيانه -أسست حكومة أرستقراطية البنى ،ديقراطية الدارة ،فوضعت للبشر قانونا? مؤسسا
على قاعدة :إن xالال هو قيمة العمال ،ول يتمع ف يد الغنياء إل بأنواع من الغwل¢بة والداع.
فالعدالة الطلقة تقتضي أن يؤخذ قسمٌ من مال ويMرد على الفقراء؛ بيث يصل التعديل ول
يوت النشاط للعمل .وهذه القاعدة يتمنى ما هو من نوعها أغلب العال التمدن الفرني ،وتسعى
وراءها الن جعيات منهم منتظمة مكوxنة من مليي كثية .وهذه المعيات تقصد حصول التساوي أو
التقارب ف القوق العاشية بي البشر ،وتسعى ضد xالستبداد الالي ،فتطلب أن• تكون الراضي
والملك الثابتة وآلت العامل الصناعية الكبية مشتكة الشيوع بي عامة المة ،وأن xالعمال والثمرات
تكون موزعة بوجوهٍ متقاربة بي الميع ،وأن xالكومة تضع قواني لكافة الشؤون حتى الزئيات،
وتقوم بتنفيذها.
وهذه الصول مع بعض التعديل قررتها السلمية دينا? ،وذلك أنها قررت:
أول? -أنواع العشور والزكاة وتقسيمها على أنواع الصارف العامة وأنواع التاجي حتى
الديني .ول يفى على الدققي أن xجزءا? من أربعي من رؤوس الموال يقارب نصف الرباح العتدلة
باعتبار أنها خسة بالائة سنويا? ،وبهذا النظر يكون الغنياء مضاربي للجماعة مناصفة .وهكذا يلحق
فقراء المة بأغنيائها ،وينع تراكم الثروات الفرطة الول¤دة للستبداد ،والضرxة بأخلق الفراد.
53
ثانيا? -قررت أحكامٌ مكمة تنع مذور التواكل ف الرتزاق ،وتMلز›م كل xفرد من المة متى
اشتد xساعده ،أو ملك قوت يومه ،أو النxصاب على الكثر؛ أن يسعى لرزقه بنفسه ،أو يوت الفرد
جوعا?؛ إذا ل تكن حكومته مستبدة تضرب على يده وسعيه ونشاطه بدافع استبدادها ،وقد قيل :يبدأ
النقياد للعمل عند نهاية الوف من الكومة ونهاية الت©كال على الغي.
ثالثا? -قررت السلمية ترك الراضي الزراعية ملكا? لعامة المة ،يستنبتها ويستمتع بياتها
العاملون فيها بأنفسهم فقط ،وليس عليهم غي العشر أو الراج الذي ل يوز أن يتجاوز المس لبيت
الال.
رابعا? -جاءت السلمية بقواعد شرعية كلية تصلح للحاطة بأحكام كافة الشؤون حتى
الزئية الشخصية ،وأناطت تنفيذها بالكومة ،كما تطلبه أغلب جعيات الشتاكيي .على أن xهذا
النظام الذي جاء به السلم ،صعب الجراء جدا? ،لنxه منوط بسيطرة الكل ورضاء النفوس ،ولن
القانون الكثي الفروع يتعذxر حفظه بسيطا? ،ويكون معرxضا? للتأويل حسب الغراض ،وللختلف ف
تطبيقه حسب الهواء ،كما وقع فعل? ف السلمي ،فلم يكنهم إجراء شريعتهم ببساطة وأمان إل عهدا
قليل? ،ثم xتشعxبت معهم المور بطبيعة ات©ساع اللك واختلف طبائع المم ،وف¢ق¢د wالرجال الذين يكنهم
أن يسوقوا مئات مليي من أجناس الناس :البيض والصفر ،والضري والبدوي ،بعصا واحدة قرونا
عديدة.
ول غ¢ر•و wإذا كانت العيشة الشتاكية من أبدع ما يتصوxره العقل ،ولكن؛ مع السف ل يبلغ
البشر بعد التق&ي ما يكفي لتوسيعهم نظام التعاون والتضامن ف العيشة العائلية إل إدارة المم الكبية.
وكم جرxبت المم ذلك فلم تنجح فيها إل المم الصغية مدة قليلة .والسبب كما تقدxم هو مرد صعوبة
التحليل والتكيب بي الصوال والصال الكثية الختلفة .والتأم©ل ف عدم انتظام حالة العائلت
الكبية ،يقنع حال? بأن xالتكافل والتضامن غي ميسورين ف المم الكبية؛ ولذا يكون خي ح Íل مقدور
للمسألة الجتماعية هو ما يأتي:
يكون النسان حرا? مستقل Óف شؤونه ،كأنه خMل€ق وحده. -1
تكون العائلة مستقلة ،كأنها أمة وحدها. -2
تكون القرية أو الدينة مستقلة كأنها قارة واحدة ل علقة لا بغيها. -3
تكون القبائل ف الشعب أو القاليم ف الملكة كأنها أفلك؛ كل Åمنها مستقل Åف ذاته ،ل -4
يربطها بركز نظامها الجتماعي؛ وهو النس أو الدين أو اللك غي مض التجاذب
الانع من الوقوع ف نظام آخر ل يلئم طبائع حياتها.
54
ثم xإن xالتم̈ول لجل الاجات السالفة الذ©كر وبقدرها فقط ممودة بثلثة شروط ،وإل& كان
التمول من أقبح الصال:
الشرط الول :أن يكون الال بوجه مشروع حلل؛ أي بإحرازه من بذل الطبيعة ،أو
بالعاوضة ،أي ف مقابل عمل ،أو ف مقابل ضمان على ما تقوم بتفصيله الشرائع الدنية.
والشرط الثاني :أن ل يكون ف التمول تضييق على حاجيات الغي كاحتكار الضروريات ،أو
مزاحة الصناع والعمال الضعفاء ،أو التغ̃لب على الباحات؛ مثل امتلك الراضي الت جعلها خالقها
مرحا? لكافة ملوقاته ،وهي أمهم
ترضعهم لب جهازاتها ،وتغذيهم بثمراتها،
وتأويهم ف حضن أجزائها ،فجاء
الستبدون الظالون الولون ووضعوا
أصول? لمايتها من أبنائها وحالوا بينهما.
-ق د حا ها أل ف م ستبد مث ل?
مالي من النكليز ،ليتمتعوا بثلثي أو ثلثة أرباع ثرات أتعاب عشرة مليي من البشر الذين خMل€قوا من
تربة إيرلندة .وهذه مصر وغيها تقرب من ذلك حال? وستفوقها مال? ،وكم من البشر ف أوربا التمدنة،
وخصوصا? ف لندرة وباريس ،ل يد أحدهم أرضا? ينام عليها متمددا? ،بل ينامون ف الطبقة السفلى من
البيوت؛ حيث ل ينام البقر ،وهم قاعدون صفوفا? يعتمدون بصدورهم على حبال! من مسد منصوبة أفقية
يتلوون عليها ينة? ويسرة.
وحكومة الصي الختل&ة النظام ف نظر التمدني ،ل تيز قوانينها أن يتلك الشخص الواحد
أكثر من مقدار معي من الرض ل يتجاوز
العشرين كيلومتا? مربعا?؛ أي نو خسة
أفدن مصرية أو ثلثة عشر دونا? عثمانيا.
وروسيا الستبدة القاسية ف عMرف أكثر
-ل و ليتها الب ول وني ة أ خ ي ا?
الغربية قانونا? أشبه بقانون الصي ،وزادت عليه أنxها منعت ساع دعوى دين! مسجل على فلح ،ول
تأذن لفلح! أن يستدين أكثر من نو خسمائة فرنك .وحكومات الشرق إذا ل تستدرك المر فتضع
قانونا? من قبيل قانون روسيا ،تصبح الراضي الزراعية بعد خسي عاما? أو قرن على الكثر كإيرلندة
النكليزية السكينة ،الت وجدت لا ف مدى ثلثة قرون شخصا? واحدا? حاول أن يرحها فلم يMفلح؛
وأعن به غلدستون ،على أن xالشرق ربا ل يد ف ثلثي قرنا? من يلتمس له الرxحة.
55
والشرط الثالث لواز التمول ،هو :أل يتجاوز الال قدر الاجة بكثي ،لن إفراط الثروة
مهلكة للخلق الميدة ف النسان ،وهذا معنى الية :كل إن xالنسان ليطغى*أن رآه استغنى،
والشرائع السماوية ك̃لها ،وكذلك الكمة الخلقية والعمرانية حرxمت الربا؛ صيانة? لخلق الرابي من
الفساد ،لن xالربا :هو كسب بدون مقابل مادي؛ ففيه معنى الغصب ،وبدون عمل؛ لن xالرابي يكسب
وهو نائم؛ ففيه ال}لفة على البطالة ،ومن دون تع̈رض لسائر طبيعية كالتجارة والزراعة والملك؛ ففيه
النماء الطلق الؤدي لنصار الثروات .ومن القواعد القتصادية التxفق عليها أن• ليس من كسب ل عار
ول احتكار فيه أربح من الربا مهما كان معتدل? ،وأن xبالربا تربو الثروات فيخت̈ل التساوي أو التقارب
بي الناس.
وقد نظر الال&يون وبعض القتصاديي من أنصار الستبداد ف أمر الر©با ،فقالوا :إن xالعتدل منه
نافع ،بل ل ب xد منه .أول? :لجل قيام العاملت الكبية ،وثانيا? :لجل أن xالنقود الوجودة ل تكفي
للتداول ،فكيف إذا أمسك الكتنزون قسما? منها أيضا?؟! وثالثا? :لجل أن xكثيين من التمولي ل يعرفون
طرائق الستباح أو ل يقدرون عليها ،كما أن xكثي?ا من العارفي بها ل يدون رؤوس أموال ول شركاء
عنان .فهذا النظر صحيح من وجه إناء ثروات بعض الفراد .أما السياسيون الشتاكيو البادئ
والخلقيون ،فينظرون إل أن xضرر الثروات الفرادية ف جهور المم أكب من نفعها .لنها تك¤ن
الستبداد الداخلي ،فتجعل الناس صنفي :عبيدا? وأسيادا? ،وتقوي الستبداد الارجي ،فتسه©ل للمم
الت تغنى بغناء أفرادها التعدي على حرية استقلل المم الضعيفة .وهذه مقاصد فاسدة ف نظر الكمة
والعدالة؛ ولذلك يقتضي تريم الر©با تريا? مغل¿ظا.
ف كثيا? عند أهالي الكومات العادلة النتظمة ما ل
ح€ر•ص التم̈ول ،وهو الطمع القبيح ،ي ¨
يكن فساد الخلق منغلبا? على الهالي ،كأكثر المم التمد©نة ف عهدنا؛ لن xفساد الخلق يزيد ف اليل
إل التم̈ول ف نسبة الاجة السرافية ،ولكن xتصيل الثروة الطائلة ف عهد الكومة العادلة عسي
جدا? ،وقد ل يتأتى إل من طريق الراباة مع المم النحط&ة ،أو التجارة الكبية الت فيها نوع احتكار،
أو الستعمار ف البلد البعيدة مع الخاطرات ،على أن xهذه الصعوبة تكون مقرونة بلذة عظيمة من نوع
لذة من يأكل ما طبخ ،أو يسكن ما بنى.
وح€ر•ص التمول القبيح يشت̈د ف رؤوس الناس ف عهد الكومات الستبد©ة؛ حيث يسهل فيها
تصيل الثروة بالسرقة من بيت الال ،وبالتعدي على القوق العامة ،وبغصب ما ف أيدي الضعفاء،
ورأس مال ذلك هو أن• يتك النسان الد©ين والوجدان والياء جانبا? وينحط¿ ف أخلقه إل ملئمة الستبد
العظم ،أو أحد أعوانه وعماله ،ويكفيه وسيلة? أن يتصل بباب أحدهم ويتقرxب من أعتابه ،ويظهر له
أنxه ف الخلق من أمثاله وعلى شاكلته ،ويبهن له ذلك بأشياء من التم̃لق وشهادة الزور ،وخدمة
56
الشهوات ،والتجسس ،والدللة على السلب ونو ذلك .ثم xقد يطلع هذا النتسب على بعض الفايا
والسرار الت ياف رجال الستبداد من ظهورها خوفا? حقيقيا? أو وهميا? ،فيكسب النتسب رسوخ القدم
ويصي هو بابا? لغيه ،وهكذا يصل على الثروة الطائلة إذا ساعدته الظروف على الثبات طويل .وهذا
أعظم أبواب الثروة ف الشرق والغرب ،ويليه الت©جار بالدين ،ثم xاللهي ،ثم xالربا الفاحش ،وهي بئس
الكاسب وبئس ما تؤث©ر ف إفساد أخلق المم.
وقد ذكر الدققون أن xثروة بعض الفراد ف الكومات العادلة أضر كثيا? منها ف الكومات
الستبدxة؛ لن xالغنياء ف الول يصرفون قوتهم الالية ف إفساد أخلق الناس وإخلل الساواة وإياد
الستبداد ،أما الغنياء ف الكومات الستبدة فيصرفون ثروتهم ف البxهة والتعاظم إرهابا? للناس،
وتعويضا? للسفالة النصبة عليهم بالتغالي الباطل ،ويسرفون الموال ف الفسق والفجور.
بناءً عليه؛ ثروة هؤلء يتعجلها الزوال؛
حيث يغصبها القوى منهم من الضعف،
وقد يسلبها الستب̈د العظم ف لظة
وب كل م ة .وت ز و ل أي ض ا? –وا ل م د ل – قب ل أ ن
يتعل&م أصحابها أو ورثتهم كيف تMحفظ الثروات ،وكيف تنمو ،وكيف يستعبدون بها الناس استعبادا
أصوليا? مستحكما? ،كما هو الال ف أوربا التمدنة الهدxدة بشروط الفوضويي بسبب اليأس من مقاومة
الستبداد الالي فيها.
ومن طبائع الستبداد أنxه ل يظهر فيه أثر Mفقر المة ظهورا? بيانا? إل فجأة? ق}رwيب قضاء
الستبداد نبه .وأسباب ذلك أن xالناس يقتصدون ف النسل ،وتكثر وفياتهم ،ويكثر تغربهم ،ويبيعون
أملكهم من الجانب ،فتتقل&ص الثروة ،وتكثر النقود بي اليدي .وبئست من ثروة ونقود تشبه نشوة
الذبوح.
ولنرجع إل بث طبيعة الستبداد ف مطلق الال فأقول :إن xالستبداد يعل الال ف أيدي
الناس عرضة? لسلب الستبد وأعوانه وعماله غصبا? ،أو بجةٍ باطلة ،وعرضة? أيضا? لسلب العتدين من
اللصوص والتالي الراتعي ف ظل© أمان الدارة الستبدادية .وحيث الال ل يMحصwل إل بالشق&ة ،فل
تتار النفوس القدام على التاعب مع عدم الن© على النتفاع بالثمرة.
ح€ف¡ظ} الال ف عهد الدارة الستبدة أصعب من كسبه؛ لن xظهور أثره على صاحبه ملبة لنواع
البلء عليه ،ولذلك يMضطر الناس زمن الستبداد لخفاء نعمة ال والتظاهر بالفقر والفاقة ،ولذا ورد ف
أمثال ال}سراء أن xحفظ درهم من الذهب يتاج إل قنطار من العقل ،وأن xالعاقل من يفي ذهبه وذهابه
ومذهبه ،وأن xأسعد الناس الصعلوك الذي ل يعرف الك&ام ول يعرفونه.
57
ومن طبائع الستبداد ،أن xالغنياء أعداؤه فكرا? وأوتاده عمل? ،فهم ربائط الستبد© ،يذ̃لهم
فيئنون ،ويستدرهم فيحنون ،ولذا يرسخ الذ̈ل ف المم الت يكثر أغنياؤها .أما الفقراء فيخافهم الستبد
خوف النعجة من الذئاب ،ويتحبب إليهم ببعض العمال الت ظاهرها الرأفة ،يقصد بذلك أن يغصب
أيضا? قلوبهم الت ل يلكون غيها .والفقراء كذلك يافونه خوف دناءةٍ ونذالة ،خوف البغاث من
العقاب ،فهم ل يسرون على الفتكار فضل? عن النكار ،كأنهم يتوهxمون أن xداخل رؤوسهم جواسيس
عليهم .وقد يبلغ فساد الخلق ف الفقراء أن يسرهم فعل? رضاء الستبد© عنهم بأي© وجهٍ كان رضاؤه.
وقد خالف الخلقيون التأخ©رون أسلفهم ف قولم ،ليس الفقراء بعيب ،فقالوا :الفقر أبو
العائب؛ لنه مفتقرٌ للغي ،والغناء استغناءٌ عن الناس ،ثم xقالوا :الفقر يذهب بعزة النفس ،ويفضي إل
خلع الياء ،وقالوا :إن xلسن اللباس والمتعة والتنعم ف العيشة تأثيا? مهما? على نفوس البشر،
خلفا? لن يقول :ليس الرء بطيلسانه ،وحديث )اخشوشنوا ،فإن النعم ل تدوم( هو لنه يمل على
التعود جسما? على الشاق ف الروب والسفار وعند الاجة .فقالوا :إن xرغد العيش ونعيمه لن أعظم
الاجات ،به تعلو المم ،ولجله تMقتwحم العظائم.
يMقال ف مدح الال :إن xما ي̈ل الشكلت الزمان والال .القوة كانت للعصبية ،ثم xصارت
للعلم ،ثم xصارت للمال .العلم والال يMطيلن عمر النسان؛ حيث يعلن شيخوخته كشبابه .ل يMصان
الشرف إل بالدم ،ول يتأتى الع̈ز إل بالال .وقد مضى مد الرجال وجاء مد الال .وورد ف الثر :إن
ي من اليد السفلى .وأن xالغن الشاكر أفضل من الفقي الصابر .ول يكن قديا? أهمية للثروة
اليد العليا خ ٌ
العمومية ،أما الن وقد صارت الاربات مض مغالبة وعلم ومال ،فأصبح للثروة العمومية أهمية
عظمى لجل حفظ الستقلل ،على أن xالمم الأسورة ل نصيب لا من الثروة العمومية ،بل منزلتها ف
التمع النساني كأنعام تتناقلها اليدي ،ول تعارض هذه القاعدة ثروة اليهود؛ لنها ثروة غي
مزاحي عليها ،لنها فيما يقوله أعداؤه فيها :ثروة رأسالا الناموس ،ومصرفها اللهي والقامرة
والربا والغش والضاربات ،ول يلو هذا القول من التحامل عليهم حسدا? من يقدمون إقدامهم ول
ينالون منالم.
هذا وللمال الكثي آفات على الياة الشريفة ترتعد منها فرائص أهل الفضيلة والكمال ،الذين
يفضلون الكفاف من الر©زق مع حفظ الرية والشرف على امتلك دواعي التف والسرف ،وينظرون إل
الال الزائد عن الاجة الكمالية أنه بلء ف بلء ف بلء؛ أي أنه بلءٌ من حيث الفتكار بإنائه ،وأما
الكتفي فيعيش مطمئنا? مستيا? أمينا? بعض المن على دينه وشرفه وأخلقه.
قرر الخلقيون أن xالنسان ل يكون حر?ا تاما? ما ل تكن له صنعة مستقل Åفيها؛ أي غي
مرؤوس لحد ،لن حريته الشخصية تكون تابعة لرتباطه بالرؤساء .وعليه تكون أقبح الوظائف هي
58
وظائف الكومة .وقالوا :إن xللصنعة تأثي?ا ف الخلق والميال ،وهي من أصدق ما يMستwد̈ل به على
أحوال الفراد والقوام .فالوظفون ف الكومة مثل? يفقدون الشفقة والعواطف العالية تبعا? لصنعتهم الت
من مقتضاها عدم الشعور بتبعة أعمالم ،وقال الكماء :إن xالعاجز يمع الال بالتقتي ،والكريم
يمعه بالكسب ،وقالوا :إن xأقل كسب يرضى به العاقل ما يكفي معاشه باقتصاد ،وقالوا :خي الال
ما يكفي صاحبه ذل القلة وطغيان الكثرة .وهذا معنى الديث )فاز الخففون( وحديث )اسألوا ال
الكفاف من الرزق( .ويMقال :الغنى غنى القلب ،والغن من قل¿ت حاجته ،والغن من استغنى عن
الناس .وقال بعض الكماء :ك̈ل إنسان! فقي بالطبع ينقصه مثل ما يلك ،فمن يلك عشرة يرى نفسه
متاجا? لعشرة أخرى ،ومن يلك ألفا? يرى نفسه متاجا? للفٍ أخرى .وهذا معنى الديث) :لو كان
لبن آدم وادٍ من ذهب أحب xأن يكون له واديان(.
ول يقصد الخلقيون من التزهيد ف الال التثبيط عن كسبه ،إنا يقصدون أن ل يتجاوز كسبه
بالطرائق الطبيعية الشريفة .أما السياسيون فل يهمهم إل أن تستغن الرعية بأي وسيلة كانت،
والغربيون منهم يMعينون المة على الكسب ليشاركوها ،والشرقيون ل يفتكرون ف غي سلب الوجود،
وهذه من جلة الفروق بي الستبدادين الغربي والشرقي ،الت منها أن xالستبداد الغربي يكون أحكم
وأرسخ وأشد وطأة? ،ولكن•؛ مع الل&ي ،والشرقي يكون مقلقل? سريع الزوال ،ولكنه يكون مزعجا .ومنها
أن xالستبداد الغربي إذا زال تبدل بكومة عادلة تMقيم ما ساعدت الظروف أن تقيم ،أما الشرقي فيزول
ويلفه استبداد شر Åمنه؛ لن xمن دأب الشرقيي أن ل يفتكروا ف مستقبل قريب ،كأن xأكب همهم
منصرف إل ما بعد الوت فقط ،أو أنهم مبتلون بقصر النظر.
وخلصة القول :إن xالستبداد داءٌ أش̈د وطأة? من الوباء ،أكثر هول? من الريق ،أعظم تريبا
من السيل ،أذ̈ل للنفوس من السؤال .داءٌ إذا نزل بقوم! سعت أرواحهم هاتف السماء ينادي القضاء
القضاء ،والرض تناجي ربها بكشف البلء .الستبداد عهدٌ؛ أشقى الناس فيه العقلء والغنياء،
وأسعدهم بحياه الهلء والفقراء ،بل أسعدهم أولئك الذين يتعجلون الوت فيحسدهم الحياء.
59
الستبداد والخلق
الستبداد يتصرxف ف أكثر الميال الطبيعية والخلق السنة ،فيMضعفها ،أو يMفسدها ،أو
يحوها ،فيجعل النسان يكفر ب €نعwم موله؛ لنه ل يلكها حق اللك ليحمده عليها حق المد،
ويعله حاقد?ا على قومه؛ لنهم عونٌ لبلء الستبداد عليه ،وفاقدا? حب وطنه؛ لنxه غي آمن على
الستقرار فيه ،ويو̈د لو انتقل منه ،وضعيف الب© لعائلته؛ لنه يعلم منهم أنxهم مثله ل يلكون
التكافؤ ،وقد يMضطرون لضرار صديقهم ،بل وقتله وهم باكون .أسي Mالستبداد ل يلك شيئا? ليحرص
على حفظه؛ لنxه ل يلك مال? غي معرxض للسلب ول شرفا? غي معرxض للهانة .ول يلك الاهل منه
آمال? مستقبلة ليتبعها ويشقى كما يشقى العاقل ف سبيلها.
وهذه الال تعل السي ل يذوق ف الكون لذة? نعيم ،غي بعض اللذات البهيمية .بناءً عليه؛
يكون شديد الرص على حياته اليوانية وإن• كانت تعيسة ،وكيف ل يرص عليها وهو ل يعرف
غيها؟! أين هو من الياة الدبية؟! أين هو من الياة الجتماعية؟! أمxا الحرار فتكون منزلة حياتهم
اليوانية عندهم بعد مراتب عديدة ،ول يعرف ذلك إل من كان منهم ،أو كشف عن بصيته.
ومثال السراء ف حرصهم على حياتهم الشيوخ ،فإنxهم عندما تسي حياتهم ك̃لها أسقاما? وآلما
ويقربون من أبواب القبور ،يرصون على حياتهم أكثر من الشباب ف مقتبل العمر ،ف مقتبل اللذ ،ف
مقتبل المال.
الستبداد يسلب الراحة الفكرية ،فيضن الجسام فوق ضناها بالشقاء ،فتمرض العقول،
ويت̈ل الشعور على درجات متفاوتة ف الناس .والعوام الذين هم قليلو الادة ف الصل قد يصل مرضهم
العقلي إل درجة قريبة من عدم التمييز بي الي والشر ،ف كل© ما ليس من ضروريات حياتهم
اليوانية .ويصل تس̃فل إدراكهم إل أن xمرد آثار البxهة والعظمة الت يرونها على الستبد وأعوانه
تبهر أبصارهم ،ومرد ساع ألفاظ التفخيم ف وصفه وحكايات قوته وصولته يزيغ أفكارهم ،فيون
60
ويفكرون أن xالدواء ف الداء ،فينصاعون بي يدي الستبداد انصياع الغنم بي أيدي الذئاب؛ حيث هي
تري على قدميها جاهدة? إل مقر© حتفها.
ولذا كان الستبداد يستولي على تلك العقول الضعيفة فضل? عن الجسام فيفسدها كما يريد،
ويتغل&ب على تلك الذهان الضئيلة ،فيشوش فيها القائق ،بل البديهيات كما يهوى ،فيكون مwثwل}هم ف
انقيادهم العمى للستبداد ومقاومتهم للرشد والرشاد ،مثل تلك الوام الت تتامى على النار ،وكم هي
تغالب من يريد حجزها على اللك .ول غرابة ف تأثي ضعف الجسام على الضعف ف العقول ،فإن
ف الرضى وخف&ة عقولم ،وذوي العاهات ونقص إدراكهم ،شاهدا? بينا? كافيا? يMقاس عليه نقص عقول
ال}سراء البؤساء بالنسبة إل الحرار السعداء ،كما يظهر الال أيضا? بأقل فرق بي الفئتي ،من الفرق
البين ف قوة الجسام وغزارة الدم واستحكام الصحة وجال اليئات.
ربا يستيب الطالع اللبيب الذي ل يMتعب فكره ف درس طبيعة الستبداد ،من أن xالستبداد
الشؤوم كيف يقوم على قلب القائق ،مع أنxه إذا دق&ق النظر يتجلى له أن xالستبداد يقلب القائق ف
الذهان .يرى أنxه كم مك&ن بعض القياصرة واللوك الولي من التلعب بالديان تأييدا? لستبدادهم
فاتxبعهم الناس .ويرى أن xالناس وضعوا الكومات لجل خدمتهم ،والستبداد قلب الوضوع ،فجعل
الرعية خادمة للرعاة ،فقبلوا وقنعوا .ويرى أن xالستبداد ما ساقهم إليه من اعتقاد أن xطالب الق
فاجرٌ ،وتارك حق&ه مطيع ،والشتكي التظل¤م مفسد ،والنبيه الدقق ملحد ،والامل السكي صال أمي.
وقد اتxبع الناس الستبداد ف تسميته النصح فضول? ،والغية عداوة ،والشهامة عتوا? ،والمية حاقة،
والرحة مرضا? ،كما جاروه على اعتبار أن xالن©فاق سياسة ،والتح̈يل كياسة ،والدناءة لطف ،والنذالة
دماثة.
ول غرابة ف ت̃كم الستبداد على القائق ف أفكار البسطاء ،إنا الغريب إغفاله كثي?ا من
العقلء ،ومنهم جهور الؤر©خي الذين يMسمون الفاتي الغالبي بالر©جال العظام ،وينظرون إليهم نظر
الجلل والحتام لرد أنxهم كانوا أكثر ف قتل النسان ،وأسرفوا ف تريب العمران .ومن هذا القبيل
ف الغرابة إعلء الؤر©خي قدر من جاروا الستبدين ،وحازوا القبول والوجاهة عند الظالي .وكذلك
افتخار الخلق بأسلفهم الرمي الذين كانوا من هؤلء العوان الشرار.
وقد يظ̈ن بعض الناس أن xللستبداد حسناتٍ مفقودة ف الدارة الرة ،فيقولون مثل? :الستبداد
يلين الطباع ويلط¤فها ،وال̈ق أن xذلك يصل فيه عن فقد الشهامة ل عن فقد الشراسة .ويقولون:
الستبداد يMعل¤م الصغي الاهل حسن الطاعة والنقياد للكبي الب ،وال̈ق أن xهذا فيه عن خوف
وجبانة ل عن اختيار! وإذعان .ويقولون :هو يربي النفوس على العتدال والوقوف عند الدود ،والق
أن• ليس هناك غي انكماش! وتقهقر .ويقولون :الستبداد يقلل الفسق والفجور ،وال̈ق أنxه عن فقر
61
وعجر ،ل عن عف&ةٍ أو دين .ويقولون :هو يقلل التعديات والرائم ،وال̈ق أنxه ينع ظهورها ويفيها،
فيق̈ل تعديدها ل عدادها.
الخلق أثار بذرها الوراثة ،وتربتها التبية ،وسMقياها العلم ،والقائمون عليها هم رجال
الكومة ،بناءً عليه؛ تفعل السياسة ف أخلق البشر ما تفعله العناية ف إناء الشجر.
نعم :القوام كالجام ،إن Mتر›كت مهملة تزاحت أشجارها وأفلذها ،وسق}م أكثرها ،وتغل¿ب
قويها على ضعيفها فأهلكه ،وهذا مثل القبائل التوح©شة .وإن صادفت بستانيا? يهمه بقاؤها وزهوها
فدبرها حسبما تطلبه طباعها ،قويت وأينعت وحسMنت ثارها ،وهذا مثل الكومة العادلة .وإذا بMليت
ببستاني Íجدير بأن يسمى حط&ابا? ل يعنيه إل عاجل الكتساب ،أفسدها وخربها ،وهذا مثل الكومة
الستبدة .ومتى كان الط&اب غريبا? ل يMخلق من تراب تلك الديار وليس له فيها فخار ول يلحقه منها
عار ،إنما همه الصول على الفائدة العاجلة ولو باقتلع الصول ،فهناك الط&امة وهناك البوار .فبناء
على هذا الثال ،يكون ف€عل Mالستبداد ف أخلق المم ف€عل ذلك الط&اب الذي ل يMرجى منه غي
الفساد.
ل تكون الخلق أخلقا? ما ل تكن ملكة مMطردة على قانون فطري تقتضيه أول? وظيفة النسان
نو نفسه؛ وثانيا? وظيفته نو عائلته؛ وثالثا? وظيفته نو قومه؛ ورابعا? وظيفته نو النسانية؛ وهذا
القانون هو ما يسمى عند الناس بالناموس.
ومن أين لسي الستبداد أن يكون صاحب ناموس ،وهو كاليوان الملوك العنان ،يMقاد حيث
يMراد ،ويعيش كالريش ،يهب¨ ،حيث يهب¨ الريح ،ل نظام ول إرادة؟ وما هي الرادة؟ هي أ̈م الخلق،
هي ما قيل فيها تعظيما? لشأنها :لو جازت عبادة غي ال لختار العقلء عبادة الرادة! هي تلك الصفة
الت تفصل اليوان عن النبات ف تعريفه بأنه متحرك بالرادة .فالسي ،إذن ،دون اليوان لنه
يتحرك بإرادة غيه ل بإرادة نفسه .ولذا قال الفقهاء :ل نية للرقيق ف كثي من أحواله ،إنا هو تابع
لنية موله .وقد يMعذر السي على فساد أخلقه؛ لن xفاقد اليار غي مؤاخذ عقل? وشرعا?.
أسي الستبداد ل نظام ف حياته ،فل نظام ف أخلقه ،قد يصبح غنيا? فيضحي شجاعا? كريا?،
وقد يسي فقي?ا فيبيت جبانا? خسيسا? ،وهكذا ك̈ل شؤونه تشبه الفوضى ل ترتيب فيها ،فهو يتبعها
بل وجهة .أليس السي قد يMرهق ،ويسيء كثي?ا فيMعفى ،وقليل? فيMشنق ،ويوع يوما? فيضوى،
ويصب يوما? فيتخم ،يريد أشياء فيMمنwع ،ويأبى شيئا? فيMرغم؟! وهكذا يعيش كما تقتضيه ال̈صدف أن
يعيش ،ومن كانت هذه حاله كيف يكون له أخلق ،وإن• وجد ابتداء يتعذر استمراره عليه؟! ولذا ل
توز الكمة ال}كم wعلى السراء بي! أو شر.
62
أق̈ل ما يؤثره الستبداد ف أخلق الناس ،أنxه يرغم حتى الخيار منهم على إلفة الرياء والنفاق
ولبئس السيئتان ،وإنه يعي الشرار على إجراء غي نفوسهم آمني من كل© تبعة ولو أدبية ،فل اعتاض
ول انتقاد ول افتضاح ،لن xأكثر أعمال الشرار تبقى مستورة ،يلقي عليها الستبداد رداء خوف الناس
من تبعة الشهادة على ذي شر وعقبى ذكر الفاجر با فيه .ولذا ،شاعت بي السراء قواعد كثية
باطلة كقولم :إذا كان الكلم من فضة فالسكوت من ذهب ،وقولم :البلء موكولٌ بالنطق .وقد تغال
وعاظهم ف س ©د أفواههم حتى جعلوا لم أمثال هذه القوال من ال€ك¢م النبوية ،وكم هجوا لم الجو
ب ال} الهر بالسوء من القول ويغفلون بقية الية ،وهي :إل
والغيبة بل قيد ،فهم يقرؤون :ل ي ¨
من ظ}ل€م.
أقوى ضابط للخلق النهي عن النكر بالنصيحة والتوبيخ؛ أي برص الفراد على حراسة
نظام الجتماع ،وهذه الوظيفة غي مقدور عليها ف عهد الستبداد لغي ذوي النعة وقليل ما هم ،وقليل
ما يفعلون ،وقليل? ما يفيد نهيهم؛ لنه ل يكنهم توجيهه لغي الستضعفي الذين ل يلكون ضررا? ول
نفعا? ،بل ول يلكون من أنفسهم شيئا? ،ولنxه ينحصر موضوع نهيهم فيما ل تفى قباحته على أحد
من الرذائل النفسية الشخصية فقط ،ومع
ذلك فالسور ل يرى بMد?ا من الستثناء
الخل© للقواعد العامة كقوله :السرقة
قبيحة إل إذا كانت استدادا? منها ،والكذب
حرام إل للمظلوم .والوظ¿فون ف عهد
- م طل ق ا?
ول أقول غالبا? ،من النافقي الذين نالوا الوظيفة بالتمل&ق ،وما أبعد هؤلء عن التأثي ،لن xالنصح الذي
ل إخلص فيه هو بذر عقيم ل ينبت ،وإن• نبت كان رياءً كأصله ،ثم xإن xال̈نصح ل يفيد شيئا? إذا ل
يصادف أذنا? تتطل&ب ساعه؛ لن xالنصيحة وإن كانت عن إخلص فهي ل تتجاوز حMك¡م wالبذر الي:
إن• أ}لقي ف أرض! صالة نبت ،وإن أ}لقي ف أرض! قاحلة مات.
أما النهي عن النكرات ف الدارة الرة ،فيمكن لكل© غيور! على نظام قومه أن يقوم به بأمان
وإخلص ،وأن يوج©ه سهام قوارصه على الضعفاء والقوياء سواء ،فل يص¨ بها الفقي الروح
الفؤاد ،بل تستهدف أيضا? ذوي الشوكة والعناد .وأن• يوض ف كل© وادٍ حتى ف مواضيع تفيف ال̃ظلم
ومؤاخذة ال}ك&ام ،وهذا هو النصح النكاري الذي يMعدي ويMجدي ،والذي أطلق عليه النب عليه السلم
اسم )الدين( تعظيما? لشأنه ،فقال" :الدين النصيحة".
63
ل&ا كان ضبط} أخلق الطبقات العليا من الناس أهم المور ،أطلقت المم الرة حرية الطابة
والتأليف والطبوعات مستثنية? القذف فقط ،ورأت أن تمل مضرxة الفوضى ف ذلك خي التحديد؛ لنxه
ل مانع للحك&ام أن• يعلوا الشعرة من التقييد سلسلة من حديد ،وينقون بها عدوتهم الطبيعة ،أي
الرية .وقد حى القرآن قاعدة الطلق بقوله الكريم :ول يMضا̈ر كاتبٌ ول شهيد.
64
من المور ،فيعيش سيئ الظن ف حق
ذاته متدد?ا ف أعماله ،لواما? نفسه على
إهماله شؤونه ،شاعرا? بفتور همxته ونقص
مروءته ،ويبقى طول عمره جاهل? مورد
ه ذا ا لل ل ،فيتxه م ا لال ق ،وا لال ق– Mج ل
شأنه -ل يMنقصه شيئا? .ويتxهم تارة? دينه ،وتارة? تربيته ،وتارة? زمانه ،وتارة? قومه ،والقيقة بعيدة عن
كل© ذلك ،وما القيقة غي أنه خMلق حر?ا فأ}سر.
أجع الخلقيون على أن xالتلب©س
بشائبةٍ من أصول القبائح اللقية ل يكنه
أن يقطع بسلمة غيه منها ،وهذا معنى:
"إذا ساءت ف€عال الرء ساءت ظنونه".
-لي س م ن شأن ه أ ن ي ظ ن مث ل? –
الباءة ف غيه من شائبة الرياء ،إل& إذا بwعMد wتشابه النشأة بينهما بMعدا? كبيا? ،كأن يكون بينهما مغايرة
ف النس أو الدين أو تفاوت مهم Åف النزلة كصعلوك وأمي كبي .ومثال ذلك الشرقي الائن ،يأمن
الفرني ف معاملته ،ويثق بوزنه وحسبانه ،ول يأمن ويثق بابن جلدته .وكذلك الفرني الائن قد
يأمن الشرقي ،ول يأمن مطلقا? ابن جنسه .وهذا الكم صادق على عكس القضية أيضا?؛ أي أن xالمي
يظ̈ن الناس أمناء خصوصا? أشباهه ف النشأة ،وهذا معنى "الكريم يMخدwع" ،وكم يذهل المي ف نفسه
عن ات©باع حكمة الزم ف إساءة الظن© ف مواقعه اللزمة.
إذا علمنا أن xمن طبيعة الستبداد ألفة
الناس بعض الخلق الرديئة ،وأن xمنها ما
يMضعف الثقة بالنفس ،علمنا سبب قلة
أهل العمل وأهل العزائم ف السراء،
وعلمنا أيضا? حكمة فقد ال}سراء ثقتهم
بعضهم ببعض .فينتج من ذلك أن xال}سراء
ف -م ن ث ر ة ا ل ش تا ك طب ع ا?
أعمال الياة،يعيشون مساكي بائسي متواكلي متخاذلي متقاعسي متفاشلي ،والعاقل الكيم ل
يلومهم ،بل يشفق عليهم ،ويلتمس لم مرجا .ويتبع أثر أحكم الكماء القائل :رب© ارحم قومي،
فإنهم ل يعلمون"" ،اللهم اهد €قومي ،فإنهم ل يعلمون".
65
وهنا أستوقف الطالع وأستلفته إل التأمل ف ما هي ثرة الشتاك الت يرمها السراء،
فأذكره بأن xالشتاك هو أعظم سر Íف الكائنات ،به قيام كل© شيء ما عدا ال وحده .به قيام الجرام
السماوية؛ به قيام كل© حياة؛ به قيام الواليد؛ به قيام الجناس والنواع؛ به قيام المم والقبائل؛ به
قيام العائلت؛ به تعاون العضاء .نعم ،الشتاك فيه س̈ر تضاعف القوة بنسبة ناموس التبيع؛ فيه
س̈ر الستمرار على العمال الت ل تفي بها أعمار الفراد .نعم؛ الشتاك هو الس̈ر ك̈ل السر ف ناح
المم التمدنة .به أكملوا ناموس حياتهم القومية ،به ضبطوا نظام حكوماتهم ،به قاموا بعظائم المور،
به نالوا كل ما يغبطهم عليه أ}سراء الستبداد الذين منهم العارفون بقدر الشتاك ويتشوxقون إليه،
ولكن؛ كل Åمنهم يMبطن لغب شركائه بات©كاله عليهم عمل? ،واستبداده عليهم رأيا? ،حتى صار من أمثالم
قولم" :ما من متxفقي إل واحدهما مغلوبٌ للخر".
ورMب xقائل! يقول إن xسر xالشتاك ليس بالمر الفي ،وقد طالا كتب اليابانيي والبوير ،فما
السبب؟ فأجيبه بأن xالك}تxاب كتبوا وأكثروا وأحسنوا فيما فصلوا وصوروا ،ولكن•؛ قاتل ال الستبداد
وشؤمه ،جعل الكتاب يصرون أقوالم ف الدعوة إل الشتاك ،وما بعناه من التعاون والتاد
والتحابب والت©فاق ،ومنعهم من التع̈رض لذكر أسباب التفرق والنلل كليا? ،أو اضطرهم إل القتصار
على بيان السباب الخية فقط .فمن قائل! مثل? :الشرق مريضٌ وسببه الهل ،ومن قائل! :الهل بلء
وسببه قل&ة الدارس ،ومن قائل :قل&ة الدارس عارٌ وسببه عدم التعاون على إنشائها من قبل الفراد أو من
قبل ذوي الشأن.
وهذا أعمق ما ي̃طه قلم الكاتب الشرقي كأنه وصل إل السبب الانع الطبيعي أو الختياري.
والقيقة ،أن xهناك سلسلة أسباب أخرى حلقتها الول الستبداد.
وكاتب آخر يقول :الشرق مريض وسببه فقد التمسك بالدين ،ثم xيقف ،مع أنxه لو تتبxع
السباب لبلغ إل الكم بأن xالتهاون ف الدين أول? وآخرا? ناشئ من الستبداد .وآخر يقول :إن xالسبب
فساد الخلق ،وغيه يرى أنه فقد التبية ،وسواء ظن xأنxه الكسل ،والقيقة أن xالرجع الول ف الكل
هو الستبداد ،الذي ينع حتى أولئك الباحثي عن التصريح باسه الهيب.
وقد اتxفق الكماء الذين أكرمهم ال تعال بوظيفة الخذ بيد المم ف بثهم عن الهلكات
والنجيات ،على أن xفساد الخلق يMخرج المم عن أن تكون قابلة للخطاب ،وأن xمعاناة إصلح
الخلق من أصعب المور وأحوجها إل الكمة البالغة والعزم القوي ،وذكروا أن xفساد الخلق يعم
الستبد xوأعوانه وعماله ،ثم xيدخل بالعدوى إل كل البيوت ،ول سيما بيوت الطبقات العليا الت تتمثxل
ب ويشمت بها العدو ،وتبيت وداؤها عياء
بها السفلى .وهكذا يغشو الفساد ،وتسي المة يبكيها ال ¨
يتعاصى على الدواء.
66
وقد سلك النبياء عليهم السلم ،ف إنقاذ المم من فساد الخلق ،مسلك البتداء أول? بفك
العقول من تعظيم غي ال والذعان لسواه .وذلك بتقوية حسن اليان الفطور عليه وجدان ك̈ل إنسان،
ثم xجهدوا ف تنوير العقول ببادئ الكمة ،وتعريف النسان كيف يلك إرادته؛ أي حريته ف أفكاره،
واختياره ف أعماله ،وبذلك هدموا حصون الستبداد وسدوا منابع الفساد.
ثم xبعد إطلق زمام العقول ،صاروا ينظرون إل النسان بأنxه مكل¿ف بقانون النسانية ،ومطالب
بسن الخلق ،فيعلمونه ذلك بأساليب التعليم القنع وبث التبية التهذيبية.
والكماء السياسيون القدمون اتxبعوا
ا لنبيا ء – عليه م ال س ل م -ف سل و ك ه ذا
الطريق وهذا التتيب؛ أي بالبتداء من نقطة دينية فطرية تؤدي إل ترير الضمائر ،ثم xبات©باع طريق
التبية والتهذيب بدون فتور! ول انقطاع.
أما التأخرون من قادة العقول ف الغرب ،فمنهم فئة سلكوا طريقة الروج بأمهم من حظية
الدين وآدابه النفسية ،إل فضاء الطلق وتربية الطبيعة ،زاعمي أن xالفطرة ف النسان أهدى سبيل?،
وحاجته إل النظام تغنيه عن إعانة الدين ،الت هي كالخدرات سوم تعط¤ل الس xبالموم ،ثم تذهب
بالياة ،فيكون ضررها أكب من نفعها.
وقد ساعدهم على سلوك هذا السلك ،أنxهم وجدوا أمهم قد فشا فيها نور العلم ،ذلك العلم
الذي كان منحصرا? ف خدمة الدين عند الصريي والشوريي ،ومwتك¢را? ف أبناء الشراف عند
الغرناطيي والرومان ،ومصصا? ف أعداد من الشبان النتخبي عند النديي واليونان ،حتى جاء
العرب بعد السلم ،وأطلقوا حرية العلم ،وأباحوا تناوله لكل© متعلم ،فانتقل إل أوربا حرا? على رغم
رجال الدين ،فتنوxرت به عقول المم على درجات ،وف نسبتها ترق¿ت المم ف النعيم ،وانتشرت
وتالطت ،وصار التأخ©ر منها يغبط التقد©م ويتنغxص من حالته ،ويتطل¿ب اللحاق ،ويبحث عن وسائله.
فنشأ من ذلك حركة قوية ف الفكار ،وحركة معرفة الي والغية على نواله ،حركة معرفة الشر
والنwف¢ة من الصب عليه ،حركة السي إل المام رغم كل© معارض .اغتنم زعماء الرية ف الغرب قوة هذه
الركة وأضافوا إليها قوات أدبية شتى ،كاستبدالم ثقالة وقار الدين بزهوة عروس الرية ،حتى إنxهم
ل يبالوا بتمثيل الرية بسناء خليعة تتلب النفوس .وكاستبدالم رابطة الشتاك ف الطاعة
للمستبدين برابطة الشتاك ف الشؤون العمومية ،ذلك الشتاك الذي يتول&د منه حب¨ الوطن .وهكذا
جعلوا قوة حركة الفكار تيارا? سل&طوه على رؤوس الرؤوس من أهل السياسة والدين .ثم xإن xهؤلء الزعماء
استباحوا القساوة أيضا? ،فأخذوا من مهجورات دينهم قاعدة )الغاية تبر الواسطة( ،كجواز السرقة إذا
كانت الغاية من صرف الال ف سبيل الي ،وقاعدة )تثقيل الذمة يبيح الفعل القبيح( كشهادة الزور
67
على ذمة الكاهن الت يتحمxل عنها خطيئتها ،ودفعوا الناس بهما إل ارتكاب الرائم الفظيعة الت
تقشع̈ر منها النسانية ،الت ل يستبيحها الكيم الشرقي لا بي أبناء الغرب وأبناء الشرق من التباين
ف الغرائز والخلق.
الغربي :مادي¨ الياة ،قوي¨ النفس ،شديد العاملة ،حريصٌ على النتقام ،كأنxه ل يبق wعنده
شيء من البادئ العالية والعواطف الشريفة الت نقلتها له مسيحية الشرق .فالرماني مثل? :جاف
الطبع ،يرى أن xالعضو الضعيف من البشر يستحق الوت ،ويرى كل xفضيلة ف القوة ،وكل xالقوة ف
الال ،فهو يب¨ العلم ،ولكن ،لجل الال؛ ويب¨ الد ،ولكن لجل الال .وهذا اللتين مطبوع
على العجب والطيش ،يرى العقل ف الطلق ،والياة ف خلع الياء ،والشرف ف الترف ،والكياسة
ف الكسب ،والعز ف الغلبة ،واللذxة ف الائدة والفراش.
أما أهل الشرق فهم أدبيون ،ويغلب عليهم ضعف القلب وسلطان الب© ،والصغاء للوجدان،
واليل للرحة ولو ف غي موقعها ،وال̃لطف ولو مع الصم .ويرون العز xف الفتوة والروءة ،والغنى ف
القناعة والفضيلة ،والراحة ف النس والسكينة ،واللذة ف الكرم والتحبب ،وهم يغضبون ،ولكن؛ للدين
فقط ،ويغارون ،ولكن؛ على الع€ر•ض فقط.
ليس من شأن الشرقي أن يسي مع الغربي ف طريق! واحدة ،فل تطاوعه طباعه على استباحة
ما يستحسنه الغربي ،وإن تكل¿ف تقليده ف أمر فل يMحسن التقليد ،وإن أحسنه فل يثبت ،وإن ثبت
فل يعرف استثماره ،حتى لو سقطت الثمرة ف كف¤ه تنى لو قفزت على فمه! ..فالشرقي مثل? يهت̈م ف
شأن ظاله إل أن يزول عنه ظلمه ،ثم xل يفكر فيمن يلفه ول يراقبه ،فيقع ف الظلم ثانية? ،فيعيد
الكرة ويعود الظلم إل ما ل نهاية .وكأولئك الباطنة ف السلم :فتكوا بئات أمراء على غي طائل،
كأنxهم ل يسمعوا بالكمة النبوية" :ل يMلدwغ الرء من جMحر! مرتي" ،ول بالكمة القرآنية" إن xال
يب¨ التxقي .أما الغربي إذا أخذ على يد ظاله فل يفلته حتى يشل¿ها ،بل حتى يقطعها ويكوي
مقطعها.
وهكذا بي الشرقيي والغربيي فروق! كثية ،قد يفضل ف الفراديات الشرقي على الغربي ،وف
الجتماعيات يفضل الغربي على الشرقي مطلقا .مثال ذلك :الغربيون يستحلفون أميهم على الصداقة ف
خدمته لم والتزام القانون .والسلطان الشرقي يستحلف الرعية على النقياد والطاعة! الغربيون يwمنون
على ملوكهم با يرتزقون من فضلتهم ،والمراء الشرقيون يتكرxمون على من شاؤوا بإجراء أموالم
عليهم صدقات! الغربي يعتب نفسه مالكا? لزءٍ مشاع من وطنه ،والشرقي يعتب نفسه وأولده وما ف
يديه ملكا? لميه! الغربي له على أميه حقوق ،وليس عليه حقوق؛ والشرقي عليه لميه حقوق وليس
له حقوق! الغربيون يضعون قانونا? لميهم يسري عليه ،والشرقيون يسيون على قانون مشيئة أمرائهم!
68
الغربيون قضاؤهم وقدرهم من ال؛ والشرقيون قضاؤهم وقدرهم ما يصدر من بي شفت الستعبدين!
الشرقي سريع التصديق ،والغربي ينفي ول يثبت حتى يرى ويلمس .الشرقي أكثر ما يغار على الفروج
كأن xشرفه كل&ه مستودwعٌ فيها ،والغربي أكثر ما يغار على حريته واستقلله! الشرقي حريصٌ على الدين
والرياء فيه ،والغربي حريصٌ على القوة والعز والزيد فيهما! واللصة :أن xالشرقي ابن الاضي
واليال ،والغربي ابن الستقبل والد!...
الكماء التأخرون الغربيون ساعدتهم ظروف الزمان والكان ،وخصوصية الحوال ،لختصار
الطريق فسلكوه ،واستباحوا ما استباحوا ،حتى إنxهم استباحوا ف التمهيد السياسي تشجيع أعوان
الستبد xعلى تشديد وطأة الظلم والعتساف بقصد تعميم القد عليه ،وبثل هذه التدابي القاسية نالوا
الراد أو بعضه ،من ترير الفكار وتهذيب الخلق وجعل النسان إنسانا.
وقد سبق هؤلء الغMلة فئة اتxبعت أثر النبيي ،ول تفل بطول الطريق وتعبه ،فنجحت
ورسخت ،وأعن بتلك الفئة أولئك الكماء الذين ل يأتوا بدين! جديد ،ول تسكوا بعاداة كل© دين،
كمؤسسي جهورية الفرنسيس ،بل رتقوا ف}توق الدهر ف دينهم با نق¿حوا ،وهذxبوا ،وسهxلوا ،وقرxبوا،
حتى جدxدوه ،وجعلوه صالا? لتجديد خليق أخلق المة.
وما أحوج الشرقيي أجعي من بوذيي ومسلمي ومسيحيي وإسرائيليي وغيهم ،إل حكماء
ل يبالون بغوغاء العلماء الرائي الغبياء ،والرؤساء القساة الهلء .فيجددون النظر ف الدين ،نظر من
ل يفل بغي الق© الصريح ،نظر من ل يضيع النتائج بتشويش القدمات ،نظر من يقصد إظهار
القيقة ل إظهار الفصاحة ،نظر من يريد وجه رب©ه ل استمالة الناس إليه ،وبذلك يعيدون النواقص
العط¿لة ف الدين ،ويهذ©بونه من الزوائد الباطلة ما يطرأ عادة? على كل© دين! يتقادم عهده ،فيحتاج إل
مددين يرجعون به إل أصله البي البيء من حيث تليك الرادة ورفع البلدة من كل ما يشي،
الخف¤ف شقاء الستبداد والستعباد ،البص©ر بطرائق التعليم والتعل&م الصحيحي ،الهيئ قيام التبية
السنة واستقرار الخلق النتظمة ما به يصي النسان إنسانا? ،وبه ل بالكفر يعيش الناس إخوانا.
والشرقيون ما داموا على حاضر حالم بعيدين عن الد والعزم ،مرتاحي للهو والزل
تسكينا? للم إسارة النفس ،وإخلدا? إل المول والتس̃فل ،طلبا? لراحة الفكر الضغوط عليه من كل
جانب ،يتألون من تذكيهم بالقائق،
ومطالبتهم بالوظائف ،ينتظرون زوال
العناد بالتواكل ،أو مرد التمني والدعاء.
أو يتبصون صدفة مثل الت نالتها بعض
المم ،فليتوق&عوا إذن أن يفقدوا الدين
69
كلي ا? ،في م س وا – و ما م سا ؤ ه م بب عي د-
دهريي ،ل يدرون أي الياتي أشقى ،فلينظروا ما حاق بالشوريي والفينيقيي وغيهم من المم
النقرضة الندمة ف غيها خدما? وخwوwل.
والمر الغريب ،أن xكل xالمم النحط&ة من جيع الديان تصر بلية انطاطها السياسي ف
تهاونها بأمور دينها ،ول ترجو تسي حالتها الجتماعية إل بالتم̈سك بعروة الدين تسكا? مكينا?،
ويريدون بالدين العبادة ،ولن€عم العتقاد لو كان يفيد شيئا? ،لكنه ل يفيد أبدا?؛ لنه قولٌ ل يكن أن
يكون وراءه فعل ،وذلك أن xالدين بذرٌ جيد ل شبهة فيه ،فإذا صدقت مغرسا? طيبا? نبت ونا ،وإن
صادف أرضا? قاحلة مات وفات ،أو أرضا? مغراقا? هاف الستبداد بصرها وبصيتها ،وأفسد أخلقها
ودينها ،حتى صارت ل تعرف للدين معنى غي العبادة والنسك اللذين زيادتهما عن حد©هما الشروع
أض̈ر على المة من نقصهما كما هو مشاهد ف التنسكي.
نعم! الدين يفيد التق&ي الجتماعي إذا صادف أخلقا? فطرية ل تفسد ،فينهض بها كما
نهضت السلمية بالعرب ،تلك النهضة الت نتطلبها منذ ألف عام عبثا.
و ق د عل¿ منا ه ذا ال د ه ر ال ط وي ل – م ع
السف -أن xأكثر الناس ل يفلون بالدين إل إذا وافق أغراضهم ،أو لوا? ورياءً ،وعلمنا أن xالناس عبيد
منافعهم وعبيد الزمان ،وأن xالعقل ل يفيد العزم عندهم ،إنا العزم عندهم يتول&د من الضرورة أو يصل
بالسائق الب .ول يستحي الناس من أن يMلزموا أنفسهم باليمي أو النذر .بناءً عليه؛ ما أجدر بالمم
النحط&ة أن تلتمس دواءها من طريق إحياء العلم وإحياء المة مع الستعانة بالدين والستفادة منه
بثل :إن xالصلة تنهى عن الفحشاء والنكر ،ل أن يتxك€لوا على أن xالصلة تنع الناس عنهما بطبعها.
70
الستبداد والتبية
خلق ال} ف النسان استعدادا? للصلح واستعداد?ا للفساد ،فأبواه يصلحانه ،وأبواه يفسدانه؛ أي
إن xالتبية تربو باستعداده جسما? ونفسا? وعقل? ،إن• خيا? فخي ،وإن• شرا? فشر .وقد سبق أن xالستبداد
الشؤوم يؤث©ر على الجسام فيورثها السقام ،ويسطو على النفوس ،فيفسد الخلق ،ويضغط على العقول
فيمنع ناءها بالعلم .بناءً عليه؛ تكون التبية والستبداد عاملي متعاكسي ف النتائج ،فك̈ل ما تبنيه
التبية مع ضعفها يهدمه الستبداد بقوته ،وهل يت̈م بناءٌ وراءه هاد؟
النسان ل ح xد لغايتيه رقيا? وانطاطا? .وهذا النسان الذي حارت العقول فيه ،الذي تمxل
أمانة تربية النxفس ،وقد أبتها العوال ،فأت xخالقه استعداده ،ثم xأوكله ليته ،فهو إن يشأ الكمال
يبلغ فيه إل ما فوق مرتبة اللئكة ،وإن شاء تلبxس بالرxذائل حتى أحط& من الشياطي ،على أ xن النسان
أقرب للشر© منه للخي .وكفى أن xال ما ذكر النسان ف القرآن ،إل وقرن اسه بوصفٍ قبيح كظلوم
وغرور وكف&ار وجبار وجهول وأثيم .ما ذكر ال تعال النسان ف القرآن إل وهجاه ،فقال :ق}ت€ل النسان
خس!؛ إن xالنسان ليطغى؛ وكان النسان عwجو ?ل؛ M
خل€ق ما أكفره؛ إن xالنسان لكفورٌ؛ إن xالنسان لفي M
النسان من عwجwل .ما وMج€د من ملوقات ال من نازع ال ف عظمته ،والستبدون من النسان ينازعونه
فيها ،والتناهون ف الرذالة قد يقبحون عبثا? لغي حاجة ف النxفس حتى وقد يتعمدون الساءة لنفسهم.
النسان ف نشأته كالغصن الرxطب ،فهو مستقيمٌ لد€نٌ بطبعه ،ولكنها أهواء التبية تيل به إل
يي الي أو شال الشر ،فإذا شب xيبس وبقي على أمياله ما دام حيا? ،بل تبقى روحه إل أبد
البدين ف نعيم السرور بإيفائه حق xوظيفة الياة أو ف جحيم الندم على تفريطه .وربا كان ل غرابة ف
تشبيه النسان بعد الوت بالرء الفرح الفخور إذا نام ولذxت له الحلم ،أو بالرم الاني إذا نام
فغشيته قوارص الوجدان بهواجس ك̃لها ملم وآلم.
التبية ملكة jتصل بالتعليم والتمرين والقدوة والقتباس ،فأه̈م أصولا وجود الرابي ،وأهم
فروعها وجود الدين .وجعلت الدين فرعا? ل أصل?؛ لن xالدين علمٌ ل يفيد العمل إذا ل يكن مقرونا
بالتمرين .وهذا هو سبب اختلف الخلف من علماء الدين عند السلم عن أمثالم من الباهمة
والنصارى ،وهو سبب إقبال السلمي ف القرن الامس ،وفيما بعده ،على قبول أصول الطرائق الت
كانت لبا? مضا? لا كانت تعليما? وترينا?؛ أي تربية للمريدين ،ثم xخالطها القشر ،ثم xصارت قشرا
مضا? ،ثم xصار أكثرها لوا? أو كفرا.
71
ملكة التبية بعد حصولا إن• كانت شر?ا تضافرت مع النفس ووليها الشيطان الناس
فرسخت ،وإن كانت خيا? تبقى مقلقلة كالسفينة ف بر الهواء ،ل يرسو بها إل فرعها الدين ف
السر© والعلنية ،أو الوازع السياسي عند يقي العقاب.
والستبداد ريحٌ صرصر فيه إعصار يهل النسان كل ساعة شأنه ،وهو مMفس€دٌ للدين ف أهم
قسميه؛ أي الخلق ،أما العبادات منه فل يسها لنها تلئمه أكثر .ولذا تبقى الديان ف المم
الأسورة عبارة عن عبادات مردة صارت عادات ،فل تفيد ف تطهي النفوس شيئا? ،ول تنهى عن
فحشاء ول منكر لفقد الخلص فيها تبعا? لفقده ف النفوس ،الت ألفت أن تتلجأ وتتلوى بي يدي
سطوة الستبداد ف زوايا الكذب والرياء والداع والنفاق ،ولذا ل يMستغرب ف السي الليف تلك
الال؛ أي الرياء ،أن يستعمله أيضا? مع رب©ه ،ومع أبيه وأم©ه ومع قومه وجنسه ،حتى ومع نفسه.
التبية تربية السم وحده إل سنتي ،هي وظيفة الم أو الاضنة ،ثم xتMضاف إليها تربية
النفس إل السابعة ،وهي وظيفة البوين والعائلة معا? ،ثم تMضاف إليها تربية العقل إل البلوغ ،وهي
وظيفة العل¤مي والدارس ،ثم xتأتي تربية القدوة بالقربي واللطاء إل الزواج ،وهي وظيفة ال̈صدفة ،ثم
تأتي تربية القارنة ،وهي وظيفة الزوجي إل الوت أو الفراق.
ول ب xد أن تصحب التبية من بعد البلوغ ،تربية الظروف اليطة ،وتربية اليئة
الجتماعية ،وتربية القانون أو سي السياسي ،وتربية النسان نفسه.
الكومات النتظمة هي الت تتول&ى ملحظة تسهيل تربية المة من حي تكون ف ظهور
الباء ،وذلك بأن تسن قواني النكاح ،ثم تعتن بوجود القابلت واللق&حي والطباء ،ثم xتفتح بيوت
اليتام اللقطاء ،ثم تع̈د الكاتب والدارس للتعليم من البتدائي البي إل أعلى الراتب ،ثم xتسه©ل
الجتماعات ،وته©د السارح ،وتمي النتديات ،وتمع الكتبات والثار ،وتقيم ال̈نصب الذكرات،
وتضع القواني الافظة على الداب والقوق ،وتسهر على حفظ العادات القومية ،وإناء الحساسات
الللية ،وتقوي المال ،وتيس©ر العمال ،وتؤم©ن العاجزين فعل? عن الكسب من الوت جوعا? ،وتدفع
سليمي الجسام إل الكسب ولو ف أقصى الرض ،وتمي الفضل وتقد©ر الفضيلة .وهكذا تلحظ كل
شؤون الرء؛ ولكن ،من بعيد ،كي ل تل بريته واستقلله الشخصي ،فل تقرب منه إل إذا جنى
جرما? لتعاقبه ،أو مات لتواريه.
وهكذا ،المة ترص على أن يعيش ابنها راضيا? بنصيبه من حياته ل يفتكر قط& كيف تكون
بعده حالة صبية ضعاف يتكهم وراءه ،بل يوت مطمئنا? راضيا? مرضيا? آخر دعائه :فلتحي المة،
فلتحي المة.
72
أما العيشة الفوضى ف الدارات الستبدة فهي غنية عن التبية؛ لنها مض¨ ناء يشبه
الشجار الطبيعية ف الغابات والراش ،يسطو عليها الرق والغرق .وتط¤مها العواصف واليدي
القواصف ،ويتصرxف ف فسائلها وفروعها الفأس العمى ،فتعيش ما شاءت رحة الط&ابي أن تعيش،
واليار لل̈صدفة تعوج أو تستقيم ،تثمر أو تعقم.
يعيش النسان ف ظل© العدالة والرية نشيطا? على العمل بياض نهاره ،وعلى الفكر سواد ليله،
إن طعم تلذxذ ،وإن تلهى تروxح وتريض؛ لنه هكذا رأى أبويه وأقرباءه ،وهكذا يرى قومه الذين يعيش
بينهم .يراهم رجال? ونساءً ،أغنياء وفقراء ،ملوكا? وصعاليك ،ك̃لهم دائبي على العمال ،يفتخر منهم
كاسب الدينار بكد©ه وجده ،على مالك الليار إرثا? عن أبيه وجد©ه .نعم؛ يعيش العامل ناعم البال يس̈ره
النجاح ول تقبضه اليبة ،إنما ينتقل من عمل! إل غيه ،ومن فكر! إل آخر ،فيكون متلذذ?ا بآماله إن• ل
يسارعه السعد ف أعماله ،وكيفما كان يبلغ العذر عن نفسه والناس بجرد إيفائه وظيفة الياة؛ أي
العمل .ويكون فرحا? فخورا? نح أو ل ينجح ،لنxه بريء من عار العجز والبطالة.
أما أسي الستبداد ،فيعيش خامل? خامدا? ضائع القصد ،حائرا? ل يدري كيف ييت ساعاته
وأوقاته ويدرج أيامه وأعوامه ،كأنxه حريصٌ على بلوغ أجله ليستت تت التاب .ويطئ ،وال من
يظ̈ن أن xأكثر السراء ل سيما منهم الفقراء ل يشعرون بآلم السر .مستدل? بأنهم لو كانوا يشعرون
لبادروا إل إزالته ،والقيقة ف ذلك أنهم يشعرون بأكثر اللم ولكنهم ل يدركون ما هو سببها ،ومن
أين جاءتهم؟ فيى أحدهم نفسه منقبضا? عن العمل ،لنه غي أمي على اختصاصه بالثمرة .وربا ظن
السلب حقا? طبيعيا? للقوياء فيتمنى أن• لو كان منهم .ثم xيعمل تارة? ،ولكن؛ بدون نشاط ول إتقان،
فيفشل ضرورة? ،ول يدري أيضا? ما السبب ،فيغضب على ما يسميه سعدا? أو حظا? أو طالعا? أو قدرا.
والسكي من أين له أن يعرف أن xالنشاط والتقان ل يتأتيان إل مع لذة انتظار ناح العمل ،تلك اللذة
الت قدxر الكماء أنxها اللذة الكبى ،لستمرار زمانها من حي العزم إل تام العمل ،والسي ل
اطمئنان فيه على الستمرار ،ول تشجيع له على الصب واللد.
السي العذxب النتسب إل دين يسل&ي نفسه بالسعادة الخروية ،فيعدها بنان ذات أفنان
ونعيم مقيم أعدxه له الرحن ،ويبعد عن فكره أن xالدنيا عنوان الخرة ،وأن xربا كان خاسرا? الصفقتي،
بل ذلك هو الكائن غالبا .ولبسطاء السلم مسليات أظ̈نها خاصة بهم يعطفون مصائبهم عليها ،وهي
نو قولم :الدنيا سجن الؤمن ،الؤمن مصاب ،إذا أحب xال عبدا? ابتله ،هذا شأن آخر الزمان،
حسب الرء لقيماتٍ يقمن صلبه .ويتناسون حديث" :إن xال يكره العبد البط&ال" ،والديث الفيد معنى
"إذا قامت الساعة وف يد أحدكم غرسة? فليغرسها" ،ويتغافلون عن النص القاطع الؤجل قيام الساعة إل
ما بعد استكمال الرض زخرفتها وزينتها .وأين ذلك بعد؟
73
وك̈ل هذه السميات الثبطات تهون عند ذلك السم القاتل ،الذي يول الذهان عن التماس
معرفة سبب الشقاء ،فيفع السؤولية عن الستبدين ،ويلقيها على عاتق القضاء والقدر ،بل على عاتق
ال}سراء الساكي أنفسهم .وأعن بهذا السم ،فهم العوام ،وبله الواص ،لا ورد ف التوراة من نو:
"اخضعوا للسلطان ول سلطة إل من ال" ،و"الاكم ل يتقل&د السيف جزافا? ،إنه مقام للنتقام من أهل
الشر" ،وقد صاغ وعاظ السلمي ومد©ثوهم من ذلك قولم" :السلطان ظ̈ل ال ف الرض" ،و"الظال
سيف ال ينتقم به ،ثم xينتقم منه" ،و"اللوك ملهمون" .هذا وك̈ل ما ورد ف هذا العنى إن• صح xفهو مقيد
بالعدالة أو متمل للتأويل با يعقل ،وبا ينطبق على حكم الية الكرية الت فيها فصل الطاب،
وهي :أل لعنة ال على الظالي ،وآية فل عدوان إل على الظالي.
التبية علمٌ وعمل .وليس من شأن المم الملوكة شؤونها ،أن• يوجد فيها من يعلم التبية ول
من يعلمها .حتى إن xالباحث ل يرى عند السراء علما? ف التبية مدفونا? ف الكتب فضل? عن الذهان.
أما العمل ،فكيف يMتصوxر وجوده بل سبق عزم ،وهو بل سبق يقي ،وهو بل سبق علم .وقد ورد ف
الثر "النية سابقة العمل" .وورد ف الديث" :إنما العمال بالنيات" .بناءً عليه؛ ما أبعد الناس
الغصوبة إرادتهم ،الغلولة أيديهم ،عن توجيه الفكر إل مقصد مفيد كالتبية ،أو توجيه السم إل
عمل! نافع كتمرين الوجه على الياء والقلب على الشفقة.
نعم؛ ما أبعد السراء عن الستعداد لقبول التبية ،وهي قصر النظر على الاسن والع€بwر،
وقصر السمع على الفوائد وال€ك¢م ،وتعويد اللسان على قول الي ،وتعويد اليد على التقان ،وتكبي
النفس عن السفاسف ،وتكبي الوجدان عن نصرة الباطل ،ورعاية التتيب ف الشؤون ،ورعاية التوفي ف
الوقت والال .والندفاع بالكل&ية لفظ الشرف ،لفظ القوق ،ولماية الدين ،لماية الناموس،
ولب© الوطن ،لب© العائلة ،ولعانة العلم ،لعانة الضعيف ،ولحتقار الظالي ،لحتقار الياة .على
غي ذلك ما ل ينبت إل ف أرض العدل ،تت ساء الرية ،ف رياض التبيتي العائلية والقومية.
الستبداد يMضط̈ر الناس إل استباحة الكذب والتح̈يل والداع والن©فاق والتذلل .وإل مراغمة
الس© وإماتة النفس ونبذ الد وترك العمل ،إل آخره .وينتج من ذلك أن xالستبداد الشؤوم هو يتول
بطبعه تربية الناس على هذه الصال اللعونة .بناءً عليه ،يرى الباء أن xتعبهم ف تربية البناء التبية
الول على غي ذلك ل بد xأن• يذهب عبثا? تت أرجل تربية الستبداد ،كما ذهبت قبلها تربية آبائهم
لم ،أو تربية غيهم لبنائهم سدى.
ثم xإن xعبيد السلطان الت ل حدود لا هم غي مالكي أنفسهم ،ول هم آمنون على أنxهم يربون
أولدهم لم .بل هم يربون أنعاما? للمستبدين ،وأعوانا? لم عليهم .وف القيقة ،إن xالولد ف عهد
74
الستبداد ،هم سلسل من حديد يرتبط بها الباء على أوتاد الظلم والوان والوف التضييق .فالتوالد
من حيث هو زمن الستبداد حق ،والعتناء بالتبية حقٌ مضاعف! وقد قال الشاعر:
ل يMبك €ميتٌ ول يMفرح بولود€ إن• دام هذا ول تدث له غ€يwرٌ
وغالب ال}سراء ل يدفعهم للزواج قصد التوالد ،إنا يدفعهم إليه الهل الظلم ،وأنxهم حتى
الغنياء منهم مرومون من كل© اللذات القيقية :كلذة العلم وتعليمه ،ولذة الد والماية ،ولذة
اليثار والبذل ،ولذة إحراز مقام ف القلوب ،ولذة نفوذ الرأي الصائب ،ولذة ك€بwر النفس عند السفاسف،
إل غي ذلك من اللذات الروحية.
أما ملذات هؤلء التعساء فهي مقصورة على لذتي اثنتي؛ الول منها لذة الكل ،وهي جعلهم
بطونهم مقابر للحيوانات إن تيسxرت ،وإل فمزابل للنباتات ،أو بعلهم أجسامهم ف الوجود كما قيل:
أنابيب بي الطبخ و)الكنيف( ،أو جعلها معامل لتجهيز الخبثي .واللذة الثانية هي الرعشة باستفراغ
الشهوة ،كأن أجسامهم خلقت دمامل جرب على أديم الرض ،يطيب لا الك& ووظيفتها توليد
الصديد ودفعه .وهذا الشره البهيمي ف الب€عال هو ما يعمي السراء ويرميهم بالزواج والتوالد.
ال ع €ر ض – ز م ن ا ل ستب دا د -ك سائ ر
القوق غي مصون ،بل هو معرxض لتك الف}ساق من الستبدين والشرار من أعوانهم ،فإنهم ،كما أخب
القرآن عن الفراعنة ،يأسرون الولد ويستحيون النساء ،خصوصا? ف الواضر الصغية والقرى
الستضعف أهلها .ومن المور الشاهدة أن xالمم الت تقع تت أسر أمةٍ تغايرها ف السيماء ،ل يضي
عليها أجيال إل وتغشو فيها سيماء السرين :كسواد العيون ف السبانيول ،وبياض البشرة ف
الفريقيي .وعدم الطمئنان على الع€رض يMضعف الب الذي ل يت̈م إل بالختصاص ،ويMضعف لصقة
الولد بأزواج أمهاتهم ،فتضعف الغwية على تمل مشاق التبية ،تلك الغية الت لجلها شرxع ال
النكاح ،وحرxم الس©فاح.
للسعة والفقر أيضا? دخلٌ كبي ف تسهيل التبية ،وأين السراء من السعة؟! كما أن xلنتظام
العيشة ولو مع الفقر علقة قوية ف التبية ،ومعيشة ال}سراء أغنياء كانوا أو معدمي ،ك̃لها خللٌ ف
خلل ،وضيقٌ ف ضيق ،وذلك يعل السي هين النفس ،وهذا أول دركات النطاط ،يرى ذاته ل
يستح̈ق الزيد ف النعيم مطعما? ومشربا? وملبسا? ومسكنا? ،وهذا ثاني الدركات ويرى استعداده قاصرا? عن
التق&ي ف العلم ،وهذا ثالثها ،ويرى حياته على بساطتها ل تقوى إل بعاونة غيه له ،وهذا رابعها،
وهلم xجرا!.
75
بناءً عليه؛ ما أبعد ال}سراء عن النشاط للتبية ،ثم xلاذا يتحمxلون مشاق xالتبية ،وهم إن• نوxروا
أولدهم بالعلم جنوا عليهم بتقوية إحساسهم ،فيزيدونهم شقاءً ،ويزيدونهم بلءً ،ولذا ل غرو أن
يتار السراء الذين فيهم بقية من الدراك ،ترك أولدهم همل? ترفهم البلهة إل حيث تشاء.
وإذا افتكرنا كيف ينشأ السي ف البيت الفقي ،وكيف يتبxى،ند أنxه يMلق¿ح به ،وف الغالب
أبواه متناكدان متشاكسان ،ثم xإذا ترxك جنينا? حرxك شراسة أم©ه فتشتمه ،أو زاد آلم حياتها فتضربه،
فإذا ما ضيxقت عليه بطنها للفتها النناء خول? والتصرر صغارا? ،والتق̃لص لضيق فراش الفقر ،ومتى
ولدته ضغطت عليه بالقماط اقتصادا? وجهل? ،فإذا تأل¿م وبكى سدxت فمه بثديها ،أو قطعت نفسه خضا
أو بدوار السرير ،أو سقته مدرا? عجزا? عن نفقة الطبيب ،فإذا ما ف}ط€م ،يأتيه الغذاء الفاسد يضيق
معدته ،ويفسد مزاجه ،فإذا كان قوي البنية طويل العمر وترعرع ،يMمنع من رياضة اللعب لضيق
البيت ،فإذا سأل واستفهم ماذا وما هذا ليتعل&م ،يMزجwر ويلكم لضيق خMل}ق أبويه ،وإن جالسهما ليألف
العاشرة ،وينتفي عنه التوجس يبعدانه كي ل يقف على أسرارهما ،فيستقها منه اليان اللطاء،
فتنمى أعوان الظالي وما أكثرهم ،فإذا قويت رجله يMدفع به إل خارج الباب ،إل مدرسة اللفة على
القذارة ،وتعل&م صيغ الشتائم والسباب ،فإن• عاش ونشأ وMضع ف مكتب أو عند ذي صنعة ،فيكون أكب
القصد ربطه عن السراح والراح .فإذا بلغ الشباب ،ربطه أولياؤه على وتد الزواج كي ل يفر من
مشاكلتهم ف شقاء الياة ،ليجن هو على نسله كما جنى عليه أبواه ،ثم xهو يتول التضييق على نفسه
بأطواق الهل وقيود الوف ،ويتول الستبدون التضييق على عقله ولسانه وعمله وأمله.
وهكذا يعيش السي ف حي يكون نسمة ف ضيق وضغط ،يهرول ما بي عتبة هم Íووادي غم،Í
يود©ع سقما? ويستقبل سقما? إل أن يفوز بنعمة الوت مضيعا? دنياه مع آخرته ،فيموت غي آسف ول
مأسوف عليه.
وما أظلم من يؤاخذ السراء على عدم اعتنائهم بلوازم الياة .فالنظافة مثل? :لاذا يهتم بها
السي؟ هل لجل صحxته وهو ف مرض! مستمر؟ أم لجل لذxته وهو التأل كيفما تقل¿ب جسمه أو نظره؟
أم لجل ذوق من يالس أو يؤاكل ،وهو من عف¿ت نفسه صحبة الياة؟
ول يظنن xالطالع أن xحالة أغنياء السراء هي أق̈ل شر?ا من هذا؛ كل ،بل هم أشقى وأقل
عافية? ،وأقصر عمرا? من هذا ،إذا نقصتهم بعض النغ©صات ،تزيد فيهم مشاق التظاهر بالراحة والرفاه
والعزة والنعة ،تظاهرا? إن صح xقليله فكثيه الكاذب حلٌ ثقيل على عواتقهم كالسكران يتصاحى
فيMبتلى بالصداع ،أو كالعاهرة البائسة تتضاحك لتضي الزاني.
حياة السي تشبه حياة النائم الزعوج بالحلم ،فهي حياة ل روح فيها ،حياة وظيفتها تثيل
مندرسات السم فقط ،ول علقة لا بفظ الزايا البشرية ،وبناءً على هذا؛ كان فاقد الرية ل أنانية
76
له لنه ميتٌ بالنسبة لنفسه ،حي Åبالنسبة لغيه؛ كأنxه ل شيء ف ذاته ،إنxما هو شيء بالضافة .ومن
كان وجوده ف الوجود بهذه الصورة وهي الفناء ف الستبدين ،حق xله أن ل يشعر بوظيفة شخصية فضل
عن وظيفة اجتماعية .ولول أن• ليس ف الكون شيء غي تابع لنظام حتى الماد ،حتى فلتات الطبيعة
وال̈صدف الت هي مسببات لسباب نادرة ،لكمنا بأن xمعيشة السراء هي مض فوضى ،ل شبه
فوضى.
على أن xالتدقيق العميق ،يفيدنا بأن xللسراء ،قواني غريبة ف مقاومة الفناء يصعب ضبطها
وتعريفها ،إنا السي يرضعها مع لب أمه ،ويتبwى عليها ،وقد يبدع فيها بسائق الاجة ،ويكون
منهم الاذق فيها علما? ،الاهر ف تطبيقها عمل? ،هو الوف¿ق ف ميدان حرب الياة مع الذل ،كالنود
واليهود .والعاجز عنها ،إما جاهل هذا القانون أو العاجز فطرة? عن ات©باعه كالعرب مثل? ،فل يرج عن
كونه كرة يلعب بها صبيان الستبداد ،تارة? يضربون بها الرض أو اليطان ،وأما إذا كان عجزه كما
يقال عن عرق هاشي ،أي عن شيءٍ من كرامة نفس أو قوة إحساس أو جسارة جنان ،فيكون
كالجارة تتكسxر ول تلي.
قواني حياة السي هي مقتضيات الشؤون اليطة به ،الت تضطره لن يطبق إحساساته
عليها ،ويدب©ر نفسه على موجبها ،وذلك نو مقابلة التج̈بر عليه بالتذلل والتصاغر ،وتعديل الشدة
عليه بالتلين والطاوعة ،وإعطاء الطلوب منه بعد قليل! من التم̈نع ،ولو أن xالطلوب هو ابنه لزرة
الندية أو ابنته لفراش شيخ! شرير ،والطالبة ف القوق بصفة استعطاف كأنxه طالب صدقة ،وكسب
العاش مع شكاية الاجة ،وح€فظ الال بإخفائه عن العي ،والتعامي عن زل&ت الستبدين ،والتصامم
عن ساع ما يMهان به ،والتظاهر بفقد الس أو تعطيله بالخدرات القوية كالفيون والشيش ،وتعطيل
العقل بالتباله وست العلم بالتجاهل ،والرتداء بالتدين والرياء ،وتعويد اللسان على الزلقة ف عبائر
التصاغر والتمل&ق ،وعزو كل خي إل فضل الستبدين حتى إذا كان الي طبيعيا? نو مطر السماء،
فعزوه إل يMمن الكام أو دعاء الكهنة .ويسند كل xشر Íولو من نوع التس̃لط على العراض ،على
الستحقاق من جانب ال .إل غي ذلك من أحكام ذلك القانون ،الذي رؤوس مسائله فقط تل القارئ
فضل? عن تفصيلتها.
إن xأخوف ما يافه السي هو أن يظهر عليه أثر نعمة ال ف السم أو الال ،فتصيبه عي
الواسيس )وهذا أصل عقيدة إصابة العي(! أو أن يظهر له شأن ف علم! أو جاهٍ أو نعمةٍ مهمة ،فيسعى
به حاسدوه إل الستبد© )وهذا أصل شر السد الذي يMتعوxذ منه(! وقد يتحيل السي على حفظ ماله
الذي ل يكنه إخفاؤه كالزوجة الميلة ،أو الدابة الثمينة ،أو الدار الكبية ،فيحميها بإسناد الشؤم،
)وهذا أصل التشاؤم بالقدام والنواصي والعتاب(.
77
ومن غريب الحوال أن xال}سراء يبغضون الستبد ،xول يقوون على استعمالم معه البأس
الطبيعي الوجود ف النسان إذا غضب ،فيصرفون بأسهم ف وجهة أخرى ظلما :فيMعادون من بينهم فئة
مستضعفة? ،أو الغرباء ،أو يظلمون نساءهم ونو ذلك .ومwثwل}هم ف ذلك مثل الكلب الهلية ،إذا أريد
منها الراسة والشراسة ،فأصحابها يربطونها نهارا? ويطلقونها ليل? فتصي شرسة عقورة ،وبهذا التعليل
تعل¿ل جسارة السراء أحيانا? ف مارباتهم ،ل أنها جسارة عن شجاعة .وأحيانا? تكون جسارة السراء
عن التناهي ف البانة أمام الستبد© الذي يسوقهم إل الوت ،فيطيعونه انذعارا? كما تطيع الغنمة الذئب
فتهرول بي يديه إل حيث يأكلها.
وقد اتxضح ما تقدxم أن xالتبية غي مقصودة ،ول مقدورة ف ظلل الستبداد إل ما قد يكون
بالتخويف من القوة القاهرة ،وهذا النوع يستلزم انلع القلوب ل تزكية النفوس .وقد أجع علماء
الجتماع والخلق والتبية على أن xالقناع خي من التغيب فضل? عن التهيب ،وإن xالتعليم مع
الرية بي العل¤م والتعل¤م أفضل من التعليم مع الوقار ،وأن xالتعليم عن رغبة ف التك̈مل أرسخ من العلم
الاصل طمعا? ف الكافأة ،أو غية من القران .وعلى هذه القاعدة بنوا قولم :إن xالدارس تقلل
النايات ل السجون ،وقولم :إن xالقصاص والعاقبة قل¿ما يفيدان ف زجر النفس كما قال الكيم
العربي:
ما ل يكن منها لا زاجرM ل ترجع النفس عن غيها
ومن يتأمل جيد?ا ف قوله تعال :ولكم ف القصاص حياة jيا أولي اللباب ملحظا? أن xمعنى
القصاص لغة :هو التساوي مطلقا? ،ل
مقصورا? على العاقبة بالثل ف النايات
فقط ،ويدقق النظر ف القرآن الكريم
وسائر الكتب السماوية ،ويتxبع مسالك
ال ر¨ س ل ال ع ظا م – عليه م ال ص ل ة وال س ل م-
يرى أن xالعتناء ف طريق الداية فيها منصرفٌ إل القناع ،ثم xإل الطماع عاجل? أو آجل? ،ثم xإل
التهيب الجل غالبا? ومع ترك أبواب تMدلي إل النجاة.
ثم xإن xالتبية الت هي ضال&ة المم ،وفقدها هي الصيبة العظيمة ،الت هي السألة
الجتماعية؛ حيث النسان يكون إنسانا? بتبيته ،وكما يكون الباء يكون البناء ،وكما تكون الفراد
تكون المة ،والتبية الطلوبة هي التبية الرتxبة على إعداد العقل للتمييز ،ثم xعلى حسن التفهيم
والقناع ،ثم xعلى تقوية المة والعزية ،ثم xعلى التمرين والتعويد ،ثم xعلى حسن القدوة والثال ،ثم
على الواظبة والتقان ،ثم xعلى التوسط والعتدال ،وأن• تكون تربية العقل مصحوبة? بتبية السم،
78
لنهما متصاحبان صحة واعتلل? ،فإنه يقتضي تعويد السم على النظافة وعلى تمل الشاق ،والهارة
ف الركات ،والتوقيت ف النوم والغذاء والعبادة ،والتتيب ف العمل وف الرياضة والراحة .وأن تكون
تلكما التبيتي مصحوبتي أيضا? بتبية النفس على معرفة خالقها ومراقبته والوف منه .فإذا كان ل
مطمع ف التبية العامة على هذه الصول بانع طبيعة الستبداد ،فل يكون لعقلء البتلي به إل أن
يسعوا أول? وراء إزالة الانع الضاغط على هذه العقول ،ثم xبعد ذلك يعتنوا بالتبية؛ حيث يكنهم
حينئذٍ أن ينالوها على توالي البطون ،وال الوفق.
79
الستبداد والتقKي
الركة سMنxة jدائبة jف الليقة بي شخوص! وهبوط .فالتق&ي هو الركة اليوية؛ أي حركة
الشخوص ،ويقابله البوط وهو الركة إل الوت أو النلل أو الستحالة أو النقلب.
وهذه ال̈سنة كما هي عاملة ف الادة وأعراضها ،عاملة أيضا? ف الكيفيات ومرك¿باتها ،والقول
الشارح لذلك آية :يMخر›ج الي xمن اليت ويMخرج اليت من الي ،وحديث" :ما ت xأمرٌ إل وبدا
نقصه" ،وقولم" :التاريخ يعيد نفسه" .وحكمهم بأن xالياة والوت حق&ان طبيعيان.
وهذه الركة السمية والنفسية والعقلية ل تقتضي السي إل النهاية شخوصا? أو هبوطا?؛ بل
هي أشبه بيزان الرارة ،ك̈ل ساعة ف شأن ،والعبة ف الكم للوجهة الغالبة ،فإذا رأينا آثار حركة
التق&ي هي الغالبة على أفرادها ،حكمنا لا بالياة ،ومتى رأينا عكس ذلك قضينا عليها بالوت.
المة هي مموعة أفراد يمعها نسب أو وطن أو لغة أو دين ،كما أن xالبناء مموع أنقاض،
فحسبما تكون النقاض جنسا? وجال? وقوة? يكون البناء ،فإذا ترق¿ت أو انط¿ت المة ترق¿ت هيئتها
الجتماعية ،حتى إن xحالة الفرد الواحد من المة تؤث©ر ف مموع تلك المة .كما إذا لو اختل¿ت حجرة
من حصن يت̈ل مموعه وإن• كان ل يشعر بذلك ،كما لو وقفت بعوضة على طرف سفينة عظيمة
أثقلتها وأمالتها وإن• ل يMدرwك ذلك بالشاعر .وبعض السياسيي بنى على هذه القاعدة :أنxه يكفي المة
رقيا? أن يتهد ك̈ل فرد منها ف ترقية نفسه بدون أن يفتكر ف ترق&ي مموع المة.
التق&ي اليوي الذي يتهد فيه النسان بفطرته وهمته هو أول? :التق&ي ف السم صحة
وتل̈ذذا? ،ثانيا :التق&ي ف القوة بالعلم والال ،ثالثا? :التق&ي ف النفس بالصال والفاخر ،رابعا? :التق&ي
بالعائلة استئناسا? وتعاونا? ،خامسا :التق&ي بالعشية تناصرا? عند الطوارئ ،سادسا? :التق&ي بالنسانية،
وهذا منتهى التق&ي.
وهناك نوعٌ آخر من التق&ي ويتعلق
بالروح وبالكمال ،وهو أن xالنسان يمل
نفسا? ملهمة بأن xلا وراء حياتها هذه حياة
أخرى يتق&ى بها على سل&م العدل
وال ر ح ة وا ل سنا ت .فأ ه ل ا ل ديا ن – ما ع دا
أهل التوراة -يؤمنون بالبعث أو التناسخ ،فيأتون بالعدل والرحة رجاء الكافأة أو خوف الازاة ،وهم
80
من قبيل الطبيعيي يعتبون أنفسهم مديني للنسانية بفظها تاريخ الياة الطبيعية ،فيلتزمون
بدمتها اهتماما? بياتهم التاريية ب}سن الذكر أو قبحه.
وهذه التق&يات ،على أنواعها الستة ،ل يزال النسان يسعى وراءها ما ل يعتضه مانع غالب
يسلب إرادته ،وهذا الانع إمxا هو القدر التوم ،السمى عند البعض بالعجز الطبيعي ،أو هو الستبداد
الشؤوم .على أن xالقدر يصدم سي التق&ي لة? ،ثم xيطلقه فيك̈ر راقيا? .وأما الستبداد فإنxه يقلب السي
من التق&ي إل النطاط ،ومن التقدم إل التأخر ،من النماء إل الفناء ،ويلزم المة ملزمة الغريم
الشحيح ،ويفعل فيها دهرا? طويل? أفعاله الت تقدxم وصف بعضها ف الباث السابقة ،أفعاله الت
تبلغ بالمة حط&ة العجماوات فل يهمها غي حفظ حياتها اليوانية فقط ،بل قد تبيح حياتها هذه
الدنيئة أيضا? الستبداد إباحة? ظاهرة أو خفية .ول عار على النسان أن• يتار الوت على الذل ،وهذه
سباع الطي والوحوش إذا أ}س€رwت كبية قد تأبى الغذاء حتى الوت.
وقد يبلغ فعل الستبداد بالمة أن يو©ل ميلها الطبيعي من طلب التق&ي إل التس̃فل ،بيث
لو دMف€عwت إل الر©فعة لبت وتأل¿مت كما يتأل¿م الجهر من النور ،وإذا أ}لز›مwت بالرية تشقى ،وربا تفنى
كالبهائم الهلية إذا أ}طل€ق سراحها .عندئذٍ يصي الستبداد كالعلق يطيب له القام على امتصاص دم
المة ،فل ينفك˜ عنها حتى توت ويوت هو بوتها.
وتوصف حركة التق&ي والنطاط ف الشؤون اليوية للنسان؛ أنها من نوع الركة الدودية،
الت تصل بالندفاع والنقباض ،وذلك أن xالنسان يولد وهو أعجز حراكا? وإدراكا? من كل© حيوان ،ثم
يأخذ ف السي ،تدفعه الرغائب النفسية والعقلية وتقبضه الوانع الطبيعية والزاحة .وهذا س̈ر أن
النسان ينتابه الي والشر .وهو س̈ر ما ورد ف القرآن الكريم من ابتلء ال الناس بالي والشر ،وهو
معنى ما ورد ف الثر بأن xالي مربوط بذيل الشر ،والشر مربوط jبذيل الي ،وهو الراد من أقوال
الكماء نو :على قدر النعمة تكون النقمة ،على قدر المم تأتي العزائم ،بي السعادة والشقاء حرب
س€جال ،العاقل من يستفيد من مصيبته ،والكي©س من يستفيد من مصيبته ومصيبة غيه ،والكيم من
يبتهج بالصائب ليقطف منها الفوائد ،ما كان ف الياة لذة لو ل يتخللها آلم.
فإذا تقرر هذا فليعلم أيضا? أن xسبيل النسان هو الرقي ،ما دام جناحا الندفاع والنقباض فيه
متوازيي كتوازن اليابية والسلبية ف الكهربائية ،وسبيله القهقرى إن غلبته الطبيعة أو الزاحة .ثم
إن xالندفاع إذا غلب فيه العقل النفس ،كانت الوجهة إل الكمة ،وإن• غلبت النفس العقل ،كانت
الوجهة إل الزيغ .أما النقباض؛ فالعتدل منه هو السائق للعمل ،والقوي منه مMهل€ك jللحركة،
والستبداد الشؤوم الذي نبحث فيه هو قابض ضاغط مسكن ،والبتلون به هم الساكي .نعم :أسراء
الستبداد أح̈ق بوصف الساكي من عجزة الفقراء.
81
ولو ملك الفقهاء حرية النظر لرجوا من الختلف ف تعريف الساكي الذين جعل لم ال
نصيبا? من الزكاة فقالوا :هم عبيد الستبداد ،ولعلوا كف¿ارات فك ¤الرقاب تشمل هذا الرق الكب.
أ}سراء الستبداد حتى الغنياء منهم ك̃لهم مساكي ل حراك فيهم ،يعيشون منحط&ي ف
الدراك ،منحط¤ي ف الحساس ،منحط&ي ف الخلق .وما أظلم توجيه اللوم عليهم بغي لسان الرأفة
والرشاد ،وقد أبدع من شبxه حالتهم بدود تت صخرة ،فما أليق باللئمي أن يكونوا مشفقي يسعون
ف رفع الصخرة ولو حتا? بالظافر ذرxة? بعد ذرة.
وقد أجع الكماء على أن xأهم ما يب عمله على الخذين بيد المxة ،الذين فيهم نسمة
مروءة وشرار حية ،الذين يعرفون ما هي وظيفتهم بإزاء النسانية ،اللتمسي لخوانهم العافية ،أن
يسعوا ف رفع الضغط عن العقول لينطلق سبيلها ف النمو© فتمز©ق غيوم الوهام الت تطر الخاوف ،شأن
الطبيب ف اعتنائه أول? بقوة جسم الريض ،وأن يكون الرشاد متناسبا? مع الغفلة خف¿ة? وقوة :كالساهي
ينب©هه الصوت الفيف ،والنائم يتاج إل صوتٍ لقوى ،والغافل يلزمه صياحٌ وزجر .فالشخاص من
هذا النوع الخي ،يقتضي ليقاظهم الن بعد أن ناموا أجيال? طويلة أن يسقيهم النطاسي البارع مرا? من
الزواجر والقوارس عل¿هم يفيقون ،وإل فهم ل يفيقون ،حتى يأتي القضاء من السماء :فتبق السيوف،
وترعد الدافع وتطر البنادق ،فحينئذٍ يصحون ،ولكن؛ صحوة الوت!.
بعض الجتماعيي ف الغرب يرون أن xالد©ين يؤث©ر على التق&ي الفرادي ،ثم xالجتماعي تأثيا
معط¤ل? كفعل الفيون ف الس© ،أو حاجبا? كالغيم يغشى نور الشمس .وهناك بعض الغلة يقولون :الدين
والعقل ضدان متزاحان ف الرؤوس ،وإن xأول نقطة من التق&ي تبتدئ عند آخر نقطة من الدين .وإن
أصدق ما يMستد̈xل به على مرتبة ال̈رقي والنطاط ف الفراد أو ف المم الغابرة والاضرة ،هو مقياس
الرتباط بالدين قوة? وضعفا.
هذه الراء ك̃لها صحيحة ل مال للرد© عليها ،ولكن؛ بالنظر إل الديان الرافية أساسا? أو
الت ل تقف عند ح ©د الكمة ،كالدين البن على تكليف العقل بتص̈ور أن xالواحد ثلثة والثلثة واحد.
لن xمرxد الذعان لا يعقل برهان على فساد بعض مراكز العقل ،ولذا أصبح العال التمدن يعد
النتساب إل هذه العقيدة من العار؛ لنه شعار ال}مق.
أما الديان البنية على العقل الض كالسلم الوصوف بدين الفطرة ،ول أعن بالسلم ما
يدين به أكثر السلمي الن ،إنxما أريد بالسلم :دين القرآن؛ أي الدين الذي يقوى على فهمه من
القرآن ك̈ل إنسان! غي مقيxد الفكر بتف̈صح زيد أو ت̃كم عمرو.
فل شك أن xالد©ين إذا كان مبنيا? على العقل ،يكون أفضل صارف للفكر عن الوقوع ف مصائد
الخر©في ،وأنفع وازع بضبط النxفس من الشطط ،وأقوى مؤث©ر لتهذيب الخلق ،وأكب معي على ت̈مل
82
مشاق الياة ،وأعظم منش©ط على العمال الهمxة الطرة .وأجل xمثب©ت على البادئ الشريفة ،وف
النتيجة يكون أصح xمقياس يMستد̈ل به على الحوال النفسية ف المم والفراد رقيا? وانطاطا.
هذا القرآن الكريم إذا أخذناه وقرأناه بالتروي ف معاني ألفاظه العربية وأسلوب تركيبه
القرشي ،مع تف̈هم أسباب نزول آياته وما أشارت إليه ،ومع التب̈صر ف مقاصده الدقيقة وتشريعه
السامي ،ومع أخذ بعض التوضيحات من ال̈سنxة العملية النبوية أو الجاع إن وجدا ،وقل¿ما يوجدان،
حك¢م! يتلق&اها العقل بالجلل والعظام ،إل درجة انقياد
فحينئذٍ ل نرى فيه من أول¤ه إل آخره غي €
لك¢م ح€ك¢مٌ عزيزة إلية ،وأن xالذي أنزلا ال على قلبه
العقل طوعا? أو كرها? لليان إجال? بأن xتلك ا €
هو افضل من أرسله ال مرشدا? لعباده.
وتوضيح ذلك :أن xالناظر ف القرآن حق النظر يرى أنxه ل يكل¤ف النسان قط& بالذعان لشيء
فوق العقل ،بل يذ©ره وينهاه من اليان ات©باعا? لرأي الغي أو تقليدا? للباء .ويراه طافحا? بالتنبيه إل
أعمال النسان فكره ونظره ف هذه الكائنات وعظيم انتظامها ،ثم xالستدلل بذلك إل أن xلذه الكائنات
صانعا? أبدعها من العدم ،ثم xالنتقال إل معرفة الص©فات الت يستلزم العقل أن يكون هذا الصانع متxص€فا
بها ،أو منزxها? عنها ،ثم xيرى القرآن يعل¤م النسان بعض أعمال وأحكام وأوامر ونواهي كل&ها ل تبلع
الائة عددا? ،وك̃لها بسيطة معقولة ،إل قليل? من المور التع̈بدية الت شMر©عت لتكون شعارا? يعرف به
السلم أخاه ،أو يستطلع من خلل قيامه بها أو تهاونه فيها أخلقه ،فيستد̈ل مثل? بالتكاسل عن
الصلة على ف¢قد €النشاط ،وبتك الصوم على عدم الصب ،وبال̈سكر على غلبة النفس والعقل ونو ذلك.
وكفى بالسلمية رقيا? ف التشريع ،رقيها بالبشر إل منزلة حصرها أسارة النسان ف جهة
شريفة واحدة وهي )ال( ،وعتقها عقل البشر عن تو̈هم وجود قوة ما ،ف غي ال ،من شأنها أن تأتي
للنسان بي! ما ،أو تدفع عنه شرا? ما .فالسلمية تعل النسان ل يرجو ول يهاب من رسول! أو
نب ،أو ملكٍ أو فلك ،أو ولي Íأو جني ،أو ساحر! أو كاهن ،أو شيطان! أو سلطان.
وأعظم بهذا التعليم الذي يرمي النسان عن عاتقه جبال? من الوف والوهام واليالت،
جبال? اعتقلها منذ كان يسرح مع الغيلن ،أو ورثها من أبيه آدم الذي طغاه شيطان النفس .أو ليس
العتيق من الوهام يصبح صحيح العقل ،قوي الرادة ،ثابت العزية ،قائده الكمة ،سائقه الوجدان،
فيعيش حرا? ،فرحا? صبورا? فخورا .ل يبالي حتى بالوت لعلمه بالسعادة الت يستقبلها ،الت يث©لها له
القرآن بالنان ،فيها الروح والريان ،والور والغلمان ،فيها كل مل تشتهي النفس وتق̈ر به
العينان؟!
وأظ̈ن أن هؤلء النكرين فائدة الدين ،ما أنكروا ذلك إل من عدم اط¤لعهم على دين! صحيح مع
يأسهم من إصلح ما لديهم ،عجز?ا عن مقاومة أنصار الفساد .وإذا نظرنا ف أن xهؤلء أنفسهم هم ف آن
83
واحد يشددون النxكي على الد©ين من جهة ،قائلي :إن xضرره أكب من نفعه ،ويهيجون من جهةٍ أخرى
مؤث©رات أدبية وهمية مضا? يرون أنه ل ب xد منه ف بناء المم ،وذلك مثل حب© الوطن وخيانته ،وحب
النسانية والساءة إليها وال̈سمعة السنة وعكسها ،والذ©كر التاريي بالي أو الشxر ونو ذلك ما هو
ل شيء ف ذاته ،ول شيء أيضا? بالنسبة
إل تأثي طاعة ال والوف منه ،لن
)ال( حقيقة ل ريب فيها ،بل ول خلف
إل ف الساء بي )ال( وبي )مادة( أو
)طبيعة( .ولول أن xالاديي والطبيعيي
يأبون الستسال ف البحث ف صفات ما
ي س م ون ه ما د ة أ و طبي ع ة ،للت ق وا – و ل ش ك-
مع السلم ف نقطة واحدة ،فارتفع اللف العلمي وأسلم الك̈ل ل.
وعلى ذكر اللوم الرشادي لح لي أن• أصو©ر الرقي والنطاط ف النxفس ،وكيف ينبغي للنسان
العاقل أن يعاني إيقاظ قومه ،وكيف يرشدهم إل أنهم خMل€قوا لغي ما هم عليه من الصxب على ال̈ذل
والسxفالة ،فيذك¤رهم ،وير©ك قلوبهم ،ويناجيهم ،وينذرهم بنحو الطابات التية:
"يا قوم :Mينازعن وال الشعور ،هل موقفي هذا ف جع حي Íفأحييه بالسلم؟ أم أنا أخاطب
أهل القبور فأحييهم بالرحة؟ يا هؤلء ،لستم بأحياء عاملي ،ول أموات مستيي ،بل أنتم بي
بي :ف برزخ! يسمى التن̈بت ،ويصرح تشبيهه بالنوم! يا رباه :إني أرى أشباح أناس يشبهون ذوي
الياة ،وهم ف القيقة موتى ل يشعرون ،بل هم موتى؛ لنهم ل يشعرون".
"يا قوم :هداكم ال ،إل متى هذا الشقاء الديد والناس ف نعيم! مقيم ،وعز Íكريم ،أفل تنظرون؟
وما هذا التأ̈خر ،وقد سبقتكم القوام ألوف مراحل ،حتى صار ما بعد ورائكم أماما! أفل تتبعون؟ وما
هذا النفاض والناس ف أوج الرفعة ،أفل تغارون؟ أناشدكم ال؛ هل طابت لكم طول غيبة الصواب
عنكم؟ أم أنتم كأهل ذلك الكهف ناموا ألف عام ثم xقاموا ،وإذا بالدنيا غي الدنيا ،والناس غي الناس،
فأخذتهم الدهشة والتزموا السكون؟".
"يا قوم :وقاكم ال من الشر ،أنتم بعيدون عن مفاخر البداع وشرف القدوة ،مMبتلون بداء
التقليد والتبعية ف كل© فكر! وعمل ،وبداء الرص على كل© عتيق كأنxكم خMل€قتم للماضي ل للحاضر:
تشكون حاضركم وتسخطون عليه ،ومن لي أن تدركوا أن xحاضركم نتيجة ماضيكم ،ومع ذلك أراكم
تقل¤دون أجدادكم ف الوساوس والرافات والمور السافلت فقط ،ول تقل¤دونهم ف مامدهم! أين الدين؟
84
أين التبية؟ أين الحساس؟ أين الغية؟ أين السارة؟ أين الثبات؟ أين الرابطة؟ أين النعة؟ أين
الشهامة؟ أين النخوة؟ أين الفضيلة؟ أين الواساة؟ هل تسمعون؟ أم أنتم صMم Åلهون؟"
يا قوم :Mعافاكم ال ،إل متى هذا النوم؟ وإل متى هذا التق̃لب على فراش البأس ووسادة
اليأس؟ أنتم مفتxحة jعيونكم ولكنكم نيام ،لكم أبصار ولكنكم ل تنظرون ،وهكذا ل تعمى البصار،
ولكن•؛ تعمى القلوب الت ف الصدور! لكم سعٌ ولسانٌ ولكنكم صMم ÅبMكمٌ ،ولكم شبيه الس© ولكنكم ل
تشعرون به ما هي اللذائذ حقا? وما هي اللم ،ولكم رؤوسٌ كبية ولكنها مشغولة بزعجات الوهام
والحلم ،ولكم نفوسٌ ح̃قها أن تكون عزيزة ،ولكن•؛ أنتم ل تعرفون لا قدرا? ومقاما".
"يا قوم :Mقاتل ال الغباوة ،فإنها تل القلوب رعبا? من ل شيء ،وخوفا? من كل© شيء ،وتفعم
الرؤوس تشويشا? وسخافة .أليست هي
الغباوة جعلتكم كأنكم قد مسxكم
الشيطان ،فتخافون من ظل¤كم وترهبون
من قوتكم ،وتيشون منكم عليكم جيوشا
ليقتل بعضكم بعضا?؟ تتامون على الوت
خ و ف ا ل و ت ،و ت سب و ن – ط و ل ال ع م ر-
فكركم ف الد©ماغ ونطقكم ف اللسان وإحساسكم ف الوجدان خوفا? من أن يسجنكم الظالون ،وما يسجنون
غي أرجلكم أياما? ،فما بالكم يا أحلس النساء مع الذل تافون أن تصيوا جMل¿س الرجال ف
السجون؟"
"يا قوم :أ}عيذكم بال من فساد الرأي ،وضياع الزم ،وفقد الثقة بالنفس ،وترك الرادة
للغي ،فهل ترون أثرا? لل̈رشد ف أن يوك¤ل النسان عنه وكيل? ويMطلق له التص̈رف ف ماله وأهله ،والتح̃كم
ف حياته وشرفه والتأثي على دينه وفكره ،مع تسليف هذا الوكيل العفو عن كل© عبثٍ وخيانة وإسراف
وإتلف؟ أم ترون أن xهذا النوع من النة به أن يظلم النسان نفسه؟ هل خلق ال لكم عقول? لتفهموا به
ل ل يwظلم الناس شيئا? ولكن xالناس أنفسهم يظلمون.
كل xشيء؟ أم لتهملوه كأنxه ل شيء؟ إن xا ¢
"يا قوم :شفاكم ال ،قد ينفع اليوم النذار واللوم ،وأما غدا? إذا حل xالقضاء ،فل يبقى لكم
غي الندب والبكاء .فإل متى هذا التخادع والتخاذل؟ وإل متى هذا الهمال؟ هل طاب لكم النوم على
الوسادة اللينة ،وسادة المول؟ أم طاب لكم السكون وتو̈دون لو تسكنون القبور؟ أم عاهدت أنفسكم أن
تصلوا غفلة الياة بالمات ،فل تفيقوا من ال̈سبات قبل صباح يوم النشور ،يوم تعلو السيوف رقابكم
وتصمي الدافع آذانكم فتمسون الذل&ء حقا? ،وحق xلكم أن تذلوا؟".
85
"يا قوم :Mرحكم ال ،ما هذا الرص على حياةٍ تعيسةٍ دنيئة ل تلكونها ساعة! ما هذا
الرص على الراحة الوهومة وحياتكم ك̃لها تعبٌ ونصwب! هل لكم ف هذا الصxب فخرٌ أو لكم عليه
ل ساء ما تتوهمون ،ليس لكم إل القهر ف الياة ،وقبيح الذ©كر بعد المات؛ لنxكم ما
أجر؟ كل&؛ وا €
أفدت الوجود شيئا .بل أتلفتم ما ورثتم عن السلف وصرت بئس الواسطة للخwل¢ف .ألستم يا ناس مديوني
للسلف بكل© ما أنتم فيه من التق&ي عن إنسان الغابات؟ فإذا ل تكونوا أهل? للمزيد فكونوا أخل
للح€ف¡ظ ،وهذه العجماوات تنقل رقيها لنسلها بأمانة".
"يا قوم :Mحاكم ال ،قد جاءكم الستمتعون من كل© حدبٍ ينسلون ،فإن وجدوكم أيقاظا
عاملوكم كما يتعامل اليان ويتجامل القران ،وإن وجدوكم رقودا? ل تشعرون سلبوا أموالكم ،وزاحوكم
على أرضكم ،وتيxلوا تذليلكم ،وأوثقوا ربطكم ،واتxخذوكم أنعاما? ،وعندئذٍ لو أردت حراكا? ل تقوون،
بل تدون القيود مشدودة? والبواب مسدودة ل ناة ول مرج".
"يا قوم :Mهوxن ال مصابكم ،تشكون من الهل ول تنفقون على التعليم نصف ما تصرفون على
التدخي ،تشكون من الك¿ام ،وهم اليوم منكم ،فل تسعون ف إصلحهم ،تشكون فقد الرابطة ،ولكم
روابط من وجوهٍ ل تفك¤رون ف إحكامها .تشكون الفقر ول سبب له غي الكسل .هل ترجون الصxلح وأنتم
يMخادع بعضكم بعضا? ول تدعون إل أنفسكم؟ .ترضون بأدنى العيشة عجزا? تMسمونه قناعة ،وتهملون
شؤونكم تهاونا? تMسمونه تو̃كل! تو©هون على جهلكم السباب بقضاء ال وتدفعون عار السببات بعطفها
على القدر ،أل وال ما هذا شأن البشر!".
"يا قوم :Mسامكم ال ،ل تظلموا القدار ،وخافوا غية النعم البار .أل يلقكم أكفاءً أحرارا
طلقاء ل يثقلكم غي النور والنسيم ،فأبيتم إل أن تملوا على عواتقكم ظلم الضعفاء وقهر القوياء؟! لو
شاء كبيكم أن يMحم©ل صغيكم كرة الرض لنى له ظهره ،ولو شاء أن يركبه لطأطأ له رأسه .ماذا
استفدت من هذا الضوع والشوع لغي ال؟ وماذا ترجون من تقبيل الذيال والعتاب وخفض الصوت
ونكس الرأس؟ أليس منشأ هذا الصغار كل¤ه هو ضعف ثقتكم بأنفسكم ،كأن©كم عاجزون عن تصيل ما
تقوم به الياة ،وحسب الياة ل}قيماتٍ من نباتٍ يقمن ضلع ابن آدم ،وقد بذلا الل&ق لضعف
اليوان ،وهذه الوحوش تد فرائسها أينما حل¿ت ،وهذه الوام ل تفقد قوتها؟ فما بال الرxجل منكم
يضع نفسه مقام الطفل الذي ل ينال حاجته إل بالتذ̃لل والبكاء ،أو موضع الشيخ الفاني الذي ل ينال
حاجته إل بالتم̃لق وال̈دعاء؟".
"يا قوم :رفع ال عنكم الكروه ،ما هذا التفاوت بي أفرادكم وقد خلقكم ربكم أكفاء ف البنية،
أكفاء ف القوة ،أك¤فاء ف الطبيعة ،أكف¿اء ف الاجات ،ل يفضل بعضكم بعضا? إل بالفضيلة ،ل ربوبية
بينكم ول عبودية؟ وال؛ ليس بي صغيكم وكبيكم غي برز !خ من الوهم .ولو درى الصغي بوهمه،
86
العاجز بوهمه ،ما ف النفس الكبي التآله من الوف منه لزال الشكال وقضي المر الذي فيه تشقون!
يا أعزاء اللقة ،جهلء القام ،كان الناس ف دور المجية ،فكان دMهاتهم بينهم آلة وأنبياء ،ثم xترق&ى
الناس ،فهبط هؤلء لقام البابرة والولياء ،ثم xزاد الرقي فانط¿ أولئك إل مرتبة ال}ك¿ام والكماء،
حتى صار الناس ناسا? فزال العماء ،وانكشف الغطاء ،وبان أن xالكل xأكفاء .فأناشدكم ال ف أي الدوار
أنتم؟ أل تفك¤رون؟".
"يا قوم :Mجعلكم ال من الهتدين ،كان أجدادكم ل ينحنون إل ركوعا? ل ،وأنتم تسجدون
لتقبيل أرجل النع€مي ولو بلقمةٍ مغموسةٍ بدم الخوان ،وأجدادكم ينامون ف قبورهم مستوين أعزاء،
وأنتم أحياء معوxجة رقابكم أذل&ء! البهائم تو̈د لو تنتصب قاماتها وأنتم من كثرة الضوع كادت تصي
أيديكم قوائم .النبات يطلب العلو وأنتم تطلبون النفاض .لف¢ظ¢تكم الرض لتكونوا على ظهرها وأنتم
حريصون على أن تنغرسوا ف جوفها ،فإن• كانت بطن الرض بغيتكم ،فاصبوا قليل? لتناموا فيها
طويل".
"يا قوم :Mألمكم ال الرشد ،متى تستقيم قاماتكم وترتفع من الرض إل السماء أنظاركم،
وتيل إل التعالي نفوسكم ،فيشعر أحدكم بوجوده ف الوجود ،فيعرف معنى النانية ليستقل بذاته
لذاته ،ويلك إرادته واختياره ويثق بنفسه وربه ،ل يتك¤ل على أحد من خلق ال ات©كال الناقص ف
اللق على الكامل فيه ،أو ات©كال الغاصب على مال الغافل أو الكل© على سعي العامل ،بل يرى أحدكم
نفسه إنسانا? كريا? يعتمد على البادلة والتعاوض فيسلف ،ثم xيستوف ،ويستوف على أن يفي ،بل ينظر
ف نفسه أنxه هو المة وحده ،وما أجدر بأحدكم أن يعمل لدنياه بنفسه لنفسه ،فل يتxكل على غيه،
كما يعمل النسان ليعبد ال بشخصه ل ينيب عنه غيه؟ فإذا فعلتم ذلك أظهر ال بينكم ثرة التضامن
بل اشتاط ،والتقاضي بل ماشرة ،فتصيون بنعمة ال إخوانا".
"يا قوم :أبعد ال عنكم الصائب وبصxركم بالعواقب .إن كانت الظال غل¿ت أيديكم ،وضيxقت
أنفسكم ،حتى صغرت نفوسكم ،وهانت عليكم هذه الياة وأصبحت ل تساوي عندكم الهد والد
وأمسيتم ل تبالون أتعيشون أم توتون ،فهل& أخبتوني لاذا تك¤مون فيكم الظالي حتى ف الوت؟
أليس لكم من اليار أن توتوا كما تشاؤون ،ل كما يشاء الظالون؟ هل سلب الستبداد إرادتكم حتى ف
الوت؟ كل وال :إن أنا أحببت الوت أموت كما أحب ،لئيما? أو كريا? ،حتفا? أو شهيدا? ،فإن كان
الوت ول بد ،xفلماذا البانة؟ وإن أردت الوت ،فليكن اليوم قبل الغد ،ولكن بيدي ل بيد عمرو.
أليس:
كطعم الوت ف أمر! عظيم› وطعم الوت ف أمر! صغي
87
"يا قوم :Mأناشدكم ال ،أل أقول حقا? إذا قلت Mإنxكم ل ت̈بون الوت ،بل تنفرون منه ،ولكنكم
تهلون الطريق فتهربون من الوت إل الوت ،ولو اهتديتم إل السبيل لعلمتم أن xالرب من الوت
موتٌ ،وطلب الوت حياة ،ولعرفتم أن xالوف من التعب تعبٌ ،والقدام على التعب راحة ،jولفطنتم
إل أن xالرية هي شجرة اللد ،وسMقياها قطرات من الدم الحر السفوح ،والسارة هي شجرة الزق&وم،
وسقياها أنهر من الدم البيض؛ أي الدموع ،ولو كبت نفوسكم لتفاخرت بتزيي صدوركم بورد الروح
ل بوسامات الظالي؟!".
"يا قوم :Mوأعن منكم الساكي ..،أيها السلمون :إني نشأت وشبت وأنا أفك¤ر ف شأننا
الجتماعي ،عسى أهتدي لتشخيص دائنا ،فكنت Mأتقصى السبب بعد السبب ،حتى إذا وقعت Mعلى ما
أظ̈نه عاما? ،أقول :لعل xهذا هو جرثومة الداء ،فأتعمxق فيه تحيصا? وأحل¤له تليل? ،فينكشف التحقيق
عن أن xما قام ف الفكر هو سبب من جلة السباب ،أو هو سبب فرعي ل أصلي ،فأخيب وأعود إل
البحث والتنقيب .وطالا أمسيت Mوأصبحت Mأجهد الفكر ف الستقصاء ،وكثيا? ما سعيت Mوسافرت
لستطلع آراء ذوي الراء ،عسى أهتدي إل ما يشفي صدري من آلم بث أتعبن به رب©ي .وآخر ما
استقرxت عليه سفينة فكري هو:
إن xجرثومة دائنا هي خروج ديننا عن كونه دين الفطرة والكمة ،دين النظام والنشاط ،دين
القرآن الصريح البيان ،إل صيغة أنxا
جعلناه دين اليال والبال ،دين اللل
والتشويش ،دين الب€دwع والتشديد ،دين
الجهاد .وقد دب xفينا هذا الرض منذ
ألف عام ،فتمك¿ن فينا وأثxر ف كل
شؤوننا ،حتى بلغ فينا استحكام اللل ف
ف ا لال ق –ج ل ال ف ك ر وال ع م ل أننا ل ن ر ى
شأنه -نظاما? فيما اتxصف ،نظاما? فيما قضى ،نظاما? فيما أمر ،ول نطالب أنفسنا فضل? عن آمرنا أو
مأمورنا بنظام! وترتيبٍ واط¤راد ومثابرة.
وهكذا أصبحنا واعتقادنا مشوxش ،وفكرنا مشوxش ،وسياستنا مشوxشة ،ومعيشتنا مشوxشة .فأين
منا والالة هذه؛ الياة الفكرية ،الياة العملية ،الياة العائلية ،الياة الجتماعية ،الياة
السياسية؟!".
"يا قوم :Mقد ضيxع دينكم ودنياكم ساستكم الولون وعلماؤكم النافقون ،وإني أرشدكم إل عمل
إفرادي ل حرج فيه علما? ول عمل :أليس بي جنب كل© فردٍ منكم وجدان ييز الي من الشر،
88
والعروف من النكر ولو تييزا? إجاليا?؟ أما بلغكم قول معل¤م الي نبيكم الكريم عليه أفضل الصلة
والتسليم" :لتأمرن xبالعروف ولتنهون xعن النكر أو ليسل¤طن xال عليكم شراركم فيدعو خياركم فل
يستجاب لم" ،وقوله" :من رأى منكم منكرا? فليغيره بيده ،وإن ل يستطع فبلسانه ،وإن ل يستطع
فبقلبه ،وذلك أضعف اليان"؟!
"وأنتم تعلمون إجاع أئمة مذاهبكم كل¤ها على أن xأنكر النكرات بعد الكفر هو ال̃ظلم الذي فشا
فيكم ،ثم xقتل النxفس ،ثم ،xوثم ...،xوقد أوضح العلماء أن xتغيي النكر بالقلب هو بغض التلب©س فيه
بغضا? ف ال .بناءً عليه؛ فمن يعامل الظال أو الفاسق غي مضطر ،أو يامله ولو بالسلم ،يكون قد
خسر أضعف اليان والعياذ بال".
"ول أظنكم تهلون أن xكلمة الشهادة ،والصوم والصلة ،والج والزكاة ،كل&ها ل تغن شيئا
مع فقد اليان ،إنا يكون القيام حينئذٍ بهذه الشعائر ،قياما? بعاداتٍ وتقليدات وهوسات تضيع بها
الموال والوقات".
"بناءً عليه؛ فالدين يكل¤فكم إن كنتم مسلمي ،والكمة تMلز›مكم إن كنتم عاقلي :أن تأمروا
بالعروف وتنهوا عن النكر جهدكم ،ول أقل ف هذا الباب من إبطانكم البغضاء للظالي والفاسقي،
وأظنكم إذا تأمxلتم قليل? ترون هذا الدواء السهل القدور لكل© إنسان! منكم ،يكفي لنقاذكم ما تشكون.
والقيام بهذا الواجب متعين على كل© فرد منكم بنفسه ،ولو أهمله كاف&ة السلمي .ولو أن xأجدادكم
الولي قاموا به لا وصلتم إل ما أنتم عليه من الوان .فهذا دينكم ،والدين ما يدين به الفرد ل ما يدين
به المع ،والدين يقيٌ وعمل ،ل علمٌ وح€فظ jف الذهان .أليس من قواعد دينكم فرض الكفاية وهو أن
يعمل السلم ما عليه غي منتظر! غيه؟!".
"فأناشدكم ال يا مسلمي :أن ل يغرxكم دين ل تعملون به وإن كان خي دين ،ول تغرنxكم
أنفسكم بأنxكم أمة خي أو خي أمة ،وأنتم التواكلون القتصرون على شعار :ل حول ول قوة إل بال
العلي العظيم .ون€ع•م wالش©عار شعار الؤمني ،ولكن؛ أين هم؟ إني ل أرى أمامي أمxة? تعرف حقا? معنى ل
إله إل ال ،بل أرى أمxة? خبلتها عبادة الظالي!".
"يا قوم :Mوأعن بكم الناطقي بالضاد من غي السلمي ،أدعوكم إل تناسي الساءات
والحقاد ،وما جناه الباء والجداد ،فقد كفى ما ف}عل ذلك على أيدي الثيين ،وأج̃لكم من أن ل
تهتدوا لوسائل الت©حاد وأنتم الهتدون السابقون .فهذه أمم أوستيا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتى
وأصول راسخة للت©حاد الوطن دون الدين ،والوفاق النسي دون الذهب ،والرتباط السياسي دون
الداري .فما بالنا نن ل نفتكر ف أن نتبع إحدى تلك الطرائق أو شبهها .فيقول عقلؤنا لثيي
89
الشxحناء من العاجم والجانب :دعونا يا هؤلء نن ندب©ر شأننا ،نتفاهم بالفصحاء ،ونتاحم بالخاء،
ونتواسى ف الضراء ،ونتساوى ف السxراء.
دعونا ندب©ر حياتنا الدنيا ،ونعل الديان تكم ف الخرى فقط .دعونا نتمع على كلمات
سواء ،أل وهي :فلتحي المة ،فليحي الوطن ،فلنحي طلقاء أعزاء".
"أدعوكم وأخص¨ منكم ال̈نجباء للتب̈صر والتبصي فيما آل إليه الصي ،أليس مطلق العربي أخف
استحقارا? لخيه الغربي؟ هذا الغربي قد أصبح ماديا? ل دين له غي الكسب ،فما تظاهرMه مع بعضنا
بالخاء الدين إل مادعة? وك¢ذ€با .هؤلء الفرنسيس يطاردون أهل الدين ،ويعملون على أنxهم يتناسونه،
بناءً عليه؛ ل تكون دعواهم الد©ين ف الشxرق ،إل كما يغر©د الصياد وراء الشباك!
لو كان للدين تأثي عند الغربي لا كانت البغضاء بي اللتي والسكسون ،بل بي الطليان
والفرنسيس ،ولا كانت بي اللان والفرنسيي الغربيي.
الغربي أرقى من الشرقي علما? وثروة ومنعة ،فله على الشرقيي إذا واطنهم السيادة الطبيعية.
أما الشرقيون فيما بينهم ،فمتقاربون ل يتغابنون.
الغربي يعرف كيف يسوس ،وكيف يتمتxع ،وكيف يأسر ،وكيف يستأثر .فمتى رأى فيكم
استعدادا? واندفاعا? لاراته أو سبقه ،ضغط على عقولكم لتبقوا وراءه شوطا? كبيا? كما يفعل الروس مع
البولونيي ،واليهود والتتار ،وكذلك شأن كل© الستعمرين .الغربي مهما مكث ف الشرق ل يرج عن أنxه
تاجر مستمتع ،فيأخذ فسائل الشرق ليغرسها ف بلده الت ل يفتأ يفتخر برياضها وي̈ن إل أرباضها.
قد مضى على الولنديي ف الند وجزائرها ،وعلى الروس ف قاوزان ،مثل ما أقمنا ف
الندلس ،ولكن•؛ ما خدموا العلم والعمران بعشر ما خدمناها ،ودخل الفرنساويون الزائر منذ سبعي
عاما? ،ول يسمحوا بعد لهلها بريدةٍ واحدة تMقرwأ .نرى النكليزي ف بلدنا يMفض©ل قديد بلده ،وسك
باره ،على طري© لمنا وسكنا .فهل والالة هذه تبصرون يا أولي اللباب؟".
"وأنت أيها الشرق الفخيم رعاك ال .ماذا دهاك؟ ماذا أقعدك عن مسراك؟ أليست أرضك تلك
الرض ذات النان والقنان ،ومنبت العلم والعرفان ،وساؤك تلك السماء مصدر النوار ،ومهبط
الكمة والديان ،وهواؤك ذاك النسيم العدل ،ل العواصف والضباب .وماؤك ذاك العذب الغدق ،ل
الكدر ول الجاج؟".
"رعاك ال يا شرق ،ماذا أصابك فأخل xنظامك ،والدهر ذاك الدهر ما غيxر وضعك ،وبدxل
شرعه فيك؟ أل تزل مناطقك هي العتدلة ،وبwنوك هم الفائقون فطرة? وعددا?؟ أليس نظام ال فيك على
عهده الول ،ورابطة الديان ف بنيك مMحكمة قوية ،مؤسسة على عبادة الصانع الوازع؟ أليست معرفة
90
النعم حقيقة راهنة أشرقت فيك شسها ،أيxدت بها عز النفس ،وأحكمت بها حب xالوطن وحب
النس؟".
"رعاك ال يا شرق ،ماذا عراك وسك¿ن منك الراك؟ أل تزل أرضك واسعة خصبة ،ومعادنك
وافية غنية ،وحيوانك رابيا? متناسل? ،وعمرانك قائما? متواصل? ،وبwنوك على ما ربxيتهم أقرب للخي من
الشxر؟ أليس عندهم اللم السمى عند غيهم ضعفا? ف القلب ،وعندهم الياء السمى بالبانة ،وعندهم
الكرم السمى بالتلف ،وعندهم القناعة السماة بالعجز ،وعندهم العف&ة السماة بالبلهة ،وعندهم
الاملة السماة بالذل؟ نعم؛ ما هم بالسالي من الظلم ،ولكن؛ فيما بينهم ،ول من الدع ،ولكن؛ ل
يفتخرون به ،ول من الضرار ،ولكن؛ مع الوف من ال".
"رعاك ال يا شرق ،ل نرى من غي الدهر فيك ما يستوجب هذا الشقاء لبنيك ،ويستلزم ذل¿هم
لبن أخيك .فلماذا قد أصبحت إذا انقطع عنك مدد أخيك بصنوعاته ،يبقى أبناؤك عMراة حفاة ف
ظلم ،بل ينيهم فقد Mالديد بالرجوع إل العصر النحاسي ،بل الجري الوصوف بعصر التعفي؟".
"رعاك ال يا شرق ،بل راعى ال أخاك الغرب ،العائل بنفسه والعائل فيك ،وقاتل ال
الستبداد ،بل لعن ال الستبداد ،الانع من الترق&ي ف الياة ،النحط& بالمم إل أسفل الدركات .أل
بMعدا? للظالي".
"رعاك ال يا غرب ،وحياك وبياك ،قد عرفت لخيك سابق فضله عليك ،فوفيت ،وكفيت،
وأحسنت الوصاية وهديت ،وقد اشتد xساعد بعض أولد أخيك ،فهل ينتدب بعض شيوخ أحرارك
لعانة أناب أخيك على هدم ذاك السور ،سور الشؤم والشرور ،ليخرجوا إل أرض الياة ،أرض
النبياء الداة ،فيشكرون فضلك والدهر مكافأة؟".
"يا غرب ،Mل يفظ لك الد©ين غي الشرق إن• دامت حياته بريته ،وفقد Mالدين يهد©دك
بالراب القريب .فماذا أعددت للفوضيي إذا صاروا جيشا? جرارا?؟ وماذا أعددت لديارك البلى
بالثورة الجتماعية؟ هل Mتع̈€د الواد التفرقعة ،وقد جاوزت• أنواعها اللف؟ أن تMع̈€د الغازات الانقة وقد
سهل استحضارها على الصبيان؟".
"يا قوم :وأريد بكم شباب اليوم؛ رجال الغد ،شباب الفكر؛ رجال الد ،أ}عيذكم من الزي
والذلن بتفرقة الديان ،وأ}عيذكم من الهل ،جهل أن xالدينونة ل ،وهو سبحانه ول̈ي السرائر
والضمائر ولو شاء ر̈بك لعل الناس أمة? واحدة.
"أناشدكم يا ناشئة الوطان ،أن تعذروا هؤلء الواهنة الائرة قواهم إل ف ألسنتهم ،العط¿ل
عملهم إل ف التثبيط ،الذين اجتمع فيهم داء الستبداد والتواكل فجعلهما آلة تMدار ول تدير .وأسألكم
91
عفوهم من العتاب واللم ،لنxهم مرضى مبتلون ،مثقلون بالقيود ،ملجمون بالديد ،يقضون حياة خي
ما فيها أنxهم آباؤكم!".
"قد علمتم يا Mنجwباء من طبائع الستبداد ومصارع الستعباد جMمwل? كافية للتد̈بر ،فاعتبوا بنا
واسألوا ال العافية:
نن أل€فنا الدب مع الكبي ولو داس رقابنا .أل€فنا الثبات ثبات الوتاد تت الطارق ،أل€فنا
النقياد ولو إل الهالك .أل€فنا أن نعتب التxصاغر أدبا? والتذ̃لل لطفا? ،والتم̃لق فصاحة? ،واللكنة رزانة،
وترك القوق ساحة? ،وقبول الهانة تواضعا? ،والر©ضا بال̃ظلم طاعة ،ودعوى الستحقاق غرورا?،
والبحث عن العموميات فضول? ،ومد xالنxظر إل الغد أمل? طويل? ،والقدام ته̈ورا? ،والمية حاقة،
والشهامة شراسة ،وحريxة القول وقاحة ،وحرية الفكر ك}فرا? ،وحب xالوطن جنونا.
أما أنتم ،حاكم ال من السوء ،فنرجو لكم أن تنشؤوا على غي ذلك ،أن تنشؤوا على التم̈سك
بأصول الدين ،دون أوهام التفنني ،فتعرفوا قدر نفوسكم ف هذه الياة فتكرموها ،وتعرفوا قدر أرواحكم
وأنxها خالدة تMثاب وتMجزى ،وتتxبعوا سMنن النبيي فل تافون غي الصانع الوازع العظيم .ونرجو لكم أن
تبنوا قصور فخاركم على معالي المم ومكارم الشيxم ،ول على عظام نرة .وأن تعلموا أنxكم خMل€قتم
أحرارا? لتموتوا كراما? ،فاجهدوا على أن تيوا ذلكما اليومي حياة? رضية ،يتسنى فيها لكل Íمنكم أن
يكون سلطانا? مستقل? ف شؤونه ل يكمه غي الق ،ومدينا? وفيا? لقومه ل يض̈ن عليهم بعي! أو عون،
وولدا? بارا? لوطنه ،ل يبخل عليه بزءٍ من فكره ووقته وماله ،ومxبا? للنسانية ويعمل على أن xخي
الناس أنفعهم للناس ،يعلم أن xالياة هي العمل ووباء العمل القنوط ،والسعادة هي المل ،ووباء المل
التدد ،ويفقه أن xالقضاء والقدر هما عند ال ما يعلمه ويضيه ،وهما عند الناس السعي والعمل ،ويوقن
أن xكل xأثر! على ظهر الرض هو من عمل إخوانه البشر ،وكل xعمل! عظيم قد ابتدأ به فردٌ ،ثم xتعاوwرwه
غيه إل أن• كمل ،فل يتخيل النسان ف نفسه عجزا? ،ول يتوق¿ع إل خيا? ،وخي الي للنسان أن
يعيش حMرا? مقداما? ،أو يوت".
"وكأني بسائلكم يسألن تاريخ التغالب بي الشرق والغرب ،فأجيب :بأنxا كنا أرقى من
الغرب علما? ،فنظاما? ،فقوxة ،فكنxا له أسيادا! ثم xجاء حيٌ من الدxهر لق بنا الغرب ،فصارت مزاحة
الياة بيننا س€جال :إن• ف}ق¡ناه شجاعة? فاقنا عددا? ،وإن• ف}قناه ثروة? فاقنا باجتماع كلمته .ثم xجاء الزمن
الخي ترق&ى فيه الغرب علما? ،فنظاما? ،فقوة .وانضم xإل ذلك أول? :قوة اجتماعه شعوبا? كبية? .ثانيا?:
قوxة البارود؛ حيث أبطل الشجاعة وجعل العبة للعدد .ثالثا? :قوxة كشفه أسرار الكيمياء واليكانيك.
رابعا? :قوxة الفحم الذي أهدته له الطبيعة .خامسا? :قوxة النشاط بكسره قيود الستبداد .سادسا? :قوxة
المن على عقد الشركات الالية الكبية .فاجتمعت هذه القوات فيه وليس عند الشxرق ما يقابلها غي
92
الفتخار بالسلف ،وذلك حجxة عليه ،والغرور بالدين خلفا? للدين ،فالسلمون يقابلون تلك القوات با
يMقال عند اليأس وهو :حس•بMنا ال ون€ع•م wالوكيل ،ويالفون أمر القرآن لم بأن يMع€دوا ما استطاعوا من
قوxة ،ل ما استطاعوا من صلةٍ وصوم.
وكأني بسائلكم يقول :هل بعد اجتماع هذه القوات ف الغرب واستيلئه على أكثر الشxرق من
سبيل لنجاة البقية؟ فأجيب قاطعا? غي متد©د :إن xالمر مقدور ولعل¿ه ميسور .ورأس الكمة فيه كسر
قيود الستبداد .وأن• يكتب الناشئون على جباههم عشر كلمات ،وهي:
دين ما أ}ظهر وما أ}خفي. -1
أكون؛ حيث Mيكون ال̈ق ول أبالي. -2
أنا حر Åوسأموت حرا?. -3
أنا مستقل Åل أت©كل على غي نفسي وعقلي. -4
أنا إنسان الد والستقبال ،ل إنسان الاضي والكايات. -5
نفسي ومنفعت قبل كل© شيء. -6
الياة ك̃لها تعبٌ لذيذ. -7
الوقت غال! عزيز. -8
الشxرف ف العلم فقط. -9
أخاف ال ل سواه. -10
"وأ نت أي ها ا لوطن ال بوب :أ نت العز يز ع لى الن فوس ،ال قدxس ف الق لوب ،إل يك تن
الشباح وعليك تئ̈ن الرواح ...أيها الوطن الباكي ضعافه :عليك تبكي العيون ،وفيك يلو النون .إل
متى يعبث خللك اللئام الط&غام؟ يظلمون بنيك ويذ̃لون ذويك .يطاردون أنالك الحباب ويسكون على
الساكي ال̃طرق والبواب ،يMخرجون العمران ويMقفرون الديار؟.
أيها الوطن العزيز :هل ضاعت رحابك عن أولدك؟ أم ضاقت أحضانك عن أفلذك؟ ...كل؛
إنxما فقدت ال}باة ،فقدت ال}ماة ،فقدت الحرار .أيها الوطن اللتهب فؤاده :أما رويت من سMقيا
الدموع والد©ماء؟ ولكن•؛ دموع بناتك
الثاكلت ودماء أبنائك البرياء ،ل دموع
النادمي ول دماء الظالي .أل فاشرب
هنيئا? ول تأسف على البMل¡ه €الاملي ،ول
تزن ،فما هم كرائما? وكراما? ،لس•ن wهن
كرائما? باكيات ممسات ،وليسوا هم
93
ك را م ا? أ ع ز xة شه دا ء ،إن xما ه م غ– ف ر ا ل
لم -من علمت ،قل xفيهم ال̈ر الغيور ،قل xفيهم من يقول أنا ل أخاف الظالي.
أيها الوطن النون :ك¢وxن wال عناصر أجسامنا منك ،وجعل المهات حواضن ،ورزقنا الغذاء
منك ،وجعل الرضعات مهزات ،نعم؛ خلقنا ال منك فحق xلك أن تب xأجزاءك وأن تن xعلى
أفلذك .كما يق لكفي شرع الطبيعة أن• ل تب xالجنب الذي يأبى طبعه حبxك ،الذي يؤذيك ول
يواليك ،ويزاحم بنيك عليك ويشاركهم فيك ،وينقل إل أرضه ما ف جوفك من نفيس العناصر وكنوز
العادن ،فيفقرك ليغن وطنه ،ول لوم عليه ،بل بارك ال فيه!".
"يا قوم :Mجعلكم ال خية اليوم وعدxة الغد ،هذا خطابي إليكم فيما هو التق&ي وما هو
النطاط ،فإن وعيتم ولو شذرات ،فيا بشراي والسلم عليكم ،وإل فيما ضياع النفس ،وعلى الرxفاه
السلم".
الستبداد الذي يبلغ ف النطاط بالمxة إل غاية أن توت ،ويوت هو معها ،كثي الشواهد
ف قديم الزمان وحديثه ،أما بلوغ التق&ي بالمم إل الرتبة القصوى السامية الت تليق بالنسانية ،فهذا
ل يسمح الزمان حتxى الن بأمxةٍ تصلح مثال? له ،لنxه إل الن ل توجد أمxة حكمت نفسها برأيها العام
حMكما? ل يشوبه نوعً من الستبداد ولو باسم الوقار والحتام ،أو بنوع! من الغفال ولو ببذر الش©قاق
الدين أو النسي بي الناس.
فكأن xالكمة اللية ل تزل ترى البشر غي متأه©لي لنوال سعادة الخوة العمومية بالتحابب
بي الفراد ،والقناعة بالساواة القوقية بي الطبقات .نعم؛ وMجد للتق&ي القريب من الكمال بعض
أمثال قليلة ف القرون الغابرة ،كالمهورية الثانية للرومان ،وكعهد اللفاء الراشدين ،وكالزمنة
التقط¤عة ف عهد اللوك النظ&مي ل الفاتي مثل أنوشروان وعبد اللك الموي ونور الدين الشxهيد
وبطرس الكبي .وكبعض المهوريات الصغية والمالك الوف¿قة لحكام التقييد الوجودة ف هذا الزxمان.
وإني أقتصر على وصف منتهى التق&ي الذي وصلت إليه تلك المم وصفا? إجاليا? ،واترك للمطالع أن
يوازنها ويقيس عليها درجات سائر المم.
وربا يستيب ف ذلك الطالع الولود ف أرض الستبداد ،الذي ل يدرس أحوال المم ف
الوجود ،ول عتب عليه فإنxه كالولود أعمى ل يMدرك للمناظر البهية معنى.
قد بلغ التق&ي ف الستقلل الشخصي ف ظلل الكومات العادلة ،لن• يعيش النسان العيشة
الت تشبه ف بعض الوجوه ما وعدته الديان لهل السعادة ف النان .حتى إن xكل Vفردٍ يعيش كأنه
خالدٌ بقومه ووطنه ،وكأنه أميٌ على كل© مطلب ،فل هو يكل¤ف الكومة شططا? ول هي تهمله
استحقارا:
94
ف ج س م ه و حيات ه أ م يٌ عل ى ال س ل م ة 1 -
براسة الكومة الت ل تغفل عن مافظته بكل© قوتها ف حضره وسفره بدون أن يشعر بثقل قيامها
عليه ،فهي تيط به إحاطة الواء ،ل إحاطة السور يلطمه كيفما التفت أو سار.
أ م يٌ عل ى ا لل ذxا ت ا ل س مي ة وال ف ك ري ة 2
باعتناء الكومة ف الشؤون العامة ،التعل¤قة بالتويضات السمية والنظرية والعقلية حتى يرى أن
الطرقات السهلة ،والتزيينات البلدية ،والتنزهات ،والنتديات ،والدارس ،والامع ،ونو ذلك ،قد
وMج€دت ك̃لها لجل ملذاته ،ويعتب مشاركة الناس له فيها لجل إحسانه ،فهو بهذا النظر والعتبار ل
ينقص عن أغنى الناس سعادة.
أ م يٌ عل ى ا ل ري ة ،كأن xه خMل €ق و ح د ه 3
على سطح هذه الرض ،فل يعارضه معارض فيما يص¨ شخصه من دين! وفكر! وعمل! وأمل.
أ م يٌ عل ى الن ف و ذ ،كأن xه سل طا ن 4
عزيز ،فل مانع له ول معاكس ف تنفيذ مقاصده النافعة ف المة الت هو منها.
ف أ مxة أ م يٌ عل ى ا ل زي ة ،كأن xه 5
يساوي جيع أفرادها منزلة? وشرفا? وقوة? ،فل يفضل هو على أحد ول يفضل أحدٌ عليه ،إل بزية
سلطان الفضيلة فقط.
أ م يٌ عل ى ال ع د ل ،كأن xه ال قاب ض عل ى 6
ميزان القوق ،فل ياف تطفيفا? ،وهو الثمن فل يذر بسا? ،وهو الطمئن على أنxه إذا استحق xأن
يكون ملكا? صار ملكا? ،وإذا جنة جناية? نال جزاءه ل مالة.
أ م يٌ عل ى ا لا ل وا لل ك ،كأ ن xما 7
أحرزه بوجهه الشروع قليل? كان أو كثيا? ،قد خلقه ال لجله فل ياف عليه ،كما أنxه تقلع عينه إن
نظر إل مال غيه.
أ م يٌ عل ى ال ش ف ب ض ما ن ال قان و ن، 8 -
بنصرة المة ،ببذل الدم ،فل يرى تقيا? إل لدى وجدانه ،ول يعرف طمعا? لرارة الذMل© والوان.
و ل أ} ح ز ن ا ل طال ع ب و ص ف ي–
حالته -فأكتفي بالقول :إنxه ل يلك ول نفسه ،وغي أمي! حتى على عظامه ف رمسه ،إذا وقع نظره
على الستبد© أو أحد من جاعته على كثرتهم يتعوxذ بال ،وإذا مر xمن قرب إحدى دوائر حكومته أسرع
وهو يكرر قوله» :حايتك يا رب ،إن xهذا الدار ،بئس الدار ،هي كالزرة ك̈ل من فيها إما ذابح أو
مذبوح .إن xهذه الدار كالكنيف ل يدخله إل الضطر«.
95
وقد يبلغ التق&ي ف الستقلل الشخصي مع التكيب بالعائلة والعشية ،أن يعيش النسان
معتبا? نفسه من وجه غنيا? عن العالي ،ومن وجه عضوا? حقيقيا? من جسم! حي Íهو العائلة ،ثم xالمxة،
ثم xالبشر.
ويMنظر إل انقسام البشر إل أمم ،ثم إل عائلت ،ثم إل أفراد ،وهو من قبيل انقسام المالك إل
مدن! ،وهي إل بيوت ،وهي إل مرافق ،وكما أنxه ل ب xد لكل© مرفق! من وظيفةٍ معينة يصلح لا وإل كان
بناؤه عبثا? يستح̈ق الدم ،كذلك أفراد النسان ل بد xأن يعد xكل Åمنهم نفسه لوظيفة ف قيام حياة عائلته
أول? ،ثم xحياة قومه ثانيا.
ولذا يكون العضو الذي ل يصلح لوظيفة ،أو ل يقوم با يصلح له ،حقيا? مهانا? .وك̈ل من
يريد أن يعيش ك¢ل Óعلى غيه ،ل عن عجز! طبيعي ،Íيستح̈ق الوت ل الشفقة ،لنه xكالدxرن ف السم
أو كالزائد من ال̃ظفر يستحقان الخراج والقطع ،ولذا العنى حرxمت الشرائع السماوية اللهي الت
ليس فيها ترويض ،وال̈سكر العط¤ل عن العمل عقل? وجسما? ،والقامرة والر©با لنهما ليسا من نوع العمل
والتبادل فيه .وقد فضxل ال الكنxاس على الجxام وصانع البز على ناظم الش©عر؛ لن xصنعتهما أنفع
للجمهور.
وقد يبلغ ترق&ي التكيب ف المم درجة أن• يصي ك̈ل فردٍ من المxة مالكا? لنفسه تاما? ،وملوكا
لقومه تاما .فالمxة الت يكون ك̈ل فردٍ منها مستعدا? لفتدائها بروحه وباله ،تصي تلك المxة بجxة
هذا الستعداد ف الفراد ،غنية عن أرواحهم وأموالم.
التق&ي ف القوة بالعلم والال يتميxز على باقي أنواع التق&يات السالفة البيان ت̈يز الرأس على
باقي أعضاء السم ،فكما أن xالرأس بإحرازه مركزية العقل ،ومركزية أكثر الواس ،تيز على باقي
العضاء واستخدمها ف حاجاته ،فكذلك الكومات النتظم يتق&ى أفرادها ومموعها ف العلم والثروة،
فيكون لم سلطانٌ طبيعي على الفراد أو المم الت انط¿ بها الستبداد الشؤوم إل حضيض الهل
والفقر.
بقي علينا بث التق&ي ف الكمالت بالصال والثرة ،وبث التق&ي الذي يتعلق بالروح؛
أي با وراء هذه الياة ،ويرقى إليه النسان على سMل¿م الرxحة والسنات ،فهذه أباث طويلة
الذيل ،ومنابعها حكميات الكتب السماوية ومدو©نات الخلق ،وتراجم مشاهي المم.
وأكتفي بالقول ف هذا النوع :إنxه يبلغ بالنسان مرتبة أن ل يرى لياته أهمية إل بعد
درجات ،في̈همه أمل :حياة أم©ه ،ثم xامتلك حريته ،ثم xأمنه على شرفه ،ثم xمافظته على عائلته ،ثم
وقايته حياته ،ثم xماله ،ثم ،xوثم ...وقد تشمل إحساساته عال النسانية كل¤ه ،كأن xقومه البشر ل
96
قبيلته ،ووطنه الرض ل بلده ،ومسكنه؛ حيث يد راحته ،ل يتقيxد بدران بيت مصوص يستت
فيه ويفتخر به كما هو شأن ال}سراء.
وقد يتف¿ع النسان عن المارة لا فيها من معنى الكب ،وعن الت©جارة لا فيها من التمويه
والتب̈ذل ،فيى الشرف ف الراث ،ثم xالطرقة ،ثم xالقلم ،ويرى اللذxة ف التجديد والختاع ،ل ف
الافظة على العتيق ،كأن xله وظيفة ف ترق&ي مموع البشر.
وخلصة القول :إن xالمم الت يMسعدها ج̈دها لتبديد استبدادها ،تنال من الشxرف السي
والعنوي ما ل يطر على فكر أ}سراء الستبداد .فهذه بلجيكا أبطلت التكاليف الميية برمxتها ،مكتفية
ف نفقاتها بنماء فوائد بنك الكومة .وهذه سويسرا يصادفها كثيا? أن ل يوجد ف سجونها مبوس
واحد .وهذه أمريكا أثرت حتى كادت ترج الفضة من مقام النقد إل مقام التاع .وهذه اليابان أصبحت
تستنزف قناطي الذهب من أوربا وأمريكا ثن امتيازات اختاعاتها وطبع تراجم مؤل¿فاتها.
وقد تنال تلك المم حظ&ا? من اللذxات القيقية ،الت ل تطر على فكر ال}سراء ،كلذxة العلم
وتعليمه ،ولذxة الد والماية ،ولذxة الثراء والبذل ،ولذxة إحراز الحتام ف القلوب ،ولذxة نفوذ الرأي
الصائب ،ولذxة الب© الطاهر ،إل غي هذه اللذxات الروحية .وأمxا السراء والهلء فملذxاتهم مقصورة
على مشاركة الوحوش الضارية ف الطاعم والشارب واستفراغ الشهور ،كأن xأجسامهم ظروف تMمل
وتMفرغ ،أو هي دمامل تولد الصديد وتدفعه.
وأنفع ما بلغه التق&ي ف البشر؛ هو إحكامهم أصول الكومات النتظمة ببنائهم سد?ا متينا? ف
وجه الستبداد ،والستبداد جرثومة كل© فساد ،وبعلهم أل& قوة ول نفوذ فوق قوة الشxرع ،والشxرع هو
حبل ال التي .وبعلهم قوxة التشريع ف يد المxة ،والمxة ل تتمع على ضلل .وبعلهم الاكم
تاكم ال̈سلطان وال̈صعلوك على السxواء،
فتحاكي ف عدالتها الكبى اللية.
وبعلهم العمال ل سبيل لم على تعدي
حدود وظائفهم ،كأنهم ملئكة ل يعصون
أمرا? ،وبعلهم المxة يقظة ساهرة على
مراقبة سي حكومتها ،ل تغفل طرفة
-ل ي غ ف ل ع مxا
يفعل الظالون.
هذا مبلغ التق&ي الذي وصلت إليه المم منذ عMر›ف التاريخ ،على أنxه ل يقم دليل إل الن على
ترق&ي البشر ف السعادة اليوية عما كانوا عليه ف العصور الالية حتى الجرية ،حتى منذ كانوا
97
عراة? يسرحون أسرابا? ،والثار الشهودة ل تد̈ل على أكثر من ترق&ي العلم والعمران؛ وهما آلتان كما
يصلحان للسعاد ،يصلحان للشقاء ،وترق¤يها هو من سMنxة الكون الت أرادها ال تعال لذه الرض
وبنيها ،ووصف لنا ما سيبلغ إليه ترق&ي زينتها واقتدار أهلها بقوله عز xشأنه :حتى إذا أخذت الرض
زMخرفها وازxينت وظن xأهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليل? أو نهارا? فجعلناها حصيدا? كأن ل تwغ•ن
بالمس .وهذا يد̈ل على أن xالدنيا وبنيها ل يزال ف مقتبل التق&ي ،ول يعارض هذا أن xما مضى من
عمرها هو أكثر ما بقي حسبما أخبت به الكتب السماوية ،لن xالعمر شيء ،والتق&ي شيءٌ آخر.
98
ليس لنا مدرسة أعظم من التاريخ الطبيعي ،ول برهان أقوى من الستقراء ،من تتبxعهما يرى
أن xالنسان عاش دهرا? طويل? ف حالة طبيعية تسمxى "دور الفتاس" ،فكان يتجوxل حول الياه أسرابا
تمعه حاجة الضانة صغيا? ،وقصد الستئناس كبيا? ،ويعتمد ف رزقه على النبات الطبيعي وافتاس
ضعاف اليوان ف الب© والبحر ،وتسوسه الرادة فقط ،ويقوده من بنيته أقوى إل حيث Mيكثر الرزق.
ثم ترق¿ى الكثي من النسان إل الالة البدوية الت تسمى "دور القتناء" :فكان عشائر
وقبائل ،يعتمد ف رزقه على اد©خار
الفرائس إل حي الاجة ،فصارت
تمعه حاجة التح̃فظ على الال العام
والنعام ،وحاية الستودعات والراعي
و ل ي Mقا ل
ترق&ى -قسم كبي من النسان إل العيشة الضرية :فسكن القرى يستنبت الرض الصبة ف معاشه،
فأخصب ،ولكن؛ ف الشقاء ،ولعل¿ه استحق xذلك بفعله؛ لنxه تعدxى قانون الالق ،فإنxه خلقه حرا
جوxال? ،يسي ف الرض ،ينظر آلء ال ،فسكن ،wوسكن إل الهل وال̈ذل ،وخلق ال الرض مباحة?،
فاستأثر بها ،فسل¿ط ال عليه من يغصبها منه ويأسره .وهذا القسم يعيش بل جامعة ،تكمه أهواء أهل
الدن وقانونه :أن يكون ظالا? أو مظلوما?.
ثم xترق&ى قسم من النسان إل التص̈رف إما ف الادة وهم ال̈صناع ،وإمxا ف النظريات وهم أهل
العارف والعلوم .وهؤلء التصر©فون هم سكان الدن الذين هم إن• سجنوا أجسامهم بي الدران ،لكنهم
أطلقوا عقولم ف الكوان ،وهم قد توسxعوا ف الر©زق كما توسxعوا ف الاجات ،ولكن xأكثرهم ل يهتدوا
حتى الن للطريق الثلى ف سياسة المعيات الكبى .وهذا هو سبب تن̈وع أشكال الكومات وعدم
استقرار أمxةٍ على شكل مMرض! عام .إنxما ك̈ل المم ف تق̃لباتٍ سياسية على سبيل التجريب ،وبسب
تغ̃لب أحزاب الجتهاد أو رجال الستبداد.
وتقرير شكل الكومة هو أعظم وأقدم مشكلة ف البشر ،وهو العتك الكب لفكار الباحثي،
واليدان الذي قل xف البشر من ل يول فيه على فيل من الفكر ،أو على جل! من الهل ،أو على
فرس! من الفراسة ،أو على حار! من ال}م•ق ،حتى جاء الزمن الخي فجال فيه إنسان الغرب جولة
الغوار المتطي ف التدقيق مراكب البخار .فقرر بعض قواعد أساسية ف هذا الباب تضافر عليها العقل
والتجريب ،وحصحص فيها الق اليقي ،فصارت Mتع̈wد من القررات الجتماعية عند المم التقية ،ول
99
يعارض ذلك كون المم ل تزل أيضا? منقسمة إل أحزاب سياسية يتلفون شيعا?؛ لن xاختلفهم هو ف
وجوه تطبيق تلك القواعد وفروعها على أحوالم الصوصية.
وهذه القواعد الت قد صارت قضايا بديهية ف الغرب ،ل تزل مهولة أو غريبة ،أو منفورا
منها ف الشرق؛ لنxها عند الكثرين منهم ل تطرق سعهم ،وعند البعض ل تنل التفاتهم وتدقيقهم،
وعند آخرين ل تز قبول?؛ لنxهم ذوو غرض ،أو مسروقة قلوبهم ،أو ف قلوبهم مرض.
وإني أطرح لتدقيق الطالعي رؤوس مسائل بعض الباحث الت تتعل¿ق بها الياة السياسية.
وقبل ذلك أذك¤رهم بأنxه قد سبق ف تعريف الستبداد بأنxه" :هو الكومة الت ل يوجد بينها وبي المxة
رابطة معينة معلومة مصونة بقانون نافذ الكم" .كما أستلفت نظرهم إل أنxه ل يوثق بوعد من يتول
ال̈سلطة أيا? كان ،ول بعهده ويينه على مراعاة الدين ،والتقوى ،والق ،والشرف ،والعدالة،
ومقتضيات الصلحة العامة ،وأمثال ذلك من القضايا الكلية البهمة الت تدور على لسان كل© بر Íوفاجر.
وما هي ف القيقة إل كلمٌ مبهم فارغ؛ لن xالرم ل يعدم تأويل?؛ ولن xمن طبيعة القوة العتساف؛
ولن xالقوة ل تMقابل إل بالقوة.
هل هي ركام Mملوقاتٍ نامية ،أو جعية ،عبيدٌ لال ٍك متغل¤ب ،وظيفتهم الطاعة والنقياد ولو
ك}رها?؟ أم هي جعٌ بينهم روابط دين أو جنس أو لغة ،ووطن ،وحقوق مشتكة ،وجامعة سياسية
اختيارية ،لكل© فردٍ ح̈ق إشهار رأيه فيها توفيقا? للقاعدة السلمية الت هي أسى وأبلغ قاعدة
سياسية ،وهي" :ك̃لكم راع! ،وك̃لكم مسؤولٌ عن رعي©ته".
-2مب ح ث ما ه ي ا ل ك و م ة:
هل هي سلطة امتلك فرد لمع ،يتصرxف ف رقابهم ،ويتمتxع بأعمالم ويفعل بإرادته ما
يشاء؟ أم هي وكالة تMقام بإرادة المxة لجل إدارة شؤونها الشتكة العمومية؟.
-3مب ح ث ما ه ي ا ل ق و ق ال ع م و مي ة:
هل هي آحاد اللوك ،ولكنها تMضاف للمم مازا?؟ أم بالعكس ،هي حقوق جوع المم،
وتMضاف للملوك مازا? ،ولم عليها ولية المانة والنظارة على مثل الراضي والعادن ،والنهر
والسواحل ،والقلع والعابد ،والساطيل والعدات ،وولية الدود ،والراسة على مثل المن العام،
100
والعدل والنظام ،وحفظ وصيانة الدين والداب ،والقواني والعاهدات والت©جار ،إل غي ذلك ما يق
لكل© فردٍ من المxة أن يتمتع به وأن• يطمئن عليه؟
-5مب ح ث ا ل ق و ق ال ش خ صي ة:
هل الكومة تلك السيطرة على العمال والفكار؟ أم أفراد المة أحرار ف الفكر مطلقا? ،وف
الفعل ما ل يالف القانون الجتماعي؛ لنxهم أدرى بنافعهم الشخصية ،والكومة ل تتداخل إل ف
الشؤون العمومية؟
-6مب ح ث ن و عي ة ا ل ك و م ة:
هل الصلح هي اللكية الطلقة من كل© زمام؟ أم اللكية القيxدة؟ وما هي القيود؟ أم الرئاسة
النتخابية الدائمة مع الياة ،أو الؤق¿تة إل أجل؟ وهل تMنال الاكمية بالوراثة ،أو العهد ،أو الغلبة؟
وهل يكون ذلك كما تشاء ال̈صدفة ،أم مع وجود شرائط الكفاءة ،وما هي تلك الشرائط؟ وكيف يصي
تقيق وجودها؟ وكيف يراقب استمرارها؟ وكيف تستم̈ر الراقبة عليها؟.
-9مب ح ث طا ع ة ا ل م ة لل ح ك و م ة:
101
هل الرادة للمxة ،وعلى الكومة العمل؟ أم للرادة للحكومة وعلى المxة الطاعة؟ وهل
للحكومة تكليف المxة طاعة? عمياء بل فهم ول اقتناع؟ أم عليها العتناء بوسائل التفهيم والذعان
لتتأتxى الطاعة بإخلص وأمانة؟
هل يكون إعداد القوة بالتجنيد والتسليح استعدادا? للدفاع مفوضا? لرادة الكومة إهمال? ،أو
إقلل? ،أو إكثارا? ،أو استعمال? على قهر المxة؟ أم يلزم أن يكون ذلك برأي المxة وتت أمرها؛ بيث
تكون القوة منف¤ذة رغبة المة ل رغبة الكومة؟
-13مب ح ث ح ف ظ ا ل م ن ال عا م:
هل يكون الشخص مكل¿فا? براسة نفسه ومتعل¿قاته؟ أم تكون الكومة مكل¿فة براسته مقيما
ومسافرا? حتى من بعض طوارئ الطبيعة باليلولة ل بالازاة والتعويض؟
هل يكون للحكومة إيقاع عمل إكراهي على الفراد برأيها؛ أي بدون الوسائط القانونية؟ أم
تكون ال̈سلطة منحصرة ف القانون ،إل ف ظروف مصوصة ومؤق¿تة؟
102
-16مب ح ث ح ف ظ ال دي ن وا ل دا ب:
ه ل ي ك و ن لل ح ك و م ة – ول و ال ق ضائي ة-
سلطة وسيطرة على العقائد والضمائر؟ أم تقتصر وظيفتها ف حفظ الامعات الكبى كالدين،
والنسية ،واللغة ،والعادات ،والداب العمومية على استعمال الكمة ما أغنت الزواجر ،ول تتداخل
الكومة ف أمر الدين ما ل تMنتwهwك حرمته؟ وهل السياسة السلمية سياسة دينية؟ أم كان ذلك ف مبدأ
ظهور السلم ،كالدارة العرفية عقب الفتح؟
هل القانون هو أحكام يت̈ج بها القوي على الضعيف؟ أم هو أحكام منتزعة من روابط الناس
بعضهم ببعض ،وملحظ jفيها طبائع أكثرية الفراد ،ومن نصوص خالية من البهام والتعقيد وحكمها
شامل كل الطبقات ،ولا سلطان نافذ قاهر مصون من مؤث©رات الغراض ،والشفاعة ،والشفقة ،وبذلك
يكون القانون هو القانون الطبيعي للمxة فيكون متما? عند الكاف&ة ،مضمون الماية من ق€بwل أفراد
المة؟
103
الكومة أنوذجا? من المxة ،أو هم المxة مصغxرة ،وعلى الكومة إياد الكفاءة والعداد ولو بالتعليم
الجباري؟
هذه خسة وعشرون مبحثا? ،كل Åمنها يتاج إل تدقيق! عميق ،وتفصيل! طويل ،وتطبيق على
كل© الحوال والقتضيات الصوصية .وقد ذكرت Mهذه الباحث تذكرة? للك}تxاب ذوي اللباب وتنشيطا
104
لل̈نجباء على الوض فيها بتتيب ،ات©باعا? لكمة إتيان البيوت من أبوابها .وإني أقتصر على بعض
الكلم فيما يتعلق بالبحث الخي منها فقط؛ أعن مبحث السxعي ف رفع الستبداد ،فأقول:
المxة الت ل يشعر ك̃لها أو أكثرها بآلم الستبداد ل تستح̈ق الرية. -1
الستبداد ل يقاوwم بالش©دة إنا يMقاوم باللي والتد̈رج. -2
يب قبل مقاومة الستبداد ،تهيئة ما يMستwبدwل به الستبداد. -3
هذه قوا عد ر فع ال ستبداد ،و هي قوا عد تMب عد آ مال ال سراء ،وت س̈ر ال ستبدين؛ لن xظاهر ها
يؤمن©هم ع لى استبدادهم .ولذا أذ ك¤ر الستبدين با أ نذرهم الفياري الشهور؛ حي ث Mقال" :ل يفرحن
الستب̈د بعظيم قوxته ومزيد احتياطه ،فكم جبار! عنيدٍ جMن©د له مظلومٌ صغي" ،وإني أقول :كم من جبار
قهار أخذه ال أخذ عزيز! منتقم.
مبنى قاعدة كون المxة الت ل يشعر أكثرها بآلم الستبداد ل تستح̈ق الرية هو:
إن xالمxة إذا ضMر›بwت عليها الذ©ل¿ة والسكنة ،وتوالت على ذلك القرون والبطون ،تصي تلك المxة
سافلة الط¤باع حسبما سبق تفصيله ف الباث السxالفة ،حتى إنxها تصي كالبهائم ،أو دون البهائم ،ل
تسأل عن الرية ،ول تلتمس العدالة ،ول تعرف للستقلل قيمة ،أو للنظام مزية ،ول ترى لا ف
الياة وظيفة غي التابعية للغالب عليها ،أحسن wأو أساء على ح Íد سواء ،وقد تنقم على الستبد© نادرا?،
ولكن• ،طلبا? للنتقام من شخصه ل طلبا? للخلص من الستبداد ،فل تستفيد شيئا? ،إنا تستبدل مرضا
برض؛ كمغص! بصداع.
وقد تقاوم الستبد xبسwوق مستبد Íآخر تتوسxم فيه أنxه أقوى شوكة? من الستبد© الول ،فإذا نحت
ل يغسل هذا السائق يديه إل باء الستبداد ،فل تستفيد أيضا? شيئا? ،إنا تستبدل مرضا? مزمنا? برض
حديث ،وربا تMنال الرية عفوا? ،فكذلك ل تستفيد منها شيئا?؛ لنxها ل تعرف طعمها ،فل تهتم
بفظها ،فل تلبث الرية أن تنقلب إل
فوضى ،وهي إل استبدادٍ مشوxش أشد
وطأة? كالريض إذا انتكس .ولذا؛ قرxر
الكماء أن xالرية الت تنفع المxة هي
الت تصل عليها بعد الستعداد لقبولا،
وأمxا الت تصل على أثر ثورةٍ حقاء
-ت كت ف ي غالب ا?
بقطع شجرة الستبداد ول تقتلع جذورها ،فل تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى ما كانت أول.
105
فإذا وMج€د ف المxة اليتة من تدفعه شهامته للخذ بيدها والنهوض بها فعليه أول? :أن يبث
فيها الياة وهي العلم؛ أي علمها بأن xحالتها سيئة ،وإنxما بالمكان تبديلها بي! منها ،فإذا هي
علمت بطبعه من الحاد إل العشرات ،إل إل ،...حتى يشمل أكثر المxة ،وينتهي بالتح̈مس ويبلغ
بلسان حالا إل منزلة قول الكيم العري:
فنحن على تغييها ق}دwراء إذا ل تق}م بالعدل فينا حكومةj
وهكذا ينقذف ف€كر Mالمxة ف وادٍ ظاهر الكمة يسي كالسيل ،ل يرجع حتى يبلغ منتهاه.
ثم xإن xالمم اليتة ل يندر فيها ذو الشxهامة ،إنا السف أن• يندر فيها من يهتدي ف أوxل
نشأته إل الطريق الذي به يصل على الكانة الت تك¤نه ف مستقبله من نفوذ رأيه ف قومه .وإن©ي أنب©ه
فكر الناشئة العزيزة أن xمن يرى منهم ف نفسه استعداد?ا للمجد القيقي فليحرص على الوصايا التية
البيان:
ف ت ر قي ة م عا ر ف ه م طل ق ا? ل أ ن يه د 1
سيما ف العلوم النافعة الجتماعية كالقوق والسياسة والقتصاد والفلسفة العقلية ،وتاريخ قومه الغراف
والطبيعي والسياسي ،والدارة الربية ،فيكتسب من أصول وفروع هذه الفنون ما يكنه إحرازه
بالتلق¤ي ،وإن تعذxر فبالطالعة مع التدقيق.
ف أ-ن يت ق ن أ ح د ال عل و م ال ت ت ك سب ه 2
قومه موقعا? متما? وعلميا? مصوصا?؛ كعلم الدين والقوق أو النشاء أو الطب.
أن يافظ على آداب وعادات قومه غاية الافظة ولو أن xفيها بعض أشياء سخيفة. -3
-4أ ن ي قل ل ا خت ل ط ه م ع النا س حت ى
رفقائه ف الدرسة ،وذلك حفظا? للوقار وت̃فظا? من الرتباط القوي مع أحد كيل يسقط تبعا? لسقوط
صاحبٍ له.
ند ق وت ع صا حب ة ا ل م ا? م ي ن xب كل أ ن يت ج 5
العلمية على الذين هم دونه ف ذلك العلم لجل أن يأمن غوائل حسدهم ،إنا عليه أن يظهر مزيته
لبعض من هم فوقه بدرجاتٍ كثية.
أ ن يت خي xر ل ه ب ع ض م ن ينت م ي إلي ه م ن 7 -
الطبقة العليا ،بشرط :أن• ل يMكثر التدد عليه ،ول يشاركه شؤونه ،ول يظهر له الاجة ،ويتكتxم ف
نسبته إليه.
106
-8أ ن ي ر ص عل ى ا ل ق ل ل م ن بيا ن
آرائه وإل يؤخذ عليه تبعة رأي يراه أو خ !ب يرويه.
أ ن ي ر ص عل ى أ ن ي Mع ر ف ب س ن 9
107
فار ف يوم يغور ف يوم .بناءً عليه؛ يلزم لقاومة تلك القوات الائلة مقابلتها با يفعله الثبات والعناد
الصحوبان بالزم والقدام.
الستبداد ل ينبغي أن يMقاوwم بالعنف ،كي ل تكون فتنة تصد الناس حصدا? .نعم؛ الستبداد
قد يبلغ من الشدxة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجارا? طبيعيا? ،فإذا كان ف المxة عقلء يتباعدون عنها
ابتداءً ،حتى إذا سكنت ثورتها نوعا? وقضت وظيفتها ف حصد النافقي ،حينئذٍ يستعملون الكمة ف
توجيه الفكار نو تأسيس العدالة ،وخي ما تؤسxس يكون بإقامة حكومة ل عهد لرجالا بالستبداد،
ول علقة لم بالفتنة.
العوام ل يثور غضبهم على الستبد© غالبا? إل عقب أحوال مصوصة مهي©جة فورية ،منها:
عقب مشهد دموي مؤل يوقعه الستب̈د على الظلوم يريد النتقام لناموسه. -1
عقب حرب يرج منها الستب̈د مغلوبا? ،ول يتمك¿ن من إلصاق عار التغ̃لب بيانة القواد. -2
عقب تظاهر الستبد© بإهانة الدين إهانة? مصحوبة? باستهزاء يستلزم حدxة العوام. -3
عقب تضييق شديد عام مقاضاة? لال! كثي ل يتيسxر إعطاؤه حتى على أواسط الناس. -4
ف حالة ماعة أو مصيبة عامة ل يرى الناس فيها مواساة? ظاهرة من الستبد. -5
عقب عمل للمستبد© يستف̈ز الغضب الفوري ،كتع̈رضه لناموس العرض ،أو حرمة النائز ف -6
الشرق ،وتقيه القانون أو الشرف الوروث ف الغرب.
عقب حادث تضييق يوجب تظاهر قسم كبي من النساء ف الستجارة والستنصار. -7
عقب ظهور موالة شديدة من الستبد© لن تعتبه المxة عدوا? لشرفها. -8
إل غي ذلك من المور الماثلة لذه الحوال الت عندها يوج الناس ف الشوارع والساحات،
وتل أصواتهم الفضاء ،وترتفع فتبلغ عنان السماء ،ينادون :الق الق ،النتصار للحق ،الوت أو
بلوغ الق.
الستب̈د مهما كان غبيا? ل تفى عليه تلك الزالق ،ومهما كان عتيا? ل يغفل عن ات©قائها ،كما
أن xهذه المور يعرفها أعوانه ووزراؤه.
فإذا وMج€د منهم بعض يريدون له التهلكة يهو©رونه على الوقوع ف إحداها ،ويMلصقونها به خلفا
لعادتهم ف إبعادها عنه بالتمويه على الناس .إن xرئيس وزراء الستبد© أو رئيس ق}وxاده ،أو رئيس الد©ين
عنده ،هم أقدر الناس على اليقاع به ،وهو يداريهم ت̈ذرا? من ذلك ،وإذا أراد إسقاط أحدهم فل يوقعه
إل بغتة.
لثيي الواطر على الستبداد طرائق شتى يسلكونها بالسر ،والبطء ،يستقرون تت ستار
الدين ،فيستنبتون غابة الثورة من بذرة أو بذورات يسقونها بدموعهم ف اللوات .وكم يلهون الستبد
108
بسوقه إل الشتغال بالفسوق والشxهوات ،وكم يغرونه برضاء المxة عنه ،ويس©رونه على مزيد التشديد،
وكم يملونه على إساءة التدبي ،ويكتمونه ال̈رشد ،وكم يشو©شون فكره بإرباكه مع جيانه وأقرانه.
يفعلون ذلك وأمثاله لجل غاية واحدة ،هي إبعاده عن النتباه إل س ©د الطريق الت فيها يسلكون ،أمxا
أعوانه ،فل وسيلة لغفالم عن إيقاظه غي تريك أطماعهم الالية مع تركهم ينهبون ما شاؤوا أن
ينهبوا.
ومبنى قاعدة أنxه يب قبل مقاومة الستبداد ،تهيئة ماذا يMستبدل به الستبداد هو :إن xمعرفة
الغاية شرط jطبيعي للقدام على كل© عمل ،كما أن xمعرفة الغاية ل تفيد شيئا? إذا جهل الطريق الوصل
إليها ،والعرفة الجالية ف هذا الباب ل تكفي مطلقا? ،بل ل ب xد من تعيي الطلب والطة تعيينا
واضحا? موافقا? لرأي© الكل© ،أو الكثرية الت هي فوق الثلثة أرباع عددا? أو قوة بأس وإل فل يتم المر،
حيث إذا كانت الغاية مبهمة نوعا? ،يكون القدام ناقصا? نوعا? ،وإذا كانت مهولة بالكلية عند قسم من
الناس أو مالفة لرأيهم ،فهؤلء ينضمون إل الستبد© ،فتكون فتنة? شعواء ،وإذا كانوا يبلغون مقدار
الثلث فقط ،تكون حينئذٍ الغلبة ف جانب الستبد.
ثم xإذا كانت الغاية مبهمة ول يكن السي ف سبيل! معروف ،ويوشك أن يقع اللف ف أثناء
الطريق ،فيفسد العمل أيضا? وينقلب إل انتقام وفت .ولذلك يب تعيي الغاية بصراحة وإخلص
وإشهارها بي الكاف&ة ،والسعي ف إقناعهم واستحصال رضائهم بها ما أمكن ذلك ،بل ال¢ول حل العوام
على النداء بها وطلبها من عند أنفسهم .وهذا سبب عدم ناح المام علي ومن وليه من أئمة آل البيت
رضي ال عنهم ،ولعل xذلك كان منهم ل عن غفلة ،بل مقتضى ذلك الزمان من صعوبة الواصلت
وفقدان البوستات النتظمة والنشريات الطبوعة إذ ذاك.
والراد أن xمن الضروري تقرير شكل الكومة الت يراد ويكن أن• يMستبدل بها الستبداد،
وليس هذا بالمر الين الذي تكفيه فكرة ساعات ،أو فطنة آحاد ،وليس هو بأسهل من ترتيب القاومة
والغالبة .وهذا الستعداد الفكري النظري ل يوز أن• يكون مقصورا? على الواص ،بل ل بد xمن تعميمه
وعلى حساب المكان ليكون بعيدا? عن الغايات ومعضودا? بقبول الرأي العام.
وخلصة البحث أنxه يلزم أول? تنبيه حس المxة بآلم الستبداد ،ثم xيلزم حلها على البحث ف
القواعد الساسية للسياسة الناسبة لا؛ بيث يشغل ذلك أفكار كل© طبقاتها ،والول أن يبقى ذلك
تت مض العقول سني ،بل عشرات السني حتى ينضج تاما? ،وحتى يصل ظهور التلهف
القيقي على نوال الرية ف الطبقات العليا ،والتمني ف الطبقات السفلى ،والذر كل الذر من أن
يشعر الستبد بالطر ،فيأخذ بالتح̈ذر الشديد ،والتنكيل بالاهدين ،فيكثر الضجيج ،فيزيغ الستبد
ويتكالب ،فحينئذٍ إما أن تغتنم الفرصة دولة أخرى فتستولي على البلد ،وتد©د السر على العباد
109
بقليل! من التعب ،فتدخل المxة ف دور! آخر من الرق© النحوس ،وهذا نصيب أكثر المم الشرقية ف
القرون الخية ،وإمxا أن يساعد الظ& على عدم وجود طامع أجنب ،وتكون المxة قد تأهxلت للقيام بأن
تكم نفسها بنفسها ،وف هذه الال يكن لعقلء المxة أن يكل¤فوا الستبد xذاته لتك أصول الستبداد،
وات©باع القانون الساسي الذي تطلبه المة .والستب̈د الائر القوى ل يسعه عند ذلك إل الجابة طوعا?،
وهذا أفضل ما يصادwف .وإن أصر xالستب̈د على القوة ،قضوا بالزوال على دولته ،وأصبح كل Åمنهم راعيا?،
وكل Åمنهم مسؤول? عن رعيته ،وأضحوا آمني ،ل يطمع فيهم طامع ،ول يMغلبون عن قل&ة ،كما هو شأن
كل© المم الت تيا حياة? كاملة حقيقية ،بناءً عليه؛ فليبصxر العقلء ،وليتxق› ال الغرون ،وليعلم أن
المر صعب ،ولكن تص̈ور الصعوبة ل يستلزم القنوط ،بل يثي همم الرجل الشم.
جل¿ ت
حكمته -قد جعل المم مسؤولة عن أعمال من تMحك¤مه عليها .وهذا حق .Åفإذا ل تسن أمة سياسة
نفسها أذل¿ها ال لمxة أخرى تكمها ،كما تفعل الشرائع بإقامة القيم على القاصر أو السفيه ،وهذه
حكمة .ومتى بلغت أمxة jرشدها ،وعرفت للحرية قدرها ،استجعت عزxها ،وهذا عدلٌ.
وهكذا ل يظلم ر̈بك أحدا? ،إنا هو النسان يظلم نفسه ،كما ل يذ̈ل ال قط أمة عن قل&ة ،إنا
هو الهل يسب©ب كل xعل¿ة.
وإني أختم كتابي هذا باتة بشرى ،وذلك أن xبواسق العلم وما بلغ إليه ،تد̈ل علىأن xيوم
ال قريب .ذلك اليوم الذي يق̈ل فيه التفاوت ف العلم وما يفيده من القوة ،وعندئذٍ تتكافأ القوات بي
البشر ،فتنح̈ل السلطة ،ويرتفع التغالب ،فيسود بي الناس العدل والتوادد ،فيعيشون بشرا? ل شعوبا?،
وشركات ل دول? ،وحينئذٍ يعلمون ما معنى الياة الطيبة :هل هي حياة السم وحصر المة ف
خدمته؟ أم حياة الروح وغذاؤها الفضيلة؟ ويومئذٍ يتسنى للنسان أن يعيش كأنxه عال مستقل Åخالد،
كأنxه نمٌ متص Åف شأنه ،مشتك jف النظام ،كأنxه ملك ،jوظيفته تنفيذ أوامر الرحن اللهمة للوجدان.
110