You are on page 1of 34

‫ف‬

‫تفريج الكروب‬

‫إعداد‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فال بن ممد بن فال الصغي‬
‫الستاذ بامعة المام ممد بن سعود السلمية‬
‫والشرف العام على موقع شبكة السنة النبوية وعلومها‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫‪3‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫القدمة‬
‫المسد ل رب العاليس‪ ،‬والصسلة والسسلم على هادي النام‬
‫وخات النبياء والرسلي نبينا ممد وعلى آله وصحبه أجعي‪ ،‬ومن‬
‫تبعهم بإحسان إل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن العمال ال صالة جيع ها تش فع أحيانًا للن سان ف الياة‬
‫الدنيا‪ ،‬كما جاء ف آيات وأحاديث كثية‪ ،‬وتفرج عنه بعض مآسيه‬
‫ومعاناته‪ ،‬وتكشف عنه كرباته وآلمه‪ ،‬مع العلم أن ال تعال ليس‬
‫با جة إل أعمال الن سان وطاعا ته وعبادا ته ولكن ها رح ته وفضله‬
‫على عباده‪.‬‬
‫وهذا الكلمات عرض لتأثي العمل الصال ف تفريج الكربات‬
‫بشقيها النفسية والادية‪ ،‬أسأل ال تعال أن ينفع با إنه سيع قريب‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه(‪.)1‬‬
‫كتبه‬
‫فال بن ممد بن فال الصغي‬
‫البيد اللكترون‬
‫‪falehmalsgair@Yahoo.com‬‬
‫***‬

‫() أ صل هذه الر سالة م ستلة من كتاب (حد يث الر هط الثل ثة الذ ين‬ ‫‪1‬‬

‫آواهم الغار‪ -‬دراسة حديثية دعوية نفسية)‪ .‬واستلت لهيتها [الناشر]‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫أنواع الكربات‬
‫أولً‪ :‬الكربات النفسية‪:‬‬
‫و هي تش مل كل المراض النف سية والنفعالت الع صبية ال ت‬
‫تع صف بالن سان خارج حدوده الطبيع ية وتنع م نه الرادة لض بط‬
‫الن فس وتقو ي ال سلوك‪ ،‬وهذه الكروب كثية جدًا قد تفردت ب ا‬
‫أباث وماضرات‪ ،‬إل أننسا يكسن أن نتطرق إل بعضهسا التس كثسر‬
‫انتشارها وتوسعت دائرة الصابي با‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬الم‪:‬‬
‫و هو زيادة ف التفك ي ال ستمر بالشياء‪ ،‬سواء كا نت كبية‬
‫وعظي مة‪ ،‬أو صغية وحقية‪ ،‬وكذلك التفك ي الت ستمر ف كيف ية‬
‫ح ل أثقال ال ستقبل وم سئولياته‪ ،‬و هو داء نف سي يد خل إل الن فس‬
‫من خلل وساوس الشيطان للنسان بعظم المور الت تدث حوله‬
‫وإن كانت صغية‪ ،‬ويعد الم من الكروب الت يرزح تت وطأتا‬
‫النسان ف فترات من حياته‪ ،‬لسيما إذا صرف عن دين ال وابتعد‬
‫عن سنة نبيه ‪ ،‬وات بع ما يو سوس إل يه عدوه الول‪ ،‬فعندئذ يبتلي‬
‫ال تعال هذا ال صنف من الناس بكر بة ال م عقو بة لع صية أو ابتلء‬
‫للرجوع إل ال تعال واتباع نجه‪.‬‬
‫وكان السبيل لتفريج كربة الم هو أن يقدم النسان بي يدي‬
‫ال تعال عملً صالًا خالصًا له عز وجل‪ ،‬أو يترك ما كان عليه من‬
‫العصسيان والتمرد‪ ،‬ويرجسع إل ال بالتضرع والتوسسل إليسه‪ ،‬وقراءة‬
‫القرآن وكثرة الستغفار‪ ،‬لعل ال أن يزيل عنه هه وتعود إليه عافيته‬

‫‪5‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫وسسويته‪ ،‬وقسد ذكسر رسسول ال شيئًا مسن علج هذا الكرب‪،‬‬


‫ووسسيلة الروج منسه عنسد نزوله بالنسسان‪ ،‬فقال عليسه الصسلة‬
‫وال سلم‪ « :‬من لزم ال ستغفار ج عل ال له من كل ض يق مرجًا‪،‬‬
‫ومن كل هم فرجًا ورزقه من حيث ل يتسب»(‪.)1‬‬
‫و قد علم نا الر سول الم ي عل يه ال صلة وال سلم دعاء ف‬
‫لظات الم والزن فقال‪ « :‬ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن‪:‬‬
‫اللهم إن عبدك وابن عبدك وابن أمتك‪ ،‬ناصيت بيدك‪ ،‬ماض فّ‬
‫حك مك‪ ،‬عدل فّ قضاؤك‪ ،‬أ سألك ب كل ا سم هو لك سيت به‬
‫نفسقك أو أنزلتقه فق كتابقك أو علمتقه أحدًا مقن خلققك أو‬
‫ا ستأثرت به ف علم الغ يب عندك‪ ،‬أن ت عل القرآن رب يع قل ب‪،‬‬
‫ونور صقدري‪ ،‬وجلء حزنق‪ ،‬وذهاب هيق‪ ،‬إل أذهقب ال عقز‬
‫وجل هه وأبدله مكان حزنه فرحًا»(‪.)2‬‬
‫لذلك كان عليه الصلة وال سلم يتعوذ من ال م كثيًا وي ث‬
‫على هذا الدعاء‪« :‬الل هم إ ن أعوذ بك من ال م والزن‪ ،‬والع جز‬
‫والكسل‪ ،‬والب والبخل‪ ،‬وضلع الدين وغلبة الرجال»(‪.)3‬‬

‫() « سنن أ ب داود» ر قم (‪ ،)1518‬ص (‪ ،)224‬ورواه ا بن ما جه (‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)3189‬ص (‪.)545‬‬
‫() «مسند أحد» رقم (‪ ،)4318‬ص (‪.)362‬‬ ‫‪2‬‬

‫() «صسحيح البخاري» رقسم (‪ ،)6369‬ص (‪ ،)1106‬و «صسحيح‬ ‫‪3‬‬

‫مسلم» رقم (‪ ،)2706‬ص (‪.)1176‬‬

‫‪6‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫‪ -2‬الزن‪:‬‬
‫وهسو مسا يسسمى الكآبسة فس علم النفسس‪ ،‬ويكون فس الغالب‬
‫نتيجة حدث معي ف الياة أو مموعة أحداث من‪ :‬فقدان عزيز أو‬
‫خ سارة مال ية‪ ،‬أو مرض‪ ،‬أو و ضع اجتما عي غ ي منا سب‪ ،‬وغي ها‬
‫من ال سباب ال ت تؤدي إل تكو ين الزن لدى الن سان و هو أ مر‬
‫طسبيعي يعتري كسل إنسسان‪ ،‬وهسو فطرة ف النفسس كامنسة فيهسا إذا‬
‫وجدت أ سبابا‪ ،‬ل ي ستطيع أ حد التخلص م نه إل بالعلج القرآ ن‬
‫والنبوي‪ ،‬وقد قال رسول ال عند موت ابنه إبراهيم‪« :‬إن العي‬
‫تد مع والقلب يزن ول نقول إل ما ير ضي رب نا وإ نا بفرا قك يا‬
‫إبراهيقم لحزونون»(‪ ،)1‬وقبسل ذلك اشتكسى يعقوب عليسه السسلم‬
‫حز نه إل ال تعال عند ما ف قد يو سف عل يه ال سلم‪ ،‬وقال‪ِ :‬إنّمَا‬
‫َأشْكُو بَثّي وَ ُح ْزنِي ِإلَى اللّهِ [يوسف‪.]86 :‬‬
‫إل أن هذه الفطرة إذا اسسستمرت لفترات طويلة واسسستسلم‬
‫النسان لا ف كل أوقاته‪ ،‬وازداد ف التفكي على ما أصابه‪ ،‬فإنا‬
‫تتحول إل كر بة نف سية ي ب معالت ها كأي مرض آ خر‪ ،‬وحينئذ‬
‫تتحول إل بوابة كبية يستطيع الشيطان أن يدخل إل النسان من‬
‫خللا‪ ،‬ويفعل فيه ما يشاء من الوساوس وتزيي العاصي والنكرات‬
‫له‪.‬‬
‫ودرءًا لنسع وقوع النسسان فس دائرة الزن الذي يتحول إل‬
‫() «صسسحيح البخاري»‪ ،‬رقسسم (‪ ،)1303‬ص (‪ .)209 ،208‬و‬ ‫‪1‬‬

‫«صحيح مسلم»‪ ،‬رقم (‪ ،)2315‬ص (‪.)1023 ،1022‬‬

‫‪7‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫مرض كانت الحاديث الكثية الت تنهى عن البالغة ف الزن عند‬


‫نزول م صيبة أو غي ها‪ ،‬ح ت ل ي قع الن سان ف النكرات‪ ،‬ويزع‬
‫من أمر ال تعال‪ ،‬وقد علم عليه الصلة والسلم أصحابه وأمته من‬
‫بعده أن ل ينقطعوا عسن العمال الصسالة التس تقوي مسن عزيةس‬
‫النسان وإيانه‪ ،‬وترضى بقدر ال وقضائه‪.‬‬
‫فهذا هو نب ال يعقوب عل يه ال سلم الذي أ صابه ما أ صاب‬
‫من غياب أ حب ولده إل يه وقرة عي نه يو سف عل يه ال سلم‪ ،‬ل سني‬
‫طويلة ول يعرف ع نه شيئًا‪ ،‬و من بعده اب نه ال خر ع ند سفره مع‬
‫إخوته للتجارة إل مصر‪ ،‬فقد حزن ولكنه ل يصبه الزع‪ ،‬بل بقي‬
‫على عهده مسع ال تعال‪ ،‬واشتسد تعلقسه بربسه‪ ،‬وازداد يقينسه بال‬
‫وحك مه‪ ،‬و صب واحت سب‪ ،‬فقال‪ِ :‬إنّمَا أَشْكُو بَثّ ي َو ُحزْنِي ِإلَى‬
‫ّهق [يوسسف‪ ]86 :‬إل ال وحده‪ ،‬ل إل ملك ول إل صسنم‪،‬‬ ‫الل ِ‬
‫ول إل معبود آخسسر غيسس ال‪ ،‬ول إل مدرات أو مفترات أو‬
‫منبهات‪ ،‬فكان ذلك سببًا للفرج العظ يم والفرح الذي ل يو صف‪،‬‬
‫عندما جاءه البشي بقميص يوسف عليه السلم؛ فكان ذلك خروجًا‬
‫وعافية من كربته ومعاناته النفسية ف فراقه ليوسف وأخيه‪ ،‬ورجع‬
‫إليه بصره عليه السلم‪.‬‬
‫‪ -3‬القلق‪:‬‬
‫عرفه بعض علماء النفس‪ :‬بأنه الشعور بالتخوف من احتمال‬

‫‪8‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫وقوع ش يء غا مض مكروه (‪ ،)1‬و هو كر بة نف سية وال صاب ب ا ل‬


‫يشعسر بالمان والسستقرار فس نفسسه ول مسن حوله بسل يلزمسه‬
‫الضطراب والتو تر مع ظم أوقا ته‪ ،‬وهذه الكر بة عادة ما تن شأ من‬
‫الو ساوس ال ت يلي ها الشيطان ف الن فس نتي جة رؤ ية مش هد غ ي‬
‫مألوف أو حادث مرعسسب أو الختلط مسسع أناس تردوا عسسن‬
‫الخلقيات العا مة كرفاق ال سوء من القامر ين والدمن ي للخمور‬
‫والخدرات وغيهسا‪ ،‬أو توف مسن مسستقبل مهول‪ ،‬فينشسأ لدى‬
‫نوعس مسن التناقسض الداخلي ليتحول بعده إل صسراع فس‬ ‫النسسان ٌ‬
‫النفس بي ما كان عليه وبي ما يوسوس له الشيطان الذي آل على‬
‫نفسه غواية الناس وإضللم وإدخالم ف شكوك ومزاحات فكرية‬
‫ُمق‬
‫ِكق َلأُغْ ِويَّنه ْ‬
‫ونفسسية‪ ،‬يقول ال تعال على لسسانه‪ :‬قَالَ فَِب ِع ّزت َ‬
‫َأجْ َمعِيَ * ِإلّا عِبَادَكَ مِ ْن ُه ُم الْمُخْلَصِيَ [ص‪.]83 ،82 :‬‬
‫فإذا علم الن سان تقي قة الكر بة و سببها‪ ،‬ت كن من علج ها‬
‫والتخلص منها وقد بي ال تعال أن من شأن الشيطان أن ينغ ف‬
‫النسان ويوسوس له ف أموره كلها‪ ،‬لسيما الصالة منها‪ ،‬ولكن‬
‫ال تعال و صف العلج وب ي الدواء لعباده لتج نب كر بة القلق أو‬
‫الروج م نه عند ما ي صاب به الن سان‪ ،‬وكان هذا العلج طاع ته‬
‫سبحانه وتعال والقيام بالعمال الت ترضيه عز وجل‪ ،‬والستكثار‬
‫من ذكره سبحانه وتعال ف ال سر والعلن‪ ،‬لقوله تعال‪َ :‬ألَا ِبذِ ْكرِ‬

‫() «دع القلق واستعن بال» ص (‪.)23 ،22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫ال ّلهِ تَ ْطمَِئنّ اْلقُلُوبُ [الرعد‪.]28 :‬‬


‫و ف المتثال ب ا أوج به ال تعال على الناس مرج وا سع من‬
‫سق فس ملوقات ال وخلق‬ ‫سر العميس‬ ‫سة القلق وآثاره‪ ،‬والتفكس‬ ‫كربس‬
‫السسموات والرض‪ ،‬والليسل والنهار وفس كسل آيات ال تعال‬
‫الوجودة ف هذا الكون الواسع‪ ،‬فهذا التفكر من أسباب إزاحة هم‬
‫كربة القلق عن النسان‪ ،‬أل يكن خليل ال إبراهيم عليه السلم قبل‬
‫النبوة يشت كي من حاله وحال من حوله م ن يعبدون ال صنام؟ ف ما‬
‫كان منه إل أن توجه بالتفكي والتأمل ف ملكوت ال تعال‪ ،‬فأشار‬
‫إل الكوكب ث القمر‪ ،‬ث الشمس لعلها تكون آلة فلما رآها تأفل‪،‬‬
‫تبأ من فعل قومه‪ ،‬وأعلن عبوديته ل الحد الذي يدير الكواكب‬
‫والقمار والشموس والكون كله‪ ،‬فأزاح ال تعال عنه غمته‪ ،‬ومنحه‬
‫اليق ي بدلً من ال شك والري بة‪ ،‬ث كا نت النبوة والر سالة يقول ال‬
‫السقمَاوَاتِ‬ ‫ُوتق ّ‬ ‫ِيمق مَ َلك َ‬ ‫ِكق ُنرِي ِإْبرَاه َ‬ ‫تعال فس ذلك‪ :‬وَ َكذَل َ‬
‫ض َولِيَكُو َن مِ َن الْمُوقِِنيَ * فَ َلمّا َجنّ عَلَيْهِ اللّ ْيلُ َرأَى َكوْكَبًا‬ ‫وَالْأَرْ ِ‬
‫قَالَ َهذَا َربّيق فَلَمّاق أَ َف َل قَا َل لَا ُأحِبّ اْلآَفِلِيَ * فَ َلمّاق َرأَى اْلقَ َمرَ‬
‫بَازِغًا قَا َل َهذَا َربّي فَلَمّا َأ َفلَ قَالَ لَئِ ْن لَ مْ َي ْه ِدنِي َربّي َلأَكُوَننّ مِ نَ‬
‫س بَازِ َغ ًة قَا َل َهذَا َربّي َهذَا أَكَْبرُ‬ ‫اْلقَوْ ِم الضّالّيَ * فَلَمّا َرأَى الشّمْ َ‬
‫ت قَا َل يَا َقوْ ِم ِإنّ ي َبرِي ٌء مِمّ ا ُتشْرِكُو نَ * ِإنّ ي َوجّهْ تُ‬ ‫فَلَمّ ا َأفَلَ ْ‬
‫ِنق‬‫ْضق حَنِيف ًا وَم َا أَن َا م َ‬ ‫ت وَاْلأَر َ‬ ‫السقمَاوَا ِ‬‫ِيق لِ ّلذِي فَ َطرَ ّ‬ ‫َو ْجه َ‬
‫شرِكِيَ [النعام‪.]79-75 :‬‬ ‫الْ ُم ْ‬

‫‪10‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫وكانت وصية الصطفى عليه الصلة والسلم للمؤمن‪« :‬دع‬


‫ما يريبك إل ما ل يريبك»(‪ .)1‬حت ل تقع ف ظلمة الشك والقلق‬
‫والضطراب ويسي ف نور اليقي والداية‪.‬‬
‫‪ -4‬الوف‪:‬‬
‫عرفه بعض علماء النفس‪ :‬بأنه قلق نفسي أو عصاب نفسي ل‬
‫يضع للعقل ويساور الرء بصورة جامة من حيث كونه رهبة ف‬
‫النفس شاذة عن الألوف تصعب السيطرة عليها والتحكم با(‪.)2‬‬
‫والوف نوعان‪ :‬إياب‪ ،‬وسلب‪:‬‬
‫فأمقا الول‪ :‬الوف مسن ال تعال وعقابسه وعذابسه‪ ،‬وهسو‬
‫ضروري للنسسان ومطلوب منسه لنسه يقسق العبوديسة ل تعال‪،‬‬
‫ويستقيم سلوك النسان به ويستقر الجتمع والفراد‪ ،‬بل جعل ال‬
‫من اتصف بذا النوع من الؤمني الصادقي‪ ،‬قال جل ذكره‪ِ :‬إنّمَا‬
‫ت قُلُوبُهُ ْم وَِإذَا تُلَِي تْ عَلَ ْيهِ مْ‬
‫الْ ُم ْؤمِنُو َن اّلذِي نَ إِذَا ذُ ِكرَ اللّ ُه وَجِلَ ْ‬
‫َآيَاتُ هُ زَا َدتْهُ مْ إِيَانًا [النفال‪ ،]2 :‬ومن هنا يب على السلم أن‬
‫ي عل الوف من ال تعال جناحًا يط ي به إل ال تعال ف م سيته‬
‫فس هذه الياة والناح الخسر رجاء حصسول الطلوب فس الدنيسا‬

‫() «جامسع الترمذي»‪ ،‬رقسم (‪ ،)2518‬ص (‪ ،)572‬قال الترمذي‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫حديسث حسسن صسحيح‪ ،‬و «النسسائي» رقسم (‪ ،)5714‬ص (‪.)772‬‬


‫ذكره البخاري معلق ًا فس كتاب البيوع‪ ،‬باب تفسسي الشتبهات ص (‬
‫‪.)329‬‬
‫() «موسوعة علم النفس» د‪ .‬أسعد رزق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫والخرة‪.‬‬
‫والنوع الخقر‪ :‬سسلب وهسو الوف مسن غيس ال أو الوف‬
‫الانع من فعل الطاعات أو الوف الالب لفعل العاصي‪ ،‬كالوف‬
‫من السحرة والدجالي‪.‬‬
‫وهناك نوع ثالث‪ :‬وهسو الوف البلي أو الطبعسي الذي ل‬
‫يترتب عليه فعل معصية أو ترك طاعة‪ ،‬كالوف من الظلم لن ل‬
‫يتعود عليه‪ ،‬وهذا الوف يكون إيابيًا إذا منع من معصية أو حث‬
‫على فعل طاعة ويكون سلبيًا إذا كان على العكس من ذلك‪.‬‬
‫***‬
‫وي عد الوف ف صورته ال سلبية كر بة نف سية وبلء من ال‬
‫ف وَالْجُو عِ‬ ‫خوْ ِ‬ ‫شيْ ٍء مِ نَ الْ َ‬‫تعال لقوله عز و جل‪َ :‬ولَنَبْ ُلوَّنكُ مْ ِب َ‬
‫ش ِر ال صّاِبرِينَ * اّلذِي نَ‬
‫ت َوبَ ّ‬ ‫س وَالثّ َمرَا ِ‬ ‫ص مِ َن الَْأ ْموَالِ وَالَْأْنفُ ِ‬
‫َوَنقْ ٍ‬
‫ِإذَا أَ صَابَ ْتهُ ْم مُصقِيَب ٌة قَالُوا ِإنّاقلِلّهِق َوإِنّاقِإلَيْهِق رَاجِعُونَق [البقرة‪:‬‬
‫‪.]156 ،155‬‬
‫ولذا النوع من الوف صور متعددة‪ ،‬كالوف من الوت أو‬
‫الوف من الناس‪ ،‬أو الوف من الرض‪ ،‬أو الوف من الف قر‪ ،‬أو‬
‫الوف مسن السستقبل‪،‬وغيهسا مسن السسباب والؤثرات التس تولد‬
‫الوف لدى النسان‪.‬‬
‫وللخروج من كربة الوف وظلمه‪ ،‬يب التوجه الصادق إل‬
‫ال‪ ،‬واليق ي الكا مل بأن ال تعال فوق كل قوة‪ ،‬وفوق كل جبار‪،‬‬
‫وأنسه تعال ل ينازعسه على ملكسه أحسد‪ ،‬ول يتحرك شيسء فس هذا‬

‫‪12‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫الكون إل بأمره وحكمه‪ ،‬فإذا وصل النسان إل هذه القناعة وهذا‬


‫اليان‪ ،‬فإ نه سيتحرر من رب قة كر بة الوف و سطوته‪ ،‬وينطلق إل‬
‫عال الشجاعة والواجهة‪ ،‬فيعمل ويتهد ويطور ويترع‪ ،‬لنه يستند‬
‫ف حيا ته إل العز يز البار‪ ،‬يقول ال تعال‪ :‬إِنّ اّلذِي َن قَالُوا َربّنَا‬
‫ح َزنُوا‬‫ِمق الْمَلَاِئكَ ُة َألّا تَخَافُوا َولَا تَ ْ‬
‫اسقَتقَامُوا تَتََنزّلُ عَ َل ْيه ُ‬
‫ّهق ثُم ّ ْ‬
‫الل ُ‬
‫شرُوا بِالْجَّنةِ الّتِي ُكنُْتمْ تُو َعدُونَ [فصلت‪.]30 :‬‬ ‫َوَأبْ ِ‬
‫وخ ي ما يقال ف موا ضع الوف وع ند نزوله هو‪ :‬حَ سْبُنَا‬
‫اللّ هُ َوِنعْ َم الْوَكِيلُ ‪ ،‬ف قد روي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪:‬‬
‫حَ سْبُنَا اللّ ُه وَِنعْ مَ اْلوَكِيلُ قالا إبراهيم عليه السلم حي ألقي‬
‫ف النار‪ ،‬وقال ا م مد ح ي قالوا‪ :‬إِنّ النّا سَ َق ْد جَ َمعُوا لَكُ مْ‬
‫ش ْوهُ ْم َفزَا َد ُهمْ إِيَانًا َوقَالُوا َحسْبُنَا ال ّلهُ َوِن ْعمَ اْلوَكِيلُ (‪.)1‬‬
‫فَاخْ َ‬
‫فهذا هسو رسسول المسة وقدوتاس يها جر فس سسبيل ال برفقسة‬
‫الصديق رضي ال عنه‪ ،‬ويتبئان ف غار ثور‪ ،‬وتلحقهم قريش وقد‬
‫أعدوا لنس يأتس بالرسسول المول والاه‪ ،‬إل أن يقفوا على باب‬
‫الغار‪ ،‬فيقول ال صديق‪ :‬يا ر سول ال‪ ،‬وال لو أن أحد هم ن ظر إل‬
‫قدمه لرآنا‪ ،‬فيطمئنه الرسول عليه الصلة والسلم ويرده إل حقيقة‬
‫المر ويقول‪« :‬يا أبا بكر‪ ،‬ما بالك باثني ال ثالثهما؟»‪.‬‬
‫ث إن هذا الدين قد عال بعض صور هذه الكربة من البداية‬
‫حت ل يقع فيها النسان من خلل الشيطان الرجيم‪ ،‬فالوف من‬

‫() «صحيح البخاري»‪ ،‬رقم (‪ ،)4563‬ص (‪.)777‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫الوت مثلً قد ب ي ال تعال حقي قة الوت ال ت ل م فر من ها وق طع‬


‫ال مل ف تاشيها‪ ،‬ولكنه عز و جل أخفى توقيتها عن الناس‪ ،‬وأن‬
‫النسان مهما حاول الفرار منه فإنه ل يرج من سلطان ال وملكه‪،‬‬
‫وأنه آيب إليه‪ ،‬يقول عز وجل‪ُ :‬ق ْل إِنّ الْمَوْ تَ اّلذِي تَ ِفرّو نَ مِنْ هُ‬
‫َفِإنّ ُه مُلَاقِي ُكمْ [المعة‪.]8 :‬‬
‫وأ ما الوف من الناس فإن رب العزة قد أشار إل أن الوف‬
‫القيقسي يبس أن يكون مسن ال ل مسن غيه يقول تعال‪ :‬فَلَا‬
‫شوُا النّاسَ وَا ْخشَوْنِ [الائدة‪.]44 :‬‬ ‫خَ‬‫تَ ْ‬
‫وكذا أنكر السلم الوف من الفقر لن الالق والرازق هو‬
‫ال‪ ،‬ورزق العباد ليسس بيسد العباد وإناس بيسد خالق العباد‪ ،‬قال جسل‬
‫ق نَحْ ُن َنرْ ُز ُقهُ ْم َوإِيّاكُ مْ‬
‫ثناؤه‪َ :‬ولَا َتقْتُلُوا َأوْلَادَكُ مْ َخشَْيةَ ِإمْلَا ٍ‬
‫[السراء‪ ،]31 :‬وقال أيضًا‪َ :‬وفِي ال سّمَاءِ رِ ْز ُقكُ مْ َومَا تُو َعدُو نَ‬
‫[الذاريات‪.]22 :‬‬
‫فتقرر بذا أن العمسل الصسال يورث قوة التعلق بال سسبحانه‬
‫وهذه القوة تز يل الوف من تلك المور الور ثة للمراض النف سية‬
‫والكربات والقلق ولوف الذموم‪.‬‬
‫‪ -5‬اليأس‪:‬‬
‫هو تصور ف النفس بفقدان المل ف التخلص ما تعانيه من‬
‫ظروف وأحوال‪ ،‬وهو عكس التفاؤل واليأس يعد مرضًا وكربة تؤثر‬
‫ف الن فس بش كل سلب دائمًا فيجعل ها تترا جع إل الوراء‪ ،‬وت سي‬
‫خلف الركب‪ ،‬وهو عدو الفكر والتحرر والنطلق‪ ،‬وعدو التطور‬

‫‪14‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫والتقدم والبتكار‪ ،‬وهذا هو مبتغى الشيطان وق مة فر حه و سروره‪،‬‬


‫ث إنه يقق أهداف أعداء ال الذين ياولون بكل ما أوتوا من قوة‬
‫وإعلم وغيهسا أن يدخلوا إل نفوس أبناء المسة هذه الروح التس‬
‫تعسل المسة تابعًا لاس فس كسل أمورهسا‪ ،‬فتتهول قوة هذا العدو فس‬
‫نفو سهم وتع ظم عقله و صناعته وتقد مه‪ ،‬إل أن يقولوا‪ :‬ل ن ستطيع‬
‫أن نبلغ ما بل غو إل يه‪ ،‬فلت كن هذه حال نا وتلك حال م‪ ،‬وهذه كر بة‬
‫عظيمة ومرض خطي يرزح تت وطأتا جع كبي من السلمي‪.‬‬
‫وال سبيل الوح يد الذي يرج ال صاب بداء اليأس أن يل جأ إل‬
‫ال تعال بالص الدعوات‪ ،‬وأحسن العمال‪ ،‬ليفرج عنه ما يعانيه‪،‬‬
‫فإن المسل فس رحةس ال وفضله واجسب‪ ،‬مهمسا بلغ النسسان مسن‬
‫الذنوب والطايا‪ ،‬ول سبيل للنجاة من ذلك إل هذا السبيل‪ ،‬يقول‬
‫سهِ ْم لَا َتقْنَطُوا‬
‫ي اّلذِي نَ أَ ْس َرفُوا عَلَى أَْنفُ ِ‬ ‫ال تعال ُق ْل يَا عِبَادِ َ‬
‫ب جَمِيعًا ِإنّ هُ ُهوَ اْل َغفُو ُر الرّحِي مُ‬
‫مِ نْ َرحْ َم ِة اللّ ِه إِنّ اللّ َه َيغْ ِفرُ ال ّذنُو َ‬
‫[الزمر‪.]53 :‬‬
‫وجاء ف الديث القدسي الصحيح‪« :‬أنا عند ظن عبدي ب‬
‫وأنا معه إذا ذكرن‪ ،‬فإن ذكرن ف نفسه ذكرته ف نفسي‪ ،‬وإن‬
‫ذكرن ف مل ذكرته ف مل خي منه‪ ،‬وإن تقرب إل بشب تقربت‬
‫إليه ذراعًا وإن تقرب إل ذراعًا تقربت إليه باعًا‪ ،‬وإن أتان يشي‬
‫أتيته هرولة»(‪.)1‬‬

‫() «صسحيح البخاري»‪ ،‬رقسم (‪ ،)7405‬ص (‪ ،)1274 ،1273‬و‬ ‫‪1‬‬

‫«صحيح مسلم» رقم (‪ ،)2675‬ص (‪.)1166‬‬

‫‪15‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫ولطورة كربة اليأس وأثره السيئ على النفس والجتمع‪ ،‬جاء‬


‫الدين السلمي بالتخلص منه ونبذه وماربته‪ ،‬وعد الذين يقطعون‬
‫المل بال تعال‪ ،‬ويقنطون من رحته كفارًا خارجي عن اللة‪ ،‬قال‬
‫ِيهق وَلَا‬
‫ف َوأَخ ِ‬ ‫ُوسق َ‬
‫ِنق ي ُ‬ ‫َسقسُوا م ْ‬ ‫ال تعال‪ :‬ي َا بَنِي ّ اذْهَبُوا فََتح ّ‬
‫ح ال ّلهِ ِإلّا اْلقَوْ ُم اْلكَا ِفرُونَ‬
‫س ِمنْ َروْ ِ‬
‫ح اللّ ِه ِإنّ ُه لَا يَيْئَ ُ‬
‫تَيَْئسُوا ِمنْ َروْ ِ‬
‫ِهق‬
‫ّهق َوِلقَائ ِ‬
‫َاتق الل ِ‬‫ِينق َك َفرُوا ِبآَي ِ‬ ‫[يوسسف‪ ،]87 :‬وقوله‪ :‬وَاّلذ َ‬
‫ب َألِيمٌ [العنكبوت‪:‬‬ ‫أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ َرحْمَتِي َوأُولَئِكَ لَهُمْ َعذَا ٌ‬
‫‪.]23‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الكربات السية‪ :‬وهي كثية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬السجن‪:‬‬
‫السجن موجود منذ القدم وهو مصص ف الصل للمخالفي‬
‫والارجيس على قانون الاكسم والدولة مسن أصسحاب النايات‪،‬‬
‫ولك نه ي ضم ب ي جنبا ته ب عض الظلوم ي‪ ،‬ول سيما ف البقاع ال ت‬
‫يستعبد فيها الاكم رعيته‪ ،‬ويطغى عليهم ويظلمهم‪ ،‬ويدعوهم إل‬
‫عبادة غي ال‪ ،‬وكان الب أو البئر يستخدم أحيانًا نوعًا من أنواع‬
‫السجون‪ ،‬وأيًا كان سبب هذا السجن فإنه كربة تصيب النسان ف‬
‫جسده ونفسه وأهله وذويه‪ ،‬وقد ابتلى ال نبيه يوسف عليه السلم‬
‫بذه الكربة بنوعيها‪ ،‬كربة الب حينما وضعه إخوته فيه ليخلو لم‬
‫أبوهم‪ ،‬وكربة السجن حينما رفض دعوة امرأة العزيز‪.‬‬
‫وليس أمام النسان الذي يبتلى بذه الكربة إل اللجوء إل ال‬
‫ف الليل والنهار‪ ،‬وأن ل يقطع أمله بربه وخالقه‪ ،‬وأن يقدم بي يديه‬

‫‪16‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫سبحانه وتعال أعمالً صالة ودعوات خالصة يبث عبها عبوديته‬


‫ل وافتقاره له‪ ،‬وأنه ل ملجأ ول منجى من ال إله إليه فربا يكون‬
‫ذلك قريابًا يفرج ال به كرب ته وير جه من سجنه وي عل له ب عد‬
‫ذلك يسرًا وخيًا‪.‬‬
‫وذلك مسا فعله يوسسف عليسه السسلم‪ ،‬حيسث كان فس ظلمسة‬
‫ال ب وكذلك ف ال سجن‪ ،‬ل ينق طع عن ر به الذي هو أر حم من‬
‫الم بولد ها‪ ،‬ول يفار قه التضرع والتو سل إل ال و بث شكواه ف‬
‫جنُ‬ ‫ظلمات ال سجن القا سية وقال ب كل إيان ويق ي‪ :‬رَبّ ال سّ ْ‬
‫َأحَبّ ِإلَيّ مِمّا َيدْعُونَنِي ِإلَيْ هِ [يوسف‪ ،]33 :‬فرغم مكوثه ف‬
‫ال سجن ب ضع سني إل أن ال تعال من حه ثرة ذلك الع مل ال صال‬
‫والدعاء الصادق أل يقل لمرأة العزيز‪َ :‬معَاذَ اللّ ِه ِإنّ هُ َربّي َأحْ سَنَ‬
‫مَ ْثوَا يَ ِإنّ هُ لَا ُيفْلِ حُ الظّالِمُو نَ ؟ [يو سف‪ ،]23 :‬فنال ثرة ذلك‬
‫أن جعله ال على خزائن مصسر‪ ،‬وجاء إليسه بإخوتسه وأبويسه وكان‬
‫فرجًا كبيًا من ال على صدق ني ته وعمله‪ ،‬ح يث ا ستشعر فر حة‬
‫هذا الفرج ل سيما لقاؤه بأب يه يعقوب عل يه ال سلم وأ مه‪ ،‬يقول ال‬
‫جدًا َوقَا َل يَا َأبَ تِ‬ ‫تعال‪ :‬وَ َرفَ َع َأَبوَيْ هِ عَلَى اْل َعرْ شِ َو َخرّوا لَ هُ سُ ّ‬
‫سنَ بِي ِإذْ‬ ‫ي مِ نْ قَ ْب ُل َقدْ َجعَ َلهَا َربّي حَقّا َو َقدْ أَحْ َ‬ ‫َهذَا َت ْأوِيلُ ُر ْؤيَا َ‬
‫َغق‬‫َنق َنز َ‬ ‫ِنق َب ْعدِ أ ْ‬ ‫ِنق الْبَ ْد ِو م ْ‬
‫ُمق م َ‬
‫ج ِن َوجَا َء ِبك ْ‬‫السق ْ‬
‫ِنق ّ‬ ‫َأ ْخرَجَنِي م َ‬
‫ف لِمَا َيشَا ُء ِإنّ ُه ُهوَ اْلعَلِيمُ‬‫الشّيْطَانُ بَيْنِي َوبَيْنَ ِإخْ َوتِي إِنّ َربّي لَطِي ٌ‬
‫حكِيمُ [يوسف‪.]100 :‬‬ ‫الْ َ‬
‫وكذلك كربة نب ال يو نس عل يه ال سلم ف ب طن الوت ل‬

‫‪17‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫تكن تنفرج عنه لول أنه ذكر ربه با يليق بلله سبحانه‪ ،‬واعترف‬
‫بذنبه وضعفه ل تعال‪ ،‬ل ا أفرج عنه إل يوم القيامة‪ ،‬و قد ذ كر ال‬
‫تعال قصة يونس ف أكثر من سورة من القرآن لخذ العبة منها ف‬
‫الشدائد والكربات‪ ،‬وأن القلب الاشسع واللسسان الذاكسر والوارح‬
‫القائمة ف طاعة ال كفيلة بإخراج صاحبها من الكربات الت تصيبه‬
‫فس الياة الدنيسا‪ ،‬قال جسل ذكره‪َ :‬وذَا النّونِق إِ ْذ َذهَبَق ُمغَاضِبًا‬
‫ت أَ نْ لَا ِإلَ َه ِإلّا َأنْ تَ‬ ‫فَظَنّ أَ ْن لَ نْ َن ْقدِرَ عَلَيْ ِه فَنَادَى فِي الظّلُمَا ِ‬
‫ت مِ نَ الظّالِ ِميَ * فَا سْتَجَبْنَا لَ هُ َونَجّيْنَا هُ مِ نَ اْل َغمّ‬
‫ك إِنّي كُ ْن ُ‬
‫سُبْحَانَ َ‬
‫ك نُنْجِي الْ ُم ْؤمِنِيَ [النبياء‪.]88 ،87 :‬‬ ‫وَ َك َذلِ َ‬
‫ِنق‬
‫َانق م َ‬ ‫ّهق ك َ‬ ‫ثس يقول جسل وعل فس آيات أخسر‪ :‬فَ َل ْولَا َأن ُ‬
‫ث فِي بَطْنِهِ ِإلَى َيوْ ِم يُ ْبعَثُونَ [الصافات‪،143 :‬‬ ‫الْمُسَبّحِيَ * لَلَبِ َ‬
‫‪.]144‬‬
‫ويقول ‪« :‬دعوة ذي النون إذ د عا و هو ف ب طن الوت‪:‬‬
‫ل إله إل أ نت سبحانك إ ن ك نت من الظال ي‪ ،‬فإ نه ل يدع ب ا‬
‫رجل مسلم ف شيء قط إل استجاب ال له» (‪.)1‬‬
‫والشواهسد على أن العمسل الصسال والدعاء الالص ل تعال‬
‫تفرج عن النسان كربة السجن كثية ورجالا أنبياء ورسل ودعاة‬
‫وصالون‪ ،‬فهذا هو المام أحد بن حنبل رحه ال تعال يعان هذه‬
‫الكربسة ل صراره على كلمسة القس والثبات علي ها أو الوت دون ا‪،‬‬

‫() «جامع الترمذي»‪ ،‬رقم (‪ ،)3505‬ص (‪.)799‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫فكانست ثرة موقفسه هذا أن أخرجسه ال مسن منتسه وكربتسه عزيسز‬


‫النفس‪ ،‬ينهل من علمه الصاف علماء المة‪ ،‬وتكسب من بعده المة‬
‫العقيدة ال سليمة وال سنة النبو ية ال صحيحة‪ ،‬وأ صبح إمام أ هل ال سنة‬
‫والماعة ف عصره وينسب إليه مذهب النابلة ف الفروع‪.‬‬
‫وكذلك ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ج ن ثرة صبه ف ال سجن‬
‫بيقي نه ف صدق دعو ته وإخل صه ل تعال‪ ،‬أن صار نبا سًا لل مة‬
‫ين هل من مع ي عل مه أبناؤ ها ف الشرق والغرب‪ ،‬وكا نت قول ته‬
‫الشهورة وهو يعان كربة السجن‪« :‬ما يصنع أعدائي ب؟ أنا سجن‬
‫خلوة‪ ،‬ونفيي سياحة‪ ،‬وقتلي شهادة»‪.‬‬
‫وهنا نشي إل أمر مهم يستفاد ما سبق‪ ،‬وهو أن السلم يكن‬
‫أن يول هذه الكربسة إل أمسر إيابس كمسا حوله أنسبياء ال ورسسله‬
‫وال صلحون من بعد هم‪ ،‬ذلك أن لل سجن عبادة تتلف عن عبادة‬
‫غيه‪ ،‬ففسي السسجن يظهسر أثسر العمال القلبيسة كالتوكسل والصسب‬
‫والنابة والشية واللجوء إل ال‪ ،‬ث ما انبثق منها مثل قراءة القرآن‬
‫والذكر الستمر والتأمل ف النفس وف أعمالا‪ ،‬والحاسبة على ما‬
‫سسبق والتخطيسط للمسستقبل‪ ،‬ونوس ذلك ويذر تام الذر مسن‬
‫النشغال بالشياء السلبية الت تضيع على النسان وق ته ول ترجه‬
‫من كربته مثل الويل والثبور وترديد (لو ل أفعل)‪( ،‬لو فعلت)‪ ،‬فس‬
‫(لو) تفتح عمل الشيطان‪ ،‬وكثرة التشكي والتحسر ونو ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬الديون‪:‬‬
‫وهي كربة تعتري بعض الناس ف حياتم لظروف معينة يرون‬

‫‪19‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫با‪ ،‬وتشتد هذه الكربة ويزداد تأثيها عندما يعجز الدين عن سداد‬
‫دي نه‪ ،‬ف هو ك ما ق يل‪ « :‬هم ف الل يل وذل ف النهار» وإن ترا كم‬
‫الموال على النسان وكثرة الطالبة با من قبل الدائني يرج الدين‬
‫ويدخله ف دوامة القلق والضطراب‪ ،‬فل يستطيع الروج إل الناس‬
‫ومالطتهم‪ ،‬وقد تؤدي هذه الال به إل أن يترك بلده وأهله وأحبته‬
‫هروبًا من حقوق الناس عل يه أو سعيًا للع مل ف مكان آ خر رب ا‬
‫يفف عنه هذا الم وهذه المانة‪ ،‬والدين من العباء والكربات الت‬
‫ل تنفك عن النسان حت بعد الوت‪ ،‬فإن هو نا بنفسه منها ف‬
‫الدنيسا فإنسه لن تزول كربتسه فس الخرة لنسه حسق العباد لذا كان‬
‫الر سول ل ي صلي على من عل يه الد ين إل أن يع فو ع نه الدائن‬
‫ويسامه لعظم شأنه وحقه‪.‬‬
‫عسن أبس هريرة رضسي ال عنسه أن رسسول ال كان يؤتسى‬
‫بالرجل التوف عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلً فإن حدث أنه‬
‫ترك لدينه وفاء صلى وإل قال للمسلمي‪« :‬صلوا على صاحبكم»‪،‬‬
‫فلما فتح ال عليه الفتوح قال‪« :‬أنا أول بالؤمني من أنفسهم‪ ،‬فمن‬
‫توفق مقن الؤمنيق فترك دينًقا فعلي قضاؤه‪ ،‬ومقن ترك مالً‬
‫فلورثته»(‪.)1‬‬
‫ويقول عل يه ال صلة وال سلم‪« :‬يغ فر للشه يد كل ذ نب إل‬

‫() «صسحيح البخاري»‪ ،‬رقسم (‪ ،)5371‬ص (‪ ،)959‬و «صسحيح‬ ‫‪1‬‬

‫مسلم»‪ ،‬رقم (‪ ،)1619‬ص (‪.)707‬‬

‫‪20‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫الدين»(‪.)1‬‬
‫ومن أجل ذلك كان عليه الصلة والسلم يستعيذ بال منه ف‬
‫دعائه ويقول‪« :‬اللهقم إنق أعوذ بقك مقن المق والزن‪ ،‬والعجقز‬
‫والكسل‪ ،‬والب والبخل‪ ،‬وضلع الدين وغلبة الرجال»(‪.)2‬‬
‫وطريسق اللص مسن هذا الكرب فس الدنيسا والنجاة منسه يوم‬
‫القيامسة أن يلص النسسان فس طاعتسه وعبادتسه ل تعال‪ ،‬ويبادر إل‬
‫العمال الصالة والستغفار والذكار بشكل دائم‪ ،‬ويتقي ال تعال‬
‫ف أموره كلها‪ ،‬فهذا هو السبيل العظم لزاحة هذا الم عن كاهله‬
‫ّقق‬
‫َنق يَت ِ‬ ‫وإبداله بالفرج واليسسر والسسداد يقول ال تعال‪َ ... :‬وم ْ‬
‫ث لَا يَحْتَسِبُ [الطلق‪:‬‬ ‫خ َرجًا * وََيرْ ُزقْهُ مِ ْن حَيْ ُ‬‫ج َع ْل لَهُ مَ ْ‬
‫اللّهَ يَ ْ‬
‫‪ ،]3 ،2‬وقال ال تعال عن نوح عليه السلم ف ماطبته لقومه‪:‬‬
‫ت ا سْتَ ْغ ِفرُوا َرّبكُ ْم ِإنّ هُ كَا نَ َغفّارًا * ُيرْ ِسلِ ال سّمَاءَ عَلَ ْيكُ مْ‬‫َفقُلْ ُ‬
‫ج َعلْ‬
‫ّاتق َويَ ْ‬
‫ُمق جَن ٍ‬ ‫ج َعلْ َلك ْ‬‫ُمق ِبأَ ْموَا ٍل َوبَنِي َ َويَ ْ‬
‫ِمدْرَارًا * وَيُ ْم ِددْك ْ‬
‫َل ُكمْ َأْنهَارًا * مَا َل ُكمْ لَا َترْجُونَ لِلّ ِه َوقَارًا [نوح‪.]13-10 :‬‬
‫وعسن علي رضسي ال عنسه أن مكاتب ًا جاءه فقال‪ :‬إنس قسد‬
‫عجزت عسن كتابتس فأعنس‪ ،‬قال‪ :‬أل أعلمسك كلمات علمنيهسن‬
‫رسول ال لو كان عليك مثل جبل صي دينًا أداه ال عنك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫« قل‪ :‬الل هم اكف ن بللك عن حرا مك‪ ،‬وأغن ن بفضلك ع من‬

‫() «صحيح مسلم»‪ ،‬رقم (‪ ،)1886‬ص (‪.)845‬‬ ‫‪1‬‬

‫() «صسحيح البخاري»‪ ،‬رقسم (‪ ،)6369‬ص (‪ ،)1106‬و «صسحيح‬ ‫‪2‬‬

‫مسلم»‪ ،‬رقم (‪ ،)2706‬ص (‪.)1176‬‬

‫‪21‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫سواك»(‪.)1‬‬
‫ول يعن هذا ترك السباب‪ ،‬بل عملها ضروري وتركها عجز‬
‫وتاذل ولكن للتأكيد على أثر العمل الصال ف حل هذه الكربة‪.‬‬
‫‪ -3‬الظلم‪:‬‬
‫الظلم ظلمات يوم القيا مة ك ما جاء ف الد يث و هو كر بة‬
‫وبلء‪ ،‬ظهسر منسذ أن خلق ال النسسان‪ ،‬نتيجسة لفات النفسس‪،‬‬
‫ورغبات ا وأهوائ ها‪ ،‬من ال سد والغرور وال كبياء‪ ،‬وكذلك الط مع‬
‫والشع وحب الذات وكراهية الغي‪ ،‬وغيها من السباب‪ ،‬والؤمن‬
‫إذا أصابه شيء من كربة الظلم‪ ،‬بأي شكل من أشكالا من اعتداء‬
‫أو تعذيب أو أخذ حق وغيه‪ ،‬يب أن يسارع إل ال تعال‪ ،‬الذي‬
‫حرم الظلم على نفسسه وجعله بيس الناس مرم ًا‪ ،‬ليفسع عنسه هذه‬
‫الكربة ويبدلا فرجًا وسرورًا‪ ،‬وعزة وانتصارًا‪ ،‬بشرط أن يعاون هذا‬
‫التضرع إل ال الجتهاد ف العبادة والخلص ف العمال‪ ،‬وتصفية‬
‫النية‪ ،‬وترك العاصي‪ ،‬لقوله تعال‪ :‬إِنّ اللّ َه لَا ُيغَّيرُ مَا ِبقَوْ ٍم حَتّى‬
‫س ِهمْ [الرعد‪ ،]11 :‬فعندها يقبل ال تعال دعوته‬ ‫ُيغَّيرُوا مَا بَِأْنفُ ِ‬
‫ول يرده خائبًا‪ ،‬بل سيعجل له بالفرج القريب والظفر الكيد على‬
‫عدوه وظاليه‪ ،‬يقول الرسول الكري عليه الصلة والسلم فيما يرويه‬
‫أبسو هريرة رضسي ال عنسه‪« :‬ثلث دعوات مسقتجابات لشقك‬
‫فيهققن‪ :‬دعوة الظلوم‪ ،‬ودعوة السققافر‪ ،‬ودعوة الوالد على‬

‫() «جامع الترمذي»‪ ،‬رقم (‪ ،)3563‬ص (‪ ،)812‬قال الترمذي‪ :‬هذا‬ ‫‪1‬‬

‫حديث حسن غريب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫ولده»(‪.)1‬‬
‫و ف قوله عند ما بعسث معاذًا إل اليمسن فقال‪« :‬اتقق دعوة‬
‫الظلوم فإنا ليس بينها وبي ال حجاب»(‪.)2‬‬
‫وإن طال الفرج أو تأ خر قليلً فلحك مة من ع ند ال تعال ل‬
‫يعلم ها إل هو‪ ،‬ربا يكون ف يه خي للن سان وذ خر له يوم القيامة‪،‬‬
‫ورباس يعسل ال تعال سسعادة هذا النسسان البتلى بالظلم فس تلك‬
‫اللحظات الت يظلم فيها ويضطهد‪ ،‬لنه سبحانه وتعال يلقي عليه‬
‫رداء ال سكينة والرا حة النف سية‪ ،‬ويز يد من إيا نه ويقي نه ل مر ال‪،‬‬
‫لذلك كان بعسض السسلف الصسال يقولون‪ :‬لو علمست اللوك وأبناء‬
‫اللوك مسا ننس فيسه –يعنس مسن الراحسة النفسسية‪ -‬لالدونسا عليسه‬
‫بالسيوف‪.‬‬
‫فعلى الظلوم الكروب أن يعود إل ربسسه ويعمسسل صسسالًا‬
‫وسسينتقم ال تعال مسن الظال ولو بعسد حيس‪ ،‬لن عقوبات الظلم‬
‫معجلة ف الدنيا قبل الخرة‪ ،‬والشواهد التاريية والواقعية أكثر من‬
‫أن ت صر‪ ،‬فهؤلء ر سل ال وأ نبياؤه و قع علي هم ظلم من أقوام هم‬
‫فانتصر ال لم‪َ :‬فكُلّا َأ َخذْنَا بِ َذنْبِهِ فَ ِم ْنهُ ْم مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْ ِه حَاصِبًا‬
‫ض َومِ ْنهُمْ مَنْ‬
‫سفْنَا بِ ِه اْلأَرْ َ‬
‫حةُ َومِ ْنهُ ْم مَ ْن خَ َ‬ ‫َومِ ْنهُمْ مَنْ أَ َخ َذتْهُ الصّيْ َ‬

‫() « سنن الترمذي»‪ ،‬ر قم (‪ ،)1905‬ص (‪ ،)445‬ورواه ا بن ما جه (‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)3862‬ص (‪.)552‬‬
‫() «صسحيح البخاري»‪ ،‬رقسم (‪ ،)2448‬ص (‪ ،)395‬و«صسحيح‬ ‫‪2‬‬

‫مسلم»‪ ،‬رقم (‪ ،)19‬ص (‪.)31‬‬

‫‪23‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫س ُهمْ يَظْ ِلمُو نَ‬ ‫أَ ْغ َرقْنَا وَمَا كَا نَ اللّ ُه لِيَظْلِ َمهُ ْم وََلكِ نْ كَانُوا َأْنفُ َ‬
‫[العنكبوت‪ ،]40 :‬ووقع على كثي من سلف المة ما وقع كالمام‬
‫مالك وأب حنيفة والشافعي وأحد وغيهم كثي رحهم ل‪ ،‬فكانوا‬
‫أئمة يقتدى بأقوالم‪ ،‬والذي يب الذر منه أل يرد الظلم بظلم‪.‬‬
‫‪ -4‬الزلزل والعاصي والكوارث الخرى‪:‬‬
‫وهسي إمسا عقوبسة وعذاب للعباد على تاديهسم فس العصسيان‬
‫وانتهاك حرمات ال‪ ،‬من الظلم وال سفور والمور والز نا‪ ،‬وغي ها‬
‫من العا صي‪ ،‬أو ابتلء ل يعلم مغزا ها وعلت ها إل مدبر ها وخالق ها‬
‫عز وجل وهي ف الالتي آيات وعب ودروس وعظات للخرين‪،‬‬
‫والنصوص القرآنية والحاديث النبوية تشي ف معظمها أنا كانت‬
‫للمم السابقة نتيجة كفرهم وشركهم وظلمهم‪ ،‬وحربم لنبياء ال‬
‫ك ِإذَا َأخَ َذ الْ ُقرَى‬ ‫وقتل هم ل م يقول ال تعال‪ :‬وَ َكذَلِ كَ َأ ْخذُ َربّ َ‬
‫َوهِيَ ظَالِ َم ٌة إِ ّن أَ ْخ َذهُ أَلِي ٌم شَدِيدٌ [هود‪.]102 :‬‬
‫َتق َآمَِن ًة مُطْمَئِّنةً‬
‫ّهق مَثَلًا َق ْرَيةً كَان ْ‬‫َبق الل ُ‬
‫ضر َ‬ ‫وقوله تعال‪ :‬وَ َ‬
‫ت بَِأْنعُ مِ اللّ هِ َفَأذَا َقهَا اللّ هُ‬
‫َي ْأتِيهَا ِر ْز ُقهَا رَ َغدًا مِ نْ ُك ّل َمكَا ٍن َفكَ َفرَ ْ‬
‫ف بِمَا كَانُوا يَصَْنعُونَ [النحل‪.]112 :‬‬ ‫خوْ ِ‬ ‫ع وَالْ َ‬
‫لِبَاسَ الْجُو ِ‬
‫وإن صسلح العمال وإخلص النيات ل تعال مسن أهسم مسا‬
‫يدفسع عسن الناس كربات العقوبات الليسة الدنيويسة مسن الزلزل‬
‫والرائق والعاصسي وغيهسا يقول ال تعال عن قوم يونسس الذيسن‬
‫نفع هم إيان م الذي د فع عن هم عذاب ال تعال ف الياة الدن يا‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫س لَمّ ا َآمَنُوا‬ ‫ت فََن َفعَهَا إِيَانُهَا إِلّا َقوْ َم يُونُ َ‬‫فَ َل ْولَا كَانَ تْ َق ْرَيةٌ َآمَنَ ْ‬
‫خزْ يِ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَمَّتعْنَاهُ ْم ِإلَى حِيٍ‬ ‫ب الْ ِ‬ ‫شفْنَا عَ ْنهُ مْ َعذَا َ‬
‫َك َ‬
‫[يونس‪.]98 :‬‬
‫ك لُِيهْلِ كَ اْل ُقرَى بِظُلْ مٍ َوَأهْلُهَا‬
‫ويقول أيضًا‪ :‬وَمَا كَا نَ َربّ َ‬
‫مُصْلِحُونَ [هود‪.]117 :‬‬
‫هذا إضا فة إل ال ستكثار من الذ كر وال ستغفار والتو بة ف‬
‫كل وقست‪ ،‬ليكون الن سان ف مأ من مسن هذا الذي أصساب تلك‬
‫المم بسبب غفلتهم وحيادهم عن منهج ال تعال‪ ،‬يقول الباري عز‬
‫وجل‪َ :‬ومَا كَا َن اللّ ُه لُِي َعذَّبهُ ْم وََأنْتَ فِيهِمْ َومَا كَا َن اللّ ُه ُم َعذَّبهُمْ‬
‫َو ُهمْ َيسَْت ْغفِرُونَ [النفال‪.]33 :‬‬
‫‪ -5‬السائر التجارية‪:‬‬
‫و ما هي إل جزاء غ ب أو غش أو حيلة أو خداع فرب ر بح‬
‫تاري أو كسب مادي يغشي صاحبه وينسيه وسيلة ربه وكسبه‪،‬‬
‫ول يدري أ نه ا ستدراج من ح يث ل يعلم‪ ،‬فيأخذه الغرور ويغ فل‬
‫عن مارم ال وأوامره فيزداد تايلً ومراو غة ف عمله‪ ،‬إل أن يأ ت‬
‫أمر ال وتيء السارة الكبى ف إحدى ساعات الغفلة‪ ،‬فينسفها‬
‫ال نسفًا‪ ،‬كأن ل تكن‪ ،‬فتكون ضربة قاصمة ف بنيان ما اكتسبته‬
‫يداه من غي حق ول تقوى فيدخل هذا التاجر ف كربة عظيمة ربا‬
‫تؤدي بسه إل الوت كمسا يدث لكثيس مسن الناس‪ ،‬إذا تعرضست‬
‫مصالهم لسائر يصابون بسكتات قلبية فور ساع الب‪ ،‬فما أعظم‬

‫‪25‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫هذه الكربة على النسان الذي جعل ماله ف قلبه ول يعله ف يديه‪،‬‬
‫وهو ف الوقت نفسه بلء من ال تعال كما أخبنا ف كتابه العزيز‪:‬‬
‫ِنق الَْأ ْموَالِ‬
‫ْصق م َ‬
‫ُوعق َوَنق ٍ‬
‫ْفق وَالْج ِ‬
‫خو ِ‬‫ِنق الْ َ‬
‫شيْ ٍء م َ‬‫ُمق ِب َ‬
‫َولَنَبْ ُلوَّنك ْ‬
‫وَالَْأْنفُسِ ‪[ ...‬البقرة‪.]155 :‬‬
‫والدليل على معظم هذه السائر تكون نتيجة البعد عن ال ف‬
‫التعامل والكسب‪ ،‬هو قول النب حينما ذهب إل السوق ونادى‬
‫ف التجار‪« :‬إن التجار يبعثون يوم القيا مة فجارًا إل من ات قى ال‬
‫وبر وصقدق»(‪ .)1‬والسستثناء دائمًسا يكون للقلة مسن الكثرة‪،‬‬
‫والد يث يبي أن تقوى ال ومراقب ته ف التعا مل هو الذي ين جي‬
‫التاجسر مسن عذاب ال وعقابسه‪ ،‬ويبارك فس كسسبه وماله‪ ،‬وذلك‬
‫بتحليسل الال فس مشروعيسة وسسائل كسسبه وتصسفيته مسن الشبهات‬
‫والثام ل سيما ف هذا الع صر الذي انت شر ف يه الر با انتشار النار ف‬
‫الشيسم‪ ،‬وكذا الزكاة والنفاق فس وجوه اليس‪ ،‬يقول ال تبارك‬
‫وتعال‪ :‬يَ ْمحَ ُق اللّ هُ الرّبَا وَُيرْبِي ال صّ َدقَاتِ [البقرة‪،]276 :‬‬
‫هذه ال ية كافية للنتهاء عن مارم ال والتزام حدوده ف العاملت‬
‫التجاريسة والاليسة‪ ،‬ويقول ‪« :‬إن العبقد ليحرم الرزق بالذنقب‬

‫() « سنن ابن ما جه»‪ ،‬ر قم (‪ ،)2146‬ص (‪ ،)308‬ورواه الترمذي (‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)1210‬ص (‪ .)295‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫يصيبه» (‪ ،)1‬ويقول أيضًا‪« :‬ما نقص مال عبد من صدقة» (‪.)2‬‬


‫فلينتبسه السسلم ويقسم تعامله الال على الشروع فس موارده‬
‫س ينمسو ويزداد ويسسلم مسن‬‫ومصسارفه وتعامله وإخراج زكاتسه‪ ،‬وهن ا‬
‫شره وعواقبه‪ ،‬ويكون نافعًا له ف الدنيا بزيد البكة وبالستغناء عن‬
‫الناس وبالطمأني نة القلب ية‪ ،‬ويكون نافعًا ف الخرة برف عة الدرجات‬
‫والجاب عن النار وتكفي السيئات ودخول النان‪.‬‬
‫‪ -6‬الرض‪:‬‬
‫هو كر بة ت صيب الن سان ف ج سده فيعا ن آلمًا وأوجاعًا‪،‬‬
‫ويرم الطعام اللذ يذ والشراب الا نئ‪ ،‬ويرم كثيًا من متاع الدن يا‬
‫الباح‪ ،‬وهذه الكربسة تري على الناس كافسة‪ ،‬صسغار وكبار‪ ،‬رجال‬
‫ونساء‪ ،‬شباب وشيوخ‪ ،‬إل أن العاقل والؤمن بال هو الذي يتعامل‬
‫مع هذه الكربة التعامل الشرعي من الصب على هذه الكربة ويلجأ‬
‫إل ربسه بالعمسل الصسال الدءوب‪ ،‬والدعاء اللحوح‪ ،‬ليكشسف عنسه‬
‫ضره وكرب ته‪ ،‬ول ييأس من ف ضل ال ورح ته‪ ،‬ولي كن قدو ته ف‬
‫ذلك وأسوته نب ال أيوب عليه السلم الذي أصيب بكربة الرض‪،‬‬
‫بعد أن كان صحيحًا قويًا فأذهبت عنه هذه الكربة عافيته‪ ،‬وقوته‬
‫وطالت مدتاس‪ ،‬وازداد فعلهسا وأثرهسا فس جسسده‪ ،‬حتس تركسه أهله‬

‫() «مسند أحد»‪ ،‬رقم (‪ ،)22802‬ص (‪ ،)1659‬ورواه ابن ماجه (‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)4022 ،90‬ص (‪.)580 ،15‬‬


‫() «جامسع الترمذي»‪ ،‬رقسم (‪ ،)2325‬ص (‪ ،)532‬وقال الترمذي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫وأقرباؤه فنادى ربه بدعاء صادق يقول ال تعال عنه‪َ :‬وَأيّو بَ ِإ ْذ‬
‫ضرّ َوَأنْ تَ أَ ْرحَ مُ الرّاحِ ِميَ * فَا سْتَجَ ْبنَا لَ هُ‬ ‫نَادَى َربّ ُه َأنّي مَ سّنِ َي ال ّ‬
‫ض ّر وَ َآتَيْنَا ُه َأهْلَ ُه َومِثْ َلهُ ْم َمعَهُمْ َرحْ َمةً مِنْ عِ ْن ِدنَا‬
‫َف َكشَفْنَا مَا بِ ِه مِنْ ُ‬
‫َوذِ ْكرَى لِ ْلعَابِدِينَ [النبياء‪.]84 ،83 :‬‬
‫وكان نب ال أيوب عل يه ال سلم ق بل مر ضه من النفق ي ف‬
‫سبيل ال بكا فة أوج هه‪ ،‬ف قد كان من الغنياء الكبار ف ع صره‪،‬‬
‫فابتله ال تعال بأخسذ ماله وأملكسه فصسب وشكسر‪ ،‬إل أن ابتله‬
‫بكربة الرض الذي عافاه ال تعال منه بعد أن هجره الناس وتركوه‬
‫وحيدًا فلم ي كن له سوى اللجوء إل ر به وخال قه فك شف ال ع نه‬
‫كربته وأعاد إليه عافيته وأمواله وأملكه‪ ،‬بل قيل أنه صار أغن ما‬
‫كان من قبل‪.‬‬
‫و قد روى أ بو بردة عن أ ب مو سى قال‪ :‬سعت ال نب غ ي‬
‫مرة ول مرتي يقول‪« :‬إذاكان العبد يعمل عملً صالًا فشغله عنه‬
‫مرض أو سقفر كتقب له كصقال مقا كان يعمقل وهقو صقحيح‬
‫مقيم»(‪.)1‬‬
‫ول يسستهي النسسان الريسض أو أهله بالنفاق فس سسبيل ال‬
‫وال ستكثار من ال صدقات فإن ا تد فع عن الن سان البلء‪ ،‬وتش في‬
‫السقام‪ ،‬وترضي ال تعال (‪.)2‬‬

‫() « سنن أ ب دواد»‪ ،‬ر قم (‪،)3091‬ص (‪ ،)453‬و هو ف « صحيح‬ ‫‪1‬‬

‫البخاري» برقم (‪ ،)2996‬ص (‪)495‬‬


‫() ينظر للتعامل مع الرض التعامل الشرعي ما كتبته ف كتاب «دروس‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫***‬
‫كا نت تلك ب عض الكربات ال ت ت صيب الن سان ف نف سه‬
‫وبدنه وماله وغي ذلك‪ ،‬وف بعض مراحل حياته‪ ،‬ابتلء أو عقوبة‪،‬‬
‫وكا نت الو سيلة الشتر كة لتفر يج تلك الكربات هي تقد ي ب عض‬
‫العمال ال صالة والدعوات ال صادقة ب ي يدي ال عز و جل ف هو‬
‫القاهر فوق عبادة وهو الغفور الرحيم‪.‬‬
‫***‬
‫ث إن الؤمن مطالب بقدر ما لديه من وسائل وإمكانات‪ ،‬أن‬
‫يفرج عن أخ يه الؤ من من كرب ته‪ ،‬سواء النف سية أو ال سية‪ ،‬لن‬
‫الؤمسن للمؤمسن كالبنيان الرصسوص يشسد بعضسه بعضًا‪ ،‬ولن هذا‬
‫الع مل سوف يو ضع ف ر صيده ع ند ال تعال‪ ،‬ليفرج ربه سبحانه‬
‫عنه كربة ف يوم ل ناصر له ول مع ي‪ ،‬يقول الرسول المي عليه‬
‫الصلة والسلم‪« :‬السلم أخو السلم ل يظلمه‪ ،‬ول يسلمه‪ ،‬من‬
‫كان ف حا جة أخ يه كان ال ف حاح ته‪ ،‬و من فرج عن م سلم‬
‫كر بة فرج ال ع نه ب ا كر بة من كرب يوم القيا مة‪ ،‬و من ستر‬
‫مسلمًا ستره ال يوم القيامة»(‪.)1‬‬
‫وف هذا القام يستحب التذكي بديث الصطفى عليه الصلة‬
‫والسلم الافل بأمور عظيمة قد يغفل عنها كثي من الناس‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫ف القوق الواجبة على السلم»‪.‬‬
‫() «صسحيح البخاري»‪ ،‬رقسم (‪ ،)2442‬ص (‪ ،)394‬و «صسحيح‬ ‫‪1‬‬

‫مسلم»‪ ،‬رقم (‪ ،)2580‬ص (‪.)1129‬‬

‫‪29‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫«أحسب الناس إل ال أنفعهسم‪ ،‬وأحسب العمال إل ال عسز وجسل‬


‫سرور تدخله على مسلم‪ ،‬أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا‪،‬‬
‫أو تطرد عنه جوعًا‪ ،‬ولن أم شي مع أ خي ال سلم ف حا جة أ حب‬
‫إل من أن أعت كف ف ال سجد شهرًا‪ ،‬و من كف غض به ستر ال‬
‫عور ته‪ ،‬و من ك ظم غيظًا‪ ،‬ولو شاء أن يض يه أمضاه‪ ،‬مل ال قل به‬
‫رضى يوم القيامة‪ ،‬ومن مشى مع أخيه السلم ف حاجته حت يثبتها‬
‫له‪ ،‬أثبست ال تعال قدمسه يوم تزل القدام وإن سسوء اللق ليفسسد‬
‫العمل كما يفسد الل العسل» (‪.)1‬‬
‫***‬
‫ون ن ن تم هذا ال ستعراض عن بعض أنواع ال صائب أذ كر‬
‫بعدة أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬أن هذه ال صائب هي من ال سنن الار ية ف هذه الياة‬
‫الت يقدرها ال تعال على عباده فيبتليهم با‪ ،‬ما يستوجب التعامل‬
‫معها التعامل الشرعي بعرفة هذه القيقة ث بالصب عليها احتسابًا‬
‫وطلبًا للجسر والثواب وأعلى منسه الرضسا باس قضاه ال وقدره‪ ،‬ثس‬
‫العلى وهو ش كر ال عليها وهذه در جة عليا‪ ،‬ن سأل ال أن يبلغنا‬
‫إياها‪.‬‬
‫‪ -2‬أ نه ل يع ن عند ما نقول‪ :‬إن اليان سبب للخروج من‬

‫ل عن «صحيح الامع»‪ ،‬لللبان‪ ،‬رقم (‪ ،)174‬وينظر ما كتبته‬ ‫() نق ً‬ ‫‪1‬‬

‫ف رسالة‪« :‬خي الناس أنفعهم للناس»‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫كل مأزق أن الموم والغموم والقلق والزن ل ت صيب الؤ من‪ ،‬بل‬
‫قسد تصسيبه كمسا كان ذلك لرسسول ال ‪ ،‬فحزن عندمسا توفيست‬
‫زوجتسه خديةس رضسي ال عنهسا‪ ،‬وعندمسا مات ابنسه إبراهيسم‪ ،‬وفس‬
‫موا قف أخرى‪ ،‬ولكن الؤ من يصب ويرضى ويت سب ول يزع أو‬
‫يسخط أو يعمل أعمالً يظهر فيها اعتراضه على قدر ال‪ ،‬أو يعطل‬
‫أعماله ووظائفه‪ ،‬ث إن هذا الم والزن سريعًا ما ينكشف للمؤمن‬
‫إذا عمل بقتضى هذه الوصايا العظيمة كما سبق‪.‬‬
‫‪ -3‬أن مسن القائق الهمسة معرفسة أنسه ل بسد مسن بقاء نسسبة‬
‫يسية من الم والزن عند النسان وإل أصبح جادًا ل يتحرك فيه‬
‫عاطفسة‪ ،‬وإل فكيسف ييسي شعوره تاه والديسه وأولده وزوجتسه‬
‫ومتمعه ومتمعات السلمي‪ ،‬إذا ل يكن عنده نسبة تركه‪ ،‬ولكن‬
‫ينبغي أن تكون هذه النسبة بدودها الشرعية فل تتجاوز حدًا يصل‬
‫به ال مر إل أن يقعده عن عمله و سلوكه ال سن وينطوي‪ ...‬إل‪،‬‬
‫وهذا يفيدنسا بأن ل نزع إذا كانست نسسبة المس معقولة بقدر مسا‬
‫تتحرك با العاطفة لفعل الي والحسان‪.‬‬
‫‪ -4‬أن الا مع ل ل هذه الكرب وغي ها أن يتعا مل مع ها‬
‫السلم التعامل الشرعي وملخصه‪:‬‬
‫أ‪ -‬اليان بأناس مسن ال تعال‪ ،‬فيورثسه هذا اليان بقضاء ال‬
‫تعال وقدره‪.‬‬
‫ب‪ -‬الصسب عليهسا وعدم الضجسر والتشكسي والتسسخط‪،‬‬
‫والعلى من ذلك الرضى با ث شكر ال تعال عليها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫جس‪ -‬الكثار من العمال الصالة ومنها‪:‬‬


‫* الذكار و من القرآن الكر ي قراءة وحفظًا َألَا ِبذِ ْكرِ اللّ هِ‬
‫تَطْمَِئ ّن اْلقُلُوبُ [الرعد‪.]28 :‬‬
‫وَنَُن ّزلُ مِ َن الْ ُقرْآَ ِن مَا هُ َو ِشفَا ٌء وَ َرحْ َم ٌة لِلْ ُمؤْمِِنيَ وَلَا َيزِيدُ‬
‫ي ِإلّا َخسَارًا [السراء‪.]82 :‬‬ ‫الظّالِمِ َ‬
‫يةٌ ِإلّا‬‫َالصقلَاةِ َوِإنّهَا َلكَبِ َ‬
‫ِالصقْب ِر و ّ‬ ‫َاسقَتعِينُوا ب ّ‬‫* الصسلة و ْ‬
‫عَلَى الْخَاشِعِيَ [البقرة‪« ]45 :‬أرحنا با يا بلل»‪.‬‬
‫* النفاق ف وجوه ال ي الشرو عة التعددة «ف ما ن قص مال‬
‫من صدقة» و«الصدقة تطفئ الطيئة»‪.‬‬
‫* نفع الخرين كما سبق ف جلة أحاديث‪.‬‬
‫* و من تنف يس كربات م وم ساعدتم والع طف علي هم والقيام‬
‫باجاتم وغيها‪.‬‬
‫ق ادْعُونِقي‬ ‫* الدعاء واللاح على ال فيسه‪َ :‬وقَالَ َرّبكُم ُ‬
‫ُوهق َخوْف ًا وَ َطمَع ًا‬
‫ُمق [غافسر‪ ،]60 :‬وَادْع ُ‬ ‫ب لَك ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫َسقتَ ِ‬
‫أ ْ‬
‫[العراف‪.]56 :‬‬
‫ت اسَْت ْغفِرُوا َرّبكُ ْم ِإنّهُ كَانَ َغفّارًا *‬ ‫* كثرة الستغفار َفقُلْ ُ‬
‫ُي ْرسِ ِل السّمَاءَ عَلَ ْي ُكمْ ِمدْرَارًا [نوح‪.]11 ،10 :‬‬
‫* عدم اقتراف العاصسي ومسن أشدهسا ظلم العباد فعقوبتسه‬
‫معجلة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن الوقاية خي من العلج فيبن السلم حياته على منهاج‬
‫ال تعال‪ ،‬فإذا مسا أ صيب ب صيبة وحلت عل يه كربسة فرج ال عنسه‬

‫‪32‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫«احفظ ال يفظك»«احفظ ال تده تاهك» «تعرف على ال ف‬


‫الرخاء يعرفك ف الشدة»‪.‬‬
‫***‬
‫هذه إشارات سسريعة فس هذا الوضوع اليوي العملي الام‬
‫الذي يتاج إليه كل مسلم‪ ،‬أسأل ال تعال أن ينفع بذه الكلمات‬
‫ويعلها من الدخرات ف الياة وبعد المات وعند العرض على رب‬
‫البيات إنه سيع قريب ميب‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫كتبه‬
‫فال بن ممد بن فال الصغي‬
‫الرياض ‪15/5/1425‬هق‬
‫البيد اللكترون‬
‫‪falehmalsgair@Yahoo.com‬‬
‫***‬

‫‪33‬‬
‫أثر العمل الصال ف تفريج الكروب‬

‫الفهرس‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪4.........................................................................‬‬
‫المقدمة‪4.............................................................................................‬‬
‫أنواع الكربات‪5....................................................................................‬‬
‫أولً‪ :‬الكربات النفسية‪5......................................................................:‬‬
‫‪ -1‬الهم‪5.......................................................................................:‬‬
‫‪ -2‬الحزن‪7....................................................................................:‬‬
‫‪ -3‬القلق‪8......................................................................................:‬‬
‫‪ -4‬الخوف‪11.................................................................................:‬‬
‫‪ -5‬اليأس‪14...................................................................................:‬‬
‫‪ -1‬السجن‪16..................................................................................:‬‬
‫‪ -2‬الديون‪19..................................................................................:‬‬
‫‪ -3‬الظلم‪22....................................................................................:‬‬
‫‪ -4‬الزلزل والعاصير والكوارث الخرى‪24.........................................:‬‬
‫‪ -5‬الخسائر التجارية‪25.................................................................... :‬‬
‫‪ -6‬المرض‪27................................................................................:‬‬

‫‪34‬‬

You might also like