Professional Documents
Culture Documents
تفريج الكروب
إعداد
أ.د .فال بن ممد بن فال الصغي
الستاذ بامعة المام ممد بن سعود السلمية
والشرف العام على موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
3
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
() أ صل هذه الر سالة م ستلة من كتاب (حد يث الر هط الثل ثة الذ ين 1
4
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
أنواع الكربات
أولً :الكربات النفسية:
و هي تش مل كل المراض النف سية والنفعالت الع صبية ال ت
تع صف بالن سان خارج حدوده الطبيع ية وتنع م نه الرادة لض بط
الن فس وتقو ي ال سلوك ،وهذه الكروب كثية جدًا قد تفردت ب ا
أباث وماضرات ،إل أننسا يكسن أن نتطرق إل بعضهسا التس كثسر
انتشارها وتوسعت دائرة الصابي با ،ومنها:
-1الم:
و هو زيادة ف التفك ي ال ستمر بالشياء ،سواء كا نت كبية
وعظي مة ،أو صغية وحقية ،وكذلك التفك ي الت ستمر ف كيف ية
ح ل أثقال ال ستقبل وم سئولياته ،و هو داء نف سي يد خل إل الن فس
من خلل وساوس الشيطان للنسان بعظم المور الت تدث حوله
وإن كانت صغية ،ويعد الم من الكروب الت يرزح تت وطأتا
النسان ف فترات من حياته ،لسيما إذا صرف عن دين ال وابتعد
عن سنة نبيه ،وات بع ما يو سوس إل يه عدوه الول ،فعندئذ يبتلي
ال تعال هذا ال صنف من الناس بكر بة ال م عقو بة لع صية أو ابتلء
للرجوع إل ال تعال واتباع نجه.
وكان السبيل لتفريج كربة الم هو أن يقدم النسان بي يدي
ال تعال عملً صالًا خالصًا له عز وجل ،أو يترك ما كان عليه من
العصسيان والتمرد ،ويرجسع إل ال بالتضرع والتوسسل إليسه ،وقراءة
القرآن وكثرة الستغفار ،لعل ال أن يزيل عنه هه وتعود إليه عافيته
5
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
،)3189ص (.)545
() «مسند أحد» رقم ( ،)4318ص (.)362 2
6
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
-2الزن:
وهسو مسا يسسمى الكآبسة فس علم النفسس ،ويكون فس الغالب
نتيجة حدث معي ف الياة أو مموعة أحداث من :فقدان عزيز أو
خ سارة مال ية ،أو مرض ،أو و ضع اجتما عي غ ي منا سب ،وغي ها
من ال سباب ال ت تؤدي إل تكو ين الزن لدى الن سان و هو أ مر
طسبيعي يعتري كسل إنسسان ،وهسو فطرة ف النفسس كامنسة فيهسا إذا
وجدت أ سبابا ،ل ي ستطيع أ حد التخلص م نه إل بالعلج القرآ ن
والنبوي ،وقد قال رسول ال عند موت ابنه إبراهيم« :إن العي
تد مع والقلب يزن ول نقول إل ما ير ضي رب نا وإ نا بفرا قك يا
إبراهيقم لحزونون»( ،)1وقبسل ذلك اشتكسى يعقوب عليسه السسلم
حز نه إل ال تعال عند ما ف قد يو سف عل يه ال سلم ،وقالِ :إنّمَا
َأشْكُو بَثّي وَ ُح ْزنِي ِإلَى اللّهِ [يوسف.]86 :
إل أن هذه الفطرة إذا اسسستمرت لفترات طويلة واسسستسلم
النسان لا ف كل أوقاته ،وازداد ف التفكي على ما أصابه ،فإنا
تتحول إل كر بة نف سية ي ب معالت ها كأي مرض آ خر ،وحينئذ
تتحول إل بوابة كبية يستطيع الشيطان أن يدخل إل النسان من
خللا ،ويفعل فيه ما يشاء من الوساوس وتزيي العاصي والنكرات
له.
ودرءًا لنسع وقوع النسسان فس دائرة الزن الذي يتحول إل
() «صسسحيح البخاري» ،رقسسم ( ،)1303ص ( .)209 ،208و 1
7
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
8
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
9
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
10
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
11
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
والخرة.
والنوع الخقر :سسلب وهسو الوف مسن غيس ال أو الوف
الانع من فعل الطاعات أو الوف الالب لفعل العاصي ،كالوف
من السحرة والدجالي.
وهناك نوع ثالث :وهسو الوف البلي أو الطبعسي الذي ل
يترتب عليه فعل معصية أو ترك طاعة ،كالوف من الظلم لن ل
يتعود عليه ،وهذا الوف يكون إيابيًا إذا منع من معصية أو حث
على فعل طاعة ويكون سلبيًا إذا كان على العكس من ذلك.
***
وي عد الوف ف صورته ال سلبية كر بة نف سية وبلء من ال
ف وَالْجُو عِ خوْ ِ شيْ ٍء مِ نَ الْ َتعال لقوله عز و جلَ :ولَنَبْ ُلوَّنكُ مْ ِب َ
ش ِر ال صّاِبرِينَ * اّلذِي نَ
ت َوبَ ّ س وَالثّ َمرَا ِ ص مِ َن الَْأ ْموَالِ وَالَْأْنفُ ِ
َوَنقْ ٍ
ِإذَا أَ صَابَ ْتهُ ْم مُصقِيَب ٌة قَالُوا ِإنّاقلِلّهِق َوإِنّاقِإلَيْهِق رَاجِعُونَق [البقرة:
.]156 ،155
ولذا النوع من الوف صور متعددة ،كالوف من الوت أو
الوف من الناس ،أو الوف من الرض ،أو الوف من الف قر ،أو
الوف مسن السستقبل،وغيهسا مسن السسباب والؤثرات التس تولد
الوف لدى النسان.
وللخروج من كربة الوف وظلمه ،يب التوجه الصادق إل
ال ،واليق ي الكا مل بأن ال تعال فوق كل قوة ،وفوق كل جبار،
وأنسه تعال ل ينازعسه على ملكسه أحسد ،ول يتحرك شيسء فس هذا
12
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
13
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
14
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
15
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
16
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
17
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
تكن تنفرج عنه لول أنه ذكر ربه با يليق بلله سبحانه ،واعترف
بذنبه وضعفه ل تعال ،ل ا أفرج عنه إل يوم القيامة ،و قد ذ كر ال
تعال قصة يونس ف أكثر من سورة من القرآن لخذ العبة منها ف
الشدائد والكربات ،وأن القلب الاشسع واللسسان الذاكسر والوارح
القائمة ف طاعة ال كفيلة بإخراج صاحبها من الكربات الت تصيبه
فس الياة الدنيسا ،قال جسل ذكرهَ :وذَا النّونِق إِ ْذ َذهَبَق ُمغَاضِبًا
ت أَ نْ لَا ِإلَ َه ِإلّا َأنْ تَ فَظَنّ أَ ْن لَ نْ َن ْقدِرَ عَلَيْ ِه فَنَادَى فِي الظّلُمَا ِ
ت مِ نَ الظّالِ ِميَ * فَا سْتَجَبْنَا لَ هُ َونَجّيْنَا هُ مِ نَ اْل َغمّ
ك إِنّي كُ ْن ُ
سُبْحَانَ َ
ك نُنْجِي الْ ُم ْؤمِنِيَ [النبياء.]88 ،87 : وَ َك َذلِ َ
ِنق
َانق م َ ّهق ك َ ثس يقول جسل وعل فس آيات أخسر :فَ َل ْولَا َأن ُ
ث فِي بَطْنِهِ ِإلَى َيوْ ِم يُ ْبعَثُونَ [الصافات،143 : الْمُسَبّحِيَ * لَلَبِ َ
.]144
ويقول « :دعوة ذي النون إذ د عا و هو ف ب طن الوت:
ل إله إل أ نت سبحانك إ ن ك نت من الظال ي ،فإ نه ل يدع ب ا
رجل مسلم ف شيء قط إل استجاب ال له» (.)1
والشواهسد على أن العمسل الصسال والدعاء الالص ل تعال
تفرج عن النسان كربة السجن كثية ورجالا أنبياء ورسل ودعاة
وصالون ،فهذا هو المام أحد بن حنبل رحه ال تعال يعان هذه
الكربسة ل صراره على كلمسة القس والثبات علي ها أو الوت دون ا،
18
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
19
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
با ،وتشتد هذه الكربة ويزداد تأثيها عندما يعجز الدين عن سداد
دي نه ،ف هو ك ما ق يل « :هم ف الل يل وذل ف النهار» وإن ترا كم
الموال على النسان وكثرة الطالبة با من قبل الدائني يرج الدين
ويدخله ف دوامة القلق والضطراب ،فل يستطيع الروج إل الناس
ومالطتهم ،وقد تؤدي هذه الال به إل أن يترك بلده وأهله وأحبته
هروبًا من حقوق الناس عل يه أو سعيًا للع مل ف مكان آ خر رب ا
يفف عنه هذا الم وهذه المانة ،والدين من العباء والكربات الت
ل تنفك عن النسان حت بعد الوت ،فإن هو نا بنفسه منها ف
الدنيسا فإنسه لن تزول كربتسه فس الخرة لنسه حسق العباد لذا كان
الر سول ل ي صلي على من عل يه الد ين إل أن يع فو ع نه الدائن
ويسامه لعظم شأنه وحقه.
عسن أبس هريرة رضسي ال عنسه أن رسسول ال كان يؤتسى
بالرجل التوف عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلً فإن حدث أنه
ترك لدينه وفاء صلى وإل قال للمسلمي« :صلوا على صاحبكم»،
فلما فتح ال عليه الفتوح قال« :أنا أول بالؤمني من أنفسهم ،فمن
توفق مقن الؤمنيق فترك دينًقا فعلي قضاؤه ،ومقن ترك مالً
فلورثته»(.)1
ويقول عل يه ال صلة وال سلم« :يغ فر للشه يد كل ذ نب إل
20
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
الدين»(.)1
ومن أجل ذلك كان عليه الصلة والسلم يستعيذ بال منه ف
دعائه ويقول« :اللهقم إنق أعوذ بقك مقن المق والزن ،والعجقز
والكسل ،والب والبخل ،وضلع الدين وغلبة الرجال»(.)2
وطريسق اللص مسن هذا الكرب فس الدنيسا والنجاة منسه يوم
القيامسة أن يلص النسسان فس طاعتسه وعبادتسه ل تعال ،ويبادر إل
العمال الصالة والستغفار والذكار بشكل دائم ،ويتقي ال تعال
ف أموره كلها ،فهذا هو السبيل العظم لزاحة هذا الم عن كاهله
ّقق
َنق يَت ِ وإبداله بالفرج واليسسر والسسداد يقول ال تعالَ ... :وم ْ
ث لَا يَحْتَسِبُ [الطلق: خ َرجًا * وََيرْ ُزقْهُ مِ ْن حَيْ ُج َع ْل لَهُ مَ ْ
اللّهَ يَ ْ
،]3 ،2وقال ال تعال عن نوح عليه السلم ف ماطبته لقومه:
ت ا سْتَ ْغ ِفرُوا َرّبكُ ْم ِإنّ هُ كَا نَ َغفّارًا * ُيرْ ِسلِ ال سّمَاءَ عَلَ ْيكُ مَْفقُلْ ُ
ج َعلْ
ّاتق َويَ ْ
ُمق جَن ٍ ج َعلْ َلك ُْمق ِبأَ ْموَا ٍل َوبَنِي َ َويَ ْ
ِمدْرَارًا * وَيُ ْم ِددْك ْ
َل ُكمْ َأْنهَارًا * مَا َل ُكمْ لَا َترْجُونَ لِلّ ِه َوقَارًا [نوح.]13-10 :
وعسن علي رضسي ال عنسه أن مكاتب ًا جاءه فقال :إنس قسد
عجزت عسن كتابتس فأعنس ،قال :أل أعلمسك كلمات علمنيهسن
رسول ال لو كان عليك مثل جبل صي دينًا أداه ال عنك ،قال:
« قل :الل هم اكف ن بللك عن حرا مك ،وأغن ن بفضلك ع من
21
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
سواك»(.)1
ول يعن هذا ترك السباب ،بل عملها ضروري وتركها عجز
وتاذل ولكن للتأكيد على أثر العمل الصال ف حل هذه الكربة.
-3الظلم:
الظلم ظلمات يوم القيا مة ك ما جاء ف الد يث و هو كر بة
وبلء ،ظهسر منسذ أن خلق ال النسسان ،نتيجسة لفات النفسس،
ورغبات ا وأهوائ ها ،من ال سد والغرور وال كبياء ،وكذلك الط مع
والشع وحب الذات وكراهية الغي ،وغيها من السباب ،والؤمن
إذا أصابه شيء من كربة الظلم ،بأي شكل من أشكالا من اعتداء
أو تعذيب أو أخذ حق وغيه ،يب أن يسارع إل ال تعال ،الذي
حرم الظلم على نفسسه وجعله بيس الناس مرم ًا ،ليفسع عنسه هذه
الكربة ويبدلا فرجًا وسرورًا ،وعزة وانتصارًا ،بشرط أن يعاون هذا
التضرع إل ال الجتهاد ف العبادة والخلص ف العمال ،وتصفية
النية ،وترك العاصي ،لقوله تعال :إِنّ اللّ َه لَا ُيغَّيرُ مَا ِبقَوْ ٍم حَتّى
س ِهمْ [الرعد ،]11 :فعندها يقبل ال تعال دعوته ُيغَّيرُوا مَا بَِأْنفُ ِ
ول يرده خائبًا ،بل سيعجل له بالفرج القريب والظفر الكيد على
عدوه وظاليه ،يقول الرسول الكري عليه الصلة والسلم فيما يرويه
أبسو هريرة رضسي ال عنسه« :ثلث دعوات مسقتجابات لشقك
فيهققن :دعوة الظلوم ،ودعوة السققافر ،ودعوة الوالد على
22
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
ولده»(.)1
و ف قوله عند ما بعسث معاذًا إل اليمسن فقال« :اتقق دعوة
الظلوم فإنا ليس بينها وبي ال حجاب»(.)2
وإن طال الفرج أو تأ خر قليلً فلحك مة من ع ند ال تعال ل
يعلم ها إل هو ،ربا يكون ف يه خي للن سان وذ خر له يوم القيامة،
ورباس يعسل ال تعال سسعادة هذا النسسان البتلى بالظلم فس تلك
اللحظات الت يظلم فيها ويضطهد ،لنه سبحانه وتعال يلقي عليه
رداء ال سكينة والرا حة النف سية ،ويز يد من إيا نه ويقي نه ل مر ال،
لذلك كان بعسض السسلف الصسال يقولون :لو علمست اللوك وأبناء
اللوك مسا ننس فيسه –يعنس مسن الراحسة النفسسية -لالدونسا عليسه
بالسيوف.
فعلى الظلوم الكروب أن يعود إل ربسسه ويعمسسل صسسالًا
وسسينتقم ال تعال مسن الظال ولو بعسد حيس ،لن عقوبات الظلم
معجلة ف الدنيا قبل الخرة ،والشواهد التاريية والواقعية أكثر من
أن ت صر ،فهؤلء ر سل ال وأ نبياؤه و قع علي هم ظلم من أقوام هم
فانتصر ال لمَ :فكُلّا َأ َخذْنَا بِ َذنْبِهِ فَ ِم ْنهُ ْم مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْ ِه حَاصِبًا
ض َومِ ْنهُمْ مَنْ
سفْنَا بِ ِه اْلأَرْ َ
حةُ َومِ ْنهُ ْم مَ ْن خَ َ َومِ ْنهُمْ مَنْ أَ َخ َذتْهُ الصّيْ َ
،)3862ص (.)552
() «صسحيح البخاري» ،رقسم ( ،)2448ص ( ،)395و«صسحيح 2
23
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
س ُهمْ يَظْ ِلمُو نَ أَ ْغ َرقْنَا وَمَا كَا نَ اللّ ُه لِيَظْلِ َمهُ ْم وََلكِ نْ كَانُوا َأْنفُ َ
[العنكبوت ،]40 :ووقع على كثي من سلف المة ما وقع كالمام
مالك وأب حنيفة والشافعي وأحد وغيهم كثي رحهم ل ،فكانوا
أئمة يقتدى بأقوالم ،والذي يب الذر منه أل يرد الظلم بظلم.
-4الزلزل والعاصي والكوارث الخرى:
وهسي إمسا عقوبسة وعذاب للعباد على تاديهسم فس العصسيان
وانتهاك حرمات ال ،من الظلم وال سفور والمور والز نا ،وغي ها
من العا صي ،أو ابتلء ل يعلم مغزا ها وعلت ها إل مدبر ها وخالق ها
عز وجل وهي ف الالتي آيات وعب ودروس وعظات للخرين،
والنصوص القرآنية والحاديث النبوية تشي ف معظمها أنا كانت
للمم السابقة نتيجة كفرهم وشركهم وظلمهم ،وحربم لنبياء ال
ك ِإذَا َأخَ َذ الْ ُقرَى وقتل هم ل م يقول ال تعال :وَ َكذَلِ كَ َأ ْخذُ َربّ َ
َوهِيَ ظَالِ َم ٌة إِ ّن أَ ْخ َذهُ أَلِي ٌم شَدِيدٌ [هود.]102 :
َتق َآمَِن ًة مُطْمَئِّنةً
ّهق مَثَلًا َق ْرَيةً كَان َْبق الل ُ
ضر َ وقوله تعال :وَ َ
ت بَِأْنعُ مِ اللّ هِ َفَأذَا َقهَا اللّ هُ
َي ْأتِيهَا ِر ْز ُقهَا رَ َغدًا مِ نْ ُك ّل َمكَا ٍن َفكَ َفرَ ْ
ف بِمَا كَانُوا يَصَْنعُونَ [النحل.]112 : خوْ ِ ع وَالْ َ
لِبَاسَ الْجُو ِ
وإن صسلح العمال وإخلص النيات ل تعال مسن أهسم مسا
يدفسع عسن الناس كربات العقوبات الليسة الدنيويسة مسن الزلزل
والرائق والعاصسي وغيهسا يقول ال تعال عن قوم يونسس الذيسن
نفع هم إيان م الذي د فع عن هم عذاب ال تعال ف الياة الدن يا:
24
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
س لَمّ ا َآمَنُوا ت فََن َفعَهَا إِيَانُهَا إِلّا َقوْ َم يُونُ َفَ َل ْولَا كَانَ تْ َق ْرَيةٌ َآمَنَ ْ
خزْ يِ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَمَّتعْنَاهُ ْم ِإلَى حِيٍ ب الْ ِ شفْنَا عَ ْنهُ مْ َعذَا َ
َك َ
[يونس.]98 :
ك لُِيهْلِ كَ اْل ُقرَى بِظُلْ مٍ َوَأهْلُهَا
ويقول أيضًا :وَمَا كَا نَ َربّ َ
مُصْلِحُونَ [هود.]117 :
هذا إضا فة إل ال ستكثار من الذ كر وال ستغفار والتو بة ف
كل وقست ،ليكون الن سان ف مأ من مسن هذا الذي أصساب تلك
المم بسبب غفلتهم وحيادهم عن منهج ال تعال ،يقول الباري عز
وجلَ :ومَا كَا َن اللّ ُه لُِي َعذَّبهُ ْم وََأنْتَ فِيهِمْ َومَا كَا َن اللّ ُه ُم َعذَّبهُمْ
َو ُهمْ َيسَْت ْغفِرُونَ [النفال.]33 :
-5السائر التجارية:
و ما هي إل جزاء غ ب أو غش أو حيلة أو خداع فرب ر بح
تاري أو كسب مادي يغشي صاحبه وينسيه وسيلة ربه وكسبه،
ول يدري أ نه ا ستدراج من ح يث ل يعلم ،فيأخذه الغرور ويغ فل
عن مارم ال وأوامره فيزداد تايلً ومراو غة ف عمله ،إل أن يأ ت
أمر ال وتيء السارة الكبى ف إحدى ساعات الغفلة ،فينسفها
ال نسفًا ،كأن ل تكن ،فتكون ضربة قاصمة ف بنيان ما اكتسبته
يداه من غي حق ول تقوى فيدخل هذا التاجر ف كربة عظيمة ربا
تؤدي بسه إل الوت كمسا يدث لكثيس مسن الناس ،إذا تعرضست
مصالهم لسائر يصابون بسكتات قلبية فور ساع الب ،فما أعظم
25
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
هذه الكربة على النسان الذي جعل ماله ف قلبه ول يعله ف يديه،
وهو ف الوقت نفسه بلء من ال تعال كما أخبنا ف كتابه العزيز:
ِنق الَْأ ْموَالِ
ْصق م َ
ُوعق َوَنق ٍ
ْفق وَالْج ِ
خو ِِنق الْ َ
شيْ ٍء م َُمق ِب َ
َولَنَبْ ُلوَّنك ْ
وَالَْأْنفُسِ [ ...البقرة.]155 :
والدليل على معظم هذه السائر تكون نتيجة البعد عن ال ف
التعامل والكسب ،هو قول النب حينما ذهب إل السوق ونادى
ف التجار« :إن التجار يبعثون يوم القيا مة فجارًا إل من ات قى ال
وبر وصقدق»( .)1والسستثناء دائمًسا يكون للقلة مسن الكثرة،
والد يث يبي أن تقوى ال ومراقب ته ف التعا مل هو الذي ين جي
التاجسر مسن عذاب ال وعقابسه ،ويبارك فس كسسبه وماله ،وذلك
بتحليسل الال فس مشروعيسة وسسائل كسسبه وتصسفيته مسن الشبهات
والثام ل سيما ف هذا الع صر الذي انت شر ف يه الر با انتشار النار ف
الشيسم ،وكذا الزكاة والنفاق فس وجوه اليس ،يقول ال تبارك
وتعال :يَ ْمحَ ُق اللّ هُ الرّبَا وَُيرْبِي ال صّ َدقَاتِ [البقرة،]276 :
هذه ال ية كافية للنتهاء عن مارم ال والتزام حدوده ف العاملت
التجاريسة والاليسة ،ويقول « :إن العبقد ليحرم الرزق بالذنقب
26
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
27
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
وأقرباؤه فنادى ربه بدعاء صادق يقول ال تعال عنهَ :وَأيّو بَ ِإ ْذ
ضرّ َوَأنْ تَ أَ ْرحَ مُ الرّاحِ ِميَ * فَا سْتَجَ ْبنَا لَ هُ نَادَى َربّ ُه َأنّي مَ سّنِ َي ال ّ
ض ّر وَ َآتَيْنَا ُه َأهْلَ ُه َومِثْ َلهُ ْم َمعَهُمْ َرحْ َمةً مِنْ عِ ْن ِدنَا
َف َكشَفْنَا مَا بِ ِه مِنْ ُ
َوذِ ْكرَى لِ ْلعَابِدِينَ [النبياء.]84 ،83 :
وكان نب ال أيوب عل يه ال سلم ق بل مر ضه من النفق ي ف
سبيل ال بكا فة أوج هه ،ف قد كان من الغنياء الكبار ف ع صره،
فابتله ال تعال بأخسذ ماله وأملكسه فصسب وشكسر ،إل أن ابتله
بكربة الرض الذي عافاه ال تعال منه بعد أن هجره الناس وتركوه
وحيدًا فلم ي كن له سوى اللجوء إل ر به وخال قه فك شف ال ع نه
كربته وأعاد إليه عافيته وأمواله وأملكه ،بل قيل أنه صار أغن ما
كان من قبل.
و قد روى أ بو بردة عن أ ب مو سى قال :سعت ال نب غ ي
مرة ول مرتي يقول« :إذاكان العبد يعمل عملً صالًا فشغله عنه
مرض أو سقفر كتقب له كصقال مقا كان يعمقل وهقو صقحيح
مقيم»(.)1
ول يسستهي النسسان الريسض أو أهله بالنفاق فس سسبيل ال
وال ستكثار من ال صدقات فإن ا تد فع عن الن سان البلء ،وتش في
السقام ،وترضي ال تعال (.)2
28
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
***
كا نت تلك ب عض الكربات ال ت ت صيب الن سان ف نف سه
وبدنه وماله وغي ذلك ،وف بعض مراحل حياته ،ابتلء أو عقوبة،
وكا نت الو سيلة الشتر كة لتفر يج تلك الكربات هي تقد ي ب عض
العمال ال صالة والدعوات ال صادقة ب ي يدي ال عز و جل ف هو
القاهر فوق عبادة وهو الغفور الرحيم.
***
ث إن الؤمن مطالب بقدر ما لديه من وسائل وإمكانات ،أن
يفرج عن أخ يه الؤ من من كرب ته ،سواء النف سية أو ال سية ،لن
الؤمسن للمؤمسن كالبنيان الرصسوص يشسد بعضسه بعضًا ،ولن هذا
الع مل سوف يو ضع ف ر صيده ع ند ال تعال ،ليفرج ربه سبحانه
عنه كربة ف يوم ل ناصر له ول مع ي ،يقول الرسول المي عليه
الصلة والسلم« :السلم أخو السلم ل يظلمه ،ول يسلمه ،من
كان ف حا جة أخ يه كان ال ف حاح ته ،و من فرج عن م سلم
كر بة فرج ال ع نه ب ا كر بة من كرب يوم القيا مة ،و من ستر
مسلمًا ستره ال يوم القيامة»(.)1
وف هذا القام يستحب التذكي بديث الصطفى عليه الصلة
والسلم الافل بأمور عظيمة قد يغفل عنها كثي من الناس ،يقول:
ف القوق الواجبة على السلم».
() «صسحيح البخاري» ،رقسم ( ،)2442ص ( ،)394و «صسحيح 1
29
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
30
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
كل مأزق أن الموم والغموم والقلق والزن ل ت صيب الؤ من ،بل
قسد تصسيبه كمسا كان ذلك لرسسول ال ،فحزن عندمسا توفيست
زوجتسه خديةس رضسي ال عنهسا ،وعندمسا مات ابنسه إبراهيسم ،وفس
موا قف أخرى ،ولكن الؤ من يصب ويرضى ويت سب ول يزع أو
يسخط أو يعمل أعمالً يظهر فيها اعتراضه على قدر ال ،أو يعطل
أعماله ووظائفه ،ث إن هذا الم والزن سريعًا ما ينكشف للمؤمن
إذا عمل بقتضى هذه الوصايا العظيمة كما سبق.
-3أن مسن القائق الهمسة معرفسة أنسه ل بسد مسن بقاء نسسبة
يسية من الم والزن عند النسان وإل أصبح جادًا ل يتحرك فيه
عاطفسة ،وإل فكيسف ييسي شعوره تاه والديسه وأولده وزوجتسه
ومتمعه ومتمعات السلمي ،إذا ل يكن عنده نسبة تركه ،ولكن
ينبغي أن تكون هذه النسبة بدودها الشرعية فل تتجاوز حدًا يصل
به ال مر إل أن يقعده عن عمله و سلوكه ال سن وينطوي ...إل،
وهذا يفيدنسا بأن ل نزع إذا كانست نسسبة المس معقولة بقدر مسا
تتحرك با العاطفة لفعل الي والحسان.
-4أن الا مع ل ل هذه الكرب وغي ها أن يتعا مل مع ها
السلم التعامل الشرعي وملخصه:
أ -اليان بأناس مسن ال تعال ،فيورثسه هذا اليان بقضاء ال
تعال وقدره.
ب -الصسب عليهسا وعدم الضجسر والتشكسي والتسسخط،
والعلى من ذلك الرضى با ث شكر ال تعال عليها.
31
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
32
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
33
أثر العمل الصال ف تفريج الكروب
الفهرس
بسم ال الرحمن الرحيم4.........................................................................
المقدمة4.............................................................................................
أنواع الكربات5....................................................................................
أولً :الكربات النفسية5......................................................................:
-1الهم5.......................................................................................:
-2الحزن7....................................................................................:
-3القلق8......................................................................................:
-4الخوف11.................................................................................:
-5اليأس14...................................................................................:
-1السجن16..................................................................................:
-2الديون19..................................................................................:
-3الظلم22....................................................................................:
-4الزلزل والعاصير والكوارث الخرى24.........................................:
-5الخسائر التجارية25.................................................................... :
-6المرض27................................................................................:
34