You are on page 1of 144

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫كلمة حق‬
‫مرافعة الشيخ عمر عبد الرحن‬
‫ف قضية الهاد‬
‫كلمة حق‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫}الذين ي‪$‬بل*غ‪$‬ون رسالات الله ويخشونه‪ $‬ولا يخشون أحدا إلا الله{‪..‬‬

‫وارتت جنبات القاعة بالتاف‪:‬‬

‫ال أكب ال أكب‪ ...‬فليتفع صوت الزهر‪..‬‬

‫ال أكب ال أكب‪ ...‬فليتفع شأن الزهر‪..‬‬

‫بينما تعلقت به البصار وهو يتقدم ليجلس ف مواجهة قضاة مكمة أمن الدولة‬
‫العليا‪ ..‬وصمت الميع وقد حبسوا النفاس يترقبون‪ ،‬وساد السكون لظات مرت كأنا‬
‫الدهر ث انطلقت الكلمات من فمه‪ ..‬عالية مدوية‪ ..‬رزينة متئدة‪ ..‬صادقة قوية‪ ..‬تز كل‬
‫شيء‪ ..‬تز القضبان الديدية‪ ..‬وتزنا‪ ..‬تز منصة القضاة‪ ..‬وتز ضمائرهم هزا‪ b‬عنيفا‪ b‬يترك‬
‫آثار‪b‬ا واضحة على قسمات وجوههم‪ ..‬وتترق الكلمات جدران القاعة‪ ،‬وتتعدى‪ ..‬رغم‬
‫الراسات ‪ -‬أسوار الكمة لتسري ف وجدان هذه المة‪ ..‬تييه وتوقظه وتدفعه من حال‬
‫المول والسبات إل الق والد والبذل والعطاء‪..‬‬

‫وت طم كلمات الشيخ عمر عبد الرحن كل حواجز الشبهات وقلع ال كاذيب‬
‫الت أقامها النظام الصري ليحول بي السلمي ودينهم‪..‬‬

‫وع شنا ت لك اللح ظات‪ ،‬ع شناها ب كل أحاسي سنا‪ ،‬ن تابع كل مات سيتكبها التار يخ‬
‫بذات الداد الذي كتب به كلمة المام أحد بن حنبل رحه ال‪) :‬إذا تكلم العال تقية‪،‬‬
‫والاهل يهل‪ ،‬فمت يعرف الناس الق؟(‪..‬‬

‫إنه الق الذي كان ينبغي أن يقال منذ أمد بعيد‪..‬‬

‫إنه الق فماذا بعد الق إل الضلل؟‪..‬‬

‫إنه النور الذي طالا حاربه الباطل وحاول إطفاءه‪ ..‬ها هو يشرق ويسطع ضياؤه‬
‫وأين!! ف مكمة أمن الدولة العليا بصر!!‪..‬‬

‫)‪(2‬‬
‫كلمة حق‬

‫صدقت وا ل يا رب نا }وي أ‪Ž‬بى الل ه‪ $‬إلا أ ن‪ Ž‬ي‪$‬ت م• ن‪$‬وره‪ $‬ولو كره ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ وم ضى‬
‫ال شيخ ينا فح عن دي نه‪ ،‬ي عرى البا طل ويف ضحه‪ ،‬وان سابت فيو ضات ا لق تكت سح ز بد‬
‫البا طل فإذا به يذهب ج فاء‪ ،‬وت تابعت ال جج وا لباهي تا صر ال شبهات وتك يل لا‬
‫الضربات فتزهق بإذن ال‪...‬‬

‫كانت فرحتنا غامرة‪ ،‬ونن نرى الق يشرق ويعلو والباطل يفت ويندثر غي أن‬
‫خاطرا‪ b‬ما‪ ،‬كان يلوح لنا بي الفينة والفينة فيقلل من هذه الفرحة‪ ..‬إن الشيخ قد يدفع‬
‫ح ياته ث نا لذه الكل مات‪ ..‬قد نف قد شيخنا ومعلم نا‪ ..‬نف قد أ ستاذنا ووا لدنا‪ ..‬ن عم هو‬
‫يرجو الشهادة ويطمع أن يكون مع سيد الشهداء مصداقا لقول الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم‪) :‬سيد الشهداء حزة ورجل قام إل سلطان جائر فأمره وناه فقتله(‪..‬‬

‫غي أ̃نا ف حاجة إليه‪ ،‬بل ف أشد الاجة إليه عالا ومعلما‪ ..‬قائدا ومربيا‪ ..‬وكنا‬
‫ن طرد هذا ا لاطر ون عود بو جداننا نع يش مع الكل مات‪ ..‬إ ل أن باغت نا ال شيخ بع بارات‬
‫ترجم فيها ما يدور بلدنا‪ ..‬وانطلقت الكلمات تتحدى‪:‬‬

‫إنن مطالب أمام عقيدت وأمام ضميي أن أدفع الظلم والبوت وأرد الشبهات‬
‫والضللت وأكشف الزيغ والنراف وأفضح الظالي على أعي الناس‪ ،‬وإن كلفن ذلك‬
‫حيات وما أملك‪ ،‬فإذا كانت النيابة تطالب بإعدامي فإن هذا ل يروعن ول أحزن له‪ ،‬بل‬
‫أقول حينئذ‪) :‬فزت ورب الكعبة( وأردد مستبشرا‪:‬‬

‫على أي جنب كان ف ال مصرعي‬ ‫ولست أبال حي أقتل مسلما‬

‫ول نتمالك أنفسنا‪ ،‬ونن نسمع الشيخ ينعى إلينا نفسه‪ ،‬وأب الدمع إل أن يفيض‬
‫ف مسية صامتة مهيبة‪ ..‬يودع الرجل الذي أحببناه وسرنا معه‪ ،‬نعمل خلف رايته وتت‬
‫لوائه‪..‬‬

‫ولكن‪..‬‬

‫}أليس الله‪ $‬بكاف‪ £‬عبده‪...{$‬‬

‫وينجي ال ‪ -‬بقدرته ‪ -‬عبده من القتل‪ ..‬ويرجه من السجن‪ ..‬ويبقيه لنا ولدينه‪..‬‬

‫)‪(3‬‬
‫كلمة حق‬

‫بل وت شاء حكم ته سبحانه وت عال‪ ،‬أن ت كون هذه الكل مات سببا ف ح قن د ماء‬
‫الكثي من الشباب السلم الاهد‪ ..‬فبالرغم من أن الكمة قد حكمت بالقانون الوضعي‬
‫القي‪ ،‬إل أنا أبت أن تقتل أحدا لنا اقتنعت بسمو الغاية الت من أجلها قام هؤلء‪..‬‬
‫هكذا قالت الكمة سبحان رب }إن رب‪ª‬ي لطيف© لما يشا̈ء{‪...‬‬

‫و يرج الشيخ من ال سجن‪ ،‬كأعز ما ي كون الرجال‪ ،‬مرفوعة رأسه عالية ويضي‬
‫يتابع مسيته‪ ..‬يدعو ويعلم‪ ..‬يقود ويرب‪ ..‬يدور مع السلم حيث دار وكان درسا ل‬
‫ينسى‪..‬‬

‫)واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ل ينفعوك إل بشيء قد كتبه‬


‫ا ل لك وإن اجتم عوا ع لى أن ي ضروك ب شيء ل ي ضروك إل ب شيء قد كت به ا ل عل يك‬
‫رفعت القلم وجفت الصحف(‪..‬‬

‫ويضي الشيخ‪...‬‬

‫غي أن كلماته ما زالت تعيش ف نفوسنا وتول ف خواطرنا‪ ،‬وكأننا نسمعها للمرة‬
‫الول‪ ..‬هناك‪ ..‬ف مكمة أمن الدولة العليا‪ ..‬وكأننا ما زلنا نقف خلف القضبان‪ ،‬وقد‬
‫تعلقت به أبصارنا وقلوبنا ها هو يتقدم بتؤدة ها هو يلس ف مواجهة القضاة‪ ..‬ها هي‬
‫الكلمات تنطلق‪ ..‬ها هي القضبان تتز كل شيء ما زال يهتز‪ ،‬تت وقع الكلمات‪..‬‬

‫• "ن عم } إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪ Ž‬م‪ $‬إلا لله { كل مة حق و صدق نادى با من ق بل الكر ي بن‬


‫الكري بن الكري بن الكري نب ال يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬نادى با‬
‫من داخل سجنه من مصر‪ ،‬ول تنعه قيود السجن من أن يعلن الق‪..."...‬‬
‫• "إن كنا نن خوارج‪ ،‬فمن تكونون أنتم؟ هل تكونون عليا وأصحابه؟ هل كان‬
‫علي رضي ال عنه مقتبسا أحكام شريعته من النصارى واليهود؟ أم كان حكمه يقوم على‬
‫الشتراكية والديقراطية؟"‪..‬‬
‫• "ما الذي يستطيع أن يقوله من ينحى شريعة ال عن حكم الياة‪ ،‬ويستبدل با‬
‫شريعة الاهلية وحكم الاهلية‪ ،‬ويعل هواه هو أو هوى شعب من الشعوب أو هوى‬
‫جيل من البشر فوق حكم ال‪ ،‬وفوق شريعة ال؟"‪...‬‬
‫• "وب عد فجر يت أ ن ن قدت الدو لة وأظ هرت ما ف الت مع من مفا سد وم عاداة‬
‫لدين ال‪ ،‬ووقفت ف كل مكان أصدع بكلمة الق الت هي من صميم دين واعتقادي‪،‬‬

‫)‪(4‬‬
‫كلمة حق‬

‫إن منابر الساجد وقاعات الاضرات وساحات الامعات تشهد كلها أنن عن الشريعة‬
‫أذود وأدافع وف بيان دين ال أصول وأجول‪ ،‬وف سبيل ال أقدم النفس والال‪.."..‬‬
‫• "أيها القاضي الستشار‪ :‬رئيس مكمة أمن الدولة العليا‪ :‬إتق ال‪ ،‬فإن ال ينعك‬
‫من الكومة وإن الكومة ل تنعك من ال‪...".‬‬
‫• "أيها القاضي الستشار‪ :‬حق ال ألزم من حق رئيس المهورية‪..."..‬‬

‫التعريف بالدكتور عمر‬


‫تاريخ اليلد‪.3/5/1938 :‬‬

‫مل اليلد‪ :‬المالية‪ .‬مركز النلة‪ ..‬دقهلية‪.‬‬

‫الولد‪ :‬ممد ‪ 10‬سنوات‪ ،‬أحد ‪ 9‬سنوات‪ ،‬عبد ال ‪ 8‬سنوات‪ ،‬فاطمة ‪6‬‬


‫سنوات‪ ،‬عبد الرحن ‪ 4‬سنوات‪ ،‬أسامة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬السن ‪ 2‬سنة‪ ،‬عمار أطال ال ف‬
‫عمره‪.‬‬

‫النشأة‪ :‬نشأت بي أبوين فقيين‪ ..‬قالوا ل‪ :‬إنك فقدت البصر بعد عشرة أشهر‬
‫من ولدتك‪ ..‬وف طفولت البكرة كان خال يصحبن للمسجد‪ ،‬ويقرئن القرآن‪ ..‬حت‬
‫إذا ما بلغت الامسة أدخلون معهدا‪ b‬من معاهد الكفاء وهو " معهد النور للكفاء "‬
‫لتعليم القراءة والكتابة بطريقة برايل‪ ،‬وكان هذا معهدا‪ b‬داخليا‪ b‬بطنطا أخذت فيه الضانة‬
‫البتدائية ث ذهبت إل البلدة وأكملت حفظ القرآن ف سن الادية عشر‪ ،‬ث التحقت‬
‫بالعهد الدين بدمياط‪ ،‬ومكثت ف هذه العهد أربع سنوات حصلت بعدها على الشهادة‬
‫البتدائية الزهرية‪.‬‬

‫كان خال بنلة العي ل ف حفظ القرآن‪ ..‬حيث كان يتفرغ ل كثيا‪ ،b‬وكنا‬
‫نذهب قبل الفجر إل السجد القريب من بية البكة بدمياط قبل الفجر ف اليوم السابق‬
‫لنقرأ دروس الغد حت نكون مستحضرين لا يقوله الستاذ ف كل حصة‪ ..‬ورغم البد‬

‫)‪(5‬‬
‫كلمة حق‬

‫الشديد‪ ،‬والطر الستمر الذي تعرفه دمياط فإننا كنا نتسابق ف ذلك الوقت للذهاب إل‬
‫السجد واللوس على الصي كي يكننا ذلك من استحضار الدروس‪.‬‬

‫ث التحقت بعد ذلك بعهد النصورة الدين‪ ..‬وكان حديث العهد بالفتتاح‬
‫والكل فرح به‪ ،‬وكان يضم ‪ 3000‬طالب‪ ..‬مكثت فيه خس سنوات حت حصلت على‬
‫الثانوية الزهرية سنة ‪ 1960‬وكان معروفا أن سنوات الثانوي الزهري تعد سنوات‬
‫التحصيل والفهم‪ ،‬والتعمق ف العلوم الدينية واللغلوية‪ ..‬فكنا نذاكر دروسنا جيدا‪ ،‬وف‬
‫كثي من الحيان نقوم بشرح الدروس مكان الستاذ‪ ،‬بل لكثرة ما نطلع عليه من كتب‬
‫غي الكتب الزهرية كنا نتحدى الساتذة ونسألم أسئلة تحد¼ وتعجيز‪.‬‬

‫ث التح قت بكل ية أ صول ا لدين بال قاهرة ومك ثت في ها خس سنوات ح يث‬


‫تر جت في ها سنة ‪ ،1965‬و كانت سنوات الدرا سة في ها ‪ 4‬سنوات‪ ..‬لول أن مدير‬
‫جام عة ا لزهر حينئذ كان مقتن عا ب عد قواني ت طوير ا لزهر بأن ي طور الدرا سة أي ضا‪ b‬ف‬
‫كليات هذه الامعة وإضافة سنة احتوت ف منهجها على بعض الواد الديثة‪ ..‬وبذلك‬
‫يكون بذه السنة الضافية قد أضاع علينا سنة من أعمالنا‪.‬‬

‫ترجت ف الكلية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف‪ ..‬ومع ذلك ل أعي ف الكلية‪..‬‬
‫وإنا عينت ف وزارة الوقاف حيث ل تطلب الكلية معيدين وقتها‪ ..‬فعينت إماما لسجد‬
‫بقرية من قرى مافظة الفيوم‪ ..‬ذلك أنم عينوا دفعة من الئمة كان نصيب فيها هذه القرية‬
‫الت تسمى " فيدمي "‪ ..‬وهي قرية يسكنها حوال ‪ 20‚000‬نسمة يشكل النصارى فيها‬
‫ما يزيد على الثلث وتشتهر بزراعة الزيتون والليمون وهي بلدة تارية يغلب على أهلها‬
‫ال طابع ال سوقي و كثرة ال لف بالطلق‪ ..‬وبتوف يق ال ت عال بذلت ال هد‪ ،‬وعم لت قدر‬
‫ال ستطاع ف هذا الع مل ا لذي أ هواه وأح به ح با‪ b‬جا‪ ..‬و هو "إ مام ال سجد" فامت لت‬
‫الصفوف‪ ،‬واته الميع‪ ..‬الصغي والكبي‪ ،‬الرجال والنساء إل السجد‪..‬‬

‫كان شعاري ف العمل بالدعوة أن يد النسان ف عمله‪ ،‬ويبذل قصارى جهده‪،‬‬


‫فيفتح ال عليه‪ ..‬وصلة الفجر الت كانت ل يصليها سوى فرد أو اثني أصبحت صفوف‬
‫السجد تتلئ بالصلي‪..‬‬

‫ف السنة الثانية للتخرج مباشرة أخذت السنة الول ف الدراسات العليا العروفة‬
‫بالدبلو مة‪ ،‬و ف ال سنة الثان ية أ خذت الدبلو مة ا لخرى‪ ..‬وها تان ال سنتان ت عادلن‬
‫الاجستي‪ ..‬بالضافة إل بث يقدم ويناقش فيه ثلثة من الساتذة‪ ..‬وكان موضع بث‬

‫)‪(6‬‬
‫كلمة حق‬

‫الاجستي هو "الشهر الرم" وبذلك أكون قد حصلت على الاجستي بعد حرب ‪ 5‬يونيه‬
‫سنة ‪ 1967‬با يقرب من شهرين‪ ..‬وف هذه السنة كنت قد انتقلت إل عاصمة الافظة‪،‬‬
‫وبدأت أخطب ف مساجدها متنقل من مسجد إل مسجد آخر‪.‬‬

‫من شيوخي ال ستاذ ا لدكتور "م مد أ بو شهبة" والستاذ ال شيخ ا لدكتور "ع بد‬
‫العظ يم ع باس "‪ ،‬وال ستاذ ال شيخ ا لدكتور "أ حد ال سيد ال كومي"‪ ..‬وغي هم‪ ..‬و هؤلء‬
‫الثل ثة هم ا لذين اشتركوا ف مناقشة ر سالة ا لدكتوراة‪ ..‬وهم أيضا‪ b‬الذين يك تب عنهم‬
‫العلم‪.‬‬

‫ف عام ‪ 68‬نق لت مع يد‪b‬ا بالكل ية مع ا ستمراري بالطا بة ف الف يوم متطو عا‪،b‬‬
‫و بدأت أت ناول ف خ طب ب عض الن قائض ف الدو لة‪ ..‬وكل ها ن قائض‪ ..‬و بدأت ال باحث‬
‫تستدعين بعد كل خطبة‪ ،‬وكان ذلك ف عهد عبد الناصر‪ ..‬وإذا تناولت ف الطبة شيئا‬
‫من ق ضية فر عون ف هم الا ضرون جي عا‪ b‬أن ذ لك يق صد به ع بد النا صر‪ ..‬و كثر ن قدي‬
‫للحكومة وكثر استدعائي‪ ،‬حت فوجئت ف أبريل سنة ‪ 69‬باستدعائي إل إدارة الزهر‬
‫حيث التقيت بالمي العام للزهر الذي أخبن أنن قد أحلت إل الستيداع‪ ..‬ويظهر أنا‬
‫عقوبة عسكرية انتقلت إل الهات الدنية‪ ..‬وبقتضاها يترك النسان عمله ويلس ف بيته‬
‫يتقاضى راتبه لدة ‪ 3‬شهور‪ ،‬ث يأخذ نصف الرتب لدة سنة أو اثنتي‪ ..‬فإما أن يعاد أو‬
‫يفصل‪ ..‬وكان راتب يومها ممد‪b‬ا ل يزيد عن ‪ 23‬جنيها دون علوة‪ ..‬ونصف هذا البلغ‬
‫أ حد ع شر جني ها ون صف الن يه أد فع من ها إ يار ال سكن و هو خ سة جني هات ون صف‬
‫ويبقى ل ولمي الت كانت تعيش معي ‪ 6‬جنيهات ونصف‪.‬‬

‫وف أواخر سنة ‪ 69‬أبلغت أن عقوبة الحالة إل الستيداع قد رفعت‪ ..‬ولكن‬


‫نقلت من الامعة من معيد با إل إدارة الزهر بدون عمل‪ ..‬واستمر الال على ذلك وأنا‬
‫أخطب ف قرى الفيوم معلنا‪ b‬عن مكان تارة‪ ،‬ومستخفيا تارات أخرى حت اعتقلت ف‬
‫‪ 13‬أكتوبر ‪ ..1970‬وكان عبد الناصر قد هلك ف سبتمب سنة ‪ ..1970‬ووقفت على‬
‫النب وقلت‪ ..‬ل توز الصلة عليه‪ ،‬ومنعنا الناس من الصلة عليه‪ ..‬وعقب ذلك اعتقلت‬
‫ف سجن القلعة لدة ‪ 8‬أشهر أغلبها ف زنزانة ‪ ..24‬وهي حبيبة إل نفسي كلما حاولوا‬
‫إخراجي منها لزنزانة أخرى طالبت العودة إليها‪ ..‬وخرجت من القلعة يوم ‪ 10‬يونيه عام‬
‫‪.1971‬‬

‫عدت إ ل مع هد الف يوم لدة ‪ 3‬أ شهر‪ ،‬وطل بوا م ن أن أذ هب إ ل مع هد الن يا‪..‬‬
‫فراوغتهم شهرين حت أت رسالة الدكتوراة‪ ..‬وقد كان نقلي إل النيا عقابا‪ b‬ل‪ ..‬لنم‬

‫)‪(7‬‬
‫كلمة حق‬

‫يعلمون أنن مستقر ف الفيوم‪ ..‬فأرادوا تكديري‪ ،‬فذهبت إل النيا وأنا متخوف من مشاق‬
‫الذهاب والعودة والسكن والأكل وغي ذلك‪ ..‬ولكن وجدت ف النيا خي إخوان ل‪..‬‬
‫من هم ال شيخ "م مود ع بد ال يد" ر حه ا ل ت عال وإ خوة كرام كانوا خ ي عون ل ع لى‬
‫متاعب الياة ومشاقها‪ ..‬ولقد تعاونت إدارة معهد النيا مع الباحث ف إلاق الضرر ب‪،‬‬
‫وأن تكون الشقة بالغة علي• فوزعوا الدول الدراسي على ستة أيام من أولا إل آخرها‪..‬‬
‫و حذرن وك يل الع هد أن أت صل بأ حد‪ ،‬أو يت صل ب أ حد‪ ،‬و ضيقوا ال ناق عل ي• ف‬
‫تركات‪ ..‬ومع هذا التضييق الشديد كنت أذهب للفيوم مساء الميس والمعة للجهاز‬
‫على ما بقي من طبع الرسالة وبقي تديد موعد الناقشة وأخذت الوعد سرا من عميد‬
‫أصول الدين الشيخ "ممد أبو شهبة" وكان بعد أسبوع‪ ،‬وذهبت إل العضوين الخرين‬
‫وأبلغتهم بالوعد أيضا وعدت إل الفيوم وأبلغت معهد النيا برقيا‪ b‬أنن مريض ل أستطيع‬
‫ال ضور للمع هد هذا ال سبوع‪ ..‬و ف يوم الثن ي ‪ 13/3‬سنة ‪ 1972‬دون أن أع لن‬
‫أحدا‪ ..‬ل من الفيوم ول من النيا ول من مسقط رأسي‪ ..‬حت أخي‪ ..‬ذهبت إل الكلية‬
‫ول يع لم أ حد بناق شة الر سالة إل العم يد والع ضويي‪ ..‬وق بل الو عد ا لدد بوال ساعة‬
‫وضعنا إعلن‪b‬ا صغيا‪ b‬ف الكلية يدد موعد مناقشة الرسالة‪ ..‬وكان موضوعها هو "موقف‬
‫ال قرآن من خ صومه ك ما ت صوره سورة التو بة" ونوق شت الر سالة و ل ت ستطع ال باحث‬
‫وقفها كما تفعل كثيا‪ ..‬وفوجئ الميع‪ ..‬الباحث والناس بنشور ف الرائد ف اليوم‬
‫التال يعلن أن الشيخ عمر عبد الرحن قد حصل على درجة الدكتوراة‪ ..‬ومنح "رسالة‬
‫العالية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف‪ ..‬ومع ذلك منعت الباحث تعيين ف الكلية حت‬
‫ولو بصفة معيد‪ ..‬واستمر النع حت صيف ‪ ،1973‬حي اعترضت إدارة التنظيم والدارة‬
‫ع لى هذا الوضع‪ ،‬وك تب رئي سها‪ ..‬ر غم أ ن ل أ كن أعر فه ول يعرف ن‪ ..‬ما يقرب من‬
‫عشر صفحان يندد بذا العمل وبإبعادي عن الامعة‪ ،‬وأنا سابقة ل تدث قبل ذلك‪،‬‬
‫وط لب تعم يم هذه ا لذكرة ع لى ج يع ا لوزارة وال هات العن ية ر حه ا ل‪ ..‬و ف صيف‬
‫‪ 1973‬استدعتن الامعة وأخبتن أن هناك وظائف شاغرة وأعلنوا عنها بكلية البنات‬
‫وأصول الدين‪ ..‬وطبعا اخترت أسيوط‪ ..‬مكثت بالكلية أربع سنوات حت سنة ‪ 77‬ث‬
‫أعرت للسعودية وإل كلية البنات بالرياض حت سنة ‪ ..1980‬وكان مستحقا‪ b‬ل سنة‬
‫أخرى تنتهي سنة ‪ 1981‬لول أن القدار ساقتن هذا العام لصر وف سبتمب عام ‪1981‬‬
‫طلبت للعتقال فيما أسوه قرارات التحفظ‪ ،‬ففررت حت قبض علي˜ ف أكتوبر ‪1981‬‬
‫وحوكمت ف قضية مقتل السادات كأمي تنظيم الهاد أمام الكمة العسكرية ومكمة‬
‫أمن الدولة العليا وقضى ال تعال بباءت‪ .‬ف القضيتي‪ ..‬ول الفضل والنة وخرجت من‬
‫العتقل ف ‪/2‬أكتوبر‪.1984/‬‬

‫)‪(8‬‬
‫كلمة حق‬

‫قراءات‬
‫ف الف قه‪ :‬ف ف قه ال شافعية‪ :‬ك تاب أ بو شجاع و شروحه‪ ،‬ا بن القا سم‪ ،‬النها ية‪،‬‬
‫القناع‪ ،‬الهذب‪ ،‬الموع العشماوية ف فقه الالكية‪ ،‬نور اليضاح ف فقه النفية‪ ،‬العمدة‬
‫ف فقه النابلة‪ ،‬الغن‪ ،‬سبل السلم‪ ،‬اللى لبن حزم‪ ،‬نيل الوطار‪ ،‬وبداية التهد لبن‬
‫رشد‪ ،‬فقه السنة‪.‬‬

‫ف أصول الفقه‪ :‬الختصر لبن الاجب‪ ،‬التحرير لكمال بن المام‪ ،‬البهان لمام‬
‫الرم ي‪ ،‬الست صفى للغزا ل‪ ،‬أ صول الف قه ل ـ "أ بو ز هرة" ع بد الو هاب خلف‪ ،‬جع‬
‫الوا مع لل سبكي‪ ،‬م سلم الث بوت لك مال بن ال مام‪ ،‬أ صول ال صاص لب ب كر ا لرازي‪،‬‬
‫العتمد لمد بن علي البصري الذي كان معتزليا‪ ،b‬الصول لفخر الدين الرازي‪ ،‬الحكام‬
‫ف أصول الحكام للمدي‪ ،‬إرشاد الفحول للشوكان‪ ،‬الوافقات للشاطب‪ ،‬الضري بك‪،‬‬
‫التمهيد للسناوي‪ ،‬سلم الثبوت لب ال بن عبد الشكور الندي‪.‬‬

‫ف ا لديث‪ :‬فتح ال باري‪ ..‬الق سطلن ف شرح صحيح الب خاري‪ ،‬ال نووي شرح‬
‫م سلم‪ ،‬الن هل ال عذب ا لورود ف شرح سنن أ ب داود ل مود خ طاب ال سبكي‪ ،‬ت فة‬
‫الحوذي شرح الترمذي‪ ،‬الامع الصغي للسيوطي‪ ،‬السلسلة الصحيحة والضعيفة لللبان‪.‬‬

‫مصطلح الديث‪ :‬الباعث الثيث لبن كثي‪ ،‬تدريب الراوي‪ ،‬ضوء القمر ف شرخ‬
‫نبة الفكر لبن حجر‪ ،‬مقدمة ابن الصلح‪ ،‬التقريب للنووي‪ ،‬الدخل ف علوم الديث‬
‫للشيخ ممد السماحي‪.‬‬

‫التفسي‪ :‬الطبي‪ ،‬ابن كثي‪ ،‬الكشاف‪ ،‬البيضاوي‪ ،‬أبو السعود‪ ،‬النسفي‪ ،‬الازن‪،‬‬
‫الفتو حات الل ية ال شهور بال مل‪ ،‬شرح تف سي اللل ي‪ ،‬مف تاح الغ يب ل لرازي‪ ،‬ا لدر‬
‫النثور للسيوطي‪ ،‬روح العان لللوسي‪ ،‬القرطب‪ ،‬النيسابوري‪ ،‬كلم النان للمسعودي‪ ،‬ف‬
‫ظلل ال قرآن ل سيد ق طب‪ ،‬تف سي ال قرآن بالقرآن لع بد الكر ي الط يب‪ ،‬أ ضواء الب يان‬
‫للشنقيطي‪ ،‬تفسي الحكام لبن العرب‪ ،‬النار لرشيد رضا‪.‬‬

‫علوم القرآن‪ :‬البهان للزركشي‪ ،‬التقان للسيوطي‪ ،‬مناهل العرفان للزرقان‪.‬‬

‫)‪(9‬‬
‫كلمة حق‬

‫العق يدة‪ :‬شرح العق يدة الطحاو ية‪ ،‬م عارج الق بول‪ ،‬ال يان ل بن تيم ية‪ ،‬العق يدة‬
‫الواسطية‪ ،‬كتب كثية ف الفرق والعتزال؛ الشيعة والرجئة‪ ،‬العتزلة والبية‪ ،‬الشعرية‪،‬‬
‫الوارج‪..‬‬

‫الفو ظات‪ :‬من حفظ ال تون حاز الف نون‪ :‬م ت الجروم ية‪ ،‬ألف ية بن ما لك‪ ،‬ق طر‬
‫الندى‪ ،‬مت الغاية والتقريب ف الفقه‪ ،‬وأحاديث كثية من البخاري ومسلم‪ ،‬وأكثرت من‬
‫ح فظ الر كان وال شروط ف الف قه‪ ،‬سواء الع بادات وال عاملت‪ ،‬وا لداب‪ ،‬وال سنونات‪،‬‬
‫والكروهات‪ ،‬والبطلت‪ ..‬وبصفة عامة فكل حديث أسعه من كتب الفقه أحفظه حفظا‬
‫جيد‪b‬ا وأدونه‪.‬‬

‫مأثورة‪ :‬توزيع العمال على الوقات وعدم الستهانة بالوقت يبلغ النسان بتوفيق‬
‫ال ما يصبو إليه‪.‬‬

‫)‪(10‬‬
‫كلمة حق‬

‫مذكرة‬
‫بشأن عودة السيد؛ عمر أحد عبد الرحن‬
‫العيد بكلية أصول الدين سابقا إل عمله بالامعة‬

‫وقائع الوضوع‪:‬‬

‫طل بت مراق بة شئون ال عاملي بكتا با ‪(16 - 2706 - 72420) 1/1/568‬‬


‫من مراقبة التنظيم والدارة ما يأت‪:‬‬

‫‪ (1‬درا سة الرف قات ا لت أر سلتها الا صة بو ضوع ال سيد‪/‬ع مر أ حد ع بد الر حن‬


‫العيد السابق بكلية أصول الدين بالامعة‪.‬‬

‫‪ (2‬إبداء رأي الراقبة ف تطورات موضوعه‪.‬‬

‫‪ (3‬تديد الوظيفة الت يكن إسنادها إل سيادته إذا ما رؤي إعادته إل الامعة‪.‬‬
‫وتتلخص وقائع الوضوع فيما يأت‪:‬‬

‫‪ (1‬عي معيدا بكلية أصول الدين بامعة الزهر ف ‪.16/5/1968‬‬

‫‪ (2‬فوجئ بنقله من وظيفة معيد إل عمل إداري بإدارة الزهر ف ‪.9/4/1969‬‬

‫‪ (3‬أحيل إل الستيداع ف ‪.10/5/1969‬‬

‫‪ (4‬أعيد إل العمل الداري بالزهر ف ‪.20/12/1969‬‬

‫‪ (5‬اعتقل ف ‪.14/5/1970‬‬

‫‪ (6‬نقل أثناء اعتقاله إل وظيفة مدرس بالعهد الدين بالفيوم‪.‬‬

‫)‪(11‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪ (7‬أفرج عنه ف ‪.11/6/1970‬‬

‫‪ (8‬تظلم إل السيد الدكتور وزير الوقاف وشئون الزهر ف ‪ 14/6/1971‬وقد‬


‫سجل تظلمه بكتب الوزير برقم ‪ 1285‬ف ‪.30/6/1971‬‬

‫‪ (9‬تظ لم لل سيد رئ يس المهور ية برق يا ف ‪ 28/6/1971‬م سجل ع نوانه ف‬


‫الاد قة بالفيوم ‪ -‬ال ساكن ال شعبية ع مارة ‪ ،10‬و كان ر قم ب طاقته الشخ صية ‪19469‬‬
‫ال ستخرجة من سجل مدن ا لدرب ا لحر‪ ..‬وط لب ف برقي ته الطو لة عودته إ ل عم له‬
‫معيدا بكلية أصول الدين‪ ،‬وإلغاء نقله مدرسا بعهد الفيوم الدين‪ ،‬وإطلق علوته الدورية‬
‫الت أوقفت وعدم منعه من الطابة ف مساجد وزارة الوقاف‪.‬‬

‫‪ (10‬أرسل السيد مدير مكتب الرئيس للشئون الداخلية إل السيد مدير الامعة‬
‫بتاريخ ‪ 18/7/1971‬كتابه رقم ‪ 3/18/25/6594‬للفادة عما ورد بذه الشكوى‪.‬‬

‫‪ (11‬وف الوقت نفسه أخطر السيد وكيل الوزارة لشئون الزهر الامعة بكتابه‬
‫رقم ‪ 1285‬م الؤرخ ‪ 31/7/1971‬للبحث والفادة بالرأي والعلومات ليتسن إعادة‬
‫ال عرض ع لى ال سيد ا لدكتور ا لوزير ‪ -‬و قد أر فق بالك تاب اللت ماس ال قدم من ال طالب‬
‫للسيد الدكتور الوزير‪.‬‬

‫‪ (12‬أحال السيد المي العام الكتاب الوارد من الوزارة إل مراقبة شئون العاملي‬
‫بتاريخ ‪ 31/7/1971‬وطلب فيها من الراقبة إعداد مذكرة بالوضوع والعرض‪.‬‬

‫‪ (13‬ولكن مراقبة شئون العاملي ل تعرض مذكرتا بل آثرت أن تتصل بالسيد‬


‫الدكتور عميد كلية أصول الدين بالامعة طالبة فيه إبداء الرأي ف هذا الشأن حت يتسن‬
‫لا الرد على مكتب السيد وكيل الوزارة لشئون الزهر‪ ..‬ول ترد كلية أصول الدين منذ‬
‫ترر لا الكتاب ف ‪ 8/8/1971‬حت الن‪ ،‬وكان يكن عدم إضاعة أربعة شهور دون‬
‫حسم هذا الوضوع لو أن مراقبة شئون العاملي عرضت مذكرة برأيها ف الوقت الذي‬
‫طلب منها ذلك أي ف ‪.31/7/1971‬‬

‫‪ (14‬استمر وضع الشاكي معلقا دون حسم حت صدر قرار لنة التظلمات من‬
‫الفصل بغي الطريق التأديب بلستها النعقدة ف ‪ 16/12/1971‬بقبول التظلم القدم من‬

‫)‪(12‬‬
‫كلمة حق‬

‫الطالب برقم ‪ 29‬لسنة ‪ 1969‬والتوصل بإعادته إل عمل ل يتصل بالماهي والطلبة‪،‬‬


‫وكان صدور القرار بعد أربعة شهور تقريبا من إحالة الوضوع للجامعة وعدم البت فيه‬
‫بعرفة الامعة والوزير الختص‪.‬‬

‫‪ (15‬أخ طر ال سيد وز ير ال عدل ورئ يس ل نة التظل مات ال سيد‪/‬ا لدكتور وز ير‬


‫الو قاف و شئون ا لزهر ل فادته عن الوظي فة العاد لة ا لت يرى سيادته إعادة تعيي نه فيها‬
‫وذلك بكتابه الؤرخ ف ديسمب سنة ‪.1971‬‬

‫‪ (16‬أ حال ال سيد وك يل ا لوزارة ل شئون ا لزهر ك تاب ال سيد وز ير ال عدل‬


‫للسيد‪/‬الدكتور مدير الامعة للفادة عن الوظيفة العادلة الت يرى سيادته إعادة تعيينه فيها‬
‫‪ -‬وكان ذلك بالكتاب رقم ‪ 619‬م )‪ (4/30/2‬بتاريخ ‪.7/2/1972‬‬

‫‪ (17‬أ حال مك تب مدير الام عة الك تاب إ ل شئون ال عاملي ف ‪8/2/1972‬‬


‫لفحص الوضوع تهيدا للعرض‪.‬‬

‫‪ (18‬أ عدت شئون ال عاملي ف ‪ 1972/ 9/2‬مذكرتا ب عدم و جود ع مل با ل‬


‫يتصل بالماهي والطلبة وقد وافق السيد الراقب العام للشئون الدارية والسيد المي العام‬
‫للجامعة والسيد الدكتور مدير الامعة ف ‪ 22/2/1972‬على الكتابة بضمون الذكرة‬
‫للسيد وكيل الوزارة لشئون الزهر‪ ،‬وت ذلك فعل ف ‪.6/1972‬‬

‫‪ (19‬ول كن مك تب وز ير ا لزهر رد بك تابه ر قم ‪ (4/10/2) 2069‬ف‬


‫‪ 3/4/1972‬بأن الط لوب هو إ عادته للجام عة ف وظي فة معاد لة أو ف وظي فة إدار ية‪،‬‬
‫وطلب إفادته بالرأي حت يتسن إعادة العرض على الوزير‪.‬‬

‫‪ (20‬وهنا تعرض شئون العاملي مذكرتا بعدم وجود درجات خالية وكان ذلك‬
‫ف ‪ 8/4/1972‬وينت هي الو ضوع بأن ي يل ال سيد ا لمي ال عام للجام عة الو ضوع ف‬
‫‪ 18/4/1972‬إ ل مراق بة التنظ يم وا لدارة لتحد يد الوظي فة ا لت ي كن إ سنادها لل سيد‬
‫العيد السابق إذا ما رؤي إعادته إل الامعة‪ ،‬وكان ذلك بناء على اقتراح مراقب شئون‬
‫العاملي وموافقة السيد الراقب العام للشئون الدارية ث اعتماد السيد المي العام‪..‬‬

‫ث أحيل الوضوع لراقبة التنظيم والدارة‪.‬‬

‫)‪(13‬‬
‫كلمة حق‬

‫خلصة ما سبق‪:‬‬

‫‪ (1‬مال فة ا لجراءات ا لت إ تذت مع ال شاكي وا ستمرار هذه الخال فة حت ا لن‬


‫للمبادئ الساسية ف سيادة القانون وضمانات الفراد‪.‬‬

‫‪ (2‬استمرار إبعاده عن وظيفة العيد يشكل مالفات للمواد ‪ ،12 ،8‬من دستور‬
‫جهور ية م صر العرب ية والا صتي بت كافؤ ال فرص ب ي ا لواطني‪ ،‬وت قدير الدو لة لل عاملي‬
‫المتازين‪.‬‬

‫‪ (3‬مالفة قرار لنة الفصل ف التظلمات للمادة ‪ 14‬من الدستور واعتداء اللجنة‬
‫على اختصاصات السلطة القضائية‪.‬‬

‫‪ (4‬استمرار إبعاده عن وظيفة العيد يالف قانون الامعات وقواعد تعيي العيدين‪،‬‬
‫ويشكل عقوبة ل ترد ف القواني‪ ،‬ويهدر مبدأ حاية الوظف العام الذي تكفله الدولة‪.‬‬

‫‪ (5‬العيد طالب بث‪ ،‬وليس من شأنه القيام بالتدريس على سبيل اللزام‪ ،‬وهو‬
‫بذه الثابة يكن أن يعمل بعيدا عن التجمعات الطلبية‪ ،‬وليس ف الكليات السلمية معيد‬
‫يقوم بالتدريس‪.‬‬

‫‪ (6‬سقوط ال ساس ا لذي ت ستند إل يه ل نة الف صل ف التظل مات لنت قاء الع لة ف‬
‫إ صدار تو صيتها بإب عاده عن الطلب‪ ،‬ول يس من شأن شغله لوظي فة إدار ية إب عاده عن‬
‫الماهي‪.‬‬

‫‪ (7‬يستحيل قانونا أن ينع عن شغل وظيفة مدرس فيما لو حصل على الدكتوراة‬
‫وهو شاغل للوظيفة الدارية وتقدم ف أحد العلنات الت تري عنها‪.‬‬

‫‪ (8‬ل تو جد و ظائف إدار ية ف الام عة تت فق مع تص صات ال شاكي‪ ،‬ف ضل عن‬


‫مالفة شغله لثل هذه الوظيفة بفرض وجودها شاغرة ف ميزانية الامعة‪.‬‬

‫فللسباب السابقة‪:‬‬

‫)‪(14‬‬
‫كلمة حق‬

‫ترى مراقبة التنظيم والدارة وجوب عودته إل وظيفته كمعيد ف كلية أصول الدين‬
‫ل ستحالة شغله ل حدى الو ظائف الدار ية واق عا وقانو نا‪ ،‬وذ لك تق يا ل بادئ سيادة‬
‫القانون‪..‬‬

‫تريرا ف‪ 15 :‬مايو سنة ‪1972‬‬


‫عبد الرحن شريف‬
‫مراقب عام التنظيم والدارة‬

‫)‪(15‬‬
‫كلمة حق‬

‫بيان حالة‬
‫من واقع ملف خدمة السيد الدكتور عمر أحد علي عبد الرحن‬
‫الدرس بقسم التفسي بكلية أصول الدين بأسيوط‬

‫بعد الطلع على ملف خدمة السيد الدكتور الذكور تبي وجود الت‪:‬‬

‫السم‪ :‬عمر أحد عبد الرحن‪.‬‬


‫تاريخ اليلد‪.1938 /3/5 :‬‬

‫الؤهلت العلمية‪:‬‬

‫• الجازة العالية من كلية أصول الدين متاز مع مرتبة الشرف الول مايو سنة‬
‫‪.1965‬‬
‫• در جة التخ صص الاج ستي شعبة التف سي من كل ية أ صول ا لدين سنة ‪1967‬‬
‫جيد جدا‪.‬‬
‫• العال ية " ا لدكتوراه " مع مرت بة ال شرف ا لول من كل ية أ صول ا لدين شعبة‬
‫التفسي سنة ‪.1972‬‬

‫التدرج الوظيفي‪:‬‬

‫• إ مام وخط يب بوزارة الو قاف اعت بارا من ‪ 17/12/1964‬حت‬


‫‪.15/5/1968‬‬
‫• معيد بكلية أصول الدين بالامعة اعتبارا من ‪.2/4/1964‬‬
‫• مدرس بالزهر من ‪ 19/4/1969‬حت ‪.25/4/1973‬‬
‫• عي سيداته بوظيفة مدرس من ‪ 25/4/1973‬بقسم الدعوة والرشاد بكلية‬
‫أصول الدين‪.‬‬

‫)‪(16‬‬
‫كلمة حق‬

‫• ن قل من ق سم ا لدعوة والر شاد إ ل ق سم التف سي بن فس الكل ية أ ستاذ م ساعد‬


‫اعت بارا من ‪ 12/6/1975‬و ما زال حت تاريه بكل ية أ صول ا لدين ب فرع الام عة‬
‫بأسيوط‪..‬‬
‫• وقد أعطى لسيادته هذا البيان بناء على طلبه لتقديه إل من يهمه المر دون أية‬
‫مسئولية لدى الامعة‪.‬‬
‫تريرا ف ‪27/3/1977‬‬
‫مراقب شئون العاملي‬

‫)‪(17‬‬
‫كلمة حق‬

‫مرافعة الدكتور عمر عبد الرحن‬


‫ف قضية تنظيم الهاد‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات‬
‫أعمال نا‪ ،‬من ي هده ا ل فل م ضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له‪ ،‬وأ شهد أن ل إ له إل ال‬
‫وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‪ ..‬أما بعد‪..‬‬

‫فم نذ انط لق أول ق بس من أ نوار ا لدى ف رم ضان سنة ثلث ع شرة ق بل ال جرة‬
‫ومنذ انبعثت الثورة السلمية بقيادة ممد صلى ال عليه وسلم تدد شباب الياة‪ ،‬ومنذ‬
‫أ شرقت شس ا لنوار القرآن ية والنبو ية ع لى ال عال ت بدد ما ترا كم من ظل مات الها لة‬
‫والضللة والتقليد‪ ،‬وتني للناس طريق الق والعدل والي والسلم‪ ،‬ومنذ تفجرت الطاقة‬
‫اليان ية ت صبغ ال ياة كل ها ب صبغة ال سلم‪ .‬ال فرد والما عة ا لادة وا لروح الع لم والع مل‬
‫الرب والسلم العاش والعاد‪.‬‬

‫ومنذ اندلعت الثورة التحريرية الكبى للسلم تصنع خوارق أعظم من نقل البال‬
‫وتفيف البحار وتويل العناصر من حال إل حال لنا ثورة دخلت ف بنية الياة وغيت‬
‫مرى التاريخ وصرفت أقدار العال وانطبعت ف ضمي الزمان‪ ..‬ذلك بأن جذورها ضاربة‬
‫ف أعماق الكون متأصلة ف ضمي البشر ذاهبة ف مسارب الياة‪.‬‬

‫منذ ذلك الي حرص السلم على تربية الفرد السلم والسرة السلمة والماعة‬
‫السلمة والكومة السلمة‪.‬‬

‫ر ب ال سلم ال فرد‪ :‬عق له بالعلم‪ ،‬ورو حه بالعق يدة والع بادة‪ ،‬وج سمه بالنظا فة‬
‫والرياضة‪ ،‬ليسلم ويقوى‪ ،‬وبالتداوي ليبأ ويشفى‪.‬‬

‫ورب نفسه‪ :‬بالتحلي بكارم الخلق‪ ،‬كاحترام النفس والعزة والشجاعة والسخاء‬
‫وإنكار الذات واللم والصدق والمانة والتواضع والصب‪...‬‬

‫)‪(18‬‬
‫كلمة حق‬

‫ورباه اجتماعيا‪ :‬بالث على الدعوة إل ال وإل الي وعمل الب وإماطة الذى‬
‫وغض البصر وحفظ الفرج وإفشاء السلم وكف اليد واللسان‪.‬‬

‫ورب السرة‪ :‬حافظ على كيانا ومنع من اختلط أنسابا وحث على الزواج وأمر‬
‫الهل بالصلة والزكاة وتعليمهم ورعايتهم ووقايتهم النار‪.‬‬

‫وب ي د عائم الوقا ية من الر ية وت نب الن فوس أ سباب ا لغراء والغوا ية وأو ضح‬
‫آداب البيوت والستئذان على أهلها والمر بغض البصر والنهي عن التبج وإبداء الزينة‬
‫والضوع بالقول‪ ،‬وحض التمع على نكاح اليامى والث على الستعفاف حت توجد‬
‫مؤن النكاح‪ ،‬والتحذير من دفع البنات إل البغاء‪.‬‬

‫وكل ها أ سباب وقائ ية ل ضمان الط هر والتع فف ف عال ال ضمي وال شعور‪ ،‬ود فع‬
‫ا لؤثرات ا لت ت يج ال يول اليوان ية‪ ،‬وتر هق أع صاب التحرج ي التطهر ين و هم يقاومون‬
‫عوامل الغراء والغواية‪.‬‬

‫و حرص ال سلم كذلك ع لى ترب ية الت مع ال سلم ترب ية صحيحة قو ية‪ .‬فأمره‬
‫بال خاء والت عاون وا لتراحم وال ساواة وال عدل والتنا صح والت ضامن ف ال سئولية‪ ،‬وال تأمر‬
‫بالعروف والتناهي عن النكر والتواصي بالق والصب والرية والستقلل‪ .‬وناه عن الربا‬
‫والمر واليسر والقتل والزنا والسرقة وقطع الطريق وإعانة الظال وطاعة المراء والداهنة‬
‫والنفاق والسد‬

‫وحرص كذلك على إعداد جهاز الدولة السلم والقيادة السلمة وحث الكام على‬
‫الشورى والعدل والمانة وأداء القوق‪ ،‬والكم با أنزل ال }وأن احك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل‬
‫الله{‪..‬‬

‫إن الت سليم بق ضية الاكم ية ل عز و جل هي نتي جة بديه ية وحتم ية ومنطق ية‬
‫لساسيات ثابتة ف الدين‪ ،‬يعرفها الصغي والكبي ول ينكرها عاقل‪.‬‬

‫فال ت عال هو خالق كل شيء و له م لك كل شيء }الذي ل ه‪ $‬م‪$‬ل‪ Ž‬ك‪ $‬ال س•ماوات‬
‫وال‪Ž‬أرض ولم يت•خذ‪ Ž‬ولدا‪ b‬ولم يك‪Ü‬ن له‪ $‬شريك© في ا‪Ž‬لم‪$‬ل‪Ž‬ك وخلق ك‪Ü‬ل شيء‪ £‬فقد•ره‪ $‬تق‪Ž‬ديرا{‪..‬‬

‫)‪(19‬‬
‫كلمة حق‬

‫فالكون كله ملوق ل سبحانه ملوك له ومن كان خالقا مالكا فله حق التصرف‬
‫فيما خلق وفيما ملك‪ ،‬وتتم من كل هذا أن يكون له الكم والمر‪ ،‬وتصبح القضايا الت‬
‫يب أن يعتنقها كل مسلم هي أن الالق واحد والالك واحد‪ ..‬فإذن الاكم واحد هو‬
‫ا ل ل إ له إل هو أح كم ا لاكمي‪ ..‬فال ا لالق ل كل شيء والا لك ل كل شيء‪ ،‬هو‬
‫صاحب ا لق و صاحب ال سلطان ف تقر ير الن هج ا لذي يرت ضيه لت صريف شئون مل كه‬
‫وخلقه‪ ،‬فهو الذي يشرع فيما ملك‪ ،‬وهو الذي يطاع شرعه وينفذ حكمه‪.‬‬

‫فال سلطان ل ينب غي أن ي كون إل ل‪ ..‬وال كم ل ينب غي أن ي كون إل ل } إ ن‬


‫ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬إلا لله أمر ألا تعب‪$‬د‪$‬وا إلا إي•اه{ وال خلق اللق لعبوديته }وما خلق‪Ž‬ت‪ $‬ال‪Ž‬جن• وال‪Ž‬أنس‬
‫إلا ليع ب‪$‬د‪$‬ون{ فالع بادة ل ت كون إل ل‪ ،‬ف كان ا لمر بالع بادة من ج لة ما ح كم ا ل به‬
‫وقضاه‪ ،‬والعبادة هي الضوع والذل والطاعة لكل ما يأمر به ال عز وجل ويرضاه‪..‬‬

‫فإذن الت سليم بالاكم ية وق صرها ع لى ا لول عز و جل ق يام بواجب العبود ية له‬
‫سبحانه بامتثال أمره واجتناب نيه‪ ،‬والتسليم بكمه‪.‬‬

‫ع ند ذ لك ي صبح مف هوم }إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪ Ž‬م‪ $‬إلا لله { ف ذ هن ال سلم ‪ -‬ا لدرك لقي قة‬
‫ع بوديته ل ‪ -‬هو أن ح ياته إ نا هي و فق لمر ا ل وحك مه‪ ،‬وأن حر كاته و سكناته ل‬
‫تتعدى أمره سبحانه ونيه ف مواجهة الياة‪ ،‬وأن فكره وعقيدته وعلقاته بن حوله من‬
‫أشخاص ومتمعات‪ ،‬كل هذا يكون وفقا لمر ال وحكمه‪ ،‬فهو طائع له متبع لمره ف‬
‫الشعائر والشرائع الدينية‪ ،‬حامل لنهجه كدين ودولة‪ ،‬وعقيدة وقانون‪.‬‬

‫فالاكمية ل تعن أنه سبحانه هو الالك المر الشرع الذي ل يوز لحد غيه أن‬
‫يكم أو يأمر أو يشرع‪ .‬فحق التشريع غي منوح لحد من اللق‪ ،‬غي منوح ليئة من‬
‫اليئات ول لزب من الحزاب ول لبلان ول لموع المة ول لموع البشرية‪ ،‬فمصدر‬
‫الكم هو ال‪ ..‬هو الذي يلكه وحده‪.‬‬

‫والناس إنا يزاولون تطبيق ما شرعه ال بسلطانه‪ ،‬أما ما ل يشرعه ال فل سلطان له‬
‫ول شرعية‪ ..‬فالناس ليس لم حق التشريع ابتداء‪ ،‬وكل ما لم هو مزاولة التطبيق لا شرعه‬
‫ال أو الستنباط والقياس على أحكام ال فيما ل يرد به نص‪ ..‬فالتحليل والتحري بالوى‬
‫وبدون ضابط شرعي هو منازعة ف الاكمية‪ ،‬ومشاركة ف توجيه العبودية لغي ال‪ ،‬وهو‬
‫منازعة لللوهية ل مراء ف ذلك }ول تق‪Ü‬ول‪Ü‬وا لما تصف‪ $‬أل‪Ž‬سنت‪$‬ك‪Ü‬م‪ $‬ال‪Ž‬كذب هذا حلل‪ Ý‬وهذا‬
‫حرام© لتف‪Ž‬تر‪$‬وا على الله ال‪Ž‬كذب إن الذين يف‪Ž‬تر‪$‬ون على الله ال‪Ž‬كذب ل ‪$‬يف‪Ž‬لح‪$‬ون{‪.‬‬

‫)‪(20‬‬
‫كلمة حق‬

‫أ ما كل من ير يد أن ي عل ال ناس أجع ي خا ضعي لمره ون يه فاعلي ما ير يده‬


‫ويكم به‪ ،‬واقفي عند ما يشرعه لم‪ ،‬فهو من جلة الطواغيت الت تسعى لتعبيد الناس‬
‫لفكر هم و هواهم‪ ،‬و هم ا لذين أمر ال عز وجل ع باده بالكفر بم وا لباءة منهم } فمن‬
‫يك‪ Ž‬ف‪Ü‬ر بالطاغ‪Ü‬وت و ي‪$‬ؤمن بالله فقد استمسك بال‪Ž‬ع‪$‬روة ا ل‪Ž‬و‪$‬ث‪Ž‬قى ل انفصام لها{‪} ...‬ألم تر‬
‫إلى الذين يزع‪$‬م‪$‬ون أن•ه‪$‬م آمن‪$‬وا بما أ‪Ü‬نزل إليك وما أ‪Ü‬نزل من قبلك ي‪$‬ريد‪$‬ون أن‪ Ž‬يتحاكم‪$‬وا إلى‬
‫الطاغ‪Ü‬وت وقد أ‪Ü‬مر‪$‬وا أن‪ Ž‬يك‪Ž‬ف‪Ü‬ر‪$‬وا به وي‪$‬ريد‪ $‬الش•يطان‪ Ü‬أن‪ Ž‬ي‪$‬ضله‪$‬م ضلل‪ b‬بعيدا{‪} ...‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م‬
‫ال‪Ž‬جاهلي•ة يبغ‪$‬ون ومن أحسن‪ $‬من الله ح‪$‬ك‪Ž‬م‪b‬ا لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪..‬‬

‫}فل ورب‪ª‬ك ل ي‪$‬ؤمن‪$‬ون حت•ى ي‪$‬ح *كم‪$‬وك فيما شجر بينه‪$‬م ث‪Ü‬م• ل يجد‪$‬وا في أنف‪Ü‬سهم‬
‫حرجا‪ b‬مم•ا قضيت وي‪$‬س*لم‪$‬وا تسليما{‪..‬‬

‫ونأخذ ف بيان هذه اليات إن شاء ال بشيء من التفصيل‪...‬‬

‫أول‪ :‬قال ال تعال‪} :‬يا أي‪Þ‬ها الذين آمن‪$‬وا أطيع‪$‬وا الله وأطيع‪$‬وا الر•س‪$‬ول وأ‪Ü‬ولي ال‪Ž‬أمر‬
‫منك‪Ü‬م فإن‪ Ž‬تنازعت‪$‬م في شيء‪ £‬فر‪$‬د‪Þ‬وه‪ $‬إلى الله والر•س‪$‬ول إن‪ Ž‬ك‪Ü‬نت‪$‬م ت‪$‬ؤمن‪$‬ون بالله وال‪Ž‬يوم ال‪Ž‬آخر‬
‫ذلك خير© وأحسن‪ $‬تأ‪Ž‬ويل{‪.‬‬

‫أ( من هم أولو المر؟ عن ابن عباس‪) :‬هم أهل الفقه والدين( وعن ماهد‪) :‬هم‬
‫العلماء( وعن أب هريرة‪) :‬هم المراء( قال ابن كثي‪) :‬والظاهر أن الية عامة ف جيع‬
‫أول المر من المراء والعلماء( وقال صاحب تفسي النار‪) :‬أولو المر هم جاعة أهل‬
‫الل والعقد وهم المراء والكماء والعلماء ورؤساء الند وسائر الرؤساء والزعماء الذين‬
‫يرجع إليهم الناس ف الاجات والصال على ثقة المة ورضاها لا عرفوا به من التقوى‬
‫والعدالة والستقامة والخلص وحسن الرأي والرص على مصال المة‪..‬‬

‫ب( قال سبحانه‪} :‬وأ‪Ü‬ولي ال‪Ž‬أمر منك‪Ü‬م { فما الراد بأول المر منكم؟ هو الاكم‬
‫الؤمن الطيع ل والرسول اللتزم بشريعته‪ ،‬فل بد أن يكون أولو المر هم جاعة اليان‬
‫والستقامة والتقوى‪ ،‬لن ولية المر خلفة ونيابة عن صاحب الشرع ف حفظ الدين‪،‬‬
‫فمن البديهي أن تودع هذه المانة ف يد من يؤمن بذا الدين ويرص على إقامة أحكامه‬
‫وت طبيق شريعته‪ ،‬فأ ما من ل ي كن م نا أي غ ي ا لؤمني‪ ،‬بأن كان ساخرا من ال سلم‬
‫مستهزءا به‪ ،‬مهدرا الدود‪ ،‬مقرا التعامل بالربا‪ ،‬غي حاكم بالشريعة ول مرم كثيا ما‬
‫حرمه ال مترءا على الدين حي قدم قانون الحوال الشخصية‪ ،‬متوعدا السلمي بأن لن‬

‫)‪(21‬‬
‫كلمة حق‬

‫يرح هم‪ ،‬وا عدا ال صهيونية بد ز مزم الد يدة إلي ها‪ ،‬مناد يا بب ناء م مع للد يان‪ ،‬مطب عا‬
‫العلقات مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا‪ ،‬موقعا على اتفاقيت كامب ديفيد‪ ،‬زاعما أن‬
‫السيح صلب‪ ،‬مزءا لقواعد الدين‪ ،‬جاعل القرآن عضي حيث يقرر آثا أنه ل دين ف‬
‫السياسة ول سياسة ف الدين‪ ،‬فإن من هذا شأنه ل يستحق أن يكون من أول المر فضل‬
‫عن أن يستحق الطاعة‪.‬‬

‫جـ( إنا قال‪} :‬أطيع‪$‬وا الله وأطيع‪$‬وا الر•س‪$‬ول{ فأعاد فعل }َأطيع‪$‬وا{ مع الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم اعتناءا بشأنه وإيذانا بأن له استقلل بالطاعة ل يثبت لغيه ومن ث ل‬
‫ي‪$‬عد فعل }َأطيع‪$‬وا{ مع أول المر‪ ،‬دللة على أنه ل استقلل لم ف الطاعة‪ ،‬وأن طاعتهم‬
‫إنا تكون ف حدود طاعة ال ورسوله وتبعا لا ل تتجاوزها ول ترج عنها‪.‬‬

‫د( وتضي الية فتقرر احتمال وجود خلف بي الراعي والرعية فيقول تعال ف‬
‫بقية الية }فإن‪ Ž‬تنازعت‪$‬م في شيء‪ £‬فر‪$‬د‪Þ‬وه‪ $‬إلى الله والر•س‪$‬ول{ والرد إل ال‪ ،‬الحتكام إل‬
‫كتابه والرد إل الرسول الحتكام إل سنته وقد نزلت هذه الية ترشدنا إل ما نفعله عند‬
‫الت نازع و هو ا لرد إ ل ا ل وإ ل الر سول صلى ا ل عل يه و سلم أي إذا ت نازعتم ف جواز‬
‫ال شيء و عدم جوازه فارجعوا إ ل الك تاب وال سنة‪ ،‬ث يع لق ذ لك ك له ع لى ال يان بال‬
‫وال يوم ا لخر‪ ،‬في قول ت عال‪} :‬إ ن‪ Ž‬ك‪Ü‬نت‪$‬م ت‪$‬ؤم ن‪$‬ون بالله وال‪Ž‬يوم ا ل‪Ž‬آخر ذلك خي ر© وأحسن‬
‫تأ‪Ž‬ويل{‪ ..‬فدل على أن من ل يتحاكم ف مال الناع إل الكتاب والسنة‪ ،‬ول يرجع إليها‬
‫ف ذلك فليس مؤمنا بال واليوم الخر‪.‬‬

‫ه ـ( قول ال تعال‪} :‬فإن‪ Ž‬تنازعت‪$‬م في شيء‪" {£‬شيء"؛ نكرة‪ ،‬والنكرة ف سياق‬


‫الشرط للعموم‪ ،‬بعن أن أي شيء من أمور العقائد والعبادات والموال والدماء والدود‬
‫وسواء كانت من أمور الدين أم من أمور الدنيا وما إل ذلك ما يصل فيه الناع‪ ،‬فعلى‬
‫ال سلمي أن يرج عوا حكا ما وم كومي إ ل الك تاب وال سنة‪ ،‬ظاهرا وباط نا وأن يك موا‬
‫شريعة ال فيما بينهم عند التنازع‪ ..‬وإل فل يكونون مسلمي وإن ادعوا السلم‪ ،‬فالمور‬
‫بقائقها ل بجرد الدعاوى الكاذبة والمان الفارغة‪.‬‬

‫و( وفيم تكون الطاعة؟ طاعة أول المر لتكون إل ف معروف وفيما أمرونا به‬
‫من طاعة ال‪ ،‬ل ف معصية ال‪ ،‬فإنه ل طاعة لخلوق ف معصية الالق‪ ..‬والية نزلت ف‬
‫عبد ال بن حذيفة إذ بعثه النب صلى ال عليه وسلم ف سرية فأمرهم أن يوقدوا نارا وأن‬

‫)‪(22‬‬
‫كلمة حق‬

‫يلقوا بأنفسهم فيها‪ ،‬فتنازعوا ف امتثال ما أمرهم به‪ ..‬فلما بلغ رسول ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫)لو دخلتموها ما خرجتم منها‪ ،‬إنا الطاعة ف العروف( ]‪.[1‬‬

‫والحاديث ات تقيد طاعة أول المر وتدد من أطلقها كثية؛‬

‫ففي البخاري )إنا الطاعة ف العروف( وفيه )ل طاعة ف معصية( وفيه )من أمركم‬
‫منهم بعصية فل تطيعوه(‪.‬‬

‫ولسلم ف حديث أم الصي أنا سعت رسول ال صلى ال عله وسلم يطب ف‬
‫حجة الوداع يقول‪) :‬ولواستعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب ال(‪ ،‬وعنه صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪) :‬السمع والطاعة على الرء السلم فيما أحب وكره ما ل يؤمر بعصية فإذا أمر‬
‫بعصية فل سع وطاعة( وهذا يقيد ما أطلق من المر بالسمع والطاعة ولو لبشي‪ ،‬ومن‬
‫الصب على ما يقع من المر ما يكره والوعيد على مفارقة الماعة‪..‬‬

‫وف الديث عند أحد )ل طاعة لن ل يطع ال(‪ ،‬وعنده )ل طاعة ف معصية ال(‪،‬‬
‫وف رواية )ل طاعة لن عصى ال تعال( أي ل يب ذلك بل يرم على من كان قادرا‬
‫على المتناع‪.‬‬

‫وعند أب شيبة )سيكون عليكم أمراء يأمرونكم‪ ،‬فليس لولئك عليكم طاعة(‪ ،‬وف‬
‫رواية )فل طاعة لن عصى ال(‪..‬‬

‫وسأل رجل عبد ال بن عمر عن أمي يأمرنا بالعصية؟ فقال‪) :‬أطعه ف طاعة ال‪،‬‬
‫وأعصه ف معصية ال(‪.‬‬

‫وف حديث لسلم )سيكون أمراء فيعرفون وينكرون‪ ،‬فمن كره برئ‪ ،‬ومن أنكر‬
‫سلم‪ ،‬ولكن من رضى وتابع‪ ..‬قالوا‪ :‬أفل نقاتلهم؟ قال ل ما أقاموا الصلة( وإقامة الصلة‬
‫كناية عن إقامة دين ال‪ ،‬واتباع منهج رسوله‪ ،‬والكم با أنزل ال والتحاكم إل شريعة‬
‫ال‪ ..‬مع مراعاة حقيقة القامة‪..‬‬

‫‪ (1‬رواه أحد والشيخان‪.‬‬

‫)‪(23‬‬
‫كلمة حق‬

‫وهي التيان بالصلة كاملة الشروط والركان والداب‪ ،‬مستوفية الفرائض والسنن‬
‫والواج بات وال ندوبات‪ ،‬و من ذ لك أداؤ ها ف ال سجد ف جا عة‪ ،‬ع ند كل صلة‪ ،‬وأن‬
‫يعرف ذلك عنه بي بي رعيته‪ ،‬فإن ل يفعل ذلك فل طاعة له‪ ،‬بل أذن الشرع ف قتاله‬
‫حيث إنه ل يقم الصلة‪ ،‬وواجبنا أن نقف عند الديث وأن نفهم معن إقامة الصلة‪ ،‬إن‬
‫ا لاكم ا لذي يق يم ال صلة‪ ..‬ي سجد لر به إذعا نا‪ b‬له وخ ضوعا‪ b‬لل له وخ شوعا‪ b‬لعظم ته‪،‬‬
‫ولفروض أن يستصحب روح السجود حت تنهاه صلته عن الفحشاء والنكر‪ ،‬فالعبة من‬
‫الصلة‪ ،‬إنا تكون إذا نت صاحبها عن الفحشاء والنكر‪ ،‬وأي من كر أع ظم من إهدار‬
‫ا لدود والتعا مل بالر با و ما شلته ال قواني الو ضعية من ذ لك وغ يه‪ ،‬وا بن ع باس وا بن‬
‫مسعود والسن يقولون‪) :‬ومن ل تنهه صلته عن الفحشاء والنكر ل يزدد من ال إل‬
‫بعدا(‪.‬‬

‫ز( ول قد أ جع الف سرون وا لدثون ع لى عدم طا عة أو ل ا لمر ف الع صية‪ ،‬ك ما‬
‫أج عوا ع لى و جوب ا لروج علي هم بكفر هم وبف سقهم‪ ،‬و سأذكر ب عض أ قوالم ول‬
‫استقصي لضيق القام‪:‬‬

‫قال القرطب‪ :‬قال ابن خويز مندار‪ :‬وأما طاعة السلطان فتجب فيما كان ل فيه‬
‫طاعة ول تب فيما كان ل فيه معصية‪ ،‬ولذلك قلنا إن ولة زماننا ل توز طاعتهم ول‬
‫م عاونتهم‪ ،‬ول تعظيم هم وإن صلوا ب نا و كانوا ف سقة من ج هة العا صي جازت ال صلة‬
‫مع هم‪ ،‬وإن كانوا مبتد عة ل تز ال صلة مع هم إل أن يافوا في صلى مع هم تق ية وت عاد‬
‫الصلة‪.‬‬

‫و قال اللو سي‪ :‬ث إن و جوب الطاعة لم ما داموا ع لى الق‪ ،‬فل يب طاعتهم‬
‫فيما خالف الشرع‪ ،‬لديث‪) :‬ل طاعة لبشر ف معصية ال( ]‪.[2‬‬

‫قال بعض مققي الشافعية‪ :‬تب طاعة المام ما ل يأمر بحرم‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إن‬
‫ما أمر به ما ليس فيه مصلحة عامة ل يب امتثاله‪.‬‬

‫ومن بديع الواب قول بعض التابعي لبعض المراء من بن أمية لا قال له‪ :‬أليس‬
‫ال أمركم أن تطيعونا ف قوله‪} :‬وأ‪Ü‬ولي ا ل‪Ž‬أمر منك‪Ü‬م {؟ فقال له أليس قد نزعت عنكم‬

‫‪ (2‬رواه ابن أب شيبة‪.‬‬

‫)‪(24‬‬
‫كلمة حق‬

‫الطاعة إن خالفتم الق بقوله‪ } :‬فإن‪ Ž‬تنازعت‪$‬م في شيء‪ £‬فر‪$‬د‪Þ‬و ه‪ $‬إلى الله والر• س‪$‬ول{ كأنه‬
‫قيل‪ :‬فإن ل يعملوا بالق فل تطيعوهم وردوا ما تالفتم فيه إل حكم ال ورسوله‪.‬‬

‫قال ابن حجر ف الفتح‪ :‬وقد أجع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان التغلب‬
‫وال هاد م عه‪ ،‬وأن طاعته خ ي من ا لروج عل يه و ل ي ستثنوا من ذ لك إل إذا و قع من‬
‫السلطان الكفر الصريح‪ ،‬فل توز طاعته ف ذلك‪ ،‬بل تب ماهدته لن قدر عليها لديث‬
‫رواه البخاري عن جنادة قال‪ " :‬دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض‪ ،‬قلنا أصلحك‬
‫ال حدث بديث ينفعك ال به سعته من النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬دعانا النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فبايعناه‪ ،‬فقال فيما أخذ علينا‪ " :‬أن بايعنا على السمع والطاعة ف منشطنا‬
‫ومكره نا وع سرنا وي سرنا وأثرة‪ £‬علي نا‪ ،‬وأن ل ننازع ا لمر أه له إل أن تروا كفرا‪ b‬بوا حا‬
‫ع ندكم ف يه من ا ل بر هان " و ف روا ية‪ " :‬وع لى النف قة ف الع سر والي سر وع لى ا لمر‬
‫بالعروف والنهي عن النكر وأن نقوم بالق حيث ما كنا ل ناف ف ال لومة لئم "‬
‫وقوله‪ " :‬كفرا بواحا " أي ظاهر‪b‬ا باديا‪ b‬من باح بالشيء إذ أذاعه وأظهره‪ ،‬وف بعض نسخ‬
‫مسلم براحا‪ b‬وهو البيان والظهور‪ ،‬وف رواية‪ " :‬كفرا‪ b‬ص‪$‬واحا‪.." b‬‬

‫قال النووي‪ :‬الراد بالكفر هنا العصية‪ ،‬ومعن الديث‪ :‬ل تنازعوا ولة المور ف‬
‫وليتهم ول تعترضوا عليهم إل أن تروا منهم منكرا‪ b‬مققا‪ b‬تعلمونه من قواعد السلم‪ ،‬فإن‬
‫رأيتم ذلك فانكروا عليهم وقولوا بالق حيثما كنتم‪.‬‬

‫ونقل ابن التي عن الداودي قال‪ :‬الذي عليه العلماء ف أمراء الور أنه إن قدر على‬
‫خلعه بغي فتنة ول ظلم وجب‪ ،‬وإل فالواجب الصب‪.‬‬

‫وعن بعضهم‪ :‬ل يوز عقد الولية لفاسق ابتداء‪ ،‬فإن أحدث جورا‪ b‬بعد أن كان‬
‫عدل‪ b‬فاختلفوا ف جواز الروج عليه‪ ،‬والصحيح النع إل أن يكفر فيجب الروج عليه‪.‬‬

‫وف الفتح أيضا‪ :b‬وينعزل المي بالكفر إجاعا‪ ،b‬فيجب على كل مسلم القيام ف‬
‫ذلك‪ ،‬فمن قوي على ذلك فله الثواب‪ ،‬ومن داهن فعليه الث‪ ،‬ومن عجز وجبت عليه‬
‫الجرة من تلك الرض‪.‬‬

‫قال القرطب‪ :‬وقال أبو حنيفة‪ :‬إن ارتشى الاكم انعزل ف الوقت وإن ل يعزل‪،‬‬
‫وبطل كل حكم حكم به بعد ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا ل يوز أن ي‪$‬ختلف فيه إن شاء ال‪ ،‬لن‬

‫)‪(25‬‬
‫كلمة حق‬

‫أ خذ الر شوة م نه ف سق والفا سق ل يوز حك مه‪ .‬أه ـ‪ .‬و كذا قال ا بن قدامه ف تر ي‬
‫الرشوة‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إذا كان الاكم بسبب الرشوة يفسق ويعزل ويبطل كل حكم حكم به فما‬
‫بالك بالكم ارتكب عشرات الوبقات وعطل كل شرع ال‪..‬‬

‫قال ابن عابدين‪ :‬ينحل عقد المامة با يزول به مقصود المامة كالردة‪ ..‬وكذا‬
‫بانعزاله للفسق‪ ،‬والكثرون على أنه ينعزل وهو الختار من مذهب الشافعي وأب حنيفة‬
‫رحهما ال وعن ممد يستحق العزل بالتفاق‪.‬‬

‫وذكر ف "الواقف" وشرحه‪ :‬أن للمة خلع المام وعزله بسبب يوجبه‪ ،‬مثل أن‬
‫يؤخذ منه ما يوجب اختلل أحوال السلمي وانتكاس أمور الدين‪ ،‬كما كان لا نصبه‬
‫وإقامته لنتظامها وإعلئها وإن أدى خلعه إل فتنة ا‪Ž‬حت‪$‬مل أخف الضررين‪.‬‬

‫قال ابن حزم‪ :‬ما تقولون ف سلطان جعل اليهود أصحاب أمره والنصارى جنده‬
‫وحل السيف على كل من وجد من السلمي وأعلن العبث به وأباح السلمات للزنا‪،‬‬
‫و هو ف كل ذ لك مقر بال سلم مع لن به ل يدع الصلة؟ فإن أجازوا الصب على هذا‬
‫خالفوا ال سلم ج لة وان سلخوا م نه‪ ،‬وإن قالوا‪ :‬بل ي قام عل يه ويقا تل‪ ،‬ف قد رج عوا إ ل‬
‫الق‪ ،‬ولو على قتل مسلم واحد أو على امرأة واحدة أو على أخذ مال أو على انتهاك‬
‫ب شرة بظ لم‪ ،‬إن أوج بوا إن كار كل ذ لك رج عوا إ ل ا لق‪ ،‬وا لواجب إن و قع شيء من‬
‫الور وإن قل أن يك لم المام ف ذلك وي نع منه فإن امتنع ور جع إل الق وأذعن فل‬
‫سبيل إل خلعه‪ ..‬وإن امتنع من إنفاذ شيء من هذه الواجبات عليه ول يرجع وجب خلعه‬
‫وإقامة غيه من يقوم بالق‪ ،‬لقوله تعال‪} :‬وتعاون‪$‬وا على ال‪Ž‬بر‪ ª‬والت•ق‪Ž‬وى ول تعاون‪$‬وا على‬
‫ال‪Ž‬أث‪Ž‬م وال‪Ž‬ع‪$‬دوان{ ول يوز تضييع شيء من واجبات الشرائع‪ ،‬وبال التوفيق‪.‬‬

‫قال الشيخ صلح أبو إساعيل ف شهادته أمام الكمة بعد أن ذكر خطبة أب بكر‬
‫رضي ال عنه يوم بويع باللفة‪ ،‬وفيها‪ :‬فإن رأيتمون على الق فأعينون وإن رأيتمون‬
‫على الباطل فقومون‪ ،‬أطيعون ما أطعت ال ورسوله فإن عصيت فل طاعة ل عليكم‪..‬‬
‫قال ال شيخ‪ :‬و قد أ جع الفق هاء سلفا وخل فا‪ b‬ع لى أن الما مة ‪ -‬يع ن رئا سة الدو لة ‪ -‬ل‬
‫تنعقد لكافر وأجعوا كذلك على أنه لو طرأ الكفر على رئيس الدولة وجب عزله وأصبح‬
‫الناس ف حل من بيعته‪.‬‬

‫)‪(26‬‬
‫كلمة حق‬

‫وقال الستشار على جريشه ف كتابه " أركان الشرعية السلمية " ول خلف ف‬
‫جهاد من منع بعض شريعة ال‪ ،‬وأول من منع كل شريعة ال ووافقه الشيخ صلح على‬
‫ذلك كله‪.‬‬

‫وقرر عزل الاكم النحرف فضيلة الفت الذي أصبح شيخا‪ b‬للزهر ف رده على‬
‫كتاب الفريضة الغائبة فقال‪ :‬فإذا ل يقم الاكم حدود ال وينفذ شرعه تاما فليس له‬
‫طاعة فيما أمر به من معصية أو منكر‪ .‬وقال الفت فيما يتعلق بالوقف من أخطاء الاكم‪:‬‬
‫و من أن كر ب سب طاقته ف قد سلم من هذه الع صية‪ ،‬و من ر ضي بفعل هم ‪ -‬أي ال كام‬
‫العصاة ‪ -‬وتابعهم فهو العاصي‪.‬‬

‫و قال أي ضا‪ :‬خلي فة ال سلمي وك يل ال مة ي ضع ل سلطانا ف أ موره‪ ،‬وا لاكم ف‬


‫ال سلم وك يل عن ال مة‪ ..‬ث ي قول‪ :‬لذلك كان من شأنا ‪ -‬ال مة ‪ -‬أن ت تار ال كام‬
‫وتعزلم وتراقبهم ف كل تصرفاتم‪.‬‬

‫وقال ابن التي‪ :‬وقد أجعوا أنه ‪ -‬أي الليفة ‪ -‬إذا دعا إل كفر أو بدعة أنه يقام‬
‫عليه‪ ،‬واختلفوا إذا غصب الموال وسفك الدماء وانتهك‪ ،‬هل يقام عليه أول؟ ]‪..[3‬‬

‫وقال إساعيل القاضي ف أحكام القرآن‪ :‬ظاهر اليات يدل على أن من فعل مثل ما‬
‫فعلوا واخترع حكما‪ b‬يالف به حكم ال وجعله دينا‪ b‬يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من‬
‫الوعيد الذكور‪ ،‬حاكم‪b‬ا كان أو غيه‪.[4] ..‬‬

‫وقال مالك ف الوطأ‪ :‬المر عندنا ف منع فريضة من فرائض ال تعال فلم يستطع‬
‫السلمون أخذها منه كان حق‪b‬ا عليهم جهاده ‪ -‬قال ابن بطال‪ :‬مراده إذا أقر بوجوبا ل‬
‫خلف ف ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬يعن فإذا ل يقر با فهو كافر ]‪ ،[5‬قال البخاري‪ :‬باب قتل من أب‬
‫ق بول الفرائض وما نسبوا إ ل ا لردة‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬أي جواز قتل من امتنع عن التزام‬
‫الحكام الواجبة والعمل با‪.‬‬

‫‪ (3‬فتح الباري ج ‪ 13‬ص ‪.116‬‬


‫‪ (4‬فتح الباري ج ‪ 13‬ص ‪ ..120‬كتاب الحكام‪.‬‬
‫‪ (5‬فتح الباري ج ‪ 12‬ص ‪.275‬‬

‫)‪(27‬‬
‫كلمة حق‬

‫قال ف أضواء البيان عند تفسي قوله تعال‪} :‬ول ي‪$‬شرك‪ $‬في ح‪$‬ك‪Ž‬مه أحد‪b‬ا{ بعد‬
‫ذ كر ال يات ا لت ت قرر اخت صاص ا لول عز و جل بالكم والت شريع‪ ،‬تدث ع من‬
‫يتحاكمون أو يكمون بذه الشرائع الوضوعة من قبل أنفسهم‪ ،‬الت تناقض كتاب ال‬
‫قال‪ :‬ول ي شك ف ك فر هؤلء إل من ط مس ا ل ب صيته وأع ماه عن نور ا لوحي ك ما‬
‫أعماهم‪.‬‬

‫قال الدكتور صلح الدين دبوس ف كتابه‪" :‬الليفة توليته وعزله" ]‪ [6‬مبينا‪ b‬العايي‬
‫الت على أساسها‪ ..‬يتم تفسي أحكام العزل للخليفة السلم فقال‪ :‬العيار الثان بروز رغبة‬
‫الليفة ف عدم القيام بواجباته الشرعية بشكل واضح بيث ل يكون ثة شك ف كفره‬
‫فإنه ف هذه الا لة يرج من الل فة ول تب له طا عة ول ن صرة و يدخل ضمن هذه‬
‫الصورة استبعاد ول المر أو الليفة السلم من توجيه الياة العامة والاصة للجماعة‬
‫لن الر سول أ مر ال سلمي بطا عة ولة أ مورهم ما ل يروا من هم ك فرا‪ b‬بوا حا‪ b‬ل قوله ف‬
‫حديث عبادة بن الصامت الروى ف صحيح مسلم " وأن ل تنازعوا المر أهله‪ .‬فقال‪ :‬إل‬
‫أن تروا كفرا‪ b‬بواحا‪ b‬عندكم من ال فيه برهان " ول تثار هنا فكرة الفتنة إذ ل فتنة أكب‬
‫من ظهور كفر الليفة أو ول المر أو استبعاد السلم من حياة الماعة‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫و قال أي ضا ف ال صدر نف سه ]‪ :[7‬إذا كانت تول ية اللي فة قد تت تقي قا لقا مة‬


‫الدين وتدبي مصال العباد وسياستهم فإن عدم قيام الليفة بذلك يكون من شأنه اختلل‬
‫أحوال السلمي‪ ..‬وانتكاس الدين ويعتب سببا‪ b‬موجبا‪ b‬لعزله‪ :‬وهذه هي القاعدة الت أخذ‬
‫با الفقه وعلم الكلم‪.‬‬

‫قال ا بن كثي ف تف سيه ]‪ :[8‬ف من ف عل ذ لك ‪ -‬أي ترك شرع ا ل وا ستبدل به‬


‫شرعا‪ b‬آخر ‪ -‬فهو كافر ‪ -‬يب قتاله حت يرجع إل حكم ال ورسوله فل يكم سواه ف‬
‫قليل ول كثي قال تعال‪} :‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهلي•ة يبغ‪$‬ون{‪..‬‬

‫اللصة‪:‬‬

‫‪ (6‬ج ‪ 1‬ص ‪.373‬‬


‫‪ (7‬ص ‪.370‬‬
‫‪ (8‬ج ‪ 2‬ص ‪.67‬‬

‫)‪(28‬‬
‫كلمة حق‬

‫إن الاكم ل ي طاع لذاته وإ نا يطاع لطاعته ل ور سوله وإن اللف بي الراعي‬
‫والرعية ل يقضي فيه إل الكتاب والسنة وعلى هذا أجع الفقهاء سلفا‪ b‬وخلفا‪ ،b‬وليس بعد‬
‫كلم ال كلم وليس بعد حديث الرسول حديث‪ ،‬وليس بعد إجاع العلماء حكم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قوله تعال‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{‪:‬‬

‫هذه الملة جاءت ف ناية الية الت تتحدث عن نزول التوراة وفيها تديد لليهود‬
‫‪ -‬ف افترائهم ‪ -‬على تريف حكم ال تعال ف حد الزان الصن يعن إنم لا أنكروا‬
‫حكم ال النصوص عليه ف التوراة‪ ،‬وقالوا إنه غي واجب‪ ،‬فهم كافرون على الطلق ول‬
‫يستحقون اسم اليان ل بوسى والتوراة‪ ،‬ول بحمد والقرآن‪ ،‬ث اختلف الفسرون ف‬
‫توجيه هذه الية وفيمن تشملهم وف معن الكفر على أقوال‪:‬‬

‫أ قوال العل ماء ف قوله ت عال‪ } :‬وم ن ل م يحك‪ Ü‬م ب م ا أنز ل الل ه‪ $‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‬
‫ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{‪..‬‬

‫قال عبد العزيز بن يي الكنان‪ :‬قوله‪} :‬بما أنزل الله‪ {$‬صيغة عموم‪ ،‬فقوله‪} :‬ومن‬
‫لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله{ معناه من أتى بضد حكم ال تعال ف كل ما أنزل ال فأولئك‬
‫هم الكافرون‪ ،‬قال‪ :‬وهذا حق‪ ،‬لن الكافر هو الذي أتى بضد حكم ال تعال ف كل ما‬
‫أنزل ال‪ ،‬فالراد ترك الكم بميع ما أنزل ال‪ ،‬قال‪ :‬ويدخل ف ذلك الكم بالتوحيد‬
‫وال سلم‪ ،‬أ ما الفا سق فإنه ل يأت ب ضد ح كم ا ل إل ف القل يل و هو الع مل‪ ،‬أ ما ف‬
‫العتقاد والقرار فهو موافق‪ ،‬وقال أيضا‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ {$‬فهو كافر‪ ،‬فأما‬
‫من حكم بالتوحيد ول يكم ببعض الشرائع فل يدخل ف هذه الية؟ ومثل هذه ما قيل‪:‬‬
‫إن الراد بعموم النفي بمل )ما( على النس‪ ،‬ول شك أن من ل يكم بشيء ما أنزل ال‬
‫تعال ل يكون مصدقا‪ b‬ول نزاع ف كفره‪.‬‬

‫وقال ابن النباري‪ :‬يوز أن يكون العن }ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ {$‬فقد فعل‬
‫فعل‪ b‬يضاهي أفعال الكفار ويشبه من أجل ذلك الكافرين‪ ،‬وهو عدول عن الظاهر‪.‬‬

‫ومنهم من تأول الية على الكم بخالفة النص تعمدا‪ b‬من غي جهل به ول خطأ ف‬
‫التأويل‪ ،‬حكاه البغوى عن العلماء عموما‪.‬‬

‫)‪(29‬‬
‫كلمة حق‬

‫ومنهم من تأول على أن ذلك يتلف باختلف الاكم‪ ،‬فإن حكم با عنده على‬
‫أنه من عند ال فهو تبديل له يوجب الكفر‪ ،‬وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه‬
‫الغفرة‪ ،‬على أصل أهل السنة ف الغفران للمذنبي‪.‬‬

‫قال ابن القيم‪ :‬والصحيح أن الكم با أنزل ال يتناول الكفرين الكب والصغر‬
‫بسب حالة الاكم‪ ،‬فإنه إن اعتقد وجوب الكم با أنزل ال ف الواقعة مستحق للعقوبة‬
‫فهذا كفر أصغر‪ ،‬وإن اعتقد أنه غي واجب وأنه مي© فيه مع يقينه أن حكم ال فهذا كفر‬
‫أكب‪ ،‬وإن جهله وأخطأه فهذا مطئ له حكم الخطئي‪.‬‬

‫وقال بعضهم إن الراد بالكفر ف هذه الية هو الكفر الصغر الذي ل يرج صاحبه‬
‫عن دين السلم‪ ،‬وهذا تأويل ابن عباس وعامة الصحابة‪ ..‬قال ابن عباس‪ :‬ليس بكفر‬
‫ينقل عن اللة‪ ،‬بل إذا فعله فهو به كفر‪ ،‬وليس كمن كفر بال واليوم الخر‪ ..‬وروى عنه‬
‫أي ضا‪ :‬ل يس بالكفر ا لذي يذهبون إل يه‪ ،‬رواه ا لاكم ف م ستدركة و قال‪ :‬صحيح ع لى‬
‫شرط الشيخي ول يرجاه‪ ..‬يؤيد ذلك ما أخرجه ابن النذر والاكم وصححه والبيهقي‬
‫ف سننه عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال‪ :‬ف الكفر الواقع ف أول الثلث‪ :‬إنه ليس‬
‫بالكفر الذي تذهبون إليه‪ ..‬إنه ليس كفرا‪ b‬ينقل عن اللة‪ ،‬كفرا‪ b‬دون كفر ]‪ [9‬وقال ابن‬
‫طاوس‪ :‬وليس كمن يكفر بال وملئكته وكتبه ورسله‪.‬‬

‫وقال ابن طاوس‪ :‬وليس بكفر ينقل عن اللة‪ ..‬وقال عطاء‪ :‬كفر دون كفر وظلم‬
‫دون ظلم وفسق دون فسق‪ ،‬رواه ابن جرير وعن علي بن السي قال‪ :‬كفر ليس ككفر‬
‫الشرك وظلم ل يس كظ لم الشرك وفسق ليس كف سق الشرك‪ ..‬فكأنم ح لوا الية على‬
‫كفر النعمة ل على كفر الدين‪..‬‬

‫‪ (9‬و هذا ال قول من ا بن ع باس )ك فر دون ك فر( يت نل ع لى ما كان معرو فا‪ b‬أو سائدا‪ b‬ف حي نه ع ند‬
‫الصحابة رضي ال عنهم من أن مالفة الشرع‪ ،‬فيما لو حدثت‪ ،‬تكون ف واقعة أو مسألة واحدة فقط‬
‫ول تتجاوز هذا الد‪ ،‬وما كان يدور بلد صحاب أن حاكما يكن أن يالف الشرع جلة وتفصيل‬
‫وأن يضمع منهجا متكامل حسب هواه يالف كله شريعة ال‪ ،‬ولو تصور ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫وقوع مثل هذا المر بخالفة الشريعة كلها‪ ،‬واستبدال شريعة ال بقواني من عند البشر لكم عليه‬
‫بالكفر البواح الخرج من اللة قال تعال‪} :‬ألم تر إلى الذين يزع‪$‬م‪$‬ون أ•نه‪$‬م آمن‪$‬وا بما أ‪Ü‬نزل إليك وما‬
‫أ‪Ü‬نزل من قبلك ي‪$‬ريد‪$‬ون أن‪ Ž‬يتحاكم‪$‬وا إلى الطاغ‪Ü‬وت وقد أ‪Ü‬مر‪$‬وا أن‪ Ž‬يك‪Ž‬ف‪Ü‬ر‪$‬وا به وي‪$‬ريد‪ $‬الش•يطان‪ Ü‬أن‪ Ž‬ي‪$‬ضله‪$‬م‬
‫ضلل‪ b‬بعيدا{‪ 60 ..‬من سورة النساء‪.‬‬

‫)‪(30‬‬
‫كلمة حق‬

‫وقيل‪ :‬فيه إضمار‪ ،‬أي من ل يكم با أنزل ال ردا‪ b‬للقرآن وجحدا‪ b‬لقول الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم فهو كافر‪ ،‬قال ابن عباس وماهد‪ :‬فالية عامة على هذا‪ .‬وقال ابن‬
‫مسعود والسن‪ :‬هي عامة ف كل من ل يكم با أنزل ال من السلمي واليهود والكفار‪،‬‬
‫أي معتقدا‪ b‬ذلك مستحل‪ b‬له‪ ،‬فأما من يفعل ذلك وهو معتقد أنه يرتكب مرما‪ b‬فهو من‬
‫فساق السلمي وأمره إل ال تعال إن شاء عذبه وإن شاء غفر له‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬قوله‬
‫تعال }ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ {$‬إنا يتناول من أنكر بقلبه وجحد بلسانه‪ ،‬أما من‬
‫عرف بقلبه كونه حكم ال وأقر بلسانه كونه حكم ال إل أنه أتى با يضاده فهو حاكم‬
‫با أنزل ال تعال ولكنه تارك له‪ ،‬فل يلزم دخوله تت هذه الية‪ ..‬وقال ابن عباس‪ :‬ومن‬
‫جحد ما أنزل ال فقد كفر‪ ،‬ومن أقر به ول يكم فهو ظال فاسق‪ ..‬رواه ابن جرير‪..‬‬
‫وعلى هذا فالية متروكة الظاهر‪ ،‬فإن الكم وإن كان شامل‪ b‬لفعل القلب والوارح لكن‬
‫الراد به هنا عمل القلب وهو التصديق‪ ،‬ول نزاع ف كفر من ل يصدق با أنزل ال تعال‪،‬‬
‫و هذا ا لرأي ‪ -‬و هو أن ا لراد بال ية من ج حد ح كم ا ل ال نل ف الك تاب‪ ،‬هو اخت يار‬
‫المامي الليلي ابن جرير الطبي وفخر الدين الرازي‪ ،‬وإن ل يرتضه ابن القيم حيث‬
‫جعله تأويل‪ b‬مرجوحا‪.‬‬

‫إن هذه الية ونظيتيها نزلت ثلثتها ف الكفار من بدل حكم ال كما جاء ف‬
‫صحيح مسلم من حديث الباء‪ ،‬فأما السلم فل يكفر وإن ارتكب كبية‪ .‬وقال الباء بن‬
‫عازب وحذيفة بن اليمان وابن عباس وأبو ملز وأبو رجاء العطاري وعكرمة وعبيد ال‬
‫والسن البصري وغيهم‪ ،‬نزلت ف أهل الكتاب‪ ،‬وأخرج ابن جرير عن أب صال قال‪:‬‬
‫الثلث آيات الت ف الائدة }ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ {$‬الية‪ ،‬ليس ف أهل السلم‬
‫منها شيء هي ف الكفار‪ ،‬وأخرج ابن حات عن عكرمة‪ ،‬وابن جرير عن الضحاك نو‬
‫ذ لك‪ ،‬ول عل و صفهم بالو صاف الثلث باعت بارات متل فة‪ ،‬فلن كارهم ذ لك و صفوا‬
‫بال كافرين‪ ،‬ولو ضعهم ال كم ف غ ي مو ضعه و صفوا بال ظالي‪ ،‬ولروج هم عن ا لق‬
‫وصفوا بالفاسقي ‪ -‬أو أنم وصفوا با باعتبار أطوارهم وأحوالم ف المتناع عن الكم‪،‬‬
‫فتارة كانوا على حال تقتضي الكفر‪ ،‬وتارة على أخرى تقتضي الظلم والفسق‪.‬‬

‫ويرى بعض الفسرين أنا نزلت ف اليهود خاصة قتكون متصة بم وبينه بعضهم‬
‫ب قوله‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م { من هؤلء ا لذين سبق ذكر هم } بما أنزل الل ه‪ $‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‬
‫ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ قال عبد الرزاق عن إبراهيم ‪ -‬ولعله النخعي‪ :‬نزلت اليات ف بن إسرائيل‬
‫رواه ابن جرير‪ ،‬وقال ابن عباس ف خصوص بن قريظة والنضي وأخرج سعيد بن منصور‬
‫وأبو الشيخ وابن مردوية عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬إنا أنزل ال فأولئك هم‬

‫)‪(31‬‬
‫كلمة حق‬

‫ال كافرون‪ ،‬ال ظالون‪ ،‬الفا سقون‪ ،‬ف الي هود خا صة و قال ال شعب هي ف الي هود خا صة‪،‬‬
‫واختاره النحاس‪ ،‬قال‪ :‬ويدل على ذلك ثلثة أشياء‪ :‬منها أن اليهود قد ذكروا قبل هذا ف‬
‫قوله }للذين هاد‪$‬وا{ فعاد الضمي عليهم‪ ،‬ومنها أن سياق الكلم يدل ع لى ذ لك‪ ..‬أل‬
‫ترى أن بعدها }وكتبنا عليهم{ فهذا الضمي لليهود بالجاع وأيضا فإن اليهود هم الذين‬
‫أنكروا الرجم والقصاص‪.‬‬

‫فإن قال قائل‪ ) :‬من( إذا كانت للم جازاة ف هي عا مة‪ ،‬إل أن ي قع دل يل ع لى‬
‫تصيصها‪ ،‬قيل له‪) :‬من( هنا بعن الذي‪ ،‬مع ما ذكرناه من الدلة‪ ،‬والتقدير‪ :‬واليهود‬
‫الذين ل يكموا با أنزل ال فأولئك هم الكافرون‪.‬‬

‫واختار هذا الرأي القرطب والطبي‪..‬‬

‫قال ال طبي‪ :‬ا لول ف كفار أ هل الك تاب‪ ،‬لن ما قبلها وما بعدها من ال يات‬
‫ففيهم نزلت‪ ،‬وهم العنيون با‪ ،‬وهذه اليات سياق الب عنهم‪ ،‬فكونا خبا عنهم أول‪.‬‬

‫و قال آ خرون‪ :‬بل نز لت هذه ال يات ف أ هل الك تاب وا لراد با ج يع ال ناس‪،‬‬


‫مسلموهم وكفارهم‪ ،‬ونسب هذا القول إل عمر وعلي رضي ال عنهما وهو قول إبراهيم‬
‫والسن ومسروق‪.‬‬

‫و قال بع ضهم‪ :‬ع ن بال كافرين أ هل ال سلم‪ ،‬وبال ظالي الي هود‪ ،‬وبالفا سقي‬
‫النصارى‪ ،‬وهو اختيار أب بكر بن العرب قال‪ :‬لنه ظاهر اليات‪.‬‬

‫وف أحكام الصاص ]‪ :[10‬الول بالسلمي والثانية لليهود‪ ،‬والثالثة للنصارى‪.‬‬

‫وع ند ال شعب قال‪ :‬نز لت )ال كافرون( ف ال سلمي‪ ،‬و )ال ظالون( ف الي هود‪ ،‬و‬
‫)الفاسقون( ف النصارى وعنه قال‪ :‬هذه اليات الت ف الائدة }ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل‬
‫الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ فينا أهل السلم }ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‬
‫الظالم‪$‬ون{ قال ف اليهود‪} ..‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬فاسق‪Ü‬ون{ قال ف‬
‫النصارى‪ ،‬قال اللوسي بعد كلم الشعب‪ :‬ويلزم على هذا أن يكون الؤمنون أسوأ حال‬
‫من الي هود والن صارى إل أ نه ق يل‪ :‬إن الك فر إذا ن سب إ ل ا لؤمني حل ع لى الت شديد‬

‫‪.93 -4 (10‬‬

‫)‪(32‬‬
‫كلمة حق‬

‫والتغليظ‪ ،‬والكافر إذا وصف بالفسق والظلم أشعر بعتوة وترده فيه‪ ،‬وكلم حذيفة يكن‬
‫أن يؤيد هذا الرأي‪.‬‬

‫وقال الوارج " وهم يتجون بذه الية "‪ :‬إنا تقضي ف أن كل من حكم بغي ما‬
‫أنزل ال فهو كافر‪ ،‬وكل من أذنب فقد حكم بغي ما أنزل ال فوجب أن يكون كافرا‬
‫كذلك أحتج الوارج بذه الية على أن الفاسق كافر غي مؤمن‪ ،‬ووجه الستدلل با أن‬
‫كلمة )من( فيها عامة شاملة لكل من ل يكم با أنزل ال‪ ،‬فيدخل الفاسق الصدق أيضا‪،‬‬
‫لنه غي حاكم وعامل با أنزل ال‪..‬‬

‫وأج يب‪ :‬فإن ال ية مترو كة ال ظاهر فإن ال كم وإن كان شامل‪ b‬لف عل الق لب‬
‫والوارح لكن الراد به هنا عمل القلب وهو التصديق‪ ،‬ول نزاع ف كفر من ل يصدق با‬
‫أنزل ال وأيضا إن الراد عموم النفي بمل )ما( على النس ول شك أن من ل يكم‬
‫بشيء ما أنزل ال ل يكون إل غي مصدق‪ ،‬ول نزاع ف كفره‪.‬‬

‫والق الذي ل مراء فيه ف هذه الية‪ :‬وهو الرأي الؤيد النصور‪ :‬أن الية عامة ف‬
‫أ هل الك تاب وغي هم شاملة للي هود والن صارى وال سلمي وأن ا لاكم بغ ي ما أ نزل ا ل‬
‫كافر‪ ،‬وأن الك فر في ها هو الك فر ال خرج عن ال لة والد لة وال ثار الت ية تث بت ذ لك‬
‫وتوضحه‪:‬‬

‫أن هذه الية وإن نزلت ف اليهود حي أنكروا حد الرجم إل أن القاعدة تقول‪:‬‬
‫العبة بعموم اللفظ ل بصوص النسب‪.‬‬

‫قوله تعال‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م{ كلم أدخل فيه لفظ )من( ف معرض الشرط فيكون‬
‫للعموم فهو يفيد أن هذا غي متص بطائفة معينة بل كل من ول الكم يشمله ذلك‪..‬‬

‫إذا حكم على أهل الكتابي بالكفر والفسق والظلم إذا ل يكموا بالتوراة والنيل‬
‫فنحن السلمي من باب أول إذا ل نكم بالقرآن‪ ،‬على أن الصحيح أن اليات تشمل‬
‫أهل الكتاب وغيهم‪.‬‬

‫أخرج الاكم وصححه وعبد الرزاق‪ ،‬وابن جرير عن حذيفة أن اليات الثلث‬
‫ذ كرت ع نده ف قال ر جل إن هذا ف ب ن إ سرائيل ف قال حذي فة‪ :‬ن عم ا لخوة ل كم ب نو‬
‫إسرائيل‪ ،‬إن كان لكم حلوة ولم كل مرة‪ ،‬كل وال لتسلكن طريقهم قد الشراك‪.‬‬

‫)‪(33‬‬
‫كلمة حق‬

‫و يروى أن حذي فة سئل عن هذه ال يات أ هي ف ب ن إ سرائيل؟ قال‪ :‬هي في هم‪،‬‬


‫ولتسلكن سبيلهم حذوا النعل بالنعل‪.‬‬

‫قال ابن جرير عن علقمة ومسروق أنما سأل ابن مسعود عن الرشوة فقال‪ :‬من‬
‫ال سحت‪ ،‬ف قال‪ :‬و ف ال كم؟ قال‪ :‬ذ لك الك فر‪ ،‬ث تل } ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‬
‫ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ ون قل م ثل ذ لك عن ع لي بن أ ب طالب ك ما أخر جه عن ا بن‬
‫جيلة‪.‬‬

‫وقال السدي‪ :‬يقول ال تعال }ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ {$‬فتركه عمدا‪ b‬أو جار‬
‫وهو يعلم فهو من الكافرين‪.‬‬

‫قال القشيي‪ :‬عزى إل السن والسدي أن من ارتشى وحكم بغي حكم ال فهو‬
‫كافر‪.‬‬

‫وعن السن‪ :‬نزلت ف أهل الكتاب‪ ،‬وهي علينا واجبة‪.‬‬

‫و عن ع بد ا لرزاق‪ :‬عن إبراه يم ‪ -‬ولع له النخ عي ‪ -‬نز لت هذه ال يات ف ب ن‬


‫إسرائيل‪ ،‬ورضي ال لذه المة با‪.‬‬

‫قال اللوسي‪ :‬والوجه أن هذه كالطاب عام لليهود وغيهم وهو م‪$‬خر•ج مخرج‬
‫التغليظ‪ ،‬واختلف الوصاف لختلف العبارات‪ ،‬والراد من الخيين فيها الكفر أيضا‬
‫عند بعض الققي وذلك بملها على الفسق والظلم الكاملي‪.‬‬

‫قال أ بو ال سعود }ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الل ه‪ {$‬كائ نا من كان دون ال خاطبي‬
‫خاصة‪ ،‬فإنم مندرجون فيه اندراجا‪ b‬أوليا‪ ،b‬إن من ل يكم بذلك مستهينا‪ b‬به منكرا‪ b‬له كما‬
‫يقت ضيه ما فع لوه عن تر يف آ يات ا ل ت عال اقت ضاء بي نا } ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬ك افر‪$‬ون{‬
‫لستهانتهم به‪ ،‬والملة تذييل مقرر لضمون ما قبلها أبلغ تقرير‪ ،‬وتذير من الضلل به‬
‫أشد تذير‪ ..‬حيث علق الكم فيه بالكفر بجرد ترك الكم با أنزل ال تعال فكيف وقد‬
‫انضم إليه الكم بلفه‪ ،‬ل سيما مع مباشرة ما نوا عنه من تريفه ووضع غيه موضعه‪،‬‬
‫وإدعاء أنه من عند ال ليشتروا به ثنا‪ b‬قليل‪.‬‬

‫)‪(34‬‬
‫كلمة حق‬

‫و ياب على الرأي القائل‪ :‬ليس مرد عدم الكم با أنزل ال يكون كفرا‪ ،‬فإن‬
‫الكفر معناه الحود والنكار‪ ،‬وياب عنه بأن الية ل تقل‪ " :‬ومن ل يعتقد با أنزل ال "‬
‫وقد رد هذا الرأي ابن القيم وأبطله إذ قال‪ :‬فإن نفس جحوده كفر‪ ،‬سواء أحكم أو ل‬
‫يكم‪.‬‬

‫وحكى البغوي عن العلماء عموما‪ b‬أن الكفر عند الكم بخالفة النص تعمدا‪ b‬من‬
‫غي جهل به ول خطأ ف التأويل‪.‬‬

‫ويكن أن ياب عن الرأي القائل‪ :‬كفر دون كفر‪ ،‬با قاله الرازي‪ :‬وهو ضعيف‪،‬‬
‫لن لفظ الكفر إذا أطلق انصرف إل الكفر ف الدين وبأنه خلف ظاهر اللفظ فل يصار‬
‫إليه‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫فإن ق يل‪ :‬قد ورد ف كثي من ال حاديث الصرية الصحيحة‪ ،‬لفظ الكفر‪ ،‬و قال‬
‫أهل العلم بالديث إن الراد به كفر دون كفر‪ ،‬وهو الكفر الصغر كما ف الحاديث‪:‬‬

‫" ل ترجعوا بعدي كفارا‪ b‬يضرب بعضكم رقاب بعض " ]‪.[11‬‬

‫" اثنتان ف الناس ها بم كفر الطعن ف النسب والنياحة على اليت " ]‪.[12‬‬

‫" سباب السلم فسوق وقتاله كفر " ]‪.[13‬‬

‫" من أتى كاهنا أو عرافا‪ b‬فصدقه فقد كفر با أنزل على ممد " ]‪.[14‬‬

‫" من حلف بغي ال فقد كفر أو أشرك " ]‪.[15‬‬

‫‪ (11‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ (12‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪ (13‬صحيح‪.‬‬
‫‪ (14‬أخرجه أبو نعيم ف اللية ‪.246 / 8‬‬
‫‪ (15‬أخرجه البغوي ف شرح السنة‪ ،‬والترمذي أبو داود وأحد‪.‬‬

‫)‪(35‬‬
‫كلمة حق‬

‫" بي الرجل وبي الكفر ترك الصلة " ]‪.[16‬‬

‫فلم تقولون ف هذه الية إن الراد با بلفظ الكفر هو الكفر الكب الذي يرج من‬
‫اللة؟ قلنا‪ :‬إن لفظ الكفر جاء ف هذه الحاديث بصيغة السم النكرة أو الفعل أو الصدر‬
‫العرف تعريفا‪ b‬عاديا‪ ،b‬أما ما جاء ف هذه الية فهو على نط آخر يغاير كل ذلك ويالفه‪،‬‬
‫ف قد جاء بالو صف معر فا )ال كافرون( و جاء بالم لة معر فة الطرف ي )أولئك‪ ،‬ال كافرون(‬
‫وهو أسلوب يفيد القصر والصر‪ ،‬ويزيده تقوية وتأكيد‪b‬ا توسط ضمي الفعل )هم( فكان‬
‫المر لوجود هذه الشياء الثلثة‪:‬‬

‫‪ (1‬الوصف العرف‪..‬‬

‫‪ (2‬تعريف الطرفي‪..‬‬

‫‪ (3‬ضمي الفصل هو الذي تيز به أسلوب الية عن غيها‪ ..‬ول يكن أن يفيد هذا‬
‫السلوب إل الكفر الخرج عن اللة ل الكفر الصغر وال أعلم‪.‬‬

‫وياب عن الرأي القائل‪ :‬إن الراد بالية ترك الكم بميع ما أنزل ال‪ ،‬ياب عنه‪:‬‬
‫بأن الوعيد على ترك الكم با أنزل ال وهو يتناول تعطيل الكم بميعه أو ببعضه‪.‬‬

‫ولنه لو كانت هذه الية وعيد‪b‬ا مصوصا‪ b‬بن خالف حكم ال ف كل ما أنزل ال‬
‫تعال ل يتناول هذا الوعيد اليهود بسبب مالفتهم حكم ال ف الرجم‪ ،‬وأجع الفسرون‬
‫على أن هذا الوعيد يتناول اليهود بسبب مالفتهم حكم ال تعال ف واقعة الرجم‪ ،‬فدل‬
‫ذلك على سقوط هذا الرأي‪..‬‬

‫وقد ظهر أقوام ف هذا الزمان قل من العلم نصيبهم وحاد عن الق فهمهم‪ ،‬فقالوا‬
‫إن الكفر هنا هو العصية ل أكثر‪ ،‬بجة أن الرجل إذا ل يكم با أنزل ال ف أسرته‪ ،‬كأن‬
‫يظلم زوجته وأبناءه‪ ،‬أو ف تارته‪ ،‬كأن يطفف الكيل‪ ،‬أو ف مزرعته‪ ،‬أو مصنعه‪ ،‬كأن ل‬
‫يوف عامله حقه ليس بكافر‪ ،‬بل هو عاص آث‪ ،‬كذلك إذا ل يكم الاكم با أنزل ال ف‬
‫الناس فهو ليس بكافر بل هو عاص آث‪ ،‬ونقول لم أما سعتم قول الصطفى صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ " :‬إ نا شفاء ال عي ال سؤال " هل سألتم إذا ل تعل موا‪ ،‬فال هل داء ودواؤه سؤال‬

‫‪ (16‬أخرجه مسلم وابن ماجة‪.‬‬

‫)‪(36‬‬
‫كلمة حق‬

‫العل ماء؛ فال يات من أول قوله ت عال } يا أي‪Þ‬ها الر• س‪$‬ول‪ Ü‬ل يحز‪$‬نك الذين ي‪$‬سارع‪$‬ون في‬
‫ا‪Ž‬لك‪ Ü‬ف‪Ž‬ر{‪ .‬إل آخر هذا الربع من سورة الائدة‪ ،‬إنا تتحدث عن أصول الكم بي الناس‬
‫وقواعد القضاء‪ ،‬وهذا كما يتضح من السياق‪ ،‬يتص بن يقود أمة ودولة ويسوس رعية‬
‫وشعبا‪ ،‬ل بن يلي أمر أسرة أو مزرعة‪ ،‬وبن يلي القضاء ويكم بي الناس ل بن يقوم‬
‫على أمر تارة أو صناعة‪ ..‬فاليات كلها نزلت عندما أنكر اليهود حد الرجم كما أجع‬
‫عل يه الف سرون ف أ سباب ال نول ث إن سوابقها من ال سورة نف سها تت حدث عن حدي‬
‫ال سرقة والرا بة‪ ،‬فال يات تت حدث عن ح كم المامة ومن يق يم شرائع ا لدين بي ال ناس‬
‫وتصم بالكفر من يالف حكم ال من الكام‪.‬‬

‫قال ابن كثي ف "البداية والنهاية"‪ :‬فمن ترك الشرع الكم النل على ممد بن‬
‫عبد ال خات النبياء وتاكم إل غيه من الشرائع النسوخة كفر‪ ،‬فكيف بن تاكم إل‬
‫الياسق وقدمها عليه‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد كفر بإجاع السلمي‪ ..‬قال ال تعال‪} :‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م‬
‫ال‪Ž‬جاهلي•ة يبغ‪$‬ون ومن أحس ن‪ $‬من الله ح‪$‬ك‪Ž‬م‪b‬ا لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪ ..‬وقال تعال‪} :‬فل ورب‪ª‬ك ل‬
‫ي‪$‬ؤم ن‪$‬ون ح ت•ى ي‪$‬حك* م‪$‬وك فيما شجر بينه‪$‬م ‪Ü‬ث م• ل يج د‪$‬وا في أنف‪Ü‬سهم حر ج‪b‬ا م م•ا قضيت‬
‫وي‪$‬سل*م‪$‬وا تسليما{‪..‬‬

‫قال أحد بن علي بن عتيق الن جدي‪ :‬قال تعال‪ } :‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهل ي•ة يب غ‪$‬ون ومن‬
‫أحس ن‪ $‬من الله ح‪$‬ك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وق ن‪$‬ون{ قلت‪ :‬ومثل هؤلء ما وقع فيه عامة البوادي ومن‬
‫شابهم من تكيم عادات آبائهم وما وضعه أوائلهم من الوضوعات اللعونة الت يسمونا‬
‫شرع الرفاقة يقدمونا على كتاب ال وسنة رسوله ومن فعل ذلك فإنه كافر يب قتاله‬
‫حت يرجع إل حكم ال ورسوله‪ ..‬أهـ‪.‬‬

‫قال شيخ السلم ابن تيمية‪ :‬ول ريب أن من ل يعتقد بوجوب الكم با أنزل ال‬
‫على رسوله فهو كافر‪ ،‬فمن استحل أن يكم با يراه عدل من غي اتباع لا أنزل ال فهو‬
‫كافر‪ ،‬فإنه ما من أمة إل وهي تؤمر بالكم بالعدل وقد يكون العدل ف دينها ما رآه‬
‫أكابرهم‪ ،‬بل كثي من النتسبي إل السلم يكمون بعاداتم الت ل ينلا ال كسواليف‬
‫الباد ية‪ ،‬و كانوا ا لمراء ال طاعي‪ ،‬يرون أن هذا هو ا لذي ينب غي ال كم به دون الك تاب‬
‫والسنة وهذا هو الكفر‪ .‬إن كثيا من الناس أسلموا ولكن ل يكمون إل بالعادات الارية‬
‫الت يأمر با الطاعون فهؤلء إذا عرفوا أنم ل يوز لم الكم إل با أنزل ال فلم يلتزموا‬
‫ذلك بل استحلوا أن يكموا بلف ما أنزل ال فهم كفار‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫)‪(37‬‬
‫كلمة حق‬

‫قال الست شار ع بد القادر عودة ف "الت شريع ال نائي" ]‪ :[17‬ومن المثلة ال ظاهرة‬
‫ع لى الك فر ف ع صرنا الا ضر المت ناع عن ال كم بال شريعة ال سلمية وت طبيق ال قواني‬
‫الوضعية بدل منها‪ ،‬والصل ف السلم أن الكم با أنزل ال واجب وأن الكم بغي ما‬
‫أنزل ال مرم ونصوص القرآن صرية وقاطعة ف هذه السألة قال جل شأنه يقول‪} :‬إن‬
‫ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪ Ž‬م‪ $‬إلا لله{ ويقول سبحانه‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الل ه‪ $‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{‬
‫ويقول أيضا‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬الظالم‪$‬ون{ ويقول تعال‪} :‬ومن‬
‫لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬فاسق‪Ü‬ون{ ويقول‪} :‬ات•بع‪$‬وا ما أ‪Ü‬نزل إليك‪Ü‬م من رب‪ª‬ك‪Ü‬م‬
‫ول تت•بع‪$‬وا من د‪$‬ونه أولياءَ قليل‪ b‬ما تذكر‪$‬ون{‪Ü} ،‬ثم• جعل‪Ž‬ناك على شريعة‪ £‬من ال‪Ž‬أمر فات•بعها‬
‫ول تت•بع أهواءَ الذين ل يعل م‪$‬ون{‪ ،‬وي قول‪ } :‬فإن‪ Ž‬لم يستجيب‪$‬وا لك فاعلم أن•ما يت•ب ع‪$‬ون‬
‫أهواءَه‪$‬م{‪} ،‬ومن أض ل‪ ê‬مم•ن ات•بع هواه‪ $‬بغير ه‪$‬دى من الله إن الله ل يهدي ال‪Ž‬قوم‬
‫الظالمي{ ويقول‪} :‬وأنزل‪Ž‬نا إليك ال‪Ž‬كتاب بال‪Ž‬حق‪ ª‬م‪$‬صد‪ª‬قا‪ b‬لما بين يديه من ال‪Ž‬كتاب وم‪$‬هيمنا‬
‫عليه فاحك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل الله‪ $‬ول تت•بع أهواءَه‪$‬م عم•ا جاءَك من ال‪Ž‬حق‪ ª‬لك‪Ü‬ل‪ ë‬جعل‪Ž‬نا منك‪Ü‬م‬
‫شرعة‪ b‬ومنها جا{ و قوله‪ } :‬أفغير دين الله يب غ‪$‬ون ول ه‪ $‬أسلم من في ال س•ماوات وال‪Ž‬أرض‬
‫طوعا‪ b‬وكرها‪ b‬وإليه ي‪$‬رجع‪$‬ون{ وقوله‪} :‬ومن يبتغ غير ال‪Ž‬أسلم دين‪b‬ا فلن ي‪$‬ق‪Ž‬بل منه‪ $‬وه‪$‬و في‬
‫ال‪Ž‬آخرة من ال‪Ž‬خاسرين{ ول خلف بي الفقهاء والعلماء ف أن كل تشريع مالف للشريعة‬
‫السلمية باطل ل تب له الطاعة‪ ،‬وأن كل ما يالف الشريعة مرم على السلمي ولو‬
‫أمرت به أو أباحته السلطة الاكمة أيا ما كانت ومن التفق عليه أن من يستحدث من‬
‫السلمي أحكاما غي ما أنزل ال ويترك الكم بكل أو بعض ما أنزل ال من غي تأويل‬
‫يعتقد صحته فإنه يصدق عليهم ما وصفهم به ال تعال من الكفر والظلم والفسق كل‬
‫بسب حاله‪ ..‬فمن أعرض عن الكم بد السرقة أو القذف أو الزنا لنه يفضل غيه من‬
‫قواني البشر عليه فهو كافر قطعا ومن ل يكم به لعله أخرى غي الحود والنكران فهو‬
‫ظال إن كان ف حك مه‪ ،‬مضيعا لق أو تاركا لعدل أو مساواة وإل فهو فاسق‪ ..‬ومن‬
‫التفق عليه أن من رد شيئا من أوامر ال أو أوامر رسوله فهو خارج عن السلم سواء رده‬
‫من جهة الشك أو من جهة ترك القبول أو المتناع عن التسليم‪ ،‬ولقد حكم الصحابة‬
‫بارتداد مانعي الزكاة واعتبوهم كفارا خارجي عن السلم لن ال حكم بأن من ل‬
‫يسلم با جاء به الرسول ول يسلم لقضائه وحكمه فليس من أهل اليان‪ ..‬قال جل شأنه‬
‫}فل ورب‪ª‬ك ل ي‪$‬ؤمن‪$‬ون حت•ى ي‪$‬ح *كم‪$‬وك فيما شجر بينه‪$‬م ث‪Ü‬م• ل يجد‪$‬وا في أنف‪Ü‬سهم حرجا‬
‫مم•ا قضيت وي‪$‬سل*م‪$‬وا تسليما{‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫‪ (17‬ج ‪ 2‬ص ‪.708‬‬

‫)‪(38‬‬
‫كلمة حق‬

‫قال الستشار علي جريشة ف "أصول الشرعية السلمية" ]‪) :[18‬إن من عدل عن‬
‫شرع ال إل شرع غيه فقد عدل بشرع ال شرعا آخر ومن ث عدل بال آلة وأربابا‬
‫آخر ين‪ ،‬لن ال شرع اب تداءا‪ b‬خالص حق ا ل باعت باره من خ صائص الربوب ية واللوه ية‬
‫كذلك من ل يعدل عن شرع ال كله ولكنه عد•ل فيه‪ ..‬لنه ل يلك ذلك إل سلطة ف‬
‫نفس الستوى أو سلطة أعلى‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد جعل من نفسه ندا ل تعال ال عن‬
‫ذلك علو‪b‬ا كبيا‪ ..‬والتحري والتحليل اللذان أشارت إليهما اليات الكرية يتخذ صورة‬
‫العدول أو التعديل‪ ،‬فمن عدل عن تري المر إل إباحتها فقد أحل ما حرم ال ووقع ف‬
‫الكفر والشرك‪ ،‬وكما يكون العدول صريا بأن يقال عن الرام حلل‪ ،‬فإنه يكون كذلك‬
‫ضمنيا بتغيي وصرف الكم من الرام إل اللل‪ ،‬ففي مثل المر جاء تريها بالنص‬
‫والجاع‪ ،‬فإذا جاءت نصوص وضعية خالية من العقاب فقد غيت وصف الكم وجعلته‬
‫مباحا‪ b‬والباح أحد أقسام اللل ومن ث فإنا تكون قد أحلت ما حرم ال‪..‬‬

‫وإذا جاءت ن صوص و ضعية خال ية من ال نص ع لى الع قاب عل يه و لو ف ب عض‬


‫الحوال فإنا تكون قد أباحته ف هذه الالت أي تكون قد أحلت ما حرم ال‪ ،‬وهذه‬
‫صورة من صور ال عدول‪ ..‬أ ما صور الت عديل فإن ال كم يب قى ع لى و صفه ال صلي فل‬
‫ينقلب من الرام إل اللل ولكن مثل يري التعديل ف العقوبة الت وضعها ال سبحانه‬
‫للفعل‪ ،‬كأن يتفظ بالنص الوضعي بتجري الفعل ويرمه ولكن يعدل العقوبة القررة له‬
‫شرعا وي عل ال بس بدل من ال لد أو الر جم‪ ،‬وي كن أن ي قال إن م ثل ت لك الن صوص‬
‫الوضعية الت تتضمن تعديل ف الكم الشرعي تتضمن كذلك عدول‪ ،‬إن وضع عقوبة‬
‫مكان أخرى عدول عن العقوبة الصلية الت شرعها الشارع الكيم علجا للداء وهو‬
‫أع لم بن خلق و هو اللط يف البي وع لى ذ لك فالعدول والتعديل هو من قب يل التحليل‬
‫والتحري الذي دمغه القرآن بالكفر والشرك‪ ..‬وتلك أقصى صور عدم الشرعية‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫قال أبو العلى الودودي ف "الكومة السلمية" ]‪} :[19‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل‬
‫الل ه‪ $‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون {‪} ،‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الل ه‪ $‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬الظالم‪$‬ون{‪،‬‬
‫}ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬فاسق‪Ü‬ون{‪.‬‬

‫هنا أصدر ال ثلثة أحكام ف شأن من ل يكمون بقانون ال النل‪:‬‬

‫‪ (18‬ص ‪ 23 ،22‬ج ‪.1‬‬


‫‪ (19‬ص ‪ ،105‬ص ‪.106‬‬

‫)‪(39‬‬
‫كلمة حق‬

‫الول‪ :‬أنم كافرون‪ ..‬والثان‪ :‬أنم ظالون‪ ..‬والثالث‪ :‬أنم فاسقون‪ ..‬ومعن هذا‬
‫بوضوح أن من يترك حكم ال وقانونه ويكم بقانون آخر وضعه هو بنفسه أو وضعه‬
‫أناس غيه يرتكب ثلثة جرائم‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن تصرفه هذا يعن رفض حكم ال وهذا كفر‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬أن فعله هذا يالف العدل والنصاف ويافيه لن الكم الذي ينطبق تام‬
‫النطباق هو ما أصدره ال فإن حاد عنه ث حكم فقد ظلم بكل تأكيد ويقي‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬أنه مع كونه عبدا فقد عصى قانون سيده ومالكه ونفذ قانونه الاص أو‬
‫قانون غيه من البشر ومن ث فقد خرج فعل عن دائرة العبودية وشذ عن إطار الطاعة‬
‫و هذا ف سق‪ ،‬وإن الكفر والظ لم والف سق من ح يث هم كذلك يدخلون بالضرورة تت‬
‫النراف عن حكم ال ول يكن أن يكون هناك ابتعاد عن الكم با أنزل ال دون أن‬
‫تو جد هذه ال شياء الثل ثة‪ ،‬و بالطبع تت فاوت در جات الك فر والظ لم والف سق باختلف‬
‫درجات البتعاد عن حكم ال‪ ،‬فمن ل يكم بقانون ال ويعتب هذا القانون خطأ ويرى‬
‫حكمه هو وقانونه أو قانون غيه صوابا فهو كافر وظال وفاسق‪ ،‬ومن يعتقد أن حكم ال‬
‫حق لكنه يكم ف الواقع بقانون آخر فقد خلط إيانه بكفر وظلم وفسق مع أنه ل يعد‬
‫خارجا مارقا‪ ،‬وكذا الال بالنسبة لن حاد عن حكم ال ف كل المور فهو كافر ظال‬
‫فاسق ف كلها‪ ،‬ومن أطاع ال وقانونه ف بعضها وانرف عنه ف بعضها الخر فحياته‬
‫خليط من اليان والكفر والظلم والفسق وعلى نو يتناسب وبعده عن الكم با أنزل‬
‫ال‪ ،‬وقد حاول بعض الفسرين قصر هذه اليات على أهل الكتاب‪ ،‬لكن كلم ال ل‬
‫يقبل مثل هذا التأويل‪ ،‬وأفضل رد على زعمهم ما قاله سيدنا حذيفة رضي ال عنه حي‬
‫قيل له إن هذه اليات تص بن إسرائيل وحدهم بعن أنه من ل يكم من اليهود با أنزل‬
‫ال فهو كافر وظال وفاسق فرد عليه حذيفة رضي ال عنه )نعم الخوة لكم بنو إسرائيل‬
‫إن كانت لم كل م‪$‬رة ولكم كل حلوة‪ ،‬كل وال لتسلكن طريقهم قد الشراك( إن البدأ‬
‫الساسي للحاكمية اللية الذي ردد القرآن ذكره ف كل موضع أن من ترضاه حاكما‬
‫مطلقا غي ال هو طاغوت كما اصطلح القرآن على تسميته وهذا ضد العبودية ل(‪..‬‬
‫أهـ‪.‬‬

‫)‪(40‬‬
‫كلمة حق‬

‫قال ابن زيد ف قوله تعال‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{‬
‫قال‪ :‬من حكم بكتابه الذي كتب بيده وترك كتاب ال وزعم أن كتابه هذا من عند ال‬
‫فقد كفر‪ ،‬رواه الطبي‪..‬‬

‫قال ابن جرير ف تفسيه لذه الية‪ :‬ومن كتم حكم ال الذي أنزله ف كتابه وجعله‬
‫حكما بي عباده‪ ،‬فأخفاه وحكم بغيه }فأ‪Ü‬ولئك{ الذين ل يكموا با أنزل ال ف كتابه‪،‬‬
‫ولكن بدلوا وغيوا حكمه وكتموا الق الذي أنزله ف كتابه } ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ هم الذين‬
‫ستروا الق الذي كان عليهم كشفه وتبينه وغطوه عن الناس وأظهروا لم غيه‪ ،‬وقضوا‬
‫به لسحت أخذوه منهم عليه‪..‬‬

‫وقال الشنقيطي ف أضواء البيان عند قوله تعال‪} :‬ول ي‪$‬شرك‪ $‬في ح‪$‬ك‪Ž‬مه أحد‪b‬ا{ قرأ‬
‫السبعة إل ابن عامر } ول ي‪$‬شرك‪ {$‬على الب‪ ،‬ول نافية‪ ،‬والعن‪ :‬ول يشرك ال أحدا ف‬
‫حكمه‪ ،‬بل الكم له وحده‪ ،‬ل حكم لغيه البتة واللل ما أحله تعال والرام ما حرمه‪،‬‬
‫والدين ما شرعه والقضاء ما قضاه‪ ،‬وقرأ ابن عامر )ول تشرك( بصيغة النهي أي ل تشرك‬
‫يا نب ال‪ ،‬أو ل تشرك أيها الخاطب أحدا‪ b‬ف حكم ال بل أخلص الكم ل من شوائب‬
‫شرك غ يه ف ال كم‪ ،‬وحك مه تعال الذكور ف قوله‪} :‬ول ي‪$‬شرك‪ $‬في ح‪$‬ك‪Ž‬مه أحد‪b‬ا{‬
‫شامل لكل ما يقضيه تعال‪ ،‬ويدخل ف ذلك التشريع دخول أوليا‪..‬‬

‫وما تضمنته هذه الية الكرية من كون الكم ل وحده ل شريك له فيه على كلتا‬
‫القراءتي جاء مبينا ف آيات أخر كقوله تعال‪} :‬إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬إلا لله أمر ألا تعب‪$‬د‪$‬وا إلا إي•اه‪{$‬‬
‫وقوله تعال‪} :‬إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬إلا لله عليه توكل‪Ž‬ت‪ {$‬وقوله تعال‪} :‬وما اختلف‪Ž‬ت‪$‬م فيه من شيء‬
‫فح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬ه‪ $‬إلى الله{ و قوله تعال‪ } :‬ذلك‪Ü‬م بأن•ه‪ $‬إذا د‪$‬عي الل ه‪ $‬وحده‪ $‬كفرت‪$‬م وإ ن‪ Ž‬ي‪$‬شرك به‬
‫ت‪$‬ؤم ن‪$‬وا فا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬لله ال‪Ž‬عل ي‪ ª‬ال‪Ž‬كبي{ و قوله ت عال‪ } :‬ك‪ Ü‬ل‪ ê‬شيء‪ £‬هالك© إلا وجه ه‪ $‬ل ه‪ $‬ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‬
‫وإليه ت‪$‬رجع‪$‬ون{ وقوله تعال‪} :‬له‪ $‬ال‪Ž‬حمد‪ $‬في ال‪Ž‬أ‪Ü‬ولى وال‪Ž‬آخرة وله‪ $‬ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬وإليه ت‪$‬رجع‪$‬ون{‬
‫وقوله تعال‪} :‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهلي•ة يب غ‪$‬ون ومن أحس ن‪ $‬من الله ح‪$‬ك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وق ن‪$‬ون{ وقوله‬
‫تعال‪} :‬أفغير الله أبتغي حكم‪b‬ا و ه‪$‬و الذي أنزل إليك‪Ü‬م‪ $‬ال‪Ž‬كتاب م‪$‬فص•ل‪ ..{b‬إل غي ذلك‬
‫من اليات‪ ..‬ويفهم من هذه اليات كقوله‪} :‬ول ي‪$‬شرك‪ $‬في ح‪$‬ك‪Ž‬مه أحد‪b‬ا{ إل أن متبعي‬
‫أحكام الشرعي غي ما شرعه ال فإنم مشركون بال‪ ،‬وهذا الفهوم جاء مبينا ف آيات‬
‫أخر كقوله ف من اتبع تشريع الشيطان ف إباحة اليتة بدعوى أنا ذبيحة ال‪} :‬ول تأ‪Ž‬ك‪Ü‬ل‪Ü‬وا‬
‫م م•ا لم ي‪$‬ذ‪Ž‬كر اس م‪ $‬الله عليه وإن• ه‪ $‬لفس ق© وإن ال ش•ياطي لي‪$‬و ح‪$‬ون إلى أوليائهم لي‪$‬جادل‪Ü‬وك‪Ü‬م‬
‫وإ ن‪ Ž‬أطعت‪ $‬م‪$‬وه‪$‬م إ•نك‪Ü‬م لم‪$‬شرك‪Ü‬ون{ ف صرح بأنم م شركون ب طاعته و هذا ال شراك ف‬

‫)‪(41‬‬
‫كلمة حق‬

‫الطا عة‪ ،‬وات باع الت شريع ال خالف لا شرعه ا ل ت عال هو ا لراد بع باده ال شيطان ف قوله‬
‫ت عال‪ } :‬ألم أعهد إليك‪Ü‬م يا بني آدم أ ن‪ Ž‬ل تع ب‪$‬د‪$‬وا ال ش•يطان إن• ه‪ $‬لك‪Ü‬م ع د‪$‬و‪ ì‬م‪$‬ب ي©‪ ،‬وأن‬
‫ط م‪$‬ستقيم{‪ ..‬و قوله ت عال ع لى ل سان إبراه يم‪ } :‬يا أبت ل تع ب‪$‬د‬ ‫اع ب‪$‬د‪$‬وني هذا صرا ‪Ý‬‬
‫ال ش•يطان إن ال ش•يطان كان للر•حمن عص ̃يا{ وقوله تعال‪} :‬إ ن‪ Ž‬يدع‪$‬ون من د‪$‬ونه إلا إناثا‬
‫وإن‪ Ž‬يدع‪$‬ون إلا شيطانا‪ b‬مريدا{ أي ما يعبدون إل شيطانا‪ ،‬وذلك باتباع شريعته‪ ،‬ولذا سى‬
‫ال تعال الذين يطاعون فيما زينوا من العاصي شركاء كما ف قوله تعال‪} :‬وكذلك زي•ن‬
‫لكثي‪ £‬من ا‪Ž‬لم‪$‬شركي قتل أولدهم ش‪$‬ركاؤ‪$‬ه‪$‬م{ الية‪ ،‬وقد بي النب صلى ال عليه وسلم‬
‫هذا لعدي بن حات رضي ال عنه لا سأله عن قوله تعال‪} :‬ات•خ ذ‪Ü‬وا أحباره‪$‬م ور‪$‬هبانه‪$‬م‬
‫أربابا‪ b‬من د‪$‬ون الله وال‪Ž‬مسيح ابن مريم{ الية‪ ،‬فبي له انم أحلوا لم ما حرم ال‪ ،‬وحرموا‬
‫عليهم ما أحل ال فاتبعوهم ف ذلك وهذا هو اتاذهم إياهم أربابا‪.‬‬

‫ومن أصرح الدلة ف هذا‪ :‬أن ال عز وجل ف سورة النساء بي أن من يريدون أن‬
‫يت حاكموا إ ل غ ي ما شرعه ا ل يتع جب من زعم هم أ نم مؤم نون‪ ،‬و ما ذ لك إل لن‬
‫دعواهم اليان مع إرادة التحاكم إل الطاغوت بالغة من الكذب ما يصل منه العجب‬
‫وذلك ف قوله تعال‪} :‬ألم تر إلى الذين يزع‪$‬م‪$‬ون أن•ه‪$‬م آمن‪$‬وا بما أ‪Ü‬نزل إليك وما أ‪Ü‬نزل من‬
‫قبلك ي‪$‬ريد‪$‬ون أ ن‪ Ž‬يتحاكم‪$‬وا إلى الطاغ‪Ü‬وت وقد أ‪Ü‬م ر‪$‬وا أ ن‪ Ž‬ي ‪Ž‬ك ف‪Ü‬ر‪$‬وا به وي‪$‬ريد‪ $‬ال ش•يطان‪ Ü‬أن‬
‫ي‪$‬ضله‪$‬م ضلل‪ b‬بعيدا{‪...‬‬

‫وبذه النصوص السماوية الت ذكرنا‪ ،‬يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القواني‬
‫الوضعية الت شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مالفة لا شرعه ال جل وعل على ألسنة‬
‫رسله‪ ،‬إنه ل يشك ف كفرهم وشركهم إل من طمس ال بصيته وأعماه عن نور الوحي‬
‫مثلهم‪..‬‬

‫ث قال الشنقيطي‪ :‬وأما النظام الشرعي الخالف لتشريع خالق السماوات والرض‬
‫فتحكي مه ك فر بالق ال سماوات وا لرض‪ ،‬كدعوى أن تف ضيل ا لذكر ع لى ا لنثى ف‬
‫الياث ليس بإنصاف بل يلزم استواؤها ف الياث‪ ،‬وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم‪،‬‬
‫وأن الطلق ظ لم لل مرأة‪ ،‬وأن الر جم والق طع ونو ها أع مال وح شية ل ي سوغ فعل ها‬
‫بالنسان ونو ذلك‪ ..‬فتحكيم هذا النوع من النظام ف أنفس التمع وأموالم وأعراضهم‬
‫وأنسابم وعقولم وأديانم كفر بالق السموات والرض وترد على نظام السماء الذي‬
‫وضعه من خلق اللئق كلها وهو أعلم بصالها سبحانه وتعال عن أن يكون معه مشرع‬
‫آخر علوا كبيا }أم له‪$‬م ش‪$‬ركا̈ء شرع‪$‬وا له‪$‬م من الد‪ª‬ين ما لم يأ‪Ž‬ذن‪ Ž‬به الله‪} ،{$‬ق‪Ü‬ل‪ Ž‬أرأيت‪$‬م ما‬

‫)‪(42‬‬
‫كلمة حق‬

‫أنزل الله‪ $‬لك‪Ü‬م من رزق‪ £‬فجع ‪Ž‬لت‪$‬م منه‪ $‬حراما‪ b‬وحلل‪ b‬ق‪Ü‬ل‪ Ž‬آلله‪ $‬أذن لك‪Ü‬م أم على الله تف‪Ž‬تر‪$‬ون{‬
‫و }ول تق‪Ü‬ول‪Ü‬وا لما تصف‪ $‬أل‪Ž‬سنت‪$‬ك‪Ü‬م‪ $‬ال‪Ž‬كذب هذا حلل‪ Ý‬وهذا حرام© لتف‪Ž‬تر‪$‬وا على الله ال‪Ž‬كذب‬
‫إن الذين يف‪Ž‬تر‪$‬ون على الله ال‪Ž‬كذب ل ‪$‬يف‪Ž‬لح‪$‬ون{‪..‬‬

‫وقال الشنقيطي ف أضواء البيان عند تفسيه هذه الية من سورة الائدة‪ :‬الظاهر‬
‫التبادر من سياق اليات‪ ،‬أن الية }فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ نازلة ف السلمي‪ ،‬لنه تعال‬
‫قال قبلها ماطبا لسلمي هذه المة‪} :‬فل تخشو‪$‬ا الن•اس واخشون ول تشتر‪$‬وا بآياتي ثمنا‬
‫قليل{ ث قال‪} :‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ فالطاب للمسلمي‬
‫كما هو ظاهر متبادر من سياق الية‪ ..‬ومن ل يكم با أنزل ال معارضة للرسل وإبطال‬
‫لحكام ال فظلمه وفسقه وكفره كلها كفر مرج عن اللة‪.‬‬

‫وقال الشنقيطي ف قوله تعال‪} :‬إن هذا ال‪Ž‬ق‪Ü‬رآن يهدي للتي هي أق‪Ž‬وم{‪ ،‬ومن هدى‬
‫القرآن للت هي أقوم‪ :‬بيانه أن كل من اتبع تشريعا غي التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم‬
‫م مد صلى ا ل عل يه و سلم فات باعه لذلك الت شريع ال خالف ك فر بواح مرج عن ال لة‬
‫السلمية‪.‬‬

‫ولا قال الكفار للنب صلى ال عليه وسلم الشاة تصبح ميتة‪ ،‬من قتلها؟ فقال لم‪" :‬‬
‫ال قتلها " فقالوا له‪ :‬ما ذبتم بأيدكم حلل وما ذبه ال بيده الكرية تقولون إنه حرام‪..‬‬
‫فأنتم إذن أحسن من ال؟‪ ...‬فأنزل ال فيهم قوله تعال‪} :‬ول ت ‪Ž‬أك‪Ü‬ل‪Ü‬وا مم•ا لم ي‪$‬ذ‪Ž‬كر اسم‬
‫الله عليه وإ•نه‪ $‬لفس ©ق وإن الش•ياطي لي‪$‬وح‪$‬ون إلى أوليائهم لي‪$‬جادل‪Ü‬وك‪Ü‬م وإن‪ Ž‬أطعت‪$‬م‪$‬وه‪$‬م إن•ك‪Ü‬م‬
‫لم‪$‬شرك‪Ü‬ون{‪ ..‬ف هو ق سم من ا ل أق سم به ع لى أن من ات بع ال شيطان ف تل يل الي تة أ نه‬
‫مشرك وهذا الشرك مرج عن اللة بإجاع السلمي وسيوبخ ال مرتكبه يوم القيامة بقوله‪:‬‬
‫}ألم أعهد إليك‪Ü‬م يا بني آدم أ ن‪ Ž‬ل تع ب‪$‬د‪$‬وا ال ش•يطان إ•ن ه‪ $‬لك‪Ü‬م ع د‪$‬و‪ ì‬م‪$‬ب ي©{ لن طاعته ف‬
‫تشريعه الخالف للوحي هي عبادته‪ ،‬قال تعال‪} :‬وإ ن‪ Ž‬يدع‪$‬ون إلا شيطانا‪ b‬مريد‪b‬ا{ أي ما‬
‫يعبدون إل شيطانا‪ ،‬وذلك باتباعهم تشريعه وقال‪} :‬وكذلك زي•ن لكث ي‪ £‬من ا‪Ž‬لم‪$‬شركي‬
‫قتل أولدهم ش‪$‬ركاؤ‪$‬ه‪$‬م{ فسماهم شركاء لنم أطاعوهم ف معصية ال‪ ..‬والعجب من‬
‫يكم غي تشريع ال ث يدعي السلم‪} :‬أفغير الله أبتغي حكما‪ b‬و ه‪$‬و الذي أنزل إليك‪Ü‬م‬
‫ال‪Ž‬كتاب م‪$‬فص•ل{‪..‬‬

‫وبعد‪..‬‬

‫)‪(43‬‬
‫كلمة حق‬

‫فإن الكم با وضعه الفراد من قواني مستوردة من دول الكفر لتطبق ف البلد‬
‫ال سلمية‪ ،‬ول سيما ف ا لواد ا لت هي صرية ف مال فة الك تاب وال سنة ال صحيحة أو‬
‫ال سنة‪ ،‬كفر بل ر يب و ضلل ل ير قى إل يه شك كإبا حة الر با‪ ..‬ومار سة الز نا‪ ،‬وإلغاء‬
‫الد على شارب المر‪ ،‬والزان والسارق والارب ونو ذلك وكذا يكفر من يتحاكم‬
‫إل ذلك القانون‪ ..‬راضيا به‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قوله تعال‪} :‬ألم تر إلى الذين يزع‪$‬م‪$‬ون أ•نه‪$‬م آمن‪$‬وا بما أ‪Ü‬نزل إليك وما أ‪Ü‬نزل‬
‫من قبلك ي‪$‬ريد‪$‬ون أن‪ Ž‬يتحاكم‪$‬وا إلى الطاغ‪Ü‬وت وقد أ‪Ü‬مر‪$‬وا أن‪ Ž‬يك‪Ž‬ف‪Ü‬ر‪$‬وا به وي‪$‬ريد‪ $‬الش•يطان‪ Ü‬أن‬
‫ي‪$‬ضله‪$‬م ضلل‪ b‬بعيدا{‪..‬‬

‫والع ن أل تر إ ل هذا الع جب العجاب من قوم يزعمون اليان ث يهدمون هذا‬


‫الز عم ف آن وا حد‪ ،‬قوم يزع مون أ نم آم نوا با أ نزل إل يك و ما أ نزل من قب لك ث ل‬
‫يتحاكمون إل ما أنزل عليك وإنا يريدون أن يتحاكموا إل شيء آخر وإل منهج آخر‬
‫وإل حكم آخر‪ ،‬يريدون أن يتحاكموا إل الطاغوت الذي يالف ما أنزله ال عليك وما‬
‫أنزله على من قبلك‪ ،‬ول ضابط له ول ميزان وهم يعلمون يقينا أن هذا الطاغوت يرم‬
‫التحاكم إليه }وقد أ‪Ü‬مر‪$‬وا أن‪ Ž‬يك‪Ž‬ف‪Ü‬ر‪$‬وا به { ومن ث ل يستقيم هذا الزعم }وي‪$‬ريد‪ $‬الش•يطان‬
‫أن‪ Ž‬ي‪$‬ضله‪$‬م ضلل‪ b‬بعيدا{‪ ..‬فهذه هي العلة الكامنة وراء إرادتم التحاكم إل الطاغوت‪..‬‬
‫فن جد ف هذه ال ية تد يدا كامل دقي قا حا سا ل شرط ال يان و حد ال سلم‪ ،‬و ند في ها‬
‫شهادة من ا ل ب عدم ال يان ل لذين ير يدون أن يت حاكموا إ ل ال طاغوت و قد أ مروا أن‬
‫يكفروا به‪.‬‬

‫قال ابن كثي‪ :‬هذا إنكار من ال عز وجل على من يدعي اليان با أنزل ال على‬
‫رسوله وعلى النبياء القدمي‪ ،‬وهو مع ذلك يريد التحاكم ف فصل الصومات إل غي‬
‫كتاب ال وسنة رسوله‪ ،‬كما ذكر ف سبب نزول هذه الية أنا ف رجل من النصار‬
‫ور جل من الي هود تا صما‪ ،‬فج عل الي هودي ي قول‪ :‬بي ن وبي نك م مد وذاك ي قول بي ن‬
‫وبينك كعب بن الشرف‪ ،‬وقيل نزلت ف جاعة من النافقي من أظهروا السلم أرادوا‬
‫أن يت حاكموا إ ل ح كام الاهل ية‪ ،‬وال ية أ عم من ذ لك ك له‪ ،‬فإ نا ذا مة لن عدلوا عن‬
‫كتاب ال وسنة رسوله‪ ،‬وتاكموا إل ما سواها من الباطل‪ ،‬ومن هنا جاء قولنا‪ :‬الكم‬
‫بغ ي ما أ نزل ا ل والت حاكم إ ل غ ي ا ل ك فر‪ ،‬لن ا لاكم بغ ي ما أ نزل ا ل طاغوت‪،‬‬
‫والطاغوت مشتق من الطغيان وهو ماوزة الد‪ ،‬ويطلق على الشيطان والكهان وكل ما‬
‫عبد من دون ال وقد حده ابن القيم حدا جامعا فقال‪ :‬الطاغوت كل ما جاوز به العبد‬

‫)‪(44‬‬
‫كلمة حق‬

‫حدوده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه من غي ال‬


‫ورسوله أو يعبدونه من دون ال‪ ،‬أو يتبعونه على غي بصية من ال أو يطيعونه فيما ل‬
‫يعلمون أنه طاعة ال‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫فإذا تأملت هذا التعريف عرفت أن حكم القانون الخالف للشريعة طاغوت‪ ،‬وأن‬
‫الاكم بغي ما أنزل ال طاغوت‪ ،‬لنه حكم بتشريع وضعي ل يستند إل الكتاب والسنة‬
‫ول إل إجاع الئمة‪ ،‬وإنا يستند إل زبالة أفكار وضعها من ل يعرفون ال‪ ،‬أو يعرفونه‬
‫ول كن ل يترمون شريعته‪ ،‬ول يعر فون مع ن ر بوبيته ول أ لوهيته‪ ،‬أو يعر فون ول كن ل‬
‫يؤمنون‪ ..‬فأي إسلم وأي إيان يبقى لن منح البشر اختصاص الربوبية والرسالة من حق‬
‫الت شريع‪ ،‬وال ضوع والذ عان ال تام لغ ي ا ل ور سوله‪ ،‬لن مع ن ال سلم الست سلم ل‬
‫ورسوله بالطاعة والضوع للوامر الصادرة منهما‪ ،‬ول يصح إسلم من يتمرد على حكم‬
‫ال ورسوله‪..‬‬

‫رابعا‪ :‬قوله تعال‪} :‬فل ورب‪ª‬ك ل ي‪$‬ؤم ن‪$‬ون حت•ى ي‪$‬حك* م‪$‬وك فيما شجر بينه‪$‬م ‪Ü‬ثم• ل‬
‫يجد‪$‬وا في أنف‪Ü‬سهم حرج‪b‬ا مم•ا قضيت وي‪$‬س*لم‪$‬وا تسليما{‪..‬‬

‫يقسم ال تعال بنفسه الكرية القدسة أنه ل يؤمن أحد حت ي‪$‬حك*م الرسول صلى‬
‫ا ل عل يه و سلم ف ج يع ا لمور ف ما ح كم به ف هو ا لق ا لذي يب النق ياد إل يه باط نا‬
‫وظاهرا‪ b‬ولذا قال‪Ü} :‬ثم• ل يجد‪$‬وا في أنف‪Ü‬سهم حرجا‪ b‬مم•ا قضيت وي‪$‬سل*م‪$‬وا تسليما‪ ..{b‬أي‬
‫إذا حكموك يطيعونك ف بواطنهم‪ ،‬فل يدون ف أنفسهم حرجا ما حكمت به وينقادون‬
‫له ف ال ظاهر وال باطن في سلمون لذلك ت سليما كل يا‪ b‬بغ ي مان عة ول مداف عة ول مناز عة‪،‬‬
‫روى البخاري بسنده عن عروة قال‪ :‬خاصم الزبي رجل‪ b‬ف شراج الره‪ ،‬فقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ " :‬اسق يا زبي ث أرسل الاء إل جارك " فقال النصاري‪ :‬يا رسول ال أن‬
‫كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال‪ " :‬اسق يا زبي ث‬
‫احبس الاء حت يرجع إل الذر ث أرسل الاء إل جارك "‪ ..‬فاستوف النب صلى ال عليه‬
‫وسلم للزبي حقه ف صريح الكم من النصاري وكان أشار عليهما النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بأمر لما فيه سعة‪ ،‬قال‪ :‬ل أحسب هذه الية إل نزلت ف ذلك }فل ورب‪ª‬ك ل‬
‫ي‪$‬ؤم ن‪$‬ون ح ت•ى ي‪$‬حك* م‪$‬وك فيما شجر بينه‪$‬م{ فلننظر كيف يؤكد ال نفي اليان عمن ل‬
‫يكم رسوله ف المر التنازع عليه‪:‬‬

‫)‪(45‬‬
‫كلمة حق‬

‫فأول‪ :‬صدر الملة السية بالقسم‪ ،‬ومعلوم أن القسم ل يؤتى به إل للتأكيد فأكد‬
‫نفي اليان بالقسم بذاته القدسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أكده بأن ل يد بعد التحكيم حرجا‪ b‬أي ضيقا ف النفس من ذلك الكم‬
‫الصادر من ال أو من الرسول‪ ،‬وف معناها الكتاب والسنة‪...‬‬

‫ثالثا‪ :‬وأكد قوله }وي‪$‬سل*م‪$‬وا{ بالصدر الذي هو }تسليما‪ {b‬لنفي الاز فهذه الية‬
‫مؤكدة بذه التأكيدات الت أعظمها قسم الرب تبارك وتعال بنفي اليان عمن ل يرض‬
‫بك تاب ا ل و سنة ر سوله‪ ،‬و لو ل يرد من الن صوص إل هذه ال ية ل كانت كاف ية‪ ..‬قال‬
‫القاضي‪ :‬ويب أن يكون التحاكم إل الطاغوت كفرا‪ ،b‬وعدم الرضا بكم ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم كفر‪ ،‬ويدل عليه وجوده‪:‬‬

‫‪ (1‬أنه تعال قال‪} :‬ي‪$‬ريد‪$‬ون أن‪ Ž‬يتحاكم‪$‬وا إلى الطاغ‪Ü‬وت وقد أ‪Ü‬مر‪$‬وا أن‪ Ž‬يك‪Ž‬ف‪Ü‬ر‪$‬وا به{‬
‫فجعل التحاكم إل الطاغوت يكون إيانا به ول شك أن اليان بالطاغوت كفر بال كما‬
‫أن الكفر بالطاغوت إيان بال‪..‬‬

‫‪ (2‬قوله ت عال‪} :‬فل ورب‪ª‬ك ل ي‪$‬ؤم ن‪$‬ون ح ت•ى ي‪$‬حك* م‪$‬وك فيما شجر بينه‪$‬م ‪Ü‬ث م• ل‬
‫يجد‪$‬وا في أنف‪Ü‬سهم حرج‪b‬ا مم•ا قضيت وي‪$‬سل*م‪$‬وا تسليما{ وهذا نص ف تكفي من ل يرض‬
‫بكم الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ (3‬و قوله ت عال‪} :‬فل‪Ž‬يحذر الذين ي‪$‬خالف‪Ü‬ون عن أمره أ ن‪ Ž‬ت‪$‬صيبه‪$‬م فتن ‪Ý‬ة أو ي‪$‬صيبه‪$‬م‬
‫عذاب© أليم{‪ ..‬وهذا يدل على أن مالفته معصية عظيمة‪ ،‬وف هذه اليات دلئل على أن‬
‫من رد شيئا من أوامر ال أو أوامر الرسول صلى ال عليه وسلم فهو خارج عن السلم‬
‫سواء رده من جهة الشك أو من جهة التمرد وذلك يوجب صحة ما ذهب الصحابة إليه‬
‫من الكم بارتداد مانعي الزكاة وقتلهم وسب ذراريهم ]‪ .[20‬أهـ‪.‬‬

‫و لا حرم الر سول صلى ا ل عل يه و سلم ع لى نف سه و طء أم ته أم إبراه يم أو أ كل‬


‫العسل قال ال تعال ماطب‪b‬ا له‪} :‬يا أي‪Þ‬ها الن•ب ي‪ Þ‬لم ت‪$‬ح ‪ª‬رم‪ $‬ما أحل الله‪ $‬لك تبتغي مرضات‬
‫أزواجك{ وخاطبه ف صورة الاثية‪Ü} :‬ثم• جعل‪Ž‬ناك على شريعة‪ £‬من ال‪Ž‬أمر فات•بعها ول تت•بع‬
‫أهواءَ الذين ل يعلم‪$‬ون{ فإذا كان سيد الولي والخرين والرسل رحة للعالي ياطبه ال‬

‫‪ (20‬التفسي الكبي لفخر الدين الرازي ‪.2 ،3/9‬‬

‫)‪(46‬‬
‫كلمة حق‬

‫بأنه ليس له الق ف تري ما أحل ال له‪ ،‬وحذره من أن يتبع أهواء الذين ل يعلمون من‬
‫الكفرة واللحدة وجهلة العرب‪ ،‬فكيف بغيه من ينصب نفسه مشرعا ويعل للشعب‬
‫والسلطة الاكمة حق التشريع ف سن النظمة والقواني وإجبار الناس عليها‪ ،‬وكثي منها‬
‫‪ -‬إن ل نقل كلها ‪ -‬تالف كتاب ال اليد‪ ،‬وتالف سنة رسوله صلى ال عليه وسلم‪..‬‬

‫قال سبحانه‪} :‬فل‪Ž‬يحذر الذين ي‪$‬خالف‪Ü‬ون عن أمره أن‪ Ž‬ت‪$‬صيبه‪$‬م فتنة‪ Ý‬أو ي‪$‬صيبه‪$‬م عذاب‬
‫أليم{ و قال جل وعل‪} :‬من ي‪$‬طع الر• س‪$‬ول فقد أطاع الله { ومفهوم ها أن من ل ي طع‬
‫الر سول صلى ا ل عل يه و سلم ف أح كامه و ل يت بع سنته ف قد خالف ال وع صاه‪ ..‬وإذا‬
‫كانت ال ية ‪ 44‬من سورة ا لائدة خت مت ب قوله ت عال } ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‬
‫ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{ فإن ال ية ‪ 45‬خت مت ب قوله ت عال‪ } :‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬الظالم‪$‬ون{‬
‫وال ية ‪ 47‬ب قوله‪ } :‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬فاس ق‪Ü‬ون{‪ ،‬و جاء ب عدها آ ية‪} :‬وأنزل‪Ž‬نا إليك ال‪Ž‬كتاب‬
‫بال‪Ž‬حق‪ ª‬م‪$‬صد‪ª‬قا‪ b‬لما بين يديه من ال‪Ž‬كتاب وم‪$‬هيمنا‪ b‬عليه فاحك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل الله‪ $‬ول تت•بع‬
‫أهواءَه‪$‬م عم•ا جاءَك من ال‪Ž‬حق{ وبعدها قوله تعال‪} :‬وأن احك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل الله‪ $‬ول‬
‫تت•بع أهواءَه‪$‬م واحذره‪$‬م أ ن‪ Ž‬يف‪Ž‬ت ن‪$‬وك عن بعض ما أنزل الل ه‪ $‬إليك{‪ ..‬وب عدها تأت ال ية‬
‫التالية‪} :‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهلي•ة يبغ‪$‬ون ومن أحسن‪ $‬من الله ‪$‬حك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪...‬‬

‫خام سا‪ :‬قوله تعال‪} :‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهل ي•ة يب غ‪$‬ون ومن أحس ن‪ $‬من الله ‪$‬حك‪ Ž‬ما‪ b‬لقوم‬
‫ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪..‬‬

‫إن ا ل قد ح كم أن أي ح كم غ ي م ستند للك تاب وال سنة أو يالف ح كم ا ل‬


‫ور سوله ي كون من أح كام الاهل ية‪ ،‬وأح كام الاهل ية ك فر و ضلل‪ ،‬و لن ال كم ما‬
‫اختص به الالق العظيم وحده‪..‬‬

‫إن القرآن يضع الناس على مفرق الطريق‪ ..‬فإما حكم ال وإما حكم الاهلية‪ ،‬ول‬
‫وسط بي الفريقي ول بديل‪ ..‬حكم ال يقوم ف الرض وشريعة ال تنفذ ف حياة الناس‪،‬‬
‫ومنهج ا ل ي قود ح ياة الب شر أو ح كم الاهل ية و شريعة الوى ومنهج العبود ية‪ ..‬فأيه ما‬
‫يريدون؟‪..‬‬

‫إن معن الاهلية يتحدد بذا النص‪ ،‬فالاهلية ‪ -‬كما يصفها ال ويددها قرآنه ‪-‬‬
‫هي حكم البشر للبشر‪ ،‬لنا هي عبودية البشر للبشر‪ ،‬والروج من عبودية ال‪ ،‬ورفض‬

‫)‪(47‬‬
‫كلمة حق‬

‫ألوهية ال‪ ،‬والعتراف ف مقابل هذا الرفض بألوهية بعض البشر وبالعبودية لم من دون‬
‫ال‪..‬‬

‫إن الاهل ية ف ضوء هذا ال نص ‪ -‬لي ست فترة من الز مان ‪ -‬ولكن ها و ضع من‬
‫الو ضاع‪ ..‬هذا الو ضع يو جد با لمس ويو جد ال يوم ويو جد غدا‪ ،‬فيأ خذ صفة الاهل ية‬
‫القاب لة لل سلم والناق ضة لل سلم‪ ..‬وال ناس ‪ -‬ف أي ز مان و ف أي م كان ‪ -‬إ ما أ نم‬
‫يك مون ب شريعة ا ل دون فت نة عن ها كل ها و عن ب عض من ها ‪ -‬ويقبلو نا وي سلمون با‬
‫تسليما‪ ،‬فهم إذن ف دين ال‪ ،‬وإما أنم يكمون بشريعة من صنع البشر ف أي صورة من‬
‫الصور ويقبلونا‪ ،‬فهم إذن ف جاهلية‪ ،‬وهم ف دين من يكمون بشريعته‪ ،‬وليسوا بال ف‬
‫دين ال‪..‬‬

‫وا لذي ل يبت غي ح كم ا ل يبت غي ح كم الاهل ية‪ ،‬وا لذي ير فض شريعة ا ل يق بل‬
‫شريعة الاهلية ويعيش ف الاهلية‪ ،‬وهذا مفرق الطريق‪ ،‬يوقف ال الناس عليه‪ ،‬وهم بعد‬
‫ذلك باليار‪ ..‬وهو يسألم سؤال استنكار لبتغائهم حكم الاهلية‪ ،‬وسؤال تقرير لفضلية‬
‫حكم ال‪} :‬ومن أحسن‪ $‬من الله ح‪$‬ك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪ ..‬أجل فمن أحسن من ال حكما؟‬
‫و من ذا ا لذي يرؤ ع لى اد عاء أ نه ي شرع لل ناس وي كم في هم‪ ،‬خ يا ما ي شرع ا ل لم‬
‫وي كم فيهم؟ وأي ح جة ي لك أن ي سوقها بي يدي هذا الد عاء العر يض؟ أي ستطيع أن‬
‫ي قول إ نه أع لم بال ناس من خالق ال ناس؟ أي ستطيع أن ي قول‪ :‬إ نه أر حم بال ناس من رب‬
‫الناس؟ أيستطيع أن يقول إنه أعرف بصال الناس من إله الناس؟ أيستطيع أن يقول‪ :‬إن ال‬
‫سبحانه وهو يشرع شريعته الخية‪ ،‬ويرسل رسوله الخي‪ ،‬ويعل رسوله خات النبيي‪،‬‬
‫ويعل رسالته خاتة الرسالت‪ ،‬ويعل شريعته شريعة البد‪ ،‬كان سبحانه يهل أن أحوال‬
‫ستطرأ أو أن حالت ستستجد‪ ،‬وأن ملبسات ستقع‪ ،‬فلم يسب حسابا ف شريعته لنا‬
‫كانت خافية عليه‪ ،‬حت انكشفت للناس ف آخر الزمان‪..‬؟‬

‫ما ا لذي ي ستطيع أن ي قوله من ين حي شريعة ا ل عن ح كم ال ياة؟ وي ستبدل با‬


‫شريعته الاهلية وحكم الاهلية‪ ،‬ويعل هواه هو أو هوى شعب من الشعوب أو هوى‬
‫جيل من أجيال البشر فوق حكم ال‪ ،‬وفوق شريعة ال!! ما الذي يستطيع أن يقوله‪ :‬وهو‬
‫يدعي أنه من السلمي؟ الظروف؟ اللبسات؟ عدم رغبة الناس؟ الوف من العداء؟ أل‬
‫يكن هذا كله ف علم ال وهو يأمر السلمي أن يقيموا بينهم شريعته وأن يسيوا على‬
‫منهجه‪ ،‬وأل ي‪$‬فتنوا عن بعض ما أنزله؟‪.‬‬

‫)‪(48‬‬
‫كلمة حق‬

‫أم ماذا سيدعون‪ :‬ق صور شريعة ا ل عن ا ستيعاب الا جات ال طارئة والو ضاع‬
‫التجددة والحوال التغلبة؟ أل يكن ذلك ف علم ال وهو يشدد هذا التشديد ويذر هذا‬
‫الت حذير؟ إن مفرق الطر يق الذي ل مهرب ع نده من اليار ول فائدة من الماحكة ول‬
‫ا لدال ‪ -‬إ ما ال سلم وإ ما جاهل ية‪ ..‬إ ما إ يان وإ ما ك فر‪ ..‬إ ما ح كم ا ل أو ح كم‬
‫الاهلية‪ ..‬والذين ل يكمون با أنزل ال هم الكافرون والظالون والفاسقون‪ ،‬والذين ل‬
‫يقبلون حكم ال من الكومي ما هم بؤمني‪..‬‬

‫قال ابن كثي ف تفسي هذه الية‪ :‬ينكر تعال على من خرج عن حكم ال ال‪Ü‬حكم‬
‫ال شتمل ع لى كل خ ي‪ ،‬ال ناهي عن كل شر‪ ،‬و عدل إ ل ما سواه من ا لراء وا لهواء‬
‫وال صطلحات ا لت و ضعها الر جال بل م ستند من شريعة ا ل‪ ،‬ك ما كان أهل الاهل ية‬
‫يكمون به من الضللت والهالت ما يضعونا بآرائهم وأهوائهم‪ ،‬وكما يكم به التتار‬
‫من السيا سات اللك ية ا لأخوذة عن ملك هم جنك يز خان ا لذي و ضع لم اليا سق‪ ،‬و هو‬
‫عبارة عن كتاب مموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شت من اليهودية والنصرانية‬
‫واللة السلمية وفيها كثي من الحكان الت أخذها من مرد نظره وهواه فسارت ف بنيه‬
‫شرعا متبعا‪ ،‬يقدمونا على الكم بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ومن فعل‬
‫ذلك منهم فهو كافر يب قتله حت يرجع إل حكم ال ورسوله فل ي‪$‬حك*م سواه ف قليل‬
‫ول كثي‪ ،‬والعن أيبتغون ويريدون حكم الاهلية؟ وعن حكم ال يعدلون‪} :‬ومن أحسن‬
‫من الله ح‪$‬ك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪ ..‬أي من أعدل من ال ف حكمه لن عقل عن ال شرعه‬
‫وآمن به وأيقنه وعلم أنه تعال أحكم الاكمي وأرحم الراحي بلقه من الوالدة بولدها‬
‫فإنه تعال هو العال بكل شيء القادر على كل شيء العادل ف كل شيء‪...‬‬

‫قال ا بن أ ب حات ب سنده عن ال سن ي قول‪ :‬من ح كم بغ ي ح كم ا ل فح كم‬


‫الاهل ية‪ ..‬وروى ال طبان عن ا بن ع باس قال‪ :‬قال ر سول ا ل صلى ا ل عل يه و سلم‪" :‬‬
‫أبغض الناس عند ال عز وجل مبتغ ف السلم سنة الاهلية‪ ،‬وطالب دم امرئ بغي حق‬
‫لييق دمه "‪...‬‬

‫ويقول الشيخ أحد شاكر تعليقا على كلم ابن كثي رحهما ال‪ :‬أفيجوز مع ذلك‬
‫ف شرع ا ل أن ي كم ال سلمون ف بلد هم بت شريع مقت بس عن ت شريعات أور با الوثن ية‬
‫اللحدة‪ ،‬بل تشريع تدخله الهواء والراء الباطلة يغيونه ويبدلونه كما يشاءون‪ ،‬ل يبال‬
‫وا ضعه أوا فق شرعة ال سلم أم خالف ها‪ ..،‬إن ال سلمي ل يب لوا بذا قط في ما نع لم من‬
‫تاريهم إل ف ذلك العهد ‪ -‬عهد التتار ‪ -‬وكان من أسوأ عهود الظلم والظلم‪ ،‬ومع هذا‬

‫)‪(49‬‬
‫كلمة حق‬

‫فإنم ل يضعوا له بل غلب السلم التتار ث مزجهم فأدخلهم ف شرعته وزال أثر ما‬
‫صنعوا بثبات السلمي على دينهم وشريعتهم‪ ،‬إن هذا الكم السيء الائر كان مصدره‬
‫الفريق الاكم إذا ذاك ل يندمج فيه أحد من أفراد المم السلمية الكومة ول يتعلموه أو‬
‫يعلموه أبناءهم‪ ،‬فما أسرع ما زال أثره‪ ،‬أفرأيتم هذا الوصف القوي من الافظ ابن كثي‬
‫ف القرن الثامن لذلك القانون الوضعي الذي وضعه عدو السلم جنكيز خان‪..‬؟ ألستم‬
‫ترونه يصف حال السلمي ف هذا العصر ف القرن الرابع عشر‪ ،‬إل ف فرق واحد أن ذاك‬
‫كان ف طبقة خاصة من الكام أتى عليها الزمن سريعا فاندمت ف المة السلمية وزال‬
‫أ ثر ما صنعت ث كان ال سلمون ا لن أ سوء حال وأ شد ظل ما وظل ما لن أ كثر ا لمم‬
‫السلمية تكاد تندمج ف هذه القواني الخالفة للشريعة والت هي أشبه شيء بذلك الياسق‬
‫الذي اصطنعه رجل كافر ظاهر الكفر‪ ،‬هذه القواني الت يصنعها أناس ينتسبون للسلم‬
‫ث يتعلمها أبناء السلمي ويفخرون بذلك آباء وأبناء ث يعلون مرد أمرهم إل مقتضى‬
‫هذا الياسق العصري ويقرون من يالفهم ف ذلك ويسمون من يدعوهم إل الستمساك‬
‫بشريعة السلم رجعيا وجامدا‪ ،‬إل مثل هذه اللفاظ البديئة بل إنم أدخلوا أيديهم فيما‬
‫تبقى ف الكم من التشريع السلمي‪ ،‬يريدون تويله إل ياسقهم العصري‪ ،‬بالوين تارة‬
‫وباللي تارة وبالكر والديعة تارة وبا قادت أيديهم من السلطات تارات‪ ،‬ويصرحون‪..‬‬
‫ول يستحون بأنم يعملون على فصل الدين عن الدولة‪ ،‬والدولة عن الدين‪ ،‬أفيجوز إذن‬
‫مع هذا ل حد من ال سلمي أن يعت نق هذا ا لدين الد يد ‪ -‬أع ن الت شريع الد يد‪ ،‬أ يوز‬
‫لر جل مسلم أن يلي القضاء ف ظل اليا سق العصري وأن يعمل به ويعرض عن شريعته‬
‫البينة؟‬

‫إن المر ف هذه القواني الوضعية واضح وضوح الشمس وهي كفر بواح ل خفاء‬
‫ف يه و مداوره‪ ،‬ول عذر ل حد من ينت سب إ ل ال سلم كائ نا من كان ف الع مل با أو‬
‫الضوع لا أو إقرارها‪ ،‬فليحذر امرؤ نفسه وكل امرئ حسيب نفسه‪ ..‬أهـ‪.[21] .‬‬

‫والقضية ف جوهرها تتلخص ف الجابة على هذا السؤال‪:‬‬

‫أي كون ال كم وال شريعة والتقا ضي ح سب مواث يق ا ل وع قوده و شرائعه ا لت‬


‫استحفظ عليها أصحاب الرسالت السماوية واحدة بعد الخرى‪ ،‬وكتبها على الرسل‪،‬‬
‫وعلى من يتولون المر بعدهم ليسيوا على هداهم؟ أم يكون ذلك كله للهواء التقلبة‪،‬‬

‫‪ (21‬عمدة التفاسي‪ :‬اختيار وتقيق أحد شاكر )‪ (172 ،171 ،4‬دار العارف‪ ..‬عن كتاب اليان‬
‫لنعيم ياسي‪.‬‬

‫)‪(50‬‬
‫كلمة حق‬

‫والصال الت ل ترجع إل أصل ثابت من شرع ال والعرف الذي يصطلح عليه جيل أو‬
‫أجيال؟ وبتعبي آخر‪ ،‬أتكون اللوهية والربوبية والقوامة له ف الرض وف حياة الناس؟ أم‬
‫تكون كلها أو بعضها لحد من خلقه يشرع للناس ما ل يأذن به ال؟‪ ...‬والسلم يقوم‬
‫على ألوهية ال عز وجل الذي ل إله إل هو‪ ،‬وأن شرائعه الت سنها للناس بقتضى ألوهيته‬
‫لم وعبوديتهم له وعاهدهم عليها وعلى القيام با هي الت يب أن يقضي با النبياء ومن‬
‫بعدهم من الكام‪ ..‬وال سبحانه وتعال قد جعل هذه السألة مسألة إيان أو كفر وإسلم‬
‫أو جاهلية وشرع أو هوى‪ ،‬فل وسط ف هذا المر ول هدنة ول صلح‪ ..‬فالؤمنون هم‬
‫الذين يكمون با أنزل ال‪ ..‬ل يرفون منه حرفا ول يبدلون منه شيئا والكافرون الظالون‬
‫الفاسقون هم الذين ل يكمون با أنزل ال‪..‬‬

‫فإنه أما أن يكون الكام قائمي على شريعة ال كاملة فهم ف نطاق اليان‪ ،‬وإما‬
‫أن يكونوا قائمي على شريعة أخرى ما ل يأذن به ال‪ ،‬فهم الكافرون الظالون الفاسقون‪،‬‬
‫وإن الناس إما أن يقبلوا من الكام والقضاة حكم ال وقضاءه ف أمورهم فهم مؤمنون‪..‬‬
‫وإل ف ما هم بالؤمني ول و سط ب ي هذا الطر يق وذ لك‪ ،‬ول ح جة ول م عذرة‪ ،‬ول‬
‫احتجاج بصلحة‪ ،‬فال رب الناس يعلم ما يصلح للناس‪ ،‬ويضع شرائعه لتحقيق مصال‬
‫الناس القيقية وليس أحسن من حكمه وشريعته حكم أو شريعة‪ ..‬وليس لحد من عباده‬
‫أن يقول‪ :‬إنن أرفض شريعة ال‪ ،‬أو إنن أبصر بصلحة اللق من ال‪ ...‬فإن قالا بلسانه‬
‫أو بفعله فقد خرج من نطاق اليان‪..‬‬

‫هذه هي القضية الطية الكبية‪ ،‬بل هي أخطر قضية من قضايا العقيدة السلمية‪.‬‬
‫والنهج السلمي ونظام الكم والياة ف السلم‪ ..‬والناط هو الكم با أنزل ال من‬
‫ال كام وق بول هذا ال كم من ال كومي و عدم ابت غاء غ يه من ال شرائع والح كام‪..‬‬
‫والسلم هو الستسلم والطاعة وإفراد ال سبحانه ‪ -‬باللوهية والربوبية والقوامة على‬
‫الو جود ك له‪ ،‬فمع ن الست سلم ل شريعة ا ل هو ‪ -‬ق بل كل شيء ‪ -‬ال عتراف بألوهيته‬
‫وربوبيته وقوامته وسلطانه ومعن عدم الستسلم لذه الشريعة‪ ،‬واتاذ شريعة غيها ف أية‬
‫جزئية من جزئيات الياة‪ ،‬هو قبل كل شيء رفض العتراف بألوهية ال وربوبيته وقوامته‬
‫و سلطانه‪ ..‬و هي من ث ق ضية ك فر أو إ يان‪ ،‬وجاهل ية أو إ سلم‪ ..‬وال عتراف الط لق‬
‫بالفضلية ل شريعة ا ل‪ ،‬ف كل طور من أ طوار الما عة‪ ،‬و كل حا لة من حالتا‪ ...‬هو‬
‫كذلك أحد من البشر‪ ،‬تفضل أو تاثل شريعة ال‪ ،‬ف أية حالة أو ف أي طور من أطوار‬
‫الماعة النسانية ث يدعي بعد ذلك أنه مؤمن بال‪ ،‬وأنه من السلمي إنه يدعي أنه أعلم‬
‫من ال بال الناس وأحكم من ال ف تدبي أمرهم أو يدعي أن أحوا ‪b‬ل وحاجات جرت ف‬

‫)‪(51‬‬
‫كلمة حق‬

‫حياة الناس‪ ،‬وكأن ال ‪ -‬سبحانه ‪ -‬كان غي عال با وهو يشرع شريعته‪ ،‬أو كان عالا‬
‫با ولكنه ل يشرع لا‪ ..‬ول يستقيم مع هذا الدعاء دعوى اليان والسلم مهما قالا‬
‫باللسان‪..‬‬

‫فأ ما م ظاهر هذه الف ضلية في صعب إدراك ها كل ها‪ ..‬فإن حك مة شرائع ا ل ل‬
‫تنك شف كلها لل ناس ف ج يل من الج يال‪ ،‬والبعض ا لذي ينك شف يصعب التو سع ف‬
‫عرضه هنا‪ ..‬ونكتفي ببعض ما عرض ف ظلل القرآن‪:‬‬

‫)إن شريعة ا ل ت ثل منه جا شامل‪ b‬ومت كامل‪ b‬للح ياة الب شرية‪ ،‬يت ناول بالتنظيم‬
‫وال توجيه والت طوير كل جوانب ال ياة الن سانية‪ ،‬ف ج يع حال تا‪ ،‬ف كل صورها‬
‫وأ شكالا‪ ..‬و هو من هج قائم ع لى الع لم الط لق بقي قة ال كائن الن سان‪ ،‬والا جات‬
‫النسانية‪ ،‬وبقيقة الكون الذي يعيش فيه النسان وبطبيعة القواميس الت تكمه وتكم‬
‫الكينونة النسانية‪ ..‬ومن ث ل يفرط ف شيء من أمور هذه الياة‪ ،‬ول يقع فيه ول ينشأ‬
‫عنه أي تصادم مدمر بي أنواع النشاط النسان‪ ،‬ول أي تصادم مدمر بي هذا النشاط‬
‫والنواميس الكونية‪ ،‬إنا يقع التوازن والعتدال والتوافق والتناسق‪ ..‬المر الذي ل يتوافر‬
‫أبدا لنهج من صنع النسان الذي ل يعلم إل ظاهرا من المر‪ ،‬وإل الانب الكشوف ف‬
‫فترة زمنية معينة‪ ،‬ول يسلم بنهج يبتدعه من آثار الهل النسان‪ ،‬ول يلو من التصادم‬
‫الدمر بي بعض ألوان النشاط وبعض الزات العنيفة الناشئة عن هذا التصادم‪ ..‬وهو منهج‬
‫قائم على العدل الطلق‪ ..‬أول‪ ..‬لن ال يعلم حق العلم ب يتحقق العدل الطلق وكيف‬
‫يتحقق‪ ..‬وثان يا‪ ..‬لنه سبحانه رب الم يع‪ ،‬ف هو ا لذي ي لك أن يعدل ب ي الم يع‪ ،‬وأن‬
‫ييء منهجه وشرعه مبأ من الوى واليل والضعف‪ ..‬كما أنه مبأ من الهل والقصور‬
‫والغلو والتفريط ‪ -‬المر الذي ل يكن أن يتوافر ف أي منهج أو ف أي شرع من صنع‬
‫الن سان ذي ال شهوات وال يول‪ ،‬وال ضعف وا لوى ‪ -‬فوق ما به من ال هل والق صور ‪-‬‬
‫سواء كان الشرع فردا‪ ،b‬أو طبقة‪ ،‬أو أمة‪ ،‬أو جيل‪ b‬من أجيال البشر‪ ..‬فلكل حالة من هذه‬
‫الالت أهواؤها وشهواتا وميولا ورغباتا‪ ،‬فوق أن لا جهلها وقصورها وعجزها عن‬
‫الرؤية الكاملة لوانب المر كله حت ف الالة الواحدة ف اليل الواحد‪ ..‬وهو منهج‬
‫متناسق مع ناموس الكون كله‪ ..‬لن صاحبه هو صاحب هذا الكون كله‪ ..‬صانع الكون‬
‫و صانع الن سان‪ ..‬فإذا شرع للن سان شرع له كعن صر كون‪ ،‬له سيطرة ع لى عنا صر‬
‫كون ية م سخرة له بأمر خالقه‪ ،‬ب شرط ال سي ع لى هداه وب شرط معر فة هذه العنا صر‬
‫والقواني الن تكمها‪ ...‬ومن هنا يقع التناسق بي حركة النسان وحركة الكون الذي‬
‫يعيش فيه‪ ،‬وتأخذ الشريعة الت تنظم حياته طابعا كونيا‪ ،‬ويتعامل با ل مع نفسه فحسب‪،‬‬

‫)‪(52‬‬
‫كلمة حق‬

‫ول مع بن جنسه فحسب ولكن كذلك مع الحياء والشياء ف هذا الكون العريض‪،‬‬
‫ا لذي يع يش ف يه‪ ،‬ول ي لك أن ين فذ م نه‪ ،‬ول بد له من التعا مل م عه و فق من هاج سليم‬
‫قوي‪..‬‬

‫ث‪ ..‬إنه النهج الوحيد الذي يتحرر فيه النسان من العبودية للنسان‪ ..‬ففي كل‬
‫من هج‪ ..‬غ ي الن هج ال سلمي‪ ..‬يتع بد ال ناس ال ناس‪ ..‬ويع بد ال ناس ال ناس‪ ..‬و ف الن هج‬
‫السلمي‪ ..‬وحده يرج الناس من عبادة العباد إل عبادة ال وحده بل شريك‪...‬‬

‫إن أخص خصائص اللوهية هي الاكمية‪ ..‬فالذي يشرع لموعة من الناس يأخذ‬
‫فيهم مكان اللوهية ويستخدم خصائصها‪ .‬فهم عبيده ل عبيد ال وهم ف دينه ل ف دين‬
‫ال‪ ..‬والسلم حي يعل الشريعة ل وحده يرج الناس من عبادة العباد إل عبادة ال‬
‫وحده‪ ..‬ويعلن ترير النسان‪ ..‬بل يعلن )ميلد النسان(‪ ...‬فالنسان ل يولد‪ ،‬ول يوجد‬
‫إل حيث تتحرر رقبته من حكم إنسان مثله‪ ،‬وإل حي يتساوى ف هذا الشأن مع الناس‬
‫جيعا أمام رب الناس‪..‬‬

‫إن هذه القضية‪ ..‬هي أخطر وأكب قضايا العقيدة‪ ...‬إنا قضية اللوهية والعبودية‪..‬‬
‫قضية الرية والساواة‪ ..‬قضية ترير النسان‪ ...‬بل ميلد النسان‪ ..‬وهي من أجل هذا‬
‫كله كانت قضية الكفر أو اليان وقضية الاهلية أو السلم‪..‬‬

‫والاهلية ليست فترة تاريية‪ ،‬إنا هي حالة توجد كلما وجدت مقوماتا ف وضع‬
‫أو نظام‪ ...‬وهي ف صميمها الرجوع بالكم والتشريع إل أهواء البشر‪ ،‬ل إل منهج ال‬
‫و شريعته للح ياة‪ ..‬ويستوي أن ت كون هذه ا لهواء أ هواء فرد‪ ،‬أو أهواء طبقة‪ ،‬أو أهواء‬
‫أ مة‪ ،‬أو أ هواء ج يل كا مل من ال ناس‪ ..‬فكل ها‪ ..‬ما دا مت ل تر جع إ ل شريعة ا ل‪..‬‬
‫أهواء‪....‬‬

‫يشرع فرد لماعته فإذا هي جاهلية لن هواه هو القانون‪ ..‬أو رأيه هو القانون‪...‬‬
‫ل فرق إل ف العبارات‪ ..‬وتشرع طبقة لسائر الطبقات فإذا هي جاهلية‪ ..‬لن مصال تلك‬
‫الطبقة هي القانون‪ ..‬أو رأي الغلبية البلانية هو القانون‪ .‬فل فرق إل ف العبارات‪..‬‬

‫وت شرع ممو عة من ال مة للب شرية فإذا هي جاهل ية‪ ..‬لن أ هدافها القوم ية هي‬
‫القانون‪ ..‬فل فرق إل ف العبارات‪..‬‬

‫)‪(53‬‬
‫كلمة حق‬

‫وت شرع ممو عة من ال مة للب شرية فإذا هي جاهل ية‪ ..‬لن أ هدافها القوم ية هي‬
‫القانون‪ ..‬أو رأي الامع الدولية هو القانون‪ ..‬فل فرق إل ف العبارات‪ ..‬ويشرع خالق‬
‫ا لفراد‪ ،‬و خالق الما عات‪ ،‬و خالق ا لمم والج يال للجم يع فإذا هي شريعة ا ل ا لت ل‬
‫ماباة فيها لحد على حساب أحد‪ ،‬لفرد ول لماعة ول لدولة‪ ،‬ول ليل من الجيال‪،‬‬
‫لن ال رب الميع والكل لديه سواء‪.‬‬

‫و لن ا ل يع لم حقي قة الم يع وم صلحة الم يع‪ ،‬فل ي فوته سبحانه أن ير عى‬


‫مصالهم وحاجاتم دون تفريط ول إفراط‪..‬‬

‫ويشرع غي ال للناس‪ ..‬فإذا هم عبيد من يشرع لم‪ ،‬كائنا من كان‪ ،‬فردا‪ b‬أو طبقة‬
‫أو أمة أو مموعة من المم‪..‬‬

‫ويشرع ال للناس‪ ..‬فإذا هم كلهم أحرار متساوون‪ ،‬ول ينون جباههم إل ل ول‬
‫يعبدون إل ال‪ ،‬ومن هنا خطورة هذه القضية ف حياة بن النسان‪ ،‬وف نظام الكون كله‬
‫}ولو ات•بع ال‪Ž‬حق‪ Þ‬أهواءَه‪$‬م لفسدت الس•ماوات‪ $‬وال‪Ž‬أرض‪ $‬ومن فيهن•{‪..‬‬

‫فالكم بغي ما أنزل ال معناه الشر والفساد والروج ف النهاية عن نطاق اليان‪..‬‬
‫بنص القرآن‪..‬‬

‫)‪(54‬‬
‫كلمة حق‬

‫التامات الشنيعة الت ألصقتها النيابة‬


‫بالدكتور عمر أحد علي عبد الرحن‬
‫من مرافعات النيابة ف التهم النسوبة إل الدكتور عمر عبد الرحن ف القضية رقم‬
‫‪ 462‬أمن دولة عليا‪ ،‬تاريخ مضر جلسة الناية رقم ‪ 2359‬لسنة ‪ 1982‬عابدين‬

‫قال مثل الدعاء الامي العام رجاء العرب‪:‬‬

‫ونأت إل التهمي وقد اختصصت لنفسي باثن عشر متهما‪ b‬وأولم كبيهم‪.‬‬

‫أمي هم م لس العل ماء في هم وكل ها أ ساء حل ها بدارة فائ قة‪ ،‬و صل بدرا سته إ ل‬
‫مكا نة أه•ل ته لن ي قف ف أ عرق العا هد العلم ية‪ ..‬و هو ا لزهر ال شريف‪ ،‬لين شر الع لم‬
‫والعرفة على الطلب‪ ..‬ولكنه نشر التعصب والتزمت‪ ،‬نشر التطرف‪ ،‬نشر الرهاب‪ ،‬نشر‬
‫البغ ضاء ب ي طوائف هذا ال شعب‪ ،‬سخر عل مه ل لث و ل ي سخره للخ ي‪ ،‬سخر ا لدين‬
‫للعدوان ول يسخره للخاء والبة‪ ،‬ساهم بعلمه على الفتنة بي السلمي‪ ..‬وهو يعلم علم‬
‫اليق ي أ نا أ شد من الق تل‪ ..‬فعل ها مت خذا‪ b‬من ا لدين ستار‪b‬ا ي ستهوي به الق لوب لتنف يذ‬
‫أغراضه ومآربه‪ ،‬اعتقل ف عهد مضى لثامه ث أقاله ال من عثرته‪ ..‬وبدل من أن يسخر‬
‫علمه للخي أعان بالضلل هذا الشباب على ارتكاب الشر فكان أن وافق هواهم فنصبوه‬
‫زعيما‪ ..‬ومن هذه النقطة تبدأ جرائمه‪.‬‬

‫فعلينا أن نقيم الدلة على هذه الزعامة‪ ..‬ولسوف أبدأ با يرد ف هذا الشأن من‬
‫أقوال بعض‪ ..‬وليس الكل‪ ..‬وسوف أركز على أقوال القادة منهم‪ ..‬لنم كما تعلمون‬
‫حضرات الستشارين أن أي تنظيم سري ل يكن أن يكشف كافة قياداته لقواعده‪ ..‬وإل‬
‫بات أمن التنظيم ف خطر‪ ،‬وفقدت السرية مقوماتا‪ ..‬وأول من اقتطف أقوالم هو التهم‬
‫طارق عبد الوجود الزمر‪ ..‬ذلك التهم الذي أصيب ف واقعة القاومة عند القبض عليه‪،‬‬
‫والذي سبق أن أصيب من زميل له حي مشاركته ف أحداث "الزاوية المراء" والذي‬
‫ادعى اعتداء وقع عليه فكذبته ثلثة تقارير طبية شرعية‪ ..‬ومن ث فأقواله ل شائبة فيها‪،‬‬
‫ول يدعي أحد أنه سرد ما سرد ف عدة جلسات‪ ..‬وهو فكره‪ ..‬يقول ص ‪:37‬‬

‫)‪(55‬‬
‫كلمة حق‬

‫)الماعة بتوع قبلي‪ ..‬وهم كرم زهدي ومن معه كانوا على اتصال بأحد العلماء‬
‫واسه "الشيخ عمر عبد الرحن" وهو أستاذ تفسي ف جامعة الزهر‪ ،‬ومقيم ف الفيوم‪..‬‬
‫فلما تشكلت الماعة عرضوا علينا احنا الموعة اللي بتدير منطقة القاهرة واليزة اختيار‬
‫"الشيخ عمر عبد الرحن" كأمي للجماعة بتاعتنا‪ ..‬فتمت الوافقة على ذلك‪ ،‬وتوجه إليه‬
‫ب توع ممو عة قب لي وكل موه ف الو ضوع‪ ..‬فل ما وا فق سافر إل يه "م مد ع بد ال سلم‪،‬‬
‫وعبود" واجتمعوا معاه وفهموم الصورة التنظيمية‪ ،‬وأصبح هو أمي الماعة بتاعتنا(‪..‬‬

‫ويستطرد مبينا‪ b‬دور التهم ف إدارة الماعة فيقول ص ‪:38‬‬

‫) كان ي ستفت ف ا لمور ال شرعية م ثل الف تاوى السا سية بالن سبة للج هاد لق تال‬
‫الكومة لتطبيق الشريعة السلمية‪ ،‬وف موضوع جع الموال على ذمة إنشاء الساجد‪ ،‬ث‬
‫إنفاقها على الهاد‪ ..‬فأفت بواز ذلك وأعرف أنه كانت تنقل إليه جيع أخبار التنظيم‬
‫ونشاطه‪ ..‬فكان يتم إخباره عن موضوع التدريب على السلح وغيه(‪..‬‬

‫ويقول ف موضع آخر‪:‬‬

‫)أذكر أن نبيل الغرب اتصل به مرة وكان قد توجه إليع علشان يستفتيه ف الروج‬
‫ع لى الكو مة دون اكت مال ال عدة‪ ..‬لن ال شيخ نب يل كان م ستعجل ع لى تنف يذ ال كم‬
‫السلمي‪ ،‬وعرفت أن الشيخ عمر وافقه على الروج حت ولو كان أقصى إمكانياته ل‬
‫تتجاوز العصي(‪..‬‬

‫وف صفحة ‪ 121‬يؤكد على مهمة الشيخ الساسية فيقول عنها‪:‬‬

‫)هي تميع مموعات قبلي وبري تت راية واحدة بالسم ف اللفات الت تنشأ‬
‫بينهم‪ ،‬وثان شيء الرجوع إليه ف الفتاوى‪ ..‬فكان يستفت ف الحكام الشرعية(‪.‬‬

‫وهذا ممد عبد السلم يقول ف ص ‪:9‬‬

‫)واتفقنا ف هذا اللقاء على ضرورة تنظيم أنفسنا‪ ،‬وأن يرأسنا عال‪ ،‬ويتكون ملس‬
‫شورى للتنظيم‪ ،‬واتفقنا مع كرم زهدي على اللقاء عند الدكتور عمر عبد الرحن اللي‬
‫كان كرم زهدي مهد عنده الطريق‪ ..‬وذلك بعد هذا اللقاء بوال أسبوع ف منله ف‬
‫الفيوم‪ ..‬وفعل‪ b‬توجهنا إل هذا اللقاء ف الوعد التفق عليه(‪..‬‬

‫)‪(56‬‬
‫كلمة حق‬

‫ث يستطرد قائل‪:‬‬

‫)وعرضنا المر على الدكتور عمر عبد الرحن وأفهمناه إن احنا جاعة‪ ،‬وأفهمناه‬
‫فكرنا وأهدافنا وإن احنا عايزين عال يرأسنا‪ ..‬فوافق‪ ..‬وذكرنا له موضوع ملس الشورى‬
‫لدارة الماعة‪ ..‬فوافق على ذلك(‪.‬‬

‫ث يدد مهامه ص ‪ 37‬فيقول‪:‬‬

‫)م هام أم ي التنظ يم تتل خص ف ق ياس ا لمور ال شرعية من ناح ية حلل أم حرام‪..‬‬
‫ويعن ذلك أيضا إصدار الفتاوى فيما يتعلق بأمور التنظيم‪ ،‬وجيع الشاكل الت يتعرض‬
‫لا‪ ،‬ويضع اللول لذه الشاكل(‪..‬‬

‫ورغم ماولة ممد عبد السلم فرج أن ينفي بتحقيقات النيابة العسكرية عن أميه‬
‫ما قد يدينه إل أ نه ب ي ثنا يا أ قواله ي سقط ل سانه بالق في قول ص ‪ 226‬من هذه‬
‫التحقيقات‪:‬‬

‫وع ندما ي سأل عن قائدهم‪ :‬ا لدكتور ع مر ع بد الر حن ويؤ كد ع لى عر ضه هو‬


‫وإخوة الصعيد المارة عليه وقبولا ويستطرد شارحا‪ b‬فتواه عن إقامة التنظيم وهي ل ترج‬
‫عما سبق سرده‪.‬‬

‫وهذا عبود الزمر ياول ف تقيقات النيابة العامة أن يراوغ بشأنه‪ ..‬ولكنه يفصح‬
‫أن ثلثة اجتماعات تنظيمية للس الشورى للتنظيم عقد بنل التهم بالفيوم وبن سويف‬
‫ص ‪ 149‬وأن أول لقاء بنله كان يهدف إبلغه بالتنظيم‪ ،‬عرض المارة عليه‪ ،‬وأنه تن•ع‬
‫ف البداية ث عندما ازداد إصرارهم سكت با يفيد القبول‪ ..‬ويعود ف مرحلة لحقة ويقرر‬
‫للنيا بة الع سكرية ا لت تؤ كد أ نه كان ف حر ية تامة أمام ها و ف اطمئ نان جع له ل يراوغ‬
‫القق كما فعل ف النيابة العامة‪ ،‬وهو على حد قوله كان تت تأثي الكراه يقول وهو‬
‫بكامل حريته واطمئنانه ص ‪:160‬‬

‫)ذهبت أنا وممد عبد السلم فرج إليه ‪ -‬يقصد الدكتور عمر ‪ -‬ف بيته ف الفيوم‬
‫وحدثناه ف العمل الهادي‪ ..‬فرفض المارة العامة ف بادئ المر‪ ..‬وكان ذلك منذ ستة‬
‫شهور‪ ..‬وبعد ذلك بأسبوعي أو ثلثة قابلناه مرة أخرى بضور الخ كرم زهدي فوافق‬
‫بصفة مرحلية بعد ضغط شديد(‪..‬‬

‫)‪(57‬‬
‫كلمة حق‬

‫وعن سبب تنعه ف البداية يقول‪ :‬تواضعا‪ b‬منه وهو ل يكن معترضا‪ b‬على شرعية‬
‫العمل‪ ..‬وإنا كان ينعه لنه كان يقول مكن أن تدوا من هو أفضل من‪.‬‬

‫وهذا ناجح إبراهيم عبد ال يقول ص ‪ 36‬عن اليكل التنظيمي‪:‬‬

‫) كان ه ناك ق يادة عل يا للتنظ يم هي إ مارة التنظ يم و قد تول ها ا لدكتور ع مر ع بد‬


‫الرحن منذ سبعة أو ثانية أشهر‪ ..‬وهذا هو أعلى مستوى ف التنظيم(‪..‬‬

‫ويستطرد عن أساس إسناد المارة عليه ص ‪:37‬‬

‫)أول هو رجل عال‪ ،‬وثانيا هو رجل تقى‪ ،‬وثالثا‪ b‬سنه كبي‪ ،‬ورابعا‪ b‬ل يتلف عليه‬
‫أ حد كأمي للتنظ يم فهو رئيس ق سم التف سي بكلية أصول الدين بأزهر أسيوط‪ ..‬وع لى‬
‫ذلك فأفكاره متطابقة مع أفكارنا‪ ..‬لنه مؤمن ومقتنع بأهداف التنظيم وأغراضه‪ ..‬فقد ت‬
‫عرض المارة عليه وهو قبلها(‪..‬‬

‫وهذا التهم فؤاد ممود أحد حنفي يتحدث ص ‪ 42‬عن اليكل التنظيمي فيقول‪:‬‬

‫)كان هناك أمي عام له إمارة التنظيم‪ ..‬وقد اتفق ملس الشورى قبلي ومصر على‬
‫تعي ي ا لدكتور ع مر ع بد الر حن وتن صيبه أم ي‪b‬ا للتنظ يم‪ ..‬و قد ت ذ لك ق بل حادث نع‬
‫حادى بوال أسبوعي عندما سافر أعضاء ملس الشورى إل الفيوم عدا أسامة حافظ‪،‬‬
‫والدكتور عمر كان رافضا قبول المارة ث قبلها بعد أن ألحنا عليه(‪.‬‬

‫ويتحدث ص ‪ 43‬عن سبب رفض الدكتور عمر ف البداية فيقول‪:‬‬

‫)نوع من الورع والتقوى‪ ..‬وف البداية هو قال أنا غي أهل لذا العمل الكبي ولا‬
‫تكلمنا معه به وافق على المارة(‪.‬‬

‫ويؤكد ذلك ف تقيقات النيابة العسكرية ص ‪ 351‬بقوله‪:‬‬

‫)أخ يا‪ b‬ولعدم حدوث خلف بي الماعات قرر نا عرض رائسة الماعات على‬
‫ا لدكتور ع مر ع بد الر حن‪ ..‬وتنف يذا‪ b‬لذلك ذهب نا إ ل ا لدكتور ع مر ف الف يوم ف من له‬
‫رحت أنا وكرم زهدي وممد عصام من الصعيد وجاء من مصر إليه ممد عبد السلم‬

‫)‪(58‬‬
‫كلمة حق‬

‫وعبود الزمر وكل مموعة ذهبت لوحدها والتقينا هناك وعرضنا على الدكتور عمر أننا‬
‫جاعة تدعو لشمولية السلم والهاد السلح لحداث انقلب باستخدام القوة‪ ،‬وأن احنا‬
‫جاعة منظمي من ناحية العداد والسلح وفيه أمور ل نستطيع البت فيها‪ ،‬وطلبنا منه‬
‫على أساس أنه رجل عال أن يرأس هذه الموعة للرجوع إليه ف أي فتوى خاصة بذا‬
‫الع مل وقبل ب عد ر فض شديد لنه كان بيع تذر لنه مش أ هل لذلك‪ ،‬و كان اختيار نا‬
‫للدكتور عمر لنه كان بيدعو للجهاد ف مؤتراته‪ ،‬وف نفس اليوم وافق(‪..‬‬

‫وهذا التهم عاصم عبد الاجد ممد ماضي يؤيد سابقيه ص ‪:26‬‬

‫) كان ه ناك أم ي للتنظ يم هو ا لدكتور ع مر ع بد الر حن و كان ي تول علوة ع لى‬


‫المارة مسئولية الفتوى ويعتب هذا أعلى مستوى ف التنظيم(‪.‬‬

‫وهذا حدي عبد الرحن عبد العظيم يقول ص ‪:11‬‬

‫)كان الدكتور عمر عبد الرحن يتول مسئولية الفتوى ف التنظيم‪ ،‬وكان يثل أعلى‬
‫مستوى ف التنظيم باعتباره عالا وفقيها وكبيا ف السن(‪.‬‬

‫وهذا نبيل الغرب يؤكد ص ‪ 111‬وما بعدها على إمارة التهم للجماعة‪ ..‬أبعد هذا‬
‫ال سرد لقواله ال بارزة من أع ضاء م لس ال شورى والتنظ يم ن قول‪ :‬إن الت هم ل يس أم يا‬
‫للجماعة أبعد هذا السرد وهذه القوال التوافرة نقول إن التهم ينفي الصلة بالتنظيم‪ ..‬إل‬
‫أنه كفيف ويريد أن يتستر وراء عاهته بتنحيته ما هو فيه حت يهدر كل هذه القوال الت‬
‫صدرت عن الستوى التال لوقفه‪ ..‬إل أنه رفض المارة بداءة ث قبلها بعد إلاح‪ ..‬إذا‬
‫كان قد رفضها فلماذا انعقدت الجتماعات ف منله‪ .‬وأثناء مرافعة النيابة هتف التهمون‬
‫مقاطعي مثل النيابة بدعاء ضده‪ ..‬وهدد التهمون بالمتناع عن حضور جلسات الكمة‬
‫طوال مرافعة النيابة‪ ..‬ث رفعت اللسة‪..‬‬

‫وف غرفة الداولة حضر الستاذ يسري الوزيري الامي وقدم طلبا‪ b‬بصفته وكيل‬
‫عن التهم الول يطلب فيه من الكمة أن توجه النيابة العامة إل توخي الدقة وعدم تاوز‬
‫حدود الرافعة النتجة‪ ،‬وأن تأمر برفع اللفاظ والعبارات الاسة بوكله‪.‬‬

‫وقد استدعت الكمة السيد الامي العام رجاء العرب والسادة الامي الوجودين‬
‫باللسة‪..‬‬

‫)‪(59‬‬
‫كلمة حق‬

‫وقدم الستاذ متار نوح الامي شكوى من عبود الزمر يطلب أن تتدخل الكمة‬
‫لوقف الهانات والتطاولت الستمرة من النيابة‪.‬‬

‫وطل بت الك مة من قائد ا لرس إح ضار الت هم ع مر ع بد الر حن فأح ضره وم عه‬
‫عاصم عبد الاجد‪ ..‬وف غرفة الداولة أفهمت الكمة التهم عمر عبد الرحن أنه جالس‬
‫بغرض الداولة وأن أمامه أعضاء الكمة والامي العام رجاء العرب وماميه الستاذ يسري‬
‫أ بو ز يد وهيئة ا لدفاع الو جودة بل سة ال يوم والت هم عا صم ع بد الا جد ووج هت إل يه‬
‫الديث الت‪ :‬إن ما أثاره الامي العام ف مرافعته بصوص فقد بصره تداول بالتحقيقات‬
‫وأن النيابة العامة تؤدي رسالتها وسيعقبه الدفاع بالرد والتعقيب‪.‬‬

‫وبعد ذلك أعيدت اللسة للنعقاد باليئة السابقة‪..‬‬

‫وأكمل الامي العام لنيابة أمن الدولة مرافعته قائل‪ :‬إن ممد عبد السلم حدد لنا‬
‫نطاق القيادة الكاملة للتنظيم بأنا المارة السياسية دون العسكرية ص ‪ 37‬بقوله‪:‬‬

‫)م هام أم ي التنظ يم تتل خص ف ق ياس ا لمور ال شرعية من ناح ية حلل أم حرام‪..‬‬
‫ويعن ذلك أيضا‪ b‬إصدار الفتاوى فيما يتعلق بأمي التنظيم وجيع الشاكل الت يتعرض لا‪،‬‬
‫ووضع اللول لذه الشاكل(‪.‬‬

‫وهذا ناجح إبراهيم يقول ص ‪:37‬‬

‫)إ نه ل يرى ت لف شروط ال مارة ف يه ل كونه كفي فا ل نا ل تتط لب م نه الت حرك‬


‫والقيام بأعمال تستلزم أن يكون موجودا(‪.‬‬

‫ث يدد دوره الساسي فيقول ص ‪:38‬‬

‫)دوره الساسي كان ف الفتوى باعتباره عالا‪ ،‬ومستواه العلمي يفوق كل أعضاء‬
‫التنظيم على ذلك فكان يقوم بإلقاء الطب وإعطاء الدروس لعضاء التنظيم والاضرات‪،‬‬
‫و كان ير ع لى كل العتك فات و كان ي قوم ب تدريس ف قه ال هاد والتف سي‪ ،‬ول ي نال من‬
‫إمارته ما أثي من أنه ل تدث له مبايعة على إمارة التنظيم(‪.‬‬

‫ويرد عليه أن البيعة غي مطلوبة ف إمارته‪ ..‬فهذا ممد عبد السلم يقرر ص ‪:34‬‬

‫)‪(60‬‬
‫كلمة حق‬

‫)ل ل نبايعه لن القصود بالبيعة على المارة هي إمارة الدولة أو اللفة لكن إمارة‬
‫التنظيم ليست من هذا النوع(‪..‬‬

‫وهذا فؤاد الدوليب يقرر ص ‪:43‬‬

‫)ل والبيعة ل تكون إل لمام السلمي(‪..‬‬

‫لذلك تعالوا ندد موقعه بصورة أخرى من واقع أقوال ممد عبد السلم فرج ص‬
‫‪ 15‬إذ قرر أنه بعد التمكي سوف يتم تسليم الدولة للس يسمى "ملس العلماء" يتول‬
‫أمور الفتوى بالنسبة للقضايا الطروحة وباقي القضايا الشرعية وهي مهمة الدكتور عمر‬
‫عبد الرحن ف مرحلة التنظيم فلم نكن متجني عليه عندما أطلقنا عليه لقب "ملس علماء‬
‫التنظ يم" فليط لق عل يه أي ا سم ي شاء "أم ي التنظ يم‪ ،‬م فت التنظ يم‪ ،‬م لس العل ماء" كل ها‬
‫مسميات لعن واحد هو زعامة لفكرية التنظيم زعامة لروحية التنظيم‪ ..‬وليست زعامة‬
‫قياد ية وق يادة صورية‪ ..‬بل هي زعا مة وق يادة فعل ية‪ ..‬هل أ نا ف حا جة لد لل علي ها‪..‬‬
‫اجتماعات ثلثة عقدت برئاسته‪ ،‬فتاوى عديدة أصدرها‪ ..‬ولسوف أتناول بعضها فيما‬
‫بعد‪..‬‬

‫ف عن الل فات ا لت تن شأ ب ي الق يادتي ويك في أن ن عود إ ل ما ذ كره م مد ع بد‬


‫السلم فرج ص ‪ :32‬ف الجتماع الثان‪ ،‬واستعرضنا ف هذا الجتماع بعض الشاكل‬
‫الت صادفت التنظيم‪ ..‬لنه كان قد حدث ف النيا أن بعض العضاء اللي انضموا للتنظيم‬
‫هناك أفشوا سره ف النيا فظهر ابتداء سر التنظيم‪ ..‬فكان الجتماع منصبا على حل هذه‬
‫الشكلة‪ ..‬وعن الجتماع الثالث قال إنه ت بنل الدكتور عمر عبد الرحن ف بن سويف‬
‫)ص ‪ (33‬و ت ف هذا الجت ماع تق سيم م لس ال شورى إ ل لان‪ ..‬و هي ل نة ال عدة‪،‬‬
‫واللجنة القتصادية‪ ،‬ولنة الدعوة وتديد السئولية ف كل لنة‪..‬‬

‫ماذا بعد ذلك للتدليل على قيادته للتنظيم؟‪ .‬ماذا بعد ذلك‪ ..‬أل يكفي تدليل على‬
‫قيادته للتنظيم ما قاله بطلهم طارق الزمر ص ‪:60‬‬

‫)واحنا ف شقة الرم وبعد حادث اغتيال السادات كان عبود يرج فكنت أسأله‬
‫فكان يقول ل‪ :‬إنه راح يقابل الشيخ عمر عبد الرحن عرفت من عبود أنه أبلغه بوضوع‬
‫الغت يال‪ ،‬ووا فق ع لى أن ي ستمر ف عمل ية ق نص ال سلحة لتجميع ها إ ل أن يت قرر الق يام‬
‫بالثورة ف نفس الوقت فتكون عملية القنص بغرض مقاومة الشرطة(‪.‬‬

‫)‪(61‬‬
‫كلمة حق‬

‫ويؤكد ذلك ممد عبد السلم فرج ص ‪ 21‬يقول‪:‬‬

‫)بالنسبة للدكتور عمر عبد الرحن فلم نبلغه بالطة قبل تنفيذها‪ ..‬لنه كان ف‬
‫مكان ل نتبينه لنه كان مطلوب التحفظ عليه‪ ،‬ول نكن نعلم مكانه‪ ..‬ولكن عرفت بعد‬
‫كده أن عبود الزمر قابله بعد الغتيال وأبلغه بالذي حصل ومعرفش كان رد الفعل عنده‬
‫إيه(‪.‬‬

‫وهذا خطاب ضبط ف شقة التهم الت قبض فيها على عبود الزمر ورفاقه موجه إل‬
‫من يدعي الشيخ الفاضل‪ ،‬ويتضمن ما يشي إل "الثورة السلمية" وحادث الغتيال‪ ،‬وأنه‬
‫ا ستكمال‪ b‬لذا الع مل العظ يم ت ستمر ال ثورة ف ضرب معا قل الظ لم والف ساد من أق سام‬
‫البوليس‪ ،‬وصيغته تدل على أن الكلم الخاطب به يعلو مستوى الشخص الرسل منه‪.‬‬

‫فإذا ما أجعت هذه الدلة كلها من أقوال وأوراق على أنم كانوا حريصي على‬
‫إبلغه بادث الغتيال وأخذ رأيه‪ ..‬أل يدل ذلك على أنه القائد الذي يب إبلغه با يقع‬
‫من التنظ يم‪ ..‬أل يدل ذ لك ع لى أ نم ينت ظرون ال توجيه والر شاد لا يري ب عد ذ لك‪..‬‬
‫لنطرح جانبا‪ b‬إذن أنه بفقده بصره‪ ..‬يعن غي مؤهل للمارة‪ ،‬إنه غي فاقد بشرعية التنظيم‪،‬‬
‫عندما أفت لم بكفر الاكم‪ ،‬وعندما أفت لم بل أموال السيحيي لماعة السلمي‪ ،‬وأقر‬
‫نبها وعندما قام بتصريف الذهب وقبض ثنه‪ ..‬وتكاد أقواله ف التحقيقات تنطق بإصراره‬
‫على استخدام السلح لقامة الدولة السلمية‪ ..‬قال وهو يتحدث عن السس الفكرية‬
‫للتنظيم‪ :‬وما فهمت من فكرهم تكفي الاكم وأعوانه ولكنهم ل يعرضوا على أدلة ولكن‬
‫فهم منهم استنادهم إل قوله تعال }من لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{‪.‬‬
‫ذات ال ساس الف كري‪ ..‬و مع ذ لك ي قر بت عدد الل قاءات مع هم وبت مويلهم ا لموال‪ ..‬أل‬
‫يك في ما ت قدم لل تدليل ع لى ق يادته للتنظ يم وز عامته للتنظ يم؟ ل ست أدري‪ ..‬أرى أ نه ل‬
‫حاجة لدلة أخرى يكن إضافتها لثبات ذلك‪ ..‬وكلنا نعلم أن التنظيم كان سريا‪ b‬وله‬
‫قواعده‪.‬‬

‫هذا عن إ مارته للتنظ يم أ سهبت في ها ب عض ال شيء و ما ذ لك إل ل كي ل ي ستغل‬


‫التهم عاهته‪ ،‬أو يستغل مركزه الدين ليصل إل قلوبكم وإل عواطفكم النبيلة حت تشفقوا‬
‫عل يه ول كن إذا كان لل شفقة م كان ف ق لوب الق ضاة ف هي لتخف يف الح كام ولي ست‬
‫للحكم أبدا‪ b‬بالباءة‪ ،‬وليس للشفقة ف هذه القضية مال فلم يشفقوا هم على قتلهم ول‬
‫يشفقوا هم على وطنهم‪..‬‬

‫)‪(62‬‬
‫كلمة حق‬

‫وعن جرية قلب نظام الكم والتفاق النائي عليها فذلك ثابت ف إمارته وقيادته‬
‫للتنظ ي ومعرف ته بأغرا ضه ‪ -‬و هو ل ين كر ذ لك ف أ قواله ‪ -‬وا سحوا ل ب عرض أ قوال‬
‫التهمي الت تدمغه ف هذا الشأن ولنبدأ بحمد عبد السلم فرج فيقول ص ‪:38‬‬

‫)فطلبنا منه فتوى ف صحة إنشاء التنظيم بغرض تطبيق الشريعة السلمية‪ ،‬وإقامة‬
‫دو لة إ سلمية‪ ،‬والق يام بأع مال قتال ية ضد ا لاكم التم ثل ف ج نوده حت و لو كانوا‬
‫مسلمي(‪..‬‬

‫و قد أ فت ا لدكتور ع مر ع بد الر حن ب صحة ذ لك‪ ..‬في قول بتحقي قات النيا بة‬
‫العسكرية ص ‪:226‬‬

‫)هو أفت بكفر الاكم‪ ،‬وأيضا قلنا له إننا ندف إل إقامة الدولة السلمية بأسلوب‬
‫الهاد بقوة السلح(‪..‬‬

‫وهذا هو التهم فؤاد الدواليب يردد ص ‪ 352‬بتحقيقات النيابة العسكرية بعد أن‬
‫أورد ف أقواله موضوع قبول التهم لمارة الماعة‪:‬‬

‫)وعرضنا الطة العامة على أساس أن هذه الماعة مكونة من مموعات ف الصعيد‬
‫ومصر وجاري إعداد أفراد وسلح وتدريب على السلح لقلب نظام الكم بالقوة وكان‬
‫رأيه ف الاكم أنه كافر وحلل قتله(‪..‬‬

‫وهذا طارق الزمر يقول عنه ص ‪:38‬‬

‫)وأ عرف أ نه كانت تن قل إل يه ج يع أخ بار التنظ يم ون شاطه(‪ ..‬ف كان إخ باره عن‬
‫موضوع التدريب على السلح وغيه كثي وجرية الاولة كما سبق وقلنا هي مرحلة قبل‬
‫الشروع فإن أعفيناه عن تمة تأليف هذه العصابة الباغية فل نعفيه على ما قدمنا من تول‬
‫زعامتها أو قيادة من فيها‪ .‬ولعل فتواه ف نب السلحة من رجال المن وهو ما تعرفوا‬
‫على تسميته بقنص السلح‪ ،‬وفتواه ف أعوان الاكم‪ ،‬وعن تثبت جرية إدارة التنظيم كما‬
‫قدمنا‪ ،‬فهو أمي الماعة أو القائد العلى للجماعة أو أي من السميات الت أوضحناها‪..‬‬
‫وكلها تدل على زعامته لا‪ ..‬ولن أعود لرددها على مسامعكم‪ ..‬ولكن جدت خلل‬
‫التحقيقات أمور تشي إل أنه كان أيضا يول الماعة من ماله‪ ،‬ويضيف ممد عبد السلم‬
‫فرج ص ‪ ..43‬و كان ا لدكتور ع مر ع بد الر حن ل يب خل ع لى التنظ يم ب شيء‪ ..‬و هذا‬

‫)‪(63‬‬
‫كلمة حق‬

‫طارق الزمر يقرر ص ‪ ..45‬أنا سعت عبود يقول‪ :‬إن الشيخ عمر عبد الرحن أعطاه مبلغ‬
‫‪ 400‬جنيه لشراء سلح‪.‬‬

‫ومالنا نذهب بعيد‪b‬ا وهو يعترف بالتحقيقات بتسليم كرم زهدي مبلغ ثلثة آلف‬
‫جن يه ع لى غ ي عادته دون إيصال ب جة ا ستثمارها ف م شروعات ال سواق الي ية ومع‬
‫ذلك انفضت السواق اليية ول ترد إليه النقود ول ترد إليه أرباحها‪ ،‬ولكن سلمت إليه‬
‫النقود التحصلة من جرية نع حادى وقيل له‪ :‬تصل منها على مبلغك‪.‬‬

‫هل هذه أ قوال ت ستقيم‪ ..‬أ موال ت سلم دون إي صالت ع لى غ ي ما اع تاده‪ ..‬مب لغ‬
‫كبي كهذا يسلم منه لكرم زهدي ل؟؟ ل شك أن هناك علقة تربطهما أقوى من علقة‬
‫التصالت النتظمة؟ ل شك أن هذا البلغ ل يكن للسترداد لنه يعلم أنه سوف ينفق ف‬
‫أ مور التنظ يم ك شراء ال سلحة‪ ..‬وو ضح قول م مد ع بد ال سلم فرج أ نه ل يب خل ع لى‬
‫التنظيم بشيء يكن أن يصلنا إل القيقة‪..‬‬

‫وعلى ذلك فبصفته مسؤل للتنظيم فإنه يدخل ف عداد الادة ‪ 22‬من القانون رقم‬
‫‪ 40‬لسنة ‪ 1977‬بالضافة إل إدارة التنظيم‪..‬‬

‫ونأت إل جريته الكبى جرية إفتائه بل القتل والسرقة‪ ..‬وكأن البلد قد غاب‬
‫عنها القانون‪ ،‬وكأنا ليست دولة‪ ..‬كل من يريد أن يقتل مسيحيا فليقتل‪ ..‬كل من يريد‬
‫أن يسرق مسيحيا فليسرق‪ ..‬والوعد النة‪ ..‬والنتيجة قتل وسرقة‪ ،‬والصيلة تذهب إل‬
‫جاعته هو وكل من له به صلة‪.‬‬

‫ث يقول ف التحقيق إنه علم بنيتهم لا أجابم على الفتوى لن ذلك يفتح بابا‪ b‬ل‬
‫يغلق‪ ،‬ث يوقع نفسه بنفسه فيقر بتسليمه حصيلة بيع ذهب نع حادى إل ممود بعد أن‬
‫أبل غه كرم ز هدي أ نه ا ستول ع لى ا لذهب من م سيحيي اع تدوا ع لى ال سلمي‪ ..‬و هذا‬
‫واحد منهم التهم السادس عشر فيقول الشيخ عمر عبد الرحن‪ :‬هو الذي أفت بضرورة‬
‫تويل الماعة من أموال النصارى‪ ..‬وهذه ل تتم ‪ -‬ويقصد عملية ذهب شبا اليمة ‪-‬‬
‫إل بعد موافقة الشيخ عمر عليها‪ ..‬إن اشتراكه ف جرية نع حادى وشبا اليمة ثابت‬
‫ف حقه من هذه الفتوى الثة الت وجههم با إل السلب والنهب )مادة ‪ 40‬من قانون‬
‫العقو بات( ا لت ت عرف ال شتراك ف الر ية ل ت شترط ف ال شريك أن ت كون له عل قة‬
‫مبا شرة مع الفا عل للجر ية و كل ما توجهه هو أن ت كون الر ية قد وق عت فعل‪ b‬م ثل‬
‫تري ضه ع لى ارت كاب الف عل ال كون لا‪ ..‬فال صل أن ال شريك ي ستمد صفته من ف عل‬

‫)‪(64‬‬
‫كلمة حق‬

‫الشتراك الذي أوجده ومن قصده منه ومن الرية الت وقعت بناء على اشتراكه فهو على‬
‫الصح شريك ف الرية ل شريك مع فاعلها كما أن التحريض على السرقة من مال‬
‫السيحيي كان سابقا على وقوع الريتي ومن ث كان وقوع الرية لذا الشتراك‪ ،‬ول‬
‫شك ف ث بوت إصداره الف توى‪ ..‬ول شك ف تلق يه حصيلة ذهب نع حادى ومعرف ته‬
‫م صدره‪ ،‬والك مة‪ ،‬ك ما قالت مكمت نا العل يا‪ ،‬ل حرج علي ها من أن ت ستنتج الت فاق‬
‫السابق من فعل لحق على الرية )رقم ‪ 223‬لسنة ‪ 39‬ف جلسة ‪ 28/4/69‬من السنة‬
‫‪ 20‬العدد ‪ 20‬ص ‪ (2522‬وبديهي أن بوضعه شيئا‪ b‬مسروقا‪ b‬فإنه يسأل أيضا عن الرائم‬
‫الت تقع كنتيجة متملة للجرية الصلية وذلك وفقا لا نصت عليه الادة ‪ 43‬عقوبات‪.‬‬

‫ث لنصل بعد ذلك إل ما أسند إليه عن تلقيه أموال من الارج مقدارها عشرون‬
‫ألف دولر لنفاقها ف شئون التنظيم ومستند‪b‬ا ف ذلك إل ما أوردته تريات الباحث من‬
‫ضبط البلغ لديه‪ ،‬وقد يذهب البعض إل أن مرد تريات مباحث ل يعول عليها ولكن ف‬
‫مثل هذه القضايا والعمل الث الذي توطه السرية فإن التحريات يكون لا كيانا كدليل‬
‫ي كن للمكح مة أن تأ خذ به‪ ..‬فالد لة ف هذه الق ضايا ل ي كن أن تتعدى ما هو م قدم‬
‫فيها‪ ،‬ويكفي لكي تطمئن الكمة إل هذه التحريات أن العلومات الت أوردتا عن التنظيم‬
‫ونشاطه وآثامه قد تأيدت أمام حضراتكم فإذا ما ثبتت صحتها ودقتها ف النشاط الام‬
‫فإن للمحكمة أن تأخذ با مطمئنة ف هذا الزء اليسي التعلق بدور التهم ف تويل التنظيم‬
‫ومده بالموال‪.‬‬

‫أما عن جرية إحراز جهاز طبع وتسجيل الشرائط فقد اعترف التهم بأنه يلك هذا‬
‫الهاز وأنه يلك الشرائط‪ ،‬ولو كانت خاصة بعمله فما هو السبب الذي أدى به إل أن‬
‫يودعها لدى أحد أعضاء التنظيم عند هربه واختفائه‪.‬‬

‫وأخي‪b‬ا بالنسبة لتهمة إحرازه السلحة والفرقعات‪ ..‬فإنه يعلم من موقعه التنظيمي‬
‫أن التنظيم يمع السلحة الختلفة‪ ،‬والفرقعات‪ ،‬ويري التدريب عليها‪ ،‬ويقوم بتخزينها‬
‫تهيدا للقيام بأعماله الثة‪ ..‬فكل من كان قياديا‪ b‬وعضوا‪ b‬ف التنظيم مسئول عن إحرازه‬
‫هذه السلحة لنا ف حوزته وتت أمره وله عليها السيطرة‪ ..‬سيطرة القيادة‪ ،‬وسيطرة‬
‫ا لمر ب شأنا‪ ..‬ف ضل ع ما ورد بالتحقي قات ب شأن السد سي ال ضبوطي و ما قرره الت هم‬
‫ماجد ممد السيد عبد ربه من أنما خاصان بالتهم عمر عبد الرحن‪ ،‬وقد يكون دفاعه‬
‫الذي أبداه بأنه كفيف ول يعرف كيف يسك بالسلح أو يستخدمه مقبول لول وهله‪..‬‬
‫ولكن ل ل يكون إحضاره هذين السلحي لزما لستخدامهما تنظيميا‪ ..b‬لم ل يكون قد‬

‫)‪(65‬‬
‫كلمة حق‬

‫حصل على السدسي ليسلمهما لخوانه ف التنظيم لستعمالما‪ ..‬ماذا ينع من ذلك‪..‬‬
‫ول ننظر إل عاهة فقده البصر على أنا حامية له من الوقوع ف هذه الشرور والثام‪ ..‬أل‬
‫ترد أمامكم قضايا يتزعم العمل ا لجرامي فيها أي من ذوي العاهات الختلفة‪ ..‬فنأ خذ‬
‫التهم بوضوعه ولنترك ما به من عيوب خلقية للخالق جل شأنه فهذه إرادته ولنحاسبه‬
‫على ما تقدمه الدلة قبله من جرائم‪ ،‬ولتشدد عليه العقوبات لنه بكل أسف ينتسب إل‬
‫ر جال ا لدين وا لزهر ال شريف‪ ..‬ف كان عل يه أن ي كون ال قدوة ال صالة‪ ..‬ل أن ي كون‬
‫ال قدوة ال سيئة‪ ..‬كان عل يه أن ي سخر ا لدين ل صال ب لده ووط نه وأم ته وال سلم‪ ..‬ل أن‬
‫يسخره لساندة الجرام والرهاب‪ .‬فالسلم دين الخاء والبة‪ ..‬ول يكن السلم دين‬
‫الق تل وال سفك وال سرقة‪ .‬ول أ خال أن أ قواله بالتحقي قات ت تاج إ ل ب يان ما إذا كانت‬
‫وليدة إكراه أم ل‪ ..‬فهو قد سئل بعد سؤاله ف النيابة العسكرية وهو ل يذكر للمحقق أن‬
‫إكراها‪ b‬وقع عليه وأقواله ف حد ذاتا يكن إهدارها‪ .‬فمن أقوال مريديه واعترافاتم أقيم‬
‫التام عليه‪.‬‬

‫)‪(66‬‬
‫كلمة حق‬

‫رد الدكتور عمر على افتراءات النيابة‬


‫انبى الستشار رجاء العرب الامي العام لنيابة أمن الدولة يعاونه صهيب حافظ‪،‬‬
‫وماهرر الندي‪ ،‬وآخرون يكيلون التامات‪ ،‬ويسطرون الصفحات واللدات ف تلفيق‬
‫القضايا‪ ،‬وتزييف القائق‪ ،‬ويعدون الائدة لوليمة جديدة تقطف فيها رءوس ثلثائة من‬
‫الشباب السلم على رأ سهم أ ستاذ ا لزهر الشيخ عمر ع بد الرحن‪ ..‬تر كت نيابة أمن‬
‫الدو لة العل يا ب صر‪ ،‬و من خلف ها الع شرات من ال نافقي والو ضاعي‪ ،‬ير فون الك لم‪،‬‬
‫ويزيفون الق‪ ،‬ويفترون على ال‪ ،‬وهم يصولون ويولون ليحققوا مآربم الدنيئة‪ ،‬وأملهم‬
‫ال سيس‪ ،‬وبغيت هم الق ية ف إ صدار أح كام ال عدام وتعل يق أح بال ال شانق ف ر قاب‬
‫السلمي الاهدين‪.‬‬

‫}إن الذين فتن‪$‬وا ال‪Ž‬م‪$‬ؤمني وال‪Ž‬م‪$‬ؤمنات ‪Ü‬ثم• لم يت‪$‬وب‪$‬وا فله‪$‬م عذاب‪ $‬جهن•م وله‪$‬م عذاب‬
‫ال‪Ž‬حريق‪ ،‬إن الذين آم ن‪$‬وا وعم ل‪Ü‬وا ال ص•الحات له‪$‬م ج ن•ات© تجري من تحتها ال‪Ž‬أنهار‪ $‬ذلك‬
‫ال‪Ž‬فوز‪ $‬ال‪Ž‬كبي{‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫إننا حي نسمع ما قالته النيابة‪ ،‬وافترته علينا‪ ،‬وما لكته ألسنتهم كذب‪b‬ا وزورا‪ b‬ل‬
‫نتع جب كثيا‪ ..‬هذا ما و عدنا ا ل ور سوله‪ ..‬و صدق ا ل ور سوله‪ ..‬إن ا لدعاة دائ ما‬
‫يكونون هدفا‪ b‬للتشهي والدعاء والتكذيب‪ ،‬ولن يزيدنا ذلك كله إل ما زاد أصحاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم من اليان والتثبيت‪ ..‬إننا حي نسمع افتراءات النيابة ل نعجب‪ ،‬ول‬
‫ن‪$‬دهش‪ ..‬فهناك سببان رئيسيان وراء ذلك‪:‬‬

‫الول‪ :‬هو دور النيابة ف مشاركة بعض الجهزة ف تلفيق هذه القضية وسبكها‪،‬‬
‫والشاركة فيما وقع علينا وعلى غينا من تعذيب ل زالت آثاره على أجساد الكثي منا‪.‬‬

‫والثان‪ :‬أن كلم النيابة حلقة من سلسلة متصلة اللقات يسلكها النظام الصري ف‬
‫حربه للسلم‪ ،‬وللقضاء على الركة السلمية‪ ،‬وتشويه صورتا ف أعي الناس‪ ..‬فمنذ‬
‫أن سيق هذا الشباب السلم الاهد إل السجون ومتلف الفتراءات والكاذيب تنصب‬

‫)‪(67‬‬
‫كلمة حق‬

‫علي هم‪ ،‬وأج هزة ا لعلم الكوم ية تنط لق ف حلت م سعورة تت لق الق صص‪ ،‬و تدعي‬
‫الدعاءات‪ ،‬وتنشر الباطيل لتشويه صورتم‪ ،‬وتنفي الناس منهم‪.‬‬

‫ث لا ق‪Ü‬د‪ª‬م هذا الشباب الطاهر للمحاكمة ف القضية الطروحة أمامكم اتذت سائر‬
‫ا لجهزة من و قائع الق بض سبيل آ خر للت شويه‪ ..‬فامت لت ال صحف باد عاءات النيا بة‪،‬‬
‫وأكاذيب شهود الثبات من رجال الباحث‪ ،‬وضباط المن الشركاء ف تلفيق القضية‪،‬‬
‫ولا جاء دور شهود النفي ليكذبوا ما عرضته النيابة من أساطيل‪ ..‬صمتت أبواق الصحف‬
‫عن الكلم‪ ،‬و خرس الم يع عن قول ا لق‪ ،‬ف لم ي سمع ال ناس سوى صور الد عاء‬
‫والختلق دون صور ا لدفاع‪ ..‬و من عج يب ا لمر أن تل بس ا لذئاب م سوح الملن‬
‫الوديعة‪ ،‬ونسمع من سدنة القواني الوضعية الدعوة إل التحاكم لكتاب ال‪.‬‬

‫ومع ادعاء النيابة أن العلماء هم الذين قد صاغوا لم هذه الرافعات‪ ..‬ف الوقت‬
‫ا لذي ام تت ف يه بالخال فات ال شرعية وال كاذيب فإن نا سنذكر ب عض اد عاءات النيا بة‬
‫ومفترياتم ونرد عليها الرد الشرعي الفاصل بإذن ال وتوفيقه‪..‬‬

‫النيابة تقول‪ :‬إنم خوارج‪:‬‬

‫‪ (1‬قالت النيابة‪ :‬إن أولئك الذين رفعوا شعار الكم ل‪ ،‬وأرادوا به أن يكون لم‬
‫قد وصفهم السلمون ووصفهم التاريخ السلمي بأنم " خوارج " على التمع‪..‬‬

‫نعم }إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬إلا لله{ كلمة حق وصدق نادى با من قبل الكري بن الكري بن‬
‫الكري بن الكري نب ال يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‪ ..‬نادى با من داخل‬
‫سجنه ف مصر‪ ..‬ول تنعه قيود السجن من أن يعلن الق الذي يدعو إليه كما أعلنها‬
‫سائر الرسل‪ ،‬ونطق با كتاب ربنا واضحة جلية عالية مدوية }إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬إلا لله أمر ألا‬
‫تع ب‪$‬د‪$‬وا إلا إي•اه‪ $‬ذلك الد‪ª‬ين‪ $‬ال‪Ž‬ق‪ª‬يم‪ $‬ولك ن• أك‪Ž‬ثر الن•اس ل يعل م‪$‬ون{ أمر با السلم ونزل با‬
‫وحي ال‪} :‬فاحك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل الله‪ $‬ول تت•بع أهواءَه‪$‬م عم•ا جاءَك من ال‪Ž‬حق‪ {ª‬فهي إذا‬
‫د عوة ال سلمي عب التار يخ ك له أن ي كون ال كم وال شرع‪ ،‬وا لمر والن هي ل و حده ل‬
‫شريك له‪ ،‬ث يأت مدع بباطل‪ ،‬وم‪$‬ف‪Ž‬ت ر‪ £‬ببهتان ويقول‪ :‬هذه دعوة كاذبة ل ينادي با إل‬
‫الوارج‪ ،‬وبثل هذا السلوب الضال الضل ف الصد عن سبيل ال تنع النيابة أن ينطق‬
‫بذه الكلمة أحد بدعوى أن قائليها هم الوارج‪ ..‬تريد أن تذف آيات من كتاب ال‬
‫لن ا لوارج نط قوا با‪ ..‬ك يف يورد ها ال قرآن‪ ،‬وترد ها النيا بة؟! ك يف يقرر ها ال قرآن‬

‫)‪(68‬‬
‫كلمة حق‬

‫وتنكرها النيابة؟! كيف يسوقها القرآن جزءا‪ b‬من الدعوة إل ال وتسوقها النيابة جزءا‪ b‬من‬
‫الرية الوجهة إلينا؟!!‪.‬‬

‫أماربة وماداة ال؟ }إن الذين ي‪$‬حاد‪Þ‬ون الله ورس‪$‬وله‪ $‬أ‪Ü‬ولئك في ال‪Ž‬أذل*ي‪ ،‬كتب الله‬
‫لأغ‪Ž‬لبن• أنا ور‪ $‬س‪$‬لي{ إن الوارج قالوها لمام مصطب بالق يعطيه‪ ،‬ل يترك صغية ول‬
‫كبية إل أقامها وعمل با‪ ..‬قالوها لرابع اللفاء الراشدين الذي قال له الرسول صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ " :‬أ نت م ن بن لة هارون من مو سى‪ ..‬إل أ نه ل نب بعدي " ع لى ا بن أ ب‬
‫طالب كرم ال وجهه‪ ..‬فإذا قالا الوارج لذا الليفة الراشد الهدي فهي كلمة حق أريد‬
‫با باطل‪ ..‬كلمة عارية سياقتها ف هذا الال عن كل سند أو دليل‪ ..‬فل مال لا ول‬
‫حاجة إليها‪ ..‬فالكم قائم‪ ،‬والشريعة مطبقة على أت وجه‪ ..‬فأين هذه الدرجة الرفيعة‪،‬‬
‫والق مة ال سامقة من ذ لك ال سفح ا لابط‪ ،‬وا لوة ال سحيقة ا لت تردى في ها ال كم ف‬
‫عصرنا؟! أين هذا الثل التذى‪ ،‬والسية العطرة والرائحة العبقة الزكية من أولئك الذين‬
‫أ ضحوا مثل للظ لم والطغ يان‪ ،‬و فاحت سيا ستهم وحكم هم وب يوتم و سيتم نت نا‪ b‬ي تأففه‬
‫الناس‪ ،‬وقذر‪b‬ا يتحاشاه اللق‪ ..‬أين أولئك الذين عاشوا ل وبال من هؤلء الذين عاشوا‬
‫للهوى وبالوى؟! أين أولئك الذين ع ف‪ñ‬وا فع ف‪ñ‬ت رعيتهم من هؤلء الذين نبوا وتركوها‬
‫خاوية على عروشها فنهبت رعيتهم؟! أين أولئك الذين والوا ال فوالهم ال من هؤلء‬
‫الذين الذين اتذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولم منكم فإنه‬
‫منهم؟! أين أولئك الذين لو ضاع منهم عقال بعي لوجدوه ف كتاب ال من هؤلء الذين‬
‫ضيعوا كتاب ال وهدموا سنة رسوله؟!!‪.‬‬

‫فإذا قيلت ف العصر الول فقائلوها خوارج‪ ..‬وإذا قيلت ف هذا العصر فقائلوها‬
‫ماهدون‪ ..‬إذا قالا الوارج للمام علي فقد صادفت هوى‪ ..‬وإذا قالا السلمون اليوم‬
‫فقد وافقت حقا‪ ..‬إذا قالا الوارج فهم مبطلون غي مقي‪ ..‬وإذا قالا السلمون اليوم‬
‫فهم مقون غ ي مبطلي‪ ..‬إذا قالا ا لوارج قالو ها آثي‪ ،‬وإذا قا لا م سلمو ال يوم قالو ها‬
‫مأجورين‪ ..‬فالوارج أرادوا الباطل فأدركوه‪ ،‬وقائلوها اليوم أرادوا الق فأصابوه‪ ..‬فأي‬
‫خ لط وأي كذب؟! هل يع قل أن من يدعو لدين ا ل‪ ،‬وإ ل العق يدة ال صحيحة‪ ،‬ويل قي‬
‫ما ضرات ودرو سا‪ ،b‬ويؤ لف كت با‪ b‬وردودا‪ b‬تو ضح أي ل بس ف أ مور ا لدين‪ ،‬و تاجم ف كر‬
‫النحرفي من جاعات التكفي‪ ،‬أو غيهم من يشابون الوارج من قريب أو بعيد‪ ،‬ومن‬
‫يوافقهم ف قل يل أو كثي‪ ..‬هل ين سب إلي هم ب عد ذ لك أ نم خوارج أو من أت باع ف كر‬
‫التكفي؟! أفمن سخر نفسه وماله لصد مزاعم من ي‪$‬كف*ر‪ $‬التمع‪ ،‬ويدعو بدعوى الوارج‪،‬‬

‫)‪(69‬‬
‫كلمة حق‬

‫وتفن يد شبههم‪ ،‬وإب طال حجج هم‪ ،‬وبالم لة لدفع صولت الباط يل‪ ،‬ود مغ حيث يات‬
‫الضاليل‪ ،‬أيعقل أن يكون من الوارج‪ ،‬وأن يتهم زورا‪ b‬وبتانا بتكفي السلمي؟!‪.‬‬

‫إن ا لذين يتهمون نا بأن نا خوارج }‪$ ..‬حج•ت‪$‬ه‪$‬م داحض ة‪ Ý‬عند رب‪ª‬هم وعليهم غضب‬
‫وله‪$‬م عذاب© شديد{‪ ..‬إننا ل نكفر أحد‪b‬ا بالعصية حت لو أصر عليها ول يتب منها‪..‬‬
‫وأما بدعة الوارج وما خالفوا فيه أهل السنة والماعة فهي تكفيهم مرتكب الكبية‬
‫الصر عليها‪ ..‬فأين وجه الشبه بيننا وبينهم‪ ..‬فضل‪ b‬عن الساواة بم؟! وكيف يد•عون علينا‬
‫أننا خوارج والدلة تتزاحم على إبطال هذا الدعاء‪ ..‬وإليكم بعضها‪:‬‬

‫أول‪ :‬ما تتناوله الوراق هنا وف النيابة العسكرية من أن ل أكفر أحدا‪ b‬بعصية وإن‬
‫أصر عليها‪ ..‬فأتوا بالوراق فاتلوها إن كنتم صادقي‪} ..‬فمن اف‪Ž‬ترى على الله ال‪Ž‬كذب من‬
‫بعد ذلك فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬الظالم‪$‬ون{‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعلم أجهزة المن بعامة ومسئول النشاط الدين بباحث أمن الدولة بالفيوم‬
‫وبن سويف باصة‪ ..‬يعلمون علم اليقي كيف كانت مناقشات الطويلة‪ ،‬وردودي القوية‬
‫على جاعات التكفي بصدد تكفيهم للمجتمع‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫‪ (1‬إخراجنا كتابا‪ b‬نرد فيه على الوارج‪ ،‬وعلى جاعات التكفي‪ ،‬ونفند فيه شبههم‬
‫الت ساقوها‪ ،‬ونبطل الدلة الت اعتمدوا عليها‪ ..‬وسنقوم بتقدي صورة من هذا الكتاب‬
‫ليئة الكمة‪ ..‬فكيف ترفون با ل تعرفون‪ ،‬وتزعمون أننا خوارج؟!‬

‫يا أ هل النيا بة‪ ..‬ل تلب سون ا لق بالبا طل وتكت مون ا لق وأن تم تعل مون‪ ..‬ف هذه‬
‫حجج تقذف بالق على الباطل‪ ..‬فيدمغه فإذا هو زاهق‪ ..‬فالوارج قد عرفهم العلماء‬
‫بأنم الذين خلعوا طاعة المام الق‪ ،‬وأعلنوا عصيانه‪ ،‬وألبوا عليه‪ ..‬فأين المام الق الذي‬
‫يعتب الارج عليه خارجا‪b‬؟! أين علي بن أب طالب اليوم؟! وإن كنا خوارج فمن تكونون‬
‫أن تم؟! هل تكو نون عل يا‪ b‬وأ صحابه؟! و هل كان عل ي• مقتب سا‪ b‬أح كام قانونه من شريعة‬
‫الفرس أو الروم؟! هل كان حكمه يقوم على الشتراكية الديقراطية أم كان عل̃ي داعيا إل‬
‫الوحدة الوطنية والسلم الجتماعي؟‪.‬‬

‫)‪(70‬‬
‫كلمة حق‬

‫أم كان عل̃ي حليفا‪ b‬لليهود صديقا لبيجن؟!‪.‬‬

‫أم كان علي تاركا‪ b‬لدود ال‪ ،‬منفذا‪ b‬لعقوبات ما أنزل ال با من سلطان؟‪.‬‬

‫أم كان علي يعتب الناداة باللفة جرية ل تغتفر؟!‪.‬‬

‫أم كان علي ماربا‪ b‬للعفة والطهارة‪ ،‬داعيا‪ b‬لتحرير الرأة وسفورها؟!‪.‬‬

‫أم كان ع لي من القت سمي ا لذين جع لوا ال قرآن ع ضي‪ ،‬ا لذين قالوا‪ :‬ل د ين ف‬
‫السياسة ول سياسة ف الدين؟!‪.‬‬

‫وعذرا‪ b‬للمام علي‪ ..‬فلم يكن كرم ال وجهه شيئا‪ b‬من ذلك كله‪ ..‬بل كان أحرص‬
‫الناس على تنفيذ شرع ال‪ ،‬والكم بكتاب ال عز وجل وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم‪..‬‬
‫فالارج على هذا المام العادل هو بق خارجي‪ ..‬أما من أتى كل هذه الباطيل الت‬
‫ذكرناها فالارج عليه ليس بارجي‪ ..‬ولكنه مسلم مؤمن تقي‪.‬‬

‫‪ (2‬زع موا أن نا )أزارقة( نكفر عل يا‪ b‬وطل حة والزب ي وعائ شة‪ ..‬وهذه دعوى زائفة‬
‫باطلة‪ ،‬نبأ إل ال منها‪ ..‬فنحن نب أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ل نفرط‬
‫ف حب أحد منهم‪ ،‬ول نبأ من أحد منهم‪ ،‬ونبغض من يبغضهم‪ ،‬وبغي الق يذكرهم‪..‬‬
‫ول نذكرهم إل بي‪ ،‬وحبهم إيان ودين‪ ،‬وبغضهم ظلمة ونفاق وطغيان‪ ..‬قال ال تعال‬
‫فيهم }لقد رضي الله‪ $‬عن ال‪Ž‬م‪$‬ؤمني{‪ ..} ..‬والذين معه‪ $‬أشد•ا̈ء على ال‪Ž‬ك‪Ü‬فار ر‪$‬حما̈ء بينه‪$‬م‬
‫تراه‪$‬م ر‪$‬كعا‪ b‬س‪$‬ج•دا‪ b‬يبتغ‪$‬ون فضل‪ b‬من الله ورضوانا‪ {..‬ونثبت اللفة بعد رسول ال صلى‬
‫ا ل عل يه و سلم أول لب ب كر ال صديق تف ضيل وت قديا‪ b‬ع لى ج يع ال مة‪ ،‬ث لع مر بن‬
‫الطاب‪ ،‬ث لعثمان بن عفان‪ ،‬ث لعلي بن أب طالب رضي ال عنهم أجعي‪ ..‬فهم اللفاء‬
‫الراشدون‪ ،‬والئمة الهديون‪ ،‬ونل علماء السلف من السابقي‪ ،‬ومن بعدهم من التابعي‬
‫أهل الي والثر‪ ،‬أهل الفقه والنظر‪ ..‬من ذكرهم بسوء فهو على غي السبيل‪ ..‬فكيف‬
‫يقال بعد هذا أنا نكفر هؤلء الئمة الهديي وقد عد• جهور المة من يكفرهم ف عداد‬
‫الكافرين‪ ،‬ونن نبأ إل ال تعال من معتقد الوارج والعتزلة والرجئة‪ ،‬والبية والشيعة‪،‬‬
‫و من كل معت قد ضال‪ ،‬و ندين ل ت عال بعق يدة أ هل ال سنة والما عة‪ ..‬عق يدة ال سلف‬
‫الصال‪ ،‬والئمة الكابر أب حنيفة‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحد‪ ،‬وسائر علماء السلمي‪.‬‬

‫)‪(71‬‬
‫كلمة حق‬

‫والزارقة يقولون بإسقاط حد الرجم عن الزان الصن‪ ..‬إذ ليس ف القرآن ذكره‪..‬‬
‫ويقولون بإسقاط حد القذف عمن قذف الصني من الرجال مع وجوب إقامته على من‬
‫قذف الصنات من النساء‪ ..‬ونن نقول إنه ل يصح لاكم أو مكوم أن يسقط حدا‪ b‬من‬
‫حدود ال ثبت بالكتاب أو السنة‪..‬‬

‫وهم يقولون‪ :‬إن أطفال الشركي ف النار مع آبائهم‪ ..‬ونن نقول‪ :‬إنم ي‪$‬ختبون‬
‫ف العرصات يوم القيامة‪ ..‬فمن أطاع الرسول الذي يرسل إليهم دخل النة‪ ،‬ومن عصاه‬
‫فله النار‪..‬‬

‫وهم يقولون‪ :‬إن ال تعال يوز أن يبعث نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته‪ ،‬أو كان‬
‫كافر‪b‬ا قبل بعثه؟ وجوزوا على النبياء إتيان الصغائر والكبائر‪ ..‬وهي عندهم بثابة الكفر‪..‬‬
‫ونن نبأ إل ال تعال من هذا القول‪ ،‬ونقول‪ :‬إن النبياء معصومون‪.‬‬

‫و هم ي‪$‬ك ف*رون من ل ي هاجر إلي هم‪ ،‬وي تبءون من الق عدة ا لذين كفروا عل يا‪ b‬و ل‬
‫ي قاتلوه‪ ..‬وال كبي وال صغي يع لم أن نا من هذا ال قول براء‪ ..‬و نن ن قول لم‪} :‬الل ه‪ $‬رب‪Þ‬نا‬
‫ورب‪Þ‬ك‪Ü‬م لنا أعمال‪Ü‬نا ولك‪Ü‬م أعمال‪Ü‬ك‪Ü‬م ل ح‪ $‬ج•ة بيننا وبين ‪Ü‬ك م‪ $‬الل ه‪ $‬يجم ع‪ $‬بيننا وإليه ال‪Ž‬مصي{‪،‬‬
‫} ق‪ Ü‬ل‪ Ž‬أت‪$‬حاج‪Þ‬ون ن ا ف ي الل ه و ه‪$‬و رب‪ Þ‬ن ا ورب‪Þ‬ك‪ Ü‬م ول ن ا أعمال‪ Ü‬ن ا ولك‪ Ü‬م أع م ال‪Ü‬ك‪Ü‬م ونح ن‪ $‬ل ه‬
‫م‪$‬خلص‪$‬ون{‪..‬‬

‫فالوارج قالوا‪ } :‬إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪ Ž‬م‪ $‬إلا لله { منكر ين جواز تك يم الر جال في ما أ باحه‬
‫ال‪ ..‬وهو كقوله تعال‪ } :‬فابعث‪Ü‬وا حكما‪ b‬من أهله وحكم‪b‬ا من أهلها‪ { ..‬ونن نقول‪:‬‬
‫}إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪ Ž‬م‪ $‬إلا لله‪ { ..‬منكرين جواز حكم الرجال فيما ل يأذن به ال‪ ،‬كأن يكموا‬
‫بشرع من عندهم‪ ،‬ويعطوا لنفسهم حق التشريع‪ ..‬فهذا كقوله تعال }أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهلي•ة‬
‫يبغ‪$‬ون ومن أحسن‪ $‬من الله ‪$‬حك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪..‬‬

‫‪ (3‬وتتخبط النيابة وتورد نفسها موارد التهلكة فتخترع قواعد لليان جديدة أو‬
‫يترع لا ذ لك على ح سب هوا ها‪ ..‬كأنم شرعوا من ا لدين ما ل يأذن به ال ح يث‬
‫تقول‪:‬‬

‫" وال يان بأن الاكم ية ل ل يع ن تأثيم الت مع ال سلمي ف ال ظروف الفكر ية‬
‫والجتماعية الدقيقة الت ير با "‪..‬‬

‫)‪(72‬‬
‫كلمة حق‬

‫إننا نتساءل‪ :‬هل تشرع نيابة أمن الدولة من عند نفسها؟! وهل أصبح هناك مصدر‬
‫للت شريع يؤ خذ من ر جال النيا بة؟!‪ .‬إن مالفة الاكم ية ل ف الت مع ل يس لا من مع ن‬
‫سوى أن هذا التمع آث ضال ما دام مبتعدا‪ b‬عن شرع ال‪ ..‬بل إن التمع الذي تعلو فيه‬
‫أحكام كفرية على أحكام ال ليس آثا‪ b‬فقط‪ ..‬بل من الواجب على السلمي التضحية‬
‫والهاد حت تكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة ال هي العليا‪..‬‬

‫إن النيابة بقولا )ف الظروف الفكرية والجتماعية الدقيقة الت ير با التمع( تتبع‬
‫هوا ها‪ ،‬وتر يد أن ت مل ال ناس ات باع ذ لك ا لوى‪} :‬ولو ات•بع ال‪Ž‬ح ق‪ Þ‬أهواءَه‪$‬م لفسدت‬
‫الس•ماوات‪ $‬وال‪Ž‬أرض‪ $‬ومن فيهن‪ {...‬وهي تريد أن تشرع غي ما شرع ال ورسوله‪ } :‬أم‬
‫له‪$‬م ش‪$‬ركا̈ء شرع‪$‬وا له‪$‬م من الد‪ª‬ين ما لم ي أ‪Ž‬ذن‪ Ž‬به الله{ وهي تدف من وراء ذلك إل‬
‫طمس معال الق‪ ،‬وإشعال الفتنة الت تعصف بذا الدين }لقد ابتغو‪$‬ا ال‪Ž‬فتنة من قبل‪ Ü‬وقلب‪$‬وا‬
‫لك ال‪Ž‬أ‪Ü‬م‪$‬ور‪ $‬حت•ى جاءَ ال‪Ž‬حق‪ Þ‬وظهر أمر‪ $‬الله وه‪$‬م كاره‪$‬ون{ لقد اتذ الرجفون عب التاريخ‬
‫من أهوائهم آلة يشرعون لم }أرأيت من ات•خذ إلهه‪ $‬هواه‪ $‬أفأنت تك‪Ü‬ون‪ Ü‬عليه وكيل‪ ،b‬أم‬
‫تحس ب‪ $‬أن أك‪Ž‬ثره‪$‬م يسمع‪$‬ون أو يعق ل‪Ü‬ون إ ن‪ Ž‬ه‪$‬م إلا كال‪Ž‬أنعام ب ل‪ Ž‬ه‪$‬م أض ل‪ ê‬سبيل{ ل قد‬
‫دفعهم إل ذلك مرض أو غرض ف نفوسهم‪ ..‬فهم تارة صرعى لفات العصر من جهل‬
‫و جرأة ع لى ا لدين‪ ،‬و تارة عب يد لل سلطان‪ ،‬غايتهم ا لدرهم وا لدينار‪ ،‬يع لون ا لق وراء‬
‫ظهورهم‪ ،‬ويكيدون لهله‪ ،‬وتراهم يدعون الناس بعسول القول‪ ،‬ويلبسون عليهم دينهم‬
‫}ي‪$‬خادع‪$‬ون الله والذين آمن‪$‬وا وما يخدع‪$‬ون إلا أنف‪Ü‬س ه‪$‬م وما يش ع‪$‬ر‪$‬ون‪ ..‬في ق‪Ü‬ل‪Ü‬وبهم مرض‬
‫فزاده‪$‬م‪ $‬الله‪ $‬مرضا‪ b‬وله‪$‬م عذاب© أليم© بما كان‪$‬وا يك‪Ž‬ذب‪$‬ون{‪..‬‬

‫‪ (4‬قالت النيا بة‪ " :‬وال هاد ال شامل ج هاد الن فس وال شيطان‪ ،‬والف قر وا لرض‬
‫والهل‪ ،‬وأما أن الهاد هو القتال فذلك مفهوم غريب على الفكر السلمي "‪..‬‬

‫إننا نسأل‪ :‬ما هو وأين هو الفكر السلمي الذي تستقي منه النيابة علمها؟! هل‬
‫هناك نص واحد ف الكتاب والسنة ورد فيه أن الهاد هو جهاد الرض والفقر والهل؟!‬
‫لعل الوحي النل على النيابة هو الذي أنبأها بذا العلم الغزير الذي انفردت به دون سائر‬
‫السلمي‪ ،‬وهبط عليها من جهة ل علم لحد با ول تعرفها المة السلمية إل على لسان‬
‫نيابة أمن الدولة الصرية‪ ..‬فلم يبق بعد ذلك إل أن تكون النيابة قد استقت هذه الفكار‬
‫من الك ت•اب الي ساريي‪ ..‬إذ إ نا و جدناهم ي شاركونم هذا الع ن ف كتب هم‪ ،‬وبن فس‬
‫العبارات‪ ..‬يقول واحد من كتابم هو "ممد عمارة" على الفهم الصحيح للجهاد وأنه هو‬
‫القتال‪) :‬وهذا مفهوم غريب عن فكر السلم(‪..‬‬

‫)‪(73‬‬
‫كلمة حق‬

‫ليقف العال كله يستمع للنيابة وهي تشرع‪ ..‬بل وترف وترف وتتجرأ على دين‬
‫ال‪ .‬أل فليسمع القاصر والدان لذلك الفهم الديد للجهاد ف السلم‪ ..‬إن من لديه قليل‬
‫علم من الدين يدرك بوضوح من تتب‪Þ‬ع آيات القرآن الكري‪ ،‬وأحاديث النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أن كلمة الهاد ف لسان الشرع‪ ،‬وف الفهوم السلمي تعن القتال ف سبيل ال‬
‫لعلء كلمة ال‪ ..‬وهو مفهوم اتفقت عليه المة منذ أربعة عشر قرنا‪ b‬من الزمان‪ ..‬ففي‬
‫صحيح الب خاري‪ ،‬و صحيح م سلم‪ ،‬و ف سائر ك تب ال سنن أ بواب ال هاد تت حدث عن‬
‫القتال ف سبيل ال‪ ،‬وكذلك كتب الفقه السلمي تتحدث ف باب الهاد عن القتال‪،‬‬
‫والفيء‪ ،‬والغنيمة‪ ،‬والزية‪ ،‬وأحكام الرب‪ ،‬ومشروعيتها‪ ..‬فمن أين إذن جاءت النيابة‬
‫بذا الفهوم الديد العجيب؟! فإن كان من تفكيها فلتبي لنا مصدره‪ ،‬وإن كان قد أعد‬
‫لا من قبل أحد الرفي للكلم عن موضعه فمن هو حت نفضحه وسط اللئق‪ ،‬ونكشفه‬
‫للعالي‪.‬‬

‫‪ (5‬وأ ما ت لك ال صول الد يدة ا لت ت ضعها النيا بة ف مو ضوع الجت هاد وال تدين‬
‫والسلوك فإننا نقول بوضوح لنيل اللبس الذي تتخبط فيه‪:‬‬

‫إن السلم ل يعرف كهنوتا‪ ،b‬وليس حكرا‪ b‬على أحد فباب العلم والفهم مفتوح‬
‫للجم يع‪ ،‬ول يق لخ لوق أن يدعي لنف سه فه ما‪ b‬خا صا‪ b‬لل سلم ياول أن يفر ضه ع لى‬
‫الناس‪ ،‬ويقهرهم عليه‪ ..‬ليس ف السلم رجال دين‪ ..‬وإنا يوجد فيه علماء دين يكونون‬
‫أعمق فهما‪ ،b‬وأكثر علما‪ b‬من غيهم‪ ..‬ولكنهم رغم ذلك ل يغلقون الباب‪ ،‬ول يد•عون أن‬
‫الو صول إ ل ا ل مقت صر علي هم‪ ،‬ول ي كون إل عن طريق هم‪ ..‬فإن من تأ هل للجت هاد‪،‬‬
‫وا ستوف شروطه أمك نه أن يت هد ويأ خذ م كانه ف صفوف العل ماء‪ ..‬ع لى أن الطال بة‬
‫بقاعدة الكم ل ل تتاج لجتهاد‪ ،‬ول تتطلب شروطا‪ b‬أو قيودا‪ ..‬فكل مسلم حريص‬
‫على أن يرى حكم ال مطبقا‪ b‬ف كل صغية وكبية وأي مسلم يرى أن متمعه ل يكم‬
‫بشرع ال فعليه أن يسعى جادا‪ ،b‬وأن ياهد ف سبيل ال لتمكي شرع ال‪ ،‬ول يشترط‬
‫حينئذ أن يكون متهدا‪ ..‬إن هذا اللبس الطي الذي تاوله النيابة تريد أن تعل السلمي‬
‫يرضخون للح كم بغ ي شرع ال‪ ،‬وأن تترك ا لدعوة لت طبيق ال شريعة إ ل عل ماء ال سلطة‪،‬‬
‫وأذ يال ا لاكم‪ ،‬وفق هاء ال سلطان ا لذين يزي فون له الك فر وال ضلل‪ ..‬فل يرت فع صوت‬
‫سواهم‪ ،‬ول تكون الكلمة إل لم }أ‪Ü‬ولئك الذين اشترو‪$‬ا ال‪Ž‬حياة الد‪Þ‬نيا بال‪Ž‬آخرة فل ي‪$‬خفف‬
‫عنه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬عذاب‪ $‬ول ه‪$‬م ي‪$‬نص ر‪$‬ون{‪} ،‬فوي ‪Ý‬ل للذين ي ‪Ž‬كت‪$‬ب‪$‬ون ال‪Ž‬كتاب بأيديهم ‪Ü‬ثم• يق‪Ü‬ول‪Ü‬ون هذا‬
‫م ن ع ن د الل ه لي ش تر‪$‬وا ب ه ثم نا‪ b‬قليل‪ b‬ف ويل‪ Ý‬له‪ $‬م م م•ا كتب ت أ ي ديهم ووي ل‪ Ý‬له‪ $‬م م م•ا‬
‫يك‪Ž‬سب‪$‬ون{‪..‬‬

‫)‪(74‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪ (6‬ونن ل ننكر وجود مئات الليي من السلمي على ظهر الرض‪ ،‬ول نشك‬
‫ف هذا‪ ..‬أ ما و جود ال مة ال سلمية فذلك يقت ضي أن ي كون لذه ال مة خصائ صها‬
‫وميزا تا‪ ..‬وأول ذ لك‪ " :‬ال كم ب شريعة ال سلم "‪ .‬فإذا غاب ال كم ب شرع ا ل تب عه‬
‫مبا شرة غ ياب ال مة ال سلمية‪ ..‬أ ما ذ لك ال قول ال ساقط‪ ،‬والد عاء ال شاذ أن ال مة‬
‫السلمية موجودة وقائمة رغم ما يعلوها من حكم يالف شريعة السلم‪ ،‬وأنه ل ينقطع‬
‫وجودها حت تتنكر للعقيدة من أساس‪ ..‬فهذا ادعاء باطل ل يقره عقل ول دين‪ ..‬لقد‬
‫كان السلمون ف مكة يملون العقيدة فلماذا إذن كانت الجرة من مكة إل الدينة؟ لقد‬
‫كان ذلك بالطبع لقامة المة السلمية الت تكم بشرع ال‪ ،‬وكذلك هل يكننا القول‬
‫إن مرد وجود مسلمي يملون العقيدة السلمية كما هو الال ف الصي والند والفلبي‬
‫بل وإسرائيل‪ ..‬هل يعن هذا أن هذه دول إسلمية ما دام با مسلمون؟!!‪.‬‬

‫‪ (7‬ان ظروا يا ق ضاة م صر‪ ،‬ولين ظر ال ناس من ورائ هم إ ل ا لذين ا شتروا ال ضللة‬
‫بالدى‪ ،‬والعذاب بالغفرة‪ ،‬فما أصبهم على النار‪ ..‬انظروا إليهم وهم يزقون شرع ال‪،‬‬
‫ويقطعوه إربا‪ b‬إربا‪ ،b‬ويزين لم الشيطان سوء أعمالم‪ ..‬فهؤلء هم القتسمون الذين جعلوا‬
‫ال قرآن ع ضي‪ ..‬ان ظر إلي هم أي ها ال عال ف كل م كان و هم يزي فون ال قائق‪ ،‬ويقل بون‬
‫الوازين‪ ..‬إنم يرون أن وجود القواني الوضعية بفروعها من جنائية ومدنية وغيها رغم‬
‫مالفت ها الوا ضحة‪ ،‬وم صادمتها لن صوص الك تاب وال سنة‪ ،‬و هدمها لت عاليم ال سلم‪،‬‬
‫واجتثاث ها للتوجي هات الل ية والنبو ية‪ ..‬إن نيا بة أ من الدو لة ترى أن هذا ك له ل ي ناف‬
‫شريعة ال‪ ..‬لن الشريعة تستهدف أساسا‪ b‬وقبل كل شيء تقيق أهداف كبى عامة ف‬
‫ظل عقيدة شاملة‪ ،‬كما يزعمون‪..‬‬

‫فيالسفاهة العقول‪ ..‬ويالشراء الذمم‪ ..‬ويالراب النفوس‪ ..‬ويالضياع الق وتسلط‬


‫الباطل‪ ..‬ضحكوا على أنفسهم‪ ،‬وضحكوا على الناس حي كذبوا على ال‪ ،‬وافتروا على‬
‫دينه وشرعه‪} ..‬ومن أظ‪Ž‬لم‪ $‬مم•ن اف‪Ž‬ترى على الله كذبا‪ b‬أ‪Ü‬ولئك ي‪$‬عرض‪$‬ون على رب‪ª‬هم ويق‪Ü‬ول‬
‫ال‪Ž‬أشهاد‪ $‬هؤ‪$‬لء الذين كذب‪$‬وا على رب‪ª‬هم أل لعن ‪Ü‬ة الله على الظالمي{‪..‬‬

‫بذا الصغار‪ ،‬وهذه السخرية تنطلق تلك الفواه بذه الكلمات السمومة‪ ..‬تناصب‬
‫ا ل ال عداء‪ ،‬وتتفل سف متحد ثة عن شريعة ال سلم ال غراء‪ ،‬وبت لك الكل مات الرنا نة ا لت‬
‫أحسنوا تنميقها‪ ،‬واصطناعها يالف رونقها ورنينها ‪ -‬كل مبادئ السلم‪ ،‬و كل ن ظم‬
‫الشريعة‪ ،‬وتتث تعاليم السلم من أصولا حت ل يبقى للدين أثر ول عي‪ ..‬وكل ذلك‬
‫بجة أن هدف الشريعة تقيق أهداف كبى عامة ف ظل عقيدة شاملة!!‪.‬‬

‫)‪(75‬‬
‫كلمة حق‬

‫لناس عتوهم ف ازدياد‬ ‫فيالقومي ويا لف قومي‬

‫‪ (8‬ث اسعوا معنا ما تقولت به ألسنتهم من كذب عظيم على ال‪ " ..‬زعموا أن‬
‫ت لف ت طبيق ح كم أو أح كام ل سبب أو أ سباب ل يع ن بال ر فض حاكم ية أح كم‬
‫الاكمي "‪} ..‬كب‪$‬رت كلم ‪b‬ة تخر‪$‬ج‪ $‬من أف‪Ž‬واههم إن‪ Ž‬يق‪Ü‬ول‪Ü‬ون إلا كذب‪b‬ا{‪..‬‬

‫فيا ال‪ ..‬يا أحكم الاكمي‪ ..‬أفضح نواياهم‪ ،‬واكشف سترهم‪ ،‬ودمر عقولم‪،‬‬
‫وأهلك هم ك ما أهل كت عادا‪ b‬و ثود‪ ،‬ور‪$‬د ك يدهم ف نورهم‪ ،‬وأ نزل مق تك وغ ضبك‬
‫عليهم‪.‬‬

‫إن الزنا الذي تبيحه الدولة‪ ،‬وتيئ له الفرص‪ ،‬وتعد له الؤسسات وتفتح له معاهد‬
‫الر قص والو سيقى‪ ،‬وتق يم له الفلت من م سارح و سينما وتليفز يون وإذا عة‪ ..‬بل‬
‫وتشرف الدولة على اللهي الليلية وت‪$‬عد‪ Þ‬شرطة خاصة لماية الزنا والفساق والعاهرات‪..‬‬
‫أل يعن هذا رفض حاكمية أحكم الاكمي؟!‪ ..‬إن مصانع المور الت تنشئها الدولة‪،‬‬
‫وتفتح لا الوانيت لبيع المر وشرائها والتجارة با وتعلها سهلة ميسرة للناس أل يعن‬
‫هذا رفض حاكمية أحكم الاكمي؟‬

‫إن الر با ا لذي ي قوم عل يه اقت صاد البلد وتؤ سس عل يه الب نوك وت قدم به ال قروض‬
‫ويلوث به كل مال حلل‪ ..‬أل يعن هذا رفض حاكمية أحكم الاكمي؟‪.‬‬

‫إن موالة الي هود والن صارى وت قدي فروض ا لولء والطا عة وتوق يع معا هدات‬
‫الستسلم الدائم وفتح البلد لم يعيثون فيها فسادا‪ ،b‬فتفتح السفارات السرائيلية والغربية‬
‫ف الوقت الذي تغلق فيه سفارات العال العرب والسلمي‪ ..‬وتصبح مصر بوقا‪ b‬وحارسا‬
‫أمي نا‪ b‬ل صال الي هود والن صارى ف النط قة‪ ..‬وتت عال من ها صيحات ال سخرية والها نة‬
‫والقطيعة للعرب والسلمي‪ ..‬أل يعن هذا رفض حاكمية أحكم الاكمي؟‪..‬‬

‫إن الظروف الختلفة الت ير با التمع كما تدعي النيابة تسمح له أن يعطل حدود‬
‫ال وشرعه‪ ..‬فتبدل القواني اللية بقواني صليبية‪ ،‬فل تقطع يد السارق ول يلد شارب‬
‫المر ول يرجم الزان الصن‪ ..‬مثل هذه القواني تعتب وحشية جائرة ف نظر الشرعي‬
‫العصريي‪ ،‬فهي ل تصلح لذا العصر الذي تيط به ظروف متلفة اجتماعية واقتصادية؟؟‬
‫أل يعن كل هذا رفض حاكمية أحكم الاكمي؟‪.‬‬

‫)‪(76‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪ (9‬لقد ادعت النيابة أن تلف تطبيق حكم جزئي أو بعض الحكام الشرعية ل‬
‫يعن عدم الكم بالشريعة السلمية‪ ..‬وزعموا ‪ -‬وذلك إفكهم وما كانوا يفترون ‪ -‬أن‬
‫الكم بالشريعة ل ينقطع من فوق ظهر الرض إل إذا نيت تاما جلة وتفصيل‪..‬‬

‫ول قد حذر ال قرآن أ شد تذير من ات باع هذا ال سلوب ا لدام ا لذي يط بق ب عض‬
‫الشريعة ويترك البعض الخر فهو يوضح الرد على هذه الشبهة ويدحضها تاما إذ يقول‬
‫تعال‪} :‬فاحك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل الله‪ $‬ول تت•بع أهواءَه‪$‬م عم•ا جاءَك من ال‪Ž‬حق‪ {ª‬فينهى ال عز‬
‫وجل عن ترك شريعته كلها إل أهوائهم‪ ..‬ث يذر النب من فتنتهم له عن بعض ما أنزل‬
‫ال إليه فيقول‪} :‬وأن احك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل الله‪ $‬ول تت•بع أهواءَه‪$‬م واحذره‪$‬م أ ن‪ Ž‬يف‪Ž‬تن‪$‬وك‬
‫ع ن بع ض م ا أنز ل الل ه‪ $‬إلي ك{ فالت حذير ه نا أ شد وأدق ‪ -‬و بذلك يوجب ال شرع‬
‫الستم ساك الكا مل بال صغية ق بل ال كبية ف شرع ا ل كل ل يت جزأ و نج ل يتب عض ول‬
‫ينقسم‪ ..‬وبذلك يغلق القرآن كا منافذ الشيطان ومداخله إل النفس الؤمنة ويأخذ الطريق‬
‫ع لى كل ح جة و كل ذري عة لترك شيء مه ما قل من أح كام هذه ال شريعة ل غرض من‬
‫ا لغراض ف أي ظرف من ال ظروف‪ ..‬قال القاضي ا بن العر ب‪ :‬إن ا لراد بال ية الر جم‪،‬‬
‫و قال أ بو ال سعود‪ :‬وا حذر أن ي صرفوك عن ب عض و لو كان أ قل القل يل لت صوير البا طل‬
‫بصورة الق‪ ..‬وحذارى ث حذارى أن تفعلوا مثل اليهود ذلك الفعل الشنيع الذي استحق‬
‫أن ينل فيه قرآن ينكره ويتوعد فاعله‪ ..‬قال تعال‪} :‬أفت‪$‬ؤمن‪$‬ون ببعض ال‪Ž‬كتاب وت ‪Ž‬كف‪Ü‬ر‪$‬ون‬
‫ببعض‪ £‬فما جزا̈ء من يف‪Ž‬عل‪ Ü‬ذلك منك‪Ü‬م إلا خزي© في ال‪Ž‬حياة الد‪Þ‬نيا ويوم ال‪Ž‬قيامة ي‪$‬رد‪Þ‬ون إلى‬
‫أشد‪ ª‬ال‪Ž‬عذاب وما الله‪ $‬بغافل‪ £‬عم•ا تعمل‪Ü‬ون{‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫إن تعطيل بعض الحاكم الشرعية واستبدالا والتيان بقواني وضعية تكم التمع‬
‫هو مع ن الت جزئة ا لت تر يدها النيا بة و هو أ مر جائز ع ندهم ل ي ناقض حاكم ية أح كم‬
‫الاكمي‪ ،‬وهذا من أبطل الباطل وأبي الزور لنه رفع لشرع فوق شرع ال تعال وتقدي‬
‫لكم فوق حكم ال تعال‪} :‬يا أي‪Þ‬ها الذين آمن‪$‬وا ل ت‪$‬قد‪ª‬م‪$‬وا بين يدي الله ورس‪$‬وله{ وقال‬
‫تعال‪} :‬يا أي‪Þ‬ها الذين آم ن‪$‬وا ل ترف ع‪$‬وا أصواتك‪Ü‬م فوق صوت الن•ب ي‪ ª‬ول تجه ر‪$‬وا له‪ $‬بال‪Ž‬قول‬
‫كجهر بعض ك‪Ü‬م لبعض{ فإذا كان ا ل سبحانه قد م نع الت قدي ب قول أو ف عل أو ر فع‬
‫الصوت‪ ،‬مرد رفع الصوت‪ ،‬عند رسول ال ‪ -‬فالنع من تقدي شرع وحكم أول والنع‬
‫من رفع شرع فوق شرع ال أول من النع من رفع الصوت عند رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إن تنحية حكم أو أحكام من أحكام شرع ال والتيان بغيه إنا يعن شيئا‪ b‬واحدا‬
‫يع ن أن شرع ا ل غ ي كاف وغ ي صال وغ ي منا سب للمجت مع وللق يام ب صاله لذا‬
‫احتج نا إ ل شرع آ خر ي صلح هذا الع يب وي سد هذا الن قص‪ } :‬س‪$‬بحانك هذا ب‪$‬هتان‬

‫)‪(77‬‬
‫كلمة حق‬

‫عظيم{‪ ،‬إن تزئة الشريعة وتطبيق بعضها وترك بعضها‪ ،‬فعل باطل من يفعله يكون مرتدا‪،b‬‬
‫حكم ال بردته ف كتابه‪} :‬إن الذين ارت د‪Þ‬وا على أدبارهم من بعد ما تبي•ن له‪ $‬م‪ $‬ال‪ Ž‬ه‪$‬دى‬
‫الش•يطان‪ Ü‬سو•ل له‪$‬م وأملى له‪$‬م‪ ،‬ذلك بأ•نه‪$‬م قال‪Ü‬وا للذين كره‪$‬وا ما نز•ل الله‪ $‬سن‪$‬طيع‪$‬ك‪Ü‬م في‬
‫بعض ال‪Ž‬أمر{‪.‬‬

‫وقد أوجب ال سبحانه القتال‪ ،‬حت يكون الشرع كله ل‪ ،‬قال تعال }وقاتل‪Ü‬وه‪$‬م‬
‫حت•ى ل تك‪Ü‬ون فتنة‪ Ý‬ويك‪Ü‬ون الد‪ª‬ي ‪$‬ن ك‪Ü‬ل‪ê‬ه‪ $‬لله{‪..‬‬

‫إن هذا الفعل ‪ -‬استبدال بعض الحكام ‪ -‬كفر ل ريب فيه‪ ،‬كفر يب تغييه ولو‬
‫بنصب القتال‪ ،‬إن رفض الدين كله كفر‪ ،‬ورفض بعض الدين كفر ورفض بعض الدين‬
‫تزئة لدين ال وهي فتنة وضلل عن صراط ال الستقيم وفتنة التجزئة أخطر من فتنة‬
‫الرفض الكلية‪ ،‬لن الضلل با ي كون أشد إذ يلتبس الق بالباطل‪ ،‬والطيب بالبيث‪،‬‬
‫ويلتبس المر على الناس الذين يرون الساجد مفتحة والآذن عالية‪ ،‬ودين الدولة الرسي ‪-‬‬
‫كما يزعمون ‪ -‬السلم‪ ،‬ويضحكون على الناس بقولم‪ ،‬بلد اللف مئذنة‪ ،‬بينما تعلو‬
‫متمعهم‪ ،‬أحكام كفر وشرائع جاهلية‪ ،‬وشرع ال ينتقض دون أن يدري أحد أو يشعر‬
‫عروة عروة‪ ،‬أولا الكم وأخرها الصلة‪ ،‬يقول الستاذ الستشار علي جريشة ف كتابه‬
‫أصول الشرعية السلمية ]‪:[22‬‬

‫" إن اتفاق العلماء على قتال من منع شريعة من شرائع السلم الظاهرة ول ندري‬
‫ماذا كانوا يقولون‪ ،‬لو عرض عليهم من ينعون شرائع السلم كلها أو أكثرها‪ ،‬ويقول ف‬
‫الوضوع نفسه‪ :‬إذا كان ال سبحانه وتعال‪ ،‬قد أعلن حربه وحرب رسوله للمتناع عن‬
‫إقامة حكم واحد من أحكام السلم وهو الربا‪ ،‬بقوله‪} :‬فإن‪ Ž‬لم تف‪Ž‬عل‪Ü‬وا فأ‪Ž‬ذن‪$‬وا بحرب‪ £‬من‬
‫الله ور س‪$‬وله{ فأي حرب تكون إذا صار المتناع عن إقامة أكثر من حكم من أحكام‬
‫الشريعة السلمية‪ ،‬بل جل الحكام‪ ،‬فمن ذا يطيق حرب ال وحرب الرسول "‪..‬‬

‫وفتنة التجزئة هذه تظهر تت عناوين شت وترتدي مسوحا متعددة‪ ،‬فتارة تت‬
‫عنوان‪ ،‬عدم ملئمة الحكام للزمان‪ ،‬وتارة ترتدي مسوح الرحة والشفقة خوفا من بعض‬
‫الدود القاسية وتارة تت دعاوى الظروف الفكرية والجتماعية الدقيقة وهل كان ربنا‬
‫سبحانه وتعال يهل هذه الظروف الفكرية والجتماعية الدقيقة أم كان عاجزا عن إياد‬
‫شرع يناسب هذه الظروف باختلف ألوانا وأنواعها‪ ،‬أم أن هذا الزمان وتلك اليام قد‬

‫‪ (22‬ص ‪.74‬‬

‫)‪(78‬‬
‫كلمة حق‬

‫غلبت قدرته تعال‪ ،‬فأتت بظروف فكرية واجتماعية دقيقة ل يسب ربنا حسابا‪ ،‬ول‬
‫يعرف ك يف يواجهها‪ ،‬حت جاء هؤلء ب شرع يناسبها‪ } :‬س‪$‬بحانه‪ $‬وتعالى ع م•ا يق‪Ü‬و ل‪Ü‬ون‬
‫ع‪$‬ل‪̃Ü‬وا‪ b‬كبيا* ت‪$‬سب‪ª‬ح‪ $‬له‪ $‬الس•ماوات‪ $‬الس•بع‪ $‬وال‪Ž‬أرض‪ $‬ومن فيهن• وإن‪ Ž‬من شيء‪ £‬إلا ي‪$‬سب‪$ ª‬ح بحمده‬
‫ولكن ل تف‪Ž‬قه‪$‬ون تسبيحه‪$‬م{‪ ..‬إننا نفهم أن هناك أسبابا ل بد أن تتوافر حت يقام حد من‬
‫حدود ال فإن ل تتوافر امتنع إقامة الد ف هذه الواقعة بعينها مثل أن ل يأتى أربعة شهداء‬
‫على واقعة الزنا أو غي ذلك‪ ،‬أما أن توجد أسباب وظروف تكون لا من القوة بيث إنا‬
‫ت بدل ال شرع وت عل عقو بة ال سجن بدل‪ b‬من الر جم أو تل ا لرام و ترم اللل أو غ ي‬
‫ذلك فإن هذا غي مفهوم بالرة ول يصح قبوه أو جوازه مطلقا‪ ،‬إن الناس عليهم أن يعقلوا‬
‫أن الذي أنزل هذا الشرع وأمر بالتحاكم إليه هو الذي خلقنا وهو الذي خلق الظروف‬
‫الفكرية والجتماعية الدقيقة ‪ -‬كما يسمونا ‪ -‬وهو سبحانه العال بصالنا وبا يصلح به‬
‫أمر نا وحال نا فإذا أ مر سبحانه بأمر علم نا أن هذا يواكب بل شك ويوا فق ال ظروف‬
‫الفكرية والجتماعية الدقيقة الت نر با وأن ف هذا الي والفلح لنا ولغينا ف ظروفنا‬
‫وف كل الظروف الفكرية والجتماعية الدقيقة‪..‬‬

‫عجبا لؤلء أل يدرون ما يقولون‪ ،‬إنم يد•عون أن ال تعال قد عجز شرعه عن‬
‫مواك بة ال ظروف الفكر ية والجتماع ية الدقي قة‪ ،‬بين ما أف لح شرع الب شر ف موافقت ها‬
‫ومواكبتها سبحان رب‪} :‬أل يعلم‪ $‬من خلق وه‪$‬و اللطيف‪ $‬ال‪Ž‬خبي‪..{$‬‬

‫‪ (10‬وت قول النيا بة ف مرافعت ها‪) :‬وتق يق هذه ال هداف والقا صد ال شرعية قد‬
‫يكون بنصوص جزئية مفصلة قررها الشارع ف بعض الالت وقد يكون بالحالة إل‬
‫اجت هاد فق هي يدد الو سيلة الت شريعية وا لدارة الفن ية لتحق يق القا عدة الكل ية العا مة أو‬
‫الدف الجتماعي الشامل( أهـ‪.‬‬

‫وها نن نقف على ماولة جديدة من النيابة لصرف الناس عن تطبيق شريعة ربم‬
‫فقد ادعت ف الرة الول أن غياب حكم أو مموعة أحكام شرعية ل يضر ف شيء ث ها‬
‫هنا تدعى النيابة أن تطبيق الشريعة ليس هو السلم‪ ،‬وإنا ما يهم هو تقيق الهداف‬
‫الكبى ف ظل عقيدة شاملة‪ ،‬أي أن دعوى السلمي لتطبيق الشريعة السلمية أمر ليس‬
‫ب هم ما دا مت ال هداف ال كبى تتح قق ف ظل عق يدة شاملة؟؟ إن هذا بل شك إ فك‬
‫وب تان مبي ث نستر سل مع د عاوى ال ضلل ا لت تبث ها نيا بة أ من الدو لة ح ي تدعي أن‬
‫مصدر التشريع قد يكون نصوص الكتاب والسنة وقد يكون اجتهادا‪ b‬فقهيا‪ ،b‬فهذا وال‬
‫جهل مبي‪ ،‬إذ تسوي النيابة بي النصوص الثابتة وبي الجتهاد فالتشريع أول يكون من‬

‫)‪(79‬‬
‫كلمة حق‬

‫القرآن ث من السنة‪ ،‬ث بعد ذلك يأت الجتهاد‪ ،‬وحديث معاذ بن جبل واضح وصريح ف‬
‫ذلك حي سأله النب صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ب تقضي؟ قال بكتاب ال‪ ،‬قال‪ :‬فإن ل تد؟‬
‫قال‪ :‬بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فإن ل تد؟ قال‪ :‬أجتهد رأي ول آلو "‪،‬‬
‫أما أن يسبق الجتهاد نصوص القرآن والسنة أو يساويهما فهذا ما ل يقله أحد ويالفه‬
‫إجاع السلمي قاطبة‪ ،‬ث إننا نقف حيارى أمام هذا اللط العجيب حي جعت النيابة بي‬
‫الكلمات والعبارات الت خرجت من اليثاق والتاد الشتراكي والزب الوطن‪ ،‬وبي‬
‫تلك الكلمات الت تتحدث عن أهداف الشريعة السلمية والعقيدة الشاملة‪ ،‬لقد سقطت‬
‫النيا بة سقطة شنيعة أظ هرت جهل ها وخبل ها ح ي أدخ لت ا لدارة الفن ية ف الو سيلة‬
‫الت شريعية وج عت ب ي تق يق القا عدة الكل ية أو ا لدف الجت ماعي ال شامل!؟ ف ما هذا‬
‫السخف؟ وما هذه الترهات؟ إن تلك الكلمات الوفاء‪ ،‬الت قالتها النيابة ل تتاج إل‬
‫ج هد حت يف هم ال سامع إ نا كل مات ل مدلول لا ول مع ن‪ .‬إن نا ن سأل النيا بة التر مة!‬
‫ونسأل من ورائها من يكتبون لا‪ ،‬ماذا تقصدون بالهداف الكبى ف ظل عقيدة شاملة؟‬
‫وما هي الدارة الفنية؟ أو الدف الجتماعي الشامل؟ إن السلم يعلم أن أحد الهداف‬
‫الكبى ف دعوته هو تقيق قوله تعال‪} :‬وأنزل‪Ž‬نا إليك ال‪Ž‬كتاب بال‪Ž‬حق‪ ª‬م‪$‬صد‪ª‬قا‪ b‬لما بين يديه‬
‫من ال‪Ž‬كتاب وم‪$‬هيمنا‪ b‬عليه فاحك‪Ü‬م بينه‪$‬م بما أنزل الل ه‪ $‬ول تت•بع أهواءَه‪$‬م ع م•ا جاءَك من‬
‫ال‪Ž‬حق{ فهذا هدف عظيم جليل واضح ل يتاج إل عبارات مطاطة أو كلمات ملتوية‬
‫تتق عر با النيا بة ه نا وه ناك‪ :‬إن ا لق أب لج وا ضح و ضوح ال شمس‪ ،‬أ ما من ط مس ا ل‬
‫ب صيته وران ع لى قل به فإنه ي لط ا لق بالبا طل ويفل سف ا لمور حت يد مبرا له له‬
‫وخطئه و ضلله‪ ،‬إن حقي قة أ مر هؤلء وأم ثالم هو أ نم ح ي ي سمعون ا لق يغ ضبون‬
‫لكشف مازيهم فيتولوا معرضي‪} :‬ويق‪Ü‬ول‪Ü‬ون آم ن•ا بالله وبالر• س‪$‬ول وأطعنا ‪Ü‬ثم• يتولى فريق‬
‫منه‪$‬م من بعد ذلك وما أ‪Ü‬ولئك بال‪Ž‬م‪$‬ؤمني‪ ،‬وإذا د‪ $‬ع‪$‬وا إلى الله ور س‪$‬وله ليحك‪Ü‬م بينه‪$‬م إذا‬
‫فري ق© منه‪$‬م م‪$‬عر ض‪$‬ون{ إن السلم ل يعرف إدارة فنية تدخل ف الشريعة السلمية‪ ،‬ول‬
‫يعرف هذه السميات العجيبة الت تاول النيابة أن تصرف با وجوه السلمي إل باطلها‬
‫ا لذي ت نادي به‪ ،‬و لو اكت فت النيا بة بذلك لان ا لمر ول كن ال صيبة ال كبى وال طب‬
‫العظم كان ف تلك القالة التالية الت تفوهت با النيابة وهي ل تعي معناها ول تدرك‬
‫خطور تا‪ ،‬ف ما هم إل مرددون لا يك تب لم ل قد طع نوا ف د ين ا ل وو صفوه بالنقص‬
‫والق صور و قالوا كل مة لو ق صدوا معنا ها لخرجتهم من د ين ا ل ومن م لة ال سلم‪ ،‬إن‬
‫النيابة الت تتشدق بالديث عن الدين السلمي‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫)إن ن صوص ال قرآن وال سنة ظن ية الث بوت والدل لة ت تاج إ ل اجت هاد فق هي لتث بت‬
‫صحتها و يبي ما إذا كانت قطع ية ا لورود والدل لة أم ل؟(‪ ..‬ف هل ت صدقون هذا‪ ،‬إ نم‬

‫)‪(80‬‬
‫كلمة حق‬

‫ينطقون بكلمات تطعن ف صحة القرآن وتواتره‪ ،‬ويقولون إن نصوص القرآن تتاج إل‬
‫اجتهاد فقهي يؤكد أنا قطعية الورود وليست ظنية‪ ،‬لقد قالوا كلمة كبية ولول أننا نعذر‬
‫ال سلمي بهل هم لقل نا قد ك فروا و قالوا كل مة الك فر ب عد إ سلمهم ولكن نا ندرك تا ما‪،‬‬
‫مدى ال هل الط بق ا لذي ي يم ع لى النيا بة و من يك تب لا ول سنا ف حا جة إ ل مز يد‬
‫إيضاح‪ ،‬إن من يدعي أن نصوص القرآن ظنية الورود يكفر بقوله هذا‪ ،‬والقرآن كتاب ال‬
‫الكم‪ ،‬تكفل بفظه‪ ،‬إل أن يرث ال الرض ومن عليها‪} ،‬إن•ا نحن‪ $‬نز•ل‪Ž‬نا ال *ذك‪Ž‬ر وإن•ا له‬
‫لحافظ‪Ü‬ون{‪..‬‬

‫‪ (11‬وتشد النيابة ف مرافعتها كثيا من اليات والحاديث‪ ،‬لتوهم السامع أنا‬


‫تقول حقا‪ ،‬وتدعي صدقا ونن نكشف الستار عن طرف من مغالطات النيابة ف تفسيها‬
‫لل يات ا لت تورد ها ف كلم ها‪ ،‬ف قد أ كثرت النيا بة من ال قول ف ك تاب ا ل بغ ي ع لم‬
‫فضلت وأضلت وخاب سعيها‪:‬‬

‫! ذكروا قوله تعال‪} :‬وقاتل‪Ü‬وا في سبيل الله الذين ي‪$‬قاتل‪Ü‬ونك‪Ü‬م ول تعتد‪$‬وا إن الله ل‬
‫ي‪$‬ح ب‪ Þ‬ال‪Ž‬م‪$‬عتدين{ و قالوا إ نا مك مة ف ن في ال عدوان‪ ..‬أي ال بدء بق تال من ل يقاتل نا‪..‬‬
‫ون قول إن ف أول آ ية من آ يات الق تال تد التحد يد الا سم لدف الق تال‪ ،‬والرا ية ا لت‬
‫تاض تتها العركة بوضوح وجلء‪..‬‬

‫إن الق تال ل ل لي هدف آ خر من ال هداف ا لت عرفت ها الب شرية ف حرو با‬
‫الطويلة‪ ،‬القتال ف سبيل ال ل ف سبيل الماد والستعلء ف الرض‪ ،‬ول ف سبيل الغان‬
‫والكا سب‪ ،‬ول ف سبيل ال سواق والا مات‪ ،‬ول ف سبيل ت سويد طب قة ع لى طب قة أو‬
‫ج نس ع لى ج نس‪ ،‬ول ف سبيل الب طولت الزعو مة والق يادات الوه ية‪ ..‬إ نا هو الق تال‬
‫لتلك الهداف الددة الت من أجلها شرع الهاد ف السلم‪ ..‬القتال لعلء كلمة ال ف‬
‫ا لرض وإ قرار منه جه ف ال ياة‪ ،‬وحا ية ا لؤمني به أن يفت نوا عن دين هم أو أن يرف هم‬
‫الضلل والفساد‪) ..‬وما عدا هذه فهي حرب غي مشروعة ف حكم السلم وليس لن‬
‫يو ضها أ جر ع ند ا ل ول م قام( الق تال ل عداء ال سلم ف كل م كان ف دا خل البلد‬
‫وخارجها من كل جنس أو لون‪ ،‬ل بد من تعريتهم من تلك اللفتية الشكلية الت ل يعد‬
‫وراء ها حقي قة وأ نم لي سوا ع لى شيء من د ين ا ل وأ نم حري صون ع لى سحق الب عث‬
‫والتج مع ال سلمي‪ ،‬ف أي صورة من صورها كإل غاء آ خر مظ هر للتج مع تت را ية‬
‫العقيدة المثل ف اللفة السلمية كما وضح هذا ف حركة أتاتورك الاربة للسلم ف‬
‫تركيا‪ ...‬معركة بل معارك سافرة وحلت مقنعة ولفتات خادعة وإسباغ الماية لذلك‬

‫)‪(81‬‬
‫كلمة حق‬

‫بأقلم مابراتم وبأدوات إعلمهم وبكل ما يلكون من قوة وحيلة وخبة ولول قوة كامنة‬
‫ف السلم ذاته تتخطى الدود والسدود ما أمكن أن تنبثق النبتة من جديد‪ ،‬ث ماذا؟؟ ث‬
‫ل بد للمد أن يفيض ول بد للسدود أن تنهار ول بد للقردة أن يطمرهم الوج والركام‪،‬‬
‫وع ندئذ فلت نل سور قرآن ية ف ال هاد ت سمع دمد مة ال يات و من ورائ ها فرق عة ال سلح‬
‫تضرب السيئة بالسيئة وتعال الغدر بالقصاص‪ ،‬تصب النقمة على التلعبي بالدين وتكيل‬
‫لم الضربات على نو يثي الرعب ف القلوب‪ ،‬تدد موقف السلم الاسم من أعدائه‪،‬‬
‫تعلن الرب على الحزاب الريبة‪ ،‬وتنظف الو من آثار الشرك والشركي ومفاسد أهل‬
‫الكتاب وذبذبة النافقي‪ ،‬ترسم للمسلمي ما يتخذونه أساسا لدولتهم ومنهجا‪ b‬لدعوتم‪...‬‬

‫تثور وسوف تظل ثائرة على كل عدوان يصيب الؤمني وكل غدر ينل بالاهدين‬
‫وع ندئذ ت تم كل مة ا ل وتع لو را ية ال سلم‪ ،‬ال سلم ا لذي ي صرف ال ياة كل ها ال سلم‬
‫الذي هو عقيدة تمع بي قلوب السلمي‪ ،‬ونظام اجتماعي ينسق مصال السلمي ونظام‬
‫سياسي يوحد الدف السلمي واليش السلمي والدولة السلمية وصدق ال العظيم‪:‬‬
‫}ي‪$‬ريد‪$‬ون أن‪$ Ž‬يط‪Ž‬فئ‪Ü‬وا ن‪$‬ور الله بأف‪Ž‬واههم ويأ‪Ž‬بى الله‪ $‬إلا أن‪ Ž‬ي‪$‬تم• ن‪$‬وره‪ $‬ولو كره ال‪Ž‬كافر‪$‬ون‪ ،‬ه‪$‬و‬
‫الذي أرسل رس‪$‬وله‪ $‬بال‪Ž‬ه‪$‬دى ودين ال‪Ž‬حق‪ ª‬ل‪$‬يظ‪Ž‬هره‪ $‬على الد‪ª‬ين ‪Ü‬كل*ه ولو كره ا‪Ž‬لم‪$‬شرك‪Ü‬ون {‪...‬‬
‫والعدوان كما بينته الية الكرية يكون بتجاوز هؤلء الاربي العتدين إل غي الاربي‬
‫من ا لمني ال سالي ا لذين ل ي شكلون خ طرا‪ b‬ع لى ا لدعوة ال سلميية ول ع لى الما عة‬
‫السلمية كالنساء والطفال والشيوخ والعباد النقطعي للعبادة من أهل كل ملة ودين‪،‬‬
‫ك ما ي كون بت جاوز آداب الق تال ا لت شرعها ال سلم وو ضع با حدا‪ b‬لل شناعات ا لت‬
‫عرفتها حروب الاهلية‪ ،‬العابرة والاضرة على السواء‪ ..‬تلك الشناعات الت ينفر منها‬
‫حس السلم وتأباها تقوى السلم ففي الديث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬‬
‫إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه " ]‪ [23‬وحديث‪ " :‬أعف الناس قتلة أهل اليان " ]‪،[24‬‬
‫ونى صلى ال عليه وسلم وسلم " عن النهب والثلة " ]‪ ،[25‬ونى صلى ال عليه " عن‬
‫قتل النساء والصبيان " ]‪ ،[26‬وكان صلى ال عليه وسلم يقول‪ " :‬اغزو باسم ال ف سبيل‬
‫ال قاتلوا من كفر بال اغزوا ول تغدروا ول تثلوا ول تقتلوا وليدا " ]‪.[27‬‬

‫‪ (23‬رواه الشيخان‪.‬‬
‫‪ (24‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫‪ (25‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ (26‬رواه الشيخان وأبو داود والترمذي‪.‬‬
‫‪ (27‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي‪.‬‬

‫)‪(82‬‬
‫كلمة حق‬

‫ذكروا قوله تعال‪} :‬ل إك‪Ž‬راه في الد‪ª‬ين{ وأرادوا الستدلل با على أن العقيدة ل‬
‫تفرض بالقوة وأن السلم ل ينتشر بالقتال‪.‬‬

‫يقول القاضي ابن العرب‪ :‬إن ف هذه الية ثلثة أقوال‪:‬‬

‫الول‪ :‬أنا منسوخة بآية القتال‪.‬‬

‫الثان‪ :‬أنا مصوصة بأهل الكتاب الذين ي‪$‬قرون على الزية‪..‬‬

‫الثالث‪ :‬أنا عامة ف نفي الكراه بالباطل أما الكراه بالق فإن ذلك الكراه من‬
‫الدين‪..‬‬

‫وهل يقاتل الكافر إل على الدين؟‪ ..‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " أمرت‬
‫أن أقا تل ال ناس حت ي شهدوا أن ل إ له إل ا ل وأ ن ر سول ا ل ويقي موا ال صلة ويؤ توا‬
‫الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم إل بق السلم‪ ،‬وحسابم على ال "‬
‫رواه مسلم وهذا قول ابن كثي وغيه من الفسرين‪.‬‬

‫وذكروا قوله تعال‪} :‬يا أي‪Þ‬ها الذين آمن‪$‬وا ادخ‪$‬ل‪Ü‬وا في الس‪ª‬ل‪Ž‬م كاف ‪b‬ة{ زاعمي أن السلم‬
‫هنا هو السلم‪..‬‬

‫والفسرون يقولون إن السلم القصود ف الية هو السلم‪ ،‬أي أن يستسلم الؤمنون‬


‫بكلياتم ل ف ذوات أنفسهم وف الصغي والكبي من أمرهم‪ ،‬أن يستسلموا الستسلم‬
‫الذي ل تبقى بعده بقية ناشزة من تصور أو شعور ومن نية أو عمل ومن رغبة أو رهبة ل‬
‫ت ضع ل ول تر ضى بك مه وق ضائه‪ ،‬إ نه است سلم الطا عة الواث قة الطمئ نة الرا ضية‪،‬‬
‫الست سلم ل لدين ا لذي ي قود خ طاهم و هم واث قون أ نه ير يد بم ال ي وال صلح والن صح‬
‫والرشاد وهم مطمئنون إل الطريق والصي ف الدنيا والخرة على السواء‪..‬‬

‫وعلى فرض أن السلم القصود ف الية الكرية هو السلم فل يكون معن السلم‬
‫حينئذ السلم مع اليهود والستسلم لم كما تفهمه النيابة‪ ..‬وتاول أن تفهمه للناس إنا‬
‫يكون معناه الثقة والطمئنان والرضى‪ ،‬والستقرار فل حية ول قلق ول شرود ول ضلل‬
‫وإ نا سلم مع الن فس وال ضمي‪ ،‬سلم مع الع قل والن طق‪ ،‬سلم مع ال ناس والح ياء‪...‬‬

‫)‪(83‬‬
‫كلمة حق‬

‫سلم مع الوجود كله ومع كل موجود سلم يرف ف حنايا السريرة وسلم يظل الياة‬
‫والتمع‪ ،‬سلم ف الرض وسلم ف السماء‪..‬‬

‫وذ كروا قوله ت عال‪} :‬وقاتل‪Ü‬وه‪$‬م ح ت•ى ل ت ك‪Ü‬ون فتن ‪Ý‬ة{ ف قالوا إن الق تال يت نع ع ند‬
‫حرية إقامة الشعائر وامتناع الفتنة‪ ...‬ول يذكروا معن الفتنة والقيقة أن الفتنة هي الكفر‪،‬‬
‫كما ذكر المام ابن كثي والقرطب وابن العرب وغيهم من أئمة التفسي‪ ،‬فالقتال حت ل‬
‫يكون هناك كفر ف الشرع أو الكم‪..‬‬

‫ف كل يوم تقدم قوات ظالة تصد الناس عن الدين وتول بينهم وبي ساع الدعوة‬
‫إل ال والمر بالعروف والنهي عن النكر وقول الق وتنع من الستجابة للحق وتروع‬
‫أهله وتدد القائمي على الدعوة والماعة‪.‬‬

‫والماعة السلمة مكلفة ف كل مكان وزمان أن تطم هذه القوة الظالة وتطلق‬
‫الناس أحرارا‪ b‬من قهرها يستمعون ويتارون ويهتدون إل ال‪..‬‬

‫وعلي ها أن ت ظل تقا تل حت تق ضي ع لى هذه ال قوى العتد ية الظا لة و حت ت صبح‬


‫كلمة ال هي العليا وتتحق الغلبة لدين ال‪ ...‬وما زال الذى والفتنة تلم‪ Þ‬بالؤمني أفرادا‪ b‬أو‬
‫جاعات بل وشعوبا كاملة ف بعض الحيان‪ ..‬وكا من يتعرض للفتنة ف دينه والذى ف‬
‫عقيدته ف أي صورة من الصور وف أي شكل من الشكال مفروض عليه أن يقاتل وأن‬
‫يقتل وأن يقق البدأ العظم الذي سنه السلم فكان ميلدا‪ b‬جديدا‪ b‬للنسان‪ ،‬فإن انتهى‬
‫هؤلء الظالون عن ظلمهم وكفوا عن اليلولة بي الناس وربم وتركوا القلم تكتب‬
‫والل سنة ت عب وا لدعوة تنط لق ومن عوا التج سس والر هاب وإخا فة ال ناس وذعر هم فل‬
‫عدوان عليهم )أل مناجزة لم ‪ -‬لن الهاد دائما إنا يوجه إل الظلم والظالي( } فإن‬
‫انتهوا فل ع‪$‬دوان إلا على الظالمي{‪..‬‬

‫وذكروا قوله تعال‪} :‬وإن‪ Ž‬جنح‪$‬وا للس•ل‪Ž‬م فاجنح لها وتوكل‪ Ž‬على الله{ للدللة على‬
‫أن السلم يدعو لسالة العداء‪...‬‬

‫وياب عليهم‪:‬‬

‫)‪(84‬‬
‫كلمة حق‬

‫أول‪ :‬أن الع ن أ نم إذا د عوك للم سالة وال صالة والهاد نة فأجبهم يق صد بذلك‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬فإن الية كما قال ماهد والسدى نزلت ف بن قريظة وهي متصلة بقصتهم‬
‫بناءا‪ b‬على أنم العنيون بقوله تعال‪} :‬الذين عاهدت منه‪$‬م{ والضمي ف }وأع د‪Þ‬وا له‪$‬م{‬
‫لهل الكتاب وذلك بشرط أل يكونوا معتدين على بلد السلم وأن يعطوا الزية عن يد‬
‫وهم صاغرون وأيضا اشترط ف ذلك الصلحة وللمام أن ينبذ إليهم مت شاء‪..‬‬

‫ثانيا‪ :‬إن العدو إن جنح إل السلم وكان كثيا‪ b‬عدده وعدته‪ ،‬وكان السلمون أقل‬
‫عددا‪ b‬وعدة فإنه يوز مهادنتهم كما فعل النب صلى ال عليه وسلم يوم الديبية‪ ..‬ذكره‬
‫ابن كثي‪..‬‬

‫ثال ثا‪ :y‬إن عل ماء ال سلطة و من لف لف هم ا ستدلوا بذه ال ية الكر ية ع لى صحة‬


‫معاهدة كامب ديفيد وهم بذلك يلبسون الق بالباطل ويكتمون الق وهم يعلمون‪ ،‬فإن‬
‫الية تقول }وإ ن‪ Ž‬جنح‪$‬وا{ ول تقل وإن جنحت فما بالك والرئيس السابق هو صاحب‬
‫البادرة! وهو الذي جنح وجنحه للسلم ورحى الرب دائرة أمر مظور شرعا‪ b‬وهو الذي‬
‫يقول ال فيه }ول تهن‪$‬وا ول تحزن‪$‬وا وأن‪$‬تم‪ $‬ال‪Ž‬أعلون{‪} ،‬فل تهن‪$‬وا وتدع‪$‬وا إلى الس•ل‪Ž‬م وأنت‪$‬م‬
‫ال‪Ž‬أعلون والله‪ $‬معك‪Ü‬م ولن يترك‪Ü‬م أعمالك‪Ü‬م{‪....‬‬

‫‪ (12‬تقول النيابة‪ " :‬والشرك بال هو الكفر الذي ل مغفرة منه أما غي الشرك فال‬
‫تواب رحيم " وتقول كذلك ص ‪ " :667‬الشرك بال ول غي الشرك بال؛ هو الكفر‬
‫"‪...‬‬

‫و هذه سقطة علم ية وعقائد ية ل يل يق بن ستهم النيا بة بأ هل الع لم أن يق عوا فيها‬


‫ونن نسوق لهل العلم هؤلء قول ابن القيم ف هذه السألة وهو قول يتفق عليه عامة‬
‫علماء السلمي‪ ،‬عدا علماء النيابة‪..‬‬

‫يقول ابن القيم ف مدارج السالكي ]‪ :[28‬الكفر الكب خسة أنواع‪ ،‬كفر تكذيب‬
‫وكفر استكبار وإباء مع التصديق وكفر إعراض وكفر شك وكفر نفاق‪ ،‬فكفر التكذيب‬
‫هو كفر ينصب على العتقاد ف تكذيب الرسل‪ ،‬وكفر الباء والستكبار مثل كفر من‬
‫عرف صدق الرسل ول ينقد إليهم إباءا‪ b‬واستكبارا‪ b‬ككفر أب طالب‪ ،‬وكفر العراض وهو‬
‫أن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول ل يصدقه ول يكذبه ول يواليه ول يعاديه ول يصغى‬

‫‪ (28‬ج ‪ 1‬ص ‪.337‬‬

‫)‪(85‬‬
‫كلمة حق‬

‫إل ما جاء به ألبتة وكفر الشك هو أن ل يزم بصدقه فل يصدقه ول يكذبه بل يشك ف‬
‫أمره‪ ،‬وكفر النفاق هو أن يظهر بلسانه اليان وينطوي قلبه على التكذيب‪..‬‬

‫ومن الكفر أيضا الحود وهو نوعان‪:‬‬

‫‪ (1‬مطلق عام كأن يحد جلة ما أنزل ال وإرساله الرسول‪.‬‬

‫‪ (2‬مق يد خاص كأن ي حد فر ضا‪ b‬من فروض ال سلم أو ي حد تر ي مرم من‬


‫مرماته أو صفة وصف ال با نفسه أو خب‪b‬ا أخب ال به عمل‪ b‬أو تقديا‪ b‬لقول من خالفه‬
‫عليه لغرض من الغراض‪.‬‬

‫ويعرف ابن القيم الشرك الكب بأنه اتاذ ند من دون ال يبه كما يب ال عز‬
‫وجل وهو مثل شرك مشركي العرب الذين اتذوا آلة سووها برب العالي مع القرار‬
‫بأن ال تعال هو خالق كل شيء‪.‬‬

‫فمن هذا الذي ذكرنا يظهر بوضوح وجلء أن الكفر الكب ل يقتصر على الشرك‬
‫بل الكفر يوي الشرك وغيه‪ ..‬فكل من فعل فعل يرج من اللة يصي كافرا‪ b‬بذا بعد‬
‫انتفاء الوانع من جهل وإكراه وخطأ سواء أكان فعله شركا‪ b‬أم ل‪ ..‬فكل من أتى بناقض‬
‫لليان يرج بذلك من السلم‪ ،‬وواحد من نواقض اليان هو الشرك وليس كما ادعت‬
‫النيابة أن الكفر هو الشرك والشرك فقط‪ ،‬فأين يذهب إذن الستهزاء بآيات ال وأحاديث‬
‫نبيه صلى ال عليه وسلم وهذا الستهزاء ليس بشرك وإنا يكون كفرا ويكون صاحبه‬
‫كافرا‪ ..‬وأين يذهب إنكار معلوم من الدين بالضرورة وهو ليس بشرك فتعي أن يكون‬
‫كفرا‪ ،‬ونن نسوق هنا قاعدة رئيسية ف باب اليان لعل النيابة وعلماءها ينتفعون با‪:‬‬

‫إن الكفر نوعان‪ ..‬كفر أكب وكفر أصغر‪ ..‬وكذا الظلم والنفاق والفسق والاهلية‬
‫والشرك‪ ،‬فالكب هو الخرج من اللة أما الصغر فهو العصية وإن اليان له نواقض وله‬
‫نواقض فمن أتى بعصية فقد نقص إيانه ومن أتى بكفر أكب سواء أكان كفر تكذيب أو‬
‫إعراض أو نفاق أو شك أو ساتزاء أو استكبار من أتى بأي واحدة من هذه فقد نقض‬
‫إ يانه من أ صله و خرج من م لة ال سلم‪ ،‬ف نواقص ال يان تن قص من ك ماله ول تذهب‬
‫بسماه ويصي فاعله عاصيا‪ b‬ونواقض اليان تذهب بأصله وتذهب بسماه ويصي فاعله‬
‫كافرا‪.‬‬

‫)‪(86‬‬
‫كلمة حق‬

‫ونن بعد ذلك نتساءل ل تصر النيابة على جعل الكفر هو الشرك فقط ل غي؟‬

‫لقد بات مقصدها واضحا‪ ،b‬إنا تريد أن تقول إن الكام الذين يستبدلون بشرع ال‬
‫شرعا‪ b‬من عند أنفسهم أو من عند غيهم من البشر ليسوا كفارا‪ b‬لن الكفر هو الشرك‬
‫فقط‪ ..‬ونن نثبت للنيابة أن من يفعل ذلك يكون أيضا‪ b‬كافرا‪ b‬حسب تعريفها للكفر أنه‬
‫الشرك فقط فالشرك هو أن يعل النسان ل ندا فمن جعل ل ندا‪ b‬ف اللق فقد أشرك‪،‬‬
‫ومن ادعى أن أحد‪b‬ا يرزق مع ال فقد أشرك‪ ،‬ومن ادعى أن أحد‪b‬ا ينفع أو يضر مع ال‬
‫فقد أشرك‪ ،‬ومن ادعى أن أحدا‪ b‬يعلم الغيب مع ال فقد أشرك ومن أحب أحدا‪ b‬كحب‬
‫ال فقد أشرك‪ ،‬كذلك من ادعى أن له حق التشريع مع ال فقد أشرك‪ ،‬قال تعال‪ } :‬أم‬
‫له‪$‬م ش‪$‬ركا̈ء شرع‪$‬وا له‪$‬م من الد‪ª‬ين ما لم ي أ‪Ž‬ذن‪ Ž‬به الله{ إن من يدعي لبشر الق ف أن‬
‫ي شرع مع ا ل ت عال وير فع شرعه إ ل مرت بة شرع ا ل ف النق ياد والطا عة هو بالتأك يد‬
‫مشرك بال عز وجل فما بالك بن أعطى لبشر الق ف أن يشرع من دون ال وأن ينحى‬
‫شرع ال لينفذ شرع البشر وكذلك من ادعى لنفسه الق ف أن يشرع مع ال فقد طالب‬
‫وحاول أن يعل نفسه شريكا‪ b‬ل ف التشريع والمر والكم فكيف بن يعل تشريعه فوق‬
‫تشريع ال؟؟‪.‬‬

‫إن الكام الستبدلي بشرع ال شرعا‪ b‬من عندهم أو من عند غيهم كفار ل شك‬
‫ف ذلك كفار ‪ -‬وإن اقتصرنا على تعريف النيابة البتور للكفرر بأنه هو الشرك فقط ‪-‬‬
‫فهم كفار لنم مشركون بال ف حق التشريع والاكمية‪..‬‬

‫‪ (13‬قالت النيا بة‪ " :‬أ نا قذف متمعات نا ال سلمية العا صرة بأ نا جاهل ية تارة أو‬
‫كافرة تارة أ خرى أو أ نا ت كم بأح كام الك فر‪ ،‬فح كم جائر متج ن¼ يالف شريعة‬
‫الرحن"‪...‬‬

‫عجبا لن يتهم الناس بقول الق وحديث الصدق! عجب‪b‬ا لن يكذب على نفسه‬
‫وع لى ال ناس وع لى ا ل! ل قد أ صبح ال صدق ف عرف النيا بة كذبا كذبا وال عدل ظل ما‬
‫والقيقة جرما! هل قالت شريعة الرحن إن حكم اليوم وفق شريعة الرحن حت يكون‬
‫القائل بغي ذلك متجنيا‪ b‬جائرا‪ b‬مالفا‪ b‬للشريعة؟ أيتها النيابة الصادقة الغي جائرة ول متجنية‬
‫أصدقينا القول ول ترف الكلم عن مواضعه‪ :‬ب ي‪$‬حكم التمع الن؟‪..‬‬

‫)‪(87‬‬
‫كلمة حق‬

‫أي الحكام تطبق ف التمعات السلمية العاصرة؟ أجيب يا أمينة يا صادقة يا من‬
‫ل تعرف ي التج ن ول تع شقينه و يا من ل تالفي شريعة الر حن!! أ شريعة الر حن تب يح‬
‫الزنا؟ أشريعة الرحن تبيح المور؟ أشريعة الرحن تبيح الربا وتنشره وتعلنه؟ إن الشريعة‬
‫ا لت ي صدر من ها هذا إ نا هي شريعة ال شيطان ا لت أن تم سندها و خدمها وأن صارها‬
‫والقائمون عليها‪ ،‬شريعة التمرد والعصيان‪ :‬على شريعة الواحد الديان‪ ،‬ول ينكر الشمس‬
‫أحد وهو يبصرها إل جاحد أو منون‪..‬‬

‫وينكر الفم طعم الاء من سقم‬ ‫قد تنكر العي ضوء الشمس من رمد‬

‫وناية‪ ..‬فإننا نوضح أمرا‪ y‬غاب عن أذهان الكثيين‪:‬‬

‫إن إطلق ل فظ الاهل ية لنه ي كم بغ ي شرع ا ل ل يع ن هذا أن أ فراد الت مع‬


‫كفار‪ ،‬ل بل قد يطلق على الدار أنا دار كفر لنا تكم بشرع غي شرع ال مع أنه قد‬
‫يوجد با اللف أو الليي من السلمي‪ ،‬فها هي مكة بعد البعثة وقبل الجرة يسمى‬
‫التمع فيها متمعا‪ b‬جاهليا‪ b‬مع أنا تضم ف هذا المع خية خلق ال من السابقي الولي‬
‫من الهاجرين‪..‬‬

‫و هذا أ بو ب كر ال صديق وال صحابة أج عون ي قاتلون مانعي الز كاة القر ين بوجو با‬
‫و هم م سلمون وي سمونم مر تدين وعر فت هذه ا لروب بروب ا لردة لن فعل هم ف عل‬
‫الرتدين أما الواحد منهم فل يقال عنه إنه مرتد‪ ،‬بل هو مسلم عاص ل شك ف ذلك‪،‬‬
‫وفقهاء المة سلفا‪ b‬وخلفا‪ b‬متفقون على أن هناك فرقا‪ b‬بي الكم على طائفة تمل اعتقادا‬
‫باطل‪ b‬وإطلق ا سم الك فر علي ها وب ي ال كم ع لى ال شخص الع ي في ها وتكف يه ف هم‬
‫يقولون إن الهمية كفار والهمية فرقة تنتسب إل السلم وف عقيدتا مالفات لعقيدة‬
‫ال سلف ال صال ول كن ل ي قل أ حد بأن الوا حد من هم كافر إل ب عد أن ت قام ال جة عل يه‬
‫ويستقصى حاله‪ ،‬أما قبل ذلك فيحكم له بالسلم هذا يعرفه كل من طالع كتب العقيدة‬
‫الت وضعها سلفنا الصال فهل كان علماء النيابة ف غفلة عنها؟ أم أنه الصد عن سبيل ال‬
‫وتطويع الحكام لتخدم الكام!!‪.‬‬

‫‪ (14‬قالت النيا بة‪ " :‬ف ما من فرد أو مت مع م سلم ين طق بال شهادتي ي كن رم يه‬
‫بالكفر " ص ‪..656‬‬

‫)‪(88‬‬
‫كلمة حق‬

‫هذا الكلم ليس على إطلقه فهناك نواقض للشهادتي من أتى بواحدة منها فقد‬
‫أحبط نطقه بالشهادتي وأبطله‪ ..‬نعم إن من نطق بالشهادتي مسلم إل أن يأت بنواقض‬
‫الشهادتي‪ ،‬فمن شهد وسجد لخلوق فقد نقضها وكذلك من سخر بالسلم ‪ -‬بآيات‬
‫ال وبسنة رسوله واستهزأ بالصحابة أو التابعي أو السلمي عامة وبقراءة القرآن والقائمي‬
‫على الدين خاصة‪ ،‬فقد نقضها‪ ،‬فالذين قالوا ما رأينا أوسع بطونا‪ b‬من قرائنا ول أكذب‬
‫ألسنة ول أجب منهم عند اللقاء وقد نطقوا بالشهادتي‪ ،‬وخرجوا مع الاهدين‪ ،‬نزل فيهم‬
‫قول الق‪} :‬ولئن سأل‪Ž‬ته‪$‬م ليق‪Ü‬ول‪Ü‬ن• إن•ما ك‪Ü‬ن•ا نخ‪$‬وض‪ $‬ونل‪Ž‬عب‪ $‬ق‪Ü‬ل‪ Ž‬أبالله وآياته ورس‪$‬وله ك‪Ü‬نت‪$‬م‬
‫تستهزئ‪Ü‬ون{‪} ..‬ل تعتذر‪$‬وا قد كفرت‪$‬م بعد إيانك‪Ü‬م{ إنه ل ينطق بالشهادتي فقط بل صلى‬
‫وصام وجا هد ول كن لا استهزأ بر سول ال صلى ال عل يه وسلم وصحابته كفر بذلك‬
‫الف عل و ل ينف عه شيء من صلته و صيامه لنه ل ين فع مع الك فر طا عة‪ ،‬إن لل شهادتي‬
‫نواقض منها‪ .‬إعطاء غي ال حق المر والنهي وحق التجليل والتحري وحق التشريع وحق‬
‫الاكمية قال تعال‪} :‬أل له‪ $‬ال‪Ž‬خ ‪Ž‬لق‪ $‬وال‪Ž‬أمر‪} ..{$‬إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬إلا لله{‪} ..‬ات•خذ‪Ü‬وا أحباره‪$‬م‬
‫ور‪$‬هبانه‪$‬م أربا با‪ b‬من د‪$‬ون الله{‪ ..‬و من نواقض ال شهادتي كراه ية شيء من ال سلم أو‬
‫كراهية السلم كله‪ ،‬ومنها تول الكافرين والنافقي وعدم مبة أهل التوحيد والؤمني‪..‬‬
‫}يا أي‪Þ‬ها الذين آمن‪$‬وا ل تت•خذ‪Ü‬وا ال‪Ž‬يه‪$‬ود والن•صارى أولياءَ{‪} ،‬بش‪ª‬ر ال‪Ž‬م‪$‬نافقي بأن له‪$‬م عذابا‬
‫أليما‪ ،b‬الذين يت•خذ‪Ü‬ون ال‪Ž‬كافرين أولياءَ من د‪$‬ون ا‪Ž‬لم‪$‬ؤمني{ ومنها اشئزاز القلب من توحيد‬
‫ا ل ون صرة دي نه وإعلء كلم ته وإقا مة حدوده‪ } :‬وإذا ذ‪ Ü‬ك ر ا ل ذين م ن د‪$‬ون ه إذا ه‪ $‬م‬
‫يستبش ر‪$‬ون{‪} ...‬وإذا قيل له‪$‬م تعالوا إلى ما أنزل الل ه‪ $‬وإلى الر• س‪$‬ول رأيت ا‪Ž‬لم‪$‬نافقي‬
‫ي ص‪$‬د‪Þ‬ون عنك ص‪$‬د‪$‬ودا{ وإذا ق يل لم ت عالوا إ ل ك تاب ا ل و سنة ر سوله قالوا ال قواني‬
‫الوضعية كب عليهم ما تدعوهم ليه‪ ..‬قال تعال‪} :‬ذلك‪Ü‬م بأن•ه‪ $‬إذا د‪$‬عي الله‪ $‬وحده‪ $‬كفرت‪$‬م‬
‫وإن‪ Ž‬ي‪$‬شرك به ت‪$‬ؤمن‪$‬وا فا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‪ $‬لله ال‪Ž‬علي‪ ª‬ال‪Ž‬كبي{‪ ،‬ومن نواقض الشهادتي عدم تكفي من‬
‫كفر بما واستحلله قتال أهلها‪ ،‬ومنها أن يعل عمل ما جعله ال عبادة له خاصة فيعطيه‬
‫لغيه كأن يذبح لغي ال وأن يدعو غي ال وأن يتكم لغي ال‪ ،‬فالمد ل الذي حفظ‬
‫شريعته وهيأ لا أهلها القائمي بالذود عنها وحايتها من تزييف الغاوين وتأويل الضالي‬
‫وع بث ال عابثي‪ ،‬ول يؤ خذ ال كم ف ال شريعة من نص وا حد ول كن ت مع الن صوص‬
‫ويستنبط منها الكم فمثل حديث " السلم من سلم السلمون من لسانه ويده " فهل كل‬
‫من سلم السلمون من لسانه ويده ‪ -‬من الشركي واليهود والنصارى ‪ -‬يكون مسلما‪b‬؟‬
‫بالطبع ل و كذلك حديث‪ " :‬من قال ل إ له إل ا ل د خل ال نة "‪ ..‬و هذا ا لمر ي تاج‬
‫لبسط وشرح ليس هذا مله‪.‬‬

‫)‪(89‬‬
‫كلمة حق‬

‫إن شريعة ا ل لا أ صول وقوا عد و هي ال شريعة ال غراء ا لت ل تتب عض ول تت جزأ‬


‫وكثي من الناس ‪ -‬كالنيابة ‪ -‬يرددون ما ل يفقهون‪} :‬كمثل الذي ينعق‪ $‬بما ل يسمع‪ $‬إلا‬
‫د‪$‬عاء‪ ø‬ونداء‪ ø‬ص‪$‬م‪ ì‬ب‪$‬ك‪Ž‬م© ع‪$‬مي© فه‪$‬م ل يعقل‪Ü‬ون{‪..‬‬

‫‪ (15‬قالت النيابة‪" :‬أما الاكم فهو رمز وحدة جاعة السلمي‪ ،‬وهو القائم على‬
‫شئونم‪ ،‬وقد أمر ال بطاعة أول المر ف غي معصية وإن كان تكفي السلم كبية عند‬
‫ال‪ ،‬فالقول بتكفي الاكم السلم أكب‪ ،‬وهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤكد طاعة‬
‫الكام‪ ،‬ففي الديث‪ " :‬من أطاعن فقد أطاع ال‪ ،‬ومن عصان فقد عصى ال‪ ،‬ومن‬
‫أطاع أميي فقد أطاعن ومن عصى أميي فقد عصان " ]‪.."[29‬‬

‫ونقول؛ أي مسلم كفرناه وأي حاكم مسلم بالكفر رميناه‪ ،‬إننا ل نكفر إل من‬
‫كفره ال ورسوله‪ ،‬فهو حكم ال من فوق سبع ساوات نتشرف بأن جعلنا ال حامليه إل‬
‫ال ناس‪ ،‬ون قول لم إن كن تم رف ضتم ح كم ا ل وحكم تم لل كافر بال سلم و هذه كبية‪،‬‬
‫فحكمكم لئمة الكفر بالسلم أكب وأكفر؟ من فعلها عالا‪ b‬با قاصدا‪ b‬ذلك متارا‪ b‬فهو‬
‫كافر‪..‬‬

‫‪ (16‬قالت النيابة‪ :‬فعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬من رأى من أميه شيئا يكرهه فليصب عليه فإنه من فارق الماعة شبا فمات إل‬
‫مات ميتة جاهلية "‪ ..‬رواه الشيخان فالرسول الكري نى عن الروج على الاكم بأقل‬
‫شيء معبا‪ b‬عن ذلك بالشب‪ ،‬فهل درسوا دينهم وتعنوا فيه!! ]‪.[30‬‬

‫ول نا أن نت ساءل هل ل ي صح ا لروج ع لى ا لاكم وإن كان ظا لا‪ b‬جائرا‪ b‬فا سقا‬
‫عاصي‪b‬ا ل؟ وهل يب الستمساك به والبقاء عليه وإن كان خائنا بائعا‪ b‬للدين والعرض‬
‫والرض؟ أجيبونا يا أصحاب العقول السديدة والفطر الستقيمة‪ ،‬إن كان الروج على‬
‫ا لاكم ف ج يع ا لحوال جر ية فإنكم يا من أقرر ت ثورة يول يو و يا أن صارها ونتاج ها‬
‫وغرسها وثارها آثون مرمون ‪ -‬إذ كيف تنكرون الرية وأنتم تفعلونا؟ ل خرجتم على‬
‫اللك إذن؟ أل يكن ينطق بالشهادتي؟ أم يصل المعة والعيدين كحكام اليوم؟ إذن فلم‬

‫‪ (29‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ (30‬الحاديث المرة بالطاعة هي ف حق الاكم السلم العادل وكذلك ف الصب على جور المام‬
‫السلم أما الاكم الكافر الستبدل فل يوز الصب عليه بالجاع‪ ،‬ويراجع بث أحوال الكام القدمة‬
‫للمحكمة‪ ..‬الماعة السلمية‪..‬‬

‫)‪(90‬‬
‫كلمة حق‬

‫خرجتم عليه يا خوارج؟ فأول بكم أن تتهموا أنفسكم بالروج على الاكم‪ ،‬بل كأن‬
‫ب كم تته مون من قام ب ثورة يول يو بالروج ع لى ا لاكم أإذا كان ا لروج ع لى ا لاكم‬
‫للوقوع ف قواني الكفر والعمل با والدفاع عنها أجزتوه‪ ،‬وإذا كان للعودة إل دين ال‬
‫وإقا مة شرعه أنكر توه!! ساء ما تك مون!! } إ•نه‪$‬م كان‪$‬وا إذا قيل له‪$‬م ل إله إلا الله‬
‫يستك‪Ž‬بر‪$‬ون{‪ ..‬وإذا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن مفارقة سلطان السلمي‬
‫وإمامهم شبا فقد تبأ من اقترب من سلطان الشركي أيضا‪ b‬حيث قال‪) :‬أنا بريء من‬
‫كل م سلم يق يم ب ي ظهرا ن ال شركي ما تراءى نار ها( وك ما أن ا لروج عن سلطان‬
‫السلم خروج عن سلطان ال ف الرض وعلى قدر قربك من الول يكون بعدك عن‬
‫الثان وكذلك العكس‪.‬‬

‫‪ (17‬أما احتجاج النيابة بديث " ومن أطاع أميي فقد أطاعن ومن عصى أميي‬
‫فقد عصان "‪..‬‬

‫فقد غفلت النيابة عن الضافة‪ ..‬ففي قوله )أميي( فإن أمي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم هو اللتزم بشرعه والست بسنته‪ ،‬أما الهتدون بغي هديه صلى ال عليه وسلم‬
‫وال ستنون بغ ي سنته فك يف ي سمون أ مراء ر سول ا ل؟ وك يف تب طاعتهم؟ قال ا بن‬
‫حجر ف الفتح‪) :‬فإن كل من يأمر بق وكان عادل فهو أمي الشارع لنه تول بأمره‬
‫وشريعته وعمل با سنه ودعا إليه‪.‬‬

‫‪ (18‬ما قال ربك ويل للول سكروا‪ ...‬بل قال ربك ويل للمصلي‪..‬‬

‫ويل للمصلي ونسكت‪ ،‬ل تقربوا الصلة ونسكت‪ ..‬هذا مسلك النيابة ف منهج‬
‫دفاعها‪ ..‬تذكر من الحاديث ما يروق لا فتسوق حث السلم على الصب عندما يلقى‬
‫الرء من حاكمه ما يكرهه‪ ..‬هل دعا النب صلى ال عليه وسلم إل الصب على الاكم‬
‫الفاسق الديوث الداعر الذي باع عرضه ووطنه وشرفه وكرامته وبيته؟ وقد قال صلى ال‬
‫عليه وسلم " إنا الطاعة ف العروف " وقال " السمع والطاعة حق ما ل يأمر بعصية فإذا‬
‫أ مر بع صية فل سع ول طا عة " و قال‪ " :‬و لو ا ستعمل علي كم ع بد ي قودكم بك تاب ا ل‬
‫فاسعوا له وأطيعوا " وقال‪ " :‬من أمركم بعصية فل تطيعوه " وقال‪ " :‬ل طاعة لخلوق ف‬
‫معصية الالق "‪ .‬وقال‪ " :‬ل طاعة لن ل يطع ال " فهذه الحاديث وغيها تقيد ما أطلق‬
‫من المر والسمع والطاعة‪ ،‬ومن الصب على ما يقع من المي ما يكره‪ ،‬والوعيد على‬
‫مفارقة الماعة‪.‬‬

‫)‪(91‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪ (19‬وأ ما عن قولكم‪) :‬إ نه ل ير بط ب ي الع مل والعت قاد ف التفر قة ب ي ال يان‬


‫والكفر إل الوارج( فجهل فاضح إذ أن العتزلة و هي فر قة م شهورة من فرق ال سلمي‬
‫ربطت بي العمل والعتقاد ف التفرقة بي اليان والكفر فقالوا‪ :‬إن مرتكب الكبية ما‬
‫هو مؤمن مطلق ول كافر مطلق وإنا هو ف منلة بي النلتي ولكنه يلد ف النار‪ ،‬وأما‬
‫منهج أهل السنة والماعة فإن العمل يرتبط بالعتقاد ف حالة ما إذا كان العمل كفرا‬
‫ينقل عن اللة فعندئذ ل يبقى اعتقاد فإن من أتى بأصل من أصول الكفر ل ينفعه فرع من‬
‫فروع اليان‪ .‬إذن فالرتباط بي العمل والعتقاد له حدود معلومة ف الشريعة فمن سب‬
‫الرسول يكفر وهذا عمل‪ ،‬ومن استهزأ بكم من أحكام ال أو بشعية من شعائر الدين‬
‫يكفر وهذا عمل‪ ،‬ومن استبدل شريعة ال بشريعة غيه فقد كفر وهذا عمل‪ ،‬فمن يا ترى‬
‫هذا الذي ضحك عليكم وسخر منكم وأعطاكم هذه العلومات الباطلة ف دين ال حت‬
‫جعل كم أ ضحوكة ا لدهر و سخرية الز مان‪ ،‬ولي ته أ مر خ فى إ نه أ مر أب ي من ال شمس‬
‫وضوحا‪ ،‬أم أن هذا اللط بالباطل من عنديات أنفسكم ومن بنات أفكارهم أو أوحى با‬
‫إلي كم‪} :‬ائ‪ Ž‬ت‪$‬وني بكتاب‪ £‬من قبل هذا أو أثارة‪ £‬من ع ‪Ž‬ل م‪ £‬إ ن‪ Ž‬ك‪Ü‬نت‪$‬م صادقي{‪Ü } ..‬ق ل‪ Ž‬هل‬
‫عندك‪Ü‬م من ع ‪Ž‬لم‪ £‬فت‪$‬خرج‪$‬وه‪ $‬لنا إن‪ Ž‬تت•بع‪$‬ون إلا الظن• وإن‪ Ž‬أنت‪$‬م إلا تخر‪$‬ص‪$‬ون{‪.‬‬

‫‪ (20‬ومن طرائف ما قالته النيابة نقل عن أهل العلم الزعومي ص ‪) :665‬ومن‬


‫يف عل ذ لك ‪ -‬أي ق تل الظل مة ‪ -‬ف هو العا صي ا لذي لن ي ظى إل بال نار كم ثوى له‬
‫ولمثاله‪(..‬‬

‫ال أكب }أل في ال‪Ž‬فتنة سقط‪Ü‬وا{‪} ،‬لقد ابتغو‪$‬ا ال‪Ž‬فتنة من قبل‪ Ü‬وقلب‪$‬وا لك ال‪Ž‬أ‪Ü‬م‪$‬ور‪ $‬حت•ى‬
‫جاءَ ال‪Ž‬حق‪ Þ‬وظهر أمر‪ $‬الله وه‪$‬م كاره‪$‬ون{‪..‬‬

‫لقد وقعت النيابة ف المر نفسه الذي اتمتنا به‪ ،‬بل ف ما هو أشد منه‪ ،‬قالوا عنا‬
‫إننا خوارج‪ ،‬وليس معهم عليه من دليل‪ ،‬ولكن ها نن ننادي‪ :‬يا شرق يا غرب يا بر يا‬
‫بر‪ ،‬يا أيها العال بأسره تعالوا فاشهدوا معنا هذه الفضيحة الشنعاء‪ ،‬لقد ضبطت نيابة أمن‬
‫الدولة متلبسة بأخطر وأكب جرية ومعنا الدليل الادي عليها فهو يقولون ف حق السلم‪:‬‬
‫لن يظى بغفرة من ربه ولن يظى إل بالنار كمثوى له ولمثاله‪ ..‬فهم خوارج يكفرون‬
‫بالعصية‪ ،‬ل بل هم أشد من الوارج يكفرون بالطاعة!! إن النيابة بقولا هذا تسك بيزان‬
‫الغفران وتتحكم ف النان والنيان‪ ،‬وتجز الناس عن رحة ال وتنع رحة ال عن الناس‬
‫ف الخرة‪ ..‬فبعد تكمهم ف الدنيا أخذوا ف التحكم ف الخرة‪ ،‬أفبعد هذا ظلم وطغيان؟‬
‫}وسيعلم‪ $‬الذين ظلم‪$‬وا أي• م‪$‬نقلب‪ £‬ينقلب‪$‬ون{‪...‬‬

‫)‪(92‬‬
‫كلمة حق‬

‫إنا تارب ال بحاربة شرعه وتارب دينه بحاربة أهله فإن فعلت ذلك قاصدة‬
‫عالة متارة فقد انتفى عنها اعتقاد الق ولصق با اعتقاد الباطل‪ ..‬وبيانه أنه لا كان المر‬
‫يدور حول فعل الكام والسلطي هونت النيابة من المر فالتمست لم العاذير بقولا‪:‬‬
‫)ت لف ح كم أو أح كام( و سهلت ا لمر بقو لا ) ف ظل ال ظروف الفكر ية والجتماع ية‬
‫الدقيقة( وارتدت مسوح الملن‪ ،‬وراحت تدافع عنهم وقالت بقول الرجئة‪ :‬إنه ل يضر‬
‫مع اليان معصية‪ ،‬بل لقد فاقت الرجئة‪ ،‬وأرادت أن تدعي أنه ل يضر مع اليان فعل‬
‫كفر كاستبدال شرع ال‪ ،‬فإذا تعلق المر بأعداء هؤلء الكام زئرت النيابة وألقت بثوب‬
‫الملن وراحت تزمر مهددة أن من ل يدخل ف دينهم الباطل وشرعهم الفاسد فمثواه‬
‫جهنم‪ ..‬إن الوارج يقولون بتكفي السلم إذا أتى معصية‪ ،‬والنيابة أرادت أن تقول بقولم‬
‫وتدعي أن معصية النكار على الاكم لن يغفرها ال الذي يغفر الذنوب جيعا‪ ،‬ولكنها‬
‫نسيت أو تناست أن النكار على الاكم الفاسسق والظال والكافر ليس بعصية بل هو‬
‫من فعل الطاعات فوقعت النيابة ف الذور وفاقت الوارج فقالت بتكفي السلم وتليده‬
‫ف النار وحق فيها الثل‪ :‬رمتن بدائها وانسلت‪ ..‬وقول الشاعر‪:‬‬

‫هل لنفسك كان ذا التعليم‬ ‫يا أيها الرجل العلــم غيه‬


‫الضن كي يصح به وأنت سقيم‬ ‫تصف الدواء لذي السقام وذي‬
‫عار عليك إذا فعلت عظيم‬ ‫ل تنه عن خلق وتأت مثله‬

‫إننا هنا ل ندعو النيابة لترد علينا أو تناقشنا لنم أوضحوا غي مرة أنم يهلون أمر‬
‫الشرع‪ ،‬لذا فإننا نطالب بضور هؤلء الذين كتبوا لا ‪ -‬مفترين على ال ‪ -‬ما قالته النيابة‬
‫ف مرافعتها‪ ،‬نطالب بإحضارهم لنبي ك يف أنم يفترون ع لى دين ال وشرعه وصدق‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ يقول‪ " :‬أخوف ما أخاف عليكم منافق عليم اللسان"‪.‬‬

‫‪ (21‬يقول الصم الذي خاصم الؤمني ف ربم‪) :‬ل جدال ف أن القرآن الكري‬
‫هو دستور المة( ونرد عليهم با ورد ف الديث‪:‬‬

‫" إن ما أدرك ال ناس من كلم الن بوة ا لول إذا ل ت ستح فا صنع ما شئت " أل‬
‫يستحون من الكذب العلن فإن كذبة النب بلقاء كما قيل‪ ،‬إن مثل النيابة ومثل هذه القولة‬
‫كمن قال‪ :‬ال موجود ث قال ل داعي لوجوده‪ ،‬يعترفون به ويكفرونه ف الوقت نفسه‪،‬‬
‫إن كان ا ل مو جودا لزم أن يع بدوه ول يك فروا به كذلك إذا عل مت النيا بة أن ال قرآن‬
‫دستور المة لزم أن تؤمن به ول تكفره‪ ،‬فهل أقامت النيابة حكم ال‪ ،‬بالطبع ل‪ ،‬أرأيتم‬

‫)‪(93‬‬
‫كلمة حق‬

‫تناقضا أعجب من هذا؟ أرأيتم كذبا أبت من هذا؟ إنه الشيء ونقيضه والشيء وضده‬
‫وال شيء وخل فه؟ أ من أ جل درا هم م عدودة تع لون رزق كم أن كم ت كذبون؟ إن كم ل‬
‫يسعكم العراض عن دين ال بل ذهبتم تصدون الناس عن الواحد القهار‪ ،‬إنكم ل تكتفوا‬
‫باعتناق الضلل والزور إنا ذهبتم تنشرونه وتدعون إليه وتملون الناس عليه‪ ،‬أتدرون من‬
‫تاربون؟ إن كم تاربون من ل يارب وتغل بون من ل ي غالب إ نا ال سارة ف ا لدنيا‬
‫والخرة‪} :‬وقد مك ر‪$‬وا مك‪Ž‬ره‪$‬م وعند الله مك‪Ž‬ر‪$‬ه‪$‬م وإ ن‪ Ž‬كان مك‪Ž‬ر‪$‬ه‪$‬م لتز‪$‬ول منه‪ $‬ال‪Ž‬جبال‪*Ü‬‬
‫فل تحسبن• الله م‪$‬خلف وعده ر‪$‬س‪$‬له‪ $‬إن الله عزيز© ذ‪Ü‬و انتقام‪...{£‬‬

‫سي‪Ü ª‬ئ إلا بأهله{‪} ،‬يا أي‪Þ‬ها الن•اس‪ $‬إن•ما بغي‪$‬ك‪Ü‬م على أنف‪Ü‬سك‪Ü‬م متاع‬
‫}ول يحيق‪ $‬ال‪Ž‬مك‪Ž‬ر‪ $‬ال •‬
‫ال‪Ž‬حياة الد‪Þ‬نيا ‪Ü‬ثم• إلينا مرجع‪$‬ك‪Ü‬م فن‪$‬نب‪ܪ‬ئك‪Ü‬م بما ك‪Ü‬نت‪$‬م تعمل‪Ü‬ون{‪...‬‬

‫‪ (22‬أما عن قولم‪) :‬إنه ل يوز تفسي القرآن بغي علم ول تميل ألفاظه ما يتفق‬
‫مع الوى( فذلك حق‪ ،‬هل التزمتم به؟ كل وال فقد ترديتم ف كل ما نيتم عنه فسرت‬
‫القرآن بغي علم وحلتم ألفاظه با يتفق مع الوى فجركم ذلك إل الكذب على ال‪..‬‬

‫حت يعيها قلبه أول‬ ‫مواعظ الواعظ لن تقبل‬

‫أضال ينصح هاديا‪ ،‬أمشكك ف دين ال يهدي مؤمنا بال واثقا؟ أكذاب على ال‬
‫يرشد من كان مع ال صادقا؟‪..‬‬

‫‪ (23‬وت ستمر النيابة ف التزي بزي ا لواعظي وهيهات للثع لب أن ي كون واع ظا؟‬
‫تزعم أن العلماء التخصصي ف كل فروع العرفة موجودون بكثرة ول يطمأن لغي ذوي‬
‫الخت صاص‪ ..‬و هل و جد التخص صون لديكم؟ هل ا حترمتم قول التخص صي و قول‬
‫العل ماء ال عاملي؟ أجيبو نا يا قت لة التخصصي و يا مزهقي أرواح أئ مة ال سلمي‪ ..‬ما قام‬
‫أحد يدعو إل ال إل واتذتوه عدوا‪ ،‬وما دعا أحد إل الوى إل جعلتموه وليا‪ ..‬ت‪$‬عادون‬
‫السلم وأحكامه وتوالون الكفر وأصنامه‪ ،‬وتقولون‪ :‬متخصصي!! إننا لنعجب من ذلك‬
‫ال عداء ل صاحب الن عم وولي ها‪ ،‬إ نه الك فر والت مرد والع صيان ع لى را فع ال سماء ووا ضع‬
‫اليزان‪ ،‬ولكن العجب يزول ويذهب حينما نقرأ قول ال تعال }ولقد ذرأ‪Ž‬نا لجهن•م كثيا‬
‫من ال‪Ž‬ج ن‪ ª‬وال‪Ž‬أنس له‪$‬م ق‪ Ü‬ل‪Ü‬وب© ل يف‪Ž‬ق ه‪$‬ون بها وله‪$‬م أعي‪ $‬ن© ل ي‪$‬بص ر‪$‬ون بها وله‪$‬م آذا ن‪ Ý‬ل‬
‫يسمع‪$‬ون بها أ‪Ü‬ولئك كال‪Ž‬أنعام بل‪ Ž‬ه‪$‬م أضل‪ ê‬أ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬غافل‪Ü‬ون{‪} ..‬ولكن حق• ال‪Ž‬قول‪ Ü‬من‪ª‬ي‬

‫)‪(94‬‬
‫كلمة حق‬

‫لأملأن جهن•م من ال‪Ž‬جن•ة والن•اس أجمعي{‪ ..‬وقوله تعال‪} :‬إن الذين حقت عليهم كلمت‬
‫رب‪ª‬ك ل ي‪$‬ؤمن‪$‬ون* ولو جاءَته‪$‬م ك‪Ü‬ل‪ ê‬آي ‪£‬ة حت•ى يرو‪$‬ا ال‪Ž‬عذاب ال‪Ž‬أليم{‪..‬‬

‫إن الب لن يب مطيع‬ ‫تعصي الله وأنت تزعم حبه‬

‫‪ (24‬قالوا زورا‪ - b‬وكثيا ما قالوا )إن الدين ليس بأقل شأنا من أمور الدنيا(‪ ..‬ال‬
‫أكب على كل من طغى وتب‪ ،‬أي دين هذا؟ أدين السلم؟ ولقد دعيتم إليه ول تولوه‬
‫اهتماما ول تلقوا له بال ول أقررت له شأنا؟ أدين الاهلية والقواني الوضعية تعنون؟ إن‬
‫السؤال جوابه واضح وأي دليل أدل على ذلك من حربكم لدين ال ولسنة رسوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ولسبيل الؤمني‪ ،‬وأي دليل أدل على ذلك من السارعة ف تنفيذ قواني‬
‫الك فر وو حي ال شيطان والق عود والن كول وال صدود عن قواني ال يان وو حي الر حن‪..‬‬
‫أيتها النيابة ل تستخف*ي عقول الناس فلقد سبقك إل ذلك أقوام ل يزال مهلكهم عبة لن‬
‫يعتب إل يوم الدين‪ ،‬لقد سبق إل هذا العمل فرعون من قبل‪} :‬فاستخف• قومه‪ $‬فأطاع‪$‬وه‬
‫إ•نه‪$‬م كان‪$‬وا قوما‪ b‬فاسقي{ وإنا نذر من مثل صنيعه وفعل فعلته‪ ،‬نذر سوء الاتة وشر‬
‫الآب وعذاب رب الرباب قال تعال‪} :‬فانتقمنا منه‪$‬م فأغ‪Ž‬رق‪Ž‬ناه‪$‬م في ال‪Ž‬ي م‪ ª‬بأن•ه‪$‬م كذب‪$‬وا‬
‫بآياتنا وكان‪$‬وا عنها غافلي{‪...‬‬

‫‪ (25‬ادعت النيابة ص ‪ 675‬أن اسم الدولة السلمة ل ينسحب من البلد ب جرد‬


‫غياب بعض الحكام عنها ما دامت العقيدة باقية‪..‬‬

‫وتناست النيابة أن التحاكم إل ال ورسوله جزء ل يتجزأ من عقيدة السلمي ل‬


‫يتم إيانم إل به‪ ..‬وكذلك ننبه النيابة الت قالت ف الدين أقوال ل يقل با أحد من علماء‬
‫المة ول أئمتها وجادلت ف الدين بغي علم‪ ..‬ننبهها إل الت‪:‬‬

‫• التحاكم إل الشريعة أصل من أصول التوحيد‪..‬‬


‫• كل من بدل شرع ال مدعيا لنفسه الق ف ذلك فقد كفر } إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪ Ž‬م‪ $‬إلا‬
‫لله{‪} ،‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهلي•ة يبغ‪$‬ون ومن أحسن‪ $‬من الله ح‪$‬ك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪..‬‬
‫• الدستور يتصادم مع الشريعة السلمية ول يتحاكم إليها‪.‬‬

‫ونسوق بعض المثلة للدللة‪:‬‬

‫)‪(95‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪ (1‬مادة ‪ ،4 ،3 ،2 ،1‬تعطي حق التشريع للشعب وهو ف السلم ل وحده‪..‬‬

‫‪ (2‬مادة ‪ 189 ،113 ،112 ،109 ،108 ،107 ،76‬تعطى ل لس ال شعب‬


‫حق تشريع وسن وإصدار القواني‪ ..‬يقول الدكتور ممد نعيم ياسي‪) :‬ويكفر من ادعى‬
‫أن له الق ف تشريع ما ل يأذن به ال‪ ،‬بسبب ما أوت من السلطان والكم فيدعي أن له‬
‫الق ف تليل الرام ومن ذلك وضع القواني والحكام الت تبيح الزن والربا وكشف‬
‫العورات أو تغيي ما جعل ال لا من العقوبات الددة ف كتاب ال وسنة رسوله( كتاب‬
‫اليان ص ‪.103‬‬

‫‪ (3‬مادة ‪ 66‬تنفي التحري عن كل ما حرمه ال ورسوله‪ ،‬ما ل يرد به نص مؤث‬


‫ف القانون‪..‬‬

‫‪ (4‬مادة )‪ (165‬تنص على أن الكم ف الاكم بالقانون الذي ل يتفق ف أسلوب‬


‫إصداره واستنباط أحكامه ونصوصه مع الشريعة‪.‬‬

‫‪ (5‬الادة )‪ (75‬ل تشترط السلم ول الذكورة ف رئيس الدولة وهو أمر يالف‬
‫إجاع الفقهاء‪..[31] ..‬‬

‫القانون يتصادم مع الشريعة ويالفها ف مواضع كثية مالفة صرية ول يتحاكم‬


‫إليها‪ .‬فمثل ف قانون العقوبات‪:‬‬

‫‪ (1‬ا لواد‪ ،277 ،276 ،275 ،274 ،269 ،268 ،267 :‬تت ناف وتت لف‬
‫مع الشريعة ف أحكام جرية الزنا‪.‬‬

‫‪ (2‬ا لواد‪ ،306 :‬م‪) ،308 ،307 ،‬م ‪ (2‬تت لف تا ما عن ح كم ال شريعة ف‬


‫جرية القذف‪.‬‬

‫‪ (3‬ا لواد‪) 315 ،114 ،313 :‬أ(‪ 316 ،316 :‬م كرر‪،318 ،317 ،‬‬
‫‪ 324 ،323‬تتلف صراحة مع حكم الشريعة ف جرية السرقة‪..‬‬

‫‪ (31‬أنظر الحكام السلطانية للماوردي ص ‪.6‬‬

‫)‪(96‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪ (4‬الواد‪ ،236 ،243 ،230 :‬تتلف صراحة عن حكم الشريعة ف حد القتل‪..‬‬

‫ومن العناوين الت تطرح كمحاولة لبعاد الشريعة عن أن تأخذ دورها وحقها ف‬
‫الكم ف كل مالت الياة‪ ،‬هو الدعاء بأن السلم إنا هو مبادئ عامة وقواعد أساسية‬
‫هي الت يب أن تراعى ف التطبيق الذي تترك فيه الحكام التفصيلية لجتهاد أول المر‬
‫لختيار ما ينا سب الت مع فتراهم يقو لون‪ :‬إن ال سلم قد جاء ب بادئ ال ساواة والعدالة‬
‫الجتماع ية والتكا فل الجت ماعي والر ية ث يرت بون ع لى هذا أحكا ما تف صيلية فت كون‬
‫ال ساواة ب ي الر جل وا لرأة ف كل ا لمور وال قوق تا مة كام لة‪ ،‬تطبي قا لقا عدة ال ساواة‬
‫وتكون الشتراكية واجبة التطبيق لتحقيق العدالة الجتماعية‪ ،‬ويكون الشعب هو مصدر‬
‫ال سلطات لتحق يق الر ية وي كون وي كون وي كون‪ ...‬أ لف ح كم من الح كام مال فا‬
‫لحكام ال التفصيلية العلومة ولذلك ل يكن غريبا أن تعل لان الصياغة للدستور بصر‬
‫ف عهد عبد الناصر مبادئ الشريعة السلمية مصدرا أساسيا للتشريع وهذا بالرغم من أن‬
‫ال قتراح ا لذي كان م قدما من ا لؤتر ال قومي ي طالب با تاذ أح كام ال شريعة ال سلمية‬
‫الصدر الساسي للقانون‪ ،‬وشتان الفرق بي أن تعل أحكام الشريعة هي الساس ومبادئ‬
‫الشريعة هي الساس‪.‬‬

‫والسلم عندما أتى بالقواعد العامة وجلة التفصيلت ف شت الالت إنا جاء‬
‫بطريقة استقاء الحكام الشرعية الت تبي حكم ال ورسوله فيما يد من حوادث عن‬
‫طر يق اجت هاد م ضبوط ب ضوابط وقوا عد‪ ،‬ويع طى ل ناس يم لون ا لدوات ا لت تؤهلهم‬
‫لتام هذه العملية‪.‬‬

‫إن مع ن ال سيادة هو خ ضوع الم يع ل كم من ت كون له ال سيادة‪ ،‬فال سيادة ف‬


‫السلم هي حق خالص ل عز وجل ل يشاركه فيه أحد‪ ،‬فالشعب ليس له سيادة‪ ،‬ول‬
‫هو مصدر للسلطات‪ ،‬كما جاء ف الدستور‪ ،‬وهذا يعرفه الكبي والصغي بالضرورة من‬
‫الدين‪ .‬ويبأ السلم من النظام الديقراطي بعن حكم الشعب للشعب بالشعب‪ ،‬فهذا‬
‫معناه أن الاكمية للشعب وليست ل‪..‬‬

‫وثة سؤال‪ :‬هل عدم جواز وجود حزب على أساس دين كما نص عليه القانون‬
‫يتفق مع الشريعة أم ل؟ وهل تأمر الشريعة بأن تكون جاعة السلمي جاعة متمعة ليس‬
‫على أساس عقائدي؟ فهذا القانون يوي ف داخله تناقضا عجيبا‪.‬‬

‫)‪(97‬‬
‫كلمة حق‬

‫ويقسم رئيس المهورية أن يترم الدستور‪ ،‬ول ندري أي احترام هذا الذي يكون‬
‫لدستور تصرح بعض مواده معلنة بوضوح مالفتها البينة لساسيات الشريعة‪.‬‬

‫وتلعب الصياغة دورا خطيا‪ ،‬فتنص الادة الثانية على أن مبادئ الشريعة السلمية‬
‫هي ال صدر الرئي سي للت شريع‪ ،‬في ظن الب عض أن بذا ال نص ت كون أح كام ال شريعة هي‬
‫القا ضية ع لى غي ها من الح كام‪ ،‬ول كن ا لمر ل يس بذه الب ساطة‪ ،‬فال صياغة ت قول‪" :‬‬
‫مبادئ الشريعة " أي قواعدها العامة‪ ،‬ل أحكامها التفصيلية وعلى هذا ل تكون الحكام‬
‫التفصيلية هي الرجع ف هذا المر‪ ،‬بل توضع أحكام ل تتلف مع البادئ العامة والت‬
‫تطرح بشكل يعلها تقبل أي معن ولو كان مالفا كل الحكام الثابتة‪..‬‬

‫ولن ستمع ا لن إ ل قول العل ماء ف هذه الد ساتي وال قواني ا لت تدعي النيا بة أ نا‬
‫د ستور و قواني دو لة تت بع ال سلم و تدعي أن مالفت ها وا ستبدالا و عدم الت حاكم إلي ها‬
‫وماربة من يدعو إليها أمر ل شأن له بالعقيدة‪.‬‬

‫‪ (1‬يقول الستاذ عبد القادر عودة‪ :‬ومن المثلة الظاهرة على الكفر بالمتناع ف‬
‫ع صرنا الا ضر‪ ،‬المت ناع عن ال كم بال شريعة ال سلمية وت طبيق ال قواني الو ضعية بدل‬
‫من ها‪ ،‬وال صل ف ال سلم أن ال كم با أ نزل ا ل وا جب‪ ،‬وأن ال كم بغ ي ما أ نزل ا ل‬
‫مرم‪ ،‬ونصوص القرآن صرية وقاطعة ف هذه السألة‪ ،‬فال جل شأنه يقول‪} :‬إن ا‪Ž‬لح‪$‬ك‪Ž‬م‬
‫إلا لله{ ]‪.[32‬‬

‫‪ (2‬وي قول أي ضا ]‪ :[33‬ول خلف ب ي الفق هاء والعل ماء ف أن أي ت شريع مالف‬
‫لل شريعة ال سلمية با طل ل تب له الطا عة‪ ،‬وأن كل ما يالف ال شريعة مرم ع لى‬
‫ال سلمي‪ ،‬و لو أ مرت به وأ باحته ال سلطة الاك مة أ يا كانت‪ .‬و من الت فق عل يه أن من‬
‫يستحدث من السلمي أحكاما غي ما أنزل ال‪ ،‬ويترك الكم بكل أو بعض ما أنزل ال‬
‫من غي تأويل يعتقد صحته فإنه يصدق عليه ما وصفهم به ال تعال من الكفر والظلم‬
‫والفسق كل بسب حاله‪.‬‬

‫‪ (3‬ويت حدث أي ضا في قول‪ :‬إ نه يرج من ال سلم من قال‪ :‬إن ال شريعة ل ت يء‬
‫لتنظ يم العل قات ب ي ا لفراد والما عات وا لاكمي وال كومي‪ ،‬وإن أحكام ها لي ست‬

‫‪ (32‬التشريع النائي السلمي ج ‪ 2‬ص ‪.708‬‬


‫‪ (33‬ص ‪ 709‬من الصدر السابق‪.‬‬

‫)‪(98‬‬
‫كلمة حق‬

‫واجبة التطبيق ف كل الحوال وعلى كل السائل‪ ،‬أو قال‪ :‬إن أحكام الشريعة كلها أو‬
‫بعضها ليست أحكاما دائمة‪ ،‬وإن بعضها أو كلها موقوت بزمن معي‪ ،‬أو قال‪ :‬إن أحكام‬
‫ال شريعة ل ت صلح للع صر الا ضر‪ ،‬وإن غي ها من أح كام ال قواني الو ضعية خ ي من ها‪..‬‬
‫]‪.[34‬‬

‫‪ (4‬ويقول الشيخ أحد شاكر ف كتابه عمدة التفاسي ]‪ :[35‬أو يوز لرجل أن يلي‬
‫القضاء ف ظل هذا الياسق العصري وأن يعمل به‪ ،‬ويعرض عن الشريعة البينة؟ ما أظن أن‬
‫رجل مسلما يعرف دينه ويؤمن به جلة وتفصيل‪ ،‬ويؤمن بأن هذا القرآن أنزله ال على‬
‫رسوله كتابا مكما‪} :‬ل ي أ‪Ž‬تيه ال‪Ž‬باطل‪ Ü‬من بين يديه ول من خل‪Ž‬فه { وبأن طاعته وطاعة‬
‫الرسول الذي جاء به واجبة قطعية الوجوب ف كل حال‪ ،‬ما أظنه يستطيع إل أن يزم‬
‫غ ي متردد ول م تأول بأن ول ية الق ضاء ف هذه ا لال باط لة بطل نا أ صليا ل يلح قه‬
‫التصحيح ول الجازة‪ ..‬إن المر ف هذه القواني الوضعية هي كفر بواح ول خفاء فيه‪.‬‬

‫‪ (26‬تقول النيابة الوقرة عنا‪) :‬ونسوا أن بغيتهم كان رجل نزف العمر ف حب‬
‫ال وف حب مصر( فهل تعلمون من هو هذا الرجل؟ إنه الرجل الذي أعلن أن الديان‬
‫كلها سواء فالسلم والسيحية واليهودية أديان واحدة‪ ،‬وأن عقيدة التوحيد ل تتلف عن‬
‫عق يدة التثل يث‪ ،‬وأن من قالوا‪ :‬إن السيح ا بن ال وأن عز يرا ابن ال ل يتلفون مع من‬
‫قال‪ :‬إن ال واحد ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد‪.‬‬

‫إن هذا الرجل جعل أحفاد القردة والنازير من الضالي الذين كفروا بربم ونعتوه‬
‫ب صفات الن قص‪ ،‬مثل هم كم ثل ال سلمي‪ ،‬بل ا تذهم أول ياء وأ صدقاء وأحبا با‪ ،‬فو صف‬
‫السفاح اليهودي العالي بقوله‪ :‬صديقي الكميم بيجن‪ ..‬إن هذا الرجل الذي نزف العمر‬
‫ف حب ال قد غرق ف هذه البة حت نادى بجمع واحد للديان وبتوحيد كتب الدين‬
‫الدرسية للطلب مسلمي كانوا أو مسيحيي‪ ،‬إن الرجل الذي قضى عمره ف حب ال‬
‫قد أباح ف بلده كل ما حرم ال من خر وميسر وربا‪ ،‬وسح ببيوت الليل واللهي الوبقة‬
‫أن ت ل م صر وتنت شر ف ع هده ال سود حت و صلت ح قارته ود ناءته أن أ قام احت فالت‬
‫كبى من أموال الشعب الطحون لتكري الفاجرات والخنثي فيما أساه أعياد الفن‪ ..‬إن‬
‫ذلك العابد ل كان يسخر‪ $‬من شرع ال فيصف حجاب الرأة السلمة أنه خيمة‪ ،‬وأن‬
‫السلم جعل الرأة كالكرسي والجر‪ ،‬وكان من فرط حبه ل ل يستحي أن يعصي ال‬

‫‪ (34‬الصدر السابق ص ‪.710‬‬


‫‪ (35‬ج ‪ 4‬ص ‪.172 ،171‬‬

‫)‪(99‬‬
‫كلمة حق‬

‫جهرة فياقص النساء ويعانقهن أمام شاشات التليفزيون‪ ،‬والقمر الصناعي ينقل صورته من‬
‫أمريكا إل العال كله‪ ،‬وكل هذا ف زعمه ل يتناف مع أخلق القرية الت ينادي با‪.‬‬

‫هل تريدون مزيدا عن ذلك العابد الذي توعد علماء السلمي وشيوخهم فزج بم‬
‫ف ال سجون والعتقلت و هددهم قائل‪ :‬لن أرح هم‪ ،‬وو صفهم بأنم ماني وأ نم ف‬
‫السجون كالكلب‪ ،‬إن ذلك الرجل الذي تبكيه النيابة وتدعي أنه نزف عمره ف حب ال‬
‫كان ل يعرف معروفا ول ينكر منكرا إل ما أشرب من هواه‪ ،‬بل كان ينادي بكل منكر‬
‫وقبيح فقال‪ :‬إن قدوته هو كمال أتاتورك العلمان الذي أعلن سقوط اللفة السلمية ث‬
‫قال ‪ -‬فض فوه ‪ -‬كلمته الشهورة‪ :‬ل سياسة ف الدين ول دين ف السياسة فخلع بذلك‬
‫ربقة السلم من عنقه‪...‬‬

‫ويكف يه ك فرا ونفا قا أ نه حارب ا ل ور سوله و صد عن سبيله وأو قف شرع ا ل‬


‫النيف واتذ آيات ال هزوا يرتلها ساخرا منها ف خطاباته وكلماته‪ ،‬ث يضيف الامي‬
‫العام أكذوبة جديدة فيدعي أن السادات قد نزف عمره ف حب مصر‪ ..‬نعم لقد قدم‬
‫مصر كلها لقمة سائغة بل ثن لحبابه اليهود‪ ،‬لقد حول انتصار اليش ف اليام الول‬
‫من أكتوبر ‪ 1973‬إل هزية ساحقة وخيانة نادرة على مر التاريخ كله حي سلم البلد‬
‫والعباد لسياده وحول النصر البي إل هزية وفضيحة مزية على مر السني واليام‪ ..‬إن‬
‫ذلك الرجل الذي نزف عمره ف حب مصر قد نزفه حقا ولكن ف بغض مصر وكراهية‬
‫مصر وتويلها إل عزبة خاصة ينفق منها كيف يشاء وقد ترك السادات بلده أضعف ما‬
‫تكون وأعجز ما تكون وأفقر ما تكون وأبأس ما كانت ف أي وقت مضى‪ ،‬لقد دفع‬
‫بصر ف سلسلة من التنازلت التتالية لعدائها والصومات العنيفة مع شقيقاتا العرب‬
‫والسلمي‪..‬‬

‫لقد دفع ذلك الرجل الذي نزف عمره ف حب مصر دفع البلد إل حافة الفلس‬
‫الال نتيجة للديون الارجية الباهظة الت وصلت إل عشرين مليار دولر ول تكن تتجاوز‬
‫ثلثة مليارات ف بداية حكمه فأصبحت مصر بفضله تتل دورا بارزا ف مقدمة الدول‬
‫الهددة بالفلس العالي‪ ..‬لقد أوصلها ذلك الرجل إل الراب القتصادي القائم الذي‬
‫تنمو مظاهره وأثاره ف كل يوم وشارك ف هذا الراب جيع أفراد أسرته وبطانته‪ ،‬ولقد‬
‫اقترن حكمه الرير بفساد أخلقي وانيار اجتماعي ل تشهد مثله البلد من قبل وستظل‬
‫مصر سني طويلة تقاسي من آثاره السيئة‪ ...‬ث ياول الن بعض النافقي والنتفعي أن‬
‫يو لوا ف ساد ال مة وهزائم ها و بؤس ال شعب و سوء أ حواله إ ل أ سطورة ت ستغل ا ستغلل‬

‫)‪(100‬‬
‫كلمة حق‬

‫غوغائ يا يؤدي إ ل إبراز شخ صية ذ لك ا لرم الا لك و تبير أخ طائه وتو سيع شهرته‪ ،‬إن‬
‫هؤلء وأمثالم من المقى والغفلي‪ ،‬يصفون الظلم الدامس أنه النور والضياء الساطع‬
‫ويع لون الذ لة والها نة ا لت و صلنا إلي ها ع لى يد حك مه ال بائد م ثال ي تذى من ال عزة‬
‫والكرامة الزعومة‪ ..‬إن هؤلء النافقي يدافعون عن الضلل والفساد والذلة والهانة‪ ..‬إنم‬
‫يدافعون عن بعضهم البعض لنم أولياء بعض‪ ،‬فهم من طينة واحدة وطبيعة واحدة‪ ،‬تنبع‬
‫من معي واحد‪ :‬سوء الطوية ولؤم السريرة والغمز والدس والضعف عن الواجهة والب‬
‫عن الصارحة‪ ،‬تلك ساتم الصيلة‪ ،‬أما سلوكهم فهو المر بالنكر والنهي عن العروف‬
‫والبخل بالال ونسيان ذكر ال ورد الحسان بالساءة والتدبي ف الفاء والكذب على‬
‫ا ل و عدم إدراك بواعث الت طوع بالنفس وا لال ف الن فوس الؤم نة وال سخرية بالؤمني‪،‬‬
‫ويرد ال عليهم تلك السخرية }فيسخر‪$‬ون منه‪$‬م سخر الله‪ $‬منه‪$‬م وله‪$‬م عذاب© أليم©{ ويا‬
‫لو لا سخرية و يا لو لا عاق بة‪ ،‬ف من شرذمة صغية هزي لة من الب شر ال ضعاف ال قائمي‬
‫و سخرية ا لالق ال بار تن صب علي هم‪ ،‬أل إ نه لل هول ال فزع الره يب‪} ...‬ا‪Ž‬لم‪ $‬ن افق‪Ü‬ون‬
‫وال‪Ž‬م‪$‬نافقات‪ $‬بع ض‪$‬ه‪$‬م من بع ض‪ £‬ي أ‪Ž‬م‪$‬ر‪$‬ون بال‪Ž‬م‪$‬نكر وينهون عن ال‪Ž‬معر‪$‬وف ويق‪Ž‬ب ض‪$‬ون أيديه‪$‬م‬
‫نس‪$‬وا الله فنسيه‪$‬م إن ال‪Ž‬م‪$‬نافقي ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬فاسق‪Ü‬ون{‪...‬‬

‫إن هؤلء يتزينون بكل زي بسب أهواء من يقودهم‪ ،‬إنم يلبسون لباس التقوى‬
‫مع التقي ويطبلون مع الطبلي ويرقصون مع الراقصي‪ ،‬ويأكلون على كل مائدة ويهتفون‬
‫خلف كل ناعق ويصفقون لكل رئيس‪ ،‬ههم إبقاء ما كان على ما كان ولو كان ما كان‬
‫هو الف ساد وا لراب وا لدمار‪ ..‬أولئك ا لذين يت هاوون ف الطر يق ال صاعد إ ل ال فاق‬
‫الكرية‪ ،‬أولئك الذين يهدون ل طول الطريق‪ ،‬فيتخلفون عن الركب وييلون إ ل عرض‬
‫تافه أو مطلب رخيص‪ ،‬وإنم ليعيشون على حاشية الياة وهامش القيم وإن خيل إليهم‬
‫أنم بلغوا منافع أو نالوا مطالب‪ ..‬وهي صورة ذرية لسقوط المة وضعف الزية وسوء‬
‫الطوية والعجز عن الواجهة وحب الدعة والخلد إل الرض‪ ،‬وهو الكذب الصاحب‬
‫لل ضعف أ بدا‪ ،‬و ما ي كذب إل ال ضعفاء‪ ،‬أ جل ما ي كذب إل ضعيف و لو بدا ف صورة‬
‫القو ياء ال بارين‪ ،‬فالقول يواجه وال ضعيف يداور‪ ،‬و هو حب ال سلمة والرا حة و حب‬
‫الكسب والنافع الادية والرغبة فيها‪ ،‬ل سيما إذا كانت سهلة الأخذ قريبة النال‪ ،‬وكأن‬
‫الراغب فيها من غي الوقني بالخرة‪ ..‬وهي الرواح الزيلة والقلوب الاوية والنفوس‬
‫الصغية والبنية الائرة‪ ،‬وهو الضطراب ف الرأي والفساد ف العمل والضعف ف الفهم‬
‫واللل ف النظام والفشل ف الطة والسراع والوقيعة وتفريق الكلمة والتشكيك ف دين‬
‫ال وإذاعة السوء وتثبيط المم عن قول الق وتويل أمر الشيطان والتخويف من قوته‬
‫وإلقاء الرعب ف القلوب‪ ،‬وهي العذار الفتراه وتربص الدوائر بالؤمني والفرح بساءتم‬

‫)‪(101‬‬
‫كلمة حق‬

‫وال كس عن الطا عة وال لف ال كاذب وا لوف ا لدائم وا لم الق يم‪ ،‬والع يش ف كرب‬
‫وفزع‪ ،‬وهم يرون كل صرعاهم وقد رمتهم كلمات ال بسهام نافذة ل تطئ صميم‬
‫الداء منهم‪.‬‬

‫‪ (27‬لقد اتمتنا النيابة أننا ضالون مارقون خوارج خونة ووصفتنا بأننا لصوص‬
‫قتلة مصاصو دماء و تدنت النيابة الوقرة ف كلما تا إ ل درك من حط تاما من الكل مات‬
‫القبيحة والوصاف السيسة الت تفنن رجالا ف التعبي عما ييش ف صدورهم من غقل‬
‫وحقد وخصومة فاجرة ل تعرف للخلق صلة أو نسبا‪ ،‬ونن قد سعنا كل هذا وغيه حي‬
‫ا شتركت النيا بة وال باحث ف إل صاق الت هم ب نا نت سب كل هذا ع ند رب ال سماوات‬
‫وا لرض ا لذي ل ت فى عل يه خاف ية‪} .‬ل يعز‪ $‬ب‪ $‬عن ه‪ $‬مث‪Ž‬قال‪ Ü‬ذر•ة‪ £‬في ال س•ماوات ول في‬
‫ال‪Ž‬أرض ول أصغر‪ $‬من ذلك ول أك‪Ž‬بر‪ $‬إلا في كت اب‪ £‬م‪$‬بي{ ول نن لق إ ل هذا ا لدرك‬
‫السحيق الذي سقطت فيه النيابة ول نشفي أنفسنا بالتدن مثلها فإن أسلوب النيابة هذا ل‬
‫يل جأ إل يه إل من ف قد ال جة وع جز عن الب يان و خرس ل سانه عن ا لق فا ستعاض ع نه‬
‫بالسباب والشتائم يقذفها هنا وهناك بغي حساب وهذا ليس من شيم الرجال‪..‬‬

‫إن نا أطهر ل سانا وأر فع بيا نا وأ قوى برهانا فدليلنا واضح بي كال شمس ف رابعة‬
‫النهار وحجتنا قوية بالغة من هدى ال عز وجل‪} :‬ق‪Ü‬ل‪ Ž‬هل‪ Ž‬عندك‪Ü‬م من ع ‪Ž‬لم‪ £‬فت‪$‬خرج‪$‬وه‪ $‬لنا‬
‫إ ن‪ Ž‬تت•ب ع‪$‬ون إلا الظ ن• وإ ن‪ Ž‬أنت‪$‬م إلا تخر‪ $‬ص‪$‬ون{‪Ü} ،‬ق ل‪ Ž‬فلله ا‪Ž‬لح‪ $‬ج• ‪Ü‬ة ال‪Ž‬بالغ ة‪ ...{Ü‬إن أفعال نا‬
‫وأقوالنا تنبع من معي واحد ل ينضب أبدا‪ ،‬أل وهو هدي رسولنا صلى ال عليه وسلم‬
‫وأمام الق البي والدي الساطع ند خصومنا يتخبطون ف ضللم القدي ل يفرقون حقا‬
‫من باطل‪ ،‬ول يقولون كلمة سواء وإن تعجب فعجب قولم‪) :‬وما ذلك إل لكي يستغل‬
‫التهم عاهته أو يستغل مركزه الدين ليصل إل ما يصبو إليه من الوصول إل قلوبكم وإل‬
‫عواطفكم النبي لة حت ت شفقوا ول كن أ ن له هذا والقضاء ر سالة والق ضاء أما نة إن كان‬
‫للشفقة مكان ف قلوب القضاة فهي لتخفيف الحكام وليس للحكم أبدا بالباءة(‪ ..‬هذا‬
‫ما قالته النيابة فهل مقالتها هذه شفاعة أم تريض؟؟ فإن تك شفاعة فهي شفاعة سيئة ل‬
‫نقبل ها ونرد ها ع لى أ صحابا‪} :‬ومن يشفع شفاعة‪ b‬س ي‪ª‬ئة‪ b‬يك‪Ü‬ن ل ه‪ $‬كف‪ Ž‬ل‪ Ý‬منها{ وإن تك‬
‫تريضا فهذا بل ريب تدخل سافر ف عمل القضاة الذي يفترض أن يكون بعيدا عن كل‬
‫تأثي أو تريض‪ ..‬إن الوقف ليس موقف استجداء تسول حت تدعي النيابة أن العاهة أو‬
‫الركز الدين سيكون سببل للعطف والرحة‪ ..‬إن السفاف قد وصل إل حد أن النيابة‬
‫تتحدث عن هذا المر اللقي الذي هو من عند ال ول مل له هنا بتاتا ليكون سببا ف‬
‫تبئة إنسان أو تريه‪ ،‬أما الركز الدين فإن أستاذية جامعة الزهر أمر تشهد به جامعات‬

‫)‪(102‬‬
‫كلمة حق‬

‫مصر والعال ول يكن للنيابة أن تاري فيه‪ ،‬وكان أول لا أن تنحى هذا المر جانبا‪ ،‬فإن‬
‫ل يكن دافعا إل الحترام فل أقل من أن يكون بعيدا عن االسخرية والستهزاء‪ ،‬فهو أرفع‬
‫من أن يقحم ف خضم تلك الكلمات‪ ..‬إن النيابة قد سقطت كعادتا ف مظور يدركه‬
‫كل من كان له ق لب أو أل قى ال سمع و هو شهيد‪ ..‬إن النيا بة تر يد أن ت كون خ صما‬
‫وحكما ف آن واحد‪..‬‬

‫فأنت تعرف كيف الصم والكم‬ ‫ول تطع منهما خصما ول حكما‬

‫إنه لمر عجيب بل هو انزلق وتردى ل قيام بعده‪ ،‬ونن نرثي لن تكون ساحة‬
‫القضاء مرتعا لثل هذه الصومة الت عجزت أول ما عجزت أن تدرج حدودها وآدابا‪..‬‬
‫}أفلم يس ي‪$‬وا في ال‪Ž‬أرض فت ك‪Ü‬ون له‪$‬م ‪Ü‬ق ل‪Ü‬وب© يعق ل‪Ü‬ون بها أو آذا ن‪ Ý‬يسمع‪$‬ون بها فإن•ها ل‬
‫تعمى ال‪Ž‬أبصار‪ $‬ولكن تعمى ال‪Ž‬ق‪Ü‬ل‪Ü‬وب‪ $‬التي في الص‪Þ‬د‪$‬ور{‪..‬‬

‫و ف جل سة أ خرى للمحك مة و ف رد آ خر ع لى نيا بة أ من الدو لة ومفتريا تا‬


‫الكثية قلت وبال التوفيق ‪:‬‬

‫‪ (1‬يط لق ل فظ ال شريعة ع لى الح كام ا لت سنها ا ل لع باده ليعم لوا بقت ضاها‬
‫فيسعدوا‪ ،‬والتشريع السلمي بعن سن الحكام وإنشائها ل يكن إل ف حياة الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم ول يعل ال سبحانه لغي نبيه سلعة التشريع‪ ،‬ومن ث فإن التشريع‬
‫السلمي يقوم على الوحي التلو " القرآن " وغي التلو " السنة " أما مفهوم الفقه فهو‬
‫مموعة الحكام الشرعية الستنبطة من الدلة ف الكتاب والسنة‪ ،‬وهذه الحكام ل تعد‬
‫تشريعا‪ ،‬وإنا هي عبارة عن توسع ف تبسيط القواعد الكلية‪ ،‬وتطبيقها على الوقائع الزئية‬
‫الت جددة‪ ،‬وا ستنباط للح كام وفهم ها والق ياس علي ها في ما ل يرد به نص‪ ،‬والجت هاد‬
‫الفقهي ل ينشئ حكما أو يثبته‪ ،‬وإنا يكشف عن حكم ال ف الادثة‪ ،‬أو يوضح حكما‬
‫شرعيا ل يكن واضحا قبل الجتهاد‪ ،‬وعلى ذلك فإن الراء الفقهية باعتبارها اجتهادات‬
‫بشرية ف النصوص الشرعية يكن أن تتلف وتتباين وتتغي بتغي الظروف‪ ،‬وذلك بلف‬
‫أح كام ال شريعة‪ ،‬ول ضي ف ذ لك‪ ..‬و من ه نا قام الرت باط الوث يق ب ي ال شريعة والف قه‬
‫باعتباره امتدادا لا‪ .‬والفقه على خلف الشريعة ليست له قوة إلزامية‪..‬‬

‫وبذا البيان اتضح فساد ما قالته النيابة من أن للناس حق التشريع‪ ،‬كذلك يتضح‬
‫فساد قولا )إن النب له حق التشريع وهو من الناس( لنا إذ تقول ذلك تسوي بي النب‬

‫)‪(103‬‬
‫كلمة حق‬

‫صلى ال عليه وسلم وبي الناس‪ ،‬ول تصح هذه التسوية‪ ،‬فالفرق شاسع والبون كبي‪،‬‬
‫وقد قال ال عن نبيه‪} :‬وما ينط ق‪ $‬عن ال‪Ž‬هوى* إ ن‪ Ž‬ه‪$‬و إلا وح ي© ي‪$‬وحى{‪} ،‬وما آتاك‪Ü‬م‬
‫الر•س‪$‬ول‪ Ü‬فخ‪$‬ذ‪Ü‬وه‪ $‬وما نهاك‪Ü‬م عنه‪ $‬فانته‪$‬وا{‪} ،‬من ي‪$‬طع الر•س‪$‬ول فقد أطاع الله{ فهل الناس‬
‫كذلك يوحى إليهم ول ينطقون عن الوى؟ كل وألف كل‪ ،‬ل تكون هذه التسوية أبدا‪،‬‬
‫ول يكون الناس بذه الثابة اللهم إل ف عرف نيابة أمن الدولة‪ ،‬ول يصح احتجاج النيابة‬
‫بديث‪ " :‬من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل با " على إعطاء حق التشريع‬
‫للناس‪ ،‬إذ السنة هي الطريقة الت يتبعها الرء با يعمر با الرض ويستثمر خياتا فينتفع با‬
‫الخرون‪ ،‬ول علقة للحديث بإعطاء حق التشريع للناس‪..‬‬

‫‪ (2‬ويفسر الامي العام دين ال تفسيات ما أنزل ال با من سلطان‪ ،‬تبعا لواه وما‬
‫تليه عليه مصلحته‪} :‬أرأيت من ات•خذ إلهه‪ $‬هواه‪ $‬أفأنت تك‪Ü‬ون‪ Ü‬عليه وكيل‪*b‬أم تحسب‪ $‬أن‬
‫أك‪Ž‬ثره‪$‬م يسمع‪$‬ون أو يعقل‪Ü‬ون إن‪ Ž‬ه‪$‬م إلا كال‪Ž‬أنعام بل‪ Ž‬ه‪$‬م أضل‪ ê‬سبيل{ فيعرف الهاد بأنه‪:‬‬
‫بذل الهد لتحقيق غرض مشروع‪ ،‬وهذا هو العن اللغوي للجهاد‪ ،‬فلم أخذ به وترك‬
‫الع ن ال شرعي للج هاد؟ ذ لك ا لذي ين طق به مئات ال يات وال حاديث‪ ،‬و هو الق تال ف‬
‫سبيل ا ل لعلء كل مة ا ل‪ ،‬وذ لك ك من يترك الع ن ال شرعي لل صلة ويتم سك بعنا ها‬
‫اللغوي وهو الدعاء‪..‬‬

‫‪ (3‬يفسر الامي العام الروج على أول المر بعدم طاعتهم ف العصية الت أمروا‬
‫با‪ ،‬وهو تفسي جديد ل تله كتب الفقه والديث‪ ،،‬وإنا أمله النصب النياب والتطلع‬
‫إل ما بعده من وظائف ومناصب‪ ،‬ونن نتمن له التوفيق والسداد‪ ،‬لكن ل على حساب‬
‫السلم وتغيي مفاهيمه‪.‬‬

‫‪ (4‬وت شفق النيا بة ع لى ا لاكم فترى أ نه ي صلي ف ا لبيت‪ ،‬و هذا كاف ع ندها‬
‫وتشفق النيابة على الرعية أيضا ليصلوا ف بيوتم‪ ،‬ث تترك الساجد والماعات والمع‪،‬‬
‫وكيف يعرفون أن الاكم يصلي أو يقيم الصلة بقتضى حديث ما أقاموا فيكم الصلة‪،‬‬
‫و ما مع ن ما الظرف ية ه نا؟ وك يف كان اق تداء ال كام بالر سول صلى ا ل عل يه و سلم‬
‫واللفاء الراشدين؟‪} ..‬فإن•ها ل تعمى ال‪Ž‬أبصار‪ $‬ولكن تعمى ا‪Ž‬لق‪Ü‬ل‪Ü‬وب‪ $‬التي في الص‪Þ‬د‪$‬ور{‪...‬‬

‫‪ (5‬وتشكل نيابة أمن الدولة جاعة متطرفة ‪ -‬على حد قولا ‪ -‬فهي تشكك ف‬
‫حجية الجاع وتسوق من العبارات ما مؤداه أن الجاع فيه كلم كثي وخلف طويل‬

‫)‪(104‬‬
‫كلمة حق‬

‫فهو غي مسلم به ول يركن إليه ول يؤخذ به‪ ،‬وهذا كلم جاعة التكفي والجرة فهل‬
‫النيابة أصبحت من هذه الماعة؟‪.‬‬

‫‪ (6‬يرى شيخ نيابة أمن الدولة أن الرب ف السلم دفاعية‪ ،‬ونسأل‪ :‬هل كانت‬
‫فتو حات ال سلم ال كثية الم تدة من ال صي إ ل ال ندلس دفاع ية؟ دفا عا عن الدي نة ا لت‬
‫يسكنونا أم ماذا كان المر؟‪..‬‬

‫‪ (7‬وتدعي النيابة أنه ليس كل ما كان ف الاهلية فاسدا‪ ،‬بل هناك ما أقره السلم‬
‫من ها وت ستدل ع لى ذ لك ب قول العل ماء‪ :‬شرع من قبل نا شرع ل نا‪ ،‬و هل شرع من قبل نا‬
‫جاهلية يا نيابة أمن الدولة؟!‬

‫‪ (8‬تتعض النيابة من تسمية التمع الاهلي‪ ،‬طبعا‪ ،‬حامية التمع كيف ترضى أن‬
‫يكون جاهليا؟ هل نن الذين سيناه جاهليا؟ لقد ساه ال ف كتابه ذلك السم الذي ل‬
‫تر ضونه يا حاة الت مع ا لاهلي‪ ،‬قال ت عال‪} :‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهل ي•ة يب غ‪$‬ون{‪ } ،‬ول تبر•جن‬
‫تبر‪Þ‬ج ال‪Ž‬جاهلي•ة ال‪Ž‬أ‪Ü‬ولى{‪} ،‬يظ‪Ü‬ن‪Þ‬ون بالله غير ال‪Ž‬حق‪ ª‬ظن• ال‪Ž‬جاهلي•ة{‪} ،‬إذ‪ Ž‬جعل الذين كفر‪$‬وا‬
‫في ق‪Ü‬ل‪Ü‬وبهم‪ $‬ال‪Ž‬حمي•ة حمي•ة ال‪Ž‬جاهلي•ة{‪...‬‬

‫‪ (9‬دافعت النيابة عن معاهدة الستسلم بيننا وبي اليهود‪ ،‬ولن أرد على النيابة فقد‬
‫كتبت ف ردي على لنة شيخ الزهر ما هو كاف ف ذلك إنا أرد على استدلل العال‬
‫اله بذ ف النيا بة ا لذي ا ستدل ع لى صحة العا هدة ب قوله ت عال‪ } :‬فما استقام‪$‬وا لك‪Ü‬م‬
‫فاستقيم‪$‬وا له‪$‬م{ وب قوله سبحانه‪} :‬وإ ن‪ Ž‬جن ح‪$‬وا لل س•ل‪Ž‬م فاجنح لها{ ن قول‪ :‬هل ا ستقام‬
‫الي هود ل نا؟ و هل جن حوا لل سلم؟ أم أن نا ا لذين جنح نا وا ستقمنا؟ نبئون بع لم إن كن تم‬
‫صادقي‪..‬‬

‫‪ (10‬أيها الستشارون أعضاء هيئة الكمة؛ أغيثوا السلم وأنقذوه من نيابة أمن‬
‫الدولة‪ ،‬فإنم قد حرفوا الكلم عن مواضعه‪ ،‬وبدلوا مفاهيمه وغيوا أحكام ال‪ ،‬ول تزال‬
‫تط لع ع لى خائ نة من هم‪ ،‬وع لى ت سس عل يك ‪ -‬أي ها الست شار وع لى مكم تك ‪ -‬من هم‬
‫وبإذنم }رض‪$‬وا بأن‪ Ž‬يك‪Ü‬ون‪$‬وا مع ال‪Ž‬خوالف وط‪Ü‬بع على ق‪Ü‬ل‪Ü‬وبهم فه‪$‬م ل يف‪Ž‬قه‪$‬ون{ وإن تعجب‬
‫فعجب قولم‪) :‬وإنا لفي عجب من أن يلس متهم أمام قضائه يعرض فكره(‪ ..‬وقولم‪:‬‬
‫)إن ل يكن هذا فكره فلم يقف مدافعا عنه؟( أنا ل أعرض فكرا ول أدافع عن فكر‪ ،‬إنا‬
‫أ عرض ال سلم ف جوهره ال صيل‪ ،‬من م صدريه الك تاب وال سنة‪ ،‬بع يدا عن تزي يف‬

‫)‪(105‬‬
‫كلمة حق‬

‫الزيفي‪ ،‬وقد قرأت مئات الكتب فما وجدت لتزييفهم أي صلة بالسلم إنم إنا فعلوا‬
‫ذلك ليتملقوا الظلمة‪ ،‬إنن ل أنزل إل الدرك السفل الذي هبطت إليه نيابة أمن الدولة ‪-‬‬
‫ول يكن أن أنزل إليه ‪ -‬ف قلبها للحقائق وخلطها ف الدين‪} :‬ول تل‪Ž‬بس‪$‬وا ال‪Ž‬حق• بال‪Ž‬باطل‬
‫وت ‪Ž‬كت‪$‬م‪$‬وا ال‪Ž‬ح •ق وأنت‪$‬م تعلم‪$‬ون{‪...‬‬

‫أي ها الست شارون‪ ..‬إن ا لق أب لج والبا طل ل لج‪ ،‬و قد ظ هر ال صبح لذي عين ي‪،‬‬
‫وانقطعت العاذرير‪ ،‬وأقيمت الجة‪ ،‬وجاء الق وظهر أمر ال وهم كارهون‪.‬‬

‫‪ (28‬وختاما‪:y‬‬

‫فجر يت أن ن ن قدت الدو لة وأظ هرت ما ف الت مع من مفا سد وم عاداة لدين ا ل‬


‫ووقفت ف كل مكان أصدع بكلمة الق الت هي من صميم دين واعتقادي‪ ،‬إن منابر‬
‫ال ساجد وقا عات الا ضرات و ساحات الام عات ت شهد كل ها أن ن عن ال شريعة أذود‬
‫وأدافع وف بيان دين ال أصول وأجول وف سبيل السلم أقدم النفس والال‪ ..‬إنن إن ل‬
‫أفعل ذلك أكن عاصيا لرب ظالا‪ b‬لنفسي مقصرا‪ b‬ف حق الناس‪ ،‬إنن مطالب أمام عقيدت‬
‫وأمام ضميي أن أدفع الظلم والبوت وأرد الشبه والضللت وأكشف الزيغ والنراف‬
‫وأفضح الظالي على أعي الناس وإن كلفن ذلك حيات وما أملك‪..‬‬

‫أنا ل يرهبن السجن ول العدام‪ ،‬ول أفرح بالعفو أو الباءة‪ ،‬ول أحزن حي يكم‬
‫علي بالقتل‪ ،‬فهي شهادة ف سبيل ال وعندئذ أقول‪ :‬فزت ورب الكعبة‪ ،‬وعندئذ أقول‬
‫أيضا‪:‬‬

‫على أي جنب كان ف ال مصرعي‬ ‫ولست أبال حي أقتل مسلما‬

‫وعند ذلك انطلق هتاف قوي من داخل القفاص الديدية بالكمة رج القاعة رجا‬
‫شيدا يقول‪:‬‬

‫فإن ال يتار الشهيد‬ ‫فإ ن قتلوك يا عمر بن أحد‬

‫إن ن م سلم أح يا لدين وأ موت ف سبيله‪ ،‬ول ي كن بال أن أ سكت وال سلم‬
‫يارب ف كل مكان‪ ،‬أو أن أهدأ وأمواج الشرك والضلل تتلطم وتغمر كل اتاه }أو‬
‫كظ‪Ü‬ل‪Ü‬مات‪ £‬في بحر‪ £‬ل‪Ü‬ج‪ª‬ي¼ يغشاه‪ $‬موج© من فوقه موج© من فوقه سحاب© ظ‪Ü‬ل‪Ü‬مات© بعض‪$‬ها فوق‬

‫)‪(106‬‬
‫كلمة حق‬

‫بعض‪ £‬إذا أخرج يده‪ $‬لم يكد يراها ومن لم يجعل الله‪ $‬له‪ $‬ن‪$‬ورا‪ b‬فما له‪ $‬من ن‪$‬ور{ كيف ل أن‬
‫أل ي والطغ يان يزداد صلفا‪ b‬وع توا }فل ت‪$‬طع ا‪Ž‬لم‪$‬ك ذ*بي* ود‪Þ‬وا لو ت‪$‬دهن‪ $‬ف ي‪$‬دهن‪$‬ون{ كل‬
‫وأ لف كل‪ ..‬لن نر ضى ب كم ال طواغيت‪ ،‬و لن ن ستكي ل كم العب يد‪ ،‬ا لذين ي ستبدون‬
‫بالناس ويذلونم ويعبدونم لغي ال‪...‬‬

‫إن هذا ا لدين ل و لن يوت و لو كان يوت لات يوم أن كان ف م كة ما صرا‬
‫م طاردا و كان وقت ها ول يدا أو نب تة صغية لك نه ب قي و ظل شاما‪ ،‬إن هذا ا لدين ل و لن‬
‫يوت و لو كان يوت لات يوم أن أخر جوا ر سوله فر يدا وح يد‪b‬ا ل يس م عه إل ر به ث‬
‫صاحبه ولكنه هاجر واجتمع حوله الهاجرون والنصار وتكونت دولة السلم وقويت‬
‫شوكتها‪ ،‬إن هذا الدين ل ولن يوت ولو كان يوت لات يوم أن حوصرت الدينة ف‬
‫غزوة الندق إذ جاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم وإذ زاغت البصار وبلغت القلوب‬
‫الناجر وظنوا بال الظنونا ولكنه بقي وارتفعت رايته وبلغ ما بلغ الليل والنهار‪...‬‬

‫أيها الستشار رئيس مكمة أمن الدولة العليا‪ :‬لقد أقيمت الجة وظهر الق وبان‬
‫الصبح لذي عيني فعليك أن تكم بشريعة ال وأن تطبق أحكام ال فإنك إن ل تفعل‬
‫فأنت ال كافر ال ظال الفا سق لنه يصدق ف يك قول ال‪ } :‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‬
‫فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{‪} ،‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬الظالم‪$‬ون{‪} ،‬ومن لم‬
‫يحك‪Ü‬م بما أنزل الل ه‪ $‬ف أ‪Ü‬ولئك ه‪ $‬م‪ $‬ال‪Ž‬فاس ق‪Ü‬ون{ وليس الكم بنتهي ف هذه القاعة ول ف‬
‫هذه الدنيا بل الكم هناك ينتتهي أمره ف الخرة يكم فيها الكم بالعدل‪} :‬يوم ت‪$‬ب د•ل‬
‫ال‪Ž‬أرض‪ $‬غير ال‪Ž‬أرض والس•ماوات‪ $‬وبرز‪$‬وا لله ال‪Ž‬واحد ال‪Ž‬قه•ار{‪...‬‬

‫وإننا ل نشى سجنا ول إعداما ولن نرهب بأي تعذيب ول إيذاء‪ ..‬ونقول ما قاله‬
‫السحرة لفرعون‪} :‬لن ن‪$‬ؤثرك على ما جاءَنا من ال‪Ž‬بي‪ª‬نات والذي فطرنا فاق‪Ž‬ض ما أنت قاض‬
‫إن•ما تق‪Ž‬ضي هذه ال‪Ž‬حياة الد‪Þ‬نيا{‪...‬‬

‫واعلم أيها الستشار‪ ..‬أن ال أنزل الدود ليزجر با عن البائث فكيف إذا أتاها‬
‫من يليها‪ ،‬وأن ال أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من يقتص لم‪ ،‬واذكر أيها‬
‫الستشار الوت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه‪ ،‬فتزود له ولا بعده من الفزع‬
‫الكب‪ ،‬واعلم أيها الستشار أن لك منل غي منلك الذي أنت فيه‪ ،‬يطول فيه ثواؤك‬
‫ويفارقك أحباؤك‪ ،‬ويسلمونك إل مقرك فريدا وحيدا‪ ،‬فتزود له ما يصحبك } يوم يفر‬
‫ال‪Ž‬مر̈ء من أخيه* وأ‪Ü‬م‪ª‬ه وأبيه* وصاحبته وبنيه{ واذكر إذا بعثر ما ف القبور وحصل ما ف‬

‫)‪(107‬‬
‫كلمة حق‬

‫الصدور‪ ،‬فالسرار ظاهرة والكتاب ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها‪ .‬فالن وأنت‬
‫ف مهل‪ ،‬قبل حلول الجل‪ ،‬وانقطاع المل‪ ،‬ل تكم ف عباد ال بكم الاهلي‪ ،‬ول‬
‫تسلك بم سبيل الظالي‪ ،‬ول تسلط الستكبين على الستضعفي‪ ،‬فتحمل أثقالك وأثقال‬
‫مع أثقا لك‪ ،‬ول تن ظر إ ل قدرتك ال يوم ول كن ان ظر إ ل قدرتك غدا‪ ،‬وأ نت مأ سور ف‬
‫حبائل الوت‪ ،‬وموقوف بي يدي ال ف ممع من اللئكة والنبيي والرسلي‪ ،‬وقد عنت‬
‫الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حل ظلما‪..‬‬

‫أي ها القا ضي الست شار رئ يس مك مة أ من الدو لة العل يا‪ :‬حق ا ل أ لزم من حق‬
‫رئيس المهورية وال أحق أن يطاع فل طاعة لخلوق ف معصية اللق‪ ،‬وإذا قالت لك‬
‫النيا بة‪ :‬ك لم وز ير ال عدل ع لى ال سرة فل ت بال‪ ،‬وأ نت ح قا ل ت بال‪ ،‬وا عرض أوامر هم‬
‫وكتب هم ع لى ك تاب ا ل عز و جل ف ما و جدته موافقا لك تاب ا ل ف خذ به‪ ،‬و ما و جدته‬
‫مالفا لكتاب ال فانبذه‪..‬‬

‫أي ها الست شار رئ يس مك مة أ من الدو لة العل يا‪ :‬ا تق ا ل فإن يو شك أن يأت يك‬
‫رسول رب العالي يزيلك عن كرسيك‪ ،‬ويرجك من سعة قصرك إل ضيق قبك‪ ،‬فتدع‬
‫سلطانك ودنياك خلف ظهرك‪ ،‬وتقدم على ربك‪ ،‬وتنل على عملك‪..‬‬

‫أيها القاضي الستشار رئيس الكمة‪ :‬الوت طالب ل يل الطلب‪ ،‬ول يبطئ الطا‬
‫ول يلف اليعاد‪ ،‬ول يعجزه القيم‪ ،‬ول ينفلت منه الارب‪ ..‬وذكر سكرة الوت كفيل‬
‫برجفة تدب على الوصال‪ ،‬الوت الذي يصرع البابرة بنفس السهولة الت يصرع با‬
‫القزام‪ ،‬ويقهر به التسلطون كما يقهر الستضعفون سواء‪ ..‬وهو رحى دوارة بي اللق‪،‬‬
‫و كأس يدار با علي هم‪ ،‬ل بد ل كل ذي روح أن ي شربا وأن يذوق طعم ها‪ ،‬و هو هازم‬
‫ال لذات ومن غص ال شهوات ا لوت ا لذي ي فرق الح بة‪ ،‬وي ضي ف طري قه ل يتو قف ول‬
‫يتلفت‪ ،‬ول يستجيب لصرخة مقهور ملهوف ول لسرة مفارق‪ ،‬ول لرغبة راغب‪ ،‬ول‬
‫لوف خائف‪ ..‬الوت الذي ل حيلة للبشر فيه وهم مع هذا ل يتدبرون القوة القاهرة الت‬
‫تر يه‪ ..‬فك يف بك أي ها الست شار إذا ورد عل يك مذلل ال لوك و قاهر ال بابرة وقا صم‬
‫الطغاة‪ ،‬فألقاك صريعا‪ b‬بي الحبة واليان‪ ،‬مفارقا لهل بيتك وإخوانك‪ ،‬ل يلكون لك‬
‫نفعا ول يستطيعون له دفعا‪.‬‬

‫أيها الستشار رئيس الكمة‪ :‬إن ال ينعك من الكومة‪ ،‬وإن الكومة ل تنعك‬
‫من ال وإن أمر ال فوق كل أمر‪ ،‬وإنه ل طاعة ف معصية ال‪ ،‬وإن أحذرك بأسه الذي ل‬

‫)‪(108‬‬
‫كلمة حق‬

‫يرد ع لى ال قوم الرم ي‪ ..‬أي ها القا ضي الست شار‪ ،‬ال ساب من ورائك سوط ب سوط‬
‫وغضب بغضب‪ ،‬وال بالرصاد‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال‪...‬‬

‫الثني‬
‫‪ 25‬جادى الول ‪ 1404‬هـ‬
‫‪ 27‬فباير ‪ 1984‬م‬

‫)‪(109‬‬
‫كلمة حق‬

‫الحكام الصادرة ف قضية الهاد‬


‫حكم الكمة‬
‫ث صدر الكم التال وفيما يلي نص الكم‪:‬‬

‫أول‪ :‬حكمت الكحمة حضوريا بالنسبة لميع التهمي عدا التهمي أحد السيد‬
‫حرب وممد سال عبد العال وممد سعد زغلول ونبيل أحد فرج رزق وحسي أحد‬
‫حسي ويي ممد عبد الول وممد ممود ربيع الظواهري وممد حبيب مناور وسال‬
‫عزام وع صام الع طار وع مر أ حد الدما صي وح كم م مد نر جلد وم مد عاطف ع بد‬
‫الكري الباجوري وممود ممد البكري والسيد إمام عبد العزيز الشريف ومصطفى كامل‬
‫مصطفى وعبد الادي التونسي وشعبان عبد العاطي عبد اللطيف وخليل السيد السواح‪..‬‬

‫ثانيا‪ :‬معاقبة كل من التهمي الت أساؤهم بالشغال الشاقة الؤبدة‪:‬‬

‫ع بود ع بد اللط يف الز مر مع م عاقبته بال شغال ال شاقة لدة ‪ 15‬سنة‪ .‬عن الته مة‬
‫البينة )بالبند سادسا( وكرم زهدي سليمان وناجح إبراهيم عبد ال وفؤاد ممد حنفي "‬
‫فؤاد ا لدواليب " وعلي ال شريف وم مد عصام الدين دربا لة‪ ،‬وعاصم عبد الا جد ماضي‬
‫ونبيل عبد اليد الغرب وممد طارق إبراهيم وأسامة السيد قاسم وصلح السيد بيومي‬
‫وأ بو ب كر عث مان ح سن وال سيد أ حد مر سي وغ ضبان ع لي سيد وم مد م مد ح سن‬
‫الشرقاوي وممد ممود صال مع معاقبته أيضا بالشغال الشاقة ‪ 7‬سنوات وخيس ممد‬
‫مسلم مع معاقبته أيضا بالشغال الشاقة ‪ 7‬سنوات‪..‬‬

‫واع تبت الك مة العقو بة ا لت ق ضت با هي و حدها الواج بة التوق يع عن الت هم‬


‫الوج هة إلي هم والته متي الق ضي علي هم في ها ف النا ية ر قم ‪ 7‬أ من دو لة ع سكرية عل يا‬
‫"ق ضية اغت يال ال سادات" ع لى أن ي ستنل من هذه العقو بة ا لدة ا لت ق ضاها كل من هم‬
‫خاضعا للحكم الصادر ف الناية الذكورة‪.‬‬

‫وبالشغال الشاقة لدة ‪ 15‬سنة لكل من التهمي‪:‬‬

‫)‪(110‬‬
‫كلمة حق‬

‫حدي عبد الرحن عبد العظيم وصال أحد جاهي وطارق عبد الوجود الزمر "‬
‫مع معاقبته بالشغال الشاقة لدة ‪ 7‬سنوات أخرى عن التهمة البينة بالبند سادسا " وممد‬
‫ياسي هام وعلي أحد عبد النعيم وهام عبده عبد الرحن وممد سال الرحال وممد إمام‬
‫م مد ح سن وإ ساعيل أ نور الب كل ونب يل ع بد الف تاح م مد أ بو ب كر وح سن ع بد الغ ن‬
‫حسي شنن وإبراهيم ممد ممود حلوة‪.‬‬

‫وبالشغال الشاقة لدة ‪ 10‬سنوات ل ‪ 7‬متهمي هم‪:‬‬

‫أسامة إبراهيم حافظ وهشام عبد الظاهر عبد الرحن وأحد السيد حرب وممد‬
‫بشارى ممد طالب وكمال السعيد حبيب وممد غريب ممد فايد وعصام القمري مع‬
‫الشغال الشاقة لدة ‪ 5‬سنوات أخرى عن التهمة الول‪.‬‬

‫وبالشغال الشاقة لدة ‪ 7‬سنوات لكل من التهمي‪:‬‬

‫طلعت فؤاد قاسم وأنور عبد العظيم عكاشة وعبد ال ممد سال وسلطان أحد‬
‫ح سان وم مد م تار م صطفى و مدوح ع لي يو سف وخا لد ع لي حن في وم صطفى ع لي‬
‫حسن وأحد حسن الديال وميي الدين أحد عبد النعم وحسن عاطف زيادة وممود‬
‫مصطفى السيسي وعبد العزيز علي عبد العزيز وسيد عبد الفتاح ممد ونبيل نعيم عبد‬
‫الفتاح وأحد رجب سلم وأحد سلم مبوك وبركات نعيم علي وعمر عبد العزيز متول‬
‫وم صطفى أ حد ح سن حزة و صبي حافظ سويلم وأ حد هان ال ناوي و مدوح ع بد‬
‫العزيز اللفاوي‪..‬‬

‫وبالشغال الشاقة لدة ‪ 5‬سنوات لكل من التهمي‪:‬‬

‫أ حد سليم خلي فة وع بد النا صر ع بد العل يم دره ور فاعي أ حد طه و ضياء ا لدين‬


‫فاروق خلف وأحد عزت ممود مرسي وممد ممد يي عابدين وشعبان علي إبراهيم‬
‫وعثمان خالد إبراهيم السمان وأحد راشد ممد راشد ونبيل أحد فرج رزق وممد سعد‬
‫عث مان وم مد م مد إ ساعيل وإبراه يم رم ضان م مود و حدي ح سن هب و عادل ع لي‬
‫بيومي وعادل ممد عبد الطلب حيدر ومصطفى عطية وحسن ممد عبد السميع‪.‬‬

‫وبالشغال الشاقة الؤبدة لدة ‪ 3‬سنوات لكل من التهمي‪:‬‬

‫)‪(111‬‬
‫كلمة حق‬

‫أين ممد ربيع الظواهري وأمي أحد عيسى وحسي أحد حسي وممد زهران‬
‫البلتاجي وممد ممد حسي وأمي يوسف الدميي ونبيل ممد البعي وممد عادل عبد‬
‫اليد وعبد ال السي عبد الغن وفتحي أحد بنداري عفيفي وكمال عبد العزيز سنوسي‬
‫وأ حد إبراه يم الن جار و جال ع بد العز يز ع بد ا لادي و جاد أ بو سريع الق صاص وم مد‬
‫رف عت م مود من صور وم مود ع بد الف تاح ح سن ن صر وم صطفى ال سيد م مد عوض‬
‫ورفعت عبد الفتاح السمان ومدوح عزوز أحد عيسى وحسي إبراهيم عيسى وناصر‬
‫قللي السيد وعادل عوض شحتو علي ومعوض عبد ال أحد وشعبان عبد العاطي عبد‬
‫اللطيف وممد أحد غنيمة وخليل السيد السواح وصلح عبد ال ممد أبو مية وثروت‬
‫صلح شحاته وممد ميمر حامد وزكي عزت زكي أحد وفايز ممد مبوك‪..‬‬

‫ثالثا‪ :‬براءة التهمي الت أساؤهم من جيع التهم السندة إليهم‪:‬‬

‫عمر أحد عبد الرحن‪ ،‬علء الدين عبد النعم إبراهيم‪ ،‬ممد طارق إساعيل‪ ،‬علي‬
‫ممد فراج‪ ،‬صفوت إبراهيم الشوح‪ ،‬السيد علي إساعيل السلمون‪ ،‬طارق ممد أحد‬
‫عطيفي‪ ،‬طه ممود حسي البوتلي‪ ،‬عيد سيد‪ ،‬شريف عبد الرحن توفيق‪ ،‬مرتضى ممد‬
‫خليفة‪ ،‬أبو بكر أبو الوفا أحد‪ ،‬أحد ممد امباب‪ ،‬صفوت أحد عبد الغن‪ ،‬علء الدين‬
‫صديق مرسي‪ ،‬مدحت ممد جال بدوي‪ ،‬سي ممد أحد عطيفي‪ ،‬أسامة رشدي خليفة‪،‬‬
‫رجب رشاد حسن‪ ،‬علي ممود الديناري‪ ،‬صابر حسن علي‪ ،‬لطفي أحد شعيب‪ ،‬ممد‬
‫أحد عبد الرحن‪ ،‬علي عبد الفتاح الليم‪ ،‬أحد أحد عبد الفتاح زيد‪ ،‬أبو العارف حسن‬
‫م تول‪ ،‬ال فارس م مد عث مان‪ ،‬طل عت م مد يا سي‪ ،‬جال ح سن ع بد ا ل‪ ،‬ه شام خلي فة‬
‫أحد‪ ،‬ممود عبد ال حسن عطا ال‪ ،‬ممد عادل السيد جاد الرب‪ ،‬حسن ندي علي‬
‫أحد‪ ،‬أحد عبد العظيم شكري‪ ،‬حسن ممد حسن‪ ،‬طارق طاهر بدير‪ ،‬أشرف مرسي‬
‫حسي‪ ،‬أحد عبده سليم‪ ،‬علي عبد الرحيم الشريف‪ ،‬سيد أحد علي أحد‪ ،‬عبد ال هاشم‬
‫م مد عط ية‪ ،‬م مود م مد أ حد شعيب‪ ،‬عزت حل مي م مد ع بد الر حن‪ ،‬صلح ع مر‬
‫مقلد‪ ،‬حسن أحد ممود‪ ،‬علي بكري عبد الميد‪ ،‬عماد عبد الغن دياب‪ ،‬عبد الميد‬
‫م مود ع بد الكر ي‪ ،‬سيد أ حد ح سن أ حد‪ ،‬جلل ع لي أ حد خلي فة‪ ،‬سامي م مود‬
‫ال يزاوي‪ ،‬ع لي ع بد النا صر ب لول‪ ،‬أ سامة م مد مراد‪ ،‬رم ضان م لوف ح سي‪ ،‬م مود‬
‫فوزي عثمان‪ ،‬ممود عبد التجلي عبد ال‪ ،‬ممود حسن ممد عطية‪ ،‬ممد خلف ممد‬
‫أ حد‪ ،‬ر فاعي سرور ج عة‪ ،‬ال سيد عفي في ع بد ال قادر‪ ،‬ع بد ا لرءوف أم ي ال يش م مد‪،‬‬
‫أكرم يوسف سيد ممد‪ ،‬ممود السيد صبيح‪ ،‬سعيد ممود السيد‪ ،‬جال كامل عمية‪،‬‬
‫ممد سعد زغلول‪ ،‬عبد الميد سعد كري شكري‪ ،‬مراد ممد ممود عبد ال‪ ،‬مصطفى‬

‫)‪(112‬‬
‫كلمة حق‬

‫حامد شامية‪ ،‬ممد حسن الكريي‪ ،‬ممد ممد أحد خليل‪ ،‬عبد الرحيم صادق قناوي‪،‬‬
‫عبد النب عبد الرازق عبد اللطيف‪ ،‬إساعيل ممد علي إمساعيل‪ ،‬ممد صلح الدين عبد‬
‫القادر‪ ،‬شعبان علي عامر‪ ،‬ماجد ممد أحد عطيفي‪ ،‬يي ممد عبد الوال‪ ،‬مدحت أحد‬
‫البحر‪ ،‬صابر غريب علي عبد ال‪ ،‬ممد عصام الدين عبد الرءوف‪ ،‬حسن علي إساعيل‪،‬‬
‫وحيد جال الدين ممد منصور‪ ،‬خالد عبد السميع ممد‪ ،‬ممد ممد ربيع الظواهري‪،‬‬
‫صلح عباس ميهوب‪ ،‬عصام ممود مطي‪ ،‬صال أحد الوردان‪ ،‬عبد الفتاح ممود الزين‪،‬‬
‫م مد حبيب م ناور‪ ،‬سال عزام‪ ،‬ع صام الع طار‪ ،‬ع مر أ حد الدما صي‪ ،‬ح كم م مد نر‬
‫جلد‪ ،‬حازم حسن السين علي‪ ،‬أكرم سيد هريدي‪ ،‬بركات ممد أحد هريدي‪ ،‬ممد‬
‫ع بد ا لرءوف نو فل‪ ،‬أ سامة م مد سلمة‪ ،‬إ ساعيل ع بد الم يد حج يش‪ ،‬إ ساعيل م مد‬
‫الر فاعي‪ ،‬ال سيد ر شاد م مد‪ ،‬م مد عاطف ال تاجوري‪ ،‬علء ا لدين ع بد العز يز إبراه يم‪،‬‬
‫فتحي ممد عزام السرج‪ ،‬عادل السيد عبد القدوس‪ ،‬مدوح أحد إساعيل‪ ،‬ممود ممد‬
‫البكري‪ ،‬مصطفى أحد ممد السيد‪ ،‬ممود إبراهيم حسن‪ ،‬سيد سعيد أبو هولة‪ ،‬حساني‬
‫طه أ حد‪ ،‬م مد ع بد الرح يم ال شرقاوي‪ ،‬ال سيد إ مام ع بد العز يز ال شريف‪ ،‬خا لد م مد‬
‫مدحت الف قي‪ ،‬م صطفى كا مل م صطفى‪ ،‬ع بد ا لادي التون سي‪ ،‬ع بد الن عم يا سي ع بد‬
‫ا لداي‪ ،‬طارق م مد إبراه يم‪ ،‬جال را شد أ حد صال‪ ،‬م مود د ياب م مد د ياب‪ ،‬جال‬
‫ح سن ع بد الط لب‪ ،‬ع بد ال عز م مد م تول‪ ،‬علء ا لدين إبراه يم ع بد العز يز شتا‪ ،‬مدي‬
‫يو سف ا لدميي‪ ،‬م صطفى أ حد غن يم‪ ،‬سليمان ع بد ال يد ع بد الو هاب‪ ،‬أ حد إ سحاق‬
‫مصطفى سامي‪ ،‬ممد طوهى إبراهيم‪ ،‬ممد حسي عبد الداي‪ ،‬عبد اللطيف عبد الميد‬
‫عبد ربه‪ ،‬عبد اليد عبد الفتاح الفقي‪ ،‬طه خليفة عبد الظاهر علي عبد الغن أحد‪ ،‬طه‬
‫ع بد العل يم ع بد الر حن‪ ،‬إبراه يم ع بد ا ل ال صفت‪ ،‬م مد ع يد ر فاعي‪ ،‬ع باس ح ساني‬
‫شعبان‪ ،‬ممود علي الشاطوري‪ ،‬متار أحد حسن حزة‪ ،‬جال ممود ممد حاد‪ ،‬طارق‬
‫علي أحد‪ ،‬علي ممود حسن عبد الواد‪ ،‬أحد الطاهر خاطر‪ ،‬مدحت يوسف الشاذل‪،‬‬
‫ممد صلح الدين حدي‪ ،‬مسن ممد عواد‪ ،‬عادل علي الشيمي بكر‪ ،‬سيد ممد ممد‬
‫علي‪ ،‬خالد ممد فكري‪ ،‬سي ممود حسن خيس‪ ،‬صابر أحد فتح الباب‪ ،‬أسامة أحد‬
‫ممد حيد‪ ،‬طارق مصطفى النياوي‪ ،‬المي سال أحد علي‪ ،‬ممد أسامة زكي‪ ،‬ممد‬
‫أحد الصاوي‪ ،‬عاطف الغريب شعبان‪ ،‬عصام حسي أحد‪ ،‬حدي م مد ع بد الوا حد‪،‬‬
‫مدي عبد التجلي عبد ال‪ ،‬جابر عبد النعم الهلن‪ ،‬عادل ممود طرمان‪ ،‬عبد الشاف‬
‫عبد الافظ ممد‪ ،‬أحد فهمي علي إبراهيم‪ ،‬ناصر ممد أحد حنفي‪ ،‬حدي علي مرسي‪،‬‬
‫عماد الدين ممد عمران‪ ،‬أحد ممد هام‪ ،‬ممد أحد عبد العزيز أبو طالب‪ ،‬طارق زكي‬
‫فؤاد أحد‪ ،‬فوزي عويس أمي‪ ،‬مدي ممد كمال أحد‪ ،‬عماد الدين ممود خليفة‪ ،‬جال‬
‫ع بد النا صر م مد م مود‪ ،‬ما جد م مد ال سيد ع بد ر به‪ ،‬م مد أم ي ح سان‪ ،‬سيد ع بد‬

‫)‪(113‬‬
‫كلمة حق‬

‫اللطيف ممد أحد‪ ،‬أحد مرسي أبو زيد‪ ،‬أحد ممود علي إبراهيم‪ ،‬عبد النعم الرزوقي‬
‫جادو‪ ،‬طل عت خا لد لط في‪ ،‬م مود ح سن ح سن ندا‪ ،‬طل عت م مد فرج عث مان‪ ،‬فؤاد‬
‫ممود غريب‪ ،‬عبد النجي علي مسب‪.‬‬

‫)‪(114‬‬
‫كلمة حق‬

‫حيثيات الكم‬
‫بباءة التهم الول عمر أحد علي عبد الرحن‬
‫من كل ما نسب إليه ف القضية رقم ‪ 462‬أمن دولة عليا‬

‫قالت الكمة‪:‬‬

‫وما ورد بتقرير مباحث أمن الدولة أن التهم عمر أحد عبد الرحن هو المي العام‬
‫للتنظيم‪ ،‬ومسئول الفتوى‪ ،‬وأنه أصدر عدة فتاوى أحل فيها السطو والستيلء على أموال‬
‫السيحيي‪ ،‬وأحل التعدي على رجال المن‪ ،‬وسرقة أسلحتهم‪ ،‬وتنفيذ‪b‬ا لا أفت به ارتكب‬
‫أعضاء التنظيم وقائع سرقة ملت الذهب بنجع حادى‪ ،‬وشبا اليمة‪ ،‬ووقائع التعدي‬
‫على رجال المن وسرقة أسلحتهم‪ ..‬وأن التهم عمر أحد عبد الرحن قدم للتنظيم مبلغ‬
‫ثلثة آلف جنيه من ماله الاص للستعانة با على مباشرة نشاطه‪ ،‬وأنه تسلم مبلغ ثانية‬
‫آلف جن يه من ثن ا لذهب ال سروق من واق عة نع حادى لتوجيه ها ف تو يل ن شاط‬
‫التنظيم‪ ،‬وأنه حصل على مبلغ عشرين ألف دولر من سعوديي لنفاقها ف شئون التنظيم‪،‬‬
‫واشترى آلة طباعة أشرطة الكاسيت للعمل عن طريقها لثارة الماهي وللحصول على‬
‫أموالم لدعم التنظيم‪.‬‬

‫وحيث أن الكمة ل تطمئن إل الدلة سابقة البيان للسباب التية‪:‬‬

‫‪ (1‬أنه ثبت للمحكمة على درجة القطع واليقي أن التهم عمر أحد عبد الرحن‬
‫عند إدلئه بأقواله بالتحقيقات ل تكن إرادته حرة‪ ..‬بل كان واقعا‪ b‬تت تأثي التعذيب‬
‫الذي تعرض له ف الفترة ما بي القبض عليه بتاريخ ‪ 18‬أكتوبر ‪ 1981‬إل أن م‪$‬ث*ل أمام‬
‫النيا بة الع سكرية بتار يخ ‪ 4‬نوف مب ‪ ،1981‬وأ مام النيا بة العا مة بتار يخ ‪ 11‬نوف مب‬
‫‪ ..1981‬والدليل على ذلك‪:‬‬

‫أ نه قرر أ مام ال قق بالنيا بة الع سكرية يوم ‪ 4‬نوف مب ‪ 1981‬أ نه ت عرض ل ضغوط‬
‫كثية تتمثل ف وقوفه من الساعة الثانية صباحا حت العصر‪ ،‬والضرب بعصا على جسمه‪،‬‬
‫وبالكرباج على قدميه‪ ،‬وأن القق هدده بإحضار زوجته إل السجن‪ ،‬وبإحضار الكلب‬
‫لنهش جسمه‪ ،‬والعتداء عليه بالسب والقذف‪ ،‬وتديده بتك عرضه‪ ..‬المر الذي أوقع‬
‫الرعب ف قلبه‪ ،‬وأنه حدثت به إصابات بظهره وقدمه‪.‬‬

‫)‪(115‬‬
‫كلمة حق‬

‫ما أثبته القق بالنيابة العسكرية صحيفة ‪ 206‬أنه ناظر التهم فوجد بظهره وفخده‬
‫من اللف آثار كدمات واضحة‪.‬‬

‫ما قرره التهم أمام النيابة العامة بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ - 1982‬صحيفة ‪ - 43‬أنه‬
‫وقع عليه تعذيب مادي ومعنوي أثناء وجوده ف سجن القلعة‪ ،‬وليمان طره‪ ،‬واستقبال‬
‫طره‪ ،‬وأن ال قق بالنيا بة الع سكرية أث بت هذا الت عذيب وأ حاله للك شف ال طب‪ ،‬ورأى‬
‫الطبيب إصاباته‪.‬‬

‫إحجامه عن عدم ذكر ما وقع عليه من تعذيب أمام النيابة العامة طوال فترة سؤاله‬
‫أمام النيابة العامة حت سئل ف جلسة ‪ 27‬مارس ‪ 1982‬رغم تعدد جلسات التحقيق‬
‫خلل هذه الفترة‪ ..‬المر الذي تستخلص منه الكمة أن هذا العتداء قد أثر على إرادة‬
‫الت هم في ما أد ل به من أ قوال ن ظرا‪ b‬ل كب سنه‪ ،‬وم كانته العلم ية والثقاف ية‪ ،‬وباعت باره من‬
‫رجال الدين الذين جبل التمع على احترامهم وتوقيهم‪ ..‬فضل عن ظروفه الرضية‪ ،‬وما‬
‫ابتلي به من عيب خلقي هو فقد بصره‪ ..‬ما يزيد من وقع آثار التعذيب على نفسيت‬
‫وإرادته فيعدمها حت لو كان يسيا‪ ،b‬وما قد يستطيع غيه أن يتحمله دون أن تتأثر إرادته‪.‬‬

‫ومن ث فإن الكمة ل تعول على ما ورد بأقواله بالتحقيقات‪ ..‬لنا كانت وليدة‬
‫إرادة معيبة مشوبة بالكراه‪.‬‬

‫‪ (2‬أن ما قرره الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن ‪ -‬أ مام الك مة ‪ -‬من آراء شرعية‬
‫كررها كما ذكر مرارا‪ b‬أن ما يدل به ليس فكرا‪ b‬خاصا‪ ،b‬أو نظرية‪ ،‬أو اتاها‪ b‬لماعة‪ ،‬وإنا‬
‫هو ما ا ستخلص من الك تاب وال سنة‪ ،‬و من أ قوال ال سلف ال صال ب صفته من عل ماء‬
‫السلمي‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فإن خلصة ما قرره ينحصر ف وجوب الكم با أنزل ال وقد‬
‫سبق أن قررت الكمة أن هذا أمر ل خلف عليه بي أي مسلم وآخر‪ ..‬فهو مطلب كل‬
‫مسلم‪ ..‬كما ينحصر ف بعض آراء شرعية ردا‪ b‬على ما ورد بتقرير مفت المهورية تعليقا‬
‫على كتاب " الفريضة الغائبة "‪ ،‬وما ورد بتقرير اللجنة الت شكلها شيخ الزهر للرد على‬
‫شهادة ال شيخ صلح أ بو إ ساعيل م مد ع بد الرح يم أ مام الك مة‪ ،‬ول لرد ع لى ما ورد‬
‫برافعة النيابة العامة من آراء شرعية‪.‬‬

‫)‪(116‬‬
‫كلمة حق‬

‫وهذه الراء الخية ‪ -‬فضل عن أن ترديدها ل جرم فيه‪ ..‬فالقانون ل يعاقب على‬
‫إبداء الرأي‪ ..‬فإن الكمة انتهت كما سبق أن أوضحت إل ترك جيع الراء الشرعية الت‬
‫اختلف علماء السلمي فيها ‪ -‬حفاظا على شرع ال ‪ -‬إل علماء السلمي من يشغلون‬
‫وظائف ف الدولة‪ ،‬أو دعاة حق ليتفقوا فيها على رأي واحد سنده شرع ال‪ ..‬على أن ل‬
‫يشوا ف قولة الق لومة لئم‪ ..‬سواء أكان حاكما‪ b‬أو صاحب فكر‪.‬‬

‫‪ (3‬أنه ثبت للمحكمة على وجه القطع والزم أن قادة التنظيم بالوجه القبلي كانوا‬
‫على اتصال بالتهم عمر أحد عبد الرحن منذ كانوا رؤساء للجماعات السلمية وقبل‬
‫ت شكيل التنظ يم وإن شائه‪ ،‬وأ نه كان ي ضر مؤتراتم‪ ،‬ويل قي في ها ا لدروس وال حاديث‬
‫الدينية‪ ،‬وأنم كانوا يسألونه الفتوى فيما يغم عليهم من أمور الدين‪ ..‬ول يقرر أحد من‬
‫التهم ي أن الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن ا شترك م عه ف الت فاق ع لى تأ سيس التنظ يم‬
‫وإدراته‪ ..‬إذ قرر التهم ممد عبد السلم فرج أن فكرة إنشاء التنظيم بدأت عندما التقى‬
‫هو وعبود عبد اللطيف الزمر وأنه عقب إنشاء التنظيم ف أوائل عام ‪ 1981‬ت تكوين‬
‫ملس الشورى لدارة شئونه‪ ،‬وقرر كرم زهدي أن التهم عمر أحد عبد الرحن ل تكن‬
‫له صفة دا خل التنظ يم‪ ،‬ون فى ع لم الت هم ا لذكور بو جود التنظ يم‪ ،‬و قرر الت هم نا جح‬
‫إبراهيم عبد ال أن الدور الساسي الذي اضطلع به التهم عمر أحد عبد الرحن كان ف‬
‫الفتوى باعتباره عالا‪ ،b‬وأنه كان ير على ال‪Ü‬عتكفات للقاء الطب‪ ،‬وتدريس فكر الهاد‬
‫والتف سي‪ ،‬و قرر الت هم ع لي م مد ال شريف أ نه ل ي عرف الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن‪،‬‬
‫وقرر التهم فؤاد ممود حنفي أن التهم عمر أحد عبد الرحن كان من السلفيي ويعتنق‬
‫فكر الهاد‪ ،‬وقرر التهم ممد عصام الدين دربالة بأن التهم عمر أحد عبد الرحن كان‬
‫ياضر ف الندوات السلمية‪ ،‬وكان ي‪$‬سأل دائما‪ b‬ف تفسي اليات القرآنية عامة‪ ،‬وقرر‬
‫الت هم عا صم ع بد الا جد ما ضي أن الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن كان ي قوم م نذ و قت‬
‫طويل سابق على إنشاء التنظيم بتدريس فكر الهاد ف ال‪Ü‬عتكفات‪ ،‬وقرر التهم حدي عبد‬
‫الرحن عبد العظيم أنه ل يسمع من التهم عمر أحد عبد الرحن رأيا‪ b‬ف تكفي الاكم‪ ،‬أو‬
‫إعلن ال هاد ال سلح ضده‪ ،‬و قرر الت هم أ سامة إبراه يم حافظ أن الما عة يديرها م لس‬
‫شورى ول يكن لا أمي عام‪ ،‬وأنه كان يلتقي بالتهم عمر أحد عبد الرحن ف " المعية‬
‫الشرعية " بأسيوط ويدعوه للقاء الدروس على الفتيات لنه كفيف‪ ،‬ول يتحدث معه ف‬
‫السال التعلقة بالتنظيم‪ ،‬ول يسمع أنه عضو فيه‪ ،‬وقرر التهم طلعت فؤاد قاسم أنه سار‬
‫مع أعضاء ملس الشورى بالصعيد إل منل التهم عمر أحد عبد الرحن ودعوه للتدريس‬
‫ف ال‪Ü‬عتكفات‪ ،‬ول ي د‪$‬ر معه حديث عن التنظيم‪ ،‬أو إمارته‪ ،‬وقرر التهم نبيل عبد اليد‬

‫)‪(117‬‬
‫كلمة حق‬

‫الغرب أنه التقى بالتهم عمر أحد عبد الرحن مرتي واقتصرت القابلة على الصافحة فقط‬
‫دون التحدث معه ف أي موضوع‪.‬‬

‫وتستخلص الكمة من هذه القوال المور التية‪:‬‬

‫أ( أن التهم عمر أحد عبد الرحن ل يشترك ف إنشاء التنظيم أو تأسيسه‪.‬‬

‫ب( أنه كان هناك صلت بي التهم عمر أحد عبد الرحن وبعض قادة التنظيم‬
‫م نذ أن كانوا أ مراء للجما عات ال سلمية بال صعيد وق بل إن شاء التنظ يم‪ ،‬وأ نم كانوا‬
‫ي سألونه الف توى وي ستعينون به ف إل قاء الا ضرات وا لدروس الدين ية ف مؤتراتم‬
‫ومعتكفاتم‪.‬‬

‫جـ( أن التهم عمر أحد عبد الرحن مؤهل بكم دراسته وعمله للفتاء شرعا‪،b‬‬
‫و تدريس ع لوم ا لدين و من بينها ف قه الهاد‪ ،‬وتف سي القرآن الكر ي‪ ،‬وال حاديث النبو ية‬
‫الشريفة‪ ..‬سواء بالنسبة لن جعهم قادة التنظيم من أعضائه أو لغيهم من الفراد‪.‬‬

‫د( أنم بعد تأسيس التنظيم استمرت صلتهم بالتهم عمر أحد عبد الرحن وكانوا‬
‫يتعاملون معه على ذات النهج والوتية دون أن يشركوه ف تأسيس التنظيم‪.‬‬

‫المر الذي يدعو الكمة إل أخذ أقوال التهمي سالفي الذكر بشيء من الذر‬
‫خاصة بالنسبة إل الوقائع الت نسبوها إل التهم عمر أحد عبد الرحن والت جاءت على‬
‫ألسنتهم مرسلة وغي مدودة بتاريخ معي‪.‬‬

‫‪ (4‬أن أ قوال التهم ي ب صوص واق عة عرض إدارة التنظ يم ع لى الت هم ع مر أ حد‬
‫عبد الرحن جاءت متناقضة‪ ..‬ما يباعد بينها وبي ثقة الكمة فيها على التفصيل الت‪:‬‬

‫أ( قرر ممد عبد السلم فرج ف تقيقات النيابة العامة أنه اجتمع مع التهم عمر‬
‫أحد عبد الرحن وكان معه كل من عبود عبد اللطيف الزمر‪ ،‬وكرم ممد زهدي‪ ،‬وفؤاد‬
‫ممود حنفي‪ ،‬وعاصم عبد الاجد ماضي‪ ،‬وعرضوا عليه فكرة إنشاء التنظيم بغرض تطبيق‬

‫)‪(118‬‬
‫كلمة حق‬

‫الشريعة السلمية والقيام بأعمال متتالية ضد الاكم وأعوانه‪ ،‬وأنم طلبوا منه أن يرأس‬
‫هذا التنظيم فوافق‪.‬‬

‫ف حي أنه قرر أمام النيابة العسكرية عند سؤاله ف القضية رقم ‪ 7‬لسنة ‪1981‬‬
‫أمن دو لة ع سكرية عل يا أن التهم عمر أحد ع بد الرحن رفض إدارة التنظيم رفضا‪ b‬باتا‬
‫رغم إلاحهم عليه بذلك ليلة كاملة‪ ..‬ولكنهم كانوا يستفتونه‪ ،‬وكان كلمه غي ملزم‬
‫لم‪ ،‬وأن استمرار مقابلتم له واستفتائه كان مبعثه وجود صلة سابقة بينه وبي أعضاء‬
‫ملس الشورى ف الوجه القبلي لنه كان أستاذا‪ b‬بفرع جامعة الزهر بأسيوط‪ ،‬وكانت له‬
‫صلة عادية بالماعات السلمية‪ ،‬ول تنقطع هذه الصلة‪ ..‬المر الذي يشكك الكمة ف‬
‫أقوال التهم ممد عبد السلم فرج ويعلها غي جديرة بالطمئنان إزاء ما شابا من تناقش‬
‫على الوجه السابق إيضاحه‪.‬‬

‫ب( أن الثابت من الطلع على ماضر استجواب التهم عبود عبد اللطيف الزمر‬
‫أنه ل يذكر شيئا‪ b‬عن صلته بالتهم عمر أحد عبد الرحن سوى ف اللسة الثانية عشرة من‬
‫التحقيقات حينما قرر أن أعضاء ملس شورى التنظيم قد اجتمعوا ف منل التهم عمر‬
‫أحد عبد الرحن بالفيوم‪ ،‬وعرضوا عليه فكرة إنشاء الماعة وأهدافها‪ ،‬وطلبوا منه إمارته‬
‫عليها‪ ،‬وأن التهم الذكور أجابم بأن هذا العمل يتاج إل رجل مبصر حت تكون لديه‬
‫المكان يات ع لى إدارة ع مل الما عة‪ ،‬وأ نه سكت إزاء إ صرارهم و ل ي بد مواف قة أو‬
‫رفضا‪ ..‬ف حي أن التهم عبود عبد اللطيف الزمر قرر ف اللسة الامسة من التحقيق‬
‫ع ندما سئل عن الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن أ نه ل يس لديه عل قة بالتنظيم‪ ،‬وأ نه كان‬
‫يستفت بصفته عالا‪ b‬وأستاذا‪ b‬بامعة أسيوط ف ا لمور ال شرعية بصفة عامة وليس بصفة‬
‫تنظيمية لنه معروف للجماعات السلمية‪ ،‬وكان ياضر ف العسكرات الت تقيمها هذه‬
‫الما عات ف الام عة‪ ،‬وأ نه ل يع ي أم يا‪ b‬للتنظ يم‪ ،‬و ل يؤ خذ رأ يه ف أي ع مل قام به‬
‫التنظيم‪ ،‬ول تطلب منه المارة عليه‪ ..‬لن إمارة الكفيف ف الهاد ل توز شرع‪b‬ا حيث‬
‫يتط لب من ا لمي الطلع على ال طط وإصدار ا لوامر ع لى أن ي كون مبصرا‪ ،b‬وأ نه ل‬
‫يدث ف السلف أن أ‪Ü‬م‪ª‬ر رجل كفيف على جيش‪.‬‬

‫وتستخلص الكمة من ذلك إنه إزاء تأخر التهم عبود عبد اللطيف الزمر عن ذكر‬
‫ما نسبه إل التهم عمر أحد عبد الرحن حت اللسة الثانية عشرة للتحقيق‪ ،‬وإزاء تناقض‬
‫هذه القوال تناقضا‪ b‬بي‪ª‬نا‪ b‬سبق أن ذكره باللسة الامسة من التحقيق ما يدعو الكمة إل‬

‫)‪(119‬‬
‫كلمة حق‬

‫التشكك ف هذه القوال الت جاءت متأخرة ومتناقضة واستبعادها كدليل قبل التهم عمر‬
‫أحد عبد الرحن‪.‬‬

‫جـ( أن كرم زهدي قرر صراحة بالتحقيقات أن التهم عمر أحد عبد الرحن ل‬
‫يكن أميا‪ b‬للتنظيم‪ ،‬أو مسؤل‪ b‬عن الفتوى‪ ،‬وأنه ل يكن يعلم بوجود التنظيم‪ ،‬وأنم عندما‬
‫استفتوه بصوص النشاط العادي للمسيحيي ضد السلمي ل يعرضوا عليه شيئ‪b‬ا ما ينوون‬
‫عم له ف نع حادى‪ ،‬و كان ا لديث عا ما‪ b‬دون ت صيص‪ ،‬وأ نم كانوا يت عاملون م عه‬
‫بوصفهم أعضاء ف الماعات السلمية‪.‬‬

‫وهذه القوال صرية الدللة على نفي التام النسوب إل التهم عمر أحد عبد‬
‫الرحن‪.‬‬

‫د( أن الت هم نا جح إبراه يم ع بد ا ل قرر بالتحقي قات أ نه ع لم من أع ضاء م لس‬


‫الشورى أنم عرضوا على التهم عمر أحد عبد الرحن إمارة التنظيم‪ ،‬وأنه قبلها كما وافق‬
‫على أن يكون مسئول الفتوى ف التنظيم‪ ،‬وأضاف أنه ل يضر بنفسه واقعة عرض إمارة‬
‫التنظيم عليه‪ ،‬وأنه قابله مرة واحدة ف شهر يونيو ‪ 1981‬ف العسكر السلمي الذي‬
‫عقد ف أسيوط‪ ،‬وأنه سع من كرم زهدي أن الطة عرضت على التهم عمر أحد عبد‬
‫الر حن‪ ،‬و هذه ا لقوال بدورها ل ت نال ث قة الك مة‪ ..‬إذ ل يدد أ ساء أع ضاء م لس‬
‫الشورى الذين علم منهم أن عمر أحد عبد الرحن قبل إمارة التنظيم‪ ،‬وأنه وافق على أن‬
‫يكون مسئول الفتوى ف التنظيم‪ ..‬فهي أقوال ل يفصح عن مصدرها حت تقف الكمة‬
‫على صحة هذه القوال ما يضعف الدليل الستمد منها‪ ..‬هذا وإن أقواله بصوص عرض‬
‫الطة على التهم عمر أحد عبد الرحن ل يؤديها كرم ممد زهدي‪.‬‬

‫هـ( أن علي ممد الشريف وهو أحد أعضاء ملس شورى التنظيم قرر صراحة‬
‫بالتحقيق أنه يعلم إمارة التنظيم إما أن تكون لكرم ممد زهدي أو ناجح إبراهيم عبد ال‪،‬‬
‫وأنه ل يعرف عمر أحد عبد الرحن ول يسمع عنه‪.‬‬

‫و( أن ممد عصام الدين دربالة قرر أن عمر عبد الرحن كان يضر إل النيا لعمل‬
‫ندوات إسلمية‪ ،‬وكان يستمع إليه‪ ،‬وكانوا يسألونه عن أمور تفسي اليات القرآنية عامة‪،‬‬
‫ونفى ما قرره كرم ممد زهدي من أنه توجه معه لسؤال التهم عمر أحد عبد الرحن عن‬
‫نشاط السيحيي العادي للمسلمي‪.‬‬

‫)‪(120‬‬
‫كلمة حق‬

‫ز( أن حدي عبد الرحن عبد العظيم قرر أنه علم من أعضاء ملس الشورى أن‬
‫ع مر أ حد ع بد الر حن سيتول م سئولية الف توى‪ ،‬و كان ي ثل أع لى م ستوى ف التنظ يم‬
‫باعتباره عالا‪ b‬وفقيها‪ b‬وكبيا‪ b‬ف السن‪ ،‬وأنه سع من كرم ممد زهدي أنما استفتاه ف‬
‫شأن حادث نع حادى‪ ،‬وأنه أجازه شرعا‪.‬‬

‫ول يفصح حدي عبد الرحن عبد العظيم عن الصدر الذي علم منه حت تقف‬
‫الكمة على صحة هذه القوال‪ ..‬ما يضعف الدليل الستمد منها‪ ..‬فضل‪ b‬عن أن كرم‬
‫ممد زهدي قرر صراحة أنه ل يعرض على عمر أحد عبد الرحن شيئ‪b‬ا ما ينون عمله ف‬
‫نع حادى ا لمر ا لذي ي شكك ف ا لدليل ال ستمد من أ قوال حدي ع بد الر حن ع بد‬
‫العظيم‪.‬‬

‫جـ( قرر أسامة إبراهيم حافظ بالتحقيقات أنه ل يسمع أن عمر أحد عبد الرحن‬
‫كان عضوا‪ b‬بالتنظيم‪ ،‬وأنم بصفة عامة كانوا يستفتونه ف السائل الدينية كرجل علم‪،‬‬
‫وأستاذ تفسي‪ ،‬وأنه سع أنه يعلم كل شيء عن التنظيم‪ ..‬وهذه القوال الهولة الصدر ل‬
‫تصلح دليل‪ b‬يقنع الكمة‪.‬‬

‫ط( أن طلعت فؤاد قاسم قرر بالتحقيقات أنه ل يعلم أن للتنظيم إمارة‪.‬‬

‫ك( أن أقوال فؤاد ممود حنفي‪ ،‬وعاصم عبد الاجد ماضي بصوص عرض المارة‬
‫على التهم عمر أحد عبد الرحن جاءت متناقضة وغي مستقيمة فقد اختلفنا ف تديد‬
‫موعد الجتماع والشخاص التمعي فيه‪ ..‬فبينما قرر الول أن الجتماع الذي عرضت‬
‫فيه إمارة التنظيم على التهم عمر أحد عبد الرحن قد ت ف أوائل عام ‪ ،1981‬وشل‬
‫جيع التهمي أعضاء ملس الشورى عدا التهمي حدي عبد الرحن عبد العظيم وأسامة‬
‫إبراه يم حافظ قرر ال ثان أن هذا الجت ماع ت ف شهر يون ية عام ‪ 1981‬و شل ج يع‬
‫أعضاء ملس الشورى‪ ..‬وفضل‪ b‬عن ذلك فقد تناقضت هذه القوال مع ما قرره كل من‬
‫ممد عبد السلم فرج أمام النيابة العسكرية‪ ،‬وعبود عبد اللطيف الزمر باللسة الامسة‬
‫من التحق يق‪ ،‬و كرم م مد ز هدي‪ ،‬وع لي م مد ال شريف‪ ،‬وم مد ع صام ا لدين دربا لة‪،‬‬
‫وطل عت فؤاد قا سم وال سابق إي ضاحه‪ ..‬ا لمر ا لذي ي شكك الك مة ف صحة أ قوال‬
‫التهمي فؤاد ممود حنفي وعاصم عبد الاجد ماضي بصوص واقعة‪ :‬عرض إمارة التنظيم‬
‫على عمر أحد عبد الرحن‪ ،‬وقبول الخي بعد إلاحهما عليه‪ ..‬ومن ث ل تأخذ الكمة‬
‫بذه القوال ول تعول عليها‪.‬‬

‫)‪(121‬‬
‫كلمة حق‬

‫ل( أن أقوال نبيل عبد اليد الغرب بصوص علمه بواقعة عرض إمارة التنظيم علي‬
‫عمر أحد عبد الرحن وقبولا جاءت بدورها ساعية ونقل‪ b‬عن التهم عبود عبد اللطيف‬
‫الزمر‪ ،‬وقد تناولت الكمة أقوال الخي بالتمحيص ول تر فيها ما يدل على موافقة عمر‬
‫أحد ع بد الرحن على قبول إمارة التنظيم‪ ..‬وفضل عن ذ لك فقد قرر نبيل عبد ال يد‬
‫الغرب أنه ل يعرف كيف ت تعيي عمر أحد عبد الرحن أميا‪ b‬للتنظيم‪ ..‬لن ذلك المر‬
‫يعتب سريا‪ b‬على منهم ليسوا أعضاء ملس الشورى‪ ،‬وأنه عندما توجه إل الفيوم مرتي‬
‫قابل عمر أحد عبد الرحن‪ ،‬واقتصرت القابلة على الصافحة‪ ،‬ول يدر بينهما حديث‪،‬‬
‫وأنه ل يعرف نشاط التهم الذكور‪ ..‬كما أن أقوال طارق عبد الوجود الزمر‪ ،‬وصال‬
‫أحد جاهي‪ ،‬وممد ياسي هام جاءت كلها ساعية‪ ،‬ول يفصحوا عن كيفية علمهم بأن‬
‫عمر أحد عبد الرحن هو أمي التنظيم‪ ..‬ول تطمئن الكمة إل هذه القوال كدليل‪.‬‬

‫‪ (5‬أن أقوال التهمي بصوص واقعة تسلم التهم عمر أحد عبد الرحن جزء من‬
‫الذهب التحصل من جناية نع حادى جاءت بدورها غي متسقة ومتناقضة ل تطمئن معه‬
‫الكمة إل أنا تطابق القيقة‪ ..‬وآية ذلك‪:‬‬

‫أ( قرر كرم ممد زهدي أن فؤاد ممود حنفي سافر إل الفيوم‪ ،‬وسلم التهم عمر‬
‫أحد عبد الرحن كيلو ذهبا لتصريفه على أن يسترد منه دينه وقدره ثلثة آلف جنيه‪،‬‬
‫وأن التهم عمر أحد عبد الرحن باع الذهب واسترد دينه وقبل أن يقبض الباقي قبض‬
‫عليه‪ ..‬وف حي قرر فؤاء ممود حنفي أنه سافر إل بن سويف )وليس إل الفيوم( وسلم‬
‫التهم عمر أحد عبد الرحن كيلو ذهب‪b‬ا ووأربعة خلخيل )وليس كيلو ذهبا فقط( وأن‬
‫التهم عمر أحد عبد الرحن باع كيلو الذهب بستة آلف جنيه أخذ منها ثلثة آلف‬
‫وأعاد الباقي )ل يقبض عليه قبل أن يأخذ الباقي من الثمن(‪..‬‬

‫ب( أن فؤاد ممود حنفي قرر بداءة أنه سلم التهم عمر أحد عبد الرحن كيلو‬
‫ذهبا‪ ،‬ث عاد وقرر أنه سلمه كيلو ذهبا وأربعة خلخيل من الفضة‪ ،‬وأن فؤاد ممود حنفي‬
‫قرر بداءة أنه سلم ممود ندا كمية من الذهب لتصريفه‪ ،‬وأنه عندما أخب التهم عمر أحد‬
‫عبد الرحن بتلك الواقعة اعترض بجة أن ممود ندا مصاب بالة صرع ويشى أن يذاع‬
‫السر‪ ..‬ف حي أنه عاد وقرر أنه عندما سلم عمر أحد عبد الرحن كيلو الذهب سلم‬
‫نصفه لمود ندا‪ ،‬والنصف الخر لمد سعد‪ ..‬وهو أمر ل يكن قبوله منطقيا‪ ..b‬إذ كيف‬
‫ي عترض الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن اب تداء ع لى ت سليم م مود ندا كم ية من ا لذهب‬
‫لتصريفه لنه مريض بالصرع ث يقوم هو بعد ذلك بتسليمه نصف كيلو ذهبا لتصريفه‪.‬‬

‫)‪(122‬‬
‫كلمة حق‬

‫جـ( أن التهم ممود حسن ندا نفى عند سؤاله بالتحقيقات أنه نقل مصوغات أو‬
‫نقودا‪ b‬من وإل عمر أحد عبد الرحن‪.‬‬

‫د( أ نه تبي من الطلع ع لى تقر ير اللج نة ا لت شكلتها النيا بة العا مة لف حص‬


‫متويات ملت الذهب الت نبت بركز نع حادى أنه أوضح بيانا‪ b‬بالسروقات من هذه‬
‫اللت ول يرد به شيء عن الشغولت الفضية‪ ،‬كما أن كل‪ b‬من نبيه مسعود اسكاروس‬
‫وميخائ يل فوزي م سعود و فؤاد صادق غال قرروا بالتحقي قات أن ال سروقات كانت‬
‫م شغولت ذهب ية ونقودا‪ b‬و ل يقل أي منهم أ نه سرق من م له م شغولت فضية‪ ..‬ا لمر‬
‫الذي تستخلص منه الكمة أن الواقعة برمتها ل أساس لا من الصحة وجديرة بصرف‬
‫النظر عنها لعدم الطمئنان إليها‪.‬‬

‫‪ (6‬أن الك مة ل تطمئن إ ل ما ورد بأقوال م مد ع بد ال سلم فرج‪ ،‬وع بود ع بد‬
‫اللطيف الزمر وفؤاد ممود حنفي وعاصم عبد الاجد ماضي‪ ،‬وناجح إبراهيم عبد ال‪،‬‬
‫ونبيل عبد اليد الغرب‪ ،‬وطارق عبد الوجود الزمر‪ ،‬وممد ياسي هام من أن التهم عمر‬
‫أحد عبد الرحن أفت بل الستيلء على أموال السيحيي بصفة عامة‪ ،‬وأن عمليت السطو‬
‫ع لى ملت ا لذهب ف نع حادى و شبا الي مة تت ب ناء ع لى هذه الف توى‪ ..‬وذ لك‬
‫للسباب التية‪:‬‬

‫أ( أن كرم ممد زهدي قرر صراحة بالتحقيق أنه عندما سئل التهم عمر أحد عبد‬
‫الرحن عن هذه الفتوى ل يبه بأنم يعتزمون تنفيذ عملية سطو نع حادى‪ ،‬ول يدثه‬
‫عن ها‪ ..‬ر غم أن الف كرة كانت مت مرة لديهم‪ ..‬ا لمر ا لذي يق طع ال صلة تا ما‪ b‬ب ي هذه‬
‫الفتوى الت صدرت من التهم عمر أحد عبد الرحن باعتباره عالا‪ b‬مسلما‪ b‬يسأل ف أمور‬
‫الدين وبي ارتكاب التهمي لادثي سرقة نع حادى وشبا اليمة‪.‬‬

‫ب( قرر التهم ممد عبد السلم فرج ف تقيقات النيابة العسكرية أنه هو الذي‬
‫أفت بأخذ أموال النصارى غنيمة‪ ..‬وذلك على خلف ما قرره بتحقيق النيابة العامة من‬
‫أن التهم عمر أحد عبد الرحن أفت باستحلل قتال النصارى‪ ،‬واغتنام أموالم‪.‬‬

‫ج ـ( قرر الت هم ع بود ع بد اللط يف الز مر بالتحقي قات أن الت هم ع مر أ حد ع بد‬


‫الرحن ل يؤخذ رأيه ف أي عمل يقوم به التنظيم‪ ..‬وإن يؤخذ رأيه ف موضوعات عامة‪،‬‬

‫)‪(123‬‬
‫كلمة حق‬

‫ث يستخلصون هم منها أي هدف للتنظيم‪ ،‬وأنه حينما استفت ف شأن أموال النصارى‬
‫قال‪ :‬إن أموال الاربي منهم الذين يظهرون العداء للسلم حلل لماعة السلمي‪.‬‬

‫د( أن أقوال التهمي فؤاد ممود حنفي‪ ،‬وعاصم عبد الاجد ماضي قد تناقضت ف‬
‫شأن ظروف هذه الفتوى ومكانا‪ ..‬فقرر الول أن أعضاء ملس الشورى بالصعيد ناقشوا‬
‫أمر تسليح التنظيم بعد أن صفى مشروع السواق اليية‪ ،‬وتضاءلت الوارد إل حد بعيد‪،‬‬
‫وأنم رأوا تطوير عملية التمويل عن طريق استحلل أموال النصارى‪ ،‬وأن التهمي كرم‬
‫م مد ز هدي‪ ،‬وع لي م مد ال شريف قد سافر إ ل الف يوم‪ ،‬و قابل الت هم ع مر أ حد ع بد‬
‫الر حن وأ خباه أن ه ناك ملت لبيع ا لذهب بن جع حادى ملو كة لن صارى ي عتزمون‬
‫اقتحامها‪ ،‬وقتل من فيها‪ ،‬والستيلء على ما با من ذهب ونقود‪ ،‬واستغلل الصيلة ف‬
‫ت سليح التنظ يم‪ ،‬وأن الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن وافقه ما ع لى ذ لك‪ ،‬وأفتا ها بأن‬
‫النصارى الذين يساعدون الكنيسة‪ ،‬ويملون السلح ضد السلمي مال‪Ü‬هم ودمهم حلل‪.‬‬

‫بينما قرر التهم عاصم عبد الاجد رواية أخرى مضمونا أن أعضاء ملس الشورى‬
‫ف القاهرة والصعيد سافروا إل الفيوم لعرض المر على التهم عمر أحد عبد الرحن فلم‬
‫يدوه‪ ،‬وأنه ف الثلث الخي من شهر يونية ‪ 1981‬قابل هو التهم عمر أحد عبد الرحن‬
‫وعرض عليه موضوع اغتنام الذهب لواجهة نفقات التسليح فوافق على ذلك‪ ..‬ومن جهة‬
‫أخرى فإن أقوال التهمي فؤاد ممود حنفي‪ ،‬وعاصم عبد الاجد ماضي قد تناقضت مع‬
‫أ قوال علي م مد الشريف الذي قرر صراحة أ نه ل ي توجه لقابلة التهم ع مر أحد عبد‬
‫الرحن قبل قيامه بعملية السطو على ملت الذهب بنجع حادى‪ ..‬لنه شخصيا‪ b‬يعرف‬
‫من الكتب الت قرأها شرعية جع الغنائم كمصدر لتمويل نشاط التنظيم‪ ..‬لن النصارى‬
‫الذين ل يدفعون الزية ول يوجد بينهم وبي السلمي عهد ويعدون لقتال السلمي يل‬
‫دمهم ومالم‪.‬‬

‫هـ( أن أقوال ناجح إبراهيم عبد ال بصوص الفتوى الذكورة هي أقوال ساعية‬
‫من التهم كرم ممد زهدي‪ ،‬وهي ل تستقيم مع القوال الت ذكرها الخي بالتحقيقات‬
‫وا لت تطمئن إلي ها الك مة‪ ..‬ك ما أن أ قوال نب يل ع بد ال يد الغر ب ب صوص الف توى‬
‫الذكورة هي بدورها منقولة عن عبود عبد اللطيف الزمر‪ ،‬وهي بدورها ل تستقيم مع‬
‫أقوال الخي بالتحقيقات‪ ..‬أما أقوال طارق عبد الوجود الزمر‪ ،‬وممد ياسي هام فقد‬
‫جاءت مبهمة الصدر‪ ،‬ول تطمئن إليها الكمة‪.‬‬

‫)‪(124‬‬
‫كلمة حق‬

‫من كل ما تقدم يتبي بوضوح أن الدليل ف الوراق على أن التهم عمر أحد عبد‬
‫الرحن أحل الستيلء على أموال النصارى بصفة عامة‪ ،‬وأن ما نفذ من عمليات سطو‬
‫بن جع حادى و شبا الي مة كان م ستندا‪ b‬إ ل هذه الف توى ‪ -‬مل شك ‪ -‬ول تطمئن‬
‫الكمة إليه‪.‬‬

‫‪ (7‬أن الك مة ل تطمئن إ ل ما ورد بأقوال نا جح إبراه يم ع بد ا ل من أن الت هم‬


‫ع مر أ حد ع بد الر حن أ فت بل دم رئ يس المهور ية ال سابق‪ ..‬وذ لك لنه ل يو ضح‬
‫بالتحقيق مصدر عل مه بذه الف توى‪ ..‬فضل ع لى أن ال ثابت من أ قوال التهم م مد ع بد‬
‫السلم فرج أمام النيابة العسكرية أن التهم عمر أحد عبد الرحن أفت بكفر الاكم كفرا‬
‫دون كفر‪ ..‬وليس كفرا‪ b‬بواحا‪ ،b‬وأنم ل يقتنعوا بفتواه‪ ،‬وأنه ل يفت باستحلل دمه‪..‬‬
‫كما ل تطمئن الكمة إل ما قرره فؤاد ممود حنفي أن التهم عمر أحد عبد الرحن أفت‬
‫بأن قتل رجال الشرطة حلل‪ ..‬وذلك لن أحدا‪ b‬ل يؤيده ف قوله هذا‪ ،‬بل إن التهم عبود‬
‫عبد اللطيف الزمر قرر صراحة بالتحقيق أن التهم عمر أحد عبد الرحن أفت لم بعدم‬
‫جواز قتل رجال الشرطة وأخذ أسلحتهم‪.‬‬

‫‪ (8‬أن الكمة ل تطمئن إل ما شهد به الرائد‪/‬علي عبد الفيظ على الضابط بفرع‬
‫مباحث أمن الدولة بالفيوم بالتحقيقات وأمام الكمة من أنه علم من إدارة مباحث أمن‬
‫الدولة أن التهم عمر أحد عبد الرحن يفي مسدسي لدى التهم ممد أمي حسان‪ ،‬وأنه‬
‫قام بضبطهما وذلك للسباب التية‪:‬‬

‫أ( أن كر الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن علق ته بذه السد سي‪ ،‬و كانت إ جابته‬
‫منطقية‪ ..‬إذ ماذا يفعل بما وهو ضرير؟‬

‫ب( أن التهم ممد أمي حسان أنكر بالتحقيقات أنه استلم السدسي الضبوطي‬
‫من التهم عمر أحد عبد الرحن‪.‬‬

‫جـ( أن التهم ماجد ممد السيد عدل عن أقواله الت ذكرها ابتداء بالتحقيق من‬
‫أنه استلم السدسي من ممد أمي حسان‪ ،‬وقرر أن أقواله هذه هي وليدة ما وقع عليه من‬
‫اعتداء ف السجن‪ ،‬وثبت من الطلع على التقرير الطب رقم ‪ 237/1983‬أنه به آثار‬
‫لصابات تدث من الضرب بعصا‪ ،‬ومن تقييده من ساقيه‪ ..‬المر الذي يشكك الكمة‬

‫)‪(125‬‬
‫كلمة حق‬

‫ف صحة تصوير الضابط الذكور لواقعة ضبط " السدسي " ونسبتها إل التهم عمر أحد‬
‫عبد الرحن‪.‬‬

‫‪ (9‬أن النيا بة ل ت قدم للمحك مة دليل‪ Ü‬وا حدا‪ b‬يقين يا‪ b‬ع لى أن مب لغ الع شرين أ لف‬
‫دولر الت ضبطت مع التهم عمر أحد عبد الرحن يوم ‪ 18‬أكتوبر ‪ 1981‬تسلمها من‬
‫آخر ين مقيم ي خارج البلد ف سبيل ارت كاب الر ية الن صوص علي ها ف ا لادة ‪ 98‬أ‬
‫مكرر من قانون العقوبات الاصة‪ ،‬وأن التهم عمر أحد عبد الرحن حدد مصدر البلغ‬
‫فور سؤاله ف التحقي قات م قررا‪ b‬أ نه ح صيلة رات به ورا تب زوج ته أث ناء عمل هم بالمل كة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬وأنه سبق أن أثبته ف القرار المركي أثناء عودته‪.‬‬

‫‪ (10‬أن النيابة العامة ل تقدم دليل‪ b‬قطعي الدللة على أن حيازة التهم عمر أحد‬
‫عبد الرحن لهاز طبع شرائط الكاسيت كانت لترويج أحاديث لناهضة البادئ الساسية‬
‫الت يقوم عليها نظام الكم الشتراكي ف الدولة‪ ،‬والض على كراهيتها‪ ،‬والزدراء با‪..‬‬
‫فضل عن ذلك فإن التهم عمر أحد عبد الرحن قرر صراحة ‪ -‬أنه اشترى هذا الهاز‬
‫أث ناء عم له ف المل كة العرب ية ال سعودية لت سجيل ال قرآن الكر ي‪ ،‬وال حاديث النبو ية‬
‫ال شريفة‪ ،‬ون شرها ب ي ال ناس‪ ،‬وأ نه ب عد أن صدر قرار التح فظ ن قل ال هاز و شرائط‬
‫الت سجيل إ ل م نل طل عت خا لد لط في لفظ ها لحت مال ت فتيش من له وف قد ال هاز‬
‫والشرائط‪ ..‬وقد تأيد قول التهم بأقوال التهم طلعت خالد لطفي بالتحقيقات‪ ،‬وبا أثبته‬
‫القق من أنه استمع إل الشرائط السجلة بصوت التهم عمر أحد عبد الرحن فتبي له‬
‫أنا توي ترتيل ليات الذكر الكيم‪ ،‬وبعض الحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬والتواشيح‪.‬‬

‫‪ (11‬أن الكمة ل يطمئن وجدانا إل ما أثبته الرائد عون توفيق ف مضره الؤرخ‬
‫‪ 24‬أكتوبر ‪ 1981‬من أن التهم عمر أحد عبد الرحن اعترف بإيداعه مبالغ مالية تص‬
‫التنظيم بنل شقيقته‪ ..‬وذلك لن الضابط الذكور ل يدد الهة الت اعترف أمامها التهم‬
‫بتلك الواقعة علما‪ b‬بأن الثابت من الوراق أنه سئل أمام النيابة العسكرية بتاريخ ‪ 4‬نوفمب‬
‫‪ ،1981‬وأمام النيابة العامة بتاريخ ‪ 11‬نوفمب ‪ ..1981‬أي أن اعترافه الزعوم كان قبل‬
‫مثوله أمام سلطة التحقيق‪ ..‬فإذا كان الضابط يقصد إقرار‪b‬ا من التهم قد صدر أثناء وجوده‬
‫بال سجن فإن الك مة ل تطمئن إ ل هذا ا لقرار ب عد ما ذ كر الت هم صراحة بالتحقيق‬
‫التعذيب الذي تعرض له أثناء وجوده بالسجن‪.‬‬

‫كما ل تطمئن الكمة إل واقعة الضبط من أساسها‪ ..‬وذلك للسباب التية‪:‬‬

‫)‪(126‬‬
‫كلمة حق‬

‫أ( من ال ثابت من ا لوراق أن ال ضر ا لرر بعر فة ا لرائد عون توف يق بتار يخ ‪24‬‬
‫أك توبر ‪ 1981‬والت ضمن ضبط مب لغ ستة آلف جن يه بإر شاد الت هم ع مر أ حد ع بد‬
‫الرحن حسبما زعم ف مضره ‪ -‬هذا الضر والضبوطات ل يعرضا على سلطة التحقيق‬
‫إل ف ‪ 21‬يناير ‪ ..1982‬أي بعد ثلثة أشهر تقريبا‪ - b‬ورغم أهية الواقعة باعتبارها دليل‬
‫ماديا‪ - b‬تأخر عرض الضر بالصورة السالفة ول تفصح التحقيقات الت تت عن أسباب‬
‫هذا التأخي وظروفه ومكان حفظ الضر والبلغ الضبوط طوال هذه الفترة‪..‬‬

‫ب( أن الك مة ل تطمئن إ ل ما قرره الت هم ع مر أ حد ع بد الر حن بالتحقي قات‬


‫بصوص واقعة استلمه مبلغ ثانية آلف جنيه من ممود ندا‪ ..‬وذلك بعد ما ثبت لا على‬
‫وجه القطع واليقي حسبما سبق أن أوضحت أن التهم عمر أحد عبد الرحن وقت إدلئه‬
‫بأقواله بالتحقيقات ل تكن إرادته حرة بل كان واقعا‪ b‬تت تأثي التعذيب الذي تعرض له‬
‫أثناء وجوده بالسجن‪ ..‬فضل عما شاب أقوال التهم الذكور بصوص هذه الواقعة من‬
‫اضطراب يدل على أن إرادته ل تكن حرة وقت مثوله أمام سلطة التحقيق‪ ..‬فبينما يقرر‬
‫يوم ‪ 4‬نوفمب ‪ 1981‬أمام النيابة العسكرية أنه استلم مبلغ الثمانية آلف جنيه من ممود‬
‫ندا‪ ،‬أو ممد سعد يقرر ف النيابة العامة يوم ‪ 12‬نوفمب ‪ 1981‬أمام النيابة العسكرية أن‬
‫من سلمه البلغ طلب منه توصيله إل كوم فهمي ‪ -‬صحيفة ‪ 206‬من التحقيق ‪ -‬ف حي‬
‫أ نه سبق أن ذ كر ا سم كرم ز هدي ‪ -‬صحيحا ‪ -‬ق بل ذ لك ‪ -‬ا لمر ا لذي يبي مدى‬
‫اضطرابه عند سؤاله‪ ..‬ف حي أن بسؤاله أمام النيابة العامة يوم ‪ 12‬نوفمب ‪ 1981‬يقرر‬
‫أن كرم زهدي طلب منه أخذ مبلغ ثلثة آلف جنيه من البلغ الذي سيسلمه له ممود‬
‫ندا وأنه فعل أخذ من مبلغ الثمانية آلف جنيه ألفي أعطاها لشقيقه‪.‬‬

‫جـ( أنه بسؤال التهم ممود حسن ندا قرر بالتحقيق أنه ل يقم بنقل نقود إل‬
‫التهم عمر أحد عبد الرحن‪.‬‬

‫ج( أن كرم ممد هدي ‪ -‬قرر بالتحقيق أن التهم عمر أحد عبد الرحن كان قد‬
‫قبض عليه قبل أن يقبض باقي الثمن‪ ..‬بينما قرر فؤاد ممود حنفي أن التهم عمر أحد‬
‫عبد الرحن باع كيلو الذهب بستة آلف جنيه أخذ منها ثلثة آلف جنيه وأعاد الباقي‪.‬‬

‫وإزاء تأخي عرض مضر ضبط الواقعة على سلطة التحقيق‪ ،‬والضطراب البي ف‬
‫أ قوال ع مر أحد ع بد الرحن‪ ،‬وت ناقض أ قواله مع أ قوال م مود حسن ندا‪ ،‬و كرم م مد‬

‫)‪(127‬‬
‫كلمة حق‬

‫ز هدي‪ ،‬و فؤاد م مود حنفي ع لى الوجه السابق إيضاحه ل ي سع الك مة إل طرح هذه‬
‫الواقعة كدليل قبل التهمة‪.‬‬

‫‪ (12‬أن نص الادة ‪ 98‬من قانون العقوبات تعاقب بالبس كل من علم بوجود‬


‫م شروع لرت كاب جر ية من ا لرائم الن صوص علي ها ف ا لواد ‪90 ،90 ،89 ،87‬‬
‫مكرر‪ 94 ،93 ،92 ،91 ،‬من قانون العقوبات ول يبلغه إل السلطات الختصة‪.‬‬

‫والستفاد من النص السالف أنه يشترط أن يعلم الان بالشروع كامل حت يلزم‬
‫با لبلغ قانو نا‪ ..‬لنه من غ ي الت صور أن ي لزم با لبلغ عن واق عة ل تكت مل عنا صر‬
‫تريها‪.‬‬

‫لا كان ذلك وبالرجوع إل أقوال التهمي يبي أنه ل تصدر منهم أقوال تنم على‬
‫أ نم أ خبوا التهم ع مر أحد ع بد الرحن بعلومات عن واقعة ماو لة ق لب ن ظام ال كم‬
‫بالقوة بيث القول إنه علم بالواقعة علما‪ b‬كافي‪b‬ا كان يستوجب بقتضاه القيام بالبلغ‪..‬‬
‫فمحمد عبد السلم فرج يقرر أنم ل يبوا التهم عمر أحد عبد الرحن بطة الغتيال‬
‫لنه كان هاربا‪.‬‬

‫أما ما قرره نا جح إبراه يم ع بد ا ل من أ نه ع لم من كرم م مد زهدي أن ال طة‬


‫عرضت عليه فهو قول ل يتأيد بأي دليل وكذبه كرم ممد زهدي على النحو السالف‪.‬‬

‫وفؤاد ممود حنفي يقرر أن الطة ل تعرض على التهم عمر أحد عبد الرحن لنه‬
‫كان هاربا‪.‬‬

‫أما ما قرره عاصم عبد الاجد ماضي من أن ممد عبد السلم فرج‪ ،‬وعبود عبد‬
‫اللطيف الزمر‪ ،‬وكرم ممد زهدي عرضوا على التهم عمر أحد عبد الرحن "الطة" وأنه‬
‫بالتأكيد وافق عليها بدليل استمرارهم ف العمل‪ ،‬والعداد لا‪ ..‬وإل كان أمرهم بالتوقف‬
‫فهو قول استنتاجي يتناقض مع ما قرره ذات التهم من أنه بعد صدور قرارات التحفظ ل‬
‫يستطيعوا مقابلة التهم عمر أحد عبد الرحن لعرض خططهم عليه‪.‬‬

‫أ ما ما قرره التهم ع مر أ حد ع بد الرحن بالتحقي قات من أن كرم م مد ز هدي‬


‫أخبه بأن من معه هم إخوة ملتزمون وأنم يعدون أفراد‪b‬ا وينشئونم على العقيدة وحفظ‬
‫القرآن ث يدربونم على السلح‪ ،‬وأنه فهم من حديثهم أنم يكونون تنظيما‪ b‬سريا‪ b‬لقامة‬

‫)‪(128‬‬
‫كلمة حق‬

‫الدولة السلمية‪ ،‬وإنم يكفرون الاكم وأعوانه ‪ -‬هذا القول ‪ -‬ل تطمئن الكمة إل أنه‬
‫صدر من التهم وإرادته حرة بيث يكن الطمئنان إليه‪.‬‬

‫ويتبي من هذا العرض الوجيز أن أوراق الدعوة خالية من دليل يطمئن الكمة إل‬
‫أن التهم عمر أحد عبد الرحن علم بشروع الرية وتلف عن البلغ‪.‬‬

‫‪ (13‬أن ما ورد بتقر ير ال باحث العا مة من معلو مات ف قد سبق للمحك مة أن‬
‫أو ضحت رأي ها ف هذه الت قارير ب صفة عا مة و عدم اطمئنا نا إلي ها لل سباب ال سابق‬
‫إيضاحها‪ ..‬وحيث إنه مت ما تقدم وكانت الدلة القدمة من النيابة العامة ضد التهم عمر‬
‫أ حد ع بد الر حن ‪ -‬هي مل شك ‪ -‬ول ت عول علي ها الك مة‪ ..‬إذ أ نه يتع ي أن ت كون‬
‫الدا نة مبي نة ع لى أد لة قطع ية الدل لة والث بوت ولي ست أد لة ظن ية افترا ضية ا لمر ا لذي‬
‫يقتضي معه تبئة التهم عمر أحد عبد الرحن من جيع التهم السندة إليه‪.‬‬

‫)‪(129‬‬
‫كلمة حق‬

‫رسالة من سجن الليمان‬


‫يوليو سنة ‪1982‬‬

‫من داخل القبور من خلف أسوار الحيم ومن وراء قضبان الديد نرب إليكم‬
‫هذه ال صرخات ت مل أ نات الر حى وتأو هات ال عذبي وتن قل إلي كم د موع ال صامتي‬
‫ونيب الرجال الكبلي‪..‬‬

‫إل كل إنسان على وجه الرض يمل لسانا ينطق أو قلما يكتب أو عقل يفكر‬
‫إليكم جيعا هذه النفاس الخية والعبات الليمة فلعلها تصل إليكم وقد فارقت الرواح‬
‫البدان واتصلت بالالق الرحن‪..‬‬

‫نن نزلء عنب التجربة والتأديب بسجن ليمان طره الضربون عن الطعام منذ‬
‫أول أيام عيد الفطر البارك سنة ‪ ..1982‬نوضح إليكم ما نن فيه‪:‬‬

‫نسكن عنب التجربة‪ ،‬وما عنب التجربة وما أدراك ما عنب التجربة؟ فيه النسانية‬
‫تعذب وفيه البشرية تان كل كل أي إنسانية وأي بشرية إن النسانية ف سجن التجربة‬
‫قد ذ‪Ü‬بت وإن البشرية ف التجربة قد نرت حت أن الدواب والوام تأب أن تعيش ف هذا‬
‫الكان وهل أتاك نبأ عنب التأديب؟ فيه الصراخ والنحيب والول الرعيب والمر العصيب‪،‬‬
‫ف يه ال يذاء ال شديد وم قامع من حد يد ووع يد أ شد وع يد ف يه تز يق ال لود وف يه أ لوان‬
‫التهديد ومزيد من اللم إثر مزيد ‪ -‬والرقام حي تتكلم ل تكذب‪ :‬عنب التجربة عنب‬
‫أر ضي يوي ‪ 25‬زنزا نة م ساحة الوا حدة من ها ‪ 2 × 2,5‬م و جدرانا صخرية وأر ضها‬
‫ترابية مدكوكة هي أشبه ما تكون بقبور الوتى بل إن القبور أحسن حال منها‪.‬‬

‫ليس ف الزنزانة منفذ هوائي على الطلق والو بداخلها خانق تاما وتصل الرارة‬
‫إل أكثر من ‪ 50‬درجة مئوية‪.‬‬

‫وف كل زنزانة صفيحة قذرة للمياه وأخرى قذرة للبول والباز يقضي فيها النيل‬
‫حاجته ول يسمح له بغيها إل مرة واحدة كل يوم‪.‬‬

‫)‪(130‬‬
‫كلمة حق‬

‫الزنزانة مصصة لفرد واحد ل تسع سواه بينما هي حاليا مكدسة بثلث أو أربع أو‬
‫أكثر من الشباب السلم العتقل‪.‬‬

‫سبل النظافة ف داخل الزنزانة معدومة تاما والو حار والقذارة التناهية تعل آلفا‬
‫من الشرات تنمو وتتكاثر على أجسادنا مثل البق والقمل والباغيث والذباب والبعوض‪،‬‬
‫وغيه الكثي والكثي‪.‬‬

‫فوق سقف الز ناني ي سي الع شرات من ع ساكر ا لمن الر كزي فيتبو لون ع لى‬
‫السقف وينهمر وسخهم على من ف الزنزانة وعلى طعامهم‪.‬‬

‫عنب الح يم هذا مصص لعتاة الرمي النائيي من القتلة وقطاع الطريق و تار‬
‫ال شيش ا لذين يالفون ال لوائح ف ال سجون ال صرية فيقو مون بال شغب أو بالق تل دا خل‬
‫السجن فينقلون لعنب التجربة والتأديب بليمان طره لتكبيلهم وتعذيبهم‪ ،‬وف وسط العنب‬
‫يو جد ما ي سمى بالعرو سة ح يث يك بل ال سجون ال شاغب من قدميه و يديه وي ضرب‬
‫بالسياط على ظهره وأطرافه حت يفقد وعيه وتف دماؤه‪.‬‬

‫ف عنب الوت هذا يوجد حاليا ‪ 86‬شابا من الشباب السلم من طلب الكليات‬
‫الامعية والريي من الطباء والهندسي وأعضاء هيئة التدريس بالامعات وغيهم وهم‬
‫من ال سر ال صرية الطحو نة ا لت ت عان أ شد ال عذاب لتن قل من أقا صي ال صعيد أو‬
‫السكندرية لتطمئن على أبنائها ف سجون القاهرة‪.‬‬

‫إن ع نب الق بور هذا هو ا لوت البط يء ا لذي ت عذب به م صلحة ال سجون ور جال‬
‫الباحث الشباب السلم‪ ،‬إن التبول والتبز ف جردل واحد طوال الليل والنهار ولكل ‪ 3‬أو‬
‫‪ 4‬ف زنزا نة مغل قة يؤدي إ ل انت شار ال قذر ف ا لو ا لانق ما يز يده خنا قا وف سادا‪ ،‬إن‬
‫إغلق باب هذا ال قب لدة ‪ 24‬ساعة كام لة ول شهور متتاب عة يع ن بدء ا لوت والن يار‬
‫للحواس البشرية ‪ -‬إننا نرى هذا الشباب يفقد عقله تدرييا ويبدأ ف اللوسة والصراخ‬
‫كل ما مرت عل يه ال يام والل يال و هو ل يدرك شيئا من حوله إن الكل مات لتع جز عن‬
‫وصف هذا اللك القق الذي يواجهه أبناؤكم وإخوانكم الذين يفقدون بشريتهم ولقد‬
‫انتشرت المراض بينهم بصورة رهيبة‪ ،‬المراض اللدية بأنواعها كلها وأمراض الصدر‬
‫والر بو وا لمراض العصبية والصرع بل إن منهم ا لن ال صاب بال شلل الن صفي والصاب‬
‫بالتبول اللإرادي‪..‬‬

‫)‪(131‬‬
‫كلمة حق‬

‫هل يرؤ أ حد من هم أن يط لب عل جا؟ إن م صي من يف تح ف مه ليه مس ب شكواه‬


‫علقة واحدة ف )العروسة( يرس من بعدها أسبوعا كامل‪ b‬فل تسمع إل بكاءه ونيبه ‪-‬‬
‫إ نم إذ ي ستغيثون فل مغ يث أو ي صرخون فل م لب ول م يب وي ستجيون في جارون من‬
‫الرمضاء بالنار‪..‬‬

‫ولكن ل حياة لن تنادي‬ ‫لقد أسعت إذ ناديت حيا‬

‫ولو تركنا هؤلء العذبي قليل لنسأل عن الباء والمهات والزوجات والخوات‬
‫وماذا عن البناء والطفال؟‬

‫هل يعقل أن تنع الم من رؤية فلذات أكبادها هل تتخيلون معنا أ̃ما تصرخ من‬
‫سويداء قلبها وهو ينفطر ها‪ b‬وحزنا‪ ،b‬بعد أن قطعت آلف الكيلو مترات لترى ابنها ث‬
‫ت‪$‬م نع من رؤ ية ابن ها ع لى أ بواب سجن اللي مان ترى ما حال هذه ا لم وذ لك ا لب‬
‫الطحون الذي أنفق كل ما يلك ليزور أولده ف السجون الصرية ث تنهال عليه العصا‬
‫وألفاظ السب والشتائم ويركل ويضرب ث ينع من رؤية أولده‪..‬‬

‫فإذا ما سح بالزيارة فإنا دقائق معدودة ف كل شهر ل تغن شيئا‪ b‬ول تروي ظمأ‬
‫ول تسد جوعا‪ ،‬وياله من مشهد‪ ،‬أم واقفة تنظر إل أبنائها من وراء السلك كاليوانات‬
‫ف أقفاصها‪ ،‬فقولوا لنا بربكم هل يدث هذا ف أي سجن ف العال؟ وهل نسكن سجن‬
‫الباستيل الصري‪..‬‬

‫فيا أيها البشر ف كل مكان؟ هل من عبة جارية؟ هل من صرخة مدوية؟ وهل من‬
‫صيحة عالية؟ فيا أصحاب القلوب الرحيمة والنفوس الكرية ‪ -‬النجدة النجدة ‪ -‬والروءة‬
‫الروءة‪ ..‬والغوث الغوث فهؤلء العذبون إخوانكم وأبناؤكم وقعوا فريسة من ل قلب ول‬
‫خلق ول دين عنده‪.‬‬

‫اعلموا أن الضراب عن الطعام لن يرفع إل وجثث هؤلء الشباب فوق أعناقكم‬


‫فالعون والساعدة حت يرج هؤلء الوتى من قبورهم إل سطح الرض‪ ،‬واذكروا قول‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم‪ " :‬من سار مع مظلوم ليثبت له حقه ثبت ال قدميه ف النة‬
‫على الصراط الستقيم يوم تزل القدم "‪...‬‬

‫)‪(132‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪20/7/1982‬‬
‫د‪ .‬عمر عبد الرحن‬

‫)‪(133‬‬
‫كلمة حق‬

‫الحكام الائرة ف قضية تنظيم الهاد‬


‫و تت هذ الع نوان كت بت م لة الت مع الكويت ية ف عددها ر قم ‪ 685‬ال صادر‬
‫بتاريخ ‪ 2/10/1984‬تقول‪:‬‬

‫ليست صدفة أن توافق سياسة بعض الدول العربية ف تزكية حسن مبارك والثناء‬
‫عل يه إعلن م صر لح كام مك مة أ من الدو لة العل يا ف قد أعل نت مك مة أ من الدو لة يوم‬
‫الحد ‪ 30‬سبتمب الاضي أحكامها ف قضية تنظيم الهاد والت تناولت أكثر من )‪(300‬‬
‫شاب من أعضاء التنظيم‪ ..‬و قد تراو حت الحكام ما بي الباءة والؤ بد وال سجن لدد‬
‫متلفة‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن هذه القضية بدأت إثر مقتل أنور السادات على يد الشهيد خالد‬
‫ال سلمبول عام )‪ (1981‬وا ستمر الن ظر في ها ما ي قرب من ثلث سنوات‪ ،‬و كان من‬
‫القرر أن تصدر الحكام ف شهر يوليو الاضي إل أنا أجلت ف اللحظات الخية بجة‬
‫مرض طارئ أصاب قاضي الكمة‪ ..‬ورغم خلو هذه الحكام من أي حكم بالعدام إل‬
‫أن أحكام السجن الؤبد والسجن لدد طويلة تعن ف حد ذاتا إعداما من نوع آخر‪.‬‬

‫ور غم هذه الح كام ا لائرة ا لت ت صيب الب ناء بالوف وال لع إل أن التت بع‬
‫للسات الاكمة يلحظ أن هذا الشباب اللتزم بإسلمه وعقيدته كان يسجل وهو وراء‬
‫القضبان أروع اللحم وأعظم الواقف إثارة للعجاب والتقدير‪ ،‬فقد حولوا ماكمتهم إل‬
‫م ظاهرة إ سلمية ار تدوا خل لا أك فانم معلن ي ا ستعدادهم لل موت ف سبيل عق يدتم‬
‫وإسلمهم مقتفي أثر شهداء الركة السلمية ف كل مكان‪..‬‬

‫والل حظ أن هذه الح كام ا لائرة تتزامن مع الت طورات ا لت ت شهدها النط قة ف‬
‫مال العلقات مع أصحاب الكامب وتديد الدعوة للمؤتر الدول وتغيي خارطة الكم‬
‫ف إسرائيل‪ ،‬وكما دفع السلمبول ورفاقه ثن التقارب الصري السرائيلي فإن شباب‬
‫الهاد اليوم يدفعون ثنا‪ b‬آخر لذا التقارب الديد‪.‬‬

‫)‪(134‬‬
‫كلمة حق‬

‫الاتة‬
‫}الذين قال له‪ $‬م‪ $‬الن•ا س‪ $‬إن الن•اس قد جم ع‪$‬وا لك‪Ü‬م فاخشوه‪$‬م فزاده‪$‬م إيا ن‪b‬ا وقال‪Ü‬وا‬
‫حسب‪$‬نا الله‪ $‬ونعم ال‪Ž‬وكيل‪ ،Ü‬فانقلب‪$‬وا بنعمة‪ £‬من الله وفضل‪ £‬لم يمسسه‪$‬م س‪$‬وء‪ ü‬وات•بع‪$‬وا رضوان‬
‫الله والله‪ $‬ذ‪Ü‬و فضل‪ £‬عظيم{‪..‬‬

‫كانت الصورة إل وقت قريب قائمة سوداء ل تدعو إل التفاؤل‪ ،‬بل كانت تبعث‬
‫ف النفوس مزيدا من السرة والل والضيق‪.‬‬

‫الز حف العل مان ال كافر يوا صل ت قدمه وي تد ف البلد‪ ..‬بين ما ال سلم يتراجع‬
‫وين سحب من ال يدان‪ ،‬ون حت العلمان ية ف ما صرة ال سلم و طرده من كل ا لالت‬
‫الؤثرة وتتقدم‪ ،‬لتحتل مكانه الشاغر‪..‬‬

‫استقرت العلمانية ف القلوب كعقيدة‪ ،‬وغزت العقول كفكر‪ ،‬وسيطرت على كل‬
‫أوجه الياة فصبغتها بصبغتها‪ ،‬ونزعت عن الناس رداء السلم الطاهر‪ ،‬وألبستهم ثوبا‬
‫الفاضح‪ ..‬أسقطت اللفة السلمية‪ ،‬ومزقت أراضيها دويلت هزيلة سيطرت فيها على‬
‫كل شيء‪ :‬على الكم والتشريع والقضاء‪ ..‬على التعليم والعلم‪ ..‬على أجهزة التثقيف‬
‫والتوجيه‪..‬‬

‫مزقت العلمانية عقيدة المة وفكرها‪ ،‬وهلهلت أخلقياتا ومبادئها‪..‬‬

‫وصنعت العلمانية من رجالا وسدنتها أبطال‪ b‬وزعماء‪ ø‬ليقتدى بم‪ ..‬بينما كممت‬
‫أفواه دعاة السلم وحاربت رجاله‪..‬‬

‫وسقطت أجيال من أمتنا وحل العلمانية الكافرة الت صنعت بيد اليهود والنصارى‬
‫و شابت ف هذه الفت نة أج يال‪ ،‬وو لدت في ها أج يال شبت وترعر عت‪ ..‬فبين ما تر عت‬
‫الجيال الول هذه الفتنة ك‪Ü‬رها‪ b‬تت وطأة الحتلل‪ ..‬فإن الجيال التالية قد وضعت هذا‬
‫ال ضلل حت است ساغته وألفته حت الد مان‪ ،‬و شربت ال مة هذا ال كأس حت الثما لة‪..‬‬
‫وانط لق من ب ي ال سلمي من ي نادي بذا الف كر‪ ،‬و يدعو إ ل ف صل ا لدين عن الدو لة‪،‬‬

‫)‪(135‬‬
‫كلمة حق‬

‫وماصرة الدين ف مرابه‪ ،‬وأن الياة ل تستقيم إل بفصلها عن السلم كما فعلت أوربا‬
‫حي تنكرت للنصرانية ولفظتها‪..‬‬

‫وخرج من السلمي من يفكر بعقلية الرتدين‪ ،‬ويرتدي مسوح التحضرين‪ ،‬ويشتد‬


‫الكرب تت سطوة الكم العلمان وقهره وبطشه‪ ،‬ويرغم السلم على البقاء ف السجد‬
‫وتدد إقامته ف الراب‪..‬‬

‫وليت المر انتهى عند هذا الد‪ ..‬بل لقد منعوه عن مرابه‪ ،‬وأخرسوا لسانه‪ ..‬فلم‬
‫يعد للسلم صوت ينطق‪ ،‬أو كلمة ينافح با عن نفسه‪..‬‬

‫وتر السنون والعوام‪ ،‬والصار يشتد‪ ..‬فالسياسة والكم ل دخل للسلم فيها‪..‬‬
‫والثقافة والتعليم ل دخل للسلم فيها‪ ،‬والشؤون الداخلية والعلقات الدولية كلها للسادة‬
‫الكام العلمانيي الذين ل يقرون بكم الشرع‪ ،‬ول يترمون أوامر السلم وحدوده‪..‬‬

‫والسلم الكبل ل يرج عن مسجده إل إذا دعي إل مأدبة السلطان‪ ..‬فيأت يؤيد‬
‫وي بايع وي بارك‪ .‬يت فل بع يد ج لوس ال لك‪ ،‬أو ي شارك ف إ قرار الي ثاق‪ ،‬أو ي غرد لعا هدة‬
‫كامب ديفيد‪ ..‬والسلم الاصر ل يرج من مسجده إل إذ خرج متمايل‪ b‬م‪$‬حرف‪b‬ا مزورا‬
‫ف موالد الصوفية والفراح‪ ،‬أو للتلوة ف الآت‪..‬‬

‫هذه هي الصورة الت سادت ردحا‪ b‬طويل‪ b‬من الزمان‪.‬‬

‫أل نقل إنا كانت تبعث على السرة والضيق والشئزاز‪ ..‬ولكن القدار كانت‬
‫تبئ ف طيا تا فت حا قري با‪ ..‬فبين ما ت صور العل مانيون ال ضالون أن ا لمر قد ا ستتب لم‪،‬‬
‫وأنم قد أحكموا الصار حول دين ال‪ ،‬وأن السألة أضحت مسألة وقت لن يتجاوز عدة‬
‫أعوام حت تقضى دعاوى التحرر والتقدم والعقلنية على البقية الباقية من السلم‪ ،‬فتقتلع‬
‫جذوره‪ ،‬وتدم مساجده كما حدث ف الندلس‪ ،‬أو تولا إل متاحف كما حدث ف‬
‫ترك يا‪ ،‬أو تب يدها تا ما‪ b‬ف تدكها بالتراب ك ما حدث ف بارى وط شقند وترك ستان‬
‫وأفغانستان!!‬

‫وبين ما ا لحلم تراود هم للج هاز ع لى البق ية الباق ية من ال شريعة ال سلمية و هم‬
‫يدبرون ويك يدون‪ ،‬وي صدرون الت شريعات وال قواني الخال فة ل لدين فيطبقو نا ‪ -‬تت‬
‫سطوة ال كم وال سلطة ‪ -‬ق هرا‪ b‬ع لى ن فوس ال سلمي الست ضعفي‪ ..‬بين ما هذه ا لحلم‬

‫)‪(136‬‬
‫كلمة حق‬

‫تراود هم تب عا صفة شديدة عات ية‪ ،‬تدير د فة الر ياح با ل ت شتهي ال سفن‪ ،‬وينت فض‬
‫ال سلم قائ ما‪ ،b‬ي فك أغل له‪ ،‬وي طم ق يوده‪ ،‬ويك سر ال سد الن يع ال ضروب عل يه ظل ما‬
‫وعدوانا‪} b‬ول تحسب •ن الله غافل‪ b‬عم•ا يعمل‪ Ü‬الظالم‪$‬ون{‪..‬‬

‫ويرج السلم ف الناس ينادي‪ :‬من يؤين وله النة؟! من ينصرن وله النة؟!‪..‬‬

‫يرج ‪ -‬بفضل ال ورحته وعظيم حكمته ‪ -‬لينفض عن الناس ذلك الظلم الانق‬
‫الذي كاد أن يودي بم‪ ،‬وانتزع عشرات اللوف من أبناء هذا الدين أنفسهم ما كانوا‬
‫فيه‪ ،‬ونفضوا أيديهم من ركام العلمانية القذر‪ ،‬ومن متاع الدنيا الزائل القي‪ ،‬وأقبلوا على‬
‫دينهم ينصرونه وينافحون عنه‪..‬‬

‫وانسابت دعوة السلم تدر ف البلد‪ ،‬وفاضت حت غمرت كل بلدة وكل شارع‬
‫وكل بيت‪ ،‬وهبت أعاصي السلم تقتلع الفكر العلمان الهلهل الذي أرادوه بديل لكم‬
‫السلم وشرعه‪.‬‬

‫وارتف عت ل صوات‪ ،‬و صرخت ال ناجر ت طالب ب عودة ال سلم و شرع ال سلم‪،‬‬
‫وانفض السوق العلمان الفاسد‪ ،‬وبارت تارته‪ ،‬وبدأ ينسحب أمام تيار الق التدفق‪.‬‬

‫ولكن‪...‬‬

‫ما زال السوط والسيف بأيدي العداء!! ومازالت القوة والند ف خدمة هؤلء!!‬

‫فكان ل بد أن تتفجر العركة‪ ،‬وأن يتصارع أولياء الرحن مع جند الشيطان‪..‬‬

‫أراد هؤلء أن يع يدوا ال سر‪ ،‬ويك موا الق يد حول ا لارد ال سلمي لت عود ا لمور‬
‫كما كانت‪ ،‬ويستأسد الطغيان من جديد‪ ..‬ولكن‪ ..‬هيهات هيهات‪ ..‬فإن السلمي قد‬
‫أدركوا الديعة هذه الرة‪ ،‬ول يقبلوا الدنية ف دينهم‪ ..‬فقاتلوا عنه سيفا‪ b‬بسيف‪ ،‬وضربة‬
‫ب ضربة‪ ،‬و شهدت م صر ‪ -‬إ حدى الب لدان ا لت عا شت ال صحوة ال سلمية الدي ثة ‪-‬‬
‫شهدت جو لة رهي بة من جولت ال صراع‪ ،‬ع ندما أع لن ال سادات قرارا ته باعت قال أ لف‬
‫وخسمائة من شباب السلم وعلمائه‪ ،‬وسن من القواني والتشريعات الديدة ما يقق له‬
‫وللعلمانيي حلمهم بتكبيل هذا الدين وتطيمه‪ ،‬ووأد الصحوة قبل أن تبلغ مداها‪ ،‬وتشب‬
‫عن الطوق‪.‬‬

‫)‪(137‬‬
‫كلمة حق‬

‫ول كن ال سادات وأ عوانه ل يدركوا أن القاف لة قد بدأت ال سية‪ ،‬وأن العج لة قد‬
‫دارت ول و قوف لا‪ ..‬وت تد يد ال شباب ال سلم الا هد لت صفع العلمان ية صفعة غلي ظة‬
‫جبارة تلقي بالسادات صريعا تت القدام‪ ..‬وتعلو صيحة الق‪ ..‬ال أكب‪ ..‬ال أكب‪..‬‬

‫وكان يوما‪ b‬مشهودا‪ b‬له ما بعده‪..‬‬

‫و طاش صواب العل مانيي‪ ،‬وتر كوا فورا‪ b‬كالفئران ا لذعورة‪ ،‬وفت حت ال سجون‬
‫أبوابا لكثر من ثلثي ألفا من السلمي ف غضون أيام معدودة‪.‬‬

‫وبدأ التعذيب‪ ،‬واشتد التنكيل واليذاء‪ ،‬و ق‪Ü‬دم الئات للمحاكمة‪ ،‬وعلقت الشانق‬
‫للمجاهدين البطال‪} ..‬وما نقم‪$‬وا منه‪$‬م إلا أن‪ Ž‬ي‪$‬ؤمن‪$‬وا بالله ال‪Ž‬عزيز ال‪Ž‬حميد{‪...‬‬

‫وتتابعت الاكمات‪...‬‬

‫و ف ساحة الق ضاء أرادوا إدا نة ال سلم با سم ال سلم!! أرادوا من عل ماء الفت نة‬
‫و خدم ال سلطان أن يعل نوا تبؤ ال سلم من ف كر هذا ال شباب ال سلم ‪ -‬شباب الما عة‬
‫السلمية ‪ -‬أراد العلمانيون الضالون أن يضعوا الفهم السلمي الصحيح ف قفص التام‪،‬‬
‫وأن ياكمه و يدينه ويق ضي بع قوبته سدنة العلمان ية وال نافقون وعل ماء الل سان النت سبون‬
‫زورا‪ b‬وبتانا‪ b‬للعلم وأهله‪...‬‬

‫وسارع علماء الفتنة بإعطاء الدنية ‪ -‬وهذا دأبم ‪ -‬واستجابوا للسلطان‪ ،‬وانازوا‬
‫إل حزب الشيطان‪ ،‬وباعوا دينهم لقاء دراهم معدودة وكانوا ف دينهم من الزاهدين‪...‬‬

‫وجاءت فتواهم بتضليل وتفسيق الشباب السلم الطاهر الاهد الذي خرج يدافع‬
‫عن دينه!!‬

‫وام تدت آ ثامهم فزر عوا ال شبهات‪ ،‬وأطل قوا ا لزعبلت‪ ،‬وأ شاعوا البه تان ا لبي‪،‬‬
‫وتو لوا إ ل بوق تن فخ ف يه العلمان ية ما ت شاء من لع نات و ضللت‪ ..‬و كل هذا با سم‬
‫السلم!!‬

‫ولكن‪ ..‬أهل الضلل والريب نسوا أن هناك عالا‪ b‬يقف خلف القضبان!! نسوا أو‬
‫تناسوا أن هناك شيخ‪b‬ا وأستاذ‪b‬ا لتفسي القرآن يتقدم هؤلء الشباب!!‬

‫)‪(138‬‬
‫كلمة حق‬

‫وت عرض ال شيخ ع مر ع بد الر حن‪ ..‬عال ا لزهر الل يل لب شع صنوف ال عذاب‬
‫والوان‪ ..‬لقد كبلوه وعذبوه‪ ،‬وسجنوه وحاكموه‪ ،‬ليكون لم عدوا‪ b‬وحزنا‪!!b‬‬

‫سبحان رب‪} ..‬إن رب‪ª‬ي لطيف© لما يشا̈ء{‪...‬‬

‫ل يستطيعوا أن يرموه با رموا به الشباب من حداثة سن‪ ،‬وقلة علم‪ ،‬أو مروق عن‬
‫السلم!!‪..‬‬

‫كيف ذلك وهو أستاذ التفسي بامعة الزهر‪ ،‬والعال كله يشهد له بالعلم والفضل‬
‫والعمل؟!‪..‬‬

‫لعلهم ظنوا ف بداية المر أنه لن يتكلم وسيكتم علمه‪ ،‬خوفا من سوط اللدين أو‬
‫رهبة من سيف القانون الوضعي السلط على رقبته‪..‬‬

‫لعلهم ظنوا أن القيد الضروب على يديه سيغلق فاه!!‬

‫غي أن الرجل أب أن يسكت!!‬

‫أب أن يداهن!!‬

‫أب أن يبيع نفسه إل ل!!‬

‫لقد وقف الرجل وهكذا دوما‪ b‬عهدناه‪ ..‬يزود عن دينه‪ ،‬وينافح عن شرعة ربه‪،‬‬
‫ويتلقى بصدره سهام كيدهم فيدها ف نورهم‪ ..‬فكان الدرع والترس لدين ال تعال‪..‬‬
‫ل يعبأ با قد يصيبه‪ ،‬ول ينظر إل سنوات سجن قد تطول‪ ،‬ول يرهبه حبل الشنقة الذي‬
‫يلوحون به‪.‬‬

‫وقام الشيخ ‪ -‬ف مكمة أمن الدولة العليا ‪ -‬وأمام قضاته يرد الشبهات‪ ،‬ويكشف‬
‫الباطيل‪ ،‬ويطم الباطل الذي زينوه وفتنوا الناس به‪ ..‬وتتوال طعناته وضرباته حت انار‬
‫صرح الكاذيب الذي بنوه‪ ،‬وانقشعت الظلمات الت أسدلوها‪.‬‬

‫)‪(139‬‬
‫كلمة حق‬

‫وانطلقت الكلمات من فم الشيخ تقذف بالق على الباطل فيدمغه بإذن ال‪ ..‬فإذا‬
‫هو زاهق‪ ،‬وقد تعرى الزيف‪ ،‬وانكشف الزيغ وعض أهل الضلل على أيديهم من الغيظ‪،‬‬
‫بعد أن تبي لم أنم ما زادوا على أن ألقوا بشبهاتم كلها دفعة واحدة‪ ،‬ووضعوها ف سلة‬
‫واحدة‪ ..‬فحمل الشيخ عليها حلة واحدة فصارت هباء‪ ø‬منثورا‪...b‬‬

‫ووق فت العلمان ية عار ية‪ ..‬ل ي ستر سوأتا شيء‪ ،‬وانف ضح أمر ها‪ ،‬وت عرى مع ها‬
‫ا لوجه الكر يه القب يح لعل ماء الفت نة ا لذين كذبوا ع لى ا ل ور سوله‪ ،‬وحر• فوا الك لم عن‬
‫موا ضعه‪ ،‬وحر• موا اللل وأح لوا ا لرام ابت غاء مر ضاة ال سلطان‪ ،‬غ ي م بالي بدماء زك ية‬
‫تراق ث نا‪ b‬ل كذبم وا فترائهم‪ ،‬غ ي م بالي بالرم ا لذي ي قترفونه ف حق هذا ا لدين و هم‬
‫ير سخون د عائم العلمان ية‪ ،‬ويل عون ثوب ال شرعية ع لى هذا ال ضلل‪ ،‬وينق ضون عرى‬
‫السلم‪...‬‬

‫جاءت كلمات الشيخ ‪ -‬وكذا كلمات أخيه الفاضل الشيخ صلح أبو إساعيل ف‬
‫شهادته ‪ -‬وهي تصرخ ف وجوههم‪ :‬أل شاهت الوجوه!! وأضحى الفارق جلي‪b‬ا واضحا‬
‫بي العال الربان الذي يبيع نفسه ابتغاء مرضاة ال‪ ،‬ويعلى حكمه ولو كره الكافرون‪..‬‬
‫وب ي عال ال سوء ا لذي يبيع نف سه ودي نه ل قاء درا هم ال سلطان ور ضى ال شيطان وي مي‬
‫شرعة الك فرة والاهل ية والطغ يان‪ ،‬ويلت مس لا ا لبرات وال عاذير‪ ..‬أل خاب سعيهم‪،‬‬
‫وحاق بم ما كانوا يكرون ]‪..[36‬‬

‫جاءت كل مات ال شيخ لتف تح ال باب الو صد ب ي العل ماء وال شعب ال سلم‪ ..‬ذ لك‬
‫الباب الذي طالا اجتهد أعداء السلم ف غلقه حت صوروا للناس أن علماء السلم هم‬
‫أضحوكة مسوخة ل قيمة لشأنا‪ ،‬ول احترام لا‪ ..‬فجاءت الكلمات تبي للناس أن علماء‬
‫المة كانوا دوما الدرع الذي يتترس الناس خلفه‪ ،‬والصن الذي يلوذون به‪ ،‬ورأس الربة‬
‫الت تتقدم الصفوف ف مواجهة العداء‪..‬‬

‫جاءت كلمات الشيخ لتكسر ذلك الباب الوصد بي العلماء والمة‪ ،‬وتكون نذيرا‬
‫ببدء عودة الشيوخ إل دورهم الصلي ف قيادة المة‪ ،‬وتسلم الزمام لتأدية الدور النوط‬
‫بم كطلي عة شجاعة قو ية للف لول الزاح فة من أت باع م مد صلى ا ل عل يه و سلم وأت باع‬
‫ورثته القيقيي‪) :‬إن النبياء ل يورثوا دينارا‪ b‬ول درها‪ ..‬ولكن ورثوا العلم فمن أخذه‬

‫‪ (36‬رد الشيخ عمر عبد الرحن على تقرير لنة الزهر مودع كامل ف مكمة أمن الدولة العليا‪.‬‬

‫)‪(140‬‬
‫كلمة حق‬

‫أخذ بظ وافر(‪ ،‬فالعلماء هم ورثة النبياء‪ ..‬فليعد المر إل نصابه‪ ،‬وليتسلم المانة أهلها‬
‫الذين أب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يورث مياثه أحدا‪ b‬سواهم‪..‬‬

‫وجاءت كلمات الشيخ لتشدد الصار‪ ،‬وتضيق الناق حول هؤلء التلعبي الذين‬
‫ملئوا ا لدنيا صياح‪b‬ا و ضجيج‪b‬ا عن فل سفات الع مل ال سلمي وخط طه ومراح له‪ ،‬ورا حوا‬
‫ين صبون أنف سهم أو صياء ع لى د ين ا ل‪ ..‬و قد قل من الع لم حظ هم و حاد عن ا لق‬
‫فهم هم‪ ..‬ف كانت د عواهم ز خرف ال قول ومع سول الل فظ ا لذي سوغوا به لنف سهم‬
‫ولتباعهم الروج عن صراط ال الستقيم‪ ،‬والوقوع ف مرمات ومنكرات ظاهرة‪ ..‬حي‬
‫سلكوا طرق ومناهج خالفت هدي الصطفى صلى ال عليه وسلم وما أنزل ال با من‬
‫سلطان‪..‬‬

‫جاءت كل مات ال شيخ لتف ضح أف عال ال تاجرين با لدين‪ ،‬الري صي ع لى ت صفيق‬


‫العوام‪ ،‬فظهر الق والطيب‪ ،‬وبان الباطل والبيث‪ ،‬وأنت كلمات الشيخ حالة التداخل‬
‫والتزاوج والتميع الت أدخلها هؤلء على الشباب السلم لتصرفه عن الادة والصواب‪.‬‬

‫وجاءت كلمات الشيخ تعلن الق ف قضايا الاكمية‪ ،‬والهاد‪ ،‬وحكم من بد•ل‬
‫شرع ال‪ ،‬وحكم الروج عليه‪ ..‬وغي ذلك من قضايا الشريعة الغراء الت آن لا أن تستقر‬
‫ف عقول الشباب السلم الذي يبغي الق ويسعى إليه‪.‬‬

‫جاءت الكلمات لتسقط فلسفات التشدقي الذين سلكوا الطريق الي اللي الذي‬
‫يسمح به السلطان‪ ..‬فانضووا تت لوائه‪ ،‬والتزموا بقانونه الوضعي الكافر‪ ،‬وأسبغوا عليه‬
‫الشرعية‪ ،‬والسلم من فعلهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب‪.‬‬

‫جاءت كل مات ال شيخ قو ية مدو ية ت صفع كل ال هالت‪ ،‬وتن به كل ال غافلي‬


‫القاعدين الذين رضوا بالسلمة والدعة‪ ،‬وأعلنت بوضوح أن القانون الوضعي كفر بواح‬
‫ل خفاء فيه ول مداراة‪ ..‬فهو يتعارض تاما‪ b‬مع شرع ال‪ ..‬ومع الفطرة السليمة للبشرية‬
‫جعاء‪ ،‬وأن التبؤ منه أحد السلمات الت ل ينكرها مسلم عاقل‪ ،‬وأن ال قد حدد لنبيه‬
‫صلى ال عليه وسلم طريقا‪ b‬واحدا‪ b‬لزالة فتنة الكفر }وقاتل‪Ü‬وه‪$‬م حت•ى ل تك‪Ü‬ون فتنة‪ Ý‬ويك‪Ü‬ون‬
‫الد‪ª‬ي ‪$‬ن ك‪Ü‬ل‪ê‬ه‪ $‬لله{‪..‬‬

‫فل الت قاء ب ي ا لق والبا طل‪ ،‬ول مداه نة ول م صافحة‪ ،‬ول سيا سة ول ل ي‪ ..‬بل‬
‫عداء صريح واضح هو منهج النبياء والرسل ومن سار على هديهم‪..‬‬

‫)‪(141‬‬
‫كلمة حق‬

‫}قد كانت لك‪Ü‬م أ‪Ü‬سوة‪ Ý‬حسن ‪Ý‬ة في إبراهيم والذين معه‪ $‬إذ‪ Ž‬قال‪Ü‬وا لقومهم إن•ا ب‪$‬رآ̈ء منك‪Ü‬م‬
‫ومم•ا تعب‪$‬د‪$‬ون من د‪$‬ون الله كفرنا بك‪Ü‬م وبدا بيننا وبينك‪Ü‬م‪ $‬ال‪Ž‬عداوة‪ Ü‬وال‪Ž‬بغضا̈ء أبد‪b‬ا حت•ى ت‪$‬ؤمن‪$‬وا‬
‫بالله وحده{‪..‬‬

‫وهؤلء الظالون ل ولية لم }ومن يتوله‪$‬م منك‪Ü‬م فإن•ه‪ $‬منه‪$‬م{‪...‬‬

‫وأخيا‪..‬‬

‫كانت الكلمات علمة من علمات النصر القريب وبشرى عظيمة لفتح من ال‬
‫قريب‪..‬‬

‫}ولينص‪$‬رن الله‪ $‬من ينص‪$‬ر‪$‬ه‪ $‬إن الله لقوي‪ ì‬عزيز©{‪...‬‬

‫وما زال الدرب طويل‪ ..b‬والطريق شائك‪b‬ا ولكن‪...‬‬

‫فح •ي على جنات عدن فإنا‪ ..‬منازلك الول وفيها الخيم‪..‬‬

‫فهرس‬
‫تقدي‪.‬‬

‫التعريف بالدكتور عمر عبد الرحن والشهادات الاصل عليها ومذكرة الزهر‪.‬‬

‫الرافعة التاريية أمام الكمة وتشمل‪:‬‬

‫الفصل الول‪ :‬البحث الشرعي حول آيات ف الاكمية‪.‬‬

‫أول‪} :‬يا أي‪Þ‬ها الذين آمن‪$‬وا أطيع‪$‬وا الله وأطيع‪$‬وا الر•س‪$‬ول وأ‪Ü‬ولي ال‪Ž‬أمر منك‪Ü‬م{‪.‬‬

‫ثانيا‪} :y‬ومن لم يحك‪Ü‬م بما أنزل الله‪ $‬فأ‪Ü‬ولئك ه‪$‬م‪ $‬ال‪Ž‬كافر‪$‬ون{‪.‬‬

‫)‪(142‬‬
‫كلمة حق‬

‫ثالثا‪} :y‬ألم تر إلى الذين يزع‪$‬م‪$‬ون أن•ه‪$‬م آمن‪$‬وا بما أ‪Ü‬نزل إليك{‪.‬‬

‫رابعا‪} :y‬فل ورب‪ª‬ك ل ي‪$‬ؤمن‪$‬ون حت•ى ي‪$‬حك*م‪$‬وك فيما شجر بينه‪$‬م{‪.‬‬

‫خامسا‪} :y‬أفح‪$‬ك‪Ž‬م ال‪Ž‬جاهلي•ة يبغ‪$‬ون ومن أحسن‪ $‬من الله ح‪$‬ك‪Ž‬ما‪ b‬لقوم‪ £‬ي‪$‬وقن‪$‬ون{‪.‬‬

‫الفصل الثان‪ :‬التامات الشنيعة الت ألصقتها النيابة بالدكتور عمر‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬رد الدكتور عمر على افتراءات النيابة‪.‬‬

‫الحكام الصادرة ف قضية الهاد بلسة ‪ 30‬سبتمب‪.1984/‬‬

‫حيث يات ال كم ف الق ضية والا صة با لدكتور ع مر ور سالة من سجن اللي مان وم لة‬
‫التمع‪.‬‬

‫الاتة‪.‬‬

‫هذه دعوتنا‬
‫‪ -‬دعوة ال الجرة إل ال بتجريد التوحيد‪ ،‬والباءة من الشرك والتنديد‪ ،‬والجرة‬
‫إل رسوله صلى ال عليه وسلم بتجريد التابعة له‪.‬‬

‫‪ -‬د عوة إ ل إظ هار التوح يد‪ ،‬بإعلن أو ثق عرى ال يان‪ ،‬وال صدع ب لة الليل ي‬
‫م م˜د وإبراهيم عليهما السلم‪ ،‬وإظهار موالة التوحيد وأهله‪ ،‬وإبداء الباءة من الشرك‬
‫وأهله‪.‬‬

‫)‪(143‬‬
‫كلمة حق‬

‫‪ -‬د عوة إ ل تق يق التوح يد ب هاد ال طواغيت كل ال طواغيت بالل سان وال سنان‪،‬‬
‫لخراج العباد من عبادة العباد إل عبادة رب العباد‪ ،‬ومن جور الناهج والقواني والديان‬
‫إل عدل ونور السلم‪.‬‬

‫‪ -‬د عوة إ ل ط لب الع لم ال شرعي من معي نه ال صاف‪ ،‬وك سر صنم̃ية عل ماء‬


‫الكومات‪ ،‬بنبذ تقليد الحبار والرهبان الذين أفسدوا الدين‪ ،‬ول̃بسوا على السلمي‪...‬‬

‫وأحبار سوء ورهبانا‬ ‫وهل أفسد الدين إل اللوك‬

‫‪ -‬د عوة إ ل الب صية ف الوا قع‪ ،‬وإ ل ا ستبانة سبيل الرم ي‪ ،‬كل الرم ي ع لى‬
‫اختلف مللهم ونلهم‪} ،‬قل هذه سبيلي أدعو إل ال على بصية أنا ومن اتبعن وسبحان‬
‫ال وما أنا من الشركي{‪.‬‬

‫‪ -‬دعوة إل العداد الاد على كافة الصعدة للجهاد ف سبيل ال‪ ،‬والسعي ف‬
‫قتال الطواغيت وأنصارهم‪ ،‬واليهود وأحلفهم‪ ،‬لتحرير السلمي وديارهم من قيد أسرهم‬
‫واحتللم‪.‬‬

‫‪ -‬ودعوة إل اللحاق بركب الطائفة الظاهرة القائمة بدين ال‪ ،‬الذين ل يضرهم‬
‫من خالفهم ول من خذلم حت يأت أمر ال‪.‬‬

‫موقعنا على الشبكة‬


‫)‪(144‬‬ ‫‪http://www.tawhed.ws‬‬
‫‪http://www.almaqdese.com‬‬
‫منب التوحيد والهاد‬
‫‪www.tawhed.ws‬‬
‫‪http://www.alsunnah.info‬‬ ‫‪www.almaqdese.com‬‬
‫‪www.alsunnah.info‬‬
‫‪http://www.abu-qatada.com‬‬ ‫‪www.abu-qatada.com‬‬

You might also like