You are on page 1of 39

‫قصة جاعة الهاد‬

‫قصة جاعة الهاد‬


‫يرويها الستاذ؛ هان السباعي‬

‫تنبيه‪:‬‬

‫هذا الوار سجل مع الدكتور هان السباعي قبل نشره ف جريدة الياة اللندنية‬
‫بشهر حيث نشر من ‪ 1/9/2002‬حت ‪ 4/9/2002‬بناسبة مرور عام على أحداث‬
‫سبتمب الشهية‪ ..‬كما نود أن نضيف أنه كان من القرر أن ينشر هذا الوار على مدار‬
‫أ سبوع أي سبع حل قات ل كن جر يدة ال ياة اخت صرته إ ل أر بع حل قات ف قط‪ ..‬و قد‬
‫عرضت بعض دور النشر طبع هذه اللقات ف كتاب مستقل لكن الشيخ هان السباعي‬
‫اعتذر حت يعيد كتابتها مرة أخرى ويضيف ما ل تنشره الريدة عندما يتيسر له ذلك إن‬
‫شاء ال تعال‪..‬‬

‫)مركز القريزي(‬

‫هان السباعي‬
‫وقصة )جاعة الهاد( )‪(1‬‬

‫يروي السلمي الصري السيد هان السباعي ف حلقات تنشرها )الياة(‪ ,‬بدءا‪ V‬من‬
‫ال يوم‪ ,‬تفا صيل عن عل قات الما عات ال سلمية ال صرية‪ ,‬وتد يدا‪) V‬جا عة ال هاد(‬
‫و)الما عة ال سلمية(‪ .‬ويت حدث عن ا لدوار ا لت لعب ها زع يم )ال هاد( ا لدكتور أ ين‬
‫الظواهري منذ خروجه من مصر أواسط الثمانينات ال باكستان وأفغانستان حيث أعاد‬
‫تأسيس جاعته‪ .‬كذلك يتناول ماولت الوحدة الت حصلت مع )الماعة السلمية( ف‬
‫أفغانستان والسودان‪ ,‬عارضا‪ V‬بالتفصيل أسباب فشلها‪ .‬كما يروي أيضا‪ V‬قصة النشقاقات‬
‫ا لت تعر‪ p‬ضت لا )جا عة ال هاد( ف ال سودان‪ ,‬و سبب طرد ال ظواهري من الر طوم ف‬
‫‪ ,1996‬وك يف انت هى به ال طاف لين ضم مع أ سامة بن لدن ضمن )الب هة ال سلمية‬
‫العالية( ف أفغانستان‪.‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫وتتهم السلطات الصرية السباعي بأنه أحد قادة )جاعة الهاد(‪ ,‬وهو أمر ينفيه‪.‬‬
‫وعليه حكم غياب بالسجن أصدرته مكمة عسكرية مصرية ف قضية )العائدون من البانيا(‬
‫ف ‪ .1999‬ويعيش حاليا‪ V‬لجئا‪ V‬سياسيا‪ V‬ف بريطانيا‪.‬‬

‫***‬
‫ال سلمي ال صري هان ال سباعي يروي ق صة تأسيس )ال هاد( ودور‬ ‫‪‬‬
‫عبد السلم فرج ف الوحدة مع )الماعة( واغتيال السادات‪.‬‬
‫ال ظواهري هو ا لمي ا لول ل ـ )جا عة ال هاد( ‪ . . .‬و )الما عة‬ ‫‪‬‬
‫السلمية( إختراع قدي لـ )الخوان(‪.‬‬

‫)جاعة الهاد( ‪:‬‬

‫ظهرت جاعات جهادية عدة بدءا‪ V‬من حقبة الستينات‪ .‬لكن )جاعة الهاد( تديدا‬
‫ظهرت على يد الدكتور اين الظوهري‪ .‬وقد سعت ذلك منه شخصيا‪ .V‬سألته‪ :‬ما الذي‬
‫أ ث‪€‬ر فيك لتكو‪p‬ن هذه الماعة? ما الذي دفعك ال تأسيس هذه الموعة‪ ,‬وقد كنتم ل‬
‫تزالون فتيانا‪ V‬ف الثانوية العامة ف مدرسة العادي? قال ل إنه تأثر أول ما تأثر بكتابات‬
‫سيد قطب وحادثة الكم بإعدامه )‪ .(1966‬تأثر بشروع هذا الرجل )قطب( من خلل‬
‫القراءات والكتابات البليغة والوضوح ف تشريح الواقع‪ .‬وصف الدكتور أين سيد قطب‬
‫بأنه م ثل ال طبيب ال شرعي ا لذي ي شر‪p‬ح ال ثة بهن ية وتقن ية عال ية و كأنه يعرف ها بأدق‬
‫تفاصيلها‪.‬‬

‫)‪ (...‬إذن بدأ هذا الشروع تأثرا‪ V‬بسيد قطب وبشيء آخر حكاه ل الدكتور وهو‬
‫انه كان يذهب ال مكتبة جده شيخ الزهر القدي الشيخ الحدي الظواهري ويقرأ ف‬
‫الكتب القدية‪ .‬يقرأ نتفا‪ V‬من هنا ونتفا‪ V‬من هناك ويق ل‪€‬ب الكتب‪ .‬من خلل قراءاته هذه‬
‫تعم‪p‬ق عنده روح التدي‪p‬ن‪ .‬وبا انه من أسرة ثرية ميسورة فكان يستطيع ان يشتري كتب‬
‫سيد قطب‪ .‬بيئة الدكتور كانت بيئة ثقافة‪ .‬فالدكتور عبد الوهاب عزام باشا الذي كان‬

‫)‪(2‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫سفيا‪ V‬ف باك ستان‪ ,‬هو ا لذي تر جم شعر ال شاعر ال شهي م مد إق بال ا ل الل غة العرب ية‪,‬‬
‫وكان يتحدث لغات عدة وهو الذي شر‪p‬ح شعر التنب ف ديوان شهي له‪ ,‬وله كتابات‬
‫عديدة‪ .‬وكان الدكتور اين يتكلم عنه كثي‪V‬ا ويبه‪.‬‬

‫سألت الدكتور أين كيف أسس جاعته‪ ,‬وقلت له ان الناس تكي ان الذي أنشأها‬
‫هو نب يل ا لبعي وم عه اله ندس ا ساعيل طن طاوي وب عض ا لخوة ا لخرين وأ نت ك نت‬
‫بينهم‪ .‬فرد بالرف الواحد‪ :‬أنا الذي كنت أميا‪ V‬على هذه الموعة بن فيهم الدكتور‬
‫سيد إمام )صاحب كتاب طلب العلم(‪ .‬قال ان الموعة الت تشك‪€‬لت ف ناحية العادي‪,‬‬
‫ضم‪p‬ت طلبة ف الثانوية كانوا يذهبون ال السجد معا‪ V‬كونم يعرفون بعضهم بعضا‪ V‬من‬
‫الدر سة‪ .‬ف ت لك ال فترة اجتم عوا وك ‪p‬و نوا أول خل ية ل نواة جا عة صغية واخ تاروه‬
‫)ال ظواهري( أم يا‪ V‬للمجمو عة ال صغية ا لت ضمت ا لدكتور أ ين ونب يل ا لبعي وا ساعيل‬
‫طنطاوي والدكتور سيد إمام وغيهم‪ .‬كانوا ف الثانوية العامة ف العادي‪ ,‬ومعظمهم من‬
‫أبناء هذه النطقة الراقية‪ .‬قال ل ا لدكتور ان تأسيس الموعة حصل ف العام ‪,1968‬‬
‫وانم كانوا يذهبون ف تلك الفترة ال مسجد الكيخيا ف منطقة عابدين بالقاهرة‪ .‬كان‬
‫هناك مسجد لماعة أنصار السن‪p‬ة‪ ,‬وهي جاعة ترك‪€‬ز على التوحيد وتتم بالعقائد وتارب‬
‫البدع والقبور والطواف حولا‪.‬‬

‫كان الدكتور أين يتردد على مسجد )أنصار السنة( ويلتقي ورفاقه هناك حيث‬
‫ي ستمعون ا ل ا لدروس الدين ية وي ضرون حل قات التجو يد‪ .‬كانت ت لك البدا ية‪ :‬جل سة‬
‫يقرأون فيها القرآن ويتعلمون التجويد على يد أحد الشايخ‪ ,‬ث من يترف منهم القرآن‬
‫وتويده ي–عل‪€‬م إخوانه‪ .‬ث يقرأون كتب التفسي‪ .‬وبعد ذلك بدأوا يقرأون كتبا‪ V‬ط•بعت ف‬
‫)الكتبة السلفية( مثل كتب إبن تيمية الذي أث‪€‬رت فتاويه فيهم تأثي‪V‬ا كبيا‪ ,V‬بسب ما قال‬
‫ل الدكتور‪.‬‬

‫كانت تلك الماعة )جاعة الظواهري( بسيطة ل يتجاوز منظورها كيف ننظر ف‬
‫أ مر دين نا وك يف ي صل اللص‪ .‬و كانت هز ية ا لرب ال شهية ف ‪ 5‬يون يو )حز يران(‬
‫‪ 1967‬عز‪p‬زت اقت ناع اع ضاء المو عة ب ضرورة الع مل من أ جل التغي ي‪ .‬ف قد قال ل‬
‫الدكتور انم شعروا ف تلك الفترة‪ ,‬وهم ل يزالون ف سن الشباب‪ ,‬بالجل والعار على‬
‫هذه الفضيحة‪ ,‬وكانوا يقرأون لبعض الناس الصالي الطيبي الذين قالوا ان السبب ف‬
‫كل هذه السارة هو غياب الشريعة عن الكم‪.‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫كل هذه العوامل أث‪€‬رت تأثيا‪ V‬كبيا‪ V‬ف اتاه تبن مشروع إسلمي‪ .‬لكن كيف يتم‬
‫تنفيذ هذا الشروع ف ظل هذه الدولة التوحشة الكبية الت لا مؤسسات وجيش وقوات‬
‫أمن ومؤسسات‪ ,‬ل يكن ذلك قد تبلور بعد‪.‬‬

‫وفاة عبد الناصر ‪:‬‬

‫وكانت وفاة )الرئيس جال( عبد الناصر بثابة النطلقة للتيار السلمي والفرج‬
‫الذي أتى )الخوان السلمي( الذين كانوا يعانون منة السجون‪ .‬بعد وفاته بدأت فترة‬
‫اصط•لح على تسميتها )النفتاح(‪ .‬وكانت فعل‪ V‬فترة انفتاح عام ف السبعينات‪ ,‬لكنه كان‬
‫فو ضويا‪ .‬ف ك‪€‬ر أ نور ال سادات ف ك يف يب ن شعبيته ويتخ لص من خ صومه‪ .‬ف هؤلء‬
‫يستطيعون تريك الشارع بتظاهرات قد تقود ال ثورة تطيحه بي عشية وضحاها‪ .‬فوجد‬
‫ضالته ف السلميي‪ .‬وهؤلء كانوا )الخوان السلمي( لنم كانوا القوة الكبية الر‪p‬كة‬
‫للناس لكن مشكلتهم ان معظمهم يقبع ف السجون‪ .‬فأفرج عنهم وترك لم الرية ليفعلوا‬
‫ما يشاؤون‪ .‬بدأ الخوان بالعمل على التحكم من كوادر التمع والتغلغل ف الامعات‬
‫والنقا بات‪ .‬أ‪€‬ل فوا كت ب‪V‬ا ف التند يد بع بد النا صر وك شف م صائب ن ظامه‪ .‬بدأت م ظاهر‬
‫الشارع تتغي‪p‬ر‪ .‬كانت الستينات فترة )اليبيز( والفوضوي‪ ,‬لكن فجأة بدأ ظهور الجاب‬
‫والنساء النقبات واللحى والقمصان البيض للرجال‪.‬‬

‫وهكذا قاد الخوان الد السلمي ف تلك الفترة‪ .‬لكن السادات كان واضحا‪ V‬ف‬
‫انه ل يرد ان يدخل )الخوان( ال الامعات الصرية بوصفهم جاعة )الخوان السلمي(‪.‬‬
‫لذلك ا خترعوا إ سا‪ V‬جد يدا‪ V‬هو )الما عة ال سلمية( ف الام عات‪ ,‬أو ما ي سمى )إ تاد‬
‫الطلب(‪ .‬دخلوا اتاد الطلب عب اسم )الماعة السلمية(‪ ,‬لتكون مقبولة للنظام ول‬
‫يصطدموا به إذا أصر‪p‬وا على إسم )الخوان السلمي(‪ .‬أصدرت )الماعة السلمية( كتبا‬
‫ومنشورات مثل )صوت الق( و)صوت الماعة السلمية(‪ ,‬وانتشرت اتاداتا الطلبية‬
‫ف كل الامعات‪ ,‬وكان لكل جامعة أو كلية )أمي(‪ ,‬وكان )امراء الامعات( يعقدون‬
‫اجتماعا‪ V‬كل يوم خيس‪ ,‬غالبا‪ V‬ما يصل ف القصر العين بكلية الطب ف القاهرة‪ .‬هذا‬
‫كان ف الوجه البحري‪ .‬أما ف الوجه القبلي‪ ,‬فكان إسم )الماعة السلمية( هو أيضا‬
‫الذي اتبعه )الخوان( وعملوا من خلله ف جامعة أسيوط‪.‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫جاعة الهاد ‪:‬‬

‫وكانت مموعة الدكتور أين منشغلة آنذاك )فترة السبعينات( ف التدريس وتنيد‬
‫الفراد وتوسيع العضوية‪ .‬وهم كانوا ف تلك الفترة ير ك‪€‬زون على اليش ويبحثون عن‬
‫الضباط لنم يعرفون ان اليش هو أسهل ورقة للتغيي بدون اهدار دماء‪ .‬وف هذا الطار‪,‬‬
‫ت عر‪p‬ف ا لدكتور ع لى ع صام الق مري ر حة ا ل عل يه‪ .‬ه ناك ضباط إ سلميون دخ لوا ا ل‬
‫اليش كضباط عاديي ولكن حصل لم تو‪p‬ل إسلمي بعد دخولم القوات السلحة‪ .‬أما‬
‫عصام القمري فإنه يتلف عن هؤلء‪ .‬فهو نح ف الثانوية العامة بجموع عال لكنه قال‬
‫لوالده انه يريد ان يدخل الكلية الربية ليقتل رئيس الدولة ويطط للقيام بإنقلب‪ .‬دخل‬
‫اليش من أجل هذا الشروع‪ .‬التزامه سبق دخوله اليش‪ .‬وهو ل يتزو‪p‬ج‪ ,‬إذ كان عازفا‬
‫عن موضوع الزواج ويقول ان الزوجة ستضر‪p‬ن لنا ستكون أداة ضغط علي‪ .‬لا خطط‬
‫للهرب من السجن )بعد اعتقاله ف الثمانينات( قال له أحد الخوة‪ :‬أريد ان اهرب معك‪,‬‬
‫قل ل مت ستهرب‪ .‬فرد عليه‪ :‬إذا أردت ان ترب معي‪) ,‬سر‪p‬ح( )طل‪€‬ق( زوجتك عندما‬
‫تأت لزيارتك ف الرة القبلة‪ .‬وهكذا ل يكنهم ان يعتقلوها للضغط عليك بعد فرارك‪.‬‬
‫)‪ (...‬وقد ق•تل )القمري( رحة ال عليه وهو على هذه الال )غي متزوج(‪.‬‬

‫التدريب ‪:‬‬

‫إذن كانت الماعات الهادية تظهر لكن ل يكن هناك رابط عضوي ف ما بينها‪.‬‬
‫استغلت الماعات الختلفة مناخ الدوء وكان اعضاؤها يذهبون ال صحراء دهشور ف‬
‫منطقة دهشور )بعد الرم( للتدرب على الرماية والسلح وبعض المور البسيطة الخرى‬
‫)القتال(‪ .‬كان التدريب يتم قرب القاهرة خصوصا‪ V‬ف دهشور وطفت الطاطبة‪ ,‬ف حي‬
‫كان التدريب ف الصعيد يتم ف الناطق البلية‪.‬‬

‫كان ي تم تدريب ال ناس ع لى ا ساس ا ستخدامها ف ال ستقبل‪ .‬ل ت كن ه ناك ن ية‬


‫للصطدام من النظام ف شكل مباشر‪ .‬فنظرية الدكتور الظواهري تتلف عن الخرين‪.‬‬
‫الخرون اصطدموا مع النظام فعل‪ V‬وكو‪p‬نوا بسرعة عمل‪ ,V‬لكنه كان يرى ان هذه الطريقة‬
‫لن تل ال شكلة‪ ,‬لنه حت وإن نح ت« ف عمل ية فإن ه ناك عق بات أ خرى ستعترض‬
‫طريقك‪ .‬فأنت لست متغلغل‪ V‬ف اليش وليس لك مؤيدين ف الناصب الساسة فيه‪ .‬فإذا‬
‫قمت مثل‪ V‬بإنقلب فستجد نفسك ماصرا‪ V‬مثل‪ V‬من الرس المهوري او القوات العادية‬

‫)‪(5‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫وتدخل ف صراع معهم وتفشل‪ ,‬حت وإن انضم اليك بعض الكتائب واللوية‪ .‬فالسألة‬
‫ليست مرد إنقلب‪ .‬ل بد ان يصل إعداد وتغلغل قوي ف الؤسسة العسكرية‪.‬‬

‫عبد السلم فرج وقتل السادات ‪:‬‬

‫واستمرت الماعات الت تمل أفكار‪V‬ا جهادية تعمل ف شكل منفرد حت أواخر‬
‫السبعينات تقريبا‪ .‬ف ‪ 1979‬حصل تالف بينها فتوحدت‪ ,‬وهي الت كانت مسؤولة عن‬
‫قتل السادات‪.‬‬

‫ح صل التو حد ف و قت كان النح ن الت صاعدي ف ال صراع ب ي ال سلميي‬


‫والسادات مستمرا‪ V‬ف الرتفاع‪ .‬فبعد زيارته اسرائيل وبعد كامب ديفيد‪ ,‬استفز السادات‬
‫م شاعر ال مة مرة ثان ية ب عد ال ثورة اليران ية ف ‪ 1979‬باست ضافته ال شاه‪ .‬وو سط هذه‬
‫الجواء كان فصيل من الؤمني بالفكار الهادية يطط لقلب النظام ويرى ان المور‬
‫تسي ف مصلحته‪ .‬فهو يستفيد من هذا الناخ لتجنيد الناس وتأكيد صحة فكرته ف شأن‬
‫الرجل )السادات(‪.‬‬

‫شعر السادات بأن الجواء ل تسي لصلحته وان ال شارع يكن ان ينقلب ضده‪,‬‬
‫فاستخدم وسائل العلم الت استعملت مصطلح المينية على الثورة اليرانية‪ .‬وبدأ الكلم‬
‫عن المينيي وكيف انم يسبون الصحابة‪ ,‬واست–خدم موضوع الذهبية كون مصر سنية‬
‫وايران شيعية‪.‬‬

‫ف هذا الوقت حصلت حادثة الزاوية المراء‪ ,‬إحدى مناطق القاهرة‪ .‬بدأت صراعا‬
‫على قطعة أرض بي السلمي والنصارى‪ .‬سو‪p‬ر السلمون قطعة الرض وأقاموا فيها مكانا‬
‫لتعليم القرآن والصلة‪ .‬وكان هناك كمال عياد‪ ,‬وهو نصران يلك رشاشا‪ V‬آليا‪ V‬ويسكن‬
‫أمام قطعة الرض‪ .‬تضايق من هذا النظر‪ ,‬فنل وأطلق النار على الولد الذين يدرسون‬
‫هناك فق•تل بعضهم‪ .‬هاج الناس البسطاء وظهرت فتنة طائفية‪ .‬بدأ الكلم عن ان النصارى‬
‫السيحيي يقتلون السلمي داخل السجد‪.‬‬

‫ذهب ت– يومها ا ل م سجد ال نذير ح يث وقعت الادثة‪ .‬و كان ي شبه ساحة معر كة‬
‫ع سكرية‪ :‬ا لبيوت مرو قة‪ ,‬ترت فع علي ها شعارات متل فة من كل طرف‪ .‬اللت مط مة‬
‫ومرو قة‪ .‬قوات ا لمن منت شرة ف كل ال طرق الؤد ية ا ل الزاو ية ال مرا‪ ,‬كأ نا قا عدة‬

‫)‪(6‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫عسكرية‪ .‬صل‪€‬ينا هناك وبتنا ف السجد‪ .‬كانت الناس تأت من كل مكان‪ :‬حت من أسيوط‬
‫وأسوان‪ .‬كانوا يأتون ال )اللحمة الكبى(‪ .‬كانوا يريدون حاية السجد‪.‬‬

‫ا لذين قاموا بال حداث كانوا اشخا صا‪ V‬عاديي‪ .‬بع ضهم كان ي لس ف الق هى‬
‫ي شرب الشي شة ف سمع ان الن صارى يقت لون ال سلمي‪ ,‬ف هب ل لدفاع عن هم‪ .‬وام تدت‬
‫ال حداث ا ل منط قة ا لوايلي‪ ,‬و كانت بال غة ال شدة‪ .‬وز ير الداخل ية ف ذ لك ال ي كان‬
‫النبوي اساعيل‪ .‬وقد تدخلت وسائل العلم ف الوضوع وكتبت ان هناك دولة داخل‬
‫الدولة وان النصارى ي–قتلون‪ .‬قلبوا القصة‪ :‬كانت الكاية ان كمال عياد هذا هو الذي بدأ‬
‫بإطلق النار‪ ,‬فما كان من وسائل العلم إل ان قلبت الوضوع وبي‪p‬نت ان قوات المن‬
‫غ ض‪p‬ت ال طرف وتر كت ال سلمي يقت لون ال سيحيي وير قون ب يوتم‪ .‬ف النها ية تبي‪p‬ن ان‬
‫السلمي عندما دخلوا النازل للنتقام‪ ,‬ل يدوا سوى النساء والطفال فلم ي س‪p‬وا بم‪.‬‬
‫دخ لوا ا لبيوت فعل‪ V‬ليقت لوا إنتقا ما‪ V‬للقت لى ال سلمي‪ ,‬لكن هم ل يدوا سوى الن ساء‬
‫والطفال‪ .‬وأنا ما زلت أذكر هذه الحداث جيدا‪.V‬‬

‫ا ستخدمت الدو لة بعض العل ماء لتهدئة الوضع‪ .‬فأح ضرت الر شد ال عام ل لخوان‬
‫السلمي الشيخ عمر التلمسان وبعض الدعاة‪ .‬ولكنك كنت تشعر وانت تعيش الحداث‬
‫ان هناك يدا‪ V‬خفية تر‪p‬كها ولا رغبة ف إثارة الوضوع بذه الطريقة‪ .‬إذ كادت المور تتد‬
‫وينفلت زمام المور من الدولة بعد حصول استفزازات ف بعض الدن‪.‬‬

‫الماعات الهادية كانت موجودة ف تلك الفترة وكان بعض أطرافها موجودا‪ V‬ف‬
‫ت لك ال حداث‪ .‬قالوا‪ :‬با ان العمل ية ت تاج ا ل ت سليح‪ ,‬والدو لة تترك نا بدون حا ية‪,‬‬
‫والنصارى معهم أسلحة ويز‪p‬نونا ف الكنائس وبعضهم كان معه خناجر ‪ -‬إذ دخلوا على‬
‫قسيس ف شقته فوجدوا معه خنجرا‪ V‬وتبي‪p‬ن لم انه يلعب كاراتيه‪ .‬يا مصيبة! ‪ -‬فقالوا‪ :‬با‬
‫ان الدولة تشجع النصارى‪ ,‬يب علينا ايضا‪ V‬ان نتسلح وندعو الناس ال التسلح‪.‬‬

‫توحد الماعات ‪:‬‬

‫ف تلك الجواء وقبلها تلقت الفكار والرادات بي الماعات الهادية‪ .‬إذ ظهر‬
‫م مد ع بد ال سلم فرج‪ ,‬عل يه ر حة ا ل‪ ,‬ب عدما قب ضت ال سلطات آ نذاك ع لى تنظ يم ف‬
‫السكندرية يدعى تنظيم )الهاد( من بي قادته البارزين ابراهيم سلمة‪ ,‬رحة ال عليه‪.‬‬
‫وكان اعضاء هذا التنظيم يعرفون الدكتور أين وكانت لم علقة مع نبيل نعيم وعصام‬

‫)‪(7‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫الق مري‪ ,‬عل يه ر حة ا ل‪ .‬وع لى ر غم ك شف التنظ يم‪ ,‬ل ي–عت قل م مد ع بد ال سلم فرج‬
‫وحصل ان –ع ي‪p‬ن مهند سا‪ V‬ف جامعة القاهرة‪ .‬و كان م سكنه قري با‪ V‬من بولق و تزوج من‬
‫هناك‪.‬‬

‫فرج ر جل •ظ لم ح ي‪V‬ا ومي تا‪ .V‬ظل مه أقرا نه وأ خوانه وأت باعه‪ .‬هو ا لذي أح يا في هم‬
‫أف كارا‪ .‬الك تب كانت مو جودة أ مامهم‪ .‬لك نه هو ا لذي قرأ و بث و خرج بك تاب‬
‫)الفريضة الغائبة( الشهي‪ .‬إذ كان يدعو ال الهاد على أساس انه الفريضة الغائبة وان ما‬
‫ترك قوم الهاد إل ذل‪€‬وا‪ .‬واستشهد بجموعة من الدلة الشرعية‪ .‬والديد عنده أيضا‪ V‬انه‬
‫رد على المعيات اليية والؤسسية الت كانت تثي شبهات تتعلق بقضية تبن مشروع‬
‫قضية الهاد‪ .‬قال لم‪ :‬عندما يأت موسم الج تذهبون ال الج وتقرأون ف فقه الج‪.‬‬
‫وإذا جاء رمضان تقرأون ف فقه رمضان‪ .‬وف الزكاة تقرأون عن الزكاة‪ .‬أما الهاد‪ ,‬فل‬
‫تتكل مون ع نه ع لى ر غم ان ال كم ال سلمي غ ي مط بق وال سلطة مغت صبة‪ .‬كانت هذه‬
‫المور موجودة ف ذهن بعض الناس‪ ,‬لكنها ل تكن مم‪p‬عة ف كتاب مثل كتابه الصغي‬
‫)الفريضة الغائبة(‪.‬‬

‫تعر‪p‬ف عبد السلم فرج ال أخ يدعى شعبان عبد العاطي من بولق‪ .‬وعر‪p‬فه هذا‬
‫ال كرم زهدي‪ ,‬وكان هذا مسؤول )الماعة السلمية( ف الصعيد‪ .‬والماعة السلمية‬
‫ف تلك الفترة ل تكن بالعن الصطلحي الال العروف بعد قتل السادات‪ .‬كان الخوة‬
‫ف الصعيد لم نظام يتلف عن النظام ف الوجه البحري‪ .‬كانت عندهم فكرة تغيي النكر‬
‫بالقوة‪ ,‬و كانت لم م شاكل كثية مع الن صارى ه ناك‪ .‬ل كن ل ي كن ا سهم )الما عة‬
‫ال سلمية( بالعن ا لرائج ا لن‪ .‬ي قول بع ضهم ا لن ف كتا باته‪ ,‬لل سف‪ ,‬ان الما عة‬
‫ال سلمية تأس ست بذا ال سم‪ .‬ل كن هذا ال سم إ ختراع قدي ل ـ)ا لخوان ال سلمي(‬
‫اعتمدوه ليدخلوا الامعات ومن ضمنها جامعة أسيوط والنيا‪ .‬لكن إخواننا ف )الماعة‬
‫السلمية( أرادوا ان يرثوا السم لنه كان إس‪V‬ا معروفا‪ V‬ومشهورا‪.V‬‬

‫تقابل ممد عبد السلم فرج مع الخوة هؤلء )الماعة السلمية ف الصعيد(‪ ,‬ث‬
‫تعرف ا ل طارق الز مر ونب يل الغر ب )جا عة الهاد ف القاهرة(‪ ,‬و عرض فكر ته لقا مة‬
‫)الدولة السلمية(‪ .‬مث‪€‬ل ذلك جديدا‪ V‬ل يذكره إخواننا الذين يتحدثون عن تاريخ الركة‬
‫ال سلمية الهاد ية‪ ,‬خصو صا‪ V‬ا لذين ت تدخل ع ندهم العاط فة وا لولء القب لي‪ .‬فالما عة‬
‫ال سلمية‪ ,‬مثل‪ V‬ف ال صعيد أو ا لوجه الب حري وم ناطق أ خرى‪ ,‬كانت ت ضم جا عات‬
‫حسبوية‪ .‬ل يكن ف تصورهم مشروع إقامة دولة إسلمية‪ .‬ممد عبد السلم فرج طرح‬

‫)‪(8‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫جديد‪V‬ا هو إقامة دولة إسلمية متكاملة‪ .‬الخوة )ف الماعة السلمية( يقولون إننا كنا‬
‫جاعة‪ ,‬لكنها كانت عبارة عن مموعة من الشخاص يقومون بنشاطات ف الامعات‬
‫مثل‪ V‬او يدعون النساء ال ارتداء الجاب ومنع الختلط ويقومون بشاكل مع النصارى‬
‫ف مناطقهم‪ .‬ل تكن مسألة قيام الدولة قائمة ف تصورهم‪ .‬أقصى ما كانوا يعملون عليه‬
‫هو تطبيق بعض الفاهيم السلمية ف الناطق الت ينشطون فيها‪ .‬فجاء عبد السلم فرج‬
‫وتكلم عن مشروع لقامة الدولة وطرح الشبهات الثارة حوله ورد عليها‪ .‬استدل بادثة‬
‫تاريية ل اعتقد ان أحدا‪ V‬ف الركة السلمية قبله لأ اليها‪ .‬طرح موضوع التتار‪ ,‬وطب‪p‬قها‬
‫على واقعنا‪ .‬فالتتار كانوا أسلموا لكنهم ل يطب‪p‬قوا السلم بل جاؤوا بقانون من عندهم‬
‫س‪p‬وه الياسق‪ .‬ك•تب إبن تيمية عن هذا الوضوع كانت موجودة‪ ,‬لكن أحدا‪ V‬ل ي–طب‪p‬قها‬
‫على واقعنا حت قام بذلك عبد السلم فرج‪ .‬وكل كتابات الركة الهادية التوافرة الن‬
‫ت–عتب بثابة )عيال( على كتاب )الفريضة الغائبة(‪ .‬إذ ل تأت بديد عليه‪ ,‬بل بتوسعات‬
‫فقط‪.‬‬

‫استطاع فرج من خلل عمله هذا استقطاب شباب كثيين‪ .‬وهو كان يقيم الجة‬
‫بنفسه‪ ,‬فهو صاحب الشروع‪ .‬فأقنع كثيين بشروعه وبينهم عبود الزمر ‪ -‬الذي كان‬
‫التزم قبل سنة من مقابلته مع فرج‪ .‬إذ التزم عبود الزمر عام ‪ ,1978‬واللقاء بينهما ت سنة‬
‫‪.1979‬‬

‫ث التقى الخوة ف مموعة الصعيد‪ :‬من أسوان واسيوط وقنا‪ ,‬وكو‪p‬نوا ما ي–سمى‬
‫ب ـ)م لس ال شورى( و هو ا لذي ا تد مع ممو عة ع بد ال سلم فرج ال• شك‪€‬لة‪ .‬تل قت‬
‫الموع تان مع ب عض‪ .‬الر جل ) فرج( كان مؤد با‪ V‬ومتوا ضعا‪ V‬و ل ي شأ ان ي قول لم إن ن‬
‫المي‪ ,‬على رغم ان هذا هو وضعه ف الواقع‪ .‬ولو ل يكن ذلك صحيحا‪ ,V‬فلماذا استأذنه‬
‫خا لد ال سلمبول و عرض عل يه هو با لذات ف كرة ق تل ال سادات‪ .‬ع ندما س–ئل خا لد‬
‫السلمبول‪ ,‬رحة ال عليه‪ ,‬ف التحقيقات وقالوا له‪ :‬لاذا ذهبت ال ممد عبد السلم‬
‫فرج با لذات? أ جابم‪ :‬لن الر جل فق يه‪ .‬كان ال ناس يأتون ال يه من ال صعيد وال ناطق‬
‫الخرى‪ .‬فلو ان أحدا‪ V‬غيه كان هو السؤول‪ ,‬لكانوا ذهبوا اليه وليس ال عبد السلم‬
‫فرج‪.‬‬

‫فرج كان المي العام والسؤول عن كل التخطيطات الت جرت ف تلك الفترة‪.‬‬
‫مثل‪ V‬ال سبوع ا لذي سبق مق تل ال سادات‪ :‬فرج هو ا لذي ج لب إبر ال نار )الا صة‬
‫برشاشات العسكريي الشاركي ف العرض العسكري الذين ن ف‪€‬ذوا الجوم على الرئيس‬

‫)‪(9‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫الصري(‪ .‬وهو الذي جاء بالقنابل‪ .‬خالد السلمبول ل يأت بشيء من الداخل )داخل‬
‫ال يش(‪ ,‬إذ قال ل فرج ا نه ل ي ستطيع ان ي–دخل شيئا‪) V‬ا ل م كان ال عرض الع سكري(‪,‬‬
‫فالخابرات تنع ذلك‪ .‬فأحضر فرج كل ما كان يتاجه منفذو العملية )ذخية حي‪p‬ة(‪.‬‬

‫وا لذين •ق بض علي هم ف ا لوجه الب حري و ع–ثر ع ندهم ع لى ال سلحة ال•خ ب‪p‬أة‪ ,‬ل‬
‫يكونوا من الصعيد‪ .‬كل الذين اشتركوا ف العملية كانوا من الوجه البحري‪ .‬ل تفشل‬
‫عملية قتل السادات على رغم ان نبيل الغرب ق•بض عليه وع–ذ‪€‬ب لكنه ل يقل ان السادات‬
‫سيقتل ف ‪ 6‬اكتوبر‪ ,‬على رغم انه كان يعرف بالعملية‪ .‬فهو الذي رسم خطة إذاعة البيان‬
‫)بعد قتل ال سادات( من مبن الذاعة والتلفز يون‪ ,‬و هو الذي ج ن‪p‬د لذه الغاية الذيع ف‬
‫الذاعة والتلفزيون ممد البلتاجي رحه ال والذي كان ي–فترض ان يقرأ البيان‪ .‬قابله هو‬
‫وممد عبد السلم فرج ف منشية البكري واقتنع بأفكار فرج وكتب له البيان الذي كان‬
‫سيلقيه عب الذاعة والتلفزيون‪ .‬وقد ع–ذب حت الوت‪ ,‬رحة ال عليه‪ ,‬بعد ذلك ف سجن‬
‫الستئناف‪.‬‬

‫دخول الظواهري على الط ‪:‬‬

‫هذا ي–بي‪p‬ن ل نا ان فرج ل عب دورا‪ V‬مور ي‪V‬ا ف توح يد الما عات وخ طة اغت يال‬
‫السادات‪ .‬وكان ف تلك الفترة ان دخل على الط أيضا‪ V‬الدكتور أين‪ .‬إذ ظهرت مموعة‬
‫يقودها سال الرحال والتقى افرادها مع إخوة يعتقنون الفكار نفسها وطلبوا التعرف على‬
‫ع بد ال سلم فرج‪ .‬وتقا بل ا لدكتور )أ ين( مع ع بود الز مر‪ ,‬وناق شه ف بعض ا لمور‪ ,‬إذ‬
‫كانوا ي شون ان ي صل رد ف عل عك سي كبي من ال سلطة وي شون انك شاف التنظ يم‪.‬‬
‫وت سل‪€‬م ا لدكتور صندوقا‪ V‬يوي قنا بل و صواريخ )آر ب جي( واخ فاه ف ع يادته ق بل ان‬
‫ينقله ال بيت الشيخ نبيل البعي‪.‬‬

‫كل هذه ال يوط تداخلت مع بع ضها‪ .‬و كان هذا التوح يد ال عام ال ظاهري ك له‬
‫بسبب الغليان الذي تعيشه مصر ف تلك القبة‪ .‬فالسادات كان يشن حلة على العديد‬
‫من العل ماء‪ .‬فو صف ال شيخ حافظ سلمة ‪ -‬و هو ب طل من أب طال القاو مة ف مدي نة‬
‫السويس ونال وسام الطبقة الول ‪ -‬بأنه )الدع النون بتاع السويس(‪ .‬وقال عن الشيخ‬
‫اللوي )أهو ناي زي الكلب( ف السجن‪ .‬وظل يوزع الشتائم لكل من ينتقده‪ .‬فحصل‬
‫غليان ف القابل‪ .‬فقرر الناس )الماعات( ان ل بد من التخلص منه‪ ,‬خصوصا‪ V‬بعد أصدر‬
‫ال سادات )‪ 5‬قرارات سبتمب ‪) (1981‬اعت قال ‪ 1536‬شخ صا‪ (V‬وت ضمنت ا ساء ب عض‬

‫)‪(10‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫الخوة‪ .‬ث حاول المن ان يقبض على ممد عبد السلم فرج‪ ,‬فأصيب ف رجله وفر‪.‬‬
‫وكان يقود دراجة نارية )موتوسيكل( ويفر من مكان ال آخر‪ .‬لكنه استطاع على رغم‬
‫ذلك ان يوحد كل هذه الموعات ويزرع فيها فكرة مشروع الدولة السلمية‪.‬‬

‫وعلى رغم كل التضييق الذي كانت تقوم به الدولة‪ ,‬ل تعرف بكل هذه الشاريع‪.‬‬
‫وظلت الماعات ت–جن‪p‬د اعضاءها ف تلك الفترة وتدربم‪ .‬ومعظم الذين تدربوا‪ ,‬بن فيهم‬
‫شباب الصعيد‪ ,‬كانوا يأتون إما ال عبود الزمر لكي يدربم أو عباس شنن ف بولق أو‬
‫نبيل الغرب‪ .‬معظم الذين تولوا التدريب كانوا من الوجه البحري‪ .‬وقضية مقتل السادات‬
‫كانت تقريبا‪ V‬مصورة ف الوجه البحري‪ .‬جاعة الصعيد كانت تعرف با لكنها ل تشترك‬
‫فعليا‪ V‬فيها‪.‬‬

‫عندما ظهرت فكرة خالد السلمبول وعرضها على ممد عبد السلم فرج تردد‬
‫الخي ف البداية ف الوافقة عليها وخشي ان تؤدي ال كشف التنظيم‪ .‬لكنه وافق ف ناية‬
‫المر‪ .‬استشار ف البدء السؤول العسكري وهو عبود الزمر وكان مقدما‪ V‬ف الخابرات‬
‫فرفضها لنا ستكشف التنظيم وهو ل يريد ذلك لنه يعتقد باستمرار الشروع على القل‬
‫خس سنوات ليج مع ا كب عدد من ال شباب‪ .‬ل كن ح صل إ صرار ع لى ا ستغلل هذه‬
‫الفرصة )العرض العسكري لقتل السادات( على أساس ان النف‪€‬ذين سي–قتلون بدورهم‪ .‬إذ‬
‫قال خالد السلمبول الراس سيقتلونه هو وعطا طايل حيدة ‪ -‬صديق عبد السلم فرج‬
‫من أيام الثانوية ‪ -‬وعبد الميد عبد السلم وحسن عباس‪ ,‬وبالتال لن ي–كشف التنظيم‪.‬‬
‫وع لى هذا ال ساس‪ ,‬وا فق ع بود الز مر ف نا ية ال مر وم شى ف ال طة‪ .‬وه كذا ن– ف‪€‬ذت‬
‫العملية ونحت بقتل السادات‪.‬‬

‫***‬
‫هان السباعي‬
‫وقصة )جاعة الهاد( )‪(2‬‬

‫)‪(11‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫ال سلمي ال صري هان ال سباعي يروي ق صة خلف )ال هاد( مع )الما عة‬ ‫‪‬‬
‫السلمية( ‪ . . .‬وانتقال السلميي ال أفغانستان‪.‬‬
‫اغت يال ال جوب ك شف ال تدريبات ف أفغان ستان ‪ . . .‬وق ضية )طلئع الف تح(‬ ‫‪‬‬
‫سبب النشقاق الول على الظواهري ‪.‬‬

‫ق•تل السادات ف ‪ 6‬تشرين الول )اكتوبر( ‪ ,1981‬بعد شهر من صدور )قرارات‬


‫سبتمب( ا لت اعت– قل بوجب ها ‪ 1536‬من ق يادات ال شعب الختل فة‪ ,‬من إ سلميي‬
‫وم سيحيي‪ .‬وب عد اغت ياله ح صلت ماك مة وا سعة لل سلميي ف ق ضية )تنظ يم ال هاد(‬
‫ا ستمرت أ كثر من عامي‪ .‬وب عد حق بة الاك مة‪ ,‬جاءت حق بة ال فراج عن ال سجناء‬
‫وحصلت فترة هدوء استغلتها الماعات ف للمة جراحها وإعادة بناء نفسها‪ ,‬إنطلقا‪ V‬من‬
‫أفغانستان‪.‬‬

‫الحكام الت صدرت ف قضية )تنظيم الهاد( شك‪€‬لت مفاجأة لكثيين‪ .‬إذ أصدر‬
‫الست شار ع بد الغ فار م مد أ حد ف الق ضية الر قم ‪ 462‬لل عام ‪ 1981‬ح صر أ من دو لة‬
‫عليا‪ ,‬أحكاما‪ V‬بباءة ‪ 190‬من أصل ‪ 302‬من التهمي‪ .‬وجاءت الحكام على الخرين‬
‫خفيفة‪ ,‬علما‪ V‬بأن إثني منهم توفيا ف السجن‪.‬‬

‫مث‪€‬ل ذلك صدمة لرجال المن الذين كانوا يتوقعون أحكاما‪ V‬بإعدام ما ل يقل عن‬
‫عشرة من التهمي‪ .‬لكن الحكام ل تشمل العدام‪ ,‬بل حلت الباءة لعدد كبي بينهم‬
‫الدكتور عمر عبد الرحن الذي كان التهم الول ف القضية‪ .‬والكمة بر‪p‬أته لنه ل يكن‬
‫له دور‪ .‬إذ ل يشهد أحد بأنه أمر بقتل السادات‪ .‬حت ف موضوع إفتائه بكفر السادات‪,‬‬
‫فإن ا لمر كان مبه ما‪ - V‬حت ف شهادة ال شيخ ع مر نف سها‪ .‬ف لم ت ستطع الك مة ان‬
‫ت ستخلص رؤ ية في ها‪ ,‬لكن ها واف قت ع لى ان العترا فات ا لأخوذة كانت ول يدة ت عذيب‬
‫واكراه‪ ,‬مهما كانت نتيجتها‪ .‬ولذلك حو‪p‬لت الدولة سلطات المن النائي الدن )قضايا‬
‫السلميي( ال الاكم العسكرية لتستطيع أصدار أحكام ترضى با‪.‬‬

‫خلفان ‪:‬‬

‫)‪(12‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫خلل ق ضاء التهم ي فترة سجنهم‪ ,‬برزت خل فات بين هم‪ .‬تناق شوا ف ق ضيتي‪.‬‬
‫الول قضية اغتيال السادات‪ ,‬وكان هناك إجاع على ضرورة حصولا‪ .‬أما اللف فنشأ‬
‫عن ان جا عة الهاد ‪ -‬اي المو عة ا لت تتب ن‪p‬ى أف كار الهاد ‪ -‬كانت ترى ان الع تداء‬
‫على مديرية المن ف اسيوط واحتللا عمل عشوائي غي مطط له وكان عبارة عن رد‬
‫فعل اسال دماء ما كان ينبغي ان ت–سال‪ .‬فحصل خلف بينهم‪ ,‬إذ ان الخوة ف الماعة‬
‫السلمية كانوا يرون ان ما حصل صحيح‪ .‬لكن حادثة أسيوط ما كان ينبغي ان تصل‪.‬‬
‫فقد ق•تل السادات‪ ,‬وهم )الماعة السلمية ف الصعيد( علموا بذلك‪ .‬لكنهم أصروا على‬
‫الق يام بع مل وذه بوا ا ل مدير ية ا لمن ف أ سيوط وج عوا صفوفهم ل حداث ا ضطراب‬
‫وبلب لة ث احتلل الدي نة‪ .‬ل كن ك يف ت تل مدي نة وا نت ت عرف ا نك ستحا صر ب عد ذ لك‬
‫ول يس ع ندك خ طة للك مال ع لى بق ية مديريات ال من? هاجت الما عة ال سلمية‬
‫الديرية‪ ,‬لكن ف النهاية است–نفدت اسلحة الشباب وت القبض عليهم وق•تل من ق•تل منهم‪.‬‬
‫ق•بض على عدد كبي جدا‪ V‬من الخوة بعضهم كان التزم حديثا‪ ,V‬ف الصعيد‪ .‬لذلك تد ان‬
‫عدد ا لاكمي من ال صعيد ف ق ضية تنظ يم ال هاد كبي جدا‪ .‬ا ستنفروا ال ناس من باب‬
‫الما سة ودخ لوا العر كة‪ .‬و لو ا نم اكت فوا بق ضية اغت يال ال سادات ل كان ال ضرر سيقد‪p‬ر‬
‫بقدره وانصرت القضية بالموعة الول‪ .‬لكن الدث الرهيب الدي حصل ف الصعيد‬
‫أدى ال اعتقال اعداد كبية منهم وسجنهم‪ .‬لذلك أفت الدكتور عمر عبد الرحن للخوة‬
‫بالصوم ‪ 60‬يوما‪ V‬على أساس ان ما حصل ف الصعيد خطأ‪ .‬طبعا‪ V‬هناك من ينفي ذلك‪,‬‬
‫لكن هذا حصل بشهادة شهود عدول‪ .‬وهذا دليل على عدم الرؤية والوضوح‪ .‬فالسألة‬
‫)عملية أسيوط( جاءت عفوية نتيجة ان اخواننا ف الوجه البحري ف القاهرة عملوا عملية‬
‫كبية )قتل السادات( فيجب أن نفعل مثلهم‪ .‬ونن الن نراجع الذات ونقف مع النفس‪,‬‬
‫نرى ان هذا الادث ضرره أكب من نفعه‪ ,‬بل ل ند له نفعا‪.V‬‬

‫كان هذا أحد خلفي ف السجن‪ .‬اما اللف الثان فكان على إمارة الشيخ عمر‪.‬‬
‫ففريق كان يرى ان الشيخ عبود الزمر باعتباره رجل‪ V‬عسكريا‪ V‬وم–قدما‪ V‬ف جهاز الخابرات‬
‫ولديه صفات القائد ‪ -‬وهي الواس ومن ضمنها البصر خصوصا‪ - V‬هو الصلح ليكون‬
‫أم يا‪ .‬حاول إخوان نا ف ال صعيد ‪ -‬ق بل ان يطر حوا ال شيخ ع مر ‪ -‬إد خال شخص آ خر‬
‫لي كون ف مقا بل ا لخ ع بود الز مر‪ .‬طر حوا ا لدكتور نا جح ابراه يم‪ ,‬و هو شخ صية من‬
‫الماعة السلمية‪ .‬لكنهم وزنوا المور وخلصوا ال ان كفة عبود الزمر سترجح بسبب‬
‫صفاته العسكرية وغيها من اليزات‪ .‬فوجدوا ان عليهم التيان بشخصية ل يستطيع أحد‬
‫الوقوف ف وجهها‪ .‬فجاؤوا بالشيخ عمر على أساس انه ازهري وشخصية علمية وروحية‬
‫مرموقة‪ ,‬ليكون أمي الميع‪.‬‬

‫)‪(13‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫ف اث ناء هذا اللف ج لس فر يق كأنه ع لى ال ياد‪ .‬وف جأة ف جر ا لرائد ع صام‬


‫الق مري‪ ,‬ير حه ا ل‪ ,‬ق ضية شرعية ل ت كن متوق عة م نه هو ب صفته ع سكريا‪ .V‬إذ ج لس‬
‫القمري وأعد‪ p‬بثا‪ V‬وقرأه للناس التمعي ف العنب‪ ,‬وقال لم انه ل توز ولية الضرير‪.‬‬
‫ف ج‪p‬ر ذلك خلف‪V‬ا كبيا‪ .V‬إذ أصر اخواننا ف الماعة السلمية على ان يكون المي هو‬
‫ا لدكتور ع مر‪ ,‬ف قام ا لخرون و قالوا ان ع بود الز مر هو ا لمي‪ .‬وه نا ح صل النف صال‪.‬‬
‫مموعة الرم وبري اختارت عبود الزمر‪ ,‬والموعة الخرى اختارت الدكتور عمر عبد‬
‫الر حن‪ .‬و كل ذ لك ب سبب الب حث ا لذي قدمه ع صام الق مري ا لذي اراد ان يبي‪p‬ن قول‬
‫الشرع ف هذه القضية‪ .‬وقدمت )جاعة الهاد( بعد ذلك بثا‪ V‬اسه )ولية الضرير( يعتمد‬
‫بصراحة على ما كتبه عصام القمري‪ .‬وقد استفاد منه لحقا‪ V‬الدكتور عبد القادر بن عبد‬
‫العزيز )الدكتور سيد إمام‪ ,‬أمي جاعة الهاد لحقا‪.(V‬‬

‫حصل النقسام وبقي كل منهم يعمل ضمن جاعة مستقلة‪ :‬إما الماعة السلمية‬
‫أو الهاد‪ .‬ل يكن السجونون جيعهم ينتمون ال تنظيم موحد‪ ,‬على رغم انم كانوا ف‬
‫قضية واحدة هي )تنظيم الهاد( الذي ضم جيع الناس سواء كانوا )جاعة اسلمية( او‬
‫)جهاد(‪ .‬وانتهت القضية بروج تنظيمي من السجن‪ :‬جاعة الهاد بقيادة ع بود الزمر‬
‫والماعة السلمية بقيادة الشيخ عمر عبد الرحن‪ .‬وقد حاول بعض الناس ان يصلحوا‬
‫بي الطرفي ويوحدوها‪ ,‬ولكن دائما‪ V‬كانت تبوء الاولت بالفشل لسباب كثية‪.‬‬

‫للمة الراح ‪:‬‬

‫بدأ خروج ال سجناء ف منت صف الثماني نات‪ .‬أفر جوا ف ال بدء عن ‪ 190‬شخ صا‬
‫نالوا ا لباءة‪ .‬أ ما ا لذين نالوا احكا ما‪ V‬مف فة م ثل ثلث سنوات‪ ,‬ف هم ق ضوها ا صل‪ V‬م نذ‬
‫اعت قالم وخر جوا م ثل ا لدكتور أ ين ال ظواهري ا لذي انت هت فترة م كوميته و هي ثلث‬
‫سنوات‪ .‬خرج ناس كثيون من نالوا أحكاما‪ V‬بالسجن سنتي او ثلث سنوات‪.‬‬

‫كانت ال فترة من ‪ 1985‬ا ل ‪ 86/87‬فترة هدوء‪ .‬فال ناس ترج من ال سجون‬


‫تلملم جراحها‪ .‬واحد عاد ال اسرته والخر ال جامعته او ال وظيفته‪ .‬كل الماعات‬
‫حاولت لل مة جراح ها‪ .‬سعت جا عة ال هاد ا ل ذ لك ف افغان ستان‪ ,‬إذ ان مو ضوعها‬
‫يتلف عن الماعة السلمية الت هي ف الساس جاعة دعوية ‪ -‬حسبوية تعمل علنا‪ V‬ف‬
‫الساجد ويأت اليها التباع دائما‪.(...) .‬‬

‫)‪(14‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫حرب افغانستان كانت مستمرة وقتها‪ .‬فبدأ الذين يرجون من السجن بالتفكي ف‬
‫السفر‪ .‬كانت نيتهم السفر ال السعودية لنا اللقة الت توصلهم ال افغانستان‪ .‬ل يكن‬
‫هناك معب أسهل منها‪ .‬يرج الشخص للحج او العمرة ومن هناك يسافر ال افغانستان‪,‬‬
‫عب مكاتب جعيات تساعد الاهدين علنا‪.V‬‬

‫ومن خلل التحقيقات الت اطلعت عليها‪ ,‬ي–لحظ ان معظم الصريي الذين خرجوا‬
‫ال أفغانستان ل يرجوا بوازات سفرهم القيقية‪ .‬كان الصريون أكثر الناس حرصا‪ V‬على‬
‫عدم السفر بوازهم القيقي‪ .‬وحت من كان منهم يسافر بوازه القيقي ال السعودية‬
‫كان يرج منها بواز غي جوازه الصري‪ .‬وهذا يدل على حس‪p‬هم المن الرتفع مقارنة‬
‫مع اخوان نا ف الل يج ح يث كانت ا لدول ت– سهل ا صل‪ V‬لم ا لروج ل نا كانت آ نذاك‬
‫تساند علن‪V‬ا الهاد ضد السوفيات‪ .‬وأنا هنا ل أكشف سرا‪ ,V‬فالمن الصري يعرف ذلك‬
‫من التحقيقات الت أجراها‪.‬‬

‫و كان ا لدكتور أ ين من بي هؤلء ا لذين سافروا ا ل أفغان ستان‪ .‬سبقه ا ل ه ناك‬


‫أشخاص هربوا قبل ‪ 1981‬مثل الدكتور سيد إمام الشهور بعبد القادر بن عبد العزيز‬
‫صاحب كتاب )طلب العلم الشريف(‪ .‬وكان الهندس ممد‪ ,‬شقيق الدكتور أين‪ ,‬هاربا‬
‫اصل‪ V‬واسه ورد ف قضية تنظيم الهاد‪ .‬وحت لو كان موجودا‪ V‬ل كان نال الباءة‪ .‬بعد‬
‫السعودية‪ ,‬سافر الدكتور أين ال افغانستان وهناك عمل ف مستشفيات على الدود ف‬
‫بي شاور ب سب خبته‪ :‬الرا حة‪ .‬وه ناك ت التفا عل واللت قاء مع ا لخرين من خلل‬
‫الست شفيات ا لت ع مل في ها سواء مست شفى اللل ال حر الكو يت ف باك ستان او ف‬
‫الستشفيات اليدانية داخل افغانستان‪.‬‬

‫سح ذ لك باللت قاء ب ي أ ناس كان بع ضهم معرو فا‪ V‬وآخر ين غ ي معروف ي‪ .‬الت قوا‬
‫وقالوا انه ل بد من إعادة التنظيم مرة أخرى‪ ,‬وأحسن حاجة يكن ان نعملها الستفادة‬
‫من حرب افغانستان‪ .‬فكيف تصل مثل هذه الرب ول نستفيد منها‪ ,‬خصوصا‪ V‬ان فكر‬
‫جاعة الهاد إنقلب‪ ,‬ويعتقد انه ل بد ان يكون التخطيط بعيد الدى بعض الشيء‪.‬‬

‫أول شيء قاموا به هو انم جعوا صفوفهم واختاروا أميا‪ V‬هو الدكتور سيد إمام‪.‬‬
‫حضر الدكتور أين الظواهري وعبد العزيز المل واحد سلمة مبوك‪ ,‬وقيل ايضا‪ V‬ممد‬
‫عبد الرحيم الشرقاوي كان حاضرا‪) V‬وهو مهندس أخفى ف الورشة الت كان فيها عصام‬
‫القمري عندما هرب من السجن‪ .‬سافر ال افغانستان‪ ,‬لكنه ترك جاعة الهاد بعد خلف‬

‫)‪(15‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫ف ‪ 1989/1990‬وب قي لو حده‪ .‬لك نه اع–ت قل ع لى ر غم ا نه متزوج باك ستانية وي مل‬


‫النسية الباكستانية‪ ,‬ور–ح‪p‬ل ال مصر(‪.‬‬

‫اختي الدكتور سيد إمام أميا‪ V‬وأطلقوا عليه لقب عبد القادر بن عبد العزيز‪ .‬وقد‬
‫يكون السبب انم ل يريدوا ان تعرف الناس المي القيقي‪ ,‬على ما كان يصل ف الدولة‬
‫العباسية عندما كانت الناس تبايع الشخص على أساس انه من أهل البيت )آل الرضا( ول‬
‫تعرف من هو‪ .‬والمي نفسه‪ ,‬سيد إمام‪ ,‬كان يب ان يكون العمل سريا‪ .V‬لكن الشهور‬
‫آنذاك كان الدكتور أين‪ ,‬وكانت الناس تذهب اليه لبايعته على أساس أنه المي‪ .‬كثيون‬
‫ذهبوا لبايعته ول يعرفوا انه ليس المي‪ .‬كانوا يظنون انه المي لن اسه كان معروفا‪ V‬من‬
‫خلل الاك مات‪ ,‬هو وأخونا الضابط احد القريفان‪ .‬إذ كانا ي–حسنان اللغة النكليزية‬
‫ويتكلمان ال وسائل العلم لشرح قضية الهاد وموقفها من مبادرة السلم )بي مصر‬
‫وإ سرائيل(‪ .‬فج عل ذ لك منه ما م شهورين‪ .‬إ ضافة ا ل ذ لك‪ ,‬كان ال يل ال قدي ي عرف‬
‫ا لدكتور أ ين ول يس ا لدكتور سيد إ مام‪ ,‬لنه كان هرب ق بل اغت يال ال سادات‪ .‬عر فت‬
‫السلطات المنية بعد اعتقال بعض الناس بأن هناك أميا‪ V‬جديدا‪ V‬للجماعة ‪ -‬ف التحقيقات‬
‫بق ضية طلئع الف تح ‪ -‬و ل ي كن معرو فا‪ V‬من هو ا لمي ق بل ذ لك‪ .‬وبا ستثناء ق لة‪ ,‬فإن‬
‫الكثرية ل تكن تعرف السم القيقي للمي‪.‬‬

‫كانت البايعة تصل إما مباشرة او بالتوكيل‪ .‬إما ان تذهب لبايعة المي باليد نسبة‬
‫ال أحاديث الرسول ‪ -‬أي ان تسكه يدا‪ V‬بيد وتبايعه على صيغة تكون معروفة ل تالف‬
‫ك تاب ا ل و سنة ر سوله‪ .‬او ت تم الباي عة عب وك يل‪ ,‬أي ان يأت شخص وم عه بي عة من‬
‫شخص معي‪ .‬كانت الماعة تسعى وقتذاك ال تنيد الفراد‪ .‬لكنها كانت تتارهم بدقة‪,‬‬
‫وهذا ما جعلها نبوية قليلة العدد وغي منتشرة‪ .‬ل تكن تكتفي بأن العضو الديد يصل‪€‬ي‪.‬‬
‫كانوا يتقر‪ p‬بون م نه اول‪ V‬ث يأتون ال يه بك تب لقراء تا ويناق شونه في ها‪ ,‬واذا و جدوه كثي‬
‫الادلة يتركونه على حاله‪ .‬فإذا اقتنع بالناحية العقائدية والشرعية‪ ,‬يعطونه بعد ذلك جرعة‬
‫عسكرية‪.‬‬

‫وكان من ضمن الذين عملوا على إعادة تكوين الماعة آنذاك أبو حفص الصري‬
‫وأبو عبيدة البنشيي الذي كان معروفا‪ V‬كونه قريب عبد الميد عبد السلم أحد الذين‬
‫قتلوا السادات‪ .‬وهكذا أ•عيد إحياء تنظيم الهاد ف ‪ .87/88‬بدأوا بإعادة ل الشمل ف‬
‫‪ ,1987‬وقالوا انه يب ان نعمل معا‪ V‬بدل ان نشتت عملنا‪ .‬وساعدهم ف ذلك مسنون‬
‫كانوا يأتون ال تلك الديار من الليج ويريدون ان ينفقوا ع لى الهاد‪ .‬كانوا يقد‪p‬مون‬

‫)‪(16‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫مساعدات ال هؤلء )الصريي( الذين ياربون الروس ويفتتحون معسكرات للتدريب‪.‬‬


‫و كان ال شباب وقت ها يأتون من دون ان يكو نوا منتظم ي ف جا عة مع‪p‬ي نة‪ .‬كانوا يأتون‬
‫للجهاد ف افغانستان من منطلق دين لقتال السوفيات‪.‬‬

‫وهكذا أعادت الماعة تنظيم نفسها ف الارج‪ .‬لكن ذلك كان يتاج ال تواصل‬
‫داخل البلد‪ .‬فل بد ان يتصلوا بكوادرهم داخل مصر‪ .‬وكان الدف هو تنيد أكب عدد‬
‫مكن من الشباب وارسالم للتدرب على السلح ف افغانستان‪ .‬وهذه أصل‪ V‬فكرة قدية‬
‫لعصام القمري الذي كان يقول انه ليس سعيدا‪ V‬بالواجهات بي الشباب وقوات المن‪,‬‬
‫وكان يرى ان الشكلة سببها عدم التدريب‪ .‬كان يعتب انه يب تدريب الشباب تدريبا‬
‫حسنا‪ V‬على طريقة صنع القنابل والوسائل القتالية وتلقي تدريبات مثل تدريبات اليش‪.‬‬
‫ومن خلل جع أكب عدد من هؤلء يستطيع السيطرة على الدن‪ ,‬المر الذي يوفر دماء‬
‫كثية‪.‬‬

‫قضية طلئع الفتح ‪:‬‬

‫كان الشباب يأتون ال أفغانستان للتدرب والعودة ال مصر للقيام بعمليات‪ .‬وهذه‬
‫هي الشكلة‪ .‬فهناك شباب ذهبوا أصل‪ V‬للتدرب والعودة للقيام بعمليات‪ .‬لكن هذا ل يكن‬
‫ف فكر قادة )جاعة الهاد( أصل‪ .V‬اذ كانوا يريدون ان يدربوهم ليكونوا احتياطيا‪ V‬عندما‬
‫يي الوقت الذي يددونه‪ .‬وكانت عيونم متجهة ال اليش‪ ,‬وليس ال هؤلء‪ .‬لكن ما‬
‫ح صل هو ا نم ل يكو نوا ي صر‪p‬حون لل شباب بطت هم القيق ية‪ .‬فح صلت فو ضى ف‬
‫الفكار‪ ,‬وصار بعض الناس الذين عادوا ال مصر يتكل‪€‬مون عن التدريبات ف أفغانستان‪,‬‬
‫ف •ق بض ف بدايات الت سعينات ع لى حوال ا لف من ال شباب ا لذين تدربوا وحو‪ p‬لوا ع لى‬
‫الاكمة ف قضية )طلئع الفتح(‪.‬‬

‫بدأت القضية ف أواخر ‪ 1992‬وبداية ‪ ,1993‬واستمرت الاكمة قرابة شهرين‬


‫او ثلثة‪ .‬معظم الذين تدربوا ق•بض عليهم‪ ,‬وكانوا ف شكل مموعات متلفة‪ .‬ق•بض عليهم‬
‫لن كثيين منهم ل يكونوا يعرفون ما هي الفكرة الساسية من وراء تدريبهم‪ .‬ظن‪p‬وا انم‬
‫سيكونون مثل الماعة السلمية الت كان عناصرها يتدربون ف أفغانستان وينلون ال‬
‫م صر للق يام بعمل يات‪ .‬أ ما جا عة ال هاد ف كان ب عض من في ها ي عرف ان ال تدريب‬
‫للمستقبل‪ ,‬لكن كثيين من الفراد ل يفهموا ذلك‪ .‬وهذا من الخطاء الت وقعت فيها‬
‫الماعة‪ .‬كان عليهم ان يشرحوا ذلك للذين يأتون للتدرب عندهم‪ :‬هذه خطتنا‪ ,‬وانت‬

‫)‪(17‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫جئت لتتدرب وليس لكي تذهب وتقوم بعمليات ف البلد وت–فسد لنا مشروعنا‪ .‬فلو فهم‬
‫ذ لك ال شباب لا كان حصل بع ذ لك ما ح صل من اجت هادات واخ طاء‪ .‬إذ نزل بعض‬
‫ال شباب ا ل م صر ب عدما ضاقوا ذر عا‪ V‬من ال سرية والكت مان ال شديدين ف مرا كز جا عة‬
‫الهاد ف أفغانستان‪ .‬كانت تصل أمور تدعو ال الضحك‪ .‬فمثل‪ V‬كان هناك إثنان ف‬
‫بيت واحد عاشا معا‪ V‬شهورا‪ ,‬ول يعرف الواحد منهما من هو الرجل الخر ف الغرفة‬
‫الاورة له‪ .‬وكان الشخص الوجود ف الغرفة يتاج ال إذن ليخرج منها‪ .‬فيطلب الذن‪,‬‬
‫ول ي–عطى حت يكون الشخص الخر صار داخل غرفته‪ .‬وتكون الفاجأة ان الشخصي‬
‫جاران من ب لدة وا حدة‪ ,‬او ان ما أ صل‪ V‬جاءا مع ب عض لل تدرب وف• صل أ حدها عن‬
‫الخر‪ ...‬لكنهما‪ ,‬من دون ان يعرفا‪ ,‬كانا ف مركز التدريب نفسه لشهور يتلقيان دورات‬
‫خاصة‪ .‬كان ذلك ي–سبب بعض التذمر والضيق‪.‬‬

‫هذا فكر جاعة الهاد‪ .‬انا تريد ان تقوم بعمل شيء سريع‪ ,‬لهة السم‪ ,‬لكنه‬
‫بطيء زمنيا‪ .‬وهذا ما قد تعترضه عوائق ومشاكل‪ .‬فالساحة ليست لك وحدك‪ ,‬وهناك‬
‫جاعات أخرى تتحرك‪ .‬والذي حصل هو ان جاعة تقوم بعمل ما‪ ,‬فترد‪ p‬الشرطة الصرية‬
‫بملة دهم وتعتقل أشخاصا‪ V‬من مموعة متلفة متبئي ف النطقة ذاتا‪ .‬وهؤلء يكونون‬
‫من الليا الت تعمل ف هدوء وتطط لمر بعيد ف الزمن ولشروع آخر‪ .‬فتقبض الدولة‬
‫عليهم وتكتشف ان هناك تنظيم‪V‬ا آخر يض‪p‬ر لشروع كبي ل يكن عندها علم به‪ .‬وهذا‬
‫سببه عدم التنسيق بي الماعات‪.‬‬

‫)موقعة عي شس( ‪:‬‬

‫)‪ (...‬كانت )الماعة السلمية( تنشط ف ذلك الوقت ف العمل الدعوي واليي‬
‫وتمع تبعات‪ .‬لكنها كانت أيضا‪ V‬تقوم بتغيي النكر بالقوة‪ ,‬وتستفز الدولة بنع بعض‬
‫الفراح والراقصي والراقصات‪ ,‬مثلما كان يصل ف عي شس‪ .‬لكن الدولة أرادت ان‬
‫تق ضي ع لى هذه الت صرفات‪ .‬إذ كانت و كالت الن باء العال ية والتلفزيو نات ت– جري‬
‫حوارات مع ناشطي الماعة ف النطقة‪ ,‬يظهر من خللا كأن هناك دولة داخل الدولة‪.‬‬
‫ف سلطان الما عة ال سلمية هو ا لاكم ه نا‪ :‬انت شار ال جاب والل حى‪ ,‬و كأن الدو لة ل‬
‫دخل لا با يري‪ .‬هذا المر استفز قوات المن الت جن‪p‬دت نو ‪ 18‬الف جندي‪ ,‬دخلوا‬
‫منطقة عي شس وصاروا يعتقلون الناس من سن ‪ 13‬وما فوق‪ .‬ث حصلت حادثة إمبابة‬
‫بعد ذلك ايضا‪ .‬وت القضاء عليهم )الماعة( ف النطقتي‪.‬‬

‫)‪(18‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫ا ستخدم الن ظام ا لعلم ا ستخداما‪ V‬قو يا‪ V‬ف ت لك الق بة‪ .‬فظ هر برنا مج )أ جراس‬
‫الطر( الذي كان ي–جري مقابلت مع بعض الناس ‪-‬الذين ل تعرف هل هم مبون ام‬
‫مندسون أم حقيقيون ‪ -‬ويقولون مثل‪) V‬أنا ربطون بعمود وقالوا ل أنك مب وجلدون‬
‫وحلقوا ل شعري(‪ .‬ث يأتون بإمرأة ساقطة تقول انا كانت تشتغل )كوافي( او راقصة ف‬
‫ملهى ربطوها ف عمود وحلقوا لا شعرها وضربوها‪ .‬كان ذلك يتكرر كل يوم وت–حكى‬
‫هذه المور للناس والناس البسطاء يصدقون ذلك‪.‬‬

‫ربا حصل بعض هذه المور‪ ,‬لكن العلم ضخم‪p‬ها وهيج الوضاع ضد الماعة‬
‫السلمية )‪ (...‬وقد استمرت هذه الحداث سنة كاملة بي ‪ 1988‬و ‪ .1989‬وكانت‬
‫من افضل الفترات للجماعة السلمية ف القاهرة‪ .‬إذ كانت لنصارها سيطرة كاملة على‬
‫عي شس وإمبابة‪.‬‬

‫وكانت العمليات السلحة ف تلك الفترة تتوسع اذ ل يعد الشباب يكتفون بتكسي‬
‫ملت الت صوير والف يديو والفلم وال سينما‪ .‬و كان ب عض ما قاموا به ي ث‪€‬ل ردا‪ V‬ع لى‬
‫تصرفات الدولة الت قتلت أحد الشباب بعدما حاصرت مسجدا‪ V‬تابعا‪ V‬للجمعية الشرعية ف‬
‫مافظة النيا‪ .‬ث قتلت ف القاهرة اخ‪V‬ا اسه ماجد العطيفي‪ ,‬زوج ابنة خيس مسلم‪ .‬كان‬
‫خارج‪V‬ا من عند الامي ممود عبد الشاف‪ .‬ث بعد ذلك قتلوا الدكتور علء مي الدين ف‬
‫منطقة الطالبية‪ .‬وعلء كان التحدث الرسي باسم الماعة السلمية‪ ,‬وكان طبيبا‪ V‬ورجل‬
‫حركيا‪ V‬وإعلميا‪ V‬يظى بالحترام ‪ .‬ق•تل سنة ‪ 1990‬ف عز النهار‪ (...) .‬وكانت الماعة‬
‫السلمية رتبت اوضاعها ف تلك الفترة وكانت ترسل افرادها ال افغانستان وتنشط ف‬
‫الداخل والارج‪ .‬فقالوا‪ :‬ل بد من الثأر للدكتور مي الدين‪ .‬اصروا على النتقام‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫سترون قري ب‪V‬ا ان د مه لن يذهب هدرا‪ ,V‬وان )وز ير الداخل ية( ع بد الل يم مو سى سيدفع‬
‫الثمن‪ .‬كانوا يططون لقتله‪ .‬وفعل‪ V‬كمنوا له‪ .‬كانت معلوماتم قوية جدا‪ V‬ويعرفون انه ير‬
‫من قصر النيل ال فندق سياميس‪ .‬وقفوا ينتظرون مرور موكبه‪ .‬والذين خططوا للعملية‬
‫كانوا ذه بوا و تدربوا ف افغان ستان‪ .‬تت العمل ية بطري قة عاد ية و ل ت ستخدم في ها‬
‫متفجرات‪ .‬كل السلح الستخدم كان بنادق آلية‪ .‬هاجوا الوكب خلل مروره‪ .‬لكن‬
‫اتضح ان عبد الليم موسى ل ير يومها من هناك‪ .‬كان يزوره وفد اجنب فغ ي‪p‬ر اتاهه‪.‬‬
‫ل كن صدف قدرا‪ V‬ان مر م له موكب ا لدكتور رف عت ال جوب‪ ,‬رئ يس م لس ال شعب‪.‬‬
‫وهذا ف نظر كثيين صيد ثي بالنسبة ال الماعات الت كانت تكرهه‪ .‬ل يكن النفذون‬
‫يريدونه هو‪ ,‬بل ارداوا رجل المن الول ليكون عبة‪ .‬وفعل‪ V‬ق•تل الدكتور الجوب ومعه‬
‫مموعة من الضباط وكذلك عدد من العسكريي الذين كانوا ف دورية شرطة حاولت ان‬

‫)‪(19‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫تلحق الهاجي‪ .‬وت الجوم قرب فندق سياميس ف تشرين الول )اكتوبر( ‪.1990‬‬
‫وكان ضربة قوية جدا‪ V‬للنظام‪.‬‬

‫بعد فترة اعتقلت الدولة النفذين‪ .‬كانت تظن انم ف البدء جاعة ارسلها العراق‬
‫ب سبب مو قف م صر من اجت ياح ال عراق ال كويت‪ .‬وإذا بالدو لة تكت شف ب عد فترة ان‬
‫الماعة السلمية هي الت قامت العملية وقبضت على النف‪€‬ذين‪ .‬وهنا اكتشفت الدولة‪,‬‬
‫لل مرة الو ل‪ ,‬نتي جة التحق يق‪) ,‬ال لف الف غان(‪ .‬إذ ا عترف العتق لون بأنم ذه بوا ا ل‬
‫مع سكرات وتكل موا عن ال تدريبات ع لى التف جرات وال سلحة الختل فة وذ كروا ا ساء‬
‫الع سكرات وك يف ت تم الل قاءات بين هم‪ .‬و كان من نتي جة اغت يال ال جوب ان ك شفت‬
‫الدولة الدور الفغان الذي كانت تقوم به الماعة السلمية‪ .‬وهو الذي ن ب‪p‬ه الدولة ال‬
‫قوتم‪ .‬وكشف الذين ح–قق معهم ان مموعة أخرى كانت ف افغانستان وعادت‪ ,‬فتم‬
‫الق بض ع لى أفراد ها‪ .‬و قد‪p‬م هؤلء بدورهم معلو مات عن الع سكرات واع ضاء الما عة‬
‫واسائهم الركية أو الساء القيقية للذين كانوا ف افغانستان‪ .‬وكانت الدولة حت ذلك‬
‫الوقت ل تعرف ان الماعة السلمية تلك اسلحة‪ .‬كانت تعتقد ان عناصرها مسلحون‬
‫بنازير واسلحة بيضاء وقنابل يدوية الصنع‪ .‬لذلك عندما اغتيل الجوب ل تتوجه انظار‬
‫الدو لة ا ل الما عة‪ ,‬فظ ن‪p‬ت ا نا ع مل دو لة م ثل ال عراق‪ .‬ل كن التحقي قات مع العتقل ي‬
‫كشفت للدولة التدريبات الت ترى ف افغانستان‪.‬‬

‫وهنا أخذت لدولة تستشرس ف ردها على الماعة الت رد‪p‬ت بدورها‪ .‬فحصلت‬
‫اغتيالت‪ .‬بعد ذلك دخلت جاعة الهاد على الط ف ‪ 1993‬عندما ق•بض على نو‬
‫الف من افرادها ف ما يسمى تنظيم طلئح الفتح‪.‬‬

‫أدى ذلك ال مشكلة داخل جاعة الهاد‪ .‬فقال بعض الناس‪ :‬كيف ي–عقل اعتقال‬
‫كل هؤلء الناس من دون ان ت–طلقوا رصاصة واحدة? انتو بتعملوا إيه? بتتفرجوا? إيش‬
‫فايدة هذا التنظيم? إخواننا ف الماعة السلمية يقومون بالعمليات وانتم نائمون تقولون‬
‫ان عندكم امورا‪ V‬استراتيجية بعيدة الدى‪ .‬هنا حصل انشقاق بدأ مع الخ الصيدلن احد‬
‫حسي )أحد حسي عجيزة( الذي كان مشهورا‪ V‬باسم )عبد الميد(‪ ,‬فعمل مع مموعة‬
‫وأ ثار م شاكل دا خل الما عة ف ت لك ال فترة وأ خذ م عه ب عض ال ناس ا لذين أ خذوا ع لى‬
‫الماعة )الهاد( ان ل تقوم بعمليات ف تلك الفترة‪ .‬حصل انشقاق وخرج اناس بينهم‬
‫عبد الميد ومكاوي وغيها وتكتلوا جيعهم ضد الدكتور أين الظواهري‪ .‬الدكتور سيد‬
‫إمام كان أمي الماعة ف تلك الفترة‪ ,‬لكن هؤلء )النشقي( ل يكونوا يتعاملون معه‪.‬‬

‫)‪(20‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫فالدكتور أين هو الذي ف الواجهة‪ .‬عبد الميد ومن معه يعرفون ان الدكتور سيد إمام‬
‫هو المي‪ ,‬لكن خلفهم كان أساسا‪ V‬مع الدكتور أين‪ .‬وكان سيد إمام مهتما‪ V‬بالعلوم‬
‫الشرعية وببحوثه وترك المور للدكتور أين‪ .‬كان يقول‪ :‬ل‪€‬صوا ل ما يصل‪ ,‬ث يعطي‬
‫رأيه ف كيفية التعامل معه‪ .‬كان يقرر‪ ,‬لكنه يب ان ل يتمع مباشرة مع الناس‪ .‬كانت‬
‫هذه طريقته ف التعامل‪ .‬ولكن الذي حصل ف هذه الشكلة ان الدكتور سيد إمام كان ف‬
‫ت لك ال فترة ف باك ستان‪ ,‬وال ناس كل ها تر كت باك ستان ونز لت ا ل ال سودان وم ناطق‬
‫أخرى ف حي بقي هو هناك‪ .‬قالوا له‪ :‬تعال نل الشكلة ف السودان الت جاؤوا اليه من‬
‫اليمن‪ .‬فقد كانت الماعة كلها ف السودان وقتها‪ .‬بدأت جذور النشقاق ف باكستان‬
‫قبل نزولم ال اليمن ث السودان‪.‬‬

‫اللف الفغان و )طلئع الفتح( ‪:‬‬

‫إذن كشف ملف افغانستان بدأ عن طريق قضية رفعت الجوب الذي اغتيل ف‬
‫‪ .1990‬وعلى رغم اغتياله وانكشاف أمر التدريب ف أفغانستان‪ ,‬إل ان الرحلت ال‬
‫هناك ظلت مستمرة‪ .‬بدأ الذهاب ال افغانستان ف ‪ ,1987‬ث أخذ يتصاعد ف ‪1988‬‬
‫و ‪ 1989‬و ‪ 1990‬و ‪ 1991‬ال غاية ‪. .1992‬‬

‫بعدما عرفت الدولة من خلل التحقيق مع التهمي أن اعضاء الماعة السلمية‬


‫وجا عة ال هاد ي سافرون لل تدرب ف افغان ستان‪ ,‬شن‪p‬ت حلت اعت قال ف صفوفهم‪ .‬إذ‬
‫كانت تطلب من الشايخ والع–مد وتسأل كل واحد منهم عن الشخاص الذين غابوا من‬
‫قريتهم او حي‪p‬هم لكثر من ثل ثة شهور‪ .‬طل بت منهم كتابة تقارير عن الغائبي وا لذين‬
‫ي عودون من ال سفر‪ .‬و كان مع ظم ا لذين ي سافرون إ ما من الطل بة أو أشخا صا‪ V‬عاديي‬
‫يسافرون بجة العمرة او لزيارة دولة أجنبية‪ .‬كانوا يتحججون بأي شيء للسفر‪ .‬فصارت‬
‫الدولة تنتظر العائدين وتراقبهم‪ .‬وكان مفروضا‪ V‬ف هؤلء ان يعودوا ومعهم على القل‬
‫حقي بة مل بس جد يدة أو هدايا لزو جاتم واهل هم‪ ,‬ف حال كانوا ح قا‪ V‬ف سفر‪ .‬ل كن‬
‫بعضهم عاد وليس معهم سوى تذكرة سفر إيابا‪ .‬فشكك ذلك ف امرهم‪ ,‬ور–فعت تقارير‬
‫أدت ال اعتقال كثيين منهم‪ .‬آخرون غادروا قراهم ملتحي ويلبسون القمصان البيض‬
‫واللبيات وعادوا حليقي يرتدون ملبس على الطراز الغرب‪.‬‬

‫و ف هذا ال طار‪ ,‬قب ضت الدو لة ف ت لك ال فترة ع لى جا عة كبية بين ها ممو عة‬


‫)طلئع الف تح( ا لت ح ضرت التحقي قات في ها م نذ بدايتها‪ .‬ح ضرت التحق يق مع قرا بة‬

‫)‪(21‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫‪ 300‬من العتقل ي ) من أ صل أ كثر من ا لف(‪ ,‬و كان ي ستمر من ال صباح و حت قرا بة‬
‫الفطار ف رمضان‪ .‬كان معظم العتقلي من وجه بري‪ ,‬وبينهم سلفيون‪ .‬اعتبتم الدولة‬
‫جيعهم مرتبطي بماعة الهاد على رغم انم كانوا عبارة عن العديد من الموعات‪.‬‬
‫كانوا مموعات تقرأ كتبا‪ V‬معي‪p‬نة مثل )العمدة( )لماعة الهاد( وبعض النشرات وتقوم‬
‫بب عض ال تدريبات البدن ية م ثل ريا ضة ا لري ا لت ل تل فت النت باه‪ .‬ع ندما بدأت أح ضر‬
‫التحقيق مع الوقوفي ظننت ان عددهم قرابة مئة شخص‪ .‬فقلت لوكيل النيابة‪ :‬هذا هو‬
‫العدد? فأجاب‪ :‬ل العدد كبي جدا‪ ,V‬مضاعف مرات ومرات‪ .‬فقلت له‪ :‬كيف يكن ان‬
‫تمع ف قضية واحدة شخصا‪ V‬من القليوبية مع شخص من السكندرية مع شخص من‬
‫مافظة البحية والفيوم وبن سويف والصعيد والقاهرة واليزة? فقال وكيل النيابة ولن‬
‫ل ل تعرف بعضها‪ ,‬وانا تأكدت من ذلك‪.‬‬ ‫أذكر اسه‪ :‬يا سيدي‪ ,‬هذه الموعات كلها فع ‪V‬‬
‫لكنهم يؤدون جيعا‪ V‬ال خيط واحد‪ ,‬وهذا هو السر ف أننا وضعناهم جيعهم ف تنظيم‬
‫واحد‪ .‬كنا نسألم عمن استقبلهم ف أفغانستان‪ ,‬فيعطون دائم‪V‬ا إسي‪ .‬نسأ أحدهم‪ :‬من‬
‫الذين استقبلوك? فيد‪ :‬استقبلن واحد اسه ابو الفرج‪ .‬ث من استقبلك? فيد‪ :‬أوصلن‬
‫لواحد اسه عثمان‪ ,‬ث بعد ذلك ال الدكتور أين الذي هو )عبد العز(‪ .‬فيكتب القق ف‬
‫الضر )عبد العز( بي قوسي‪ .‬إذن اللقة كانت‪ :‬أبو الفرج‪ ,‬عثمان‪ ,‬فعبد العز‪ ,‬الذي‬
‫كان الق قون يكت بون ا سه القي قي ا ل جانبه‪ ,‬فال شباب يعر فون ا نه ا لدكتور ا ين‬
‫الظواهري‪ .‬هذا ما كان يصل لعضاء مموعة من قرية صغية ف وجه بري‪ ,‬ولكن‬
‫المر نفسه كان يتكرر مع العتقلي من مموعة أخرى من منطقة أخرى‪ .‬وكانت كل‬
‫اليوط تقود ال الدكتور أين‪ ,‬إذن هم تنظيم واحد على رغم انم ل يعرفون بعضهم‪.‬‬

‫وابو الفرج هو أحد سلمة )مبوك(‪ ,‬أما عث مان فهو ال سم الر كي لـ)‪,(...‬‬
‫بسب ماضر التحقيقات‪ .‬وهم من كان يصفهم الققون بأنم من كان يتلقى الفراد‪.‬‬
‫يستقبلك الول‪ ,‬ث يعطيك للثان ال ان تصل ف النهاية ال الدكتور‪ .‬والستقبال كان يتم‬
‫ف السعودية حيث كان ف الغالب ال•ستقبل هو أبو الفرج‪ ,‬ث ي–نقل ال باكستان حيث‬
‫كان ال•ستقبل هو عثمان‪ ,‬بعد ذلك يصل الدور ال الدكتور على أساس انه المي والبايعة‬
‫تتم عليه‪ .‬والغريب هنا انم ل يكونوا يشيون ف التحقيق ال دور الدكتور الخر )سيد‬
‫إمام‪ ,‬على رغم أنه أمي جاعة الهاد(‪ ,‬وربا ل يقابلوه أصل‪ .V‬منهم من حضر له دورة‬
‫شرعية على أساس انه عال فقط ول يعرف انه المي‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس‪ ,‬جع النظام العتقلي كلهم ف تنظيم واحد‪ ,‬على رغم عدم‬
‫و جود ا سلحة مع هم‪ .‬وحك مت ع لى بع ضهم بال عدام أ مام ماكم ع سكرية‪ .‬كانوا ف‬

‫)‪(22‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫البدا ية حوال ا لف مت هم‪ ,‬ث صاروا تقري با‪ V‬ا ل نو ‪ 800‬وأ•طل قت ع لى ق ضيتهم ا سم‬
‫)طلئع الف تح(‪ .‬ا لخوة ف ا لرم وال يزة كانوا عاملي م لة ا سها )الف تح( أو )طلئع‬
‫الفتح(‪ .‬والخوة ف السكندرية كانوا بقيادة اخ سلفي اسه احد عشوش وكانوا ي–طلقون‬
‫على انفسهم )طلئع السلفية(‪ .‬والدولة هي الت اطلقت عليهم اسم )طلئع الفتح(‪ .‬وليس‬
‫صحيحا‪ V‬ان هناك تنظيم‪V‬ا بذا السم‪.‬‬

‫***‬
‫هان السباعي‬
‫وقصة )جاعة الهاد( )‪(3‬‬

‫هان السباعي يكشف قصة انتقال )إمارة الهاد( من سي‪h‬د إمام ال الظواهري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تفا صيل ماولت الو حدة ب ي )ال هاد( و )الما عة ال سلمية( ف باك ستان‬ ‫‪‬‬
‫والسودان ‪ . . .‬وأسباب فشلهما‬

‫بدأ ضرب السياحة ف ‪ 1992‬وكانت قضية رفعت الجوب ف نايتها تقريبا‪ V‬أمام‬
‫القضاء‪ .‬حضرت أول قضية اعتداء ف قضية السياحة أمام نيابة أمن الدولة‪ .‬كان هناك‬
‫شاب صغي‪ ,‬يرحه ال‪ ,‬اسه دراوي ق‪Ä‬ناوي )من قنا( وهو من نفذ اعتداء على اوتوبيس‬
‫سياحي ف سوق ف الن يا او ق نا‪ .‬ن فذ ال سلح م نه‪ ,‬و ل يق تل ا حدا‪ .V‬ل كن هي بة الدو لة‬
‫اهتز‪p‬ت‪ .‬وحادثة السياحة من الخطاء الكبى الت وقعت فيها الماعة السلمية‪.‬‬

‫س–ئل أحد الخوة العتقلي ف قضية الجوب عن التبير لضرب قطارات السياح ‪-‬‬
‫وكان اعضاء الماعة يرجون آنذاك من مزارع قصب السكر ويطلقون الرصاص على‬
‫الق طارات ‪ -‬فأ جاب‪ :‬كي ت–فرج الدولة عن إخوان نا ف السجون‪ ,‬و ترد الي نا م ساجدنا‪,‬‬
‫ونرجع ال الدعوة كما كنا مرة أخرى‪ ,‬وهي وسيلة من وسائل الضغط‪ .‬لكنه ل ي–جب‬

‫)‪(23‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫عن مبر ضرب السياح الجانب الذين ل دخل لم ف صراع الماعة مع الدولة‪ .‬ل ت–قد‪p‬م‬
‫الماعة إجابات مقنعة ف تلك الفترة‪ ,‬من الناحية الشرعية ول حت السياسية‪ .‬استغلت‬
‫الدولة ذلك استغلل‪ V‬كبيا‪ ,‬وكان ذلك ف مصلحتها‪ (...) .‬أما الدلة الشرعية فك•تبت ف‬
‫ما ب عد ف تبير ضرب ال سياحة‪ ,‬ل كن ل يوز ان ت قوم بال شيء ث تؤ صل له و تد له‬
‫مبرات شرعية‪ .‬ل تق تل ث تأت و–ت عد أبا ثا‪ V‬شرعية لت جد مبرات لا فع لت‪ .‬هذا غ ي‬
‫مقبول أصل‪ .‬بدأت بطأ فتتحمل نتيجته وتعترف بأنه خطأ وتتراجع عنه‪.‬‬

‫ماولت توحيد ‪ ...‬فاشلة ‪:‬‬

‫ل تسر )جاعة الهاد( ف سياسة )الماعة السلمية( ف ضرب السياحة داخل‬


‫مصر‪ .‬لكن جهودا‪ V‬حثيثة كانت تبذل ف الارج لتوحيد صفوفهما‪ .‬وقد حصلت ماولتان‬
‫أساسيتان للتوحيد‪.‬‬

‫الاولة الول جرت ف باكستان‪ .‬كان هناك بعض الناس الطيبي الذين سعوا ال‬
‫تقر يب ال ماعتي‪ ,‬عل ما‪ V‬بأن جا عة ال هاد سبقت الما عة ال سلمية ا ل أفغان ستان‪.‬‬
‫وكانت لكل منهما أماكن متلفة‪ .‬كان الخ عبد الفتاح اساعيل ‪ -‬ق•تل ف افغانستان‪,‬‬
‫و تزو‪p‬ج ارمل ته ر حة ا ل عل يه ح يا‪ V‬كان أم مي تا‪ V‬أ بو طلل )القا سي‪ ,‬وا سه طل عت فؤاد‬
‫قا سم‪ ,‬و هو أ حد قادة الما عة ال سلمية( ‪ -‬أول من جاء من الما عة ال سلمية‬
‫واست ضافه ا لدكتور أ ين‪ .‬بعد ذ لك قال‪ :‬افت حوا ل نا م ضافة‪ .‬ففت حوا لم م ضافة‪ .‬و صار‬
‫ال خوة ف الما عة ال سلمية يأتون ببعضهم اليها‪ .‬ث سبقوا جا عة ال هاد وفت حوا اول‬
‫معسكر لم‪ ,‬على رغم ان جاعة الهاد جاءت قبلهم‪ .‬انفتحت الماعة السلمية على‬
‫غيها من الماعات‪ ,‬ف حي انغلقت جاعة الهاد على نفسها بسبب مبدأ السرية الذي‬
‫تتبعه ودربت عناصرها بطريقة معي‪p‬نة تتلف كثيا‪ V‬عن التدريبات عند الماعات الخرى‪.‬‬

‫استغلت الماعة السلمية توسعها ف تلك الفترة أحسن استغلل‪ .‬وصادف وقتها‬
‫ان القوا خطبة ف صلة العيد‪ ,‬بضور شباب من الغرب والزائر والليج والعديد من‬
‫الدول الخرى‪ .‬وكان من قادتا البارزين آنذاك أبو ياسر )رفاعي طه( وابو طلل )طلعت‬
‫فؤاد قاسم(‪ .‬أثار القاء الماعة السلمية خطبة صلة العيد كلما‪ V‬داخل جاعة الهاد‪:‬‬
‫لاذا انتم القدم والسبق هنا ول تقومون انتم بطبة العيد? لاذا ل تقومون بهد إعلمي‬
‫مثل الماعة السلمية‪ .‬رد بعض الناس بأننا غي مهتمي بذا الوضوع‪ ,‬لنه ير مشاكل‬
‫ويسمح بأن يندس مندسون ف صفوفنا‪ .‬وهذه وجهة نظر قد تكون مقبولة ال حد ما‪.‬‬

‫)‪(24‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫لكن صار بعض الناس يقولون‪ :‬هؤلء جاعة جهاد مصرية‪ ,‬وهؤلء جاعة اسلمية‬
‫م صرية اي ضا‪ ,‬و كل وا حد من ال ماعتي جالس ف م كان ويع مل ما ير يد‪ .‬و صاروا‬
‫يقو لون‪ :‬لاذا ل يت حدون با ان كل‪ V‬منه ما م عارض للن ظام‪ .‬فردت جا عة ال هاد‪ :‬هذا‬
‫خي‪ .‬فالوحدة واجب شرعي‪ .‬لكن ل بد من تديد أسس التاد‪ .‬فطريقة العمل التنظيمي‬
‫ع ند الطرف ي متلفة‪ .‬و هذا ال طرف ع نده أمور ل تتفق ع ند ال طرف ا لخر‪ ,‬إل ف حال‬
‫تنازل طرف منهما عن بعض ما عنده‪ .‬ولكن التنازل يتم ف المور غي الساسية‪ .‬فقالوا‬
‫ف جاعة الهاد‪ :‬احسن حاجة ان نمع جاعة من العلماء‪ .‬فرشحوا علماء بينهم الشيخ‬
‫عبد الرزاق عطيفي والشيخ القاعود وبعض الشايخ العروفي‪ ,‬إضافة ال شخصيات عامة‪.‬‬
‫قالوا ان مشروعنا هو ان ن–حضر هؤلء العلماء ونك‪€‬مهم ف ما بيننا‪ .‬وقالت جاعة الهاد‬
‫ان ل مشكلة ف السم ايضا‪ ,‬إذ كانت الماعة السلمية م–صر‪p‬ة على الحتفاظ باسها‪.‬‬
‫فقالت جاعة الهاد‪ :‬ل‪ ,‬السم الذي يتاره العلماء الكفأ شرعا‪ V‬نقبل به‪ .‬ول شروط‬
‫سوى ما يوافق عليه العلماء‪ .‬وهذا الكلم عن النقاش بي الطرفي هو بشهادة الدكتور‬
‫شخصيا‪.‬‬

‫من الناس الذين كانوا متحمسي لذا المر ابو طلل الذي حاول جاهدا‪ V‬تسهيل‬
‫الوحدة وأعد‪ p‬مسودات لا‪ .‬وهو كان تواقا‪ V‬لا ومن اشد التحمسي للوحدة‪ .‬قالوا له‪:‬‬
‫استشر الخوة‪ .‬فذهب لستشارتم‪ ,‬لكنه عاد ال الدكتور برفض منهم لاولت الوحدة‬
‫بسب الطرح الذي قد‪p‬مته لم جاعة الهاد‪.‬‬

‫قد تكون الماعة السلمية قامت بعمليات تعتب انا ناجحة ف نظرها‪ .‬وقد يكون‬
‫ان الناس وكثرة عددهم )ف صفوف الماعة( هو الذي خدعهم ف تلك الفترة‪ .‬قراءتم‬
‫للناحية السياسية كانت ف شكل معي‪p‬ن‪ .‬ولمور أخرى ل اعرفها حت الن‪ .‬لكن ما اعرفه‬
‫ان جا عة الهاد اقترحت ملس علماء‪ ,‬ول تتم سك با سها او باسم الماعة السلمية‬
‫وتر كت ذ لك للعلماء‪ .‬وه ناك من يقول ان الماعة ال سلمية خشيت ان ي كون مع ظم‬
‫العل ماء ال قترحي من مؤ يدي جا عة ال هاد ف تأت تو صياتم ل صلحة جا عة ا لدكتور‪.‬‬
‫آخرون قالوا ان بعض الناس ل تريد الوحدة لن من مصلحتها ان تبقى كما هي‪ .‬فهناك‬
‫من سيخ سر ب عض الن فوذ ا لذي يتم تع به ف جاعته لو د خل ا ل الما عة الد يدة ا لت‬
‫ستتكون من جاعت ال هاد والما عة ال سلمية‪ .‬هذه ب عض التف سيات لر فض الما عة‬
‫السلمية الوحدة ف ‪.1992‬‬

‫)‪(25‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫الاو لة الثان ية السا سية للو حدة ح صلت ف ال سودان ف آ خر ‪ 1994‬او بدا ية‬
‫‪ .1995‬ما اعرفه ان ناس‪V‬ا طيبي كانوا يتداولون المر ف ما بينهم‪ .‬الشخصان الساسيان‬
‫كانا ابو ياسر والدكتور )اين(‪ .‬كان قادة الماعة السلمية والهاد ف السودان يعانون‬
‫الصاعب والتضييق ا لذي شل الم يع‪ .‬ع ندما كانوا يل سون مع بعضهم بعضا‪ V‬ل ت كن‬
‫ه ناك م شاكل بين هم‪ :‬فالم وا حد‪ .‬كان بين هم أ ناس سن صن‪p‬فهم )ال مائم( قالوا‪ :‬لاذا ل‬
‫نتوحد ونصبح جاعة واحدة? فسعى بعض الخوة من الماعتي ال اناح هذه الفكرة‬
‫بعدما رأوا اصرار ابو ياسر عليها والعلقة اليدة بي الطرفي‪ .‬ابو طلل ل يكن موجودا‪,V‬‬
‫إذ كان ف الدنارك‪ ,‬وإن كان على اتصال بالوضوع‪ .‬الخوة ف جاعة الهاد سعوا شيئا‬
‫جديد‪V‬ا من الماعة السلمية‪ :‬الوحدة تتم بدون شروط مسبقة‪ ,‬لن هذا واجب شرعي‪.‬‬
‫حصل نقاش‪ ,‬وقال كل طرف انه يكن ان يتنازل عن بعض الشياء‪ .‬وضعوا تصورا‪ V‬لا‬
‫ي كن ان ي صل‪ .‬جا عة ال هاد انق سموا ق سمي‪ :‬ق سم ) صقور( قالوا ان من ال ستحيل‬
‫حصول اتاد بيننا وبي الماعة السلمية‪ ,‬فكيف نتوحد معهم وهم يكن ان يتراجعوا‬
‫عن كلمهم لحقا‪ V‬او ترج منهم جاعة تقول انا غي موافقة ول تعترف بذا الوضوع‪.‬‬
‫قال هؤلء ان مشكلة الماعة السلمية انا موز‪p‬عة طبقات‪ :‬جاعة منتشرة ف الارج‪,‬‬
‫وه ناك جا عة ا لداخل‪ ,‬وه ناك الق يادة التاري ية‪ .‬و لذلك ي كن ان ي– قر‪ p‬طرف من هذه‬
‫الطراف الوحدة ويرفضها طرف آخر‪ .‬وعندما تقول له انك اتفقت مع فلن ي–دخلك ف‬
‫شؤونم الداخلية ويقول لك ان ل دخل له ف المر‪ .‬وعلى هذا الساس‪ ,‬ل بد ان تمع‬
‫كل ال طراف ف ا لداخل وا لارج و ف ال سجون وتست شيهم ق بل ان تتك لم الما عة‬
‫السلمية باسم واحد وتقول انا اجتمعت بضور كذا وكذا واختارت ملس شورى من‬
‫كذا وكذا وان الطاعة تتوج‪p‬ب على الميع‪ .‬عندئذ يكن التفاق معهم‪ .‬هذا ما قاله الناس‬
‫ف جاعة الهاد الذين ل يكونوا راضي بالوحدة‪ ,‬ليس رفضا‪ V‬لا وإنا من خلل تربتهم‬
‫مع الماعة السلمية‪.‬‬

‫أما )المائم( ف جاعة الهاد وكان من ضمنهم الدكتور أين‪ ,‬فقالوا ان أفضل‬
‫حل ان نعمل ملس شورى ف ما بيننا كلنا ونتار قيادة وملس شورى جديدا‪ V‬ونتار‬
‫أم يا‪ V‬من بين نا ب عد ان نت حد‪ .‬ث صار نقاش حول التفاصيل‪ :‬ماذا نف عل ف بعض ا لراء‬
‫الشرعية القدية‪ ,‬مثل‪ V‬ولية الضرير? ماذا ستفعلون ف قضية الدكتور عمر عبد الرحن?‬
‫هل ستعترفون به أميا‪ V‬أم ل? فهذه من السائل الهمة‪ .‬فهو رجل ينطبق عليه أمران‪ :‬أسي‬
‫)ف أميكا( وضرير‪ ,‬والمران ل تعترف جاعة الهاد بأنما يصلحان ف المي‪ .‬وهناك‬
‫نقطة أ خرى‪ :‬ماذا نفعل ف قضية العذر بالهل‪ ,‬فالماعة ال سلمية ترى م سألة العذر‬
‫بالهل‪ ,‬وهو ان شخصا‪ V‬لو عمل شيئا‪ V‬خطأ ف الدين هل ي–عذر بهله أم ل? فقالوا انه‬

‫)‪(26‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫ي–عذر بهله إن كان جاهل‪ .‬فلو عمل خطأ ف التوحيد وهو جاهل فإنه ي–عذر‪ .‬قالوا ان‬
‫مسألة العذر بالهل متعل‪€‬قة بأصل الدين الذي هو التوحيد‪ :‬ل إله إل ال ممد رسول ال‪.‬‬
‫فالذي يرتكب خطأ ف هذا المر‪ ,‬ويعمل خطأ مثل ان يطوف عند ضريح وي–قر‪p‬ب حاجة‬
‫ل ي‪p‬ت او ي سجد لن سان‪ ...‬ف هذه ال مور يعتبو نا من أ صل ا لدين ول ي– عذر الا هل با‪.‬‬
‫النسان ل يسجد سوى ل‪ .‬الماعة السلمية ترى العذر بالهل وتعتب ان من يقول ان‬
‫ل عذر بالهل مبتدع‪ ,‬أي انم ي–بد‪p‬عونه‪ .‬يب ان تقبل بأمر العذر بالهل‪ ,‬وإذا ل تقبل‬
‫به فأنت مبتدع‪ ,‬حت وإن كنت رجل‪ V‬صالا‪.V‬‬

‫أما جاعة الهاد فتنظر ال هذا الوضوع نظرة متلفة تاما‪ .V‬فهي ليست متشددة ف‬
‫هذا الباب‪ .‬ترى ان مسألة العذر بالهل مسألة خلفية‪ ,‬وانا على رغم انا موجودة ف‬
‫العقيدة من ضمن باب العقائد‪ ,‬لكن وجودها ف باب العقائد ل يعن ان من يالف فيها‬
‫يكون مبتدعا‪ .‬قالوا انه يصح فيها اللف‪ .‬فإذا قال أحد ان ل ع–ذر بالهل ل ا•بد‪p‬عه‪,‬‬
‫فهو يتهد‪ .‬ل يب ان ا•بد‪p‬ع كل من يالفن عندما يتع ل‪€‬ق المر بالعقيدة‪ .‬ففي أحاديث‬
‫الرؤية كانت السيدة عائشة‪ ,‬رضي ال عنها‪ ,‬تنفي الرؤية وإبن عباس كان يرى الرؤية‪:‬‬
‫هل رأى الر سول‪ ,‬صلى ا ل عل يه و سلم‪ ,‬ر به ف ال سراء وال عراج ع ندما ع–رج به ا ل‬
‫السماء‪ .‬السيدة عائشة تقول انه ل يره‪ ,‬وإبن عباس يقول بواز الرؤية‪ .‬فهذا خلف على‬
‫م سألة عقائد ية‪ :‬ف هل ي كون إ بن ع باس مب تدعا‪ V‬او ال سيدة عائ شة مبتدعة? إذن ل يس كل‬
‫شيء ف العقيدة نتلف فيه يعن ان اتمك بالبدعة‪.‬‬

‫وف القيقة ان الدارس لذه السائل ف علم الصول يرى ان عند جاعة الهاد حق‬
‫في ها‪ .‬فالعل ماء كانوا ي ضعون م سألة ال عذر بال هل ف باب ا سه عوارض الهل ية‪ ,‬و ل‬
‫يكو نوا يهت مون با كق ضية م ثل اهتمام نا با هذه ال يام‪ .‬هذه الق ضية ط•ر حت ف أ يام‬
‫شكري مصطفى وهو الذي طرحها ف إطار قضية التكفي‪ .‬والسألة فيها خلف‪.‬‬

‫وكان اللف ف شأن مسألة العذر بالهل من أوجه اللف الكثية بي الماعة‬
‫السلمية وجاعة الهاد‪ .‬إذ كان ثة اوجه اخرى مثل التنظيم الال والتنظيم العسكري‬
‫يب التفاق عليها عند التوحد‪.‬‬

‫جاء الوعد الدد للسة مناقشة الوحدة‪ .‬حض‪p‬روا )جاعة الهاد( ورقة بشروطهم‪:‬‬
‫موضوع الدكتور عمر‪ ,‬وموضوع إمارة الخوة ف السجن‪ ,‬وموضوع الناس الوجودين‬
‫ف الارج‪ ,‬وموضوع ملس الشورى‪ ,‬وكيف سيعلن حل الماعة‪ ,‬إضافة ال اسئلة م–عد‪p‬ة‬
‫لكي ت–جيب عنها الماعة السلمية‪ .‬على هذه السس ذهبت جاعة الهاد ال اللقاء‪.‬‬

‫)‪(27‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫وأخبن الخ الذي حضر اللقاء انه ص–دم‪ ,‬إذ ل يتخيل ان المور ستصل ال هذا الد‪.‬‬
‫قالوا له‪ :‬خ ي‪ ..‬نن سنتحد مع ب عض‪ .‬أ يوه أ يوه‪ .‬الما عة ال سلمية وجا عة ال هاد‬
‫ستتحدان‪ ,‬ولكن إيه الطلبات دي؟ فرد‪ :p‬نبقى جاعة واحدة إزاي؟ قالوا له‪ :‬ل‪ .‬الدكتور‬
‫ع مر ل ي– مس‪ .‬ال ناس ف ال سجن ل –ت مس‪ .‬التنظ يم الع سكري ل ي– مس‪ .‬التنظ يم ا لال ل‬
‫–ي مس‪ .‬رد عليهم‪ :‬نتحد إزاي? فقالوا‪ :‬ان تتحدوا معنا يعن ان تدخلوا جاعتكم ضمن‬
‫الماعة السلمية‪ .‬فينيتو‪ .‬خلص!!‪.‬‬

‫ما حصل ف ذلك الجتماع ي–ثي الذهول‪ .‬كأنه كان هناك نوع من الستخفاف‬
‫با لمر من جانب الما عة ال سلمية‪ .‬كأن ا لمر يق ضي ف قط بأن تدخل جا عة ال هاد‬
‫ضمن إطار الماعة السلمية وانتهى المر‪ .‬جاعة السجن يبقون هم هم‪ :‬كرم زهدي‬
‫يبقى هو هو‪ ,‬وناجح ابراهيم كذلك‪ .‬هم الكل ف الكل‪ .‬والناس ف الارج ل ت–مس‪ .‬هل‬
‫هذا اتاد? ليس اتادا‪ V‬بل انضمام جاعة ال أخرى وذوبانا فيها‪ .‬هذه هي الاولة الثانية‬
‫للوحدة‪ ,‬ول يتكلم عنها أحد على الطلق‪ .‬وكانت ف الرطوم‪.‬‬

‫إنشقاقات ‪:‬‬

‫ف تلك السنوات من النصف الول من التسعينات‪ ,‬شهدت )جاعة الهاد( انتقال‬


‫ال مارة من ا لدكتور سيد إ مام ا ل ا لدكتور ال ظواهري‪ .‬و قد ح صل النت قال ف ظل‬
‫خلفات شديدة عصفت بالماعة وأدت ال انشقاقات ف صفوفها‪.‬‬

‫بدأت بذور الشاكل والنشقاق ف باكستان‪ ,‬ث ف اليمن الذي كان مطة انتقال‬
‫لع ضاء جا عة ال هاد ف ا تاه ال سودان ح يث كانوا ي ستعدون لل ستقرار ه ناك‪ .‬كان‬
‫معظم الركات السلمية قد ذهب ال السودان ف تلك الفترة‪ ,‬لن الكم السودان هو‬
‫ا لذي ف تح ال باب لم ور حب بم‪ .‬وفعل‪ V‬جاءت جا عة ال هاد وأ قامت م شروعا‪ V‬زراع يا‬
‫وآ خر تار يا‪ V‬وم شاريع أ خرى‪ .‬كذلك جاءت الما عة ال سلمية وجا عات من مت لف‬
‫العال العرب والسلمي‪.‬‬

‫نزلت جاعة الهاد ال السودان بشاكلها وخلفاتا من باكستان واليمن‪ .‬كانت‬


‫هناك مشكلة قادها بعض الخوة على رأسهم )عبد الميد( وهو الصيدلن أحد حسي‬
‫)عجيزة( الذي قبض عليه ف السويد ور–ح‪p‬ل ال مصر‪ .‬كو‪p‬ن مموعة كبية وأث‪€‬ر ف عدد‬
‫من الشباب وقال لم‪ :‬إن الناس ق•بض عليهم بدون إطلق رصاصة )ف إشارة ال نو الف‬

‫)‪(28‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫شخص اعت–قلوا ف مصر ف قضية )طلئع الفتح((‪ ,‬وان الناس دول مش عايزين ياهدوا‪.‬‬
‫سيقعدون ثلث ي او اربع ي سنة ا ل ان ي صبح ع ندهم كوادر مدر‪ p‬بة‪ .‬قال مؤ يدوه ان‬
‫النتظار كل هذه الفترة غي معقول ول بد ان ناهد‪ ,‬وإل لاذا جئتم بنا ال هنا‪ ,‬لكي‬
‫ت–خز‪p‬نونا? فلننل ال بلدنا فهذا أفضل لنا‪ .‬حصل كثي من اللغط وسط إشاعات ف شأن‬
‫طري قة الق بض ع لى ال ناس دا خل م صر‪ .‬ب عض ال شاعات قال ا نه ق• بض علي هم نتي جة‬
‫الهال‪ ,‬ونتيجة ان أقراص كومبيوتر تضم اساءهم وقعت ف يد أحد الخوة المر الذي‬
‫سه‪p‬ل القبض عليهم‪ .‬وطبعا‪ V‬هذا الكلم غي صحيح‪ .‬فقد حضرت جلسات القضية ول‬
‫يكن فيها أقراص كومبيوتر‪ .‬ق•بض على الناس عشوائيا‪ ,V‬ولكن ف الارج كانوا يعتقدون‬
‫ان ه ناك أ مرا‪ V‬ما انك شف وإل فك يف ن–ف س‪p‬ر اعت قال مئات ال شباب دف عة وا حدة‪ .‬كانوا‬
‫يعتقدون ان الساء كلها موجودة ف شريط كومبيوتر وقع ف قبضة المن الصري‪ .‬الذي‬
‫جعهم كلهم ف قضية واحدة ان الساء هي ذاتا الت ذكرها الوقوفون ف التحقيق )عن‬
‫مسؤول جاعة الهاد(‪.‬‬

‫هنا قامت جهود لبعض الناس حاولوا ان ي–صلحوا بي الذين يريدون النشقاق وبي‬
‫الدكتور ومموعته‪ .‬كانت هناك مع الدكتور مموعة مؤيدة له‪ ,‬مثل شقيقه الذي كان‬
‫موجودا‪ V‬ف الليج‪ .‬وكان هناك بعض الناس الساسيي حول الدكتور مثل ممد صلح‬
‫وطارق أنور وثروت صلح ومموعة كبية من القدامى واعضاء اللجنة الشرعية‪ .‬أما عبد‬
‫الميد )أحد حسي( فكان معه ف القابل الشباب‪ ,‬ومعظهم من صغار السن‪ .‬ل يكن‬
‫معه كوادر قدية‪.‬‬

‫ا لذي حاول ان ي– صلح ب ي الطرف ي كان ال شيخ ا بو عب يدة البن شيي )ع لي أم ي‬


‫الرشيدي(‪ ,‬رحه ال‪ ,‬مع بعض ال خوة‪ .‬عقد ملس صلح بي الطرفي لتهدئة ا لمور‪.‬‬
‫طل بوا ان ي نل ا لدكتور ع بد ال قادر بن ع بد العز يز من باك ستان لنه هو ا لمي ليح سم‬
‫المور‪ ,‬فالناس كانت تابه جدا‪ .V‬سعى معه كثيون لكي ينتقل ال السودان‪ .‬لكنه رفض‪.‬‬
‫كان يلس لوحده ف باكستان‪ .‬فرفض ان يأت لتسوية الشكلة‪ .‬لكن اللفات كانت‬
‫مشتعلة وشديدة بي أعضاء الماعة‪ .‬هنا‪ ,‬اتصل به الشيخ ابو عبيدة وظهرت مموعة من‬
‫ضمنها أحد حسي قالت انه يب ان يقد‪p‬م الدكتور سيد إمام استقالته لنه ل يريد ان‬
‫ينظر ف شأن الماعة‪ .‬وطفقت الشاعات تنتشر‪ ,‬واللفات تكب‪ .‬طبعا‪ ,V‬عرضوا المر‬
‫على الدكتور وقالوا له‪ :‬لزم تنل‪ .‬فقال لم‪ :‬انا مستقيل‪ ,‬واختاروا أميا‪ V‬ف ما بينكم‪.‬‬
‫قال لم هذا الكلم بالتليفون‪ ,‬وابلغهم إياه الشيخ ابو عبيدة‪.‬‬

‫)‪(29‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫كان الن شقون ير يدون ان ي ستقيل ا لدكتور ف ضل ) سيد إ مام( لنه أ كب عق بة‬
‫أمامهم‪ .‬فهو لو نزل ال السودان لكانوا اضطروا ال وقف تركهم‪ .‬الميع كان يهابه‪,‬‬
‫ول أحد ي ستطيع الت مرد عل يه‪ .‬فهو صاحب مكا نة علمية شرعية رفيعة‪ .‬لو د م‪p‬روا هذه‬
‫العقبة لكان من السهل عليهم ان يطالبوا بإقالة أي شخص آخر‪ .‬وسه‪p‬ل لم المور الشيخ‬
‫ابو عبيدة عندما نقل اليهم ان الدكتور فضل قد‪p‬م استقالته وترك لم اختيار أمي جديد‪.‬‬

‫ه نا ا صبحت جا عة ال هاد ف ت لك ال فترة بل أم ي‪ .‬و هذا ا لمر ل يفه مه سوى‬


‫الذي يفهم الطريقة الت ت–بن عليها جاعة الهاد‪ .‬الماعة ت–بن على أساس دين‪ .‬والمارة‬
‫والبيعة أمران أساسيان عندها‪ .‬هذا المر ليس ظاهرا‪ V‬بقوة عند الماعة السلمية الت قد‬
‫يكون فيها أشخاص غي مبايعي بالعن الصحيح‪ .‬تد قلة منهم أدوا البيعة‪ .‬يتلف المر‬
‫ف جاعة الهاد‪ :‬ل بد ان يبايع العضاء بشكل رسي‪.‬‬

‫سببت ا ستقالة ا لدكتور ف ضل م شكلة شرعية‪ :‬الما عة بدون أم ي‪ .‬ف تم ب سرعة‬


‫تدارك المر حت ل تصل فوضى‪ .‬ع–قد اجتماع سريع ضم الناس الساسيي او ما ي–عرف‬
‫بـ)ال لس التأسي سي( او م لس ال شورى‪ .‬الفروض انم ‪ 25‬عضوا‪ .V‬ج‪p‬عوا كثيين من‬
‫متلف اناء العال‪ .‬ارسلوا طلبات حضور للجميع وشددوا على ضرورة عدم التغي‪p‬ب لن‬
‫الماعة ستضيع وتصي هناك مشكلة‪ .‬فالنشقون يكن ان يعلنوا انم هم الماعة وتنتهي‬
‫الما عة‪ .‬لو تأخرت العمل ية قليل‪ V‬ل كان الن شقون باتوا هم الما عة‪ .‬كان الو ضع بالغ‬
‫الطورة‪ .‬حت ان مراسلت بعث با النشقون عن طريق عبد الميد‪ ,‬وصلت ال بعض‬
‫الما عات ا لخرى العال ية مفاد ها ان ا لدكتور ف ضل ا ستقال والما عة بدون أم ي ا لن‬
‫وانم اختاروا شخصا‪ V‬من صفوفهم )غي عبد الميد( لقيادة الماعة‪.‬‬

‫لكن الناس الساسيي ف جاعة الهاد كانوا ملتفي تديدا‪ V‬حول الدكتور اين‪,‬‬
‫وا ستطاعوا ان ي تداركوا ا لمور‪ .‬ج عوا ال ناس ا لت و صلت من ال سفر وع قدوا اجتما عا‬
‫ليختاروا ملس شورى جديد‪V‬ا ويبايعوا أميا‪ V‬جديدا‪ .‬وفعل‪ V‬تت مبايعة الدكتور اين أميا‬
‫لماعة الهاد‪ .‬كان كثيون يريدون ترشيح الشيخ البنشيي‪ .‬والدكتور )أين( نفسه كان‬
‫يريد ان يبايع ابا عبيدة الذي كان بعيد‪V‬ا عن كل الشاكل والناس تبه‪ .‬لكن الرجل رفض‬
‫ب شدة و قال ا نه ير يد ان ي بايع ا لدكتور أ ين و بايعه فعل‪ V‬ع لى ال سمع والطا عة‪ ,‬ب شهادة‬
‫الشهود‪ .‬كان ابو عبيدة مشغول‪ V‬با ي–سمى تنظيم )القاعدة( ‪ -‬وهو ل يكن تنظيم‪V‬ا بل‬
‫كان مكا نا‪ V‬أ قاموه قا عدة للج هاد ب عدما مات ا لدكتور ع بد ا ل عزام‪ .‬كانت قا عدة‬
‫عسكرية وليست تنظيما‪ .‬وكان ف هذه القاعدة ابو عبيدة ومعه ابو حفص‪ ,‬وكثي من‬

‫)‪(30‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫الصريي القدامى كانوا قد اشتكوا للدكتور ومن ان هذا العسكر يستغرقنا ويعلنا نترك‬
‫الما عة لنه ل يكن نا ان نواظب ب ي ا لثني‪ ,‬ف كل منه ما )ال هاد والقا عدة( ع نده‬
‫أولويات‪ .‬فكرة الدكتور فضل كانت ان نستفيد من إمكانيات هؤلء )القاعدة( لصلحة‬
‫جاعة الهاد‪ ,‬فكانت النتيجة للسف سلبية‪ .‬تو‪p‬ل ولء الناس من جاعة الهاد كليا‪ V‬ال‬
‫شيء آخر‪ ,‬ال كيان آخر يضم أفرادا‪ V‬من جيع اناء العال‪.‬‬

‫ح–ل‪€‬ت القضية ف جاعة الهاد بأن ع–قد اجتماع للمجلس التأسيسي واختي ملس‬
‫لل شورى ضم ال ناس ال قدامى ا لذين كانوا ف يه م نذ البدا ية واضيف الي هم بعض الع ضاء‬
‫ا لدد‪ .‬اتف قوا ع لى مباي عة ا لدكتور أ ين مباي عة صرية‪ ,‬ود عوا ال ناس ف ال سودان ا ل‬
‫طريق ي‪ :‬ا لذي ير يد ان يلت حق ب لدكتور يك نه ذ لك‪ ,‬وا لذين ير يدون ان يلتح قوا بع بد‬
‫الميد فليذهبوا معه‪ .‬ولكن من يريد ان يلتحق بالدكتور عليه ان يبايع من جديد‪ .‬وفعل‬
‫ذهب اليه بعض الناس الذين كانوا قد انشقوا وبايعوه‪ .‬ولو ل يستطع هؤلء الوصول اليه‬
‫كونم ف بلدان أخرى‪ ,‬كانوا يأخذون منهم بيعة صرية بالنص وبإسم الشخص البايع‪.‬‬
‫طلبوا بيعة جديدة وكانوا يعلمون شيئا‪ V‬اسه تديد الثقة بالبيعة‪ ,‬وهي تعن ان الدكتور‬
‫يرسل طلبا‪ V‬يقول فيه انه يريد تديد البيعة‪ ,‬فهل انت موافق على تديدها‪ .‬كانوا يلجأون‬
‫ال هذه الصيغة لكي يعرفوا إذا كان أحد من الذين بايعوا غ ي‪p‬ر رأيه ويريد ان يكون ف‬
‫ح ل‪ €‬من البيعة السابقة‪ ,‬فيسمح له ذلك بسحب بيعته‪ .‬ل تكن هناك مشكلة‪ :‬إذا كنت‬
‫غي موافق‪ ,‬فأنت حل من هذه البيعة‪.‬‬

‫وانت ـهت ال شكلة بذه الطري قة‪ :‬بق يت لذه المو عة أماكـ ـنهم وأم ـوالم‬
‫وأفرادهم‪ ,‬وبقيت للفريق الخر أماكنه وأمواله وأعضاؤه‪ .‬انتهت الزمة عند هذا الد‪,‬‬
‫وتشرذم الخوة‪ ,‬وكانت حاجة حزينة ان يصل انشقاق أصل‪ .V‬بعد ذلك اعتمدت جاعة‬
‫الهاد على نفسها‪ ,‬لكنها وقعت ف خطأ جديد‪.‬‬

‫فالنشقاق حصل ف الساس بسبب قضية الناس الذين ق•بض عليهم )طلئع الفتح(‪.‬‬
‫ولكن الذي حصل ان أشخاصا‪ V‬من الذين بايعوا الماعة او انضموا اليها من جديد قالوا‬
‫انه يب القيام بعمليات ليشعروا إخوانم بأنم ف السجن ل يذهبوا هباء‪ .‬فصار نقاش‪:‬‬
‫يكن ان ت–ضر الماعة إذا قامت بثل هذه العمليات‪ .‬يكن ان ي–عتقل افرادها الدد‪ .‬لكن‬
‫بع ضهم ا صر‪ p‬ع لى الق يام برد‪ .‬ض–غط ع لى ا لدكتور أ ين شخ صيا‪ ,V‬فدخل ف ال شروع‬
‫)العمل يات( بما سة ب عض ا لخوة ال شباب‪ ,‬و–ن ف‪€‬ذت عمل ية ح سن ا للفي ا لول وعمل ية‬
‫عاطف صدقي‪.‬‬

‫)‪(31‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫***‬
‫هان السباعي‬
‫وقصة )جاعة الهاد( )‪(4‬‬

‫هان ال سباعي يروي ق صة ال ختراق ا لذي تعر‪ h‬ضت له )جا عة ال هاد( ف‬ ‫‪‬‬
‫الرطوم‪.‬‬
‫أعدم الظواهري صبيي بتهمة التجسس فطرده السودانيون ال أفغانستان ‪. . .‬‬ ‫‪‬‬
‫فتوح‪h‬د هناك مع )القاعدة(‪.‬‬

‫أصدرت )جاعة الهاد(‪ ,‬مع دخول السنة ‪ ,1995‬قرارا‪ V‬بوقف أي عمل مسلح‪.‬‬
‫فال صيلة ا لت تت أ سفرت عن اعت قال العد يد من ال شباب وم صادرة كثي من ا لبيوت‬
‫والشقق والموال‪ .‬وق•تل ايضا‪ V‬العديد من القيادات الكبية مثل عادل عوض الذي كان من‬
‫احسن الشخصيات ف جاعة الهاد‪ .‬فقررت جاعة الهاد وقف العمليات‪ .‬قالوا إن ال‬
‫ل يك ل‪€‬ف نف سا‪ V‬إل و سعها‪ ,‬وال هاد م ناط ال قدرة‪ ,‬و نن غ ي قادرين‪ ,‬ف لن ن ستطيع‪.‬‬
‫فانتظروا واجلسوا وتعل‪€‬موا‪ .‬العملية صعبة ونن نسر كثيا‪ V‬بتنفيذنا اليوم هذه العمليات‪.‬‬
‫وهكذا أوقفت جاعة الهاد عملياتا لعدم القدرة ف العام ‪.1995‬‬

‫عملية إسلم آباد ‪:‬‬

‫لكنها نف‪€‬ذت ف ذلك العام عملية أساسية تث‪€‬لت بتفجي السفارة الصرية ف إسلم‬
‫آباد‪ .‬فلماذا تت هذه العملية؟‬

‫قالت جاعة الهاد بعد العملية انا فج‪p‬رت السفارة انتقاما‪ V‬من عملية كبية قامت‬
‫با الخابرات الصرية‪ .‬إذ شهدت تلك الفترة صراعا‪ V‬مابراتيا‪ V‬بي الكم الصري وجاعة‬
‫الهاد‪ .‬كان كل منهما يدع الخر‪ .‬الكم يضحك على جاعة الهاد وهي بدورها‬
‫تضحك عليه‪ .‬لكن الدولة‪ ,‬بكم انا دولة لا إمكانات كبية‪ ,‬كان لا السبق‪.‬‬

‫)‪(32‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫ا لذي ح صل ان جا عة ال هاد ارادت ان تدع ال خابرات ال صرية ف ال سودان‪.‬‬


‫عملت إعلنا‪ V‬طريفا‪ V‬جد‪V‬ا وهو ان الدكتور أين الظواهري سيذهب ال سويسرا‪ .‬ووز‪p‬عوا‬
‫ا لعلن ع لى و كالت الن باء‪ ,‬وف يه ان ا لدكتور سيعقد مؤترا‪ V‬صحافيا‪ V‬ف سوي سرا‪,‬‬
‫وحددوا الكان والزمان‪ .‬تدثت الصحف ووكالت النباء‪ ,‬با فيها جريدة الياة‪ ,‬عن‬
‫هذا الوضوع‪ .‬وقبل اليوم من التاريخ الدد أصدرت جاعة الهاد بيان اعتذار قالت فيه‬
‫انه بلغها ان الخابرات الصرية ت–حيط بالفندق وتتآمر لقتل الدكتور‪ ,‬ولذا السبب تأجل‬
‫ظهور الدكتور ال حي آخر‪ .‬صد‪p‬ق العال كله الرواية وقال إن الدكتور طلب اللجوء‬
‫السياسي ف سويسرا‪ .‬لكنه كان طبعا‪ V‬ف السودان‪.‬‬

‫الكومة الصرية كانت الوحيدة الت تعرف انه ف السودان وان كل القضية خداع‬
‫بداع‪ .‬لكن الكومة الصرية سارت ف الدعة على رغم ذلك‪ .‬فاحتجت لدى الكومة‬
‫السويسرية وسألت‪ :‬كيف تسمحون لثل هذا الرجل بدخول بلدكم‪ .‬فرد السويسريون‬
‫بأن ل يس ع ندهم ر جل بذا ال سم‪ .‬ف قال ال صريون‪ :‬ر با د خل با سم آ خر‪ .‬و قدموا‬
‫احتجاجا‪ V‬ال الكومة السويسرية وأثاروا ضجة كبية ف وسائل العلم‪.‬‬

‫كانت الخابرات الصرية تعرف ان القصة كلها فقاعة إعلمية‪ .‬لكنها مشت ف‬
‫اليلة لنا كانت ت–خطط لشيء آخر‪ .‬ففي تلك الفترة كان ضابط مصري جن‪p‬د ولد‪V‬ا عن‬
‫طريق بعض الناس السودانيي‪ .‬فالخابرات الصرية كان لا نفوذ كبي ف الرطوم وكانت‬
‫تتصر‪p‬ف كأنا ساحة تابعة لا ومتحكمة فيها‪ .‬وعلى رغم ان الكومة السودانية كانت‬
‫طردت ال صريي‪ ,‬إل أن هؤلء كانت ع ندهم ذ يولم ه ناك‪ .‬فا ستطاعوا تن يد إ بن أ حد‬
‫الخوة‪ .‬اصطادوه ف إحدى الكتبات وسألوه عن المور الت يبها‪ .‬دعوه ال لقاء‪ .‬قالوا‬
‫له‪ :‬تعال نشرب الشاي او العصي وعندنا أفلم واشرطة )فيديو( جيلة‪ .‬جاء اليهم الولد‬
‫واسه أحد‪ ,‬فقد‪p‬موا له عصيا‪ V‬يوي مدرا‪ V‬ومارسوا معه اللواط وصوروه‪ .‬وبعدما أفاق‬
‫عرضوا عليه الصور وهددوه بإخبار والده‪ ,‬وهو رجل متدين نشط مع إحدى الماعات‬
‫العاملة ف ذلك الوقت مع الشيخ اسامة )بن لدن‪ ,‬أي تنظيم القاعدة(‪ .‬الولد مصري لكن‬
‫وا لده ل ي كن تاب عا‪ V‬ل ـ)جا عة ال هاد(‪ .‬فخ ضع الو لد و صار يذهب الي هم ويعطي هم‬
‫معلومات واسرار‪V‬ا ويكي لم عن الماعة الت يعيش ف وسطها‪.‬‬

‫وبعد هذا الولد‪– ,‬جن‪p‬د ولد آخر اسه مصعب هو إبن ابو الفرج اليمن )أحد قادة‬
‫)الهاد( وهو مصري وليس ينيا‪– .(V‬ج ن‪p‬د بالطريقة ذاتا‪ .‬قال له الولد الول‪ :‬تعال معي‬
‫عند صاحبنا وهناك سقوه عصيا‪ V‬وخد‪p‬روه وقالوا له ف النهاية انم صو‪p‬روه وعملوا فيه‬

‫)‪(33‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫كذا و كذا‪ .‬كان ا بو ال فرج ف ت لك ال يام ف جا عة ال هاد والو لد يع يش مع عائلت‬


‫الماعة وبينهم الدكتور )الظواهري(‪ .‬وهكذا ج–ن‪p‬د الولد‪.‬‬

‫ال خابرات ال سودانية كانت ت–را قب ما ي صل‪ ,‬كو نا ترا قب أ صل‪ V‬تر كات‬
‫الديبلوماسيي‪ .‬فصو‪p‬رت الولد وهو ينل من سيارة تابعة ليئة ديبلوماسية‪ .‬عرفت انه إبن‬
‫ابو الفرج ووالده تابع لماعة الهاد‪ .‬فذهبوا ال الدكتور وقادة الماعة وقالوا لم ان‬
‫الولد يتردد على هؤلء الناس ويب ان تراقبوه‪ .‬قد‪p‬موا )الخابرات السودانية( لم تقريرا‬
‫عن ذهاب الولد ال هذه الفيل او تلك‪.‬‬

‫طلب السودانيون من جاعة الهاد القبض على الولد واستدعوا والده‪ .‬قالوا له ان‬
‫الولد صغي ولن نعمل له حاجة‪ .‬لكنهم سألوه عما كان يفعل فأخبهم‪ .‬فقالوا انه يب‬
‫عليه ان يتوب ال ال على أساس انه أ•كره‪ .‬تسامح السودانيون ف الوضوع وسل‪€‬موا الولد‬
‫ال ابيه‪.‬‬

‫وبسب حيثيات الكم الذي اصدرته جاعة الهاد )وقد قرأت نص‪p‬ه الذي وزع‬
‫على حركات إسلمية مع أشرطة فيديو للتحقيق الذي حصل(‪ ,‬فإن الوالد قال ان الفضل‬
‫ان ي–رسل ابنه ال )اللوي الشرعية( ف السودان حيث ي–ح ف‪€‬ظ القرآن‪ .‬أ•رسل الولد ال‬
‫ه ناك‪ ,‬لك نه صار ي قوم بتصرفات غ ي ج يدة ف اللوي‪ ,‬وا شتكى م نه الطل بة ال خرون‬
‫الذين قالوا انه يقوم باجات غريبة وياول ان يراودهم‪ .‬فتم استدعاؤه من هناك‪.‬‬

‫كان والده مشغول‪ V‬دائم‪V‬ا ويسافر دائما‪ ,V‬وابنه استسلم للشيطان‪ .‬إذ ذهب وأخب‬
‫الذي ج ن‪p‬ده انم يريدون ارساله ال اللوي الشرعية‪ ,‬وأبلغه أمورا‪ V‬ف منتهى الطورة‪.‬‬
‫فاحت رائح ته ع ند ال خابرات ال سودانية‪ ,‬وعر فت )جا عة ال هاد( ا نه يتردد ع لى شقق‬
‫معينة ويكي للمصريي ماذا يصل ف اوساطهم‪ .‬عرفوا ان جلسات النس تتم باختياره‪.‬‬
‫ف في حيث يات ال كم ي قول الو لد‪ :‬ا نا عاوز اروح لع ند ‪) ...‬عل شان ‪ ...‬عل ي‪ .(p‬جا عة‬
‫الهاد اعتبت ان الولد د–مروا‪ .‬ابن ابو الفرج كان يفظ القرآن كله‪.‬‬

‫ل يرض الولد ان يعاون الناس الذين كانوا يققون معه وصار يضللهم‪ .‬سألوه عن‬
‫الرجل الذي يقابله وعن الماكن الت يقابله فيها‪ ,‬فصار يعطيهم اساء وأماكن غي حقيقية‬
‫لكي )يضللهم(‪ .‬كانت الخابرات السوادنية مازالت على الط‪ ,‬فحذ‪€‬رت جاعة الهاد‬
‫منه‪ .‬وطلبت منهم تغيي أماكنهم‪ ,‬لكي ل يعرفها الولد‪ .‬وانتهت السألة عند السوادنيي‬
‫عند هذا الد‪.‬‬

‫)‪(34‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫لكن الولد كان مستمرا‪ V‬ف طريقته‪ .‬طلبوا منه ان يدخل الكتب الذي كان يتمع‬
‫ف يه ا لدكتور مع بق ية قادة الما عة وي ضع لم ج هاز تن صت ف ا لاتف ‪ -‬ب عدما عل‪ €‬موه‬
‫كيف يفعل ذلك ‪ -‬ووعدوه بأن يسلموه شنطة متفجرات‪ .‬كان ذلك يوم خيس تقريبا‪.V‬‬
‫حاولوا ان يعطوه حقيبة متفجرات وطلبوا م نه ان يأخذها ال الك تب الذي يتج مع ف يه‬
‫عادة الناس )الهاد( ويتركها هناك‪ ,‬وعل‪€‬موه كيف يتم تشفيها‪.‬‬

‫ق•بض عليه بعد تسلمه الشنطة وهو ينل من سيارة الشخص الصري‪ .‬كانت جاعة‬
‫الهاد تراقبه‪ ,‬وكذلك الخابرات السوادنية‪ .‬كل منهما يعمل لوحده‪ ,‬لكن الطرفي كانا‬
‫يراق بانه‪• .‬ق بض عل يه وال شنطة م عه‪ .‬و كان ال من ال صري ف ت لك ال فترة يؤ كد ان ز مام‬
‫البادرة ف يده‪ ,‬وانه يعلم أين هم‪ .‬تركوا العلم يسي ف موضوع أن الدكتور موجود ف‬
‫سويسرا‪ ,‬لكنهم كانوا يسيون ف خطة تفجي كوادر جاعة الهاد كافة ف وقت واحد‪.‬‬
‫كانت الطة تقضي بإدخال شنطة التفجرات ال الكتب‪.‬‬

‫ولكن ق•بض على الولد ومعه الشنطة‪ .‬فأخذته الخابرات السودانية ف أول المر‪.‬‬
‫لكن جاعة الهاد قالت لم )ان الولد بتاعنا( ولزم نقق معه‪ .‬سجنه السودانيون عندهم‬
‫ف انتظار النظر ف أمره‪ .‬وكانت الماعات السلمية كلها متجمعة آنذاك ف السودان‬
‫وعرفت بالوضوع‪ .‬فحصلت فضيحة‪.‬‬

‫قال بعض الناس ان جاعة الهاد يب ان تأخذ الولد من المن وتقق معه فـ‬
‫)قصة الدلع غي مسموح با(‪ .‬أرادوا الضغط عليه ليتكلم‪ .‬قالوا ان السودانيي لن يققوا‬
‫معه بالطريقة الصحيحة‪ .‬فذهبوا ال المن ال سودان و خدعوهم بال سايرة وأخذوا الولد‬
‫منهم‪ .‬كيف أخذوه? ليس واضحا‪ V‬حت الن‪.‬‬

‫ث بدأ التحقيق مع الولد والولد الخر الذي ج ن‪p‬ده‪ .‬اعترفا‪ .‬ل يكن هناك دلع ف‬
‫التحقيق معهما‪ ,‬مثلما كان يصل عند السودانيي‪ .‬اعترف الولد أول‪ V‬انه فتح شنطة والده‬
‫وكان فيها جوازات سفر لرحلة احد الخوة الذين قبض عليهم‪ ,‬خلل نزوله ال إحدى‬
‫الدول العربية‪ .‬ل يكن أحد يعرف بذلك‪ .‬اعت–قل خسي يوما‪ V‬ف الدولة الت نزل اليها ث‬
‫ر–ح‪p‬ل ال مصر‪ .‬وهو يقضي فترة العقوبة الن‪ .‬كذلك اعت–قل أخ ثان كان من القرر ان‬
‫ينل ال مصر‪ .‬ق•بض عليه عند حدود دولة وهو يمل جواز‪V‬ا غي جوازه القيقي‪ .‬امسك‬
‫به الصريون وحكموا عليه بالعدام‪ .‬وقد اعترف الولد بذلك‪ ,‬وصار يتكلم عن أسرار ل‬
‫يعرفها أحد‪ .‬ففي شنطة والده كانت الوازات الت ست–سل‪€‬م ال الشباب‪.‬‬

‫)‪(35‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫كانت الخابرات الصرية تستأجر شققا‪ V‬أمام الشقق الت يعيش فيها اعضاء جاعة‬
‫الهاد ف الرطوم‪ .‬وكانوا يلسون طوال النهار ف الفيل ويضعون كاميا ويسألون الولد‬
‫من هو الذي دخل فيقول لم هذا الشيخ الفلن وهذا ابو فلن‪ .‬كان يعرف كن بعض‬
‫الناس واساء بعضهم‪.‬‬

‫كل ذلك ك•تب ف مضر التحقيق وظهر ف شريط الفيديو‪ .‬لكن بعد العترافات‪,‬‬
‫ناقشت الماعة الناحية الشرعية ف الوضوع‪ .‬طرح بعض الناس هل يوز ان ي–قام عليهما‬
‫الد وها فتيان‪ .‬فكشفوا على الولد ووجدوا انم انبتوا فعل‪ V‬ويتلمون )‪ .(...‬تأكدوا‬
‫انم بالغون‪ .‬ث أصل‪€‬وا للموضوع وردوا على الشبهات الشرعية‪ ,‬وقالوا ان الكم عليهما‬
‫هو حكم اللوطي وحكم الائن والتآمر لقتل الناس‪ .‬قالوا لما‪ :‬هل تعلمان ما حكم الذي‬
‫يتعا مل مع ا لمن? اجا با‪ :‬مر تد‪ .‬و هل تعل مان ا نا خيا نة شرعية? فردا‪ :‬نع لم ا نا خيا نة‬
‫شرعية‪ .‬سألوا الولد‪ :‬ما الذي دعاك ال ان تفعل ذلك على رغم اننا اعطيناك فرصة وكان‬
‫بإمكانك ان تتوب ال ال سبحانه وتعال‪ .‬كان ذلك ف الرة الول لكنك رجعت اليهم‬
‫مرة ثانية‪ .‬فرد عليهم‪ :‬هو كده )اي جاء على باله ان يفعل ما فعل(‪ .‬تكلم بذه الصفاقة‪.‬‬
‫اما الو لد ا لخر‪ ,‬أ حد‪ ,‬ف •ط لب م نه ان يك تب و صية أب يه وأ مه‪ ,‬فك تب ان تم اال سبب ول‬
‫احبكما‪.‬‬

‫قال ناس ف جاعة الهاد ان المر خطي جدا‪ .V‬كانوا يريدون الوصول ال السؤول‬
‫عن تنيد الولد‪ .‬خططوا لعتقاله من خلل إقامة حفلة يأت هو اليها حيث ي–عر‪p‬ى من‬
‫ملبسه ويأتون برجل )‪ (...‬فيه‪.‬‬

‫ف النهاية‪ ,‬أصدرت جاعة الهاد حكم العدام على الولدين ون– ف‪€‬ذ‪ .‬وقالت انا‬
‫فج‪p‬رت السفارة ف باكستان ردا‪ V‬على عملية الرطوم‪.‬‬

‫ع ندما جاء ال شيخ ا بو ال فرج وع ل‪Ä‬م بإ عدام إب نه ذ• هل‪ .‬أ ثار ب عض ال ناس ع نده‬
‫الشبهات‪ ,‬فتسبب ذلك بشاكل بينه وبي الدكتور وجاعة الهاد‪ .‬قال ان الماعة كان‬
‫يب ان تترك له موضوع التصرف بسألة إبنه‪ .‬هاجها‪ .‬ل يكتف بالنسحاب منها‪ ,‬بل‬
‫صار يشتمها إذا اقتربت منه‪ .‬قال لم‪ :‬قتلتم ابن ول تعطوه حقه الشرعي‪ .‬فرد‪p‬ت عليه‬
‫الماعة‪ :‬أنت من كان يقول انن اريد ان اغسل عاري بنفسي‪ .‬سافرت وعدت ووجدت‬
‫اننا اقمنا على إبنك الكم الشرعي وعي‪p‬نا قاضيا‪ V‬خاصا‪ V‬له‪ .‬هذا كان ردهم عليه‪ .‬لكنه‬
‫وجد فريقا‪ V‬آخر شج‪p‬عه ودعاه ال النضمام اليهم وقالوا له ان جاعة الهاد ضالة‪.‬‬

‫)‪(36‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫تسب‪p‬ب إعدام الولدين بأزمة بي الهاد والكومة السودانية‪ .‬قال السودانيون انم ل‬
‫يعرفوا بأن الماعة قتلتهما‪ .‬قالوا لم‪ :‬انتم ظانون أنفسكم ايه‪ ,‬دولة داخل دولة‪ .‬حصلت‬
‫مشادة بينهم‪ .‬ورد الدكتور )ال ظواهري(‪ ,‬بسب الكلم الذي سعناه ع نه‪ ,‬بأننا ما ك نا‬
‫ن–ط ب‪p‬ق سوى شرع ال‪ ,‬وإذا ل نطب‪p‬قه على أنفسنا فإنه ل يصلح ان نطب‪p‬قه على الخرين‪.‬‬
‫وأضاف للحكومة السودانية‪ :‬نن ضيوف عندكم‪ .‬انتم تطبقون مشروعا‪ V‬إسلميا‪ ,V‬ونن‬
‫قمنا بواجب شرعي‪ ,‬فإذا ارتكب واحد منا جرية ل بد ان نطبق عليه حكم الشرع‪ .‬فإذا‬
‫ل تطب‪p‬قوه انتم‪ ,‬يب علينا نن ان نطب‪p‬قه‪ .‬وإذا ل نفعل ذلك‪ ,‬فالفضل لنا أل نكو‪p‬ن جاعة‬
‫إسلمية‪.‬‬

‫ه نا رد ال سودانيون ب طرد الما عة و قالوا لم‪ :‬مع ال سلمة‪ .‬قالوا‪ :‬اعطو نا فر صة‬
‫لنأخذ نساءنا وأغراضنا‪ .‬فرد السودانيون‪ :‬لن نسلمكم إل مصر‪ ,‬ولكن ارحلوا من هنا‪ .‬ل‬
‫يعطوهم فرصة لترتيب اوضاعهم‪ .‬حلوا أغراضهم بسرعة ورحلوا ال افغانستان وتفر‪p‬قوا‬
‫ف الرض‪ .‬السودانيون ل يعترفون بذلك‪ ,‬لكن هذه هي القيقة‪.‬‬

‫انتق لت )جا عة ال هاد( وا لدكتور ال ظواهري ا ل أفغان ستان ف ‪ ,1996‬وه ناك‬


‫حصل تقارب كبي مع الشيخ أسامة )بن لدن( وتنظيم )القاعدة(‪ .‬وقد ت–و‪p‬ج هذا التقارب‬
‫ف بداية العام ‪ 1998‬بإعلن تأسيس البهة السلمية العالية لقتال اليهود والصليبيي‪.‬‬
‫وقد عرفت بذلك من خلل قراءت صحيفة )الياة( او )القدس(‪ .‬ظننت البيان ف البدء‬
‫من المور الفبكة‪ .‬لكن بعدما تقص‪p‬يت‪ ,‬علمت انه صحيح‪ .‬لكنه كان حركة دعائية‪ .‬ل‬
‫لزوم له‪ ,‬بل لون ول طعم ول رائحة‪ .‬وركيك لغويا‪ V‬وشرعيا‪ .V‬جلب البيان الصائب ال‬
‫جاعة الهاد خصوصا‪ ,‬والماعات السلمية بصفة عامة‪.‬‬

‫كان )أ بو يا سر( )ر فاعي طه‪ ,‬ال سؤول ال سابق عن م لس شورى الما عة‬
‫السلمية( و ق‪€‬ع البيان‪ ,‬لكنه انسحب م نه بعد ضغط من جاعته‪ .‬و كان يكن الدكتور‬
‫)أين( ان ينسحب بدوره ويقول انن غي مقتنع بالصياغة‪ .‬لكن الروءة عنده والشهامة‬
‫منعتاه من ذلك‪ .‬لكن الشكلة ان الدكتور ل يستشر ملس الشورى‪ .‬وبسب ما سعت‪,‬‬
‫فإنه ل يقرأ أصل‪ V‬البيان سوى على عجل‪ ,‬إذ ا•عد بسرعة‪ .‬لكن‪ ,‬أول‪ ,V‬تأسيس مثل هذه‬
‫الب هة ي تاج ا ل درا سة ق بل التوق يع‪ .‬وثان يا‪ :V‬ك يف يو ق‪€‬ع ا لدكتور ع لى ب يان م ثل هذا‬
‫وجاعته ل تعرف بالمر‪ .‬سألنا عن الوضوع فعرفنا ان معظم أعضاء ملس شورى جاعة‬
‫الهاد ل يكونوا يعرفون بالوضوع‪ .‬احدهم اقسم ل بأنه ل يعرف إل بعد صدور البيان‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬كيف يتحالف )الظواهري( مع الشيخ أسامة بن لدن علما‪ V‬ان جاعة الهاد‬

‫)‪(37‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫كانت أخذت موقفا‪ V‬منه ف السابق? فهو تركهم ف باكستان عندما وقعوا ف أزمة مالية‬
‫ول يترك لم فرصة ليحلوا مشكلتهم‪ .‬ولا نزلوا ال السودان اعتبوا ايضا‪ V‬انه ل يتعامل‬
‫معهم بشكل جيد ف أمور كثية ل يريد الواحد ان يتكلم فيها‪ .‬رد مؤيدو إعلن البهة‬
‫بـ)أننا كلنا تت لواء طالبان الن‪ ,‬سواء كنا قاعدة او غي قاعدة(‪.‬‬

‫صدر ب يان الب هة العال ية سنة ‪ ,1998‬و كان تنظ يم القا عدة ين مو‪ .‬ث ح صلت‬
‫عملي تا نيو ب ودار ال سلم‪ ,‬وات–ه مت القا عدة فيه ما‪ .‬ل كن ذ لك جر‪ p‬م صائب كبية ا ل‬
‫)جاعة الهاد(‪ .‬مرد توقيع البيان تسبب ف اعتقال كثي من التعاطفي مع الدكتور او‬
‫العضاء ف تنظيمه‪.‬‬

‫ومن هذا النطلق‪ ,‬كان واضحا‪ V‬ان هناك ظروفا‪ V‬اقتصادية وامنية وراء دخول جاعة‬
‫الهاد ف هذه البهة‪ .‬ذهب الدكتور ال أفغانستان وظروفه صعبة‪ ,‬والتضييق المن عليه‬
‫كان عاليا‪ V‬جدا‪ .‬كذلك ق•بض عليه ستة شهور ف داغستان ول يعرف أحد بذلك‪ .‬ل‬
‫يعرف بذلك العضاء الساسيون ف جاعته )وهذه السرية لا ناحية ايابية إذ ل تعرف‬
‫ال خابرات ال صرية باعت قال ا لدكتور وا حد سلمة و شخص ثالث ا سه م سهل ف‬
‫داغستان(‪ .‬كان يكن ترحيل الدكتور ال مصر أو إل أي دولة أخرى با فيها أميكا‪.‬‬
‫ل كن ع ندما خرج مع الرجل ي ال سجوني و ها من الق يادات اله مة قرر ال عودة ا ل‬
‫افغانستان على أساس انا البلد الكثر أمانا‪ V‬له وللجماعة‪ .‬لكن إمكاناته الادية ل تكن‬
‫قوية‪ ,‬ف حي ي–لحق رجاله حول العال‪ ,‬وعنده اسر يتامى عليه ان يتكف‪€‬ل با‪ .‬كان هناك‬
‫م سنون يأتون من ه نا وه ناك وي ساعدون الما عة‪ ,‬ل كن ذ لك ل ي كن م ضمونا‪ V‬دائ ما‪.V‬‬
‫اعتقد ان هذا كان سببا‪ V‬جوهريا‪ V‬ف دخوله هذا التاد مع الشيخ اسامة بن لدن وتأسيس‬
‫الب هة العال ية ق بل ان يعل نوا لح قا‪ V‬ما سوه )قا عدة ال هاد(‪ ,‬ما يع ن ان جا عة ال هاد‬
‫اتدت مع القاعدة‪ .‬هذا التاد هو اتاد الدكتور وممد صلح وطارق أنور وثلثة او‬
‫اربعة اخوة آخرين من قادة جاعة الهاد مع إبن لدن‪.‬‬

‫ل كن قادة آخر ين ف جا عة ال هاد ل ين ضموا الي هم‪ ,‬م ثل الر جل ال ثان ثروت‬
‫صلح‪ .‬ثروت اخت لف مع هم ع ندما رأى ا نم سائرون ف ال شروع )الو حدة مع‬
‫)القاعدة((‪ ,‬فهو من الافظي على الشروع القدي لماعة الهاد‪ :‬أي انا جاعة مصرية‬
‫ل تريد ان تو س‪p‬ع دائرة معركتها‪ .‬رأى ان توسيع العركة لتشمل أميكا أمر خطي‪ ,‬وانه‬
‫يب التركيز على مصر‪ ,‬كما ف السابق‪ .‬رأى ان الماعة تتغي وانا ل تعد جاعة الهاد‬
‫ا لت يعرف ها‪ .‬صارت ت قوم ع لى أ سس متل فة ا لن‪ .‬ف ال بدء كانت ترى ان ق تال ال عدو‬

‫)‪(38‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬


‫قصة جاعة الهاد‬

‫ال قرب أو ل بق تال ال عدو الب عد‪ ,‬وان عقو بة الر تد اغ لظ من عقو بة ال كافر ال صلي‪,‬‬
‫الميكان والبيطانيي‪ .‬كانت تعتب ان الهم مقاتلة الرتد لنه السبب الذي جاء بالكفار‬
‫لحتلل بلدنا‪ .‬لكن البهة العالية غي‪p‬رت القاعدة‪ :‬صار عندها قتال الميكان قبل مقاتلة‬
‫الرتدين ف البلد‪.‬‬

‫ف النهاية‪ ,‬قرر ثروت صلح ومموعة معه البقاء على حالم لكنهم ل يعلنوا ذلك‪.‬‬
‫كانوا يريدون ان يبقوا كمجموعة مع اسرهم ف أفغانستان‪ .‬وكان سبق ثروت صلح ف‬
‫العمل لوحده كاتب معروف من قادة الماعة وكان ي–عد من الساسيي ومرشحا‪ V‬ليكون‬
‫نائب امي الماعة‪ .‬وهو ترك الماعة للفات ف وجهات النظر‪ .‬وعاش لوحده‪ .‬وسار‬
‫ا لدكتور وأن صاره ف خط التو حد مع إ بن لدن‪ .‬و كانه هذه هي ا لال ع ندما بدأت‬
‫الرب الميكية على أفغانستان ما زاد ف تشتت جاعة الهاد الت ل تعد موجودة إل ف‬
‫السجون الصرية ومشتتة ف جبال أفغانستان‪.‬‬
‫كميل الطويل )‪(4/9/2002‬‬

‫ت تنـزيل هذه الادة من‬


‫منب التوحيد والهاد‬
‫‪http://www.tawhed.ws‬‬
‫‪http://www.almaqdese.com‬‬
‫‪http://www.alsunnah.info‬‬

‫)‪(39‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬

You might also like