Professional Documents
Culture Documents
الطبعة الول
نشر وتوزيع
مركز شهيد عزام العلمي
يشاور /باكستان
* * *
http://www.tawhed.ws
http://www.almaqdese.com
http://www.alsunnah.info
)(1 منب التوحيد والهاد
http://www.abu-qatada.com
عملق الفكر السلمي
إن أ صحاب ا لقلم ي ستطيعون أن ي صنعوا شيئا كثيا ول كن ب شرط وا حد :أن
يو توا هم لتع يش أف كارهم ..أن يطع موا أف كارهم من لومهم ود مائهم ..أن يقو لوا ما
يعت قدون أ نه حق ،وي قدموا د ماءهم فداء لكل مة ا لق) ،إن أفكار نا وكلمات نا ت ظل جث ثا
هامدة ،حت إذا متنا ف سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بي الحياء(.1
(1حياته الدبية.
(2اتاهه السلمي العام.
(3اتاهه السلمي الدد.
الرح لة الثال ثة :عم له ك مدرس واهت مامه ب قول ال شعر ،وال صبغة العا مة ل شعره
وتأملته ،وصلته بعبد القادر حزة ث عباس العقاد ،ومقالته وقصائده ف هذه الرحلة ف
اللت العروفة مثل دار العلوم والرسالة والهاد والبلغ.
الرح لة الراب عة :اهت مامه بالن قد ا لدب ونظر ته ف ال صور والظلل والحا سيس
كتلم يذ ف مدر سة العقاد الدبية ،وت توجت هذه الرحلة بعرك ته الدب ية ف الرسالة مع
أنصار الرافعي وتأييده للعقاد.
الرحلة الامسة :مرحلة خود أدبه ل يظهر له فيها إنتاج إل القليل وهي تتد
طيلة الرب العالية الثانية.
الرح لة الساد سة :ظ هوره كنا قد أد ب م شهور من خلل مقالته ف الر سالة -
بع ضها ظ هر ف كرار يس ك تب وشخ صيات -وماو لة ت صنيف ا لذاهب الفن ية الدب ية
كمدارس ووضع سات لكل مدرسة مثل :مدرسة الرافعي ومدرسة النفلوطي ومدرسة
العقاد ،ومدرسة الزيات ،ومدرسة طه حسي ومدرسة توفيق الكيم.
الرح لة ال سابعة :ا تاهه ا لدب نو ال قرآن واهت مامه بدرا سة وإ صدار ك تابي:
)التصوير ،والشاهد( بالضافة لهتمامه بالنقد الدب ومقالته الختلفة.
الرح لة الثام نة :خرو جه من مدر سة الع قاد الدب ية ون قده لا ،و قد بدأ ي كون
لنفسه مدرسة أدبية جديدة ،وكان له التلميذ ،وكتابه )النقد الدب أصوله ومناهجه( نج
لذه الدرسة.
الرح لة التا سعة :ر كود أد ب لدة عامي ف أمري كا ل يظهر له من الن تاج إل
القليل.
وف ناية الرحلة التاسعة وبعد أن عاد من أمريكا اته نو القسم الثان من حياته
وهو اتاهه السلمي العام ،ودخوله جاعة الخوان السلمي وهي متداخلة مع القسم
الدب.
إن ال مد ل ،ن مده ون ستعينه ون ستغفره ،ون عوذ بال من شرور أنف سنا ،و من
سيئات أعمالنا ،من يهده ال فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له ،ونشهد أن ل إله إل
ال وحده ل شريك له ،ونشهد أن ممدا عبده ورسوله.
أصله ونشأته:
ويقال إن أصل الستاذ سيد قطب هندي ،وأن حسينا -جده الرابع -قد هاجر
من الند إل أرض الرمي حيث البيت العتيق ومثوى الصطفى ص ،ث هاجر إل مصر
واستقر ف هذه القرية الصرية.
نشأته:
درج ف مراحل الطفولة الول ف قريته ف أحضان والديه اللذين أرضعاه حب
هذا الدين من خلل التدين الفطري الذي طبعت عليه هذه النفس ،ث انتقل إل القاهرة
حيث يسكن خاله ،وواصل تعليمه ودخل دار العلوم ،وبرزت مواهبه الدبية إبان دراسته،
و كان يك تب ف عدة ملت أدب ية وسيا سية من ها )الر سالة() ،ال لواء ال شتراكية( ،ول قد
كتب عنه أستاذه مهدي علم ف تقديه لرسالة )مهمة الشاعر ف الياة( الت ألقاها سيد
قطب كمحاضرة ف دار العلوم يقول) :لو ل يكن ل تلميذ سواه لكفان ذلك سرورا
وقنا عة ،ويعجب ن ف يه جرأ ته الاز مة ا لت ل ت سفه فت صبح تورا ،و ل تذل فت غدو جب نا،
وتعجبن فيه عصبيته البصية ،وإنن أعد سيد قطب مفخرة من مفاخر دار العلوم(.
ولقد تتلمذ الستاذ سيد قطب أدبيا على يد العقاد ،وكان يتردد على طه حسي،
وحل لواء العارضة للستاذ الكبي مصطفى صادق الرافعي ،وكان هجومه على الرافعي
عنيفا حت أن الرافعي ل ينج منه بعد موته فلقد نقد الرافعي إثر موته نقدا لذعا فقام علي
الطنطاوي يدافع عن الرافعي فقابله الستاذ سيد برد مقذع حاد.
ولقد كتب ف أوائل الربعينات كتابيه الشهيين :التصوير الفن ف القرآن ،وقد
أهداه إل أمه ،ومشاهد القيامة ف القرآن وأهداه إل روح أبيه ،وكم كانت دهشة القراء
عندما وجدوا أن الكتابي يلوان من البسملة ،إذ ل يكن سيد قد اته الوجهة السلمية
بعد.
(1الصدق:
إن من أبرز الصفات ف نفسية سيد قطب الصدق ،وهذه الصفة طبعت كتابته
كلها بالوضوح ،ما جعل تعامله مع الساسة يكاد يكون مستحيل ،ولقد كان هذا الط
بارزا ف جاهليته وإسلمه ،ففي عهد فاروق كان الكتاب يعبون من سؤره ويطبون وده
بتذليل رخيص ويتزلفون حت يستطيعوا النكباب على أقدامه عل هم ينالوا من الطام،
أما سيد قطب فلقد كان رغم فقره أبيا صادقا ،ففي زواج فاروق ،وف أعياد ميلده ترى
ال قالت ا لت تز حم با ال صحف بأقلم الك تاب إل سيد فإ نك تفت قد ا سه ب ي هذه
القطعان.
وتلمح هذا الصدق من خلل عباراته ،فلقد كتب ف ملة مصر الفتاه الشتراكية
تت عنوان كبي )رعاياك يا مولي( وأظهر صورا من الترف الفاجر وف القابل صور من
البؤس والفاقة.
ولقد عمق السلم هذه الصفة ف مسارب نفسه ،فأضحى الصدق عنوانا لتعامله
وكلمه ينبض بكل كلمة من كلماته وتنم عنها كل عبارة من عباراته ويبدو لك هذا
جليا من خلل الطبعة الثانية من الظلل ومن خلل فصول العال.
كان يقول لحد تلمذته واسه سيد أيضا) :تعال يا سيد نراجع معا فصل من
فصول هذا الكتاب ،وأنا أظن أن أبواب السجن ستفتح له ولنا من جديد وقد تنصب لنا
أعواد الشانق( ،فيجوه تلمذته أل يطبع العال حفاظا على حياته فيفض بإباء قائل ) :ل
بد أن يتم البلغ(.
وقد سأله تلميذه :لاذا كنت صريا كل الصراحة ف الكمة الت تلك عنقك?
فقال) :لن التورية ل توز ف العقيدة ،ولنه ليس للقائد أن يأخذ بالرخص( ،ويبدو أن
هذه الصفة هي الطابع الميز لل قطب جيعا ،فلقد قالت حيدة شقيقته :كان بإمكان أن
أعفى من سجن السنوات العشر لول أن أبيت أن أكتم عقيدت ورفضت إل أن أصارح
الطواغيت بكفرهم.
ي قول ف فصل )نق لة بع يدة /م عال ف الطر يق ) :(206لن نتد سس إ ل ال ناس
بالسلم تدسسا ولن نربت على شهواتم ،وتصوراتم النحرفة ،سنكون معهم صرحاء
غاية الصراحة ،هذه الاهلية الت فيها خبث ،وال يريد أن يطيبكم(.
(2الشجاعة والرجولة:
ولقد كان خلق الرجولة بارزا ف تصرفاته سواء ف جاهليته أو إسلمه فلم يسف
ول يسقط ول يهو ف مهاوي الرذيلة ،ول يغرق ف مستنقعات الوحل والنس ،وأنت
ت قرأ له ف ح به ف جاهليته ق صة )أ شواك( فتل مح من خلل ال هداء ر جولته ،ي قول ف
ال هداء) :إ ل ا لت خا ضت م عي ف ال شواك ،فدميت ودم يت ،و شقيت و شقيت ،ث
سارت ف طريق وسرت ف طريق جريي بعد العركة ،ل نفسها إل قرار ،ول نفسي إل
استقرار(.
وخلق الرجال وجده السلم خامة طيبة ف أعماق الستاذ سيد فنماها ووجهها
فأتت بالعاجيب من فوق القمة الت أرتفع إليها ،يقول ف مقدمة الظلل) :وعشت ف
ظلل القرآن أنظر من علو إل الاهلية الت توج ف الرض ،وإل اهتمامات أهلها الزيلة
الصغية ،أنظر إل تعاجب أهل الاهلية با لديهم من معرفة الطفال وتصورات الطفال،
واهتما مات الط فال ،ك ما ين ظر ال كبي إ ل ع بث الط فال ،و ماولت الط فال ،ول غة
الطفال ،وأعجب ،ما بال هذا الناس ،ما بالم يرتكسون ف المأة الوبيئة(.
و من ه نا داس دن يا ال كام وآ ثر الع يش وراء ق ضبان الزنزا نة ،و كان ي قول):إن
إصبع السبابة الذي يشهد ل بالوحدانية ف الصلة ليفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به
حكم طاغية( ،رغم أن وزارة العارف تعرض عليه ف السجن.
ويقول) :لاذا أسترحم? إن كنت مكوما بق فأنا أرتضي حكم الق ،وإن كنت
مكوما بباطل ،فأنا أكب من أن أسترحم الباطل( ،بينما حبل الشنقة يلوح أمام ناظريه.
وبعد صدور حكم العدام وف يوم الحد )28/8/1966م( وقبل تنفيذ حكم
العدام جاء قرار موقع من الطاغوت الالك عبد الناصر) :ينفذ حكم العدام بكل من
سيد ق طب ،م مد يو سف هواش ،ع بد الف تاح إ ساعيل ،و مع الك تاب إ شارة إ ل ماو لة
استدراج سيد قطب إل اعتذار يفف به حكم العدام عنه ،فجاء حزة البسيون مدير
السجن الرب إل حيدة قطب وأطلعها على القرار ،ث أردف قائل ) :لدينا فرصة واحدة
لنقاذ الستاذ ،وهي اعتذاره ،وأنا أتعهد بإخراجه بعد ستة أشهر( ،قالت حيدة) :فجئت
أخي فذكرت له ذلك ،فقال :لن أعتذر عن العمل مع ال(.
(3كرمه وسخاؤه:
و هذه صفة ت قترن مع ال شجاعة غال با ،فحيث ما و جدت صفاء الن فس و سخاءها
و جدت ا لرأة وال شجاعة ،فالنفس الب ية ا لت تود بروح ها ير خص علي ها ا لال وم تاع
الياة ،ولقد كان سيد ينفق كل ما يأتيه ول يدخر شيئا ،وكان لكثي من نزلء ليمان طرة
ف أمواله شيء معلوم ،حت من الرمي ،ومن السجانيي ،ولقد كان يشفق على حالة
ال سجانيي ال سرية ،و ضيق ذات يدهم في ثي لالم وي فف من كر بم و ضنكهم
وبأسائهم.
ولقد ملك مضائه وسخائه هذا قلوب عارفيه ،وأصبح بكرمه السر هو الدير
الفعلي لسجن ليمان طره ،حت كان اللوان -مدير السجن -يقول) :إن الدير الفعلي
لل سجن هو سيد ق طب( ،وأ قرأ إن شئت ر سالته ال صغية )أ فراح ا لروح( وك يف كان
يفجر ينابيع فطرة الي ف قلوب الرمي ،وف هذه الرسالة زاد كبي للعاملي من الدعاة.
ولذا فقد مضى إل ربه وهو ل يلك مترا واحدا فوق هذه الغباء ،فهو بصدقه
وف العهود ،وبكرمه أسر القلوب ،وبتواضعه ألف بي النود ،وبشجاعته وصلبته قاد
الموع.
(4تواضعه:
وهذا ست الصالي )تلك الدار الخرة نعلها للذين ل يريدون علوا ف الرض
ول ف سادا والعاق بة للمتق ي( ،وبال قدر ا لذي كان ي ستعلي به ع لى الط غاة كان يتوا ضع
ويت طامن لل مؤمني من تل مذته ،فترى أ حدهم ي شي عل يه أن يذف ف قرة من م سودة
التفسي أو يصحح عبارة فيستجيب.
وأما عاطفته الياشة فلقد أفاضت من روحه على أسرته جيعا ،وتراه لذا الوفاء
ل يتزوج قبل منته ليعى السرة الت أصبح راعيها بعد أبيه ،يقول الستاذ ممد قطب
عن أخيه سيد) :هو أب وأخي وأستاذي وصديقي(.
كان سنة )1953م( ف ضيافة الؤتر السلمي ف القدس ،وقد كان الخوان
آنذاك يشرفون عليه ،يقول فضيلة الراقب العام للخوان ف الردن الستاذ ممد خليفة:
)كان الستاذ سيد يطلب من أن أطلب القاهرة -هذا من عمان -فأقول له :هل طرأت
لك حاجة? فيقول :ل ،وإنا هو الشوق لسماع صوت الوالد الرشد العام الضيب ولو من
خلل الاتف(.
وكثيا ما كان يردد كلمة الوالد الرشد ف التحقيق وف الكمة ،ول يقتصر وفاء
الستاذ سيد على صلته بالبشر بل تعداه إل علقته بكل ما حوله حت للحيوانات ،فلقد أ
ل ف نزلء ليمان طرة قطا أعور تتقزز البدان لرؤيته ،كان يأوي بالقرب من الستاذ
سيد قطب يصص له قسما من طعامه وكان يقول) :ليس من الوفاء أن نافيه ونضيعه ف
هرمه بعد طول صحبته لنا( ،وهو بوفائه يعيد إل ذاكرتنا سية الرعيل الول كأب هريرة
ويفتح أمام ناظرينا صورة زيد بن الدثنة وهو يقول) :وال ل أحب أن أكون سالا ف
أهلي ويصاب ممد صلى ال عليه وسلم شوكة ف قدمه( وذلك وهو يرد على أب سفيان
ع ندما سأله :أ تب أن م مدا مكا نك نعل قه ع لى خ شبة ال صلب وال عدام؟ ،ف قال أ بو
سفيان) :ما رأيت مثل حب أصحاب ممد ممدا (.
أقول :هذه النماذج الت أقفرت الرض منها إل القليل القليل والت عقمت الدنيا
أن تلد أمثالا ،عاد جنود البنا يددون سية هذا النفر الكري ،هؤلء أحيوا المل ف قلوب
مئات الليي وأثبتوا للدنيا أن السلم ل زال قادرا على صناعة الرجال.
يقول الستاذ سيد قطب لشقيقته حيدة) :إن رأيت الوالد الرشد -وهذا قبل
إعدامه بيوم -فبلغيه عن السلم وقول له :لقد تمل سيد أقصى ما يتحمله البشر حت ل
تس بأدن سوء(.
دخل الستاذ سيد دعوة الخوان السلمي سنة )1951م( وكان يعب عن هذا
بأعمق تعبي قائل :ولدت سنة )1951م( ،وقد جاء سيد على قدر ،ولكل أجل كتاب
فلم يفل سيد بالدعوة ف بداية المر ول يكن يعن نفسه للقاء بقائدها البنا الذي ضم
الفذاذ من أبناء مصر تت جناحيه وبي صفوفه ،فكانت دعوته صفوة أبناء مصر.
وقد ابتدأ سيد قطب يتجه نو الكتابة عن السلم العام ،ول يكن سيد بعد قد
أدرك ب عد أعماق هذا الدين ،ول يسب أغواره بسبار ،وكتب كتاب العدالة الجتماعية
مستعرضا نظام الكم والال ،وتركه مع إهداء جيل) :إل الذين كنت الهم بعي اليال
قادمي فرأيت هم بوا قع ال ياة قائمي يا هدون بأموالم وأنف سهم ف م ستقبل قر يب جد
قريب( ،ث عهد إل أخيه ممد ف مصر لطباعته ،وطبعه الستاذ ممد مع هذا الهداء
على حي كانت الكومة قد نكلت بالخوان وأودعتهم العتقلت تهيد ا لغتيال المام
الشهيد البنا ،وظنت الكومة أن سيد قطب هو أحد أعضاء الخوان وأن الكتاب مهدي
إل شباب الخوان ،فصادرت الكومة الكتاب ول تسمح بنشره إل برفع الهداء ،فرفع
الهداء.
ظهر سفينة مصرية تخر بنا عباب اليط الطلسي إل نيويورك .3فهو يعتب نفسه آنذاك
منتسبا إل السلم(.
ويشاء ال عز وجل أن يهديه سواء السبيل وأن يريه آياته ليجعله جنديا ملصا ف
صف الدعوة السلمية ،وتدث معه حادثتان تضطرانه للدخول تت جناح الدعوة.
أما الادثة الول :فقد حصلت ف ) (13شباط )1946م( يقول فيها أنه كان
م ستلقيا فوق سريره ف إ حدى مست شفيات أمري كا ،ف يى م عال الزي نة وأ نوار الكهر باء
اللونة وألوان الوسيقى الغربية والرقصات ،ما هذا العيد الذي أنتم فيه? فقالوا :اليوم قتل
عدو النصرانية ف الشرق ،اليوم قتل حسن البنا ،وقد كانت هذه الادثة كفيلة أن تزه من
أعماقه ،حسن البنا!! يتفل بقتله ف داخل أمريكا ،إذن ل بد أن يكون الرجل ملصا وأن
تكون دعوته خطية حقا ،ترجف لسماعها أوصال الغرب هلعا واضطرابا .
وأما الادثة الثانية :فقد حصلت ف بيت مدير الخابرات البيطان ف أمريكا ،إذ
كانت ال سفارات الغرب ية تت سابق ف ر مي شباكها ل صطياد الطلب ال شرقيي وإي قاعهم
ببائلها ليكرسوا ف مافلها الختلفة ،ويقسموا العهد على خدمتها وإنذار الياة خالصة
لدمتها ،وأي صيد أثن من الكاتب العروف سيد? فدعاه مدير الخابرات البيطان إل
بيته ،يقول الستاذ سيد) :واستدعى انتباهي أمران :الول :إن هذا البيطان يسمى أبناءه
بأساء السلمي ،ممد وعلي وأحد ،...والثان وجدت لديه كتاب العدالة الجتماعية،
وهو يعمل ف ترجته ،وهي النسخة الثانية ف أمريكا ،إذ الول لدى وصلتن من أخي
ممد قطب(.
وبدأ الديث عن أحوال الشرق وما ينتظره من مستقبل وأحداث ،ويعرج على
م صر لي ستفيض ف ا لديث عن ها وتأ خذ جا عة ا لخوان ال سلمي الق سط ا لوافر من
الديث ،ويعرض علي تقارير مفصلة عن نشاط الماعة وعن تركات البنا وخطبه منذ
أن كانت الما عة ستة ف ال ساعيلية حت سنة )1949م( ،تف صيلت تؤ كد أ نم قد
سخروا أجهزة وأموال تتبع نشاط الخوان وحركاتم وسكناتم ورصدوا لذلك أموال
ور جال خو فا من هذا ال غول الب شع -ال سلم -وع قب البي طان قائل ) :إذا قدر
ونحت حركة الخوان ف استلم حكم مصر فلن تتقدم مصر أبدا ،وسيحولون بعقليتهم
3ف ظلل القرآن عند تفسي آية )وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون ال( )يونس ، (73 :أنظر
طبعة الشروق )(11/1786
التخلفة بي الضارة الغربية ،وستقف عقلياتم التحجرة دون تطور الشعب والرض( ،ث
قال) :و نن نأ مل من ال شباب التعلم ي أمثا لك أل يك نوا هؤلء من الو صول إ ل سدة
الكم(.
ي قول سيد) :ق لت ف نف سي "ا لن ح صحص ا لق" ،وأيق نت أن هذه الما عة
على الق البي ،ول يبق ل عذر عند ال إن ل أتبعها ،فهذه أمريكا ترقص على ججمة
الب نا ،و هذه بريطان يا ت سخر أجهز تا وأقلم مابرا تا -حت دا خل أمري كا -لار بة
الخوان(.
يقول سيد) :فصممت ف قرارة نفسي أن أدخل الخوان وأنا ل أخرج بعد من
بيت مدير الخابرات البيطان(.
وكانت يد ال تعد لتهيئة الجواء حت يدخل سيد قطب دعوة الخوان ،فهناك
ف مصر وزع كتاب العدالة الجتماعية ،والخوان مودعون لدى معتقلت الطور وغيها
تاربم زبانية فاروق ،وإهداء الكتاب يوحي أنه مهدى إل الخوان ،فظنه الخوان منهم
وأن الهداء موجه إليهم ،فأقبلوا على العدالة يتداولونا ويقرؤونا.
فيع جب ال ستاذ سيد بترب ية ا لخوان وأد بم أ لم وخلق هم الرف يع ،وب جرد أن
وطأت قدماه أرض مصر اتصل بالستاذ الضيب الرشد وعرض عليه أن يقبله جنديا ف
صف دعوة السلم ،فيحب به الستاذ الضيب ،ويبدأ الستاذ سيد منذ تلك اللحظة
جهاده النظم الركز ،وقد كان صادقا منذ اللحظة الول ،وتعبيا عن جده ف المر قدم
استقالته إل وزارة العارف وأعلن مفاصلته لطه حسي.
ث قامت الثورة سنة )1952م( ،وكان للخوان اليد الطول ف إناح الصورة
وتدئة الوضاع ،إن الذي أجب اللك فاروق على التوقيع على وثيقة التنازل هو الضابط
عبد النعم عبد الرؤوف أحد أفراد الدعوة الخلصي ف قصر النتزه ف السكندرية ،ووزع
ا لخوان ع شرة آلف م سلح ف ال قاهرة و حدها لما ية ال ثورة ،ول قد ك تب فاروق ف
مذكراته) :إن الخوان السلمي هم الذين قلبوا عرشي ،وما كان ضباط الثورة إل العوبة
بأيديهم ،ولقد أراد الخوان السلمون ضرب ف عرض البحر لول أن أمرت ربان السفينة
تغي اتاهها(.4
سجنه الطويل:
لقد بدأت سلسلة الن تتوال على الدعوة وعلى كبار رجالتا ،والق أن سيدا
من بي النفر القليل الذين أعطوا الدعوة أوقاتم وحياته ودماءهم وأموالم ،ول يروا من
إق بال ا لدنيا ع لى ا لدعوة شيئا ،فقد أق بل عليها ودنيا ها ف إد بار ،ور حم ال خباب بن
الرت إذ يقول) :هاجرنا مع رسول ال ص ف سبيل ال نبتغي وجه ال ،فوجب أجرنا
على ال ..فمنا من مضى ،ول يأكل من أجره ف دنياه شيئا منهم مصعب بن عمي ،قتل
يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه(.5
وف سنة )1954م( وبعد تثيل فصول مسرحية الرصاصات على الطاغوت عبد
النا صر ف من شية الب كري ف ال سكندرية ،بدأت اعت قالت ا لخوان وغي بت ال سجون
الظل مة وراء جدرانا آلف ال شباب ،و ل ي كن سيد لين جو إذ كان رئي سا لق سم ن شر
الدعوة آنذاك ،وكان من الفروض أن يكون سابع السبعة الذين علقوا على العواد شنقا )
وهم الشهداء؛ عبد القادر عودة ،ممد فرغلي ،يوسف طلعت ،إبراهيم الطيب ،هنداوي
دوير ،ممود عبد اللطيف(.
إل أن إرادة ا ل أ خرت شهادته ليك تب الظلل وال عال ،وخ صائص الت صور
السلمي ،فلقد أصيب سيد قطب من جراء التعذيب الشديد بنيف ف الرئة ما اضطرهم
إل نقله إل الستشفى ونفذ العدام وهو ف الستشفى ،وثارت ثائرة الشعوب السلمة
وصدر وعد من القصر المهوري أل يدث إعدام فيما بعد ،وجاءت ماكمة
سيد قطب ف اللقة الثانية ،وكانت الاكمة مفتوحة ويرأس مكمة الشعب فيها جال
سال وحوله عضوان حسي الشافعي وأنور السادات ،ولقد أبدى سيد قطب جرأة نادرة
أمام ما يسمون بالقضاة ،فلقد خلع قميصه أمام الكمة وقال بسخرية) :انظروا يا قضاة
العدا لة!!( ،ث قال ) :نن نر يد أن ن سأل ،آي نا أ حق بالاك مة وال سجن نن أم ان تم? إن
لدينا و ثائق أن كم عملء للم خابرات المريك ية ،(...و بدأ ي سرد الو قائع والو ثائق ا لت
ت صمهم بالزي وت سمهم بال صلت ال شبوهة ب كافري -ال سفي ا لمريكي آ نذاك -ما
اضطر جال سال أن يرفع اللسة ويغلق الاكمة.
وصدر الكم عليه بالشغال الشاقة الؤبدة ،،وبعد فترة ولسباب صحية خفف
الكم إل خسة عشر عاما .
وأودع سيد قطب ليمان طره -السجن الذي يضم الئات من شباب الخوان -
ولقد شهد بأم عينيه مذبة الخوان ف ليمان طره عندما فتحت الكومة الرشاشات على
الخوان حيث قتل من عنب واحد ،واحد وعشرون من شباب الخوان والتصقت لومهم
بالائط ،ومن شاء الستزادة فليقرأ كتاب )أقسمت أن أروي /لروكس معكرون(.
كان سيد قطب مصابا بالتهاب ف الشعب الوائية ،فوضع ف مصحة السجن -
مست شفى صغي لل سجن -مع ال صابي با لمراض ال صدرية كالس ل من الرم ي
ال سجونيي ،وا ستأذن من إدارة ال سجن أن ي ضع حواجز من الق ماش بي نه وب ي الر ضى
فأذن له ،فوضع حواجز من القماش القوى فأصبح كأنه ف غرفة مستقلة ،وألق به داخل
الواجز القماشية ممد يوسف هواش ،وكانت هذه جرية لواش استحق عليها العدام
سنة )1966م(.
وبقي الستاذ سيد صابرا متسبا ف سجنه يرب إخوانه من حوله بالصدق ويفيض
عليهم من روحه الشرقة ،ويضمهم ف حنايا قلبه الكبي ،وكان يرد على الذين ياولونه
الهادنة والستسلم) :إن ف صبنا صب للكثيين( وهي نفس كلمة المام أحد بن حنبل.
و ساءت حالته ال صحية ف ال سجن وأ صيب بالذ بة ال صدرية ،وأ صبح ج سده
الناحل يمل ف طياته قائمة من المراض ،وهو مصر على البقاء ف السجن وكانت الذبة
تصيبه مرتي ف السبوع -الذبة تشبه اللطة -
وقدم الطباء الشرفون على صحته تقارير لعبد الناصر ونصحوه قائلي :إن كان
يهمك أل يوت هذا الرجل ف السجن فأخرجه لنه معرض للموت ف كل لظة ،وماطل
ع بد الناصر ،ول قد تدخل الر حوم أ حد أوب لو -رئ يس وزراء نيجي يا -ال شمالية ا لذي
أسلم على يديه ستمائة ألف مسلم -لخراجه من السجن أثناء مروره بالقاهرة قبل قتله
بفترة وجيزة فكذبوا على أحد أوبلو متظاهرين بإخراجه فنقلوه إل مستشفى القطر العين
)جامعة القاهرة( ،وكانت حالته الصحية تستدعي هذا النقل ،لن مصحة السجن ل تعد
بعلجاتا وأدواتا البسيطة ل تعد تكفي لعلج أمراضه.
ومكث ف القصر العين ستة أشهر وأعيد إل مصحة ليمان طرة ،وف نيسان سنة
)1964م( أقي مت الحت فالت بنا سبة النت هاء من الرح لة ا لول لل سد ال عال،
واستضافت مصر خريتشوف لشاهدة الحتفالت ،وأخرج الشيوعيون من السجون تية
لريتشوف ،وكان عبد السلم عارف من بي الذين دعوا للمشاركة ف الحتفال ،وتلقى
ع بد ال سلم عارف برقية من مفت العراق الشيخ أ مد الزهاوي يقول فيها) :من ي شفع
شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ،فاشفع بسيد( فتوسط عبد السلم لخراجه فأخرج
الستاذ سيد من السجن ف سنة )1964م( ،ولقد عرض عليه عبد السلم أن يصحبه إل
العراق ويكون مستشاره ،ولكن الستاذ سيد استماحه عذرا ،متعلل بصحته الت تشرف
على الرحيل وتؤذن بالوداع ،ولكن السبب القيقي وراء اعتذاره هو الذي وضحه قائل:
)إن نا بإ سنادنا و لو با لراء لو ضع جاهلي ،فإن نا ن كم بال عدام ع لى كل كتابات نا ضد
الطواغيت ،وتصبح كملتنا حبا على أوراق(.
والقيقة أن عبد الناصر ما وافق على إخراجه إل بعد تيق نه أن سيد قطب قد
استهلك وأضحى حطام إنسان ليس لديه طاقة على حركة أو تميع.
ولكن الروح هي الت تعمل ،فلقد كان الستاذ سيد قد أعد مسودات العال وبدأ
براجعتها ،ث دفع با إل الطبعة ،وخرج العال لتنفذ الطبعة الول الت أصدرتا مكتبه
وهبة ف وقت جد قصي ،ما أدهش الخابرات الصرية ،وترك الشيوعيون الذين قرأوا
كلمات العال كلمة كلمة ،وأيقنوا أن هذا سيعصف بتنظيمهم الذي تقوى ف فترة غياب
الشباب السلم ف غياهب السجون ،واجج الشيوعيون نار القد والبغضاء الت ما هدأ
أوارها لظة ف قلب عبد الناصر.
جاء أحد الناس إل الستاذ ممد قطب وأخبه بأن الشيوعيي جادون ف ماولة
قتلك وقتل أخيك سيد قطب.
ويرى الستاذ سيد ف منامه أفعى حراء تلتف حول عنقه ،فحدث با جلساءه،
فقالوا أضغاث أحلم ،فقال) :ولكن أظنها الشنقة الت يسك با الشيوعيون(.
وأسندت تمة اليانة العظمى له بترأس تنظيم إرهاب يدعو إل قلب نظام الكم
بالقوة ،وهذه حقيقة وكلمة حق أريد با باطل ،فصاحب الق يدعو لنتصار دينه وتطبيق
السلم ف كل مالت الياة ،ول يهادن ول يداهن وليتنازل عن هذا الق الذي يطالب
به.
نعم لقد عهد إليه فضيلة الرشد بقيادة تنظيم سنة )1962م( وأطاع المر إذ أنه
يعرف معن الطاعة ف السلم ،وأن طاعة المي فريضة ف العناق ،ومعصيته إث يستحق
صاحبه العقاب ،فقبل وأشرف على تربية أفراده بكتاباته وهو ف داخل السجن ،ث أشرف
بنف سه وو هب التنظ يم ح ياته ،ورو حه ،ووق ته ،وف كره ،هذا التنظ يم ا لذي ي شي إل يه ف
مقدمة العال بأنه طليعة البعث السلمي ،وهو يعتقد تاما أن صلح البشرية وسعادتا
وراحتها متوقفة على ناح الركة السلمية ،كما يقول ف مقدمة الظلل )ص /5 :دار
ال شروق( ) :وانته يت من فترة ال ياة ف ظلل ال قرآن إ ل يق ي جازم حازم ...أ نه ل
صلح لذه ا لرض ،ول را حة لذه الب شرية ،ول طمأني نة لذا الن سان ول رف عة ،ول
بر كة ،ول ط هارة ،ول تنا سق مع سنن ال كون وف طرة ال ياة إل بالرجوع إ ل ا ل،
والرجوع إل ال -كما يتجلى ف ظلل القرآن -له صورة واحدة ،وطريق واحد...
واحد ل سواه ...إنه العودة بالياة كلها إل هذا الكتاب(.
لقد كان وهو يستجيب لمر الرشد بالشراف على التنظيم من قال ال فيهم:
)الذين استجابوا ل وللرسول من بعد ما أصابم القرح ،للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر
عظيم( )آل عمران.(271 :
ولقد بدأ الستاذ سيد عملقا إبان التحقيق والاكمات ،فكثيا ما كان يسخر
من ال ضباط ا لائني ا لذين انقل بوا ب ي ع شية و ضحاها ق ضاة يك مون ف ا لدماء
وا لعراض ..كا لدجوي ا لذي ترأس الك مة ،و قد كان من و قع ف ال سر سنة )
1956م( ،و قد كان ي هاجم م صر من خلل اذا عة إ سرائيل ،و قد كان سيد بأ سلوبه
اللذع الساخر يقابل الذئاب البشرية الت تسك بناق السلمي ،وتتربع على عرش مصر،
وت كم بالد يد وال نار ،وت تث با ف أ يديها من و سائل بقا يا ال لق والق يم من الت مع،
وتارب بأقلمها وأجهزتا كل فضيلة آدمية ،أو مبدأ ربان ،أو أرضي ،واستطاع سيد
ب صبه وترف عه وب صيته أن يبي سخافة هؤلء الم ساخ وال تف حوله الفئة الؤم نة ا لت
استطاعت بطاعتها واحترامها له أن تقتل اللدين غما وحقدا وغيظا ،قال أحد الققي
للحا جة زي نب الغزا ل -حفظ ها ا ل ) : -إن سيد ق طب كذب عل يك و قال ع نك(...
فقالت) :حاشا ل أن يكذب سيد(.
وقالوا لشاب مؤمن) :هل اتصلت بسيد قطب?( ،فأنكر وأصر على إنكاره رغم
التعذيب ،فقالوا له :ولكن سيد قطب يقول؛ انك قد اتصلت به ،فقال الشاب) :إن كان
قالا فقد صدق!!( ،وهي نفس الكلمة الت قالا الصديق أبو بكر بصدد السراء والعراج.
ولقد اهتز كيان الطاغوت عند رؤية هذه الفئات ،وصعقوا إذ أنم ظنوا أن قد
ق ضى ع لى ال سلم والما عة ال سلمة ،وإذا بم ي فاجئون بن ماذج أن قى ،وبفئات أ صلب
عود ا وأشد ف دين ال ما رأوا من ذي قبل ،وهم ف هذه الرة من الشباب التعلم الثقف
بل معظم هم من الكل يات العلم ية ،والعمل ية كالطب والند سة والع لوم وا لذرة و لول
الصدمة كانت ضرباتم جنونية ،ولقد استشهد تت التعذيب مائتان وثانون شابا من هذه
النماذج و كانت النازلة شديدة الو قع على الطاغوت ،و كاد ين حقا ،و بدأ يصرخ ف
وجوه الخابرات صرخات ممومه جنونية) :إزاي يسرقوا من جيل الثورة؛ قبان -بائع
ق طن و هو ال شهيد ع بد الف تاح إ ساعيل -وا مرأة يع ن -زي نب الغزا ل ،(-وأ ضطرب
ك يانه و ساءت صحته ،و خارت قواه العقل ية والع صبية ما ا ضطره أن يذهب إ ل رو سيا
حيث المامات الساخنة واللسات الكهربائية ،وبعد أن أمسك بأنفاسه ف روسيا أعلن
من فوق قب ليني) :لقد اكتشفنا مؤامرة للخوان السلمي ،ولئن عفونا الرة الول ،فلن
نعفو الرة الثانية( ،وأعطيت الوامر الشديدة فكان التعذيب الرهيب الذي استمر قرابة عام
أثناء التحقيق ،وهنالك علوات الجرام.
وي ضرن ق صة كتب ها أ حد رائف ف البوا بة ال سوداء ي قول في ها ) :مات أ حدنا
لشدة التعذيب ف الزنزانة وعندما فتح السجان باب الزنزانة صباحا قلنا :يا أفندم مات
وا حد! ف قال ال سجان ) :يا أولد الك لب ب سى وا حد مات ،حانودي و شنا ف ي من
السئول؟!(.
تقول الاجة زينب الغزال) :لقد ضربون ستة آلف وخسمائة سوط ،وكانت
غرف التعذيب ثلثي غرفة تتلف أدوات التعذيب ف كل واحدة عن الخرى(.
ولقد ملك كل واحد منهما بصبه العجيب القلوب ،حت قلوب جلديه ،فلقد
كان ضباط الرب يقولون للشيخ عبد الفتاح) :وال ان هذه البلد ل تستحقك ،فأنت درة
ضائعة ف مصر(.
وقد تبدو هذه النتيجة ف حساب الرض أسيفة أليمة ،وقد يعد ها البشر هزية
مر يرة ،ل كن ك ما ي قول هو ف ف صل ) هذا هو الطر يق( :و هو يت حدث عن أ صحاب
الخدود )ص (235 :من معال ف الطريق) :إن النصر ف أرفع صوره هو انتصار الروح
على الادة ،وانتصار العقيدة على الل ،وانتصار اليان على الفتنة ...وف هذا الادث
انت صرت الفئة الؤم نة انت صارا ي شرف ال نس الب شري ك له ..إن ال ناس جي عا يو تون،
وتت لف ال سباب ،ول كن ال ناس جي عا ل ينت صرون هذا النت صار ول يرتف عون هذا
الرتفاع ،ول يتحررون هذه التحرر ،ول ينطلقون هذا النطلق إل هذه الفاق ،إنا هو
اختيار ال وتكريه لفئة كرية من عباده ،لتشارك الناس ف الوت ،وتنفرد دون الناس ف
الد ف الل العلى ،وف دنيا الناس أيضا ،إذا نن وضعنا ف الساب نظرة الجيال بعد
الجيال ،لقد كان ف استطاعة الؤمني أن ينجوا بياتم ف مقابل الزية ليانم ،ولكن
كم كانوا يسرون هم أنفسهم ،وكم كانت البشرية كلها تسر? كم كانوا يسرون
و هم يقت لون هذا الع ن ال كبي? مع ن ز هادة ال ياة بل عق يدة ،وب شاعتها بل حر ية،
وانطاطها حي يسيطر الطغاة على الرواح بعد سيطرتم على الجساد(.
ولقد صدق ال فصدقه ،إذ كان يتمن الشهادة صادقا -وال أعلم -فرزقه ال
إيا ها :ت قرأ له م قال كت به سنة )1952م( ف ك تابه درا سات إ سلمية )ص،(138 :
فكأنك تلمح من خلله أنه يط بالام من ال نايته إذ يقول) :إنه ليست كل كلمة تبلغ
إ ل ق لوب ا لخرين فتحرك ها ،وتمع ها ،و تدفعها ،إ نا الكل مات ا لت تق طر د ماء ل نا
تق تات ق لب إن سان حي .كل كل مة عا شت قد اق تاتت ق لب ان سان ،أ ما الكل مات ا لت
ولدت ف الفواه ،وقذفت با اللسنة ،ول تتصل بذلك النبع اللي الي ،فقد ولدت
مي ته ،و ل تدفع بالب شرية شبا وا حدا إ ل ال مام ،إن أ حدا لن يتبنا ها ل نا و لدت مي ته،
والناس ل يتبنون الموات(.
ويك تب ع ند آ ية) :إن ا ل ا شترى من الؤمني أنف سهم وأموالم بأن لم ال نة،
يقاتلون ف سبيل ال فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ف التوراة والنيل والقرآن ،ومن
أوف بعهده من ال ،فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم( )التوبة:
) :(111إن الدخول ف السلم صفقة بي متابيعي ..ال سبحانه هو الشتري والؤمن
فيها هو البائع ،فهي بيعة مع ال ليبقى بعدها للمؤمن من شيء ف نفسه ،ول ف ماله
يت جزه دون ا ل سبحانه ودون ال هاد ف سبيله ،لت كون كل مة ا ل هي العل يا ،ولي كون
الدين كله ل...
إن الهاد ف سبيل ال بيعة معقودة بعنق كل مؤمن ...كل مؤمن على الطلق
منذ كانت الرسل ،ومنذ كان دين ال ..إنا السنة الارية الت ل تستقيم الياة بدونا ول
تصلح ال ياة بتركها ،بعو نك اللهم فإن الع قد ره يب ..وهؤلء ا لذين يزع مون أنف سهم
"م سلمي" ف م شارق ا لرض ومغار با ،قا عدون ،ل يا هدون لتقر ير الوه ية ا ل ف
الرض ،وطرد الطواغيت الغاصبة لقوق الربوبية وخصائصها ف حياة العباد ،ول يقتلون
ول ي قتلون ،ول ياهدون جهادا ما دون القتل والقتال(.6
* * *
http://www.tawhed.ws
http://www.almaqdese.com
http://www.alsunnah.info
http://www.abu-qatada.com