You are on page 1of 33

‫تطوير كتاب الفقه لطلب السنة الولى‬

‫المتوسطة في المعاهد العلمية في ضوء قيم‬


‫المواطنة‬
‫تعريف مشكلة الدراسة ‪:‬‬
‫حين النظر إلى المؤسسات التربوية نجد أنها تتكامل‬
‫المؤسسات الجتماعية الرسمية وغير الرسمية لتشكيل‬
‫هوية المجتمع وصياغة توجهات أفراده في شتى النواحي ‪.‬‬
‫وتعد المؤسسة الجتماعية الولى وهي السرة المحضن‬
‫الساس الذي يؤثر بشكل كبير في التنشئة الجتماعية‬
‫للفرد‪ .‬أما المدرسة فهي المؤسسة الرسمية التي تصيغ‬
‫قيم وتوجهات الدولة والمجتمع في نفوس الناشئة‪ ،‬وتعمل‬
‫جنبا ً إلى جنب مع بقية المؤسسات التربوية والجتماعية‬
‫الخرى لتحقيق ذلك‪ .‬وفي المجتمع المدني الحديث‬
‫أصبحت تربية المواطنة أساسا ً من أسس بناء المجتمع‪،‬‬
‫وهي في المجتمع المسلم تنطلق من احترام المبادئ‬
‫السلمية والقيم الجتماعية وحرية التفكير وحرية الرأي‬
‫والتعبير‪ .‬وتهدف في نفس الوقت إلى تمكين المواطنين‬
‫من فهم أنفسهم وبلدهم والعالم الذي يعيشون فيه‪،‬‬
‫وفهم ثقافتهم واحترام ثقافات الخرين‪ .‬كما أشار‬
‫إن حس النتماء للدين‬ ‫) الحامد ‪1426‬هـ ص ‪( 1‬‬
‫وللوطن يضفي على نفس الفرد الطمئنان والستقرار‪،‬‬
‫وفقدان هذا الحس يؤثر على الواقع السياسي‬
‫والجتماعي والثقافي في الوطن‪ .‬وبالتالي فإن التربية‬
‫والتنشئة على النتماء للدين وللوطن والبدء في ذلك من‬
‫السرة يعد من أهم عوامل التنمية في المجتمعات‪.‬‬
‫وتنفرد المملكة العربية السعودية بأن الله سبحانه وتعالى‬
‫شرفها بخدمة ورعاية وحماية الحرمين الشريفين‬
‫ن الله عليها بما اشتملت عليه‬
‫والمشاعر المقدسة‪ .‬كما م ّ‬

‫‪1‬‬
‫أرضها من الخيرات‪ .‬وحتى تحقق رسالتها السامية‪ ،‬ل بد‬
‫لها من إبراز الدور المهم الذي يحتله تراثنا الوطني‬
‫والسلمي الصيل في نفوس وعقول شبابنا‪ ،‬وصيانة‬
‫عقولهم من آثار الغزو الفكري الدخيل‪ ،‬وإرساء ركائز‬
‫الدين السلمي الحنيف‪ ،‬والتمسك بتطبيق الشريعة‬
‫السلمية والمحافظة على مقاصدها‪ ،‬واللتزام بواجب‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬ولكي يتم ذلك فإنه‬
‫لبد أن ينظر إلى المدرسة من خلل المناهج الدراسية‬
‫التي يجب أن تعزز جانب النتماء للوطن ‪ ،‬سيما أن‬
‫العالم يشهد في هذا القرن تغيرات سريعة ومتسارعة في‬
‫مجالت الحياة المتنوعة جميعها ‪ ،‬ولعل أكبر هذه التغيرات‬
‫هو ما نشهده في مجالت العلوم والتكنولوجيا من‬
‫معطيات والتي من أبرزها طوفان المعرفة وثورة‬
‫اللكترونيات واتصالت ‪ ،‬والهاتف المرئي وما رافق ذلك‬
‫من انفتاح على ثقافات الخرين من خلل الفضائيات‬
‫والنترنت‪ .‬وقد رافق ذلك كله تغيرات اقتصادية‬
‫واجتماعية وثقافية أدت إلى ظهور اتجاهات وقيم‬
‫وسلوكيات وأنماط تفكير وأنماط معيشة أثرت سلبا ً في‬
‫لحمة المجتمع وتماسكه‪ ،‬وتولد شعور لدى الناس بوجود‬
‫أخطار تهدد قيمهم وعاداتهم وتراثهم وهويتهم الوطنية ‪،‬‬
‫وبروز قيم جديدة تضعف الولء للوطن والنتماء إليه‬
‫والعتزاز بالثقافة والموروث التاريخي‪.‬‬
‫وتفرض هذه التغيرات تأثيراتها على مجالت الحياة‬
‫المتنوعة مثل التربية والتعليم ‪ ،‬وتتطلب هذه التغيرات‬
‫السريعة من المجتمعات النسانية وأنظمتها التربوية‬
‫إعداد قواها البشرية وطلبها برفع مستواهم العلمي‬
‫والمهاري والدائي من خلل امتلكهم المعارف وإتقان‬
‫طرق التفكير وكيفية ممارستها ‪ ،‬وطرح السئلة ‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫والملحظة الدقيقة الذكية ‪ ،‬وحل المشكلت‪ ،‬والتفكير في‬
‫الظاهرات وطرح التساؤلت المتنوعة حولها ‪ ،‬وتقديم‬
‫‪ ،‬وفهم التراث‬ ‫المعرفة العلمية الصـحيحة الموثوقة‬
‫والعتزاز بالموروث التاريخي وإتقان اللغة ومهارات‬
‫التواصل اللغوي واللكتروني ‪ ،‬والنفتاح على ثقافات‬
‫الخرين ‪ ،‬وبالتالي يكونون قادرين على التفاعل مع‬
‫المستجدات ‪ ،‬وتلبية حاجاتهم وحاجات مجتمعهم ‪،‬‬
‫وحاجات سوق العمل والتفوق والبداع ‪ ،‬ومن ثم النطلق‬
‫للمنافسات المحلية والدولية‪.‬‬

‫وتأتي المناهج من العناصر والدوات الرئيسة التي‬


‫تستخدمها النظم التربوية لمساعدة أبنائها على تطوير‬
‫طاقاتهم لقصى مدى ممكن ليكونوا مواطنين صالحين‬
‫في المجتمع ‪ ،‬منتجين ومساهمين مسؤولين ومهتمين‬
‫بشؤون مجتمعهم وقضاياه وحاجاته وهمومه وأولوياته‪،‬‬
‫ومحافظون على نسيجه ويصونون هويته ويبرزونها( بني‬
‫صعب ‪1428‬هـ ص ‪( 2‬‬

‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬

‫حينما ننظر إلى العالم واتساعه نجد أن العولمة‬


‫نشرت بظللها على كثير من المجتمعات والدول‬
‫المعاصرة ونتيجة لذلك برزت إشكالت عديدة بعضها‬
‫يرتبط بضعف النتماء للوطن وضياع الهوية الذاتية‪.‬‬
‫أضحى لزاما ً على مؤسسات التربية ومن أبرزها‬
‫المدرسة أن تبادر بإصلح الخلل والعمل على تعزيز انتماء‬
‫الفرد لوطنه‪ ،‬ووقوفه لمواجهة التيارات التي تهدد أمنه‬
‫واستقراره ووحدته‪ .‬وهذا يبرز دور تعد المدرسة‬
‫المؤسسة الرسمية التي أنشأتها الدولة لتقوم بتربية‬
‫وتعليم الناشئة مبادئ العلوم والخلق والقيم والتجاهات‬

‫‪3‬‬
‫وتنشئتهم التنشئة الصالحة التي تخلق منهم مواطنين‬
‫صالحين يسهمون في خدمة أنفسهم ومجتمعهم وأمتهم‪.‬‬
‫ويؤكد علماء الجتماع أن المدرسة مؤسسة تربوية‬
‫واجتماعية تعنى بتنظيم وضبط سلوك الجماعة بطريقة‬
‫حضارية‪ .‬وهي كذلك تقوم بتبسيط التراث الثقافي‬
‫وخبرات الكبار‪ ،‬كما أنها تقوم بتنقية ذلك التراث وتطهيره‬
‫مما هو غير مناسب لتنشئة الصغار‪.‬‬

‫ويسود في أوساط التربويين إجماع على أن المدرسة‬


‫تقوم بدور فاعل في المجتمع بل إنها في بعض‬
‫المجتمعات وخاصة الريفية منها تكون هي المحور الذي‬
‫تتركز فيه نشاطات المجتمع المحلي لسيما الشباب‪.‬‬
‫فالمدرسة هي المكان الذي تمارس فيه النشاطات‬
‫الرياضية والنشاطات الجتماعية والتربوية وعليه فإن بقاء‬
‫المجتمع واستمراريته مرهون بمدى تفاعله مع المؤسسة‬
‫التعليمية‪ .‬وهناك ثلثة اتجاهات ترسم العلقة بين‬
‫المدرسة والمجتمع‪:‬‬
‫الول‪ :‬المدرسة تعد المصدر الساس للتعلم مدى الحياة‬
‫وتقديم العديد من الخدمات للمجتمع‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬المجتمع بالرغم من كل تعقيداته يظل هو المنهج‬
‫المدرسي‪ .‬إذ إن الطلب يجمعون معلوماتهم ومعارفهم من‬
‫تفاعلهم داخل المجتمع‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬المدرسة تعد البيئة التي تطور المهارات الجتماعية‬
‫وعليه فإنها تتعرف على الحتياجات الكامنة في المجتمع وتحاول‬
‫توفير العمال التي تلبي تلك الحتياجات ‪ ) .‬سهير حوالة‬
‫‪1423‬هـ ص ص ‪.( 95 ، 90‬‬
‫وتعد تربية المواطنة هدفا ً مهما ً للمؤسسة التعليمية التي‬
‫تقوم بإعداد الجيال حتى يصبحوا متعلمين مدركين لواجباتهم‬
‫وحقوقهم الوطنية ومتفاعلين مع مجتمعهم محققين لهدافه‬
‫وطموحاته‪ .‬وفي إطار المدرسة يتم تحصيل المعارف والمهارات‬

‫‪4‬‬
‫والقيم اللزمة لتربية المواطنة‪ ,‬وهذا يعني أن التعليم يؤدي‬
‫للوصول للقيم والتجاهات الوطنية‪ .‬وهناك من يتصور أن‬
‫المدرسة ما هي إل غرف الفصول وما يلقى فيها من واجبات‬
‫ومناهج‪ ،‬إل أن المر أكبر من ذلك حيث إنها عبارة عن مجتمع‬
‫صغير له نظام اجتماعي يشترك فيه الكبار ممثلين بالهيئة‬
‫التعليمية من معلمين وإداريين والصغار الذين هم الطلب‪ ،‬وتنشأ‬
‫في هذا النظام مجموعة من العلقات الجتماعية التي تؤثر في‬
‫صياغة فكر وثقافة الفراد‪.‬‬
‫وللمعلم دور حاسم في تفعيل تربية المواطنة‪ .‬فهو الذي‬
‫يتحمل مسؤولية تربية وتعليم الجيل ويقف كل يوم أمام طلبه‬
‫يتلقون منه العلم والخلق والسلوك السوي ‪ ،‬يبين لهم حقوق‬
‫ربهم ‪ ،‬وحقوق ولتهم وعلمائهم‪ ،‬ويبين لهم تميز وطنهم‪،‬‬
‫ويذكرهم بنعمة الله عليهم ‪ ،‬ويؤكد عليهم معرفة حقوق أخوانهم‬
‫وحقوق مجتمعهم ويدعوهم إلى الترابط والبعد عن النحراف‬
‫والفتنة‪ ،‬ويحذرهم مما يضرهم أو يضر مجتمعهم‪ .‬ليست مهمة‬
‫المعلم توصيل المعلومة أو المهارة إلى الطالب فحسب بل لبد‬
‫وأن يعمل على زرع الشعور بالمسؤولية والخلص في نفوس‬
‫الطلب ولبد أن يعتمد في ذلك على مجموعة من الطرائق‬
‫والستراتيجيات التي تلعب دورا مهما ً في هذه الناحية‪ ,‬فلبد له‬
‫أن يحمل معتقدات سليمة‪ ،‬ومخزونا ً ثقافيا ً واجتماعيا ً فاعل ً حول‬
‫أهمية التعليم في توطيد المن الفكري للشباب‪ ،‬لبد للمعلم أن‬
‫يسهم في غرس روح الولء والنتماء والهوية للوطن‪ ,‬لبد أن‬
‫يكون المعلم واثقا من نفسه ومن معلوماته مبدعا في أفكاره‬
‫مرنا في سلوكه مجددا لرائه مرشدا ً للطالب في كيفية اكتساب‬
‫مبدأ التعاون والعمل الجماعي وتوطيد حب الطالب لمجتمعه‬
‫وتعزيز النتماء والشعور بالمسؤولية المشتركة في الحفاظ على‬
‫أمن وسلمة هذا الوطن من العبث والفساد‪ ) .‬العرادي‪)2004 ،‬‬
‫ومن مستلزمات حب الوطن أن تؤكد المدرسة على‬
‫الطلب المحافظة على مرافق الوطن ومكتسباته كموارد المياه‬
‫والطرقات والمباني والشجار والمدارس والمصانع والمزارع‬
‫وغير ذلك ‪ .‬وتحذرهم من الفوضى والتخريب وأن ذلك إفساد في‬
‫الرض يستوجب العقوبة الصارمة التي ذكرها الله سبحانه عن‬

‫‪5‬‬
‫المفسدين ‪.‬‬
‫تربية المواطنة و سياسة التعليم‪:‬‬

‫شكل النظام الساسي للحكم في المملكة العربية‬


‫السعودية نقطة انطلق نحو البناء الشامل لجميع الميادين‬
‫السياسية والجتماعية والفكرية والثقافية والقتصادية‪.‬‬
‫وقد أكد النظام على اللتزام بالعقيدة السلمية نصا ً‬
‫وروحًا‪ ،‬والنتماء للوطن وتعزيز وحدته الوطنية‪ ،‬من خلل‬
‫ترسيخ القيم السلمية وتربية الجيال على اليمان بالله‬
‫والتضحية من أجل الوطن وقضايا المة‪ .‬كما أكد على‬
‫إتاحة المجال أمام مشاركة المواطنين بكل فئاتهم في‬
‫بناء المؤسسات الحكومية وتعزيز النتماء الوطني‪ .‬وحتى‬
‫يتحقق ذلك ل بد من إعداد الفرد المتكامل روحيا ً‬
‫واجتماعيًا‪ ،‬الواعي لحقوقه الملتزم بواجباته‪ ،‬القوي‬
‫النتماء لوطنه المعتز بأمته‪ ،‬المتمتع بالروح العلمية‬
‫والموضوعية‪ ،‬المؤمن بحقوق النسان ومبادىء العدل‬
‫والخير والمساواة‪ ،‬القادر على النتاج والتنمية والمبادرة‬
‫المبدعة‪.‬‬
‫وقد جاءت وثيقة سياسة التعليم في المملكة )‪1390‬هـ(‬
‫لتؤكد على هذه المفاهيم وتؤصلها‪ .‬فقد ورد في الوثيقة‬
‫في المادة )‪ (28‬ما نصه‪ " :‬أن غاية التعليم فهم السلم‬
‫ل‪ ،‬وغرس العقيدة السلمية ونشرها‪،‬‬ ‫فهما ً صحيحا ً متكام ً‬
‫وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم السلمية والمثل العليا‪،‬‬
‫وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة‪ ،‬وتنمية التجاهات‬
‫السلوكية البناءة‪ ،‬وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا‬
‫وثقافيا‪ ،‬وتهيئة الفرد ليكون عضوا ً نافعا ً في بناء مجتمعه‪.‬‬
‫" وقد أوضحت الوثيقة أن الهداف العامة التي تحقق هذه‬
‫الغاية تشمل ما يلي‪:‬‬
‫• تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلده والدفاع عنها‪.‬‬
‫• تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية‬
‫والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضوا ً عامل ً في‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫• تنمية إحساس الطلب بمشكلت المجتمع الثقافية‬
‫والقتصادية والجتماعية‪ ،‬وإعدادهم للسهام في حلها‪.‬‬
‫• تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية‬
‫قدراته حتى يستطيع السهام في نهضة المة ‪.‬‬
‫• تبصير الطلب بما لوطنهم من أمجاد إسلمية تليدة‪،‬‬
‫وحضارة عالمية إنسانية عريقة‪ ،‬ومزايا جغرافية وطبيعية‬
‫واقتصادية‪ ،‬وبما لمكانته من أهمية بين أمم الدنيا‪.‬‬
‫• تنمية وعيه ليدرك ما عليه من الواجبات وما له من‬
‫الحقوق ‪ ،‬في حدود سنه وخصائص المرحلة التي يمر بها‪،‬‬
‫وغرس حب وطنه‪ ،‬والخلص لولة أمره‪.‬‬
‫• تدريبه على خدمة مجتمعه ووطنه ‪ ،‬وتنمية روح النصح‬
‫والخلص لولة أمره‪.‬‬
‫• تحقيق الوفاء للوطن السلمي العام‪ ،‬وللوطن الخاص )‬
‫المملكة العربية السعودية(‪ ،‬بما يوافق هذه السن‪ ،‬من‬
‫تسام في الفق وتطلع إلى العلياء‪ ،‬وقوة في الجسم‪.‬‬
‫• إعداد مواطنين أكفاء مؤهلين علميا ً وفكريا ً تأهيل ً عاليًا‪،‬‬
‫لداء واجبهم في خدمة بلدهم‪ ،‬والنهوض بأمتهم‪ ،‬في ضوء‬
‫العقيدة السليمة‪ ،‬ومبادئ السلم السديدة‪.‬‬
‫• تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته‪،‬‬
‫ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلده والدفاع عنها‪.‬‬

‫و المعاهد العلمية من التعليم العام التي تحتاج أن‬


‫تؤكد مفهوم النتماء الوطني من خلل مناهجها الدراسي ‪،‬‬
‫ويبرز ذلك في مناهج العلوم الشرعية ليتم النظر إلى أي‬
‫مدى تحقق النتماء الوطني ‪ ،‬وهذا يبرز مشكلة الدراسة‬

‫‪7‬‬
‫في مدى إسهام مقرر الفقه في السنة الولى المتوسطة‬
‫في تنمية المواطنة لدى طلب المعاهد العلمية ‪.‬‬

‫أسئلة الدراسة ‪:‬‬

‫تتحد أسئلة الدراسة في السئلة التية ‪:‬‬

‫السؤال الول ‪ :‬ما أبعاد قيم المواطنة التي ينبغي تضمينها‬


‫في مقرر الفقه للسنة الولى المتوسطة في المعاهد‬
‫العلمية ؟‬

‫السؤال الثاني ‪ :‬إلى أي مدى تتوافر أبعاد قيم المواطنة‬


‫في مقرر الفقه للسنة الولى المتوسطة في المعاهد‬
‫العلمية ؟‬

‫السؤال الثالث ‪ :‬ما صورة الكتاب المطور في أبعاد قيم‬


‫المواطنة ؟‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫تستهدف هذه الدراسة الكشف عن أبعاد قيم‬


‫المواطنة التي ينبغي تضمينها في مقرر الفقه للسنة‬
‫الولى المتوسطة في المعاهد العلمية ‪ ،‬بما يساعد على‬
‫استجلء هذه البعاد ‪ ،‬ومحاولة تضمينها في المناهج‬
‫الدراسية المطورة التي ستسهم بإذن الله تعالى في بيان‬
‫أهمية قيم المواطنة التي يحتاجها الطلب في المستقبل‬
‫في ضوء نتائج هذه الدراسة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫الهمية النظرية ‪:‬‬
‫تؤكد أدبيات الدراسات المتعلقة بالمواطنة على أنها معنية‬
‫ببناء المواطن الذي هو أداة بناء الوطن ‪ ،‬وعليه فالتربية‬
‫المدرسية معنية ببناء الوطن والمواطن‪ .‬وإذا كان الحال‬
‫كذلك فل بد من إعداد الفراد إعدادا ً شموليا علميا‬
‫وجسديا ً ومهاريا ً وعاطفيًا‪ ،‬ليكونوا مواطنين صالحين‬
‫يعملون ‪-‬وبشكل فاعل ‪ -‬على تلبية حاجاتهم وحاجات‬
‫مجتمعهم‪،‬وأن يؤدوا ما للمجتمع عليهم من حقوق وفي‬
‫الوقت نفسه يتمتعوا بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور‬
‫والقانون‪.‬‬
‫مفهوم المواطنة باللغة العربية يرادف كلمة )‬
‫‪ (Citizenship‬باللغة النجليزية ‪،‬وتعني هذه الكلمة في‬
‫جملة ما تعني) ‪ ( Nationality‬أي الصفة القومية أو‬
‫الشعور القومي وكون المرء مواطنا ً من مواطني دولة‬
‫ما‪ ،‬يتمتع بامتيازات المواطن وحقوقه وواجباته‪ .‬وتعني‬
‫أيضا ً ) ‪ ( Residency‬القامة والسـكن وتحمل معاني‬
‫الحقوق والرعاية والمسؤولية والشعور القومي )قاموس‬
‫أكسفورد ‪2006 ،‬م في الحامد(‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن ) ‪ ( Citizenship‬تحمل معاني‬
‫المواطنة ممثلة بمجموعة الحقوق التي يتمتع بها‬
‫المواطن ومجموعة الواجبات التي عليه اللتزام بها‪،‬‬
‫والخلقيات التي يجب أن يتحلى بها‪ .‬وفي هذا المجال‬

‫‪9‬‬
‫يورد )الحبيب ‪ (1426‬العناصر التالية التي يجب أن تتجذر‬
‫في الفرد ليكون مواطنا ً صالحًا‪:‬‬
‫‪ - 1‬النتماء‪ :‬وهو شعور داخلي يجعل المواطن يفخر‬
‫بوطنه ويعمل بحماس وإخلص للرتقاء به وللدفاع عنه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الحقــوق ‪ :‬وتشير إلى المتيازات التي يجب أن‬
‫تقدمها أو توفرها الدولة لمواطنيها ‪ ،‬بحيث يتمتعوا بها‬
‫ويمارسونها وهي‪:‬‬
‫الحريات الشخصية وتشمل‪ :‬حرية التملك‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وحرية العمل‪ ،‬وحرية العتقاد‪ ،‬وحرية الرأي‪.‬‬
‫صيانة الملكية والحقوق الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توفير الخدمات الساسية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توفير الحياة الكريمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المساواة أمام القانون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 3‬الواجبـات‪:‬‬
‫تختلف هذه الواجبات من دولة لخرى نظرا ً لختلف‬
‫الفلسفات والقوانين والتشريعات بين الدول‪ .‬وفيما‬
‫يلي بعض واجبات المواطن في المملكة العربية السعودية‬
‫التي منها‪:‬‬
‫احترام النظام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التصدي للشائعات المغرضة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم خيانة الوطن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحفاظ على الممتلكات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السمع والطاعة لولي المر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدفاع عن الوطن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫المساهمة في تنمية الوطن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على المرافق العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التكاتف مع أفراد المجتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 4‬المشاركة المجتمعية‪:‬‬
‫إن من أبرز سمات المواطنة أن يكون المواطن‬
‫مشاركا ً في العمال المجتمعية‪ ،‬بشتى أبعادها‪.‬‬
‫‪ - 5‬القيم العامـة‪ :‬وتمثل مجموعة الخلقيات التي‬
‫يفترض أن يتحّلى بها المواطن وتشمل ‪ :‬المانة ‪،‬‬
‫الخلص ‪ ،‬الصدق ‪ ،‬الصبر‪ ،‬التعاضد والتناصح )الحبيب‬
‫‪ 1426‬هـ ص ص ‪(23-22‬‬
‫وإذا كان الحال كذلك فإن الدولة ممثلة بنظامها‬
‫التربوي معنية بغرس هذه المواطنة وتنميتها في أبنائها‪.‬‬
‫ويتطلب ذلك أن تتبنى المناهج التربوية رسالة واضحة‬
‫ة وتطبيقًا‪،‬‬
‫تتمثل بتربية النسان على المواطنة معرف ً‬
‫وغرس قيمها فيه‪ .‬ويظهر ذلك في تطوير الشباب بحيث‬
‫ينخرطوا في العمل على تلبية حاجاتهم الساسية وحاجات‬
‫مجتمعهم‪ ،‬وأن يعيشوا آمنين وان يشعروا بالرعاية‬
‫والطمئنان وتحقيق ذواتهم من خلل شعورهم أنهم‬
‫محترمون ومفيدون ويتمتعون بقيم روحية قوية‪ .‬وأن يبنوا‬
‫ويطوروا الستراتيجيات الضرورية لحياتهم وبناء وطنهم‬
‫ودعمه‪ ،‬ويلتزموا بقواعد المجتمع وقوانينه‪ .‬واعين مدركين‬
‫مسهمين منتجين ومسؤولين‪ ،‬مؤثرين بشكل واضح في‬
‫فعاليات الحياة اليومـية بأمانة وباحترام وبشجاعة‬
‫والتزام ‪ ،‬وبالقيم الساسية الخرى للمواطنة‪.‬‬
‫ولدعم ذلك كله في الشباب يفترض أن تعمد المناهج‬
‫إلى تعليم الطلب تراثهم الثقافي ‪ ،‬وحقوقهم وواجباتهم‬
‫ومسؤولياتهم ‪ ،‬وتعريفهم بمؤسسات الدولة وأشكال‬
‫الحكم والسلطات والفصل بينها ‪ ،‬وليعرفوا من أين وكيف‬

‫‪11‬‬
‫تستمد شرعيتها‪ ،‬كيف تعمل هذه المؤسسات‬
‫والسلطات)فريحة ‪2006‬م ص ‪ (11‬من أجل خدمتهم‬
‫وخدمة وطنهم‪ ،‬وتعريفهم بواجباتهم تجاهها‪ ،‬ومساعدة‬
‫الطفال لتطوير طاقاتهم لقصى مدى ممكن ليكونوا‬
‫مواطنين صالحين في المجتمع ‪ ،‬منتجين ومساهمين‬
‫مسؤولين ومهتمين بشؤون مجتمعهم وقضاياه وحاجاته‬
‫وهمومه وأولوياته‪ ،‬ويحافظون على نسيجه ويصونون‬
‫هويته ويبرزونها‪ .‬ويشمل ذلك في جملة ما يشمل‪:‬‬
‫‪ .1‬النجاح في المدرسة‪.‬‬
‫‪ .2‬امتلك مهارات اتخاذ القرارات بفاعلية‬
‫وممارسة ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬الهتمام بشؤون المجتمع والمساهمة اليجابية‬
‫الفاعلة في بنائه وتطويره‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير مهارات الفراد الشخصية والجتماعية‬
‫) مهارات حل المشكلت عقلنيًا‪ ،‬مهارات المناقشة‬
‫وتقبل وجهات النظر الخرى وتقبل الخرين ‪ ،‬النظر‬
‫للمور من مناحي أو مناظيرمتعددة ‪ ،‬وضع الهداف‬
‫والعمل على تحقيقها بنجاح ‪.‬‬
‫‪ .5‬تطوير مجموعة من القيم العامة ونظرا ً لما‬
‫تقدمه المدرسة من مناهج ونشاطات وفرص تعلمية‬
‫متضافرة ‪،‬مثل‪ :‬مناهج التربية السلمية واللغة‬
‫العربية والدراسات الجتماعية والتربية الوطنية‬
‫والتربية البدنية‪ ،‬تعمل كل منها وفق منظومة‬
‫متكاملة لتربية المواطن الصالح وفق ما جاء في‬
‫المادة ‪ ...‬من سياسة التعليم في المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬فإن مناهج التربية البدنية واحدة من هذه‬
‫المنظومة التي تعمل على تنمية قيم المواطنة في‬
‫الطالب إسهاما ً منها في تنمية المواطن الصالح‪.‬‬
‫ن المدرسة مجتمع مصغر ومعنية بإعداد‬ ‫وحيث أ ّ‬
‫الجيال وتعليمهم) القاسم والشرقي ‪1426 ،‬هـ(‪،‬‬
‫فإنها أفضل البيئات لتعليم الطلب المجموعة‬

‫‪12‬‬
‫السابقة من المهارات والقيم والسلوكيات بدعم من‬
‫السرة والمجتمع ومشاركتهما‪ .‬وفي ضـوء السياقات‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫أما الهمية التطبيقية فتكمن في‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ستقدمه من إطار نظري يسهم في بناء‬
‫الوطن والمواطن الحضاري ذي الشخصية المتوازنة‪،‬‬
‫الذي يشارك بشكل فاعل في بناء وطنه ويفخر به‬
‫ويدافع عنه‪ ،‬ويمارس حقوقه وواجباته التي كفلها له‬
‫الشرع الحكيم‪.‬‬
‫‪ .2‬ما ستكشف عنه من قيم ينميها منهج الفقه‬
‫للسنة الولى المتوسطة في الطلب ‪ ،‬والليات‬
‫المتبعة في ذلك‪ ،‬وما القيم الخرى التي تغيب عن‬
‫هذه المناهج ويفضل أن تعمل على تنميتها مقارنة‬
‫بقيم المواطنة التي يقدمها منهج الفقه للسنة الولى‬
‫المتوسطة في المعاهد العلمية‪.‬‬

‫حدود الدراسة ‪:‬‬


‫الحد الموضوعي ‪ :‬تقتصر هذه الدراسة على‬
‫معرفة أبعاد قيم المواطنة في منهج الفقه‬
‫للسنة الولى المتوسـطة في المعاهد العلمية ‪.‬‬
‫حدود تتعلق بالمحتوى‪ :‬تقتصر هذه الدراسة‬
‫على محتوى منهج الفقه للسنة الولى‬
‫المتوسطة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة‬
‫المام محمد بن سعود السلمية ‪.‬‬
‫حدود زمانية ‪ :‬تقتصر هذه الدراسة على‬
‫محتوى منهج الفقه للسنة الولى المتوسطة‬
‫في المعاهد العلمية التابعة لجامعة المام محمد‬
‫بن سعود السلمية للعام الدراسي‬
‫‪1429/1430‬هـ‬

‫‪13‬‬
‫مصطلحات الدراسة ‪:‬‬
‫القيم ‪ :‬القيم موجهات للتميز في التفكير والعمل وفي‬
‫هذا السياق تكون القيم معايير نعمل بجد من أجل‬
‫تحقيقها‪ ،‬وهي عادات عملية تمكننا كأفراد من العيش‬
‫بشكل ناجح‪ ،‬وان نحقق رسالتنا في الحياة وأهدافنا‬
‫المشتركة‪.‬أو هي مفاهيم مجردة ومعايير يستخدمها‬
‫الناس للحكم على قيمة تصرف أو سلوك ما‪ ،‬وهي‬
‫مرتبطة بكل الشياء التي نراها صحيحة ومستحبة‪ ،‬وهي‬
‫تحدد لنا كل ما هو جدير بالنضال من أجله‪ ،‬وما هو مفضل‬
‫وما يستحق التضحية ‪ ) .‬بني صعب ‪1428‬هـ ص ‪( 9‬‬

‫الوطنية ‪ :‬شعور داخلي يستقر في ذات الفرد تجاه‬


‫وطنه‪ ،‬ويظهر هذا الشعور على شكل ممارسات مثل حب‬
‫الوطن والعمل على إعلء شأنه ‪ ،‬والدفاع عنه والتضحية‬
‫بالغالي والنفيس دفاعا ً عن حياضه وممتلكاته وعزته‬
‫واستقلله وسلمة أراضيه‪،‬ومصالحه ومنجزاته‪،‬وسمعته ‪،‬‬
‫ومواطنيه‪ .‬وُيفترض في المواطن الصالح أن يكون وطنيًا‪،‬‬
‫ولكن ليسس كل مواطن وطنيًا‪) .‬بني صعب ‪1428‬هـ ص‬
‫‪.( 9‬‬
‫مقرر الفقه للسنة‪ :‬المعلومات والمهارات والتجاهات‬
‫والقيم و ما تشتمل عليه من وسائل وأنشطة التي‬
‫ُتدرس لطلب السنة الولى المتوسطة في المعاهد‬
‫العلمية التي تشرف عليها جامعة المام محمد بن سعود‬
‫السلمية ‪.‬‬
‫تطوير المنهج ‪ :‬العملية التي يتم في ضوئها ‪ ،‬ومن‬
‫خللها إجراء التعديلت المناسبة في بعض أو كل عناصر‬
‫المنهج ومجالته وفق خطة مدروسة ‪ ،‬من أجل تحسين‬

‫‪14‬‬
‫العملية التربوية ‪ ،‬ورفع مستواها ‪ ) .‬العامر ‪1428‬هـ ص‬
‫‪( 10‬‬

‫المراجع‬
‫‪ -1‬بني صعب وجيه بن قاسم القاسم ) ‪1428‬هـ ( ‪ .‬دور‬
‫المناهج في تنمية قيم المواطنة الصالحة منهج التربية‬
‫البدنية مثال ً ‪ .‬ندوة دور التربية البدنية في تعزيز المواطنة‬
‫الصالحة ‪.‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحامد‪ ،‬محمد بن معجب ) ‪1426‬هـ (الشراكة‬
‫والتنسيق في تنمية المواطنة‪ .‬دراسة مقدمة للقاء الثالث‬
‫عشر لقادة العمل التربوي الباحة‬

‫‪15‬‬
‫‪ -3‬الحبيب فهد إبراهيم ) ‪ 1426‬هـ ( تربية المواطنة ‪:‬‬
‫التجاهات المعاصرة في تربية المواطنة ‪ .‬دراسة مقدمة‬
‫للقاء الثالث عشر لقادة العمل التربوي الباحة‪.‬‬
‫‪ -4‬حوالة ‪ ،‬سهير محمد )‪1424‬هـ ‪2003 -‬م ( ‪ .‬مبادئ‬
‫أساسية في اجتماعيات التربية ‪.‬دار النشر الدولي ‪،‬‬
‫الرياض ‪.‬‬
‫‪ -5‬العامر ‪ ،‬إبراهيم ) ‪1428‬هـ ( ‪ .‬تقويم عمليات تطوير‬
‫المناهج الدراسية في التعليم العام للبنين بالمملكة‬
‫العربية السعودية في ضوء التجاهات التربوية الحديثة‬
‫والخبرات العالمية المعاصرة ‪ .‬رسالة دكتوراه غير‬
‫منشورة – كلية العلوم الجتماعية قسم التربية ‪ ، -‬جامعة‬
‫المام محمد بن سعود السلمية ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ -6‬العرادي ‪ ،‬سالم‪" .‬المؤسسة التعليمية مسؤولة عن‬


‫تعزيز النتماء الوطني لدى الطلب‪ "،‬في جريدة الوطن‬
‫الخميس ‪ 24‬رجب ‪1425‬هـ الموافق ‪ 9‬سبتمبر ‪2004‬م‬
‫العدد )‪ (1441‬السنة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -7‬فريحة ‪ ،‬نمر )‪2006‬م ( التربية الوطنية‪ :‬مناهجها‬
‫وطرائق تدريسها‪ ،‬وزارة‬
‫التربية والتعليم – مسقط ‪.‬‬
‫‪ -8‬وزارة المعارف )‪1390‬هـ (‪ .‬وثيقة سياسة التعليم في‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الطار النظري والدراسات السابقة‬

‫الطار النظري ‪:‬‬


‫من خلل موضوع البحث سيتم في الطار النظري تناول‬
‫الجوانب التية ‪:‬‬
‫مفهوم المواطنة ‪ :‬من خلل المور التية ‪:‬‬
‫مفهوم الوطن ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفهوم الوطنية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفهوم التربية الوطنية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفهوم المواطن الصالح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪17‬‬
‫المواطنة في السلم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المواطنة في المملكة العربية السعودية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعلقتها بسياسة نظام الحكم ‪.‬‬
‫مفهوم القيم ‪ :‬من خلل المور التية ‪:‬‬
‫فلسفة نظرية القيم ‪ ،‬وتأصيلها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القيم السلمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تضمن مفهوم القيم في المقررات‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسية ‪ ،‬ومنها قيم الوطنية ‪.‬‬
‫المعاهد العلمية ‪ :‬بما أن الدراسة تتحدث عن تطوير كتاب‬
‫الفقه في المعاهد العلمية للسنة الولى ‪ ،‬فسيكون‬
‫الحديث عن المعاهد العلمية من خلل المور التية ‪:‬‬
‫نشأة المعاهد العلمية وتطورها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫علقة نشأة المعاهد العلمية وتطورها‬ ‫‪-‬‬
‫بالمناهج الدراسية ‪ ،‬ومن المناهج الدراسية‬
‫المقررات الدراسية ‪.‬‬
‫تطوير المناهج الدراسية في المعاهد‬ ‫‪-‬‬
‫العلمية ‪ ،‬ومنها مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫من منطلق الدراسة الحالية ‪ ،‬فإن الباحث‬
‫بذل جهده في التعرف على الدراسات ذات الصلة‬
‫بموضوع بحثه ‪ ،‬وقد جاءت هذه الدراسات مرتبة حسب‬
‫الترتيب الزمني لها الحدث فالحدث على النحو التي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬دراسة الزنيدي‪ :‬وهي بعنوان مبدأ المواطنة في‬
‫المجتمع السعودي وقد تناولت هذه الدراسة مصطلح كل‬

‫‪18‬‬
‫من المواطنة والوطنية ‪ .‬فالوطنية في رأي الباحث نزوع‬
‫شعوري لدى النسان للمواطن التي نشأ بها وانتسب‬
‫إليها‪ .‬وهي مذهب له مبادئه وطقوسه السلوكية المضاهية‬
‫ما المواطنة فتتمثل بعلقات في حدود الوطن‬ ‫للدين‪ .‬أ ّ‬
‫تتضمن حقوقا وواجبات متبادلة بين الشعب والدولة‪.‬‬
‫وخلص الباحث إلى ثمانية عناصر لبناء المواطنة‬
‫في الميدان التربوي هي‪:‬‬
‫ربط عناصر المواطنة بالدين لستثمار الروح الدينية‬
‫في تحقيق المواطنة‪.‬‬
‫تفعيل تدريس القضايا الدينية ذات البعد الوطني‬
‫بحيث يتجاوز التنظير‪.‬‬
‫تطوير المنهج السلفي ثقافيا من خلل تحديد موقفه‬
‫الثقافي إزاء مستجدات العصر‪.‬‬
‫ربط معطيات العصر ومتطلبات الشرع في قضية‬
‫حقوق المواطنة من خلل الموازنة بين حقوق‬
‫الحاكم وحقوق الشعب والقراءة المتزنة للشريعة‬
‫والستفادة من تجربة الحضارة الغربية في ذلك‪.‬‬
‫أل تبنى المناهج على ردود الفعال اتجاه الحداث‪,‬‬
‫بل يجب بناؤها على المضامين الكلية للقضايا‬
‫وتوصيفاتها الواقعية لتعويد الطالب على معالجة‬
‫مفاجآت العصر‪.‬‬
‫ربط الناشئة بمجتمعهم بمؤسساته ومصادره‬
‫وأنظمته ومشاريعه‪.‬‬
‫يجب أن يتضح للجيال أن المواطنة الحقيقية‬
‫ليست عائقا أمام الولء للمة بل هي خطوة تقارب‬
‫للمة ووحدتها من خلل تحقيق قيم السلم‬
‫فيها)الزنيدي ‪ 1426 ,‬هـ(‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬دراسة العامر‪ :‬وهي بعنوان المواطنة في الفكر‬
‫الغربي المعاصر‪ ,‬دراسة نقدية من منظور إسلمي‪.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى‪:‬‬
‫تحليل مفهوم المواطنة بمضامينه و أبعاده‬
‫السياسية والجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫استخلص أبرز حقوق المواطنة في الفكر الغربي‬
‫في إطار نظريات التنمية السياسية التي يستند إليها‬
‫المفهوم‪.‬‬
‫نقد نظريات التنمية السياسية في الفكر الغربي‬
‫ضوء ما يقدمه السلم باعتباره دين للنسانية‬
‫جمعاء‪.‬‬
‫تطور المواطنة في الفكر الغربي المعاصر وبيئاته‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫استخدمت الدراسة منهجية التحليل واعتمدت المنظور‬
‫السلمي في نقد قضيتي المساواة والحرية باعتبارهما‬
‫أساسين لمفهوم المواطنة في الفكر الغربي‪ ,‬وخلصت‬
‫الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫يحيط بمفهوم المواطنة في الفكر الغربي المعاصر‬
‫العديد من الملبسات‪ ,‬المواطنة في المفهوم الغربي‬
‫ذات صبغة عمومية وعالمية تخرجه عن سياقه‬
‫التاريخي والجتماعي وسياقه الزماني والمكاني‪.‬‬
‫اعتمد المنظرون الغربيون في مجال المواطنة على‬
‫مفهومي الخطية الجبرية في تحقيق المساواة‬
‫والديمقراطية) العامر‪ 1426 ،‬هـ(‪.‬‬
‫وأوصى الباحث برفض العتماد على أي مصدر خلف‬
‫التشريع السلمي في تحديد حركة النسان المواطن‬
‫والمجتمع والقيم والحقوق والواجبات‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬دراسة العبد الكريم و النصار‪ :‬وهي بعنوان‬
‫التربية الوطنية في مدارس المملكة العربية السعودية‪,‬‬
‫دراسة تحليلية مقارنة في ضوء التوجهات التربوية‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تحليل مقررات التربية الوطنية‬
‫للمرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية و‬
‫مقررات التربية الوطنية في بريطانيا باعتبارها نموذجا‬
‫للتوجهات العالمية الحديثة‪ ,‬والمقارنة بينهما من حيث‪:‬‬
‫التوجهات‪.‬‬
‫نقاط التفاق والختلف بين منهجي التربية الوطنية‬
‫فيهما‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ومن ثم الخروج بنموذج مقترح لبناء منهج التربية‬
‫الوطنية في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫اعتمد الباحثان المنهج النوعي الوصفي الظاهري في‬
‫تحليل المقررات‪ ,‬وخلصت الدراسة إلى وجود فروق‬
‫بين منهجي التربية الوطنية في المملكة العربية‬
‫السعودية وبريطانيا تطال الهداف والمحتوى‬
‫وأسلوب العرض والنشطة ‪ .‬وفي ضوء الدراسة‬
‫اقترح الباحثان نموذجا مقترحا لتطوير منهج التربية‬
‫الوطنية في المملكة العربية السعودية وفق رؤية‬
‫شرعية تقوم على التوازن بين البعد الوطني وسلوك‬
‫المواطنة‪ ,‬وتحافظ على الخصوصية السعودية وتنفتح‬
‫على المستجدات العالمية )العبد الكريم و النصار‪,‬‬
‫‪ 1426‬هـ(‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬دراسة لوسيتو )‪ .(2003‬وهي بعنوان مناهج‬
‫التربية الوطنية في ايطاليا‪.‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى تعرف كفاءة مناهج التربية‬
‫الوطنية في ايطاليا وكفاءة مشاركة الطلب في‬
‫النشاطات والفعاليات الوطنية في تنمية المواطنة‪ ,‬وبينت‬
‫الدراسة أن تنمية التربية الوطنية هدف أساس لنظام‬
‫التعليم اليطالي وهي تؤكد على مفاهيم ومنطلقات‬
‫سياسية وطنية وتنمي في المستهدفين قيم المواطنة‬
‫المتمثلة في المحافظة على الدستور واحترام حقوق‬
‫الوطن وحقوق المواطنين ‪ ,‬وأشار الباحث أن طلب‬
‫المرحلة الثانوية يمارسون ضمن منهج التربية الوطنية‬
‫نشاطات تنمي فيهم العمل التطوعي والمشاركة‬
‫ص الباحث من دراسته إلى وجود فجوة‬ ‫الديمقراطية‪ ,‬وخل َ‬
‫بين الواقع والمناهج المخطط لها وتشمل الفجوة أيضا‬
‫ممارسات المعلمين وعدم القدرة على تحقيق أهداف‬
‫المناهج‪ .‬وأن الوقت الذي يمضيه المعلمين في تدريس‬
‫المقرر أقل من الوقت المخصص له في الخطة‪ ,‬وهناك‬
‫نقص أساسي في استيعاب الطلب لمفاهيم التربية‬
‫الوطنية)‪(Losito, Bruno, 2003‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬
‫منهج البحث وإجراءاته ‪:‬‬
‫منهج البحث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجتمع البحث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عينة البحث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بناء أداة البحث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صدق أداء البحث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثبات أداة البحث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إجراءات تطبيق البحث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الساليب الحصائية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫يتناول هذا الفصل الحديث عن منهج البحث مجتمع البحث‬
‫وعينة البحث وبناء أداة البحث وصدق أداء البحث وثبات‬

‫‪22‬‬
‫أداة البحث وإجراءات تطبيق البحث والساليب‬
‫الحصائية التي استخدمت في تحليل البيانات الحصائية ‪.‬‬
‫منهج البحث ‪:‬‬
‫بما أن البحث يهدف إلى تطوير كتاب الفقه لطلب‬
‫السنة الولى المتوسطة في المعاهد العلمية في ضوء‬
‫قيم المواطنة فإن المنهج المناسب له هو منهج تحليل‬
‫المحتوى ‪ ،‬ومن ثم المنهج الوصفي المسحي بواسطة‬
‫استجواب مجموعة من خبراء المناهج ‪ ،‬والمشرفين‬
‫التربويـين و بعض المعلمين في المعاهد العلمية‪.‬‬
‫عينة البحث ‪:‬‬
‫مجتمع البحث ‪:‬‬
‫مجموعة من خبراء المناهج ‪ ،‬والمشرفين التربويـين‬
‫و بعض المعلمين في المعاهد العلمية التابعة لجامعة‬
‫المام محمد بن سعود السلمية ‪.‬‬
‫عينة البحث ‪:‬‬
‫نظرا ً لكون مجتمع البحث يتناول خبراء المناهج‬
‫والمشرفين التربويـين بوكالة جامعة المام محمد بن‬
‫سعود السلمية ‪ ،‬والمعلمين في المعاهد العلمية والذي‬
‫يبلغ عددهم نحو ) ‪1600‬معلم ( ‪ ،‬ونظرا ً لضيق الوقت ‪،‬‬
‫فقد اقتصر الباحث على عينة ممثلة لمجتمع البحث تقدر‬
‫بـ ‪ %20‬من المجتمع الساسي أي ) ‪ 320‬معلم ( ‪ ،‬وجميع‬
‫خبراء المناهج ‪ ،‬والمشرفين التربويـين وعددهم ) ‪. ( 22‬‬
‫بناء أداة البحث ‪:‬‬
‫بما أن البحث يهدف إلى الكشف عن أبعاد قيم‬
‫المواطنة التي ينبغي تضمينها في مقرر الفقه للسنة‬

‫‪23‬‬
‫الولى المتوسطة في المعاهد العلمية فإن الباحث قد قام‬
‫ببناء الداء من خلل المراحل التية ‪:‬‬
‫من خلل الطار النظري‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ .2‬مخاطبة بعض الخبراء لخذ رأيهم في بناء الداة‬
‫ممن لهم علقة بمقرر الفقه للسنة الولى‬
‫المتوسطة في المعاهد العلمية ‪.‬‬
‫‪ .3‬بعد المخاطبة جاءت الفكار والراء ‪ ،‬وقام‬
‫الباحث بجمعها ‪ ،‬واستخلص أهم ما فيها مما له‬
‫علقة بالدراسة ‪.‬‬
‫صدق أداة الدراسة ‪:‬‬
‫من أجل أن تقيس الداة ما أعدت له تم عرضها‬
‫على مجموعة من المحكمين الذي أقروا ما فيها ‪ ،‬وعدلوا‬
‫التعديل المناسب الذي استفاد منه الباحث ‪.‬‬
‫ثبات الداة ‪:‬‬
‫قام الباحث بقياس ثبات الداة من خلل معامل ألفا‬
‫لكروبناخ للتأكد من ثبات الداة ‪.‬‬
‫إجراءات تطبيق الداة ‪:‬‬
‫قام الباحث بتوزيع الستبانات على خبراء المناهج ‪،‬‬
‫والمشرفين التربويـين ‪ ،‬وبعض مدرسي المعاهد العلمية‬
‫في مدينة الرياض ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الرابع ‪:‬‬
‫تحليل النتائج وتفسيرها والتوصيات ‪:‬‬
‫بما أن البحث يهدف إلى الكشف عن أبعاد قيم‬
‫المواطنة التي ينبغي تضمينها في مقرر الفقه للسنة‬
‫الولى المتوسطة في المعاهد العلمية فقد جاءت أسئلة‬
‫الدراسة على النحو التي ‪:‬‬

‫السؤال الول ‪ :‬ما أبعاد قيم المواطنة التي‬


‫ينبغي تضمينها في مقرر الفقه للسنة الولى‬
‫المتوسطة في المعاهد العلمية ؟‬

‫للتعرف على أبعاد قيم المواطنة التي ينبغي تضمينها في‬


‫مقرر الفقه للسنة الولى المتوسطة في المعاهد العلمية‬
‫تم حساب المتوسطات الحسابية والنحرافات المعيارية ‪،‬‬
‫والرتب لستجابات أفراد العينة على المحاور التية ‪:‬‬

‫الجدول رقم ) ‪( 1‬‬

‫‪25‬‬
‫الرتبة‬ ‫النحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫المحور‬ ‫م‬
‫المعيار‬ ‫الحسابي‬

‫الولى‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪3.70‬‬ ‫التأكيد الشرعي على‬ ‫‪-1‬‬


‫طاعة ولة المر‬

‫الثانية‬ ‫‪036‬‬ ‫‪2.85‬‬ ‫حقوق الفراد وواجباتهم‬ ‫‪-2‬‬

‫الثالثة‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪2.66‬‬ ‫التعاون مع الخرين‬ ‫‪-3‬‬


‫واحترامهم‬

‫الرابعة‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫العتزاز بالوطن‬ ‫‪-4‬‬


‫ومنجزاته‬

‫الخامسة‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫المحافظة على الملكيات‬ ‫‪-5‬‬


‫العامة‬

‫السادسة‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪2.40‬‬ ‫المحافظة على الملكيات‬ ‫‪-6‬‬


‫الخاصة‬

‫السابعة‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪2.38‬‬ ‫البيئة وأساليب المحافظة‬ ‫‪-7‬‬


‫عليها‬

‫الثامنة‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫الصحة والعادات الصحية‬ ‫‪-8‬‬

‫من خلل النتائج السابقة الموضحة أعله في الجدول رقم‬


‫) ‪ ( 1‬يتضح أن مقرر الفقه في السنة الولى المتوسطة‬
‫في المعاهد العلمية أن أبعاد المواطنة التي ينبغي أن‬
‫تضمن في المقرر جاءت على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪-1‬التأكيد الشرعي على طاعة ولة المر وهي‬


‫في المرتبة الولى ‪ ،‬وهذا يؤكد أهمية تعزيز‬
‫هذا الجانب في مقرر الفقه ‪ ،‬من خلل‬
‫النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في‬
‫الكتاب المدرسي لتحقق الغرض منها ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪-2‬حقوق الفراد وواجباتهم جاءت في المرتبة‬
‫الثانية ‪ ،‬وهذا ما ينبغي أن يؤكد عليه في‬
‫المقرر الدراسي ‪.‬‬
‫‪-3‬التعاون مع الخرين واحترامهم جاءت في‬
‫المرتبة الثالثة وهذا أمر من المور التي يجب‬
‫أن تضمن في الكتاب المدرسي‬

‫‪-4‬العتزاز بالوطن ومنجزاته ‪،‬جاءت في‬


‫المرتبة الرابعة وهذه قيمة مهمة في‬
‫المحافظة على الوطن ومنجزاته ‪ ،‬والعتزاز‬
‫بذلك ‪ ،‬ولذا فإن تطوير المقرر يجب أن‬
‫يتضمن تلك القيمة ‪.‬‬

‫‪-5‬المحافظة على الملكيات العامة جاءت في‬


‫المرتبة الخامسة ‪ ،‬وهذه أمر مهم ينبغي‬
‫العتناء ‪ ،‬والهتمام به من خلل تطوير مقرر‬
‫الفقه‬

‫‪-6‬المحافظة على الملكيات الخاصة ‪ ،‬وقد‬


‫جاءت في المرتبة السادسة ‪ ،‬ولذا فإن‬
‫إبرازها في مقرر الفقه مهم لن لها أبعادا ً‬
‫للطالب ‪ ،‬وغيره ‪.‬‬

‫‪-7‬البيئة وأساليب المحافظة عليها جاءت في‬


‫المرتبة السابعة ‪ ،‬ويجب أن تبرز أكثر في‬
‫كتاب الفقه للسنة الولى الذي يريد خبراء‬
‫المناهج تطويره ‪.‬‬

‫‪-8‬الصحة والعادات الصحية وقد جاءت في‬


‫المرتبة الثامنة‪ ،‬مما يؤكد أن الهتمام بالصحة‬
‫العامة معروف عن الجميع ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫السؤال الثاني ‪ :‬إلى أي مدى تتوافر أبعاد قيم‬
‫المواطنة في مقرر الفقه للسنة الولى‬
‫المتوسطة في المعاهد العلمية ؟‬

‫للتعرف على مدى توافر أبعاد قيم المواطنة في مقرر‬


‫الفقه للسنة الولى المتوسطة تم حساب المتوسطات‬
‫الحسابية والنحرافات المعيارية ‪ ،‬والرتب لستجابات‬
‫أفراد العينة على المحاور التية ‪:‬‬

‫الجدول رقم ) ‪( 2‬‬


‫الرتبة‬ ‫النحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫المحور‬ ‫م‬

‫‪28‬‬
‫المعيار‬ ‫الحسابي‬

‫الولى‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫المحافظة على‬ ‫‪-1‬‬


‫الممتلكات العامة‬

‫الثانية‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫المحافظة على البيئة ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬


‫وأساليبها‬

‫الثالثة‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫التعاون مع الخرين‬ ‫‪-3‬‬


‫واحترامهم‬

‫الرابعة‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪3.52‬‬ ‫الصحة والحث عليها‬ ‫‪-4‬‬

‫الخامسة‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫المحافظة على الملكيات‬ ‫‪-5‬‬


‫الخاصة‬

‫من خلل النتائج السابقة الموضحة أعله في الجدول رقم‬


‫) ‪ ( 2‬يتضح أن مقرر الفقه في السنة الولى المتوسطة‬
‫في المعاهد العلمية أن أبعاد المواطنة التي ينبغي أن‬
‫تضمن في المقرر جاءت على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬المحافظة على الممتلكات العامة جاءت في‬


‫المرتبة الولى مما يدل على أهميتها ‪ ،‬وهذا يجعل‬
‫التأكيد عليها من خلل بناء ‪ ،‬وتطوير مقرر الفقه‬
‫للسنة الولى المتوسطة ‪.‬‬
‫المحافظة على البيئة ‪ ،‬وأساليبها ‪ ،‬وقد جاءت في‬ ‫‪.2‬‬
‫المرتبة الثانية ‪ ،‬مما يعني أن المقرر قد تضمنها ‪ ،‬ولذا‬
‫من الهمية بمكان التركيز عليها في تطوير المقرر ‪.‬‬

‫‪ .3‬التعاون مع الخرين واحترامهم وقد جاءت في‬


‫المرتبة الثالثة مما يدل على أن مقرر الفقه للسنة‬
‫الولى في المعاهد العلمية ركز على هذا الجانب ‪،‬‬
‫ولذا فإنه يجب على المعلم أن يهتم بهذه القيمة ‪،‬‬
‫ويركز عليها ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ .4‬الصحة والحث عليها وقد جاءت في المرتبة‬
‫الرابعة مما يدل على أنها معلومة عند الجميع ‪ ،‬ولكن‬
‫يؤكد عليها من خلل الممارسات التربوية‬

‫‪ .5‬المحافظة على البيئة ‪ ،‬وأساليبها ‪ ،‬وقد جاءت في‬


‫المرتبة الثانية مما يدل على أن مقرر الفقه للسنة‬
‫الولى في المعاهد العلمية ركز على هذا الجانب ‪،‬‬
‫ولذا فإنه يجب على المعلم أن يهتم بهذه القيمة ‪،‬‬
‫ويركز عليها ‪.‬‬

‫‪ .6‬المحافظة على الملكيات الخاصة وقد جاءت في‬


‫المرتبة السادسة ‪ ،‬ويعزى ذلك إلى أن كل أفراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬ومنهم المجتمع المدرسي مهتم بهذا‬
‫الجانب ‪ ،‬فهذه القيمة معلومة ‪.‬‬

‫السؤال الثالث ‪ :‬ما صورة الكتاب المطور في‬


‫أبعاد قيم المواطنة ؟‬

‫‪30‬‬
‫للتعرف على صورة الكتاب المطور في أبعاد المواطنة‬
‫من خلل مقرر الفقه للسنة الولى المتوسطة تم حساب‬
‫المتوسطات الحسابية والنحرافات المعيارية ‪ ،‬والرتب‬
‫لستجابات أفراد العينة على المحاور التية ‪:‬‬

‫الجدول رقم ) ‪( 3‬‬


‫الرتبة‬ ‫النحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫المحور‬ ‫م‬
‫المعيار‬ ‫الحسابي‬

‫الولى‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫الولء لولة المور‬ ‫‪-1‬‬


‫وطاعتهم‬

‫الثانية‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫الهتمام بمفهوم قيمة‬ ‫‪-2‬‬


‫السرة‬

‫الثالثة‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪3.65‬‬ ‫واجبات المواطنة تجاه‬ ‫‪-3‬‬


‫المقيمين‬

‫الرابعة‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫الهتمام بالعمل‬ ‫‪-4‬‬


‫التطوعي‬

‫الخامسة‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪3.20‬‬ ‫عدم أذية الخرين‬ ‫‪-5‬‬

‫من خلل النتائج السابقة الموضحة أعله في الجدول رقم‬


‫) ‪ ( 3‬يتضح أن صورة الكتاب المطور في أبعاد المواطنة‬
‫في مقرر الفقه في السنة الولى المتوسطة في المعاهد‬
‫العلمية تضمن في المقرر جاءت على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬الولء لولة المور وطاعتهم ‪ ،‬وقد جاءت في‬


‫المرتبة الولى ‪ ،‬وهذا يعزى إلى أهمية هذا الجانب‬
‫بالنسبة للمرحلة العمرية في المرحلة المتوسطة ‪،‬‬
‫حتى تنمو معهم هذه القيمة المهمة التي يؤكد عليها‬
‫ديننا الحنيف ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ .2‬الهتمام بمفهوم قيمة السرة ‪ ،‬وقد جاءت هذه‬
‫القيمة في المرتبة الثانية ‪ ،‬وهذا يؤكد أن صورة‬
‫الكتاب لمقرر الفقه في السنة الولى المتوسطة‬
‫يحتاج إلى هذه القيمة سيما أنها تعد البناء الول‬
‫للمجتمع ‪.‬‬

‫‪ .3‬واجبات المواطنة تجاه المقيمين ‪ ،‬وقد جاءت في‬


‫المرتبة الثالثة ‪ ،‬مما يعني أن الكتاب المطور يحتاج‬
‫أن يبني هذه القيمة المهمة في مقرر الفقه لمعرفة‬
‫حكمها الشرعي ‪ ،‬و ما الواجبات التي تكون على‬
‫الطالب في هذه المرحلة تجاه المقيمين ‪.‬‬
‫‪ .4‬الهتمام بالعمل التطوعي ‪ ،‬وقد جاءت في‬
‫المرتبة الرابعة ‪ ،‬مما يؤكد أن الطالب في هذه‬
‫المرحلة العمرية تحتاج إلى هذه القيمة ليتربى‬
‫عليها ‪ ،‬خاصة في المملكة العربية السعودية مملكة‬
‫النسانية ‪.‬‬

‫‪ .5‬عدم أذية الخرين ‪ ،‬وقد جاءت في المرتبة‬


‫الخامسة مما يدل على أن الطالب في هذه المرحلة‬
‫يحتاج أن يحافظ على حقوق الخرين العامة ‪ ،‬وعدم‬
‫أذيتهم ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها ‪ ،‬فإن الباحث‬
‫توصي بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أهمية إعادة صياغة كتاب مقرر الفقه للسنة‬
‫الولى المتوسطة في المعاهد العلمية ‪ ،‬بحيث‬
‫يستطيع الكتاب أن يحقق قيم المواطنة وفق‬
‫معايـير علمية ‪.‬‬
‫‪ .2‬الهتمام بوضع مواصفات لبناء كتاب الفقه‬
‫الجديد ليحقق قيم المواطنة بوزن نسبي ‪.‬‬
‫‪ .3‬ضرورة البحث عن جوانب النقص في كتاب‬
‫الفقه ليتم مواكبته لمستجدات العصر ‪ ،‬مع‬
‫المحافظة على الثوابت ‪.‬‬
‫‪ .4‬ضرورة أن يعي خبراء المناهج ‪ ،‬والمشرفين‬
‫دورهم تجاه المقررات الدراسية ‪ ،‬لتحقيق قيم‬
‫المواطنة فيها ‪ ،‬ومن ذلك كتاب مقرر الفقه للسنة‬
‫الولى المتوسطة ‪.‬‬

‫‪33‬‬

You might also like