Professional Documents
Culture Documents
تصميم التهيئة
تصميم التهيئة
إعـــداد :
-عبد الرحيم الكنبداري
علوشي عبد الناصر -
حسـن سمحــاوي -
مقدمــة :
اهتمت المجتمعات ،منذ القدم ،بالمجال في محاولة لتنظيمــه
وجعله يســتجيب لحاجيــات الجماعــة .هــذه الحاجيــات تتنــوع بتنــوع
انشــغالت أفــراد الجماعــة وأنشــطتهم القتصــادية والجتماعيــة
والثقافية وترتبط كل هذه النشطة بالمجــال الــذي يعتــبر الطــار
العام لحياة المجتمع كما يعتبر تنظيمه في الصل تنظيمــا لنشــاط
المجتمع نفسه على مختلف الواجهات.
إن التحكم في المجال من أجل تنظيم وتوجيه التوسع الحضـري يفـترض وجـود سـند أو إطـار
قانوني تعتمد عليه السلطات العمومية في تدخلتها على المستوى العقاري وعلى مســتوى التخطيــط
الحضــري ويمكنهــا مــن التحكــم القــانوني فــي الســطح واســتبعاد كــل الســتعمالت المنافيــة لسياســة
التعمير.
والتخطيــط الحضـري كمـا يعرفــه السـتاذ عبـد الرحمـن البكريــوي هـو تـدخل الدارة بــأدوات
منهجية ووثائق مرجعية لتنظيم استعمال المجــال وتقنيــن أو تحديــد هــذا الســتعمال لكــل منطقــة مــن
مناطق المدينة وتخصيص وظيفــة لكــل واحــد منهــا قصــد تحقيــق تكامــل أجزائهــا وانســجام أطرافهــا
وبالتالي حسن تنظيمها وتعميرها.
إن التخطيط الحضري أصبح اليوم يتم بنوعين متكــاملين مــن
وثــائق التعميــر الول يعــرف بــالداة التوجيهيــة أو التقديريــة أمــا
الثاني فيطلق عليــه الوثيقــة التنظيميــة ويشــمل هــذا النــوع ثلث
وثائق وهي :تصميم التنطيق وتصميم التهيئة وتصميم التنمية.
ويعــد تصــميم التهيئة أول وثيقــة تعميريــة يعرفهــا قــانون
التعمير .إذ نظمها أول نص قانوني مغربي يهم التعميــر أي ظهيــر
16أبريــل 1916وبفضــلها تــم أثنــاء فــترة الحمايــة بنــاء الحيــاء
الوروبية* وبناء بعض المـدن الجديـدة *وتـم إنتـاج أحيـاء متناسـقة ومنظمـة وغنيـة بهندسـتها
المعمارية وفي نفس الن كانت الســبب فــي افتقــار بعــض الحيــاء إلــى بعــض التجهيــزات الساســية
وبعض المرافق العامة كما كانت السبب في ارتفاع كثافة السكان بالمدن العتيقة .وفــي ظهــور أحيــاء
الصفيح وتكاثرها* إلى جانب السكن العشوائي المتزايد.
وبــالنظر إلــى أهميــة هــذه الوثيقــة التعميريــة فقــد أولهــا
المشرع عنايته وأدخل عليها كثيرا من الصلحات لمواكبة التطــور
الذي يعرفه التعمير ولتجاوز الثغرات التي أبانت عنهــا وذلــك فــي
ظهير 30يوليوز 1952ثم في ظهير 17يونيو 1992الذي خصص
لها 14مادة بدل 6مواد التي كان يخصصــها لهــا الظهيــر الســابق
عليه،وهي المواد من 18إلى 31من قانون التعمير.
هذه العناية إنما تجسد في الواقع الهتمـام المتنـامي الـتي تحضـى بهـا وثيقــة تصـميم التهيئة
ودورها في تنمية المجال باعتبارهــا تشــكل العمــود الفقــري للتخطيــط العمرانــي بــالمغرب لمــا تراكــم
حولها من تجارب لدى الدارة على مدى أكثر من 90سنة بالضافة إلى تدخل عدد مهم من الدارات
العمومية والمؤسسات والسلطات القليمية والمجالس الجماعية في عملية إعدادها وتنفيذها.
ولجل الحاطة بمضــمون هــذه الوثيقــة ســيكون لزامــا علينــا
الخوض في مجموعة من الشكالت التي يطرحها موضوع تصــميم
التهيئة والتي يمكن إجمالها في السئلة التالية :
مــاهي الجهــات المكلفــة بإعــداد ودراســة والمصــادقة علــى
مشروع تصميم التهيئة ؟
هل يخضع إعداد التصــميم لعمليــات تنســيق وتشــاور كــافيين
بيــن جميــع المتــدخلين أم أنــه يتــم فــي غيــاب هــذا التنســيق
والتشاور ؟
مــا المقصــود بــالبحث العمــومي المجــرى فــي ظــل العــداد
لمشروع تصميم التهيئة وما هي القيمة القانونية لهذا البحث ؟
ما هو محتوى وثيقة تصميم التهيئة ؟
ما الغرض منها وما هي الثار المترتبــة عليهــا إزاء الشــخاص
العمومية وإزاء الفراد ؟
لمحاولة الجابة عن هذه السئلة ارتأينا تقســيم هــذا العــرض
إلى مبحثين :نتناول في
الول :مسطرة إعداد تصميم التهيئة والمصادقة عليه
الثاني :الغرض من تصميم التهيئة و الثار المترتبة عنه
خاتمــة :
من خلل ما تم عرضه ،يبدو جليا أن دور المجــالس الجماعيــة
فــي إعــداد تصــميم التهيئة يبقــى دورا محــدودا مقارنــة بالــدور
المهيمن للوكالت الحضرية.
إن المسعى الحثيث للقيــادة السياســية بــالمغرب إلــى إقــرار
جهوية موسعة يقتضي إشراك المجالس الجماعيــة فعليــا وبشــكل
أكبر منذ البداية فــي عمليــة إعــداد تصــميم التهيئة مــا دامــت هــي
المعنية بتنفيذ التصميم لحقا ول يمكن أن يتحقق هذا الشراك إل
من خلل إعادة تأهيل المجالس الجماعية .
أما فيما يخص مرحلة المصادقة على مشــروع التصــميم فــإن
الشراك الحقيقي للمجالس الجماعية يقتضي تمديــد مــدة البحــث
العمومي وتوســيع قاعــدة الشــراك لتشــمل الجماعــات المحيطــة
بالجماعة المعنية بالمشروع ،وهو ما مــن شــأنه أن يحقــق التنميــة
الشاملة ،ولتفادي بعض سلبيات التأخير فــي مســطرة المصــادقة
عل تصميم التهيئة فإنه يجب القتصار على جعل المصــادقة علــى
مشروع التصميم تتم على المستوى المحلي من طرف الولة .
أمــا فيمــا يخــص التنفيــذ فــإن المجــالس الجماعيــة تتحمــل
مسؤولية تنفيذ مقتضيات تصميم التهيئة مع الحرص علــى تحقيــق
أهــدافه وأغراضــه وفــي هــذه المرحلــة تشــاركها الدارة المكلفــة
بالتعمير .إل أن الدور المهيمن يجب أن يكون للمجــالس الجماعيــة
وهو دور طبيعي مادام أن التصميم يوضع أصل لفائدةالجماعة .
المراجع المعتمدة
- 1د الهادي مقداد"السياسة العقارية في ميدان التعمير و
السكنى"مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة الولى 2000
-2عبد الرحمن البكريوي "التعمير بين المركزية واللمركزية" مطبعة
النجاح الجديدة الدارالبيضاء الطبعة الولى .1993
- 3منير الوري "تصميم التهيئة بين الدارة المكلفة بالتعمير
والمجالس الجماعية" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا جامعة
محمد الخامس أكدال كلية الحقوق الرباط
-4المصطفى معمر وأحمد اجعون "،إعداد التراب الوطني والتعمير
" ،مطبعة سجلماسة مكناس ،الطبعة الولى .2008 -2007 ،
- 5عبدالسلم المصباحي ":محاضرات في إعداد التراب الوطني
والتعمير ،مطبعة أنفوبرانت فاس ،الطبعة الولى1997 ،
نصوص قانونية وتنظيمية ومناشير
-1ظهير شريف رقم 1-93-51صادر في 22من ربيع الول عام
1414موافق 10ديسمبر 1993معتبر بمثابة قانون يتعلق بإحداث
الوكالت الحضرية
-2القانون رقم 7-81الصادر في 7ماي 1982المتعلق بنزع الملكية
لجل المنفعة العامة
3القانون رقم 12 -90المتعلق بالتعمير الجريدة الرسمية عدد 4225
-4مرسوم رقم 832/292صادر في 27ربيع الخر 14 ) 1414
أكتوبر 1993لتطبيق.
-5المنشور رقم 005ا م ت ه م ا م ق الصادر بتاريخ 17يناير 1994
المتعلق بتصميم التهيئة -