You are on page 1of 5

‫ديمقراطية زائفة لتعطيل الشرعية‬

‫إن السلم يقر التعدد فى كل شىء ويعترف بها‪,‬‬


‫خاصة التعددية الثقافية والعرقية يقول ربنا "يأيها‬
‫الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا‬
‫وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله‬
‫عليم خبير " )الحجرات‪ (13:‬ويقول سبحانه وتعالى "‬
‫ومن آياته خلق السماوات والرض وأختلف السنتكم‬
‫‪).‬وألوانكم إن فى ذلك ليات للعالمين " )الروم ‪22:‬‬
‫فالتفاعل بين الناس يكون على اساس الخلق الكريم‬
‫والعمل الصالح ل بإعتبار اللوان أو الجناس أو‬
‫القطار‪ ,‬فكل خلق الله من ذكر وأنثى مطالبون‬
‫بالتعارف ومن أجل التكامل والتعاون ومن أجل إعمار‬
‫الرض بالخيرات ل من أجل الصراع والصدام ‪ ,‬فل يعمر‬
‫الكون إل بالتعاون والتكامل ‪ ,‬ومن هنا كان الناس‬
‫متساوون إل بالتقوى ‪ ,‬كما يقول رسول السلم ‪:‬‬
‫"الناس من آدم وآدم من تراب ‪ ,‬ل فضل لعربى على‬
‫‪ " .‬عجمى ول لحمر على أسود إل بالتقوى‬
‫ومن ثم بالتعاون و التآلف والتراحم والتناصر على البر‬
‫والتقوى وأن يبتعدوا عن الثم و العدوان كما ذكر ذلك‬
‫القرآن فقال ‪ " :‬وتعاونوا على البر والتقوى ول‬
‫‪ ) .‬تعاونوا على الثم والعدوان " )المائدة ‪2:‬‬
‫كما طالبهم بإقامة العدل والقسطاس بينهم وبين‬
‫الناس وأن يحاربوا الظلم حتى ل يدمر حياتهم ويثير‬
‫بينهم العداوة والبغضاء فقال تبارك وتعالى ‪" :‬لقد‬
‫أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان‬
‫ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد‬
‫ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن‬
‫‪) .‬الله قوى عزيز " )الحديد ‪25:‬‬
‫فأين الثرى من الثريا ؟ وأين النور من الظلم ‪ ,‬وصدق‬
‫الله القائل " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق‬
‫‪) .‬كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو اللباب " )الرعد ‪19:‬‬
‫لكل هذا الذى ذكرناه فإن السلم يحترم التدين ويحميه‬
‫سواء كان تدين المسلمين أو غيرهم والله يقول " و‬
‫لول دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع‬
‫وصلوات ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيرا ولينصرن‬
‫الله من ينصره إن الله لقوى عزيز " )الحج ‪( 40:‬‬
‫ويلفت النظر إلى أهل التدين عموما فيقول ‪ ) " :‬إن‬
‫الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى‬
‫والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم‬
‫‪) .‬القيامة إن الله على كل شىء شهيد " )الحج ‪17:‬‬
‫ويحدد معنى العمل الصالح ويربطه باليمان به‬
‫فيقول وقوله الحق " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأن‬
‫ربكم فأعبدون * وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا‬
‫راجعون * فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فل‬
‫كفران لسعيه وإنا له كاتبون" )النبياء‪ (94 – 29:‬كما‬
‫يقول سبحانه وتعالى فى آية اخرى ‪ " :‬إن الذين آمنوا‬
‫والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم‬
‫الخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ول خوف‬
‫‪).‬عليهم ول هم يحزنون " )البقرة ‪62:‬‬
‫ومن هنا فإننا ندعوا إلى الصلح والصلح وخاصة أننا‬
‫منذ مدة طويلة لحظ كثيرون اتجاه العناصر المستغربة‬
‫والموالية للقوى الجنبية إلى الهجوم السافر أو‬
‫المستتر على العقيدة والشريعة السلمية وكان كله‬
‫لصرف المسلمين عن إعادة وحدتهم لن الشريعة هى‬
‫الساس التاريخى لوحدة هذه الشعوب ‪ ,‬وتوجب الجهاد‬
‫كفريضة شرعية لمقاومة الحتلل واستعادة الوحدة‬
‫والتضامن بين جميع شعوبنا لن هذا المبدأ بالذات كان‬
‫هو منبع كثير من حركات المقاومة المسلحة ضد الغزو‬
‫‪ .‬والحتل الجنبى‬
‫لقد أوجد أعداؤنا فى شعارات الديمقراطية الليبرالية‬
‫الزائفة واجهة مستحدثة يستخدمها المطالبون بتعطيل‬
‫الشريعة المروجة للفكار اللحادية أو اللدينية ‪ ,‬أو‬
‫التى تدعو إلى فصل الدين عن الدولة والتى كانوا‬
‫يدعون أنه من ضرورات الليبرالية فى نزرهم لنها ل‬
‫تقبل حدودا َ أخلقية أو دينية على أهواء الفراد جميعا ً‬
‫وخاصة أهواء ذوى السلطة ‪,‬وأهواء المستكبرين على‬
‫المستوى العالمى حتى أصبح فصل الدين عن الدولة‬
‫هو الشعار الذى يجمع الملحدين واصحاب القوى‬
‫الديمقراطية والزائفة وأعوان البغى والفساد‬
‫والطغيان ومن يؤيدهم من عملء القوى الجنبية‬
‫الطامعة فى السيطرة العالمية الذين كانوا بهذا المبدأ‬
‫يقصدون أستبعاد أصول معينة من مبادىء شريعتنا‬
‫‪ :‬والتى منها‬
‫وحدة المة التى تعارضها القوى الستعمارية ‪1- ,‬‬
‫التى فرضت التجزئة على أقطارنا ‪ ,‬وتوقع بينها الفتن‬
‫والعداوات حتى ل تحقق واجبها السلمى فى التضامن‬
‫ووحدة الكلمة والتعاون فيما بينها على تنمية‬
‫اقتصادياتها وقدراتها الدفاعية ووزنها السياسى‬
‫العالمى ‪ ,‬وتحرير الجزاء المغتصبة من أقاليمنا مثل‬
‫فلسطين والعراق وكشميروأفغانستنا ‪ . .‬من التجزئة‬
‫باحتكار بعض الثروات أو المناصب أو المراكز التى ل‬
‫يستحقونها كانت ومازالت تساعد القوى الجنبية فى‬
‫‪ .‬مقاومة اتجاهنا نحو الوحدة‬
‫الجهاد كفريضة إسلمية على الدول والجماعات ‪2-‬‬
‫والفراد جميعا للدفاع عن حقوق شعوبنا وحريتها‬
‫وحقها فى تقرير مصيرها ضد العدوان الجنبى‬
‫‪ .‬والستبداد والظلم من أى جهة كانت‬
‫المبادىء الخلقية التى فرضتها شريعتنا مثل مبدأ ‪3-‬‬
‫المر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى يوجب نصرة‬
‫المظلومين ومقاومة الباغين والمستبدين ويوجب عدم‬
‫الرضا عن الطغاة والمستبدين ومنها كذلك القيم‬
‫السلوكية التى تفرض حدودا شرعية لمنع انطلق‬
‫الهواء والجرى وراء الشهوات باسم الليبرالية التى‬
‫افسدت المجتمعات الرأسمالية الغنية بإباحة الزنا‬
‫والفسق والشذوذ والجنس والخمر واللهو باسم الحرية‬
‫بوجه عام والحرية الجنسية بوجه خاص والتى تتخذ‬
‫تحرير المرأة شعارا يقصد به إباحة الفسق والزنا‬
‫والمجون الجنسى للنساء والرجال متزوجين او غير‬
‫‪ .‬متزوجين‬
‫إن هذه المبادىء وأمثالها التى يخشاها أعداؤنا إنما ‪4-‬‬
‫هى التزامات ناشئة عن عقيدتنا وإيماننا بها‪ ,‬لذلك فإن‬
‫بعض الطغاة وأعوانهم من المنافقين يهاجمون‬
‫العقيدة ذاتها بحجة مجاراة التنوير الوروبى والحداثة‬
‫والعصرية والتقدمية الليبرالية اللدينية التى يسمونها‬
‫علمانية ‪ ,‬وغير ذلك من الشعارات الزائفة التى‬
‫يجعلونها مبررا لما يفرضونه على مجتمعنا من أجل‬
‫)تجفيف( منابع العقيدة واستبعاد مبادىء الشريعة فى‬
‫‪.‬المجتمع‬
‫إن الحركة السلمية حينما تدعو إلى الصلح ‪ ,‬إنما‬
‫تدعو إلى إصلح من فقهنا السلمى بحيث تقوم‬
‫اسسه على أحسن مافيه من مبادىء خالدة ‪ ,‬وأصول‬
‫ثابتة والتى تعاقب على حراستها وتحريرها عباقرة‬
‫فقهاء السلم خلل ثلثة عشر قرنا عاش خللها ل‬
‫أقول المسلمون فحسب بل كل من عاش فى كنفها‬
‫من جميع الملل والنحل فى أمن وأمان وسعادة‬
‫‪.‬السلم‬

You might also like