You are on page 1of 34

‫الحبيب كأنك تراه‬

‫ محمود أحمد إسماعيل‬:‫إعداد‬


Al Romaithi : ‫عرض‬

http://www.islamonline.net
http://www.uae88.net
‫القائمة‬
‫جبينه‬ ‫وجهه‬ ‫لونه‬ ‫فضائله‬ ‫اسمه‬

‫فمه وأسنانه‬ ‫رأسه‬ ‫خّداه‬ ‫أنفه‬ ‫عيناه‬

‫منكباه‬ ‫عنقه ورقبته‬ ‫ريقه‬ ‫صوته‬ ‫سمعه‬

‫قامته وطوله‬ ‫قدماه‬ ‫ساقاه‬ ‫صدره‬ ‫كفاه‬

‫كلمه‬ ‫رائحته‬ ‫خاتم النبوة‬ ‫إلتفاته‬ ‫مشيته‬

‫وصف هند‬ ‫وصف علي‬ ‫وصف ام معبد‬ ‫خاتمه‬ ‫ضحكه‬


‫وصف عمر بن العاص‬
‫اسمه‬

‫ل{ )الفتح‪.(29 :‬‬‫سوُل ا ِ‬


‫حّمٌد ّر ُ‬
‫‪ -1‬قال ال تعالى‪ّ} :‬م َ‬
‫‪ -2 ‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬لي خمسة أسماء‪ :‬أنا محمد‪،‬‬
‫وأنا أحمد‪ ،‬وأنا الماحي الذي يمحو ال به الكفر‪ ،‬وأنا الحاشر الذي ُيحشر‬
‫الناس على قدمي‪ ،‬وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي" رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ - 3 ‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أل تعجبون كيف يصـرف ال‬
‫عني شتم قريش‪ ،‬ولعنهم؟ يشتمون مذمًما‪ ،‬ويلعنون مذمًما‪ ،‬وأنا محمد"‪.‬‬
‫‪ - 4 ‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن ال اصطفى كنانة من ولد‬
‫شا من كنانة‪ ،‬واصطفى من قريش بني هاشم‪،‬‬ ‫إسماعيل‪ ،‬واصطفى قري ً‬
‫واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ - 5 ‬وقال صلى ال عليه وسلم‪" :‬تسموا باسمي‪ ،‬ول تكنوا بكنيتي‪ ،‬فإنما أنا‬
‫قاسم أقسم بينكم" رواه مسلم‪.‬‬
‫فضائله‬
‫شِر‬
‫جا ّمِنيًرا * َوَب ّ‬
‫سَرا ً‬
‫ل ِبِإْذِنِه َو ِ‬
‫عًيا ِإَلى ا ِ‬
‫شًرا َوَنِذيًرا * َوَدا ِ‬ ‫شاِهًدا َوُمَب ّ‬
‫ك َ‬ ‫سْلَنا َ‬
‫ي ِإّنا َأْر َ‬
‫‪ -1‬قال ال تعالى‪َ} :‬يا َأّيَها الّنِب ّ‬ ‫‪‬‬
‫ل َكِبيًرا{ )الحزاب ‪.(46 ،45‬‬ ‫ضً‬‫ل َف ْ‬ ‫نا ِ‬ ‫ن َلُهم ّم َ‬ ‫ن ِبَأ ّ‬
‫اْلُمْؤِمِني َ‬
‫عِليًما{ )الحزاب‪.(40 :‬‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬‫ل ِبُكّل َ‬
‫نا ُ‬ ‫ن َوَكا َ‬
‫خاَتَم الّنِبّيي َ‬
‫ل َو َ‬‫سوَل ا ِ‬ ‫جاِلُكْم َوَلِكن ّر ُ‬ ‫حٍد ّمن ّر َ‬ ‫حّمٌد َأَبا َأ َ‬
‫ن ُم َ‬‫‪ّ} -2‬ما َكا َ‬ ‫‪‬‬
‫ن{ )النبياء‪.(107 :‬‬ ‫حَمًة ّلْلَعاَلِمي َ‬‫ك ِإّل َر ْ‬ ‫سْلَنا َ‬
‫‪َ} -3‬وَما َأْر َ‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬وقال صلى ال عيه وسلم‪" :‬أنا أكثر النبياء تبًعا يوم القيامة‪ ،‬وأنا أول من يقرع باب الجنة" صحيح مسلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬وقال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا أول شفيع في الجنة‪ ،‬لم ُيصدق نبي من النبياء ما صدقت‪ ،‬وإن نبًيا من النبياء‬ ‫‪‬‬
‫ما صدقه من أمته إل رجل واحد" صحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ -6‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيام‪ ،‬وأول من تنشق عنه الرض‪ ،‬وأول شافع‬ ‫‪‬‬
‫ومشفع" صحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ -7‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬فضلت على النبياء بست‪ :‬أعطيت جوامع الكلم‪ ،‬ونصرت بالرعب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأحلت لي الغنائم‪ ،‬وجعلت لي الرض مسجًدا وطهوًرا‪ ،‬وأرسلت إلى الخلق كافة‪ ،‬وختم بي النبيون" رواه الترمذي‬
‫وابن ماجه وهو حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ -8‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن مثلي ومثل النبياء قبلي‪ ،‬كمثل رجل بنى بنياًنا فأحسنه وأجمله‪ ،‬إل‬ ‫‪‬‬
‫موضع لبنة من زاوية من زواياه‪ ،‬فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه‪ ،‬ويقولون‪ :‬هل وضعت هذه اللبنة؟ قال‪:‬‬
‫فأنا اللبنة‪ ،‬وأنا خاتم النبيين" رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -9‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إني عند ال مكتوب خاتم النبيين‪ ،‬وإن آدم لمنجدل في طينته‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وسأخبركم بأول أمري‪ :‬دعوة إبراهيم‪ ،‬وبشارة عيسى‪ ،‬ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني‪ ،‬وقد خرج لها نور‬
‫أضاءت لها منه قصور الشام"‪ .‬رواه أحمد والطبراني والبيهقي وصححه ابن حبان )لمنجدل‪ :‬ملقى على الرض(‪.‬‬
‫لونه‬
‫عن أبي الطفيل رضي ال عنه قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وما على وجه‬ ‫‪‬‬
‫حا مقصًدا‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫الرض رجل رآه غيري قال‪ :‬فكيف رأيته؟ قال‪ :‬كان أبيض ملي ً‬
‫وعن أنس رضي ال عنه‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم أزهر اللون ليس بأبيض أمهق‬ ‫‪‬‬
‫ول آدم‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬والزهر‪ :‬هو البيض المستنير المشرق‪ ،‬وهو أحسن اللوان‪.‬‬
‫حا مقصًدا‪ .‬رواه‬
‫وعن أبي الطفيل رضي ال عنه‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم أبيض ملي ً‬ ‫‪‬‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وعن أبي جحيفة رضي ال عنه‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم أبيض قد شاب‪ .‬رواه‬ ‫‪‬‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وعن علي بن أبي طالب رضي ال عنه‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم أبيض مشرًبا بياضه‬ ‫‪‬‬
‫حمرة‪ .‬رواه أحمد والترمذي والبزار وابن سعد وأبو يعلى والحاكم وصححه ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫وجهه‬
‫كان الرسول صلى ال عليه الصلة والسلم أسَيل الوجه‪ ،‬مسنون الخدين ولم يكن مستديًرا‬ ‫‪‬‬
‫غاية التدوير‪ ،‬بل كان بين الستدارة والسالة‪ ،‬وهو أجمل عند كل ذي ذوق سليم‪ .‬وكان‬
‫حا كأنما صيغ من فضة ل أوضأ ول‬ ‫وجهه مثل الشمس والقمر في الشراق والصفاء‪ ،‬ملي ً‬
‫أضوأ منه‪.‬‬
‫سّر استنار‬
‫وعن كعب بن مالك رضي ال عنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ُ‬ ‫‪‬‬
‫وجهه حتى كأنه قطعة قمر‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫سئل البراء أكان وجه النبي صلى ال عليه وسلم مثل السيف؟ قال‪:‬‬ ‫وعن أبي إسحاق قال‪ُ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ل‪ ،‬بل مثل القمر‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫وقال أبو هريرة‪ :‬ما رأيت شيًئا أحسن من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كأن الشمس‬ ‫‪‬‬
‫تجري في وجهه‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي ال عنه قال‪" :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم في ليلة‬ ‫‪‬‬
‫ت أنظر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫حّلة حمراء‪ ،‬فجعل ُ‬
‫إضحيان) مقمرة(‪ ،‬وعليه ُ‬
‫ن من القمر"‪.‬‬
‫وإلى القمر‪ ،‬فإذا هو عندي أحس ُ‬
‫جبينه‬
‫عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪" :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أسيل الجبين"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫)السيل‪ :‬هو المستوي(‪ ،‬أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان صلى ال عليه وسلم أجلى الجبهة‪ ،‬إذا طلع جبينه‬ ‫‪‬‬
‫من بين الشعر‪ ،‬أو طلع في فلق الصبح‪ ،‬أو عند طفل الليل‪ ،‬أو طلع بوجهه على الناس‬
‫تراءوا جبينه كأنه ضوء السرج المتوقد يتلل‪ ،‬وكان النبي صلى ال عليه وسلم واسع‬
‫الجبهة‪ .‬رواه البيهقي في دلئل النبوة وابن عساكر‪.‬‬
‫عيناه‬
‫كان النبي صلى ال عليه وسلم أكحل العينين أهدب الشفار إذا وطئ بقدمه وطئ بكّلها ليس‬ ‫‪‬‬
‫له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة" البيهقي وحسنه اللباني‪.‬‬
‫وكان صلى ال عليه وسلم "إذا نظرت إليه ُقلت أكحل العينين وليس بأكحل"‪ ،‬رواه الترمذي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وعن علي رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم عظيم العينين‪َ ،‬هِد ُ‬
‫ب‬ ‫‪‬‬
‫الشفار‪ ،‬مشرب العينين بحمرة‪ .‬رواه أحمد وابن سعد والبزار‪ .‬ومعنى مشرب العينين‬
‫بحمرة‪ :‬أي عروق حمراء رقاق‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي ال عنه قال‪ :‬كنت إذا نظرت إليه قلت‪ :‬أكحل العينين وليس‬ ‫‪‬‬
‫بأكحل صلى ال عليه وسلم‪ .‬رواه الترمذي وأحمد وأبو يعلى والحاكم والطبراني في الكبير‪.‬‬
‫أنفه‬
‫ل في وسطه بعض‬
‫يحسبه من لم يتأمله أشًما ولم يكن أشًما وكان مستقيًما‪ ،‬أقنى أي طوي ً‬ ‫‪‬‬
‫ارتفاع‪ ،‬مع دقة أرنبته )الرنبة هي ما لن من النف(‪.‬‬
‫خـّداه‬
‫سلُّم عن‬
‫عن عمار بن ياسر رضي ال عنه قال‪" :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ُي َ‬ ‫‪‬‬
‫يمينه وعن يساره حتى ُيرى بياض خده"‪ ،‬أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث‬
‫صحيح‪.‬‬
‫قال يزيد الفارسي رضي ال عنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم جميل دوائر الوجه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رواه أحمد‪.‬‬
‫رأسه‬
‫عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ضخم‬ ‫‪‬‬
‫الرأس‪ .‬رواه أحمد والبزار وابن سعد‪.‬‬
‫قال هند بن أبي هالة رضي ال عنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم عظيم الهامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رواه الطبراني في الكبير والترمذي في الشمائل‪.‬‬
‫فمه وأسنانه‬
‫عن جابر بن سمرة رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ضليع الفم‪ ..‬قال‬ ‫‪‬‬
‫شعبة‪ :‬قلت لسماك‪ :‬ما ضليع الفم؟ قال‪ :‬عظيم الفم‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي ال عنه قال‪" :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ضليع الفم‬ ‫‪‬‬
‫)أي واسع الفم( جميلُه‪ ،‬وكان من أحسن عباد ال شفتين وألطفهم ختم فم‪ .‬وكان وسيًما‬
‫أشنب أبيض السنان مفلج )متفرق السنان( بعيد ما بين الثنايا والرباعيات‪ ،‬أفلج الثنّيتين‬
‫ي كالنور‬ ‫)أي السنان الربع التي في مقدم الفم‪ ،‬ثنتان من فوق وثنتان من تحت( إذا تكلم ُرِئ َ‬
‫يخرج من بين ثناياه"‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أفلج الثنيتين‪ ،‬إذا‬ ‫‪‬‬
‫تكلم ُرئي كالنور يخرج من بين ثناياه‪ .‬رواه الدرامي والترمذي في الشمائل‪ .‬وأفلج الثنيتين‬
‫أي متفرق السنان الربع التي في مقدم الفم‪ ،‬ثنتان من فوق وثنتان من تحت‪.‬‬
‫سمعه‬
‫عن زيد بن ثابت رضي ال عنه قال‪ :‬بينما النبي صلى ال عليه وسلم في حائط لبني النجار‬ ‫‪‬‬
‫على بغلة له ونحن معه‪ ،‬إذ حادت به فكادت تلقيه‪ ،‬وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"من يعرف أصحاب هذه القبر؟"‪ .‬فقال رجل‪ :‬أنا‪ .‬قال‪" :‬فمتى مات هؤلء؟"‪ .‬قال‪ :‬ماتوا‬
‫على الشراك‪ .‬فقال‪" :‬إن هذه المة تبتلى في قبورها‪ .‬فلول أل تدافنوا لدعوت ال أن‬
‫يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه"‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫صوته‬
‫عن أم معبد رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬كان في صوت رسول ال صلى ال عليه وسلم صهل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رواه الطبراني في الكبير والحاكم وقال صحيح السناد ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬إني كنت لسمع صوت رسول ال صلى‬ ‫‪‬‬
‫ال عليه وسلم وأنا على عريشي‪ .‬يعني قراءته في صلة الليل‪ .‬رواه أحمد والنسائي وابن‬
‫ماجه والحاكم والطبراني‪.‬‬
‫ريقه‬
‫قد أعطى ال تعالى رسوله صلى ال عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫‪‬‬
‫أن ريقه صلى ال عليه و سلم فيه شفاء للعليل‪ ،‬ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء‪...‬‬
‫فكم داوى صلى ال عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرئ من ساعته!‬
‫جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي ال عنه قال‪" :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫‪‬‬
‫ل يفتح ال على يديه‪ ،‬يحب ال ورسوله‪ ،‬ويحبه ال‬ ‫ن الراية غدًا رج ً‬
‫طَي ّ‬
‫وسلم يوم خيبر‪ :‬لع ِ‬
‫ورسوله‪ .‬فلما أصبح الناس غدوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم وكلهم يرجو أن‬
‫ُيعطاها‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا‪ :‬هو يا رسول ال يشتكي‬
‫عينيه‪ .‬قال‪ :‬فأرسلوا إليه‪.‬‬
‫ي به وفي رواية مسلم‪ :‬قال سلمة‪ :‬فأرسلني رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى علي‪،‬‬ ‫فُأِت َ‬ ‫‪‬‬
‫فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول ال صلى ال عليه وسلم في عينيه‪ ،‬فبرئ كأنه لم يكن به‬
‫وجع‪...‬‬
‫وعن يزيد بن أبي عبيد قال‪" :‬رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت‪ :‬يا أبا مسلم ما هذه‬ ‫‪‬‬
‫الضربة؟ قال‪ :‬هذه ضربة أصابتها يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة‪ ...‬فأتيت النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم فنفث فيه ثلث نفثات فما اشتكيت حتى الساعة"‪ ،‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫وروي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال‪" :‬أصيبت عين أبي ذر يوم أحد‬ ‫‪‬‬
‫فبزق فيها النبي صلى ال عليه وسلم فكانت أصح عينيه"‪ ،‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫عنقه ورقبته‬
‫عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه قال‪" :‬كأن عنق رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪‬‬
‫إبريق فضة"‪ ،‬أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت‪" :‬كان أحسن عباد ال عنًقا‪ ،‬ل ينسب إلى الطول ول إلى‬ ‫‪‬‬
‫القصر‪ ،‬ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهبًا يتلل في بياض‬
‫الفضة وحمرة الذهب‪ ،‬وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر"‪،‬‬
‫أخرجه البيهقي وابن عساكر‪.‬‬
‫منِكباه‬
‫عن البراء بن عازب رضي ال عنه قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم بعيد ما بين‬ ‫‪‬‬
‫المنكبين‪ .‬رواه البخاري مسلم‪.‬‬
‫والمنكب هو مجمع العضد والكتف‪ .‬والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى‬ ‫‪‬‬
‫الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الشارة إلى أن ُبعد ما بين منكبيه لم يكن منافًيا‬
‫للعتدال‪ .‬وكان َكِتفاه عريضين عظيمين‪.‬‬
‫كفاه‬
‫عن أنس أو جابر بن عبد ال‪ :‬أن النبي صلى ال عليه وسلم كان ضخم الكفين لم أر بعده شبًها له‪ .‬أخرجه‬ ‫‪‬‬
‫البخاري‪.‬‬
‫لذا كان النبي صلى ال عليه وسلم رحب الراحة )أي واسع الكف( كفه ممتلئة لحًما‪ ،‬غير أّنها مع غاية ضخامتها‬ ‫‪‬‬
‫كانت َلّيَنة أي ناعمة‪.‬‬
‫جا ألين من كف النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬أخرجه‬ ‫وعن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬ما مسست حريًرا ول ديبا ً‬ ‫‪‬‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وعن أبي جحيفة رضي ال عنه قال‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء‪ ...‬وقام الناس‬ ‫‪‬‬
‫فجعلوا يأخذون يديه‪ ،‬فيمسحون بها وجوههم‪ .‬قال‪ :‬فأخذت بيده فوضعتها على وجهي‪ ،‬فإذا هي أبرد من الثلج‪،‬‬
‫وأطيب رائحة من المسك‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الولى‪ ،‬ثم خرج إلى‬ ‫‪‬‬
‫أهله‪ ،‬وخرجت معه‪ ،‬فاستقبله ولدان‪ ،‬فجعل يمسح خدي أحدهم واحًدا واحًدا‪ .‬قال‪ :‬وأما أنا فمسح خدي‪ .‬قال‪:‬‬
‫حا كأنما أخرجها من جونة عطار‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫فوجدت ليده برًدا أو ري ً‬
‫وعن عبد ال بن مسعود قال‪" :‬كنا َنُعد اليات َبركة‪ ،‬وأنتم َتُعدونها تخويفًا‪ ،‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪‬‬
‫ي على‬‫حّ‬‫خل يده في الناء وقال‪َ :‬‬‫في سفر فَقّل الماء‪ ،‬قال عليه الصلة والسلم‪ :‬اطلبوا لي فضلة من ماء‪ .‬فأد َ‬
‫ت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى ال عليه‬ ‫طهور المبارك‪ ،‬والبركة من ال‪ .‬ويقول ابن مسعود‪ :‬لقد رأي ُ‬ ‫ال ّ‬
‫وسلم‪ ،‬ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو ُيؤكل"‪ ،‬رواه البخاري‪.‬‬
‫عن إياس بن سلمة‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬غزونا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حنينًا إلى أن قال‪ :‬ومررت على‬ ‫‪‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو على بغلته الشهباء‪ ..‬فلما غشوا رسول ال صلى ال عليه وسلم نزل عن‬
‫بغلته‪ ،‬ثم قبض قبضة من تراب الرض‪ ،‬ثم استقبل به وجوههم‪ ،‬فقال‪" :‬شاهت الوجوه‪ ،‬فما خلق ال منهم إنساًنا‬
‫إل مل عينيه تراًبا بتلك القبضة" فولوا مدبرين‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫صدره‬
‫َ‬
‫ال هند بن أبي هالة رضي ال عنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم سواء البطن‬ ‫‪‬‬
‫والصدر‪ ،‬عريض الصدر‪ .‬رواه الطبراني والترمذي في الشمائل‪.‬‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم عريض الصدر ممسوحة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ضا‪ ،‬على بياض القمر ليلة البدر‪،‬‬
‫كأنه المرايا في شدتها واستوائها‪ ،‬ل يعدو بعض لحمه بع ً‬
‫موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد كالقضيب‪ ،‬لم يكن في صدره ول بطنه شعر غيره‪.‬‬
‫رواه ابن نعيم وابن عساكر والبيهقي‪.‬‬
‫ساقاه‬
‫عن أبي جحيفة رضي ال عنه قال‪ ..." :‬وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم كأني أنظر‬ ‫‪‬‬
‫إلى بيض ساقيه"‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه‪.‬‬
‫قدماه‬
‫قال هند بن أبي هالة رضي ال عنه‪" :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم خمصان الخمصين‬ ‫‪‬‬
‫)الخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها‪ ،‬وهو الذي ل يلتصق بالرض من القدمين‪ ،‬يريد‬
‫أن ذلك منه مرتفع( مسيح القدمين )أي ملساوين ليس في ظهورهما تكسر( وسشن الكفين‬
‫والقدمين )أي غليظ الصابع والراحة( رواه الترمذي في الشمائل والطبراني‪.‬‬
‫شريفتان‬
‫وكان صلى ال عليه و سلم أشَبَه الّناس بسيدنا إبراهيم عليه السلم‪ ،‬وكانت قدماه ال ّ‬ ‫‪‬‬
‫تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلم كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم في حديث السراء في وصف سيدنا إبراهيم عليه‬ ‫‪‬‬
‫السلم‪" :‬ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به"‪ .‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫وكان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل‪ ،‬يقول‪ :‬ما رأيت شبًها كشبه قدم‬ ‫‪‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم بقدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام‪.‬‬
‫قامته وطوله‬
‫وعن البراء بن عازب رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أحسن الناس‬ ‫‪‬‬
‫وجًها وأحسنهم خلًقا‪ ،‬ليس بالطويل البائن ول بالقصير‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫مشيته‬
‫ت شيًئا أحسن من رسول ال صلى ال عليه‬ ‫عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪" :‬ما رأي ُ‬ ‫‪‬‬
‫ن الشمس تجري في وجهه‪ ،‬وما رأيت أحًدا أسرع من رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم كأ ّ‬
‫وسلم كأّنما الرض تطوى له‪ ،‬إّنا َلُنجهد أنفسنا وإّنه غير مكترث"‪.‬‬
‫ن النبي صلى ال عليه وسلم كان إذا مشى َتَكّفأ ) أي مال يمينًا‬ ‫وعن أنس رضي ال عنه أ ّ‬ ‫‪‬‬
‫خطا(‪.‬‬
‫وشماًل ومال إلى قصد المشية ( ويمشي الُهَوينا )أي ُيقاِرب ال ُ‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم كان إذا مشى‪ ،‬مشى مجتمًعا‬ ‫‪‬‬
‫ليس فيه كسل"‪) ،‬أي شديد الحركة‪ ،‬قوي العضاء غير مسترخ في المشي( رواه أحمد‪.‬‬
‫التفاته‬
‫كان صلى ال عليه وسلم إذا التفت التفت مًعا أي بجميع أجزائه فل يلوي عنقه يمنة أو‬ ‫‪‬‬
‫يسرة إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة وعدم الصيانة وإّنما كان يقبل جميًعا وُيدِبر‬
‫جميًعا لن ذلك ألَيق بجللته ومهابته هذا بالنسبة لللتفات وراءه‪ ،‬أّما لو التفت يمنة أو يسرة‬
‫فالظاهر أنه كان يلتفت بعنقه الشريف‪.‬‬
‫خاتم النبوة‬
‫هو خاتم أسود اللون مثل الهلل وفي رواية أنه أخضر اللون‪ ،‬وفي رواية أنه كان أحمر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي رواية أخرى أنه كلون جسده‪ .‬ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة‪ ،‬وورد أنه كان‬
‫على أعلى كتف النبي صلى ال عليه وسلم اليسر‪.‬‬
‫غدة‬
‫‪ -1‬عن جابر بن سمرة قال‪ :‬رأيت الخاتم بين كتفي رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ُ ،‬‬ ‫‪‬‬
‫حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده‪.‬‬
‫رائحته‬
‫عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه‬ ‫‪‬‬
‫جا ول حريًرا ألين من كف رسول ال صلى ال عليه‬ ‫اللؤلؤ‪ ،‬إذا مشا تكفأ‪ ،‬وما مسحت ديبا ً‬
‫وسلم‪ ،‬ول شممت مسكًا ول عنبًرا أطيب من رائحة النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ضا قال‪" :‬دخل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم َفَقال )أي نام( عندنا‪،‬‬ ‫وعن أنس أي ً‬ ‫‪‬‬
‫ت الَعَرق‪ ،‬فاستيقظ النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬ ‫ق وجاءت أمي بقارورة فجعلت َتسُل ُ‬ ‫فعِر َ‬
‫عَرق نجعله في طيبنا وهو أطَيب الطيب"‪ ،‬رواه‬ ‫سَليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت‪َ :‬‬‫يا أم ُ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وكان صلى ال عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه‪ ،‬وإذا وضع يده على رأس صبي‬ ‫‪‬‬
‫فيظل يومه ُيعَرف من بين الصبيان بريحه على رأسه‪.‬‬
‫يقول جابر بن سمرة‪ :‬ما سلك رسول ال صلى ال عليه وسلم طريًقا فيتبعه أحد إل عرف‬ ‫‪‬‬
‫حا كأنما‬
‫أنه قد سلكه من طيب عرقه‪ ،‬وقد كنت صبًيا ‪ -‬فمسح خدي فوجدت ليده برًدا أو ري ً‬
‫أخرجها من جونة عطار‪.‬‬
‫كلمه‬
‫ن اْلَهَوى * ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫عِ‬
‫ق َ‬‫ط ُ‬
‫غَوى * َوَما َين ِ‬
‫حُبُكْم َوَما َ‬
‫صا ِ‬
‫ضّل َ‬
‫جِم ِإَذا َهَوى * َما َ‬
‫قال ال تعالى‪َ} :‬والّن ْ‬ ‫‪‬‬
‫حى{ )النجم ‪.(4-1‬‬ ‫ي ُيو َ‬
‫حٌ‬
‫ُهَو ِإّل َو ْ‬
‫كان النبي صلى ال عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان‪ ،‬وبلغة القول‪ ،‬وكان من ذلك بالمحل‬ ‫‪‬‬
‫الفضل‪ ،‬والموضع الذي ل يجهل‪ ،‬سلسة طبع‪ ،‬ونصاعة لفظ وجزالة قول‪ ،‬وصحة معان‪،‬‬
‫وقلة تكلف‪ ،‬أوتي جوامع الكلم‪ ،‬وخص ببدائع الحكم‪ ،‬وعلم ألسنة العرب‪ ،‬يخاطب كل قبيلة‬
‫بلسانها‪ ،‬ويحاورها بلغتها‪ ،‬اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها‪ ،‬ونصاعة ألفاظ‬
‫الحاضرة ورونق كلمها إلى التأييد اللهي الذي مدده الوحي‪ ،‬لذلك كان يقول لعبد ال بن‬
‫عمرو‪: :‬اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إل الحق"‪.‬‬
‫يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬بعثت بجوامع الكلم‪ ،‬ونصرت بالرعب‪ ،‬فبينما أنا نائم‬ ‫‪‬‬
‫رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الرض‪ ،‬فوضعت في يدي" مسند المام أحمد‪.‬‬
‫جَلس إليه‪ ،‬وقد ورد في الحديث‬ ‫صل ظاهر يحفظه من َ‬ ‫وكان كلمه صلى ال عليه وسلم َبّين َف ْ‬ ‫‪‬‬
‫عّده العاّد لحصاه"‪.‬‬ ‫حّدث حديثًا لو َ‬ ‫الصحيح‪" :‬كان ُي َ‬
‫"وكان صلى ال عليه وسلم يعيد الكلمة ثلثًا ِلُتعَقل عنه" رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضحكه‬
‫ت أكحل‬‫ت إليه ُقل َ‬
‫ت إذا نظر َ‬‫سمًا‪ ،‬وكن َ‬‫"كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يضحك إل َتَب ّ‬ ‫‪‬‬
‫العينين وليس بأكحل"‪ ،‬حسن رواه الترمذي‪.‬‬
‫ت أحدًا أكثر تبسًما من الرسول صلى ال عليه‬ ‫‪ -‬وعن عبد ال بن الحارث قال‪" :‬ما رأي ُ‬ ‫‪‬‬
‫سم وكان ِمن أضحك الناس‬ ‫حّدث حديثًا إل تَب ّ‬ ‫وسلم‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ُي َ‬
‫سا"‪.‬‬
‫وأطَيَبهم َنف ً‬
‫وكان صلى ال عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع صوته‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سم‪.‬‬
‫وكان الغالب من أحواله الّتَب ّ‬
‫يقول خارجة بن زيد‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه ل يكاد يخرج‬ ‫‪‬‬
‫شيئًا من أطرافه‪ ،‬وكان كثير السكوت‪ ،‬ل يتكلم في غير حاجة‪ ،‬يعرض عمن تكلم بغير جميل‪،‬‬
‫ل‪ ،‬ل فضول ول تقصير‪ ،‬وكان ضحك أصحابه عنده التبسم‪،‬‬ ‫كان ضحكه تبسًما‪ ،‬وكلمه فص ً‬
‫توقيرًا له واقتداًء به‪.‬‬
‫قال أبو هريرة رضي ال عنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلل في‬ ‫‪‬‬
‫الجدر‪ .‬رواه عبد الرزاق في مصنفه‪.‬‬
‫خاتمه‬
‫كان خاتم رسول ال صلى ال عليه وسلم من فضة‪ ،‬نقش عليه من السفل إلى العلى‬ ‫‪‬‬
‫"محمد رسول ال"‪ ،‬وذلك لكي ل تكون كلمة "محمد" صلى ال عليه وسلم فوق كلمة "ال"‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ ":‬لما أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكتب‬ ‫‪‬‬
‫إلى العجم‪ ،‬قيل له‪ :‬إن العجم ل يقبلون إل كتاًبا عليه ختم‪ ،‬فاصطنع خاتًما‪ ،‬فكأني أنظر إلى‬
‫بياضه في كفه"‪ ،‬رواه الترمذي في الشمائل والبخاري ومسلم‪.‬‬
‫وعن ابن عمر رضي ال عنه قال‪" :‬اتخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم خاتمًا من وِرق‬ ‫‪‬‬
‫)أي من فضة( فكان في يده‪ ،‬ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر‪ ،‬ثم كان في يد عثمان‪ ،‬حتى‬
‫وقع في بئر أريس" وأريس بفتح الهمزة وكسر الراء‪ ،‬هي بئر بحديقة من مسجد قباء‪.‬‬
‫وصف أم معبد‬
‫ل صلى ال عليه وسلم لزوجها‪ ،‬حين مر بخيمتها‬ ‫قالت أم معبد الخزاعية في وصف رسول ا ّ‬ ‫‪‬‬
‫مهاجًرا‪:‬‬
‫رجل ظاهر الوضاءة‪ ،‬أبلج الوجه‪ ،‬حسن الخلق لم تعبه تجلة‪ ،‬ولم تزر به صعلة‪ ،‬وسيم‬ ‫‪‬‬
‫قسيم‪ ،‬في عينيه دعج‪ ،‬وفي أشعاره وطف‪ ،‬وفي صوته صحل‪ ،‬وفي عنقه سطح‪ ،‬أحور‪،‬‬
‫أكحل‪ ،‬أزج‪ ،‬أقرن‪ ،‬شديد سواد الشعر‪ ،‬إذا صمت عله الوقار‪ ،‬وإن تكلم عله البهاء‪ ،‬أجمل‬
‫الناس وأبهاهم من بعيد‪ ،‬وأحسنهم وأحلهم من قريب‪ ،‬حلو المنطق‪ ،‬فضل‪ ،‬ل نزر ول هذر‪،‬‬
‫كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن‪ ،‬ربعة‪ ،‬ل تقحمه عين من قصر ول تشنؤه من طول‪،‬‬
‫غصن بين غصنين‪ ،‬فهو أنظر الثلثة منظًرا‪ ،‬وأحسنهم قدًرا‪ ،‬له رفقاء يحفون به‪ ،‬إذا قال‬
‫استمعوا لقوله‪ ،‬وإذا أمر تبادروا إلى أمره‪ ،‬محفود‪ ،‬محشود‪ ،‬ل عابس ول مفند‪.‬‬
‫وصف علي بن أبي طالب‬
‫قال علي رضي ال عنه وهو ينعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬لم يكن بالطويل‬ ‫‪‬‬
‫الممغط‪ ،‬ول القصير المتردد‪ ،‬وكان ربعة من القوم‪ ،‬لم يكن بالجعد القطط‪ ،‬ول بالسبط‪ ،‬وكان‬
‫ل‪ ،‬ولم يكن بالمطهم ول بالمكلثم‪ ،‬وكان في الوجه تدوير‪ ،‬وكان أبيض مشربًا‪،‬‬ ‫جعدًا َرج ً‬
‫أدعج العينين‪ ،‬أهدب الشفار‪ ،‬جليل المشاش والكتد‪ ،‬دقيق المسربة‪ ،‬أجرد‪ ،‬شثن الكفين‬
‫والقدمين‪ ،‬إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب‪ ،‬وإذا التفت التفت معًا‪ ،‬بين كتفيه خاتم‬
‫النبوة‪ ،‬وهو خاتم النبيين‪ ،‬أجود الناس كفًا‪ ،‬وأجرأ الناس صدرًا‪ ،‬وأصدق الناس لهجة‪،‬‬
‫وأوفى الناس ذمة‪ ،‬وألينهم عريكة‪ ،‬وأكرمهم عشرة‪ ،‬من رآه بديهة هابه‪ ،‬ومن خالطه معرفة‬
‫أحبه‪ ،‬يقول ناعته لم أر قبله ول بعده مثله صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وصف هند بن أبي هالة‬
‫ل صلى ال عليه وسلم متواصل الحزان‪ ،‬دائم الفكرة‪ ،‬ليست له راحة‪ ،‬ول يتكلم في غير حاجة‪ ،‬طويل السكوت‪ ،‬يفتتح‬ ‫كان رسول ا ّ‬ ‫‪‬‬
‫ل ل فضول فيه ول تقصير دمثًا ليس بالجافي ول بالمهين‪ ،‬يعظم‬ ‫الكلم ويختمه بأشداقه ‪-‬ل بأطراف فمه‪ -‬ويتكلم بجوامع الكلم‪ ،‬فص ً‬
‫النعمة وإن دقت‪ ،‬ل يذم شيئًا‪ ،‬ولم يكن يذم ذواقًا ‪-‬ما يطعم‪ -‬ول يمدحه‪ ،‬ول يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له ل‬
‫يغضب لنفسه‪ ،‬ول ينتصر لها ‪ -‬سماح ‪ -‬وإذا أشار أشار بكفه كلها‪ ،‬وإذا تعجب قلبها‪ ،‬وإذا غضب أعرض وأشاح‪ ،‬وإذا فرح غض‬
‫طرفه‪ ،‬جل ضحكه التبسم‪ ،‬ويفتر عن مثل حب الغمام‪.‬‬
‫وكان يخزن لسانه إل عما يعنيه‪ .‬يؤلف أصحابه ول يفرقهم‪ ،‬يكرم كريم كل قوم‪ ،‬ويوليه عليهم‪ ،‬ويحذر الناس‪ ،‬ويحترس منهم من‬ ‫‪‬‬
‫غير أن يطوى عن أحد منهم بشره‪.‬‬
‫يتفقد أصحابه ‪ -‬ويسأل الناس عما في الناس‪ ،‬ويحسن الحسن ويصوبه‪ ،‬ويقبح القبيح ويوهنه‪ ،‬معتدل المر‪ ،‬غير مختلف‪ ،‬ل يغفل‬ ‫‪‬‬
‫مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد‪ ،‬ل يقصر عن الحق‪ ،‬ول يجاوزه إلى غيره الذي يلونه من الناس خيارهم‪ ،‬وأفضلهم‬
‫عنده أعمهم نصيحة‪ ،‬وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة‪.‬‬
‫كان ل يجلس ول يقوم إل على ذكر‪ ،‬ول يوطن الماكن ‪ -‬ل يميز لنفسه مكانًا ‪ -‬إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويأمر بذلك‪ ،‬ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى ل يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه‪ ،‬من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى‬
‫يكون هو المنصرف عنه‪ ،‬ومن سأله حاجة لم يرده إل بها أو بميسور من القول‪ ،‬وقد وسع الناس بسطه وخلقه‪ ،‬فصار لهم أبا‪،‬‬
‫وصاروا عنده في الحق متقاربين‪ .‬يتفاضلون عنده بالتقوى‪ ،‬مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة‪ ،‬ل ترفع فيه الصوات‪ ،‬ول‬
‫تؤبن فيه الحرم ‪-‬ل تخشى فلتاته‪ -‬يتعاطفون بالتقوى‪ ،‬يوقرون الكبير‪ ،‬ويرحمون الصغير‪ ،‬ويرفدون ذا الحاجة‪ ،‬ويؤنسون الغريب‪.‬‬
‫كان دائم البشر‪ ،‬سهل الخلق‪ ،‬لين الجانب‪ ،‬ليس بفظ‪ ،‬ول غليظ‪ ،‬ول صخاب‪ ،‬ول فحاش‪ ،‬ول عتاب‪ ،‬ول مداح‪ ،‬يتغافل عما ل‬ ‫‪‬‬
‫يشتهي‪ ،‬ول يقنط منه قد ترك نفسه من ثلث الرياء‪ ،‬والكثار‪ ،‬وما ل يعنيه‪ ،‬وترك الناس من ثلث ل يذم أحدًا‪ ،‬ول يعيره‪ ،‬ول‬
‫يطلب عورته‪ ،‬ول يتكلم إل فيما يرجو ثوابه‪ ،‬إذا تكلم أطرق جلساؤه‪ ،‬كأنما على رؤوسهم الطير‪ ،‬وإذا سكت تكلموا‪ .‬ل يتنازعون‬
‫عنده الحديث‪ .‬من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ‪ ،‬حديثهم حديث أولهم‪ ،‬يضحك مما يضحكون منه‪ ،‬ويعجب مما يعجبون منه‪،‬‬
‫ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق‪ ،‬ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه‪ ،‬ول يطلب الثناء إل من مكافئ‪.‬‬
‫وصف عمرو بن العاص‬
‫ل فيه‪" :‬وما كان‬
‫ي قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثًا طوي ً‬‫سَة المَهِر ّ‬
‫شَما َ‬
‫عن ابن ُ‬ ‫‪‬‬
‫ق أن‬
‫ي من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول أجّل في عيني منه‪ ،‬وما كنت أطي ُ‬ ‫أحٌد أحب إل ّ‬
‫ت أن أصفه ما أطقت‪ ،‬لني لم أكن أمل عيني منه"‪.‬‬ ‫أمل عيني منُه إجللً له‪ ،‬ولو سئل ُ‬
‫‪ ‬وصلى اللهم على خير النام سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليًما‪.‬‬

‫ي َيا َأّيَها اّلِذي َ‬


‫ن‬ ‫عَلى الّنِب ّ‬
‫ن َ‬‫صّلو َ‬‫لِئَكَتُه ُي َ‬
‫ل َوَم َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ِإ ّ‬
‫سِليمًا‬ ‫سّلُموا َت ْ‬
‫عَلْيِه َو َ‬
‫صّلوا َ‬‫آَمُنوا َ‬

You might also like