Quran Healing Book دراسة علمية حول العلاج بالقرآن

‫‪www.KAHEEL7.
com‬‬ ‫موقع عبد الدائم الكحيل ـــــــــــــــــــ‬
‫عالج نفسك‬
‫بالقرآن‬
‫أول دراسة علمية موثقة حول العلج‬
‫بالقرآن الكريم‬
‫"كيف تعالج نفسك من دون معالج"‬
‫بقلم عبد الدائم الكحيل‬

‫‪www.kaheel7.com‬‬
‫‪2‬‬
‫‪www.KAHEEL7.com‬‬ ‫موقع عبد الدائم الكحيل ـــــــــــــــــــ‬
‫حيم ِ‬
‫ن الّر ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬ ‫سم ِ الل ّ ِ‬
‫ه الّر ْ‬ ‫بِ ْ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫س‬ ‫نا‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫ي‬‫يا أ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫عظ َ ٌ‬ ‫و ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫جاءَت ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫ما ِ‬ ‫فاءٌ ل ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫ة‬
‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬ ‫و ُ‬ ‫ر َ‬ ‫دو ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ل‬
‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن* ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫فب ِذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه َ‬ ‫مت ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وب َِر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫حوا ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫فل ْي َ ْ‬‫َ‬
‫ن‬‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫يَ ْ‬
‫]يونس‪[58-57 :‬‬
‫نرجو المساهمة في إرسال هذا الكتاب‬

‫لصدقائكم وأحبتكم في الله‬
‫‪3‬‬
‫قبل أن نبدأ ل بد أن ندرك هذه النقاط‪:‬‬
‫* إن العلج بالقرآن ل يعني أبدا ً أن نتخلى عن‬

‫الطب الحديث‪ ،‬بل إن الستفادة من البحاث‬
‫الطبية ووسائل العلج الحديثة هي سّنة نبوية‬
‫لقوله عليه الصلة والسلم‪) :‬تداووا عباد‬
‫الله!(‪ ،‬فهذا المر النبوي الصريح يحضنا على‬
‫الستفادة من أي وسيلة علجية ممكنة‪.‬‬
‫* إن هذا الكتاب يزودك بمعلومات جديدة‬

‫يجهلها كثير من الخوة القراء‪ ،‬ويصحح نظرة‬
‫الكثير إلى موضوع العلج بالقرآن‪ ،‬وهو محاولة‬
‫لوضع الساس العلمي الصحيح لعلم الشفاء‬
‫بالقرآن‪.‬‬
‫* لقد أثبتت المشاهدات أن القرآن هو خير‬

‫علج للمؤمن‪ ،‬وقد استفاد منه مليين البشر‪،‬‬
‫ومن الخطأ أن نهمل هذا العلج لن العتماد‬
‫على الطب وحده قد يضيع الخير الكثير‪ ،‬وإن‬
‫تجربتك هذا العلج ليس فيها أي خسارة أو‬
‫ضرر!‬
‫* العلج بالقرآن هو علج مجاني لن يكّلفك‬

‫شيئًا‪ ،‬وهو علج بدون آثار جانبية‪ ،‬وهو متوافر‬
‫في أي لحظة وفي أي مكان أو ظرف‪.‬‬
‫* العلج بالقرآن ليس مجرد علج أو شفاء من‬

‫مرض ما‪ ،‬بل هو شفاء ورحمة وتربية وسعادة‬
‫وقرب من الله‪ ،‬وهو طريقك للنجاح في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬بل إن العلج بالقرآن إعادة شاملة‬
‫وبرمجة متكاملة لحياتك وجسدك ونفسك‬
‫وروحك‪....‬‬
‫‪4‬‬
‫كلمة لبد منها‬

‫ت العلج بالقرآن في‬
‫أحبتي في الله! لقد جّرب ُ‬
‫مختلف الظروف والمشاكل والمصاعب‬
‫والمراض‪ ،‬فوجدته أفضل وسيلة علجية لي‬
‫مرض كان‪ .‬لقد كان القرآن حاضرا ً في كل‬
‫لحظة من حياتي‪.‬‬
‫ت أقرأ القرآن وأستمع‬

‫ففي حالة المرض كن ُ‬
‫إليه فيهيئ لي الله وسائل الشفاء العاجل‪،‬‬
‫مهما كان نوع المرض‪ .‬وحيث تعجز جميع‬
‫الوسائل عن منحي السعادة‪ ،‬كان القرآن‬
‫يمنحني السعادة حتى في حالة المرض! فل‬
‫م أو حزن أو ملل‪.‬‬‫أشعر بأي ه ّ‬
‫وفي حالة التعرض لمشكلة صعبة الحل‪ ،‬كان‬
‫القرآن يزودني بطاقة هائلة على الصبر‬
‫وتحمل المصاعب والرضا بالواقع وعلج المور‬
‫بالحكمة والتأني‪.‬‬
‫ت أواجه موقفا ً صعبًا‪ ،‬كان القرآن‬

‫وعندما كن ُ‬
‫يعينني على اتخاذ القرار الصحيح دائما‪ً.‬‬
‫وحتى العادات السيئة وضعف الشخصية‬

‫والمخاوف أو الخوف من المواجهة أو الخوف‬
‫من المستقبل‪ ،‬كان القرآن يمنحني القدرة‬
‫على إزالة التوتر النفسي والخوف‪ ،‬بل إن‬
‫القرآن يمنحك القوة في كل شيء‪ .‬فهل‬
‫تجّرب معي هذا العلج الرائع؟!‬
‫‪5‬‬
‫ملخص البحث‬
‫يهدف هذا البحث إلى وضع الساس العلمي‬

‫للعلج بـــالقرآن الكريـــم والســـنة النبويـــة‬
‫المطهـــرة‪ ،‬وبالتـــالي إثبـــات جـــدوى العلج‬
‫بالقرآن من الناحية العلميــة والطبيــة‪ .‬فقــد‬
‫ظهــرت حــديثا ً بعــض الطــرق البديلــة للعلج‬
‫فيمــا يعــرف بــالطب البــديل‪ ،‬وإحــدى هــذه‬
‫الطرق تسمى علميا ً "العلج بالصــوت"‪sound‬‬
‫‪ healing‬حيث أثبت العلماء أن كل خليــة مــن‬
‫خليا الدماغ تهــتز بــتردد محــدد‪ ،‬وأن هنالــك‬
‫برنامجا ً دقيقا ً داخل كل خليــة ينظّــم عملهــا‬
‫طيلــة فــترة حياتهــا‪ ،‬ويتــأثر هــذا البرنامــج‬
‫بالمؤثرات الخارجية مثل الصدمات النفســية‬
‫والمشاكل الجتماعية‪.‬‬
‫ولذلك فإن هذه الخليا لــدى تعرضــها لمثــل‬

‫هذه التأثيرات ســوف يختــل عمــل البرنامــج‬
‫الخــاص بهــا ممــا يــؤدي إلــى الضــطرابات‬
‫المختلفة‪ ،‬وقد يــؤدي إلــى خلــل فــي نظــام‬
‫عمل الجسم بالكامل فتظهر المراض علــى‬
‫أنواعها النفسية والعضوية‪.‬‬
‫ويؤكــد بعــض البــاحثين أن أفضــل وأســهل‬

‫طريقــة لمعالجــة معظــم المــراض يكــون‬
‫بإعادة برمجة هذه الخليــا‪ ،‬أو بعبــارة أخــرى‬
‫إعادة التــوازن لهــا وتعــديل اهتزازاتهــا إلــى‬
‫الحــدود الطبيعيــة‪ ،‬لنهــم وجــدوا أن الخليــة‬
‫المتضــررة تكــون أقــل اهــتزازا ً مــن الخليــة‬
‫‪6‬‬
‫السليمة‪ .‬ومن هنا يحاول العلماء البحث عن‬

‫الذبذبات الصوتية الصحيحة الــتي تــؤثر لــدى‬
‫ســماعها علــى الخليــا المتضــررة‪ ،‬وتعيــد‬
‫التــوازن إليهــا‪ ،‬ول تــزال التجــارب العمليــة‬
‫جارية حتى اليوم‪.‬‬
‫ولكــن علمــاء الغــرب يعتمــدون علــى العلج‬

‫بالموســيقى وأصــوات الطبيعــة والذبــذبات‬
‫الثابتة فهذا ما لديهم‪ .‬وهنا يــأتي دور العلج‬
‫بــالقرآن الكريــم والدعيــة المــأثورة‪ ،‬وكمــا‬
‫نعلم فإن الصوت يصل إلى الدماغ من خلل‬
‫الذن والصـــوت هـــو عبـــارة عـــن ذبـــذبات‪،‬‬
‫وعنــدما يســتمع المريــض إلــى تلوة اليــات‬
‫فإن الذبذبات القرآنية التي تصل إلى دماغه‬
‫تحــدث تــأثيرا ً إيجابيــا ً فــي اهتـــزاز الخليــا‬
‫فتجعلهــا تهــتز بــالترددات المناســبة الــتي‬
‫فطرهـــا اللـــه عليهـــا‪ .‬لن القـــرآن يتميـــز‬
‫بتناســق فريــد مــن نــوعه ل يتــوافر فــي أي‬
‫فَل ي ََتـــدَب ُّرو َ‬
‫ن‬ ‫كلم آخـــر‪ ،‬يقـــول تعـــالى‪) :‬أ َ َ‬
‫دوا‬‫جـ ُ‬
‫و َ‬‫ه لَ َ‬‫ر الل ّـ ِ‬ ‫د َ‬
‫غي ْـ ِ‬ ‫عن ْـ ِ‬
‫ن ِ‬
‫مـ ْ‬
‫ن ِ‬
‫كا َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫فا ك َِثيًرا( ]النساء‪.[82 :‬‬ ‫خت َِل ً‬‫ها ْ‬ ‫في ِ‬ ‫ِ‬
‫ولـــذلك فـــإن العلج بـــالقرآن هـــو أفضـــل‬

‫وأســهل طريقــة لعــادة التــوازن للخليــة‬
‫المتضررة‪ ،‬فالله تعالى هو خالق الخليا وهو‬
‫الذي أودع فيها هذه البرامج الدقيقــة‪ ،‬وهــو‬
‫أعلم بمــا يصــلحها‪ ،‬وعنــدما يخبرنــا المــولى‬
‫تبــارك وتعــالى بــأن القــرآن شــفاء بقــوله‬
‫ة‬
‫مـ ٌ‬ ‫شـ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ون ُن َـّز ُ‬
‫ح َ‬
‫وَر ْ‬
‫فاءٌ َ‬ ‫و ِ‬
‫هـ َ‬
‫مــا ُ‬
‫ن َ‬
‫قـْرآ ِ‬ ‫مـ َ‬
‫ل ِ‬ ‫) َ‬
‫‪7‬‬
‫ســاًرا(‬ ‫ن إ ِّل َ‬
‫خ َ‬ ‫مي َ‬ ‫زيــدُ ال ّ‬
‫ظــال ِ ِ‬ ‫وَل ي َ ِ‬
‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫مــ ْ‬
‫]السراء‪ ،[82 :‬فهذا يعني أن تلوة القــرآن‬
‫لها تأثير مؤكد على إعادة توازن الخليا‪.‬‬
‫ولذلك فإننــا نــرى كــثيرا ً مــن الحــالت الــتي‬

‫استعصــت علــى الطــب مثــل بعــض أنــواع‬
‫السرطان‪ ،‬يأتي العلج القرآني ليشفي هذه‬
‫المـــراض بـــإذن اللـــه‪ ،‬لن العلج بـــالقرآن‬
‫ببساطة هو إعادة لبرمجة الخليا في الدماغ‬
‫لتتحكــم بالعمليــات الساســية عنــد النســان‬
‫وتعيــد الجســم لحــالته الطبيعيــة وتزيــد مــن‬
‫مناعته وقدرته على مقاومة هذه المــراض‪،‬‬
‫وبعبــارة أخــرى إن العلج بــالقرآن والرقيــة‬
‫الشــرعية هــو عمليــة تنشــيط خليــا الــدماغ‬
‫المسؤولة عن قيادة الجسم ورفــع مســتوى‬
‫الطاقـــة فيهـــا وجعلهـــا تهـــتز بالطريقـــة‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫ومن أهم نتائج هذا البحث إقناع المعارضين‬

‫بأن العلج بالقرآن له أساس علمي‪ ،‬وإقنــاع‬
‫الطبـاء بـأن يسـتفيدوا مـن العلج بـالقرآن‬
‫بالضافة إلى أدويتهم‪ ،‬كذلك فإن مثــل هــذا‬
‫البحــث هــو وســيلة لقنــاع غيــر المســلمين‬
‫بصــدق كتــاب اللــه تبــارك وتعــالى‪ ،‬وإثبــات‬
‫إعجاز القرآن من الناحية الطبية والنفسية‪.‬‬
‫فاءٌ‬ ‫ش َ‬ ‫و ِ‬ ‫من ا ل ْ ُ َ‬ ‫ون ُن َّز ُ‬

‫ه َ‬
‫ما ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫زيدُ الظال ِ ِ‬ ‫ول ي َ ِ‬‫ن َ‬‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ة ل ِل ُ‬
‫م ٌ‬‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬
‫َ‬
‫را )السراء‪(82 :‬‬ ‫سا ً‬‫خ َ‬ ‫إ ِّل َ‬
‫‪8‬‬
‫مقدمة‬
‫الحمد للــه الــذي جعــل كتــابه شــفاء ورحمــة‬

‫للمؤمنين‪ ،‬وصلى الله على من أرســله اللــه‬
‫رحمة للعــالمين وعلــى آلــه وصــحبه وســلم‪.‬‬
‫اللهــم ل علــم لنــا إل مــا علمتنــا إنــك أنــت‬
‫العليم الحكيم‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫فمنـــذ آلف الســـنين بحـــث النســـان عـــن‬

‫ل الســاليب‪ ،‬فقــد‬ ‫الشفاء في كل مكان وبك ّ‬
‫ظــن بــأن الشــفاء فــي عبــادة اللهــة‪ ،‬أو‬
‫السجود للشمس‪ ،‬أو عبادة النار‪ ،‬أو التقــرب‬
‫من الصنام ‪ .....‬وغير ذلــك مــن المعتقـدات‬
‫الخـاطئة‪ .‬ولكــن عنـدما جــاء النـبي العظـم‬
‫دد لنــا المنهــج‬
‫صــلى اللــه عليــه وســلم حــ ّ‬
‫الســليم فــي التــداوي‪ ،‬وأنــزل اللــه عليــه‬
‫القرآن الذي جعله الله شفاء للمؤمنين‪.‬‬
‫وعلــى مــدى أربعــة عشــر قرن ـا ً كــان العلج‬

‫بالقرآن من المور البديهية لدى المسلمين‪،‬‬
‫يعالجون بــه أي مــرض يتعرضــون لــه إيمان ـا ً‬
‫س َ‬ ‫َ‬
‫قــدْ‬ ‫هــا الّنــا ُ‬ ‫منهــم بقــوله تعــالى‪َ) :‬يــا أي ّ َ‬
‫فــي‬ ‫مــا ِ‬
‫فاءٌ ل ِ َ‬‫شـ َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرب ّك ُـ ْ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬‫عظَ ٌ‬ ‫و ِ‬‫م ْ‬‫م َ‬‫جاءَت ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن( ]يــونس‪:‬‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬‫مـ ْ‬ ‫ْ‬
‫ة ل ِل ُ‬ ‫مـ ٌ‬ ‫ح َ‬
‫وَر ْ‬‫دى َ‬ ‫هـ ً‬‫و ُ‬‫ر َ‬‫دو ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ال ّ‬
‫‪.[57‬‬
‫وبعد التطور الكــبير لســاليب العلج الطبيــة‬

‫والتي تعتمد على العلج بالمواد الكيميائيــة‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫حقق الطبــاء نجاحــات مبهــرة فــي مختلــف‬

‫ميادين الطب‪ ،‬وأصبح أطباء المسلمين فــي‬
‫معظمهم بعيدين عن أسلوب العلج بالقرآن‬
‫الكريم والرقية الشرعية‪ .‬فعلم الطب جاءنــا‬
‫مــن علمــاء الغــرب وهــم أنــاس مــاديون ل‬
‫دون‬ ‫يؤمنون بوجود خــالق لهــذا الكــون‪ ،‬ويــر ّ‬
‫أي ظاهرة إلى الطبيعة‪.‬‬
‫ولذلك فقــد تــأثر أطباؤنــا المســلمون بهــذه‬

‫النظرة‪ ،‬ولــم يعـد لــديهم الثقافــة الشــرعية‬
‫مون بالعلج بالقرآن‪ ،‬ومــن‬ ‫التي تجعلهم يهت ّ‬
‫هنا كان لبدّ ونحن نرى حقــائق مؤكــدة عــن‬
‫شـــفاء القـــرآن لحـــالت مستعصـــية مثـــل‬
‫السرطان‪ ،‬أن نبحــث عــن الســاس العلمــي‬
‫للشفاء بالقرآن‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ :‬كيف يمكــن‬
‫فى المريض بمجّرد تلوة بعض اليات‬ ‫أن ُيش َ‬
‫القرآنية؟‬
‫وما هــي العمليــات الــتي تحــدث فــي داخلــه‬

‫بدقة؟ والهدف من ذلــك هــو محاولــة لوضــع‬
‫الســاس العلمــي للعلج بــالقرآن عســى أن‬
‫نقنع أطباءنا بهذا السلوب القوي في علج‬
‫أشد المراض خطورة‪.‬‬
‫وسوف نــرى بــأن القــرآن الكريــم لــه تــأثير‬

‫مــذهل علــى جميــع أجهــزة الجســم وأهمهــا‬
‫النظــام المنــاعي‪ ،‬وســوف نثبــت أن قــراءة‬
‫اليــات القرآنيــة يــؤدي إلــى زيــادة مناعــة‬
‫الجســم بصــورة كــبيرة‪ ،‬وأيضــا ً يــؤدي إلــى‬
‫‪10‬‬
‫إعادة التوازن لنظام عمل الخليــا‪ ،‬وبخاصــة‬

‫خليا الدماغ والقلب‪.‬‬
‫ويمكــن القــول إن هــذا البحــث هــو بمثابــة‬

‫برهــان ودليــل علــى أن إعجــاز القــرآن ل‬
‫يقتصــــر علــــى علــــوم البلغــــة والكــــون‬
‫والتشــريع‪ ،‬بــل هنالــك إعجــاز شــفائي‪ ،‬أي‬
‫هنالك خاصية أودعهــا اللــه فــي آيــات كتــابه‬
‫وهي عبارة عن معلومات عنــدما تصــل إلــى‬
‫دمــاغ المســتمع فإنهــا تعيــد برمجــة الخليــا‬
‫وتغذيها بالتعليمات الصحيحة لتقــوم بعملهــا‬
‫على أكمل وجه‪.‬‬
‫فالــدماغ والقلــب عضــوان ســخرهما اللــه‬

‫تعالى لنا وأودع فيهما أسرارا ً كثيرة‪ ،‬وجعل‬
‫جهــا ً للــدماغ فــي عملــه‪ ،‬بــل إن‬
‫القلــب مو ّ‬
‫العلماء كشفوا وجــود خليــا عصــبية معقــدة‬
‫في القلب تؤثر على الجسد كام ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وربما نتذكر حديث النبي العظم صلى اللــه‬

‫عليه وسلم عندما أكد لنــا أن الجســد يحــوي‬
‫مضــغة إذا صــلحت صــلح الجســد كلــه‪ ،‬وإذا‬
‫فسدت فسد الجسد كله أل وهي القلب‪.‬‬
‫وإن الستماع إلى القرآن يؤدي إلى تنشيط‬

‫عمــل القلــب واســـتقراره وإزالـــة التـــوتر‬
‫والضطراب‪ ،‬وبالتالي اطمئنان القلب وهــو‬
‫ما ينعكس على عمل بقية أجهزة الجسم‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫مم اللههه هههذا‬

‫يتألف الدماغ البشري من أكثر من تريليون خلية‪ ،‬وقههد ص ه ّ‬
‫الدماغ بشكل معجز‪ ،‬حيث تجري في داخلههه العمليههات الضههرورية الههتي‬
‫تسّير الجسم وتحافظ على توازنه وحالته الصههحيحة‪ ،‬وإن أي خلههل فههي‬
‫الجسم يعني وجود خلل ما في الدماغ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫تظهر هذه الصورة الخليا العصبية داخل القلب‪ ،‬وهي خليا معقدة جههدا ً‬
‫لم يعرف العلماء حتى الن طريقة عملها‪ ،‬ولكن هههذه الخليهها مسههؤولة‬
‫عن تخزين المعلومات وتحميلها لخليا الدم وبثها لكافههة أنحههاء الجسههم‪،‬‬
‫وبالتالي فهي أشههبه بههذاكرة الكمههبيوتر الههتي ل يعمههل بهدونها‪ .‬المرجههع‪:‬‬
‫معهد رياضيات القلب المريكي‪.‬‬
‫ولنبدأ بهذا السؤال‪ :‬لماذا ل يقتنع بعض‬

‫الناس بهذا العلج؟‬
‫إن عدم اقتناع بعض الناس بالعلج بــالقرآن‬

‫هو عدم وجود الساس العلمي المادي لهــذا‬
‫العلـــم‪ ،‬ويمكـــن أن نطـــرح الســـؤال علـــى‬
‫الشكل التالي‪ :‬عندما يســتمع المريــض إلــى‬
‫القرآن ماذا يحدث فــي داخلــه مــن عمليــات‬
‫دقيقة تؤدي إلى الشفاء؟ في البداية دعونــا‬
‫نسأل سؤال ً آخر‪ :‬ما هو العلج بالقرآن؟‬
‫‪13‬‬
‫إنــه عبــارة عــن آيــات ُتتلــى علــى المريــض‬

‫بالضــافة إلــى الدعيــة المــأثورة‪ ،‬والــتي‬
‫نكررها عددا ً من المرات حتى يحدث الشفاء‬
‫بإذن الله تعالى‪ .‬إذن الشيء الذي يؤثر فــي‬
‫المريض هو تلوة القرآن‪ ،‬والتلوة القرآنيــة‬
‫تتألف من شــيئين‪ ،‬الصــوت الــذي يتكلــم بــه‬
‫المعالــج‪ ،‬والمعــاني الــتي تحملهــا اليــات‪.‬‬
‫وسوف نثبــت مــن خلل الفقــرات التيــة إن‬
‫شاء الله أن الصوت له تأثير قوي جــدا ً علــى‬
‫خليا الجسم‪ ،‬ونثبــت أيض ـا ً أن أفضــل تــأثير‬
‫للعلج بالصوت هو كلم الله تعالى‪.‬‬
‫تأثير الصوت‬
‫فــي البدايــة عنــدما نتأمــل هــذا الكــون مــن‬

‫حولنا فإننا نلحظ أن كل ذرة من ذراته تهتز‬
‫بتردد محدد‪ ،‬سواء كانت هذه الذرة جزءا ً من‬
‫معدن أو ماء أو خليــة أو غيــر ذلــك‪ ،‬إذن كــل‬
‫شيء في هــذا الكــون يهــتز‪ ،‬وهــذه حقيقــة‬
‫علمية ل ريب فيها‪.‬‬
‫إن وحدة البناء الساسية للكون هــي الــذرة‪،‬‬

‫ووحـــدة البنـــاء الساســـية لجســـامنا هــي‬
‫الخلية‪ ،‬وكل خلية مــن خليــا جســدنا تتــألف‬
‫من بليين الذرات‪ ،‬وكل ذرة طبعا ً تتألف من‬
‫نواة موجبة تــدور حولهــا إلكترونــات ســالبة‪،‬‬
‫وبســـبب دوران اللكترونـــات يتولـــد حقـــل‬
‫كهربائي ومغنطيسي‪ ،‬وهذه الحقــول أشــبه‬
‫بالحقول التي يولدها المحرك أثناء دورانه‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫تتألف الذرة من جسيمات متوضعة في النواة تهتز بشههكل دائم‪ ،‬وتههدور‬

‫حولها مجموعة من اللكترونات في مههدارات وهههي تهههتز أيضهًا‪ ،‬والههذرة‬
‫تهتز أيضًا‪ ،‬وتنشر حولها مجال ً كهرطيسيًا‪.‬‬
‫إن السّر الذي يجعل دماغنا يفكر هــو وجــود‬

‫برنامــج دقيــق داخــل خليــا الــدماغ‪ ،‬هــذا‬
‫البرنامــج موجــود فــي كــل خليــة ويمــارس‬
‫مهمته بدقة فائقة‪ ،‬حيث إن أقــل خلــل فــي‬
‫عمل هذا البرنامج سيؤدي إلــى خلــل يظهــر‬
‫علــى بعــض أجــزاء الجســم‪ .‬وســوف يصــبح‬
‫هناك عدم توازن‪.‬‬
‫إذن العلج المثــل هــو إعــادة التــوازن لهــذا‬

‫الجســم‪ .‬وقــد اكتشــف العلمــاء أن خليــا‬
‫الجسم تتــأثر بمختلــف أشــكال الهــتزازات‪،‬‬
‫مثــل المــواج الضــوئية والمــواج الراديويــة‬
‫‪15‬‬
‫والمواج الصوتية وغير ذلك‪.‬‬
‫ولكن ما هو الصوت؟‬
‫طبعا ً نعلم أن الصوت عبارة عــن موجــات أو‬

‫اهتزازات تسير في الهواء بسرعة تبلغ ‪340‬‬
‫مترا ً فــي الثانيــة تقريب ـًا‪ ،‬ولكــل صــوت مــن‬
‫الصوات هناك تردد معين‪ ،‬ويتراوح المجــال‬
‫المسموع للنسان من ‪ 20‬ذبذبة في الثانيــة‬
‫إلى ‪ 20000‬ذبذبة في الثانية‪.1‬‬
‫وتنتشر هذه المواج في الهواء ثــم تتل ّ‬

‫قاهــا‬
‫الذن‪ ،‬ثم تنتقل عبر الذن حيث تتحول إلــى‬
‫إشـــارات كهربائيـــة وتســـير عـــبر العصـــب‬
‫السمعي باتجاه اللحاء السمعي في الــدماغ‪،‬‬
‫وتتجاوب الخليا معها ومــن ثــم تنتقــل إلــى‬
‫مختلف منــاطق الــدماغ وخصوصـا ً المنطقــة‬
‫المامية منه‪ ،‬وتعمل هذه المناطق معا ً على‬
‫التجاوب مــع الشــارات وتترجمهــا إلــى لغــة‬
‫مفهومة للنسان‪.‬‬
‫‪ 1‬تقاس الترددات الصوتية بالهرتز وهي وحدة قياس تعني ذبذبة في‬
‫الثانية‪ ،‬وتختلف هذه الترددات الصوتية من إنسان لخر وحسب نوع‬
‫الكلم الذي يتكلم به‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الصوت هو عبارة عن موجات تنتشر فهي الههواء‪ ،‬وهههذه الموجههات هههي‬

‫عبارة عن ترددات أي اهتزازات تحرك الهواء‪ ،‬تدخل الترددات الصههوتية‬
‫عبر الذن وتحرك طبلة الذن ثم تنتقههل إلههى العظيمههات ومههن ثههم إلههى‬
‫العصههب السههمعي وتتحههول إلههى تههرددات كهرطيسههية يتلقاههها الههدماغ‬
‫ويحللها ويعطي أوامره للجسم ليتفاعل ويتجاوب معها‪.‬‬
‫وهكـــذا يقـــوم الـــدماغ بتحليـــل الشـــارات‬

‫ويعطي أوامره إلــى مختلــف أجــزاء الجســم‬
‫ليستجيب لهذه الشارات‪ .‬ومن هنا نشأ علم‬
‫العلج بالصــوت باعتبــار أن الصــوت اهــتزاز‪،‬‬
‫وخليا الجسم تهتز‪ ،‬إذن هناك تأثير للصــوت‬
‫على خليا الجسم‪ ،‬وهذا ما وجــده البــاحثون‬
‫حديثًا‪ .‬ففي جامعــة واشــنطن وجــد العلمــاء‬
‫‪17‬‬
‫في أواخر القرن العشرين أن كل خلية مــن‬

‫خليــا الــدماغ ل يقتصــر عملهــا علــى نقــل‬
‫المعلومات بل هي عبارة عن حاسوب صغير‬
‫يقــوم بجمــع البيانــات ومعالجتهــا وإعطــاء‬
‫الوامر باستمرار وعلى مدار الساعة‪.‬‬
‫تبين أن الدماغ يحوي أكثر من تريليون خلية‪ ،‬وكل خلية هي بمثابة جهاز‬
‫كمبيوتر شديد التعقيد‪ ،‬وتعمل جميعها بل توقف وبل أخطاء‪ .‬ويؤكد‬
‫العلماء أن الخلية هي معجزة من معجزات الطبيعة‪ ،‬ونحن نقول إن‬
‫الخلية معجزة من معجزات الخالق سبحانه وتعالى‪ ،‬وتصوروا لو أن‬
‫جهاز الكمبيوتر بقي بل صيانة ماذا سيحدث له؟ كذلك خليا الجسد‬
‫تحتاج لصيانة وصيانتها تكون بذكر الله‪ ،‬لن القلوب تصدأ ول يجلوها إل‬
‫تلوة القرآن وذكر الله تعالى‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ويقول أحد الباحثين في الجامعة المذكورة‬

‫وهو الدكتور ‪ Ellen Covey‬إننا للمرة الولى‬
‫ندرك أن الدماغ ل يعمل كحاسوب كبير‪ ،‬بل‬
‫هنالك عدد ضخم جدا ً من الكمبيوترات تعمل‬
‫بالتنسيق مع بعضها‪ ،‬ففي كل خلية هنالك‬
‫جهاز كمبيوتر صغير‪ ،‬وهذه الكمبيوترات‬
‫تتأثر بأي اهتزاز حولها وبخاصة الصوت ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ولذلك يمكن القول إن خليا كل جزء من‬

‫أجزاء جسم النسان تهتز بترددات محددة‪،‬‬
‫وتشكل بمجموعها نظاما ً معقدا ً ومتناسقا ً‬
‫يتأثر بأي صوت يحيط به‪.‬‬
‫وهكذا فإن أي مرض يصيب أحد أعضاء‬

‫الجسم فإنه يسبب تغيرا ً في طريقة اهتزاز‬
‫خليا هذا الجزء‪ ،‬وبالتالي سوف يخرج هذا‬
‫الجزء عن النظام العام للجسم ويؤثر على‬
‫كامل الجسم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Joel Schwarz, How little gray cells process sound:‬‬
‫‪they're really a series of computers, University of‬‬
‫‪Washington, Nov. 21, 1997.‬‬
‫‪19‬‬
‫صورة لخليا إنسانية‪ ،‬وكل خلية من خليا الجسم تهتز بنظام محدد‪،‬‬
‫وإن أي مرض يصيب الجسم يحدث خلل ً في هذا النظام المحكم‪.‬‬
‫ويعتقد بعض الباحثين اليوم أن جميع المراض ما هي إل أشكال‬
‫لهتزازات‪ ،‬فلكل خلية هناك اهتزاز محدد فطرها الله عليه‪ ،‬وعندما‬
‫يحدث المرض يتغير هذا الهتزاز وبالتالي نشعر بالمرض‪.‬‬
‫ولذلك فإن الجسم عندما يتعرض لصوت‬

‫محدد فإن هذا الصوت سوف يؤثر على‬
‫النظام الهتزازي للجسم ويؤثر بشكل‬
‫خاص على الجزء الشاذ ويقوم هذا الجزء‬
‫بالتجاوب مع أصوات محددة بحيث يعيد‬
‫نظامه الهتزازي الصلي‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫وبكلمة أخرى يعود هذا الجزء إلى حالته‬

‫الصحيحة لدى التأثير عليه بالترددات‬
‫الصحيحة‪ .‬هذه نتائج وصل إليها العلماء‬
‫حديثًا‪ ،‬فما هي قصة هذا العلم‪ ،‬أي العلج‬
‫بالصوت؟‬
‫قصة العلج بالصوت‬
‫أجرى الطبيب الفرنسي ‪Alfred Tomatis‬‬

‫تجارب على مدى خمسين عاما ً حول حواس‬
‫النسان وخرج بنتيجة وهي أن حاسة السمع‬
‫هي أهم حاسة عند النسان على الطلق!!‬
‫فقد وجد أن الذن تتحكم بكامل جسم‬
‫النسان‪ ،‬وتنظم عملياته الحيوية‪ ،‬وتنظم‬
‫توازن حركاته وتناسقها بإيقاع منتظم‪ ،‬وأن‬
‫الذن تقود النظام العصبي عند النسان!‬
‫وخلل تجاربه وجد أن العصاب السمعية‬

‫تتصل مع جميع عضلت الجسم‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫توازن الجسم ومرونته وحاسة البصر تتأثر‬
‫جميعها بالصوات‪ .‬وتتصل الذن الداخلية مع‬
‫جميع أجزاء الجسم مثل القلب والرئتين‬
‫والكبد والمعدة والمعاء‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫الترددات الصوتية تؤثر على أجزاء الجسم‬
‫بالكامل‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Tomatis Alfred, The Conscious Ear, Station Hill Press,‬‬
‫‪New York, 1991.‬‬
‫‪21‬‬
‫إن الذن من أعقد أجهزة الجسم‪ ،‬ويؤكد الباحثون أن حاسة السمع‬

‫مهمة جدا ً لتوازن الجسم بالكامل‪ ،‬وعندما تختل هذه الحاسة فإن‬
‫معظم أجهزة الجسد تتأثر وتختل‪ ،‬ولذلك فإن أفضل طريقة للمحافظة‬
‫على نظام مستقر لعمل أجهزة الجسم أن نؤثر بأصوات تستجيب لها‬
‫دل وتصحح عملها وتعيد توازنها‪.‬‬
‫خليا الجسد‪ ،‬وتع ّ‬
‫وفي عام ‪ 1960‬وجد العالم السويسري‬

‫‪ Hans Jenny‬أن الصوت يؤثر على مختلف‬
‫المواد ويعيد تشكيل جزيئاتها‪ ،‬وأن لكل‬
‫خلية من خليا الجسم صوتها الخاص وتتأثر‬
‫بالصوات وتعيد ترتيب المادة في داخلها‪.1‬‬
‫وفي عام ‪ 1974‬قام الباحث ‪Fabien Maman‬‬

‫والباحث ‪ Joel Sternheimer‬باكتشاف مذهل‪،‬‬
‫وهو أن كل جزء من أجزاء الجسم له نظام‬
‫اهتزازي خاص يخضع لقوانين الفيزياء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Jenny Hans, Cymatics, Basilius Presse AG, Basel, 1974.‬‬
‫‪22‬‬
‫وبعد عدة سنوات اكتشف ‪ Fabien‬مع باحث‬

‫آخر هو ‪ Grimal‬أن الصوت يؤثر على الخليا‬
‫وبخاصة خليا السرطان‪ ،‬وأن هناك أصوات‬
‫محددة يكون لها تأثير أقوى‪ ،‬والشيء‬
‫العجيب الذي لفت انتباه الباحثين أن أكثر‬
‫الصوات تأثيرا ً على خليا الجسم هو صوت‬
‫النسان نفسه!!‬
‫وجد العلماء أن أي جرثومة أو فيروس يتأثر بالترددات الصوتية‪ ،‬ولذلك‬

‫يفكرون الن بعلج للفيروسات بالتأثير عليها بترددات صوتية محددة‬
‫يمكن أن تبطل عملها!‬
‫قام العالم والموسيقي ‪ Fabien‬بوضع خليا‬

‫الدم من جسم صحيح‪ ،‬وعرضها لصوات‬
‫متنوعة فوجد أن كل نغمة من نغمات السلم‬
‫الموسيقي تؤثر على المجال‬
‫الكهرمغنطيسي للخلية‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫قام فابيان بتعريض خلية سرطانية لترددات صوتية محددة فوجد أن‬
‫بعض الترددات الصوتية تسبب انفجار الخلية السرطانية‪ ،‬فاستنتج الثر‬
‫الكبير للصوت في الشفاء‪ .‬إن الخلية تتجاوب مع الترددات الصوتية‪،‬‬
‫هذه الترددات الصوتية تجعل الخلية تهتز بل وتغير طريقة اهتزازها‪،‬‬
‫شط وتبدأ بالعمل بشكل جيد‪ ،‬وهذا ما نلحظه عندما‬ ‫وبالتالي سوف تتن ّ‬
‫يستمع النسان إلى خبر سار فتجده وكأن طاقة كبيرة انبعثت من‬
‫جسده!!‬
‫ولدى تصوير هذه الخلية بكاميرا ‪Kirlian‬‬

‫تبين أن شكل وقيمة المجال الكهرطيسي‬
‫للخلية يتغير مع تعرض هذه الخلية للترددات‬
‫الصوتية‪ ،‬ويختلف هذا المجال تبعا ً لنوع‬
‫الصوت الذي يتحدث فيه القارئ‪.‬‬
‫ثم قام بتجربة أخرى حيث أخذ من إصبع‬

‫أحد المرضى قطرة من الدم‪ ،‬وقام‬
‫بمراقبتها بكاميرا ‪ ، Kirlian‬وطلب من هذا‬
‫الشخص أن يؤدي بصوته نغمات مختلفة‪،‬‬
‫‪24‬‬
‫وبعد معالجة الصور وجد بأن قطرة الدم‬

‫تغير مجالها الكهرطيسي‪ ،‬وعند نغمة محددة‬
‫تجاوبت خليا الدم مع صوت صاحبها‬
‫واهتزت بتجاوب كامل‪.‬‬
‫صورة لخلية دم تم التأثير عليها بصوت محدد فأظهر التصوير بكاميرا‬

‫‪ Kirlian‬أن الخلية قد نشطت وأصبحت أكثر قدرة على أداء وظائفها‪،‬‬
‫ونحن نقول إن القرآن هو أفضل صوت يمكن أن نؤثر به على الخليا‪.‬‬
‫وبالتالي استنتج هذا الباحث أن هناك نغمات‬

‫محددة تؤثر على خليا الجسم وتعمل على‬
‫جعلها أكثر حيوية ونشاطا ً بل وتجددها‪.‬‬
‫وخرج بنتيجة مهمة وهي أن صوت النسان‬
‫يملك تأثيرا ً قويا ً وفريدا ً على خليا الجسم‪،‬‬
‫هذا التأثير ل يوجد في أي وسيلة أخرى‪.‬‬
‫ويقول هذا الباحث بالحرف الواحد‪:‬‬
‫‪25‬‬
‫"إن صوت النسان يحمل الرنين الروحي‬

‫الخاص والذي يجعل من هذا الصوت‬
‫الوسيلة القوى للشفاء"‪.1‬‬
‫جر الخلية‬‫ووجد ‪ Fabien‬أن بعض الصوات تف ّ‬

‫السرطانية بسهولة‪ ،‬بينما نفس الصوات‬
‫تنشط الخلية الصحيحة‪ .‬إن الصوت عندما‬
‫يستمع إليه النسان فإنه يؤثر على خليا دم‬
‫هذا النسان وينقل اهتزازات هذا الصوت‬
‫لجميع أنحاء الجسم عبر الدورة الدموية‪.‬‬
‫ولكن هل يقتصر تأثير الصوت على الخليا؟‬

‫لقد تبين أن الصوت يؤثر على كل شيء من‬
‫حولنا‪ ،‬وهذا ما أثبته العالم الياباني ‪Masaru‬‬
‫‪ Emoto‬في تجاربه على الماء‪ ،‬حيث وجد أن‬
‫المجال الكهرطيسي لجزيئات الماء يتأثر‬
‫بشكل كبير بالصوت‪ ،‬وأن هناك نغمات‬
‫محددة تؤدي إلى التأثير على جزيئات الماء‬
‫وتجعلها أكثر انتظامًا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Maman Fabien, The Role of Music in the Twenty-First‬‬
‫‪Century, Tama-Do Press, California, 1997.‬‬
‫‪26‬‬
‫هذه صور لبلورات من الماء المجمد‪ ،‬يقول الباحث الياباني إن هذه‬

‫الشكال تتغير مع الصوت الذي نؤثر به على الماء‪ ،‬حيث تختزن هذه‬
‫الجزيئات المعلومات المحملة على الصوت‪ ،‬وتغير شكلها تبعا ً للتردد‬
‫الصوتي‪ .‬ومن هنا ربما ندرك الحكمة من قراءة القرآن على الماء ثم‬
‫شربه والغتسال به أو مسح مكان اللم‪ ،‬فالماء بعد التأثير عليه بصوت‬
‫القرآن ينشط ويصبح أكثر قدرة على علج المرض‪ ،‬وكأننا نحمله طاقة‬
‫هائلة تنتقل إلى خليا الجسد بعد الشرب من هذا الماء‪ ،‬وبخاصة ماء‬
‫زمزم‪.‬‬
‫وإذا تذكرنا بأن جسم النسان يتألف من ‪70‬‬

‫ء‪ ،‬فإن الصوت الذي يسمعه له‬ ‫بالمئة ما ً‬
‫تأثير على انتظام جزيئات الماء في الخليا‬
‫وطريقة اهتزاز هذه الجزيئات‪ ،‬وبالتالي‬
‫تؤثر على شفاء النسان‪.1‬‬
‫ويؤكد مختلف الباحثين أن صوت النسان‬

‫يمكن أن يشفي من العديد من المراض‬
‫‪1‬‬
‫‪Emoto Masaru. The Message from Water, HADO‬‬
‫‪Kyoikusha. Tokyo, 1999.‬‬
‫‪27‬‬
‫ومن ضمنها السرطان‪ .1‬كما يؤكد‬

‫المعالجون بالصوت أن هناك أصواتا ً محددة‬
‫تؤثر أكثر من غيرها ويكون لها تأثير الشفاء‬
‫على المراض‪ ،‬وبخاصة رفع كفاءة النظام‬
‫المناعي للجسم‪.2‬‬
‫قوة الصوت‬
‫وجد العلماء أن العديد من المخلوقات‬

‫الدقيقة تصدر ترددات صوتية‪ ،‬مثل الخليا‬
‫والفيروسات والبكتريا‪ ،‬وحتى جزيئات ال‬
‫‪ DNA‬داخل نواة الخلية‪ ،‬وقد طور العلماء‬
‫تقنية لتسجيل هذه الصوات الخفية‪ .‬وبما‬
‫أن هذه المخلوقات تصدر أصواتا ً إذن هي‬
‫تتأثر بالصوت‪.3‬‬
‫حتى إن الباحثين اليوم يقولون بأنه يمكن‬

‫التعرف المبكر على كثير من المراض‬
‫الخطيرة باستخدام الصوت فقط‪ ،‬بعدما‬
‫ثبت لهم أن جميع الفيروسات والبكتريا‬
‫تصدر أصواتا ً بترددات مختلفة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Keys Laurel Elizabeth, Toning the Creative Power of‬‬
‫‪the Voice, DeVorss and Co. California, 1973.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Simon Heather, The Healing Power of Sound,‬‬
‫‪www.positivehealth.com.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Power of Sound, www.bbc.co.uk, 20 November 2003.‬‬
‫‪28‬‬
‫إن معظم المراض تسببها فيروسات‪ ،‬هذه الفيروسات تتأثر بالصوت‬

‫كثيرًا‪ ،‬ولكن ليست كل الصوات‪ ،‬بل كلمات محددة‪ ،‬ونقول إن كلم‬
‫الله تعالى الذي أودع فيه أسرار الشفاء هو الكثر تأثيرا ً على نظام‬
‫عمل الفيروسات‪ ،‬حيث يبطل مفعولها بإذن الله تعالى‪ .‬والعجيب أن‬
‫العلماء يؤكدون أن بعض الترددات الصوتية )وهم يبحثون عنها( تبطل‬
‫مفعول الفيروسات وبنفس الوقت تنشط الخليا المريضة‪ ،‬وهذا من‬
‫عجائب الصوت‪ ،‬وإنني على يقين بأن القرآن يتميز بهذه الميزة‪.‬‬
‫بل يمكنهم تتّبع السموم في الجسم‪ ،‬لن‬

‫المواد السامة حيث تتركز في الخليا فإن‬
‫هذه الخليا سوف ينخفض مستوى ترددها‬
‫ونشاطها‪ ،‬كما يمكن بواسطة الصوت‬
‫معرفة السباب المرضية في الجسم‬
‫وملحقتها بدقة مذهلة‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫إن الكثير من الطباء في الغرب من أمثال‬

‫‪Dr Andy Weil, Dr Robert O. Becker, Dr‬‬
‫‪William Tillis, Dr Josh Oschman, Dr Alfred‬‬
‫‪ Tomatis , Dr Richard Gerber‬وغيرهم كثير‪،‬‬
‫يقتنعون تماما ً بأن الصوت كشكل من‬
‫أشكال الطاقة يمكن أن يكون أمل ً واعدا ً‬
‫لشفاء الكثير من المراض المزمنة‬
‫والمستعصية في المستقبل‪ .1‬فالصوت الن‬
‫يستخدم من قبل المهندسين بنجاح في‬
‫تجميد الماء‪!!2‬‬
‫ويستخدم علماء الفلك الصوت الصادر من‬

‫الجرام الكونية البعيدة لدراسة أسرار‬
‫الكون‪ !3‬كما يحاول بعض الباحثين اليوم‬
‫الستفادة من تأثير الموجات الصوتية على‬
‫المرضى حيث وجدوا نتائج مسكنة لهذه‬
‫الصوات‪ .‬في هذه الحالة فإن الخلية وهي‬
‫تهتز أصل ً تتأثر بأي اهتزاز يدخل إليها عن‬
‫طريق الذن‪ ،‬وبالتالي فإن هذه الخلية‬
‫والتي تعطي المر للجسم بأن يتوتر مث ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فإنها ستتأثر بترددات معينة وتعطي أمرا ً‬
‫للجسم ليهدأ ويسكن‪.4‬‬
‫لقد وجد العلماء أن الصوت يدخل إلى‬

‫‪1‬‬
‫‪Davis Dorinnem Sound Bodies through Sound Therapy,‬‬
‫‪Kalco Publishing 2004.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Sound Cooling, American Institute of Physics,‬‬
‫‪discoveriesandbreakthroughs.org, April 1, 2004.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Black Hole Sound Waves, (NASA), Sept. 9, 2003.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪International Sound Healing Conference, November 10‬‬
‫‪-14, 2006.‬‬
‫‪30‬‬
‫الدماغ بشكل شيفرة‪ ،‬وأن الدماغ يعالج‬

‫الصوت القادم بكفاءة عالية تتفوق على أي‬
‫جهاز بشري‪ .1‬واكتشفوا أيضا ً تأثير الصوت‬
‫على عدد خليا الدماغ‪ ،‬فقد تساهم بعض‬
‫الصوات في نمو خليا جديدة‪ ،‬ولذلك فقد‬
‫قام العلماء بدراسة على بعض أدمغة‬
‫الموسيقيين فوجدوا أن الدماغ لديهم في‬
‫منطقة اللحاء السمعي أكبر من دماغ‬
‫الشخص العادي‪ ،‬أي أن هناك خليا أكثر في‬
‫هذه المنطقة‪.2‬‬
‫واكتشف العلماء كذلك أن الموجات الصوتية‬

‫تؤثر على النشاط الكهربائي لخليا الدماغ‪،‬‬
‫وأن بعض الصوات يمكن أن تخفض النشاط‬
‫الكهربائي للخلية‪ ،‬حيث إن هذا النشاط إذا‬
‫زاد عن حدّ معين فإنه يؤثر على الستقرار‬
‫النفسي للنسان‪ ،‬وقد يؤدي إلى بعض‬
‫المراض‪.3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Carnegie Mellon, Scientists Show How Brain Processes‬‬
‫‪Sound, Carnegie Mellon University, February 23, 2006.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Musicians have more grey matter, www.bbc.co.uk, 17‬‬
‫‪June, 2002.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Excitable Cells, www.users.rcn.com, 17 July 2003.‬‬
‫‪31‬‬
‫أثبههت العلمههاء أن الصههوت لههه تههأثير علههى خليهها الجلههد‪ ،‬وربمهها يكههون‬
‫الكتشاف الهم أن الجلد لههديه قههدرة مذهلههة علههى تخزيههن المعلومههات‬
‫وتذكرها‪ ،‬ولذلك يجب أن نسمع جلودنهها صههوت القههرآن باسههتمرار فهههي‬
‫تتأثر بكلم الله وتشهد علينا يوم القيامة‪.‬‬
‫كمـــا وجـــد أســـتاذ الكيميـــاء فـــي جامعـــة‬

‫كاليفورنيــا ‪ Jim Gimzewski‬أن خليــا القلــب‬
‫تصدر ترددات صوتية في المجــال المســموع‬
‫ولكن ل يمكن التقاطهــا إل بــأجهزة شــديدة‬
‫الحساسية‪ ،‬ووجد أيض ـا ً بــأن كــل خليــة حيــة‬
‫تطلق ترددات صوتية أيضًا‪ ،‬كما وجد العلمــاء‬
‫منذ مــدة أيضـا ً أن الــترددات الصــوتية تــؤثر‬
‫‪32‬‬
‫على الــدورة الدمويــة‪ ،‬وكــذلك لحــظ ‪Sergei‬‬

‫‪ Shushardzhan‬التأثير الكبير لمختلــف أنــواع‬
‫الصوات على الخليــا الســرطانية‪ .‬حــتى إن‬
‫العلمــــاء اليــــوم يعتقــــدون أن النجــــوم‬
‫والحيوانــــات والنباتــــات والبشــــر وحــــتى‬
‫الفيروســـات‪ ...‬كـــل شـــيء يصـــدر صـــوته‬
‫الخاص‪.1‬‬
‫يؤكد العلماء أن القلب يتأثر بالترددات الصوتية‪ ،‬ونحنن قول ونعتقههد أن‬
‫أفضل علج للقلب هو الستماع إلى آيات من كتاب الله كل يههوم لمههدة‬
‫ساعة على القل‪ ،‬وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى‪) :‬أل بذكر الله‬
‫تطمئن القلوب( ]الرعد‪ .[28 :‬وتصوروا معي ذلك النسههان البعيههد عههن‬
‫ذكر الله كيف سيكون قلبه‪ ،‬يقول تعالى‪) :‬فويههل للقاسههية قلههوبهم مههن‬
‫ذكر الله( ]الزمر‪.[22 :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Beautiful music cures brain diseases and improves‬‬
‫‪blood circulation, www.english.pravda.ru, 27.02.2006.‬‬
‫‪33‬‬
‫اللية الهندسية للشفاء‬
‫والن دعونا نطرح السؤال المهم‪ :‬مــا الــذي‬

‫يحــدث داخــل خليــا الجســم‪ ،‬وكيــف يتــم‬
‫الشفاء بالصوت؟ وكيــف يــؤثر هــذا الصــوت‬
‫على الخليا المتضررة فيعيــد لهــا التــوازن؟‬
‫بعبارة أخرى ما هــي الليــة الهندســية الــتي‬
‫يحدث فيها الشفاء؟‬
‫يبحث الطباء دائما ً عن وسيلة للقضاء علــى‬

‫فيروس ما‪ ،‬ولكن لو تف ّ‬
‫كرنــا قليل ً فــي آليــة‬
‫مــن الــذي يحــرك هــذا‬ ‫عمل هذا الفيــروس‪َ :‬‬
‫الفيروس ويعّرفه طريقه إلى داخل الخلية؟‬
‫من الذي أعطى الفيروس المعلومــات الــتي‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫يختزنها بــداخله والــتي تمكنــه مــن مهاجمــة‬
‫مــن الــذي‬‫الخليــا والتكــاثر فــي داخلهــا؟ و َ‬
‫يحّرك الخليا باتجاه هذا الفيــروس فتقضــي‬
‫عليه‪ ،‬بينما تجدها تقف عاجزة أمام فيروس‬
‫آخر؟‪...‬‬
‫يؤكــد العلمــاء اليــوم وجــود نظــام اهــتزازي‬

‫داخل الخلية‪ ،‬وهذا النظــام هــو الــذي يــؤمن‬
‫للخلية التواصل مع بقية الخليــا‪ .‬فقــد وجــد‬
‫العلمــاء أن شــوارد الكالســيوم ‪ Ca+2‬تهــتز‬
‫باستمرار أثناء انتقالهــا مــن خليــة لخــرى‪.1‬‬
‫وقد استطاع العلماء أخيرا ً رؤية الخلية أثنـاء‬
‫عملهــــا باســــتخدام تكنولوجيــــا النــــانو‬
‫‪1‬‬
‫‪Hellman B, Gylfe E, Grapengiesser E, Lund PE, Berts A.‬‬
‫‪Cytoplasmic Ca2+ oscillations in pancreatic beta-cells,‬‬
‫‪Uppsala University, Sweden, Dec 11, 1992.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ ، Nanotechnology‬أو التكنولوجيـــا الدقيقـــة‪،‬‬

‫وقــد تــبين لهــم أن آليــة عمــل الخليــا هــو‬
‫الرنيــن‪ .‬حيــث تهــتز كــل خليــة وتــؤثر علــى‬
‫الخلية التي بجانبها وتنقل طاقة الهتزازات‬
‫سها‪.1‬‬‫إليها من دوم أن تم ّ‬
‫تؤكد آخر البحاث العلمية أن نظام عمههل الخليها يعتمههد علهى الهههتزاز‪،‬‬
‫وأن الخليا العصبية بشكل خاص تتأثر بأي اهتزاز صوتي أو كهرطيسي‪،‬‬
‫ومن هنا نؤكد أن تلوة أي سورة من القرآن له أثر منشههط علههى خليهها‬
‫الدماغ والقلب‪ .‬وأن جميع سور القرآن وآياته مفيدة في الشفاء‪ ،‬وليس‬
‫كما يعتقد البعض أن الشفاء موجود في آيات محددة‪.‬‬
‫ويؤكد البــاحثون فــي مجــال العلج بالصــوت‬

‫أن جسم النسان يتجاوب مع بعض الترددات‬
‫الصــوتية‪ ،‬فيحــدث تغيــر فــي ســرعة دقــات‬
‫القلب‪ ،‬وحـتى الصـم الــذي ل يسـمع‪ ،‬فـإنه‬
‫‪1‬‬
‫‪Revolutionary nanotechnology illuminates brain cells‬‬
‫‪at work, www.nanotechwire.com, 6/1/2005.‬‬
‫‪35‬‬
‫طبق ـا ً لبحــث أجــري فــي كليــة الطــب فــي‬

‫جامعة "روشيستر" بّيــن أن المنــاطق ذاتهــا‬
‫التي تنشط فــي الــدماغ لــدى ســماع صــوت‬
‫محــدد‪ ،‬هــي ذاتهــا تنشــط لــدى الصــم عنــد‬
‫سماعه لهذا الصوت! وتــدل الحصــائيات أن‬
‫فــي الوليــات المتحــدة المريكيــة أكــثر مــن‬
‫‪ 3800‬معالـــج بالصـــوت‪ ،‬ومنهـــم أســـاتذة‬
‫جامعات كبيرة‪!1‬‬
‫عندما تعمق العلماء في خلية النسان‬

‫ودخلوا إلى أعماقها وجدوا عالما ً جديدا ً‬
‫يختلف كليا ً عن العالم خارج الخلية‪ .‬وكان‬
‫الكتشاف الكثر أهمية هو اكتشاف خريطة‬
‫الحياة‪ ،‬أو الشيفرة الوراثية أو ما يسميه‬
‫العلماء بالجينات والتي تتوضع على شريط‬
‫يسمى دي إن آ ‪. DNA‬‬
‫هذا الشريط أي ‪ DNA‬هو عبارة عن شريط‬

‫ملفوف على نفسه ويتوضع في نواة‬
‫الخلية‪ ،‬في داخل هذا الشريط أكثر من‬
‫‪ 100000‬جين ‪ gene‬مختلف‪ ،‬أي أن الله‬
‫تعالى خلق البشر وأودع في جسد كل منهم‬
‫معلومات تختلف عن الشخص الخر‪ ،‬فل‬
‫يوجد تشابه أبدًا‪ ،‬مع العلم أن جميع البشر‬
‫خلقوا من نطفة واحدة!!‬
‫‪1‬‬
‫‪Jill Neimark, Sound healing, www.findarticles.com,‬‬
‫‪March, 2004.‬‬
‫‪36‬‬
‫يؤكد العلماء أن هذا الشريط أي ‪ DNA‬يحوي أكثر من ثلثة آلف مليون‬

‫معلومة!!! ويحتار العلماء كيف يمكن لهذه المعلومات أن تسيطر على‬
‫عمل الجسم ومرضه وشفائه؟! ولكن يتوقع العلماء أن الجابة عن مثل‬
‫هذا السؤال سوف تستغرق أكثر من عشرين سنة إضافية‪.1‬‬
‫إن الخليا داخل الجسم تعمل بنظام محــدد‪،‬‬

‫والفيروســات تعمــل بنظــام محــدد‪ ،‬وجميــع‬
‫المــراض الــتي تصــيب الجســم تعمــل وفــق‬
‫نظام محدد‪ ،‬وحتى الشــفاء منهــا يتــم وفــق‬
‫نظــام محــدد‪ ،‬وكــل نظــام لــه معلومــات أو‬
‫بيانات يعتمد عليها في حركته‪ ،‬فنحــن أمــام‬
‫سيل من المعلومــات والمعلومــات المضــادة‬
‫"وكأننا أمــام حــرب معلومــات" إذن المــرض‬
‫‪1‬‬
‫‪DNA Code Breaker Tested Theory On Jane Austen Text,‬‬
‫‪www.medicalnewstoday.com, 27 Nov 2006.‬‬
‫‪37‬‬
‫هو معلومة والشفاء يأتي بواســطة معلومــة‬

‫يحملها العلج مهما كان نوعه‪ ،‬لنوضح أكثر‪.‬‬
‫لو أخذنا مثل ً الفيروسات التي تهاجم جسم‬

‫النســان وتســبب لــه الكــثير مــن المــراض‬
‫نلحظ أن الفيروس عبارة عــن شــريط مــن‬
‫المعلومــات محــاط بغطــاء‪ ،‬وهــذا الشــريط‬
‫مصنوع مــن مــادة ‪ DNA‬أو ‪ RNA‬حســب نــوع‬
‫الفيروس‪ ،‬وعندما يصل إلــى الجســم يــدخل‬
‫ويقـــترب مـــن الخليـــة وُيـــدخل شـــريط‬
‫المعلومــات فــي الخليــة‪ ،‬ثــم يبــدأ شــريط‬
‫المعلومات بـالعوم داخـل الخليـة لن حجمـه‬
‫صغير جدا ً مقارنة بحجم الخلية‪ ،‬ويبدأ بصــنع‬
‫أنزيمــات مــن مــادة الخليــة هــذه النزيمــات‬
‫سوف تقوم بمساعدته في صــنع فيروســات‬
‫جديدة تتكاثر حتى تمل الخلية مما يؤدي إلى‬
‫انفجارهــا‪ ،‬إذن نحــن أمــام عمليــات منظمــة‬
‫ومبرمجة داخل الفيروس بدقة فائقة‪.‬‬
‫والن يــأتي دور النظــام المنــاعي للجســم‪،‬‬

‫حيث يقوم بتتبع هــذه الفيروســات ويمنعهــا‬
‫مــن الــدخول إلــى خليــا جديــدة‪ ،‬وبنفــس‬
‫الــــوقت يقــــوم بتتبــــع الخليــــا الملوثــــة‬
‫بالفيروسات فيقتلها ويزيلها‪ ،‬وتعتمد كفاءة‬
‫جهاز المناعة على قدرته على التعرف على‬
‫الفيــروس فــي اللحظــة المناســبة ومعرفــة‬
‫البرنامج الذي يحمله هذا الفيــروس لبطــال‬
‫مفعوله‪ ،‬لن جهاز المناعة ما هو إل برنامــج‬
‫أيضـًا‪ ،‬وبعبــارة أخـرى هنالــك دفــاع وهجــوم‬
‫‪38‬‬
‫ومقاومة وجميعها تعتمــد علــى المعلومــات‪،‬‬

‫إذن نحن أمام "حرب معلومات"‪.‬‬
‫إن الخطير في عمل كثير من الفيروسات أنها تغير شكلها‪ ،‬لتخدع‬

‫الخليا وتبدو كأنها جزء من الجسم‪ ،‬فالدواء الذي يأخذه النسان يؤثر‬
‫مرة ولن يؤثر في المرة القادمة مع أن الفيروس نفسه لم يتغير ‪،‬‬
‫فقط غير شكله‪.‬‬
‫لقد كشفت دراسة أجريت في مطلع هذا‬

‫القرن أن بعض الترددات الصوتية تؤثر على‬
‫كثير من الفيروسات فتكشف عنها القناع‬
‫ليتعرف عليها الجسم بسهولة‪ ،‬كما أن نفس‬
‫الصوت يزيد من نشاط خليا الدم البيضاء‬
‫فتبدأ بمهاجمة هذه الفيروسات والقضاء‬
‫عليها‪ ،‬كما أشارت الدراسة إلى أن الصوت‬
‫يؤثر في زيادة إنتاج الجسم للجسام‬
‫المناعية‪ ،‬ولكن بشرط استخدام الترددات‬
‫الصحيحة‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Sharry Edwards, Decloaking Pathogens With Low-‬‬
‫‪Frequency Sound, Nexus Magazine, October-November‬‬
‫‪39‬‬
‫تأثير تلوة القرآن‬
‫منذ أشهر قليلة اعترف العلماء فــي جامعــة‬

‫"روشيســتر" بــأن أضــرار العلج الكيميــائي‬
‫للســرطان أكــبر مــن منــافعه! وقــد وجــد‬
‫البـــاحثون فـــي هـــذه الجامعـــة أن العلج‬
‫الكيميـــائي يلحـــق أضـــرارا ً طويلـــة المـــد‬
‫بالدماغ‪ ،‬ويقولون بأنها المــرة الولــى الــتي‬
‫يبدأ العلماء فيها بفهم هــذا التــأثير والبحــث‬
‫عن البديل المناسب والمن‪.‬‬
‫ويقول رئيس الفريق الطبي الدكتور "مارك‬

‫نوبـــل" ‪ Mark Noble‬إن العلج الكيميـــائي‬
‫للسرطان يقتل عددا ً من الخليا الصــحيحة )‬
‫‪ (%100-70‬أكبر بكثير مما يفعله مع الخليــا‬
‫الســـرطانية )‪ .1(%80-40‬ومـــن هنـــا تـــبرز‬
‫الحاجة إلى البحث عن وسائل علجية أخرى‬
‫أكثر أمنا ً وفائدة‪ ،‬وقد يكون العلج بالصــوت‬
‫هو البديل المثل‪.‬‬
‫فمعظم الباحثين في الغرب يؤمنون بالتأثير‬

‫المذهل للصوت‪ ،‬ولكنهم لم يعثروا بعد على‬
‫الــترددات الصــوتية الصــحيحة الــتي تشــفي‬
‫هــذه المــراض‪ ،‬ولكنــا نحــن أصــحاب أعظــم‬
‫كتاب – القــرآن‪ -‬لــدينا الس ـّر الشــافي وهــو‬
‫كلم الله تعالى‪.‬‬
‫‪2000.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Common Cancer Treatments Toxic to Healthy Brain‬‬
‫‪Cells, University of Rochester, November 30, 2006.‬‬
‫‪40‬‬
‫إن تلوة القرآن هي عبارة عن مجموعة من‬

‫الــترددات الصــوتية الــتي تصــل إلــى الذن‬
‫وتنتقل إلــى خليــا الــدماغ وتــؤثر فيهــا مــن‬
‫خلل الحقول الكهربائيــة الــتي تولــدها فــي‬
‫الخليــا‪ ،‬فتقــوم الخليــا بالتجــاوب مــع هــذه‬
‫الحقول وتعدل من اهتزازها‪ ،‬هذا التغير في‬
‫الهتزاز هو ما نحس به ونفهمه بعد التجربة‬
‫والتكرار‪.‬‬
‫إن النظام الذي فطر الله عليه خليا الــدماغ‬

‫هــو النظــام الطــبيعي المتــوازن‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫أخبرنــا بــه البيــان اللهــي‪ ،‬يقــول تعــالى‪:‬‬
‫ل‬ ‫دي َ‬‫ها َل ت َب ْ ِ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫س َ‬ ‫فطََر الّنا َ‬ ‫ه ال ِّتي َ‬ ‫فطَْرةَ الل ّ ِ‬ ‫) ِ‬
‫ْ‬
‫ن أكَثــَر‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫ه ذَِلــ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫كــ ّ‬
‫ول ِ‬ ‫م َ‬ ‫قّيــ ُ‬ ‫دي ُ‬
‫ك الــ ّ‬ ‫ق اللــ ِ‬‫خلــ ِ‬ ‫لِ َ‬
‫ن( ]الــروم‪ .[30 :‬وهنالــك‬ ‫عل َ ُ‬
‫مــو َ‬ ‫س َل ي َ ْ‬‫الّنــا ِ‬
‫بعـــض الدراســـات الطبيـــة تشـــير إلـــى أن‬
‫النســان بعــد ولدتــه يكــون دمــاغه مبرمج ـا ً‬
‫علــى الشــياء الحســنة مثــل الصــدق وحــب‬
‫الخير وعدم ارتكاب الخطاء!!‬
‫فقــد أجــرى العلمــاء تجــارب علــى أنــاس‬

‫يرتكبون أخطاء فوجــدوا أن منــاطق محــددة‬
‫في الدماغ تنشط وتجــري فيهــا كميــة أكــبر‬
‫من الدم‪ ،‬بعكس النسان الذي يقــوم بعمــل‬
‫صحيح فــإنه ل يتطلــب أي طاقــة ت ُــذكر‪ ،1‬أي‬
‫أن الخطاء بأنواعها تتطلب طاقة أكــبر مــن‬
‫الدماغ‪ ،‬وهذا ما جعــل العلمــاء يؤكــدون بــأن‬
‫‪1‬‬
‫‪Kara Gavin, University of Michigan researchers publish‬‬
‫‪new findings on the brain's response to costly mistakes,‬‬
‫‪University of Michigan, April 12, 2006.‬‬
‫‪41‬‬
‫النظام الفتراضي للــدماغ هــو الميــل لعــدم‬

‫ارتكاب الخطاء‪ ،‬أي أن الدماغ مبرمــج علــى‬
‫الفطــرة الســليمة الــتي فطــر اللــه النــاس‬
‫عليها‪.‬‬
‫أثبت العلماء أن دمههاغ النسههان يتههأثر بههأي معلومههة يقولههها أو يسههمعها‪،‬‬

‫وربما يكون الكتشههاف الهههم أن منطقههة الناصههية هههي المسههؤولة عههن‬
‫الكذب‪ ،‬وبالتالي فإن صوت القرآن يكون أشد تأثيرا ً على هذه المنطقة‬
‫لن كلم اللههه هههو أفضههل سههلح لعلج الكههذب‪ .‬كمهها أن هههذه المنطقههة‬
‫مسؤولة عن القيادة والخطأ واتخاذ القرارات‪.‬‬
‫ويقول العلماء اليوم إن النظام الفتراضــي‬

‫للــدماغ هــو الصــدق‪ ،1‬فقــد بّينــت التجــارب‬
‫الحديثــة باســتخدام جهــاز المســح بــالرنين‬
‫المغنطيســي ‪functional magnetic resonance‬‬
‫‪ imaging‬علــى الــدماغ أن النســان عنــدما‬
‫‪1‬‬
‫‪Brain Scans as Lie Detectors: Ready for Court Use?,‬‬
‫‪Malcolm Ritter, www.livescience.com, 29 January 2006.‬‬
‫‪42‬‬
‫يصدق فإن دماغه ل يصرف أي طاقة ُتــذكر‪،‬‬

‫ولكن حين يكذب فإنه يصرف طاقة كبيرة‪!1‬‬
‫إذن الخطاء والكذب والعمال الســيئة تــؤثر‬

‫في عمل الدماغ وترهقه وتتعــب خليــاه لن‬
‫الخليا تقوم بأعباء كبيرة فــي هــذه الحالــة‪،‬‬
‫ومــع مــرور الزمــن تــتراكم هــذه المتــاعب‬
‫وتســبب للخليــا خلل ً فــي نظــام عملهــا‪.‬‬
‫وتســـبب الكـــثير مـــن المـــراض النفســـية‬
‫والجسدية‪ ،‬ولبد من إعادة التوازن إلى هذه‬
‫الخليا‪ ،‬وأفضل طريقة هي "تغذيتها" بتلوة‬
‫فطرت عليه أص ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫القرآن الذي ُ‬
‫قوة الشفاء بالقرآن‬
‫قد يقول قائل‪ :‬لمــاذا آيــات القــرآن بالــذات‬

‫هــي الــتي تشــفي؟ ومــا الــذي يميــز كلم‬
‫القـــرآن عـــن كلم البشـــر‪ ،‬أو عـــن بقيـــة‬
‫الصــوات فــي الطبيعــة؟ إن هــذا الســؤال‬
‫يطرحه الكــثير مــن الــذين يشــككون بأهميــة‬
‫العلج بـــالقرآن والقـــوة الشـــفائية الـــتي‬
‫أودعها الله في كتابه‪ ،‬ولــذلك وحــتى يكــون‬
‫الكلم مقنعا ً لبد من الجابــة عـن مثــل هـذا‬
‫الســؤال بطريقــة علميــة‪ .‬هنالــك أســباب‬
‫عديدة تجعل القــرآن مميــزا ً عــن غيــره فــي‬
‫قوة التأثير والشفاء بإذن الله تعالى‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Carl T. Hall, Chronicle Science Writer, Fib detector‬‬
‫‪Study shows brain scan detects patterns of neural‬‬
‫‪activity when someone lies, www.sfgate.com,‬‬
‫‪November 26, 2001.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -1‬التناســق المحكــم فــي كلمــات القــرآن‬

‫وحروفه‬
‫القرآن يحوي تناسقا ً دقيقا ً ل يوجد فــي أي‬

‫كتاب مــن كتــب البشــر‪ .‬فقــد ثب ُــت لــي بعــد‬
‫دراسة عددية طويلة ليات القــرآن وكلمــاته‬
‫وحروفــه أن اللــه تعــالى قــد نظــم هــذه‬
‫الكلمات والحروف بنظام محكم‪ ،‬وقــال فــي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ن ل َدُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫صل َ ْ‬‫ف ّ‬‫م ُ‬ ‫ه ثُ ّ‬
‫ت آَيات ُ ُ‬‫م ْ‬ ‫حك ِ َ‬‫بأ ْ‬ ‫ذلك‪) :‬ك َِتا ٌ‬
‫ر( ]هــود‪ .[1 :‬وثب ُــت أيض ـا ً أن هــذا‬ ‫خِبي ٍ‬
‫كيم ٍ َ‬‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫النظام يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته‪،‬‬
‫د‬
‫قـ ْ‬ ‫ول َ َ‬‫ونتذكر هنا قول الحق تبارك وتعالى‪َ ) :‬‬
‫م(‬ ‫ظيـ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫قـْرآ َ َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬‫مث َــاِني َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عا ِ‬ ‫سب ْ ً‬
‫ك َ‬‫آ َت َي َْنا َ‬
‫]الحجر‪.[87 :‬‬
‫وإذا علمنــا أن كــل ذرة مــن ذرات جســمنا‬

‫تتــألف مــن ســبع طبقــات – وهــذه حقيقــة‬
‫علميــة مؤكــدة – فــإن هــذا النظــام لتكــرار‬
‫الكلمات والحروف يعطي تــأثيرا ً وقــوة فــي‬
‫الشفاء بإذن الله تعالى‪ ،‬لن جسم النســان‬
‫مؤلف من خليــا والخليــا مؤلفــة مــن ذرات‬
‫والذرة تتألف من سبع طبقات‪ ،‬ولذلك يمكن‬
‫أن تتــأثر عنــد تكــرار اليــة أو الكلمــة ســبع‬
‫مرات‪.‬‬
‫ومــن هنــا ربمــا نــدرك لمــاذا أعطــى النــبي‬

‫الكريم عليه الصــلة والســلم أهميــة كــبيرة‬
‫للرقم ســبعة‪ ،‬ولمــاذا نجــد أن الفاتحــة هــي‬
‫السبع المثاني‪ ،‬ولمــاذا نكررهــا ســبع مــرات‬
‫‪44‬‬
‫فــي الرقيــة الشــرعية‪ ،‬ولمــاذا نكــرر آيــات‬

‫محددة سبع مرات‪.‬‬
‫من عجائب سورة الفاتحة أننا إذا قمنا بعد ّ حروف اسم )الله( أي اللف‬
‫واللم والهاء وجدنا بالتمام والكمال ‪ 49‬حرفًا‪ ،‬وهذا العدد يساوي ‪7×7‬‬
‫ول ننسى بأن الفاتحة هي السههبع المثههاني‪ ،‬وكههأن اللههه يريههد أن يعطينهها‬
‫إشارة لطيفة إلى أهميهة ههذا الرقهم ‪ 1‬وأهميهة التكهرار فهي قهوة تهأثير‬
‫قراءة الفاتحة على الشفاء‪ ،‬وهو ما يلمسه كل من يعالج بالقرآن‪ ،‬والله‬
‫تعالى أعلم‪.‬‬
‫‪ -2‬اليقـــاع المتـــوازن للكلمـــات القرآنيـــة‬

‫وانسيابها‬
‫عندما تستمع إلى كلم الله تعالى تشعر بأن‬

‫هـذا الكلم ل يشـبه الشـعر ول النـثر ول أي‬
‫نوع من كلم البشر‪ ،‬إنما تلحظ وجود إيقاع‬
‫‪ 1‬عبد الدائم الكحيل‪ ،‬إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم‪ ،‬إصدار‬
‫جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم‪ ،‬دبي ‪.2006‬‬
‫‪45‬‬
‫خاص ل نجده في أي كلم آخر‪ ،‬ولــذلك قــال‬

‫وَرت ّل َْناهُ ت َْرِتيًل( ]الفرقان‪.[32 :‬‬
‫تعالى‪َ ) :‬‬
‫هــذا اليقــاع يتناســب مــع إيقــاع الــدماغ‬
‫البشري‪ ،‬لن الله تعالى جعل لكل شيء في‬
‫هذا الكون تــرددا ً طبيعيـا ً خاصـا ً بــه‪ ،‬وعنــدما‬
‫خلق البشــر جعــل لــدماغ كــل منهــم إيقاعـا ً‬
‫وترددا ً طبيعي ـا ً يتناســب مــع إيقــاع القــرآن‪،‬‬
‫والدليل على ذلك أن كل مولــود يولــد علــى‬
‫ه ال ّت ِــي‬ ‫فطْ ـَرةَ الل ّ ـ ِ‬ ‫الفطــرة‪ ،‬واللــه يقــول‪ِ ) :‬‬
‫ك‬ ‫ه ذَِلــ َ‬ ‫ّ‬
‫ق اللــ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ها َل ت َب ْ ِ‬
‫دي َ‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫فطََر الّنا َ‬ ‫َ‬
‫خلــ ِ‬‫ل لِ َ‬
‫َ‬
‫س َ‬
‫ن(‬ ‫مــو َ‬‫عل َ ُ‬
‫س َل ي َ ْ‬‫ن أك ْث َـَر الن ّــا ِ‬ ‫ول َك ِـ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫قي ّ ُ‬ ‫دي ُ‬
‫ال ّ‬
‫]الروم‪.[30 :‬‬
‫فالله تعالى فطر الناس على اليمان‪ ،‬وبلغة‬

‫البرمجة‪ :‬أودع الله في كل خليــة مــن خليــا‬
‫الــدماغ برنامجــا ً منضــبطًا‪ ،‬وكلمــا تعــرض‬
‫النســـان للصـــدمات النفســـية والمـــراض‬
‫الجسدية اختل بعض هذه البرامج‪ ،‬وهنا يأتي‬
‫دور القرآن في إعادة برمجة الخليا وإعــادة‬
‫التــوازن لهــا مــن جديــد‪ ،‬وكلم اللــه الــذي‬
‫فطرهــا اللــه عليــه منــذ خلقهــا‪ ،‬هــو أفضــل‬
‫وسيلة لعادة توازنها‪.‬‬
‫وقد أظهــرت بعــض الدراســات أن الصــوات‬

‫ذات اليقاع المتـوازن لهـا تـأثير كـبير علـى‬
‫نشاط الدماغ واستقراره‪ ،‬وتأثير أيضـا ً علــى‬
‫معــدل ضــربات القلــب وتجعــل الــدماغ فــي‬
‫حالــة أكــثر نشــاطا ً وحيويــة‪ ،‬وبالتــالي أكــثر‬
‫‪46‬‬
‫قدرة في توجيه أنظمة الجسم المناعية ضد‬

‫مختلف المراض‪ .‬وأن خليا الــدماغ تتجــاوب‬
‫بشكل كبير فيما لو تعرضــت لصــوت بإيقــاع‬
‫متوازن‪.1‬‬
‫ولذلك فإن تلوة القرآن تغذي الدماغ‬

‫بالذبذبات الصوتية الصحيحة‪ ،‬وبالتالي تؤثر‬
‫على خليا الدماغ وتعيد لها التوازن‪.‬‬
‫وتساهم في التنسيق بين الخليا‪ ،‬لن‬
‫الذبذبات القرآنية لها تناسق عجيب‪ .‬يقول‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫ول َ ْ‬‫ن َ‬‫قْرآ َ َ‬
‫ن ال ْ ُ‬‫فَل ي َت َدَب ُّرو َ‬ ‫تعالى‪) :‬أ َ َ‬
‫فا ك َِثيًرا(‬ ‫خت َِل ً‬
‫ها ْ‬ ‫في ِ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ج ُ‬
‫و َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ر الل ّ ِ‬ ‫د َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ِ‬
‫]النساء‪ .[82 :‬فل وجود لي اختلف في‬
‫آيات القرآن وحروفه‪ ،‬إنما نلمس التوازن‬
‫في كل شيء في هذا القرآن‪ ،‬وهذا التوازن‬
‫يؤدي إلى شفاء المراض من خلل إعادة‬
‫التوازن إلى الخليا‪.‬‬
‫كذلك فإن الستماع إلى تلوة القرآن‬

‫يحسن النظام المناعي للخليا‪ ،‬لن التأثير‬
‫بالذبذبات الصوتية الصحيحة والمتوازنة‬
‫يجعل الخلية تعمل بكفاءة أعلى‪ .‬وكمثال‬
‫على ذلك نجد أن الحالة النفسية للمريض‬
‫لها تأثير كبير على جسده ومقاومته‬
‫للمراض‪ ،‬حيث إن الخبار المفرحة إذا‬
‫سمعها المريض فإنه يتحسن على الفور‪،‬‬
‫فما الذي يحدث؟ إنها بكل بساطة عملية‬
‫‪1‬‬
‫‪Brain and Sound Frequencies, NEW YORK TIMES:‬‬
‫‪SCIENCE SECTION 1989.‬‬
‫‪47‬‬
‫تغيير وتنشيط للخليا الضعيفة الهتزاز‪ ،‬هذا‬

‫الخبر يزيد من اهتزاز الخلية ونشاطها‬
‫ومقاومتها للمراض‪.‬‬
‫‪ -3‬المعاني الغزيرة التي تحملها كل آية‬
‫لو تأملنا آيات القرآن نجــد فيهــا حــديثا ً عــن‬

‫كل شيء‪ ،‬بل نجد فيهــا معــاني لعلج جميــع‬
‫المراض‪ ،‬ول يقتصــر العلج علــى المــراض‬
‫النفسية بل القرآن يعالــج جميــع المــراض‪،‬‬
‫فقد أودع الله في كـل آيـة مــن آيـات كتــابه‬
‫قوة شفائية مذهلة‪ ،‬هــذه القــوة تــؤثر علــى‬
‫أي شيء‪.‬‬
‫عل َــى‬ ‫ن َ‬ ‫قـْرآ َ َ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬

‫هـ َ‬‫و أ َن َْزل ْن َــا َ‬
‫يقول تعـالى‪َ) :‬لـ ْ‬
‫َ‬
‫ة الل ّ ـ ِ‬
‫ه‬ ‫ش ـي َ ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫عا ِ‬‫صد ّ ً‬ ‫مت َ َ‬‫عا ُ‬ ‫ش ً‬‫خا ِ‬‫ه َ‬ ‫ل ل ََرأي ْت َ ُ‬ ‫جب َ ٍ‬‫َ‬
‫َ‬
‫م‬‫هـــ ْ‬ ‫عل ّ ُ‬‫س لَ َ‬ ‫ها ِللّنـــا ِ‬ ‫رب ُ َ‬
‫ضـــ ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ك اْل ْ‬
‫مَثـــا ُ‬ ‫وت ِْلـــ َ‬ ‫َ‬
‫ن( ]الحشر‪.[21 :‬‬ ‫فكُرو َ‬ ‫ّ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫ن( نعلــم أن‬ ‫قــْرآ َ َ‬‫ذا ال ْ ُ‬

‫هــ َ‬
‫ولــو تأملنــا عبــارة ) َ‬
‫المقصود أن القــرآن الــذي بيــن أيــدينا ذاتــه‬
‫بحروفه وكلماته وآياته وسوره لو نزل علــى‬
‫دع وتشــقق مــن‬ ‫جبل لهتّز هذا الجبــل وتصـ ّ‬
‫ثقل كلم الله تعالى‪ ،‬ولــذلك يمكننــا القــول‬
‫إن كلم الله عز وجل يؤثر تأثيرا ً كبيرا ً علــى‬
‫جميع المــراض‪ ،‬وليــس النفســية فقــط بــل‬
‫الجسدية أيضًا‪.‬‬
‫‪ -4‬التجربة العملية‬
‫‪48‬‬
‫مليين من الناس قــد شــفاهم القــرآن منــذ‬

‫أربعة عشر قرنا ً وحتى يومنا هذا‪ ،‬وهذا أكبر‬
‫دليل على تأثير كلم الله تعالى في معالجــة‬
‫المراض‪.‬‬
‫وفي كل يوم نشاهد ونلمــس مئات الحــالت‬

‫التي يشفيها الله تعالى ببركة القرآن‪ ،‬وقــد‬
‫أخــبرني أحــد المعــالجين بــالقرآن أن جميــع‬
‫الحالت التي تأتيه يكون الطب قد يئس مــن‬
‫شفائها‪ ،‬وجميعها أمراض مستعصية ومزمنة‬
‫وغيـر قابلـة للشـفاء‪ ،‬وعنـد تلوة كلم اللـه‬
‫على هؤلء المرضى تجدهم يستجيبون على‬
‫الفــور للعلج الجديــد‪ ،‬كيــف ل وهــو أمــام‬
‫الشفاء المطلق! ثم إن اليقين الذي يتحلــى‬
‫به المؤمن يزيد من احتمــال الشــفاء كــثيرًا‪،‬‬
‫ومــن هنــا نــدرك أهميــة أن يكــون المريــض‬
‫مســتيقنا ً بالشــفاء‪ ،‬فالثقــة بــالطبيب تعتــبر‬
‫نصف الشفاء‪ ،‬فكيــف إذا كــان الطــبيب هــو‬
‫الله؟‬
‫إن المواج الصوتية التي تولدها تلوة آيات‬

‫القرآن سوف تتفاعل مع خليا الدماغ‪،‬‬
‫وسوف تؤثر بها وتعيد لها التوازن‪ ،‬لن كلم‬
‫كر الخليا بما فطرها الله عليه‪،‬‬‫الله سيذ ّ‬
‫وسوف يكون التأثير أكبر ما يمكن عندما‬
‫يكون النسان قد تعود على سماع القرآن‬
‫وتعود على التأثر به‪.‬‬
‫إن الله تعالى هو من خلق النسان وجهزه‬
‫‪49‬‬
‫بالبرامج الصحيحة ليقوم بعمله على أكمل‬

‫وجه‪ ،‬ولكنه عندما ينحرف عن طريق الله‪،‬‬
‫فإنه يرهق نفسه ويتعب خليا دماغه‪،‬‬
‫وأفضل طريقة لعادة هذه الخليا للوضع‬
‫الفتراضي هو أن نؤثر عليها بكلم الله‬
‫تعالى‪.‬‬
‫إن الله تعالى قد فطر الناس على اليمان‪ ،‬ولذلك فإن الطفل عندما‬
‫يولد فإن خليا جسمه تكون لها الهتزازات المناسبة والصحيحة‪ ،‬ولكن‬
‫مع مرور الزمن وكثرة الحوادث والمشاكل النفسية والبيئية والتلوث‬
‫والمراض‪ ،‬يتغير النظام الهتزازي للجسم‪ ،‬وبالتالي فإن القرآن يعيد‬
‫قْرآ َ َ‬
‫ن‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫ن هَ َ‬
‫هذا النظام إلى حالته الصحيحة‪ ،‬ولذلك قال تعالى‪) :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫وم سلوك النسان‬ ‫م( ]السراء‪ .[9 :‬فالقرآن يق ّ‬ ‫دي ل ِل ِّتي هِ َ‬
‫ي أقْوَ ُ‬ ‫ي َهْ ِ‬
‫وكذلك يقوم سلوك كل خلية من خليا جسمه‪.‬‬
‫ت أثنــاء تــأملي ليــات القــرآن أن‬

‫لقد لحظـ ُ‬
‫كل آية من آيــاته تحمــل أشــبه مــا يمكــن أن‬
‫نســميه "برامــج أو بيانــات" وهــذه البيانــات‬
‫‪50‬‬
‫تستطيع التعامل مع الخليــا‪ ،‬أي أن القــرآن‬

‫يحوي لغة الخليا!!‬
‫وقد يظن القارئ أن هذا الكلم غير علمــي‪،‬‬

‫ولكنني وجدت الكثير من اليات الــتي تؤكــد‬
‫أن آيات القرآن تحمل بيانــات كــثيرة‪ ،‬تمامـا ً‬
‫مثل موجة الراديو التي هي عبارة عن موجة‬
‫ملــون عليهــا معلومــات‬ ‫عاديــة ولكنهــم يح ّ‬
‫وأصوات وموسيقى وغير ذلك‪.‬‬
‫ه‬ ‫ن ُ َ‬ ‫يقــول تعــالى‪) :‬وَلــ َ‬

‫ت ِبــ ِ‬‫ســي َّر ْ‬
‫قْرآًنــا ُ‬ ‫وأ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْجبــا ُ َ‬
‫ه‬‫م ِبــ ِ‬ ‫ُ‬
‫و كلــ َ‬ ‫ضأ ْ‬‫ه الْر ُ‬ ‫ت ِبــ ِ‬
‫عــ ْ‬ ‫قطّ َ‬ ‫و ُ‬‫لأ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫عا( ]الرعد‪ .[31 :‬لو‬ ‫مي ً‬‫ج ِ‬
‫مُر َ‬‫ه ال ْ‬ ‫ل ل ِل ِ‬‫وَتى ب َ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫تأملنا هذه الية بشيء من التعمق يمكــن أن‬
‫نتســـاءل‪ :‬كيـــف يمكـــن للقـــرآن أن يســـير‬
‫طع الرض أي يمزقها‪ ،‬أو يكلم‬ ‫الجبال‪ ،‬أو يق ّ‬
‫الموتى؟ إذن البيانات التي تخـاطب المـوتى‬
‫وتفهــم لغتهــم موجــودة فــي القــرآن إل أن‬
‫المر لله تعالى ول يطلع عليه إل مــن يشــاء‬
‫من عباده‪ .‬بالنسبة للجبال نحن نعلــم اليــوم‬
‫أن ألواح الرض تتحرك حركــة بطيئة بمعــدل‬
‫عــدة ســنتمترات كــل ســنة‪ ،‬وتحــرك معهــا‬
‫الجبــال‪ ،‬وهــذه الحركــة ناتجــة عــن أمــواج‬
‫حراريــة تولــدها المنطقــة المنصــهرة تحــت‬
‫القشرة الرضية‪.‬‬
‫إذن يمكننا القول إن القــرآن يحــوي بيانــات‬

‫يمكن أن تتعامل مع هــذه المــواج الحراريــة‬
‫وتحركها وتهيجها فتسرع حركتها‪ ،‬أو تحــدث‬
‫‪51‬‬
‫طــــع‬ ‫شــــقوقا ً وزلزل فــــي الرض أي تق ّ‬

‫القشرة الرضية وتجّزئها إلى أجزاء صغيرة‪،‬‬
‫هذه القوى العملقة يحملها القــرآن‪ ،‬ولكــن‬
‫ل ل ِّلــ ِ‬
‫ه‬ ‫الله تعالى منعنا من الوصول إليها )َبــ ْ‬
‫َ‬
‫عا(‪.‬‬
‫مي ً‬
‫ج ِ‬ ‫اْل ْ‬
‫مُر َ‬
‫ولكنه أخبرنا عن قوة القرآن لنــدرك عظمــة‬

‫هذا الكتاب‪ ،‬والســؤال‪ :‬الكتــاب الــذي يتميــز‬
‫بهــذه القــوى الخارقــة‪ ،‬أل يســتطيع شــفاء‬
‫إنسان ضعيف من المرض؟؟‬
‫ولــذلك فــإن اللــه تعــالى عنــدما يخبرنــا أن‬

‫القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانــات‬
‫والبرامج الكافية لعلج الخليا المتضررة في‬
‫الجســم‪ ،‬بــل لعلج مــا عجــز الطبــاء عــن‬
‫شفائه‪.‬‬
‫تجربة حدثت معي‬
‫وقد حدثت معي تجربة لــم أدركهــا إل بعــدما‬

‫أمضيت بحدود سنة كاملة في سماع القرآن‬
‫الكريم بمعدل عدة ســاعات كــل يــوم‪ .‬وبعــد‬
‫ذلك كانت المفاجأة أن العديد مــن التغيــرات‬
‫قد حدثت معي‪ ،‬وكان سببها المداومة علــى‬
‫الستماع ليات من كتاب الله تعــالى‪ ،‬وهــذه‬
‫التغيــرات هــي‪ :‬زيــادة فــي مناعــة الجســم‪،‬‬
‫وزيــادة فــي القــدرة علــى البــداع‪ ،‬وكــذلك‬
‫زيــادة القــدرة علــى الــتركيز‪ ،‬وعلج لبعــض‬
‫المــراض المزمنــة مثــل المســاك‪ ،‬وكــذلك‬
‫‪52‬‬
‫تغيير ملمـوس فـي السـلوك والقـدرة علـى‬

‫التعامل مع الخرين وكسب ثقتهم‪.‬‬
‫ومن الشياء التي تغيرت أيضا ً بعد المداومة‬

‫علــى الســتماع إلــى القــرآن زيــادة الهــدوء‬
‫النفســــي وعلج التــــوتر العصــــبي‪ ،‬وعلج‬
‫النفعـــالت والغضـــب وســـرعة التهـــور‪،‬‬
‫بالضافة إلى القدرة علــى اتخــاذ القــرارات‬
‫السليمة‪ ،‬والقضاء علــى أي تــوتر نفســي أو‬
‫عصبي‪ .‬أيضا ً حدث تحسن في القــدرة علــى‬
‫النطق وســرعة الكلم‪ ،‬وتغيــر فــي العــادات‬
‫الســيئة مثــل الفــراط فــي الطعــام وتــرك‬
‫الدخان‪.‬‬
‫وهذه التجربة عشتها كما عاشها آلف ممن‬

‫حفظوا كتاب الله تعالى‪ ،‬وقضوا معظم‬
‫ت أشعر أثناء حفظي‬‫وقتهم معه‪ ،‬ولذلك كن ُ‬
‫واستماعي المستمر ليات القرآن أن هذه‬
‫اليات تعيد برمجة خليا الدماغ بشكل‬
‫كامل!‬
‫يقول العلماء اليوم إن خليا الجلد تتأثر‬

‫بالترددات الصوتية بل وتتجاوب معها‪،‬‬
‫وبخاصة بعد أن اكتشف العلماء الذبذبات‬
‫الصوتية التي يصدرها الشريط الوراثي‬
‫المسمى ‪ ، DNA‬إذن الجلد عندما يقشعر‬
‫بنتيجة الستماع إلى خبر ما سار أو مؤلم‬
‫فإن هذا نوع من التجاوب مع الصوت الذي‬
‫استمع إليه هذا النسان‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى‪) :‬الل ّ ُ‬

‫ه‬
‫ن َز َ َ‬
‫مَثان ِ َ‬
‫ي‬ ‫ها َ‬ ‫شاب ِ ً‬ ‫مت َ َ‬
‫ث ك َِتاًبا ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬‫لأ ْ‬ ‫ّ‬
‫م‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ه ْ‬‫ن َرب ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ش ْ‬‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫جلودُ ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫عّر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ق َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ك‬‫ه ذَل ِ َ‬ ‫ر الل ّ ِ‬ ‫م إ َِلى ِذك ْ ِ‬ ‫ه ْ‬‫قُلوب ُ ُ‬ ‫و ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫جُلودُ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت َِلي ُ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ضل ِ ِ‬‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫شاءُ َ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دي ب ِ ِ‬ ‫ه ِ‬‫ه يَ ْ‬ ‫دى الل ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬
‫هاٍد( ]الزمر‪ .[23 :‬فهذه الية‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫ما ل ُ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫تؤكد أن خليا الجلد عند المؤمن تتأثر‬
‫بصوت القرآن وتتجاوب وتقشعر‪ ،‬بينما تجد‬
‫الكافر ل يتأثر‪ ،‬لماذا؟ لن خليا جلده‬
‫اختزنت النفاق والكفر والفواحش والفعال‬
‫السيئة فلم تعد تستجيب لي ترددات صوتية‬
‫إيمانية!‬
‫القسم العملي‬
‫هناك سؤال يتكرر كثيرًا‪:‬‬
‫ما هي اليات المناسبة لمرضي؟ وأقول يا‬

‫أحبتي إن الله أنزل القرآن كله شفاء‪،‬‬
‫وأعتقد أن في القرآن آيات محددة لكل‬
‫مرض ولكن هذا الموضوع يحتاج لجتهاد‬
‫كبير‪.‬‬
‫فالنبي العظم صلى الله عليه وسلم لم‬

‫يبين لنا هذا المر وتركه لنا لنجتهد فيه‬
‫ونجرب ونبحث ونتدبر‪ ،‬وربما يكون الشفاء‬
‫الكامل عندما يستمع المريض إلى القرآن‬
‫كامل ً باستمرار‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ولكن هناك بعض الجتهادات من جهة‬

‫وبعض اليات والسور الثابتة عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وعلى رأسها سورة‬
‫الفاتحة‪.‬‬
‫إن الله تعالى قد أودع في كل آية من آيــات‬

‫كتابه قــوة شــفائية إذا أصــابت المــرض بــرأ‬
‫بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫ويمكنني أن أخبركم إخوتي وأخواتي القراء‬
‫أن الثقة بالله تعالى وبآياته مهمة جــدا ً فــي‬
‫الشــفاء‪ ،‬والصــبر مهــم أيض ـًا‪ ،‬وأن تعلــم أن‬
‫الله لبد أن يستجيب لــك دعــاءك وقراءتــك‪،‬‬
‫ولكن بالطريقــة الــتي يحــددها اللــه تعــالى‪،‬‬
‫وليس أنت!!‬
‫مثل ً عندما أقرأ القرآن على نية شفاء مرض‬
‫ما وبعد فترة أجد أن هذا المرض لم ُيشفى‪،‬‬
‫فماذا يعني ذلك؟ قــد يظــن البعــض أن هــذه‬
‫القــراءة لــم تنفــع!! ولــذلك أقــول ل يجــوز‬
‫لمؤمن أن يظن ذلك‪ ،‬لن الله تعالى أخبرنــا‬
‫بأن القــرآن شــفاء‪ ،‬وكلم اللــه تعــالى حــق‪،‬‬
‫ولكن قد يصرف الله عنا ببركة هــذه اليــات‬
‫مرضا ً آخر لم نكن نحس به! وقد ينجينا اللــه‬
‫تعالى من مصيبة كــبيرة ببركــة هــذه اليــات‬
‫التي قرأناها‪ ،‬وقد يؤخر لنــا اللــه الســتجابة‬
‫إلى يوم القيامة حيث سنكون بأمس الحاجة‬
‫إلى الرحمة والمغفرة والنجاة من النار‪.‬‬
‫أخي الحــبيب‪ :‬أيهمــا أفضــل أن ُتشــفى مــن‬
‫مــرض مثــل الســرطان‪ ،‬أم أنــك تكــون يــوم‬
‫‪55‬‬
‫القيامـــة مـــع النبيـــاء فـــي جنـــة عرضـــها‬

‫السموات والرض؟! ولذلك ل تتعجل الشفاء‬
‫لن المر كله بيد اللــه هــو يفعــل مــا يشــاء‪،‬‬
‫وعليـــك أن تعتقـــد جازمـــا ً أن اللـــه تعـــالى‬
‫يستجيب دعــاءك بطريقــة مــا قــد ل تــدركها‬
‫أنــت‪ ،‬وأن أي آيــة تقرأهــا ســوف تكــون لــك‬
‫شـفاء مـن مـرض ربمـا تجهلـه‪ ،‬وربمـا هـذه‬
‫الية تصرف عنك مرضـا ً كــان سيصــيبك بعــد‬
‫أيام ولكن قراءتك لهذه الية كانت سببا ً في‬
‫صرف ذلك المرض من دون أن تشعر بذلك!‬
‫ما هي المراض التي يشفيها القرآن؟‬
‫اعلــم أن القــرآن شــفاء لكــل داء‪ ،‬وأن اللــه‬
‫تعــالى جعــل فــي آيــات كتــابه لغــة عجيبــة‬
‫هــا‬ ‫َ‬
‫تفهمها الخليا ولذلك قــال تعــالى‪) :‬ي َــا أي ّ َ‬
‫ل إِ َ‬
‫ذا‬ ‫جيُبوا ل ِّلــ ِ‬ ‫َ‬ ‫اّلــ ِ‬
‫ســو ِ‬‫وِللّر ُ‬
‫ه َ‬ ‫ســت َ ِ‬‫مُنــوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬
‫م( ]النفــال‪ ،[24 :‬فهــذه‬ ‫حِييك ُـ ْ‬
‫مــا ي ُ ْ‬
‫م لِ َ‬‫عــاك ُ ْ‬
‫دَ َ‬
‫الية تدل علــى أن اللــه قــد أودع فــي آيــاته‬
‫حياة لنا‪ ،‬فالخلية المصابة والمتضررة والتي‬
‫أصبحت خاملة ومصابة بالمراض‪ ،‬فــإن كلم‬
‫شــطت وعــادت‬ ‫الله تعالى إذا وقــع عليهــا تن ّ‬
‫إليها الحياة من جديــد وأصــبحت أكــثر قــدرة‬
‫علــى مقاومــة المــراض‪ ،‬ولــذلك فــإن تلوة‬
‫آيات محددة على أمراض محــددة تــؤثر علــى‬
‫هذه المراض وتشفيها بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫ولذلك فــإنه يمكننــا القــول إن القــرآن فيــه‬
‫شــفاء لجميــع المــراض مهمــا كــان نوعهــا‬
‫ســواء كــانت أمراضــا ً نفســية أو جســدية أو‬
‫سـا ً أو غيـر ذلـك‪ .‬وينبغـي‬‫كـانت سـحرا ً أو م ّ‬
‫‪56‬‬
‫على المريض أن يعتقد بــذلك‪ ،‬لن العتقــاد‬

‫السليم هو نصف الشفاء إن لم نقل الشفاء‬
‫كله!‬
‫في كل آية من آيات القرآن أودع الله جل جللهه لغهة خفيهة تهؤثر علهى‬
‫المرض فتذهبه بإذن الله تعالى‪ ،‬وهذه النتيجة مؤكدة ولكننا نجهل هههذه‬
‫اللغة الشفائية التي أودعها الله في آيات كتههابه‪ ،‬لههذلك علينهها أن نجتهههد‬
‫في تلوة اليات ونوقن بأننا سُنشفى بإذن الله تعالى‪ ،‬واليقين بالشههفاء‬
‫يمثل نصف الشفاء أو أكثر‪.‬‬
‫كيف نقرأ القرآن على المريض؟‬

‫ينبغي علينا أن ندرك بــأن أفضــل مــن يقــرأ‬
‫القــرآن هــو المريــض نفســه‪ ،‬لن البحــاث‬
‫الجديــدة فــي هــذا المجــال أثبتــت أن صــوت‬
‫المريض هو الكثر تــأثيرا ً علــى مرضــه‪ ،‬وأن‬
‫الخليا تستجيب للــترددات الصــوتية الناتجــة‬
‫عن صاحبها أكثر من استجابتها لصوت آخــر‪،‬‬
‫ولذلك فإنني أنصح كل مريض أن يقرأ علــى‬
‫نفســه اليــات الخاصــة بمرضــه‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫ميته "الرقية الذاتية"‪.‬‬‫س ّ‬
‫‪57‬‬
‫ولكن أحيانا ً يكون المريض فــي حالــة صــعبة‬

‫فل يســتطيع الــتركيز والقــراءة الصــحيحة‬
‫فيمكن الستعانة بمن يقرأ له‪ ،‬وينبغي على‬
‫من يقرأ آيات الشفاء أن يركز تفكيره علــى‬
‫شــفي‬‫المــرض ويتخيــل وكــأن المــرض قــد ُ‬
‫تماما ً ببركة هذه اليات‪.‬‬
‫كما أنصح بأن تكون القــراءة بصــوت مرتفــع‬
‫قليل ً بحيــث يســمعه المريــض‪ ،‬أي أن تكــون‬
‫القــراءة جهريــة وليســت ســرية‪ .‬وذلــك لن‬
‫البحــاث أثبتــت أن الــترددات الصــوتية تــؤثر‬
‫على خليا الجســد المريــض وبخاصــة مــرض‬
‫السرطان أعاذنا الله منه‪.‬‬
‫ما هو الوقت المفضل للقراءة؟‬
‫ل يوجد وقت محدد للعلج بالقرآن إنمــا كــل‬
‫الوقات مناسبة وبكل الوضــعيات أي قائمــا ً‬
‫وجالسا ً ومضطجعًا‪ ،‬ولكنني أفضــل أن يقــرأ‬
‫ء‪ ،‬أي بعــد‬‫المريض على نفسه صباحا ً ومســا ً‬
‫الســتيقاظ مــن النــوم وقبيــل النــوم‪ ،‬وأن‬
‫يكرر اليات التي يراها مناسبة لمرضه ســبع‬
‫مرات لن هذا الرقم لــه دللت كــثيرة وقــد‬
‫كــان النــبي العظــم عليــه الصــلة والســلم‬
‫يكرر بعض آيات الشفاء وأدعيته سبع مرات‪.‬‬
‫العلج بسماع القرآن‬
‫‪58‬‬
‫ينبغي على المريض كعلج مكمــل أن يســمع‬

‫القرآن كل يوم لعدة ســاعات‪ ،‬وكلمــا أمكنــه‬
‫ذلك‪ ،‬وينبغي عليه أن يفكر في اليات الــتي‬
‫يسمعها‪ ،‬أن يتدّبرها لن تدبر القرآن وفهــم‬
‫معانيه هو نوع من العلج أيضًا‪.‬‬
‫عــال ً أنصــح بــأن يســتمع‬ ‫ولكي يكون العلج ف ّ‬
‫المريض إلى القرآن المرتل أثناء النوم‪ ،‬لن‬
‫الــدماغ يبقــى فــي حالــة نشــاط ويســتجيب‬
‫لصوت القرآن حتى لو كــان النســان نائم ـًا!‬
‫وهــذه آيــة مــن آيــات اللــه تبــارك وتعــالى‪،‬‬
‫ل‬‫م ِبالل ّْيــ ِ‬
‫مك ُ ْ‬‫مَنــا ُ‬‫ه َ‬ ‫ن آ ََيــات ِ ِ‬‫مــ ْ‬ ‫و ِ‬‫ولــذلك قــال‪َ ) :‬‬
‫فــي ذَل ِـ َ‬
‫ك‬ ‫ن ِ‬ ‫ه إِ ّ‬‫ضـل ِ ِ‬
‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ؤك ُ ْ‬‫غــا ُ‬ ‫واب ْت ِ َ‬
‫ر َ‬‫ها ِ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن( ]الروم‪.[23 :‬‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ت‬‫ٍ‬ ‫يا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ْ ٍ‬
‫ما هي الرقية الشرعية الثابتة؟‬
‫هناك آيات محددة ينبغـي علـى المريـض أن‬
‫يتلوها دائما ً ولي مرض كان لنــه ثبــت أنهــا‬
‫مفيدة لشفاء جميع المراض وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬قراءة سورة الفاتحة سـبع مـرات‪ :‬وهـذه‬
‫خطـــوة مهمـــة فـــي أي علج لن ســـورة‬
‫الفاتحــة هــي أعظــم ســورة فــي القــرآن‬
‫الكريم‪ .‬وقد أودع الله في كلماتها أسرارا ً ل‬
‫ُتحصى‪ ،‬وهي التي قــال رســول اللــه صــلى‬
‫الله عليه وسلم في ح ّ‬
‫قهــا‪) :‬والــذي نفســي‬
‫بيده لم ينّزل الله مثلها في التوراة ول فــي‬
‫النجيل ول في الزبور ول فــي الفرقــان!(‪.‬‬
‫وسبب قراءتها سبع مرات هو أن الله تعالى‬
‫ماها بالسبع المثاني‪.‬‬
‫س ّ‬
‫‪59‬‬
‫‪ -2‬قراءة آية الكرسي‪ :‬وهي الية رقــم ‪255‬‬

‫من سورة البقرة‪ ،‬وهي قــوله تعــالى‪) :‬الل ّـ ُ‬
‫ه‬
‫وَل‬ ‫ة َ‬ ‫س ـن َ ٌ‬ ‫خ ـذُهُ ِ‬ ‫م َل ت َأ ْ ُ‬ ‫قّيو ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫َل إ ِل َ َ‬
‫ْ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬
‫ت َ‬ ‫وا ِ‬‫ما َ‬ ‫س َ‬‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫و ٌ‬ ‫نَ ْ‬
‫ن‬‫مــا ب َي ْـ َ‬ ‫م َ‬ ‫عل َـ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫عن ْـدَهُ إ ِّل ب ِـإ ِذْن ِ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ُ‬‫ش َ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫خل َ‬ ‫َ‬
‫مــ ْ‬ ‫ء ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫شــ ْ‬ ‫حيطو َ‬ ‫ول ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ف ُ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫أي ْ ِ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬‫ما َ‬ ‫سـ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫سـي ّ ُ‬ ‫ع ك ُْر ِ‬ ‫سـ َ‬‫و ِ‬ ‫شـاءَ َ‬ ‫مـا َ‬ ‫ه إ ِّل ب ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ول ي َُئودُهُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عِلـــ ّ‬ ‫و ال َ‬ ‫هـــ َ‬ ‫و ُ‬ ‫مـــا َ‬ ‫ه َ‬ ‫حفظ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر َ‬ ‫َ‬
‫م(‪ ،‬وهذه أعظم آيــة مــن القــرآن كمــا‬ ‫ُ‬ ‫ظي‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ا َ‬ ‫ل‬
‫أخــبر بــذلك ســيدنا محمــد صــلى اللــه عليــه‬
‫وسلم‪ ،‬ولذلك فهي مهمة جدا ً فــي الشــفاء‪،‬‬
‫لن الله تعالى سيحفظ من يقرؤها من كــل‬
‫سوء أو شر أو مرض‪.‬‬
‫وأنــا أنصــح بقــراءة آيــة الكرســي كــل يــوم‬
‫صباحا ً ومساءً لن الله قــد وضــع فيهــا قــوة‬
‫حفظ لمن يقرؤها‪ ،‬إذن كإجراء وقائي فــإن‬
‫هذه السورة لها مفعول قوي جدا ً في حفظ‬
‫النســان مــن شــر المــراض بأنواعهــا‪ .‬لن‬
‫و‬ ‫هـ َ‬ ‫و ُ‬ ‫مــا َ‬ ‫ه َ‬ ‫فظُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫وَل ي َُئودُهُ ِ‬ ‫فيها قوله تعالى‪َ ) :‬‬
‫م(‪.‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫عل ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪ -3‬آخر آيتين من سورة البقرة‪ :‬وهمــا قــوله‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن َرّبــ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ما أن ْ ِ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫تعالى‪) :‬آ َ‬
‫مَلئ ِك َت ِـ ِ‬ ‫ن ب ِــالل ّ ِ‬ ‫ن ك ُـ ّ َ‬
‫وك ُت ُب ِـ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫مـ َ‬ ‫لآ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫وقــالوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫سـل ِ ِ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫مـ ْ‬ ‫د ِ‬ ‫حـ ٍ‬ ‫نأ َ‬ ‫ه ل ن ُفّرقُ ب َي ْ َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫وُر ُ‬ ‫َ‬
‫صــيُر *‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫غ ْ‬ ‫عَنا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫وإ ِلي ْك ال َ‬ ‫فَران َك َرب َّنا َ‬ ‫وأط ْ‬ ‫عَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬
‫َ َ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫ع‬
‫ُ ْ َ َ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫ً ِ‬ ‫سا‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫ُ َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َل ُ‬
‫ي‬
‫ســيَنا‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫خـذَْنا إ ِ ْ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫ت َرب َّنا َل ت ُ َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ها َ‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫را‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫إ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ِ ْ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أ ْ‬
‫‪60‬‬
‫مل ْن َــا‬‫ح ّ‬ ‫وَل ت ُ َ‬

‫قب ْل ِن َــا َرب ّن َــا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مل ْت َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ف ـْر لن َــا‬ ‫ْ‬
‫واغ ِ‬‫عن ّــا َ‬ ‫ف َ‬ ‫عـ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ة لن َــا ب ِـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مــا ل طاق ـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫علـى ال َ‬ ‫َ‬ ‫ولَنـا َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫وم ِ‬ ‫قـ ْ‬ ‫صـْرَنا َ‬ ‫فان ْ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ت َ‬ ‫مَنـا أْنـ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫واْر َ‬ ‫َ‬
‫ن(‪ .‬وقد أخبر سيدنا محمد صلى الله‬ ‫ري‬
‫ِ ِ َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫عليه وسلم أنه من قــرأ هــاتين اليــتين فــي‬
‫ليلة كفتاه من أي شر ومرض وهم وغم‪.‬‬
‫‪ -4‬سورة الخلص‪ :‬وهذه السورة تعدل ثلث‬
‫القرآن كمــا أخــبر بــذلك الصــادق المصــدوق‬
‫عليه الصلة والســلم‪ .‬وهــي الســورة الــتي‬
‫أودع الله فيها صفات الوحدانية التي انفــرد‬
‫بهــا‪ ،‬ولــذلك فهــي ســورة مهمــة جــدا ً فــي‬
‫العلج لجميع المــراض‪ .‬ويفضــل أن نقرأهــا‬
‫‪ 11‬مــرة بعـدد حــروف )قــل هــو اللــه أحــد(‪،‬‬
‫ولن هذا العــدد لــه إعجــاز مــذهل فــي هــذه‬
‫السورة‪.‬‬
‫‪ -5‬آخـــر ســـورتين مـــن القـــرآن‪ :‬وهمـــا‬
‫المعــوذتين‪ ،‬ســورة الفلــق وســورة النــاس‪،‬‬
‫اللتين قال عنهما النــبي العظــم‪ :‬مــا تعــوذ‬
‫المؤمن بأفضل منهما‪ ،‬أي أن المؤمن عندما‬
‫يلجأ إلى الله تعالى ويقرأ هاتين الســورتين‬
‫صنه من شر المراض‪.‬‬ ‫فإن الله سيحميه ويح ّ‬
‫وكما قلنا إن هذه السور نقرؤها فــي جميــع‬
‫حــالت المــرض‪ ،‬ولكننــا نضــيف لهــا اليــات‬
‫المناسبة للمرض‪ .‬وسوف أضرب لكم أمثلــة‬
‫على ذلك‪:‬‬
‫أمرض القلق والتوتر النفسي والخوف‬
‫‪61‬‬
‫بالضافة للسور السابقة نقرأ قــوله تعــالى‪:‬‬

‫ه أ ََل‬ ‫ر الّلــ ِ‬ ‫ذك ْ ِ‬ ‫م ِبــ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫قُلوب ُ ُ‬
‫ن ُ‬ ‫مئ ِ ّ‬‫وت َطْ َ‬ ‫مُنوا َ‬
‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫)ال ّ ِ‬
‫ب( ]الرعــد‪.[28 :‬‬ ‫قُلــو ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مئ ِ ّ‬ ‫ه ت َطْ َ‬ ‫ر الّلــ ِ‬ ‫ذك ْ ِ‬ ‫ِبــ ِ‬
‫ء‪..‬‬‫ونكرر هذه الية سبع مرات صباحا ً ومسا ً‬
‫سم ِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫كذلك يمكننا قراءة سورة قريش‪) :‬ب ِ ْ‬
‫م‬ ‫هـ ْ‬‫ف ِ‬ ‫ش * ِإيَل ِ‬ ‫قَري ْـ ٍ‬ ‫ف ُ‬ ‫ليَل ِ‬ ‫حيـم ِ * ِ ِ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ذا‬ ‫هـ َ‬ ‫ب َ‬ ‫دوا َر ّ‬ ‫عب ُـ ُ‬ ‫ْ‬
‫فلي َ ْ‬ ‫ف* َ‬ ‫صـي ْ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ء َ‬ ‫شـَتا ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫حل َـ َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫مــ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫جو‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫*‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫َ َ ُ ْ ِ ْ ُ ٍ َ َ َ ُ ْ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ا َ ْ ِ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫ف( ]سورة قريش[‪ .‬وهذه السورة يمكــن‬ ‫و ٍ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫أن نكررها مرات كثيرة لن الله تعــالى أودع‬
‫فيها المن من الخوف‪.‬‬
‫أمراض الحباط والفصام والخمول‬
‫يمكن قراءة سورة يوسف لن هذه السورة‬
‫العظيمة نزلت في أصعب الوقات التي مــر‬
‫بها النــبي الكريــم صــلى اللــه عليــه وســلم‪،‬‬
‫نزلت لتواسيه فــي دعــوته إلــى اللــه وتثبتــه‬
‫على الحق وهــي ســورة التفــاؤل والســورة‬
‫التي تجعل المؤمن أكثر صبرا ً وفرحًا‪.‬‬
‫كذلك يمكن قراءة قوله تعــالى ثلث مــرات‪:‬‬
‫حــوا‬ ‫فل ْي َ ْ‬
‫فَر ُ‬ ‫ك َ‬‫فب ِ ـذَل ِ َ‬
‫ه َ‬
‫مت ِ ِ‬
‫ح َ‬‫وب َِر ْ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ض ِ‬‫ف ْ‬ ‫ل بِ َ‬
‫ق ْ‬‫) ُ‬
‫ن( ]يــونس‪ .[58 :‬ففــي‬ ‫عــو َ‬ ‫م ُ‬‫ج َ‬‫مــا ي َ ْ‬‫م ّ‬‫خي ٌْر ِ‬
‫و َ‬‫ه َ‬‫ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذه الية أودع الله سرا عظيما حيــث تبعــث‬
‫الفرح والسرور في قلب صاحبها‪.‬‬
‫أمراض السرطان بأنواعها‬
‫السرطان هو خلل في برنامج عمل الجسم‪،‬‬
‫ولعلجه لبد من تلوة اليات التي تصلح هذا‬
‫الخلل‪ ،‬ومن اليات الرائعة لعلج هذا الخلــل‬
‫‪62‬‬
‫قوله تعالى على لسان سيدنا موســى عليــه‬

‫ح‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬
‫صـل ِ ُ‬ ‫ن الل ّـ َ‬‫ه إِ ّ‬‫سـي ُب ْطِل ُ ُ‬‫ه َ‬‫ن الل ّـ َ‬ ‫السلم‪) :‬إ ِ ّ‬
‫ه‬
‫مــات ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ق ب ِكل ِ َ‬‫حـ ّ‬ ‫ْ‬
‫ه ال َ‬ ‫ّ‬
‫ق الل ُ‬ ‫ح ّ‬‫وي ُ ِ‬
‫ن* َ‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬‫ف ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬‫َ‬
‫ن( ]يونس‪ ،[82-81 :‬وهذه‬ ‫مو َ‬ ‫ر ُ‬‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫رهَ ال ْ ُ‬ ‫و كَ ِ‬‫ول َ ْ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫اليــات مفيــدة لعلج الســحر أيضــا‪ .‬ويجــب‬
‫تكرار هذه اليات سبع مرات على القل‪.‬‬
‫كذلك يمكن قــراءة سـورة يـس كاملـة علــى‬
‫هــذا المــرض‪ ،‬ويمكــن الســتماع كــل يــوم‬
‫لسورة البقرة كاملة أو لجــزء منهــا‪ ،‬وتكــرار‬
‫سماع سورة البقـرة وذلـك كـل يـوم حسـب‬
‫المستطاع‪ .‬كــذلك أنصــح مرضــى الســرطان‬
‫أن يقرأوا سورة الطور‪ ،‬وسورة الروم‪.‬‬
‫أمراض الجلد والمراض المزمنة بأنواعها‬
‫نقرأ بالضافة للرقية الســابقة دعــاء ســيدنا‬
‫ســه المــرض ســنوات طويلــة‬ ‫أيــوب الــذي م ّ‬
‫فكشف الله عنه هذا الضر ببركة هذا الدعاء‪:‬‬
‫ن(‬ ‫َ‬ ‫ضـر َ‬ ‫َ‬
‫ميـ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّرا ِ‬ ‫حـ ُ‬ ‫ت أْر َ‬ ‫وأن ْـ َ‬ ‫ي ال ّ ّ َ‬ ‫سـن ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫)أّني َ‬
‫]النبيــاء‪ .[83 :‬كــذلك قــراءة قــوله تعــالى‪:‬‬
‫)الل ّ ـه ن َ ـز َ َ‬
‫ها‬ ‫شــاب ِ ً‬ ‫مت َ َ‬ ‫ث ك َِتاب ًــا ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫حـ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫سـ َ‬ ‫ح َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ن َرب ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ش ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫جلودُ ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫عّر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ْ‬
‫ي ت َق َ‬ ‫مَثان ِ َ‬ ‫َ‬
‫ه ذَل ِكَ‬ ‫ّ‬
‫ر الل ِ‬ ‫ْ‬
‫م إ ِلى ِذك ِ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلوب ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫و ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫جلودُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ت َِلي ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ضل ِ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫شاءُ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دي ب ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫دى الل ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬
‫هاٍد( ]الزمر‪.[23 :‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫ما ل ُ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫أمراض الوســاوس والقهــر والخــوف والغــم‬
‫والهموم‬
‫يقــرأ دعــاء ســيدنا يــونس وهــو فــي بطــن‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ك إ ِّني ك ُن ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫حان َ َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫ه إ ِّل أن ْ َ‬
‫ت ُ‬ ‫الحوت‪َ) :‬ل إ ِل َ َ‬
‫‪63‬‬
‫ن( ]النبياء‪ .[87 :‬فقد استجاب اللــه‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬

‫ظال ِ ِ‬
‫لسيدنا يونس ببركة هذا الدعاء‪ .‬وأنصــح مــن‬
‫أصيب بالوساوس أن يكــثر مــن التســبيح أن‬
‫يقول‪) :‬ســبحان اللــه وبحمــده ســبحان اللــه‬
‫العظيم(‪ ،‬فإن التســبيح ينجــي النســان مــن‬
‫الغم والهم والحزن‪.‬‬
‫أمراض العقم والنجاب‬
‫يدعو بدعاء سيدنا زكريا عليه السلم عنــدما‬
‫طلب من ربه أن يهبه غلما ً زكيـا ً فاســتجاب‬
‫ب َل ت َـذَْرِني‬
‫اللــه لــه ببركــة هــذا الــدعاء‪َ) :‬ر ّ‬
‫فردا َ‬
‫ن( ]النبياء‪ .[87 :‬كما‬ ‫رِثي َ‬ ‫خي ُْر ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫َ ْ ً َ‬
‫وأن ْ َ‬
‫أنصـح مـن تـأخر فـي النجـاب أن يكـثر مـن‬
‫قراءة سورة الخلص‪ ،‬وسورة مريم‪.‬‬
‫مشــاكل فــي الســمع والبصــر والتشــوهات‬
‫الخلقية‬
‫أنصح بقراءة سورة العلى ســبع مــرات مــع‬
‫الرقيــة الشــرعية الســابقة‪ .‬والكثــار مــن‬
‫قراءة فاتحة الكتاب‪ .‬وكــذلك ســورة العلــى‬
‫وسورة البلد‪.‬‬
‫مــن أجــل أمــراض الســحر والحســد والعيــن‬
‫والمس والعقد‬
‫أنصح بقراءة سورة البقرة على مراحل‪ ،‬كل‬
‫يــوم يقــرأ مــا يســتطيع مــن هــذه الســورة‬
‫العظيمة‪ ،‬كذلك يســتمع إلــى ســورة البقــرة‬
‫حسب المستطاع كل يــوم‪ .‬مــع الكثــار مــن‬
‫قراءة المعوذتين‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫وهنــاك آيــة عظيمــة يجــب أن نكررهــا ســبع‬

‫مرات وذلك فــي حالــة المــرض أو الســلمة‪،‬‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عــوذُ ب ِـ َ‬ ‫ب أَ ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قـ ْ‬‫و ُ‬ ‫وهي قوله تعالى‪َ ) :‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫عـــوذُ ِبـــ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ال ّ‬
‫بأ ْ‬ ‫ك َر ّ‬ ‫وأ ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫طي ِ‬ ‫شـــَيا ِ‬ ‫مـــَزا ِ‬‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ن( ]المؤمنون‪.[98-97 :‬‬ ‫ضُرو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫وهناك أيضا ً آية لم أحس أو شعر بأن ضــررا ً‬
‫مــا ســيحل بــه أو خــاف مــن الشــر أو شــعر‬
‫بالوسوسة‪ ،‬فما عليه إل أن يكرر هذه اليــة‪:‬‬
‫َ‬
‫ه(‬ ‫ن الّلــ ِ‬ ‫د إ ِّل ِبــإ ِذْ ِ‬
‫حــ ٍ‬‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن بِ ِ‬
‫ضاّري َ‬‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬
‫ما ُ‬‫و َ‬‫) َ‬
‫]البقرة‪ [102 :‬وذلك سبع مرات‪.‬‬
‫العلج بالصيام‬
‫أقوى سلح ضد جميع المراض هــو الصــوم‪،‬‬
‫وهذه حقيقة علميــة ثابتــة‪ ،‬لــذلك أكــثر مــن‬
‫الصيام‪ ،‬وسوف تجد تحسنا ً كبيرا ً مهما كــان‬
‫مرضك‪.‬‬
‫عالج السموم بالصيام‬
‫إن الدواء لكــثير مــن المــراض موجــود فــي‬
‫داخل كل منا‪ ،‬فجميع الطباء يؤكدون اليــوم‬
‫أن الصوم ضرورة حيويـة لكــل إنسـان حــتى‬
‫ولو كان يبدو صحيح الجسم‪ ،‬فالسموم التي‬
‫تتراكم خلل حياة النســان ل يمكــن إزالتهــا‬
‫إل بالصيام والمتناع عن الطعام والشــراب‪.‬‬
‫يدخل إلــى جســم كــل واحــد منــا فــي فــترة‬
‫حياته من الماء الذي يشربه فقط أكــثر مــن‬
‫مئتــي كيلــو غــرام مــن المعــادن والمــواد‬
‫السامة!! وكل واحد منا يستهلك في الهــواء‬
‫الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المــواد‬
‫‪65‬‬
‫الســامة والملوثــة مثــل أكاســيد الكربــون‬

‫والرصاص والكبريت‪.‬‬
‫فتأمل معي كم يستهلك النسان من معادن‬
‫ل يســتطيع الجســم أن يمتصــها أو يســتفيد‬
‫منها‪ ،‬بــل هــي عبــء ثقيــل تجعــل النســان‬
‫س بـالوهن والضـعف وحـتى الضـطراب‬ ‫يحـ ّ‬
‫فــي التفكيــر‪ ،‬بمعنــى آخــر هــذه الســموم‬
‫تنعكس سلبا ً على جسده ونفسه‪ ،‬وقد تكون‬
‫هــي الســبب الخفــي الــذي ل يــراه الطــبيب‬
‫لكثير من المــراض المزمنــة‪ ،‬ولكــن مــا هــو‬
‫الحل؟‬
‫إن الحــل المثــل لستئصــال هــذه المــواد‬
‫المتراكمة فــي خليــا الجســم هــو اســتخدام‬
‫سلح الصــوم الــذي يقــوم بصــيانة وتنظيــف‬
‫هذه الخليا بشكل فعــال‪ ،‬وإن أفضــل أنــواع‬
‫الصوم ما كان منتظمًا‪ .‬ونحن عنــدما نصــوم‬
‫للــه شــهرا ً فــي كــل عــام إنمــا نتبــع نظام ـا ً‬
‫ميكانيكيـــا ً جيـــدا ً لتصـــريف مختلـــف أنـــواع‬
‫السموم من أجسادنا‪.‬‬
‫عالج ضغوطك النفسية بالصيام‬
‫للصيام قدرة فائقة على علج الضــطرابات‬
‫النفسية القوية مثل الفصــام!! حيــث يقــدم‬
‫الصوم للدماغ وخليا المــخ اســتراحة جيــدة‪،‬‬
‫وبنفس الوقت يقوم بتطهيــر خلبــا الجســم‬
‫مــن الســموم‪ ،‬وهــذا ينعكــس إيجابيــا ً علــى‬
‫استقرار الوضع النفسي لدى الصائم‪.‬‬
‫حتى إننـا نجـد أن كـثيرا ً مـن علمـاء النفـس‬
‫‪66‬‬
‫يعالجون مرضاهم النفسيين بالصــيام فقــط‬

‫وقــد حصــلوا علــى نتــائج مبهــرة وناجحــة!‬
‫ولذلك يعتبر الصوم هو الدواء النــاجع لكــثير‬
‫من المراض النفســية المزمنــة مثــل مــرض‬
‫الفصام والكتئاب والقلق والحباط‪.‬‬
‫ســـن قـــدرتنا علـــى تحمـــل‬
‫إن الصـــيام يح ّ‬
‫الجهــــادات وعلــــى مواجهــــة المصــــاعب‬
‫الحياتيــة‪ ،‬بالضــافة للقــدرة علــى مواجهــة‬
‫الحباط المتكرر‪ .‬وما أحوجنا في هذا العصر‬
‫المليـــء بالحبـــاط أن نجـــد العلج الفعـــال‬
‫لمواجهة هذا الخطر! كما أن الصــوم يحســن‬
‫دئ الحالة النفسية‪.‬‬ ‫النوم ويه ّ‬
‫فلـــدى البـــدء بالصـــوم يبـــدأ الـــدم بطـــرح‬
‫الفضلت السامة منــه أي يصــبح أكــثر نقــاء‪،‬‬
‫وعنــدما يــذهب هــذا الــدم للــدماغ يقــوم‬
‫بتنظيفه أيضا ً فيكون لدينا دماغ أكــثر قــدرة‬
‫على التفكيــر والتحمــل‪ ،‬بكلمــة أخــرى أكــثر‬
‫استقرارا ً للوضع النفسي‪.‬‬
‫عالج الوزن الزائد بالصيام‬

‫حالمــا يبــدأ النســان بالصــيام تبــدأ الخليــا‬
‫الضعيفة والمريضة أو المتضررة في الجسم‬
‫لتكــون غــذاءً لهــذا الجســم حســب قاعــدة‪:‬‬
‫الضــعف ســيكون غــذاءً للقــوى‪ ،‬وســوف‬
‫يمارس الجسم عملية الهضــم اللــي للمــواد‬
‫المخزنة على شــكل شــحوم ضــارة‪ ،‬وســوف‬
‫يبــدأ بــابتلع النفايــات الســامة والنســجة‬
‫‪67‬‬
‫المتضررة ويزيل هذه السموم‪.‬‬

‫ويؤكد الباحثون أن هذه العمليــة تكــون فــي‬
‫أعلى مستوياتها في حالــة الصــيام الكامــل‪،‬‬
‫أي الصيام عــن الطعــام والشــراب‪ ،‬وبكلمــة‬
‫أخــرى الصــيام الســلمي‪ ،‬فتأمــل عظمــة‬
‫الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي‬
‫يقدمها لنا‪.‬‬
‫عالج الشهوة الجنسية بالصيام‬
‫إن إنتــاج الهرمــون الجنســي يكــاد يكــون‬
‫معدوما ً أثناء الصوم‪ ،‬ولذلك نجــد أن للصــيام‬
‫تــأثير كــبير علــى اســتقرار الحالــة الجنســية‬
‫وتجنب الهيجان الــذي يســببه امتلء المعــدة‬
‫وقّلة الخشوع‪ ،‬وإذا علمنا بــأن الصــوم يــؤثر‬
‫إيجابيا ً على استقرار الحالة النفسية وعلمنا‬
‫بأن الحالة الجنسية تابعة بشكل كبير للحالــة‬
‫النفسية‪ ،‬فإن الصوم يعني اســتقرار الحالــة‬
‫الجنسية وتخفيض أثرها للحدود الدنيا‪.‬‬
‫عالج شيخوختك بالصيام‬
‫أظهــرت الدراســات والتجــارب أن ممارســة‬
‫الصيام علــى الحيوانــات يضــاعف مــن فــترة‬
‫بقائهــا أو حياتهــا! ونجــد كــذلك المئات مــن‬
‫الكتب الصادرة حول الصيام وهــي لمـؤلفين‬
‫غيــر مســلمين‪ ،‬وجميعهــم يؤكــدون علقــة‬
‫الصــيام بــالعمر المديــد‪ ،‬ويؤكــد كــثير مــن‬
‫العلمـــاء أن الصـــوم هـــو أفضـــل طريقـــة‬
‫للسيطرة على جسم صحيح ومعــافى‪ .‬وهــذا‬
‫بالنسبة لصيامهم وهو على عصــير الفــواكه‬
‫‪68‬‬
‫فقـط ول يتميـز بــأي روحانيــة أو خشـوع أو‬

‫إحســاس بمتعــة الصــيام كمــا فــي البلــدان‬
‫السلمية‪.‬‬
‫إن التنظيــف المســتمر للخليــا باســتخدام‬
‫الصيام يؤدي إلــى إطالــة عمــر هــذه الخليــا‬
‫وبالتالي تــأخر الشــيخوخة لــدى مــن ينتظــم‬
‫فــي الصــيام‪ .‬حــتى إن حاجــة الجســم مــن‬
‫البروتين تخــف خلل الصــيام إلــى الخمــس!‬
‫وهــذا مــا يعطــي قــدرا ً مــن الراحــة للخليــا‪،‬‬
‫حــتى إن الصــيام هــو وســيلة لتجديــد خليــا‬
‫الجسم بشكل آمن وصــحيح‪ .‬فــإذا كــان هــذا‬
‫تأثير الصـيام غيــر السـلمي‪ ،‬فكيــف بتــأثير‬
‫الصيام السلمي؟‬
‫عالج التدخين بالصيام‬
‫يســاعد الصــوم علــى تــرك التــدخين! فهــو‬
‫يعمــل فــي جســم النســان مثــل الســلح‬
‫الخفي الذي ل ُيرى‪ ،‬فيطرد المــواد الســامة‬
‫مثل النيكوتين‪ ،‬وبنفس الوقت ينظــف الــدم‬
‫فتنخفض الشهوة للدخان بسرعة مذهلة‪.‬‬
‫عالج أمراض المفاصل بالصيام‬
‫من الشياء الغريبة فــي الصــوم أنــه يســاعد‬
‫علــى شــفاء آلم الظهــر والعمــود الفقــري‬
‫والرقبــة‪ .‬وكــذلك يعالــج الصــوم الكــثير مــن‬
‫حالت الوهن العام واللتهابات بأنواعها‪.‬‬
‫عالج أمراض الجهاز الهضمي بالصيام‬
‫كم هو عدد الشــخاص المصــابين بالمســاك‬
‫‪69‬‬
‫المزمن وقد تناولوا الكثير مــن الدويــة دون‬

‫أية فائدة‪ ،‬ليتهم يجّربون الصــوم وســيجدون‬
‫سن السريع لحالتهم بــإذن اللــه تعــالى‪.‬‬‫التح ّ‬
‫وكذلك المــراض المزمنــة للجهــاز الهضــمي‬
‫يمكــن أن يجــدوا فــي الصــيام حل ّ مؤكــدا ً‬
‫لشفائها‪ .‬وكذلك التهــاب الكولــون والتهــاب‬
‫المعاء المزمن‪ .‬ونجد الباحثين يؤكدون بــأن‬
‫‪ % 85‬من المراض تبــدأ فــي الكولــون غيــر‬
‫النظيف والدم الملوث‪.‬‬
‫عالج ضغط الدم العالي‬
‫هنالك حالت كثيرة من الصابة بضغط الــدم‬
‫المرتفــع والمزمــن حيــث ل يعطــي الــدواء‬
‫الكيميائي إل نتــائج محــدودة‪ ،‬وهــذا المــرض‬
‫يعالجه الصيام بشكل جيد‪.‬‬
‫عالج مرض السكر‬
‫ضّرهم‪ ،‬بل يســاعدهم علــى‬ ‫فإن الصوم ل ي ُ‬
‫الشفاء‪ .‬وقــد يكــون الســبب الرئيســي فــي‬
‫ذلــك هــو أن الصــائم يتمتــع بنفســية جيــدة‬
‫وحالــة مســتقرة تغيــب فيهــا النفعــالت‬
‫والضــــطرابات‪ ،‬وتخيــــم عليــــه الســــكينة‬
‫والطمأنينــة‪ ،‬وهــذا مــا ينظــم عمــل أجهــزة‬
‫الجسم ويجعلها أكثر قدرة وكفاءة في علج‬
‫السكر وتنظيم مستوياته‪.‬‬
‫عالج الربو بالصيام‬
‫الصــوم وســيلة جيــدة لعلج الربــو وأمــراض‬
‫الجهـــاز التنفســـي‪ .‬وكـــثير مـــن المـــراض‬
‫المزمنــة للجهــاز التنفســي تــزول بمجــرد‬
‫‪70‬‬
‫المداومة على الصيام‪ ،‬فسبحان الله!‬

‫عالج قلبك بالصيام‬
‫والصــوم يعالــج المــراض القلبيــة وتصــلب‬
‫الشرايين‪ .‬وإننـي أعـرف شخصـا ً منــذ عشـر‬
‫سنوات وقد أكد لـه الطبـاء بضـرورة إجـراء‬
‫عملية للقلب بسبب انسداد قسم كــبير مــن‬
‫الشــرايين والوعيــة‪ ،‬وأكــدوا لــه جميعــا ً أن‬
‫حــالته فــي خطــر شــديد إذا لــم يجــر هــذه‬
‫العملية ولكنه لم يفعل أي شــيء ســوى أنــه‬
‫يصـوم شـهرين قبـل رمضـان وشـهر بعـده‪،‬‬
‫والعجيب أنه يتمتع بصحة جيدة مع العلــم أن‬
‫عمره فوق السبعين‪.‬‬
‫عالج الكبد بالصيام‬

‫أمراض الكبــد مهمــا كــان نوعهــا فقــد أثبــت‬
‫الصوم قدرته على علجها بدون آثار سلبية‪.‬‬
‫عالج أمراض الجلد بالصيام‬
‫يعالج الصــيام أمــراض الجلــد وبشــكل خــاص‬
‫الحساسية والكزمــا المزمنــة‪ .‬ويحــدث ذلــك‬
‫بسبب ارتفاع مناعة الجسم أثناء الصوم‪.‬‬
‫عالج الحصيات بالصيام‬
‫يفيد الصوم في الوقاية من مــرض الحصــى‬
‫الكلوية‪ .‬وكــذلك الحصــيات بأنواعهــا‪ ،‬وأعــود‬
‫فأتحدث عن الشخص السابق مريض القلب‪،‬‬
‫فقد كان يعاني من وجود حصية كــبيرة فــي‬
‫المثانة‪ ،‬ولكن الطباء لــم يســتطيعوا إجــراء‬
‫‪71‬‬
‫أي عملية بسبب أن قلبه ل يتحمل التخــدير‪،‬‬

‫إل على مسؤوليته‪.‬‬
‫ولكنه رفض العملية الجراحية أيضا ً وقرر أن‬
‫يصوم فإذا به بعد عدة أشهر لــم يعــد يشــكو‬
‫مـــن أي شـــيء‪ ،‬وهـــذه معلومـــات مؤكـــدة‬
‫ويؤكدها جميع الباحثين اليوم‪.‬‬
‫عالج السرطان بالصيام‬
‫إن الصيام ينفع في علج المــراض الخبيثــة‬
‫مثل السرطان‪ .‬كما أن الصوم يعتبر الســلح‬
‫رقم واحد في الطب الوقائي‪.‬‬
‫العلج بأسماء الله تعالى‬
‫هنــاك طريقــة رائعــة للعلج بأســماء اللــه‬
‫الحســنى فلكــل اســم عمــل وتــأثير وقــوة‬
‫شـــفائية وتســـتطيع اختيـــار الســـم الـــذي‬
‫يناسب حالتك‪ ،‬فاســم )الغنــي( لعلج الفقــر‬
‫والحاجــة‪ ،‬واســم )الســلم( لعلج الخـــوف‬
‫والقلــق والحبــاط‪ ،‬واســم )القــوي( لعلج‬
‫الضعف بكافة أنواعه‪ ،‬واسم )البــارئ( لعلج‬
‫كافة المراض‪ ...‬وهكذا‪ .‬وتكرر أي اسم مــن‬
‫أسماء الله الحسنى عددا ً كبيرا ً مــن المــرات‬
‫حــتى يتــم الشــفاء‪ ،‬طبع ـا ً بالضــافة لليــات‬
‫القرآنية السابقة‪ .‬مع العلم أنه ل يوجد عــدد‬
‫محدد لتكرار السم‪ ،‬كلمــا ذكــرت اللــه أكــثر‬
‫كان الشفاء أسرع!‬
‫العلج بالستغفار‬
‫‪72‬‬
‫اســتغفر اللــه كــل يــوم مئة مــرة صــباحا ً‬

‫ء‪) :‬أستغفر الله العظيم وأتـوب إليـه(‪،‬‬ ‫ومسا ً‬
‫فهذا الستغفار مفيد للرزق وإصــلح الولد‬
‫وسوف ينجيك اللــه مــن الخطــار والشــرور‬
‫ببركــة الســتغفار‪ ،‬وهــو شــفاء للمــراض‬
‫بجميع أنواعها‪.‬‬
‫ت‬ ‫قْلــ ُ‬‫ف ُ‬ ‫يقول تعالى على لسان سيدنا نوح‪َ ) :‬‬
‫ل‬ ‫سـ ِ‬ ‫فــاًرا * ي ُْر ِ‬ ‫غ ّ‬‫ن َ‬ ‫ه ك َــا َ‬
‫م إ ِن ّ ـ ُ‬ ‫فُروا َرب ّك ُـ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫س ـت َ ْ‬
‫ا ْ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫وا ٍ‬‫م َ‬‫م ب ِـأ ْ‬‫ددْك ُ ْ‬‫مـ ِ‬ ‫وي ُ ْ‬
‫م ـدَْراًرا * َ‬ ‫م ِ‬ ‫عل َي ْك ُـ ْ‬
‫ماءَ َ‬ ‫سـ َ‬ ‫ال ّ‬
‫هــاًرا(‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع ْ‬
‫م أن ْ َ‬‫ل لك ْ‬ ‫ج َ‬
‫وي َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫جّنا ٍ‬
‫م َ‬ ‫ل لك ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ن َ‬ ‫وب َِني َ‬
‫َ‬
‫]نوح‪ .[12-10 :‬فالستغفار هو طريقك إلــى‬
‫الشفاء وإلــى مزيــد مــن الــرزق ومزيــد مــن‬
‫النجاح في الحياة‪.‬‬
‫العلج بالتفكر في خلق الله‬
‫وهــذه طريقــة جديــدة للعلج بــأن نتأمــل‬
‫مخلوقــات اللــه مثــل النباتــات مــن حولنــا‪،‬‬
‫والنجوم والقمر والسماء في الليل‪ ،‬ونتأمل‬
‫الحيوانــات والحشــرات وكيــف أتقــن اللــه‬
‫صناعتها‪ ،‬نتأمل عالم النمل‪ ،‬وعــالم النحــل‪،‬‬
‫وعــالم البــل‪ ....‬إنهــا أرقــى طريقــة فــي‬
‫العلج‪ ،‬لن التفكــر فــي خلــق اللــه تعــالى‬
‫يعطي قوة كبيرة للنظام المنــاعي للجســم‪،‬‬
‫وهــذا الكلم عــن تجربــة شخصــية طويلــة‪،‬‬
‫وأنصــح بهــا كــل مــن يعــاني مــن أمــراض‬
‫مستعصية جدا ً عجز الطب عن شـفائها مثـل‬
‫الســــرطان‪ ،‬والتهــــاب الكبــــد الوبــــائي‬
‫واللتهابــات بأنواعهــا‪ ،‬والمــراض المزمنــة‬
‫والحادة مهما كان نوعها‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫العلج بالعسل وزيت الزيتون‬

‫أيضــا ً تقــرأ اليــات القرآنيــة علــى العســل‬
‫المـذاب بالمـاء وتشـربه‪ ،‬وكـذلك تقـرأ هـذه‬
‫اليات على زيت الزيتون وتشــربه أو تــدهن‬
‫به جسدك مكان المرض‪.‬‬
‫ب‬‫ش ـَرا ٌ‬ ‫هــا َ‬ ‫ن بُ ُ‬
‫طون ِ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ج ِ‬‫خ ـُر ُ‬
‫يقــول تعــالى‪) :‬ي َ ْ‬
‫خت َل ِ ٌ َ‬
‫في ذَِلــ َ‬
‫ك‬ ‫ن ِ‬ ‫س إِ ّ‬‫فاءٌ ِللّنا ِ‬‫ش َ‬
‫ه ِ‬ ‫في ِ‬‫ه ِ‬ ‫ف أل ْ َ‬
‫وان ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن( ]النحل‪.[69 :‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وم ٍ ي َت َفكُرو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َلي َ ً‬
‫ة ل ِق ْ‬
‫بعد اختبارات طويلة وجد الدكتور ‪Glenys‬‬
‫‪ Round‬اختصاصي أمراض السرطان شيئا ً‬
‫غريبا ً في العسل! فقد لحظ أن للعسل‬
‫تأثيرا ً مدهشا ً في علج السرطان‪ .‬ويقول‬
‫إننا نستعمل العسل في علج سرطان الجلد‬
‫حيث يخترق الجلد ويعالج هذه السرطان‬
‫بشكل تعجز عنه أفضل الدوية‪.‬‬
‫كذلك يؤكد أن كل الدوية وقفت عاجزة‬
‫أمام علج القروح ولكنهم تمكنوا أخيرا ً من‬
‫شفائها بالعسل‪ .‬والشيء الذي يؤكده جميع‬
‫المرضى الذين تمت معالجتهم بالعسل أنهم‬
‫يحسون بسعادة أثناء العلج‪ ،‬فل آثار جانبية‪،‬‬
‫ول ألم‪..‬‬
‫‪74‬‬
‫في كتاب الله نجد أن المادة الغذائية الوحيدة التي وصفها الله تعالى‬
‫بأن فيها شفاء للناس هي العسل‪ .‬يقول عز وجل‪) :‬يخرج من بطونها‬
‫شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس( ]النحل‪ .[69 :‬وإذا تتبعنا‬
‫الكتشافات الحديثة نجد أن العسل يستخدم حديثا ً في علج الحروق‬
‫والجروح المتقيحة وعلج أمراض الجلد والحفاظ على صفاء ونقاء‬
‫البشرة وعلج الكلف والنمش‪ .‬كذلك يفيد العسل في منع تساقط‬
‫الشعر وعلج تلف هذا الشعر‪ .‬بالضافة إلى فائدته في التهابات المعاء‬
‫وكثير من أنواع السرطان‪.‬‬
‫لقد حيرت بعض أنواع الجراثيم باحثي‬

‫الوليات المتحدة المريكية ولم يجدوا لها‬
‫علجًا‪ ،‬ولكنهم اليوم يحاولون استخلص‬
‫المضادات الحيوية الموجودة في العسل‬
‫لتعقيم المشافي حيث يؤكدون أنها من‬
‫أفضل المضادات الحيوية!‬
‫كما يؤكد الخبراء أنه يتم إنفاق ستة بليون‬
‫دولر سنويا ً على علج الجروح والحروق‪،‬‬
‫فروا نسبة‬‫ولو تم العتماد على العسل لو ّ‬
‫‪75‬‬
‫كبيرة من الموال‪ .‬إذا ً العسل يوفر المال‬

‫أيضًا‪.‬‬
‫كمــا وجــد بعــض البــاحثين أن العســل يملــك‬
‫قـــوة شـــفائية فـــي علج قـــروح المعـــدة‬
‫والتهابــات الحنجــرة‪ .‬ووجــدوا أن الجراثيــم‬
‫تجتمـــع بطريقـــة خاصـــة لتـــدعم بقاءهـــا‬
‫وتجمعاتها‪ ،‬وأثبت البحث العلمي أن العســل‬
‫يقــوم بتفريــق دفاعــات الجراثيــم ويشــتتها‬
‫ويضعفها‪ ،‬مما يساعد الجسـم علـى القضـاء‬
‫عليهــا‪ .‬وقـد قـام العلمـاء مـؤخرا ً باكتشـاف‬
‫مــادة فــي العســل تمنــع التأكســد وبالتــالي‬
‫تفيد في علج الكولسترول‪.‬‬
‫ولذلك يعجب العلماء من الطاقة الخفية‬
‫الموجودة في العسل والتي تستطيع شفاء‬
‫المراض المستعصية‪ ،‬ويتساءلون‪ :‬كيف‬
‫يحدث الشفاء؟ ما هو الشيء الذي يقوم به‬
‫العسل داخل خليا جسدنا فنجد أن‬
‫السرطان يتوقف بشكل مفاجئ‪ ،‬ونجد أن‬
‫الكثير من البكتريا يتوقف نموها في‬
‫الجسم‪ ،‬ونجد أن الجهاز المناعي ينشط‬
‫ويصبح أكثر فاعلية‪ ....‬ما الذي يحدث؟ ل‬
‫أحد لديه الجابة‪.‬‬
‫ولكننا بقليـل مـن التأمـل فـي هـذا القـرآن‬
‫ك إ َِلـى‬ ‫حى َرّبـ َ‬ ‫وتحديدا ً في قوله تعالى‪َ ) :‬‬
‫و َ‬‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مــ‬
‫َ ِ َ‬ ‫و‬ ‫تــا‬ ‫يو‬
‫ِ ُ ُ ً‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫بــا‬‫ج َ‬‫ن ال ْ ِ‬
‫مــ َ‬ ‫ذي ِ‬ ‫خــ ِ‬ ‫ن ات ّ ِ‬ ‫لأ ِ‬ ‫حــ ِ‬‫الن ّ ْ‬
‫ل‬‫ن ك ُـ ّ‬
‫مـ ْ‬ ‫م ك ُل ِــي ِ‬ ‫ن * ث ُـ ّ‬ ‫شــو َ‬ ‫ر ُ‬
‫ع ِ‬‫مــا ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫و ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ج ِ‬
‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬‫ج ِ‬‫خ ـُر ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ك ذُلل ي َ ْ‬ ‫ل َرب ّـ ِ‬ ‫سب ُ َ‬‫كي ُ‬ ‫سل ِ‬‫ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫الث ّ َ‬
‫‪76‬‬
‫خت َل ِـ ٌ َ‬
‫فاءٌ‬‫شـ َ‬
‫ه ِ‬ ‫في ـ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ف أل ْـ َ‬
‫وان ُ ُ‬ ‫م ْ‬‫ب ُ‬ ‫هــا َ‬
‫ش ـَرا ٌ‬ ‫بُ ُ‬
‫طون ِ َ‬
‫ن(‬‫فك ّـُرو َ‬‫وم ٍ ي َت َ َ‬ ‫قـ ْ‬ ‫ة لِ َ‬‫ك َل َي َـ ً‬
‫فــي ذَل ِـ َ‬‫ن ِ‬ ‫س إِ ّ‬
‫ِللن ّــا ِ‬
‫]النحل‪ ،[69-68 :‬سوف نجد أن اللــه تعــالى‬
‫أودع في هذا العسل قوة شفائية من كلمه‬
‫حــى(‪ ،‬فلــذلك مــن‬ ‫عز وجــل مــن كلمــة ) َ‬
‫و َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫الضــروري أن نقــرأ علــى العســل قبــل أن‬
‫نتناوله سواء للعلج أو للغذاء‪.‬‬
‫يحتوي العسل على فيتامين )ب ‪ (1‬الذي‬
‫يفيد في التهاب العصاب وتنميل الطراف‪.‬‬
‫كما يحتوي العسل على الفيتامين )ب ‪(2‬‬
‫المفيد لعلج قرحة الفم وتشقق الشفاه‬
‫والتهاب العين‪ .‬كما يحتوي العسل على عدد‬
‫من المعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم‬
‫والكالسيوم والمغنزيوم والحديد والنحاس‬
‫والفوسفور والكبريت وهذه المجوعة‬
‫تساعد على تهدئة الحالة النفسية لدى‬
‫المريض المصاب باضطرابات نفسية‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫يحوي العسل "المعلومات" التي انتقلت من النحل إلى هذا العسل‬

‫أثناء إنتاجه‪ ،‬هذه المعلومات موجودة في رحيق الزهار حيث تتفاعل‬
‫دل ويزداد مفعولها لتكون جاهزة للستفادة‬ ‫داخل بطون النحل وتع ّ‬
‫منها‪ ،‬وهنا يكمن سر الشفاء بالعسل‪ .‬فالله تعالى زود كل نحلة ببرامج‬
‫موجودة في خليا دماغها ولذلك هي تقوم بخطة مرسومة لها مسبقا ً‬
‫َ‬
‫ل( ]النحل‪:‬‬ ‫ك إ َِلى الن ّ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫حى َرب ّ َ‬
‫وهو ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى‪) :‬وَأوْ َ‬
‫‪ .[68‬فهو إذا ً طريق مرسوم ووحي من الله بأسلوب نجهله نحن‬
‫البشر!‬
‫والعسل له حضور مهــم جــدا ً عنــد الطفــال‬

‫الرضع ووقــايتهم مــن فقــر الــدم والكســاح‬
‫ولعلج التبول اللإرادي لدى الطفال‪ ،‬ولكن‬
‫يجب أن يتناولوا كميات صغيرة منه بالنســبة‬
‫للطفال دون العام‪ ..‬كمــا أن مضــغ القليــل‬
‫من شمع العسل مع العسل الصافي يســاعد‬
‫على علج الزكام والتهاب الحلق والســعال‪،‬‬
‫‪78‬‬
‫ولشفاء الجيوب النفيــة وحساســية النــف‪.‬‬

‫كما يستفاد من العسل في معالجة الرهــاق‬
‫العضــلي والتشــنجات العضــلية‪ .‬كــذلك يفيــد‬
‫العســل فــي علج أمــراض الكبــد وحــالت‬
‫التسمم‪.‬‬
‫أمراض يشفيها العسل‬
‫‪ -‬يمكن علج الرق وقلة النوم شرب كأس‬
‫ماء مذاب فيه ملعقة من العسل قبل النوم‪،‬‬
‫فقد وجد بعض الباحثين تأثيرا ً مهدئا ً لشراب‬
‫العسل‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن استعمال العسل لعلج تشقق‬
‫الشفاه‪ ،‬وعلج الجلد المتجعد‪ ،‬أي لتجميل‬
‫وتنشيط الجلد المترهل‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقة عسل كل يوم قد تقيك من نوبة‬
‫قلبية قاتلة‪ ،‬هذا ما يؤكده الباحثون من‬
‫خلل الدراسات الجديدة على العسل‪ ،‬حيث‬
‫لحظوا أنه يساهم في تنظيم عمل القلب‪.‬‬
‫‪ -‬وفي بحث حديث جدا ً نصح وجد الطباء أن‬
‫تناول ملعقة من العسل كل يوم يعالج‬
‫السعال المزمن‪ ،‬بشكل أفضل من الدوية‬
‫الكيميائية المعروفة‪.‬‬
‫‪ -‬بحث آخر وجد أنه حيث تعجز الدوية‬
‫الكيميائية عن علج الربو والتهابات الرئتين‬
‫والمجاري التنفسية‪ ،‬فإن العسل أثبت‬
‫قدرته الكبيرة على الشفاء!‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬لعلج التوتر النفسي والتهاب العصاب‬

‫والضطرابات المختلفة في أنظمة عمل‬
‫الجسد‪ ،‬فإن العسل له طاقة عجيبة في‬
‫تنظيم وتخفيف هذه الضطرابات وتهديء‬
‫الحالة النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬لعلج التهابات اللثة وتسوس السنان‪،‬‬
‫فقد أثبتت بعض التجارب الشعبية أن تدليك‬
‫اللثة بالعسل يقوي اللثة الضعيفة وينشط‬
‫حركة الدم ويقتل البكتريا المؤذية في‬
‫الفم‪.‬‬
‫‪ -‬لعلج الضعف الجنسي وأمراض العقم‪،‬‬
‫فقد أثبتت بعض التجارب أن للعسل مفعول‬
‫في تنشيط وتنظيم الحالة الجنسية لدى‬
‫الرجل والمرأة على حد سواء‪ ،‬كذلك هناك‬
‫بعض البحاث بينت الدور المهم للعسل في‬
‫علج العقم‪.‬‬
‫ت تعاني من حساسية ما فعليك‬‫‪ -‬إذا كن َ‬
‫بتناول القليل من شراب العسل وذلك بعد‬
‫قراءة القرآن عليه بصوت مسموع وبخشوع‬
‫وتأمل‪ ،‬وبعد فترة يمكن أن تصل إلى ثلثة‬
‫أشهر سوف تجد أن الحساسية التي عجز‬
‫الطب عن علجها سوف تخف كثيرا ً بإذن‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫وأنصــح يــا أحبــتي أن نلجــأ إلــى الشــفاء‬
‫بالعسل والقرآن وهذا مــا نصــحنا بــه النــبي‬
‫العظم عليه صلوات اللــه وســلمه‪ ،‬فنكــون‬
‫‪80‬‬
‫ت‬
‫بذلك قد أخذنا أسباب الشــفاء‪ .‬وقــد وجــد ُ‬
‫بالتجربة أننا عندما نقرأ على العسل المذاب‬
‫بالماء )شراب العسل( سورة الفاتحــة ســبع‬
‫س( سبع‬ ‫ش َ‬
‫فاءٌ ِللّنا ِ‬ ‫ه ِ‬
‫في ِ‬
‫مرات وقوله تعالى ) ِ‬
‫مرات أيضا ً فإن هذا الشــراب ســيتأثر بتلوة‬
‫القــرآن وتــزداد فــاعليته بــإذن اللــه ويصــبح‬
‫أكثر قدرة على الشفاء‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫العلج بالعشاب‬
‫يمكنك أن تستشير المختصين بالعشاب مــا‬
‫هي العشبة المناسبة لمرضــك‪ ،‬وتغلــي هــذه‬
‫العشــبة بالمــاء ثــم تقــرأ عليهــا القــرآن‬
‫وتتناولها‪ ،‬فالقراءة دائما ً تزيــد مــن الطاقــة‬
‫الشفائية للعشبة‪.‬‬
‫أحبتي في الله! لماذا ل تســتبدلون القهــوة‬
‫والمشـــروبات الغازيـــة بالشـــاي الخضـــر‬
‫والبابونــج والنعنــاع؟! وقــد دلــت المشــاهدة‬
‫علـــى أن النســـان الـــذي يتنـــاول شـــراب‬
‫البابونــج وغيــره مــن العشــاب الطبيــة مــع‬
‫قراءة الفاتحة وما استطاع من القرآن‪ ،‬فإن‬
‫منــاعته تــزداد ضــد جميــع المــراض‪ ،‬وهــذا‬
‫الكلم عن تجربة‪.‬‬
‫ول نريد أن نــدخل فــي تفاصــيل هــذا العلج‬
‫ولكن ألخص لكم أحبـتي كـل مـا قرأتـه فـي‬
‫عالم العلج بالعشاب بجملة خفيفة‪ :‬إن كل‬
‫شيء خلقه الله من حولنا سواء كان نباتا ً أو‬
‫عشــبا ً أو فاكهــة‪ ،‬إنمــا فيــه فــائدة طبيــة‬
‫مؤكـــدة‪ ،‬فـــاحرص علـــى تنـــاول الشـــياء‬
‫‪81‬‬
‫الطبيعيــة واتــرك الشــياء الصــطناعية قــدر‬

‫المكان‪ ،‬واستمتع بصحة رائعة!‬
‫العلج بالزيوت العشبية‬
‫وهو علج رائع حيــث نقــوم باســتخدام زيــت‬
‫الحبة السوداء وزيـت بـذور العنـب ومختلـف‬
‫أنواع الزيـوت العشـبية والنباتيــة وذلــك بعـد‬
‫القراءة عليها ودهن الجزء المريض‪.‬‬
‫لقــد أثبــت البــاحثون أن تعريــض الزيــوت‬
‫العشبية إلــى الــترددات الصــوتية يرفــع مــن‬
‫طاقة هذه الزيوت وتصبح أكــثر فاعليــة فــي‬
‫علج المرض‪.‬‬
‫وإن أفضل ترددات صوتية نطبقها على هذه‬
‫الزيــوت هــي كلم اللــه تعــالى‪ ،‬فهــو خــالق‬
‫المــرض وهــو خــالق النســان وهــو خــالق‬
‫النباتـــات وهـــو أعلـــم بشـــفاء عبـــاده مـــن‬
‫أنفسهم‪ ،‬لذلك ل نشك أبدا ً في الثر القــوي‬
‫لتلوة القرآن بصوت مسموع علــى الزيــوت‬
‫قبل دهن مكان اللم‪.‬‬
‫العلج بالدوية الكيميائية‬
‫أحبتي في الله‪ :‬علمنا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم كيف نــداوي أنفســنا وينبغــي أل‬
‫نهمل العلج بالدوية الكيميائية الــتي ينصــح‬
‫بهــا الطبــاء‪ ،‬ولكــن الخطــأ أن نهمــل العلج‬
‫بالقرآن ونعتمد كليا ً على الطب الكيميــائي‪،‬‬
‫فالعلج بالقرآن ل يكلف شــيئًا‪ ،‬وقــد جربتــه‬
‫كما جربه المليين مــن المســلمين وحصــلوا‬
‫على نتائج مبهرة‪ ،‬فل تجعلوا اعتمادكم على‬
‫‪82‬‬
‫الطب فقط‪ ،‬بــل جربــوا علج القــرآن‪ ،‬ولــن‬

‫تخسروا شيئًا‪ ،‬بل إن أثر القــرآن مؤكــد مئة‬
‫بالمئة‪ ،‬نسأل اللــه تعــالى أن يجعــل القــرآن‬
‫شفاء لنا من كل داء‪.‬‬
‫وإنني أنصح أي واحد يتعــرض لمــرض مــا أن‬
‫يلجـــأ إلـــى اللـــه أول ً وإلـــى تلوة القـــرآن‬
‫والدعاء‪ ،‬ثم يستخير اللــه فــي الــذهاب إلــى‬
‫الطبيب المناسب‪ ،‬والله سييسر له الطــبيب‬
‫المناسب‪.‬‬
‫ثـــم يتوكـــل علـــى اللـــه ويتنـــاول الـــدواء‬
‫الكيميــائي ســواء كــان علــى شــكل إبــر أو‬
‫حبوب أو شراب أو علج بالليزر أو غير ذلك‪،‬‬
‫ولكن ل ننسى أن نقرأ سورة الفاتحــة سـبع‬
‫مرات قبل تناول أي مادة دوائية‪.‬‬
‫ويفضــل أن تقــرأ الفاتحــة وآيــة الكرســي‬
‫وســورة يــس والمعــوذتين علــى الــدواء ثــم‬
‫نتناول هــذا الــدواء‪ ،‬وسيصــبح أكــثر فاعليــة‬
‫وتأثيرا ً بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫القراءة على الماء ترفع طاقته العلجية‬
‫العلج بالماء هو علج مكمــل‪ ،‬وهــو أن تأخــذ‬

‫كأسا ً من الماء وتقرأ عليه الرقيــة الشــرعية‬
‫والدعية وأسماء الله الحسنى وبعــض ســور‬
‫القــرآن المناســبة لمرضــك‪ ،‬بصــوت مرتفــع‬
‫ل‪ ،‬ثم تشرب من هذا الماء وتســقي منــه‬ ‫قلي ً‬
‫أي مريض‪ ،‬وتمسح بــه علــى وجهــك ومكــان‬
‫اللم‪ ،‬هذا المــاء يقــوم بتخزيــن المعلومــات‬
‫‪83‬‬
‫الشفائية التي أودعها الله في اليــات الــتي‬

‫قرأتها‪ ،‬وسوف تنتقل هذه المعلومــات إلــى‬
‫كل خلية من خليا جسدك‪ ،‬فيحصــل الشــفاء‬
‫بإذن الله تعالى‪ .‬وحبذا لو كان الماء من نبع‬
‫زمــزم‪ ،‬فهــذا المــاء لــه قــدرة هائلــة علــى‬
‫الشفاء!‬
‫يستخدم اليوم العلماء الماء المقطر أي‬

‫المنقى كمادة مطهرة في المشافي‪،‬‬
‫وكذلك يستخدمون الماء المنقى في علج‬
‫بعض المراض‪ ،‬ويقولون إن الماء المقطر‬
‫يحوي طاقة كبيرة في داخله والتي يستفيد‬
‫منها النسان لدى شربه كل يوم لترا ً منه‪.‬‬
‫ويقول الباحثون إن للماء خصائص مذهلة‬

‫تتجلى في قدرته العلجية والشفائية من‬
‫كثير من المراض‪ .‬حتى إن بعضهم يقترح‬
‫طريقة للعلج بالماء حيث ينصح بأن يتناول‬
‫النسان كل يوم لترا ً من الماء صباحا ً‬
‫ويبقى دون طعام حتى ساعة متأخرة‬
‫لضمان تغلغل الماء وتشرب الخليا لهذا‬
‫الماء‪ ،‬ويستمر هذا البرنامج العلجي لمدة‬
‫عشرين يوما ً أو لمدة شهر كامل‪.‬‬
‫وقد وجدوا لهذه الطريقة نتائج ممتازة‪.‬‬

‫وينصحون أيضا ً بشرب الماء بعد تعريضه‬
‫لذبذبات كهرطيسية‪ ،‬لنهم وجدوا أن الماء‬
‫يتأثر بهذه الذبذبات‪ ،‬ويتغير تركيبه الجزيئي‪.‬‬
‫ووجدوا أيضا ً أن الماء يتأثر بالصوت‪ ،‬أو‬
‫‪84‬‬
‫الترددات الصوتية‪ ،‬حتى إنهم يستخدمون‬

‫الصوت في تجميد الماء!‬
‫ولكن أخي وأختي! نحن لدينا طريقة أفضل‬

‫وهي قراءة القرآن على الماء‪ ،‬فالماء الذي‬
‫جعله الله طهورًا‪ ،‬ل يقتصر على تطهير‬
‫الوساخ بل يطهر الجسد من الفيروسات‬
‫والبكتريا الضارة‪ ،‬ولكن عندما نقرأ القرآن‬
‫الكريم على كأس من الماء وبصوت مرتفع‬
‫ل‪ ،‬ومن ثم نشرب هذا الماء سوف يتمتع‬ ‫قلي ً‬
‫الماء بخصائص جديدة لن الله جعل فيه‬
‫خاصية التأثر بآياته‪ ،‬كيف ل وهو القائل‪:‬‬
‫ي( ]النبياء‪:‬‬
‫ح ّ‬
‫ء َ‬
‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫ء كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ما ِ‬ ‫عل َْنا ِ‬
‫م َ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬
‫) َ‬
‫‪.[30‬‬
‫َ‬
‫س َ‬
‫ل‬ ‫ذي أْر َ‬ ‫و ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫يقول تعالى في الدنيا‪َ ) :‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫وأن َْزل َْنا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مت ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َر ْ‬ ‫ن ي َدَ ْ‬ ‫شًرا ب َي ْ َ‬ ‫ح بُ ْ‬ ‫الّرَيا َ‬
‫مي ًْتا‬ ‫ه ب َل ْدَةً َ‬ ‫ي بِ ِ‬ ‫حي ِ َ‬ ‫هوًرا * ل ِن ُ ْ‬ ‫ماءً طَ ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ي كِثيًرا *‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خل ْ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫س ّ‬ ‫وأَنا ِ‬
‫َ‬
‫ما َ‬ ‫عا ً‬ ‫قَنا أن ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ون ُ ْ‬ ‫َ‬
‫فأَبى أك ْث َُر‬ ‫م ل ِي َذّك ُّروا َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫نا‬
‫ْ َ ّ َ ُ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫د‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫َ‬
‫س إ ِل كفوًرا( ]الفرقان‪.[50-48 :‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الّنا ِ‬
‫شَراًبا‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫م َرب ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫قا ُ‬ ‫س َ‬ ‫و َ‬ ‫ويقول في الخرة‪َ ) :‬‬
‫عي ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫س ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫جَزاءً َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫هوًرا * إ ِ ّ‬ ‫طَ ُ‬
‫كوًرا( ]النسان‪.[22-21 :‬‬ ‫ش ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫عالج نفسك بالقرآن أثناء النوم‬
‫‪85‬‬
‫من الحقائق التي حدثنا عنها‪ :‬آية النوم‪،‬‬

‫فالنوم آية ومعجزة تشهد على عظمة‬
‫الخالق ودقة صنعه وإتقانه‪ ،‬ويقول العلماء‬
‫بعد سنوات طويلة من البحث‪ :‬إن النوم‬
‫عملية معقدة جدا ً وهي ضرورية لستمرار‬
‫الحياة‪ ،‬ومن دون النوم ل وجود للحياة!‬
‫ولكن قبل ذلك ينبغي أن ندرك أن النوم‬

‫مهم جدا ً لبناء النسان واستمراره وتطوره‬
‫وذكائه‪ .‬وقد قام الباحثون بتجارب كثيرة‬
‫على النوم ول زالوا وأجمعوا على أن النوم‬
‫من العمليات المعقدة جدًا‪ ،‬وكلما زادت‬
‫معرفتهم بالنوم أكثر أدركوا جهلهم بهذه‬
‫العملية المعقدة‪.‬‬
‫ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أخبر البشر‬

‫ما‬
‫و َ‬
‫بأن علمهم محدود‪ ،‬يقول تعالى‪َ ) :‬‬
‫قِليًل( ]السراء‪.[85 :‬‬
‫عل ْم ِ إ ِّل َ‬
‫ن ال ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫أوِتيت ُ ْ‬
‫‪86‬‬
‫تبقى الذن تعمل وتدخل إليها أي ترددات صوتية وتنقلها إلى الدماغ‪،‬‬
‫الذي يقوم بمعالجة هذه المعلومات الواردة‪ ،‬ومع أن النسان وهو نائم‬
‫ل يشعر بأي شيء‪ ،‬إل أن حاسة السمع تقوم بالكثير بل وتحافظ على‬
‫التوازن أثناء النوم‪ ،‬فالنوم هو آية تستحق أن نتفكر فيها‪ ،‬وهذه الذن‬
‫سخرها اله لنا فأقل شيء نقدمه كشكر لله أن نستخدمها لنسمع بها‬
‫كلم خالقنا ورازقنا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫إن النائم يغمض عينيه فل يرى شيئًا‪،‬‬

‫وتتوقف لديه حاسة اللمس‪ ،‬وكذلك حاسة‬
‫م‪ ،‬ولكن هناك حاسة وهي السمع تبقى‬ ‫الش ّ‬
‫متنبهة لي صوت خارجي‪ ،‬لذلك نرى كثيرا ً‬
‫من النائمين وهو نائم يرى حلما ً تدور‬
‫أحداثه حول كلمة ألقيت بجانبه‪.‬‬
‫مثل ً إذا جئنا بإنسان نائم وأجرينا عليه‬

‫مسحا ً لدماغه بواسطة جهاز المسح بالرنين‬
‫‪87‬‬
‫المغنطيسي الوظيفي ‪ fMRI‬فإننا نلحظ أن‬

‫دماغه يستجيب للصوات التي تتردد بجانبه‪،‬‬
‫بل إن الدماغ يعالج هذه الصوات وبالتالي‬
‫يمكننا أن نقول إن حاسة السمع لها عمل‬
‫مهم أثناء النوم‪.‬‬
‫صورة للدماغ بواسطة جهاز المسح ‪ fMRI‬وقد تبين للعلماء أن الدماغ‬

‫يبقى في حالة نشاط أثناء النوم‪ ،‬حيث يقوم بمعالجة المعلومات التي‬
‫اختزنها طيلة النهار وترتيبها وتنسيقها في خليا خاصة‪ ،‬والشارات‬
‫الصفراء على الصور هي للمناطق التي تنشط من الدماغ أثناء النوم‬
‫بعد التأثير على هذا النائم بكلمات محددة‪ .‬طبعا ً هذه المناطق تختلف‬
‫من شخص لخر وتختلف مع نفس الشخص حسب حالته النفسية‬
‫وحسب الحلم الذي يراه وهو نائم وحسب الصوات التي يسمعها وهو‬
‫نائم‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫هناك طريقة رائعة للعلج بالقرآن من دون‬

‫أي جهد‪ ،‬أن تعالج نفسك أثناء النوم‪ ،‬أي أن‬
‫تستمع إلى صوت القرآن كل يوم قبل أن‬
‫تنام وبعد نومك‪ ،‬وسوف تستجيب خليا‬
‫دماغك وقلبك لكلم الله وسوف يتم برمجة‬
‫الدماغ من جديد‪.‬‬
‫يتأثر الدماغ بالصوت ويقول العلماء إن النشاط الدماغي يختلف حسب‬

‫نوع الصوت الذي يحيط به‪ ،‬فكل كلمة ننطقها تؤدي إلى نشاط في‬
‫الدماغ يختلف عن الكلمة الخرى! سبحان الله تأملوا كم من‬
‫النشاطات التي تجري في الدماغ مع كل حرف ننطقه أو نسمعه‪،‬‬
‫ولذلك فإن عمل الدماغ أثناء النوم هو آية من آيات الله تعالى‪.‬‬
‫ويؤكد العلماء أن عمل الدماغ معقد جدا ً‬

‫حيث يتأثر بالكلمات التي يسمعها‪،‬‬
‫‪89‬‬
‫ويحاولون رسم خرائط للدماغ بهدف معرفة‬

‫ما يفكر به النسان‪ .‬أي يقومون بعملية‬
‫عكسية‪ ،‬يرصدون نشاط الدماغ لتحويله إلى‬
‫كلمات! ويا ليت أطباء المسلمين يقومون‬
‫بتجارب حول تأثير القرآن على الدماغ‪ ،‬بل‬
‫تأثير كل كلمة من كلمات القرآن على‬
‫الدماغ وبخاصة كلمة )الله( سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫لماذا ل نجري تجارب عن تأثير القرآن على‬
‫النسان النائم؟ مع أنها تجارب بسيطة جدا ً‬
‫ولكن تجد أنه ل أحد يقوم بها!!‬
‫طالما ظن النسان أن النوم عملية بسيطة‪ ،‬ولكن تبين حديثا ً أنها من‬
‫أعقد العمليات الطبيعية التي تحدث فقد اكتشف العلماء أن هناك‬
‫مراحل للنوم‪ ،‬وأن الدماغ يطلق موجات كهرطيسية أثناء النوم‬
‫بترددات مختلفة‪ .‬ولذلك فإن الله تعالى نّبهنا إلى هذه النعمة العظيمة‬
‫بقوله )ومن آياته( أي من معجزاته‪ ،‬فالنوم هو بحق معجزة ونعمة وآية‬
‫تستحق أن نتفكر فيها‪ .‬نلحظ في الشكل خمس مراحل للنوم‪ ،‬كل‬
‫مرحلة تتميز بإن الدماغ يصدر ترددات تختلف عن الخرى )موجات‬
‫كهرطيسية(‪ ،‬والمرحلة العميقة هي تلك التي يطلق الدماغ فيها‬
‫ترددات منخفضة جدا ً )أقل من ‪ 3‬هرتز( وهي مرحلة مهمة للبداع‬
‫والشفاء‪ ،‬وهذه الترددات تنطلق من منطقة الناصية التي كان النبي‬
‫العظم يسلمها لله تعالى فيقول في دعائه‪) :‬ناصيتي بيدك(‪ .‬وربما هذه‬
‫الترددات موجودة في صوت القرآن الذي نسمعه والله أعلم‪.‬‬
‫يتميز القرآن بأن كل عبارة فيه جاءت في‬

‫موضعها المناسب‪ ،‬وقد أودع الله في هذه‬
‫‪90‬‬
‫العبارات معجزة تشهد على أنه ل يمكن‬

‫لحد أن يغير حرفا ً من كتاب الله ولو حدث‬
‫ذلك سيختل النظام المحكم لهذه العبارات‪.‬‬
‫ولكن دعونا نتساءل‪ :‬هل هناك علقة بين‬
‫النوم والسمع؟ علميا ً أثبت العلماء هذه‬
‫العلقة‪ ،‬ولكن قرآنيا ً كيف تحدث الله عن‬
‫مك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مَنا ُ‬‫ه َ‬‫ن آ ََيات ِ ِ‬‫م ْ‬
‫و ِ‬ ‫النوم؟ يقول تعالى‪َ ) :‬‬
‫ه(‬
‫ضل ِ ِ‬
‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫غا ُ‬
‫واب ْت ِ َ‬
‫ر َ‬
‫ها ِ‬
‫والن ّ َ‬ ‫ِبالل ّي ْ ِ‬
‫ل َ‬
‫]الروم‪ .[23 :‬وهنا نتوقف قليل ً ونتوقع ماذا‬
‫يمكن أن يأتي بعد هذه الكلمات اللهية‬
‫الرائعة‪ ،‬فالية تحدثنا عن آية النوم أي‬
‫معجزة النوم‪ ،‬لن كلمة )آية( تعني‬
‫)معجزة(‪ ،‬أي أن تفسير الية هو‪ :‬ومن‬
‫معجزاته نومكم في الليل وفي النهار‪.‬‬
‫والعجيب أن الله تعالى ختم هذه الية بقوله‬

‫وم ٍ‬ ‫ق ْ‬‫ت لِ َ‬‫ك َل ََيا ٍ‬ ‫في ذَل ِ َ‬‫ن ِ‬‫جل وعل‪) :‬إ ِ ّ‬
‫ن( سبحان الله!! ربط بين النوم‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬‫يَ ْ‬
‫وبين السمع‪ ،‬وهذه إشارة قرآنية لطيفة‬
‫إلى أهمية الستماع إلى القرآن أثناء النوم‪،‬‬
‫والله أعلم‪ .‬ولذلك من المنطقي والطبيعي‬
‫أننا عندما نتحدث عن النوم أن نتحدث عن‬
‫السمع‪ ،‬وهذا ما فعله القرآن عندما ربط‬
‫م ِبالل ّي ْ ِ‬
‫ل‬ ‫مك ُ ْ‬‫مَنا ُ‬‫بين النوم بالليل والنهار‪َ ) :‬‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ك لَيا ٍ‬ ‫َ‬ ‫في ذَل ِ َ‬ ‫ن ِ‬‫ر( وبين السمع )إ ِ ّ‬ ‫ها ِ‬ ‫والن ّ َ‬‫َ‬
‫ن(‪.‬‬‫لِ ْ ٍ َ ْ َ ُ َ‬
‫عو‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫مع العلم أن سورة الروم حيث وردت هذه‬

‫الية فيها كثير من هذه العبارات‪ ،‬ودائما ً‬
‫‪91‬‬
‫تأتي العبارة مرتبطة بما قبلها وبما يتناسب‬

‫مع النص القرآني‪ ،‬وهذا إعجاز ُيضاف‬
‫للرصيد العجازي لكتاب الله تعالى‪.‬‬
‫تساؤلت مهمة‬
‫ما هو الثبات العلمي على أن القرآن يمكن‬

‫ء؟‬
‫أن يعالج حتى أكثر المراض استعصا ً‬
‫هنالــك أنــاس يعملــون فــي مجــال العلج‬
‫بالقرآن وقد حصلوا على نتائج طيبة بســبب‬
‫إخلصهم لله تبارك وتعالى فهؤلء وهم قلة‬
‫قليلة جدا ً ل يبتغون الحياة الدنيا أو الشــهرة‬
‫أو الجر إنما يريدون وجه الله‪ ،‬فهــم يتلــون‬
‫آيات من القرآن على المرضــى ابتغــاء وجــه‬
‫الله وببركــة هــذه القــراءة فــإن اللــه تبــارك‬
‫وتعالى يتمم هذا الشفاء‪ .‬ولكن هنالك بعض‬
‫دعون أنهـــم يســـتطيعون أن‬ ‫الـــدجالين يـــ ّ‬
‫يعــالجوا ويشــفوا جميــع المــراض بهــدف‬
‫الكسب المادي أو الشهرة أو أهداف دنيوية‪.‬‬
‫لــذلك ينبغــي أن نميــز بيــن هــؤلء وهــؤلء‬
‫وينبغي أن نبني عقيدتنا على أساس علمي‪،‬‬
‫فل يجوز لنا لو رأينا هــذه المظــاهر )الــدجل‬
‫والشعوذة( ل يجوز أن ننكــر العلج بــالقرآن‬
‫بشكل كامل‪ ،‬كذلك ل يجوز لنا أن نقبل بهذا‬
‫الموضوع بشكل مطلق‪ ،‬إذا جاءنا أي إنســان‬
‫يقــول أنــا أعالــج بــالقرآن نقبلــه دون أي‬
‫تحفظ مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫ومن هنـا ل بـد مـن وضـع السـاس العلمـي‬

‫لهذا العلج ونتعــرف علــى البحــاث العلميــة‬
‫التي قام بهــا العلمــاء‪ ،‬ولكــن للســف حــتى‬
‫الن ل يوجد أبحاث علميــة طبيــة عــن تــأثير‬
‫قراءة القرآن تحديــدا ً علــى المــرض‪ ،‬هنالــك‬
‫أبحــاث فــي مجــال العلج بالصــوت‪ ،‬وهــذا‬
‫العلج للسف الــذي بــدأ بــه هــم أنــاس غيــر‬
‫مسلمين‪ ،‬من دول غربيــة‪ ،‬يعــالجون النــاس‬
‫بالترددات الصوتية‪ ،‬وأقول للسف لننا نحن‬
‫المسلمين لدينا كتاب‪ ،‬هذا الكتــاب العظيــم‪،‬‬
‫للسف ننســاه ونغفــل عنــه وننتظــر الغــرب‬
‫حتى يكشف الحقــائق ونأخــذ الحقــائق منــه‪،‬‬
‫بينما هذا الكتاب العظيم الذي أودع الله فيه‬
‫علمــه تبــارك وتعــالى وجعلــه كتابــا ً مليئا ً‬
‫بــالمعجزات والحقــائق والســرار‪ ،‬ننســاه‪،‬‬
‫ونغفل عنه‪ ،‬ونجلس وننتظر الخريــن حــتى‬
‫يكشفوا لنا العلج والحقائق العلمية‪.‬‬
‫العلج بالصوت هو أن يأتي المعالج بترددات‬
‫صــوتية مثــل أصــوات موســيقى – أصــوات‬
‫طبيعيــة‪ :‬خريــر ميــاه أو بلبــل أو حفيــف‬
‫الشـجار أو غيـر ذلـك أو أصـوات نقـر علـى‬
‫الزجــاج وغيــره ويطبقــون هــذه الصــوات‪،‬‬
‫يجعلون المريض يجلــس ويســتمع إلــى هــذه‬
‫الصوات لفترة من الزمــن‪ ،‬يعنــي كــل يــوم‬
‫مثل ً نصف ساعة لمدة – فرضا ً – شهر‪.‬‬
‫لحظـــوا أن بعـــض الصـــوات تشـــفي مـــن‬
‫أمــراض معينــة‪ ،‬وهنالـــك بعــض المــراض‬
‫المستعصية مثــل ســرطان القولــون وغيــره‬
‫‪93‬‬
‫قــد تــم شــفاؤها بهــذه الوســيلة العلجيــة‪،‬‬

‫فقط باستخدام ترددات صــوتية محــددة‪ ،‬ثــم‬
‫بعد ذلك وجــدوا أن هــذه الــترددات الصــوتية‬
‫تؤثر علــى خليــا الجســد‪ ،‬وتــؤثر أيضـا ً علــى‬
‫الفيروسات داخل الجسم‪ ،‬وتؤثر على نظام‬
‫المناعــة بشــكل كامــل‪ ،‬فبعــض الــترددات‬
‫الصوتية تزيد من قدرة جهــاز المناعــة علــى‬
‫مواجهة المرض‪.‬‬
‫ما هو المرض؟‬
‫إن أحدنا عندما يصــاب بمــرض مــا‪ ،‬مــا الــذي‬
‫يحــدث فــي جســده‪ ،‬لمــاذا بعــض النــاس‬
‫فى؟‬ ‫يشــفيهم هــذا الــدواء‪ ،‬وبعضــهم ل ُيش ـ َ‬
‫ولماذا تجد أن إنسان سليم الجسم‪ ،‬وإنسان‬
‫آخر تصيبه المراض؟ لماذا هناك إنسان لديه‬
‫نظام مناعــة قــوي جــدا ً وإنســان آخــر ليــس‬
‫لديه شيء من هذه المناعة؟‬
‫السبب‪ :‬أن الله تبــارك وتعــالى عنــدما خلــق‬
‫النسان أودع في كل خلية من خليا جســده‬
‫برنامجا ً خاصا ً يدير كــل حركــة مــن حركــاته‪،‬‬
‫وهذا البرنامج موجــود داخــل كــل خليــة فــي‬
‫الشــريط الــوراثي لهــذه الخليــة‪ ،‬هــو الــذي‬
‫يتحكم بهذه الخلية وباهتزازاتها وبتردداتها‪.‬‬
‫لذلك وجد العلماء بعد أبحاث طويلــة أن كــل‬
‫خلية تصدر تــرددات صــوتية وكــل خليــة مــن‬
‫خليــا الجســد تتــأثر بــالترددات الصــوتية‪،‬‬
‫وكانت نتيجة هذه الختبارات أنهم وجدوا أن‬
‫هنالــك بعــض الصــوات الــتي تشــفي مــن‬
‫‪94‬‬
‫أمراض معينة‪ ،‬وفي رحلتهم في البحث عــن‬

‫الترددات الصحيحة لم يعثروا على أي نتيجــة‬
‫علمية حتى الن‪.‬‬
‫ولكــن إذا أصــاب النســان أي مــرض مــاذا‬
‫يحدث داخل الخليا؟‬
‫الذي يحدث هو خلل في برنامج هذه الخليــا‬
‫الذي فطره الله تبارك وتعالى على الفطرة‬
‫س‬ ‫فطَ ـَر الن ّــا َ‬ ‫ه ال ّت ِــي َ‬ ‫فطْ ـَرةَ الل ّـ ِ‬ ‫الســليمة‪ِ ) :‬‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬
‫قي ّ ـ ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫ه ذَل ِ ـ َ‬
‫ك ال ـ ّ‬ ‫ّ‬
‫ق الل ِ‬ ‫ْ‬ ‫دي َ‬‫ها َل ت َب ْ ِ‬‫عل َي ْ َ‬
‫خل ِ‬‫ل لِ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ن( ]الــروم‪.[30 :‬‬ ‫مــو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫س َل ي َ ْ‬ ‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫َ‬
‫وربمــا نعجــب إذا علمنــا أن بعــض الطبــاء‬
‫والباحثين اليوم يحاولون أن يبتكــروا طرق ـا ً‬
‫جديــدة فــي العلج يســمونها‪ :‬إعــادة برمجــة‬
‫خليا الدماغ‪ ،‬فكــل الحــداث الــتي يمــر بهــا‬
‫النسان وكل كلمة ينطقها وكل فعــل يــراه‬
‫وكــل حــدث يتلقــاه كلهــا يتــم تخزينهــا فــي‬
‫أماكن خاصة داخل خليا الجسد وليس خليــا‬
‫الدماغ بل خليا الجلد وخليــا القلــب وخليــا‬
‫الرئتين‪ ...‬ويقولــون‪ :‬إن أي مــرض ل بــد أن‬
‫يكون هنالك خلــل مــن وراءه وبالتــالي فــإن‬
‫هذا الخلل يمكن إعــادته ويمكــن علجــه مــن‬
‫جديد وإعــادة الخليــة إلــى وضــعيتها الولــى‬
‫التي كانت عليها‪.‬‬
‫ما هو الطريق الذي ينبغي علينــا أن نســلكه‬
‫لعادة برمجة الخليا؟‬
‫علماء البرمجة اللغوية العصــبية يســتخدمون‬
‫اليحاءات والكلمات ولــديهم أســاليبهم فــي‬
‫‪95‬‬
‫إعادة البرمجة والطباء يســتخدمون الدويــة‬

‫الكيميائيــة‪ ،‬وهــي طبعـا ً الكــثر ضــررا ً علــى‬
‫النسان لعادة الخلية إلى طبيعتها‪ ،‬وعلمــاء‬
‫النفس يستخدمون أسلوب التحليل النفسي‬
‫وغير ذلك‪ .‬ولكن هناك أسلوب حـديث بعـدما‬
‫اكتشف العلماء أن كل خلية من خليــا دمــاغ‬
‫النسان تهتز بنظام بديع ل يحيد شعرة عــن‬
‫المسار الذي رسمه الله تعالى له‪.‬‬
‫فهؤلء العلماء وجدوا أن خليا الــدماغ تهــتز‬
‫وخليـــا الجســـد تهـــتز أيضـــًا‪ ،‬وهـــي تتـــأثر‬
‫بالهتزازات أي تتأثر بالمواج الكهرطيســية‪،‬‬
‫تتأثر بالضوء‪ ،‬تتــأثر بالصــوت‪ ،‬ولــذلك بــدؤوا‬
‫يفكــرون بوســائل بديلــة للعلج وهــي مــا‬
‫يســمونه العلج بالصــوت وهــو أحــد أنــواعه‬
‫الطــب البــديل أو الطــب المكمــل‪ .‬فــالعلج‬
‫بالصــوت‪ :‬يعنــي أن نــأتي بــالترددات الــتي‬
‫توقظ هذه الخليا وتنشطها‪ ،‬وبنفس الوقت‬
‫تقضــي علــى الخليــا المريضــة الســرطانية‬
‫وتبعدها وتزيلها وتقوي جهــاز المناعــة لــدى‬
‫النسان‪.‬‬
‫القرآن الكريم يقــوم بهــذا العمــل‪ ،‬والــدليل‬
‫على ذلك أن آيات القرآن وكلمــاته وحروفــه‬
‫قد رتبها الله تبارك وتعالى بنظــام محكــم ل‬
‫يشــبه أي نظــام آخــر‪ ،‬واللــه تبــارك وتعــالى‬
‫ن‬
‫مـ َ‬‫ل ِ‬ ‫ون ُن َـّز ُ‬
‫عندما أنزل هذا القرآن وقــال‪َ ) :‬‬
‫وَل‬ ‫ال ْ ُ َ‬
‫ن َ‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬‫مـ ْ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬
‫مـ ٌ‬
‫ح َ‬
‫وَر ْ‬ ‫شـ َ‬
‫فاءٌ َ‬ ‫و ِ‬‫هـ َ‬‫ما ُ‬ ‫ن َ‬
‫قْرآ ِ‬
‫ســاًرا( ]الســراء‪.[82 :‬‬ ‫ن إ ِّل َ‬
‫خ َ‬ ‫مي َ‬‫زيـدُ الظّــال ِ ِ‬
‫يَ ِ‬
‫فهــذا يعنــي أن اللــه أودع فــي كلمــات هــذا‬
‫‪96‬‬
‫القـــرآن قـــدرة علـــى العلج ولغـــة خاصـــة‬

‫تفهمهــا خليــا الــدماغ لــدى النســان ولــدى‬
‫تلوة آيات معينة يحدث هذا الشفاء‪.‬‬
‫الصوت هو عبارة عن أمواج ميكانيكية تنتقل عبر الذن للههدماغ يعالجههها‬

‫ويعطي أوامره للجسد‪ ،‬ولكن هذا الصوت أيها الخههوة يههؤثر أيض ها ً علههى‬
‫كل شيء من حولنا‪ .‬فالعلماء حديثا ً يقومون باستخدام الصوت من أجل‬
‫التبريد أو التكييف أو من أجل تبريههد الميهاه وتجميههدها‪ ،‬ويقومهون أيضها ً‬
‫باستخدام الترددات الصوتية من أجل تفههتيت الحصههى فههي الكليههة لههدى‬
‫النسههان‪ ،‬ويقومههون أيضها ً باسههتخدام الههترددات الصههوتية لتفجيههر بعههض‬
‫الخليا السرطانية‪.‬‬
‫ونحن عندما نسمع كلم الله تبــارك وتعــالى‬

‫عل َــى‬ ‫ن َ‬ ‫قـْرآ َ َ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫هـ َ‬‫و أ َن َْزل ْن َــا َ‬
‫عندما يقــول‪) :‬ل َـ ْ‬
‫َ‬
‫ة الل ّ ـ ِ‬
‫ه‬ ‫ش ـي َ ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫عا ِ‬‫صد ّ ً‬ ‫مت َ َ‬ ‫عا ُ‬ ‫ش ً‬‫خا ِ‬‫ه َ‬ ‫ل ل ََرأي ْت َ ُ‬ ‫جب َ ٍ‬‫َ‬
‫م‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مَثـــا ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وت ِلـــ َ‬
‫هـــ ْ‬ ‫عل ُ‬ ‫سل َ‬ ‫ها ِللّنـــا ِ‬ ‫رب ُ َ‬
‫ضـــ ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ك ال ْ‬ ‫َ‬
‫ن( ]الحشر‪ [21 :‬هـذا يعنـي أن اللــه‬ ‫ّ‬
‫ي َت َفكُرو َ‬ ‫َ‬
‫تبارك وتعالى لو جعل هذا الجبل يعقل كلم‬
‫دع وتشقق وخــّر خاشــعا ً‬ ‫الله تعالى‪ ،‬إذا ً لتص ّ‬
‫‪97‬‬
‫أمام عظمة هــذا الكلم‪ ،‬فهــذا الكلم عنــدما‬

‫نلقيــه علــى إنســان مصــاب بمــرض عضــال‪،‬‬
‫فإن هذه الترددات الصوتية تدخل عــبر الذن‬
‫إلــى دمــاغ هــذا المريــض‪ ،‬وتــؤثر علــى هــذه‬
‫الخليا‪ ،‬وتجعلها خليا خاشــعة‪ ،‬أو تميتهــا إذا‬
‫كــانت خليــا ســرطانية أو تنشــطها وتحييهــا‬
‫من جديد‪ ،‬لن الله تبارك وتعالى يقــول‪) :‬ي َــا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ل إِ َ‬
‫ســو ِ‬
‫وِللّر ُ‬ ‫جيُبوا ل ِل ّـ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ست َ ِ‬‫مُنوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬
‫أي ّ َ‬
‫م( ]النفـــال‪ .[24 :‬إذا ً‬ ‫كـــ ْ‬ ‫حِيي ُ‬
‫مـــا ي ُ ْ‬ ‫عـــاك ُ ْ‬
‫م لِ َ‬ ‫دَ َ‬
‫القـــرآن حيـــاة‪ ،‬حيـــاة بالنســـبة للنســـان‪،‬‬
‫وبالنســبة لكــل خليــة مــن خليــا جســد هــذا‬
‫أيها المريض ينبغي أن تعتمد على نفسك‬
‫في القراءة!!‬
‫في البداية اعتمد علــى قراءتــك لن صــوتك‬
‫هو الكثر تأثيرًا‪ .‬مثل ً أنا عندما أصاب بمرض‬
‫معيــن‪ ،‬إذا جلســت وقــرأت القــرآن علــى‬
‫نفســي‪ ،‬فــإن خليــا جســدي ســتتأثر بشــكل‬
‫كــبير بهــذه القــراءة‪ ،‬بينمــا إذا لجــأت إلــى‬
‫إنسان آخر سيكون التأثير أقل‪ ،‬ولكن أحيانا ً‬
‫يكون التأثير كــبيرا ً إذا كــان صــاحب الصــوت‬
‫الذي يقرأ إنسان تقيا ً ومخلص ـا ً فــي عبــادته‬
‫للــه‪ ،‬فــإن الــترددات الصــوتية الصــادرة عنــه‬
‫تختلــف عــن أي إنســان آخــر‪ ،‬لن العلمــاء‬
‫يقولـون‪ :‬إن تاريخنــا والحـداث الـتي نقــوم‬
‫بهــا وتمــر علينــا‪ ،‬مختزنــة فــي أصــواتنا‪،‬‬
‫فالترددات الصوتية التي تصــدر عــن إنســان‬
‫تقــي يحفــظ القــرآن ويخــاف اللــه تبــارك‬
‫‪98‬‬
‫وتعـــالى ســوف تختلـــف تمامـــا ً عـــن تلـــك‬

‫الــترددات الصــادرة عــن إنســان يعصــي للــه‬
‫تبارك وتعالى‪ ..‬لماذا؟‬
‫كيف يحدث هذا الصوت؟ إنــه عمليــة معقــدة‬
‫تتم في الدماغ بتعليمات معينــة يتــم إصــدار‬
‫هــذا الصــوت الــذي هــو عبــارة عــن موجــات‬
‫ميكانيكية ولكن كل إنسان له صوته الخاص‪،‬‬
‫وهذا النسان صوته يتأثر بالحداث التي تمر‬
‫عليه‪ ،‬وهذا كلم وجده العلماء حــديثًا‪ ،‬ففــي‬
‫الماضي لم يكن أحد يدرك شيئا ً عن موضوع‬
‫أنه لكل إنســان بصــمة خاصــة بصــوته‪ ،‬وهنــا‬
‫ن‬
‫مــ ْ‬ ‫و ِ‬‫ربما نتذكر قول الحق تبارك وتعالى‪َ ) :‬‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫آ ََيـــات ِ ِ‬
‫ف‬‫خت ِل ُ‬ ‫وا ْ‬‫ض َ‬‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬‫وا ِ‬
‫ما َ‬‫ســـ َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خْلـــ ُ‬
‫ه َ‬
‫أ َل ْســـن َت ِك ُم َ‬
‫ت‬ ‫ك َل َي َـــا ٍ‬‫فـــي ذَِلـــ َ‬‫ن ِ‬‫م إِ ّ‬ ‫وأْلـــ َ‬
‫وان ِك ُ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ن( ]الــروم‪ .[22 :‬ففــي الــترددات‬ ‫مي َ‬‫عــال ِ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫الصــوتية هنالــك اختلف أيضــا ً مــن إنســان‬
‫لخر‪ ،‬وفي تأثير هذا الصوت هنالك اختلف‪.‬‬
‫فعندما يأتي إنســان ويصــاب بمــرض ويقــرأ‬
‫بصوته هو علــى نفســه ويكــون مخلص ـا ً للــه‬
‫ويكون في حالة تركيــز شــديد ورجــاء شــديد‬
‫مــن اللــه أن يعــافيه‪ ،‬فــإن هــذه الــترددات‬
‫ستكون أشد تأثيرا ً مما لو كان ل يتمتع بهذه‬
‫الصفات‪.‬‬
‫وهناك سؤال آخر‪ :‬مــا هــو الشــفاء بــالقرآن‬
‫وكيف يكــون هــذا الشــفاء‪ ،‬وهــل صــحيح أن‬
‫القــرآن يشــفي مــن كــل المــراض أم أن‬
‫هنالــك أمراضــا ً محــددة يمكــن للقــرآن أن‬
‫يشفيها؟‬
‫‪99‬‬
‫هذا هو البحث الذي قمت به واستغرق منــي‬

‫أكثر مــن ثلث ســنوات ووجــدت بنــتيجته أن‬
‫القرآن الكريم يشــفي مــن جميــع المــراض‬
‫التي نعرفها والتي ل نعرفها‪.‬‬
‫ولكن مــا هــي الثباتــات والــبراهين العلميــة‬
‫على ذلك؟‬
‫وجد النسان على ســطح هــذه الرض‬ ‫عندما ُ‬
‫وعندما بدأت المراض تصــيبه بــدأ يلجــأ إلــى‬
‫اللهــة وإلــى الشــمس أحيان ـا ً والقمــر وبــدأ‬
‫يصــنع الطقــوس المختلفــة علــى أمــل أن‬
‫تشــفيه هــذه اللهــة‪ ،‬وفــي زمــن ســيدنا‬
‫إبراهيــم عليــه الســلم أنكــر عليهــم هــذه‬
‫الظواهر وأنكر عليهم هـذه العمـال فقـال‪:‬‬
‫ن( ]الشــعراء‪[80 :‬‬ ‫في ِ‬
‫شـ ِ‬ ‫و يَ ْ‬ ‫هـ َ‬ ‫ف ُ‬‫ت َ‬ ‫ض ُ‬‫ر ْ‬‫م ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫) َ‬
‫أي أن الله تبارك وتعالى هو الــذي يشــفيني‬
‫مــن أي مــرض كــان‪ ،‬وبمــا أن اللــه تبــارك‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ون ُن َـّز ُ‬
‫هـ َ‬
‫مــا ُ‬
‫ن َ‬
‫ق ـْرآ ِ‬ ‫مـ َ‬‫ل ِ‬ ‫وتعــالى قــال‪َ ) :‬‬
‫ن( ]الســراء‪[82 :‬‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬‫مــ ْ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬‫مــ ٌ‬
‫ح َ‬‫وَر ْ‬ ‫شــ َ‬
‫فاءٌ َ‬ ‫ِ‬
‫فهذا يعني أن القرآن فيه شفاء لكل شيء‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫الدماغ فيه أكثر من تريليون خلية والههتريليون هههو مليههون مليههون أو هههو‬
‫واحد وبجانبه اثنهها عشههر صههفرا ً )‪ (1.000.000.000.000‬هههذه الخليهها‬
‫تعمل جميعا ً بتناسق مبهر وكل خلية هي بمثابة جهههاز كمههبيوتر‪ ،‬وتههأملوا‬
‫معي لو أننا وضعنا مثل ً تريليون جهاز كمبيوتر لتعمل في نفس الههوقت‪..‬‬
‫ل يمكن‪ .‬تصوروا معي حجههم ههذا العمهل وحجهم التنسهيق الهذي سهيتم‬
‫وحجم المهندسين الذين سيشرفون على هذا العمل‪ ،‬مع العلم أن ذلههك‬
‫مستحيل‪ ،‬فههوق طاقههة البشههر‪ ،‬فههإذا كههان لههدينا مثل ً مئة جهههاز كمههبيوتر‬
‫وأردنا أن ننسههق بينههها نحتههاج لعهدة مهندسههين ليبقههوا ليل ً نهههارا ً لكهي ل‬
‫يحدث خلل أو أخطاء‪ ،‬فكيف أن اللهه تبهارك وتعهالى خلهق لنها تريليههون‬
‫خلية في الدماغ بل أكثر وجميعها تعمل بتناسق مبهر‪ ،‬وآلية عمههل هههذه‬
‫الجهزة أو هذه الخليا تعتمد على الهتزاز فكل خلية مهن خلل الجسهم‬
‫لها تردد اهتزازي معين‪ ،‬ل توجد خلية ساكنة أو جامدة كل خليا الجسههم‬
‫تهتز‪ ،‬ونتيجة هذا الهتزاز تتواصههل مههع بعضههها وتنتقههل المعلومههات عههبر‬
‫الخليا من الدماغ إلى أنحاء الجسم‪.‬‬
‫ولكن عندما تطور الطب الحديث‪ ،‬بدأ الناس‬

‫يلجؤون إلى الوســائل التجريبيــة ويعتمــدون‬
‫بشــكل كــبير علــى الدويــة الكيميائيــة لعلج‬
‫مختلــف المــراض‪ ،‬وفــي زمــن النــبي عليــه‬
‫‪101‬‬
‫الصلة والسلم كان العلج الطبيعي لجميــع‬

‫المراض هو القرآن الكريم‪ ،‬فقد كان النبي‬
‫صلى اللــه عليــه وســلم يــأمر أصــحابه بهــذا‬
‫العلج‪ ،‬وربما نعلــم مــن خلل قــراءة ســورة‬
‫الفاتحة ســبع مــرات علــى المــرض وهنالــك‬
‫آيات محددة أيضا ً إذا قرأها النسان فأصابت‬
‫ذلك المرض فــإنه يشــفى بــإذن اللــه تبــارك‬
‫وتعالى‪ .‬ولكن نحن اليوم فــي عصــر العلــم‪،‬‬
‫وهنالك تطور هائل فـي العلـوم لـذلك ل بـد‬
‫أن يكــون خطابنــا بهــذه الوســيلة أي بلغــة‬
‫العلم‪.‬‬
‫ولكن ما هو القرآن؟ ما هو صوت القرآن؟‬
‫إذا حللنا صوت القرآن نلحظ أنه عبارة عــن‬
‫ترددات صــوتية أو موجــات تنتقــل إلينــا مــن‬
‫خلل الهواء‪ ،‬وهذه المــواج الصــوتية تنتقــل‬
‫إلــى الذن ثــم تــدخل إلــى الــدماغ بعــد أن‬
‫تتحول في الذن الداخلية طبعا ً إلى نبضــات‬
‫أو إشارات كهربائية وإلــى اهــتزازات فتــؤثر‬
‫على منــاطق معينــة مــن الــدماغ ثــم تعطــي‬
‫هذه الخليا أوامرها للجسم لكي يتــأثر بهــذا‬
‫الصوت‪.‬‬
‫على سبيل المثال ولكــي نــدرك مــدى تــأثير‬
‫الصــوت‪ ،‬أحيان ـا ً يســمع إنســان خــبرا ً ســاّرا ً‬
‫فتجده على الرغم من مرضه ينهض ويقــوم‬
‫س كأنه شفي بسبب ذلك‪ .‬وأحيانــا ً تجــد‬ ‫ويح ّ‬
‫إنسانا ً يكون معافى وفي كامل صحته يــأتيه‬
‫خبر محزن فتجد أنه يصاب بجلطــة قلبيــة أو‬
‫‪102‬‬
‫دماغيــة أو قــد يصــاب بــالموت المفــاجئ أو‬

‫غير ذلك‪.‬‬
‫إذًا‪ ..‬ما الذي حدث؟‬
‫الذي حدث أن هذه الــترددات الصــوتية الــتي‬
‫تلقاها هذا النسان أثــرت فــي خليــا دمــاغه‬
‫فــأعطى الــدماغ تعليمــاته لعضــاء الجســد‬
‫لتتفاعل مع هذه الترددات الصــوتية‪ ،‬ولــذلك‬
‫فإننــا نجــد أن البــاحثين اليــوم فــي الــدول‬
‫المتطورة يلجؤون إلى طريقة جديــدة لعلج‬
‫المراض المستعصية‪ ،‬فهنالك أمراض كثيرة‬
‫استعصت على الطب مثل السرطان وغيره‪،‬‬
‫فهذه المراض لم يتمكن الطباء مــن إيجــاد‬
‫علج ناجع لهـا‪ ،‬لـذلك بـدأ فريـق مـن هـؤلء‬
‫الباحثين يلجــؤون إلــى طــرق بديلــة‪ ،‬وربمــا‬
‫يكون من أهم هذه الطرق ما يســمى العلج‬
‫بالصوت‪.‬‬
‫طبعا ً يضــعون هــذا المريــض ويــؤثرون عليــه‬
‫بذبــذبات صــوتية معينــة قــد تكــون صــوت‬
‫لموســيقى أو أصــوات للطبيعــة مثــل خريــر‬
‫الماء أو غير ذلك أو أصوات نقر على أوعيــة‬
‫زجاجية إلى آخره‪..‬‬
‫فوجدوا بعد فترة مــن هـذا العلج أن العضــو‬
‫المصاب يتحسن‪ ،‬أو أن هــذا الســرطان يبــدأ‬
‫بالتحســن‪ ،‬فأصــدروا آلف البحــاث وهنالــك‬
‫مــؤتمرات كــبيرة تعقــد اليــوم عــن العلج‬
‫بالصوت كطريقة بديلة للطب الكيمائي‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫فإذا تأملنا كتاب الله تبارك وتعــالى‪ ،‬وقرأنــا‬

‫آياته وجدنا أن هذه اليات تؤكد على أن هذا‬
‫القــرآن فيــه شــفاء‪ ،‬يقــول تبــارك وتعــالى‪:‬‬
‫ء( ]الســراء‪:‬‬ ‫شـ َ‬
‫فا ٌ‬ ‫و ِ‬ ‫من ال ْ ُ َ‬ ‫ون ُن َّز ُ‬
‫ه َ‬
‫ما ُ‬‫ن َ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫ل ِ َ‬ ‫) َ‬
‫‪ [82‬لم يقل لنا‪ :‬شفاء من مرض نفســي أو‬
‫مــرض عضــوي أو مــرض محــدد‪ ..‬ل‪ ..‬شــفاء‬
‫لكــل شــيء ســواء كــان المــرض اضــطرابا ً‬
‫نفسيا ً أو اضطرابا ً في أحد أجهــزة الجســم‪،‬‬
‫دائما ً القرآن فيه شفاء‪.‬‬
‫والبــاحثون اليــوم ل يشــكون أبــدا ً فــي أن‬
‫الترددات الصــوتية تــؤثر علــى خليــا الــدماغ‬
‫فمنها ما ينشط هــذه الخليــا ويجعلهــا أكــثر‬
‫نشاطا ً وحيوية‪ ،‬ومنهــا مــا يــؤثر أيض ـا ً علــى‬
‫خليا السرطان فيفتتها‪ ،‬وهذا البحث قام به‬
‫باحث فرنسي اسمه "فابيــان" هــذا البــاحث‬
‫له قصة طريفة مع العلج بالصوت‪.‬‬
‫في بداية حياته كــان موســيقيًا‪ ،‬وكــان كلمــا‬
‫استمع إلى صوت الموسيقى‪ ،‬أو كلما عزف‬
‫س أنــه‬‫علــى آلتــه فــإن هــذه الصــوات ُيحــ ّ‬
‫ض‬ ‫يتفاعل معهــا‪ ،‬حــتى إنــه قــد أصــيب بمــر ٍ‬
‫ذات يوم‪ ،‬ولم يجد من يعالج هذا المرض من‬
‫الطبــاء‪ ،‬كــان هنالــك لــديه ورم معيــن فــي‬
‫كتفه‪ ،‬وبعد فترة لحــظ أن هــذا الــورم زال‪،‬‬
‫ثم بعد ذلك أصيب بمرض عضلي في جسده‪،‬‬
‫أيضا ً لحظ أن الموســيقى أثــرت‪ ،‬أو ليســت‬
‫كل الموسيقى بل ترددات معينة فنحن نعلم‬
‫أن صــوت الموســيقى أو صــوت النســان أو‬
‫صوت الحيوان أو صــوت الرعــد كلهــا عبــارة‬
‫‪104‬‬
‫عــن تــرددات تقــاس بــالهرتز )ذبذبــة فــي‬

‫الثانية(‪.‬‬
‫هل توجد علقة بين الصوت وبين الشفاء؟‬
‫بعد ذلك ذهب إلى أحد الطباء وأخــبره بهــذا‬
‫المــر‪ ،‬وقــررا أن يقومــا ببحــث علمــي عــن‬
‫خليا النسان‪ ،‬فقاما بإحضــار خليــة دم مــن‬
‫إنســان وقــاموا بتعريضــها لمختلــف أنــواع‬
‫الصوات‪ ،‬وعرضــوها أيض ـا ً لصــوت النســان‬
‫نفسه الذي أخذوا منه هذه الخلية مــن دمــه‪،‬‬
‫وجدوا بعد أن أجــروا هــذه التجــارب وأخــذوا‬
‫القياسات وجدوا أن هذه الخلية تتــأثر تــأثرا ً‬
‫كبيرا ً بالصوت‪ ،‬فقاموا بتصــوير هــذه الخليــة‬
‫بكـــاميرا اســـمها كـــاميرا كيريليـــان وهـــذه‬
‫ور الطيف الكهرطيسي المحيط‬ ‫الكاميرا تص ّ‬
‫بالخلية أو المحيط بالجسام‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫كل خلية كما يقول العلماء تنشر حولههها مجههال كهرطيسههي‪ ،‬لن الخليههة‬
‫فيها كهرباء‪ ،‬ونتيجهة عملهها فإنهها تنشهر ههذا المجهال الهذي يظههر فهي‬
‫الصور على شهكل ألهوان متنوعهة فالخليهة الهتي أخهذوها ههي خليهة دم‬
‫ط لها يحدث عندما يتم التأثير عليها بصوت صههاحب‬ ‫وجدوا أن أكثر تنشي ٍ‬
‫هذه الخليا‪ ،‬فأنا مثل ً عندما أتحهدث فهإن خليها جسهدي تتهأثر أكههثر مهن‬
‫خليا جسد الخرين‪ ،‬وكذلك عندما يتحههدث شههخص آخههر يتههأثر هههو أكههثر‬
‫مني بهذا الصوت‪ ،‬وهذه عمليات ل نحس بها ولكنها موجههودة‪ ،‬فخرجههوا‬
‫بنتيجة وهي أن للصوت تأثيرا ً مهما ً على الخليا‪.‬‬
‫لقد أخذ هذا البــاحث خليــة ســرطانية وقــام‬

‫بالتأثير عليها بأصوات محددة‪ ،‬ووجد أن عنــد‬
‫تردد معيــن لهــذا الصــوت فــإن هــذه الخليــة‬
‫تنفجر وتتفتت وعنــد نفــس الــتردد وجــد أن‬
‫الخليا السليمة تنشط‪ ،‬أي أن هنالك مفعول‬
‫مزدوج للصوت يــؤثر علــى الخليــة المريضــة‬
‫فينشــطها‪ ،‬ويــؤثر علــى الخليــة الســرطانية‬
‫‪106‬‬
‫فيفتتهــا وحــتى الخليــة الســليمة يزيــد مــن‬

‫طاقتها‪.‬‬
‫ما هو العلج بصوت القرآن؟‬
‫وإذا ما عدنا إلى القرآن الكريم‪ ،‬ونحن نعلم‬
‫أن القـــرآن نتلـــوه بصـــوتنا‪ ،‬ونـــؤثر علـــى‬
‫الخريــن بهــذه الــترددات الصــوتية والعلمــاء‬
‫اليوم مشكلتهم أنهم يبحثون عــن الــترددات‬
‫الصوتية الصحيحة المناســبة لهــذه المــراض‬
‫ولكنهــم وعلــى الرغــم مــن أن هــذا البحــث‬
‫مضى عليه أكثر من ربــع قــرن إل أنهــم لــم‬
‫يعثروا على هذه الترددات الصــحيحة بســبب‬
‫أنهم يعتمدون علــى الموســيقى والصــوات‬
‫الخرى‪.‬‬
‫ولكن نحن لــدينا شــيء مهــم وهــو القــرآن‪،‬‬
‫وبما أن الله تبارك وتعــالى هــو الــذي أنــزل‬
‫هذا القرآن ورتب كلمــاته وحروفــه بتناســق‬
‫مبهر بشكل يعطي تناسقا ً عظيما ً يؤثر على‬
‫العقول ويؤثر على القلوب أيضًا‪.‬‬
‫ولذلك فإننا عندما نقرأ ســورة الفاتحــة مثل ً‬
‫فــإن هــذه الــترددات الصــوتية الــتي تــأتي‬
‫وتــدخل إلــى دمــاغ هــذا الشــخص المريــض‬
‫فيتأثر بهــا ويتفاعــل معهــا وهــذه الــترددات‬
‫تنتقل عبر الجسد كــامل ً وعــبر القلــب أيضـا ً‬
‫لن القلب لـه دور مركـزي فـي هــذا العلج‪،‬‬
‫فالله تبــارك وتعــالى يحــدثنا فــي كــثير مــن‬
‫اليات عن أهمية القلب حتى إن النبي صلى‬
‫الله عليــه وســلم قــال‪) :‬أل إن فــي الجســد‬
‫‪107‬‬
‫مضــغة‪ ،‬إذا صــلحت صــلح الجســد كلــه‪ ،‬وإذا‬

‫فسدت فسد الجســد كلــه‪ ،‬أل وهــي القلــب(‬
‫فنحن عندما نقرأ القرآن فــإن قلوبنــا تتــأثر‬
‫بهذه القراءة وأكثر ما يكون التــأثير إذا كــان‬
‫النسان يعتقد بهذا الكلم وإذا كان مستيقنا ً‬
‫بأن هذا الكلم هو الحق‪.‬‬
‫ولذلك قال تبارك وتعالى وننزل من القرآن‬
‫ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين‪ ،‬أما الظالمين‬
‫زيــدُ‬ ‫وَل ي َ ِ‬ ‫فل يــزدادون إل مرضــا ً وفشــ ً‬
‫ل‪َ ) :‬‬
‫ســاًرا( مــع العلــم أن تلوة‬ ‫خ َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظــال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫القرآن لهــا أثــر شــفائي للنــاس جميع ـا ً لن‬
‫د‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫قـ ْ‬ ‫هــا الن ّــا ُ‬‫الله تبارك وتعالى قال‪َ) :‬يا أي ّ َ‬
‫م( والخطــاب لمــن؟‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫عظَ ٌ‬ ‫و ِ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫جاءَت ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫دى‬ ‫هــ ً‬‫و ُ‬‫ر َ‬‫دو ِ‬‫صــ ُ‬
‫فــي ال ّ‬ ‫مــا ِ‬ ‫فاءٌ ل ِ َ‬ ‫شــ َ‬ ‫و ِ‬ ‫للنــاس‪َ ) :‬‬
‫ن( ]يــونس‪ .[57 :‬إذا ً الهـدى‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫مـ ْ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬ ‫م ٌ‬‫ح َ‬‫وَر ْ‬ ‫َ‬
‫والرحمة والشفاء الكامل هــو للمــؤمن‪ ،‬أمــا‬
‫غير المؤمن فقد يتأثر ولكــن بشــكل قليــل‪،‬‬
‫ويعتمد هذا التأثير على مــدى إيمــانه بصــدق‬
‫هذا القرآن‪.‬‬
‫هنالك أيضا ً تأثير عجيب لقراءة القرآن ليس‬
‫علــى النســان فحســب بــل علــى المــواد‪،‬‬
‫وبخاصة الماء‪ ،‬فنحن عندما نقــرأ آيــات مــن‬
‫ل‪ ،‬فــإن‬ ‫القــرآن علــى كــأس مــن المــاء مث ً‬
‫تركيب جزيئات الماء ســوف يختلــف انتظــام‬
‫هــذه الجــزيئات والمجــال الكهرطيســي لهــا‬
‫سوف يتـأثر‪ ،‬وهــذه التجربـة قـام بهــا عـالم‬
‫ياباني طبعا ً فاســتخدم أصــوات الموســيقى‬
‫وكلمات عادية‪ ،‬ووجد أن هنالك تأثيرا ً كــبيرا ً‬
‫‪108‬‬
‫حتى إنه خرج بنتيجة وهي‪ :‬أن المــاء يخــتزن‬

‫المعلومات أو أن الــترددات الصــوتية تخــتزن‬
‫في الماء بشكل أو بــآخر‪ ،‬وهنــا ربمــا نــدرك‬
‫الهــدي النبــوي الشــريف عنــدما كــان النــبي‬
‫صــلى اللــه عليــه وســلم يقــرأ علــى المــاء‪،‬‬
‫ويقرأ على النسان‪ ،‬ويقــرأ علــى المريــض‪،‬‬
‫ونجد أن الشفاء يكون تاما ً وشامل ً بإذن الله‬
‫تبارك وتعالى‪.‬‬
‫هل يمكن لي واحد منا أن يعالج بالقرآن؟‬
‫يمكن لي إنســان أن يجــرب العلج بــالقرآن‬
‫على نفســه‪ .‬وقــد قمــت بتجربــة خلل ثلث‬
‫سنوات تقريبًا‪ ،‬كنت أستمع إلى القرآن كــل‬
‫يوم ل يقل عن عشر أو خمسة عشر ساعة‪،‬‬
‫وقد هيأ الله تعالى لــي هــذه الظــروف فــي‬
‫ذلك الوقت لحفظ القرآن وتأمله والستماع‬
‫إليه كل يوم لفترات طويلة‪ .‬وبعد أن مضــى‬
‫عدة أشهر لحظت شيئا ً غريبا ً فقد كان لدي‬
‫بعــض المــراض المزمنــة الــتي كنــت أعــاني‬
‫منها بشكل دائم‪ ،‬مثل المساك‪ ،‬ومثل بعض‬
‫اللم في الكتف‪ ..‬وأشــياء أخــرى‪ ..‬فــوجئت‬
‫بأن هذه المراض اختفت بشكل مفاجئ لــم‬
‫يعد لها أي أثر‪.‬‬
‫هنالــك شــيء آخــر‪ ،‬أننــي كنــت عنــدما أقــرأ‬
‫صفحة مــن كتــاب‪ ،‬ل أســتطيع أن أســتوعب‬
‫هذه الصفحة من المرة الولى‪ ،‬فكنــت أعيــد‬
‫القراءة عــدة مــرات وأحيانـا ً ل أفهــم شــيئًا‪،‬‬
‫وفوجئت بعد حفظي للقرآن واستماعي لــه‬
‫لساعات طويلة‪ ،‬أنني عندما أفتــح أي كتــاب‬
‫‪109‬‬
‫مــن أي علــم كــان‪ ،‬أســتطيع أن أســتوعبه‬

‫بســهولة وأســتنبط‪ ،‬أي أن القــرآن يعطيــك‬
‫زيادة في القدرة علــى الســتيعاب وتطــوير‬
‫المدارك والبداع أيضًا‪.‬‬
‫ولــــذلك‪ :‬إن هــــذه الســــتنباطات وهــــذه‬
‫ن اللــه بهــا علينــا إنهــا‬
‫الكتشافات الــتي م ـ ّ‬
‫ببركة القرآن فقط‪ ،‬ليس هنالك أي عوامــل‬
‫أخــرى‪ ،‬ليــس هنالــك مــؤثر آخــر إل القــرآن‬
‫الكريم‪ .‬ولذلك أنا أنصح كل إنســان يريــد أن‬
‫يصــبح مبــدعا ً أن يقــرأ القــرآن‪ .‬كــل إنســان‬
‫يحب أن يحمل فــي عقلــه أضــخم موســوعة‬
‫علمية على الطلق فليحفظ القــرآن‪ .‬وكــل‬
‫إنسان يعاني من أمراض سواء كانت نفسيه‬
‫أو جســدية فعليــه أن يســتمع إلــى القــرآن‬
‫لكبر عدد ممكن من الساعات‪ .‬وكل إنســان‬
‫يريــد أن ينجــح فــي حيــاته أو فــي عملــه‬
‫فليحفظ هذا القرآن‪ .‬وكــل إنســان يريــد أن‬
‫يحصــل علــى لغــة عربيــة ســليمة ويريــد أن‬
‫يمتلك تأثيرا ً مذهل ً على الخريــن‪ ،‬فعليــه أن‬
‫يقرأ هذا القرآن ويحفظه ويعمل به أيضًا‪.‬‬
‫ففي كل آية من آيــات هــذا القــرآن نجــد أن‬
‫الله تبارك وتعالى أودع قوة شفائية‪ ،‬ولكــن‬
‫هذا ل يعني أن نترك وســائل الطــب والعلج‬
‫الحديث‪ ،‬بــل نســتفيد منهــا ولكــن أول ً نلجــأ‬
‫إلى كتاب الله تبــارك وتعــالى ثــم نلجــأ إلــى‬
‫بقية الوسائل المتاحة ومن المستحســن أن‬
‫ندمـج بينهــا‪ .‬يقــول تبـارك وتعــالى مخاطبـا ً‬
‫َ‬
‫م‬‫جــاءَت ْك ُ ْ‬ ‫س َ‬
‫ق ـد ْ َ‬ ‫الناس جميع ـًا‪) :‬ي َــا أي ّ َ‬
‫هــا الن ّــا ُ‬
‫‪110‬‬
‫ر‬‫دو ِ‬ ‫صـ ُ‬ ‫فــي ال ّ‬ ‫مــا ِ‬ ‫فاءٌ ل ِ َ‬ ‫شـ َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫عظَ ٌ‬ ‫و ِ‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ل الل ـ ِ‬ ‫ضـ ِ‬ ‫َ‬
‫ن * ق ـل ب ِف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ْ‬
‫م ـؤ ِ‬ ‫ْ‬
‫ة ل ِل ُ‬ ‫م ٌ‬
‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬‫و ُ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫م ّ‬ ‫خْيــٌر ِ‬ ‫و َ‬ ‫هــ َ‬ ‫حــوا ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ْ‬
‫فلي َ ْ‬ ‫َ‬
‫فِبــذَل ِك َ‬ ‫ه َ‬ ‫مِتــ ِ‬ ‫ح َ‬‫وب َِر ْ‬ ‫َ‬
‫ن( ]يونس‪ .[58-57 :‬هذه آيــة تتحــدث‬ ‫يَ ْ َ ُ َ‬
‫عو‬ ‫م‬ ‫ج‬
‫عن القــرآن الكريــم وأن فيــه شــفاءً للنــاس‬
‫جميعًا‪ .‬وفي آية أخرى يؤكد على أن القرآن‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ون ُن َّز ُ‬ ‫فيه شفاء‪ ،‬يقول تبارك وتعالى‪َ ) :‬‬
‫وَل‬ ‫ال ْ ُ َ‬
‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬‫مـ ٌ‬ ‫ح َ‬‫وَر ْ‬ ‫فاءٌ َ‬ ‫شـ َ‬ ‫و ِ‬ ‫هـ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬
‫ساًرا( ]السراء‪.[82 :‬‬ ‫خ َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫زيدُ ال ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫العلج بالصلة‬
‫الصلة أيضا ً معلومة تدخل إلى خليا الــدماغ‬

‫خمس مرات في اليوم‪ ،‬هذه المعلومة تقوم‬
‫بإصلح الخلل الذي أصاب البرنامج الموجــود‬
‫فــي دماغــك‪ ،‬لــذلك حــافظ علــى الصــلوات‬
‫الخمس وأكثر من صلة الليل‪.‬‬
‫وللسف الشديد ل توجــد دراســات إســلمية‬
‫طبيــة عــن تــأثير الصــلة علــى المــراض‬
‫وعلجها والشفاء بها‪ ،‬ولذلك فإننا نلجأ إلــى‬
‫الدراسات الغربية التي تؤكد يوم ـا ً بعــد يــوم‬
‫علــى الثــر المــذهل للصــلة علــى شــفاء‬
‫المــراض‪ .‬ولكــن صــلتهم هــي عبــارة عــن‬
‫مجرد اعتقاد بقدرة الله على الشــفاء‪ ،‬فهــم‬
‫ل يراعـــون شـــروط الطهـــارة وشــــروط‬
‫الخلص والتــوجه إلــى اللــه‪ ،‬وليــس لــديهم‬
‫تصور عن قــدرة اللــه تعــالى‪ ،‬بــل معظمهــم‬
‫يصـلون وهـم مشــركون بـالله‪ ،‬فيـدعون لــه‬
‫‪111‬‬
‫ولــدًا‪ ،‬أو يتصــورونه بصــورة إنســان أو غيــر‬

‫ذلك مما لم ينزل الله به سلطانًا‪.‬‬
‫وعلــى كــل حــال وحســب اعتقــادي أن هــذه‬
‫الصـــلة "الغربيـــة" الـــتي تجـــري عليهـــا‬
‫الختبارات غيــر صــحيحة وعلــى الرغــم مــن‬
‫ذلك يرى العلماء فوائدها الكثيرة‪ ،‬فتصــوروا‬
‫معــي لــو أن هــذه الختبــارات ُأجريــت علــى‬
‫أنــاس مســلمين خاشــعين فــي صــلتهم‪،‬‬
‫بالتأكيـــد ســـتكون النتـــائج أكـــثر وضـــوحًا‪،‬‬
‫وسيكون أثر هذه الصلة أكبر بكثير‪.‬‬
‫كشفت دراسة أجريت عام ‪ 2006‬عــن الثــر‬
‫المذهل للصلة في الشفاء )ونــود أن نشــير‬
‫إلى أن الصلة على طريقتهم كما أســلفنا(‪،‬‬
‫كـــذلك كشـــفت هـــذه الدراســـة أن الـــدعاء‬
‫للمريض من قبـل عـائلته وأصـدقائه لـه أثـر‬
‫في الشفاء أيضًا!‬
‫وربما يعجب البعــض مــن هــذه النتــائج الــتي‬
‫يقــوم بهــا الغــرب الــذي غالبــا ً مــا يوصــف‬
‫باللحـــاد‪ ،‬ولكنهـــم يدرســـون أي ظـــاهرة‬
‫تصادفهم‪ ،‬ليس من منطلق اليمان بالصــلة‬
‫وفائدتها ولكن بهدف السبق العلمي!‬
‫وفــــي دراســــة أجريــــت فــــي جامعــــة‬
‫ويسكونســون تــبين أن مرضــى الســرطان‬
‫)وبخاصــة ســرطان الثــدي( قــد اســتفادوا‬
‫بالفعل من ممارسة الصلة والحفاظ عليها‪،‬‬
‫وفي دراسة تمت في جامعــة أريزونــا تــبين‬
‫‪112‬‬
‫أن الصلة والستمرار فيها يؤدي إلى نتــائج‬

‫إيجابية وتحسن ملموس في حالــة المريــض‬
‫بشكل عام‪.‬‬
‫وقــد أكــد الــدكتور ‪ David R. Hodge‬أن نتــائجه‬
‫اعتمدت علــى ‪ 17‬دراســة ســابقة بالضــافة‬
‫إلى الدراسة التي نشرها في مــارس ‪2007‬‬
‫وأظهر من خللها الطاقة الشفائية الكامنــة‬
‫في الصلة‪ ،‬كما أن أحد الباحثين في جامعة‬
‫هارفارد وهو البروفسور هيربرت بنسن قــد‬
‫درس تــأثير الصــلة علــى مرضــى القلــب‬
‫ولحظ وجود بعض الشفاء‪.‬‬
‫إن هذه النتائج يـا أحبـتي ينكرهـا الملحـدون‬
‫فــي الغــرب‪ ،‬بــل ويتهمــون البــاحثين بــأنهم‬
‫يلفقون النتائج‪ ،‬ولكن البحاث العلمية ولغــة‬
‫العلــم والحقــائق العلميــة ل تعــرف الكــذب‪،‬‬
‫فالدراســـات تتـــوالى وشـــيئا ً فشـــيئا ً يجـــد‬
‫الملحدون أنفسهم محاصــرين بهــذه النتــائج‬
‫العلمية المحكمة‪.‬‬
‫لقد قام علماء في المركز الجديد لدراســات‬
‫العلم والدين فــي جامعــة كولومبيــا بالعديــد‬
‫من الدراسات والــتي أظهــرت أن المنطقــة‬
‫الماميــة مــن الــدماغ أو مــا يســمى منطقــة‬
‫الناصــية قــد حــدث فيهــا نشــاط كــبير أثنــاء‬
‫الصلة‪ ،‬أي أن هناك علقة بين الصلة وبين‬
‫الناصية! وربما ندرك لماذا كان دعــاء النــبي‬
‫في خطابه لربه‪) :‬ناصيتي بيدك( صــلى اللــه‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫العالم ‪ Andrew Newberg‬وهو طبيب في جامعة‬

‫بنسلفانيا ومؤلف كتاب ‪Why We Believe What We‬‬
‫‪ Believe‬يؤكد على أن المنطقة الكــثر نشــاطا ً‬
‫أثنـــاء الصـــلة والتأمـــل هـــي الناصـــية )أي‬
‫المنطقة التي تقع خلف الجبهة(‪ ،‬يقول في‬
‫دراسة له )‪:(CNN‬‬
‫‪The frontal lobe, the area right behind our foreheads, helps‬‬
‫‪us focus our attention in prayer and meditation‬‬
‫إن المنطقة المامية من الدماغ والتي تقــع‬

‫تماما ً خلف الجبهــة‪ ،‬تســاعدنا علــى الــتركيز‬
‫أثناء الصلة والتأمل‪.‬‬
‫إن منطقة الناصية من الــدماغ أهــم منطقــة‬
‫حيث تنشط أثناء التركيز علــى شــيء مــا أو‬
‫محاولة حل مشكلة‪ ،‬ولذلك نرى سيدنا هــودا ً‬
‫عليه الســلم بعــدما فقــد المــل مــن قــومه‬
‫وتولى عنهم ولم يجد حل ً أو طريقة يقنعهم‬
‫بصدق رسالته‪ ،‬ماذا قال؟‬
‫لقـــد أكـــد علـــى أن اللـــه يمســـك بناصـــية‬
‫المخلوقـــات جميعـــا ً وهـــو يتـــولى أمرهـــا‬
‫عَلــى‬ ‫ت َ‬ ‫وك ّل ْ ُ‬
‫وقيادتها وتوجيهها‪ ،‬قال‪) :‬إ ِّني ت َ َ‬
‫َ‬ ‫ة إ ِّل ُ‬ ‫الل ّـ ِ‬
‫خـ ٌ‬
‫ذ‬ ‫وآ ِ‬ ‫هـ َ‬ ‫داب ّـ ٍ‬
‫ن َ‬‫مـ ْ‬
‫مــا ِ‬ ‫وَرب ّك ُـ ْ‬
‫م َ‬ ‫ه َرب ّــي َ‬
‫قيم ٍ(‬ ‫ســت َ ِ‬ ‫م ْ‬‫ط ُ‬ ‫صــَرا ٍ‬ ‫عَلــى ِ‬‫ن َرّبــي َ‬ ‫ها إ ِ ّ‬
‫صــي َت ِ َ‬‫ب َِنا ِ‬
‫]هود‪.[56 :‬‬
‫ونود أن نشير إلى أن هذه النتائج الطبية قد‬
‫أجريـت فــي مراكــز بحــث "محترمــة" علميـا ً‬
‫ومرموقــة ول يتســرب الشــك إليهــا‪ ،‬فقــد‬
‫‪114‬‬
‫ُأجريت دراسات عديدة في جامعــة كولومبيــا‬

‫جــاء بنتيجتهــا أن للصــلة طاقــة شــفائية‬
‫مذهلة‪ ،‬بل تـؤثر الصـلة علـى القـدرة علـى‬
‫النجــاب‪ ،‬حيــث أكــدت الدراســة أن نســبة ل‬
‫بــأس بهــا ممــن حــافظوا علــى "الصــلة" و‬
‫"الــدعاء" قــد تحســنت لــديهم القــدرة علــى‬
‫النجاب!‬
‫كما أن الدكتور ‪ Andrew Newberg‬وجد أن شــكل‬
‫الدماغ أثناء الصلة والتأمل )الخشوع( مميــز‬
‫جدا ً ويختلف عــن جميــع النشــاطات الخــرى‬
‫التي يمارسها النسان في حيــاته‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫دفعــه وبعــد بحــث اســتمر أكــثر مــن عشــر‬
‫سنوات إلى اليمان بأن الله تعالى هــو مــن‬
‫صمم هذا الدماغ ليعمل بهذا الشكل‪ ،‬وخ ـّزن‬
‫فيه الكثير من السئلة الــتي تقــود النســان‬
‫لليمان به‪ ،‬مثل‪ :‬كيف جئت إلى الدنيا‪ ،‬إلــى‬
‫أيــن ســأذهب‪ ،‬مــاذا بعــد المــوت‪ ،‬مــن خلــق‬
‫العـالم‪ ... ،‬ويقـول‪ :‬إن وجـود هـذه السـئلة‬
‫في دماغ كل منا منذ ولدته هــو دليــل علــى‬
‫وجود الله!‬
‫‪115‬‬
‫من عظمة نبي الرحمههة عليههه الصههلة والسههلم أن أكههبر همههومه كههانت‬
‫الصلة‪ ،‬وحتى وهو على فراش الموت كان همه أن يطمئن علههى صههلة‬
‫المسلمين‪ ،‬وحتى فههي الحههرب كههان يحههرص علههى إقامههة الصههلة علههى‬
‫وقتها‪ ،‬كل ههذا ليبقهى المهؤمن طهاهرا ً نقهي الجسهد والقلهب‪ .‬فالصهلة‬
‫ليست مجههرد عبههادة‪ ،‬إنمهها هههي وسههيلة للشههفاء كمهها أثبتههت الدراسههات‬
‫الطبية‪ .‬ولذلك كانت الصلة أهم ركن بعد شهادة أن ل إله إل الله!‬
‫ه‬
‫جـ ِ‬ ‫و ْ‬ ‫غــاءَ َ‬ ‫صـب َُروا اب ْت ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّـ ِ‬ ‫يقــول تعــالى‪َ ) :‬‬
‫َ‬ ‫وأ َ َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫قَنــا ُ‬ ‫ما َرَز ْ‬ ‫م ّ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫وأن ْ َ‬ ‫صَلةَ َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َرب ّ ِ‬
‫ة‬‫ســي ّئ َ َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ســن َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ْ‬
‫ن ِبال َ‬ ‫ءو َ‬ ‫وَيــدَْر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫علن َِيــ ً‬‫َ‬ ‫و َ‬ ‫ســّرا َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫عـــدْ ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫جّنـــا ُ‬ ‫ر* َ‬ ‫ِ‬ ‫دا‬
‫قَبـــى الـــ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ُ‬ ‫هـــ ْ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫م‬ ‫خُلون َها ومن ص ـل َح م ـن آ َبــائ ِهم َ‬
‫هـ ْ‬ ‫ج ِ‬‫وا ِ‬ ‫وأْز َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ ِ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫ي َدْ ُ‬
‫ن كــ ّ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫مــ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫علي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫خلو َ‬ ‫ة ي َدْ ُ‬ ‫ملئ ِك ُ‬ ‫وال َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وذُّرّيات ِ ِ‬ ‫َ‬
‫قَبــى‬ ‫ع ْ‬ ‫م‬
‫ِ ْ َ ُ‬ ‫ـ‬‫عـ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ر‬
‫َ َ ْ ُ ْ‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫َ ٌ َ ْ ْ ِ َ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫*‬ ‫ب‬‫َ ٍ‬ ‫با‬
‫ر( ]الرعد‪.[24-22 :‬‬ ‫دا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫‪116‬‬
‫العلج بالصدقة‬
‫ت فقيــرا ً أنصــحك بالتصــدق‬ ‫حــتى لــو كنــ َ‬

‫وإعطاء شــيء مــن المــال للفقــراء وســوف‬
‫يكون هذا العمل بمثابة معلومة قوية تدخلها‬
‫إلــى دماغــك فيتــأثر بهــا‪ ،‬ويعطــي تعليمــاته‬
‫للجســـد لصـــلح الخلـــل أو المـــرض الـــذي‬
‫أصــــابك‪ ،‬أو الــــذي سيصــــيبك مســــتقب ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فالصدقة وقاية من المراض‪.‬‬
‫الزكاة هي الركن الثالث من أركان السلم‪،‬‬

‫وغالبــا ً مــا نجــد فــي القــرآن الحــديث عــن‬
‫الصلة وبعــدها الزكــاة مباشــرة‪ .‬يقــول عــز‬
‫وجل‪) :‬فأقيموا الصلة وآتوا الزكاة( ]الحــج‪:‬‬
‫‪.[78‬‬
‫وقد أكد الرسول العظم عليه صــلوات اللــه‬

‫وســلمه أن الصــدقة تطفــئ غضــب الــرب‬
‫وأنهــا تزكــي النســان‪ .‬وأن الصــدقة بمثابــة‬
‫برهان للمؤمن على صدق إيمانه وأنــه ليــس‬
‫حريصا ً على الدنيا بل كل شــيء فــي حيــاته‬
‫هو ابتغاء رضوان الله تعالى‪.‬‬
‫إن إنفــاق المــوال علــى الفقــراء لــه أثــر‬

‫نفســي كــبير علــى المنفــق فهــو يعلمــه‬
‫التسامح والحساس بمعاناة أخيــه المــؤمن‪.‬‬
‫ولكــن هــل يوجــد أســرار علميــة وراء هــذه‬
‫العبادة؟‬
‫‪117‬‬
‫تؤكد البحــاث الطبيــة أن التســامح والعطــاء‬

‫يزيد من عمر النسان! وأن النسان إذا كان‬
‫معطاءً وليس شديد الحرص على المال فإن‬
‫هــذا ينعكــس إيجابيـا ً علــى الوضــع النفســي‬
‫فيزداد اســتقرارا ً وهــدوءا ً ونحــن نعلــم بــأن‬
‫استقرار الحالة النفسية لدى النســان تــؤثر‬
‫إيجابيــا ً علــى عمــل أجهــزة الجســم وتزيــد‬
‫مناعته ضد المراض‪.‬‬
‫إن كـــثيرا ً مـــن المـــراض الجســـدية ذات‬

‫المنشأة العصــبي والنفســي يكــون للحــرص‬
‫على المال السبب الرئيســي فيهــا‪ .‬وشــفاء‬
‫كــثير منهــا ل يكلــف المريــض ســوى إنفــاق‬
‫بعض المال لوجه الله تعالى‪.‬‬
‫إن الحــرص علــى المــال والمتــاع إذا تطــور‬

‫يتحــول إلــى حالــة مرضــية تســبب لصــاحبها‬
‫الكثير من القلق والخوف والكتئاب‪.‬‬
‫وليس غريبا ً أن نجــد آخــر البحــاث النفســية‬

‫تؤكد إن النسان المعطاء والكريم هو أطول‬
‫عمــرا ً وأكــثر مقاومــة للمــراض! وصــدق‬
‫الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما‬
‫قال‪) :‬والصدقة برهان(‪.‬‬
‫وربمــا يكــون مــن الحــاديث الجميلــة الــتي‬

‫قرأتهـــا قـــوله عليـــه الصـــلة والســـلم‪:‬‬
‫سمك في وجه أخيك صدقة(!! وســبحان‬ ‫)وتب ّ‬
‫الله! حتى عندما يبتسم النسان يعطيه اللــه‬
‫أجرًا! فهل هنالك أعظم من هذا الــدين؟ ول‬
‫‪118‬‬
‫أدري ما هو السبب الذي يجعل بعض النــاس‬

‫يبتعد عن السلم‪ .‬فهل وجــدوا فــي تعــاليم‬
‫غيره ما هو أفضل منه؟‬
‫إن الســـلم يجعـــل مـــن حياتـــك وأفعالـــك‬

‫وحركاتك كلها مجال ً للثواب والجر‪ ،‬فتصــور‬
‫أن حيــاة المــؤمن مليئة برضــا اللــه تعــالى‬
‫وثوبه وعطائه‪ ،‬فماذا نطلب بعد ذلك؟‬
‫العلج بالرحمة‬
‫من وقت لخر يخرج الغرب بنتائج جديدة بعد‬

‫قيامه بتجارب مضــنية‪ ،‬ونجــد علمــاء الغــرب‬
‫يؤكــــدون علــــى ضــــرورة تطــــبيق هــــذه‬
‫الكتشـــافات مـــن أجـــل ســـعادة البشـــر‪.‬‬
‫ت اكتشافا ً‬
‫والعجيب يا أحبتي أنني كلما تأمل ُ‬
‫علميا ً فيه النفع والفائدة وجدت السلم قد‬
‫سبقهم إليه بأربعة عشر قرنًا!‬
‫ومن آخر ما وصــلت إليــه أبحــاثهم وبعــد مــا‬
‫فقــدوا الحــب والرحمــة والعاطفــة بســبب‬
‫الماديــة المفرطــة الــتي وصــلوا إليهــا أنهــم‬
‫اكتشـــفوا أهميـــة "الرحمـــة" فـــي ســـعادة‬
‫النســـان‪ ،‬وإمكانيـــة تعلـــم الرحمـــة منـــذ‬
‫الطفولة‪ ،‬وأنه ينبغي على الناس أن يعلمــوا‬
‫أولدهم "الرحمة"‪ ،‬فكيف بدأت القصة؟‬
‫فــي بدايــة عــام ‪ 2008‬اســتخدم البــاحثون‬
‫تقنية المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي‬
‫‪ fMRI‬مــن أجــل دراســة تــأثير الرحمــة لــدى‬
‫‪119‬‬
‫النســان علــى نظــام المناعــة لــديه وعلــى‬

‫نظام عمل الدماغ‪ .‬وقد كشــف هــذا الجهــاز‬
‫عن نشاط كبير يحــدث فــي الجــزء المــامي‬
‫مــن الــدماغ الــذي يلعــب دورا ً أساســيا ً فــي‬
‫عاطفة النسان‪ .‬وخرجوا بعدة نتــائج ســوف‬
‫نلخصــها لنــدرك يقينـا ً أن ديننــا الحنيــف قــد‬
‫أمرنا بهذه النتائج مسبقًا‪ ،‬بل هي جــزء مــن‬
‫عقيدتنا وإيماننا‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا أردت أن تكــون ســعيدا ً فمــا عليــك إل‬
‫أن تتمنى السعادة للخرين‪:‬‬
‫هــذه القاعــدة يؤكــدها العلمــاء اليــوم‪ ،‬فقــد‬
‫وجدوا بنتيجة أبحاثهم أن السعادة ل تتحقــق‬
‫بمجرد تحقيق رغبــات النســان لنفســه‪ ،‬بــل‬
‫لبد أن يسعى في تحقيق رغبات غيــره بمــا‬
‫يحبــه الخــرون‪ ،‬وأن الــذي يســعد الخريــن‬
‫يكون أكــثر ســعادة مــن الــذي يهتــم بنفســه‬
‫فقط‪.‬‬
‫ويؤكد الباحثون على قاعدة ذهبية مــن أجــل‬
‫سعادة أكبر وعمر مديد‪ ،‬وهي أن تحب الخير‬
‫للخرين! فقد وجدوا بعد سؤال العديــد مــن‬
‫الناس أن النسان الذي يتمنى الخيــر لغيــره‬
‫هو أكثر سعادة من أولئك الذين تمنــوا زوال‬
‫النعمة عن غيرهم‪.‬‬
‫وقد ل نعجب عندما نعلم أن النــبي العظــم‬
‫صلى الله عليه وسلم قد دعا إلى ذلك قبــل‬
‫قــرون طويلــة بــل اعتــبر إيمــان المــؤمن ل‬
‫‪120‬‬
‫يكتمل إل بتحقيق هذه القاعدة‪ ،‬عندما قال‪:‬‬

‫)ل يؤمن أحدكم حـتى يحـب لخيـه مـا يحـب‬
‫لنفسه(‪ ،‬سبحان الله! القاعدة الــتي وصــلوا‬
‫إليها ولم يستطيعوا تطبيقها هــي جــزء مــن‬
‫إيماننــا‪ ،‬ألســنا أولــى منهــم بتطــبيق هــذه‬
‫القاعدة النبوية الشريفة؟‬
‫‪ -2‬الرحمة تنشط نظام عمل الدماغ‪:‬‬
‫يؤكد العلماء الــذين اهتمــوا بهــذا البحــث أن‬
‫ممارســة رياضــة "الرحمــة" تفيــد الــدماغ‬
‫وتنشط خلياه بل وتحــدث تغييــرا ً فــي عــدد‬
‫الخليا وشكل الــدماغ والعمليــات الــتي تتــم‬
‫فيه‪ .‬وهذا يساعد علــى الشــفاء مــن العديــد‬
‫من المراض‪ ،‬بمجــرد أن تتعلــم كيــف ترحــم‬
‫الخرين!‬
‫وأقول من جديد ســبحان اللــه!! أليــس هــذا‬
‫بالضبط هو ما أمرنا به النبي العظم صــلى‬
‫الله عليه وسلم عندما قال‪) :‬من ل يرحــم ل‬
‫ُيرحم(؟! فبقدر ما ترحــم الخريــن وتعطــف‬
‫عليهم وتعفو عنهــم بقــدر مــا يرحمــك اللــه‬
‫ويذهب عنك من المراض والشر ما ل يعلمه‬
‫أحد إل الله‪.‬‬
‫‪ -3‬تعلم "الرحمة" يفيد في تقوية العلقــات‬
‫الجتماعيـــة ويجعلـــك أكـــثر انســـجاما ً مـــع‬
‫الخرين‪:‬‬
‫‪121‬‬
‫أكدت الدراسة الجديدة التي أجريــت مــؤخرا ً‬

‫أن ممارســــة "الرحمــــة" تقــــوي النظــــام‬
‫المنــاعي لــدى النســان‪ .‬فقــد وجــدوا أن‬
‫النسان الرحيم يتمتـع بنظــام منــاعي قـوي‬
‫ومقاومة أعلى للمراض‪ .‬فمــن خلل إجــراء‬
‫التجربة على عدد كبير من المتــبرعين تــبين‬
‫أن النسان الرحيم والذي يحب الخير لغيــره‬
‫ويعطف عليهم‪ ،‬فإن نسبة إصابته بالمراض‬
‫أقل من غيره‪.‬‬
‫وقد ربط العلماء هذه النتيجة بأبحاث أخــرى‬
‫تؤكد على ترابط الســعادة مــع طــول العمــر‬
‫مع الرحمة‪ ،‬فكان النسان الكثر سعادة هــو‬
‫الكثر رحمة للخرين‪ ،‬وهو الكــثر بعــدا ً عــن‬
‫المراض وبخاصة أمراض القلــب‪ .‬وذلــك لن‬
‫هــذه الرحمــة تجعلــك أقــرب مــن مجتمعــك‬
‫وأكثر ترابطا ً وانسجاما ً معه‪ ،‬وبالتــالي فــإن‬
‫هذا ينعكس على استقرار عمل القلب‪.‬‬
‫وهنا نقول من جديد‪ :‬أليس هذا ما نــادى بــه‬
‫نبي الرحمة عندما قــال‪) :‬ارحمــوا مــن فــي‬
‫الرض يرحمكم من في الســماء(‪ ،‬واللــه لــو‬
‫رأى الغــرب هــذه التعــاليم وعاشــوا معهــا‬
‫لكانوا أول من يعتنق السلم‪ ،‬ولكن قصــرنا‬
‫كثيرا ً في إيصــال صــوت الحــق لهــم‪ ،‬نســأل‬
‫اللــه أن يهيــء لهــذه التعــاليم مــن ينشــرها‬
‫ويبلغها لناس هم بأشد الحاجة إليها‪.‬‬
‫‪ -4‬ممارسة "الرحمة" يعالج الكآبة‪:‬‬
‫‪122‬‬
‫في هذه الدراسة وجــد البــاحثون أن النــاس‬

‫الرحماء هم أكثر النــاس بعــدا ً عــن الكــتئاب‬
‫والحبــاط واليــأس‪ .‬ومــن هنــا نــدرك أهميــة‬
‫د‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫قـ ْ‬ ‫هــا الن ّــا ُ‬ ‫قوله تعالى عن القرآن‪َ) :‬يا أي ّ َ‬
‫فـي‬ ‫مـا ِ‬
‫فاءٌ ل ِ َ‬ ‫شـ َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرب ّ ُ‬
‫كـ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫عظَ ٌ‬ ‫و ِ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫جاءَت ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قــ ْ‬‫ن* ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مــ ْ‬ ‫ْ‬
‫ة ل ِل ُ‬ ‫مــ ٌ‬ ‫ح َ‬
‫وَر ْ‬ ‫دى َ‬ ‫هــ ً‬‫و ُ‬ ‫ر َ‬ ‫دو ِ‬ ‫صــ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫و‬‫هـ َ‬‫حــوا ُ‬ ‫فَر ُ‬‫فل ْي َ ْ‬‫ك َ‬ ‫فب ِـذَل ِ َ‬‫ه َ‬ ‫مت ِـ ِ‬‫ح َ‬‫وب َِر ْ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ن( ]يـــونس‪.[58-57 :‬‬ ‫عـــو َ‬ ‫م ُ‬‫ج َ‬ ‫مـــا ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫خْيـــٌر ِ‬ ‫َ‬
‫وانظروا كيف تكررت الرحمة مرتين‪ ،‬لتؤكــد‬
‫لنا أن الذي يرضى بالقرآن شفاء فإن رحمة‬
‫اللــه ســتكون وســيلة لســعادته وفرحــه‪ ،‬فل‬
‫يحزن بعدها أبدًا‪.‬‬
‫‪ -5‬علمــاء الغــرب‪ :‬ينبغــي علينــا أن نعلــم‬
‫أطفالنا الرحمة‪:‬‬
‫بعد هذه التجارب دعا الباحثون إلــى ضــرورة‬
‫أن نعلم الطفل الشفقة والرحمة والعطف‪،‬‬
‫وقالوا بأن هذه الشياء من الســهل تعملهــا‬
‫وسوف تعطي فوائد كبيرة للمجتمع‪ .‬ويقول‬
‫البــــاحثون‪ :‬إن تعليــــم الطفــــل الرحمــــة‬
‫سيساهم بشكل كبير فــي تخفيــف الجريمــة‬
‫والعدوانيــة الــتي أصــبحت مرضــا ً ل ســبيل‬
‫لعلجــه‪ .‬وملخــص هــذا البحــث كمــا يقــول‬
‫البـــاحث ديفيدســـون مـــن جامعـــة ‪Wisconsin-‬‬
‫‪ Madison‬إن هــذه الوســيلة أي تعلــم الرحمــة‪،‬‬
‫مهمــة جــدا ً لعلج الطفــال وبخاصــة أولئك‬
‫الذين هم على أبواب النحراف‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫يؤكد العلماء أن الرحمة ينبغي أن يتعلمها النسهان منههذ أن يكههون طفل ً‬

‫لتقيه شر النحرافات وسوف تساهم في بناء شخصية أكثر اعتدا ً‬
‫ل‪ ،‬هههذا‬
‫ما وصلوا إليه بعد معاناة ومرارة وتجهارب طويلهة‪ ،‬ولكهن السهلم وفهر‬
‫علينا عناء البحههث وأعطانها المعلومهة جهاهزة‪ ،‬ولكهن للسههف نجههد مهن‬
‫يجحد ويستكبر ويعرض!‬
‫ونكرر من جديد ألم يطبــق نبينــا صــلى اللــه‬

‫عليه وسلم هذه الرحمة على أتم وجه؟ لقــد‬
‫ضرب لنا المصطفى صلى الله عليــه وســلم‬
‫أروع المثلــة فــي الرحمــة عنــدما عفــا عــن‬
‫كفار قريش الذين أساؤوا إليه أشد السـاءة‬
‫وذلك عندما عفا عنهم أثناء فتح مكة‪ ،‬كــذلك‬
‫ضــرب النــبي لنــا أمثلــة رائعــة فــي رحمــة‬
‫الطفال وحسن تربيتهم‪.‬‬
‫فقــد روى ســيدنا أنــس بــن مالــك أنــه خــدم‬
‫رســول اللــه صــلى اللــه عليــه وســلم عشــر‬
‫سنين لم يقل لشيء فعله لم فعلت كذا‪ ،‬أو‬
‫‪124‬‬
‫م تفعل كــذا‪ ،‬هــل بعــد‬

‫مل ْ‬
‫لشيء لم يفعله ل َ‬
‫هذه الرحمة رحمة!‬
‫العلج بالمودة‬
‫جاء في كتــاب اللــه قبــل أربعــة عشــر قرنـا ً‬
‫قوله تعالى‪) :‬ومـن آ َيــات ِ َ‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫م ِ‬‫ق ل َك ُـ ْ‬
‫خل َـ َ‬ ‫ن َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫عــ َ‬
‫ل ب َي ْن َكــ ْ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫سك ُُنوا إ ِلي ْ َ‬‫جا ل ِت َ ْ‬‫وا ً‬‫م أْز َ‬ ‫أن ْ ُ ِ ْ‬
‫وم ٍ‬ ‫قــ ْ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫ك َل ََيــا ٍ‬ ‫فــي ذَِلــ َ‬ ‫ن ِ‬‫ة إِ ّ‬ ‫مــ ً‬‫ح َ‬‫وَر ْ‬‫ودّةً َ‬‫مــ َ‬
‫َ‬
‫ن( ]الروم‪ .[21 :‬إنهــا آيــة عظيمــة ل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ي َت َفكُرو َ‬
‫نزال نكتشف أسرارها يوما بعد يوم‪ .‬فالــذي‬‫ً‬
‫يتأمــل هــذه اليــة يــدرك أهميــة العطــف‬
‫والرحمة والمودة بين الزوجين‪ ،‬ويدرك أيضا ً‬
‫أن اللــه وضــع لنــا طريق ـا ً للنجــاح والشــفاء‬
‫والسعادة في حياتنا الزوجية‪ ،‬وهو أن نسلك‬
‫طريق المودة والرحمة‪.‬‬
‫ولكن وللسف ابتعدنا كثيرا ً عن هذا الطريق‬
‫فبدأت المشاكل بــالظهور وبخاصــة ظــاهرة‬
‫الطلق التي انتشــرت كالنــار فــي الهشــيم!‬
‫وهنـــاك العنـــف المنزلـــي وهنـــاك ظـــاهرة‬
‫التفكــك الســري‪ ،‬وهنــاك ملييــن الزواج ل‬
‫يحسون بالسعادة مع أزواجهم‪ ،‬لماذا؟‬
‫الجواب نجده في الية السابقة‪ ،‬وقد لخصــه‬
‫ة(‪ ،‬فطالمــا‬‫مـ ً‬
‫ح َ‬
‫وَر ْ‬
‫ودّةً َ‬
‫مـ َ‬
‫الله لنــا بكلمــتين‪َ ) :‬‬
‫بقيــت المــودة والتعــاطف والــتراحم بيــن‬
‫الزوجيـــن كـــانت الحيـــاة ســـعيدة وهـــادئة‪،‬‬
‫وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل‬
‫‪125‬‬
‫اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلــى جحيــم‬

‫ل ُيطاق‪.‬‬
‫ولكن الجديــد الــذي كشــفت عنــه الدراســات‬
‫العلمية أن الشجار العائلي هو ســبب واضــح‬
‫لضــعف المناعــة‪ ،‬وأن آثــار هــذا الشــجار ل‬
‫تنعكس فقط علــى الراحــة النفســية‪ ،‬وإنمــا‬
‫تؤدي إلى هشاشـة المناعـة لـدى الشـخاص‬
‫الذين يعـانون منــه‪ .‬وقــد أثبــت ذلـك دراســة‬
‫واختبـــارات أجراهـــا خـــبراء مـــن الوليـــات‬
‫المتحـــدة مـــؤخرا ً )حســـب وكالـــة النبـــاء‬
‫اللمانية( فقد جاء على موقعهم ما يلي‪:‬‬
‫توصلت مجموعة من الخبراء المريكيين إلى‬
‫نتيجة مفادها بأن مناعة النسان تتأثر ســلبا‬
‫في حال نشوب الخلفات العائلية‪ .‬هذه هــي‬
‫نتيجة دراسة ُأجريت علــى ‪ 42‬عائلــة تنشــب‬
‫فيها خلفات زوجيـة‪ .‬فـي الـوقت ذاتـه أكـد‬
‫الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفــاق‬
‫بين الزوجين يؤدي في غــالب الحيــان إلــى‬
‫تردي الوضع الصــحي للعائلــة‪ .‬وينطبــق هــذا‬
‫المــر بشــكل خــاص علــى الشــخاص الــذين‬
‫يعانون من أعراض مرضية‪.‬‬
‫وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن‬
‫الخلفات العائلية تؤدي في معظــم الحــالت‬
‫إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الــذين‬
‫يعانون أصل ً من أمراض قلبية! كــذلك بينــت‬
‫الدراسات أن ضغط العمل قد ل يــؤدي إلــى‬
‫‪126‬‬
‫المضــاعفات الــتي قــد يــؤدي إليهــا الشــجار‬

‫العائلي‪.‬‬
‫صورة لخليا عصبية في دماغ النسان وهي التي تخزن البرامج اللزمههة‬
‫لعطاء الوامر للنظام المناعي ليقوم بأداء مهامه‪ ،‬ولم يتعرف الخههبراء‬
‫حتى هذه اليام على كيفية تأثير الضغط النفسي على النظههام المنههاعي‬
‫للجسم بالنسبة للشخاص الذين يعانون من مشههاكل عائليههة‪ .‬لكههن مههن‬
‫المتوقع أن حركة العصاب غير العتيادية تلعب دورا ً هاما ً فههي إضههعاف‬
‫جهاز المناعة لديهم‪ .‬وبمهها أن المناعههة علههى علقههة فههي شههفاء أنسههجة‬
‫الوعية التالفة لدى النسان‪ .‬وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بيههن‬
‫الزوجين سبب رئيسي للصابة بالمراض وبخاصة المراض المزمنة!‬
‫قــامت الــدكتورة جــانيس كييكــولت‪-‬غلزر‬

‫وزملؤهــا‪ ،‬مــن القســم النفســي والجراحــة‬
‫الداخلية فــي جامعــة كولــومبس فــي مدينــة‬
‫أوهايو‪ ،‬بإجراء فحوصات على شفاء الجروح‬
‫‪127‬‬
‫لــدى الزواج الــذين يعــانون مــن خلفــات‬

‫عائلية‪ .‬وفي هذا الطار قام الطبــاء بوضــع‬
‫أجهــزة قيــاس تحــت إبــط الشــخاص الــذين‬
‫سيتم إجراء البحوث حــولهم‪ .‬وكــانت إحــدى‬
‫الممرضات تأخذ عينات من الدم قبل الجــرح‬
‫وبعده‪ .‬وكان الخبراء يقومون بطــرح أســئلة‬
‫معينــة علــى المعنــي فحصــهم‪ ،‬إلــى جــانب‬
‫إجراء اختبارات نفســية معينــة‪ ،‬إضــافة إلــى‬
‫الطلب مــن الزواج النقــاش حــول مواضــيع‬
‫محددة‪ ،‬وكانت نتــائج هــذه الختبــارات تــبين‬
‫كيفية تعامل الزوجين مــع بعضــهما البعــض‪،‬‬
‫إضافة إلى تقييم العلقة الزوجية بناء علــى‬
‫هذه النتائج‪.‬‬
‫وقــد أظهــرت النتــائج بــأن أكــثر مــن ثلــث‬
‫الزواج الــــذين تــــم إخضــــاعهم للفحــــص‬
‫يعيشــون حالــة عــداء فيمــا بينهــم‪ .‬إذ قــام‬
‫هــؤلء بــالتعبير عــن غضــبهم بكلمــات نابيــة‬
‫أثناء النقاشات في المواضيع المحددة‪ .‬كمــا‬
‫قــاموا بحركــات غيــر مألوفــة فــي الحيــاة‬
‫اليومية للزوجين مع اتهامات غريبة‪.‬‬
‫وكان الزواج الموضــوعين تحــت الختبــار ل‬
‫يرغبون بالصغاء لبعضهم أثناء الشجار‪ .‬وقد‬
‫أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لــدى‬
‫الزواج الذين يتعاركون فيمــا بينهــم تطــول‬
‫أكــثر منهــا لــدى الزواج الــذين تســود حيــاة‬
‫الفرح والسعادة بينهم‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫نتائج هذه الدراسة‬

‫إننــا كمســلمين أكرمنــا اللــه بنعمــة اليمــان‬
‫نفــرح بــأن اللــه تعــالى قــد أوصــانا بالنســاء‬
‫وكذلك رسول الله صــلى اللــه عليــه وســلم‪،‬‬
‫ن‬‫فـإ ِ ْ‬‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫ن ب ِــال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ّ‬‫شـُرو ُ‬ ‫عا ِ‬
‫و َ‬‫يقول تعالى‪َ ) :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫عـ َ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬‫وي َ ْ‬‫ش ـي ًْئا َ‬‫هوا َ‬ ‫ن ت َكَر ُ‬
‫سى أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬
‫ف َ‬ ‫ه ّ‬‫مو ُ‬ ‫هت ُ ُ‬
‫ر ْ‬ ‫كَ ِ‬
‫خي ًْرا ك َِثيـًرا( ]النســاء‪ .[19 :‬والنــبي‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬‫ه ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫يقـــول‪) :‬استوصـــوا بالنســـاء خيـــرًا( ]رواه‬
‫البخاري[‪ .‬فهذه هي عظمة السلم‪ ،‬أنه جاء‬
‫بالنفع والخير والشفاء لنا‪.‬‬
‫وإذا بحثنـــا فـــي أقـــوال علمـــاء النفـــس‬
‫ودراســات البرمجــة اللغويــة العصــبية نجــد‬
‫ت‬
‫نصائحهم للزوجين ومن أهمها أنك إذا كنــ َ‬
‫تشــتكي مــن مشــاكل زوجيــة فــي منزلــك‬
‫فحاول أن تقنع نفسـك بـأن زوجتـك مثاليــة‬
‫وفتش عن الشياء الجميلة فيها‪ ،‬وحاول أن‬
‫تبحث عـن الشـياء الـتي تجـذبك إليهـا‪ ،‬وأن‬
‫تتذكر أن كل امرأة لديها الكثير من الشــياء‬
‫الجميلة ولكن يجب أن تبحــث وتنظــر وتــرى‬
‫الــوجه المشــرق‪ ،‬وعنــدها ســيختفي الــوجه‬
‫المظلم!‬
‫أحبتي هذه النصائح صدرت عن علماء نفــس‬
‫تخصصـــوا فـــي علج المشـــاكل الزوجيـــة‪،‬‬
‫وهنــاك آلف الكتــب قــد أ ُّلفــت حــول هــذا‬
‫الموضوع‪ ،‬ولكن القرآن لخـص لنـا كــل ذلــك‬
‫بســطر واحــد‪ ،‬لنتأمــل ونتعمــق فــي هــذه‬
‫الكلمــات اللهيــة الرائعــة‪ ،‬والــتي أنصــح أي‬
‫‪129‬‬
‫واحد يعاني من مشكلة عائلية أن يــردد هــذه‬

‫َ‬
‫ن‬
‫ســـى أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬
‫ف َ‬ ‫ه ّ‬‫مـــو ُ‬‫هت ُ ُ‬ ‫ن كَ ِ‬
‫ر ْ‬ ‫فـــإ ِ ْ‬‫الكلمـــات‪َ ) :‬‬
‫خي ًْرا ك َِثيًرا(‪.‬‬
‫ه َ‬ ‫في ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ع َ‬‫ج َ‬ ‫شي ًْئا َ‬
‫وي َ ْ‬ ‫ت َك َْر ُ‬
‫هوا َ‬
‫أثر الستماع إلى القرآن على استقرار‬

‫عمل القلب‬
‫الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها‪،‬‬

‫والقرآن فيه شفاء للمؤمن وخسارة للكافر‪،‬‬
‫و‬ ‫من ال ْ ُ َ‬ ‫ون ُن َّز ُ‬
‫ه َ‬‫ما ُ‬‫ن َ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫ل ِ َ‬ ‫يقول تعالى‪َ ) :‬‬
‫ن‬‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫زيدُ الظال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ول ي َ ِ‬ ‫ن َ‬‫مِني َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬
‫م ٌ‬
‫ح َ‬
‫وَر ْ‬ ‫ش َ‬
‫فاءٌ َ‬ ‫ِ‬
‫ساًرا( ]السراء‪.[82 :‬‬ ‫خ َ‬‫إ ِّل َ‬
‫وربما يعترض بعض الملحدين إذا قلنا له إن‬

‫صوت القرآن يؤثر على القلب ويجعله‬
‫مستقرا ً وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله‬
‫َ‬
‫ذك ْ ِ‬
‫ر‬ ‫م بِ ِ‬ ‫قُلوب ُ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬‫مئ ِ ّ‬‫وت َطْ َ‬‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫تعالى‪) :‬ال ّ ِ‬
‫الل ّ َ‬
‫ب( ]الرعد‪:‬‬ ‫قُلو ُ‬‫ن ال ْ ُ‬‫مئ ِ ّ‬‫ه ت َطْ َ‬‫ر الل ّ ِ‬
‫ذك ْ ِ‬‫ه أَل ب ِ ِ‬
‫ِ‬
‫‪.[28‬‬
‫ولكن الكتشاف الجديد أن أطباء من فنلندا‬

‫عرضوا ‪ 60‬مريضا ً يعانون من نوبة قلبية‬
‫إلى صوت الموسيقى ووجد أن للموسيقى‬
‫أثر في شفاء القلب وزيادة مقاومته‬
‫للمرض‪ .‬ويقول الباحث ‪ Teppo Sarkamo‬من‬
‫جامعة هلسنكي‪ :‬الموسيقى يمكن أن تكون‬
‫مهمة جدا ً لمرضى القلب والذين يعانون من‬
‫نوبات قلبية وهي مادة رخيصة ل تكلف‬
‫شيئًا‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫لقد وجدوا أن النوبات القلبية التي يتعرض‬

‫لها المريض تؤثر سلبيا ً على إدراكه‬
‫وذاكرته‪ ،‬ولكن بعد أن تم وضع كل مريض‬
‫في الجو الموسيقي الذي يرغب به أو الذي‬
‫يرتاح غليه حدث تحسن ملموس في‬
‫مستوى الذاكرة‪ ،‬واستقرار في أداء القلب‪.‬‬
‫ويؤكد الباحثون إن هذا البحث وللمرة‬

‫الولى يظهر تأثير الستماع إلى الصوات‬
‫المرغوبة من قبل المريض وأثر هذه‬
‫الترددات الصوتية على قلبه وبخاصة بعد‬
‫تعرضه للنوبة القلبية مباشرة‪.‬‬
‫حتى إن بعض هؤلء الباحثين بدأ ينظر إلى‬

‫أهمية الصوت في علج المشاكل النفسية‬
‫العصبية مثل مشاكل النطق التي عجز‬
‫الطب عن علجها‪.‬‬
‫قالوا إن بعض الترددات الصوتية تؤثر على‬

‫مناطق معينة من الدماغ فتنشط الخليا‬
‫وتجعلها أكثر قدرة على العمل بكفاءة‬
‫وترفع من قدرة نظام المناعة لدى‬
‫المريض‪.‬‬
‫ويتساءل هؤلء الباحثين عن سر تأثير‬

‫الترددات الصوتية على خليا القلب‬
‫والدماغ‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫قلب النسان هو ذلك الجزء الصغير والذي حّير العلماء ولزال يحيرهم‪.‬‬
‫ففي كل يوم تكتشف لنا البحاث الطبية شيئا ً جديدا ً عن القلب‬
‫وأمراضه وعلجه وتأثيره الحاسم على حياة النسان‪ .‬وكما نعلم إذا كان‬
‫قلب النسان بخير فل بد أن بقيهة أعضاء جسده ستكون بخير‪ .‬أما إذا‬
‫اختل توازن هذه العضلة فإن ذلك سيؤثر على الجسم كله‪.‬‬
‫يعتبر القلب مضغة دم من الدرجة الولى‬

‫يضخ كل يوم ثمانية آلف ليتر من الدم!! و‬
‫يقوم بأكثر من ألفي مليون ضربة!!! هذا‬
‫الجزء المهم من جسد النسان ُيعدّ بمثابة‬
‫المحرك للدورة الدموية‪ ،‬ونحن نعلم بأن‬
‫‪132‬‬
‫الدم يقوم بحمل الغذاء والوكسجين لجميع‬

‫أنحاء الجسم ويعود بالفضلت والسموم‬
‫ليطرحها‪.‬‬
‫وهذا يعني أن تعطل القلب وحركته أو حدث‬

‫أي خلل فيه سيؤدي ذلك إلى خلل في‬
‫الدورة الدموية وبالتالي خلل في نظام‬
‫غذاء أجهزة الجسم وبالنتيجة سوف يمتد‬
‫الخلل لكافة أعضاء الجسد‪ .‬إذن صلح هذه‬
‫المضغة وهي القلب يعني صلح الجسد كله‪،‬‬
‫وفسادها يعني فساد الجسد كله‪ .‬هذه‬
‫الحقيقة العلمية اليقينية تحدث عنها البيان‬
‫النبوي قبل أربعة عشر قرنًا!‬
‫يقول الرسول الكريم عليه وعلى آله‬

‫الصلة والتسليم‪) :‬أل إن في الجسد مضغة‬
‫إذا صلحت صلح الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت‬
‫فسد الجسد كله أل وهي القلب( ]البخاري‬
‫ومسلم[‪ .‬هذا الحديث موافق للحقائق‬
‫الطبية الحديثة والتي تقرر الهمية الفائقة‬
‫للقلب وصحته وسلمته وتأثير ذلك على‬
‫جسد النسان وصحته بشكل كامل‪.‬‬
‫إن مرض تضيق الشرايين والذبحة الصدرية‬

‫يعتبر سببا ً أساسيا ً في وفاة كثير من‬
‫البشر‪ .‬حتى إننا نجد علوم التغذية والطب‬
‫الحديث والطب الواقي جميعها يركز‬
‫اهتمامه على أهمية العناية بالقلب من‬
‫خلل عدم تناول الشحوم والدسم والتأكيد‬
‫‪133‬‬
‫على الغذية الخفيفة مثل الفواكه‬

‫والخضار‪.‬‬
‫ومن عجائب هذه المضغة القلبية أنها تربط‬

‫شبكة من الوعية‪ ،‬إذا وصلت مع بعضها لبلغ‬
‫طولها )‪ (150‬كيلو مترًا!!! وتأمل روعة‬
‫العجاز اللهي‪ :‬عضلة ل يتجاوز حجمها‬
‫قبضة اليد ووزنها الثلث كيلو غرام تقوم‬
‫خ الدم والوقود والغذاء إلى جميع أجهزة‬ ‫بض ّ‬
‫الجسم عبر شبكة من الوعية الدموية‬
‫يتجاوز طولها ‪ 150‬كيلو مترًا‪ ،‬وطيلة حياة‬
‫النسان‪ ،‬فتبارك القائل‪) :‬صنع الله الذي‬
‫أتقن كل شيء( ]النمل‪.[88 :‬‬
‫إذا تأملنا أقوال العلماء نجدهم يؤكدون‬

‫على أهمية تأثير الصوت المرغوب فيه من‬
‫قبل المريض‪ ،‬وأود أن أقول لكم قصة‬
‫حدثت معي من باب اسأل مجربًا‪ .‬فقد كنت‬
‫في وقت سابق أعزف على عدة آلت‬
‫موسيقية وأتفاعل مع الموسيقى لدرجة‬
‫أنني لم أكن أتخيل الحياة من دون‬
‫موسيقى!‬
‫وبعد سنوات من اللهو والستماع إلى‬

‫ت أتأثر بسماع‬
‫الموسيقى‪ ،‬صحيح كن ُ‬
‫الموسيقى ولكن كانت تسبب لي عدم‬
‫ارتياح لنني مؤمن بالله وأعلم أن العزف‬
‫واللهو من أعمال الشيطان‪ .‬وقدر الله لي‬
‫أن استمع إلى حديث نبوي عظيم يقول‪:‬‬
‫‪134‬‬
‫وضه الله خيرا ً منه(‪،‬‬

‫)من ترك شيئا ً لله ع ّ‬
‫وقد أثر في هذا الحديث لدرجة قلت معها‪:‬‬
‫هل يوجد ما هو خير من الموسيقى؟‬
‫وتركت الموسيقى بالفعل وجلست أنتظر‬
‫الخير من الله تعالى لنني مؤمن بكلم‬
‫الحبيب العظم عليه الصلة والسلم‪.‬‬
‫ت أحب الستماع إلى‬ ‫وخلل أيام بدأ ُ‬

‫ت أتفاعل مع‬‫القرآن! وسبحان الله كن ُ‬
‫صوت القرآن لدرجة كبيرة لم يعد معها‬
‫تأثير للموسيقى‪ .‬وهذا ما جعلني أحفظ‬
‫ت‬
‫القرآن بطريقة الستماع فقط‪ .‬لحظ ُ‬
‫بعدها أن صوت القرآن له تأثير قوي جدًا‪،‬‬
‫فأنت تشعر وكأنك تخرج من هذا العالم‬
‫وتحلق في عالم الخرة عندما تسمع‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وخلل سنة تقريبا ً لم يعد شيء يطربني‬

‫ويفرحني إل أن أستمع إلى صوت القرآن‪،‬‬
‫فإذا ضاقت بي المور وتعرضت لي مشكلة‬
‫نفسية أو اجتماعية أو ضائقة مادية لجأت‬
‫ت أجد فيه العلج والشفاء‬ ‫إلى القرآن فكن ُ‬
‫والراحة والسكون‪ .‬وأود أن أخبركم أن تأثير‬
‫القرآن على النسان أكبر بكثير من تأثير‬
‫الموسيقى‪ ،‬فإذا كان علماء الغرب اليوم‬
‫يتحدثون عن تأثير للموسيقى على‬
‫المراض‪ ،‬فإنهم لو جّربوا القرآن لكانت‬
‫النتائج مبهرة!‬
‫‪135‬‬
‫والن يا أحبتي وبعد عشرين عاما ً تقريبا ً‬

‫ت إلى نتيجة وهي أن الله تعالى قد‬ ‫وصل ُ‬
‫فطر كل خلية من خليا دماغنا على صوت‬
‫القرآن فإذا ما استمعنا إلى القرآن شعرنا‬
‫بالحنين وكأن أحدنا طفل ً يحن إلى صوت‬
‫ت إلى نتيجة ثانية وهي‬ ‫أمه! حتى إنني وصل ُ‬
‫أن دماغ النسان يحوي خليا خاصة لتخزين‬
‫المعلومات القرآنية!!‬
‫وربما يعجب أحدكم من هذا الكلم ويقول‬

‫أين المستند العلمي لذلك؟ وأقول‪ :‬للسف‬
‫صرنا كثيرا ً بحق القرآن ونحن ندعي‬ ‫لقد ق ّ‬
‫أننا نحب القرآن! أليس غريبا ً أن الغرب‬
‫ينتج كل يوم أكثر من ألف بحث علمي‪،‬‬
‫ونحن طيلة سنوات لم ننتج بحثا ً قرآنيا ً‬
‫واحدا ً نتباهى به أمام الغرب؟!‬
‫على كل حال سوف أحدثكم عن أحد‬

‫المؤمنين الذي تعلق بالقرآن وكان يحافظ‬
‫على تلوته وحفظه والتلذذ بسماعه‪ُ .‬أصيب‬
‫هذا المؤمن بعدة جلطات دماغية متتالية‬
‫ففقد الذاكرة ولم يعد يذكر اسم ابنه! ولم‬
‫يعد يتذكر أي شيء‪ ،‬ولكن الغريب أن ابنه‬
‫كان يقرأ القرآن أمامه وأخطأ فصحح له‬
‫الوالد قراءته!‬
‫إنه نسي كل شيء إل القرآن! لماذا؟ إنه‬

‫وهو على فراش الموت وقد عجزت‬
‫المسكنات والدواء عن تخفيف اللم‪ ،‬ولكنه‬
‫‪136‬‬
‫كان يطلب أن يستمع إلى القرآن فتجده‬

‫يهدأ ويفرح بكلم الله وكان يشير إلى أهله‬
‫أن يقرأوا له أكبر عدد من اليات وكأنه يريد‬
‫أن يتزود بها للقاء الله تعالى‪ .‬أل تثبت هذه‬
‫الظاهرة أن هناك خليا مسؤولة عن تخزين‬
‫آيات القرآن في الدماغ؟‬
‫خلية عصبية من خليا القلب‪ ،‬يؤكد بعض الباحثين من معهد رياضيات‬

‫القلب أن لهذه الخليا التي يبلغ عددها أبعين ألفا ً تأثيرا ً قويا ً على خليا‬
‫الدماغ‪ ،‬وأن للقلب دورا ً مهما ً في الدراك والذاكرة وتخزين المعلومات‬
‫والقلب يتأثر بالترددات الصوتية‪.‬‬
‫ويمكنني أن أقول إن هناك خليا خاصة في‬

‫القلب مسؤولة أيضا ً عن تخزين آيات‬
‫‪137‬‬
‫القرآن! فهناك أحد الحفاظ للقرآن مات‬

‫وتوقف دماغه عن العمل وكل أعضائه ماتت‬
‫ولكن القلب بقي ينبض! وقد حيرت الطباء‬
‫هذه الظاهرة فسألوا أهله فقالوا إنه كان‬
‫يستمع ويقرأ القرآن في كل لحظة!‬
‫وسبحان مات الدماغ وبقي القلب ينبض‪ ،‬أل‬
‫يدل ذلك على الثر القوي جدا ً للقرآن على‬
‫القلب‪ ،‬حتى بعد موته بقي قلبه يعمل!!!‬
‫لذلك نصيحتي لكل أخ وأخت‪ :‬استمعوا إلى‬

‫هذا القرآن قدر المستطاع‪ ،‬فكلما سمعت‬
‫أكثر تأثر قلبك ودماغك أكثر حتى تصل إلى‬
‫درجة ل تعاني معها من أي مرض‪ ،‬بل إن‬
‫المرض يكون بمثابة تطهير لك من الذنوب‬
‫ويساعدك على الستماع أكثر إلى القرآن‪.‬‬
‫نشر موقع البي بي سي شهادات لناس‬

‫تعرضوا لجلطات قلبية وحوادث سير‬
‫وبعضهم تعرض للتهاب السحايا وجلطات‬
‫دماغية وغير ذلك من المراض وأجمعوا‬
‫على أنهم استفادوا كثيرا ً من الموسيقى‬
‫التي كانوا يحافظون على سماعها كل يوم‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى يؤكدون على أهمية الستماع‬
‫إلى الصوات التي يحبها المريض‪ ،‬ولكننا‬
‫كمؤمنين ندعي حبنا للقرآن هل هناك أحب‬
‫إلينا من صوت القرآن؟‬
‫إن القرآن له أثر عظيم في الشفاء لنه‬

‫ليس مجرد نغمات موسيقية بل هو كلم له‬
‫‪138‬‬
‫معاني ودللت ولحروفه قوة تأثير على‬

‫الدماغ والقلب‪ ،‬ولذلك إذا كانت الموسيقى‬
‫تؤثر على المرض فإن تأثير القرآن هو‬
‫أضعاف كثيرة‪ ،‬ببساطة لن خالق المرض‬
‫هو منزل القرآن وهو أعلم بأنفسنا منا‪.‬‬
‫وسؤالي‪ :‬أليس الجدر بنا ونحن أصحاب‬

‫أعظم كتاب على وجه الرض أن نستفيد‬
‫من هذا الكتاب العظيم فنستمع إليه كل‬
‫يوم ولو لمدة ساعة؟ لنتأمل هذه الية‬
‫العظيمة والتي تتحدث عن تأثير القرآن‬
‫على أولئك الذين يخافون الله ويمكنك أن‬
‫تطبق هذه الية على نفسك لتختبر درجة‬
‫خشيتك لله تعالى‪) :‬الل ّه ن َز َ َ‬
‫ث‬‫دي ِ‬‫ح ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ُ ّ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫جُلودُ ال ّ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫عّر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫مَثان ِ َ‬ ‫ها َ‬ ‫شاب ِ ً‬ ‫مت َ َ‬ ‫ك َِتاًبا ُ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫قُلوب ُ ُ‬ ‫و ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جُلودُ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ت َِلي ُ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َرب ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫خ َ‬
‫ش ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه َ‬‫دي ب ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ّ‬
‫دى الل ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ُ‬‫ه ذَل ِ َ‬ ‫ّ‬
‫ر الل ِ‬ ‫إ َِلى ِذك ْ ِ‬
‫هاٍد(‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫ه َ‬
‫ف َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ضل ِ ِ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫يَ َ‬
‫] الزمر‪.[23 :‬‬
‫العلج بالخشوع‬
‫هل جربت أن تحس بمراقبة الله لك في كل‬
‫ثانية؟ هذه طريقة لعلج أي مــرض وهــي أن‬
‫تشــعر بوجــود اللــه بجانبــك يســمعك ويــراك‬
‫ويستجيب دعاءك‪ ،‬وأن تحاول الوصــول إلــى‬
‫الحساس بالجنـة والنـار وأن تفكـر بـالموت‬
‫وما بعد الموت وبالجنة ونعيمها‪ ،‬هذه ســوف‬
‫تدخل إلى دماغك معلومات فعالــة تســتطيع‬
‫إصلح الخلل الذي أصابك بنتيجــة المــراض‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫واعلم بــأن الخشـوع والخــوف مـن اللــه هـو‬

‫أهم أسباب استجابة الدعاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ش َ‬‫خ َ‬‫ن تَ ْ‬ ‫مُنوا أ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬‫م ي َأ ِ‬ ‫يقول تعالى‪) :‬أل َ ْ‬
‫وَل‬‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬‫ل ِ‬ ‫ما ن ََز َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر الل ّ ِ‬ ‫ذك ْ ِ‬‫م لِ ِ‬ ‫ه ْ‬‫قُلوب ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ف َ‬ ‫ُ‬
‫طا َ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬ ‫قب ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬‫كوُنوا َ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫وك َِثيٌر ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫قُلوب ُ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫س ْ‬‫ق َ‬ ‫ف َ‬
‫مدُ َ‬ ‫م اْل َ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫ن( ]الحديد‪ .[16 :‬هذه آية عظيمة‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫َ‬
‫تخاطب كل مؤمن لتذكره بأهمية الخشوع‬
‫لله تعالى‪ ،‬ولو تألمنا آيات القرآن نلحظ أنه‬
‫يعطي أهمية كبيرة لهذا المر‪ ،‬فما السر‬
‫في ذلك؟ لنتأمل هذه الحقائق العلمية‬
‫والقرآنية‪.‬‬
‫هل للخشوع طاقة؟‬
‫يظن المؤمن أحيانا ً أن الله أمرنا بالخشوع‬
‫فقط لنتقرب إليه‪ ،‬ولكن الدراسات العلمية‬
‫أظهرت شيئا ً جديدا ً حول ما يسميه العلماء‬
‫"التأمل"‪ ،‬ولكن هذا التأمل هو مجرد أن‬
‫دق في جبل أو شمعة أو‬ ‫يجلس المرء ويح ّ‬
‫شجرة دون حركة ودون تفكير‪ .‬ووجدوا أن‬
‫هذا التأمل ذو فائدة كبيرة في معالجة‬
‫المراض وتقوية الذاكرة وزيادة البداع‬
‫والصبر وغير ذلك‪.‬‬
‫ولكن القرآن لم يقتصر على التأمل‬
‫المجرد‪ ،‬بل قرنه بالتفكر والتدبر وأخذ‬
‫العبرة والتركيز على الهدف‪ ،‬وسماه‬
‫"الخشوع" وكان الخشوع من أهم العبادات‬
‫‪140‬‬
‫وأصعبها لنه يحتاج لتركيز كبير‪ ،‬وهكذا فإن‬

‫كلمة "الخشوع" تدل على أقصى درجات‬
‫التأمل مع التفكير العميق‪ ،‬وهذا الخشوع‬
‫ليس مجرد عبادة بل له فوائد مادية في‬
‫علج المراض واكتساب قدرات هائلة‬
‫ومتجددة‪.‬‬
‫الخشوع والقلب‬
‫أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة جمعية‬
‫القلب المريكية أن التأمل لفترات طويلة‬
‫ومنتظمة يقي القلب من الحتشاء أو‬
‫الضطراب‪ .‬ويعمل التأمل على علج ضغط‬
‫الدم العالي وبالتالي تخفيف الجهاد عن‬
‫القلب‪ .‬ولذلك قال تعالى مخاطبا ً المؤمنين‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ذك ْ ِ‬
‫ر‬ ‫م لِ ِ‬
‫ه ْ‬‫قُلوب ُ ُ‬
‫ع ُ‬ ‫خ َ‬
‫ش َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫مُنوا أ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫)أل َ ْ‬
‫م ي َأ ِ‬
‫ه( ]الحديد‪.[16 :‬‬ ‫الل ّ ِ‬
‫كما أظهرت هذه الدراسة أن للقلب عمل ً‬
‫مهما ً وليس مجرد مضخة‪ ،‬وتؤكد الدراسات‬
‫أهمية التأمل والخشوع في استقرار عمل‬
‫القلب‪ ،‬ويقول الطباء اليوم إن أمراض‬
‫القلب هي السبب الول للموت في العالم‪،‬‬
‫وسبب هذه المراض هو وجود اضطراب في‬
‫نظام عمل القلب‪ ،‬ومن هنا ندرك أهمية‬
‫الخشوع في استقرار وتنظيم أداء القلب‪.‬‬
‫إن الدراسات تثبت اليوم أن التأمل يعالج‬
‫الكتئاب والقلق والحباط‪ ،‬وهي أمراض‬
‫العصر التي تنتشر بكثافة اليوم‪ .‬ليس هذا‬
‫‪141‬‬
‫فحسب بل وجدوا أن التأمل المنتظم‬

‫يعطي للنسان ثقة أكثر بالنفس ويجعله‬
‫أكثر صبرا ً وتحمل ً لمشاكل وهموم الحياة‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫وت َطْ َ‬
‫مئ ِ ّ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫يقول تبارك وتعالى‪) :‬ال ّ ِ‬
‫قُلوبهم بذك ْر الل ّ َ‬
‫ن‬
‫مئ ِ ّ‬‫ه ت َطْ َ‬‫ر الل ّ ِ‬
‫ذك ْ ِ‬‫ه أَل ب ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ ُ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫ب( ]الرعد‪ .[28 :‬وهكذا إخوتي‬ ‫قُلو ُ‬
‫ال ْ ُ‬
‫وأخواتي! إذا أردتم أن تبعدوا عنكم‬
‫اضطرابات القلب فعليكم بالخشوع ولو‬
‫للحظات كل يوم‪.‬‬
‫الخشوع وعلقته بالموجات التي يطلقها‬
‫الدماغ‬
‫لقد وجد العلماء أن دماغ النسان يصدر‬
‫ترددات كهرطيسية باستمرار‪ ،‬ولكن قيمة‬
‫الترددات تتغير حسب نشاط النسان‪ .‬ففي‬
‫حالة التنبه والنشاط والعمل والتركيز يطلق‬
‫موجات اسمها "بيتا" وهي ذبذبات يتراوح‬
‫ترددها من ‪ 15‬إلى ‪ 40‬ذبذبة في الثانية‬
‫)هرتز(‪ ،‬وفي حالة السترخاء والتأمل‬
‫العادي يطلق الدماغ موجات "ألفا" ويتراوح‬
‫ترددها من ‪ 9‬إلى ‪ 14‬ذبذبة في الثانية‪ ،‬أما‬
‫في حالة النوم والحلم والتأمل العميق‬
‫فيعمل الدماغ على موجات "ثيتا" وهي من‬
‫‪ 8-5‬هرتز‪ ،‬وأخيرا ً وفي حالت النوم العميق‬
‫بل أحلم يطلق الدماغ موجات "دلتا"‬
‫وقيمتها أقل من ‪ 4‬هرتز‪.‬‬
‫نستطيع أن نستنتج أن النسان كلما كان‬
‫في حالة خشوع فإن الموجات تصبح أقل‬
‫‪142‬‬
‫ويه ويساعد‬‫ة‪ ،‬وهذا يريح الدماغ ويق ّ‬

‫ذبذب ً‬
‫على إصلح الخلل الذي أصابه نتيجة مرض‬
‫ل‪ ،‬لذلك يعتقد بعض‬‫أو اضطراب نفسي مث ً‬
‫الباحثين أن النفعالت ترهق الدماغ‬
‫وبالتالي يقصر العمر‪ ،‬بينما التأمل يريح‬
‫ول العمر!‬
‫الدماغ ويط ّ‬
‫إن أهم موجات يبثها الدماغ هي تلك الموجات ذات التردد المنخفض‪،‬‬
‫والتي تعتبر وسيلة شفائية للجسد بسبب تأثيرها على خليا الجسم‬
‫والنظام المناعي‪ ،‬وبالتالي فإن التأمل وبكلمة أخرى "الخشوع" يعتبر‬
‫وسيلة فعالة لتوليد هذه الموجات والتي تؤثر إيجابيا ً على خليا الدماغ‬
‫وتعيد برمجته وتصحيح الخلل الحاصل في برنامج عمل الدماغ‪ ،‬إن‬
‫ممارسة الخشوع يعتبر بمثابة تهيئة وتنظيم وتقوية لعمل الدماغ‪.‬‬
‫الخشوع يزيد حجم الدماغ‬

‫قام باحثون من كلية هارفارد الطبية حديثا ً‬
‫بدراسة التأثير المحتمل للتأمل على الدماغ‬
‫‪143‬‬
‫فوجدوا أن حجم دماغ النسان الذي ينفق‬

‫شيئا ً من وقته على التأمل بانتظام أكبر من‬
‫حجم دماغ النسان العادي الذي لم يعتد‬
‫التأمل أو الخشوع‪ ،‬ولذلك هناك اعتقاد بأن‬
‫التأمل يزيد من حجم الدماغ أي يزيد من‬
‫قدرات النسان على البداع والحياة‬
‫السليمة والسعادة‪.‬‬
‫فقد وجدوا أن قشرة الدماغ في مناطق‬
‫محددة تصبح أكثر سمكا ً بسبب التأمل‪،‬‬
‫وتتجلى أهمية هذه الظاهرة إذا علمنا أن‬
‫قشرة الدماغ تتناقص كلما تقدمنا في‬
‫السن‪ ،‬وبالتالي يمكن القول‪ :‬إن التأمل‬
‫يطيل العمر أو يبطئ تقدم الهرم!‬
‫كما أظهرت هذه الدراسة )‪William J. Cromie,‬‬

‫‪ (Harvard University‬أنه كلما كانت مدة التأمل‬
‫أكبر كان التأثير أوضح على الدماغ من حيث‬
‫الحجم واستقرار عمل الدماغ‪ ،‬أي أن هناك‬
‫علقة بين التأمل وحجم وسلمة الدماغ‪.‬‬
‫طبعا ً هذا التأثير على الدماغ يحدث بفعل‬
‫التأمل فقط‪ ،‬ولكن الخشوع يعطي نتائج‬
‫أكبر‪ ،‬ولكن للسف ل توجد تجارب إسلمية‬
‫في هذا المجال!‬
‫الخشوع يخفف اللم‬
‫بعد فشل الطب الكيميائي في علج بعض‬
‫المراض المستعصية‪ ،‬لجأ بعض الباحثين‬
‫إلى العلج بالتأمل بعدما لحظوا أن التأمل‬
‫‪144‬‬
‫المنتظم يساعد على تخفيف الحساس‬

‫باللم‪ ،‬وكذلك يساعد على تقوية جهاز‬
‫المناعة‪.‬‬
‫وفي دراسة جديدة تبين أن التأمل يعالج‬
‫اللم المزمنة‪ ،‬فقد قام بعض الباحثين‬
‫طلب منهم أن‬ ‫بدراسة الدماغ لدى أشخاص ُ‬
‫يغمسوا أيديهم في الماء الساخن جدًا‪.‬‬
‫وقد تم رصد نشاط الدماغ نتيجة اللم الذي‬
‫شعروا به‪ ،‬وبعد ذلك تم إعادة التجربة مع‬
‫أناس تعودوا على التأمل المنتظم‪ ،‬فكان‬
‫الدماغ ل يستجيب لللم‪ ،‬أي أن التأمل سّبب‬
‫تأثيرا ً عصبيا ً منع اللم من إثارة الدماغ‪.‬‬
‫وهكذا نستطيع أن نستنتج أن الخشوع‬
‫يساعد النسان على تحمل اللم بل‬
‫وتخفيفه بدرجة كبيرة‪ .‬وهو أفضل وسيلة‬
‫لتعلم الصبر‪ ،‬وعلج فعال للنفعالت‪ ،‬فإذا‬
‫كان لديكم مشكلة نفسية مهما كان نوعها‪،‬‬
‫فما عليكم إل أن تتأملوا كل يوم بمعجزة‬
‫ل‪ ،‬أو تستمعوا ليات‬ ‫من معجزات القرآن مث ً‬
‫من القرآن بشيء من التدبر‪ ،‬أي تعيشوا‬
‫في جو اليات‪ ،‬عندما تسمعون آية عذاب‬
‫تتخيلون نار جهنم وحّرها‪ ،‬وعندما تستمعون‬
‫لية نعيم تتخيلون الجنة وما فيها من نعيم‪،‬‬
‫وهكذا كانت قراءة النبي عليه الصلة‬
‫والسلم للقرآن‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫يحوي دماغ النسان أكثر من عشرة آلف تريليون وصلة عصبية‪ ،‬وهذه‬
‫الوصلت تصل أكثر من تريليون خلية بعضها ببعض‪ ،‬وتعمل كأعقد جهاز‬
‫على وجه الرض‪ .‬ويقول العلماء إن خليا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر‬
‫دائما ً لتستعيد نشاطها بل لتصبح أكثر فاعلية‪ ،‬وإن الشخاص الذين‬
‫تعودوا على التفكر العميق في الكون مثل ً هو الكثر إبداعًا!! وهنا ندرك‬
‫َْ‬
‫ف الل ّي ْ ِ‬
‫ل‬ ‫خت َِل ِ‬ ‫ض َوا ْ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫أهمية قوله تعالى‪) :‬إ ِ ّ‬
‫ما وَقُُعوًدا وَعََلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫والن ّهار َل ََيا ٍ ُ‬
‫يا‬‫ِ‬
‫َ َ ً‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫رو‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ذ‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫ذي‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫*‬ ‫ت ِلوِلي اْل َ ِ‬
‫ب‬ ‫با‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫َ َ ِ‬
‫ذا َباط ًِل‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت هَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض َرب َّنا َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬‫س َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫ن ِفي َ‬ ‫فك ُّرو َ‬‫م وَي َت َ َ‬‫جُنوب ِهِ ْ‬ ‫ُ‬
‫ب الّناِر( ]آل عمران‪.[191-190 :‬‬ ‫ذا َ‬‫قَنا عَ َ‬‫ك فَ ِ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬
‫ُ‬
‫الخشوع والعاطفة‬
‫لحظ بعض العلماء عندما أجروا مسحا ً‬
‫للدماغ بالرنين المغنطيسي الوظيفي ‪fMRI‬‬
‫أن النسان الذي يتعود على التأمل‪ ،‬يكون‬
‫أكثر قدرة على التحكم بعواطفه‪ ،‬وأكثر‬
‫‪146‬‬
‫قدرة على التحكم بانفعالته‪ ،‬وبالنتيجة أكثر‬

‫قدرة على السعادة من غيره!‬
‫بل بّينت التجارب أن التأمل يساعد على‬
‫التحكم بالغريزة الجنسية لدى الجنسين‪،‬‬
‫كذلك فإن التأمل يؤدي إلى تنظيم عاطفة‬
‫النسان وعدم السراف أو التهور في‬
‫قراراته‪ ،‬لن التأمل ينشط المناطق‬
‫الحساسة في الدماغ تنشيطا ً إيجابيا ً بحيث‬
‫يزيل التراكمات السلبية والخلل الذي أصاب‬
‫هذه الجزاء بنتيجة الحداث التي مر بها‬
‫الخشوع لعلج المراض المستعصية‬
‫هناك مراكز خاصة في الغرب تعالج‬
‫المرضى بالتأمل‪ ،‬ويقولون إن التأمل‬
‫يشفي من بعض المراض التي عجز الطب‬
‫عنها‪ ،‬ولذلك تجد اليوم إقبال ً كبيرًا‪ .‬وكلما‬
‫ت عن مثل هذه المراكز أقول سبحان‬ ‫قرأ ُ‬
‫الله! ألسنا نحن أولى منهم بهذا العلج‪ ،‬لن‬
‫القرآن جعل الخشوع والتأمل والتفكر في‬
‫خلق الله عبادة عظيمة‪ ،‬وانظروا معي كيف‬
‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫مدح الله عبادة المتقين فقال‪) :‬إ ِ ّ‬
‫ل‬ ‫ّ‬ ‫خت َِل ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫خل ْ‬
‫ف اللي ْ ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر َ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬‫س َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ن ي َذْك ُُرو َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫ب * ال ِ‬ ‫ت ِلوِلي اللَبا ِ‬ ‫ر لَيا ٍ‬ ‫ها ِ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وي َت َفكُرو َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫جُنوب ِ ِ‬ ‫على ُ‬
‫َ‬
‫و َ‬ ‫دا َ‬ ‫عو ً‬ ‫وق ُ‬ ‫ما َ‬ ‫قَيا ً‬ ‫ه ِ‬ ‫الل َ‬
‫ت‬
‫ق َ‬‫خل ْ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض َرب َّنا َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خل ِ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ر( ]آل‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ع َ‬‫قَنا َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك َ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ذا َباطًِل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫عمران‪.[191-190 :‬‬
‫‪147‬‬
‫ولذلك يا إخوتي إذا كان لدى أحدكم مرضا ً‬

‫مستعصيا ً أو مزمنًا‪ ،‬فما عليه إل أن يجلس‬
‫كل يوم لمدة ساعة مع معجزة من معجزات‬
‫القرآن في الفلك أو الطب أو الجبال‬
‫والبحار و غير ذلك ويحاول أن يتعمق في‬
‫خلق الله وفي عظمة هذا القرآن‪ ،‬وهذه‬
‫الطريقة أعالج بها نفسي من بعض‬
‫المراض وكذلك من أي مشكلة نفسية‪،‬‬
‫ولذلك أنصح كل مؤمن أن يلجأ إلى هذه‬
‫الطريقة في العلج‪.‬‬
‫الخشوع والناصية‬
‫وجد العلماء أن ناصية النسان أي الجزء‬
‫المامي من الدماغ تنشط بشكل كبير أثناء‬
‫التأمل والتفكير العميق والبداعي‪ ،‬هذه‬
‫المنطقة من الدماغ هي مركز القيادة أيضا ً‬
‫لدى النسان ومركز اتخاذ القرارات المهمة‬
‫والمصيرية‪ .‬ولهذا الجزء من الدماغ أثر كبير‬
‫على سلوكنا وعواطفنا واستمرار حياتنا‪.‬‬
‫ولذلك نجد أن النبي العظم عليه الصلة‬
‫والسلم ر ّ‬
‫كز على هذا الجزء في دعائه لربه‬
‫فكان يقول‪) :‬ناصيتي بيدك( أي يا رب لقد‬
‫أسلمتك ناصيتي وهي مركز القيادة‬
‫والقرارات والسلوك‪ ،‬وأنت توجهها كيف‬
‫تشاء‪ .‬كذلك فإن أحد أساليب العلج بالقرآن‬
‫أن تضع يدك على منطقة الناصية ثم تقرأ‬
‫آيات من القرآن بخشوع فيكون لها تأثير‬
‫أكبر‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫شكل يبين المنطقة المسؤولة عن الكذب والخطأ في الدماغ وهي‬

‫المنطقة المشار إليها باللون الحمر وهي في مقدمة الدماغ أو‬
‫)الناصية( وهي مسؤولة عن اتخاذ القرارات الهامة ومسؤولة عن‬
‫التوجه والسلوك‪ ،‬وهذه المنطقة هي ذاتها المسؤولة عن البداع‬
‫والخشوع عند النسان‪ ،‬وبالتالي يمكن القول إن المؤمن عندما يمارس‬
‫الخشوع في عباداته وفي عمله وفي تفكره وتدبره لكتاب ربه‪ ،‬وحتى‬
‫في علقاته الجتماعية‪ ،‬فإن هذه المنطقة أي الناصية تتنشط وتصبح‬
‫أكثر قدرة على البداع وعلى توجيه الجسد وعلى اتخاذ القرارات‬
‫الصحيحة‪ ،‬وبالتالي على درء الكذب‪ ،‬إذن الخشوع يساعد على‬
‫الصدق!! وهذا ما أشار إليه القرآن في آياته‪ ،‬مثل ً دعاء سيدنا هود عليه‬
‫ن َداب ّةٍ إ ِّل هُوَ آ َ ِ‬
‫خذ ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ما ِ‬ ‫ت عََلى الل ّهِ َرّبي وََرب ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫السلم‪) :‬إ ِّني ت َوَك ّل ْ ُ‬
‫قيم ٍ( ]هود‪.[56 :‬‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫ن َرّبي عََلى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫صي َت َِها إ ِ ّ‬
‫ب َِنا ِ‬
‫الخشوع والوساوس‬
‫وجد الدكتور ‪ Newberg‬بعد إجراء العديد من‬
‫التجارب على رهبان بوذيين يتأملون كل‬
‫يوم لمدة ساعة‪ ،‬أن المنطقة المامية من‬
‫دماغهم تتنشط أثناء التأمل‪ ،‬أما المناطق‬
‫الخلفية من الدماغ فل تقوم بأي نشاط‬
‫ُيذكر‪ .‬وتجدر الشارة إلى أن المنطقة‬
‫‪149‬‬
‫المسؤولة عن الوساوس موجودة في‬

‫الجانب الخلفي للدماغ‪ ،‬وبالتالي يمكن‬
‫الستنتاج بأن التأمل والخشوع يعالج‬
‫الوسواس‪.‬‬
‫كذلك فإن الحساس بالتوجه المكاني‬
‫ينخفض عند الذي يمارس التأمل‪ ،‬وهذا‬
‫يقودنا للستنتاج بأن الخشوع يؤدي إلى‬
‫تخفيف الشعور بالبيئة المحيطة وبالتالي‬
‫فإن أي خلل نفسي سببه البيئة )مثل‬
‫الصدقاء أو الهل أو المجتمع( سوف يزول‬
‫بتكرار التأمل‪ .‬كما تبين من بعض الدراسات‬
‫الحديثة أن التأمل يزيد الذاكرة ويقوي‬
‫النتباه عند النسان‪ ،‬ولذلك فقد يكون هذا‬
‫السلوب مفيدا ً لولئك الذين يعانون من‬
‫ضعف الذاكرة‪.‬‬
‫الخشوع والفصام‬
‫عندما درس بعض الباحثين أدمغة لناس‬
‫أصيبوا بالفصام )‪ (schizophrenia‬وجدوا أن‬
‫الفص المامي للدماغ يكون أصغر من‬
‫الشخص السوي‪ ،‬واستنتجوا الثر الكبير‬
‫للنشاط الذي يتم في هذه المنطقة‬
‫الحساسة من الدماغ أي منطقة الناصية‬
‫على مثل هذا المرض‪.‬‬
‫ولذلك يمكننا القول إن الخشوع يعالج‬
‫النفصام في الشخصية بشكل أكثر فعالية‬
‫من أي دواء كيميائي‪ ،‬لن الخشوع والتفكر‬
‫‪150‬‬
‫ينشط هذا الجزء بشكل كبير ويعدل الخلل‬

‫الحاصل فيه‪ .‬إذن انفصام في الشخصية‬
‫يمكن أن يسبب خسارة في خليا الدماغ‬
‫تصل إلى ‪ % 10‬من حجمه‪ ،‬ويمكن تعويض‬
‫هذه الخسارة بقليل من الخشوع كل يوم!‬
‫الخشوع والصلة‬
‫يؤكد القرآن على الدور الكبير للخشوع في‬
‫المحافظة على الصلة‪ ،‬لن كثيرا ً من‬
‫المسلمين ل يلتزمون بالصلة على الرغم‬
‫من محاولتهم المتكررة إل أنهم يفشلون‬
‫في المحافظة عليها لنهم فقدوا الخشوع‪.‬‬
‫ر‬
‫صب ْ ِ‬‫عيُنوا ِبال ّ‬ ‫ست َ ِ‬‫وا ْ‬
‫ولذلك يقول تعالى‪َ ) :‬‬
‫ن(‬
‫عي َ‬ ‫ش ِ‬‫خا ِ‬‫عَلى ال ْ َ‬ ‫ها ل َك َِبيَرةٌ إ ِّل َ‬
‫وإ ِن ّ َ‬ ‫صَل ِ‬
‫ة َ‬ ‫وال ّ‬
‫َ‬
‫]البقرة‪ .[45 :‬وهكذا يتبين الدور الكبير‬
‫للخشوع في الصلة‪ ،‬ولذلك ربط القرآن‬
‫بين الصلة والخشوع‪ .‬والعجيب أن القرآن‬
‫في هذه الية ربط بين الصبر والخشوع‪،‬‬
‫وقد وجد العلماء بالفعل أن التأمل يزيد‬
‫قدرة النسان على التحمل والصبر‬
‫ومواجهة الظروف الصعبة!‬
‫هناك بعض العلماء المريكيين أجروا تجارب‬
‫على أناس يصّلون )على طريقتهم طبعًا(‬
‫فوجدوا أن الصلة لها أثر كبير على علج‬
‫اضطرابات القلب‪ ،‬وعلى استقرار عمل‬
‫الدماغ‪ .‬ولذلك نجد أن القرآن جمع لنا كل‬
‫د‬
‫ق ْ‬‫الشفاءين "الصلة والخشوع" فقال‪َ ) :‬‬
‫‪151‬‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫في َ َ‬
‫صلت ِ ِ‬ ‫م ِ‬‫ه ْ‬
‫ن ُ‬ ‫ن * ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫فل َ َ‬
‫ن( ]المؤمنون‪.[2-1 :‬‬ ‫عو َ‬ ‫ش ُ‬‫خا ِ‬ ‫َ‬
‫كيف نمارس الخشوع في حياتنا اليومية؟‬
‫إنه القرآن! هو الوسيلة الرائعة لممارسة‬
‫الخشوع لله تعالى‪ ،‬وهنا ينبغي أن نصحح‬
‫الفكرة السائدة أن الخشوع يكون في‬
‫الصلة فقط أو في قراءة القرآن‪،‬‬
‫والصواب أن الخشوع هو منهج يعيشه‬
‫المؤمن كل لحظة كما كان أنبياء الله‬
‫يفعلون‪ ،‬فإذا تأملنا حياة النبياء عليهم‬
‫السلم نلحظ أنها مليئة بالخشوع‪ ،‬بل كانوا‬
‫في حالة خشوع دائم‪ ،‬وهذا ما أعانهم على‬
‫التحمل والصبر على الذى والستهزاء‬
‫وكان هذا الخشوع سببا ً في استجابة‬
‫م‬‫ه ْ‬‫دعائهم‪ ،‬ولذلك قال تعالى عنهم‪) :‬إ ِن ّ ُ‬
‫عون ََنا َر َ‬
‫غًبا‬ ‫وي َدْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬‫عو َ‬ ‫ر ُ‬
‫سا ِ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي ُ َ‬
‫ن( ]النبياء‪.[90 :‬‬ ‫عي َ‬ ‫ش ِ‬‫خا ِ‬‫كاُنوا ل ََنا َ‬
‫و َ‬‫هًبا َ‬‫وَر َ‬ ‫َ‬
‫ن(‬ ‫عي‬
‫ِ ِ َ‬ ‫ش‬ ‫خا‬
‫َ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫نوا‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫عبارة‬ ‫معي‬ ‫وتأملوا‬
‫فهي توحي بأن هؤلء النبياء الكرام كانوا‬
‫في حالة خشوع دائم‪ ،‬ولذلك لبد أن نقتدي‬
‫بهم في حياتنا‪ ،‬ولكن كيف ذلك؟‬
‫فالمؤمن الحقيقي يكون في حالة خشوع‬
‫في صلته وعندما يتصدق تجده يتفكر في‬
‫هذه الصدقة وعندما يزور مريضا ً يفكر في‬
‫أهمية هذه الزيارة فيطلب من الله أن يبعد‬
‫عنه المراض‪ .‬وعندما يتعامل مع الناس في‬
‫بيع وشراء وتجارة يحس بأن الله يراقبه‬
‫‪152‬‬
‫ويراه فل يغش ول يكذب ويكون صدوقا ً‬

‫لُيحشر يوم القيامة مع الصديقين‪.‬‬
‫عندما يتعرض الشاب المؤمن لفتنة أو يكون‬
‫على وشك أن ينظر إلى ما حرم الله‪ ،‬يتذكر‬
‫على الفور أن الله يراه ول يرضى عن ذلك‪،‬‬
‫فيبتعد عن هذه المعصية ابتغاء وجه الله‪،‬‬
‫ويحس وقتها بنوع من لذة وحلوة اليمان‪.‬‬
‫عندما يرى المؤمن شيئا ً يكرهه من زوجته‬
‫أو العكس ويدرك أن الله يأمره أن يعاشرها‬
‫بالمعروف ول يؤذيها وأن النبي أمره أن‬
‫يستوصي بها خيرًا‪ ،‬عند ذلك يبتعد عن‬
‫إيذائها ويكون أكثر صبرا ً عليها‪ ،‬فهذا هو‬
‫الخشوع‪.‬‬
‫عندما يتعرض المؤمن لمرض أو لظروف‬
‫صعبة‪ ،‬أول شيء يقوم به هو الدعاء‬
‫واللجوء إلى الله تعالى‪ .‬ويدرك أن الله‬
‫تعالى هو الذي ينفع ويضر وهو الذي بيده‬
‫الخير هو الذي يشفي وهو الذي يرزق هو‬
‫الذي بيده مفاتيح الخير كلها‪ ،‬هذا هو‬
‫الخشوع الحقيقي‪...‬‬
‫ولذلك فإن الخشوع هو نتيجة العمل الصالح‬
‫والدعاء والمسارعة في الخيرات‪ ،‬فإذا أردت‬
‫أن يرزقك الله نعمة الخشوع وأن تكون‬
‫مستجاب الدعوة كما استجاب الله لنبيائه‬
‫وهو في أصعب الظروف‪ ،‬فعليك أن تبحث‬
‫عن الخيرات وتسارع فيها‪ ،‬ل تنتظر حتى‬
‫‪153‬‬
‫يأتي إليك من يحتاج المال لتعطيه‪ ،‬بل‬

‫اذهب أنت وسارع للنفاق‪ ،‬وهكذا‪ .‬وأن‬
‫تتذكر هذه الية وتحفظها مثل اسمك‬
‫م‬‫ه ْ‬‫لترددها كل يوم‪ ،‬بل في كل موقف‪) :‬إ ِن ّ ُ‬
‫عون ََنا َر َ‬
‫غًبا‬ ‫وي َدْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫خي َْرا ِ‬ ‫ن ِ‬‫عو َ‬ ‫ر ُ‬
‫سا ِ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي ُ َ‬
‫ن( ]النبياء‪.[90 :‬‬ ‫عي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫كاُنوا ل ََنا َ‬
‫خا ِ‬ ‫و َ‬‫هًبا َ‬‫وَر َ‬ ‫َ‬
‫ربما بعد هذه الحقائق نعلم لماذا ألهم الله‬
‫نبيه وحبيبه محمدا ً صلى الله عليه وسلم‬
‫قبل البعثة الشريفة أن يذهب إلى غار حراء‬
‫ويخلو بنفسه‪ ،‬ليتأمل في خلق هذا الكون‬
‫ويتفكر في عظمة الخالق تبارك وتعالى‪،‬‬
‫لن هذه المرحلة ضرورية جدا ً لتعطيه‬
‫القدرة على الصبر والتحمل ليحمل أعباء‬
‫أعظم رسالة على وجه الرض‪.‬‬
‫وربما ندرك أيضا ً لماذا كانت عبادة الحج‬
‫تطهر النسان فيرجع كيوم ولدته أمه نقيًا‪،‬‬
‫لن عبادة الحج قائمة أساسا ً على التأمل‬
‫والخشوع والتفكر في خلق الله وبخاصة‬
‫الوقوف بعرفة وهو الركن الساسي لعبادة‬
‫الحج‪ .‬لن رحلة الحج هي فترة للنقاهة‬
‫والعلج بالنسبة للمؤمن إذا عرف كيف‬
‫يستثمر كل لحظة في طاعة الله تعالى‪.‬‬
‫وربما ندرك لماذا كان النبياء أكثر الناس‬
‫صبرًا‪ ،‬لنهم كانوا يمارسون عبادة الخشوع‬
‫في كل شيء‪ ،‬طبعا ً هذا في الدنيا ولكن‬
‫في الخرة هناك من الجر ما ل عين رأت‬
‫ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر‪،‬‬
‫‪154‬‬
‫ت‪(...‬‬ ‫عا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫وال ْ َ‬

‫خا ِ‬ ‫ن َ‬
‫عي َ‬‫ش ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫يقول تعالى‪َ ) :‬‬
‫َ‬
‫عدّ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ماذا أعد الله لهم؟ يقول تعالى‪) :‬أ َ‬
‫فرةً َ‬
‫ما( ]الحزاب‪.[35 :‬‬ ‫ظي ً‬‫ع ِ‬‫جًرا َ‬ ‫وأ ْ‬
‫َ‬ ‫غ ِ َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه ْ‬
‫العلج بالدعاء النبوي الشريف‬
‫الدعية النبوية كثيرة‪ ،‬وقد ثبت أنهــا تشــفي‬

‫بإذن الله‪ ،‬ومن أهم الدعيــة‪) :‬اللهــم أذهــب‬
‫الباس‪ ،‬رب النــاس‪ ،‬اشــف أنــت الشــافي‪ ،‬ل‬
‫شـفاء إل شـفاؤك‪ ،‬شـفاء ل يغـادر سـقمًا(‪،‬‬
‫وتكرره ثلث مرات‪ .‬وتضع يــدك علــى مكــان‬
‫اللم وتقول‪) :‬بسم الله( ‪ 3‬مرات ثم تقول‪:‬‬
‫)أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجــد وأحــاِذر(‬
‫تكررها ‪ 7‬مرات‪.‬‬
‫فقد صح عن النبي صــلى اللــه عليــه وســلم‬

‫أنــه قــال‪) :‬الــدعاء مــخ العبــادة( هـذا حــديث‬
‫صــحيح لســيد البشــر عليــه الصــلة والســلم‬
‫يؤكد فيهــا علــى أهميــة الــدعاء للــه تعــالى‪.‬‬
‫فماذا يخبرنا العلم الحديث؟‬
‫لقــد ثبــت تــأثير الــدعاء للــه تعــالى واللجــوء‬

‫إليه‪ ،‬ففي علم النفس نجد أن أفضل وأهــم‬
‫علج لكــثير مــن الضــطرابات النفســية أن‬
‫يلوذ المريض بشخص يثق به‪ ،‬هذه الثقة لهــا‬
‫دور يتجاوز نصف الشفاء!‬
‫وعندما يلتجأ المؤمن إلى خالقه ورازقه عــز‬

‫وجل فإن كل المــراض النفســية الموجــودة‬
‫فيــه تــزول‪ .‬إذن عبــادة الــدعاء هــي علج‬
‫‪155‬‬
‫وشفاء لمراض النفس‪ ،‬وبالتــالي هــي علج‬

‫لمــراض الجســد لن كــثيرا ً مــن المــراض‬
‫الجسدية ذات منشأ نفسي‪.‬‬
‫إن أفضل إحساس تحصل عليــه مــن الــدعاء‬

‫هو الحساس بالقوة لنك عنـدما تـدعو اللـه‬
‫وأنت موقن بالجابة فهذا سيعيد لــك المــل‬
‫ت محبطــًا‪ ،‬وســوف تــزول كــل‬ ‫مهمــا كنــ َ‬
‫الضــطرابات الــتي تعــاني منهــا‪ ،‬إذ أن هــذه‬
‫الضطرابات سببها فقدان المل‪ ،‬فكيف إذا‬
‫كــان أملــك وقوتــك هــو اللــه تعــالى رب‬
‫العالمين؟‬
‫لماذا كان النبي يدعو ربه وقــد ُ‬
‫غفــر لــه مــا‬
‫تقدم من ذنبه وما تأخر؟‬
‫لقــد كــان النــبي العظــم صــلى اللــه عليــه‬
‫وســلم كــثير الــدعاء حــتى ل تمــر لحظــة إل‬
‫ويدعو ربه‪ ،‬والحقيقـة إن الـذي يتعمـق فـي‬
‫حيــاة المصــطفى عليــه الصــلة والســلم‬
‫يلحظ أشياء عجيبة‪ .‬فقد كــان أكــثر دعــائه‪:‬‬
‫)اللهم قني عذابك يــوم تبعــث عبــادك( هــذا‬
‫هو حال خير البشــر وأعظــم الخلــق‪ ،‬يطلــب‬
‫من ربه أن ينجيه من عذاب يوم القيامة!!!‬
‫هذا الدعاء يا أحبتي ليس مجرد كلمــات‪ ،‬بــل‬
‫له معاني كثيرة‪ ،‬وكأن الرسول يذكر نفســه‬
‫في كل لحظــة بيــوم القيامــة وعــذاب اللــه‪،‬‬
‫كأنه يشــاهد الجنــة والنــار فــي كــل لحظــة‪،‬‬
‫فيستعيذ بالله مــن شــر جهنــم ويســأل اللــه‬
‫‪156‬‬
‫الجنة‪ ،‬وكأنه أيضا ً يطلب مــن ربــه أن ينجيــه‬

‫من أي نوع من أنواع العذاب‪ ،‬ونتساءل‪ :‬هل‬
‫المرض نوع من أنواع العذاب؟‬
‫هنالــك دعــاء عظيــم يســبب لــك الســعادة‬
‫المطلقة في الدنيا والخرة‪ ،‬ويصرف عــذاب‬
‫المرض في الدنيا والخرة‪ ،‬وهو‪) :‬اللهم إني‬
‫أسألك العافية والمعافاة الدائمة فــي الــدنيا‬
‫والخرة( فإذا دعــوت بهــذا الــدعاء كــل يــوم‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫فإن النبي الكريم يقــول لــك‪ :‬فــإذا أعطي ـ َ‬
‫العافية في الدنيا وُأعطيَتها في الخرة فقد‬
‫ت ]رواه الترمذي[!!‬‫أفلح َ‬
‫فهذا دعاء عظيم من أجــل صــرف المــراض‬
‫ت هــذا‬ ‫وإبعادها والتمتع بالعافية‪ ،‬وقــد جّرب ـ ُ‬
‫الدعاء حيث أدعو به كل يوم مــرارا ً وتكــرارا ً‬
‫ت أن الحالة النفسية والصحية تتحسن‬ ‫ووجد ُ‬
‫بشكل كبير‪ .‬ولذلك أنصــح كــل أخ وأخــت أن‬
‫يدعو بهذا الدعاء ويكــرره لمــا لــه مــن تــأثير‬
‫مذهل على صحة النسان‪.‬‬
‫علج للمشاكل الصحية والقتصادية‬
‫كلمات قليلة كــان يقــول عنهــا رســول اللــه‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬فإن هؤلء تجمــع لــك‬
‫خير الدنيا والخرة‪ ،‬فما هي هــذه الكلمــات؟‬
‫إنها‪) :‬اللهم اغفر لي‪ ،‬وارحمنــي‪ ،‬واهــدني‪،‬‬
‫وعافني‪ ،‬وارزقنــي( ]رواه مســلم[‪ .‬انظــروا‬
‫معي كم تحوي هذه الكلمات من فوائد‪:‬‬
‫‪157‬‬
‫‪ -1‬المغفرة‪ :‬وهذه أول خطوة قبل استجابة‬

‫الدعاء‪ ،‬لن الله تعالى يريد أن تصلح العلقة‬
‫معه عز وجل‪ ،‬وتتوب إليه وترجع عن ذنوبــك‬
‫ليغفر لك أول ً ثم تبدأ الخطوة الثانية‪.‬‬
‫‪ -2‬الرحمة‪ :‬وهي أعظم نعمة يمن اللــه بهــا‬
‫علينـا أن يرحمنـا فــي حياتنــا وفـي أولدنـا‪،‬‬
‫فيصرف عنا الوبئة والمــراض‪ ،‬ويســخر لنــا‬
‫الخيرات‪ ،‬وأهم شــيء أل يعــذبنا فــي الــدنيا‬
‫والخرة‪.‬‬
‫‪ -3‬الهداية‪ :‬هل هناك أجمل مــن أن يهــديك‬
‫الله في كل شأنك؟ فإذا درست مادة لتنجــح‬
‫فيها سخر لك اللــه أســباب الهدايــة للنجــاح‪،‬‬
‫وإذا زرت طبيبا ً للعلج سخر الله لك الطبيب‬
‫المناسب وهداك للــدواء المناســب للشــفاء‪،‬‬
‫وإذا خطبــت امــرأة هّيــأ اللــه لــك أســباب‬
‫الهداية إلى زوجة صالحة تعينك على خيــري‬
‫الدنيا والخرة‪ ...‬وهكذا الهداية فــي تجارتــك‬
‫وفــي تعاملــك وفــي مشــاكلك يهــديك اللــه‬
‫للحل المناسب‪...‬‬
‫‪ -4‬العافية‪ :‬وهي أن يعافيك الله فـي بـدنك‬
‫وفــي صــحتك وفــي عقلــك وفــي حالتــك‬
‫النفســية وفــي أفكــارك فل يــدخل فيهــا‬
‫الشيطان‪ ،‬ويعافيــك فــي مــن كــل شــر مــن‬
‫المحتمــل أن يصــيبك‪ ،‬ويعافيــك مــن شــر‬
‫الحــوادث والضــرار وغيــر ذلــك‪ ،‬وكــل هــذا‬
‫ببركة هذا الدعاء‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫‪ -5‬الــرزق‪ :‬أن يرزقــك اللــه مــن حيــث ل‬

‫تحتســب‪ ،‬فيســخر اللــه لــك أســباب الــرزق‬
‫وأسباب المعيشة الطيبة‪ ،‬ويسخر لك المــال‬
‫الحلل‪ ،‬ويهيء لك المنزل المبارك ويرزقــك‬
‫أولدا ً صالحين‪ ،‬ويرزقك زوجة صالحة تكــون‬
‫سببا ً في دخولك الجنة إن شاء الله‪.‬‬
‫علج الحباط والكتئاب بدعاء واحد‬
‫يؤكــد علمــاء النفــس والطبــاء أن معظــم‬
‫المراض النفسية وحالت النتحار وأمــراض‬
‫الكـــتئاب والحبـــاط خصوصـــا ً إنمـــا تعـــود‬
‫أسبابها لشيء واحــد وهــو عــدم الرضــا عــن‬
‫الواقع والظروف المحيطة وعدم الرضا عن‬
‫النفس‪ .‬والعلج سهل يا أحبتي‪ ،‬فقد علمنــا‬
‫النبي الكريم دعاءً عظيمًا‪ ،‬أل وهو‪) :‬رضــيت‬
‫بــالله تعــالى ربـًا‪ ،‬وبالســلم دينـًا‪ ،‬وبمحمــد‬
‫صلى اللــه عليــه وســلم نبي ّـًا( ]رواه أحمــد[‪.‬‬
‫فمن قال هذا الدعاء ثلثا ً حين يصــبح وثلث ـا ً‬
‫حين يمسي كان حق ـا ً علــى اللــه أن يرضــيه‬
‫يوم القيامة!! يا لها من كلمات قليلة ولكــن‬
‫نتيجتها كبيرة جدًا‪ ،‬أل تحب أخي القــارئ أن‬
‫يرضيك الله يوم القيامة؟‬
‫وربما نعجب مــن اكتشــافات علمــاء النفــس‬

‫اليــوم عنــدما يقولــون بــأن العلج الفعــال‬
‫لمئات المراض النفسية أن تجعــل المريــض‬
‫يحس بالرضا عن الشياء التي تحيط به!‬
‫‪159‬‬
‫ت أقوله مباشرة عندما أتعرض‬ ‫هذا الدعاء كن ُ‬

‫لموقف صعب فيه نوع من الحباط‪ ،‬وبخاصة‬
‫ت‬ ‫في بدايــة رحلــتي مــع القــرآن عنــدما كن ـ ُ‬
‫أواجـــه عالمـــا ً "تقليـــديًا" لستشـــيره فـــي‬
‫ي‬ ‫ن اللــه بــه علـ ّ‬
‫اكتشاف جديد من القرآن م ّ‬
‫كما فــي موضــوع العجــاز الرقمــي‪ ،‬فأجــده‬
‫يقول قبل أن يقــرأ البحــث‪ :‬لمــاذا ل تبحــث‬
‫ت أدعــو بهــذا الــدعاء‬ ‫عــن عمــل آخــر؟ فكن ـ ُ‬
‫فـــأحس بحلوة اليمـــان‪ ،‬وأقـــول لبـــد أن‬
‫يسخر الله لهــذا العلــم مــن ينشــره إذا كــان‬
‫فيــه الخيــر والنفــع‪ ،‬وســبحان اللــه! ُتفتــح‬
‫أبواب كثيرة أمامي لدرجة أنني أفرح كــثيرا ً‬
‫ت "محبطــًا" لــول هــذا الــدعاء‬ ‫بعــد أن كنــ ُ‬
‫وغيره‪.‬‬
‫العلج الوقائي لكل شر‬
‫هنالك دعــاء مهــم جــدا ً وأذكــر أننــي منــذ أن‬
‫تعلمته لم أتركه أبدًا‪ ،‬وكان هذا الدعاء ســببا ً‬
‫في دفع الكثير من الضرر عني‪ .‬هــذا الــدعاء‬
‫هو‪) :‬بسم الله الذي ل يضّر مع اسمه شــيءٌ‬
‫فــي الرض ول فــي الســماء وهــو الســميع‬
‫العليــم( ]رواه ابــن ماجــة[‪ .‬وكــان النــبي‬
‫الكريم يقول عن هذا الدعاء‪ :‬من قــاله ثلثـا ً‬
‫إذا أصبح وثلثا ً إذا أمسى لم يضره شيء!!‬
‫ت‬‫ت بتجربة بسيطة وهي أننــي ســأل ُ‬ ‫وقد قم ُ‬
‫مئات الناس ممن تعرضوا لمشاكل وأخطــار‬
‫ت لهم‪ :‬هــل قــال أحــدكم هــذا‬
‫وحوادث‪ ،‬وقل ُ‬
‫الدعاء أي )بسم الله الذي ل يضّر مع اســمه‬
‫‪160‬‬
‫شــيءٌ فــي الرض ول فــي الســماء وهــو‬

‫دقوني لــم أجــد واحــدا ً‬ ‫السميع العليــم( وص ـ ّ‬
‫قالها من بين هؤلء جميعا‪ً.‬‬
‫من هنا نؤكد أن هذا الدعاء مناسب جــدا ً فل‬

‫نتركه أبدًا‪ ،‬فإذا كان حــبيب اللــه وهــو الــذي‬
‫يعيــش فــي رعايــة اللــه وحفظــه واللــه قــد‬
‫عصمه وأيده بنصــره والملئكــة تح ّ‬
‫فــه واللــه‬
‫معه في كل لحظــة وعلــى الرغــم مــن ذلــك‬
‫كان ل يترك هذا الدعاء‪ ،‬فما بالنا نحن؟‬
‫العلج بالصلة على النبي‬
‫وهذه طريقــة أخــرى للعلج أيضـا ً أن تصــلي‬
‫على النــبي الكريــم كلمــا خطــر ببالــك‪ ،‬وأن‬
‫تصلي عليه بنية الشفاء‪ ،‬وتكرر الصلة عليــه‬
‫وستجد حلوة في قلبك ل يمكــن أن يصــفها‬
‫إل من ذاقها‪ ،‬هذه الصلة تجعلك قريبــا ً مــن‬
‫النــبي عليــه الصــلة والســلم فــي الــدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬فهــل هنالــك أجمــل مــن أن يكــون‬
‫الرسول الكريم عليه الصلة والسلم شفيعا ً‬
‫لــك يــوم القيامــة عنــدما يتخلــى عنــك حــتى‬
‫أقــرب النــاس إليــك؟ إنهــا كلمــات بســيطة‬
‫وبسيطة جدا ً لــن تأخــذ منــك أكــثر مــن ربــع‬
‫دقيقــة! ولكــن نتيجتهــا أن الرســول عليــه‬
‫الصــلة والســلم ســيكون قريب ـا ً منــك يــوم‬
‫القيامة ويشفع لك‪ .‬وهو أن تقــول صــباحا ً )‬
‫ل‬ ‫‪ (10‬مرات‪ ،‬ومساءً )‪ (10‬مرات‪) :‬اللهم صــ ّ‬
‫على سيدنا محمد( وقد كــان النــبي العظــم‬
‫ي حيــن يصــبح عشــرا ً‬ ‫يقول‪) :‬من صــلى عل ـ ّ‬
‫‪161‬‬
‫وحين يمسـي عشـرا ً أدركتـه شـفاعتي يـوم‬

‫القيامة( ]رواه الطبراني[‪.‬‬
‫الصلة على النبي من أجمل أساليب العلج‪،‬‬
‫وهي أن تصلي على ســيدنا محمــد كــل يــوم‬
‫صــباحا ً ومســاءً مئة مــرة‪ ،‬أو أكــثر‪ ،‬وهــذه‬
‫الصلة مفيدة جدا ً في حالت أمراض القلــب‬
‫والرئتين‪ ،‬والمــراض الداخليــة بشــكل عــام‪،‬‬
‫وكذلك أمراض القلق الخوف ولعلج الــتردد‪،‬‬
‫وتمنحــك الحســاس بالرضــا‪ ،‬واللــه تعــالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫علج للهم والحزن والضيق‬
‫لقد كــان الرســول العظــم يــدعو بــالقرآن‪،‬‬
‫ففي كتاب الله تعلى آيــات محــددة لمــراض‬
‫محددة‪ ،‬ومن بين هذه اليات آيــة عظيمــة ل‬
‫زال النبي الكريــم يرددهــا كلمــا تعــرض لي‬
‫م أو كرب أو ضيق‪ ،‬وكان يقول عنها‪ :‬مــن‬ ‫ه ّ‬
‫قالها حين يصبح وحين يمسي ســبع مــرات‪،‬‬
‫مه مــن أمــر الــدنيا والخــرة‪،‬‬
‫كفاه الله ما أه ّ‬
‫ت‬‫إنها‪) :‬حسبي الله ل إله إل هو عليــه تــوكل ُ‬
‫ب العرش العظيم( ]التوبة‪.[129 :‬‬ ‫وهو ر ّ‬
‫فأنت عنــدما تــدعو بهــذه اليــة إنمــا تعطــي‬
‫معلومة أو أمــرا ً لــدماغك أن يلجــأ إلــى اللــه‬
‫فهــو يكفيــه‪ ،‬وكــأن هــذه اليــة تــذكرك بــأن‬
‫همومــك مهمــا كــانت عظيمــة فــالله أعظــم‬
‫ب العرش العظيــم( ومهمــا تعرضــت‬ ‫)وهو ر ّ‬
‫لمشاكل ومواقــف صــعبة فــي حياتــك‪ ،‬فــإن‬
‫‪162‬‬
‫اللــه يكفيــك هــذه الهمــوم فهــو حســبك أي‬

‫يكفيك ل حاجة لتلجــأ معــه إلــى أي مخلــوق‪:‬‬
‫)حسبي الله( أي‪ :‬الله يكفيني‪ ،‬أخي القارئ‬
‫جّرب هذا الدعاء سبع مرات صــباحا ً ومســا ً‬
‫ء‪،‬‬
‫وانظر كيف ستتغير المور إن شاء الله‪.‬‬
‫علج للمشاكل القتصادية‬
‫وهـــذا دعـــاء عظيـــم إذا حفظتـــه وكررتـــه‬
‫باســتمرار وبــأي عــدد تشــاء فــإن الصــادق‬
‫المصدوق عليه الصلة والسلم يؤكد لك أنه‪:‬‬
‫لــو كــان عليــك مثــل جبــل دينــا ً أ ّ‬
‫داه اللــه‬
‫فنــي بحللــك‬ ‫عنك!!!! والدعاء هو‪) :‬اللهم اك ِ‬
‫مــن ســواك(‪،‬‬ ‫عن حرامك‪ ،‬وأغنني بفضلك ع ّ‬
‫فما أحوجنا لمثل هــذا الــدعاء وبخاصــة فــي‬
‫عصــرنا هــذا‪ ،‬حيــث الغلء وارتفــاع الســعار‬
‫وقلـة المــوال‪ ،‬إن هـذا الــدعاء سييســر لـك‬
‫الرزق الحلل وهذا أهــم شــيء‪ ،‬فمــا فــائدة‬
‫الموال إذا كانت تجلب علينا غضب الله؟‬
‫لــذلك انظــروا معــي كيــف رك ّــز النــبي فــي‬
‫فني‬ ‫دعائه أول شيء على الحلل‪) :‬اللهم اك ِ‬
‫بحللك( ثم علــى الغنــى )وأغننــي بفضــلك(‬
‫ت‬‫فكأنمــا يريــد أن يبــث لــك رســالة‪ :‬إذا كن ـ َ‬
‫تأكل مال ً حرامـا ً فأسـرع وابتعـد عنـه والجـأ‬
‫إلى الله ليرزقك الرزق الحلل‪ ،‬فمتى أصبح‬
‫رزقك حلل ً أغناك الله بعد ذلك من فضله‪.‬‬
‫العلج بدعاء النوم‬
‫‪163‬‬
‫لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫كل شيء فــي حياتنــا اليوميــة‪ .‬وعنــد النــوم‬
‫هنالك وضعية يجب علــى المــؤمن أن يتقيــد‬
‫بها‪ ،‬وهي أن ينام على جنبه اليمن‪.‬‬
‫يقـــول الرســـول العظـــم عليـــه الصـــلة‬
‫والسلم‪) :‬إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضــوءك‬
‫للصلة ثم اضــطجع علــى شــقك اليمــن ثــم‬
‫قـل‪ :‬اللهـم أســلمت وجهــي إليــك وفوضـت‬
‫أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة‬
‫إليـك ل ملجــأ ول منجـا منـك إل إليـك آمنــت‬
‫بكتابك الذي أنزلت وبنبّيك الذي أرسلت فإن‬
‫مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهــن‬
‫آخر ما تتكلم به( ]رواه البخاري ومسلم[‪.‬‬
‫في هذا الحديث عدة معجزات كشــفت عنهــا‬
‫البحاث العلمية حديثا ً علميا ً ونفسيًا‪:‬‬
‫‪1‬ـ هنالك فوائد عظيمة للوضوء!‬
‫فكما نعلم عندما يأوي النسان إلـى فراشـه‬
‫للنوم فإنه سيبقى عدة ساعات نائمًا‪ ،‬وهذه‬
‫و وتكــاثر مختلــف أنــواع‬
‫الفترة مناســبة لنمـ ّ‬
‫الجراثيــم الــتي علقــت فــي جســمه خلل‬
‫اليــوم‪ .‬لــذلك فــإن الوضــوء يقــوم بتنظيــف‬
‫معظم هذه الجراثيم‪.‬‬
‫إن مضمضة الفم أثناء الوضوء تخلــص الفــم‬
‫من مليين الجراثيم الموجــودة فيــه‪ ،‬والــتي‬
‫لــو تركــت لــزاد عــددها أضــعافا ً خلل فــترة‬
‫‪164‬‬
‫النــوم‪ .‬كمــا أن تنظيــف النــف باستنشــاق‬

‫المــاء يخلصــه مــن عــدد كــبير مــن الغبــار‬
‫والجراثيم العالقة به‪ .‬كمــا أن غســل الــوجه‬
‫واليــدين فــي عمليــة الوضــوء يزيــل معظــم‬
‫الغبار والجراثيم العالقة على الجسد والــتي‬
‫تعيق عمل خليا الجلد وتســدّ مســاماته‪ .‬إذن‬
‫نظافة الجسم قبل النــوم ضــرورية للوقايــة‬
‫من العديد من أمراض الفــم والنــف والجلـد‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪2‬ـ ما هي فــائدة الضــطجاع أو النــوم علــى‬
‫الشق اليمن )الجانب اليمن للجسم(؟‬
‫إن النوم على الجنـب اليمـن يخفـف ضـغط‬
‫الرئة على القلــب‪ ،‬فكمــا نعلــم يقــع القلــب‬
‫على الجانب اليسر وإذا نــام النســان علــى‬
‫هذا الجانب اليسر فإنه يسبب ضــغط الــرئة‬
‫عليه ويعيق عمله‪ .‬أما الكبد الذي يقــع علــى‬
‫الجانب اليمن يستقر عمله عند النوم علــى‬
‫الجنب اليمن وتســتقر عليــه المعــدة براحــة‬
‫مما يسهل عمل المعدة وهضم ما بقي فيها‬
‫من الطعام‪.‬‬
‫‪3‬ـ في هذا الحديث إعجاز نفسي أيضًا!‬
‫فكما نعلم عندما يذهب النسان للنوم يكون‬
‫مل ً بأعبــاء نفســية طيلــة يــومه كــل هــذه‬
‫مح ّ‬
‫الحداث سوف تتفاعل عند نومه وقد تسبب‬
‫لــه أحلمــا ً مزعجــة أو عــدم اســتقرار فــي‬
‫النــوم‪ .‬لــذلك جــاء الهــدي النبــوي ليأمرنــا‬
‫‪165‬‬
‫بتفريــغ الشــحنات النفســية المزعجــة قبــل‬

‫النــوم مــن خلل اللتجــاء إلــى اللــه تعــالى‬
‫والعتراف بتسليم المر لله تعالى‪.‬‬
‫إن هذا الدعاء مع اليقين به يخل ّــص المــؤمن‬
‫مـن مختلـف الضـطرابات النفسـية الناتجـة‬
‫عن حياته اليومية‪ .‬وتأمــل معــي قــوله عليــه‬
‫الصلة والسلم‪) :‬وفوضت أمري إليك(‪ ،‬إنــه‬
‫تصريح من المــؤمن واعــتراف بتفــويض كــل‬
‫أمره وهمومه ومشاكله ومصــاعبه إلــى اللــه‬
‫تعالى‪.‬‬
‫إن بقاء هذه الهموم النفسية قد يؤدي إلــى‬
‫تراكمهــا وتفاقمهــا وتحولهــا إلــى أمــراض‬
‫نفسية‪ .‬وهذا مــا نجــده عنــد غيــر المــؤمنين‬
‫الذي يعانون من القلق والكــتئاب ومختلــف‬
‫النفعالت النفسية‪.‬‬
‫ومــع هــذا الــدعاء ل داعــي للقلــق لن اللــه‬
‫ل الصعوبات الــتي تعــترض‬ ‫تعالى سيتولى ح ّ‬
‫المـــــؤمن‪ ،‬ول داعـــــي للكـــــتئاب لن رب‬
‫العــالمين ســبحانه ســيعالج الشــياء الــتي ل‬
‫يرضى عنها المؤمن ويجعله راضيا ً قانعا ً بما‬
‫قسم له الله من الرزق والقدر‪.‬‬
‫ول داعــي للخــوف لن اللتجــاء والحتمــاء‬
‫بالله تعالى هو أفضل وسيلة لعلج الخــوف‪،‬‬
‫فكيف يخاف المــؤمن واللــه معــه؟ إذن فــي‬
‫هذا الحديث النبــوي الشــريف علج لمــراض‬
‫القلب المادية والنفســية‪ .‬فهــل نطبــق هــذا‬
‫‪166‬‬
‫الشفاء النبوي الذي ل يستغرق ســوى بضــع‬

‫دقائق كل ليلة؟ وهل هنالــك أجمــل مــن أن‬
‫تكــون حياتنــا مثــل حيــاة خيــر البشــر عليــه‬
‫الصلة والسلم؟‬
‫نتائج البحث‬
‫‪ -1‬من خلل الحقائق العلميــة الــتي رأيناهــا‬

‫في هذا البحــث نجــد أن العلج بــالقرآن هــو‬
‫علج يعتمد على أساس علمي‪ ،‬ولذلك يمكن‬
‫للطباء البدء بدراسـة هـذا النـوع مـن أنـواع‬
‫العلج دراسة علمية وسوف يخرجون بنتــائج‬
‫مبهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬ل يكفــي أن نقــول إن الغــرب اكتشــف‬

‫حقائق علميــة حــول العلج بالصــوت أو غيــر‬
‫ذلك من وسائل العلج البديلــة‪ ،‬إنمــا ينبغــي‬
‫علينــا ونحــن أصــحاب أعظــم كتــاب علــى‬
‫الطلق وهو القرآن‪ ،‬أن نقــوم بالعديــد مــن‬
‫التجارب على تأثير آيات محددة مــن القــرآن‬
‫على خليا الجسم بمختلف أنواعها‪ ،‬وتقــديم‬
‫نتائج هــذه الدراســة للعـالم الغربــي‪ ،‬لتكـون‬
‫وسيلة لثبــات إعجــاز القــرآن فــي الشــفاء‪،‬‬
‫وتقـــديم الـــبراهين الماديـــة علـــى القـــوة‬
‫الشفائية ليات القرآن والرقية الشرعية‪.‬‬
‫فقد أثبت علماؤنا إعجاز القرآن فــي علــوم‬

‫الفلك والبحار والجبال والرض وغيــر ذلــك‪،‬‬
‫واليــوم عليهــم أن يــبرهنوا علــى معجــزة‬
‫الشــفاء بــالقرآن‪ ،‬وإننــي علــى يقيــن بــأن‬
‫‪167‬‬
‫التجــارب الــتي تحقــق هــذا البرهــان هــي‬

‫تجارب بســيطة وغيــر مكلفــة‪ ،‬فقــط تحتــاج‬
‫إلى من يتبنى هذه التجــارب‪ ،‬وســوف نبهــر‬
‫العالم بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫‪ -3‬ل يجوز لحد بعد هذه الحقــائق أن ينكــر‬

‫أثــر القــرآن فــي علج المــراض‪ ،‬فــالغرب‬
‫الملحد يعترف بقــدرة بعــض الصــوات علــى‬
‫علج المراض المستعصــية‪ ،‬وهنالــك معاهــد‬
‫وأكاديميات تدرس هذا العلم وتوثقه وهنالك‬
‫عشــرات اللف مـــن المعـــالجين بالصــوت‬
‫وذهب إليهم مليين البشر‪ .‬وأســلوبهم فــي‬
‫العلج ل يتجاوز أصوات الموسيقى أو النقر‬
‫في وعاء أو دحرجة كرات زجاجيــة‪ ،‬ول نجــد‬
‫مــن علمــاء الغــرب مــن ينكــر عليهــم هــذه‬
‫الســاليب‪ ،‬فهــل مــن المنطقــي أن ننكــر‬
‫العلج بكلم اللــه تعــالى‪ ،‬وهــو أعظــم كلم‬
‫على الطلق؟!!‬
‫‪ -4‬يؤكــد كــثير مــن المعــالجين والبــاحثين‬

‫الغربيين أن صوت النسان لديه قــدرة أكــبر‬
‫من أي صوت آخر على الشفاء‪ ،‬وهذا بنتيجة‬
‫تجارب عملية قاموا بها‪ ،‬حيث أثبتوا أنه لكل‬
‫صوت ملمح ومميزات تعكس نشــاط الــدماغ‬
‫لــديه‪ ،‬وأن لكــل إنســان صــوت يختلــف عــن‬
‫الخر‪ ،‬ومن هنا ندرك أهمية تحسين الصــوت‬
‫في الرقية‪ ،‬وأهمية حفظ القرآن لن حافظ‬
‫القرآن سوف يكون فــي صــوته قــدرة أكــبر‬
‫على الشفاء بإذن الله تعــالى‪ ،‬ونــدرك أيضـا ً‬
‫‪168‬‬
‫التقوى وإخلص النية لله تعالى‪.‬‬
‫‪ -5‬من خلل الحقائق السابقة يمكن أن‬

‫نستنتج أنه ل يوجد صوتين متشابهين أبدا ً‬
‫من الصوات البشرية‪ ،‬فالصوت الذي نتكلم‬
‫به يحمل مع اهتزازاته معلومات عن حالتنا‬
‫النفسية ومعلومات عن حالة خليا الدماغ‪،‬‬
‫لذلك تجد أن للمعالج أثر في الشفاء‪ ،‬فقد‬
‫يقوم شخصين بتلوة اليات ذاتها ولكنك‬
‫تجد أن الشفاء يحصل بسبب أحدهما‪ ،‬وذلك‬
‫يعود إلى أن كثرة قراءة القرآن والستماع‬
‫إليه بالضافة إلى التقوى كلها تحدث تأثيرا ً‬
‫على خليا الدماغ يظهر هذا التأثير على‬
‫مل‬ ‫صوت المقرئ‪ ،‬فتجد أن هذا الصوت مح ّ‬
‫باهتزازات لها القدرة أكثر على الشفاء‪،‬‬
‫والله تعالى أعلم‪ .‬ويؤكد الباحثون اليوم أن‬
‫الصوت يوصل اهتزازات إلى الخرين تعبر‬
‫عن أنفسنا‪ ،‬والهتزازات الصوتية التي‬
‫نطلقها تكون متأثرة بجميع الحداث التي‬
‫مرت معنا‪ ،‬ولذلك فإن الصوت الذي نتكلم‬
‫به يؤثر على كل ما حولنا‪.‬‬
‫‪ -6‬بنتيجــة هــذا البحــث يمكــن أن نؤكــد أن‬

‫القرآن فيــه قــوة شــفائية تــؤثر فــي جميــع‬
‫المراض‪ ،‬وأنه يوجد لكل مرض آيات محــددة‬
‫يتناسب معناها مع هذا المرض‪ ،‬وأن الشفاء‬
‫بالقرآن ل يقتصر علــى المــراض النفســية‪،‬‬
‫بـــل هنالـــك شـــفاء للمـــراض الجســـدية‬
‫كالسرطان وغيره‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫‪ -7‬يؤكد الباحثون بنتيجة تجــاربهم أن صــوت‬

‫المريض لديه قدرة كبيرة على شفائه‪ ،‬فيمــا‬
‫لو استخدم الكلمــات الصــحيحة الــتي ينبغــي‬
‫عليــه أن يرددهــا لفــترة محــددة‪ ،‬ومــن هنــا‬
‫نــدرك أهميــة الرقيــة الذاتيــة‪ ،‬أي أن يرقــي‬
‫النسان نفســه‪ ،‬ويقــرأ آيــات الشــفاء علــى‬
‫نفسه فتكون النتائج مذهلة في هذه الحالة‪.‬‬
‫لن قراءة الكلمات هي نتاج عمليات معقــدة‬
‫يقوم بها الدماغ‪ ،‬فــإذا مــا ُأضــيف لهــا النيــة‬
‫بالشفاء وتركيز التفكير أثناء القــراءة علــى‬
‫المريــض‪ ،‬وتصــور بــأن هــذا المريــض يتــم‬
‫شفاؤه بإذن اللــه تعــالى‪ ،‬فــإن الــترددات أو‬
‫الموجات الصوتية ســوف تكــون أشــد تــأثيرا ً‬
‫ملة بمعلومات إضافية‪.‬‬ ‫لنها ستكون مح ّ‬
‫أي أن قراءة القرآن إذا كانت بنيــة الشــفاء‪،‬‬
‫وإذا كــان معهــا الخلص موجــودا ً والتــوجه‬
‫الصادق إلى الله تعالى‪ ،‬فإن الرقية ستكون‬
‫أكثر تــأثيرًا‪ ،‬وهــو مــا يؤكــده عــدد كــبير مــن‬
‫المعــــالجين بــــالقرآن الكريــــم والدعيــــة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫للكلمات قوة تأثير كبيرة جدًا‪ ،‬ففي عالم‬

‫الخلق نجد أن الله تعالى إذا أراد شيئا ً فإنما‬
‫ن( فيكون‪ ،‬ولذلك فقد أودع الله‬ ‫يقول له )ك ُ ْ‬
‫في كلمه قوة تأثير كبيرة تؤثر في كل‬
‫شيء ومنها المراض فتشفيها بإذن الله‬
‫‪170‬‬
‫تبارك وتعالى‪.‬‬
‫وفي ظل التطور الصناعي والتكنولوجي‬

‫وبسبب ضغوط هذه الشياء وبسبب السفر‬
‫ومتابعة الخبار والصوات الضارة بالذن‬
‫مثل الغاني ‪ ...‬كل ذلك يؤثر سلبيا ً على‬
‫عمل الخليا‪ ،‬ولذلك فإن تلوة القرآن تزيل‬
‫هذه التراكمات وتعيد بناء النظام البرمجي‬
‫للخلية‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ :‬إن اليات القرآنية تعتبر‬

‫بمثابة "فرمتة" للدماغ وإعادة تخزين‬
‫البرامج الصحيحة! أي العودة إلى الفطرة‬
‫التي فطر الله الناس عليها‪.‬‬
‫يقوم بعض المعالجين بالصوت في دول‬

‫الغرب باستخدام أصوات الموسيقى أو‬
‫الصوات الطبيعية مثل خرير المياه أم‬
‫حفيف الشجار أو أصوات الغابة وغير ذلك‪،‬‬
‫والسبب في استخدامهم لهذه الصوات هو‬
‫أنه ليس لديهم مرجع أو شيء مقدس‬
‫يعتمدون عليه‪ ،‬لنهم يعودون دائما ً إلى‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫ولكن الحقيقة التي يقرها جميع المعالجين‬

‫بالصوت هي أن صوت النسان هو الصوت‬
‫الكثر قدرة على التأثير والشفاء!! ولكنهم‬
‫يجهلون الكلمات التي ينبغي ترديدها حتى‬
‫يحصل الشفاء‪ ،‬لنهم كما قلنا يؤمنون‬
‫بالطبيعة فقط‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫وعلى الرغم من استخدامهم لهذه الصوات‬

‫فإنهم يحصلون على نتائج كبيرة‪ ،‬فكيف لو‬
‫لجأنا إلى صوت القرآن الذي جعله الله‬
‫ب هذا القرآن؟‬
‫شفاء ورحمة لكل من أح ّ‬
‫لذلك ينبغي علينا أن نتنّبه إلى أهمية هذا‬
‫العلم –علم العلج بالقرآن‪ -‬وأن نبدأ بوضع‬
‫خطة لتوثيق هذا العلم وتبني إجراء تجارب‬
‫علمية وفق مقاييس البحث العلمي‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا البحث خطوة مهمة على هذا‬
‫الطريق‪ ،‬والذي نرجو أن يكون من ثمراته‬
‫نتائج عملية تعود بالخير على المسلمين‪،‬‬
‫فما أحوجنا في عصر كهذا إلى التمسك‬
‫بكتاب الله تعالى ليكون لنا نورا ً وهدى‬
‫وشفاء وقوة‪.‬‬
‫كلمة أخيرة‬
‫إخوتي وأخــواتي‪ :‬أســاليب الشــفاء ل حصــر‬

‫لها‪ ،‬وكلهــا وســائل هّيأهــا اللــه لنــا‪ ،‬ولــذلك‬
‫أنصح كل أخ وأخت بقراءة هذه المقالة قبل‬
‫أن يصــيبه المــرض لننــا بحاجــة إلــى ثقافــة‬
‫الشــــفاء‪ ،‬لنكــــون مســــتعدين لمواجهــــة‬
‫‪172‬‬
‫المراض‪ ،‬وتذكر بأن الثقة بالله تعــالى هــي‬

‫نصف الشفاء إن لم نقل الشفاء كله!!‬
‫كمــا أنصــح كــل مــن يعــاني مــن مــرض أن‬
‫يحاول قراءة أكــبر عــدد مــن ســور القــرآن‪،‬‬
‫لننا ل ندري أين الشفاء‪ ،‬فقد يكــون شــفاء‬
‫مــرض مــا بقــراءة ســورة الرحمــن مثل ً ول‬
‫ندري ذلك‪ ،‬وهكذا كلما قرأنا كمية أكــبر مــن‬
‫السور كلما زاد احتمال الشفاء‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫أقول يا أحبتي‪ :‬إن الشفاء موجود بين يديك‬

‫وبصوتك أنت‪ ،‬وما عليك إل أن تبدأ بمشروع‬
‫الستماع إلى القرآن وتدبره وحفظه‬
‫وتلوته وذلك كل يوم لمدة ساعة أو أكثر‪.‬‬
‫ول تنتظر حتى تمرض بل سارع إلى الشفاء‬

‫بالقرآن منذ هذه اللحظة كوقاية لك من‬
‫المراض النفسية والجسدية‪ ،‬وسوف تشعر‬
‫بسعادة ل يمكن وصفها‪ ،‬لنك عندما تكون‬
‫في كل لحظة مع القرآن فهذا يعني أنك‬
‫ستكون في كل لحظة مع الله تعالى!‬
‫دعــــاء‬
‫نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن شفاء لما‬

‫في صدورنا ونورا ً لنا في الدنيا والخرة‬
‫ن علينا‬
‫ولنفرح برحمة الله وفضله أن م ّ‬
‫بكتاب كله شفاء ورحمة وخاطبنا فقال‪:‬‬
‫‪173‬‬
‫عظَ ٌ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫و ِ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫جاءَت ْك ُ ْ‬‫قد ْ َ‬‫س َ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫)َيا أي ّ َ‬
‫ة‬
‫م ٌ‬‫ح َ‬‫وَر ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬‫و ُ‬ ‫ر َ‬ ‫دو ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫فاءٌ ل ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫فب ِذَل ِكَ‬ ‫ه َ‬ ‫مت ِ ِ‬
‫ح َ‬ ‫وب َِر ْ‬‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬‫ل بِ َ‬‫ق ْ‬‫ن* ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن(‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬‫ج َ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬‫حوا ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫فل ْي َ ْ‬‫َ‬
‫]يونس‪.[58-57 :‬‬
‫كما نسأله أن يجعل في هذا البحث الخير‬

‫والنفع والقناع لكل من يطلع عليه‪ ،‬وأن‬
‫يجعل هذا العمل خالصا ً لوجهه الكريم ل‬
‫نبتغي به شيئا ً من هذه الدنيا إل رضوانه‬
‫تبارك وتعالى‪ ،‬إنه سميع قريب مجيب‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‬
‫بعض المراجع الجنبية‬

‫‪[1] Paul Glees, The Human Brain , Cambridge University‬‬
‫‪Press, 1988.‬‬
‫‪[2] David J. Aidley, The Physiology of Excitable Cells ,‬‬

‫‪Cambridge University Press, 1988.‬‬
‫‪[3] Les Fehmi, Jim Robbins, Mastering Our Brain's‬‬

‫‪Electrical Rhythm, Cerebrum, 3(3) 2001.‬‬
‫‪[4] Mike Adams, Vibrational Medicine, NewsTarget‬‬

‫‪Network, July 14, 2004.‬‬
‫‪174‬‬
www.KAHEEL7.com ‫موقع عبد الدائم الكحيل ـــــــــــــــــــ‬
[5] Tomatis Alfred, The Conscious Ear, Station Hill Press,

New York, 1991.
[6] Jenny Hans, Cymatics, Basilius Presse AG, Basel, 1974.
[7] Maman Fabien, The Role of Music in the Twenty-First

Century, Tama-Do Press, California, 1997.
[8] Emoto Masaru. The Message from Water, HADO

Kyoikusha. Tokyo, 1999.
[9] Keys Laurel Elizabeth, Toning the Creative Power of the

Voice, DeVorss and Co. California, 1973.
[10] Power of Sound, www.bbc.co.uk, 20 November 2003.
[11] Davis Dorinnem Sound Bodies through Sound Therapy,

Kalco Publishing 2004.
[12] International Sound Healing Conference, November 10

-14, 2006.
[13] Musicians have more grey matter, www.bbc.co.uk, 17

June, 2002.
[14] DNA Code Breaker Tested Theory On Jane Austen

Text, www.medicalnewstoday.com, 27 Nov 2006
[15] Common Cancer Treatments Toxic to Healthy Brain

Cells, University of Rochester, November 30, 2006.
[16] Kara Gavin, University of Michigan researchers

publish new findings on the brain's response to costly
mistakes, University of Michigan, April 12, 2006.
[17] Brain Scans as Lie Detectors: Ready for Court Use?,
175
Malcolm Ritter, www.livescience.com, 29 January 2006.
[18] Simon Heather, The Healing Power of Sound,

www.positivehealth.com.
[19] Carnegie Mellon, Scientists Show How Brain Processes

Sound, Carnegie Mellon University, February 23, 2006.
[20] New Research Sheds Light On Memory By Erasing It,

ScienceDaily.com, May 10, 2007.
[21] Fetal skin cells heal burns, Nature, 2004.
[22] Specifically activated memory T cell subsets from cancer

patients recognize and reject xenotransplanted autologous
tumors, American Society for Clinical Investigation, 2004.
[23] Listen to your DNA, , www.bbc.co.uk, November 26, 1998.
[24] Mind-reading brain implant could give paralysed man a

voice, www.dailymail.co.uk, 15th November 2007.
[25] Rollin McCraty, The Scientific Role of the Heart in Learning
and Performance, Institute of HeartMath, 2003.
[26] Paul Pearsall, Gary E. Schwartz, Linda G. Russek, Organ
Transplants and Cellular Memories, Nexus Magazine, April -
May 2005.
[27]
http://www.sciencedaily.com/releases/2007/01/070103201245.htm
[28] http://www.columbia.edu/cu/news/
[29]
http://www.cnn.com/2007/HEALTH/04/04/neurotheology/
[30] http://www.medicalnewstoday.com/articles/101812.php
[31] http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,1813459,00.html
176
[32] Music 'can aid stroke recovery', BBC.co.uk, 20 February

2008.
[32] What is the function of the various brainwaves?,
www.sciam.com, December 22, 1997.
[33] Brain Scans Reveal Why Meditation Works,
www.livescience.com, 29 June 2007.
[34] Meditation found to increase brain size, www.physorg.com,
January 27, 2006.
[35] Areas of the brain activated during meditation, Washington

Post, June 17, 2001.
[36] Can Brain Scans See Depression?, The New York Times
Company, October 18, 2005.
[37] Carrington, Dr. Hereward, Fasting For Health And Long

Life.
[38] Salloum, T. Fasting - Patient Guidelines Textbook of Natural
Medicine, Bastyr University, Seattle WA. 1987.
[39] The Sapporo Medical Journal, 1986; 55(2): 125-136
[40] Harnessing honey's healing power, www.bbc.co.uk, 8 June

2004.
[41] Doctors turning sweet on healing with honey, www.cnn.com,

March 8, 2000.
[42] Healing Honey: The Sweet Evidence Revealed,

www.sciencedaily.com, Apr. 7, 2006.
[43] The Evidence Supporting the Use of Honey as a Wound

Dressing, The International Journal of Lower Extremity Wounds.
177
‫الســـيرة الذاتيـــة‬
‫للمؤلف‬
‫المهنـــــدس عبـــــد‬
‫الــدائم الكحيــل هــو‬
‫بـــــاحث إســـــلمي‬
‫متخصـــــص فـــــي‬
‫الدراسات القرآنية‪،‬‬
‫وهـــــو مكتشـــــف‬
‫المنظومة السباعية في القرآن الكريــم‪ .‬وهــو مــن‬
‫مواليــد مدينــة حمــص بســورية عــام ‪ 1966‬مــتزوج‬
‫ولديه ولدان فراس وعلء‪.‬‬
‫المؤهل العلمي‪:‬‬
‫‪178‬‬
‫بكالوريوس في الهندسة الميكانيكيــة ‪ -‬دبلــوم فــي‬

‫هندســة ميكانيــك الســوائل ‪ -‬دبلــوم فــي التأهيــل‬
‫التربوي من جامعة دمشق‪.‬‬
‫اللغات‪:‬‬
‫يجيد اللغة العربية واللغة النكليزية‪.‬‬
‫النشاط الفكري‪:‬‬
‫‪ -‬يحفظ القرآن الكريم‪ ،‬ولديه طريقة إبداعيــة فــي‬
‫تحفيــظ القــرآن‪ ،‬كــذلك لــديه عــدد مــن الدراســات‬
‫الخاصـــة فـــي علـــم النفـــس‪ ،‬والطـــب النبـــوي‪،‬‬
‫والتفسير والبلغة‪.‬‬
‫‪ -‬شــارك فــي العديــد مــن النــدوات والمــؤتمرات‬
‫العالميــة‪ ،‬منهــا المــؤتمر العــالمي الثــامن للعجــاز‬
‫العلمي في الكويت عام ‪.2006‬‬
‫‪ -‬شارك في الندوة الدولية للعجــاز العــددي بــدبي‬
‫فــي مــارس ‪ ،2007‬والــتي أقامتهــا جــائزة دبــي‬
‫الدولية للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -‬شارك في الندوة الوطنية الثانية للعجاز العلمي‬
‫بالمغرب في أبريل ‪. 2007‬‬
‫‪ -‬شارك في سلسلة ندوات نظمتها الهيئة المغربية‬
‫للعجاز العلمي بمدن المغرب في أكتوبر ‪.2007‬‬
‫‪ -‬صدر له كتاب إشراقات الرقم سبعة فــي القــرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وتتجلــى أهميــة هــذا الكتــاب باعتبــاره أول‬
‫كتــاب فــي العجــاز العــددي تصــدره هيئة علميــة‬
‫محكمة هي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم‪ ،‬بعــد‬
‫عــرض الكتــاب علــى لجــان متعــددة متخصصــة فــي‬
‫وّزعــت‬‫علــوم اللغــة والشــريعة والرياضــيات‪ ،‬وقــد ُ‬
‫‪ 5000‬نســخة مــن هــذا الكتــاب علــى العلمــاء فــي‬
‫العــالمين العربــي والســلمي وتلقــت جــائزة دبـي‬
‫الدوليــة للقـرآن الكريــم عــددا ً كـبيرا ً مــن بطاقــات‬
‫الثناء والترحيب بهذا الكشف القرآني الجديد‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫‪ -‬لديه عدد كبير من البحاث والكتشــافات العلميــة‬

‫في مجالي القرآن والسنة‪.‬‬
‫‪ -‬لديه عدد كبير من الحوارات الصحفية والمقــالت‬
‫والبحاث العلمية منشورة على العديد من الصــحف‬
‫والمجلت العربية‪.‬‬
‫‪ -‬عدد من أبحاثه في العجاز العلمي منشــور علــى‬
‫مجلة العجاز التي تصدرها الهيئة العالمية للعجــاز‬
‫العلمي التابعة لرابطة العالم السلمي‪.‬‬
‫الهداف‪:‬‬
‫يهدف الباحث عبد الدائم الكحيل من خلل دراساته‬
‫العلمية إلى الدعوة إلى الله تعالى بأسلوب الحوار‬
‫العلمـــي بعيـــدا ً عـــن التعصـــب‪ ،‬وبلغـــة العلـــم‬
‫والكتشافات العلميــة‪ .‬ويهــدف كــذلك إلــى تقــديم‬
‫الـــبراهين الماديـــة العلميـــة علـــى أن القـــرآن ل‬
‫يتنــاقض مــع الحقــائق العلميــة اليقينيــة‪ ،‬وإظهــار‬
‫الصورة الصحيحة للسلم‪.‬‬
‫العمال المنشورة‪:‬‬
‫لــديه العديــد مــن الكتــب فــي مجــال الدراســات‬
‫القرآنية منها‪:‬‬
‫‪ -1‬روائع العجاز العلمي في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬الله يتجلى في آياته‪.‬‬
‫‪ -3‬أسرار الكون بين العلم والقرآن‪.‬‬
‫‪ -4‬معجزة السبع المثاني‪.‬‬
‫‪ -5‬أسرار )الم( في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -6‬حقائق تكشف أسرار القصة القرآنية‪.‬‬
‫‪ -7‬معجزة القرن الحادي والعشرين‪.‬‬
‫‪ -8‬معجزة )قل هو الله أحد(‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫‪ -9‬معجزة القرآن في عصر المعلوماتية‪.‬‬

‫‪ -10‬معجزة )بسم الله الرحمن الرحيم(‪.‬‬
‫‪ -12‬البرق‪ :‬بين العلم واليمان‪.‬‬
‫‪ -13‬آفاق العجاز الرقمي في القرآن‪.‬‬
‫‪ -14‬سلسلة العجاز العلمي في القرآن والسّنة‪.‬‬
‫‪ -15‬سلســلة "معجــزة الرقــم ســبعة فــي القــرآن‬
‫الكريم"‪.‬‬
‫‪ -16‬أسرار إعجاز القرآن‪ 70 :‬حقيقــة تشــهد علــى‬
‫صدق القرآن‪.‬‬
‫‪ -17‬إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫صصي في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -18‬العجاز ال َ‬
‫ق َ‬
‫‪ -19‬طريقة إبداعية في حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -20‬من روائع العجاز الرقمي في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫للمراسلة والتواصل مع المؤلف‪:‬‬
‫المهندس عبد الدائم الكحيل – سورية ‪ -‬حمص‬
‫رقم الجوال‪00963955652879 :‬‬
‫البريد اللكتروني‪abduldaem@gmail.com :‬‬
‫لمزيد من البحاث والمقالت والكتب المجانية في‬

‫مختلف وجوه العجاز في القرآن والسنة نرجو‬
‫زيارة الموقع اللكتروني للمؤلف‪:‬‬
‫‪www.kaheel7.com‬‬
‫‪181‬‬
‫نرجو المساهمة في إرسال هذا الكتاب‬

‫لصدقائكم وأحبتكم في الله‬
‫‪182‬‬

Quran Healing Book دراسة علمية حول العلاج بالقرآن

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

Quran Healing Book دراسة علمية حول العلاج بالقرآن

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫‪www.KAHEEL7.

com‬‬ ‫موقع عبد الدائم الكحيل ـــــــــــــــــــ‬

‫بقلم عبد الدائم الكحيل‬

‫نرجو المساهمة في إرسال هذا الكتاب‬

‫قبل أن نبدأ ل بد أن ندرك هذه النقاط‪:‬‬

‫* إن العلج بالقرآن ل يعني أبدا ً أن نتخلى عن‬

‫* إن هذا الكتاب يزودك بمعلومات جديدة‬

‫* لقد أثبتت المشاهدات أن القرآن هو خير‬

‫* العلج بالقرآن هو علج مجاني لن يكّلفك‬

‫* العلج بالقرآن ليس مجرد علج أو شفاء من‬

‫كلمة لبد منها‬

‫ت أقرأ القرآن وأستمع‬

‫ت أواجه موقفا ً صعبًا‪ ،‬كان القرآن‬

‫وحتى العادات السيئة وضعف الشخصية‬

‫يهدف هذا البحث إلى وضع الساس العلمي‬

‫ولذلك فإن هذه الخليا لــدى تعرضــها لمثــل‬

‫ويؤكــد بعــض البــاحثين أن أفضــل وأســهل‬

‫السليمة‪ .‬ومن هنا يحاول العلماء البحث عن‬

‫ولكــن علمــاء الغــرب يعتمــدون علــى العلج‬

‫ولـــذلك فـــإن العلج بـــالقرآن هـــو أفضـــل‬

‫ولذلك فإننــا نــرى كــثيرا ً مــن الحــالت الــتي‬

‫ومن أهم نتائج هذا البحث إقناع المعارضين‬

‫فاءٌ‬ ‫ش َ‬ ‫و ِ‬ ‫من ا ل ْ ُ َ‬ ‫ون ُن َّز ُ‬

‫الحمد للــه الــذي جعــل كتــابه شــفاء ورحمــة‬

‫فمنـــذ آلف الســـنين بحـــث النســـان عـــن‬

‫وعلــى مــدى أربعــة عشــر قرن ـا ً كــان العلج‬

‫وبعد التطور الكــبير لســاليب العلج الطبيــة‬

‫حقق الطبــاء نجاحــات مبهــرة فــي مختلــف‬

‫ولذلك فقــد تــأثر أطباؤنــا المســلمون بهــذه‬

‫وما هــي العمليــات الــتي تحــدث فــي داخلــه‬

‫وسوف نــرى بــأن القــرآن الكريــم لــه تــأثير‬

‫إعادة التوازن لنظام عمل الخليــا‪ ،‬وبخاصــة‬

‫ويمكــن القــول إن هــذا البحــث هــو بمثابــة‬

‫فالــدماغ والقلــب عضــوان ســخرهما اللــه‬

‫وربما نتذكر حديث النبي العظم صلى اللــه‬

‫وإن الستماع إلى القرآن يؤدي إلى تنشيط‬

‫مم اللههه هههذا‬

‫ولنبدأ بهذا السؤال‪ :‬لماذا ل يقتنع بعض‬

‫إن عدم اقتناع بعض الناس بالعلج بــالقرآن‬

‫إنــه عبــارة عــن آيــات ُتتلــى علــى المريــض‬

‫فــي البدايــة عنــدما نتأمــل هــذا الكــون مــن‬

‫إن وحدة البناء الساسية للكون هــي الــذرة‪،‬‬

‫تتألف الذرة من جسيمات متوضعة في النواة تهتز بشههكل دائم‪ ،‬وتههدور‬

‫إن السّر الذي يجعل دماغنا يفكر هــو وجــود‬

‫إذن العلج المثــل هــو إعــادة التــوازن لهــذا‬

‫والمواج الصوتية وغير ذلك‪.‬‬

‫طبعا ً نعلم أن الصوت عبارة عــن موجــات أو‬

‫وتنتشر هذه المواج في الهواء ثــم تتل ّ‬

‫الصوت هو عبارة عن موجات تنتشر فهي الههواء‪ ،‬وهههذه الموجههات هههي‬

‫وهكـــذا يقـــوم الـــدماغ بتحليـــل الشـــارات‬

‫في أواخر القرن العشرين أن كل خلية مــن‬

‫ويقول أحد الباحثين في الجامعة المذكورة‬

‫ولذلك يمكن القول إن خليا كل جزء من‬

‫وهكذا فإن أي مرض يصيب أحد أعضاء‬

‫ولذلك فإن الجسم عندما يتعرض لصوت‬

‫وبكلمة أخرى يعود هذا الجزء إلى حالته‬

‫قصة العلج بالصوت‬

‫أجرى الطبيب الفرنسي ‪Alfred Tomatis‬‬

‫وخلل تجاربه وجد أن العصاب السمعية‬

‫إن الذن من أعقد أجهزة الجسم‪ ،‬ويؤكد الباحثون أن حاسة السمع‬

‫وفي عام ‪ 1960‬وجد العالم السويسري‬

‫وفي عام ‪ 1974‬قام الباحث ‪Fabien Maman‬‬

‫وبعد عدة سنوات اكتشف ‪ Fabien‬مع باحث‬

‫وجد العلماء أن أي جرثومة أو فيروس يتأثر بالترددات الصوتية‪ ،‬ولذلك‬