You are on page 1of 7

‫السنة الدراسية‪2008/2009 :‬‬ ‫معهد ابن رشد حي الرياض سوسة‬

‫المستوى ‪ :‬رابعة شعب علمية‬ ‫الستاذ‪ :‬وحيد الغماري‬

‫"النية والغيرية"‬

‫المشكل‪ :‬تحديد" النساني" في النسان؛ أي تحديد ما يكون به النسييان إنسييانا‪ ،‬و مييا يميييز‬
‫النسان بإطلق عن الوجود الحيواني‪.‬‬
‫مييييا يجعييييل ميييين تحديييييد" النسيييياني"مشييييكل إمكييييان مقيييياربته ميييين خلل حييييدين‬
‫متقابلين‪":‬النية"و"الغيرية" ‪.‬‬
‫النية‪ :‬ما يتحدد به وجود الشيء فيكيون حقيقتيه و قيوامه‪:‬انيية النسيان هيي ميا يكيون بيه‬
‫النسان إنسانا سواء بالنظر إليه كفكرة أو كواقع متعين أي ما يثبت وجوده كانسييان متمييايز‬
‫بإطلق عن الوجود الحيواني‪.‬‬
‫النية بهذا المعنى ترتبط بما جوهري في النسان أي بمييا هييو ثييابت ل يلحقييه تغييير‪ ،‬وقييائم‬
‫بذاته بحيث ل يحتاج في تحديد حقيقته أو لثبات وجوده إلى غيره‪.‬‬
‫الغيرية‪:‬ما يتعلق بوجود النسان كالجسد مثل ‪،‬إذ ل يمكن إنكار الوجود الجسدي للنسييان‪،‬‬
‫غير أن هذا الوجود يضل عرضي وهامشي‪،‬بمعنى أن وجوده مثل عدمه ل يؤثر في تحديد‬
‫النية‪.‬‬
‫التحديد الميتافيزيقي للنية‪:‬‬
‫*ننننن ن نن ن ن ن نن نن نننن ن نننننن ن‪:‬نن ن‬
‫نننن‬

‫تمثييل" النفييس العاقليية " حقيقيية النسييان أي مضييمون "النسيياني" فييي النسييان باعتبارهييا‬
‫الوجود المطلق أي الوجود الوحيد الييذي ل يمكيين تصييور عييدمه إذ أن عييدمه يعنييي انعييدام‬
‫وجود النسان ذاته؛ فالعقل هو جوهر النسان‪.‬إثبات وتحديد النساني في النسان يتعلق إذا‬
‫بالمستوى النطولوجي أي إثبات وجود العقل بما هيو وجيود مطليق يسيتمد علتيه مين مبيدأ‬
‫مفارق في إطار تصور للوجود يقوم على أسيياس تراتييبي يمثييل" العقييل الكلييي" فيييه المبييدأ‬
‫الول للوجود‪.‬‬
‫إن إدراك حقيقة النفس واثبات وجودها يتعلق بتجربية ذاتيية ‪،‬ترتبيط بالتيذكر ؛تيذكر اليذات‬
‫لحقيقتها ‪،‬وهو ما يتحقق من خلل إدراك عقلي محض ل تحتاج فيه النفس إلى أييية وسييائط‬
‫لتدرك حقيقتها وتثبت وجودها‪.‬‬
‫في مقابل جوهرية النفس العاقلة بما هي المحددة للنساني في النسان يضل الجسييد مجييرد‬
‫عرض أي‪ ،‬صفة وان تعلقت بالنسان فان وجودهييا غييير ضييروري‪ ،‬إذ إن تصييور انعييدام‬
‫وجود الجسد ل ينفي يقينية وجود العقل بما هو خاصييية النسييان الجوهرييية‪).‬مثييال الرجييل‬
‫الطائر(‪.‬‬
‫الجسد ‪،‬إذن‪،‬هو من ضمن الخارجات ؛أي ما ينتمي إلى مجال الغيرية ‪،‬فهو ما هو عرضييي‬
‫مقابل النفس التي وجودها وجودا كليا‪/‬كونيا معرفيا وانطولوجيا‪.‬‬

‫*النية بما هي وعي متعال‪:‬ديكارت‬


‫يرتبط تحديد النية في سياق الفلسفة الحديثة مع ديكارت بمفهوم" الذاتييية" أي إن النسيياني‬
‫ل يتحدد بالعقل بما هو جوهر مفارق يجد يقينه في حقيقة مطلقة و مفارقة وإنما في النسان‬
‫ذاته ل كفكرة مجردة أو مفهوم تصوري وإنما في النسان كذات فردية تتميييز بهييذه القييدرة‬
‫التي يتوفر عليها دون سائر الموجودات المتمثلة في إمكان تحقيق "الوعي بالذات"‪.‬‬
‫يتحقق هذا "الوعي بالذات" من خلل عودة الذات على ذاتها؛تستلزم هذه العييودة اضييطلع‬
‫الذات‪ ،‬بشكل شخصي وفردي‪ ،‬بمطلب تحقق الوعي وهو ما يستلزم خوض تجربيية الشييك؛‬
‫إن ما يميز هذا الوعي انه قرار تتخييذه الييذات بيذاتها لتحديييد ماهيتهيا بمعنييى إن اليوعي أي‬
‫معرفة الذات لذاتها وقدرتها على إثبات وجودها والتحكم فيه ليس معطييى خييارجي يضيياف‬
‫على الذات من خارجها أو أنه يجد سنده ومبرره خارج الذات وإنما في عييودة الييذات ذاتهييا‬
‫على ذاتها وهو ما يتجلى في خوض تجربة الشك ‪ :‬أي إن وعي الذات بذاتها مشييروط بهييذا‬
‫القرار الذي يجب أن تتخذه الذات لتأخذ على عاتقهييا معرفيية واكتشيياف حقيقتهييا علييى نحييو‬
‫يقيني وهو ما يستوجب مراجعة وفحص ما تحمله الذات من أفكار حول ذاتهييا للتحقييق ميين‬
‫إن خوض تجربة الشييك‬ ‫قيمتها‪.‬‬
‫وان انتهى بديكارت في مرحلة أولى إلى وضييعية يييأس وريبييية و تعليييق للحكييم؛ فييانه ميين‬
‫خضم حالة الريبية هذه أي فقدان كل يقين انبجست له حقيقيية سيياطعة‪:‬حييدس أول انييه يفكيير‬
‫وبالتالي فهو موجود‪".‬أنا أفكر أنا موجود"‪،‬إذ أن التفكير هو الحقيقة الساطعة التي ل يمكيين‬
‫للشيييييييييييييييييييييييييييييييييك إل أن يزييييييييييييييييييييييييييييييييييدها إثباتيييييييييييييييييييييييييييييييييا‪.‬‬
‫التفكير هو حد النساني في النسان بما إن التفكييير هييو الحقيقيية الوحيييدة الييتي تصييمد أمييام‬
‫تجربيية الشييك فحقيقيية النسييان وميياهيته‪ ":‬النييا أفكيير" يمثييل جييوهر النسييان‪ .‬يتنييزل‬
‫الكوجيتو منزلة اليقين‪،‬يقينا مؤسسا من حيث هو الحقيقة الولى التي ستسمح لحقييا بإثبييات‬
‫بقية الحقائق‪.‬بذلك فان الكوجيتو يثبت نفسه بنفسه ؛من خلل عودة الذات على ذاتها وتأملها‬
‫فيما تحمله من معارف‪،‬وهي في ذلك ل تحتاج لي واسطة لتييدرك وتثبييت وجودهييا‪،‬بييل إن‬
‫إثبات وجود الذات يقتضي بداية كما سبق وأن أشرنا إلى ضرورة إستفراغ الييذات ميين كييل‬
‫ما هو خارج الذات ‪.‬يتعين النساني إذن بما هو أنانة تعي ذاتها بييذاتها فييي اسييتقلل وتعييال‬
‫عن كل "الخارجات"‪.‬مقتضى النية هو هذا الوعي ؛وعي الذات بذاتها كذات مفكرة؛إذ منذ‬
‫اللحظة التي تشرع فيها الذات بالتفكير تعي مباشرة بوجودها‪ .‬لذلك ف"إني أن انقطعييت‬
‫عن التفكير تماما انقطعت عن الوجود تماما"‪.‬وبالتالي فان النا أفكر مكتفيييا بنفسييه‪،‬بييل انييه‬
‫ليس فقط غير محتاج فيي إثبيات وجيوده إليى اسيتبعاد الجسيد والعيالم والخير بيل إن هيذا‬
‫الستبعاد هو شرط إمكان إثبات هذا الوجود الذي للذات إثباتا يقينيا‪.‬‬
‫إذا كانت تجربة الشك تنتهي إلى إثبات وجود النا فييان هييذه التجربيية ل تقييول لنييا مييا هييي‬
‫حقيقة هذا "النا"‪.‬يميز ديكيارت داخيل النيا بيين النفيس بميا هيي نفيس مفكيرة أو "جيوهر‬
‫مفكر"و "الجسد"بميا هيو عيرض ل يمكين إن يمثيل حقيقية النسيان لنيه ل يتصيف بيذاته‬
‫بخاصيات البداهة واليقين فهيو مجيرد موضيوع للمعرفية يتحيدد" كجيوهر ممتيد"‪.‬فتصيور‬
‫ديكارت للنسان يقوم إذن على أساس ثنائييية هييي" ثنائييية النفييس والجسييد‪".‬فييي إطييار هييذه‬
‫الثنائية تتعالى النفييس علييى الجسيد فييالنفس هييي جيوهر النسيان فيميا يكيون الجسييد مجييرد‬
‫عرض هامشي‪.‬بذلك يكون مجال الجسد هو مجال الغيرية‪.‬‬
‫المكتسبات‪:‬‬
‫‪ -‬تتحيييدد النيييية عنيييد ديكيييارت فيييي وعيييي اليييذات بيييذاتها‪،‬أي معرفييية حقيقتهيييا واثبيييات‬
‫وجودها‪.‬خاصية الوعي هي التي تشييكل النسيياني فييي النسييان وتميييزه بشييكل مطلييق عيين‬
‫الحيوان‪.‬‬
‫‪ -‬هذا الوعي ل يتحقييق إل ميين خلل فاعلييية الييذات وجهييدها الشخصييي مين خلل خييوض‬
‫تجربة الشك أي فحص ومراجعة كل ما تحمله الذات ميين معييارف وعييدم قبييول أي معطييى‬
‫باعتباره يقيني ما لم يتصف بالبداهة‪:‬يتعلق المر إذن بييالتحرر ميين الميوروث الثقييافي كمييا‬
‫من النطباعات العفوية حول حقيقة الذات‪.‬‬
‫‪ -‬اليقين الوحيد الذي تمتلكه الذات هو يقينها في وجودها كذات مفكرة‪:‬التفكير هييو مييا يثبييت‬
‫وجود الذات‪:‬أنا أفكر أنا موجود‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة الذات تكمن في التفكير فالنسان هو "جوهر مفكر"‪.‬‬
‫‪ -‬الجسد وان كان في ذاته جوهر "جوهر ممتد" فهو بالنسبة للنفس مجرد عرض‪.‬‬
‫‪ -‬ثنائية النفس والجسد عند ديكارت تقوم على أساس أفضلية وتعالي النفس على الجسد‪.‬‬
‫‪ -‬مسلمات موقف ديكارت‪ :‬ما يجعل من تحقق الوعي ممكنا هو توفر النسان على "العقل"‬
‫ف"العقل أعدل قسمة توزعا بين البشر"‪:‬حسن استعمال العقل هو الكفيل بجعلنا نبلغ اليقين‪.‬‬
‫‪ -‬الضمنيات‪ :‬الوجود النساني يختلف جذريا وبشكل مطلق على الوجييود الحيييواني بمييا أن‬
‫النسان هو الكائن الذي ينفرد بميزة العقل‪.‬‬
‫‪ -‬الستتباعات‪ :‬النييا الييديكارتي مكتييف بييذاته ل يحتيياج لغيييره فييي معرفيية حقيقتييه واثبييات‬
‫وجوده وبذلك يرتبط الجسد والغير بمجال الغيرية أي ما هو عرضي وهامشي‪.‬‬
‫‪ -‬المبررات‪ :‬الحواس التي تحيل على الجسد ل تقدم لنا غير معرفة ظنية ل يمكيين الوثييوق‬
‫بها والعتماد عليها لتأسيس اليقين" يجب أن ل نثق في من خدعنا مرة واحدة"‬

‫النية بما هي مشروطة بالغيرية‬

‫النفتاح عليى الغيرييية‪:‬تحدييد النسياني يتجياوز التحدييدات الييتي تربييط النسيان بمقومييات‬
‫جوهرية ثابتة ومطلقة ‪:‬النساني يتحدد في إطار علقات متشابكة تنفي عن النسان الوحدة‬
‫والثبات من جهة والتعالي والنفصال عن العالم من جهة ثانية‪:.‬إدراك النسيياني يسييتوجب‬
‫النفتياح عليى الغيريية‪ ،‬اليذي يسيتبعده التصيور القيائم عليى النيية والقيرار بيان الوجيود‬
‫النسيياني ل يمكيين مقيياربته إل ميين جهيية الكييثرة سييواء تعلييق الميير بالتاريييخ أو الجسييد و‬
‫الغرائز والرغبات أو الخر‪.‬‬
‫*النية بما هي وعي متجسد‪:‬مرلوبنتي‬

‫إن استبعاد الجسد من مجال تحديد النساني و إلحاقه بمجال الغيرية هو موقييف يتقابييل مييع‬
‫تجربتنا المعيشة داخل اليومي التي تثبت لنا كثافية وأهميية حضيور الجسيد وتعليق وجودنيا‬
‫مباشرة به‪.‬في هذا الطار يتنزل نقد مرلوبنتي للييوعي الييديكارتي المتعييالي والمنغلييق علييى‬
‫نفسه ‪.‬إن الوعي ‪،‬الذي به يكون النسييان إنسييانا ل يمكيين أن يتحقييق خييارج إطييار المعيييش‬
‫وتجربتنييا الفعلييية داخييل العييالم ميين خلل مييا ننسييجه ميين علقييات مييع الشييياء كمييا مييع‬
‫الخرين‪،‬إذ أن كل وعي هو وعي بشيييء مييا ‪.‬يسييتوجب إذن تحقييق الييوعي بمييا هييو شييرط‬
‫تحقق النساني في النسان إدراكا للعالم إدراكا تنشئه الذات من خلل ما تعيشه من تجارب‬
‫داخله‪.‬هذا الدراك ل يمكن أن يتحقق إل بتوسط الجسد‪،‬فالجسد هو سبيلنا الوحيد للحضييور‬
‫داخل العالم وإدراك هذا الحضور بما يحقق انبتنا‪.‬يستتبع من هذا التأكيييد علييى قيميية الجسييد‬
‫وأهميته ضرورة التمييز بيين "الجسييد الموضييوع مين جهية و"الجسييد الخيياص" مين جهيية‬
‫ثانية‪.‬يتحدد "الجسد الموضوع" بما هو المقابل للذات بما يجعل منه موضييوعا للستكشيياف‬
‫والمعرفة وهو بالتالي شيء من الشياء ‪.‬في مقابل "الجسد الموضوع"يبرز مفهوم "الجسييد‬
‫الخاص"الذي تتعين من داخله حقيقة الجسد النساني بما هو ما أعيشه ضمن تجربة داخلييية‬
‫فيكون هو أنا‪".‬أنا جسدي"‬
‫المكتسبات‪:‬‬
‫‪ -‬يتحدد النساني في النسان بمييا هييو وعييي بالييذات أي بقييدرة النسييان علييى معرفيية ذاتييه‬
‫واثبات وجوده‬
‫‪ -‬تحقق هذا الوعي يستوجب النفتاح على العالم ‪،‬أي إن النساني فييي النسييان يتشييكل ميين‬
‫خلل المعيش اليومي المتمثل في مجموع العلقات والتجارب التي يخوضها النسان داخل‬
‫اليومي‬
‫‪ -‬هذا النفتاح الذي هو شرط تحقق النساني ل يمكن انجازه ال بتوسط الجسد‪ .‬الجسييد هييو‬
‫الذي يجعل من التواصل مع العالم ممكنا فعليا‪.‬‬
‫‪ -‬المقصود بالجسد ليس" الجسد الموضوع"وإنما" الجسد الخاص"‬
‫‪ -‬يمثل الجسد الخاص من جهة أولى ما به نييدرك العييالم وميين جهيية ثانييية مييا يتمظهيير ميين‬
‫خلله وعينا ‪.‬‬
‫‪ -‬ربط النساني بالنفتاح على العالم يستلزم النفتاح على الغير في إطار علقة بين ذاتية‪.‬‬
‫‪-‬المسلمات‪:‬الوجود النسياني هيو وجيود داخيل العيالم يتحيدد فيي إطيار المعييش و بتوسيط‬
‫الجسد‪.‬‬
‫‪ -‬الضمنيات‪ :‬قصور التصور الديكارتي للنسييان القييائم عليى تعيالي واكتفيياء اليذات بيذاتها‬
‫على قول حقيقة النسان‪.‬‬
‫‪ -‬الستتباعات‪ :‬تحقق النساني يفرض التواصل مع الخر في إطار علقة بييين ذاتييية تقييوم‬
‫على النفتاح على الغير والعتراف اليجابي بغيريته‪.‬‬

‫تاريخية النساني‪:‬ماركس‬
‫يرفض ماركس كل تحديد ماهوي للنسان يفترض أن للنسان حقيقة ثابتة ومطلقة ونهائييية‬
‫فالوجود النساني هو وجود تاريخي‪.‬بذلك فان الوعي ذاته هو وعي تاريخي‪ .‬تفهم تاريخييية‬
‫الوعي عند ماركس على أساس ارتباط الييوعي بييالوجود الحقيقييي والفعلييي للبشيير‪.‬ينضييوي‬
‫الوجود الفعلي للبشر في إطييار وجييودهم الجتميياعي‪ .‬يقييوم هييذا الوجييود الجتميياعي علييى‬
‫أساس الصراع الذي هو صراع طبقي‪.‬هذا الصراع هو حاصييل التنيياقض القييائم داخييل كييل‬
‫مجتمع بين طبقة تحتكر امتلك وسائل النتيياج والييثروة وطبقيية ثانييية معدوميية‪.‬إن وضييعية‬
‫الصراع الناتجة عن التناقض فييي المصييالح القتصييادية هييي القييانون الييذي يحكييم الوجييود‬
‫النسيياني‪.‬إذا كييان هييذا الصييراع هييو قييانون ثييابت فييان أشييكال الصييراع وتمضييهراته‬
‫متغيرة‪.‬تتغير بفعل تطييور وسييائل النتيياج ومييا ينتييج عنهييا مين تغييير فييي علقييات النتيياج‬
‫‪.‬الوعي يرتبط إذن من جهة أولى بهذا الصراع فيكييون وعييي الفييرد مرتبييط بييوعي الطبقيية‬
‫التي ينتمي إليها ومن جهة ثانية فان هييذا اليوعي محكيوم بمسيتوى تطيور علقيات النتياج‬
‫المميزة لعصره‪.‬النية بذلك ل تحدد ول تتحقق كوجود ميتييافيزيقي منفصييل ومتعييالي علييى‬
‫حياة البشر الواقعية وما يخوضونه من صراع اجتماعي ‪.‬فهييذا البعييد التيياريخي الجتميياعي‬
‫هو الذي يميز فعليا الوجود النساني وما يقيم خطا فاصل بييين الوجييود النسيياني والوجييود‬
‫الحيواني‪.‬إن كل وعي يرى نفسه خارج هذه الحقيقة هو وعي زائف ل يقول حقيقة النسان‬
‫المكتسبات‪:‬‬
‫‪ -‬حقيقة النسان تتحدد في إطار الوجود الواقعي ‪،‬أي ضمن الحياة الجتماعية الفعلييية الييتي‬
‫يعيشها البشر ضمن علقة الصراع والتناقض الطبقي‪.‬‬
‫‪ -‬هذا الوجود الواقعي هو وجود تاريخي بمعنى أنه متطور وغير ثابت‪.‬القانون الييذي يحكييم‬
‫هذا التطور هو قانون "المادية التاريخييية" حيييث أن كييل تطييور فييي وسييائل النتيياج يييؤدي‬
‫ضرورة إلى تطور في علقات النتاج‪.‬‬
‫‪ -‬إن الوعي البشري )البنية الفوقية(هو استتباع ضييروري لمسييتوى تطييور وسييائل النتيياج‬
‫وعلقات النتاج)البنية التحتية(‬
‫‪ -‬الوجود النساني هو وجود تاريخي‪ :‬متطور وغير ثابت‪.‬‬
‫المسلمات‪:‬الواقع المادي يمثل الطار الحقيقي للوجود النساني‪.‬‬
‫‪ -‬الضمنيات‪ :‬الوعي هو وعي اجتماعي يتشكل في علقة بالطبقيية الجتماعييية الييتي ينتمييي‬
‫الفرد لها في لحظة تاريخية معينة‪.‬‬
‫‪ -‬الستتباعات‪ :‬كل تفكير أو تحديد للنساني خارج إطار التاريخ والمجتمع هو مجرد وهييم‬
‫وليس معرفة حقيقية‪.‬‬

‫تصدع النية‪ :‬فرويد‬

‫رغييم إقييرار ميرلوبنييتي بمركزييية الجسييد فييي تحديييد "النسيياني" باعتبييار الجسييد قييوام‬
‫الوجود"وما يكون به النسان إنسانا فان مقاربته للنسان لم تتجاوز التقليييد الييذي اسييتحدثه‬
‫ديكارت في اعتبار النية مشروطة بتحقق الوعي والنظر للنسان باعتبيياره كييائن الييوعي‪،‬‬
‫غير إن هذه المقاربة للنساني"تواجه صعوبات شديدة أمييام محاوليية إثباتهييا بشييكل مطلييق؛‬
‫ذلك أن النظر فيي الهفيوات فيي الفعييال مين "زلت لسييان "أو زلت قلييم أو تعقيد ظياهرة‬
‫الحلم ‪...‬تبرز لنا صعوبة تعريف النسان على أساس كونه كائن الوعي أي كائنا يختييص‬
‫بقدرته المطلقة على معرفة ذاته بكل شفافية والتحكم في جميع أفعاله ‪.‬وهو ما يلزمنا بإعادة‬
‫النظر في وجاهة ها التحديد للنساني وربطه بالوعي‪.‬‬

‫يسيييتلزم البحيييث فيييي النسييياني علمييييا‪،‬حسيييب فروييييد‪،‬بدايييية اسيييتبدال مفهيييوم "النفيييس‬


‫"الميتافيزيقي ‪،‬بمفهوم الجهاز النفسي باعتباره آلية إجرائييية تمكيين ميين معرفيية موضييوعية‬
‫بحقيقة الحياة النفسية ‪.‬يبرز لنا تحليل مكونات الجهاز النفسييي انييه يقييوم علييى الكييثرة‪،‬كييثرة‬
‫داخلية‪،‬وليس الوحدة‪.‬يتكون الجهاز النفسي من ثلثة منظومات‪:‬‬
‫*الهو‪:‬يحييل عليى ميا هيو غرييزي وأصيلي فيي النسيان و تضياف إلييه لحقيا اليذكريات‬
‫المنسيية‪ .‬يتعليق مبييدأ وجيود الهيو بتحقيييق الليذة وإشييباعها دون اعتبييار لمقتضييات الواقييع‬
‫الجتماعي‪.‬‬
‫*النا العلى‪:‬وهو الجزء المكتسب في النسان وهو يمثل مجموع المقتضيييات الجتماعييية‬
‫التي تم استبطانها داخل الفرد من خلل التنشييئة الجتماعييية‪.‬تمثييل مهميية النييا العلييى فييي‬
‫المراقبة والمعاقبة لكل ما يصدر عن النا‪.‬ما يوجه النا العلى هو مبدأ الواقع أي النسجام‬
‫مع مقتضيات الوجود الجتماعي‪.‬‬
‫* النا‪:‬يمثل الجزء المتطور من الهو وهو بذلك امتداد له تتمثل وظيفته في محاولة التوفيق‬
‫بين متطلبات الهو ومقتضيات النا العلى ولتحقيق ذلك يعمد النا إلى اللتجيياء إلييى جمليية‬
‫من الحيل الدفاعية التي يسعى من خللها إلى تحقيق توازنه النفسي أهمها التمويه والخفياء‬
‫والكبت‪.‬‬
‫تقوم الحياة النفسية ‪،‬إذن‪ ،‬على أساس الصراع بين الهو ميين جهيية والنييا العلييى ميين جهيية‬
‫ثانية وهي وضعية تجعل من وضعية النا وضعية بائسة نظييرا لنييه يكييون ميين المسييتحيل‬
‫بالنسيييييبة للنيييييا أن يوفيييييق بيييييين المطيييييالب المتناقضييييية بيييييين الهيييييو والنيييييا‬
‫اللوعي‪ :‬يمثل اللوعي مجموع الرغبات التي قام النا بكبتها ودفعها لعمق الحييياة النفسييية‬
‫تحييت تييأثير النييا العلييى ميين جهيية ومييا ترسييب ميين ذكريييات الطفوليية السيييئة ميين جهيية‬
‫ثانية‪.‬تكمن خطورة اللوعي فيي كيونه يضيل فياعل فيي حياتنيا النفسييية دون أن تكيون لنيا‬
‫القدرة على إدراك حقيقة حضور هذه الدوافع اللواعييية وهييو مييا يكييون سييببا فييي حييدوث‬
‫‪.‬‬ ‫المشاكل النفسية بالنسبة للفرد‪.‬‬
‫باعتبار أن اللوعي يقبع في عمق الحياة النفسية فانه يكون من المتعييذر إدراكييه ومعرفتييه‬
‫بشكل مباشر‪.‬ل يكون إدراك الدوافع اللواعية إل بصورة غييير واعييية تتمثييل فييي تجليييات‬
‫اللوعي سواء أكانت سوية أو غير سوية‪.‬‬

‫المكتسبات‪:‬‬
‫‪ -‬إدراك حقيقة النسان يستوجب التخلي عن مفهوم النفس والستعاضة بييه بمفهييوم الجهيياز‬
‫النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬يبرز الجهاز النفسي أن الحياة النفسية ل تقوم على الوحدة وإنما الكثرة‬
‫‪ -‬يتشكل الجهاز النفسي من ثلثة منظومات‪:‬الهو والنا والنا العلى‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم العلقة بين الهو والنا العلى على أساس الصراع نظرا لتناقض المبدأ الييذي يييوجه‬
‫كل منهما فان كييان المبييدأ المييوجه للهيو هييو تحقيييق اللييذة فييان مييا يييوجه النييا العلييى هيو‬
‫الخضوع لمبدأ الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬يعمد النا لكبت غرائزه تحت تأثير هذا الصراع لتحقيق توازنه النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬اللوعي هو مجموع الرغبات المكتوبة‪.‬‬
‫‪ -‬الجزء الكبر من حياتنا يقع تحت تأثير اللوعي دون أن نكون على وعي بذلك‬
‫‪ -‬المسلمات ‪ :‬تمثل الغرائز الجنسية المحرك الساسي للوجود النساني‪.‬‬
‫‪ -‬الضمنيات ‪ :‬ليس العقل هو ما يكون به النسان أنسانا وإنما الجسد‪.‬‬
‫‪ -‬الستتباعات ‪ :‬تحقيق السعادة غير ممكن بالنسبة للنسان لنه ل يمكن تحقيق التوافق بين‬
‫الهو والنا العلى‪.‬‬

‫الخر هو الغير أي كل ما هو غير النا سواء كان إنسانا أو حيوانا أو شيئا من‬
‫الشياء‪.‬الخر الذي يثير مشكل حقيقيا في علقة بالنييية هييو النسييان الخيير باعتبيياره فييي‬
‫الوقت نفسه"المختلف"و"الشبيه"‪.‬‬
‫‪-‬الشبيه‪ :‬ما يجعل من علقة النا معه ضييرورة وحاجيية ؛ فهييو مييا تشييترك معييه النييا فييي‬
‫مقومات النسانية فيكون التواصل معه ممكنا و ضروريا في نفس الوقت‪.‬‬
‫المختلف‪:‬هو أنا آخر بمعطيات نفسية ومعرفية وقيمية وثقافييية مختلفيية وهييو مييا يجعييل ميين‬
‫حضوره مشكلبالنسبة للنا‪.‬‬
‫فما هو وجه ضرورة حضور الخر؟‬

You might also like