You are on page 1of 922

‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫كتاب في الحديث عن الفتن وأخبار آخر الزمان مما أخبر به رسول‬


‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وذكر أشراط الساعة والمور العظام‬
‫التي تكون قبل يوم القيامة مما يجب اليمان به لخبار الصادق‬
‫المصدوق عنها الذي ل ينطق عن الهوى إن هوى إل وحي يوحى ‪.‬‬
‫وقد احتوى الكتاب على أشراط الساعة الصغرى والكبرى وذلك‬
‫في الجزء الول والخبار بحوادث يوم القيامة أيضا وذلك في الجزء‬
‫الثاني من الكتاب‬

‫وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد فهتتذا كتتتاب‬

‫الفتن والملحم في آخر الزمان مما أخبر به رسول الله صتلى اللته‬

‫عليه وسلم وذكر أشراط الساعة والمور العظام التتتي تكتتون قبتتل‬

‫لخبتتار الصتتادق المصتتدوق عنهتتا‬


‫ليمتتان بتته ِ‬
‫يوم القيامة مما يجب ا ِ‬

‫الذي ل ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى‪.‬‬

‫د‬
‫م ٍ‬
‫مح ّ‬
‫ة ُ‬
‫م ِ‬ ‫ج ّ‬
‫ل ِبأ ّ‬ ‫و َ‬
‫عّز َ‬
‫ة الله َ‬
‫م َ‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬

‫س َ‬
‫لم‬ ‫صل َةُ َ‬
‫وال ّ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ال ّ‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو داود‪ ،‬حدثنا عثمان بن أبي شتتيبة‪ ،‬حتتدثنا كتتثير بتتن هشتتام‪،‬‬

‫حدثنا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبي موسى الشتتعري‬

‫متتة‬
‫متتتي هتتذه أ ّ‬
‫قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أ ّ‬

‫ب فتتي الختترة عتتذاب َُها فتتي التتدنيا ال ِْفت َت ً‬


‫ن‬ ‫ة ليس عليهتتا عتتذا ٌ‬
‫حوم ٌ‬
‫مْر ُ‬
‫َ‬

‫والزلز ُ‬
‫ل والقتل"‪.‬‬

‫وقد ذكرنا فيما تقدم إخباره صتتلى اللتته عليتته وستلم عتتن الغيتتوب‬

‫الماضية وبسطناه في بدء الخلق وقصص النبياء وأيام النتتاس إلتتى‬

‫زمانه وأتبعنا ذلك بذكر سيرته عليه الصلة والسلم وأيتتامه وذكرنتتا‬

‫شمائله ودلئل نبوته وأردفناها بما أخبر به عن الغيوب التي وقعتتت‬

‫بعده صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وقد طابق ذلك إخباره كما شوهد ذلتتك‬

‫عيانا ً قبل زماننا هذا‪ ،‬وقد أوردنا جملة في آختتر كتتتاب دلئل النبتتوة‬

‫من سيرته صلى الله عليه وسلم وذكرنا عند كل زمان متتا ورد فيتته‬

‫من الحديث الختتاص بتته عنتتد ذكرنتتا حتتوادث ووفيتتات العيتتان كمتتا‬

‫بسطنا في كل سنة ما حدث للخلفتتاء والتتوزراء والمتتراء والفقهتتاء‬

‫والصلحاء والشعراء والتجار والدباء والمتكلمين ذوي الراء وغيرهم‬

‫‪2‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من النبلء‪ ،‬ولو أعدنا ذكر الحاديث المتقدمة هاهنا مبستتوطا ً لطتتال‬

‫ذلك‪ ،‬ولكن نشير إلى ذلك إشارة لطيفة ثم نعود إلى ما قصدنا إليه‬

‫هاهنا وبالله المستعان‪.‬‬

‫َ‬
‫سي َ َ‬
‫قع‬ ‫ه َ‬ ‫س َ‬
‫لم ب ِأن ّ ُ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ال ّ‬ ‫سو ُ‬
‫ل َ‬ ‫بعض ما أخب ََر الّر ُ‬

‫إشارة نبوية إلى أن أبا بكر الصديق رضي الّله عنه‬

‫سيلي أمر المة بعد الرسول عليه السلم‪:‬‬

‫فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لتلتك المترأة التتي قتال لهتا‬

‫ن‬
‫ض بتتالموت فقتتال‪" :‬إ ِ ْ‬ ‫ت إن لم َأجد َ‬
‫ك كأنها ت ُعَّر ُ‬
‫َ‬
‫ارجعي فقالت أَرأي ْ َ‬

‫ر" رواه البخاري فكان القائم بعده بالمر أبتتو‬


‫ديني فآتي أبا بك ٍ‬ ‫لَ ْ‬
‫م تج ِ‬

‫بكر‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وسلم حين َأراد َأن يكتب للصديق كتابتتا ً‬

‫بالخلفة فتركه لعلمه َأن َأصحابه ل يعتتدلون عنتته لعلمهتتم بستتابقته‬

‫وفضله رضي الله عنه فقتتال‪" :‬يتتأبى اللتته والمؤمنتتون إل أبتتا بكتتر"‬

‫ضًا‪ ،‬وقوله‪" :‬باللذين من بعتتدي أبتتي‬


‫فوقع كذلك وهو في الصحيح أي َ‬

‫بكر وعمر" رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وحستتنه وصتتححه ابتتن‬

‫‪3‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اليمان‪ ،‬وقد روي من طريق ابن مسعود وابن عمتتر وأبتتي التتدرداء‪،‬‬

‫وقد بسطنا القول في هذا في فضتتائل الصتتحيحين والمقصتتود‪ :‬أنتته‬

‫وقع المر كذلك وّلي أبو بكر الصديق بعتتد رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم الخلفة ثم وليها بعده عمر بن الخطاب كما أخبر صتتلى‬

‫الله عليه وسلم سواء بسواء‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتتحون مصر‪:‬‬

‫وروى مالك والليث عن الزهري‪ ،‬عن ابن كعب بن مالك‪ ،‬عن أبيه‬

‫صَر‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ذا افْت َت َ ْ‬
‫حت ُ‬ ‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إ ِ َ‬
‫َ‬
‫خْيرا ً فَإ ِ ّ‬
‫ن لهم‬ ‫وصوا بالِقْبط" وفي رواية‪َ" :‬فاسَتو ُ‬
‫صوا ب ِأهِْلها َ‬ ‫فاست ْ‬

‫حمًا"‪.‬‬
‫ذمة وََر ِ‬

‫وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن‬

‫الخطاب رضي الله عنه‪ ،‬وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول‬

‫ن أرضا ً يذ ْ َ‬
‫كر فيها‬ ‫حو َ‬
‫سَتفت َ ُ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنكم َ‬

‫ة ورحمًا"‪.‬‬
‫ط فاسَتوصوا بأهلها خيرا ً فإن لهم ذم ً‬
‫القيرا ُ‬

‫‪4‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى أن دولتي فارس والروم ستذهبان إلى‬

‫غير عودة‪:‬‬

‫هلك‬ ‫وقال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في الصحيحين‪ِ" :‬إذا َ‬
‫سَرى فل كسرى بعده والذي‬ ‫صَر بعده وإذا هلك ك ِ ْ‬ ‫قَْيصر فل قَي ْ َ‬
‫ن كنوَزهما في سبيل الّله"‪.‬‬ ‫نفسي بيده ل ِت ُن ِْفُق ّ‬
‫وقد وقع ذلك كما أخبر سواء بسواء‪ ،‬فإنه في زمن أبي بكر وعمتتر‬

‫وعثمان انزاحت يد قيصر ذلك الوقت واسمه هرقل عن بلد الشام‬

‫والجزيرة وثبت ملكه مقصورا ً على بلد التتروم فقتتط والعتترب إنمتتا‬

‫كانوا يسمون قيصر لمن ملك الروم مع الشام والجزيرة‪ ،‬وفي هتتذا‬

‫الحديث بشارة عظيمة لهل الشام وهي أن يد ملك التتروم ل تعتتود‬

‫إليهتتا أبتتد البتتدين ودهتتر التتداهرين إلتتى يتتوم التتدين‪ ،‬وستتنورد هتتذا‬

‫الحديث قريبا ً إن شاء الله بإسناده ومتنه‪ ،‬وأما كستترى فتتإنه ستتلب‬

‫عامة ملكه في زمن عمر ثم استأصل ما في يده في خلفة عثمان‪،‬‬

‫وقيل في سنة اثنتين وثلثين ولله الحمد والمنة‪ ،‬وقتتد بستتطنا ذلتتك‬

‫مطول ً فيما سلف وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬

‫‪5‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حين بلغه أنه مزق كتاب رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته بتتأن يمتتزق‬

‫ملكه كل ممزق فوقع المر كذلك‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن عمر رضي الّله عنه سيقتل‪:‬‬

‫وثبت في الصحيحين من حتتديث العمتتش وجتتامع بتتن راشتتد عتتن‬

‫شفيق بن سلمة عن حذيفة قال‪ :‬كنا جلوسا ً عند عمر فقتتال‪ :‬أيكتتم‬

‫يحفظ حديث رسول الله صتتلى اللته عليتته فتتي الفتنتتة? قلتتت‪ :‬أنتتا‪.‬‬

‫قال‪ :‬هات إنك لجريتتء‪ ،‬فقلتت ذكتتر فتنتتة الرجتتل فتي أهلته ومتتاله‬

‫ونفسه وولده وجتتاره تكفرهتتا الصتتلة والصتتدقة والمتتر بتتالمعروف‬

‫والنهي عن المنكر‪ ،‬فقال‪ :‬ليس هتتذا أعنتتي إنمتتا أعنتتي التتتي تمتتوج‬

‫موج البحر فقلت يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا ً مغلق تا ً فقتتال‪:‬‬

‫م يكسر? فقلت بل يكسر قال إذا ل يغلقُ أبدا ً‬


‫حك أيفتح الباب أ ْ‬
‫"وَي ْ َ‬

‫ن الباب?"‪.‬‬
‫م َ‬
‫ن عمَر يعلم ِ‬ ‫ل فقلنا لحذيفة فَ َ‬
‫كا ّ‬ ‫ج ْ‬
‫قلت أ َ‬

‫قال‪ :‬نعم إني حتدثته حتديثا ً ليتس بالغتاليط فقتال فهبنتا أن نستأل‬

‫حذيفة من الباب فقلنا المسروق فسأله فقال عمر هكذا وقع المر‬
‫‪6‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سواء بعدما قتل في سنة ثلث وعشرين وقعت الفتتتن بيتتن النتتاس‬

‫وكان قتله سبب انتشارها بينهم‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيصيب عثمان بن عفان رضي الّله‬

‫عنه من المحنة‪:‬‬

‫وأخبر صلى الله عليه وسلم عتن عثمتان بتتن عفتتان أنته متن أهتل‬

‫الجنة على بلوى تصيبه‪ ،‬فوقع المر كذلك حصر في الدار كما بسط‬

‫ذلك في موضعه وقتل صابرا ً محتسبا ً شهيدا ً رضي اللتته عنتته‪ ،‬وقتتد‬

‫لعلم بتته‬
‫ذكرنا عند مقتله ما ورد من الحاديث في النذار لتتذلك وا ِ‬

‫قبل كونه فوقع طبق ذلك سواء بسواء‪ ،‬وذكرنتتا فتتي يتتومي الجمتتل‬

‫وصفين ما ورد من الحاديث بكون ذلك وما وقع فيهمتتا متتن الفتنتتة‬

‫والخبار والله المستعان‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن عمار بن ياسر رضي الّله عنه‬

‫سيقتل‬

‫‪7‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لخبار بمقتل عمار‪ ،‬وأما ذكر الختتوارج التتذين قتلهتتم علتتي‬


‫وكذلك ا ِ‬

‫بن أبتتي طتتالب رضتتي اللتته عنتته ومقتهتتم وبعتتث ذي الندبتتة منهتتم‪،‬‬

‫فالحاديث الواردة في ذلك كثيرة جدا ً وقد حررنا ذلتتك فيمتتا ستتلف‬

‫ولله الحمد والمنتتة وقتتد ذكرنتتا عتتن مقتتتل علتتي الحتتديث المتتذكور‬

‫الوارد في ذلك بطرقه وألفاظه‪.‬‬

‫تحديد الرسول مدة الخلفة من بعده بثلثين سنة‬

‫وإشارته إلى أنها ستتحول بعد ذلك إلى ملك عضوض‪:‬‬

‫وتقتتدم الحتديث التذي رواه أحمتد وأبتتو داود والنستائي والترمتتذي‬

‫وحسنه من طريق ستتعيد بتتن جهمتتان عتتن ستتفينة أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬الخلفة بعتتدي ثلثتتون ستتنة ثتتم تكتتون‬

‫ملكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وقد اشتملت هذه الثلثون سنة على خلفة أبي بكر الصديق‪ ،‬وعمر‬

‫الفاروق وعثمان الشهيد‪ ،‬وعلي بن أبي طالب الشهيد أيض تًا‪ ،‬وكتتان‬

‫ختامها وتمامها بستة أشهر وليها الحسن بن علتتي بعتتد أبيتته‪ ،‬وعنتتد‬

‫تمام الثلثين نزل عن المر لمعاوية بتتن أبتتي ستتفيان ستتنة أربعيتتن‬
‫‪8‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأصفقت البيعة لمعاوية بن أبي سفيان وسمي ذلك عتتام الجماعتتة‬

‫وقد بسطنا ذلك فيما تقدم‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الّله سيصلح بالحسن رضي الّله عنه‬

‫بين فئتين عظيمتين من المسلمين‬

‫وروى البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه سمع رستتول اللتته‬

‫صلى الله يقول والحسن بن علي إلى جانبه على المنبر‪" :‬ابني هذا‬

‫سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين متتن المستتلمين" وهكتتذا‬

‫وقع سواء‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن أم حرام بنت ملحان رضي الّله‬

‫عنها ستموت في غزوة بحرية‬

‫وثبت في الصتتحيحين عتتن أم حتترام بنتتت ملحتتان أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليتته وستتلم ذكتتر أن غزواتتته فتتي البحتتر تكتتون فرقتتتين‬

‫وتكون أم حرام مع الولين‪ ،‬وقد كان ذلك في سنة ستتبع وعشتترين‬

‫مع معاوية حين استأذن عثمان فتتي غتتزو قتتبرص فتتأذن لتته فركتتب‬

‫‪9‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بالمسلمين في المراكتتب حتتتى دخلهتتا وفتحهتتا قستترًا‪ ،‬وتتتوفيت أم‬

‫حرام في هذه الغزوة في البحر وقد كانت مع زوجة معاويتتة فتتأخته‬

‫بنت قرظة‪ ،‬وأما الثانية فكانت في سنة اثنتين وخمستتين فتتي َأيتتام‬

‫متتر معاويتتة ابنتته يزيتتد علتتى الجيتتش إلتتى غتتزو‬


‫ملك معاويتتة وقتتد أ ّ‬

‫القسطنطينية‪ ،‬وكان معه سادات الصحابة منهم أبو أيوب النصاري‬

‫وخالد بن يزيد رضي الله عنه فمات هنالتتك وأوصتتى إلتتى يزيتتد بتتن‬

‫معاوية وأمره أن يدفنه تحت سنابك الخيل وأن يوغل به إلى أقصى‬

‫متتا يمكتتن أن ينتهتتي بتته إلتتى جهتتة نهتتر العتتدو ففعتتل ذلتتك‪ ،‬وتفتترد‬

‫البخاري بما رواه من طريق ثور بن يزيد بن خالتتد بتتن معتتدان عتتن‬

‫عمر بن السود العنسي عن أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى‬

‫الله عليه وستتلم يقتتول‪" :‬أول جيتتش متتن أمتتتي يغتتزون البحتتر قتتد‬

‫أوجبوا قالت أم حرام فقلت يا رسول الله أنا فيهم? قال‪ :‬إنك فيهم‬

‫قالت‪ :‬ثم قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم "أول جيتتش متتن‬

‫أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم قلت أنا منهتم يتا رستول اللته‬

‫قال‪ :‬ل"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى أن الجيش المسلم سيصل إلى الهند‬

‫والسند‬

‫لمام أحمد‪ ،‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬أنا البراء‪ ،‬عن الحستتن‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫عن أبي هريرة‪ .‬وحدثني خليلي الصادق رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬يكون في هذه المة بعث إلى السند والهنتتد" فتتإن‬

‫أنا أدركته واستشهدت فذاك وإن أنتتا فتتذكر كلمتتة رجعتتت فأنتتا أبتتو‬

‫هريرة المحرر قد أعتقني من النار" ورواه أحمتتد أيضتا ً عتتن هشتتيم‬

‫عن سيار عن جبر بن أبي عبيدة عن أبي هريرة قال‪ :‬وعدنا رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهنتتد فتتإن استشتتهدت كنتتت متتن‬

‫خير الشهداء‪ ،‬وإن رجعت فأنا أبتتو هريتترة المحتترر‪ .‬ورواه النستتائي‬

‫من حديث هشام وزيد بن أبي أنيسة عن سيار عن جابر‪ ،‬ويقال هذا‬

‫خبر عن أبي هريرة فذكروه‪ ،‬وقد غتتزا المستتلمون الهنتتد فتتي ستتنة‬

‫أربع وأربعين فتي إمتارة معاويتة بتن أبتي ستفيان رضتي اللته عنته‬

‫فجرت هناك أمتتور فتتذكرناها مبستتوطة‪ ،‬وقتتد غزاهتتا الملتتك الكتتبير‬

‫السعيد المحمود بن شنكنكير صاحب بلد غزنة وما والها في حدود‬

‫‪11‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أربعمائة ففعل هنالك أفعال ً مشهورة وأمورا ً مشكورة وكسر الصنم‬

‫العظم المسمى بسومنات وأخذ قلئده وستتيوفه ورجتتع إلتتى بلده‬

‫سالما ً غانمًا‪ ،‬وقد كان نواب بني أمية يقتتاتلون التتتراك فتتي أقصتتى‬

‫بلد السند والصين‪ .‬وقهروا ملكهم القال العظم ومزقتتوا عستتاكره‬

‫واستتتحوذوا علتتى أمتتواله وحواصتتله‪ ،‬وقتتد وردت الحتتاديث بتتذكر‬

‫صفتهم ونعتهم ولنذكر شيئا ً من ذلك على سبيل اليجاز‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن المسلمين سيقاتلون الترك‬

‫قال البخاري‪ ،‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬وأخبرنا أبو شعيب‪ ،‬أخبرنا أبو‬
‫الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫ة حتى تقاتلوا قوما ً نعاُلهم الشعُر وحتى‬ ‫وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساع ُ‬
‫ههم‬
‫جو َ‬‫ن وُ ُ‬
‫ف كأ ّ‬‫ف النو ِ‬
‫مَر الوجوه ذل َ‬‫ت َُقاِتلوا الترك صِغاَر العين ح ْ‬
‫ر‬
‫ة لهذا الم ِ‬ ‫دهم كراه ً‬‫ة وتجدون خي َْر الناس أش ّ‬ ‫مط َّرقَ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جا ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫خياُرهم في الجاهلية خياُرهم في‬ ‫ن ِ‬
‫س معاد ُ‬ ‫ل فيه والنا ُ‬ ‫حتى يدخ َ‬
‫ن يراني أحبط إليهِ من أن‬ ‫نل ْ‬
‫دكم زما ٌ‬ ‫ن على أح ِ‬ ‫لسلم وليأت ِي َ ّ‬ ‫ا ِ‬
‫ل أهله وماله"‪.‬‬ ‫ن له مث ُ‬ ‫يكو َ‬

‫تفرد به البخاري‪ ،‬ثم قال حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬عن معمتتر‪،‬‬

‫عن همام بن منبه‪ ،‬عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقاتلوا حورا ً وكرمان من العاجم حمتتر‬
‫‪12‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الوجتتوه فطتتس النتتوف كتتأن وجتتوههم المجتتان المطرقتتة نعتتالهم‬

‫الشعر"‪ ،‬وأخرجه الجماعة ستوى النستائي متن حتديث ستفيان بتن‬

‫عيينة‪ ،‬ورواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالتتد كلهمتتا عتتن‬

‫قيس بن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة فتتذكر نحتتوه‪ .‬قتتال ستتفيان بتتن‬

‫عيينة وهم أهل البتتارز كتتذا يقتتول ستفيان‪ ،‬ولعتتل البتتارز هتتو ستوق‬

‫الفسوق الذي لهم‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا جرير بتتن حتتازم‬

‫سمعت الحسن‪ ،‬حدثنا عمرو بن ثعلب‪ ،‬سمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن متتن أشتتراط الستتاعة أن تقتتاتلوا قوم تا ً‬

‫عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة"‪ .‬ورواه البخاري من‬

‫حتتديث جريتتر بتتن حتتازم‪ ،‬والمقصتتود أن التتترك قتتاتلهم الصتتحابة‬

‫ث‬
‫فهزموهم وغنموهم وسبوا نساءهم وأبناءهم‪ ،‬وظتتاهر هتتذا الحتتدي َ‬

‫يقتضتتي أن يكتتون هتتذا متتن أشتتراط الستتاعة‪ ،‬فتتإن كتتانت أشتتراط‬

‫الساعة ل تكون إل بين يديها قريبا ً فقد يكون هذا أيض تا ً واقع تا ً متترة‬

‫أخرى عظيمة بيتتن المستتلمين وبيتتن التتترك حتتتى يكتتون آختتر ذلتتك‬

‫خروج يأجوج ومأجوج كما سيأتي ذكتتر أمرهتتم‪ ،‬وإن كتتانت أشتتراط‬

‫‪13‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الساعة أعم من أن تكون بين يديها قريبا ً منها فإنها تكون ممتتا يقتتع‬

‫في الحملة ولو تقدم قبلها بدهر طويل‪ ،‬إل أنه ممتتا وقتتع بعتتد زمتتن‬

‫النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬وهتتذا هتتو التتذي يظهتتر بعتتد تأمتتل‬

‫الحاديث الواردة في هذا الباب كما سترى ذلك قريبا ً إن شتتاء اللتته‬

‫تعالى‪ ،‬وذكرنا ما ورد في مقتل الحسين بن علي بكتتربلء فتتي أيتتام‬

‫يزيد بن معاوية كما سلف‪ ،‬وما ورد فتتي الحتتاديث متتن ذكتتر خلفتاء‬

‫بني أمية وغلمة بني عبد المطلب‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من تولي بعض الصبية لمر‬

‫المسلمين وما سيكون في ذلك من فساد وإفساد‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا أبو أمية هم وابن يحيى بن سعيد بن‬
‫العاص‪ ،‬أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬هلكة أمتي‬
‫على يدي غلمة" فقال مروان وما معنا في الحلقة أحد قبل أن‬
‫يلي‪ :‬شيئا ً فلعنة الله عليهم غلمة‪ .‬قال وأنا والله لو شئت أن أقول‬
‫بني فلن وبني فلن لفعلت‪ .‬قال‪ :‬فكنت أخرج مع أبي إلى بني‬
‫مروان بعد ما ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان ومنهم من يبايع له‬
‫وهو في حزامه‪ ،‬فقلت هل عسى أصحابكم هؤلء أن يكونوا الذين‬
‫سمعت أبا هريرة‪ ،‬قال لنا عنهم إن هذه الملوك يشبه بعضها بعضًا‪.‬‬
‫ورواه البخاري بنحوه عن أبي هريرة‪ ،‬والحاديث في هذا كثيرة جدا ً‬
‫دم الحديث في ذكر الكذاب‬ ‫وقد حررناها في دلئل النبوة‪ ،‬وتق ّ‬
‫‪14‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والمبير من ثقيف‪ ،‬والكذاب هو المختار بن أبي عبيد الذي ظهر‬


‫بالكوفة أيام عبد الله بن الزبير‪ ،‬والمبير هو الحجاج بن يوسف‬
‫دم‪ ،‬وتقدم حديث‬ ‫الثقفي الذي قتل عبد الله بن الزبير كما تق ّ‬
‫الرايات السود التي جاء بها بنو العباس حين استلبوا الملك من‬
‫أيدي بني أمية وذلك في سنة اثنتين وثلثمائة حيث انتقلت الخلفة‬
‫من مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص‪ ،‬ويعرف‬
‫بمروان الحمار ومروان الجعدي لتعلمه على الجعد بن درهم‬
‫المعتزلي‪ ،‬وكان آخر خلفاء بني أمية وصارت للسفاح المصرح‬
‫بذكره في حديث رواه أحمد بن حنبل في مسنده‪ ،‬وهو أبو العباس‬
‫عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد‬
‫المطلب أول خفاء بني العباس كما تقدم ذلك‪ ،‬وقال أبو داود‬
‫الطيالسي‪ :‬حدثنا جرير بن حازم‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫سابط‪ ،‬عن أبي ثعلبة الخشني‪ ،‬عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن‬
‫جبل‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الله بدأ هذا المر‬
‫نبوة ورحمة وسيكون خلفة ورحمة وسيكون‬
‫عزا ً وحرمة وسيكون ملكا ً عضوضا ً وفسادا ً في المة يستحلون بتته‬

‫الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلتتك ويرزقتتون أبتتدا ً حتتتى‬

‫يلقوا الله عز وجل"‪ .‬وروى البيهقي من حديث عبد الله بن الحارث‬

‫بن محمد بن حاطب الجمحي‪ ،‬عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن‬

‫أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يكون بعتتد‬

‫النبياء خلفاء يعملون بكتاب الله ويعدلون في عباد اللتته‪ ،‬ثتتم يكتتون‬

‫من بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثتتأر ويقتلتتون الرجتتال ويصتتطفون‬

‫الموال فمغير بيده ومغير بلسانه ومغير بقلبه وليس وراء ذلك متتن‬

‫‪15‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت في صتتحيح البختتاري متتن حتتديث شتتعبة عتتن‬


‫ليمان شيء"‪ .‬وثب َ‬
‫ا ِ‬

‫فرات الفرار عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬كانت بنو إسترائيل تسوستهم النبيتاء كلمتا هلتك‬

‫نبي خلفه نبي وإنه ل نبي بعتتدي وإنتته ستتيكون خلفتتاء كتتثيرون لمتتا‬

‫قالوا فمتتا تأمرنتتا يتتا رستتول اللتته? قتتال‪" :‬فتتوا ببيعتتة الول فتتالول‬

‫وأعطوهم حقهم فإن الله ستتائلهم عمتتا استتترعاهم"‪ .‬وفتتي صتتحيح‬

‫مسلم من حديث أبي رافع‪ ،‬عتن عبتتد اللته بتن مستعود قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما كان نبي إل كان له حواريون‬

‫يهدون بهديه ويستنون بسنته‪ .‬ثم يكون من بعتتدهم خلتتوف يقولتتون‬

‫ما ل يفعلون ويعملون ما ينكرون"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن اثني عشر خليفة قرشيا ً سيلون‬

‫أمر المة السلمية‬

‫وثبت في الصحيحين من رواية عبد الملك بن عمير‪ ،‬عن جتتابر بتتن‬

‫سمرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم "يكتتون اثنتتا عشتتر خليفتتة‬

‫كلهم من قريش"‪ .‬رواه أبو داود متتن طريتتق أختترى عتتن جتتابر بتتن‬
‫‪16‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سمرة سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬ل يتتزال‬

‫هتتذا التتدين قائم تا ً حتتتى يكتتون"‪ .‬وفتتي روايتتة‪ :‬ل تتتزال هتتذه المتتة‬

‫مستقيما ً أمرها ظاهرة على عتتدوها حتتتى يمضتتي منهتتم اثنتتا عشتتر‬

‫خليفة كلهم من قريش قالوا ثم يكون ماذا? قال‪ :‬ثم تكون الفتترج"‬

‫فهؤلء المبشر بهم في الحتتديثين ليستتوا الثنتتي عشتتر التتذين زعتتم‬

‫فيهم الروافض ما يزعمون من الكذب والبهتان وأنهتتم معصتتومون‪،‬‬

‫لن أكثر أولئك لم يل أحد منهم شتتيئا ً متتن أعمتتال هتتذه المتتة فتتي‬

‫خلفة‪ ،‬بل ول في قطر من القطار ول بلد من البلدان‪ ،‬وإنمتتا ولتتي‬

‫منهم علي وابنه الحسن بن علي رضي الله عنهما‪.‬‬

‫ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الثني عشر أولئك‬

‫الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلم سردا ً‬

‫وليس المراد من هؤلء الثني عشر التتذين تتتتابعت وليتهتتم ستتردا ً‬

‫إلى أثناء دولة بني أمية لن حديث ستتفينة‪" :‬الخلفتتة بعتتدي ثلثتتون‬

‫سنة" يمنع من هذا الملك‪ ،‬وإن كان التبيهقي قتتد رجحتته وقتد بحثنتتا‬

‫معه في كتاب دلئل النبوة في كتابنا هذا بما أغنى عن إعادته وللتته‬
‫‪17‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحمد‪ ،‬ولكن هؤلء الئمة الثني عشر وجد منهم الئمة الربعتتة أبتتو‬

‫بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وابنه الحسن بن علي أيضتًا‪ ،‬ومنهتتم‬

‫عمر بن عبد العزيز كما هو عند كثير من الئمة وجمهور المة وللتته‬

‫الحمد‪ ،‬وكذلك وجد منهم طائفة من بني العبتتاس وستتيوجد بقيتهتتم‬

‫فيما يستقبل من الزمان حتى يكون منهم المهدي المبشتتر بتته فتتي‬

‫الحاديث الواردة فيتته كمتتا ستتيأتي بيانهتتا وبتتالله المستتتعان وعليتته‬

‫التكلن‪ ،‬وقد نص على هذا الذي بيناه غير واحد كما قررنا ذلك‪.‬‬

‫عدم صحة ما ورد من أن اليات بعد المائتين‪ ،‬وأن خير‬

‫المسلمين بعد المائتين من ل أهل له ول ولد‬

‫قال ابن متتاجه‪ :‬حتتدثنا الحستتن بتتن علتتي الخلل‪ ،‬حتتدثنا عتتون بتتن‬

‫عمارة‪ ،‬حدثني عبد الله بن المثنى بن ثمامة بن عبد اللتته بتتن أنتتس‬

‫بن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن أبتتي قتتتادة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬اليات بعد المائتين"‪ ،‬ثتتم أورده‬

‫ابن ماجه من وجهين آخرين عن أنس عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم بنحوه ول يصح‪ ،‬ولو صح فهو محمول على ما وقع من الفتنة‬


‫‪18‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد بن حنبل وأصتتحابه‬


‫بسبب القول بخلق القرآن والمحنة ل ِ‬

‫من أئمة الحديث كما بستتطنا ذلتتك هنالتتك‪ ،‬وروى رواد بتتن الجتتراح‬

‫وهو منكر الرواية عن سفيان الثوري عن ربعي عن حذيفة مرفوعًا‪:‬‬

‫"خيركم بعد المائتين خفيف الحاذ" قالوا‪ :‬وما خفيف الحاذ يا رسول‬

‫الله? قال‪" :‬من ل أهل له ول ولد" وهذا منكر‪.‬‬

‫خير القرون قرن الرسول عليه السلم ثم الذين يلونهم‬

‫ثم الذين يلونهم ثم تنتشر المفاسد‬

‫وثبت في الصحيحين من حديث شعبة‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن زهدم‬


‫بن ضرب‪ ،‬عن عمران بن‬
‫حصين قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللته عليتته وستتلم‪" :‬خيتتر أمتتتي‬

‫قرني ثم الذين يلونهم قال عمران فل أدري ذكر بعد قرنه قرنين أو‬

‫ثلثتتة ثتتم إن بعتتدكم قوم تا ً يشتتهدون ول يستشتتهدون ويخونتتون ول‬

‫يؤتمنتتون وينتتذرون ول يوفتتون ويظهتتر فيهتتم الستتمن" وهتتذا لفتتظ‬

‫البخاري‪.‬‬

‫ذكر سنة خمسمائة‬

‫‪19‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا عمرو بن عثمتتان‪ ،‬حتتدثنا أبتتو المغيتترة‪ ،‬حتتدثني‬

‫صفوان‪ ،‬عن شريح بن عبيد‪ ،‬عن سعد بن أبتتي وقتتاص‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إني لرجو أن تنجو أمتي عنتتد ربهتتا‬

‫من أن يؤخرها نصف يوم قيل لسعد وكم نصف يوم قال خمسمائة‬

‫سنة"‪ .‬وقد تفرد به أبو داود‪ ،‬وأخرج أحمد بن حنبل عتتن أبتتي ثعلبتتة‬

‫الخشني من قوله مثل ذلك وهذا التحديتتد بهتتذه المتتدة ل يبقتتى متتا‬

‫يزيد عليها إن صح رفع الحديث‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫لم يصح عن الرسول أنه ل يمكث في الرض قبل‬

‫الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام‬

‫الساعة‬

‫فأما ما يورده كثير من العامة من أن النبي صلى الله عليته وستلم‬

‫ل يؤلف تحت الرض فليس لتته أصتتل‪ .‬ول ذكتتر فتتي كتتتب الحتتديث‬

‫المعتمدة ول سمعناه فتتي شتتيء متتن المبستتوطات ول شتتيء متتن‬

‫المختصرات‪ ،‬ول ثبت في حديث عن النبي صتلى اللته عليته وستلم‬

‫‪20‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت الساعة بمدة محصورة وإنما ذكر شيئا ً من أشتتراطها‬


‫أنه حدد وق َ‬

‫وأماراتها وعلماتها على ما سنذكره إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫ضيء‬
‫جاز ت ُ ِ‬ ‫ن أ َْرض ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَبر اْلوارد في ظُ ُ‬
‫هور َنار ِ‬ ‫كر ال ْ َ‬
‫ِذ ْ‬

‫ن أ َْرض ال ّ‬
‫شام‬ ‫م ْ‬ ‫ها أ َ ْ‬
‫عَناق الِبل ببصرى ِ‬ ‫لَ َ‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمتتان‪ ،‬حتتدثنا شتعيب عتتن الزهتتري قتتال‪:‬‬

‫قال سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى اللتته‬

‫ج ناٌر من أرض الحجتتاز‬


‫ة حتى تخر َ‬
‫م الساع ُ‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ل ت َُقو ُ‬

‫تضيُء لها أعناقُ الب َ‬


‫ل ب ُِبصرى"‬

‫ورواه مسلم من حديث الليث عن عقيل عن ابن شهاب‪.‬‬

‫ظهور النار في المدينة واستمرارها شهرا ً عام ‪654‬‬

‫للهجرة‬

‫وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة‪ ،‬وكان شيخ المحتتدثين فتتي‬

‫زمانه وأستتتاذ المتتؤرخين فتتي أوانتته أنتته فتتي ستتنة أربتتع وخمستتين‬

‫وستمائة في يوم الجمعة خامس جمادى الخرة ظهرت نتتار بتتأرض‬

‫‪21‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المدينة النبوية في بعض تلك الودية طتتول أربعتتة فراستتخ وعتترض‬

‫أربعة أميال تسيل الصخر حتى يبقى مثل النك‪ ،‬ثتتم يصتتير كتتالفحم‬

‫السود وإن ضوءها كان الناس يسيرون عليه بالليل إلى تيماء وأنهتتا‬

‫استمرت شهرًا‪ ،‬وقد ضبط ذلك أهل المدينة وعملتتوا فيهتتا أشتتعارًا‪،‬‬

‫وقد ذكرناها فيما تقدم‪ .‬وأخبرني قاضي القضتتاة صتتدر التتدين علتي‬

‫بن القاسم الحنفي قاضيهم بدمشق عن والده الشيخ صتتفي التتدين‬

‫مدرس الحنفية ببصرى أنه أخبره واحتتد متتن العتتراب صتتبيحة تلتتك‬

‫لبتل فتي‬
‫الليلة ممن كان بحاضرة بلد بصرى أنهم شتاهدوا أعنتاق ا ِ‬

‫ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز‪.‬‬

‫قب َل َ َ‬
‫ة‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سّلم ِبال ْ ُ‬
‫غُيو ِ‬ ‫و ً‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه ً‬
‫ر ِ‬
‫خَبا ِ‬
‫ذكُر إ ِ ْ‬

‫ه َ‬
‫ذا‬ ‫مان ََنا َ‬
‫عدَ َز َ‬
‫بَ ْ‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عروة عن ثابت‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫حدثنا عليان بن أحمد البكري‪ ،‬حدثنا أبو زيد النصاري قتتال‪" :‬صتتلى‬

‫بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة الصتتبح ثتتم صتتعد المنتتبر‬

‫فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى العصر ثتتم صتتعد المنتتبر‬
‫‪22‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان ومتتا هتتو كتتائن فأعلمنتتا‬

‫أحفظنا"‪ .‬وقد رواه مسلم منفردا ً في كتاب الفتن من صحيحه عتتن‬

‫يعقوب بن إبراهيم الدورقي‪ ،‬وحجاج بتتن الشتتاعر عتتن أبتتي عاصتتم‬

‫الضحاك بن مخلد النبيل عن عتتروة عتتن علتتي عتتن أبتتي يزيتتد وهتتو‬

‫عمرو بن أخطب بن رفاعة النصاري‪.‬‬

‫إشارات نبوية إلى الحداث الماضية والمستقبلة حتى‬

‫قيام الساعة‬

‫وقال البخاري في كتاب بدء الخلق من صحيحه‪ ،‬وروى عن عيسى‬


‫بن موسى عنجار عن رقية عن قيس بن مسلم عن طارق بن‬
‫شهاب قال‪ ،‬سمعت عمر بن الخطاب يقول‪ :‬قام فينا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم مقامًا‪.‬‬
‫َ‬
‫ل الّناِر‬ ‫مَنازِل َهُ ْ‬
‫م وأهْ ُ‬ ‫جن ّةِ َ‬
‫ل ال َ‬‫ل أه ْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫حّتى د َ َ‬ ‫خْلق َ‬‫ن بدء ال ْ َ‬ ‫خب ََرَنا عَ ْ‬
‫"فأ ْ‬
‫سَيه"‪.‬‬‫ن نَ ِ‬‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫سي َ ُ‬
‫ه ون َ ِ‬ ‫حَفظ َ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ك َ‬ ‫حِف َ‬
‫ظ ذ َل ِ َ‬ ‫مَنازِل َُهم َ‬‫َ‬
‫هكذا ذكره البخاري تعليقا بصيغة التمريض‪ ،‬عن عيسى بن موسى‬ ‫ً‬

‫عنجار‪ ،‬عن أبي حمزة عن رقية فالله أعلم‪ ،‬وقال أبو داود فتتي أول‬

‫كتاب الفتن من سننه‪ :‬حدثنا عثمان عن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن‬

‫العمش عن أبي وائل عن حذيفة قال‪" :‬قام فينا رسول الله صتتلى‬

‫مهِ ذلتك إلتتى‬ ‫ك شيئا ً يكو ُ‬


‫ن في مَقتتا ِ‬ ‫الله عليه وسلم قائمًا"‪" .‬فما ت ََر َ‬
‫‪23‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متته‬
‫عل َ‬
‫سيه قتتد َ‬ ‫حِف َ‬
‫ظه من حفظه ونسَيه من ن َ ِ‬ ‫قيام الساعة إل حدثه َ‬

‫ه‬
‫ل وج ت َ‬ ‫ه ليكون الشيُء فتتأذ ُ‬
‫كرة كمتتا يتتذكر الرج ت ُ‬ ‫أصحابي هؤلء وإ ِن ّ ُ‬

‫ه ثم إذا َرآهُ عََرَفه"‪.‬‬


‫ب عَن ْ ُ‬ ‫الرجل إذا َ‬
‫غا َ‬

‫شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول عليه‬

‫السلم لم يبق من الدنيا إل اليسير‬

‫وهكذا رواه البخاري من حديث سفيان الثوري‪ ،‬ومسلم من حديث‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪.‬‬


‫جرير كلهما عن العمش به‪ ،‬وقال ا ِ‬

‫أخبرنا معمر عن علي بن زيد عن أبي نصرة عتتن أبتتي ستتعيد قتتال‪:‬‬

‫ت ي َتتوم‬ ‫"صلى ِبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلةَ العصتتر َ‬
‫ذا َ‬
‫َ‬
‫ن ِإلتتى‬ ‫ما ي َ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫شْيئا ً ِ‬
‫م ّ‬ ‫س فَل َ ْ‬
‫م ي َد َعْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫غاب َ ِ‬ ‫خط َب ََنا إلى أ ْ‬
‫ن َ‬ ‫م فَ َ‬
‫م قا َ‬
‫ث ّ‬

‫ه‬
‫ستتي َ ُ‬
‫ن نَ ِ‬
‫متت ْ‬ ‫ي ذل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫حِف َ‬
‫ظه ون َ ِ‬ ‫من َ‬
‫ك ِ‬ ‫حِف َ‬
‫ظ ذل ِ َ‬ ‫يوم القيامة إ ِل ّ َ‬
‫حد ّث ََناه َ‬
‫َ‬
‫ن الل ّت َ‬
‫ه‬ ‫حل ْتوَةٌ وَإ ِ ّ‬
‫ن التتدنيا خضتَرةٌ ُ‬ ‫فكتتان ممتتا قتتا َ‬
‫ل‪ :‬يتتا أيهتتا الن ّتتاس إ ِ ّ‬

‫ساءَ ِإلتتى‬ ‫مُلو َ‬


‫ن َفات ُّقوا الدنيا واّتقوا الن ّ َ‬ ‫ف ت َعْ َ‬ ‫خل ََفك ْ‬
‫م ِفيَها فََناظ ٌِر ك َي ْ َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫متتن التتدنيا ِفيمتتا‬
‫ي ِ‬
‫متتا ب َِق ت َ‬
‫ن َ‬
‫ب وَإ ِ ّ‬
‫ن ت َغُْر َ‬
‫سأ ْ‬‫م ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ل وَقَد ْ د َن َ ِ‬
‫ت ال ّ‬ ‫ن َقا َ‬
‫أ ْ‬

‫مْنه"‪.‬‬
‫ضى ِ‬
‫م َ‬
‫ما َ‬
‫ي من يومكم هذا ِفي َ‬
‫مثل ما ب َِق َ‬
‫مضى ِ‬
‫َ‬
‫‪24‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫علي بن زيد بن حدجان التتتيمي لتته غتترائب ومنكتترات‪ ،‬ولكتتن لهتتذا‬

‫الحديث شواهد من وجوه أخر‪ ،‬وفي صحيح مسلم من طريتتق أبتتي‬

‫نصرة عن أبي سعيد بعضه وفيه الدللة على ما هو المقطوع به أن‬

‫ما بقي من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى منها شيء يستتير جتتدا ً ومتتع‬

‫هذا ل يعلم مقداره على التبيين والتحديد إل الله عز وجل‪.‬‬

‫ل أساس للسرائيليات التي تحمد ما مضى وما بقي من‬

‫الدنيا‬

‫كما ل يعلم مقتتدار متتا مضتتى إل اللتته عتتز وجتتل والتتذي فتتي كتتب‬

‫لسرائيليين وأهل الكتاب من تحديد متتا ستتلف بتتألوف ومئات متتن‬


‫ا ِ‬

‫السنين قد نص غير واحد من العلماء على تخبطهم فيه وتغليطهتتم‪،‬‬

‫معَتتة‬
‫ج ْ‬
‫وهم جديرون بذلك حقيقيون به وقد ورد في حديث‪" :‬ال تد ُن َْيا ُ‬

‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرة"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع ال ِ‬
‫ج َ‬
‫ن ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫ول يصح إسناده أيضًا‪ ،‬وكذا كتتل حتتديث ورد فيتته تحديتتد وقتتت يتتوم‬

‫سأُلون َ َ‬
‫ك‬ ‫القيامة على التعيين ل يثبت إسناده وقد قال الله تعالى‪" :‬ي َ ْ‬

‫من ْت ََهاهَتتا‪،‬‬ ‫من ذِك َْرا َ‬


‫ها‪ ،‬إلتتى رب ّت َ‬ ‫ها‪ ،‬في َ‬
‫ك ُ‬ ‫ت ِ‬
‫م أن ْ َ‬
‫سا َ ِ َ‬
‫مْر َ‬
‫ن ُ‬
‫ساعَةِ أّيا َ‬
‫عن ال ّ‬
‫َ‬
‫‪25‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة أ َْو‬ ‫م ي َل ْب َث ُتتوا إ ِل ّ عَ ِ‬
‫شتي ّ ً‬ ‫م ي ََروَْنها ل َ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ها‪َ ،‬‬
‫كأن ّهُ ْ‬ ‫خ َ‬
‫شا َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫منذُِر َ‬
‫ت ُ‬
‫َ‬
‫ما أن ْ َ‬
‫إ ِن ّ َ‬

‫حاها"‪.‬‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫عن ْد َ َرّبتتي‬ ‫عل ْ ُ‬
‫مَها ِ‬ ‫ما ِ‬
‫ها قل إ ِن ّ َ‬
‫سا َ‬
‫مْر َ‬
‫ن ُ‬
‫ساعَةِ أّيا َ‬
‫عن ال ّ‬ ‫وقال‪َ" :‬يسأُلون َ َ‬
‫ك َ‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫ت َوالْرض ل َتأتيك ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ ب َغْت َ ً‬ ‫وا ِ‬ ‫جّليَها ل ِوَقْت َِها إ ِل ّ هُوَ ث َُقَلت في ال ّ‬
‫سم َ‬ ‫ل َ يُ َ‬

‫عن ْد َ الل ّهِ ولك ّ‬


‫ن أك ْث ََر الن ّتتاس‬ ‫عل ْ ُ‬
‫مَها ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ي عَن َْها قُ ْ‬
‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫حف ّ‬
‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬
‫ك َ‬
‫كأن ّ َ‬ ‫يَ ْ‬

‫مون"‪.‬‬
‫ل ي َْعل ُ‬

‫ت‬
‫واليتتات فتتي هتتذا والحتتاديث كتتثيرة وقتتال اللتته تعتتالى‪" :‬اقتتتَرب َ ِ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُر"‪.‬‬ ‫ة وان ْ َ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتقّ الَق َ‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاع ُ‬
‫ال ّ‬

‫ة ك ََهات َْين"‪.‬‬
‫ساعَ َ‬ ‫وثبت في الحديث الصحيح‪" :‬ب ُعِث ْ ُ‬
‫ت أَنا وال ّ‬

‫اقتراب الساعة‬

‫وفي رواية‪" :‬إن كادت لتسبقني" وهذا يدل على اقترابهتتا بالنستتبة‬

‫م‬
‫هتت ْ‬
‫م وَ ُ‬
‫حساب ُهُ ْ‬
‫ب للّناس ِ‬
‫إلى ما مضى من الدنيا‪ .‬وقال تعالى‪" :‬اقتر َ‬

‫جُلوه"‪.‬‬ ‫متُر الّلتهِ فَل َ ت َ ْ‬


‫ستت َعْ ِ‬ ‫ضون"‪.‬وقال تعتالى‪" :‬أتتى أ ْ‬ ‫ِفي غَْفل َةٍ ُ‬
‫معْرِ ُ‬

‫من ُتتوا‬
‫نآ َ‬ ‫ن ب ِهَتتا َوال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ل َ ي ُؤْ ِ‬
‫من ُتتو َ‬ ‫ل ب ِهَتتا ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ج ُ‬
‫س تت َعْ ِ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬ي َ ْ‬

‫ق"‪.‬‬ ‫ن أن َّها ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫من َْها وَي َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ن ِ‬
‫فُقو َ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ُ‬
‫‪26‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حشر المسلم مع من أحب يوم القيامة‬

‫وفي الصحيح أن رجل ً من العتراب ستأل رستول اللته صتلى اللته‬

‫ت ل َهَتتا? فََقتتا َ‬ ‫َ‬ ‫عليه وسلم عن الساعة فقال‪" :‬إ ِن َّها َ‬


‫ل‬ ‫ة فَ َ‬
‫متتا أع تد َد ْ َ‬ ‫كائ ِن َ ٌ‬

‫متتل وَل َك ِّننتتي‬ ‫عد ّ ل ََها ك َث َْرةَ َ‬


‫صل َةٍ وَل َ عَ َ‬ ‫ل َوالل َهِ يا رسول الله ل َ ْ‬
‫مأ ِ‬ ‫ج ُ‬
‫الّر ُ‬

‫ن‬ ‫ما فَرِ َ‬


‫ح المسلمو َ‬ ‫ت" فَ َ‬
‫حب َب ْ َ‬
‫نأ ْ‬
‫م ْ‬
‫مع َ َ‬
‫ت َ‬
‫ل‪ :‬أن ْ َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه‪ ،‬فََقا َ‬ ‫ب الل ّ َ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫ح ّ‬
‫أ ِ‬

‫م ب ِهَ َ‬
‫ذا الحديث‪.‬‬ ‫يءٍ فََر َ‬
‫حه ُ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ش ْ‬

‫من مات فقد قامت قيامته‬

‫وفي بعض الحاديث أنه عليه السلم سئل عن الساعة فنظتتر إلتتى‬

‫ساعَت ُك ُ ْ‬
‫م"‪.‬‬ ‫حّتى تأِتيك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ك هَ َ‬
‫ذا الهََرم َ‬ ‫غلم فقال‪" :‬ل َ ْ‬
‫ن ُيدرِ َ‬

‫والمراد انخرام قرنهم ودخولهم في عالم الخرة‪ ،‬فإن كل من مات‬

‫فقد دخل في حكم الختترة‪ ،‬وبعتتض النتتاس يقتتول‪ :‬متتن متتات فقتتد‬

‫قامت قيامته‪ ،‬وهذا الكلم بهذا المعنى صحيح‪ ،‬وقد يقول هذا‪ ،‬بعض‬

‫الملحدة ويشيرون به إلى شتتيء آختتر متتن الباطتتل‪ ،‬فأمتتا الستتاعة‬

‫‪27‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العظمى وهي وقت اجتماع الولين والخرين في صعيد واحتتد فهتتذا‬

‫مما استأثر الله تعالى بعلم وقته‪.‬‬

‫مفاتيح الغيب خمس ل يعلمهن إل الّله‬

‫ن الل ّت َ‬
‫ه‬ ‫م قتترأ‪" :‬إ ِ ّ‬ ‫ن إ ِل ّ الل ّ ُ‬
‫ه ثُ ّ‬ ‫خمس ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫مه ُ ّ‬ ‫كما ثبت في الحديث‪َ " :‬‬

‫متتا ت تد ِْري‬
‫حتتام وَ َ‬
‫متتا فِتتي الْر َ‬ ‫ث وَي َعْل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ل ال ْغَي ْ َ‬
‫ساعَةِ وَي َُنز ُ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫عند َهُ ِ‬
‫ِ‬

‫ن الل ّت َ‬
‫ه‬ ‫ت إِ ّ‬
‫متتو ُ‬
‫س ب ِتتأي أْرض ت َ ُ‬ ‫غدا ً وَ َ‬
‫متتا ت تد ِْري ن َْف ت ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ت َك ْ ِ‬
‫س ُ‬ ‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ن َْف ٌ‬

‫خِبير"‪.‬‬
‫عَِليم َ‬

‫الرسول عليه السلم ل يعلم متى الساعة‬

‫ولما جاء جبريل عليه الصلة والستتلم فتتي صتتورة أعرابتتي فستتأل‬

‫لحسان أجتتابه صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬


‫لسلم ثم اليمان ثم ا ِ‬
‫عن ا ِ‬

‫عن ذلك‪ ،‬فلما سأله عن الساعة قال له‪" :‬ما المسئول عنها بتتأعلم‬

‫من السائل‪ ،‬قتتال فتتأخبرني عتتن أشتتراطها فتتأخبره عتتن ذلتتك كمتتا‬

‫سيأتي إيراده بسنده ومتنه مع إسناده وأشكاله من الحاديث‪.‬‬

‫باب‬
‫‪28‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر الفتن جملة‬

‫ن شاءَ الل ّ ُ‬
‫ه تعالى‬ ‫ثم تفصيل ذكرها بعد ذلك إ ْ‬

‫إشارة نبوية إلى تعاقب الخير والشر‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن موسى‪ ،‬حدثنا الوليد‪ ،‬حدثنا ابن جابر‪،‬‬

‫حدثني بئر بن عبد الرحمن الحضرمي‪ ،‬حدثني أبو إدريس الختتولني‬

‫أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول‪ :‬كنتتا النتتاس يستتألون رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشتتر مخافتتة أن‬

‫شتتر َفجاَءنتتا الل ّت ُ‬


‫ه‬ ‫يدركني فقلت يا رسول الله‪" :‬إ ِّنا ك ُّنا ِفي َ‬
‫جاهِل ِي ّةِ وَ َ‬

‫ل ب َْعتد َ ذ َِلت َ‬
‫ك‬ ‫هت ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫ر? َقتا َ‬
‫ل‪ :‬ن ََعت ْ‬ ‫ن َ‬
‫شت ٍ‬ ‫م ْ‬
‫خْير ِ‬
‫هذا ال َ‬ ‫ِبهذا الخير فَهَ ْ‬
‫ل ب َعْد َ َ‬

‫ل‪ :‬قَ توْ ٌ‬


‫م‬ ‫ه? فَقتتا َ‬
‫خن ُت ً‬
‫ما د َ َ‬ ‫ن قُل ْ ُ‬
‫ت‪ :‬وَ َ‬ ‫خ ٌ‬
‫م وفيهِ د َ َ‬ ‫خْير? َقا َ‬
‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ال ّ‬
‫شر ِ‬

‫م وي ُن ْك َُر ُقلت‪ :‬فهل بعد ذلك الخيرِ متتن‬


‫ي ي ُعَْرف منهُ ُ‬
‫هدي ِ‬
‫ن ب ِغَي ْرِ َ‬
‫دو َ‬
‫ي َهْ ُ‬

‫م إ ِل َي َْها قَذ َُفوهُ ِفيها‪.‬‬ ‫ل‪ :‬نعم دعاةٌ على أبواب جهنم م َ‬
‫جاب َهُ ْ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ‬ ‫شّر? َقا َ َ َ ْ‬
‫َ‬

‫ن‬ ‫جل ْتد َت َِنا وي َت َك َل ّ ُ‬


‫متو َ‬ ‫ن ِ‬
‫مت ْ‬
‫م ِ‬
‫هت ْ‬
‫م لنتا‪ .‬قتال ُ‬
‫صتْفهُ ْ‬
‫قلتت يتتا رستول اللته ِ‬

‫ة‬
‫ماعَت َ‬
‫ج َ‬
‫م َ‬ ‫ن أ َد َْرك َن ِتتي ذ َل ِت َ‬
‫ك? قَتتال‪ :‬ت َل ْتَز ْ‬ ‫مْرِني إ ِ ْ‬
‫ما تأ ُ‬ ‫ِبأل ْ ِ‬
‫سن َت َِنا‪ .‬قلت‪ :‬فَ َ‬

‫‪29‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‪ .‬قَتتا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ماعَت ٌ‬ ‫م وَل َ َ‬
‫ج َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬
‫م إِ َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫مُهم‪ .‬قُل ْ ُ‬
‫ت‪ :‬فإ ِ ْ‬ ‫ما َ‬
‫مين وإ ِ َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ال ُ‬

‫حت ّتتى ي تد ْرِك َ َ‬


‫ك‬ ‫جَرةٍ َ‬ ‫صتتل َ‬
‫شت َ‬ ‫ض بأ ْ‬ ‫ك ال ِْفَرقَ ك ُل َّها وََلو أ ْ‬
‫ن ت َعَ ت ّ‬ ‫ل ت ِل ْ َ‬
‫َفاعْت َزِ ْ‬

‫علتتتتتتتتتتتتتتتى ذ َِلتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ت وَأْنتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتوْ ُ‬
‫ال َ‬

‫ثم رواه البخاري أيضا ً ومسلم‪ ،‬عن محمد بن المثنى‪ ،‬عن الوليد بن‬

‫مسلم‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به ونحوه‪.‬‬

‫لسلم غريبا ً كما بدأ‬


‫عودة ا ِ‬

‫وثبت في الصحيح من حديث العمش‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الحوص‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته‬

‫دأ فَط ُتتوبى‬


‫غريبتا ً كمتتا ب َت َ‬ ‫ريبا ً و َ‬
‫سي َُعود ُ َ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َبدأ غَ ِ‬ ‫ن ال ِ ْ‬
‫عليه وسلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن ال َْقَباِئل"‪.‬‬
‫م َ‬
‫ح ِ‬ ‫من الغَُرَباُء? قا َ‬
‫ل‪ :‬النزائ ُ‬ ‫ِللغَُرَباءِ ِقي َ‬
‫ل وَ َ‬

‫ورواه ابن ماجة عن أنس وأبي هريرة‪.‬‬

‫باب‬

‫افتراق المم‬

‫‪30‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا محمد بن بشتتر‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫دى‬ ‫ت ال ْي َهُتتود ُ عَل َتتى إ ِ ْ‬


‫حت َ‬ ‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستلم‪" :‬ت ََفّرقَت ِ‬

‫ن فِْرقَ ً‬
‫ة"‪.‬‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫مِتي عََلى ث َل َ ٍ‬
‫ث وَ َ‬ ‫ة وت ََفّرقَ ْ‬
‫تأ ّ‬ ‫ن فِْرقَ ً‬
‫سب ِْعي َ‬
‫وَ َ‬

‫ورواه أبو داود عن وهب بن تقية‪ ،‬عن خالد‪ ،‬عن محمتتد بتتن عمتترو‬

‫به‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الفتن ستفرق المة وأن النجاة‬

‫ستكون في لزوم الجماعة‬

‫وقتتال حتتدثنا عمتترو بتتن عثمتتان بتتن ستتعيد بتتن كريتتش بتتن دينتتار‬

‫الحمصي‪ ،‬حدثنا عباد بن يوسف‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬عن راشد‬

‫بن سعد‪ ،‬عن عوف بن مالك قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته‬

‫ة‬
‫جّنتت ِ‬
‫حد َةٌ ِفي ال َ‬ ‫ة فَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ن فِْرقَ ً‬
‫سب ِْعي َ‬
‫دى وَ َ‬ ‫وسلم‪" :‬إ ِفْت ََرقَ الي َُهود عََلى إ ِ ْ‬
‫ح َ‬

‫ة‬ ‫ت الّنصاَرى عَل َتتى اث ْن َت َي ْتتن وستتبعي َ‬


‫ن فرق ت ً‬ ‫ن ِفي الّناِر‪ ،‬وافْت ََرقَ ِ‬
‫سب ُْعو َ‬
‫و َ‬

‫حد َةٌ فتتي الجن ّتتة‪ ،‬وال ّت ِ‬


‫ذي ن َْفستتي ب ِي َتدِهِ‬ ‫حدى وسبعون في الّنارِ وََوا ِ‬
‫فإ ِ ْ‬

‫ن فِْرَقة فواحدة فتتي الجّنتةِ واثنتتتان‬


‫سبعي َ‬
‫مِتي على ثلث و َ‬ ‫ل ََتفت َرِقَ ّ‬
‫نأ ّ‬
‫‪31‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسبعون في الّناِر" قيل يا رسول الله من تراهم? قال‪" :‬الجماعة"‪.‬‬

‫تفّرد به أيضا ً وإسناده ل بأس به أيضًا‪ ،‬وقال ابن جماعة أيضا ً حتتدثنا‬

‫هشام هو ابتتن عتتامر‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن مستتلم‪ ،‬حتتدثنا أبتتو عمتترو‪،‬‬

‫وحدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال‪ :‬قتتال رستتول الل ّتته صتتلى اللتته‬

‫ة‬
‫ن فرق ت ً‬
‫س تب ِْعي َ‬
‫ت على ِإحتتدى و َ‬ ‫ن بني ِإسرائي َ‬
‫ل افترق ْ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ة كّلهتتا فتتي الن ّتتارِ إل‬


‫ن فرقت ً‬ ‫متي ستفترق علتتى اث ْن َت َي ْتتن و َ‬
‫ستب ِْعي َ‬ ‫وِإن أ ّ‬

‫ة"‪.‬‬
‫واحدةً وهي الجماع ُ‬

‫وهذا إسناد جيد قوي على شرط الصحيح تفرد به ابن متاجه أيضتًا‪،‬‬

‫وقال أبو داود حدثنا أحمد بن حنبل ومحمتتد يحيتتى بتتن فتتارس قتتال‬

‫حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان هو ابن عمرو‪ ،‬حدثنا أزهتتر بتتن عبتتد‬

‫الله الحراري قال أحمد عن أبي عامر الهوزني عن معاوية بتتن أبتتي‬

‫سفيان أنه قام فقال أل إن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتام‬

‫ن أهل الكتاب افَْترقُتتوا علتتى اث ْن َت َي ْتتن‬


‫م ْ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫فينا وقال‪" :‬أل إ ِ ّ‬

‫مل ّت َ‬
‫ة ستتتفترق علتتى ثلث وستتبعين اثنتتتان‬ ‫وسبعين مل ّ ً‬
‫ة وأن هتتذه ال ِ‬

‫جماعتتتة"‪.‬‬
‫وستتتبعون فتتتي الّنتتتارِ وواحتتتدةٌ فتتتي الجنتتتة وهتتتي ال َ‬

‫‪32‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تفرد به أبو داود وإسناده حسن‪ ،‬وفتتي مستتتدرك الحتتاكم أنهتتم لمتتا‬

‫سألوه عن الفرقة الناجية من هم قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي"‪.‬‬

‫وقد تقدم في حديث حذيفتتة أن المخلتتص متتن الفتتتن عنتتد وقوعهتتا‬

‫اتباع الجماعة ولزوم الطاعة‪.‬‬

‫ل تجتمع المة على ضللة‬

‫وقد قال‪ :‬حدثنا العبتتاس بتتن عثمتتان الدمشتتقي‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن‬

‫مسلم‪ ،‬حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي‪ ،‬حدثنا أبو خلف العمتتى أنتته‬

‫سمع أنس بن مالك يقتتول‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ف‬ ‫ضت َ‬
‫للةٍ فتتإذا رأيتتتم الختل َ‬ ‫جتمعَ على َ‬ ‫مِتي ل َ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫وسلم يقول‪" :‬إن أ ّ‬
‫سوادِ الع َ‬
‫ظم" ولكتتن هتتذا حتتديث ضتتعيف لن معتتاذ بتتن‬ ‫فعليكم بال ّ‬

‫رفاعة السلمي ضعفه غير واحد من الئمتتة‪ ،‬وفتتي بعتتض الروايتتات‬

‫عليكم بالسواد العظم الحق وأهله فأهل الحق هتتم أكتتثر المتتة ول‬

‫سيما في زمان الصدر الول ل يكاد يوجد فيهم من هو علتتى بدعتتة‪،‬‬

‫وأما في العصار المتأخرة فل يعدم الحق عصابة يقومون به‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذن باعتزال الناس عند اشتداد الفتن وتحكم الهواء‬

‫كما قال في حديث حذيفة فإن لم يكن لهم إمام ول جماعتتة قتتال‪:‬‬
‫َ‬
‫ض بأصتتل شتتجرة حتتتى ي ُتد ْرِك َ َ‬
‫ك‬ ‫ك الِفرقَ كّلها وََلو أ ّ‬
‫ن ت َعَ ّ‬ ‫ل تل َ‬
‫"فاعَْتز ْ‬

‫ت عََلى ذِلك"‪.‬‬
‫ت وأن َ‬
‫المو ُ‬

‫لسلم غريبا ً وسيعود غريبًا‪ .‬وورد في‬


‫وتقدم الحديث الصحيح‪ .‬بدأ ا ِ‬

‫ه الّله"‪.‬‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫الحديث‪" :‬ل تقوم الساعة على أحدٍ يقو ُ‬

‫والمقصود أنه إذا ظهرت الفتن فتتإنه يستتوغ اعتتتزال النتتاس حينئذ‬

‫ب‬ ‫مت َّبعا ً وإ ِعْ َ‬


‫جا َ‬ ‫طاعا ً وَهَ َ‬
‫وى ُ‬ ‫م َ‬
‫حا ً ُ‬ ‫كما ثبت في الحديث‪" :‬فِإذا رَأيت ُ‬
‫ش ّ‬

‫متتَر الَعتتوام"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ستت َ‬ ‫ل ِذي رأي برأيتته فَعَل َْيتت َ‬ ‫ُ‬
‫كتت ّ‬
‫ك وَد َعْ أ ْ‬ ‫صتتةِ نف ِ‬
‫وي َ‬
‫ك بخ َ‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد الله بتتن يوستتف‪ ،‬أخبرنتتا مالتتك عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي ستتعيد قتتال‪:‬‬

‫خي ْتتر متتال‬


‫ن َ‬ ‫ك أن ي َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ش ُ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ُ" :‬يو ِ‬

‫طر ناجيتا ً بتتديِنه متتن‬


‫ضعَ اْلق ْ‬
‫ل وموا ِ‬ ‫م ي ُت ّب َعُ ب َِها َ‬
‫شَعف الجبا ِ‬ ‫المسلم غن ٌ‬

‫الِفَتن"‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لم يخرجه مستلم‪ ،‬وقتتد رواه أبتو داود والنستائي وابتتن متتاجه متن‬

‫طريق ابن أبي صعصعة به‪ ،‬ويجوز حينئذ سؤال الوفتتاة عنتتد حلتتول‬

‫ح به الحديث‪.‬‬
‫الفتن وإن كان قد نهى عنه لغير ذلك كما ص ّ‬

‫النهي عن تمني الموت‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬حدثنا ابن يونس‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬ل‬
‫مات‬
‫ه وإّنه إذا َ‬ ‫ن قَْبل أ ْ‬
‫ن َيأت ِي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ل َ ي َد ْ ُ‬
‫عو ب ِهِ ِ‬ ‫م المو َ‬ ‫ن أحد ُك ُ ُ‬
‫مّني ّ‬
‫ي َت َ َ‬
‫ن عمُرهُ إل خيرًا"‪.‬‬ ‫ه ل َيزيد ُ المؤم َ‬ ‫ه وإن ّ ُ‬ ‫انقطع عمل ُ‬
‫والدليل على جواز سؤال المتتوت عنتتد الفتتتن الحتتديث التتذي رواه‬

‫أحمد في مسنده عن معاذ بن جبل في حديث المنام الطويل وفيه‪:‬‬

‫ت‬
‫من ِتتي وإذا أَرد ْ َ‬
‫ح َ‬
‫ن ت َغِْفَر لي وت َْر َ‬
‫ت وأ ْ‬
‫خْيرا ِ‬ ‫م اني اسأُلك فع َ‬
‫ل ال َ‬ ‫"الل ّهً ّ‬

‫من‬
‫ب َ‬ ‫حب ً َ‬
‫ك وح ّ‬ ‫سأل ُ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ن الل ّهُ ّ‬
‫م ِإني أ ْ‬ ‫مْفُتو ٍ‬ ‫ة فَت َوَفِّني إ ِل َي ْ َ‬
‫ك غَي َْر َ‬ ‫بقوم ِفتن َ ً‬

‫حب ّتتتتتتك"‪.‬‬
‫متتتتتتل يقرُبنتتتتتتي إلتتتتتتى ُ‬ ‫ب ك ُتتتتتت ّ‬
‫ل عَ َ‬ ‫حتتتتتت ّ‬
‫حب ّتتتتتتك و ُ‬
‫يُ ِ‬

‫وهذه الحاديث دالة على أنه يأتي على الناس زمان شديد ل يكتتون‬

‫للمستلمين جماعتة قائمتة بتالحق إمتا فتي جميتع الرض وإمتا فتي‬

‫بعضها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رفع العلم بموت العلماء‬

‫وقد ثبت في الصحيح‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صتتلى‬

‫ن‬
‫مت َ‬
‫ه ِ‬ ‫م انت َِزاعتا ً ي َن ْت َ ِ‬
‫زعت ُ‬ ‫ض العلت َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل َ ي َْقب ِت ُ‬ ‫الله عليه وسلم ّقال‪" :‬إ ّ‬

‫م‬
‫م ِبموت العلماء حتى إّنه إذا لتتم ي َب ْتقَ عَتتال ِ ٌ‬
‫ض العل َ‬
‫ن َيقب ُ‬
‫الّناس ولك ِ ْ‬

‫ضلوا وأضّلوا"‪.‬‬ ‫ؤساَء جهال ً َفسئ ُِلوا َفأفْت َ ْ‬


‫وا بغي ْرِ علم فَ َ‬ ‫سر َ‬
‫خذ َ الّنا ُ‬
‫ات ّ َ‬

‫إشارة نبوية إلى بقاء طائفة من المة على الحق حتى‬

‫تقوم الساعة‬

‫ق‬
‫حتت ّ‬
‫هرين على ال َ‬ ‫مِتي َ‬
‫ظا ِ‬ ‫نأ ّ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫وفي الحديث الخر‪" :‬ل ت ََزال طائف ٌ‬

‫حت ّتتى يتتأِتي أمتُر الل ّتهِ وهُتتم‬


‫م َ‬
‫ن ختتالفهُ ْ‬
‫مت ْ‬ ‫ختذ َل َهُ ْ‬
‫م َول َ‬ ‫م متتن َ‬
‫ضرهُ ْ‬
‫ل يَ ُ‬

‫كذلك"‪.‬‬

‫وفي صحيح البخاري وهم على ذلك‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الّله سيبعث لهذه المة كل مائة‬

‫سنة من يجدد لها أمر دينها‬

‫‪36‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال عبد الله بن المبارك وغير واحد من الئمة وهم أهل الحتتديث‪،‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حتتدثنا ستتلمان بتتن داود النهتتري‪ ،‬حتتدثنا ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫حدثنا سعيد بن أبي أيوب‪ ،‬عن شراحيل بن يزيد المغتتازي عتتن أبتتي‬

‫علقمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪:‬‬

‫ستن َةٍ متتن ُيج تد ّد َ ل َهَتتا‬ ‫ث لهذه المةِ على رأس ُ‬


‫كل متتائ َةِ َ‬ ‫"إن الل ّ َ‬
‫ه ي َب ْعَ ُ‬

‫أمَر ِديَنها"‪.‬‬

‫تفرد به أبو داود‪ ،‬ثم قال عبد الرحمن بن شريح لم يتحر شتتراحيل‬

‫يعني أنه موقوف عليه‪ ،‬وقد ادعى كل قوم في إمتتامهم أنتته المتتراد‬

‫بهذا الحديث‪ ،‬والظاهر والله أعلم أنه يعم جملة أهل العلم من كتتل‬

‫طائفتة وكتل صتنف متن أصتناف العلمتاء متن مفسترين ومحتدثين‬

‫وفقهاء ونحاة ولغتتويين إلتتى غيتتر ذلتتك متتن الصتتناف واللتته أعلتتم‪،‬‬

‫وقوله فتتي حتتديث عبتتد اللتته بتتن عمتترو‪" :‬إن اللتته ل يقبتتض العلتتم‬

‫انتزاعا ً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء" ظاهر في أن العلتتم‬

‫ل ينتزع من صدور الرجال بعد أن وهبهم الله إياه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعض أشراط الساعة التي أخبر بها الرسول عليه‬

‫السلم‬

‫وقد ورد في الحديث الخر الذي رواه ابن ماجه عن بنتتدار ومحمتتد‬

‫بن المثنى عن غندر عن شعبة سمعت قتادة يحتتدث عتتن أنتتس بتتن‬

‫مالك قال‪ :‬أل أحدثكم حديثا ً سمعته من رسول الله صلى الله عليته‬

‫ط‬ ‫نأ ْ‬
‫ش تَرا ِ‬ ‫مت ْ‬
‫ن ِ‬
‫وسلم ل يحتتدثكم بتته أحتتد بعتتدي? ستتمعت منتته‪" :‬أ ّ‬

‫متتر‬
‫خ ْ‬
‫ب ال َ‬
‫ش تَر َ‬ ‫م وي َظ ْهََر الجهل وَي َْف ُ‬
‫شو الزنتتا وت ُ ْ‬ ‫ساعَةِ أن ُيرفَعَ العل ُ‬
‫ال ّ‬

‫ن لخمستين امترأةً قَي ّت ٌ‬


‫م‬ ‫حت ّتتى يكتتو َ‬
‫ستاءُ َ‬ ‫ب الّرجتتا ُ‬
‫ل وت َب َْقتى الن ّ َ‬ ‫وي َتذ ْهَ َ‬

‫د"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫وا ِ‬

‫وأخرجاه في الصحيحين من حديث غندر به‪.‬‬

‫رفع العلم من الناس في آخر الزمان‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير‪ ،‬حدثنا أبي وكيع‪،‬‬
‫عن العمش عن شقيق‪ ،‬عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬يكون بين يدي الساعة أيام‪ ،‬يرفع فيها العلم‬
‫وينزل فيها الجهل‪ ،‬ويكثر فيها الهرج"‪ ،‬والهرج القتل‪ ،‬وهكذا رواه‬
‫البخاري ومسلم من حديث العمش به‪.‬‬
‫وقال ابن ماجة‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن أبي مالك الشجعي‪ ،‬عن‬

‫‪38‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ربعي بن خراش‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫ما‬‫حّتى َ‬ ‫ب َ‬ ‫شي الثو ِ‬ ‫ما يد ُْرس و َ‬ ‫م كَ َ‬
‫سل َ ُ‬‫س ال ِ ْ‬ ‫الله عليه وسلم‪" :‬يد ُْر ُ‬
‫ري النسيان على‬ ‫س ِ‬
‫ة َوي ْ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ك وَل َ َ‬ ‫س ٌ‬‫صلةٌ وَل َ ن ُ ُ‬‫م وَل َ َ‬
‫صَيا ٌ‬ ‫ي ُد َْرى ِ‬
‫ن‬ ‫ة وتبَقى َ‬ ‫َ‬
‫ب في ل َي ْل َةٍ فَل َ ي َب َْقى في الْرض ِ‬
‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫طوائ ِ ُ‬ ‫ه آي ٌ‬‫من ْ ُ‬ ‫الك َِتا ِ‬
‫َ‬
‫مةِ ل‬ ‫خ الكبيُر والعجوُز يقولون أد َْرك َْنا أَباَنا على هَذِهِ الك َل ِ َ‬ ‫الّناس الشي ُ‬
‫صد َقَ ٌ‬
‫ة‬ ‫ك َول َ‬ ‫س ٌ‬‫صَيام َول ن ُ ُ‬ ‫صل َةٌ َول ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه وهم ل ي َد ُْرون َ‬ ‫ه إل ّ الل ّ ُ‬ ‫ِإل َ‬
‫دها عليه ثلثا ً ك ّ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫رض عنه حذيف ُ‬ ‫ل ذلك ي ُعْ ِ‬ ‫حذيَفة فََرد ّ َ‬‫ض عنه ُ‬ ‫فَأعَر َ‬
‫جيهم من الناِر"‪.‬‬ ‫ة ت ُن ْ ِ‬ ‫ل عل َْيه في الثالثة فقال فاصل ٌ‬ ‫ثم أقْب َ َ‬
‫وهذا دال على أن العلم قد يرفع من الناس في آخر الزمتتان حتتتى‬

‫إن القرآن يسري عليتته النستتيان فتتي المصتتاحف والصتتدور ويبقتتى‬

‫الناس بل علم‪ ،‬وإنما الشيخ الكبير والعجوز المستتنة يختتبران بتتأنهم‬

‫أدركوا الناس وهم يقولون ل إله إل اللتته فهتتم يقولونهتتا علتتى وجتته‬

‫التقريب إلى الله عز وجل فهي نافعة لهم وإن لم يكن عندهم متتن‬

‫العمل الصالح والعلم النافع غيرها‪ ،‬وقوله‪ :‬تنجيهم من النتتار يحتمتتل‬

‫أن يكون المراد أنها تدفع عنهم دخول النار بالكلية ويكتتون فرضتتهم‬

‫القول المجرد لعدم تكليفهم بالفعال التتتي لتتم يختتاطبوا بهتتا واللتته‬

‫تعالى أعلم‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنتتى أنهتتا تنجيهتتم متتن النتتار بعتتد‬

‫دخولها‪ ،‬وعلى هذا فيحتمل أن يكونوا من المراد بقتتوله تعتتالى فتتي‬

‫الحديث القدسي‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه إل ّ‬
‫دهرِل َ ِإل َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن َقال َيوما ً ِ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫ن من الّنارِ َ‬
‫ج ّ‬
‫خرِ َ‬
‫"وعّزتي وجلِلي ل ْ‬

‫ال ل ّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫كما سيأتي بيانه فتتي مقامتتات الشتتفاعة‪ ،‬ويحتمتتل أن يكتتون أولئك‬

‫قوما ً آخرين والله أعلم‪ ،‬والمقصود أن العلم يرفع في آختتر الزمتتان‬

‫ويكثر الجهل‪ ،‬وفي هذا الحديت إخبار بأنه ينزل الجهل أي يلهم أهل‬

‫ذلك الزمان الجهل وذلك من الخذلن نعوذ بالله منه‪ ،‬ثتتم ل يزالتتون‬

‫كذلك في تزايد من الجهالة والضللة إلى أن تنتهي الحياة الدنيا كما‬

‫جاء في الحديث ما أخبر به الصادق المصدوق في قتتوله‪" :‬ل َ ت َُقتتو ُ‬


‫م‬

‫م إ ِل ّ على ِ‬
‫شَرارِ الناس"‪.‬‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه وَل َ تقو ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ة عََلى أ َ‬
‫حدٍ يُقو ُ‬ ‫ساعَ ُ‬
‫ال ّ‬

‫ذكر شرور تحدث في آخر الزمان‬

‫وإن كان قد وجد بعضها في زماننا أيضا ً‬

‫إشارة نبوية إلى بعض شرور ستكون‬

‫قال أبو عبد الله بن ماجة رحمه الله في كتاب الفتن من سننه‪،‬‬
‫حدثنا محمود بن خالد الدمشقي‪ ،‬حدثنا سليمان بن عبد الرحمن‬
‫أبي أيوب‪ ،‬عن ابن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح‪ ،‬عن‬

‫‪40‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عبد الله بن عمر قال‪ :‬أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬ذكر شرور تحدث في آخر الزمان وإن كان قد وجد بعضها‬
‫في زماننا أيضًا‪.‬‬
‫ن‬ ‫عوذ ُ ِبالل ّهِ أ ْ‬ ‫ن َوأ ُ‬ ‫م ب ِهِ ّ‬ ‫ذا اب ْت ُِليت ُ ْ‬‫صال إ ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫س ِ‬
‫م ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مهاجري َ‬ ‫شَر ال ُ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫"َيا َ‬
‫شا‬ ‫م ت َظ َْهر الَفاحشة في قوم قط حّتى ي ُعْل ُِنوا ِبها إل فَ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كوهُ ّ‬ ‫ُتدرِ ُ‬
‫ضت في أسلفهم الذين‬ ‫م َ‬ ‫كن َ‬ ‫مت ُ‬ ‫ن والوجاعُ التي ل ْ‬ ‫فيهم الطاعو ُ‬
‫جوِْر‬ ‫ؤون َةِ و َ‬ ‫م ُ‬ ‫شد ّةِ ال َ‬ ‫نو ِ‬ ‫ذوا بالسِني َ‬ ‫ل إ ِل ّ أ ِ‬
‫خ ُ‬ ‫صوا المكيا َ‬ ‫وا‪ ،‬ولم ي ُن ِْق ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ْ‬
‫مِنعوا آلَقطَر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫من َُعوا زكاةَ أموالهم إ ِل ُ‬ ‫ن عليهم‪ ،‬ولم ي َ ْ‬ ‫السلطا ِ‬
‫ضوا عهد َ الل ّهِ وعَهْد َ‬ ‫م ي َن َْق ُ‬ ‫مط َُروا وَل َ ْ‬ ‫م َلم ي ُ ْ‬ ‫ول الب ََهائ ِ ُ‬ ‫ماِء‪ ،‬ول َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫م‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ما في أي ْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ذوا ب َعْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م فأ َ‬ ‫ن غَي ْرِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫علي ِْهم عَد ُوّا ً ِ‬ ‫ط َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫سولهِ إ ِل ّ َ‬ ‫َر ُ‬
‫ل الله‬ ‫جع َ َ‬ ‫ه إل َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫خروا بما أنز َ‬ ‫س ِ‬ ‫ب الل ّهِ و َ‬ ‫حكم أئمُتهم بكتا ِ‬ ‫وما لم ت َ ْ‬
‫سُهم ب َي ْن َُهم"‪.‬‬ ‫بأ َ‬
‫تفّرد به ابن ماجه وفيه غرابة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حدثنا صالح بن عبد‬
‫الله‪ ،‬حدثنا الفرج بن فضالة الشامي‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫ل ِفيها‬ ‫ح ّ‬ ‫ة َ‬ ‫صل َ َ‬‫خ ْ‬ ‫شَرةَ َ‬ ‫مس عَ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫متي َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫الله عليه وسلم‪ِ" :‬إذا فعل ْ‬
‫ة‬
‫مان َ ُ‬ ‫م د َُول وال َ‬ ‫مغْن َ ُ‬ ‫ل ِإذا كان ال َ‬ ‫ي يا رسول الله? َقا َ‬ ‫ل وما هِ َ‬ ‫البلء ِقي َ‬
‫ديَقه‬ ‫ه وب َّر ص ِ‬ ‫م ُ‬‫مغَْرما ً وأطاع الرجل زوجته وعَقّ أ ّ‬ ‫مغَْنما ً والزكاة َ‬ ‫ُ‬
‫جدِ وكان زعيم القوم‬ ‫ه‪ ،‬وارتفعت الصوات في المسا ِ‬ ‫وجفا أَبا ُ‬
‫حرير‬ ‫س ال َ‬ ‫ت الخمر ول ُب ِ َ‬ ‫شرب ُ‬ ‫شره و ُ‬ ‫ة َ‬ ‫مخافَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م الرج ُ‬ ‫م وأك َْر َ‬ ‫أْرذ َل َهُ ْ‬
‫عن ْد َ‬ ‫مةِ أّولَها فَل ْي َْرت َِقُبوا ِ‬ ‫ن آخُر هذِهِ ال ّ‬ ‫ف ول َعَ َ‬ ‫مَعاز ُ‬ ‫ت وال ْ َ‬ ‫ذت الَقْينا ُ‬ ‫واتخ َ‬
‫سخًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫سفا ً أو م ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫مراَء أو َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك ِريحا ً َ‬ ‫ذل ِ َ‬
‫ثم قال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه من حديث علي إل من‬
‫هذا الوجه‪ ،‬ول نعلم أحدا ً‬
‫روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد النصاري عن أبي الفرج بن‬
‫فضالة‪ ،‬وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه‪ ،‬وقد روى‬
‫عنه وكيع وغير واحد من الئمة‪ ،‬وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن الحسين القيسي‪ ،‬حدثنا يونس بن أرقم‪ ،‬حدثنا إبراهيم‬
‫بن عبد الله بن حسن بن حسن‪ ،‬عن زيد بن علي بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن أبي طالب قال‪ :‬صلى بنا رسول الله‬

‫‪41‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم صلة الصبح فلما صلى صلته ناداه رجل‬
‫متى الساعة فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره وقال‬
‫اسكت حتى إذا أسفر رفع طرفه إلى السماء فقال‪ :‬تبارك رافعها‬
‫ومدبرها ثم رمى ببصره إلى الرض فقال تبارك داحيها وخالقها‪ ،‬ثم‬
‫قال أين السائل عن الساعة فجثا الرجل على ركبتيه فقال أنا بأبي‬
‫ف الئمة وتصديق بالنجوم‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫أنت وأمي سألتك فقال‪" :‬ذلك عند َ‬
‫مغَْرما ً‬ ‫ة َ‬ ‫صدقَ ُ‬ ‫مْغنما ً وال ّ‬ ‫ب باْلقدِر‪ ،‬وحتى تتخذ المانة َ‬ ‫وتكذي ٍ‬
‫مك"‪.‬‬ ‫ك هََلك قَوْ ُ‬ ‫دة فَعِن ْد َ ذل َ‬ ‫ة زَيا َ‬ ‫حش ُ‬ ‫والفا ِ‬
‫ثم قال البزار ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬ويونس بن أرقم كان‬
‫صادقا ً وروى عنه الناس وفيه ثقة شديدة‪ ،‬ثم قال الترمذي‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن محمد‪ ،‬أخبرنا محمد بن يزيد عن المسلم بن سعيد عن‬
‫رميح الحذامي عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫م لغير‬ ‫ة مغنما ً والزكاة مغرما ً وُتعا ّل َ َ‬ ‫خذ َ الغِني والمان ُ‬ ‫وسلم‪" :‬إذا ات ّ ِ‬
‫صى أَباه‪،‬‬ ‫ه وأق َ‬ ‫ه وأد َْنى صديق ُ‬ ‫م ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل امرأَته وع ّ‬ ‫الدين‪ ،‬وأطاع الرج ُ‬
‫م‬
‫م وكان زعي ُ‬ ‫ة فاسُقهُ ْ‬ ‫جدِ وساد َ القبيل َ َ‬ ‫ت في المسا ِ‬ ‫ت الصوا ُ‬ ‫وظَهر ِ‬
‫ت‬ ‫ه‪ ،‬وظهرت ْالَقي َْنا ُ‬ ‫ة شر ِ‬ ‫ل مخاف َ‬ ‫القوم أرذلهم ِ وأكرم الرج ُ‬
‫مةِ أوََلها فل ْي َْرَتقبوا‬ ‫خر هذه ال ّ‬ ‫نآ ِ‬ ‫ت الخموُر‪ ،‬ول َعَ َ‬ ‫شرِب َ ِ‬ ‫ف‪ ،‬و ُ‬ ‫معاز ُ‬ ‫وال َ‬
‫ت ت ََتاب َعُ كِنظام بال‬ ‫عند ذلك ريحا ً حمراء وخسفا ً ومسخا ً وقذفا ً وآيا ٍ‬
‫ه فَت ََتاَبع"‪.‬‬ ‫قُط ِعَ سلك ُ ُ‬
‫ثم قال‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ .‬حدثنا عباد بن‬
‫يعقوب الكوفي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن العمش‪ ،‬عن‬
‫هلل بن يساف‪ ،‬عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله‬
‫ف‪ ،‬فقال رجل‬ ‫خ وقذ ُ‬ ‫ف ومس ُ‬ ‫س ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬في هذه المةِ َ‬
‫ن‬‫ت القيا ُ‬ ‫من المسلمين ومتى ذلك يا سول الله? قال‪ :‬إذا ظهر ِ‬
‫ت الخموُر"‪.‬‬ ‫رب ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫فو ُ‬ ‫والمعاز ُ‬
‫ثم قال هذا حديث غريب‪ ،‬وروي هذا الحديث عن العمش عن عبد‬
‫ل‪ ،‬وقال‬ ‫الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم مرس ً‬
‫الترمذي‪ :‬حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي‪ ،‬حدثنا زيد بن‬
‫الحباب‪ ،‬أخبرني موسى بن عبيدة‪ ،‬أخبرني عبد الله بن دينار عن‬
‫ت‬
‫ش ْ‬ ‫م َ‬
‫ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا َ‬

‫‪42‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م سلط الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫جَرفََها ابناُء الملوك فار ُ‬
‫س والرو ُ‬ ‫مطي ْ َ‬
‫طى و َ‬ ‫متي ال ْ َ‬
‫أ ّ‬
‫شراَرها على خياِرها"‪.‬‬
‫حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أبو معاوية عن يحيى بن سعيد النصاري‪،‬‬
‫عن عبد الله بن دينار‪ ،‬عن ابن عمر فذكره ول نعرف له أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين‪ ،‬وسنن النسائي‪ ،‬واللفظ له متتن طريتتق عبتتد‬

‫الله بن طاوس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬نحن الخرون الولون يتتوم القيامتتة‪ ،‬نحتتن أول النتتاس‬

‫دختتول ً إلتتى الجنتتة"‪ ،‬وفتتي صتتحيح مستلم‪ ،‬متتن طريتتق جريتتر‪ ،‬عتتن‬

‫العمش عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم‪" :‬نحتتن الختترون الولتتون يتتوم القيامتتة? وأول متتن يتتدخل‬

‫الجنة"‪ ،‬الحديث‪ ،‬روى الحافظ الضياء من طريق عبد الله بن محمد‬

‫بن عقيتل‪ ،‬عتن الزهتري‪ ،‬عتن ستعيد بتتن المستيب‪ ،‬عتن عمتر بتتن‬

‫الخطاب‪ ،‬عن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن الجنتتة‬

‫حرمت على النبياء كلهم حتى أدخلهتتا‪ ،‬وحرمتتت علتتى المتتم حتتتى‬

‫تدخلها أمتي"‪ ،‬وفي سنن أبي داود‪ ،‬من حديث أبتتي خالتتد التتدالني‪،‬‬

‫مولى جعدة‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتلى اللته عليته وستتلم‪،‬‬

‫قال‪" :‬أتاني جبريل‪ ،‬فتتأراني بتتاب الجنتتة التتذي يتتدخل منتته أمتتتي"‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬وددت أني معك حتى أنظر إليه‪ ،‬فقال‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستلم‪" :‬أمتتا إنتك يتا أبتتا بكتتر أول متتن‬

‫يدخل الجنة من أمتي"‪ .‬وثبت في الصحيح‪ :‬فيقول الله‪ :‬أدختتل متتن‬

‫ل حساب عليه‪ ،‬من أمتك من الباب اليمن‪ ،‬وهم شركاء الناس في‬

‫بقية البواب‪ ،‬وفي الصحيحين من حتتديث الزهتتري‪ ،‬عتتن حميتتد بتتن‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم‪" :‬من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي متتن أبتتواب‬

‫الجنة‪ ،‬وللجنة أبواب‪ ،‬فمن كتان متن أهتل الصتلة يتتدعى متتن بتتاب‬

‫الصلة‪ ،‬ومن كان من أهل الصدقة دعتتي متتن بتتاب الصتتدقة‪ ،‬ومتتن‬

‫كان من أهل الجهتتاد دعتتي متتن بتتاب الجهتتاد‪ ،‬ومتتن كتتان متتن أهتتل‬

‫الصيام دعي من باب الريان‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬والله يا رسول الله‪ ،‬ما‬

‫على أحد من ضرورة دعي من أيهتتا دعتتي‪ ،‬فهتتل يتتدعى منهتتا كلهتتا‬

‫أحتتد‪ ،‬يتتا رستتول اللتته? قتتال‪ :‬نعتتم‪ ،‬وأرجتتو أن تكتتون منهتتم"‪ ،‬وفتتي‬

‫الصحيحين من حديث أبي حتازم‪ ،‬عتن ستهل بتن ستعد‪ :‬أن رستول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬في الجنة ثمانية أبواب‪ ،‬باب منهتتا‬

‫‪44‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يسمى الريان‪ ،‬ل يتدخله إل الصتتائمون فتتإذا دخلتتوا منته أغلتق فلتم‬

‫يدخل منه أحد غيرهم"‪.‬‬

‫ذكر دخول الفقراء الجنة قبل ا َ‬


‫لغنياء‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪،‬‬
‫عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬تدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف‬
‫يوم‪ ،‬وهو خمسمائة عام"‪ ،‬وأخرجه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من‬
‫حديث محمد بن عمرو‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وله طرق عن‬
‫أبي هريرة‪ ،‬فمن ذلك ما رواه الثوري‪ ،‬عن محمد بن زيد‪ ،‬عن أبي‬
‫حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم‪ ،‬وذلك‬
‫خمسمائة عام"‪ ،‬الحديث بطوله‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬حدثنا حيوة هو ابن شريح‪ ،‬أخبرني أبو هانئ‪ :‬أنه سمع أبا‬
‫عبد الرحمن الحبلي‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت عبد الله بن عمر‪ ،‬يقول‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن فقراء‬
‫المهاجرين يسبقون الغنياء يوم القيامة‪ ،‬يعني إلى الجنة‪ -‬بأربعين‬
‫خريفًا"‪ ،‬وكذا رواه مسلم‪ ،‬من حديث أبي هانىء حميد بن هانىء‪،‬‬
‫به‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسين‪ ،‬هو ابن محمد‪ ،‬حدثنا داود‪ ،‬هو ابن‬
‫نافع‪ ،‬عن مسلم بن بشر‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬التقى مؤمنان على باب الجنة‪،‬‬
‫مؤمن غني‪ ،‬ومؤمن فقير‪ ،‬كانا في الدنيا‪ ،‬فأدخل الفقير الجنة‪،‬‬
‫وحبس الغني‪ ،‬ما شاء الله أن يحبس‪ ،‬ثم أدخل الجنة‪ ،‬فلقيه‬
‫الفقير‪ ،‬فقال‪ :‬يا أخي‪ ،‬ماذا حبسك? والله لقد احتبست حتى خفت‬
‫عليك‪ ،‬فيقول‪ :‬أي أخي‪ ،‬إني حبست بعدك محبسا ً فظيعا ً كريهًا‪ ،‬ما‬
‫وصلت إليك حتى سال مني من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها‬
‫أكلت حمضا ً لصدرت عنه راوية"‪ ،‬وثبت في الصحيحين من حديث‬
‫‪45‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبي عثمان النهدي‪ ،‬عن أسامة بن زيد‪ :‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬قمت على باب الجنة‪ ،‬فإذا عامة من دخلها‬
‫المساكين‪ ،‬وقمت على باب النار‪ ،‬فإذا عامة من يدخلها النساء"‪،‬‬
‫وفي صحيح البخاري‪ ،‬من حديث مسلمة بن زرير‪ ،‬عن أبي رجاء‪،‬‬
‫عن عمران بن حصين مثله‪ ،‬رواه عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن‬
‫قتادة‪ ،‬عن أبي رجاء‪ ،‬عمران بن ملحان‪ ،‬عن عمران بن حصين‪،‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬نظرت في الجنة‬
‫فرأيت أكثر أهلها الفقراء‪ ،‬ونظرت في النار فرأيت أكثر أهلها‬
‫النساء"‪ ،‬وروى مسلم عن شيبان بن فروخ‪ ،‬عن أبي الشهب‪ ،‬عن‬
‫أبي رجاء‪ ،‬عن ابن عباس‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫اطلع في النار‪ ،‬فرأى أكثر أهلها النساء‪ ،‬واطلع في الجنة‪ ،‬فرأى‬
‫أكثر أهلها الفقراء‪.‬‬
‫ل‪ ،‬ثم روى من حديث‬ ‫وقد رواه مالك عن يحيى بن سعيد مرس ً‬
‫صالح المزي عن سعيد الحريري عن أبي عثمان الهروي عن أبي‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا كان‬
‫أمراؤكم خياركم ونقباؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر‬
‫الرض خير لكم‪ ،‬وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلءكم‬
‫وأموركم إلى نسائكم فبطن الرض خير لكم من ظهرها"‪.‬‬
‫ثم قال غريب ل نعرفه إل من حديث صالح المزي وله غرائب ل‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا خلف بن‬ ‫يتابع عليها وهو رجل صالح‪ ،‬وقال ا ِ‬
‫الوليد‪ ،‬حدثنا عباد بن عباد‪ ،‬عن خالد بن سعيد‪ ،‬عن أبي الرداد‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫ه وَلي ْ‬
‫ضرِب َّنهم المؤمنون‬ ‫ن مضُر عباد َ الله حتى ل يعبد َ الل ّ ُ‬ ‫"ل َت ُ ْ‬
‫ضرِب َ ّ‬
‫من َُعوا"‪.‬‬
‫حّتى ل ي ُ ْ‬
‫تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪ .‬قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا‬
‫حماد يعني ابن سلمة عن أيوب عن أبي قلبة عن أنس عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يتباهى الناس‬
‫في المساجد"‪.‬‬
‫ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن‬
‫أيوب‪ ،‬عن أبي قلبة‬

‫‪46‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عبد الله بن زيد الجرمي‪ ،‬زاد أبو داود عن قتادة كلهما عتتن أنتتس‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ .‬وسيأتي ذكر أشراط الستتاعة فتتي‬

‫حديث ابن مسعود وفيه‪" :‬وتزخرفت المحتتاريب ونختترت القلتتوب"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بتتن متتروان‪ ،‬أخبرنتتا شتتريك بتتن عبتتد‬
‫وقال ا ِ‬

‫الله‪ ،‬عن عثمان بن عمر‪ ،‬عن زادان أبي عمر‪ ،‬عن عليتتم قتتال‪ :‬كنتتا‬

‫جلوسا ً على سطح معنا رجل متتن أصتتحاب النتتبي صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم قال يزيد‪ :‬ل أعلمه إل عنس الغفاري والنتتاس يخرجتتون فتتي‬

‫الطاعون‪ ،‬فقال عنس يا طاعون خذني قالها ثلثا ً فقال له عليم لتتم‬

‫تقول هذا? ألم يقل رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل ي ََتمن ّتتى‬

‫ن عنده انقطتاعَ عملته ول ُيتَرد ّ فَي ُ ْ‬


‫ستتْعتب" فقتال‪:‬‬ ‫ت فإ ّ‬
‫دكم المو َ‬
‫أح ُ‬

‫إني ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬بتتاِدروا‬

‫ف ال ت َ‬
‫ذم‬ ‫ط وب َي ْعَ الحكم واستتتخفا ِ‬ ‫مَرةَ السفهاء وكثرةَ ال ُ‬
‫شَر ِ‬ ‫بالموت إ ْ‬

‫ة الرحم ووجود فئ َةٍ يتخذون القرآ ُ‬


‫ن مزاميَر يقتتدمونه للنتتاس‬ ‫وقطيع َ‬

‫ل منهم فقهًا"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬


‫يلهونهم به وإن كانوا أق ّ‬

‫فصل‬

‫‪47‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر المهدي‬

‫الذي يكون في آخر الزمان وهو أحد الخلفاء الراشدين‬

‫والئمة المهديين وليس بالمنتظر الذي تزعم الروافض‬

‫وترتجي ظهوره من سرداب في سامراء فِإن ذاك ما ل‬

‫حقيقة له ول عين ول أثر‬

‫أما ما سنذكره فقد نطقت به الحاديث المرويتتة عتتن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم صلى اللتته عليتته وستتلم أنتته يكتتون فتتي آختتر‬

‫الدهر وأظن ظهوره يكون قبل نزول عيستتى ابتتن مريتتم كمتتا دلتتت‬

‫على ذلك الحاديث‪.‬‬

‫بعض ما ورد في ظهور المهدي من الثار‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا حجاج وأبو نعيم قال‪ :‬حدثنا قطر‬ ‫قال ا ِ‬
‫عن القاسم بن أبي برة عن أبي الطفيل قول حجاج سمعت عليا ً‬
‫يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو لم يبق من الدنيا‬
‫إل يوم لبعث الله رجل ً منا يملها عدل ً كما ملئت جورًا‪.‬‬
‫قال أبو نعيم رجل ً مني‪ ،‬وقال مرة يذكره عن حبيب عن أبي‬
‫الطفيل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ .‬ورواه أبو داود‪،‬‬
‫عن عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬عن أبي نعيم الفضل بن دكين‪ .‬وقال‬

‫‪48‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا فضل بن دكين‪ ،‬حدثنا يس العجلي عن إبراهيم‬ ‫ا ِ‬


‫بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫ة"‪.‬‬
‫ه في ليل ٍ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ح ُ‬
‫صل ِ ُ‬
‫ت يُ ْ‬‫ل البي ِ‬ ‫مّنا أهْ َ‬‫الله عليه وسلم‪" :‬المهديّ ِ‬
‫رواه ابن ماجه عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي داود الجبري عن‬
‫س العجلي‬ ‫س بن معاذ الزيات فهو ضعيف وي َ‬ ‫س العجلي وليس ي َ‬ ‫ي َ‬
‫هذا أوثق منه وقال أبو داود حديث عن هارون بن المغيرة حدثنا‬
‫عمر بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن أبي إسحاق قال‪ :‬قال‬
‫علي ونظر إلى ابنه الحسن فقال إن ابني هذا سيد كما سماه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى‬
‫باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم يشبهه في الخلق ول يشبهه في‬
‫الخلق ثم ذكر قصة يمل الرض عدل ً وقد عقد أبو داود السجستاني‬
‫رحمه الله كتاب المهدي مفردا ً في سننه فأورد في صدره حديث‬
‫جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل ي ََزال هذا‬
‫ة ك ُل ُّهم تجتمع عليه‬ ‫خليف ً‬ ‫شر َ‬ ‫ن قائما ً حتى يكون عليكم اث َْنا عَ َ‬ ‫الدي ُ‬
‫المة"‪ .‬وفي رواية‪" :‬ل يزال هذا الدين عزيزا ً إلى اثني عشر‬
‫ة خفيفة فقلت لبي‬ ‫خليفة" قال‪ :‬فكّبر الناس وضجوا ثم قال كلم ً‬
‫ما قال? قال‪ :‬كلهم من قريش وفي رواية قال فلما رجع إلى بيته‬
‫أتته قريش فقالوا ثم يكون ماذا? قال "ثم تكون الفرج"‪ .‬ثم روى‬
‫أبو داود من حديث سفيان الثوري‪ ،‬وأبي بكر بن عباش‪ ،‬وزائدة‪،‬‬
‫وقطر‪ ،‬ومحمد بن عبيد وكلهم عن عاصم بن أبي النجود وهو ابن‬
‫بهدلة‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن عبد الله هو ابن عبد الله بن مسعود‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو لم يبقَ من الدنيا إل يوم‬
‫مّني أو من‬ ‫م حتى ي ُب َْعث فيه رجل ِ‬ ‫ول الله ذلك اليو َ‬‫ده لط ّ‬
‫قال زائ ِ‬
‫م أبيه اسم أبي زاد من حديث‬ ‫ئ اسمه اسمي واس ُ‬ ‫أهل بيتي ُيواط ُ‬
‫جورًا"‪.‬‬‫ت ظلما ً و َ‬ ‫سطا ً وعَد ْل ً كما ُ‬
‫مل ِئ َ ْ‬ ‫قطر‪" :‬يمل الرض قِ ْ‬
‫وقال في حديث سفيان‪" :‬ل تذهب أو ل تنقضي الدنيا حتى يملك‬
‫ل من أهل بيتي يواط اسمه اسمي"‪.‬‬ ‫ب رج ٌ‬ ‫العر َ‬
‫وهكذا رواه أحمد‪ ،‬عن عمر بن عبيد وعن سفيان بن عيينتتة‪ ،‬ومتتن‬

‫حديث سفيان الثوري كلهم عن عاصم به رواه الترمذي من حتتديث‬

‫‪49‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫السنانيين وقال حسن صحيح‪ .‬قال الترمذي‪ :‬وفي البتتاب عتتن علتتي‬

‫وأبي سعيد وأم سلمة وأبي هريتترة‪ ،‬ثتتم قتتال الترمتتذي حتتدثنا عبتتد‬

‫الجبار بن العلء العطار‪ ،‬حدثنا سفيان بن عيينتتة‪ ،‬عتتن عاصتتم‪ ،‬عتتن‬

‫زر‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يلي رجتتل‬

‫من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي"‪.‬‬

‫قال عاصم‪ :‬وأخبرنا أبو عاصم عن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو لم يبق من الدنيا إل يوم لطول الله‬

‫ذلك اليوم حتى يلي الرجل من أهل بيتتتي يتتواطىء استتمه استتمي"‬

‫هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ستتهل بتتن تمتتام بتتن‬

‫بريع‪ ،‬حدثنا عمران القطان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عتتن أبتتي نصتترة‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬المهتتديّ منتتي‬

‫ف يمل الرض قسطا ً وعدل ً كما ملئت ظلمتتا ً‬


‫جلى الجبهة أقَنى الن ْ ِ‬
‫أ ْ‬

‫ن"‪.‬‬
‫سِني َ‬ ‫وجورا ً يملك َ‬
‫سب ْعَ ِ‬

‫وقال أبو داود حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبتتد اللتته بتتن إبراهيتتم‬

‫جعفر الرقي حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن‬

‫‪50‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عتن أم ستلمة قتتالت ستتمعت‬

‫عْترتتتي متتن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬المهدي متتن ِ‬

‫َولد فاطمة"‪.‬‬

‫قال عبد الله بن جعفر‪ :‬سمعت أبا المليح يثني على علي بن نفيتتل‬

‫ويذكر فيه صلحًا‪ ،‬ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شتتيبة‪ ،‬عتتن‬

‫أحمد بن عبد الملك‪ ،‬عن أبي المليح الرقي‪ ،‬عن زياد بتتن بيتتان بتته‪،‬‬

‫وقال أبتتو داود‪ :‬حتتدثنا محمتد بتن المثنتتى‪ ،‬حتتدثنا معتاذ بتن هشتام‪،‬‬

‫حدثني أبي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن صالح بن الخليل‪ ،‬عن صاحب له عن أم‬

‫سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫ج رجتتل متتن أهتتل‬


‫ف عند موت خليفة فيخر ُ‬
‫وسلم قال‪" :‬يكون اختل ٌ‬

‫المدينة هاربا ً إلى م ّ‬


‫كة فيأتيه نتتاس متتن أهتتل مكتتة فيخرجتتونه وهتتو‬

‫ث متتن الشتتام‬
‫كاره فيبايعونه بيتتن الركتتن والمقتتام ويبعتتث إليتته ب َعْت ٌ‬

‫ف بهم البيداُء بين مكة والمدينتةِ والمقتتام ويبعتتث إليتته ب َعْتتث‬


‫س ُ‬ ‫فَت ُ ْ‬
‫خ َ‬

‫ة‪ ،‬فإذا رأى النتتاس‬ ‫ف بهم البيداُء بين مك ّ َ‬


‫ة والمدين ِ‬ ‫س ُ‬ ‫من الشام فَت ُ ْ‬
‫خ َ‬

‫ب أهتتل العتتراق فيبتتايعونه‪ ،‬ثتتم ي َْنشتأ‬


‫ذلك أتاه أبدال الشتتام وعصتتائ ِ ُ‬

‫‪51‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ث إليهتتم بعث تا ً فَي َظ ْهَتترو َ‬


‫ن عليهتتم‬ ‫رجل من قريش أخواله ك َل ْ ٌ‬
‫ب في َب ْعَ ت ُ‬

‫ة لمن لم يشتتهد بيعتته كلتتب‪ ،‬فيقستتم المتتال‬


‫خي ْب َ ُ‬
‫ب وال َ‬ ‫ث َ‬
‫كل ٍ‬ ‫وذلك ب َعْ ُ‬

‫لستتلم بجرانتته إلتتى الرض‪،‬‬ ‫ويعم َ‬


‫ل في النتتاس ستتنة نتتبيه ويلقتتى ا ِ‬

‫فيلبتتتث ستتتبع ستتتنين ثتتتم يتتتتوفى ويصتتتلي عليتتته المستتتلمون"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ ،‬قال هارون يعني ابن المغيرة‪ ،‬حتتدثنا عمتتر بتتن أبتتي‬

‫قيس‪ ،‬عن مطرف بن طريف‪ ،‬عن أبي الحسن‪ ،‬عن هلل بن عمرو‬

‫سمعت عليا ً يقول قال النبي صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬يختترج رجتتل‬

‫من وراء النهر يقال له الحارث بن حران على مقدمة رجل يقال له‬

‫منصور يوطىء أو يمكن لل محمد كما مكنت قريش لرستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم وجبت على كل مؤمن نصرته أو قال إجابته"‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا حرملة بن يحيى المصري وإبراهيم بن سعيد‬

‫الجوهري قال‪ :‬حدثنا أبو صالح عبد الغفار بتتن داود الحرانتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫ابن لهيعة عن أبي زرعة عن عمرو بن جابر الحضرمي عن عبد الله‬

‫بن الحارث بن جزء الزبيدي قال‪ :‬قال رسول الله صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه"‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ِإخبار الرسول عليه السلم ببعض ما سيلقي آل بيته‬

‫الكرام من متاعب وأهوال‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا معاوية بن‬
‫هشام‪ ،‬حدثنا علي بن صالح‪ ،‬عن يزيد بن أبي زياد‪ ،‬عن إبراهيم‪،‬‬
‫عن علقمة‪ ،‬عن عبد الله قال‪ :‬بينما نحن عند رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم اغَْروَْرقت عيناه وتغير لونه قال‪ :‬فقلت ما نزال نرى‬
‫ل بيت اختار الله لنا الخرةَ‬ ‫في وجهك شيئا ً نكرهه فقال‪" :‬إنا أه ُ‬
‫ون بعدي بلء وتشريدا ً وتطريدا ً حتى‬ ‫سيلَق ْ‬
‫على الدنيا وإن بيتي َ‬
‫يأتي قوم من قَِبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخبز فل‬
‫َ‬
‫ه حتى‬ ‫سألوا فل ي َْقب َُلون َ ُ‬‫ن ما َ‬‫صرون في ُعْط َوْ َ‬ ‫طوَنه فيقاتلون فَي ُن ْ َ‬‫ي ُعْ َ‬
‫ورًا‪،‬‬‫ج ْ‬ ‫ت َ‬ ‫يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملها قسطا ً كما ُ‬
‫مل ِئ َ ْ‬
‫فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولوحبوا ً على الثلج"‪.‬‬
‫ففي هذا السياق إشارة إلى بني العباس كما تقدم التنبيه على ذلك‬
‫عند ذكر ابتداء دولتهم في سنة اثنتين وثلثين ومائة‪ ،‬وفيه دللة‬
‫على أن المهدي يكون بعد دولة بني العباس وأنه يكون من أهل‬
‫البيت من ذرية فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ثم من‬
‫ولد الحسن والحسين‪ ،‬كما تقدم النص على ذلك في الحديث‬
‫المروي عن علي بن أبي طالب والله تعالى أعلم‪ .‬وقال ابن ماجه‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قال‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق عن‬
‫سفيان الثوري عن خالد الخزاعي أبي قلبة عن أبي أسماء الرحبي‬
‫ل عند‬ ‫عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ي ُْقت َ ُ‬
‫ة كل ُّهم ابن خليفةٍ ل يصير إلى واحد منهم ثم ت َط ْل ُ ُ‬
‫ع‬ ‫زكم ِ ثلث ُ‬
‫كن ْ ِ‬
‫ت السود من قَِبل المشرق فيقاتلونكم قتال ً لم يقاتله قوم‪،‬‬ ‫الرايا ُ‬
‫ثم ذكر شيئا ً ل أحفظه قال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا ً على‬
‫الثلج فإنه خليفة الله المهدي"‪.‬‬
‫تفّرد به ابن ماجه‪ ،‬وهذا إسناد قوي صحيح‪ ،‬والظاهر أن المراد‬
‫بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة يقتل عنده ليأخذه ثلثة‬

‫‪53‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من أولد الخلفاء حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي ويكون‬
‫ظهوره من بلد المشرق ل من سرداب سامراء كما تزعمه جهلة‬
‫الرافضة من أنه موجود فيه الن وهم ينتظرون خروجه في آخر‬
‫الزمان‪ ،‬فإن هذا نوع من الهذيان وقسط كثير من الخذلن وهوس‬
‫شديد من الشيطان إذ ل دليل عليه ول برهان ل من كتاب ول من‬
‫سنة ول من معقول صحيح ول استحسان‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا رشيد بن سعد‪ ،‬عن يونس بن‬
‫شهاب الزهري‪ ،‬عن قبيصة بن ذؤيب‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال‬
‫ت سود‬ ‫ن رايا ُ‬‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يخرج من خراسا َ‬
‫ب بإيلياء"‪.‬‬
‫فل يردها شيء حّتى ت ُْنص ُ‬
‫هذا حديث غريب وهذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو‬
‫مسلم الخراساني فاستلهب بها دولة بني أمية في سنة اثنتين‬
‫وثلثين ومائة‪ ،‬بل رايات سود أخر تأتي بصحبة المهدي وهو محمد‬
‫بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه يصلحه الله‬
‫في ليلة أي يتوب عليه ويوفقه ويفهمه ويرشده بعد إن لم يكن‬
‫كذلك‪ ،‬ويؤيده بناس من أهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه‬
‫ويشدون أركانه وتكون راياتهم سوداء أيضا ً وهو زي عليه الوقار‬
‫لن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها‬
‫العقاب‪ ،‬وقد ركزها خالد بن الوليد على الثنية التي هي شرقي‬
‫دمشق حين أقبل من العراق فعرفت الثنية بها فهي الن يقال لها‬
‫ثنية العقاب‪ ،‬وقد كانت عذابا ً على الكفرة من نصارى الروم‬
‫والعرب ووطدت حسن العاقبة لعباد الله المؤمنين من المهاجرين‬
‫والنصار ولمن كان معهم وبعدهم إلى يوم الدين ولله الحمد‪،‬‬
‫وكذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح إلى مكة‬
‫وعلى رأسه المغفر وكان أسود وفي رواية كان متعمما ً بعمامة‬
‫سوداء فوق البيضة صلوات الله وسلمه عليه‪ ،‬والمقصود أن‬
‫المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل‬
‫خروجه وظهوره من ناحية المشرق ويبايع له عند البيت كما دل‬
‫على ذلك نص الحديث‪ ،‬وقد أفردت في ذكر المهدي جزءا ً على‬
‫حدة ولله الحمد‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن ماجه أيضًا‪ :‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي‪ ،‬حدثنا محمد‬
‫بن مروان العقيلي‪ ،‬حدثنا عمارة بن أبي حفصة‪ ،‬عن زيد العمي‪،‬‬
‫عن أبي الصديق الناجي‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإل ّ‬
‫فتسع تنعم فيها أمتي نعمة لم يسمعوا بمثلها قط تؤتي الرض‬
‫أكلها ول يدخر منها شيء والمال يومئذ كروس يقوم الرجل فيقول‬
‫يا مهدي أعطني فيقول خذ"‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا محمد بن يسار‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حدثنا‬

‫شعبة سمعت زيدا ً العمي‪ ،‬سمعت أبا الصتتديق النتتاجي يحتتدث عتتن‬

‫أبي سعيد الخدري قال‪ :‬خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نتتبي‬

‫الله صلى اللته عليته وستلم فقتتال‪" :‬إن فتي أمتتي المهتدي يختترج‬

‫يعيش خمسا ً أو سبعا ً أو تسعا ً يجيء إليتته الرجتل فيقتتول يتتا مهتتدي‬

‫أعطني قال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحملها"‪ .‬هذا حتتديث‬

‫حسن‪ ،‬وقد روي من غير وجه عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪،‬‬

‫وأبو الصديق الناجي اسمه بكر بتتن عمتترو‪ ،‬ويقتتال بكتتر بتتن قيتتس‪،‬‬

‫وهذا يدل على أن أكبر مدته تسع وأقلها خمس أو سبع‪ ،‬ولعلتته هتتو‬

‫الخليفة الذي يحثي المال حثيا ً والله تعالى أعلم‪ .‬وفي زمتتانه تكتتون‬

‫الثمار كثيرة والزروع غزيرة والمال وافرا ً والسلطان قاهرا ً والتتدين‬

‫قائما ً والعدو راغما ً والخير في أيامه دائمًا‪ ،‬وقال ا ِ‬


‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا‬

‫‪55‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خلف بن الوليد‪ ،‬حدثنا عباد بن عباد‪ ،‬وحدثنا خالد بن سعيد‪ ،‬عن أبي‬

‫الوداك‪ ،‬عن أبي سعيد‪ :‬قال رجل والله ما يأتي علينتتا أميتتر إل وهتتو‬

‫شر من الماضي‪ ،‬قتتال أبتتو ستتعيد فقلتتت‪ :‬لتتول شتتيء ستتمعته متتن‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم لقلتتت مثتتل متتا يقتتول ستتمعت‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم يقتتول‪" :‬إن متتن أمرائكتتم أميتترا ً‬

‫يحثو المال حثوا ً ول يعده يأتيه الرجل فيستتأله فيقتتول ختتذ فيبستتط‬

‫ثوبه فيحثو فيه وبسط رسول الّله صتتلى اللتته عليتته وستتلم ملحفتتة‬

‫غليظة كانت عليه يحكى صتتنع الرجتتل ثتتم جمتتع عليتته أكتافهتتا قتتال‬

‫فيأختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذه ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم ينطلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪ ،‬وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا هدبتتة بتتن عبتتد‬

‫الوهاب‪ ،‬حدثنا سعد بن عبد الله الجنيد‪ ،‬عتتن جعفتتر‪ ،‬عتتن علتتي بتتن‬

‫زياد اليماني‪ ،‬عن عكرمة بن عمار‪ ،‬عن إسحاق بن عبد الله بن أبي‬

‫طلحة‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم يقول‪" :‬نحن ولد عبد المطلب سادة أهتتل الجنتتة أنتتا وحمتتزة‬

‫وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي" قال شيخنا أبو الحجتتاج‬

‫‪56‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لسناد علي بتتن زيتتاد‬


‫المزي‪ :‬كذا وقع في سنن ابن ماجه‪ .‬في هذا ا ِ‬

‫اليماني‪ ،‬والصواب عبد الله بتتن زيتتاد الستتحيمي‪ .‬قلتتت وكتتذا أورده‬

‫البخاري في التاريخ‪ ،‬وابتتن حتتاتم فتتي الجتترح والتعتتديل وهتتو رجتتل‬

‫مجهول وهذا الحديث منكر‪ ،‬فأما الحديث الذي رواه ابن متتاجه فتتي‬

‫سننه حيث قال رحمه اللتته‪ :‬حتتدثنا يتتونس بتتن عبتتد العلتتى‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بن إدريس الشافعي‪ ،‬حدثني محمتتد بتتن خالتتد الجنتتدي‪ ،‬عتتن‬

‫أبان بن صالح‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬ل يزداد المتر إل شتتدة‪ ،‬ول التدنيا إل إدبتارًا‪،‬‬

‫ول الناس إل شتحًا‪ ،‬ول تقتوم الستاعة إل علتى شترار النتاس‪ ،‬ومتا‬

‫المهدي إل عيسى ابن مريم"‪ ،‬فإنه حديث مشهور بمحمد بتتن خالتتد‬

‫الجندي الصنعاني المؤذن شيخ الشافعي‪ ،‬وقد روى عنه غيتتر واحتتد‬

‫أيضا ً وليس هو بمجهول كما زعمتته الحتتاكم‪ ،‬بتتل قتتد روى عتتن ابتتن‬

‫معين أنه وثقه‪ ،‬ولكن من الرواة من حتتدث بته عنته أبتان عتتن أبتي‬

‫عياش عن الحسن البصري مرس ً‬


‫ل‪ ،‬وذكر شيخنا فتتي التهتتذيب عتتن‬

‫ي يتتونس‬
‫بعضهم أنه رأى الشافعي في المنام وهو يقول‪ :‬كتتذب علت ّ‬

‫‪57‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن عبد العلى الصدفي ويونس متتن الثقتتات ل يطعتتن فيتته بمجتترد‬

‫منام‪ ،‬وهذا الحديث فيما يظهر بادىء الرأي مخالف للدحاديث التي‬

‫أوردناها في إثبات أن المهدي غير عيسى ابن مريم‪ ،‬أما قبل نزوله‬

‫فظاهر والله أعلم‪ ،‬وأما بعده فعند التأمل ل منافاة بل يكون المراد‬

‫من ذلك أن يكون المهدي حتتق المهتتدي هتتو عيستتى ابتتن مريتتم ول‬

‫ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا ً أيضًا‪ ،‬والّله أعلم‪.‬‬

‫ذكر َأنواع من الفتن وقعت وستكثر وتتفاقم في آخر‬

‫الزمان‬

‫إذا كثر المفسدون هلك الجميع وإن كان فيهم‬

‫الصالحون‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مالك بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا ابن عيينة أنه سمع‬
‫الزهري يروي عن عروة عن زينب بنت أم سلمة‪ ،‬عن أم حبيبة‪،‬‬
‫عن زينب بنت جحش أنها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه‬
‫ل للعرب من‬ ‫ه ِإل الل ّ ُ‬
‫ه وي ْ ُ‬ ‫وسلم من النوم محمرا ً وهو يقول‪" :‬ل إل َ‬
‫مْثل هذه وعقد‬ ‫ج ِ‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫م من ردم يأجو َ‬ ‫شر قد اقترب فُت ِ َ‬
‫ح اليو َ‬
‫ك وفينا الصالحون? قال‪ :‬ن ََعم ِإذا كثر‬ ‫ِتسعين أو مائة قيل? أو ن َهْل ِ ُ‬
‫خَبث"‪.‬‬
‫ال َ‬

‫‪58‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهكذا رواه مسلم‪ ،‬عن عمرو الناقد‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬وقتتال‪:‬‬

‫عقد سفيان بيده عشرة‪ ،‬وكذلك رواه عن حرملة‪ ،‬عتتن ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫لبهام والتي تليها‪ ،‬ثتتم‬


‫عن يونس الزهري به‪ .‬وقال‪ :‬وحلق بإصبعيه ا ِ‬

‫رواه عن أبي بكر‪ ،‬عن ابن أبي شعبة وستعيد بتن عمترو وزهتر بتن‬

‫حرب وابن أبي عمر‪ ،‬عن ستتفيان‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬عتتن عتتروة‪ ،‬عتتن‬

‫زينب‪ ،‬عن حبيبتتة‪ ،‬عتتن أم حبيبتتة‪ ،‬عتتن زينتتب فتتاجتمع فيتته تابعيتتان‬

‫وزينبتتتتان وزوجتتتتتان أربتتتتع صتتتتحابيات رضتتتتي اللتتتته عنهتتتتن‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا وهيب‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫طاوس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫قال‪" :‬فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد وهيتتب بتته‬

‫تسعين"‪ .‬وروى البخاري من حديث الزهري‪ ،‬عن هند بنتتت الحتتارث‬

‫الفراستتية أن أم ستتلمة زوج النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتالت‬

‫ن الل ّهِ ماذا‬


‫استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فزعا ً يقول‪" :‬سبحا َ‬

‫ة من الخزائن? وماذا َأنتتزل اللتته متتن الفتتتن? متتن يتتوقظ‬


‫زل الليل َ‬
‫أن ِ‬

‫‪59‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة فتتي‬
‫ب كاستيةٍ فتتي التتدنيا عاريت ٌ‬ ‫صّلي َ‬
‫ن? ُر ّ‬ ‫ب الحجرات ل ِك َ ْ‬
‫ي يُ َ‬ ‫ح َ‬
‫صوا ِ‬

‫الخرة"‪.‬‬

‫لسلمية‬
‫إشارة نبوية إلى تغلغل الفتن في الوساط ا ِ‬

‫ثم روى البختتاري ومستتلم متتن حتتديث الزهتتري‪ ،‬عتتن عتتروة‪ ،‬عتتن‬

‫أسامة بن زيد قال‪ :‬أشرف النبي صلى الله عليه وسلم علتتى أطتتم‬

‫من أطام المدينة فقال‪" :‬هَ ْ‬


‫ل ترون متتا أرى? قتالوا‪ :‬ل‪ ،‬قتال‪ :‬فتإني‬

‫ل بيتتتتتتتوتكم ك َوَْقتتتتتتتع الم َ‬


‫طتتتتتتتر"‪.‬‬ ‫خل َ‬
‫ن تقتتتتتتتع ِ‬
‫لرى الِفَتتتتتتتت َ‬

‫وروي من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫ص العلتتم وَي َب َْقتتى‬


‫ن وي َن ُْقت ُ‬
‫ب الزمتتا ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يتقار ُ‬

‫ج‪ .‬قالوا يا رسول الله ِإيما هو? قال‪:‬‬


‫ن ويكثر الهْر ُ‬
‫ح وتظهر الفت ُ‬
‫الش ّ‬

‫ل القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫ورواه أيضا ً عن الزهري‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬ثتتم رواه متتن‬

‫حديث العمش‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود وأبي موسى‪.‬‬

‫كل زمن يمضي هو خير من الذي يليه‬

‫‪60‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عتتن الزبيتتر‪،‬‬

‫عن عتدي قتال‪ :‬أتينتا أنتس بتن مالتك فشتكونا إليته متا نلقتى متن‬

‫جاج‪ ،‬فقال‪" :‬اصبروا فتتإنه ل يتتأتي علتتى النتتاس زمتتان إل التتذي‬


‫ح ّ‬
‫ال َ‬

‫بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ستتمعت هتتذا متتن نتتبيكم صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم"‪ .‬وروي عن الترمذي من حتتديث الثتتوري فقتتال حستتن‬

‫صحيح‪ ،‬وهذا الحديث يعبر عنه العوام فيما يوردونه بلفتتظ آختتر كتتل‬

‫عام ترذلون‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من فتن شديدة تقتضي‬

‫الحذر منا والبعد عنها‬

‫وروى البخاري ومسلم من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪،‬‬

‫عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫م فيهتتا‬
‫ن فتن القاعد ُ فيها خير من القاِئم‪ ،‬والقائ ُ‬
‫عليه وسلم‪" :‬ستكو ُ‬

‫ف لهتتا‬ ‫ن يُ ْ‬
‫شتتر ْ‬ ‫مت ْ‬
‫خيٌر من الماشي‪ ،‬والماشي فيها خيٌر من الساعي َ‬

‫معَتتاذا ً فَل ْي َعُتد ْ بتته"‪ .‬ولمستتلم عتتن‬


‫مْلجأ أو َ‬
‫شرِْفه فمن وجد فيها َ‬
‫ست َ ْ‬
‫تَ ْ‬

‫أبي بكرة نحوه بالبسط منه‪.‬‬


‫‪61‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رفع المانة من القلوب‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمد بن كثير‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬حدثنا العمش‪،‬‬

‫عن زيد بن وهب‪ ،‬حدثنا حذيفة قال‪ :‬حدثنا رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الخر حتتدثنا قتتال‪" :‬إن‬

‫المانة نزلت في جذور قلوب الرجال ثم نتتزل القتترآن فعلمتتوا متتن‬

‫سنة وحدثنا عتتن رفعهتتا قتتال‪" :‬ينتتام الرجتتل‬


‫القرآن ثم علموا من ال ّ‬
‫ل َأثرهتتا مثت َ َ‬
‫ل أث َترِ ال ْتتوك ْ ِ‬
‫ت"‪ ،‬ثتتم‬ ‫ِ‬ ‫ض المانة من قلبه فيظ َ ُ ُ‬
‫ة فت ُْقب َ ُ‬
‫م َ‬
‫الن ّوْ َ‬

‫ه على‬
‫جت َ ُ‬
‫حَر ْ‬
‫مرٍ د َ ْ‬ ‫جل ك َ َ‬
‫ج ْ‬ ‫ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل أثر الم ْ‬

‫من ْت َِبرا ً ليس فيه شيُء فيصبح الناس فيتبتتايعون‬ ‫ك َفنَف َ‬


‫ط‪ ،‬فَت ََراهُ ُ‬ ‫رجل َ‬

‫جل ً أمينًا‪ ،‬ويقال‬


‫ة‪ ،‬فيقال إن في بني فلن ر َ‬
‫ول يكاد أحد ُيؤذي المان َ‬

‫جل َتد َهُ ومتتا فتتي قلبتته مثقتتا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ل حبت ِ‬ ‫ما أظ َْرَفة وما أ ْ‬
‫هو َ‬
‫للرجل ما أعَْقل ُ‬

‫ت‪ ،‬ف تِإن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خْرد َ َ‬


‫ما أبالي أّيكم ب َتتاي َعْ ُ‬
‫ي زمان و َ‬
‫ن‪ ،‬ولقد أتى عل ّ‬
‫ل من ِإيما ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‪ ،‬وِإن كان نصرانيا ً أو يهوديا ً رده علتت ّ‬
‫ي‬ ‫سل ُ‬ ‫كان مسلما ً رده عل ّ‬
‫ي ال ِ ْ‬

‫م فمتتتتا كنتتتتت َأبتتتتايعُ إ ِل ّ فلنتتتتا ً وفلنتتتتًا"‪.‬‬


‫متتتتا الي َتتتتو َ‬
‫َ‬
‫ه‪ ،‬وأ ّ‬
‫عي ِ‬
‫ستتتتا ِ‬
‫َ‬

‫‪62‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه مسلم من حتتديث العمتتش بتته‪ ،‬ورواه البختتاري متتن حتتديث‬

‫الزهري عن سالم عن أبيه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الفتنة ستظهر من جهة المشرق‬

‫ومن حديث الليث‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قام إلى جنب المنبر وهو مستقبل المشرق فقال‪" :‬أل‬
‫ة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطا َ‬
‫ن‬‫ن أو قال قَْر ُ‬
‫ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن الفتن َ‬
‫إِ ّ‬
‫الشمس"‪.‬‬
‫ورواه مسلم من حديث الزهري وغيره‪ ،‬عن سالم به‪ ،‬ورواه أحمد‬

‫من طريق عبد الله بن دينار‪ ،‬والطتتبراني متن روايتة عطيتة كلهمتا‬

‫عن عبد الله‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الفساد سيكثر حتى ليغبط الحياء‬

‫الموات‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثني مالك‪ ،‬عن أبي الزنتتاد‪ ،‬عتتن‬

‫العرج‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ل ب َِقْبر الرجتتل فَي َُقتتو َ‬


‫ل‬ ‫م الساعة حتى يمر الرج ُ‬
‫وسلم يقول‪" :‬ل تقو ُ‬

‫يا ليتني مكاَنه"‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى عودة الصنمية قبل قيام الساعة إلى‬

‫بعض أحياء العرب‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ .‬أخبرني‬

‫سعيد بن المسيب أنا أبا هريرة قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته‬
‫َ‬
‫ت نستتاءَ‬ ‫ضتط َرِ َ‬
‫ب ألي َتتا ُ‬ ‫ة حتتتى ت َ ْ‬
‫عليه وسلم يقتتول‪" :‬ل تقتتوم الستتاع ُ‬

‫ة د َْوس التتذي كتتانوا‬


‫صتتة طاغيتت ُ‬ ‫خل َ َ‬
‫صتتة‪ ،‬وذو الخل َ‬ ‫س علتتى ذي ال َ‬
‫د َوْ ٍ‬

‫يعبدون في الجاهلية"‪.‬‬

‫إخبار الرسول عليه السلم بما ستتفجر عنه الرض‬

‫العربية من ثروات هائلة وما سيكون لهذه الثروات من‬

‫إثارة الشقاق وأسباب النزاع والقتال بين الناس‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد اللتته بتتن ستتعيد الكنتتدي‪ ،‬عتتن عقبتتة بتتن‬

‫خالد‪ ،‬حدثنا عبيد الله عن حبيب بن عبد الرحمن‪ ،‬عتتن جتتده حفتتص‬

‫بن عاصم‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ضتتر فل‬ ‫َ‬


‫ح َ‬
‫سر عن كنز من ذهب فمن َ‬
‫ح ِ‬
‫ت أن ي َ ْ‬
‫شك الفرا ُ‬
‫وسلم‪ُ" :‬يو ِ‬

‫‪64‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذ ْ منتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيئًا"‪.‬‬


‫يأ ُ‬

‫قال عقبة‪ :‬وحدثنا عبد الله‪ :‬حدثنا أبو الزناد‪ ،‬عن العتترج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم مثلتته إل أنتته قتتال‪:‬‬

‫جَبتتتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتتتن ذ َ َ‬
‫هتتتتتتتتتتتتتتب"‪.‬‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتُرعن َ‬
‫ح ِ‬
‫"ي َ ْ‬

‫وكذلك رواه مسلم من حديث عقبة بن خالد من الوجهين‪ ،‬ثتتم رواه‬

‫عن قتيبة‪ ،‬عن يعقوب بن عبد الرحمن‪ ،‬عتن ستهل‪ ،‬عتن أبيته‪ ،‬عتن‬

‫أبي هريرة أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬ل تقتتوم‬

‫س عََليتته‬
‫ت عن جبل من ذهب ي َْقتت ِتتل النتتا ُ‬
‫سَر الفرا ُ‬
‫ح ِ‬
‫الساعة حتى ي َ ْ‬

‫ة وتستتعون ويقتتول كت ّ‬
‫ل رجتتل منهتتم لعلتتي‬ ‫سع َ ٌ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل مائة ت ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فَي ُْقت َ ُ‬
‫ل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جتتتتتتتتتتتتتتتتو"‪.‬‬ ‫أكتتتتتتتتتتتتتتتتون أنتتتتتتتتتتتتتتتتا اّلتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬
‫ذي أن ْ ُ‬

‫ثم روى من حديث عبد الله بن الحارث بن نوفل قال‪ :‬كنتتت واقف تا ً‬

‫مع أبتتي بتتن كعتتب فتتي ظتتل أجتتم حستتان فقتتال‪ :‬ل يزالتتط النتتاس‬

‫مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا قلت أجل قال‪ :‬إني سمعت رسول‬

‫س تَر عتتن‬ ‫َ‬


‫ح ِ‬
‫شتتك الفتترات أن ي َ ْ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقتتول‪ُ" :‬يو ِ‬

‫ده ل َئ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫عن ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ساروا إليه فيقول َ‬
‫س َ‬
‫مع به النا ُ‬
‫ب فِإذا اس َ‬
‫جبل من ذه ِ‬
‫َ‬

‫‪65‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن به كّله‪ ،‬قال فَي َْقَتتلون عليه َفيْقَتتتل‬


‫س يأخذون منه ل َي ُذ ْهَب َ ّ‬
‫ت ََرك َْنا النا َ‬

‫ة َوتسعون"‪.‬‬ ‫من ك ُ ّ‬
‫ل مائ َةٍ تسع ٌ‬ ‫ِ‬

‫إشارة نبوية إلى ظهور كثير من الدجالين قبل قيام‬

‫الساعة وإلى مفاجأة الساعة للناس وهم عنها لهون‬

‫غافلون‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا أبواليمان‪ ،‬أخبرنا شعيب‪ ،‬حدثنا أبو الزناد‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما‬
‫ما واحدة‪ ،‬وحتى ي ُب َْعث دجالون كذابون قريب‬ ‫واه َ‬ ‫مقتلة عظيمة د َعْ َ‬
‫ل ي َْزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى‬ ‫من ثلثين ك ّ‬
‫ن وي ْ‬
‫كثُر‬ ‫ن وت َظ ْهََر الفت ُ‬ ‫ب الزما ُ‬ ‫ل وي َت ََقاَر َ‬ ‫كثَر الزلز ُ‬ ‫م وت َ ْ‬ ‫ي ُْقَبض العل ُ‬
‫م رب المال من‬ ‫ل حتى يهِ ّ‬ ‫ل‪ ،‬وحتى َيكثر فيكم الما ُ‬ ‫ج وهو ال َْقت ْ ُ‬ ‫ال ْهَْر ُ‬
‫ضه فيقول الذي ي َْعرضة عليه ل أ ََرب لي به‪،‬‬ ‫صد َقََتة وحتى ي َْعر َ‬ ‫ي َْقَبل َ‬
‫ن‪ ،‬وحتى يمر الرجل بقبر الرجل‬ ‫س في البنيا ِ‬ ‫ل النا ُ‬ ‫طاوَ َ‬ ‫وحتى ي َت َ َ‬
‫ربها فإ َِذا طلعت‬ ‫مغ ْ ِ‬ ‫من َ‬ ‫س ِ‬ ‫فيقول يا ليتني مكاَنه‪ ،‬وحتى تطلعُ الشم ُ‬
‫ن ل ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن‬ ‫ورآها الناس آمنوا أجمعون‪ ،‬ولكن حي َ‬
‫آمنت من قبل َأوكسبت في إيمانها خيرًا‪ ،‬ولَتقومن الساعة وقد‬
‫ن‬
‫طوَياِنه‪ ،‬ولتَقوم ّ‬ ‫ما بينهما فَل َ ي َت ََباي ََعاِنه ول ي َ ْ‬ ‫ن َثوبه َ‬ ‫شر الرجل ِ‬ ‫نَ َ‬
‫من‬‫ه‪ ،‬ولتقو َ‬ ‫طعم ُ‬ ‫حِته فل ي َ ْ‬ ‫الساعة وقد انصرف الرجل بلبن ل ِْق َ‬
‫عة وقد رفع‬ ‫سا َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م ّ‬‫ي فيه‪ ،‬ولت َُقو َ‬ ‫سِق َ‬ ‫ضه فل ي َ ْ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ط َ‬ ‫الساعة وهو يلي ُ‬
‫َ‬
‫مها"‪.‬‬ ‫ه إلى ِفيه فل ي َط ْعَ ُ‬ ‫أك ْل َت َ ُ‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثني حرملة بن التجيبي‪ ،‬أخبرنا ابتتن وهتتب‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫ابن يونس عن ابن شهاب أن أبا إدريس الجولني قال‪ :‬قال حذيفتتة‬
‫‪66‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن اليمان‪ :‬والله إني لعلم الناس بكل فتنة كائنة فيمتتا بينتتي وبيتتن‬

‫الساعة وما بي أن ل يكون رسول الله صلى الله عليه وستتلم أس تّر‬

‫َلي في ذلك شيئا ً لم يحدثه غيري‪ ،‬ولكن رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم قال وهو يحدث مجلسا ً أنا فيه عن الفتن فقال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن منهن ثلث ل يكدن يتتذرن‬

‫شيئًا‪ ،‬ومنهن فتن كرياج الصيف منها صغار ومنها كبار‪ ،‬فقال حذيفة‬

‫فذهب أولئك الرهط كلهم غيري‪ ،‬وروى مسلم من حديث نفير‪ ،‬عن‬

‫سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬منعت العراق درهمها وقفيزها‪ ،‬ومنعت الشام متتديها‪،‬‬

‫ودينارها‪ ،‬ومنعتتت مصتتر إردبهتتا‪ ،‬ودينارهتتا وعتتدتم متتن حيتتث بتتدأتم‬

‫وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم شتتهد ذلتتك لحتتم أبتتي‬

‫هريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة ودمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا الحريري‪ ،‬عن أبي نصتترة‬


‫وقال ا ِ‬

‫قال‪ :‬كنا عند جابر فقال‪ :‬يوشك أهل العراق أن ل يجيء إليهم دينار‬

‫ول مدى‪ ،‬قلنا من أيتتن ذاك? قتتال‪ :‬متتن قبتتل التتروم يمنعتتون ذلتتك‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬ثم سكت هنيهة ثتم قتال‪ :‬قتال رستول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم‪" :‬يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثوا ً ل يعتتده عتتدًا"‪،‬‬

‫قال الحريري فقلتتت لبتتي نصتترة وأبتتي العلء كتتأنه عمتتر بتتن عبتتد‬

‫العزيتتتز? فقتتتال‪ :‬ل‪ .‬رواه مستتتلم متتتن حتتتديث الحريتتتري بنحتتتوه‪.‬‬

‫لمام أحمد حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا أفلتتح بتتن ستتعيد النصتتاري‬
‫وقال ا ِ‬

‫شيخ من أهل قباء من النصار‪ ،‬حدثني عبد الله بتتن رافتتع متتولى أم‬

‫سلمة قال‪ :‬سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صتتلى اللتته‬

‫ن‬ ‫وما ً َيغ ُ‬


‫دو َ‬ ‫ي قَ ْ‬ ‫ش َ‬
‫ك أن ت ُد ْن ِ َ‬ ‫ن طالت بكم مد ّةٌ أوْ َ‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬إ ِ ْ‬

‫ط الل ّهِ وي َُروحون في الفتنة في أيديهم مثل أذنتتاب البقتتر"‪.‬‬


‫خ ِ‬
‫س َ‬
‫في َ‬

‫وأخرجه مسلم‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عبتتد اللتته بتتن عيتتن‪ ،‬عتتن زيتتد بتتن‬

‫الحباب‪ ،‬عن أفلح ابن سعيد به‪:‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من ظهور صنفين من أهل‬

‫النار والعياذ بالّله رب العالمين‬

‫ثم روي‪ ،‬عن زهر بن حرب‪ ،‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‬

‫من أهل النار‬


‫ن ِ‬
‫صن َْفا ِ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ِ " :‬‬
‫‪68‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سَيا ٌ‬
‫ط كأذ ْن َتتا ِ‬
‫ب الب ََقترِ يضتتربون بهتتا النتتاس‬ ‫معَُهم ِ‬
‫م َ‬
‫هما ب َعْد ُ قو ٌ‬
‫لم أَر ُ‬

‫مةِ اْلب ْ‬
‫ختتت‬ ‫س تن ِ َ‬ ‫ن َ‬
‫كأ ْ‬ ‫س ته ُ ّ‬
‫ت رؤو ُ‬
‫ميل ٌ‬
‫م ِ‬
‫ت ُ‬
‫متتاِئل ٌ‬
‫ت َ‬
‫سَيات عارَيا ٌ‬ ‫ونساُء َ‬
‫كا ِ‬

‫ن ريحهَتتا وإن ريحهتتا لتوج تد ُ متتن‬


‫ج تد ْ َ‬
‫ة ول ي َ ِ‬
‫جن ّت َ‬ ‫دخل ْ َ‬
‫ن ال َ‬ ‫المائل تةِ ل ي َت ْ‬

‫مسيرةِ كذا وكذا"‪.‬‬

‫بعض مبررات ترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي‪ ،‬حدثنا أبو ستتعيد‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أبو مكحول عن أنس بن مالك قال‪ :‬قيل يتتا رستتول اللتته متتتى نتتدع‬

‫مث ْ ُ‬
‫ل ما‬ ‫الئتمار بالمعروف والنهي عن المنكر? قال‪" :‬إذا ظهر فيكم ِ‬

‫ظهر في بني ِإسرائيل? ِإذا كانت الفاحشة في كباركم والعلتتم فتتي‬

‫َأراِذلكتتتتتتتتتتتتتم والملتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ك فتتتتتتتتتتتتتي صتتتتتتتتتتتتتغاركم"‪.‬‬

‫رواه ابن ماجه‪ ،‬عن العباس بن الوليد‪ ،‬عن زيد بن يحيى بتتن عبيتتد‪،‬‬

‫عن الهيثم بن حيد‪ ،‬عن أبتتي معبتتد حفتتص بتتن عيلن مكحتتول‪ ،‬عتتن‬

‫أنس فذكر نحوه‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من خروج الناس أفواجا ً من‬

‫الدين‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمر‪ ،‬حتتدثنا أبتو إستتحاق‪ ،‬عتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫الوزاعي‪ ،‬حدثنا أبتتو عمتتار‪ ،‬حتتدثني جتتار جتتابر بتتن عبتتد اللتته قتتال‪:‬‬

‫ي فجعلت أحدثه عن افتراق‬


‫قدمت من سفر فجاءنا جابر ليسلم عل ّ‬

‫الناس وما أحدثوا فجعل جابر يبكتتي ثتتم قتتال ستتمعت رستتول اللتته‬

‫س دخلوا في دين الله َأفواج تا ً‬


‫ن النا َ‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إ ِ ّ‬

‫وسيخرجون منه أ َْفواجًا"‪.‬‬

‫ِإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بنشوب فتن مهلكة‬

‫تجعل القابض على دينه أثناءها كالقابض على الحجر‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن لميعة‪ ،‬حتتدثنا‬


‫وقال ا ِ‬

‫أبو يونس عن أبي هريرة‪ ،‬وقال حسن حدثنا أبتتو لميعتتة‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫يونس عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫ن ك ََق ِ‬
‫طيتتع الليتتل المظلتتم يصتتبح‬ ‫ب فِت َ ٌ‬ ‫"وَي ْ ٌ‬
‫ل للعرب من شرٍ قد اقتر َ‬

‫‪70‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرجل مؤمنا ً ويمسي كافرا ً يبيع قوم ديَنهم بعََرض من التتدنيا قليتتل‬

‫وك"‪.‬‬
‫مر أو قال علتتى الشتت ْ‬
‫خ ْ‬
‫المتمسك يومئذ بدينهِ كالقاِبض على ال َ‬

‫وقال حسن في حديث تخبط الشوك‪:‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من تجمع المم ضد‬

‫المسلمين استضعافا ً لهم وطمعا ً فيهم‬

‫مع كثرة المسلمين ووفرة عددهم حينئذ‬


‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو جعفر المدايني‪ ،‬حدثنا عبد الصمد بتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫حبيب الزدي‪ ،‬عن أبيه حبيب عبد الله‪ ،‬عن سبيل‪ ،‬عتن عتوف‪ ،‬عتن‬

‫أبي هريرة قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‬

‫لثوبان‪" :‬كيف أنت يتتا ثوبتتان إذا تتتداعت عليكتتم المتتم كمتتا تتتداعى‬

‫الكلة على قصعتها‪ .‬فقال بأبي أنت وأمي يا رسول اللتته أمتتن قلتتة‬

‫بنا? قال‪ :‬ل بل أنتم يتتومئذ كتتثير ولكتتن يلقتتي فتتي قلتتوبكم التتوهن‪،‬‬

‫حّبكتتم التتدنيا وكراهي َُتكتتم‬


‫قال‪ :‬وما التتوهن يتتا رستتول اللتته? قتتال‪ُ " :‬‬

‫القتال"‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‬
‫إشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن فتن ً‬

‫مهلكة ستحدث وإن النجاة منها في البعد عنها وتجنب‬

‫طريقها‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر عتتن رجتتل عتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫عمرو بن وابصة السدي عن أبيتته قتتال‪ :‬إنتتي بالكوفتتة فتتي داري إذ‬

‫ي فقلتت عليكتتم الستتلم‬


‫سمعت على باب الدار الستتلم عليكتتم إلت ّ‬

‫ج‪ ،‬فلما دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود‪ ،‬فقلت أبا عبد الرحمن‬
‫فل ّ‬

‫ي النهتتار‬
‫أية ساعة زيارة هذه? وذلك في نحر الظهر فقال‪ :‬طال عل ّ‬

‫فذكرت من أتحدث إليه قال فجعل يحدثني عن رستتول اللتته صتتلى‬

‫ع‪،‬‬ ‫ضت َ‬
‫طج َ‬ ‫م فيها خيٌر متتن الم ْ‬
‫ة النائ ُ‬
‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬تكون فتن ٌ‬

‫ن ال َْقتتاِئم‬
‫مت َ‬
‫خيٌر متتن القاعتتدة والقاع تد ُ فيهتتا خي تٌر ِ‬
‫والمضطجعُ فيها َ‬

‫والَقاِئم فيها خير من الماشي? والماشي خيٌر من الراكب‪ ،‬والراكب‬

‫متتتى‬ ‫ها ك ُّلها في الناِر‪ :‬قل ُ‬


‫ت يا رستتول اللتته و َ‬ ‫ن الساعي? قَت ْل َ َ‬
‫م َ‬
‫خيٌر ِ‬
‫َ‬

‫جليسته‪ ،‬قتتال‪ :‬فمتتا‬ ‫ن الرجت ُ‬


‫ل َ‬ ‫ذلتك? قتتال‪ :‬أي ّتتام الهَتْرج حيتتن ل َ يتأ َ‬
‫م ُ‬

‫داَرك‪ .‬قال‬
‫ل َ‬ ‫ك وَي َد َ َ‬
‫ك وادخ ُ‬ ‫ف نفس َ‬
‫ت ذلك‪ .‬قال اكُف ْ‬
‫ن أدرك ُ‬
‫مُرني إ ِ ْ‬
‫َتأ ُ‬

‫‪72‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ل فأقِْفت ْ‬
‫ل‬ ‫جتتل عَل َت ّ‬
‫ي داري? قتتا َ‬ ‫خت َ‬
‫لر ُ‬ ‫ن دَ َ‬
‫ت إِ ْ‬
‫قلت يا رسول الله أَراي ْ َ‬

‫دك واصنع‬
‫ت ِإن دخل على بيتي? قال فادخل مسج َ‬ ‫بيت َ َ‬
‫ك‪ :‬قال افَرأي ْ َ‬

‫لس ب َي ْت ِت َ‬
‫ك‪ .‬قتتال يعنتتي‬ ‫حْلسا ً من أ ْ‬
‫ح َ‬ ‫دك وك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ف لساَنك وَي َ َ‬
‫هكذا وق ّ‬

‫طتتتتتار قلتتتتتبي م َ‬
‫طتتتتتاره"‪.‬‬ ‫صتتتتته فلمتتتتتا قتتتتتتل عثمتتتتتان َ‬
‫واب ِ‬

‫فركبت حتى أتيت دمشق فلقيت حتتذيم بتتن فاتتتك الستتدي فحلتتف‬

‫بالله الذي ل إله إل هو لقد سمعته من رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪.‬‬

‫إشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضروب‬

‫من الفتن ستكون وإن النجاة منها من اعتزال المجتمع‬

‫كما حدثنا ابن مسعود‪ ،‬وقال أبو داود حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪،‬‬
‫حدثنا وكيع عن عثمان السحام‪ ،‬حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها ستكون فتنة‬
‫س خير من القائم? والقائم‬ ‫طجعْ فيها خير من الجالس والجال ُ‬ ‫ض َ‬‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ما‬
‫عي‪ .‬قال يا رسول الله َ‬ ‫خير من الماشي والماشي خير من السا ِ‬
‫م‬‫ه‪ ،‬ومن كانت َله غَن َ ٌ‬ ‫حقْ بإ ِب ِل ِ ِ‬ ‫ل فل ْي َل ْ َ‬
‫مُرني? َقال‪ :‬من كانت له ِإب ٌ‬ ‫َتأ ُ‬
‫ه‪ .‬قال‪ :‬فمن َلم‬ ‫ض ِ‬
‫حقْ ِبأْر ِ‬ ‫ت َله أرض فل ْي َل ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬
‫م ِ‬ ‫فَل ْي َل ْ َ‬
‫حقْ ب ِغَن َ ِ‬
‫جرٍ ثم‬ ‫ح َ‬ ‫سي ِْفهِ فيد ُقّ عََلى َ‬
‫حد ّهَ ب ِ َ‬ ‫مد ْ ِإلى َ‬ ‫كن له شيُء من ذلك فل ْي َعْ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫جاَء"‪.‬‬
‫طاعَ الن ّ َ‬‫ست َ َ‬ ‫ج ما ا ْ‬ ‫لي َن ْ ُ‬
‫وقد رواه مسلم من حديث عثمان السحام بنحوه‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا الفضل عن عياش عن بكير عن بشر بن‬
‫‪73‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سعيد عن حسين بن عبد الرحمن الشجعي أنه سمع سعد بن أبي‬


‫وقاص يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لحديث قال‪:‬‬
‫قلت يا رسول الله أرأيت إن دخل على بيتي وبسط يده ليقتلني?‬
‫م وتل‪" :‬ل َئ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬
‫كاْبن آد َ َ‬ ‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ك ُ ْ‬
‫ي يد َ‬
‫ك"‪.‬‬ ‫سط ْ َ‬
‫ت ِإل ّ‬ ‫بَ َ‬
‫انفرد به أبو داود من هذا الوجه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا ليث بن ستتعد عتتن عيتتاش‬

‫بن عباس عن بكر بن عبد الله عن بشر بن سعيد أن سعد بن أبتتي‬

‫وقاص "قال عند فتنة عثمان بن عفتتان أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫ة القاعتد ُ فيهتتا خيتٌر متن القتائم‬


‫ن فتنت ٌ‬
‫عليه وسلم قال‪ِ" :‬إنها ستتتكو ُ‬

‫ت‬ ‫َ‬
‫خْير من الماشي والماشي خيٌر من الستتاعي‪ .‬قتتال‪ :‬أرأي ْت َ‬
‫والقائم َ‬

‫دم‪.‬‬
‫ن كتتابن آ َ‬ ‫ست َ‬
‫ط يتتده أي ليقتلنتتي قتتال ك ُت ْ‬ ‫ِإن دختتل علتتى بيتتتي فب َ َ‬

‫وهكذا رواه الترمذي عن قتيبة عتتن الليتتث عتتن عيتتاش بتتن عبتتاس‬

‫القنياني عن بكيتر بتن عبتتد اللته بتتن الشتتج عتتن بستترة بتن ستتعيد‬

‫الحضرمي عن سعيد بن أبي وقاص فذكره وقال هذا حديث حسن‪،‬‬

‫لسناد رجل ً يعني الحسين‪ ،‬وقيل‬


‫ورواه بعضهم عن الليث فزاد في ا ِ‬

‫‪74‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحلبي بن عبدِ الرحمن‪ ،‬ويقال عبد الرحمن بن الحسين عن ستتعد‪،‬‬

‫كما رواه أبو داود فيما تقدم آنفًا‪.‬‬

‫نصح الرسول عليه السلم بتحمل الذى عند قيام الفتن‬

‫والبعد عن المشاركة في الشر‬

‫ثم قال أبو داود‪ :‬حدثنا مسدد‪ ،‬حتتدثنا عبتد التوارث بتن ستعد‪ ،‬عتن‬

‫محمد بن حجارة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن نزوان‪ ،‬عن هتتذيل‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫ن‬
‫موسى الشعري قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ح فيهتتا مؤمنتا ً‬
‫م يصتتب ُ‬ ‫ستتاعَةِ فَِتنتا ً ك ََق ِ‬
‫طيتتع الليتتل المظل ِت ً‬ ‫دي ال ّ‬
‫ن ي َت َ‬
‫ب َي ْت َ‬

‫ح كافرًا‪ :‬القاع تد ُ خيرمتتن القتتائم‬ ‫سي كافرا ً ويمسي مؤمنا ً وي ُ ْ‬


‫صب ُ‬ ‫م ِ‬
‫وي ُ ْ‬

‫م وقَط ُّعوا أوَْتتتاَرك ُ ْ‬


‫م‬ ‫سي ّك ُ ْ‬ ‫والماشي فيها خيٌر من الساعي‪َ ،‬فك ّ‬
‫سروا قِ ِ‬

‫حدٍ منكم فَل َْيكتت ْ‬


‫ن‬ ‫ل ي َعِْني عََلى أ َ‬
‫خ َ‬ ‫سُيوفَك ُ ْ‬
‫م ِبالحجارة‪ ،‬فِإن د ُ ِ‬ ‫واضرُبوا ُ‬

‫م"‪.‬‬ ‫كَ َ‬
‫خْيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترِ اب ِْنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي آد َ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أم حرام‪ ،‬حدثني أبو عمران الجوني عن‬


‫ثم قال ا ِ‬

‫عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال‪ :‬ركب رسول الله صتتلى اللتته‬

‫س‬
‫ب النتتا َ‬
‫صا َ‬
‫نأ َ‬
‫ت إِ ْ‬ ‫خل َْف ُ‬
‫ه فقا َ‬
‫ل‪" :‬يا أبا ذ َّر أرأي ْ َ‬ ‫عليه وسلم َوأْرد َفَِني َ‬
‫‪75‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شك ِإلى مسجدك ك َي ْ َ‬


‫ف‬ ‫من ِفرا ِ‬
‫م ِ‬
‫ن تقو َ‬
‫طيعُ معه أ ْ‬ ‫شديد ل َ ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫جوعٌ َ‬

‫صِبر‪ ،‬قال يا أبا ذر‪ :‬أرأيت ِإن‬ ‫ه أعْل َ ُ‬


‫م‪ .‬قال‪ :‬ا ْ‬ ‫ع? قلت الله ورسول ُ‬
‫صن َ ُ‬
‫تَ ْ‬

‫أصاب الناس موت شديد ٌ كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫ضهم بْعضا ً يعنتتي حتتتى‬


‫س َبع ُ‬ ‫صب ِْر‪ .‬قال يا َأبا ذر‪ :‬أرأيت ِإن قَت َ َ‬
‫ل النا ُ‬ ‫ا ْ‬

‫ت َغْرِقَ حجارهُ ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت من الدماِء كيف تصنع قال الله ورستتوله أعلتتم‪.‬‬

‫ختذ ُ‬ ‫ك‪ .‬قتال‪ :‬فتِإن لتم أت ْتَر ْ‬


‫ك أفأ ُ‬ ‫ك وأغل ِقْ عَل َي ْ َ‬
‫ك َباب َ َ‬ ‫قال‪ :‬اقْعُد ْ في ب َي ْت ِ َ‬

‫لحي? قتتال‪ِ :‬إذا ً ت ُ َ‬


‫شتتارك ُُهم فيمتتا هتتم ِفيتته‪ ،‬ولكتتن ِإن خشتتيت أن‬ ‫س َ‬
‫ِ‬

‫ك كَ ْ‬
‫ي ي َْبوُء بإثمه‬ ‫ك عََلى وَ ْ‬
‫جه ِ َ‬ ‫دائ ِ َ‬ ‫ف فاْلق ط ََر َ‬
‫ف رِ َ‬ ‫سي ْ ِ‬
‫شَعاعُ ال ّ‬ ‫ي َُروّعَ َ‬
‫ك ُ‬

‫و ِإثمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬وقد رواه أبو داود عتتن مستتدد وابتتن متتاجه‬
‫هكذا رواه ا ِ‬

‫وعن أحمد بن عبتتدة كلهمتتا عتتن حمتتاد بتتن زيتتد عتتن أبتتي عمتتران‬

‫الجوني عن المشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبتتي‬

‫ذر بنحوه‪ ،‬ثم قال أبو داود‪ :‬ولم يذكر المشعث في هذا الحديث غير‬

‫حماد بن زيد‪ ،‬وقال أبتتو داود‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن يحيتتى بتتن فتتارس‪،‬‬

‫حدثنا عفان بن مسلم‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الواحتتد بتتن زيتتاد‪ ،‬حتتدثنا عاصتتم‬

‫‪76‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحول عن أبي لبيبتتة قتتال‪ :‬ستتمعت أبتتا موستتى يقتتول قتتال‪ :‬قتتال‬

‫ديكم فتنا ً كقطع الليل‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ِ" :‬إن بين أي ِ‬

‫مسي كافرا ً ويمسي مؤمنا ً ويصبح كتتافرا ً‬


‫ح الرجل فيها مؤمنا ً وي ُ ْ‬
‫ُيصب ُ‬

‫شي خيتتر‬
‫القاعد ُ فيها خيٌر من القائم والقائم خيٌر من الماشي والما ِ‬
‫َ‬
‫حل َ َ‬
‫س ب ُُيوتكم"‪.‬‬ ‫مُرنا? قال‪ :‬كانوا أ ْ‬
‫عي قال فما َتأ ُ‬
‫سا ِ‬
‫من ال ّ‬

‫إشارة الرسول عليه السلم إلى ما سيكون من ردة‬

‫بعض المسلمين إلى الصنمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫أيوب عن أبي قلبة عن أبي أسماء عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫ت مشتتارقَها‬ ‫َ‬
‫ض فرأيت ُ‬
‫ه َزَوى لتتي الر َ‬
‫ن اللت ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ت الكنَزيتتن‬
‫طي ُ‬
‫من َْها‪ ،‬وإ ِّني أعْ ِ‬
‫مِتي سيبلغ ما ُزِوي ِ‬ ‫مل َ‬
‫كأ ّ‬ ‫مغارَِبها وِإن ُ‬
‫و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م تة ٍ ول َ‬ ‫ت ربتتي أن ل ي ُهْل َك ُتتوا ب ِ َ‬
‫ستن َةٍ ب َِعا َ‬ ‫ض‪ ،‬وِإنتتي ستأل ُ‬
‫مَر والبيت َ‬
‫ح َ‬
‫ال ْ‬
‫َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ن َربتتي‬
‫م‪ ،‬وإ ّ‬ ‫م فََيس تت َِبيح ب َي ْ َ‬
‫ض تت َهُ ْ‬ ‫سه ِ ْ‬
‫وى أن ُْف ِ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ط عليهم عدّوا ِ‬ ‫يُ َ‬

‫ت ِقضتتاَء فتإ ِّنه ل ي ُتَرد‪ ،‬وِإنتتي‬ ‫ج ّ‬


‫ل قتتال ي َتتا محمتد ُ ِإنتتي ِإذا قضتتي ُ‬ ‫عَّز وَ َ‬
‫‪77‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م عدوا ً متتن‬ ‫سل ّ َ‬


‫ط عليه ْ‬ ‫ن ل َ أ َهْل ِك َُهم ِبسنة َ‬
‫عامة ول أ َ‬ ‫أعْط َي ْت ُ َ‬
‫ك لمتك أ ْ‬

‫ن َأق َ‬
‫طارِهَتتا‪،‬‬ ‫ن ب َي ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ عَل َْيه ْ‬
‫م َ‬ ‫جت َ َ‬
‫م ولو ا ْ‬
‫ضت َهُ ْ‬ ‫سهم فََيستبي َ‬
‫ح ب َي ْ َ‬ ‫وى أنف ِ‬
‫س َ‬
‫ِ‬

‫م‬
‫ضتتهُ ْ‬ ‫ك ب َْعضا ً وي َ ْ‬
‫سِبي ب َعْ ُ‬ ‫م ي ُهْل ِ ُ‬
‫ضه ُ ْ‬
‫ن ب َعْ ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن ب ِأ َقْ َ‬
‫طارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫أو قال َ‬

‫ضعَ فتتي أمتتتي‬ ‫ضّلي َ‬


‫ن‪ ،‬وِإذا وُ ِ‬ ‫م ِ‬
‫على أمِتي الئمة ال ُ‬ ‫ب َْعضًا‪ ،‬وإ ِّنما أ َ َ‬
‫خاف َ‬

‫ق‬ ‫ف َلم ي ًْرفَعْ عنهم ِإلى َيوم القيامة ول تقوم الساعة حتى ت َل ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫السي ُ‬

‫قبائ ُ‬
‫ل من أمتي بالمشركين وحتتتى ت َعْب ُتتد قبتتائل متتن أمتتتي الوثتتان‪،‬‬

‫م‬ ‫َ‬ ‫وِإنه سيكون في أمتي كذابون ثلثون ك ّ‬


‫م أّنه ن َب ِتتي وأنتتا ختتات ُ‬
‫ل يزع ُ‬

‫حتتق‬
‫دي‪ ،‬ول ت ََزال طائفة من أمتي ظاهرين علتتى ال َ‬
‫ي ب َعْ ِ‬
‫ن ل ن َب ِ ّ‬
‫الن ّب ِّيي َ‬

‫جتتت ّ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ل يضتتترهم متتتن ختتتالفهم حتتتتى يتتتاتي أمتتتر اللتتته عَتتتّز وَ َ‬

‫رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه من طرق عن أبي قلبة‬

‫عبد الله بن زيد الجرمي‪ ،‬عن أبي أسماء عمرو بن مزيد‪ ،‬عن ثوبان‬

‫بن محمد بنحوه‪ ،‬وقال الترمذي حسن صحيح‪.‬‬

‫فتنة الحلس‪:‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ ،‬حدثنا أبو داود‪ ،‬حدثنا‬
‫يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي‪ ،‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثني عبد‬
‫الله بن سالم‪ ،‬حدثني العلء بن عتبة عن عمر بن هانىء العنسي‬
‫‪78‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سمعت عبد الله بن عمر يقول‪" :‬كنا قعودا ً عند رسول الله فذكر‬
‫الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الحلس فقال قائل يا رسول‬
‫الله وما فتنة الحلس? قال هي حرب وهرب‪ ،‬ثم فتنة السراء‬
‫دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه ابني‬
‫وليس مني إنما أوليائي المتقون‪ ،‬ثم يصطلح الناس على رجل‬
‫كورك على ضلع‪ ،‬ثم ٍ فتنة الدهيماء ل تدع أحدا ً من هذه المة إل‬
‫لطمته حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ً ويمسي‬
‫كافرا ً حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان ل نفاق فيه‬
‫وفسطاط نفاق ل إيمان فيه‪ ،‬فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من‬
‫يومه أو من غده"‪ .‬وتفرد به أبو داود‪ ،‬وقد رواه أحمد في مسنده‬
‫عن أبي المغيرة بمثله‪.‬‬
‫وقال أبوداود‪ :‬حدثنا القعنبي‪ ،‬حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم‬
‫عن أبيه عن عمارة بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن‬
‫س‬ ‫ن يأِتي ي ُغَْرب َ ُ‬ ‫ش َ َ‬ ‫ن أ َوْ َ‬ ‫رسول الله قال‪" :‬ك َي ْ َ‬
‫ل النا ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ما ٌ‬
‫ف ِبكم وََز َ‬
‫شب ّ َ‬
‫ك‬ ‫م واختلفوا فكانوا هكذا و َ‬ ‫جت عُُهودهُ ْ‬ ‫مَر َ‬‫س قد َ‬ ‫ة والنا ُ‬ ‫فيه غَْرب َل َ ً‬
‫ه? قال‪ :‬تأخذون بما‬ ‫ه? قالوا كيف بنا يا رسول الل ّ‬ ‫بين أصاب ِعِ ِ‬
‫مر‬‫صِتكم وت َذ َُرون أ ْ‬ ‫خا ّ‬‫كرون ت ُْقبلون على أمرِ َ‬ ‫عون ما ت ُن ْ ِ‬ ‫تعرفون وت َد َ ُ‬
‫متكم"‪ .‬قال أبو داود‪ :‬هكذا روي عن عبد الله بن عمرو بن‬ ‫عا ّ‬
‫َ‬
‫العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه‪ ،‬وهكذا رواه‬
‫ابن ماجه عن هشام بن عمار ومحمد بن الصباح عن عبد العزيز بن‬
‫أبي حازم به‪.‬‬
‫لمام أحمد عن حسين بن محمد عن مطرف عن أبي‬ ‫فقد رواه ا ِ‬
‫حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكر مثله أو نحوه‪،‬‬
‫ثم قال أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ ،‬حدثنا الفضل بن دكين‪،‬‬
‫حدثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق عن هلل بن حباب أبي العلمة‪،‬‬
‫حدثنا عكرمة‪ ،‬حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال‪ :‬بينما نحن‬
‫حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة أو ذكرت‬
‫ت أمانات ُُهم‬ ‫خّف ْ‬‫ت عهودهم و َ‬ ‫ج ْ‬ ‫عنده فقال‪" :‬ورأيتم الناس قد مَر َ‬
‫وكانوا هكذا وشّبك بين َأصابعه‪ ،‬قال فقمت اليه فقلت كيف أفعل‬
‫ساَنك‬ ‫كل َ‬ ‫مِلك عَل َي ْ َ‬‫م ب َي َْتك وا ْ‬‫داك? قال‪ :‬الَز ْ‬ ‫هف َ‬ ‫جَعلِني الل ّ ُ‬ ‫عند ذلك َ‬

‫‪79‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صةِ نفسك َودع عنك أمر‬


‫عليك بأمر خا ّ‬
‫كر و َ‬ ‫خذ ْ بما ت َعْرِ ُ‬
‫ف وَد َعْ ما ُتن ِ‬ ‫و ُ‬
‫ة‪.‬‬
‫م ِ‬
‫الَعا ّ‬

‫وهكذا رواه أحمد عتتن أبتتي نعيتتم والفضتتل بتتن دكيتتن بتته‪ ،‬وأخرجتته‬

‫النسائي في اليوم والليلة عن أحمد ابن بكتتار عتتن مخلتد بتتن مزيتد‬

‫عن يونس بن أبي إسحاق فذكر بإسناده نحوه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أنه ستكون فتنة وقع اللسان فيها أشد‬

‫من وقع السيف‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا محمد بن عبيد‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد بتتن زيتتد‪ ،‬حتتدثنا‬

‫الليث عن طاووس عن رجل يقال له زيتاد عتتن عبتدالله بتتن عمتترو‬

‫ة‬ ‫ستت َ ُ‬
‫كون فِت ْن َت ٌ‬ ‫ه صلى اللتته عليتته وستتلم ‪" :‬إ ِن ّتته َ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الل ّ‬

‫ن وَقْتتع‬ ‫َ‬ ‫ب قَت ْل َ َ‬


‫ها في الّناِرة وقْعُ اللسان فيها أش تد ّ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ب العََر َ‬
‫صي ُ‬
‫ست ُ ِ‬
‫و َ‬

‫ف "‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ْ ِ‬
‫ال ّ‬

‫وقد رواه أحمد عن أسود بن عامر عن حماد بن ستتلمة‪ ،‬والترمتتذي‬

‫وابن ماجه من حديثه عن الليث عن طاووس عن زياد وهو العجم‪،‬‬

‫ويقال له زياد سمين كوش‪ ،‬وقد حكتتى الترمتتذي عتتن البختتاري أنتته‬
‫‪80‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليس لزياد حديث سواه‪ ،‬وأن حماد بن زيد رواه عن الليث موقوفتًا‪،‬‬

‫وقد استمرك ابن عساكر على البخاري هذا فإن أبا داود من طريق‬

‫حماد بن زيد مرفوعا ً فالله أعلم‪ ،‬وقتتال ا ِ‬


‫لمتتام أحمتتد حتتدثنا وكيتتع‪،‬‬

‫وقال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا العمش عن زيد بن وهتتب عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبدالله بن عمر وكنت جالسأ معتته‬

‫في ظل الكعبة وهو يحدث الناس قال‪ :‬كنتتا متتع رستتول اللتته صتتلى‬

‫من َتتاِدي رستتول الل ّت ِ‬


‫ه‬ ‫الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزل إ ِذ ْ نتتا َ‬
‫دى ُ‬

‫ة قال َفانتهي ُ‬
‫ت ِإليه وهتتو يخطتتب‬ ‫مع َ ُ‬
‫جا ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم الصلةُ َ‬

‫ن شتتيء قبل ِتتي إ ِل ّ كتتان حق تا ً‬


‫س ويقول‪ :‬ل أيها الناس ِإنه لم َيك ت ْ‬
‫النا َ‬

‫متتا‬ ‫خيتترا ً لهتم وُينتذَِر ُ‬


‫هم َ‬ ‫ما ي َعَْلمت ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه على َ‬
‫من ْ ُ‬
‫عَباد َهُ ِ‬
‫على الله أن يدل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب آخَرهتتا‬
‫سُيصي ُ‬
‫ة هذه المةِ في أّولها و َ‬
‫عافي َ َ‬ ‫ه شرا ً لهم‪ ،‬أل َ وَإ ِ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫م ُ‬

‫ن يرافق بعضها بعضا ً تجيُء الفتنة فيقول المؤم ُ‬


‫ن هذه هذه‬ ‫بلُء وفت ٌ‬

‫ف‪ ،‬ثم تجيُء فيقول هتتذه هتتذه ثتتم تجي تءُ فََيقتتول‬
‫مهِْلكِتي ثم ت َْنكش ُ‬
‫ُ‬

‫ة‬ ‫خ َ‬
‫ل الجنت َ‬ ‫ح عن النارِ وي ُتد ْ َ‬ ‫َ‬
‫حَز َ‬
‫شف‪ ،‬فمن أحب أن ي َُز ْ‬
‫هذه هذه ثم تنك ِ‬

‫ت إ ِل َتتى النتتاس متتا‬ ‫ه وهو يؤمن ِبالّله واليوم ال ِ‬


‫ختتر ولي ْتتا ِ‬ ‫فَل ْت ُد ْرِك ْ ُ‬
‫ه ميتت ُ ُ‬

‫‪81‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬ ‫ده وث َ َ‬
‫متترة قلب ت ِ‬ ‫ةي ِ‬ ‫ماما ً فَأع َ‬
‫طاهُ صْفَق َ‬ ‫يحب أن ُيوَتى ِإليه‪ ،‬ومن َبايع إ ِ َ‬
‫ست َ َ‬
‫طاعَ وقال مرة متتا اس تُتطاع "‪ .‬قتتال عبتتد الرحمتتن‪:‬‬ ‫فَل ْي ُط ِعْ ً‬
‫ه ِإن أ ْ‬

‫ة‬
‫مك معاويتت َ‬
‫نع ّ‬
‫معَتها أدخلت رأسي بين رجلي وقلت فِإن اب َ‬
‫س ِ‬ ‫فل َ َ‬
‫ما َ‬

‫يأمرنا َأن نَأك َ‬


‫ل َأموال الناس بالباطتتل وَأن ن َْقت ُتتل َأنفستتنا وقتتد قتتال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وال َك ُ ْ‬
‫م ب َي ْن َك ُت ْ‬
‫م ِبالَباط ِتتل"‬ ‫من ُتتوا ل َ َتئهُل ُتتوا أ ْ‬
‫مت َ‬ ‫نآ َ‬
‫ذي َ‬
‫الله تعالى‪" :‬يا أّيها ال ِ‬

‫ة‬ ‫النساء‪ .،29 :‬قال‪ :‬فجمع يديه فوضعهما على جبهته ثم ن ّ‬


‫كس هُن َي ْهً َ‬

‫صتهِ فتتي‬
‫طاعَتةِ اللتته واعْ ِ‬ ‫ه فقال أ َط ِْعه في َ‬
‫طاعَتةِ فتتي َ‬ ‫ثم َرفَعَ َرأ َ‬
‫س ُ‬

‫ل الل ّتهِ صتتلى اللتته‬ ‫ته َ‬


‫ذا من رستتو ِ‬ ‫ت سمع َ‬
‫صي َةِ الله‪ .‬قلت له‪ :‬أن َ‬
‫مع ِ‬
‫َ‬

‫عتتتاهُ قَل ِْبتتتي "‪.‬‬


‫ه أذَنتتتاي وَوَ َ‬
‫عليتتته وستتتلم ? قتتتال‪ :‬نعتتتم ِ ستتتمعت ُ‬

‫رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث العمش بتته‪،‬‬

‫وأخرجه مسلم من حديث الشعبي عن عبتتد الرحمتتن بتتن عبتتد رب‬

‫الكعبتتتتتتتتة بتتتتتتتتن عبتتتتتتتتدالله بتتتتتتتتن عمتتتتتتتتر وبنحتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقتتال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا ابتتن نميرحتتدثنا الحستتن بتتن عمتترو عتتن أبتتي‬

‫الزبيرعن عبدالله بن عمرو قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫ن َتقتتول لتته إ ِن ّت َ‬
‫ك‬ ‫عليه وسلم يقول‪" :‬إذا رأيتم أمِتي تهاب الظ ّتتال ِ َ‬
‫مأ ْ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ّ‬ ‫ِ‬

‫‪82‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م "‪.‬‬
‫من ُْهتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ظتتتتتتتتتتتتتتتالم فقتتتتتتتتتتتتتتتد ُتتتتتتتتتتتتتتتتوُد ّعَ ِ‬

‫وقال رسول الله صلى الله عليته وستلم‪" :‬يكتون فتتي أمتتتي َقت ْ‬
‫ذف‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتخ"‪.‬‬
‫م ْ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتف و َ‬
‫خ ْ‬
‫و َ‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا عبد الملك بن شعيب‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثني‬

‫الليث عن يحيى بن سعيد قال‪ :‬قال لي خالد بن عمتتران‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن السلماني‪ ،‬عن عبد الرحمن أبي هند‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫ن‬
‫س تَتكو ُ‬
‫رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪َ " :‬‬

‫شَرف َله‪ ،‬وق تعُ اللستتان‬ ‫ف ل ََها ا ْ‬


‫ست َ ْ‬ ‫ن أشر َ‬
‫م ْ‬
‫مَياءُ َ‬ ‫ماءُ ب َك ْ َ‬
‫ماءُ عَ ْ‬ ‫ص ّ‬
‫ة َ‬
‫ِفتن ٌ‬

‫ف"‪.‬‬ ‫ن وَْقع ال ّ‬
‫سي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فيها أ َ َ‬
‫شد ّ ِ‬

‫إشارة نبوية إلى القسطنطينية ستفتح قبل رومية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا يحيى بتتن أيتتوب‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثني أبو قتيل قال‪ :‬كنا عند عبد الله بن عمر وسئل أي المتتدينتين‬

‫تفتح القسطنطينية أو رومية‪ .‬قال‪ :‬قال فدعا عبد الله بصتتندوق لتته‬

‫حلق فأخرج منه كتابا ً قال‪ :‬فقال عبد اللتته بينتتا نحتتن حتتول رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم نكتتتب إذ ستتئل رستتول اللتته صتتلى اللتته‬
‫‪83‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم أي المدينتين نفتح أول ً القستتطنطينية أو روميتتة? فقتتال‬

‫ح َأول ً يعنتتي‬ ‫دينتتة هَرق ت َ‬


‫ل ت ُْفت َت َ‬ ‫م ِ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪َ " :‬‬

‫القسطنطينية"‪.‬‬

‫إشارة منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى‬

‫ما سيكون من خراب بعض البلدان وأسباب خراب كل بلد‬

‫وهي إشارة تضمنها حديث بين الوضع‬

‫وقال القرطبي في التذكرة‪ ،‬وروي من حتتديث حذيفتتة بتتن اليمتتان‬

‫ب فتتي‬
‫ختترا ُ‬
‫عن النتتبي صتلى اللته عليته وستتلم أنتته قتتال‪" :‬ويبتتدأ ال َ‬

‫ة متن الختراب حتتى‬


‫ب مصتُر‪ ،‬ومصتر آمنت ٌ‬
‫خرِ َ‬ ‫أ ْ‬
‫طراف الرض حتى ت َ ْ‬

‫ب البصتترة‪ ،‬وختتراب البصتترة متتن الغتترق‪ ،‬وختتراب مصتتر متتن‬


‫تختتر َ‬

‫جفاف النيتتل‪ ،‬وختتراب مكتتة وختتراب المدينتتة متتن الجتتوع‪ ،‬وختتراب‬

‫اليمن من الجَراد‪ ،‬وخراب البل ّةِ من الحصتتاِر‪ ،‬وخ تَراب فتتارِ َ‬


‫س متتن‬

‫ك من التد ّي َْلم‪ ،‬وختتراب التتديلم متتن الْر َ‬


‫متتن‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬وخراب التر ِ‬
‫صعالي ِ‬
‫ال ّ‬

‫ك‪ ،‬وخراب التتترك‬


‫ن الت ُْر ِ‬
‫ب الخزر م َ‬
‫خزِر‪ ،‬وخرا ُ‬
‫وخراب الرمن من ال َ‬

‫د‪ ،‬وخراب الهنتتد متتن الصتتين‪،‬‬


‫عق‪ ،‬وخراب السند من الهِن ْ ِ‬
‫صوا ِ‬
‫من ال ّ‬
‫‪84‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مل‪ ،‬وختتراب الحبشتةِ متتن الرجفتتة‪ ،‬وختتراب‬


‫وخراب الصين من الّر ُ‬

‫ف وخراب العراق‬
‫س ِ‬
‫خ ْ‬
‫سْفياني‪ ،‬وخراب الروحاِء من ال َ‬
‫الَزوراِء من ال ّ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫ثتتم قتتال ورواه أبتتو الفتترج بتتن الجتتوزي قتتال وستتمعت أن ختتراب‬

‫الندلس بالريح العقيم‪.‬‬

‫فصل‬

‫تعدد اليات وا َ‬
‫لشراط‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا خلف يعنتتي ابتتن خليفتتة‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫جابر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد الله ابن عمر وقال‪" :‬دخلت على عبتتد اللتته‬

‫ت ِفيكتتم‬
‫ي فقال س ّ‬ ‫كسا ً فرفع رأ َ‬
‫سه فنظر ِإل ّ‬ ‫من ّ‬
‫بن عمر وهو يتوضأ ُ‬
‫وت نتتبيكم قتتال فَ َ‬
‫كأّنمتتا انتتتزعَ قلتتبي متتن مكتتانه"‪.‬‬ ‫َ‬
‫مت ْ‬
‫أيتهتتا المتتة َ‬

‫ض المتتا ُ‬
‫ل‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬واحدةٌ قال وي َِفي ت ُ‬
‫خ ُ‬
‫طها"‪.‬‬ ‫ستت َ‬
‫ف يظتتل ي َ ْ‬
‫شتتَرةَ آل ٍ‬ ‫ل لي ُعْ َ‬
‫طتتى عَ ْ‬ ‫م حتتتى ِإن الرجتت َ‬ ‫ِفي ُ‬
‫كتت ْ‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬اثنتتتين قتتال وفتنتتة تتتدخ ُ‬
‫ل‬

‫‪85‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مْنكتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬
‫ت كتتتتتتتتتتتتتتتتل رجتتتتتتتتتتتتتتتتل ِ‬
‫بيتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫ص‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ث َل َ ٌ‬


‫ث قال وموت كُقصتتا َ‬

‫ال َغنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪َ" :‬أرب َتعٌ وهدن َت ٌ‬
‫ة تكتتون بينكتتم‬
‫َ‬ ‫وبين بني ا َ‬
‫مل ال ْ َ‬
‫مْرأةِ ثتتم‬ ‫ح ْ‬ ‫لصَفر فيجمعون لكم ِتسعة أشهرٍ ك ََق ْ‬
‫در َ‬

‫يكونتتتتتتتتتتتتتتون أولتتتتتتتتتتتتتتى بالعتتتتتتتتتتتتتتدل منكتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬اثنتتتان خمتتس"‪.‬‬

‫قلت يا رسول الله أي مدينة تفتتتح القستتطنطينية أو روميتتة? قتتال‪:‬‬

‫لسناد فيه نظر من جهة رجاله ولكن لتته شتتاهد‬


‫قسطنطينية‪ ،‬وهذا ا ِ‬

‫من وجه آخر صحيح‪ ،‬فقال البخاري‪ :‬حتتدثنا الحميتتدي‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد‬

‫بن مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الله بن العلء بن يزيد‪ ،‬سمعت يزيتتد بتتن عبتتد‬

‫الله أنه سمع أبا إدريس يقول سمعت عوف بتتن مالتتك رضتتي اللتته‬

‫عنه يقول‪ :‬أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهتتو فتتي غتتزوة‬

‫دي الساعةِ موتي‪ ،‬ثم‬ ‫ست ّا ً ب َي ْ َ‬


‫ن يَ َ‬ ‫تبوك وهو في قبة أدم فقال‪" :‬أعد ُد ْ ِ‬

‫ة‬
‫ن يأخذكم كُقصاص الغنم‪ ،‬ثتتم اسِتفاض ت ُ‬
‫موَتا ٌ‬
‫ت المقدس‪ ،‬ثم ُ‬ ‫فَت ْ ُ‬
‫ح بي ِ‬

‫‪86‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خطًا‪ ،‬ثم ِفتن ٌ‬


‫ة ل ت ُب ِْقي‬ ‫ة دينار فَي َظ َ ُ‬
‫ل سا ِ‬ ‫ل مائ َ َ‬ ‫ل حتى ُيع َ‬
‫طى الرج ُ‬ ‫الما ِ‬

‫ر‬
‫ة تكتون ب َْينكتم وبيتن بنتي الصتف ِ‬ ‫خل َْته‪ ،‬ثم ُ‬
‫هدنت ٌ‬ ‫ب َْيتا ً من الَعر ِ‬
‫ب إ ِل ّ د َ َ‬

‫شتترأْلفًا"‪.‬‬
‫ت كتتل رايتةٍ اثنتتا عَ َ‬
‫ة تح َ‬
‫مون فيأتونكم تحت ثمانين راي ً‬
‫في َغْ ُ‬

‫ورواه أبو داود وابن ماجه والطبراني من حتتديث الوليتتد بتتن مستتلم‬

‫ووقع في رواية الطبراني‪ ،‬عن الوليد‪ ،‬عن بشر بن عبتتد اللتته فتتالله‬

‫أعلم‪.‬‬

‫علمات بين يدي الساعة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو المغيتترة‪ ،‬حتتدثنا صتتفوان‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬


‫وقال ا ِ‬

‫الرحمن بن جبير بن نظير‪ ،‬عنأبيه‪ ،‬عتن عتوف بتن مالتك الشتجعي‬

‫قتتال‪ :‬أتيتتت النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم فستتلمت عليتته فقتتال‪:‬‬

‫ت كل َتتي أوْ ب َعْ ِ‬


‫ضتتي? فقتتال‪:‬‬ ‫ل‪ :‬قال قل ْ ُ‬
‫خ ْ‬
‫م فقال أد ُ‬
‫وف? فقلت ن َعَ ْ‬
‫"عَ ْ‬
‫َ‬
‫وتي قتتال‬
‫مت ْ‬
‫ن َ‬
‫ساعَةِ أّولهُ ت ّ‬
‫دي ال ّ‬ ‫ست ّا ً ب َي ْ َ‬
‫ن يَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ُل ّ َ‬
‫ك‪ ،‬فقال‪ :‬اعْد ُد ْ َيا عَوْ ُ‬

‫س تك ُِتني‬ ‫ست َب ْك َي ْ ً‬
‫ت حّتى جعل رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم ي ُ ْ‬ ‫فا ْ‬

‫دس قتتال قتتل‬ ‫ت ال ْ َ‬


‫مْقت ِ‬ ‫ح بيت ِ‬
‫ة فتت ُ‬
‫ة‪ ،‬والثانيت ُ‬
‫قال قل واحدة قلت واحد ً‬

‫متتتي يأختتذهم مثتتل‬ ‫اث ْن َت َْين قلت اث ْن َت َْين‪ ،‬والثالث َتتة ُ‬


‫موت َتتان يكتتون فتتي أ ّ‬
‫‪87‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متتي أعْظ َ ُ‬
‫مهتا قتل‬ ‫صاص الغنم قل ثلثًا‪ ،‬والرابعة فتنة تكون فتي أ ّ‬
‫ق َ‬

‫ن الرجتتل لي ُعْط َتتى متتائ َ َ‬


‫ة‬ ‫أربعًا‪ ،‬والخامسة َيفي ُ‬
‫ض المال ِفيكتتم حتتتى إ ّ‬

‫ة تكون بينكم وبيتتن بنتتي‬ ‫خطها قل خمسًا‪ ،‬والسادسة هُ ْ‬


‫دن ٌ‬ ‫ديَنارٍ فَي َ ْ‬
‫س َ‬

‫ة‪ :‬قتتال‪:‬‬
‫ة‪ .‬قلتت‪ :‬ومتا الغايت ُ‬
‫الصفر فيسيرون إليكم على ثمانين غاي ً‬

‫س َ‬
‫طاط المسلمين يومئذ فتتي‬ ‫ة تحت كل غايةٍ اثنا عشر ألفا ً وفُ ْ‬
‫الراي ُ‬

‫ق"‪.‬‬
‫مشتتت ُ‬ ‫أرض يقتتتال لهتتتا الُغو َ‬
‫طتتتة فتتتي مدينتتتة يقتتتال لهتتتا دِ َ‬

‫تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪ ،‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا هشام بن عمتتار‪،‬‬

‫حدثنا يحيتتى بتتن حمتتزة‪ ،‬حتتدثنا أبتتو جتتابر‪ ،‬حتتدثني زيتتد بتتن أرطتتأة‪،‬‬

‫سمعت جبير بن نفير‪ ،‬عن أبي التتدرداء أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫مل ْ َ‬
‫حمتتة بالًغوطتتة‬ ‫سطا َ‬
‫ط المستتلمين يتتوم ال َ‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬إن فُ ْ‬

‫داِئن الشتتام"‪.‬‬
‫متت ً‬
‫خيتتر َ‬ ‫م ْ‬
‫شتتق متتن َ‬ ‫إلتتى جتتانب مدينتتة يقتتال لهتتا دِ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع عن النهاش بتتن فهتتم‪ ،‬حتتدثني شتتداد‬


‫وقال ا ِ‬

‫أبو عمار‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫دس‪،‬‬
‫ت المقت ِ‬
‫ح بيت ِ‬ ‫ت متتن أ ْ‬
‫شتتراط الستتاعة‪ .‬متتوتي‪ ،‬وفتت ُ‬ ‫وسلم‪" :‬س ّ‬

‫تك ّ‬
‫ل‬ ‫مها ب َي ْ َ‬
‫صاص الغنم‪ ،‬وفتَنة يدخل حري ُ‬
‫ت يأخذ في الناس كُق َ‬
‫ومو ٌ‬

‫‪88‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬
‫م تَر التترو َ‬ ‫خ ُ‬
‫طها‪ ،‬وأن يغ ُ‬ ‫مسلم‪ ،‬وأن يعطى الرجل ألف دينتتارٍ َفيس ت َ‬

‫شر ألفًا"‪.‬‬
‫ن بثمانين بندا ً تحت كل بند اْثنا عَ َ‬
‫فيسيرو َ‬

‫طلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبادر المؤمنون‬

‫بالعمال الصالحة ستة أمور قبل وقوعها‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا عبتتد الصتتمد وعفتتان قتتال‪ :‬حتتدثنا همتتام‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثنا قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عتتن زيتتاد بتتن ربتتاح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة أن‬

‫ست ّا ً طلتتوعَ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪َ" :‬بادُِروا بالعمال ِ‬

‫ن‪ ،‬ودابتتة الرض‪ ،‬وخوَّيصتتة‬ ‫ربهتتا‪ ،‬والتتدجا َ‬


‫ل‪ ،‬والتتدخا َ‬ ‫مغ ْ ِ‬
‫الشمس من َ‬

‫ة‪ ،‬وكان قتادة يقتتول إذا قتتال وأمتتر العامتتة قتتال‬


‫م ِ‬
‫مَر العا ّ‬ ‫أحدِ ُ‬
‫كم‪ ،‬وأ ْ‬

‫ي َْعنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫وهكذا رواه مسلم من حديث شعبة وعبد الصمد كلهما عتتن همتتام‬

‫به‪ ،‬ثم رواه أحمد منفردا ً به عن أبي داود‪ ،‬عن عمران القطان‪ ،‬عن‬

‫قتتتادة‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن ربتتاح بتتن أبتتي هريتترة مرفوع تا ً مثلتته‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا ستتليمان‪ ،‬حتتدثنا إستتماعيل‪ ،‬أختتبرني العلء‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬
‫‪89‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ستتت ّا ً طلتتوعَ الشتتمس متتن مغربهتتا‪ ،‬والتتدجال‪،‬‬


‫"بتتادروا بالعمتتال ِ‬

‫متتتتتة"‪.‬‬
‫دكم‪ ،‬وأمتتتتتَر العا ّ‬
‫ن‪ ،‬والدابتتتتتة‪ ،‬وخاصتتتتتة أحتتتتت ِ‬
‫والتتتتتدخا َ‬

‫ورواه مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر المدني به‪.‬‬

‫عشر آيات قبل قيام الساعة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينتتة‪ ،‬عتتن فتترات‪ ،‬عتتن أبتتي‬


‫وقال ا ِ‬

‫الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بن أسد قال‪ :‬اطلع النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن? قُْلنا َنتتذ ْك ُُر الستتاعَ َ‬


‫ة‪،‬‬ ‫ما ت َذ ْك ُِرو َ‬
‫علينا ونحن نتذاكر الساعة فقال‪َ " :‬‬

‫ة‬ ‫ن والتتدجا َ‬
‫ل والداب ّت َ‬ ‫ت‪ :‬الدخا َ‬ ‫حّتى ت ََرْوا عَ ْ‬
‫شر آيا ٍ‬ ‫م َ‬
‫فقال‪ :‬إنها لن تقو َ‬

‫ج‬
‫جو َ‬
‫م ويتتأ ُ‬
‫مْري َت َ‬ ‫ربهتتا ونتتزو َ‬
‫ل عيستتى ابتتن َ‬ ‫مغ ْ ِ‬
‫متتن َ‬
‫وطلتتوعَ الشتتمس ِ‬

‫ف‬
‫ستت ٌ‬
‫ب وخ ْ‬
‫رق وخسف بالمغر ِ‬
‫ف بالمش ِ‬
‫س ٌ‬
‫خ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ج وث َل َث َ َ‬
‫ة خسو ٍ‬ ‫جو َ‬
‫مأ ُ‬
‫و َ‬

‫ج من قَِبل المشرق تسوق الناس‬


‫خُر ُ‬
‫ب‪ ،‬وآخر ذلك ناٌر ت َ ْ‬
‫بجزيرة العر ِ‬

‫رهم"‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫ش ِ‬ ‫م ْ‬
‫إلى َ‬

‫النار التي تخرج من قعر عدن هي نار من نار الفتن‬

‫‪90‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد سقط كلمة‪ ،‬ثم رواه‬ ‫قال أبو عبد الرحمن عبد الله ابن ا ِ‬
‫أحمد عن حديث سفيان الثوري وشعبة كلهما عن فرات القزاز‪،‬‬
‫عن أبي الطفيل عامر بن وائلة‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد‪ ،‬عن ابن‬
‫ق‬
‫دن تسو ُ‬ ‫شريحة الغفاري فذكره وقال فيه‪" :‬ونار تخرج من قْعر عَ َ‬
‫ل معُهم حيث َقاُلوا"‪.‬‬‫ث َباتوا وت َِقي ً‬
‫ت معُهم حي ُ‬ ‫ح ُ‬
‫شُر الناس تبي ُ‬ ‫أو ت َ ْ‬
‫قال شعبة‪ :‬وحدثني بهذا الحديث رجل عن أبي الطفيتتل‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫شريحة ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحد هذين‬

‫الرجلين‪ :‬نزول عيستتى ابتتن مريتتم‪ ،‬وقتتال الختتر‪ :‬ريتتح تلقيهتتم فتتي‬

‫البحر‪ ،‬وقد رواه مسلم من حتتديث ستتفيان بتتن عيينتتة وشتتعبة عتتن‬

‫فرات القزاز‪ ،‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بن أستتيد موقوفتا ً ورواه‬

‫أهل السنن الربعة من طرق فرات عن القزاز به‪.‬‬

‫حمة مع الّروم الذي آخره فتح‬


‫ذكر قتال المل َ‬

‫القسطنطينّية‬

‫وعنده يخرج المسيح الدجال فينزل عيسى ابن مريم من السماء‬


‫الدنيا إلى الرض على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق وقت صلة‬
‫الفجر‪ ،‬كما سيأتي بيان ذلك كله بالحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن مصعب هو القرقساني‪ ،‬حدثنا‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الوزاعي‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬عن جبير بن‬
‫ن‬‫حو َ‬‫صال ِ ُ‬
‫نفير‪ ،‬عن ذي مخمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬ت ُ َ‬
‫م عدوا ً من َورائهم فتسلمون‬ ‫م وه ُ ْ‬ ‫منا ً وت َْقهَُرو َ‬
‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫صْلحا ً آ ِ‬
‫م ُ‬ ‫الّرو َ‬
‫وتغنمون ثم تنزلون بمرج ذي تلول‪ ،‬فيقوم الرجل من الروم فيرفَ ُ‬
‫ع‬
‫‪91‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‪ ،‬فيقوم إليه رجل من المسلمين‬ ‫ب الصلي ُ‬ ‫ل الغل ُ‬ ‫الصليب ويقو ُ‬


‫م فيجمعون لكم‬ ‫ن الملح ُ‬ ‫م وتكو ُ‬ ‫فيقتله فعند ذلك تغدر الرو ُ‬
‫ل غايةٍ عشرةُ آلف"‪.‬‬ ‫ة مع ك ُ ّ‬ ‫فيأتوَنكم في ثمانين غاي ً‬
‫ثم رواه أحمد عن روح عن الوزاعي به وقال فيه‪" :‬فعند ذلك تغمر‬
‫الروم ويجمعون الملحمة" وهكذا رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه من‬
‫حديث الوزاعي به‪ .‬وقد تقدم في حديث عوف بن مالك في صحيح‬
‫شرألفًا"‪.‬‬ ‫ة كل غايةٍ اث َْنا عَ َ‬ ‫م تحت ثمانين غاي ً‬ ‫البخاري‪َ" :‬فيأاُتونك ُ ْ‬
‫وهكذا في حديث شداد أبي عمار عن معاذ‪" :‬يسيرون إليكم‬
‫بثمانين بندا ً تحت كل بند إثنا عشر ألفًا"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا أيوب‪ ،‬عن حميد بن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬عن أبي قتادة‪ ،‬عن أسير بن جابر قال‪ :‬هاجت ريح حمراء‬
‫بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري إل يا عبد الله بن مسعود جاءت‬
‫الساعة‪ ،‬وكان عبد الله متكئا ً فجلس فقال‪ :‬إن الساعة ل تقوم‬
‫حتى ل يقسم ميراث ول يفرح بغنيمة‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال بيده هكذا‬
‫لسلم ويجمع لهم‬ ‫ونحاها نحو الشام‪ ،‬وقال عدو يجمعون لهل ا ِ‬
‫كم القتال‬‫م تْعني? قال‪ :‬نعم ويكون عند ذا ُ‬ ‫لسلم قلت‪" :‬الرو َ‬ ‫أهل ا ِ‬
‫ة"‪.‬‬‫ردةٌ شديد ٌ‬
‫قال‪ :‬فيشترط المسلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة‪،‬‬
‫فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيبقى هؤلء كل غير غالب تفنى‬
‫الشرطة‪ ،‬ثم يشترط المسلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة‬
‫فيقتتلون ثم يبقى هؤلء وهؤلء كل غير غالب وتفنى الشرطة‪ ،‬ثم‬
‫يشترط المسلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة فيقتتلون حتى‬
‫يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلء وهؤلء كل غير غالب وتفنى‬
‫الشرطة‪ ،‬فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل السلم فيجعل‬
‫الله الدائرة عليهم فيقتتلون مقتلة إما قال ل ندري مثلها‪ ،‬وإما قال‬
‫ل يرى مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر‬
‫ميتا ً فيعاد بنو الرب كانوا ماْئة فل يجدونه بقي منهم إل الرجل‬
‫الواحد‪ ،‬فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم‪ .‬قال‪ :‬فبينما هم‬
‫كذلك إذا سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك قال فجاءهم الصريخ أن‬
‫الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون‬

‫‪92‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫ن خيولهم هم خير‬ ‫وسلم‪" :‬إني لعلم أسماءهم وأسماء آَباِئهم وألوا َ‬
‫ذ"‪.‬‬
‫فوارس على ظهر الرض يومئ ٍ‬
‫تفّرد بإخراجه مسلم‪ ،‬فرواه عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن‬
‫حجر كلهما عن إسماعيل بن علية من حديث حماد بن زيد كلهما‬
‫عن أيوب‪ ،‬ومن حديث سليمان بن المغيرة كلهما عن حميد بن‬
‫هللي العدوي‪ ،‬عن أبي قتادة العدوي‪ ،‬وقد اختلف في اسمه‬
‫والشهر ما ذكره‪ ،‬ابن معين أنه يهم ابن نذير‪ ،‬وقال ابن منده‬
‫وغيره كانت له صحبة فالله أعلم‪.‬‬
‫وتقدم من رواية جبير بتتن نفيتتر‪ ،‬عتتن عتتوف بتتن مالتتك فتتي تعتتداد‬

‫الشراط بين يدي الساعة أن النتتبي صتلى اللته عليتته وستلم قتتال‪:‬‬

‫دنة تكون بينكم وبين بني الصفر فيسيرون إليكم في‬


‫"والسادسة هُ ْ‬

‫عشتر ألفتًا‪ ،‬وُفستطا ُ‬


‫ط المستلمين‬ ‫ة تحت كتل غايتةٍ اثنتا َ‬
‫ثمانين غاي ً‬

‫ق" رواه‬
‫مش ت ُ‬
‫ة في مدينة يقال لهتتا دِ َ‬
‫يومئذ في أرض يقال لها الُغوط ُ‬

‫أحمتتد‪ .‬وروى أبتتو داود متتن حتديث جتبير بتن نفيتر أيضتًا‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫طا َ‬
‫ط‬ ‫ست َ‬
‫الدرداء أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪ِ" :‬إن ف ْ‬

‫مةِ بال ُْغوطةِ إلى جانب مدينة يقال لها دمشتتق‬


‫ح َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مل َ‬ ‫المسلمين يو َ‬

‫من خير مدائن الشام"‪ .‬وتقدم حديث أبي خذم‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫عمر في فتح القسطنطينية‪ ،‬وكذا حتتديث أبتتي قبيتتل عنتته فتتي فتتتح‬

‫رومية بعدها أيضًا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل تقوم الساعة حتى يقتل المسيح عليه السلم الدجال‬

‫عليه لعنة الّله أو حتى ينتصر الخير ونوره على الباطل‬

‫وظلمه‬

‫وقال مسلم بن الحجاج‪ ،‬حدثني زهير بتتن حتترب‪ ،‬حتتدثنا يعلتتى بتتن‬

‫منصور‪ ،‬حدثنا سليمان بن بلل‪ ،‬حتتدثنا ستتهيل‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الستتاعة‬

‫ق‪ ،‬فيخر فنزل عيستتى ابتتن مريتتم‬


‫م بالعماق أو بداب ِ َ‬
‫حتى ينزل الرو ُ‬

‫ح في الماء فلو تركتته‬


‫فأمُهم‪ ،‬فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب المل ُ‬

‫حْرب َِته"‪.‬‬
‫ه في َ‬ ‫ك ولكن ي َْقت ُُله الله ِبيدهِ فيريهم د َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ب حتى ي َهْل ِ َ‬ ‫لن ْ َ‬
‫ذا َ‬

‫ل إله إل الّله والّله أكبر بعزم شديد وايمان صادق تدك‬

‫الحصون وتفتح المدائن‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة بن ستتعيد‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العزيتتز يعنتتي ابتتن‬

‫محمد‪ ،‬عن ثور وهو ابن زيتتد التتديلي‪ ،‬عتتن أبتتي المغيتتث‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ستتمعتم بمدينتتة‬

‫‪94‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب منها في البحر? قالوا نعم ِ يا رسول الله‬


‫ب منها في البر وجان ٌ‬
‫جان ٌ‬

‫ها سبعون ألفا ً من بني إسحاق‪ ،‬فإذا‬


‫قال ل تقوم الساعة حتى يغزو َ‬

‫سْهم‪ ،‬وإنما قالوا ل إلتته‬ ‫م ُيقات ُِلوا بسلح ولم يْر ُ‬


‫موا ب ِ َ‬ ‫جاُءوها ن ََزُلوا فَل َ ْ‬

‫ه إل قتتال‬ ‫ور‪ :‬ول أعْل َ ُ‬


‫مت ُ‬ ‫سَق ُ‬
‫ط أحد ُ جان ِب َْيها‪ .‬قال ث َ ْ‬ ‫إل الله والله أكبر في ْ‬

‫الذي في البحر‪ ،‬ثم يقولوا الثانية ل إله إل الله واللتته أكتتبر فيستتقط‬

‫ج لهتتم‬
‫جانبها الخر‪ ،‬ثم يقولوا الثالثة ل إله إل الله والله أكتتبر في َُف تّر ُ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬
‫فيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدخلونها في َغْن َ ُ‬

‫فبينما هم يقسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال‪ :‬إن الدجال قتتد‬

‫خرج فيتركون كل شيء ويرجعون‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى فتح المسلمين لبلد الروم واستيلئهم‬

‫على كثير من الغنائم‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا علي بن ميمون الرقتتي‪ ،‬حتتدثنا أبتتو يعقتتوب‬

‫الحبيبي‪ ،‬عن الكثير بن عبد الله بن عمرو بن عون‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫جده قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الستتاعة‬

‫شُيوخ المسلمين ي َت َوَّلى‪ ،‬ثم قال يا علي يا علتتي يتتا‬


‫حتى يكون أدنى ُ‬
‫‪95‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫علي‪ :‬قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬إّنكم ستقاتلون بنتتي‬

‫لستتلم‬ ‫م ُروَقت ُ‬
‫ةا ِ‬ ‫ج إليهت ُ‬
‫ختتر َ‬
‫دكم حتتتى ي َ ْ‬
‫الصفر ويقاتلهم الذين نم ب َعْ ِ‬

‫أهتتل الحجتتاز التتذين ل يختتافون فتتي اللتته َلومتت َ‬


‫ة لئم‪ ،‬فيفتحتتون‬

‫القسطنطينية بالتسبيح والتكبير فيصتتيبون غنتتائم لتتم يصتتيبوا مثلهتتا‬

‫ة‪ ،‬ويأتي آت فيقو ُ‬


‫ل إن المسيح قد ختترج فتتي‬ ‫رس ِ‬
‫حتى يقتسموا بالت ِ‬

‫ي ك ِذ َْبة فالخذ نادم والتارك ناد ٌ‬


‫م"‪.‬‬ ‫بلدكم أل وهِ َ‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من فتح المسلمين لبعض‬

‫الجزر البحرية ولبلد الروم وبلد فارس ومن انتصار‬

‫حقهم على باطل الدجال‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن عبتتد الملتتك بتتن‪ .‬عمتتر‪،‬‬

‫عن جابر بن سمرة‪ ،‬عن نافع بن عيينة أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬تغتتزون جزيتترة البحتتر فيفتحهتتا اللته‪ ،‬ثتتم فتتارس‬

‫م فيفتحهتا اللته‪ ،‬ثتم تغتزون التدجا َ‬


‫ل‬ ‫فيفتحها الله‪ ،‬ثتم تغتزون الترو َ‬

‫فيفتحه الله"‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعض خصال الروم الحسنة‬

‫وقد روى مسلم من حتتديث الليتتث بتتن ستتعد‪ ،‬حتتدثني موستتى بتتن‬

‫علي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال المستورد القرشي عند عمتترو بتتن العتتاص‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬تقتتوم الستتاعة‬

‫ل‪ :‬قتتال أقُتتو ُ‬


‫ل متتا‬ ‫صْر متتا تقتتو ُ‬
‫والروم أكثُر الناس فقال له عمرو‪ :‬أب ْ ِ‬

‫ت َ‬
‫ذاك‬ ‫ن قلت َ‬
‫ول الله صلى الله عليه وسلم‪ .‬قتتال‪ :‬لئ ْ‬
‫ت من رس ٍ‬
‫سمع ُ‬

‫عهم‬
‫ة‪ ،‬وأستتر ُ‬ ‫خصال ً أْربعًا‪ :‬إّنهتتم لحكت ُ‬
‫م النتتاس عنتتد فتنت ٍ‬ ‫مل ِ‬
‫فإن ِفيهِ ْ‬

‫سكين ويتيم‬ ‫إَفاَقة‪ .‬بعد مصية‪ ،‬وأوشكهم كرةً بعد َفرةٍ ‪ ،‬وخيُرهم ل ِ‬
‫م ْ‬
‫وضعيف‪ ،‬وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ُ‬
‫ظلم الملوك"‪.‬‬

‫تقوم الساعة والروم أكثر الناس‬

‫ثم قال مسلم‪ :‬حدثني حرملة بن يحيى‪ ،‬حدثنا عبد الله بتتن وهتتب‪،‬‬

‫حدثني أبو شريح أن عبد الكريتتم بتتن الحتتارث حتتدثه أن المستتتورد‬

‫القرشي قال‪ :‬سمعت رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫"تقوم الساعة والروم أكثر الناس قال‪ :‬فبلغ ذلك عمرو بن العتتاص‬

‫‪97‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ث التي ي ُذ ْك َُر عنك أنك تُقولها عن رسول اللتته‬


‫فقال‪ :‬ما هذه الحادي ُ‬

‫صلى الله عليه وسلم? فقال له المستورد‪ :‬قلت الذي ستمعت متن‬

‫ت ذا َ‬
‫ك إّنهتتم‬ ‫ن قل َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمرو‪" :‬إ ْ‬

‫جتتبُر النتتاس عنتتد مصتتيبة‪ ،‬وخي تُر النتتاس‬


‫م الناس عند فتنةٍ ‪ ،‬وأ ْ‬
‫لحك ُ‬

‫لمستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكيِنهم وضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعفاِئهم"‪.‬‬

‫وهذا يدل علتتى أن التتروم يستتلمون فتتي آختتر الزمتتان‪ ،‬ولعتتل فتتتح‬

‫القسطنطينية يكون على يدي طائفة منهتتم كمتتا نطتتق بتته الحتتديث‬

‫المتقدم أنه يغزوها سبعون ألفا ً من بني إسحاق‪ ،‬والروم من سللة‬

‫العيتتص بتتن إستتحاق بتتن إبراهيتتم الخليتتل‪ ،‬فمنهتتم أولد عتتم بنتتي‬

‫إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق‪ ،‬فالروم يكونون فتتي آختتر الزمتتان‬

‫خيرا ً من بني إسرائيل‪ ،‬فإن التتدجال يتبعتته س تُبعون ألف تا ً متتن يهتتود‬

‫أصبهان فهم أنصار الدجال‪ ،‬وهؤلء أعني الروم قد مدحوا فتتي هتتذا‬

‫الحديث فلعلهم يسلمون على يدي المسيح ابن مريتتم واللتته أعلتتم‪.‬‬

‫وقال إسماعيل بن أبي أويس‪ ،‬حدثنا كثيّر بن عبد الله بن عمرو بتتن‬

‫عوف‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫‪98‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هل‬ ‫قال‪" :‬ستقاتلون بني الصفر ويقاتلهم من ب َْعد ُ‬


‫كم من المؤمنين أ ْ‬

‫ة بالتستتبيح‬
‫ة ورومي ت َ‬
‫الحجتتاز حتتتى ي َْفت َتتح اللتته عليهتتم القستتطنطيني َ‬

‫ى إنهتتم‬
‫دم حصَنها فيصيبون ما لم يصيبوا مثله قط حتتت ِ‬
‫والتكبير قيته ّ‬

‫ح‬
‫لستتلم المستتي ُ‬ ‫يقتستتمون بالترستتة‪ ،‬ثتتم يصتترخ صتتار ٌ‬
‫خ يتتا أهتتل ا ِ‬

‫ل منهم الختتذ ُ‬
‫ض الناس عن الما ِ‬
‫الدجال في بلدكم وذراريكم‪ ،‬في َن َْف ّ‬

‫ذا الصار ً‬
‫خ? ول‬ ‫من ه َ‬
‫م يقولون‪َ :‬‬ ‫ومنهم التار ُ‬
‫ك الخذ نادم والتارك ناد ٌ‬

‫ح‬ ‫ة إلى إيلياُء فإن ي َك ُ ْ‬


‫ن المستتي ُ‬ ‫يعلمون من هو‪ ،‬فيقولون ابعثوا طليع ً‬

‫شتتيئا ً وي َتَروْ َ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬
‫قد خرج يتتأتوكم بعلمتته‪ .‬فيتتأتون فينظتترون ول ي َتَروْ َ‬

‫خ الصار ُ‬
‫خ إل لنبأ عظيم فاعزموا ثم‬ ‫كنين‪ ،‬ويقولون ما صر َ‬
‫الناس سا ِ‬

‫ضوا فيعزمون أن نخرج بأجمعنتا إلتى إيليتاء‪ ،‬فتإن يكتن التدجال‬


‫ارف ّ‬

‫خرج نقتتاتله حتتتى يحكتتم اللته بيننتتا وبينتته‪ ،‬وإن تكتتن الختترى فإنهتا‬

‫بلدكم وعشائركم إن رجعتم إليها"‪.‬‬

‫إشارة إلى أن المدينة المنورة ستتعرض للضعف حين‬

‫يعمر بيت المقدس‬

‫‪99‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن‬
‫وقال ا ِ‬

‫ثوبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مكحول‪ ،‬عن جبير بن نفير‪ ،‬عن مالك بن بحار‪،‬‬

‫عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قتال رستتول اللته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫ب يتتثرب‪ ،‬وختتروج الملحمتتة فتتتح‬


‫دس ختترا ُ‬
‫ت المقتت ِ‬
‫ن بيتت ِ‬
‫"عمتترا ُ‬

‫القسطنطينية‪ ،‬وفتح القسطنطينية ختتروج التتدجال قتتال ثتتم ضتترب‬

‫متتا‬ ‫مْثتت ُ‬
‫ل َ‬ ‫ذا ل َ َ‬
‫حق ِ‬ ‫ن هَ َ‬
‫بيده على فخذ الذي حدثه أو منكِبه ثم قال‪" :‬إ ّ‬

‫متتتتتتتتتا أ َّنتتتتتتتتت َ‬
‫ك قاعتتتتتتتتتد"‪.‬‬ ‫ك هتتتتتتتتتا هَُنتتتتتتتتتا أوْ ك َ َ‬
‫إ ِّنتتتتتتتتت َ‬

‫وهكذا رواه أبو داود‪ ،‬عن عباس العنبري‪ ،‬عن أبي النضر هاشم بتتن‬

‫القاسم به‪ ،‬وقال هذا إسناد جيد وحديث حسن وعليتته نتتور الصتتدق‬

‫وجللة النبوة‪ ،‬وليس المراد أن المدينة تختترب بالكليتتة قبتتل ختتروج‬

‫الدجال‪ ،‬وإنما ذلك في آخر الزمان كما سيأتي بيتتانه فتتي الحتتاديث‬

‫الصحيحة‪ ،‬بل تكون عمارة بيت المقدس سببا ً فتتي ختتراب المدينتتة‬

‫النبوية‪ ،‬فإنه قد ثبتتت فتتي الحتتاديث الصتتحيحة أن التتدجال ل يقتتدر‬

‫على دخولها يمنع من ذلك بما علتى أبوابهتا متن الملئكتة القتائمين‬

‫بأيديهم السيوف المصلتة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عصمة المدينة المنورة من الطاعون ومن دخول الدجال‬

‫وفي صحيح البخاري من حديث مالك‪ ،‬عن نعيم المحمر‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬المدينة ل‬
‫ل"‪.‬‬‫ن ول الدجا ُ‬
‫يدخلها الطاعو ُ‬
‫وفي جامع الترمذي أن المسيح عيسى ابن مريم يدفن إذا مات في‬
‫الحجرة النبوية‪.‬‬
‫إشارة نبوية الى ما سيكون من امتداد عمران المدينة‬

‫المنورة‬

‫وقد قال مسلم‪ :‬حدثني عمرو بن الناقد‪ ،‬حدثنا الستتود بتتن عتتامر‪،‬‬

‫حدثنا زهير‪ ،‬عن سهيل بن أبتتي صتتالح‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫ب‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪َ" :‬تبل ُغُ المستتاك ُ‬
‫ن إهتتا َ‬

‫أو ي َهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب"‪.‬‬

‫قال زهير‪ ،‬قلت لسهيل‪ :‬وكم ذلتتك متتن المدينتتة? قلتتت‪ :‬كتتذا وكتتذا‬

‫مث ً‬
‫ل‪ ،‬فهذه العمارة إمتتا أن تكتتون قبتتل عمتتارة بيتتت المقتتدس وقتتد‬

‫تكون بعد ذلك بدهر‪ ،‬ثم تخرب بالكلية كما دلت على ذلك الحاديث‬

‫التي سنوردها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى خروج أهل المدينة منها في بعض‬

‫الزمة المستقلة‬

‫وقد روى القرطبي من طريق الوليد بتتن مستتلم‪ ،‬عتتن ابتتن لهيعتتة‪،‬‬

‫عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر أنه سمع عمتتر بتتن الخطتتاب علتتى المنتتبر‬

‫يقول ستتمعت رستتول اللته صتلى اللته عليتته وستلم وستلم يقتول‪:‬‬

‫مُروَنها حتى تمتلىء ثم‬


‫"يخرج أهل المدينة منها ثم يعودون إليها في َعْ ُ‬

‫ن منهتتتتتتتا ثتتتتتتتم ل يعتتتتتتتودون إليهتتتتتتتا أبتتتتتتتدًا"‪.‬‬


‫جتتتتتتتو َ‬
‫خُر ُ‬
‫يَ ْ‬

‫وفي حديث عن أبي سعيد مرفوعتا ً مثلتته وزاد الوليتتد عنهتتا‪" :‬وهتتي‬

‫خيتتتتتتتتتتتتتتتتر متتتتتتتتتتتتتتتتا تكتتتتتتتتتتتتتتتتون مربعتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫قيتتتتتتتل‪ :‬فمتتتتتتتن يأكلهتتتتتتتا‪ .‬قتتتتتتتال‪ :‬الطيتتتتتتتر والستتتتتتتباع‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫قال‪" :‬يتركون المدينة على خير ما كانت ل يغشاها إل العوافي يريد‬

‫عوافي السباع والطير‪ ،‬ثم يخرج راعيان من مزينة يريتتدان المدينتتة‬

‫ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشى‪ ،‬حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا علتتى‬

‫وجوههمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي حديث حذيفة سألت رسول الله صتتلى اللته عليتته وستتلم عتتن‬

‫أشياء إل أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة منها? وفي حديث آخر‬

‫عن أبتتي هريتترة‪" :‬يخرجتتون منهتتا ونصتتف ثمرهتتا رطتتب‪ .‬قتتال‪ :‬متتا‬

‫يخرجهتتتتم منهتتتتا يتتتتا أبتتتتا هريتتتترة? قتتتتال‪ :‬امتتتترؤ الستتتتوء"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ابن مقيل‪ ،‬حدثنا عيسى بتتن يتتونس‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫بكر بن أبي مريم‪ ،‬عن الوليد بتتن ستتفيان الغستتاني‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن‬

‫قطيب السلواني‪ ،‬عن أبي بحر‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال رسول‬

‫ح القستتطنطينية‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الملحمة الكتتبرى وفت ت ُ‬

‫ج التتتتتتتتتتدجال فتتتتتتتتتتي ستتتتتتتتتتبعة أشتتتتتتتتتتهر"‪.‬‬


‫وختتتتتتتتتترو ُ‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬عن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي‪،‬‬

‫عن الحكم بن أبان‪ ،‬عن الوليد بن مسلم به‪ .‬وقال‪ :‬حسن ل نعرفتته‬

‫إل من هذا الوجه‪ ،‬وفي الباب عن مصعب بن حبابة‪ ،‬وعبتد اللته بتن‬

‫بسر‪ ،‬وعبد الله بن مسعود وأبي سعيد الختتدري‪ ،‬ورواه ابتتن متتاجه‪،‬‬

‫عن هشام بن عمار‪ ،‬عن الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش عن‬

‫أبتتتتتتتتتتي بكتتتتتتتتتتر بتتتتتتتتتتن أبتتتتتتتتتتي مريتتتتتتتتتتم بتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ ،‬وأبتتو داود واللفتتظ لتته‪ ،‬حتتدثنا حيتتوة بتتن شتتريح‬
‫وقال ا ِ‬

‫الحمصي‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬عن بحر بن سعد‪ ،‬عن خالد هتتو ابتتن معتتدان‪،‬‬

‫عن أبي بلل‪ ،‬عن عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫ت ستتنين ويختترج التتدجال فتتي‬


‫ن الملحمة وفتح المدينة ست ّ‬
‫قال‪" :‬ب َي ْ َ‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابعة"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن سويد بتتن ستتعيد‪ ،‬عتتن بقيتتة بتتن الوليتتد‪،‬‬

‫وهذا مشكل مع التتذي قبلتته اللهتتم إل أن يكتتون بيتتن أول الملحمتتة‬

‫وآخرهتتا ستتت ستتنين‪ ،‬ويكتتون بيتتن آخرهتتا وفتتتح المدينتتة وهتتي‬

‫القس َ‬
‫طنطينية مدة قريبة بحيث يكون ذلك متتع ختتروج التتدجال فتتي‬

‫ستتتتتتتتتتتبعة أشتتتتتتتتتتتهر واللتتتتتتتتتتته تعتتتتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا محمود بن غيلن‪ ،‬حتتدثنا أبتتو داود‪ ،‬عتتن شتتعبة‪،‬‬

‫عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن أنس بن مالتتك قتتال‪" :‬فتتتح القستتطنطينية‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع قيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫قال محمود‪ :‬هذا حديث غريب‪ ،‬والقستطيطينية مدينتتة التتروم تفتتتح‬

‫عند خروج الدجال‪ ،‬والقسطنطينية فتحت فتتي زمتتان الصتتحابة بعتتد‬

‫‪104‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم هكذا قال إنها فتحت في زمن الصحابة‬

‫وفي هذا نظر‪ ،‬فإن معاوية بعث إليها ابنه يزيد في جيش فيهتتم أبتتو‬

‫أيوب النصاري ولكن لم يتفق أن فتحها وحاصرها مسلمة بتتن عبتتد‬

‫الملك بن مروان في زمان دولتهم ولم تفتح أيضتًا‪ ،‬ولكتتن صتتالحهم‬

‫على بناء مسجد بها كما قدمنا ذلك مبسوطًا‪.‬‬

‫مقدمة فيما ورد من ذكر الكذابين الدجالين وهم‬

‫كالمقدمة بين يدي المسيح الدجال‬

‫خاتمتهم قّبحه الّله وإياهم وجعل نار الجحيم متقلبهم ومثواهم‬

‫إشارة نبوية إلى أنه سيكون بين يدي الساعة كذابون‬

‫يدعون النبوة‬

‫روى مسلم من حديث شعبة وغيره‪ ،‬عن سماك‪ ،‬عن جابر بن‬
‫ن‬‫ن ب َي ْ َ‬
‫سمرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إ ّ‬
‫َيدي الساعة كذابين"‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬فاحذروهم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬حدثنا موسى‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن أبي الزبيتتر‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬

‫عن جابر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب اليمامةِ وصتتاحب صتتنعاء‬


‫"إن بين يدي الساعة كذابين منهم صاح ُ‬

‫ة"‪.‬‬ ‫مَير‪ ،‬ومنهم الدجا ُ‬


‫ل وهو أعظمهتتم فتن ت ً‬ ‫ح ْ‬
‫ب ِ‬
‫ي‪ ،‬ومنهم صاح ُ‬
‫س ّ‬
‫العَب ْ ِ‬

‫قال جابر‪" :‬وبعض أصحابي يقول قريبتا ً متتن ثلثيتتن رج ً‬


‫ل" تفتّرد بتته‬

‫أحمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‪.‬‬

‫وثبت في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي اليمتتان‪ ،‬عتتن شتتعيب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫ب متتن‬
‫ث دجالون كذابون قري ٌ‬
‫وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى ي ُب ْعَ َ‬

‫م أّنتتتتتتتته رستتتتتتتتول اللتتتتتتتته"‪.‬‬


‫عتتتتتتتت ُ‬
‫ثلثيتتتتتتتتن كتتتتتتتتل يْز ُ‬

‫وذكتتتتتتتتتتتتتتر تمتتتتتتتتتتتتتتام الحتتتتتتتتتتتتتتديث وطتتتتتتتتتتتتتتوله‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم من حديث مالك‪ ،‬عن أبتتي الزنتتاد‪ ،‬عتتن العتترج‪،‬‬

‫ي هريرة عن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬ل تقتتوم‬


‫عن أب ِ‬

‫الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلثين كل يزعتتم أنتته‬

‫رستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫حدثنا محمد بن زامع‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن همام بتتن‬

‫منبه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه قال‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"ي َن ْب َِعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتث"‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ ،‬حدثنا محمتتد بتتن جعفتتر‪ ،‬حتتدثنا شتتعبة‪ ،‬ستتمعت‬

‫العلء بن عبد الرحمن يحدث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن َأبي هريرة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقتوم الستاعة حتتى يظهتر دجتالون‬

‫ض الما ُ‬
‫ل فيكثُر وتظهُر الفتن‬ ‫ثلثون كلهم يزعم أنه رسول الله وي َِفي ُ‬

‫ل القت ت ُ‬
‫ل‬ ‫ل القت ت ُ‬
‫ج قال‪ :‬قيل أيّ الهْرج‪ ?.‬قال القت ُ‬ ‫ج وال ْ َ‬
‫مْر ُ‬ ‫ويكثر ال ْهَْر ُ‬

‫ثلثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫تفتتتّرد بتتته أحمتتتد متتتن هتتتذا التتتوجه وهتتتو علتتتى شتتترط مستتتلم‪.‬‬

‫وقد رواه أبو داود عن القعنبي‪ ،‬عن الدراوردي‪ ،‬عن العلء به‪ .‬ومتتن‬

‫حديث محمد بن عمرو‪ ،‬عن علقمة‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‬

‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى‬

‫يخرج ثلثون دجال ً كذابون‪ ،‬كلهم يكذب على اللتته وعلتتى رستتوله"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا يحيى بن عوف‪ ،‬حتتدثنا جلس‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫ب متتن‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بين يدي الساعة قري ٌ‬

‫ثلثيتتتتتتتتن دجتتتتتتتتالين كلهتتتتتتتتم يقتتتتتتتتول أَنتتتتتتتتا ن َِبتتتتتتتتي"‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهتتتتتذا إستتتتتناد جيتتتتتد حستتتتتن تفتتتتتّرد بتتتتته أحمتتتتتد أيضتتتتتًا‪.‬‬

‫وقتتال أحمتتد‪ ،‬حتتدثنا حستتن بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا ابتتن لهيعتتة‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫سلمان بن عامر‪ ،‬عن أبي عثمان الصبحي قال‪ :‬سمعت أبا هريتترة‬

‫يقول‪ :‬إن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪ ":‬ستتيكون فتتي‬

‫ث بما لم تسمعوا أن ُْتم‬


‫دع من الحدي ِ‬
‫أمتي دجالون كذابون يأتونكم ب ِب ِ َ‬

‫ول آبتتتتتتتتتتاؤُ ُ‬
‫كم فإّيتتتتتتتتتتاكم وإيتتتتتتتتتتاهم ل ي َغُ ّ‬
‫شتتتتتتتتتتوَنكم "‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم من حديث أبي قلبة‪ ،‬عن أبي أسماء‪ ،‬عن ثوبان‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬وإ ِّنه سيكون في أمتي‬

‫ي بعتتدي"‬
‫م أنه نبي وأنا ختتاتم النبيتتاء ل ن َب ِت ّ‬
‫كذابون ثلثون كلهم يْزعُ ُ‬

‫الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديث بتمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامه‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا عبدالله بن أياد بن لقيط‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثنا أبار‪ ،‬عن عبد الرحمن بتتن أنعتتم أو نعيتتم العرجتتي مثلتته‪ :‬أبتتو‬

‫الوليد قال‪ :‬سأل رجل ابن عمرعن المتعة وأن عنده متعة النستتاء?‬

‫فقال‪ :‬والله ما كنا على عهتد رستتول اللته صتلى اللته عليتته وستلم‬

‫مرتابين ول مسافحين ثم قال‪ :‬والله لقد سمعت رسول الله صتتلى‬

‫‪108‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ح التتدجال‬ ‫ن قَب ْ َ‬
‫ل يتتوم القيامتتة المستتي ُ‬ ‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬ليكون َ ّ‬

‫وكذابون ثلثون أو أكثر"‪.‬‬

‫اشارة نبوية إلى أنه سيكون في المة السلمية دعاة‬

‫إلى النار‬

‫ورواه الطبراني من حديث مورق العجلي عن ابن عمر بنحوه‪.‬‬


‫تفّرد به أحمد‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو يعلى‪ ،‬حدثنا واصل بن عبد العلى‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫فضيل‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن سعيد بن عامر‪ ،‬عن ابن عمرقال‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن في أمتي لَنيفا ً‬
‫سمائهم‬ ‫عيا ً كل ُّهم داع إلى النار لوأشاُء لْنبأُتكم بأ ْ‬
‫ن دا ِ‬
‫وسبعي َ‬
‫وقبائلهم "‪ .‬وهذا إسناد ل بأس به‪.‬‬
‫وقد روى ابن ماجه به حديثا ً في الكرع والشرب باليد‪ ،‬وقال‬
‫الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو كريبط‪،‬حدثنا محمد بن الحسن السدي‪،‬‬
‫حدثنا هارون بن صالح الهمداني‪ ،‬عن الحرص بن عبد الرحمن‪ ،‬عن‬
‫أبي الجلس قال‪ :‬سمعت عليا ً يقول لعبد الله بن سبأ‪ ،‬ويلك والله‬
‫ي بشيء كتمته أحدا ً من الناس‪ ،‬ولقد سمعت رسول‬ ‫ما أفضي إل ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن بين يدي الساعة ثلثين كذابا ً‬
‫" وإنك لحدهم‪.‬‬
‫ورواه أيضا ً عن أبي بكر بن شيبة‪ ،‬عن محمد بن الحسين به‪.‬‬
‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهرة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن بشتتر‪ ،‬عتتن‬

‫أنس قال‪ :‬قال رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم ‪":‬يكتون قبتل‬

‫ف وستتتتتتتتتتتتتبعون دجتتتتتتتتتتتتتا ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫التتتتتتتتتتتتتدجال ن َّيتتتتتتتتتتتتت ٌ‬

‫‪109‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيتتتته غرابتتتتة والتتتتذي فتتتتي الصتتتتحاح أثبتتتتت واللتتتته أعلتتتتم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبتتد التترزاق‪ ،‬أخبرنتتا معمتتر‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬عتتن‬

‫طلحة بن عبدالله‪ ،‬عن عوف‪ ،‬عن أبي بكرقال‪ :‬وافى مسيلمة قبتتل‬

‫أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شتتيئا ً فقتتام رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطيبا ً فقتتال‪" :‬أمتتا بعتتد فِفتتي بيتتان هتتذا‬

‫ن كذابا ً يخرجون بيتتن‬ ‫الرجل الذي َقد أك ْث َْرتم فيه أنه كذا ٌ‬
‫ب من ثلثي َ‬

‫يتتتتدي الستتتاعة وأنتتته ليتتتس بلتتتد ٌ إل ّ يبلغهتتتاُر ْ‬


‫عب المستتتيح "‪.‬‬

‫وقد رواه أحمد أيضًا‪ ،‬عن حجاج‪ ،‬عن الليث بتتن ستتعد‪ ،‬عتتن عقيتتل‪،‬‬

‫عن ابن شسهاب‪ ،‬عن طلحة‪ ،‬عن عبد الله بتتن عتتوف‪ ،‬عتتن عيتتاض‬

‫بن نافع‪ ،‬عن أبي بكرة فذكره وقال فيتته‪" :‬فتتإنه كت ّ‬


‫ذاب متتن ثلثيتتن‬

‫كتتذابا ً يخرجتتون قبتتل التتدجال‪ ،‬وإنتته ليتتس بلتتد إل ستتيدخله رعتتب‬

‫المستتتتتتتيح"‪ .‬تفتتتتتتتّرد بتتتتتتته أحمتتتتتتتد متتتتتتتن التتتتتتتوجهين‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو جعفر المدايني وهو محمتتد بتتن جعفتتر‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫أخبرنا عباد بن العتترام‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن إستتحاق‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫المنمدر‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪110‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب فيها الصتتادقُ وُيصتتدق‬ ‫ة يَ ْ‬


‫كذ ُ‬ ‫خداع ً‬
‫م الدجال سنين ِ‬
‫ما َ‬
‫وسلم‪" :‬إن أ َ‬

‫ن‪ ،‬ويتكلتتم فيهتتا‬


‫ن ِفيها الختتائ ِ ُ‬
‫م ُ‬
‫ن وُيؤت َ َ‬
‫خون فيها المي ُ‬
‫فيها الكاذب‪ ،‬في َ ُ‬

‫ة? قال ال ُْفوَي ْ ِ‬


‫سق يتكلم في أمر العامتتة"‬ ‫ض ُ‬
‫ة قيل وما الّروَي ْب ِ َ‬
‫الّروَي ِْبض ُ‬

‫وهذا إسناد جيد‪ .‬تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫الكلم على أحاديث الدجال‬

‫بعض ما ورد من الثار في ابن صياد‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثني حرملة بن يحيى بتتن عبتتد اللته بتتن حرملتتة بتتن‬

‫عمران التجيبي‪ ،‬أخبرني ابن وهب‪ ،‬أخبرني يونس‪ ،‬عن ابن شتتهاب‬

‫أن سلم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر بن الخطاب انطلق‬

‫مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتتتى‬

‫وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة‪ ،‬وقد قارب ابتتن صتتياد‬

‫يومئذ الحلم فلم يشعر حتتتى ضتترب رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم ظهره بيده? ثم قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم لبتتن‬

‫صياد‪ :‬أتشهد أني رسول الله? فنظر ابتتن صتتياد فقتتال‪ :‬أشتتهد أنتتك‬

‫‪111‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الميين‪ :‬وقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫أتشهد أني رسول الله? فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫آمنت باللة ورسله? ثم قال له رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫ماذا ترى? قال ابن صياد‪ :‬يأتيني صتادق وكتاذب? فقتال لته رستول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬خلط عليك المتتر? ثتتم قتتال لتته رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنتتي قتتد خبتتأت إليتتك خبتتأ‪ ،‬فقتتال ابتتن‬

‫سأ فَل َ ْ‬
‫ن‬ ‫خ َ‬
‫صياد‪ :‬هو الرخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ا ْ‬

‫ت َْعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدوَ وَقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫درك"‪.‬‬

‫وقال عمر بن الخطاب مرني يا رسول الله أضرب عنقه‪ ،‬فقتتال لتته‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن يكنه فلن ُتسل ّ َ‬
‫ط وإن ل ي َك ُْنه‬

‫خي ْتتتتتتتتتتتتتتتتَر لتتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتتي قَت ْل ِتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬


‫ه"‪.‬‬ ‫فل َ‬

‫وقال سالم بن عبد الله‪ :‬سمعت عبد الله بتتن عمتتر يقتتول‪ :‬انطلتتق‬

‫ي بتتن كعتتب إلتتى‬


‫بعد ذلك رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم وأبت ّ‬

‫النخل التي فيها ابن صياد‪ ،‬حتتتى إذا دختتل رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم النخل طفق يتقي بجذع النخل وهو يختل أنه يسمع من‬

‫‪112‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابن صياد شيئا ً قبل أن يراه ابن صياد‪ ،‬فرآه رسول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفتتة لتته فيهتتا زمزمتتة‬

‫فرأت أم ابن صياد رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم وهتتو يتقتتي‬

‫بجذوع النخل فقالت لبن صياد‪ :‬يا صاف وهو استتم ابتتن صتتياد هتتذا‬

‫محمد فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬لتتو‬

‫تركته بين" قال سالم‪ ،‬قال عبد اللتته بتتن عمتتر‪ :‬فقتتام رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو له أهل ثتتم‬

‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ذرك ُ ُ‬
‫موهُ ما من ن َب ِتتي إل ّ وقتتد أن ْتذ َْر قَ توْ َ‬ ‫ذكر الدجال فقال‪" :‬إني لن ْ ِ‬

‫ن أقول لكم فيه قول ً لم ي َُقل ْتته نتتبي لقتتومه‬


‫مه ولك ِ ْ‬
‫ح قو ِ‬
‫لقد أنذره نو ٌ‬

‫عور"‪.‬‬
‫ن اللتتتتتتته ليتتتتتتتس بتتتتتتتأ ْ‬ ‫تعل َ ُ‬
‫متتتتتتتوا أنتتتتتتته أعتتتتتتتوُر وإ ّ‬

‫قال ابن شهاب‪ :‬وأخبرني عمر بن ثابت النصاري أنتته أختتبره بعتتض‬

‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله‬

‫مك ْت ُتتو ٌ‬
‫ب بيتتن عينيتته‬ ‫عليه وسلم قال يوما ً يحذر الناس الدجال‪" :‬إن ّ ُ‬
‫ه َ‬

‫ؤه كل مؤمن‪ ،‬وقال تعّلموا أنه لن‬ ‫مل َ ُ‬


‫ه أوْ يقر ُ‬ ‫ن ك َرِهَ عَ َ‬ ‫كافٌر َيقرؤُهُ َ‬
‫م ْ‬

‫يرى أحد منكم لرّبه حتى يموت"‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تحذير الرسول من الدجال وذكر بعض أوصافه‬

‫وأصل الحديث عند البخاري هو حديث الزهري عن سالم عتتن أبيتته‬

‫بنحوه‪ ،‬وروى مسلم أيضا ً من حديث عبيتتد اللتته بتتن نتتافع عتتن ابتتن‬

‫ن ظْهراني‬
‫عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بي ْ َ‬

‫ح التتدجا َ‬
‫ل أعتتوُر‬ ‫س بتتأعوَر إل إن المستتي َ‬ ‫َالناس فقتتال‪" :‬إن الل ّت َ‬
‫ه لي ت َ‬

‫ة طاِفيتتتتتتتة"‪.‬‬
‫عن ََبتتتتتتت ٌ‬
‫ه ِ‬
‫ن عَي َْنتتتتتتت ُ‬
‫منتتتتتتتى كتتتتتتتأ ّ‬
‫العيتتتتتتتن الي ُ ْ‬

‫وسملم من حديث شعبة عن قتادة عن أنس قال‪ :‬قال رسول اللتته‬

‫ي إل ّ قَد ْ أنذر أمَته العوَر الكذا َ‬


‫ب‬ ‫ن نب ِ ّ‬
‫م ْ‬
‫ما ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪َ " :‬‬

‫ن عَي ْن َي ْتته كتتافٌر"‪.‬‬


‫ب بي ْت َ‬
‫ه أعتتوُر وإن رّبكتتم ليتتس بتتأعوَر مكتتتو ٌ‬
‫أل إن ّت ُ‬

‫رواه البختتتتتتتتاري متتتتتتتتتن حتتتتتتتتديث شتتتتتتتتعبة بنحتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫قال مستتلم‪ ،‬وحتتدثني زهيتتر بتتن حتترب‪ ،‬حتتدثنا عثمتتان‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫الوارث‪ ،‬عن سعيد بن الحجاب‪ ،‬عتتن أنتتس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫ب بيتتن عينيتته‬
‫خ العيتتن مكتتتو ٌ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬الدجا ُ‬
‫ل ممسو ُ‬

‫جاهتتتتتا كتتتتتافٌر يقر ُ‬


‫ؤهتتتتتا كتتتتتل مستتتتتلم "‪.‬‬ ‫كتتتتتافٌر ثتتتتتم ته ّ‬

‫ولمسلم من حديث العمش‪ ،‬عن ستتفيان‪ ،‬عتتن حذيفتتة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫‪114‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‪،‬‬
‫من ْت ُ‬
‫ل ِ‬
‫دجا ِ‬
‫م تعَ ال ت ّ‬
‫ما َ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لَنا أعْل َ ُ‬
‫م بِ َ‬

‫ض‪ ،‬والخر َرأيَ العيتتن‬


‫ماء أبي ُ‬
‫هما َرأيَ العين َ‬
‫ه نهران يجريان أحد ُ‬
‫مع َ ُ‬
‫َ‬

‫ت التتذي رآه نتتارا ً ولي ُْغمتتض ثتتم‬


‫دكم فَل ْي َتتأ ِ‬ ‫متتا أد َْرك َت ّ‬
‫ن أحت َ‬ ‫ج فإ ّ‬
‫جت ُ‬
‫ناٌر َتأ ّ‬

‫ح العيتتن‬
‫ب فإنه ماٌء َباِرد‪ ،‬وِإن الدجال ممسو ُ‬
‫سه فيشر َ‬
‫طىْء رأ َ‬
‫لُيطا ِ‬

‫ب‬ ‫ة مكتوب بين عينيه كافٌر يقر ُ‬


‫ؤه كل متتؤمن كتتات ٍ‬ ‫عَل َي َْها ظ ََفرة َ‬
‫غليظ ٌ‬

‫ب"‪.‬‬
‫وغير كات ٍ‬

‫نار الدجال جنة وجنته نار‬

‫ثم رواه من حديث شعبة‪ ،‬عن عبد الملتتك بتتن عمتترو‪ ،‬عتتن ربعتتي‪،‬‬

‫عن حذيفتتة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم بنحتتوه‪ .‬قتتال ابتتن‬

‫مسعود وأنا سمعته من رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪ .‬ورواه‬

‫البخاري من حديث شعبة بنحوه‪ .‬وروى البخاري ومسلم من حتتديث‬

‫شيبان‪ ،‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عتتن أبتتي ستتلمة‪،‬‬

‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أل‬

‫مه إنه أعتتوُر وإنتته يجي تءُ‬


‫ي قو َ‬
‫ه نب ّ‬ ‫خبركم عن الدجال حديثا ً ما َ‬
‫حد ّث َ ُ‬ ‫ا ْ‬

‫‪115‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة هي الناُر وإني أنذرتكم‬ ‫مث ْ ُ‬


‫ل الجن ّةِ والنارِ فالتي يقول إنها الجن ّ ُ‬ ‫معه ِ‬

‫مه "‪.‬‬
‫ح قو َ‬
‫به كما انذر بهِ نو ٌ‬

‫تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم أمته من أن تغتر‬

‫بما مع الدجال من أسباب القوة والفتنة‪:‬‬

‫وروى مسلم من حديث مسلم بن المنكدر قتتال‪ :‬رأيتتت جتتابر عبتتد‬

‫الله يحلف بتتالله أن ابتتن صتتياد هتتو التتدجال‪ ،‬فقلتتت‪ :‬تحلتتف بتتالله?‬

‫فقال‪ :‬إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليتته‬

‫وستتتتلم فلتتتتم ينكتتتتره النتتتتبي صتتتتلى اللتتتته عليتتتته وستتتتلم‪.‬‬

‫وروي من حديث نافع أن ابن عمر لقي ابن صياد فتتي بعتتض طتترق‬

‫المدينة‪ ،‬فقال له ابن عمر قول ً أغضبه فانتفخ حتى مل السكة‪ ،‬وفي‬

‫رواية أن ابن صياد نخر كأشد نخير حمار يكون‪ ،‬وأن ابن عمر ضربه‬

‫حتتتى تكستترت عصتتاه‪ ،‬ثتتم دختتل علتتى أختتته أم المتتؤمنين حفصتتة‬

‫فقالت‪ :‬ما أردت من ابن صياد أما علمت أن رسول الله صلى اللتته‬

‫ن غَ ْ‬
‫ضب َةٍ يغضبها"?‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ُ‬
‫ما ي َ ْ‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬إ ِن ّ َ‬

‫‪116‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليس ابن صياد هو الدجال الكبر وإنما هو أحد الدجالة‬

‫الكبار الكثار‬

‫قال بعض العلماء‪ :‬إن ابن صياد كان بعض الصحابة يظنتته التتدجال‪،‬‬

‫وهتتتتتتتتو ليتتتتتتتتس بتتتتتتتته إنمتتتتتتتتا كتتتتتتتتان رجل ً صتتتتتتتتغيرًا‪.‬‬

‫وقد ثبت في الصحيح أنه صحب أبا سعيد فيما بيتتن مكتتة والمدينتتة‪،‬‬

‫وأنه تبرم إليه بما يقول الناس فيه إنه الدجال‪ ،‬ثم قال لبتتي ستتعيد‬

‫ة‬
‫ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إنتته ل يتتدخل المدين ت َ‬

‫ت بها‪ ،‬وِإنه ل ُيول َد ُ له وقتتد ُول تد َ لتتي‪ ،‬وِإنتته كتتافر وِإنتتي قتتد‬
‫وقد ولد ُ‬

‫َأستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلمت "‪.‬‬

‫ي‬
‫قال‪ :‬ومع هذا فإني أعلم الناس به وأعلمهم بمكانه ولو عرض عل ّ‬

‫أن أكتتتتتتتتتتتون إيتتتتتتتتتتتاه لمتتتتتتتتتتتا كرهتتتتتتتتتتتت ذلتتتتتتتتتتتك‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا عبد المتعال بتتن عبتتد الوهتتاب‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن‬

‫سعيد الموي‪ ،‬حدثنا المجالد عن أبي الوداك عتتن أبتتي ستتعيد قتتال‪:‬‬

‫ذكر ابن صياد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر‪ :‬إنه يزعم‬

‫أنه ل يمر بشيء ِإل كلمه والمقصتتود أن ابتتن صتتياد ليتتس بالتتدجال‬

‫‪117‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذي يخرج في آخر الزمان قطعًا‪ ،‬وذلك لحديث فاطمة بنت قيتتس‬

‫الفهرية فإنه فيصل في هذا المقام والله أعلم‪.‬‬

‫حديث فاطمة بنت قيس في الدجال‬

‫قال مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث‬


‫وحجاج بن الشاعر كلهما‬
‫عن عبد الصمد‪ ،‬واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد‪ ،‬حتتدثني أبتتي‪،‬‬

‫عن جدي‪ ،‬عن الحسين ابن ذكوان‪ ،‬حدثنا ابن بريتتدة‪ ،‬حتتدثني عتتامر‬

‫بن شراحيل الشعبي‪ ،‬سمعت حمدان يسأل فاطمة بنت قيس أخت‬

‫ح تد ِّثيِني‬
‫الضحاك بن قيتتس وكتتانت متتن المهتتاجرات الول فقتتال‪َ " :‬‬

‫ن فيتته‬
‫دي َ‬ ‫حديثا ً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ل ت َ ْ‬
‫ست َن ِ ِ‬

‫مغيرةَ وهو من خيار شباب قريتتش‬ ‫ه‪ ،‬فقالت‪ :‬ن َك َ ْ‬


‫حت ال ُ‬ ‫حدٍ غيرِ ِ‬
‫إلى أ َ‬

‫ل الجهتتادِ متتع رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬


‫ب في أوَ ِ‬
‫صي َ‬
‫َيومئ ِذٍ ‪ ،‬فأ ِ‬

‫ف فتتي ن ََفتتر متتن‬ ‫خط َب َن ِتتي عبتد ُ الرحمتتن بت ُ‬


‫ن عتتو ٍ‬ ‫ت َ‬
‫ما متتا َ‬
‫وسلم‪ ،‬فل َ‬

‫خط َب َن ِتتي رستتول اللتته صتتلى‬


‫ب محمد صلى الله عليه وستتلم و َ‬
‫أصحا ِ‬

‫حد ّث ْ ُ‬
‫ت أن رسول الله‬ ‫ت ُ‬
‫ة‪ ،‬وقد كن َ‬
‫م َ‬
‫سا َ‬
‫له أ َ‬ ‫الله عليه وسلم عََلى َ‬
‫مو ْ َ‬

‫ة‪ ،‬فلمتتا ك ًل ّ َ‬
‫من ِتتي‬ ‫م َ‬
‫سا َ‬
‫بأ َ‬ ‫حب ِّني فَل ْي ُ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬
‫م ْ‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪َ :‬‬
‫‪118‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫مت ْ‬
‫حني َ‬ ‫ري ِبي تدِ َ‬
‫ك فتتأنك ِ ْ‬ ‫مت ِ‬
‫تأ ْ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ُ‬

‫ة متتن‬ ‫م َ‬
‫شتتريك امتترأة غنيت ٌ‬ ‫م َ‬
‫شتتريك وأ ّ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ت? فقال‪ :‬ان َْتقلتتي ِإلتتى أ ّ‬ ‫ِ‬

‫ن فقلتتت‪:‬‬
‫سبيل الله ينزل عليهتتا الضتتيَفا ُ‬
‫ة النَفقةِ في َ‬
‫صار عظيم ُ‬
‫الن َ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأفَعل‪.‬‬

‫شريك امرأةٌ كثيرةُ الضتتيفان وِإنتتي أك ْتَره أن‬


‫م َ‬
‫نأ ّ‬
‫فقال‪ :‬ل تفعلي إ ِ ّ‬

‫ساقَْيك فَي ََرى الَقو ُ‬


‫م منك‬ ‫ف الَثو ُ‬
‫ب عن َ‬ ‫ك أوْ ي َن ْك َ ِ‬
‫ش َ‬ ‫ماُر ِ‬
‫خ َ‬
‫ك ِ‬ ‫سُق َ‬
‫ط عَن ْ َ‬ ‫يَ ْ‬

‫ض ما تكرهين‪ ،‬ولكن انتقلي ِإلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن‬
‫ب َعْ َ‬

‫ي‬
‫هتت َ‬
‫أم مكثوم وهو رجل من بني فِْهر فِْهر قريش من البطن التتذي ِ‬

‫ي‬
‫دتي ستتمعت المنتتاديَ منتتاد َ‬
‫عت ّ‬
‫ت ِ‬
‫ضت ْ‬
‫ه‪ ،‬فتتانتقلت ِإليتته فلمتتا انق َ‬
‫منت ُ‬
‫ِ‬

‫ت ِإلى‬
‫ة فخرج ُ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلةُ جامع ٌ‬

‫المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فكنتتت فتتي‬

‫صف النساِء التي تلي ظهور القوم‪.‬‬

‫ما روي عن تميم الداري من رؤية الجساسة والدجال‬

‫س على‬ ‫جل َ َ‬
‫فلما َقضى رسول الّله صلى الله عليه وسلم صلَته َ‬
‫ن‬
‫مصلهُ ثم قال‪ :‬أتدُرو َ‬ ‫ن ُ‬
‫م كل ِإنسا ٍ‬‫ل‪ :‬ل ِي َل َْز ْ‬
‫ك فقا َ‬ ‫ح ُ‬
‫ض َ‬
‫المنبرِ وهو ي َ ْ‬
‫م‪ :‬قال‪ِ :‬إني والل ّهِ ما جمعتكم‬
‫ه أعل ُ‬
‫ه ورسول ُ‬ ‫م? قالوا‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫معْت ًك ُ ْ‬
‫ج َ‬
‫ِلم َ‬
‫‪119‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫داِري كان رجل ً َنصرانيا ً فجاءَ‬ ‫ِلرغبةٍ ول ل َِرهَْبة‪ ،‬ولكن لن تميما ً ال ّ‬


‫دثكم عن المسيح‬ ‫فبايع وأسلم‪ ،‬وحدثني حديثا ً وافق الذي كنت أ َ‬
‫ح ّ‬
‫ل‪ ،‬حدثني أنه ركب البحر في سفينة بحرية مع ثلثين رجل ً من‬ ‫الدجا ِ‬
‫سوا ِإلى‬ ‫م‪ ،‬فلعب بهم الموج شهرا ً في البحر ثم أْر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ج َ‬‫خم و ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫س فجلسوا في أقرب السفينة‬ ‫ب الشم ُ‬ ‫جزيرة في البحر حيث ت َغُْر ُ‬
‫ما قُب ُُله‬
‫ن َ‬‫شعْرِ ل َ يد ُْرو َ‬‫ب ك َِثيُر ال ّ‬ ‫يُء أهْل َ ُ‬
‫ش ْ‬ ‫م َ‬ ‫فدخلوا الجزيرة فََلقي َهُ ْ‬
‫ت? قال‪ :‬أنا‬ ‫ما أن ْ َ‬‫ك َ‬‫ر‪ ،‬فََقاُلوا‪ :‬وَي ْل َ َ‬ ‫شع ْ ِ‬ ‫ن ك ِث َْرةِ ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫من د ُب ُرِهِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ة? قالت‪ :‬أيها القوم انطلقوا ِإلى هذا‬ ‫س ُ‬
‫سا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ة‪ .‬قالوا‪ :‬وما ال َ‬ ‫س ُ‬‫سا َ‬ ‫ج ّ‬
‫ال َ‬
‫الرجل بالد ّْير فِإنه‬
‫ت ل َن َتتا رجل ً َفرقْن َتتا منهتتا َأن‬‫م ْ‬‫ست ّ‬ ‫كم ِبالشتتواق قتتال‪ :‬فلمتتا َ‬ ‫خب َرِ ُ‬ ‫ِإلى َ‬

‫ستَراعا ً حتتى دخلنتا التديَر‪ ،‬فتِإذا فيته‬


‫تكون شيطانة‪ .‬قال‪ :‬فان ْط َل َْقَنا ِ‬

‫ه‬ ‫ده وثاقا ً مجموع ٌ‬


‫ة يداه ِإلى عُن ُِقتت ِ‬ ‫خْلقا ً وأ َ‬
‫ش ّ‬ ‫م ِإنسان رأيناه قط َ‬
‫أعظ ُ‬

‫ل‪ :‬قَتد ْ‬
‫ت? قتتا َ‬
‫متتا أن ْت َ‬ ‫ما بين ركبتيهِ ِإلى كعتتبيه بالحديتتد‪ .‬قلنتتا‪ :‬وَي ْل َت َ‬
‫ك َ‬

‫س من العتترب‬ ‫َ‬
‫ري فأخبروني ما أنتم? قالوا‪ :‬نحن أنا ٌ‬
‫خب َ ِ‬
‫م على َ‬
‫قد َْرت ُ ْ‬

‫ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغت َل َ َ‬


‫م‪ ،‬فلعب بنتتا المتتوج‬

‫شتتهرا ً ثتتم أْرفأنتتا ِإلتتى جزيرتتتك هتتذه‪ ،‬فجلستتنا فتتي أقربهَتتا فتتدخلنا‬

‫ه متتن د ُب ُترِهِ‬ ‫الجزيرة فلقينا دابة َأهلب كثيرةَ ال َ‬


‫شعر ما ندري ما قُبل ت ُ‬

‫ة‪ ،‬قتتالت‪:‬‬
‫س ُ‬
‫سا َ‬
‫ج ّ‬ ‫ر‪ ،‬فقلنا وَي ْل َ َ‬
‫ك ما أنت? فقالت‪ :‬أنا ال َ‬ ‫من كثرة الشع ِ‬

‫واق‪ ،‬فأقبلنا‬ ‫خَبرك ُ ْ‬


‫م ِبالش َ‬ ‫َأعمدوا ِإلى ه َ‬
‫ذا الرجل في الد ّْير فِإنه ِإلى َ‬

‫ن أن تكتتون شتتيطانة‪ ،‬فقتتال‪:‬‬ ‫إليكتتم ستتراعا ً وفََرغن َتتا منهتتا ولتتم ن َتتأ َ‬
‫م ْ‬

‫‪120‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خب ُِر? قتتال‪:‬‬ ‫ن َفقلنتتا عتتن أيّ شتتأَنها ت َ ْ‬


‫س تت َ ْ‬ ‫ستتا ِ‬
‫أختتبروني عتتن نختتل ب َي ْ َ‬

‫شك أن ل‬
‫ما إ ِّنه ُيو ِ‬ ‫خلها هل ي ُث ْ َ‬
‫مُر? قلنا له‪ :‬ن ََعم‪ .‬قال‪ :‬أ َ‬ ‫أسألكم عن ن َ ْ‬

‫م تَر‪ .‬قتتال‪ :‬أختتبروني عتتن بحيتترة الط ّب ََري ّت ِ‬


‫ة‪ ،‬قلنتتا‪ :‬عتتن أي َ‬
‫شتتأَنها‬ ‫ي ُث ْ ِ‬

‫ماَء? قالوا‪ :‬هي كثيرة الماَء‪ .‬قال‪ِ :‬إن ماَءها‬


‫تستخبر? قال‪ :‬هل فيَها َ‬

‫يوشك أن يذهب‪ .‬قال‪ :‬أخبروني عن عين ُزغَْر قالوا‪ :‬عن َأي شتتأنها‬

‫تستخبر? قال‪ :‬هل في العين ماُء? وهل ي َْزَرع ُ أهلها بماٍء العين? قلنا‬

‫له‪ :‬نعم هي كثيرة الماِء وَأهلها يزرعون متتن مائهتتا‪ .‬قتتال‪ :‬أختتبروني‬

‫ن ما فعل? قالوا‪ :‬قتتد ختترج متتن مكتتة ونتتزل ب ِي َث ْت ِ‬


‫رب‪.‬‬ ‫مّيي َ‬
‫عن نبي ال ِ‬

‫قال‪ :‬أقاتله العرب? قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬كيف صنع بهتتم? فأخبرنتتاه أنتته‬

‫ن يليهِ من العرب وَأطاعوه قال‪ :‬قال لهتتم قتتد كتتان‬ ‫قد ظ َهََر على َ‬
‫م ْ‬

‫ن يطيعتتوه وِإنتتي مختتبركم‬


‫ما ِإنه خي تٌر لهتتم أ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫ك? قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬أ َ‬

‫ج‬ ‫ن ت ُؤَْذن ِلي في الخروج َفأ ْ‬


‫خُر َ‬ ‫ش ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫ح‪ ،‬وِإني ُيو ِ‬
‫سي ُ‬
‫عَّني‪ ،‬إ ِّني أَنا الم ِ‬

‫ة غير مكتتة‬
‫ة ِإل هََبطُتها في أربعين ليل ً‬
‫فأسيُر في الرض فل أد َعَ قري ً‬

‫ت أن أدختتل واحتتدة أو‬


‫كلمتتا أَرد ْ ُ‬ ‫ي ك ِل َّتاهُ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ن عل ّ‬
‫ة فهما محرمتا ِ‬
‫وطيب َ‬

‫ن عَل َتتى‬
‫دني عَن ْهَتتا‪ ،‬وإ ِ ّ‬ ‫صْلتا ي َ ُ‬
‫صت ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ست َْقب ََلني َ‬
‫ملك ب ِي َدِهِ السي ُ‬ ‫ِإحداهما ا ْ‬

‫‪121‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب منها ملئكة يحرسونها قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬ ‫ك ّ‬


‫ل ن َْق ٍ‬

‫ة‬
‫ة َيعني المديَنتت َ‬
‫صرت ِهِ في المنبر هذه‪ :‬طيب ُ‬
‫خ َ‬
‫م ْ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬وط َعَ َ‬
‫ن بِ ِ‬

‫جَبنتتي‬
‫ه أعْ َ‬
‫م‪ .‬قتتال‪ :‬إن ّت ُ‬
‫س‪ :‬ن َعَت ْ‬ ‫أل ّ ه َ ْ‬
‫ل كنت حدثتكم ذلتتك? فقتتال النتتا ُ‬
‫ت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة أل َ‬
‫ه وافق الذي كن ُ‬
‫حديث تميم إن ّ ُ‬

‫ِإنه في بحر الشام أو بحر اليميتتن ل بتتل متتن قبتتل المشتترق َوأْومتتأ‬

‫بيده ِإلى المشرق‪ .‬قالت‪ :‬فحفظت هذا من رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم"‪.‬‬

‫حديث فاطمة بنت قيس‬

‫رواه مسلم من حديث سيار‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن فاطمة قالت‪:‬‬


‫فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب‬
‫فقال‪ِ :‬إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر وساق الحديث‪،‬‬
‫ومن حديث غيلن بن جرير‪ ،‬عن الشعبي عنها فذكرته أن تميما ً‬
‫الداري ركب البحر فتاهت به السفينة فسقط إلى جزيرة فخرج‬
‫إليها يلتمس الماء فلقي إنسانا ً يجر شعره فاقتص الحديث‪ ،‬وفيه‬
‫فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ِإلى الناس يحدثهم‬
‫فقال‪" :‬هذه طيبة وذلك الدجال"‪.‬‬
‫حدثني أبو بكر بن إسحاق‪ ،‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا المغيرة‬
‫يحيى الحرامي‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن فاطمة بنت قيس‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على المنبر فقال‪ :‬أيها‬
‫الناس حدثني تميم الداري أن ناسا ً من قومه كانوا في البحر وساق‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه من حديث إسماعيل بن أبي خالد‪،‬‬
‫عن مجالد‪ ،‬عن الشعبي عنها بنحوه‪ .‬ورواه الترمذي من حديث‬
‫قتادة? عن الشعبي عنها وقال‪ :‬حسن صحيح غريب من حديث‬
‫قتادة عن الشعبي‪ :‬وروراه النسائي من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن‬
‫لمام أحمد‬ ‫داود بن أبي هند‪ ،‬عن الشعبي عنها بنحوه‪ ،‬وكذلك رواه ا ِ‬
‫عن عفان وعن يونس بن محمد المؤدب كل منهما‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حدثنا مجالد عن عامر‬ ‫وقال ا ِ‬
‫قال‪ :‬قدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس فحدثتني‪ :‬أن زوجها‬
‫طلقها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬فبعثه رسول‬
‫من الدار‪،‬‬ ‫خرجي ِ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال أخوه‪ :‬ا ْ‬
‫ل‪ .‬قال‪ :‬ل‪.‬‬ ‫ج ُ‬ ‫ل ال َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫سكنى حتى ي َ ِ‬ ‫ةو َ‬ ‫فقلت له‪ِ :‬إن لي فيها ن ََفَق ً‬
‫قالت‪ :‬فَأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‪ِ :‬إن فلنا ً‬
‫ل ِإليه‬ ‫ة فَأرس َ‬ ‫كنى والنفق َ‬ ‫س ْ‬ ‫من ََعني ال ّ‬
‫َ‬
‫طل َّقِني وِإن أخاه أخرجني و َ‬
‫َ‬
‫ن َأخي طلقها‬ ‫فقال‪ :‬ما لك ولبنة آل قيس? قال يا رسول الله‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ة‬
‫ظري يا ابنة قيس إ ِّنما النفق ُ‬ ‫ثلثا ً جميعًا‪ ،‬فقال رسول الله‪ :‬ان ُ‬
‫والسك َْنى للمرأة على زوجها ما كانت له عليها َرجعة‪ ،‬فِإذا لم يكن‬
‫ة‪ ،‬ثم‬ ‫ة ول سكنى اخُرجي فانزلي على فلن َ‬ ‫ة فل نفق َ‬ ‫له عليها رجع ٌ‬
‫ك‪،‬‬‫عمى ل ي ََرا ِ‬ ‫م مكثوم فِإنه أ َ ْ‬ ‫ث ِإليها إنزلي على ابن أ ّ‬ ‫قال‪ِ :‬إنه يتحد ُ‬
‫ن قَُرْيش‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خط َب َِني رج ٌ‬ ‫حتى أكون َأنا َأنكحك‪ ،‬قالت‪ :‬فَ َ‬ ‫ثم ل تنكحي َ‬
‫فأ َتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استأمره‪ ،‬فقال‪ :‬ألَ‬
‫ْ ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حِني‬ ‫ي منه? فقلت‪ :‬بلى يا رسول الله فأن ْك َ ْ‬ ‫ب َإ ِل َ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫هو أ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ت َن ْك َ ِ‬
‫َ‬ ‫م َ‬
‫ت‬‫ما أرد ُ‬ ‫ة بن زيد‪ .‬قالت‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫م َ‬
‫سا َ‬ ‫من أ َ‬ ‫حِني ِ‬ ‫ت‪َ .‬قالت‪ :‬فَأن ْك َ َ‬ ‫ن أحب َب َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ك حديثا ً عن رسول الله صلى الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ّث َ َ‬ ‫س حتى أ َ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫ج َقال َ ْ‬ ‫خر َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫عليه وسلم‪ .‬قالت‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ً من‬
‫َ‬
‫سوا‬ ‫اليام فصّلى صلةَ الهاجرةِ ثم قَعَد َ فََفَرغ َ الناس‪ ،‬ثم قال‪ :‬اجل ِ ُ‬
‫ن َتميم الداريّ َأتاني‬ ‫ْ‬ ‫م مقامي هذا ل َِفَزع ول َك ِ‬
‫َ‬
‫س فَِإني لم أقُ ْ‬ ‫يها النا ُ‬ ‫أُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫حب َب ْ ُ‬ ‫من الَفَرح وَقَُرةِ ال ْعَْين‪ ،‬فأ ْ‬ ‫فأخبرني خبرا ً فمنعني من القيلول َةِ ِ‬
‫هطا ً من بني عمه ركبوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن أ َْنشَر عَل َي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َر ْ‬ ‫ح ن َب ِّيكم‪ ،‬أخبرني أ ّ‬ ‫كم فََر َ‬ ‫أ ْ‬
‫ح ِإلى جزيرة ل يعرفونها‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ف فألجأتهم الري ُ‬ ‫صابتهم عواص ُ‬ ‫البحر فأ َ‬
‫ب سفينة حتى ِإذا خرجوا ِإلى جزيرةٍ فِإذا هم‬ ‫فقعدوا في قُوَي ْرِ ِ‬

‫‪123‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل هو َأم امرَأة‪ ،‬فسّلموا‬ ‫شعرِ ل يدُرون أ ََرج ٌ‬ ‫ب كثيرِ ال ّ‬ ‫َ‬


‫بشيٍء أهْل َ َ‬
‫ما أ ََنا‬ ‫م‪ ،‬فقالوا له‪ :‬أل تخبُرنا‪ .‬فقال‪َ :‬‬
‫َ‬
‫عليه َفرد ّ عََليهم السل َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫موهُ فيهِ َ‬ ‫ذي َقد َرأي ْت ُ ً‬ ‫ذا الد َي ُْر ال ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م‪ ،‬ولك ِ ْ‬ ‫خِبرك ُ ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ول ب ِ ُ‬ ‫خب ِرِك ُ ْ‬ ‫بم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫ل‪ :‬قُْلنا‪َ :‬‬ ‫م‪َ ،‬قا َ‬ ‫خب َِرك ُ ْ‬ ‫ست َ ْ‬‫م وي َ ْ‬ ‫خب َِرك ُ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬‫شواق أ ْ‬ ‫م ِبال ْ‬ ‫خب َرِك ُ ْ‬ ‫هُوَ ِإلى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جل‬ ‫م ب َِر ْ‬ ‫ة? فانطلقوا حتى أَتوا الدير فِإذا هُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫سا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت? َقال‪ :‬ال ْ َ‬ ‫أن ْ َ‬
‫ن كثيَر الشكر فسّلموا عَل َي ْهِ فََرد ّ‬ ‫ظهُر الحز َ‬ ‫ديدٍ الوثاق ي ً ْ‬ ‫موَّثق ش ِ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫ب‪ .‬قال‪ :‬ما فََعل ِ‬ ‫ن ال ْعََر ِ‬ ‫م َ‬‫س ِ‬ ‫حن أَنا ُ‬ ‫م? قالوا‪ :‬ن َ ْ‬ ‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عليهم قال‪ :‬فَ َ‬
‫م? قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فما فََعلوا? َقالوا‪ :‬خيرا ً آمنوا‬ ‫ج َنبي ّهُ ْ‬ ‫ب اخَر َ‬ ‫العر ُ‬
‫داَء َفأظ ْهََره‬ ‫كاُنوا له أعْ َ‬ ‫ك خير لهم‪ .‬قالوا‪ :‬ل ََقد ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه‪ .‬قال‪َ :‬‬ ‫دقو ُ‬ ‫به وص ّ‬
‫حد ُ وكلمتهم‬ ‫حد ونبي ُّهم وا ِ‬ ‫م وا ِ‬ ‫ب اليوم ِإلهُهُ ْ‬ ‫الله عليهم‪ .‬قال‪ :‬فالعر ُ‬
‫ة‬‫ت عين ًزغَر? قالوا‪ :‬صالح ٌ‬ ‫مل ْ‬ ‫ة? قالوا نعم‪ :‬قال‪ :‬فما عَ ِ‬ ‫واحد ُ‬
‫ما فَعَ َ‬
‫ل‬ ‫م‪ .‬قال‪ :‬فَ َ‬ ‫ن منها َزْرعَهُ ُ‬ ‫سقو َ‬ ‫قيهم وي َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫منها أهُلها ت َ ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫شَر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫عام‪ .‬قال‪ :‬ما‬ ‫ل َ‬ ‫جَناهُ ك ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫مط ْعِ ٌ‬ ‫ن‪ .‬قالوا‪ :‬صالح ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ن وب َي ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ل ب َي ْ َ‬ ‫خ ٌ‬ ‫نَ ْ‬
‫ت‬
‫خَرج ً‬ ‫ف لو َ‬ ‫حل َ َ‬ ‫ملى‪ .‬قال‪ :‬فََزَفر ثم َ‬ ‫ة? قالوا‪َ :‬‬ ‫فعلت بحيرة الط َّبري ِ‬
‫مك ّ َ‬
‫ة‬ ‫ةو ً‬ ‫من مكاني هذا ما تركت أرضا ً من الله ِإل وَط ِئ ْت ًَها غَي َْر طيب َ‬ ‫ِ‬
‫ن‪ .‬قال‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫ليس لي عليهما سلطا ً‬
‫وسلم‪" :‬ل يدخل الدجال طيبة"‪.‬‬
‫ة ِإن الله حرمها على الدجال‬ ‫ِإلى هنا ِإنتهى فرحي ِإن طيبة المدين ُ‬
‫ن يدخَلها ثم حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬والله الذي‬ ‫أ ْ‬
‫ل إ ِل ّ عَل َْيه‬ ‫جب َ ٌ‬ ‫ل وَل َ َ‬ ‫سه ْ ُ‬‫ضيقٌ ول َ واسعُ وَل َ َ‬ ‫طريق َ‬ ‫ما ل ََها َ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ َ‬ ‫ل َ ِإل َ‬
‫ن يدخَلها‬ ‫لأ ْ‬ ‫دجا ُ‬ ‫طيعُ ال ّ‬ ‫ست َ ِ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫وم ال ِْقَيامةِ َ‬ ‫ف ِإلى ي َ ْ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫شاهٌِر ال ّ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ٌ‬ ‫ً‬
‫على أهِلها"‪.‬‬
‫ل عامر‪ :‬فلقيت المحرز بن أبي هريرة فحدثته بحديت فاطمة‬ ‫َقا َ‬
‫بنت قيس فقال‪ :‬أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة غير‬
‫شْرق"‪.‬‬ ‫حر ال ّ‬ ‫أنه قال قال صلى الله عليه وسلم‪ِ" :‬إنه في ب َ ْ‬
‫قال‪ :‬ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة فقال‪:‬‬
‫أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت‪:‬‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ة والمدين ُ‬ ‫ن عليه حرام مك ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫"الحر َ‬

‫‪124‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه أبو داود وابن ماجه من حديث إسماعيل أبتتي خالتتد‪ ،‬عتتن‬

‫مجالد عن عامر الشعبي‪ ،‬عن فاطمة بنت قيس بستتطه ابتتن متتاجه‬

‫وأحاله أبو داود على الحديث الذي رواه قبله ولم يذكر متابعتتة أبتتي‬

‫لمتتتتتام أحمتتتتتد‪.‬‬
‫هريتتتتترة وعائشتتتتتة كمتتتتتا ذكتتتتتر ذلتتتتتك ا ِ‬

‫وقال أبو داود‪ ،‬حدثنا النفيلي‪ ،‬حدثنا عثمان بن عبد الرحمتتن‪ ،‬حتتدثنا‬

‫ابن أبي ذئب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن فاطمة بنتتت قيتتس‬

‫خر العشاء الختترة ذات ليلتتة‬


‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أ ّ‬

‫سني حديث كان ُيحدث ُِنيهِ تميت ُ‬


‫م التتداري عتتن‬ ‫حب َ َ‬
‫ه َ‬
‫ثم خرج فقال‪ " :‬إ ِن ّ ُ‬

‫ها فقال‪:‬‬ ‫جزيرة من جزائر البحر‪ ،‬فِإذا َأنا بِإمرأة تجر َ‬


‫شعَْر َ‬ ‫رجل في َ‬

‫ه فتِإذا‬
‫صترِ فتتأَتيت ُ‬
‫ساسة اذهب ِإلتتى ذلتتك الق ْ‬
‫ت? فقالت‪ :‬أنا الج ّ‬
‫ما أن ْ ِ‬

‫موَث ّتقٌ بتتالغل ِ‬


‫ل ي َن ْتُزو فيهتتا بيتتن الستتماءِ والرض‬ ‫رجل يجتّر َ‬
‫شتعَْرهُ ُ‬

‫فقلت من أنت? قال‪َ :‬أنا التتدجال‪ .‬قتتال‪ :‬متتا فعلتتت العتترب? أختترج‬

‫ل أط َتتا ُ‬
‫عوة‪.‬‬ ‫ه? قلتتت‪ :‬بت َ‬ ‫َ‬ ‫نبيهم? قلت‪ :‬نعتتم‪ .‬قتتال‪ :‬أط َتتا ُ‬
‫ص تو ْ ُ‬
‫م عَ َ‬
‫عوه أ ْ‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬ذلتتتتتتتتتتتتتتتتك خيتتتتتتتتتتتتتتتتر لهتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫فهذه رواية لعتتامر بتتن شتتراحيل الشتتعبي عتتن فاطمتتة بنتتت قيتتس‬

‫‪125‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بطتتتتتتتتتتتتتتتتوله كنحتتتتتتتتتتتتتتتتو متتتتتتتتتتتتتتتتا تقتتتتتتتتتتتتتتتتدم‪.‬‬

‫ثم قال أبو داود‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن الوليد بن عبد الله بن جميع‪،‬‬

‫عن أبي سلمة بن عبد الرحمن‪ ،‬عتتن جتتابر قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫متتا أن َتتاس‬
‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم ذات يتتوم علتتى المنتتبر‪" :‬إ ِن ّتته ب َي ْن َ َ‬

‫ت لهتتم جزيتترةً فخرجتتوا‬ ‫ن فتتي البحتتر فَن ََفتد َ طعتتا ُ‬


‫مهم فُرفِعَت ْ‬ ‫سيُرو َ‬
‫ي َ‬

‫ساستتة?‬ ‫يريدون ال ْ ُ‬
‫خب َْز فلقيتهم الجساسة قلت لبي سلمة‪ :‬ومتتا الج ّ‬

‫ستتتتتها"‪.‬‬
‫دها ورأ ِ‬
‫قتتتتتال‪ :‬امتتتتترأة تجتتتتتر شتتتتتعرها شتتتتتعر جلتتتتت ِ‬

‫وقال في هذا القصر وذكر هذا الحتتديث‪ ،‬وستتأل عتتن نختتل بيستتان‪،‬‬

‫وعن زغر قال هو المسيح فقتتال لتتي ابتتن ستتلمة‪ :‬أن فتتي الحتتديث‬

‫شيئا ً ما حفظته‪ .‬قال‪ :‬شهد جابر أنه ابن صياد‪ .‬قلت‪ :‬فإنه قتتد متتات‬

‫قلت‪ :‬فإنه أسلم‪ .‬قلت‪ :‬وإن أستتلم قلتتت‪ :‬فتتإنه قتتد دختتل المدينتتة‪.‬‬

‫قتتال‪ :‬وإن دختتل المدينتتة تفتتّرد بتته أبتتو داود وهتتو غريتتب جتتدًا‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي بكر‪ ،‬حتتدثنا أبتتو عاصتتم‬

‫سعد بن زياد‪ ،‬حدثني نافع مولي‪ ،‬عن أبتتي هريتترة أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم استوى على المنبر‪ ،‬فقال‪ :‬حدثني تميم فرأى‬

‫‪126‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تميما ً في ناحية المسجد‪ ،‬فقال يتتا تميتتم‪ :‬حت ّ‬


‫دث النتتاس متتا حتتدثني‬

‫قال‪" :‬كنا في جزيرة فِإذا نحن بدابتتة ل نتد ِْري متتا قُب ُُلهتتا متتن د ُب ُ ِ‬
‫رهتتا‬

‫مك ُت ْ‬
‫م? فتتدخلنا‬ ‫خل ِْقي وفي الد ّْير َ‬
‫من يشتهي ك َل َ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫جُبون ِ‬
‫فقالت‪ :‬ت َعْ َ‬

‫حديدِ من ك َعْب ِهِ ِإلى أذ ُن ِ ِ‬


‫ه‪ ،‬وِإذا أحد‬ ‫وثقٌ في ال َ‬
‫م َ‬
‫الدي َْر فِإذا نحن برجل ُ‬

‫ة قال‪ :‬فمن أنتم? فأخبرنتتاه‪،‬‬


‫عينيه مطموس ٌ‬
‫خَري ْهِ مسدود وِإحدى َ‬
‫من ْ َ‬
‫ِ‬

‫فقال‪ :‬ما فعلت ُبحيرة ط ََبرّية? قلنا‪ :‬كعهدها‪ .‬قال‪ :‬فمتتا تفعتتل ن َ ْ‬
‫ختتل‬

‫لطتَأن الرض بقتتدمي هتتاتين ِإل بلتتدة‬


‫ن? قلن َتتا‪ :‬كعهتتده‪ .‬قتتال‪َ :‬‬
‫سا َ‬
‫ب َي ْ َ‬

‫ِإبراهيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم وطيبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫ة"‪ .‬وهتتذا‬
‫دين َ ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ة هِ َ‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬طيب ُ‬

‫حديث غريب جدًا‪ ،‬وقد قال َأبو حاتم ليس هذا بالمتين‪.‬‬

‫ابن صياد من يهود المدينة‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا محمد بن سابق‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن طهمان‪ ،‬عن‬


‫ن جابر بن عبد الله أنه قال‪ِ" :‬إن ِإمرَأة من اليهود‬ ‫أبي الزبير‪ ،‬ع ِ‬
‫َ‬
‫شفق رسول‬ ‫ة ناُبه‪ ،‬فأ ْ‬ ‫ة عيُنه طالع ً‬ ‫بالمدينة ولدت غلما ً ممسوح ٌ‬
‫ده تحت قطيفة‬ ‫ج َ‬
‫ل فو َ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم َأن يكون الدجا َ‬
‫ه أمه فقالت يا عبد الله‪ :‬هذا َأبو القاسم قد جاءَ‬ ‫مِهم‪ ،‬فأدن َت ْ ُ‬ ‫يه َ ْ‬
‫طيفةِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫ج ِإليه من الق ِ‬ ‫خُر ْ‬
‫فا ْ‬
‫ما ت ََرى?‬
‫صّيادٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ثم قال‪ :‬يا اب َ‬ ‫ه لو ت ََرك َْته ل َب َي ّ َ‬
‫"ما لها‪َ .‬قات ََلها الل ّ ُ‬
‫‪127‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬أ ََرى حقا ً وأرى باطل ً وأرى عرشا ً على الماَء‪ .‬قال‪ :‬فليس‪،‬‬
‫ه‪ ،‬فقال هو‪ :‬أتشهد ِإني رسول الله‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فقال‪ :‬أتشهد أني رسول الل ّ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬آمنت بالل ّهِ ورسله‪ ،‬ثم‬
‫ه فقالت يا‬‫م ُ‬ ‫خل َلهم فأ ْ‬
‫دنته أ ّ‬ ‫ه‪ ،‬ثم َأتاه مرةً أخرى في ن َ ْ‬ ‫خرج وترك ُ‬
‫عبد الله‪ :‬هذا أبو القاسم قد جاَء فقال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫َ‬
‫ه لبّين"‪.‬‬‫ه لو ت ََرك َت ْ ُ‬‫ما ل ََها َقات َل ََها الل ّ ُ‬
‫وسلم‪َ " :‬‬
‫قال‪ :‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمع أن يستتمع متتن‬

‫كلمه شيئا ً ليعلم أهو هو أم ل‪ .‬قال‪ :‬يا ابن صياد ما ترى? قال‪ :‬أرى‬

‫حقا ً وأرى باطل ً وأرى عرشا ً على المتتاء‪ .‬قتتال‪ :‬أتشتتهد إنتتي رستتول‬

‫الله? قال هو‪ :‬أتشهد إني رسول الله? قال رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬آمنت بالله ورسله فلبس عليه‪ ،‬ثتتم ختترج فتتتركه‪ ،‬ثتتم‬

‫جاء في الثالثة والرابعة ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي اللتته‬

‫عنهما في نفر من المهاجرين والنصار وأنا معه‪ ،‬قال‪ :‬فبادر رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلمه شيئا ً‬

‫فسبقته أمه إليه فقالت يا عبد الله‪ :‬هذا أبو القاسم قتتد جتتاء فقتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليته وستلم‪" :‬متا لهتا قاتلهتا اللته لتو تركتته‬

‫لبّين? فقال‪ :‬يا ابن صياد ما تترى? قتال‪ :‬أرى حقتا ً وأرى بتاطل ً أرى‬

‫عرشا ً على الماء‪ .‬قال‪ :‬تشهد أني رسول الله‪ .‬فقتتال رستتول اللتته‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫آمنت بالله ورسوله? يا ابن صياد ِإنا قد خبأنا لك خبأ‪ ،‬قال‪ :‬فما هو?‬

‫قال‪ :‬الدخ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أخستتأ أخستتأ‪.‬‬

‫قال عمر بن الخطاب‪ :‬ائذن لي فأقتله يا رسول الله‪ ،‬فقال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن َيكْنه فلستتت بصتتاحبه ِإنمتتا صتتاحبه‬

‫عيسى ابن مريم‪ ،‬وإ ِل ّ يك ُْنه فليس لك أن تقتل رجل ً من أهل العهد‪.‬‬

‫قال‪ :‬يعني جابر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفقا ً‬

‫أنتتتتتتتته التتتتتتتتدجال وهتتتتتتتتذا ستتتتتتتتياق غريتتتتتتتتب جتتتتتتتتدًا‪.‬‬

‫لمتتام أحمتتد‪ ،‬حتتدثنا يتتونس حتتدثنا المعتمتتر‪ ،‬عتتن أبيتته عتتن‬


‫وقتتال ا ِ‬

‫سليمان العمش‪ ،‬عن شفيق بن سلمة‪ ،‬عن عبتد اللته بتن مستعود‬

‫قال‪ :‬بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مّر بصتتبيان‬

‫يلعبون فيهم ابن صياد فقتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫شهَد ُ َأني رسول الله? فقال هو‪ :‬أت َ ْ‬


‫شتَهد أنتتي رستتول‬ ‫ت يداك أت َ ْ‬
‫"ترِب َ ْ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كن‬ ‫رب عُن َُقه‪ ،‬فقال رسول الله‪" :‬إ ِ ْ‬ ‫الله? فقال عمر‪ :‬د َعِْني َفل ْ‬
‫ض ِ‬

‫طيَعه"‪.‬‬
‫ست َ ِ‬ ‫ف فَل َ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫خا ُ‬
‫الذي ي ُ َ‬

‫‪129‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مرويات مرفوضة لنها ل تصدق عقل ً وليس بمعقول‬

‫صدورها عن الرسول عليه السلم‬

‫والحاديث الواردة في ابن صياد كثيرة‪ ،‬وفتتي بعضتتها التوقتتف فتتي‬

‫أمره على هو الدجال أم ل‪ .‬فالله أعلم‪ ،‬ويحتمل أن يكون هذا قبتتل‬

‫أن يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتي شتتأن التتدجال‬

‫وتعيينه‪ ،‬وقد تقدم حديث تميم الداري في ذلك وهو فاصل في هتتذا‬

‫القام‪ ،‬وسنورد من الحاديث ما يدل على أنه ليس بابن صياد واللتته‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم وأحكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫فقال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا الليتث‪ ،‬عتن عقيتل‪ ،‬عتن‬

‫ابن شهاب‪ ،‬عن سالم بن عبد الله بتتن عمتتر أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫م‬
‫ف بالكعبتةِ فتِإذا رجتل آد َ ُ‬
‫م أطتو ُ‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬ب َي َْنا أَنا قتتائ ِ ُ‬
‫شعر ينط ُ َ‬
‫ن‬
‫ن هَتتذا? فقيتتل‪ :‬اب ت ُ‬
‫مت ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَُقل ْ ُ‬
‫ت‪َ :‬‬ ‫س ُ‬
‫ف أو ي ُهَْراقُ َرأ ُ‬ ‫سب ْ ُ‬
‫ط ال ّ ْ ِ َ ْ ِ‬ ‫َ‬

‫جتذ ّ التّرأس أعْتوَُر ال ْعَي ْتتن‬


‫متُر أ َ‬
‫ح َ‬
‫مأ ْ‬
‫ستتي ٌ‬ ‫جت ٌ‬
‫لج ِ‬ ‫ت فإ ِ َ‬
‫ذا ر ُ‬ ‫م ثم الَتف ْ‬
‫مْري َ َ‬
‫َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫خزاعتتت ُ‬
‫جتتتل متتتن َ‬ ‫ب النتتتاس ِبتتته شتتتَبها ً ابتتتن قَ ُ‬
‫طتتتن َر ُ‬ ‫أْقتتتَر ُ‬

‫لمتتام أحمتتد‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن ستتابق‪ ،‬أخبرنتتا إبراهيتتم بتتن‬


‫وقتتال ا ِ‬

‫‪130‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طهمان‪ ،‬عن أبي الزبيتتر‪ ،‬عتتن جتتابر بتتن عبتتد اللتته أنتته قتتال‪ :‬قتتال‬

‫ن‬
‫مت َ‬
‫خّف تةٍ ِ‬ ‫دجا ُ‬
‫ل فتتي ِ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬يختترج ال ت ّ‬

‫م‬
‫حَها فتتي الرض اليتتو ُ‬
‫س تب َ ُ‬ ‫دين وإ ِد َْبارٍ من الِعلم وله أربعون ليل َت ً‬
‫ة يَ ْ‬ ‫ال ّ‬

‫ة‪ ،‬ثتتم ستتائر‬


‫مع َ ت ِ‬
‫ج ُ‬
‫ة‪ ،‬واليوم منها كالشهر‪ .‬واليوم منها كال ُ‬
‫منها كالسن ِ‬

‫أيامه كأيامكم هذِهِ وله حمتتار يركبتته عتترض متتا بيتتن أذنيتته أربعتتون‬

‫ِذراعًا‪ ،‬فيقول للناس‪ :‬أنا ر ّبكم وهتتو أعتتوُر وِإن ربكتتم ليتتس بتتأعْوََر‬

‫مؤ ْ ِ‬
‫من كتتاتب أوْ غيتتر كتتاتب‬ ‫جاءٍ ي َْقَرؤُهُ ك ُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ن عَي ْن َي ْهِ ك ََفَر ب ِهَ َ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬
‫ب ب َي ْ َ‬ ‫َ‬

‫مت‬
‫متا اللته عليته وقتا َ‬
‫حّرمه َ‬
‫ة ً‬ ‫ة وم ّ‬
‫كت َ‬ ‫َيرد ك ّ‬
‫ل متاٍء ومنهتل إل المدينت َ‬

‫ة ِبأْبواِبهما‪ ،‬ومعتته جبتتال متتن ختتبز والنتتاس فتتي جهتتد المتتن‬


‫الملئك ُ‬

‫اتبعه‪ ،‬ومعه نهران أنا أعلم بهمتتا منهمتتا نهتتر يقتتول لتته الجنتتة ونهتتر‬

‫يقول له النار‪ ،‬فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهي النار‪ ،‬ومن أدخل‬

‫الذي يسميه النار فهي الجنتتة قتتال‪ :‬وستتمعت معتته شتتياطين تكلتتم‬

‫س‬
‫الناس ومعه فتنة عظيمة يتتأمر الستتماءَ فتمطتتر فيمتتا ي َتَرى النتتا ُ‬

‫ويقتل نفسا ً ثم ُيحييها فيما يرى الناس‪ ،‬ويقتتول للنتتاس‪ :‬هتتل يفعتتل‬

‫ب? قال فيِفد ُ المسلمون إلى جبتتل التتدخان بالشتتام‬ ‫مث َ‬


‫ل هذا إل الّر ّ‬

‫‪131‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جهدا ً شديدًا‪ ،‬ثم ينزل‬


‫دهم ُ‬
‫جه ِ ُ‬
‫صارهم وي ُ ْ‬ ‫هم فَُيشثد ُ ِ‬
‫ح َ‬ ‫فيأتيهم فيحاصُر ُ‬

‫حر فيقول‪ :‬يا أّيها النتتاس متتا يمنعكتتم‬


‫س َ‬
‫عيسى ابن مريم فينا من ال ً‬

‫أن تخرجتتوا إلتتى الكتتذاب الختتبيث? فيقولتتون‪ :‬هتتذا رجتتل حتتي‬

‫فينطلقون فإذا هم بعيسى ابن مرَيم فتقام الصلة‪ ،‬فيقال له تقتتدم‬

‫م فتإذا صتّلوا صتلة‬ ‫ل بِ ُ‬


‫كت ْ‬ ‫صت ّ‬ ‫مك ُ ْ‬
‫م ل ِي ُ َ‬ ‫متا ُ‬
‫م إِ َ‬
‫ح الله‪ ،‬فيقول‪ :‬ل ِي َت ََقتد ّ ْ‬
‫يا رو َ‬

‫مل ْ ُ‬
‫ح‬ ‫ث ال ِ‬
‫ما ُ‬ ‫ث كَ َ‬
‫ما ي َن ْ َ‬ ‫ب ي َْنما ُ‬
‫الصبح خرجوا إليه‪ ،‬قال فحين يراه الكذا ُ‬

‫في الماء‪ ،‬فيمشي إليه فيقتُله حتى إن الشتتجرةَ والحج تَر ينتتادي يتتا‬

‫ن َيتبُعه أحدا ً إ ِل ّ قَت ََله تفّرد بتته‬ ‫ن َ‬


‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫ح الله هذا يهوديّ فل ي َت ُْر َ‬
‫ك ِ‬ ‫رو َ‬

‫أحمد أيضًا‪ .‬وقد رواه غير واحد عن إبراهيم‪.‬‬

‫حديث النواس بن سمعان الكلبي في معناه وأبسط‬

‫منه‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب‪ ،‬حدثنا الوليد بن‬
‫مسلم‪ ،‬حدثني ابن جبير‪ ،‬عن أبيه ابن نفير الحضرمي أنه سمع‬
‫النواس بن سمعان الكلبي‪ ،‬وحدثني محمد بن مهران الرازي‬
‫واللفظ له‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن‬
‫جابر الطائي‪ ،‬عن يحيى بن جابر الطائي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن جبير‬
‫بن نفير‪ ،‬عن أبيه جبير بن نفير‪ ،‬عن النواس بن سمعان قال‪ :‬ذكر‬
‫خّفض فيه‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال َ‬
‫ذات غداةٍ ف َ‬
‫‪132‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك فينا‬ ‫ف ذ َل ِ َ‬ ‫خل‪ ،‬فلما ُرحنا إليه عََر َ‬ ‫وَرّفع يتى ظنناه في طائفة الن ّ ْ‬
‫ت‬ ‫ض َ‬ ‫جال غداةً فخّف ْ‬ ‫م? ُقلنا يا رسول الله ذكرت الد ّ ّ‬ ‫شأن ُك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫فقا َ‬
‫خل فقال‪ :‬غَي َْر الدجا ِ‬
‫ل‬ ‫طائ َِفةِ الن ّ ْ‬ ‫ظنّناه في َ‬ ‫ت حتى َ‬ ‫فيه وَرفّعْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خرج‬ ‫م‪ ،‬وِإن ي َ ْ‬ ‫دونك ُ ْ‬ ‫جه ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م فأَنا َ‬ ‫ج وأَنا ِفيك ْ‬ ‫خر ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫خوَفُِني عَل َْيكم إ ِ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫خليفتي على ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ه َ‬ ‫سهِ والل ّ ُ‬ ‫ج نف ِ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت ِفيكم فكل امرىء َ‬ ‫وَلس ُ‬
‫امرىٍء مسلم‪.‬‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫طن َ‬ ‫ة إني أشبهه بعبد العُّزى ابن قَ ُ‬ ‫طافِي َ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ب َقطط عَي ْن ُ ُ‬ ‫إنه شا ّ‬
‫ح سورة الكهف إنه خارج في خّلة بين‬ ‫َ‬
‫وات ِ َ‬ ‫مْنكم فليقرأ علي ْهِ فَ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫أد َْرك َ ُ‬
‫مال ً يا عباد َ الله فاثب ُُتوا قلنا يا‬ ‫ش َ‬ ‫ث ِ‬ ‫عائ ِ ٌ‬ ‫الشام والعراق فََعاِئث يمينا ً و َ‬
‫ة‪،‬‬‫سن َ ٍ‬ ‫مك َ‬ ‫ه في الْرض قال‪ :‬أربعون يومًا? يو ٌ‬ ‫ما ل َب ْث ُ ُ‬ ‫رسول الله وَ َ‬
‫َ‬
‫سائ ُِر أّيامه كأّيامكم‪ .‬قلنا يا رسول‬ ‫ة‪ ،‬و َ‬ ‫مع َ ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫م كَ ُ‬ ‫شهْرٍ ‪ ،‬ويو ٌ‬ ‫ويوم ك َ‬
‫َ‬
‫وم? قال‪ :‬ل‪ :‬اقدُروا‬ ‫الله فذلك اليوم الذي كسنة أتك ِْفيَنا فيه صلةُ ي َ ْ‬
‫ه في الرض قال‪ :‬كال ْغَي ْ ُ‬
‫ث‬ ‫سَراعُ ُ‬ ‫ه‪ :‬قلنا يا رسول الله‪ :‬وما إ ِ ْ‬ ‫ه قد َْر ُ‬ ‫ل ُ‬
‫ه‬
‫نب ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫هم في ُؤْ ِ‬ ‫عو ُ‬ ‫ح? فيأتي عََلى اْلقوم فَي َد ْ ُ‬ ‫ه الري ُ‬ ‫ست َد ْب ََرت ْ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫عليهم‬ ‫ح َ‬ ‫ض َفتن ِْبت فَت َُرو ُ‬ ‫طر والْر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ماَء فَت ُ ْ‬ ‫س َ‬‫مُر ال ّ‬ ‫ه َفيأ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫وي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫صَر‪ ،‬ث ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫مد ّهُ َ‬ ‫ضُروعا ً وأ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫سَبغ ُ‬ ‫ت ذرا وأ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل ما َ‬ ‫م أط ْوَ َ‬ ‫حت ُهُ ْ‬ ‫سارِ َ‬ ‫َ‬
‫حون‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ف عَن ُْهم في ُ ْ‬ ‫ه فَي َْنصرِ ُ‬ ‫َ‬
‫ن قَوْل ُ‬ ‫دو َ‬ ‫م فيدعوهم فيُر ّ‬ ‫َيأِتي الَقوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خرِب َةِ فيقول‬ ‫مّر بال َ‬ ‫شيٌء‪ ،‬وي َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫من أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫س ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫حلي َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫مت َِلئا ً‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫جل ً ُ‬ ‫عو ر ُ‬ ‫حل‪ ،‬ثم ي َد ْ ُ‬ ‫ب الن ّ ْ‬ ‫سي ِ‬ ‫ك فََتتب َُعه كنوُزها ك َي ََعا ِ‬ ‫رجي كنوَز ِ‬ ‫أخ ِ‬
‫وه‬ ‫ة الغََرض? ثم يدع َ‬ ‫مي َ َ‬ ‫جزل َت َْين َر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ف فََيقطع ُ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ه بال ّ‬ ‫ضرب ُ ُ‬ ‫شَبابا ً فَي َ ْ‬ ‫َ‬
‫هو كذلك ِإذ ب ََعث الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ك? فَب َي َْنما ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ه وهو ي َ ْ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫ل ي َت َهَل ّ ُ‬ ‫فيْقب ِ ُ‬
‫شقَ في‬ ‫م ْ‬ ‫ل عند المنارةِ البيضاء شرقي دِ َ‬ ‫م فينز ُ‬ ‫ح ابن مري ُ‬ ‫المسي َ‬
‫سه قَط ََر وِإذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مل َك َْين إذا طأطأ رأ َ‬ ‫حة َ‬ ‫جن ِ َ‬ ‫مهروذتين واضعا ً كّفْيه على أ ْ‬
‫سه إل ّ‬ ‫ح نف ِ‬ ‫جد ِري َ‬ ‫ل لكافر ي َ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ؤ‪ ،‬ول ي َ ِ‬ ‫ن كالل ّؤْل ُ ُ‬ ‫ما ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫مْنه ُ‬ ‫حد َّر ِ‬ ‫َرَفعه ت َ َ‬
‫ث ي َن ْت َِهي طْرفه‪ ،‬فيطُلبه حتى يدركه بباب لد ّ‬ ‫ه ي َْنتهي حي ْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ت‪ ،‬ون ََف ُ‬ ‫ما َ‬
‫ْ‬
‫فيقتله‪ ،‬ثم ي َأتي عيسى ابن مريم قوما ً قد عصمهم الله منه فيمس َ‬
‫ح‬
‫عن وجوهِِهم ويحدُثهم عن د ََرجاِتهم في الجنة‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ ْ‬
‫َ‬
‫حدٍ‬ ‫أْوحى الله تعالى إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا ً لي ل َيدان‪ .‬ل َ‬
‫ج وهم‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫طوِر‪ ،‬ويبعث الّله يأجو َ‬ ‫حرز عبادي إلى ال ّ‬ ‫بقتالهم فَ َ‬
‫مّر أوائلُهم على ُبحيرة الطبرية فيشربون‬ ‫ن‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫سُلو َ‬ ‫دب ي َن ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫من كل َ‬

‫‪133‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما فيها‪ ،‬ويمّر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرةً ماُء‪ ،‬ويحضر نبي‬
‫دهم خيرا ً من مائة‬ ‫ح ِ‬ ‫س الثورِ ل َ‬ ‫ه حتى يكون رأ ُ‬ ‫الله عيسى وأصحاب ُ ُ‬
‫َ‬
‫ب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م فيرغَ ُ‬ ‫كم اليو َ‬ ‫دينارٍ لحد ُ‬
‫ت ن َْفس‬ ‫مو ِ‬ ‫ن فَْرس ك َ َ‬ ‫ف في رَقاِبهم فيصبحو َ‬ ‫ل الله إليهم النغْ َ‬ ‫فيرس ُ‬
‫ن‬ ‫دة‪ ،‬ثم ي َهبط نبي الله عيسى وأصحاُبه إلى ا َ‬‫َ‬
‫لرض فل يجدو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ح َ‬ ‫وا ِ‬
‫ي الله عيسى‬ ‫ب نب ّ‬ ‫م فَي َْرغَ ُ‬ ‫م ون َت َن ُهُ ْ‬ ‫مه ِ ْ‬‫موضعَ شبرٍ إل مله َزهَ ِ‬
‫ث‬‫حي ْ ُ‬ ‫م َ‬‫طرحه ْ‬ ‫ت فَت َ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫كأعَْناق ال ْب ُ ْ‬ ‫ه ط َْيرا ً َ‬ ‫سل الل ّ ُ‬ ‫ه إلى الل ّهِ فَي ُْر ِ‬ ‫وأصحاب ُ ُ‬
‫سل الله‬ ‫ت ول وََبر‪ ،‬في َغْ ِ‬ ‫ن منه ب َي ْ ٌ‬ ‫م يرسل الله مطرا ً ل َ ي ُك ِ ّ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه ثُ ّ‬ ‫َ‬
‫دي‬ ‫ك وُر ّ‬ ‫لرض أنبتي ثمَرت ِ َ‬ ‫ة‪ ،‬ثم يقال ل َ‬ ‫الرض حتى يتركها كالّزلَف ِ‬
‫ْ‬
‫حِفَها‬ ‫ن ب ِِق ْ‬ ‫ست َظ ِّلو َ‬ ‫مان َةِ وي َ ْ‬ ‫ة من الّر ّ‬ ‫ك? فيومئذ تأكل الِعصاب َ ُ‬ ‫ب ََرك َت َ ِ‬
‫م من‬ ‫لبل لتكفي الِفئا َ‬ ‫ة من ا ِ‬ ‫ح َ‬‫ن الل ّْق َ‬ ‫سل‪ ،‬حتى إ ِ ّ‬ ‫ك في الّر ْ‬ ‫وي َُباَر ُ‬
‫ة من‬ ‫ح َ‬ ‫ة من الناس‪ ،‬والل َْق َ‬ ‫من الب ََقر لتكفي القبيل َ‬ ‫ة ِ‬ ‫الناس‪ ،‬والل ّْق َ‬
‫ح َ‬
‫خذ َ من الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك ِإذ بعث الله ريحا ً‬ ‫الغنم لتكفي الَف ِ‬
‫ل مسلم‪،‬‬ ‫مؤمن وك ّ‬ ‫ض روح كل ُ‬ ‫طهم‪ ،‬فَت َْقب ِ ُ‬ ‫طيبة فتأخذهم تحت آَبا ِ‬
‫مرِ فعليهم تقوم‬ ‫ح ْ‬‫ج ال ُ‬ ‫جون فيها ت ََهاُر َ‬ ‫ويبقى شرار الناس يتهاَر ً‬
‫الساعة"‪.‬‬
‫حدثني علي بن حجر السعدي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن‬
‫يزيد بن جابر والوليد بن مسلم قال ابن حجر‪ :‬دخل حديث أحدهما‬
‫لسناد نحو‬ ‫في حديث الخر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا ا ِ‬
‫مّرةً ماء ثم يسيرون حتى‬ ‫ذه َ‬ ‫ما ذكرناه وزاد بعد قوله‪" :‬لقد كان ب ِهَ ِ‬
‫دس فيقولون لقد قتلنا‬ ‫مْق ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ل ب َي ْ ِ‬ ‫خمر وهو جب ُ‬ ‫جَبل ال َ‬ ‫ي َْنتهوا إلى َ‬
‫م لى‬ ‫شاب ِهِ ْ‬ ‫ل من في السماء فيرمون ب ِن ُ ّ‬ ‫ما فَل ْن َْقت ُ ْ‬ ‫هل ّ‬ ‫من في الرض َ‬
‫ة دماء"‪.‬‬ ‫ضوب َ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫شاب َهُ ْ‬ ‫السماء فيرد الله عليهم ن ُ َ‬
‫وفي رواية ابن حجر‪" :‬فإني قد أنزلت عبادا ً لي ل يد لحد بقتالهم"‬
‫انتهى‪.‬‬
‫لمام‬ ‫رواه مسلم إسنادا ً ومتنًا‪ ،‬وقد تفّرد به عن البخاري‪ ،‬ورواه ا ِ‬
‫أحمد بن حنبل في مسنده عن الوليد بن مسلم بإسناده نحوه‪ ،‬وزاد‬
‫في سياقه بعد قوله‪ :‬فيطرحهم الله حيث شاء‪ .‬قال ابن حجر‪:‬‬
‫فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيره قال‪:‬‬
‫"فيطرحهم بالمهبل قال ابن جابر وأين المهبل? قال‪ :‬مطلع‬

‫‪134‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشمس"‪.‬‬
‫ورواه أبو داود‪ ،‬عن صفوان بن عمرو المؤذن‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‬
‫ببعضه‪ .‬ورواه الترمذي‪ ،‬عن علي بن حجر وساقه بطوله وقال‬
‫غريب حسن صحيح ل نعرفه إل من حديث ابن جابر‪ ،‬ورواه‬
‫النسائي في فضائل القرآن عن علي بن حجر مختصر‪ ،‬ورواه ابن‬
‫من عن‬ ‫ماجه عن هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة عن عبد الرح ِ‬
‫ي يأجوج ومأجوج‬ ‫س ّ‬ ‫من قِ ِ‬ ‫زيد بن جابر بإسناده قال‪" :‬سيوقد الناس ِ‬
‫سِنين"‪.‬‬ ‫سب ْعَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫شاِبهم وت ُُرو ِ‬ ‫ون ُ ّ‬
‫وذكره قبل ذلك بتمامه عن هشام بن عماد ولم يذكر فيه هذه‬
‫القصة‪ ،‬ول ذكر في إسناده عن جابر الطائي حديث عن أبي أمامة‬
‫الباهلي صدى بن عجلن في معنى حديث النواس بن سمعان‪.‬‬
‫قال أبو عبد الله بن ماجه‪ ،‬حدثنا علي بن محمد بن ماجه‪ ،‬حدثنا‬
‫عبد الرحمن المحاربي‪ ،‬عن إسماعيل بن رافع أبي رافع‪ ،‬عن أبي‬
‫زرعة الشيباني يحيى بن أبي عمرو‪ ،‬عن أبي أمامة الباهلي قال‪:‬‬
‫خط ْب َِته حديثا ً‬ ‫خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثُر ُ‬
‫ه لم تكن‬ ‫ل‪" :‬إ ِن ّ ُ‬‫ن َقا َ‬ ‫ن من قوله أ ْ‬ ‫حذ ّْرَناهُ فكا َ‬ ‫دثَناهُ عن الدجال و َ‬ ‫ح ّ‬‫َ‬
‫َ‬
‫م من فتنة الدجال‪ ،‬وِإن‬ ‫م أعْظ َ َ‬ ‫ه ذ ُّرّية آد َ َ‬ ‫من ْذ ُ ذ ََرأ الل ّ ُ‬ ‫ة في الرض ُ‬ ‫فِت ْن َ ٌ‬
‫حذ َّر من الدجال‪ ،‬وأنا آخر النبياء وَأنتم آخُر‬ ‫ث نبي ّا ً إل َ‬ ‫م ي َب ْعَ ْ‬ ‫الله ل َ ْ‬
‫كم فأنا‬ ‫ظهرِ ُ‬ ‫ة‪ ،‬فإن يخرج وأنا بين أ ْ‬ ‫حال َ َ‬
‫م َ‬ ‫مم‪ ،‬وهو خارج فيكم ل َ َ‬ ‫ال َ‬
‫ِ‬
‫ه‪ ،‬والله‬ ‫س ِ‬ ‫ج ن َْف ِ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬‫ج لكل مسلم‪ ،‬وِإن يخرج من بعدي فكل َ‬ ‫جي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫خّلة بين الشام والعراق‬ ‫خِليفتي على كل مسلم‪ ،‬وِإنه يخرج من َ‬ ‫َ‬
‫صُفه‬ ‫سأ ِ‬ ‫ل‪ .،‬يا عباد الله أيها الناس فاثب ُُتوا‪ ،‬وِإني َ‬ ‫شما ً‬ ‫ث يمينا ً و ِ‬ ‫في َِعي ُ‬
‫ي‬‫ل‪ :‬أنا َنبي ول ن َب ِ ّ‬ ‫ه ي َْبدأ فََيقو ُ‬ ‫ي قَْبلي‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬ ‫صْفها إ ِّياه نب ّ‬ ‫ة لم ي َ ِ‬ ‫صَف َ‬ ‫لكم ِ‬
‫موتوا‪ ،‬وإ ِّنه‬ ‫ن ربكم حتى ت َ ُ‬ ‫م ُيثّني فيقول‪ :‬أنا رّبكم‪ ،‬وَل َ ت ََروْ َ‬ ‫دي‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ب َعْ ِ‬
‫ب بين عينيه كافٌر‬ ‫َ‬
‫مكُتو ٌ‬ ‫أعوُر وِإن ربكم عّز وجل ليس بأعوَر‪ ،‬وإنه َ‬
‫ة‬
‫ب‪ ،‬وِإن من فتنته أن معه جن ّ ً‬ ‫ب وغير كات ٍ‬ ‫ؤه كل مؤمن كات ٍ‬ ‫يقر ُ‬
‫ث بالل ّه وليقرأ ْ‬
‫سَتغ ْ ِ ِ‬ ‫ي ب َِنارِهِ فَل ْي َ ْ‬ ‫ه نار‪ ،‬فمن اب ْت ُل ِ َ‬ ‫جن ّت ُ ُ‬‫ة وَ َ‬ ‫ونارًا‪ .‬فناُره َ‬
‫جن ّ ٌ‬
‫سلما ً كما كانت الناُر على‬ ‫ن عَل َي ْهِ ب َْردا ً وَ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ف فَت َ ُ‬‫ح الكهْ َ‬ ‫وات ِ َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ي أرأيت ِإن ب ََعثث لك أَبا َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من فتنته أن يقول لعراب ِ ّ‬ ‫م‪ ،‬وِإن ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ِإبرا ِ‬
‫ه شيطانان في‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫مث ّ ْ‬ ‫م‪ ،‬فَي َت َ ً‬ ‫ك أتشهد أّني رّبك? فيقول له‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫وأ ّ‬

‫‪135‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه فإنه رّبك‪ ،‬وإن من فتنته أن‬ ‫ي ات ّب ِعْ ُ‬ ‫صورة أبيه وأمه فيقولن يا ب ُن َ ّ‬
‫شارِ ثم ي ُل ِْقيها‬ ‫من ْ َ‬ ‫شُرها بال ِ‬ ‫ط على َنفس واحدة فيقتلها ي َن ْ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫يُ ً‬
‫ه الن‪ ،‬ثم يزعم أن‬ ‫دي فإني أبت َعِث ُ ُ‬ ‫شّقتين‪ ،‬ثم يقول انظروا إلى عَب ْ ِ‬
‫ه الله فيقول له الخبيث‪ :‬من ربك? فيقول‪ :‬رّبي‬ ‫له ربا ً غيري‪ ،‬في َب ْعَث ُ ُ‬
‫ك مّني‬ ‫صيَرةً ب ِ َ‬ ‫ت ب َعْد ُ أشد ّ ب َ ِ‬ ‫ل والل ّهِ ما كن ُ‬ ‫ه‪ ،‬وأنت عدوّ الل ّهِ الدجا ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫اليو َ‬
‫ي حدثنا عبيد‬ ‫قال أبو الحسن يعني علي بن محمد‪ ،‬فحدثنا المحارب ّ‬
‫الله بن الوليد الوصالي‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ة في‬ ‫متي درج ً‬ ‫ل أرفعُ أ ّ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ذاك الرج ُ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫الجن ّ ِ‬
‫قال‪ :‬قال أبو سعيد ما كنا نرى ذلك الرجل إل عمر بن الخطاب‬
‫حتى مضى لسبيله‪ .‬قال المحاربي ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع‬
‫مط َِر فتمطَر‪ ،‬ويأمَر الرض أن‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫قال‪ :‬من فتنته أن يأمر السماَء أ ْ‬
‫ت فُتنبت‪ ،‬وِإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فل تبقى لهم‬ ‫ت ُن ْب ِ َ‬
‫ة إل هلكت‪ ،‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر‬ ‫ساِئم ٌ‬ ‫َ‬
‫مط َِر فتمطر ويأمر الرض أن تنبت فتنبت‪ ،‬حتى تروح‬ ‫السماَء أن ت ُ ْ‬
‫ده‬ ‫م ّ‬‫ت وأعظمه‪ ،‬وأ َ‬ ‫ن ما كان َ ْ‬ ‫شيِهم من يومهم ذلك أسم َ‬ ‫عليهم موا ِ‬
‫ضُروعا ً وِإنه ل يبقى من الرض شيئا ً إل وَط َِئه وظ ََهر‬ ‫صَر‪ ،‬وأد َّرهُ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫من َنقب من ن َِقاب ِِهما إ ِل ّ لقيته‬ ‫ة والمدينة‪ ،‬فإنه ل َيأتيهما ِ‬ ‫عليه إل مك ّ َ‬
‫ة حتى ينزل عند الطريب الحمر عند منقطع‬ ‫صل ْت َ ً‬
‫الملئكة بالسيوف َ‬
‫ت فل يبقى منافق ول‬ ‫جَفا ٍ‬ ‫ف المدينة بأهلها ثلث ر َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خةِ فَت َْر ُ‬ ‫السب ْ َ‬
‫ث الحديد‬ ‫خب َ َ‬ ‫خَبث منها كما ُينّقى الكيُر َ‬ ‫خَرج إليه فَُينّقى ال َ‬ ‫منافقة إل َ‬
‫كر‪:‬‬‫س َ‬ ‫ة أبي ال ْعَ ْ‬ ‫ك ابن ُ‬ ‫شري ٍ‬ ‫م َ‬ ‫م الخلص‪ ،‬فقالت أ ّ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ك اْليو ُ‬ ‫عى ذ َل ِ َ‬ ‫وَي ُد ْ َ‬
‫م ببيت‬ ‫جل ّهُ ْ‬ ‫لو ُ‬ ‫م قَِلي ٌ‬ ‫ذ? قال‪ :‬هُ ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬‫ب َيو َ‬ ‫ن العر ُ‬ ‫يا رسول الله فأي ْ َ‬
‫صّلى‬ ‫م فَ ً‬ ‫م قد ْ ت ََقد ّ َ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ما ُ‬‫ح ‪ ،‬فبينما إ ِ َ‬ ‫ل صال ٌ‬ ‫م رج ٌ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫دس وإ ِ َ‬ ‫المق ِ‬
‫م يمشي‬ ‫ما ُ‬ ‫جعَ ذلك ال ِ َ‬ ‫م‪ ،‬فََر َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عيسى اب ُ‬ ‫ح إذ نزل عليهم ِ‬ ‫صب َ‬ ‫ال ُ‬
‫م بهم عيسى ُيصّلي‪ ،‬فيضعُ عيسى عليه الصلة‬ ‫الَقهَْقرى ليتقد ّ َ‬
‫ت‪،‬‬‫م ْ‬ ‫ل فإنها لك أقي َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م فَ َ‬ ‫والسلم يده بين كتفيه فيقول له‪ :‬ت ََقد ّ ْ‬
‫ب فَي ُْفت َ ُ‬
‫ح‬ ‫موا البا َ‬ ‫ف قال عيسى‪ :‬أِقي ُ‬ ‫فيصلي بهم إمامهم فإذا انصر َ‬
‫حّلى‬ ‫م َ‬ ‫ه سبعون ألف يهوديّ ك ُل ُّهم ذو سْيف ُ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫وَوََراَءه الدجا ُ‬

‫‪136‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ح في الماء‬ ‫مل ُ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ذاب كما يذو ُ‬ ‫وساج‪ ،‬فإذا نظر إليه الدجال َ‬
‫سبَقني ِبها?‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫ضْرب َ ً‬‫وينطلق هاِربا ً ويقول عيسى‪ :‬إن لي فيك َ‬
‫ه اليهود َ فَل َ ي َْبقى‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ب الدارِ الشرقي فيقتله فََيهزِ ُ‬ ‫كه عند َ با ِ‬ ‫فيد ْرِ ُ‬
‫جَر‬
‫ح َ‬‫ه الشيء‪ ،‬ل َ َ‬ ‫وارى ب ِهِ َيهوديّ إل أنط َقَ الل ّ ُ‬ ‫خل َقَ الل ّ ُ‬
‫ه ي َت َ َ‬ ‫شيء ب َِها َ‬ ‫َ‬
‫م ل َ ت َن ْط ِ ُ‬
‫ق‬ ‫جرِهِ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫دة فِإنها من َ‬ ‫ط وَل َ داب ّ َ‬
‫ة إل الغَْرقَ َ‬ ‫حائ ِ َ‬ ‫جَر وَل َ َ‬‫ش َ‬ ‫وَل َ َ‬
‫ه‪ ،‬قال رسول‬ ‫ل فاقْت ُل ْ ُ‬ ‫إل قال‪ :‬يا عبد الله المسلم هذا يهوديّ فَت ََعا َ‬
‫ة كنصف‬ ‫ة السن ُ‬ ‫مه أربعون سن ً‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وِإن أيا ِ‬
‫مهِ قصيرةٌ يصبح‬ ‫ة‪ ،‬وآخر أيا ِ‬ ‫ة كالشهر‪ ،‬والشهر كالجمع ِ‬ ‫ة‪ ،‬والسن ُ‬ ‫السن ِ‬
‫مسي‪،‬‬ ‫أحدكم على باب المدينة فما يصل إلى بابها الخر حتى ي ُ ْ‬
‫قصاِر? قال‪:‬‬ ‫ك الّيام ال ِ‬ ‫فقيل له يا رسول الله‪ :‬كيف نصلي في تل َ‬
‫صلةِ كما تقدرونه في هذه اليام الطوال ثم صّلوا"‪.‬‬ ‫ن فيها لل َ‬ ‫َتقد ُُرو َ‬
‫م‬
‫ن مريت َ‬ ‫ن عيسى ابت ُ‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل َِيكون َ ّ‬

‫ب وي َْقت ت ُ‬
‫ل الخنزي تَر‬ ‫ستتطا ً ي ت ُ‬
‫دق الصتتلي َ‬ ‫كما ً عَد ْل ً وِإمام تا ً قِ ْ‬
‫ح َ‬
‫متي َ‬
‫في أ ّ‬

‫ر‪ ،‬ويرفَتتع‬
‫ة فل تسعى على شتتاةٍ ول بعي ت ٍ‬
‫صدق َ‬
‫ة ويترك ال ّ‬
‫ضعُ الجزي َ‬
‫وي َ َ‬

‫مة حتى يتتدخل الوليتتد يتتده‬


‫ج ّ‬
‫مةِ كل ذي ُ‬
‫ج ّ‬
‫ض وينزع ُ‬
‫الشحناء والتباغ َ‬

‫في َفم الحّية فل ت َ ُ‬


‫ضّره‪ ،‬وينفر الوليد السد فل َيضّره ويكون الذئب‬

‫ستْلم كمتتا يمل النتتاء متتن‬


‫ض متتن ال ّ‬ ‫ه َ‬
‫كلبهتتا‪ ،‬وتمل الْر ُ‬ ‫في الغنم كأن ّ ُ‬

‫ه‪ ،‬وَتضعُ ال ْ َ‬
‫حتترب أوَزارهتتا‪،‬‬ ‫ة فل يعبد ُ ِإل الل ّ ُ‬
‫ة واح ً‬
‫م ُ‬
‫الماِء? وتكون الكل َ‬

‫ت ن ََباتها كعهد‬
‫ة ي َن ْب ُ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ش فل ْك ََها وتكو ُ‬
‫ن الرض ك ََعاُثور الِف ّ‬ ‫سل َ ُ‬
‫ب قري ٌ‬ ‫وت َ ْ‬

‫م ويجتمتتع‬ ‫ب فَل ْي ُ ْ‬
‫ش تب ِعُهُ ْ‬ ‫مع الن َّفُر على الِقط ْ ِ‬
‫ف متتن العِن َت ِ‬ ‫م حتى يجت ِ‬
‫آد َ‬

‫ن الث ّتتور بكتتذا وكتتذا متن المتال‪،‬‬


‫م‪ ،‬ويكتو َ‬ ‫مانةِ فَت ُ ْ‬
‫شبعه ْ‬ ‫الن َّفُر على الّر َ‬

‫‪137‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س?‬
‫ص الفر َ‬
‫ما ي ُْرخ ُ‬
‫س بالدريهمات قيل يا رسول الله‪ :‬وَ َ‬
‫ويكون الفَر ُ‬

‫قال‪ :‬ل يركب لحرب أبدا ً قيل لتته‪ :‬فمتتا ي ُْغلتتي الثتتور? قتتال‪ :‬لحتترث‬

‫الرض كّلهتا‪ :‬وإن قبتل ختتروج التتدجال ثلث ستنوات شتدادٍ يصتتيب‬

‫رهتتا‪،‬‬
‫ث مط ِ‬
‫س ثلت َ‬
‫حب ِت َ‬ ‫الناس فيها جوعٌ شديد ٌ يأمر الل ّت ُ‬
‫ه الستتماء أن ت َ ْ‬

‫ة‬
‫ث نباِتهتتا‪ ،‬ثتتم يتتأمر الستتماء فتتي الستتن ِ‬
‫س ثلت َ‬
‫حب ِت َ‬
‫ض أن ت َ ْ‬
‫ويأمَر الر َ‬

‫س ثلتتث نَباِتهتتا‪ ،‬ثتتم‬


‫ض فتحبت ُ‬ ‫مط َ ِ‬
‫رها ويتتأمر الر َ‬ ‫س ثلثي َ‬
‫الثانية فتحب ُ‬

‫ة‪،‬‬ ‫س مطرها كل ّ ُ‬
‫ه فَل َ ت َْقطر قطر ً‬ ‫يأمر السماَء في السنةِ الثالثةِ فتحب ُ‬

‫ت‬ ‫س َنداَتها كّلهتتا فل ت ُن ْب ِت َ‬


‫ت خضتتراَء‪ ،‬فل تبقتتى ذا ُ‬ ‫ويأمر الرض فتحب ُ‬

‫ظل ْ ٍ‬
‫ف إل هلكت إل ما شاء الله‪ ،‬فقيل‪ :‬متتا ُيعيتتش النتتاس فتتي ذلتتك‬

‫ح والتحمي تد ُ ويجتتري ذلتتك‬ ‫الزمان? قتتال‪ :‬التهلي ت ُ‬


‫ل والتكتتبير والتستتبي ُ‬

‫جرى الطعام"‪.‬‬
‫م ْ‬
‫عليهم ُ‬

‫بعض العجائب الغرائب التي وردت نسبة قولها إلى‬

‫الرسول عليه السلم‬

‫قال ابن ماجه سمعت أبا الحسن الطنافستي يقتول‪ ،‬ستتمعت عبتد‬

‫الرحمن المحاربي يقول ينبغي أن يدفع هذا الحتتديث إلتتى المتتؤدب‬


‫‪138‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتى يعلمه الصبيان في الكّتاب انتهى ستتياق ابتن متاجه‪ ،‬وقتتد وقتع‬

‫تخبيط في إستناده لهتذا الحتديث‪ ،‬فكمتا وجتدته فتي نستخة كتبتت‬

‫إسناده‪ ،‬وقد سقط التابعي منه وهو عمرو بن عبتتد اللته الحضتترمي‬

‫أبو عبد الله الجبار الشامي المتترادي عتتن أبتتي أمامتتة قتتال شتتيخنا‬

‫الحافظ المزي‪ ،‬ورواه ابن ماجه في الفتن عن علي بن محمد‪ ،‬عن‬

‫عبد الرحمن بن محمد المحاربي‪ ،‬عن أبي رافع إسماعيل بن رافتتع‪،‬‬

‫عن أبي عمرو الشيباني زرعتة‪ .‬عتن أبتي أمامتة بتمتامه كتذا قتال‪،‬‬

‫وكذا رواه سهل بن عثمان عن المحاربي‪ ،‬وهو وهم فتتاحش‪ .‬قلتتت‪:‬‬

‫وقد جرد إسناده أبو داود فرواه عن عيسى بن محمد‪ ،‬عن ضتتمرة‪،‬‬

‫عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني‪ ،‬عن عمرو بن عبد الله‪ ،‬عن أبتتي‬

‫أمامتتتتتتتة نحتتتتتتتو حتتتتتتتديث النتتتتتتتواس بتتتتتتتن ستتتتتتتمعان‪.‬‬

‫لسناد حديثا ً واحتتدا ً فتتي مستتنده فقتتال‬


‫لمام أحمد بهذا ا ِ‬
‫وقد روى ا ِ‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬وجتدت فتي كتتتاب أبتتي‬


‫أبو عبد الرحمن عبد الله ابن ا ِ‬

‫بختتط يتتده حتتدثني مهتتدي بتتن جعفتتر الرملتتي‪ ،‬حتتدثنا ضتتمرة‪ ،‬عتتن‬

‫الشيباني واسمه يحيتتى بتتن أبتتي عمتتر‪ ،‬وعتتن عمتترو بتتن عبتتد اللتته‬

‫‪139‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحضرمي عن أبي أمامة قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫هم قتتاهرين ل‬
‫متي ظاهرين علتتى عَتتدوَ ِ‬
‫وسلم‪" :‬ل تزال طائفة من أ ّ‬

‫يضرهم من خالفهم ول ما أصابهم من لواء حتى يأتي أمر الله وهم‬

‫كذلك‪ .‬قالوا يتتا رستتول اللتته وأيتتن هتتم? قتتال‪ :‬فتتي بيتتت المقتتدس‬

‫دس"‪.‬‬
‫ت المق ِ‬ ‫وأك َْتا ِ‬
‫ف ب َي ْ ِ‬

‫حديث يجب صرفه عن ظاهره الى التأويل‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا عمرو بن الناقد والحسن الحلواني وعبيد بن‬


‫حميد وألفاظهم متقاربة والسياق بعيد قال حدثني وقال الخران‪:‬‬
‫حدثنا يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد‪ ،‬حدثنا أبي عن صالح‪ ،‬عن‬
‫ابن شهاب‪ ،‬أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد‬
‫الخدري قال‪ ،‬حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ً حدثنا‬
‫طويل ً عن الدجال فكان فيما حدثنا قال‪" :‬يأتي وهو محّرم عليه أن‬
‫ب المدينةِ فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة‬ ‫ل ن َِقا َ‬ ‫يدخ َ‬
‫ن خير الناس فيقول له‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫ج إليه يومئذٍ رجل هو خيُر الناس أو ِ‬ ‫فَيخر ُ‬
‫ل الذي حد َّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫َ‬
‫أشهد أّنك الدجا ُ‬
‫كون في‬ ‫حي َي ُْته أَتش ّ‬
‫ت هذا ثم أ ْ‬ ‫م ِإن قتل ُ‬ ‫حديثه فيقول الدجال‪ :‬أَراي ْت ُ ْ‬
‫حِييه فيقول حين ُيحييه‪ :‬والله‬ ‫ه ثم ي ُ ْ‬ ‫ر? فيقولون‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فَي َْقت ُل ُ ُ‬ ‫الم ِ‬
‫شد ّ بصيرةً مني الن‪ .‬قال‪ :‬فيريد ُ الدجال أن‬ ‫طأ َ‬‫ت فيك قَ ّ‬ ‫ما كن ُ‬
‫ط عليه"‪.‬‬ ‫يقتَله فل ُيسل ّ َ‬
‫ضتتتُر"‪.‬‬
‫خ ْ‬‫ل هتتتو ال ِ‬‫جتتت َ‬ ‫هتتت َ‬
‫ذا الّر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ّ‬‫قتتتال أبتتتو إستتتحاق‪" :‬ي َُقتتتا ُ‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن التتدارمي‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫‪140‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لستتناد بمثلتته‪.‬‬
‫اليمتتان‪ ،‬حتتدثنا شتتعيب‪ ،‬عتتن الزهتتري فتتي هتتذا ا ِ‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثني محمد بن عبد الله بن فهتتران متتن أهتتل متترو‪،‬‬

‫حدثنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن قيس بن وهتتب‪ ،‬عتتن‬

‫أبي الوداك‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫ه قِب َل َ ُ‬
‫ه رجل من المؤمنين فتلقتتاه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬يخرج الدجال فَي َت َوَ ّ‬
‫ج ُ‬
‫َ‬
‫متد ُ إلتتى‬
‫د? فيقتتول‪ :‬أعْ َ‬
‫م ُ‬
‫ل فيقولون له أين ت َعْ َ‬
‫ح الدجا ِ‬
‫مسال ُ‬
‫ح َ‬
‫سال ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫هذا الذي خرج‪ .‬قال‪ :‬فيقولون له أو ما ت ُ ْ‬


‫ؤمن بربنا? فيقول‪ :‬ما بربنا‬

‫خَفاُء‪ ،‬فيقولون‪ :‬اقتلتتوه‪ ،‬فيقتتول بعضتتهم لبعتتض‪ :‬أليتتس قتتد نهتتاكم‬


‫َ‬

‫رّبكم أن تقتلوا أحدا ً دونه? قتتال‪ :‬فينطلقتتون إلتتى التتدجا ِ‬


‫ل فتِإذا رآه‬

‫ن قال يا أيها الناس‪ :‬هذا الدجا ُ‬


‫ل الذي ذكر رسول اللته صتلى‬ ‫المؤم ُ‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫ستعُ ظ َهْتَرهُ‬
‫شتتجوه فَُيو َ‬
‫ج فيقول ختتذوه و ُ‬ ‫قال‪ :‬فيأمر الدجال به فَي ُ َ‬
‫ش ّ‬

‫ضْربا ً قال فيقول‪ :‬أما تؤمن بي? قال فيقتتول‪ :‬أنتتت المستتيح‬ ‫وب َط ْن َ ُ‬
‫ه َ‬

‫الكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذاب‪.‬‬

‫جل َي ْتته‬
‫ن رِ ْ‬
‫مْفرِقِهِ حتى ي َْف ترِقَ بي ت َ‬ ‫قال‪ :‬فيؤمر به فَي ُن ْ َ‬
‫شُر بالمنشارِ من َ‬

‫‪141‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وي‬ ‫ن ال ِْقط ْعَت َْين ثتتم يقتتول لتته‪ :‬قُتتم فَي َ ْ‬


‫س تت َ ِ‬ ‫قال‪ :‬ثم َيمشي الدجال بي َ‬
‫َ‬
‫ت فيتتك إ ِل ّ‬
‫متتا اْزد َد ْ ُ‬
‫ن بتتي? فيقتتول‪َ :‬‬ ‫َقاِئمًا‪ .‬قال‪ :‬ثم يقتتول لتته أتتتؤ ِ‬
‫م ُ‬

‫صيَرة ً قال‪ :‬ثم يقول يتتا َأيهتتا النتتاس ِإنتته ل يفعتتل بعتتدي بَأحتتد متتن‬
‫ب ِ‬

‫متتا‬ ‫ل بي‪ .‬قال‪ :‬فيأخذه الدجال ليتتذبحه فَي َ ُ‬


‫حتتول َ‬ ‫ل الذي فَعَ َ‬
‫مث ْ َ‬
‫الناس ِ‬

‫ن رقبِته ِإلى ت َْرُقوت ِهِ ُنحتتاس فل يستتتطيع ِإليتته ستتبي ً‬


‫ل‪ ،‬قتتال فيأختتذ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫َ‬
‫ب الناس أّنما َقتذ ََفه ِإلتى الّنتارِ وإ ِن ّ َ‬
‫متا‬ ‫س ُ‬ ‫ف به فَي َ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫بيديه ورجليه ل ِي َْقذِ َ‬

‫هذا أعظتتم‬
‫ي في الجنةِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪َ " :‬‬
‫ألِق َ‬

‫الناس شهادة عند رب العالمين"‪.‬‬

‫ذكر أحاديث منثورة عن الدجال‬

‫حديث عن أبي بكر الصديق رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن أبي التيتتاح‪،‬‬

‫عن المغيرة بن سبيع‪ ،‬عتتن عمتترو بتتن حريتتب أن أبتتا بكتتر الصتتديق‬

‫أفاق من مرض له فخرج إلى الناس فاعتذر بشيء وقال‪ :‬متتا أردنتتا‬

‫إل الخير‪ ،‬ثم قال‪ :‬حدثنا رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أن‬

‫‪142‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬
‫ن ي َت َْبعتته أقتتوا ٌ‬
‫ستتا ُ‬
‫خَرا َ‬
‫رق يقتتال لهتتا ً‬
‫ج في أرض ِبالمش ِ‬ ‫الدجا َ‬
‫ل يخر ُ‬
‫َ‬
‫مط َْرَقتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ن ال ُ‬
‫ههم المجتتتتتتتتتتتتا ّ‬
‫كتتتتتتتتتتتتأن وجتتتتتتتتتتتتو َ‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابن متتاجه متتن حتتديث روح بتتن عبتتادة بتته‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمتتذي‪ :‬حستتن صتتحيح‪ .‬قلتتت‪ :‬وقتتد رواه عبيتتد اللتته بتتن موستتى‬

‫العبسي‪ ،‬عن الحسن بن دينار‪ ،‬عن أبتتي التيتتاح فلتتم ينفتترد بتته روح‬

‫كما زعمه بعضهم ول سعيد بن عروبة‪ ،‬فإن يعقوب بن شتتعبة قتتال‪:‬‬

‫لم يسمعه ابتتن أبتتي عروبتتة متتن أبتتي التيتتاح إنمتتا ستتمعه متتن ابتتن‬

‫شوذب عنه‪.‬‬

‫حديث علي بن أبي طالب كرم الّله تعالى وجهه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا الشجعي‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن جابر‬

‫بن عبد الله بن عبد الله بن يحيى‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪ :‬ذكرنا الدجال عنتتد النتبي صتلى اللته عليتته وستلم‬

‫وهتتو نتتائم فاستتتيقظ محمتتر اللتتون فقتتال‪" :‬غيتتر ذلتتك أختتوف لتتي‬

‫عليكم"‪ .‬وذكر كلمة‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث سعد بن أبي وقاص رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنتتا محمتتد بتتن إستتحاق‪ ،‬عتتن‬

‫داود بن عامر‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن مالتتك‪ ،‬عتتن أبيتته أن جتتده قتتال‪ :‬قتتال‬

‫ف‬
‫صت َ‬
‫ي إل وَ َ‬
‫ن ن َب ِت ٌ‬
‫ه لتتم يكت ْ‬
‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إ ِن ّت ُ‬
‫َ‬
‫ن قَب ْل ِتتي‪ ،‬إ ِن ّت ُ‬
‫ه أعتتوُر‬ ‫صتْفَها أحتد ٌ كتتا َ‬
‫ة لتتم ي َ ِ‬
‫صَف ً‬
‫ه ِ‬ ‫مت ِهِ ول َ ِ‬
‫صَفن ّ ُ‬ ‫الدجا َ‬
‫لل ّ‬

‫ل َليس بَأعوَر"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬


‫ج ّ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه عَّز وَ َ‬

‫حديث أبي عبيدة بن الجراح رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي‪ ،‬حدثنا حماد بن‬
‫سلمة عن خالد بن الحذاء‪ ،‬عن عبد الله بن شفيق‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن سراقة‪ ،‬عن أبي عبيدة بن الجراح قال‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫مه الدجا َ‬
‫ل‬ ‫ي إل ّ أن ْذ ََر َقو َ‬
‫ه لم يكن نب ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن ّ ُ‬
‫موه ُ فوصَفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‪:‬‬ ‫وأنا أن ْذُِرك ُ ُ‬
‫سمعَ كلمي? قالوا يا رسول الله‪:‬‬ ‫ن َرأى وَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ض َ‬ ‫سيد ْرِك ُ ُ‬
‫ه ب َعْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َعَل ّ ُ‬
‫خي ٌْر"‪.‬‬ ‫مث ُْلها‪ .‬ي َْعني اليوْ َ‬
‫م أو ْ َ‬ ‫كيف قُُلوب َُنا ي َوْ َ‬
‫مِئذ? قال‪ِ :‬‬
‫ثم قال الترمذي‪ :‬وفي الباب عن عبد الله بن بسر وعبتتد اللتته بتتن‬

‫معقتتل وأبتتي هريتترة وهتتذا حتتديث حستتن ل نعرفتته إل متتن حتتديث‬

‫الحذاء‪ ،‬وقد روى أحمد بن عفان وعبتتد الصتتمد‪ ،‬وأخرجتته أبتتو داود‪،‬‬

‫‪144‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن موسى بن إسماعيل كلهم عن جمال بن سلمة له‪ ،‬وروى أحمد‬

‫عن غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن خالد الحذاء ببعضه‪.‬‬

‫ي بن كعب رضي الّله تعالى عنه‬


‫حديث عن أب ّ‬

‫روى أحمد عن غندر وروح وسليمان بن داود ووهب بن جرير كلهم‬

‫عن شعبة عن حبيب بن الزبير‪ ،‬سمعت عبد اللتته بتتن أبتتي الهتتذيل‪،‬‬

‫ي بتتن‬
‫سمع عبد الرحمن بن ابزى‪ ،‬سمع عبد الله بن خباب‪ ،‬سمع أب ّ‬

‫كعب يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتتد ذكتتر عنتتده‬

‫عتت َ‬
‫ذاب‬ ‫ة‪ ،‬وت َعَوّ ُ‬
‫ذوا? بالله من َ‬ ‫ج ٌ‬
‫جا َ‬
‫دى عَي ْن َْيه كأن َّها ُز َ‬
‫ح َ‬
‫الدجال فقال‪" :‬إ ِ ْ‬

‫ال َْقْبر"‪ .‬تفّرد به أحمد‬

‫حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬وجدت هذا الحديث فتي كتتاب أبتي‬


‫قال عبد الله ابن ا ِ‬

‫بخط يده‪ ،‬حدثني عبد المتعتتال بتتن عبتتد الوهتتاب‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن‬

‫سعيد الموي‪ ،‬حدثنا مجالد عن أبي الوداك قال‪ :‬قال أبو سعيد‪ :‬هل‬

‫يلتقي الخوارج بالدجال? قلت‪ :‬ل‪ .‬فقال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫‪145‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ َ‬
‫ي ي ُت ْب َعُ إ ِل ّ وَقَد ْ حذ َّر‬ ‫م ألف أوْ أك ْث ََر‪ ،‬وَ َ‬
‫ما بعث نب ّ‬ ‫خات َ ُ‬
‫عليه وسلم‪ِ" :‬إني َ‬

‫عتتوَُر‬
‫هأ ْ‬
‫د‪ ،‬إ ِّنتت ُ‬
‫ح ٍ‬
‫نل َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م ي ُب َي ّ ْ‬ ‫مرِهِ َ‬
‫من أ ْ‬ ‫ل‪ ،‬وإني قَد ْ بي َ‬
‫ن لي ِ‬ ‫جا َ‬
‫مَته الد ّ ّ‬
‫أ ّ‬

‫خَفتتى كأان ّهَتتا‬ ‫حظ َ ٌ‬


‫ة ل تُ ْ‬ ‫جا ِ‬
‫وراءُ َ‬ ‫س بأعْوََر‪ ،‬وَعَْينه ال ْي ُ ْ‬
‫منى عَ ْ‬ ‫م ل َي ْ َ‬
‫ن رب ّك ُ ْ‬
‫وإ ِ ّ‬

‫ه‬
‫مَعتت ُ‬ ‫كتتوْ َ‬
‫كب د ُّري‪َ ،‬‬ ‫كأن َّها َ‬ ‫ه ال ْي ُ ْ‬
‫سَرى َ‬ ‫صص‪ ،‬وعَي ْن ُ ُ‬
‫ج ّ‬ ‫ة عََلى َ‬
‫حاِئط م ُ‬ ‫م ٌ‬
‫خا َ‬
‫نَ َ‬

‫ري فيهتا المتتاءُ وصتتورة‬


‫ج ِ‬
‫خضراءَ ي َ ْ‬ ‫من ك ُ ّ‬
‫ل ِلسان ومعه صورةُ الجن ّةِ َ‬

‫خن"‪.‬‬
‫داءَ ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد َ ّ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوْ َ‬
‫النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارِ َ‬

‫تفّرد به أحمد‪ ،‬وقد روى عبد بن حميد فتتي مستتنده‪ ،‬عتتن حمتتاد بتتن‬

‫سلمة‪ ،‬عن الحجاج‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد مرفوعا ً نحوه‪.‬‬

‫حديث عن أنس بن مالك رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا بهز وعفان قتتال‪ :‬حتتدثنا حمتتاد بتتن ستتلمة‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إسحاق بن عبد الله عن ابن أبي طلحة‪ ،‬عن أنتتس بتتن مالتتك قتتال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجيُء الدجال فيطا ا َ‬
‫لرض‬ ‫ِ‬
‫صتتفوفا ً‬
‫ب متتن أنقابهتتا ً‬
‫ة فيجد ُ بكل نْق ٍ‬
‫ة فيأِتي المدين َ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة والمدين َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬

‫ب َرَواقَتتة فت َْر ُ‬
‫جتتص المدينتتة‬ ‫ف فَي َ ْ‬
‫ضرِ ُ‬ ‫جْر ِ‬
‫سبخةِ ال َ‬
‫من الملِئكةِ فيأتي ِ‬

‫ج إليتتتتته كتتتتت ّ‬
‫ل منتتتتتافق ومَناِفقتتتتتة"‪.‬‬ ‫ت فيختتتتتر ُ‬
‫جَفتتتتتا ٍ‬
‫ثلث َر َ‬
‫‪146‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواه مسلم‪ ،‬عن أبتتي بكتتر بتتن أبتتي شتتيبة‪ ،‬عتتن يتتونس بتتن محمتتد‬

‫المؤدب‪ ،‬عن حماد بن سلمة بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى‪ ،‬عن حميد عن أنس عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قتتال‪" :‬أن التتدجال أعتتور العيتتن الشتتمال عليهتتا ظ ََفتترةٌ‬

‫ب بيتتتتتتتن عينيتتتتتتته ك ََفتتتتتتتر أو ك َتتتتتتتاِفر"‪.‬‬


‫غَِليظتتتتتتتة مكتتتتتتتتو ٌ‬

‫هذا حديث ثلثي السناد وهو على شرط الصحيحين‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن مصتعب‪ ،‬حتدثنا الوزاعتي‪ ،‬عتن ربيعتة‪،‬‬

‫عن أبي عبد الرحمن‪ ،‬عن أنس بتتن مالتتك قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وستتلم‪" :‬يختترج التتدجال متتن يهوديتتة أصتتبهان معتته‬

‫ستتتبعون ألفتتا ً متتتن اليهتتتود عليهتتتم التيجتتتان"‪ ،‬تفتتتّرد بتتته أحمتتتد‪.‬‬

‫ي أبتي‪ ،‬حتدثنا شتعيب هتتو ابتن‬


‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصتمد‪ ،‬حتتدثن ِ‬

‫الحجاب‪ ،‬عن أنتتس أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫‪147‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف َر‬ ‫ح العين‪ ،‬ب َْين عَي ْن َْيه مكتوب كافر‪ ،‬ثم تهجاها َ‬
‫ك َ‬ ‫سو ُ‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬ ‫"الدجا ُ‬
‫ل َ‬

‫يقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترؤه كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم"‪.‬‬

‫حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حماد يعني ابن ستتلمة‪ ،‬عتتن حميتتد وشتتعيب بتتن‬

‫الحجاب‪ ،‬عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ب بيتتن عينيتته كتتاِفر‬


‫ن رّبكم ليس بأعوَر مكتو ٌ‬ ‫قال‪" :‬الدجا ُ‬
‫ل أعوُر وإ ِ ّ‬

‫ب وغيتتتتتتتترِ كتتتتتتتتاتب"‪.‬‬ ‫متتتتتتتت ْ‬


‫ؤمن كتتتتتتتتات ٍ‬ ‫يقتتتتتتتتر ُ‬
‫ؤه كتتتتتتتتل ُ‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن زهير بن عفان‪ ،‬عن شعيب به بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عمرو بن الهيثتتم‪ ،‬حتتدثنا شتتعبة‪ ،‬عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫ث نتتبي إل‬
‫أنس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما ب ُعِ َ‬

‫م ل َي ْ َ‬
‫س ِبأعْوََر مكتتتوب‬ ‫ن َرّبك ْ‬
‫ب إل أّنه أعوُر وإ ّ‬ ‫أن ْذ ََر أ ّ‬
‫مَته العْوََر الكذا َ‬

‫ن عَي ْن َْيه كافٌر"‪ .‬ورواه البخاري ومسلم من حديث شعبة به‪.‬‬


‫ب َي ْ َ‬

‫حديث عن سفينة رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪148‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبتتو النضتتر قتتال‪ :‬حتتدثنا ستتعيد بتتن جهمتتان‪ ،‬عتتن‬

‫سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬خطبنا رستتول‬

‫ي قَب ِْلي ِإل وََقتتد ْ‬


‫ه لم يكن نب ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقال‪" :‬أل إن ّ ُ‬

‫ة‬ ‫مَنى ظ ََفتترة غَل ِ َ‬


‫ظتت ٌ‬ ‫مَنى ب ِعَي ْن ِهِ الي ْ‬ ‫ه الدجا َ‬
‫ل‪ ،‬هو أعوُر عيِنه الي ُ ْ‬ ‫حذ َّر أ ّ‬
‫مت َ ُ‬ ‫َ‬

‫خُر َناُرهُ‬
‫ه وال َ‬
‫هما جن ّت ُ ُ‬
‫مَعه واديان أحد ُ‬
‫ج َ‬
‫عينيه كافٌِر‪َ ،‬يخر ُ‬
‫مكتوب بين َ‬

‫ن‬
‫مت ْ‬
‫ن ن َب ِي ّي ْتتن ِ‬ ‫مَلكان متتن الملئكتتة ي ُ ْ‬
‫ش تب َِها ِ‬ ‫ه َناٌر‪ .‬معه َ‬
‫جن ّت ُ ُ‬
‫ة وَ َ‬
‫جن ّ ٌ‬
‫فناُرهُ َ‬

‫ما وأستتماء آَباِئهمتتا ل ََفعَل ْت ُ‬


‫ت‪،‬‬ ‫مائ ِهِ َ‬
‫ست َ‬
‫ما ِبأ ْ‬
‫ميهُ َ‬
‫س ّ‬
‫ت أن أ َ‬ ‫ال َن ِْبياِء‪ ،‬ولو ِ‬
‫شئ ْ ُ‬

‫ل التتدجا ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ة‪ .‬يُقتتو ُ‬
‫شتتماله وتلتتك فتن ت ٌ‬
‫عن ِ‬
‫دهما عن يمينه والخَر َ‬
‫ح ُ‬
‫وا ِ‬

‫حد ُ الملكين‪َ :‬‬


‫كتتذ َب ْ َ‬
‫ت‬ ‫ت? فيقول له أ َ‬
‫مي ُ‬ ‫ت ِبرب ّ ُ‬
‫كم? ألست أحيي وأ ِ‬ ‫ألس ُ‬

‫صتد َْقت فيستتمعه‬ ‫ه فيقتتول ل َت ُ‬


‫ه َ‬ ‫حب ُ ُ‬ ‫ن الناس إل ّ َ‬
‫صتتا ِ‬ ‫م َ‬
‫حد ٌ ِ‬
‫فل يسمعه أ َ‬

‫الناس فيظنون أنما يصدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتتتى يتتدخل‬

‫المدسنة فل يؤذن له بدخولها فيقتتول‪ :‬هتتذه قريتتة ذاك الرجتتل‪ :‬ثتتم‬

‫يستتتير حتتتتى يتتتأتي الشتتتام فيهلكتتته اللتتته عنتتتد عقبتتتة أفيتتتق"‪.‬‬

‫تفرد به أحمد وإسناده ل بأس به ولكن في متنه غرابة ونكاره والله‬

‫أعلم‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث عن معاذ بن جبل رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال يعقوب بن ستتليمان الفستتوي فتتي مستتنده‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن‬

‫بكير‪ ،‬حدثني خنيس بن عامر بن يحيتتى المعتتافري‪ ،‬عتتن أبتتي ليلتتى‬

‫جبارة بن أبي أمية أن قوما ً دخلوا على معاذ بن جبتتل وهتتو مريتتض‬

‫فقالوا له‪ :‬حدثنا حتتديثا ً ستتمعته متتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم لم تنسه? فقال‪ :‬أجلسوني فأخذ بعض القتتوم بيتتده‪ ،‬فجلتتس‬

‫بعضهم خلفه فقال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ه‬
‫م تَرهُ إ ِن ّت ُ‬ ‫ل وإنتتي أح تذ ُّرك ُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫مَته الدجا َ‬ ‫ي وقد ح ّ‬
‫ذر أ ّ‬ ‫من نب ِ ّ‬
‫يقول‪" :‬ما ِ‬

‫ب بين عينيه كتتافٌر يقتتر ُ‬


‫ؤه‬ ‫ج ّ‬
‫ل ليس بأعوََر مكتو ٌ‬ ‫أعوًر وِإن ربي عَّز و َ‬

‫ه نتتار"‪ .‬قتتال‬
‫جن ّت ُت ُ‬
‫ةو َ‬
‫ة ونتتاٌر فنتتاُره جن ّت ٌ‬
‫ب وغير الكاِتب معتته جن ّت ٌ‬
‫الكات ُ‬

‫شيخنا الحافظ الذهبي‪ :‬تفّرد به خنيس‪ ،‬وما علمنا به جرحا ً وإسناده‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال شيخنا الذهبي من كتابه‪ -‬في الدجال‪ :-‬عن سعيد‪ ،‬عن قتتتادة‪،‬‬

‫عن الحسن‪ ،‬عتتن ستتمرة مرفوعتًا‪" :‬التتدجال أعتتور العيتتن الشتتمال‬

‫عليهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ظفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة غليظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قلت‪ :‬وليس هذا الحديث من هذا الوجه في المسند ول فتتي شتتيء‬

‫من الكتب الستتتة‪ ،‬وكتتان الولتتى لشتتيخا ً أن يستتنده أو يعتتزوه إلتتى‬

‫كتاب مشهور والله الموفق‪.‬‬

‫حديث عن سمرة بن جنادة بن جندب رضي الّله تعالى‬

‫عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا أبتتو كامتتل‪ ،‬حتتدثنا زهيتتر عتتن الستتود بتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫قيس‪ ،‬حدثني ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة‪ ،‬قتتال‪ :‬شتتهدت‬

‫يوما ً خطبة سمرة فذكر في خطبته حتتديثا ً فتتي صتتلة الكستتوف أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بعد صلة الكسوف خطبتتة‬

‫م الع توَُر‬
‫خُرهُت ْ‬ ‫ج ثلث ُتتو َ‬
‫نآ ِ‬ ‫ة حتى يخر َ‬
‫قال فيها‪" :‬والله ل تقوم الساع ُ‬

‫متتتى‬
‫ن أبتتي يحي َتتى‪ .‬وأنتته َ‬ ‫ح العين ال ْي ُ ْ‬
‫ستَرى كأن ّهَتتا عَي ْت ُ‬ ‫سو ُ‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬ ‫دجا ُ‬
‫ل َ‬ ‫ال ّ‬

‫م أنه الله‪ ،‬فمن آمن بتته‬ ‫ج أوْ َقا َ‬


‫ل متى ما يخرج فِإنه سوف يزع ُ‬ ‫خُر ْ‬
‫يَ ْ‬

‫سل َ َ‬
‫ف‪ ،‬ومن كَفَر ب ِهِ وكتتذبه‬ ‫ح من عمله َ‬
‫دقه واتبعه لم ينفْعه صال ٌ‬
‫وص ّ‬

‫لم يعاقَ ْ‬
‫ب بشيٍء من عمله‪ ،‬وقال الحسن بشيء من عملتته ستتلف‪،‬‬

‫ت المقتتدس وِإنتته‬ ‫وإنه سوف يظهر على الرض كّلها إل الحتتر َ‬


‫م وبيت َ‬
‫‪151‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صُر المؤمنتتون فتتي بيتتت المقتتدس وي َُزل َْزل ُتتون ِزلتتزال ً شتتديدا ً ثتتم‬
‫ح َ‬
‫يُ ْ‬

‫من هذا‬
‫جرة لينادي يا مؤ ِ‬ ‫م الحاِئط وأص َ‬
‫ل الش َ‬ ‫ن هِد ْ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه حتى إ ِ ّ‬ ‫ي ُهْل ِك ُ ُ‬

‫يهودي‪ ،‬وقال هذا كافٌر فقال فاقْت ُْله ولكن ل يكون ذلك كذلك حتتتى‬

‫ن‬ ‫ستتأُلو َ‬
‫ن ب َي َْنكتتم هَت ْ‬
‫ل كتتا َ‬ ‫شتتأن ََها فتتي أنفستتكم‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫ت ََرْوا أمورا ً يتفاقَ َ‬
‫م َ‬

‫مرات ِِبهتتا"‪.‬‬ ‫جب َتتا ُ‬


‫ل عتتن َ‬ ‫م منهتتا? ذِك ْتترا ً وحتتتى تتتزو َ‬
‫ل ِ‬ ‫نتتبيكم ذ َك َتَر ل َك ُت ْ‬

‫ثم شهد خطبة سمرة متترة أختترى فمتتا قتتدم كلمتتة ول أخرهتتا عتتن‬

‫موضتعها‪ ،‬وأصتل هتذا الحتديث فتي صتلة الكستوف عنتد أصتحاب‬

‫السنن الربعة‪ ،‬وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم في مستدركه‬

‫أيضًا‪.‬‬

‫حديث آخر عن سمرة‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد وعبد الوهاب‪ ،‬أخبرنا سعيد عن‬
‫قتادة عن الحسن عن‬
‫سمرة بن جنادة بن جندب أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ل عليها َ‬
‫ظفتترةٌ‬ ‫كان يقول‪" :‬إن الدجال خارج وهو أعور العين الشما ِ‬

‫غَِلظة وِإنه ي ُْبرىُء الك ْ َ‬


‫مه والب َْرص‪ ،‬ويحيي الموتى‪ ،‬ويقول أنا َرّبكتتم‬

‫ن‪ ،‬ومن قال ربي الله حتتتى يمتتوت فقتتد‬


‫ت َرَبي فقد فت ِ َ‬
‫ن قال أن ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫م ْ‬
‫‪152‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‪ ،‬فيلبث في الرض متتا شتتاء‬


‫ة عليه ول عذا َ‬
‫ن فتنته ول فِت ْن َ َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ص َ‬
‫عُ ِ‬

‫دقا ً بمحمتتد‬
‫صت ّ‬
‫م َ‬
‫ب ُ‬
‫م متتن قِب َتتل المغتتر ِ‬
‫ن مري َ‬
‫الله ثم يجيُء عيسى اب ُ‬

‫ة" وقتتال‬
‫ستتاعَ ِ‬
‫م ال ّ‬
‫هتتو قَِيتتا ُ‬
‫متتا ُ‬
‫م ِإن َ‬ ‫مل ِّتتتهِ فيقتتتل التتدجا َ‬
‫ل ثتت ّ‬ ‫وعلتتى ِ‬

‫الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا موستتى بتتن هتتارون‪ ،‬حتتدثنا متتروان بتتن جعفتتر‬

‫السهري‪ ،‬حدثنا محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان‪ ،‬عن جعفتتر‬

‫بن سعد بن سمرة‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدة سمرة أن رسول‬

‫جا َ‬
‫ل أعتتوُر‬ ‫ح التد ّ ّ‬
‫ن المستتي َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كتتان يقتتول‪" :‬إ ِ ّ‬

‫متته وال َْرص‬ ‫ل عليهتتا ظ ََفتترة غَِليظ ت ٌ‬


‫ة وإ ِن ّتته ي ُْبرى تُء الك َ‬ ‫العَي ْتتن الشتتما ِ‬

‫وُيحيي الموَتى ويقول أنا َرّبكم‪ ،‬فمن اعَْتصم بالله فقتتال ربتتي اللتته‬

‫ة ومن قال أنت ربتي‬


‫ب عليه ول فِت ْن َ َ‬ ‫ثم أَبى ذ َِلك حتى يمو َ‬
‫ت فل عذا َ‬

‫ه أن ي َل ْب َت َ‬
‫ث ثتتم يجيتءُ‬ ‫شتتاَء الل ّت ُ‬ ‫ه ي َل ْب َت ُ‬
‫ث فتتي الرض متتا َ‬ ‫فقد فُت ِ َ‬
‫ن وإ ِن ّ ُ‬

‫مل ّت ِهِ ثتتم ي َْقُتتت ُ‬


‫ل‬ ‫مصدقا ً بمحمد وعلى ِ‬
‫م من المشرق ُ‬
‫ن مْري َ َ‬
‫عيسى اب ُ‬

‫جا َ‬
‫ل"‪ ،‬حديث غريب‪.‬‬ ‫الد ّ ّ‬

‫حديث عن جابر رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪153‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا عبد الملتك بتتن عمترو بتتن دينتتار‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫حدثنا زهير‪ ،‬عن زيد يعني ابن أسلم‪ ،‬عن جتتابر بتتن عبتتد اللته قتتال‪:‬‬

‫أشرف رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم علتتى فلتتق متتن أفلق‬

‫دجا ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ة إذا ختترج ال ت ّ‬
‫دين ت ُ‬
‫ض الم ِ‬
‫متتت الر ُ‬
‫الحرة ونحن معه فقال‪" :‬ن ِعْ َ‬

‫ت‬
‫جَفت ِ‬ ‫خل َُها فتِإذا كتتان ذا َ‬
‫ك َر َ‬ ‫مل َت ٌ‬
‫ك ل َ ي َتد ْ ُ‬ ‫ب متتن أن َْقاِبهتتا َ‬
‫على كتتل ن َْقت ٍ‬

‫ج إليه‬
‫خَر َ‬
‫ة إل َ‬
‫ت فل ي َب َْقى منافق ول منافق ٌ‬
‫جفا ٍ‬ ‫ة بأهلها َثل َ‬
‫ث َر َ‬ ‫المدين ُ‬

‫خِليص يوم ت َن ِْفتتي‬ ‫ج إليه من النساِء وذل َ‬


‫ك يوم الت ْ‬ ‫خُر ُ‬
‫وأكثُر يعني من ي َ ْ‬

‫ث الحديدِ يكون معه سبعون ألفتتا ً‬


‫خب َ‬
‫ث كما ي َْنفي الكيُر َ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫خب َ َ‬ ‫المدين ُ‬

‫حَلى‪ ،‬فيضتتر ُ‬
‫ب رَِواقُتته بهتتذا‬ ‫م َ‬
‫ف َ‬
‫سي ْ ٌ‬
‫ج وَ َ‬
‫من اليهودِ على كل رجل سا ٌ‬

‫سُلو ِ‬
‫ل ثم قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬ ‫جتمع ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫الط َّر ِ‬
‫ف الذي عند ُ‬

‫ة أك ْب َتتر متتن‬
‫م الستتاع ُ‬
‫ن حتتتى تقتتو َ‬
‫ة ول تكو ُ‬
‫عليه وسلم‪ :‬ما كانت فتن ٌ‬

‫ختبرن ّك ُ ْ‬
‫م بشتيء متا‬ ‫هل ْ‬ ‫ِفتنةِ الدجال‪ ،‬وما من نبي إل وقد حتذ َّرهُ أ ّ‬
‫مَتت ُ‬

‫ه ثم وضع يده علتتى عَْينيته ثتم قتتال‪" :‬أشتهد أن اللته‬


‫مت َ ُ‬
‫خب ََرة نبي أ ّ‬
‫أ ْ‬

‫ور"‪ .‬تفّرد به أحمد وإسناده جيد وصححه الحاكم‪.‬‬


‫ليس بأع َ‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫‪154‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬حدثنا مجالد‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫ي أو أكثَر وإ ِّنه ليس منهم‬


‫ف نب ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني لخاتم أل ِ‬

‫ن لحتدٍ‬ ‫متتا ل َت ْ‬
‫م ي َت َب َي ّت ْ‬ ‫ن لي َ‬
‫ه قد ت ََبي َ‬
‫جال‪ ،‬وإن ّ ُ‬ ‫نِبي إل وقد أنذَر َقو َ‬
‫مه الد ّ َ‬

‫منهتتتتتتتم وإنتتتتتتته أعتتتتتتتوٌر وإن ربكتتتتتتتم ليتتتتتتتس بتتتتتتتأعور"‪.‬‬

‫وتفتتتّرد بتتته التتتبزار وإستتتناده حستتتن ولفظتتته غريتتتب جتتتدًا‪.‬‬

‫وروى عبد الله بن أحمد في السنة من طريق مجالد‪ ،‬عن الشعبي‪،‬‬

‫عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكتتر التتدجال فقتتال‪:‬‬

‫"إنتتتتتتتتتته أعتتتتتتتتتتوُر وإن رب ّك ُتتتتتتتتتتم ليتتتتتتتتتتس بتتتتتتتتتتأعْوََر"‪.‬‬

‫ورواه ابن أبي شيبة عن علي بن مسهر عن مجالتتد بتته أطتتول متتن‬

‫هذا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬أخبرني أبو الزبير أنتته ستتمع جتتابر بتتن عبتتد‬

‫دجا ُ‬
‫ل أعْوَُر وهو أشد‬ ‫الله يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬ال ّ‬

‫الكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ذاِبين"‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى مسلم من حديث ابن جريح‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عتتن جتتابر‪ ،‬عتتن‬

‫هرين‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تزال طائفة من أمتي َ‬
‫ظا ِ‬

‫مْري َتتتتتتم"‪.‬‬
‫ن َ‬ ‫علتتتتتتى الحتتتتتتق حتتتتتتتى ينتتتتتتز َ‬
‫ل عيستتتتتتى ابتتتتتت ُ‬

‫وتقدمت الطريق الخرى عن أبي الزبير عنه‪ ،‬عن أبتتي ستتلمة عنتته‬

‫في الدجال‪.‬‬

‫حديث عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن سماك‬
‫بن حرب‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫ه‬
‫شب َ ُ‬ ‫صل َ ٌ‬
‫ةأ ْ‬ ‫سه أ َ‬
‫ن رأا َ‬
‫هر كأ ّ‬
‫جين أز َ‬
‫وسلم قال فى الدجال‪" :‬أعْوَُر هَ ِ‬
‫طن وإن رّبكم ليس بأعور"‪.‬‬ ‫الّناس بعبد العُّزى ابن قَ َ‬
‫قال شعبة‪ :‬فحدثت به قتادة فحدثني بنحو من هذا تفرد به أحمد‬
‫من هذا الوجه‪.‬‬
‫وروى أحمد والحارث أبي أسامة وابن معلى من طريتتق هلل عتتن‬

‫دجا َ‬
‫ل فتتي‬ ‫لسراء قال‪" :‬ورأى ال ّ‬
‫عكرمة عن ابن عباس في حديث ا ِ‬

‫ل‬
‫جا ِ‬
‫ل عَتتن ال تد ّ ّ‬ ‫صورت ِهِ رأيَ عَْين ل َ ُرؤَْيا َ‬
‫مَنام وعيسى وِإبراهيم َفسئ ِ َ‬

‫ة كأّنهتتا ك َتوْك َ ٌ‬
‫ب د ُّري كتتأن شتتعَره‬ ‫دى عينيتته قائمت ٌ‬
‫حت َ‬
‫ه إِ ْ‬
‫فقتتال‪" :‬رأي ْت ُت ُ‬

‫ة"‪.‬‬
‫ن شجر ٍ‬
‫صا ُ‬
‫أغ َ‬

‫‪156‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليس في الدنيا فتنة أعظم من فتنة الدجال‬

‫وذكتتتتر تمتتتتام الحتتتتديث حتتتتديث عتتتتن هشتتتتام بتتتتن عتتتتامر‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حستتين بتتن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا ستتليمان بتتن المغيتترة‪،‬‬

‫حدثنا حميد يعني ابن هلل‪ ،‬عن هشام بن عتتامر النصتتاري ستتمعت‬

‫ن‬ ‫خل ْتتق آد َ َ‬


‫م ِإلتتى أ ْ‬ ‫ن َ‬
‫ما ب َي ْ َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪َ " :‬‬

‫ل"‪.‬‬
‫ن التتتتتتتدجا ِ‬
‫متتتتتتت َ‬
‫ة أكتتتتتتتبُر ِ‬
‫ة ِفتَنتتتتتتت ٌ‬
‫م الستتتتتتتاع ُ‬
‫تقتتتتتتتو َ‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا أيوب‪ ،‬عن حميد بتتن هلل‪ ،‬عتتن‬

‫بعض أشياخهم قال‪ :‬قال هشام بن عامر لجيرانتته‪ :‬إنكتتم تتخطتتوني‬

‫إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم ول‬

‫أوعى لحديثه مني وإني سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬

‫ة أكتتبُرمن‬ ‫خْلتتق آد َ‬
‫م إلتتى أن تقتتوم الستتاعة فِت َْنتت ٌ‬ ‫ن َ‬
‫متتا ب َْيتت َ‬
‫يقتتول‪َ " :‬‬

‫ل"‪.‬‬
‫دجا ِ‬
‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫ورواه المام أحمد أيضًا‪ ،‬عن أحمد بن عبد الملك‪ ،‬عتتن حمتتاد‪ ،‬عتتن‬

‫زيد‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن حميد بن هلل‪ ،‬عن أبي الدهماء‪ ،‬عن هشام بن‬

‫عامر أنه قال‪ :‬إنكم لتجاوزوني إلى رهط من أصتتحاب رستتول اللتته‬

‫‪157‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم ما كانوا أحضر ول أحفظ لحتتديثه منتتي وإنتتي‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ما بيتتن خلتتق آدم‬

‫ل"‪.‬‬
‫دجا ِ‬
‫متتتتتتٌر أكتتتتتتبُر متتتتتتن التتتتتت ّ‬
‫إلتتتتتتى قيتتتتتتام الستتتتتتاعة أ ْ‬

‫وقد رواه مسلم من حديث أيوب‪ ،‬عتتن حميتتد بتتن هلل‪ ،‬عتتن رهتتط‬

‫منهم أبو التتدهماء وأبتتو قتتتادة عتتن هشتتام بتتن عتتامر فتتذكر نحتتوه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حتتدثنا معمتتر‪ ،‬عتتن أيتتوب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫قلبة‪ ،‬عن هشام بن عامر قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫حب ُ ٌ‬
‫ك فمن قتتال أنتتت ربتتي‬ ‫حبك ُ‬
‫ل من وََرائ ِهِ ُ‬
‫دجا ِ‬
‫س ال ّ‬
‫ن رأ َ‬
‫وسلم‪" :‬إ ّ‬

‫ضرهُ أو قال فل‬


‫ت‪ ،‬فل ي َ ُ‬ ‫ت‪ .‬ربي الل ّ ُ‬
‫ه عليه توكل ُ‬ ‫ن قا َ‬
‫ل‪ :‬كذب َ‬ ‫م ْ‬ ‫افْت ُت ِ َ‬
‫ن وَ َ‬

‫ة عليه"‪.‬‬
‫فتن َ‬

‫حديث عن ابن عمر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد الملك‪ ،‬حدثنا محمد بن سلمة‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن طلحة‪ ،‬عن ستالم‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "منزل الدجال في هذه‬

‫ع‬
‫ن الرجتتل لَيرج ت ُ‬
‫حت ّتتى إ ّ‬
‫ج إليتته النستتاُء َ‬
‫خُر ُ‬
‫خةِ فيكون أكثَرمن ي َ ْ‬
‫سب ِ َ‬
‫ال ّ‬
‫‪158‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خافَ ت َ‬
‫ة أن‬ ‫إلى زوجته وإلى أمه وابنته واخت ِهِ وعمِته فُيوثُقهتتا رَِباط تا ً َ‬
‫م َ‬

‫ه‬
‫شتتيعَت ُ ُ‬ ‫ط الل ّ ُ‬
‫ه المستتلمين عليتته فََيقتلتتونه ويقتلتتون ِ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫ج إليه فَي ُ َ‬
‫خُر ُ‬
‫تَ ْ‬

‫خت َِبىتُء تحتتت الشتتجرةِ والحجتتر‪ ،‬فيقتتول الحجتُر‬


‫ن اليهوديّ لي َ ْ‬
‫حتى إ ّ‬

‫والشجرةُ للمسلمين هذا يهودي تحتي فاقْت ُل ْ ُ‬


‫ه"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن سالم‬

‫قال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا عبتتد التترزاق‪ ،‬حتدثنا معمتر‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬عتتن‬

‫سالم‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قام رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال‪ِ" :‬إنتتي‬

‫ه لقتتد أْنتذ ََرهُ نتتوح قتتو َ‬


‫مه‬ ‫م ُ‬ ‫لن ْذُِرك ُ ُ‬
‫موهُ وما من نبي إل وقد أن ْتذ ََرهُ َقتوْ َ‬

‫ه أعْتوَُر‬
‫ن أن ّت ُ‬ ‫ه نتتبي لقتتومه ت َعْل َ ُ‬
‫متتو َ‬ ‫ولكن سأقول لكم فيه قول ً لم ي َُقل ْ ُ‬

‫وأن الله ليس بأعوَر"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن المسلمين سيقاتلون اليهود‬

‫وينتصرون عليهم حتى أن اليهودي ل يجد له مخبأ يحميه‬

‫من سيف المسلم‬

‫‪159‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لستتناد إلتتى‬
‫وقد تقدم هذا في الصحيح مع حديث ابن صياد وبهتتذا ا ِ‬

‫ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تقاتلكم اليهود ُ‬

‫م هتتذا يهتتودي ورائي‬


‫س تل ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫ن عليهم حتى يقتتول الحج تُر يتتا ُ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫طو َ‬ ‫فَت ُ َ‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاقْت ُل ْ ُ‬
‫ه"‪.‬‬

‫وأصله في الصحيحين من حديث الزهري بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ،‬حتتدثنا عاصتتم ابتتن أخيتته‪ ،‬عتتن عمتتر بتتن‬

‫محمد‪ ،‬عن محمد بن زيد يعني أبا عمر بتتن محمتتد قتتال‪ :‬قتتال عبتتد‬

‫الله بن عمر‪ :‬كنتا نتحتتدث بحجتتة التتوداع ول نتتدري أنته التتوداع متتن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فلما كان في حجة الوداع خطب‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم فتتذكر المستتيح التتدجال فتتأطنب‬

‫في ذكره قال‪" :‬ما بعث الله من نبي إل قد أن ْذ ََرهُ أمت َتته لقتتد أن ْتذ ََرهُ‬

‫ن ما خفي عليهم من‬


‫م‪ .‬أل إ ّ‬
‫مه ُ ْ‬ ‫مَته وأن ْذ ََرهُ النبيون من بعده أ َ‬
‫م َ‬ ‫ُنوح أ ّ‬

‫شأنه فل َ ْ‬
‫ن يخفين عليكم إّنه أعور وِإن ربكم ليس بأعور"‪ .‬تفتتّرد بتته‬

‫أحمد من هذا الوجه‪.‬‬


‫‪160‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬أخبرنا محمد بن إسحاق‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن‬

‫ي إل ّ‬
‫عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إ ِّنه لم يكن نب ّ‬

‫ة َلم ي َ ِ‬
‫صْفَها من كان قبلي‪ ،‬إنتته أعتتوُر وِإن‬ ‫صَف ً‬
‫ه ِ‬
‫مت ِهِ ولصَفن َ ُ‬
‫هل ّ‬
‫صَف ُ‬
‫وَ َ‬

‫ة" وهتتذا إستتناد جيتتد‬ ‫عن َب َتتة َ‬


‫طافِي َت ٌ‬ ‫الله ليس بأعوَر عيُنه ال ْي ُ ْ‬
‫منى كأنهتتا ِ‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫وقتتال الترمتتذي‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن عبتتد العلتتى الصتتنعاني‪ ،‬حتتدثنا‬

‫المعتمر بن سليمان‪ ،‬عن عبيد الله‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وستتلم أنتته ستتئل عتتن التتدجال فقتتال‪" :‬أل َ إ ِ ّ‬
‫ن‬

‫ة‬
‫عن َب َ ٌ‬ ‫ل ليس بأعوَر وإن الدجا َ‬
‫ل أعور عينه اليمنى كأنها ِ‬ ‫ربكم عّز وج ّ‬

‫ة"‪.‬‬
‫طافيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬

‫قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وفي الباب عن ستتعد وحذيفتتة وأبتتي‬

‫هريرة وجابر بن عبد الله وأبي بكرة وعائشة وأنس بن مالتتك وابتتن‬

‫عباس والتلبان بن عاصم‪.‬‬

‫حديث عبد الله بن عمر‬


‫‪161‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن قتتتادة‪ ،‬عتتن شتتهر‬

‫بن حوشب قال‪ :‬لمتتا جاءتنتتا بيعتة يزيتتد بتتن معاويتتة قتتدمت الشتتام‬

‫فأخبرت بمقتام يقتتومه عتوف البكتتالي فجئتته فجتاء رجتتل فأستتدل‬

‫الناس عليه خميصة‪ ،‬وإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص فلما رآه‬

‫عوف أمسك عن الكلم فقال عبد الله‪ :‬سمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫س‬
‫جَرةٍ ي َْنحتتاُز الن ّتتا ُ‬
‫جَرةٌ ب َعْد َ هِ ْ‬
‫ن هِ ْ‬
‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إ ِّنها ستكو ُ‬

‫م ل يبقتتى فتتي الرض إ ِل ّ شتتراُر النتتاس ت َل ِْف َ‬


‫ظهتتم‬ ‫هيت َ‬
‫جرِ إبرا ِ‬
‫مَها َ‬
‫ِإلى ُ‬

‫م إذا بتتاتوا‬ ‫َ‬


‫معَهً ت ْ‬
‫ت َ‬
‫م تحشرهم الّناُر مع المرد َةِ والخنازيرِ وت َِبي ُ‬
‫ضوهُ ْ‬
‫أر ُ‬

‫خل ّتتتتتتت َ‬
‫ف"‪.‬‬ ‫وتقيتتتتتتتل معهتتتتتتتم إذا قَتتتتتتتالوا وتأك ُتتتتتتت ُ‬
‫ل متتتتتتتن ت َ َ‬

‫ج‬
‫خُر ُ‬
‫ستي َ ْ‬
‫قال‪ :‬وسمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪َ " :‬‬

‫م‬ ‫ن ل َ يُ َ‬
‫جتتاوُِز ت ََراقِي َهُ ت ْ‬ ‫ن الُق تْرآ َ‬ ‫ن قَِبل ال ّ‬
‫شْرق ي َْق تَرُءو َ‬ ‫م ْ‬
‫مِتي ِ‬
‫نأ ّ‬
‫م ْ‬
‫س ِ‬
‫َنا ٌ‬

‫ت ك ُّلمتتا‬
‫م تّرا ٍ‬ ‫علتتى عَ ْ‬
‫ش ترِ َ‬ ‫ن قُط ِعَ َ‬
‫حّتى عَد ّ زَِياد َةً َ‬ ‫م قَْر ٌ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ج ِ‬
‫خَر َ‬ ‫ك ُل ّ َ‬
‫ما َ‬

‫م"‪.‬‬
‫ل متتتن ب َِقي ّت ِهِتتت ْ‬ ‫ج منهتتتم قَتتتَرن قُط ِتتتعَ حت ّتتتى َيختتتُرج التتت ّ‬
‫دجا ُ‬ ‫ختتتر َ‬

‫ورواه أبو داود من حديث قتادة عن شهر من طريق أخرى عنه‪.‬‬

‫حديث غريب السند والمتن‬

‫‪162‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد الثنائي‪ ،‬حدثنا أبتتو‬

‫كريب‪ ،‬حتتدثنا فتتردوس الشتتعري‪ ،‬عتتن مستتعود بتتن ستتليمان‪ ،‬عتتن‬

‫حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫ه ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫صلى الله عليه وسلم أنه قال في الدجال‪" :‬إ ِّنه أعْوَُر وِإن الل ّ َ‬

‫من ْهَتتل إ ِل ّ‬ ‫صتَباحا ً ي َترِد ُ ك ُت ّ‬


‫ل َ‬ ‫ن َ‬
‫ن فِتتي الرض أْرب َِعيت َ‬
‫ج فيكو ُ‬
‫ِبأعْوََر‪ ،‬يخُر ُ‬

‫ة كتتاليوم‬
‫مع َ ت ُ‬ ‫ة وال ْ ُ‬
‫ج ْ‬ ‫مع َ ت ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ة الشتتهُر َ‬
‫كال ُ‬ ‫دس والمدين ت َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْق ِ‬ ‫ة وبي َ‬
‫الكعب َ‬

‫خْبز ون َهٌْر من ماءٍ‬


‫ه جبل من ُ‬
‫مع َ ُ‬
‫ه نار َ‬
‫ة وجنت ُ‬
‫ة ونار فناُرهُ جن ّ ٌ‬
‫ه جن ّ ٌ‬
‫ومعَ ُ‬

‫ه عََلى أ َ‬
‫حد ٍ إل عليه فيقول‪ :‬ما تقول في‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫سل ّط ُ ُ‬
‫جل ل ي ُ َ‬
‫عو ب َِر ُ‬
‫ة ي َد ْ ُ‬

‫ه‬ ‫ب فيدعو بمنشار فَي َ َ‬


‫ضتتعُ ُ‬ ‫دجا ُ‬
‫ل الكذا ُ‬ ‫فيقول‪ :‬أنت عدوّ الل ّ ِ‬
‫ه‪ ،‬وأنت ال ّ‬

‫ل‪ :‬والل ّتهِ متتا كنت ُ‬


‫ت أشتد ّ‬ ‫ل? َفيقو ُ‬
‫ل له‪ :‬ما تقو ُ‬
‫حِييه فيقو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫شّقه ثم ي ْ‬

‫ذي أخب ََرنتتا‬ ‫جا ُ‬


‫ل الت ِ‬ ‫ج ّ‬
‫ل التد ّ ّ‬ ‫ت عَد ُوّ الل ّ ُ‬
‫ه عَّز و َ‬ ‫ن‪ ،‬أن َ‬
‫مّني فيك ال َ‬
‫بصيرةً ِ‬

‫وي إ ِل َْيتهِ ب ِ َ‬
‫ستي ِْفهِ َفل‬ ‫عَن ْ َ‬
‫ك رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم في َْهت ِ‬

‫ه فيقتتتتتتتتتتتتتول أختتتتتتتتتتتتتروه عنتتتتتتتتتتتتتي"‪.‬‬


‫طيعُ ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتت َ ِ‬
‫يَ ْ‬

‫قال شيخنا الذهبي‪ :‬هذا حديث غريب فردوس ومستتعود ل يعرفتتان‬

‫‪163‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسيأتي حديث يعقوب بن عاصم عنه في مكث الدجال فتتي الرض‬

‫ونزول عيسى ابن مريم‪.‬‬

‫التسبيح والتهليل والتكبير ل تطعم الجساد حديث عن‬

‫أسماء بنت يزيد بن السكن النصارية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن‬
‫قال ا ِ‬
‫شهر بن حوشب‪ ،‬عن أسماء‬
‫بنت يزيد النصارية قالت‪ :‬كان رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ة تمست ُ‬
‫ك‬ ‫ن سن ً‬
‫سني َ‬
‫ث ِ‬
‫ن يديه ثل َ‬
‫ن بي َ‬
‫في بيتي فذكر الدجال فقال‪" :‬إ ّ‬

‫ست ُ‬
‫ك الستتماءُ‬ ‫م ِ‬
‫ة تُ ْ‬ ‫ض ث ُل ُت َ‬
‫ث َنباِتهتتا‪ ،‬والّثان ِي َت ً‬ ‫رهتتا والر َ‬
‫ث مط ِ‬
‫السماُء ثل َ‬

‫مط ََرها ك ًّله‬ ‫س ُ‬


‫ك السماُء َ‬ ‫م ِ‬
‫ة تُ ْ‬
‫ض ثلثي نبات َِها‪ ،‬والثالث ُ‬ ‫ث ُل ُث َ ْ‬
‫ي مطرها والر ُ‬

‫ختتف متتن الب َهَتتاِئم‬ ‫والرض نباَتها ك ُّله‪ ،‬ول تبقى ذات ِ‬
‫ضرس ول ذات ُ‬

‫ت ِإن‬ ‫ن أشد فتنته أن يأتي العرابتتي فيقتتو َ‬


‫ل‪ :‬أَرأي ْت َ‬ ‫م ْ‬ ‫إل هَل َك َ ْ‬
‫ت‪ ،‬وإن ِ‬

‫ك? فيقتتو َ‬
‫ل‪َ :‬بلتتى‪،‬‬ ‫ت ت َعْل َ ْ‬
‫م أني َرب ّ َ‬ ‫ك أل َ ْ‬
‫س َ‬ ‫خا َ‬
‫تأ َ‬
‫حي َي ْ ُ‬ ‫ك أَبا َ‬
‫ك وأ ْ‬ ‫تل َ‬
‫أحيي ُ‬

‫خيه قالت ثم خرج رستتول اللتته‬


‫حو َ أ ِ‬
‫حوَ أِبيهِ وَن َ ْ‬
‫شيطان ن َ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫فَي َت َ َ‬
‫مث ّ ُ‬

‫متتا‬
‫م ّ‬ ‫مام وغَت ّ‬
‫م ِ‬ ‫م في اهْت ِ َ‬
‫صلى الله عليه وسلم لحاجته ثم رجع والقو ُ‬

‫سماُء‪ ،‬قالت‪ّ :‬قلت‬


‫هأ ْ‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬ ‫حل َْقتي الباب وقال‪َ :‬‬
‫م ْ‬ ‫م قالت‪َ :‬فأ َ‬
‫خذ َ ب ِ َ‬ ‫حد َث َهُ ْ‬
‫َ‬
‫‪164‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ج‬
‫خ تُر ُ‬
‫ل قتتال‪ :‬ف تِإن ي َ ْ‬
‫دجا ِ‬ ‫خل َعْ َ‬
‫ت أفئ ِد َِتنا بتتذكرِ ال ت ّ‬ ‫يا رسول الله وسلم َ‬

‫من قَتتاَلت‬ ‫خِليَفت ِتتي عَل َتتى ك ُت ّ‬


‫ل متتؤ ِ‬ ‫ه وَإ ِل ّ َفإن َربي َ‬
‫ج ُ‬
‫جي ُ‬
‫ح ِ‬
‫وأنا حي فأنا َ‬

‫خت َِبتُزه حتتى‬ ‫جين ََنتا فَ َ‬


‫متا ن َ ْ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫أسماُء‪َ :‬يا رسول اللته والّلتهِ انتا لن َعْ ِ‬
‫جَنت ّ‬

‫هتت َ‬
‫ل الستتماءِ‬ ‫زي أ ْ‬
‫ج ِ‬
‫م ما ي َ ْ‬ ‫مِئذ‪َ .‬قال‪َ :‬يج ِ‬
‫زيهِ ْ‬ ‫نجوعَ فكيف بالمؤمنين ي َوْ َ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتِبيح والتقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديس" ‪.‬‬


‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الت ّ ْ‬

‫وكذلك رواه أحمد أيضًا‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن جريتتر بتتن حتتازم‪،‬‬

‫عن عبادة‪ ،‬عن شهر عنها بنحوه وهذا إسناد ل بأس بتته‪ ،‬وقتتد تفتترد‬

‫به أحمد وتقدم له شاهد في حديث أبي أمامة الطويل‪ ،‬وفي حديث‬

‫عائشتتتة بعتتتده شتتتاهد لتتته متتتن وجتتته أيضتتتا ً واللتتته أعلتتتم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬حدثنا عبتتد الحميتتد‪ ،‬حتتدثنا شتتهر‪ ،‬حتتدثني‬

‫أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث‪" :‬فمتتن‬

‫ب واعْل َ ُ‬
‫مو‪ ،‬أن‬ ‫ولي فَل ْي ُب ْل ِغُ الشاهد ُ منك ُ ُ‬
‫م الغائ َ‬ ‫مع َ ق َ ْ‬
‫س ِ‬
‫سي وَ َ‬
‫جل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ضَر َ‬
‫ح َ‬
‫َ‬

‫ح العَي ْتتن مكتتتوب بيتتن عينيتته كتتافر‬


‫ح ليتتس ب ِتتأعْوَُر ممستتو ُ‬
‫حي ٌ‬
‫ص ِ‬
‫الله َ‬

‫يقتتتتتتتترُؤه كتتتتتتتتل متتتتتتتتؤمن كتتتتتتتتاتب وغيتتتتتتتتر كتتتتتتتتات ٍ‬


‫ب"‪.‬‬

‫وسيأتي عن أسماء بنت عميس نحوه والمحفوظ هذا‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث عائشة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد‪ ،‬حتتدثنا علتتي بتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫زيد‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬

‫ذكر جهدا ً بين يدي الدجال فقالوا أي المتتال خيتتر يتتومئذ قتتال‪ :‬غلم‬

‫أسود يسقي أهلتته المتتاء وأمتتا الطعتتام فليتتس"‪ .‬قتتالوا فمتتا طعتتام‬

‫المؤمنين يتومئذ قتال‪ :‬التستتبيح والتكتبير والتحميتتد والتهليتل قتتالت‬

‫عائشة‪ :‬فأين العرب يومئذ? قال‪ :‬قليتتل"‪ .‬تفتّرد بتته أحمتتد وإستتناده‬

‫فيه غرابة وتقدم فتتي حتتديث أستتماء وأبتتي أمامتتة شتاهد لته واللته‬

‫تعالى أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنها‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا ستتليمان بتتن داود‪ ،‬حتتدثنا حتترب بتتن شتتداد‪ ،‬عتتن‬

‫يحيى بن أبي كثير‪ ،‬حدثني الحضرمي بن لحق أن ذكوان أبتتا صتتالح‬

‫أخبره أن عائشة أخبرته قالت‪ :‬دخل علتتي رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫ت‬
‫ك? قلت يا رسول الله ذكتتر ُ‬
‫عليه وسلم وأنا أبكي فقال‪" :‬ما ي ُْبكي ِ‬

‫‪166‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال فَب َك َْيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬


‫ت"‪.‬‬

‫دجا ُ‬
‫ل وأنا حي‬ ‫ج ال ّ‬
‫خُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ج متتن‬
‫ه يخ تُر ُ‬ ‫م ل َي ْت َ‬
‫س ب ِتأعْوََر إ ِن ّت ُ‬ ‫ن َرب ّك ُت ْ‬
‫دي فَإ ِ ّ‬
‫ج ب َعْ ِ‬
‫خُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ك ََفي ُْتك ُ‬
‫موهُ وإ ِ ْ‬

‫ة‬
‫س تْبع ُ‬
‫حي ََتهتتا ولهتتا يتتومئذ َ‬
‫صب ََهان حتى يأتي المدينة فينزل نا ِ‬
‫يهوديةِ أ ْ‬

‫ي‬ ‫مل َ َ‬
‫كان‪ ،‬فيخرج إليه شراُر أهِلها حتى يأت ِ َ‬ ‫ب منها َ‬
‫ب على كل ن َْق ٍ‬
‫أبوا ٍ‬

‫ن مريم فيقتل ُتته ثتتم‬ ‫د‪ ،‬فينز ُ‬


‫ل عيسى اب ُ‬ ‫ن باب ل ّ‬
‫طي َ‬
‫س ِ‬
‫م بمدينةِ فل ْ‬
‫الشا َ‬

‫مْقستتطًا"‬
‫كم تا ً ُ‬ ‫ث عيسى في الرض أربعين سنة إماما ً عادِل ً و َ‬
‫ح َ‬ ‫مك ُ ُ‬
‫يَ ْ‬

‫تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫ل يدخل الدجال مكة المكرمة ول المدينة المنورة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي? عن داود بن عامر‪ ،‬عن عائشة أن‬
‫ة ول‬
‫ل مك َ‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل يدخل الدجا ُ‬
‫ة"‪.‬‬
‫المدين َ‬
‫ورواه النساْئي‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن أبي عدي‪،‬‬
‫والمحفوظ رواية عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس كما تقدم‪.‬‬
‫وثبت في الصحيح من حديث هشام بن عروة‪ ،‬عن زوجته فاطمة‬
‫بنت المنذر‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت في حديث صلة‬
‫الكسوف‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته‬
‫ريبا ً أوْ قَب ْ َ‬
‫ل فتنةِ المسيح‬ ‫ي أن ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْفت َُنون ق ِ‬ ‫ي إل ّ‬
‫ح َ‬
‫يومئذ‪" :‬وإّنه قد أو ِ‬
‫ل"‪ .‬قالت أسماء الحديث بطوله‪.‬‬ ‫ل ل أد ِْري أيّ ذلك َقا َ‬‫دجا ِ‬
‫ال ّ‬

‫‪167‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وثبت في صحيح مسلم من حديث ابن جريح‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عتتن‬

‫جابر‪ ،‬عن أم شريك أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫ل حتتتى ي َل ْ َ‬
‫حُقتتوا ب ُتترؤوس الجبتتال قلتتت يتتا‬ ‫ن الدجا ِ‬
‫م َ‬
‫س ِ‬
‫ن الّنا ُ‬
‫"لي َن ِْفَر ّ‬

‫ذ? قال‪ :‬هم قَِلي ٌ‬


‫ل"‪.‬‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫ب ي َوْ َ‬
‫ن العر ُ‬
‫رسول الله‪ :‬أي ْ َ‬

‫حديث عن أم سلمة‬

‫قال ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عتتروة قتتالت‬

‫أم سلمة ذكرت المسيح الدجال ليلة فلم يأتني نوم‪ ،‬فلمتتا أصتتبحت‬

‫دخلت على رسول الله صلى الله عليتته وستتلم فتتأخبرته فقتتال‪" :‬ل‬

‫ن‬
‫ج ب َعْ تد َ أ ْ‬
‫خ تُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ب ِتتي وإ ِ ْ‬ ‫م ي َك ِْفيك ُ ُ‬
‫ج وأنا فيك ُ ْ‬
‫خُر ْ‬
‫ني ْ‬
‫ه إِ ْ‬
‫ت َْفعَِلي فإ ِن ّ ُ‬

‫حتتذ َّر‬
‫ن" ثم قام فقال‪" :‬ما من نبي إل قتتد ً‬
‫حي َ‬ ‫ت ي َك ِْفهِ الله ال ّ‬
‫صال ِ ِ‬ ‫أمو َ‬

‫ه ت َعَتتاَلى ل َي ْتتس‬
‫ه أعْتوَُر وِإن الل ّت َ‬ ‫منتته وإنتتي احتتذُرك ُ ُ‬
‫موهُ إ ِن ّت ُ‬ ‫ه يعنتتي ِ‬
‫مت َ ُ‬
‫أ ّ‬

‫ور"‪ .‬قتتتتتتتتتال التتتتتتتتتذهبي‪ :‬إستتتتتتتتتناده قتتتتتتتتتوي‪.‬‬


‫ِبتتتتتتتتتأعْ َ‬

‫حديث ابن خديج‪ ،‬رواه الطبراني‪ ،‬من روايتتة عطيتتة بتتن عطيتتة بتتن‬

‫عطاء بن أبي رباح‪ ،‬عن عمر بن شعيب‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن المستتيب‪،‬‬

‫عن رافع بن خديج‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذم القدرية‬
‫‪168‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأنهم زنادقة هذه المة‪ ،‬وفي زمانهم يكون ظلم السلطان‪ ،‬وحيفه‪،‬‬

‫وكبره‪ ،‬ثم يبعث الله طاعونًا‪ ،‬فيفنتتى عتتامتهم‪ ،‬ثتتم يكتتون الخستتف‪.‬‬

‫فما أقل من ينجو منهم‪ ،‬المؤمن يومئذ قليل فرحه‪ ،‬شديد غمه‪ ،‬ثتتم‬

‫يكتتون المستتيح فيمستتخ اللتته عتتامتهم‪ ،‬قتتردة‪ ،‬وخنتتازير‪ ،‬ثتتم يختترج‬

‫الدجال على إثر ذلك قريبًا‪ ،‬ثم بكتتى رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستلم‪ ،‬حتتى بكينتا لبكتائه‪ ،‬وقلنتا‪ :‬متا يبكيتك? قتال‪ :‬رحمتة لولئك‬

‫القوم‪ ،‬لن فيهم المقتصد‪ ،‬وفيهم المجتهد‪ ،‬الحديث بتمامه‪.‬‬

‫حديث عن عثمان بن أبي وقاص‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي‬
‫بن زيد‪ ،‬عن أبي نضرة قال‪ :‬أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم‬
‫جمعة‪ ،‬لنعرض عليه مصحفا ً لنا على مصحفه‪ ،‬فلما حضرت الجمعة‬
‫أمرنا فاغتسلنا‪ ،‬ثم أتينا بطيب فتطيبنا‪ ،‬ثم جئنا المسجد فجلسنا‬
‫إلى رجل يحدثنا عن الدجال‪ ،‬ثم جاء عثمان بن أبي العاص فقمنا‬
‫فجلس فجلسنا فقال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ر‬
‫ص ٍ‬‫م ْ‬ ‫حَرْين و ِ‬ ‫مل ْت ََقى الب َ ْ‬
‫صرٍ ب ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صارٍ ِ‬
‫م َ‬
‫ةأ ْ‬ ‫يقول‪" :‬يكون للمسلمين ثل َث َ ُ‬
‫ل‬‫دجا ُ‬ ‫س ثلث فََزعات فيخرج ال ّ‬ ‫بالجزيَرةِ ومصرٍ بالشام فَي َْفَزعُ النا ُ‬
‫ده‬‫مصرٍ ي َُر ّ‬ ‫رق‪ ،‬فأّول ِ‬ ‫ن قَِبل المش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عراض الناس فَي َهْزِ ُ‬ ‫في أ َ ْ‬
‫م‬
‫ة ت ُِقي ُ‬ ‫ث فرق‪ :‬فِْرقَ ٌ‬ ‫ه ث َل َ َ‬‫حَرْين فََيصيُر أهْل ُ ُ‬ ‫مْلتقى ال ْب َ ْ‬
‫مصُر الذي ب ِ ُ‬ ‫ال ِ‬
‫صر‬‫م ْ‬ ‫ة تلحق بال ْ ِ‬ ‫ب‪ ،‬وفرق ٌ‬ ‫حقُ بالعرا ِ‬ ‫ة ت َل ْ َ‬ ‫هو وفرقَ ٌ‬ ‫شام وت َْنظُر ما ُ‬ ‫بال ّ‬
‫ه‬
‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وأكثَر َ‬ ‫الذي ي َِليهم‪ ،‬ومع الدجال سبعون ألفا ً عليهم التيجا ُ‬
‫ث فرق‬ ‫الَيهود ُ والّنساُء‪ ،‬ثم يأتي المصَر الذي َيليهم فيصير أهله ثل َ‬
‫‪169‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فرقة تقيم بالشام وتنظر ما هو وفرقة تلحق بالعراب‪ ،‬وفرقة‬


‫ي الشام‪ ،‬وينحاز المسلمون إلى‬ ‫تلحق بالمصر الذي يليهم بغرب ّ‬
‫م فيشتد ذلك عليِهم‬ ‫حه ُ ْ‬
‫سْر ُ‬ ‫سرحا ً لهم فيصاب َ‬ ‫عََقب َةِ أفيق فيبَعثون َ‬
‫حرِقُ وَت ََر‬ ‫دهم ل َي َ ْ‬ ‫جهْد ٌ شديد ٌ حتى إن أح َ‬ ‫شديدةٌ و َ‬ ‫ة َ‬ ‫وَتصيبُهم مجاع ٌ‬
‫حرِ يا أيها‬ ‫س َ‬‫مَناد من ال ّ‬ ‫ه‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ نادى ُ‬ ‫وسه َفيأكل ُ‬ ‫قَ ْ‬
‫وث ثلثا ً فيقول بعضهم لبعض‪ :‬إن هذا الصوت‬ ‫كم ال ْغَ ْ‬ ‫الناس‪ :‬أ ََتا ُ‬
‫م عليه السلم عند صلةِ‬ ‫ن وينزل عيسى ابن مري َ َ‬ ‫ت رجل شبعا َ‬ ‫صو ُ‬
‫ة‬
‫م ُ‬‫ل هَذِهِ ال ّ‬ ‫صل‪ ،‬فيقو ُ‬ ‫دم فَ َ‬ ‫ح الل ّهِ ت ََق ّ‬ ‫الفجرِ فيقول له أميُرهم‪ :‬يا ُرو َ‬
‫صل ََته‬ ‫ضى َ‬ ‫صّلي‪ ،‬فِإذا قَ َ‬ ‫م أميُرهم فَي ُ َ‬ ‫م عََلى ب َْعض فيت ََقد ّ ُ‬ ‫ضه ُ ْ‬
‫مَراُء ب َعْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ب كما‬ ‫ذا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل فِإذا رآه الدجا ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫ب نحو الد ّ‬ ‫ه فَذ َهَ َ‬ ‫حْرب َت َ ُ‬
‫أخذ عيسى َ‬
‫ه‬
‫م أصحاب ُ ُ‬ ‫ه وي َن ْهَزِ ُ‬‫دوتهِ فيقتل ُ‬ ‫ه تحت ث َن ْ َ‬ ‫حْرب َت َ ُ‬‫ضع ُ َ‬ ‫ص فَي َ َ‬ ‫ب الرصا ُ‬ ‫يذو َ‬
‫ل يا‬ ‫حدا ً حتى إن الشجرةَ لتقو ُ‬ ‫مْنهم أ َ‬ ‫واري ِ‬ ‫فليس يومئذ شيء ي ُ َ‬
‫هذا كافر ويقول الحجُر يا مؤمن هذا كافٌر"‪.‬‬ ‫ن َ‬‫مؤم ُ‬
‫ل هذين المصرين هما البصرة والكوفة بدليل ما‬ ‫تفّرد به أحمد‪ ،‬ولع ّ‬
‫لمام أحمد‪.‬‬ ‫رواه ا ِ‬
‫حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم‪ ،‬حدثنا الحشرح بن نباته القيتتس‬

‫الكوفي‪ ،‬حدثني سعيد بن جهمان‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن أبتتي بكتترة‪،‬‬

‫حدثنا أبي في هذا المسجد يعني مسجد البصرة قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫ن طائفة من أمتي أرضا ً يقال لهتتا‬


‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لي َن ْزِل َ ّ‬

‫طورا ً صغاُر‬
‫م ثم يجيُء بنو قَن ْ ُ‬ ‫م وي َك ْث ُُر ب َِها ن َ ْ‬
‫خلهُ ْ‬ ‫ال ْب َ ْ‬
‫صَرةُ َيكث ُُر بها َ‬
‫عدد ُهُ ْ‬

‫جل َ ُ‬
‫ة فَي ُْفَرقُ المسلمون‬ ‫سرٍ ل َهُ ْ‬
‫م يقال له دِ ْ‬ ‫ج ْ‬
‫ن حتى ينزلوا على ِ‬
‫العيو ِ‬

‫ن بال َْبادِي َت ِ‬
‫ة‬ ‫ب ال ِب ِتتل ي َل ْ َ‬
‫حُقتتو َ‬ ‫ة َفيأختتذون بأ ْ‬
‫ذنتتا ِ‬ ‫ث ف تَرق‪ ،‬فأمتتا ِفرق ت ٌ‬
‫ثل َ‬

‫ما‬
‫واءُ وأ ّ‬
‫س َ‬ ‫سَها وهذِهِ َوتل ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫ة عََلى أن ُْف ِ‬
‫خائ َِف ً‬ ‫ة فَت ََتأ ّ‬
‫خُر َ‬ ‫وَهَل َك َ ْ‬
‫ت وأما فرق ُ‬

‫‪170‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ُفضتتلوهُ ْ‬
‫م‬ ‫ف ظ ُهُتتورِهِ ْ‬
‫م وهتتؤلَء ي َك ُتتو ُ‬ ‫خل ْت َ‬ ‫عي َتتال َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫جعَل ُتتو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ة فَي َ ْ‬
‫فِْرقَ ت ٌ‬

‫ه عََلتتتتتتتتتتى ب َِقي َت َِهتتتتتتتتتتا"‪.‬‬


‫داءَ وَي َْفَتتتتتتتتتتتح الّلتتتتتتتتتت ُ‬ ‫ُ‬
‫شتتتتتتتتتتهَ َ‬

‫ثم رواه أحمد‪ ،‬عن يزيد بن هارون وغيره عن العتتوام بتتن حوشتتب‪،‬‬

‫عن سعيد بن جهمان‪ ،‬عن ابن أبي بكرة عن أبيه فذكره بنو قنطورا‬

‫هم الترك‪ ،‬ورواه أبو داود‪ ،‬عن محمد بن يحيى بن فارس‪ ،‬عن عبتتد‬

‫الصمد بن عبد الوارث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعيد بن جهمان‪ ،‬عتتن مستتلم‬

‫بتتتتتتتن أبتتتتتتتي بكتتتتتتترة عتتتتتتتن أبيتتتتتتته فتتتتتتتذكره نحتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وروى أبو داود من حديث بشر بن المهاجر‪ ،‬عن عبد الله بن بريتتدة‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن النتبي صتلى اللته عليته وستلم فتتي حتتديث‪" :‬ي َُلتوَنك ْ‬
‫م‬

‫حتتتى ي َل ْ َ‬
‫حُقتتوا‬ ‫م تَرارٍ َ‬ ‫م ثَ َ‬
‫لث ِ‬ ‫ك قتتال ل َي َ ُ‬
‫ستتوقُن ّهُ ْ‬ ‫صَغاُر العُْين ي َعِْني الت ّْر َ‬
‫ِ‬

‫م‪،‬‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ب ِ‬
‫ن هََر َ‬
‫م ْ‬ ‫ب‪َ ،‬فأما في السَياقَةِ الولى فَي َن ْ ُ‬
‫جو َ‬ ‫زيرةِ العََر ِ‬
‫ج ِ‬
‫م بِ َ‬
‫ب ِهِ ْ‬

‫متتا فتتي الثال َِثتت ِ‬


‫ة‬ ‫ض‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ض وي َهِْلتت ُ‬
‫ك ب َْعتت ُ‬ ‫متتا فتتي الثان َِيتتةِ فَي َن ْ ُ‬
‫جتتو ب َْعتت ٌ‬ ‫َوأ ّ‬

‫ن" أو كمتتتتتتتتا قتتتتتتتتال لفتتتتتتتتظ أبتتتتتتتتي داود‪.‬‬ ‫صتتتتتتتتط َل َ ُ‬


‫مو َ‬ ‫فَي ُ ْ‬

‫وروى الثوري‪ ،‬عن سلمة بن كفيتتل‪ ،‬عتتن الزهتتر‪ ،‬عتتن ابتتن مستتعود‬

‫س عنتتد ختتروج التتدجال ثلث فِتترق‪ :‬فرقتتة تتبعتته‪،‬‬


‫رق النا ُ‬
‫قال‪" :‬ي َْفت َ ِ‬

‫‪171‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ط العِتتراق‬ ‫ت الشتتيح‪ ،‬وفرقتتة تأختتذ ب ِ َ‬


‫شت ِ‬ ‫مَناب ِ ُ‬
‫وفرقة تلحق بأْرض ب َِها َ‬

‫ن‬ ‫يقتتاتُلهم ويقتتاتُلوَنه حتتتى يجَتمتتع المؤمنتتو َ‬


‫ن ب ُِقتترى الشتتام وَي َب َْعثتتو َ‬

‫سه أشقُر أوْ أب ْل َتقُ فَُيقَتلتتو َ‬


‫ن فل يرجتتع منهتتم‬ ‫س فََر ُ‬
‫ة فيهم فار ٌ‬ ‫َ‬
‫طليع ً‬

‫بَ َ‬
‫شُر"‪.‬‬

‫حديث عن عبد الّله بن بسر‬

‫قال حنبتتل بتتن إستتحاق‪ :‬حتتدثنا رحيتتم‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن يحيتتى‬

‫المعافري هو المريسي أحد الثقات‪ ،‬عن معاوية بتتن صتتالح‪ ،‬حتتدثني‬

‫أبو الزارع أنه سمع عبد الله بن يسر يقول سمعت صلى الله عليتته‬

‫من َرأى"‪ .‬أو قال ليكتتونن قريبتا ً متتن‬ ‫وسلم يقول‪" :‬ليد ْرِك َ ّ‬
‫ن الدجا َ‬
‫ل َ‬

‫قولي قال شيخنا الذهبي أبو الزارع ل يعرف والحديث منكر‪ .‬قلتتت‪:‬‬

‫وقد تقدم في حديث أبي عبيدة شاهد له‪.‬‬

‫حديث عن سلمة بن الكوع‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا العباس بن الفضل السفاطي‪ ،‬حدثنا يزيد بن‬

‫الحريش‪ ،‬حدثنا أبو همتتام محمتتد بتتن الزبرقتتان‪ ،‬حتتدثنا موستتى بتتن‬

‫‪172‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عبيدة‪ ،.‬حدثني يزيد بن عبد الرحمن‪ ،‬عتتن ستتلمة بتتن الكتتوع قتتال‪:‬‬

‫أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبتتل العَِقيتتق حتتتى‬

‫ه‬
‫ستيح إنت ُ‬
‫م ِ‬
‫إذا كنا مع الثن ِي ّةِ قال‪" :‬إني لنظر إلى مواقع عدو اللته ال َ‬

‫ب‬
‫ن ن َْق ٍ‬
‫م ْ‬
‫ما ِ‬ ‫حتى ي َت ََرسل يخرج إليه ال ْغَوْ َ‬
‫غاءُ َ‬ ‫ن كذا َ‬
‫م ْ‬
‫يْقبل حتى ينزل ِ‬

‫ن‬
‫صتتورتا ِ‬
‫معَتته ُ‬
‫ه‪َ ،‬‬
‫ستتان ِ ِ‬
‫حر َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مل َ ٌ‬
‫ك أو ملكتتا ِ‬ ‫من أن َْقاب المدنةِ إل ّ عََليه َ‬

‫ن ِبال ََبوين يقول أحدهم‬ ‫ن ي َت َ َ‬


‫شب ُّهو َ‬ ‫صورةُ الجنةِ وصورة النار وشياطي ُ‬

‫ت قَد ْ ِ‬
‫مت‬ ‫س ُ‬ ‫من ْ َ‬
‫ك أل ْ‬ ‫خوك أنا ُ‬
‫ذو قَِرابةٍ ِ‬ ‫للحي‪ :‬أت َْعرفُِني? أنا أْبو َ‬
‫ك أَنا أ ُ‬

‫جل ً متتن‬ ‫مْنه ويبعتتث الل ّت ُ‬


‫ه لتته َر ُ‬ ‫ما شَاء ِ‬ ‫ه‪ ،‬فَي َْق ِ‬
‫ضي الله َ‬ ‫هذا َربَنا فات ّب ِعْ ُ‬

‫س‪ :‬ل‬
‫ب ياأيهَتتا النتتا ُ‬ ‫ذا الك ًت ّ‬
‫ذا ُ‬ ‫ه‪ ،‬ويقتتول هَ ت َ‬
‫ه ويبكت ُت ُ‬ ‫مين َفي ْ‬
‫س تك ِت ُ ُ‬ ‫المسل ِ ِ‬

‫م ل َْيتس ِبتأ ْ‬
‫عوَر‪ ،‬ويقتول‬ ‫ن َرب ّ ُ‬
‫كت ْ‬ ‫ل بتاط ِل ً وإ ِ ّ‬
‫ب ويقتو َ‬ ‫ي َُغرن َ ُ‬
‫كم َفتإنه كت ّ‬
‫ذا ٌ‬

‫ل ذ َل ِت َ‬
‫ك‬ ‫صت ُ‬ ‫ه ُ‬
‫شتّقت َْين وَي َْف ِ‬ ‫مت ّب ِعِتتي? َفيتتأتي فَي َ ُ‬
‫شتّق ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه‪ :‬هَل ّ أن ْت َ‬ ‫جا ُ‬
‫الد ّ‬

‫ش تْتما ً‬
‫ن تكتتذيبا ً وأش تد ّ َ‬
‫متتا كتتا َ‬ ‫ه اللتته أ َ‬
‫شتد ّ َ‬ ‫عيد ُهُ ل َك ُت ْ‬
‫م فَي َب ْعَث ُت ُ‬ ‫ويقو ُ‬
‫لأ ِ‬

‫م ب َِهتا أل َ إ ْ‬
‫ن‬ ‫ة افْت ُت ِن ُْتت ْ‬ ‫ما َرأي ُْتم ب َل َءَ اب ْت ُِليت ُ ْ‬
‫م ب ِهِ وفت ْن َ ً‬ ‫س إن ّ َ‬ ‫فيقو ُ‬
‫ل‪ :‬أي َّها النا ُ‬

‫ب فََيأ ُ‬
‫مُر بهِ إلى هذِهِ الّناِر‬ ‫هو ك َ ّ‬
‫ذا ً‬ ‫خَرى أل َ ُ‬
‫مّرةً أ ْ‬ ‫صاِدقا ً فَل ْي ُعِ ْ‬
‫دني َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬

‫‪173‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سى بن عبيدة اليزيدي ضتتعيف‬


‫شام" مو َ‬ ‫ة ثم يخرج قِب َ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫وهي الجن ُ‬

‫في هذا السياق‪.‬‬

‫حديث محجن بن الدرع‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حماد يعني ابتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن ستتعيد‬

‫الجريري‪ ،‬عن عبد الله بن شفيق‪ ،‬عن محجن بن الدرع أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما ً الناس فقتتال‪َ" :‬يتتوْ ُ‬
‫م الخلص‬

‫م الخلص? قال‪َ :‬يجيُء التتدجا ُ‬


‫ل‬ ‫ما ي َوْ ُ‬ ‫لثا ً فَِقي َ‬
‫ل وَ َ‬ ‫ما َيوم الخلص? ث َ َ‬
‫و َ‬

‫حدا ً فينظُر إلى المدينةِ فيقتتول لصتتحاِبه‪ :‬هتتل تتتدرون هَ ت َ‬


‫ذا‬ ‫فيصعَد ُ أ ُ‬

‫ض? هذا مسجد ُ أحمد‪ ،‬ثم يأتي المدينتتة فيجتتد علتتى كتتل‬
‫القصَر البي َ َ‬

‫ف فيضتترب‬
‫ة الج تْر ِ‬
‫خ َ‬
‫س تب ْ َ‬
‫ه فيتتأتي ِ‬ ‫صِلتا ً َ‬
‫س تي َْف ُ‬ ‫ملكا ً ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َْقب من أنقاب َِها َ‬

‫ت فل َ يبقتتى منتتافقٌ ول منافقت ٌ‬


‫ة‬ ‫جفتتا ٍ‬ ‫ِرواقَ ُ‬
‫ه ثم ترجف المدينة ثلث َر َ‬

‫ة إل ّ ختترج إليتته فتتذلك ي َتوْ ُ‬


‫م الخلص"‪ .‬تفتًرد بتته‬ ‫ول فاسقٌ ول فاسق ٌ‬

‫أحمد‪.‬‬

‫خير دينكم أيسره‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم رواه أحمد‪ ،‬عن غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أبي بشر‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن شقيق‪ ،‬عن ابن أبي رجا‪ ،‬عن محجن بن الدرع قال‪ :‬أخذ رسول‬

‫الله بيدي فصعد على أحد وأشرف على المدينة فقتتال‪" :‬وَي ْتتل‪ :‬إنهتتا‬

‫دجا ُ‬
‫ل‬ ‫ن‪ ،‬فيأتيهتتا ال ت ّ‬ ‫قُّرةُ عَْيني أد َعَُها خيَر ما تكو ُ‬
‫ن أو كتتأخير متتا تكتتو ُ‬

‫خُلها‪ .‬قتتال‪:‬‬
‫ه فل ي َتد ْ ُ‬ ‫صِلتا ً َ‬
‫ستتيف ُ‬ ‫مَلكا ً ُ‬
‫م ْ‬ ‫فيجد على كل باب من أبوابها َ‬

‫ثم نزل وهو آخذ بيدي فدخل المسجد فإذا رجل يصتتلي فقتتال لتتي‪:‬‬

‫ه فَت ُهْل ِك َتتة‪ ،‬قتتال‪:‬‬


‫مع ْ ُ‬
‫س ِ‬
‫ت ل تُ ْ‬ ‫من هذا? فأثنيت عليه خيرًا‪ ،‬فقال‪ :‬ا ْ‬
‫سك ُ ْ‬

‫خيتتَر‬
‫ن َ‬
‫دي وقال‪" :‬إ ّ‬
‫ن يَ ِ‬
‫م ْ‬
‫ده ِ‬ ‫ثم أتى حجرة امرأةٍ من ِنسائ ِهِ فَن ََف َ‬
‫ض يَ َ‬

‫ه"‪.‬‬
‫سُر ُ‬ ‫خيَر ِدين َك ُ ُ‬
‫م أي ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫سَرهُ إ ّ‬
‫ِدينكم أي ْ َ‬

‫حديث أبي هريرة رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا يعقوب‪ ،‬عتتن ستتهيل‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الساعة حتتتى يقاتتتل المستتلمون اليهتتود فيقتلهتتم المستتلمون حتتتى‬

‫جُر‪:‬‬ ‫جُر أو ال َ‬
‫ش َ‬ ‫ح َ‬
‫ر‪ ،‬فيقول ال َ‬
‫ج ِ‬ ‫جرِ وال َ‬
‫ش َ‬ ‫ح َ‬
‫يختبىُء اليهودي من وراِء ال َ‬

‫ل فاقْت ُْله إل ال ْغَْرقَد ُ‬


‫خل ِْفي فَت ََعا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫هذا الي َُهودِيّ ِ‬
‫يا مسلم يا عبد اللهِ َ‬
‫‪175‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جر ال ْي َُهتتوِد"‪ .‬وقتتد روى مستتلم عتتن قتيبتتة بهتتذا الستتناد‪.‬‬ ‫فتتإنه َ‬
‫شت َ‬

‫"ل تقتتوم الستتاعة حتتتى تقتتاتلوا التتترك" الحتتديث‪ .‬وقتتد تقتتدم هتتذا‬

‫الحديث بطرقه وألفاظه‪ .‬والظاهر والله أعلم‪ ،‬أن المراد أن التتترك‬

‫هم اليهود أيضا ً والدجال من اليهود كما تقدم فتتي حتتديث أبتتي بكتتر‬

‫الصديق الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حسين بتن محمتد‪ ،‬حتدثنا جريتر‪ ،‬عتن محمتد بتن‬

‫إسحاق‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم التتيمي‪ ،‬عتن أبتي ستلمة‪ ،‬عتن أبتي‬

‫هريرة قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫ن فتتي ستتبعين ألفتا ً كتتأن وجتتوههم‬


‫متتا َ‬
‫ن وك ِْر َ‬
‫حتتوَرا َ‬
‫لب ُ‬ ‫"لي َْنزل ً ّ‬
‫ن الدجا ُ‬

‫مط َْرقَ ُ‬
‫ة"‪ .‬إسناده جيد قوي حسن‪.‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جا ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال حنبل بن إسحاق‪ :‬حدثنا شريح بن النعمتتان‪ ،‬حتتدثنا فليتتح‪ ،‬عتتن‬

‫الحارث بن النفيل‪ ،‬عن زياد ابن سعيد‪ ،‬عن أبتتي هريتترة أن رستتول‬

‫‪176‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فذكر التتدجال فقتتال‪" :‬إنتته‬

‫ه لكم بما لم يصفه نِبي قَْبلي ِإنه‬ ‫لم يكن نبي إل حذ َّرهُ أمَته وسأ ِ‬
‫صُف ُ‬

‫ب أو ل يكتتتب"‪.‬‬ ‫أعوُر مكتوب بين عينيه كافر بقرؤه ُ‬


‫كل متتؤمن يكت ت ُ‬

‫وهذا إسناد جيد لم يخرجوه من طريق أخرى‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال حنبل بن إسحاق‪ :‬حدثنا شريح بن النعمتتان‪ ،‬حتتدثنا فليتتح‪ ،‬عتتن‬

‫الحارث بن النفيل‪ ،‬عن زياد ابن سعيد‪ ،‬عن أبتتي هريتترة أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فذكر التتدجال فقتتال‪" :‬إنتته‬

‫ه لكم بما لم يصتتفه نِبتط قَْبلتي?‬ ‫لم يكن نبي إل حذ َّرهُ أمَته وسأ ِ‬
‫صُف ُ‬

‫ب‬
‫ب أو ل يكت ت ُ‬ ‫إنه أعوُر مكتوب بين عينيه كافر بقرّوه ُ‬
‫كل مؤمن يكت ُ‬

‫"‪ .‬وهذا إسناد جيد لم يخرجوه من طريق أخرى‪.‬‬

‫المدينة المنورة ومكة المكرمة في حراسة من الملكة‬

‫بأمر الّله‬

‫‪177‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح عتتن عمتترو بتتن العلء الثقفتتي‬

‫عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪:‬‬

‫ة محفوفََتان بالملئكةِ على كل نْقب منهمتتا ملئك ت ٌ‬


‫ةل‬ ‫ة ومك ً‬
‫" المدين ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫خلها التتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال ول الطتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعو ُ‬
‫ي َتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ْ ُ‬

‫هذا غريتتب جتتدًا? وذكرمكتتة فتتي هتتذا ليتتس محفوظتا ً وكتتذلك ذكتتر‬

‫الطاعون والله تعالى أعلم‪ ،‬والعلء الثقفي هذا إن كان مزيتتدا ً فهتتو‬

‫أقرب‪.‬‬

‫حديث عبادة بن الصامت رضى الّله تعالى عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا حيوة بن شريح‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬حدثنا بجيرعن خالد‬

‫عن جنادة بن أمية عن عبادة ابتتن الصتتامت أنتته حتتدثهم أن رستتول‬

‫دثتكم عن التتدجال حتتتى‬


‫ح ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إني قد َ‬

‫جْعذ أعَتتوُر‬ ‫ح الدجا َ‬


‫ل رجل قصيٌر أَبح َ‬ ‫ن ل َ َتفعلوا? إن الم ِ‬
‫سي َ‬ ‫تأ ْ‬
‫شي ُ‬
‫خ ِ‬
‫َ‬

‫س العين فإن ل َب ّ َ‬
‫س عليكم فاعلموا أن ربكم عتّز وجتتل ليتتس‬ ‫مطمو ُ‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأعوَر"‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه أحمد‪ ،‬عن حيوة بن شريح أو يزيد بن عبد ربه‪ ،‬والنسائي عن‬

‫إسحاق بن إبراهيم كلهم عن بقية بن الوليد به‪.‬‬

‫شهادات نبوية كريمة بفضل بني تميم‬

‫وقال البخاري ومسلم‪ :‬حدثنا زهر‪ ،‬حدثنا جرير عن أببما زرعة عتتن‬

‫أبي هريرة قال‪ :‬ما زلت أحب بنتتي تميتتم متتن أجتتل ثلث? ستتمعت‬

‫متتتي علتتى‬
‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬هتتم أشتتد ا ّ‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال!‪.‬‬

‫مي "‪.‬‬
‫ذه صتتتتتدقات قتتتتتو ِ‬
‫وجتتتتتاَءت صتتتتتدقاتهم فقتتتتتال‪" :‬هتتتتت ِ‬

‫ة منهم عند عائشة‪ .‬فقال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬


‫سب ِي ّ ٌ‬
‫وكانت َ‬

‫قيها فإنها من ولد إسماعيل "‪.‬‬


‫وسلم ‪" :‬أعْت ِ ِ‬

‫حديث عمران بن حصين رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬حدثنا حميتتد‬

‫بن هلل عن أبي الدهماء قال‪ :‬سمعت عمتتران بتتن حصتتين يحتتدث‬

‫معَ من التتدجال‬
‫س ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪َ :‬‬

‫‪179‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه بما‬


‫من ْ ُ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫سَنا ِ‬

‫ت أو ولما يبعث به من الشتتبهات"‪ .‬قتتال‪ :‬هكتتذا‬ ‫يبعث به من ال ّ‬


‫شب َُها ِ‬

‫تفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترد بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو داود‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حدثنا هشتتام بتتن حستتان‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حميد بن هلل‪ ،‬عن أبي الدهماء‪ ،‬عن عمران بن حصين‪ ،‬عن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من سمع من الدجال فلستتنا منتته متتن‬

‫ب إنه متتؤمن‬
‫س ُ‬
‫حس ِ‬
‫سمع من الدجال فلسنا منه? فإن الرجل يأتيه ي َ ْ‬

‫حتتتتتى ي َت ْب ََعتتتته"‪.‬‬
‫فمتتتتا يتتتتزال بتتتته لمتتتتا معتتتته متتتتن الشتتتتبه َ‬

‫وكذلك رواه عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن هشام بن حسان وهتتذا إستتناد‬

‫جيتتتد وأبتتتو التتتدهماء واستتتمه فرقتتتة ابتتتن بهيتتتر التتتدوي ثقتتتة‪.‬‬

‫وقال سفيان بن عيينة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عتتن عمتتران‬

‫م‬ ‫بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لقد أك َ‬
‫ل الطعا َ‬

‫م َ‬
‫شى في السواق"‪ .‬يعني الدجال‪.‬‬ ‫و َ‬

‫حديث المغيرة بن شعبة رضي الّله تعالى عنه الدجال‬

‫أهون على الّله‬

‫‪180‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا شهاب بن عباد العبدي‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن حميد‬


‫الوارسي‪ ،‬عن إسماعيل‪ ،‬عن أبي خالد عن قيس بن حازم عن‬
‫المغيرة عن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النبي عن الدجال أكثر مما‬
‫ه? إنه ل يضرك‪ :‬قلت يا رسول الله إنهم‬ ‫من ْ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫سألت قال‪:‬وما َيضر َ‬
‫ن على الله من ذلك"‪.‬‬ ‫هو ُ‬
‫هو أ ْ‬
‫م والنهاَر قال ُ‬ ‫ن معه الطعا َ‬‫يقولون إ ّ‬
‫حدثنا شريح بن يونس‪ ،‬حدثنا هشام بن إسماعيل‪ ،‬عن قيس‪ ،‬عن‬
‫المغيرة بن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫عن الدجال أكثر مما سألته‪ :‬قال وما سؤالك? قال‪ :‬إنهم يقولون‬
‫إن معه جبال ً من خبز ولحم ونهرا ً من ماء‪ ،‬قال‪" :‬هو أهون على‬
‫الله من ذلك"‪.‬‬
‫ورواه مسلم أيصا ً في الستئذان من طرق كثيرة‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته‪ ،‬قال‪ :‬وما سؤالك? قال‪:‬‬
‫إنهم يقولون إن معه جبال ً من خبز ولحم ونهرا ً من ماء? قال‪" :‬هو‬
‫أهون على الله من ذلك"‪.‬‬
‫ورواه مسلم أيضا ً في الستئذان من طرق كثيرة‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫أبي خالد‪ ،‬وأخرجه البخاري‪ ،‬عن مسدد‪ ،‬عن يحيى القطان‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل‪ ،‬وقد تقدم حديث حذيفة وغيره أن ماءه نار وناره ماء‬
‫بارد وإنما ذلك في رأي العين وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من‬
‫العلماء كابن حزم والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق‬
‫مموه ل حقيقة لما يبدي للناس من المور التي تشاهد في زمانه‬
‫بل كلها خيالت عند هؤلء‪.‬‬
‫وقال الشيخ أبو علي الجبائي شيخ المعتزلة‪" :‬ل يجوز أن يكون‬
‫كذلك حقيقة لئل يشتبه خارق الساحر بخارق النبي وقد أجابه‬
‫القاضي عياض وغيره بأن الدجال إنما يدعي اللهية وذلك مناف‬
‫للبشرية فل يمتنع إجراء الخارق على يديه والحالة هذه‪ .‬وقد أنكرت‬
‫طوائف كثيرة من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة خروج الدجال‬
‫بالكلية وردوا الحاديث الواردة فيه فلم يصنعوا شيئا ً وخرجوا بذلك‬
‫عن حيز العلماء لردهم ما تواترت به الخبار الصحيحة من غير وجه‬

‫‪181‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم‪ ،‬وإنما أوردنا بعض‬
‫ما ورد في هذا الباب‪ ،‬لن فيه كفاية ومقنعا ً وبالله المستعان‪.‬‬
‫والذي يظهر متتن الحتاديث المتقدمتة أن التتدجال يمتحتن اللته بته‬

‫عباده بما يخلقه معه من الخوارق المشاهدة في زمتتانه كمتتا تقتتدم‬

‫أن من استجاب له يأمر السماء لتمطرهم والرض فتنبت لهم زرعا ً‬

‫تأكل منه أنعامهم وأنفسهم وترجع إليهم سمانا ً ومن ل يستجيب لتته‬

‫ويرد عليه أمتتره تصتتيبهم الستتنة والجتتدب والقحتتط والعلتتة ومتتوت‬

‫النعام ونقص الموال والنفس والثمرات‪ ،‬وأنتته تتبعتته كنتتوز الرض‬

‫كيعاسيب النحل‪ ،‬ويقتتتل ذلتتك الشتتاب ثتتم يحييتته‪ ،‬وهتتذا كلتته ليتتس‬

‫بمخرفة بل له حقيقة امتحن الله به عباده في ذلك الزمتتان فيضتتل‬

‫به كثيرا ّ ويهدي به كثيرًا‪ ،‬يكفر المرتابون‪ ،‬ويزداد الذين آمنوا إيمانتًا‪،‬‬

‫وقد حمل القاضي عياض وغيره على هذا المعنتتى معنتتى الحتتديث‪.‬‬

‫"هتتتتتتتتتو أهتتتتتتتتتون علتتتتتتتتتى اللتتتتتتتتته متتتتتتتتتن ذلتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫أي هو أقل من أن يكون معه من يضل به عباده المؤمنين‪ ،‬وما ذاك‬

‫ِإل لنه ظاهر النقص والفجور والظلم‪ ،‬وإن كتان معتته متا معته متتن‬

‫الخوارق‪ ،‬وبين عينيه مكتتوب كتافر كتابتة ظتاهرة وقتد حقتق ذلتك‬

‫‪182‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشارع في خبره بقوله ك ف ر‪ ،‬وقد دل ذلك على أنه كتابة حسية‬

‫ل معنوية كما يقتتوله بعتتض النتتاس‪ ،‬وعينتته الواحتتدة عتتوراء شتتنيعة‬

‫المنظر ناتئة‪ ،‬وهومعنى قوله "كأنها عنبتتة طافيتتة" أي طافيتتة علتتى‬

‫وجه الماء ومن روى ذلك طافية فمعناه ل ضوء فيها‪ ،‬وفي الحتتديث‬

‫الخر "كأنها نخامة على حائط مجصص" أي بشعة الشكل‪ ،‬وقد ورد‬

‫في بعض الحاديث أن عينتته اليمنتتى عتتوراء رحتتا اليستترى فإمتتا أن‬

‫تكون إحدى الروايتين غير محفوظة أو أن العور حاصل في كل من‬

‫العينيتتتتتتن ويكتتتتتتون معنتتتتتتى العتتتتتتور النقتتتتتتص والعيتتتتتتب‪.‬‬

‫ويقوي هذا الجواب ما رواه الطبراني‪ ،‬حدثنا محمد بن محمد التمار‬

‫وأبو خليفة قال‪ :‬حدثنا أبو الوليتتد‪ ،‬حتتدثنا زائدة‪ ،‬حتتدثنا ستتماك‪ ،‬عتتن‬

‫عكرمة‪ ،‬عن ابتتن عبتتاس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬الدجال جعد هجين أخن كأن رأسه غصن شجرة مطمتتوس‬

‫عينه اليمنى‪ ،‬والختترى كأنهتتا عنبتتة طافيتتة" الحتتديث‪ .‬وكتتذلك رواه‬

‫سفيان الثوري عن سماك بنحوه‪ ،‬لكن قد جاء في الحديث المتقدم‬

‫وعينه الخرى كأنها كوكب دري‪ ،‬وعلى هذا فتكون الروايتة الواحتتدة‬

‫‪183‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غلطًا‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد أن العين الواحدة عوراء في نفسها‪،‬‬

‫والختترى عتتوراء باعتبتتار انبرازهتتا واللتته ستتبحانه وتعتتالى أعلتتم‬

‫بالصواب‪.‬‬

‫لماذا لم يذكر الدجال صراحة في القرآن الكريم?‬

‫وقد سأل سائل سؤال ً فقال‪ :‬ما الحكمة في أن الدجال مع كثرة‬


‫شره وفجوره وانتشار أمره ودعواه الربوبية وهو في ذلك ظاهر‬
‫الكذب والفتراء‪ ،‬وقد حذر منه جميع النبياء لم يذكر في القرآن‬
‫ويحذر منه ويصرح باسمه وينوه بكذبه وعناده? والجواب من وجوه‪:‬‬
‫ض‬
‫م َيأتي ب َعْ ُ‬ ‫أحدهما‪ :‬أنه قد أشير إلى ذكره في قوله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ت في‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ل أو ْ ك َ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬‫نآ َ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ك ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإيمان َُها ل َ ْ‬ ‫ت رب ّ َ‬ ‫آَيا ِ‬
‫خْيرًا"‪ .‬أ النعام‪ ،158 :‬الية‪.‬‬ ‫مان َِها َ‬‫إي َ‬
‫قال أبو عيسى الترمذي عند تفسيرها‪ :‬حدثنا عبد بن حميد‪ ،‬حدثنا‬
‫يعلى بن عبيد‪ ،‬عن فضيل بن غزوان " عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي‬
‫ن لم‬ ‫ج َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ث إذا َ‬ ‫هريرة‪ ،‬عن النبى صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬ثل ٌ‬
‫خْيرا ً‬‫ت في ِإيماِنها َ‬ ‫ن قَْبل اوكسب ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫مان َُها َلم ت َك ُ ْ‬ ‫ي َن َْفعْ ن َْفمسا ً إي َ‬
‫ب او من مغربها"‪ .‬ثم‬ ‫ة وطلوعُ الشمس من المغر ِ‬ ‫ل والداب ُ‬ ‫الدجا ُ‬
‫قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن عيسى ابن مريم ينزل من السماء الدنيا فيقتل الدجال‬
‫كما تقدم وكما سيأتي‪ ،‬وقد ذكر في القرآن نزوله ني توله تعالى‪( :‬‬
‫ما قَت َُلوهُ‬ ‫ل الل ّهِ و َ‬ ‫سو َ‬ ‫م َر ُ‬ ‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬ ‫عيسى أب ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫م إّنا قَت َل َْنا أل ْ َ‬ ‫وله ْ‬ ‫وقَ ْ‬
‫ما‬
‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫خت َل َُفوا ِفيهِ ل َِفي َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م وإ ِ ّ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬‫ن شئب ّ َ‬ ‫صل َُبوهُ وَل َك ِ ْ‬ ‫ما َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ه إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه الل ّ ُ‬‫ل َرفَعَ ُ‬ ‫ما قَت َُلوهُ ي َِقينا ً ب َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫عْلم إ ِل ّ اتباع الظ ّ ّ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫ل‬‫ن ب ِهِ قَب ْ َ‬ ‫ب إ ِل ّ لي ُؤْ ِ‬
‫من َ ّ‬ ‫هل الك َِتا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كيما ً وإ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيزا ً َ‬ ‫ه عَ ِ‬‫ن الل ّ ُ‬‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫شهيدًا"‪.‬النساء‪.159 -157 :‬‬ ‫م َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫مة ِ ي َ ُ‬‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫وتهِ وَي َوْ َ‬ ‫م ْ‬‫َ‬

‫‪184‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد قررنا في التفسير أن الضمير في قوله‪ :‬قبل موته عتائد علتى‬

‫عيسى أي سينزل إلى الرض ويؤمن به أهل الكتاب الذين اختلفتتوا‬

‫فيه اختلفا ً متباينًا‪ ،‬فمن متتدعي ا ِ‬


‫لتهيتتة كالنصتتارى ومتتن قاثتتل فيتته‬

‫قول ً عظيما ً وهوأنه ولد ريبة وهم اليهود‪ ،‬فِإذا نزل قبل يوم القيامتتة‬

‫تحقق كل من الفريقين كذب نفسه فيمتتا يتتدعيه فيتته متتن الفتتتراء‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنقرر هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا قريبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وعلى هذا? فيكون ذكر نزول المسيح عيسى ابن مريم إشارة إلتتى‬

‫ذكر المسيح الدجال شيخ الضلل وهو ضد مسيح الهدى‪ ،‬ومن عادة‬

‫العرب أنها تكتفي بذكر أحد الضدين عن ذكر الختتر كمتتا هتتو مقتترر‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي موضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعه‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أنه لم يتتذكر بصتتريح استتمه فتتي القتتران احتقتتارا ً لتته حيتتث‬

‫لتهية وهو ليسر ينافي حالة جلل التترب وعظمتتته وكبريتتائه‬


‫يدعي ا ِ‬

‫وتنزيهه عتتن النقتتص‪ ،‬فكتتان أمتتره عنتتد التترب أحقتتر متتن أن يتتذكر‬

‫وأصغر وأدخر من أن يحكي عن أمتتر دعتتواه ويحتتذر‪ ،‬ولكتتن انتصتتر‬

‫الرسل بجناب الرب عز وجل فكشفوا لممهم عن أمره وحتتذروهم‬

‫‪185‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما معه متتن الفتتتن المضتتلة والختتوارق المضتتمحلة فتتاكتفى بإخبتتار‬

‫النبياء‪ ،‬وتواترذلك عن سيد ولد آدم إمام التقياء عن أن يتتذكرأمره‬

‫الحقير بالنسبة إلى جلل اللتته فتتي القتتران العظيتتم ة ووكتتل بيتتان‬

‫أمتتتتتتتتتتتتره ِإلتتتتتتتتتتتتى كتتتتتتتتتتتتل نتتتتتتتتتتتتبي كريتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬فقد ذكر فرعون في القرآن‪ ،‬وقتتد ادعتتى متتا دعتتاه متتن‬

‫م العْل َتتى"‪ .‬النازعتتات‪.،24 :‬‬


‫الكذب والبهتتتان حيتتث قتتال‪" :‬أن َتتا َرب ّك ُت ُ‬

‫متتن ِإل تهٍ غَي ْت ِ‬


‫ري"‪ .‬أ القصتتص‪:‬‬ ‫ت ل َك ُت ْ‬
‫م ِ‬ ‫مت ُ‬
‫متتا عَل ِ ْ‬
‫مل َ‬
‫وقتتال‪َ" :‬يأئهَتتا ال َ‬

‫والجتتواب‪ :‬أن أمتتر فرعتتون قتتد انقضتتى وتتتبين كتتذبه لكتتل متتؤمن‬

‫وعاقل? وهذا أمر سيأتي وكائن فيما يستقبل فتنتتة واختبتتارا ً للعبتتاد‬

‫فترك ذكره في القرآن احتقارا ً له وامتحان تا ً بتته إذ المتتر فتتي كتتذبه‬

‫أظهر من أن ينبه عليه ويحذر منه‪ ،‬وقد يترك الشيء لوضوحه‪ ،‬كما‬

‫قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته وقد عزم علتتى أن‬

‫يكتب كتابا ً بخلفة الصديق من بعده ثم ترك ذلك وقتتال‪ :‬يتتأبى اللتته‬

‫والمؤمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون إل أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫فترك نصه عليه لوضتتوح جللتتته وظهتتور كتتبر قتتدره عنتتد الصتتحابة‬

‫‪186‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعلم عليه الصلة والستتلم منهتتم أنهتتم ل يعتتدلون بتته أحتتدا ً بعتتده‪،‬‬

‫وكذلك وقع المر‪ ،‬ولهذا يتتذكر هتتذا الحتتديث فتتي دلئل النبتتوة كمتتا‬

‫تقدم ذكرنا له غير مرة في مواضع من الكتاب‪ ،‬وهذا المقتتام التتذي‬

‫نحن فيه من هذا القبيل وهو أن النبي قد يكون ظهتتوره كافي تا ً عتتن‬

‫التنصيص عليه‪ ،‬وأن المر أظهر وأوضح وأجلى متتن أن يحتتتاج معتته‬

‫زيادة على ما هو في القلوب مستقر‪ ،‬فالدجال واضتتح التتذم ظتتاهر‬

‫النقص بالنسبة إلى المقام الذي يتتدعيه وهتتو الربوبيتتة‪ ،‬فتتترك اللتته‬

‫ذكره والنص عليه لما يعلم تعالى من عباده المتتؤمين أن مثتتل هتتذا‬

‫ليهدهم ول يزيدهم إل إيمانا ً وتسليما ً لله ورستتوله وتصتتديقا ً بتتالحق‬

‫وردا ً للباطل ولهذا يقول ذلتتك المتتؤمن التتذي يستتلط عليتته التتدجال‬

‫فيقتلتته ثتتم يحييتته‪ ،‬واللتته متتا ازددت فيتتك إل ّ بصتتيرة‪ .‬أنتتت العتتور‬

‫ه رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم شتتفاها ً‬


‫الكذاب الذي حدثنا في َ‬

‫وقد أخذ بظاهره إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الصتتحيح عتتن‬

‫مسلم‪ ،‬فحكى عن بعضهم أنه الخضر وحكتتاه القاضتتي عيتتاض عتتن‬

‫معمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامعه‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي ستتننه‪ ،‬والترمتتذي فتتي‬


‫وقد قال أحمتتد فتتي مستتنده وأبتتو داود فت ِ‬

‫جامعه بإسنادهم إلى أبتي عبيتدة أن رستول اللته صتلى اللته عليته‬

‫ستتتمع كلمتتتي"‪.‬‬
‫ن رآنتتتي و َ‬
‫متتت ْ‬
‫ه َ‬ ‫وستتتلم قتتتال‪" :‬لعّلتتت ُ‬
‫ه يتتتد ْرِك ُ ُ‬

‫وهذا مما قد يتقوى به بعض من يقول بهذا ولكتن فتي إستناده فتي‬

‫غرابة‪ ،‬ولعل هذا كان قبل أن يبين له صتتلى اللتته عليتته وستتلم متتن‬

‫أمتتتر التتتدجال متتتا بيتتتن فتتتي ثتتتاني الحتتتال واللتته تعتتتالى أعلتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكرنا في قصة الخضر كلم الناس في حياته ودللنا على وفتتاته‬

‫بأدلة أسلفناها هنالك‪ ،‬فمن أراد الوقوف عليها فليتأملها في قصتتص‬

‫النبياء من كتابنا هذا والله تعالى أعلم بالصواب‪.‬‬

‫ذكر ما يعصم من الدجال‬

‫الستتتعاذة المخلصتتة بتتالّله تعصتتم متتن فتنتتة التتدجال فمتتن ذلتتك‬

‫الستعاذة من فتنته‪ ،‬فقد ثبت في الحاديث الصحاح متتن غيتتر وجتته‬

‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعتتوذ متتن فتنتتة التتدجال‬

‫في الصلة وأنه أمر أمته بذلك أيضا ً فقال‪" :‬الّلهم إنا نعوذ ُ بتتك متتن‬

‫ة‬
‫ن فتن ت ِ‬
‫مت ْ‬
‫تو ِ‬
‫متتا ِ‬
‫حَيا والم َ‬ ‫ن فتنة ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ومن فتنةِ القْبر وم ْ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫عذاب َ‬
‫َ‬
‫‪188‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيح التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال"‪.‬‬
‫الم ِ‬

‫ذلك متتن حتتديث أنتتس وأبتتي هريتترة وعائشتتة وابتتن عبتتاس وستتعد‬

‫وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وغيرهم‪:‬‬

‫حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف حفظا ً عمليا ً‬

‫يعصم من فتنة الدجال‬

‫قال شيخنا الحافظ أبو عبد اللتته التتذهبي والستتتعاذة متتن التتدجال‬

‫متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم كمتتا قتتال أبتتو داود‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حفص بن عمر‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬حدثنا سالم بن أبي الجعتتد‪،‬‬

‫عن معدان‪ ،‬عن أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫ة‬
‫متن فتنت ِ‬
‫م ِ‬
‫صت َ‬ ‫ستورةِ الك َْهت ِ‬
‫فع ِ‬ ‫ت متن ُ‬
‫شتر آيتا ٍ‬ ‫حِفت َ‬
‫ظ عَ ْ‬ ‫قال‪" :‬من َ‬

‫ل"‪.‬‬
‫جا ِ‬
‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ّ‬

‫قال أبو داود‪ :‬كذا قال هشام عن دستواي عن قتادة ِإل أنه قال من‬

‫حفظ من خواتيم‪ ،‬وقال شعبة عن قتادة من آخر الكهف‪ ،‬وقتتد رواه‬

‫مسلم من حديث همام وهشام وشعبة عن قتتتادة بألفتتاظ مختلفتتة‪،‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح وفي بعض روايات الثلث‪" :‬آيتتات متتن‬
‫‪189‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أول سورة الكهف عصم من التتدجال"‪ .‬وكتتذلك رواه عتتن روح عتتن‬

‫سعيد عن قتادة بمثله‪ ،‬ورواه عتتن حستتين عتتن شتتعبان عتتن قتتتادة‬

‫كذلك‪ ،‬وقد رواه عن غندر وحجاج عن شعبة عن قتادة بمثله‪ ،‬ورواه‬

‫عن حسين شعبان عن قتادة كذلك‪ ،‬وقد رواه عن غندر وحجاج عن‬

‫شعبة عن قتتتادة وقتتال‪" :‬متتن حفتتظ عشتتر آيتتات متتن آختتر ستتورة‬

‫الكهتتتتتتتتتتف عصتتتتتتتتتتم متتتتتتتتتتن فتنتتتتتتتتتتة التتتتتتتتتتدجال"‪.‬‬

‫ن‬
‫وكذلك البتعاد منه كما تقدم في حديث عمتتران بتتن حصتتين‪" :‬م ت ْ‬

‫من ْتتتتتتتتتتته"‪.‬‬ ‫ل فَل َ ْ‬


‫ستتتتتتتتتتتَنا ِ‬ ‫ن التتتتتتتتتتتدجا ِ‬
‫متتتتتتتتتتت َ‬
‫مع َ ِ‬
‫ستتتتتتتتتتت ِ‬
‫َ‬

‫ن ليتتأِتيهِ وهتتو‬
‫ن المتتؤم َ‬
‫وقول رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن ال ُ‬
‫شب َُهات"‪.‬‬ ‫ن فَي َّتبعَ ُ‬
‫ه مما يبعت بهِ م َ‬ ‫مؤم ٌ‬
‫ب أّنه ُ‬
‫س ُ‬
‫ح ِ‬
‫يَ ْ‬

‫سكنى المدينة ومكة المشرفتين تعصم من فتنة الدجال‬

‫ومما يعصم من فتنة الدجال التذي ستكن المدينتة ومكتة شترفهما‬

‫لمتتام مالتتك‬
‫الله تعالى‪ ،‬فقد روي في البخاري ومسلم من حتتديث ا ِ‬

‫عن نعيم المجمر عن نعيمة عن أبي هريتترة أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫ة ل يتتدخلها‬ ‫م َ‬
‫لئكتت ٌ‬ ‫اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬عَل َتتى ان َْقتتا ِ‬
‫ب المدينتتة َ‬
‫‪190‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ول التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال"‪.‬‬
‫الطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعو ُ‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبتد اللته‪ ،‬حتدثني إبراهيتم بتن‬

‫سعيد عن أبيه‪ ،‬حدثني أبو بكر‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ب‬
‫ة أْبوا ٍ‬
‫سب ْعَ ُ‬
‫ل لها يومئذ َ‬
‫ب المسيح الدجا ِ‬
‫ة ُرعْ ُ‬
‫قال‪" :‬ل يدخل المدين َ‬

‫ب ملكتتتتتتتتتتتتتتتتان"‪.‬‬
‫علتتتتتتتتتتتتتتتتى كتتتتتتتتتتتتتتتتل بتتتتتتتتتتتتتتتتا ٍ‬

‫وقد روي هذا متتن غيتتر وجتته عتتن جماعتتة متتن الصتتحابة منهتتم أبتتو‬

‫هريرة‪ ،‬وأنس بن مالك وسلمة بن الكتتوع ومحجتتن بتتن الدرع كمتتا‬

‫تقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدم‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا عبده بن عبد اللته الخزاعتتي‪ ،‬حتتدثنا يزيتتد بتتن‬

‫هارون‪ ،‬أخبرنا شعبة عن قتتتادة عتتن أنتتس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫ة‬
‫ة فيج تد ُ الملئك ت َ‬ ‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يتتأِتي التتدجا ُ‬
‫ل المدين ت َ‬

‫ستتتوَنها فل يتتتدخلها الطتتتاعون ول التتتدجال ِإن شتتتاَء اللتتته"‪.‬‬


‫حُر ُ‬
‫يَ ْ‬

‫وأخرجه البخاري‪ ،‬عن يحيى بن موسى وإسحاق بن أبي عيسى عن‬

‫يزيد بن هارون ومحجن وأسامة وسمرة بن جندب رضي الله عنهم‬

‫ه‬
‫مَنع ُ‬
‫ة تَ ْ‬
‫ة ول المدين َ‬ ‫ه ل يدخ ُ‬
‫ل مك َ‬ ‫أجمعين‪ .‬وقد ثبت في الصحيح‪" :‬أن ّ ُ‬

‫‪191‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة" لشرف هاتين البقعتين فهما حرمان آمنتتان منتته وإنمتتا إذا‬
‫الملئك ُ‬

‫نزل نزل عند سبخة المدينة فترجف المدينة بأهلها ثلث رجفات إما‬

‫حسا ً أو معنى على القولين فيخرج منها كل منافق ومنافقة ويتتومئذ‬

‫تنفي المدينة خبثهتتا ويستتطع طيبهتتا كمتتا تقتتدم فتتي الحتتديث واللتته‬

‫أعلم‪.‬‬

‫تلخيص سيرة الدجال لعنه الّله‬

‫هو رجل من بني آدم خلقه الله تعالى ليكون محنة للناس في آخر‬
‫ن"‪.‬‬
‫سِقي َ‬‫ضل ب ِهِ إ ِل ّ الَفا ِ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫دي به ك َِثيرا ً وَ َ‬‫ل به ك َِثيرا ً وي َهْ ِ‬ ‫ض ُ‬
‫الزمان‪" :‬ي ُ ِ‬
‫وقد روى الحافظ أحمد بن علي البار في تاريخه من طريق مجالد‪،‬‬
‫عن الشعبي أنه قال‪ :‬كنية الدجال أبو يوسف‪ ،‬وقد روى عمر بن‬
‫الخطاب وأبو داود جابر بن عبد الله وغيرهم من الصحابة وغيرهم‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا‬ ‫كما تقدم أنه ابن صياد‪ ،‬وقد قال ا ِ‬
‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن أبي يزيد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن‬
‫وا‬ ‫مك ُ ُ‬
‫ث أب َ َ‬ ‫أبيه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ي َ ْ‬
‫غلم‬‫ن ُ‬‫ما ب َْعد الَثلِثي َ‬ ‫م يول َد ُ ل َهُ َ‬ ‫غلم ث ّ‬ ‫ل ثلثين عاما ً ل ُيولد ُ لهما ً‬ ‫الدجا ِ‬
‫م قَل َْبه"‪.‬‬ ‫ه ن َْفعا ً ت ََنام عَْيناهُ ول َ ي ََنا ُ‬
‫يٍء وأقَل ُ ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ضر َ‬ ‫أعوَُر أ َ‬
‫ثم نعت أبويه فقال‪" :‬أبوه رجل مضطرب اللحم طويل النف كتتأن‬

‫أنفه منقار وأمه امرأة عظيمة الثديين ثم بلغنا أن مولودا ً من اليهود‬

‫ولد بالمدينة قال‪ :‬فتانطلقت والزبيتتر بتتن العتوام حتتى دخلنتتا علتتى‬

‫أبويه فوجدنا فيهما نعت رسول الله صلى الله عليه وستتلم وإذا هتتو‬
‫‪192‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫منجدل في الشمس في قطيفة يهمهم فستتألنا أبتتويه فقتتال‪ :‬مكثنتتا‬

‫ثلثين عاما ً ل يولد لنا‪ ،‬ثم ولد لنا غلم أعور أضر شيء وأقله نفعتتًا‪،‬‬

‫فلما خرجنا مررنا به فقال‪ :‬عرفت ما كنتمتتا فيتته‪ .‬قلنتتا‪ :‬وستتمعت?‬

‫م قل ْب ِتتي فتتإذا هُتتو اب ْتتن َ‬


‫ص تّياٍد‪.‬‬ ‫قتتال‪ :‬نعتتم‪ .‬إنتته ت َن َتتام عَي ْن َتتاي َول ي َن َتتا ُ‬

‫وأخرجه الترمذي من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬وقال حسن قلتتت بتتل‬

‫منكتتتتتتتتتتتتتتتتم جتتتتتتتتتتتتتتتتدا ً واللتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬


‫ه أعلتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد كان ابن صياد من يهود المدينة ولقبه عبد اللتته‪ ،‬ويقتتال صتتاف‪،‬‬

‫وقد جاء هذا وهذا وقد يكون أصل اسمه صاف ثم تسمى لما أسلم‬

‫بابن عبتتد اللتته‪ ،‬وقتتد كتتان ابنتته عمتتارة بتتن عبتتد اللتته متتن ستتادات‬

‫التابعين‪ ،‬وروى عنه مالك وغيره‪ ،‬وقد قدمنا أن الصحيح أن التتدجال‬

‫غير ابن صياد وأن ابن صياد كان دجال ً متتن الدجاجلتتة ثتتم تتتاب بعتتد‬

‫لستتلم واللتته أعلتتم بضتتميره وستتيرته‪ ،‬وأمتتا التتدجال‬


‫ذلك فتتأظهر ا ِ‬

‫الكبر فهو المذكور في حديث فاطمة بنتتت قيتتس التتذي روتتته عتتن‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم عتتن تميتتم التتداري وفيتته قصتتة‬

‫الجساستتة ثتتم يتتؤذن لتته فتتي الختتروج فتتي آختتر الزمتتان بعتتد فتتتح‬

‫‪193‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المسلمين مدينة الروم المسماة بقسطنطينية فيكون بتتدء ظهتتوره‬

‫من أصبهان من حارة منهتتا يقتتال لهتتا اليهوديتتة وينصتتره متتن أهلهتتا‬

‫ستتبعون ألتتف يهتتودي عليهتتم الستتلحة والتيجتتان وهتتي الطيالستتة‬

‫الخضراء‪ ،‬وكذلك ينصره ستتبعون ألف تا ً متتن التتتتار وخلتتق متتن أهتتل‬

‫خراسان فيظهر أول ً في صورة ملك من الملوك الجبابرة ثم يتتدعي‬

‫النبوة ثم يتدعي الربوبيتتة‪ ،‬فيتبعتته علتتى ذلتك الجهلتة متتن بنتي آدم‬

‫والطغام من الرعاٍع والعوام‪ ،‬ويخالفه ويرد عليه من هدى الله متتن‬

‫عباده الصالحين وحزب الله المتقين‪ ،‬يأختتذ البلد بلتتدا ً بلتتدا ً وحصتتنا ً‬

‫حصنا ً وإقليما ً إقليما ً وكورة كورة‪ ،‬ول يبقتتى بلتتد متتن البلد إل وطئه‬

‫بخيله ورجله غير مكة والمدينتتة‪ ،‬ومتتدة مقتتامه فتتي الرض أربعتتون‬

‫يوما ً يوم كسنة‪ ،‬ويتتوم كشتتهر‪ ،‬ويتتوم كجمعتتة‪ ،‬وستتائر أيتتامه كأيتتام‬

‫الناس هذه ومعدل ذلك سنة وشهران ونصف شهر‪ ،‬وقد خلتتق اللتته‬

‫تعالى على يديه خوارق كثيرة يضل بها من يشاء متتن خلقتته ويثبتتت‬

‫معها المؤمنون فيزدادون بها إيمانا ً مع إيمانهم‪ ،‬وهدى إلتتى هتتداهم‪،‬‬

‫ويكون نتتزول عيستتى ابتتن مريتتم مستتيح الهتتدىَ فتتى أيتتام المستتيح‬

‫‪194‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الدجال مسيح الضللة‪ ،‬على المنارة الشرقية بدمشق فيجتمع عليه‬

‫المؤمنون ويلتف به عباد الله المقتون‪ ،‬فيسير بهم المستتيح عيستتى‬

‫ابتتن مريتتم قاصتتدا ً نحتتو التتدجال‪ ،‬وقتتد تتتوجه نحتتو بيتتت المقتتدس‬

‫فيدركهم عند عقبة أفيق فينهزم منه الدجال فيلحقه عند مدينة باب‬

‫لد‪ ،‬فيقتله بحربته وهو داختتل إليهتتا ويقتتول إن لتتي فيتتك ضتتربة لتتن‬

‫تفتتوتني‪ ،‬وإذا واجهتته التتدجال ينمتتاع كمتتا يتتذوب الملتتح فتتي المتتاء‬

‫د‪ ،‬فتكون وفاته هناك لعنه اللتته كمتتا‬


‫فيتداركه فيقتله بالحربة بباب ل ّ‬

‫دلت على ذلك الحتتاديث الصتتحاح متتن غيتتر وجتته كمتتا تقتتدم وكمتتا‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيأتي‪.‬‬

‫وقد قال الترمذي‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا الليث عن عمتتر بتتن‬

‫شهاب أنه سمع عبد الله بن عبد اللتته ابتتن ثعلبتتة النصتتاري يحتتدث‬

‫عن عبد الرحمن بن يزيد النصاري من بني عمرو بن عوف سمعت‬

‫عمي مجمع بن جارية يقول‪ :‬سمعت رستول اللته صتلى اللته عليته‬

‫ب ُلتتتت ّ‬
‫د"‪.‬‬ ‫م التتتتدجا َ‬
‫ل ب َِبتتتتا ِ‬ ‫مْرَيتتتت َ‬
‫ن َ‬
‫وستتتتلم يقتتتتول‪" :‬ي َْقُتتتتتل ابتتتت ُ‬

‫وقد رواه أحمد‪ ،‬عن أبي النضر‪ ،‬عتتن الليتتث بتته‪ ،‬وعتتن ستتفيان بتتن‬

‫‪195‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عيينة عن الزهري به‪ .‬وعن محمد بتتن مصتتعب عتتن الوزاعتتي عتتن‬

‫الزهري‪ ،‬وعن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري فهو محفوظ متتن‬

‫حديثه وإسناده من بعده ثقات‪ ،‬وكذا قتتال الترمتتذي بعتتد روايتتته لتته‬

‫وهذا حديث صحيح قال‪ :‬وفي الباب عن عمتتران بتتن حصتتين ونتتافع‬

‫بن عتبة وأبي برزة وحذيفة بن أسيد وأبي هريرة وكيستتان وعثمتتان‬

‫بن أبي العاص وجابر وأبي أمامة وابن مسعود وعبد الله بتتن عمتترو‬

‫وسمرة بن جندب والنواس بن سمعان وعمتترو بتتن عتتوف وحذيفتتة‬

‫بن اليمان‪ ،‬وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن ستتفيان بتتن عيينتتة عتتن‬

‫الزهري عن سالم عن أبيه أن عمر سأل يهوديا ً عن التتدجال فقتتال‪:‬‬

‫ب ُلد"‪.‬‬
‫م ب َِبا ِ‬
‫مْري َ َ‬ ‫"ُولد َ َيهوِديا ً ل ِي َْقتَله اب ْ ُ‬
‫ن َ‬

‫صفة الدجال قبحه الّله‬

‫قد تقدم في الحاديث أنه أعور وأنه أزهر هجين وهو كثير الشتتعر‪،‬‬

‫وفي بعض الحاديث أنه قصير وفي حديث أنه طويتتل‪ ،‬وجتتاء أن متتا‬

‫بين أذني حماره أربعون ذراعا ً كما تقدم‪ ،‬وفي حديث جتتابر ويتتروى‬

‫‪196‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في حديث آخر سبعون باعا ً ول يصح وفي الول نظر‪ ،‬وقال عبتتدان‬

‫في كتاب معرفة الصحابة روى ستتفيان الثتتوري عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫ميسرة عن حوط العبدي عن مسعود قال‪" :‬إذن حمار الدجال يظل‬

‫سبعون ألفًا" قال شتتيخنا الحتتافظ التتذهبي‪ :‬ختتوط مجهتتول والختتبر‬

‫منكر وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وإن رأسه ممن‬

‫ورائه حبك حبك‪ ،‬وقال حنبل بن إسحاق‪ :‬حدثنا حجتاج‪ ،‬حتدثنا حمتاد‬

‫عن أيوب عن أبي قلبة قال‪ :‬دخلت المسجد فإذا الناس قتتد تكتتابوا‬

‫على رجل فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫يقول‪ِ" :‬إن بعدي الكذاب المضل وإن رأسه من ورائه حبتتك حبتتك"‪.‬‬

‫وتقدم له شاهد من وجه آخر‪ ،‬ومعنى حبتتك أي جعتتد حستتن كقتتوله‬

‫ك"‪.‬‬
‫حُبتتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬
‫ت ال ُ‬ ‫ماءِ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتتالى‪" :‬وال ّ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا المسعودي وأبو النضتتر‪ ،‬حتتدثنا‬


‫وقال ا ِ‬

‫المسعودي المعّنى عن عاصم ابن كليب عن أبيتته عتتن أبتتي هريتترة‬

‫ت إ ِل َي ْك ُت ْ‬
‫م وَقَ تد ْ‬ ‫جت ُ‬
‫خَر ْ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪َ " :‬‬

‫جل َي ْتتن ِبستد ّةِ‬


‫ن َر ُ‬ ‫ستتيح الضتتللةِ َفكتتان ُيلتتو ُ‬
‫ح ب َي ْت َ‬ ‫ة اْلقتد ْرِ وَ َ‬
‫م ِ‬ ‫ت ل َي ْل َ َ‬
‫ت َب َي ّن ْ ُ‬

‫‪197‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة ال َْقد ْرِ فالتمسوها‬


‫ما ل َي ْل َ ُ‬
‫ما‪ ،‬وأ ّ‬
‫سيت ُهً َ‬
‫جَز ب َي ْن ََها فأن ْ ِ‬
‫ح ُ‬
‫ما ل ْ‬
‫المسجد فأَنأي ْت ُهُ َ‬

‫جَلتتى‬
‫ح الضللة فِإنه أعوَر العين أ ْ‬
‫سي ُ‬
‫م ِ‬ ‫خر وْترًا‪ ،‬وأ ّ‬
‫ما َ‬ ‫في العَ ْ‬
‫شر الوا ِ‬

‫ل‪ :‬يتتا‬ ‫ريض الّنحرِ فيه دفتتا ك َتتأّنه قَط َت ُ‬


‫ن بتتن عبتدِ العُتّزى قَتتا َ‬ ‫جب ْهَةِ عَ ِ‬
‫ال َ‬

‫م وهو رج ٌ‬
‫ل‬ ‫ت امرٌء مسل ٌ‬
‫رسول الله‪ ،‬هل يضرني شبهه? قال‪ :‬ل‪ .‬أن ْ َ‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتافر"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد وإسناده حستتن‪ ،‬وقتتال الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا أبتتو أشتتعب‬

‫الحراني حدثنا إسحاق بتتن موستتى رحمتته اللتته‪ ،‬وحتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫شعيب الصبهاني‪ ،‬حدثنا ستتعيد بتتن عنبستتة قتتال‪ :‬حتتدثنا ستتعيد بتتن‬

‫محمد الثقفي‪ ،‬حدثنا خلد بتتن صتتالح‪ ،‬أختتبرني ستتليمان بتتن شتتهاب‬

‫القيسي قال‪ :‬نزل على عبد الله بن مغنم وكان من أصتتحاب النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنتته‬

‫رق فَي َد ْ ُ‬
‫عو إلى‬ ‫ش ِ‬ ‫جيُء من قِب َ َ‬
‫ل الم ْ‬ ‫خَفاء إنه ي َ ِ‬ ‫قال‪" :‬الدجا ُ‬
‫ل ليس به َ‬

‫ب للناس فيقتتاتُلهم فَي َظ ْهَتُر عليهتتم‪ ،‬فل ي َتَزال علتتى‬ ‫حق فَي ُت ّب َ ُ‬
‫ع‪ ،‬وي َذ ْهَ ُ‬

‫ه‪ ،‬فَي ُت ّب َتعُ وُيحتتب‬ ‫ه‪ ،‬ويعم ت ُ‬


‫ل ب ِت ِ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م الكوفة‪ ،‬فَي ُ ْ‬
‫ظهُر دي َ‬ ‫ذلك حتى ي َْقد ُ َ‬

‫ك إني َنبي فَي َْفَزعُ من ذلتتك كتتل ِذي ل ُت ّ‬


‫ب‬ ‫ذل َ‬ ‫على ذل َ‬
‫ك‪ ،‬ثم يقول بعد َ‬

‫‪198‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س الل ّت ُ‬
‫ه عينيتته‪،‬‬ ‫وي َُفارُِقه‪ ،‬وَيمكث بعد ذلك ثم َيقتتول‪ :‬أنتتا اللتته فَي َغْ ِ‬
‫مت ُ‬
‫ويقطعُ أذنْيه‪ ،‬وي ُ ْ‬
‫كتب بين عينيه كتتافٌر‪ ،‬فل يخَفتتى علتتى كتتل مستتلم‪،‬‬

‫ن‪،‬‬
‫ل متتن ِإيمتتا ٍ‬
‫خْرد َ ٍ‬
‫ة َ‬
‫حب َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫خْلق في َقلب ِهِ ِ‬
‫مث َْقا ُ‬ ‫ه كل أحد من ال َ‬
‫فيفارق ُ‬

‫م متتن‬
‫ذه العتتاج ُ‬
‫صاَرى وه ِ‬
‫س والن َ َ‬
‫ويكون من أصحاب ِهِ اليهود ُ والمجو ُ‬

‫م ُيقط ّت ُ‬
‫ع‬ ‫مُر ب ِتهِ فَي ُْقت َت ُ‬
‫ل ث ُت َ‬ ‫ن فَي َتتأ ُ‬
‫المشركين ثم يدعو برجل فيمتتا ي َتَروْ َ‬

‫ضوٍ على حتد َةٍ فيفتّرقُ بينهمتتا حتتتى ي ََراهَتتا النتتاس‪ ،‬ثتتم‬ ‫أعضاَء ك ّ‬
‫ل عُ ْ‬

‫جمع َبينها ثم يضربه ِبعصاه فإذا هو قائم فيقتتول التتدجال‪ :‬أنتتا اللتته‬
‫يُ ْ‬

‫أحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي وأميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪.‬‬

‫وذلتتك ستتحر يستتحر بتته النتتاس ليتتس يصتتنع متتن ذلتتك شتتيئًا‪.‬‬

‫قال شيخنا الذهبي ورواه يحيى بتتن موستتى عتتن ستتعيد بتتن محمتتد‬

‫الثقفي وهو واه‪ .‬وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنتته قتتال‬

‫في الدجال‪" :‬هو صافي بن صائد يختترج متتن يهوديتتة أصتتبهان علتتى‬

‫حمار أبتر ما بين أذنيه أربعون ذراعتا ً ومتتا بيتتن حتافره إلتى الحتافر‬

‫الخصر أربع ليال يتناول السماء بيده أمامه جبل من دختتان وخلفتته‬

‫جبل آخر مكتوب بين عينيتته كتتافر يقتتول أنتتا ربكتتم العلتتى" أتبتتاعه‬

‫‪199‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أصحاب الرياء وأولد الزنا‪ ،‬رواه أبو عمرو الداني في كتاب التتدجال‬

‫ول يصح إسناده‪.‬‬

‫خبر عجيب ونبأ غريب‬

‫قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن‪ :‬حدثنا أبو عمرو‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن لهيعة‪ ،‬عن عبد الوهاب بن حسين‪ ،‬عن محمد بن ثابت‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬بين أذني الدجال أربعون ذراعًا‪ ،‬وخطوة حماره‬
‫مسيرة ثلثة أيام‪ ،‬يخوض البحر كما يخوض أحدكم الساقية‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬أنا رب العالمين وهذه الشمس تجري بإذني أفتريدون أن‬
‫أحبسها? فيقولون‪ :‬نعم فيحبسها حتى يجعل اليوم كالشهر واليوم‬
‫كالجمعة ويقول‪ :‬أتريدون أن أسيرها? فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيجعل اليوم‬
‫كالساعة? وتأتيه المرأة فتقول‪ :‬يا رب أخي وابني وأخي وزوجي‪،‬‬
‫حتى إنها تعانق شيطانا ً وبيوتهم مملوءة شياطين ويأتيه العراب‬
‫فيقولون‪ :‬يا رب إحي لنا إبلنا وغنمنا? فيعطيهم شياطين أمثال‬
‫إبلهم وغنمهم سواء بالسن فيقولن‪ :‬لو لم يكن هذا ربنا لم يحي لنا‬
‫موتانا ومعه جبل من برق وعراق وجبل من لحم حار ول يبرد ونهر‬
‫جار‪ ،‬وجبل من جنان وخضرة وجبل من نار ودخان يقول‪ :‬هذه‬
‫جنتي وهذه نادري وهذا طعامي وهذا شرابي‪ ،‬واليسع عليه السلم‬
‫معه‪ ،‬ينذر الناس فيقول‪ :‬هذا المسيح الكذاب فاحذوره لعنه الله‬
‫ويعطيه الله من السرعة والخفة ما ل يلحقه الدجال فإذا قال‪ :‬أنا‬
‫رب العالمين قال له الناس كذبت‪ ،‬ويقول اليسع‪ :‬صدق الناس‬
‫فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم فيقول من أنت? فيقول‪ :‬أنا‬
‫جبريل‪ .‬وبعثني الله لمنعك من حرم رسوله فيمر الدجال بمكة‬
‫فإذا رأى ميكائيل وّلى هاربا ً ويصبح فيخرج إليه من مكة منافقوها‬
‫ومن المدينة كذلك ويأتي النذير إلى الذين فتحوا قسطنطينية ومن‬
‫تآلف من المسلمين ببيت المقدس قال‪ :‬فيتناول الدجال منهم رجل ً‬
‫‪200‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم يقول‪ :‬هذا الذي يزعم أني ل أقدر عليه? فاقتلوه‪ ،‬فينشر ثم‬
‫يقول‪ :‬أنا أحييه‪ ،‬فيقول‪ :‬قم ٍ فيقوم بإذن الله ول يأذن لنفس غيرها‬
‫فيقول‪ :‬أليس قد أمتك ثم أحييتك? فيقول‪ :‬الن أزيد لك تكذيبا ً‬
‫بشرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك تقتلني ثم أحيا بإذن‬
‫الله فيوضع على جلده صفائح من نحاس ثم يقول‪ :‬اطرحوه في‬
‫ناري‪ ،‬فيحول الله ذلك على النذير فيشك الناس فيه ويبادر إلى‬
‫بيت المقدس فإذا صعد على عقبة أفيق وقع ظلمه على المسلمين‬
‫ثم يسمعون أن جاءكم الغوث فيقولون‪ :‬هذا كلم رجل شبعان‬
‫وتشرق الرض بنور ربها وينزل عيسى ابن مريم ويقول يا معشر‬
‫المسلمين احذروا ربكم وسبحوه فيفعلون‪ ،‬ويريدون الفرار فيضيق‬
‫الله عليهم الرض فإذا أتوا باب لد ّ وافقوا عيسى فإذا نظر إلى‬
‫عيسى يقول‪ :‬أقم الصلة‪ ،‬قال الدجال‪ :‬يا نبي الله قد أقميت‬
‫الصلة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلمن تصلي?‬
‫فيضربه بمقرعة فيقتله فل يبقى أحد من أنصاره خلف شيء إل‬
‫نادى يا مؤمن هذا دجال فاقتله‪ ،‬إلى أن قال فيمنعون أربعين سنة‬
‫ل يموت أحد ول يمرض أحد‪ ،‬ويقول الرجل لغنمه‪ :‬اذهبي الى‬
‫السرح ولدي به وأرعي وتمر الماشية بين الزرع ول تأكل منه‬
‫سنبلة والحيات والعقارب ل تؤذي أحدا ً والسبع على أبواب الدور ل‬
‫يؤذي أحدا ً ويأخذ الرجل المؤمن القمح فيبذره بل حرث فيجيء منه‬
‫سبعمائة فيمكثون كذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيمرحون‬
‫ويفسدون ويستغيث الناس فل يستجاب لهم‪ ،‬وأهل طور سيناء هم‬
‫الذين فتح الله لهم القسطنطينهة فيدعون فيبعث الله دابة من‬
‫الرض ذات قوائم فتدخل في آذانهم‪ ،‬فيصبحون موتى أجمعين‬
‫وتنتن الرض منهم‪ ،‬فيؤذون الناس بنتنهم أشد من حياتهم‪،‬‬
‫فيستغيثون بالله فيبعث الله ريحا ً يمانية غبراء فتصير على الناس‬
‫غما ً ودخانا ً ويقع عليهم الزكمة ويكشف ما بهم بعد ثلث‪ ،‬وقد‬
‫قذفت جيفهم في البحر‪ ،‬ول يلبثون إل ّ قليل ً حتى تطلع الشمس من‬
‫مغربها وقد جفت القلم وطويت الصحف‪ ،‬ول يقبل من أحد توبة‪،‬‬
‫ويخر إبليس ساجدا ً ينادي إلهي مرني أن أسجد لمن شئت‪ ،‬ويجتمع‬
‫إليه الشياطين فيقولون‪ :‬يا سيدنا إلى من تفزع? فيقول‪ :‬إنما‬

‫‪201‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سألت ربي أن ينظرني إلى يوم البعث وقد طلعت الشمس من‬
‫مغربها‪ ،‬وهذا هو الوقت المعلوم‪ ،‬وتصير الشياطين ظاهرة في‬
‫الرض حتى يقول الرجل هذا قريني الذي كان يغريني فالحمد لله‬
‫الذي أخزاه‪ ،‬ول يزال إبليس ساجدا ً باكيا ً حتى تخرج الدابة فتقتله‬
‫وهو ساجد‪ ،‬ويتمتع المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة ل يتمنون شيئا ً‬
‫إل أعطوه‪ ،‬ويترك المؤمنون حتى يتم أربعون سنة بعد الدابة ثم‬
‫يعود فيهم الموت ويسرع فل يبقى مؤمن‪ ،‬ويقول الكافر‪ :‬ليس‬
‫تقبل منا توبة‪ ،‬يا ليتنا كنا من‬
‫المؤمنين‪ ،‬فيتهارجون في الطرق تهارج الحمر‪ ،‬حتى ينكتتح الرجتتل‬

‫أمه في وسط الطريق‪ ،‬يقوم واحد وينزل آخر‪ ،‬وأفضلهم من يقتتول‬

‫لو تنحيتم عن الطريق كان أحستتن‪ ،‬فيكونتتون علتتى ذلتتك‪ ،‬ول يولتتد‬

‫أحد من نكاح ثم يعقم الله النساء ثلثين سنة فيكتتونرن كلهتتم أولد‬

‫زنا شرار الناس عليهم تقوم الساعة"‪.‬منين‪ ،‬فيتهارجون في الطرق‬

‫تهارج الحمر‪ ،‬حتى ينكح الرجل أمه في وسط الطريق‪ ،‬يقوم واحتتد‬

‫وينزل آخر‪ ،‬وأفضلهم من يقول لو تنحيتم عن الطريق كان أحستتن‪،‬‬

‫فيكونون على ذلك‪ ،‬ول يولد أحتتد متن نكتتاح ثتتم يعقتم اللته النستاء‬

‫ثلثيتتن ستتنة فيكتتونرن كلهتتم أولد زنتتا شتترار النتتاس عليهتتم تقتتوم‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كذا رواه الطبراني‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حاتم المتترادي‪ ،‬عتتن نعيتتم‬

‫بن حماد فذكره‪.‬‬

‫حديث مرفوض‬

‫قال شيخنا الحافظ الذهبي إجازة إن لم يكتتن ستتماعًا‪ :‬أخبرنتتا أبتتو‬

‫الحسن اليتتونيني‪ ،‬أخبرنتتا عبتتد الرحمتتن حضتتورًا‪ ،‬أخبرنتتا عتتتيق بتتن‬

‫مصيلء‪ ،‬أخبرنا عبد الواحد بن علوان‪ ،‬أخبرنا عمرو بن دوسة‪ ،‬حدثنا‬

‫أحمد بن سلمان النجاد‪ ،‬حدثنا محمتتد بتتن غتتالب‪ ،‬حتتدثنا أبتتو ستتلمة‬

‫النوذكي‪ ،‬حدثنا حماد بن ستلمة‪ ،‬حتدثنا علتي بتن زيتد عتن الحستن‬

‫قتتال‪ :‬قتتال رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬التتدجال يتنتتاول‬

‫السحاب ويخوض البحر التتى ركبتتته ويستتبق الشتتمس إلتتى مغربهتتا‬

‫وتسير معه الكام وفي جبهته قرن مكسور الطرف‪ ،‬وقد صور فتتي‬

‫جستتتتده الستتتتلح كلتتتته حتتتتتى الرمتتتتح والستتتتيف والتتتتدرق"‪.‬‬

‫قلت للحسن‪ :‬يا أبا سعيد ما الدرق? قال‪ :‬الترس‪ .‬قال شيخنا‪ :‬هتتذا‬

‫من مراسيل الحسن وهي ضعيفة‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث خرافة‬

‫قال ابن مندة في كتاب اليمان‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين المتتدني‪،‬‬

‫حدثنا أحمد بن مهدي‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان بتتن ستتعدون‪ ،‬حتتدثنا‬

‫خلف بن خليفة عن أبي مالك الشجعي عن ربعي عن حذيفة قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنتتا أعلتتم بمتتا متتع التتدجال‬

‫منه‪ ،‬معه نهران أحدهما نار تأجج فتتي عيتتن متتن يتتراه‪ ،‬والختتر متتاء‬

‫أبيض‪ ،‬فمن أدركه منكتتم فليغمتتض عينيتته وليشتترب متتن نهتتر النتتار‬

‫الذي معه فتِإنه متاء بتارد‪ ،‬وإيتاكم والختر فتإنه فتنتة‪ ،‬واعلمتوا أنته‬

‫مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كتب ومن لم يكتتتب‪ ،‬وأن إحتتدى‬

‫عينيه ممسوحة عليها ظفرة‪ ،‬وأنه مطلع من آخر عمره علتتى بطتتن‬

‫الردن على ثنية فيق‪ ،‬وكتتل أحتتد يتتؤمن بتتالله واليتتوم الختتر ببطتتن‬

‫الردن‪ ،‬وأنه يقتل من المسلمين ثلثا ً ويهزم ثلثا ً يبقتتى ثلتتث فيحجتتز‬

‫بينهم الليل‪ ،‬فيقول بعض المؤمنين لبعض‪ :‬ما تنظرون? أل تريتتدون‬

‫أن تلحقوا بإخوانكم في مرضاة ربكم? من كان عنده فضتتل طعتتام‬

‫فليعد به على أخيه‪ ،‬وصلوا حين ينفجر الفجتتر وعجلتتوا الصتتلة‪ ،‬ثتتم‬

‫‪204‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أقبلوا على عدوكم‪ ،‬قال‪ :‬فلما قاموا يصلون نتتزل عيستتى وإمتتامهم‬

‫يصلي بهم‪ ،‬فلما انصرف قال هكذا‪ :‬فرحتتوا بينتتي وبيتتن عتتدو اللتته‪.‬‬

‫قال‪ :‬فيذوب كما يذوب الملح في الماء فيستتلط عليهتتم المستتلمين‬

‫فيقتلونهم حتى إن الحجر والشجر ينادي يا عبد الله يا مستتلم‪ ،‬هتتذا‬

‫يهودي فاقتله‪ ،‬ويظهر المسلمون فيكسر الصتتليب‪ ،‬ويقتتتل الخنزيتتر‬

‫وتوضع الجزيتتة‪ ،‬فبينمتتا هتتم كتتذلك إذ أختترج اللتته يتتأجوج ومتتأجوج‪،‬‬

‫فيشرب أولهم‪ ،‬ويجيء آخرهم وقد انتشفوا فما يدعون منه قطرة‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬هاهنا أثر ماء‪ ،‬ونبي اللته وأصتتحابه وراءهتتم حتتتى يتتدخلوا‬

‫مدينة من مدائن فلسطين يقال لها باب ل تد ّ فيقولتتون ظهرنتتا علتتى‬

‫من في الرض‪ ،‬فتعالوا نقتل من في السماء‪ ،‬فيدعو اللته نتبيه بعتد‬

‫ذلك فيبعث الله عليهم قرحتتة فتتى حلتتوقهم فل يبقتتى منهتتم بشتتر‪،‬‬

‫ويؤذي ريحهم المسلمين‪ ،‬فيدعو عيسى عليهم‪ ،‬فيرسل الله عليهتتم‬

‫ريحتتتتتتتتتتا ً تقتتتتتتتتتتذفهم فتتتتتتتتتتي البحتتتتتتتتتتر أجمعيتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي‪ :‬هذا إسناد صالح‪ .‬قلت‪ :‬وفيه سياق‬

‫غريب وأشياء منكرة والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر نزول عيسى ابن مريم رسول الّله من سماء الدنيا‬

‫ِإلى الرض في آخر الزمان‬

‫م رسول‬ ‫مْري َ َ‬‫ن َ‬


‫سى ب ْ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫م إّنا قَت َل ََنا ال ْ َ‬‫قال الله تعالى‪" :‬وَقولهِ ْ‬
‫خت َل َُفوا ِفي ِ‬
‫ه‬ ‫نا ْ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م َوإ ّ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬‫ن شب َ‬ ‫صل َُبوهُ ولك ِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ما قَت َُلوهُ وَ َ‬ ‫الله وَ َ‬
‫ما قََتلوهُ ي َِقينا ً ب َ ْ‬
‫ل‬ ‫ظن وَ َ‬ ‫عْلم إل ّ اتَباعَ ال ّ‬ ‫من ِ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬ ‫ما ل َهُ ْ‬‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ل َِفي َ‬
‫كيمًا"‪.‬‬ ‫زيزا ً َ‬
‫ح ِ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ وكا َ‬‫ه الل ّ ُ‬ ‫َرفَعَ ُ‬
‫قال ابن جرير في تفسيره‪ :‬حدثنا بن يسار‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن‪،‬‬
‫حدثنا سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‪:‬‬
‫وته"‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن ب ِهِ قَب ْ َ‬ ‫من َ ّ‬ ‫ب إ ِل ّ لُيؤ ِ‬ ‫ن أهل الك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫"وإ ْ‬
‫قال‪ :‬قبل موت عيسى ابن مريتتم‪ .‬وهتتذا استتناد صتتحيح وكتتذا ذكتتر‬

‫العوفي عن ابن عباس‪.‬‬

‫هل مات عيسى عليه السلم أو رفع حيا ً إلى السماء?‬

‫وقال أبو مالك‪" :‬إن من أهل الكتاب إل ّ ليؤمنن به قبل موته" ذلتتك‬

‫عند نزول عيسى ابن مريم‪ ،‬وإنه الن حي عند الله‪ ،‬ولكتتن إذا نتتزل‬

‫آمنوا به أجمعين رواه بن جرير‪ ،‬وروى ابن أبتي حتاتم عنته أن رجل ً‬

‫سأل الحسن عن قوله تعالى‪" :‬وأن من أهل الكتاب ِإل ليتتؤمنن بتته‬

‫قبل موته" فقال‪ :‬قبل موت عيسى إن الله رفتتع إليتته عيستتى وهتتو‬

‫باعثه قبل يوم القيامة مقاما ً يتتؤمن بتته التتبر والفتتاجر‪ ،‬وهكتتذا قتتال‬

‫‪206‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قتادة بن دعامة وعبد الرحمن بن زيتتد بتتن أستتلم وغيتتر واحتتد وهتتو‬

‫ثابت في الصحيحين عن أبي هريرة كما سيأتي موقوفا ً وفي روايتتة‬

‫مرفوعتتتتتتتتتتتتتتا ً واللتتتتتتتتتتتتتته تعتتتتتتتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫والمقصود من السياق الخبار بحياته الن فتتي الستتماء وليتتس كمتتا‬

‫يزعمه أهل الكتاب الجهلة أنهم صلبوه بل رفعه الله إليه‪ ،‬ثتتم ينتتزل‬

‫من السماء قبل يوم القيامة كما دخلتتت عليتته الحتتاديث المتتتواترة‬

‫مما سبق في أحاديث الدجال ومما سيأتي أيض تا ً وبتتالله المستتتعان‬

‫وعليتته التكلن ول حتتول ول قتتوة ِإل بتتالله العزيتتز الحكيتتم العلتتي‬

‫العظيتتتتتم التتتتتذي ل إلتتتتته ِإل هتتتتتو رب العتتتتترش الكريتتتتتم‪.‬‬

‫وقد روي عن ابن عباس وغيره أنه أعاد الضمير في قوله قبل موته‬

‫على أهل الكتاب‪ ،‬وذلك لو صح لكان منافيا ً لهذا‪ ،‬ولكن الصحيح من‬

‫المعنى والسناد ما ذكرناه وقد قررناه في كتاب التفستتير بمتتا فيتته‬

‫كفاية ولله الحمد والمنة‪.‬‬

‫ذكر الحاديث الواردة في غير ما تقدم‬

‫‪207‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا عبد اللته بتتن معتتاذ العنتتبري‪ ،‬حتتدثنا أبتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫شعبة عن النعمان بن سالم سمعت يعقتتوب بتتن عاصتتم بتتن عتتروة‬

‫يقول‪ :‬سمعت عبد الله بن عمرو وقتتد جتتاءه رجتتل فقتتال‪ :‬متتا هتتذا‬

‫الحديث الذي تحدث بتته? تقتتول‪ :‬إن الستتاعة تقتتوم إلتتى كتتذا وكتتذا‬

‫فقال‪ :‬سبحان الله أو ل إله إل الله أو كلمة نحوها‪ ،‬لقد هممت أن ل‬

‫أحدث أحدا ً شيئا ً أبدا ً إنما قلت إنكم سترون بعد قليل أمتترا ً أعظمتا ً‬

‫يحزن ويكون‪ ،‬ثم قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫شتْهرا ً أْو‬ ‫ومتا ً أوْ أْرب َِعيت َ‬


‫ن َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مك ُت ُ‬
‫ث أْرب َِعيت َ‬ ‫متي فَي َ ْ‬ ‫جا ُ‬
‫ل في أ َ‬ ‫"يخرج الد ّ ّ‬

‫ستُعود‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫ه عُتْروَةُ ب ْت ُ‬
‫ن مريم كتتأن ّ ُ‬ ‫ث الل ّ ُ‬
‫ه عيسى اب َ‬ ‫عامًا‪ ،‬فَي َب ْعَ ُ‬
‫ن َ‬
‫أْرب َِعي َ‬

‫ة‪،‬‬
‫داوَ ُ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬
‫س ب َْين اث ْن َْين عَ َ‬ ‫سِني َ‬
‫سْبع ِ‬
‫س َ‬ ‫مك ُ ُ‬
‫ث النا ُ‬ ‫ه‪ ،‬ثم ي َ ْ‬ ‫فَي َط ْل ُب ُ ُ‬
‫ه في ُهْل ِك ُ ُ‬

‫ل الله ِريحا ً بارِد َةً من قَِبل الشام فل ي َب َْقى عََلى َوجهِ الرض‬
‫س ُ‬
‫م ي ُْر ِ‬
‫ث ّ‬

‫حتتتى ل َتوْ أ ّ‬
‫ن‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫خي ْرِ أوْ إيمتتان إل َ قَب َ َ‬
‫ض تت ْ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫حد في قَت ْب ِهِ ِ‬
‫مث َْقا ُ‬
‫ل ذ َّرة ِ‬ ‫أ َ‬

‫ت‬
‫مع ُ‬
‫ست َ‬
‫ه قتال‪َ :‬‬
‫ضت ُ‬ ‫خل َْته عَل َي ْتهِ َ‬
‫حّتتى ت َْقب ِ َ‬ ‫جَبل ل َد َ َ‬
‫ل في ك َب َدِ َ‬
‫خ َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫م دَ َ‬ ‫أ َ‬

‫سول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬فَي َب َْقى ِ‬


‫شَراُر الناس في‬ ‫من َر ُ‬
‫من ْك ِتترا ً‬ ‫معُْروفتا ً ول ي ُن ْك ِتُرو َ‬
‫ن ُ‬ ‫ن َ‬
‫رفتتو َ‬
‫لم الستَباع ل ي ُعْ ِ‬ ‫خّفةِ الط ّي ْترِ وأ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ِ‬

‫‪208‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مُرن َتتا?‬
‫متتا تأ ُ‬ ‫ن? فَي َُقول ُتتو َ‬
‫ن‪ :‬فَ َ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ل‪ :‬أل َ ت َ ْ‬
‫ستتت ِ‬ ‫ن فَي َُقو ُ‬ ‫مث ّل ُهُ ْ‬
‫م الشيطا ُ‬ ‫فَي َت َ َ‬

‫م‪،‬‬ ‫عي ُ‬
‫ش ته ُ ْ‬ ‫ستتن َ‬
‫ح َ‬ ‫دار رِْزقُهُت ْ‬
‫م‪َ ،‬‬ ‫م في ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫هم ب ِعَِباد َةِ الوَْثا ِ‬
‫ن‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫فََيأ ُ‬
‫مُر ُ‬

‫صَغى ليتا ً وََرفَعَ ليتا ً َقا َ‬


‫ل‪ :‬وأَول‬ ‫خ في الصورِ فَل َ ي َب َْقى أحد ٌ إل ّ أ ْ‬
‫ُثم ي ُن َْف ُ‬

‫م‬
‫س‪ ،‬ث ّ‬
‫صعَقُ النا ُ‬ ‫ه‪ ،‬قال‪ :‬فَي ُ ْ‬
‫صعَقُ وي ُ ْ‬ ‫ض إبل ِ‬
‫حو ْ َ‬ ‫ل ي َُلو ُ‬
‫ط َ‬ ‫ج َ‬
‫ه َر ُ‬
‫مع ُ ُ‬
‫س َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫َ‬

‫ه الط َتتل أو الظتتل‪ -‬ن ُْعمتتان‬ ‫مط َتترا ً َ‬


‫كتأن َ ُ‬ ‫ه َ‬
‫زل اللت ُ‬
‫ل‪ُ :‬ين ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه أو َقا َ‬ ‫س ُ‬
‫ي ُْر ِ‬

‫ساد ُ الناس ثم ي ُن َْف ُ‬


‫خ فيه متترة اختترى فتتإذا هتتم‬ ‫ج َ‬
‫مْنه أ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫الشا ُ‬
‫ك فَي َْنب َ‬

‫قَيام ي َن ْظ ُُرون ثم يقال‪ :‬يا أيهتتا النتتاس هَُلمتتوا إلتتى ربكتتم "وقُفتتوهُ ْ‬
‫م‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُئوُلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬
‫إن ُّهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫ن ك ُتتل أل ْتتف‬
‫مت ْ‬ ‫ن كَ ْ‬
‫م? فيقتتال‪ِ :‬‬ ‫م ْ‬
‫ن النار‪ ،‬فيقال‪ِ :‬‬
‫م َ‬
‫"ثم يقال أخرجوا ِ‬

‫شتتيبًا‪،‬‬ ‫جع َت ُ‬
‫ل الوالتتدان ِ‬ ‫مائةٍ وتسعٌ وتستتعون‪ ،‬قتتال‪ :‬وذلتتك يتتوم ي َ ْ‬
‫سع ُ َ‬
‫تِ ْ‬

‫ساق"‪.‬‬
‫ف عن َ‬ ‫م ي ُك ْ َ‬
‫ش ُ‬ ‫وي َوْ َ‬

‫بعض العجائب قبل قيام الساعة‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن‬
‫فضيل‪ ،‬عن زياد بن سعد‪ ،‬عن‬
‫ن‬
‫أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ينزل اب ْ ُ‬

‫ستتطا ً فيكستتر الصتتلي َ‬


‫ب وَي َْقت ُتتل الخنزيتتر‬ ‫كما ً ُ‬
‫مْق ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ماما ً َ‬
‫عادِل ً و َ‬ ‫مإ َ‬
‫مْري َ َ‬
‫َ‬
‫‪209‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت جمتتة‪.‬‬
‫هب جمتتة كتتل ذا ِ‬
‫ويرجع السلم ويتخذ السيوف مناجل ويتتذ ِ‬

‫ب‬ ‫ن الرض ب ََرك َُتهتتا‪َ ،‬‬


‫حت َتتى َيلعَت َ‬ ‫مت َ‬
‫ج ِ‬
‫ختُر ُ‬
‫من السماِء ِرزقهتتا‪ ،‬وَت َ ْ‬
‫زل ِ‬
‫وين ِ‬

‫ب وَل َ ي َ ُ‬
‫ضرها‪ ،‬وَي َْرعَتتى‬ ‫عى ال ْغَن َ ُ‬
‫م والذ ّئ ْ ُ‬ ‫ن وَل َ ي َ ُ‬
‫ضّره‪ ،‬وَت َْر َ‬ ‫صبي ِبالثعَْبا ِ‬
‫ال ّ‬

‫سد ُ َوالب ََقُر وَل َ ي َ ُ‬


‫ضّرها"‪ .‬تفّرد به أحمد وإسناده جيد قوي صالح‪.‬‬ ‫ال َ‬

‫قبل قيام الساعة تقل العبادة وتكثر الموال‪:‬‬

‫وقتتال البختتاري‪ :‬حتتدثنا إستتحاق بتتن إبراهيتتم‪ ،‬حتتدثني يعقتتوب بتتن‬

‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب‬

‫عن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريتتم حكم تا ً عتتدل ً‬

‫فيكسر الصليب‪ ،‬وي َْقُتل الخنزير ويضع الجزية‪ ،‬ويفيض المال حتى ل‬

‫ي َْقب ََله أحد‪ ،‬وحتى تكون السجدة خيرا ً من الدنيا وما فيها" ثتتم يقتتول‬

‫أبو هريرة واقرءوا إن شئتم‪" :‬وإن من أهتتل الكتتتاب إل ليتتؤمنن بتته‬

‫قبتتتتتل متتتتتوته ويتتتتتوم القيامتتتتتة يكتتتتتون عليهتتتتتم شتتتتتهيدًا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه مسلم عن حسن الحلواني وعبد بن حميد كلهمتتا عتتن‬

‫يعقوب بن إبراهيم به وأخرجاه أيضا ً من حتتديث ابتتن عيينتتة والليتتث‬


‫‪210‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتعد عتتتتتتتتتتتتن الزهتتتتتتتتتتتتري بتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وروى أبو بكر بن مردويتته متتن طريتتق محمتتد بتتن أبتتي حفتتص عتتن‬

‫الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يوشك أن يكون فيكم ابن مريم حكم تا ً‬

‫عدل ً يقتل الدجال ويقتل الخنزيتتر ويكستتر الصتتليب ويضتتع الجزيتتة‪،‬‬

‫ويفيض المال‪ ،‬وثكون الستتجدة الواحتتدة لتترب العتتالمين خيتترا ً متتن‬

‫الدنيا وما فيها" قال أبتتو هريتترة واقتترءوا إن شتتئتم "وإن متتن أهتتل‬

‫الكتاب إل ليؤمنن به قبل موته" موت عيسى ابن مريتتم ثتتم يعيتتدها‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو هريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة ثلث متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترات‪.‬‬

‫قال المام أحمتتد حتتدثنا يزيتتد حتتدثنا ستتفيان وهتتو بتتن حصتتين عتتن‬

‫الزهري عن حنظلة عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫ب‬
‫صتِلي َ‬
‫عليه وسلم‪" :‬ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الخنزير ويمحو ال َ‬

‫ج فينتتزل‬
‫خ تَرا َ‬
‫ض تعُ ال َ‬
‫حتى ل يْقَبل وي َ َ‬
‫طي المال َ‬
‫وتجمع له الصلة وُيع ِ‬

‫بالروحتتاَء فيحتتج منهمتتا أو يعتمتتر أو يجمعهمتتا قتتال‪ :‬وتل أبتتوهريرة‪:‬‬

‫ن‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م تةِ ي َك ُتتو ُ‬ ‫وتهِ وي َتوْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ب ِهِ قَب ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫ب إل َ لُيؤ ِ‬
‫من َ ّ‬ ‫هل الك َِتا ِ‬
‫نأ ْ‬
‫م ْ‬
‫"وإن ِ‬

‫‪211‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهيدًا"‪.‬‬
‫عَل َي ِْهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫فيزعم حنظلة أن أبا هريرة قال‪ :‬يتتؤمن بتته قبتتل متتوت عيستتى فل‬

‫أدري أهذا كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم أو شيئا ً قتتاله أبتتو‬

‫هريرة? وروى أحمد ومسلم ِ من حديث الزهري عن حنظلة عن أبي‬

‫عيستتى‬
‫ن ِ‬ ‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل َي َ ْ‬
‫مك َُثتت ّ‬

‫متتا‬ ‫حتتج أوْ ب ِتتال ْعُ ْ‬


‫مَرةِ أو اثنت َْيه َ‬ ‫من ْهَتتا بال ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ّ‬
‫حتتاِء في َُقتتو َ‬
‫م بالروْ َ‬
‫مْري َت َ‬
‫ن َ‬
‫اب ت ُ‬

‫ميعًا"‪.‬‬
‫ج ِ‬
‫َ‬

‫النبياء أخوة أبناء علت‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ابن بكير‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن‬
‫شهاب‪ ،‬عن نافع مولى أبي قتادة النصاري أن أبا هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬كيف أنتم إذا نزل فيكم عيسى‬
‫ابن مريم وإمامكم منكم" ثم قال البخاري تابعه عقيل الوزاعي‪.‬‬
‫وقد رواه المام أحمد‪ ،‬عن عبد الرازق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن عثمان بن‬
‫عمر‪ ،‬عن أبي ذؤيب كلهما عن الزهري به‪ ،‬وأخرجه مسلم من‬
‫حديث يونس الوزاعي وابن أبي ذؤيب عن الزهري به‪.‬‬
‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام أخبرنا قتادة عن عبد‬
‫الرحمن وهو ابن آدم مولى أم برين صاحب السقاية عن أبي‬
‫شتى‬ ‫م َ‬ ‫مهات ُهُ ْ‬ ‫ت‪ ،‬أ ّ‬ ‫عل ٍ‬ ‫هريرة أن رسول الله قال‪" :‬الن ْب َِياُء إخوَةٌ َ‬
‫ن ب َْيني‬ ‫ه لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫م‪ ،‬لن ّ ُ‬ ‫مْري َ َ‬‫د‪ ،‬وإني أولى الناس ب ِِعيسى ابن َ‬ ‫م َواح ُ‬‫وِدين ُهُ ْ‬
‫مْرُبوع‪ ،‬إلى‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬‫ه‪ ،‬إ ِّنه َر ُ‬‫موه َفاعْرُِفو ُ‬ ‫ل‪ ،‬فإذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ه َنازِ ٌ‬
‫ه ن َِبي‪ ،‬وإن ّ ُ‬
‫وَب َي ْن َ ُ‬
‫ن كان رأسه ي َْقط ُُر ماًء‪ ،‬وإن‬ ‫صرا ِ‬‫م ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مَرة والبياض‪ ،‬عليه َثوَبا ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ُ‬
‫‪212‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عو‬
‫جَزى ويد ُ‬ ‫ضع ال ِ‬ ‫ل الخنزيَر‪ ،‬وي َ َ‬ ‫صْبه ب ََلل‪َ ،‬فيد ُقّ الصليب ويقت َ‬ ‫لم ي ِ‬
‫م‪،‬‬‫لسل َ‬‫م كل َّها ِإل ا ِ‬ ‫م َ‬‫ماِنه ال َ‬
‫ه في َز َ‬‫ك الل ّ ُ‬
‫لسلم‪ ،‬وي ُهْل ِ َ‬‫س ِإلى ا ِ‬ ‫الّنا َ‬
‫مَنة عََلى الرض‬ ‫ح الدجال‪ ،‬ثم تقع ال َ‬ ‫ه في زمانه المسي َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ويهل ُ‬
‫لبل‪ ،‬والنموُر مع البقر‪ ،‬والذئاب مع الغنم‪،‬‬ ‫سود ُ مع ا ِ‬
‫حتى َترتع ال ُ‬
‫صلي‬ ‫ويلعب الصبيان بالحيات فيمكث أربعين سنة‪ ،‬ثم ي ُت َوَفّ ِ‬
‫ى وي ُ َ‬
‫عليه المسلمون"‪.‬‬
‫وهكذا رواه أبو داود عن هدبة بن خالتتد عتتن همتتام بتتن يحيتتى عتتن‬

‫قتادة‪ ،‬ورواه ابن جرير ولم يورد عند تفسيرها غيتتره عتتن بستتر بتتن‬

‫معاذ عن سعيد بن أبي عروبة عتتن قتتتادة بنحتتوه وهتتذا إستتناد جيتتد‬

‫قوي‪.‬‬

‫النبي عليه السلم أولى الناس بعيسى ابن مريم‬

‫وروى البخاري‪ ،‬عن أبي اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أبي‬

‫سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ت ل َي ْت َ‬
‫س ب َي ْن ِتتي‬ ‫يقول‪" :‬أنا أوَْلى الّناس ِبابن مري ت َ‬
‫م والنبيتتاُء أولد ُ عًل ّ ٍ‬

‫ه ن َِبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي"‪.‬‬
‫وَب َي َْنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫ثم روي عن محمد بن سفيان‪ ،‬عن فليح بن سليمان‪ ،‬عتتن هلل بتتن‬

‫علي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي عمرة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬أنتتا أولتتى النتتاس بعيستتى ابتتن‬
‫‪213‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫علت أمهتتاتهم َ‬
‫شتّتى وِدين ُهُتتم‬ ‫مريم في الدنيا والخرة النبياُء ِإختتوةٌ ُ‬

‫واحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬وقتتال إبراهيتتم بتتن طهمتتان‪ ،‬عتتن موستتى بتتن عقبتتة‪ ،‬عتتن‬

‫صفوان بن سليم‪ ،‬عن ابن يسار عن أبي هريرة قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فهتتذه طتترق متعتتددة كتتالمتواترة عتتن‬

‫أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬

‫حديث ابن مسعود رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا هشام بن العوام بن حوشب‪ ،‬عن جبلة بتتن‬


‫قال ا ِ‬

‫سحيم‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬

‫ستتى وعيستتى‬
‫سرِيَ بي إبراهيتتم ومو َ‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬لقيت لْيلة أ ْ‬

‫عليهم الصلة والسلم قال فََتذاكروا أمَر الساعةِ َفردوا أمرهم إلتتى‬

‫موستتى‪ ،‬فقتتال‪ :‬ل‬


‫إبراهيم قال‪ :‬ل علم لي بها‪ ،‬فتتردوا أمَرهتتم إلتتى ُ‬

‫حين َُهتا فل يعلتم بته‬


‫متا ِ‬
‫م لي ِبها‪ ،‬فردوا أمَرهم إلى عيسى فقال أ ّ‬
‫عل َ‬

‫ي رّبي عّز وجت ّ‬


‫ل أن التتدجال ختتارج ومعتته‬ ‫أحد ٌ إل الل ّ ُ‬
‫ه‪ ،‬وفيما عَهَد َ إل ّ‬

‫ه اللتته إذا‬ ‫ب الرصاص‪ ،‬قال‪ :‬فَي َهْل ِ ُ‬


‫كتت ُ‬ ‫ب كما يذو ُ‬ ‫ذا رآني َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن‪ ،‬فإ َ‬ ‫قَ ِ‬
‫ضيبا ِ‬
‫‪214‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي? حتى إن الحجر والشجر يقول يا مسلم إن تحتي كافرا ً ت ََعتتا َ‬


‫ل‬ ‫رآن ِ‬

‫س إلتتى ِبلِدهتتم‬ ‫ه? قال‪ :‬في ُهْل ِك ُُهم الل ّ ُ‬


‫ه عّز وج ّ‬
‫ل? ثم يْرجتعُ النتتا ُ‬ ‫َفاقْت ُل ْ ُ‬

‫دب‬
‫حت َ‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫مت ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وَهُت ْ‬
‫جو ُ‬
‫جوج ومتتأ ُ‬
‫وأوطانهم‪ ،‬فعند ذلتتك يختترج يتتأ ُ‬

‫ن‬
‫متترو َ‬ ‫يءٍ إل ّ أك َُلو ُ‬
‫ه‪ ،‬وَل َ ي َ ُ‬ ‫ن عََلى َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن ِبلدهم? ل َ َيأُتو َ‬ ‫سُلو َ‬
‫ن فََيطؤو َ‬ ‫ين ِ‬

‫عو اللتته‬
‫ن فتتأد ْ ُ‬ ‫شت ُ‬
‫كو َ‬ ‫ه? قتتال‪ :‬ثتم يرجتتع النتتاس ي َ ْ‬ ‫عََلى َ‬
‫ماءٍ إل شترُِبو ُ‬

‫حِهم وُينزل‬
‫ض من ن ََتن ري ِ‬
‫مت َِلىَء الر ُ‬
‫م حتى ت َ ْ‬ ‫عليهم فَي ُهْل ِك ُهُ ْ‬
‫م? وَيميت ُهُ ْ‬ ‫َ‬

‫م فتتي البح ترِ فَِفي َ‬


‫متتا عهتتد‬ ‫حّتى ي َْق تذِفَهُ ْ‬
‫م َ‬
‫ساد َهُ ْ‬
‫ج َ‬
‫الله المطَر في ُغْرِقُ أ ْ‬

‫إلي رّبي عّز وج ّ‬


‫ل‪ :‬أن ذلتتك إذا كتتان كتتذلك فتتإن الستتاعة كالحامتتل‬

‫هم"‪.‬‬ ‫م ل َ يتتتتتتتتتد ِْري أهْل َُهتتتتتتتتتا َ‬


‫مَتتتتتتتتتتى ت َْفجتتتتتتتتتأ ُ‬ ‫متتتتتتتتتت ّ‬
‫ال ُ‬

‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن محمد بتتن يستتار‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن هتارون‪ ،‬عتتن‬

‫العوام بن حوشب به نحوه‪.‬‬

‫صفة المسيح عيسى ابن مريم‬

‫رسول الّله عليه السلم‬

‫صفة أهل آخر الزمان‬

‫‪215‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثبت في الصحيحين من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‬


‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ليلة أسري بي لقيت‬
‫ل الرأس كأنه من‬ ‫ج ُ‬
‫ويل َر ْ‬ ‫ب أي ْ ط َ ِ‬ ‫ضط َرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه فإذا رجل ُ‬ ‫موسى فَن ََعت ُ‬
‫مَر كأّنه‬ ‫ح َ‬ ‫ه‪ ،‬قال فرأيته أ ْ‬ ‫ة? قال ولقيت عيسى فَن ََعت ُ‬ ‫شُنوَء َ‬ ‫ل َ‬ ‫رجا ِ‬
‫مامًا"‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫ج من ديماس يعني َ‬ ‫خر َ‬
‫وللبخاري من حديث مجاهد‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬رأيت موسى وعيسى وإبراهيم‪ ،‬فأما‬
‫سبط‬ ‫سيم َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬‫جْعد عريض الصدر‪ ،‬وأما موسى فأد َ ُ‬ ‫عيسى فأحمُر َ‬
‫كأنه من رجال الزط "‪.‬‬
‫ولهما من طريق موسى بن عتيبة‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر قال‪:‬‬
‫ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬يوما ً بين ظهراني الناس‬
‫ح الدجال‬ ‫ن الله ليس بأعوََر? أل َ إن المسي َ‬ ‫المسيح الدجال فقال‪" :‬إ ّ‬
‫ة‬
‫ة? وأراني الله عند الكعب ِ‬ ‫منى? كأن عينه عَِنبة طافي ُ‬ ‫أعوَر العين ال ْي ُ ْ‬
‫ه‬
‫مت َ ُ‬
‫ب لِ ّ‬‫ضرِ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جا ِ‬ ‫دم الر َ‬ ‫من أ ْ‬ ‫م كأحسن ما ي َُرى ِ‬ ‫جل ً آد َ‬ ‫في المنام ر ُ‬
‫ي‬ ‫ه ماًء واضعا ً يديهِ عََلى ِ‬
‫من ْك َب َ ّ‬ ‫س ُ‬‫شعْرِ يقطُر رأ َ‬ ‫ل ال ّ‬‫ج َ‬ ‫ه? َر ْ‬ ‫من ْك ِب َي ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫ن‬
‫سيح اب ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا? قالوا‪ :‬هو ال َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫رجلين وهوَ َيطوف بالبيت فقلت‪َ :‬‬
‫من‬ ‫شَبه ِ‬ ‫ططا ً أعوََر العين اليمنى كأ ْ‬ ‫مْرَيم‪ ،‬ورأيت رجل ً وراَءهُ قَ َ‬ ‫َ‬
‫مْنكبي رجل يطوف بالبيت‪،‬‬ ‫ديهِ على ِ‬ ‫ضعا ً ي َ َ‬
‫طن وا ِ‬ ‫َرأيت بابن ق َ‬
‫ل"‪ .‬تابعه عبيد الله‪ ،‬عن‬ ‫ح الدجا ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا? قالوا‪" :‬ال َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فقلت‪َ :‬‬
‫نافع‪.‬‬
‫ثم روى البخاري‪ ،‬عن أحمد بن محمد المكي‪ ،‬عن إبراهيم بن سعد‪،‬‬
‫عن الزهري‪ ،‬عن سالم‬
‫عن أبيه قال‪ :‬ل والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ما أنا نائم ِ أطوف بالكعبة وإذا رجل‬ ‫لعيسى أحمر‪ ،‬ولكن قال‪" :‬ب َي ْن َ َ‬
‫رق ماء‬ ‫ه ماًء أو ي ُهْ ِ‬ ‫طف رأس ُ‬ ‫شعرِ ي ُهَوّد ُ بين رجلين ي َن ْ ِ‬ ‫ط ال ّ‬ ‫سب ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫آد َ ُ‬
‫ذهبت ألتفت فإذا‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫مري ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فقلت‪ :‬من هذا? قالوا‪ :‬هذا المسيح اب ْ ُ‬
‫جعْد ُ الرأس? أعوَُر ال ْعَْين اليمنى كأن عينه عنبة‬ ‫م َ‬‫رجل أحمُرجسي ٌ‬
‫ل‪ :‬وأقرب الناس به شبها ً اب ْ ُ‬
‫ن‬ ‫هذا? قالوا‪ :‬الدجا ُ‬ ‫من َ‬ ‫ة? قلت‪َ :‬‬ ‫طاِفي ٌ‬
‫قطن قال الزهري‪ :‬ابن قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية‬
‫وتقدم في حديث النواس بن سمعان "فينزل عند المنارة البيضاء‬

‫‪216‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مشقَ في مهُْرود َت َْين واضعا ً كفيه على أجنحة ملكين? إذا‬ ‫شرقي د َ‬
‫حل‬ ‫ن اللؤلؤ‪ ،‬ول ي ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ج َ‬‫در منه مثل ُ‬ ‫ه تح ّ‬ ‫طر وإذا رفع ُ‬ ‫طأطأ رأسه قَ َ‬
‫ث ي َن َْتهي ط َْرفه "‪.‬‬ ‫حي ْ ُ‬
‫ه ي َن َْتهي َ‬‫س ُ‬
‫ت? ون ََف ُ‬‫ما َ‬ ‫سه إل َ‬‫لكافر يجد ريح ن ََف ِ‬
‫هذا هو الشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية‬
‫بدمشق? وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء‬
‫شرقي جامع دمشق فلعل هذا هو المحفوظ‪ ،‬وتكون الرواية فينزل‬
‫على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق فتصرف الراوي في التعبير‬
‫بحسب ما فهم‪ ،‬وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي‬
‫إلى شرق الجامع الموي‪ ،‬وهذا هو النسب والليق‪ ،‬لنه ينزل وقد‬
‫أقيمت الصلة فيقول له‪ :‬يا إمام المسلمين‪ ،‬يا روح الله‪ ،‬تقدم‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬تقدم أنت فإنها أقيمت لك‪ ،‬وفي رواية بعضكم على بعض‬
‫أمراء‪ ،‬يكرم الله هذه المة‪ ،‬وقد جدد بناء المنارة في زماننا في‬
‫سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض‪ ،‬وكان بناؤها من‬
‫أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها‪ ،‬ولعل هذا‬
‫يكون من دلئل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة‬
‫البيضاء من أموال النصارى حتى ينزل عيسى ابن مريم عليها‬
‫فيقتل الخنزير‪ ،‬ويكسر الصليب‪ ،‬ول يقبل منهم جزية‪ ،‬ولكن من‬
‫أسلم قبل من إسلمه وإل ّ قتل‪ ،‬وكذلك حكم سائر كفار الرض‬
‫لخبار عن المسيح بذلك‪ ،‬والتشريع له بذلك‬ ‫يومئذ‪ ،‬وهذا من باب ا ِ‬
‫فإنه إنما يحكم بمقتضى هذه الشريعة المطهرة‪ ،‬وقد ورد في بعض‬
‫الحاديث كما تقدم أنه ينزل ببيت المقدس‪ ،‬وفي رواية بالردن‪،‬‬
‫وفي رواية بعسكر المسلمين وهذا في بعض روايات مسلم كما‬
‫تقدم والله أعلم‪.‬‬
‫وتقدم في حديث عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة‪" :‬وإنه نازل?‬
‫مَرةِ والبياض? عليه‬ ‫ح ْ‬
‫مْرُبوعٌ إلى ال ُ‬ ‫فإذا رأيتموه فاعرفوه? رجل َ‬
‫ل فيدق‬‫ن رأسه ي َْقط ُُر? وِإن لم يصبه ب َل َ ٌ‬ ‫ن? كأ ّ‬ ‫صرا ِ‬
‫م ّ‬‫نم َ‬ ‫ث َوَْبا ُ‬
‫لسلم‪،‬‬ ‫ة‪ ،‬ويدعو الناس إلى ا ِ‬ ‫الصليب? ويقتل الخنزيرة ويضع الجزي َ‬
‫ويهلك الله في زمانه الملل كلها إل السلم? ويهلك الله في زمانه‬
‫مَنة على الرض حتى يرتع السد مع‬ ‫ل? ثم تقع ال َ‬ ‫ح الدجا َ‬ ‫المسي َ‬
‫لبل? والّنموُر مع البقر? والذئاب مع الغنم ويلعب الصبي بالحيات‬ ‫ا ِ‬
‫‪217‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل تضره‪ ،‬فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصّلي عليه المسلمون"‪.‬‬


‫رواه أحمد وأبو داود هكذا وقع في الحديث أنه يمكث في الرض‬
‫أربعين سنة‪ ،‬وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر أنه‬
‫يمكث في الرض سبع سنين فهذا مع هذا مشكل‪ ،‬اللهم إل إذا‬
‫حملت هذه السبع على مدة إقامته بعد نزوله وتكون مضافة إلى‬
‫مدة مكثه فيها قبل رفعه إلى السماء‪ ،‬وكان عمره إذ ذاك ثلثا ً‬
‫وثلثين سنة على المشهور والله أعلم‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيح أن يأجوج ومأجوج يخرجون في زمانه‬
‫ويهلكهم الله ببركة دعائه في ليلة واحدة كما تقدم‪ .‬وكما سيأتي‬
‫وثبت أنه يحج في مدة إقامته في الرض بعد نزوله‪.‬‬
‫وقال محمد بن كعب القرظي في الكتب المنزلة "أن أصحاب‬
‫الكهف يكونون حوارييه وأنهم يحجون معه "‪.‬‬
‫ذكر القرطبي في الملحم في آخر كتابه التذكرة في أحوال‬
‫الخرة‪" :‬وتكون وفاته بالمدينة النبوية فيصلي عليه هنالك ويدفن‬
‫بالحجرة النبوية أيضًا" وقد ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم بن‬
‫عساكر‪.‬‬
‫ورواه أبو عيسى الترمذي في جامعه‪ ،‬عن عبد الله بن سلم فقال‬
‫في كتاب المناقب‪:‬‬
‫حدثنا زيد بن أحزم الطائي النضتتري‪ ،‬حتتدثنا أبتتو قتيبتتة مستتلم بتتن‬

‫قتيبة‪ ،‬حدثنا مودود المديني‪ ،‬حدثنا عثمان بن الضتتحاك‪ ،‬عتتن محمتتد‬

‫بن يوسف‪ ،‬عن عبد الله بن سلم‪ ،‬عن أبيه عن جده قتتال‪ :‬مكتتتوب‬

‫في التوراة صفة محمد وأن عيسى ابن مريم يدفن معه قال‪ ،‬فقال‬

‫أبو مودود‪" :‬وقد بقتتي فتتي التتبيت موضتتع قتتبر" هتتذا حتتديث حستتن‬

‫‪218‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غريب‪ .‬هكذا قال عثمان بن الضحاك والمعروف الضحاك بن عثمان‬

‫المديني التجيبي ما ذكره الترمذي رحمه الله تعالى‪.‬‬

‫ذكر خروج يأجوج ومأجوج‬

‫ذلك في أيام عيستتى ابتتن مريتتم بعتتد قتلتته التتدجال فيهلكهتتم اللتته‬

‫حت ّتتى‬
‫أجمعين في ليلة واحدة ببركة دعائه عليهم قال اللتته تعتتالى‪َ " :‬‬

‫ب‬ ‫ستُلو َ‬
‫ن‪َ ،‬واقْت َتَر َ‬ ‫ب ي َن ْ ِ‬
‫حتد َ ٍ‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫مت ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وَهُت ْ‬
‫جو ُ‬
‫متتأ ُ‬
‫ج وَ َ‬
‫جو ُ‬
‫ت َيأ ُ‬ ‫ِإذا فُت ِ َ‬
‫ح ْ‬

‫ن ك ََفُروا َيا وَي َْلنا قَد ْ ك ُّنا ِفي‬ ‫صة أْبصاُر ال ّ ِ‬


‫ذي َ‬ ‫خ َ‬ ‫ي َ‬
‫شا ِ‬ ‫ذا هِ َ‬ ‫ال ْوَعْد ُ ال ْ َ‬
‫حقّ فَإ ِ َ‬

‫ن" النبيتتتتاء‪.97-96 :‬‬


‫مي َ‬ ‫ل ك ُّنتتتتا َ‬
‫ظتتتتال ِ ِ‬ ‫ذا َبتتتت ْ‬
‫هتتتت َ‬
‫ن َ‬ ‫غَْفَلتتتتةٍ ِ‬
‫متتتت ْ‬

‫حّتى ِإذا ب ََلتتغَ ب َْيتت َ‬


‫ن‬ ‫سَببًا‪َ ،‬‬ ‫وقال تعالى في قصة ذي القرنين‪" :‬ث ُ ّ‬
‫م أت ْب َعَ َ‬

‫ل‪ ،‬قَتتاُلوا ي َتتا َ‬


‫ذا‬ ‫ن ق َ تو ْ ً‬
‫ن ي َْفَقهُتتو َ‬ ‫وما ً ل َ ي َ َ‬
‫كادو َ‬ ‫من دونِهما قَ ْ‬
‫جد َ ِ‬
‫سد ّْين وَ َ‬
‫ال ّ‬

‫ل ل َت َ‬
‫ك‬ ‫ستتدون فتتي الْرض فَهَت ْ‬
‫ل َنجعَت ُ‬ ‫مْف ِ‬
‫ج ُ‬
‫جو َ‬
‫متتأ ُ‬
‫ج وَ َ‬
‫جو َ‬ ‫ال َْقْرن َْين إ ِ ّ‬
‫ن َيأ ُ‬

‫مك ّّني فيهِ َر ب ّتتي َ‬


‫خي ْتٌر‬ ‫ما ً‬ ‫سد ًّا‪ ،‬قا َ‬
‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫جع َ َ‬
‫ل ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خْرجا ً عََلى أ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫َ‬

‫حّتتتى إ َ‬
‫ذا‬ ‫ديدِ َ‬ ‫دمًا‪ ،‬آُتوني ُزب ََر ال َ‬
‫ح ِ‬ ‫م َر ْ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫م وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫جع َ ْ‬
‫وة أ ْ‬ ‫َفأ ِ‬
‫عيُنوني ِبق ّ‬

‫ه َنارا ً َقا َ‬
‫ل آُتوني أفْرِغْ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫خوا َ‬ ‫صد َفَْين َقا َ‬
‫ل ان ُْف ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ساَوى ب َي ْ َ‬
‫َ‬

‫ه ن َْقبتتًا‪َ ،‬قتتا َ‬
‫ل‬ ‫عوا ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ن ي َظ ْهَُروهُ وَ َ‬
‫ما ا ْ‬ ‫عوا أ ْ‬ ‫س َ‬
‫طا ُ‬ ‫طرًا‪َ ،‬فما ا ْ‬
‫عليهِ قِ ْ‬
‫َ‬
‫‪219‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عتد ُ َرب َتتي‬


‫ن وَ ْ‬
‫كتا َ‬ ‫جعََلت ُ‬
‫ه د َك ّتتاَء و َ‬ ‫جاءَ وَعْد ُ َرّبي َ‬ ‫ن َرّبي فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ٌ‬
‫ح َ‬ ‫هَ َ‬
‫ذا َر ْ‬

‫صتتوِر‬ ‫ج فِتتي ب َعْتتض وَن ُِف ت َ‬


‫خ فِتتي ال ّ‬ ‫متتو ُ‬
‫مِئذ ي َ ُ‬
‫م ي َتوْ َ‬ ‫حّق تًا‪ ،‬وت ََرك ْن َتتا ب َعْ ُ‬
‫ض ته ُ ْ‬ ‫َ‬

‫معتتتتتتتتتتتتتتتًا" الكهتتتتتتتتتتتتتتتف‪.99-92 :‬‬


‫ج ْ‬
‫م َ‬
‫معَْنتتتتتتتتتتتتتتتاهُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ج َ‬

‫وقد ذكرنا في التفسير في قصة ذي القرنين وخبر بنائه للستتد متتن‬

‫حديد ونحاس بين جبلين فصار ردما ً واحدًا‪ ،‬وقتتال‪ :‬هتتذا رحمتتة متتن‬

‫ربي أن يحجتتز بتته بيتتن هتتؤلء القتتوم المفستتدين فتتي الرض وبيتتن‬

‫الناس‪ ،‬فإذا جاء وعد ربي أي الوقت الذي قتتدر انهتتدامه فيتته جعلته‬

‫دكا ً أي مساويا ً للرض وكان وعد ربي حقا ً أي وهذا شيء ل بد متتن‬

‫كونه‪ ،‬وتركنا بعضتتهم يمتتوج فتتي بعتتض‪ ،‬يعنتتي بتتذلك يتتوم انهتتدامه‪،‬‬

‫يخرجتتون علتتى النتتاس فيمرحتتون فيهتتم وينستتلون‪ ،‬أي يستترعون‬

‫المشي من كل حدب ثم ٍ يكون النفخ في الصتتور للفتتزع قريب تا ً متتن‬

‫جوج‬
‫ت ي َتتأ ُ‬ ‫ذا فُت ِ َ‬
‫حت ْ‬ ‫حت ّتتى إ ِ َ‬
‫ذلك التتوقت كمتتا قتتال فتتي اليتتة الختترى " َ‬

‫ي‬
‫هتت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ب ال ْوَعْد ُ ال ْ َ‬
‫حق فَإ ِ َ‬ ‫ن‪َ ،‬واقْت ََر َ‬
‫سلو َ‬
‫دب ي َن ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫ن كل َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وَهُ ْ‬
‫جو ُ‬
‫مأ ُ‬
‫و َ‬

‫ة" النبياء‪ :‬الية ‪ .96‬وقد ذكرنتتا فتتي الحتتاديث التتواردة فتتي‬


‫ص ٌ‬
‫خ َ‬ ‫َ‬
‫شا ِ‬

‫‪220‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خروج الدجال ونزول المسيح طرفا ً صالحا ً فتتي ذكرهتتم متتن روايتتة‬

‫النواس بن سمعان وغيره‪:‬‬

‫إشارة نبوية إلى شر قد اقترب من العرب‬

‫ن رسول الله‬
‫وثبت في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش‪" :‬أ ّ‬

‫و‬ ‫متّرا ً وَ ْ‬
‫جهُتتة وَهُت َ‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫صلى الله عليه وسلم نتتام عنتتدها ثتتم استتتيقظ ُ‬

‫متتن‬
‫م ِ‬ ‫ب‪ ،‬فُت ِ َ‬
‫ح اليتتو َ‬ ‫شر َقد اقْت ََر َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ْعََر ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬
‫ه وَي ْ ٌ‬ ‫ل‪ :‬ل َ ِإل َ‬
‫ي َُقو ُ‬

‫حَلق بين أصبعيه‪ ،‬وفي روايتتة وعقتتد‬


‫ج مثل هذِهِ و َ‬
‫جو َ‬
‫مأ ُ‬
‫جو َ‬
‫جو َ‬
‫دم َيأ ُ‬
‫َر ْ‬

‫ن قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬


‫سعِي ْ َ‬
‫سب ِْعين أوْ ت ِ ْ‬
‫َ‬

‫ث"‪.‬‬ ‫ذا ك َث َُر ال َ‬


‫خب َ ُ‬ ‫مإ َ‬ ‫ن? َقا َ‬
‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫حو َ‬
‫صال ِ ُ‬ ‫أن َهْل ِ ُ‬
‫ك وفينا ال ّ‬

‫خروج يأجوج ومأجوج‬

‫وفي الصحيحين أيضا ً من حديث وهيب عن ابن طاوس عن أبيه‬


‫عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬فُت ِ َ‬
‫ح‬
‫سِعين"‪.‬‬ ‫ل هذا وعقد ت ِ ْ‬ ‫ج مث ُ‬
‫مأجو َ‬‫جو َ‬
‫دم يأجو َ‬
‫ن َر ْ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬
‫اليوْ َ‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫قتادة‪ ،‬حدثنا أبو رافع‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫وم‪ ،‬حتى‬ ‫سد ّ ك ّ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫حفرون ال ّ‬ ‫ج ومأجوج لي َ ْ‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬إن يأجو َ‬
‫سَتحُفُروَنه‬ ‫م اْرجُعوا ف َ‬ ‫إذا كانوا ي ََرْون شعاع الشمس قال الذي عَل َي ْهِ ْ‬

‫‪221‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت مدتُهم وأراد الله‬ ‫شد ما كان‪ ،‬حتى إذا ب ََلغ ْ‬ ‫غدًا‪ ،‬فيعودون إليه كأ َ‬
‫شعاعَ الشمس‬ ‫ن ُ‬ ‫حَفروا‪ ،‬حتى إذا كانوا ي ََروْ َ‬ ‫ن ي َب ْعَث َهُم ٍ على الناس َ‬ ‫أ ْ‬
‫ستْثني‪،‬‬ ‫ن شاَء الله‪ ،‬وي َ ْ‬ ‫غدا ً إ ْ‬ ‫حُفرون َ‬ ‫قال الذي عليهم‪ :‬اغدوا فَت َ ْ‬
‫فيعودون إليه وهو كَهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على‬
‫س منهم في حصونهم فيرمون‬ ‫ن النا ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫الناس فَي ُْنشفون الماء ويتح ّ‬
‫م فيقتُلهم‬ ‫مِهم إلى السماء فيبعث الله عليهم ن ََغفا ً في أقَْفائ ِهِ ْ‬ ‫ِبسها ِ‬
‫بها"‪.‬‬
‫ه‬
‫مدٍ بيد ِ‬ ‫س مح ّ‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬والذي ن َْف ُ‬
‫مهم وِدمائهم "‪.‬‬ ‫حو ِ‬ ‫ن لً ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وتشكُر شكرا ً ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ب الرض لت َ ْ‬ ‫إن دوا ّ‬
‫ثم رواه أحمد والترمذي وابن ماجه من غير وجه عن قتادة به‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن كعب الحبار قريبا ً من هذا‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫قال المام أحمد حدثنا يعقوب‪ ،‬حدثنا أبي عن أبي إسحاق عن‬
‫عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري‬
‫ج‬ ‫ح يأجو ُ‬ ‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ت ُْفت َ ُ‬
‫ن"‬ ‫سُلو َ‬ ‫دب ي َن ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫كل َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خرجون كما قال الله تعالى " ِ‬ ‫ج في ْ‬ ‫جو ُ‬ ‫ومأ ُ‬
‫داِئنهم وحصونهم‪ ،‬ويضمون‬ ‫م َ‬ ‫س وي َْنحاُزون عنهم إلى َ‬ ‫ش الَنا ُ‬ ‫فَي ُِف ّ‬
‫ن مياهَ الرض حتى أن بعضهم‬ ‫شَرُبو َ‬ ‫ضربون وي َ ْ‬ ‫شيُهم‪ ،‬في َ ْ‬ ‫إليهم موا ِ‬
‫ق‬
‫ة‪ ،‬حتى إذا لم ي َب ْ َ‬ ‫مّر ً‬ ‫مّر بذلك النهرِ فيقول‪ :‬قد كان هاهَُنا ماء َ‬ ‫لي ُ‬
‫ل‬‫صن أو مدينةٍ قال قائلهم هؤلء أه ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫خذ َ في ِ‬ ‫من الّناس أحد َ إل أ َ‬
‫ل السماء‪ .‬قال‪ :‬ثم ي َُهز أحدهم‬ ‫الرض‪ ،‬قد ْ فََرغَنا منهم‪َ ،‬بقي أه ُ‬
‫ماَء ل ِْلبلِء‬ ‫ة دِ َ‬ ‫ضب َ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫مي ب َِها إلى السماِء فََترجعُ إل َْيه ْ‬ ‫م ي َْر ِ‬‫هث ّ‬ ‫حْرب َت َ ُ‬ ‫َ‬
‫عناقِِهم‬ ‫ث الله عليهم داء في أ ْ‬ ‫ة‪ ،‬فبينما هم عََلى ذلك إذ ب َعَ َ‬ ‫والفتن َ ِ‬
‫م‬‫معُ ل َهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫موَْتى ل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫عناِقه‪ ،‬في ُ ْ‬ ‫ف الجرادِ الذي يخرج في أ ْ‬ ‫ك َن َغَ ِ‬
‫سه فينظر ما فعل‬ ‫شري لنا ن َْف َ‬ ‫جل ي َ ْ‬ ‫حس‪ ،‬فيقول المسلمون‪ :‬أل َر ُ‬ ‫ِ‬
‫ه‪ ،‬قد أوْط ََنها على‬ ‫س ُ‬ ‫سبا ً ن َْف َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل منهم ُ‬ ‫رد رج ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫دو? قال‪ :‬فَي َن ْ َ‬ ‫ذا العَ ُ‬ ‫هَ َ‬
‫م عََلى ب َْعض‪ ،‬فَُيناِدي‪َ :‬يا‬ ‫ضه ُ ْ‬‫موَْتى ب َعْ ُ‬ ‫هم َ‬ ‫ل فََيجد ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َن ْزِ ُ‬ ‫مْقُتو ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫ن‬‫جو ْ َ‬ ‫خر ُ‬ ‫م‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫م عَد ُوّك ُ ْ‬ ‫ه قد كَفاك ُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫شُروا‪ ،‬إ ّ‬ ‫ن أل أب ْ ِ‬ ‫شَر المسلمي َ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫َ‬
‫عى إل ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن لَها َ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما ي َكو ُ‬ ‫م فَ َ‬ ‫شي َهُ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫م وُيسر ُ‬ ‫صونهِ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫دائ ِن ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫يء من الّنبا ِ‬ ‫ت عن ش ْ‬ ‫شك َِر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫سن َ‬ ‫ح َ‬ ‫م كأ ْ‬ ‫كر عَن ْهُ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫م فَت َ ْ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫حو ُ‬ ‫لُ ُ‬

‫‪222‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أصاب َْته?"‪.‬‬
‫وهكذا أخرجه ابن ماجه من حديث يونس بن بكير‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق به وهو إسناد جيد‪.‬‬
‫وفي حديث النواس بن سمعان بعد ذكر قتل عيسى الدجال عند‬
‫ه الى عيسى ابن‬ ‫حى الل ّ ُ‬ ‫باب لد ّ الشرقي قال‪" :‬فبينما كذلك إذ أوْ َ‬
‫دان ل َ‬
‫ك‬ ‫ت عبادا ً من عبادي ل ي َ َ‬ ‫خَرج ُ‬ ‫مريم عليه السلم إًني قد أ ْ‬
‫ج وهم‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫ث الله يأجو َ‬ ‫حرْز عبادي الى الطور‪ ،‬فيبع ُ‬ ‫بقتالهم ف َ‬
‫سى‬ ‫عي َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن" فََيرغَ ُ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ب ي َن ْ ِ‬ ‫حد َ ٍ‬
‫كل َ‬ ‫ن ُ‬‫م ْ‬‫كما قال الله تعالى‪" :‬وهم ِ‬
‫ه عليهم نغفا ً في رقابهم‬ ‫ل الل َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ل‪ ،‬فير ِ‬ ‫ه إلى الل ّهِ عًّز وج ّ‬ ‫وأصحاب ُ ُ‬
‫سى وأصحاُبه إلى‬ ‫ب عي َ‬ ‫حدة فيرغ ُ‬ ‫ت ن َْفس َوا ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن فَْرسى ك َ‬ ‫صِبحو َ‬ ‫في ُ ْ‬
‫مُله ْ‬
‫م‬ ‫ح ِ‬ ‫ت فَي َ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل الله عليهم ط َْيرا ً كأعَْناق الب ُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ل فير ِ‬ ‫ج ّ‬‫الله عّز و َ‬
‫ه َتعالى‪ .‬قال كعب الحبار‪ -‬بمكان يقال له‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫حُهم َ‬ ‫فَي َط َْر ُ‬
‫در‬
‫تم َ‬ ‫ه ب َي ْ ُ‬‫من ْ ُ‬ ‫كن ِ‬ ‫طرا ً ل ي ُ‬ ‫م َ‬ ‫مط َْلع الشمس‪ -‬ويرسل الله َ‬ ‫عن ْد َ َ‬‫ل ِ‬ ‫المهي ُ‬
‫عها كالرل ََفةِ ويقال للرض‬ ‫حّتى ي َد َ َ‬ ‫ن يوما ً عََلى الرض َ‬ ‫ول وََبر أربعي َ‬
‫ة‬
‫مان َ ِ‬ ‫ل الن َّفُر من الر ّ‬ ‫ك? فيومِئذ َيأك ُ ُ‬ ‫دي ب ََرك َت َ ِ‬ ‫أن ْب ِِتي َثمريك وُر ّ‬
‫فها" الحديث إلى أن قال‪" :‬فبينما هم على ذلك إذ‬ ‫ن بِقح ِ‬ ‫ظلو َ‬ ‫ست ِ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ح كل مسلم أوْ قال‬ ‫ض رو َ‬ ‫طهم فيقب ُ‬ ‫بعث الله ريحا ً طيبة تحت آبا ِ‬
‫م‬
‫م ت َُقو ُ‬ ‫مرِ وعَل َي ْهِ ْ‬ ‫ح ُ‬‫ج ال ُ‬ ‫جون ت ََهاُر َ‬ ‫مؤمن وي َْبقى شراُر الناس يتهار ُ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫الساعَ ُ‬
‫وفي حديث مدبر بن عبادة‪ ،‬عن ابتتن مستتعود فتتي اجتمتتاع النبيتتاء‬

‫هيتتم وموستتى وعيستتى عليهتتم متتن اللتته أفضتتل‬


‫يعنتتي محمتتد وإبرا ِ‬

‫هم إلتتى عيستتى‬


‫مَر ُ‬
‫مأ ْ‬
‫الصلة والسلم‪ ،‬وتذاكرهم أمر الساعة وَردهِ ْ‬
‫ّ‬
‫ن‬ ‫ما حين ُهَتتا فَل َ ي َْعلتتم بتته إل ّ اللتته‪ ،‬وفيمتتا عَهَ تد َ إل ت ّ‬
‫ى َربتتي أ ّ‬ ‫ه‪" :‬أ ّ‬ ‫وقَ ْ‬
‫ول ِ‬

‫ص‬
‫ب كمتتا يتتذوب الرصتتا ُ‬ ‫ن فتتإذا َرآنتتي َ‬
‫ذا َ‬ ‫ه قَ ِ‬
‫ضتتيَبا ِ‬ ‫مع َ ُ‬
‫جو َ‬ ‫جا َ‬
‫ل خار ُ‬ ‫الد ّ ّ‬

‫م‬
‫حّتى إن الحجر والشجَر لَيقول‪ :‬يا مستتل ُ‬ ‫قال‪ :‬فيهلكه الل ّ ُ‬
‫ه إذا رآني َ‬

‫‪223‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س‬ ‫ل فاقْت ُْله? قتتال‪ :‬فيهلكهُتتم الل ّت ُ‬


‫ه‪ ،‬وي َْرجتتع النتتا ُ‬ ‫ن َتحتي كاِفرا ً فتعا َ‬
‫إ ّ‬

‫ن ك ُتتل‬
‫مت ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وهت ْ‬ ‫إلى أوْ َ‬
‫طاِنهم? قال‪ :‬فعند ذلك يخرج يأجوج ومتتأجو ُ‬

‫ن عَل َتتى شتتيٍء إل ّ أهْل َك ُتتوه?‬


‫م تّرو َ‬ ‫ن ب ِل َد َهُ ْ‬
‫م‪ ،‬ل ي َ ُ‬ ‫ؤو َ‬ ‫سُلو َ‬
‫ن َفيط ُ‬ ‫دب ي َن ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫َ‬

‫س يشتتكوَنهم‬ ‫مرون عََلى ماء إ ِل ّ شترُِبو ُ‬


‫ه? قتتال‪ :‬ثتتم يرجتتع النتتا ُ‬ ‫َول ي ُ‬

‫متتن‬
‫مت َِلىتتء الرض ِ‬
‫حت ّتتى ت َ ْ‬
‫م َ‬
‫ميت ُهُت ْ‬ ‫ه عَل َي ِْهم فَي ًهْل ِك ُُهم الل ّت ُ‬
‫ه وي ُ ِ‬ ‫عو الل ّ َ‬
‫فأد ْ ُ‬

‫حّتى ي َْقذِفْهُ ْ‬
‫م فتتي‬ ‫م َ‬
‫ساد َهُ ْ‬
‫ج َ‬
‫رف أ ْ‬ ‫ه المط ََر فَي َ ْ‬
‫ج ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ن ريحهم? وُينزِ ُ‬
‫ن َت َ َ‬

‫ة‬ ‫ذا ك َتتا َ‬


‫ن كتتذِلك فتتإن الستتاعَ َ‬ ‫ذا َ‬
‫كإ َ‬ ‫ن َ‬
‫ي ربتتي أ ّ‬ ‫ر‪َ ،‬ففي َ‬
‫متتا عَتدِ إلت ّ‬ ‫البحت ِ‬

‫م بولد َِتهتتا ل َي ْل ً أو ن َهَتتارًا"‪.‬‬ ‫م ل َ ي َد ِْري أهُْلهتتا َ‬


‫متتتى ت َْفجتتأهُ ْ‬ ‫مل ال ْ ُ‬
‫مت ِ ّ‬ ‫كال ْ َ‬
‫حا ِ‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن بشتتر‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن عمتترو‪،‬‬

‫عن ابن حرملة‪ ،‬عن خالته‪ ،‬قتتالت‪ :‬خطتتب رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وستلم وهتتو عاصتب أصتتبعه متن لدغتة عقترب فقتال‪" :‬إن ُ‬
‫كتم‬

‫ج‬ ‫م? إّنكم ل تزالون ُتقاِتلون عدوّا ً َ‬


‫حّتى يخرج يأجو ُ‬ ‫ن ل عدوّ ل َك ُ ْ‬
‫ت َُقوُلو َ‬

‫ستُلو َ‬
‫ن‬ ‫ب ين ِ‬
‫حتد َ ْ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬
‫ب ِ‬
‫صه ْ ٌ‬
‫ن ُ‬
‫صَغاُر العيو ِ‬
‫عراض الوجوهِ ِ‬
‫ج ِ‬
‫جو ُ‬
‫مأ ُ‬
‫و َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫مطرقتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫م المجتتتتتتتتتتتتان ال ُ‬
‫جتتتتتتتتتتتتوهَهُ ْ‬
‫نو ُ‬ ‫َ‬
‫كتتتتتتتتتتتتأ ّ‬

‫قلت‪ :‬يأجوج ومأجوج طائفتان من الترك من ذرية آدم عليه الستتلم‬

‫‪224‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م فيقتتو ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫كما ثبت في الصحيح‪ .‬يقول الله تعالى يوم القيامة "َيا آد ُ‬

‫ستعْد َي ْ َ‬
‫ك فَُينتتاِدي‬ ‫ث النتتارِ و َ‬ ‫سعْد َي ْ َ‬
‫ك فَي َُناِدي بصتتوت‪ :‬اب ْعَت ْ‬
‫ث ب َعْت َ‬ ‫ل َب ّي ْ َ‬
‫ك وَ َ‬

‫ة‬
‫ستتعمائ ٍ‬ ‫ث النارِ فيقول كم? فيقول متتن ك ًتتل ألت ٍ‬
‫ف تِ ْ‬ ‫ث ب َعْ َ‬
‫بصوت أب ْعَ ُ‬

‫ة‪ ،‬فيتتومئذ يشتتيب الصتتغير‬


‫سُعون إلى النار وواحد ٌ إلى الجن ّ ِ‬
‫وتسعٌ وت ْ‬

‫ج‬ ‫مل َهَتتا‪ ،‬فَُيقتتال‪ :‬أب ْ ِ‬


‫شتتروا‪ ،‬فتتإن فتتي يتتأجو َ‬ ‫ح ْ‬
‫متتل َ‬
‫ح ْ‬
‫ت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ض تعُ ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫وت َ َ‬

‫مت َْين ما َ‬
‫كانتتتا فتتي‬ ‫ج لكم فداء? وفي رواية فيقال‪ :‬إن فيك ُ ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫جو َ‬
‫ومأ ُ‬

‫ج " وستتيأتي هتتذا الحتتديث بطرقتته‬ ‫شيٍء إل ّ ك ًّثرتتتاه‪ ،‬يتتأجو ُ‬


‫ج ومتتأجو ُ‬

‫وألفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاظه‪.‬‬

‫ثم هم من حواء عليها السلم‪ ،‬وقتتد قتتال بعضتتهم‪ :‬إنهتتم متتن آدم ل‬

‫واء‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن َ‬

‫وذلك أن آدم احتلم فاختلط منيه بالتراب فخلق الله من ذلك المتتاء‬

‫يأجوج ومأجوج‪ ،‬وهذا مما ل دليل عليه لم يرد عن متن يجتب قبتول‬

‫قوله في هذا والله تعالى أعلم وهو من ذرية نوح عليه السلم‪ ،‬متتن‬

‫سللة يافث أبتتي التتترك وقتتد كتتانوا يعيشتتون فتتي الرض ويتتؤذون‪،‬‬

‫‪225‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فحصتترهم ذو القرنيتن فتتي مكتتانهم داختتل الستتد‪ ،‬حتتى يتأذن اللته‬

‫بخروجهم على الناس فيكون من أمرهم ما ذكرنا في الحاديث‪.‬‬

‫يأجوج ومأجوج ناس من الناس‬

‫وهم يشبهون الناس كأبناء جنسهم من التراك المخرومتتة عيتتونهم‬

‫الزلف أنوفهم الصهب شعورهم على أشكالهم وألوانهم‪ ،‬ومن زعتتم‬

‫أن منهم الطويل الذي كالنخلة السحوق أو أطتتول‪ ،‬ومنهتتم القصتتير‬

‫الذي هو كالشيء الحقير‪ ،‬ومنهتتم متتن لتته أذنتتان يتغطتتى بإحتتداهما‬

‫ويتوطى بالخرى‪ ،‬فقد تكلف متتا ل علتتم لتته بتته‪ ،‬وقتتال متتا ل دليتتل‬

‫عليه‪ ،‬وقد ورد في حديث‪" :‬أن أحدهم ل يموت حتى يرى من نسله‬

‫ألف إنسان " فالّله أعلم بصحته‪ ،‬قال الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بتتن‬

‫محمد بن العباس الصبهاني‪ ،‬حدثنا أبو مستتعود أحمتتد بتتن الفتترات‪،‬‬

‫حتتدثنا أبتتو داود الطيالستتي‪ ،‬حتتدثنا المغيتترة بتتن مستتلم‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫إسحاق‪ ،‬عن وهب بن جابر‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو عن النبي صتتلى‬

‫ستتُلوا‬ ‫ج ومأجوج من وَل َدِ آد َ َ‬


‫م‪ ،‬ولو أْر ِ‬ ‫الله عليه وسلم قال‪ِ" :‬إن يأجو ِ‬
‫ل إل تتترك ألفتتا ً‬ ‫َ‬
‫منهم رج ٌ‬
‫ت ِ‬ ‫دوا على الناس معاي ِ َ‬
‫شُهم ولن يمو َ‬ ‫لفْ َ‬
‫س ُ‬
‫‪226‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عدًا‪ ،‬وإن متتن ورائهتتم ثلث أمتتم‪ ،‬تأويتتل ومتتارس ومنستتك"‪.‬‬


‫فصتتا ِ‬

‫وهذا حديث غريب وقد يكون متتن كلم عبتتد اللتته بتتن عمتترو واللتته‬

‫أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا محمد بتتن مستتمع‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن جعفتتر‪،‬‬

‫حدثنا شعبة‪ ،‬عن عبد الله بن أبي يزيد قال‪ :‬رأى ابن عباس صتتبيانا ً‬

‫ينزو بعضهم على بعض يلعبون فقال ابن عباس‪ :‬هكذا يخرج يتتأجوج‬

‫ومأجوج‪.‬‬

‫ذكر تخريب الكعبة‬

‫شرفها الّله على يدي ذي السويقتين الفحج قبحه الّله‬

‫وروينا عن كعب الحبار في التفستتير عنتتد قتتوله تعتتالى‪" :‬حتتتى إذا‬

‫فتحتتت يتتأجوج ومتتأجوج" أن أول ظهتتور ذي الستتويقتين فتتي أيتتام‬

‫عيسى ابن مريم عليتته الستتلم‪ ،‬وذلتتك بعتتد هلتتك يتتأجوج ومتتأجوج‪،‬‬

‫فيبعث إليهم عيسى عليتته الستتلم طليعتتة متتا بيتتن الستتبعمائة إلتتى‬

‫الثمانمائة‪ ،‬فبينما هم يسيرون إليه إذ بعتتث اللته ريحتا ً يمانيتتة طيبتتة‬

‫‪227‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ح كل مؤمن‪ ،‬ثم يبقى عجتتاج متتن النتتاس يتستتافدون‬


‫فيقبض بها رو ِ‬

‫كما تتستتافد البهتتائم ثتتم قتتال كعتتب‪ :‬وتكتتون الستتاعة قريب تا َ حينئذ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وقد تقدم في الحديث الصحيح‪ :‬أن عيسى عليه الستتلم يحتتج‬

‫بعد نزوله إلى الرض‪.‬‬

‫سيبقى حجاج ومعتمرون بعد ظهور يأجوج ومأجوج‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا ستتليمان بتتن داود‪ ،‬حتتدثنا عمتتران‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫قتادة‪ ،‬عن عبد الله بن أبي عقبة‪ ،‬عن أبي سعد‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫خروج‬
‫ن ب َعْد َ ُ‬
‫مَر ّ‬ ‫ذا ال ْب َي ْ ُ‬
‫ت ولي ُعْت َ َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ج ّ‬
‫ح ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لي ُ َ‬

‫ج ومأجوج"‪ .‬انفرد بإخراجه البخاري رواه عن أحمد بن حفتتص‪،‬‬


‫يأجو َ‬

‫عن عبد الله‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن إبراهيتتم بتتن طهمتتان‪ ،‬عتتن حجتتاج بتتن‬

‫منهال‪ ،‬عن قتادة‪.‬‬

‫يهجر الحج قبيل قيام الساعة‬

‫وقال عبد الرحمن عن شعبة عن قتادة‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى ل‬

‫ج التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيت"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫يُ َ‬

‫‪228‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو عبد الله‪ :‬والول أكثر‪ ،‬انتهى متتا ذكتتره البختتاري‪ ،‬وقتتد رواه‬

‫البزار‪ ،‬عن محمد بن المثنى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬عن أبان‪،‬‬

‫عن يزيد العطار‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬كما ذكره البخاري‪ ،‬ورواية سليمان بتتن‬

‫لمتتام أحمتتد كمتتا رأيتتت‪.‬‬


‫داود القطتتان عتتن عمتتران قتتد أوردهتتا ا ِ‬

‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أبو بكر بتتن المثنتتى‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العزيتتز‪،‬‬

‫حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي‬

‫سعيد الخدري عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬ل تقتتوم‬

‫ج التتتتتتتتتتتتتتبيت"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫الستتتتتتتتتتتتتتاعة حتتتتتتتتتتتتتتتى ل ي ُ َ‬

‫قال‪ :‬وهذا الحديث ل نعلمه يروى عن سعيد عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتته وستتتتتتتتتتتتتتلم‪ ،‬إل ّ بهتتتتتتتتتتتتتتذا ا ِ‬


‫لستتتتتتتتتتتتتتناد‪.‬‬

‫قلتتت‪ :‬ول منافتتاة فتتي المعنتتى بيتتن الروايتتتين لن الكعبتتة يحجهتتا‬

‫الناس‪ -،‬يعتمرون بها بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلكهتتم وطمأنينتتة‬

‫الناس وكثرة أرزاقهم في زمان المسيح عليه السلم‪ ،‬ثم يبعث إليه‬

‫ريحا ً طيبة فيقبض بها روح كل مؤمن‪ ،‬ويتوفى نبي الله عيسى عليه‬

‫السلم‪ ،‬ويصلي عليه المسلمون‪ ،‬ويدفن بالحجرة النبوية مع رسول‬

‫‪229‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ثم يكون ختتراب الكعبتتة علتتى يتتدي ذي‬

‫السويقتين بعد هذا‪ ،‬وإن كان ظهوره فتتي زمتتن المستتيح كمتتا قتتال‬

‫كعب الحبار‪.‬‬

‫ذكر تخريبه إياها قبحه الّله وشرفها‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد الملك وهتتو الحرانتتي‪ ،‬حتتدثنا‬


‫قال ا ِ‬

‫سلمة‪ ،‬عن محمد بن إستتحاق‪ ،‬عتتن ابتتن أبتتي نجيتتح‪ ،‬عتتن‬


‫محمد بن ِ‬

‫المجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬

‫س توَي َْقت َْين متتن الحبشتتة‪،‬‬ ‫ب الكعبتتة ُ‬


‫ذو ال ّ‬ ‫خ تّر ُ‬
‫عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬ي ُ َ‬

‫صتتيِلعا ً‬
‫وتَهاة ولكتتأني أنظ تُر إليتته أ َ‬ ‫متتن ك ُ ْ‬
‫ست َ‬ ‫ها ِ‬
‫جّرد ُ َ‬
‫حل ِّيها‪ ،‬وي ُ َ‬
‫سلبها ً‬
‫وي َ ْ‬

‫ه"‪ .‬وهتذا إستناد جيتد قتوي‪.‬‬


‫ول ِ‬
‫مْعت َ‬
‫حيه و ِ‬
‫ستا ِ‬ ‫دعا ً بضترب عليهتا ب َ‬
‫م َ‬ ‫أفَي ْ ِ‬

‫وقال أبو داود‪ :‬بتتاب النهتتي عتتن تهيتتج الحبشتتة‪ ،‬حتتدثنا القاستتم بتتن‬

‫أحمد‪ ،‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا زهير‪ ،‬عن موسى بتتن جتتبير‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫أمامة بن سهل بن حنيف‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬عن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪ :‬اتركوا الحبشة متا تركتوكم‪ ،‬فتإنه ل يستتخرج‬

‫كنتتتتتتتتز الكعبتتتتتتتتة إل ذو الستتتتتتتتويقتين متتتتتتتتن الحبشتتتتتتتتة‪.‬‬


‫‪230‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى‪ ،‬عن عبد الله بتتن الخنتتس‪ ،‬أختتبرني‬
‫وقال ا ِ‬

‫ابن أبي مليكة وهو عبد الله بن عبيتتد اللتته بتتن أبتتي مليكتتة أن ابتتن‬

‫عباس أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪َ " :‬‬
‫كأّني أنظُر إليتته‬

‫جتتتتترا ً يعنتتتتتي الكعبتتتتتة"‪.‬‬ ‫جتتتتترا ً َ‬


‫ح َ‬ ‫ضتتتتتَها ح َ‬
‫ج ي َن ُْق ُ‬ ‫ستتتتتوَد َ أفْ َ‬
‫حتتتتت َ‬ ‫أ ْ‬

‫تفّرد به البخاري‪ ،‬فرواه عن عمرو بن الغلس عتتن بجيتتر وهتتو ابتتن‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعيد القطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن المثنتتى‪ ،‬حتتدثنا بتتأبو‬

‫عامر‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬عن ثور‪ ،‬عن أبي الغيث‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ذو الستتويقتين متتن الحبشتتة‬

‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترب بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬


‫يُ َ‬

‫ورواه مستتلم عتتن قتيبتتة بتتن ستتعيد‪ ،‬عتتن عبتتد العزيتتز بتتن محمتتد‬

‫المراوردي به‪.‬‬

‫إشارة إلى ظهور ظالم من قحطان قبل قيام الساعة‬

‫م‬
‫لسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقو ُ‬‫وبهذا ا ِ‬
‫ن قحطان يسوق الناس بعصاه"‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫خرج رج ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫الساعة حتى ي ْ‬

‫‪231‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه البخاري عن عبد العزيز بن عبد اللتته بتتن ستتليمان بتتن بلل‪،‬‬

‫ومسلم عن قتيبة عن عبد العزيز المراوردي‪ ،‬كلهمتتا عتتن ثتتور بتتن‬

‫يزيد الديلي‪ ،‬عن أبي الغيث سالم مولى ابن مطيع‪ ،‬عن أبي هريرة‬

‫عن النبي صلى الله عليتته وستتلم‪ ،‬فتتذكر مثلتته ستتواء بستتواء‪ ،‬وقتتد‬

‫يكون هذا الرجل هوذا السويقتين‪ ،‬ويحتمل أن يكون غيره فإن هتتذا‬

‫متتتتتتن قحطتتتتتتان‪ ،‬وذاك متتتتتتن الحبشتتتتتتة فتتتتتتالله أعلتتتتتتم‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبتو بكتر الحنفتي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الحميتد بتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫جعفر‪ ،‬عن عمر بن الحكم النصتتاري‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫حت ّتتى‬ ‫ذهب الليت ُ‬


‫ل والنهتتاُر َ‬ ‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬ل ي َت ْ‬

‫جتتتتتتاه"‪.‬‬
‫جه ْ َ‬ ‫ل ل َتتتتتت ُ‬
‫ه َ‬ ‫متتتتتتوالي ي َُقتتتتتتا ُ‬ ‫جتتتتتت ٌ‬
‫ل متتتتتتن ال َ‬ ‫مل ِتتتتتت َ‬
‫كر ُ‬ ‫يَ ْ‬

‫ورواه مسلم عن محمد بن بشار‪ ،‬عن أبي بكر الحنفي به‪ ،‬فيحتمتتل‬

‫أن يكتتون هتتذا استتم ذي الستتويقتين الحبشتتي واللتته تعتتالى أعلتتم‪.‬‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا حستتن‪ ،‬حتتدثنا ابتتن لهيعتتة‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫مع رستتول اللتته‬


‫الزبير‪ ،‬عن جابر أن عمر بن الخطاب أختتبر أنتته ست ِ‬

‫مّر ب َِهتتا أوْ ل َ‬


‫ج أهل مكة ثم ل ي َ ُ‬
‫سَيخُر ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪َ " :‬‬

‫‪232‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من ْهَتتا فَل َ ي َعُتتو ُ‬


‫دون إليهتتا‬ ‫جتتون ِ‬
‫خر ُ‬ ‫ي َعْب ُُر بها إ ِل ّ قليل‪ ،‬ثتتم ت َ ْ‬
‫متلىتتء ثتتم ي َ ْ‬

‫أبدًا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ل يدخل الدجال مكة ول المدينة‬

‫وأما المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلة والسلم‪ ،‬فقتتد ثبتتت‬

‫في الصحيح كما تقدم أن الدجال ل يمكنه الدخول إلى مكة ول إلى‬

‫المدينة‪ ،‬وأنه يكون على أنقاب المدينتتة ملئكتتة يحرستتونها منتته لئل‬

‫يدخلها‪ ،‬وفي صحيح البخاري من حتتديث مالتتك عتتن نعيتتم المجمتتر‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬المدينة‬

‫ح التتتتتتتتتتدجال ول الطتتتتتتتتتتاعون"‪.‬‬
‫ل يتتتتتتتتتتدخلها المستتتتتتتتتتي ُ‬

‫وقد تقدم أنتته يخيتتم بظاهرهتتا‪ ،‬وأنهتتا ترجتتف بأهلهتتا ثلث رجفتتات‪،‬‬

‫فيخرج إليه كل منافق ومنافقة‪ ،‬وفاسق وفاسقة‪ ،‬ويثبتتت فيهتتا كتتل‬

‫مؤمن ومؤمنة‪ ،‬ومسلم ومسلمة‪ ،‬ويسمى يومئذ يوم الخلص‪ ،‬وهي‬

‫خب ََثهتتا‬
‫كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنها طيبة ت َن ِْفتتي َ‬

‫‪233‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وَيضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوعَ طيب َُهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫ت والط ّّيبتتا ُ‬
‫ت‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬
‫خِبيث َتتا ِ‬ ‫ت ل ِل ْ َ‬
‫خبثين والخِبيث ُتتو َ‬ ‫خِبيَثا ُ‬
‫وقال الله تعالى‪ :‬ال َ‬

‫متتتتتتتتبّرءون"‪.‬‬ ‫ت أول َئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ن ِللط ّي َّبتتتتتتتتا ِ‬
‫ن والط ّي ُّبتتتتتتتتو َ‬
‫ِللط ّّيتتتتتتتتبي َ‬

‫والمقصود أن المدينة تكون عامرة أيام التتدجال‪ ،‬ثتتم تكتتون عتتامرة‬

‫في زمان المسيح عيسى ابن مريتتم رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬حتى تكون وفاته بها ودفنه فيها ثم يختترج النتتاس منهتتا بعتتد‬

‫ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك كمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبق‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن أبي‬
‫قال ا ِ‬

‫الزبير‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬أخبرني عمر بن الخطاب قال‪ :‬سمعت النتتبي‬

‫ت المدين تةِ ثتتم‬


‫جن َب َتتا ِ‬
‫ب بِ َ‬
‫ن الراك ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬لَيسيَر ّ‬

‫ن المستتتلمين كتتتثير"‪.‬‬
‫متتت َ‬
‫ضتتتر ِ‬
‫حا ِ‬ ‫هتتت َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن ل ََقتتتد ْ ك َتتتا َ‬
‫ن فتتتي َ‬ ‫يقتتتول ّ‬

‫لمام أحمد‪ :‬ولم يخرجه حسن‪ ،‬إل بثبت عن جابر‪ ،‬انفرد بهمتتا‬
‫قال ا ِ‬

‫أحمد‪.‬‬

‫خروج الدابة من الرض تكلم الناس‬

‫‪234‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫مت َ‬
‫داب ّتتة ِ‬ ‫جن َتتا ل َهُت ْ‬
‫م َ‬ ‫م أَ ْ‬
‫خَر ْ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ت ْ‬
‫ذا وَقَ تعَ الَق توْ ُ‬
‫قال الله تعتتالى‪" :‬وإ ِ َ‬

‫س ك َتتتتتتاُنوا ِبآَيات ِن َتتتتتتا ل يوقنتتتتتتون"‪.‬‬


‫ن الن ّتتتتتتا َ‬ ‫الْرض ت ُك َّلمهُتتتتتت ْ‬
‫مأ ّ‬

‫قد تكلمنا على ما يتعلق بهذه الية الكريمتتة فتتي التفستتير‪ ،‬وأوردنتتا‬

‫هنالتتك متتن الحتتاديث المتعلقتتة بتتذلك متتا فيتته كفايتتة‪ ،‬ولتتو كتتانت‬

‫مجموعتتتتة هتتتتا هنتتتتا كتتتتان حستتتتنا ً كافيتتتتا ً وللتتتته الحمتتتتد‪.‬‬

‫قال ابن عبتتاس والحستتن وقتتتادة‪ :‬تكلمهتتم أي تختتاطبهم مخاطبتتة‪،‬‬

‫ورجح ابن جرير أنها تخاطبهم فتقول لهم‪ :‬إن الناس كتتانوا بآياتنتتا ل‬

‫يوقنون‪ ،‬وحكاه عن عطاء وعلي‪ ،‬وفي هذا نظر‪ ،‬وعتتن ابتتن عبتتاس‬

‫تكلمهم‪ ،‬تخرجهم‪ ،‬يعني يكتب على جبين الكافر كافر‪ ،‬وعلى جتتبين‬

‫المؤمن مؤمن‪ ،‬وعنه تخاطبهم وتخرجهم‪ ،‬وهتتذا القتتول ينتظتتم متتن‬

‫مذهبين وهو قوي حسن جامع لهما والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫عشر آيات قبل قيام الساعة‬

‫وقد تقدم الحديث الذي رواه أحمد ومسلم وأهل السنن عن أبي‬
‫شريحة حذيفة بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ت ط ًُلوعَ الشمس من مغربها‬ ‫م الساعة حّتى ت ََروا عَ ْ‬
‫شَر آيا ٍ‬ ‫"ل ت َُقو ُ‬
‫م‬
‫مْري َ‬‫ج عيسى ابن َ‬ ‫ج‪ ،‬وخرو َ‬
‫ج ومأجو َ‬ ‫ج يأجو ِ‬ ‫والدخان والدابة وخرو َ‬
‫خسفا َ‬ ‫رق و َ‬‫ب وخسفا ً بالمش ِ‬ ‫خسفا ً بالمغر ِ‬ ‫ف َ‬‫ة خسو ٍ‬ ‫ل‪ ،‬وثلث َ‬‫والدجا َ‬
‫‪235‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حشر‬ ‫س أو ت َ ْ‬ ‫سوقُ الّنا َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ج من قَعْرِ عَد َ ٍ‬ ‫ب‪ ،‬ونارا ً تخر ُ‬ ‫بجزيرةِ العر ِ‬
‫ث قالوا"‪.‬‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫معه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫حيث َباتوا وتقِفي ُ‬ ‫م َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫الناس َتبيت َ‬
‫ولمسلم من حديث العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة أن النبي صلى‬
‫ن ودابة‬ ‫ل الدجال والدخا َ‬ ‫عما ِ‬ ‫الله عليه وسلم قال‪َ" :‬بادُِروا بال ْ‬
‫كم"‪.‬‬ ‫ويصة أحدِ ُ‬ ‫خ َ‬‫مة و ُ‬ ‫مَر العا ّ‬ ‫الرض وأ ْ‬
‫وروى ابن ماجه‪ ،‬عن حرملة‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن عمرو بن الحرص‪،‬‬
‫وابن لهيعة‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن سنان‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بادروا بالعمال‬
‫ة الرض والدجال‬ ‫ن وداب َ‬ ‫ست ّا ً طلوعَ الشمس من مغربها والدخا َ‬ ‫ِ‬
‫ة"‪ .‬تفرد به ابن ماجه من هذا الوجه‪.‬‬ ‫م ِ‬‫م وأمَر العا ّ‬ ‫حدِك ُ ْ‬ ‫ةأ َ‬ ‫خوَّيص َ‬ ‫و ُ‬
‫وقال أبو داود الطيالسي عن طلحة بن عمرو وجرير بن حازم‪ ،‬فأما‬
‫طلحة فقال‪ :‬أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن عمر أن ابن الطفيل‬
‫حدثه‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد الغفاري أبي شريحة وأبي جرير فقال‬
‫عن عبد الله بن عبيد عن رجل من آل عبد الله بن مسعود وحديث‬
‫طلحة أتم وأحسن قال‪ :‬ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ن أقصى‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫ج ً‬‫خْر َ‬ ‫ج َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫هر فَت َ ْ‬ ‫ن الد ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫خْرجا ٍ‬ ‫ث َ‬ ‫الدابة فقال‪َ" :‬لها َثل ُ‬
‫ويل ً ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫منا ً ط َ ِ‬ ‫ن َز َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ة ي َْعني َ‬ ‫ل ذِك ُْرها الَقْري َ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫البادِي َةِ وَل َ ي َد ْ ُ‬
‫خل‬ ‫هل البادية وي َد ْ ُ‬ ‫خرى دون ِتلك فَي َعُْلو ذكُرها في أ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫خْر َ‬ ‫ج َ‬‫خُر ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫كة"‪.‬‬ ‫م ّ‬ ‫ة يعني ً‬ ‫ذكُرها الَقْري َ َ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ثم بينما الناس في أعظم‬
‫م إل ّ‬ ‫ة وأكَرمها‪ ،‬المسجدِ الحرام لم ي َُرعْهُ ْ‬ ‫م ً‬ ‫حْر َ‬ ‫المساجد على الله ُ‬
‫ض‬‫سها التراب َفاْرف َ‬ ‫ض عن رأ ِ‬ ‫مَقام‪ ،‬ت َن ُْف ُ‬ ‫كن وال َ‬ ‫ي ترغو بين الر ْ‬ ‫وه ِ َ‬
‫م‬‫عرفوا أنهم ل َ ْ‬ ‫ة المؤمنين‪ ،‬و َ‬ ‫صاب َ ُ‬
‫ع َ‬ ‫شّتى ومعًا‪ ،‬وبَقيت ِ‬ ‫الناس عنها َ‬
‫ل الكوكب‬ ‫مث ْ َ‬ ‫جعَل ًت َْها ِ‬ ‫حّتى َ‬ ‫جَلت وجوههم َ‬ ‫ي َْعجزوا الله فبدأت بهم فَ َ‬
‫ب‪ ،‬حتى‬ ‫ب ول ينجو منها هار ٌ‬ ‫ت في الرض ل يدركها طال ٌ‬ ‫الدري وول َ ْ‬
‫ن‪ :‬الن تصلي?‬ ‫فه فتقول‪ :‬يا فل ُ‬ ‫خل ِ‬‫من َ‬ ‫ل لَيتعَوّذ ُ َفتأِتيهِ ِ‬ ‫إن الرج َ‬
‫جهه‪ ،‬ثم ت َن ْط َل ِقُ ويشترك الناس في‬ ‫مه في وَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫فيقبل عَل َْيها فت ِ‬
‫ن من الكافر حّتى‬ ‫ف المؤم ُ‬ ‫ن في المصار‪ ،‬ي ُعَْر َ‬ ‫حبو َ‬ ‫صط َ ِ‬ ‫ل‪ ،‬وي َ ْ‬ ‫موا ِ‬‫ال ْ‬
‫إن المؤمن ليقول‪ :‬يا كافر اقضني حّقي وحتى إن الكافر ليقول يا‬
‫مؤمن اقضني حقي"‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهكذا رواه مرفوعا ً من هذا الوجه بهذا السياق‪ ،‬وفيه غرابة‪ ،‬ورواه‬
‫ابن جرير عن اليمان‪ ،‬مرفوعًا‪ ،‬وفيه أن ذلك في زمان عيسى ابن‬
‫مريم‪ ،‬وهو يطوف بالبيت‪ ،‬ولكن في إسناده نظر والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫وقد قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو غسان محمد بن عمر‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫نميلة‪ ،‬حدثنا ابن عبيد‪ ،‬حدثنا عبد الله بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية‬
‫قريب من مكة‪ ،‬فإذا أرض يابسة حولها رمل‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫ة من هذا الموضع فإذا ِفتر في‬ ‫داب ّ ُ‬
‫ج ال ّ‬
‫خُر ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬ت َ ْ‬
‫شْبر"‪.‬‬
‫قال ابن بريدة‪ :‬فحججت بعد ذلك بسنين فأرانا إياه‪ ،‬فإذا هو يقاس‬
‫بعصاي هذه كذا وكذا‪ ،‬يعني أنه كلما مضى وقت يتسع حتى يكون‬
‫وقت خروجها? والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق المعمر‪ :‬عن قتادة‪ ،‬أن ابن عباس قال‪ :‬هي دابة‬
‫ذات زغب لها أربع قوائم تخرج من بعض أودية تهامة‪ ،‬ورواه سعيد‬
‫بن منصور‪ ،‬عن عثمان بن مطر‪ ،‬عن قتادة عن ابن عباس بنحوه‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن روحاء حدثنا‬
‫فضيل بن مرزوق عن عطية قال‪ :‬قال عبد الله تخرج الدابة من‬
‫صدع من الصفا كجري الفرس ثلثة أيام ل يخرج ثلثها‪ ،‬وعن عبد‬
‫الله بن عمرو أنه قال‪ :‬تخرج الدابة من تحت صخرة فتستقبل‬
‫المشرق فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة‬
‫تنفذه‪ ،‬ثم تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تنفذه‪ ،‬ثم تروح من مكة‬
‫فتصبح بعفسان قيل له‪ :‬ثم ماذا? قال‪ :‬ثم ل أعلم‪ .‬وعنه أنه قال‪:‬‬
‫تخرج الدابة من تحت السدوم يعني مدينة قوم لوط‪ ،‬فهذه أقوال‬
‫متعارضة والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫وعن أبي الطفيل أنه قال‪ :‬تخرج الدابة من الصفا أو المروة رواه‬
‫البيهقي‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أبو صالح‪ :‬كاتب الليث‪،‬‬
‫حدثني معاوية بن صالح‪ ،‬عن أبي مريم‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة يقول‪:‬‬
‫"إن الدابة فيها كل لون‪ ،‬ما بين قرنيها فرسخ للراكب"‪.‬‬
‫وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال‪ :‬إنها دابة لها رأس‬

‫‪237‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وزغب وحافر‪ ،‬ولها ذنب‪ ،‬ولها لحية‪ ،‬وإنها تخرج حضر الفرس‬
‫الجواد ثلثا ً وما خرج ثلثاها‪ ،‬رواه ابن أبي حاتم‪.‬‬
‫وقال ابن جريج‪ ،‬عن أبتي الزبيتر أنته وصتف الدابتة فقتال‪ :‬رأستها‬

‫رأس ثور‪ ،‬وعينها عين خنزيتتر‪ ،‬وأذنهتتا أذن فيتتل‪ ،‬وقرنهتتا قتترن أيتتل‬

‫وعنقها عنق نعامة‪ ،‬وصدرها صدر أسد‪ ،‬ولونها لون نمر‪ ،‬وخاصتترتها‬

‫خاصتترة هتتر‪ ،‬وذنبهتتا ذنتتب كبتتش‪ ،‬وقوائمهتتا قتتوائم بعيتتر‪ ،‬بيتتن كتتل‬

‫مفصلين اثنا عشر ذراعًا‪ ،‬تخرج معها عصا موسى‪ ،‬وختتاتم ستتليمان‬

‫فل يبقتتى متتؤمن إل يكتتتب فتتي وجهتته بعصتتا موستتى نكتتتة بيضتتاء‪،‬‬

‫فتفشو تلك النكتة‪ ،‬حتى يبيض لها وجهتته‪ ،‬ول يبقتتى كتتافر إل يكتتتب‬

‫في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان‪ ،‬فتفشو تلك النكتة حتى يسود‬

‫لها وجهه‪ ،‬حتى إن الناس يتبايعون في السواق فيقولون‪ :‬بكم ذا يا‬

‫متتؤمن‪ .‬بكتتم ذا يتتا كتتافر? وحتتتى إن أهتتل التتبيت ليجلستتون علتتى‬

‫مائدتهم فيعرفون مؤمنهم وكافرهم‪ ،‬ثم يقول لهم الدابتتة‪ :‬يتتا فلن‪:‬‬

‫أبشر أنت من أهل الجنة‪ ،‬ويا فلن‪ :‬أنت من أهل النار‪ ،‬فتتذلك قتتول‬

‫ن ال َْرض‬
‫مت َ‬
‫ة ِ‬
‫داب ّت ً‬ ‫جن َتتا ل َهُت ْ‬
‫م َ‬ ‫م أَ ْ‬
‫خَر ْ‬ ‫ل عَل َي ْهِت ْ‬
‫الله تعالى‪" :‬وَِإذا وَقَعَ الَقتوْ ُ‬

‫ن الن ّتتتتتتتتاس كتتتتتتتتاُنوا بآَيات ِن َتتتتتتتتا ل َ ُيوقن ُتتتتتتتتون"‪.‬‬ ‫تك َل ّمهتتتتتتتت َ‬


‫مأ ّ‬‫ْ‬ ‫ُ ُ ُ‬

‫‪238‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد ذكرنا فيما تقدم عن ابن مسعود‪ ،‬أن الدابتتة متتن نستتل إبليتتس‬

‫الرجيتتم‪ ،‬وذلتتك فيمتتا رواه أبتتو نعيتتم عتتن حمتتاد‪ ،‬فتتي كتتتاب الفتتتن‬

‫والملحتتتتتتتتم‪ ،‬تصتتتتتتتتنيفه‪ ،‬واللتتتتتتتته أعلتتتتتتتتم بصتتتتتتتتحته‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر‪ ،‬عن‬

‫أبي حيان‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حفظت من‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم حتتديثا ً لتتم أنستته بعتتد‪ :‬ستتمعت‬

‫ل اليتتات خروجتا ً‬
‫ن أو َ‬
‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ى‬
‫ضتتح ً‬
‫ج الدابتةِ علتتى النتتاس ُ‬
‫ربهتتا‪ ،‬وختترو ُ‬
‫طلتتوعُ الشتتمس متتن مغ ِ‬

‫ريبتتتًا"‪.‬‬
‫خَرى علتتتى إ ِْثرهَتتتا قَ ِ‬
‫حب َت َِها فتتتال ْ‬ ‫متتتا ك َتتتان َ ْ‬
‫ت قَب ْتتتل َ‬
‫صتتتا ِ‬ ‫َفأي ّت ُهُ َ‬

‫أي أول اليات التي ليست مألوفة‪ ،‬وإن كان الدجال ونزول عيستتى‬

‫عليه السلم من السماء قبل ذلك‪ ،‬وكذلك ختتروج يتتأجوج ومتتأجوج‪،‬‬

‫فكل ذلك أمور مألوفة لن أمر مشاهدته ومشاهدة أمثتتاله متتألوف‪،‬‬

‫فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف ومخاطبتهتتا النتتاس‬

‫ووسمها إياهم باليمان أو الكفر‪ ،‬فأمر خارج عتتن مجتتاري العتتادات‪،‬‬

‫‪239‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وذلك أول اليات الرضية‪ ،‬كما أن طلوع الشمس من مغربهتتا علتتى‬

‫خلف عادتها المألوفة أول اليات السماوية‪.‬‬

‫ذكر طلوع الشمس من المغرب‬

‫ل تنفع توبة التائب بعد طلوع الشمس من مغربها‬

‫ك أْو‬ ‫ة أوْ َيأِتن رب ّ َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫ن َتأت ِي َهُ ُ‬‫ن إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ل ي َن ْظ ُُرو َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬هَ ْ‬
‫ت َربك ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإيمان َُها‬ ‫ض آيا ِ‬ ‫م يأتي ب َعْ ُ‬ ‫ت َربك ي ِوْ َ‬ ‫ض آيا ِ‬ ‫َيأِتي بعْ ُ‬
‫خْيرا ً ُقل إنت َظ ُِروا إ ِّنا‬ ‫مان َِها َ‬ ‫ت ِفي ِإي َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ل أو ْ ك َ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬‫من َ ْ‬‫م تكن آ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫من ْت َظ ُِرون"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ن أبي ليلى‪ ،‬عن عطية‬ ‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا اب ِ‬ ‫قال ا ِ‬
‫العوفي‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫مان َُها"‪.‬‬‫ك ل ي َْنفعُ ن َْفسا ً ِإي َ‬ ‫ت َرب ّ َ‬ ‫ض آَيا ِ‬ ‫م َيأتي ب َعْ ُ‬ ‫"ي َوْ َ‬
‫قال‪" :‬طلوع الشمس من مغربها"‪ ،‬ورواه الترمذي‪ ،‬عن سفيان بن‬
‫وكيع‪ ،‬عن أبيه به‪ .‬وقال‪ :‬غريب وقد رواه بعضهم فلم يرفعه‪.‬‬
‫وقال البخاري عند تفسير هذه الية‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪،‬‬
‫حدثنا عبد الواحد‪ ،‬حدثنا عمارة‪ ،‬حدثنا أبو زرعة‪ ،‬حدثنا أبو هريرة‪،‬‬
‫حتى‬ ‫ة َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل َ َتقو ُ‬
‫ن عَل َي َْها? فَذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫سآ َ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ذا َرآ َ‬ ‫مغْرِِبها? فَإ ِ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت َط ْل ًعَ ال ّ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬ ‫نآ َ‬‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإيمان َُها ل ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ِ‬
‫وقد أخرجه بقية الجماعة ِإل الترمذي من طرق عن عمارة بن‬
‫القعقاع بن شبرمة‪ ،‬عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة مرفوعا ً مثله‪.‬‬
‫ثم قال البخاري‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن‬
‫همام بن منبه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫مغْرِب َِها َفإ َ‬
‫ذا‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫حتى ت َط ْل ُعَ الشم ُ‬ ‫ة َ‬ ‫م الساعَ ُ‬ ‫وسلم‪" :‬ل َ ت َُقو ُ‬

‫‪240‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإي َ‬


‫ماُنها"‪،‬‬ ‫حي َ‬ ‫ن وذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫مُعو َ‬
‫ج َ‬
‫مُنوا أ ْ‬
‫سآ َ‬
‫ها النا ُ‬ ‫ط َل َعَ ْ‬
‫ت ورآ َ‬
‫ثم قرأ هذه الية‪.‬‬
‫وكذا رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق بن همام‬
‫الصنعاني بإخراجه من طريق العلء ابن عبد الرحمن بن يعقوب‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عتتن فضتتيل بتتن غتتزوان‪ ،‬عتتن أبتتي حتتازم‬

‫سلمان‪ ،‬عن أبي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ن قَب ْ ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫من َ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫مان َُها ل َ ْ‬
‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإي َ‬
‫ج َ‬
‫خَر ْ‬ ‫وسلم‪" :‬ث َل َ ٌ‬
‫ث ِإذا َ‬

‫ن‬
‫خا ُ‬
‫مغْرِِبهتتا والتد ّ َ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫مس ِ‬ ‫خي ْتترا ً ط ُل ُتتوع ال ّ‬
‫شت ْ‬ ‫ت في إيماِنهتتا َ‬ ‫أو ْ ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬

‫ة الْرض"‪.‬‬
‫َودا ّبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عتتن وكيتتع‬

‫به‪ .‬ورواه مسلم أيضا ً والترمذي وابن جرير من غير وجه عن فضيل‬

‫بن غزوان نحوه‪.‬‬

‫من علم فليقل بعلمه ومن لم يعلم فليسكت‬

‫وقد ورد هذا الحديث من طرق‪ ،‬عن أبي هريرة وعن جماعة من‬
‫الصحابة أيضًا‪ ،‬فعن أبي شريحة حذيفة بن أسيد عن رسول الله‬
‫ت‬
‫شر آيا ٍ‬ ‫حتى َتروا عَ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ساعَ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل َ ت َُقو ُ‬
‫ج وخروج‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫ج َيأجو َ‬ ‫ة وخرو َ‬ ‫ن مغربها‪ ،‬والداب ّ َ‬ ‫م ْ‬
‫طلوعَ الشمس ِ‬ ‫ُ‬
‫ل وثلثة خسوف خسفا ً بالمشرق وخسفا ً‬ ‫م‪ ،‬والدجا َ‬‫مْري َ َ‬
‫عيسى ابن َ‬
‫سوق أو‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫خرج من قَعْرِ َ‬
‫عد َ‬ ‫ب ونارا ً ت َ ْ‬ ‫ب وخسفا ً بجزيرةِ العر ِ‬ ‫بالمغر ِ‬
‫‪241‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ث َقاُلوا"‪.‬‬ ‫حي ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ث َباَتوا‪ ،‬وت َِقي ُ‬ ‫حي ً‬
‫م َ‬ ‫معه ْ‬‫ت َ‬ ‫س‪ ،‬ت َِبي ُ‬ ‫شُر النا َ‬ ‫ح ُ‬‫تَ ْ‬
‫رواه أحمد ومسلم وأهل السنن كما تقدم غير مرة‪.‬‬
‫ولمسلم من حديث العلء عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬ومن حديث‬
‫قتادة عن الحسن‪ ،‬عن زياد بن رباح‪ ،‬عن أبي هريرة عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬بادروا بالعمال ستًا‪ ،‬فذكر منهن‬
‫طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة"‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين من حديث إبراهيم بن يزيد بن شريك‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي ذر قال‪ :‬قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬إنها ت َن َْتهي‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ت‪ .‬قل ُ‬ ‫س ِإذا غََرب َ ْ‬ ‫ب هذه الشم ُ‬ ‫"أتد ِْري أيْ ت َذ ْهَ ُ‬
‫فَتسجد تحت اْلعرش ثم تستأذن فَيوش ُ َ‬
‫من‬ ‫جِعي ِ‬ ‫ل ل ََها‪ :‬اْر ِ‬ ‫ن ي َُقا َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫َ ْ َ ِ ُ ُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ ْ َ‬
‫ن قَب ْ ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ماُنها ل َ ْ‬ ‫ك حين ل ي َْنفعُ ن َْفسا ً إي َ‬ ‫ت‪ ،‬وذل َ‬ ‫جئ ْ ِ‬‫ث ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫خْيرًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت في ِإيمان َِها َ‬ ‫أو ْ ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا اسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا أبو حيان‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫أبي زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬قال‪ :‬جلس ست نفر من المسلمين‬
‫ِإلى مروان بالمدينة فسمعوه يقول وهو يحدث في اليات‪ :‬إن أولها‬
‫خروج الدجال‪ .‬قال‪ :‬فانصرف النفر إلى عبد الله بن عمرو‪ ،‬فحدثوه‬
‫ل مروان‬ ‫بالذي سمعوه من مروان في اليات فقال عبد الله‪ :‬لم يق ِ‬
‫شيئًا‪ .‬قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله‪ِ" :‬إن‬
‫ت قب َ َ‬
‫ل‬ ‫حى فأيت ُُهما َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫داب ّةِ ُ‬ ‫ج ال ّ‬ ‫ت طلوعُ الشمس‪ ،‬وخرو ُ‬ ‫ل اليا ِ‬ ‫أو َ‬
‫ها قريبًا"‪.‬‬ ‫خَرى عََلى ِإثرِ َ‬ ‫حب َت َِها َفال ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ثم قال عبد الله وكان يقرأ الكتب‪ :‬وأظن أولهما خروجا طلوع‬
‫الشمس من مغربها‪ ،‬وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش‬
‫فسجدت واستأذنت فى الرجوع فأذن لها في الرجوع‪ ،‬حتى إذا أذن‬
‫الله أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل وأتت تحت العرش‬
‫فسجدت‪ ،‬واستأذنت في الرجوع فل يرد عليها شيء ثم تستأذن‬
‫في الرجوع فل يرد عليها شيء‪ ،‬حتى إذا ذهب من الليل ما شاء‬
‫الله أن يذهب‪ ،‬وعرفت أنه وإن أذن لها في الرجوع لم تدرك‬
‫المشرق‪ ،‬قالت‪ :‬رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار‬
‫الفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع‪ ،‬فيقال لها‪ :‬ارجعي من‬
‫مكانك فاطلعي‪ ،‬فطلعت على الناس من مغربها‪ ،‬ثم تل عبد الله‬

‫‪242‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت‬ ‫سب ْ‬ ‫مَنت من قبل أو ك َ‬ ‫هذه الية‪" :‬ل َ َينفعُ ن َْفسا ً ِإيماُنها َلم تكن آ َ‬
‫في ِإيماِنها خْيرًا"‪.‬‬
‫وقد رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث أبي‬
‫حيان يحيى بن سعيد بن حيان‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو قال‪ :‬حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله‪:‬‬
‫ة‬
‫ج الداب ّ ِ‬‫مغْرِب َِها وخرو ُ‬
‫من َ‬ ‫ل اليات خروجا ً طلوعُ الشمس ِ‬ ‫"ِإن َأو َ‬
‫خَرى عََلى إ ِث ْرِ َ‬
‫ها‬ ‫حب َت َِها َفال ْ‬ ‫ت قَْبل َ‬
‫صا ِ‬ ‫ضحى َفأي ّت ُُهما َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫على الناس ُ‬
‫ريبًا"‪.‬‬
‫قَ ِ‬
‫وقد ذكرنا أن المراد باليات هاهنا اليات التي ليست مألوفة‪ ،‬وهي‬
‫مخالفة للعادات المستقرة فالدابة التي تكلم الناس‪ ،‬وتعيين الكافر‬
‫منهم من المؤمن‪ ،‬وطلوع الشمس من مغربها‪ ،‬متقدم على الدابة‬
‫وذلك محتمل ومناسب والله أعلم‪.‬‬
‫وقد ورد ذلك في حديث غريب رواه الحافظ أبو القاسم الطتتبراني‬

‫في معجمه فقال‪ :‬حدثني أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان الرقتتي‪،‬‬

‫حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن بريق الحمصي‪ ،‬حدثنا عثمان بن سعيد‬

‫ي بن عبد الله‪ ،‬عتتن أبتتي‬


‫بن كثير بن دينار‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن حي ّ‬

‫عبد الرحمن الحيلي‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو بتتن العتتاص قتتال‪ :‬قتتال‬

‫مغْرِب ِهَتتا‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذا ط َل َعَ ِ‬
‫ت الشمس ِ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إ ِ َ‬

‫ت قَتتا َ‬ ‫خر إبِليس ساجدا ً ينادي ويجه تر مرنتتي أ َ‬


‫ل‬ ‫ش تئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫مت ْ‬
‫ستتجد ل ِ َ‬
‫نأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫َ ّ ِْ‬

‫ع? فََيقتتو ً‬
‫ل‪:‬‬ ‫ما هَ َ‬
‫ذا الت َّفتتز ُ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫ن َله َيا َ‬
‫سي ّد َهُ ْ‬ ‫معُ إ ِل َي ْهِ َزَبان ِي َُته" َيقولو َ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫جت َ ِ‬

‫ج‬
‫ختتر ُ‬ ‫مْعلتتوم‪ .‬قَتتال‪ :‬ث ُت ّ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ن ي ُن ْظ َِرِني إ َِلى ال توَقْ ِ‬
‫ت ال َ‬ ‫ت َربي أ ْ‬
‫سأل ُ‬
‫إ ِّنما َ‬

‫‪243‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‪،‬‬ ‫ضُعها ب ِإن َ‬


‫طاك ِي ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫خط ْوَةٍ ت َ َ‬ ‫صَفا قال‪َ :‬فأوّ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫دع ِفي ال ّ‬
‫ص ْ‬
‫ن َ‬ ‫ة ال َْرض ِ‬
‫م ْ‬ ‫داب ّ ُ‬
‫َ‬

‫س فََتلط ِ ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬ ‫َفيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأتي إ ِب ِْليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫وهذا غريب جدا ً ورفعه فيه نكارة ول بد أنتته متتن المزملتتتين اللتتتين‬

‫أصابهما عبد الله بن عمتترو يتتوم اليرمتتوك متتن كتتتب أهتتل الكتتتاب‬

‫فكتتتتتتتتتتان يحتتتتتتتتتتدث منهمتتتتتتتتتتا بأشتتتتتتتتتتياء غتتتتتتتتتترائب‪.‬‬

‫وقد تقدم في خبر ابن مسعود الذي رواه أبتتو نعيتتم بتتن حمتتاد فتتي‬

‫الفتن أن الدابة تقتل إبليس‪ ،‬وهذا من أغرب الخبتتار‪ ،‬واللتته تعتتالى‬

‫أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وفي حديث طالوت بن عباد‪ ،‬عن فضالة بن جتتبير‪ ،‬عتتن أبتتي أمامتتة‬

‫صدى بن عجلن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إن‬

‫أول اليات طلوع الشمس من مغربها"‪.‬‬

‫ل يزال في المسلمين من يقوم الليل عابدا ً حتى تطلع‬

‫الشمس من مغربها‬

‫قال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره‪ :‬حدثنا محمد بن علي‬

‫بن دحيم‪ ،‬حدثنا أحمد بتن حتازم ابتن أبتي غترزة‪ ،‬حتتدثنا ضترار بتن‬
‫‪244‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صرد‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن سليمان بن يزيد‪ ،‬عن عبد الله بن أبتتي‬

‫أوفى‪ ،‬قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫"ليأتين على الناس ليلة تعدل ثلث ليال من لياليكم هذه‪ ،‬فإذا كتتان‬

‫ذلك عرفها المتنفلون‪ ،‬يقوم أحدهم فيقرأ حزبه‪ ،‬ثم ينام‪ ،‬ثتتم يقتتوم‬

‫فيقرأ حزبه ثم ينتتام‪ ،‬فبينمتتا هتتم كتتذلك‪ ،‬صتتاح النتتاس بعضتتهم فتتي‬

‫بعض‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما هذا? فيفزعون إلى المساجد‪ ،‬فإذا هتتم ٍ بالشتتمس‬

‫قد طلعت حتى صتتارت فتتي وستتط الستتماء‪ ،‬رجعتتت وطلعتتت متتن‬

‫مطلعهتتتتتتتا‪ ،‬قتتتتتتتال فحينئذ ل ينفتتتتتتتع نفستتتتتتتا ً إيمانهتتتتتتتا"‪.‬‬

‫ثم سأل ابن مردويه من طريق سفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن منصتتور‪ ،‬عتتن‬

‫ربعي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬سألت النبي صلى الله عليه وستلم متا آيتة‬

‫طلوع الشمس من مغربها? قتتال‪" :‬تطتتول تلتك الليلتتة حتتتى تكتتون‬

‫قمتتر ليلتتتين فيتنبته التتذين كتانوا يصتلون فيهتا‪ ،‬يعملتتون كمتا كتانوا‬

‫يعملون قبلها‪ ،‬والنجوم ل ترى‪ ،‬قد باتت مكانها‪ ،‬يرقدون ثم يقومون‬

‫فيصلون‪ ،‬ثم يرقدون ثم يقومون فيصلون‪ ،‬ثم يرقدون ثم يقومتتون‪،‬‬

‫يتطتتاول الليتتل فيفتتزع النتتاس‪ ،‬ول يصتتبحون‪ ،‬فبينمتتا هتتم ينتظتترون‬

‫‪245‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طلوع الشمس من مشرقها إذ طلعت من مغربها‪ ،‬فإذا رآها النتتاس‬

‫آمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا ول ينفعهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم إيمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتانهم"‪.‬‬

‫وقال الحتتافظ أبتتو بكتتر التتبيهقي فتتي البعتتث والنشتتور‪ :‬أخبرنتتا أبتتو‬

‫الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي‪ ،‬أخبرنا أبتتو نصتتر محمتتد‬

‫بن حمدويه بن سهل المروزي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن حمتتاد الملتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن عمران‪ ،‬حتتدثني أبتتي‪ ،‬حتتدثني ابتتن أبتتي ليلتتى‪ ،‬عتتن‬

‫إسماعيل بن رجاء‪ ،‬عن سعيد بن إياس‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن مستتعود‬

‫ب فتتي عَي ْتتن‬


‫أنه قتتال ذات يتتوم لجلستتائه‪ :‬أرأيتتتم قتتول اللتته‪" :‬ت َغْتُر ُ‬

‫ة"‪ .‬ماذا يعنتتي بهتتا? قتتالوا‪ :‬اللتته ورستتوله أعلتتم‪ .‬قتتال‪ :‬إنهتتا إذا‬
‫حمي َ ٍ‬
‫َ‬

‫غربت سجدت له وسبحته وعظمته‪ ،‬ثم كتتانت تحتتت العتترش‪ ،‬ف تِإذا‬

‫حضرها طلوعها سجدت له وستتبحته وعظمتتته‪ ،‬ثتتم استتتأذنت‪ ،‬فتتإذا‬

‫كتتان اليتتوم التتذي تحبتتس فيتته ستتجدت لتته وستتبحته وعظمتتته ثتتم‬

‫استتتأذنته فيقتتال لهتتا‪ :‬تتتأتي فتحبتتس قتتدر ليلتتتين‪ ،‬قتتال‪ :‬ويفتتزع‬

‫المتهجدون‪ ،‬وينادي الرجل تلك الليلة جاره يا فلن ما شأننا الليلتتة?‬

‫لقد نمت حتى شبعت‪ ،‬وصليت حتى اعييت? ثم يقتتال لهتتا‪ :‬اطلعتتي‬

‫‪246‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من حيث غربت‪ ،‬فذلك "يوم ل ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن آمنت متتن‬

‫قبل" الية‪.‬‬

‫ل تقبل هجرة المهاجرين والعدو يقاتلهم‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا الحكم بن نافع‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫عياش‪ ،‬عن ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شريح بن عبيد‪ ،‬يرده ِإلى مالك‬
‫بن عامر‪ ،‬عن ابن السعدي‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬ل تنفع الهجرة ما دام العدو يقاتل"‪.‬‬
‫قال معاوية وعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وعبد الله بن عمرو بن العاص‬

‫أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬إن الهجتترة خصتتلتان‪،‬‬

‫إحداهما أن تهجر الشر‪ ،‬والخرى أن تهتتاجر إلتتى اللتته ورستتوله‪ ،‬ول‬

‫تنقطع ما تقبلت التوبة‪ ،‬ول تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشتتمس‬

‫من الغرب‪ ،‬فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيتته‪ ،‬وكفتتى النتتاس‬

‫العمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫وهتتذا إستتناد جيتتد قتتوي ولتتم يخرجتته أحتتد متتن أصتتحاب الكتتتب‪.‬‬

‫وفي الحديث الذي رواه المام أحمد والترمذي‪ ،‬وصححه والنستتائي‬

‫وابن ماجه‪ ،‬من طريق عاصم ابن أبي منجتتود‪ ،‬عتتن زر بتتن حتتبيش‪،‬‬

‫عن صفوان بن عسال‪ ،‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬
‫‪247‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقول‪" :‬إن الله فتح باب تا ً قبتتل المغتترب عرضتته ستتبعون أو أربعتتون‬

‫ذراعتتتتتتا ً للتوبتتتتتتة‪ ،‬ل يغلتتتتتتق حتتتتتتتى تطلتتتتتتع الشتتتتتتمس"‪.‬‬

‫فهذه الحاديث المتواترة مع الية الكريمة دليل على أن من أحتتدث‬

‫إيمانا ً أو توبة بعد طلوع الشمس من مغربها ل يقبل منه‪ ،‬وإنما كان‬

‫كذلك والله أعلم لن ذلك من أكبر أشراط الساعة وعلماتها الدالة‬

‫على اقترابها ودنوها‪ ،‬فعومل ذلك الوقت معاملة يتتوم القيامتتة كمتتا‬

‫ي َرب ّ َ‬
‫ك أوْ َيأتي‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬
‫ة أوْ َيأت ِ َ‬ ‫ن إل ّ أن َتأت ِي َهُ ْ‬
‫م ال َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬هَ ْ‬
‫ل ي َْنطُرو َ‬

‫مان ُهَتتا ل َت ْ‬
‫م‬ ‫ت َربك ل َ ي َن َْف تعُ ن َْفس تا ً إي َ‬
‫ض آَيا ِ‬
‫م َيأِتي ب َعْ ُ‬
‫ت ربك ي َوْ َ‬
‫ض آَيا ِ‬
‫ب َعْ ُ‬

‫ن قَْبتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ت ِ‬
‫مَنتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫نآ َ‬ ‫تَ ُ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫متتا ُ‬
‫كنتتا‬ ‫مّنا ِبالل ّهِ وَ ْ‬
‫حد َهُ وَك ََفْرن َتتا ب ِ َ‬ ‫سَنا َقاُلوا آ ً‬
‫وقال تعالى‪" :‬فًَلما َرأْوا بأ َ‬

‫ة الل ّتهِ ال ّتتتي‬


‫س تن ّ َ‬
‫سَنا ُ‬ ‫م لً ّ‬
‫ما َرأْوا َبأ َ‬ ‫مان ُهُ ْ‬
‫م إي َ‬
‫ك ي َن َْفعُهُ ْ‬ ‫ن فَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫كي َ‬ ‫م ْ‬
‫شرِ ِ‬ ‫ب ِهِ ُ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ك ال َ‬
‫كتتتتتافُِرو َ‬ ‫ستتتتتَر هَُنالتتتتت َ‬
‫خ ِ‬
‫عَبتتتتتاده و َ‬
‫ت فتتتتتي ِ‬ ‫َقتتتتتد ْ َ‬
‫خلتتتتت ْ‬

‫م لَ‬
‫ة وه ُ ت ْ‬
‫م ب َغْت َت ً‬
‫ن ت َتتأت ِي َهُ ْ‬
‫ةأ ْ‬
‫ستتاعَ َ‬ ‫ل ي َن ْظ ُتُرو َ‬
‫ن إل ّ ال ّ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬هَ ت ْ‬

‫يَ ْ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعُُرون"‪.‬‬

‫وقد حكى البيهقي عن الحاكم أنه قتتال‪ :‬أول اليتتات ظهتتورا ً ختتروج‬

‫‪248‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الدجال‪ ،‬ثم نزول عيسى ابن مريتتم‪ ،‬ثتتم فتتتح يتتأجوج ومتتأجوج‪ ،‬ثتتم‬

‫خروج الدابة‪ ،‬ثم طلوع الشمس من مغربها‪ ،‬قتتال‪ :‬لنهتتا إذا طلعتتت‬

‫من مغربها آمن من عليها‪ ،‬فلو كتتان نتتزول عيستتى بعتتدها لتتم يكتتن‬

‫كافرًا‪ ،‬وهذا الذي قاله فيه نظر لن إيمان أهل الرض يومئذ ل ينفع‬

‫جميعهم ول ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن آمنت من قبتتل‪ ،‬فمتتن أحتتدث‬

‫إيمانا ً أو توبة يومئذ لم تقبل حتتتى يكتتون مؤمنتا ً أو تائبتا ً قبتتل ذلتك‪،‬‬

‫ن‬
‫وكذلك قوله تعالى في قصة نزول عيستتى فتتي آختتر الزمتتان‪" :‬وإ ِ ْ‬

‫ه"‪.‬‬
‫وت ِ‬
‫متتتتتت ْ‬ ‫ن ب ِتتتتتته قَب ْتتتتتت َ‬
‫ل َ‬ ‫ب إ ِل ّ ل َي ُتتتتتتؤ ِ‬
‫من َ ّ‬ ‫ن أهْتتتتتتل ال ْك ِت َتتتتتتا ِ‬
‫متتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫أي قبل موت عيسى وبعد نزوله يؤمن جميع أهل الكتاب بتته إيمان تا ً‬

‫ضروريا ً بمعنى أنهم يتحققتتون أنتته عبتتد اللتته ورستتوله‪ ،‬فالنصتتراني‬

‫يعلم كذب نفسه في دعواه فيه الربوبية والنبوة‪ ،‬واليهودي يعلم أنه‬

‫نبي رسول من الله ل ولد ريبة كما كان المجرمون منهتتم يزعمتتون‬

‫ذلك‪ ،‬فعليهم لعائن الله وغضبه المدرك‪.‬‬

‫ذكر الدخان الذي يكون قبل يوم القيامة‬

‫‪249‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س‬‫شى الّنا َ‬ ‫مِبين ي َغْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫خا ٍ‬


‫سماُء ب ِد ُ َ‬ ‫م َتأتي ال ّ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫قال تعالى‪َ" :‬فاْرت َِق ْ‬
‫ذاب إنا مؤمنو َ‬ ‫َ‬
‫م الذ ّك َْرى‬ ‫ن أّنى ل َهُ ُ‬ ‫ف عَّنا ال ْعَ َ َ ِ ّ ُ ِ ُ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م َرب َّنا اك ْ ِ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ذا عَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫ن إ ِّنا‬‫جُنو ٌ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫معًل ّ ٌ‬‫ه وََقاُلوا ُ‬ ‫م ت َوَل ّ ْ‬
‫وا عَن ْ ُ‬ ‫ل مِبين ث َ ّ‬ ‫سو ٌ‬‫م َر ُ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫ة الك ُب َْرى إ ِّنا‬ ‫ش َ‬ ‫ش ال ْب َط ْ َ‬ ‫م ن َب ْط ِ ُ‬ ‫ن ي َوْ َ‬‫دو َ‬ ‫عائ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب قَِليل ً إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شُفوا ْ ال ْعَ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫َ‬
‫مون"‪.‬‬ ‫من ْت َِق ُ‬ ‫ُ‬
‫وقد تكلمنا على تفسير هذه اليات في سورة الدخان بما فيه مقنع‪.‬‬
‫وقد نقل البخاري‪ ،‬عن ابن مسعود أنه فسر ذلك بما كان لقريش‬
‫من شدة الجوع بسبب القحط الذي دعا عليهم به رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فكان أحدهم يرى كأن فيما بينه وبين السماء دخانا ً‬
‫من شدة الجوع‪ ،‬وهذا التفسير غريب جدا ً ولم ينقل مثله عن أحد‬
‫من الصحابة غيره‪.‬‬
‫وقد حاول بعض العلماء المتأخرين رد ذلك ومعارضته بما ثبت في‬
‫حديث أبي شريحة حذيفة بن أسيد‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تروا‬
‫عشر آيات فذكر فيهن الدجال والدخان والدابة‪ ،‬وكذلك في حديث‬
‫أبي هريرة‪" :‬بادروا بالعمال ستًا" فذكر فيهن هذه الثلث‪،‬‬
‫والحديثان في صحيح مسلم مرفوعان‪ ،‬والمرفوع مقدم على كل‬
‫موقوف‪.‬‬
‫وفي ظاهر القرآن ما يدل على وجود دخان من السماء يغشى‬
‫الناس‪ ،‬وهذا أمر محقق عام وليس كما روي عن ابن مسعود أنه‬
‫ب‬ ‫خيال في أعين قريش من شدة الجوع قال الّله تعالى‪َ" :‬فاْرت َِق ْ‬
‫مِبين"‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫خا ٍ‬ ‫سماُء ب ِد ُ َ‬ ‫م تأتي ال ّ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ف عَّنتا‬ ‫شت ْ‬ ‫أي واضح جلي وليتس خيتال ً متن شتدة الجتوع‪َ" .‬رّبنتا اك ْ ِ‬

‫مُنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬
‫مؤ ِ‬
‫ب إ ِّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ُ‬
‫الَعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا َ‬

‫أي ينادي أهل ذلك الزمان ربهم بهذا التتدعاء‪ ،‬يستتألون كشتتف هتتذه‬

‫الشدة عنهم‪ ،‬فإنهم قد آمنوا وارتقبوا ما وعدوا متتن المتتور الغيبيتتة‬

‫الكائنة بعد ذلك يوم القيامة‪ ،‬حيث يمكتتن رفعتته‪ ،‬ويمكتتن استتتدراك‬

‫‪250‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لنابتتتتتتتتتتتتتتة‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬


‫التوبتتتتتتتتتتتتتتة وا ِ‬

‫وقد روى البخاري‪ ،‬عن محمد بتتن كتتثير‪ ،‬عتتن ستتفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن‬

‫العمش ومنصور‪ ،‬عن أبي الضحى‪ ،‬عن مسروق قتتال‪ :‬بينمتتا رجتتل‬

‫يحدث فتتي كنتتدة قتتال‪ :‬يجيتتء دختتان يتتوم القيامتتة فيأختتذ بأستتماع‬

‫المنافقين وأبصارهم ويأختتذ المتتؤمن كهيئة الزكتتام‪ ،‬ففزعنتتا‪ ،‬فأتينتتا‬

‫ابن مسعود قال‪ :‬وكان متكئا ً فغضب فجلس وقال‪ :‬يتتا أيهتتا النتتاس‪:‬‬

‫من علم شيئا ً فليقل به‪ ،‬ومن لم يعلم فليقل‪ :‬الله أعلتتم‪ ،‬فتتإن متتن‬

‫العلم أن يقول لما ل يعلم‪ :‬الله أعلم‪ ،‬فإن الله قال لنبيه صلى الله‬

‫مت َك َل ّ ِ‬
‫ميتتن"‪.‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م َ‬
‫ما أَنا ِ‬
‫جر وَ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م عَل َي ْهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫سأل ُك ُ ْ‬
‫ما أ ْ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬قُ ْ‬
‫ل َ‬

‫إن قريشا ً أبطأوا عن السلم‪ ،‬فدعا عليهم رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوستتف‪ ،‬فأختتذتهم ستتنة‬

‫حتى هلكوا فيها‪ ،‬وأكلوا الميتة والعظام‪ ،‬وحتى كان الرجل يرى بينه‬

‫وبين الرض الدخان‪ ،‬فجاءه أبو سفيان فقال‪ :‬يتتا محمتتد جئت تتتأمر‬

‫بصلة الرحم‪ ،‬وقومك قد هلكوا‪ ،‬فادع الله فقرأ هذه الية‪َ" :‬فاْرت َِق ُ‬
‫ب‬

‫م َرّبنتتا‬
‫ب أِلي ت ٌ‬
‫س هتتذا عَتتذا ٌ‬
‫ى الن ّتتا َ‬
‫مِبين يْغش َ‬
‫ن ُ‬
‫خا ٍ‬
‫سماءُ ب ِد ُ ّ‬
‫م َتأتي ال ّ‬
‫ي َوْ َ‬

‫‪251‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪ ،‬أفنكشف عنكم عتتذاب الختترة إذا‬ ‫مؤ ْ ِ‬


‫مُنو َ‬ ‫ب إ ِّنا ُ‬ ‫ف عَّنا العَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ش ْ‬
‫اك ِ‬

‫جاء? لقد كشف عنهم عتتذاب التتدنيا ثتتم عتتادوا إلتتى كفرهتتم فتتذلك‬

‫ة ال ْك ُب ْتتتتتتتتتَرى"‪.‬‬ ‫ش ال ْب َط ْ َ‬
‫شتتتتتتتتت َ‬ ‫م ن َب ْط ِتتتتتتتتت ُ‬
‫قتتتتتتتتتوله‪" :‬ي َتتتتتتتتتوْ َ‬

‫م فتتي أد ْن َتتى‬ ‫فذلك يوم بدر‪ ،‬فسوف يكون لزامتًا‪" :‬التم غل ِب َت ِ‬


‫ت التّرو ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ستتتتتتتتي َغْل ُِبو َ‬ ‫ن ب َْعتتتتتتتتدِ غَل َب ِِهتتتتتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫متتتتتتتت ْ‬
‫م ِ‬
‫هتتتتتتتت ْ‬
‫الْرض وَ ُ‬

‫قد مضى‪ ،‬فقد مضت الربع‪ ،‬وقد أخرجتته البختتاري أيض تًا‪ ،‬ومستتلم‪،‬‬

‫من حديث العمتتش‪ ،‬ومنصتتور بتته نحتتوه‪ ،‬وفتتي روايتتة فقتتد مضتتى‬

‫القمر‪ ،‬والدخان‪ ،‬والروم‪ ،‬واللزام‪ ،‬وقتتد ستتاقه البختتاري متتن طتترق‬

‫كثيرة‪ ،‬بألفاظ متعددة‪ ،‬وقول هذا القاص‪ :‬إن هذا الدخان يكون قبل‬

‫يوم القيامة ليس بجيد‪ ،‬ومن هنا تسلط عليه ابن مسعود بالرد‪ ،‬بتتل‬

‫قبل يوم القيامة وجود هذا الدخان‪ ،‬كما يكون وجود هذه اليتتات نتتم‬

‫الدابة والدجال‪ ،‬والدخان‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬كما دلت عليه الحاديث‬

‫عن أبي شريحة‪ ،‬وأبي هريتترة‪ ،‬وغيرهمتتا متتن الصتتحابة‪ ،‬وكمتتا جتتاء‬

‫مصرحا ً به في الحديث الذي رواه‪ ،‬وأما النار التتي تكتون قبتل يتوم‬

‫القيامة فقد تقدم في الصحيح أنهتتا تختترج متتن قصتتر عتتدن تستتوق‬

‫‪252‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الناس إلى المحشر‪ ،‬تتتبيت معهتتم حيتتث بتتاتوا‪ ،‬وتقيتتل معهتتم حيتتث‬

‫قالوا‪ ،‬وتأكل من تخلف منهم‪.‬‬

‫ذكر كثرة الصواعق عند اقتراب الساعة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن مصعب‪ ،‬حدثنا عمتتارة‪ ،‬عتتن أبتتي‬


‫قال ا ِ‬

‫نضرة عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجتتل القتتوم‬

‫فيقول من صعق قبلكم الغداة فيقولون‪ :‬صعق فلن وفلن وفلن"‪.‬‬

‫ذكر وقوع المطر الشديد قبل يوم القيامة‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده‪ ،‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا خالتتد‪،‬‬

‫عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا ً ل تكتتن‬

‫منتتتتته بيتتتتتوت المتتتتتدر ول تكتتتتتن منتتتتته بيتتتتتوت الشتتتتتعر"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬حتتدثنا علتتي بتتن زيتتد‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫عن خالد بن الحويرث‪ ،‬عن عبد الله قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫‪253‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬اليتتات ختترزات منظومتتات فتتي ستتلك‪ ،‬فتتانقطع‬

‫السلك‪ ،‬فتبع بعضها بعضًا"‪ .‬انفرد به أحمد‪.‬‬

‫ذكر أمور ل تقع الساعة حتى يقع منها ما لم يكن قد‬

‫وقع بعد‬

‫وقد تقدم في الحاديث السابقة من هذا شيء كثير‪ ،‬ولنتتذكر شتتيئا ً‬

‫آخر من ذلك‪ ،‬ولنتتورد شتتيئا ً متتن أشتتراط الستتاعة‪ ،‬ومتتا يتتدل علتتى‬

‫اقترابها‪ ،‬وبالله المستعان‪.‬‬

‫من علمات الساعة تطاول الناس في البنيان‬

‫تقدم ما رواه البختتاري‪ ،‬عتتن أبتتي اليمتتان‪ ،‬عتتن شتتعيب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيتتان‪ ،‬ول تقتتوم‬

‫الساعة حتى تقتتل فئتتتان عظيمتتتان تكتتون بينهمتتا مقتلتتة عظيمتتة‪،‬‬

‫دعواهما واحدة‪ ،‬ول تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر التتزلزل‪،‬‬

‫ويتقارب الزمان وتكثر الفتن ويكثر الهرج‪ ،‬ول تقتتوم الستتاعة حتتتى‬

‫‪254‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يبعث دجالون كذابون قريب من ثلثين كلهم يزعم أنه رسول اللتته‪،‬‬

‫ول تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ليتنتتي مكانتتك‬

‫ول تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآهتتا‬

‫الناس‪ ،‬آمنوا أجمعتون‪ ،‬وذلتك حيتن ل ينفتع نفستا ً إيمانهتا لتم تكتن‬

‫آمنت من قبل أو كسبت في إيمانهتتا خيتترا ً ول تقتتوم الستتاعة حتتتى‬

‫يكتتتثر فيكتتتم المتتتال حتتتتى يهتتتم رب المتتتال متتتن يقبلتتته منتتته"‪.‬‬

‫ورواه مستتتتتلم متتتتتن وجتتتتته آختتتتتر عتتتتتن أبتتتتتي هريتتتتترة‪.‬‬

‫وتقدم الحديث عن أبي هريتترة‪ ،‬وأبتتي بريتتدة وأبتتي بكتترة وغيرهتتم‬

‫رضتتي اللتته عنهتتم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى تقتتاتلوا التتترك عتتراض‬

‫الوجتتوه ذلتتف النتتوف كتتأن وجتتوههم المجتتان المطرقتتة ينتعلتتون‬

‫الشعر"‪ .‬الحديث وهم بنو قنطورا وهي جارية الخليل عليتته الصتتلة‬

‫والسلم‪.‬‬

‫من علمات الساعة قلة العلم وكثرة الجهل وانتشاره‬

‫وفي الصحيحين من حديث شعبة عن قتادة‪ ،‬عن أنتتس قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن متتن أشتتراط الستتاعة أن‬
‫‪255‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يرفع العلم‪ ،‬ويظهر الجهل‪ ،‬ويفشو الزنى‪ ،‬وتشرب الخمتتر‪ ،‬ويتتذهب‬

‫الرجال‪ ،‬وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد"‪.‬‬

‫من علمات الساعة أن تفيض أرض العرب بالخير‬

‫والثراء والذهب‬

‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سهيل‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة عتتن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬ل تتتذهب اليتتام والليتتالي‬

‫حتى تعود أرض العرب مروجا ً وأنهتتارًا‪ ،‬وحتتتى يحستتر الفتترات عتتن‬

‫جبل من ذهب فيقتتلون عليه‪ ،‬فيقتل من كل مائة تستعة وتستتعون‪،‬‬

‫وبنحو واحد" وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سهيل‪.‬‬

‫إشارة نبوية الى ردة بعض العرب عن السلم قبل قيام‬

‫الساعة‬

‫وروى البخاري عن أبي اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬وأخرج مسلم من‬


‫حديث معمر كلهما عن الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى‬
‫تضطرب أليات النساء دوس حول ذي الخلصة طاغية دوس الذي‬
‫كانوا يعبدون في الجاهلية"‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي صحيح مسلم من حديث السود بن العلء‪ ،‬عن أبي سلمة‪،‬‬


‫عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫"ل يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللت والعزى"‪.‬‬
‫ذي‬ ‫فقلت يا رسول الله‪ :‬إن كنت لظن حين أنزل الله‪" :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫دين ك ُل ّهِ وَل َوْ ك َرِهَ‬ ‫دى َودين اْلحقّ ل ِي ُظ ْهَِرهُ عََلى ال ّ‬ ‫ه ِبال ْهُ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫أْر َ‬
‫كون"‪.‬‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫أن ذلك تام‪ ،‬فقال‪" :‬إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله‬
‫ريحا ً طيبة يتوفى بها كل من كان في قلبه مثقال حبة خردل من‬
‫إيمان‪ .‬فيبقى من ل خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم"‪.‬‬
‫روى جزء النصاري‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن عبد الله بن سلم‬
‫سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما أول أشراط الساعة?‬
‫فقال‪" :‬نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب"‪ .‬الحديث‬
‫بتمامه‪.‬‬
‫ورواه البخاري من حديث حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬وفي حديث أبي زرعة‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما ً‬
‫ليمان‪ ،‬الحديث إلى أن‬ ‫بارزا ً للناس إذ أتاه أعرابي فسأله عن ا ِ‬
‫قال‪ :‬يا رسول الله فمتى الساعة? فقال‪" :‬ما المسؤول عنها بأعلم‬
‫من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها‪ ،‬إذا ولدت المة ربتها‪.‬‬
‫وإذا كان الحفاة العراة العالة رعاء الشاة رؤوس الناس‪ ،‬فذاك من‬
‫عل ْ ُ‬
‫م‬ ‫ه عنده ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫أشراطها في خمس ل يعلمهن إل الله ثم قرأ‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ذا‬‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ما تد ِْري ن َْف ٌ‬ ‫حام وَ َ‬ ‫ما ِفي الْر َ‬‫م َ‬‫ث وَي َعْل َ ُ‬
‫ل الغَي ْ َ‬ ‫ساعَةِ وَي ُن َّز ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫خِبير"‪.‬‬ ‫ن الّله عَِليم َ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫مو ُ‬‫ما ت َد ِْري ن َْفسن ب ِأيّ أْرض ت َ ُ‬ ‫ب غَد َا ً وَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت َك ْ ِ‬
‫ي "‪ ،‬فلم يروا شيئًا‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ثم انصرف الرجل‪ ،‬فقال‪" :‬ردوه عل ّ‬
‫"هذا جبريل جاء ليعلم الناس أمور دينهم"‪ .‬أخرجاه في الصحيحين‪.‬‬
‫وعند مسلم عن عمر بن الخطاب نحو من هذا بأبسط منه‪.‬‬
‫فقوله عليه الصتتلة والستتلم‪" :‬أن تلتتد المتتة ربتهتتا"‪ ،‬يعنتتي بتته أن‬

‫الماء تكون في آخر الزمتان هتن المشتار إليهتن بالحشتمة فتكتون‬

‫المة تحت الرجل الكبير دون غيرها من الحرائر‪ ،‬ولهتتذا قتترن ذلتتك‬

‫‪257‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بقوله‪" :‬وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيتتان" يعنتتي‬

‫بتتذلك أنهتتم يكونتتون رؤوس النتتاس‪ ،‬قتتد كتتثرت أمتتوالهم‪ ،‬وامتتتدت‬

‫وجاهتهم‪ ،‬ليس لهم دأب ول همة إل التطاول في البناء‪.‬‬

‫من علمات الساعة تكثف الدنيا عند من ل خلق له ول‬

‫دين‬

‫وهتتذا كمتتا فتتي الحتتديت المتقتتدم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى يكتتون‬

‫أحظى الناس بالدنيا لكع بن لكع"‪.‬‬

‫من علمات الساعة إسناد المور لغير أربابها‬

‫وفتتي الحتتديث الختتر‪" :‬إذا وستتد المتتر إلتتى غيتتر أهلتته فتتانتظر‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫وفي الحديث الخر‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة رذالهتتا"‪.‬‬

‫ومن فسر هذا بكثرة السراري لكثرة الفتوحات‪ ،‬فقد كان هتتذا فتتي‬

‫صدر هذه المتة كتبير جتدًا‪ ،‬وليتس هتذا بهتذه الصتفة متن أشتراط‬

‫الستتتتتتاعة المتاخمتتتتتتة لوقتهتتتتتتا‪ ،‬واللتتتتتته تعتتتتتتالى أعلتتتتتتم‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب البعث والنشور‪ :‬أخبرنا أبتتو‬

‫عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قال‪ :‬حدثنا عبتتد البتتاقي‬

‫بن قانع الحافظ حدثنا عبتتد التتوارث بتتن إبراهيتتم العستتكري‪ ،‬حتتدثنا‬

‫سيف بن مسكين‪ ،‬حدثنا المبتتارك بتتن فضتتالة‪ ،‬عتتن الحستتن‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫خرجت في طلتتب العلتتم‪ ،‬فقتتدمت الكوفتتة فتتإذا أنتتا بعبتتد اللتته بتتن‬

‫مسعود‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علتتم تعتترف بتته‬

‫فقال‪ :‬سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال‪" :‬إن‬

‫من أشراط الساعة أن يكتتون الولتتد غليظتا ً والمطتتر قيظتا ً وتفشتتو‬

‫السرار‪ ،‬ويصدق الكاذب‪ ،‬ويؤتمن الختتائن‪ ،‬ويختتون الميتتن‪ ،‬ويستتود‬

‫كتتل قبيلتتة منافقوهتتا وكتتل ستتوق فجارهتتا‪ ،‬وتزختترف المحتتاريب‪،‬‬

‫وتخرب القلوب‪ ،‬ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنستتاء ويختترب‬

‫عمران الدنيا‪ ،‬ويعمتتر خرابهتتا‪ ،‬وتظهتتر الفتنتتة‪ ،‬وأكتتل الربتتا‪ ،‬وتظهتتر‬

‫المعتتازف والكنتتوز‪ ،‬وتشتترب الخمتتر‪ ،‬وتكتتثر الشتترط‪ ،‬والغمتتازون‪،‬‬

‫والهمازون" ثتتم قتتال التتبيهقي‪ :‬هتتذا إستتناد فيتته ضتتعف إل أن أكتتثر‬

‫ألفتتتتتتتتتاظه قتتتتتتتتتد روي بأستتتتتتتتتانيد أختتتتتتتتتر متفرقتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قلت‪ :‬قد تقدم في أول هذا الكتاب فصل‪ ،‬فيه ما يقع متتن الشتترور‬

‫في آخر الزمان‪ ،‬وفيه شواهد كثيرة لهذا الحديث‪.‬‬

‫من علمات الساعة إضاعة المانة‬

‫وفي صحيح البخاري من حديث عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي هريرة أن‬
‫أعرابيا ً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة فقال‪:‬‬
‫"إذا ضيعت المانة فانتظر الساعة‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬وكيف‬
‫إضاعتها? قال إذا وسد المر إلى غير أهله فانتظر الساعة"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن واصل‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن أبي وائل‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬وأحسبه رفعه إلى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬بين يدي الساعة أيام الهرج أيام يزول فيها العلم‬
‫ويظهر فيها الجهل"‪ .‬فقال أبو موسى‪ :‬الهرج بلسان الجيش القتل‪.‬‬
‫لمام أحمد عن أبي اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن عبد الله بن‬ ‫وروى ا ِ‬
‫أبي حسين‪ ،‬عن شهر‪ ،‬عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يخرج الرجل من عند أهله‬
‫فيخبره شراك نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده"‪.‬‬
‫وروى أيضا ً عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن القاسم بن الفضل الحداي‪،‬‬
‫عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫لنس‪،‬‬ ‫قال‪" :‬والذي نفسي بيده ل تقوم الساعة حتى تكلم السباع ا ِ‬
‫وتكلم الرجل عذبة سوطه‪ ،‬وشراك نعله‪ ،‬ويخبره فخذه بما أحدث‬
‫أهله بعده"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬هو ابن سلمة‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬كنا نتحدث أنه ل تقوم الساعة حتى ل تمطر‬
‫السماء‪ ،‬ول تنبت الرض‪ ،‬وحتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد‪،‬‬
‫وحتى إن المرأة لتمر بالبعل‪ ،‬فينظر إليها فيقول‪ :‬لقد كان لهذا‬
‫المرأة رجل‪.‬‬
‫لمام أحمد ذكره حماد مرة هكذا وقد ذكره عن ثابت‪ ،‬عن‬ ‫قال ا ِ‬
‫‪260‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بل شك فيه‪ ،‬وقد قال أيضا ً‬
‫عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحسب إسنادا ً جيدا ً‬
‫ولم يخرجوه من هذا الوجه‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا هشام‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‬ ‫وقال ا ِ‬
‫بن مالك يرفع الحديث‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يرفع العلم‪ ،‬ويظهر‬
‫الجهل‪ ،‬ويقل الرجال‪ ،‬وتكثر النساء‪ ،‬وحتى يكون قيم خمسين‬
‫امرأة رجل واحد"‪ .‬تقدم له شاهد في الصحيح‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمتتر‪ ،‬عتتن الزهتتري‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫ج‬
‫أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم ختتر ِ‬

‫حين زاغت الشمس فصّلى الظهتتر‪ ،‬فلمتتا ستتلم قتتام علتتى المنتتبر‪،‬‬

‫فذكر الساعة‪ ،‬وذكر أن بين يديها أمورا ً عظاما ً وذكر تمام الحديث‪.‬‬

‫إشارة نبوية الى نزع البركة من الوقت قبل قيام‬

‫الساعة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا هاشتتم‪ ،‬وأبتتو كامتتل‪ ،‬قتتال‪ :‬حتتدثنا زهيتتر‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثنا سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقتوم الستاعة حتتتى يتقتارب‬

‫الزمتتان‪ ،‬فتكتتون الستتنة كالشتتهر‪ ،‬والجمعتتة كتتاليوم‪ ،‬ويكتتون اليتتوم‬

‫كالساعة‪ ،‬وتكتتون الستتاعة كتتاحتراق الستتعفة" والستتعفة الخوصتتة‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لستتتتتناد علتتتتتى شتتتتترط مستتتتتلم‪.‬‬


‫زعتتتتتم ستتتتتهيل أن هتتتتتذا ا ِ‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله‪ ،‬حدثنا كامل‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫صالح عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫"لن تذهب الدنيا حتى تصير لكع بن لكع"‪ .‬إسناده جيد قوي‪.‬‬

‫من علمات الساعة نطق الرويبضة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬وشريح‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا فليح‪ ،‬عن ستتعيد بتتن‬

‫عبد الله بن السباق‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬قبل الساعة سنون خداعة‪ ،‬يكذب فيهتتا الصتتادق‪،‬‬

‫ويصدق فيهتتا الكتتاذب ويختتون فيهتتا الميتتن‪ ،‬ويتتؤتمن فيهتتا الختتائن‪،‬‬

‫وينطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الرويبضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫قال شريح‪ :‬وينظر فيها الرويبضة‪ ،‬وهذا إسناد جيد ولم يخرجوه من‬

‫هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا هودة‪ ،‬حدثنا عوف‪ ،‬عن شتتهر بتتن حوشتتب‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬إن متتن أشتتراط‬

‫الساعة أن يرى رعاء الشاة رؤوس الناس‪ ،‬وأن ترى الحفاة العتتراة‬
‫‪262‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجوع يتبارون في البناء‪ ،‬وأن تلد المة ربتها أو ربهتتا"‪ .‬وهتتذا إستتناد‬

‫جيتتتتتتتتتد لتتتتتتتتتم يخرجتتتتتتتتتوه متتتتتتتتتن هتتتتتتتتتذا التتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عمار بن محمد‪ ،‬عن الصلت بن قوتب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة قال سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬ل‬

‫تقوم الساعة حتى ل تنطح ذات قرن جماء"‪ .‬تفرد به أحمد ول بأس‬

‫بإستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن عجلن‪ ،‬سمعت أبتتي يحتتدث‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الساعة حتى يقبض العلم‪ ،‬ويظهر الجهتتل‪ ،‬ويكتتثر الهتترج‪ ،‬قيتتل ومتتا‬

‫الهتترج? قتتال‪ :‬القتتتل"‪ .‬تف تّرد بتته أحمتتد وهتتو علتتى شتترط مستتلم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمتر‪ ،‬عتتن همتتام‪ ،‬عتن أبتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الساعة حتى يكثر فيكم المتال‪ ،‬فيفيتض حتتى يهتم رب المتال متن‬

‫يقبل منه صدقة ماله‪ ،‬وحتى يقبض العلم‪ ،‬ويقترب الزمتتان‪ ،‬وتظهتتر‬

‫الفتن ويكثر الهرج" قالوا‪ :‬الهرج أيما يتا رستول اللته? قتال‪ :‬القتتل‬

‫‪263‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقتتل‬

‫فئتان عظيمتان‪ ،‬دعواهمتتا واحتدة‪ ،‬وتكتتون بينهمتا مقتلتتة عظيمتة"‪.‬‬

‫وقال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى‬

‫يبعث دجالون كذابون قريتتب متتن ثلثيتتن‪ ،‬كلهتتم يزعتتم أنتته رستتول‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تطلع‬

‫الشمس من مغربها‪ ،‬فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون‪ ،‬وذلك‬

‫حين ل ينفع نفسا ً إيمانها لتتم تكتتن آمنتتت متتن قبتتل أو كستتبت فتتي‬

‫إيمانهتتتتتتتا خيتتتتتتترًا"‪ .‬وهتتتتتتتذا ثتتتتتتتابت فتتتتتتتي الصتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحمد بن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا القاستتم‬

‫بن الحكم‪ ،‬عن سليمان بن داود اليمامي‪ ،‬عن يحيى بتتن أبتتي كتتثير‪،‬‬

‫عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬والتتذي بعثنتتي بتتالحق ل تنقضتتي هتتذه التتدنيا حتتتى يقتتع بهتتم‬

‫الخسف‪ ،‬والقذف‪ ،‬والمسخ‪ ،‬قالوا‪ :‬ومتى ذلك يا رسول الله? قتتال‪:‬‬

‫‪264‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إذا رأيت النستتاء ركبتتن الفتتروج‪ ،‬وكتتثرت القينتتات‪ ،‬وكتتثرت شتتهادة‬

‫التتتتزور‪ ،‬واستتتتتغنى الرجتتتتال بالرجتتتتال‪ ،‬والنستتتتاء بالنستتتتاء"‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث كثير بن مرة‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن من علمات الساعة أن‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتزب العقتتتتتتتتتتتتتتتتول‪ ،‬وتنقتتتتتتتتتتتتتتتتص الحلم"‪.‬‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا أبتتو أحمتتد الزبيتتري‪ ،‬حتتدثنا بشتتير بتتن‬


‫وقتتال ا ِ‬

‫سليمان‪ ،‬وهو أبو إسماعيل‪ ،‬عنستتيار أبتتي الحكتتم‪ ،‬عتتن طتتارق بتتن‬

‫شهاب‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا ً فجاء رجل فقتتال‪:‬‬

‫قد أقيمت الصلة‪ ،‬فقام وقمنا معه‪ ،‬فلما دخلنا المسجد رأينا الناس‬

‫ركوعا ً في مقدم المسجد‪ ،‬فكّبر وركتتع‪ .‬فكبرنتتا وركعنتتا‪ ،‬ثتتم ستتجد‪،‬‬

‫وسجدنا‪ ،‬ثم ستتلم‪ ،‬وستتلمنا‪ ،‬وصتتنعنا مثتتل التتذي صتتنع‪ ،‬فمتتر رجتتل‬

‫يسرع فقال‪ :‬عليك السلم يا أبا عبتتد الرحمتتن‪ ،‬فقتتال‪ :‬صتتدق اللتته‪،‬‬

‫وبلغ رسوله‪ ،‬فلما صتتلينا ورجعنتتا‪ ،‬دختتل إلتتى أهلتته وجلستتنا‪ ،‬فقتتال‬

‫ه‪.‬‬
‫بعضنا لبعض‪ :‬أما سمعتم رده على الرجل صدق الله وبلتتغ رستتول َ‬

‫أيكم يسأله‪ .‬فقال طارق‪ :‬أنا أسأله‪ ،‬فسأله حيتتن ختترج‪ ،‬فتتذكر عتتن‬

‫‪265‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن بين يتتدي الستتاعة تستتليم‬

‫الخاصة‪ ،‬وفشو التجارة‪ .‬حتتتى تعيتتن المتترأة زوجهتتا علتتى التجتتارة‪،‬‬

‫وقطتتع الرحتتام‪ ،‬وشتتهادة التتزور‪ ،‬وكتمتتان شتتهادة الحتتق‪ ،‬وظهتتور‬

‫الجهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫روى أحمد عن عبد الرزاق عن بشير عن يسار‪ :‬أبو الحكم لتتم يتترو‬

‫عن طارق شيئًا‪.‬‬

‫صفة أهل آخر الزمان‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن‬
‫وقال ا ِ‬

‫الحسن‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى يأختتذ اللتته شتتريعته متتن أهتتل‬

‫الرض‪ ،‬فيبقى فيها عجاجة ل يعرفون معروفًا‪ ،‬ول ينكرون منكتترًا"‪.‬‬

‫وحدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن عبد الله بن‬

‫عمرو‪ ،‬يرفعه‪ ،‬وقال‪" :‬حتى يأخذ الله شريعته من الناس"‪.‬‬

‫إن من البيان لسحرا ً‬

‫‪266‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حتتدثنا قيتتس‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫إبراهيم‪ ،‬عن عبيتتدة الستتلماني‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن مستتعود‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إن متتن البيتتان‬

‫سحرًا‪ ،‬وشرار الناس التتذين تتتدركهم الستتاعة وهتتم أحيتتاء‪ ،‬والتتذين‬

‫يتخذون قبورهم مساجد"‪ .‬وهذا إسناد صحيح‪ ،‬ولم يخرجوه من هذا‬

‫الوجه‪.‬‬

‫الساعة ل تقوم إل على شرار الناس‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬حدثنا علي بتتن القمتتر‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫سمعت أبا الحوص حدث عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وستتلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة إل علتتى شتترار النتتاس" ورواه‬

‫مسلم‪ ،‬عن إبراهيم بن حتترب‪ ،‬عتتن عبتتد الرحمتتن بتتن مهتتدي‪ ،‬عتتن‬

‫سفيان‪.‬‬

‫قبيل قيام الساعة تهدر آدمية النسان‬

‫‪267‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد تقدم في الحاديث السابقة‪" :‬أنه تقل الرجال‪ ،‬وتكتتثر النستتاء‪،‬‬

‫حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد يلذن به‪ .‬وأنهتتم يتستتافدون‬

‫فتتتتتتتتتي الطرقتتتتتتتتتات كمتتتتتتتتتا تتستتتتتتتتتافد البهتتتتتتتتتائم"‪.‬‬

‫وقد أوردناها بأسانيدها‪ ،‬وألفاظها‪ ،‬بما أغنى عن إعادتها ها هنا‪ ،‬ولله‬

‫الحمد‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة على موحد‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬أخبرنا ثابت عن أنس‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتتتى‬

‫ل يقتتتتتتتتتتتتال فتتتتتتتتتتتتي الرض ل إلتتتتتتتتتتتته إل اللتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن زهير بن حرب‪ ،‬عن عفان بتته‪ ،‬ولفظتته‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الستتتتتتاعة حتتتتتتتى ل يقتتتتتتال فتتتتتتي الرض اللتتتتتته اللتتتتتته"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمتتر‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫أنتتس‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الساعة على أحد يقول الله الله"‪ .‬وكذا رواه مستتلم‪ ،‬عتتن عبتتد بتتن‬

‫حميد‪ ،‬عن عبد الرزاق وقال أحمد‪ :‬وحتتدثنا ابتتن عتتدي‪ ،‬عتتن حميتتد‪،‬‬
‫‪268‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتلى اللته عليته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الستتتتتتاعة حتتتتتتتى ل يقتتتتتتال فتتتتتتي الرض اللتتتتتته اللتتتتتته"‪.‬‬

‫وهذا إسناد ثلثي على شرط الصحيحين‪ ،‬وإنما رواه الترمتتذي‪ ،‬عتتن‬

‫بندار‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن أبي عدي‪ ،‬عتتن حميتتد‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫مرفوع تًا‪ ،‬وقتتال‪ :‬حستتن‪ ،‬ثتتم رواه محمتتد بتتن المثنتتى‪ ،‬عتتن خالتتد‬

‫الحارث‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬موقوفا ً قال‪ :‬وهذا أصح من الول‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة إل على من ل ينكر منكرا ً ول يأمر‬

‫بمعروف‬

‫وفي معنى قوله صلى الله عليه وسلم‪" :‬حتى ل يقتتال فتتي الرض‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫قولن‪ :‬أحدهما‪ :‬أن معناه أن أحدا ً ل ينكر منكرًا‪ ،‬يعني ل يزجر أحتتد‬

‫أحدا ً إذا رآه قد تعاطى منكرًا‪ ،‬وعّبر عن ذلك بقوله‪" :‬حتتتى ل يقتتال‬

‫الله الله" كما تقدم في حديث عبتتد اللتته بتتن عمتترو‪" :‬فيبقتتى فيهتتا‬

‫عجاجتتتتتتة ل يعرفتتتتتتون معروفتتتتتتا ً ول ينكتتتتتترون منكتتتتتترًا"‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬حتى ل يذكر الله في الرض‪ ،‬ول يعرف اسمه فيهتتا‪،‬‬
‫‪269‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وذلك عند فساد الزمان‪ ،‬ودمار نوع النسان‪ ،‬وكثرة الكفر‪ ،‬والفسق‬

‫والعصيان‪ ،‬وهذا كما في الحديث الختتر‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى ل‬

‫يقال في الرض ل إله إل الله"‪.‬‬

‫شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء‬

‫وكما تقدم في الحتتديث الختتر‪" :‬إن الشتتيخ الكتتبير يقتتول‪ :‬أدركتتت‬

‫الناس وهم يقولون‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ثم يتفاقم المتتر ويتزايتتد الحتتال‪،‬‬

‫حتى يترك ذكر اللتته فتتي الرض‪ ،‬وينستتى بالكليتتة‪ ،‬فل يعتترف فيهتتا‬

‫وأولئك شتتتتتتترار النتتتتتتتاس وعليهتتتتتتتم تقتتتتتتتوم الستتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫كما تقدم في الحديث‪" :‬ول تقوم الستتاعة إل علتتى شتترار النتتاس"‪.‬‬

‫وفي اللفتتظ الختتر‪" :‬وشتترار النتتاس التتذين تتتدركهم الستتاعة وهتتم‬

‫أحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء"‪.‬‬

‫وفي حديث عبد العزيز بن صهيب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل يزداد الناس إل شحًا‪ ،‬ول يزداد الزمان إل شدة‪ ،‬ول‬

‫تقتتتتتتتوم الستتتتتتتاعة إلتتتتتتتى علتتتتتتتى شتتتتتتترار النتتتتتتتاس"‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬حدثنا إسحاق بن ستعيد بتتن عمترو‬
‫‪270‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن سعيد بن العاص‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬دخل رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم وهو يقول‪" :‬يتتا عائشتتة‪ :‬قومتتك أستترع أمتتتي‬

‫لحاقا ً بي‪ ،‬قالت‪ :‬فلمتتا جلتتس قلتتت‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬جعلنتتي اللتته‬

‫فداك‪ ،‬لقد دخلت وأنت تقول كلما َ أذعرني قتتال‪ :‬ومتتا هتتو? قتتالت‪:‬‬

‫تزعم أن قومي أسرع أمتك لحاقا ً بك‪ .‬قال‪ :‬نعم قالت‪ :‬وعتتم ذاك?‬

‫قال‪ :‬تستجلبهم المنايا‪ .‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬وكيف الناس بعد ذلك? قتتال‪:‬‬

‫"دبتتتا ً يأكتتتل شتتتداده ضتتتعافه‪ ،‬حتتتتى تقتتتوم عليهتتتم الستتتاعة"‪.‬‬

‫والدبا الجنادب التي لم تنبت أجنحتها‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫قرب الساعة‬

‫ذكر طرق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫"بعثت أنا والساعة كهاتين"‬

‫رواية عن أنس بن مالك‪ ،‬رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا أبتتو المغيتترة‪ ،‬حتتدثنا الوزاعتتي‪ ،‬حتتدثنا‬


‫قتتال ا ِ‬

‫إسماعيل بن عبيد الله يعني بن أبي المهاجر الدمشتقي قتال‪ :‬قتدم‬

‫‪271‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فسأله‪ :‬متتاذا ستتمعت متتن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلم يذكر به الستتاعة? قتتال‪:‬‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬أنتتتم والستتاعة‬

‫كهاتين"‪ .‬تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قتتال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا هاشتتم عتتن شتتعبة‪ ،‬عتتن أبتتي التيتتاح‪ ،‬وقتتتادة‪،‬‬

‫وحمزة‪ ،‬وهو ابن عمرو الضبي‪ ،‬أنهم سمعوا أنتتس بتتن مالتتك يقتتول‬

‫عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم "بعثتتت أنتتا والستتاعة هكتتذا"‪.‬‬

‫وأشار بالسبابة والوسطى‪ ،‬وأخرجه مسلم من حتتديث شتتعبة‪ ،‬عتتن‬

‫حمتتتزة الضتتتبي‪ ،‬هتتتذا وأبتتتي التيتتتاح‪ ،‬كلهمتتتا عتتتن أنتتتس بتتته‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬


‫روى ا ِ‬

‫محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد المدني‪ ،‬عن أنس بن مالتتك‬

‫أنه قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬بعثت أنا‬

‫والستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة كهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاتين"‪.‬‬

‫ومد إصبعيه السبابة والوسطى‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬


‫‪272‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفتر‪ ،‬حتتدثنا شتعبة‪ ،‬عتتن أبتي التيتتاح‪،‬‬

‫سمعت أنس بن مالك يروي أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬

‫قتتال‪" :‬بعثتتت أنتتا والستتاعة كهتتاتين"‪ .‬وبستتط إصتتبعيه الستتبابة‬

‫والوستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتطى‪.‬‬

‫وأخرجاه في الصحيحين‪ ،‬من حديث شعبة‪ ،‬عن أبي التياح يزيتتد بتتن‬

‫حميد‪ ،‬وزاد مسلم‪ ،‬وحمزة الضبي‪ ،‬عن أنس به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بن مالك‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بعثت أنا والستتاعة كهتتاتين"‪.‬‬

‫وأشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار بالوستتتتتتتتتتتتتتتتتتتطى والستتتتتتتتتتتتتتتتتتتبابة‪.‬‬

‫وأخرجتته البختتاري‪ ،‬ومستتلم‪ ،‬والترمتتذي‪ ،‬متتن حتتديث شتتعبة بتته‪.‬‬

‫وفي رواية لمسلم‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وأبي التياح‪ ،‬كلهمتتا عتتن‬

‫أنتتتتتتتس بتتتتتتته‪ ،‬وقتتتتتتتال الترمتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتن صتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال مسلم في صحيحه‪ ،‬حتتدثنا أبتتو غستتان مالتتك بتتن عبتتد الواحتتد‪،‬‬

‫حدثنا معتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن معبتتد بتتن بلل العتتزى‪ ،‬عتتن‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬بعثتتت‬

‫أنا والساعة كهاتين"‪ .‬تفّرد به مسلم‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا مصعب بن سلم‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬هو ابن محمد بتتن‬

‫علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن جتتابر بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬قتتال‪ :‬خطبنتتا‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد اللته‪ ،‬وأثنتتى عليتته بمتتا هتو‬

‫أهله‪ ،‬ثم قال‪" :‬أما بعد‪ :‬فإن أصدق الحديث كتاب الله‪ ،‬وإن أفضتتل‬

‫الهتتدي هتتدي محمتتد‪ ،‬وشتتر المتتور محتتدثاتها‪ ،‬وكتتل بدعتتة ضتتللة"‪.‬‬

‫ثم يرفع صوته‪ ،‬وتحمر وجنتاه‪ ،‬ويشتد غضبه‪ ،‬إذ ذكر الستتاعة‪ ،‬كتتأنه‬

‫منذر جيش‪ ،‬ثم يقول‪" :‬أتتكم الساعة‪ ،‬بعثتتت أنتتا والستتاعة هكتتذا"‪.‬‬

‫وأشار بإصبعه السبابة والوستتطى‪" .‬صتتبحتكم الستتاعة ومستتتكم"‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من طتترق عتتن جعفتتر بتتن‬

‫محمد به‪ ،‬وعند مسلم قال‪" :‬بعثت أنا والساعة كهاتين"‪.‬‬


‫‪274‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية سهل بن سعد رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا سعيد بن منصور‪ ،‬قال‪ :‬حتتدثنا قتيبتتة بتتن ستتعيد‪،‬‬

‫واللفظ حدثنا يعقوب‪ ،‬عن ابن عبتتد الرحمتتن‪ ،‬عتتن أبتتي حتتازم‪ ،‬أنتته‬

‫سمع سهل ً يقول‪ :‬رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشتتير بإصتتبعيه‬

‫لبهام‪ ،‬وهما السبابة والوسطى‪ ،‬وهو يقول‪" :‬بعثت أنتتا‬


‫اللتين تليان ا ِ‬

‫والساعة هكذا"‪ .‬تفّرد به مسلم‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو هشام‪ ،‬حدثنا أبتتو بكتتر حتتدثنا ابتتن‬

‫حصين‪ ،‬عن ابن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬بعثت أنا والساعة كهتتاتين" وضتتم أصتتابعه‪.‬‬

‫وقد روى البخاري‪ :‬عن يحيى بن يوسف‪ ،‬عن أبي بكتتر بتتن عبتتاس‪،‬‬

‫عن أبي حصين عثمان بن عاصم‪ ،‬عن أبي صتتالح ذكتتوان‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬بعثتتت أنتتا والستتاعة‬

‫كهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاتين"‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم قال البخاري‪ :‬وتتتابعه إستترائيل‪ :‬ورواه ابتتن ماجتتة عتتن هنتتاد بتتن‬

‫السري‪ ،‬وأبو هاشم الرفاعي‪ ،‬عن أبي بكر بتتن عيتتاش‪ .‬بتته‪ ،‬وقتتال‪:‬‬

‫وجمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن إصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبعيه‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بتتن أبتتي التتدنيا‪ ،‬حتتدثنا أبتتو مستتلم عبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫يونس‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد‪ ،‬عن قيس بن أبي‬

‫حازم‪ ،‬عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬

‫اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬بعثتتت فتتي قستتم الستتاعة"‪.‬‬

‫يقول‪ :‬حين بدت في أول وقتها‪ ،‬وهتذا إستناد جيتد‪ ،‬وليتس هتتو فتي‬

‫شيء من الكتب‪ ،‬ول رواه أحمد بن حنبتتل‪ ،‬وإنمتتا روي لبتتي جتتبيرة‬

‫حديث آخر في النهي عن التنابز باللقاب‪.‬‬

‫حديث في قرب يوم القيامة بالنسبة إلى ما سلف من‬

‫الزمنة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو اليمتان‪ ،‬أخبرنتتا شتعيب‪ ،‬عتتن الزهتتري‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫أخبرني سالم بن عبتتد اللتته‪ ،‬أن عبتتد اللتته بتتن عمتتر قتتال‪ :‬ستتمعت‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يقول‪" :‬إنما‬
‫‪276‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بقاؤكم فيما ستلف قبلكتتم متتن المتم كمتا بيتتن صتتلة العصتتر إلتتى‬

‫غروب الشمس‪ ،‬أعطى أهل التوراة التتتوراة‪ ،‬فعملتتوا بهتتا حتتتى إذا‬

‫انتصف النهتتار عجتتزوا‪ ،‬فتتأعطوا قيراطتًا‪ ،‬ثتتم أعطتتى أهتتل ا ِ‬


‫لنجيتتل‬

‫لنجيل‪ ،‬فعملوا به حتى صلة العصر‪ ،‬فأعطوا قيراط تا ً قيراط تًا‪ ،‬ثتتم‬
‫ا ِ‬

‫أعطيتتتم القتترآن‪ ،‬فعملتتتم بتته حتتتى غربتتت الشتتمس‪ ،‬فتتأعطيتم‬

‫لنجيتتل‪ ،‬ربنتتا هتتؤلء أقتتل‬


‫قيراطين قيراطين‪ ،‬فقال أهتتل التتتوراة وا ِ‬

‫عمل ً وأكثر أجرًا‪ ،‬فقال‪ :‬هل ظلمتكم من أجركتتم متتن شتتيء قتتالوا‪:‬‬

‫ل‪ ،‬قال‪ :‬فذاك فضلي أوليه متتن أشتتاء"‪ .‬وهكتتذا رواه البختتاري عتتن‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي اليمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان‪.‬‬

‫وللبخاري من حديث سفيان الثوري‪ ،‬عن عبد الله بن دينار‪ ،‬عن ابن‬

‫م‪" :‬إنما أجلكم في‬


‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسل ِ‬

‫أجتتل متتن خل متتن المتتم قبلكتتم كمتتا بيتتن صتتلة العصتتر ومغتترب‬

‫الشمس ومثلكم ومثل اليهتتود والنصتتارى"‪ .‬فتتذكر الحتتديث بتمتتامه‬

‫وطوله‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪277‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا الفضتتل بتتن دكيتتن‪ :‬حتتدثنا شتتريك‪ ،‬قتتال‪:‬‬


‫قال ا ِ‬

‫سمعت سلمة بن كهيل يحدث عن مجاهتتد‪ ،‬قتتال‪ :‬كنتتا جلوس تا ً عنتتد‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم والشتتمس علتتى قعيقعتتان بعتتد العصتتر‬

‫فقال‪" :‬ما أعماركم في أعمار متتن مضتتى إل كمتتا بقتتي متتن النهتتار‬

‫فيما مضى منه" تفّرد به أحمد‪ ،‬وهذا إسناد حسن ل بأس به‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا إستماعيل بتن عمتر‪ ،‬حتدثني كتثير بتن زيتد‪ ،‬عتن‬

‫المطلب بن عبد الله‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬أنه كان واقفا ً بعرفات‪،‬‬

‫فنظر إلى الشمس حتى نزلت مثل الترس للغروب‪ ،‬فبكى‪ ،‬واشتتتد‬

‫بكاؤه‪ ،‬فقال له رجل عنده‪ :‬يا أبا عبد الرحمن قد وقفت معي مرارا ً‬

‫فلم تصنع هذا? فقال‪" :‬أيها الناس لم يبق متتن دنيتتاكم فيمتتا مضتتى‬

‫منها‪ ،‬إل كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر‬

‫‪278‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يونس بن حماد‪ ،‬يعني ابن عمر‪ ،‬عن أيوب‪،‬‬‫قال ا ِ‬
‫عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬أل إن مثل آجالكم في آجال المم قبلكم كما بين صلة‬
‫العصر إلى مغربان الشمس"‪.‬‬
‫ورواه البخاري‪ ،‬عن سليمان بن حرب‪ ،‬عن حماد بن زيد به نحوه‬
‫بأبسط منه‪.‬‬
‫وروى الحافظ أبو القاسم الطبراني‪ ،‬من حديث عطية العوفي‪،‬‬
‫ووهب بن كيسان عن ابن عمر‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬بنحو ذلك‪ ،‬وهذا كله يدل على أن‬

‫ما بقي بالنسبة إلى ما مضى كالشيء اليسير‪ ،‬لكن ل يعلتتم مقتتدار‬

‫ما بقي إل الله عز وجل‪ .‬ولتتم يجىتتء فيتته تحديتتد يصتتح ستتنده عتتن‬

‫المعصوم‪ ،‬حتى يصار إليه‪ ،‬ويعلم نسبة ما بقي بالنسبة إليه‪ ،‬ولكنتته‬

‫قليل جدا ً بالنسبة إلى الماضي‪ ،‬وتعيين وقتتت الستتاعة لتتم يتتأت بتته‬

‫حديث صحيح‪ ،‬بل إن اليات والحاديث دالة على أن علم ذلتتك ممتتا‬

‫استأثر الله سبحانه وتعتتالى بتته‪ ،‬دون أحتتد متتن خلقتته‪ ،‬كمتتا ستتيأتي‬

‫تقريره في أول الجزء التي بعد هذا‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪ ،‬وبه الثقتتة‬

‫وعليه التكلن‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أنه لن يبقى بعد مائة سنة أحد من‬

‫الموجودين على ظهر الرض وقتذاك‬

‫‪279‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمتتام أحمتتد بتتن حنبتتل رحمتته اللتته فتتي‬


‫فأما الحديث التتذي رواه ا ِ‬
‫مسنده قائ ً‬
‫ل‪ ،‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬أخبرنا شعيب‪ ،‬عن الزهتتري‪ ،‬حتتدثني‬

‫سالم بن عبد الله‪ ،‬وأبو بكر بن أبتتي خيثمتتة أن عبتتد اللتته بتتن عمتتر‬

‫قال‪ :‬صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة العشاء في آختتر‬

‫حياته‪ ،‬فلما سلم قام فقال‪" :‬أرأيتم ليلتكتتم هتتذه? فتتإن علتتى رأس‬

‫مائة سنة ل يبقى ممن هو اليوم على ظهتتر الرض أحتتد‪ ،‬قتتال عبتتد‬

‫الله‪ :‬فوهل الناس في مقالة النبي صلى الله عليه وسلم تلتتك إلتتى‬

‫ما يحدثون من هذه الحاديث عن مائة سنة‪ ،‬وإنما قال النبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ل يبقى ممن هو اليتتوم علتتى ظهتتر الرض أحتتدًا‪،‬‬

‫يريتتتتتتتتد بتتتتتتتتذلك أنتتتتتتتته ينختتتتتتتترم ذلتتتتتتتتك القتتتتتتتترن"‪.‬‬

‫وهكذا رواه البخاري عن أبتتي اليمتتان بستتنده ولفظتته ستتواء‪ ،‬ورواه‬

‫مسلم‪ ،‬عن عبد الله بتتن عبتتد الرحمتتن التتدارمي‪ ،‬عتتن أبتتي اليمتتان‬

‫ستتر الصتتحابي المتتراد متتن‬


‫الحكم‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن شعيب به‪ ،‬فقتتد ف ّ‬

‫الحديث بما فهمه‪ ،‬وهو أولى بالفهم من كل أحد‪ ،‬من أنه صلى الله‬

‫عليه وسلم يريد أنه يخرم قرنه ذلك فل يبقى ممن هتتو كتتائن علتتى‬

‫‪280‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجه الرض من ذلك الزمان أحد إلى مائة سنة‪ ،‬وقد اختلف العلماء‬

‫هل ذلك خاص بذلك القرن أو عام في كل قرن ل يبقتتى أحتتد أكتتثر‬

‫من مائة سنة‪ .‬على قولين‪ ،‬والتخصيص بتتذلك القتترن المتتبين الول‬

‫أولى‪ ،‬فإنه قد شوهد بعض الناس جاوز مائة سنة‪ ،‬وذلك في طائفة‬

‫من المعمرين‪ ،‬كما أوردنا في التاريخ‪ ،‬ولكنه قليل في الناس فتتالله‬

‫أعلم‪ ،‬ولهذا الحديث طرق أخر عتن النتبي صتلى اللته عليته وستلم‬

‫تسليمًا‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضتتر‪ ،‬حتتدثنا المبتتارك‪ :‬حتتدثنا الحستتن‪ ،‬عتتن‬

‫جابر بن عبد الله‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم ستتئل عتتن‬

‫الساعة قبل أن يموت بشهر فقال‪" :‬تسألوني عتتن الستتاعة‪ ،‬وإنمتتا‬

‫علمها عند الله‪ ،‬والذي نفسي بيده ما أعلم اليوم نفسا ً يتتأتي عليهتتا‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائة ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنة"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد‪ :‬وهتتذا إستتناد حستتن جيتتد‪ .‬رجتتاله ثقتتات‪ ،‬أبتتو النضتتر‬

‫هاشم بن قاسم من رجال الصتتحيحين‪ ،‬ومبتتارك بتتن فضتتالة حتتديثه‬


‫‪281‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عند أهتل الستتنن‪ ،‬والحستن بتن أبتتي الحستن البصتتري متن الئمتة‬

‫الثقات الكبار‪ ،‬وروايته مخرجة في الصحاح كلها وغيرها‪.‬‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حجاج‪ :‬قال ابن جريج‪ ،‬أخبرني أبتتو الزبيتتر‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫أنه سمع جابر بن عبد الله يقتتول‪ :‬ستتمعت النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قبل أن يموت بشهر يقتتول‪" :‬تستتألوني عتتن الستتاعة‪ ،‬وإنمتتا‬

‫علمها عند الله‪ ،‬وأقسم بالله ما على الرض نفتتس منفوستتة اليتتوم‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتأتي عليهتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتائة ستتتتتتتتتتتتتتتتنة"‪.‬‬

‫وكذلك رواه مسلم‪ ،‬عن هارون بن عبد اللتته‪ ،‬وحجتتاج بتتن الشتتاعر‪،‬‬

‫عن حجاج بن محمد العور‪ ،‬عن محمد بن حاتم‪ ،‬عن محمد بن أبي‬

‫بكرة‪ ،‬كلهما عن ابن جريج عنه‪.‬‬

‫باب قرب قيام الساعة‬

‫وقال مسلم في الصحيح‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬وأبو كريتتب‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬

‫‪282‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليتته وستتلم ستتألوه‬

‫عن الساعة‪ ،‬فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال‪" :‬إن يعش هذا لم‬

‫يدركه الهرم حتتتى تقتتوم ستتاعتكم"‪ .‬تف تّرد بتته مستتلم رحمتته اللتته‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا يونس بن محمد‪ ،‬عن‬

‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثتتابت‪ ،‬عتتن أنتتس‪ ،‬أن رجل ً ستتأل رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم متى تقوم الساعة? وعنده غلم متتن النصتتار‬

‫يقال له محمد‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ " :‬إن يعش‬

‫هذا الغلم فعسى أن ل يدركه الهرم حتى تقوم الساعة"‪ .‬تفتتّرد بتته‬

‫مستتتتتتتتتتتتتتتتلم متتتتتتتتتتتتتتتتن هتتتتتتتتتتتتتتتتذا التتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثني حجاج بن الشاعر‪ ،‬حتتدثنا ستتليمان بتتن حتترب‪،‬‬

‫حدثنا حماد يعني ابن زيد‪ ،‬حدثنا معبد بتتن بلل العربتتي‪ ،‬عتتن أنتتس‬

‫بن مالك‪ ،‬أن رجل ً سأل النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪ :‬متتتى‬

‫تقوم الساعة? قال‪ :‬فسكت النبي صلى الله عليه وستتلم‪ ،‬ثتتم نظتتر‬

‫إلى غلم بين يديه من أزد شنوءة فقال‪" :‬إن عمتتر هتتذا لتتم يتتدركه‬

‫الهتتتتتتتتتتتتتترم حتتتتتتتتتتتتتتتى تقتتتتتتتتتتتتتتوم الستتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أنس‪ :‬ذاك الغلم من أترابي يومئذ‪ .‬تفّرد بتته مستتلم أيض تا ً متتن‬

‫هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ ،‬حدثنا عفان بن مسلم‪ ،‬حدثنا‬

‫همام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عتتن أنتتس‪ ،‬قتتال‪ :‬متتر غلم للمغيتترة بتتن شتتعبة‬

‫وكان من أقراني‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن يؤخر هذا‬

‫فلتتتتتتتن يتتتتتتتدركه الهتتتتتتترم حتتتتتتتتى تقتتتتتتتوم الستتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫ورواه البختتتاري‪ ،‬عتتتن عمتتترو بتتتن عاصتتتم‪ ،‬عتتتن همتتتام بتتته‪.‬‬

‫وهذه الروايات تدل على تعداد هذا السؤال والجواب‪ ،‬وليس المراد‬

‫تحديد وقت الساعة العظمتتى‪ ،‬إلتتى وقتتت هتترم ذاك المشتتار إليتته‪،‬‬

‫وإنما المراد أن ستتاعتهم وهتتو انقتتراض قرنهتتم وعصتترهم قصتتاراه‬

‫أنهى إلى مدة عمر ذلك الغلم‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وفي الحديث‪" :‬تسألوني‬

‫عن الساعة‪ ،‬فإنما علمها عنتتد اللتته‪ ،‬وأقستتم بتتالله متتا علتتى الرض‬

‫نفتتتتتس منفوستتتتتة اليتتتتتوم يتتتتتأتي عليهتتتتتا متتتتتائة ستتتتتنة"‪.‬‬

‫ويؤيتتتتد ذلتتتتك روايتتتتة عائشتتتتة‪" :‬قتتتتامت عليكتتتتم ستتتتاعتكم"‪.‬‬

‫وذلك أن من مات فقد دخل في حكم القيامة فعالم التتبروج قريتتب‬

‫‪284‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من عالم يوم القيامة‪ ،‬وفيه من الدنيا أيضًا‪ ،‬ولكن هو أشبه بالخرة‪،‬‬

‫ثم إذا تناهت المدة المضروبة للدنيا‪ ،‬أمر الله بقيام الساعة‪ ،‬فيجمع‬

‫الولون والخرون لميقات يوم معلوم‪ ،‬كمتتا ستتيأتي بيتتان ذلتتك متتن‬

‫الكتاب والسّنة وبالله المستعان‪.‬‬

‫ذكر الساعة واقترابها وأنها آتية ل ريب فيها وَأنها ل‬

‫تأتي إل بغتة ول يعلم وقتها على التعيين إل الّله تعالى‬

‫ضون"‪.‬‬ ‫معْرِ ُ‬ ‫م ِفي غَْفل َةٍ ُ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫ساب ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِللّناس ِ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬اقتَر َ‬
‫جُلوه"‪.‬‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫مُر الل ّهِ فَل َ ت َ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أتى أ ْ‬
‫عن ْد َ الّله‬ ‫مَها ِ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ساعَةِ قُ ْ‬ ‫عن ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ك الّنا ُ‬ ‫سأل ُ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ْ‬
‫ن َقريبًا"‪.‬‬ ‫كو ُ‬ ‫ة تَ ُ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ك ل َعَ ّ‬ ‫ما يدِري َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫دافع ِ‬ ‫ه َ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب َواِقع ل ِل ْ َ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫سائ ِ ٌ‬ ‫سأل َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫داُرهُ‬ ‫مْق َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وم َ‬ ‫ح إ ِل َي ْهِ ِفي ي َ ْ‬ ‫ة والّرو ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ج ال َ‬ ‫الل ّهِ ِذي المَعاِرج ت َعُْر ُ‬
‫ريبا ً‬ ‫ه ب َِعيدا ً وَن ََراهُ قَ ِ‬ ‫م ي ََروْن َ ُ‬ ‫ميل ً إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫صْبرا ً َ‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫سن َةٍ َفا ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َ‬ ‫سأ ُ‬ ‫ل كال ْعِْهن وَل َ ي َ ْ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫مْهل وَت َ ُ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫ماُء َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كو ُ‬ ‫م تَ ُ‬‫ي َوْ َ‬
‫صُرون َُهم"‪.‬‬ ‫ميما ً ي ُب َ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫مُر"‪.‬‬ ‫ْ‬
‫شقّ الَق َ‬ ‫ة َوان ْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬اقَترب َ ِ‬
‫ن الّنهاِر‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ساعَ ً‬ ‫م ي َل ْب َُثوا إ ِل ّ م َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫دين"‪.‬‬ ‫مهْت َ ِ‬‫كاُنوا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ك ًذ ُّبوا ب ِل َِقاِء الل ّهِ وَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سَر ال ّ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫م قَد ْ َ‬ ‫ن ب َْينه ْ‬ ‫ي َت ََعاَرفو َ‬
‫ك‬ ‫ما يد ِْري َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ميَزا ِ‬ ‫حقّ وال ْ ِ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي أن َْز َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬الل ّ ُ‬
‫ن آمنوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ب َِها َوال ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ل َ ي ُؤْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ب َِها ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬‫ست َعْ ِ‬ ‫ريب ي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ة قَ‬‫ساعَ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل َعَ ّ‬
‫مشفُقون منها ويعل َمو َ‬
‫ة‬
‫ساعَ ِ‬ ‫ن في ال ّ‬ ‫مارو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫حقّ أل َ إ ِ ّ‬ ‫ن أن َّها ال ْ َ‬ ‫َ ِ َْ ََْ ُ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫د"‪.‬‬ ‫ضلل َبعي ٍ‬ ‫ل َِفي َ‬
‫مئ ِذٍ ُزْرقا ً‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫صورِ وَن َ ْ‬ ‫خ ِفي ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫‪285‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شرا ً نح َ‬
‫ن ِإذ ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫م ِبما ي َُقوُلو َ‬ ‫ن أعل ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫م ِإن ل َب ِْثتم إ ِل ّ عَ ْ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خافَُتو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫ومًا"‪.‬‬ ‫م إ ِل ّ ي َ ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫ريَق ً‬ ‫ِ‬ ‫م طَ‬ ‫أمث َل ُهُ ْ‬
‫وما ً أ َْو‬ ‫ن َقالوا ل َب ِث َْنا ي َ ْ‬ ‫سِني َ‬ ‫م ِفي ال َْرض عَد َد َ ِ‬ ‫م ل َب ِْثت ْ‬ ‫ل كَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫َ‬ ‫بعض يوم َفا َ‬
‫م‬‫م ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ل َوْ أّنك ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬
‫ل إِ ْ‬ ‫دين َقا َ‬ ‫ل ال َْعا ّ‬ ‫سأ ِ‬‫ْ‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫مَها‬ ‫عل ْ ُ‬‫ما ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬‫ها قُ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ساعَةِ أّيا َ‬ ‫عن ال ّ‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ت والْرض ل َ‬ ‫سموا ِ‬ ‫هو ث َُقَلت في ال ّ‬ ‫جّليَها ل ِوَقْت َِها إ ِل ّ ُ‬ ‫عْند رّبي ل َ ي ُ َ‬ ‫ِ‬
‫عن ْد َ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫مَها ِ‬ ‫ما عل ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬‫ي عَن َْها قُ ْ‬ ‫حِف ّ‬ ‫ك َ‬ ‫كأن ّ َ‬ ‫سألونك َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫م إ ِل ّ ب َغْت َ ً‬ ‫َتأِتيك ُ ْ‬
‫ول َك َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ن أك ْث ََر الّناس ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫َ ِ ّ‬
‫عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ْ‬
‫ذكراها إلى ربك منتهاها"‪.‬‬
‫متتا‬ ‫جتَزى ك ًت ّ‬ ‫ة أك َتتاد أ ْ‬ ‫َ‬
‫ل ن َْفتتس ب َ‬ ‫خِفيهَتتا ل ِت ُ ْ‬ ‫ة آت ِي َ ٌ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫دى"‪.‬‬ ‫ن ل َ ي ُتؤْ ِ‬
‫من ب ِهَتتا وات ّب َتعَ هَتتواه فَت َتْر َ‬ ‫مت ْ‬ ‫ص تد ّن ّ َ‬
‫ك عَن ْهَتتا َ‬ ‫س تَعى فَل َ ي َ ُ‬
‫تَ ْ‬

‫ه‬ ‫ت َوال َْرض الغَي ْ َ‬


‫ب ِإل الّلتت ُ‬ ‫سموا ِ‬
‫ن ِفي ال َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬

‫م ِفتتي‬
‫هتت ْ‬ ‫خَرةِ ب َ ْ‬
‫ل ُ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫مه ُ ْ‬ ‫داَر َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن بل ا ّ‬
‫ن ي ُب َْعثو َ‬
‫ن أّيا َ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫شعُُرو َ‬ ‫وَ َ‬

‫متتتتتتتتتون"‪.‬‬
‫من َْهتتتتتتتتتا عَ ُ‬
‫م ِ‬
‫هتتتتتتتتت ْ‬ ‫من َْهتتتتتتتتتا َبتتتتتتتتت ْ‬
‫ل ُ‬ ‫شتتتتتتتتت ّ‬
‫ك ِ‬ ‫َ‬

‫ما ِفي‬ ‫ث وَي َعْل َ ُ‬


‫م َ‬ ‫ل ال ْغَي ْ َ‬
‫ساعَةِ وَي ُن َّز ُ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ده ِ‬
‫عن َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫س ِبتتأ َيّ أْرض‬ ‫ذا َتكسب غدا ً وَ َ‬


‫ما ت َد ِْري ن َْف ٌ‬ ‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ما تد ِْري ن َْف ٌ‬
‫حام وَ َ‬
‫الْر َ‬

‫خِبيتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬
‫م َ‬ ‫ن الّلتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ه عَِليتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫ت إِ ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتو ُ‬
‫تَ ُ‬

‫ولهذا لما سأل جبريل عليتته الستتلم رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬عن الساعة وهو في صورة أعرابي قال له صلى اللتته عليتته‬

‫‪286‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وستتتتتلم‪" :‬متتتتتا المستتتتتؤول عنهتتتتتا بتتتتتأعلم متتتتتن الستتتتتائل"‪.‬‬

‫يعني قد استوى فيها علم كل مسؤول وسائل‪ ،‬لنه إن كانت اللتتف‬

‫واللم في المسؤول والسائل للعهد عائدة عليه وعلى جبريل‪ ،‬فكل‬

‫أحد ممن سواهما ل يعلم ذلك بطريق الولتى والخترى‪ ،‬وِإن كتانت‬

‫للجنس عمت بطريق اللفظ والله سبحانه وتعالى أعلم قال‪:‬‬

‫ذكر شيء من أشراطها‬

‫"في خمس ل يعلمهن إل الله ثم قرأ‪" :‬إن الّله عنده علم الساعة"‪.‬‬
‫وقال تعالى‪" :‬ويستنبُئون َ َ‬
‫م‬
‫ما أنت ُ ْ‬ ‫حقّ وَ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ل ِإي وََرّبي إ ِن ّ ُ‬ ‫حقّ هُوَ قُ ْ‬ ‫كأ َ‬ ‫ََ ْ َِْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫زي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫ل ب ََلى َورّبي‬ ‫ة قُ ْ‬ ‫ساعَ ُ‬‫ن ك ََفروا ل َ َتأِتيَنا ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقا َ‬
‫ت وَل َ ِفي‬ ‫سموا ِ‬ ‫ه مث َْقال ذّرةٍ ِفي ال ّ‬ ‫ب عَن ْ ُ‬ ‫ب ل َ ي َْعز ُ‬ ‫عاِلم ال ْغَي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َِتأت ِي َن ّك ً ْ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫جزِيَ ال ّ ِ‬ ‫مِبين ل ِي َ ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ك وَل َ أك ْب َُر إ ِل ّ ِفي ك َِتا ٍ‬ ‫ن ذل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫صغَُر ِ‬ ‫الْرض وَل َ أ ْ‬
‫وا‬‫سع َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ّ ِ‬ ‫كري ٌ‬ ‫مغِْفَرةٌ َورْزقٌ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫ت أول َئ ِ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫آ َ‬
‫جزٍ أِليم"‪.‬‬ ‫ن رِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫زين أول َئ ِ َ‬ ‫ج ِ‬‫مع ْ ِ‬ ‫ِفي آَيات َِنا ُ‬
‫ل ب ََلى وََرّبي لت ُب َْعث ّ‬
‫ن‬ ‫ن ي ُب ْعَُثوا قُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا أ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬زعَ َ‬
‫سيٌر"‪.‬‬ ‫ك عََلى الل ّهِ ي َ ِ‬ ‫م وَذ َل ِ َ‬ ‫مل ْت ُ ْ‬‫ما عَ ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م لت ُن َب ّؤُ ّ‬ ‫ثُ ّ‬
‫فهذه ثلث آيات‪ ،‬يأمر الله فيها رسوله أن يقسم بالله على العباد‬
‫وليس لهن رابعة مثلهن‪ ،‬ولكن في معناهن كثير‪ .‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫عدا ً عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ت ب ََلى وَ ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫م ل َ ي َب ْعَ ُ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫جهْد َ أي ْ َ‬ ‫موا ِبالل ّهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫"َوأقْ ُ‬
‫ه‬
‫ن ِفي ِ‬ ‫خت َل ُِفو َ‬ ‫م اّلذي ي َ ْ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫ن ل ِي ُب َي ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أك ْث ََر الّناس ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫حّقا ً وَل َك ِ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ما قَوْل َُنا ل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ذا أَرد َْناهُ‬ ‫يٍء إ ِ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫كاذِِبين إن ّ َ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ََفُروا أن ّهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ولبي َعْل َ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ن فََيكو ُ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ن َنقو َ‬ ‫أ ْ‬
‫ع‬
‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حد َةٍ إ ِ ّ‬ ‫م إ ِل ّ ك َن َْفس َوا ِ‬ ‫م وَل َ ب َعْث ُك ُ ْ‬ ‫خْلقك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫‪287‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صيٌر"‪.‬‬ ‫بَ ِ‬
‫َ‬
‫خْلق الّناس وَل َك ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وال َْرض أكب َُر ِ‬ ‫سموا ِ‬ ‫خل ْقُ ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َ َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫صيُر َوال ّ ِ‬ ‫مى َوال ْب َ ِ‬ ‫وي العْ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫أك ْث ََر الّناس ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫ة لَ‬ ‫ة لت ِي َ ٌ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫كزو َ‬ ‫ما ت َت َذ َ ّ‬ ‫سيُء قَِليل ً َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت وَل َ ال ْ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫وَعَ ِ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن أك ْث ََر الّناس ل َ ي ُؤْ ِ‬ ‫ب ِفيَها وَل َك ِ ّ‬ ‫َري ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ها‬
‫وا َ‬ ‫س ّ‬ ‫مك ََها فَ ً‬ ‫س ْ‬ ‫ها َرفَعَ َ‬ ‫سماُء ب ََنا َ‬ ‫خْلقا ً أم ال ّ‬ ‫شد ّ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أ أن ْت ُ ْ‬
‫من َْها‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ها أ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫ك دَ َ‬ ‫ض ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ها َوالْر َ‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ش ل َي ْل ََها وأ َ ْ‬ ‫َوأغط َ َ‬
‫ها وال ْجبا َ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫مك ْ‬ ‫م وَل َن َْعا ِ‬ ‫مَتاعا ً ل َك ُ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫سا َ‬ ‫ل أْر َ‬ ‫عا َ َ ِ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ماَء َ‬ ‫َ‬
‫كما ً‬ ‫ميا وَ ب ُ ْ‬ ‫ً‬ ‫م عُ ْ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫مةِ عَلى وُ ُ‬ ‫َ‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫ْ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن َ ْ‬
‫م‬
‫م ِبأن ّهُ ْ‬ ‫جزاؤُهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سِعيرا ً ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت زِد َْناه ْ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م ك ُل ّ َ‬ ‫جهَن ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مأَواهُ ْ‬ ‫صما ً َ‬ ‫وَ ُ‬
‫خْلقا ً‬ ‫ن َ‬ ‫مب ُْعوُثو َ‬ ‫ظاما ً و ُرَفاتا ً أئ ِّنا ل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ذا ك ُّنا ِ‬ ‫ك ََفروا ِبآَيات َِنا وََقاُلوا أئ ِ َ‬
‫ديدًا"‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫ض َقادر‬ ‫ت َوالْر َ‬ ‫سموا ِ‬ ‫خلقَ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ه الذي َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫م ي ََروا أ ّ‬ ‫َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬أوْل ْ‬
‫ن إ ِل ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ب ِفيهِ َفأَبى الظال ِ ُ‬ ‫جل ً ل َ َري ْ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مث ْل َهُ ْ‬ ‫خل ُقَ ِ‬ ‫عََلى أن ي َ ْ‬
‫ك ُُفورًا"‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫ض ب َِقادرٍ عََلى أ ْ‬ ‫ت َوالْر َ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫س ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أو ل َي ْ َ‬
‫ن‬ ‫شْيئا ً أ ْ‬ ‫ذا أَراد َ َ‬ ‫مُرهُ إ ِ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م إن ّ َ‬ ‫م ب ََلى وَهُوَ الخل ّقُ ال ْعَِلي ُ‬ ‫مث ْل َهُ ْ‬ ‫خل ُقَ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫يٍء وَإ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ش ْ‬ ‫ت كل َ‬ ‫كو ُ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ن اّلذي ِبيدهِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن فَ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن فَي َ ُ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ي َُقو َ‬
‫جُعون"‪.‬‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ت َوالْرض وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫ه اّلذي َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م ي ََرْوا أ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أوَل َ ْ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه عََلى ك ُ ّ‬ ‫موَتى ب ََلى إ ِن ّ ُ‬ ‫ي ال َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ن ب َِقادرٍ عََلى أ ْ‬ ‫خلِقهِ ّ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫دير"‪.‬‬ ‫قَ ِ‬
‫ذا‬‫م إِ َ‬ ‫مرِهِ ث ّ‬ ‫ض ِبأ ْ‬ ‫سماُء َوالْر ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن ت َُقو َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ذا أن ْت ُ ْ‬ ‫ن الْرض إ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م د َعْوَةً ِ‬ ‫دعاك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن عَل َي ْهِ وَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م ي ُِعيد ُهُ وَهُوَ أهْوَ ُ‬ ‫خل ْقَ ث ُ ّ‬ ‫دأ ال َ‬ ‫ذي ي َب ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫كيم"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ت َوالْرض وَهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫ل العَْلى ِفي ال ّ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬ ‫ظا َ‬ ‫ي العِ َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫خل َْق ُ‬ ‫ي َ‬ ‫س َ‬ ‫مث َل ً وَن َ ِ‬ ‫ب ل ََنا َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫خْلق عَِلي ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫مّرةٍ وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬ ‫ل ً‬ ‫ها أوّ َ‬ ‫شأ َ‬ ‫ذي أن ْ َ‬ ‫حِييَها ال ّ ِ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫وَهِ َ‬
‫َ‬
‫ماءَ‬ ‫ذا أن َْزل َْنا عَل َي َْها ال ْ َ‬ ‫ة فَإ ِ َ‬ ‫شع َ ً‬ ‫خا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ك الْر َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ه عََلى كل َ‬ ‫موَْتى إ ِن ّ ُ‬ ‫محِيي ال ْ َ‬ ‫ها ل َ ُ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫ت وََرب َ ْ‬ ‫اهْت َّز ْ‬

‫‪288‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ديٌر"‪.‬‬ ‫قَ ِ‬
‫م‬‫خل َْقاك ُ ْ‬ ‫ث فَإ ِّنا َ‬ ‫ن ال ْب َعْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ِفي َري ْ ٍ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫س إِ ْ‬ ‫وقال تعالى‪ :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫مخل َّقةٍ وَغَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ضغَةٍ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن عَل ََقةٍ َثم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ن ُط َْفةٍ ث ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫ن ت َُرا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مى ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫جل ُ‬ ‫شاُء إ َِلى أ َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫حام َ‬ ‫م وَن ُِقّر ِفي الْر َ‬ ‫ن َلك ْ‬ ‫خل َّقةٍ ل ِن ُب َي ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن ي َُرد ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫ن ي ُت َوَّفى وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫شد ّك ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫م ل ِت َب ْلُغوا أ ُ‬ ‫م ط ِْفل ً ث ُ ّ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫نُ ْ‬
‫مدة‬ ‫ها ِ‬ ‫ض َ‬ ‫شْيئا ً وَت ََرى الْر َ‬ ‫عْلم َ‬ ‫ن ب َعْدِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مرِ ل ِك َي ْل َ ي َعْل َ َ‬ ‫ل ال ْعُ ُ‬ ‫إ َِلى أرذ َ ِ‬
‫ل َزْوج ب َِهيج ذل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت َوأن ْب َت َ ْ‬ ‫ت وََرب َ ْ‬ ‫ماَء اهْت َّز ْ‬ ‫ذا أن َْزل َْنا عَل َي َْها ال َ‬ ‫َفإ َ‬
‫ن‬‫ديٌر وأ ّ‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه عََلى ك ّ‬ ‫موَْتى وا َن ّ ُ‬ ‫ه ُيحِيي ال َ‬ ‫حقّ َوأن ّ ُ‬ ‫ن الّله هُوَ ال ْ َ‬ ‫ِبأ ّ‬
‫ن ِفي ال ُْقُبوِر"‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ه ي َب ْعَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ب ِفيَها َوأ ّ‬ ‫ة آت َِية ل َ َري ْ َ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫جعَل َْناهً‬ ‫م َ‬ ‫طين ث ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سل َل َةٍ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫خل َْقَنا ال ِن ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ َ‬
‫ة‬
‫ضغ َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫خل َْقَنا ال ْعَل ََق َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ة عَل ََق ً‬ ‫خل َْقَنا الن ّط َْف َ‬ ‫م َ‬ ‫كين ث ُ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ِفي َقرارٍ َ‬ ‫ن ُط َْف ً‬
‫خَر‬ ‫خْلقا ً آ َ‬ ‫شأَناهُ َ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫حما ً ث ّ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ظا َ‬ ‫سوَْنا العِ َ‬ ‫عظاما ً فَك َ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫مضغَ َ‬ ‫خل َْقَنا ال ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫م إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫مي ُّتو َ‬ ‫ك لَ ِ‬ ‫م ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫م إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫خال ِِقي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ك الله أ ْ‬ ‫فَت ََباَر َ‬
‫خْلق‬ ‫عن ال ْ َ‬ ‫ما كّنا َ‬ ‫طرائ ِقَ وَ َ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خل َْقَنا فَوَْقك ْ‬ ‫ن ول ََقد ْ َ‬ ‫مةِ ت ُب ْعَُثو َ‬ ‫ال ِْقَيا َ‬
‫غافِِلين"‪.‬‬ ‫َ‬
‫فيستدل بإحياء الرض الميتة على إحياَء الجساد بعد فنائها‪،‬‬
‫وتمزقها وصيرورتها ترابًا‪ ،‬وعظامًا‪ ،‬ورفاتًا‪ ،‬وكذلك يستدل ببدء‬
‫م ي ُِعيده‬ ‫خل ْقَ ث َ ّ‬ ‫دأ ال ْ َ‬ ‫ذي ي َب ْ َ‬ ‫الخلق على العادة كما قال تعالى‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫ً‬ ‫ن عَل َي ْهِ ول َه ال ْمث َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫ت َوالْرض َوه َ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫ل العَْلى ِفي ال ّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫وَهُوَ أهْوَ ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْعَ‬
‫م‬ ‫خل ْقَ ث ُ ّ‬ ‫ف ب َد َأ َ ال ْ َ‬ ‫سيُروا ِفي ال َْرض َفان ْظ ُُروا ك َي ْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫دير"‪.‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬‫ل َ‬ ‫ه على ك ُ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫خَرةَ إ ِ ّ‬ ‫شأةَ ال ِ‬ ‫شىُء الن ّ ْ‬ ‫ه ي ُن ْ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫مْيتا ً‬ ‫شْرَنا ب ِهِ َبلد َةً َ‬ ‫ماًء ِبقد َرٍ فأ َن ْ َ‬ ‫سماء َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ذي ن َّز َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وال ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جو َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ك تُ ْ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫َ‬
‫سْقَناه إ َِلى ب َل َدٍ‬ ‫حابا ً فَ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح فتِثيُر َ‬ ‫ل الّرَيا َ‬ ‫س َ‬ ‫ذي أْر َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬والّله ال ّ ِ‬
‫شوُر"‪.‬‬ ‫ك الن ّ ُ‬ ‫وتَها ك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ض ب َعْد َ َ‬ ‫حي َي َْنا بهِ الْر َ‬ ‫مّيت فأ ْ‬ ‫َ‬
‫ج‬
‫خُر ُ‬ ‫داِفق ي َ ْ‬ ‫ماٍء َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خل ِقَ ِ‬ ‫خل ِقَ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا ُ‬ ‫وقال تعلى‪" :‬فَل ْي َن ْظ ُرِ ال ِن ْ َ‬
‫ب إ ِّنه‬ ‫ب َوالترائ ِ ِ‬ ‫صل ْ ِ‬ ‫ن ب َْين ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫صر‬ ‫وة وَل َ َنا ِ‬ ‫ن قُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫م ت ُب َْلى السّرائ ُِر فَ َ‬ ‫جعِهِ ل ََقادٌر ي َوْ َ‬ ‫عََلى َر ْ‬
‫و‬
‫ما هُ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ل فَ ْ‬ ‫ه ل ََقوْ ٌ‬ ‫ت الصدع إ ِن ّ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫جع َوالْرض َ‬ ‫ت الّر ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫َوال ّ‬

‫‪289‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م روَْيدًا"‪.‬‬ ‫مهِل ْهُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫مّهل الكافِ ِ‬ ‫كيد ك َْيدا ً فَ َ‬ ‫ن ك َْيدا ً َوأ ِ‬ ‫كيدو َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ل إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ِبال ْهَْز ِ‬
‫حتى‬ ‫مت ِهِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ي َد َيْ َر ْ‬ ‫شرا ً ب َي ْ َ‬ ‫ح بُ ْ‬ ‫ل الّريا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذي ي ُْر َ‬ ‫وقال تعاَلى‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫ه‬
‫جَنا ب ِ ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ماَء َفأ ْ‬ ‫ميت َفأن ََزل ََنا ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫سْقَناهُ ل ِب َل َدٍ َ‬ ‫حابا ً ث َِقال ً ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت َ‬ ‫ِإذا أقل ّ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ت َذ َك ُّرو َ‬ ‫خرج الموَتى ل َعًل ّك ُ ُ‬ ‫ك نُ ْ‬ ‫ت ك َذ َل ِ َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ل الث ّ َ‬ ‫نك ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مت َْنا وَك ُّنا ت َُرابا ً‬ ‫وقال تعالى إخبارا ً عن الكافرين أنهم قالوا‪" :‬أئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ذا ِ‬
‫ب‬‫عن ْد ََنا ك َِتا ٌ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ص الْر َ‬ ‫ما ت َن ُْق ً‬ ‫مَنا َ‬ ‫جعٌ ب َِعيد ٌ قَد ْ عَل ِ ْ‬ ‫ك َر ْ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ظ"‪.‬‬ ‫حِفي ٌ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫خال ُِقو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫خل ُُقون َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن أ أن ْت ُ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أفََرأْيت ْ‬
‫م‬‫مَثال َك ُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن ن ُب َد ّ َ‬ ‫ن عََلى أ ْ‬ ‫سُبوقي ََ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن قد ّْرَنا ب َي ْن َك ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫شأةَ الوَلى فَل َوْل َ‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ن وَل ََقد ْ عَل ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ما ل َ ت َعْل َ ُ‬ ‫م في َ‬ ‫شئ َك ُ ْ‬ ‫وَن ُن ْ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كرو َ‬ ‫ت َذ َ ّ‬
‫مَثاَله ْ‬
‫م‬ ‫شئ َْنا ب َد ّل َْنا أ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م وَإ ِ َ‬ ‫سَرهُ ْ‬ ‫شدد َْنا أ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫خل َْقَناهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ن َ ْ‬
‫ديل"‪.‬‬ ‫ت َب ْ ِ‬
‫شاِرق‬ ‫م َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫م ب َِر ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ن فَل َ أقْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ما ي َعْل َ ُ‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫خل َْقَناهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬كل ّ إ ِّنا َ‬
‫ن‬
‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خْيرا ً ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُنبد َ‬ ‫ن عََلى أ ْ‬ ‫ب إ ِّنا ل ََقادُرو َ‬ ‫مَغارِ ِ‬ ‫وال َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سُبوقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫بِ َ‬
‫خْلقا ً‬ ‫ن َ‬ ‫مب ُْعوُثو َ‬ ‫ظاما ً وَ رَفاتا ً أئ ِّنا ل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ذا ك ُّنا ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقاُلوا ْ أئ ِ َ‬
‫م‬‫صدوِرك ْ‬ ‫ما ي َك ْب ُُر في ُ‬ ‫م ّ‬ ‫خْلقا ً ِ‬ ‫ديدا ً أوْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫جاَرةً أوْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ديدا ً قُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫ن إ ِل َي ْ َ‬ ‫ضو َ‬ ‫سي ُن ْغِ ُ‬ ‫مّرةٍ فَ َ‬ ‫ل ً‬ ‫م أو ّ َ‬ ‫ذي فَط ََرك ُ ْ‬ ‫ن يِعيد َُنا قل ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سَيقوُلو َ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬‫عوك ُ ْ‬ ‫م ي َد ْ ُ‬ ‫ريبا ً ي َوْ َ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫متى هُوَ قُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م وََيقوُلو َ‬ ‫سه ْ‬ ‫ُرؤو َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫م إ ِل ّ َقلي ً‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ظنو َ‬ ‫مدهِ وَت َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫ظاما ً‬ ‫ع َ‬ ‫حافَِرة أِئذا ك ُّنا ِ‬ ‫ن في ال َ‬ ‫ن أئّنا َلمردودو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َُقولو َ‬
‫م‬
‫ذا هُ ْ‬ ‫جَرةٌ َواحدةٌ فَإ ِ َ‬ ‫ي َز ْ‬ ‫سَرةٌ فَإ ِّنما هِ َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ك ِإذا ك َّرةٌ َ‬ ‫خَرةً َقالوا ت ِل ْ َ‬ ‫نَ ِ‬
‫ساهَِرة"‪.‬‬ ‫ِبال ّ‬
‫وقد ذكر تعالى إحياء الموتى في سورة البقرة في خمسة مواضع‬
‫في قصة بني إسرائيل في قتل بعضهم بعضا ً لما عبدوا العجل قال‬
‫ن"‪.‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫وتك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ب ََعثناك ُ ْ‬ ‫الله تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫موَتى‬ ‫ه ال َ‬ ‫حِيي الل ُ‬ ‫ك يُ ْ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫ضَها َ‬ ‫ضرُبوهُ ب ِب َعْ ِ‬ ‫وفي قصة البقرة‪" :‬فَُقل َْنا ا ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ت َعِْقُلو َ‬ ‫م آَيات ِهِ ل َعًل ّك ُ ْ‬ ‫ريك ُ ْ‬ ‫وي ُ ِ‬
‫ف‬‫م أُلو ٌ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫ن دَِيارِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر ِإلى ال ّ ِ‬ ‫وفي قصة البقرة‪" :‬أل َ ْ‬

‫‪290‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ضل عََلى‬ ‫ذو فَ ْ‬ ‫ن الّله ل ُ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حَياه ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫موُتوا ث ُ ّ‬ ‫م الّله ُ‬ ‫ل ل َهُ ُ‬ ‫ت فََقا َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫حذ َْر ال َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫ن أك ْث ََر الّناس ل َ ي َ ْ‬ ‫الّناس وَل َك ِ ّ‬
‫مّر عََلى‬ ‫ذي َ‬ ‫وفي قصة العزيز َأو غيره حيث قال تعالى‪" :‬أوْ َ‬
‫كال ّ ِ‬
‫وتَها‬ ‫م ْ‬ ‫ه ب َعْد َ َ‬ ‫حيي هذِهِ الل ّ ُ‬ ‫ل أّنى ي ُ ْ‬ ‫شَها َقا َ‬ ‫ة عََلى عُُرو ِ‬ ‫خاوِي َ ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫قَْري َةٍ وَهِ َ‬
‫وما ً أو ب َعْ َ‬
‫ض‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫ل ل َب ِث ْ ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫م ل َب ِث ْ َ‬ ‫ل كَ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫م ب َعَث َ ُ‬ ‫عام ث ُ ّ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ ِ َ‬‫ه َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫مات َ ُ‬‫َفأ َ‬
‫ه‬
‫سن ّ ْ‬ ‫م ي َت َ ً‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫شَراب ِ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫عام َفان ْظ ُْر إ َِلى ط ََعا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ت مائ َ َ‬ ‫ل ل َب ِث ْ َ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫وم َقا َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ف‬‫ظام ك َي ْ َ‬ ‫ة ِللّناس وانظ ُْر إلى العِ َ‬ ‫ك آي َ ً‬ ‫جعَل َ َ‬ ‫ك َولن َ ْ‬ ‫مارِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َوان ْظ ُْر إ َِلى ِ‬
‫ل‬‫ه عََلى ك ُ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ل أعْل َ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫حما ً فَل َ ّ‬ ‫ها ل َ ْ‬‫سو َ‬ ‫م ن َك ْ ُ‬ ‫ها ث ُ ّ‬ ‫شُر َ‬ ‫نن ْ ِ‬
‫ديٌر"‪.‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫حيي‬ ‫ف تُ ْ‬ ‫ب أِرني ك َي ْ َ‬ ‫م َر ّ‬ ‫هي ُ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫والخامسة قوله تعالى‪" :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫خذ ْ‬‫ل فَ ُ‬ ‫ن قَل ِْبي َقا َ‬ ‫مئ ِ ّ‬ ‫ن ل ِي َط ْ َ‬ ‫ل ب ََلى َولك ِ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ت ُؤْ ِ‬ ‫ل أوَل َ ْ‬ ‫موَْتى َقا َ‬ ‫ال َ‬
‫جْزءَا ً‬ ‫ن ُ‬ ‫من ْهُ ّ‬‫جَبل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل عََلى ك ُ ّ‬ ‫جع َ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫ن إ ِل َي ْ َ‬ ‫صْرهُ ّ‬ ‫ن الط ّي ْرِ فَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫أْرب ََعة ِ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫سْعيا ً واعْل َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َيأِتين َ َ‬ ‫م اد ْعُهُ ّ‬ ‫ثُ ّ‬
‫وذكرتعالى قصة أهل الكهف‪ ،‬وكيف كان إيقاظهم من نومهم الذي‬

‫دام ثلثمائة سنة شمسية‪ ،‬وهي ثلثمائة وتسع سنين بالقمرية وقال‬

‫ة لَ‬
‫ساعَ َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن وَعْد َ الل ّهِ َ‬
‫حقّ َوأ ّ‬ ‫م ل ِي َعْل َ ُ‬
‫موا أ ْ‬ ‫ك أعْث َْرَنا عَل َي ْهِ ْ‬
‫فيها‪" :‬وَك َذ َل ِ َ‬

‫ب ِفيَها"‪.‬‬
‫َري ْ َ‬

‫ذكر زوال الدنيا وِإقبال الخرة‬

‫أول شتتيء يطتترق أهتتل التتدنيا بعتتد وقتتوع أشتتراط الستتاعة نفختتة‬

‫الفزع‪ ،‬وذلتتك أن اللتته ستتبحانه وتعتتالى يتتأمر إستترافيل فينفتتخ فتتي‬

‫الصور نفخة الفزع‪ ،‬فينظتتر لهتتا فل يبقتتى أحتتد متتن أهتتل الرض إل‬

‫‪291‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أصغى ليتا ً ورفع ليتًا‪ ،‬أي رفع صتتفحة عنقتته وأمتتال الختترى يستتتمع‬

‫هذا المر العظيم‪ ،‬الذي قد هال الناس ِوأزعجهم عما كانوا فيه متتن‬

‫أمر الدنيا‪ ،‬وشغلهم بها‪ ،‬وفتتي وقتتوع هتتذا المتتر العظيتتم قتتال اللتته‬

‫ن فتتي‬
‫مت ْ‬
‫ت وَ َ‬
‫وا ِ‬
‫ستتم َ‬
‫ن فتتي ال ّ‬ ‫صورِ فََفزٍِع َ‬
‫مت ْ‬ ‫م ي ُْنف ُ‬
‫خ في ال ُ‬ ‫تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬

‫س تب َُها‬
‫ح َ‬
‫ل تَ ْ‬ ‫ن وَت َتَرى ال ْ ِ‬
‫جب َتتا َ‬ ‫ري ت َ‬
‫خ ِ‬
‫دا ِ‬
‫ل أت ُتتوه َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه وَك ُت ّ‬ ‫ن َ‬ ‫الْرض إ ِل ّ َ‬
‫م ْ‬

‫ه‬
‫يءٍ إ ِن ّت ُ‬
‫شت ْ‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫صن ْعَ الل ّهِ ال ّت ِ‬
‫ذي أت َْق ت َ‬ ‫ب ُ‬
‫حا ِ‬
‫س َ‬
‫مّر ال ّ‬
‫مّر َ‬
‫ي تَ ُ‬
‫جامد َةً وَهِ َ‬
‫َ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ت َْفعَل ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫خِبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتٌر ب ِ َ‬
‫َ‬

‫ن ف َت َ‬
‫واق"‪.‬‬ ‫متتا ل ََهتا ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ة َواحد َةً َ‬
‫ح ً‬ ‫ما ي َْنطُر هَؤُل َِء إ ِل ّ َ‬
‫صي ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬

‫ستتيٌر عَل َتتى‬


‫م عَ ِ‬
‫مئ ِذٍ ي َتوْ ٌ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَِإذا ن ُِقَر في الن ّتتاُقورِ فَتذ َل ِ َ‬
‫ك ي َتوْ َ‬

‫ن غَْيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُر ي َ ِ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتير"‪.‬‬ ‫ال َ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاِفري َ‬

‫م‬
‫صتتورِ عَتتال ِ ُ‬ ‫م ي ُن َْفت ُ‬
‫خ فتتي ال ّ‬ ‫مل ْت ُ‬
‫ك ي َتوْ َ‬ ‫حقّ وَل َت ُ‬
‫ه ال ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قَوْل َ ُ‬
‫ه ال َ‬

‫م ال ْ َ‬
‫خِبيتتتتتتتتتُر"‪.‬‬ ‫كيتتتتتتتتت ُ‬ ‫ب والشتتتتتتتتتَهادةِ وَهُتتتتتتتتتوَ ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ال ْغَي ْتتتتتتتتت ِ‬

‫ثم بعد ذلك بمدة‪ ،‬يأمره تعالى فينفخ في الصور‪ ،‬فيصعق متتن فتتي‬

‫السموات ومن في الرض‪ِ ،‬إل من شاء الله‪ ،‬ثم يتتأمره‪ ،‬فينفتتخ فيتته‬

‫أختتتتتتتتترى‪ ،‬فيقتتتتتتتتتوم النتتتتتتتتتاس لتتتتتتتتترب العتتتتتتتتتالمين‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن فتتي‬
‫مت ْ‬
‫ت وَ َ‬
‫سموا ِ‬
‫ن في ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫صورِ فَ َ‬
‫صعِقَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫خ في ال ّ‬

‫م قِي َتتام ي َن ْظ ُتُرو َ‬


‫ن‬ ‫خ تَرى فَ تإ ِ َ‬
‫ذا هُ ت ْ‬ ‫م ن َِف َ‬
‫خ ِفيهِ أ ْ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬
‫هث ّ‬ ‫ن َ‬ ‫الْرض إ ِل ّ َ‬
‫م ْ‬

‫داءِ‬ ‫ن وال ّ‬
‫ش ته َ َ‬ ‫جيتتء ب ِتتالن ّب ِّيي َ‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬
‫ب وَ ِ‬ ‫ض ب ُِنورِ َرب َّها وَوُ ِ‬ ‫شَرقَ ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫وأ ْ‬

‫ت‬
‫مل ت ْ‬
‫متتا عَ ِ‬ ‫ت ك ُت ّ‬
‫ل ن َْفتتس َ‬ ‫ن وَُوفي َت ْ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫وَقُ ِ‬
‫ض َ‬

‫ن‬ ‫مَتى ه ت َ‬
‫ذا الوَعْ تد ُ إ ِ ْ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬وَي َُقوُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫ما ي َْفعَُلو َ‬ ‫وَهُوَ أعْل َ ُ‬
‫م بِ َ‬

‫ن‬
‫مو َ‬
‫خص ت ُ‬
‫م يَ ِ‬ ‫خ تذ ُهُ ْ‬
‫م وَهُ ت ْ‬ ‫ة َواحد َةً تأ ُ‬
‫ح ً‬
‫صي ْ َ‬ ‫ما ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ن َ‬
‫صادِِقي َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م َ‬

‫خ في الصورِ َفتتإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫ن وَن ًِف َ‬
‫جُعو َ‬ ‫ة وَل َ إ َِلى أهْل ِهِ ْ‬
‫م ي َْر ِ‬ ‫صي َ ً‬
‫ن ت َوْ ِ‬
‫طيُعو َ‬ ‫فَل َ ي َ ْ‬
‫ست َ ِ‬

‫ن‬ ‫ن ب َعَث َن َتتا ِ‬


‫مت ْ‬ ‫ن قَتتاُلوا ي َتتا وَي ْل َن َتتا َ‬
‫مت ْ‬ ‫ستُلو َ‬ ‫ث إ ِل َتتى رب ّهِت ْ‬
‫م ي َن ْ ِ‬ ‫دا ِ‬
‫ج َ‬
‫ن ال ْ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫هُ ْ‬

‫ة‬
‫ح ً‬
‫ص تي ْ َ‬ ‫ن ك َتتان َ ْ‬
‫ت إ ِل ّ َ‬ ‫ستُلو َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫ن َوصدقَ ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫حم ُ‬
‫ما وَعَد َ الّر ْ‬ ‫مْرقَدَِنا هَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫َ‬

‫شْيئا ً وَل َ‬
‫س َ‬ ‫م ل َ ت ُظ ْل َ ً‬
‫م ن َْف ٌ‬ ‫ن َفال َْيو َ‬
‫ضُرو َ‬
‫ح َ‬ ‫ميعٌ ل َد َي َْنا ُ‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬
‫م َ‬ ‫َواحد َةً فإ ِ َ‬
‫ذا هُ ْ‬

‫مل ُتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتا ك ُن ْت ُتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬
‫جتتتتتتتتتتتتتتَزوْ َ‬
‫تُ ْ‬

‫ستتاهَِرة"‪.‬‬
‫م ِبال ّ‬
‫هتت ْ‬ ‫جتتَرةٌ َواحتتدةٌ َفتتإ ِ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫ي َز ْ‬
‫هتت َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬فَإ ِن ّ َ‬
‫متتا ِ‬

‫ر"‪.‬‬ ‫متتتتح بال ْب َ َ‬


‫صتتتت ِ‬ ‫مُرَنتتتتا إ ِل ّ َواحتتتتدةٌ ك َل َ ْ‬
‫متتتتا أ ْ‬
‫وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬وَ َ‬

‫معتتتتًا"‪.‬‬
‫ج ْ‬
‫م َ‬
‫معَْنتتتتاهُ ْ‬ ‫صتتتتورِ فَ َ‬
‫ج َ‬ ‫وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬وَن ُِفتتتت َ‬
‫خ فتتتتي ال ّ‬

‫ض‬ ‫مل َت ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫ح ِ‬
‫دة وَ ُ‬
‫ة َواحت َ‬
‫خت ٌ‬
‫صتتورِ ن َْف َ‬ ‫ذا ن ُِفت َ‬
‫خ فتتي ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فتإ ِ َ‬

‫‪293‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ماءُ‬
‫ست َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫ة َوان ْ َ‬
‫شتّق ِ‬ ‫واقِعَت ً‬ ‫مئ ِذٍ وَقَعَ ِ‬
‫ت ال َ‬ ‫ل فَد ُك َّتا د َك ّ ً‬
‫ة َواحدة فَي ُوْ َ‬ ‫جَبا ُ‬
‫َوال ِ‬

‫م‬ ‫ش َرب ّت َ‬
‫ك فَ توْقَهُ ْ‬ ‫م ُ‬
‫ل عَ تْر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك عََلى أْر َ‬
‫جائ َِها وَي َ ْ‬ ‫مل َ ُ‬
‫ة َوال َ‬
‫ومئ ِذٍ َواهِي َ ٌ‬ ‫فَهِ َ‬
‫ي يَ ْ‬

‫ة"‪.‬‬
‫خاِفيتتتت ٌ‬ ‫من ْك ُتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫ضتتتتون ل َ ت َ ْ‬
‫خفتتتتى ِ‬ ‫مئ ِذٍ ت ُعَْر ُ‬
‫ة ي َتتتتوْ َ‬ ‫مِئذ ث َ َ‬
‫ماِنيتتتت ٌ‬ ‫ي َتتتتوْ َ‬

‫ماءُ‬
‫ست َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫واج تا ً وَفُت ِ َ‬
‫حت ِ‬ ‫ن أفْ َ‬
‫صورِ فََتأُتو َ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬
‫خ في ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ستتتتتتَرابًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل فَك َتتتتتتان َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جب َتتتتتتا ُ‬ ‫وابتتتتتتا ً وَ ُ‬
‫ستتتتتتي َّر ِ‬ ‫فَك َتتتتتتان َ ْ‬
‫ت أب ْ َ‬

‫مئ ِذٍ ُزْرقتتًا"‪.‬‬


‫ن ي َوْ َ‬
‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ُ‬
‫صورِ وَن َ ْ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬
‫خ في ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا سليمان التميمي‪ ،‬عن‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫أسلم العجلي‪ ،‬عن بشر بن سفيان‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن عمتترو قتتال‪:‬‬

‫قال أعرابي يا رسول الله ما الصور? قال‪" :‬قرن ينفخ فيه"‬

‫توقع قيام الساعة بين لحظة وأخرى‬

‫ثم رواه عن يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬عن سليمان بن طرخان‬


‫التميمي‪ ،‬به‪ .‬وأخرجه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من طرق عن‬
‫سليمان التميمي‪ ،‬عن أسلم العجلي‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقتتال الترمتتذي حستتن ول نعرفتته ِإل متتن حتتديث أستتلم العجلتتي‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أسباط‪ ،‬حتتدثنا مطتترف‪ ،‬عتتن عطيتتة‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫ابن عباس‪ .‬في قوله‪" :‬فِإذا نقر في الناقور" قال‪ :‬قال رسول اللتته‬

‫‪294‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬كيف أنعم وصاحب القرن قد التقتتم القتترن‬

‫وحنتتتتتتتتى جبهتتتتتتتتته ينتظتتتتتتتتر متتتتتتتتتى يؤمرفينفتتتتتتتتخ?"‪.‬‬

‫فقال أصحاب محمتتد‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬كيتتف نقتتول? قتتال‪ :‬قولتتوا‪:‬‬

‫"حستتبنا اللتته ِونعتتم الوكيتتل علتتى اللتته توكلنتتا"‪ .‬انفتترد بتته أحمتتد‪.‬‬

‫وقد رواه أبو كدينة عن يحيى بن المهلتتب‪ ،‬عتتن مطتترف بتته‪ ،‬وقتتال‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن مطرف‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد‪،‬‬
‫ا ِ‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬كيف أنعم وقد التقم صاحب‬

‫القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر‪ ،‬متتتى يتتؤمر? قتتال‬

‫المسلمون‪ :‬يا رسول الله‪ :‬فما نقول? قال‪ :‬قولوا‪ :‬حسبنا الله ونعم‬

‫الوكيتتتتتتتتتتتتتتتل‪ ،‬علتتتتتتتتتتتتتتتى اللتتتتتتتتتتتتتتته توكلنتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وأخرجه الترمذي‪ ،‬عتتن أبتتي عمتتر‪ ،‬عتتن ستتفيان بتتن عيينتتة‪ ،‬وقتتال‪:‬‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫ثم رواه من حديث خالد بن طهمان‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد بتته‪،‬‬

‫وحسنه أيضًا‪ ،‬وقال شيخنا أبو حجتتاج المتتزي فتتي الطتتراف‪ ،‬ورواه‬

‫إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬أبو يحيى التميمتتي‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫‪295‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صتتتتتالح‪ ،‬عتتتتتن أبتتتتتي ستتتتتعيد‪ ،‬كتتتتتذا قتتتتتال رحمتتتتته اللتتتتته‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو بكر بن أبي الدنيا فتتي كتتتاب الهتتوال فقتتال‪ :‬حتتدثنا‬

‫عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬أخبرنا جرير‪ ،‬عن العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪،‬‬

‫عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رستول صتلى اللته عليته وستلم‪:‬‬

‫"كيف أنعم وصاحب الصور قد التقتتم الصتتور‪ ،‬وحنتتى جبهتتته ينتظتتر‬

‫ه‪ :‬متتا نقتتول? قتتال‪:‬‬


‫متى يؤمر أن ينفخ فينفخ‪ ".‬قلنا‪ :‬يتتا رستتول اللت ّ‬

‫"قولتتتتتتتتتتوا‪ :‬حستتتتتتتتتتبنا اللتتتتتتتتتته ونعتتتتتتتتتتم الوكيتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫وقد قال أبو يعلى الموصلي في مسند أبي هريرة‪ :‬روى أبو صتتالح‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬وعن عمران‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬كيف أنعتم أو كيتتف أنتتتم‪ -‬شتك‬

‫أبو صالح‪ -‬وصاحب الصور قد التقتتم القتترن بفيتته‪ ،‬وأصتتغى ستتمعه‪،‬‬

‫وحنى جبهته‪ ،‬ينتظر متى يؤمر‪ ،‬فينفخ" قالوا‪ :‬يا رستتول اللتته‪ :‬كيتتف‬

‫نقول? قال‪" :‬قولوا‪ :‬حسبنا اللتته ونعتتم الوكيتتل علتتى اللتته توكلنتتا"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا أبتتو معاويتتة‪ ،‬حتتدثنا العمتتش‪ ،‬عتتن ستتعد‬


‫وقال ا ِ‬

‫الطائي‪ ،‬عن عطية العتتوفي‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد الختتدري‪ ،‬قتتال‪ :‬ذكتتر‬

‫‪296‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال‪" :‬عتن يمينته‬

‫جبريتتتل‪ ،‬وعتتتن يستتتاره ميكائيتتتل‪ ،‬عليهتتتم الصتتتلة والستتتلم"‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا عباد بن العتتوام‪،‬‬

‫عن حجاج‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬إن صاحبي الصور بأيدهما أو في أيديهما قرنتتان‪:‬‬

‫يلحظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤمران"?‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬عتتن التتتيمي‪ ،‬عتتن أستتلم‪،‬‬

‫عن أبي مرية‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وعن عبتتد اللتته بتتن‬

‫عمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬النفاخان فتتي الستتماء‬

‫الثانية‪ ،‬رأس أحتتدهما بتتالمغرب‪ ،‬ورجله بالمشتترق‪ ،‬ينتظتتران متتتى‬

‫يتتتؤمران ينفختتتان فتتتي الصتتتور فينفختتتان"‪ .‬تفتتترد بتتته أحمتتتد‪.‬‬

‫وأبو مرية هذا اسمه عبد الله بن عمرو العجلي‪ ،‬وليتتس بالمشتتهور‪،‬‬

‫ولعل هتتذين الملكيتتن أحتتدهما هتتو إستترافيل وهتتو التتذي ينفتتخ فتتي‬

‫الصور‪ ،‬كما سيأتي بيانه في حديث الصور بطوله‪ ،‬والخر هتتو التتذي‬

‫ينقر في الناقور‪ ،‬وقد يكون الصور‪ ،‬والناقور اسم جنس يعم أفرادا ً‬

‫‪297‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كثيرين‪ ،‬واللف واللم فيهما للعهد‪ ،‬ويكون لكل واحتتد منهمتتا أتبتتاع‪،‬‬

‫يفعلتتتتتتتتتون كفعلتتتتتتتتته‪ ،‬واللتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتم بالصتتتتتتتتتواب‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا عبد اللتته بتتن جريتتر‪ ،‬حتتدثنا موستتى بتتن‬

‫إسماعيل‪ :‬أخبرنا عبد الواحد بن زياد‪ ،‬أخبرنا عبد الله بتتن عبتتد اللتته‬

‫الصم‪ ،‬أخبرنا يزيد بن الصتتم‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال ابتتن عبتتاس‪ :‬إن صتتاحب‬

‫الصور لم يطرف منذ و ّ‬


‫كل به‪ ،‬كأن عينيه كوكبان دريان‪ ،‬ينظرتجتتاه‬

‫العتترش مخافتتة أن يتتؤمرأن ينفتتخ فيتته قبتتل أن يرتتتد إليتته طرفتته‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر‪ ،‬حدثنا مروان بن معاويتتة‪،‬‬

‫عن عبد الله بن عبد اللتته بتتن الصتتم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما أطتترق صتتاحب الصتتور منتتذ‬

‫و ّ‬
‫كل به‪ ،‬ينظرنحو العرش مخافة أن يؤمرقبل أن يرتد إليتته طرفتته‪،‬‬

‫كأنه عينيه كوكبان دريان"‪.‬‬

‫حديث الصور بطوله تصوير لمشاهد القيامة‬

‫أو لبعض مشاهدهاقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده‪:‬‬


‫حدثنا عمرو بن الضحاك بن مجالد‪ ،‬حدثنا أبو عاصم الضحاك بن‬
‫مجالد‪ ،‬حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫‪298‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن كعب القرظي‪ ،‬عن رجل من النصار‪ ،‬عن أبي هريرة‬


‫قال‪ :‬حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من‬
‫أصحابه قال‪ِ" :‬إن الله تعالى لما فرغ من خلق السموات والرض‪،‬‬
‫خلق الصور‪ ،‬فأعطاه إسرافيل‪ ،‬فهو واضعه على فيه‪ ،‬شاخصا ً إلى‬
‫العرش ببصره‪ ،‬ينتظرمتى يؤمر? قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ما الصور? قال‪ :‬قرن‪.‬‬
‫قال‪ :‬كيف هو? قال‪ :‬عظيم‪ .‬قال‪ :‬والذي بعثني بالحق إن عظم‬
‫دائرة فيه لعرض السموات والرض‪ ،‬ينفخ فيه ثلث نفخات‪ ،‬الولى‬
‫نفخة الفزع‪ ،‬والثانية نفخة الصعق‪ ،‬والثالثة نفخة القيام لرب‬
‫العالمين‪ ،‬يأمر الله إسرافيل بالنفخة الولى فيقول‪ :‬انفخ نفخة‬
‫الفزع‪ ،‬فيفزع أهل السموات والرض‪ ،‬إل من شاء الله‪ ،‬ويأمره‬
‫ما‬
‫تعالى فيمدها ويطيلها ول يفتر‪ ،‬وهي التي يقول الله فيها‪" :‬وَ َ‬
‫واق"‪.‬‬ ‫ن فَ َ‬‫م ْ‬
‫ة واحدةً ما لها ِ‬ ‫ح ً‬ ‫ي َْنظر هؤلِء إ ِل ّ َ‬
‫صي ْ َ‬
‫فتسير الجبال سير السحاب‪ ،‬فتكون سرابًا‪ ،‬وترتج الرض بأهلها‬
‫رجًا‪ ،‬فتكون كالسفينة في البحر‪ ،‬تضربها المواج‪ ،‬تكفأ بأهلها‬
‫كالقنديل المعلق بالعرش‪ ،‬ترجه الرواح‪ ،‬أل وهو الذي يقول الله‬
‫مِئذ‬
‫ب يو َ‬
‫ة قلو ٌ‬
‫ة َتتَبعَها الّراِدف ُ‬
‫جَف ُ‬
‫ف الَرا ِ‬
‫م ت َْرج ُ‬‫تعالى فيه‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ة"‪.‬‬
‫جف ٌ‬
‫وا ِ‬
‫فتميد الرض بأهلها‪ ،‬وتذهل المراضع‪ ،‬وتضع كل الحوامل‪ ،‬وتشيب‬
‫الولدان‪ ،‬ويطير الناس هاربين من الفزع‪ ،‬فتلقاهم الملئكة‪،‬‬
‫فتضرب وجوههم فيرجعون‪ ،‬ثم يولون مدبرين‪ ،‬ما لهم من الله من‬
‫عاصم‪ ،‬ينادي بعضهم بعضًا‪ ،‬فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الرض‬
‫بصدعين‪ ،‬من قطر إلى قطر‪ ،‬فرأوا أمرا ً عظيمًا‪ ،‬لم يروا مثله‪،‬‬
‫وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم‪ ،‬نظروا في‬
‫السماء فإذا هي كالمهل‪ ،‬ثم انشقت السماء‪ ،‬فانتثرت نجومها‪،‬‬
‫وخسفت شمسها‪ ،‬وقمرها‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"الموات ل يعلمون بشيء من ذلك"‪.‬‬
‫قال أبو هريرة‪ :‬من استثناه الله حين يقول‪" :‬ففزع من في‬
‫السموات ومن في الرض ِإل من شاء الله" قال‪ :‬أولئك الشهداء‪،‬‬
‫وإنما يصل الفزع إلى الحياء‪ ،‬وهم أحياء‪ ،‬عند ربهم يرزقون‪،‬‬

‫‪299‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فوقاهم الله فزع ذلك اليوم‪ ،‬وآمنهم منه‪ ،‬وهو عذاب الله‪ ،‬يبعثه‬
‫س ات ُّقوا ْ رّبكم إ ّ‬
‫ن‬ ‫على شرار خلقه هو الذي يقول الله فيه َياي َّها الّنا ُ‬
‫ما‬
‫ضعةٍ ع ّ‬ ‫مر ِ‬‫ل ُ‬‫لك ّ‬ ‫م ت ََرونها َتذهَ ُ‬ ‫ساعَةِ شيٌء عظيم َيو َ‬ ‫َزل َْزل َ َ‬
‫ة ال ّ‬
‫سكاَرى وما هم‬ ‫مَلها وت ََرى الناس ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫مل َ‬ ‫ح ْ‬
‫ت َوتضعً كل ذات َ‬ ‫ضع َ ْ‬‫أْر َ‬
‫د‪.‬‬‫شدي ٌ‬ ‫ب الل ّهِ َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫سكارى ولك ِ ّ‬ ‫بِ ُ‬
‫فيمكثون في ذلك العذاب ما شاء الله‪ ،‬إل أنه يطول‪ ،‬ثم يأمر الله‬
‫إسرافيل فينفخ نفخة الصعق? فيصعق أهل السموات والرض? إل‬
‫من شاء الله? فإذا هم خمدوا‪ ،‬جاء ملك الموت إلى الجبارة‬
‫فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬مات أهل السموات والرض إل من شئت‪ ،‬فيقول‬
‫الله‪ :‬وهو أعلم بمن بقي? فمن بقي? فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬بقيت أنت‬
‫الحي الذي ل تموت‪ ،‬وبقيت حملة عرشك‪ ،‬وبقي جبريل وميكاثيل‪،‬‬
‫وبقيت أنا? فيقول الله‪ :‬ليمت جبريل وميكائيل‪ ،‬فينطق الله العرش‬
‫فيقول‪ :‬يا رب يموت جبريل وميكائيل? فيقول‪ :‬اسكت‪ ،‬فإني كتبت‬
‫الموت على كل من كان تحت عرشي‪ ،‬فيموتان‪ ،‬ثم يأتي ملك‬
‫الموت إلى الجبار عز وجل فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬قد مات جبريل‬
‫وميكائيل? وبقيت أنا وحملة العرش فيقول الله‪ :‬فليمت حملة‬
‫عرشي فيموتون‪ ،‬ويأمر الله العرش فيقبض الصور من إسرافيل‬
‫ثم يأتي ملك الموت ِإلى الجبار فيقول‪ :‬يا رب قد مات حملة‬
‫عرشك فيقول‪ :‬وهو أعلم بمن بقي‪ ،‬فمن بقي? فيقول يا رب‪:‬‬
‫بقيت أنت الحي الذي ل تموت وبقيت أنا‪ ،‬فيقول الله‪ :‬أنت خلق‬
‫من خلقي‪ ،‬خلقتك لما رأيت فمت‪ ،‬فيموت‪ ،‬فإذا لم يبق إل الله‬
‫الواحد القهار الحد الفرد الصمد‪ ،‬الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له‬
‫ل‪ ،‬طوى السموات والرض كطي‬ ‫كفوا ً أحد كان آخرا ً كما كان أو ً‬
‫السجل للكتاب ثم دحاها ثم لفها ثلث مرات‪ ،‬وقال‪ :‬أنا الجبار ثلثًا‪.‬‬
‫ثم هتف بصوته‪ :‬لمن الملك اليوم? ثلث مرات فل يجيبه أحد‪،‬‬
‫فيقول لنفسه‪ :‬لله الواحد القهار‪ ،‬ويبدل الرض غير الرض‬
‫والسموات‪ ،‬فيبسطها‪ ،‬ويسطحها‪ ،‬ويمدها مد الديم العكاظي‪ ،‬ل‬
‫ترى فيها عوجا َ ول أمتًا‪ ،‬ثم يزجر الله الخلق زجرة‪ ،‬فإذا هم في‬
‫مثل ما كانوا فيه في الولى‪ ،‬من كان في بطنها كان في بطنها‪،‬‬
‫ومن كان على ظهرها كان على ظهرها‪ ،‬ثم ينزل الله عليكم من‬

‫‪300‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ماء من تحت العرش ثم يأمر الله السماء أن تمطر فتمطر أربعين‬


‫يومًا‪ ،‬حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعًا‪ ،‬ثم يأمر الله‬
‫الجساد أن تنبت‪ ،‬فتنبت كنبات البقل‪ ،‬حتى إذا تكاملت أجسادهم‪،‬‬
‫فكانت كما كانت‪ ،‬قال الّله‪" :‬ليحيي جبريل وميكائيل‪ ،‬فيحييان‪ ،‬ثم‬
‫يدعو الله بالرواح‪ ،‬فيؤتى بها تتوهج أرواح المسلمين نورًا‪ ،‬والخرى‬
‫ظلمة‪ ،‬فيقبضها جميعًا‪ ،‬ثم يلقيها في الصور‪ ،‬ثم يأمر الله إسرافيل‬
‫أن ينفخ نفخة البعث‪ ،‬فينفخ نفخة البعث‪ ،‬فتخرج الرواح كأنها‬
‫النحل قد ملت ما بين السماء والرض فيقول الله‪" :‬وعزتي‬
‫وجللي‪ ،‬ليرجعن كل روح إلى جسده‪ ،‬فتدخل الرواح في الرض‬
‫إلى الجساد‪ ،‬فتدخل في الخياشيم‪ ،‬ثم تمشي في الجساد مشي‬
‫السم في اللديغ ثم تنشق الرض عنكم‪ ،‬وأنا أول من تنشق عنه‬
‫ن ِإلى‬ ‫طعي َ‬ ‫الرض‪ ،‬فتخرجون منها سراعا ً إلى ربكم تنسلون‪ُ " .‬‬
‫مه ْ ِ‬
‫نه َ‬
‫ذا يوم عسيٌر"‪.‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫كاِفرو َ‬ ‫داع ي َُقو ُ‬
‫ال ّ‬
‫ل‪ ،‬ثم تقفون موقفا ً واحدًا‪ ،‬مقدار سبعين عاما ً‬ ‫حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غلفا ً غر ً‬
‫ل ينظر إليكم‪ ،‬ول يقضى بينكم‪ ،‬فتبكون حتى تنقطع الدموع‪ ،‬ثم‬
‫تدمعون دماء وتعرقون حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم‪ ،‬أو يبلغ‬
‫الذقان‪ ،‬فتضجون‪ ،‬وتقولون‪ :‬من يشفع لنا إلى ربنا ليقضي بيننا?‬
‫فيقولون‪ :‬من أحق بذلك من أبيكم آدم خلقه الله بيده ونفخ فيه‬
‫ل‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيطلبون إليه ذلك‪ ،‬فيأبى‪،‬‬ ‫من روحه‪ ،‬وكلمه قب ً‬
‫فيقول‪ :‬حفاة عراة غلفا ً غرل ً ثم تقفون موقفا ً واحدًا‪ ،‬مقدار سبعين‬
‫عامًا‪ .‬ما أنا صاحب ذلك‪ ،‬ثم يسعون للنبياء نبيا ً نبيًا‪ ،‬كلما جاءوا نبيا ً‬
‫أبى عليهم‪.‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬حتى تأتوني‪ ،‬فأنطلق‪،‬‬
‫حتى آتي الفحص‪ ،‬فأخر ساجدًا‪ .‬قال أبو هريرة‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ما‬
‫الفحص قال‪ :‬موضع قدام العرش حتى يبعث الّله إلي ملكًا‪ ،‬فيأخذ‬
‫بعضدي‪ ،‬فيرفعني‪ ،‬فيقول لي‪ :‬يا محمد‪ :‬فأقول‪ :‬نعم لبيك يا رب‪،‬‬
‫فيقول ما شأنك?‪ -‬وهو أعلم‪ -‬فأقول‪ :‬يا رب وعدتني الشفاعة‪،‬‬
‫م‪،‬‬
‫فشفعني في خلقك‪ ،‬فاقض بينهم‪ ،‬فيقول شفعتك‪ ،‬أنا آتيك ِ‬
‫فأقضي بينكم"‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فأرجع‬
‫فأقف مع الناس‪ ،‬فبينما نحن وقوف‪ ،‬إذا سمعنا حسا ً من السماء‬

‫‪301‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شديدًا‪ ،‬فينزل أهل السماء الدنيا مثل من في الرض من الجن‬


‫لنس‪ ،‬حتى إذا دنوا من الرض‪ ،‬أشرقت الرض بنورهم‪ ،‬وأخذوا‬ ‫وا ِ‬
‫مصافهم‪ ،‬وقلنا لهم‪ :‬أفيكم ربنا? قالوا‪ :‬ل وهو آت‪ ،‬ثم ينزلون على‬
‫قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى في ظلل‬
‫من الغمام والملئكة‪ ،‬ويحمل عرشه يومئذ ثمانية‪ ،‬وهم اليوم‬
‫أربعة‪ ،‬أقدامهم على تخوم الرض السفلى‪ ،‬والرض والسموات إلى‬
‫حجرهم والعرش على مناكبهم‪ ،‬لهم زجل من تسبيحهم‪ ،‬يقولون‪:‬‬
‫سبحان ذي العزة والجبروت‪ ،‬سبحان ذي الملك والملكوت‪ ،‬سبحان‬
‫الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان الذي يميت الخلئق ول يموت‪ ،‬فيضع‬
‫الّله كرسيه حيث شاء من أرضه‪ ،‬ثم يهتف بصوته‪ ،‬فيقول‪ :‬يا معشر‬
‫لنس‪ ،‬إني قد أنصت لكم من يوم خلقتكم إلى يومكم هذا‪،‬‬ ‫الجن وا ِ‬
‫أسمع قولكم‪ ،‬وأرى أعمالكم‪ ،‬فأنصتوا إلي‪ ،‬فإنما هي أعمالكم‪،‬‬
‫وصحفكم‪ ،‬تقرأ عليكم‪ ،‬فمن وجد خيرا ً فليحمد الله‪ ،‬ومن وجد غير‬
‫ن ِإل نفسه‪ ،‬ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق‬ ‫ذلك فل يلوم ّ‬
‫ساطع مظلم"‪ .‬ثم يقول‪" :‬وامتازوا اليوم أيها المجرمون"‪.‬‬
‫م عَد ُّو‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا َ‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫م أن ل َ ت َْعب ُ‬ ‫م َيا ب َِني آد َ َ‬ ‫م أعْهَد ْ إ ِل َْيك ْ‬ ‫"أل َ ْ‬
‫جب ِل ّ ك َِثيرا ً‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ست َِقيم وَل ََقد ْ أض ّ‬ ‫م ْ‬‫ط ُ‬‫ذا صرا ٌ‬ ‫ن وأن اعُبدوني ه َ‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ُ‬
‫ما‬ ‫م بِ َ‬‫ها ال ْي َوْ َ‬ ‫صل َوْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫عدو َ‬ ‫م ُتو َ‬ ‫م اّلتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬‫ن هذه َ‬ ‫كوُنوا ت َعِْقُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬‫أفَل َ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ت َك ُْفرو َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫فيميز الله الناس‪ ،‬وينادي المم داعيا ً لكل أمة إلى كتابها‪ ،‬والمم‬
‫ل أمة‬ ‫ة كُ ّ‬ ‫جاث ِي َ ً‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫كل أ ّ‬ ‫جاثية من الهول قال الله تعالى‪" :‬وَت ََرى ُ‬
‫ن"‪.‬‬‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬‫ن َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫وم ت ُ ْ‬‫كتاب َِها ال ْي َ ْ‬
‫عى إ َِلى ِ‬ ‫تد ْ َ‬
‫لنس والجن‪ ،‬فيقضي بين‬ ‫فيقضي الله بين خلقه إل الثقلين‪ ،‬ا ِ‬
‫الوحوش والبهائم‪ ،‬حتى أنه ليقيد الجماء من ذات القرن‪ ،‬فإذا فرغ‬
‫الله من ذلك‪ ،‬فلم تبق تبعة عند واحدة لخرى‪ ،‬قال الله لها‪ :‬كوني‬
‫ترابًا‪ ،‬فعند ذلك يقول الكافر‪ :‬يا ليتني كنت ترابًا‪ ،‬ثم يقضي الله بين‬
‫العباد‪ ،‬فيكون أول ما يقضى فيه الدماء‪ ،‬فيأتي كل قتيل في سبيل‬
‫الله‪ ،‬ويأمر الله من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه‪ ،‬فيقول‪ :‬يا‬
‫رب فيم قتلني هذا? فيقول الله تعالى وهو أعلم‪ :‬فيم قتلته?‬
‫فيقول‪ :‬قتلته يا رب لتكون العزة لك‪ ،‬فيقول الله‪ :‬صدقت‪ ،‬فيجعل‬

‫‪302‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله وجهه مثل نور السموات‪ ،‬ثم تسبقه الملئكة إلى الجنة‪ ،‬ثم‬
‫يأتي كل من كان يقتل على غير ذلك ويأمر من قتل فيحمل رأسه‬
‫تشخب أوداجه‪ ،‬فيقول يا رب فيم قتلني هذا? فيقول الله وهو‬
‫أعلم‪ :‬فيم قتلته فيقول‪ :‬يا رب قتلته لتكون العزة لي‪ ،‬فيقول الله‪:‬‬
‫تعست‪ ،‬ثم ما تبقى نفس قتلها قاتل ِإل قتل بها‪ ،‬ول مظلمة إل أخذ‬
‫بها‪ ،‬وكان في مشيئة الله إن شاء عذبه‪ ،‬وإن شاء رحمه‪ ،‬ثم يقضي‬
‫الله بين من بقي من خلقه‪ ،‬حتى ل تبقى مظلمة لحد عند أحد إل‬
‫أخذها الله للمظلوم من الظالم‪ ،‬حتى إنه ليكلف شائب اللبن بالماء‬
‫أن يخلص اللبن من الماء‪ ،‬فإذا فرغ الله من ذلك‪ ،‬نادى مناد يسمع‬
‫الخلئق كلهم‪ ،‬فقال‪ :‬ليلحق كل قوم بآلهتهم وماكانوا يعبدون من‬
‫دون الله‪ ،‬فل يبقى أحد عبد من دون الله شيئا ً ِإل مثلت له الهيئة‬
‫بين يديه‪ ،‬فيجعل يومئذ ملك من الملئكة على صورة عزير‪ ،‬ويجعل‬
‫ملك من الملئكة على صورة عيسى‪ ،‬فيتبع هذا اليهود‪ ،‬ويتبع هذا‬
‫النصارى ثم قادتهم آلهتهم إلى النار فهذا الذي يقول الله تعالى‪:‬‬
‫دون"‪.‬‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ها وَك ُ ّ‬
‫ل ِفيَها َ‬ ‫ما َوردو َ‬ ‫ن هؤل ََء آل ِهَ ً‬
‫ة َ‬ ‫"ل َوْ َ‬
‫كا َ‬
‫فإذا لم يبق ِإل المؤمنون‪ ،‬فيهم المنافقون‪ ،‬جاءهم الله فيما شاء‬
‫من هيئة‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس‪،‬‬
‫ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم‪ ،‬وما كنتم تعبدون‪ ،‬فيقولون‪ :‬والله ما‬

‫لنا إل الله‪ ،‬ما كنا نعبد غيره‪ ،‬فينصرف عنهم‪ -‬وهو الله‪ -‬فيمكتتث متتا‬

‫شاء الله أن يمكث‪ ،‬ثم يأتيهم فيقول‪ :‬يا أيها النتتاس‪ ،‬ذهتتب النتتاس‪،‬‬

‫فالحقوا بآلهتكم‪ ،‬وما كنتم تعبدون‪ ،‬فيقولون‪ :‬والله متتا لنتتا إل اللتته‪،‬‬

‫وما كنا نعبد غيره‪ ،‬فيكشف عن ساقه‪ ،‬ويتجلى لهم من عظمتتته متتا‬

‫يعرفون به أنه ربهم‪ ،‬فيخرون سجدا ً على وجوههم ويخر كل منافق‬

‫على قفاه‪ ،‬ويجعل الله أصلبهم كصياصي البقر‪ ،‬ثم يتتأذن اللتته لهتتم‬

‫‪303‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيرفعون رؤوسهم‪ ،‬ويضرب الله بالسراط بين ظهراني جهنم‪ ،‬كقتتد‬

‫الشعر‪ ،‬أو كعقد الشعر‪ ،‬وكحد الستتيف‪ ،‬عليتته كلليتتب وخطتتاطيف‪،‬‬

‫وحسك كحسك السعدان‪ ،‬ودونه جسر دحض مزلة فيمرون كطرف‬

‫البصر‪ ،‬أو كلمح التتبرق‪ ،‬أو كمتتر الريتتح‪ ،‬أو كجيتتاد الخيتتل‪ ،‬أو كجيتتاد‬

‫الركاب‪ ،‬أو كجياد الرجال‪ ،‬فناج سالم‪ ،‬وناج مخدوش‪ ،‬ومكدوح على‬

‫وجهه في جهنم‪ ،‬فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة‪ ،‬قالوا‪ :‬من يشتتفع‬

‫لنا إلى ربنا فيدخلنا الجنة فيقولون‪ :‬من أحق بذلك متتن أبيك تم ٍ آدم?‬

‫إنه خلقه الله بيده‪ ،‬ونفخ فيه متتن روحتته‪ ،‬وكلمتته قب ً‬


‫ل‪ ،‬فيتتأتون آدم‪،‬‬

‫فيطلبون ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما أنا بصتتاحب ذلتتك‪ ،‬ولكتتن‬

‫عليكم بنوح‪ ،‬فإنه أول رسله إلى خلقه‪ ،‬فيؤتى نوٍح‪ ،‬فيطلبتتون ذلتتك‬

‫إليه فيذكر شيئا ً ويقول‪ :‬ما أنا بصاحبكم‪ ،‬عليكم بموسى‪ ،‬فيطلبتتون‬

‫ذلك إليه فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقول لست بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكم بتتروح‬

‫الله وكلمته عيسى ابن مريم‪ ،‬فيطلبتتون ذلتتك إليتته‪ ،‬فيقتتول متتا أنتتا‬

‫بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكتتم بمحمتتد صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ .‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فيتتأتوني‪ ،‬ولتتي عنتتد ربتتي ثلث‬

‫‪304‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شفاعات وعدتهن‪ ،‬فتتانطلق فتتآتي الجنتتة‪ ،‬فآختتذ بحلقتتة البتتاب‪ ،‬ثتتم‬

‫أستفتح فيفتح لي‪ ،‬فأحيي ويرحب بي‪ ،‬فتتإذا دخلتتت الجنتتة فنظتترت‬

‫إلى ربي عز وجل ختتررت لتته ستتاجدًا‪ ،‬فيتتأذن اللتته لتتي متتن حمتتده‬

‫ومجده بشيء ما أذن به لحد من خلقه‪ ،‬ثتتم يقتتول لتتي اللتته‪ :‬أرفتتع‬

‫رأسك يا محمد واشفع تشفع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬فإذا رفعتتت رأستتي قتتال‬

‫اللتته وهتتو أعلتتم‪ :‬متتا شتتأنك? فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ ،‬وعتتدتني الشتتفاعة‬

‫فشفعني في أهل الجنة‪ ،‬يدخلون الجنة‪ ،‬فيقول الله عتتز وجتتل‪ :‬قتتد‬

‫شفعتك‪ ،‬وأذنت لهم في دخول الجنة‪ ،‬فكان رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬والذي بعثني بالحق ما أنتتتم فتتي التتدنيا بتتأعرف‬

‫بتتأزواجكم ومستتاكنكم متتن أهتتل الجنتتة بتتأزواجهم ومستتاكنهم"‪.‬‬

‫فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة كما ينشئهن اللتته‪،‬‬

‫واثنتين آدميتين‪ ،‬لهما فضل على من شتاء اللته بعبادتهمتا الّلته فتي‬

‫التتدنيا‪ ،‬يتتدخل علتتى الولتتى منهمتتا فتتي غرفتتة متتن ياقوتتتة‪ ،‬علتتى‬

‫ستتريرمن ذهتتب مكلتتل بتتاللؤلؤ‪ ،‬لتته ستتبعون درجتتة متتن ستتندس‬

‫واستبرق‪ ،‬ويضع يده بين كتفيها‪ ،‬ثم ينظر من صدرها ما وراء ثيابهتتا‬

‫‪305‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من جلدها ولحمها‪ ،‬وإنه لينظر إلى لحم ستتاقها‪ ،‬كمتتا ينظتتر أحتتدكم‬

‫إلى السلك في قصبة الياقوتتتة‪ ،‬كبتتده لهتتا متتراة وكبتتدها لتته متترآة‪،‬‬

‫فبينما هو عندها‪ ،‬ل يملهتتا ول تملتته إذ نتتودي‪ :‬إنتتا قتتد عرفنتتا أنتتك ل‬

‫تمل‪ ،‬ول تمتتل‪ِ ،‬إل أن لتتك أزواج تا ً غيرهتتا‪ ،‬فيختترج‪ ،‬فيتتأتيهن واحتتدة‬

‫واحدة‪ ،‬كلما جاء واحدة قالت والله ما في الجنة أحسن منتتك‪ ،‬ومتتا‬

‫في الجنة شيء أحب إلي منك‪ ،‬قال‪ :‬وإذا وقع أهل النار فتتي النتتار‪،‬‬

‫وقع فيها خلق من خلق ربك‪ ،‬أوبقتهم أعمالهم‪ ،‬فمنهتتم متتن تأختتذه‬

‫إلى قدميه ل يجاوز ذلك منهم‪ ،‬ومنهم من تأخذه إلى حقويه‪ ،‬ومنهم‬

‫من تأخذ جسده كلتته‪ ،‬إل وجهتته قتتد حتترم اللتته صتتوره عليهتتا‪ ،‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬فتتأقول‪" :‬يتتا رب شتتفعني فيمتتن‬

‫وقع في النار من أمتي‪ ،‬فيقول الله عز وجل‪ :‬أخرجوا متتن عرفتتتم‪،‬‬

‫فيختترج أولئك‪ ،‬حتتتى ل يبقتتى منهتتم أحتتد‪ ،‬ثتتم يتتأذن الل ّتته لتتي فتتي‬

‫الشفاعة‪ ،‬فل يبقى نبي ول شهيد إل شفع‪ ،‬فيقول الله‪ :‬أخرجوا متتن‬

‫وجدتم في قلبه زنة الدينار إيمانًا‪ ،‬فيخرج أولئك‪ ،‬حتى ل يبقى منهم‬

‫أحد‪ ،‬ثم يشفع الله فيقول أخرجوا من وجدتم في قلبه إيمانتتا ً ثلتتثي‬

‫‪306‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دينار‪ ،‬ثم يقول‪ :‬وثلث دينار‪ ،‬ثم يقول‪ :‬قيراطًا‪ ،‬ثم يقتتول‪ :‬حبتتة متتن‬

‫خردل‪ ،‬فيخرج أولئك حتى ل يبقى منهتتم أحتتد‪ ،‬وحتتتى ل يبقتتى فتتي‬

‫النار من عمل لله خيرا ً قط‪ ،‬وحتى ل يبقى أحد له شفاعة ِإل شفع‪،‬‬

‫حتى إن إبليس ليتطاول لما يرى من رحمة الله رجاء أن يشفع لتته‪،‬‬

‫ثم يقول الله‪ :‬بقيت أنا‪ ،‬وأنا أرحم الراحمين‪ ،‬فيدخل يده في جهنم‪،‬‬

‫ه علتتى نهتتر‬
‫فيخرج منها ما ل يحصيه غيره‪ ،‬كتتأنهم حتتب فيبثهتتم اللت ّ‬

‫يقال له نهر الحيوان‪ ،‬فينبتون كما تنبتتت الحبتتة فتتي حميتتل الستتيل‪،‬‬

‫مما يلي الشمس أخضر‪ ،‬ومما يلي الظل منها أصفر‪ ،‬فينبتون حتتتى‬

‫يكونوا أمثال الدر‪ ،‬مكتوبا ً في رقابهم الجهنميون عتقاء الرحمن عتتز‬

‫وجل يعرفهم أهل الجنة بتذلك الكتتاب‪ ،‬متا عملتوا اللته خيترا ً قتط‪،‬‬

‫فيبقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫إلى هنا كان في أصل أبي بكر العربي‪ ،‬عن أبي يعلتتى رحمتته اللتته‪،‬‬

‫وهو حديث مشهور‪ ،‬رواه جماعات من الئمة في كتبهم‪ ،‬كابن جرير‬

‫في تفستتيره‪ ،‬والطتتبراني فتتي المطتتولت‪ ،‬والحتتافظ التتبيهقي فتتي‬

‫كتابه‪ :‬البعث والنشور‪ ،‬والحافظ أبي موسى المديني في المطولت‬

‫‪307‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أيضا ً من طرق متعددة عن إسماعيل ابن رافع قاص أهتتل المدينتتة‪،‬‬

‫وقد تكلم فيه بسببه وفي بعض ستتياقه نكتتارة واختلف‪ ،‬وقتتد بينتتت‬

‫طرقتتتتتتتتتتتتتتتته فتتتتتتتتتتتتتتتتي جتتتتتتتتتتتتتتتتزء منفتتتتتتتتتتتتتتتترد‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وإسماعيل بن رافع المديني ليس في الوضاعين‪ ،‬وكأنه جمتتع‬

‫هذا الحتتديث متتن طتترق وأمتتاكن متفرقتتة‪ ،‬فجمعتته وستتاقه ستتياقة‬

‫واحدة‪ ،‬فكان يقص به على أهل المدينة‪ ،‬وقتتد حضتتره جماعتتة متتن‬

‫أعيان الناس في عصره ورواه عنه جماعة من الكبتار كتأبي عاصتتم‬

‫مكي بن إبراهيم‪ ،‬ومحمد بن شتتعيب بتتن‬


‫النبيل والوليد بن مسلم‪ ،‬و َ‬

‫سابور‪ ،‬وعبده بن سليمان‪ ،‬وغيرهتتم‪ ،‬واختلتتف عليتته‪ ،‬فتتتارة يقتتول‪:‬‬

‫عن محمد بن زياد‪ ،‬عن محمد بن كعب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي هريتترة‪،‬‬

‫وتارة يسقط الرجل‪ ،‬وقد رواه إسحاق بتتن راهتتويه‪ ،‬عتتن عبتتده بتتن‬

‫سليمان‪ ،‬عن إسماعيل بن رافع‪ ،‬عن محمد بن زيد‪ ،‬عن أبتتي زيتتاد‪،‬‬

‫عن رجل من النصار‪ ،‬عن محمد بن كعب‪ ،‬عن رجتتل متتن النصتتار‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بطوله‪ :‬ومنهم من‬

‫أسقط الرجل الول‪ ،‬قال شيخنا الحافظ المزي‪ ،‬وهذا أقرب‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫‪308‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه عن إسماعيل بن رافع عن الوليتتد بتتن مستتلم‪ ،‬ولتته عليتته‬

‫مصنف‪ ،‬بين شواهده من الحتتاديث الصتتحيحة‪ ،‬وقتتال الحتتافظ ابتتن‬

‫موسى المديني بعد إيراده له بتمامه‪ :‬وهتتذا الحتتديث وإن كتان فتتي‬

‫إسناده من تكلم فيه فعامة ما فيه يروى مفرقا ً من أسانيد ثابتة ثتتم‬

‫تكلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى غريبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ونحن نتكلم عليه فصل ً فصل ً وبالله المستعان‪.‬‬

‫فصل‬

‫لنسان بعد موته ِإل عجب‬


‫نفخات الصور ل يبقي من ا ِ‬

‫ذنبه‬

‫النفخات في الصور ثلث نفخات‪ ،‬نفخة الفزع‪ ،‬ثتتم نفختتة الصتتعق‪،‬‬

‫ثم نفخة البعث‪ ،‬كمتتا تقتتدم بيتتان ذلتتك فتتي حتتديث الصتتور بطتتوله‪.‬‬

‫وقد قال مسلم في صحيحه‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عتتن‬

‫العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما بين النفختين أربعون يومًا‪ ،‬قتتال‪ :‬أبيتتت‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬أربعون شهرًا‪ .‬قال‪ :‬أبيت‪ .‬قال‪ :‬أربعون ستنة‪ .‬قتال‪ :‬ثتم ينتتزل‬

‫لنستتان‬
‫من السماء ماء‪ ،‬فينبتون كما ينبت البقل‪ ،‬قال‪ :‬وليس من ا ِ‬

‫شيء ِإل يبلى‪ِ ،‬إل عظمتا ً واحتتدًا‪ ،‬وهتتو عجتتب التتذنب‪ ،‬ومنتته يركتتب‬

‫الخلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه البخاري من حديث العمتتش‪ ،‬وحتتديث عجتتب التتذنب وأنتته ل‬

‫يبلى وأن الخلق بدؤوا منتته ومنتته يركبتتون يتتوم القيامتتة‪ ،‬ثتتابت متتن‬

‫رواية أحمد‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن همام‪ ،‬عن أبي هريرة‪.‬‬

‫ورواه مستتتلم‪ ،‬عتتتن محمتتتد بتتتن رافتتتع‪ ،‬عتتتن عبتتتد التتترزاق‪.‬‬

‫ورواه أحمد‪ ،‬عن يحيى القطتتان‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عجلن‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن هرمز العرج‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬كل ابتتن آدم يبلتتى ويتتأكله التتتراب إل عجتتب‬

‫الذنب‪ ،‬منه خلق ومنه يركتتب"‪ .‬انفتترد بتته أحمتتد وهتتو علتتى شتترط‬

‫مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫ورواه أحمد أيضا ً من حديث إبراهيم الهجري‪ ،‬عن أبي عيتتاض‪ ،‬عتتن‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتي هريتتتتتتتتتتتتتترة مرفوعتتتتتتتتتتتتتتا ً بنحتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن لهيعتتة‪ ،‬حتتدثنا دراج‪،‬‬

‫عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫لنستتان إل عجتتب ذنبتته‪،‬‬


‫وسلم قال‪" :‬يأكل التراب كل شتتيء متتن ا ِ‬

‫قيل وما هو يا رسول الله? قتتال‪ :‬مثتتل حبتتة ختتردل‪ ،‬منتته ينبتتتون"‪.‬‬

‫والمقصود هنا ذكر النفختين‪ ،‬وأن بينهما إما أربعين يومتًا‪ ،‬أو شتتهرًا‪،‬‬

‫أو سنة‪ ،‬وهاتان النفختان هما واللتته أعلتتم‪ ،‬نفختتة‪ ،‬الصتتعق‪ ،‬ونفختتة‬

‫القيام للبعث والنشور‪ ،‬بدليل إنزال الماء بينهما‪ ،‬وذكر عجب الذنب‬

‫لنسان ومنه يركب عند بعثه يوم القيامة‪ ،‬ويحتمتتل‬


‫الذي منه يخلق ا ِ‬

‫أن يكون المراد منهما ما بين نفخة الصعق‪ ،‬ونفخة الفزع وهو الذي‬

‫يريد ذكره في هذا المقام‪ ،‬وعلى كل تقتتدير‪ ،‬فل بتتد متتن متتدة بيتتن‬

‫نفختي الفزع والصعق‪ ،‬وقد ذكر في حديث الصتتور أنتته يكتتون فيهتتا‬

‫أمور عظام‪.‬‬

‫من أهوال يوم القيامة‬

‫من ذلك زلزلة الرض‪ ،‬وارتجاجها وميدانها‪ ،‬بأهلها يمينا ً وشما ً‬


‫ل‪،‬‬
‫ض أث َْقاَلها‬ ‫ض زِْلزالها وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ت الْر ُ‬
‫ج ِ‬
‫خَر َ‬ ‫ت اْلْر ُ‬
‫ذا ُزل ْزِل َ ِ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ما َلها"‪.‬‬ ‫ن َ‬
‫سا ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫ل ال ِن ْ َ‬
‫‪311‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ستتاعَةِ َ‬
‫شتيٌء‬ ‫ة ال ً‬
‫ن َزلَزلت َ‬ ‫س ات ُّقتتوا َرب ّك ُت ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أي َُها الّنتا ُ‬

‫ت‬ ‫ضتعُ ُ‬
‫كت ّ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫ل كُ ّ‬
‫م ت َْرون ََها ت َذ ْهَ ُ‬
‫ذا ِ‬ ‫ت وَت َ َ‬
‫ضتعَ ْ‬
‫متا أْر َ‬
‫ضتعَةٍ عَ ّ‬
‫مْر ِ‬
‫ل ُ‬ ‫ظيم ي َوْ َ‬
‫عَ ِ‬

‫ب الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫س َ‬
‫كاَرى َولك ِ ّ‬ ‫م بِ ُ‬
‫ما هُ ْ‬
‫كاَرىَ وَ َ‬ ‫مل ََها وَت ََرى الّناس ُ‬
‫س َ‬ ‫ح ْ‬
‫مل َ‬
‫ح ْ‬
‫َ‬

‫د"‪.‬‬
‫دي ٌ‬ ‫َ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬

‫ة‬
‫ة َرافِعَ ت ٌ‬
‫ضت ٌ‬
‫كاذَِبة خافِ َ‬ ‫واقَِعة ل َي ْ َ‬
‫س ل ِوَقْعَت َِها َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫ذا وَقَعَ ِ‬
‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬

‫من ْب َث ّتا ً وَك ُن ْت ُت ْ‬


‫م‬ ‫ل َبس تا ً فَك َتتان َ ْ‬
‫ت هَب َتتاَء ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جَبا ُ‬ ‫جا ً وب َ ّ‬
‫س ِ‬ ‫جت الرض َر ّ‬ ‫إِ َ‬
‫ذا ُر ّ‬

‫أْزواجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً ث َل ََثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ً‬
‫ة"‪.‬‬

‫ولما كانت هذه النفخة‪ ،‬أعني نفختتة الفتتزع أولتتى مبتتادىء القيامتتة‪،‬‬

‫كتتتتتان استتتتتم يتتتتتوم القيامتتتتتة صتتتتتادقا ً علتتتتتى ذلتتتتتك كلتتتتته‪.‬‬

‫كما ثبت في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬ولتقتتومن الستتاعة وقتتد نشتتر التترجلن ثوبتا ً‬

‫بينهمتتا فل يتبايعتتانه‪ ،‬ول يطويتتانه‪ ،‬ولتقتتومن الستتاعة وقتتد انصتترف‬

‫الرجل بلبن لقحته فل يطعمه‪ ،‬ولتقومن الساعة وهتتو يليتتط حوضتته‬

‫فل يستتقى فيتته‪ ،‬ولتقتتومن الستتاعة وقتتد رفتتع أكلتتته إلتتى فيتته فل‬

‫يطعمهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهذا إنما يتجه على ما قبل نفخة الفزع بأنها الساعة لما كانت أول‬

‫مبادئها‪ ،‬وتقدم في الحديث في صفة أهل آخر الزمتتان أنهتتم شتترار‬

‫النتتتتتتتتتتتتتاس‪ ،‬وعليهتتتتتتتتتتتتتم تقتتتتتتتتتتتتتوم الستتتتتتتتتتتتتاعة‪.‬‬

‫وقتتد ذكتتر فتتي حتتديث ابتتن رافتتع فتتي حتتديث الصتتور المتقتتدم‪ ،‬أن‬

‫السماء تنشق فيما بين نفختي الفزع والصعق‪ ،‬وأن نجومهما تتناثر‪،‬‬

‫وتخسف شمسها وقمرها‪ ،‬والظاهر‪ -‬والله أعلم‪ -‬أن هذا إنما يكتتون‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد نفختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعق‪.‬‬

‫ت وَب َتَرُزوا ل ِل ّتهِ‬ ‫قال تعالى‪" :‬ي َوم ت ُب َتد ّ ُ َ‬


‫وا ُ‬ ‫ض غَي ْتَر الْرض وال ّ‬
‫ستتم َ‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫ْ َ‬

‫سَراِبيل ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫صَفادِ َ‬
‫ن في ال ْ‬
‫مَقّرِني َ‬
‫مِئذ ُ‬
‫ن ي َوْ َ‬
‫مي َ‬ ‫حدِ ال َْقّهارِ وَت ََرى اْلم ْ‬
‫جرِ ِ‬ ‫وا ِ‬
‫ال َ‬

‫م الّنتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫جتتتتتتتتتوهَهُ ُ‬ ‫ن وَت َغْ َ‬
‫شتتتتتتتتتى وُ ُ‬ ‫ن قَ ِ‬
‫طتتتتتتتتتَرا ٍ‬ ‫متتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫ت"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ماءُ ان ْ َ‬


‫حّقتتت ْ‬
‫ت ِلرب َّهتتتا وَ ُ‬
‫ت وَأذَِنتتت ْ‬
‫شتتتّق ْ‬ ‫ستتت َ‬
‫وقتتتال تعتتتالى‪ِ" :‬إذا ال ّ‬

‫س‬
‫م ُ‬ ‫م تعَ ال ّ‬
‫شت ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ف ال َْق َ‬
‫م تُر وَ ُ‬ ‫ست َ‬
‫خ َ‬ ‫ذا ب َترِقَ ال ْب َ َ‬
‫ص تُر وَ َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬فتإ ِ َ‬

‫مئ ِذٍ‬ ‫مَف تّر كل ل َ وََزَر إ ِل َتتى َرب ّت َ‬


‫ك ي َتوْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مئ ِذٍ أي ْ َ‬
‫ن ي َوْ َ‬
‫سا ُ‬
‫ل ال ِن ْ َ‬ ‫َوال َْق َ‬
‫مُر ي َُقو ُ‬

‫ه‬ ‫ن عََلى ن َْف ِ‬


‫ستت ِ‬ ‫سا ُ‬
‫خر َبل ال ِن ْ َ‬ ‫ما قَد ّ َ‬
‫م َوأ ّ‬ ‫مِئذ ب ِ َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ست ََقّر ي ُن َّبؤا ْ ال ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬ ‫م ْ‬
‫ال ُ‬

‫ه"‪.‬‬ ‫صتتتتتتتتتتتتتتيَرةٌ وََلتتتتتتتتتتتتتتوْ أل َْقتتتتتتتتتتتتتتى َ‬


‫مَعتتتتتتتتتتتتتتاِذيَر ُ‬ ‫بَ ِ‬

‫‪313‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسيأتي تقرير أن هذا كلتته كتتائن‪ ،‬بعتتد نفختتة الصتتعق‪ ،‬وأمتتا زلتتزال‬

‫الرض‪ ،‬وانشقاقها بسبب تلك الزلزلة‪ ،‬وفرار الناس إلتتى أقطارهتتا‪،‬‬

‫وأرجائها‪ ،‬فمناسب أن يكون بعد نفختتة الفتتزع وقبتتل الصتتعق‪ ،‬قتتال‬

‫الله تعالى إخبارا ً عن متتؤمن آل فرعتتون أنتته قتتال‪" :‬وَي َتتا قت ْ‬


‫وم إ ِن ّتتي‬

‫ن‬ ‫ن الّلتهِ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫مت َ‬
‫م ِ‬ ‫متا ل َ ُ‬
‫كت ْ‬ ‫ن َ‬
‫ري َ‬
‫متد ْب ِ ِ‬ ‫م ت ُوَّلتو َ‬
‫ن ُ‬ ‫م التَنادِ ي َوْ َ‬ ‫ف عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫أَ َ‬
‫خا ُ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬
‫عا ِ‬
‫َ‬

‫ن‬
‫مت ْ‬
‫ن ت َن ُْفتتذوا ِ‬ ‫ستت َط َعْت ُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫ن وال ِن ْتتس إ ِ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫مع ْ َ‬
‫شَر ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬يا َ‬

‫ن فَب ِتأ َيَ آلءِ‬ ‫س تل ْ َ‬


‫طا ٍ‬ ‫ن إ ِل ّ ب ِ ُ‬ ‫ت َوال َْرض َفان ُْف ُ‬
‫ذوا ل َ َتنف ت ُ‬
‫ذو َ‬ ‫وا ِ‬
‫سم َ‬ ‫أ َقْ َ‬
‫طارِ ال ّ‬

‫س فَل َ ت َن ْت َ ِ‬
‫ص تَران‬ ‫ن نتتار وُنحتتا ٌ‬
‫مت ْ‬ ‫وا ٌ‬
‫ظ ِ‬ ‫شت َ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ َ‬
‫ما ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُير َ‬ ‫َربك َ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ت ُك َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذ َّبا ِ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫فب َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأيّ آلء رّبك َ‬

‫وقتتد تقتتدم الحتتديث‪ ،‬فتتي مستتند أحمتتد‪ ،‬وصتتحيح مستتلم‪ ،‬والستتنن‬

‫الربعة‪ ،‬عن أبي شريحة حذيفة بن أسيد‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته‬

‫عليه وسلم قتتال‪" :‬إن الستتاعة لتتن تقتتوم حتتتى تتتروا عشتتر آيتتات"‬

‫فذكرها إلى أن قال‪" :‬وآخر ذلك نار تخرج متتن قعتتر عتتدن‪ ،‬تستتوق‬

‫الناس إلى المحشر"‪ .‬وهذه النار تسوق الموجودين في آخر الزمان‬

‫‪314‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من سائر أقصار الرض إلى أرض الشام منها وهتتي بقعتتة المحشتتر‬

‫والنشر‪.‬‬

‫ذكر أمر هذه النار وحشرها الناس إلى أرض الشام‬

‫ثبت في الصحيحين‪ ،‬من حديث وهيب‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن طتتاوس‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬يحشر الناس على ثلث طرائق‪ ،‬راغبين‪ ،‬وراهتتبين‪ ،‬واثنتتان‬

‫على بعير وثلثة على بعير‪ ،‬وعشرة على بعير‪ ،‬وتحشر بقيتهم النار‪،‬‬

‫فتقتل معهم حيث قالوا‪ ،‬وتبيت معهم حيتتث أمستتوا"‪ .‬وروى أحمتتد‪،‬‬

‫عن عفان‪ ،‬عن ثابت بن أنس‪ ،‬أن عبد الله بتتن ستتلم ستتأل رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وستتلم عتتن أول أشتتراط الستتاعة فقتتال‪" :‬نتتار‬

‫تحشر الناس من المشرق إلى المغرب"‪ .‬الحديث بطوله وهتتو فتتي‬

‫الصحيح‪.‬‬

‫يحشر الناس يوم القيامة أصنافا ً ثلثة‬

‫‪315‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ ،‬عن حسن وعفان‪ ،‬عن حمتتاد بتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن‬
‫وروى ا ِ‬

‫علي بن زيد‪ ،‬عن أوس بن خالتتد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة أن رستتول اللتته‬

‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬يحشتتر النتتاس يتتوم القيامتتة ثلثتتة‬

‫أصناف‪ ،‬صنف مشاة‪ ،‬وصنف ركبان‪ ،‬وصنف على وجوههم‪ ،‬قالوا يا‬

‫رسول الله وكيف يمشون على وجوههم? قال‪" :‬إن الذي أمشتتاهم‬

‫علتتى أرجلهتتم قتتادر أن يمشتتيهم علتتى وجتتوههم‪ ،‬أمتتا إنهتتم يتقتتون‬

‫بوجتتتتتتتتتتتتتتوههم كتتتتتتتتتتتتتتل حتتتتتتتتتتتتتتدب وشتتتتتتتتتتتتتتوك"‪.‬‬

‫وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده‪ ،‬عن حماد بن سلمة بنحتتو‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياق‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن شهر‬
‫وقال ا ِ‬

‫بن حوشب‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إنها ستكون هجرة بعد هجرة‪ ،‬ينحاز النتتاس‬

‫إلى مهاجر إبراهيتتم‪ ،‬ل يبقتتى فتتي الرض إل شتترار أهلهتتا‪ ،‬تلفظهتتم‬

‫أرضوهم‪ ،‬تحشرهم النار مع القردة والخنازير‪ ،‬تبيت معهم إذا بتتاتوا‪،‬‬

‫وتقيتتتتتتل معهتتتتتتم إذا قتتتتتتالوا‪ ،‬وتأكتتتتتتل متتتتتتن تخّلتتتتتتف"‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه الطبراني من حديث المهلب بن أبي صفرة‪ ،‬عن عبد الله بن‬

‫عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو بنحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه البعث والنشور‪ :‬أخبرنا أبتتو‬

‫ه الخرقي ببغداد‪ ،‬حدثنا أبو الحسن‬


‫القاسم عبد الرحمن بن عبيد الل ّ‬

‫علي بن محمتتد بتتن الزبيتتر القرشتتي‪ ،‬حتتدثنا الحستتن بتتن علتتي بتتن‬

‫عفان‪ :‬حدثنا زيد بتن الحبتتاب‪ :‬أختبرني الوليتد بتن جميتتع القرشتتي‪،‬‬

‫قال‪ :‬وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن أحمتتد‬

‫المحبوبي‪ ،‬حدثنا سعيد بن مسعود‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا أبو‬

‫الوليد‪ ،‬عن عبد الله بن جميع‪ ،‬عن أبي الطفيل عامر بن وائلة‪ ،‬عتتن‬

‫أبي شريحة حذيفة بن أسيد الغفاري‪ ،‬سمعت أبتتا ذر الغفتتاري وقتتد‬

‫كمتا ً‬
‫مي َتا َ وَب ُ ْ‬ ‫متةِ عَل َتتى ُوجتتوهِهِ ْ‬
‫م عُ ْ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ح ُ‬
‫شره ْ‬ ‫تل هذه الية‪" :‬وَن َ ْ‬

‫مًا"‪.‬‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫و ُ‬

‫يقول‪ :‬حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن النتتاس‬

‫يحشتترون يتتوم القيامتتة علتتى ثلثتتة أفتتواج‪ ،‬فتتوج طتتاعمين كاستتين‬

‫راكتتبين‪ ،‬وفتتوج يمشتتون ويستتعون‪ ،‬وفتتوج تستتحبهم الملئكتتة علتتى‬

‫‪317‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجوههم‪ ،‬قلنا‪ :‬قد عرفنا هذين‪ ،‬فما بال التتذين يمشتتون ويستتعون?‬

‫قال‪ :‬يلقي الله الفة على الظهر‪ ،‬حتتتى تبقتتى ذات ظهتتر‪ ،‬حتتتى إن‬

‫الرجتتل ليعطتتي الحديقتتة المعجبتتة بالممتتارن ذات القتتتب" لفتتظ‬

‫الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكم‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬ولتتم يتتذكر تلوة أبتتي‬


‫وهكذا رواه ا ِ‬

‫ذر اليتتتتتتتتة وزاد فتتتتتتتتي آختتتتتتتتره فل يقتتتتتتتتدر عليهتتتتتتتتا‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬من حديث بهز‪ ،‬وغيره‪ ،‬عن أبيه حكيم بتتن‬
‫وفي مسند ا ِ‬

‫معاوية‪ ،‬عن جده معاوية بن حميدة القشيري‪ ،‬عن رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم أنه قتتال‪" :‬يحشتترون هاهنتتا‪ -‬وأومتتأ بيتتده إلتتى نحتتو‬

‫الشام‪ -‬مشاة وركبانًا‪ ،‬ويمرون على وجوههم ويعرضون علتتى اللتته‪،‬‬

‫وعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى أفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتواههم الفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدام"‪.‬‬

‫وقد رواه الترمذي‪ ،‬عن أحمد بن منيع‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن بهز‬

‫بتتن حكيتتم‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن جتتده‪ ،‬بنحتتوه‪ .‬وقتتال‪ :‬حستتن صتتحيح‪.‬‬

‫فهذه السياقات تدل على أن هذا الحشر هو حشر الموجتتودين فتتي‬

‫آختر التدنِيا‪ ،‬متن أقطتار محلتة الحشتر‪ ،‬وهتي أرض الشتام‪ ،‬وأنهتم‬

‫‪318‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يكونتتون علتتى أصتتناف ثلثتتة‪ ،‬فقستتم يحشتترون طتتاعمين كاستتين‬

‫راكبين‪ ،‬وقسم يمشون تارة ويركبتتون أختترى‪ ،‬وهتتم يعتقبتتون علتتى‬

‫البعير الواحد‪ ،‬كما تقدم في الصحيحين اثنان على بعير‪ ،‬وثلثة على‬

‫بعير‪ ،‬وعشرة على بعير‪ ،‬يعني يعتقبونه من قلة الظهر‪ ،‬كمتتا تقتتدم‪،‬‬

‫كما جاء مفسرا ً في الحديث الخر‪ ،‬وتحشر بقيتهم النار‪ ،‬وهي التتتي‬

‫تخرج من قعر عدن‪ ،‬فتحيط بالناس من ورائهتتم تستتوقهم متتن كتتل‬

‫جانب‪ ،‬إلى أرض المحشر‪ ،‬ومن تخلف منهم أكلته النتتار‪ ،‬وهتتذا كلتته‬

‫ممتتا يتتدل علتتى أن هتتذا فتتي آختتر التتدنيا‪ ،‬حيتتث الكتتل والشتترب‪،‬‬

‫والركوب على الظهتتر المستتتوي وغيتتره‪ ،‬وحيتتث يهلتتك المتخلفتتون‬

‫منهم بالنار‪ ،‬ولو كان هذا بعد نفخة البعث‪ ،‬لتتم يبتتق متتوت ول ظهتتر‬

‫يسري‪ ،‬ول أكل ول شرب‪ ،‬ول لبتتس فتتي العرصتتات‪ ،‬والعجتتب كتتل‬

‫العجب أن الحافظ أبا بكر البيهقي بعد روايته لكثر هتتذه الحتتاديث‪،‬‬

‫حمل هذا الركوب على أنه يوم القيامتتة‪ ،‬وصتتحِح ذلتتك‪ ،‬وضتتعف متتا‬

‫ن إ َِلتتى‬ ‫شُر ال ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫ح ً‬
‫م نَ ْ‬
‫قلناه‪ ،‬واستدل على ما قاله بقوله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫م وِْردًا"‪.‬‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ن ِإلى َ‬
‫جرمي َ‬
‫م ْ‬ ‫الرحمن وَْفدا ً َون ُ‬
‫سوقُ ال ُ‬

‫‪319‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرل ً‬

‫وكيف يصح ما ادعاه في تفستتير اليتتة بالحتتديت وفيتته‪" :‬إن منهتتم‬

‫اثنين على بعير‪ ،‬وثلثة علتتى بعيتتر‪ ،‬وعشتترة علتتى بعيتتر" وقتتد جتتاء‬

‫التصريح بأن ذلك من قلة الظهر‪ .‬هذا ل يلتثم مع هذا‪ ،‬واللتته أعلتتم‪،‬‬

‫تلك نجائب من الجنة يركبها المؤمنون من العرصات إلتتى الجنتتات‪،‬‬

‫علتتى غيتتر هتتذه الصتتفة كمتتا ستتيأتي تقريتتر ذلتتك فتتي موضتتعه‪.‬‬

‫فأما الحديث الخر‪ ،‬الوارد من طرق أخر‪ ،‬عن جماعة من الصحابة‪،‬‬

‫منهم ابن عباس‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وغيرهم‪" .‬إنكم تحشتترون‬

‫خْلتتق ن ُِعيتتده"‪.‬‬ ‫دأَنا أوّ َ‬


‫ل َ‬ ‫ل"‪" :‬ك َ َ‬
‫متتا َبتت َ‬ ‫إلتتى اللتته حفتتاة عتتراة غتتر ً‬

‫فذلك حشر غير هتتذا‪ ،‬هتتذا يتتوم القيامتتة‪ ،‬بعتتد نفختتة البعتتث‪ ،‬يقتتوم‬

‫الناس من قبورهم حفاة عراة غر ً‬


‫ل‪ ،‬أيّ غير مختنين‪ ،‬وكذلك يحشتتر‬

‫م‬
‫م َيتتوْ َ‬
‫شتترهُ ْ‬ ‫الكتتافرون إلتتى جهنتتم وردا ً أي عطاشتتا ً وقتتوله‪" :‬وَن َ ْ‬
‫ح ُ‬

‫ت‬
‫خب َت ْ‬ ‫م ك ُل ُ َ‬
‫متتا َ‬ ‫جهًن ّت ُ‬
‫م َ‬ ‫ما ً َ‬
‫متتأَواهُ ْ‬ ‫كما ً وَ ُ‬
‫ص ّ‬ ‫ميا ً وَب ُ ْ‬
‫م عُ ْ‬ ‫مةِ عََلى وُ ُ‬
‫جوهِهِ ْ‬ ‫الِقَيا َ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتِعيرًا"‪.‬‬
‫م َ‬
‫زِد َْنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهُ ْ‬

‫فذلك حين يؤمر بهم إلى النار‪ ،‬من مقام الحشر‪ ،‬كما ستتيأتي بيتتان‬

‫‪320‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذلك كله في موضعه إن شاء الله تعالى‪ ،‬وبه الثقتتة وعليتته التكلن‪.‬‬

‫وقد ذكر في حديث الصور أن الموات ل يشعرون بشيء مما يقتتع‪،‬‬

‫مما ذكر‪ ،‬بسبب نفخة الفزع‪ ،‬وإن الذين استثنى الله فيها‪ ،‬إنما هتتم‬

‫الشهداء‪ ،‬لنهم أحيتتاء عنتتد ربهتتم يرزقتتون‪ ،‬فهتتم يشتتعرون بهتتا‪ ،‬ول‬

‫يفزعتتتون منهتتتا‪ ،‬وكتتتذلك ل يصتتتعقون بستتتبب نفختتتة الصتتتعق‪.‬‬

‫وقد اختلف المفسرون في المستثنين منها على أقوال‪ ،‬أحدها‪ :‬كما‬

‫جاء مصرحا ً به‪ ،‬أنهم الشتتهداء‪ ،‬وقيتتل‪ :‬بتتل هتتم جبريتتل‪ ،‬وميكائيتتل‪،‬‬

‫وإسرافيل‪ ،‬وملك الموت‪ ،‬قيل‪ :‬وحملتتة العتترش أيض تًا‪ ،‬قيتتل‪ :‬وغيتتر‬

‫ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪ ،‬فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالله أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكر في هذا الحديت‪ ،‬أعني حديث الصور‪ ،‬أنه يطول على أهتتل‬

‫الدنيا مدة ما بين نفخة الفزع ونفخة الصعق‪ ،‬وهتتم يشتتاهدون تلتتك‬

‫الهوال‪ ،‬والمور العظام‪ ،‬فيموت بسبب ذلك جميع الموجودين‪ ،‬من‬

‫أهل السموات‪ ،‬ومن في الرض‪ ،‬من النتتس والجتتن‪ ،‬والملئكتتة‪ِ ،‬إل‬

‫من شاء الله‪ ،‬فقيل‪ :‬هم حملة العرش‪ ،‬وجبريل‪ ،‬وميكائيتتل‪ ،‬وإستترا‬

‫فيل‪ ،‬وقيل‪ :‬هم الشهداء‪ ،‬وقيل‪ :‬غير ذلك قتتال اللتته تعتتالى‪" :‬وَن ُِف ت َ‬
‫خ‬

‫‪321‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن َ‬
‫شتتاءَ‬ ‫ن فتتي الْرض إ ِل ّ َ‬
‫مت ْ‬ ‫م ْ‬
‫ت وَ َ‬
‫وا ِ‬
‫سم َ‬
‫ن في ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫صورِ فَ َ‬
‫صعِقَ َ‬ ‫في ال ّ‬

‫م ي َن ْظ ُتتتتُرون"‪.‬‬
‫م قِي َتتتتا ٌ‬ ‫ختتتتَرى فَتتتتإ َ‬
‫ذا هُتتتت ْ‬ ‫م ن ُِفتتتت َ‬
‫خ ِفيتتتتهِ أ ْ‬ ‫الل ّتتتت ُ‬
‫ه ثتتتت ّ‬

‫ض‬ ‫مل َت ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫ح ِ‬
‫دة وَ ُ‬
‫ختتة َواحت َ‬
‫صتتورِ ن َْف َ‬ ‫ذا ن ُِفت َ‬
‫خ فتتي ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فتإ ِ َ‬

‫ماءُ‬
‫ست َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫واقِعَتتة َوان ْ َ‬
‫شتّق ِ‬ ‫مئ ِذٍ وَقَعَ ِ‬
‫ت ال َ‬ ‫ل فَد ُك َّتا د َك َ ً‬
‫ة َواحد َةً فََيو َ‬ ‫َوال ْ ِ‬
‫جَبا ُ‬

‫ش ربئك َفتتوْقَهُ ْ‬
‫م‬ ‫عتتْر َ‬ ‫م ُ‬
‫ل َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك عََلى أْر َ‬
‫جائ َِها وَي َ ْ‬ ‫مل َ ُ‬
‫ة َوال ْ َ‬
‫هي ٌ‬
‫مِئذ وا ِ‬ ‫فَهِ َ‬
‫ي ي َوْ َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫خافِي َتتتت ٌ‬ ‫من ْك ُتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ل َ تَ ْ‬
‫خَفتتتتى ِ‬ ‫ضتتتتو َ‬
‫مئ ِذٍ ت ُعَْر ُ‬
‫ة ي َتتتتوْ َ‬ ‫مِئذ ث َ َ‬
‫مان ِي َتتتت ٌ‬ ‫ي َتتتتوْ َ‬

‫لسرافيل‪ :‬انفخ نفخة‬


‫تقدم في حديث الصور‪" :‬إن الله تعالى يقول ِ‬

‫الصعق‪ ،‬فينفخ فيصتتعق متتن فتتي الستتموات والرض‪ِ ،‬إل متتن شتتاء‬

‫الله‪ ،‬فيقول الله لملك المتتوت‪ :‬وهتتو أعلتتم بمتتن بقتتي فمتتن بقتتي?‬

‫فيقول‪ :‬بقيت أنت الحي الذي ل يموت‪ ،‬وبقيت حملة عرشك‪ ،‬وبقي‬

‫جبريل وميكائيل‪ ،‬فيأمره الله أن يقبض روح جبريتتل وميكائيتتل‪ ،‬ثتتم‬

‫يأمر الله سبحانه وتعالى بقبض حملة العرش‪ ،‬ثم يأمره أن يمتتوت‪،‬‬

‫وهتتتتتتتتتتو آختتتتتتتتتتر متتتتتتتتتتن يمتتتتتتتتتتوت متتتتتتتتتتن الخلئق"‪.‬‬

‫وروى أبو بكر بن أبي الدنيا‪ ،‬متتن طريتتق إستتماعيل بتتن رافتتع‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن كعب‪ ،‬من قوله فيمتا بلغته‪ ،‬وعنته‪ ،‬عتن أبتتي هريترة عتن‬

‫‪322‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الله تعتتالى يقتتول لملتتك المتتوت‪:‬‬

‫أنتتت خلتتق متتن خلقتتي‪ ،‬خلقتتتك لمتتا رأيتتت‪ ،‬فمتتت ثتتم ل تحيتتا"‪.‬‬

‫وقال محمد بن كعب فيما بلغه فيقول لتته‪ :‬متتت موتتا ً ل تحيتتا بعتتده‬

‫أبدا ً فيصرخ عنتتد ذلتتك صتترخة لتتو ستتمعها أهتتل الستتموات والرض‬

‫لمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاتوا فزعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫قال الحافظ أبو موسى المديني‪ :‬لم يتابع إسماعيل بتتن رافتتع علتتى‬

‫هذه اللفظة‪ ،‬ولم يقلها أكثر التترواة‪ ،‬قلتتت‪ :‬وقتتد قتتال بعضتتهم فتتي‬

‫معنى هذا‪ :‬مت موتا ً ل تحيا بعده أبتتدًا‪ ،‬يعنتتي ثتتم ل يكتتون بعتتد هتتذا‬

‫ملك موت أبدًا‪ ،‬لنه ل موت بعد هذا اليوم‪ ،‬كما ثبتتت فتتي الصتتحيح‪:‬‬

‫"يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح‪ ،‬فيذبح بين الجنتتة‬

‫والنار‪ ،‬ثم يقال‪ :‬يا أهل النار خلود ول موت"‪ .‬ويا أهتتل الجنتتة خلتتود‬

‫ول متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت"‪.‬‬

‫وسيأتي الحديث‪ ....،‬فملك الموت فان حتى ل يكون بعد ذلك ملتتك‬

‫موت أبدًا‪ ،‬والله أعلم‪ .‬وبتقدير صحة هتتذا اللفتتظ عتتن النتتبي صتتلى‬

‫‪323‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم فظاهر ذلك أنه ل يحيى بعد ذلك أبدًا‪ ،‬وهذا التأويل‬

‫بعيد بتقدير صحة الحديث‪ ،‬والله أعلم بالصواب‪.‬‬

‫فصل‬

‫في حديث الصور‬

‫قال في حديث الصور‪ :‬فإذا لم يبق إل الّله الواحتتد القهتتار‪ ،‬الحتتد‪،‬‬

‫الفرد الصمد‪ ،‬الذي لم يلد ولم يولد‪ ،‬ولم يكتتن لتته كفتتوا ً أحتتد‪ ،‬كتتان‬

‫اخرا ً كما كان أو ً‬


‫ل‪ ،‬طوى السموات والرض‪ ،‬كطي السجل للكتاب‪،‬‬

‫ثم دحاهما‪ ،‬ثم لفهما ثلث مرات‪ ،‬وقال‪" :‬أنا الجبار" ثلثا ً ثم ينتتادي‪:‬‬

‫لمتتن الملتتك اليتتوم‪ .‬ثلث متترات‪ ،‬فل يجيبتته أحتتد‪ ،‬ثتتم يقتتول مجيبتا ً‬

‫ق‬ ‫ما قَد َُروا الّله ً‬


‫حت ّ‬ ‫لنفسه‪ :‬لّله الواحد القهار وقد قال الله تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ميي ِ‬ ‫مط ْوِّيا ٌ‬
‫ت بي َ ِ‬ ‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫سم َ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ وال ّ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬
‫ضُتة ي َوْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫قَد ْرِهِ َوالْر ُ‬
‫ض َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتتتتتترِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ه وَت َعَتتتتتتتتتتتتتاَلى عَ ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتا ي ُ ْ‬ ‫حان َ ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتب ْ َ‬
‫ُ‬

‫متتا ب َتد َأ َْنا‬ ‫ل ل ِْلكت ُت ِ‬


‫ب كَ َ‬ ‫ج ّ‬
‫ست ِ‬ ‫ماءَ ك َط َت ّ‬
‫ي ال ّ‬ ‫س َ‬
‫وي ال ّ‬
‫م َنط ِ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ق ن ُِعيتتتتتتد وَعْتتتتتتدا ً عَل َي ْن َتتتتتتا إ ِن ّتتتتتتا ك ُن ّتتتتتتا فَتتتتتتا ِ‬


‫علين"‪.‬‬ ‫تتتتت‬
‫ت‬‫خل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و‬‫أَ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬

‫‪324‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال تعالى‪" :‬هُو ا َ‬


‫ي ءٍ‬
‫شت ْ‬ ‫هتوَ بكت ّ‬
‫ل َ‬ ‫ظتاهر واْلبتاط ُ‬
‫ن وَ ُ‬ ‫خُر وال ّ‬ ‫لو ُ‬
‫ل وال ِ‬ ‫َ‬

‫م"‪.‬‬
‫عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫َ‬

‫مرِهِ عَل َتتى‬ ‫وقال تعالى‪" :‬رفيع الدرجات ذو ال ْعرش يل ْقي الروح م َ‬
‫نأ ْ‬‫ّ َ ِ ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫َ ِ‬

‫خَفتتى عَل َتتى‬


‫ن ل َ يَ ْ‬
‫م َباِرزو َ‬
‫م هُ ْ‬ ‫م الت ّ َ‬
‫لق ي َوْ َ‬ ‫عَباده ل ُِينذَِر ي َوْ َ‬
‫من ِ‬ ‫ن يَ َ‬
‫شاُء ِ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬

‫جَزى ك ُ ّ‬
‫ل ن َْفس‬ ‫حدِ الَقّهارِ ت ُ ْ‬ ‫م ل ِل ّهِ ال َ‬
‫وا ِ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬
‫مل ْ ُ‬
‫من ال ْ ُ‬
‫يءٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬
‫ش ْ‬ ‫الل ّهِ ِ‬
‫منه ْ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ستتتتا ِ‬
‫ح َ‬
‫ريعُ ال ِ‬
‫ستتتت ِ‬ ‫ن الّلتتتت َ‬
‫ه َ‬ ‫م ال َْيتتتتوْ َ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ت ل َ ظ ُْلتتتت َ‬ ‫متتتتا ك َ َ‬
‫ستتتتب َ ْ‬ ‫بِ َ‬

‫وثبت في الصحيحين من حديث الزهري‪ ،‬عن أبي ستتلمة‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة أن رسول الل ّتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬يقبتتض اللتته‬

‫الرض‪ ،‬ويطوي السماء بيمينه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا الملك‪ ،‬أنا الجبتتار‪ ،‬أيتتن‬

‫ملتتتتتتوك الرض? أيتتتتتتن الجبتتتتتتارون? أيتتتتتتن المتكتتتتتتبرون?‪.‬‬

‫وفيهما أيضا ً متن حتديث عبيتد اللته‪ ،‬عتن نتافع‪ ،‬عتن ابتن عمتر‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن اللتته يقبتتض الستتموات‬

‫بيمينه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنتتا الملتتك"‪ .‬وفتتي مستتند المتتام أحمتتد‪ ،‬وصتتحيح‬

‫مسلم‪ ،‬من حديث عبيد الله بن مقستتم عتتن ابتتن عمتتر‪ ،‬أن رستتول‬

‫ما‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الية ذات يوم على المنبر‪" :‬وَ َ‬

‫‪325‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت‬
‫وا ُ‬
‫ستتم َ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ وال ّ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬
‫ضت ُ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫حقّ قَد ْرِهِ َوالْر ُ‬
‫ض َ‬ ‫قد َُروا الل ّ َ‬
‫ه َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫شتتتتترِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ه وَت ََعتتتتتاَلى عَ ّ‬
‫متتتتتا ي ُ ْ‬ ‫حان َ ُ‬
‫ستتتتتب ْ َ‬ ‫مط ْوِّيتتتتتا ٌ‬
‫ت ب َِيمينتتتتتهِ ُ‬ ‫َ‬

‫ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتتذا بيتتده‪ ،‬يحركهتتا‪ ،‬يقبتتل‬

‫بها ويدير‪ ،‬يمجد الرب نفسه‪ ،‬أنا الجبار‪ ،‬أنا المتكبر‪ ،‬أنتتا الملتتك‪ ،‬أنتتا‬

‫العزيز‪ ،‬أنا الكريم‪ ،‬فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر‬

‫ن بتتتتتته وهتتتتتتذا لفتتتتتتظ أحمتتتتتتد‪.‬‬


‫حيتتتتتتث قلنتتتتتتا ليختتتتتتر ّ‬

‫وقد ذكرنا الحاديث المتعلقة بهذا المقام عند هذه اليتتة متتن كتابنتتا‬

‫التفسير بأسانيدها وألفاظها بما فيه كفاية ولله الحمد‪.‬‬

‫فصل‬

‫قال في حديث الصتتور‪ :‬ويبتتدل اللتته الرض غيتتر الرض فيبستتطها‬

‫ويسطحها ويمدها مد الديتتم العكتتاظي‪ :‬قتتال تعتتالى‪" :‬ل ت َتَرى ِفيهَتتا‬

‫وجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً وَل َ أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬


‫ع َ‬
‫ِ‬

‫ثم يزجر الله الخلئق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة وقد قال اللتته‬

‫حدِ‬ ‫ت وَ َبرُزوا ل ِل ّهِ ال ْ َ‬


‫وا ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ض غَي َْر الْرض َوال َ‬
‫سم َ‬ ‫م ت ُب َد َ ُ‬
‫ل الر ُ‬ ‫تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ال َْق ّهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬


‫‪326‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي صحيح مسلم‪ ،‬عن عائشتتة‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬سئل‪ :‬أين يكون الناس يوم تبدل الرض والسموات‪ .‬فقتتال‪:‬‬

‫"فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الظلمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة دون الجستتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وقتتد يكتتون المتتراد بتتذلك تبتتديل اختتر غيتتر هتتذا المتتذكور فتتي هتتذا‬

‫الحتتديث‪ ،‬وهتتو أن تبتتدل معتتالم الرض فيمتتا بيتتن النفختتتين‪ ،‬نفختتة‬

‫الصعق‪ ،‬ونفخة البعث‪ ،‬فتسير الجبال‪ ،‬وتميد الرض‪ ،‬ويبقى الجميتتع‬

‫صعيدا ً واحدًا‪ ،‬ل اعوجاج فيها ول روابي ول أوديتتة قتتال اللتته تعتتالى‪:‬‬

‫ها َقاع تا ً‬
‫ستتفا ً "َفيتذ َُر َ‬
‫ستُفَها َربتتي ن َ ْ‬ ‫ل فَُقت ْ‬
‫ل ي َن ْ ِ‬ ‫ك عَتتن ال ْ ِ‬
‫جب َتتا ِ‬ ‫ستتأُلون َ َ‬
‫"وَي َ ْ‬

‫وجا ً وَل َ أمتًا"‪ .‬أي ل انخفاض فيهتتا ول ارتفتتاع‪.‬‬ ‫صفا ً ل َ ت ََرى ِفيَها ِ‬
‫ع َ‬ ‫صْف َ‬
‫َ‬

‫ستتتتتَرابًا"‪.‬‬
‫ت َ‬ ‫ل فَ َ‬
‫كتتتتتان َ ْ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جَبتتتتتا ُ‬ ‫ستتتتتي َّر ِ‬
‫وقتتتتتال تعتتتتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫كتتتتتال ْعِْهن ال ْ َ‬
‫من ُْفتتتتتوش"‪.‬‬ ‫ل َ‬
‫جَبتتتتتا ُ‬
‫ن ال ِ‬ ‫وقتتتتتال تعتتتتتالى‪" :‬وَت َ ُ‬
‫كتتتتتو ُ‬
‫ْ‬
‫ة"‪.‬‬
‫ة واحتتد َ ً‬ ‫كتا د َ ّ‬
‫كتت ً‬ ‫ل فتتد ّ‬ ‫ض َوال ْ ِ‬
‫جَبتتا ُ‬ ‫مل َتتت ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫ح ِ‬
‫وقتتتال تعتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫م‬ ‫ح َ‬
‫ش تْرَناهُ ْ‬ ‫ض ب َتتارَزةً وَ َ‬
‫ل وَت َتَر ى الْر َ‬ ‫سي ُّر ال ْ ِ‬
‫جب َتتا َ‬ ‫م نُ َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬

‫مون َتتا ك َ َ‬
‫متتا‬ ‫ضتتوا عَل َتتى ربتتك صتّفا ً ل ََقتد ْ ِ‬
‫جئت ُ ُ‬ ‫حتتدا ً وَعُرِ ُ‬
‫مأ َ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫م ن َُغادْر ِ‬

‫عدًا"‪.‬‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫م أل ّ ْ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫مّرة ب َ ْ‬
‫ل َزعَ ْ‬ ‫خل َْقناك ْ‬
‫م أّول ً‬ ‫َ‬

‫‪327‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫قال في حديث الصور‪ :‬ثم ينزل الله من تحت العرش ماء‪،‬‬


‫فتمطرالسماء أربعين يومًا‪ ،‬حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر‬
‫ذراعًا‪ ،‬ثم يأمر الله الجساد أن تنبت‪ ،‬كنبات الطراثيت وهو صغار‬
‫القثاء أو كنبات البقل‪.‬‬
‫وتقدم في الحديث الذي رواه المام أحمد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬من حديث‬
‫يعقوب بن عاصم‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ثم ينفخ في الصور‪ ،‬فل يسمعه أحد ِإل أصغى‬
‫ليتًا‪ ،‬ورفع ليتًا‪ ،‬وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه‪ ،‬فيصعق‪ ،‬ول‬
‫يسمعه أحد إل صعق‪ ،‬ثم يرسل الله مطرا ً كأنه الطل‪ ،‬أو الظل‪،‬‬
‫فينبت منه أجساد الخلئق‪ ،‬ثم ينفخ فيه أخرى‪ ،‬فإذا هم قيام‬
‫ينظرون ثم يقال‪ :‬أيها الناس هلموا إلى ربكم"‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عمرو بن حفص بن غياث‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا‬
‫العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬بين النفختين أربعون"‪ .‬قالوا‪ :‬يا أبا هريرة أربعون‬
‫يومًا? قال‪ :‬أبيت قالوا‪ :‬أربعون شهرا ً قال‪ :‬أبيت قالوا‪ :‬أربعون سنة‬
‫لنسان إل عجب الذنب منه يركب‬ ‫قال‪ :‬أبيت‪ .‬ويبلى كل شيء من ا ِ‬
‫الخلق‪.‬‬
‫ورواه مسلم عن أبي كريب‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن العمش به‬
‫مثله‪ ،‬وزاد بعد قوله في الثالثة أبيت قال‪ :‬ثم ينزل من السماء ماء‪،‬‬
‫لنسان ِإل يبلى إل‬
‫فينبتون كما ينبت البقل‪ ،‬قال وليس شيء من ا ِ‬
‫عظما ً واحدا ً وهو عجب الذنب‪ ،‬ومنه يركب الخلق يوم القيامة‪.‬‬
‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب أهوال يوم القيامة‪ :‬حدثنا أبو‬
‫عمار الحسين بن حبيب المروزي‪ ،‬أخبرنا أبو الفضل بن موسى‪،‬‬
‫عن الحسين بن واقد‪ ،‬عن الربيع بن أنس‪ ،‬عن أبي العالية‪ ،‬حدثني‬
‫أبي بن كعب‪ :‬قال‪" :‬ست آيات قبل يوم القيامة‪ ،‬بينما الناس في‬
‫أسواقهم‪ ،‬إذ ذهب ضوء الشمس‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬إذ وقعت‬
‫الجبال على وجه الرض‪ ،‬فتحركت واضطربت‪ ،‬واختلطت‪ ،‬وفزعت‬

‫‪328‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لنس إلى الجن‪ ،‬واختلطت الدواب والوحش‬ ‫لنس‪ ،‬وا ِ‬


‫الجن إلى ا ِ‬
‫ت" قال‪:‬‬‫شَر ْ‬
‫ح ِ‬
‫ش ُ‬‫حو ُ‬‫والطير‪ ،‬فماج بعضهم في بعض‪" ،‬وِإذا الو ُ‬
‫انطلقت‪" .‬وإذا العشار عطلت" وقال أهملها أهلها‪".‬وإذا البحار‬
‫سجرت" قال الجن للنس نحن نأتيكم بالخبر‪ ،‬فانطلق إلى البحر‪،‬‬
‫فإذا هو نار تأجج‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ تصدعت الرض صدعة واحدة‬
‫إلى الرض السابعة السفلى‪ ،‬وإلى السماء السابعة العليا‪ ،‬فبينما‬
‫هم كذلك‪ ،‬اذ جاءتهم ريح فأماتتهم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن عمرو القرشي‪ ،‬حدثنا الوليد‬
‫بن مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ ،‬عن عطاء بن يزيد‬
‫السكسكي‪ ،‬قال‪" :‬يبعث الله ريحا ً طيبة بعد قبض عيسى ابن‬
‫مريم‪ ،‬وعند دنو من الساعة‪ ،‬فيقبض روح كل مؤمن‪ ،‬ويبقى شرار‬
‫الناس‪ ،‬يتهارجون تهارج الحمر‪ ،‬عليهم تقوم الساعة‪ ،‬فبينما هم‬
‫على ذلك إذ بعث الله على أهل الرض الرجف فرجفت بهم‬
‫ل يلتمس‬ ‫لنس والجن والشياطين‪ ،‬ك ّ‬ ‫أقدامهم ومساكنهم‪ ،‬فيخرج ا ِ‬
‫المخرج‪ ،‬فيأتون خافق المغرب فيجدونه قد سد‪ ،‬وعليه الحفظة ثم‬
‫يرجعون إلى الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬إذ شرقت عليهم الساعة‪،‬‬
‫ويسمعون مناديا ً ينادي‪ :‬يا أيها الناس‪ :‬أتى أمر الله فل تستعجلوه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فما المرأة بأشد استماعا ً من الوليد في حجرها‪ ،‬ثم ينفخ في‬
‫الصور‪ ،‬فيصعق من في السموات ومن في الرض‪ ،‬إل من شاء‬
‫الله"‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا هارون بن شيبان‪ :‬أخبرنا محمد بن عمر‪ ،‬حدثنا‬
‫معاوية بن صالح‪ ،‬عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫فضالة بن عبيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدث هشام بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن سعيد بن أبي هلل‪ ،‬عن أبي حجرة‪ ،‬عن عقبة بن عامر‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تطلع عليكم سحابة سوداء‬
‫مثل الترس من قبل المغرب‪ ،‬فما تزال ترتفع وترتفع حتى تمل‬
‫السحاب‪ ،‬وينادي مناد‪ :‬أيها الناس إن أمر الله قد أتى‪ ،‬فوالذي‬
‫نفسي بيده إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه‪ ،‬وإن الرجل‬
‫ليلوط حوضه فما يشرب منه‪ ،‬وإن الرجل ليحلب لقحته فما يشرب‬
‫منها شيئًا"‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال محارب بن دثار‪" :‬إن الطير يوم القيامة لتضرب بأذنابها‪،‬‬


‫وترمي ما في حواصلها من هول ما ترى وليس عندها طلبة"‪.‬‬
‫رواه ابن أبي الدنيا في الهوال‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الحسن بن يحيتتى العبتتدي‪ :‬أخبرنتتا عبتتد‬

‫الرزاق‪ ،‬أخبرنا عبتتد اللتته بتتن بحتتر‪ ،‬ستتمعت عبتتد الرحمتتن بتتن زيتتد‬

‫الصنعاني‪ ،‬سمعت عبد الله بن عمر يقول‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى‬

‫ستتره َأن ينظتتر إلتتى يتتوم القيامتتة رأي عيتتن‬


‫الله عليه وسلم‪" :‬من ّ‬

‫ماءُ‬
‫س َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ماءُ ان َْفط ََر ْ‬
‫ت"‪" .‬وَإ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫مس ك ُوَّرت" "وإ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫فليقرأ‪" :‬إذا الش ْ‬

‫ت"‪ .‬ورواه أحمد والترمذي من حديث عبد الله بن بجير‪.‬‬ ‫ان ْ َ‬


‫شّق ْ‬

‫نفخة البعث‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫ن في ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫صعِقَ َ‬ ‫صورِ فَ َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫م ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫ن‬ ‫م قَِيا ٌ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫خَرى فَإ ِ َ‬ ‫خ ِفيهِ أ ْ‬ ‫م ن ُِف َ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫في الْرض إ ِل ّ َ‬
‫داء‬‫شه َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫جيء ِبالن ِّبيي َ‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬ ‫ض ب ُِنورِ َرب َّها وَوُ ِ‬ ‫ت الْر ُ‬
‫َ‬ ‫شَرقَ ِ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫ت‬‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫ن ووُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬
‫ض َ‬ ‫وَقُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫صورِ فَت َأتو َ‬
‫ن‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ين َْف ُ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫ما ي َْفُعلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫وَهُوَ أعْل َ ْ‬
‫سرابًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫سي َّر ِ‬ ‫وابا ً وَ ُ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫كان َ ْ‬‫ماُء فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫واجا ً وفُت ِ َ‬ ‫أفْ َ‬
‫م إ ِل ّ‬‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ن بحمده وََتظّنو َ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م فَت َ ْ‬ ‫دعوك ُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ل"‪.‬‬‫قَِلي ً‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ساهَِر ِ‬ ‫م بال ّ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫حد َةٌ َفإ َ‬ ‫جَرةٌ َوا ِ‬ ‫ي َز ْ‬ ‫ما هِ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فإن ّ َ‬
‫م‬‫ث ِإلى َرب ّهِ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫خ في الصورِ َفا َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫ما َوعد الرحمن‬ ‫ذا َ‬ ‫ن مرَقدَنا ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعَث ََنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سُلون َقاُلوا ْ َيا وَي ْل ََنا َ‬ ‫ي َن ْ ِ‬
‫ميعٌ لد َي َْنا‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫حدة فإذا هُ ْ‬ ‫حة وا ِ‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ن ِإن كاَنت ِإل َ‬ ‫سلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫وصدق ال ُ‬
‫‪330‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن إل ّ َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫شْيئا ً وَل َ ت ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫م ل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫حضرون َفال ْي َوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ت َعْ َ‬
‫وذكر في حديث الصور بعد نفخة الصعق‪ ،‬وقيام الخلئق كلها‪،‬‬
‫وبقاء الحي الذي ل يموت‪ ،‬الذي كان قبل كل شيء‪ ،‬وهو الخر بعد‬
‫كل شيء‪ ،‬وأنه يبدل السموات والرض‪ ،‬فيما بين النفختين‪ ،‬ثم‬
‫يأمر بإنزال الماء الذي تخلق منه الجساد في قبورها‪ ،‬وتتركب في‬
‫أجداثها‪ ،‬كما كانت فى حياتها في هذه الدنيا من غير أرواح ثم يقول‬
‫الله تعالى‪" :‬ليحيى حملة العرش‪ :‬فيحيون‪ ،‬ويأمر إسرافيل فيأخذ‬
‫الصور فيضعه على فيه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ليحيى جبريل وميكائيل‪ :‬فيحييان‬
‫ثم يدعو الله بالرواح‪ ،‬فيؤتى بها‪ ،‬تتوهج أرواح المؤمنين نورًا‪،‬‬
‫والخرى ظلمة‪ ،‬فيقبضها جميعًا‪ ،‬فيلقيها في الصور‪ ،‬ثم يأمر‬
‫إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث‪ ،‬فينفخ‪ ،‬فتخرج الرواح كأنها النحل‪،‬‬
‫قد ملت ما بين السماء والرض‪ ،‬فيقول الله تعالى‪" :‬وعزتي‬
‫وجللي لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره في الدنيا‪،‬‬
‫فتقبل الرواح على الجساد‪ ،‬فتدخل في الخياشم‪ ،‬ثم تمشي في‬
‫الجساد مشي السم في اللديغ‪ ،‬ثم تنشق الرض عنكم قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وأنا أول من تنشق الرض عنه"‪.‬‬
‫فتخرجون منها سراعا ً إلى ربكم تنسلون مهطيعين إلى الداعي‬
‫يقول الكافرون هذا يوم عسر حفاة عراة غرل ً وقد قال الله تعالى‪:‬‬
‫ن‬‫ضو َ‬ ‫م إ َِلى ُنصب ُيوف ُ‬ ‫سَراعا ً كأن َهُ ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫"ي َوْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ُيوعَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ك ال ْي َوْ ُ‬ ‫م ذِل ّ ٌ‬
‫ة ذ َل ِ َ‬ ‫م ت َْرهُقهُ ْ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫ة أب ْ َ‬ ‫شع َ ً‬ ‫خا ِ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ب‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫كا ٍ‬‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَنادِ ِ‬ ‫م ي َُنادِ ال ْ ُ‬ ‫معْ ي َوْ َ‬ ‫ست َ ِ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وا ْ‬
‫ت‬
‫مي ُ‬ ‫خروج إنا نحن نحيي ون ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك ي َوْ ُ‬‫حق ذ َل ِ َ‬ ‫حة ِبال ْ َ‬ ‫صي ْ َ‬‫ن ال ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫علي َْنا‬ ‫شٌر َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سراعا ً ذل ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ض عنه ْ‬ ‫م تشققُ الْر ُ‬ ‫صيُر َيو َ‬ ‫م ِ‬ ‫وَِإلي َْنا ال َ‬
‫َيسير"‪.‬‬
‫شعا ً‬ ‫خ ّ‬ ‫كر ُ‬ ‫يء ن ُ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫داع إلى َ‬ ‫م يدع ال ّ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫قال تعالى‪" :‬فَت َوّ ّ‬
‫َ‬
‫ن إلى‬ ‫مهْط ِِعي َ‬ ‫شٌر ُ‬ ‫من ْت َ ِ‬
‫جَراد ٌ ُ‬ ‫م َ‬ ‫داث ك َأن ّهُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫نم َ‬ ‫حو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫أب َ‬
‫سر"‪.‬‬ ‫وم عَ ِ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫داع ي َُقو ُ‬ ‫ال ّ‬
‫م َتاَرةً‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫خر ُ‬ ‫من َْها ن ُ ْ‬‫م وَ ِ‬ ‫م وفيها ن ُِعيد ُك ُ ْ‬ ‫خل َْقَناك ُ ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫وقال تعالى‪ِ " :‬‬
‫خَرى"‪.‬‬ ‫أ ْ‬

‫‪331‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خَرجون"‪.‬‬ ‫ن ومن َْها ت ْ‬ ‫موُتو َ‬‫ن َوفيَها ت َ ُ‬


‫حَيو َ‬‫وقال تعالى‪" :‬فيَها ت َ ْ‬
‫خرجك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م فيَها وَي ُ ْ‬
‫دك ْ‬‫م ُيعي ُ‬ ‫ن الرض نَباتا ً ث ّ‬ ‫مم َ‬ ‫ه أنبًتك ْ‬ ‫قال تعالى‪َ" :‬والل ّ ُ‬
‫خَراجًا"‪.‬‬
‫إ ْ‬
‫واجًا"‪.‬‬ ‫ن أفْ َ‬‫صورِ فََتأُتو َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬حدثنا ابن المبتتارك‪،‬‬

‫أخبرنا سفيان‪ ،‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبي الزعتتر‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن مسعود قال‪" :‬ترسل ريح فيها صر باردة زمهرير‪ ،‬فل تتتذر علتتى‬

‫الرض مؤمنا ً ِإل لفته تلتتك الريتتح‪ ،‬ثتتم تقتتوم الستتاعة علتتى النتتاس‪،‬‬

‫فيقوم ملك بين السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه‪ ،‬فل يبقى خلتتق‬

‫من خلق السماء والرض ِإل مات‪ ،‬ثم يكون بين النفختتتين متتا شتتاء‬

‫اللتته أن يكتتون‪ ،‬ثتتم يرستتل اللتته متتاء متتن تحتتت العتترش‪ ،‬فتنبتتت‬

‫جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء‪ ،‬كما تنبت الرض متتن التتري ثتتم‬

‫قتتتتتتتتتترأ ابتتتتتتتتتتن مستتتتتتتتتتعود‪" :‬ك َتتتتتتتتتتذل ِ َ‬


‫ك الن ّ ُ‬
‫شتتتتتتتتتتوُر"‪.‬‬

‫ثم يقوم ملتتك بيتتن الستتماء والرض بالصتتور‪ ،‬فينفتتخ‪ ،‬فتنطلتتق كتتل‬

‫نفس إلتتى جستتدها‪ ،‬فتتتدخل فيتته ويقومتتون قيامتا ً لتترب العتتالمين‪.‬‬

‫وعن وهب بن منبه قال‪ :‬يبلتتون فتتي القبتتور فتتإذا ستتمعوا الصتترخة‬

‫عادت الرواح إلى البدان والمفاصل‪ ،‬بعضها إلى بعض‪ ،‬فإذا سمعوا‬

‫‪332‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النفخة الثانية ذهب القوم قياما ً على أرجلهم‪ ،‬ينفضون التتتراب عتتن‬

‫رؤوسهم‪ ،‬يقول المؤمنون‪ :‬سبحانك ما عبدناك حق عبادتك‪.‬‬

‫ذكر َأحاديث في البعث‬

‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبي الزعراء‪ ،‬عن‬
‫عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬ترسل ريح فيها صر باردة زمهرير‪ ،‬فل يبقى على‬
‫الرض مؤمن إل لفته تلك الريح‪ ،‬ثم تقوم الساعة على الناس‪ ،‬ثم‬
‫يقوم ملك بين السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه ل يبقى خلق في‬
‫السماء والرض ِإل مات‪ ،‬ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن‬
‫يكون‪ ،‬ثم يرسل الله ماء من تحت العرش‪ ،‬فتنبت جسمانهم ِ‬
‫ولحمانهم ِ من ذلك الماء‪ ،‬كما تنبت الرض من الثرى‪ ،‬ثم قرأ ابن‬
‫سْقَناهُ ِإلى ب َل َدٍ‬
‫حابا ً ف ُ‬
‫س َ‬ ‫ح فتِثيُر َ‬ ‫ل الرَيا َ‬ ‫س َ‬‫ذي أر َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫مسعود‪" :‬والل ّ ُ‬
‫شوُر"‪.‬‬ ‫وتَها ك َذ َل ِ َ‬
‫ك الن ّ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ض ب َعْد َ َ‬
‫حي َي َْنا ب ِهِ الْر َ‬
‫ت فأ ْ‬
‫مي ٍ‬
‫َ‬
‫ثم يقوم ملك بين السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه‪ ،‬فتنطلق كل‬
‫نفس إلى جسدها‪ ،‬فتدخل فيه‪ ،‬ويقومون فيجيئون قياما ً لرب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا أبو خيثمة‪ ،‬أخبرنا يزيد بن هارون‪،‬‬
‫أخبرنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن يعلى بن عطاء‪ ،‬عن وكيع بن عدي‪ ،‬عن‬
‫عمه أبي رزين قال‪ :‬قلت يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى?‬
‫وما آية ذلك في خلقه? قال‪" :‬يا أبا رزين‪ :‬أما مررت بوادي أهلك‬
‫محل ً ثم مررت به نهرا ً أخضر? قلت‪ :‬بلى‪ :‬قال‪ :‬فكذلك يحيي الله‬
‫الموتى‪ ،‬وذلك آيته في خلقه"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن مهدي وغندر كلهما‬ ‫وقد رواه ا ِ‬
‫عن شعبة‪ ،‬عن يحيى بن عطاء به‪ ،‬نحوه أو مثله‪.‬‬
‫لمام أحمد من وجه آخر فقال‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪،‬‬ ‫وقد رواه ا ِ‬
‫حدثنا عبد الله بن المبارك‪ ،‬أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪،‬‬
‫عن سليمان بن موسى‪ ،‬عن أبي رزين العقيلي‪ ،‬قال‪ :‬أتيت رسول‬
‫‪333‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول الله كيف يحيي الله‬
‫الموتى? قال‪ :‬مررت بأرض من أرضك مجدبة‪ ،‬ثم مررت بها‬
‫مخصبة? قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ :‬قال‪ :‬كذلك النشور‪ :‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول‬
‫ليمان? قال‪ :‬أن تشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك‬ ‫الله‪ :‬ما ا ِ‬
‫له‪ ،‬وأن محمدا ً عبده ورسوله‪ ،‬وأن يكون الله ورسوله أحب إليك‬
‫مما سواهما‪ ،‬وأن تحرق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله‪،‬‬
‫وأن تحب غير ذي نسب ل تحبه ِإل لله‪ ،‬فإن كنت كذلك‪ ،‬فقد أدخل‬
‫ليمان في قلبك كما أدخل حب الماء للظمآن في اليوم‬ ‫حب ا ِ‬
‫القائظ قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬كيف بأن أعلم أني مؤمن" قال‪" :‬ما‬
‫من أمتي أو من المة عبد يعمل حسنة‪ ،‬فيعلم أنها حسنة‪ ،‬وأن الله‬
‫جازيه بها خيرًا‪ ،‬ول يعمل سيئة‪ ،‬فيعلم أنها سيئة‪ ،‬ويستغفر الّله‪،‬‬
‫ويعلم أنه ل يغفر إل هو‪ ،‬إل وهو مؤمن"‪.‬‬
‫قال الوليد بن مسلم‪ :‬وقد جمع أحاديث وأثارا ً تشهد لحديث الصور‬
‫في متفرقاته‪ ،‬أخبرنا سعيد بن بشير‪ :‬عن قتادة‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ري ٍ‬‫ن قَ ِ‬ ‫كا ٍ‬‫م َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م يَنادي ال ْ ُ‬
‫مَناِدي ِ‬ ‫معْ ي َوْ َ‬‫ست َ ِ‬‫"َوا ْ‬
‫قال‪ :‬يقوم ملك على صخرة بيت المقدس‪ ،‬ينادي‪" :‬أيتها العظام‬
‫البالية‪ ،‬والوصال المتقطعة‪ ،‬إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل‬
‫القضاء وعن قتادة قال‪" :‬ل يغيرعن أهل القبور عذاب القبر إل‬
‫فيما بين نفخة الصعق ونفخة البعث"‪.‬‬
‫فلذلك يقول الكافر حين يبعث‪" :‬يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا" يعني‬
‫تلك الفترة فيقول له المؤمن‪" :‬هذا ما وعد الرحمن وصدق‬
‫المرسلون"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني علي بن الحسين بن أبي مريم‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسين حدثني صدقة بن بكر السعدي‪ :‬حدثني‬
‫معدي بن سليمان‪ .‬قال‪ :‬كان أبو محكم الجسري يجتمع إليه إخوانه‬
‫ن‬
‫م َ‬‫م ِ‬‫ذا هُ ْ‬‫صورِ فَإ ِ َ‬‫خ في ال ّ‬ ‫وكان حكيما ً وكان إذا تل هذه الية‪" :‬ون ُِف َ‬
‫مْرقَدَِنا"‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن ب َعَث ََنا ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن قالوا َيا وَي ْل ََنا َ‬
‫م ْ‬ ‫سُلو َ‬‫م ي َن ْ ِ‬
‫ث ِإلى َرب ّهِ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬‫ال َ ْ‬
‫بكى ثم قال‪ :‬إن القيامة ذهبت فطاعتها بأوهام العقول‪ ،‬أما والله‬
‫لئن كان القوم في رقدة مثل ظاهر قولهم‪ ،‬لما دعوا بالويل عند‬
‫أول وهلة من بعثهم‪ ،‬ولم يوقفوا بعد موقف عرض‪ ،‬ول مسألة إل‬

‫‪334‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد عاينوا خطرا ً عظيمًا‪ ،‬وحقت عليهم القيامة بالجلئل من أمرها‪،‬‬


‫لقامة في البرزخ يألمون ويعذبون في‬ ‫ولكن كانوا في طول ا ِ‬
‫قبورهم‪ ،‬وما دعوا بالويل عند انقطاع ذلك عنهم‪ ،‬إل وقد نقلوا إلى‬
‫طامة هي أعظم منه‪ ،‬ولول أن المر على ذلك لما استصغر القوم‬
‫ما كانوا فيه فسموه رقادًا‪ ،‬وإن في القرآن لدليل ً على ذلك‪" .‬فَإ ِ َ‬
‫ذا‬
‫مة ال ْك ُب َْرى"‪ .‬قال‪ :‬ثم يبكي حتى يبل لحيته‪.‬‬ ‫ت ال ّ‬
‫طا ّ‬ ‫جاَء ِ‬
‫َ‬
‫وقال الوليد بن مسلم‪ :‬حدثني عبد الله بن العلء‪ ،‬حدثني بشر عن‬
‫عبد الله الحضرمي‪ :‬سمعت أبا إدريس الخولني يقول‪ :‬اجتمع‬
‫الناس إلى مشايخ‪ ،‬بين العراق والشام في الجاهلية‪ ،‬فقام فيهم‬
‫لدانة‬
‫شيخ فقال‪ :‬أيها الناس‪ :‬إنكم ميتون‪ ،‬ثم مبعثون إلى ا ِ‬
‫والحساب‪ ،‬فقام رجل‪ ،‬فقال‪ :‬والله لقد رأيت رجل ً ل يبعثه الله‬
‫أبدًا‪ ،‬وقع عن راحلته في موسم من مواسم العرب‪ ،‬فوطئته البل‬
‫م فلم تبق‬ ‫بأخفافها‪ ،‬والدواب بحوافرها‪ ،‬والرجالة بأرجلها حتى ر ّ‬
‫منه أنملة‪ ....‬فقال له الشيخ‪ :‬إنكم من قوم سجينة أحلمهم‪،‬‬
‫ضعيف يقينهم‪ ،‬قليل عملهم‪ ،‬لو أن الضبع أخذت تلك الرمة‪،‬‬
‫فأكلتها‪ ،‬ثم ثلطتها‪ ،‬ثم عدت عليها الكلب وأكلتها‪ ،‬وبعرتها‪ ،‬ثم‬
‫عدت عليها الجللة‪ ،‬ثم أوقدتها تحت قدر أهلها‪ ،‬ثم نسفت الريح‬
‫رمادها لمر الله يوم القيامة كل شيء أخذ منه شيئا ً أن يرده‬
‫فرده‪ ،‬ثم بعثه للدانة والثواب‪.‬‬
‫وقال الوليد‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ :‬أن شيخا ً من‬
‫شيوخ الجاهلية القساة قال‪ :‬يا محمد‪ :‬ثلث بلغني‪ ،‬أنك تقولهن ل‬
‫ينبغي لذي عقل أن يصدقك فيهن‪ ،‬بلغني أنك تقول إن العرب‬
‫ت تعبد هي وآباؤها‪ ،‬وأنا نظهر على كنوز كسرى‬ ‫تاركة ما كان َ‬
‫وقيصر‪ ،‬ولنموتن ولنبعثن " فقال له الرسول عليه السلم‪" :‬ثم‬
‫لخذن بيدك يوم القيامة‪ ،‬فلذكرنك مقالتك هذه" قال‪ :‬ول تضلني‬
‫في الموتى? ول تنساني قال‪ :‬ول أضلك في الموتى‪ ،‬ول أنساك‪،‬‬
‫قال فبقي الشيخ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ورأى ظهور المسلمين على كسرى وقيصر‪ ،‬فأسلم وحسن‬
‫إسلمه‪ ،‬وكان كثيرا ً ما يسمع عمر بن الخطاب يحييه في مسجد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬لعظامه ما كان واجه به رسول‬

‫‪335‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم وكان عمر يأتيه ويقول‪ :‬قد أسلمت‬
‫ووعدك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يأخذ بيدك‪ ،‬ول يأخذ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أحد إل أفلح وسعد إن شاء‬
‫الله‪ .‬وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا فضيل بن عبد الوهاب‪،‬‬
‫أخبرنا هشيم‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬قال‪ :‬جاء العاص بن وائل إلى‬
‫م وقال‪ :‬يا محمد‪:‬‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم قد ر ّ‬
‫يبعث الله هذا? قال‪ :‬نعم‪ ،‬يميتك والله‪ ،‬ثم يحييك‪ ،‬ثم يدخلك النار‬
‫ي‬
‫م وَهِ َ‬ ‫ي العِ َ‬
‫ظا َ‬ ‫حي ِ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫خل َْق ُ‬
‫ي َ‬ ‫مث َل َ وَن َ ِ‬
‫س َ‬ ‫ب ل ََنا َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ونزلت‪" :‬وَ َ‬
‫خْلق عَِليم"‪.‬‬‫ل َ‬ ‫مّرة وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ها أوّ َ‬ ‫شأ َ‬ ‫ذي أن ْ َ‬ ‫حِييَها ال ّ ِ‬ ‫ل يُ ْ‬‫م قُ ْ‬ ‫مي ٌ‬
‫َر ِ‬
‫شأةَ الْولى"‪.‬‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫وقال تعالى في قوله‪" :‬وَل ََقد ْ عَل ِ ْ‬
‫مت ُ ْ‬
‫قال خلق آدم‪ ،‬وخلقكم‪ ،‬قال‪ :‬فل تصدقون? وعن أبي جعفر الباقر‬
‫قال‪ :‬كان يقال‪ :‬عجبا ً لمن يكذب بالنشأة الخرى وهو يرى النشأة‬
‫الولى يا عجبا ً كل العجب لمن يكذب بالنشر بعد الموت‪ ،‬وهو ينشر‬
‫في كل يوم وليلة‪ ،‬ورواه ابن أبي الدنيا‪ .‬وقال أبو العالية في قوله‪:‬‬
‫م ي ُِعيد ُهُ َوهو أهون عَل َْيه"‪.‬‬ ‫خل ْقَ ث َ ّ‬‫دأ ال ْ َ‬
‫ذي ي َب ْ َ‬ ‫"وهُوَ ال ّ ِ‬
‫قال‪ :‬إعادته أهون عليه من ابتدائه وكل يسير‪ ،‬رواه ابن أبي الدنيا‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن همتتام بتتن‬ ‫وقال ا ِ‬

‫منبه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫"قال الله عز وجل كذبني عبدي ولم يكتتن لتته ذلتتك‪ ،‬وشتتتمني ولتتم‬

‫يكن له ذلك‪ ،‬أما تكذيبه إياي فقوله‪ :‬فليعدنا كما بتتدأنا‪ ،‬وأمتتا شتتتمه‬

‫إياي فقوله‪ :‬اتخذ الله ولدًا‪ ،‬وأنا الحد‪ ،‬الصتتمد‪ ،‬التذي لتم يلتد‪ ،‬ولتم‬

‫يولتتد‪ ،‬ولتتم يكتتن لتته كفتتوا ً أحتتد"‪ .‬وهتتو ثتتابت فتتي الصتتحيحين‪.‬‬

‫وفيهما قصة الذي أوصى إلتى نتبيه إذا متات أن يحرقتوه ثتم يتذروا‬

‫‪336‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي‪،‬‬
‫نصف رماده في البر‪ ،‬ونصفه في البحر‪ ،‬وقال‪ :‬لئن قدر الله علتت ّ‬

‫ليعذبني عذابا ً ل يعذبه أحدا ً من العالمين‪ ،‬وذلك أنتته لتتم يتتدخر عنتتد‬

‫الله حسنة واحدة‪ ،‬فلما مات‪ ،‬فعل ذلك بنوه‪ ،‬كما أمرهم‪ ،‬فأمر الله‬

‫البر فجمع ما فيه‪ ،‬وأمر البحر فجمع ما فيه‪ ،‬فإذا رجل قتتائم‪ ،‬فقتتال‬

‫له ربه‪ :‬ما حملك على هذا قال‪ :‬خشيتك‪ ،‬وأنت أعلتتم‪ .‬قتتال رستتول‬

‫اللتتتتتتته صتتتتتتتلى اللتتتتتتته عليتتتتتتته وستتتتتتتلم فغفتتتتتتتر لتتتتتتته‪.‬‬

‫وعن صالح المزي قال‪ :‬دخلت المقابر نصتتف النهتتار‪ ،‬فنظتترت إلتتى‬

‫القبتتور كأنهتتا قتتوم صتتموت‪ ،‬فقلتتت‪ :‬ستتبحان اللتته‪ :‬متتن يحييكتتم‬

‫وينشركم من بعتتد طتتول البلتتى فهتتتف بتتي هتتاتف متتن بعتتض تلتتك‬

‫ذا‬ ‫مرِهِ ث ُت ّ‬
‫م إِ َ‬ ‫ض ب ِتتأ ْ‬
‫ماءُ والر ُ‬
‫ست َ‬
‫م ال ّ‬
‫ن ت َُقتتو َ‬
‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬
‫م ْ‬
‫الحفريا صالح‪" :‬وَ ِ‬

‫ن"‪ .‬قتتال‪ :‬فختتررت واللتته‬


‫جتتو َ‬
‫خُر ُ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ن الْرض إ ِ َ‬
‫ذا أن ْت ُت ْ‬ ‫مت َ‬
‫م د َعْوَةً ِ‬
‫عاك ْ‬
‫دَ َ‬

‫مغشيا ً عل ّ‬
‫ي‪.‬‬

‫ذكر أن يوم القيامة وهو يوم النفخ في الصور لبعث‬

‫الجساد من قبورها يكون يوم الجمعة‬

‫‪337‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام مالك بن أنس‪ :‬عتتن يزيتتد‬


‫وقد وردت في ذلك أحاديث‪ :‬قال ا ِ‬

‫بن عبد الهادي‪ ،‬عن محمد بن الهادي‪ ،‬عن محمد بتتن إبراهيتتم‪ ،‬عتتن‬

‫أبي مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعتتة‪ ،‬فيتته خلتتق آدم‪،‬‬

‫وفيه أهبط‪ ،‬وفيه تيب عليه‪ ،‬وفيه مات‪ ،‬وفيه تقام الساعة‪ ،‬وما متتن‬

‫دابتتة إل وهتتي مستتيخة يتتوم الجمعتتة متتن حيتتن تصتتبح حتتتى تطلتتع‬

‫الشتتمس شتتفقا ً متتن الستتاعة‪ِ ،‬إل الجتتن وا ِ‬


‫لنتتس‪ ،‬وفيهتتا ستتاعة ل‬

‫يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يستتأل اللتته شتتيئا َ ِإل أعطتتاه إيتتاه"‪.‬‬

‫ورواه أبو داود واللفظ لتته‪ ،‬والترمتتذي متتن حتتديث مالتتك‪ ،‬وأخرجتته‬

‫النسائي عن قتيبة‪ ،‬عن بكر بن نصر عن أبي الهادية نحوه وهو أتم‪.‬‬

‫لحظة قيام الساعة‬

‫وقد رواه الطبراني في معجمه الكبير‪ ،‬متتن طريتتق آدم بتتن علتتي‪،‬‬

‫عتتتن ابتتتن عمتتتر‪ ،‬مرفوعتتتًا‪" :‬ول الستتتاعة تقتتتوم إل فتتتي الذان"‪.‬‬

‫قتتتتتتتتتال الطتتتتتتتتتبراني‪ :‬يعنتتتتتتتتتي فتتتتتتتتتي أذان الفجتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫لمام محمد بن إدريس الشافعي في مسنده‪ :‬أخبرنا إبراهيم‬


‫وقال ا ِ‬
‫‪338‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن محمد‪ ،‬حدثني موسى بن عبيدة‪ ،‬حدثني أبتتو الزهتتر معاويتتة بتتن‬

‫إسحاق بن طلحة بن عبيد الله بن عمر‪ :‬أنته ستمع أنتس بتن مالتك‬

‫يقول‪" :‬أتى جبريل بمرآة بيضاء متللئة إلى النبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما هتتذه قتتال‪ :‬الجمعتتة‪.‬‬

‫فضلت بها أنت وأمتك‪ ،‬فالنتتاس لكتتم فيهتتا تبتتع‪ ،‬اليهتتود والنصتتارى‪،‬‬

‫ولكم فيها خير‪ ،‬وفيها ساعة ل يوافقهتتا متتؤمن‪ ،‬يتدعو اللته بخيتتر ِإل‬

‫استجيب له‪ ،‬وهو عنتتدنا يتتوم المزيتتد‪ ،‬قتتال النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم‪" :‬يتتا جبريتتل ومتتا يتتوم المزيتتد فقتتال‪ :‬إن ربتتك اتختتذ فتتي‬

‫الفردوس واديا ً أفيح فيه كثب المسك‪ ،‬فإذا كان يوم الجمعة‪ ،‬أنتتزل‬

‫ما شاء متتن ملئكتتته‪ ،‬وحتتوله منتتابرمن نتتور عليهتتا مقاعتتد النتتبيين‪،‬‬

‫وحفت تلك المنابر بمنابر من التتذهب‪ ،‬مكللتتة باليتتاقوت والزبرجتتد‪،‬‬

‫عليها الشهداء والصديقون‪ ،‬فجلسوا من ورائهم‪ ،‬علتتى تلتتك الكثتتب‬

‫فيقتتول اللتته‪ :‬أنتتا ربكتتم‪ ،‬قتتد صتتدقتكم وعتتدي‪ ،‬فستتلوني أعطكتتم‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬ربنا نسألك رضوانك‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رضيت عنكم‪ ،‬ولكتتن متتا‬

‫تمنيتم ولديّ مزيد‪ ،‬فهم يحبون يوم الجمعة‪ ،‬لما يعطيهم فيتته ربهتتم‬

‫‪339‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من الخير‪ ،‬وهو اليوم الذي استوى فيتته ربكتتم علتتى العتترش‪ ،‬وفيتته‬

‫خلتتتتتتتتتتتتتق آدم‪ ،‬وفيتتتتتتتتتتتتته تقتتتتتتتتتتتتتوم الستتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫ثم رواه الشافعي‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد أيضًا‪ ،‬حدثني أبوعمر‪ ،‬عن‬

‫إبراهيتتم بتتن الجعتتد‪ ،‬عتتن أنتتس شتتبيها ً بتته قتتال‪ :‬وزاد فيتته أشتتياء‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وسيأتي ذكر هذا الحديث إن شاء الله تعالى في كتتتاب صتتفة‬

‫الجنة بشواهده وأسانيده‪ ،‬وبالله المستعان‪.‬‬

‫أجساد النبياء ل تبليها الرض‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا حسين بتتن علتتي الجعفتتي‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫عبد الرحمن بن يزيد بتن جتابر‪ ،‬عتن أبتي الشتعث النصتاري‪ ،‬عتن‬

‫أوس بتتن أوس الثقفتتي‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬إن من أفضل أيتتامكم يتتوم الجمعتتة‪ ،‬فيتته خلتتق آدم‪ ،‬وفيتته‬

‫ي متتن الصتتلة فيته‪،‬‬


‫قبض‪ ،‬وفيه النفخة‪ ،‬وفيه الصتعق‪ ،‬فتأكثروا علت ّ‬

‫ي"‪ ،‬قالوا يا رسول الله كيف تعرض عليك‬


‫فإن صلتكم معروضة عل ّ‬

‫صلتنا وقد أرمت?‪ -‬يعني بليت‪ -‬قال‪" :‬إن الله حرم على الرض أن‬

‫تأكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل أجستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاد النبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء"‪.‬‬


‫‪340‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث الحسين بن علتتي‬

‫الجعفي مثله‪ ،‬وفي رواية لبن ماجه‪ ،‬عن شداد بن أوس‪ ،‬بدل أوس‬

‫بتتتتتتتتتتن أوس‪ ،‬قتتتتتتتتتتال شتتتتتتتتتتيخنا وذلتتتتتتتتتتك وهتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو‪ ،‬حتتدثنا زهيتتر يعنتتي‬

‫ابن محمد‪ ،‬عن عبد الله بن محمد بن عقيل‪ ،‬عن عبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫يزيد النصاري‪ ،‬عن أبي أمامة بن عبد المنذر‪ ،‬أن رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬سيد اليام يوم الجمعة‪ ،‬وأعظمها عنتتد اللتته‪،‬‬

‫وأعظم عند الله من يوم الفطر‪ ،‬ويوم الضحى‪ ،‬وفيه خمتتس خلل‪:‬‬

‫خلق الله فيه آدم‪ ،‬وفيه توفى الله آدم‪ ،‬وفيتته ستتاعة ل يستتأل اللتته‬

‫ه إياه‪ ،‬متتا لتتم يستتأل حرام تًا‪ ،‬وفيتته تقتتوم‬


‫العبد فيها شيئا ً إل آتاه الل ّ‬

‫الساعة‪ ،‬متتا متتن ملتتك مقتترب‪ ،‬ول ستتماء‪ ،‬ول أرض‪ ،‬ول جبتتال‪ ،‬ول‬

‫بحتتتتتتتر‪ ،‬إل وهتتتتتتتو يشتتتتتتتفق متتتتتتتن يتتتتتتتوم الجمعتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عن يحيى بن أبي بكر‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن زهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقد روى الطبراني عن ابن عمر مرفوعًا‪" :‬أن القيامة تقتتوم وقتتت‬

‫‪341‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذان للفجتتتتتتتتتتتتتر متتتتتتتتتتتتتن يتتتتتتتتتتتتتوم الجمعتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقد حكى أبو عبد الله القرطبي في التذكرة‪ ،‬أن ذلك هتتو متتن يتتوم‬

‫جمعتتة‪ ،‬للنصتتف متتن شتتهر رمضتتان‪ ،‬وهتتذا يحتتتاج إلتتى دليتتل‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمد بتتن كتتثير‪ ،‬حتتدثنا قتترط بتتن‬

‫حريث أبو سهل‪ ،‬عن رجل من أصحاب الحسن‪ ،‬قال‪ :‬قال الحستتن‪:‬‬

‫يومتتان وليلتتتان لتتم يستتمع الخلئق بمثلهتتن‪ ،‬ليلتتة الميتتت متتع أهتتل‬

‫القبور‪ ،‬ولم تبت ليلة قبلها‪ ،‬وليلة صبيحتها يوم القيامة‪ ،‬ويتوم يأتيتك‬

‫البشير من الله‪ ،‬إمتتا بالجنتتة‪ ،‬وإمتتا بالنتتار‪ ،‬ويتتوم تعطتتى كتابتتك إمتتا‬

‫بيمينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪ ،‬وإمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتمالك‪.‬‬

‫وهكذا روي عن عبد قيتتس وهتترم بتتن حيتتان وغيرهمتتا‪ ،‬أنهتتم كتتانوا‬

‫يستتتتعظمون الليلتتتة التتتتي يستتتفر صتتتباحها عتتتن يتتتوم القيامتتتة‪.‬‬

‫وقال ابن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا أحمتتد بتتن إبراهيتتم بتتن كتتثير العبتتدي‪،‬‬

‫حدثني محمد بن سابق‪ ،‬حدثنا مالك ابتتن مغتتول‪ ،‬عتتن حميتتد‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫بينما الحسن في يوم من رجب في المسجد‪ ،‬وفي يده قليلتتة‪ ،‬وهتتو‬

‫يمص ماءها‪ ،‬ثم يمجه‪ ،‬إذ تنفس تنفسا ً شديدًا‪ ،‬ثم بكى‪ ،‬حتتتى أرعتتد‬

‫‪342‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متكأه ثم قال‪ :‬لو أن بالقلوب حياة! لوأن بالقلوب صلحًا! يا ويلكتتم‬

‫من ليلة صبيحتها يتتوم القيامتتة! أي ليلتتة تمختتض عتتن صتتبيحة يتتوم‬

‫القيامة ما سمع الخلئق بيوم قط أكثر عتتورة باديتتة‪ ،‬ول عينتا ً باكيتتة‬

‫من يوم القيامة‪.‬‬

‫ذكر َأن َأول من تنشق عنه الرض يوم القيامة رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‬

‫قال مسلم بن الحجاج‪ :‬حدثني الحكم بن موسى أبو صالح‪ ،‬حدثنا‬


‫معقل يعني ابن زياد‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬حدثني أبو عمار‪ :‬حدثني‬
‫عبيدالله بن مرواح‪ :‬حدثني أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ،‬وأول من تنشق‬
‫عنه الرض‪ ،‬وأول شافع‪ ،‬وأول مشفع"‪.‬‬
‫وقال هشيم‪ :‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم‬
‫القيامة ول فخر وأنا أول من تنشق عنه الرض يوم القيامة ول‬
‫فخر"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو خيثم‪ ،‬أخبرنا حجير بن‬
‫المثنى‪ ،‬أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن الفضل الهاشمي‪ ،‬عن عبد الرحمن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ينفخ في الصور‪،‬‬
‫فيصعق من في السموات ومن في الرض‪ ،‬إل من شاء الله‪ ،‬ثم‬
‫ينفخ فيه أخرى‪ ،‬فأكون أول من يبعث‪ ،‬فإذا موسى آخذ بالعرش‪،‬‬
‫فل أدري أحوسب بصعقته يوم الطور‪ ،‬أو بعث قبلي"‪ .‬وفي الصحيح‬
‫ما يقرب من هذا السياق‪ ،‬والحديث في صحيح مسلم‪" :‬أنا أول من‬
‫‪343‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شا َ بقائمة العرش‪ ،‬فل أدري‬


‫تنشق عنه الرض‪ ،‬فأجد موسى باط َ‬
‫أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور"‪ .‬فذكرموسى في هذا السياق‪،‬‬
‫ولعله من بعض الرواة‪ ،‬دخل عليه حديث في حديث فإن الترديد‬
‫جوزي بصعقة الطور"‪.‬‬ ‫هاهنا ل يظهر وجهه ل سيما قوله‪" :‬أم ُ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا أيضًا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إسماعيل‪ ،‬أخبرنا‬
‫سفيان‪ ،‬هو ابن عيينة عن عمرو‪ ،‬وهو ابن دينار‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬وابن‬
‫جدعان‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كان بين أبي بكر ويهودي منازعة‪ ،‬فقال‪ :‬والتتذي اصتتطفى موستتى‬

‫على البشر‪ ،‬فلطمه أبتتو بكتتر‪ ،‬فتتأتى رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم فقتتال‪" :‬يتتا يهتتودي‪ :‬أنتتا أول متتن تنشتتق عنتته الرض‪ ،‬فأجتتد‬

‫موستتى متعلقتتا ً بتتالعرش‪ ،‬فل أدري‪ ،‬هتتل كتتان قبلتتي? أو ُ‬


‫جتتوزي‬

‫بالصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعقة"?‪.‬‬

‫وهذا مرسل من هذا الوجه‪ .‬والحديث في الصحيحين من غيتتر وجتته‬

‫بألفاظ مختلفة‪ ،‬وفي بعضها أن المقاول لهذا اليهودي إنما هو رجتتل‬

‫متتتن النصتتتار‪ ،‬ل الصتتتديق رضتتتي اللتتته عنتتته فتتتالله أعلتتتم‪.‬‬

‫ومن أحسنها سياقًا‪" :‬إذا كتتان يتتوم القيامتتة فتتإن النتتاس يصتتعقون‪،‬‬

‫شتا ً بقائمتتة متتن قتتوائم‬


‫فتتأكون أول متتن يصتتعق فأجتتد موستتى باط َ‬

‫العرش‪ ،‬فل أدري أصعق‪ ،‬فأفاق قبلي? أم جوزي بصعقة الطتتور"?‪.‬‬

‫وهذا كما سيأتي بيانه يقتضي أن هتتذا الصتتعق يكتتون فتتي عرصتتات‬

‫‪344‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القيامة‪ ،‬وهو صعق آخر غير المذكور في القرّان‪ ،‬وكتتان ستتبب هتتذا‬

‫الصعق في هذا الحديث لتجلي الرب تعالى‪ ،‬إذا جاء لفصل القضاء‪،‬‬

‫فيصعق الناس‪ ،‬كمتتا ختّر موستتى صتتعقا ً يتتوم الطتتور‪ ،‬واللتته تعتتالى‬

‫أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي التتدنيا‪ :‬أخبرنتتا إستحاق بتتن إستماعيل‪ ،‬أخبرنتا‬

‫جرير‪ ،‬عن عطاء بن السائب‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬كتتأني أرانتتي أنفتتض رأستتي متتن التتتراب‪،‬‬

‫فألتفت فل أرى أحدا ً إل موسى متعلقا ً بالعرش‪ ،‬فل أدري أهو ممن‬

‫استثنى الله أن ل تصيبه النفخة? أو بعث قبلي"‪ .‬وهذا مرسل أيض تا ً‬

‫وهو أضعف‪.‬‬

‫الرسول عليه السلم أول من تنشق الرض عنه يوم‬

‫القيامة‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبيتتد اللتته الحتتافظ وأبتتو‬

‫سعيد بن أبي عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا‬

‫محمد بن إسحاق الصنعاني‪ ،‬حدثنا عمرو بن الناقد‪ ،‬حدثنا عمرو بتتن‬


‫‪345‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عثمان‪ ،‬حدثنا موسى بن أعين‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عن محمتتد بتتن‬

‫عبد الله بن أبي يعقوب‪ ،‬عن بشتتر بتتن ستتعاف‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫سلم‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬أنتتا ستتيد ولتتد‬

‫آدم يوم القيامة ول فخر‪ ،‬وأنا أول من تنشتتق عنتته الرض وأنتتا أول‬

‫شافع ومشفع‪ ،‬بيدي لواء الحمد‪ ،‬حتى آدم فمن دونه" لتتم يخرجتتوه‬

‫وإستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده ل بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأس بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو سلمة المخزومي‪ ،‬أخبرنا عبتتد‬

‫الله بن نافع‪ ،‬عن عاصم بن عمر‪ ،‬عن أبتتي بكتتر بتتن عمتتر بتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬عن سالم بن عبد الله‪ ،‬وقال‪ :‬عتتن أبتتي ستتلمة‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬أنتا أول متتن‬

‫تنشق عنه الرض‪ ،‬ثم أبو بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم أذهب إلى أهتتل البقيتتع‪،‬‬

‫فيحشرون معي‪ ،‬ثم أنتظر أهل مكة‪ ،‬فيحشرون معي‪ ،‬فأحشر بيتتن‬

‫الحرميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ :‬أخبرنا سعيد بن ستتلمة‪ ،‬عتتن إستتماعيل بتتن أميتتة‪ ،‬عتتن‬

‫نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬دخل رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫‪346‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المستتجد‪ ،‬وأبتتو بكتتر عتتن يمينتته‪ ،‬وعمتتر عتتن يستتاره‪ ،‬وهتتو متكىتتء‬

‫عليهمتتتتتتا‪ ،‬فقتتتتتتال‪" :‬هكتتتتتتذا نبعتتتتتتث يتتتتتتوم القيامتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثني محمتتد بتتن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا قتيبتتة بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬أخبرنا الليث‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن خالد بتتن يزيتتد‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن‬

‫أبي هلل‪ ،‬عن منبه بن وهب‪ ،‬أن كعب الحبار قتتال‪" :‬متتا متتن فجتتر‬

‫يطلع‪ ،‬إل نزل سبعون ألفا ً من الملئكة‪ ،‬حتى يحفوا بالقبر‪ ،‬يضربون‬

‫بأجنحتهم‪ ،‬ويصتتلون علتتى النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم حتتتى إذا‬

‫أمسوا عرجوا‪ ،‬وهبط مثلهم‪ ،‬وصنعوا مثتتل ذلتتك‪ ،‬حتتتى إذا انشتتقت‬

‫الرض‪ ،‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين ألفا ً من‬

‫الملئكتتتتتتة‪ ،‬يتتتتتتوقرونه صتتتتتتلى اللتتتتتته عليتتتتتته وستتتتتتلم"‪.‬‬

‫وأخبرنا هارون بن عمر القرشي‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن مستتلم‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫مروان بن سالم‪ :‬عن يونس بن سيف‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫ل‪ ،‬وأحشتر راكبتا ً علتتى التبراق‪،‬‬


‫الله عليه وسلم‪" :‬يحشر الناس رجا ً‬

‫وبلل بين يدي على ناقة حمراء‪ ،‬فإذا بلغنا مجمع الناس‪ ،‬نتتادى بلل‬

‫‪347‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بالذان‪ ،‬فإذا قال أشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وأشهد أن محمتتدا ً رستتول‬

‫الله‪ ،‬صدقه الولون والخرون"‪ .‬وهذا مرسل من هذا الوجه‪.‬‬

‫ذكر بعث الناس حفاة عراة غرل ً وذكر أول من يكسى‬

‫من الناس يومئذ‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬حدثنا‬
‫الزبيدي‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن عائشة‪َ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬يبعث الناس يوم القيامة حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غر ً‬
‫ل‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقالت عائشة‪ :‬يا رسول الله فكيف بالعورات فقال‪" :‬ل ِك ُ ّ‬
‫ل‬
‫ه"‪.‬‬ ‫ن ي ُغِْني ِ‬‫شأ ٌ‬ ‫مئ ِذٍ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬‫من ْهُ ْ‬ ‫رىٍء ِ‬ ‫ام ِ‬
‫وأخرجاه في الصحيحين‪ ،‬من حديث حاتم بن أبي صغيرة‪ ،‬عن عن‬
‫عبد الله بن أبا مليكة‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن عائشة بنحوه‪.‬‬
‫أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم خليل الله عليه السلم وقال‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬حدثنا المغيرة بن النعمان‬ ‫ا ِ‬
‫شيخ من النخع‪ .‬قال‪ :‬سمعت سعيد بن جبير يحدث‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ابن عباس قال‪ :‬قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بموعظة فقال‪" :‬يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة‪،‬‬
‫عدا ً عَل َْينا إ ِّنا كَنا فاعلين"‪.‬‬ ‫ه‪ ،‬وَ ْ‬ ‫خْلق ن ُِعيد ُ ُ‬ ‫دأنا أّول َ‬ ‫ل"‪" :‬كما ب َ َ‬ ‫عراة غْر ً‬
‫"أل وإن أول الخلق يكسى يوم القيامة إبراهيم‪ ،‬وإنه سيحيا ناس‬
‫من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال‪ ،‬فلقولن‪ :‬أصحابي‪ .‬وليقالن لي‪:‬‬
‫إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك‪ .‬فلقولن كما قال العبد الصالح‪:‬‬
‫َ‬
‫ت الّرِقيب‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫ما ت َوَفّي ْت َِني ك ُن ْ َ‬ ‫م فَل َ ّ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ماد ْ‬‫شِهيدا ً َ‬ ‫م َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ْ‬ ‫"وَك ُن ْ ُ‬
‫ت عََلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫عَباد َ‬
‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫م ِ‬‫م فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫ذبه ْ‬ ‫ن ت ُعَ ّ‬ ‫شهيد ٌ إ ِ ْ‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م وَأن ْ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫تغْفر ل َهم فَإن َ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ُ‬‫ح ِ‬ ‫زيز ال َ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫َ ِ ْ ُ ْ ِّ‬
‫فيقال‪ :‬إن هؤلء لم يزالوا يرتدون على أعقابهم منذ فارقتهم"‬
‫أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة‪.‬‬
‫‪348‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه أحمد‪ :‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬وهو في الصحيحين من حديثه‪،‬‬


‫عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس مرفوعًا‪:‬‬
‫"إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غر ً‬
‫ل"‪.‬‬
‫ورواه البيهقي من حديث هلل بن حيان‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تحشرون عراة‬
‫حفاة‪ ،‬فقالت زوجته‪ :‬أينظر بعضنا إلى بعض? فقال‪ :‬يا فلنة لكل‬
‫امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه"‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن‬
‫القاضي‪ ،‬وأبو سعيد محمد بن موسى‪ .‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس محمد‬
‫بن يعقوب‪ ،‬حدثنا العباس بن محمد الدوري‪ ،‬حدثنا مالك بن‬
‫إسماعيل‪ ،‬حدثنا عبد السلم بن حرب‪ ،‬عن أبي خالد الدلني‪ ،‬عن‬
‫المنهال بن عمرو‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قياما ً أربعين سنة‪ ،‬شاخصة‬
‫"يحشر الناس حفاة عراة غر ً‬
‫أبصارهم إلى السماء‪ ،‬قال فيلجمهم الله العرق من شدة الكرب‪،‬‬
‫ثم يقال اكسوا إبراهيم‪ ،‬فيكسى قبطيتين من قباطي الجنة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثم ينادي لمحمد صلى الله عليه وسلم فيفجر له الحوض‪ ،‬وهو ما‬
‫بين أيلة إلى مكة‪ ،‬قال‪ :‬فيشرب ويغتسل‪ ،‬وقد تقطعت أعناق‬
‫الخلئق يومئذ من العطش‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬فأكسى من حلل الجنة‪ ،‬فأقوم عن أو على يمين‬
‫الكرسي‪ ،‬ليس أحد من الخلئق يقوم ذلك المقام يومئذ غيري‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬سل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فقام رجل فقال أترجو لوالديك‬
‫شيئا ً فقال‪ :‬إني شافع لهما أعطيت أو منعت‪ ،‬ول أرجو لهما شيئًا"‬
‫قال البيهقي‪ :‬قد يكون هذا قبل نزول الوحي بالنهي عن الستغفار‬
‫للمشركين والصلة على المنافقين‪.‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وروى ابن مبارك‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن عمرو بن قيس‪،‬‬
‫عن المنهال بن عمرو‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أول من يكسى الخليل قبطيتين‪ ،‬ثم محمد عليه السلم حلة‪ ،‬عن‬
‫يمين العرش‪.‬‬
‫وقال أبو عبد الله القرظي في كتاب التذكرة‪ ،‬وروى أبو نعيم‬
‫الحافظ يعني الصبهاني‪ ،‬من حديث السود‪ ،‬وعلقمة‪ ،‬وأبي وائل‪،‬‬

‫‪349‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬أول من يكسى إبراهيم‪ ،‬يقول الله اكسوا خليلي‪ ،‬فيؤتى‬
‫بريطتين بيضاوين فيلبسهما‪ ،‬ثم يقعد مستقبل العرش‪ ،‬ثم أوتي‬
‫بكسوتي‪ ،‬فألبسها‪ ،‬فأقوم عن يمينه قياما ً ل يقومه أحد غيري‪،‬‬
‫يغبطني فيه الولون والخرون"‪.‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وقال الحليمي في منهاج الدين له‪ ،‬وروى عباد بن‬
‫كثير عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪" :‬إن المؤذنين والملبين‬
‫يخرجون يوم القيامة يؤذن المؤذن ويلبي الملبي‪ ،‬وأول من يكسى‬
‫من حلل الجنة إبراهيم ثم محمد ثم النبيون ثم المؤذنون" وذكر‬
‫تمامه‪.‬‬
‫ثم شرع القرطبي يذكر المناسبة في تقديم إبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم في ذلك فقال‪ :‬من ذلك أنه أول من لبس السراويل‬
‫مبالغة في التستر‪ ،‬أو أنه جرد يوم ألقي في النار فالله أعلم‪.‬‬
‫وروى البيهقي من حديث إسماعيل بن أبي أويس‪ ،‬حدثني عن‬
‫محمد بن أبي عياش‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن يسار‪ ،‬عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت‪:‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يبعث الناس حفاة عراة غر ً‬
‫ل‪،‬‬
‫قد ألجمهم العرق‪ ،‬فبلغ شحوم الذان‪ ،‬فقلت يا رسول الله‬
‫واسوءتاه!! ينظر بعضنا إلى بعض قال يشغل الناس عن ذلك لكل‬
‫امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه"‪ .‬إسناده جيد وليس هو في المسند‬
‫ول في الكتب‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬عن عبد‬
‫الحميد بن سليمان‪ ،‬حدثني محمد بن أبي موسى‪ ،‬عن عطاء بن‬
‫يسار‪ ،‬عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬يحشر الناس حفاة عراة غرل ً كما بدئوا‪ ،‬قالت أم سلمة يا‬
‫رسول الله ينظر بعضنا إلى بعض? قال‪ :‬يشغل الناس‪ :‬قلت‪ :‬وما‬
‫شغلهم? قال نشر الصحف فيها مثاقيل الذر‪ ،‬مثاقيل الخردل"‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عمر بن شبة‪ ،‬حدثنا الحسين بن‬
‫حفص‪ ،‬حدثنا سفيان يعني الثوري عن زبيدة‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد‬
‫الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنكم‬

‫‪350‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محشورون حفاة عراة غر ً‬


‫ل"‪.‬‬
‫قال البزار‪ :‬أحسب أن عمر بن شبة غلط فيه فدخل عليه حديث‬
‫من إسناد علي حديث من إسناد آخر‪ ،‬وإنما هذا الحديث عن سفيان‬
‫الثوري‪ ،‬عن مغيرة بن النعمان‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪،‬‬
‫قال وليس لسفيان الثوري عن زبيد‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫مسعود‪ ،‬حديث مسند‪ ،‬وهكذا رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬عن عمر بن شبة‬
‫به مثله‪ ،‬وزاد‪" :‬وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث‪،‬‬
‫أخبرنا الفضل بن موسى‪ ،‬عن عابد بن شريح‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول‬
‫الله‪ :‬كيف يحشر الرجال? فقال‪" :‬حفاة عراة‪ :‬قالت‪ :‬واسوءتاه من‬
‫ي أنه ل‬ ‫يوم القيامة!! قال‪ :‬وعن أي ذلك تسألين إنه قد نزل عل ّ‬
‫يضرك‪ .‬كان عليك ثياب أم ل‪ .‬قالت‪ :‬وأي آية يا رسول الله قال‪:‬‬
‫ه"‪.‬‬
‫ن ي ُْغني ِ‬ ‫"ِلك ّ‬
‫ل امرىٍء منهم يومئذ شأ ٌ‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي‪ :‬حدثنا روح بن حاتم‪ ،‬حدثنا هيثم‪،‬‬
‫عن كرز‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم "يحشر الناس كما ولدتهم أمهم‪ ،‬حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غر ً‬
‫ل"‪.‬‬
‫فقالت عائشة‪ :‬النساء والرجال? بأبي أنت وأمي فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬واسوءتاه!! فقال‪ :‬ومن أي شيء تعجبين يا بنت أبي بكر?‬
‫قالت‪ :‬عجبت من حديثك‪ :‬يحشر الرجال والنساء حفاة عراة غر ً‬
‫ل‪،‬‬
‫ينظر بعضهم الى بعض? قال‪ :‬فضرب على منكبها وقال يا بنت أبي‬
‫قحافة‪ :‬شغل الناس يومئذ عن النظر‪ ،‬وسموا بأبصارهم موقوفين‪،‬‬
‫ل يأكلون ول يشربون‪ ،‬شاخصين بأبصارهم إلى السماء أربعين‬
‫سنة‪ ،‬فمنهم من يبلغ العرق قدميه‪ ،‬ومنهم من يبلغ ساقيه‪ ،‬ومنهم‬
‫من يبلغ بطنه‪ ،‬ومنهم من يلجمه العرق من طول الوقوف‪ ،‬ثم‬
‫يرحم الله من بعد ذلك العباد‪ ،‬فيأمر الله الملئكة المقربين‬
‫فيحملون عرشه من السموات إلى الرض‪ ،‬حتى يوضع عرشه في‬
‫أرض بيضاء لم يسفك عليها دم‪ ،‬ولم تعمل فيها خطيئة‪ ،‬كأنها‬
‫الفضة البيضاء‪ ،‬ثم تقوم الملئكة حافين من حول العرش‪ ،‬وذلك‬

‫‪351‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أول يوم نظرت عين إلى الله‪ ،‬فيأمر مناديا ً فينادي بصوت يسمعه‬
‫لنس‪ ،‬أين فلن فلن بن فلن بن فلن?‬ ‫الثقلن من الجن وا ِ‬
‫فيشرئب الناس لذلك الصوت‪ ،‬ويخرج ذلك المنادي من الموقف‪،‬‬
‫فيعرفه الله للناس ثم يقال تخرج معه حسناته‪ ،‬يعرف الله أهل‬
‫الموقف بتلك الحسنات‪ ،‬فإذا وقف بين يدي رب العالمين‪ ،‬قيل أين‬
‫ل‪ ،‬فيقال لكل واحد منهم أظلمت‬ ‫أصحاب المظالم فيجيبون رج ً‬
‫فلنا ً لكذا وكذا? فيقول‪ :‬نعم يا رب‪ ،‬فذلك اليوم الذي تشهد عليهم‬
‫ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون‪ ،‬فتؤخذ حسنات الظالم‬
‫فتدفع إلى من ظلمه‪ ،‬ثم ل دينار ول درهم‪ ،‬إل أخذ من الحسنات‪،‬‬
‫ورد من السيئات‪ ،‬فل يزال أصحاب المظالم يستوفون من حسنات‬
‫الظالم حتى ل تبقى له حسنة‪ ،‬ثم يقوم من بقي ممن لم يأخذ شيئا ً‬
‫فيقولون‪ :‬ما بال غيرنا استوفى ومنعنا فيقال لهم‪ :‬ل تعجلوا‪ ،‬فيؤخذ‬
‫من سيئاتهم فترد عليه‪ ،‬حتى ل يبقى أحد ظلمه بمظلمة‪ ،‬فيعرف‬
‫الّله أهل الموقف أجمعين ذلك‪ ،‬فإذا فرغ من حساب الظالم قيل‪:‬‬
‫ارجع إلى أمك الهاوية‪ ،‬فإنه ل ظلم اليوم إن الله سريع الحساب‪،‬‬
‫ول يبقى يومئذ ملك‪ ،‬ول نبي مرسل‪ ،‬ول صديق‪ ،‬ول شهيد‪ ،‬إل ظن‬
‫لما رآه من شدة الحساب أنه ل ينجو‪ ،‬إل من عصمه الله عز‬
‫وجل"‪.‬‬
‫هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬ولبعضه شاهد فتتي الصتتحيح كمتتا‬

‫سيأتي بيانه قريبًا‪ ،‬إن شاء الله‪ ،‬وبه الثقة‪ ،‬وعليه التكلن‪.‬‬

‫لنسان يبعث يوم القيامة في ثياب عمله من خير أو‬


‫ا ِ‬

‫شر‬

‫قال الحافظ‪ :‬فأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا‬

‫محمد عبد الله بن إسحاق بن الخرساني المعدل‪ ،‬حدثنا محمتتد بتتن‬


‫‪352‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القاسم القاضي‪ ،‬أخبرنا ابن أبي مريم‪ ،‬أخبرنا يحيى بن أيتتوب‪ ،‬عتتن‬

‫ابن الهاد‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن أبتتي ستتلمة‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد‬

‫الخدري‪ ،‬أنه لما حضره الموت دعا بثياب جديتتدة فلبستتها‪ ،‬ثتتم قتتال‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن المسلم يبعث‬

‫فتتتتتتتتتتتي ثيتتتتتتتتتتتابه التتتتتتتتتتتتي يمتتتتتتتتتتتوت فيهتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫فهذا حديث رواه أبو داود في كتاب السنن‪ ،‬عن الحستتن بتتن علتتي‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتن ابتتتتتتتتتتتتتتتتتن أبتتتتتتتتتتتتتتتتتي مريتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ثتتم شتترع التتبيهقي يجيتتب عتتن هتتذا الحتتديث لمعارضتتته الحتتاديث‬

‫المتقدمة في بعث الناس حفاة عراة غرل ً بثلثة أجوبة‪ :‬أحدها‪ :‬أنهتتا‬

‫تبلى بعد قيامهم من قبورهم‪ ،‬فإذا وافوا الموقف يكونون عراة‪ ،‬ثتتم‬

‫يلبستتتتتتتتتتتتتتتون متتتتتتتتتتتتتتتن ثيتتتتتتتتتتتتتتتاب الجنتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫ي النبيتتاء ثتتم الصتتديقون ثتتم متتن بعتتدهم علتتى‬


‫الثاني‪ :‬أنه إذا كس ت َ‬

‫مراتبهم‪ ،‬فتكون كسوة كل إنسان من جنس ما يموت فيتته‪ ،‬ثتتم إذا‬

‫دخلتتتتتتتتوا الجنتتتتتتتتة لبستتتتتتتتوا متتتتتتتتن ثيتتتتتتتتاب الجنتتتتتتتتة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن المراد بالثياب هاهنا العمال‪ ،‬أي يبعث في أعماله التتتي‬

‫‪353‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وى ذ َِلت َ‬
‫ك‬ ‫س الت ّْقت َ‬
‫مات فيها من خير أو شتر قتال اللته تعتالى‪َ" :‬ولب َتتا ُ‬

‫خ ي ْتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتٌر"‪.‬‬
‫َ‬

‫ك فَط َّهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتْر"‪.‬‬
‫وقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪َ" :‬وثَياب َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال قتادة‪ :‬عملك فأخلصه‪ .‬ثم استشهد البيهقي على هتتذا الجتتواب‬

‫الخير بما رواه مسلم من حديث العمش‪ ،‬عتتن أبتتي ستتفيان‪ ،‬عتتن‬

‫جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يبعث كتتل عبتتد‬

‫علتتتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتات عليتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫قال‪ :‬وروينا عن فضالة بن عبيد‪ ،‬عن رستتول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليهتتا‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقد قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا أحمد بتتن إبراهيتتم بتتن كتتثير‪،‬‬

‫حدثنا زيد بن الحبتتاب‪ ،‬عتتن معاويتتة بتتن صتتالح‪ ،‬أختتبرني ستتعيد بتتن‬

‫هانىء‪ ،‬عن عمرو بن السود‪ ،‬قتتال‪ :‬أوصتتاني معتتاذ بتتامرأته وختترج‪،‬‬

‫فماتت‪ ،‬فدفناها‪ ،‬فجاءنا وقد رفعنا أيدينا متتن دفنهتتا فقتتال‪ :‬فتتي أي‬

‫شيء هيأتموها? قلنا‪ :‬في ثيابها‪ ،‬فأمر بها فنبشت‪ ،‬وكفنها في ثيتتاب‬

‫‪354‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جتتدد وقتتال‪ :‬أحستتنوا أكفتتان موتتتاكم‪ ،‬فتتإنهم يحشتترون فيهتتا"‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حدثني محمتتد بتتن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن إستتحاق‪،‬‬

‫أخبرنا إسحاق بن سيار بن نصر‪ ،‬عتن الوليتد بتتن متتروان‪ ،‬عتن ابتن‬

‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬يحشر الموتى في أكفانهم‪ ،‬وكذا روي عن أبي العالية‪،‬‬

‫وعن أبي صالح المزي‪ ،‬قال‪ :‬بلغني أنهم يخرجون من قبتتورهم فتتي‬

‫أكفان ذميمة‪ ،‬وأبدان بالية‪ ،‬متغيرة وجوههم‪ ،‬شعثة رؤوسهم‪ ،‬نهكتتة‬

‫أجسامهم‪ ،‬طائرة من صدورهم وحناجرهم‪ ،‬ل يدري القتتوم متتأواهم‬

‫إل عند انصرافهم من الموقف‪ ،‬فيصرف بهم إلى الجنتتة‪ ،‬أو يصتترف‬

‫بهم إلى النار‪ ،‬ثم صاح بأعلى صوته‪ :‬واسوء منصتترفاه إن أنتتت لتتم‬

‫تغمتتدنا منتتك برحمتتة واستتعة!! لقتتد ضتتاقت صتتدورنا متتن التتذنوب‬

‫العظام‪ ،‬والجرائم التي ل غافر لها غيرك‪.‬‬

‫مة بعض ما ورد من آيات‬ ‫ذكر شيء من َأهوال َيوم ال ِ‬


‫قَيا َ‬

‫الكتاب المبين‬

‫ماُء فَهِ َ‬
‫ي‬ ‫س َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫واقَِعة َوان ْ َ‬
‫شّق ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مئذ وقعَ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬فَي َوْ َ‬
‫ومئ ِذٍ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ك فَ ْ‬
‫وقهُ ْ‬ ‫ش َرب ّ َ‬‫ل عَْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ك عَلى أرجائ َِها َوي ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ومئ ِذٍ َواهَِية‪َ ،‬والمل َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫خافَِية"‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫خَفى ِ‬ ‫ن ل َ تَ ْ‬
‫ضو َ‬ ‫مئ ِذٍ ت ُعَْر ُ‬
‫ة "ي َوْ َ‬ ‫ثَ َ‬
‫مان ِي َ ٌ‬
‫‪355‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬
‫ريب‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَناِدي ِ‬ ‫م ي َُناِدي ال ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬واستمعْ ي َوْ َ‬
‫ت‬ ‫مي ُ‬ ‫حيي وَن ُ ِ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫خُروج إ ِّنا ن َ ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك ي َوْ ُ‬ ‫ة ِباْلحق ذ َل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫شر عَل َي َْنا‬ ‫ح ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سراعا ً ذ َل ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ض عَن ْهُ ْ‬ ‫شّققُ الْر ُ‬ ‫م تَ َ‬ ‫صير‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫وإل َي َْنا ال ْ َ‬
‫سيٌر"‪.‬‬ ‫يَ ِ‬
‫ذابا ً أِليما ً‬ ‫ذا غصةٍ وَعَ َ‬ ‫حيمًا‪ ،‬وَط ََعاما ً َ‬ ‫ج ِ‬ ‫كال ً وَ َ‬ ‫ن لديَنا أن ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ل" إلى قوله‪:‬‬ ‫مهي ً‬ ‫ل ك َِثيبا ً َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ف الْرض َواْلجَبال وَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ت َْر ً‬ ‫ي َوْ َ‬
‫من َْفطر‬ ‫ماُء ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن شيبا ً ال ّ‬ ‫دا َ‬ ‫ل ال ْوِل ْ َ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫وما ً ي َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن إن ك ََفْرت ُ ْ‬ ‫"فَك َْيفت تت َُقو َ‬
‫م ي َل ْب َُثوا‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫م يح ُ‬ ‫ل" وقال تعالى‪َ" :‬ويوْ َ‬ ‫مْفُعو ً‬ ‫عده َ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ب ِهِ َ‬
‫ذبوا ب ِل َِقاءِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫نك ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫سَر ال ّ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫م قد َ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ن الن َّهارِ ي َت ََعارفو َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ساعَ ً‬ ‫إل ّ َ‬
‫دين"‪.‬‬ ‫مْهت ِ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫م‬
‫شْرَناهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ض َبارَِزةً وَ َ‬ ‫ل وََترى الْر َ‬ ‫جبا َ‬ ‫سي ُّر ال ْ ِ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ما‬ ‫موَنا ك َ َ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫ضوا عََلى ربك صّفا ً ل ََقد ْ ِ‬ ‫حدا ً وَعُرِ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫مْنه ْ‬ ‫م نَغادْر ِ‬ ‫فل َ ْ‬
‫ب‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬ ‫عدا ً وَوُ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َلك ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫نن ْ‬ ‫م أل ّ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ل َزعَ ْ‬ ‫مّرةٍ ب َ ْ‬ ‫ل ً‬ ‫م أو ّ َ‬ ‫خل َْقناك ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫ذا الك َِتا ِ‬ ‫ما ل ِهَ َ‬ ‫ن َيا وَي ْل َت ََنا َ‬ ‫ما ِفيهِ وَي َُقوُلو َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِفِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَت ََرى ال ْ ُ‬
‫ضرا ً وَل َ‬ ‫حا ِ‬ ‫مُلوا َ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫جدوا َ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫صا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َ ي َُغادُر صِغيرةً وَل َ ك َِبيَرةً إ ِل ّ أ ْ‬
‫حدًا"‪.‬‬ ‫كأ َ‬ ‫م َرب ّ َ‬ ‫ي َظ ْل ِ ُ‬
‫م‬
‫ضُتة َيو َ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬ ‫ضج ِ‬ ‫ه حقَ قد ْرِهِ َوالْر ُ‬ ‫ما قد َُروا الل ّ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ن‬
‫ركو َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ه وَت ََعاَلى عً ّ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫مينيه سب ْ َ‬ ‫ت بي َ ِ‬ ‫مط ْوِّيا ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫مةِ َوال ّ‬ ‫ال ِْقيا َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن في الْرض إل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫موا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن في ال ً‬ ‫م ْ‬ ‫صورِ َفصعِقَ َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫وَن ُِف َ‬
‫ض‬‫شَرَقت الْر ُ‬ ‫ن وأ ْ‬ ‫ظزو َ‬ ‫م قَِيام ي َن ْ ُ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫خَرى فَإ ِ َ‬ ‫خ ِفيهِ أ ْ‬ ‫م ن ُِف َ‬ ‫شاء الله ث َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫داِء وَقُ ِ‬ ‫ن َوالشهَ َ‬ ‫ب َوجيَء ِبالن ّب ِّيي َ‬ ‫ضعَ الك َِتا ُ‬ ‫ب ُِنورِ ربَها وَوُ ِ‬
‫ما‬‫م بِ َ‬ ‫هو أعْل َ ُ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫كل ن َْفس َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن وَوُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ي ُظ ْل َ ً‬ ‫حق وَهُ ْ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫َيفعُلو َ‬
‫مئذ وَل َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫صورِ َفل أنساب ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫ذا ن ُِف َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فإ ِ َ‬
‫ت‬‫خّف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حو َ‬ ‫مْفل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫واِزينه َفأولِئك هُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫دون"‪.‬‬ ‫خال ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ ْ‬ ‫سُروا أنفسهم في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه فأْولئك ال ِ‬ ‫واِزين ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫كال ْعِْهن وَل َ‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫مْهل وَت َ ُ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫ماُء َ‬ ‫س َ‬ ‫م تكون ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ب‬‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫م َلو ي َْفت َ ِ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م يود ّ ال ُ‬ ‫ميما ً ُيبصرون َهُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َيسأ ُ‬
‫ن في الْرض‬ ‫م ْ‬ ‫صيل َت ِهِ اّلتي ُتؤِويهِ وَ َ‬ ‫خيهِ وفَ ِ‬ ‫حبت ِهِ وأ ِ‬ ‫مئ ِذٍ ب ِب َِنيهِ وصا ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ن أد ْب ََر وَت َوَّلى‬ ‫م ْ‬ ‫عو َ‬ ‫وى ت َد ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ِلل ّ‬ ‫ظى ن ََزاعَ ً‬ ‫جيه كل إ ِن َّها ل َ َ‬ ‫م ي ُن ْ ِ‬ ‫ميعا ً ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬

‫‪356‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عى"‪.‬‬ ‫معَ َفأوْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫وَ َ‬


‫ه‬
‫خيه َوأم ِ‬ ‫نأ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مْرُء ِ‬ ‫فر ال َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫صا ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فإ َ‬
‫ن ي ُغِْنيهِ ُوجوه‬ ‫شأ ٌ‬ ‫مئ ِذٍ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫من ْهً ْ‬ ‫ريٍء ِ‬ ‫م ِ‬ ‫كل ا ْ‬ ‫حب َت ِهِ وَب َِنيهِ ل ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫وأِبيهِ وَ َ‬
‫مئ ِذٍ عَل َي َْها غَب ََرةٌ ت َْرهَُقَها‬ ‫جوهٌ ي َوْ َ‬ ‫شَرةٌ وَوُ ُ‬ ‫ستب ِ‬ ‫ةم ْ‬ ‫حك َ ٌ‬ ‫ضا ِ‬ ‫مسِفرة َ‬ ‫مِئذ ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫جَر ُ‬ ‫م ال ْك ََفَرةُ ال َْف َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫قَت ََرةٌ أولئ ِ َ‬
‫ما‬‫ن َ‬ ‫سا ُ‬ ‫م ي َت َذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬ ‫ة الك ُب َْرى ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫جاء ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَإ ِ َ‬
‫حَياة الد ّن َْيا‬ ‫ن ط ََغى َوآث ََر ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ي ََرى َفأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫مل َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫سَعى وَب ُّرَز ِ‬ ‫َ‬
‫عن‬ ‫س َ‬ ‫م َرب ّهِ وَن ََهى الن ّْف َ‬ ‫مَقا َ‬ ‫ف َ‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مأَوى وأ ّ‬ ‫ي ال َ‬ ‫حيم هِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫ها‬ ‫سا َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عن الساعَةِ أّيا َ‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫مأَوى ي َ ْ‬ ‫ي ال َ‬ ‫ة هِ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫وى فَإ ِ ّ‬ ‫الهَ َ‬
‫ها‬‫شا َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫من ْن ُِر َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ما أن َ‬ ‫ها إ ِن ّ َ‬ ‫من ْت ََها َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ها ِإلى َرب َ‬ ‫ن ذِك َْرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ِفي َ‬
‫َ‬
‫ها"‪.‬‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ة أو ْ ُ‬ ‫شي ً‬ ‫م ي َْلبثُئوا إ ِل ّ عَ ِ‬ ‫م ي ََروَْنها ل َ ْ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ك َأن َهُ ْ‬
‫صّفا ً‬ ‫ك َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫جاَء َرب ّ َ‬ ‫دكا ً دك ّا ً وَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬كل ِإذا د ُك ّ ِ‬
‫ه الذ ّك َْرى‬ ‫ن وأّنى ل َ ُ‬ ‫سا ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬ ‫جيَء ي َوْ َ‬ ‫صّفا ً وَ ِ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ وَل َ يوثق‬ ‫هأ َ‬ ‫ذاب َ ُ‬ ‫ب عَ َ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫حَياِتي فَي َوْ َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َيا ل َي ْت َِني قد ّ ْ‬ ‫ي َُقو ُ‬
‫ة‬
‫ضي َ ً‬ ‫مْر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ك َراضي ّ ً‬ ‫جِعي ِإلى رب ّ ِ‬ ‫ة اْر ِ‬ ‫مئ ِن ّ ُ‬ ‫مط ْ َ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫حد ٌ َيا أي ّت َُها الن َْف ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫وََثاقَ ُ‬
‫جن ِّتي"‪.‬‬ ‫خِلي َ‬ ‫عَباِدي َواد ِ‬ ‫خلي في ِ‬ ‫فاد ْ ُ‬
‫مل َ ٌ‬
‫ة‬ ‫عا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫شع َ ٌ‬ ‫خا ِ‬ ‫مِئذ َ‬ ‫جوة ي َوْ َ‬ ‫شي َةِ وُ ُ‬ ‫ث ال َْغا ِ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ل أَتا َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬هَ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م إ ِل ّ ِ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬ ‫س ل َهُ ْ‬ ‫ن عَْين آن ِي َةٍ ل َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سَقى ِ‬ ‫ة تُ ْ‬ ‫مي ً‬ ‫حا ِ‬ ‫ة َتصَلى َنارا ً َ‬ ‫صب َ ٌ‬ ‫َنا ِ‬
‫سعْي َِها‬ ‫ة لِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مئ ِذٍ َنا ِ‬ ‫جوهٌ ي َوْ َ‬ ‫جوع وَوُ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَل َ ي ُغِْني ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ريع ل َ ي ُ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫َ‬
‫سُرٌر‬ ‫ة ِفيَها ُ‬ ‫جاري ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫ة ِفيها عَي ْ ٌ‬ ‫معُ ِفيَها ل َِغي َ ً‬ ‫س َ‬ ‫عاِليةٍ ل َ ت َ ْ‬ ‫جّنة َ‬ ‫ة في َ‬ ‫ضي ٌ‬ ‫َرا ِ‬
‫َ‬
‫ة أفل َ‬ ‫مب ُْثوث َ ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫ة وََزَراب ِ ّ‬ ‫صفوفَ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫مارِقُ َ‬ ‫ة وَن َ َ‬ ‫ضوع ٌ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ة وَأك ْ َ‬ ‫مْرُفوعَ ٌ‬ ‫َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫خل َِق ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن إ ِلى ال ِِبل ك َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ي َن ْظُرو َ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫ة َرافعَ ٌ‬ ‫ض ٌ‬ ‫خافِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫كاذِب َ ٌ‬ ‫س ل ِوَقْعَت َِها َ‬ ‫واقَِعة ل َي ْ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ذا وَقَعَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫م‬‫من ْب َث ّا ً وَك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ت هََباء ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫سا فَ َ‬ ‫ل بَ ّ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جا وَب ُ ّ‬ ‫ض َر ّ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا ُر ّ‬ ‫إِ َ‬
‫ب‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫مَنة وأ ْ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫من َةِ َ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫أْزَواجا ً ث َل ََثة َفأ ْ‬
‫ك‬‫ن أولئ ِ َ‬ ‫ساِبقو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ساب ُِقو َ‬ ‫مةِ وال ّ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت الن ِّعيم"‪.‬‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ن في َ‬ ‫اْلمَقّرُبو َ‬
‫ثم ذكر جزاء كل من هذه الصناف الثلثة عند احتضارهم‪ ،‬كما‬
‫ذكرنا في تفسيرآخر هذه السور الكريمة‪.‬‬
‫شعا ً‬ ‫خ ّ‬ ‫كر ُ‬ ‫يٍء ن ُ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫داع ِإلى َ‬ ‫م يدع ال ّ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَت َوَ ّ‬

‫‪357‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ن إ َِلى‬ ‫مهْط ِِعي َ‬ ‫من َْتشر ُ‬ ‫جَراد ُ‬ ‫م َ‬ ‫كأن ّهُ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫أب ْ َ‬
‫سٌر"‪.‬‬ ‫م عَ ِ‬ ‫ذا ي َوْ َ‬ ‫نه َ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫داع ي َُقو ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ت وَ َبرُزوا ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ض غَي َْر الْرض َوال ّ‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫م ُتبد ّ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫حد اْلقّهار وَت ََرى الم ْ‬
‫سَراِبيله ْ‬ ‫ن في الصَفادِ َ‬ ‫مئ ِذٍ مقّرِني َ‬ ‫مْين ي َوْ َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ال َ‬
‫ت‬‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ه كً ّ‬ ‫م الّنار ل َِيجزِيَ الل ّ ُ‬ ‫جوهَهُ ُ‬ ‫شى وُ ُ‬ ‫ن قَط َِران وَت َغْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫هو‬ ‫ما ُ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫ذا ب َل َغٌ ِللّناس َولي ُن ْذ َُروا ب ِهِ َولي َعْل َ ُ‬ ‫ب هَ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ريعُ ال ْ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫حد ٌ َوليذ ّك َّر أوُلوا الل َْبا ِ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ِإل ٌ‬
‫مرِهِ عََلى‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫قي الّرو َ‬ ‫ت ذو الَعرثس ي ُل ْ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬رِفيعُ الد َّر ِ‬
‫خَفى عََلى‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫هم َبارُزو َ‬ ‫م ُ‬ ‫لق يو َ‬ ‫م الت ّ َ‬ ‫عَباده ل ِي ُذَِر ي َوْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م ُتجَزى ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫حدِ ال َْقّهارِ ال ْي َوْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م ل ِل ّهِ ال ْ َ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫من ل ُ‬ ‫شيْء ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫الل ّهِ ِ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ريعُ ال ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫ت ل َ ظ ُل ْ َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ن َْفس بما ك َ َ‬
‫ن‬‫مي َ‬ ‫كاظ ِ ِ‬ ‫جرِ َ‬ ‫حَنا ِ‬ ‫دى ال َ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫م الزِفَةِ ِإذ ال ُْقُلو ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأنذِْرهُ ْ‬
‫خِفي‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫ة العُْين وَ َ‬ ‫خائ ِن َ َ‬ ‫م َ‬ ‫طاعُ ي َعْل َ ُ‬ ‫شِفيع ي ُ َ‬ ‫ميم وَل َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مين ِ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ما ِلل ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ضو َ‬ ‫ن دونهِ ل َ ي َْق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫حق وال ّ ِ‬ ‫ضي ِبال ْ َ‬ ‫ه ي َْق ِ‬ ‫صدوُر َوالل ّ ُ‬ ‫ال ُ‬
‫صيُر"‪.‬‬ ‫ميعُ الب َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه هُوَ ال ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫يٍء إ ِ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫بِ َ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫كل َ‬ ‫سع َ ُ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ وَ ِ‬ ‫ذي ل َ ِإل َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما ِإلهُك ُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِن ّ َ‬
‫ن ل َد ُّنا‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫سب َقَ وَقَد ْ آت َي َْنا َ‬ ‫ما قَد ْ َ‬ ‫ن أن َْباِء َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ص عَل َي ْ َ‬ ‫ك ن َُق ّ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫عْلمًا‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ن ِفيَها‬ ‫خاِلدي َ‬ ‫مةِ وِْزرًا‪َ ،‬‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ض عَن ْ ُ‬ ‫ن أعَْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِذكرًا‪َ ،‬‬
‫شُر‬ ‫ح ُ‬ ‫صورِ وَن َ ْ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف َ‬ ‫ل‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫م ً‬ ‫ح ْ‬ ‫مة ِ ِ‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ساَء ل َهُ ْ‬ ‫وَ ً‬
‫ن‬‫ح ُ‬ ‫شرًا‪ ،‬ن َ ْ‬ ‫م إ ِل ّ عَ ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خافَُتو َ‬ ‫مئذ ُزْرقًا‪ ،‬ي َت َ َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫اْلم ْ‬
‫ومًا‪،‬‬ ‫م إ ِل ّ ي َ ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫ريَق ً‬ ‫م طَ ِ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن إ ِذ ْ ي َُقو ُ‬ ‫ما ي َُقوُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫أعْل َ ُ‬
‫ها َقاعا ً‬ ‫سفًا‪ ،‬فَي َذ َُر َ‬ ‫سُفَها َرّبي ن َ ْ‬ ‫ل ي َن ْ ِ‬ ‫ل فَُق ْ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫عن ال ْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ج لَ ُ‬
‫ه‬ ‫عو َ َ‬ ‫ي لَ ِ‬ ‫داع َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مئ ِذٍ يت ِّبعو َ‬ ‫متًا‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫وجا ً وَل َ أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫صفًا‪ ،‬ل َ ت ََرى ِفيَها ِ‬ ‫صْف َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫مِئذ ل ت َن َْف ُ‬ ‫َ‬ ‫مسا‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫ً‬ ‫معُ إ ِل هَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫س َ‬ ‫حمن فَل ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ِللّر ْ‬ ‫وا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫شع َ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ ،‬ي َعْل َ ُ‬ ‫ه قَوْ ً‬ ‫يل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن وََر ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ن أذِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫شَفاعَ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ي ال َْقّيوم وَقَد ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫جوهُ ِلل َ‬ ‫ت ال ْوُ ُ‬ ‫عْلمًا‪ ،‬وَعَن َ ِ‬ ‫ن ب ِهِ ِ‬ ‫طو َ‬ ‫حي ُ‬ ‫م وَل َ ي ُ ِ‬ ‫خل َْفهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫مل ظ ُْلمًا"‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫خا َ‬ ‫َ‬
‫ن قَْبل ِأن‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما َرَزْقناك ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫فُقوا ِ‬ ‫مُنوا أن ْ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أيَها ال ّ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن هُ ُ‬ ‫كاِفرو َ‬ ‫ة َوال َ‬ ‫شَفاعَ ٌ‬ ‫ة وَل َ َ‬ ‫وم ل ب َي ْعٌ ِفيهِ وَل َ خل ّ ٌ‬ ‫َيأتي ي َ ْ‬
‫ل ن َْفس‪،‬‬ ‫م ت ُوَّفى ك ُ ّ‬ ‫ن ِفيهِ إ َِلى الل ّهِ ث ّ‬ ‫جُعو َ‬ ‫وما ً ت ُْر َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬واتقوا ي َ ْ‬

‫‪358‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سوَد ّ‬ ‫جوهٌ وَت َ ْ‬ ‫ض وُ ُ‬ ‫م ت َب ْي َ ّ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ذوُقوا‬ ‫مف ُ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫م ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫م أكَفْرت ُ ْ‬ ‫جوهُهُ ْ‬ ‫ت وُ ُ‬ ‫سوَد ّ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫وجوه فَأ ّ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م َففي َر ْ‬ ‫جوهُهُ ْ‬ ‫ت وُ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن اب ْي َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن‪َ ،‬وأ ّ‬ ‫م ت َك ُْفُرو َ‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫العَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫خاِلدو َ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫الل ّهِ هُ ْ‬
‫م‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫ما غَ ّ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ل َيأ ِ‬ ‫ن ي َغْل ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ي أن َيغ ّ‬ ‫ن ل ِن َب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫م ت ُوَّفى ك ُ ّ‬ ‫مة ِ ث ُ ّ‬ ‫الِقَيا َ‬
‫م‬
‫سه ِ ْ‬ ‫ن أن ُْف َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫شِهيدا ً عَل َي ْهِ ْ‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ث في ك ّ‬ ‫م ن َب ْعَ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫يٍء‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ت ِب َْيانا ً ِلك ّ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫هؤل َِء ون َّزل َْنا عَل َي ْ َ‬ ‫شِهيدا ً عََلى َ‬ ‫ك َ‬ ‫جئ َْنا ب ِ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شَرى ل ِل ْ ُ‬ ‫ة وب ُ ْ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫دى وَر ْ‬ ‫وَهُ َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫م ل َ يؤذ ُ‬ ‫شِهيدا ً ث ً ّ‬ ‫مة َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫من ك ّ‬ ‫م ن َب َْعث ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫موا ال ْعَ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫خّف ُ‬ ‫ب فَل َ ي ُ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذا َرأى ال ّ ِ‬ ‫ست َعَْتبونَ‪،‬وَإ ِ َ‬ ‫هم ي ُ ْ‬ ‫ك ََفُروا وَل َ ُ‬
‫م َقالوا َرب َّنا‬ ‫شَر َ‬ ‫شَركوا ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫عَنهم ول َ هُم ينظ َرون‪ ،‬وإ َ َ‬
‫كاَءهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذا َرأى ال ِ‬ ‫ْ ُْ ُ َ َِ‬ ‫ُْ ْ َ‬
‫م‬‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫م ال َْقو َ‬ ‫وا إ ِل َْيه ُ‬ ‫ك َفأل َْق ْ‬ ‫ن دون َ‬ ‫م ْ‬ ‫عوا ْ ِ‬ ‫ن ك ُّنا ن َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫كاؤَنا ال ّ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫هؤلء ُ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫كاُنوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫م َوض ّ‬ ‫سل َ َ‬ ‫مِئذ ال ّ‬ ‫وا إ َِلى الل ّهِ َيو َ‬ ‫ن‪ ،‬وألَق ْ‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫لَ َ‬
‫ما‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وق ال ْعَ َ‬ ‫ذابا ً فَ ْ‬ ‫م عَ َ‬ ‫سِبيل الل ّهِ زِد َْناهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دوا عَ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا َوص ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬ ‫كاُنوا ي ُْف ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫مةِ ل َ َري ْ َ‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫م ِإلى ي َ ْ‬ ‫معَن ّك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ ل َي َ ْ‬ ‫ه ل َ ِإل َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬الل ّ ُ‬
‫ديثًا"‪.‬‬ ‫فيه وم َ‬
‫ح ِ‬ ‫من الّله َ‬ ‫ن أصد َقُ ِ‬ ‫ِ ِ َ َ ْ‬
‫م‬ ‫ما أن ّك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ‬ ‫حق ّ ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ماِء َوالْرض إ ِن ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ورب ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت َن ْط ُِقو َ‬
‫عل ْ َ‬
‫م‬ ‫م َقاُلوا ل َ ِ‬ ‫جب ْت ُ ْ‬ ‫ذا أ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل فَي َُقو ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه الّر ُ‬ ‫معُ الل ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫م الغُُيو ِ‬ ‫ت عًل ّ ُ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ل ََنا إ ِن ّ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫سألن ال ْ ُ‬ ‫م َولن َ ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫سألن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فلن َ ْ‬
‫ت‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حق ّ ف َ َ‬ ‫مئ ِذٍ ال ْ َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫ن َوال ْوَْز ُ‬ ‫غائ ِِبي َ‬ ‫ما ك ُّنا َ‬ ‫م ب ِعِْلم وَ َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫فَل َن َُق ّ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ه َفأْولئ ِ َ‬ ‫واِزين ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪ ،‬وَ َ‬ ‫مْفلحو َ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه َفأولئ ِ َ‬ ‫واِزين ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ْ‬
‫كاًنوا بآيات َِنا ي َظل ِ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫سُروا أن ُْف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫ضرا ً‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫خْير ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫جد ك ُ ّ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مدا ً ب َِعيدا ً وَُيحذ ُّرك ُ ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫ن ب َي َْنها وَب َي ْن َ ُ‬ ‫سوء ت َوَد ّ َلو أ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ماعَ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ف بال ْعَِباد"‪.‬‬ ‫ه والّله َرؤو ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َْف َ‬
‫شرِقَْين‬ ‫ك ب ُعْد َ اْلم ْ‬ ‫ت ب َْيني وَب َي ْن َ َ‬ ‫ل َيا ل َي ْ َ‬ ‫جاَءَنا َقا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫‪359‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫م في اْلع َ‬ ‫م أن ّك ُ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫م إ ِذ ْ ظ َل َ ْ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫ن ي َن َْفعَك ُ ُ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫س ال َْق ِ‬ ‫فَب ِئ ْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كو َ‬ ‫شت َرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫كاَنك ْ‬ ‫م َ‬ ‫كوا َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫م ن َُقو ُ‬ ‫ميعا ً ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫م إ ِّياَنا ي َْعبدون‪،‬‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫كاؤهُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫ل ُ‬ ‫م وََقا َ‬ ‫م فََزي ّل َْنا ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫كاؤك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫أن ْت ُ ُ‬
‫ك‬‫ن‪ ،‬هَُنال ِ َ‬ ‫م ل ََغافِِلي َ‬ ‫عَباد َِتك ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ك ُّنا عَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫شهيدا ً ب َي ْن ََنا وَب َي َْنك ْ‬ ‫فَك ََفى ِبالل ّهِ َ‬
‫م‬‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫حق ّ و َ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫موْل َهُ ُ‬ ‫ت وَُردوا ْ ِإلى الل ّهِ َ‬ ‫سل ََف ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت َْبلوا ْ ك ُ ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاُنوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ن عَلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سا ُ‬ ‫خَر َبل الن ْ َ‬ ‫م وَأ ّ‬ ‫ما قد ّ َ‬ ‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َُنبأ ال ِن ْ َ‬
‫ن‬ ‫ل ب ِهِ إ ِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ل ِت َعْ َ‬ ‫سان َ َ‬ ‫ك ب ِهِ ل ِ َ‬ ‫حّر ْ‬ ‫مَعاِذيَرهُ ل َ ت ُ َ‬ ‫صيرةٌ وَل َوْ أل َْقى َ‬ ‫سه ِ ب َ ِ‬ ‫ن َْف ِ‬
‫َ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫ذا قََرأَناهُ َفاّتبعْ قُْرآن َ ُ‬ ‫ه وَقُْرآَنه فَإ ِ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫عَل َي َْنا َ‬
‫م‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫طائ َِرهُ في عُن ُِقهِ وَن ُ ْ‬ ‫مَناهُ َ‬ ‫ن أل َْز ْ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ل إ ِن ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وك ُ ّ‬
‫م عَل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ك ََفى ب ِن َْف ِ‬ ‫شورا ً اقَْرأ ك َِتاب َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫مة ك َِتابا ً ي َل َْقاهُ َ‬ ‫الِقَيا َ‬
‫سيبًا"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫موا‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ب فَي َُقو ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫م َيأِتيهِ ُ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وأنذِرِ الّنا َ‬
‫َ‬
‫م َتكوُنوا‬ ‫ل أو ْ ل َ ْ‬ ‫ك وَن َّتبع الُرس َ‬ ‫عوت َ َ‬ ‫ب دَ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ب نُ ِ‬ ‫ري ٍ‬ ‫جل قَ ِ‬ ‫خْرَنا إ َِلى أ َ‬ ‫َرب َّنا أ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫كن ال ّ ِ‬ ‫مسا ِ‬ ‫م في َ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬ ‫ن َزوال‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫أق َ‬
‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫موا أْنف َ‬ ‫ظ َل َ ُ‬
‫زي ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫ة ت ُن ْ ِ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مام وَن ُّز َ‬ ‫ماُء ِبال ْغَ َ‬ ‫س َ‬ ‫شّققُ ال ّ‬ ‫م تَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫حمن وَ َ‬ ‫حقّ ِللّر ْ‬ ‫مئ ِذٍ ال َ‬ ‫ك ي َؤْ َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م عََلى ي َد َي ْهِ َيقول َيا‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫م ي َعَ ّ‬ ‫سيرًا‪ ،‬وَي َوْ َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ما ً عََلى ال ْ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫خِلي ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫لنا ً َ‬ ‫خذ ْ فُ َ‬ ‫م أت ّ ِ‬ ‫ل‪ ،‬يا وَي َْلتي َليت َِني ل َ ْ‬ ‫سِبي ً‬ ‫ل َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ الّر ُ‬ ‫ذث َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل َي ْت َِني ات ّ َ‬
‫ن‬
‫سا ِ‬ ‫ن ل ِل ِن ْ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫جاَءِني وَ َ‬ ‫عن الذ ّك ْرِ ب َعْد َ إ ِذ ْ َ‬ ‫ل ََقد ْ َأضل ِّني َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ذو ً‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن الل ّهِ فََيقو ُ‬
‫ل أ أن ْت ُ ْ‬ ‫ن دو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ي َْعب ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫حشُرهُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪ :‬وَي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل َقاُلوا ُ‬ ‫سِبي َ‬ ‫ضّلوا ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م هُ ْ‬ ‫لء أ ْ‬ ‫عَباِدي هؤ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ضل َل ْت ُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫كم َ‬
‫حّتى‬ ‫م َ‬ ‫م وآَباَءهُ ْ‬ ‫مت ّعْت َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أْولَياَء ولك ِ ْ‬ ‫ن دون َ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫ن ن َت ّ ِ‬ ‫ي َن ْب َِغي ل ََنا أ ْ‬
‫ما‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ما َتقولو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ذبوك ُ ْ‬ ‫وما ً بورا ً فََقد ْ ك ً ّ‬ ‫كاُنوا قَ ْ‬ ‫َنسوا الذ ّك َْر وَ َ‬
‫ذابا ً ك َْبيرًا"‪.‬‬ ‫م ن ُذِْقه عَ َ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َظ ْل ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫صرا ً وَ َ‬ ‫صْرفا ً وَل َ ن َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ل‬ ‫ن وَي ْ ٌ‬ ‫م فَي َعْت َذُِرو َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن وَل َ يؤذ َ ُ‬ ‫م ل َ ي َن ْط ُِقو َ‬ ‫ذا ي َوْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه َ‬
‫م‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َوال َّولين فَإ ِ ْ‬ ‫مْعناك ُ ْ‬ ‫ج َ‬‫صل َ‬ ‫م ال َْف ْ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫نه َ‬ ‫مك َذ ِّبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬ ‫ي َوْ َ‬

‫‪360‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كيدون"‪.‬‬ ‫ك َي ْد ٌ فَ ِ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ويوم يناديهم فَيُقو ُ َ‬
‫م‬ ‫ن كن ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫كائ ِ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫ََ ْ َ َُ ِ ْ َ‬
‫َ‬
‫ن أغوينا‬ ‫ذي َ‬ ‫ل رب َّنا هؤلء ال ّ ِ‬ ‫م ال َْقو ُ‬ ‫حقّ عَل َي ْهِ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت َْزعُ ُ‬
‫عوا‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫ن َوقي َ‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا إ ِّياَنا ي َعْب ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما غَوَي َْنا َتبّرأَنا إ َِلي َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫أغوَي َْناهُ ْ‬
‫َ‬
‫كاُنوا‬ ‫م َ‬ ‫ب ل َوْ أن ّهُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫م وََرأُوا العَ َ‬ ‫جيُبوا ل َهُ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م فَل َ ْ‬ ‫م فَد َعَوْهُ ْ‬ ‫كاءك ْ‬ ‫شئَر َ‬
‫ت‬ ‫مي َ ْ‬ ‫ن كلم فَعَ ِ‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫م ال ُ‬ ‫جب ْت ُ ُ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫م فَي َُقو ُ‬ ‫م يَناِديهِ ْ‬ ‫ن وَي َوْ َ‬ ‫ي َهَْتدو َ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ساَءلو َ‬ ‫م ل َ ي َت َ َ‬ ‫مئ ِذٍ فَهُ ْ‬ ‫م الن َْباُء ي َوْ َ‬ ‫عَل َي ْهِ ُ‬
‫ن وَي ْ ٌ‬
‫ل‬ ‫ذرو َ‬ ‫م فَي َعْت َ ِ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن وَل َ ُيؤذ َ ُ‬ ‫م ل َ ي َن ْط ُِقو َ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬هَ َ‬
‫ذبين"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ِللمك َ ّ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َأي ل ينطقون بحجة تنفعهم‪.‬‬
‫ن‪،‬‬‫ركي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ك ُّنا ُ‬ ‫ن َقاُلوا َوالل ّهِ َرب َّنا َ‬ ‫م إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ن فِت ْن َت ُهُ ْ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫وقوله‪" :‬ث ّ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كانوا ي َْفَترو َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫م وَ َ‬ ‫سه ْ‬ ‫ف ك َذ َُبوا عََلى أن ُْف َ‬ ‫ان ْظ ُْر ك َي ْ َ‬
‫ن َلك ْ‬
‫م‬ ‫ما َيحِلفو َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫حل ُِفو َ‬ ‫ميعا ً فَي َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م الله َ‬ ‫م ي َب َْعثهُ ُ‬ ‫وكذلك قوله‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫م هُ ُ‬ ‫يٍء أل َ إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫سُبون أن ّهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫فهل يكون في حال آخر? كما قال ابن عباس في جواب ذلك في‬
‫رواية البخاري عنه لمن سَأله عن مثل ذلك? وهكذا قوله تعالى‪:‬‬
‫ْ‬ ‫"وَأ َقْب َ َ‬
‫عن‬ ‫م ت َأُتون ََنا َ‬ ‫م ك ُْنت ْ‬ ‫ن َقاُلوا إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ساءُلو َ‬ ‫م عََلى ب َْعض ي َت َ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬
‫طان‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م َْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل ََنا عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫من ِي ْ َ‬ ‫كوُنوا مؤ ِ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫مين َقاُلوا ب َ ْ‬ ‫الي َ ِ‬
‫م إ ِّنا‬‫ن فَأغوَْيناك ُ ْ‬ ‫ذائ ُِقو َ‬ ‫ل ربَنا إ ِّنا ل َ َ‬ ‫حقّ عَل َي َْنا قَوْ ُ‬ ‫طاِغين فَ َ‬ ‫وما ً َ‬ ‫م قَ ْ‬ ‫ل ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫بَ ْ‬
‫ل‬‫ك ن َْفعَ ُ‬ ‫ن " إّنا ك َذ َل ِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫شت َرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذاب ُ‬ ‫مئ ِذٍ في ال ْعَ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫غاِوين‪ ،‬فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫كّنا َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫م ل َ ِإل َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ذا ِقي َ‬ ‫كاُنوا إ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن‪ ،‬إ ِن ّهُ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫ق‬
‫حق َوصد َ‬ ‫جاَء ِبال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫جُنو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫عرٍ َ‬ ‫شا ِ‬ ‫كوا آل ِهَت َِنا ل ِ َ‬ ‫ن َأئّنا ل ََتارِ ُ‬ ‫وَي َُقوول َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬
‫ما ي َْنطُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫صادِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ذا الوعد إ ِ ْ‬ ‫مَتى ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َُقوُلو َ‬
‫ة وَل َ‬ ‫ْ‬
‫صي َ ً‬ ‫ن ت َوْ ِ‬ ‫طيًعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن‪ ،‬فَل َ ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫خذ ُهُ ْ‬ ‫حد َةً ت َأ ُ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫َ‬
‫ث إ َِلى‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫صورِ فَإ ِ َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫ن‪ ،‬وَن ُِف َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫ِإلى أهْل ِهِ ْ‬
‫ما وَعَد َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مْرقَدَِنا ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعَث ََنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪َ ،‬قاُلوا َيا وَي ْل ََنا َ‬ ‫سُلو َ‬ ‫َرب ًِهم ي َن ْ ِ‬
‫م‬‫ذا هُ ْ‬ ‫حد َةً فَإ ِ َ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ت إ ِل ّ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫سلو َ‬ ‫صد َقَ اْلمْر َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حم ُ‬ ‫الّر ْ‬
‫ن إ ِل ّ َ‬
‫ما‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫شْيئا ً وَل َ ت ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫م ل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬فال َْيو َ‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ميعٌ ل َد َي َْنا ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ت َْعملو َ‬ ‫كن ْت ُ ْ‬

‫‪361‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن فَأ ّ‬ ‫مئ ِذٍ ي َت ََفّرًقو َ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ن ك ََفروا‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن‪ ،‬وأ ّ‬ ‫حَبرو َ‬ ‫ضةٍ ي ْ‬ ‫م في َروْ َ‬ ‫ت فَهُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ملوا ال ّ‬ ‫وَعَ ِ‬
‫ن"‪ .‬وقال‬ ‫ضرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫بم ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ك في العَ َ‬ ‫خَرةِ َفأول َئ ِ َ‬ ‫وك ًذ ُّبوا ِبآَيات َِنا َولَقاِء ال ِ‬
‫مَرد ّ َله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م لَ َ‬ ‫ي ي َوْ ٌ‬ ‫ن َيأت ِ َ‬ ‫ن قَْبل أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دين ال َْقّيم ِ‬ ‫ك ِلل ّ‬ ‫جه َ َ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫تعالى‪" :‬فَأقِ ْ‬
‫صاِلحا ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ك ََفر فََعلي ْهِ ك ُْفُرهُ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫صد ّ ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َ ّ‬ ‫من الل ّهِ ي َوْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مَهدو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫َفلن ُْف ِ‬
‫ما ل َب ًِثوا غَي َْر‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ة يْق ِ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن ل ََقد ْ‬ ‫ليما َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫ن أوُتوا اْلعل ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن‪ ،‬وََقا َ‬ ‫كو َ‬ ‫كانوا ْ ُيؤفَ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ساعَةٍ ك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫م ك ُْنت ْ‬ ‫ث وَلك ِن ّك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫م الب َعْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫وم الب َْعث فَهَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب الله إ ِلى ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫م في ك َِتا ِ‬ ‫ل َب ِث ْت ُ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ست َعْت َُبو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫م وَل َ ه ْ‬ ‫موا معْذَِرت َهُ ْ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ ي َن َْفعُ ال ّ ِ‬ ‫ن فَي َوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫لء ِإياك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مل َئ ِك َةِ َأهؤ َ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬ ‫ميعا ً ثم ي َُقو ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َْعب ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫ن دونهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َولي َّنا ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن‪َ ،‬قاُلوا ُ‬ ‫كاُنوا ي َْعبدو َ‬ ‫َ‬
‫م ل ِب َْعض ن َْفعا ً وَل َ‬ ‫اْلج َ‬
‫ضك ُ ْ‬ ‫ك ب َعْ ُ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫م ل َ يَ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬فال ْي َوْ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫م ِبه ْ‬ ‫ن أك ْث َُرهُ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ب َِها ت ُك َذ ُّبو َ‬ ‫ب الّنارِ ال ِّتي ك ُْنت ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ذوُقوا عَ َ‬ ‫موا ُ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل لل ّ ِ‬ ‫ضّرا ً ون َُقو ُ‬ ‫َ‬
‫زي َوالد ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫وما ً ل َ ي َ ْ‬ ‫وا ي َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫خ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫س ات ُّقوا َرب ّك ُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أيَها الّنا ُ‬
‫حقّ فَل َ‬ ‫ن وَعْد َ الل ّهِ َ‬ ‫شْيئا ً إ ِ ّ‬ ‫ن َواِلده َ‬ ‫جازٍ عَ ْ‬ ‫موُْلود ٌ هوَ َ‬ ‫ن َولد وَل َ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫م ِبالل ّهِ ال ْغَُرور"‪.‬‬ ‫حَياةُ الد ّن َْيا وَل َ ي َغَّرن ّك ُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ت َغُّرن ّك ُ ُ‬
‫وم‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫خَرةِ ذ َل ِ َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف عَ َ‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫ك لي َ ً‬ ‫ن في ذ َل ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫م‬‫دود ي َوْ َ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫جل َ‬ ‫خُرهُ إ ِل ّ ل َ َ‬ ‫ما ن ُؤَ ّ‬ ‫شُهود ٌ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ي َوْ ٌ‬ ‫س وَذ َل ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه الّنا‬ ‫موعٌ ل َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫شُقوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫سِعيد ٌ فَأ ّ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫شِق ّ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫س إ ِل ب ِإ ِذ ْن ِهِ فَ ِ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫ت ل ت َكل ُ‬ ‫يأ ِ‬
‫ت‬
‫موا ُ‬ ‫س َ‬ ‫مت ال ّ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫شِهيقٌ َ‬ ‫م ِفيَها َزفيٌر وَ َ‬ ‫فَِفي الّنارِ ل َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫شاَء رب ّ َ‬ ‫َ‬
‫دوا‬ ‫سع ِ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫ريد ُ وَأ ّ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ك فَّعا ٌ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬ ‫والْر ُ‬
‫شاءَ َرب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫فَِفي ال ْ َ‬
‫ك‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬ ‫ت والر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫جن ّةِ َ‬
‫ذوٍذ"‪.‬‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫طاَء غَي َْر َ‬ ‫عَ َ‬
‫صوِر‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬ ‫ميَقاتا ً ي َوْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال َْف ْ‬ ‫وقال تعالى‪ِ" :‬إن ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫فَتأتو َ‬
‫ت‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫سي َّر ِ‬ ‫وابا ً و ُ‬ ‫ت أب َ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ماُء فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫واجا ً وَفُت ِ َ‬ ‫ن أفْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫حَقابا ً ل َ‬ ‫َ‬
‫ن فيَها أ ْ‬ ‫ن مآب َا ً لِبثي َ‬ ‫طاِغي َ‬ ‫صادا ً ِلل ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سَرابا ً إ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا‬ ‫م َ‬ ‫جَزاَء وَِفاقا ً إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ساقا ً َ‬ ‫ميما ً وغَ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫شَرابا ً إ ِل ّ َ‬ ‫ن ِفيها ب َْردا ً وَل َ َ‬ ‫ذوُقو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫حصي َْناهُ ك َِتابا ً‬ ‫َ‬ ‫ذابا ً وك ُ ّ‬ ‫سابا ً وَك َذ ُّبوا ِبآِيات َِنا ك ِ ّ‬
‫يء أ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫ل َ ي َْر ُ‬
‫دائ ِقَ وأ َعَْنابا ً‬ ‫ح َ‬ ‫مَفازا ً َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِللمت ِّقي َ‬ ‫ذاب َا َ إ ِ ّ‬ ‫م إ ِل ّ عَ َ‬ ‫زيد َك ُ ْ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫ذوُقوا فَل َ ْ‬ ‫فَ ُ‬

‫‪362‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جَزاءَ ِ‬ ‫ذابا ً َ‬ ‫ن ِفيَها ل َْغوا ً وَل َ ك ِ ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫كأسا ً دهاقا ً ل َ ي َ ْ‬
‫س َ‬ ‫ب أ َت َْرابا ً وَ َ‬ ‫واك ِ َ‬ ‫وك َ َ‬
‫حمن ل َ‬ ‫ما الّر ْ‬ ‫َ‬ ‫سابا ً َر ّ‬ ‫ك عَ َ‬ ‫رب ّ َ‬
‫ما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ت َوالْرض وَ َ‬ ‫سموا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫طاَء ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ة ل َ ي َت َك ًّلمو َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫م الّروح َوال ْ َ‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫طابا ً ي َوْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫خذ َ إ َِلى‬ ‫َ‬
‫شاَء ات ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ فَ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك ال ْي َوْ ُ‬ ‫وابا ً ذ َل ِ َ‬ ‫ص َ‬‫ل َ‬ ‫ن وََقا َ‬ ‫حم ُ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫أذِ َ‬
‫ربه مآبا ً إنا أ َ‬
‫داهُ‬ ‫ت يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قد ّ َ‬ ‫مْرُء َ‬ ‫م ي َْنطُر ال ْ َ‬ ‫ريب َا َ ي َوْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذاب‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ ِّ‬ ‫ّ ِ‬
‫ت ت َُراب َا ً‬ ‫كافُِر َيا ل َي ْت َِني ك ُن ْ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫وَي َُقو ُ‬
‫ت وإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫س كتتوَّر ْ‬ ‫م ُ‬ ‫شتت ْ‬‫حيم‪ِ :‬إذا ال ّ‬ ‫حمن الّر ِ‬ ‫سم الل ّهِ الّر ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ب ِ ْ‬

‫ذا‬ ‫شتتاُر عُط َّلتت ْ‬


‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ذا ال ْعِ َ‬
‫ت وَإ ِ َ‬
‫ستتيَر ْ‬ ‫جَبتتا ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا ال ِ‬ ‫م ان ْ َ‬
‫كتتد َّر ْ‬ ‫جتتو ُ‬
‫الن ّ ُ‬

‫ت وإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫جت ْ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا الّنفتتوش زوّ َ‬ ‫جَر ْ‬
‫حتتاُر ستتئ ّ‬ ‫ت وإ ِ َ‬
‫ذا الب ِ َ‬ ‫شتَر ْ‬
‫ح ِ‬
‫ش ُ‬ ‫ال ْوُ ُ‬
‫حتتو ُ‬

‫ماءُ‬
‫ست َ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ش تَر ْ‬
‫ف نُ ِ‬
‫ح ُ‬
‫صت ُ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ب قُت ِل َ ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫موُْءود َةُ سئ ِل َ ْ‬
‫ت بأيّ ذ َن ْ ٍ‬ ‫ال ْ َ‬

‫متتا‬
‫س َ‬
‫ت ن َْف ت ٌ‬
‫مت ْ‬
‫ت عَل ِ َ‬
‫ة أزلَف ت ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫جن ّت ُ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫س تعََر ْ‬
‫م ُ‬
‫حي ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫شط َ ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫كُ ِ‬

‫ت"‪.‬‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَر ْ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬

‫ذا‬ ‫ماءُ ان َْفط َتَر ْ‬


‫ت وإ ِ َ‬ ‫ست َ‬ ‫حيم‪ :‬إ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫سم الل ّهِ الّر ْ‬
‫حمن الّر ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ب ِ ْ‬

‫س‬
‫ت ن َْفتت ٌ‬
‫م ْ‬ ‫ذا ال ُْقُبوُر ب ُعْث َِر ْ‬
‫ت عَل ِ َ‬ ‫ذا ال ْب َ َ‬
‫حاُر ُفجَر ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ب ان ْت َث ََر ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كواك ِ ُ‬

‫خل ََقتت َ‬
‫ك‬ ‫ريم ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ك ال ْك َ ِ‬
‫ك ِبرب ّ َ‬
‫ما غَّر َ‬
‫ن َ‬
‫سا ُ‬
‫ت يا أي َّها ال ِن ْ َ‬ ‫ت وَأ َ ّ‬
‫خَر ْ‬ ‫م ْ‬
‫ما قد ّ َ‬
‫َ‬

‫ن‬
‫دين وَإ ِ ّ‬ ‫ل ت ُك َذ ُّبو َ‬
‫ن بالتت ّ‬ ‫شاء َرك َّبك ب َ ْ‬
‫ما َ‬
‫صوَرةٍ َ‬ ‫ك فَعَد َل َ َ‬
‫ك في أيّ ُ‬ ‫وا َ‬ ‫فَ َ‬
‫س ّ‬

‫ن الب ْتَراَر ل َِفتتي‬ ‫متتا ت َْفعَل ُتتو َ‬


‫ن إِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ي َعْل َ ُ‬
‫متتو َ‬ ‫ن ك َِراما ً َ‬
‫كاِتبي َ‬ ‫ظي َ‬ ‫م لَ َ‬
‫حافِ ِ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬

‫ن‬
‫م عَن َْها ب ََغائ ِِبي َ‬
‫ما هُ ْ‬
‫دين وَ َ‬ ‫صل َوْن ََها ي َوْ َ‬
‫م ال ّ‬ ‫حيم ي َ ْ‬ ‫جاَر ل َِفي َ‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ُْف ّ‬
‫ن َِعيم وَإ ِ ّ‬

‫‪363‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مل ِت ُ‬
‫ك‬ ‫م ل َ تَ ْ‬
‫دين ي َتوْ َ‬
‫م ال ت ّ‬
‫متتا ي َتوْ ُ‬ ‫متتا أد َْرا َ‬
‫ك َ‬ ‫م َ‬
‫م الدين ث ّ‬
‫ما ي َوْ ُ‬ ‫ما أدَرا َ‬
‫ك َ‬ ‫وَ َ‬

‫مئ ِذٍ ل ِّلتتتتتتت ِ‬ ‫َ‬


‫ه"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتْيئا ً َوال ْ‬
‫متتتتتتتُر ي َتتتتتتتتوْ َ‬ ‫س ل ِن َْفتتتتتتتس َ‬
‫ن َْفتتتتتتتت ٌ‬

‫ض‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا الْر ُ‬ ‫حّق ت ْ‬
‫ت ِلرب ّهَتتا وَ ُ‬
‫ت َوأذِن َت ْ‬ ‫ماءُ ان ْ َ‬
‫شّق ْ‬ ‫س َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬

‫ن إ ِن ّ َ‬
‫ك‬ ‫سا ُ‬
‫ت يا أي َّها الن ْ َ‬
‫حّق ْ‬
‫ت ل َِرب َّها وَ ُ‬ ‫ما ِفيَها وََتخل ّ ْ‬
‫ت وأذِن َ ْ‬ ‫ت وأل َْق ْ‬
‫ت َ‬ ‫مد ّ ْ‬
‫ُ‬

‫ف‬ ‫ه ب َِيمينتهِ فَ َ‬
‫س تو ْ َ‬ ‫ي ك ِت َتتاب َ ُ‬
‫ن أوتت َ‬
‫مت ْ‬
‫متتا َ‬ ‫دحا ً فَ ُ‬
‫مل َِقيهِ َفأ ّ‬ ‫ح إ َِلى َرب ّ َ‬
‫ك كَ ْ‬ ‫َ‬
‫كادِ ٌ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ن أوتت َ‬
‫مت ْ‬ ‫ستترورا ً َوأ ّ‬
‫متتا َ‬ ‫ب إ ِل َتتى أهلتهِ َ‬
‫م ْ‬ ‫سيرا ً وَي َن َْقل ِت ُ‬
‫سابا ً ي َ ِ‬
‫ح َ‬
‫ب ِ‬
‫س ُ‬
‫حا َ‬
‫يُ َ‬

‫س تِعيرا ً إ ِن ّت ُ‬
‫ه ك َتتا َ‬
‫ن فتتي‬ ‫صَلى َ‬
‫عوا ث ُُبورا ً وَي َ ْ‬
‫ف ي َد ْ ُ‬ ‫ه وََراءَ ظ َهْرِهِ فَ َ‬
‫سو ْ َ‬ ‫ك َِتاب َ ُ‬

‫صتتيرًا"‪.‬‬ ‫ه ك َتتا َ‬
‫ن ب ِتهِ ب َ ِ‬ ‫ن َر ب ّت ُ‬
‫حتتوَر َبلتتى إ ِ ّ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫ه ظَ ّ‬
‫نأ ْ‬ ‫أهْل ِهِ مسرورا ً إ ِن ّ ُ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ :‬أخبرنا عبد الله بتتن يحيتتى‬
‫وقد قال ا ِ‬

‫الصنعاني القاضي‪ ،‬أن عبد الرحمن بن يزيتتد الصتتنعاني أختتبره‪ :‬أنتته‬

‫سمع ابن عمر يقول‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬متتن‬

‫س‬
‫م ُ‬ ‫ذا ال ّ‬
‫شت ْ‬ ‫سره أن ينظر إلتتى يتتوم القيامتتة رأي عيتتن فليقتترأ"‪" :‬إ ِ َ‬
‫ّ‬

‫ت" وأحستتب أنتته‬ ‫ماءُ ان ْ َ‬


‫ش تّق ْ‬ ‫ست َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ماءُ انَفط َتَر ْ‬
‫ت وإ ِ َ‬ ‫ست َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ك ُوَّر ْ‬
‫ت وإ ِ َ‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتورة هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتود‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن عباس العنبري‪ ،‬عتتن عبتتد التترزاق بتته‪ ،‬ثتتم‬

‫‪364‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواه أحمد‪ ،‬عن إبراهيم بن خالد‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن بحتتر‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن يزيد من أهل صنعاء‪ ،‬وكان أعلم بتتالحلل والحتترام متتن‬

‫وهتتتتتب بتتتتتن منبتتتتته‪ ،‬عتتتتتن ابتتتتتن عمتتتتتر فتتتتتذكر نحتتتتتوه‪.‬‬

‫وفي الحديث الخر‪" :‬شيبتني هود وأخواتها"‪ .‬واليات في هذا كثيرة‬

‫جتتتتتتتتدا ً فتتتتتتتتي أكتتتتتتتتثر ستتتتتتتتور القتتتتتتتترآن العظيتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكرنا في كتابنا التفسير ما عند كل آية من هذه اليتتات الدالتتة‬

‫على صفة يوم القيامة من الحديث واليات المفسرة لتتذلك‪ ،‬ونحتتن‬

‫نورد هاهنا ما يسره الله تعتتالى بحتتول اللتته وقتتوته وعتتونه وحستتن‬

‫توفيقه‪.‬‬

‫لحاديث واليات الدالة على َأهوال يوم القيامة‬


‫ذكر ا َ‬

‫وما يكون فيها من المور الكبار‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد الملتتك‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الرحمتتن‬


‫قال ا ِ‬

‫بن أبي الصهباء‪ ،‬حدثنا نتتافع أبتتو غتتالب البتتاهلي‪ ،‬حتتدثني أنتتس بتتن‬

‫مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال‪ :‬رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يبعتتث النتتاس‬

‫يتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتة والستتتتتتتتتماء تطتتتتتتتتتش عليهتتتتتتتتتم"‪.‬‬


‫‪365‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫انفرد به أحمد وإسناده لبأس بتته‪ ،‬وفتتي معنتتى قتتوله عليتته الصتتلة‬

‫والستتملم تطتتش عليهتتم احتمتتالن‪ ،‬أحتتدهما‪ :‬أن يكتتون ذلتتك متتن‬

‫المطر يقال أصابهم طش من مطر وهو الخفيف منتته‪ ،‬والثتتاني‪ :‬أن‬

‫يكتتتتتتون ذلتتتتتتك متتتتتتن شتتتتتتدة الحتتتتتتر‪ ،‬واللتتتتتته أعلتتتتتتم‪.‬‬

‫م‬
‫ظيم ي َوْ َ‬
‫وم عَ ِ‬ ‫مب ُْعوُثو َ‬
‫ن ل ِي َ ْ‬ ‫م َ‬
‫ك أن ّهُ ْ‬ ‫وقد قال الله تعالى‪" :‬أل َ ي َظ ُ ّ‬
‫ن أولئ ِ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ب ال ْعَتتتتتتتتتتتتتتال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫س لتتتتتتتتتتتتتتَر ّ‬
‫م الن ّتتتتتتتتتتتتتتا ُ‬
‫ي َُقتتتتتتتتتتتتتتو ُ‬

‫وقد ثبت في الصحيح أنهم يقومون في الرشح إلى أنصاف آذانهتتم‪،‬‬

‫وفي الحديث الخر أنهم يتفاوتون فتتي ذلتتك بحستتب أعمتتالهم كمتتا‬

‫تقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدم‪.‬‬

‫وفي حديث الشفاعة كما سيأتي‪" :‬إن الشمس تدنو من العباد يتتوم‬

‫القيامة فتكون منهم على مسافة ميل‪ ،‬فعند ذلك يعرفتتون بحستتب‬

‫العمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن محمد‪ ،‬عتتن‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫ثور‪ :‬عن أبي الغيث‪ ،‬عنأبي هريرة أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬إن العرق يوم القيامة ليذهب في الرض سبعين عامًا‪،‬‬

‫‪366‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإنتتتتته ليبلتتتتتغ إلتتتتتى أفتتتتتواه النتتتتتاس أو إلتتتتتى آذانهتتتتتم"‪.‬‬

‫شك ثور أيهما قال‪ ،‬وكذا رواه مسلم‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬وأخرجه البختتاري‪،‬‬

‫عن عبد العزيز بن عبد الّله‪ ،‬عن سليمان بن بلل‪ ،‬عن ثور بن زيتتد‪،‬‬

‫عن سالم بن الغيث‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا الضتتحاك بتتن مخلتتد‪،‬‬


‫عليه وسلم مثله‪ .‬وقد قال ا ِ‬

‫عتتن عبتتد الحميتتد بتتن جعفتتر‪ ،‬حتتدثني أبتتي‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن عميتتر‬

‫النصاري‪ ،‬قال‪ :‬جلست إلى عبد اللتته بتتن عمتتر وأبتتي ستتعيد فقتتال‬

‫أحدهما لصاحبه‪ :‬أي شيء سمعته من رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يذكر أنه يبلغ العرق من الناس يتتوم القيامتتة فقتتال أحتتدهما‪:‬‬

‫إلى شحمته‪ ،‬وقال الخر‪ :‬يلجمه‪ ،‬فخط ابن عمر وأشتتار أبتتو ستتعيد‬

‫بأصبعه‪ :‬من شحمة أذنه إلى فيتته‪ ،‬فقتتال‪ :‬متتا أدري ذلتتك ِإل ستتواء‪.‬‬

‫تفتتتتتتتترد بتتتتتتتته أحمتتتتتتتتد وإستتتتتتتتناده جيتتتتتتتتد قتتتتتتتتوي‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الحسن بتتن عيستتى‪ ،‬أخبرنتتا ابتتن‬

‫المبارك‪ ،‬أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ ،‬حدثني ستتليمان بتتن‬

‫عامر‪ ،‬قال‪ :‬حدثني المقداد بن السود‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫‪367‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إذا كان يتتوم القيامتتة أدنيتتت الشتتمس متتن‬

‫العبتتتتتتتاد حتتتتتتتتى تكتتتتتتتون قتتتتتتتدر ميتتتتتتتل أو ميليتتتتتتتن"‪.‬‬

‫قال سليم‪ :‬ل أدري أي الميليتتن? أمستتافة الرض? أم الميتتل التتذي‬

‫تكحل به العين? قال‪ :‬قال فتغمرهم الشمس فيكونون فتتي العتترق‬

‫بقدر أعمالهم‪ ،‬فمنهتتم متن يأختذه العتترق إلتى عقتتبيه‪ ،‬ومنهتم متتن‬

‫يأخذه إلى ركبتيه‪ ،‬ومنهم من يأخذه إلى حقويه‪ ،‬ومنهم متتن يلجمتته‬

‫إلجامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلتتى فيتته‬

‫قال‪" :‬يلجمه إلجامًا"‪ .‬وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن سويد بتتن نصتتر عتتن‬

‫ابن المبارك وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وأخرجه مستتلم‪ ،‬عتتن الحكتتم بتتن‬

‫موستتتى‪ ،‬عتتتن يحيتتتى بتتتن حمتتتزة‪ ،‬عتتتن أبتتتي جتتتابر نحتتتوه‪.‬‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬عن مالك بن مغول‪ ،‬عن عبيتتد اللتته بتتن العتترار‪،‬‬

‫قال‪ِ" :‬إن القدام يوم القيامة مثل النبل في القرن‪ ،‬والسعيد التتذي‬

‫يجد لقدميه موضعا ً يضعهما وإن الشمس لتدني من رؤوسهم حتتتى‬

‫يكون بينها وبين رؤوسهم إما قال ميتتل أو ميلن‪ ،‬ويتتزاد فتتي حرهتتا‬

‫‪368‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعة وتستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعين ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعفًا"‪.‬‬

‫وقال الوليد بن مسلم‪ :‬عن أبي بكر بن سعيد عن مغيث بتن ستمي‬

‫قال‪" :‬تركد الشمس فوق رؤوسهم على أذرع وتفتتتح أبتتواب جهنتتم‬

‫فتهب عليهم رياحها وسمومها‪ ،‬وتجري عليهتتم نفحاتهتتا حتتتى تجتتري‬

‫النهار من عرقهم‪ ،‬أنتن من الجيتتف والصتتائمون فتتي خيتتامهم فتتي‬

‫ظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترش‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر التتبزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن منصتتور الطوستتي‪،‬‬

‫حدثنا عبد الوهاب بن عطاء‪ ،‬حتتدثنا الفضتتل بتتن عيستتى الرقاشتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال‪ :‬قال رسول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن العرق ليلزم المرء فتتي الموقتتف حتتتى يقتتول‪ :‬يتتا‬

‫ي مما أجد وهو يعلم ما فيها من‬


‫رب إرسالك بي إلى النار أهون عل ّ‬

‫شدة العذاب"‪ .‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫بعض من سيستظلون بظل الّله يوم القيامة‬

‫وقد ثبت في الصحيح من حديث أبتتي هريتترة عتتن أبتتي هريتترة أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬سبعة يظلهم الله في ظله‬
‫‪369‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يوم ل ظل إل ظله‪ ،‬وفي رواية ِإل ظل عرشه‪ ،‬إمام عتتادل‪ ،‬وشتتاب‬

‫نشأ في طاعة الله عز وجل‪ ،‬ورجل قلبه معلق بالمسجد‪ ،‬إذا ختترج‬

‫منه حتى يعود إليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصتتب وجمتتال فقتتال‪:‬‬

‫إني أخاف الله‪ ،‬واثنان تحابا فتتي اللتته‪ ،‬اجتمعتتا علتتى ذلتتك‪ ،‬وتفرقتتا‬

‫على ذلك‪ ،‬ورجل تصدق بصتتدقة فأخفاهتتا حتتتى ل تعلتتم شتتماله متتا‬

‫أنفقت يمينه"‪.‬‬

‫السابقون إلى ظل الّله يوم القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن ويحيى بن إسحاق قال‪ :‬حتتدثنا ابتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫لهيعة‪ :‬قال‪ :‬حدثنا خالد بن أبي عمران‪ ،‬عن القاستتم‪ ،‬عتتن عائشتتة‪،‬‬

‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أتدرون متتن الستتابقون‬

‫إلى ظل الله يوم القيامة قالوا‪ :‬الله ورسوله أعلم‪ :‬قال‪ :‬التتذين إذا‬

‫أعطوا الحق قبلتتوه‪ ،‬وإذا ستتألوه بتتذلوه‪ ،‬وحكمتتوا للنتتاس كحكمهتتم‬

‫لنفستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهم"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد وإسناده فيه ابن لهيعة‪ ،‬وقد تكلموا فيه‪ ،‬وشيخه ليس‬

‫بالشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهور‪.‬‬
‫‪370‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هذا كله والناس موقوفتتون فتتي مقتتام ضتتنك ضتتيق‪ ،‬حتترج‪ ،‬شتتديد‪،‬‬

‫صعب‪ِ ،‬إل على من يسره الله عليه‪ ،‬فنسأل الله العظيم‪ ،‬أن يهتتون‬

‫م فَل َ ْ‬
‫م ن َُغادْر‬ ‫ح َ‬
‫شْرَناهُ ْ‬ ‫علينا ذلك‪ ،‬وأن يوسع علينا‪ ،‬قال الله تعالى‪" :‬وَ َ‬

‫حدًا"‪.‬وقال ا ِ‬
‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا يزيتتد‪ ،‬حتتدثنا الصتتبغ هتتو ابتتن‬ ‫مأ َ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬

‫يزيد‪ ،‬عن ثور بن يزيد‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬حدثني زمعتتة‪ :‬هتتو ابتتن‬

‫عمرو الحرسي الشامي‪ ،‬قال‪ :‬سألت عاْئشة فقلت ما كتتان رستتول‬

‫الله صلى اللته عليته وستلم يقتتول‪ :‬إذا قتام متتن الليتل? وبتم كتان‬

‫يستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتفتح?‪.‬‬

‫فقالت‪ :‬كان يكبر عشر ويحمد عشرا ً ويهلل عشرا ً ويستغفر عشتترا ً‬

‫أو يقتتتتتتول‪" :‬اللهتتتتتتم اغفتتتتتتر لتتتتتتي واهتتتتتتدني وارزقنتتتتتتي"‪.‬‬

‫ويقتتتول‪ :‬اللهتتتم إنتتتي أعتتتوذ بتتتك متتتن الضتتتيق يتتتوم القيامتتتة"‪.‬‬

‫وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن أبي داود الحراني عن يزيد‬

‫ابن هارون بإسناد مثله وعنده‪" :‬متتن ضتتيق المقتتام يتتوم القيامتتة"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني محمد بن قدامة‪ ،‬حدثني يعقوب‬

‫بن سلمة الحمر‪ ،‬سمعت ابتتن الستتماك يقتتول‪ :‬ستتمعت أبتتا واعتتظ‬

‫‪371‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الزاهد يقول‪" :‬يخرجون متتن قبتتورهم فيبقتتون فتتي الظلمتتات ألتتف‬

‫عام‪ ،‬والرض يومئذ دكاء‪ ،‬إن أسعد الناس يومئذ متتن وجتتد لقتتدميه‬

‫موضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعًا"‪.‬‬

‫وقال‪ :‬حدثني هارون بن سفيان‪ :‬أخبرنا ابتتن نفيتتل‪ ،‬عتتن النضتتر بتتن‬

‫عربي‪ ،‬قال‪ :‬بلغني أن الناس إذا خرجوا من قبورهم‪ ،‬كان شتتعارهم‬

‫ل إلتته ِإل اللتته‪ ،‬وكتتانت أول كلمتتة يقولهتتا برهتتم وفتتاجرهم‪ :‬ربنتتا‬

‫ارحمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وحدثنا حمزة بن العباس‪ :‬أخبرنا عبد اللتته بتتن عثمتتان‪ ،‬أخبرنتتا ابتتن‬

‫المبارك‪ ،‬أخبرنتتا ستتفيان‪ :‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬قتتال‪ :‬بلغنتتي أن النتتاس‬

‫يحشتترون هكتتذا ونكتتس رأستته‪ ،‬ووضتتع يتتده اليمنتتى علتتى كتتوعه‬

‫اليستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى"‪.‬‬

‫وحدثني عصمة بن الفضل‪ :‬حدثني يحيى بن يحيى‪ ،‬عن المعتمر بتتن‬

‫سليمان‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬ستتمعت الشتتامي قتتال‪ :‬يخرجتتون متتن قبتتورهم‬

‫م ال ْي َتوْ َ‬
‫م وَل َ‬ ‫ف عَل َي ْك ُت ُ‬ ‫عَبادي ل َ َ‬
‫خو ْ ٌ‬ ‫وكلهم مذعورون فينادي مناد‪َ" :‬يا ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫حَزُنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫م تَ ْ‬
‫أن ُْتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫‪372‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫مُنوا بآياتنتتا وَك َتتاُنوا ُ‬
‫مس تل ِ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫فيطمع فيها الخلق‪ ،‬فيتبعها‪" :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫لسلم‪.‬‬
‫فييأس منها الخلق غير ا ِ‬

‫بشارة نبوية عظيمة للمؤمنين‬

‫وروي من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابتتن‬

‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ليس على أهل‬

‫ل إله ِإل الله وحشة في قبورهم‪ ،‬ول يوم نشورهم‪ ،‬وكتتأني بأهتتل ل‬

‫إله ِإل الله ينفضون التراب عن رؤوسهم‪ ،‬ويقولون‪ :‬الحمد لله الذي‬

‫أذهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزن"‪.‬‬

‫قلتتتتتتتت‪ :‬ولتتتتتتته شتتتتتتتاهد متتتتتتتن القتتتتتتترآن العظيتتتتتتتم‪.‬‬

‫ستَنى أول َئ ِ َ‬
‫ك عَن َْهتا‬ ‫مّنتا ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ت ل َُهت ْ‬
‫م ِ‬ ‫ستب ََق ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن اّلت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال الله تعتالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن‬
‫خالتتدو َ‬
‫م َ‬
‫ت أن ُْفسهُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬
‫شت َهَ ْ‬ ‫م في َ‬
‫سَها وَهُ ْ‬
‫سي َ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫مُعو َ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬
‫س َ‬ ‫مب َْعدو َ‬
‫ُ‬

‫م‬ ‫م ال ّت ِ‬
‫ذي ك ُن ْت ُت ْ‬ ‫ومك ُ‬ ‫ة هت َ‬
‫ذا ي َت ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مل َئ ِك َت ُ‬ ‫م ال َْفَزعُ الك ْب َُر وَت َت َل َّقتتاهُ ُ‬ ‫ل َ يَ ْ‬
‫حُزن ُهُ ْ‬

‫متا َ َبت َ‬
‫دأَنا أوّ َ‬
‫ل‬ ‫ب كَ َ‬ ‫جل ل ِل ْ ُ‬
‫كتت ِ‬ ‫ست ِ‬ ‫ماء ك َ َ‬
‫طتي ال ّ‬ ‫ست َ‬
‫وي ال ّ‬ ‫م نَ ْ‬
‫طت ِ‬ ‫ُتوعدون ي َوْ َ‬

‫عتتتتتتدا ً عَل َي َْنتتتتتتا إ ِّنتتتتتتا كّنتتتتتتا َفتتتتتتا ِ‬


‫عِلين"‪.‬‬ ‫خْلتتتتتتق ن ُِعيتتتتتتدهُ وَ ْ‬
‫َ‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا أبو حفص الصتتفار‪ ،‬حتتدثنا جعفتتر‬
‫‪373‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن سليمان‪ ،‬أخبرنا إبراهيم بن عيسى اليشكري‪ :‬بلغنتتا أن المتتؤمن‬

‫إذا بعتتث متتن قتتبره‪ ،‬تلقتتاه ملكتتان‪ ،‬متتع أحتتدهما ديباجتتة فيهتتا بتترد‬

‫ومسك‪ ،‬ومع الخر كوب من أكواب الجنة‪ ،‬فيته شتتراب‪ ،‬فتإذا خترج‬

‫ب لته الختر شتتربة‬


‫من قبره خلط البرد بالمسك‪ ،‬فرشه عليه‪ ،‬وصت ّ‬

‫فيتناوله إياها‪ ،‬فيشربها‪ ،‬فل يظمأ بعدها أبدًا‪ ،‬حتى يدخل الجنة‪ ،‬فأما‬

‫ن‬
‫متت ْ‬
‫الشقياء والعياذ بالله تعالى فقد قال الله تعالى في شأنهم‪" :‬وَ َ‬

‫م‬
‫ن وإ ِن ّهُت ْ‬
‫ريت ٌ‬ ‫طانا ً فَهُتتو ل َت ُ‬
‫ه قَ ِ‬ ‫شتي ْ َ‬ ‫ض ل َت ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن ذِك ْترِ الّر ْ‬
‫حمتتن ن َُقي ّت ْ‬ ‫ش عَت ْ‬
‫ي َعْ ُ‬

‫جاَءَنا َقا َ‬
‫ل َيا‬ ‫حّتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫مهْت َ ُ‬
‫م ُ‬
‫ن أن ّهُ ْ‬
‫سُبو َ‬
‫ح َ‬
‫سِبيل وَي َ ْ‬
‫عن ال ّ‬
‫م َ‬
‫دون َهُ ْ‬
‫ص ّ‬
‫لي َ ُ‬

‫م ال َْيتتوْ َ‬
‫م إ ِذ ْ‬ ‫ن وَل َ ْ‬
‫ن ي َن َْفعَك ُ ُ‬ ‫س ال َْق ِ‬
‫ري ُ‬ ‫ك ب ُعْد َ اْلم ْ‬
‫شرِقَْين فَب ِئ ْ َ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ت ْبيني وَب َي ْن َ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتترِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م فتتتتتتتتتي ال َْعتتتتتتتتت َ‬ ‫ظ َل َمتتتتتتتتتت َ‬
‫كو َ‬ ‫ب ُ‬
‫ذا ِ‬ ‫م أّنكتتتتتتتتت ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬

‫وذكرنا في التفسير‪ :‬أن الكافر إذا قام من قبره أخذ بيده شتتيطانه‪،‬‬

‫ت‬
‫جتتاَء ْ‬
‫فيلزمه ول يفارقه حتى يرمى بهما إلى النار‪ ،‬وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬

‫د"‪.‬أي ملك يسوقه إلى المحشتتر‪ ،‬وآختتر‬ ‫سائ ِقٌ وَ َ‬


‫شِهي ٌ‬ ‫معََها َ‬ ‫ك ّ‬
‫ل ن َْفس َ‬

‫يشهد عليه بأعماله‪ ،‬وهذا عام فتتي البتترار والفجتتار‪ ،‬وكتتل بحستتبه‪،‬‬

‫ك‬ ‫لنستتان "فَك َ َ‬


‫شتْفَنا عَن ْت َ‬ ‫ن هت َ‬
‫ذا" يعنتتي أيهتتا ا ِ‬ ‫ت في غَْفل َةٍ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫"ل ََقد ْ كن ْ َ‬

‫‪374‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متتا‬ ‫ه هت َ‬
‫ذا َ‬ ‫ل قَ ِ‬
‫رين ُت ُ‬ ‫د" أي نافذ قتتوي‪" .‬وقَتتا َ‬
‫دي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫م َ‬ ‫ك فََبصر َ‬
‫ك الي َوْ َ‬ ‫ِغ َ‬
‫طاَء َ‬

‫ل َد َيّ عَِتي ٌ‬
‫د" أي هذا الذي جئت به هتو التذي وكلتت بته‪ ،‬فيقتول اللته‬

‫ر‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫خ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫تاع‬


‫ت‬ ‫ن‬‫م‬ ‫د‬‫ني‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫فا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫في‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫تعالى للسائق والشهيد‪" :‬أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫ديدِ‬ ‫ب ال ّ‬
‫ش ِ‬ ‫خَر َفأل ِْقَياهُ في ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫معَ الل ّهِ ِإلهَا ً آ َ‬ ‫جع َ َ‬
‫ل َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ري ٍ‬
‫م ِ‬
‫معْت َدٍ ُ‬
‫ُ‬

‫موا‬
‫ص ُ‬ ‫ل ل َ تَ ْ‬
‫خت َ ِ‬ ‫ضل َ ٍ‬
‫ل َبعيدٍ َقا َ‬ ‫ن في َ‬
‫كا َ‬ ‫ه وَل َك ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ما أط ْغَي ْت ُ ُ‬
‫ه َرب َّنا َ‬ ‫ل قَ ِ‬
‫رين ُ ُ‬ ‫َقا َ‬

‫متتا أ َن َتتا ِبظ ّ‬


‫لم‬ ‫ل ل َتد َيّ وَ َ‬
‫ل ال َْقتوْ ُ‬
‫ما ي ُب َتد ّ ُ‬ ‫م ِبال ْوَ ِ‬
‫عيدِ َ‬ ‫ت إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل َد َيّ وَقَد ْ قد ّ ْ‬
‫م ُ‬

‫د"‪.‬‬
‫زي ٍ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ل هَ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ت وَت َُقو ُ‬
‫مَتل ِ‬
‫هل ا ْ‬
‫م َ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ل لِ َ‬ ‫ل ِل ْعَِبيدِ ي َوْ َ‬
‫م ن َُقو ُ‬

‫بعض جزاء المتكبرين يوم القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬عن ابتتن عجلن‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثتتال التتذر‪ ،‬فتتي صتتور‬

‫الناس‪ ،‬يعلوهم كل شيء من الصغار‪ ،‬حتى يدخلوا سجنا ً من جهنتتم‬

‫لستتار‪ ،‬فيستتقون متتن طينتتة الخبتتال‪،‬‬


‫يقال له مويس‪ ،‬فتعلوهم نار ا ِ‬

‫عصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارة أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي والنسائي جميعًا‪ ،‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عتتن عبتتد اللته‬
‫‪375‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بتتن المبتتارك‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عجلن بتته‪ ،‬قتتال الترمتتذي‪ :‬حستتن‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا محمد بن عثمان العقيلي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بن راشد‪ ،‬عن محمتتد بتتن عمتترو‪ ،‬عتتن أبتتي ستتلمة عتتن أبتتي‬

‫هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يحشتتر‬

‫المتكتتتتتبرون فتتتتتي صتتتتتور متتتتتن التتتتتذر يتتتتتوم القيامتتتتتة"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬تفّرد به محمد بن عثمان‪ ،‬عن شيخه الجشمي‪ ،‬حدثنا يحيى‬

‫بن سعيد‪ :‬عن هشام‪ ،‬أخبرنا قتادة‪ ،‬عتتن الحستتن‪ ،‬عتتن عمتتران بتتن‬

‫حصتتين‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم كتتان فتتي بعتتض‬

‫أسفاره‪ ،‬وقد تقارب بين أصحابه السير‪ ،‬فرفع بهاتين اليتين صوته‪:‬‬

‫م‬
‫ظيتتم "ي َتوْ َ‬
‫يءٌ عَ ِ‬ ‫ستتاعَةِ َ‬
‫شت ْ‬ ‫ن َزل َْزَلت َ‬
‫ة ال ّ‬ ‫س ات ُّقتتوا َرب ّك ُت ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫"يا أي َّها الن ّتتا ُ‬

‫مل َهَتتا‬
‫ح ْ‬
‫متتل َ‬
‫ح ْ‬
‫ت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ضعُ ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫ت وَت َ َ‬
‫ضعَ ْ‬
‫ما أْر َ‬
‫ضعَةٍ عَ ّ‬
‫مْر ِ‬ ‫ل كُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ت ََروْن ََها ت َذ ْهَ ُ‬

‫ديد"‪.‬‬ ‫ب الل ّتهِ َ‬


‫شت ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫كاَرى وَل َك ِت ّ‬
‫ن عَت َ‬ ‫ست َ‬
‫م بِ ُ‬
‫ما هُ ْ‬ ‫س َ‬
‫كاَرى وَ َ‬ ‫س ُ‬
‫وَت ََرى الّنا َ‬

‫فلما سمع ذلك أصحابه‪ ،‬حثوا المطي وعلموا أنه عنتتد قتتول يقتتوله‪،‬‬

‫فلما باتوا حوله قال أتدرون أي يوم ذاك? يوم ينادي آدم‪ :‬يناديه ربه‬

‫يقول‪ :‬يا آدم‪ :‬ابعث بعث النار قال‪ :‬يتتا رب‪ :‬ومتتا بعتتث النتتار? قتتال‪:‬‬

‫‪376‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلتتى الجنتتة‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأبلس أصحابه ما ترى لحدهم سن ضاحكة‪ ،‬فلمتتا رأى ذلتتك‪،‬‬

‫قال‪ :‬اعلموا وأبشروا‪ ،‬فوالذي نفس محمد بيده‪ ،‬إنكم لمع خليقتتتين‬

‫ما كانتا مع شيء قط إل كثرتاه‪ ،‬يأجوج ومأجوج‪ ،‬ومن هلك من بني‬

‫آدم ومن بني إبليس‪ ،‬قال‪ :‬فسري عنهم ثم قال‪ :‬اعلمتتوا وابشتتروا‪،‬‬

‫فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس ِإل كالشامة فتتي جنتتب‬

‫البعيتتتتتتتتتتتتر والرقمتتتتتتتتتتتتة فتتتتتتتتتتتتي ذراع الدابتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقد رواه الترمذي والنسائي جميعًا‪ ،‬عن محمد بن بشار بندار‪ ،‬عتتن‬

‫يحيتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتعيد القطتتتتتتتتتتتان بتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫فصل‬

‫فإذا قام الناس من قبورهم‪ ،‬وجدوا الرض على غيتتر صتتفة الرض‬

‫التتتي فارقوهتا قتتد دكتتت جبالهتتا‪ ،‬و زالتت قللهتتا وتغيتترت أحوالهتتا‪،‬‬

‫وانقطعت أنهارهتا‪ ،‬و بتتارت أشتتجارها‪ ،‬وستجرت بحارهتا‪ ،‬وتستتاوت‬

‫مهادهتتا ورباهتتا‪ ،‬وخربتتت متتدائنها وقراهتتا‪ ،‬وقتتد زلزلتتت زلزالهتتا‪،‬‬


‫‪377‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لنسان ما لها‪ ،‬وكذلك السموات‪ ،‬ونواحيها‪،‬‬


‫وأخرجت أثقالها‪ ،‬وقال ا ِ‬

‫قتد تشتققت‪ ،‬وأرجاؤهتا قتد تفطترت‪ ،‬والملئكتة علتى أرجائهتا قتد‬

‫أحدقت وشمسها وقمرها مكستتوفان‪ ،‬بتتل مخستتوفان وفتتي مكتتان‬

‫واحد مجموعان‪ ،‬ثتتم يكتتوران بعتتد ذلتتك‪ ،‬ثتتم يلقيتتان كمتتا جتتاء فتتي‬

‫الحتتتديث التتتذي ستتتنورده فتتتي النيتتتران كأنهمتتتا ثتتتوران عقتتترا‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن عياش‪ :‬قال ابتتن عبتتاس‪ :‬يخرجتتون فينظتترون إلتتى‬

‫الرض فيرونها غير الرض التي عهدوا‪ ،‬وإلتتى النتتاس فيرونهتتم غيتتر‬

‫الناس الذين عهدوا‪ ،‬ثم تمثل ابن عباس يقول الشاعر‪:‬‬

‫ول الدار بالدار التي كنت‬ ‫فما الناس بالناس الذين‬


‫أعرف‬ ‫عهدتتهتم‬
‫ض غَي َْر الْرض‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫م ت ُب َد ّ ُ‬
‫وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ت‬‫شّق ِ‬ ‫ذا ان ْ َ‬‫حدِ ال َْقّهاِر"‪.‬وقال تعالى‪" :‬فَإ ِ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ت وَب ََرُزوا ل ِل ّهٍ ال ْ َ‬ ‫سموا ُ‬ ‫َوال ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما تك َذ َّبا ِ‬ ‫ن َفبأيّ آل َِء َربك ُ َ‬ ‫ها َ‬ ‫كالد َ‬ ‫ت وَْردةً َ‬ ‫ماُء فَ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫مئ ِذِ‬‫ي ي َوْ َ‬‫ماُء فَهِ َ‬ ‫س َ‬‫ت ال ّ‬ ‫شّق ِ‬ ‫ة َوان ْ َ‬ ‫واقِعَ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫مئ ِذٍ وَقَعَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَي َوْ َ‬
‫ة‬ ‫مِئذ ث َ َ‬
‫مان ِي َ ٌ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ك فَوْقَهُ ْ‬ ‫ش َرب ّ َ‬ ‫ل عَْر َ‬ ‫م ُ‬‫ح ِ‬ ‫جائ َِها وَي َ ْ‬ ‫ك عََلى أْر َ‬ ‫مل َ ُ‬‫ة َوال ْ َ‬
‫َواهِي َ ٌ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫خافِي َ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫خَفى ِ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫ضو َ‬ ‫مِئذ ت ُعَْر ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫كدَر ْ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫جو ُ‬ ‫ذا الن ّ ُ‬ ‫ت وإ ِ َ‬ ‫س ك ُوَّر ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬‫ذا ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫شَر ْ‬ ‫ب ان ْت َ َ‬ ‫واك ِ ُ‬‫ذا ال ْك َ َ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ماُء ان َْفط ََر ْ‬ ‫س َ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫وقال‪" :‬إ ِ َ‬
‫وثبت في الصحيح‪ ،‬من حديث أم حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يحشر الناس يوم القيامة على‬
‫أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لحد"‪.‬‬
‫وقال محمد بن قيس‪ :‬وسعيد بن جبير‪" :‬إنه تبدل الرض خبزة‬

‫‪378‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بيضاء‪ ،‬يأكل منها المؤمن من تحت قدميه"‪.‬‬


‫وقال العمش‪ :‬عن خيثمة عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪" :‬الرض كلها يوم‬
‫القيامة نار‪ ،‬والجنة من ورائها‪ ،‬ترى كواعبها‪ ،‬وأكوابها‪ ،‬ويلجمهم‬
‫العرق‪ ،‬ويبلغ أفواههم‪ ،‬ولم يبلغوا الحساب"‪.‬‬
‫وكذا رواه العمش‪ ،‬عن المنهال بن‪ .‬قيس بن سليمان‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود فذكره وقال اسرائيل‪ ،‬وشعبة‪ :‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن عمرو‬
‫ض"‪.‬‬‫ض غَي َْر الْر َ‬ ‫م ت ُب َد ّ ُ‬
‫ل الر َ‬ ‫بن ميمون‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪" :‬ي َوْ َ‬
‫قال‪ :‬أرض كالفضة‪ ،‬نقية لم يسفك عليها دم‪ ،‬ولم تعمل فيها‬
‫خطيئة‪ ،‬يضمهم المحشر‪ ،‬ويناديهم الداعي‪ ،‬حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬كما‬
‫خلقوا‪ ،‬أراه قال‪ :‬قياما ً حتى يلجمهم العرق‪ ،‬وقد قال المام أحمد‪:‬‬
‫حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضل‪ ،‬قال‪ :‬قال الحسن‪ :‬قالت‬
‫عاْئشة‪ :‬يا رسول الله‪" :‬يوم تبدل الرض غير الرض والسموات"‪.‬‬
‫أين الناس? قال‪" :‬إن هذا الشيء ما سألني عنه أحد من أمتي‬
‫قبلك‪ ،‬الناس على الصراط"‪.‬‬
‫تفّرد به أحمد‪ ،‬ورواه أبو بكر بن أبي الدنيا‪ ،‬أخبرنا علي بن الجعد‪،‬‬
‫أخبرنا القاسم بن الفضل‪ :‬سمعت الحسن قال‪ :‬قالت عائشة‪:‬‬
‫فذكره ورواه قتادة‪ ،‬عن حسان بن بلل المزني‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬بمثل‬
‫هذا سواء‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا عبيد الله بن جرير العتكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫محمد بن بكار الصيرفي‪ ،‬أخبرنا الفضل بن معروف القطيعي‪،‬‬
‫أخبرنا بشر بن حرب‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬بينما‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم واضع رأسه في حجري بكيت‪ ،‬فرفع‬
‫رأسه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أبكاك قلت‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ :‬ذكرت قول الله عز‬
‫وجل‪" :‬يوم تبدل الرض غير الرض والسموات وبرزوا لّله الواحد‬
‫القهار"‪ .‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬الناس يومئذ على‬
‫جسر جهنم والملئكة وقوف تقول‪ :‬رب سلم‪ :‬رب سلم‪ :‬فمن بين‬
‫زال وزالة"‪ .‬هذا حديث غريب من هذا الوجه لم يخرجه أحد من‬
‫الستة‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عدي‪ ،‬عن داود‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الشعبي‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عائشة أنها قالت‪ :‬أنا أول الناس سأل‬

‫‪379‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الية‪" :‬يوم تبدل الرض‬
‫غير الرض والسموات وبرزوا لّله الواحد القهار" قالت‪ :‬قلت أين‬
‫الناس يومئذ يا رسول الله? قال‪" :‬على الصراط"‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من‬
‫حديث داود بن أبي هند‪ ،‬وقال الترمذي حسن صحيح‪ ،‬ورواه أحمد‬
‫أيضا ً عن عفان‪ ،‬عن وهب‪ ،‬عن داود‪ ،‬عن الشعبي عنها‪ ،‬ولم يذكر‬
‫مسروقًا‪.‬‬
‫وروى أحمد أيضا ً من حديث حبيب بن أبي عمرة‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أنها سألت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عن هذه الية‪ ،‬ثم قالت‪ :‬أين الناس يومئذ يا رسول الله?‬
‫قال‪" :‬هم على متن جهنم"‪.‬‬
‫وروى مسلم من حديث أبي سلم‪ ،‬عن أسماء الرحبي‪ ،‬عن ثوبان‪،‬‬
‫أن حبرا ً من اليهود سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه‬
‫الية‪ :‬أين نكون يوم تبدل الرض غير الرض والسموات فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬في الظلمة دون الجسر"‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثني ابن عوف‪ ،‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا ابن أبي‬
‫مريم‪ ،‬حدثنا سعد بن ثوبان الكلعي‪ ،‬عن أبي أيوب النصاري‪ ،‬قال‪:‬‬
‫تأتى النبي صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود‪ ،‬فقال أرأيت إذ‬
‫ت"‬‫سموا ُ‬ ‫ض غَي َْر الْرض وال ّ‬ ‫م ُتبد ّ ُ‬
‫ل الْر ُ‬ ‫يقول الله في كتابه‪" :‬ي َوْ َ‬
‫فأين الخلق عند ذلك فقال‪" :‬أضياف الله‪ ،‬فلن يعجزهم ما لديه"‪.‬‬
‫وكذا رواه ابن أبي حاتم‪ :‬من حديث أبي بكر بن أبي مريم‪.‬‬
‫وقد يكون هذا التبديل بعد المحشر‪ ،‬ويكون تبتتديل ً ثاني تا ً إلتتى صتتفة‬

‫أختتتتتتتترى بعتتتتتتتتد أولتتتتتتتتى‪ ،‬واللتتتتتتتته تعتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتم‪.‬‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا يوسف بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا وكيتتع‪ ،‬حتتدثنا‬

‫شعبة‪ ،‬عن المغيرة بن مالك‪ ،‬عن رجل متتن بنتتي مجاشتتع يقتتال لتته‬

‫عبد الكريتتم‪ ،‬أو يكنتتى بتتأبي عبتتد الكريتتم‪ ،‬قتتال‪ :‬أقمتتت عنتتد رجتتل‬

‫‪380‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م ت َُبتتد ّ ُ‬
‫ل‬ ‫بخراسان‪ ،‬فحدثني أنه سمع علي بن أبي طالب يقول‪َ" :‬يتتوْ َ‬

‫ت"‪ .‬قال‪" :‬ذكر لنا أن الرض تبدل فضة‬


‫وا ُ‬ ‫ض غَي َْر الْرض َوال ّ‬
‫سم َ‬ ‫الْر ُ‬

‫والستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتموات تبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل ذهبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫وكذا روى ابن عباس وأنس بن مالك ومجاهد بن جبير وغيرهم‪.‬‬

‫داده‬
‫ع َ‬
‫وَردَ في ت َ ْ‬
‫ما َ‬
‫و َ‬
‫ة َ‬
‫م َ‬
‫قَيا َ‬
‫ذكر طول يوم ال ِ‬

‫ن‬
‫ه وَعْد َهُ وَإ ِ ّ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ب وَل َ ْ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ك ِبال ْعَ َ‬ ‫جُلون َ َ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَي َ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫ما ت َعُ ّ‬ ‫م ّ‬‫سَنة ِ‬ ‫ف َ‬ ‫كأل ْ ِ‬‫ك َ‬ ‫عن ْد َ َرب ّ َ‬‫ما ً ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫سائ ِ ٌ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬ ‫سأ َ‬ ‫قال بعض المفسرين هو يوم القيامة وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ج‬
‫مَعاِرج ت َعُْر ُ‬ ‫ن الل ّهِ ِفي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دافِعٌ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َليس ل َ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ب َواِقع ل ِل ْ َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ب ِعَ َ‬
‫سن َةٍ َفا ْ‬
‫صب ِْر‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل ْ َ‬ ‫سي َ‬‫م ِ‬ ‫خ ْ‬‫داُرهُ َ‬ ‫مْق َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫وم َ‬ ‫ح إ ِل َي ْهِ ِفي ي َ ْ‬ ‫ة َوالّرو ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ريبًا"‪.‬‬ ‫ه ب َِعيدا ً وَن ََراهُ قَ ِ‬ ‫م َيروْن َ ُ‬‫ميل ً إ ِن ّهُ ْ‬‫ج ِ‬ ‫صْبرا ً َ‬ ‫َ‬
‫وقد ذكرنا في التفسير اختلف السلف والخلف في هذه الية‪،‬‬
‫فروى ليث بن أبي سليم وغيره‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في‬
‫يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال‪" :‬هو ُبعد ما بين العرش‬
‫إلى الرض السابعة" قال ابن عباس‪ :‬وقوله في يوم كان مقداره‬
‫خمسين ألف سنة قال‪ :‬هو ُبعد ما بين العرش إلى الرض السابعة‪.‬‬
‫ما‬
‫م ّ‬‫سن َةٍ ِ‬‫ف َ‬ ‫دارهُ أل ْ َ‬ ‫مْق َ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫وم َ‬ ‫قال ابن عباس وقوله‪ِ" :‬في ي َ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫ت َعُ ّ‬
‫يعني بذلك نزول المر من السماء إلى الرض وصعوده من الرض‬
‫إلى السماء‪ ،‬لن ما بين السماء والرض مسيرة خمسمائة عام‪،‬‬
‫رواه ابن أبي حاتم‪ ،‬ورواه ابن جرير‪ ،‬عن مجاهد أيضًا‪ ،‬وذهب إليه‬
‫الفراء‪ ،‬وقاله أبو عبد الله الحليمي فيما حكاه عنه الحافظ أبو بكر‬
‫البيهقي في كتاب البعث والنشور‪ ،‬قال الحليمي‪ :‬والملك يقطع‬
‫هذه المسافة فى بعض يوم‪ ،‬ولو أنها مسافة يمكن أن تقطع لم‬
‫‪381‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يتمكن أحد من مسيرها إل في مقدار خمسين ألف سنة‪ ،‬قال‪:‬‬


‫وليس هذا من تقدير يوم القيامة بسبيل‪ ،‬ورجح الحليمي هذا بقوله‪:‬‬
‫ع‬
‫مَعاِرج" يعني العلو والعظمة كما قال تعالى‪َ" :‬رِفي ُ‬ ‫ن الل َهِ ِذي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫" ِ‬
‫ت ذو ال ْعَْرش"‪.‬‬ ‫جا ِ‬ ‫الد ََر َ‬
‫وم" أي في‬ ‫ح إل َي ْهِ ِفي ي َ ْ‬‫ة والرو ُ‬ ‫ج ال ْ َ‬
‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ثم فسر ذلك بقوله‪" :‬ت َعُْر ُ‬
‫ه‬
‫ساعَُها هَذِ ِ‬ ‫سَنة"‪ ،‬أي ُبعدها وات ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل ْ َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬‫خ ْ‬
‫داُرهُ َ‬
‫ن مْق َ‬ ‫مسافة " َ‬
‫كا َ‬
‫ة‪.‬‬‫اْلمد ّ ُ‬
‫فعلى هذا القول‪ ،‬المراد بذلك مسافة المكان‪ ،‬هذا قول والقول‬
‫الثاني‪ :‬أن المراد بذلك مدة الدنيا‪.‬‬
‫قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره‪ :‬حدثنا أبو‬
‫زرعة‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة‪ ،‬عن ابن‬
‫ف‬‫ن أل ْ َ‬
‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬
‫دارهُ َ‬ ‫مْق َ‬‫ن ِ‬ ‫جريج‪ ،‬عن مجاهد في قوله تعالى‪َ " :‬‬
‫كا َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫سن َ ٍ‬‫َ‬
‫قال‪ :‬الدنيا عمرها خمسون ألف سنة‪ ،‬ذلك عمرها يوم سماها‬
‫ة والروح إليهِ في يوم" قال‪ :‬اليوم‬ ‫ج الملئك ُ‬ ‫تعالى يومًا‪ .‬فقال‪َ" :‬تعر ُ‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪،‬‬
‫وعن الحكم بن أبان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين‬
‫ألف سنة قال‪ :‬الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة ل‬
‫يدري أحد كم مضى ول كم بقي إل الله عز وجل‪ ،‬وذكره البيهقي‬
‫من طريق محمد بن ثور‪ ،‬عن معمر به‪ ،‬وهذا قول غريب جدا ً ل‬
‫يوجد في كثير من الكتب المشهورة والله أعلم‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬المراد بذلك فصل ما بين الدنيا ويوم القيامة‪ ،‬رواه‬
‫ابن أبي حاتم‪ ،‬عن محمد بن كعب القرظي وهو غريب أيضًا‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬أن المراد بذلك يوم القيامة قال ابن أبي حاتم‪ ،‬حدثنا‬
‫أحمد بن سنان الواسطي‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬عن‬
‫إسرائيل‪ ،‬عن سماك‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس في يوم كان‬
‫مقداره خمسين ألف سنة‪ ،‬قال‪ :‬يوم القيامة إسناده صحيح‪ ،‬ورواه‬
‫الثوري عن سماك‪ ،‬عن عكرمة من قوله وبه قال الحسن‬
‫والضحاك وابن زيد َقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن إدريس‪،‬‬

‫‪382‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخبرنا الحسن بن رافع أخبرنا ضمرة‪ ،‬عن شوذب‪ ،‬عن زيد الرشد‪،‬‬
‫قال‪ :‬يقوم الناس يوم القيامة ألف سنة ويقضى بينهم في مقدار‬
‫عشرة آلف سنة‪.‬‬
‫وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس‪ :‬يتتوم القيامتتة جعلتته اللتته‬

‫علتتتتتتتى الكتتتتتتتافرين مقتتتتتتتدار خمستتتتتتتين ألتتتتتتتف ستتتتتتتنة‪.‬‬

‫وقال الكلبي فتتي تفستتيره‪ :‬وهتتو يرويتته عتتن أبتتي صتالح‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عباس قال‪" :‬لو ولي محاسبة العباد غير الله لم يفرغ في خمستتين‬

‫ألتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتف ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنة"‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬وفيما ذكر حماد بن زيد‪ ،‬عن أيوب قال‪ :‬قال الحسن‪:‬‬

‫ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم خمسين ألف سنة لتتم يتتأكلوا‬

‫فيها أكلة ولم يشربوا فيهتتا شتتربة حتتتى تقطعتتت أعنتتاقهم عطش تا ً‬

‫واحترقت أجوافهم جوعا ً ثم انصرف بهم بعد ذلك إلى النار فستتقوا‬

‫من عين آنية قد أنى حرها واشتد نضجها وقد ورد هذا فتتي أحتتاديث‬

‫متعددة والله أعلم‪.‬‬

‫يوم القيامة على طوله وشدته أخف على المؤمن من‬

‫أداء صلة مكتوبة‬

‫‪383‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا الحسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬حدثنا‬

‫دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قيل لرسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا‬

‫اليوم‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده‬

‫إنه ليخف على المؤمن حتى يكتتون أختتف عليتته متتن صتتلة مكتوبتتة‬

‫يصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتليها فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫ورواه ابن جرير في تفسيره عن يونس بتتن عبتد العلتى‪ ،‬عتتن ابتن‬

‫وهب‪ ،‬عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج به ودراج أبو السمح وشيخه‬

‫أبتتتتو الهيثتتتتم ستتتتليمان بتتتتن عمتتتترو العيتتتتواري ضتتتتعيفان‪.‬‬

‫على أنه قتتد رواه التتبيهقي بلفتتظ آختتر فقتتال‪ :‬أخبرنتتا أبتتو بكتتر بتتن‬

‫الحسن القاضي‪ ،‬وأبو سعيد بن أبي عمرو قتتال‪ :‬حتتدثنا أبتتو العبتتاس‬

‫محمد بن يعقوب‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن إستتحاق الصتتنعاني‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫سلمة الخزاعي‪ ،‬حدثنا خلد بن سليمان الحضرمي‪ ،‬وكتان رجل ً متن‬

‫الخائفين قال‪ :‬سمعت دراجا ً أبا السمح يخبر متتن يحتتدثه‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد الخدري‪ ،‬أنه أتى رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم فقتتال‪:‬‬

‫‪384‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخبرني من يقوى على القيام يتتوم القيامتتة التتذي قتتال اللتته تعتتالى‬

‫ن"‪.‬‬ ‫س ِلتتتتتتترب الَعتتتتتتتال َ ِ‬


‫مي َ‬ ‫م الّنتتتتتتتا ُ‬
‫م ي َُقتتتتتتتو ُ‬
‫فيتتتتتتته‪َ" :‬يتتتتتتتوْ َ‬

‫فقال صلى الله عليه وسلم‪" :‬يخفف على المؤمن حتى يكون عليتته‬

‫كالصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلة المكتوبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن عمرو‪" :‬إن للمتتؤمنين يتتوم القيامتتة كراستتي متتن‬

‫نور‪ ،‬يجلسون عليهتتا‪ ،‬ويظلتتل عليهتتم الغمتتام‪ ،‬ويكتتون يتتوم القيامتتة‬

‫عليهم كساعة من نهار أو كأحد طرفيه"‪ .‬رواه ابتتن أبتتي التتدنيا فتتي‬

‫الهوال‪.‬‬

‫بعض ما أعد من العذاب لمانعي الزكاة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو كامل‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬عن سهيل بن أبي صالح‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬ما من صاحب كنز ل يتتؤدي حقتته‪ ،‬إل جعتتل صتتفائح يحمتتى‬

‫عليها في نار جهنم‪ ،‬فتكوى بها جبهته وجنبتتاه وظهتتره‪ ،‬حتتتى يحكتتم‬

‫الله بين عباده‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعتتدون‬

‫ثتتتتم يتتتترى ستتتتبيله إمتتتتا إلتتتتى الجنتتتتة‪ ،‬وإمتتتتا إلتتتتى النتتتتار"‪.‬‬


‫‪385‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لبتتل أنتته ينطتتح لهتتا بقتتاع‬


‫وذكر بقية الحديث في مانع زكاة الغنم وا ِ‬

‫قرقر تطأه بأخفافها وأظلفها‪ ،‬وتنطحه بقرونهتتا‪ ،‬كلمتتا متترت عليتته‬

‫أخراها أعيدت عليه أولها‪ ،‬حتى يقضتتي بيتتن العبتتاد‪ ،‬فتتي يتتوم كتان‬

‫مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى الجنتتة‬

‫وإمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا إلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو داود الطيالسي في مسنده‪ ،‬أخبرنا وهيب بن خالتتد‪،‬‬

‫وكان ثقة‪ ،‬حدثنا سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن‬

‫النبي فذكر نحوه‪ ،‬وأخرجه مسلم‪ ،‬من حديث روح بن القاسم وعبد‬

‫العزيز بن المختار‪ ،‬كلهما عن سهيل‪ ،‬به مثله‪ ،‬وأخرجه مسلم أيضا ً‬

‫من حديث زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة مرفوع تا ً‬

‫فتتتتتتي التتتتتتذهب والفضتتتتتتة والبتتتتتتل والبقتتتتتتر والغنتتتتتتم‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬من حتتديث شتتعبة والنستتائي متتن‬


‫وقد روى ا ِ‬

‫حديث ستتعيد بتتن أبتتي عروبتتة‪ ،‬كلهمتتا عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‬

‫الغداني‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫يقول‪" :‬من كانت له إبل ل يعطي حقهتتا فتتي نجتتدها ورستتلها يعنتتي‬

‫‪386‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتي عستترها ويستترها‪ ،‬فإنهتتا تتتأتي يتتوم القيامتتة كتتأغزر متتا كتتانت‪،‬‬

‫وأكتتثره‪ ،‬وأستتمنه‪ ،‬وأستتره حتتتى ينطتتح لهتتا بقتتاع قرقتتر‪ ،‬فتطتتأه‬

‫بأخفافها‪ ،‬فإذا جاوزته أخراها‪ ،‬أعيتتدت عليتته أولهتتا‪ ،‬فتتي يتتوم كتتان‬

‫مقداره خمسين ألف سنة‪ ،‬حتى يقضي بين النتتاس‪ ،‬فيتترى ستتبيله‪،‬‬

‫وإن كانت له بقر ل يعطي حقها في نجدها ورسلها‪ ،‬فإنها تأتي يتتوم‬

‫القيامة كأغد ما كانت‪ ،‬وأكبره‪ ،‬وأسمنه‪ ،‬وأسره وأكثره وأنشره‪ ،‬ثم‬

‫يبطح لها بقاع قرقر‪ ،‬فتطأه كتتل ذات ظلتتف بظلفهتتا‪ ،‬وتنطحتته كتتل‬

‫ذات قرن بقرنها‪ ،‬إذا جاوزته أخراها‪ ،‬أعيدت عليته أولهتا‪ ،‬فتي يتوم‬

‫كان مقداره خمسين ألتتف ستتنة‪ ،‬حتتتى يقضتتي بيتتن النتتاس‪ ،‬فيتترى‬

‫سبيله"‪.‬قال البيهقي‪ :‬وهذا ل يحتمل إل تقدير ذلتتك اليتتوم بخمستتين‬

‫ألف سنة مما تعدون والله أعلم‪.‬‬

‫يوم القيامة طويل عسير على العصاة وهو على أهل‬

‫التقوى غير طويل ول عسير‬

‫ثم ل يكون ذلك كذلك إل على الذي ل يغفر له‪ ،‬فأمتا متن غفتر لته‬

‫ذنبه من المؤمنين‪ ،‬فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حتتدثنا الحستتن بتتن‬
‫‪387‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن حكيم‪ ،‬أخبرنا أبو الموجه‪ ،‬أخبرنا عبدان‪ ،‬أخبرنا عبتتد اللتته‬

‫هو ابن المبارك‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتتادة‪ ،‬عتن زرارة بتن أوفتى‪ ،‬عتن‬

‫أبي هريرة قال‪" :‬يوم القيامة على المؤمنين كقتتدر متتا بيتتن الظهتتر‬

‫إلتتتتتتى العصتتتتتتر" ثتتتتتتم قتتتتتتال‪ :‬هتتتتتتذا هتتتتتتو المحفتتتتتتوظ‪.‬‬

‫وقد روي مرفوعا ً أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد اللتته بتتن‬

‫عمر‪ ،‬ابن علتتي الجتتوهري بمتترو‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن ستتويد بتتن عبتتد‬

‫الكريم‪ ،‬حدثنا سويد بن نصر‪ ،‬حدثنا ابتتن المبتتارك‪ ،‬فتتذكره بإستتناده‬

‫مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬حدثنا حرملة بن يحيى‪ ،‬حتتدثنا ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫حدثنا عبتتد الرحمتتن بتتن ميستترة‪ ،‬عتتن أبتتي هتتانىء‪ ،‬عتتن أبتتي عبتتد‬

‫الرحمن الحلبي‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو قال‪" :‬تل رسول الله صتتلى‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ب ال ْعَتتال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫س ل ِتَر ّ‬
‫م الن ّتتا ُ‬
‫م ي َُقتتو ُ‬
‫الله عليه وستتلم هتتذه اليتتة‪" :‬ي َتوْ َ‬

‫فقال‪" :‬كيتتف بكتتم إذا جمعكتتم اللتته كمتتا يجمتتع النبتتل فتتي الكنانتتة‬

‫خمسين ألف سنة ل ينظر إليكم"? وقتتال أبتتو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪:‬‬

‫حدثنا حمزة بتتن العبتتاس‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن عثمتتان‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫‪388‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المبارك‪ ،‬أخبرنا سفيان‪ ،‬عن ميسرة‪ ،‬عتتن المنهتتال بتتن عمتترو عتتن‬

‫أبي عبيدة‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬ل ينتصف النهار متتن يتتوم‬

‫حيتتم"‪.‬‬ ‫م للى ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫مِقيل َهُ ْ‬
‫ن َ‬
‫القيامة حتى يقيل هؤلء وهؤلء ثم قرأ‪" :‬إ ّ‬

‫قتتتتال ابتتتتن المبتتتتارك هكتتتتذا فتتتتي قتتتتراءة ابتتتتن مستتتتعود‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عتتن‬

‫ي‪ ،‬عن المنهال بن عمرو‪ ،‬عتتن أبتتي عبيتتدة‪ ،‬عتتن عبتتد‬


‫ميسرة الهند َ‬
‫سَتقّرا ً‬
‫م ْ‬
‫خْيز ُ‬ ‫ب اْلجن ّةِ ي َوْ َ‬
‫مئ ِذٍ َ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫الله بن مسعود في قوله تعالى‪" :‬أ ْ‬
‫مِقي ً‬
‫ل"‪ .‬قال‪ :‬ل ينتصف النهار من يتتوم القيامتتة حتتتى يقيتتل‬ ‫ن َ‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫َوأ ْ‬

‫هؤلء وهؤلء‪.‬‬

‫مود‬ ‫ذكر الم َ‬


‫قام المح ُ‬

‫ن ب َْين‬
‫م ْ‬
‫ص به رسول الله صلى الله عليه وسلم ِ‬
‫الذي يخ ّ‬

‫ساِئر‬
‫َ‬

‫َ‬ ‫ا َ‬
‫ب‬
‫جيء الر ّ‬ ‫مى في أهل ال ْ َ‬
‫موقف لي ِ‬ ‫عة ال ْعُظ ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك الشَفا َ‬ ‫م ْ‬
‫لنبَياء وَ ِ‬

‫حتتال إ ِل َتتى ُ‬
‫حستتن‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ن ت ِل ْ َ‬
‫م ْ‬
‫ح المؤمنين ِ‬
‫م ويري َ‬ ‫ج ّ‬
‫ل فيفصل ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫عَّز وَ َ‬

‫‪389‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫ستتى أ ْ‬ ‫ة ل َت َ‬
‫ك عَ َ‬ ‫ج تد ْ ب ِتهِ نافِل َت ً‬
‫ن الل ّْيل فَت َهَ ّ‬
‫م َ‬
‫المآل قال الله تعالى‪" :‬وَ ِ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬ ‫مَقامتتتتتتتتتتتتتتا ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرّبتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ك َ‬ ‫ي َب ْعََثتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا علي بن عباس‪ ،‬حدثنا شتتعيب بتتن أبتتي حمتتزة‪،‬‬

‫عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر بن عبد الله‪ ،‬أن رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬من قال حين يسمٍع النداء‪" :‬اللهتم رب هتتذه‬

‫الدعوة التامتتة‪ ،‬والصتتلة القائمتتة‪ ،‬آت محمتتدا ً الوستتيلة‪ ،‬والفضتتيلة‪،‬‬

‫وابعثه مقاما محمودا ً الذي وعدته‪ ،‬حلت له شفاعتي يوم القيامتتة"‪.‬‬

‫انفرد به مسلم‪.‬‬

‫الشفاعة هي المقام المحمود‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا داود‪ ،‬وهو ابن يزيتتد بتتن عبتتد‬
‫وقال ا ِ‬

‫الرحمن المعافري عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫مودًا"‪ .‬قال‪ :‬الشفاعة"‬


‫ح ُ‬ ‫مَقاما ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب َعْث ُ َ‬
‫سى أ ْ‬
‫عليه وسلم‪" :‬عَ َ‬

‫إسناده حسن‪ .‬أعطتتي الرستتول عليتته الصتتلة والستتلم خمس تا ً لتتم‬

‫يعطهن أحد من أنبيتتاء اللتته ورستتله صتتلوات اللتته عليهتتم أجمعيتتن‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث جابر وغيتتره‪ ،‬عتتن رستتول‬


‫‪390‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬أعطيت خمسا ً لم يعطهن أحد‬

‫من النبياء قبلي‪ ،‬نصرت بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وأحلت لي المغتتانم‬

‫ولم تحل لحد قبلي‪ ،‬وجعلت لي الرض مسجدا ً وطهرًا‪ ،‬فأيما رجل‬

‫من أمتي أدركته الصلة فليصتتل‪ ،‬وأعطيتتت الشتتفاعة‪ ،‬وكتتان النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم يبعث إلى قومه وبعثتتت إلتتى النتتاس عامتتة"‪.‬‬

‫فقوله وأعطيت الشفاعة‪ .‬يعني بذلك الشفاعة التي تطلب من آدم‬

‫فيقول‪ :‬لست بصاحب ذاكم‪ ،‬اذهبوا إلتتى نتتوح‪ ،‬فيقتتول لهتتم كتتذلك‪،‬‬

‫ويرشدهم إلى إبراهيم‪ ،‬فيرشدهم إلى موستتى‪ ،‬ويرشتتدهم موستتى‬

‫إلى عيسى‪ ،‬فيرشدهم عيسى إلى محمتتد صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫فيقتتتتتتتتتتتتول‪" :‬أنتتتتتتتتتتتتا لهتتتتتتتتتتتتا أنتتتتتتتتتتتتا لهتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وسيأتي ذلك مبسوطا ً في أحاديث الشفاعة في إخراج العصاة متتن‬

‫النار وقد ذكرنا طرق هذا الحديث بطوله عن جماعة متتن الصتتحابة‬

‫عند تفسير هذه الية الكريمة من كتابنا التفسير بما فيه كفاية‪.‬‬

‫الرسول عليه السلم سيد ولد آدم يوم القيامة‬

‫‪391‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬أنا سيد ولتتد آدم يتتوم القيامتتة‪ ،‬وأول متتن ينشتتق عنتته‬

‫القتتتتتتتتتتتتتتتتبر‪ ،‬وأول شتتتتتتتتتتتتتتتتافع‪ ،‬وأول مشتتتتتتتتتتتتتتتتفع"‪.‬‬

‫ولمسلم أيضا ً عن أبي بن كعب رضي الله عنه‪ ،‬فتتي حتتديث قتتراءة‬

‫القرآن على سبعة أحرف‪ ،‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫فقلت‪" :‬اللهم اغفتتر لمتتتي وأختترت الثالثتتة ليتتوم يرغتتب فيتته إلتتى‬

‫الخلئق حتى إبراهيم"‪.‬‬

‫الرسول إمام النبياء يوم القيامة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو عامر الزدي‪ :‬حدثنا زهير بن محمد‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن محمد بن عقيل‪ ،‬عن الطفيل بن أبي كعب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة كنت إمام‬
‫النبياء‪ ،‬وخطيبهم‪ ،‬وصاحب شفاعتهم غير فخر"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل‪،‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ،‬حدثني محمد بن حرب‪ ،‬حدثنا‬
‫الزبيدي‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن‬
‫مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يبعث الناس يوم‬
‫القيامة‪ ،‬فأكون أنا وأمتي على تل‪ ،‬ويكسوني ربي عز وجل حلة‬
‫خضراء‪ ،‬ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول‪ ،‬فذلك المقام‬
‫المحمود"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬حدثنا يزيد بن أبي‬
‫وقال ا ِ‬
‫‪392‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حبيب‪ ،‬عن عبد الرحمن بن خبر‪ ،‬عن أبي الدرداء قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه‪ ،‬فأنظر من بين يدي‬
‫فأعرف أمتي من بين المم‪ ،‬ومن خلفي مثل ذلك‪ ،‬وعن يميني‬
‫مثل ذلك‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول الله كيف أمتك من بين المم فيما‬
‫بين نوح إلى أمتك? فقال صلى الله عليه وسلم‪ :‬هم غر محجلون‬
‫من أثر الوضوء‪ ،‬ليس أحد كذلك غيرهم‪ ،‬وأعرفهم بأنهم يؤتون‬
‫كتبهم بأيمانهم‪ ،‬وأعرفهم يسعى بين أيديهم ذريتهم"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يونس بن محمد‪ ،‬حدثنا حرب بن ميمون أبو‬
‫الخطاب النصاري‪ ،‬عن النضر بن أنس قال‪ :‬حدثني نبي الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬إني لقائم أنتظر أمتي بعد الصراط‪ ،‬إذا‬
‫جاءني عيسى عليه الصلة والسلم فقال‪ :‬هذه النبياء قد جاءتك يا‬
‫محمد‪ ،‬يسألونك‪ ،‬أو قال‪ :‬يجتمعون إليك‪ ،‬يدعون الله أن يفرق بين‬
‫جميع المم إلى حيث شاء الله‪ .‬فالخلق ملجمون بالعرق‪ ،‬فأما‬
‫المؤمن فهو عليه كالزكمة‪ ،‬وأما الكافر فيغشاه الموت فيه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫انتظر حتى أرجع إليك‪ ،‬فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام‬
‫تحت العرش‪ ،‬فيلقى ما لم يلق ملك مصطفى‪ ،‬ول نبي مرسل‪،‬‬
‫فأوحى الله إلى جبريل أن اذهب إلى محمد وقل له‪ :‬ارفع رأسك‪،‬‬
‫وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فتشفعت في أمتي‪ ،‬فأخرج من كل‬
‫تسعة وتسعين إنسانا ً واحدًا‪ ،‬فما زلت أتردد إلى ربي‪ ،‬فل أقوم فيه‬
‫مقاما ً إل شفعت‪ ،‬حتى أعطاني الله من ذلك أن قال‪ :‬يا محمد‬
‫أدخل من أمتك من قال‪ :‬أشهد أن ل إله ِإل الله يوما ً واحدا ً مخلصا ً‬
‫ومات على ذلك"‪.‬‬
‫لمام أحمد من حديث علي بن الحكم البناني عن عثمان‪،‬‬ ‫وروى ا ِ‬
‫ن علقمة والسود‪ ،‬عن ابن مسعود فذكر حديثا ً‬ ‫عن إبراهيم‪ ،‬ع َ‬
‫طويل ً وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬وإني لقوم‬
‫المقام المحمود يوم القيامة"‪.‬‬
‫فقال رجل من النصار‪ :‬يا رسول الله‪ :‬وما ذاك المقام المحمود‬
‫ل‪ ،‬فيكون أول من يكسى‬ ‫قال‪" :‬ذاك إذا جيء بكم حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غر ً‬
‫إبراهيم‪ ،‬يقول الله سبحانه‪ :‬اكسوا خليلي‪ ،‬فيؤتى بريطتين بيضاوين‬

‫‪393‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيلبسهما‪ ،‬ثم يقعد مستقبل العرش ثم أوتى بكسوتي‪ ،‬فألبسها‪،‬‬


‫فأقوم عن يمينه مقاما ً ل يقومه أحد‪ ،‬فيغبطني به الولون‬
‫والخرون" قال‪" :‬ويفتح لهم من الكوثر إلى الحوض"‪ .‬وذكر تمام‬
‫الحديث في صفة الحوض كما سيأتي قريبًا‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفتتان‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد بتتن مستتلمة‪ ،‬أخبرنتتا‬
‫وقال ا ِ‬

‫ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يطتتول‬

‫على الناس يوم القيامة فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إلتتى آدم‬

‫أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا‪ ،‬فيتتأتون إليتته فيقولتتون‬

‫اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا‪ ،‬فيقول إني لست هناكم ولكن ائتتتوا‬

‫نوحا ً رأس النتتبيين فيتتأتونه فيقولتتون يتتا نتتوح‪ :‬اشتتفع لنتتا إلتتى ربتتك‬

‫فليقض بيننا‪ ،‬فيقول إنا لست هناكم ولكتتن ائتتتوا ابراهيتتم نتتبي اللتته‬

‫وخليله‪ ،‬قال‪ :‬فيأتونه فيقولون يا إبراهيم إشفع لنا إلى ربك فليقتتض‬

‫بيننا فيقول إني لست هنتاكم ولكتن ائتتوا موستى كليتم اللته التذي‬

‫اصطفاه الله برسالته وبكلمه فيأتونه فيقولون يا موسى‪ :‬إشفع لنا‬

‫إلى ربك فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬إني لست هناكم ولكن ائتتتوا عيستتى‬

‫روح الله وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى اشتتفع لنتتا إلتتى‬

‫ربك فليقض بيننا فيقول إني لست هناكم ولكن ائتتتوا محمتتدًا‪ ،‬فتتإنه‬

‫‪394‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خاتم النبيين وإنه قد غفر له ما تقتتدم متتن ذنبتته ومتتا تتتأخر‪ ،‬ويقتتول‬

‫عيسى‪ :‬أرأيتم لو كان متاع في وعاء قد ختم عليتته هتتل كتتان يقتتدر‬

‫على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم فيقولون‪ :‬ل فيقول إن محمدا ً‬

‫خاتم النبيين قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬فيتتأتوني‬

‫فيقولون يا محمد اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا‪ ،‬فأقول‪ :‬نعم فآتي‬

‫باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فأستتتفتح فيقتتال‪ :‬متتن أنتتت? فتتأقول‪:‬‬

‫محمد فيفتح لي فأخر ساجدا ً فأحمد ربي بمحامد لم يحمده بها أحد‬

‫كان قبلي ول يحمده بها أحد يكون بعدي‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك وقتتل‬

‫يسمع منك وسل تعطه واشتتفع تشتفع‪ ،‬فتتأقول يتا رب أمتتتي أمتتي‬

‫فيقتتول‪ :‬أختترج متتن كتتان فتتي قلبتته مثقتتال ذرة متتن إيمتتان‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتأخرجهم ثتتتتتتتتتتتتتتم أختتتتتتتتتتتتتتّر ستتتتتتتتتتتتتتاجدًا"‪.‬‬

‫وقد رواه البخاري ومسلم متتن حتتديث ستتعيد بتتن أبتتي عروبتتة عتتن‬

‫قتادة عن أنس به‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة رضي الّله عنه‬

‫‪395‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حدثنا أبو حيان حدثنا أبو‬ ‫قال ا ِ‬
‫زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬أتى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بلحم فدفع إليه الذراع وكانت تعجبه‪ ،‬فنهش‬
‫منها نهشة ثم قال‪" :‬أنا سيد الناس يوم القيامة‪ ،‬وهل تدرون بم‬
‫ذلك? يجمع الله الولين والخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي‬
‫وينقدهم البصير وتدنو الشمس‪ ،‬فيبلغ الناس من الغم والكرب ما‬
‫ل يطيقون ول يحتملون فيقول بعض الناس لبعض‪ :‬أل ترون ما أنتم‬
‫فيه وما قد بلغكم أل تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول‬
‫بعض الناس لبعض‪ :‬أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو‬
‫البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملئكة ليسجدوا‬
‫لك فاشفع لنا إلى ربك أل ترى ما نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا‬
‫فيقول آدم‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولن‬
‫يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت‪ ،‬نفسي نفسي‬
‫نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح‪ ،‬فيأتون نوحا ً فيقولون يا‬
‫نوح أنت المرسل إلى أهل الرض وسماك الله عبدا ً شكورا ً فاشفع‬
‫لنا إلى ربك أل ترى ما نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا فيقول نوح‪ :‬إن‬
‫ربي قد غضب اليوم غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده‬
‫مثله وإنه كانت لي دعوة على قومي‪ :‬نفسي نفسي نفسي اذهبوا‬
‫إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم‪:‬‬
‫أنت نبي الله وخليله من أهل الرض فاشفع لنا إلى ربك‪ .‬أل ترى‬
‫ما نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا فيقول‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم‬
‫غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله‪ :‬نفسي نفسي‬
‫نفسي اذهبوا إلى موسى‪ ،‬فيأتون موسى عليه السلم فيقولون يا‬
‫موسى‪ :‬أنت رسول الله اصطفاك برسالته وبتكليمه على الناس‬
‫اشفِع لنا إلى ربك‪ .‬أل ترى ما نحن فيه‪ ،‬أل ترى ما قد بلغنا فيقول‬
‫لهم موسى إن ربي غضب اليوم غضبا َ لم يغضب قبله مثله ولن‬
‫يغضب بعده مثله وإني قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها‪ .‬نفسي نفسي‬
‫نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى‪ ،‬فيأتون عيسى عليه‬
‫السلم فيقولون يا عيسى‪ :‬أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى‬
‫مريم وروح منه قال هكذا هو وكلمت الناس في المهد فاشفع لنا‬

‫‪396‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إلى ربك‪ ،‬أل ترى ما نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا‪ .‬فيقول لهم‬
‫عيسى‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولن‬
‫يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبًا‪ ،‬اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد‬
‫فيأتوني‪ ،‬فيقولون يا محمد‪ :‬أنت رسول الله وخاتم النبيين غفر الله‬
‫لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فاشفع لنا الى ربك‪ ،‬أل ترى إلى ما‬
‫نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا فأقوم فأقف تحت العرش فأقع ساجدا ً‬
‫لربي عز وجل‪ ،‬ثم يفتح الله ويلهمني من محامده وحسن الثناء‬
‫عليه ما لم يفتحه على أحد قبلي فيقال‪ :‬يا محمد إرفع رأسك سل‬
‫تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي يا رب أمتي أمتي يارب‬
‫أمتي أمتي فيقول‪ :‬يا محمد أدخل من أمتك من ل حساب عليه من‬
‫الباب اليمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من‬
‫أبواب‪ ،‬ثم قال‪ :‬والذي نفس محمد بيده لما بين مصراعين من‬
‫مصاريع الجنة‪ .‬لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى"‪.‬‬
‫أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن حبان يحيى بن سعيد بن‬
‫حبان به‪ ،‬ورواه أبو بكر بن أبي الدنيا في الهوال‪ ،‬عن أبي خيثمة‪،‬‬
‫عن جرير‪ ،‬عن عمار بن القعقاع‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله‪ ،‬وزاد في‬
‫السياق‪" :‬وإني أخاف أن يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري في‬
‫قصة آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى" وهي زيادة غريبة جدا ً‬
‫ليست في الصحيحين ول في أحدهما والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫زيد‪ ،‬عن أبي نصرة المنذر بن مالك بن قطعة قال‪ :‬خطبنا ابن‬
‫عباس رضي الله عنهم على منبر البصرة فقال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنه لم يكن نبي إل له دعوة قد استجيبت‬
‫في الدنيا وإني اختبأت دعوتي شفاعة لمتي‪ ،‬وأنا سيد ولد آدم يوم‬
‫القيامة ول فخر‪ ،‬وأنا أول من تنشق عنه الرض ول فخر‪ ،‬وبيدي‬
‫لواء الحمد ول فخر‪ .‬آدم فمن دونه تحت لوائي ول فخر ويطول‬
‫يوم القيامة على الناس فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إلى أبينا‬
‫فيشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت‬
‫الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملئكته اشفع لنا‬

‫‪397‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إلى ربك فليقض بيننا فيقول‪ :‬إني لست هناكم أني قد خرجت من‬
‫الجنة وإنه ل يهمني اليوم إل نفسي‪ ،‬ولكن ائتوا نوحا ً رأس النبيين‬
‫فذكر الحديث كنحو ما تقدم إلى أن قال‪ :‬فيأتوني فيقولون يا‬
‫محمد اشفع لنا الى ربك فليقض بيننا فيقول‪ :‬أنا لها حتى يأذن الله‬
‫ه أن يصدع بين خلقه نادى مناد‪ :‬أين‬ ‫لمن يشاء ويرضى فإذا أراد الل ّ‬
‫أحمد وأمته? فنحن الخرون الولون آخر المم وأول من يحاسب‬
‫فتفرج لنا المم طريقا ً فنمضي غرا ً محجلين من الوضوء فتقول‬
‫المم‪ :‬كادت هذه المة أن تكون أنبياء كلها فآتي باب الجنة"‪.‬‬
‫وذكر تمام الحديث في الشفاعة في عصاة هذه المة‪ ،‬وقد ورد هذا‬
‫الحديث هكذا عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر الصديق رضي‬
‫الله عنه‪ ،‬والعجب كل العجب من إيراد الئمة لهذا الحديث من أكثر‬
‫طرقه ل يذكرون أمر الشفاعة الولى في أن يأتي الرب لفصل‬
‫القضاء‪ ،‬كما ورد هذا في حديث الصور كما تقدم‪ ،‬وهو المقصود‬
‫في هذا المقام‪ ،‬ومقتضى سياق أول الحديث أن الناس إنما‬
‫يستغيثون إلى آدم فمن بعده من النبياء طمعا ً في أن يفصل بين‬
‫الناس ويستريحوا من مقامهم ذلك‪ ،‬كما دلت عليه سياقاته من‬
‫سائر طرقه‪ ،‬فإذا وصلوا إلى المحشر فإنما يذكرون الشفاعة في‬
‫عصاة المة وإخراجهم من النار‪ ،‬وكان مقصود السلف في القتصار‬
‫على هذا المقدار من الحديث هو الرد على الخوارج ومن تابعهم‬
‫من المعتزلة الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولها يذكرون‬
‫هذا القدر من الحديث الذي فيه النص الصريح في الرد عليهم فيما‬
‫ذهبوا إليه من البدعة المخالفة للحاديث‪ ،‬وقد جاء التصريح بذلك‬
‫في حديث الصور كما تقدم أن الناس يذهبون إلى آدم ثم إلى نوح‬
‫ثم إلى إبراهيم وموسى وعيسى‪ ،‬ثم يأتون رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فيذهب فيسجد لله تحت العرش في مكان يقال له‬
‫الفحص فيقول الله ما شأنك? وهو أعلم قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك‬
‫فاقض بينهم‪ ،‬فيقول الله‪ :‬قد شفعتك‪ ،‬قال‪ :‬فأرفع رأسي فأقف مع‬
‫الناس ثم ذكر انشقاق السموات وتنزل الملئكة والغمام ثم مجيء‬
‫الرب تعالى لفصل القضاء والكروبيون والملئكة المقربون‬

‫‪398‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يسبحون بأنواع التسبيح قال‪ :‬فيضع الله كرسيه حيث شاء من‬
‫أرض ثم يقول‪ :‬إني أنصت لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا أسمع‬
‫أقوالكم وأرى أعمالكم فأنصتوا لي‪ ،‬فإنما هي أعمالكم وصحفكم‬
‫تقرأ عليكم فمن وجد منكم خيرا ً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك‬
‫فل يلومن إل نفسه"‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن علي بن الحسن‬
‫زين العابدين‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا‬
‫كان يوم القيامة مد ّ الله الرض مد الديم حتى ل يكون لبشر من‬
‫الناس إل موضع قدميه"‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"فأكون أول من يدعى‪ ،‬وجبريل عن يمين الرحمن عز وجل‪ ،‬والله‬
‫ما رآه قبلها فأقول أي رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته لي فيقول‬
‫الله‪ :‬صدق ثم اشفع‪ ،‬فأقول يا رب عبادك الذين عبدوك والذين لم‬
‫يعبدوك في أطراف الرض أي وقوف في أطراف الرض أي‬
‫الناس مجتمعون في صعيد واحد مؤمنهم وكافرهم فيشفع عند الله‬
‫ليأتي فصل القضاء بين عباده ويميز مؤمنهم من كافرهم في‬
‫الموقف والمصير وفي الحال والمآل" ولهذا قال ابن جرير‪ :‬قال‬
‫مَقاما ً‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب ْعَث َ َ‬
‫سى أ ْ‬
‫أكثر أهل التأويل في قوله تعالى‪" :‬عَ َ‬
‫مودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫هو المقام الذي يقومه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم‬
‫القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من‬
‫شدة ذلك اليوم‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إسماعيل بن أبان‪ ،‬حتتدثنا أبتتو الحتتوص‪ ،‬عتتن‬

‫آدم بن علي‪ ،‬سمعت ابن عمر قال‪ :‬إن الناس يسيرون يوم القيامة‬

‫حثيثا ً كل أمة تِتبع نبيها يقولون يتتا فلن اشتتفع يتتا فلن اشتتفع حتتتى‬

‫تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فتتذلك يتتوم يبعثتته‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته مقامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً محمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتودًا‪.‬‬

‫‪399‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬ورواه حمزة بن عبد الله‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي صلى اللته عليتته‬

‫وسلم‪:‬‬

‫سؤال الناس يسبب سقوط لحم وجه السائل يوم‬

‫القيامة‬

‫وقد أسند ما علقه هاهنا في موضتتع آختتر متتن الصتتحيح فقتتال فتتي‬

‫كتاب الزكاة‪ :‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن عبيتتد اللتته بتتن‬

‫أبي جعفر‪ ،‬سمعت حمزة بن عبد الله بتتن عمتتر قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل يزال العبد يسأل النتتاس حتتتى يتتأتي‬

‫يوم القيامة ليس في وجهه مزعمة لحم" وقال‪" :‬إن الشمس تتتدنو‬

‫يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الذان فبينما هم كذلك استتتغاثوا‬

‫بآدم ثم بموستتى ثتتم بمحمتتد"‪ .‬زاد عبتتد اللتته ابتتن يوستتف‪ ،‬حتتدثني‬

‫الليث‪ ،‬عن أبي جعفر‪" .‬فيشفع ليقضتتى بيتتن الخلتتق فيمشتتي حتتتى‬

‫يأخذ بحلقة البتاب فيتومئذ يبعثته اللته مقامتا ً محمتودا ً يحمتده أهتل‬

‫الجمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع كلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكذا رواه ابن جرير‪ ،‬عن محمد بن عبد اللتته بتتن عبتتد الحكتتم‪ ،‬عتتن‬

‫شعيب بن الليث‪ ،‬عن أبيه به نحوه والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫وَردَ في ال ْ َ‬
‫حوض المحمدي‬ ‫ما َ‬
‫ذكَر َ‬

‫مة‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫و َ‬
‫ه يَ ْ‬
‫من ْ ُ‬ ‫قاَنا الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫س َ‬
‫َ‬

‫من الحاديث المشتهورة المتعتددة متن الطترق المتأثورة الكتثيرة‬

‫المتضافرة وإن رغمت أنوف كثير من المبتدعتتة المكتتابرة القتتائلين‬

‫بجحوده المنكرين لوجوده وأخلق بهم أن يحتتال بينهتتم وبيتتن وروده‬

‫كما قال بعض السلف‪ :‬من كذب بكرامة لم ينلها‪ ،‬ولو اطلع المنكتتر‬

‫للحوض على ما سنورده من الحاديث قبل مقالته لم يقلها‪.‬‬

‫بعض الصحابة الكرام الذين صدقوا بالحوض وآمنوا‬

‫بكونه يوم القيامة ورووا الحاديث فيه‬

‫روي ذلك عن جماعة من الصحابة رضي اللتته تعتتالى عنهتتم‪ ،‬منهتتم‬

‫أبي بن كعب‪ ،‬وجابر بن سمرة‪ ،‬وجابر بن عبد الله‪ ،‬وجندب بن عبتتد‬

‫الله البجلي‪ ،‬وزيد بن أرقم‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬وحارثتتة بتتن وهتتب‪،‬‬


‫‪401‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وحذيفة بن أسيد‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وسمرة بن جندب‪ ،‬وسهل بن‬

‫سعد‪ ،‬وعبد الله بن زيد بن عاصم‪ ،‬وعبد الله بن عباس‪ ،‬وعبتتد اللتته‬

‫بن عمر‪ ،‬وعبد الله بن عمرو بتتن العتتاص‪ ،‬وعبتتد اللتته بتتن مستتعود‪،‬‬

‫وعتبة بن عبد الستتلمي‪ ،‬وعقبتتة بتتن عتتامر الجهمتتي‪ ،‬والنتتواس بتتن‬

‫سمعان‪ ،‬وأبو أمامة الباهلي‪ ،‬وأبو برزة السلمي‪ ،‬وأبتتو بكتترة‪ ،‬وأبتتو‬

‫ذر الغفاري‪ ،‬وأبو سعيد الخدري‪ ،‬وأبو هريرة الدوسي‪ ،‬وأسماء بنتتت‬

‫أبي بكر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم أجمعيتتن وعتتاد‬

‫علينا من بركاتهم‪ ،‬وامرأة حمزة عم رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬وهم من بني النجار‪.‬‬

‫رواية أبي بن كعب النصاري سيد الفقراء رضي الّله‬

‫تعالى عنه من شرب من الحوض‬

‫روي فلم يظمأ أبدا ً ومن حرم الشرب منه حرم الري أبدا ً قال أبتتو‬

‫القاسم الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا أبتتو زرعتتة الدمشتتقي‪ .‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫الصلت‪ ،‬حدثنا عبد الغفار بن القاسم‪ ،‬عن عتتدي بتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن زر‬

‫بن حبيش‪ ،‬عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬
‫‪402‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر الحوض فقال أبي بن كعب‪ :‬يا رسول الله ما الحتتوض? فقتتال‪:‬‬

‫"أشد بياضا ً من اللبن وأبرد من الثلتتج وأحلتتى متتن العستتل وأطيتتب‬

‫ريحا ً من المسك من شرب منه شربة لتتم يظمتتأ أبتتدا ً ومتتن صتترف‬

‫عنتتتتتتتتتتتتتتتتته لتتتتتتتتتتتتتتتتتم يتتتتتتتتتتتتتتتتترو أبتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫ورواه أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السّنة حدثنا عقبة بن مكرم‪،‬‬

‫حدثنا يونس بن بكير‪ ،‬حدثنا عبد الغفار بن القاستتم‪ ،‬فتتذكر بإستتناده‬

‫نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫ولفظه‪ :‬قيل يا رسول الله وما الحوض? قال‪" :‬والذي نفستتي بيتتده‬

‫إن شرابه أبيتتض متتن اللبتتن وأحلتتى متتن العستتل وأبتترد متتن الثلتتج‬

‫وأطيب ريحا ً من المسك وآنيته أكثر عددا ً من النجوم ل يشرب منه‬

‫إنستتتان فيظمتتتأ أبتتتدا ً ول يصتتترف عنتتته إنستتتان فيتتتروى أبتتتدًا"‪.‬‬

‫لمام أحمد أيضًا‪.‬‬


‫لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب السّتة ول ا ِ‬

‫رواية أنس بن مالك رضي الّله عنه النصاري خادم‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫‪403‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن عفير‪ ،‬حدثنا ابتتن وهتتب‪ ،‬عتتن يتتونس‬

‫قال ابن شهاب‪ :‬حدثني أنس بن مالك رضي اللتته عنتته‪ ،‬أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن قتتدر حوضتتي كمتتا بيتتن أيلتتة‬

‫وصتتنعاء متتن اليمتتن وإن فيته متن البتتاريق كعتدد نجتتوم الستماء"‪.‬‬

‫وكذا رواه مسلم أيضا ً عن حرملة بن وهب رضي الله تعالى عنه‪.‬‬

‫طريق أخرى هن أنس بن مالك رضي الّله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مسلم بتن إبراهيتم‪ ،‬حتدثنا وهيتب‪ ،‬حتدثنا عبتد‬

‫العزيز‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي اللتته عنتته‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬ليردن علي الناس من أصحابي‪ ،‬حتى إذا عرفتهم‬

‫اختلجوا دونتتي فتتأقول‪ :‬أصتتحابي‪ .‬فيقتتال‪ :‬إنتتك ل تتتدري متتا أحتتدثوا‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدك"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن حاتم عن عفان‪ ،‬عن وهيتتب بتتن خالتتد‪،‬‬

‫عن عبد العزيز بن صهيب به‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكوثر نهر في الجنة أعطيه رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم طريق أخرى عن أنس بن مالك رضي الّله عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن فضيل‪ ،‬عتتن المختتتار بتتن فلفتتل‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‪" :‬أغفتتى رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم‬

‫رأسه مبتسما ً إما قال هو‪ ،‬وإما قالوا له‪" :‬لم ضحكت‪ ،‬فقال رسول‬

‫الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إنتته أنزلتتت علتتي آنفتا ً ستتورة‪ ،‬فقتترأ‪:‬‬

‫كتتتتوْث ََر"‪.‬‬ ‫حيتتتتم إ ِّنتتتتا أعْط َي َْنتتتتا َ‬


‫ك ال َ‬ ‫ستتتتم الّلتتتته الّر ْ‬
‫حمتتتتن الّر ِ‬ ‫"ب ِ ْ‬

‫حتى ختمها ثم قال‪ :‬هتتل تتتدرون متتا الكتتوثر? قتتالوا‪ :‬اللتته ورستتوله‬

‫أعلم‪ ،‬قال‪ :‬هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كتتثير‬

‫ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عتتدد الكتتواكب يختلتتج العبتتد منهتتم‬

‫فأقول‪ :‬يتتا رب‪ ،‬إنتته متتن أمتتتي‪ ،‬فيقتتال‪" :‬إنتتك ل تتتدري متتا أحتتدثوا‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدك"‪.‬‬

‫لسناد‪ ،‬ورواه مسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬متتن حتتديث‬


‫وهذا ثلثي ا ِ‬

‫محمد بن فضيل‪ ،‬وعلي بن مسهر‪ ،‬كلهمتتا عتتن المختتتار بتتن فلفتتل‬

‫‪405‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫ولفظ مسلم‪" :‬هو نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير هتتو حوضتتي تتترد‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتتته أمتتتتتتتتتتتتتتتتي يتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫والباقي مثله‪ ..‬ومعنى ذلتتك أنتته يشتتخب متتن الكتتوثر ميزابتتان إلتتى‬

‫الحوض‪ ،‬والحوض في العرصتتات‪ ،‬قبتتل الصتتراط‪ ،‬لنتته يختلتتج عنتته‬

‫ويمنع منه أقوام قد ارتتتدوا علتتى أعقتتابهم ومثتتل هتتؤلء ل يجتتازون‬

‫الصراط‪ ،‬كما سيرد من طرق متعددة‪ ،‬وقد جاء مصرحا ً به أنتته فتتي‬

‫العرصات‪ ،‬كما ستراه قريبًا‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬وأزهر بن القاستتم‪ ،‬حتتدثنا هشتتيم‪ ،‬عتتن‬

‫قتادة‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬مثتتل متتا بيتتن‬

‫ناحيتي حوضي مثل ما بين المدينة وصنعاء‪ ،‬ومثتتل متتا بيتتن المدينتتة‬

‫وعمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن أبي عامر‪ ،‬عن عبتتد الملتتك بتتن عمتترو‪ ،‬وأخرجتته‬

‫‪406‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مسلم أيضا ً عن عاصم بن النضر الول‪ ،‬عن المعتمتتر بتتن ستتليمان‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله عنه خادم رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬وحسن بن موسى قتتال‪ :‬حتتدثنا حمتتاد بتتن‬

‫سلمة رضي الله عنه‪ ،‬ورواه أحمد أيضا ً عن عفتتان‪ ،‬عتتن حمتتاد بتتن‬

‫سلمة‪ ،‬عن علي بن زياد‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس رضي الله عنه‪ ،‬أن‬

‫قوما ً ذكروا عند عبيد الله بن زياد الحوض فأنكره وقال‪ :‬ما الحوض‬

‫فبلغ ذلك أنسا ً رضي الله عنه‪ ،‬فقتتال‪ :‬ل جتترم واللتته لفعلتتن فأتتتاه‬

‫فقال‪ :‬ذكرتم الحوض فقال عبيد اللتته‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يذكره‪ ،‬فقال‪ :‬نعم سمعت رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم أكثر من كذا وكذا مرة يقول‪" :‬إن متتا بيتتن طرفيتته كمتتا‬

‫بين أيلة إلى مكة‪ ،‬أو ما بين صنعاء ومكة‪ ،‬وإن آنيته لكثر متتن عتتدد‬

‫نجتتتتتتتتتتتوم الستتتتتتتتتتتماء" انفتتتتتتتتتتترد بتتتتتتتتتتته أحمتتتتتتتتتتتد‪.‬‬

‫وقد رواد يحيى بن محمد بن ساعد‪ ،‬عن سوار بن عبد الله القاضي‬
‫‪407‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العنبري‪ ،‬عتتن معتتاذ بتتن معتتاذ العنتتبري‪ ،‬عتتن أشتتعث بتتن عبتتد اللتته‬

‫الحمراني‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي الله عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬حوضي ما بين كذا إلى كذا‪ ،‬فيه متتن النيتتة‬

‫عدد نجوم السماء‪ ،‬أحلى من العسل‪ ،‬وأبرد من الثلتتج‪ ،‬وأبيتتض متتن‬

‫اللبن‪ ،‬من شرب منه لم يظمأ أبدًا‪ ،‬ومن لم يشرب لم يرو أبدًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثني عبد الرحمتتن هتتو ابتتن ستتلم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أحمد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس رضي اللتته عنتته‪ ،‬أن عبتتد اللتته‬

‫بن زياد قال‪ :‬يا أبا حمزة‪ :‬هل سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يذكر الحوض فقال‪" :‬لقد تركتتت بالمدينتتة عجتتائز يكتتثرن أن‬

‫يسألن الله أن يوردهن حوض محمد صلى الله عليه وسلم"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله عنه خادم رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‬

‫‪408‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو يعلى أيضًا‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا عمر بن يونس الحنفي‪،‬‬

‫حدثنا عكرمة هو ابن عمار‪ ،‬عتن يزيتتد الرقاشتي قتال‪ :‬قلتتت يتا أبتتا‬

‫حمزة‪" :‬إن قوما ً يشهدون علينا بالكفر والشرك‪ ،‬فقال أنس‪ :‬أولئك‬

‫شتتر الخلتتق والخليقتتة‪ ،‬قلتتت‪ :‬ويكتتذبون بتتالحوض‪ :‬فقتتال‪ :‬ستتمعت‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتول‪" :‬إن لتتي حوض تا ً كمتتا بيتتن‬

‫إيلياء إلى الكعبة أو قال‪ :‬صنعاء‪ ،‬أشد بياضا ً من اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن‬

‫العسل فيه آنية عدد نجوم الستتماء ينبعتتث فيتته عتتدة ميزابتتات متتن‬

‫الجنة من كذب به لم يصب منه الشرب"‪ .‬صدق رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه رضي الّله عنه‬

‫قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عبد الخالق البزار في مسنده‪ :‬حدثنا‬

‫محمد بن معمر‪ ،‬حدثنا أبو داود‪ ،‬حتتدثنا المستتعودي‪ ،‬عتتن عتتدي بتتن‬

‫ثابت‪ ،‬عن أنس رضي الله عنه قتتال‪ ،‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬حوضي من كذا إلى كذا‪ ،‬فيه من اليتتة عتتدد النجتتوم‪،‬‬

‫أطيب ريحتا ً متتن المستتك‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬وأبتترد متتن الثلتتج‪،‬‬
‫‪409‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأبيض من اللبن‪ ،‬من شتترب منتته شتتربة لتتم يظمتتأ أبتتدًا‪ ،‬ومتتن لتتم‬

‫يشتتتتتتتتتتتترب منتتتتتتتتتتتته لتتتتتتتتتتتتم يتتتتتتتتتتتترو أبتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫لستتناد ولتتم‬
‫ثم قال‪ :‬ل نعلمه يروى بهذا اللفظ إل عتتن أنتتس بهتتذا ا ِ‬

‫يرو عدي بتن ثتابت عتتن أنتتس رضتي اللته عنته ستواه‪ ،‬ول رواه إل‬

‫المسعودي‪ ،‬وهذا إسناد جيد‪ ،‬ولم يروه أحد من أصحاب الكتتتب‪ ،‬ول‬

‫أحمد بن حنبل‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس أيضا ً خادم رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثني الحستتن بتتن الصتتباح‪ ،‬حتتدثنا مكتتي بتتن‬

‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا موسى بن عبيدة‪ ،‬عتتن أبتتي بكتتر بتتن عبيتتد اللتته بتتن‬

‫أنس‪ ،‬عن جده أنس بن مالك رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬رأيت حوضي‪ ،‬فتتإذا علتتى حتتافتيه آنيتتة مثتتل‬

‫نجوم السماء‪ ،‬فأدخلت يدي فإذا هو عنبر أذفر"‪.‬‬

‫رواية بريدة رضي الّله تعالى عنه ابن الخصيب السلمي‬

‫‪410‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا يحيى بن معين‪ ،‬حدثنا يحيى بن يمان‪،‬‬

‫عن عائذ بن بشر البجلي‪ ،‬عن علقمة بن مرثد‪ ،‬عن ابن بريدة‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صتلى اللته عليته وستلم‪:‬‬

‫"حوضي كما بين عمان إلى اليمن‪ ،‬فيه آنية عدد نجوم السماء‪ ،‬من‬

‫شتتتتتترب منتتتتتته شتتتتتتربة لتتتتتتم يظمتتتتتتأ بعتتتتتتدها أبتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن صاعد‪ ،‬وابن أبتتي التدنيا‪ ،‬عتتن عبتد اللته بتتن وضتاح‬

‫الزدي اللؤلؤي‪ ،‬عن يحيى بن يمان به‪ ..‬ولفظتته‪" :‬حوضتتي متتا بيتتن‬

‫عمان واليمن فيه آنية عدد النجوم‪ ،‬أحلى من العستتل‪ ،‬وأبيتتض متتن‬

‫اللبن‪ ،‬واللبن من الزبد‪ ،‬من شرب منه لتتم يظمتتأ بعتتدها أبتتدًا"‪ .‬لتتم‬

‫يخرجوه‪.‬‬

‫رواية ثوبان رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن سالم‬‫قال ا ِ‬
‫بن معدان‪ ،‬عن ثوبان رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أنا بعقر حوضي يوم القيامة‪ ،‬أذود عنه الناس‬
‫لهل اليمن وأضربهم بعصاي‪ ،‬حتى يرفض عنهم قال‪ :‬قيل‪ :‬يا‬
‫رسول الله‪ ،‬ما سعته? قال‪ :‬من مقامي إلى عمان يغت فيه‬
‫ميزابان يمدانه"‪.‬‬
‫ورواه أحمد أيضا ً عن عبد الصمد‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وعن عبد‬
‫‪411‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الوهاب‪ ،‬عن سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وعن عبد الرزاق‪،‬‬
‫عن معمر‪ ،‬عن قتادة به فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫عن عرضه فقال‪" :‬من مقامي هذا إلى عمان"‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪" :‬ما بين بصرى وصنعاء أو ما بين أيلة ومكة"‪.‬‬
‫أو قال‪" :‬من مقامي هذا إلى عمان"‪.‬‬
‫وسئل عن شرابه فقال‪" :‬أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪،‬‬
‫ينبعث فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والخر من‬
‫ورق"‪.‬‬
‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو بكر‪ ،‬هو ابن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا محمد بن‬
‫بشر العبدي‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن سالم بن‬
‫أبي الجعد‪ ،‬عن معدان بن أبي طلحة‪ ،‬عن ثوبان رضي‪ ،‬لله عنه‪ ،‬أن‬
‫نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنا عند عقر حوضي‪ ،‬أذود‬
‫عنه الناس لهل اليمن‪ ،‬إني لضربهم بعصاي حتى يرفضوا"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض فقال‪:‬‬
‫"من مقامي هذا إلى عمان‪ ،‬ما بينهما شهر أو نحو ذلك"‪.‬‬
‫فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه فقال‪" :‬أشد‬
‫بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬بعث فيه ميزابان‪ ،‬مداده أو‬
‫مدادهما من الجنة‪ ،‬أحدهما ورق والخر ذهب"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم عن أبي غسان مالك بن إسماعيل‪ ،‬ومحمد بن‬
‫المثنى‪ ،‬ومحمد بن بشار ثلثتهم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن‬
‫قتادة بنحوه‪.‬‬
‫من مظاهر خشية عمر بن عبد العزيز رضي الّله تعالى‬

‫عنه‬

‫طريق أخرى عن ثوبان أيضا ً رضي الّله تعالى عنه‬

‫وأرضاه‬

‫‪412‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حسين بن محمد‪ ،‬حدثنا ابتتن عيتتاش‪ ،‬عتتن محمتتد‬

‫بن المهاجر‪ ،‬عن العباس بن سالم اللخمي‪ ،‬قال‪ :‬بعث عمر بن عبد‬

‫العزيز إلى أبي سلم الحبشي‪ ،‬يسأله عن الحوض فحمل إليه علتتى‬

‫البريد‪ ،‬فقدم به عليه‪ ،‬فسأله فقال‪ :‬سمعت ثوبان رضي الل ّتته عنتته‪:‬‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتول‪" :‬إن حوضتتي متتن‬

‫عدن إلى عمان البلقاء‪ ،‬متتاؤه أشتتد بياضتا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن‬

‫العسل‪ ،‬وأكاويبه عدد النجوم‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظمأ بعتتدها‬

‫أبدًا‪ ،‬أول النتتاس ورودا ً عليتته فقتتراء المهتتاجرين"‪ ،‬فقتتال عمتتر بتتن‬

‫الخطاب من هم يا رسول الله? قال‪" :‬هم الشتتعث رؤوستا ً التتدنس‬

‫ثيابًا‪ ،‬الذين ل ينكحون المتنعمات المتمتعتتات‪ ،‬ول تفتتتح لهتتم أبتتواب‬

‫السدد‪ ،‬فقال عمر بن عبد العزيز‪ :‬لقتتد نكحتتت المتنعمتتات وفتحتتت‬

‫لي السدد إل أن يرحمني الله والله ل أدهن رأسي حتى تشتتعث ول‬

‫أغستتتتتل ثتتتتتوبي التتتتتذي بلتتتتتى جستتتتتدي حتتتتتتى يتستتتتتخ"‪.‬‬

‫ورواه أيضا ً الترمذي في الزهد عن أنس بن إستتماعيل‪ ،‬عتتن يحيتتى‬

‫بن صالح‪ .‬وابن ماجه فيتته‪ ،‬عتتن محمتتود بتتن خالتتد الدمشتتقي‪ ،‬عتتن‬

‫‪413‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مروان بن محمد الطتتاطري كلهمتتا عتتن محمتتد بتتن المهتتاجر‪ ،‬عتتن‬

‫العباس بن سالم عن أبي سلم به قال‪ :‬شيخنا المزي في أطرافه‪،‬‬

‫ورواه اليزيد بن مسلم عن يحيتتى بتتن الحتتارث وشتتيبة بتتن الحنتتف‬

‫وغيرهما عن أبي سلم‪ ،‬وقال أبو بكر بن أبي عاصم‪ :‬حتتدثنا هشتتام‬

‫بن عمار‪ ،‬حدثنا صدقة‪ .‬حدثنا زيد بن واقتتد‪ ،‬حتتدثني بشتتر بتتن عبيتتد‬

‫الله‪ ،‬حدثنا أبو سلم السود‪ ،‬عن ثوبان رضي اللتته عنتته قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬حوضتتي بيتتن عتتدن إلتتى عمتتان‬

‫أشد بياضا ً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة متتن المستتك‬

‫أكاويبه كنجوم السماء من شرب منه شتتربة لتتم يظمتتأ بعتتدها أبتتدًا‪،‬‬

‫وأكثر الناس عليه ورودا ً فقتتراء المهتتاجرين قلنتتا‪ :‬ومتتن هتتم? قتتال‪:‬‬

‫الشعث رؤوسا ً الدنس ثيابتا ً التتذين ل ينكحتتون المتمتعتتات ول تفتتتح‬

‫لهم أبواب السدد الذين يعطون الحق الذي عليهم ول يعطون الذي‬

‫لهم" وهذه طريق جيدة أيضًا‪ ،‬والله الحمد‪ ،‬والمنة‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية جابر بن سمرة رضي الّله تعالى عنه الرسول‬

‫صلى الله عليه وسلم فرط لمته يوم القيامة على‬

‫الحوض المورود‬

‫قال أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع‪ ،‬حتتدثنا أبتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫زياد بن خيثمة‪ ،‬عن سماك بن حرب‪ ،‬عن جابر بن سمرة رضي الله‬

‫عنه‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إني فرطكم على‬

‫الحوض‪ ،‬وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة‪ ،‬كأن البتتاريق‬

‫فيها النجوم" وهكذا رواه مسلم‪ :‬عن أبي همام‪ ،‬به وقال‪" :‬أنا فرط‬

‫لكم على الحوض"‪ .‬والباقي مثله‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫رواية جابر بن سمرة أيضا ً رضي الّله سبحانه وتعالى‬

‫عنه‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬وأبو بكر بتتن أبتتي شتتيبة قتتال‪:‬‬

‫أخبرنا حاتم بن إسماعيل‪ ،‬عن المهاجر بن مستتمار‪ ،‬عتتن عتتامر بتتن‬

‫سعد بن أبي وقاص‪ ،‬قال‪ :‬كتبت التتى جتتابر بتتن ستتمرة متتع غلمتتي‬

‫‪415‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نافع‪ ،‬أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬

‫قال‪ :‬فكتب إلي إني سمعته يقول‪" :‬أنا الفرط على الحوض"‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله رضي الّله تعالى عنهما‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا زكريا بن إستتحاق‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬


‫وقال ا ِ‬

‫الزبير‪ :‬أنه سمع جابر بن عبتتد اللتته رضتتي اللتته عنهمتتا يقتتول‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا على الحوض‪ ،‬أنظر من يتترد‬

‫علي‪ ،‬قال‪ :‬فيؤخذ ناس دوني‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب هؤلء مني ومن أمتي‪،‬‬

‫قال‪ :‬يقال‪ :‬وما يدريك ما عملوا بعتتدك? متتا برحتتوا بعتتدك يرجعتتون‬

‫علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى أعقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابهم‪.‬‬

‫قال جابر رضي الله عنه‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"الحوض مسيرة شهر‪ ،‬وزواياه يعنتتي عرضتته مثتتل طتتوله‪ ،‬وكيزانتته‬

‫مثل نجوم السماء‪ ،‬أطيب ريحا ً من المسك‪ ،‬وأشد بياضا ً من اللبتتن‪،‬‬

‫متتتتتتتن شتتتتتتترب منتتتتتتته لتتتتتتتم يظمتتتتتتتأ بعتتتتتتتده أبتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫هذا اسناد صحيح‪ ،‬علتتى شتترط مستتلم‪ ،‬ولتتم يتتروه‪ ،‬وقتتد روي متتن‬

‫‪416‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق زكريا عن أبي الزبيتر‪ ،‬عتن جتابر‪ ،‬بستتة أحتاديث ليتس هتذا‬

‫منها‪.‬‬

‫الرسول صلى الله عليه وسلم مكاثر بأمته يوم القيامة‪،‬‬

‫وهو يأمرهم أل يرجعوا كفارا ً بعده يقتل بعضهم بعضا ً‬

‫طريق أخرى عن جابر أيضا ً رضي الّله تعالى عنه‬

‫وأرضاه‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن عمتتر‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن عبتتد‬

‫الرحمن الرجي‪ ،‬حدثنا عبيدة بن السود‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عن عتتامر هتتو‬

‫الشعبي‪ ،‬عن جابر بن عبد الله رضتتي اللتته عنهمتتا‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إني فرطكم على الحوض‪ ،‬وإني مكاثر‬

‫بكم المم فل ترجعوا بعدي كفارًا‪ ،‬يقتل بعضكم بعضًا‪ ،‬فقال رجتتل‪:‬‬

‫يا رسول الله ما عرضه? قال‪ :‬ما بين أيلة أحسبه قتتال‪ :‬إلتتى مكتتة‪،‬‬

‫فيه مكايل أكثر من عدد النجوم‪ ،‬ل يتناول مؤمن منها واحدا ً فيضعه‬

‫متتتتتتتتتتتن يتتتتتتتتتتتده حتتتتتتتتتتتتى يتنتتتتتتتتتتتاوله أختتتتتتتتتتتوه"‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم قال‪ :‬ل يروى عن جابر إل من هذا الوجه‪ ،‬ورواه ابن أبتتي التتدنيا‪،‬‬

‫عن أبي عبد الرحمن القرشي‪ ،‬عن عبيدة بن السود به‪.‬‬

‫رواية جندب بن عبد الله البجلي رضي الّله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حتتدثنا عبتتدان‪ ،‬أختتبرني أبتتي‪ ،‬عتتن شتتعبة‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الملك قال‪ :‬سمعت جنتتدبا ً يقتتول‪ :‬ستتمعت النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتتتتتلم يقتتتتتتول‪" :‬أنتتتتتتا فرطكتتتتتتم علتتتتتتى الحتتتتتتوض"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬من حديث شعبة‪ ،‬وزائدة‪ ،‬ومسعر‪ ،‬ثلثتهتتم عتتن عبتتد‬

‫الرحمتتتتتتتتتتتتتتتتن بتتتتتتتتتتتتتتتتن عمتتتتتتتتتتتتتتتتر بتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫ورواه المام أحمد عتتن ستتفيان بتتن عيينتتة ثتتم قتتال‪ :‬قتتال ستتفيان‪:‬‬

‫الفرط الذي يسبق‪.‬‬

‫رواية جارية بن وهب الخزاعي رضي الله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا علي بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬حتتدثنا جريتتر بتتن عمتتارة‪،‬‬

‫حدثنا شعبة عن معبد بتتن خالتتد‪ ،‬أنته ستمع جاريتة بتن وهتب يقتول‬

‫سمعت النبي صلى اللته عليته وستتلم يقتتول وذكتتر الحتتوض فقتتال‪:‬‬

‫‪418‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"كما بين المدينة وصتنعاء"‪ .‬وزاد ابتن أبتي عتدي‪ ،‬عتن شتعبة‪ ،‬عتن‬

‫معبد بن خالد‪ ،‬عن جاريتتة بتتن وهتتب ستتمع النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتتتتلم وقتتتتتال‪" :‬حوضتتتتته متتتتتا بيتتتتتن صتتتتتنعاء والمدينتتتتتة"‪.‬‬

‫فقال له المستورد‪" :‬ألتتم تستتمعه? قتتال‪ :‬أل وإنتتي‪ ،‬قتتال‪ :‬ل‪ ،‬فقتتال‬

‫المستتتتتتتورد‪ :‬نتتتتتترى فيتتتتتته‪" :‬النيتتتتتتة مثتتتتتتل الكتتتتتتواكب"‪.‬‬

‫وقال‪ :‬رواه مسلم‪ ،‬عن محمد بن عرعرة‪ ،‬عن حرمتتي بتتن عمتتارة‪،‬‬

‫عن شعبة‪ ،‬كما ساقه البخاري‪ ،‬ورواه عن محمد بن عبد اللتته‪ ،‬وهتتو‬

‫ابن أبي عدي‪ ،‬عن شعبة كما ذكره البخاري سواء‪ ،‬والمستورد هتتذا‬

‫هو ابن شداد بن عمرو الفهري‪ ،‬صحابي جليتتل‪ ،‬علتتق لتته البختتاري‪،‬‬

‫وأسند ذلك مسلم‪ ،‬وروى له أهل السنن الربعة‪ ،‬وله أحاديث‪.‬‬

‫رواية حذيفة بن أسيد رضي الّله عنه‬

‫عن أبي شريحة الغفاري‪ ،‬أنبأنا عن الحافظ الضياء محمد بتتن عبتتد‬

‫الواحد المقدسي رحمه الله أنه قتتال فتتي الجتتزء التتذي جمعتته فتتي‬

‫أحاديث الحوض‪ :‬أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر الصتتبهاني بهتتا‪ :‬أن‬

‫الحسن بن أحمد الحداد أختتبرهم قتتراءة عليتته وهتتو حاضتتر‪ ،‬أخبرنتتا‬


‫‪419‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحمد بن عبد الله يعنتي أبتا نعيتم الصتبهاني‪ ،‬أخبرنتا عبتد اللته بتن‬

‫جعفر‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن عبد الله‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬حتتدثنا‬

‫زيد بن الحسن‪ ،‬حدثنا معروف بن خربوذ‪ ،‬حتتدثنا أبتتو الطفيتتل‪ ،‬عتتن‬

‫حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال‪ :‬لما صدر النبي صلى الله عليه‬

‫وسلم عن حجة الوداع قال‪" :‬أيها الناس إني فرطكم على الحوض‪،‬‬

‫إنكم واردون على حوض عرضه ما بين بصرى‪ ،‬وصنعاء فيه أكتتواب‬

‫عدد النجوم" لم يروه من أصحاب الكتب أحد ول أحمد أيضًا‪.‬‬

‫رواية حذيفة بن اليمان رضي الّله عنه العبسي‬

‫قال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا علي بن‬

‫مسهر‪ ،‬عن سعد بن طارق‪ ،‬عن ربتتع بتتن حتتراش‪ ،‬عتتن حذيفتتة بتتن‬

‫اليمان رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫"إن حوضي لبعد من أيلة وعدن‪ ،‬والذي نفسي بيده لنيته أكثر من‬

‫عدد النجوم‪ ،‬وهو أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى متتن العستتل‪ ،‬والتتذي‬

‫لبتتل الغريبتتة‬
‫نفسي بيده إني لذود عنه الرجال‪ ،‬كما يتتذود الرجتتل ا ِ‬

‫عن حوضه‪ ،‬قال قيل‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬تعرفنتتا يتتومئذ? قتتال‪ :‬نعتتم‪،‬‬
‫‪420‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي غرا ً محجلين من آثار الوضوء‪ ،‬وليستتت لحتتد غيركتتم"‪.‬‬


‫تردونه عل ّ‬

‫رواه مسلم‪ ،‬عتتن عثمتتان بتتن أبتتي شتتيبة‪ ،‬بنحتتوه‪ ،‬وعلقتته البختتاري‬

‫فقال‪ :‬حصين عن أبي وائل‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫رواية زيد بن أرقم رضي الّله عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬قال عمرو بن مرة‪ ،‬أخبرني‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا حمزة يقول‪ :‬إنه سمع زيد بن أرقم قال‪ :‬كنا مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر‪ ،‬فنزل منزل ً فسمعته‬
‫يقول‪" :‬ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض من‬
‫أمتي"‪.‬‬
‫قلت لزيد‪ :‬كم كنتم يومئذ? قال‪ :‬سبعمائة أو ثمانمائة‪.‬‬
‫وكذا رواه عن أبي هاشم‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬ورواه أبو داود‪ ،‬عن حفص بن‬
‫عمر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬قلت‪ :‬وأبو حمزة هذا هو طلحة بن يزيد النصاري‬
‫مولى قرظة بن كعب‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫النار جزاء من يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم رواية أخرى عن زيد بن أرقم أيضا ً رضي الّله‬

‫عنه‬

‫‪421‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ البيهقي‪ :‬أخبرنا عبد الله الحتتافظ أخبرنتتا الحستتن بتتن‬

‫يعقوب العدل‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬أخبرنا حفص بن عتون‪،‬‬

‫أخبرنا أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي تيم الرباب‪ ،‬حتتدثنا يزيتتد بتتن‬

‫حيان التيمي‪ ،‬قال‪ :‬شهدت ابن أرقم وقد بعتتث إليتته عبيتتد اللتته بتتن‬

‫زياد فقال‪ :‬ما أحاديث بلغني عنك أنك تحدث بهتتا عتتن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم تزعم أن له حوض تا ً فتتي الجنتتة فقتتال‪ :‬حتتدثنا‬

‫ذاك رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم ووعتتدناه‪ ،‬فقتتال‪ :‬كتتذبت‪،‬‬

‫لكنك شيخ قد خرفت‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه سمعته أذنتتاي متتن رستتول اللتته‬

‫ي متعمتتدا ً‬
‫صلى الله عليتته وستتلم وستتمعته يقتتول‪" :‬متتن كتتذب علت ّ‬

‫فليتبوأ مقعده من النار" وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫وأما رواية سلمان الفارسي رضي الله عنه‪ ،‬فروى المتتام أبتتو بكتتر‬

‫بن خزيمة رحمه الله‪ ،‬من حتتديث زيتتد بتتن علتتي بتتن جتتدعان‪ ،‬عتتن‬

‫سعيد بن المسيب‪ ،‬عن سلمان رضي الله عنه قال‪ :‬خطبنتتا رستتول‬

‫الله صلى الله عليته وستلم آختر يتوم متن شتعبان فقتال‪" :‬يتا أيهتا‬

‫‪422‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النتتتتتتتاس‪ :‬قتتتتتتتد أظلكتتتتتتتم شتتتتتتتهر عظيتتتتتتتم مبتتتتتتتارك"‪.‬‬

‫وذكر تمام الحديث بطوله فتتي فضتتل شتتهر رمضتتان إلتتى أن قتتال‪:‬‬

‫"من أشبع فيه صائما ً سقاه الله من حوضتتي شتتربة ل يظمتتأ بعتتدها‬

‫حتى يدخل الجنة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫لكل نبي حوض يوم القيامة‪ ،‬يتباهون أيهم أكثر ورادا ً‬

‫رواية سمرة بن جندب‪ -‬رضي الّله تعالى عنه‪ -‬الفزاري‬

‫تال أبو بكر بن أبي عاصم‪ :‬حدثنا إبراهيم بن المعتمر‪ ،‬حدثنا محمد‬

‫بن بكار بن بلل‪ ،‬حدثنا سعيد هو ابن بشير‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪،‬‬

‫عن سمرة بن جندب‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬لكتتل‬

‫نبي حوض‪ ،‬يتباهون أيهم أكثر واردة‪ ،‬وإني لرجو أن أكتتون أكتتثرهم‬

‫واردة"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن نيتتزك‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫‪423‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بكار بن بلل‪ ،‬عن سعيد بن بشير‪ ،‬وقال‪ :‬هذا حتتديث غريتتب‪ ،‬واللتته‬

‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫رواية سهل بن سعد الساعدي رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا محمد بتتن مطتترف‪،‬‬

‫حدثنا أبو حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬

‫ي يشتترب‪ ،‬ومتتن‬
‫وسلم‪" :‬إني فرطكم علتتى الحتتوض‪ ،‬متتن متتر عل ت ّ‬

‫شرب لم يظمأ أبدًا‪ ،‬ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحتتال‬

‫بينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي وبينهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫قال أبو حازم‪ :‬فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال‪ :‬هكذا سمعت‬

‫من سهل فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬أشهد علتتى أبتتي ستتعيد الختتدري أننتتا‬

‫نسمعه وهو يزيد فيها‪ :‬فأقول‪ :‬إنهم مني‪ ،‬فيقال لتتي‪ :‬إنتتك ل تتتدري‬

‫متتا أحتتدثوا بعتتدك‪ ،‬فتتأقول‪ :‬ستتحقا ً ستتحقا ً لمتتن غّيتتر بعتتدي"‪.‬‬

‫فقال ابن عياش‪ :‬سحقا ً بعدًا‪ ،‬ويقال‪ :‬سحيق‪ ،‬بعيد‪ ،‬وأسحقه‪ :‬أبعده‪.‬‬

‫تفّرد به من هذا الوجه والله أعلم‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية عبد الله بن زيد بن عاصم المدني‬

‫ثبت في الصحيحين عنه أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم لمتتا‬

‫قسم غنائم حنين فأعطى من أعطى متتن صتتناديد قريتتش والعتترب‬

‫فغضب بعض النصار فخطب قال لهم فيما قتتال‪" :‬إنكتتم ستتتجدون‬

‫بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عباس رضي الّله عنهما‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا يوسف بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا جريتتر‪ ،‬حتتدثنا‬

‫الليث بن َأبي سليم البزاز‪ ،‬عن عبد الملك بن صعيد بن جتتبير‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬عن ابن عباس رضتتي اللته عنهمتتا قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللته‬

‫يقول‪" :‬إني آخذ بحجزكتم‪ ،‬أقتول‪ :‬إيتاكم وجهنتم‪ ،‬وإيتاكم والحتدود‪،‬‬

‫ثلث مرات‪ ،‬وإن أنا مت تركتكم‪ ،‬وأنا فرطكم على الحتتوض‪ ،‬فمتتن‬

‫ورد أفلح‪ ،‬ويؤتى بقتتوم فيؤختتذ بهتتم ذات الشتتمال فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪،‬‬

‫أحسبه قال‪ :‬فيقال إنهتم متا زالتوا بعتدك يرتتدون علتى أعقتابهم"‪.‬‬

‫ثتتم قتتال‪ :‬تف تّرد بتته ليتتث‪ ،‬عتتن عبتتد الملتتك بتتن ستتعيد بتتن جتتبير‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال البختتاري‪ :‬فتتي بتتاب الحتتوض متتن صتتحيحه‪ :‬حتتدثنا عمتترو بتتن‬

‫محمد‪ ،‬حدثنا هشام‪ ،‬أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب‪ ،‬عن ستتعيد‬

‫بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬الكوثر هو الخير الكثير الذي أعطتتاه‬

‫اللتتتتتتتتته للرستتتتتتتتتول عليتتتتتتتتته الصتتتتتتتتتلة والستتتتتتتتتلم"‪.‬‬

‫قال أبو بشر‪ :‬قلت لسعيد بن جبير إن ناسا ً يزعمتتون أنتته نهتتر فتتي‬

‫الجنة فقال‪ :‬من الكوثر إلى الحوض ميزابان من ذهب وفضة"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا إبراهيم بن هاشم البغتتوي‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫عبد الواهب الحارثي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عبيد بن عمير‪ ،‬عن ابن أبي‬

‫مليكة‪ ،‬عن ابن عباس رضي اله عنهما قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء‪ ،‬وأكوابه عتتدد‬

‫نجوم السماء ماؤه أبيض متتن الثلتتج‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬وأطيتتب‬

‫يعني ريحا ً من المسك‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عباس رضي الّله عنهما‬

‫‪426‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن أبي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا العبتتاس بتتن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا حستتين بتتن‬

‫محمد المروزي‪ ،‬حدثنا محصتتن بتن عقبتة اليمتتاني‪ ،‬عتن الزبيتر بتتن‬

‫شبيب‪ ،‬عن عثمان بن حاضر‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬سئل رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العتتالمين هتتل فيته‬

‫ماء? قال‪" :‬والذي نفسي بيده إن فيه لمتتاء‪ ،‬إن أوليتتاء اللتته ليتتردن‬

‫حياض النبياء ويبعث الله بسبعين ألف ملك في أيديهم عصتتى متتن‬

‫نار‪ ،‬يذودن الكفار عن حياض النبياء"‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عمر رضي الّله عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مسدد‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى‪ ،‬عتتن عبيتتد اللتته‪ ،‬حتتدثني‬

‫نافع‪ :‬عن بن عمتتر‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن‬

‫أمتتتتتتتتتامكن حوضتتتتتتتتتا ً كمتتتتتتتتتا بيتتتتتتتتتن جربتتتتتتتتتاء وأذرح"‪.‬‬

‫ورواه أحمد‪ ،‬عن يحيى القطان‪ ،‬ورواه مسلم من حديث عبيتتد اللتته‬

‫وأيوب وموسى بن عقبة وغيرهم عن نتتافع‪ ،‬وفتتي بعتتض الروايتتات‪:‬‬

‫"أمامكم حوض كما بيتتن جربتتاء وأذرح‪ ،‬وهمتتا قريتتتان بالشتتام فيتته‬

‫‪427‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أباريق عدد نجوم السماء‪ ،‬من ورده فشتترب منتته لتتم يظمتتأ بعتتدها‬

‫أبدًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر بن الخطاب رضي الّله عنهما‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا أبتتو المغيتترة‪ ،‬حتتدثنا عمتتر بتتن عمتترو أو‬
‫قال ا ِ‬

‫عثمان بن عمرو الحموسي‪ ،‬حدثنا المخارق بن أبي المختتارق‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الله بن عمر‪ ،‬أنه سمعه يقول‪ :‬إن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫قال‪" :‬حوضي كما بين عدن وعمتتان‪ ،‬أبتترد متتن الثلتتج‪ ،‬وأحلتتى متتن‬

‫العسل‪ ،‬وأطيب ريحا ً من المسك‪ ،‬أكوابه مثتتل نجتتوم الستتماء‪ ،‬متتن‬

‫شتترب منتته شتتربة لتتم يظمتتأ بعتتدها أبتتدًا‪ ،‬أول النتتاس عليتته ورودا ً‬

‫صعاليك المهاجرين‪ ،‬قال قائل‪ :‬ومن هم يا رسول الله قال‪ :‬الشعثة‬

‫رؤوستتهم‪ ،‬الشتتحبة وجتتوههم‪ ،‬الدنستة ثيتتابهم‪ ،‬ل تفتتتح لهتتم أبتتواب‬

‫السدد‪ ،‬ول ينكحون المنعمات‪ ،‬الذي يعطتتون كتتل التتذي عليهتتم‪ ،‬ول‬

‫يأخذون الذي لهم"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه رضي الله تعالى عنه‬

‫‪428‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬حدثنا عطاء بتتن الستتائب‬

‫قال‪ :‬قال محارب بن دثار‪ :‬ما كان سعيد بن جبير يقول في الكوثر?‬

‫قلت‪ :‬كان سعيد بن جبير يحدث عتتن ابتتن عمتتر رضتتي اللتته عنهمتتا‬

‫ك ال ْ َ‬
‫كتتتتتتتوْث ََر"‪.‬‬ ‫قتتتتتتتال‪ :‬لمتتتتتتتا نزلتتتتتتتت‪" :‬إ ِّنتتتتتتتا أعْط َي َْنتتتتتتتا َ‬

‫قال لنا رسول الله صتلى اللته عليتته وستلم‪" :‬هتتو نهتر فتتي الجنتة‪،‬‬

‫حافتاه من ذهب‪ ،‬يجري على الدر والياقوت‪ ،‬تربته أطيب ريحا ً متتن‬

‫المسك‪ ،‬وطعمه أحلى من العسل‪ ،‬وماؤه أش تد ّ بياض تا ً متتن الثلتتج"‪.‬‬

‫ورواه البيهقي من حديث حماد بن زيد‪ ،‬عن عطاء بن السائب‪ ،‬بتته‪،‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الّله عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا شعبة بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا نافع بتن عمتر‪ ،‬عتن‬

‫ابن أبي مليكة‪ ،‬قال‪ :‬قال عبد الله بن عمرو‪ :‬قال النبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬حوضي مسيرة شهر‪ ،‬ماؤه أبيتتض متتن اللبتتن‪ ،‬وريحتته‬

‫أطيب من المستتك‪ ،‬وكيزانتته كنجتتوم الستتماء‪ ،‬متتن شتترب منتته فل‬

‫‪429‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يظمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأ أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم عن داود بن عمر‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن عمر‪ ،‬به‪.‬‬

‫طريق أخرى أيضا ً عنه رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى‪ ،‬حدثنا حسين المعلم‪ ،‬حدثنا عبد الله‬
‫قال ا ِ‬
‫بن بريدة‪ ،‬عن أبي سبرة‪ ،‬واسمه سالم بن سبرة‪ ،‬قال‪ :‬كان عبيد‬
‫الله بن زياد يسأل عن الحوض‪ ،‬حوض محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وكان يكذب به بعدما سأل أبا بريدة‪ ،‬والبراء بن عازب‪،‬‬
‫وعائذ بن عمر‪ ،‬ورجل ً آخر‪ ،‬وكان يكذب فقال أبو سبرة‪ :‬أما أحدثك‬
‫بحديث فيه شفاء هذا إن أباك بعث معي بمال إلى معاوية‪ ،‬فلقيت‬
‫عبد الله بن عمرو‪ ،‬فحدثني بما سمع من رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬إن الله ل يحب الفحش والتفاحش‪ ،‬أو يبغض‬
‫الفحش والمتفحش‪ ،‬ول تقوم الساعة حتى يظهر الفحش‬
‫والتفاحش‪ ،‬وقطيعة الرحم وسوء المجاورة وحتى يؤتمن الخائن‪،‬‬
‫ويخون المين‪ ،‬وقال‪ :‬أل إن موعدكم ٍ حوضي عرضه وطوله واحد‪،‬‬
‫وهو كما بين أيلة ومكة‪ ،‬وهو مسيرة شهر‪ ،‬فيه مثل النجوم أباريق‪،‬‬
‫شرابه أشد بياضا ً من الفضة‪ ،‬من شرب منه شرابا ً لم يظمأ بعده‬
‫أبدأ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال عبيد الله‪:‬ما سمعت في الحوض‪ ،‬حديثا ً أثبتتت متتن هتتذا‬

‫وأصدق وأخذ الصحيفة فحبسها عنده‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫‪430‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو بكر البزار في مسنده‪ :‬حتتدثنا محمتتود بتتن بكتتر‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عيسى بن المختار‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن أبتتي‬

‫ليلى‪ ،‬عن عبيد الله بن أبي مليكة‪ ،‬عن عبيد اللتته بتتن عمتتر الليتتثي‪،‬‬

‫عن عبد الله بن عمر قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يقتتول‪" :‬إن لتتي حوضتا ً فتتي الجنتتة‪ ،‬مستتيرته شتتهر‪ ،‬وزوايتتاه‬

‫سواء‪ ،‬ريحتته أطيتتب متتن المستتك‪ ،‬متتاؤه كتتالورق‪ ،‬أقتتداحه كنجتتوم‬

‫الستتتماء‪ ،‬متتتن شتتترب منتتته شتتتربة لتتتم يظمتتتأ بعتتتدها أبتتتدًا"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬يعلم بما روى عبيد الله بن عمر‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪.‬‬

‫طريق أخرى أيضا ً‬

‫رواها الطبراني عن أبي برزة رضي الله عنه من رواية أبى التتوازع‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابر ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو‪.‬‬

‫عن أبي برزة‪ ،‬رضي الله عنه قال‪ :‬سمعت رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة الى صتتنعاء‪،‬‬

‫مسيرة شهر‪ ،‬عرضه كطوله‪ ،‬فيه مرزابتتان ينبعثتتان متتن الجنتتة متتن‬

‫ورق وذهب‪ ،‬أبيض من اللبن‪ ،‬وأبرد من الثلج‪ ،‬فيه أباريق عدد نجوم‬
‫‪431‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتماء"‪.‬‬

‫رواها الطتتبراني وابتتن حيتتان فتتي صتتحيحه متتن روايتتة أبتتي التتوازع‬

‫واسمه جابر بن عمرو عن أبي برزة‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن مسعود رضي الّله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن حماد‪ ،‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬عن ستتليمان‪،‬‬

‫عن شقيق‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنا‬

‫فرطكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوض"‪.‬‬

‫قال البخاري‪ :‬وحدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفتتر‪ ،‬حتتدثنا‬

‫شعبة عن المعتمر‪ ،‬سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله بن مسعود‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنتتا فرطكتتم علتتى الحتتوض‪،‬‬

‫وليرفعن رجال منكم‪ ،‬ثم يحتجزون دوني‪ ،‬فأقول‪ :‬يتتا رب أصتتحابي‪،‬‬

‫فيقتتتتتتتال‪ :‬إنتتتتتتتك ل تتتتتتتتدري متتتتتتتا أحتتتتتتتدثوا بعتتتتتتتدك"‪.‬‬

‫تابعة عن أبي وائل وقال‪ :‬حصين عتتن أبتتي وائل‪ ،‬عتتن حذيفتتة‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الحوض‬

‫وغيره‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا عتتارم بتتن الفضتتل‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن زيتتد‪،‬‬

‫حدثنا علي بن الحكم البناني عن عثمان‪ ،‬عن إبراهيتتم‪ ،‬عتتن علقمتتة‬

‫والسود‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى اللتته‬

‫عليه وسلم فقال‪" :‬إن أمنا تكرم الزوج‪ ،‬وتعطف علتتى الولتتد قتتال‪:‬‬

‫وتقري الضيف‪ ،‬غير أنها ماتت في الجاهلية فقال‪ :‬أمكما فتتي النتتار‪،‬‬

‫قال‪ :‬فأدبرا والسوء في وجوههما‪ ،‬فأمر بهما فردا‪ ،‬فرجعا والسرور‬

‫يرى في وجوههما‪ ،‬رجيا أن يكون قد حدث شتتيء فقتتال‪ :‬أمتتي متتع‬

‫أمكما‪ ،‬فقال رجل من المنافقين‪ :‬ما يغني هذا عن أمه شتتيئا ً ونحتتن‬

‫نطأ عقبيه‪ ،‬فقال رجل من النصتتار‪ ،‬ولتتم أر رجل ً قتتط أكتتثر ستتؤال ً‬

‫منه‪ .‬يا رسول الله‪ :‬هل وعدك ربك فيها أو فيهما? قتتال‪ :‬فظتتن أنتته‬

‫من شيء قد سمعه فقال‪ :‬ما سألته ربي‪ ،‬وما أطمعني فيتته‪ ،‬وإنتتي‬

‫لقتتوم المقتتام المحمتتود يتتوم القيامتتة‪ ،‬فقتتال النصتتاري‪ :‬ومتتا ذاك‬

‫المقام المحمود? قال‪ :‬ذاك إذا جيء بكم حفاة‪ ،‬غراة‪ ،‬غر ً‬
‫ل‪ ،‬فيكون‬

‫‪433‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أول من يكسى إبراهيم عليه الصلة والسلم‪ ،‬فيقتتول اللتته‪ :‬اكستتوا‬

‫خليلتتي‪ :‬فيتتؤتى بريطتتتين بيضتتاوين فيلبستتهما‪ ،‬ثتتم يقعتتد فيستتتقبل‬

‫العرش‪ ،‬ثتتم أوتتتى بكستتوتي‪ ،‬فألبستتها فتتأقوم عتتن يمينتته مقام تا ً ل‬

‫يقومه أحد غيري‪ ،‬يغبطني به الولون والختترون‪ ،‬قتتال‪ :‬ويفتتتح متتن‬

‫الكوثر إلى الحوض‪ ،‬فقال المنافق‪ :‬إنه ما جتترى متتاء قتتط إل علتتى‬

‫حال أو رضراض‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬يا رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ :‬على حال أو رضتراض فقتال رستول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم‪" :‬حاله المسك ورضراضه التتتوم فقتتال المنتتافق‪ :‬لتتم أستتمع‬

‫كاليوم‪ ،‬قلما جرى ماء قط على حال أو رضراض إل كتتان لتته نبتتته‪،‬‬

‫فقال النصاري‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬هل لتته نبتتت? فقتتال‪ :‬نعتتم‪ .‬قضتتبان‬

‫الذهب‪ ،‬فقال المنافق‪ :‬لم أسمع كاليوم‪ ،‬قلما نبت قضيب إل أورق‪،‬‬

‫وإل كان له ثمر‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬هتتل لتته ثمتتر قتتال‪:‬‬

‫نعم ألوان الجوهر‪ ،‬وماؤه أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العستتل‪،‬‬

‫إن من شرب منه مشربا ً لم يظمتتأ بعتتده‪ ،‬وإن متتن حرمتته لتتم يتترو‬

‫بعده"‪ .‬تفّرد به أحمد وهو غريب جدًا‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية عتبة بن عبد السلمي رضي الّله عنه‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن خليد الحلبي‪ ،‬حدثنا أبو توبتتة الربيتتع‬

‫بن نافع‪ ،‬حدثنا معاوية بن سلم‪ :‬أنه سمع أبتتا ستتلم يقتتول‪ :‬حتتدثني‬

‫عامر بن زيد البكالي‪ :‬أنه سمع عتبة بن عبتتد الستتلمي يقتتول‪ :‬جتتاء‬

‫أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليتته وستتلم فقتتال‪ :‬متتا حوضتتك‬

‫الذي تحدث عنتته فقتتال‪" :‬كمتتا بيتتن البيضتتاء إلتتى بصتترى‪ ،‬ل يتتدري‬

‫إنسان ممن خلق الله أين طرفاه"‪.‬‬

‫من رغب عن سنة الرسول عليه السلم ضربت الملئكة‬

‫وجهه عن الحوض يوم القيامة‬

‫قال أبو عبد الله القرطبي‪ :‬وخرج الترمذي يعني الحكيم في نوادر‬

‫الصول من حديث عثمان بن مظعون عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬يا عثمان ل ترغب عن سنتي‪ ،‬فإنه متتن رغتتب عتتن‬

‫سنتي ثم مات قبل أن يتوب ضربت الملئكة وجهه عن حوضي يوم‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خشية الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته متتن التنتتافس فتتي‬

‫الدنيا رواية عقبتتة بتتن عتتامر الجهنتتي رضتتي الل ّتته تعتتالى عنتته قتتال‬

‫البخاري‪ :‬حدثنا عمرو بن خالتتد‪ ،‬حتتدثنا الليتتث‪ ،‬عتتن يزيتتد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الخير‪ ،‬عن عقبة بن عامر‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫خرج يوما ً فصلى على أهتل أحتد صتلته علتى الميتت ثتم انصترف‪،‬‬

‫فصعد على المنبر‪ ،‬فقال‪" :‬إني فرط لكم على الحوض‪ ،‬وأنا شتتهيد‬

‫عليكم‪ ،‬وإني والله لنظر إلتى حوضتي الن‪ ،‬وإنتي أعطيتت مفاتيتح‬

‫خزائن أو مفاتيح الرض‪ ،‬وإني واللته متتا أختتاف عليكتتم أن تشتتركوا‬

‫بعتتتتتتدي‪ ،‬ولكنتتتتتتي أختتتتتاف عليكتتتتتتم أن تنافستتتتتوا فيهتتتتتا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬عن الليث من حديث يحيى بن أيتتوب عتتن‬

‫يزيد بن أبي حتتبيب بتته‪ ،‬وعنتتده‪" :‬إنتتي فرطكتتم علتتى الحتتوض وإن‬

‫عرضه كما بيتتن أيلتة إلتتى الجحفتتة وإنتتي لستتت أخشتتى عليكتتم أن‬

‫تشتتركوا بعتتدي‪ ،‬ولكنتتي أخشتتى عليكتتم التتدنيا‪ ،‬أن تتنافستتوا فيهتتا‬

‫وتقتتلتتتتتوا‪ ،‬فتهلكتتتتتوا‪ ،‬كمتتتتتا هلتتتتتك متتتتتن كتتتتتان قبلكتتتتتم"‪.‬‬

‫قال عقبة‪ :‬فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الّله عنه في‬

‫ذلك‬

‫أسند البيهقي من طريتق علتي بتن المتديني‪ :‬حتدثنا عفتان‪ ،‬حتدثنا‬

‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن يوسف بن مهتتران‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عباس قال‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب يقول‪ :‬إن رستتول اللتته صتلى‬

‫الله عليتته وستلم رحتم‪ ،‬ورحتم أبتتو بكتتر‪ ،‬ورحمتت‪ ،‬وستتيكون قتتوم‬

‫يكذبون بالرحم‪ ،‬والدجال‪ ،‬والحتتوض‪ ،‬والشتتفاعة‪ ،‬و بعتتذ اب القتتبر‪،‬‬

‫وبقوم يخرجون من النار"‪.‬‬

‫رواية النواس بن سفيان العلبي رضي الّله عنه أول‬

‫من يرد الحوض يوم القيامة من يسقي العطاش في‬

‫الدنيا‬

‫قال عمر بن محمد بتتن بحتتر البحيتتري‪ :‬حتتدثنا ستتليمان بتتن ستتلمة‬

‫حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا ابن جريتتج‪ ،‬عتتن مجاهتتد‪،‬‬

‫عن النواس بن سفيان‪ ،‬سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬

‫‪437‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقول‪" :‬إن حوضي عرضه وطتتوله كمتتا بيتتن أيلتتة إلتتى عمتتان‪ ،‬فيتته‬

‫أقداح كنجوم الستتماء‪ ،‬أول متتن يتترده متتن أمتتتي متتن يستتقط كتتل‬

‫عطشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان"‪.‬‬

‫أورده الضياء متتن هتتذا التتوجه ثتتم قتتال‪ :‬أرى أن هتتذا الحتتديث متتن‬

‫صحاح البحيري والله أعلم‪.‬‬

‫من شرب من الحوض المورود حيل بينه وبين الظمأ‬

‫وحفظ وجهه فلم يسود‬

‫رواية أبي إمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه‬

‫قال أبو بكر بن أبي عاصم‪ :‬حدثنا دحيم‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن مستتلم‪،‬‬

‫حدثنا صفوان‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬عن أبتتي اليمتتان الهتتورني‪ ،‬عتتن‬

‫أبي أمامة أبي يزيد بن الخنس‪ :‬أنه ستتأل رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم فقال‪ :‬ما ستتعة حوضتتك? فقتتال‪" :‬كمتتا بيتتن عتتدن إلتتى‬

‫عمان‪ -‬وأشار بيده وأوسع‪ -‬فيه ضفتان من ذهب وفضة‪ ،‬قتتال‪ :‬فمتتا‬

‫شراب حوضك? قتتال‪ :‬أشتتد بياضتا ً متتن اللبتتن وأحلتتى متتن العستتل‬

‫‪438‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأطيب رائحة من المسك‪ ،‬من شرب منه لم يظمأ بعده أبتتدًا‪ ،‬ولتتم‬

‫يسود وجهه"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي أمامة‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف بن الصباح‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫الله بن وهب‪ ،‬عن معاوية بن صالح‪ ،‬عن أبي يحيى‪ ،‬عن أبي إمامتتة‬

‫الباهلي قال‪ :‬قيل يا رسول الله ما سعة حوضك? قال‪ :‬ما بين عدن‬

‫وعمان‪ -‬وأشار بيده وأوسع‪ -‬وفيه ضفتان من ذهب وفضة‪ ،‬قيل‪ :‬يتتا‬

‫رسول الله‪ :‬فما شرابه? قال أبيتتض متتن اللبتتن وأحلتتى متتذاقا ً متتن‬

‫العسل‪ ،‬وأطيب ريحا ً من المسك‪ ،‬من شرب منتته شتتربة لتتم يظمتتأ‬

‫بعدها أبدًا‪ ،‬ولم يسود وجهه بعدها أبدًا‪.‬‬

‫رواية أبي برزة السلمي رضي الله تعالى عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا عبتتد الستتلم بتتن أبتتي‬

‫حازم أبو طالوت قال‪ :‬شهدت أبابرزة دخل على عبيد الله بتتن زيتتاد‬

‫فحدثني فلن‪ -‬سماه‪ -‬مسلم‪ ،‬وكتتان فتتي الستتماط‪ ،‬فلمتتا رآه عبيتتد‬

‫‪439‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله قال‪ :‬إن محدثكم هذا الدحداح ففهمها الشتتيخ فقتتال‪ :‬متتا كنتتت‬

‫أحسب أني أهان في قوم يعيروني بصحبة محمتتد صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم!! فقال له عبيد الله‪ :‬إن صحبة محمد لك زين غير شين‪ :‬ثتتم‬

‫قال‪ :‬إنما بعثت إليك لسألك عن الحوض‪ ،‬سمعت رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم يذكر فيته شتتيئًا‪ .‬قتال أبتتو بتترزة‪ :‬نعتم‪ .‬ل مترة‪ ،‬ول‬

‫اثنتين‪ ،‬ول ثلثًا‪ ،‬ول أربع‪ ،‬ول خمسًا‪ ،‬فمتتن كتتذب بتته فل ستتقاه اللتته‬

‫منه ثم خرج مغضبًا‪.‬‬

‫ل يسقى من الحوض من كذب به‬

‫وقال أبو بكر بن أبتي التدنيا‪ :‬حتدثني أبتو خيثمتة‪ ،‬أخبرنتا يزيتد بتن‬

‫هارون‪ ،‬أخبرنا محمد بن مهرم العبتتدي‪ ،‬عتتن أبتتي طتتالوت العنتتزي‪،‬‬

‫سمعت أبا برزة يقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقتتول‪" :‬لتتي الحتتوض‪ ،‬فمتتن كتتذب بتته فل ستتقاه اللتته منتته"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي من طريق أخرى‪ ،‬عن محمد بتتن يحيتتى التتذهلي‪،‬‬

‫عن عبد الرحمن بن مهتتدي‪ ،‬عتتن قتترة بتتن خالتتد‪ ،‬عتتن أبتتي حمتتزة‬

‫‪440‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طلحة بن يزيد مولى النصار‪ ،‬عن أبي برزة في دختتوله علتتى عبيتتد‬

‫الله بن زياد بنحو ما تقدم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي برزة‬

‫قال أبو بكر بن عاصم‪ :‬حدثنا عبده بن عبتتد الرحيتتم‪ ،‬حتتدثنا النضتتر‬

‫بن شميل‪ ،‬حدثنا شداد بن سعيد قال‪ :‬سمعت أبا الوازع وهتتو جتتابر‬

‫يزعم أنه سمع أبا برزة السلمي يقول‪ :‬سمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬ما بين ناحيتي حوضتتي كمتتا بيتتن أيلتتة إلتتى‬

‫صنعاء‪ ،‬مسيرة شهر‪ ،‬عرضه كطوله‪ ،‬فيه ميزابان يعبان من الجنتتة‪،‬‬

‫من ورق وذهب‪ ،‬أبيض من اللبن‪ ،‬وأحلى متتن العستتل‪ ،‬فيتته أبتتاريق‬

‫عدد نجوم السماء‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبتتدًا‪ ،‬ومتتن‬

‫كذب به فل سقاه الله" يعني منه‪.‬‬

‫رواية أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا في الهتتوال‪ :‬حتتدثنا أحمتتد بتتن إبراهيتتم‪،‬‬

‫حدثنا روح‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن الحستتن‪ ،‬عتتن‬

‫‪441‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبي بكرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنتتا فرطكتتم‬

‫على الحوض"‪.‬‬

‫رواية أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه‬

‫قال مسلم بن الحجاج في صحيحه‪ :‬حدثنا أبو بكتتر بتتن أبتتي شتتيبة‪،‬‬

‫وإسحاق بن إبراهيم‪ ،‬وابن أبي عمر المكي‪ ،‬واللفظ لبي شيبة قال‬

‫إسحاق‪ :‬أخبرنا وقال الخران‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد‪ :‬عن‬

‫أبي عمران الجوني‪ ،‬عن عبد الله بن الصتامت‪ ،‬عتن أبتي ذر‪ ،‬قتال‪:‬‬

‫قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال‪" :‬والذي نفسي بيتتده لنيتتته‬

‫أكتتثر متتن عتتدد نجتتوم الستتماء وكواكبهتتا فتتي الليلتتة المظلمتتة ل‬

‫المصحية‪ ،‬من آنية الجنة‪ ،‬يشخب فيه ميزابان من الجنة‪ ،‬من شرب‬

‫منه لم يظمأ‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬ما بين عمان إلى أيلة‪ ،‬ماؤه أشتتد‬

‫بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل" هذا لفظه إسنادا ً ومتنًا‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر أنبياء الّله تابعين‬

‫يوم القيامة رواية أبي سعيد الخدري رضي الّله تعالى‬

‫عنه‬

‫قال ابن أبي عاصم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫بشر‪ ،‬حدثنا زكريا‪ ،‬عن عطية العوني‪ ،‬عن أبي سعيد الختتدري‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن لتتي حوضتا ً طتتوله متتا بيتتن‬

‫الكعبة إلى بيت المقدس‪ ،‬أبيض من اللبن‪ ،‬وآنيته عدد النجوم‪ ،‬وإني‬

‫لكتتتتتتتتتتثر النبيتتتتتتتتتتاء تبعتتتتتتتتتتا ً يتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه ابتتتتن متتتتاجه‪ :‬عتتتتن أبتتتتي بكتتتتر بتتتتن أبتتتتي شتتتتيبة‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن سليمان السدي‪ ،‬حدثنا عيسى‬

‫بن يونس‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن عطيتتة عتتن أبتتي ستتعيد‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن لي حوضا ً طوله ما بين الكعبة إلتتى‬

‫بيت المقدس‪ ،‬أشد بياضا ً من اللبتتن آنيتتته عتتدد النجتتوم‪ ،‬وكتتل نتتبي‬

‫يدعو أمته‪ ،‬ولكل نبي حوض‪ ،‬فمنهتتم متتن يتتأتيه الفئام‪ ،‬ومنهتتم متتن‬

‫يأتيه العصبة ومنهم من يأتيه النفر‪ ،‬ومنهم من يأتيه الرجلن‪ ،‬ومنهم‬

‫‪443‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من يأتيه الرجل‪ ،‬ومنهم من ل يأتيه أحتتد‪ ،‬فيقتتال‪ :‬قتتد بلغتتت‪ ،‬وإنتتي‬

‫لكثر النبياء تبعا ً يوم القيامة"‪.‬‬

‫بين قبر الرسول عليه الصلة والسلم ومنبره روضة‬

‫من رياض الجنة‬

‫وروى البيهقي من طريق روح بن عبتتادة‪ ،‬عتتن مالتتك‪ ،‬عتتن حتتبيب‪،‬‬

‫عن عبد الرحمن‪ ،‬عتتن حفتتص بتتن عاصتتم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬وأبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬متتا بيتتن بيتتتي‬

‫ومنبري روضة من رياض الجنة"‪.‬‬

‫ثم قتال‪ :‬ورواه البختاري متن وجته آختر عتن مالتك‪ ،‬وأخرجتاه متن‬

‫حديث عبد الله بن عمر عن حبيب بدون ذكر سعيد‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن المنذر‪ ،‬حدثنا أنس بن عياض‪ ،‬عتتن‬

‫عبيد الله بن حتتبيب‪ ،‬عتتن حفتتص بتتن عاصتتم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬أن‬

‫‪444‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما بين بيتي ومنبري روضة‬

‫متتتتتتتن ريتتتتتتتاض الجنتتتتتتتة‪ ،‬ومنتتتتتتتبري علتتتتتتتى حوضتتتتتتتي"‪.‬‬

‫ورواه البخاري أيضا ً ومسلم متتن طتترق‪ ،‬عتتن عبيتتد اللتته بتتن عمتتر‪،‬‬

‫وأخرجتته البختتاري متتن حتتديث مالتتك‪ ،‬كلهمتتا عتتن حتتبيب بتتن عبتتد‬

‫الرحمن به‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن المنذر‪ ،‬حدثنا محمد بن فليح‪ ،‬حدثنا‬

‫أبي‪ ،‬حدثنا هلل‪ ،‬عن يسار‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬بينتتا أنتتا قتتائم إذا زمتترة‪ ،‬حتتتى إذا عرفتهتتم‪،‬‬

‫خرج رجل من بيني وبينهم‪ .‬فقال لهم‪ :‬هلم‪ ،‬قلت‪ :‬إلى أيتتن? قتتال‪:‬‬

‫إلى النار والله‪ ،‬قلتتت‪ :‬متتا شتأنهم? قتتال‪ :‬إنهتتم ارتتتدوا بعتتدك علتتى‬

‫أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة أخرى‪ ،‬حتى إذا عرفتهم‪ ،‬ختترج رجتتل‬

‫بيني وبينهم‪ ،‬فقال‪ :‬هلم قلت‪ :‬إلى أين? قال‪ :‬إلى النار والله‪ .‬قلت‪:‬‬

‫ما شأنهم قال‪ :‬إنهم ارتدوا على أدبتتارهم‪ ،‬فل أراه يخلتتص منهتتم إل‬

‫مثل همل النعم" انفرد به‪.‬‬


‫‪445‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن ستلم الجمحتي‪ ،‬حتدثني الربيتع‬

‫يعني ابن مسلم‪ ،‬عن محمتتد بتتن زيتتاد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬أن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬لذودن عتتن حوضتتي رجتتال ً كمتتا تتتذاد‬

‫لبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬
‫الغريبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ا ِ‬

‫وحدثنيه عبد الله بن معاذ‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا شتتعبة‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫زياد‪ ،‬أنه سمع أبا هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم مثله‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال مسلم‪ :‬حتدثنا ستويد بتن ستعيد وابتن أبتي عمتر جميعتًا‪ ،‬عتن‬

‫مروان الفزاري‪ ،‬قال ابن أبي عمر‪ ،‬حدثنا مروان الفزاري‪ ،‬عن أبتتي‬

‫مالك الشجعي سعد بن طارق‪ ،‬عتتن أبتتي حتتازم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫رضي الله عنه أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن‬

‫حوضي أبعد من أيلة إلى عدن‪ ،‬هو أشد بياضا ً من الثلج‪ ،‬وأحلى من‬

‫‪446‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العسل باللبن‪ ،‬ولنيته أكثر من عدد النجوم‪ ،‬وإني لصد الناس عنه‪،‬‬

‫كما يصد الرجتتل إبتتل النتتاس عتتن حوضتته‪ ،‬قتتالوا‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪:‬‬

‫أتعرفنا يومئذ? قال‪ :‬نعم‪ .‬لكم سيماء ليست لحد من المم‪ ،‬تردون‬

‫ي غتتتتتتتترا ً محجليتتتتتتتتن متتتتتتتتن أثتتتتتتتتر الوضتتتتتتتتوء"‪.‬‬


‫علتتتتتتتت ّ‬

‫هذا لفظتته أخرجتته مستتلم‪ ،‬متتن حتتديث إستتماعيل بتتن جعفتتر‪ ،‬عتتن‬

‫العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة به‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫روى الحتتافظ الضتتياء أيض تًا‪ :‬متتن حتتديث يحيتتى بتتن صتتالح‪ ،‬حتتدثنا‬

‫سليمان بن هلل‪ ،‬حدثنا إبراهيم ابن أبي أسيد‪ ،‬عن جتتده‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬إذا أنتتا هلكتتت‬

‫فأنا فرطكم على الحوض‪ ،‬قيل يا رسول اللتته ومتتا الحتتوض? قتتال‪:‬‬

‫عرضه مثل ما بينكم وبين جربتتاء وأذرح‪ ،‬بياضتته بيتتاض اللبتتن‪ ،‬وهتتو‬

‫أحلى من العسل والسكر‪ ،‬آنيته مثل نجوم الستتماء‪ ،‬متتن ورد علتتى‬

‫شرب‪ ،‬ومن شرب منه لم يظمأ أبتتدًا‪ ،‬وإيتتاكم أن يتترد عل ت ّ‬


‫ي أقتتوام‬

‫أعرفهم ويعرفوني‪ ،‬فيحال بينتتي وبينهتتم‪ ،‬فتتأقول‪ :‬إنهتتم متتن أمتتتي‪،‬‬


‫‪447‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيقال‪ :‬إنك ل تدري ما أحدثوا بعتتدك‪ ،‬فتتأقول‪ :‬بعتتدا ً أو ستتحقا ً لمتتن‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل"‪.‬‬

‫ثم قال الحافظ الضياء‪ :‬ل أعلم أني سمعت بلفظ السكر عن النبي‬

‫صتتتتتلى اللتتتتته عليتتتتته وستتتتتلم إل فتتتتتي هتتتتتذا الحتتتتتديث‪.‬‬

‫قلت‪ :‬بل قد ورد لفظ الستتكر فتتي حتتديث رواه التتبيهقي فتتي بتتاب‬

‫الوليمة والنثار‪" :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضتتر عقتتدا ً‬

‫فأتى بأطباق الجوز والسكر‪ ،‬فنثر‪ ،‬فجعتتل يختتاطفهم ويختتاطفونه"‪.‬‬

‫الحديث بتمامه‪ ،‬وهو غريب جدًا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال البخاري‪ :‬وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الخيطي‪ ،‬حدثنا أبتتي‪،‬‬

‫عن يتونس‪ ،‬عتتن ابتن شتتهاب‪ ،‬عتتن ستعيد بتن المستتيب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫ي يوم القيامة رهط‪ .‬من أصحابي‪ ،‬فيجفلتتون متتن الحتتوض‪،‬‬


‫"يرد عل ّ‬

‫فأقول‪ :‬يا رب أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تعلم بما أحدثوا بعدك‪ ،‬إنهتتم‬

‫ارتتتتتتتتتتتتتتدوا علتتتتتتتتتتتتتى أعقتتتتتتتتتتتتتابهم القهقتتتتتتتتتتتتترى"‪.‬‬


‫‪448‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬قال شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬كتان أبتو هريترة يحتدث عتن النتبي‬

‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬فيجفلتتون وقتتال عقيتتل‪ :‬فيجلتتون‪ .‬وقتتال‬

‫الزبيري‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الله بن أبتتي‬

‫رافتتع‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪.‬‬

‫وهذا كله تعليق ولم أر أحد أسنده بشيء من هذا التتوجه‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة إل أن البخاري قال بعدهذا‪ :‬حدثنا أحمد بن صالح‪ ،‬حدثنا ابتتن‬

‫وهب‪ ،‬أخبرني يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن المسيب‪ ،‬أنه كان يحدث‬

‫عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول‪" :‬إنتتك ل تتتدري متتا‬

‫أحتتتتدثوا بعتتتتدك‪ ،‬إنهتتتتم ارتتتتتدوا علتتتتى أدبتتتتارهم ا لقهقتتتترى"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني يعقوب بن عبيتتد وغيتتره‪ ،‬عتتن ستتليمان‬

‫بن حرب‪ ،‬عن حماد بن زيد‪ ،‬عن كلثوم امام مسجد بني قشير‪ ،‬عن‬

‫الفضل بن عيسى‪ ،‬عن محمد بتن المنكتدر‪ ،‬عتن أبتى هريترة قتال‪:‬‬

‫"كأني بكم صتتادرين علتتى الحتتوض‪ ،‬يلقتتى الرجتتل الرجتتل فيقتتول‪:‬‬

‫أشربت? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬ويلقى الرجل الرجل فيقول‪ :‬واعطشاه"‪.‬‬

‫رواية أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما‬

‫‪449‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫حدثني ابن أبي مليكة‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر‪ ،‬قتتالت‪ :‬قتتال النتتبي‬

‫ي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني على الحوض‪ ،‬حتى أنظر من يرد علتت ّ‬

‫منكتتم‪ ،‬وستتيؤخذ أنتتاس دونتتي‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ :‬منتتي ومتتن أمتتتي‪،‬‬

‫فيقال‪ :‬هل شعرت بما عملوا بعدك والله متتا برحتتوا يرجعتتون علتتى‬

‫أعقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابهم"‪.‬‬

‫فكان ابن أبي مليكة يقول‪ :‬اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنتتا‬

‫أو نفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ديننتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن داود بن عمر‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن أبي مليكة‪ ،‬عتتن‬

‫أسماء مثله‪.‬‬

‫رواية أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الّله عنهما‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنتتا عبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫الحستتن القاضتتي‪ ،‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا آدم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إسرائيل‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬قتتال‪ :‬ستتألت عائشتة أم‬

‫المؤمنين عن الكوثر فقالت‪" :‬هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليتته‬
‫‪450‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم في الجنة‪ ،‬حافتاه در مجوف‪ ،‬عليه من النيتتة عتتدد النجتتوم"‪.‬‬

‫رواه التتبيهقي‪ ،‬ورواه البختتاري‪ ،‬عتتن خالتتد بتتن يزيتتد الكتتاهلي‪ ،‬عتتن‬

‫إستتتتتتتتتتتترائيل واستشتتتتتتتتتتتتهد بروايتتتتتتتتتتتتة مطتتتتتتتتتتتترف‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا ابن أبي عمر‪ ،‬حدثنا يحيى بتتن أبتتي أستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫ابن خيثم‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن عبيتتد اللتته بتتن أبتتي مليكتتة‪ ،‬أنتته ستتمع‬

‫عائشة تقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم وهتتو بيتتن‬

‫ي‬
‫ظهراني أصحابه يقول‪" :‬إنتتي علتتى الحتتوض انتظتتر متتن يتترد عل ت ّ‬

‫منكم‪ ،‬فوالله ليقتطعن دوني رجتتال فلقتتولن‪ :‬أي رب‪ ،‬منتتي‪ ،‬ومتتن‬

‫أمتي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تدري ما عملوا بعدك ما زالتتوا يرجعتتون علتتى‬

‫أعقابهم"‪ .‬تفرد به مسلم‪ ،‬والله تعالى الموفق للصواب‪.‬‬

‫رواية أم المؤمنين أم سلمة رضي الّله عنها‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي‪ ،‬أنبأنا عبتتد اللتته‬

‫بتتن وهتتب‪ ،‬أختتبرني عمتتر وهتتو ابتتن الحتتارث‪ ،‬أن بكيتترا ً حتتدثه عتتن‬

‫القاسم بن عباس الهاشمي‪ ،‬عن عبد الله بن نافع مولى أم ستتلمة‪،‬‬

‫عن أم سلمة زوج النبي قالت‪ :‬كنت أسمع الناس يذكرون الحوض‪،‬‬
‫‪451‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولم أسمع ذلك من رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم فلمتتا كنتتت‬

‫يومًا‪ ،‬والجارية تمشطني‪ ،‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫يقول‪" :‬أيها الناس‪ :‬فقلت للجاريتتة‪ :‬استتتأخري عنتتي‪ ،‬فقتتالت‪ :‬إنمتتا‬

‫دعا الرجال ولم يدع النساء‪ ،‬فقلت‪ :‬إني من النتتاس‪ ،‬فقتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إنتتي فتترط لكتتم علتتى الحتتوض‪ ،‬فأنتتا‬

‫ي منكم‪ ،‬ل يتتأتين أحتتدكم فيتتذب عنتتي كمتتا يتتذاب‬


‫انتظر من يرد عل ّ‬

‫البعير الضال‪ ،‬فأقول‪ :‬فيم هذا فيقال‪ :‬إنك ل تدري ما أحدثوا بعتتدك‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأقول‪ :‬ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحقًا"‪.‬‬

‫ثم رواه مسلم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من حديث أفلح بن سعيد‪ ،‬عن عبد اللتته‬

‫بن رافع عنها‪ ،‬فقد تلخص من مجموع هذه الحاديث المتواترة صفة‬

‫هذا الحوض العظيم‪ ،‬والمورد الكريم‪ ،‬من شتتراب الجنتتة‪ ،‬متتن نهتتر‬

‫الكوثر‪ ،‬الذي هو أشهد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأبرد من الثلج‪ ،‬وأحلى متتن‬

‫العسل‪ ،‬وأطيب ريحا ً من المستتك وهتتو فتتي غايتتة الشتتباع‪ ،‬عرضتته‬

‫وطوله سواء‪ ،‬كل زاوية من زوايتتاه مستتيرة شتهر‪ ،‬وأنته ينبتتت فتي‬

‫‪452‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حال من المسك‪ ،‬ورضراض من اللؤلتتؤ‪ ،‬فستتبحان الختتالق التتذي ل‬

‫يعجزه شيء‪ ،‬ل إله إل هو‪ ،‬ول معبود سواه‪.‬‬

‫ذكر أن لكل نبي حوضا ً وأن حوض نبينا صلى الله عليه‬

‫وسلم عظمها وأجلها وأكثرها ورادا ً‬

‫قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الهوال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫ابن سليمان السدي‪ ،‬حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن‬
‫عطية‪ ،‬عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"إن لي حوضا ً ما بين الكعبة إلى بيت المقدس‪ ،‬أشد بياضا ً من‬
‫اللبن‪ ،‬آنيته عدد النجوم‪ ،‬وكل نبي يدعو أمته‪ ،‬ولكل نبي حوض‪،‬‬
‫فمنهم من يأتيه الفئام ومنهم من يأتيه العصبة‪ ،‬ومنهم من يأتيه‬
‫النفر ومنهم من يأتيه الرجلن‪ ،‬والرجل‪ ،‬ومنهم من ل يأتيه أحد‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬لقد بلغت‪ ،‬وإني لكثر النبياء تبعا ً يوم القيامة"‪.‬‬
‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عن محمتتد بتتن بشتتر‪،‬‬

‫عن زكريا بن أبي زائدة‪ ،‬عتتن عطيتتة بتتن ستتعيد العتتوني‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه والله أعلم بالصواب‪.‬‬

‫أولياء الله يردون حياض أنبياء الله عليه الصلة والسلم‬

‫حديث آخر‬

‫‪453‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثنا العبتتاس بتتن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا الحستتن بتتن‬

‫محمد المروزي‪ ،‬حدثنا محصتتن بتن عقبتة اليمتتاني‪ ،‬عتن الزبيتر بتتن‬

‫شبيب‪ ،‬عن أبي عثمان‪ ،‬عتتن ابتتن عبتتاس قتتال‪ :‬ستتئل رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العتتالمين هتتل فيته‬

‫ماء? قال‪" :‬إي والتتذي نفستتي بيتتده‪ ،‬إن فيتته لمتتاء‪ ،‬إن أوليتتاء اللتته‬

‫ليردون حياض النبياء ويبعتتث اللتته ستتبعين ألتتف ملتتك فتتي أيتتديهم‬

‫عصتتتتي متتتتن نتتتتار يتتتتذودون الكفتتتتار عتتتتن حيتتتتاض النبيتتتتاء"‪.‬‬

‫وهذا حديث غريب من هذا الوجه وليس هو فتتي شتتيء متن الكتتب‬

‫الستة‪ ،‬وتقدم ما رواه الترمذي وغيره من حديث شتتعبة بتتن بشتتير‪،‬‬

‫عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن سميرة بن جندب أن رسول الله صلى‬

‫الله عليتته وستتلم قتتال‪" .‬إن لكتتل نتتبي حوضتًا‪ ،‬يتبتتاهون أيهتتم أكتتثر‬

‫وارده‪ ،‬وإنتتتتتتتتي لرجتتتتتتتتو أن أكتتتتتتتتون أكتتتتتتتتثرهم وارده"‪.‬‬

‫ثم قال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أشعث بن عبد الملك‬

‫عتتتتتتتتتتتن الحستتتتتتتتتتتن مرستتتتتتتتتتتل ً وهتتتتتتتتتتتو أصتتتتتتتتتتتح‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خالتتد بتتن حتتراش‪ ،‬حتتدثنا حتتزم بتتن أبتتي‬

‫‪454‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حزم‪ ،‬سمعت الحسن البصري يقول‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إذا فقدتموني فأنا فرطكم على الحوض‪ ،‬إن لكل نبي‬

‫حوضًا‪ ،‬وهو قائم على حوضه‪ ،‬بيده عصا يدعو من عرف متتن أمتتته‪،‬‬

‫أل وإنهم يتباهون أيهم أكثر تبعًا‪ ،‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إنتتي لرجتتو أن‬

‫أكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون أكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتثرهم تبعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫وذكر تمام الحديث‪ ،‬وهذا مرسل عن الحسن‪ ،‬وهتتو حستتن‪ ،‬صتتححه‬

‫يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬وغيره‪ ،‬وقد أفتى شيخنا المزي بصحته من‬

‫هذه الطرق‪.‬‬

‫فصل‬

‫الحوض المورود قبل الصراط الممدود وما أفهم عكس‬

‫ذلك ضعيف أو مردود أو مؤول‬

‫إن قال قائل‪ :‬فهل يكتتون الحتتوض قبتتل الجتتواز علتتى الصتتراط أو‬

‫بعده قلتتت‪ :‬إن ظتتاهر متتا تقتتدم متتن الحتتاديث يقتضتتي كتتونه قبتتل‬

‫الصراط‪ ،‬لنه يذاد عنه أقوام يقتتال عنهتتم إنهتتم لتتم يزالتتوا يرتتتدون‬

‫‪455‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على أعقابهم منذ فارقتهم‪ ،‬فإن كان هؤلء كفتتارا ً فالكتتافر ل يجتتاوز‬

‫الصراط‪ ،‬بل يكب على وجهه في النار قبتتل أن يجتتاوزه‪ ،‬وإن كتتانوا‬

‫عصاة فهم من المسلمين فيبعد حجبهم عن الحوض لسيما وعليهم‬

‫سيما الوضوء‪ ،‬وقتتد قتتال صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أعرفكتتم غتترا ً‬

‫محجليتتتتتتتتتتتتتتن متتتتتتتتتتتتتتن آثتتتتتتتتتتتتتتار الوضتتتتتتتتتتتتتتوء"‪.‬‬

‫"ثم من جتتاوز ل يكتتون إل ناجيتا ً مستتلما ً فمثتتل هتتذا ل يحجتتب عتتن‬

‫الحوض فالشبه والله أعلم أن الحوض قبل الصراط‪ ،‬فأما الحتتديث‬

‫الذي قال المام أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حتترب بتتن ميمتتون‪ ،‬عتتن‬

‫النضر بن أنس‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬سألت رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم أن يشفع لي يوم القيامة قال‪" :‬أنا فاعل قال‪ :‬فتتأين أطلبتتك‬

‫يوم القيامة يا نبي الله قال‪ :‬اطلبني أول ما تطلبني علتتى الصتتراط‬

‫قلت‪ :‬فإن لم ألقك? قال‪ :‬فاطلبني عند المنبر‪ ،‬قال‪ :‬فإن لم ألقك?‬

‫قال‪ :‬فأنا عند الحوض ل أخطىء هذه الثلثة المواطن يوم القيامتتة"‬

‫ورواه الترمذي من حديث بدل بن المحبر وابن متتاجه فتتي تفستتيره‬

‫من حديث عبد الصمد كلهما عن حرب بن ميمون بن أبي الخطاب‬

‫‪456‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النصاري البصري‪ ،‬من رجال مسلم‪ ،‬وقد وثقته علتي بتن المتديني‪،‬‬

‫وعمرو بن علي الغلس وقوفا ً بينه وبين حرب بن ميمتتون بتتن أبتتي‬

‫عبد الرحمن العبدي البصري أيضا ً صاحب الدعية وضعفا ً هذا‪ ،‬وأمتتا‬

‫البخاري فجعلهما واحدًا‪ ،‬وحكى عن سليمان بن حرب أنه قال‪ :‬هذا‬

‫أكذب الخلق وأنكر الدارقطني على البخاري ومسلم جعلهما هتتذين‬

‫حديثا ً واحدا ً وقال‪ :‬شيخنا المزي جمعهما غيتتر واحتتد‪ ،‬وفتترق بينهمتتا‬

‫غيتتتتتتتتتتتتتتتر واحتتتتتتتتتتتتتتتد‪ ،‬وهتتتتتتتتتتتتتتتو الصتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وقد حررت هذا في التكميل بما فيه كفايتتة‪ ،‬وقتتال الترمتتذي‪:‬‬

‫هذا حديث حسن غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من هذا التتوجه‪ ،‬والمقصتتود أن‬

‫ظاهر هذا الحديث يقتضي أن الحوض بعد الصراط‪ ،‬وكذلك الميزان‬

‫ل‪ ،‬اللهتتم إل أن يكتتون ذلتتك حوضتا ً ثانيتا ً ل‬


‫أيضًا‪ ،‬وهذا ل أعلم به قائ ً‬

‫يذاد عنه أحد‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪457‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإذا كان الظاهر كونه قبل الصراط‪ ،‬فهتتل يكتتون ذلتتك قبتتل وضتتع‬

‫الكرسي للفصل أو بعد ذلك هذا مما يحتمل كل ّ من المريتتن? ولتتم‬

‫أر في ذلك شيئا ً فاص ً‬


‫ل‪ ،‬فالله أعلم أي ذلك يكون‪.‬‬

‫صحيح العلماء أن الحوض قبل الميزان‬

‫وقال العلمة أبو عبد الله القرطبي في التذكرة أيضًا‪ ،‬واختلف في‬

‫كون الحوض قبل الميزان‪ ،‬قال أبو الحسن القابسي‪ :‬والصتتحيح أن‬

‫الحوض قبل‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬والمعنى يقتضيه‪ ،‬فإن الناس يخرجون‬

‫عطاشا ً من قبورهم كما تقدم‪ ،‬فيقدم على الميزان والصراط‪ ،‬قتتال‬

‫أبوحامد الغزالي في كتاب علم كشف الخرة‪ ،‬حكى بعتتض الستتلف‬

‫من أهل التصنيف‪ :‬أن الحوض يورد عبتتد الصتتراط‪ ،‬وهتتو غلتتط متتن‬

‫قائله‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬هو كما قتتال‪ ،‬ثتتم أورد حتتديث منتتع المرتتتدين‬

‫على أعقابهم القهقرى عنه‪ ،‬ثم قال‪ :‬وهذا الحتتديث متتع صتتحته أدل‬

‫دليتتل علتتى أن الحتتوض يكتتون فتتي الموقتتف قبتتل الصتتراط‪ ،‬لن‬

‫الصراط من جاز عليه سلم‪ ،‬كما ستتيأتي‪ ،‬قلتتت‪ :‬وهتتذا التتتوجيه قتتد‬

‫أسلفناه ولله الحمد‪.‬‬


‫‪458‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اختلف تحديد الرسول عليه السلم لحجم الحوض طول ً‬

‫وعرضا ً لختلف المخاطبين فحدد لكل بالمكنة التي‬

‫يعرف‬

‫قال القرطبي‪ :‬وقد ظن بعض الناس أن فتتي تحديتتد الحتتوض تتتارة‬

‫بجربتتاء وأذرح‪ ،‬وتتتارة بمتتا بيتتن الكعبتتة إلتتى كتتذا وتتتارة بغيتتر ذلتتك‬

‫اضطرابًا‪ ،‬قال‪ :‬وليس المر كذلك‪ ،‬فإنه عليه الصلة والسلم حتتدث‬

‫أصحابه مرات متعددة‪ ،‬فخاطب في كل مرة القوم بما يعرفون من‬

‫الماكن‪ ،‬وقد جاء في الصحيح تحديتتده بشتتهر فتتي شتتهر‪ ،‬قتتال‪ :‬ول‬

‫يخطر في بالك أنه في هذه الرض‪ ،‬بل فتتي الرض المبدلتتة‪ ،‬وهتتي‬

‫أرض بيضاء كالفضة‪ ،‬لم يسفك فيهتتا دم‪ ،‬ولتتم يظلتتم علتتى ظهرهتتا‬

‫أحد قط‪ ،‬تطهر لنزول الجبار جل جللتته لفصتتل القضتتاء‪ ،‬قتتال‪ :‬ورد‬

‫في الحديث‪ :‬أن على كل جتتانب منتته واحتتدا ً متتن الخلفتتاء الربعتتة‪،‬‬

‫فعلى الركن الول أبو بكر‪ ،‬وعلى الثاني عمر‪ ،‬وعلى الثالث عثمان‪،‬‬

‫وعلتتى الرابتتع علتتي‪ ،‬رضتتي اللتته عنهتتم‪ ،‬قلتتت‪ :‬وقتتد روينتتاه فتتي‬

‫الغيلنيات‪ ،‬ول يصح إسناده‪ ،‬لضعف بعض رجاله‪.‬‬

‫‪459‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫ضاءَ‬ ‫مة لفصل ال َ‬


‫ق َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫عالى َيو َ‬
‫وت َ َ‬
‫حانه َ‬
‫سب ْ َ‬
‫مجيء الرب ُ‬

‫ذكر في حديث الصوم المتقدم‪ :‬أنه إذا ذهب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ليشفع عند الله ليفصل بين عباده بعدما يسأل في ذلك‬
‫آدم فمن بعده‪ ،‬فكل يقول لست بصاحب ذاكم‪ ،‬حتى ينتهي المر‬
‫إليه صلوات الله وسلمه عليه‪ ،‬فيشفع عند ربه‪ ،‬وتنزل الملئكة‬
‫ل‪ ،‬فينزل أهل السماء الدنيا‪ ،‬وهم قدر هل الرض من الجن‬ ‫تنزي ً‬
‫لنس‪ ،‬فيحيطون بهم دائرة‪ ،‬ثم تنشق السماء الثانية وتنزل‬ ‫وا ِ‬
‫ملئكتها‪ ،‬وهم قدر أهل الرض‪ ،‬فيحيطون بهم دائرة‪ ،‬ثم كذلك‬
‫السماء الثالثة والرابعة‪ ،‬ثم الخامسة‪ ،‬ثم السادسة‪ ،‬ثم السابعة‪،‬‬
‫فكل سماء تحيط بمن قبلهم دائرة‪ ،‬ثم تنزل الملئكة الكروبيون‪،‬‬
‫وحملة العرش المقربون‪ ،‬ولهم زجل بالتسبيح والتقديس والتعظيم‪،‬‬
‫يقولون سبحان ذي العزة والجبروت سبحان ذي الملك والملكوت‪،‬‬
‫سبحان الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان الذي يميت الخلئق ول يموت‪،‬‬
‫سبوح قدوس‪ ،‬سبوح قدوس‪ ،‬سبحان ربنا العلى‪ ،‬رب الملئكة‬
‫والروح‪ ،‬سبحان ربنا العلى‪ ،‬يميت الخلئق ول يموت‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا في الهوال‪ :‬حدثني حمزة بن العباس‪،‬‬
‫أخبرنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬أخبرنا ابن المبارك‪ ،‬أخبرنا عوف‪ ،‬عن‬
‫أبي المنهال سيار بن سلمة الرياحي‪ ،‬حدثنا شهر بن حوشب‪،‬‬
‫حدثني ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة مدت الرض مد‬
‫الديم‪ ،‬وزيد في سعتها كذا‪ ،‬وجمع الخلئق في صعيد واحد‪ ،‬جنهم‬
‫وإنسهم‪ ،‬فإذا كان كذلك قبضت هذه السماء الدنيا عن أهلها نشورا ً‬
‫على وجه الرض‪ ،‬ولهل هذه السماء وحدهم أكبر من جميع أهل‬
‫الرض‪ ،‬جنهم وإنسهم‪ ،‬بالضعف‪ ،‬فإذا رآهم أهل الرض فزعوا‬
‫إليهم يقولون‪ :‬أفيكم ر بنا فيفزعون من قولهم ويقولون‪ :‬سبحان‬
‫ربنا‪ ،‬ليس فينا‪ ،‬وهو آت‪ ،‬ثم يقبض السموات سماء سماء‪ ،‬كلما‬
‫قبضت سماء كانت أكثر من أهل السماء التي تحتها‪ ،‬ومن جميع‬
‫‪460‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أهل الرض‪ ،‬بالضعف‪ ،‬جنهم وِإنسهم‪ ،‬كلما مروا على وجه الرض‬
‫فزع إليهم أهلها يقولون مثل ذلك‪ ،‬ويرجعون إليهم مثل ذلك‪ ،‬حتى‬
‫تقبض السماء السابعة‪ ،‬ولهلها وحدهم أكبر من أهل ست سموات‪،‬‬
‫ومن أهل الرض بالضعف ويجيء الله تعالى فيهم والمم صفوف‬
‫فينادي مناد‪ :‬ستعلمون من أصحاب الكرم اليوم‪ ،‬ليقم الذين كانت‬
‫ما‬ ‫طمعا ً وَ ِ‬
‫م ّ‬ ‫وفا ً وَ َ‬
‫خ ْ‬
‫م َ‬
‫ن َرب ّهُ ْ‬
‫عو َ‬
‫ضاجع ي َد ْ ُ‬ ‫عن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬‫جُنوب ُهُ ْ‬‫جاَفى ُ‬ ‫"ت َت َ َ‬
‫ن"‪.‬‬‫فُقو َ‬ ‫رَزقَْناهُ ْ‬
‫م ي ُن ْ ِ‬
‫فيقومون‪ ،‬فيسرحون ِإلتتى الجنتتة‪ ،‬ثتتم ينتتادي ثانيتتة ستتتعلمون متتن‬

‫جاَرةٌ وَل َ ب َي ْعٌ عَ ْ‬


‫ن‬ ‫أصحاب الكرم اليوم‪ ،‬ليقم الذين كانت "ل َ ت ُل ِْهيهِ ْ‬
‫م تِ َ‬

‫ب ِفيهِ اْلقلو ُ‬
‫ب‬ ‫وما ً ت ََتقل ّ ُ‬ ‫خاُفو َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫كاةِ ي َ َ‬ ‫ذِك ْرِ الل ّهِ وَإ َِقام ال ّ‬
‫صل َةِ وَِإيَتاءِ الّز َ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫َوالب ْ َ‬

‫فيقومون‪ ،‬فيسرحون ِإلى الجنة فِإذا أخذ هؤلء‪ ،‬خرج عنق من النار‬

‫فأشرف على الخلئق‪ ،‬له عينتتان بصتتيرتان ولستتان فصتتيح فيقتتول‪:‬‬

‫إني وكلت بثلثة وكلت بكل جبار عنيد‪ ،‬فيلقطهم من الصفوف لقط‬

‫الطير حب السمسم فيحبس بهم في جهنم ثم يخرج الثانية فيقول‪:‬‬

‫إني وكلت بمن آذى اللتته ورستتوله‪ ،‬فيلقطهتتم متتن الصتتفوف لقتتط‬

‫الطير حب السمسم‪ ،‬فيحبس في جهنم‪ ،‬ثم يختترج الثالثتتة فيقتتول‪:‬‬

‫إني وكلت بأصحاب التصاوير‪ ،‬فيلقطهم من الصتتفوف لقتتط الطيتتر‬

‫حب السمسم فيحبتتس بهتتم فتتي جهنتتم‪ ،‬فتتإذا أختتذ هتتؤلء‪ ،‬وهتتؤلء‬

‫‪461‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نشرت الصحف‪ ،‬ووضعت الموازين‪ ،‬وعيت الخلئق للحستتاب‪ ،‬وقتتد‬

‫مل َت ُ‬
‫ك‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫ض د َك ّتا ً دك ّتا ً وَ َ‬
‫جتتاء َرب ّت َ‬ ‫ذا د ُك ّت ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ك ًل ّ إ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن وَأن ّتتى ل َت ُ‬
‫ه‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َتذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫ستتا ُ‬ ‫م ي َتوْ َ‬
‫جهَن ّت َ‬ ‫ص تّفا ً وجي تَء ي َتوْ َ‬
‫مئذ ب ِ ِ‬ ‫ص تّفا ً َ‬
‫َ‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذ ّك َْرى"‪.‬‬

‫ن ال ْغَ َ‬
‫متتام‬ ‫ه في ظل َتتل ِ‬
‫مت َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫ن إ ِل ّ أ ْ‬
‫ن َيأت ِي َهُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه ْ‬

‫متتتتوُر"‪.‬‬ ‫متتتتُر وَإ َِلتتتتى الّلتتتتهِ ُتر َ‬ ‫َ‬ ‫ة وَقُ ِ‬ ‫مل َئ ِ َ‬


‫جتتتتعُ ال ُ‬ ‫ي ال ْ‬
‫ضتتتت َ‬ ‫كتتتت ُ‬ ‫َوال َ‬

‫جيتتء‬ ‫ضتعَ ال ْك ِت َتتا ُ‬


‫ب وَ ِ‬ ‫ض ب ِن ُتتورِ َربهَتتا وَوُ ِ‬ ‫َ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬وَأ َ ْ‬
‫شتَرقَ ِ‬

‫ت ك ُت ّ‬
‫ل‬ ‫ن وَوُفّي َت ْ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫شَهداء وَقُ ِ‬
‫ض َ‬ ‫ن َوال ّ‬
‫ِبالن َب ِّيي َ‬

‫متتتتتتا ي َْفعَُلتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫هتتتتتتوَ أعَْلتتتتتت ُ‬
‫م بِ َ‬ ‫مَلتتتتتت ْ‬
‫ت وَ ُ‬ ‫متتتتتتا عَ ِ‬
‫ن َْفتتتتتتس َ‬

‫زيل ً‬
‫ة ت َن ْت ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مل َئ ِك َت ُ‬ ‫ماءُ ِبال ْغَ َ‬
‫متتام ون ُتّز َ‬ ‫ست َ‬ ‫م تَ َ‬
‫شقق ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬

‫ستتيرًا"‪.‬‬
‫ن عَ ِ‬ ‫ومتا ً عَل َتتى ال ْك َتتافِ ِ‬
‫ري َ‬ ‫حمتتن وَك َتتا َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مِئذ ال ْ َ‬
‫حتقّ ِللّر ْ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ك ي َوْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫وقال في حديث الصور‪ :‬فيضع الله كرستتيه حيتتث شتتاء متتن أرضتته‬

‫يعني بذلك كرسي فصل القضاء‪ ،‬وليس هذا بالكرسي المذكور فتتي‬

‫الحتتتتتتتديث المتتتتتتتروي فتتتتتتتي صتتتتتتتحيح ابتتتتتتتن حبتتتتتتتان‪.‬‬

‫"ما السموات السبع‪ ،‬والرضون السبع‪ ،‬وما فيهن ومتتا بينهتتن‪ ،‬ومتتا‬

‫‪462‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكرسي‪ِ ،‬إل كحلقة ملقاة بأرض فلة وما الكرسي فتتي العتترش إل‬

‫كتلك الحلقة بتلك الفلة‪ ،‬والعرش ل يقدر قدره ِإل الله عز وجتتل"‪.‬‬

‫وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقد ورد ذلك فتتي بعتض‬

‫الحاديث كما في الصحيحين‪" :‬سبعة يظلهم في ظل عرشه يتتوم ل‬

‫ظتتتتتتتتتتتتتل إل ظلتتتتتتتتتتتتته" الحتتتتتتتتتتتتتديث بتمتتتتتتتتتتتتتامه‪.‬‬

‫وثبت في صحيح البخاري من حديث الزهري‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬وعبتتد‬

‫الرحمن العرج‪ ،‬عن أبي هريتترة رضتتي اللتته عنتته‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إذا كتتان يتتوم القيامتتة‪ ،‬فتتإن يصتتعقون‬

‫وأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشا ً بقائمة من قوائم العرش‬

‫فل أدري أصتتتعق فأفتتتاق قبلتتتي أم جتتتوزي بصتتتعقة الطتتتور"?‪.‬‬

‫جوزي بصتتعقة الطتتور يتتدل علتتى أن هتتذا الصتتعق التتذي‬


‫فقوله‪ :‬أم ُ‬

‫يحصل للناس يوم القيامة‪ ،‬سببه تجلي الترب تعتالى لعبتاده لفصتل‬

‫القضاء فيصعق الناس من العظمة والجلل‪ ،‬كما صعق موسى يتتوم‬

‫الطور‪ ،‬حين سأل الرؤية فلمتتا تجلتتى ربتته للجبتتل جعلتته دكتًا‪ ،‬وختتر‬

‫موسى صعقا َ فموسى عليه الصلة والسلم يوم القيامتتة إذا صتتعق‬

‫‪463‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الناس‪ ،‬إما أن يكون جوزي بتلك الصعقة الولى فما صعق عند هتتذا‬

‫التجلي‪ ،‬وإما أن يكون صعق أختتف متتن غيتتره‪ ،‬فأفتتاق قبتتل النتتاس‬

‫كلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ورد في بعض الحاديث‪" :‬أن المؤمنين يرون الله عز وجل فتتي‬

‫عرصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتات القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫كما ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري من بشتتر بتتن أبتتي حتتازم‪،‬‬

‫عن جرير بن عبد الله قال‪ :‬خرج علينا رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم ليلة البدر فقال‪" :‬إنكم سترون ربكم ِ يوم القيامة كمتتا تتترون‬

‫هذا‪ ،‬ل تضامون في رؤيته " وفتتي روايتتة للبختتاري‪" :‬إنكتتم ستتترون‬

‫ربكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم عيانتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَا"‪.‬‬

‫وجاء أنهم يسجدون له تعالى‪ ،‬كما قال ابن ماجه‪ :‬حتتدثنا جبتتارة بتتن‬

‫المغلس الجمالي‪ ،‬حدثنا عبتتد العلتتى بتتن أبتتي المستتاور‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫بردة‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫"إذا جمع الله الخلئق يوم القيامتتة أذن لمتتة محمتتد فتتي الستتجود‪،‬‬

‫فيسجدون له طوي ً‬
‫ل‪ ،‬ثم يقال‪ :‬ارفعوا رؤوسكم‪ ،‬فقد جعلنتتا عتتدتكم‬

‫‪464‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتداكم متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫لتتتتتته شتتتتتتواهد متتتتتتن وجتتتتتتوه أختتتتتتر كمتتتتتتا ستتتتتتيأتي‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن المثنى‪ ،‬حدثنا يحيتتى بتتن حمتتاد‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أبو عوانة عن العمش‪ ،‬عنأبي صالح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬حتى إن أحدكم ليلتفتتت فيكشتتف عتتن‬

‫ساق‪ ،‬فيقعون سجودًا‪ ،‬وترجع أصلب المنافقين حتى تكون عظمتتًا‪،‬‬

‫كأنها صياصي البقر" ثم قال‪ :‬ل تعلم من حدث به عتتن العمتتش إل‬

‫أبا عوانة قلت‪ :‬وسيأتي له شاهد من وجتته آختتر‪ ،‬وذكتتر فتتي حتتديث‬

‫الصور‪" :‬أن الله ينادي العباد يوم القيامتتة فيقتتول‪ :‬إنتتي قتتد أنصتتت‬

‫لكم منذ خلقتكم لي يتتومكم هتتذا‪ ،‬أرى أعمتتالكم‪ ،‬وأستتمع أقتتوالكم‬

‫ي فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقتترأ عليكتتم‪ ،‬فمتتن وجتتد‬


‫فأنصتوا إل ّ‬

‫خيتترا ً فليحمتتد اللتته ومتتن وجتتد غيتتر ذلتتك فل يلتتوم ّ‬


‫ن إل نفستته"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬من حديث عبد الله بتتن محمتتد بتتن عقيتتل‪ ،‬عتتن‬
‫وروى ا ِ‬

‫جابر بن عبد الله‪ ،‬أنه اشترى راحلة فسار إلى عبتد اللته بتن أنيتس‬

‫شهرًا‪ ،‬ليسمع منه حديثا ً بلغه عنه قال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫‪465‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬يحشر الناس يوم القيامتتة‪ -‬أو قتتال العبتتاد‪-‬‬

‫ل‪ ،‬بهما ً قال‪ ،‬قلنا‪ :‬وما بهما قتتال‪ :‬ليتتس معهتتم شتتيء‪ ،‬ثتتم‬
‫عراة‪ ،‬غر ً‬

‫يناديهم بصوت‪ ،‬يسمعه من بعد‪ ،‬كما يسمعه من قُتترب‪ :‬أنتتا الملتتك‪،‬‬

‫أنا الديان‪ ،‬ل ينبغي لحد من أهل النار أن يدخل النار‪ ،‬وله عنتد أحتد‬

‫من أهل الجنة حتتق إل قضتتيته لتته منتته‪ ،‬حتتتى اللطمتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬قلنتتا‪:‬‬

‫وكيتتف وإننتتا إنمتتا نتتأتي اللتته بهمتتا? قتتال‪ :‬بالحستتنات والستتيئات"‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫في الحديث اللهي الطويل‪" :‬يا عبادي‪ :‬إنما هتتي أعمتتالكم أحصتتيها‬

‫لكم فمن وجد خيرا ً فليحمد الله ومن وجد غيتتر ذلتتك فل يلتتوم ّ‬
‫ن ِإل‬

‫نفستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫خَرةِ ذل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ف عَ َ‬
‫ذاب ال ِ‬ ‫خا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ة لِ َ‬ ‫ن في ذ َل ِ َ‬
‫ك لي َ ً‬ ‫وقد قال الله تعالى‪" :‬إ ّ‬

‫معدود‬
‫جل َ‬
‫ما ُنؤخُرهُ إل ل َ‬ ‫م ْ‬
‫شهود وَ َ‬ ‫س وَذ َل ِ َ‬
‫ك َيوم َ‬ ‫جموعٌ ل َ ُ‬
‫ه الّنا ُ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬
‫ي َوْ ٌ‬

‫د"‪.‬‬
‫ستتتِعي ً‬ ‫م َ‬
‫شتتتِقي وَ َ‬ ‫س إ ِل ّ بتتتإذ ْن ِهِ فَ ِ‬
‫من ُْهتتت ْ‬ ‫ت ل َ ت َك ًّلتتت ُ‬
‫م ن َْفتتت ٌ‬ ‫م يتتتأ ِ‬
‫َيتتتوْ َ‬

‫ثم ذكر ما أعده للشقياء وما وعد به الستتعداء‪ ،‬وقتتال تعتتالى‪" :‬رب‬

‫طابتا ً "ي َتوْ َ‬


‫م‬ ‫خ َ‬
‫ه ِ‬
‫من ْت ُ‬ ‫مل ِك ُتتو َ‬
‫ن ِ‬ ‫حمن ل َ ي َ ْ‬
‫ما ب َي َْنهما الَر ْ‬
‫سموات والْرض وَ َ‬
‫ال ّ‬

‫‪466‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة صّفا ل َ يتك ًل ّمون إل ّ م َ‬


‫ن وَقَتتا َ‬
‫ل‬ ‫حم ُ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه الّر ْ‬ ‫ن أذِ َ‬
‫ََ ُ َ ِ َ ْ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ َ‬
‫ح وال َ‬
‫م الرو ُ‬
‫ي َُقو ُ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوابًا"‪.‬‬
‫َ‬

‫وثبت في الصحيح‪ :‬ول يتكلم يومئذ إل الرستتل‪ ،‬وقتتد عقتتد البختتاري‬

‫رحمه الله بابا ً في ذلك‪ ،‬في كتاب التوحيد في صحيحه‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬

‫كلم الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة مع ا َ‬


‫لنبياء‬

‫ول يتكلم يومئذ ِإل الرسل‪ ،‬وقد عقد البخاري رحمتته اللتته بابتا ً فتتي‬

‫ذلك فقال في باب التوحيد من صحيحه في باب كلم الرب سبحانه‬

‫وتعتتتتتتتالى يتتتتتتتوم القيامتتتتتتتة متتتتتتتع النبيتتتتتتتاء وغيرهتتتتتتتم‪.‬‬

‫ثم أورد فيه حديث أنس في الشفاعة بتمامه وسيأتي‪ ،‬وحديث‪" :‬ما‬

‫منكتتم متتن أحتتد ِإل ستتيكلمه ربتته‪ ،‬ليتتس بينتته وبينتته ترجمتتان"‪.‬‬

‫وسيأتي حديث ابن عمر فتي النجتوى أيضتًا‪ ،‬ونحتن نتورد فتي هتذه‬

‫الترجمة أحاديث أخر مناسبة له أيضتًا‪ ،‬وبتالله المستتعان وقتد قتتال‬

‫م ل َن َتتا‬
‫عل ْت َ‬
‫م قَتتالوا ل َ ِ‬
‫جب ْت ُت ْ‬ ‫ما َ‬
‫ذا أ ِ‬ ‫سل في َُقو ُ‬
‫ل َ‬ ‫معُ الل ّ ُ‬
‫ه الّر ُ‬ ‫ج َ‬
‫م يَ ْ‬
‫تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫‪467‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ َ‬
‫م ال ْغُُيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ِ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ت عًل ّ ُ‬
‫ك أْنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫ِّ‬

‫ن‬
‫س تِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ستتأل َ ّ‬
‫م ول َن َ ْ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ ت ْ‬
‫ست َ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫ن ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ستتأل َ ّ‬
‫وقال تعتتالى‪" :‬فَل َن َ ْ‬

‫ن َثقل َت ْ‬
‫ت‬ ‫مئ ِذٍ ال ْ َ‬
‫حق ّ ف َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن وال ْوَْز ُ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫م ب ِعِْلم وَ َ‬
‫ما كّنا َ‬
‫غائ ِِبي َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫فََلنُق ّ‬
‫ص ّ‬

‫ن‬ ‫ك ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه فَتتأول َئ ِ َ‬
‫واِزين ُ ُ‬
‫مت َ‬
‫ت َ‬
‫خّف ت ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ن وَ َ‬
‫حو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مْفل ِ ُ‬ ‫ه َفأول َئ ِ َ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫م َ‬
‫َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫كتتتتتتاُنوا بآَيات َِنتتتتتتا ي َظ ْل ِ ُ‬


‫متتتتتتو َ‬ ‫متتتتتتا َ‬
‫م بِ َ‬
‫ستتتتتتهُ ْ‬
‫ستتتتتتروا أْنف َ‬
‫خ ِ‬
‫َ‬

‫مُلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن عَ ّ‬
‫مِعي َ‬
‫ج َ‬ ‫سأل َن ّهُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬فَوََرب ّ َ‬

‫شهادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم على المم يوم‬

‫القيامة‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا ابن المبارك‪ ،‬أخبرنا رشدين بتتن ستتعد‪،‬‬

‫أخبرنا ابن أرقم المغافري‪ ،‬عتتن جبلن بتن أبتتي جبلتة‪ ،‬بستتنده إلتتى‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إذا جمع الله عباده يوم القيامتتة‪،‬‬

‫كان أول من يدعى إسرافيل‪ ،‬فيقول له ربه‪ :‬ما فعلتتت فتتي عهتتدي‬

‫هل بلغت عهدي? فيقتتول‪ :‬نعتتم قتتد بلغتتت‪ ،‬فيخلتتي عتتن إستترافيل‪،‬‬

‫ويقال لجبريل‪ :‬هل بلغت عهتتدي‪ .‬فيقتتول‪ :‬نعتتم قتتد بلغتتت الرستتل‪،‬‬

‫فيقول الله عز وجل لهم‪ :‬هل بلغكم جبريل عهدي? فيقولون‪ :‬نعتتم‪،‬‬
‫‪468‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيخلي عن جبريل‪ ،‬ويقال للرسل‪ :‬ما فعلتم فعهدي فيقولون‪ :‬بلغنتتا‬

‫أممنا‪ ،‬فتدعى المم فيقال لهم‪ :‬هل بلغكم الرسل عهدي فيقولون‪:‬‬

‫بلغناهم فمنهتتم المكتتذب ومنهتتم المصتتدق‪ ،‬وإن لنتتا عليهتتم شتتهداء‬

‫يشهدون أن قد بلغنا مع شهادتك‪ ،‬فيقول‪ :‬من يشهد لكم فيقولتتون‪:‬‬

‫أمة محمد‪ ،‬فتدعى أمة محمد فيقول الله تعالى لهم‪ :‬أتشتتهدون أن‬

‫رسلي هؤلء قد بلغوا عهدي إلى من أرسلوا إليهم فيقولون‪ :‬نعم يا‬

‫ربنا شهدنا أن قد بلغوا‪ .‬فتقول تلك المم‪ :‬كيف يشهد علينا من لتتم‬

‫يتتدركنا فيقتتول لهتتم التترب‪ :‬كيتتف تشتتهدون علتتى متتن لتتم تتتدركوا‬

‫فيقولتتون‪ :‬ربنتتا بعثتتت إلينتتا رستتو ً‬


‫ل‪ ،‬وأنزلتتت إلينتتا عهتتدك وكتابتتك‪،‬‬

‫وقصصت علينا أنهم قد بلغوا‪ ،‬فشهدنا بما عهدت إلينا فيقول الرب‪:‬‬

‫ستتطا ً ل ِت َ ُ‬
‫كون ُتتوا‬ ‫ة وَ َ‬
‫مت ً‬ ‫جعَْلنهت ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫صدقوا فتتذلك قتتوله تعتتالى‪" :‬وَك َتذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬

‫شتتتتِهيدًا"‪.‬‬ ‫ل عَل َي ْك ُتتتت ْ‬


‫م َ‬ ‫ستتتتو ُ‬ ‫داءَ عَل َتتتتى الن ّتتتتاس وَي َك ُتتتتو َ‬
‫ن الّر ُ‬ ‫ُ‬
‫شتتتتهَ َ‬

‫قال ابن أرقم‪ :‬فبلغني أنه يشهد أمتتة أحمتتد إل متتن كتتان فتتي قلبتته‬

‫إحنة‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلم َيوم‬ ‫عَليه ال ّ‬


‫صلة وال ّ‬ ‫مع آدم َ‬
‫حانه وَتعالى َ‬
‫كلمه سب َ‬

‫القيامة‬

‫أمة محمد عليه الصلة والسلم في المم كالشعرة‬

‫البيضاء في الثور السود‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العزيتتز بتتن محمتتد‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫ثور‪ ،‬عن أبي الغيث‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬أول من يتتدعى يتتوم القيامتتة آدم‪ ،‬فيقتتال‪ :‬هتتذا أبتتوكم‬

‫ب لبيك وسعديك‪ ،‬فيقول له ربنا‪ :‬أخرج نصيب جهنتتم‬


‫آدم‪ ،‬فيقول‪ :‬ر ّ‬

‫متتن ذريتتتك‪ ،‬فيقتتول‪ :‬يتتا رب وكتتم? فيقتتول‪ :‬متتن كتتل متتائة تستتعة‬

‫وتسعين‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول الله أرأيت إذا أختتذ متتن كتتل متتائة تستتعة‬

‫وتسعين فماذا يبقى منا? قال‪ :‬إن أمتي في المم كالشعرة البيضاء‬

‫في الثور السود"‪.‬‬

‫أول من يدعى يوم القيامة آدم عليه الصلة والسلم‬

‫‪470‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه البخاري‪ ،‬عن إسماعيل بن عبد الله‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عن ستتليمان‬

‫بن بلل‪ ،‬عن ثور بن زيد الديلمي‪ ،‬عن سالم أبي الغيتتث متتولى بتتن‬

‫معطيع‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"أول من يدعى يوم القيامة آدم فتراه ذريته فيقال‪ :‬هذا أبوكم آدم‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬لبيك وسعديك فيقول‪ ،‬أخرج بعث جهنم من ذريتتتك"‪ .‬وذكتتر‬

‫تمامه مثل ما تقدم‪.‬‬

‫رجاء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون أتباعه‬

‫نصف أهل الجنة‪:‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول الله‬
‫يوم القيامة‪ :‬يا آدم قم فابعث بعث النار‪ ،‬فيقول‪ :‬لبيك وسعديك‬
‫والخير في يديك يا رب وما بعت النار فيقول‪ :‬من كل ألف‬
‫تسعمائة وتسعة وتسعون‪ .‬قال‪ :‬فيومئذ يشيب المولود"‪ .‬وقد قال‬
‫م‬
‫ما ه ْ‬ ‫س َ‬
‫كاَرى وَ َ‬ ‫مل ََها وَت ََرى الّنا َ‬
‫س ُ‬ ‫ح ْ‬‫مل َ‬ ‫ح ْ‬
‫ت َ‬ ‫ل َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ضع ُ ك ُ ّ‬‫تعالى‪" :‬وَت َ َ‬
‫د"‪.‬‬ ‫دي ٌ‬ ‫ب الل ّهِ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫كاَرى وَل َك ِ ّ‬
‫س َ‬
‫بِ ُ‬
‫قال‪ :‬فيقولون أين ذلك الواحد فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومآجوج ومنكم واحد‬
‫قال‪ :‬فقال الناس الله أكبر‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬والله إني لرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة‪ ،‬والله إني لرجو‬
‫أن تكونوا ثلث أهل الجنة‪ ،‬والله إني لرجو أن تكونوا نصف أهل‬
‫الجنة"‪ ،‬قال‪ :‬فكبر الناس‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫‪471‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"ما أنتم في الناس إل كالشعرة البيضاء في الثور السود‪ ،‬أو‬


‫كالشعرة السوداء في الثور البيض"‪.‬‬
‫ورواه البختتاري‪ ،‬عتتن عمتتر بتتن حفتتص بتتن غيتتاث‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫العمش به‪ ،‬ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عن وكيتتع بتته‪،‬‬

‫وأخرجاه من طرق آخر عن العمش به‪ ،‬وفي صحيح البخاري‪ ،‬عتتن‬

‫بندار‪ ،‬عن غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمتتون‪،‬‬

‫عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع رسول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم في فيد فقال‪" :‬أترضتتون أن تكونتتوا ربتتع أهتتل الجنتتة? قلنتتا‪:‬‬

‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬والذي نفسي بيده إني لرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة‬

‫وذلتتك أن الجنتتة ل يتتدخلها إل نفتتس مستتلمة‪ ،‬ومتتا أنتتتم فتتي أهتتل‬

‫الشرك إل كالشعرة البيضتتاء فتتي جلتتد الثتتور الستتود‪ ،‬أو كالشتتعرة‬

‫السوداء في جلد الثور الحمر"‪.‬‬

‫سلم‬
‫صلة وال ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫مع نوح َ‬
‫عالى َ‬
‫حاَنه وت َ َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫َ‬
‫كلم الرب ُ‬
‫فل َن َ َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سأل َ ّ‬
‫ْ‬ ‫عالى‪َ " :‬‬
‫ل تَ َ‬ ‫عن ال َْبلغ ك َ َ‬
‫ما قا َ‬ ‫وسؤاله إ ِّياه َ‬
‫َ‬

‫ن"‬
‫سِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ول ََنسأل ً ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫س َ َ‬
‫ل إ ِلي ْ ِ‬ ‫أْر ِ‬

‫‪472‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يدعى نوح‬

‫يوم القيامتتة فيقتتال لتته‪ :‬هتتل بلغتتت? فيقتتول‪ :‬نعتتم‪ ،‬فيتتدعى قتتومه‬

‫فيقال‪ :‬هل بلغكم? فيقولون‪ :‬ما أتانا من نذير‪ ،‬ومتتا أتانتتا متتن أحتتد‪،‬‬

‫قال‪ :‬فيقال لنوح من يشهد لك فيقول‪ :‬محمد وأمته"‪ :‬وذلتتك قتتوله‪:‬‬

‫داءَ عََلتتى الّنتتاس"‪.‬‬ ‫ستتطا ً ل َِتكوُنتتوا ُ‬


‫شتتهَ َ‬ ‫متتة وَ َ‬ ‫جعَْلنهتت ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫"و َ َ‬
‫كتتذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬

‫قال‪ :‬والوسط العتتدل‪ .‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"فتدعون‪ ،‬فتشهدون له بالبلغ وأشتتهد عليكتتم‪ ،‬وقتتال‪ :‬وهكتتذا رواه‬

‫البختتاري والترمتتذي والنستتائي متتن طتترق عتتن العمتتش‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫لمام أحمد بلفظ أعم من هذا فقتتال‪ :‬حتتدثنا أبتتو معاويتتة‬


‫وقد رواه ا ِ‬

‫عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي سعيد رضتتي الل ّتته عنتته قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬يجيتتء النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم يوم القيامة ومعه الرجل‪ ،‬والنبي ومعه التترجلن‪ ،‬وأكتتثر‬

‫من ذلك‪ ،‬فيدعى قومه‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬هل بلغكتتم هتتذا? فيقولتتون‪ :‬ل‪،‬‬

‫‪473‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيقال له‪ :‬هل بلغتتت قومتتك فيقتتول‪ :‬نعتتم‪ ،‬فيقتتال‪ :‬متتن يشتتهد لتتك‬

‫فيقول‪ :‬محمد وأمته‪ ،‬فيدعى محمد فيقال له‪ :‬هتتل بلتتغ هتتذا قتتومه‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬ثم تدعى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال لهم‪:‬‬

‫هل بلغ هذا أمته فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬ومن أعلمكم فيقولتتون‬

‫جاءنا محمد نبيًا‪ ،‬وأخبرنا أن الرستتل قتتد بلغتتوا‪ .‬قتتال‪ :‬فتتذلك قتتوله‪:‬‬

‫"وكتتتتتتتتتتتتتتذلك جعلنتتتتتتتتتتتتتتاكم أمتتتتتتتتتتتتتتة وستتتتتتتتتتتتتتطًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬يقول عدل ً لتكونوا شهداء على الناس‪ ،‬ويكون الرسول عليكم‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهيدًا"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬وأحمد بن سنان‪ ،‬كلهما عن‬

‫أبي معاوية‪.‬‬

‫شهادة أمة محمد عليه الصلة والسلم على جميع المم‬

‫يوم القيامة دليل عدالة هذه المة وشرفها‬

‫قلت‪ :‬شهادة أمة محمد صلى الله عليه وستتلم علتتى جميتتع المتتم‬

‫يوم القيامة برهان على عدالة هذه المة وشتترفها‪ ،‬ومضتتمون هتتذا‪،‬‬

‫أن هذه المة يوم القيامة يكونتتون عتتدول ً عنتتد ستتائر المتتم‪ ،‬ولهتتذا‬
‫‪474‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يستشتتهد بهتتم ستتائر النبيتتاء علتتى أممهتتم‪ ،‬ولتتول اعتتتراف أممهتتم‬

‫بشرف هذه المة لما حصل إلزامهم بشهادتهم‪ ،‬وفي حديث بهز بن‬

‫حكيم عن أبيه‪ ،‬عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"إنكم وفيتم سبعين أمة‪ ،‬أنتتتم خيرهتتا وأكرمهتتا علتتى الل ّتته ستتبحانه‬

‫وتعالى"‪.‬‬

‫عَلى‬ ‫وم ال ْ ِ‬
‫قَيامة َ‬ ‫سلم ي َ ْ‬
‫صلة وال ّ‬
‫ه ال ّ‬
‫علي ِ‬
‫تشريف إ ِب َْراهيم َ‬

‫هاد‬ ‫رؤوس ال َ ْ‬
‫ش َ‬

‫ن‬ ‫خ تَرةِ ل َ ِ‬
‫مت َ‬ ‫ة وَإ ِن ّتته فتتي ال ِ‬
‫س تن َ ً‬
‫ح َ‬
‫ه تعالى‪" :‬وآت َْيناهُ في ال تد ّن َْيا َ‬
‫قال الل ّ‬

‫حين"‪.‬‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ِ ِ‬
‫ال َ‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا محمد بن بشار‪ ،‬حدثنا غندر‪ ،‬حتتدثنا شتعبة‪ ،‬عتتن‬

‫المغيرة بن النعمان‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قتتال‪ :‬قتتام‬

‫فينتتا رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يخطتتب فقتتال‪ِ" :‬إنكتتم‬

‫خل ْتتق‬ ‫متتا ب َتد َأ َْنا أوّ َ‬


‫ل َ‬ ‫ة"‪ .‬ثتتم تل قتتوله تعتتالى‪" :‬ك َ َ‬
‫حفاةً عتترا ً‬ ‫ح َ‬
‫شرون ُ‬ ‫تُ ْ‬

‫ن ِعيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتده"‪.‬‬

‫وإن أول الخلئق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه الصلة والستتلم‪،‬‬
‫‪475‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤختتذ بهتتم ذات الشتتمال فتتأقول‪ :‬يتتا‬

‫رب أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تدري متتا أحتتدثوا بعتتدك‪ ،‬فتتأقول‪ :‬كمتتا‬

‫م" ِإلتتى قتتوله‪:‬‬ ‫شِهيدا ً َ‬


‫ما ُدمت ِفيهِ ْ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ْ‬
‫م َ‬ ‫قال العبد الصالح‪" :‬وَك ُن ْ ُ‬

‫كيتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬ ‫زيتتتتتتتتتتتتتتُز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬ ‫"إ ِّنتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ك أْنتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال‪ :‬إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم‪ .‬ذكر موسى عليه الصلة‬

‫والسلم وذكر شرفه وجللتتته يتتوم القيامتتة وكتتثرة أتبتتاعه وانتشتتار‬

‫أمته‪.‬‬

‫ج ّ‬
‫ل‬ ‫و َ‬
‫عّز َ‬ ‫سلم و َ‬
‫كلم الّرب َ‬ ‫صلة وال ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫سى َ‬
‫ذكر عي َ‬

‫معه َيوم القيامة‬


‫َ‬

‫عيستتى ابتن مريت َ َ‬


‫ت قًل ْت َ‬
‫ت‬ ‫م أ أن ْت َ‬
‫ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫قال الّله تعالى‪" :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫ل اللتته ي َتتا ِ‬

‫ن‬
‫متتا َيكتتو ُ‬ ‫حان َ َ‬
‫ك َ‬ ‫س تب ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ قَتتا َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن دو ِ‬
‫م ْ‬
‫ي ِإلهَْين ِ‬
‫م َ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوني وأ ّ‬ ‫ِللّناس ات ّ ِ‬

‫ما فتتي‬ ‫مَتة ت َعْل َ ُ‬


‫م َ‬ ‫ت قُل ْت ً ُ‬
‫ه فََقد ْ عَل ِ ْ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬
‫حق ّ إ ِ ْ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬
‫س ِلي ب ِ َ‬ ‫ن َأفو َ‬
‫ل َ‬
‫َ‬
‫ِلي أ ْ‬
‫ك إن َ َ‬ ‫َ‬
‫ت ل َهُ ت ْ‬
‫م‬ ‫متتا قًل ْت ُ‬ ‫علم اْلغُيو ِ‬
‫ب َ‬ ‫ت ً‬
‫ك أن ْ َ‬ ‫س َ ِّ‬
‫ما في ن َْف ِ‬ ‫سي وَل َ أعْل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن َْف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شتتهيدا ً َ‬
‫متتا‬ ‫ت عَل َي ْهِ ْ‬
‫م َ‬ ‫م وَك ُن ْ ُ‬ ‫دوا الل ّ َ‬
‫ه َرّبي وََرب ّك ّ ْ‬ ‫مْرت َِني ب ِهِ أن اعْب ُ ُ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫ما أ َ‬

‫ت عَل َتتى ك ت ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫ب عَل َي ْهِ ت ْ‬
‫م وأن ْت َ‬ ‫ت الّرِقي َ‬
‫ت أن ْ َ‬ ‫م فَل َ ّ‬
‫ما َتوفّي ْت َِني كن ْ َ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬
‫م َ‬
‫دُ ْ‬
‫‪476‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك وإن تغْفتر لهتم فإنت َ َ‬


‫ت‬
‫ك أن ْت َ‬ ‫ْ ِّ‬ ‫عب َتتاد َ َ ِ ْ َ ِ ْ‬ ‫م فَتإ ِن ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ت ُعَتذ ّب ْهُ ْ‬ ‫يءٍ َ‬
‫شتِهيد ٌ إ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫شت ْ‬

‫ت‬
‫جن ّتتا ٌ‬ ‫م‪ ،‬ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫صد ْقُهُ ْ‬
‫ن ِ‬
‫صادِِقي َ‬
‫م ي َن َْفعُ ال ّ‬
‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه هَ َ‬ ‫م َقا َ‬
‫كي ُ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ال ْعَ ِ‬
‫َ‬ ‫حت َِها ال َن َْهاُر َ‬
‫ضتتوا‬
‫م وََر ُ‬ ‫ي الل ّت ُ‬
‫ه عَن ْهُ ت ْ‬ ‫ن فيَها أب َتتدا ً َر ِ‬
‫ضت َ‬ ‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ري ِ‬
‫ج ِ‬
‫تَ ْ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ك ال َْفتتتتتتتتتتتتتتتوُْز العَ ِ‬


‫ظيتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬ ‫ه ذِلتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫عَْنتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫وهذا السؤال من الله تعالى لعيسى ابن مريم‪ ،‬مع علمه تعالى أنتته‬

‫لم يقل شيئا ً من ذلك‪ ،‬إنما هتو علتى ستبيل التقريتع والتوبيتخ لمتن‬

‫اعتقد فيه ذلك من ضلل النصارى وجهلتتة أهتتل الكتتتاب‪ ،‬فتتبرأ إلتتى‬

‫الله تعالى من هذه المقالة‪ ،‬كما تتتتبرأ الملئكتتة ممتتن اعتقتتد فيهتتم‬

‫ميعتا ً ث ُت ّ‬
‫م‬ ‫ج ِ‬
‫م َ‬ ‫ح ُ‬
‫شتُرهُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫شيئا ً من ا ِ‬
‫للهية حيث يقول الله تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫كانوا يعبدون قتتالوا ستبحان َ َ‬
‫ت َولي ّن َتتا‬
‫ك أن ْت َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫م َ ُ َُْ ُ َ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬
‫مل َئ ِك َةِ أهؤلِء ِإياك ُ ْ‬ ‫ي َُقو ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مُنتتو َ‬
‫مؤ ِ‬
‫م ُ‬
‫م ب ِِهتت ْ‬ ‫ن أ َك ْث َُر ُ‬
‫هتت ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫جتت ّ‬ ‫ل َ‬
‫كتتاُنوا ي َْعبتتدو َ‬ ‫م َبتت ْ‬
‫ن دونِهتت ْ‬
‫متت ْ‬
‫ِ‬
‫ل أَ‬
‫ن الل ّتهِ فََيقتتو ُ‬ ‫ح ُ‬
‫ن دو ِ‬
‫مت ْ‬
‫ن َ‬
‫متتا ي َعْب ُتتدو َ‬
‫م وَ َ‬
‫شُرهُ ْ‬ ‫وم ي َ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫حان َ َ‬
‫ك َ‬ ‫ل َقالوا سب ْ َ‬ ‫ضّلوا ال ّ‬
‫سِبي َ‬ ‫م َ‬
‫م هُ ْ‬
‫هؤلء أ ْ‬
‫عَباِدي َ‬ ‫ضل َل ْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫مأ ْ‬
‫أن ْت ُ ْ‬
‫كم َ‬ ‫َ‬
‫حتتتى‬
‫م َ‬
‫م َوآب َتتاءه ْ‬
‫مت ّعْت َهُت ْ‬ ‫ن أْولَيآءَ وَل َك ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن دون َ ِ ْ‬ ‫خذ َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ي َن ْب َِغي ل ََنا أ ْ‬
‫ن ن َت ّ ِ‬

‫متتا ت َُقوُلتتو َ‬
‫ن فَ َ‬
‫متتا‬ ‫م بِ َ‬ ‫ومتتا ً ُبتتورا ً فََقتتد ْ ً‬
‫كتتذ ُّبوك ُ ْ‬ ‫ستتوا التتذ ّك َْر وَ َ‬
‫كتتاُنوا قَ ْ‬ ‫نَ ُ‬

‫‪477‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذابا ً ك َِبيتترًا"‪.‬‬
‫ه عَت َ‬ ‫من ْك ُت ْ‬
‫م ن ُتذِقْ ُ‬ ‫صرا ً َومتتن ي َظ ْل ِت ْ‬
‫م ِ‬ ‫صْرفا ً وَل َ ن َ ْ‬
‫ن َ‬
‫طيُعو َ‬
‫ست َ ِ‬
‫تَ ْ‬

‫كان َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬
‫كوا َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَر ُ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ميعا ً ث ُ ّ‬
‫م ن َُقو ُ‬ ‫ج ِ‬
‫م َ‬ ‫ح ُ‬
‫شُرهُ ْ‬ ‫م نَ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬

‫ن‬
‫دو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م إ ِّيان َتتا ت َعْب ُت ُ‬ ‫م َ‬ ‫شَر َ‬
‫كاؤهُ ْ‬ ‫م فََزي ّل َْنا ب َْينه ْ‬
‫م وََقا َ‬
‫ل ُ‬ ‫كاُءك ُ ْ‬
‫شَر َ‬
‫م وَ ُ‬
‫أن ْت ُ ْ‬

‫م ل َغَتتافِِلي َ‬
‫ن هَُنال ِت َ‬
‫ك‬ ‫عب َتتاد َت ِك ُ ْ‬ ‫ن ك ًّنا عَ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫شِهيدا ً ب َي ْن ََنا وَب َي َْنك ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫فَك ََفى بالل ّهِ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ض ّ‬
‫ل عَن ُْهتت ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حقّ و َ‬ ‫ت َوردوا ِإلى الّله َ‬
‫موْل َهُ ُ‬ ‫سل ََف ْ‬
‫ما أ ْ‬
‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت َب ْل ُ ُ‬
‫وا ك ُ ّ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ما َ‬
‫كانوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫َ‬

‫مقام رسول الّله صلى الله عليه وسلم عند الله يوم‬

‫القيامة ل يدانيه مقام‬

‫فل يساويه بل ول يدانيه أحد فيه‪ ،‬ويحصل له من التشريفات ما‬


‫يغبطهذا بها كل الخلئق من العالمين‪ ،‬من الولين والخرين‪،‬‬
‫صلوات الله وسلمه عليه وعلى سائر النبياء والمرسلين‪ ،‬وقد‬
‫تقدم ما ورد في المقام المحمود من الحاديث والثار‪ ،‬وأنه أول‬
‫من يسجد بين يدي الله يوم القيامة‪ ،‬وأول من يشفع فيشفع‪ ،‬وأول‬
‫من يكسى بعد الخليل‪ ،‬يكسى الخليل ريطتين‪ .‬بيضاوين‪ ،‬ويكسى‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم حلتين خضراوين‪ ،‬ويجلس الخليل بين‬
‫يدي العرش‪ ،‬ومحمد صلى الله عليه وسلم عن يمين العرش‬
‫فيقول‪" :‬يا رب إن هذا‪ -‬ويشير إلى جبريل‪ -‬أخبرني عنك أنك‬
‫أرسلته إلي‪ ،‬فيقول الله عز وجل صدق جبريل"‪.‬‬
‫وقد روى ليث بن أبي سليم‪ ،‬وأبو يحيى القتات‪ ،‬وعطاء بن السائب‬
‫وجابر الجعفي‪ ،‬عن مجاهد أنه قال في تفسير المقام المحمود‪ :‬إنه‬
‫يجلسه معه على العرش‪ ،‬وروي نحو هذا عن عبد الله بن سلم‪،‬‬
‫‪478‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجمع فيه أبو بكر المروزي جزءا ً كبيرًا‪ ،‬وحكاه هو وغيره وغير‬
‫واحد من السلف وأهل الحديث كأحمد وإسحاق بن راهويه وخلق‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬وهذا شيء ل ينكره مثبت ول ناف‪ ،‬وقد نظمه‬
‫الحافظ أبو الحسن الدارقطني في صيدة له‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومثل هذا ل ينبغتتي قبتتوله إل عتتن معصتتوم‪ ،‬ولتتم يثبتتت فيتته‬

‫حديث يعول عليتته‪ ،‬ول يصتتار بستتببه إليتته‪ ،‬وقتتول مجاهتتد فتتي هتتذا‬

‫المقام ليس بحجة بمفرده‪ ،‬ولكن قد تلقاه جماعة من أهل الحديث‬

‫بالقبول‪ ،‬وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا شريح بن يونس‪ ،‬أخبرنا‬

‫أبو سفيان المعمري‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن علي بن الحسين‬

‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬إذا كتتان يتتوم القيامتتة متتدت‬

‫لنسان إل موضع قدميه‪ .‬قال النبي‬


‫الرض مد الديم‪ ،‬حتى ل يكون ل ِ‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬فأكون أول من يدعى‪ ،‬وجبريتتل عتتن يميتتن‬

‫الرحمن‪ ،‬والله ما رآه قبلها‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ :‬إن هتتذا أختتبرني أنتتك‬

‫ي‪ ،‬فيقول الله‪ :‬صدق‪ ،‬ثتم أشتفع‪ ،‬فتأقول‪ :‬يتا رب عبتادك‬


‫أرسلته ِإل ّ‬

‫في أطراف الرض" فهو المقام المحمود‪.‬‬

‫ء‬
‫ضا ِ‬
‫صل الق َ‬
‫علماء في ف ْ‬
‫ع ال ُ‬
‫م َ‬
‫ذكر في كلم الرب َتعالى َ‬

‫إكرام الّله عز وجل للعلماء يوم القيامة القضاء‬


‫‪479‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن زهير‪ ،‬حدثنا العلء بن ستتالم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إبراهيم الطالقاني‪ ،‬حتتدثنا المبتتارك‪ ،‬عتتن ستتفيان‪ ،‬عتتن ستتماك بتتن‬

‫حرب‪ ،‬عن ثعلبة بن الحكم قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم "يقتتول اللتته تعتتالى للعلمتتاء إذا جلتتس علتتى كرستتيه لفصتتل‬

‫القضاء إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إل وأنا أريد أن أغفر لكم‬

‫ول أبالي"‪.‬‬

‫جل للمؤمنين‬ ‫ل َ‬
‫و ْ‬ ‫َ‬
‫عّز و َ‬
‫كلمه ً‬ ‫أ ّ‬

‫قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا عبد الله بن المبارك‪ ،‬حتتدثني يحيتتى‬

‫بن أيوب‪ ،‬عن عبيد الله بن رجاء‪ ،‬عن خالد بن أبي عمران‪ ،‬عن ابن‬

‫عباس‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬إن شئتم أنبأتكم بأول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم‬

‫القيامة‪ ،‬وبأول ما تقولون له? قالوا‪ :‬نعم يا رسول اللتته قتتال‪ :‬ف تِإن‬

‫الّله تعالى يقول للمؤمنين‪ :‬هل أحببتم لقائي‪ .‬فيقولون‪ :‬نعم يا ربنتتا‬

‫فيقتتول‪ :‬ومتتا حملكتتم علتتى ذلتتك? فيقولتتون‪ :‬عفتتوك ورحمتتتك‬

‫ورضوانك‪ ،‬فيقول‪" :‬فِإني قد أوجبت لكم رحمتي"‪.‬‬


‫‪480‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫ل خلق في الخرة لمن يخون َأمانة الّله وعهده‬

‫من َا َ قَِليل ً‬ ‫َ‬


‫م ثَ َ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫ن ب ِعَهْدِ الل ّهِ وَأي ْ َ‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪ِ" :‬إن ال ّ ِ‬
‫م‬‫م ي َوْ َ‬ ‫م الله وَل َ ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫مه ُ ُ‬ ‫خَرةِ وَل َ ي ُك َل ّ ُ‬ ‫م في ال ِ‬ ‫خل َقَ ل َهُ ْ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫أول َئ ِ َ‬
‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وََله ْ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫مةِ وَل َ ُيز ّ‬ ‫ال ِْقَيا َ‬
‫ن‬
‫شت َُرو َ‬ ‫ب وَي َ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن َيكت ُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م إ ِل ّ الّناَر وَل َ ي ُك َّلفهُ ُ‬ ‫طويهِ ْ‬ ‫ن في ب ُ‬ ‫ما َيأك ُُلو َ‬ ‫ك َ‬ ‫من َا َ قَِليل ً أولئ ِ َ‬ ‫ب ِهِ ث َ َ‬
‫َ‬
‫شت َُروا‬ ‫نا ْ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬‫ك ال ّ ِ‬ ‫م أولئ ِ َ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وله ُ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫مةِ وَل َ ي َُز ّ‬ ‫م ال ِْقيا َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫م عََلى الّنارِ ذ َل ِ َ‬
‫ن‬‫ك بأ ّ‬ ‫صَبره ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫مغِْفَرةِ فَ َ‬ ‫ب بال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫دى َوال ْعَ َ‬ ‫ة ِباْله َ‬ ‫ضل َل َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫شَقاق‬ ‫ب ل َِفي ِ‬ ‫خت َل َُفوا في ال ْك َِتا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫حقّ وَإ ِ ّ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا َ‬ ‫ه ن َّز َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫د"‪.‬‬ ‫ب َِعي ٍ‬
‫والمراد من هذا َأنه ل يكلمهم ول ينظر إليهم كلما ً ونظرا ً يرحمهم‬
‫َ‬
‫ن‬‫م عَ ْ‬ ‫به‪ ،‬كما أنهم عن ربهم يومئذ محجوبون بقوله تعالى‪" :‬كل ّ إ ِن ّهُ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جوُبو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ َ‬ ‫م َيو َ‬ ‫َرب ّهِ ْ‬
‫م‬‫ست َك ْث َْرت ُ ْ‬ ‫ن قَدِ ا ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫شَر ال ْ ِ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ميعا ً َيا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫حشرهُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫مت َعَ ب َْعضَنا ب ِب َْعض‬ ‫من النس وَقا َ َ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ن ال ِْنس َرب َّنا ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل أْولَياؤهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ِْ‬
‫ت ل ََنا َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شاء‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها إ ِل ّ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫واك ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ل الّناُر َ‬ ‫جل ْ َ‬ ‫ذي أ ّ‬ ‫جل ََنا ال ّ ِ‬ ‫وَب َل َغَْنا أ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كيم عَِلي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫الله إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫م ك َي ْد ٌ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن فَِإن َ‬ ‫م َوالّولي َ‬ ‫مْعناك ْ‬ ‫ج َ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال َْف ْ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬هَ َ‬
‫ميعا ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫م ي َب ْعَث ًهُ ُ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫ذبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِْلمك ً ّ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫ن وَي ْ ٌ‬ ‫دو ِ‬ ‫كي ُ‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫فَيحل ُِفون ل َه ك َما يحل ُِفون ل َك ُم ويحسبو َ‬
‫يٍء أل َ إ ِن ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫ش ْ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫ْ ََ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫هُ ُ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫م ت َْزعُ ُ‬ ‫ن كن ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫كائ ِ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫م فَي َُقو ُ‬ ‫م ي َُناِديه ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫م كَ َ‬
‫متتا‬ ‫ل َرب َّنا هؤل َِء ال ّ ِ‬
‫ذين أغوَي ْن َتتا أغوَي ْن َتتاهُ ْ‬ ‫حقّ عَل َْيهم ال َْقوْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َقا َ‬

‫كاءك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ش تَر َ‬ ‫ن َوقي ت َ‬
‫ل اد ْعُتتوا ُ‬ ‫متتا ك َتتاُنوا إ ِّيان َتتا ي َعْب ُت ُ‬
‫دو َ‬ ‫غَوَي ْن َتتا ت َب َّرأنتتا إ ِل َي ْت َ‬
‫ك َ‬
‫‪481‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ب ل َتوْ أن ّهُت ْ‬


‫م ك َتتاُنوا ي َهْت َتتدو َ‬ ‫م وََرأُوا ال ْعَت َ‬
‫ذا َ‬ ‫جيُبوا ل َهُت ْ‬
‫ستت َ ِ‬ ‫م فَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫فَد َعَوْهُ ْ‬

‫م ال َن ْب َتتاءُ‬ ‫ل متتا َ َ‬
‫ت عَل َي ْهِت ُ‬ ‫ن فَعَ ِ‬
‫مي َت ْ‬ ‫ستِلي َ‬ ‫جب ْت ُتتم ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫م فََيقو ُ َ‬
‫م ي َُناِديهِ ْ‬
‫وَي َوْ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫م ل َ ي َت َ َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاءلو َ‬ ‫مئ ِذٍ فَُهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ي َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوْ َ‬
‫َ‬
‫ن ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م‬ ‫ي ال َت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شتَر َ‬
‫كائ ِ َ‬ ‫م فََيقتتول أي ْت َ‬
‫ن ُ‬ ‫م ي ُن َتتاِديهِ ْ‬
‫وقال بعتتد هتتذا‪" :‬وَي َتوْ َ‬
‫َ‬ ‫شِهيدا ً فَُقل َْنا َ‬
‫ن‬
‫متتوا أ ّ‬ ‫هتتان َك ُ ْ‬
‫م فَعَل ِ ُ‬ ‫هاُتوا ب ُْر َ‬ ‫مة َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫لأ ّ‬ ‫م ْ‬
‫ن وَن ََزعَْنا ِ‬
‫مو َ‬
‫ت َْزعُ ُ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتا َ‬
‫كتتتتتتاُنوا ي َْفَتتتتتتتُرو َ‬ ‫م َ‬
‫عنهتتتتتت ْ‬
‫ل َ‬ ‫حتتتتتتقّ لّلتتتتتتهِ وَ َ‬
‫ضتتتتتت ّ‬ ‫ال ْ َ‬

‫واليتتتتتتتتتتتتات فتتتتتتتتتتتتي هتتتتتتتتتتتتذا كتتتتتتتتتتتتثير جتتتتتتتتتتتتدًا‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين كما سيأتي من طريق خيثمتتة‪ ،‬عتتن عتتدي بتتن‬

‫حاتم‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما منكم من أحد‬

‫إل سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان‪ ،‬فيلقى الرجتتل فيقتتول لتته‪:‬‬

‫لبل‪ ،‬أذرك تتترأس‬


‫ألم أكرمك? ألم أزوجك? ألم أسخر لك الخيل وا ِ‬

‫وتربع? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فيقول‪ :‬أظننت أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫فاليوم أنساك كما نسيتني"‪ .‬فهذا فيه صراحة عظيمة في تكلم الّله‬

‫تعالى ومخاطبته لعبده الكافر‪.‬‬

‫وأما العصاة‬

‫‪482‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ففي حديث ابن عمر الذي في الصحيحين كما سيأتي عتتن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يدني الّله العبد يوم القيامتتة حتتتى‬

‫يضع عليه كنفه ثم يقرره بذنوبه فيقول‪ :‬عملتتت فتتي يتتوم كتتذا كتتذا‬

‫وكذا? وفي يوم كذا كذا وكذا? فيقول‪ :‬نعم يا رب‪ ،‬حتى إذا ظن أنه‬

‫قد هلك قال الله تعالى"‪" :‬إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرهتتا‬

‫لك اليوم"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ِإبراز النيران والجنان ونصب الميزان ومحاسبة الديان‬

‫متتا‬
‫س َ‬
‫ت ن َْف ٌ‬
‫م ْ‬
‫ت عَل ِ َ‬
‫ة أْزلَف ْ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا الجن ّ ُ‬ ‫سعَّر ْ‬
‫م ُ‬
‫حي ُ‬
‫ج ِ‬
‫قال تعالى‪" :‬إذا ال َ‬

‫ت"‪.‬‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَر ْ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬

‫زي تدٍ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬ ‫ل هَ ت ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ت وَت َُقتتو ُ‬
‫مَتل ِ‬
‫م هَتتل ا ْ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫م ن َُقو ُ‬
‫ل لِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ظ‬
‫حِفيت ٍ‬
‫ب َ‬ ‫ن ل ِك ُت ّ‬
‫ل أّوا ٍ‬ ‫دو َ‬
‫ما ُتوعَ ُ‬ ‫ن غَي َْر ب َِعيدٍ هَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫جن ّ ُ‬
‫ت ال َ‬
‫"َوأْزلَف َ‬

‫لم ذ َل ِت َ‬
‫ك‬ ‫خُلوهَتتا ب ِ َ‬
‫ست َ‬ ‫مِنيتتب اد ْ ُ‬ ‫جاءَ بَقل ْ ٍ‬
‫ب ُ‬ ‫ن ِبال ْغَي ْ ِ‬
‫ب وَ َ‬ ‫حم َ‬
‫ي الّر ْ‬
‫خش َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬

‫زيتتتتد"‪.‬‬
‫م ِ‬
‫ن ِفيَهتتتتا َولتتتتد َي َْنا َ‬ ‫متتتتا ي َ َ‬
‫شتتتتاُءو َ‬ ‫خُلتتتتودِ ل َُهتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫َيتتتتوْ ُ‬

‫‪483‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مةِ فَل َ ت ُظ َْلم ن َْفسن‬


‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫س َ‬
‫ط ل ِي َ ْ‬ ‫واِزين ال ِْق ْ‬ ‫ضعُ ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن َ َ‬
‫خرد َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫ستتبي َ‬ ‫ل أت َي َْنا ب ِهَتتا وَك ََفتتى ب ِن َتتا َ‬
‫حا ِ‬ ‫ن َ ْ َ ٍ‬
‫م ْ‬
‫حب ّةٍ ِ‬ ‫مث َْقا َ‬
‫ل ً‬ ‫ن ِ‬
‫كا َ‬ ‫شْيئا ً وَإ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫َ‬

‫عْفَها‬
‫ضتتا ِ‬
‫ة يُ َ‬
‫ستن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫ن ت َت ُ‬
‫ك َ‬ ‫مث َْقا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ وَإ ِ ْ‬ ‫ن الّله ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬
‫م ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫جئ َْنا‬ ‫مة ٍ ب ِ َ‬


‫شِهيدٍ وَ ِ‬ ‫نك ّ‬
‫لأ ّ‬ ‫جئ َْنا ِ‬
‫م ْ‬ ‫ظيما ً فَك َي ْ َ‬
‫ف إِ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫جرا ً عَ ِ‬ ‫من ل ّد ُن ْ ُ‬
‫هأ ْ‬ ‫ت ِ‬
‫وَُيؤ ِ‬

‫ل ل َت ْ‬
‫و‬ ‫ستتو َ‬
‫وا الّر ُ‬ ‫ن ك ََفتُروا وَعَ َ‬
‫صت ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َوَد ّ ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شِهيدا ً ي َوْ َ‬
‫على هؤل َِء َ‬ ‫بِ َ‬
‫ك َ‬

‫ديثًا"‪.‬‬
‫حتتتتتتت ِ‬ ‫ن الّلتتتتتتت َ‬
‫ه َ‬ ‫ض وَل َ ي َك ْت ُ ُ‬
‫متتتتتتتو َ‬ ‫م الْر ُ‬
‫وى ب ِِهتتتتتتت ُ‬
‫ستتتتتتت ّ‬
‫تُ َ‬

‫ن ت َت ُ‬
‫ك‬ ‫ي إ ِن َّهتا إ ِ ْ‬
‫وقال تعالى فيما أخبر به عن لقمان أنه قتتال‪" :‬ي َتتا ب ُن َت ّ‬
‫َ‬
‫ستتموات أوْ فتتي‬
‫خَرةٍ أوْ فِتتي ال ّ‬
‫صت ْ‬ ‫ل فَت َك ُت ْ‬
‫ن فتتي َ‬ ‫خْرد َ ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫حب ّةِ ِ‬ ‫مث َْقا َ‬
‫ل َ‬ ‫ِ‬

‫خِبيتتتتتتٌر"‪.‬‬
‫ف َ‬ ‫ه لَ ِ‬
‫طيتتتتتت ٌ‬ ‫ن الّلتتتتتت َ‬ ‫ت ب َِهتتتتتتا الّلتتتتتت ُ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫الْرض َيتتتتتتأ ِ‬

‫والثار في هذا كثيرة جدًا‪ ،‬واللتته الموفتتق للصتتواب‪ ،‬وإليتته المرجتتع‬

‫والمآب‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‪.‬‬

‫عَلى‬ ‫شر فت َ ّ‬
‫طلع َ‬ ‫عَلى الم ْ‬
‫ح َ‬ ‫من الّنار َ‬
‫عين ِ‬
‫ذكر إ ِْبداء َ‬

‫الّناس‬

‫ن وأّنى ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫جيَء ي َوْ َ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وَ ِ‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذ ّك َْرى"‪.‬‬
‫‪484‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال مسلم في صحيحه‪ :‬حدثنا عمتتر بتتن حفتتص بتتن غيتتاث‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أبي‪ ،‬عن العلء بتتن خالتتد الكاهتتل‪ ،‬عتتن شتتقيق‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫مسعود قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يتتؤتى بجهنتتم‬

‫يتتومئذ لهتتا ستتبعون ألتتف زمتتام متتع كتتل زمتتام ستتبعون ألتتف ملتتك‬

‫يجرونهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وكذا ر واه الترمذي مرفوعتًا‪ ،‬ورواه متتن وجته آختر هتو ابتن جريتر‬

‫موقوفًا‪.‬‬

‫يخرج عنق من النار يتكلم? يقذف في جهنم الجبارين‬

‫والمشركين والقائلين بغير حق‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا معاويتتة‪ ،‬حتتدثنا شتتيبة‪ ،‬عتتن فتتراس‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫عطية‪ ،‬عن أبي سعيد الخدريرضي الله عنه‪ ،‬عن رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنتته قتتال‪" :‬يختترج عنتتق متتن النتتار يتكلتتم‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫وكلت بثلثة‪ ،‬بكل جبار‪ ،‬ومن جعل مع الله إلها ً آخر‪ ،‬ومن قتل نفسا ً‬

‫بغيتتر نفتتس‪ ،‬فينطتتوي عليهتتم فيقتتذفهم فتتي غمتترات جهنتتم"‪.‬‬

‫تفّرد به من هذا الوجه‪ ،‬وسيأتي في بتتاب الميتتزان عتتن خالتتد‪ ،‬عتتن‬


‫‪485‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القاستتتتتم‪ ،‬عتتتتتن عائشتتتتتة رضتتتتتي اللتتتتته عنهتتتتتا نحتتتتتوه‪.‬‬

‫مُعوا ل ََها ت َغَّيظا ً وََزفيرا ً‬


‫س ِ‬
‫ن ب َِعيدٍ َ‬ ‫م َ‬
‫كا ِ‬ ‫من َ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ذا َرأت ُْهم ِ‬

‫عوا ال ْي َتوْ َ‬
‫م‬ ‫ك ث ُُبورا ً ل َ ت َتد ْ ُ‬
‫وا هَُنال ِ َ‬
‫ن د َعَ ْ‬ ‫كانا ً ضيقا ً ُ‬
‫مقّرِني َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا أل ُْقوا ِ‬
‫من َْها َ‬ ‫وَإ ِ َ‬

‫عتتتتتتتتتتوا ثبتتتتتتتتتتورا ً ك َِثيتتتتتتتتتترًا"‪.‬‬


‫حتتتتتتتتتتدا ً َواد ْ ُ‬
‫ث ُُبتتتتتتتتتتورا ً َوا ِ‬

‫قال الشعبي‪ :‬إذا رأتهم من مكان بعيتتد ستتمعوا لهتتا تغيظتا ً وزفيتترًا‪،‬‬

‫من شدة حنقها وبغضها لمن أشرك بالله‪ ،‬واتخذ معه إلها ً آخر‪ ،‬وفي‬

‫الحديث‪" :‬من كذب علي‪ ،‬أو ادعى إلى غير أبيه‪ ،‬أو أنتمى إلى غيتتر‬

‫مواليه‪ ،‬فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا ً بعيدًا" قتتالوا يتتا رستتول اللتته‪:‬‬

‫وهل لها من عينين? قال‪" :‬أمتتا ستتمعتم بقتتول اللتته إذا رأتهتتم متتن‬

‫مكتتان بعيتتد ستتمعوا لهتتا تغيظتتا ً وزفيتترًا"‪ .‬رواه ابتتن أبتتي حتتاتم‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي‪ ،‬حتتدثنا عبيتتد اللتته‬

‫بن موسى‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عن أبتي يحيتى‪ ،‬عتن مجاهتد‪ ،‬عتن ابتن‬

‫عباس قال‪ :‬إن الرجل ليجر إلى النار‪ ،‬فتنزوي وينقبض بعضتتها إلتتى‬

‫ك? فتقول‪ :‬إنتته يستتتجير منتتي‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬


‫بعض‪ ،‬فيقول الرحمن‪ :‬ما ل ِ‬

‫أرسلوا عبدي‪ ،‬وإن الرجل ليجر إلى النتار فيقتتول‪ :‬يتا رب‪ :‬متا كتان‬

‫‪486‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هتتذا ظنتتي بتتك‪ ،‬فيقتتول اللته‪ :‬متتا كتان ظنتتك? فيقتتول‪ :‬أن تستتعني‬

‫رحمتك‪ ،‬فيقول‪ :‬ارسلوا عبدي‪ ،‬وإن الرجل ليجر إلى النار‪ ،‬فتشتتهق‬

‫إليه النار شهوق البغلة التتى البعيتتر‪ ،‬وتزفتتر زفتترة ل تبقتتي أحتتدا ً إل‬

‫أخفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬وإستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبرنا معمتتر‪ ،‬عتتن المنصتتور‪ ،‬عتتن مجاهتتد‪ ،‬عتتن‬

‫عبيد بن عمير قال‪ :‬إن جهنم تزفر زفرة ل يبقى معها ملك ول نتتبي‬

‫إل خّر ترعد فرائصه‪ ،‬حّتى إن إبراهيتتم ليجثتتو علتتى ركبتتتيه ويقتتول‪:‬‬

‫رب ل أستتتتتتتتتتتتتتتتتألك إل نفستتتتتتتتتتتتتتتتتي اليتتتتتتتتتتتتتتتتتوم‪.‬‬

‫وقال في حديث الصور‪ :‬ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع‬

‫ش تي ْ َ‬ ‫مظلم ثم يقول‪" :‬ألم أعْهد إل َيك ًم يا بِني آد َ‬


‫ن‬
‫طا َ‬ ‫م أن ل ّ ت َْعبت ُ‬
‫دوا ال ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ِ ْ ْ َ َ‬ ‫ْ‬

‫م وَل ََق تد ْ أضت ّ‬


‫ل‬ ‫صتَرا ٌ‬ ‫إنه ل َك ُم عدو مبيت َ‬
‫ستت َِقي ُ‬
‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫دوني هتتذا ِ‬
‫عبت ُ‬
‫نا ْ‬
‫نأ ِ‬‫ُ ّ ُ ِ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬

‫ن‬
‫دو َ‬
‫عتت ُ‬ ‫م ال ِّتي ك ُن ُْتتت ْ‬
‫م ُتو َ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫كوُنوا ت َعِْقُلو َ‬
‫ن هَذِهِ َ‬ ‫جب ِل ً ك َِثيرا ً أفَل َ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ِ‬

‫م ت َك ُْفتتتتتتتتتتُرو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتا ك ُن ُْتتتتتتتتتتت ْ‬ ‫ها ال َْيتتتتتتتتتتوْ َ‬
‫م بِ َ‬ ‫صتتتتتتتتتتل َوْ َ‬
‫ا ْ‬

‫ة‬
‫مت ٍ‬ ‫فيمر الله بين الخلئق‪ ،‬وتجثو المم‪ ،‬وذلتتك قتتوله‪" :‬وَت َتَرى كت ّ‬
‫لأ ّ‬

‫‪487‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مل ُتتو َ‬
‫ن هَ ت َ‬
‫ذا‬ ‫متتا ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ن َ‬
‫جَزوْ َ‬ ‫عى إ َِلى ك َِتاب َِها ال ْي َوْ َ‬
‫م تُ ْ‬ ‫مةٍ ت ُد ْ َ‬ ‫ة كُ ّ‬
‫لأ ّ‬ ‫جاث ِي َ ً‬
‫َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ملو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫س ُ‬
‫خ َ‬ ‫كم ِبال ْ َ‬
‫حقّ إ ِّنا ك ُّنا َنست َن ْ ِ‬ ‫ك َِتاب َُنا ي َن ْط ِقُ عَل َي ْ ُ‬

‫ذكر الميزان‬

‫متةِ فَل َ ت ُظ ْل َت ُ‬
‫م‬ ‫وم الِقَيا َ‬ ‫ست َ‬
‫ط ل ِي َت ْ‬ ‫ن ال ِْق ْ‬
‫واِزي َ‬
‫م َ‬
‫ضعُ ال َ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وَن َ َ‬

‫ل أ َت َي ْن َتتا ب ِهَتتا وَك ََفتتى ب ِن َتتا‬


‫ختْرد َ ٍ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫حب ّتةٍ ِ‬ ‫مث َْقتتا َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شتْيئا ً وَإ ِ ْ‬
‫ن ك َتتا َ‬ ‫ن َْفس َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتِبي َ‬
‫حا ِ‬
‫َ‬

‫ت‬
‫خّفت ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن وَ َ‬
‫حو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مْفل ِ ُ‬ ‫ه َفأولئ ِ َ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫دو َ‬
‫خالتت ُ‬
‫م َ‬
‫جهًّنتت َ‬
‫م فتتي َ‬
‫ستتهُ ْ‬
‫خستتروا أن ُْف َ‬
‫ن َ‬ ‫ك اّلتت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه َفتتأول َئ ِ َ‬
‫واِزين ُ ُ‬
‫متت َ‬
‫َ‬

‫م‬ ‫ه فَتتأولئ ِ َ‬
‫ك هت ُ‬ ‫واِزين ُ‬
‫مت َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫حقّ فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫مئ ِذٍ ال َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وال ْوَْز ُ‬
‫ن ي َوْ َ‬

‫متتا‬
‫م بِ َ‬
‫س ته ُ ْ‬
‫ستتروا أْنف َ‬
‫خ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ك ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫واِزينه فَتتأولئ ِ َ‬
‫م َ‬
‫ت َ‬
‫ن خّف ْ‬
‫م ْ‬
‫نو َ‬
‫حو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مْفل ِ ُ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاُنوا ِبآَيات َِنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ي َظ ْل ِ ُ‬


‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬ ‫َ‬

‫ش تة راض تي َ َ‬
‫متتا‬
‫ة وأ ّ‬‫عي َ ٍ َ ِ َ‬‫مواِزيُنه فَهُوَ فتتي ِ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فأ ّ‬
‫ما َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫مي َت ٌ‬
‫حا ِ‬
‫ه َنتتاٌر َ‬
‫متتاهِي َ ْ‬ ‫متتا َأدَرا َ‬
‫ك َ‬ ‫ة وَ َ‬
‫هاوِي َت ٌ‬
‫ه َ‬ ‫ه فَتتأ ّ‬
‫م ُ‬ ‫واِزين ُ‬
‫مت َ‬
‫ت َ‬
‫ن خّف ت ْ‬
‫مت ْ‬
‫َ‬

‫م‬
‫ستتْعيهُ ْ‬ ‫ضتت ّ‬
‫ل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مال ً ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن أعْ َ‬
‫ري َ‬
‫س ِ‬
‫خ َ‬ ‫ل ن َُنبئ ُك ُ ْ‬
‫م ِبال ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫ل هَ ْ‬

‫ن‬ ‫ك اّلت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صتْنعا ً أولئ ِ َ‬
‫ن ُ‬
‫ستُنو َ‬
‫ح ِ‬
‫م يُ ْ‬
‫ن أن ُّهت ْ‬
‫ستُبو َ‬
‫ح َ‬
‫م يَ ْ‬
‫هت ْ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا وَ ُ‬
‫في ال َ‬
‫‪488‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬ ‫م ل َهُ ت ْ‬
‫م ي َتوْ َ‬ ‫متتال ُهُ ْ‬
‫م فَل َ ن ُِقي ت ً‬ ‫حب ِط َت ْ‬
‫ت أعْ َ‬ ‫م َولَقتتائ ِهِ فَ َ‬ ‫ك ََفتتروا ِبآيتتا ِ‬
‫ت رب ّهِ ت ْ‬

‫مةِ وَْزنًا"‪.‬‬
‫ال ِْقَيا َ‬

‫وزن العمال بعد القضاء والحساب‬

‫قال أبو عبد الله القرطبي‪ :‬قال العلماء‪ِ :‬إذا انقضى الحساب‪ ،‬كان‬

‫بعتتده وزن العمتتال‪ ،‬لن التتوزن للجتتزاء‪ ،‬فينبغتتي أن يكتتون بعتتد‬

‫لظهار مقاديرها‪،‬‬
‫المحاسبة‪ ،‬فِإن المحاسبة لنفس العمال‪ ،‬والوزن ِ‬

‫فيكون الجزاء بحسبهما‪ ،‬قال‪ :‬وقوله ونضع الموازين القستتط ليتتوم‬

‫القيامة يحتمل أن يكون ثتتم متتوازين متعتتددة تتتوزن فيهتتا العمتتال‪،‬‬

‫ويحتمل أن يكون المراد الموزونتتات‪ ،‬فجمتتع باعتبتتار تنتتوع العمتتال‬

‫الموزونة‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫كون الميزان له ك ً ّ‬
‫فتان حسيتان‬ ‫ب ََيان َ‬

‫وبيان أن "بسم الّله الرحمن الرحيم" ل يثقل عليها‬

‫شيء‬

‫‪489‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقتتاني‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬


‫قال ا ِ‬

‫المبارك‪ ،‬عن ليث بن سعد‪ ،‬حتتدثني عتتامر بتتن يحيتتى‪ ،‬حتتدثني عبتتد‬

‫الرحمن الجيلي واسمه عبد اللتته بتتن يزيتتد‪ :‬ستتمعت عبتتد اللتته بتتن‬

‫عمرو يقول‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن اللتته‬

‫سيخلص رجل ً من أمتي علتتى رؤوس الخلئق‪ ،‬فينشتتر عليتته تستتعة‬

‫وتسعين سج ً‬
‫ل‪ ،‬كل سجل مد البصر‪ ،‬ثم يقول الله له‪ :‬أتنكرمن هذا‬

‫شيئًا? ظلمك كتبتي الحافظون? فيقتتول‪ :‬ل يتتا رب‪ :‬فيقتتول الملتتك‪:‬‬

‫ألك عذر أو حسنة? فيبهت الرجل فيقول‪ :‬ل يا رب‪ ،‬فيقول‪ :‬بلى إن‬

‫لك عندنا حسنة واحدة‪ ،‬ل ظلم عليتتك اليتتوم‪ ،‬فيختترج بطاقتتة فيهتتا‪،‬‬

‫أشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا ً عبده ورستتوله فيقتتول‪ :‬أختتبروه‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬ما هذه البطاقة مع هذه الستجلت? فيقتول‪ :‬إنتك ل‬

‫تظلم‪ ،‬فتوضع السجلت في كفة‪ ،‬والبطاقة في كفة‪ ،‬قال‪ :‬فتطيش‬

‫الستتجلت‪ ،‬وتثقتتل البطاقتتة‪ ،‬ول يثقتتل شتتيء بستتم اللتته الرحمتتن‬

‫الرحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وابن أبي الدنيا‪ ،‬من حديث الليتتث‪،‬‬

‫‪490‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه الترمذي وابن لهيعة كلهما عتتن عتتامر بتتن يحيتتى بتته‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمذي‪ :‬حسن غريب‪.‬‬

‫سياق آخر لهذا الحديث‪ :‬هل يوزن العامل يوم القيامة‬

‫مع عمله?‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن عمرو بن يحيتتى‪ ،‬عتتن‬

‫أبي عبد الرحمن الحبلي‪ ،‬عن عبد الله بن عمتترو بتتن العتتاص قتتال‪:‬‬

‫قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬توضتتع المتتوازين يتتوم‬

‫القيامة‪ ،‬فيؤتى بالرجل‪ ،‬فيوضع في كفتة‪ ،‬ويوضتتع متتا أحصتتى عليته‬

‫فتمايل به الميزان قال‪ :‬فيبعث به إلى النار قتتال‪ :‬فتتإذا أدبتتر بتته إذا‬

‫صائح من عند الرحمن تبارك وتعالى يقول‪ :‬ل تعجلوا‪ ،‬فإنه قد بقتتي‬

‫له‪ ،‬فيؤتى ببطاقة فيها ل إله ال الله" فتوضتتع متتع الرجتتل فتتي كفتتة‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتى يميتتتتتتتتتتتتتتتل بتتتتتتتتتتتتتتته الميتتتتتتتتتتتتتتتزان"‪.‬‬

‫وهذا السياق فيه غرابة‪ ،‬وفيه فائدة جليلة‪ ،‬وهو أن العامل يوزن مع‬

‫عمله‪.‬‬

‫‪491‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شهادة أل إله ال الله وأن محمدا ً رسول الله ترجح‬

‫بالذنوب في الميزان يوم القيامة‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثنا أحمتتد بتتن محمتتد بتتن التتبراء المقتتري‪،‬‬

‫حدثنا يعلى بن عبيد عن عبد الرحمن بن زياد عن أبي عبد الرحمن‪،‬‬

‫عن عبد الله بن عمرو رفعه قال‪" :‬يتتؤتى برجتتل يتتوم القيامتتة إلتتى‬

‫الميزان‪ ،‬فيختترج لتته تستتعة وتستتعون ستتج ً‬


‫ل‪ ،‬كتتل ستتجل منهتتا متتد‬

‫البصر‪ ،‬فيها ذنوبه وخطاياه‪ ،‬فتوضع في كفة‪ ،‬ثم يخرج له قرطتتاس‬

‫مثل النملة فيه شهادة أن ل إله إل الله‪ ،‬وأن محمدا ً عبده ورسوله‪،‬‬

‫فتوضتتتتتتع فتتتتتتي كفتتتتتتة أختتتتتترى‪ ،‬فترجتتتتتتح بخطايتتتتتتاه"‪.‬‬

‫دثنا‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم‪ ،‬حتت ّ‬

‫حجاج‪ ،‬عن فطتتر بتن خليفتتة‪ ،‬عتن عبتتد الرحمتن بتتن عبتتد اللته بتن‬

‫سابط‪ ،‬قال‪ :‬لما حضر أبا بكر الموت أرسل إلتتى عمتتر فقتتال‪ :‬إنمتتا‬

‫ثقلت موازين من ثقلت متتوازينه يتتوم القيامتتة باتبتتاعهم الحتتق فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬وثقله عليهم‪ ،‬وحق لميزان إذا وضع فيه الحق أن يكون ثقي ً‬
‫ل‪،‬‬

‫وإنما خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطتتل فتتي التتدنيا‪،‬‬

‫‪492‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وخفته عليهتم‪ ،‬وحتق لميتزان إذا وضتع فيته الباطتل غتدا ً أن يكتون‬

‫خفيفًا‪.‬‬

‫الخلق الحسن أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم‬

‫القيامة‬

‫وقال أحمد‪ :‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عمرو بن دنيا‪ ،‬عن أبي‬
‫مليكة‪ ،‬عن يعلى بن مملك‪ ،‬عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أثقل شيء يوضع في الميزان‬
‫خلق حسن"‪.‬‬
‫وقد وردت الحاديث بوزن العمال أنفسها كما فى صحيح مسلم‬
‫من طريق أبي سلم‪ ،‬عن أبي مالك الشعري قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫ليمان‪ ،‬والحمد لله تمل‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬الطهور شطر ا ِ‬
‫الميزان‪ ،‬وسبحان الله والحمد لله تمل ما بين السموات والرض‪،‬‬
‫والصلة نور‪ ،‬والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو‬
‫عليك‪ ،‬كل الناس يغدو‪ ،‬فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"‪.‬‬
‫فقوله والحمد لله تمل الميزان‪ ،‬فيه دللة على أن العمل نفسه وإن‬
‫كان عرضا ً قد قام بالفاعل‪ ،‬يحيله الله يوم القيامة فيجعله ذاتا ً‬
‫يوضع في الميزان‪ ،‬كما ورد في الحديث الذي رواه ابن أبي الدنيا‪.‬‬
‫حدثنا أبوخيثمة ومحمد بن سليمان وغيرهما قالوا‪ :‬حدثنا سفيان بن‬
‫عيينة‪ ،‬عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن ابن أبي مليكة‪ ،‬عن يعلى بن مملك‪،‬‬
‫عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬أثقل شيء يوضع في الميزان خلق حسن"‪.‬‬
‫وكذا رواه أحمد‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عمرو به ورواه أحمد‬
‫عن غندر ويحيى بن سعيد‪ ،‬عن شعبة عن القاسم‪ ،‬عن أبي مرة‪،‬‬
‫عن عطاء الكيخاراني‪ ،‬عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما من شيء أثقل في الميزان‬
‫‪493‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من خلق حسن"‪.‬‬


‫وقد رواه أحمد أيضا ً من حديث الحسن بن مسلم‪ ،‬عن عطاء‪،‬‬
‫وأخرجه أبو داود من حديث شعبة به‪ ،‬والترمذي من حديث‬
‫مطرف‪ ،‬عن عطاء بن نافع الكيخاراني به‪ ،‬وقال أحمد‪ .‬حدثنا‬
‫عفان‪ ،‬حدثنا أبان‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن زيد‪ ،‬عن أبي سلم‪،‬‬
‫عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بخ بخ لخمس‬
‫ما أثقلهن في الميزان? ل إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬وسبحان الله‪،‬‬
‫والحمد لله‪ ،‬والولد الصالح‪ ،‬يتوفى فيحتسبه والده"‪.‬‬
‫وقال‪" :‬بخ بخ لخمس‪ :‬من لقي الله مستيقنا ً بهن دخل الجنة‪ ،‬يؤمن‬
‫بالله‪ ،‬وباليوم الخر‪ ،‬وبالجنة‪ ،‬وبالنار‪ ،‬وبالبعث بعد الموت‪،‬‬
‫وبالحساب"‪ .‬انفرد به أحمد‪.‬‬
‫وكما ثبت في الحديث الخر‪" :‬تأتي البقرة وآل عمران يوم القيامة‬
‫كأنهما غمامتان‪ ،‬أو غيابتان‪ ،‬من طير يحاجان عن صاحبهما"‪.‬‬
‫والمراد من ذلك أن ثواب تلوتهما يصير يوم القيامة كذلك‪.‬‬
‫المر الثاني يوضع الصحيفة التي كتب فيها كما تقدم في حديث‬
‫البطاقة والله أعلم‪ ،‬وقد جاء أن العامل يوزن كما قال البخاري‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن عبد الله‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬أخبرني‬
‫المغيرة‪ ،‬حدثني أبو الزناد عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إنه ليأتي الرجل العظيم السمين‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ل يزن عند الله جناح بعوضة"‪.‬‬
‫مةِ َوزنًا"‪.‬‬‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫م ل َهُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫وقال‪" :‬اقرأوا إن شئتم‪" :‬فَل َ نِقي ُ‬
‫قال البخاري‪ :‬وعن يحيى بن بكير‪ ،‬عن المغيرة بن عبد الرحمن‪،‬‬
‫عن أبي الزناد مثله‪ ،‬وقد أسند مسلم ما علقه البخاري‪ ،‬عن أبي‬
‫بكر محمد بن إسحاق‪ ،‬عن يحيى بن بكير‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫وقد روى وجه آخر عن أبي هريرة فقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬عن صالح مولى‬
‫التومة‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬يؤتى بالرجل الكول الشروب العظيم‪ ،‬فيوزن بحبة‪ ،‬فل‬
‫يزنها"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ورواه ابن جرير‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬عن ابن الصلت‪ ،‬عن أبي‬

‫‪494‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الزناد‪ ،‬عن صالح‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعا ً بلفظ البخاري سواء‪.‬‬
‫وقد قال البزار‪ :‬حدثنا العباس بن محمد‪ ،‬حدثنا عون بن عمارة‪،‬‬
‫حدثنا هشام بن حسان‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن عبد الله بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‬
‫قال‪ :‬كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فأقبل رجل من‬
‫قريش يخطر في حلة ما‪ ،‬فلما قام على النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬يا أبا بريدة هذا ممن قال الله فيهم‪ :‬فل نقيم له يوم‬
‫القيامة وزنًا"‪ .‬ثم قال‪ :‬تفّرد به عن عمارة‪ ،‬وليس بالحافظ ولم‬
‫يتابع عليه‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى‪ ،‬حدثنا حماد‪،‬‬ ‫قال ا ِ‬
‫عن عاصم‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬أنه كان دقيق‬
‫السباقين فجعلت الريح تلقيه‪ ،‬فضحك القوم منه‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬مم تضحكون? قالوا‪ :‬يا نبي الله من رقة‬
‫حد"‪،‬‬‫ساقيه‪ .‬قال‪ :‬والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أ ُ‬
‫تفّرد به أحمد وإسناده جيد قوي‪.‬‬
‫لمام أحمد بن‬ ‫فقد جاءت الروايات بهذه الصفات‪ ،‬وفي رواية ا ِ‬
‫حنبل من طريق ابن لهيعة في حديث البطاقة‪ ،‬أنه يوزن مع عمله‬
‫في الكتاب‪ ،‬وهذه الرواية تجمع القوال كلها بتقدير صحتها‪ ،‬والله‬
‫تعالى أعلم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضل قال‪ :‬قال‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الحسن‪ :‬قالت عائشة يا رسول الله‪ :‬هل تذكرون أهليكم يوم‬
‫القيامة‪ .‬قال‪" :‬أما في مواطن ثلث فل‪ :‬الكتاب‪ ،‬والميزان‪،‬‬
‫والصراط"‪.‬‬
‫فقوله الكتاب يحتمل أن يكون حين يوضتتع كتتتاب العمتتال ليشتتهد‬

‫على المم بأعمالها‪ ،‬ويحتمل أن يكون المتتراد بتتذلك الصتتحف حيتتن‬

‫تطتتتتاير‪ ،‬والنتتتتاس بيتتتتن متتتتن أختتتتذ بيمينتتتته‪ ،‬وأختتتتذ بشتتتتماله‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بن محمتتد بتتن علتتي المعتتري‪،‬‬

‫‪495‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخبرنا الحسن بتتن محمتتد بتتن إستتحاق‪ ،‬حتتدثنا يوستتف بتتن يعقتتوب‬

‫القاضي‪ ،‬حدثنا محمد بن منهال‪ ،‬حدثنا يزيد بن زريتتع‪ ،‬حتتدثنا يتتونس‬

‫بن عبيد‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬أن عائشة بكت‪ ،‬فقال لها رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ما يبكيتتك يتتا عائشتتة? قتتالت‪ :‬ذكتترت أهتتل النتتار‬

‫فبكيت‪ ،‬هل يذكرون أهليهم يتتوم القيامتتة? قتتال‪ :‬أمتتا فتتي ثلثتتة فل‬

‫يذكر أحد أحدًا‪ ،‬حيتتث يوضتتع الميتتزان حتتتى يعلتتم أيثقتتل ميزانتته أم‬

‫يخف‪ ،‬وحيث يقول هاؤم اقرءوا كتابيه‪ ،‬حيث تطتتاير الصتتحف حتتتى‬

‫يعلم أين يقع كتابه فتتي يمينتته أم فتتي شتتماله أم متتن وراء ظهتتره‪،‬‬

‫وحيتتتتتتتث يوضتتتتتتتع الصتتتتتتتراط علتتتتتتتى جستتتتتتتر جهنتتتتتتتم"‪.‬‬

‫قال يونس أشك الحسن قال‪ :‬خافيته كلليب وحسك‪ ،‬ويحبس اللتته‬

‫بتته متتن يشتتاء متتن خلقتته‪ ،‬حتتتى يعلتتم أينجتتو أم ل ينجتتو? ثتتم قتتال‬

‫البيهقي‪ :‬أنبأنا الروزباري‪ ،‬أنبأنتتا ابتتن داستتة‪ ،‬حتتدثنا أبتتو داود‪ ،‬حتتدثنا‬

‫يعقوب‪ ،‬عن إبراهيم وحميد بن مسعدة‪ ،‬أن إستتماعيل بتتن إبراهيتتم‬

‫حدثهم قال‪ :‬أخبرنا يونس‪ ،‬عتتن الحستتن‪ ،‬عتتن عائشتتة‪ ،‬أنهتتا ذكتترت‬

‫النار فبكت‪ ،‬وذكر الحديت بنحوه إل أنه قال‪" :‬وعنتتد الكتتتاب‪ ،‬حيتتن‬

‫‪496‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقال‪ :‬هاؤم اقروا كتابيه‪ :‬حتى يعلم أين يقتتع كتتتابه أفتتي يمينتته? أم‬

‫في شماله من وراء ظهره? وعند الصراط‪ ،‬إذا وضتتع بيتتن ظهرانتتي‬

‫جهنم"‪ ،‬قال يعقوب عن يونس‪ :‬وهذا لفظ حديثه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن‬‫قال ا ِ‬


‫خالد بن أبي عمران‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن عائشة رضي الله‬
‫عنها قالت‪ :‬قلت يا رسول الله‪ :‬هل يذكر الحبيب حبيبه يوم‬
‫القيامة? قال‪ :‬أيا عائشة‪ :‬أما عند ثلث فل‪ ،‬أما عند الميزان حتى‬
‫يثقل أو يخف فل‪ ،‬وأما عند تطاير الكتب فِإما أن يعطى بيمينه‪ ،‬أو‬
‫يعطى بشماله فل‪ ،‬ثم حين يخرج عنق من النار‪ ،‬فينطوي عليهم‪،‬‬
‫ويتغيظ عليهم‪ ،‬ويقول ذلك العنق‪ :‬وكلت بثلثة‪ ،‬وكلت بمن ادعى‬
‫مع الله إلها ً آخر‪ ،‬وكلت بمن ل يؤمن بيوم الحساب‪ ،‬وكلت برجل‬
‫جبار عنيد‪ ،‬قال‪ :‬فينطوي عليهم‪ ،‬ويرمى بهم في غمرات جهنم‪،‬‬
‫ولجهنم جسر أدق من الشعر‪ ،‬وأحد ّ من السيف‪ ،‬عليه كلليب‬
‫وحسك‪ ،‬تأخذ من شاء الله والناس عليه كالطرف‪ ،‬وكالبرق‪،‬‬
‫وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب‪ ،‬والملئكة يقولون‪ :‬رب سلم‪،‬‬
‫رب سلم فناج مسلم‪ ،‬ومخدوش مسلم‪ ،‬ومكور في النار على‬
‫وجهه"‪.‬‬
‫وتقدم من رواية حرب بن ميمون‪ ،‬عن النضر بن أنس‪ ،‬عن أنس‪،‬‬
‫أنه قال‪ :‬أتشفع لي يا رسول الله? قال‪" :‬أنا فاعل‪ :‬قال‪ :‬أين‬
‫أطلبك? قال‪ :‬اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط قال‪ :‬فإن لم‬
‫ألقك? قال‪ :‬فعند الحوض‪ .‬قال‪ :‬فإن لم ألقك? قال‪ :‬فعند الميزان‬
‫قال‪ :‬فإني ل أخطىء هذه المواطن يوم القيامة"‪ .‬رواه أحمد‬
‫والترمذي‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن‬
‫‪497‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إبراهيم المهراني‪ ،‬حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد‪ ،‬حدثنا‬


‫الحارث بن محمد‪ ،‬حدثنا داود بن المحمر‪ ،‬حدثنا صالح المزي‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن زيد‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬يؤتى بابن آدم يوم القيامة‪ ،‬فيوقف بين كفتي الميزان‪،‬‬
‫ويوكل به ملك‪ ،‬فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلئق‪:‬‬
‫سعد فلن سعادة ل يشقى بعدها أبدًا‪ ،‬وإن خفت موازينه‪ ،‬نادى‬
‫الملك بصوت يسمع الخلئق‪ :‬شقي فلن شقاوة ل يسعد بعدها‬
‫أبدًا"‪ ،‬ثم قال‪ :‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫وقد روى الحافظان البزار وابن أبي الدنيا‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي‬
‫الحارث وداود بن المحمر‪ :‬حدثنا صالح المزي‪ ،‬عن علي بن ثابت‬
‫البناني‪ ،‬وجعفر بن زيد‪ ،‬زاد البزار ومنصور بن زاذان‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك يرفعه بنحوه‪ ،‬وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا مالك بن‬
‫مغول‪ ،‬عن عبيد الله بن أبي الغرار قال‪ :‬عند الميزان ملك‪ ،‬إذا‬
‫وزن العبد نادى‪ :‬أل إن فلن ابن فلن ثقلت موازينه وسعد سعادة‬
‫ل يشقى بعدها أبدًا‪ ،‬أل إن فلن ابن فلن خفت موازينه وشقي‬
‫شقاوة ل يسعد بعدها أبدًا‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا الفضل بن‬
‫دكين‪ ،‬حدثنا يوسف بن صهيب‪ ،‬حدثنا موسى بن أبي المختار‪ ،‬عن‬
‫بلل العبسي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬صاحب الميزان يوم القيامة جبريل‪،‬‬
‫يرد بعضهم على بعض‪ ،‬ول ذهب يومئذ ول فضة قال‪ :‬فيؤخذ من‬
‫حسنات الظالم‪ ،‬فإن لم يكن له حسنات‪ ،‬أخذ من سيئات‬
‫المظلوم‪ ،‬فردت على الظالم‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن العباس بن محمد‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الله بن صالح العجلي‪ ،‬حدثنا أبو الحوص قال‪ :‬افتخرت قريش عند‬
‫سلمان‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬لكني خلقت من نطفة قذرة‪ ،‬ثم أعود جيفة‬
‫منتنة‪ ،‬ثم يؤتى بالميزان‪ ،‬فإن ثقلت موازيني فأنا كريم‪ ،‬لكني وإن‬
‫خفت فأنا لئيم‪.‬‬
‫قال أبو الحوص‪ :‬أتدري من أي شيء نجا? إذا ثقل ميزان عبد‪،‬‬
‫نودي في مجمع فيه الولون والخرون أل إن فلن ابن فلن سعد‬
‫سعادة ل يشقى بعدها أبدًا‪ ،‬وإذا خف ميزانه نودي‪ :‬أل إن فلن ابن‬

‫‪498‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فلن شقي شقاوة ل يسعد بعدها أبدًا‪.‬‬


‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي علي السقا‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو العباس محمد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي‪،‬‬
‫حدثنا أيوب بن محمد‪ ،‬حدثنا المعتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن معمر‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن عمر بن الخطاب في حديث‬
‫ليمان أن تؤمن بالله‪،‬‬ ‫ليمان? قال‪ " :‬ا ِ‬ ‫ليمان‪ ،‬قال يا محمد ما ا ِ‬ ‫ا ِ‬
‫وملئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬وتؤمن بالجنة‪ ،‬والنار‪ ،‬والميزان‪ ،‬وتؤمن‬
‫بالبعث بعد الموت‪ ،‬وتؤمن بالقدر خيره وشره‪ ،‬قال‪ :‬فإذا فعلت‬
‫هذا فأنت مؤمن قال‪ :‬نعم‪ .‬أو قال‪ :‬قال صدقت"‪.‬‬
‫وقال شعبة‪ :‬عن العمش‪ ،‬عن سمرة بن عطية‪ ،‬عن أبي الخوص‪،‬‬
‫عن عبد الله هو ابن مسعود قال‪" :‬للناس عند الميزان تجادل‬
‫وزحام"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو نصر التمار‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪،‬‬
‫عن ثابت البناني‪ ،‬عن أبي عثمان المدني‪ ،‬عن سلمان الفارسي‬
‫قال‪ :‬يوضع الميزان وله كفتان‪ ،‬لو وضع في إحداهما السموات‬
‫والرض وما فيهما لوسعتهما‪ ،‬فتقول الملئكة‪ :‬يا ربنا من يوزن‬
‫بهذا? فيقول‪ :‬من شئت من خلقي فيقولون‪ :‬ربنا ما عبدناك حق‬
‫عبادتك‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا مسلم بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد‪ ،‬حدثنا أبو حنيفة‪ ،‬عن حماد بن إبراهيم‬
‫ة"‪.‬‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫س َ‬
‫ط ل ِي َ ْ‬ ‫ن ال ِْق ْ‬
‫واِزي َ‬
‫م َ‬‫ضغ ال َ‬
‫في قوله تعالى‪" :‬وَن َ َ‬
‫قال‪ :‬يجاء بعمل رجل فيوضع في كفة ميزانه‪ ،‬ويجاء بشيء مثل‬
‫الغمامة أو مثل السحاب كثرة فيوضع في كفة أخرى في ميزانه‪،‬‬
‫فترجح فيقال‪ :‬أتدري ما هذا? هذا العلم الذي تعلمته‪ ،‬وعلمته‬
‫الناس‪ ،‬فعلموه‪ ،‬وعملوا به بعدك‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬حدثنا علي بن إسحاق‪،‬‬
‫حدثنا ابن المبارك? عن أبي بكر الهذلي قال‪ :‬قال سعيد بن جبير‬
‫وهو يحدثه ذاك عن ابن مسعود قال‪ :‬يحاسب الناس يوم القيامة‪،‬‬
‫فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة‪ ،‬ومن كانت‬
‫سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار‪ ،‬ثم تل‪ :‬قول الله تعالى‪:‬‬

‫‪499‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه‬


‫فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون"‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬إن الميزان يخف بمثقال حبة خردل أو يرجح‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن سفيان‪ ،‬حدثنا السهمي‪ ،‬حدثنا‬
‫عمار بن شيبة‪ ،‬عن سعيد بن أنس‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬يعتذر الله‬
‫يوم القيامة إلى آدم ثلث معاذير يقول‪" :‬يا آدم‪ :‬لول أني لعنت‬
‫الكاذبين‪ ،‬وأبغض الكذب والحلف‪ ،‬لرحمت ذريتك اليوم من شدة ما‬
‫أعددت لهم من العذاب‪ ،‬ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي‬
‫وعصى أمري لملن جهنم منهم أجمعين‪ ،‬ويا آدم‪ :‬اعلم أني لم‬
‫أعذب بالنار أحدا ً من ذريتك ولم أدخل النار أحدا ً إل من قد سبق‬
‫في علمي أنه لو رددته ِإلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان عليه‪ ،‬ولن‬
‫يرجع‪ ،‬ويا آدم‪ :‬أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك‪ ،‬فقم عند الميزان‪،‬‬
‫فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم‪ ،‬فمن رجح خيره على شره‬
‫مثقال ذرة فله الجنة‪ ،‬حتى يعلم أني ل أعذب إل كل ظالم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف بن الصباح‪ ،‬حدثنا عبتتد‬

‫الله بن وهب‪ ،‬عن معاوية بن صالح‪ ،‬عن أبى عبد الرحمن‪ ،‬عن أبتتي‬

‫أمامة رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"إذا كان يوم القيامة قامت ثلة من النتتاس يستتدون الفتتق‪ ،‬نتتورهم‬

‫كنور الشمس‪ ،‬فيقال للنبي المي‪ :‬فيتحسس لهتا كتتل نتتبي فيقتتال‪:‬‬

‫محمد وأمته‪ ،‬ثم تقوم ثلة أخرى تسد متتا بيتتن الفتتق‪ ،‬نتتورهم كنتتور‬

‫القمر ليلة البدر‪ ،‬فيقال للنبي المي‪ :‬فيتحسس لها كل نبي فيقتتال‪:‬‬

‫محمد وأمته‪ ،‬ثم يجيء الرب تبارك وتعالى فيقول‪" :‬هذا لك مني يا‬

‫‪500‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد‪ ،‬وهتتذا لتتك منتتي يتتا محمتتد‪ ،‬ثتتم يوضتتع الميتتزان ويؤختتذ فتتي‬

‫الحساب"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أقوال العلماء في تفسير الميزان الذي يكون يوم‬

‫القيامة‬

‫نقل القرطبي عتتن بعضتتهم أن الميتتزان لتته كفتتتان عظيمتتتان‪ ،‬لتتو‬

‫وضتتعت الستتموات والرض فتتي واحتتدة لوستتعتهما‪ ،‬فأمتتا كفتتة‬

‫الحستتنات فنتتور‪ ،‬وأمتتا الختترى فظلمتتة‪ ،‬وهتتو منصتتوب بيتتن يتتدي‬

‫العرش‪ ،‬وعن يمينه الجنة‪ ،‬وكفتتة النتتور متتن ناحيتهتتا‪ ،‬وعتتن يستتاره‬

‫جهنم‪ ،‬وكفة الظلمة من ناحيتها‪ ،‬قال‪ :‬وقد أنكرت المعتزلة الميزان‬

‫وقالوا‪ :‬العمال عراض ل جرم لها فكيف توزن? قال‪ :‬وقد روي عن‬

‫ابن عباس‪ :‬أن الله يخلق العراض أجساما ً فتتتوزن قتتال‪ :‬والصتتحيح‬

‫أنه توزن كتب العمال‪ .‬قلت‪ :‬وقد تقدم ما يتتدل علتتى الول وعلتتى‬

‫الثتتاني وعلتتى أن العامتتل نفستته يتتوزن‪ .‬قتتال القرطتتبي‪ :‬وقتتد روى‬

‫‪501‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مجاهد‪ ،‬والضحاك‪ ،‬والعمتتش‪ ،‬أن الميتتزان هاهنتتا العتتدل والقضتتاء‪،‬‬

‫وذكر الوزن والميزان ضرب مثتتل كمتتا يقتتال‪ :‬هتتذا الكلم فتتي وزن‬

‫ماءَ َرفََعهتتا‬
‫ست َ‬
‫هذا‪ ،‬قلت‪ :‬لعل هؤلء إنما فسروا هذا عند قتتوله‪َ" :‬وال ّ‬

‫ط وَل َ‬ ‫ن ِبال ِْق ْ‬


‫ست ِ‬ ‫متتوا ال ْتوَْز َ‬
‫ن وأِقي ُ‬ ‫وا ِفي ال ْ ِ‬
‫ميتَزا ِ‬ ‫ن أل ّ ت َط ْغَ ْ‬ ‫ضع َ ا ل ْ ِ‬
‫ميَزا َ‬ ‫وَوَ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتروا ال ْ ِ‬
‫ميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَزا َ‬ ‫خ ِ‬
‫تُ ْ‬

‫فالميزان في قوله‪ :‬ووضع الميزان‪ ،‬أي العدل‪ ،‬أمتتر اللتته عبتتاده أن‬

‫يتعاملوا به فيما بينهم‪ ،‬فأما الميزان المذكور في زنتتة القيمتتة‪ ،‬فقتتد‬

‫تتتتواترت بتتتذكره الحتتتاديث كمتتتا رأيتتتت‪ ،‬وهتتتو ظتتتاهر القتتترآن‪.‬‬

‫فمن ثقلت موازينه‪ ،‬ومن خفت موازينه‪ ،‬وهتتذا إنمتتا يكتتون للشتتيء‬

‫المحسوس‪.‬‬

‫ليس الميزان لكل فرد من أفراد الناس يوم القيامة‬

‫قال القرطبي‪ :‬فالميزان حق‪ ،‬وليس هو في حق كل أحد بدليل‬


‫صي‬ ‫م فَي ُؤْ َ‬
‫خذ ُ ِبالّنوا ِ‬ ‫ماهُ ْ‬
‫سي َ‬
‫ن بِ ِ‬
‫مو َ‬
‫جرِ ُ‬ ‫ف ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫قوله تعالى‪" :‬ي ُعَْر ُ‬
‫والقْ َ‬
‫دام"‪.‬‬
‫وقوله صلى الله عليه وسلم فيقول الله‪" :‬يا محمد‪ :‬أدخل من أمتك‬
‫من ل حساب عليه من الباب اليمن‪ ،‬وهم شركاء الناس فيما‬
‫سواه"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد تواترت الحاديث في السبعين ألفا ً الذين يدخلون الجنة‬
‫‪502‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بغير حساب‪ ،‬لكن يلزم من هذا أن ل توزن أعمالهم‪ ،‬وفي هذا نظر‬
‫لظهار‬ ‫والله أعلم‪ ،‬وقد توزن أعمال السعداء ون كانت راجحة‪ِ ،‬‬
‫شرفهم على رؤوس الشهاد‪ ،‬والتنويه بسعادتهم ونجاتهم‪ ،‬وأما‬
‫الكفار فتوزن أعمالهم وإن لم تكن لهم حسنات تنفعهم‪ ،‬يقابل بها‬
‫لظهار شقائهم وفضيحتهم على رؤوس الخلئق‪ ،‬وقد جاء‬ ‫كفرهم‪ِ ،‬‬
‫في الحديث‪" :‬أن الله ل يظلم أحدا ً حسنة" أما الكافر فيطعمه‬
‫بحسناته في الدنيا‪ ،‬حتى يوافي الله وليس له حسنة يجزى بها‪ ،‬وقد‬
‫اختار القرطبي في التذكرة أن الكافر قد يوافي بصدقة وصلة رحم‬
‫فيخفف بها عنه من العذاب‪ ،‬واستشهد بقضية أبي طالب حين جعل‬
‫في ضحضاح من نار‪ ،‬يغلي منه دماغه‪ ،‬وفي هذا نظر‪ ،‬وقد يكون‬
‫هذا خاصا ً به خلصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب نصرته‬
‫ن‬
‫واِزي َ‬ ‫م َ‬‫ضع ُ ا ل ْ َ‬
‫له‪ ،‬وقد استدل القرطبي على ذلك بقوله تعالى‪" :‬وَن َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫حب ّةٍ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َْقا َ‬‫ن ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫شْيئا ً وَإ ِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫مةِ فَل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫ط ل ِي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ِْق ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سِبي َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل أت َي َْنا ب َِها وَك ََفى ب َِنا َ‬ ‫خْرد َ ٍ‬ ‫َ‬
‫قلت‪ :‬وقصارى هذه الية العموم فيخص من ذلك الكافرون‪ ،‬وقد‬
‫سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬عن عبد الله بن جدعان‪،‬‬
‫وذكر أنه كان يقري الضيف‪ ،‬ويصل الرحم‪ ،‬ويعتق‪ ،‬فهل ينفعه‬
‫ذلك? قال‪ :‬ل‪ ،‬إنه لم يقل يوما ً من الدهر ل إله إل الله‪ ،‬وقال‬
‫من ُْثورًا"‪.‬‬ ‫جعَل َْناهُ هََباًء َ‬ ‫مل فَ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مُلوا ِ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫مَنا إلى َ‬ ‫تعالى‪َ" :‬وقدِ ْ‬
‫ه‬
‫ساب َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫عند َهُ فَوَّفاهُ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫جد َ الل ّ َ‬ ‫شيئ َا ً وَوَ َ‬ ‫جد ْهُ َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫جاَءهُ ل َ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫وقال‪َ " :‬‬
‫ب"‪.‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ريعُ ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوالّله َ‬
‫س‬
‫ل ال ّذين ك ََفزوا بربه َ‬
‫ح‬
‫ت ب ِهِ الّري ُ‬ ‫مادٍ اشت َد ّ ْ‬ ‫م ك ََر َ‬ ‫مال ُهُ ْ‬ ‫م أعْ َ‬ ‫َِ ِ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫وقال‪َ " :‬‬
‫ف"‪.‬‬‫ص ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫وم َ‬ ‫في ي َ ْ‬
‫َ‬
‫س تُبة‬ ‫ح َ‬ ‫ب ب ِِقيعَ تةِ ي َ ْ‬ ‫ستتَرا ٍ‬‫م كَ َ‬ ‫متتال ُهُ ْ‬ ‫ن ك ََف تُروا أعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪َ" :‬وال ّت ِ‬

‫عنتتده فَوَفّتتاهُ‬ ‫ج تد َ الل ّت َ‬


‫ه ِ‬ ‫ش تْيئا ً وَوَ َ‬
‫جد ْهُ َ‬ ‫جاءهُ ل َ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫ن ماًء حّتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫الظمآ ُ‬

‫ب"‪.‬‬
‫سا ِ‬ ‫ريعُ ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫س ِ‬ ‫ه والل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ساب َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ِ‬

‫‪503‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫قال القرطبي وغيره‪ :‬من ثقلت حسناته علتتى ستتيئاته ولتتو بزوانتتة‬

‫دخل الجنة‪ ،‬ومن كانت سيئاته أثقل ولتتو بزوانتتة دختتل النتتار‪ ،‬إل أن‬

‫يغفر الّله‪ ،‬ومن استوت حسناته وستتيئاته فهتتو متتن أهتتل العتتراف‪.‬‬

‫وروي مثتتتتل هتتتتذا عتتتتن ابتتتتن مستتتتعود رضتتتتي اللتتتته عنتتتته‪.‬‬

‫ن تَ ُ‬
‫ك‬ ‫مث َْقا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ وَإ ِ ْ‬ ‫ه ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬
‫م ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫قلت‪ :‬يشهد لذلك قوله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ظيمتتتتتًا"‪.‬‬ ‫عْفها ويتتتتتؤْت متتتتتن ل َتتتتتدن َ‬


‫جتتتتترا ً عَ ِ‬
‫هأ ْ‬‫ُْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضتتتتتا ِ َ َ ُ‬
‫ة يُ َ‬
‫ستتتتتن َ ً‬
‫ح َ‬
‫َ‬

‫لكن ما أعلم‪ :‬من ثقلت حسناته على ستتيئاته بحستتنة أو بحستتنات‪،‬‬

‫هل يدخل الجنة ويرتفتتع فتتي درجاتهتتا بجميتتع حستتناته‪ .‬ويكتتون قتتد‬

‫أحبطت السيئات التي قابلتها? أو يدخلها مما يبقي له من الحسنات‬

‫الراجحة على السيئات وتكون الحسنات قد أسقطت ما وراءها من‬

‫السيئات?‬

‫صحف‬ ‫ج ّ‬
‫ل وتطاير ال ّ‬ ‫عَلى الله َ‬
‫عّز و َ‬ ‫عرض َ‬
‫ذكر ال َ‬

‫عَباده‬
‫سبة الّرب َتعالى ِ‬
‫حا َ‬
‫م َ‬
‫و ُ‬

‫‪504‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫جَبا َ‬


‫شْرَناهُ ْ‬ ‫ض َبارَزةً وَ َ‬ ‫ل وَت ََرى الْر َ‬ ‫سي ُّر ال ِ‬ ‫من َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ما‬ ‫موَنا ك َ َ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫صّفا ً ل ََقد ْ ِ‬ ‫ضوا عََلى َربك َ‬ ‫حدا ً وَعُرِ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫مْنه ْ‬ ‫م ن َُغادْر ِ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫ل زعَمت َ‬ ‫م أ َوَ َ‬
‫ع‬
‫ض َ‬‫عدا ً وَوُ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َلك ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مّرة ب َ ْ َ ْ ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫خل َْقَناك ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َيا وَي ْل َت ََنا َ‬ ‫ما ِفيهِ وَي َُقوُلو َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِفِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫رمي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫الك َِتاب فَت ََرى ال ُ‬
‫مُلوا‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫جدوا َ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫صا َ‬ ‫ح َ‬ ‫صِغيَرةً وَل َ ك َِبيَرةً إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ب ل َ ُيغادُر َ‬ ‫ذا الك َِتا ِ‬ ‫هَ َ‬
‫حدًا"‪.‬‬ ‫كأ َ‬ ‫م َرب ّ َ‬ ‫ضرا ً وَل َ ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫َ‬
‫وم‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫ميَقا ِ‬ ‫ن إلى ِ‬ ‫عو َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن وال ِ‬ ‫ن الّولي َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫معُْلوم"‪.‬‬ ‫َ‬
‫جيءَ‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫ضعَ الك َِتا ُ‬ ‫ْ‬ ‫ض ب ُِنورِ رب َّها وَوُ ِ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫شَرقَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ْ‬
‫ت كُ ّ‬
‫ل‬ ‫ن وَوُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫داء وَقُ ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ِبالن ّب ِّيي َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما ي َْفعَُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ت وَهُوَ أعْل َ ُ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ن َْفس َ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫مّرةٍ وَت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫ل ً‬ ‫م أو ّ َ‬ ‫خل َْقَناك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫موَنا فَُراَدى ك َ َ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ ِ‬
‫م‬ ‫م أن ّهُ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ن َزعَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫شَفَعاءك ُ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫ما ن ََرى َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م وََراَء ظ ُُهورِك ُ ْ‬ ‫خوّل َْناك ُ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َْزعُ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَن ْك ُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫م وَ َ‬ ‫كاُء ل ََقد ْ ت ََقط ّعَ ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ِفيك ُ ْ‬
‫م‬‫كان َك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫كوا َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫م َنقو ُ‬ ‫ميعا ً ث ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫م إ ِّياَنا ت َعْب ُ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫كاؤُهُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫ل ُ‬ ‫م وََقا َ‬ ‫م فََزي ّل ََنا ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫كاؤُك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫ك‬‫ن هَُنال ِ َ‬ ‫م َلغافِِلي َ‬ ‫عَباد َِتك ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ك ُّنا عَ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫شِهيدا ً ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫فَك ََفى ِبالل ّهِ َ‬
‫م‪.‬‬‫حق َوضل عَن ْهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫موْل َهُ ُ‬ ‫ت َوردوا إلى الل ّهِ َ‬ ‫سل ََف ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت َب ُْلو ك ُ ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاُنوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ست َكث َْرت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ن قَدِ ا ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫شَر ال ِ‬‫ْ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ميعا َيا َ‬ ‫ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫من النس وَقا َ َ‬
‫ضَنا ب ِب َْعض‬ ‫مت َعَ ب َعْ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ن ال ِْنس َرب َّنا ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل أْولَياؤُهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ِْ‬
‫شاَء‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها إل ّ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫واك ُ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ل الّناُر َ‬ ‫ت لَنا َقا َ‬ ‫َ‬ ‫جل َ‬ ‫ْ‬ ‫جلَنا الذي أ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫وَب َل َغَْنا أ َ‬
‫ما‬ ‫ن ب َْعضا ً ب ِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫ك ن ُوَّلي ب َعْ َ‬ ‫م وَك َذ َل ِ َ‬ ‫م عَِلي ٌ‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫صو َ‬ ‫م َيق ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫م َيأت ِك ُ ْ‬ ‫س أل َ ْ‬ ‫ن َوال ِن ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫شَر ال ْ ِ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ن َيا َ‬ ‫سُبو َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫َ‬
‫سَنا‬ ‫شهِد َْنا عََلى أْنف ِ‬ ‫ذا َقالوا َ‬ ‫م هَ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م ل َِقاء ي َوْ ِ‬ ‫م آَياِتي وَي ُن ْذُِرون َك ُ ْ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن ذل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫م َ‬ ‫م أن ّهُ ْ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫على أن ُْف ِ‬ ‫دوا َ‬ ‫شه ُ‬ ‫حَياةُ الد ّن َْيا وَ َ‬ ‫وَغَّرت ُْهم ال ْ َ‬
‫ت‬
‫جا ٌ‬ ‫ل دَر َ‬ ‫ن َولك ُ ّ‬ ‫غافُِلو َ‬ ‫ك القَرى ب ِظ ُْلم وَأ َهُْلها َ‬ ‫مهْل ِ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫ك ب َِغاِفل عَ ّ‬ ‫ما َرب ّ َ‬ ‫مُلوا وَ َ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫واليات في هذا كثيرة جدًا‪ ،‬وسيأتي في كل موطن ما يتعلق به من‬
‫آيات القرآن‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتقدم في صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إنكم ملقو الله حفاة عراة غرل ً كما بدأنا‬
‫أول خلق نعيده"‪.‬‬
‫وعن عائشة وأم سلمة‪ ،‬وغيرهما نحو ما تقدم‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا أبتتو نصتتر التمتتار‪ ،‬حتتدثنا عقبتتة‬

‫الصم‪ ،‬عن الحسن‪ .‬قال‪ :‬سمعت أبا موسى الشتتعري يقتتول‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يعتترض النتتاس ثلث عرضتتات‪،‬‬

‫فعرضتان جدال ومعاذير‪ ،‬وعرضة تطاير الصحف‪ ،‬فمن أوتتتي كتتتابه‬

‫بيمينه حوسب حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ودخل الجنة‪ ،‬ومن أوتي كتابه بشتتماله‬

‫دختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا علي بن علي بن رفاعتتة‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن‪ ،‬عن أبي موسى الشعري قال قال رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليتته وستتلم‪" :‬يعتترض النتتاس يتتوم القيامتتة ثلث عرضتتات‪ ،‬فأمتتا‬

‫عرضتان فجدال ومعاذير وأمتتا الثالثتتة فعنتتدها تطيتتر الصتتحف إلتتى‬

‫اليتتتتتتتتتدي‪ ،‬فآختتتتتتتتتذ بيمينتتتتتتتتته وآختتتتتتتتتذ بشتتتتتتتتتماله"‪.‬‬

‫وكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن أبتتي بكتتر بتتن أبتتي شتتيبة‪ ،‬عتتن وكيتتع بتته‪،‬‬

‫والعجب أن الترمذي روى هذا الحديث عن أبي كريتتب‪ ،‬عتتن وكيتتع‪،‬‬

‫‪506‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن علي بن علي‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم فذكر مثله ثم قال الترمذي‪ :‬ول يصح هذا من قبتتل‬

‫أن الحسن لم يسمع من أبي هريتترة قتتال‪ :‬وقتتد رواه بعضتتهم عتتن‬

‫علي بن علي‪ ،‬عن الحسن بن أبتي موستى‪ .‬عتن النتبي صتلى اللته‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫قلت‪ :‬الحسن قد روى له البخاري‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬وقتتد وقتتع فتتي‬

‫مسند أحمد التصريح بسماعه منه والله أعلم‪ ،‬وقتتد يكتتون الحتتديث‬

‫عنده عتتن أبتتي موستتى‪ ،‬وأبتتي هريتترة‪ ،‬واللتته أعلتتم‪ ،‬وأمتتا الحتتافظ‬

‫البيهقي فرواه من طريق مروان الصفر‪ ،‬عن أبتتي وائل‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الله بن مسعود‪ ،‬من قوله مثله سواء‪ ،‬وقد روى ابن أبي الدنيا‪ ،‬عتتن‬

‫ابن المبارك أنه أنشد في ذلك شعرًا‪:‬‬

‫فيها السرائر والبصار‬ ‫وطارت الصحف في‬


‫تتطتلتع‬ ‫اليدي منشرة‬
‫عما قليل ول تتدري بتمتا‬ ‫فكيف سهتوك والنتبتاء‬
‫ع‬
‫يقت ُ‬ ‫واقتعة‬
‫أم الجحتيم فتل يبتقتى‬ ‫أفي الجنان ونور ل‬
‫ول يدع‬ ‫انقتطتاع لته‬
‫وا مخرجا ً من‬
‫ج ْ‬
‫إذا َر َ‬ ‫تهوى بساكنها طورا ً‬
‫عمقها قمعوا‬ ‫وترفتعتهتم‬
‫‪507‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيها ول رقة تغتنتي ول‬ ‫طال البكاء فلم يرحم‬


‫جتزع‬ ‫تضترعتهتم‬
‫قد سال قوم بها الرجعى‬ ‫لينفع العلم قبل المتوت‬
‫فما رجعوا‬ ‫عتامتلته‬
‫ك ك َتتادِ ٌ‬
‫ح‬ ‫ن إ ِن ّت َ‬
‫ستتا ُ‬
‫وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز‪" :‬يتتا أي ُهَتتا ال ِن ْ َ‬
‫ك ك َدحا ً فَمل َقيه فَأ َ‬
‫ب‬
‫ست ُ‬
‫حا َ‬
‫ف يُ َ‬ ‫ه ب َِيمينهِ فَ َ‬
‫س تو ْ َ‬ ‫ي ك َِتاب َ ُ‬
‫َ‬ ‫أوت‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ما‬
‫ّ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫إ َِلى َرب ّ َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه وََراءَ‬
‫ي ك ِت َتتاب َ ُ‬
‫ن أؤتت َ‬
‫مت ْ‬ ‫سُرورا ً وأ ّ‬
‫متتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫سيرا ً وَي َن َْقل ِ ُ‬
‫ب ِإلى أهْل ِهِ َ‬ ‫سابا ً ي َ ِ‬
‫ح َ‬
‫ِ‬

‫سُرورا ً‬ ‫َ‬
‫م ْ‬
‫ن في أهْل ِهِ َ‬
‫كا َ‬ ‫سِعيرا ً إ ِن ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫عوا ث ُُبورا ً وَي َ ْ‬
‫صلى َ‬ ‫ف ي َد ْ ُ‬ ‫ظ َهْرِهِ فَ َ‬
‫سو ْ َ‬

‫صيرًا"‪.‬‬
‫ن ب ِهِ ب َ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫حوَر ب ََلى إ ِ ّ‬
‫ن َرب ّ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫ه ظَ ّ‬
‫نأ ْ‬ ‫إن ّ ُ‬

‫من نوقش الحساب هلك‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا إسحاق بن منصور‪ ،‬حدثنا روح بتتن‬

‫عبادة‪ ،‬حدثنا حاتم بن أبي صفرة‪ ،‬حدثنا عبتتد اللتته بتتن أبتتي مليكتتة‪،‬‬

‫حدثني القاسم بن محمد‪ ،‬حدثتني عائشة‪ :‬أن رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬ليس أحد يحاسب يوم القيامة إل ّ هلك" فقلت يتتا‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ي ك َِتاب َتتة ب َِيمين ت ِ‬
‫ن أؤت َ‬
‫م ْ‬ ‫رسول الله‪ .‬أليس قد قال الله تعالى‪" :‬فَأ ّ‬
‫ما َ‬

‫سيرًا"? فقال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬


‫سابا ً ي َ ِ‬
‫ح َ‬
‫ب ِ‬
‫س َ‬
‫حا َ‬
‫ف يُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫سو ْ َ‬

‫‪508‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم‪" :‬إنما ذلك العرض‪ ،‬وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامتتة‬

‫ِإل عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذب"‪.‬‬

‫يعني أنه تعالى إذا ناقش في حسابه عبيده عذبهم‪ ،‬وهو غيتتر ظتتالم‬

‫لهم‪ ،‬ولكنه تعتتالى يعفتتو‪ ،‬ويغفتتر‪ ،‬ويستتتر فتتي التتدنيا والختترة‪ ،‬كمتتا‬

‫سيأتي في حديث ابن عمر‪" :‬يدني الله العبد يوم القيامة حتى يضع‬

‫عليه كنفه‪ ،‬ثم يقرره بذنوبه‪ ،‬حتى إذا ظتتن أنتته قتتد هلتتك قتتال اللتته‬

‫تعالى‪ :‬إني سترتها عليك في الدنيا‪ ،‬وأنا أغفرها لك اليوم"‪.‬‬

‫فصل‬

‫َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وك ُنتم أ َزواجا ً ث َل َث َة فَأ َ‬


‫حاب‬ ‫ص َ‬‫ما أ ْ‬ ‫من َةِ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫مي ْ َ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ ُْ ْ َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ساب ُِقو َ‬ ‫مةِ َوال ّ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫من َةِ وَأ ْ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت الن ِّعيم"‪.‬‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ن في َ‬ ‫مَقّرُبو َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ن أول َئ ِ َ‬ ‫ساِبقو َ‬ ‫ال ّ‬
‫اليات‪ :‬فإذا نصب كرسي فصل القضاء إنماز الكافرون عن‬
‫المؤمنين في الموقف إلى ناحية الشمال‪ ،‬وبقي المؤمنون عن‬
‫مَتاُزوا‬ ‫يمين العرش‪ ،‬ومنهم من يكون بين يديه‪ ،‬قال الله تعالى‪َ" :‬وا ْ‬
‫ال ْيو َ‬
‫ن"‪.‬‬‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م أي َّها ال ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كاءك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م َوشَر َ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫كاَنك ْ‬ ‫م َ‬ ‫كوا َ‬ ‫شَر ً‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫م ن َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫م"‪.‬‬ ‫فََزي ّل َْنا ب َي ْن َهُ ْ‬
‫عى ِإلى ك َِتاب ِهَتتا ال ْي َتوْ َ‬
‫م‬ ‫مةٍ تد َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ةك ّ‬ ‫جاث ِي َ ً‬ ‫مة ٍ َ‬‫لأ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَت ََرى ك ُ ّ‬

‫مل ُتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتا ك ُْنتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ن َ‬
‫جتتتتتتتتتتتتتتتَزوْ َ‬
‫تُ ْ‬

‫‪509‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬
‫متتا ِفيت ِ‬
‫م ّ‬
‫ن ِ‬
‫ن مشتِفِقي َ‬
‫ميت َ‬
‫جرِ ِ‬ ‫ب فَت َتَرى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ضعَ الك ِت َتتا ُ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَوُ ِ‬

‫ذا ال ْك َِتتا ِ‬
‫ب ل َ ي َُغتادر صتِغيَرةً وَل َ ك َِبيتَرةً إ ِل ّ‬ ‫ن ي َتتا وَي ْل َت َن َتتا َ‬
‫متا ل ِهَت َ‬ ‫وَي َُقول ُتتو َ‬

‫حتتتدًا"‪.‬‬ ‫ها ووجتتتدوا متتتا عَمل ُتتتوا حاضتتترا ً ول َ يظ ْل ِتتتم ربتتت َ َ‬ ‫َ‬
‫كأ َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫صتتتا َ َ َ َ ُ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬

‫فالخلق قيام لرب العالمين‪ ،‬بين يديه‪ ،‬والعتترق غمتتر أكتتثرهم‪ ،‬وبلتتغ‬

‫منهتتم كتتل مبلتتغ‪ ،‬والنتتاس فيتته بحستتب العمتتال كمتتا تقتتدم فتتي‬

‫الحاديث‪ ،‬خاضعين‪ ،‬صامتين‪ ،‬ل يتكلم أحد ِإل بِإذنه تعالى‪ ،‬ول يتكلم‬

‫يومئذ ِإل الرسل‪ ،‬والنبياء حول أممهم‪ ،‬وكتاب العمال قتتد اشتتتمل‬

‫على أعمال الولين والخرين‪ ،‬موضوع ل يترك صغيرة ول كتتبيرة إل‬

‫أحصاها‪ ،‬ذلك ما كانت تعمتتل الخلئق‪ ،‬وتكتبتته عليهتتم الحفظتتة فتتي‬

‫متتا قَ تد ّ َ‬
‫م‬ ‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫قديم الدهر وحديثه‪ ،‬قال الّله تعالى‪" :‬ي َُنبؤا ْ ال ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬

‫وَأ َ ّ‬
‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَر"‪.‬‬
‫ل إنسا َ‬
‫م‬ ‫ج ل َت ُ‬
‫ه ي َتوْ َ‬ ‫ختتر ُ‬ ‫مَناهُ َ‬
‫طائ َِرهُ في عُن ُِقهِ َون ْ‬ ‫ن أل َْز ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَك ُ ّ ِ ْ َ ٍ‬
‫م عَل َي ْت َ‬
‫ك‬ ‫ك ال ْي َتوْ َ‬ ‫مْنشورا ً اقْتَرأ ك َِتاب َت َ‬
‫ك ك ََفتتى ب ِن َْف ِ‬
‫ست َ‬ ‫مةِ ك َِتابا ً ي َل َْقاهُ َ‬
‫الِقَيا َ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيبًا"‪.‬‬
‫ح ِ‬
‫َ‬

‫قال البصري‪ :‬لقد أنصفك يتتا ابتتن آدم متتن جعلتتك حستتيب نفستتك‪،‬‬

‫‪510‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والميتتزان منصتتوب لتتوزن أعمتتال الخيتتر والشتتر فيتته كمتتا تقتتدم‪،‬‬

‫والصراط قد متتد علتتى متتتن جهنتتم‪ ،‬والملئكتتة محتتدقون ببنتتي آدم‬

‫والجن‪ ،‬وقد برزت الجحيم‪ ،‬وأزلفت دار النعيم‪ ،‬وتجلى الرب تعتتالى‬

‫لفصتتل القضتتاء بيتتن عبتتاده‪ ،‬وأشتترقت الرض بنتتور ربهتتا‪ ،‬وقتترئت‬

‫الصحف‪ ،‬وشهدت على بنتتي آدم الملئكتتة بمتتا فعلتتوا‪ ،‬والرض بمتتا‬

‫وقع على ظهرها‪ ،‬فمن اعترف منهم وإ ِل ّ ختتتم علتتى في ت ِ‬


‫ه‪ ،‬ونطقتتت‬

‫جوارحه بما عمل بها في أوقات عملتته متتن ليتتل أو نهتتار قتتال الل ّتته‬

‫حتتتتى ل َهَتتتتا"‪.‬‬ ‫خبارهَتتتتا بتتتتأ َن ربتتتت َ َ‬ ‫تعتتتتالى‪" :‬يتتتتومئ ِذ تحتتتتد ُ َ‬


‫ك أو ْ َ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ثأ ْ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ ٍ ُ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫صتتاُرهُ ْ‬
‫م وَأب ْ َ‬
‫معُهً ْ‬
‫ست ْ‬ ‫ش تهِد َ عَل َي ْهِ ت ْ‬
‫م َ‬ ‫ها َ‬
‫جاُءو َ‬
‫ما َ‬ ‫حتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫م عَل َي ْن َتتا قَتتاُلوا‬ ‫م َ‬


‫ش تهِد ْت ُ ْ‬ ‫جُلوده ْ‬
‫م لِ َ‬ ‫ن وَقاُلوا ل ِ ُ‬
‫مُلو َ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫جُلوده ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫وَ ُ‬

‫م تّرةٍ وَإ ِل َي ْت ِ‬
‫ه‬ ‫ل َ‬ ‫خل ََقك ُت ْ‬
‫م أو ّ َ‬ ‫يءٍ وَهُتتو َ‬ ‫ه ال ّتتذي أن ْط َتقَ ك ُت ّ‬
‫ل َ‬
‫شت ْ‬ ‫أن ْط ََقَنا الل ّت ُ‬

‫صتتاُرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫معُك ُ ْ‬
‫م وَل َ أب ْ َ‬ ‫ست ْ‬ ‫شهَد َ عَل َي ْك ُت ْ‬
‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬
‫ست َت ُِرو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ن وَ َ‬
‫جُعو َ‬
‫ت ُْر َ‬

‫مل ُتتو َ‬
‫ن وَذ َل ِك ُت ْ‬
‫م‬ ‫متتا ت َعْ َ‬ ‫م ك َِثيرا ً ِ‬
‫م ّ‬ ‫ه ل َ َيعل َ ُ‬
‫ن الل ّ َ‬ ‫ن ظ َن َن ْت ُ ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬
‫جُلود ُك ُ ْ‬
‫وَل َ ُ‬

‫ن ف َ تإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ري َ‬
‫ست ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫مت َ‬
‫م ِ‬
‫حت ُ ُ‬
‫ص تب َ ْ‬ ‫داك ُت ْ‬
‫م َفأ ْ‬ ‫م أْر َ‬ ‫ذي ظ َن َن ْت ُت ْ‬
‫م ِبربك ُت ْ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ظ َن ّك ُ ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫معت َِبيت َ‬
‫ن ال ُ‬
‫مت َ‬
‫م ِ‬ ‫ن َيستَتعت ُِبوا فَ َ‬
‫متتا هُت ْ‬ ‫وى ل َهُت ْ‬
‫م وَإ ِ ْ‬ ‫صب ُِروا َفالن ّتتاُر َ‬
‫مث ْت ً‬ ‫يَ ْ‬

‫‪511‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما َ‬
‫كتتاُنوا‬ ‫م بِ َ‬
‫جلهُ ْ‬
‫م َوأْر ً‬
‫ديهِ ْ‬
‫م َوأي ْ ِ‬ ‫م أل ْ ِ‬
‫سن َت ُهُ ْ‬ ‫شهَد ُ عَل َي ْهِ ُ‬
‫م تَ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ق‬ ‫ه ذو َ ا ل ْ َ‬
‫حت ّ‬ ‫ن الل ّت َ‬
‫نأ ّ‬ ‫حتقّ وَي َعْل َ ُ‬
‫متتو َ‬ ‫م ال ْ ً‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه دين َهُ ُ‬ ‫مئ ِذٍ ُيوّفيه ُ‬ ‫مُلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ي َعْ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫م ِبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ال ُ‬

‫م وَت َ ْ‬
‫ش تهَد ُ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫م وَت ُك َل ّ ُ‬
‫من َتتا أي ْت ِ‬ ‫م عَل َتتى أفْت َ‬
‫واهِهِ ْ‬ ‫خت ِت ُ‬
‫م نَ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬الي َتوْ ُ‬

‫م َفا ْ‬
‫س تت َب ُْقوا‬ ‫سَنا عََلى أ َ ْ‬
‫عينهِ ْ‬ ‫شاُء ل َط َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن وَل َوْ ن َ َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬
‫كسبو َ‬ ‫ما َ‬ ‫جل ُهُ ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫أْر ُ‬

‫متتا‬ ‫م عَل َتتى َ‬


‫مك َتتان َت ِهِ ْ‬
‫م فَ َ‬ ‫خَناهُ ْ‬
‫ست ْ‬ ‫شتتاُء ل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن وَل َتوْ ن َ َ‬ ‫صَرا َ‬
‫ط َفأّنى ي ُب ْ ِ‬
‫صتُرو َ‬ ‫ال ّ‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتي ّا ً وَل َ ي َْر ِ‬


‫جعتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬ ‫م ِ‬
‫عوا ُ‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتت َ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ل ظ ُْلما ً‬
‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ب َ‬ ‫ي الَقّيوم وَقَد ْ َ‬
‫خا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ال ْوُ ُ‬
‫جوهُ ِلل َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَعَن َ ِ‬

‫ضتتمًا"‪.‬‬
‫ف ظ ُْلم تا ً وَل َ هَ ْ‬ ‫ن فَل َ ي َ َ‬
‫ختتا ُ‬ ‫م ٌ‬
‫ت وَهُوَ مؤ ِ‬
‫حا ِ‬
‫صال ِ َ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ن ي َعْ َ‬
‫م ْ‬
‫وَ َ‬

‫أي ل ينقص من حسناته شيء‪ ،‬وهو الهضم‪ ،‬ول يحمتتل عليتته شتتيء‬

‫من عمل غيره‪ ،‬وهو الظلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫فأول ما يقضي الله تعالى بينهم من المخلوقات الحيوانات غير‬


‫النس والجن وهما الثقلن‪ ،‬والدليل على حشر بقية الحيوانات يوم‬
‫طير‬ ‫داب ّةٍ في الرض وَل َ َ‬
‫طاِئر ي َ ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬‫ما ِ‬‫القيامة قوله تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫م إ َِلى‬
‫يٍء ث ّ‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ما فَّرط َْنا في الك َِتا ِ‬
‫ب ِ‬ ‫م َ‬ ‫مَثال ُك ُ ْ‬
‫مأ ْ‬‫م ٌ‬‫حي ْهِ إ ِل ّ أ َ‬
‫جَنا َ‬
‫بِ َ‬
‫ن"‪.‬‬‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م يُ ْ‬‫َربهِ ْ‬
‫‪512‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت"‪.‬‬‫شَر ْ‬
‫ح ِ‬‫ش ُ‬
‫حو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا الوُ ْ‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عباس بن محمد‪ ،‬وأبو يحيى‬ ‫وقال عبد الله ابن ا ِ‬
‫البزار قال‪ :‬حدثنا حجاج بننصر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن العوام بن مزاح بن‬
‫قيس بن ثعلبة‪ ،‬عن أبي عثمان النهدي‪ ،‬عن عثمان بن عفان رضي‬
‫الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الجماء‬
‫لتقص من القرناء يوم القيامة"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي‪ ،‬ومحمد بن جعفر‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫شعبة‪ ،‬سمعت العلء يحدث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم‬
‫القيامة‪ ،‬حتى يقتص للشاة الجماء‪ ،‬من الشاة القرناء بنطحها"‪.‬‬
‫هذا إسناد على شرط مسلم ولم يخرجوه‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫يحيى بن عقيل‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الّله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬يقتص للخلق بعضهم من بعض‪ ،‬حتى للجماء من‬
‫القرناء‪ ،‬وحتى للذرة من الذرة"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن أحمد‪ :‬وحدث هذا الحديث في كتاب أبي بخط‬
‫يده‪ ،‬حدثنا عبد الله بن محمد‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬حدثنا ليث‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن بن مروان‪ ،‬عن الهذيل بن شرحبيل‪ ،‬عن أبي ذر‪،‬‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا‪ ،‬وشاتان تعتلفان‬
‫فنطحت إحداهما الخرى فأجهضتها‪ ،‬قال‪ :‬فضحك رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فقيل له‪ :‬مايضحكك يا رسول الله? فقال‪ :‬عجبت‬
‫لها? والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن سليمان هو‬ ‫وقال ا ِ‬
‫العمش‪ ،‬عن منذر بن يعلى الثوري‪ ،‬عن أشياخ لهم‪ ،‬عن معاوية‪،‬‬
‫حدثنا العمش‪ ،‬عن منذر بن يعلى عن أشياخه‪ ،‬عن أبي ذر‪ :‬فذكر‬
‫ما معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان‬
‫فقال‪" :‬يا أبا ذر‪ :‬هل تدري فيم تنتطحان? قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬لكن الله‬
‫يدري وسيقضي بينهما"‪.‬‬
‫وإسناده جيد حسن‪ ،‬قال الطرطبي‪ :‬ورواه عن العمش‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم التيمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬

‫‪513‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم بمثله‪ .‬قال القرطبي‪ :‬ورواه الليث بن سليم‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫مروان‪ ،‬عن الهذيل‪ ،‬عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مر بشاتين تنتطحان فقال‪" :‬ليقضين الله يوم القيامة لهذه‬
‫الجماء من هذه القرناء"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وذكر ابن وهب‪ ،‬عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث‪ ،‬عن بكر‬
‫بن سوادة‪ ،‬أن أبا سالم الحساني حدثه‪ :‬أن ثابت بن ظريف‬
‫استأذن على أبي ذر‪ ،‬فسمعه رافعا ً صوته يقول‪ :‬أما والله لول يوم‬
‫الخصومة لسؤتك‪ ،‬فدخلت‪ ،‬فقلت‪ :‬ما شأنك يا أبا ذر? وما عليك أن‬
‫يضربها? فقال‪ :‬أما والذي نفسي بيده أو قال‪ :‬والذي نفس محمد‬
‫بيده‪ ،‬لتسألن الشاة فيما نطحت صاحبتها‪ ،‬وليسألن الجماد فيما‪.‬‬
‫نكب إصبع الرجل‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن علية‪ ،‬أخبرنا أبوحيان‪ ،‬عن أبي‬
‫زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قام فينا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يوما ً فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره‪ ،‬ثم‬
‫قال‪" :‬ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء‬
‫فيقول‪ :‬يارسول الله أغثني‪ :‬فأقول ل أملك لك من الله شيئا ً قد‬
‫أبلغتك ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء‬
‫فيقول‪ :‬يا رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من الله شيئا ً قد‬
‫أبلغتك‪ .‬ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له‬
‫حمحمة فيقول‪ :‬يا رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من الله‬
‫شيئا ً قد أبلغتك‪ ،‬ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته‬
‫نفس لها صياح فيقول‪ :‬يا رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك‬
‫من الله شيئا ً قد أبلغتك‪ ،‬ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على‬
‫رقبته صامت فيقول‪ :‬يا رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من‬
‫الله شيئا ً قد أبلغتك"‪.‬‬
‫وأخرجاه من حديث أبي حيان‪ ،‬واسمه يحيى بن سعيد بن حيان‬
‫التيمي به‪ ،‬وتقدم في حديث أبي هر يرة‪" :‬ما من صاحب إبل ل‬
‫يؤدي زكاتها إل بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر‪ ،‬فتطأه بأخفافها‬
‫كلما مرت عليه أخراها ردت عليه أولها"‪ .‬وذكر تمام الحديث في‬
‫البقر والغنم‪ .‬فهذه الحاديث مع اليات فيها دللة على حشر‬

‫‪514‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحيوانات كلها‪..‬‬
‫وقد تقدم في حديث الصور‪" :‬فيقضي الله بين خلقه‪ِ ،‬إل الثقلين‬
‫لنس والجن‪ ،‬فيقضي بين الوحوش والبهائم‪ ،‬حتى إنه ليقيد الجماء‬ ‫ا ِ‬
‫من ذات القرن‪ ،‬حتى إذا فرغ من ذلك‪ ،‬فلم يبق لواحدة عند أخرى‬
‫حق‪ ،‬قال الله لها‪ :‬كوني ترابًا‪ ،‬فعند ذلك يقول الكافر‪ :‬يا ليتني كنت‬
‫ترابًا"‪.‬‬
‫وقد قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬حتتدثنا ستتيار‪،‬‬

‫أخبرنا جعفر بتتن ستتليمان‪ ،‬ستتمعت أبتتا عمتتران الجتتوني يقتتول‪ ،‬إن‬

‫البهائم إذا رأت بني آدم يوم القيامة وقد تصدعوا من بين يدي اللتته‬

‫صنفا ً إلى الجنة‪ ،‬وصنفا ً إلى النار‪ ،‬نادت‪ :‬الحمد لله يا بني آدم الذي‬

‫لتتم يجعلنتتا اليتتوم مثلكتتم‪ ،‬فل جنتتة مرجتتوة‪ ،‬ول عقتتاب يختتاف‪.‬‬

‫وذكتتر القرطتتبي عتتن أبتتي القاستتم القشتتيري فتتي شتترح الستتماء‬

‫الحسنى عند قوله المقسط الجامع قتتال‪ :‬وفتتي ختتبر‪ :‬أن الوحتتوش‬

‫والبهائم تحشر يوم القيامة‪ ،‬فتسجد للتته ستتجدة‪ ،‬فتقتتول الملئكتتة‪:‬‬

‫ليس هذا يوم سجود‪ ،‬هذا يوم الثواب والعقتتاب‪ ،‬فتقتتول للبهتتائم أن‬

‫الله لم يحشركم لثواب ول لعقاب وإنما حشتتركم تشتتهدون فضتتائح‬

‫بني آدم‪ ،‬وحكى القرطبي أنها إذا حشرت وحوسبت تعتتود تراب تا ً ثتتم‬

‫‪515‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مئ ِذٍ‬
‫جتتوهٌ ي َتوْ َ‬
‫يحثى بها في وجوه فجرة بني آدم قال وذلك قوله‪" :‬وَوُ ُ‬

‫عَل َي َْها غَب ََر ٌ‬


‫ة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أول ما يقضي فيه يوم القيامة الدماء‬

‫قال في حديث الصور‪ :‬ثم يقضي الله بيتتن العبتتاد‪ ،‬فيكتتون أول متتا‬

‫يقضي فيه الدماء‪ ،‬وهذا هو الواقتتع يتتوم القيامتتة‪ ،‬وهتتو أنتته بعتتد أن‬

‫يفرغ الله من الفصل بين البهائم‪ ،‬يشرع في القضاء بين العباد كمتتا‬

‫م‬
‫ي ب َي ْن َهُت ْ‬
‫ضت َ‬ ‫ستول ُهُ ْ‬
‫م قّ ِ‬ ‫جتاءَ َر ُ‬ ‫سول فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫مةٍ َر ُ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬ول ُ‬
‫كل أ ّ‬

‫ن"‪ .‬ويكون أول المم‪.‬‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬


‫مو َ‬ ‫ط وَهُ ْ‬ ‫ِبال ِْق ْ‬
‫س ِ‬

‫أمة محمد صلى الله عليه وسلم أول المم حسابا ً يوم‬

‫القيامة‬

‫ثم يقضي بين هذه المة‪ ،‬لشترف نبيهتا‪ ،‬كمتا أنهتم أول متن يجتوز‬

‫على الصراط‪ ،‬وأول من يدخل الجنة‪ ،‬كما ثبت في الصتتحيحين متتن‬

‫حديث عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن همام بن منبه‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬
‫‪516‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬نحتتن الختترون‬

‫السابقون يوم القيامة" وفي رواية‪" :‬المقضتتي لهتتم قبتتل الخلئق"‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬حدثنا أبو سلمة‪ ،‬حدثنا عمار‬

‫بن سلمة‪ ،‬عن سعيد بن أياس الحريري‪ ،‬عن أبتتي نصتترة‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬نحن آخر المتتم‪ ،‬وأول‬

‫من يحاسب‪ ،‬يقال أين المة المية ونبيها? فنحن الخرون الولتتون"‬

‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫ذكر أول ما يقضي بين الناس فيه يوم القيامة‪ ،‬ومن‬

‫يناقش الحساب‪ ،‬ومن يسامح فيه‬

‫قد تقدم في الحديث‪" :‬لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة‪ ،‬حتى‬
‫يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء"‪.‬‬
‫وفي رواية يحيى بن عقيل‪ ،‬عن أبي هريرة‪" :‬حتى للذرة من‬
‫الذرة" والمراد بالذرة هاهنا النملة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإذا كان هذا حكم الحيوانات التي ليست مكلفة‪ ،‬فتخليص الحقوق‬
‫من الدميين‪ ،‬وإنصاف بعضهم من بعض‪ ،‬أولى وأحرى‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيحن‪ ،‬ومسند أحمد‪ ،‬وسنن الترمذي‪ ،‬والنسائي‪،‬‬
‫وابن ماجه‪ ،‬من حديث سليمان بن مهران‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي‬
‫وائل‪ ،‬عن شقيق بن سلمة‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول ما يقضى فيه بين الناس يوم‬
‫القيامة الدماء"‪.‬‬
‫‪517‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد تقدم في حديث الصور "أن المقتول يأتي يوم القيامة تشخب‬
‫أوداجه دماء‪ ،‬وفي بعض الحاديث ورأسه في يده فيتعلق بالقاتل‬
‫حتى ولو كان قتله في سبيل الله فيقول‪ :‬يا رب سل هذا فيم‬
‫قتلني? فيقول الله تعالى‪ :‬لم قتلت هذا? فيقول‪ :‬يا رب قتلته‬
‫لتكون العزة لك‪ ،‬فيقول الله‪ :‬صدقت‪ .‬ويقول المقتول ظلمًا‪ :‬سل‬
‫هذا فيم قتلني? فيقول الله تعالى‪ :‬لم قتلته‪ .‬فيقول‪ :‬لتكون العزة‬
‫لي‪ ،‬وفي رواية لفلن فيقول الله‪ :‬تعست‪ ،‬ثم يقتص منه لكل من‬
‫قتله ظلمًا‪ ،‬ثم يبقى في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء رحمه‪.‬‬
‫وهذا دليل على أن القاتل ل يتعين عذابه في نار جهنم‪ ،‬كما ينقل‬
‫عن ابن عباس وغيره من السلف‪ ،‬حتى نقل بعضهم‪ :‬إن القاتل ل‬
‫توبة له‪ ،‬وهذا ِإذا حمل على أن القتل من حقوق الدميين‪ ،‬وهي ل‬
‫تسقط بالتوبة صحيح‪ ،‬وإن حمل على أنه ل بد من عقابه فليس‬
‫بلزم‪ ،‬بدليل حديث الذي قتل تسعة وتسعين‪ ،‬ثم أكمل المائة‪ ،‬ثم‬
‫سأل عالما ً من بني إسرائيل‪ :‬هل له من توبة‪ .‬فقال‪ :‬ومن يحول‬
‫بينك وبين التوبة? إيت بلد كذا وكذا فِإنه يعبد الله فيها‪ ،‬فلما توجه‬
‫نحوها‪ ،‬وتوسط بينها وبين التي خرج منها‪ ،‬أدركه الموت فمات‪،‬‬
‫فتوفته ملئكة الرحمة الحديث بطوله‪.‬‬
‫وفي سورة الفرقتتان نتتص علتتى قبتتول توبتتة القاتتتل‪ ،‬قتتال تعتتالى‪:‬‬

‫م‬ ‫س ال ّت ِتتي َ‬
‫ح تّر َ‬ ‫خ تَر وَل َ ي َْقت ُل ُتتو َ‬
‫ن الن ّْف ت َ‬ ‫معَ الل ّهِ ِإلها ً آ َ‬
‫ن َ‬ ‫ن ل َ ي َد ْ ُ‬
‫عو َ‬ ‫"َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫ف لته‬ ‫ك ي َْلتقَ أَثامتا ً ي ُ َ‬
‫ضتاعَ ْ‬ ‫ل ذ َِلت َ‬
‫ن ي َْفَعت ْ‬
‫مت ْ‬
‫ن وَ َ‬ ‫ه إ ِل ّ ِبتال ْ َ‬
‫حقّ وَل َ ي َْزُنتو َ‬ ‫الل ّ ُ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن ت َتتتتا َ‬ ‫مَهانتتتتا ً إل َ‬
‫متتتت ْ‬ ‫خل ُتتتتد ْ ِفيتتتتهِ ُ‬
‫متتتتةِ وَي َ ْ‬
‫م الِقَيا َ‬
‫ب ي َتتتتوْ َ‬ ‫ال ْعَتتتت َ‬
‫ذا ُ‬

‫الية والتي بعتتدها‪ ،‬وموضتتع تقريتتر هتتذا فتتي كتتتاب الحكتتام وبتتالله‬

‫المستتعان وقتال العمتش‪ :‬عتتن شتتهر ابتتن عطيتة‪ ،‬عتن شتهر بتن‬

‫حوشب‪ ،‬عن أبي الدرداء قال‪ :‬يجيء المقتول يوم القيامة‪ ،‬فيجلس‬

‫‪518‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على الجادة‪ ،‬فإذا مر به القاتل قام إليه‪ ،‬فأخذ بتلبيبه فقال‪ :‬يا رب‪:‬‬

‫سل هذا فيم قتلنتتي? فيقتتول‪ :‬أمرنتتي فلن‪ ،‬فيؤختتذ المتتر والقاتتتل‬

‫فيلقيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‪.‬‬

‫قال في حتتديث الصتتور‪ :‬ثتتم يقضتتي اللتته بيتتن خلقتته حتتتى ل يبقتتى‬

‫مظلمة لحد عند أحد حتى أنه ليكلف شائب اللبن بالمتتاء ثتتم يتتبيعه‬

‫أن يخلتتتتتتتتتتتتتتص اللبتتتتتتتتتتتتتتن متتتتتتتتتتتتتتن المتتتتتتتتتتتتتتاء‪.‬‬

‫م ت ُتوَّفى‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ث ت ّ‬ ‫ما غَ ّ‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ن َيغل ْ‬
‫ل َيأ ِ‬ ‫م ْ‬
‫وقد قال الله تعالى‪" :‬وَ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫كُ ّ‬
‫ل ن َْفس َ‬

‫من ظلم قطعة أرض طوق بها من سبع أرضين يوم‬

‫القيامة‬

‫وفي الصحيحين‪ ،‬عن سعد بن زيد‪ ،‬وغيتتره‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم أنه قال‪" :‬من ظلم قيد شبر من الرض طوقه الله متتن‬

‫سبع أرضين"‬

‫عذاب المصورين المجسمين يوم القيامة‬

‫‪519‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي الصحيحين‪" :‬من صور صورة كلف يوم القيامة أن ينفتتخ فيهتتا‬

‫الروح‪ ،‬وليس بنافخ" وفي رواية‪" :‬يعذبون‪ ،‬يقال أحيوا متتا خلقتتتم"‪.‬‬

‫وفي الصحيح‪ :‬من تحلم بحلم لم يره كلف يوم القيامة أن يعقد بين‬

‫شعرتين‪ ،‬وليس يفعل‪ ،‬تقدم حديث أبي زرعة‪ ،‬عن أبي هريتترة فتتي‬

‫تعظيم أمر الغلول‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل ألفيتتن أحتتدكم‬

‫يجيء يوم القيامة‪ ،‬وعلى رقبته بعير له رغاء‪ ،‬أو بقرة لها ختتوار‪ ،‬أو‬

‫شاة تيعر‪ ،‬أو فرس له حمحمة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا محمد‪ ،‬أغثني‪ ،‬فتتأقول‪ :‬ل‬

‫أملك لك شيئًا‪ ،‬قد أبلغتك"‪ ،‬وهو في الصحيحين بطوله‪.‬‬

‫خمس ل تزول قدما العبد عن أرض المحشر يوم‬

‫القيامة حتى يسأل عنها‬

‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا محمد بن بكار الصيرفي‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫محصن حصين بن نمير‪ ،‬عن حصين بن قيس‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن‬
‫عمر‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬ل تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى‬
‫يسأل عن خمس‪ :‬عن عمرك فيم أفنيت? وعن شبابك فيم أبليت?‬
‫وعن مالك من أين اكتسبته? وفيم أنفقته? وما عملت فيما‬
‫علمت?‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من طريق عبد الله عن شريك بن عبد الله‪ ،‬عن‬
‫هلل‪ ،‬عن عبد الله بن عليم قال‪ :‬كان عبد الله بن مسعود ِإذا‬
‫حدث بهذا الحديث قال‪" :‬ما منكم من أحد إل سيخلو الله به‪ ،‬كما‬
‫‪520‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر‪ ،‬فيقول‪ :‬يا عبدي ما غرك بي? ماذا‬
‫عملت فيما علمت? ماذا أجبت المرسلين? "‪ .‬هكذا رواه الحافظ‬
‫البيهقي بعد الحديث الذي رواه هو من طريق محمد بن خليفة‪ ،‬عن‬
‫عدي بن حاتم‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫"وليقفن أحدكم بين يدي الله تعالى ليس بينه وبينه حجاب يحجبه‪،‬‬
‫ل? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ول ترجمان يترجم له‪ ،‬فيقول‪ :‬ألم أوتك ما ً‬
‫ل? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فينظر عن يمينه فل يرى إل‬ ‫ألم أرسل إليك رسو ً‬
‫النار‪ ،‬وينظر عن يساره فل يرى إل النار‪ ،‬فليتق أحدكم النار ولو‬
‫بشق تمرة فِإن لم يجد فبكلمة طيبة" ‪ .‬وقد رواه البخاري في‬
‫صحيحه‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا بهز وعفان قال‪ :‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن صفوان بن محرز قال‪ :‬كنت آخذ بيد ابن عمر فجاءه رجل‬
‫فقال‪ :‬كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في‬
‫النجوى يوم القيامة? قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه‪ ،‬ويستره من‬
‫الناس‪ ،‬ويقرره بذنوبه‪ ،‬فيقول له‪ :‬أتعرف ذنب كذا? حتى ِإذا قرره‬
‫بذنوبه‪ ،‬ورأى في نفسه أن قد هلك‪ ،‬قال الله تعالى‪" :‬فِإني سترتها‬
‫عليك في الدنيا‪ ،‬وِإني أغفرها لك اليوم‪ ،‬ثم يعطى كتاب حسناته‬
‫بيمينه‪ ،‬وأما الكفار والمتملقون فيقول الشهاد‪ :‬هؤلء الذين كذبوا‬
‫على ربهم‪ ،‬أل لعنة الله على الظالمين"‪ .‬وأخرجاه في الصحيحين‬
‫من حديث قتادة‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬وعفان قال‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬حدثنا‬
‫إسحاق بن عبد الله‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يقول الله يوم القيامة‪ :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫لبل‪ ،‬وزوجتك النساء‪ ،‬وجعلتك ترأس‪ ،‬وترتع‪،‬‬ ‫حملتك على الخيل وا ِ‬
‫فأين شكر ذلك?"‪.‬‬
‫روى مسلم من حديث سهل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل قال فيه‪:‬‬
‫"فيلقى الله العبد فيقول‪ :‬أي قل‪ :‬ألم أكرمك‪ ،‬وأسودك‪ ،‬وأزوجك‪،‬‬
‫لبل‪ ،‬وأذرك ترأس وتربع? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬أي‬ ‫وأسخر لك الخيل‪ ،‬وا ِ‬
‫‪521‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رب‪ ،‬فيقول‪ :‬أفطنت أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬فيقول‪ :‬إني أنساك‬
‫كما نسيتني‪ ،‬ثم يلقى الثاني‪ ،‬فيقول‪ :‬أي قل‪ :‬ألم أكرمك‪ ،‬وأزوجك‪،‬‬
‫لبل‪ ،‬وأذرك ترأس وتربع‪ .‬فيقول‪:‬‬ ‫وأسودك‪ ،‬وأسخر لك الخيل‪ ،‬وا ِ‬
‫بلى‪ ،‬أي رب‪ ،‬فيقول‪ :‬أفطنت أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬يا رب‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬إني أنساك‪ ،‬كما نسيتني‪ ،‬ثم يلقى الثالث‪ ،‬فيقول له‪ :‬مثل‬
‫ذلك‪ ،‬فيقول يا رب آمنت بك‪ ،‬وبكتابك‪ ،‬و برسولك وصليت‪،‬‬
‫وصمت‪ ،‬وتصدقت‪ ،‬ويثني بخير ما استطاع‪ ،‬قال‪ :‬فيقول فها هنا إذًا‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثم يقال‪ :‬الن نبعث شاهدنا عليك‪ ،‬فيذكر في نفسه‪ :‬من الذي‬
‫ي‪ .‬فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه‪ ،‬فتنطق‪،‬‬ ‫يشهد عل ّ‬
‫فخذه‪ ،‬ولحمه‪ ،‬وعظامه بعمله ما كان‪ ،‬ذلك ليعذر من نفسه‪ ،‬وذلك‬
‫المنافق‪ ،‬وذلك الذي يسخط الله عليه‪ ،‬ثم ينادي مناد‪ :‬أتبعت كل‬
‫أمة ما كانت تعبد‪ .‬وسيأتي الحديث بطوله‪.‬‬
‫وقد روى البزار‪ ،‬عن عبد الله بن محمد الزهري‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن الحسن‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬
‫وأبي سعيد رفعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فذكر‬
‫مثله‪.‬‬
‫وقد روى مسلم والبيهقي واللفظ له من حديث سفيان الثوري‪،‬‬
‫عن عبيد‪ ،‬عن فضيل بن عمرو‪ ،‬عن عامر الشعبي‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك قال‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وقال‪:‬‬
‫هل تدرون مم أضحك? قال‪ :‬قلنا الله ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬من‬
‫مخاطبة العبد ربه يوم القيامة‪ .‬يقول‪ :‬يا رب ألم تجرني من‬
‫الظلم? قال‪ :‬يقول بلى قال‪ :‬فيقول‪ :‬فِإني ل أجيز على نفسي إل‬
‫شاهدا ً مني‪ .‬قال‪ :‬فيقول الله‪" :‬كفى بنفسك اليوم عليك شهيدًا‪،‬‬
‫وبالكرام الكاتبين شهودًا‪ ،‬قال‪ :‬فيختم الله على فيه ويقول لركانه‪:‬‬
‫انطقي‪ ،‬فتنطق بأعماله‪ ،‬ثم يخلي بينه وبين الكلم قال‪ :‬فيقول‪:‬‬
‫كن كنت أناضل"‪ .‬وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪،‬‬ ‫بعدا ً لكن وسحقا ً فعن َ‬
‫حدثنا الحسن‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ِ" :‬إذا كان يوم‬
‫القيامة عرف الكافر بعمله‪ ،‬فجحد‪ ،‬وخاصم‪ ،‬فيقال‪ :‬هؤلء جيرانك‬
‫يشهدون عليك‪ :‬فيقول‪ :‬كذبوا‪ ،‬فيقال‪ :‬أهلك‪ ،‬عشيرتك فيقول‪:‬‬

‫‪522‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كذبوا‪ ،‬فيقال‪ :‬احلفوا فيحلفون‪ ،‬ثم يصمتهم الله‪ ،‬وتشهد عليهم‬


‫ألسنتهم‪ ،‬ويدخلهم النار"‪.‬‬
‫وروى أحمد والبيهقي من حديث يزيد بن هارون‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن‬
‫حكيم بن معاوية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"تجيئون يوم القيامة على أفواهكم الفدام‪ ،‬فأول ما يتكلم من ابن‬
‫آدم فخذه وكفه"‪..‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا أحمد بن الوليد بن أبان‪ ،‬أخبرنا‬
‫محمد محمد بن الحسن المحزومي‪ ،‬حدثني عبد الله بن عبد العزيز‬
‫الليثي‪ ،‬عن ابن شهاب الله بن عبد العزيز الليثي‪ ،‬عن ابن شهاب‪،‬‬
‫عن عطاء ابن زيد‪ ،‬عن أبي أيوب رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول من يختصم يوم القيامة الرجل‬
‫وامرأته‪ ،‬والله ما يتكلم لسانها‪ ،‬ولكن يداها‪ ،‬ورجلها‪ ،‬يشهدان‬
‫عليها بما كانت تعيب لزوجها‪ ،‬وتشهد يداه ورجله بما كان يوليها‪،‬‬
‫لسراف‪ ،‬فما‬ ‫ثم يدعي بالرجل وخدمه مثل ذلك‪ ،‬ثم يدعى بأهل ا ِ‬
‫يؤخذ منهم دوانيق‪ ،‬ول قراريط‪ ،‬ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا‬
‫الذي ظلم‪ ،‬وتدفع سيئات هذا إلى الذي ظلمه‪ ،‬ثم يؤتى بالجبارين‬
‫في مقامع من حديد‪ ،‬فيقال‪ :‬ردوهم إلى النار‪ ،‬فما أدري أيدخلوها‪،‬‬
‫حْتما ً‬‫ك َ‬‫ن عََلى َر ب ّ َ‬ ‫م إ ِل ّ َواردها‪ ،‬كا َ‬‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫أم كما قال الله تعالى? "وإ ِ ْ‬
‫جِثيًا"‪.‬‬‫ن ِفيَها ِ‬
‫مي َ‬ ‫وا‪ ،‬وَن َذ َُر ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫جي ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ضّيا ث ُ ّ‬
‫م ت ُن َ ّ‬ ‫مْق ِ‬
‫َ‬
‫ثم قال البيهقي‪ :‬حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن صتتالح‪،‬‬

‫والحسن بن يعقوب‪ ،‬حدثنا السري بن خزيمة‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن‬

‫يزيد المقتتري‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن أبتتي أيتتوب‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن أبتتى‬

‫سليمان‪ ،‬عن سعيد المقبري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قرأ رسول اللتته‬

‫ن رب ّت َ‬
‫ك‬ ‫دث أ َ ْ‬
‫خَباَرهتتا بتتأ َ‬ ‫مئذ ُتح ت َ‬
‫صلى الله عليه وسلم هذه الية‪" :‬ي َتوْ َ‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ل ََهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬ ‫َ‬


‫أو ْ َ‬

‫‪523‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬أتدرون متتا أخبارهتتا? قتتالوا‪ :‬اللتته ورستتوله أعلتتم‪ ،‬قتتال‪ :‬ف تِإن‬

‫أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بكل متتا عمتتل علتتى ظهرهتتا‪،‬‬

‫أن تقول‪ :‬عمل كذا‪ ،‬وكذا‪ ،‬في يوم كذا وكتتذا‪ ،‬فتتذلك أخبارهتتا‪ ،‬رواه‬

‫الترمذي والنسائي‪ ،‬من حديث عبد الله بن المبارك عتتن ستتعيد بتتن‬

‫أبتتتتتي أيتتتتتوب‪ ،‬وقتتتتتال الترمتتتتتذي حستتتتتن غريتتتتتب صتتتتتحيح‪.‬‬

‫وروى التتبيهقي متتن حتتديث الحستتن البصتتري‪ ،‬حتتدثنا خصتتفة عتتم‬

‫الفرزدق‪ ،‬أنه قال‪ :‬قدمت على رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ن‬ ‫خي ْتترا ً ي َتَره وَ َ‬


‫مت ْ‬ ‫مث َْقتتا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ َ‬ ‫مت ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫فسمعته يقرأ هذه الية‪" :‬فَ َ‬
‫مت ْ‬

‫شتتتتتتتتتتتتتترا ً َيتتتتتتتتتتتتتتَر ُ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫مث َْقتتتتتتتتتتتتتتا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ َ‬ ‫متتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ي َعْ َ‬

‫فقتتتال‪ :‬واللتتته ل أبتتتالي أن ل أستتتمع غيرهتتتا‪ ،‬حستتتبي حستتتبي‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الحستتن بتتن عيستتى‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫الله بن المبارك‪ ،‬حدثنا حيوة بن شريح‪ ،‬حدثنا الوليد بن أبي الوليتتد‪،‬‬

‫أبي عثمان المديني‪ :‬أن عقبة بن مسلم حدثه‪ ،‬أن سيفا ً حتتدثه‪ ،‬أنتته‬

‫دخل المدينة‪ ،‬فِإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس‪ .‬فقال‪ :‬من هذا?‬

‫فقالوا‪ :‬أبو هريرة‪ ،‬فدنوت منه‪ ،‬حتى قعدت بين يتتديه‪ ،‬وهتتو يحتتدث‬

‫‪524‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النتتاس‪ ،‬وخل قلتتت لتته‪ :‬أنشتتدك بحتتق وحتتق إل متتا حتتدثتني حتتديثا ً‬

‫سمعته من رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم عقلتتته وعلمتتته ثتتم‬

‫نشع أبو هريرة نشعة‪ ،‬فمكث طوي ً‬


‫ل‪ ،‬ثتتم أفتتاق‪ ،‬ثتتم قتتال‪ :‬لحتتدثتك‬

‫حديثا ً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم? في هذا البيت‪ ،‬متتا‬

‫معنا أحد غيري‪ ،‬وغيره‪ ،‬ثم نشتتع أبتتو هريتترة نشتعة أختترى‪ ،‬فمكتتث‬

‫كذلك‪ ،‬ثم مسح وجهه‪ ،‬ثم قال أفعل‪ ،‬لحدثنك حديثا ً حدثنيه رستتول‬

‫الله صلى الله عليتته وستتلم فتتي هتتذا التتبيت‪ ،‬متتا معنتتا‪ ،‬أحتتد غيتتري‬

‫وغيره‪ ،‬ثم نشع أبو هريرة نشعة شديدة‪ ،‬ثم مال حادا ً علتتى وجهتته‪،‬‬

‫وأسند خده طوي ً‬


‫ل‪ ،‬ثم أفاق‪ ،‬فقال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم‪ :‬إن الله تعالى‪ِ ،‬إذا كان يوم القيامة نزل إلتتى العبتتاد ليقضتتي‬

‫بينهم‪ ،‬وكل أمة جاثية فأول من يدعى رجل القرآن‪ ،‬ورجل قتل في‬

‫سبيل الله‪ ،‬ورجتتل كتتثير المتتال‪ ،‬فيقتتول اللتته تعتتالى للقتتارىء‪ ،‬ألتتم‬

‫علمك ما أنزلت على رسولي? قال‪ :‬بلى‪ ،‬يا رب‪ ،‬قال‪ :‬فمتتا عملتتت‬

‫فيما علمت? قال‪ :‬كنت أقتتوم أثنتتاء الليتتل النهتتار‪ ،‬فيقتتول اللتته لتته‪:‬‬

‫كذبت‪ ،‬وتقول الملئكة‪ :‬كتتذبت‪ ،‬ويقتتول اللتته تعتتالى‪ :‬إنمتتا أردت أن‬

‫‪525‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقال‪ :‬فلن قارىء‪ ،‬فقد قيل ذلتتك‪ ،‬ويتتؤتى بصتتاحب المتتال‪ ،‬فيقتتول‬

‫الله تعالى‪ :‬ألم أوسع عليك حتى لم أدعتتك تحتتتاج إلتتى أحتتد‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫بلى‪ ،‬يا رب‪ ،‬قال‪ :‬فما عملت فيما آتيتك? قال‪ :‬كنتتت أصتتل الرحتتم‪،‬‬

‫وأتصدق‪ ،‬فيقول الله‪ :‬كذبت‪ ،‬وتقول الملئكتتة‪ :‬كتتذبت‪ ،‬ويقتتول اللتته‬

‫تعالى‪ :‬بل أردت أن يقال‪ :‬فلن جواد‪ ،‬فقيل فيك ذلك‪ ،‬ويؤتى بالذي‬

‫قتتتل فتتي ستتبيل اللتته‪ ،‬فيقتتال لتته‪ :‬فيمتتا ذا قتلتت? فيقتتول‪ :‬أمتترت‬

‫بالجهاد في سبيلك‪ ،‬فقاتلت حتتتى قتلتتت‪ ،‬فيقتتول اللتته لتته‪ :‬كتتذبت‪،‬‬

‫وتقول الملئكة‪ :‬كذبت‪ ،‬ويقول الله تعالى‪ :‬بل أردت أن يقتتال‪ :‬فلن‬

‫جريء‪ ،‬فقد قيل ذلك‪ ،‬قال أبو هريرة‪ :‬ثم ضرب رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم على ركبتي فقال‪ :‬يا أبتتا هريتترة‪ :‬أولئك الثلثتتة أول‬

‫خلتتتتتتق اللتتتتتته تستتتتتتعر بهتتتتتتم النتتتتتتار يتتتتتتوم القيامتتتتتتة‪.‬‬

‫قال الوليد أبو عثمان‪ :‬فأخبرني عقبة أن سيفا ً وكان سياقا ً لمعاويتتة‬

‫دخل على معاوية‪ ،‬فأخبره بحديث أبي هريتترة هتتذا‪ ،‬فقتتال معاويتتة‪:‬‬

‫فقد فعل هؤلء هذا فكيف بمن بقي متتن النتتاس? ثتتم بكتى معاويتة‬

‫بكاء شديدًا‪ ،‬حتى ظننا أنه هالك‪ ،‬ثم أفاق‪ ،‬ومسح عن وجهه‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫‪526‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدق اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬ورستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوله‪.‬‬

‫م‬ ‫متتال َهُ ْ‬


‫م فيهتتا وهُ ت ْ‬ ‫حَياةَ الدنَيا وِزين َت ََها ُنوف إ ِل َي ْهِ ت ْ‬
‫م أعْ َ‬ ‫ريد ُ ال َ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬
‫حب ِت َ‬
‫ط‬ ‫خ تَرةِ إ ِل ّ الن ّتتاُر‪ ،‬و َ‬ ‫ن ليس ل َهُ ْ‬
‫م في ال ِ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن أول َئ ِ َ‬
‫سو َ‬ ‫فِي ََها ل َ ي ُب ْ َ‬
‫خ ُ‬

‫ما كاُنوا ي َْعمُلو َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫ما صن َُعوا فيَها‪ ،‬وباط ِ ٌ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬

‫الصلة أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة فِإن‬

‫صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد سائر عمله‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا عثمان‪ ،‬أخبرنا محمد بن بكار بن بلل‬
‫قاضي دمشق‪ ،‬أخبرنا سعيد بن بشر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن‬
‫حريث بن قبيصة‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬أول ما يحاسب به الرجل صلته‪ ،‬فِإن‬
‫صلحت صلح سائر عمله‪ ،‬وإن فسدت فسد سائر عمله‪ ،‬ثم يقول‬
‫الله عز وجل‪ :‬انظروا هل لعبدي نافلة? فِإن كانت له نافلة أتمت‬
‫بها الفريضة‪ ،‬ثم الفرائض كذلك"‪ .‬رواه الترمذي والنسائي من‬
‫حديث همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن غريب‪ ،‬ورواه‬
‫النسائي من حديث عمران بن داود بن العوام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن‬
‫الحسن‪ ،‬عن أبي رافع‪ ،‬عن أبي هريرة‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا المبارك هو ابن فضالة‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬
‫عن الحسن‪ ،‬عن أبي هريرة أراه ذكره‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن العبد المملوك ليحاسب بصلته‪ ،‬فِإذا نقص منها قيل‬
‫له‪ :‬لم نقصت منها? فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬سلطت علي ملكا ً شغلني عن‬
‫صلتي‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رأيتك تسرق من ماله لنفسك‪ ،‬فهل سرقت‬
‫لنفسك من عملك أو عمله? قال‪ :‬فيتخذ الله عليه الحجة" وقال‬
‫ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد أخبرنا مبارك بن فضالة‪ ،‬حدثنا‬
‫‪527‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحسن قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أول ما تسأل‬
‫عنه المرأة يوم القيامة صلتها‪ ،‬ثم عن بعلها‪ ،‬كيف فعلت إليه? "‪.‬‬
‫وهذا مرسل جيد‪.‬‬
‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم‪ ،‬حدثنا عباد بن راشد‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ،‬حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬تجيء العمال يوم‬
‫القيامة‪ ،‬فتجيء الصلة فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أنا الصلة‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على‬
‫خير وتجيء الصدقة فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أنا الصدقة‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على‬
‫خير‪ ،‬ويجيء الصيام فيقول‪ :‬يا رب أنا الصيام‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على‬
‫خير‪ ،‬ثم تجيء العمال‪ ،‬كل ذلك يقول الله‪ :‬إنك على خير‪ ،‬ثم‬
‫لسلم فيقول‬ ‫لسلم‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬إنك السلم وإني ا ِ‬ ‫يجيء ا ِ‬
‫الله‪ :‬إنك على خير‪ ،‬اليوم بك آخذ‪ ،‬وبك أعطي‪ .‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫خَرةِ ِ‬
‫ه وَهُوَ في ال ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫لم ِدينا ً فَل َ ْ‬
‫ن ي ُْقب َ َ‬ ‫س َ‬
‫ن ي َب َْتغ غَي َْر ال ِ ْ‬‫م ْ‬
‫"و َ َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫ري َ‬ ‫س ِ‬‫خا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبده بن عبد الرحيم المروزي‪ :‬أخبرنا‬
‫بقية بن الوليد الكلعي‪ :‬أخبرنا سلمة بن كلثوم‪ ،‬عن أنس بن مالك‪،‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬يؤتى بالحكام‬
‫الظالمين يوم القيامة‪ ،‬بمن قضى قبلي‪ ،‬ومن يجيء بعدي‪ ،‬فيقول‬
‫الله‪ :‬أنتم خزان أرضي‪ ،‬ورعاة عبادي‪ ،‬وعندكم بغيتي فيقول للذي‬
‫قضى قبلي‪ :‬ما حملك على ما صنعت? فيقول‪ :‬الرحمة‪ ،‬فيقول الله‬
‫جل جلله‪ :‬أنت أرحم بعبادي مني? ويقول‪ :‬للذي بعدي‪ :‬ما حملك‬
‫على ما صنعت? فيقول‪ :‬غضبت لك فيقول الله‪ :‬أنت أشد غضبا ً‬
‫مني? فيقول الله‪ :‬انطلقوا بهم‪ ،‬فسدوا بهم ركنا ً من أركان جهنم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪،‬‬
‫حدثنا يحيى بن سليم‪ ،‬عن ابن خيثمة‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪،‬‬
‫قال‪ :‬لما رجعت مهاجرة الحبشة‪ ،‬فقال فتية منهم‪ :‬يارسول الله‬
‫بينما نحن جلوس إذ مرت بنا عجوز من عجائزهم‪ ،‬تحمل على‬
‫رأسها قلة من ماء‪ ،‬فمرت بفتى منهم‪ ،‬فجعل إحدى يديه بين‬
‫كتفيها‪ ،‬ثم دفعها‪ ،‬فخرت على ركبتيها‪ ،‬وانكسرت قلتها‪ ،‬فلما‬
‫ارتفعت التفتت إليه‪ ،‬وقالت‪ :‬سوف تعلم يا غدر‪ ،‬إذا وضع الله‬

‫‪528‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكرسي‪ ،‬وجمع الولين‪ ،‬والخرين‪ ،‬وتكلمت اليدي والرجل بما‬


‫كانوا يكسبون‪ ،‬فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬صدقت كيف يقدس الله‬
‫قوم ل يؤخذ من شديدهم لضعيفهم‪ ،‬وقد تقدم في حديث عبد الله‬
‫بن أنيس‪ :‬أن الله تعالى ينادي العباد يوم القيامة‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا الملك‬
‫الديان‪ ،‬ول ينبغي لحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولحد من‬
‫أهل النار عنده مظلمة‪ ،‬ول لحد من أهل النار أن يدخل النار ولحد‬
‫من أهل الجنة عنده مظلمة حتى أقضيها منه‪ ،‬حتى اللطمة‪ .‬رواه‬
‫أحمد‪ ،‬وعلقه البخاري في صحيحه‪.‬‬
‫لمام مالك رضي الله عنه‪ ،‬عن سعيد بن أبي سعيد‬ ‫وقال ا ِ‬
‫المقبري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬من كانت له مظلمة عند أخيه فليتحلله منها‪ ،‬فِإنه ليس ثم‬
‫دينار‪ ،‬ول درهم من قبل أن يؤخذ من حسناته‪ ،‬فِإن لم تكن له‬
‫حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه"‪ ،‬ورواه البخاري‪،‬‬
‫ومسلم‪.‬‬
‫وروي ابن أبي الدنيا من حديث العلء‪ ،‬عن أبيته‪ ،‬عتن أبتي هريترة‪:‬‬

‫أن رسول الّله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أتدرون متتن المفلتتس?‬

‫قالوا‪ :‬من ل درهم له ول دينار فقتال‪ :‬بتل المفلتس متن أمتتي متن‬

‫يأتي يوم القيامة بصلة‪ ،‬وصيام‪ ،‬وزكاة ويأتي قتتد شتتتم هتتذا‪ ،‬وأكتتل‬

‫مال هذا‪ ،‬وسفك دم هذا‪ ،‬وضرب هذا‪ ،‬فيقتضتتي هتتذا متتن حستتناته‪،‬‬

‫وهذا من حسناته‪ ،‬فِإن فنيت حسناته من قبل أن يقضتتي متتا عليتته‪،‬‬

‫أختتتذ متتتن خطايتتتاهم‪ ،‬فطرحتتتت عليتتته‪ ،‬ثتتتم طتتترح فتتتي النتتتار"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الوليد بن شجاع اليشكري‪ ،‬أنبأنا القاسم‬

‫‪529‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن مالك المزني‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابتتن عمتتر‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تموتن وعليك دين‪ ،‬فِإنه ليس‬

‫ثم دينار‪ ،‬ول درهم‪ ،‬إنما هي الحسنات جزاء بجتتزاء‪ ،‬ول يظلتتم ربتتك‬

‫أحدًا"‪ ،‬وروي من وجهين آخرين‪ ،‬عن ابن عمر مرفوعا ً مثله‪.‬‬

‫القتصاص من الظالمين يوم القيامة‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا ابن أبتتي شتتيبة‪ ،‬أخبرنتتا بكتتر بتتن‬

‫يونس بن بكيتتر‪ ،‬عتتن موستتى بتتن علتتي بتتن ربتتاح‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫المنكدر‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قال رستتول اللته صتلى اللته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"إنه ليأتي العبد يوم القيامتتة وقتتد ستترته حستتناته‪ ،‬فيجيتتء الرجتتل‬

‫فيقول‪ :‬يا رب ظلمني هذا‪ ،‬فيؤخذ من حسنانه‪ ،‬فيجعل في حسنات‬

‫الذي سأله‪ ،‬فما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة‪ ،‬فتتإذا جتتاء متتن‬

‫يستتأله نظتتر إلتتى ستتيئاته فجعلتتت متتع ستتيئات الرجتتل‪ ،‬فل يتتزال‬

‫يستوفي منه حتى يدخل النار"‪.‬‬

‫‪530‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشرك بالله ل يغفر ومظالم العباد يقتص بها حتما ً يوم‬

‫القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا صدقة بن موستتى‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬


‫وقال ا ِ‬

‫عمران الجتتوني‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن نتتاموس‪ ،‬عتتن عائشتتة قتتالت‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الدواوين عند الله ثلثتتة‪ :‬ديتتوان‬

‫ل يعبأ الله به شيئًا‪ ،‬وديوان ل يترك الله منه شيئًا‪ ،‬وديوان ل يغفتتره‬

‫اللتتتته‪ ،‬فأمتتتتا التتتتديوان التتتتذي ل يغفتتتتره اللتتتته فالشتتتترك"‪.‬‬

‫قال الله تعالى‪" :‬إنه من يشرك بالله فقد حترم اللته عليتته الجنتة"‪.‬‬

‫وأما الديوان الذي ل يعبأ الله به شيئًا‪ ،‬فظلم العبد نفسه فيمتتا بينتته‬

‫وبين ربه‪ ،‬من صوم يوم تركه‪ ،‬أو صلة تركها‪ ،‬فإن الله يغفتتر ذلتتك‪،‬‬

‫ويتجاوز إن شاء الله‪ ،‬وأما التتديوان التتذي ل يتتترك اللتته منتته شتتيئًا‪،‬‬

‫فظلتتتتتم العبتتتتتاد بعضتتتتتهم بعضتتتتتًا‪ ،‬القصتتتتتاص ل محالتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى البيهقي من طريق زائدة‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن زيتتاد النميتتري‪،‬‬

‫عن أنس‪ ،‬مرفوعًا‪ :‬الظلم ثلثة‪ :‬فظلم ل يغفره الله‪ ،‬وهو الشتترك‪،‬‬

‫وظلم يغفره‪ ،‬وهو ظلتتم العبتتاد فيمتتا بينهتتم‪ ،‬وبيتتن ربهتتم‪ ،‬وظلتتم ل‬

‫‪531‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يترك اللته منته شتيئا ً وهتو ظلتم العبتاد بعضتهم بعضتًا‪ ،‬حتتى يتدين‬

‫بعضهم من بعض‪ ،‬ثم ساقه من طريتتق يزيتتد الرقتتاش‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫مرفوعا ً بنحوه‪ ،‬وكل الطريقين ضعيف‪.‬‬

‫القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إل المانة‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عبد الله تميتتم بتتن المنتصتتر‪،‬‬

‫أخبرنا إسحاق بن يوسف‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن عبد الله بن مستتعود عتتن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬القتتتل فتتي ستتبيل اللتته يكفتتر كتتل شتتيء إل‬

‫المانة قال‪ :‬يؤتى بصاحب المانة فيقال له‪ :‬أد أمانتك‪ ،‬فيقول‪ :‬أنتتى‬

‫يا رب وقد ذهبت الدنيا? فيقال‪ :‬اذهبوا به إلى الهاويتتة‪ ،‬فيتتذهب بتته‬

‫إليها‪ ،‬فيهوى‪ ،‬حتى ينتهي إلى قعرها‪ ،‬فيجدها هناك كهيئتها فيحملها‪،‬‬

‫فيضعها على عاتقه‪ ،‬فيصعد بها في نار جهنم‪ ،‬حتى إذا رأى أنتته قتتد‬

‫ختتتترج‪ ،‬زلتتتتت‪ ،‬فهتتتتوت فهتتتتوى فتتتتي أثرهتتتتا أبتتتتد البتتتتدين"‪.‬‬

‫قال‪ :‬والمانة في الصلة‪ ،‬والمانة في الصوم‪ ،‬والمانة في الوضوء‪،‬‬

‫والمانة في الحديث‪ ،‬وأشد ذلك الودائع‪ ،‬قال‪ :‬فلقيت البراء فقلت‪:‬‬


‫‪532‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أل تستتتمع إلتتتى متتتا يقتتتول أختتتوك عبتتتد اللتتته? قتتتال‪ :‬صتتتدق‪.‬‬

‫قال شريك‪ :‬وحدثنا عباد العامري‪ ،‬عتتن زاذان‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم بمثله‪ ،‬ولتتم يتتذكر المانتتة فتتي الصتتلة‪،‬‬

‫والمانة في كل شيء‪ ،‬إسناده جيد‪ ...‬ولم يروه أحمد ول من الستة‬

‫أحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‪.‬‬

‫وله شاهد من الحديث الذي رواه مسلم ٍ ‪ ،‬عن أبي سعيد‪" :‬أن رجل ً‬

‫قال‪ :‬يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله‪ ،‬صابرًا‪ ،‬محتسبًا‪،‬‬

‫مقب ً‬
‫ل‪ ،‬غير مدبر‪ ،‬أيكفر الله عنتتي خطايتتاي? قتتال‪ :‬نعتتم إل التتدين"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي التدنيا‪ :‬حتدثنا يوستف بتن موستى‪ ،‬حتدثنا محمتد بتن‬

‫عبيد‪ ،‬أخبرنا محمد بن عمر‪ ،‬عنيحيى بن عبد الرحمتتن بتتن حتتاطب‪،‬‬

‫ن ث ُت ّ‬
‫م‬ ‫م ميت ُتتو َ‬
‫ت وَإ ِن ّهُ ت ْ‬
‫مي ّ ٌ‬ ‫عن عبد الله بن الزبير قال لما نزلت‪" :‬إن ّ َ‬
‫ك َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫خَتصتتتتتتتمو َ‬ ‫عن ْتتتتتتتد َ َرب ّك ُتتتتتتت ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫متتتتتتتةِ ِ‬ ‫إن ّك ُتتتتتتت ْ‬
‫م ي َتتتتتتتوْ َ‬

‫قال الزبير‪ :‬يا رسول الله أيكرر علينا ما يكون بيننتا فتي التدنيا متن‬

‫خواص الذنوب? قال‪ :‬نعم‪ ،‬ليكررن عليكم‪ ،‬حتى تؤدوا إلتتى كتتل ذي‬

‫حتتتتتق حقتتتتته‪ ،‬فقتتتتتال الزبيتتتتتر‪ :‬واللتتتتته إن المتتتتتر لشتتتتتديد‪.‬‬

‫‪533‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا يوستتف بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا إستتحاق بتتن‬

‫سليمان‪ ،‬أخبرنا أبو سنان‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن الستتائب‪ ،‬عتتن زاذان‪،‬‬

‫عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬المتتم جتتاثون للحستتاب‪ ،‬فهتتم يتتومئذ‬

‫أشد تعلقا ً بعضهم ببعض منهم في الدنيا‪ ،‬الب بتتابنه‪ ،‬والبتتن بتتأبيه‪،‬‬

‫والخت بأختها‪ ،‬والزوج بامرأته‪ ،‬والمرأة بزوجهتتا‪ ،‬ثتتم تل عبتتد اللتته‪:‬‬

‫ستتتتتتتتتتاءُلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ وَل َ ي َت َ َ‬
‫م َيتتتتتتتتتتوْ َ‬
‫ب ب َي ْن َُهتتتتتتتتتت ْ‬ ‫"فَل َ أن ْ َ‬
‫ستتتتتتتتتتا َ‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا الفضل بن يعقتتوب‪ ،‬حتتدثنا عبيتتد‬

‫بن مسلمة‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن عمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬

‫وسلم قال‪" :‬يؤتى بالمليك والمملوك‪ ،‬والتتزوج والزوجتتة‪ ،‬فيحاستتب‬

‫المليك والمملوك والزوج والزوجتتة‪ ،‬حتتتى يقتتال خطبتتت فلنتتة متتع‬

‫خطتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب‪ ،‬فزوجتكهتتتتتتتتتتتتتتتتتتا وتركتهتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني عمرو بن حيان مولى بني تميتتم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫عبدة بن حميد‪ ،‬عن إبراهيم ابن مسلم‪ ،‬عن أبي الحوص‪ ،‬عن عبتتد‬

‫الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن‬

‫الله يدعو العبد يوم القيامة‪ ،‬فيذكره ويعتتد دعتتوتني يتتوم كتتذا وكتتذا‬

‫‪534‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتى يعتتد عليتته فيمتتا بعتتد‪ ،‬وقلتتت زوجنتتي فلنتتة ويستتميها باستتمها‬

‫فزوجناكهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وروى من حديث ليث بن سليم‪ ،‬عن أبي بتترذة‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪ ،‬مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً بنحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا إبراهيم بن سعيد‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب بن‬

‫عطاء‪ ،‬حدثني الفضل بن عيستتى‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن المنكتتدر‪ ،‬عتتن‬

‫جابر قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن العتتار ليلتتزم‬

‫ي‬
‫لرسالك بتتي التتى النتتار‪ ،‬أيستتر عل ت ّ‬
‫العبد يوم القيامة حتى يقول‪ِ :‬‬

‫مما ألقى‪ ،‬والله إنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب"‪.‬‬

‫يسأل العبد عن النعيم يوم القيامة‬

‫عتتتتتن الن ِّعيتتتتتم"‪.‬‬


‫مئ ِذٍ َ‬ ‫ستتتتتأل ُ ّ‬
‫ن َيتتتتتوْ َ‬ ‫م ل َت ُ ْ‬
‫قتتتتتال تعتتتتتالى‪" :‬ثتتتتت ّ‬

‫وفي الصحيح‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم لمتتا أكتتل هتتو‬

‫وأصحابه في حديقة أبي الهيثم بتتن المنهتتال متتن تلتتك الشتتاة التتتي‬

‫ذبحت له‪ ،‬وأكلوا من الرطب‪ ،‬وشربوا من ذلتتك المتتاء‪ ،‬قتتال‪" :‬هتتذا‬

‫من النعيم الذي تسألون عنه" أي عن القيام بشكره‪ ،‬ومتتاذا عملتتتم‬


‫‪535‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي مقابلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪.‬‬

‫كما ورد في الحديت‪" :‬آدموا طعامكم بذكر الله وبالصلة‪ ،‬ول تناموا‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته فتقستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا قلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوبكم"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا يوستتف بتتن موستتى‪ ،‬أخبرنتتا وكيتتع‪ ،‬عتتن‬

‫سفيان‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬أن رجل ً دختتل مستتجد دمشتتق‪،‬‬

‫فقال‪ :‬اللهم آنس وحشتي‪ ،‬وارحم غربتي‪ ،‬وارزقني جليستا ً صتتالحًا‪،‬‬

‫فسمعه أبو الدرداء فقال‪ :‬لئن قلت صادقا ً لنا أسعد بما قلت منك‪،‬‬

‫سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬فمنهتتم ظتتالم‬

‫لنفسه قال‪ :‬الظالم الذي يؤخذ منه في مقامه ذلتتك‪ ،‬وذلتتك الحتتزن‬

‫والغتتم‪ ،‬ومنهتتم مقتصتتد‪ ،‬يحاستتب حستتابا ً يستتيرًا‪ ،‬ومنهتتم ستتابق‬

‫بالخيرات قال‪ :‬يدخل الجنة بغير حساب" وستتتأتي الحتتاديث فيمتتن‬

‫يدخل بغير حساب وكم عدتهم‪.‬‬

‫حديث فيه أن الله تعالى يصالح عن عبده الذي له عناية‬

‫ممن ظلمه‪ ،‬بما يريه من قصور الجنة ونعيمها‬

‫‪536‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو يعلى‪ :‬حدثنا مجاهد بن موسى‪ ،‬حدثنا عبد الله بن بكير‪،‬‬
‫حدثنا عباد الحنطي‪ ،‬عن سعيد بن أنس‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬بينا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم جالس‪ ،‬إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه‪،‬‬
‫فقال عمر‪ .‬ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي‪ .‬فقال‪ :‬رجلن‬
‫من أمتي‪ ،‬جثوا بين يدي الله عز وجل‪ ،‬رب العزة‪ ،‬تبارك وتعالى‪،‬‬
‫فقال أحدهما‪ :‬يا رب خذ لي مظلمتي من أخي‪ .‬قال الله تعالى‪.‬‬
‫أعط أخاك مظلمته‪ ،‬قال‪ :‬يارب لم يبق من حسناتي شيء‪ .‬قال‬
‫الله تعالى للطالب‪ :‬كيف تصنع بأخيك‪ .‬لم يبق من حسناته شيء‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا رب فليحمل عني من أوزاري‪ .‬قال‪ .‬وفاضت عينا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن ذلك ليوم عظيم‪،‬‬
‫يوم يحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم‪ ،‬فقال الله‬
‫للطالب‪ :‬ارفع بصرك فانظر في الجنان‪ ،‬فرفع رأسه فقال‪ :‬يا رب‬
‫أرى مدائن من فضة‪ ،‬وقصورا ً من ذهب‪ ،‬مكللة باللؤلؤ‪ ،‬لي نبي‬
‫هذا? لي صديق هذا? لي شهيد هذا? قال‪ :‬هذا لمن أعطى الثمن‪،‬‬
‫قال‪ .‬يا رب ومن يملك ذلك? قال‪ :‬أنت تملكه‪ .‬قال‪ :‬ماذا يا رب?‬
‫قال‪ :‬تعفو عن أخيك‪ .‬قال‪ :‬يا رب فإني قد عفوت عنه‪ .‬قال الله‬
‫تعالى‪ :‬خذ بيد أخيك‪ ،‬فأدخله الجنة‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عند ذلك‪" :‬فإن الله يصالح بين المؤمنين يوم القيامة"‪.‬‬
‫إسناد غريب‪ ،‬وسياق غريب‪ ،‬ومعنى حسن عجيب‪ ،‬وقد رواه‬
‫البيهقي من حديث عبد الله بن أبي بكر به‪.‬‬
‫وحكى البخاري أنه قال‪ :‬حديث سعيد بن أنس‪ ،‬عن أبيه في‬
‫المظالم‪ ،‬ل يتابع عليه‪ ،‬ثم أورده البيهقي من طريق زياد بن ميمون‬
‫البصري‪ ،‬عن أنس مرفوعا ً بنحوه‪ ،‬وفيه نظر أيضًا‪.‬‬
‫وقد يستشهد له بما رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬من أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من أخذ أموال الناس يريد أداءها‪ ،‬أدى‬
‫الله عنه‪ ،‬ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه الله"‪.‬‬
‫وقد روى أبو داود الطيالسي‪ ،‬عن عبد القاهر بن السري‪ ،‬ورواه أبو‬
‫داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬من حديثه عن ابن لكنانة بن العباس‬
‫بن مرداس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عباس بن مرداس‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لمته بالمغفرة والرحمة‪،‬‬

‫‪537‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فأكثر الدعاء‪ ،‬فأ اجابه الله‪ :‬إني قد فعلت‪ ،‬إل ظلم بعضهم بعضًا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬إنك قادر أن تثبت لمظلوم خيرا ً من ظلمه‪ ،‬وتغفر‬
‫لهذا الظالم‪ ،‬فلم يجبه تلك العشية‪ ،‬فلما كان غداة المزدلفة‪ ،‬أعاد‬
‫الدعاء‪ ،‬فأجابه الله‪ :‬إني قد غفرت لهم‪ ،‬فتبسم رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فقال له بعض أصحابه‪ :‬يا رسول الله صلى الله‬
‫عليك‪" :‬تبسمت في ساعة لم تكن تبسم فيها? فقال‪ :‬تبسمت من‬
‫عدو الله إبليس‪ ،‬إنه لما علم أن الله استجاب لي في أمتي‪ ،‬أهوى‬
‫يدعو بالويل‪ ،‬والثبور‪ ،‬ويحثو التراب على رأسه"‪.‬‬
‫قال البيهقي‪ :‬وهذا الغفران يحتمل أن يكون بعد عذاب يمسهم‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون خاصا ً ببعض الناس‪ ،‬ويحتمل أن يكون عاما ً في‬
‫كل أحد‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا صدقة بن موسى‪ ،‬حدثنا أبو عمران‬
‫الجوني‪ ،‬عن قيس بن زيد أو زيد بن قيس‪ ،‬عن قاضي المصرين‬
‫شريح‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الله يدعو صاحب الدين يوم القيامة‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬فيم أضعت حقوق الناس? فيم اذهبت أموالهم?‬
‫فيقول‪ :‬يا رب لم أفسد‪ ،‬ولكنني أصبت‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا أحق من قضى‬
‫عنك اليوم‪ ،‬فتربح حسناته على سيئاته فيؤمر إلى الجنة"‪.‬‬
‫وثبت في صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم في الرجل الذي يقول الله تعالى‪ :‬أعرضوا عليه صغار ذنوبه‪،‬‬
‫واتركوا كبارها‪ ،‬فيقال له‪ :‬هل تنكر من هذا شيئًا? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬وهو‬
‫مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه‪ ،‬فيقول الله تعالى‪ :‬إنا قد‬
‫بدلناك مكان كل سيئة حسنة فأقول‪ :‬يا رب ِإني قد عملت ذنوبا ً ل‬
‫أراها هنا? قال‪ :‬وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى‬
‫بدت نواجذه‪.‬‬
‫وتقدم في حديث عبد الله بن عمر في حديث النجوى‪ :‬يدني الله‬
‫العبد يوم القيامة‪ ،‬حتى يضع عليه كنفه ويقرره بذنوبه‪ ،‬حتى إذا‬
‫ظن أنه قد هلك‪ ،‬قال سترتها عليك في الدنيا‪ ،‬وأنا أغفرها لك‬
‫اليوم‪ ،‬ويعطي كبار حسناته بيمينه‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ :‬حدثنا سيار بن‬

‫‪538‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حاتم‪ ،‬أخبرنا جعفر بن سليمان‪ ،‬أخبرنا أبو عمران الجوني‪ ،‬عن‬


‫أبي هريرة قال‪" :‬يدني الله العبد يوم القيامة‪ ،‬فيضع عليه كنفه‬
‫فيستره من الخلئق كلها‪ ،‬ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫اقرأ يا ابن آدم كتابك‪ ،‬فيمر بالحسنة فيسر بها قبله‪ ،‬فيقول الله‬
‫تعالى له‪ :‬أتعرف يا عبدي? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬يا رب أعرف‪ ،‬فيقول‪ :‬إني‬
‫قد تقبلتها‪ .‬قال‪ :‬فيخر ساجدا ً قال‪ :‬فيقول ارفع رأسك‪ ،‬وعد إلى‬
‫كتابك‪ ،‬فيمر بالسيئة فيسود لها وجهه‪ ،‬ويحزن بها قلبه‪ ،‬وترتعد منها‬
‫فرائصه‪ ،‬ويأخذه من الحياء من ربه ما ل يعلمه غيره‪ ،‬فيقول الله‬
‫تعالى‪ :‬أتعرف يا عبدي? فيقول‪ :‬نعم يا رب أعرف‪ ،‬فيقول فِإني قد‬
‫غفرتها لك‪ ،‬فل يزال بين حسنة تقبل فيسجد‪ ،‬وسيئة تغفر فيسجد‪،‬‬
‫ل يرى الخلئق منه إل ذاك السجود‪ ،‬حتى ينادي الخلئق بعضها‬
‫بعضًا‪ :‬طوبى لهذا العبد الذي لم يعص الله قط ول يدرون ما قد‬
‫لقي فيما بينه وبين الله تعالى مما قد وقف عليه"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ ،‬وقال ابن أبي ياسر‪ ،‬عمار بن نصر‪ :‬حدثنا‬
‫الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا عثمان بن أبي العاتكة أو غيره قال‪ :‬من‬
‫أوتي كتابه بيمينه أتى بكتاب في باطنه سيئاته‪ ،‬وظاهره حسناته‪،‬‬
‫فيقال له‪ :‬إقرأ كتابك فيقرأ باطنه فيساء بما فيه من سيئاته‪ ،‬حتى‬
‫إذا أتى على آخرها قرأ فيه‪ :‬هذه سيئاتك‪ ،‬وقد سترتها عليك في‬
‫الدنيا‪ ،‬وغفرتها لك اليوم‪ ،‬ويغبطه الشهاد‪ ،‬أو قال أهل الجمع‪ ،‬بما‬
‫يقرأون في ظاهر كتابه من حسناته‪ ،‬ويقولون‪ :‬سعد هذا‪ ،‬ثم يؤمر‬
‫بتحويله وقراءة ما في ظاهره‪ ،‬فيحول الله ما كان في باطنه من‬
‫سيئاته‪ ،‬فيجعلها الله حسنات‪ ،‬ويقرأ حسناته‪ ،‬حتى يأتي على‬
‫آخرها‪ ،‬ثم يقول‪ :‬هذه حسناتك‪ ،‬وقد قبلتها‪ ،‬فعند ذلك يقول لهل‬
‫ه"‪.‬‬ ‫ساب ِي َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫لق ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت أّني ُ‬ ‫ه إّني ظ َن َن ْ ُ‬ ‫م اْقرُءوا ك َِتاب ِي َ ْ‬ ‫هاؤُ ُ‬‫الجمع‪َ " :‬‬
‫قال‪ :‬ومن أوتي كتابه وراء ظهره‪ ،‬يأخذه بشماله‪ ،‬يقال له‪ :‬اقرأ‬
‫كتابك‪ ،‬فيقرأ كتابه‪ ،‬في باطنه حسناته‪ ،‬وفي ظاهره سيئاته‪،‬‬
‫فيقرؤه أهل الجمع‪ ،‬ويقولون‪ :‬هلك هذا‪ ،‬فإذا أتى على آخر حسناته‪،‬‬
‫قيل‪ :‬هذه حسناتك‪ ،‬وقد رددتها عليك‪ ،‬ويؤمر بتحويله‪ ،‬ويقرأ سيئاته‬
‫حتى يأتي على آخرها‪ ،‬فعند ذلك يقول لهل الجمع‪َ" :‬يا ل َي ْت َِني ل َ ْ‬
‫م‬
‫ما َأغَنى عَّني‬ ‫ة َ‬ ‫ت ال َْقا ِ‬
‫ضي َ َ‬ ‫ه َيا ل َي ْت ََها َ‬
‫كان َ ِ‬ ‫ساب ِي َ ْ‬‫ح َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه وَل َ ْ‬
‫م أدرِ َ‬ ‫ت ك َِتاب ِي َ ْ‬
‫أو َ‬

‫‪539‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه"‪.‬‬ ‫مال ِي َ ْ‬‫َ‬


‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬حدثنا المبارك بن‬
‫فضالة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج والبذج ولد الشاة‪ ،‬فيقول له‬
‫ربه‪ :‬أين ما خولتك? أين ما ملكتك? أين ما أعطيتك? فيقول‪ :‬يا رب‬
‫جمعته وثمرته‪ ،‬وتركته أكثر ما يكون فيقول‪ :‬ما قدمت فيه? فينظر‬
‫فل يرى قدم شيئًا‪ ،‬فليس يراجع الله بعده"‪.‬‬
‫وحدثني حمزة بن العباس‪ ،‬أنبأنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫المبارك‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن مسلم‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه‪ ،‬وزاد فيه فيقول‪:‬‬
‫يا رب ارجعني آتك به كله‪ ،‬فإذا أعيد لم يقدم شيئا ً فيمضي به إلى‬
‫النار‪ ،‬ثم ساقه من طريق يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس عن النبي صلى‬
‫دى‬‫موَنا فَرا َ‬ ‫الله عليه وسلم بنحوه‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ ِ‬
‫جئ ْت ُ ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫م وََراَء ظ ُُهورِك ُ ْ‬ ‫خوَّلناك ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مّرةٍ وَت ََرك ْت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م أ َوّ َ‬
‫ل ً‬ ‫خل َْقناك ُ ْ‬
‫ما َ‬ ‫كَ َ‬
‫وفي الصحيح لمسلم‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫يقول ابن آدم‪ :‬مالي‪ ،‬وهل لك من مالك إل ما أكلت فأفنيت‪ ،‬أو‬
‫لبست‪ ،‬فأبليت‪ ،‬أو تصدقت فأمضيت‪ ،‬وما سوى ذلك فذاهب‬
‫َ‬ ‫وتاركه للناس‪ ،‬وقال الله تعالى‪" :‬يُقو ُ َ‬
‫ب أن‬ ‫س ُ‬‫ح َ‬‫مال ً ل َُبدا ً أي َ ْ‬‫ت َ‬ ‫ل أهْل َك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫د"‪.‬‬‫ح ٌ‬‫م ي ََرهُ أ َ‬ ‫لّ ْ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا شريح بن يونس‪ ،‬حدثنا سيف بن محمد‪،‬‬
‫ابن أخت سفيان الثوري‪ ،‬عن ليث بن أبي سليم‪ ،‬عن عدي بن‬
‫عدي‪ ،‬عن الصنابحي‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل‬
‫عن أربع‪ :‬عن عمره‪ ،‬فيم أفناه? وعن جسده‪ ،‬فيم أبله? وعن‬
‫علمه‪ ،‬ما عمل فيه? وعن ماله‪ ،‬من أين اكتسبه‪ ،‬وفيم أنفقه? وقد‬
‫تقدم عن ابن مسعود نحوه‪ .‬وروي عن أبي ذر قريب منه‪ ،‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا ستتريج بتتن يتتونس‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن‬

‫مسلم‪ ،‬عن المنصور بن عتيق عن مكحول‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫‪540‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬يا غريم يا أبا الدرداء‪ ،‬كيف بك إذا قيل لتتك‬

‫يوم القيامتتة‪ :‬علمتتت أو جهلتتت? فتتإن قلتتت‪ :‬علمتتت فيقتتول‪ :‬متتاذا‬

‫عملت فيما علمت? وإن قلت‪ :‬جهلت‪ ،‬قيل‪ :‬فماذا كان عذرك فيمتتا‬

‫جهلت? أل تعلمتتت"‪ .‬وقتتد روي متتن وجتته آختتر موقتتوف علتتى أبتتي‬

‫الدرداء فالله أعلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫قال البخاري رحمه الله‪ :‬باب يدعى الناس بآبائهم‪ ،‬ثم أورد حتتديث‬

‫عبد الله بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه فيقال‪ :‬هذه غتتدرة فلن‬

‫ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن فلن"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬ومحمد بن بكتتار‪،‬‬

‫قال‪ .‬حدثنا هشيم‪ ،‬عن داود بن عمرو‪ ،‬وعن عبد الله بن أبي زكريتتا‪،‬‬

‫عن أبي الدرداء‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستلم‪:‬‬

‫"إنكتتم تتتدعون يتتوم القيامتتة بأستتمائكم‪ ،‬وأستتماء آبتتائكم‪ ،‬فحستتنوا‬

‫أستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتماءكم"‪.‬‬
‫‪541‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا علي بن المنذر‪ ،‬حدثنا محمد بن فضتتيل‪ ،‬حتتدثني‬

‫أبي‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬تلقى الرض أفلذ كبدها‪ ،‬فيمر السارق‪ ،‬فيقتتول‪ :‬فتتي‬

‫هذا قطعت يدي‪ ،‬ويجيء القاتل‪ ،‬فيقتتول‪ :‬فتتي هتتذا قتلتتت‪ ،‬ويجيتتء‬

‫القتتاطع الرحتتم‪ ،‬فيقتتول‪ :‬فتتي هتتذا قطعتتت رحمتتي ثتتم يتتدعونه فل‬

‫يأخذون منه شيًا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫متتا ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫جتتوه‪ ،‬فَأ ّ‬
‫ستوَد ُ وُ ُ‬
‫ه‪ ،‬وَت َ ْ‬
‫جتتو ٌ‬
‫ضو ُ‬
‫م ت َب ْي َت ّ‬
‫ه تعتتالى‪" :‬ي َتوْ َ‬
‫قال اللت ّ‬

‫ذوُقوا ال ْعَت َ‬ ‫اسودت وجوهُه َ‬


‫متا ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م‬ ‫ب بِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م ب َْعتد َ ِإيمتتان ِك ُ ْ‬
‫م‪ ،‬فَت ُ‬ ‫م أك ََفْرُتت ْ‬
‫ُ ْ‬ ‫ْ َ ّ ْ ُ ُ‬
‫َ‬
‫متةِ الل ّتهِ هُت ْ‬
‫م ِفيهَتتا‬ ‫م فَِفتتي َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫جتتوهُهُ ْ‬
‫تو ُ‬
‫ضت ْ‬
‫ن اب ْي َ ّ‬ ‫متتا ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت َك ُْفُرون وَأ ّ‬

‫ن"‪.‬‬
‫دو َ‬
‫خا ِلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫َ‬

‫مئ ِذٍ‬
‫جتتوهٌ ي َتوْ َ‬
‫ة‪ ،‬وَوُ ً‬
‫ضَرة ِإلتتى رب َّهتا ن َتتاظ َِر ٌ‬
‫مئ ِذٍ نا ِ‬
‫جوهٌ ي َوْ َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬و ُ‬

‫ل ب ِهَتتتتتتتتتتا فَتتتتتتتتتتاقَِرة"‪.‬‬
‫ن ي ُْفعَتتتتتتتتتت َ‬ ‫باستتتتتتتتتترةٌ تظ ُتتتتتتتتتت َ‬
‫نأ ْ‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬

‫مئ ِدٍ‬
‫جوهٌ ي َوْ َ‬
‫شَرةٌ وو ُ‬
‫ست َب ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫كة ُ‬ ‫ضا ِ‬
‫سِفَرة َ‬
‫م ْ‬
‫مئ ِذٍ ُ‬
‫جوهٌ ي َوْ َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وُ ُ‬

‫ة"‪.‬‬ ‫م الك ََفتتتَرةُ الَف َ‬


‫جتتتَر ً‬ ‫عَل َي ْهَتتتا غَب َتتتَرةٌ قتتتي ت َْرهَُقهَتتتا قَت َتتتَرة أول َئ ِ َ‬
‫ك هُتتت ُ‬
‫‪542‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال تعالى‪ِ" :‬للذي َ‬


‫م‬ ‫ة‪ ،‬وَل َ ي َْرهَ تقُ وُ ُ‬
‫جتتوهَهُ ْ‬ ‫س تَنى وَزِي َتتاد ٌ‬
‫سُنوا الح ْ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ َ‬
‫قَتر ول َ ذّلة أول َئ ِ َ َ‬
‫ن كَ َ‬
‫س تُبوا‬ ‫ن َوال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫دو َ‬
‫خال ِت ُ‬
‫م ِفيهَتتا َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫جن ّةِ هُ ت ْ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ٌَ َ ِ‬

‫ن‬ ‫ن الّلتهِ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ة متا ل َُهتم ّ‬
‫مت َ‬ ‫م ذِّلت ٌ‬ ‫ستي ّئ َةٍ ب ِ ِ‬
‫مث ْل َِهتا وَت َْرهَُقُهت ْ‬ ‫جتَزاءُ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬
‫ت َ‬ ‫ال ّ‬

‫مظ ِْلم تا ً أول َئ ِ َ‬ ‫َ‬


‫ك‬ ‫ن الل ّي ْتتل ُ‬ ‫طع تا ً ِ‬
‫مت َ‬ ‫م قِ َ‬
‫جتتوههُ ْ‬
‫ت وُ ُ‬
‫ش تي َ ْ‬ ‫م‪ ،‬ك َأن ّ َ‬
‫متتا أغ ِ‬ ‫صت ٍ‬
‫عا ِ‬
‫َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫َ‬
‫دو َ‬
‫خاِلتتتتتتتتتت ُ‬
‫م ِفيَهتتتتتتتتتتا َ‬
‫هتتتتتتتتتت ْ‬
‫ب الّنتتتتتتتتتتاَر ُ‬
‫حا ُ‬
‫صتتتتتتتتتت َ‬
‫أ ْ‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن معمتتر‪ ،‬ومحمتتد بتتن‬

‫عثمان‪ ،‬ابن كرامة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى‪ ،‬عتتن إستترائيل‪،‬‬

‫عن السدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫ي‬
‫ن أوت ت َ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬
‫مت ْ‬ ‫مه ِ ْ‬
‫متتا ِ‬ ‫عو ك ّ‬
‫ل أن َتتاس بإ ِ َ‬ ‫م ن َد ْ ُ‬
‫وسلم في قوله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ن فتتي‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَل َ ي ُظ َْلمو َ‬
‫ن فَِتيل ً وَ َ‬ ‫ن ك َِتاب َهُ ْ‬ ‫ه ب َِيمينهِ َفأول َئ ِ َ‬
‫ك َيقرءو َ‬ ‫ك َِتاب َ ُ‬

‫ستتتتِبي ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ضتتتت ّ‬
‫ل َ‬ ‫متتتتى َوأ َ‬ ‫متتتتى فَهُتتتتوَ فتتتتي ال ِ‬
‫ختتتتَرةِ أعْ َ‬ ‫هتتتتذه أعْ َ‬

‫قال‪ :‬يتتدعى آخرهتتم فيعطتتى كتتتابه بيمينتته‪ ،‬ويمتتد لتته فتتي جستتده‪،‬‬

‫ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج متتن لؤلتتؤ‪ ،‬يتلل‪ ،‬فينطلتتق إلتتى‬

‫أصحابه‪ ،‬فيرونه من بعيد‪ ،‬فيقولون‪ :‬اللهم ائتنا بهذا‪ ،‬وبارك لنتتا فتتي‬

‫هذا‪ ،‬فيأتيهم‪ ،‬فيقول‪ :‬أبشروا‪ ،‬فإن لكل رجل منكم مثتتل هتتذا‪ ،‬وأمتتا‬

‫‪543‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكافر فيسود وجهه‪ ،‬ويمد له في جسمه‪ ،‬فيراه أصحابه‪ ،‬فيقولتتون‪:‬‬

‫نعوذ بالله من هذا‪ ،‬من شر هذا‪ ،‬اللهم ل تأتنا به‪ ،‬فيأتيهم‪ ،‬فيقولون‪:‬‬

‫اللهم أخزه‪ ،‬فيقول‪ :‬أبعدكم الله‪ ،‬فِإن لكل رجل منكم مثل هذا‪ ،‬ثم‬

‫لسناد‪ ،‬ورواه أبتتو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪ ،‬عتتن‬


‫قال‪ :‬ل نعرفه إل بهذا ا ِ‬

‫العبتتاس بتتن محمتتد‪ ،‬بتتن عبيتتد اللتته‪ ،‬بتتن موستتى‪ ،‬العبستتي بتته‪.‬‬

‫وروى ابن أبي الدنيا‪ :‬عن بعض السلف‪ ،‬وهو الحسن البصتتري‪ ،‬أنتته‬

‫قال‪ :‬إذا قال الله تعالى للعبد‪ :‬ختتذوه فغلتتوه‪ ،‬ابتتتدره ستتبعون ألتتف‬

‫ملك‪ ،‬فتسلسل السلسلة من فيه‪ ،‬فتختترج متتن دبتتره‪ ،‬وينظتتم فتتي‬

‫سلسلة كما ينظم الخرز فتتي الخيتتط‪ ،‬ويغمتتس فتتي النتتار‪ ،‬غمستتة‪،‬‬

‫فيخرج عظامًا‪ ،‬فيقع‪ ،‬ثم تسجر تلك العظام في النار‪ ،‬ثم يعاد غضتتا ً‬

‫طريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬إذا قال الله‪ :‬خذوه‪ ،‬ابتتتدره أكتتثر متتن ربيعتتة ومضتتر‪،‬‬

‫وعن معتمر بن سليمان‪ ،‬عنأبيه‪ ،‬أنتته قتتال‪ :‬ل يبقتتى شتتيء إل ذمتته‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬متتا ترحمنتتي? فيقتتول‪ :‬كيتتف أرحمتتك‪ ،‬ولتتم يرحمتتك أرحتتم‬

‫الراحمين?!‬

‫‪544‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫قال ابن ماجه في كتاب الرقائق من سننه‪:‬‬

‫ما يرجى من رحمة الله تعالى يوم القيامة‬

‫حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حتتدثنا هتتارون‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الملتتك بتتن‬

‫عطاء‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن‬

‫لله مائة رحمة‪ ،‬أنزل منها واحدة بين جميع الخلق‪ ،‬فبهتتا يتتتراحمون‬

‫وبها تعطف الوحوش علتتى أولدهتتا‪ ،‬وأختتر تستتعة وتستتعين رحمتتة‪،‬‬

‫يرحتتتتتتتتتتتم بهتتتتتتتتتتتا عبتتتتتتتتتتتاده يتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن عبد الله بن نمير‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الملك بن أبي سليمان‪ ،‬عن عطاء ابن أبي ربتتاح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫ي صتتتتتتلى اللتتتتتته عليتتتتتته وستتتتتتلم بنحتتتتتتوه‪.‬‬


‫عتتتتتتن النتتتتتتب َ‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬عن أبى هريرة‪ ،‬قال‪ :‬ستتمعت‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن الله خلق الرحمة يوم‬

‫خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة‪ ،‬وأرستتل فتتي‬

‫‪545‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خلقه كلهم رحمة واحدة‪ ،‬فلو يعلم الكافر بكل الذي عنتتد اللتته متتن‬

‫الرحمة لم ييأس من الجنة‪ ،‬ولو يعلم المؤمن بكتل التذي عنتد اللته‬

‫من العذاب لم يأمن من النار"‪ .‬انفرد به البختتاري عتتن هتتذا التتوجه‪.‬‬

‫ثم قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬وأحمد بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬

‫معاوية‪ ،‬عن العمش عتتن أبتتي صتتالح عتتن أبتتي ستتعيد‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلق اللتته عتتز وجتتل يتتوم خلتتق‬

‫السموات والرض مائة رحمة‪ ،‬فجعل في الرض منهتتا رحمتتة‪ ،‬فبهتتا‬

‫تعطف الوالدة على ولتتدها‪ ،‬والبهتتائم بعضتتها علتتى بعتتض‪ ،‬والطيتتر‪،‬‬

‫وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يتتوم القيامتتة أكملهتتا‬

‫بهذه الرحمة"‪ ،‬انفرد بتته‪ ،‬وهتتو علتتى شتترط الصتتحيحين‪ ،‬وورد متتن‬

‫طتترق عتتن أبتتي هريتترة‪ :‬أن اللته كتتتب كتابتا ً يتتوم خلتتق الستتموات‬

‫والرض‪ :‬إن رحمتي تغلب غضبي‪ ،‬وفي رواية سبقت غضتتبي‪ ،‬وفتتي‬

‫روايتتتتتتتة‪ :‬فهتتتتتتتو موضتتتتتتتوع عنتتتتتتتده فتتتتتتتوق العتتتتتتترش‪.‬‬

‫ة"‪.‬‬
‫متتت َ‬
‫ح َ‬ ‫ه تعتتتالى‪" :‬ك َت َتتتب َرّبكتتتم عَل َتتتى ن َْف ِ‬
‫ستتهِ الّر ْ‬ ‫وقتتتد قتتتال اللتتت ّ‬

‫ن‪،‬‬
‫ن ي َت ُّقتتو َ‬ ‫كتب َُها ل ِل ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سستتأ ْ‬
‫يءٍ فَ َ‬
‫شت ْ‬ ‫ت ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫س تع َ ْ‬
‫مت ِتتي وَ ِ‬
‫ح َ‬
‫وقتتال‪" :‬وََر ْ‬

‫‪546‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬
‫مُنتتتتتتو َ‬
‫م بآَيات َِنتتتتتتا‪ُ .‬يؤ ِ‬
‫ة‪ ،‬والتتتتتتذين هتتتتتت ْ‬
‫ن الّزكتتتتتتا َ‬
‫َويؤُتتتتتتتو َ‬

‫ثم أورد ابن ماجه حديث ابن أبي مليكة‪ ،‬عن معاذ‪ :‬أتتتدري متتا حتتق‬

‫الله على عباده? أن يعبدوه ول يشركوا به شيئًا‪ ،‬ثم قال‪ .‬أتدري متتا‬

‫حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك? أن ل يعذبهم‪ ،‬وهو ثابت في‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬من طريق السود بن هلل‪ ،‬وأنس بتتن مالتتك‪ ،‬عتتن‬

‫معتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاذ‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا زيد بن الحبتتاب‪،‬‬

‫حدثنا سهيل بن عبد الله أخو حزم القطيعتتي‪ ،‬حتتدثنا ثتتابت البنتتاني‪،‬‬

‫عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم تل هتتذه‬

‫ة"‪.‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مغِْفتتتتتتتَر ِ‬ ‫وى وَأ َ ْ‬
‫هتتتتتتت ُ‬ ‫هتتتتتتت ُ‬
‫ل الت ّْقتتتتتتت َ‬ ‫هتتتتتتتو أ ْ‬
‫اليتتتتتتتة‪ُ " :‬‬

‫ثم قال الله تعالى‪" :‬أنا أهل أن أتقى‪ ،‬فل يجعل معي إله آخر‪ ،‬فمن‬

‫اتقتتتى أن يجعتتتل معتتتي إلهتتتا ً آختتتر فأنتتتا أهتتتل أن أغفتتتر لتتته"‪.‬‬

‫ثم قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ،‬حتدثنا إبراهيتم بتن أعيتن‪،‬‬

‫حدثنا اسماعيل بتتن يحيتتى الشتتيباني‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن عمتتر بتتن‬

‫حفص‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪" :‬كنا مع النبي صلى الله عليتته‬

‫‪547‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم في بعض غزواته فمر بقوم‪ ،‬فقال‪ :‬من القوم? فقتالوا‪ :‬نحتن‬

‫المسلمون‪ :‬وامرأة تحصب تنورها‪ ،‬ومعها ابن لها‪ ،‬فتتإذا ارتفتتع وهتتج‬

‫التنور نجت به‪ ،‬فأتت النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم فقتتالت‪ :‬أنتتت‬

‫رسول الله? قال‪ :‬نعم‪ :‬قالت‪ :‬بأبي أنت وأمتتي‪ ،‬أليتتس اللتته بتتأرحم‬

‫الراحمين? قال‪ :‬بلتى‪ .‬قتالت‪ :‬أو ليتس اللته أرحتم بعبتاده متن الم‬

‫بولتتدها‪ .‬قتتال‪ :‬بلتتى‪ .‬فتتأتى بأطبتتاق الجتتوز والستتكر‪ ،‬فنتتثر‪ ،‬فجعتتل‬

‫يخاطفهم‪ ،‬ويخاطفونه"‪ .‬والحديث بتمامه وهو غريب جدًا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحنطي‪ ،‬حدثنا أبي‪،‬‬


‫عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي‪ ،‬فيجعلون عن الحوض‪،‬‬
‫فأقول‪ :‬يا رب أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تعلم ما أحدثوا بعدك‪ ،‬إنهم‬
‫ارتدوا على أعقابهم القهقرى"‪.‬‬
‫قال شعيب‪ :‬عن الزهري‪ ،‬كان أبو هريرة يحتتدث عتتن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم "فيحملون" وقال عقيل‪" :‬فيجلون" وقال الزبيتتدي‪:‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الله بن أبي رافع‪ ،‬عن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وهذا كلتته تعليتتق ولتتم‬
‫‪548‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أر أحتتدا ً أستتنده بشتتيء متتن هتتذا التتوجه‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬إل أن‬

‫البخاري قال بعتتد هتتذا‪ :‬حتتدثنا أحمتتد بتتن صتتالح‪ ،‬حتتدثنا ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫أخبرني يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن ابن المسيب‪ ،‬أنه كتتان يحتتدث‪:‬‬

‫فيجلون عنتته‪ :‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب أصتتحابي‪ ،‬فيقتتول‪ :‬إنتتك ل تتتدري متتا‬

‫أجتتتتدثوا بعتتتتدك‪ ،‬إنهتتتتم ارتتتتتدوا علتتتتى أدبتتتتارهم القهقتتتترى‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني يعقوب بن عبيتتد وغيتتره‪ :‬عتتن ستتليمان‬

‫بن حرب‪ ،‬عن حماد بن زيد‪ ،‬عتتن كلثتتوم إمتتام مستتجد قشتتير‪ ،‬عتتن‬

‫الفضل بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫كتتأني بكتتم صتتادرين عتتن الحتتوض‪ ،‬يلقتتى الرجتتل الرجتتل‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫أشتتربت? فيقتتول‪ :‬نعتتم‪ ،‬ويلقتتى الرجتتل الرجتتل فيقتتول‪ :‬أشتتربت?‬

‫فيقول‪ :‬ل‪ ،‬واعطشاه‪.‬‬

‫رواية أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫حدثني ابن أبي مليكة‪ ،‬عن أسماء بنتتت أبتتي بكتتر الصتتديق‪ ،‬قتتالت‪:‬‬

‫قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنتتي علتتى الحتتوض‪ ،‬حتتتى أنظتتر‬
‫‪549‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من يرد منكم علي‪ ،‬وستتيؤخذ أنتتاس دونتتي‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ ،‬هتتؤلء‬

‫مني ومن أمتي? فيقال‪ :‬هل شتتعرت بمتتا عملتتوا بعتتدك? واللتته متتا‬

‫برحوا يرجعون على أعقابهم"‪ .‬فكان ابن أبي مليكة يقول‪ :‬اللهم إنا‬

‫نعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوذ بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الم ل تلقي ولدها فتتي‬

‫النار‪ ،‬فأكب رسول صلى الله عليه وسلم يبكي ثم رفع رأسه إلينتتا‪،‬‬

‫فقال‪ :‬إن الله عز وجل ل يعذب من عباده إل المارد المتمرد‪ ،‬التتذي‬

‫يتمرد على الله‪ ،‬ويأبى أن يقول ل إلتته اللتته"‪ .‬إستتناده فيتته ضتتعف‪،‬‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياقه فيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته غرابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫ب وََتتوَّلى" الليتل‪.‬‬
‫كتذ ّ َ‬ ‫شَقى‪ ،‬اّلت ِ‬
‫ذي ً‬ ‫ها إ ِل ّ ال ْ‬
‫صل َ َ‬
‫وقد قال تعالى‪" :‬ل َ ي َ ْ‬

‫ب وَت َوَّلى" القيامة‪.‬‬ ‫صّلى‪َ ،‬ولك ِ ْ‬


‫ن ك ًذ ّ َ‬ ‫صد ّقَ وَل َ ً‬
‫وقال‪" :‬فَل َ َ‬

‫الّله عز وجل أرحم بعباده من المرضعة بوليدها‬

‫وقد قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪،‬‬
‫حدثني زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمر بن الخطاب رضي الله‬
‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي‪ ،‬فإذا امرأة‬
‫من السبي قد تحلب ثديها‪ ،‬تسعى‪ ،‬فإذا وجدت صبيا ً في السبي‬
‫أخذته‪ ،‬فأرضعته‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪ " :‬أترون هذه‬
‫‪550‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طارحة ولدها في النار? قلنا‪ :‬ل‪ ،‬وهي ل تقدر أن تطرحه‪ ،‬فقال‪:‬‬


‫الله أرحم بعباده من هذه بولدها"‪ .‬ورواه مسلم‪ ،‬عن حسن‬
‫الحلواني‪ ،‬ومحمد بن سهل بن عسكر‪ ،‬كلهما عن سعيد بن أبي‬
‫مريم‪ ،‬عن أبي غسان محمد بن مطرف به‪ ،‬وفي رواية‪" :‬والله لله‬
‫أرحم بعباده من هذه بولدها"‪.‬‬
‫ثم قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي‪ ،‬حدثنا عمرو‬
‫بن هاشم‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن عبد الله بن سعيد‪ ،‬عن سعيد‬
‫المقبري‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬ل يدخل النار إل شقي‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ومن الشقي?‬
‫قال‪ :‬من لم يعمل لله بطاعة‪ ،‬ولم يترك له معصية" إسناد هذا‬
‫ضعف‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم من حديث أبي بردة بن أبي موسى‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا كان يوم القيامة‬
‫دفع إلى كل مسلم يهودي‪ ،‬أو نصراني‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا فكاكك من‬
‫النار"‪.‬‬
‫وفي رواية‪" :‬ل يموت رجل مسلم إل أدخل الله مكانه الى النار‬
‫يهوديا ً أو نصرانيًا" قال‪ :‬فاستحلف عمر بن عبد العزيز أبا بردة بالله‬
‫الذي ل إله إل هو ثلث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪ :‬فحلف له‪ ،‬وفي رواية‪ :‬لمسلم أيضًا‪ ،‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجيء ناس من المسلمين يوم‬
‫القيامة بذنوب أمثال الجبال‪ ،‬فيغفرها الله لهم‪ ،‬وضعها على اليهود‬
‫والنصارى"‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا جبارة بن المغلس‪ ،‬حدثنا عبد العلى بن أبي‬
‫المساور‪ ،‬عن أبي بردة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إذا جمع الله الخلئق يوم القيامة أذن لمة محمد في‬
‫ل‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ارفعوا رؤوسكم‪ ،‬فقد جعلنا‬ ‫السجود‪ ،‬فيسجدون طوي ً‬
‫عدوكم فداءكم من النار"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حتدثنا أحمتد‬

‫بن يونس‪ ،‬حدثنا سعد أبو عيدان الشيباني‪ ،‬عن حماد بتتن ستتليمان‪،‬‬

‫‪551‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن إبراهيم‪ ،‬عن صلة بن زغر‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬والذي نفستتي بيتتده ليتتدخلن الجنتتة الفتتاجر‬

‫في دينه‪ ،‬الحمق في مغيشته‪ ،‬والتتذي نفستتي بيتتده ليتتدخلن الجنتتة‬

‫الذي قد محشته النار بذنبه‪ ،‬والذي نفستتي بيتتده ليغفتترن اللتته يتتوم‬

‫القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه "‪.‬‬

‫ساب‬
‫ح َ‬
‫غير ِ‬
‫ن هذه المة ب َ‬
‫م ْ‬ ‫ذكر من يدخل ال ْ َ‬
‫جّنة ِ‬

‫قال! البخاري‪ :‬حدثنا عمران بن ميسرة‪ ،‬حدثنا ابتتن فضتتيل‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حصين‪ ،‬وحدثنا أسيد بن زيد‪ ،‬حدثنا هشتتيم عتتن حصتتين قتتال‪ :‬كنتتت‬

‫عند سعيد بن جبير فقال‪ :‬حدثني ابن عباس قال‪ :‬قال النتتبي صتتلى‬

‫ي المم‪ ،‬فأجد النبي يمتتر معتته المتتة‪،‬‬


‫الله عليه وسلم‪" :‬عرضت عل ّ‬

‫والنبي يمر معه النفر‪ ،‬والنبي معه العشرة‪ ،‬والنتتبي معتته الخمستتة‪،‬‬

‫والنبي يمر وحده‪ ،‬فنظتترت‪ ،‬فتتإذا ستتواد كتتثير‪ ،‬فقتتال قتتائل‪ :‬هتتؤلء‬

‫أمتك‪ ،‬وهؤلء سبعون ألف تا ً قتتدامهم‪ ،‬ل حستتاب عليهتتم‪ ،‬ول عقتتاب‪،‬‬

‫قلتتت‪ :‬ولتتم? قتتال‪ :‬كتتانوا ل يكتتتوون‪ ،‬ول يستتترقون‪ ،‬ول يتطيتترون‪،‬‬

‫وعلى ربهم يتوكلون‪ ،‬فقام إليه عكاشة بن محصن فقتتال‪ :‬ادع اللتته‬
‫‪552‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أن يجعلني منهم قال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ :‬ثم قال رجل آخر‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫ادع الله أن يجعلني منهم‪ :‬فقال‪ :‬سبقك بها عكاشة"‪ .‬ورواه مسلم‪،‬‬

‫عن سعيد بن منصور‪ ،‬عن هشيم به بنحوه وهو أطول متتن هتتذا ثتتم‬

‫أورد البخاري‪ ،‬ومسلم أيضا ً من طريتتق يتتونس‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬عتتن‬

‫سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وقال‬

‫فيه‪" :‬ثم قام رجل من النصتار فقتتال‪ :‬ادع الّلته أن يجعلنتتي منهتتم‪:‬‬

‫فقال‪ :‬سبقك بها عكاشة"‬

‫حديث آخر‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن أبي بكر‪ ،‬حدثنا زهير بن محمتتد‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫عن سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وستلم قتال‪" :‬ستألت ربتي عتز وجتل‪ ،‬فوعتدني أن‬

‫يدخل من أمتي سبعين ألفا ً على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬فاستزدت‬

‫فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا‪ ،‬فقلت‪ :‬أي رب‪ :‬إن لم يكن هتتؤلء‬

‫مهتتتتاجري أمتتتتتي? قتتتتال‪ :‬إذا أكملهتتتتم لتتتتك متتتتن العتتتتراب"‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيتتد إستتماعيل‪ :‬عتتن زيتتاد المخزومتتي‪ ،‬عتتن أبتتي‬
‫‪553‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬نحن الختترون‬

‫السابقون يوم القيامة‪ ،‬أول زمرة متتن أمتتتي تتتدخل الجنتتة ستتبعون‬

‫ألفًا‪ ،‬ل حساب عليهم‪ ،‬صورة كل رجل منهم على صورة القمر ليلة‬

‫البدر‪ ،‬ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب من الستتماء‪ ،‬ثتتم هتتم‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك منتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتازل"‪.‬‬

‫ثم رواه أحمد عن حسن‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬

‫صلى الله عليه وسلم بنحتتو متتا تقتتدم‪ ،‬وكتتذا رواه أحمتتد‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫مهدي‪ ،‬عن حماد بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن زياد عن أبي أمامتتة كمتتا‬

‫سيأتي‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫ثم قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا أبو غستتان قتتال‪:‬‬

‫حدثني أبو حازم‪ ،‬عن سهل ابن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا‪ ،‬أو ستتبعمائة‬

‫ألف‪- ،‬شتك فتتي إحتتداهما‪ -‬متماستتكين آختتذا ً بعضتتهم ببعتتض‪ ،‬حتتتى‬

‫يدخل أولهم وآخرهم الجنة‪ ،‬ووجوههم على ضوء القمر ليلة البدر"‪.‬‬
‫‪554‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه البخاري‪ ،‬ومسلم عن قتيبة‪ ،‬عن عبد العزيز بن أبي حازم‪،‬‬

‫به‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫لمام أحمد‪ .‬حتتدثنا هاشتتم بتتن القاستتم‪ ،‬حتتدثنا المستتعودي‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثني بكير بن الخنس‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي بكر الصديق قال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الّله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أعطيتتت ستتبعين ألَف تا ً يتتدخلون‬

‫الجنة بغير حساب‪ ،‬وجوههم كالقمر ليلة البدر‪ ،‬قلتتوبهم علتتى قلتتب‬

‫رجل واحد‪ ،‬فاستزدت ربي عز وجل‪ ،‬فزادني جمع كل واحد سبعين‬

‫ألفًا"‪ .‬وقال أبو بكر‪ :‬فرأيت أن ذلك آت على أهل القتترى‪ ،‬ومضتتيت‬

‫فأتيت البوادي‪.‬‬

‫طريق آخر‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ :‬حدثنا حماد‪ :‬عن عاصم‪ ،‬عن زر‪ ،‬عن‬
‫ابن مسعود‪" .‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري المم في‬
‫النوم‪ ،‬فمرت عليه أمته‪ ،‬قال‪ .‬فأعجبته كثرتهم‪ ،‬قد ملوا السهل‬
‫والجبل‪ ،‬قال‪ .‬فقيل لي‪ :‬إن لك مع هؤلء سبعين ألفا ً يدخلون الجنة‬
‫بغير حساب هم الذين ل يكتوون‪ ،‬ول يسترقون‪ ،‬ول يتطيرون‪،‬‬

‫‪555‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعلى ربهم يتوكلون‪ ،‬فقال عكاشة بن محصن‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ادع‬
‫الله أن يجعلني منهم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فقام رجل آخر من‬
‫النصار فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ادع الله أن يجعلني منهم‪ ،‬فقال صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ :‬سبقك بها عكاشة"‪ .‬قال الحافظ الضياء‪ :‬هذا‬
‫عندي على شرط مسلم‪.‬‬
‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ :‬حدثنا معمر‪ :‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪،‬‬

‫عن عمران بن حصين‪ ،‬عن ابن مستعود قتتال‪ :‬أكثرنتتا الحتتديث عنتتد‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة‪ ،‬ثتتم غتتدونا إليتته فقتتال‪:‬‬

‫ي النبياء الليلة بأممها‪ ،‬فجعل النبي يمر ومعتته الثلثتتة‪،‬‬


‫"عرضت عل ّ‬

‫والنبي ومعه العصابة‪ ،‬والنبي ومعه النفر‪ ،‬والنتتبي ليتتس معتته أحتتد‪،‬‬

‫حتى مّر على موسى‪ ،‬معتته كبكبتتة متتن بنتتي إستترائيل‪ ،‬فتتأعجبوني‪،‬‬

‫فقلت‪ :‬من هؤلء? فقيل لي‪ :‬هذا أخوك موسى‪ ،‬معه بنو إستترائيل‪،‬‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فأين أمتي? فقيل لي‪ :‬انظر عن يمينتك‪ ،‬فنظتترت‪ ،‬فتِإذا‬

‫الظراب قد سد ّ بوجوه الرجتال‪ ،‬ثتم قيتل لتي‪ :‬انظتر عتن يستارك‪،‬‬

‫فنظرت فِإذا الفق قتتد ستتد بوجتتوه الرجتتال‪ ،‬فقيتتل لتتي‪ :‬أرضتتيت?‬

‫فقلت‪ :‬رضيت يا رب‪ ،‬رضيت يا رب‪ ،‬قال‪ :‬فقيل لي‪ :‬إن متتع هتتؤلء‬

‫‪556‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سبعين ألفا ً يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم‪ :‬فداء لكم أبي وأمي‪ :‬إن استطعتم أن تكونتتوا متتن الستتبعين‬

‫ألفا ً فافعلوا? فِإن قصرتم فكونوا من أهتتل الظتتراب‪ ،‬ف تِإن قصتترتم‬

‫فكونوا من أهل الفق‪ ،‬فِإني قتتد رأيتتت ثتتم ناستا ً يتهاوشتتون‪ ،‬فقتتام‬

‫عكاشة بن محصن فقال‪ :‬ادع الّله يتتا رستتول اللتته أن يجعلنتتي متتن‬

‫السبعين ألفًا‪ ،‬فدعا له‪ ،‬فقام رجل آختتر فقتتال‪ :‬ادع اللتته يتتا رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلني منهم‪ ،‬فقال‪ :‬قتتد ستتبقك بهتتا‬

‫عكاشة" قال‪ :‬ثتتم تحتتدثنا فقلنتتا‪ .‬متتن تتترون هتتؤلء الستتبعين ألفتًا?‬

‫لسلم‪ ،‬لم يشركوا بالله شتتيئًا‪ ،‬حتتتى متتاتوا‪:‬‬


‫فقيل‪ :‬قوم ولدوا في ا ِ‬

‫فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪" :‬هم الذين ل يكتتتوون‪،‬‬

‫ول يسترقون‪ ،‬ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن محمد الجتتذوعي‪ :‬حتتدثنا عقبتتة بتتن‬

‫مكرم‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي عدي‪ ،‬عن هشام بن حسان‪ ،‬عن محمتتد‬

‫بن سيرين‪ ،‬عن عمران بن حصين‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫‪557‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم‪" :‬يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف تا ً بغيتتر حستتاب‪ ،‬ول‬

‫عذاب‪ ،‬قيل‪ :‬من هم يا رسول! الله‪ .‬قال‪ :‬هم الذين ل يكتتتوون‪ ،‬ول‬

‫يستتتتتتترقون‪ ،‬ول يتطيتتتتتترون وعلتتتتتتى ربهتتتتتتم يتوكلتتتتتتون"‪.‬‬

‫رواه مسلم عن يحيى بتتن خلتتف‪ ،‬عتتن المعتمتتر بتتن ستتليمان‪ ،‬عتتن‬

‫هشام بن حستتان‪ ،‬متتن غيتتر ذكتتر عكاشتتة‪ ،‬وليتتس عنتتده فتتي هتتذه‬

‫الرواية يتطيرون‪ ،‬قال الحافظ الضياء‪ :‬وقتتد روي عتتن عمتتران متتن‬

‫غير طريق‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال أحمد‪ :‬حتتدثنا روح بتتن عبتتادة‪ ،‬حتتدثنا ابتتن جريتتج‪ ،‬أختتبرني أبتتو‬

‫الزبير‪ ،‬سصر جابر بن عبد الّله قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته‬

‫عليه وسلم فذكر حديثا ً وفيه‪" :‬فينجو أول زمتترة‪ ،‬وجتتوههم كتتالقمر‬

‫ليلة البدر‪ ،‬سبعون ألفًا‪ ،‬ل يحاسبون‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬كأضواء نجتتم‬

‫فتتتتتتتتي الستتتتتتتتماء ثتتتتتتتتم كتتتتتتتتذلك " وذكتتتتتتتتر بقيتتتتتتتتته‪.‬‬

‫ورواه مسلم من حديث روح فلم يرفعه‪ ،‬وقد روى البزار‪ ،‬عن عمر‬

‫بن إسماعيل‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن جتتده‪ ،‬عتتن الشتتعبي‪ ،‬عتتن‬
‫‪558‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وستتلم نحتتو التتذي قبلتته‬

‫سواء‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن مرداس‪ ،‬حدثنا مبارك‪ ،‬عن عبد العزيتتز‬

‫بن صهيب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬أنتته قتتال‪:‬‬

‫"سبعون ألفا ً من أمتي يتتدخلون الجنتتة بغيتتر حستتاب‪ ،‬هتتم التتذين ل‬

‫يكتوون‪ ،‬ول يسترقون‪ ،‬ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون "‪.‬‬

‫طريق آخر‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الملك‪ ،‬حدثنا أبو عاصتتم العيلنتتي‪،‬‬

‫عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يتتدخل‬

‫الجنة من أمتي سبعون ألفًا‪ ،‬متتع كتتل واحتتد متتن الستتبعين ستتبعون‬

‫ألفًا" وهذا يحتمل أن يكون مع كل واحتتد متتن اللتتوف‪ ،‬ويحتمتتل أن‬

‫يكتتتون متتتع كتتتل واحتتتد متتتن الحتتتاد‪ ،‬وهتتتو أشتتتمل وأكتتتثر‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمتر‪ :‬عتن قتتادة‪،‬‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫‪559‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أنس أو عن النضر بن أنس‪ ،‬عن أنتتس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الله وعدني أن يتدخل الجنتة متن أمتتي‬

‫أربعمائة ألف‪ ،‬فقال أبو بكر رضي الله عنه‪ :‬زدنا رسول اللتته قتتال‪:‬‬

‫وهكذا ‪-‬وجمع كفيه‪ -‬فقال‪ :‬زدنا يا رسول اللتته قتتال‪ :‬وهكتتذا‪ .‬فقتتال‬

‫عمر‪ :‬حسبك يا أبا بكر‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬دعني يا عمر‪ ،‬ومتتا عليتتك أن‬

‫يدخلنا الل ّتته الجنتتة كلنتتا? فقتتال عمتتر‪ :‬إن شتتاء أدختتل خلقتته الجنتتة‬

‫برحمته بكف واحد"‪ .‬فقتتال النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم "صتتدق‬

‫عمر"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله عنه‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا محمد بن أبي بكر‪ ،‬حدثنا عبتتد القتتاهر‬

‫بن السري‪ ،‬حدثنا حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا‪ ،‬قتتالوا‪ :‬زدنتتا‪ -‬وكتتان علتتى‬

‫كثيب‪ -‬فحثا بيده‪ ،‬قالوا‪ :‬زدنا يا رسول الله‪ :‬فقال‪ :‬هكذا‪ ،‬وحثا بيده‪،‬‬

‫قتتالوا‪ :‬يتتا نتتبي اللتته‪ :‬أبعتتد اللتته متتن دختتل النتتار بعتتد هتتذا"‪.‬‬

‫‪560‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لستتناد‪ ،‬وقتتد‬
‫قال الحافظ الضياء‪ :‬ل أعلمه روي عن أنس إل بهتتذا ا ِ‬

‫سئل ابن معين عن عبد القاص فقال‪ :‬صالح‪.‬‬

‫حديث آخر غريب‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي ومحمد بن‬

‫يحيى بن مندة الصبهاني قال‪ :‬حدثنا أبو حفص عمر بن علي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫معاذ بن هشام‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أبي بكر بن أنتتس‪ ،‬عتتن‬

‫أبي بكر بن عمير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"إن الله وعتتدني أن يتتدخل متتن أمتتتي ثلثمتتائة ألتتف الجنتتة‪ ،‬فقتتال‬

‫عمير‪ :‬يا رسول الله‪ :‬زدنا‪ .‬فقال‪ :‬هكذا بيده‪ ،‬فقال عمير‪ :‬يا رستتول‬

‫الله‪ :‬زدنا‪ .‬فقال عمر‪ :‬حسبك يا عمير‪ ،‬فقال عمير‪ :‬متتا لنتتا ولتتك يتتا‬

‫ابن الخطاب? وما عليك أن يدخلنا الله الجنة? فقال عمر‪ :‬إن شتتاء‬

‫الله أدخل الناس الجنة بحثية واحدة‪ ،‬فقال رستتول اللته صتلى اللته‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتته وستتتتتتتتتتتتتتلم‪" :‬صتتتتتتتتتتتتتتدق عمتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫قال الحافظ الضياء‪ :‬ل أعرف لعمير حديثا ً غيره‪.‬‬

‫‪561‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث آخر غريب‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمود بن بكر‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬عن عيسى‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫أبي ليلى عطية‪ ،‬عن أبتتي ستتعيد الختتدري‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يتتدخل الجنتتة متتن أمتتتي ستتبعون ألفتا ً ل‬

‫حساب عليهم‪ ،‬فقتتام عكاشتتة فقتتال‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬ادع اللتته أن‬

‫يجعلني منهم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فقال رجتتل آختتر‪ :‬ادع اللتته‬

‫أن يجعلني منهم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فسكت القوم‪ ،‬ثم قتتال‬

‫بعضهم لبعض‪ :‬لو قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الل ّتته‬

‫أن يجعلنا منهم‪ .‬فقال صلى الله عليه وستتلم‪ :‬ستتبقكم بهتتا عكاشتتة‬

‫وصاحبه‪ ،‬أما إنكم لو قلتم لقلت‪ ،‬ولو قلت لوجبت "‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال أبو بكر بن أبتتي شتتيبة‪ .‬حتتدثنا إستتماعيل بتتن عبتتاس‪ ،‬ستتمعت‬

‫ة الباهلي‪ .‬عن النتتبي صتتلى اللتته‬


‫محمد بن زياد يحدث عن أبي أمام ُ‬

‫عليتته وستتلم‪ ،‬وقتتال الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا أحمتتد بتتن علتتي الدمشتتقي‬

‫‪562‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والحسين بن إسحاق التستري قال‪ :‬حدثنا هشتتام بتتن عمتتار‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أبي إسماعيل بن عياش‪ ،‬أخبر محمتتد بتتن زيتتاد‪ ،‬ستتمعت أبتتا أمامتتة‬

‫يقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللته عليته وستتلم يقتول‪" :‬وعتدني‬

‫ربي أن يدخل الجنة من أمتي ستتبعين ألَفتًا‪ ،‬متتع كتتل ألتتف ستتبعون‬

‫ألفًا‪ ،‬ل حساب عليهم‪ ،‬ول عتاب‪ ،‬وثلث حثيات من حثيات ربتتي عتتز‬

‫وجل"‪ .‬واللفظ لبن أبي شيبة‪ ،‬وليس عند الطتتبراني متتع كتتل ألتتف‬

‫سبعون ألفًا‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أبو بكر بن أبي عاصم‪ .‬حدثنا دحيم‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن مستتلم‪،‬‬

‫حدثنا صفوان بتتن عمتترو‪ ،‬عتتن ستتليم بتتن عتتامر‪ ،‬عتتن أبتتي اليمتتان‬

‫الهوزني‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬عن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬إن الله وعدني أن يدخل الجنة متتن أمتتتي ستتبعين ألفتا ً بغيتتر‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب"‪.‬‬

‫قال أبو يزيد بن الخنس‪ :‬والّله ما أولئك في أمتتتك يتتا رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم إل مثل التذباب الصتهب فتي التذباب‪ ،‬فقتال‬
‫‪563‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستلم‪" :‬فتِإن اللته قتتد وعتتدني ستتبعين‬

‫ألفتتتًا‪ ،‬متتتع كتتتل ألتتتف ستتتبعون ألفتتتًا‪ ،‬وزادنتتتي ثلث حثيتتتات "‪.‬‬

‫قال الضياء‪ :‬رجاله رجال الصحيح إل الهوزني‪ ،‬واسمه عامر بن عبد‬

‫الله بن لحي‪ ،‬وما علمت فيه جرحًا‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن خليد‪ ،‬حدثنا أبتو توبتة‪ ،‬حتدثنا محمتد‬

‫بن سلم‪ ،‬عن زيد بن سلم‪ ،‬أنه سمع أبا سلم يقول‪ :‬حدثني عتتامر‬

‫بن يزيد البكالي‪ :‬أن سمع عقبة بن عبد السلمي قال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن ربتتي وعتتدني أن يتتدخل الجنتتة متتن‬

‫أمتي سبعين ألفا ً بغير حساب‪ ،‬مع كتل ألتتف ستتبعون ألفتًا‪ ،‬وزادنتي‬

‫ثلث حثيات‪ ،‬فكّبر عمر‪ ،‬وقال‪ :‬إن الستتبعين الولتتى يشتتفعهم اللتته‬

‫في آبائهم‪ ،‬وأبنائهم‪ ،‬وعشائرهم‪ ،‬وأرجتتو أن يجعلنتتي اللته فتتي أحتد‬

‫لستناد علتة‪ ،‬واللته‬


‫الحثيات الواختر"‪ .‬قتال الضتياء‪ :‬ل أعلتم لهتذا ا ِ‬

‫تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪564‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث آخر‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا يحيتتى بتتن ستتعيد‪ ،‬حتتدثنا هشتتام يعنتتي‬


‫قتتال ا ِ‬

‫الدستوائي‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن هلل بن أبي ميمونة‪ ،‬عن‬

‫عطاء بن يسار‪ ،‬أن رفاعة الجهني حدثه قال‪ :‬أقبلنا مع رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬حتى ِإذا كنتتا بالكديتتد أو قتتال‪ :‬بقديتتد‪ :‬فتتذكر‬

‫حديثا ً قال فيه‪" :‬وعدني ربي عز وجتتل أن يتتدخل الجنتتة متتن أمتتتي‬

‫سبعين ألفا ً بغير حساب وإني لرجو أن يدخلها أحد من المتتم حتتتى‬

‫تتبوأوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكنكم في الجنة"‪.‬‬

‫ورواه يعقوب بن سفيان‪ :‬عن آدم بن أبي إياس‪ ،‬عتتن شتتيبان‪ ،‬عتتن‬

‫يحيى بن كثير‪ ،‬قال الحافظ الضياء‪ :‬هذا عندي على شرط الصحيح‪،‬‬

‫والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫حديث آخر أيضا ً‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا عمرو بن إسحاق بن زريتتق الحمصتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬عن ضمضم بن زرعتتة‪ ،‬عتتن شتتريح‬

‫‪565‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن عبيد‪ ،‬عن أبي أسماء الرحبي‪ ،‬عن ثوبتتان قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن ربي وعدني من أمتي سبعين‬

‫ألفا ً ل يحاسبون‪ ،‬مع كل ألف سبعون ألفًا"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بتتن خليتتد‪ ،‬حتتدثنا أبتتو توبتتة معاويتتة بتتن‬

‫سلم‪ ،‬عن زيد بن سلم‪ ،‬أنه سمع أبا سلم يقول‪ :‬حدثني عبتتد اللتته‬

‫بن عامر‪ :‬أن قيسا ً الكندي حدث‪ :‬أن أبا سعيد النمتتاري حتتدثه‪ :‬أنتته‬

‫سمع رسول الله صلى الله عليته وستلم قتال‪" :‬إن ربتي عتز وجتل‬

‫وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا ً بغير حستتاب‪ ،‬ويشتتفع‬

‫كتتل ألتتف لستتبعين ألفتتًا‪ ،‬ثتتم يحتتثي ربتتي ثلث حثيتتات بكفيتته"‪.‬‬

‫قال قيس‪ :‬فقلت لبي ستعيد‪ :‬أنتت ستتمعت هتذا متن رستول اللته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬نعم بأذني‪ ،‬ووعاه قلبي‪ ،‬قال أبو سعيد‪:‬‬

‫فقال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬وذلتتك‪ -‬إن شتتاء الل ّتته‪-‬‬

‫يستتتوعب مهتتاجري أمتتتي‪ ،‬ويتتوفي اللتته بقيتتته متتن أعرابهتتا "‪.‬‬

‫لسناد‪ ،‬وقتتد‬
‫قال الطبراني‪ :‬لم يرو عن أبي سعيد النماري إل بهذا ا ِ‬
‫‪566‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تفرد به معاوية بن سلم‪ ،‬وقال الحافظ الضياء‪ ،‬وقد رواه محمد بن‬

‫سهل بن عسكر‪ ،‬عن أبي ثوبة الربيتتع بتتن نتتافع بِإستتناده‪ ،‬قتتال أبتتو‬

‫سعيد‪ :‬فحسب ذلك عند رسول الل ّتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم فبلتتغ‬

‫أربعة آلف ألف ألف وسبعمائة ألف قال‪ :‬فقال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬إن ذلك يستوعب‪ -‬إن شاء اللتته‪ -‬مهتتاجري أمتتتي‬

‫"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمود بن بكر‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬عن عيسى‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫أبي يعلى‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يتتدخل الجنتتة متتن أمتتتي ستتبعون ألفتا ً ل‬

‫حساب عليهم‪ ،‬فقام عكاشتتة‪ :‬فقتتال‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ ،‬ادع اللتته أن‬

‫يجعلني منهم‪ ،‬فقال رجتتل آختتر‪ :‬ادع اللتته أن يجعلنتتي منهتتم‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫اللهم اجعله منهم‪ ،‬فسكت القوم‪ ،‬ثم قال بعض لبعتتض‪ ،‬أو قلنتتا‪ :‬يتتا‬

‫رسول الّله‪ ،‬ادع اللتته أن يجعلنتتا منهتتم‪ ،‬قتتال‪ :‬ستتبقكم بهتتا عكاشتتة‬

‫وصاحبه‪ ،‬إما أنكم لو قلتم لقلت‪ ،‬ولو قلت لوجبت"‪.‬‬


‫‪567‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث آخر‬

‫رواه البيهقي في كتاب البعث والنشتتور‪ ،‬متتن حتتديث الضتتحاك بتتن‬

‫نبراس‪ ،‬حدثني ثابت بن أسلم البناني‪ ،‬عن أبي يزيتتد المتتديني‪ ،‬عتتن‬

‫عمرو بن حزم النصاري‪ ،‬قال‪ :‬تغيتتب عنتتا رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم ثلثا ً ل يختترج إل لصتتلة مكتوبتتة‪ ،‬ثتتم يرجتتع‪ ،‬فلمتتا كتتان‬

‫اليوم الرابع خرج إلينا‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬احتبست عنا حتى ظننا‬

‫أنه قد حدث حدث? فقال‪" :‬إنه لم يحدث إل خير‪ ،‬إن ربتتي وعتتدني‬

‫أن يدخل الجنة من أمتي سبعين الفا ً ل حساب عليهم‪ ،‬وإني ستتألت‬

‫ربي في هتتذه اليتام الثلثتتة المزيتتد‪ ،‬فوجتتدت ربتتي واحتتدًا‪ ،‬ماجتتدًا‪،‬‬

‫كريمًا‪ ،‬أعطاني مع كل واحد متن الستبعين ألفتا ً ستبعين ألفتًا‪ ،‬قتال‬

‫قلت‪ :‬يا رب وتبلغ أمتي هذا‪ .‬قال‪ :‬أكمل لك العمتتد متتن العتتراب"‪.‬‬

‫الضحاك هذا قد تكلموا فيه‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬متروك‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫‪568‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا هاشم بن مرثد الطتتبراني‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫إسماعيل بن عياش‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شريح‬

‫بن عبيد‪ ،‬عن أبتتي مالتتك قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬أما والذي نفس محمد بيده‪ ،‬ليبعثن الّله بكتتم يتتوم القيامتتة‬

‫إلى الجنة مثل الليل السود‪ ،‬زمرة جميعًا‪ ،‬يحيطون بتتالرض‪ ،‬تقتتول‬

‫الملئكة‪ ،‬لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع النبياء"‪.‬‬

‫ه‬
‫ما إلي ْ ِ‬
‫و َ‬
‫ساب َ‬
‫ح َ‬
‫وقف ال ِ‬
‫م ِ‬
‫عن َ‬ ‫ذكر كيفّية تفرق ال ْ ِ‬
‫عَباد َ‬

‫سعير‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ن اْلجن ّ ِ‬
‫ة وفريق ِ‬ ‫م َ‬
‫فريق ِ‬ ‫َأمرهم َ‬
‫ف َ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م في‬ ‫مُر وَهُ ْ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫ض َ‬ ‫سَرةِ إ ِذ ْ قُ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَأن ْذِْرهُ ْ‬
‫ن" مريم‪.‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ل َ ُيؤ ِ‬ ‫غَْفل َةٍ وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫ذين آ َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫مئ ِذٍ ي َت ََفّرُقو َ‬ ‫عة ي َوْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن ك ََفُروا‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال َ ِ‬ ‫ن‪َ ،‬وأ ّ‬ ‫حب َُرو َ‬ ‫م في َروضةٍ ي ُ ْ‬ ‫حات فَهُ ْ‬ ‫صال ِ َ‬‫مُلوا ال ّ‬ ‫وَعَ ِ‬
‫ن" وقال‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ك في ال ْعَ َ‬ ‫خَرةِ َفأول َئ ِ َ‬ ‫وَك ًذ ُّبوا ِبآيات َِنا َولقاِء ال ِ‬
‫ن" الروم‪.‬‬ ‫عو َ‬ ‫صد َ ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َ ّ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م َتقو ُ‬ ‫تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫كل‬ ‫ن‪ ،‬ت ََر ى ُ‬ ‫مبط ُِلو َ‬ ‫سُر ال ُ‬ ‫خ َ‬ ‫مئذ ي َ ْ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫عى إَلى ك َِتاب َِها ال ْي َوْ َ‬ ‫مةٍ ت ُد ْ َ‬ ‫كل أ ّ‬ ‫ة ُ‬ ‫جاث ِي َ ً‬
‫مة ٍ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ن‪َ ،‬فأ َ‬
‫ما‬ ‫ملو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫س ُ‬‫ست َن ْ ِ‬ ‫حقّ إ ِّنا ك ّّنا ن َ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫هذا ك َِتاب َُنا ي َن ْط ِقُ عَل َي ْك ُ ْ‬
‫و‬
‫ك هُ َ‬ ‫مت ِهِ ذ َل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م في َر ْ‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫خل ُهُ ْ‬ ‫ت فَي ُد ْ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬‫مُلوا ال ّ‬ ‫منوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن آياِتي ت ُْتلى عَل َْيك ْ‬
‫م‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن ك ََفروا أفَل َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫مِبين‪َ ،‬وأ ّ‬ ‫ال َْفوُْز ال ْ ُ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ن وَعْد َ الل ّهِ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ذا قِي َ َ‬ ‫ن‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬‫وما ً ُ‬ ‫م قَ ْ‬ ‫م َوكن ْت ُ ْ‬ ‫ست َك ْب َْرت ُ ْ‬‫َفا ْ‬

‫‪569‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما‬‫ن إ ِل ّ ظ َّنا وَ َ‬ ‫ن َنظ ّ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫ما ن َد ِْري َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِفيَها قُل ْت ُ ْ‬ ‫عة ل َ َري ْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫َوال ّ‬
‫ه‬
‫كاُنوا ب ِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫حاقَ ب ِهِ ْ‬ ‫مُلوا وَ َ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫سي َّئا ُ‬ ‫م َ‬ ‫دا ل َهُ ْ‬ ‫ن‪ ،‬وَب َ َ‬ ‫ست َي ِْقِني َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ذا‬ ‫مه َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م ل َِقاء ي َوْ ِ‬ ‫سيت ُ ْ‬ ‫ما ن َ ِ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ساك ْ‬ ‫م ن َن ْ َ‬ ‫ل ال ْي َوْ َ‬ ‫ن‪ ،‬وقي َ‬ ‫ست َهْزُِءو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫م آَيات الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫كم ات ّ َ‬ ‫مبأن ّ ُ‬ ‫ن‪ ،‬ذل ِك ُ ِْ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫مأَواكم الّناُر وَ َ‬ ‫وَ َ‬
‫من َْها وَل َ هُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫م ل َ يُ ْ‬ ‫حَياةُ الد ّن َْيا َفال ْي َوْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫هُُزوا ً وَغَّرت ْك ُ ُ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ت وََرب ال ًْرض َر ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫مد رب ال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن‪ ،‬فللهِ ال ْ َ‬ ‫ست َعْت َُبو َ‬ ‫يُ ْ‬
‫زيز ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت َوالْرض وَهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫سموا ِ‬ ‫ه ال ْك ِْبرَياُء في ال ّ‬ ‫وَل َ ُ‬
‫جيءَ‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬ ‫َ‬ ‫شَرقَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ْ‬
‫ب وَ ِ‬ ‫ض ب ُِنورِ ربَها وَوُ ِ‬ ‫ت الْر ُ‬
‫ت كُ ّ‬
‫ل‬ ‫ن وَوُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫داِء وَقُ ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ِبالن ّب ِّيي َ‬
‫م‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫ن ك ََفروا ِإلى َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫ما ي َْفعَُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫هو أعْل َ ُ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ن َْفس َ‬
‫م َيأِتيك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خَزن َت َُها أل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ها فت ِ َ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫ُز ْ‬
‫ذا‬‫م هَ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫كم ل َِقاَء ي َوْ ِ‬ ‫م وَي ُن ْذُِرون َ ُ‬ ‫ت َرب ّك ُ ْ‬ ‫م آَيا ِ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫ُر ُ‬
‫خُلوا‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫ن ِقي َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب عََلى ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ة العَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫حّق ْ‬ ‫ن ً‬ ‫َقاُلوا ب ََلى وَل َك ِ ْ‬
‫وا‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫مت َك َب ّ ِ‬ ‫وى ال ْ ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفيَها فب ِئ ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا َ‬ ‫أب ْ َ‬
‫ل ل َهً ْ‬
‫م‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ها وَفُت ِ َ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫جن ّةِ ُز َ‬ ‫م إ َِلى ال ْ َ‬ ‫رب ّهُ ْ‬
‫مد ً ل ِل ّهِ اّلذي‬ ‫ح ْ‬ ‫ن وََقاُلوا ال ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫م َفاد ْ ُ‬ ‫م ط ِب ْت ُ ْ‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ٌ‬ ‫خَزن َت َُها َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جُر‬ ‫مأ ْ‬ ‫شاُء فَن ِعْ َ‬ ‫حْيث ن َ َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ن َت ََبوأ ِ‬ ‫صد َقََنا وَعْد َهُ َوأوَْرث ََنا الْر َ‬ ‫َ‬
‫مدِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حو َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫ل ال ْعَْرش ي ُ َ‬ ‫حو ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حاّفي َ‬ ‫ة َ‬ ‫مل َئ ِك َ َ‬ ‫ن وَت ََرى ال ْ َ‬ ‫مِلي َ‬ ‫اْلعا ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫حقّ َوقي َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫م وَقُ ِ‬ ‫َرب ّهِ ْ‬
‫سِعيد ٌ‬ ‫شِقي وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م ن َْفسن إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْن ِهِ فَ ِ‬ ‫ت ل َ ت َك ًل ّ ُ‬ ‫م َيأ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ما‬
‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫شِهيق َ‬ ‫م ِفيَها زفيٌر وَ َ‬ ‫في الّنارِ ل َهُ ْ‬ ‫شُقوا فَ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫َفأ ّ‬
‫ريد‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ك فّعا ٌ‬ ‫ن َر ب ّ َ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫شاَء رب ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬ ‫ت َوالْر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫سموا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫دوا فَِفي ال ْ َ‬ ‫سع ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫َوأ ّ‬
‫مجذوذ"‪.‬‬ ‫طاًء غَي َْر َ‬ ‫ك عَ َ‬ ‫شاَء َرب ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ا ِل ّ َ‬ ‫َوالْر ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م الت ََغاُبن وَ َ‬ ‫ك ي َوْ ُ‬ ‫مع ذل ِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫م ل َِيوم ال َ‬ ‫معُك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫وقا َ‬
‫حت َِها‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫سي َّئات ِهِ وَي ُد ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صاِلحا ً ي ُك َّفْر عَن ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبالل ّهِ وَي َعْ َ‬
‫ن ك ََفُروا وَك ًذ ُّبوا‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ّ ِ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ك ال َْفوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ن ِفيَها أَبدا ً ذل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫الن َْهاُر َ‬
‫صيُر"‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ن ِفيَها وَب ِئ ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ب الّنارِ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ِبآَيات َِنا أولئ ِ َ‬

‫‪570‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ق‬ ‫حمتتن وَفْتتدا ً وَن َ ُ‬


‫ستتو ُ‬ ‫ن إ ِل َتتى الّر ْ‬ ‫شتُر ال ْ ُ‬
‫مت ِّقيت َ‬ ‫ح ُ‬
‫م نَ ْ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬ي َتوْ َ‬

‫ختذ َ ِ‬
‫عن ْتد َ‬ ‫ة إل ّ َ‬
‫متن ات ّ َ‬ ‫شتَفاعَ َ‬ ‫م وِْردا ً ل َ ي َ ْ‬
‫مل ِك ُتتو َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن إ َِلتى َ‬
‫جهَن ّت َ‬ ‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫حمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عَْهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬
‫الّر ْ‬
‫َ‬
‫ت‬
‫س توَد ّ ْ‬
‫نا ْ‬ ‫متتا ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫جتتوة فأ ّ‬
‫س توَد ّ وُ ُ‬
‫جوهٌ وَت َ ْ‬
‫ض وُ ُ‬
‫م ت َب ْي َ ّ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ذوُقوا ال ْعَ َ‬ ‫وجوهُه َ‬


‫متتا‬ ‫م ت َك ُْفُرو َ‬
‫ن وأ ّ‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬
‫ب بِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬
‫م فَ ُ‬ ‫م أك ََفْرت ُ ْ‬
‫م ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫دو َ‬
‫خالتت ُ‬
‫م ِفيَهتتا َ‬ ‫متتةِ الّلتتهِ ُ‬
‫هتت ْ‬ ‫م فَِفتتي َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫جتتوهُهُ ْ‬
‫ت وُ ُ‬
‫ضتت ْ‬
‫ن اب ْي َ ّ‬ ‫اّلتت ِ‬
‫ذي َ‬

‫واليات في هذا كثيرة جدًا‪ ،‬لو ستتردناها كلهتتا لطتتال الحتتديث جتتدًا‪،‬‬

‫فلنذكر من الحاديث ما يناستتب هتتذا المقتتام‪ ،‬وهتتي مشتتتملة علتتى‬

‫مقاصتتتتتد كتتتتتثيرة غيتتتتتر هتتتتتذا الفصتتتتتل‪ ،‬وسنشتتتتتير إليهتتتتتا‪.‬‬

‫قال ابن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن عثمتتان العجلتتي‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫أسامة‪ ،‬عن يزيد بن مقول‪ ،‬عن القاسم بن الوليد في قوله تعتتالى‪:‬‬

‫ة ال ْك ُْبتتتتتتتتتتتتتَرى"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتت ُ‬ ‫ت ال ّ‬
‫طا ّ‬ ‫جتتتتتتتتتتتتتاَء ِ‬ ‫"َفتتتتتتتتتتتتتإ ِ َ‬
‫ذا َ‬

‫قال‪ :‬يساق أهل الجنة إلى الجنة‪ ،‬وأهل النار إلى النار‪:‬‬

‫إيراد الحاديث في ذلك آخر أهل الجنة دخول ً اليها‬

‫‪571‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬أخبرنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أخبرني‬
‫سعيد وعطاء بن يزيد‪ :‬أن أبا هريرة أخبرهما عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وحدثني محمود‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن‬
‫الزهري‪ ،‬عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬سئل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬هل نرى ربنا يوم القيامة?‬
‫فقال‪ :‬هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب? قالوا‪ :‬ل يا‬
‫رسول الله‪ .‬قال‪ :‬هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس له دونه‬
‫سحاب? قالوا‪ :‬ل يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬فإنكم ترونه يوم القيامة‪،‬‬
‫كذلك يجمع الله الناس فيقول‪ :‬من كان يعبد شيئا ً فليتبعه‪ ،‬من كان‬
‫يعبد الشمس فليتبع الشمس‪ ،‬من كان يعبد القمر فليتبع القمر‪ ،‬من‬
‫كان يعبد الطواغيت فليتبع الطواغيت‪ ،‬وتبقى هذه المة فيها‬
‫منافقوها‪ ،‬فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول‪ :‬أنا‬
‫ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بالله منك‪ ،‬هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا‪ ،‬حتى ِإذا‬
‫جاء ربنا عرفناه‪ .‬فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا‬
‫ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬فيتبعونه‪ ،‬ويضرب جسر جهنم‪ ...‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فأكون أول من يمر‪ ،‬ودعاء‬
‫الرسل يومئذ‪ :‬اللهم سلم سلم‪ ،‬وفيه كلليب مثل شوك السعدان‪،‬‬
‫أما رأيتم شوكة السعدان? قالوا‪ :‬نعم يا رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬فإنها‬
‫مثل شوك السعدان‪ ،‬غير أنها ل يعلم قدر عظمها إل الله‪ ،‬فتخطف‬
‫الناس بأعمالهم‪ ،‬فمنهم الموبق بعمله‪ ،‬ومنهم المخذول ثم ينجو‪،‬‬
‫حتى إذا فرغ الله في القصاص بين عباده‪ ،‬وأراد أن يخرج من النار‬
‫من أراد أن يخرجه‪ .‬ممن كان يشهد أن ل إله ال الله‪ ،‬أمر الملئكة‬
‫أن يخرجوهم وقد انحبسوا‪ ،‬فيصب ماء يقال له ماء الحياة‪ ،‬فينبتون‬
‫نبات الحبة في حميل السيل‪ ،‬ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار‬
‫فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬قد مستني ريحها‪ ،‬وأحرقني حرها‪ ،‬فاصرف وجهي‬
‫عن النار‪ ،‬فل يزال يدعو الله‪ ،‬فيقول الله‪ :‬لعلك إن أعطيتك ذلك ل‬
‫تسألني غيره? فيقول‪ :‬ل وعزتك ل أسألك غيره‪ ،‬فيصرف وجهه‬
‫عن النار‪ ،‬ثم يقول بعد ذلك‪ :‬يا رب قربني إلى باب الجنة‪ ،‬فيقول‬
‫الله‪ :‬أليس قد زعمت أن ل تسألني غيره? فيقول‪ :‬وعزتك ل‬
‫أسألك غيره‪ ،‬فيعطي الله من العهود والمواثيق أن ل يسأل غيره‪،‬‬

‫‪572‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيقربه إلى باب الجنة‪ ،‬فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن‬
‫يسكت‪ ،‬ثم يقول‪ :‬رب أدخلني الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أوليس قد زعمت أن‬
‫ل تسألني غيره? ويلك يا ابن آدم ما أغدرك? فيقول‪ .:‬يا رب ل‬
‫تجعلني أشقى خلقك‪ ،‬فل يزال يدعو الله حتى يضحك‪ ،‬فإذا ضحك‬
‫منه أذن له بالدخول فيها‪ ،‬فإذا دخل فيها قيل له‪ :‬تمن من كذا‪،‬‬
‫فيتمنى‪ ،‬ثم يقال له‪ :‬تمن من كذا‪ ،‬فيتمنى‪ ،‬حتى تنقطع به الماني‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬لك هذا ومثله"‪.‬‬
‫قال أبو هريرة رضي الله عنه‪ :‬وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخول ً‬
‫في الجنة‪ :‬قال‪ :‬وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة‪ ،‬ل يغير‬
‫عليه شيئا ً من حديثه‪ ،‬حتى انتهى إلى قوله "لك هذا ومثله" قال أبو‬
‫سعيد رضي الله عنه‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬ولك عشرة أمثاله"‪ ،‬قال أبو هريرة ومثله معه‪ :‬وهكذا رواه‬
‫البخاري‪ :‬من حديث إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن الزهري به‪ ،‬وزاد فقال‬
‫أبو سعيد‪ :‬أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قوله وله عشر أمثاله وهذا الثبات من أبي سعيد مقدم على ما لم‬
‫يحفظه أبو هريرة‪ ،‬حتى ولو نفاه أبو هريرة قدمنا ِإثبات أبي سعيد‬
‫لما معه من زيادة الثقة المقبولة‪ ،‬ل سيما وقد تابعه غيره من‬
‫الصحابة‪ ،‬كابن مسعود‪ ،‬كما سيأتي قريبا ً إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن خالد بن‬
‫يزيد‪ ،‬عن سعيد بن أبي هلل‪ ،‬عن زيد‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول الله هل نرى ربنا? قال‪:‬‬
‫"هل تضارون في رؤية الشمس إذا كانت صحوًا‪ .‬قلنا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فإنكم ل تضارون في رؤية ربكم‪ ،‬إل كما تضارون في رؤيتها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثم ينادي مناد‪ :‬ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون‪ ،‬فيذهب‬
‫أصحاب الصليب مع صليبهم‪ ،‬وأصحاب الوثان مع أوثانهم‪،‬‬
‫وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم‪ ،‬حتى ل يبقى إل من كان يعبد الله‪،‬‬
‫من بر أو فاجر‪ ،‬من أهل الكتاب‪ ،‬ثم يؤتى بجهنم‪ ،‬تعرض كأنها‬
‫سراب‪ ،‬فيقال لليهود‪ :‬ما كنتم تعبدون‪ .‬قالوا‪ :‬كنا نعبد عزيرا ً ابن‬
‫الله‪ ،‬فيقال‪ :‬كذبتم‪ .‬لم يكن لله صاحبة ول ولد‪ ،‬فما تريدون? قالوا‪:‬‬
‫نريد أن تسقينا‪ .‬قال‪ :‬فيقال‪ :‬اشربوا‪ .‬فيتساقطون في جهنم‪ ،‬ثم‬

‫‪573‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقال للنصارى‪ :‬ما كنتم تعبدون? فيقولون‪ :‬كنا نعبد المسيح ابن‬
‫مريم‪ ،‬فيقال‪ :‬كذبتم‪ ،‬لم يكن لله صاحبة ول ولد‪ ،‬ثم يقال‪ :‬ما‬
‫تريدون? فيقولون‪ :‬نريد أن تستقينا‪ ،‬فيقال‪ :‬اشربوا فيتساقطون‬
‫في جهنم‪ ،‬حتى ل يبقى إل من كان يعبد الله عز وجل‪ ،‬من بر أو‬
‫فاجر‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬ما يحبسكم? فقد ذهب الناس‪ ،‬فيقال‪ :‬فارقنا‬
‫ونحن أحوج إليه اليوم‪ ،‬وإنا سمعنا مناديا ً ينادي‪ :‬ليلحق كل قوم بما‬
‫كانوا يعبدون‪ ،‬وإنا ننتظر ربنا تعالى عز وجل‪ ،‬قال‪ :‬فيأتيهم الجبار‬
‫تعالى‪ ،‬عز وجل‪ ،‬في صورة غير الصورة التي يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا‬
‫ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بالله منك‪ ،‬هذا مكاننا‪ .‬حتى يأتينا ربنا‪ ،‬حتى‬
‫إذا جاء ربنا عرفناه‪ ،‬فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون‪ ،‬غير‬
‫الصورة التى رأوه فيها أول مرة‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت‬
‫ربنا‪ ،‬ل يكلمه إل النبياء‪ ،‬فيقال‪ :‬هل بينكم وبينه علمة تعرفونها?‬
‫فيقولون‪ :‬الساق‪ ،‬فيكشف عن ساقه كما قال تعالى عز وجل‪:‬‬
‫ن سَاق"‪.‬‬ ‫ف عَ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ي ُك ْ َ‬‫"ي َوْ َ‬
‫ويسجد له كل مؤمن‪ ،‬ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة‪،‬‬
‫فيذهب كيما يسجد‪ ،‬فيعود ظهره طبقا ً واحدًا‪ ،‬ثم يؤتى بالجسر‪،‬‬
‫فيجعل بين ظهري جهنم‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬الخيل والركاب‪ ،‬فناج‬
‫مسلم‪ ،‬وناج مخدوش‪ ،‬ومكدوس في نار جهنم‪ ،‬حتى يمر آخر‬
‫يسحب سحبًا‪ ،‬فما أنتم بأشد منها شدة في الحق‪ ،‬قد تبين لكم من‬
‫المؤمن يومئذ‪ ،‬يقولون للجبار‪ :‬إذا رأوا أنهم قد نجوا‪ ،‬شافعين في‬
‫إخوانهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا إخواننا كانوا يقاتلون معنا‪ ،‬ويصومون معنا‪،‬‬
‫ويعملون معنا‪ ،‬فيقول الله‪ :‬اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة‬
‫من إيمان فأخرجوهم‪ ،‬ويحرم الله صورهم على النار‪ ،‬وبعضهم‪ ،‬قد‬
‫غاص في النار إلى قدميه‪ ،‬وبعضهم قد غاص إلى أنصاف ساقيه‪،‬‬
‫فيخرجون من عرفوا‪ ،‬ثم يعودون‪ ،‬فيقول الله‪ :‬اذهبوا فمن وجدتم‬
‫في قلبه مثقال دينار فأخرجوه‪ ،‬فيخرجون من عرفوا‪ ...‬قال أبو‬
‫ه ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬
‫م‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫سعيد‪ :‬فإن لم تصدقوني فاقرءوا إن شئتم‪" :‬إ ِ ّ‬
‫عْفها"‪.‬‬
‫ضا ِ‬
‫ة يُ َ‬
‫سن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫ك َ‬ ‫ل ذ َّرةِ وإ ِ ْ‬ ‫مث َْقا َ‬‫ِ‬
‫فيشفع النبيون‪ ،‬والملئكة‪ ،‬والمؤمنون‪ ،‬فيقول الجبار عز وجل‪:‬‬
‫"بقيت شفاعتي‪ ،‬فيقبض قبضة‪ ،‬فيخرج أقواما ً قد انحبسوا‪ ،‬فيلقون‬

‫‪574‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في نهر بأفواه الجنة‪ ،‬يقال له نهر الحياة‪ ،‬فينبتون في حافتيه كما‬
‫تنبت الحبة في حميل السيل‪ ،‬قد رأيتموها إلى جانب الصخرة‪،‬‬
‫وإلى جانب الشجرة‪ ،‬فما كان إلى الشمس منها كان أخضر‪ ،‬وما‬
‫كان إلى الظل منها كان أبيض‪ ،‬فيخرجون كأنهم اللؤلؤ‪ ،‬فيجعل الله‬
‫في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة‪ :‬هؤلء عتقاء‬
‫الرحمن‪ ،‬أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه‪ ،‬ول خير قدموه‪ .،‬ثم‬
‫يقال لهم‪ :‬لكم ما رأيتم‪ ،‬ومثله معه"‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حتتدثنا عبيتتد اللتته بتتن ستتعيد‪ ،‬وإستتحاق بتتن منصتتور‪،‬‬

‫كلهما عن روح‪ ،‬قال عبيد الله‪ :‬حدثنا روح بن عبادة القيسي‪ ،‬حدثنا‬

‫ابن جريج‪ ،‬أخبرني أبو الزبير‪ ،‬أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عتتن‬

‫الورود فقال‪" :‬نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا انظتتر أي ذلتتك‬

‫فوق النتاس‪ ،‬قتال‪ :‬فتتدعى المتم بأوثانهتا‪ ،‬ومتا كتانت تعبتد‪ ،‬الول‬

‫فالول‪ .‬ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنتظرون? فيقولون‪ :‬ننظر‬

‫ربنا‪ .‬فيقول‪ :‬أنا ربكتتم‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬حتتتى ننظتتر إليتتك‪ ،‬فيتجلتتى لهتتم‬

‫يضحك‪ ،‬قال‪ :‬فينطلتتق بهتم‪ ،‬ويتبعتونه‪ ،‬ويعطتتى لكتل إنستان منهتم‬

‫منافق أو مؤمن نورا ً يتبعتته‪ ،‬وعلتتى جستتر جهنتتم كلليتتب‪ ،‬وحستتك‪،‬‬

‫يأخذ من شاء الله‪ ،‬ثم ينطفىء نور المنافقين‪ ،‬ثم ينجتتو المؤمنتتون‪،‬‬

‫فينجتتو أول زمتترة‪ ،‬وجتتوههم كتتالقمر ليلتتة التتبر ستتبعون ألفتتًا‪ ،‬ل‬

‫يحاسبون‪ ،‬ثم الذين يلونهم كأضوء نجم في السماء‪ ،‬كذلك‪ ،‬ثم تحل‬

‫‪575‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشفاعة‪ ،‬فيشفعون حتى يخرج متتن النتتار متتن قتتال ل إلتته إل اللتته‬

‫وكان في قلبه من الخير متتا يتتزن شتتعيرة‪ ،‬فيجعلتتون بفنتتاء الجنتتة‪.‬‬

‫ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء‪ ،‬حتى ينبتون نبات الحب في‬

‫السبل‪ ،‬ويتتذهب ختتوفه‪ ،‬ثتتم يستتأل حتتتى تجعتتل لتته التتدنيا وعشتترة‬

‫أمثالهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا معهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي‪ ،‬حدثنا محمد‬

‫بن فضيل‪ ،‬حتتدثنا أبتتو مالتتك الشتتجعي‪ ،‬عتتن أبتتي حتتازم‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬وأبو مالك‪ ،‬عن ربعتتي‪ ،‬عتتن حذيفتتة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجمع الله النتتاس‪ ،‬فيقتتوم المؤمنتتون حتتتى‬

‫تزلف لهم الجنة‪ ،‬فيأتون آدم فيقولتون‪ :‬يتا أبانتا استتفتح لنتا أبتواب‬

‫الجنة‪ .‬فيقول‪ :‬هل أخرجكم من الجنة إل خطيئة أبيكتتم آدم? لستتت‬

‫بصاحب ذلك‪ ،‬اذهبوا إلى إبراهيم خليل اللته قتال‪ :‬فيقتول إبراهيتم‪:‬‬

‫لست بصاحب ذلك‪ ،‬إنما كنت خليل ً من وراء‪ ،‬اعمتتدوا إلتتى موستتى‬

‫عليه الصتتلة والستتلم‪ ،‬فيقتتول‪ :‬لستتت بصتتاحب ذلتتك‪ ،‬اذهبتتوا إلتتى‬

‫عيسى كلمتتة اللتته وروحتته‪ ،‬فيقتتول عيستتى‪ :‬لستتت بصتتاحب ذلتتك‪،‬‬

‫‪576‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيأتون محمدًا‪ ،‬فيقوم‪ ،‬ويؤذن له‪ ،‬وترسل المانة والرحمة فيقومان‬

‫جنبي الصراط يمينا ً وشما ً‬


‫ل‪ ،‬فيمر بكم كالبرق قال‪ :‬قلت بأبي أنتتت‬

‫وأمي‪ ،‬كيف يمر البرق? قال‪ :‬ألم تروا إلى البرق كيف يمتتر ويرجتتع‬

‫في طرفة عين? ويمر كمر الريح‪ ،‬ثم كمتتر المطتتر‪ ،‬وشتتد الرحتتال‪،‬‬

‫تجري بهم أعمالهم‪ ،‬ونبيكم قائم علتتى الصتتراط يقتتول‪ :‬رب ستتلم‪،‬‬

‫رب سلم‪ ،‬حتى تعجز أعمال العباد‪ ،‬حتى يجيء الرجتتل فل يستتتطيع‬

‫السير إل زحفًا‪ ،‬قال‪ :‬وفي حافتي الصراط كلليب معلقتتة‪ ،‬متتأمورة‬

‫بأخذ من أمرت به‪ ،‬فمخدوش ناج‪ ،‬ومكدوس في النار‪ ،‬والذي نفس‬

‫أبتتتتي هريتتتترة بيتتتتده‪ ،‬إن قعتتتتر جهنتتتتم لستتتتبعون خريفتتتتًا"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خيثمة‪ ،‬حدثنا عثمتتان بتتن مستتلم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عتتن عمتتارة القرشتتي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫بردة‪ ،‬عن أبي موسى الشعري‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬يحشر الله المم في صعيد واحد‪ ،‬فإذا أراد أن يصتتدع‬

‫بيتتن خلقتته‪ ،‬مثتتل لكتتم قتتوم متتا كتتانوا يعبتتدون‪ ،‬فيتبعتتونهم‪ ،‬حتتتى‬

‫يقحموهم النار‪ ،‬ثم يأتينا ربنا ونحن في مكان رفيع فيقول‪ :‬ما أنتم?‬

‫‪577‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فنقول‪ :‬نحن المسلمون‪ ،‬فيقول‪ :‬ما تنتظرون? فنقول‪ :‬ننتظر ربنتتا‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬هتتل تعرفتتونه إن رأيتمتتوه? فيقولتتون نعتتم‪ .‬فيقتتول‪ :‬وكيتتف‬

‫تعرفونه ولم تروه? فيقولون‪ :‬إنه ل عدل لتته‪ ،‬فيتجلتتى لنتتا ضتتاحكًا‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬أبشروا معشتتر المستلمين‪ ،‬فتتإنه ليتتس منكتتم أحتتد إل وقتتد‬

‫جعلتتتتتتت مكتتتتتتانه فتتتتتتي النتتتتتتار يهوديتتتتتتا ً أو نصتتتتتترانيًا"‪.‬‬

‫لمام أحمتتد عتتن عبتتد الصتتمد وعفتتان‪ ،‬عتتن حمتتاد بتتن‬


‫وهكذا رواه ا ِ‬

‫سلمة به مثله‪ ،‬ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هتتذا التتوجه‪،‬‬

‫ولكن روى مسلم من حديث سعيد بن أبي بردة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبتتي‬

‫ى الشعري‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وستتلم أنتته قتتال‪:‬‬
‫موس ٍ‬

‫"ل يموت رجل مسلم إل أدخل الله مكانه النار يهوديا ً أو نصرانيًا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫شريفة‬ ‫ن ال َ َ‬
‫حاديث ال ّ‬ ‫ما ذكر آنفا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫صَراط َ‬
‫غْير َ‬ ‫ذكر ال ّ‬

‫ثم ينتهي الناس بعد مفارقتهم مكان الموقف‪ ،‬إلى الظلمة التي‬
‫دون الصراط وهي على جسر جهنم كما تقدم عن عائشة‪ :‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أين الناس يوم تبدل الرض‬
‫غير الرض والسموات? فقال‪" :‬هم في الظلمة دون الجسر"‪.‬‬

‫‪578‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي هذا الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين‪ ،‬ويتخلفون عنهم‪،‬‬


‫ويسبقهم المؤمنون‪ ،‬ويحالبينهم وبينهم بسور يمنعهم من الوصول‬
‫م‬
‫سَعى نوُرهُ ْ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ن َوالمؤْ ِ‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ِ‬ ‫م ت ََرى ال ْ ُ‬ ‫إليهم كما قال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫بي َ‬
‫حت َِها الن َْهاُر‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫شَراك ُ‬ ‫مب ْ‬ ‫ماِنه ْ‬ ‫م وَب ِأي ْ َ‬ ‫ديه ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫َْ َ‬
‫ن‬
‫مَنافُِقو َ‬ ‫ْ‬
‫ل ال ُ‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫م ي َوْ ُ‬ ‫ظي ُ‬ ‫وز العَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ك هُوَ الَف ْ‬ ‫ن ِفيَها ذل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫جُعوا‬ ‫ل اْر ِ‬ ‫م ِقي َ‬ ‫من ّنوِرك ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن آمنوا انظُروَنا ن َْقت َب ِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ل ِل ّ ِ‬ ‫واْلمَنافَِقا ُ‬
‫ه‬
‫ه ِفي ِ‬ ‫ب َباط ِن ُ ُ‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫م ِبسور ل ّ ُ‬ ‫ب ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫م َفال ِْتمسوا نورا ً فَ ُ‬ ‫وََراءك ْ‬
‫م َقاُلوا ب ََلى‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫كن ّ‬ ‫م نَ ً‬ ‫م أل َ ْ‬ ‫ب ي َُنادون َهُ ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن قِب َل ِهِ ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ظاهُِرهُ ِ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫َ‬
‫جاَء‬ ‫حّتى َ‬ ‫ي َ‬ ‫مان ِ ّ‬ ‫م ال َ‬ ‫م وَغَّرت ْك ُ ُ‬ ‫م َواْرت َب ْت ُ ْ‬ ‫صت ُ ْ‬ ‫م وَت ََرب ّ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫م أْنف َ‬ ‫م فَت َن ْت ُ ْ‬ ‫َولك ِن ّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫م فِد َْية وَل َ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫م ل َ ُيؤ َ‬ ‫م بالل ّهِ ال َْغزوُر َفال ْي َوْ َ‬ ‫مُر الل ّهِ وَغَّرك ْ‬ ‫أ ْ‬
‫صير"‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫مولك ْ‬ ‫ي َ‬ ‫م الّناُر هِ َ‬ ‫مأَواك ُ ُ‬ ‫كفروا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م‬
‫ه ُنوُرهُ ْ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي َوال ّ ِ‬ ‫خزي الله الّنب ّ‬ ‫م ل َ يُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م ل ََنا نوَرَنا َواغِفْر ل ََنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يسعى بي َ‬
‫م ْ‬ ‫ن َر ب َّنا أت ْ ِ‬ ‫م ي َُقولو َ‬ ‫مان ِهِ ْ‬‫م وَ ب ِأي ْ َ‬ ‫ديه ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ديٌر"‪.‬‬ ‫شيٍء قَ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ك عََلى ك ُ ّ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن صالح بن‬
‫هانىء‪ ،‬والحسن بن يعقوب‪ ،‬وإبراهيم بن عصمة‪ .‬قالوا‪ :‬حدثنا‬
‫المزي بن خزيمة‪ ،‬حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي‪،‬‬
‫حدثنا عبد السلم بن حرب‪ ،‬أخبرنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد‬
‫الدالني‪ ،‬حدثنا المنهال بن عمرو‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن مسروق‪،‬‬
‫عن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬يجمع الله الناس يوم القيامة‪ ،‬فينادي مناد‪ ،‬يا‬
‫أيها الناس‪ :‬أل ترضون من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وصوركم أن‬
‫يولي كل إنسان منكم إلى من كان يتولى في الدنيا? قال‪ :‬فيتمثل‬
‫لمن كان يعبد عزيرا ً شيطان عزير‪ ،‬حتى تتمثل لهم الشجرة‪،‬‬
‫لسلم جثومًا‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬ما لكم لم‬ ‫والعود‪ ،‬والحجر‪ ،‬ويبقى أهل ا ِ‬
‫تنطلقوا كما ينطلق الناس‪ .‬فيقولون‪ :‬إن لنا ربا ً ما رأيناه بعد‪ .‬قال‪:‬‬
‫فيقال‪ :‬أتعرفون ر بكم إن رأيتموه‪ .‬فيقولون‪ :‬بيننا و بينه علمة إن‬
‫رأيناه عرفناه‪ .‬قالوا‪ :‬وما هي? قالوا‪ :‬يكشف عن ساق‪ .‬قال‪:‬‬
‫فيكشف عند ذلك عن ساق‪ ،‬قال‪ :‬فيخر‪ -‬أظنه قال‪ -‬من كان يعبده‬
‫ساجدًا‪ ،‬ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر‪ .‬يريدون السجود‪،‬‬
‫قال‪ :‬فل يستطيعون‪ ،‬ثم يؤمرون‪ ،‬فيرفعون رؤوسهم‪ ،‬فيعطون‬

‫‪579‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نورهم على قدر أعمالهم‪ ،‬قال‪ :‬فمنهم من يعطى نوره مثل النخلة‪،‬‬
‫بيمنيه ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه‪ ،‬حتى يكون آخر من‬
‫يعطى نوره على إبهام قدمه‪ ،‬يضيء مرة‪ ،‬وينطفىء مرة‪ ،‬إذا أضاء‬
‫قدم قدمه‪ ،‬وإذا انطفأ قام قال‪ :‬فيمرون على الصراط‪ ،‬كحد‬
‫السيف‪ ،‬دحض مزلة‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬امضوا على قدر نوركم‪ ،‬فمنهم‬
‫من يمر كانقضاض الكواكب‪ ،‬ومنهم من يمر كالريح‪ ،‬ومنهم من‬
‫ل‪ ،‬فيمرون‬ ‫يمر كالطرف‪ ،‬ومنهم من يمر كشد الرحل ويرمل رم ً‬
‫على قدر أعمالهم‪ ،‬حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه تخّريد‪،‬‬
‫وتعلو يد‪ ،‬وتخر رجل‪ ،‬وتعلو رجل‪ ،‬وتصيب جوانبه النار‪ ،‬تقال‪:‬‬
‫فيخلصون‪ ،‬فإذا خلصوا قالوا‪ :‬الحمد لله الذي نجانا منك بعد أن‬
‫رأيناك‪ ،‬لقد أعطانا الله ما لم يعط أحدًا‪ ،‬قال مسروق‪ .‬فما بلغ عبد‬
‫الله هذا المكان من الحديت إل ضحك‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا أبا عبد‬
‫الرحمن‪ :‬لقد حدثت هذا الحديث مرارا ً كلما بلغت هذا المكان من‬
‫الحديث ضحكت‪ ،‬فقال عبد الله‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يحدثه مرارًا‪ ،‬فما بلغ هذا المكان من الحديث إل ضحك‪،‬‬
‫لنسان‪:‬‬ ‫حتى تبدو لهاته‪ ،‬ويبدو آخر ضرس من أضراسه‪ ،‬يقول ا ِ‬
‫أتهزأ بي وأنت رب العالمين? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬ولكني على ذلك‪...،‬‬
‫فضحك ابن مسعود ثم ذكره‪.‬‬
‫وقد أورده البيهقي بعد هذا من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن عاصم‪،‬‬
‫عن أبي وائل‪ ،‬عن ابن مسعود فذكره موقوفًا‪ ،‬وقال البيهقي‪:‬‬
‫أخبرنا أبو عبد الله بن أبي مزاحم‪ ،‬حدثنا أبو سعيد المؤذن‪ ،‬عن‬
‫زياد النميري‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬سمعت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬الصراط كحد الشعرة‪ ،‬وكحد السيف‪ ،‬وإن الملئكة‬
‫تحجز المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬وأن جبريل عليه الصلة والسلم‬
‫لت يومئذ‬ ‫يحجزني‪ ،‬وإني لقول‪ :‬يا رب‪ :‬سلم سلم‪ :‬فالزالون والزا ّ‬
‫كثير"‪.‬‬
‫وروى البيهقي من حديث سعيد بن زيد‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عن‬
‫أنس مرفوعا ً نحو ما تقدم بأبسط منه‪ ،‬وإسناده ضعيف‪ ،‬ولكن‬
‫يتقوى بما قبله والله أعلم‪.‬‬
‫وقال الثوري‪ :‬عن حصين‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن جنادة بن أبي أمية قال‪:‬‬

‫‪580‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم‪ ،‬وسيماكم‪ ،‬وحلكم‪ ،‬ونجواكم‪،‬‬


‫ومجالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل‪ :‬يا فلن هذ ا نورك‪ ،‬يا فلن‬
‫م"‪.‬‬‫ماِنه ْ‬
‫م وَ بأي ْ َ‬
‫ديه ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬
‫م ب َي ْ َ‬
‫سَعى ُنوُرهُ ْ‬
‫ل نور لك‪ ،‬وقرأ‪" :‬ي َ ْ‬
‫وقال الضحاك‪ :‬ليس أحد إل يعطي يوم القيامة نورًا‪ ،‬فإذا انتهوا‬
‫إلى الصراط أطفىء نور المنافقين‪ ،‬فلما رأى ذلك المؤمنون‬
‫أشفقوا أن يطفأ نورهم‪ ،‬كما أطفىء نور المنافقين فقالوا‪َ" :‬رب َّنا‬
‫م ل ََنا ُنوَرَنا"‪.‬‬
‫م ْ‬
‫أت ْ ِ‬
‫وقال إسحاق بن بشير أبو حذيفة‪ ،‬حدثني ابن جريج‪ ،‬عن أبي‬
‫مليكة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم‪ ،‬سترا ً منه على عباده‪،‬‬
‫فأما عند الصراط فإن الله يعطي كل مؤمن نورًا‪ ،‬وكل منافق نورًا‪،‬‬
‫فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات‪،‬‬
‫فقال المنافقون والمنافقات للذين آمنوا‪ :‬انظرونا نقتبس من‬
‫نوركم‪ ،‬وقال المؤمنون‪ :‬ر بنا أتمم لنا نورنا‪ :‬ول يذكر عند ذلك‬
‫أحد"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبو عبيد الله بن وهب‪ ،‬أخبرنا عمي أبو‬
‫يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن سعيد بن مسعود‪ ،‬أنه سمع عبد الرحمن‬
‫بن جبير يحدث أنه سمع أبا الدرداء وأبا ذر يخبران‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬أنا أول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود‪،‬‬
‫وأول من يؤذن له فيرفع رأسه‪ ،‬فأنظر من بين يدي‪ ،‬ومن خلفي‪،‬‬
‫وعن يميني‪ ،‬وعن شمالي‪ ،‬فأعرف أمتي من بين المم‪ ،‬فقال له‬
‫رجل‪ :‬يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين المم ما بين نوح‬
‫إلى أمتك‪ .‬قال‪ :‬أعرفهم غرا ً محجلين من أثر الوضوء‪ ،‬ول يكون‬
‫لحد من المم غيرهم‪ ،‬يؤتون كتبهم بأيمانهم‪ ،‬وأعرفهم بسيماهم‪،‬‬
‫ووجوههم‪ ،‬وأعرفهم بنورهم‪ ،‬يسعى بين أيديهم وأيدي ذريتهم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عبده بن سليمان‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫المبارك‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬حدثني سليم بن عامر‪ .‬قال‪:‬‬
‫خرجنا على جنازة في باب دمشق‪ ،‬ومعنا أبو أمامة الباهلي‪ ،‬فلما‬
‫صلى على الجنازة‪ ،‬وأخذوا في دفنها‪ ،‬قال أبو أمامة‪ :‬أيها الناس‪:‬‬
‫إنكم قد أصبحتم‪ ،‬وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات‬

‫‪581‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والسيئات‪ ،‬وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر‪ ،‬وهو هذا‪-‬‬


‫يشير إلى القبر‪ -‬بيت الوحدة‪ ،‬وبيت الظلمة‪ ،‬وبيت الدود‪ ،‬وبيت‬
‫الضيق‪ ،‬إل ما وسع الله‪ ،‬ثم تنقلون منه إلى مواطن يوم القيامة‪،‬‬
‫في بعض تلك المواطن يغشى الناس أمر من أمر الله‪ ،‬فتبيض‬
‫وجوه‪ ،‬وتسود وجوه‪ ،‬ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر‪ ،‬فيغشى‬
‫الناس ظلمة شديدة‪ ،‬ثم يقسم النور‪ ،‬فيعطى المؤمن نورًا‪ ،‬ويترك‬
‫الكافر والمنافق‪ ،‬فل يعطيان شيئا ً وهو المثل الذي ضربه الله في‬
‫من ُنوٍر"‪.‬‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه َلة ُنورا ً فَ َ‬ ‫جَعل الل ّ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كتابه‪" :‬و َ‬
‫عمى ببصر البصير‬ ‫ل يستضيء الكافر والمنافق‪ ،‬كما ل يستضيُء ال َ ْ‬
‫ل‬‫م ِقي َ‬ ‫ن ُنورِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ويقول المنافقون للذين آمنوا‪" :‬انظروَنا ن َْقت َب ِ ْ‬
‫سوا نورًا"‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫م َفال ْت َ ِ‬‫جُعوا وََراَءك ً ْ‬ ‫اْر ِ‬
‫عون الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقون حيث قال‪" :‬يخاد ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫عه ْ‬ ‫خادِ ً‬ ‫َوهوَ َ‬
‫فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور‪ ،‬فل يجدون شيئًا‪،‬‬
‫ه‬
‫ه ِفي ِ‬ ‫ب َباط ِن ُ ُ‬ ‫سورٍ َله َبا ٌ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ب ب َي ْن َهُ ْ‬‫ضر َ‬‫فيصرفون ِإليهم وقد‪" :‬فَ ُ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن قِب َل ِهِ العَ َ‬‫م ْ‬ ‫ظاهره ِ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫قال‪ :‬هو حائط بين الجنة والنار‪ ،‬وهو الذي قال الله تعالى فيه‪:‬‬
‫جاب"‪.‬‬ ‫ح َ‬‫ما ِ‬ ‫"وَب َي ْن َهُ َ‬
‫وهذا هو الصحيح‪ ،‬وما روي عن عبد الله بن عمرو وكعب الحبار‬
‫لسرائيليين أنه سور بيت المقدس ضعيف جدًا‪ ،‬فِإن كان‬ ‫عن كتب ا ِ‬
‫أراد المتكلم بهذا الكلم ضرب مثال‪ ،‬وتقريبا ً للمغيب بالشاهد‬
‫فذاك‪ ،‬ولعله مرادهم والله أعلم‪.‬‬
‫وقتتال أبتتو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثني الربيتتع بتتن ثعلتتب‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إسماعيل بن عباس‪ ،‬عن المطعم بن المقدام الصنعاني وغيره‪ ،‬عن‬

‫أحمد قال‪ .‬كتب أبو الدرداء إلى سلمان‪ :‬يا أخي إياك أن تجمع متتن‬

‫الدنيا ما ل تؤدي شكره‪ ،‬فإني سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪582‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم يقول‪" :‬يجاء بصاحب الدنيا الذي أطاع اللتته فيهتتا ومتتاله بيتتن‬

‫يديه‪ ،‬كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‪ :‬امض‪ ،‬فقد أديت حق اللتته‬

‫في?‪ ،‬قال‪ :‬ثم يجاء بصاحب الدنيا الذي لم يطع الله فيها‪ ،‬ماله بيتتن‬

‫ي?‬
‫كتفيه‪ ،‬كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‪ :‬أل أديت حتتق اللتته ف ت ّ‬

‫فل يتتتتتتزال كتتتتتتذلك حتتتتتتتى يتتتتتتدعو بالويتتتتتتل والثبتتتتتتور"‪.‬‬

‫وعن عبيد بن عمير‪ ،‬أنه كان يقول‪" :‬أيها الناس إنه جسر مجستتور‪،‬‬

‫أعله دحض مزلة‪ ،‬والملئكة على جنبات الجسر يقولون‪ :‬رب ستتلم‬

‫قال‪ :‬وإن الصراط مثل السيف على جسر جهنم‪ ،‬وإن عليه كلليتتب‬

‫وحسكًا‪ ،‬والذي نفسي بيتده‪ ،‬إنته ليؤختذ بتالك ّ‬


‫لب الواحتد أكتثر متن‬

‫ربيعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ومضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وعن سعيد بن أبي هلل قال‪" :‬بلغنا أن الصراط يتتوم القيامتتة وهتتو‬

‫على الجسر َيكون على بعض الناس أدق من الشتتعر‪ ،‬وعلتتى بعتتض‬

‫النتتتتاس مثتتتتل التتتتوادي الواستتتتع" ر واه ابتتتتن أبتتتتي التتتتدنيا‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حدثني الخليل بن عمرو‪ ،‬حدثنا ابن الستتماك‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫واعظ الزاهد قال‪" :‬بلغني أن الصراط ثلثة آلف ستتنة‪ .‬ألتتف ستتنة‬

‫‪583‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يصعد الناس عليه‪ ،‬وألتتف ستتنة يستتتوي النتتاس‪ ،‬وألتتف ستتنة يهبتتط‬

‫النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاس"‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ ،‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬حدثنا شريك عن أبي قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫سالم بتتن أبتتي الجعتتد قتتال‪ :‬إن جهنتتم ثلثتتة قنتتاطر‪ :‬قنطتترة عليهتتا‬

‫المانة‪ ،‬وقنطرة عليها الرحم‪ ،‬وقنطرة عليهتتا اللتته‪ ،‬وهتتي المرصتتاد‬

‫صتتاِد"‪.‬‬ ‫ك َلبال ِ‬
‫مْر َ‬ ‫ن َرب ّت َ‬
‫فمن نجا من هاتين لم ينج من هذه ثم قتترأ‪" :‬إ ّ‬

‫وقال عبيد الله بن الفراء‪" :‬يمد الصتتراط يتتوم القيامتتة بيتتن المانتتة‬

‫دى المانتتة‪ ،‬ووصتتل الرحتتم‪ ،‬فليمتتض‬


‫والرحم‪ ،‬وينادي مناد‪ :‬أل من أ ّ‬

‫آمنتتتتتتتا ً غيتتتتتتتر ختتتتتتتائف"‪ .‬رواه ابتتتتتتتن أبتتتتتتتي التتتتتتتدنيا‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني محمد بن إدريس‪ ،‬حدثنا أبو ثوبة الربيع‬

‫بن نافع الحلبي‪ ،‬حدثنا معاوية بن سلم‪ ،‬عن أخيه زيد بن سلم‪ ،‬أنه‬

‫سمع أبا سلم يقول‪ :‬حدثني عبد الرحمن‪ ،‬حتتدثني رجتتل متتن كنتتدة‬

‫قال‪ :‬دخلت على عائشة وبيني وبينها حجاب‪ ،‬فقلت‪ :‬إن في نفستتي‬

‫حاجة لم أجد أحدا ً يشفيني منها‪ ،‬قالت لتتي‪ :‬متتم أنتتت? قلتتت‪ :‬متتن‬

‫كندة‪ ،‬قالت‪ :‬من أي الجناد أنت? قلت‪ :‬من أهل حمص‪ ،‬قتتالت‪ :‬متتا‬

‫‪584‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حاجتك? قلت‪ :‬أحدثك رسول الله صلى الله عليتته وستتلم أنتته يتتأتي‬

‫عليه ساعة ل يملك لحد شفاعة? قالت‪ :‬نعم‪ ،‬لقد سألته عتتن هتتذا‪،‬‬

‫وأنا وهو في شعار واحد‪ ،‬فقال‪ :‬نعم حين يوضتتع الصتتراط‪ ،‬ل أملتتك‬

‫لحد شيئًا‪ ،‬حتى أعلم أيتتن يستتلك بتتي‪ ،‬ويتتوم تتتبيض وجتتوه وتستتود‬

‫وجوه‪ ،‬حتى أنظر ما يفعل بي‪ ،‬وعند الجسر حيتتن يستتتحد ويستتتحر‬

‫قال‪ :‬وما يستحد ويستحر? قتتال‪ :‬يستتتحد حتتتى يكتتون مثتتل شتتعرة‬

‫السيف‪ ،‬ويستحر حتى يكون مثل الجمر‪ ،‬فأما المتتؤمن فيجتتتازه ول‬

‫يضره‪ ،‬وأما المنتتافق فيتعلتتق حتتتى يبلتتغ أوستتطه حتتر فتتي قتتدميه‪،‬‬

‫فيهوي بيده إلى قدميه‪ ،‬قالت‪ :‬هل رأيت من يستتعى حافي تا ً فتأختتذه‬

‫شوكة حتى تكاد تنفذ من قتتدميه? فتتإنه كتتذلك يهتتوي بيتتده ورأستته‬

‫وقدميه‪ ،‬فيضربه الزبانية بخطاف فتتي ناصتتيته وقتتدمه‪ ،‬فيقتتذف بتته‬

‫في جهنم‪ ،‬يهوي فيها مقدار خمسين عامًا‪ ،‬فقلت‪ :‬ما مثتتل الرجتتل?‬

‫قتتالت‪ :‬مثتتل عشتتر خلفتتات ستتمان‪ ،‬فيتتومئذ يعتترف المجرمتتون‬

‫بسيماهم‪ ،‬فيؤخذ بالنواصي والقدام‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪585‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حو ْ َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫ضَرن ّهُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ل َن ُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫طي َ‬ ‫شيا ِ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫شَرن ّهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬فَوََرب ّ َ‬
‫م‬‫عت ِي ّا ً ث ُ ّ‬ ‫حمن ِ‬ ‫شد ّ عََلى الّر ْ‬ ‫م أَ َ‬ ‫َ‬
‫شيعَةٍ أي ّهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫م ل ََننزِعَ ّ‬ ‫جث ِي ّا ً ث ُ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن عََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫ها َ‬ ‫م إ ِل َ َوارد ُ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫صِليا ً وَإ ِ ْ‬ ‫م أوَْلى بَها ِ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م بال ّ ِ‬ ‫ن أعْل َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل َن َ ْ‬
‫ن ِفيَها جث ِي ًّا"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫وا وّن َذ َُر ال ّ‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ن َُنجي ال ّ ِ‬ ‫ضي ّا ً ث ّ‬ ‫مْق ِ‬ ‫حْتما ً ّ‬ ‫ك َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫ي آدم‪ ،‬ممن كان‬ ‫أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة‪ ،‬أنه سيجمع بن ٍ‬
‫يطيع الشياطين في جهنم جثيًا‪ ،‬أي جلوسا ً على الركب كما قال‪:‬‬
‫عى إ َِلى ك َِتاب َِها"‪.‬‬ ‫مةٍ ت ُد ْ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫جاث َِية ك ّ‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫"وَت ََرى ك ُ ّ‬
‫وعن ابن مسعود‪ :‬قياما ً وهم يعاينون هولها‪ ،‬ومكاره منظرها‪ ،‬وقد‬
‫كان‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا َرأت ْهُ ْ‬ ‫جزموا أنهم داخلوها ل محالة كما قال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ن‬‫مَقّرِني َ‬ ‫ضّيقا ً ُ‬ ‫كانا ً َ‬ ‫م َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ذا أل ُْقوا ِ‬ ‫مُعوا ل ََها ت َغَّيظا ً وََزفيرا ً وَإ ِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ب َِعيدٍ َ‬
‫دعوا ث ُُبورا ً ك َِثيرا ً ُقل‬ ‫حدا ً َوا ْ‬ ‫م ث ُُبورا ً َوا ِ‬ ‫عوا ال ْي َوْ َ‬ ‫ك ث ُُبورا ً ل َ ت َد ْ ُ‬ ‫وا هَُنال ِ َ‬ ‫د َعَ ْ‬
‫صيرا ً‬ ‫م ِ‬ ‫جَزاءَ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ل َهُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مت ُّقو َ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬ ‫خل ْدِ ال ِّتي وُ ِ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫خي ٌْر أ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫أذل ِ َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫سُئو ً‬ ‫م ْ‬ ‫عدا ً ّ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ن عََلى َر ب ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫دين َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫شاُءو َ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫ل ّهُ ْ‬
‫سأل ُ ّ‬
‫ن‬ ‫م ل َت ُ ْ‬ ‫ن ال ْي َِقين ث ّ‬ ‫م ل َت ََروُن َّها عَي ْ َ‬ ‫م ثَ ّ‬ ‫حي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َت ََرُون ال َ‬
‫عن الن ِّعيم"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ثم أقسم الله تعالى أن الخلئق كلهم سيرون جهنم فقال تعالى‪:‬‬
‫مْقضي ًِا"‪.‬‬ ‫حْتما ً َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن عََلى َرب ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م إ ِل ّ َواَردها َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫"وَإ ِ ْ‬
‫قال ابن مسعود‪ :‬قسما ً واجبًا‪ .‬وفي الصحيحين من حديث الزهري‪،‬‬
‫عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬من مات له ثلثة من الولد لم تمسه النار إل‬
‫لمام أحمد‪ ،‬عن حسن‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن‬ ‫تحلة القسم"‪ .‬وروى ا ِ‬
‫زبان بن فائد‪ ،‬عن سهل بن معاذ‪ ،‬بن أنس‪ ،‬عن أبيه‪ :‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من حرس من وراء الملمين‬
‫متطوعًا‪ ،‬ل بأجر سلطان‪ ،‬لم ير النار بعينه‪ِ ،‬إل تحلة القسم"‪.‬‬
‫دها" وقد ذكر تمام الحديث‪ ،‬وقد‬ ‫م إ ِل ّ َوار ُ‬ ‫منك ْ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وِإن ِ‬
‫اختلف المفسرون في المراد بالورود‪ ،‬وما هو‪ ،‬والظهر كما قررناه‬
‫في التفسير أنه المرور على الصراط "‪.‬‬
‫جث ِّيا"‪.‬‬ ‫ن ِفيَها ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫وا وّن َذ َُر ال ّ‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫جي ال ّ ِ‬ ‫م ن ُن َ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ث ّ‬
‫م إ ِل ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وقال مجاهد‪ :‬الحمى حظ كل مؤمن من النار‪" :‬وَإ ِ ْ‬
‫َواردها"‪.‬‬

‫‪586‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد روى ابن جرير‪ :‬حدثنا بشبه هذا فقال‪ ،‬حدثني عمران بن بكار‬
‫الكلعي‪ ،‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬عن تميم‪ ،‬حدثنا‬
‫إسماعيل بن عبيد الله‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬خرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجل ً من أصحابه وعكا ً وأنا‬
‫معه ثم قال‪" :‬إن الله تعالى يقول‪" :‬هي نار أسلطها على عبدي‬
‫المؤمن‪ ،‬لتكون حظه من النار‪ ،‬في الخرة"‪ .‬وهذا إسناد حسن‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن السدي‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن مرة‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬في تفسير قول الله تعالى‪:‬‬
‫"وِإن منكم إل واردها" قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يرد‬
‫الناس كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم"‪.‬‬
‫وهكذا رواه الترمذي من حديث إسرائيل‪ ،‬عن السدي به مرفوعًا‪،‬‬
‫ثم رواه من حديث شعبة‪ ،‬عن السدي‪ ،‬به فوقفه‪ ،‬وهكذا رواه‬
‫أسباط عن السدي‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪" :‬يرد الناس‬
‫جميعا ً الصراط‪ ،‬وورودهم قيامهم حول النار‪ ،‬ثم يصدرون عن‬
‫الصراط بأعمالهم‪ ،‬فمنهم من يمر كمر البرق‪ ،‬ومنهم من يمر‬
‫لبل‪ ،‬ومنهم من يمر كعدو‬ ‫كأجاويد الخيل‪ ،‬ومنهم من يمر كأجاويد ا ِ‬
‫الرجل‪ ،‬حتى إن آخرهم مرا ً رجل نوره على موضع إبهامي قدميه‪،‬‬
‫ثم يتكفأ به الصراط‪ ،‬والصراط دحضا ً مزلة‪ ،‬عليه حسك كحسك‬
‫القتاد‪ ،‬حافتاه عليهما ملئكة‪ ،‬معهم كلليب من نار‪ ،‬يخطفون بها‬
‫الناس"‪ .‬وذكر تمام الحديث‪ ،‬وله شواهد مما مضى‪ ،‬ومما سيأتي‬
‫إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبي الزهراء‪ ،‬عن‬
‫ابن مسعود قال‪ :‬يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم فيمر‬
‫الناس عليه على قدر أعمالهم‪ ،‬أولهم ِ كلمح البرق‪ ،‬ثم كمر الريح‪،‬‬
‫ثم كأسرع البهائم كذلك‪ ،‬حتى يمر الرجل سعيًا‪ ،‬حتى يمر الرجل‬
‫ماشيًا‪ ،‬ثم يكون آخرهم يتلبط على بطنه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يارب‪ :‬لم‬
‫أبطأت بي? فيقول‪ :‬لم أبطىء بك‪ ،‬إنما أبطأ بك عملك‪.‬‬
‫وروي نحوه من وجه آخر‪ ،‬عن ابن مسعود مرفوعًا‪ ،‬والوقوف أصح‬
‫لنانة‪ :‬أخبرنا‬‫والله أعلم‪ ،‬وقال الحافظ أبو نصر الوائلي في كتاب ا ِ‬
‫محمد بن محمد بن الحجاج‪ ،‬أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الربعي‪،‬‬

‫‪587‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا علي بن الحسين أبو عبيد الله‪ ،‬حدثنا زكريا بن يحيى أبو‬
‫السكين‪ ،‬حدثنا عبد الله بن صالح‪ ،‬حدثنا أبو همام الفرسي‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن المغيرة‪ ،‬عن قيس بن قيس بن مسلم‪ ،‬عن طاوس‪،‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬علم‬
‫الناس سنتي وإن كرهوا ذلك‪ ،‬وإن أحببت أن ل توقف على‬
‫الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة‪ ،‬فل تحدثن في دين الله حدثا ً‬
‫لسناد‪ ،‬والمتن حسن أورده‬ ‫برأيك"‪ .‬ثم قال‪ :‬وهذا غريب ا ِ‬
‫القرطبي‪.‬‬
‫وقال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية‪ ،‬عن بكار بن أبي‬
‫مروان‪ ،‬عن خالد بن معدان قال‪ :‬قال أهل الجنة بعد ما دخلوا‬
‫الجنة‪ :‬ألم يعدنا ربنا الورود على النار? فيقال‪ :‬قد مررتم عليها‬
‫وهي خامدة‪.‬‬
‫وقد ذهب آخرون إلى أن المراد بالورود الدخول‪ ،‬قاله ابن عباس‬
‫وعبد الله بن رواحة‪ ،‬وأبو ميسرة‪ ،‬وغير واحد‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا غالب بن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫سليمان‪ ،‬عن كثير بن زياد البرساني‪ ،‬عن أبي سمية قال‪ :‬اختلفنا‬
‫في الورود‪ ،‬فقال بعضنا‪ :‬ل يدخلها مؤمن‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬يدخلونها‬
‫جميعا ً ثم ينجي الله الذين آمنوا‪ ،‬فلقيت جابر بن عبد الله فقلت له‪:‬‬
‫إنا اختلفنا في الورود‪ ،‬فقال‪ :‬يردونها جميعًا‪ .‬وقال سلمان‪ :‬يدخلونها‬
‫جميعًا‪ ،‬وأهوى بِإصبعه إلى أذنيه وقال‪ :‬صمتا ً إن لم ِ أكن سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ل يبقى بر ول فاجر إل‬
‫دخلها‪ ،‬فتكون على المؤمن بردا ً وسلمًا‪ ،‬كما كانت على إبراهيم‪،‬‬
‫حتى إن للناس ضجيجا ً من ورودهم‪ ،‬ثم تل قول الله تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫م‬
‫جثيًا"‪.‬‬
‫ن ِفيَها ِ‬
‫مي َ‬ ‫ن ات َّقوا وّن َذ َُر ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ذي َ‬
‫جي ال ِ‬
‫ن ُن َ ّ‬
‫لبم يخرجوه في كتبهم‪ ،‬وهو حسن‪ .‬وقال أبو بكر أحمد بن سليمان‬
‫النجار‪ :‬حدثنا أبو الحسن محمد ابن عبيد الله بن إبراهيم بن عبدة‬
‫السليطي‪ ،‬حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد‬
‫البوشتجي‪ ،‬حدثنا سليم بن منصور بن عمار‪ ،‬حدثني منصور بن‬
‫عمار‪ ،‬حدثني بشير بن طلحة الخزامي‪ ،‬عن خالد بن دريك‪ ،‬عن‬
‫يعلى بن منبه‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تقول‬

‫‪588‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النار للمؤمن يوم القيامة‪ :‬جزيا مؤمن‪ ،‬فقد أطفأ نورك لهبي"‪.‬‬
‫وهذا حديث غريب جدًا‪..‬‬
‫وقال ابن المبارك‪ :‬عن سفيان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن خالد بن معدان قال‪:‬‬
‫قالوا ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار? فيقال‪ :‬إنكم مررتم عليها وهي‬
‫خامدة‪.‬‬
‫وفي رواية عن خالد بن معدان‪ِ :‬إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا‪ :‬ألم‬
‫يقل ربنا إنا نرد النار? فيقال‪ :‬إنكم وردتموها فألفيتموها رمادًا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثني يعقوب‪ ،‬حدثنا ابن علية‪ ،‬عن الجريري‪ ،‬عن‬
‫أبي السليل‪ ،‬عن غنيم بن قيس قال‪ :‬ذكروا ورود النار‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫تمسك النار بالناس بأنها تحتف إهالة‪ ،‬حتى تشوى عليها أقدام‬
‫الخلئق‪ ،‬برهم وفاجرهم‪ ،‬ثم يناديها مناد‪ :‬أمسكي أصحابك ودعي‬
‫أصحابي‪ ،‬قال‪ :‬فيخسف بكل ولي لها والله أعلم بهم من الرجل‬
‫بولده‪ -‬ويخرج المؤمنين بيديه‪ ،‬وروى مثله عن كعب الحبار‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا ابن إدريس حدثنا العمش‪ ،‬عن أبي‬ ‫وقال ا ِ‬
‫سفيان‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أم ميسرة امرأة زيد بن حارثة قالت‪ :‬كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة‪ ،‬فقال‪" :‬ل يدخل‬
‫النار أحد شهد بدرًا‪ ،‬والحديبية‪ ،‬فقالت حفصة‪ :‬أليس الله يقول‪:‬‬
‫م إ ِل ّ َواردها"‪.‬‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬‫"وإ ِ ْ‬
‫جي‬‫م ن ُن َ ّ‬
‫فتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى‪" :‬ث ّ‬
‫جِثيًا"‪.‬‬
‫ن ِفيَها ِ‬
‫مي َ‬ ‫وا وّن َذ َُر ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ن ات َّق ْ‬
‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ورواه أحمد أيضًا‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي سفيان‪ ،‬عن‬
‫جابر عن أم ميسرة‪ ،‬عن حفصة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فذكر مثله‪ ،‬ورواه مسلم من حديث ابن جريج‪ ،‬عن أبي الزبير سمع‬
‫عن جابر‪ ،‬عن أم ميسرة‪ ،‬فذكر نحوه وقد تقدم‪ ،‬وستأتي في‬
‫أحاديث الشفاعة كيفية جواز المؤمنين على الصراط وتفاوت‬
‫سيرهم عليه‪ ،‬بحسب أعمالهم‪ ،‬وقد تقدم أنه صلى الله عليه وسلم‬
‫أول النبياء إجازة بأمته على الصراط‪.‬‬
‫وعن عبد الله بن سلم‪ :‬محمد صلى الله عليه وستتلم أول الرستتل‬

‫إجازة‪ ،‬ثم عيسى‪ ،‬ثم موسى‪ ،‬ثم إبراهيم‪ ،‬حتى يكون آخرهم إجازة‬

‫‪589‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نوح عليه السلم‪ ،‬فِإذا خلص المؤمنون من الصراط تلقتهم الخزنة‪،‬‬

‫يهدونهم إلى الجنة‪ .‬وثبت في الصحيح‪" :‬من أنفق زوجين من متتاله‬

‫في سبيل الله دعي من أبواب الجنة كلهتتا‪ -‬وللجنتتة ثمانيتتة أبتتواب‪:-‬‬

‫فمن كان من أهل الصلة دعي من باب الصلة‪ ،‬ومن كان من أهتتل‬

‫الزكاة دعي من باب الزكاة‪ ،‬ومن كان من أهتتل الصتتيام دعتتي متتن‬

‫باب الريان‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ما على امرء يتتدعى متتن‬

‫أيها شاء من ضرورة‪ ،‬فهل يدعى أحد منها كلها? قال‪ :‬نعتتم‪ ،‬وأرجتتو‬

‫أن تكتتون منهتتم يتتا أبتتا بكتتر‪ "...‬وِإذا دخلتتوا إلتتى الجنتتة هتتدوا إلتتى‬

‫منازلهم‪ ،‬فهم أعرف بها من منتتازلهم التتتي كتتانت فتتي التتدنيا‪ ،‬كمتتا‬

‫ستتتتيأتي بيتتتتانه فتتتتي الصتتتتحيح عنتتتتد البختتتتاري رحمتتتته اللتتتته‪.‬‬

‫وقد قال الطبراني‪ :‬حتتدثنا إستتحاق بتتن إبراهيتتم التتديري‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرزاق‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن عبد الرحمن بتن زيتاد‪ ،‬عتتن عطتاء‬

‫بن يسار‪ ،‬عن سلمان الفارسي قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل يدخل الجنة إل بجواز‪ :‬بسم اللتته الرحمتتن الرحيتتم‪:‬‬

‫هتتذا كتتتاب متتن اللتته‪ ،‬لفلن أدخلتتوه جنتتة عاليتتة قطوفهتتا دانيتتة"‪..‬‬

‫‪590‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه الحتتافظ الضتتياء متتن طريتتق ستتليمان التتتيمي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫عثمان النهدي‪ ،‬عن ستتلمان الفارستتي‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬يعطى المؤمن جوازا ً علتتى الصتتراط‪ :‬بستتم اللتته‬

‫الرحمن الرحيم‪ :‬هذا كتاب من الله العزيتتز الحكيتم‪ ،‬لفلن‪ ،‬أدخلتوه‬

‫جنتتتتتتتتتتتتتتة عاليتتتتتتتتتتتتتتة‪ ،‬قطوفهتتتتتتتتتتتتتتا دانيتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي في جامعه‪ :‬عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬قال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬شعار المؤمن على الصراط‪ :‬رب سلم‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتلم‪ :‬ثتتتتتتتتتتتتتتتتم قتتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬غريتتتتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وفتتي صتتحيح مستتلم‪" :‬نتتبيكم يقتتول‪ :‬رب ستتلم ستتلم"‪ .‬وجتتاء‪ :‬أن‬

‫النبياء تقول ذلك‪ ،‬وكذلك الملئكتتة كلهتتم يقولتتون ذلتتك وثبتتت فتتي‬

‫صحيح البخاري من حديث قتادة‪ ،‬عن أبي المتوكل الناجي‪ ،‬عن أبي‬

‫سعيد الختتدري أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪ِ" :‬إذا‬

‫خلص المؤمنون من الصراط‪ ،‬حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار‪،‬‬

‫فاقتص لهم مظالم كانت بينهم فتتي التتدنيا‪ ،‬حتتتى ِإذا هتتذبوا ونقتتوا‪،‬‬

‫أذن بدخول الجنة‪ ،‬فلحدهم أهدى إلى منزله في الجنتتة متتن منزلتته‬

‫‪591‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتذي كتتتتتتتتتتتتتتتتان فتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫وقد تكلم القرطبي في التذكرة على الحديث‪ ،‬وجعل هذه القنطتترة‬

‫صراطا ً ثانيا ً للمؤمنين خاصتتة‪ ،‬وليتتس يستتقط منتته أحتتد فتتي النتتار‪.‬‬

‫قلت‪ .‬هذه بعد مجاوزة النار‪ ،‬فقد تكون هذه القنطرة منصوبة علتتى‬

‫هتتتتول آختتتتر‪ ،‬ممتتتتا يعلمتتتته اللتتتته‪ ،‬ول نعلمتتتته‪ ،‬وهتتتتو أعلتتتتم‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا مؤيد بن سعيد‪ ،‬حدثنا صالح بن موستتى‪،‬‬

‫عن ليث‪ ،‬عن عثمان‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن أنتتس بتتن مالتتك‪ ،‬قتتال‪ .‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول الله تعتتالى يتتوم القيامتتة‪:‬‬

‫جوزوا النار بعفوي‪ ،‬وادخلتتوا الجنتتة برحمتتتي‪ ،‬واقتستتموها بفضتتائل‬

‫أعمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالكم"‪.‬‬

‫وهذا حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أبو معاوية‪ ،‬عن إسماعيل بن مستتلم‪،‬‬

‫عن قتادة‪ .‬عن عبد الله من قوله مثلتته‪ ،‬وهتتو منقطتتع‪ ،‬بتتل معضتتل‪،‬‬

‫وقد قال بعض الوعاظ فيما حكتتاه القرطتتبي فتتي التتتذكرة‪" :‬تتتوهم‬

‫نفسك يا أخي إذا سرت على الصراط‪ ،‬ونظتترت إلتتى جهنتتم تحتتتك‬

‫‪592‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سوداء مدلهمة‪ ،‬وقد تلظى سعيرها‪ ،‬وعل لهيبها وأنت تمشي أحيانًا‪،‬‬

‫وتزحف أحيانا ً أخرى‪ ،‬ثم أنشد‪:‬‬

‫ِإذا برز العباد لذي‬ ‫أبت نفسي تثوب فما‬


‫ل?‬
‫التجتل ِ‬ ‫احتتيالتي‬
‫وقاموا من قبتورهتم‬
‫ل‬
‫بأوزار كأمتثتال التجتبتا ِ‬ ‫حتيارى‬
‫فمنهم من يكب على‬ ‫وقد نصب الصراط لكي‬
‫ل‬
‫الشتمتا ِ‬ ‫يجوزوا‬
‫تلقاه العراِئس‬ ‫ومنهم من يستير لتدار‬
‫بتالتغتزالتي‬ ‫عتدن‬
‫غفرت لك الذنوب فل‬ ‫يقول له المتهتيمتن‪:‬‬
‫تبتالتي‬ ‫ياولتيي‬
‫فصل‬

‫حمن وَْفدا ً وََنسوقُ‬ ‫ن إلى الّر ْ‬ ‫م َنحشُر ال ْ ُ‬


‫مت ِّقي َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫خذ َ ِ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬
‫من ات ّ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شَفاعَ َ‬ ‫مل ِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫م وِْردا ً ل َ ي َ ْ‬‫جهَن ّ َ‬
‫ن إلى َ‬ ‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬‫م ِ‬‫ال ْ ُ‬
‫من عَْهدًا"‪.‬‬ ‫ح َ‬‫الّر ْ‬
‫ورد في الحديث‪ :‬كما سيأتي‪" :‬أنهم يؤتون بنجائب من الجنة‬
‫يركبونها"‪ .‬وفي الحديث‪" :‬أنهم يؤتون بها عند قيامهم من قبورهم"‪.‬‬
‫وفي صحة ذلك نظر‪ ،‬إذ قد تقدم في حديث‪" :‬إن الناس كلهم‬
‫يحشرون مشاة‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكب ناقة‪،‬‬
‫وبلل ينادي بالذان بين يديه‪ ،‬فِإذا قال‪ :‬أشهد أل إله إل الله‪ ،‬وأشهد‬
‫أن محمدا ً رسول الله‪ :‬صدقه الولون والخرون"‪.‬‬
‫فِإذا كان هذا من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فِإنما‬
‫يكون إتيانهم بالنجائب بعد الجواز على الصراط‪ ،‬وهو الشبه والله‬
‫أعلم‪ .‬وقد ورد في حديث الصور‪" :‬أنه يضرب لهم حياض‪ ،‬بعد‬

‫‪593‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مجاوزة الصراط‪ ،‬وأنهم ِإذا وصلوا إلى باب الجنة يستشفعون إلى‬
‫آدم‪ ،‬ثم نوح‪ ،‬ثم إبراهيم‪ ،‬ثم موسى‪ ،‬ثم عيسى ثم محمد‪ ،‬صلوات‬
‫الله وسلمه عليهم أجمعين‪ ،‬فيكون رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم هو الشفيع لهم في ذلك"‪.‬‬
‫كما ثبت في الصحيح عند مسلم‪ ،‬من حديث أبي النضر هاشم بن‬
‫لمام أحمد عنه‪ ،‬عن سليمان بن المغيرة‪ ،‬عن‬ ‫القاسم‪ ،‬ورواه ابن ا ِ‬
‫ثابت‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال‪" .‬آتي باب الجنة‪ ،‬فأستفتح‪ ،‬فيقول خازنها‪ :‬من أنت? فأقول‪:‬‬
‫محمد‪ ،‬فيقول‪ :‬بك أمرت أل أفتح لحد قبلك "‪ .‬وقال مسلم‪ :‬حدثنا‬
‫أبو كريب محمد بن العلء‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام‪ ،‬عن سفيان‪،‬‬
‫عن المختار ابن فليفل‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا أكثر النبياء تبعا ً ليوم القيامة‪ ،‬وأول من‬
‫يقرع باب الجنة"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪" :‬يجمع الله الناس يوم القيامة‪ ،‬فيقوم‬
‫المؤمنون حين تزلف لهم الجنة‪ ،‬فيأتون آدم فيقولون‪ :‬يا أبانا اشفع‬
‫لنا‪ ،‬فيقول لهم‪ :‬أخرجكم من الجنة ال خطيئة أبيكم آدم? لست‬
‫بصاحب ذلك"‪.‬‬
‫وذكر تمام الحديث‪ ،‬وهو شاهد قوي لما ذكر في حديث الصور‪ ،‬من‬
‫ذهابهم إلى النبياء مرة ثانية‪ ،‬يستشفعون بهم إلى الله‪ ،‬ليستأذنوه‬
‫لهم في دخولهم الجنة‪ ،‬ويتعين لها رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬كما تعين للشفاعة الولى العظمى‪ ،‬كما تقدم‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد قال‪ :‬كنا‬ ‫وقد قال عبد الله ابن ا ِ‬
‫حمن‬ ‫ن إ َِلى الّر ْ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫م نح ُ‬ ‫جلوسا ً عند علي فقرأ هذه الية‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م وِْردًا"‪.‬‬ ‫ن إ َِلى َ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫مي َ‬‫جرِ ِ‬ ‫سوقُ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫وَْفدا ً وَن َ ُ‬
‫فقال‪" :‬والله ما على أرجلهم يحشرون‪ ،‬ول يحشر الوفد على‬
‫أرجلهم ولكن بنوق لم تر الخلئق مثلها‪ ،‬عليها رحائل من ذهب‪،‬‬
‫ليركبوا عليها حتى يضربوا أبواب الجنة"‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير‪ ،‬وابن أبي حاتم‪ ،‬من حديث عبد الرحمن بن‬
‫إسحاق وزاد بعدها‪" :‬رحائل من ذهب أين منها الزبرجد" والباقي‬
‫مثله‪.‬‬

‫‪594‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪ ،‬حدثنا مالك إسماعيل‬
‫النهدي‪ :‬حدثنا مسلمة بن جعفر البجلي‪ :‬سمعت أبا معاذ البصري‬
‫قال‪ :‬إن عليا ً كان يوما ً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ‬
‫حمن وَْفدًا"‪.‬‬ ‫ن إ َِلى الّر ْ‬ ‫مت ِّقي َ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬
‫ح ُ‬
‫م نَ ْ‬
‫علي هذه الية‪" :‬ي َوْ َ‬
‫فقال‪ :‬ما أظن الوفد إل الركب يا رسول الله? فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده إنهم إذ يخرجون من قبورهم‬
‫يستقبلوق‪ ،‬أو يؤتون بنوق بيض‪ ،‬لها أجنحة‪ ،‬وعليها رحال الذهب‪،‬‬
‫شراك نعالهم نور يتلل‪ ،‬كما خطوة منها مد البصر‪ ،‬فينتهون إلى‬
‫شجرة ينبع من أصلها عينان‪ ،‬فيشربون من إحداهما‪ ،‬فيغسل ما‬
‫في بطونهم من دنس‪ ،‬ويغتسلون من الخرى‪ ،‬فل تشعث أبشارهم‬
‫بعدها أبدًا‪ ،‬وتجري عليهم نضرة النعيم‪ ،‬فينتهون‪ ،‬أو فيأتون باب‬
‫الجنة‪ ،‬فِإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب‪ ،‬فيضربون‬
‫باب الحلقة على الصفائح‪ ،‬فسمع لها طنين‪ ،‬بأعلى‪ ،‬فيبلغ كل‬
‫حوراء أن زوجها قد أقبل‪ ،‬فتبعث قيمها فيفتح له‪ ،‬فِإذا رآه خّر له‪.‬‬
‫قال مسلمة‪ :‬أراه قال‪ :‬ساجدا ً فيقول‪ :‬ارفع رأسك? إنما أنا قيمك‪،‬‬
‫وكلت بأمرك‪ ،‬فيتبعه ويقفو أثره‪ ،‬فيستخف الحوراء بالعجلة‪،‬‬
‫فتخرج من خيام الدر والياقوت‪ ،‬حتى تعتنقه‪ ،‬ثم تقول‪ :‬أنت حبي‪.‬‬
‫وأنا حبك‪ ،‬وأنا الخالدة التي ل أموت‪ ،‬وأنا الناعمة التي ل أبأس‪ ،‬وأنا‬
‫الراضية التي ل أسخط‪ ،‬وأنا المقيمة التي ل أظن‪ ،‬فيدخل بيتا ً من‬
‫أسه إلى سقفه مائة ذراع‪ ،‬بناؤه على جندل اللؤلؤ‪ ،‬طرائقه أحمر‬
‫وأخضر وأصفر‪ ،‬ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها‪ ،‬وفي البيت‬
‫سبعون سريرًا‪ ،‬على كل سرير سبعون حشية على كل حشية‬
‫سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة‪ ،‬يرى مخ ساقها من وراء‬
‫الحلل‪ ،‬يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه‪ ،‬النهار من‬
‫تحتهم تطرد‪ ،‬أنهار من ماء غير آسن قال‪ :‬صاف ل كدر فيه‪ ،‬وأنهار‬
‫من لبن لم يتغير طعمه‪ ،‬لم يخرج من ضروع الماشية‪ ،‬وأنهار من‬
‫خمر لذة للشاربين‪ ،‬لم يعصرها الرجال بأقدامهم‪ ،‬وأنهار من عسل‬
‫مصفى‪ ،‬لم يخرج من بطون النحل‪ ،‬فيستحلى الثمار‪ ،‬فِإن شاء أكل‬
‫ت قطوفَُها‬ ‫م ظ ِل َل َُها وَذ ُل ّل َ ْ‬ ‫ة عَل َي ْهِ ْ‬ ‫قائمًا‪ ،‬وإن شاء متكئا ً ثم تل‪" :‬وَ َ‬
‫دان ِي َ ً‬
‫ت َذ ِْليل"‪.‬‬

‫‪595‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيشتهي الطعام‪ ،‬فيأتيه طير أبيض قال‪ :‬وربما قال‪ :‬أخضر‪ ،‬فيرفع‬
‫أجنحتها فيأكل من جنوبها أي اللوان شاء‪ ،‬ثم تطير‪ ،‬فيذهب‪،‬‬
‫ما‬‫ها ب ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ة ال ِّتي أورِث ْت ُ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫جن ّ ُ‬ ‫فيدخل الملك‪ ،‬فيقول سلم عليكم‪َ" :‬وتل ْ َ‬
‫م َتعملون"‪.‬‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت لهل الرض‪ ،‬لصارت‬
‫الشمس معها سوادا ً في نور"‪ ،‬وقد رويناه في الجعديات من كلم‬
‫علي موقوفا ً عليه‪ ،‬وهو أشبه بالصحة والله أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬أخبرنا زهير‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن علي قال‪ :‬ذكر النار فعظم أمرها ذكرا ً‬
‫م إ َِلى‬ ‫وا َرب ّهُ ْ‬
‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫ه تعالى‪" :‬وَ ِ‬ ‫ل أحفظه ثم تل قول الل ّ‬
‫مرًا"‪.‬‬ ‫جن ّةِ ُز َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ثم قال‪ :‬حتى ِإذا انتهوا إلى باب من أبوابها‪ ،‬وجدوا عنده شجرة‬
‫يخرج من تحت ساقها عينان تجريان‪ ،‬فعمدوا إلى إحداهما‪ ،‬كأنما‬
‫أمروا بها‪ ،‬فشربوا منها‪ ،‬فأذهبت ما في بطونهم من قذى‪ ،‬أو أذى‪،‬‬
‫أو بأس‪ ،‬ثم عمدوا إلى الخرى‪ ،‬فتطهروا منها‪ ،‬فجرت عليهم نضرة‬
‫النعيم‪ ،‬ولم تتغير أشعارهم بعدها أبدًا‪ ،‬ول تشعث رؤوسهم‪ ،‬كأنما‬
‫م‬‫سل َ ٌ‬ ‫دهنوا بالدهان‪ ،‬ثم ِإذا انتهوا إلى الجنة‪ ،‬فقال لهم خزنتها‪َ " :‬‬
‫ن"‪.‬‬‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬‫ها َ‬‫خُلو َ‬‫م َفاد ْ ُ‬ ‫م ط ِب ْت ُ ْ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫ثم يلقاهم الولدان‪ :‬فيطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا‬
‫بالحميم‪ ،‬يقدمون عليهم فيقولون‪ :‬أبشر بما أعد الله لكم من‬
‫الكرامة‪ ،‬ثم ينطلق غلم من تلك الولدان إلى بعض أزواجه من‬
‫الحور العين‪ ،‬فيقول‪ :‬جاء فلن باسمه الذي كان يدعى به في‬
‫الدنيا‪ ،‬قالت‪ :‬أنت رأيته? قال‪ :‬أنا رأيته‪ ،‬وهو ما رآني‪ ،‬فيستخف‬
‫إحداهن الفرح‪ ،‬حتى يكون‪ ،‬على أسكفة الباب‪ ،‬فِإذا انتهى إلى‬
‫منزلة نظر إلى أساس بنيانه‪ ،‬فِإذا جندل اللؤلؤ‪ ،‬فوقه صرح أحمر‪،‬‬
‫وأخضر‪ ،‬وأصفر‪ ،‬من كل لون‪ ،‬ثم رفع رأسه‪ ،‬فنظر إلى سقفه‪ ،‬فِإذا‬
‫مثل البرق‪ ،‬ولول أن الله قدره لذهب بصره‪ ،‬ثم طأطأ رأسه‪ ،‬فِإذا‬
‫أزواجه‪ ،‬وأكواب موضوعة‪ ،‬ونمارق مصفوفة‪ ،‬و زرابي مبثوثة‪ ،‬ثم‬
‫َ‬
‫داَنا‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ما ك ُّنا ل ِن َهْت َدِيَ ل َوْل َ أ ْ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫داَنا ل ِهَ َ‬
‫ذي هَ َ‬ ‫مد ُ الل ّهِ ال ِ‬‫ح ْ‬‫اتكأ فقال‪" :‬ال ْ َ‬
‫الّله"‪.‬‬

‫‪596‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لقد جاءت رسل ربنا بالحق‪ ،‬ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما‬
‫كنتم تعملون‪...‬‬
‫ثم ينادي مناد‪ :‬تحيون فل تموتون أبدًا‪ ،‬وتقيمون فل تظعنون أبدًا‪،‬‬
‫وتصحون فل تمرضون أبدًا‪.‬‬
‫وهذا ل يقتضي تغير الشكل من الحال التي كان الناس عليهم فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬إلى طول ستين ذراعًا‪ ،‬وعرض ستة أذرع‪ ،‬كما هي صفة كتتل‬

‫من دخل الجنتتة‪ ،‬كمتتا ورد بتته الحتتديث‪ ،‬يكتتون عنتتد العينيتتن اللتتتين‬

‫يغتسلون من إحداهما‪ ،‬فيغستتل متتا فتتي بطتتونهم متتن الذى‪ ،‬ومتتن‬

‫الخرى‪ ،‬فتجري عليهم نضرة النعيم‪ ،‬وكلهم أنسب وأقرب مما جتتاء‬

‫فتتي الحتتديث المتقتتدم‪" :‬أن ذلتتك يكتتون فتتي العرصتتات " لضتتعف‬

‫إستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده‪.‬‬

‫وقد أبعتتد متتن زعتتم أن ذلتتك يكتتون عنتتد المقتتام متتن القبتتور‪ ،‬لمتتا‬

‫يعارضه متتن الدلتتة القائمتتة علتتى خلف ذلتتك‪ ،‬واللتته تعتتالى أعلتتم‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬أخبرنا سليمان بن المغيتترة‪ ،‬عتتن حميتتد‬

‫بن هلل‪ ،‬قال‪ :‬ذكر لنا أن الرجل اذا دخل الجنة‪ ،‬وصور صورة أهتتل‬

‫الجنة‪ ،‬وألبس لباسهم‪ ،‬وحلى حليهم‪ ،‬وأري أزواجتته وختتدمه‪ ،‬يأختتذه‬

‫سوار فرح‪ .‬ولو كان ينبغي أن يموت لمات من سوار فرحه‪ ،‬فيقتتال‬

‫‪597‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لتتته‪ :‬أرأيتتتت ستتتوار فرحتتتتك هتتتذه? فإنهتتتا قائمتتتة لتتتك أبتتتدًا"‪..‬‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا رشدين بن ستتعد‪ ،‬عتتن زهتترة‪ ،‬عتتن معتتد‬

‫القرشي‪ ،‬عتن أبتي عبتد الرحمتن الجيلتي قتال‪ :‬إن العبتد أول متتن‬

‫يتتتدخل الجنتتتة يتلقتتتاه ستتتبعون ألتتتف ختتتادم كتتتأنهم اللؤلتتتؤ‪.‬‬

‫قال ابن المبارك‪ :‬وأنبأنا يحيى بن أيوب‪ ،‬حدثني عبد الله بتتن زحتتر‪،‬‬

‫عن محمد بن أيوب‪ ،‬عن أبي عبتتد الرحمتتن المعتتافري‪ ،‬قتتال‪" :‬إنتته‬

‫ليصنف للرجتتل متتن أهتتل الجنتتة ستتماطان‪ ،‬ل يتترى طرفاهمتتا متتن‬

‫غلمتتتتتتتتتتتتانه‪ ،‬حتتتتتتتتتتتتتى إذا متتتتتتتتتتتتّر مشتتتتتتتتتتتتوا وراءه"‪.‬‬

‫وروى أبو نعيم عن مستتلمة‪ ،‬عتتن الضتتحاك بتتن مزاحتتم‪ ،‬قتتال‪" :‬إذا‬

‫دخل المؤمن الجنة‪ ،‬دخل أمامه ملك‪ ،‬فيأخذ به في سككها‪ ،‬فيقتتول‬

‫له‪ :‬انظر‪ ،‬ماذا ترى? فيقول‪ :‬أرى أكثر القصور التي رأيتها من ذهب‬

‫وفضتتة‪ ،‬فيقتتول الملتتك‪ :‬إن هتتذا لتتك‪ ،‬حتتتى إذا ظهتتر لمتتن فيهتتا‪،‬‬

‫استقبلوه من كل باب‪ ،‬ومن كل مكان‪ ،‬قائلين‪ :‬نحن لك‪ ،‬ثم يقتتول‪:‬‬

‫امتتش‪ .‬فيقتتول‪ :‬متتاذا تتترى? فيقتتول‪ :‬خيتتام هتتي أكتتثر خيتتام رأيتهتتا‬

‫عساكر‪ ،‬وأكثرها أنيسًا‪ ،‬فيقول‪" :‬إن هذا أجمع لك‪ ،‬فتتإذا ظهتتر لمتتن‬

‫‪598‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيها استقبلوه قائلين‪ :‬نحن لك‪ .‬وقال أحمد بن أبتتي الحتتواري‪ :‬عتتن‬

‫ت ن َِعيمتا ً‬ ‫ت ث َت ّ‬
‫م َرأي ْت َ‬ ‫أبي سليمان الدارني في قتتوله تعتتالى‪ :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َرأي ْت َ‬

‫مْلكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً ك َِبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترًا"‪.‬‬
‫وَ ُ‬

‫إن الملك ليأتي بالتحفة إلى ولي الله عز وجتتل‪ ،‬فمتتا يصتتل إليتته ِإل‬

‫بتتإذن‪ ،‬فيقتتول لحتتاجبه‪ :‬استتتأذن لتتي علتتى ولتتي اللتته‪ ،‬فيعلتتم ذلتتك‬

‫الحاجب حاجبا ً آخر‪ ،‬وحاجبا ً بعد حاجب‪ ،‬ومن داره إلى دار الستتلم‪،‬‬

‫باب يتتدخل منتته علتتى ربتته ِإذا شتتاء بل إذن‪ ،‬ورستتول رب العتتزة ل‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدخل عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته ِإل بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتإذن"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خالد بن خداش‪ ،‬حدثنا مهدي بن ميمون‪،‬‬

‫عن محمد بن عبد الملك بن أبي يعقوب‪ ،‬عن بشر بن سعاف‪ ،‬قال‪:‬‬

‫كنا جلوسا ً الى عبد الله بن سلم فقال‪" :‬إن أكرم خليقة الله علتتى‬

‫الله‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬هو أبو القاسم ِ صلى اللتته عليتته وستلم‪" :‬وإن‬

‫الجنة في السماء‪ ،‬وإن النار في الرض‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة بعتتث‬

‫الله الخليقة أمة أمة‪ ،‬ونبيتا ً نبيتًا‪ ،‬ثتتم يوضتع جستتر علتتى جهنتتم‪ ،‬ثتتم‬

‫ينادي مناد‪ :‬أين أحمد وأمته? فيقوم وتتبعتته أمتتته‪ ،‬برهتتا‪ ،‬وفاجرهتتا‪،‬‬

‫‪599‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيأخذون الجسر‪ ،‬ويطمس الله أبصار أعدائه‪ ،‬فيتهافتون فيهتتا‪ ،‬متتن‬

‫شمال ويمين‪ ،‬وينجو النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬والصالحون معه‪،‬‬

‫وتتلقاهم الملئكة‪ ،‬وبناء بيوتهم ومنتتازلهم متتن الجنتتة علتتى يمينتتك‪،‬‬

‫وعلى يسارك‪ ،‬حتى ينتهي إلى ربه‪ ،‬فيلقى له كرستتي متتن الجتتانب‬

‫الخر‪ ،‬ثم يتبعهم النبياء والمم‪ ،‬حتى يكون آخرهم نوح عليه الصلة‬

‫والستتلم"‪ .‬وهتتذا موقتتوف علتتى ابتتن ستتلم رضتتي اللتته عنتته‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو نصر التمار‪ ،‬حتدثنا حمتاد بتن ستلمة‪،‬‬

‫عن ثابت البناني‪ ،‬عن أبتي عثمتان النهتدي‪ ،‬عتن ستلمان الفارستي‬

‫قال‪" :‬يوضع الصراط يوم القيامة‪ ،‬وله حتتد كحتتد الموستتى‪ ،‬فتقتتول‬

‫الملئكة‪ :‬ربنا‪ :‬من تجيز على هذا? فيقول‪ :‬متتن شتتئت متتن خلقتتي‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬ربنا‪ :‬ما عبدناك حق عبادتك"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ذكر بعض صفات أهل الجنة وبعض ما أعد من نعيم لهم‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن همام‪ ،‬عن‬
‫قال ا ِ‬
‫أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أول زمرة‬

‫‪600‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬ل يبصقون فيها‪ ،‬ول‬
‫يمتخطون فيها‪ ،‬ول يتغوطون فيها‪ ،‬وأمشاطهم الذهب والْفضة‪،‬‬
‫ومجامرهم من اللوة‪ ،‬وريحهم المسك‪ ،‬ولكل واحد منهم زوجتان‪،‬‬
‫يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن‪ ،‬ل اختلف بينهم‪ ،‬ول‬
‫تباغض‪ ،‬قلوبهم على قلب واحد‪ ،‬يسبحون الله بكرة وعشية"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم‪ :‬عن محمد بن رافع‪ ،‬عن عبد التترزاق‪ ،‬وأخرجتته‬

‫البخاري‪ ،‬عن محمد بن مقاتل‪ ،‬عن ابن المبارك كلهمتتا عتتن معمتتر‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال أبتتو يعلتتى‪ :‬حتتدثنا أبتتو خيثمتتة‪ ،‬حتتدثنا جريتتر‪ ،‬عتتن عمتتارة بتتن‬

‫القعقاع‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر‬

‫ليلة البدر‪ ،‬والذين يلونهم على صورة أشد كوكب دري فتي الستتماء‬

‫إضتتتاءة‪ ،‬ل يبولتتتون‪ ،‬ول يتغوطتتتون‪ ،‬ول يتفلتتتون‪ ،‬ول يمتخطتتتون‪،‬‬

‫أمشاطهم الذهب‪ ،‬وريحهم المسك‪ ،‬ومجتتامرهم اللتتوة‪ ،‬وأزواجهتتم‬

‫الحور العين‪ ،‬وأخلقهم على خلق رجتتل واحتتد‪ ،‬علتتى صتتورة أبيهتتم‪،‬‬

‫ستون ذراعًا" رواه مسلم‪ :‬عن أبي خيثمة‪ ،‬واتفقا عليه متتن حتتديث‬

‫جرير‪.‬‬

‫‪601‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر بعض ما ورد في سن أهل الجنة‬

‫لمام أحمد‪ ،‬والطبراني‪ :‬واللفظ لته‪ ،‬متن حتديث حمتاد بتن‬


‫وروى ا ِ‬

‫سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد بن جدعان‪ ،‬عن ستتعيد بتتن المستتيب‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬يتدخل‬

‫أهل الجنة جردًا‪ ،‬مردًا‪ ،‬بيضًا‪ ،‬جعتتادًا‪ ،‬مكحليتتن‪ ،‬أبنتتاء ثلث وثلثيتتن‪،‬‬

‫علتتتتى خلتتتق آدم‪ ،‬ستتتتون ذراعتتتًا‪ ،‬فتتتي عتتترض ستتتبع أذرع"‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن إسماعيل العدوي‪ ،‬حتتدثنا عمتتر بتتن‬

‫مرزوق‪ ،‬أخبرنا عمران القطان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن شتتهر بتتن حوشتتب‪،‬‬

‫عن عبد الرحمن بن غنم‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬يدخل أهل الجنة جردًا‪ ،‬مردًا‪ ،‬مكحليتتن‪ ،‬بنتتي‬

‫ثلث وثلثيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث عمران بن داود القطان‪ ،‬ثتتم قتتال‪ :‬هتتذا‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديث حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن غريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا القاسم بن هشام‪ ،‬حدثنا صتتفوان‬

‫بن صالح‪ ،‬حدثني جرد بن جراح العستتقلني‪ ،‬حتتدثنا الوزاعتتي‪ ،‬عتتن‬

‫‪602‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هارون بن رياب‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يدخل أهل الجنتتة الجنتتة علتتى طتتول آدم‪ ،‬ستتتين‬

‫ذراعا ً بذراع الملك‪ ،‬على حسن يوستتف‪ ،‬وعلتتى ميلد عيستتى‪ ،‬ثلث‬

‫وثلثيتتتن ستتتنة‪ ،‬وعلتتتى لستتتان محمتتتد جتتتردًا‪ ،‬متتتردًا‪ ،‬مكحليتتتن"‪.‬‬

‫وقد رواه أبو بكر بن أبي داود‪ ،‬حدثنا محمود بن خالتتد‪ ،‬وعبتتاس بتتن‬

‫الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عمر‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عن هتتارون بتتن ريتتاب‪ ،‬عتتن‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يبعث‬

‫أهل الجنة على صورة آدم‪ ،‬ميلد ثلث وثلثيتتن ستتنة‪ ،‬جتتردًا‪ ،‬متتردًا‪،‬‬

‫مكحلين‪ ،‬ثم يذهب بهم إلى شجرة فتتي الجنتتة‪ ،‬فيكتستتون منهتتا‪ ،‬ل‬

‫تبلتتتتتتتتتتتتتى ثيتتتتتتتتتتتتتابهم‪ ،‬ول يفنتتتتتتتتتتتتتى شتتتتتتتتتتتتتبابهم"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪،‬‬

‫أخبرنا عمتترو بتتن الحتتارث‪ ،‬أن دراج تا ً أبتتا الستتمح حتتدثه‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الهيثم‪ ،‬عن أبتي ستتعيد الختدري‪ ،‬أن رستتول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم قال‪" :‬من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير‪ ،‬يردون بني‬

‫ثلث وثلثين في الجنة‪ ،‬ل يزيتتدون عليهتتا أبتتدًا‪ ،‬كتتذلك أهتتل النتتار"‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد بن نضر‪ ،‬عن ابن المبارك‪ ،‬عتتن رشتتدين‬

‫بن سعد عن عمرو بن الحارث‪.‬‬

‫كتاب صفة النار‪ ،‬وما فيها من العذاب الليم‪ ،‬أجارنا الله‬

‫تعالى منها برحمته‪ ،‬إنه جواد كريم‬

‫ن ت َْفعلوا فاّتقوا الّنار ال ِّتي‬ ‫م ت َْفعَُلوا وَل َ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬فَإ ِ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ت ل ِل ْ َ‬ ‫عد ّ ْ‬ ‫جاَرةُ أ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫وَُقود َ‬
‫مِعين"‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫مل َئ ِك َةِ والّناس أ ْ‬ ‫ة الل ّهِ وال ْ َ‬ ‫م ل َعْن َ ُ‬ ‫ك عَل َي ْهِ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أولئ ِ َ‬
‫ب‬ ‫ذا َ‬ ‫ة ِبال ْهُد َىَ َوال ْعَ َ‬ ‫ضل َل َ َ‬ ‫شت ََرُوا ال ّ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أولئ ِ َ‬
‫م عََلى الّناِر"‪.‬‬ ‫صب ََرهُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ِباْلمغِْفَرةِ فَ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ي ُْقب َ َ‬ ‫م ك ُّفاٌر فَل َ ْ‬ ‫ماُتوا وَهُ ْ‬ ‫ذين ك ََفُروا وَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ما‬
‫م وَ َ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫دى ب ِهِ أولئ ِ َ‬ ‫لُء الْرض ذهبا ً وََلو افْت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫أحدهم ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫م َنارا ً ك ُّلما‬ ‫صِليهِ ْ‬ ‫ف نُ ْ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ن ك ََفُروا ِبآَيات َِنا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ن الّله َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ها ل َِيذوُقوا ال ْعَ َ‬ ‫جُلودا ً غَي َْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫م بد ّل ََناه ْ‬ ‫جُلودهُ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ض َ‬ ‫نَ ِ‬
‫كيمًا"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫عزيزا ً َ‬ ‫َ‬
‫م وَل َ‬ ‫ه ل ِي َغِْفَر ل َهُ ْ‬ ‫م َيكن الل ّ ُ‬ ‫موا ل َ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا وَظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ك عََلى‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ِفيَها أَبدا ً وَ َ‬ ‫خاِلدي َ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ريقَ َ‬ ‫ريقا ً إ ِل ّ ط َ ِ‬ ‫م طَ ِ‬ ‫ل ِي َهْدَِيه ْ‬
‫سيرًا"‪.‬‬ ‫الل ّهِ ي َ ِ‬
‫َ‬
‫مثل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ميعا ً وَ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما في ال َْرض َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا ل َوْ أ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ذاب‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ت ُُقب ّ َ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دوا ب ِهِ ِ‬ ‫معه ل ِي َْفت َ ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫م عَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫من َْها وَلهُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جي َ‬ ‫خارِ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫ن الّنارِ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫جوا ِ‬ ‫ن َيخر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫مي ِ‬ ‫أِلي ٌ‬
‫م"‪.‬‬ ‫مِقي ٌ‬ ‫ُ‬
‫ح َله ْ‬
‫م‬ ‫ست َك َْبروا عَن َْها ل َ ت َُفت ّ ُ‬ ‫ن ك ًذ ُّبوا ْ بآيات َِنا َوا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ط‬
‫خيا ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ل في َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫حتى ي َل ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن اْلجن ّ َ‬ ‫خلو َ‬ ‫ماِء وَل َ ي َد ْ ُ‬ ‫س َ‬‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫أب ْ َ‬
‫واش‬ ‫م غَ َ‬ ‫وقهِ ْ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَهاد ٌ وَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫زي ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬
‫‪604‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫زي ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬


‫حّرا ً ل َ ْ‬
‫و‬ ‫شد ّ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ل َناُر َ‬ ‫حّر قُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقاُلوا ل َ ت َْنفروا في ال ْ َ‬
‫كانوا‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاَء ب ِ َ‬ ‫كوا ك َِثيرا ً َ‬ ‫كوا قَِليل ً وَل ْي َب ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن فَل ْي َ ْ‬ ‫كاُنوا ي َْفَقُهو َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كفُرو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ديد َ ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫م نذيُقهُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫ت‬‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫شِهيق َ‬ ‫م ِفيَها زفيٌر وَ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬له ْ‬
‫د"‪.‬‬ ‫ري ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ك فَّعا ٌ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫شاء َرب ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َوالْرض إ ِل ّ َ‬ ‫سموا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫كما ً‬ ‫ميا ً وَ ب ُ ْ‬ ‫م عُ ْ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫مةِ عََلى و ُ‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫وقال تعا لى‪" :‬وََنحشره ْ‬
‫سِعيرًا"‪.‬‬ ‫وصما ً ْ‬
‫م َ‬ ‫ت زِد َْناهُ ْ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م كل ّ َ‬ ‫جهًن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مأَواهُ ْ‬ ‫َ ُ ّ َ‬
‫ن ك ََفُروا‬ ‫ذي َ‬ ‫م َفال ّ ِ‬ ‫موا في َرب ّهِ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫خت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ص َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه َ‬
‫ه‬
‫صهر ب ِ ِ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫مي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫سه ِ ُ‬ ‫وق رءو ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫من ّنارٍ ي َ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ثَيا ٌ‬ ‫ت َله ْ‬ ‫قُط ّعَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دوا أ ْ‬ ‫ما أَرا ُ‬ ‫ديدٍ ك ُل ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مع ُ ِ‬ ‫مَقا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م َواْلجُلود ُ ول َهُ ْ‬ ‫طونهِ ْ‬ ‫ما في ب ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ريق"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ذوفوا عَ َ‬ ‫ْ‬ ‫عيدوا ِفيَها و ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ن غَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫من َْها ِ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫من‬ ‫ن وو َ ْ‬ ‫حو َ‬ ‫مْفل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه َفأْولئ َ‬ ‫واِزين ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ك ال ّ ُ‬ ‫ه َفأْولئ ِ َ‬
‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫سروا أن ُْف َ‬ ‫نخ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫واِزين ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّف ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن آَياتين ت ُت َْلى عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن أل َ ْ‬ ‫حو َ‬ ‫كال ِ ُ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫م الّناُر وَهُ ْ‬ ‫جوهَهُ ُ‬ ‫حو ُ‬ ‫ت َل َْف ُ‬
‫ن‬ ‫ضاّلي َ‬ ‫وما ً َ‬ ‫شْقوَت َُنا وَك ُّنا قَ ْ‬ ‫ت عَل َي َْنا ِ‬ ‫ن َقاُلوا َرب َّنا غَل َب َ ْ‬ ‫م ب َِها ت ُك َذ ُّبو َ‬ ‫فَك ًن ْت ُ ْ‬
‫سُئوا ِفيَها وَل َ‬ ‫خ َ‬ ‫لا ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ن عُد َْنا فَإّنا َ‬
‫ِ‬ ‫من َْها فَإ ِ ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫َرب َّنا أ َ ْ‬
‫مّنا َفاغِفْر ل ََنا"‪ .‬وقال‬ ‫ن رب َّنا آ َ‬ ‫عَباِدي َيقولو َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ريقٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن فَ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن إن ّ ُ‬ ‫ت ُك َّلمو ِ‬
‫سِعيرا ً إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ساعَةِ َ‬ ‫ب ِبال ّ‬ ‫ن ك ًذ ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ساعَةِ وأعْت َد َْنا ل ِ َ‬ ‫ل ك ًذ ُّبوا بال ّ‬ ‫تعالى‪" :‬ب َ ْ‬
‫كانا ً‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ذا أل ُْقوا ِ‬ ‫معوا ل ََها ت َغَّيطا ً وََزفيرا ً وإ ِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ب َِعيدٍ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ّ‬ ‫م ِ‬ ‫َرأت ْهً ْ‬
‫عوا‬ ‫حدا ً َواد ْ ُ‬ ‫م ث ُُبورا ً َوا ِ‬ ‫عوا ال ْي َوْ َ‬ ‫ك ث ُُبورا ً ل َ ت َد ْ ُ‬ ‫وا هَُنال ِ َ‬ ‫ن د َعَ ْ‬ ‫مَقّرِني َ‬ ‫ضّيقا ً ُ‬ ‫َ‬
‫ث ًُبورا ً ك َِثيرًا"‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫جُنود ُ إ ِب ِْلي َ‬ ‫نو ُ‬ ‫م َوال َْغاوو َ‬ ‫كبوا ِفيَها هُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فكب ْ ِ‬
‫مِبين إ ِذ ْ‬ ‫ن كّنا ل ََفي ُ‬ ‫ن َتالل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫ن َتالل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬‫خت َ ِ‬ ‫م ِفيَها ي َ ْ‬ ‫َقاُلوا ْ وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫شافِِعي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ل ََنا ِ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫رمو َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما أضل َّنا إ ِل ّ ال ْ ُ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫م ب َِر ّ‬ ‫ويك ْ‬ ‫س ّ‬ ‫نُ َ‬
‫ن ِفي ذل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫ن اْلمؤ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ل ََنا ك َّرةً فَن َ ُ‬ ‫ميم فَل َوْ أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ديق َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وَل َ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ك ل َهُوَ ال َْعزيُز الّر ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ن وَإ ِ ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫هم ّ‬ ‫ن أ َك ْث َُر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫لي َ ً‬
‫م‬‫خَرةَ ه ُ‬ ‫م في ال ِ‬ ‫ب وَهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫سوء ال ْعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أولئ ِ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ال َ ْ‬

‫‪605‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ظ"‪.‬‬ ‫ب غَِلي ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫م إ َِلى عَ َ‬ ‫ضط َّرهُ ْ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫م قَل ِي َل ً ث ُ ّ‬ ‫مت ّعُهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ن ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ما أَرادوا أ ْ‬ ‫م الّناُر ك ُل ّ َ‬ ‫مأَواهُ ُ‬ ‫سُقوا فَ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وأ ّ‬
‫ه‬
‫م بِ ِ‬ ‫ذي كن ْت ُ ْ‬ ‫ب الّنارِ ال ّ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫م ذوًقوا عَ َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫دوا ِفيَها َوقي َ‬ ‫عي ُ‬ ‫من َْها أ ِ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫ب الكبرِ ل َعًل ّهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫دون ال ْعَ َ‬ ‫ب الد َْنى ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ذيَقن ّهُ ْ‬ ‫ن وَل َن ُ ِ‬ ‫ت ُك َذ ُّبو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫سِعيرا ً َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفيَها‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَأعَد ّ َله ْ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه ل َعَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫صيرا ً‬ ‫َ‬
‫ن َولي ّا ً وَل َ ن َ ِ‬ ‫أَبدا ً ل َ َيجدو َ‬
‫ه وأط َعَْنا‬ ‫َ‬
‫ن َيا ل َي ْت ََنا أط َْعنا الل ّ َ‬ ‫م ِفي الّنارِ َيقوُلو َ‬ ‫جوههُ ْ‬ ‫ب وُ ُ‬ ‫م ُتقل ّ ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬
‫سِبيل َرب َّنا‬ ‫ضّلوَنا ال ّ‬ ‫ساد َت ََنا وَك َُبراءَنا َفأ َ‬ ‫سول وََقاُلوا َرب َّنا إ ِّنا أط َعَْنا َ‬ ‫الّر ُ‬
‫م ل َْعنا ً ك َِبيرًا"‪.‬‬ ‫ب َوال ْعَْنه ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضعَْفي ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫آتهِ ْ‬
‫موُتوا‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ضى عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م ل َ ي ُْق َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م َناُر َ‬ ‫ن ك ََفُروا ل َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ن‬ ‫خو َ‬ ‫طر ُ‬ ‫ص َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ك َُفورٍ وَهُ ْ‬ ‫زي ك ّ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫ك نَ ْ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫ذاب َِها َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ف عَْنه ْ‬ ‫وَل َ ُيخّف ُ‬
‫ل صاِلحا ً غَير ال ّذي ك ُنا نعم ُ َ‬ ‫ِفيَها َرب َّنا أ َ ْ‬
‫ما‬‫م َ‬ ‫مْرك ْ‬ ‫م ن ُعَ ّ‬ ‫ل أو ْ ل َ ْ‬ ‫ّ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫م ْ َ‬ ‫جَنا ن َعْ َ‬ ‫خرِ ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ما ِلل ّ‬ ‫ذوُقوا فَ َ‬ ‫ذيُر فَ ُ‬ ‫م الن ّ ِ‬ ‫جاَءك ُ ُ‬ ‫ن ت َذ َك َّر وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َت َذ َك ُّر ِفيهِ َ‬
‫صير"‪.‬‬ ‫نّ ِ‬
‫م‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ها ال ْي َوْ َ‬ ‫صل َوْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م توع ُ‬ ‫م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬هذِهِ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫جلهُ ْ‬ ‫شهَد ُ أْر ُ‬ ‫م وَت َ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫مَنا أي ْ ِ‬ ‫م وَت ُك َل ّ ُ‬ ‫واهِهِ ْ‬ ‫م عََلى أفْ َ‬ ‫خت ِ ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ن الي َوْ َ‬ ‫كفرو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ست َب َُقوا‬ ‫م َفا ْ‬ ‫عينهِ ْ‬ ‫سَنا عََلى أ َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء ل َط َ َ‬ ‫ن وَل َوْ ن َ َ‬ ‫سُبو َ‬ ‫كانوا ي َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫بِ َ‬
‫ما‬ ‫م فَ َ‬ ‫كان َت ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫خَناهُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫شاُء ل َ َ‬ ‫ن وَل َوْ ن َ َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ط َفأّنى ي ُب ْ ِ‬ ‫صرا َ‬ ‫ال ّ‬
‫جُعون"‪.‬‬ ‫ضي ّا ً وَل َ ي َْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عوا ُ‬ ‫طا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َْعب ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫موا َوأْزَوا َ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫حشروا ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ا ْ‬
‫ما‬‫ن َ‬ ‫مسُئوُلو َ‬ ‫م إ ِن ُّهم ّ‬ ‫حيم َوقُفوهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫صَرا ِ‬ ‫م إ َِلى ِ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ َفاهْ ُ‬ ‫دو ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ال ْي َوْ ُ‬ ‫له ُ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫صُرو َ‬ ‫م ل َ ت ََنا َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫صل َوْن ََها فَب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫م يَ ْ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫شّر مآ ٍ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫طاِغي َ‬ ‫ن ِلل ّ‬ ‫ذا وَإ ِ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه َ‬
‫َ‬ ‫ذا فَل ْي َ ً‬
‫ج‬‫ذا فَوْ ٌ‬ ‫جه َ‬ ‫شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ساق‪ ،‬وآ َ‬ ‫م وغ َ ّ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذوُقوهُ َ‬ ‫مَهاد ُ ه َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫حبا ً‬ ‫حم معك ُم ل َ مرحبا ً بهم إنهم صاُلوا النار َقاُلوا ب ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ِ ِ ْ ِّ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫مْقت َ ِ ٌ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫م ل ََنا ه َ‬ ‫َ‬
‫ذا فَزِد ْهُ‬ ‫ن قَد ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ال َْقَراُر َقاُلوا َرب َّنا َ‬ ‫موهُ ل ََنا َفبئ ْ َ‬ ‫مت ُ‬ ‫م قد ّ ْ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫ب ِك ً ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ده ْ‬ ‫جال ً ك ُّنا ن َعُ ّ‬ ‫ما ل ََنا ل َ ن ََرى رِ َ‬ ‫ضْعفا ً ِفي الّنارِ وََقاُلوا َ‬ ‫ذابا ً ِ‬ ‫عَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ً ْ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ن ذلك ل َ َ‬ ‫صاُر إ ِ ّ‬ ‫م الب ْ َ‬ ‫عنه ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م َزاغَ ْ‬ ‫خرِي ّا ً أ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ َْناهُ ْ‬ ‫شَرارِ ات ّ َ‬
‫هل الّناِر"‪.‬‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫خا ُ‬ ‫تَ َ‬

‫‪606‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ها‬ ‫جاُءو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫مز َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن ك ََفُروا ِإلى َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ُرس ٌ‬ ‫م َيأت ِك ُ ْ‬ ‫خَزن َت ًَها أل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فُت ِ َ‬
‫ة‬ ‫م ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫حّق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا َقاُلوا ب ََلى وَل َك ِ ْ‬ ‫م هَ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫كم ل َِقاَء ي َوْ ِ‬ ‫م وَي ُن ْذُِرون َ ُ‬ ‫ت َرب ّك ُ ْ‬ ‫آيا ِ‬
‫َ‬
‫دين ِفيَها فب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا َ‬ ‫خُلوا أب ْ َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫ن ِقي َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب عََلى ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫مَتكب ّ‬ ‫وى ال ْ ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫مْقِتك ْ‬ ‫من ّ‬ ‫ت الل ّهِ أك ْب َُر ِ‬ ‫مْق ُ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ن ك ََفزوا ي َُناد َوْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مت َّنا اثن َت َْين‬ ‫ن َقاُلوا َرب َّنا أ َ‬ ‫ن فَت َك ُْفُرو َ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ن إ َِلى ا‬ ‫م إ ِذ ْ ت ُد ْعَوْ َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫أْنف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ب ِأن ّ ُ‬ ‫سِبيل ذل ِك ً ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خُروج ِ‬ ‫ل إ َِلى ُ‬ ‫حي َي ْت ََنا اث ْن َت َْين َفاعْت ََرفَْنا ب ِذ ُُنوب َِنا فَهَ ْ‬ ‫وَأ ْ‬
‫م ل ِل ّهِ ال ْعَل ِ ّ‬
‫ي‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫مُنوا َفال ْ ُ‬ ‫ك ب ِهِ ت ُؤْ ِ‬ ‫شَر ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫حد َهُ ك ََفْرت ُ ْ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ذا دعُ َ‬ ‫إِ َ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫ال ْك َِبي ِ‬
‫سوُء‬ ‫ن ُ‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫حاقَ ِبآ ِ‬ ‫مك َُروا وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫هم الله َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬فَوَْقا ُ‬
‫خُلوا‬ ‫َ‬
‫ة أد ْ ِ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت ًَقو ُ‬ ‫شي ّا ً وَي َوْ َ‬ ‫ن عَل َي َْها غد ُوّا ً وَعَ ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫ب الّناُر ي ُعَْر ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫ضعََفاءُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ِفي الّنارِ فَي َُقو ُ‬ ‫جو َ‬ ‫جا ّ‬ ‫ب وَِإذ ي َت َ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شد ّ ال ْعَ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫آ َ‬
‫ل ِل ّذين استك ْبروا إنا ك ُنا ل َك ُم تبعا ً فَه ْ َ‬
‫ن الّناِر‬ ‫م َ‬ ‫صيبا ً ِ‬ ‫ن عًّنا ن َ ِ‬ ‫مغُْنو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫ِ َ ْ َ َُ‬
‫ل‬‫ن ال ْعَِبادِ وََقا َ‬ ‫م ب َي ْ َ‬ ‫حك َ َ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل ِفيَها إ ِ ّ‬ ‫ست َك َْبروا إ ِّنا ك ُ ّ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫وما ً ِ‬ ‫ف عَّنا ي َ ْ‬ ‫خّف ْ‬ ‫مي َ‬ ‫عوا رّبك ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫خَزن َةِ َ‬ ‫ن ِفي الّنارِ ل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َقاُلوا أ َول َم ت ُ ْ‬
‫ما‬ ‫عوا وَ َ‬ ‫ت َقاُلوا ب ََلى َقاُلوا َفاد ْ ُ‬ ‫م ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫سل ُك ُ ْ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫ك ت َأِتيك ُ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫مُنوا ِفي‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سل ََنا َوال ّ ِ‬ ‫ل إنا لَننصُر ُر ُ‬ ‫ضل َ ٍ‬ ‫ن إ ِل ّ ِفي َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫عاُء ال ْ َ‬ ‫دُ َ‬
‫م‬ ‫معْذَِرُته ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ل ي َن َْفع ال ّ‬ ‫شَهاد ُ ي َوْ َ‬ ‫م ال َ ْ‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَي َوْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫داِر"‪.‬‬ ‫سوء ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ة َوله ْ‬ ‫م الل ّعْن َ ُ‬ ‫وَل َهُ ُ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫سو ْ َ‬ ‫سل َْنا ب ِهِ ُرسل ََنا فَ َ‬ ‫ما أْر َ‬ ‫ب وَب ِ َ‬ ‫ن ك ًذ ُّبوا بال ْك َِتا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ن‪ ،‬إذِ ا َ‬
‫م‬‫ميم ث ُ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫حبو َ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫ل ِفي أعَْناقِهِ ْ‬ ‫لغل َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫ل ل َه َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن دو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫شر ُ‬ ‫مت ْ‬ ‫ماك ُْنت ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م أي ْ َ‬ ‫م ِقي َ ُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫جُرو َ‬ ‫س َ‬ ‫ِفي الّنارِ ي ُ ْ‬
‫ه‬‫ل الل ّ ً‬ ‫ض ّ‬ ‫ك يُ ِ‬ ‫شيئا ً ك َذ َل ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عوا ِ‬ ‫كن ن ّد ْ ُ‬ ‫م نَ ُ‬ ‫ل لّ ْ‬ ‫ضّلوا عَّنا ب َ ْ‬ ‫َقاُلوا َ‬
‫م‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫حقّ وَب ِ َ‬ ‫ن ِفي الرض ب ِغَي ْرِ ال ْ َ‬ ‫حو َ‬ ‫م ت َْفَر ُ‬ ‫ما ك ُْنت ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن ذل ِك ُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫كافِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫المت َك َّبري َ‬ ‫وى‬ ‫َ‬ ‫مث ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ن ِفيَها فَب ِئ ْ‬ ‫َ‬ ‫دي‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا َ‬ ‫َ‬ ‫دخُلوا أب ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ت َْفرحو َ‬
‫َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وذل ِك ُم ظ َنك ُم ال ّذي ظ َننتم بربك ُ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫م ّ‬ ‫حت ُ ْ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫م فأ ْ‬ ‫داك ُ ْ‬ ‫م أْر َ‬ ‫َُْ ْ ِ ّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫هم ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫ست َعِْتبوا فَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫مْثوىً لهُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫صِبروا َفالّنار َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫خل َْفهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫م قَُرَناء فََزي ُّنوا َله ْ‬ ‫ضَنا ل َهُ ْ‬ ‫ن وَقَي ّ ْ‬ ‫معْت َِبي َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن والنس‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَب ْل ِِهم ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫مم ٍ قَد ْ َ‬ ‫ول ِفي أ َ‬ ‫م ال َْق ْ‬ ‫حقّ عَل َي ْهِ ُ‬ ‫وَ ً‬

‫‪607‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن َوال ْغَ ْ‬
‫وا‬ ‫ذا ال ُْقْرآ ِ‬ ‫مُعوا ِله َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ك ََفُروا ل َ ت َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫رين وَقا َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫م َ‬ ‫إ ِّنه ْ‬
‫م‬
‫زين ّهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ديدا ً وَل َن َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ذابا ً َ‬ ‫ن ك ََفُروا عَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ذيَق ّ‬ ‫ن َفلن ُ ِ‬ ‫م ت َغْل ُِبو َ‬ ‫ِفيهِ ل َعًل ّك ً ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫داُر‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫داء الل ّهِ الّناُر َله ْ‬ ‫جَزاُء أعْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذل ِ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاًنوا ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سوَأ ال ّ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ن ك ََفُروا ر ب َّنا أرَِنا‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن وََقا َ‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كاُنوا بآَيات َِنا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاًء ب ِ َ‬ ‫خل ْدِ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫كوَنا ِ‬ ‫مَنا ل ِي َ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫ت أقْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫جعَل ْهُ َ‬ ‫جن َوال ِْنس ن َ ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن أضلنا ِ‬ ‫ال ّذِي ْ َ‬
‫سَفِلين"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ال ْ‬
‫م‬‫ن ل َ ي َُفت ُّر عَن ْهُ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ِفي عَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ن وََنادْوا َيا‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫كاُنوا هُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫مَناهُ ْ‬ ‫ما ظ َل َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫مب ْل ِ ُ‬ ‫م ِفيهِ ُ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫ن‬‫حقّ وَل َك ِ ّ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫جْئناك ُ ْ‬ ‫ن ل ََقد ْ ِ‬ ‫م ماك ُِثو َ‬ ‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ك ل ِي َْقض عَل َي َْنا َرب ّ َ‬ ‫مال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫هون"‪.‬‬ ‫كارِ ُ‬ ‫حق َ‬ ‫م ل ِل ْ َ‬ ‫أك ْث ََرك ُ ْ‬
‫مْهل ي َغِْلي ِفي‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫م الِثيم َ‬ ‫جَرةَ الّزّقوم ط ََعا ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫صّبوا‬ ‫م ُ‬ ‫حيم ث ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫واِء ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫خذوهُ َفاعْت ُِلوهُ ِإلى َ‬ ‫ميم ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ك َغَْلي ال ْ َ‬ ‫طو ِ‬ ‫ال ْب ُ ُ‬
‫ما‬‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ري ُ‬ ‫زيُز ال ْك َ ِ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ميم ذ ُقْ إ ِن ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫من عَ َ‬ ‫سه ِ ِ‬ ‫فَوْقَ َرأ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ب ِهِ َتمت َُرو َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ماءٍ غَْير‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفيَها أن َْهاٌر ِ‬ ‫مّتقو َ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬ ‫ل اْلجن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫مر ل َذ ّةٍ ِلل ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫شارِِبي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َوأن َْهاز ِ‬ ‫م ُ‬ ‫م ي َت َغَّير ط َعْ ُ‬ ‫من ل َّبن ل ّ ْ‬ ‫سن وَأن َْهاٌر ِ‬ ‫ِآ ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مغِْفَرةٌ ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫كل الث ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِفيَها ِ‬ ‫صّفى وَل َهُ ْ‬ ‫م ً‬ ‫سل ّ‬ ‫من عَ َ‬ ‫َوأن َْهاٌر ِ‬
‫م"‪.‬‬ ‫مَعاءهُ ْ‬ ‫ميما ً فََقط ّعَ أ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ماَء َ‬ ‫سقوا َ‬ ‫خال ِد ٌ في الّنارِ وَ ُ‬ ‫ن هُوَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م كَ َ‬ ‫َرب ّهِ ْ‬
‫زيد"‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ت وَت َُقو ُ‬ ‫مَتل ِ‬ ‫هل ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫م ن َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م ب َِها‬ ‫م د َعّا ً هذه الّنار ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ى َنارِ َ‬ ‫ن ِإل َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ي ُد َ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫صب ُِروا أوْ ل َ‬ ‫صل َوْ َ‬ ‫تك َذ ّبو َ‬
‫ها َفا ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫صُر و َ‬ ‫م ل َ ت ُب ْ ِ‬ ‫م أْنت ْ‬ ‫حٌر هذا أ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ن أفَ ِ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ملو َ‬ ‫ُ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ماك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫واٌء عَلْيك ْ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬ ‫صب ُِروا َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬ ‫مّر إ ّ‬ ‫ة أدهى َوأ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫عده ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عة َ‬ ‫سا َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬بل ال ّ‬
‫م‬
‫جوهِهِ ْ‬ ‫ن ِفي الّنارِ عََلى وُ ُ‬ ‫حبو َ‬ ‫س َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫سعر ي َوْ َ‬ ‫ضلل و ُ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫مُرَنا ِإل واحدة‬ ‫ما أ ْ‬ ‫خل َْقَناهُ ب َِقد َرٍ وَ َ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سَقر إ ِّنا ك ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ذوُقوا َ‬ ‫ُ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫مح ِبال ْب َ َ‬ ‫ك َل َ ْ‬
‫صي‬ ‫خذ ُ ِبالّنوا ِ‬ ‫م فَي ُؤْ َ‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫رمو َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ُ‬ ‫وقال تعا لى‪" :‬ي ُعَْر ُ‬
‫ب ب َِها‬ ‫م ال ِّتي ي ُك ًذ ّ ُ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫ن هذِهِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا‬ ‫دام فََبأيّ آل َِء رب ّك ُ َ‬ ‫َوال َقْ َ‬
‫َ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫ن فَب ِأيّ آل َِء َرّبك َ‬ ‫ميم آ ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ب َي َْنها وَب َي ْ َ‬ ‫طوُفو َ‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫موم‬ ‫س ُ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ْ‬

‫‪608‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك‬ ‫ل ذل ِ َ‬ ‫كاُنوا قَب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ريم إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ميم وظل من يحموم ل َبارِدٍ وَل َ ك َ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ذا‬‫ظاما ً أئ ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ظيم وَك ُّنا ت َُرابا ً وَ ِ‬ ‫ث ال ْعَ ِ‬ ‫حن ْ ِ‬ ‫ن عََلى ال ِ‬ ‫صّرو َ‬ ‫كاُنوا ي ُ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مْترِفي َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ن أو آباؤَُنا الوُّلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مب ُْعوثو َ‬ ‫متنا وكنا ترابا وعظاما ً نخرة أئنا ل َ َ‬
‫ن ك ََفروا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة وَل َ ِ‬ ‫م فِد ْي َ ٌ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫م ل َ ي ُؤْ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فال ْي َوْ َ‬
‫صيُر"‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫مولك ْ‬ ‫ي َ‬ ‫م الّناُر هِ َ‬ ‫مأَواك ُ ُ‬ ‫َ‬
‫م َنارا ً وًَقود ُ َ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫م وَأهِْليك ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫مُنوا قوا ْ أْنف َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يأي َّها ال ّ ِ‬
‫م‬
‫مَرهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صو َ‬ ‫داد ل َ ي َعْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ة ِغل َ ٌ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫جاَرةُ عَل َي َْها َ‬ ‫ح َ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ؤمرو َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وَي َْفعَُلو َ‬
‫ذا‬‫صيُر إ ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن ك ََفُروا ِبرب ِّهم عَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬ولل ّ ِ‬
‫ما‬ ‫ظ ك ُل ّ َ‬ ‫ن ال ْغَي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مّيز ِ‬ ‫كاد ُ ت َ َ‬ ‫ي ت َُفوُر ت َ َ‬ ‫شِهيقا ً وَهِ َ‬ ‫مُعوا ل ََها َ‬ ‫س ِ‬ ‫أل ُْقوا ِفيَها َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جاَءَنا‬ ‫ذيٌر َقاًلوا ب ََلى قَد ْ َ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫م َيأت ِك ُ ْ‬ ‫خَزن َت َُها أل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سأل َهُ ْ‬ ‫ي ِفيَها فوج َ‬ ‫أل ِْق َ‬
‫شيٍء إ َ‬
‫ل ك َِبير‬ ‫ضل َ ٍ‬ ‫م إ ِل ّ ِفي َ‬ ‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ ْ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما ن َّز َ‬ ‫ذيٌر فَك ًذ ّب َْنا َوقل َْنا َ‬ ‫نَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سِعيرِ َفاعْت ََرفوا‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ما ك ُّنا ِفي أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫معُ أوْ ن َعِْق ُ‬ ‫س َ‬ ‫وََقاُلوا ل َوْ كّنا ن َ ْ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سِعي‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫حقا ً لص َ‬ ‫س ْ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫ب ِذ َن ْب ِهِ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاُنوا ي َعَْلمو َ‬ ‫خَرة أ َك ْب َُر ل َوْ َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ب وَل َعَ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ك ال ْعَ َ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م أو َ‬ ‫مال ِهِ فَي َُقول َيا ل َي ْت َِني ل َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫ي ك َِتاب َ ُ‬ ‫ن أؤت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫كتابيه ول َ َ‬
‫ه‬‫مال ِي َ ْ‬ ‫ما أغَنى عَّني َ‬ ‫ة َ‬ ‫ضي َ َ‬ ‫ت ال َْقا ِ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ه َيا ل َي ْت ََها َ‬ ‫ساب ِي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م أدرِ َ‬ ‫َِ ََ ْ َ ْ‬
‫سل َ ٍ‬
‫ة‬ ‫سل ْ ِ‬ ‫م في ِ‬ ‫صّلوهُ ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫حي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ذوة فَغُّلوهُ ث ُ ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫طان ِي َ ْ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ك عَّني ُ‬ ‫هَل َ َ‬
‫ظيم وَل َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ ال ْعَ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ل َ ي ُؤْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫كوهُ إ ِّنه َ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫ن ذَِراعا ً َفا ْ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ذ َْرعَُها َ‬
‫م‬‫م وَل َ ط ََعا ٌ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ها هَُنا َ‬ ‫م َ‬ ‫س َلة ال ْي َوْ َ‬ ‫كين فَل َي ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض عََلى ط ََعام ال ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫خاط ُِئو َ‬ ‫كله إ ِل ّ ال ْ َ‬ ‫سِلين ل َ يأ ُ‬ ‫ن ِغ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫إ ِل ّ ِ‬
‫ه‬
‫حب َت ِ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫مِئذ ب ِب َِنيهِ وَ َ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫م ل َوْ ي َْفت َ ِ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوَد ّ ال ْ ُ‬
‫جيه ك ًل ّ إ ِن َّها‬ ‫م ين ْ ِ‬ ‫ميعا ً ث َ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ِفي الْرض َ‬ ‫ْ‬ ‫صيل َت ِهِ ال ِّتي ت ُؤِْويهِ وَ َ‬
‫م‬ ‫خيهِ وَفَ ِ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫َ‬ ‫عوا م َ‬
‫عى"‪.‬‬ ‫معَ فَأوْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن أد ْب ََر وَت َوَّلى وَ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫وى ت َد ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ِلل ّ‬ ‫ظى ن َّزاعَ ً‬ ‫لَ َ‬
‫سقر ل َ تب ِْقي وَل َ تذ َُر‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما أدَرا َ‬ ‫سَقَر وَ َ‬ ‫صِليهِ َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫مل َئ ِك َ ً‬
‫ة‬ ‫ب الّنارِ إ ِل ّ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬ ‫جعَل َْنا أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫شَر و َ‬ ‫ة عَ َ‬ ‫سع َ َ‬ ‫شرِ عَل َي َْها ت ِ ْ‬ ‫ة ل ِل ْب َ َ‬ ‫ح ٌ‬ ‫وا َ‬ ‫لَ ّ‬
‫ب‬‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ست َي ِْق َ‬ ‫ن ك ََفُروا ل ِي َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫م إ ِل ّ فِت ْن َ ً‬ ‫عد ّت َهُ ْ‬ ‫جعَل َْنا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬
‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ب َوال ْ ُ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫مانا ً وَل َ ي َْرَتا َ‬ ‫مُنوا إي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫داد َ ال ّ ِ‬ ‫وَ ي َْز َ‬
‫مث َل ً‬ ‫ذا َ‬ ‫ه ب ِهَ َ‬ ‫ذا أَراد الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫كاِفرو َ‬ ‫ض َوال ْ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِِهم ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ولَيقو َ‬

‫‪609‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك إ ِل ّ‬
‫م جُنود َ َرب ّ َ‬ ‫ما ي َعْل َ ُ‬
‫شاء وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬‫دي َ‬ ‫شاُء وَي َهْ ِ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ض ّ‬
‫ك يُ ِ‬ ‫َ‬
‫كذل ِ َ‬
‫شر"‪.‬‬ ‫ي إ ِل ّ ذِك َْرى ل ِل ْب َ َ‬
‫ما هِ َ‬‫هُوَ وَ َ‬
‫ميتتن فتتي‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬
‫حا َ‬‫صت َ‬ ‫ة إ ِل ّ أ ْ‬
‫هين َت ً‬‫ت َر ِ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫ل ن َْفس ب ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ك ُ ّ‬

‫ستَقر قَتتالوا ل َت ْ‬
‫م ن َت ُ‬
‫ك‬ ‫م في َ‬ ‫سل َ َ‬
‫كك ْ‬ ‫ما َ‬
‫ن َ‬
‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬
‫عن الم ْ‬ ‫ت ي ََتساَءُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫جّنا ٍ‬
‫َ‬

‫ن‬
‫ضتتي َ‬ ‫م تع َ ال ْ َ‬
‫خائ ِ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن وَك ًن ّتتا ن َ ُ‬
‫ختتو ُ‬ ‫كي َ‬
‫ست ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ك ن ُط ْعِ ُ‬ ‫ن وَل َ ْ‬
‫م نَ ُ‬ ‫صّلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬

‫ة‬ ‫م َ‬
‫ش تَفاعَ ُ‬ ‫ن فَ َ‬
‫متتا ت َن َْفعُهُ ت ْ‬ ‫حت ّتتى أَتان َتتا الي َِقي ت ُ‬
‫دين َ‬
‫وم ال ت َ‬ ‫وَك ُن ّتتا ن ُك َتذ ّ ُ‬
‫ب ب ِي َت ْ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ضتتتتتتي َ‬ ‫عتتتتتتن الّتتتتتتتذ ْك َِرةِ ُ‬
‫معْرِ ِ‬ ‫متتتتتتا َلهتتتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫شتتتتتتافِِعين فَ َ‬
‫ال ّ‬

‫ستتِعيرًا"‪.‬‬ ‫كتتافرين سل َستت َ َ‬


‫ل وَأغلل ً وَ َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬إ ِّنتتا أعَْتتتد َْنا ل ِل ْ َ ِ ِ َ َ ِ‬

‫ن ان ْط َل ُِقوا إ َِلى ِ‬
‫ظت ّ‬
‫ل ِذي‬ ‫م ب ِهِ ت ُك َذ ُّبو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬انط َل ُِقوا إ َِلى َ‬
‫ما كن ْت ُ ْ‬

‫ر‬ ‫كال َْق ْ‬


‫صت ِ‬ ‫ش تَررٍ َ‬
‫متتي ب ِ َ‬ ‫ن الل ّهَ ِ‬
‫ب إ ِن َّها ت َْر ِ‬ ‫ب ل ظ َِليل وَل َ يغِْني ِ‬
‫م َ‬ ‫ث َل َ ِ‬
‫ث ُ‬
‫شع َ ٍ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬


‫مك َتتتتتتتذ ِّبي َ‬ ‫صتتتتتتتْفٌر وَي ْتتتتتتتل ي َتتتتتتتوْ َ‬ ‫مال َتتتتتتت ٌ‬
‫ة ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ك َتتتتتتتأن ّ ُ‬
‫ه ِ‬

‫ن مآبتا ً ل ّب ِِثي ت َ‬
‫ن ِفيهَتتا‬ ‫مْرصتتادا ً ِللط ّتتاِغي َ‬ ‫م ك َتتان َ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫جهًن ّت َ‬
‫ن َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ساقا ً َ‬
‫ج تَزاًء ُوفاقتتأ‬ ‫ميما ً وَغَ ّ‬ ‫شَرابا ً إ ِل ّ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن ِفيَها ب َْردا ً وَل َ َ‬ ‫حَقابا ً ل َ ي َ ُ‬
‫ذوُقو َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ذابا ً وَك ُ ّ‬
‫حسابا ً وَك ًذ ُّبوا بآَيات َِنا ك ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ص تي َْناة‬
‫ح َ‬
‫يءٍ أ ْ‬ ‫ل َ‬
‫شتت ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كاُنوا ل َ ي َْر ُ‬
‫جو َ‬ ‫أّنه ْ‬
‫دائ ِقَ وَأ َعَْنابتتا ً‬ ‫مَفازا ً َ‬
‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫ذابا ً إ ِ ّ‬ ‫ذوُقوا فََلن ن ّ ِ‬
‫زيد َك ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ عَ َ‬ ‫ك َِتاب َا َ ف ُ‬
‫َ‬
‫متتا‬
‫جين و َ‬ ‫جارِ ل َِفي ِ‬
‫ست ّ‬ ‫ب اْلف ّ‬ ‫ب أت َْرابًا"‪ .‬وقال تعالى‪ :‬ك ًل ّ إ ِ ّ‬
‫ن ك َِتا َ‬ ‫ع َ‬ ‫وك َ َ‬
‫وا ِ‬

‫‪610‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬ ‫كتتت ّ‬
‫ذبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫مْرُقتتتو ٌ‬
‫م وَْيتتتل َيتتتوْ َ‬ ‫ب َ‬
‫ن ك َِتتتتا ٌ‬
‫جي ٌ‬
‫ستتت ّ‬
‫متتتا ِ‬ ‫َأدَرا َ‬
‫ك َ‬

‫كتتذ ّ َ‬
‫ب‬ ‫شَقى ال ّ ِ‬
‫ذي ً‬ ‫ها إ ِل ّ ال ْ‬
‫صل َ َ‬ ‫م َنارا ً ت َل ً ّ‬
‫ظى ل َ ي َ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فأنذ َْرتك ُ ْ‬

‫وََتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوَّلى"‪.‬‬

‫ت ِفيهَتتا‬ ‫م ل َ يَ ُ‬
‫متتو ُ‬ ‫جهَن ّت َ‬ ‫ن ل َت ُ‬
‫ه َ‬ ‫رما ً فَإ ِ ّ‬
‫ج ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬
‫ت َرب ّ ُ‬
‫ن يأ ِ‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬إ ِن ّ ُ‬

‫وَل َ ي َ ْ‬
‫ح ي َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫ة‬
‫مي َ ً‬ ‫ة َتصلى َنارا ً َ‬
‫حا ِ‬ ‫صب َ ٌ‬ ‫مل َ ٌ‬
‫ة َنا ِ‬ ‫عا ِ‬
‫ة َ‬
‫شع َ ٌ‬
‫خا ِ‬
‫مئ ِذٍ َ‬
‫جوه ي َوْ َ‬
‫كما قال تعالى‪" :‬وُ ُ‬

‫ن وَل َ‬
‫م ُ‬ ‫ريع ل َ ي ُ ْ‬
‫ست ِ‬ ‫ضت ِ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬ ‫م ط َعَتتا ٌ‬
‫م إ ِل ّ ِ‬ ‫س ل َهُت ْ‬
‫ن عَْين آِنيةٍ ل ّي ْت َ‬
‫م ْ‬
‫سَقى ِ‬
‫تُ ْ‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوع"‪.‬‬
‫ن ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ي ُغْن ِتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ِ‬

‫صتّفا‬ ‫مل َت ُ‬
‫ك َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫كا د َك ّا ً وَ َ‬
‫جتتاءَ َرب ّت َ‬ ‫ض دَ ّ‬ ‫ذا د ُك ّ ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬كل ّ إ ِ َ‬

‫ن وأن ّتتى ل َت ُ‬
‫ه ال تذ ّك َْرى‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َتذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫ستتا ُ‬ ‫م ي َتوْ َ‬
‫جهَن ّت َ‬
‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫جيء ي َوْ ِ‬
‫صفا وَ ِ‬

‫حتد ٌ وَل َ يوثتتق‬


‫هأ َ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ ي ُعَتذ ّ ُ‬
‫ب ع َت َ‬
‫ذاب َ ُ‬ ‫حَياِتي فَي َوْ َ‬
‫ت لِ َ‬ ‫ل َيا ل َي ْت َِني قد ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ي َُقو ُ‬

‫د"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬ ‫وََثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاقَ ُ‬
‫هأ َ‬

‫ة‬
‫م ِ‬
‫شتتأ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫حا ُ‬
‫صت َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كفرْوا ِبآَيات َِنا هُ ت ْ‬ ‫وقال سبحانه وتعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫دة"‪.‬‬
‫موصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫عَل َي ِْهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م َنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاٌر ُ‬

‫ب‬
‫ستت ُ‬ ‫مال ً َوعتتدد َهُ ي َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫مع َ َ‬
‫ج َ‬ ‫مَزةٍ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مَزةٍ ل َ‬ ‫ل ل ِك ُ ّ‬
‫ل هُ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي ْ ٌ‬

‫‪611‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة ن َتتاُر‬ ‫حط َ َ‬
‫مت ُ‬ ‫متتا ال ْ ُ‬ ‫متتا أدَرا َ‬
‫ك َ‬ ‫حط َ َ‬
‫م تة ِ و َ َ‬ ‫ن في ال ْ ُ‬
‫خلده كل ّ ل َي ُن ْب َذ َ ّ‬ ‫مال َ ُ‬
‫هأ ْ‬ ‫ن َ‬
‫أ ّ‬

‫م تدٍ‬ ‫م ْ‬
‫ؤص تد َةٌ فتتي عَ َ‬ ‫دة إ ِن َّها عَل َي ْهِ ُ‬
‫م ّ‬ ‫دة ال ِّتي ت َط ّل ِعُ عََلى الفْئ ِ َ‬ ‫الل ّهِ ال ْ ُ‬
‫موَقَ َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫ّممتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدد َ ٍ‬

‫قال ابن المبارك‪ :‬عن خالد بن أبي عمران بسنده‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن النار تأكل أهلهتتا‪ ،‬حتتتى ِإذا اطلعتتت‬

‫على أفئدتهم انتهت‪ ،‬ثم يعود كما كتتان‪ ،‬ثتتم يستتتقبله أيض تًا‪ ،‬فيطلتتع‬

‫علتتتتتتتتتتى فتتتتتتتتتتؤادهم‪ ،‬فهتتتتتتتتتتم كتتتتتتتتتتذلك أبتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫دة ال ّت ِتتتي تط ّل ِتتتعُ عَل َتتتى الفْئ ِد َ ِ‬


‫ة"‪.‬‬ ‫فتتتذلك قتتتوله‪" :‬ن َتتتاُر الل ّتتتهِ ال ْ ُ‬
‫موقَتتت َ‬

‫وقد تركنا إيراد آيات كثيرة خوف الطالة‪ ،‬وفيما أوردناه إشارة إلى‬

‫ما تركنا إيراده و بتتالله المستتتعان وستتتأتي الحتتاديث التتواردة فتتي‬

‫صفة جهنم‪ -‬أجارنا الله تعالى منها‪ ،‬بحوله وقوته آمين‪ -‬مرتبتتة علتتى‬

‫ترتيتتتتتتتتتتتتتتب حستتتتتتتتتتتتتتن وبتتتتتتتتتتتتتتالله التوفيتتتتتتتتتتتتتتق‪.‬‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا معمر‪ :‬عن محمد بن المنكتتدر‪ ،‬قتتال‪ :‬لمتتا‬

‫خلقت النار‪ ،‬فزعت الملئكة‪ ،‬وطارت أفئدتها‪ ،‬فلما خلق آدم ستتكن‬

‫ذلك عنهم‪ ،‬وذهب ما كانوا يحذرون‪.‬‬

‫‪612‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتى من النصار يميته خوف النار‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا محمد بن مطرف‪ ،‬عن الثقة‪ ،‬أن فتى من‬
‫النصار داخلته من النار خشية‪ ،‬فكان يبكي عند ذكر النار‪ ،‬حتى‬
‫حبسه ذلك في البيت‪ ،‬فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫فجاءه في البيت‪ ،‬فلما دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم اعتنقه‬
‫الفتى‪ ،‬وخر ميتًا‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬جهزوا‬
‫صاحبكم‪ ،‬فِإن الفرق من النار فلذ كبده"‪.‬‬
‫وقال القرطتتبي‪ :‬وروي أن عيستتى عليتته الستتلم متّر بأربعتتة آلف‬

‫امرأة متغيتترات اللتتوان‪ ،‬وعليهتتن متتدارع الشتتعر والصتتوف‪ ،‬فقتتال‬

‫عيسى‪ :‬ما الذي غير ألوانكن معاشر النسوة? قلن‪ :‬ذكتتر النتتار غيتتر‬

‫ألواننا يا ابن مريم‪ :‬إن من دخل النار ل يذوق فيها بتتردا ً ول شتترابًا‪.‬‬

‫ذكره الخرائطي في كتاب التنور‪.‬‬

‫سلمان الفارسي وخشيته من عذاب النار‬

‫م‬
‫جًهن ت َ‬
‫ن َ‬
‫وروي أن ستتلمان الفارستتي لمتتا ستتمع قتتوله تعتتالى‪" :‬وَإ ِ ّ‬

‫ن"‪ .‬فّر ثلثة أيام هاربا ً من الخوف‪ ،‬ل يعقل‪ ،‬فجيء‬ ‫ل َموعدهُ َ‬
‫مِعي َ‬
‫ج َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ ْ‬

‫به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله أنزلت هذه‬
‫عتتتتتتتتتتتدهُ َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫مِعيتتتتتتتتتتت َ‬
‫ج َ‬
‫مأ ْ‬‫ُ ْ‬ ‫م لَ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫جهَن ّتتتتتتتتتتت َ‬
‫ن َ‬
‫اليتتتتتتتتتتتة‪" :‬وَإ ِ ّ‬

‫‪613‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫فو الذي بعثك بتتالحق لقتتد قطعتتت قلتتبي‪ ،‬فتتأنزل اللتته تعتتالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ن فتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ظ ِل َ ٍ‬
‫ل وَعُُيتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ٍ‬ ‫مت ِّقيتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ال ُ‬

‫ذكره الثعالبي‪.‬‬

‫ذكر جهنم وشدة سوادها‬

‫َأجارنا الله منها‬

‫ح تّرا ً لتتو‬ ‫م أَ َ‬
‫ش تد ّ َ‬ ‫جهًن ّت َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وََقاُلوا ل َ ت َن ِْفُروا في ال ْ َ‬
‫حّر ق ْ‬
‫ل َناُر َ‬

‫ك َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاُنوا ي َْفَقُهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬

‫متتا َأدَرا َ‬
‫ك‬ ‫ةو َ‬
‫هاوِي َت ٌ‬
‫ه َ‬ ‫ه فَتتأ ّ‬
‫م ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫مت َ‬
‫ت َ‬
‫خّف ت ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ما َ‬
‫َ‬
‫قال الّله تعالى‪" :‬وَأ ّ‬

‫مي َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬
‫حا ِ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهَِيه ن َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاٌر َ‬
‫َ‬

‫ريع ل َ‬
‫ضتت ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬
‫م إ ِل ّ ِ‬ ‫س ل َهُ ْ‬
‫ن عَْين آن ِي َةٍ ل ّي ْ َ‬
‫م ْ‬
‫وقال تعالى‪ُ" :‬تسَقى ِ‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتوٍع"‪.‬‬ ‫ن وَل َ ي ُغِْنتتتتتتتتتتتتتتي ِ‬


‫متتتتتتتتتتتتتتن ُ‬ ‫م ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتت ِ‬
‫يُ ْ‬

‫ميم"‪ .‬أي حار‪ ،‬قد تنتتاهى حتتره‪،‬‬


‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫ن ب َي ْن ََها وَب َي ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ُ‬
‫طوُفو َ‬

‫وبلغ الغاية في ذلك‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جهنم‪ -‬والعياذ بالله تعالى‪ -‬أشد سبعين مرة من نار‬

‫الدنيا‬

‫وقال مالك في الموطتتأ‪ :‬عتتن أبتتي الزنتتاد‪ ،‬عتتن العتترج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" .‬نتتار بنتتي آدم‬

‫التي توقدون‪ ،‬جزء من سبعين جزء من نار جهنم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول‬

‫الله‪ .‬إن كانت لكافيتتة‪ ،‬فقتتال‪ .‬إنهتتا فضتتلت عليهتتا بتستتعة وتستتعين‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزء"‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ :‬عن إسماعيل بن أبي إدريس‪ ،‬عن مالتتك‪ ،‬وأخرجتته‬

‫مسلم‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬عن المغيرة بن عبد الرحمن الخزامي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الزنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاد‪ ،‬بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن أبتتي الزنتتاد‪ ،‬عتتن العتترج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن ناركم هتتذه جتتزء متتن‬

‫سبعين جزء من نار جهنم‪ ،‬وقد ضربت بالبحر مرتين‪ ،‬ولول ذلك متتا‬

‫جعل الله فيها منفعة لحد"‪ .‬على شرط الصحيحين‪.‬‬

‫طريق أخرى‬
‫‪615‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا حمتتاد‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن زيتتاد‪،‬‬

‫سمعت أبا هريرة يقول‪ :‬سمعت أبا القاسم صلى الله عليتته وستتلم‬

‫يقول‪" :‬نار ابن آدم التي توقدون‪ ،‬جتتزء متتن ستتبعين جتتزء متتن نتتار‬

‫جهنم"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمتتر‪ ،‬عتتن همتتام‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‪ -‬صلى الله عليه وستلم‪" :‬نتتاركم هتتذه‬

‫التي يوقدها بنو آدم جتتزء واحتتد متتن ستتبعين جتتزء متتن حتتر جهنتتم‪،‬‬

‫قالوا‪ :‬والله إن كانت لكافية‪ .‬قال‪ :‬فِإنها فضلت عليها بتسعة وستين‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتزء‪ ،‬كلهتتتتتتتتتتتتتتتن مثتتتتتتتتتتتتتتتل حرهتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا بشر بن خالد العسكري‪ ،‬حدثنا ستتعيد بتتن‬

‫مسلمة‪ ،‬عن عاصم بن كليب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن نتتاركم هتتذه‪ ،‬وكتتل نتتار‬

‫أوقدت‪ ،‬أو هم يوقدونها‪ ،‬جزء من سبعين جزء من نارجهنم"‪.‬‬

‫‪616‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى بلفظ آخر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬هذه النار‬
‫جزء من مائة جزء من جهنم"‪.‬‬
‫لسناد على شرط مسلم‪ ،‬وفي لفظه غرابة‪ ،‬وأكثر الروايات‬ ‫وهذا ا ِ‬
‫عن أبي هريرة جزء من سبعين جزء‪ .‬وقد ورد الحديث عن غيره‬
‫كذلك‪ ،‬من طريق عبد الله بن مسعود‪.‬‬
‫كما قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الرحيم‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬
‫إسحاق العطار‪ ،‬حدثنا زهير‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن معمر بن ميمون‪،‬‬
‫عن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الرؤيا‬
‫الصالحة بشرى‪ ،‬وهي جزء من سبعين جزء من النبوة‪ ،‬وإن ناركم‬
‫هذه جزء من سبعين جزء من سموم جهنم‪ ،‬وما دام العبد ينتظر‬
‫الصلة فهو في صلة‪ ،‬ما لم يحدث"‪ .‬قال البزار‪ :‬وقد روي موقوفا ً‬
‫من طريق أبي سعيد‪.‬‬
‫كما قال البزار أيضًا‪ :‬حدثنا محمد بن الليث‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬
‫موسى‪ ،‬حدثنا شيبان‪ ،‬عن فراس‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن ناركم هذه جزء من‬
‫سبعين جزء من نار جهنم‪ ،‬لكل جزء منها حرها"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن عمتترو الخلل‪ ،‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن‬

‫المنذر الخزاعي‪ ،‬حدثنا معن بن عيسى القزاز‪ ،‬عن مالك بن أنتتس‪،‬‬

‫عن عمه أبي سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬أتدرون ما مثل ناركم هذه متتن نتتار جهنتتم‪.‬‬

‫هي أشد دخانا ً من دخان ناركم هذه بسبعين ضتتعفًا"‪ .‬قتتال الحتتافظ‬

‫‪617‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الضياء‪ :‬وقد رواه ابن مصعب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬فوقفه‪ ،‬وهتو عنتتدي علتتى‬

‫شرط الصحيح‪.‬‬

‫أوقد على نار جهنم ثلثة آلف عام حتى أصبحت سوداء‬

‫مظلمة‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬كلهما عن ابتتن عبتتاس التتدوري‪ ،‬عتتن‬

‫يحيى بن أبي بكير‪ ،‬عن شريك عن عاصم‪ ،‬عن أبي عاصم‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوقد على النار‬

‫ألف سنة حتى احمرت‪ ،‬ثم أوقد عليها ألف سنة حتتتى أبيضتتت‪ ،‬ثتتم‬

‫أوقتتد عليهتتا ألتتف ستتنة حتتتى استتودت‪ ،‬فهتتي ستتوداء مظلمتتة"‪.‬‬

‫قال الترمذي‪ :‬ول أعلم أحدا ً رفعه غير يحيى بن بكير‪ ،‬عتتن شتتريك‪،‬‬

‫كتتتتتتتتتتتذا قتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتذي رحمتتتتتتتتتتته اللتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقد روى أبو بكر بن مردويه الحافظ عن إبراهيتتم بتتن محمتتد‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن الحسن بن مكرم‪ ،‬عن عبيد الله بن سعد‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عتتن‬

‫شريك مثله‪.‬‬

‫‪618‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نار جهنم ل ينطفىء حرها ول يصطلى بلهيبها‬

‫وقال الحافظ البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبيد الله الحافظ أبو سعيد‪ ،‬عتتن‬

‫أبي عمرو‪ ،‬قتتال‪ :‬حتتدثنا أبتتو العبتتاس الصتتم‪ ،‬حتتدثنا أحمتتد بتتن عبتتد‬

‫الجبتتار‪ ،‬حتتدثنا أبتتو معاويتتة‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي ظبيتتان‪ ،‬عتتن‬

‫سلمان‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬النار ل يطفأ‬

‫ب‬ ‫ل ذوقُتتوا عَت َ‬


‫ذا َ‬ ‫حرها‪ ،‬ول يصتتطلى بلهيبهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬ثتتم قتترأ‪" :‬وَن َُقتتو ُ‬

‫ريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق"‪.‬‬
‫ح ِ‬
‫ال َ‬

‫قتتال التتبيهقي‪ :‬ورفعتته ضتتعيف‪ ،‬ثتتم رواه متتن وجتته آختتر موقوف تًا‪.‬‬

‫وقال ابن مردويه‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن عبتتد اللتته بتتن إبراهيتتم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بن يونس بتتن عنتتان التتدلل‪ ،‬حتتدثنا مبتتارك بتتن فضتتالة‪ ،‬عتتن‬

‫ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬تل رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتول‬

‫م ن َتتارا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫م وَأهِْليك ُت ْ‬ ‫مُنوا ًقوا ْ أن ُْف َ‬
‫سك ُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫الله سبحانه وتعالى‪" :‬يا أي َُها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫ن الّله َ‬
‫متتا‬ ‫صو َ‬
‫داد ٌ ل ي َعْ ُ‬
‫ش َ‬ ‫ة ِغ َ‬
‫لط ِ‬ ‫جاَرة عَل َي َْها َ‬
‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫ح َ‬
‫س َوال ِ‬ ‫وَُقود َ‬
‫ها الّنا ُ‬

‫مرون"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتا ُيتتتتتتتتتتتتتؤ َ‬ ‫م وَي َْفعَُلتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن َ‬ ‫هتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫مَر ُ‬
‫أ َ‬

‫وقال‪" :‬أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت‪ ،‬وألف عام حتى احمتترت‪،‬‬

‫‪619‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وألتتتف عتتتام حتتتتى استتتودت‪ ،‬فهتتتي ستتتوداء‪ ،‬ل يضتتتيء لهبهتتتا"‪.‬‬

‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا دعلج بن أحمد‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن عبد اللتته‬

‫بن مسلمة‪ ،‬حتتدثنا الحكتتم بتتن متتروان‪ ،‬حتتدثنا ستتلم الطويتتل‪ ،‬عتتن‬

‫الجلح بن عبد الله الكندي‪ ،‬عن عدي بن عدي‪ ،‬قال‪ :‬قال عمتتر بتتن‬

‫الخطاب‪" :‬أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن‬

‫يأتي فيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبريل‪ :‬ما لي أراك متغير اللون? فقال‪ :‬إني لتتم‬

‫آتك حتى أمر الله بفتح النار‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يا‬

‫جبريل‪ :‬صف لي النار‪ ،‬وانعت لتي جهنتم‪ ،‬فقتال‪ :‬إن اللته أمتتر بهتا‪،‬‬

‫فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت‪ ،‬ثم أوقد عليها ألتتف عتتام حتتتى‬

‫ابيضت‪ ،‬ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت‪ ،‬فهي سوداء مظلمة‪،‬‬

‫ل يضتتتتتتتتتتتتيء شتتتتتتتتتتتتررها‪ ،‬ول يطفتتتتتتتتتتتتأ لهبهتتتتتتتتتتتتا‪.‬‬

‫وقال‪ :‬والذي بعثك بالحق‪ ،‬لتتو أن حلقتتة متتن حلتتق السلستتلة التتتي‬

‫نعت الله تعالى في كتابه‪ ،‬وضعت على جبال التتدنيا لذابتهتتا‪ ،‬فقتتال‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬حستتبي يتتا جبريتتل‪ ،‬ل يتصتتدع قلتتبي‪،‬‬

‫فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فوجد جبريل عليه السلم يبكتتي‪،‬‬

‫‪620‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فقال‪ :‬يا جبريل‪ :‬تبكي وأنت متتن اللته بالمكتتان التتذي أنتتت بته متتن‬

‫الله? فقال‪ :‬وما يمنعني أن أبكي‪ ،‬وأنتتا ل أدري أن أكتتون فتتي علتتم‬

‫الله على غير هذه الحال‪ ،‬فقد كان إبليس متتع الملئكتتة‪ ،‬وقتتد كتتان‬

‫هاروت وماروت من الملئكة‪ ،‬فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫يبكي هو وجبريل‪ ،‬حتى نتتودي‪ :‬يتتا محمتتد‪ :‬ويتتا جبريتتل‪ ،‬إن اللتته قتتد‬

‫أمنكمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا أن تغضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبا‪.‬‬

‫مر بقتتوم‬
‫قال‪ :‬فارتفع جبريل‪ ،‬وخرج النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ف ّ‬

‫متتن أصتتحابه يتحتتدثون ويضتتحكون‪ ،‬فقتتال‪ :‬تضتتحكون وجهنتتم متتن‬

‫ل‪ ،‬ولبكيتم ِ كثيرًا‪ ،‬ولخرجتم‬


‫ورائكم? لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قلي ً‬

‫إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى‪ ،‬فأوحى الله تعالى يا محمتتد‪:‬‬

‫إني بعثتك مبشرا ً قال‪ :‬فقال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"أبشروا وسددوا وقاربوا"‪ .‬وقال الضياء‪ ،‬قال الحافظ أبتتو القاستتم‪:‬‬

‫يعني إسماعيل بن محمد بن الفضل‪ .‬هتتذا حتتديث حستتن‪ ،‬وإستتناده‬

‫جيد‪.‬‬

‫أبو طالب أدنى أهل النار عذابا ً يوم القيامة‬

‫‪621‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال البختتاري‪ :‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن حمتتزة‪ ،‬حتتدثنا ابتتن أبتتي حتتازم‬

‫والدراوردي‪ ،‬عتتن يزيتتد‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن حبتتاب عتتن أبتتي ستتعيد‬

‫الخدري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنتتده عمتته أبتتو‬

‫طالب فقال‪ :‬لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضتتاح‬

‫يبلتتتتتتتتتتغ كعبتتتتتتتتتته‪ ،‬تغلتتتتتتتتتتي منتتتتتتتتتته أم دمتتتتتتتتتتاغه" ‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم من حديث يزيد بن أبي حتتبيب بتته‪ :‬عتتن مهيتتل بتتن‬

‫ح‪ ،‬عن النعمان بن المنذر ابن أبي عباس‪ ،‬عن أبتتي ستتعيد‪،‬‬
‫أبي صال ِ‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أدنى أهتتل النتتار عتتذابا ً‬

‫ينتعتتتل بنعتتتل متتتن نتتتار‪ ،‬يغلتتتي دمتتتاغه متتتن حتتترارة نعليتتته"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسن وعفان قال‪ :‬حتتدثنا حمتتاد بتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن‬

‫أبي سعيد الحريري‪ ،‬عتتن أبتتي نضتترة‪ ،‬عتتن أبتتي ستعيد‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أهون أهل النار عذابا ً رجل فتتي‬

‫رجليتته نعلن‪ ،‬يغلتتي منهمتتا دمتتاغه"‪ .‬وستتاق أحمتتد تمتتام الحتتديث‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمتتد بتتن يستار‪ ،‬حتتدثنا غنتتدر‪ ،‬حتدثنا شتعبة‪،‬‬

‫سمعت أبا إسحاق‪ ،‬سمعت النعمان‪ ،‬سمعت النبي صلى اللتته عليتته‬

‫‪622‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم يقول‪" :‬إن أهون أهل النار عتتذابا ً يتتوم القيامتتة لرجتتل توضتتع‬

‫في أخمتتص قتتدميه جمتترة يغلتتي منهتتا دمتتاغه"‪ .‬ورواه مستتلم متتن‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديث شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعبة‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬وحدثنا عبد الله بن رجتتاء‪ ،‬حتتدثنا عتتن أبتتي إستتحاق‪،‬‬

‫عن النعمان بن بشير‪ ،‬سمعت النبي صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫"إن أهون أهل النار عذابا ً يتتوم القيامتتة رجتتل علتتى أخمتتص قتتدميه‬

‫جمرتان‪ ،‬يغلي منهما دمتتاغه كمتتا يغلتتي المرجتتل ويغلتتي القمقتتم"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا عفان‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد‬

‫بن سلمة‪ ،‬حدثنا ثابت‪ ،‬عن أبي عثمان النهدي‪ ،‬عن ابتتن عبتتاس‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أهون أهل النتتار عتتذابا ً أبتتو‬

‫طتتتتتتالب‪ ،‬ينتعتتتتتتل بنعليتتتتتتن يغلتتتتتتي منهمتتتتتتا دمتتتتتتاغه"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى عن ابن عجلن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬أهون أهل النار عذابا ً عليه نعلن‪،‬‬

‫لستتناد‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬


‫يغلي منهما دماغه"‪ .‬وفي هذا ا ِ‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ً ولبكيتم كثيرًا"‪.‬‬

‫‪623‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬حدثنا زائدة‪ ،‬عن المختار‬

‫بن فلفل‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"والذي نفس محمد بيده‪ ،‬لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيرًا‪ ،‬ولضحكتم‬

‫قلي ً‬
‫ل‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول الله ومتتا رأيتتت? قتتال‪ :‬رأيتتت الجنتتة والنتتار"‪.‬‬

‫ورواه أحمد‪ :‬من حديث شعبة‪ ،‬عن موسى بن أنس‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬لتتو تعلمتتون متتا أعلتتم‬

‫ل‪ ،‬ولبكيتتتتتتتتتتتتتتتتتتم كتتتتتتتتتتتتتتتتتثيرًا"‪.‬‬


‫لضتتتتتتتتتتتتتتتتتحكتم قلي ً‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا ابن عباس‪ ،‬عن عمارة بن عربة‬

‫النصتتاري‪ ،‬أنتته ستتمع حميتتد ابتتن عبيتتد متتولى بنتتي المعلتتى يقتتول‪:‬‬

‫سمعت ثابتا ً البناني يحدث‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله‬

‫عليه وسلم أنه قال لجبريل‪" :‬ما لتتي لتتم أر ميكائيتتل ضتتاحكا ً قتتط?‬

‫فقال‪ :‬ما ضحك منذ خلقت النار"‪.‬‬

‫شكوى النار إلى ربها من كل بعضها بعضا‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الزهتتري‪ ،‬أختتبرني‬

‫أبو سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬
‫‪624‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"اشتكت النار إلى ربها‪ ،‬فقتتالت‪ :‬رب‪ :‬أكتتل بعضتتي بعضتا ً فنفستتي‪:‬‬

‫فأذن لها في كل عام بنفستتين‪ ،‬فأشتتد متتا تجتتدون متتن التتبرد‪ ،‬متتن‬

‫زمهرير جهنم‪ ،‬وأشد ما تجدون من الحتتر‪ ،‬متتن حرجهنتتم"‪ .‬وأخرجتته‬

‫البخاري ومسلم من حديث الزهري‪.‬‬

‫أشد ما يكون الحر من قيح جهنم‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬اشتكت النار إلى ربها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬أكل بعضي بعضًا‪ ،‬فأذن لها بنفسين‪ ،‬نفس في الشتاء‪،‬‬
‫ونفس في الصيف‪ ،‬فأشد ما يكون الحر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وفي هذا السناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أنه عليه‬
‫السلم قال‪" :‬إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلة‪ ،‬فإن شدة الحر من‬
‫فيح جهنم"‪.‬‬
‫ظل‬‫ن ان ْط َل ُِقوا إ َِلى ِ‬‫م ب ِهِ ت ُك َذ ُّبو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬انط َل ُِقوا إ َِلى َ‬
‫شَرٍر‬‫مي ب ِ َ‬ ‫ن الل ّهَ ِ‬
‫ب إ ِن َّها ت َْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ل َ ظ َِليل وَل َ ي ُغِْني ِ‬ ‫شعَ ٍ‬ ‫لث ُ‬ ‫ذي ث َ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬
‫مك َذ ِّبي َ‬ ‫صْفر وَي ْ ٌ‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫مال َ ٌ‬
‫ة ُ‬ ‫ج َ‬
‫ه ِ‬ ‫صرِ َ‬
‫كأن ّ ُ‬ ‫كال َْق ْ‬
‫َ‬
‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني‪ ،‬حدثنا سعيد بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن خديج بن معاوية‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن علقمة بن‬
‫قيس‪ ،‬سمعت ابن مسعود يقول‪ :‬في قول الله تعالى‪" :‬إنها ترمي‬
‫ر"‪.‬‬‫ص ِ‬
‫شرر كالَق ْ‬ ‫ب َ‬
‫أما إنه ليس مثل الشجر والجبل‪ ،‬ولكتتن مثتتل المتتدائن والحصتتون‪.‬‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا طتتالب بتتن عمتترة‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن عيستتى‬

‫الطباع‪ ،‬حدثنا حسن بن إسماعيل‪ ،‬عن تمام بن نجيح‪ ،‬عن الحستتن‪،‬‬


‫‪625‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬لتتو أن شتتررة‬

‫بالمشرق‪ ،‬لوجد حرها بالمغرب"‪.‬‬

‫أنعم أهل الدنيا من أهل النار إذا غمس فيها نسي ما‬

‫ذاق من نعيم وأشد أهل الدنيا بؤسا ً من أهل الجنة إذا‬

‫دخلها نسي ما ذاق من بؤس‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عتتن ثتتابت البنتتاني‪،‬‬

‫عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة‪ ،‬فيصبغ فتتي النتتار‬

‫صبغة‪ ،‬ثم يقال له‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬هل رأيت خيرا ً قط? هل مّر بك نعيم‬

‫قط? فيقول ل والله يارب? ويؤتى بأشد الناس بؤسا ً في الدنيا متتن‬

‫أهل الجنة‪ ،‬فيصبغ في الجنة صبغة‪ ،‬فيقال له‪ :‬يا ابن آدم هل رأيتتت‬

‫بؤسا ً قط? هل مرت بك شدة قط? فيقول‪ :‬ل والله يتتا رب متتا م تّر‬

‫بي بؤس قط‪ ،‬ول رأيت شدة قط"‪.‬‬

‫‪626‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لو أن للكافر ملء الرض ذهبا ً وافتدى به نفسه من‬

‫العذاب يوم القيامة ما تقبل منه‬

‫قال أحمد ‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا ستتعيد بتتن أبتتي عروبتتة‪ ،‬عتتن قتتتادة‪،‬‬

‫حدثنا أنس بن مالك‪ ،‬أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يجاء‬

‫بكافر يوم القيامة‪ ،‬فيقال له‪ :‬أرأيت لو كتتان لتتك مثتتل الرض ذهبتًا‪،‬‬

‫أكنت مفتديا ً به? فيقول‪ :‬نعتتم‪ .‬قتتال‪ :‬فيقتتال لقتتد ستتلبت أكتتثر متتن‬

‫م ك ُّفتتاٌر فَل َت ْ‬
‫ن‬ ‫ن ك ََفتتروا وَ َ‬
‫متتاُتوا وَهُ ت ْ‬ ‫ن ال ّ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫ذلك‪ :‬فذلك قوله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ه"‪ .‬واللتته تعتتالى‬ ‫هبتا ً وَل َتوِ افْت َت َ‬


‫دى ب ِت ِ‬ ‫م ْ‬
‫لتتء الرض ذ َ‬ ‫م ِ‬
‫ن أحتتده ْ‬
‫م ْ‬ ‫ي ُْقب َ َ‬
‫ل ِ‬

‫أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‪:‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ،‬حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني‪ ،‬عتتن‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يقتتال لرجتتل‬

‫من أهل النار يوم القيامة‪ :‬لو كتان لتك متا علتى الرض متن شتيء‬

‫أكنت تفتدي به? قال‪ :‬فيقول‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فيقول له الله‪ -‬عز وجتتل‪-‬‬

‫‪627‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قد أردت منك أهون من ذلك‪ .‬قد أخذت عليتتك فتتي ظهتتر آدم أن ل‬

‫تشرك بي شيئًا‪ ،‬فأبيت ل أن تشرك بي"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫تمنى المؤمن يوم القيامة أن يرد إلى الدنيا‪ ،‬ليقاتل‬

‫في سبيل الله‪ ،‬فيقتل‪ ،‬لما يرى من فضل الشهادة‬

‫والشهداء قال أحمد‪ :‬حدثنا روح وعفان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬

‫حماد‪ :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يؤتى بالرجل من أهل الجنة‪ ،‬فيقال‪:‬‬

‫يا ابن آدم‪ :‬كيف وجدت منزلتك? سل وتمن‪ ،‬فيقول‪ :‬ما‬

‫أسأل وأتمنى إل أن تردني إلى الدنيا‪ ،‬وأقتل في سبيل‬

‫الله عشر مرات‪ ،‬لما يرى من فضل الشهادة‪ ،‬ويؤتى‬

‫بالرجل من أهل النار فيقال له‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬كيف وجدت‬

‫منزلتك? فيقول‪ :‬أي رب شر منزل‪ ،‬فيقول له‪ :‬أتفتدي‬

‫منه بطلع الرض ذهبًا? فيقول‪ :‬أي رب نعم‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫‪628‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كذبت‪ .‬قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل‪ ،‬فيرد‬

‫إلى النار"‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حتدثنا أبتو شتيبة إبراهيتم بتن عبتد اللته‪ ،‬ومحمتد بتن‬

‫الليث‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن شريك‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن الستتدي‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬لم ير مثتتل النتتار? نتتام هاربهتتا‪ ،‬ولتتم يتتر مثتتل الجنتتة? نتتام‬

‫طالبهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وروى الحافظ أبو يعلى وغيره‪ :‬من طريق محمتتد بتتن شتتبيب‪ ،‬عتتن‬

‫جعفر بن أبي وحشية‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن جتتبير‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو كان فتتي قعتتر المستتجد‬

‫مائة ألف أو يزيدون‪ ،‬وفيهم رجل من أهل النار‪ ،‬فتنفتتس‪ ،‬فأصتتابهم‬

‫نفسه‪ ،‬لحرق المسجد ومن فيه"‪ .‬وهذا حديث غريب جدًا‪.‬‬

‫َ‬ ‫خامة أ َ ْ‬
‫جاَرَنا الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ها أ َ‬
‫هل ِ َ‬ ‫ها وض َ‬
‫ع َ‬
‫هنم واستا ِ‬
‫ج َ‬
‫وصف َ‬
‫ذكر َ‬

‫عَلى َ‬
‫ما‬ ‫ه َ‬
‫مين إ ِن ّ ُ‬
‫هآ ِ‬
‫سان ِ ِ‬
‫ح َ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫ه َ‬ ‫وك ََر ِ‬
‫م ِ‬ ‫ه َ‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ها ب ِ َ‬
‫ف ْ‬ ‫َتعاَلى ِ‬
‫من ْ َ‬

‫دير‬ ‫شاءُ َ‬
‫ق ِ‬ ‫يَ َ‬
‫‪629‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ن ال ْمَنافِِقين في الد ّر ِ َ‬ ‫قال الّله سبحانه وتعالى‪" :‬إ ِ ّ‬


‫م َ‬ ‫سَفل ِ‬ ‫ك ال ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صيرًا"‪.‬‬ ‫م نَ ِ‬‫جد َ ل َهُ ْ‬ ‫ن تَ ِ‬‫الّنارِ وَل َ ْ‬
‫ك‬‫ما أد َْرا َ‬ ‫ة وَ َ‬‫هاوِي َ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫ه " َفأ ّ‬ ‫واِزين ُ ُ‬‫م َ‬
‫ت َ‬ ‫ن خّف ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ّ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫مي َ ْ‬‫حا ِ‬ ‫ه َناٌر َ‬ ‫هي ْ‬ ‫ما ِ‬
‫زي‬ ‫ك َنج ِ‬ ‫واش وَك َذ َل ِ َ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ن َفوقهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَهاد ٌ وَ ِ‬‫م ِ‬ ‫جهَن ّ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬لهم ّ‬
‫ف ن َْفسا ً إ ِل ّ‬ ‫ت ل َ ن ُك َل ّ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َوال ّ ِ‬‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫سعََها"‪.‬‬ ‫وُ ْ‬
‫م د َعّا ً هذه الّناُر ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ب َِها‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن إَلى َنارِ َ‬ ‫عو َ‬‫م ي ُد َ ّ‬‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت ُك َذ ُّبو َ‬
‫ل ك َّفتتتتتتاٍر"‪.‬‬ ‫م ك ُتتتتتت ّ‬ ‫جهًن ّتتتتتت َ‬
‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪" :‬ألِقي َتتتتتتا فتتتتتتي َ‬

‫د"‪.‬‬
‫زي ٍ‬
‫م ِ‬
‫من ّ‬ ‫ل هَ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ت وت َُقو ُ‬
‫مَتل ِ‬
‫هل ا ْ‬
‫م َ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫م ن َُقو ُ‬
‫ل لِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫كلمة السوء تقال بغير رؤية تهوي بصاحبها في نار‬

‫جهنم أبعد مما بين المشرق والمغرب‬

‫وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه‪ ،‬عن رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم أنه قتال‪" :‬ل تتزال جهنتم يلقتى فيهتا‪ ،‬وتقتول هتل متن‬

‫مزيد? حتى يضع فيها رب العزة قدميه‪ ،‬فينزوي بعضها إلتتى بعتتض‪،‬‬

‫وتقتتتتتتتتتتتتتتول‪ :‬قتتتتتتتتتتتتتتط قتتتتتتتتتتتتتتط‪ ،‬وعزتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عمتتر المكتتي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العزيتتز‬

‫الدراوردي‪ ،‬عن يزيد بن الهاد‪ ،‬عن محمد بن إبراهيتتم‪ ،‬عتتن عيستتى‬

‫‪630‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن طلحة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها‪ ،‬يهوي بها فتتي النتتار‬

‫أبعتتتتتتتتتتد ممتتتتتتتتتتا بيتتتتتتتتتتن المشتتتتتتتتتترق والمغتتتتتتتتتترب"‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا الزبير بن ستتعد عتتن صتتفوان بتتن‬

‫سليم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن الرجل ليتكلم بالكلمة‪ ،‬يضحك بها جلستاءه‪ ،‬يهتوي‬

‫بهتتتتا أبعتتتتد متتتتن الثريتتتتا"‪ .‬غريتتتتب‪ ،‬والزبيتتتتر فيتتتته ليتتتتن‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسين بن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا خلتتف بتتن خليفتتة‪ ،‬عتتن‬

‫يزيد بن كيستتان‪ ،‬عتتن أي حتتازم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬كنتتا عنتتد‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا‪ ،‬فسمعنا وجبتتة فقتتال صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬أتدرون ما هذا? قلنا‪ :‬اللتته ورستتوله أعلتتم‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫هذا حجر أرستل فتي جهنتم منتذ ستبعين خريفتًا‪ ،‬والن انتهتتى إلتتى‬

‫قعرهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن عباد‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬عن مروان‪ ،‬عن يزيتتد‬

‫بن كيسان‪ ،‬به نحوه وقال الحافظ أبو نعيتتم الصتتبهاني‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫‪631‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الملك بن الحسن بن يوسف السقطي‪ ،‬حدثنا أحمد ابن يحيى حدثنا‬

‫أبو أيوب النصاري‪ ،‬حدثنا أحمد بن عبد الصمد‪ ،‬حدثنا إسماعيل بتتن‬

‫قيس‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن أبي الحبتتاب ستتعيد بتتن يستتار‪ ،‬عتتن‬

‫أبي سعيد الخدري‪ ،‬أنتته قتتال‪ :‬ستتمع رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم صوتًا‪ ،‬فهاله ذلك‪ ،‬فأتتاه جبريتل فقتال‪" :‬متا هتذا الصتوت يتا‬

‫جبريل? قال‪ :‬هذه صخرة هوت من شفير جهنم منذ ستتبعين عامتتًا‪،‬‬

‫فهتتتذا حيتتتن بلغتتتت قعرهتتتا‪ ،‬أحتتتب اللتتته أن يستتتمعك صتتتوتها"‪.‬‬

‫وقد روى البيهقي‪ ،‬من طريق أبي معاوية‪ ،‬عن العمتتش‪ ،‬عتتن يزيتتد‬

‫الرقاشي عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬نحوا ً من هتتذا‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياق‪.‬‬

‫وثبت في صحيح مسلم عن عتبة بن غزوان‪ ،‬أنتته قتتال فتتي خطبتتة‪:‬‬

‫"إن الحجر يلقى من شتتفير جهنتتم‪ ،‬فيهتتوي فيهتتا ستتعبين عامتًا‪ ،‬ول‬

‫يدرك لها قعرًا‪ ،‬والله لتملن أفعجبتتتم? وقتتد ذكتتر لنتتا‪" :‬أن متتا بيتتن‬

‫مصراعين من أبواب الجنة مسيرة أربعين سنة‪ ،‬وليتتأتين عليتته يتتوم‬

‫‪632‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهتتتتتتتتتتو كظيتتتتتتتتتتظ متتتتتتتتتتن الزحتتتتتتتتتتام" الحتتتتتتتتتتديث‪.‬‬

‫جعلنا الله تعالى من هؤلء برحمته وكرمه ومنه‪.‬‬

‫عمق جهنم مسافة هوى حجر مقذوف سبعين سنة‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن السايب‪ ،‬عن أبي بكرة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أبي موسى الشعري‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو أن حجرا ً قذف به‬
‫في جهنم‪ ،‬لهوى سبعين خريفا ً قبل أن يبلغ قعرها"‪.‬‬
‫روى الترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬والحافظ أبو نعيم الصبهاني‪،‬‬
‫واللفظ له من حديث عبد الله ابن المبارك‪ ،‬حدثنا عنبسة‪ ،‬عن‬
‫حبيب‪ ،‬عن أبي غمرة‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬أتدرون ما‬
‫سعة جهنم? فقلنا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أجل والله ما تدرون إن ما بين شحمة‬
‫أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا ً قال‪ :‬قلنا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أجل والله ما تدرون‪ ،‬حدثتني عائشة‪ :‬أنها سألت النبي صلى الله‬
‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬
‫ضت ُ ُ‬ ‫ج ِ‬
‫ض َ‬
‫عليه وسلم عن قوله تعالى‪َ" :‬والْر ُ‬
‫مط ْوِّيات ب ِي َ ِ‬
‫مينه"‪.‬‬ ‫ت ُ‬
‫سموا ُ‬‫َوال ّ‬
‫فقالت‪ :‬أين الناس يومئذ? فقال‪" :‬على جسرجهنم"‪.‬‬
‫روى منه الترمذي والنسائي المرفوع فقط‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬صحيح‬
‫غريب من هذا الوجه‪.‬‬
‫وثبت في صحيح مسلم‪ :‬من حديث العلء بن خالد‪ ،‬عن أبي وائل‬
‫شفيق بن سلمة‪ ،‬عن ابن مسعود مرفوعًا‪" :‬يجاء بجهنم يوم‬
‫القيامة تقاد بسبعين ألف زمام‪ ،‬مع كل زمام سبعون ألف ملك‬
‫يجرونها"‪.‬‬
‫وروي موقوفا ً عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه والله أعلم‪.‬‬
‫عن علي بن موسى الرضا‪ ،‬عتتن آبتتائه‪ ،‬عتن علتي بتن أبتتي طتتالب‬

‫رضي الله عنه مرفوعًا‪" :‬هل تدرون ما تفسير هذه اليتتة "إ ِ َ‬
‫ذا د ُك ّت ِ‬
‫ت‬
‫‪633‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬
‫جهَن ّت َ‬
‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫جيتتء ي توْ َ‬
‫ص تّفا وَ ِ‬
‫ص تّفا َ‬ ‫مل َت ُ‬
‫ك َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬
‫جاءَ َرب ّ َ‬ ‫كا د َ ّ‬
‫كا وَ َ‬ ‫ض دَ ّ‬
‫الْر ُ‬

‫ن َوأّنتتتتتتتى َلتتتتتتت ُ‬
‫ه التتتتتتتذ ّك َْرى"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ي ََتتتتتتتتذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫ستتتتتتتا ُ‬ ‫َيتتتتتتتوْ َ‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة‪ ،‬تقاد جهنم بسبعين ألف زمام‪ ،‬كل زمام‬

‫بيد سبعين ألف ملتتك قتتال‪ :‬فنشتترت شتتريرة لتتول أن اللتته حبستتها‬

‫لحرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتموات والرض"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد الله‪ ،‬حدثنا سعيد بتتن‬

‫يزيد‪ ،‬حدثنا أبو السمح? عن عيسى بن هلل الصدفي‪ ،‬عن عبد الله‬

‫بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قال رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬لتو أن‬

‫رصاصة مثل هتتذه وأشتتار ِإلتتى جمجمتتة أرستتلت متتن الستتماء إلتتى‬

‫الرض‪ ،‬وهي مسيرة خمسمائة سنة‪ ،‬لبلغت الرض قبل الليل‪ ،‬ولتتو‬

‫أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين سنة‪ ،‬الليل والنهتتار‪،‬‬

‫قبتتتتتتتل أن تبلتتتتتتتغ أصتتتتتتتلها أو قعرهتتتتتتتا"‪ .‬رواه الترمتتتتتتتذي‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عبد الله بن أمية‪ ،‬حدثني‬
‫وقال ا ِ‬

‫محمد بن جني‪ ،‬حدثني صفوان عن معقل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن النبي صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬الحر هو جهنم"‪.‬‬

‫‪634‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ه َتعاَلى َ‬
‫م ْ‬ ‫تعظيم خلقتهم في النار أ َ َ‬
‫عاذََنا الل ّ ُ‬

‫حالهم‬

‫م ن َتتارا ً ك ُل ّ َ‬
‫متتا‬ ‫ص تِليهِ ْ‬
‫فن ْ‬ ‫ن ك ََفروا ِبآَيات َِنا َ‬
‫س تو ْ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال الّله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن الل ّت َ‬
‫ه ك َتتا َ‬
‫ن‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ها ل َِيذوُقوا ال ْعَت َ‬
‫ذا َ‬ ‫جُلودا ً غَي َْر َ‬ ‫م ب َد ّل َْناهُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫جُلود ُهُ ْ‬
‫ت ُ‬
‫ج ْ‬
‫ض َ‬
‫نَ ِ‬

‫كيمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬ ‫زيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزا ً َ‬
‫ح ِ‬ ‫عَ ِ‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثني أبو يحيى الطويتتل‪ ،‬عتتن أبتتي يحيتتى‬

‫الصبان‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫قال‪" :‬يعظم أهل النار في النار‪ ،‬حتتتى إن بيتتن شتتحمة أذن أحتتدهم‬

‫إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عتتام‪ ،‬وإن غلتتظ جلتتده ستتبعون ذراع تًا‪،‬‬

‫وإن ضرستتتتتتتتتتتتتتتتتتتته مثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل أحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫كذا رواه أحمد ‪ :‬في مسند عبتتد اللتته بتتن عمتتر بتتن الخطتاب‪ ،‬وهتتو‬

‫الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح وكتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا رواه التتتتتتتتتتتتتتتتتتبيهقي‪.‬‬

‫ثم رواه من طريق عمتران بتتن زيتتد عتتن أبتي يحيتتى الصتبان‪ ،‬عتن‬

‫مجاهد‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن عمتتر‪ ،‬مرفوعتًا‪ ،‬فتتذكر مثلتته‪ ،‬ثتتم صتتحح‬

‫التتتتتتتتتبيهقي الول كمتتتتتتتتتا ذكرنتتتتتتتتتا واللتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫‪635‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهذا الحديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬ولبعضه شاهد من وجتتوه أختتر‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ..،‬والّله أعلم‪.‬‬

‫بشاعة الكافر وضخامة جسمه في نار جهنم يوم‬

‫القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا ربعي عن إبراهيم‪ ،‬حدثنا عبد الرحمتتن بتتن‬


‫قال ا ِ‬

‫إسحاق‪ ،‬عن سعيد بن أبي سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬

‫حتتد‪،‬‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ضرس الكافر يوم القيامتتة مثتتل أ ُ‬

‫وعرض جلده سبعون ذراعًا‪ ،‬وفخذه مثل ورقان‪ ،‬ومقعده متتن النتتار‬

‫مثتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتا بينتتتتتتتتتتتتي وبيتتتتتتتتتتتن الربتتتتتتتتتتتذة"‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬من طريق بشر بن الفضتل‪ ،‬عتن عبتد الرحمتن بتن‬

‫إسحاق‪ ،‬وزاد فيه‪" :‬وعضده مثل البيضاء"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن يعني ابن عبتتد اللتته‬

‫بن دينار‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بتتن يستتار‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫‪636‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ضتترس الكتتافر مثتتل‬

‫أحد‪ ،‬وفخذه مثل البيضاء‪ ،‬ومقعده من النار كمتتا بيتتن قديتتد ومكتتة‪،‬‬

‫وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا ً الجبار"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن الليث الهدادي‪ ،‬وأحمد بتتن عثمتتان بتتن‬

‫حكيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى‪ ،‬حدثنا شيبان يعني ابتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ضرس الكافر مثل أحتتد‪ ،‬وغلتتظ جلتتده‬

‫أربعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون ذراعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن المثنى‪ ،‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا محمد بن‬

‫عمار‪ ،‬عن أبي صتتالح متتولى التومتتة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ضتترس الكتتافر مثتتل أحتتد‪،‬‬

‫ومقعده من النار مسيرة ثلث"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪637‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحسن بن سفيان‪ :‬حدثنا يوسف بن عيسى‪ ،‬حدثنا الفضل بن‬


‫موسى‪ ،‬عن الفضل بن غزوان‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ما بين‬
‫منكبي الكافر مسيرة خمسة أيام للراكب المسرع"‪.‬‬
‫قال الحسن‪ :‬وحدثنا محمد بن طريف البجلي‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة رفعه قال‪" :‬ما بين منكبي‬
‫الكافر في النار مسيرة ثلثة أيام‪ ،‬للراكب المسرع"‪.‬‬
‫قال البيهقي‪ :‬رواه البخاري‪ ،‬عن معاذ بن أسد‪ ،‬عن الفضل بن‬
‫موسى‪ ،‬ورواه مسلم‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬وغيره‪ ،‬عن ابن فضيل‪ ،‬ولم‬
‫يقل‪ :‬رفعه‪.‬‬
‫قال الزار‪ :‬حدثنا الحسين بن السود‪ ،‬حدثنا محمد بن فضيل‪ ،‬حدثنا‬

‫عاصم بن كليب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ضتترس الكتتافر مثتتل أحتتد‪ ،‬وفختتذه مثتتل‬

‫الورقتتتتتتتتتان‪ ،‬وغلتتتتتتتتتظ جلتتتتتتتتتده أربعتتتتتتتتتون ذراعتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫لسناد‪ ،‬ولتتم‬
‫ثم قال البزار‪ :‬ل يروى عن أبي هريرة أحسن من هذا ا ِ‬

‫يستتتتتتتتتمعه إل متتتتتتتتتن الحستتتتتتتتتين بتتتتتتتتتن الستتتتتتتتتود‪...‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى عتتن ابتتن عجلن‪،‬‬


‫قلنا‪ :‬الحديث الذي رواه ا ِ‬

‫عن عمرو بن شبيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثتتال التتذر‪ ،‬فتتي صتتور‬

‫الناس‪ ،‬يعلوهم كل شيء من الصغار‪ ،‬حتى يعلوهم سجن في جهنم‬

‫‪638‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقال له بوليس‪ ،‬فتعلتتوهم نتتار النيتتار‪ ،‬يستتقون متتن طينتتة الخبتتال‪،‬‬

‫عصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارة أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي والنسائي‪ :‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عن ابن المبارك‪،‬‬

‫عتتتتتتن ابتتتتتتن عجلن بتتتتتته‪ ،‬وقتتتتتتال الترمتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتن‪.‬‬

‫فالمراد أنهم يحشرون يوم القيامة في العرصات كذلك‪ ،‬فإذا سيقوا‬

‫إلى النار دخلوها‪ ،‬وقد عظمتتت خلقهتتم‪ ،‬كمتتا دلتتت عليتته الحتتاديث‬

‫التي أوردناها ليكون ذلتك أنكتتى فتتي تعتتذيبهم‪ ،‬وأعظتم فتتي تعبهتتم‬

‫ولهيبهم‪ ،‬كما قال شديد العقاب‪" :‬ليذوقوا العذاب"‪.‬‬

‫هنم‬
‫ج َ‬
‫ملة َ‬
‫من ج ْ‬ ‫وي َ ُ‬
‫كون ِ‬ ‫جهنم َ‬
‫سعر في َ‬
‫ذكر أن الَبحر ي ُ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عبد الله بتتن أميتتة‪ ،‬حتتدثنا‬
‫قال ا ِ‬

‫محمد بن حسين حدثنا صتتفوان بتتن يعلتتى بتتن أميتتة‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬أن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬البحر هو جهنم"‪ .‬قال يعلتتى‪ :‬ثتتم‬

‫ستتتَراِدقَها"‪.‬‬ ‫حتتتا َ‬ ‫َ‬


‫م ُ‬
‫ط ب ِهِتتت ْ‬ ‫قتتتال‪ :‬أل تتتترون أن اللتتته يقتتتول‪" :‬ن َتتتاٌر أ َ‬

‫"والتتذي نفستتي بيتتده ل أدخلهتتا أبتتدا ً حتتتى أعتترض علتتى اللتته‪ ،‬ول‬

‫يصتتتتيبني منهتتتتا قطتتتترة حتتتتتى ألقتتتتى اللتتتته عتتتتز وجتتتتل"‪.‬‬


‫‪639‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه البيهقي من طريق يعقوب بن شيبان‪ :‬حتتدثنا أبتتو عاصتتم‪،‬‬

‫حدثني محمد بن يحيى وفي المسند كما تقدم‪ :‬بينهما عبد اللتته بتتن‬

‫أمية‪ ،‬وكذلك رواه أبو مسلم الكجي‪ ،‬عن أبي عاصم‪ ،‬عن عبتتد اللتته‬

‫بن أبي أمية‪ ،‬حدثني رجل‪ ،‬عن صفوان بن يعلى‪ ،‬عتتن يعلتتى‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬البحتتر هتتو جهنتتم"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا سعيد بن منصور‪ ،‬حدثنا إستتماعيل بتتن زكريتتا‪،‬‬

‫عن مطرف‪ ،‬عن بشر بن مسلم‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستلم‪" :‬ل يركتتب البحتتر ِإل حتتاج‪ ،‬أو‬

‫معتمر أو غاز في سبيل اللتته‪ ،‬فتتإن تحتتت البحتتر نتتارًا‪ ،‬وتحتتت النتتار‬

‫بحر"‪.‬‬

‫ها‬ ‫َ‬
‫وَزَباِنيت ُ َ‬
‫ها َ‬
‫جهنم وصفة خزن َت ِ َ‬
‫واب َ‬
‫ذكر أب َ‬

‫َ‬
‫ها‬ ‫ه َتعاَلى ِ‬
‫من ْ َ‬ ‫جارنا الل ّ ُ‬
‫أ َ‬

‫ذا‬ ‫متترا ً َ‬
‫حت َتتى إ ِ َ‬ ‫م ُز َ‬ ‫ن ك ََفتُروا إ ِل َتتى َ‬
‫جًهنت َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وستتيقَ ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬
‫ْ‬
‫م ي َت ْل ُتتو َ‬
‫ن‬ ‫من ْك ُت ْ‬ ‫ست ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫خَزن َت َُها أل َ ْ‬
‫م ي َأِتك ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬
‫ت أب ْ َ‬ ‫ها فُت ِ َ‬
‫ح ْ‬ ‫جاُء َ‬
‫َ‬

‫‪640‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م هتتذا‪ ،‬قَتتاُلوا َبلتتى وَل َك ِت ْ‬


‫ن‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م وَي ُن ْتذُِرون َ ُ‬
‫كم ل َِقتتاء ي َتوْ ِ‬ ‫ت َرب ّك ً ْ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م آَيا ِ‬

‫ن‬
‫دي َ‬
‫خاِلت ِ‬
‫م َ‬
‫جهَّنت َ‬
‫ب َ‬ ‫خًلوا أب ْ َ‬
‫وا َ‬ ‫ن ِقي َ‬
‫ل اد ْ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ب عََلى ال ْ َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫ة ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫حّق ْ‬
‫ً‬

‫ن"‪.‬‬
‫ريتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫وى ال ْ ُ‬
‫مت َك َب ّ ِ‬ ‫مْثتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫ِفيَهتتتتتتتتتتتتتتتتتا فب ِئ ْ َ‬
‫س َ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ب لك ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َها سبع ُ َ‬


‫سو ٌ‬
‫جْزٌء مْق ُ‬
‫م ُ‬
‫ب من ْهُ ْ‬
‫ل َبا ٍ‬ ‫وا ٍ‬
‫ة أب ْ َ‬ ‫َ َ َْ‬

‫وصف الصراط وبيان تفاوت سرعة الناس في مرورهم‬

‫عليه‬

‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو العباس‬
‫الصم‪ ،‬حدثنا سعيد بن عثمان‪ ،‬حدثنا بشر بن بكر‪ ،‬حدثني عبد‬
‫الرحمن بن يزيد‪ ،‬حدثني أبو سعيد‪ ،‬سمعت أبا هريرة يقول‪ ،‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الصراط بين ظهري جهنم‬
‫دحض مزلة والنبياء يقولون‪ :‬اللهم سلم‪ ،‬والناس كلمح البرق‪،‬‬
‫وكطرف العين‪ ،‬وكأجاويد الخيل‪ ،‬والبغال‪ ،‬والركاب‪ ،‬شدا ً على‬
‫القدام‪ ،‬فناج مسلم‪ ،‬ومخدوش مسلم ومطروح فيها‪ ،‬ولها سبعة‬
‫أبواب‪ ،‬لكل باب منهم جزء مقسوم"‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن بن بشران‪ ،‬أخبرنا إسماعيل بن‬
‫محمد الصفار‪ ،‬حدثنا سعدان بن نصر‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الخليل بن‬
‫مرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬كان ل ينام حتى يقرأ‬
‫تبارك‪ ،‬وحم السجدة‪ ،‬وقال‪" :‬الحواميم سبع‪ ،‬وأبواب جهنم سبع‪،‬‬
‫جهنم‪ ،‬والحطمة‪ ،‬ولظى‪ ،‬وسعير‪ ،‬وسقر‪ ،‬والهاوية‪ ،‬والجحيم"‪.‬‬
‫قال‪ :‬تجيء كل حم منها يوم القيامة‪ -‬أحسبه قال‪ :-‬تقف على باب‬
‫من هذه البواب‪ ،‬فتقول‪ :‬اللهم ل يدخل هذه البواب من كان يؤمن‬
‫بي ويقرأني‪.‬‬
‫ثم قال البيهقي‪ :‬وهذا منقطع‪ ،‬والخيل بن مرة فيه نظر‪.‬‬
‫‪641‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو بكر بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا خلتتف بتتن هشتتام‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫شهاب الخياط‪ ،‬عن عمرو بن قيس المدني‪ ،‬عن أبي إستتحاق‪ ،‬عتتن‬

‫عاصم بن ضمرة‪ ،‬عن علتتي‪ ،‬قتتال‪" :‬إن أبتتواب جهنتتم بعضتتها فتتوق‬

‫بعض "‪ -‬وأشار أبو شهاب بأصابعه‪ -‬فيمل هذا‪ ،‬ثم يمل هذا‪ ،‬ثم هتتذا‪،‬‬

‫ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا"‪.‬‬

‫حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري‪ ،‬حدثنا حجاج‪ ،‬أخبرنتتا ابتتن جريتتج‬

‫في قوله لها سبعة أبواب قال‪" :‬أولها جهنم‪ ،‬ثم لظى‪ ،‬ثم الحطمتتة‪،‬‬

‫ثم السعير‪ ،‬ثم ستتقر‪ ،‬ثتتم الجحيتتم‪ -‬وفيهتتا أبتتو جهتتل‪ -‬ثتتم الهاويتتة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي من حديث مالك بن مغول عن ابن عمر رضتتي اللتته‬

‫عنهما قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬لجهنتتم ستتبعة‬

‫أبتتتتواب‪ ،‬بتتتتاب منهتتتتا لمتتتتن ستتتتل الستتتتيف علتتتتى أمتتتتتي"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من حديث مالك بتتن مغتتول‪ ،‬وقتتال أبتتي‬

‫بتتتتن كعتتتتب‪ :‬لجهنتتتتم ستتتتبعة أبتتتتواب بتتتتاب منهتتتتا للحروريتتتتة‪.‬‬

‫وقال وهب بن منبه‪" :‬بين كل بابين مسيرة سبعين ستتنة‪ ،‬كتتل بتتاب‬

‫أشتتتتتتتد متتتتتتتن التتتتتتتذي فتتتتتتتوقه بستتتتتتتبعين ضتتتتتتتعفًا"‪.‬‬

‫‪642‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م َنتارا ً وَُقود ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫هتا‬ ‫م وَأهِْليكت ْ‬ ‫مُنوا ُقوا ْ أن ُْف َ‬
‫سك ُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أيَها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫هتت ْ‬
‫مَر ُ‬
‫ما أ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫داد ٌ ل َ ي َْعضو َ‬
‫ش َ‬
‫لظ ِ‬ ‫جاَرةُ عَل َي َْها َ‬
‫مل َئ ِك َ ٌ‬
‫ة ِغ َ‬ ‫س َوال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫الّنا ُ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ُيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤْ َ‬


‫مُرو َ‬ ‫وَي َْفعَُلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن َ‬

‫أي لهم قوة على إبراز ما أمروا به‪ ،‬من العتتزم‪ ،‬إلتتى الفعتتل‪ ،‬فلهتتم‬

‫عتتتزم صتتتادق‪ ،‬وأفعتتتال عظيمتتتة‪ ،‬وقتتتوة بليغتتتة‪ ،‬وشتتتدة بتتتاهرة‪.‬‬


‫َ‬
‫مل َئ ِك َ ً‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ب الّنارِ إ ِل ّ َ‬
‫حا َ‬ ‫جعَل َْنا أ ْ‬
‫ص َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة عَ َ‬
‫شَر وَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬عَل َي َْها ت ِ ْ‬
‫سعَ َ‬

‫أي لكمتتتتتتتتتتتتتتتتتتال طتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعتهم وقتتتتتتتتتتتتتتتتتتوتهم‪.‬‬

‫ن ك ََفتتتُروا"‪.‬‬ ‫ة ل ِّلتتت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م إ ِل ّ فِت َْنتتت ً‬
‫دته ْ‬ ‫جعَل َْنتتتا ِ‬
‫عتتت ّ‬ ‫متتتا َ‬
‫وقتتتال تعتتتالى‪" :‬وَ َ‬

‫أي اختبارا ً وامتحانًا‪ ،‬وكأن هؤلء التستتعة عشتتر كالمقتتدمين‪ ،‬التتذين‬

‫لهم أعوان وأتبتتاع‪ ،‬وقتتد روينتتا هتتذا عنتتد الكلم علتتى قتتوله تعتتالى‪:‬‬

‫ذوه فَغُل ّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ُ‬


‫ه"‪.‬‬ ‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫" ُ‬

‫ثم إن الرب تعالى‪ ،‬إذا أمر بذلك‪ ،‬يبتدره سبعون ألفا ً متتن الزبانيتتة‪.‬‬
‫ذاب َ‬
‫ح تد ٌ وَل َ يوث تقُ وَث َتتاقَ ُ‬
‫ه‬ ‫هأ َ‬‫ب ع َت َ َ ُ‬ ‫وقد قال الله تعالى‪" :‬فَي َوْ َ‬
‫مئ ِذٍ ل ي ُعَتذ ّ ُ‬

‫د"‪.‬‬ ‫َ‬
‫أحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬

‫وروى الحافظ الضياء‪ :‬من حديث محمد بن ستتليمان بتتن أبتتي داود‪،‬‬

‫‪643‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن زيتتد البصتتري‪ ،‬عتتن الحستتن البصتتري‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫مرفوعًا‪" :‬والذي نفسي بيتتده‪ ،‬لقتتد خلقتتت ملئكتتة جهنتتم‪ ،‬قبتتل أن‬

‫تخلق جهنم بألف عام‪ ،‬فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم‪ ،‬حتتتى‬

‫يقبضتتتتوا علتتتتى متتتتن يقبضتتتتون عليتتتته بالنواصتتتتي والقتتتتدام"‪.‬‬

‫ذكر سرادق النار وهو سورها المحيتتط بهتتا ومتتا فيهتتا متتن المقتتامع‬

‫والغلل والسلستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل والنكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪.‬‬

‫س تَراِدقَها وَِإن‬
‫م ُ‬ ‫حتتا َ‬
‫ط ب ِهِ ت ْ‬ ‫ن َنارا ً أ َ‬
‫مي َ‬ ‫دنا ِلل ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِّنا أعت َ ْ‬

‫ت‬
‫ستتاءَ ْ‬
‫ب وَ َ‬
‫شتتَرا ُ‬ ‫وجوهَ ب ِئ ْ َ‬
‫س ال ّ‬ ‫كاْلمْهل ي َ ْ‬
‫شوي ال ُ‬ ‫ماءٍ َ‬
‫ست َِغيُثوا ي َُغاُثوا ب َ‬
‫يَ ْ‬

‫مْر ت ََفقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬
‫ُ‬

‫ة"‪.‬‬
‫متتتدد ٍ‬
‫عتتتد َدٍ م َ‬
‫صتتتد َةٌ فتتتي َ‬
‫مو َ‬ ‫وقتتتال تعتتتالى‪" :‬إ ِن َّهتتتا عَل َي ِْهتتت ْ‬
‫م ُ‬

‫مؤصدة‪ :‬أي مطبقة‪ ،‬وقد رواه ابن مردويه في تفسيره متتن طريتتق‬

‫شتتريك عتتن عاصتتم بتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬مرفوع تًا‪.‬‬

‫ورواه أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عن أسعد الحسي‪ ،‬عن إستتماعيل بتتن‬

‫ن ل َتد َي َْنا أن ْك َتتال ً‬


‫أبي خالد‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬قتتوله‪ ،‬وقتتوله تعتتالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ذابا ً أِليمتتتتتتتتًا"‪.‬‬
‫عتتتتتتتت َ‬
‫صتتتتتتتتةٍ وَ َ‬ ‫حيمتتتتتتتتا ً وَط ََعامتتتتتتتتا ً َ‬
‫ذا غ ّ‬ ‫ج ِ‬
‫وَ َ‬

‫‪644‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن فتتي‬
‫حُبو َ‬
‫ست َ‬
‫ل يم ْ‬ ‫سل َ ِ‬
‫ست ً‬ ‫م َوال ّ‬ ‫وقال تعتتالى‪ِ" :‬إذ الغل َ ُ‬
‫ل فتتي أعْن َتتاقِهِ ْ‬

‫ن"‪.‬‬
‫جُرو َ‬
‫ستتتتتتتتتت َ‬ ‫ميتتتتتتتتتتم ُثتتتتتتتتتت ّ‬
‫م فتتتتتتتتتتي الّنتتتتتتتتتتارِ ي ُ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ِ‬

‫س‬ ‫ذوقُتتوا َ‬
‫مت ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ن فتتي الن ّتتارِ عَل َتتى وُ ُ‬
‫جتتوهِهِ ْ‬ ‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫م يُ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫متتح ِبال ْب َ َ‬
‫صتتر"‪.‬‬ ‫مزَنا إ ِل ّ واحدة ك َل َ ْ‬
‫ما أ ْ‬ ‫خل َْقَناهُ ِبق َ‬
‫در وَ َ‬ ‫يءٍ َ‬
‫ش ْ‬ ‫سَقَر إ ِّنا ك ّ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬

‫م ظ ُل َ ٌ‬
‫ل ذِلتت َ‬
‫ك‬ ‫حت ِهِ ْ‬
‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫من الّنارِ وَ ِ‬ ‫م ظ ُل َ ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫وقهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل تعاَلى‪" :‬ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫وقا َ‬

‫عَبتتتتتتادِ َفتتتتتتات ُّقو ِ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫عَبتتتتتتادده َيتتتتتتا ِ‬ ‫ف الّلتتتتتت ُ‬
‫ه ِبتتتتتتهِ ِ‬ ‫ختتتتتتوّ ُ‬
‫يُ َ‬

‫زي‬
‫ج ِ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫واش وَ َ‬
‫كذل ِ َ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫وقهِ ْ‬ ‫م ْ‬
‫مَهاد و ِ‬
‫م ِ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ِ ِ‬

‫ن ك ََفتُروا‬ ‫م َفال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫موا فتتي َرب ّهِت ْ‬
‫صت ُ‬
‫خت َ َ‬
‫نا ْ‬
‫ما ِ‬
‫صت َ‬
‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫وقال تعتتالى‪" :‬هت َ‬
‫ذا ِ‬

‫ه‬
‫صهَُر ِبتت ِ‬
‫م يُ ْ‬
‫مي ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َفوق ُرُءو ِ‬
‫سه ِ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ب ِ‬
‫ص ّ‬
‫من ّنارٍ ي ُ َ‬ ‫ت َله ْ‬
‫م ث َِياب ِ‬ ‫قط ّعَ ْ‬

‫د"‪.‬‬
‫ديتتتت ٍ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫متتتت ْ‬
‫مع ُ ِ‬
‫مَقتتتتا ِ‬ ‫جُلتتتتود ُ وَل َُهتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫م َوال ْ ُ‬ ‫متتتتا ِفتتتتي ب ُ‬
‫طتتتتونهِ ْ‬ ‫َ‬

‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حدثنا حستتن‪ ،‬عتتن ابتتن لهيعتتة‪،‬‬

‫حدثنا دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬لسرادق أهل النار أربتتع جتتدر‪ ،‬كنتتف كتتل‬

‫جدار مسيرة أربعين سنة"‪ .‬ورواه الترمتتذي‪ :‬عتتن ستتويد‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫‪645‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دين بن سعد‪ ،‬عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج‪ ،‬به‬


‫المبارك‪ ،‬عن ِرش َ‬

‫نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حستتن‪ ،‬حتتدثنا ابتتن لهيعتتة حتتدثنا دراج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪:‬‬

‫"لو أن مقمعا ً من حديد متتن مقتتامع أهتتل النتتار‪ ،‬وضتتع فتتي الرض‪،‬‬

‫فتتتتتتتتاجتمع لتتتتتتتته الثقلن متتتتتتتتا أقلتتتتتتتتوه متتتتتتتتن الرض"‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج أبي الستتمح‪ ،‬أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو ضرب بمقمع‬

‫من حديد الجبل‪ ،‬لفتته فعاد غبارًا"‪.‬‬

‫ألوان من عذاب أهل النار‬

‫أجارنا الله عز وجل منها‬

‫وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره‪ :‬من طريق بشر بن‬
‫طلحة‪ ،‬عن خالد بن دريك‪ ،‬عن يعلى بن منبه‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ينشىء الله لهل النار سحابة مظلمة‪ ،‬فإذا‬
‫أشرفت عليهم‪ ،‬نادتهم‪ :‬يا أهل النار‪ :‬أي شيء تطلبون? وما الذي‬
‫تسألون? فيذكرون بها سحائب الدنيا‪ ،‬والماء الذي كان ينزل‬
‫عليهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نسأل يا رب الشراب‪ ،‬فتمطرهم أغل ً‬
‫ل‪ ،‬تزداد في‬

‫‪646‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أعناقهم‪ ،‬وسلسل‪ ،‬تزداد في سلسلهم‪ ،‬وجمرا ً يلهب النار عليهم"‪.‬‬


‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا بشر بن الوليد الكندي‪ ،‬حدثنا‬
‫سعيد بن زربي‪ ،‬عن حميد بن هلل‪ ،‬عن أبي الحوص‪ ،‬قال ابن‬
‫مسعود‪ :‬أي أهل النار أشد عذابًا? فقال رجل‪ :‬المنافقون‪ ،‬قال‪:‬‬
‫صدقت‪ .‬قال‪ :‬فهل تدري كيف يعذبون‪ .‬قال‪ :‬يجعلون في توابيت‬
‫من حديد‪ ،‬تطبق عليهم‪ ،‬ثم يجعلون في الدرك السفل من النار‪،‬‬
‫في تنانير أصغر من الرخ‪ ،‬يقال له جب الحزن‪ ،‬فيطبق على أقوام‬
‫بأعمالهم آخر البد‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني علي بن حسن‪ ،‬عن محمد بن جعفر‬
‫المدائني‪ ،‬حدثنا بكر بن خنيس‪ ،‬عن أبي سلمة الثقفي‪ ،‬عن وهب‬
‫بن منبه قال‪" :‬إن أهل النار الذين هم أهلها‪ ،‬هم في النار‪ ،‬ل‬
‫يهتدون ول ينامون‪ ،‬ول يموتون‪ ،‬يمشون على النار‪ ،‬يجلسون على‬
‫النار‪ ،‬ويشربون من صديد أهل النار‪ ،‬ويأكلون من زقوم أهل النار‪،‬‬
‫لحفهم نار‪ ،‬وفرشهم نار‪ ،‬وقمصهم نار وقطران‪ ،‬وتغشى وجوههم‬
‫النار‪ ،‬وجميع أهل النار في سلسل بأيدي الخزنة أطرافها‪،‬‬
‫يجذبونهم مقبلين ومدبرين‪ ،‬فيسيل صديدهم إلى حفير في النار‪،‬‬
‫فذلك شرابهم"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم بكى وهب حتى سقط مغشيا ً عليه‪ ،‬قال‪ :‬وغلب بكر بن‬
‫خنيس البكاء حتى قام فلم يقدر أن يتكلم‪ ،‬وبكى محمد بن جعفر‬
‫بكاء شديدًا‪.‬‬
‫وهذا الكلم عن وهب بن منبه اليماني‪ ،‬وقد كان ينظر في كتب‬
‫الوائل‪ ،‬وينقل في صحف أهل الكتاب‪ ،‬الغث والسمين‪ ،‬ولكن هذا‬
‫له شواهد من القرآن العظيم وغيره من الحاديث‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫ه‬
‫م ِفي ِ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫ن ل َ يَفت ُّر عَن ْهُ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن في عَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬
‫"إ ِ ّ‬
‫مالك‬ ‫ن وََنادْوا َيا َ‬ ‫مي َ‬ ‫هم ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ن كانوا ُ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫مَناهُ ْ‬ ‫ما ظ َل َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫مب ْل ِ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ماك ُِثو َ‬ ‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ل ِي َْقض عَل َي َْنا َرب ّ َ‬
‫م الّناَر‬‫جوهِهِ ُ‬ ‫نو ُ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن ل َ ي َك ُّفو َ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ك ََفزوا ِ‬ ‫م اّلذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َوْ ي َعْل َ ُ‬
‫م َفل‬ ‫ة فَت َب ْهَت ُهُ ْ‬ ‫م ب َغْت َ ً‬
‫ل َتأت ِي َهِ ْ‬ ‫ن بَ ْ‬‫صُرو َ‬ ‫م وَل َ ه ْ‬
‫م ي ُن َ َ‬ ‫ن ظ ُُهورِهِ ْ‬ ‫وَل َ عَ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ي ُن ْظ َُرو َ‬ ‫ن ردها وَل َ هُ ْ‬ ‫يستطيُعو َ‬
‫موتوا‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ضى عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م ل َ ي ُْق َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م َناُر َ‬ ‫كفروا َله ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬

‫‪647‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬‫خو َ‬‫صط َرِ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ك َُفورٍ وَهُ ْ‬ ‫زي ك ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك َنج‬ ‫كذل ِ َ‬‫ذاب َِها َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ف عَن ْهُ ْ‬ ‫وَل َ ُيخّف ُ‬
‫ل صاِلحا ً غَير ال ّذي ك ُنا نعم ُ َ‬ ‫ِفيَها رب ََنا أ َ ْ‬
‫ما‬
‫م َ‬‫مْرك ُ ْ‬ ‫م نع َ ّ‬ ‫ل أو َ ل َ ْ‬ ‫ّ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫م ْ َ‬ ‫جَنا ن َعْ َ‬ ‫خرِ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ما ِلل ّ‬ ‫ذوقوا فَ َ‬ ‫ذير فَ ُ‬ ‫م الن ّ ِ‬ ‫جاَءك ُ ُ‬ ‫ن ت َذ َك َّر وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذكر ِفيهِ َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫صي ٍ‬ ‫نَ ِ‬
‫ف‬
‫خّف ْ‬ ‫م يُ َ‬‫عوا رب ّك ُ ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫جهًن ّ َ‬‫خَزن َةِ َ‬ ‫ن في الّنارِ ل َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقا َ‬
‫ت َقاُلوا‬ ‫م ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫م ُرسلك ُ ْ‬ ‫ك َتأِتيك ُ ْ‬ ‫ب َقالوا أوَ َلم ت َ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وما ً ِ‬ ‫عَّنا ي َ ْ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ضل َ ٍ‬ ‫ن إ ِل ّ في َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫عاُء ال ْ َ‬ ‫ما د ُ َ‬ ‫عوا وَ َ‬ ‫ب ََلى َقاُلوا َفاد ْ ُ‬
‫م لَ‬ ‫صَلى الّناَر ال ْك ُب َْرى ث َ ّ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫شَقى ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي ََتجن ّب َُها ال َ ْ‬
‫حَيا"‪.‬‬ ‫َيموت ِفيَها وَل َ ي َ ْ‬
‫وتقدم في الصحيح‪ :‬أن أهل النار الذين هم أهلها‪ ،‬ل يموتتتون فيهتتا‪،‬‬

‫ول يحيون‪ ،‬وفي الحديث المتقدم في ذبح الموت بيتن الجنتة والنتار‬

‫ثم يقال‪" :‬يتتا أهتتل الجنتتة خلتتود بل متتوت‪ ،‬ويتتا أهتتل النتتار خلتتود بل‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت"‪.‬‬

‫وكيف ينام من هو في عذاب متواصل ل يفتر عنه ساعة واحتتدة ول‬

‫ستتتتِعيرًا"‪.‬‬
‫م َ‬
‫ت زِد َْنتتتتاهُ ْ‬
‫خَبتتتت ْ‬ ‫لحظتتتتة? وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬كل ّ َ‬
‫متتتتا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عيتتدوا ِفيهَتتا‬ ‫ن غ َت ّ‬
‫مأ ِ‬ ‫مت ْ‬
‫من ْهَتتا ِ‬
‫جتتوا ِ‬
‫خُر ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫وقال تعتتالى‪" :‬كل ّ َ‬
‫متتا أَرادوا أ ْ‬

‫ريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق"‪.‬‬
‫ح ِ‬
‫ب ال َ‬
‫ذا َ‬ ‫ذوُقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا َ‬
‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫و ُ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم‪ ،‬حدثنا ابن المبارك‪ ،‬عن سعيد بتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫يزيد‪ ،‬عن أبي السمح‪ ،‬عن ابن حجيرة‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال في أهل النار‪" :‬إن الحميم ليصتتب علتتى‬

‫‪648‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رأس أحدهم‪ ،‬فينفذ من الجمجمة‪ ،‬حتى يخلص إلى جوفه‪ ،‬فيستتلب‬

‫متتتتتتتا فتتتتتتتي جتتتتتتتوفه‪ ،‬ثتتتتتتتم يمتتتتتتترق متتتتتتتن قتتتتتتتدميه"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬والطبراني‪ :‬واللفظ له متتن حتتديث قطبتتة بتتن عبتتد‬

‫العزيز‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن شهر بن عطية‪ ،‬عتتن شتتهر بتتن حوشتتب‪،‬‬

‫عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء قال‪ :‬قتال رستول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم‪" :‬يلقى على أهل النار الجوع‪ ،‬فيعتتدل متتا هتتم فيتته متتن‬

‫العذاب‪ ،‬فيستغيثون بالطعتتام فيؤتتتون بطعتتام ذي غصتتة‪ ،‬فيتتذكرون‬

‫أنهم كانوا يستتغيثون فتي التدنيا بالشتراب‪ ،‬فيستتغيثون بالشتراب‪،‬‬

‫فيؤتون بالحميم‪ ،‬فتتي أكتتواب متتن نتتار‪ ،‬فتتإذا أدنيتتت متتن وجتتوههبم‬

‫قشرت وجوههم‪ ،‬فإذا أدخلت بطونهم قطعت بطونهم‪ ،‬فيستتتغيثون‬

‫م ِبال ْب َي َّنتتا ِ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫ستتل ُك ُ ْ‬ ‫عنتتد ذلتتك‪ ،‬فيقتتال لهتتم‪" :‬أوَ َلتت ْ‬
‫م تتتك َتتتآِتيك ُ ْ‬
‫م ُر ُ‬

‫ل"‪.‬‬
‫رين ِإل في ضتتل ٍ‬
‫فيقولون‪ :‬بلى‪" :‬فيقال‪" :‬فادعوا وما دعاء الكافِ ِ‬

‫فيقولتتتتتتتتتتتتتتتون‪ :‬ادعتتتتتتتتتتتتتتتوا لنتتتتتتتتتتتتتتتا مالكتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫م متتاك ُِثو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ل إ ِن ّ ُ‬
‫كتت ْ‬ ‫ك ل ِي َْقتتض عَل َي َْنتتا َرّبتت َ‬
‫ك َقتتا َ‬ ‫ماِلتت ُ‬
‫فيقولتتون‪َ" :‬يتتا َ‬

‫ضتتتاّلي َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ومتتتا ً َ‬ ‫ت عَل َي ْن َتتتا ِ‬
‫شتتتْقوَت َُنا وَك ًّنتتتا قَ ْ‬ ‫فيقولتتتون‪" :‬رب ّن َتتتا غَل َب َتتت ْ‬

‫‪649‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ستتتتتتتتتتتتُئوا ِفيهَتتتتتتتتتتتتا وَل َ تك َل ّ ُ‬


‫متتتتتتتتتتتتو ِ‬ ‫خ َ‬
‫فيقتتتتتتتتتتتتال‪" :‬ا ْ‬

‫رواه الترمذي‪ :‬عن الدارمي‪ ،‬وحكي عنه أنه قال‪ :‬الناس ل يعرفتتون‬

‫هذا الحديث‪ .‬قال الترمذي‪ :‬إنما يروى عن أبي الدرداء‪.‬‬

‫طعام أهل النار وشرابهم‬

‫ن وَل َ ي ُغْن ِتتي‬


‫م ُ‬ ‫ريعٌ ل َ ي ْ‬
‫ست ِ‬ ‫ض ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬
‫م إ ِل ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫س ل َهُ ْ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬ل َي ْ َ‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوع"‪.‬‬
‫ن ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫والضتتريع‪ :‬شتتوك بتتأرض الحجتتاز يقتتال لتته‪ :‬الشتتبرق‪ ،‬وفتتي حتتديث‬

‫الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا‪" :‬الضريع‪ :‬شيء يكتتون فتتي النتتار‪،‬‬

‫يقال‪ :‬يشبه الشوك‪ .‬أمّر من الصبر‪ ،‬وأنتن من الجيفتتة‪ ،‬وأشتتد حتترا ً‬

‫من النار‪ ،‬إذا طعمه صاحبه ل يتتدخل البطتتن‪ ،‬ول يرتفتتع إلتتى الفتتم‪،‬‬

‫فيبقى بين ذلك‪ ،‬ول يسمن ول يغني من جوع"‪ ،‬وهذا حتتديث غريتتب‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا‪.‬‬

‫ذابا ً أ َِليم تًا"‪.‬‬


‫صةٍ وَعَ َ‬ ‫ما ً َ‬
‫ذا غ ّ‬ ‫حيما ً وَط ََعا َ‬ ‫ن ل َد َي َْنا أن ْ َ‬
‫كال ً وَ َ‬
‫ج ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫م ويئستَقى‬
‫جهًن ّت ُ‬
‫ن وََرائ ِهِ َ‬
‫مت ْ‬
‫جّبارٍ عَِنيتدٍ ِ‬ ‫بك ّ‬
‫ل َ‬ ‫خا َ‬
‫حوا وَ َ‬
‫ست َْفت َ ُ‬
‫وقال‪" :‬وا ْ‬

‫مك َتتا ٍ‬
‫ن‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫مت ْ‬
‫ت ِ‬ ‫ه وََيأِتيهِ ال ْ َ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫سيغُ ُ‬ ‫ه وَل َ ي َ َ‬
‫كاد ُ ي ُ ِ‬ ‫جّرعُ ُ‬
‫ديدٍ ي َت َ َ‬
‫ص ِ‬
‫ماءٍ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫‪650‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب غَِليتتتتتتت ٌ‬
‫ظ"‪.‬‬ ‫عتتتتتتت َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫ن وََرائ ِهِ َ‬
‫متتتتتتت ْ‬
‫ت وَ ِ‬
‫مي ّتتتتتتت ٍ‬
‫هتتتتتتتوَ ب ِ َ‬
‫متتتتتتتا ُ‬
‫وَ َ‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫جر ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لكُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مك َذ ُّبو َ‬ ‫ضاّلو َ‬ ‫م إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م أي َّها ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ث ّ‬

‫ن‬ ‫ميتتم فَ َ‬
‫شتتارُِبو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ِ‬
‫مت َ‬ ‫ن فَ َ‬
‫شارُِبو َ‬ ‫من َْها الب ُ ُ‬
‫طو َ‬ ‫مال ُِئو َ‬
‫ن ِ‬ ‫َزقوم فَ َ‬

‫دين"‪.‬‬
‫م التتتتتتتت ّ‬
‫م ي َتتتتتتتتوْ َ‬ ‫ب ال ِْهيتتتتتتتتم هتتتتتتتت َ‬
‫ذا ُنزلهُتتتتتتتت ْ‬ ‫ُ‬
‫شتتتتتتتتْر َ‬

‫جعَل َْناهَتتا فِت ْن َت ً‬ ‫َ‬


‫ة‬ ‫جَرة الّزقتتوم إ ِن ّتتا َ‬
‫شت َ‬ ‫خي ْتٌر نتُزل ً أ ْ‬
‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أذل ِ َ‬
‫ك َ‬

‫س‬
‫ؤو ُ‬ ‫حيتتم ط َل ْعُهَتتا ك َتتأن ّ ُ‬
‫ه ُر ُ‬ ‫صتتل ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫ج ِفي أ ْ‬
‫جَرةٌ َتخر ُ‬ ‫ن إ ِن َّها َ‬
‫ش َ‬ ‫مي َ‬ ‫ِلل ّ‬
‫ظال ِ ِ‬

‫ن ل َهُ ت ْ‬
‫م‬ ‫م إِ ّ‬ ‫من ْهَتتا ال ْب ُط ُتتو َ‬
‫ن ث ُت ّ‬ ‫متتال ُِئو َ‬
‫ن ِ‬ ‫من ْهَتتا فَ َ‬
‫ن ِ‬ ‫طين فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫م لكلتتو َ‬ ‫ال ّ‬
‫شَيا ِ‬

‫حيتتتم"‪.‬‬ ‫للتتتى ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫م ِ‬
‫جعَُهتتت ْ‬
‫مْر ِ‬
‫ن َ‬
‫م إِ ّ‬
‫ميتتتم ثتتت ّ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫وبا ً ِ‬
‫متتت ْ‬ ‫عَل َي َْهتتتا ل َ َ‬
‫شتتت ْ‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن بشر اليحصبي‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬عن رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫ه" قتتال‪:‬‬
‫جّرعُ ُ‬
‫ديدٍ ي َت َ َ‬
‫ص ِ‬
‫ماءٍ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سَقى ِ‬
‫وسلم‪ ،‬في قول الله تعالى‪" :‬وَي ُ ْ‬

‫"يقرب إليه فيتكرهه‪ ،‬فإذا أدنتتى منتته شتتوى وجهتته‪ ،‬ووقعتتت فتتروة‬

‫رأستته فيتته‪ ،‬فتتإذا شتتربه قطتتع أمعتتاءه‪ .‬حتتتى يختترج متتن دبتتره"‪.‬‬

‫م"‪.‬‬
‫مَعتتتاءَهُ ْ‬ ‫ميمتتتا ً فََق ّ‬
‫طتتتعَ أ ْ‬ ‫ح ِ‬
‫متتتاًء َ‬
‫ستتتُقوا َ‬
‫قتتتال اللتتته تعتتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫وي ال ْوُ ُ‬
‫جوهَ‬ ‫مْهل ي َ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ماءٍ َ‬
‫كال ُ‬ ‫ست َِغيُثوا ي َُغاثوا ب ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ويقول الله تعالى‪" :‬وَإ ِ ْ‬

‫‪651‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب"‪.‬‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرا ُ‬ ‫ب ِئ ْ َ‬
‫س ال ّ‬

‫رواه الترمدي‪ :‬عن سويد بن نضر‪ ،‬عتتن المبتتارك‪ ،‬بتته نحتتوه وقتتال‪:‬‬

‫حستتن غريتتب‪ ...‬وفتتي حتتديثأبي داود الطيالستتي‪ ،‬عتتن شتتعبة‪ ،‬عتتن‬

‫العمش عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫َ‬
‫ن إ ِل ّ وَأن ْت ُت ْ‬
‫م‬ ‫ح تقّ ت َُقتتات ِهِ وَل َ ت َ ُ‬
‫متتوت ّ‬ ‫وستتلم تل هتتذه اليتتة‪" .‬ات ُّقتتوا اللتته َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مو َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬

‫فقال‪" :‬لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحتتار التتدنيا‪ ،‬لفستتدت‬

‫علتتتى أهتتتل التتتدنيا معايشتتتهم‪ ،‬فكيتتتف بمتتتن يكتتتون طعتتتامه"‪.‬‬

‫رواه الترمذي‪ :‬عن محمود بتتن غيلن‪ ،‬عتتن أبتتي داود‪ ،‬قتتال‪ :‬حستتن‬

‫صحيح‪ ..‬ورواه النسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث شعبة به وقتتال أبتتو‬

‫يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حدثنا الحستتن بتتن موستتى الشتتيب‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫لهيعة‪ ،‬حدثنا دراج أبو السمح‪ ،‬أن أبا الهيثم حدثه‪ :‬عتتن أبتتي ستتعيد‪،‬‬

‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو أن دلوا ً من غستتاق‬

‫يهتتتتتتتتراق فتتتتتتتتي التتتتتتتتدنيا لنتتتتتتتتتن أهتتتتتتتتل التتتتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث دراج‪ ،‬وعن كعب الحبتتار أنتته قتتال‪" :‬إن‬

‫‪652‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله لينظر إلتتى عبتتده يتتوم القيامتتة وهتتو غضتتبان‪ ،‬فيقتتول‪ :‬ختتذوه‪،‬‬

‫فيأخذه مئة ألف ملك‪ ،‬أو يزيدون‪ ،‬فيجمعتتون بيتتن ناصتتيته وقتتدميه‪،‬‬

‫غضبا ً لغضب الله‪ ،‬فيسحبونه على وجهه إلى النار‪ ،‬فالنار أشد غضبا ً‬

‫منهم بسبعين ضعفًا‪ ،‬فيستغيث بشربة‪ ،‬فيسقى شربة يستتقط منهتتا‬

‫لحمتتته وعصتتتبه‪ ،‬ويكتتتدس فتتتي النتتتار‪ ،‬فويتتتل لتتته متتتن النتتتار"‪.‬‬

‫وعنه أيضا ً أنه قال‪" :‬هل تدرون ما غساق? قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إنه عيتتن‬

‫في جهنم‪ ،‬تسيل إليها حمة كل ذي حمة‪ ،‬من حية أو عقرب‪ ،‬أو غير‬

‫ذلك‪ ،‬يستنقع‪ ،‬يؤتى بالدمي فيغمس فيه غمسة واحدة‪ ،‬فيخرج وقد‬

‫سقط جلده عن العظام‪ ،‬ويعلق جلده ولحمه في كعبه‪ ،‬فيجر لحمتته‬

‫كما يجر الرجل ثوبه"‪.‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ها وب ََيان صحيح ذِلك ِ‬
‫سمائ ِ َ‬
‫ت َبأ ْ‬
‫و َردَ ْ‬
‫ذكر أحاديت َ‬

‫سقيمه‬
‫َ‬

‫الهاوية‪ :‬قال ابن جريج‪ :‬أستتفل درك فتتي النتتار‪ ،‬قتتال اللتته تعتتالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ة"‪ ،‬قيل‪ :‬فتتأم رأستته هاويتتة‪ :‬أي‬
‫ه هاوِي َ ٌ‬ ‫ه‪َ ،‬فأ ّ‬
‫م ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫م َ‬
‫ت َ‬
‫من خّف ْ‬
‫ما َ‬
‫"وَأ ّ‬

‫ستتتتتتتتتتتاقطة‪ ،‬متتتتتتتتتتتن الهتتتتتتتتتتتوى فتتتتتتتتتتتي النتتتتتتتتتتتار‪.‬‬


‫‪653‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كما ورد في الحديث‪" :‬إن الرجل ليتكلم بالكلمتتة متتن ستتخط اللتته‪،‬‬

‫يهتتوي بهتتا فتتي النتتار ستتبعين خريف تًا" وفتتي روايتتة‪" :‬أبعتتد متتا بيتتن‬

‫المشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترق والمغتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترب"‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬المراد بقوله‪ :‬فأمه هاوية‪ :‬أي التتدرك الستتفل متتن النتتار‪ ،‬أو‬

‫صفة النار من حيث هي وقتتد ورد الحتتديث بمتتا يقتتوي هتتذا المعنتتى‬

‫واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫قال أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه‪ :‬حدثنا عبتتد اللتته بتتن خالتتد‬

‫بن محمد بن رستم‪ ،‬حدثنا محمد بن طاهر بن أبتتي التتدميك‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إبراهيم بن زياد‪ ،‬حدثنا عباد بن عباد‪ ،‬حتتدثنا روح بتتن المستتيب‪ :‬أنتته‬

‫سمع ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا مات المؤمن يسألونه متتاذا فعتتل فلن?‬

‫ما فعلت فلنة? فإن كان مات ولم يأتهم‪ ،‬قالوا‪ :‬خولف به إلى أمتته‬

‫الهاوية‪ ،‬فبئست الم‪ ،‬وبئست المربية‪ ،‬حتى يقولوا‪ :‬متتا فعتتل فلن?‬

‫هل تزوج? ما فعلت فلنة? هل تزوجت? فيقولتتون‪ :‬دعتتوه يستتتريح‬

‫فقتتتتتتتتتتتتتتتتد ختتتتتتتتتتتتتتتترج متتتتتتتتتتتتتتتتن مركتتتتتتتتتتتتتتتتب"‪.‬‬

‫‪654‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن جريتتر‪ :‬حتتدثنا ابتتن عبتتد العلتتى‪ ،‬حتتدثنا ابتتن مستتور‪ ،‬عتتن‬

‫معمر‪ ،‬عن الشعث بن عبد الله العمتتى‪ ،‬قتتال‪" :‬إذا متتات المتتؤمن‬

‫ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين‪ ،‬فيقولون‪ :‬زوجوا أخاكم‪ ،‬فإنه كان‬

‫في غم الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬ويسألونه متا فعتل فلن? فيقتول‪ :‬متات‪ ،‬أو متا‬

‫جتتتتتاءكم? فيقولتتتتتون‪ :‬ذهتتتتتب بتتتتته إلتتتتتى أمتتتتته الهاويتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى الحافظ الضياء‪ :‬من طريق شتتريك القاضتتي‪ ،‬عتتن العمتتش‪،‬‬

‫عن عبد الله بن السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬قتتال‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬القتل في سبيل الله يكفتتر‬

‫الذنوب كلها أو قال‪ :‬يكفر كل ذنب إل المانة‪ ،‬يؤتى بصاحب المانة‬

‫فيقال له‪ :‬أد ّ أمانتك‪ ،‬فيقول‪ :‬أّنى يا رب‪ ،‬وقتتد ذهبتتت التتدنيا?‪ -‬ثلث‬

‫مرات‪ -‬فيقال‪ :‬اذهبوا به إلى الهاوية‪ ،‬فيذهب به إليهتتا‪ ،‬فيهتتوي فيهتتا‬

‫حتى ينتهي إلى قعرهتتا‪ ،‬فيجتتدها هنتتاك‪ ،‬كهيئتهتتا‪ ،‬فيحملهتتا‪ ،‬فيضتتعها‬

‫على عاتقه‪ ،‬ثم يصعد بها في نار جهنم‪ ،‬حتى إذا رأى أنه قتتد ختترج‪،‬‬

‫زلت وهوت‪ ،‬وهوى في أثرها أبد البدين‪ ،‬قال‪ :‬والمانة في الصلة‪،‬‬

‫والمانة في الصوم‪ ،‬والمانة فتتي الوضتتوء‪ ،‬والمانتتة فتتي الحتتديث‪،‬‬

‫‪655‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأشد من ذلك الودائع‪ :‬قال‪ -:‬يعني زاذان‪ -‬فلقيت التبراء فقلتت‪ :‬أل‬

‫تستتتتمع متتتتا يقتتتتول أختتتتو عبتتتتد اللتتتته? فقتتتتال‪" :‬صتتتتدق"‪.‬‬

‫وهذا الحديث ليس هو في المسند‪ ،‬ول في شيء من الكتب الستة‪.‬‬

‫جن في جهنم له ُبولس أعاذنا الله عّز وج ّ‬


‫ل منه‬ ‫س ْ‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬متتن حتتديث عمتترو بتتن‬


‫تقدم ذكره في حتتديث رواه ا ِ‬

‫شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫جب الحزن‬

‫قال علي بن حرب‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن محمد‪ ،‬حتتدثنا عمتار بتن‬

‫سيف‪ ،‬عن أبي معاذ‪ ،‬عن ابن سيرين‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬استعيذوا بالله من جب الحزن‪،‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬وما جب الحزن‪ .‬قال‪ :‬واد في جهنتتم‪ ،‬تستتتعيذ‬

‫جهنم منه كل يوم أربعمائة متترة‪ ،‬أعتتد للقتتراء المرائيتتن بأعمتتالهم‪،‬‬

‫وإن من أبغض القراء التتى اللتته التتذين يتتراءون المتتراء الجتتورة" ‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬من حديث عمتتار بتتن ستتيف‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫‪656‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫معاذ وهو الصواب اختصره الترمتتذي‪ ،‬وقتتال‪ :‬غريتتب‪ ،‬وعنتتده‪ -‬متتائة‬

‫مرة‪ .-‬و بسط ابن ماجه وعنده‪ :‬يراءون المراء الجورة"‪.‬‬

‫وساخ وال ْ‬
‫قذار والّنتن‬ ‫ها بمنزلة ال ْ‬
‫من ْ َ‬
‫ذكر نفر فيها هو ِ‬

‫ه‬ ‫ه بمَنه وك ََر ِ‬


‫م ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫في الدنيا أعاذََنا الل ّ ُ‬
‫ه سبحانه وتعالى ِ‬

‫ل يدخل الجنة مدمن خمر‪ ،‬ول قاطع رحم ول مصدق‬

‫بسحر‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا علتتي بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬حتتدثنا المعتمتتر بتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫سليمان‪ ،‬قال‪ :‬قرأت عن الفضل بن ميسرة‪ ،‬من حديث أبي جريتتر‪،‬‬

‫أن أبا بردة حدثه من حديث أبي موسى‪ ،‬أن النبي صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قتتال‪" :‬ثلثتتة ل يتتدخلون الجنتتة‪ :‬متتدمن خمتتر‪ ،‬وقتتاطع رحتتم‪،‬‬

‫ومصدق بالستتحر‪ ،‬ومتتن متتات متتدمن الخمتتر ستتقاه اللتته متتن نهتتر‬

‫الغوطتتة‪ ،‬قيتتل‪ :‬ومتتا نهتتر الغوطتتة‪ .‬قتتال‪ :‬نهتتر يجتتري متتن فتتروج‬

‫المومسات‪ ،‬يؤذي أهل النار ريح فروجهن"‪.‬‬

‫ذكر وادي لملم‬

‫‪657‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قتتال الحستتن بتتن ستتفيان‪ :‬حتتدثنا حبتتان بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫المبارك‪ ،‬حدثنا يحيى بن عبيد الله‪ ،‬سمعت أبي يقتتول‪ :‬ستتمعت أبتتا‬

‫هريرة يقول‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في جهنم‬

‫لواديا ً يقال له لملم‪ ،‬وإن أودية جهنم لتستعيذ بالله متتن حتتره" هتتذا‬

‫حديث غريب‪.‬‬

‫ذكر واد وبئر فيها يقال له هبهب‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا يزيد بن هتتارون‪،‬‬

‫حدثنا الزهر بن سفيان‪ ،‬حدثنا محمد بن واستتع‪ ،‬قتتال‪ :‬دخلتتت علتتى‬

‫بلل بن أبي بردة‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا بلل‪ ،‬إن أباك حدثني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن في جهنم وادي تا ً يقتتال لتته‬

‫هبهب‪ ،‬حق على الله أن يسكنه كل جبار‪ ،‬فإيتتاك يتتا فلن أن تكتتون‬

‫ممتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن يستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكنه"‪.‬‬

‫وقد رواه الطبراني‪ :‬من حديث سعيد بتتن ستتليمان‪ ،‬عتتن أزهتتر بتتن‬

‫سنان‪ ،‬عن محمد بن واسع‪ :‬أنه دخل علتتى بلل بتتن أبتتي بتتردة بتتن‬

‫أبي موسى‪ ،‬فقال له‪ :‬إن أباك حدثني‪ ،‬عن جدك‪ ،‬عتتن رستتول اللتته‬
‫‪658‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن في جهنم واديا ً فتتي التتوادي بئر‬

‫يقال لها هبهب‪ ،‬على الله أن يسكنه كل جبار"‪ .‬تفتترد بتته أزهتتر بتتن‬

‫سنان‪ ،‬وقد تكلم فيه بعض الحفاظ ولينه‪.‬‬

‫عود‬
‫ويل وص ُ‬
‫ذكر َ‬

‫معنى الويل‬

‫ن"‪.‬‬
‫ذبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬
‫مك َتتتتتتت ّ‬ ‫قتتتتتتتال اللتتتتتتته تعتتتتتتتالى‪" :‬وَي ْتتتتتتت ٌ‬
‫ل ي َتتتتتتتوْ َ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُعودًا"‪.‬‬
‫ه َ‬
‫وقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪" :‬ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتأْرهُِق ُ‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا حستتن بتتن لهيعتتة‪ ،‬عتتن دراج‪ ،‬عتتن أبتتي‬
‫وقال ا ِ‬

‫الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن رسول الّله صلى الله عليه وسلم قتتال‪:‬‬

‫"ويل‪ :‬واد في جهنم‪ ،‬يهوي فيه الكفار أربعين خريف تًا‪ ،‬قبتتل أن يبلتتغ‬

‫قعره‪ ،‬والصعود‪ :‬جبل من نار‪ ،‬يتصعد فيه سبعين خريف تًا‪ ،‬ثتتم يهتتوي‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتته كتتتتتتتتتتتتتتتتتذلك‪ ،‬فيتتتتتتتتتتتتتتتتته أبتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه الترمذي‪ ،‬عن عبد بن حميد‪ ،‬عتتن الحستتن بتتن موستتى‬

‫الشيب‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج ثم قال‪ :‬غريتتب ل نعرفتته إل متتن‬

‫‪659‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق ابن لهيعة‪ ،‬وقد رواه ابن جرير‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عتتن ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج به‪ .‬وبكل حال فهتتو حتتديث غريتتب‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل منكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫والظهر فتتي تفستتير ويتتل‪ ،‬أنتته ضتتد الستتلمة والنجتتاة‪ ،‬كمتتا تقتتول‬

‫العرب‪ :‬ويل له‪ :‬ويا ويله‪ ،‬وويله‪.‬‬

‫معنى صعود‬

‫وقد روى البزار‪ ،‬وابن جرير‪ ،‬وابن أبتتي حتتاتم‪ ،‬وابتتن مردويتته‪ :‬متتن‬

‫حديث شريك القاضتتي‪ ،‬عتتن عمتتار التتذهبي‪ ،‬عتتن عطيتتة‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قتال رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم فتي قتوله‪:‬‬

‫صعودًا‪" :‬هو جبل في النار‪ ،‬يكلف الكافر أن يصعده‪ ،‬فِإذا وضع يتتده‬

‫عليه ذابت‪ ،‬فِإذا رفعهتتا عتتادت‪ ،‬وِإذا وضتتع رجلتته عليتته ذابتتت‪ ،‬فتِإذا‬

‫رفعهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادت"‪.‬‬

‫وقال قتادة‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬صعود صخرة في جهنم يسحب عليهتتا‬

‫الكافر على وجهه‪ ،‬وقال السدي‪ :‬صعود‪ :‬صخرة ملساء فتتي جهنتتم‪،‬‬

‫يكلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتف الكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتافر أن يصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعدها‪.‬‬


‫‪660‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال مجاهد‪ :‬سأرهقه صعودًا‪ :‬أي مشقة من العذاب‪ ،‬وقال قتتتادة‪:‬‬

‫عذابا ً ل راحة فيه‪ ،‬واختاره ابن جرير‪.‬‬

‫ذكر حياتها وعقاربها‬

‫أعاذنا الله منها‬

‫ن‬
‫مت ْ‬ ‫م الّلت ُ‬
‫ه ِ‬ ‫متتا آتتاه ُ‬
‫ن بِ َ‬
‫ن ي َْبخلتتو َ‬ ‫ن اّلت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ستب َ ّ‬ ‫قال الله تعتتالى‪" :‬وَل َ ي َ ْ‬
‫ح َ‬

‫خل ُتتوا ب ِتهِ ي َتوْ َ‬


‫م‬ ‫متتا ب َ ِ‬ ‫ستي ُط َوُّقو َ‬
‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ل هُوَ َ‬
‫شتّر لهُت ْ‬ ‫خْيرا ً ل َهُ ْ‬
‫م بَ ْ‬ ‫َفضل ِهِ هُوَ َ‬

‫ال ِْقَيا َمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬


‫ة"‪.‬‬

‫وثبت في صحيح البخاري‪ :‬من طريق عبد الله بتتن دينتتار‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫"ما من صاحب كنز ل يؤدي زكاته‪ ،‬إل مثل له يتتوم القيامتتة شتتجاعا ً‬

‫أقرع‪ ،‬لتته زبيبتتتان‪ ،‬يأختتذ بلهزمتتتيه فيقتتول‪ :‬أنتتا مالتتك‪ ،‬أنتتا كنتتزك"‪.‬‬

‫وفتتي روايتتة‪" :‬يفتتر منتته‪ ،‬وهتتو يتبعتته‪ ،‬ويتقتتي منتته فيلقتتم يتتده‪ ،‬ثتتم‬

‫يطوقه"‪ .‬وقرأ هذه الية‪ ،‬وقد روي مثله عن ابتتن مستتعود مرفوع تًا‪.‬‬

‫وقال العمش‪ :‬عن عبد الله بن مروة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عبتتد اللتته‬

‫‪661‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ستِبيل الل ّت ِ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬
‫دوا عَت ْ‬ ‫ن ك ََفتُروا وَ َ‬
‫صت ّ‬ ‫بن دينار في قتتوله تعتتالى‪" :‬ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬

‫متتتتتا ك َتتتتتانوا يْفستتتتتدو َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذابا ً فَتتتتتوْقَ ال ْعَتتتتت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م عَتتتتت َ‬
‫زِد ْن َتتتتتاه ْ‬

‫قتتتتتتتال‪ :‬عقتتتتتتتارب لهتتتتتتتا أذنتتتتتتتاب‪ ،‬كالنحتتتتتتتل الطتتتتتتتوال‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عتتن‬

‫أصبغ بن الفرج‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن عمتترو بتتن الحتتارث‪ ،‬أن دراج تا ً‬

‫حدثه‪ :‬أنه سمع عبد الله بن الحارث بتتن جتتزء الزبيتتدي‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في النار لحيات‪ ،‬أمثتتال أعنتتاق البختتت‪،‬‬

‫يلستتتعن اللستتتعة أحتتتدهم‪ ،‬فيجتتتد حموهتتتا أربعيتتتن خريفتتتًا"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي التتدنيا‪ :‬حتتدثني محمتتد بتتن إدريتتس الحنظلتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهير‪ ،‬عن إسماعيل بن عيتتاش‪ ،‬عتتن‬

‫سعيد بن يوسف‪ ،‬وعن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن أبتتي ستتلم‪ ،‬حتتدثني‬

‫الحجاج بن عبد الله الثمالي‪ -‬وكان قد رأى النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم وحج معه حجة الوداع‪ -‬أن نصر بن نجيب‪ -‬وكان من أصتتحاب‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم وقدمائهم‪ -‬حدثه‪ :‬أن في جهنم ستتبعين‬

‫ألف وادٍ ‪ ،‬في كل واد سبعون ألف شعب‪ ،‬في كتتل شتتعب ستتبعون‬

‫‪662‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ألف بيت‪ ،‬في كل بيت سبعون ألف شق‪ ،‬في كل شق سبعون ألف‬

‫ثعبان‪ ،‬في شق كتتل ثعبتتان ستتبعون ألتتف عقتترب‪ ،‬ل ينتهتتي الكتتافر‬

‫والمنتتتتتتتتتتافق حتتتتتتتتتتتى يوافتتتتتتتتتتق ذلتتتتتتتتتتك كلتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وهذا موقتتوف‪ ،‬غريتتب جتتدًا‪ ،‬بتتل منكتتر نكتتارة شتتديدة‪ ،‬وستتعيد بتتن‬

‫يوسف الذي حتتدث عنتته بتته إستتماعيل ابتتن عيتتاش مجهتتول‪ ،‬واللتته‬

‫أعلم‪ ،‬وبتقدير إسماعيل بن عياش له‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬فهتتو‬

‫حجتتتتازي‪ ،‬وإستتتتماعيل متتتتن الشتتتتاميين‪ ،‬وهتتتتو غيتتتتر مقبتتتتول‪.‬‬

‫وقد ذكرهذا الثر في تاريخه الكتتبير بنحتتو متتن هتتذا الستتياق‪ ،‬واللتته‬

‫أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكر بعض المفسرين في غي وأثتتام‪ :‬أنهمتتا واديتتان متتن أوديتتة‬

‫جهنتتتتتتتتتتتتتتتم‪ ...‬أجارنتتتتتتتتتتتتتتتا اللتتتتتتتتتتتتتتته منهتتتتتتتتتتتتتتتا‪..‬‬

‫موْب َِقتتتًا"‪.‬‬ ‫جعَل َْنتتتا ب َي ْن َُهتتت ْ‬


‫م َ‬ ‫وقتتتال بعضتتتهم فتتتي قتتتوله تعتتتالى‪" :‬وَ َ‬

‫هتتتتتتتتتتتتتتتتو نهتتتتتتتتتتتتتتتتر متتتتتتتتتتتتتتتتن قيتتتتتتتتتتتتتتتتح ودم‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن عمرو‪ ،‬ومجاهد‪ :‬هو واد من أودية جهنم‪ ،‬وزاد عبد‬

‫الله بن عمرو‪ :‬يفرق يوم القيامة بين أهتتل الهتتدى‪ ،‬وأهتتل الضتتللة‪.‬‬

‫‪663‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروي البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن العبتتاس التتدوري‪ ،‬عتتن‬

‫ابن معيتتن‪ ،‬عتتن هشتتيم بتتن العتتوام بتتن حوشتتب‪ ،‬عتتن عبتتد الجبتتار‬

‫الخولني‪ ،‬قال‪" :‬قدم علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم دمشق‪ ،‬فرأى ما في الناس فقال‪ :‬ومتتا يغنتتي عنهتتم‪ .‬أليتتس‬

‫من ورائهم الغلق? قيل‪ :‬وما الغلق? قال‪ :‬جب فتتي جهنتتم‪ِ ،‬إذا فتتتح‬

‫هرب منه أهل النار"‪ .‬هكذا قال يحيى هرب منه أهل النار ولم يقتتل‬

‫فر منه‪.‬‬

‫خطبة واعظة‪ ،‬ترغب وترهب من كان له قلب‪ ،‬أو ألقى‬

‫السمع وهو شهيد‬

‫وروي البيهقي‪ ،‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن إبراهيتتم بتتن متترزوق‪،‬‬

‫بمصر‪ ،‬عن سعيد بن عتتامر‪ ،‬عتتن شتتعبة‪ .‬قتتال‪ :‬كتتتب إلتتى منصتتور‪،‬‬

‫وقرأته عليه‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن يزيد بن شجرة‪ ،‬قتتال‪ :‬كتتان يزيتتد بتتن‬

‫شتتجرة رجل ً متتن الزهتتاد‪ ،‬وكتتان معاويتتة يستتتعمله علتتى الجيتتوش‪،‬‬

‫فخطبنا يومًا‪ ،‬فحمد الله‪ ،‬وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيهتتا النتتاس‪ ،‬اذكتتروا‬

‫نعمة الله عليكم‪ ،‬لو ترون ما أرى‪ ،‬من بين أحمر وأصفر‪ ،‬ومن كتتل‬
‫‪664‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لون‪ -‬وفي الرحال ما فيهتتا‪ -‬إنتته إذا أقيمتتت الصتتلة‪ ،‬فتحتتت أبتتواب‬

‫السماء وأبواب الجنة‪ ،‬وزين الحتتور العيتتن‪ ،‬وِإذا أقبتتل أحتتدكم علتتى‬

‫القتال بوجهه‪ ،‬زينته الحور العين‪ ،‬وانطلقن يقلن‪ :‬اللهم ثبتتته‪ ،‬اللهتتم‬

‫انصره‪ ،‬فِإذا أدبر‪ ،‬احتجبن عنه‪ ،‬وقلن‪ :‬اللهم عليه فانهلوا متتن دمتتاء‬

‫القوم فداكم أبي وأمي‪ ،‬فِإن أول قطرة تقطتتر متتن دمتتائكم‪ ،‬يحتتط‬

‫الله بها عنكم خطاياكم‪ ،‬كما يحط ورق الشجر عن الغصن‪ ،‬وتبتدره‬

‫اثنتان من الحور العين‪ ،‬ويمسحان التراب عن وجهه‪ ،‬ويقولن‪ :‬نحن‬

‫لك فداء‪ ،‬ويقول هو‪ :‬أنا لكما فداء‪ ،‬فيكسي متتائة حلتتة‪ ،‬لتتو وضتتعت‬

‫بين إصبعي هاتين لوسعتاهن‪ ،‬ليست من نسج بني آدم‪ ،‬ولكنها متتن‬

‫ثياب الجنة‪ ،‬إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم‪ ،‬وسيماكم‪ ،‬ونجواكم‪،‬‬

‫وحللكم‪ ،‬وحرامكم‪ ،‬ومجالسكم‪ ،‬فِإذا كان يوم القيامة قيل‪ :‬يا فلن‬

‫هذا نورك‪ ،‬يا فلن هذا نورك‪ ،‬يا فلن ل نور لك‪ ،‬وإن لجهنم ستتاحل ً‬

‫كساحل البحر‪ ،‬فيه هوام وحيات‪ ،‬كالبخاتي التتبزل‪ ،‬ف تِإذا ستتأل أهتتل‬

‫النار التخفيف قيتتل‪ :‬اخرجتتوا إلتتى الستتاحل‪ ،‬فتأختتذهم تلتتك الهتتوام‬

‫بشفاههم‪ ،‬وجنوبهم‪ ،‬وبما شاء من ذلك‪ ،‬فيسلطها عليهم‪ ،‬فيرجعون‬

‫‪665‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيتأدون إلى معظم النار‪ ،‬ويسلط عليهم الجتترب‪ ،‬حتتتى إن أحتتدهم‬

‫ليحك جلده حتى يبتتدو العظتتم‪ ،‬فيقتتال‪ :‬يتتا فلن‪ :‬هتتل يؤذيتتك هتتذا?‬

‫فيقتتتول‪ :‬نعتتتم‪ ،‬فيقتتتال لتتته‪ :‬ذلتتتك بمتتتا كنتتتت تتتتؤذي المتتتؤمنين‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬بِإسناده عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬من سأل اللتته الجنتتة ثلث متترات‪ ،‬قتتالت الجنتتة‪:‬‬

‫اللهم أدخله الجنة‪ ،‬ومن استجار من النار ثلث تًا‪ ،‬قتتالت النتتار‪ :‬اللهتتم‬

‫أجره من النار"‪.‬‬

‫رحمة الله قريب ممن يستجير به مخلصا ً من حر النار‬

‫وزمهريرها‬

‫وروى البيهقي‪ :‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن أبي حجيتترة‪ ،‬والكتتثر عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أن أحدهما حدثه‪ :‬عن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم حار‪ ،‬ألقى الله سمعه وبصره إلى أهتل الستتماء‪،‬‬

‫وأهل الرض‪ ،‬فِإذا قال العبد‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ما أشد حر هذا اليتتوم?‬

‫اللهم أجرني من حر نار جهنم‪ .‬قال الله لجهنم‪ :‬إن عبدا ً من عبادي‬

‫قد استجار بي منك‪ ،‬وإني أشتتهدك أنتتي قتتد أجرتتته‪ ،‬وإذا كتتان يتتوم‬
‫‪666‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شديد التتبرد‪ ،‬ألقتتى اللتته ستتمعه وبصتتره إلتتى أهتتل الستتماء‪ ،‬وأهتتل‬

‫الرض‪ ،‬فإذا قال العبد‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ما أشد برد هذا اليوم? اللهتتم‬

‫أجرني من برد زمهرير جهنم‪ ،‬قال الله لجهنم‪ :‬إن عبدا ً متتن عبتتاد َ‬
‫ي‬

‫قد استجار بي من زمهريرك‪ ،‬وإني أشهدك أني قد أجرتتته"‪ .‬قتتالوا‪:‬‬

‫وما زمهرير جهنم? قال‪" :‬حيث يلقي الله الكافر‪ ،‬فيتميز متتن شتتدة‬

‫بردها بعضه من بعض"‪.‬‬

‫فصل‬

‫دركات جهنم‬

‫نستعيذ بالله من عذابها‬

‫قال القرطبي‪ :‬قال العلماء‪" :‬أعلى الدركات جهنتتم‪ ،‬وهتتي مختصتتة‬

‫بالعصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي التي تخلتتي متتن‬

‫أهلها فتصفق الرياح أبوابها‪ ،‬ثم لظى‪ ،‬ثم الحطمة‪ ،‬ثم الستتعير‪ ،‬ثتتم‬

‫ستتتتتتتتتتقر‪ ،‬ثتتتتتتتتتتم الجحيتتتتتتتتتتم‪ ،‬ثتتتتتتتتتتم الهاويتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقتتال الضتتحاك‪ :‬فتتي التتدرك العلتتى المحمتتديون‪ ،‬وفتتي الثتتاني‬

‫‪667‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النصارى‪ ،‬وفي الثالث اليهود‪ ،‬وفي الرابع الصابئون‪ ،‬وفي الخامس‪،‬‬

‫المجوس‪ ،‬وفي السادس مشركو العرب‪ ،‬وفتتي الستتابع المنتتافقون‬

‫قلت‪ :‬هذه المراتب وتخصيصها بهؤلء‪ ،‬مما يحتتتاج إثبتتاته إلتتى ستتند‬

‫ي‬
‫حت ٌ‬ ‫عن ال ْهَت َ‬
‫وى إن هتوَ إ ِل ّ وَ ْ‬ ‫ما ي َن ْط ِقُ َ‬
‫صحيح إلى المعصوم الذي‪" :‬وَ َ‬

‫ديد ُ اْلقتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫وى"‪.‬‬ ‫ه شتتتتتتتتتتتتتت ِ‬ ‫حى عًل ّ َ‬
‫متتتتتتتتتتتتتت ُ‬ ‫ُيتتتتتتتتتتتتتتو َ‬

‫ومعلوم أن هؤلء كلهم يدخلون النار‪ ،‬ولكن كونه على هتتذه الصتتفة‬

‫والتتتتتتتتتتتتتتترتيب اللتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتم بتتتتتتتتتتتتتتذلك‪...‬‬

‫فأمتتا المنتتافقون‪ :‬ففتتي التدرك الستفل متن النتار بنتص القتترآن ل‬

‫محالتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫قال القرطبي‪" :‬ومن هذه السماء ما هو علتتم للنتتار كلهتتا لجملتهتتا‪،‬‬

‫نحو جهنم‪ ،‬وسعير‪ ،‬ولظى‪ ،‬فهذه أعلم‪ ،‬وليستتت لبتتاب دون بتتاب"‪.‬‬

‫وصدق فيما قال‪ ،‬رضي الله عنه‪.‬‬

‫ذكر بعض أفاعي جهنم والعياذ بالله تعالى‬

‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبرني عمرو‪ ،‬بأن دراجا ً أبا السمح‬
‫حدثه‪ :‬أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يحدث عن‬

‫‪668‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن في النار لحيات‪ ،‬أمثال‬
‫أعناق البخت‪ ،‬يلسعن أحدهم اللسعة‪ ،‬فيجد حموها أربعين خريفًا"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أبو يزيد القراطيسي‪ ،‬حدثنا أسد بن موستتى‬

‫ن عباس‪ ،‬عتتن الربيتتع‪ ،‬عتتن التتبراء بتتن عتتازب‪ ،‬أن‬


‫حدثنا إسماعيل ب ِ‬

‫رسول اللته صتلى اللته عليته وستلم ستتئل عتتن قتتول اللته تعتالى‪:‬‬

‫ب"‪.‬‬ ‫ذابا ً فتتتتتتتتتتتتتوْقَ ال َْعتتتتتتتتتتتتت َ‬


‫ذا ِ‬ ‫عتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫م َ‬
‫"زِد َْنتتتتتتتتتتتتتاهُ ْ‬

‫فقتتتال‪ :‬عقتتتارب أمثتتتال النحتتتل الطتتتوال تنهشتتتهم فتتتي جهنتتتم‪.‬‬

‫وقتتد رواه الثتتوري‪ :‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن متترة‪ ،‬عتتن‬

‫مستتتتتتتتتتتتتتروق‪ ،‬عتتتتتتتتتتتتتتن ابتتتتتتتتتتتتتتن مستتتتتتتتتتتتتتعود‪.‬‬

‫وقتتال أبتتو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا شتتجاع بتتن أشتترس‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إسماعيل بن عباس‪ ،‬عن محمد بن عجلن‪ ،‬عن زيد بن أستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫عطاء بن يسار‪ ،‬عن كعب الحبار قال‪" :‬حيات جهنم أمثال الوديتتة‪،‬‬

‫وعقاربها كأمثال القلع‪ ،‬وإن لها أذنابا ً كأمثال الرمتتاح‪ ،‬يلقتتى أحتتدها‬

‫الكافر‪ ،‬فيلسعه‪ ،‬فيتناثر لحمه على قدميه"‪.‬‬

‫ذكر ب َ‬
‫كاء أهل النار فيها‬

‫منها‬ ‫ج ّ‬
‫ل ِ‬ ‫و َ‬ ‫أجارنا الّله َ‬
‫عّز َ‬
‫‪669‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو يعلى الموصلي‪ :‬حدثنا عبد اللتته بتتن عبتتد الصتتمد بتتن أبتتي‬

‫خراش‪ ،‬حدثنا محمد بن حمير‪ ،‬عن ابتتن المبتتارك‪ ،‬عتتن عمتتران بتتن‬

‫زيد‪ ،‬حدثنا يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬يتتا أيهتتا النتتاس‪ :‬ابكتتوا‪ ،‬ف تِإن لتتم‬

‫تبكوا فتباكوا‪ ،‬فِإن أهل النار يبكون في النار‪ ،‬حتتتى تستتيل دمتتوعهم‬

‫في وجوههم‪ ،‬كأنها جداول‪ ،‬وحتى تنقطتتع التتدموع‪ ،‬فتقتترح العيتتون‪،‬‬

‫فلتتتتتتتتتو أن ستتتتتتتتتفنا ً أرستتتتتتتتتلت فيهتتتتتتتتتا لجتتتتتتتتترت"‪.‬‬

‫ورواه ابن ماجه‪ :‬من حدبث العمش‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس‬

‫به نحوه‪ ،‬وقال أبو بكر بن أبتتي التتدنيا‪ ،‬حتتدثني محمتتد بتتن العبتتاس‪،‬‬

‫حدثنا حماد الحريري‪ ،‬عن زيد بن رفيع‪ ،‬رفعه‪ :‬قال‪" :‬أهتتل النتتار إذا‬

‫دخلتتتوا النتتتار‪ ،‬بكتتتوا التتتدموع زمانتتتًا‪ ،‬ثتتتم بكتتتوا القبتتتح زمانتتتًا"‪.‬‬

‫فيقول لهم الخزنتتة‪ :‬يتتا معشتتر الشتتقياء‪ :‬تركتتتم البكتتاء فتتي التتدار‬

‫المرحوم فيها أهلها في الدنيا‪ ،‬هل تجدون اليوم من تستغيثون بتته?‬

‫قال‪ :‬فيرفعون أصواتهم‪ .‬يا أهل الجنة‪ :‬يتتا معشتتر البتتاء والمهتتات‪،‬‬

‫والولد‪ :‬خرجنا من القبور عطاش تًا‪ ،‬وكنتتا طتتول الموقتتف عطاش تًا‪،‬‬

‫‪670‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ونحن اليوم عطاش‪ ،‬فأفيضوا علينا من الماء‪ ،‬أو مما رزقكتتم اللتته‪،‬‬

‫قتتال فيودعتتون أربعيتتن ستتنة‪ ،‬ل يجيبهتتم أحتتد‪ ،‬ثتتم يجتتابون‪ :‬إنكتتم‬

‫متتتتتتتاكثون‪ .‬قتتتتتتتال‪ :‬فييأستتتتتتتون متتتتتتتن كتتتتتتتل خيتتتتتتتر‪.‬‬

‫ن"‪.‬‬ ‫م ِفيَهتتتا َ‬
‫كتتتاِلحو َ‬ ‫هتتت ْ‬
‫م الّنتتتاُر وَ ُ‬
‫جتتتوهَهُ ُ‬ ‫قتتتوله تعتتتالى‪" :‬ت َل َْفتتت ُ‬
‫ح وُ ُ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬حتدثنا عبتد اللته‪ ،‬هتو ابتن‬
‫قال ا ِ‬

‫المبارك‪ ،‬أخبرنا سعيد بن يزيد أبو شجاع‪ ،‬عن أبي السمح‪ ،‬عن أبتتي‬

‫م‬
‫الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وستتلم قتترأ‪" :‬وَهُ ت ْ‬

‫ن"‪ .‬ثم قال‪" :‬تشويه النار‪ ،‬فتتقلتص شتفته العليتا وستط‬


‫حو َ‬ ‫ِفيَها َ‬
‫كال ِ ُ‬

‫رأستتتته‪ ،‬وتستتتتترخي شتتتتفته التتتتدنيا‪ ،‬حتتتتتى تبلتتتتغ ستتتترته"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد‪ ،‬عن المبتتارك بتته‪ ،‬وقتتال‪ :‬حستتن صتتحيح‬

‫غريب‪ ،‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا أحمد بن محمتتد بتتن يحيتى الفتتزار‪:‬‬

‫حدثنا الخضر بن علي بن يوستف القطتان‪ :‬حتدثنا عتم الحتارث بتن‬

‫الخضر القطان‪ ،‬حدثنا سعيد بن سعد المقري‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عتتن أبيتته‪،‬‬

‫عن أبي الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم فتتي‬

‫‪671‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م الّنتتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫جتتتتتتتتتتوهَهُ ُ‬ ‫قتتتتتتتتتتول اللتتتتتتتتتته‪" :‬ت َل َْفتتتتتتتتتت ُ‬
‫ح وُ ُ‬

‫قال‪" :‬تلفحهم لفحة‪ ،‬فتسيل لحومهم على أعقابهم"‪.‬‬

‫أحاديث شتى في صفة النار وأهلها‬

‫قال‪ :‬أبو القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو الشعثاء‪ ،‬عن أبي الحسن الواسطي‪ ،‬حدثنا خالد بن نافع‬
‫الشعري‪ ،‬عن سعيد بن أبي بردة‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ِ" :‬إذا اجتمع أهل النار في النار‪،‬‬
‫ومعهم من شاء الله من أهل القبلة‪ ،‬قال الكفار للمسلمين‪ :‬ألم‬
‫لسلم‪ ،‬وقد‬ ‫تكونوا مسلمين? قالوا‪ :‬بلى قالوا‪ :‬فما أغنى عنكم ا ِ‬
‫صرتم معنا في النار? قالوا‪ :‬كانت لنا ذنوب فأخذنا بها‪ ،‬فسمع الله‬
‫ما قالوا? فأمرِ بمن كان في النار من أهل القبلة‪ ،‬فأخرجوا‪ ،‬فلما‬
‫خُرج‬‫ن فن َ ْ‬‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫رأى ذلك من بقي من الكفار‪َ" :‬قاُلوا َيا ل َي ْت ََنا ك ُّنا ُ‬
‫جوا"‪.‬‬ ‫خَر ُ‬‫ما َ‬ ‫كَ َ‬
‫ن‬‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫عوذ ُ بالل ّهِ ِ‬ ‫ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أ َ ُ‬
‫ن ك ََفُروا ل َ ْ‬
‫و‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ي َوَد ّ ال ّ ِ‬‫مِبين رب َ َ‬ ‫ب وقرآن ُ‬ ‫ت ال ْك َِتا ِ‬ ‫جيم آلر ت ِل ْ َ‬
‫ك آَيا ُ‬ ‫الّر ِ‬
‫ن"‪.‬‬‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫كانوا ُ‬ ‫َ‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا موسى بن هارون‪ ،‬حدثنا إسحاق بن راهويه‪،‬‬

‫قال‪ :‬قلت لبي أمامة‪ :‬أحدثكم أبو روق عطية بن الحتتارث‪ ،‬حتتدثني‬

‫صالح بن أبي طريف‪ ،‬سألت أبا سعيد الخدري‪ ،‬قلت له هل سمعت‬

‫متتا ي َتوَد ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هتتذه اليتتة‪ُ" :‬رب َ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬
‫ستتتتتتتتتتل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن ك ََفتتتتتتتتتتُروا َلتتتتتتتتتتو َ‬
‫كتتتتتتتتتتاُنوا ُ‬ ‫اّلتتتتتتتتتت ِ‬
‫ذي َ‬

‫‪672‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬نعم‪ :‬سمعته يقول‪" :‬يخرج الله أناسا ً من النار‪ ،‬ما يأخذ نقمتتته‬

‫منهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫وقال‪" :‬لما أدخلهم الله النار مع المشركين‪ ،‬قال لهتتم المشتتركون‪:‬‬

‫تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا‪ ،‬فما بالكم معنا فتتي النتتار‪ .‬ف تِإذا‬

‫سمع الله ذلك منهم‪ ،‬أذن في الشفاعة لهم‪ ،‬فشفع الملئكة‪ ،‬وشفع‬

‫النتتبيون‪ ،‬وشتتفع المؤمنتتون‪ ،‬حتتتى يخرجتتوا بتتِإذن اللتته‪ ،‬فتتِإذا رأى‬

‫المشركون ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬ليتنا كنا مثلهتتم‪ ،‬لتتتدركنا الشتتفاعة‪ ،‬فنختترج‬

‫معهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫ن ك ََف تُروا ل َتوْ ك َتتاُنوا‬ ‫متتا ي َتوَد ّ ال ّت ِ‬


‫ذي َ‬ ‫قتتال فتتذلك قتتول اللتته تعتتالى‪ُ" :‬رب َ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬

‫فيستتمون فتتي الجنتتة الجهنمييتتن‪ ،‬متتن أجتتل ستتواد فتتي وجتتوههم‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬يا رب أذهب عنا هذا السم‪ ،‬فيأمرهم‪ ،‬فيغتسلون في نهر‬

‫الجنة‪ ،‬فيذهب ذلك السم عنهم"‪ .‬فأقر به أبو أسامة وقتتال‪ :‬نعتتم‪...‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن العباس‪ -‬هو الختتزم‪ ،‬حتتدثنا محمتتد‬

‫بن منصتتور الطوستتي‪ ،‬حتتدثنا صتالح بتتن إستتحاق‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن‬

‫‪673‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫معين‪ ،‬حدثنا معروف بن واصل‪ ،‬عن يعقوب بن أبي نباتة‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن الغر‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن ناسا ً من َأهل ل إله إل الله يدخلون النار بتتذنوبهم‪،‬‬

‫فيقول أهل اللت والعزى‪ :‬متتا أغنتتى عنكتتم قتتولكم ل إلتته إل اللتته‪،‬‬

‫وأنتم معنا في النار? فيغضب الله لهم فيخرجهم‪ ،‬فيلقيهم فتتي نهتتر‬

‫م كما يبرأ القمر متتن كستتوفه فيتتدخلون‬


‫حَرقِهِ ْ‬
‫الحياة‪ ،‬فيبرؤون من ُ‬

‫الجنتتتتتتتتتتتتة‪ ،‬ويستتتتتتتتتتتتمون فيهتتتتتتتتتتتتا الجهنمييتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫فقال رجل‪ :‬يا أنس‪ :‬أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ي متعمدا ً فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬فهتتل ستتمعت‬


‫يقول من كذب عل ّ‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا? فقتتال أنتتس‪ :‬ستتمعت‬

‫هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهبتتذ‪ .‬قتتال الطتتبراني‪:‬‬

‫لم يروه عن معروف بن واصل‪ ،‬إل صالح بن إسحاق‪.‬‬

‫جيب‬
‫ع ِ‬
‫سَياق َ‬ ‫َأثر َ‬
‫غريب و ِ‬

‫قال أبو بكر بن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا عبتتد الرحمتتن القرشتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫طلحة بن سنان‪ ،‬حدثنا عبد الملك بن أبي‪ ،‬عتتن الشتتعبي‪ ،‬عتتن أبتتي‬
‫‪674‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪" :‬يؤتى بجهنم يوم القيامتتة‪ ،‬تقتتاد بستتبعين ألتتف زمتتام‪،‬‬

‫آخذا ً بكل زمام سبعون ألف ملك‪ ،‬وهي تمايل عليهتتم‪ ،‬حتتتى يوقتتف‬

‫عن يمين العرش‪ ،‬ويلقي الله عليها الذل يومئذ فيتتوحي اللتته إليهتتا‪،‬‬

‫ما هذا الذل? فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أخاف أن تكون لك في نقمة‪ ،‬فيتتوحي‬

‫الله إليها‪ :‬إنما خلقتك نقمتتة‪ ،‬وليتتس لتتي فيتتك نقمتتة‪ ،‬فيتتوحي اللتته‬

‫إليها‪ ،‬فتزفر زفرة ل تبقى دمعة في عين إل جرت‪ ،‬قتتال‪ :‬ثتتم تزفتتر‬

‫أخرى‪ ،‬فل يبقى ملك مقرب‪ ،‬ول نبي مرستتل‪ ،‬إل صتتعق‪ ،‬إل نتتبيكم‪،‬‬

‫نبي الرحمة‪ ،‬يقول‪ :‬يا رب‪ ،‬أمتي أمتي"‪.‬‬

‫أثر آخر من أغرب الخبار‪:‬‬

‫وقال الحافظ أبو نعيم الصبهاني‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أحمد بن محمد‬
‫بن الحسين البغداري‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد‪ ،‬حدثنا‬
‫عبيد الله بن محمد بن عائشة‪ ،‬حدثنا مسلم الخواص‪ ،‬عن فرات بن‬
‫السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬قال‪ :‬سمعت كعب الحبار يقول‪" :‬إذا كان يوم‬
‫القيامة‪ ،‬جمع الله الولين والخرون في صعيد واحد‪ ،‬فنزلت‬
‫الملئكة‪ ،‬فصاروا صفوفًا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا جبريل ائتني بجهنم‪ ،‬فيأتي بها‬
‫جبريل‪ ،‬تقاد بسبعين ألف زمام‪ ،‬حتى إذا كانت من الخلئق على‬
‫قدر مائة عام‪ ،‬زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلئق‪ ،‬ثم زفرت‬
‫ثانيًا‪ ،‬فل يبقى ملك مقرب‪ ،‬ول نبي مرسل‪ ،‬إل جثا على ركبتيه‪ ،‬ثم‬
‫زفرت الثالثة‪ ،‬فبلغت القلوب الحناجر‪ ،‬وذهلت العقول‪ ،‬فيفزع كل‬
‫امرىء الى عمله‪ ،‬حتى إبراهيم الخليل‪ ،‬يقول‪ :‬بخلتي ل أسألك إل‬
‫‪675‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نفسي‪ ،‬وإن عيسى ليقول‪ :‬بما أكرمتني ل أسألك إل نفسي‪ .‬ل‬


‫أسألك لمريم التي ولدتني‪ ،‬أما محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫فيقول‪ :‬ل أسألك اليوم نفسي‪ ،‬إنما أسألك أمتي‪ .‬قال‪ :‬فيجيبه‬
‫الجليل‪ :‬أوليائي من أمتك ل خوف عليهم ول هم يحزنون‪ ،‬فوعزتي‬
‫وجللي لقرن عينك في أمتك‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم تقف الملئكة بين يدي الله عز وجل‪ ،‬ينظرون ما يتتؤمرون‬

‫به‪ ،‬فيقتتول لهتتم التترب تعتتالى وتقتتدس‪ :‬معاشتتر الزبانيتتة‪ :‬انطلقتتوا‬

‫بالمصرين من أهل الكبائر من أمة محمتتد صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫إلتتى النتتار‪ ،‬فقتتد اشتتتد غضتتبي بتهتتاونهم بتتأمري فتتي دار التتدنيا‪،‬‬

‫واستتتخفافهم بحقتتي‪ ،‬وانتهتتاكهم حرمتتتي‪ ،‬يستتتخفون متتن النتتاس‪،‬‬

‫ويبارزوني‪ ،‬مع كرامتي لهم‪ ،‬وتفضيلي إياهم على المم‪ ،‬لم يعرفتتوا‬

‫فضلي‪ ،‬وعظم نعمتي‪ ،‬فعندها تأخذ الزبانية بلحتتى الرجتتال‪ ،‬وذوائب‬

‫النساء‪ ،‬فينطلق بهم إلى النار‪ ،‬وما من عبد يساق إلى النار من غير‬

‫هذه المة إل مسودا ً وجهه‪ ،‬وقد وضعت النكال في قدمه‪ ،‬والغلل‬

‫في عنقه‪ ،‬إل ما كان من هذه المة‪ ،‬فتتإنهم يستتاقون بتتأوانهم‪ ،‬فتتإذا‬

‫وردوا على مالك قال لهم‪ :‬معاشر الشقياء أي أمة أنتتتم? فمتتا ورد‬

‫على أحسن وجوها ً منكتم‪ ،‬فيقولتون‪ :‬يتا مالتك‪ :‬نحتتن أمتتة القترآن‪،‬‬

‫فيقول لهم‪ :‬معاشر الشتتقياء‪ :‬أو ليتتس القتترآن أنتتزل علتتى محمتتد‬

‫‪676‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم? قال‪ :‬فيرفعتتون أصتتواتهم بتتالنحيب والبكتتاء‪،‬‬

‫وامحمداه‪ .‬يا محمد اشفع لمن أمر به إلتتى النتتار متتن أمتتتك‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫فينادي مالك‪ :‬يتتا مالتتك? متتن أمتترك بمعاتبتتة الشتتقياء ومحتتاكمتهم‬

‫والتوقف عن إدخالهم العتتذاب? يتتا مالتتك‪ :‬ل تستتود وجتتوههم‪ ،‬فقتتد‬

‫كانوا يسجدون لله رب العالمين‪ ،‬في دار الدنيا‪ ،‬يا مالتتك‪ :‬ل تثقلهتتم‬

‫بتتالغلل‪ ،‬فقتتد كتتانوا يغتستتلون متتن الجنابتتة‪ ،‬يتتا مالتتك‪ :‬ل تقيتتدهم‬

‫بالنكتتال‪ ،‬فقتتد طتتافوا حتتول بيتتتي الحتترام‪ ،‬يتتا مالتتك‪ :‬ل تلبستتهم‬

‫لحتترام‪ ،‬يتتا مالتتك‪ :‬قتتل للنتتار تأختتذهم‬


‫القطران‪ ،‬فقد خلعوا ثيابهم ل ِ‬

‫على قدر أعمالهم‪ ،‬فالنار أعتترف بهتتم‪ ،‬وبمقتتادير استتتحقاقهم‪ ،‬متتن‬

‫الوالدة بولدها‪ ،‬فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه‪ ،‬ومنهم من تأختتذه‬

‫إلى ركبتيه‪ ،‬ومنهم من تأخذه النار إلى سرته‪ ،‬ومنهم من تأخذه إلى‬

‫صدره‪ ،‬قتتال‪ :‬فتتإذا انتقتتم اللتته منهتتم علتتى قتتدر كبتتائرهم وعتتتوهم‬

‫وإصرارهم‪ ،‬فتح بينهم وبين المشركين بابًا‪ ،‬وهم في الدرك العلتتى‬

‫متتن النتتار‪ ،‬ل يتتذوقون فيهتتا بتتردا ً ول شتترابًا‪ ،‬يبكتتون‪ ،‬ويقولتتون‪ :‬يتتا‬

‫محمداه‪ :‬ارحم من أمتك الشتتقياء‪ ،‬واشتتفع لهتتم‪ ،‬فقتتد أكلتتت النتتار‬

‫‪677‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لحومهم‪ ،‬وعظامهم‪ ،‬ودماءهم‪ ،‬ثم ينادون‪ :‬يا رباه‪ :‬يا ستتيداه‪ :‬ارحتتم‬

‫من لم يشرك بك في دار الدنيا‪ ،‬وإن كان قد أساء‪ ،‬وأخطأ‪ ،‬وتعدى‪،‬‬

‫فعندها يقول المشركون‪ :‬ما أغنتتى عنكتتم إيمتتانكم بتتالله وبمحمتتد?‬

‫فيغضب الله لذلك فيقول‪ :‬يا جبريل‪ :‬انطلق‪ ،‬فأخرج متتن فتتي النتتار‬

‫من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيخرجهم ضبائر قد امتحشوا‪،‬‬

‫فيلقيهم على نهر على باب الجنة‪ ،‬يقتتال لتته نهتتر الحيتتاة‪ ،‬فيمكثتتون‬

‫حتتتى يعتتودوا أنضتتر متتا كتتانوا‪ ،‬ثتتم يتتأمر الملئكتتة بإدختتالهم عتقتتاء‬

‫الرحمن من أمة محمد صلى اللته عليته وستلم فيعرفتون متن بيتن‬

‫أهل الجنة بذلك‪ ،‬فيتضرعون إلى الله أن يمحو عنهتتم تلتتك الستتمة‪،‬‬

‫فيمحوها الله عنهم‪ ،‬فل يعرفون بها بعد ذلك من بيتتن أهتتل الجنتتة"‪.‬‬

‫لبعتتض هتتذا الثتتر شتتواهد متتن أحتتاديث أختتر‪ ،‬واللتته تعتتالى أعلتتم‪.‬‬

‫وسيأتي بعد ذكر أحاديث الشفاعة‪ ،‬آخر من يخرج من النار‪ ،‬ويدخل‬

‫الجنة‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ذكر ا َ‬
‫لحاديث الواردة في شفاعة رسول الله‬
‫‪678‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم يوم القيامة و بيان أنواعها‬

‫داِدها‬
‫ع َ‬
‫وت ْ‬

‫الشفاعة العظمى‬

‫فالنوع الول منها‪ :‬شفاعته الولى‪ ،‬وهي العظمى‪ ،‬الخاصة به‪ ،‬متتن‬

‫بين سائر إخوانه من المؤمنين‪ ،‬والمرسلين‪ ،‬صتتلوات اللتته وستتلمه‬

‫عليه وعليهم أجمعين وهي التي يرغب إليه فيها الخلق كلهتتم‪ ،‬حتتتى‬

‫الخليل إبراهيم‪ ،‬وموستتى الكليتتم‪ ،‬ويتوستتل النتتاس إلتتى آدم‪ .‬فمتتن‬

‫بعده من المرسلين‪ ،‬فكل يحيد عندها‪ ،‬ويقول‪ :‬لست بصاحبها‪ ،‬حتى‬

‫ينتهي المر إلى سيد ولد آدم في الدنيا والخرة‪ ،‬محمد رسول اللتته‬

‫صلى الله عليته وستلم دائمتًا‪ ،‬فيقتول‪" :‬أنتا لهتا‪ ،‬أنتا لهتا" فيتذهب‪،‬‬

‫فيشتتفع عنتتد اللتته‪ -‬عتتز وجتتل‪ -‬فتتي أن يتتأتي للفصتتل بيتتن عبتتاده‪،‬‬

‫ويريحهم من مقامهم ذلك‪ ،‬ويميز بيتتن متتؤمنهم وكتتافرهم بمجتتازاة‬

‫المؤمنين بالجنتتة‪ ،‬والكتتافرين بالنتتار‪ ،‬وقتتد ذكرنتتا ذلتتك عنتتد تفستتير‬


‫َ‬ ‫ة لّ َ‬
‫جد ْ ب ِهِ َنافِل َ ً‬
‫ك رب ّ َ‬
‫ك‬ ‫ن ي َب ْعَث َ َ‬
‫سى أ ْ‬
‫ك عَ َ‬ ‫ن الل ّْيل فَت َهَ ّ‬
‫م َ‬
‫سورة سبحان‪" :‬وَ ِ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬ ‫مَقامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً ّ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪679‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد قدمنا الحاديث الدالة على هذا المقتتام‪ ،‬بمتتا فيتته كفايتتة‪ ،‬وللتته‬

‫الحمد والمنة‪.‬‬

‫ما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون جميع‬

‫النبياء والمرسلين عليهم صلوات الله أجمعين‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من طريق هشام‪ ،‬عن سيار‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عن‬
‫جابر بن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"أعطيت خمسا ً لم يعطهن أحد من النبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب‬
‫مسيرة شهر‪ ،‬وجعلت لي الرض مسجدا ً وطهورًا‪ ،‬وأحلت لي‬
‫الغنائم‪ ،‬ولم تحل لحد قبلي‪ ،‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬وكان النبي يبعث‬
‫إلى قومه‪ ،‬وبعثت إلى الناس عامة"‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود الطيالسي‪ :‬عن شعبة‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن واصل‪،‬‬
‫عن مجاهد‪ ،‬عن أبي ذر‪.‬‬
‫فقوله‪ :‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬يعني بذلك الشفاعة العظمى‪ ،‬وهي‬
‫الولى‪ ،‬التي يشفع فيها عند الله عز وجل‪ ،‬ليأتي لفصل القضاء‪،‬‬
‫وهي التي يرغب إليه فيها الخلق كلهم‪ ،‬حتى الخليل إبراهيم‪،‬‬
‫وموسى الكليم‪ ،‬وسائر النبيين‪ ،‬والمرسلين‪ ،‬والمؤمنين‪ ،‬ويعترف‬
‫بها الولون‪ ،‬والخرون‪ ،‬فهذه هي الشفاعة التي اختص بها دون‬
‫غيره‪ ،‬فأما الشفاعة في العصاة‪ ،‬فكما ثبتت لغيره من النبياء‪،‬‬
‫وكذلك ثبتت للملئكة وسائر النبيين كما سيأتي بيانه‪ ،‬فيما نورده‬
‫من الحاديث الصحيحة‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وقال الوزاعي‪ :‬عن أبي عمار‪ ،‬عن عبد الله بن فروخ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنا أول من‬
‫تنشق عنه الرض‪ ،‬وأول شافع‪ ،‬وأول مشفع"‪.‬‬
‫وكذلك رواه البيهقي‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عن محمد بن عبد الله‬
‫بن أبي يعقوب‪ ،‬عن بشر بن سعاف‪ ،‬عن عبد الله بن سلم‪ ،‬قال‬
‫‪680‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم‪ ،‬ول فخر‪،‬‬
‫وأنا أول من تنشق عنه الرض‪ ،‬وأنا أول شافع ومشفع‪ ،‬وبيدي لواء‬
‫الحمد‪ ،‬حتى آدم‪ ،‬فمن دونه"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬عن أبي‬
‫بن كعب‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن ربي‬
‫أرسل إلي‪ :‬أن أقرأ القرآن على حرف‪ ،‬فرددت عليه‪ :‬يا رب‪ :‬هون‬
‫ي الثانية‪ :‬أن أقرأه على حرف‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا‬ ‫على أمتي‪ ،‬فرد عل ّ‬
‫ي الثالثة‪ :‬أن اقرأه على سبعة‬ ‫رب‪ :‬هون على أمتي‪ ،‬فّرد عل ّ‬
‫أحرف‪ ،‬ولك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها‪ ،‬فقلت‪ :‬اللهم اغفر‬
‫ي فيه الخلق حتى‬ ‫ب إل ّ‬
‫لمتي‪ ،‬وأخرجت الثانية إلى يوم يرغ َ‬
‫إبراهيم"‪.‬‬
‫النوع الثاني والثالث من الشفاعة‪ ،‬شفاعته صلى الله عليه وسلم‬
‫في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم ليدخلوا الجنة‪ ،‬وفي أقوام‬
‫آخرين قد أمر بهم إلى النار‪ ،‬أن ل يدخلوا‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتابه الهوال‪ :‬حدثنا سعيد‬
‫بن محمد الجرمي‪ ،‬حدثنا أبو عبيدة الحداد‪ ،‬حدثنا محمد بن ثابت‬
‫البناني‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن عبد الله بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬ينصب للنبياء يوم القيامة منابر من ذهب‪ ،‬فيجلسون‬
‫عليها‪ ،‬قال‪ :‬ويبقى منبري‪ ،‬ل أجلس عليه‪ ،‬قائما ً بين يدي الله عز‬
‫وجل‪ ،‬منتصبا ً بأمتي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة‪ ،‬ويبقى أمتي‬
‫بعدي‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمتي‪ ،‬فيقول الله‪ :‬يا محمد‪ :‬وما تريد أن‬
‫أصنع بأمتك? فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬عجل حسابهم‪ ،‬فيدعو بهم فيحاسبون‪،‬‬
‫فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله تعالى‪ ،‬ومنهم من يدخل الجنة‬
‫بشفاعتي‪ ،‬وما أزل أشفع‪ ،‬حتى أعطى صكاكا ً برجال قد بعث بهم‬
‫إلى النار‪ ،‬حتى إن مالكا ً خازن جهنم ليقول‪ :‬يا محمد‪ :‬ما تركت‬
‫لغضب ربك على أمتك من نقمة"‪.‬‬
‫وحدثنا إسماعيل بن عبيد بن عمير بن أبي كريبة‪ ،‬حدثني محمد بن‬
‫سلمة‪ ،‬عن أبي عبد الرحيم‪ ،‬حدثني زيد بن أبي أنيسة‪ ،‬عن المنهال‬
‫بن عمرو‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬

‫‪681‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يحشر الناس عراة‪ ،‬فيجتمعون‬


‫شاخصة أبصارهم إلى السماء‪ ،‬يبصرون فصل القضاء‪ ،‬قياما ً أربعين‬
‫سنة‪ ،‬فينزل الله عز وجل من العرش إلى الكرسي فيكون أول من‬
‫يدعى إبراهيم الخليل‪ ،‬عليه الصلة والسلم‪ ،‬فيكسى قبطيتين من‬
‫الجنة‪ ،‬ثم يقول الله عز وجل‪ :‬ادعوا إلى النبي المي محمدًا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأقوم‪ ،‬فأكسى حلة من ثياب الجنة‪ .‬قال‪ :‬ويفجر لي الحوض‪،‬‬
‫وعرضه كما بين أيلة إلى الكعبة‪ .‬قال‪ :‬فأشرب‪ ،‬وأغتسل‪ ،‬وقد‬
‫تقطعت أعناق الخلئق من العطش‪ ،‬ثم أقوم عن يمين الكرسي‪،‬‬
‫ليس أحد قائم ذلك المقام غيري‪ ،‬ثم يقال‪ :‬سل تعطه‪ ،‬واشفع‬
‫تشفع‪ ،‬فقال رجل‪ :‬أترجو لوالديك شيئا ً يا رسول الله? قال‪ :‬إني‬
‫لشافع لهما‪ ،‬أعطيت أو منعت‪ ،‬وما أرجو لهما شيئًا"‪.‬‬
‫ثم قال المنهال‪ ،‬حدثني عبتتد اللته بتتن الحتتارث أيضتا ً أن نتتبي اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أمر بقوم من أمتي قتتد أمتتر بهتتم إلتتى‬

‫النار فيقولون‪ :‬يا محمد‪ :‬ننشدك الشفاعة‪ ،‬قال‪ :‬فتتآمر الملئكتتة أن‬

‫يقفوا بهم‪ ،‬قال‪ :‬فأنطلق واستأذن على الرب عز وجل‪ ،‬فيؤذن لتتي‪،‬‬

‫فأسجد‪ ،‬وأقول‪ :‬رب‪ :‬قوم من أمتي قد أمرت بهم الى النتتار‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فيقول‪ :‬انطلق فأخرج من شاء الله أن تخرج‪ ،‬ثم ينادي البتتاقون يتتا‬

‫محمد‪ :‬ننشدك الشفاعة‪ ،‬فأرجع إلى الرب‪ ،‬فأستتتأذن‪ ،‬فيتتؤذن لتتي‪،‬‬

‫فأسجد‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفتتع رأستتك‪ ،‬ستتل تعتتط‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪ .‬فتتأقول‬

‫فأثني على الله بثناء لم يثن عليه أحد‪ ،‬ثم أقول‪ :‬قوم من أمتي قتتد‬

‫أمر بهم إلى النار‪ ،‬فيقول‪ :‬انطلق فأخرج منهتتم متتن قتتال ل إلتته إل‬

‫‪682‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله‪ ،‬فأقول‪ :‬ومن كان في قلبه مثقال حبة من إيمان‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪:‬‬

‫يا محمد ليست تلك لك‪ ،‬تلك لي‪ ،‬قتتال‪ :‬فتتأنطلق فتتأخرج متتن شتتاء‬

‫الله أن أخرج قال‪ :‬ويبقى قوم فيدخلون النار‪ ،‬فيعيرهم أهتتل النتتار‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬أنتم كنتم تعبدون الله ول تشركون به‪ ،‬وقد أدخلكتتم إلتتى‬

‫النار قال‪ :‬فيحزنون لذلك‪ ،‬قال‪ :‬فيبعتتث اللتته ملكتا ً بكتتف متتن متتاء‪،‬‬

‫فينضح بها في النار‪ ،‬فل يبقى أحد من أهل ل إله إل الله‪ ،‬إل وقعتتت‬

‫فتتي وجهتته قطتترة قتتال‪ :‬فيعرفتتون بهتتا‪ ،‬ويغبطهتتم أهتتل النتتار‪ ،‬ثتتم‬

‫يخرجون‪ ،‬فيدخلون الجنة‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬انطلقتتوا‪ ،‬فيضتتيفون النتتاس‪،‬‬

‫فلو أن جميعهم نزلوا برجل واحد‪ ،‬كان لهم عنتتده ستتعة‪ ،‬ويستتمون‬

‫المجرديتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫وهذا السياق يقتضي تعدد الشفاعة‪ ،‬فيمن أمر بهم إلتتى النتتار ثلث‬

‫مرات أن ل يدخلوها‪ ،‬ويكون معنى قوله‪ :‬فأخرج‪ :‬أنقذ‪ :‬بدليل قتتوله‬

‫بعد ذلك‪ :‬ويبقى قوم فيدخلون النار‪ ،‬والله تعالى أعلم‪ :‬النوع الرابع‬

‫من الشفاعة‪ ،‬شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفتتع درجتتات متتن‬

‫يدخل الجنة فيها‪ ،‬فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم‪ ،‬وقتتد وافقتتت‬

‫‪683‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المعتزلة على هذه الشفاعة خاصتتة‪ ،‬وقتتد ختتالفوا فيمتتا عتتداها متتن‬

‫المقامات مع تواتر الحاديث فيهتتا‪ ،‬علتتى متتا ستتتراه قريبتا ً إن شتتاء‬

‫تعتتتتتتتتتتتتالى‪ ،‬وبتتتتتتتتتتتته الثقتتتتتتتتتتتتة‪ ،‬وعليتتتتتتتتتتتته التكلن‪.‬‬

‫فأما دليل هذا النوع‪ ،‬فهو متتا ثبتتت فتتي الصتتحيحين‪ ،‬وغيرهمتتا‪ :‬متتن‬

‫رواية أبي موسى الشعري‪ ،‬لما أصيب عمه أبتتو عتتامر‪ ،‬فتتي غتتزوة‬

‫الوطاس وأخبر أبو موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفتتع‬

‫يديه وقال‪" :‬اللهم اغفر لعبيد‪ ،‬أبي عامر‪ ،‬واجعله يوم القيامتتة فتتوق‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتثير متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن خلقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وهكذا حديث أم سلمة‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم دعتتا‬

‫لبي سلمة بعدما تتوفي‪ ،‬فقتال‪" :‬اللهتم اغفتر لبتي ستلمة‪ ،‬وارفتع‬

‫درجته في المهديين‪ ،‬واخلفه في عقبه في الغابرين‪ ،‬واغفر لنا وله‪،‬‬

‫ور له فيه"‪ .‬وهو في صحيح‬


‫يا رب العالمين‪ ،‬وافسح له في قبره‪ ،‬ون ّ‬

‫مسلم‪.‬‬

‫من الشفاعة ما يدخل من شفع له الجنة بغير حساب‬

‫ومنها ما يخفف عن المذنب من العذاب‬

‫‪684‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد ذكر القاضي عياض‪ ،‬وغيره نوعا ً آخر من الشفاعة‪ ،‬وهو‬


‫الخامس‪ ،‬في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬ولم أر لهذا شاهدا ً‬
‫فيما علمت‪ ،‬ولم يذكر القاضي فيما رأيت مستند ذلك‪ ،‬ثم تذكرت‬
‫حديث عكاشة بن محصن حين دعا له رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أن يجعله من السبعين ألفا ً الذين يدخلون الجنة بغير‬
‫حساب‪.‬‬
‫والحديث مخرج في الصحيحين‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وهو يناسب هذا المقام‪.‬‬
‫وذكر أبو عبد الله القرطبي في التذكرة‪ :‬نوعا ً آخر سادسا ً من‬
‫الشفاعة‪ ،‬وهو شفاعته في عمه أبي طالب‪ ،‬أن يخفف عذابه‪...‬‬
‫واستشهد بحديث أبي سعيد في صحيح مسلم‪ :‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ذكر عنده أبو طالب فقال‪" :‬لعله تنفعه‬
‫شفاعتي يوم القيامة‪ ،‬فيجعل في ضحضاح من نار‪ ،‬يبلغ كعبيه‪،‬‬
‫يغلي منه دماغه"‪.‬‬
‫ة‬ ‫م َ‬
‫شَفاعَ ُ‬ ‫ثم قال‪ :‬فإن قيل‪ :‬فقد قال الله تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫ما ت َن َْفعُهً ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫شافِِعي َ‬
‫قيل له‪ :‬ل تنفعه في الخروج من النار‪ ،‬كما تنفع عصاة الموحدين‪،‬‬
‫الذين يخرجون منها‪ ،‬ويدخلون الجنة‪.‬‬
‫النوع السابع من الشفاعة‪ :‬شفاعته صلى الله عليه وستتلم لجميتتع‬

‫المؤمنين قاطبة في أن يؤذن لهم في دخول الجنتتة‪ :‬كمتتا ثبتتت فتتي‬

‫صحيح مسلم‪ :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول اللته صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬أنا أول شافع في الجنة"‪ .‬وقال في حديث الصور بعتتد‬

‫ذكر مرور الناس على الصراط‪" :‬فإذا أفضى أهل الجنة إلى أبتتواب‬

‫الجنة‪ ،‬قالوا‪ :‬من يشفع لنا إلى ربنا‪ ،‬فنتتدخل الجنتتة‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬متتن‬

‫أحق بذلك من أبيكم آدم? إنه خلقه الله بيده‪ .‬ونفخ فيه من روحتته‪،‬‬

‫‪685‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيطلب ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما أنا‬
‫وكلمه قب ً‬

‫بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكم بنوح‪ ،‬فإنه أول رسل الله‪ ،‬فيطلب ذلتتك‬

‫إليه‪ ،‬فيتتذكر ذنبتًا‪ ،‬ويقتتول‪ :‬متتا أنتتا بصتتاحب ذلتتك‪ ،‬عليكتتم بموستتى‪،‬‬

‫فيطلب ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقول‪ :‬متتا أنتتا بصتتاحب ذلتتك‪ ،‬ولكتتن‬

‫ي‪،‬‬
‫عليكم بمحمد‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬فيأتون ِإل ت ّ‬

‫ولي عند ربتتي عتتز وجتتل ثلث شتتفاعات وعتتدنيهن‪ ،‬فتتأنطلق فتتآتي‬

‫الجنة‪ ،‬فأخذ بحلقة الباب‪ ،‬ثم ِ أستفتح‪ ،‬فيفتح لتتي‪ ،‬فتتأحيي‪ ،‬ويرحتتب‬

‫بي‪ ،‬فإذا دخلت فنظرت إلى ربي عز وجل خررت له ساجدًا‪ ،‬فيأذن‬

‫الله من حمده وتمجيده بشيء ما أذن به لحد من خلقه‪ ،‬ثتتم يقتتول‬

‫الله لي‪ :‬ارفع يا محمد رأستتك‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪ ،‬وستتل تعطتته‪ ،‬فتتإذا‬

‫رفعت رأسي‪ ،‬قال اللته‪ -:‬وهتتو أعلتتم‪ -‬متتا شتتأنك? فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪:‬‬

‫وعدتني الشفاعة‪ ،‬فشفعني في أهل الجنة‪ ،‬يدخلون الجنتتة‪ ،‬فيقتتول‬

‫الله عز وجل‪ :‬قتتد شتتفعتك‪ ،‬وأذنتتت لهتتم فتتي دختتول الجنتتة‪ ،‬فكتتان‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬والذي بعثنتتي بتتالحق‪ ،‬متتا‬

‫أنتتتم فتتي التتدنيا بتتأعرف بتتأزواجكم ومستتاكنكم‪ ،‬متتن أهتتل الجنتتة‬

‫‪686‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأزواجهم ومستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا كنهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشتتىء اللتته‬

‫عز وجل‪ ،‬واثنتين من بنات آدم‪ ،‬لهمتتا فضتتل علتتى متتن يشتتاء اللتته‪،‬‬

‫بعبادتهما الله في الدنيا ثم ذكر بعد هذا الشفاعة فتتي أهتتل الكبتتائر‬

‫وهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوع الثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامن‪.‬‬

‫النوع الثامن من الشفاعة‪ ،‬شفاعته في أهل الكبائر من أمة محمتتد‬

‫ممن دخل النار‪ ،‬فيخرجون منها وقد تواترت بهذا النوع الحاديث‪.‬‬

‫خفي علم الشفاعة على الخوارج والمعتزلة فأنكروها‪،‬‬

‫وعاند بعضهم فرفضوا القول بها‬

‫وقد خفي علم ذلك على الختتوارج والمعتزلتتة‪ ،‬فختتالفوا فتتي ذلتتك‪،‬‬

‫جهل ً منهم بصحة الحاديث‪ ،‬وعنادا ً ممتتن علتتم ذلتك‪ ،‬واستتتمر علتى‬

‫بدعته‪ ،‬وهذه الشفاعة يشاركه فيها الملئكة‪ ،‬والنتتبيون‪ ،‬والمؤمنتتون‬

‫أيضًا‪ ،‬وهذه الشفاعة تتكرر منه صلوات الله وسلمه عليه‪.‬‬

‫‪687‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ردة‬ ‫ظها ومن الحاديث ال ْ َ‬


‫وا ِ‬ ‫حاديث وأل ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ب ََيان ُ‬
‫طرق ال َ‬

‫هاِليهم‬
‫مؤمنين ل َ‬
‫عة ال ُ‬ ‫ش َ‬
‫فا َ‬ ‫في َ‬

‫رواية أبي بن كعب‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبد الله بن وضاح‪ ،‬حدثنا يحيى بن يمان‪،‬‬

‫عن شريك‪ ،‬عن عبد الله بن محمد بن عقيل‪ ،‬عن الطفيل بتتن أبتتي‬

‫بن كعب‪ ،‬عن أبي بن كعب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم‪" :‬أنتتا خطيتتب النبيتتاء يتتوم القيامتتة‪ ،‬وإمتتامهم‪ ،‬وصتتاحب‬

‫شفاعتهم"‪.‬‬

‫رواية أنس بن مالك رضي الله عنه‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬عتتن منصتتور بتتن أبتتي‬

‫السود‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن الربيع‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول‬

‫الله صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬أنتا أولهتم خروجتًا‪ ،‬وأنتا قتائدهم إذا‬

‫وفتتدوا‪ ،‬وأنتتا خطيبهتتم إذا أنصتتتوا‪ ،‬وأنتتا شتتفيعهم إذا حبستتوا‪ ،‬وأنتتا‬

‫مبشرهم إذا يئسوا‪ ،‬والكرامة والمفاتيح يومئذ بيتتدي‪ ،‬ولتتواء الحمتتد‬

‫‪688‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يومئذ بيدي‪ ،‬وأنا أكرم ولد آدم على الله عز وجل‪ ،‬يطوف على ألف‬

‫ختتتتادم‪ ،‬كتتتتأنهم بيتتتتض مكنتتتتون‪ ،‬أو كتتتتأنهم لؤلتتتتؤ منثتتتتور"‪.‬‬

‫ثم رواه عن خلف‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن جبير بن علي العتري‪ ،‬عتن ليتث‬

‫حر‪ ،‬عن الربيع بن أنس‪ ،‬عن أنس‬


‫بن أبي سليم‪ ،‬عن عبيد الله بن َز ْ‬

‫فذكره مرفوعا ً كما تقدم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا بسطام بن حرب‪،‬‬

‫عن أشعث الحذاء‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫اللتتته عليتتته وستتتلم‪" :‬شتتتفاعتي لهتتتل الكبتتتائر متتتن أمتتتتي" ‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو داود‪ :‬عن سليمان‪ ،‬عن بسطام‪ ،‬عن أشعث بن عبد‬

‫الله‪ ،‬عن جابر الحماني‪ ،‬عن أنس‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو داود‪ ،‬حدثنا الخزرج بن عثمان‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬شفاعتي لهل الكبائر من أمتي"‪.‬‬

‫‪689‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم قال‪ :‬لم يروه عن ثابت إل الخزرج بن عثمان‪.‬‬


‫وهكذا روى أبو يعلي من طريق يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬شفاعتي لهل الكبائر‬
‫من أمتي"‪.‬‬
‫طريق أخرى‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عارم‪ ،‬عن معتمر‪ ،‬سمعت أبي يحدث‪ ،‬عن‬
‫قال ا ِ‬

‫أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬كتتل نتتبي ستتأل‬

‫ستتؤال ً أو قتتال‪ :‬لكتتل نتتبي دعتتوة قتتد دعاهتتا‪ ،‬فاستتتجيب لتته‪ ،‬وقتتد‬

‫استجاب الله تعالى دعتوتي‪ ،‬شتفاعة لمتتي يتوم القيامتة"‪ .‬أو كمتا‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪.‬‬

‫ورواه البخاري تعليقا ً فقال‪ :‬وقال معتمر‪ :‬عن أبيه‪ ،‬وأسنده مستتلم‪،‬‬

‫فرواه عن محمد بن عبد العلى‪ ،‬عن معتمر‪ ،‬عن أبيه ستتليمان بتتن‬

‫طرخان التيمي‪ ،‬عن أنس به نحوه‪:‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا فضيل بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا أبو بكر بتتن‬

‫عياش‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس ابن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫‪690‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اللتتته عليتتته وستتتلم‪" :‬شتتتفاعتي لهتتتل الكبتتتائر متتتن أمتتتتي"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد العجلي‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن‬

‫عياش‪ ،‬حدثنا حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن كان يوم القيامة أوتيت الشفاعة‪ ،‬فأشفع لمن كان‬

‫في قلبه مثقال ذرة متن إيمتان‪ ،‬حتتى ل يبقتتى أحتتد فتي قلبتته متن‬

‫لبهام والمسبحة‪.‬‬
‫ليمان مثل هذا" وحّرك ا ِ‬
‫ا ِ‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬وعفان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا همام‪ ،‬حتتدثنا قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لكتتل نتتبي دعتتوة‬

‫قد دعاها‪ ،‬واستجيب له‪ ،‬وإني قد خبأت دعوتي‪ ،‬شفاعة لمتي يتتوم‬

‫القيامة"‪ .‬على شتترطيهما‪ ،‬ولتتم يخرجتتوه متتن حتتديث همتتام‪ ،‬وإنمتتا‬

‫أخرجه الشتتيخان متتن حتتديث أبتتي عوانتتة الوضتتاح بتتن عبتتد الملتتك‬

‫اليشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكري‪ ،‬عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادة‪.‬‬

‫ثم رواه مسلم‪ :‬من حديث سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنتتس‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجتمع المؤمنون يتتوم القيامتتة‪،‬‬
‫‪691‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيهتمون بذلك‪ ،‬أو يهمون لذك‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬لتتو استشتتفعنا إلتتى ربنتتا‬

‫حتى يريحنتتا متن مكاننتا هتذا‪ ،‬فيتأتون آدم صتلى اللته عليته وستلم‬

‫فيقولون‪ :‬أنت آدم أبو الخلق‪ ،‬خلقك الله تعالى بيده‪ ،‬ونفخ فيك من‬

‫روحه‪ ،‬وأمر الملئكة فسجدوا لك‪ .‬اشفع لنا عند ربتتك‪ ،‬ليريحنتتا متتن‬

‫مكاننتتا هتتذا‪ ،‬فيقتتول‪ :‬لستتت هنتتاكم‪ ،‬فيتتذكر خطيئتتته التتتي أصتتاب‪،‬‬

‫فيستحي من ربه منها" بمثل حديث أبي عوانة وقال فتتي الحتتديث‪:‬‬

‫"ثم آتيه الرابعة‪ ،‬أو أعود الرابعة‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ :‬متتا بقتتي إل متتن‬

‫حبسه القرآن"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همتتام‪ ،‬حتتدثنا قتتتادة‪ ،‬عتتن أنتتس‪ :‬أن‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬يحبتتس المؤمنتتون يتتوم‬

‫القيامة‪ ،‬فيهتمون لذلك‪ ،‬فيقولون‪ :‬لو استشتتفعنا إلتتى ربنتتا فيريحنتتا‬

‫من مكاننا هذا‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون آدم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنتت أبونتتا‪ ،‬خلقتتك اللتته‬

‫تعالى بيده‪ ،‬وأسجد لك ملئكته‪ ،‬وعلمك أسماء كتتل شتتيء‪ ،‬فاشتتفع‬

‫لنا عند ربك‪ ،‬فيقول‪ :‬لست هناكم‪ ،‬ويذكر خطيئته التي أصاب‪ ،‬أكلتته‬
‫‪692‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من الشجرة‪ ،‬وقد نهي عنها‪ ،‬ولكن أتوا نوحًا‪ ،‬أول نبي بعثه الله إلى‬

‫أهتتل الرض‪ ،‬قتتال‪ :‬فيتتأتون نوحتتًا‪ ،‬فيقتتول‪ :‬لستتت هنتتاكم‪ ،‬ويتتذكر‬

‫خطيئته‪ ،‬بسؤاله ربه بغير علم‪ ،‬ولكن ائتوا إبراهيم‪ ،‬فيأتون إبراهيتتم‬

‫فيقول‪ :‬لستتت هنتتاكم‪ :‬ويتتذكر خطيئتتته التتتي أصتتاب‪ ،‬ثلث كتتذبات‪،‬‬

‫كذبهن‪ ،‬قوله "ِإني سقيم" وقوله‪" :‬بل فعله كبيرهم هذا" وأتى على‬

‫الجبار النمرود ومعه امرأته فقال‪ :‬أخبريه أني أخوك‪ ،‬ف تِإني مختتبره‬

‫أنك أختي‪ ،‬ولكتتن ائتتتوا موستتى‪ ،‬عبتتدا ً كلمتته الل ّتته تكليمتًا‪ ،‬وأعطتتاه‬

‫التوراة‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون موسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست هناكم‪ ،‬ويتتذكر خطيئتتته‬

‫التي هتتي قتلتته الرجتتل‪ ،‬ولكتتن ائتتتوا عيستتى‪ ،‬عبتتدا ً هتتو كلمتتة اللتته‬

‫وروحتته‪ .‬قتتال‪ :‬فيتتأتون عيستتى فيقتتول‪ :‬لستتت هنتتاكم‪ ،‬ولكتتن ائتتتوا‬

‫محمدًا‪ ،‬عبدا ً غفر الله ما تقتتدم متتن ذنبتته ومتتا تتأخر‪ ،‬قتتال‪ :‬فيتتأتون‬

‫فأستأذن على ربي فتتي داره‪ ،‬فيتتؤذن لتتي عليتته فتِإذا رأيتتته وقعتتت‬

‫ساجدًا‪ ،‬فيدعني ما شاء الله أن يدعني‪ ،‬ثم يقتتول‪ :‬ارفتتع رأستتك يتتا‬

‫محمد‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشفع تشتتفع‪ ،‬وستتل تعتتط‪ ،‬فأحمتتد ربتتي بثنتتاء‬

‫وتحميد يعلمنيتته‪ ،‬ثتتم أشتتفع‪ ،‬فيحتتد لتتي حتتدًا‪ ،‬فتتأخرجهم‪ ،‬فتتأدخلهم‬

‫‪693‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجنة‪ ،‬قال‪ :‬ثم استأذن على ربي الثانية‪ ،‬فيؤذن لي عليه‪ ،‬فِإذا رأيته‬

‫وقعت ساجدًا‪ ،‬فيدعني متتا شتتاء اللتته أن يتتدعني‪ ،‬ثتتم يقتتول‪ :‬ارفتتع‬

‫رأسك يا محمد‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشِفع تشفع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬قال‪ :‬فأرفع‬

‫رأسي‪ ،‬فأحمد ربي بثناء وتحميد يعلمنيه‪ ،‬ثم أشفع‪ ،‬فيحد لتتي حتتدًا‪،‬‬

‫فأدخلهم الجنة‪ ،‬قتتال همتتام‪ :‬وأيض تا ً ستتمعته يقتتول‪ :‬فتتأخرجهم متتن‬

‫النار‪ ،‬فأدخلهم الجنة قال‪ :‬ثم استأذن على ربي الثالثتتة‪ ،‬ف تِإذا رأيتتته‬

‫وقعت ساجدًا‪ ،‬فيدعني متتا شتتاء اللتته أن يتتدعني‪ ،‬ثتتم يقتتول‪ :‬ارفتتع‬

‫رأسك يا محمد‪ ،‬وقتتل تستتمع‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪ ،‬وستتل تعتتط‪ ،‬فتتأرفع‬

‫رأسي فأحمد ربي بثناء وتحميد يعلمينه‪ ،‬ثم أشفع‪ ،‬فيحتتد لتتي حتتدًا‪،‬‬

‫فأخرجهم من النتتار فتتأدخلهم الجنتتة‪ ،‬قتتال همتتام‪ :‬وستتمعته يقتتول‪:‬‬

‫فأخرجهم من النار فأدخلهم الجنة فما يبقى في النار إل من حبستته‬

‫ك َرب ّت َ‬
‫ك‬ ‫ن ي َب ْعَث َت َ‬ ‫َ‬
‫ستتى أ ْ‬
‫القرآن أي وجب عليه الخلود‪ .‬ثم تل قتادة‪" :‬عَ َ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬ ‫مَقامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً ّ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬

‫قال هو المقام المحمود الذي وعد الله تعالى نبيه صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫‪694‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه البخاري في كتاب التوحيد معلقا ً فقتتال‪ :‬وقتتال حجتتاج بتتن‬

‫منهال‪ ،‬عن همام‪ ،‬فذكره بنحوه‪.‬‬

‫طرق آخر متعددة‬

‫قال البخاري في كتاب التوحيد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا‬


‫حماد بن زيد‪ ،‬حدثنا معبد بن هلل البغوي‪ ،‬قال‪ :‬اجتمعنا مع ناس‬
‫من البصرة‪ ،‬فذهبنا إلى أنس بن مالك‪ ،‬وذهب معنا ثابت البناني‪،‬‬
‫ليسأله لنا عن حديث الشفاعة‪ ،‬فِإذا هو في منزله يصلي الضحى‪،‬‬
‫فوقفنا حتى انتهى من صلته‪ ،‬فاستأذناه‪ ،‬فأذن لنا‪ ،‬وهو قاعد على‬
‫فراشه‪ ،‬فقلنا لثابت‪ :‬ل تسأله عن شيء أولى من حديث الشفاعة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا أبا حمزة‪ :‬هؤلء إخوانك من أهل البصرة‪ ،‬جاءوا يسألونك‬
‫عن الشفاعة‪ ،‬فقال‪ :‬حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال‪ِ" :‬إذا‬
‫كان يوم القيامة‪ ،‬ماج الناس بعضهم في بعض‪ ،‬فيأتون آدم‪.‬‬
‫فيقولون‪ :‬اشفع لنا إلى ر بك‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لها‪ ،‬ولكن عليكم‬
‫بِإبراهيم‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لها ولكن عليكم بموسى‪ ،‬فِإنه كليم الله‪،‬‬
‫فيأتون موسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لها‪ ،‬ولكن عليكم بعيسى‪ ،‬فِإنه روح‬
‫الله وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لها‪ ،‬ولكن عليكم‬
‫بمحمد‪ ،‬فيأتوني‪ ،‬فأقول‪ :‬أنا لها‪ ،‬فأستأذن على ر بي‪ ،‬فيؤذن لي‪،‬‬
‫ويلهمني محامد أحمده بها‪ ،‬ل تحضرني الن‪ ،‬فأحمده بتلك‬
‫خر له ساجدًا‪ ،‬فيقال يا محمد‪ ،‬ارفع رأسك وقل يسمع‬ ‫المحامد‪ ،‬وأ ِ‬
‫لك‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمتي‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫انطلق‪ ،‬فأخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان‪،‬‬
‫فأنطلق‪ ،‬فأفعل‪ ،‬ثم أعود‪ ،‬فأحمد الله بتلك المحامد‪ ،‬ثم آخر له‬
‫ساجدًا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا محمد ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع لك‪ ،‬واشفع تشفع‬
‫وسل تعط‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمتي أمتي‪ ،‬فيقال‪ ،‬انطلق فأخرج من‬
‫كان في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان‪ ،‬فأخرجه من‬
‫النار‪ ،‬فأنطلق فأفعل"‪.‬‬
‫‪695‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬فلما خرجنا من عنتتد أنتتس‪ ،‬قلتت لبعتض أصتتحابي لتو مررنتتا‬

‫بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة‪ ،‬فحدثناه بما حتتدثناه أنتتس‬

‫بن مالك‪ ،‬فلم ير مثل ما حدثنا في الشفاعة‪ ،‬فقتتال‪ :‬هيتته‪ :‬فحتتدثناه‬

‫بالحديث‪ ،‬فانتيهنا إلى هذا الموضع‪ ،‬فقال‪ :‬لم يرو على هتتذا‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫لقد حدثني بهذا الحديث منذ عشرين سنة‪ ،‬فما أدري أنسي أم كره‬

‫أن تتكلموا? فقلنتتا‪ :‬يتتا أبتتا ستتعيد‪ :‬فحتتدثنا‪ ،‬فضتتحك‪ ،‬وقتتال‪" :‬وَك َتتا َ‬
‫ن‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ن عَ ً‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ُ‬
‫ال ِن ْ َ‬

‫ما ذكرته إل وأنا أريد أن أحدثكم‪ ،‬حدثني كما حدثكم قال‪ :‬ثم أعتتود‬

‫الرابعة فأحمده بتلك المحامد‪ ،‬ثم آخر له ساجدًا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا محمتتد‪:‬‬

‫ارفع رأسك وقل يسمع لك‪ ،‬وسل تعطه‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا‬

‫رب‪ :‬ائذن لي فيمن قال‪ :‬ل ِإله إل الله‪ ،‬فيقول‪ :‬وعزتي‪ ،‬وكبريتتائي‪،‬‬

‫وعظمتتتتتتي لخرجتتتتتن منهتتتتتا متتتتتن قتتتتتال‪ :‬ل إلتتتتته إل اللتتتتته‪.‬‬

‫وهكذا رواه مسلم‪ :‬عن أبي الربيع الزهرانتتي‪ ،‬وستتعيد بتتن منصتتور‪،‬‬

‫كلهمتتتتتتتا عتتتتتتتن حمتتتتتتتاد بتتتتتتتن زيتتتتتتتد‪ ،‬بتتتتتتته نحتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقد رواه أحمد‪ :‬عن عفان‪ ،‬عن حمتتاد بتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن‬

‫‪696‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فذكر الحديث بطوله وقال‪:‬‬

‫"فأحمد ربي بمحامد لم يحمده بها أحد كتتان قبلتتي‪ ،‬ول يحمتتده بهتتا‬

‫أحد بعدي‪ ،‬قال‪ :‬فأخرج من كان في قلبه مثقال شتتعيرة‪ ،‬ثتتم يعتتود‬

‫فيقتتتتتتتتتال‪ :‬مثقتتتتتتتتتال ذرة" ولتتتتتتتتتم يتتتتتتتتتذكر الرابعتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫وهكذا رواه البزار‪ :‬عن محمد بن بشار‪ ،‬ومحمد بتتن معمتتر‪ ،‬كلهمتتا‬

‫عن حماد بن مسعدة‪ ،‬عن محمتتد بتتن عجلن‪ ،‬عتتن جونتتة بتتن عبيتتد‬

‫المتتدني‪ ،‬عتتن أنتتس بتتن مالتتك‪ ،‬فتتذكر الحتتديث بطتتوله‪ ،‬وذكتتر فيتته‬

‫الشفاعة ثلثًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬لم يرو عتن جونتة بتن عبيتد إل ابتن عجلن‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو يعلى‪ :‬من حديث العمش‪ ،‬عن زيد الرقاشتتي‪ ،‬عتتن‬

‫أنس فذكر الحديث بطوله‪ ،‬فذكر ثلث شفاعات‪ ،‬وقال في آخرهن‪:‬‬

‫فأقول‪ :‬أمتي‪ ،‬فيقال‪" :‬لك من قال ل إله إل الله مخلصًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علتتي‪ ،‬حتتدثنا عمتترو بتتن مستتعدة‪ ،‬عتتن‬

‫عمران العمي‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ل أزال أشفع وأشفع‪ -‬أو قال‪ :‬ويشفعني ربي عز‬
‫‪697‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجل‪ ،‬حتى أقول‪ :‬أي رب‪ :‬شفعني فيمن قال‪ :‬ل إلتته إل اللتته"‪ .‬ثتتم‬

‫لسناد‪ .‬ورواه ابن أبي الدنيا‪ :‬عتتن أبتتي‬


‫قال‪ :‬ل نعلمه يروي إل بهذا ا ِ‬

‫حفص الصيرفي‪ ،‬عن حماد بن مسعدة به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يتتونس بتتن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا حتترب بتتن ميمتتون أبتتو‬

‫الخطاب النصاري‪ ،‬عن النضر بن أنس‪ ،‬عن أنس قتتال‪ :‬حتتدثنا نتتبي‬

‫اللته صتتلى اللته عليتته وستتلم قتتال "إنتتي لقتتائم أنتظتتر أمتتتي تعتتبر‬

‫الصراط‪ ،‬إذ جاءني عيسى‪ ،‬فقال‪ :‬هذه النبياء قد جاءتتتك يتتا محمتتد‬

‫يسألون‪ ،‬أو قال‪ :‬يجتمعون إليتك‪ ،‬لتتتدعو اللته أن يفتترق بيتتن جميتتع‬

‫المتتم‪ ،‬إلتتى حيتتث يشتتاء لهتتم‪ ،‬فيخرجهتتم ممتتا هتتم فيتته‪ ،‬والخلتتق‬

‫ملجمون بتالعرق‪ ،‬فأمتا المتؤمن فهتو عليته كالزكمتة‪ ،‬وأمتا الكتافر‬

‫فيغشاه الموت‪ ،‬قال‪ :‬فأقول‪ :‬يا عيستتى‪ :‬انتظتتر حتتتى أرجتتع إليتتك‪،‬‬

‫قال‪ :‬فتتأذهب حتتتى أقتتوم تحتتت العتترش‪ ،‬فتتألقي متتا لتتم يلتتق نتتبي‬

‫مصطفى‪ ،‬ول نتبي مرستل‪ ،‬فيتوحي اللته إلتى جبريتل‪ :‬اذهتب إلتى‬

‫محمد فقل‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬واشفع تشتتفع‪ ،‬قتتال‪ :‬فأشتتفع‬
‫‪698‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في أمتي‪ ،‬أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسان َا ً واحدًا‪ ،‬قال‪ :‬فمتتا‬

‫أزال أتردد على ربي‪ ،‬فل أقتتوم بيتتن يتتديه مقامتا ً إل شتتفعت‪ ،‬حتتتى‬

‫يعطيني الله عز وجل من ذلك أن يقول سبحانه وتعالى‪ :‬يتتا محمتتد‪:‬‬

‫أدخل من أمتك متتن شتتهد أن ل إلتته إل اللتته‪ ،‬يومتا ً واحتتدا ً مخلص تًا‪،‬‬

‫ومات على ذلك"‪ .‬تفرد به أحمد‪ ،‬وقد حكم الترمذي بالحستتن لهتتذا‬

‫لستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناد‪.‬‬
‫ا ِ‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو يوسف العلوي‪ :‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن‬

‫رجاء‪ ،‬أخبرنا حرب بن ميمون‪ ،‬حدثني النضر بتتن أنتتس‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫قال‪" :‬جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وقد حضتتر متتن‬

‫أمتتر العبتتاد منتتا حضتتر‪ ،‬فقتتال‪ :‬أستتتأذن إلتتى ربتتك‪ ،‬فستتل لمتتتك‬

‫الشفاعة‪ ،‬قال‪ :‬فدنوت من العرش‪ ،‬فقصت عند العرش‪ ،‬فلقيت ما‬

‫لم يلق نبي‪ ،‬ول ملتتك مقتترب‪ ،‬فقتتال‪ :‬ستتل تعطتته‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪،‬‬

‫لمتتتام أحمتتتد‪.‬‬
‫فقلتتتت‪ :‬أمتتتتي"‪ .‬وذكتتتر الحتتتديث كنحتتتو ستتتياق ا ِ‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن معبتتد‪ ،‬حتتدثنا الستتود بتتن عتتامر‪،‬‬

‫حدثنا أبو إسرائيل‪ ،‬عن الحارث ابن حصيرة‪ ،‬عتتن ابتتن أبتتي بريتتدة‪،‬‬

‫‪699‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول اللته صتلى اللته عليته وستلم يقتتول‪:‬‬

‫"إني لرجو أن أشفع في عدد كل حجر ومدر لمتي"‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا معمتتر‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته‪ ،‬حتتدثنا هشتتام‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫سمعت الحسن يذكر عن جابر بنعبد الله‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‪:‬‬

‫"إن لكل نبي دعوة قد دعا بها‪ ،‬وإني اختبأت دعوتي‪ ،‬شفاعة لمتي‬

‫يوم القيامة"‪ ..‬تفرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‪ :‬شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم‬

‫يوم القيامة تكون لمن أوثق نفسه وأثقل ظهره‪:‬‬

‫قال الحافظ البيهقي‪ :‬أخبرنا أبتتو الحستتن محمتتد بتتن الحستتين بتتن‬

‫داود العلوي‪ ،‬أنبأنا محمد بن حمدويه بن سهل المروزي‪ ،‬أخبرنا أبتتو‬

‫نصر الغازي‪ ،‬حدثنا عبتتد اللته بتتن حمتتاد اليلتتي‪ ،‬حتتدثنا صتتفوان بتتن‬

‫صالح‪ ،‬حدثنا الوليد‪ ،‬حدثنا زهر بن محمد‪ ،‬حتتدثنا جعفتتر بتتن محمتتد‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن جابر بن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫‪700‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليتته وستتلم‪" :‬شتتفاعتي يتتوم القيامتتة لهتتل الكبتتائر متتن أمتتتي"‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬ما هذا يا جابر? قال‪ :‬نعم يا محمتتد‪ ،‬إنتته متتن زادت حستتناته‬

‫على سيئاته فذلك الذي يتتدخل الجنتتة بغيتتر حستتاب‪ ،‬ومتتن استتتوت‬

‫حسناته وسيئاته فذلك الذي يحاسب حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ثم يدخل الجنة‪،‬‬

‫وإنما شفاعة رسول الله صلى الله عليتته وستتلم لمتتن أوثتتق نفستته‬

‫وأعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق ظهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي أيضًا‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن أبي بكر محمتتد بتتن جعفتتر‬

‫بن أحمد المزكي‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم العبتتدي‪ ،‬عتتن يعقتتوب بتتن‬

‫كعب الحلبي‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن زهر بن محمد‪ ،‬عتتن جعفتتر‬

‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ن"‪.‬‬
‫فقو َ‬ ‫شتتيتهِ م ْ‬
‫شت ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫م ِ‬
‫ضتتى وه ت ْ‬ ‫ن إ ِل ّ ل ِ َ‬
‫متتن ارت َ َ‬ ‫تل‪" :‬وَل َ ي َ ْ‬
‫ش تَفغو َ‬

‫ثم قال صلى الله عليه وسلم‪" :‬شفاعتي لهل الكبتائر متن أمتتي"‪.‬‬

‫قتتتتتتتتتتال الحتتتتتتتتتتاكم‪ :‬هتتتتتتتتتتذا حتتتتتتتتتتديث صتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬وظاهره يوجب أن تكون الشفاعة فتتي أهتتل الكبتتائر‪،‬‬

‫تختص برسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فالملئكة إنمتتا يشتتفعون‬

‫‪701‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في أهل الصغائر‪ ،‬واستزادة الدرجات‪ ،‬وقد يكون المراد متتن اليتتة‪،‬‬

‫بيتتان كتتون المشتتفوع فيتته مرتضتتى بِإيمتتانه‪ ،‬وإن كتتانت لتته كبتتائر‬

‫وذنوب‪ ،‬دون الشرك‪ ،‬فيكون المراد باليتة‪ ،‬نفتي الشتفاعة للكفتار‪،‬‬

‫لن الله تعالى لم يأذن بها‪ ،‬ولم يرض اعتقاد جوازها‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حتدثنا ابتتن جريتتر‪ ،‬أختبرني أبتو الزبيتتر‪ ،‬أنته‬

‫سمع جابر بن عبد الله يقول‪ :‬قتال رستتول اللته‪" :‬لكتل نتتبي دعتتوة‬

‫مستجابة قد دعاها فتتي أمتتته‪ ،‬وخبتتأت دعتتوتي شتتفاعة لمتتتي يتتوم‬

‫القيامة"‪ .‬ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن أحمد بن أبي خلف‪ ،‬عن روح‬

‫بن عبادة‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا زهر‪ ،‬حدثنا أبو الزبير‪ ،‬عن جابر‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا ميز أهتتل الجنتتة‪،‬‬

‫وأهل النار‪ ،‬فدخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬قامت الرسل‪،‬‬

‫‪702‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فشتتفعوا‪ ،‬فيقتتال‪ :‬انطلقتتوا واذهبتتوا‪ ،‬فمتتن عرفتمتتوه فتتأخرجوه‪،‬‬

‫فيخرجونهم قد امتحشوا فيلقونهم في نهتتر‪-‬أو علتتى نهتتر‪ -‬يقتتال لتته‬

‫نهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر الحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاة‪.‬‬

‫قتتال‪ :‬فيستتقط امتحاشتتهم علتتى حتتافتي النهتتر‪ ،‬ويخرجتتون بيض تًا‪،‬‬

‫كالقوارير ثم يشفعون‪ ،‬فيقال‪ :‬اذهبوا وانطلقتتوا‪ ،‬فمتتن وجتتدتم فتتي‬

‫قلبتته مثقتتال ذرة قيتتراط متتن إيمتتان فتتأخرجوه‪ ،‬قتتال‪ :‬فيخرجتتون‬

‫سراعًا‪ ،‬ويشفعون‪ ،‬فيقال‪ :‬اذهبوا وانطلقوا‪ ،‬فمن وجتدتم فتي قلبته‬

‫مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه‪ ،‬ثم يقتتول اللتته‪ :‬أنتتا الن‬

‫أختترج بعلمتتي ورحمتتتي‪ ،‬فيختترج أضتتعاف متتا أخرجتتوا‪ ،‬وأضتتعافه‪،‬‬

‫فيكتب في رقابهم عتقاء اللتته‪ ،‬ثتتم يتتدخلون الجنتتة‪ ،‬فيستتمون فيهتتا‬

‫الجهنميين"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن نافع‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن عيتتاش‪ ،‬عتتن‬

‫راشد بن داود الصنعاني‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حسان‪ ،‬عتتن روح بتتن‬

‫زنباع‪ ،‬عن عبادة بتتن الصتتامت‪ ،‬قتتال‪ :‬فقتتد النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬
‫‪703‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وستتلم ليلتتة أصتتحابه‪ ،‬وكتتانوا ِإذا نزلتتوا أنزلتتوه أوستتطهم‪ ،‬ففزعتتوا‬

‫وظنوا أن الله تبارك وتعالى اختار له أصحابا ً غيرهم‪ ،‬فِإذا هم بخيال‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم فكتتبروا حيتتن رأوه‪ ،‬وقتتالوا‪ :‬يتتا رستتول‬

‫الله‪ ،‬أشفقنا أن يكون الله تبارك وتعتتالى اختتتار لتتك أصتتحابا ً غيرنتتا‪،‬‬

‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل‪ ،‬بل أنتم أصتتحابي فتتي‬

‫الدنيا والخرة‪ ،‬إن الله تعتتالى أيقظنتتي‪ ،‬فقتتال‪ :‬يتتا محمتتد‪ ،‬إنتتي لتتم‬

‫أبعث نبيًا‪ ،‬ول رسول ً إل وقد سألني مسألة أعطيتها إياه‪ ،‬فاستتأل يتتا‬

‫محمد تعطه‪ ،‬فقلت‪ :‬مسألتي شفاعة لمتي يوم القيامتتة فقتتال أبتتو‬

‫بكر‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬وما الشفاعة? قال‪ :‬أقول‪ :‬يا رب شفاعتي التي‬

‫اختبأت لمتي عندك‪ ،‬فيقول الرب تبارك وتعالى نعتتم‪ ،‬فيختترج اللتته‬

‫بقية أمتي من النار فينبذهم في الجنة‪ ،‬تفرد به أحمد‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضل‬

‫الحداني‪ ،‬حدثني ستتعيد بتتن المهلتتب‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال طلتتق بتتن حتتبيب‪:‬‬

‫"كنت من أشد الناس تكذيبا ً بالشفاعة‪ ،‬حتتتى لقيتتت جتتابر بتتن عبتتد‬
‫‪704‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله‪ ،‬فقرأت عليه كل آية أقدر عليها‪ ،‬فيها ذكر خلود أهل النتتار فتتي‬

‫النار‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا طلق‪ :‬أتراك أقرأ لكتاب الله‪ ،‬وأعلتتم بستتنة نتتبيه‬

‫مني? قال‪ :‬إن الذي قرأت هم المشركون‪ ،‬ولكن هؤلء قوم أصابوا‬

‫ذنوبا ً عذبوا بها‪ ،‬ثم أخرجوا من النار‪ -‬ثم أومتتأ بيتتده إلتتى أذنيتته‪ -‬ثتتم‬

‫قال‪ :‬صمتا‪ ،‬إن لم أكن سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقتتتتتتتتتتوله‪" :‬ونحتتتتتتتتتتن نقتتتتتتتتتترأ التتتتتتتتتتذي نقتتتتتتتتتترأ"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن علتتي بتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫زيد بن أبي نضرة‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا ابن عباس على منبر البصرة فقتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إنتته لتتم يكتتن نتتبي إل لتته‬

‫دعوة‪ ،‬قد أنجزها في الدنيا‪ ،‬وإني قد اختبأت دعوتي شفاعة لمتي‪،‬‬

‫وأنا سيد ولد آدم يوم القيامتتة‪ ،‬ول فختتر‪ ،‬وأنتتا أول متن تنشتتق عنته‬

‫الرض‪ ،‬ول فخر‪ ،‬بيدي لواء الحمد‪ ،‬ول فختتر‪ ،‬آدم فمتتن دونتته تحتتت‬

‫لوائي‪ ،‬ول فخر‪ ،‬ويطول على الناس يتتوم القيامتتة‪ ،‬فيقتتول بعضتتهم‬

‫لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر‪ ،‬فيشفع لنا إلى ربنا‪ ،‬ليقضتتي‬

‫بيننا‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬يتتا آدم‪ :‬أنتتت التتذي خلقتتك اللتته بيتتده‪،‬‬

‫‪705‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأسكنك جنته‪ ،‬وأسجد لك ملئكته‪ ،‬اشفع لنا إلى ربنا‪ ،‬فليقض بيننا‪،‬‬

‫فيقول إني لست هناكم‪ ،‬إني قد أخرجت من الجنة بخطيئتي‪ ،‬وإنتتي‬

‫ل يهمنتتي اليتتوم إل نفستتي‪ ،‬ولكتتن ائتتتوا إبراهيتتم الخليتتل‪ ،‬فيتتأتون‬

‫إبراهيتتم فيقولتون‪ :‬يتتا إبراهيتتم اشتتفع لنتا إلتتى ربنتتا‪ ،‬فليقتض بيننتا‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬إني لست هناكم إني كذبت في السلم ثلث كتتذبات واللتته‬

‫إن حاول بهن إل الدفاع عن دين الله‪ ،‬قوله‪" :‬إنتتي ستتقيم" وقتتوله‪:‬‬

‫"بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون" وقتتوله لمرأتتته‬

‫حين أتى على على الملك‪ :‬أختي‪ ،‬وإنتته ل يهمنتتي اليتتوم إل نفستتي‪،‬‬

‫ولكن ائتوا موسى‪ ،‬اصطفاه الله برسالته‪ ،‬وبكلمه‪ ،‬فيأتون موسى‪،‬‬

‫فيقولون اشفع لنا إلى ربك‪ ،‬فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬لست هناكم‪ ،‬إني‬

‫قتلت نفسا ً بغير نفس‪ ،‬وإنه ل يهنتتي اليتتوم إل نفستتي‪ ،‬ولكتتن ائتتتوا‬

‫عيسى‪ ،‬روح الّله وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى فيقولتتون‪ :‬اشتتفع لنتتا ربنتتا‬

‫فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬إني لست هناكم‪ ،‬إنتتي اتختتذت إله تا ً متتن دون‬

‫الله‪ ،‬وإنه ل يهمني إل نفسي‪ ،‬ولكن أرأيتم لو كتان متتتاع فتتي وعتتاء‬

‫مختوم عليه‪ ،‬أكان يقدر على ما في جوفه حتى يفض الخاتم? قال‪،‬‬

‫‪706‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيقولون‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬إن محمدا ً خاتم النبيين‪ ،‬وقد حضر اليوم‪،‬‬

‫وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ .‬قال رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪ ،‬فيأتون‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا محمد‪ ،‬اشتتفع إلتتى ربتتك‪ ،‬فليقتتض‬

‫بيننا‪ ،‬فأقول‪ :‬أنا لها‪ ،‬حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى‪ ،‬فإذا أراد أن‬

‫يصتتدع بيتتن خلقتته نتتادى منتتاد‪ :‬أيتتن أحمتتد وأمتتته‪ .‬فنحتتن الختترون‬

‫الولون‪ ،‬آخر المم‪ ،‬وأول متتن يحاستتب‪ ،‬فتفتترج لنتتا المتتم طريق تًا‪،‬‬

‫فنمضي غرا ً محجلين‪ ،‬من أثر الوضوء‪ ،‬فيقال‪ :‬كادت هذه المتتة أن‬

‫تكون أنبياء كلها‪ ،‬فآتي باب الجنة‪ ،‬فآخذ بحلقة‪ ،‬الباب فأقرع الباب‪،‬‬

‫فيقال من أنت? فأقول‪ :‬أنا محمد‪ ،‬فيفتح‪ ،‬فأرى ربي عز وجل وهتتو‬

‫على كرستتيه‪ ،‬أو ستتريره‪ -‬شتتك حمتتاد‪ -‬فتتأخّر لتته ستتاجدًا‪ ،‬فأحمتتده‬

‫بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي‪ ،‬وليس يحمده بها أحتتد بعتتدي‪،‬‬

‫فيقال‪ :‬يا محمد‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وسل تعطه‪ ،‬وقل يسمع لك‪ ،‬واشتتفع‬

‫تشفع‪ .‬قال‪ :‬فأرفع رأستتي‪ ،‬فتتأقول‪ :‬أي رب‪ ،‬أمتتتي أمتتتي‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫أخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا‪ -‬لم يحفظ حماد‪ -‬ثتتم أعتتود‬

‫فأسجد فأقول ما قلت‪ ،‬فيقتتول‪ :‬ارفتع رأستك‪ ،‬وقتل تستتمع‪ ،‬وستل‬

‫‪707‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تعطه‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فأقول‪ :‬أي رب‪ .‬أمتتتي أمتتتي‪ ،‬فيقتتول‪ :‬أختترج‬

‫من كان في قلبته مثقتتال كتذا وكتتذا‪ .‬دون الول‪ ،‬ثتم أعتتود فأستجد‬

‫وأقول مثل ذلك‪ ،‬فيقال لي‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬واشفع تشفع‬

‫فأقول‪ :‬أي رب‪ ،‬أمتي أمتي? فيقول‪ :‬أخرج من كان في قلبه مثقال‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا وكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا دون ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وقد روى ابن ماجه بعضه‪ :‬من رواية حماد بن سلمة‪ ،‬عن سعيد بتتن‬

‫إياس الجوهري عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطنة‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عباس‪ ،‬به‪ ،‬وتقدم في الصنف الثاني والثتتالث متتن أنتتواع الشتتفاعة‪،‬‬

‫في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن ل يدخلوها‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا "هنا بياض بالصتتل إلتتى العنتتوان‬

‫التي"‬

‫طريق أخرى‬

‫‪708‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد روى الطبراني في معجمه الكبير‪ ،‬عتتن عطتتاء بتتن أبتتي ربتتاح‪،‬‬

‫عن ابتتن عبتتاس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"شفاعتي لهل الكبائر من أمتي"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا معمر بتتن ستتليمان الرقتتي أبتتو عبتتد اللتته‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫حدثنا زياد بن خيثمة‪ ،‬عن علي بن النعمان بن قراد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الله بن عمر‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬خيتترت‬

‫بيتتن الشتتفاعة‪ ،‬وبيتتن أن يكتتون نصتتف أمتتتي فتتي الجنتتة فتتاخترت‬

‫الشفاعة‪ ،‬لنها أعم وأكفتتأ‪ ،‬أترونهتتا للمتقيتتن? ل‪ ،‬ولكنهتتا للمتتتأوبين‬

‫الخطتتائين" قتتال زيتتاد‪ :‬أمتتا إنهتتا الحتتق‪ ،‬لكتتن هكتتذا التتذي حتتدثنا‪.‬‬

‫ورواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬عن الحسن بن عرفتتة‪ ،‬عتتن عبتتد الستتلم بتتن‬

‫حتترب‪ ،‬عتتن نعمتتان بتتن قتتراد‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‪ ،‬فتتذكره بنحتتوه‪.‬‬

‫هكتتذا رأيتتته فتتي كتتتاب الهتتوال‪ ،‬وكتتذا رواه التتبيهقي فتتي البعتتث‬

‫والنشور‪ ،‬من طريق الحسن بن عرفة‪.‬‬

‫‪709‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية عبد الله بن عمرو بن العاص‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى الصدفي‪ ،‬أنبأنا ابن وهتتب‪،‬‬

‫أختتبرني عمتترو بتتن الحتتارث‪ ،‬أن بكتتر بتتن ستتوادة حتتدثه‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن جبير‪ ،‬عن عبد الله بن عمتترو بتتن العتتاص‪ ،‬أن رستتولط‬

‫الّله صلى الله عليه وسلم تل قول الله حكاية لسان إبراهيتتم‪َ" :‬ر ّ‬
‫ب‬
‫إنه َ‬
‫صتتاني‬
‫ن عَ َ‬
‫مت ْ‬
‫من ّتتي وَ َ‬ ‫ن ت َب ْعَن ِتتي فَ تإ ِن ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الّناس فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ضل َْلن ك َِثيرا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫نأ ْ‬‫ِّ ُ ّ‬

‫م"‪.‬‬
‫حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫غفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوٌر َر ِ‬ ‫فَإ ِّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ك َ‬

‫م فَتإ ِن ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن تَعتذ ّب ْهُ ْ‬
‫وقول اللته تعتالى حكايتتة علتتى لستتان عيستتى‪" :‬إ ِ ْ‬
‫ك‪ ،‬وإن تغْفتتتتر ل َهتتتتم فَإنتتتت َ َ‬
‫كيتتتتم"‪.‬‬ ‫زيتتتتُز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬
‫ك أْنتتتت َ‬ ‫ْ ِّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫عَبتتتتاد َ َ ِ ْ َ ِ‬
‫ِ‬

‫ب ل َ تتذ َْر عَل َتتى ال َْرض‬


‫وقول الله تعالى حكاية على لستتان نتتوح‪َ" :‬ر ّ‬

‫ن د َي ّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارًا"‪.‬‬ ‫ن الك َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتافِ ِ‬


‫ري َ‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ِ‬

‫فرفع يديه‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم أمتي أمتي‪ ،‬وبكتتى‪ ،‬فقتتال اللتته‪ :‬يتتا جبريتتل‬

‫اذهب إلى محمتتد‪ -‬وربتتك أعلتتم‪ -‬فستتله متتا يبكيتتك? فأتتتاه جبريتتل‪،‬‬

‫فسأله‪ ،‬فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بمتتا قتتال‪ ،‬فتتأخبر‬

‫‪710‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جبريل ربه بما قال‪ -‬وهو أعلم‪ -‬فقال اللتته‪ :‬يتتا جبريتتل‪ :‬اذهتتب إلتتى‬

‫محمد‪ ،‬فقل له‪ :‬إنا سنرضيك في أمتك ول نسوءك‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن مسعود‬

‫قد تقدمت رواية علقمة في الحوض والمقام المحمتتود وفيتته ذكتتر‬

‫الشفاعة‪.‬‬

‫رواية عبد الرحمن بن أبي عقيل‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان‪ ،‬حدثنا عبد الله‬

‫بن جعفر‪ ،‬حدثنا يعقوب بن سفيان‪ ،‬حدثنا أحمتتد بتتن يتتونس‪ ،‬حتتدثنا‬

‫زهير‪ ،‬حدثنا أبو خالتتد يزيتتد الستتدي‪ ،‬حتتدثنا عتتون بتتن أبتتي جحيفتتة‬

‫السوائي‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن علقمة الثقفي‪ ،‬عتتن عبتتد الرحمتتن‬

‫بن أبي عقيل‪ ،‬قال‪" :‬انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتتي‬

‫وفد‪ ،‬فأتيناه‪ ،‬فأنخنا بالباب‪ -،‬وما في النتتاس أبغتتض إلينتتا متتن رجتتل‬

‫نلج عليه‪ -‬فلما خرجنا‪ ،‬خرجنا وما في الناس أحتتب إلينتتا متتن رجتتل‬

‫دخلنا عليه‪ ،‬فقال قائل منهم‪ :‬يتا رستتول اللته‪ :‬ستألت ر بتتك كملتك‬

‫‪711‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سليمان? فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قتتال‪ :‬فلعتتل‬

‫قضاء حوائجكم عند الله أفضل من ملك سليمان‪ ،‬إن الله لم يبعتتث‬

‫نبيا ً إل أعطاه دعوة‪ ،‬فمنهم من اتختتذها دنيتتا فأعطيهتتا‪ ،‬ومنهتتم متتن‬

‫دعاها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بهتتا‪ ،‬وإن اللتته أعطتتاني دعتتوة‪،‬‬

‫فاختبأتها عند ربي‪ ،‬شفاعة لمتي يوم القيامة"‪ .‬قلت‪ :‬إسناد غريب‪،‬‬

‫وحديث غريب‪.‬‬

‫رواية أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الّله عنه‪:‬‬

‫الشفعاء يوم القيامة هم النبياء ثم العلماء ثم الشهداء‪:‬‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا أحمد بن يونس‪ ،‬حتتدثنا‬

‫عنبسة بن عبد الرحمن بتتن عنبستتة القرشتتي‪ ،‬عتتن علف بتتن أبتتي‬

‫مسلم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يشفع يوم القيامة ثلثة‪ :‬النبياء‪ ،‬ثتتم العلمتتاء‪ ،‬ثتتم‬

‫الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهداء"‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا عبتتد الواحتتد بتتن غيتتاث‪ ،‬حتتدثنا عنبستتة بتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬عن علف بن أبي مستتلم‪ ،‬قتتال‪ :‬ورايتتته فتتي موضتتع آختتر‬
‫‪712‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عندي‪ ،‬عن عبد الملك بن علف‪ ،‬عن أبان عتتن عثمتتان‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول من يشفع يوم القيامة النبياء‪ ،‬ثتتم‬

‫الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهداء‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم المؤمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون "‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬وعنبسة هذا لين الحديث‪ ،‬وعبد الملك بن علف ل يعلم‬

‫من روى عنه غير عنبسة‪.‬‬

‫رواية علي بن أبي طالب كرم الّله وجهه ورضي عنه‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا محمد بن زيد المداري‪ ،‬حتتدثنا عمتترو بتتن‬

‫عاصم‪ ،‬حدثنا حرب بن شريح البزار‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبتتي جعفتتر محمتتد‬

‫بن علي‪ :‬أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بهتتا أهتتل العتتراق‪ ،‬أحتتق‬

‫هي? قتتال‪ :‬شتتفاعة متتاذا? قلتتت‪ :‬شتتفاعة محمتتد صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬قال‪ :‬حق‪ :‬إي والله‪ :‬والله لقد حدثني عمي محمد بتتن علتتي‬

‫بن الحنفية‪ :‬عن علي‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"أشفع لمتي حتى يناديني ربي عز وجل فيقول‪ :‬أرضيت يتتا محمتتد‪.‬‬

‫فأقول‪ :‬رب رضيت"‪ .‬ثم قال‪ :‬ل نعلمه يروى هذا‪ ،‬إل بهذا السناد‪.‬‬

‫‪713‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية عوف بن مالك‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خالتتد بتتن ختتداش بتتن خلتتف بتتن هشتتام‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عتتن أبتتي المليتتح‪ ،‬عتتن عتتوف بتتن‬

‫مالك الشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬أتتتاني‬

‫الليلة آت من ربي‪ ،‬فخبرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنتتة‪ ،‬وبيتتن‬

‫الشفاعة‪ ،‬فاخترت الشفاعة‪ .‬قتتالوا‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬ننشتتدك اللتته‬

‫والصحبة‪ ،‬لما جعلتنا من أهل شفاعتك‪ .‬قال‪ :‬فإني أشهد من حضر‪،‬‬

‫أن شتتتفاعتي لمتتتن متتتات ل يشتتترك بتتتالله شتتتيئا ً متتتن أمتتتتي"‪.‬‬

‫وقد رواه يعقوب بن سفيان‪ :‬عن يحيتتى بتتن صتتالح الوحتتاظي‪ ،‬عتتن‬

‫جابر بن غانم‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬عن معدي كتترب بتتن عبتتد بلل‪،‬‬

‫عن عوف بن مالك‪ ،‬قال‪" :‬أتاني جبريل عليه السلم‪ ،‬من قبل ربي‪،‬‬

‫فخيرني بين خصلتين‪ ،‬أن يدخل نصف أمتي الجنة‪ ،‬وبيتتن الشتتفاعة‪،‬‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاخترت الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتفاعة"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم بتتن بحتتر بتتن نصتتر‪ ،‬عتتن‬

‫بشر بن بكر‪ ،‬عن أبي جابر‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬سمعت عتتوف بتتن‬

‫‪714‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مالك‪ :‬فذكر الحديث وفيه‪ :‬ورواه حماد بن زيد‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن أبتتي‬

‫قلبة‪ ،‬يرد الحديث إلى عوف بن مالك‪.‬‬

‫رواية كعب بن عجرة‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل‪ ،‬أخبرنا محمد بن‬

‫عبد الله الصتفار‪ ،‬حتدثنا جعفتتر بتن أبتتي عثمتتان الطيالستي‪ ،‬حتدثنا‬

‫محمد بن بكار‪ ،‬حدثنا عنبسة بن عبد الواحد‪ ،‬عن واصل متتولى أبتتي‬

‫عيينة‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن‪ ،‬عتتن الشتتعبي‪ ،‬عتتن كعتتب بتتن عجتترة‪،‬‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رستتول اللتته‪ :‬الشتتفاعة الشتتفاعة‪ ،‬فقتتال‪" :‬شتتفاعتي‬

‫لهل الكبائر من أمتي"‪.‬‬

‫رواية أبي بكر الصديق رضي الّله تعالى عنه وأرضاه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني‪ ،‬حدثني‬ ‫قال ا ِ‬


‫النضر بن شميل المازني‪ ،‬حدثنا أبو نعامة‪ ،‬حدثنا أبو هنيدة البراء‬
‫بن نوفل‪ ،‬عن وألن العدوي عن حذيفة‪ ،‬عن أبي بكر الصديق قال‪:‬‬
‫أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم‪ ،‬فصّلى الغداة‪،‬‬
‫ثم جلس‪ ،‬حتى إذا كان من الضحاة ضحك‪ ،‬ثم جلس مكانه‪ ،‬حتى‬
‫صّلى الولى‪ ،‬والعصر‪ ،‬والمغرب‪ ،‬كل ذلك ل يتكلم‪ ،‬حتى صّلى‬
‫العشاء الخرة‪ ،‬ثم قام إلى أهله‪ ،‬فقال الناس لبي بكر الصديق‪ :‬أل‬

‫‪715‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه‪ .‬صنع اليوم شيئا ً‬
‫ي ما هو كائن من‬ ‫لم يصنعه قط‪ ،‬فسأله‪ ،‬فقال‪" :‬نعم‪ :‬عرض عل ّ‬
‫أمر الدنيا‪ ،‬وأمر الخرة‪ ،‬يجمع الله الولين والخرين في صعيد‬
‫واحد‪ ،‬فقطع الناس كذلك‪ ،‬حتى انطلقوا إلى آدم‪ ،‬والعرق يلجمهم‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا آدم‪ :‬أنت أبو البشر‪ ،‬أنت اصطفاك الله‪ ،‬اشفع لنا إلى‬
‫ربك‪ ،‬فقال‪ :‬قد لقيت مثل الذي لقيتم‪ ،‬انطلقوا إلى أبيكم بعد‬
‫م ونوحا ً وآ َ‬
‫ل‬ ‫صط ََفى آد َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ها ْ‬ ‫أبيكم‪ ،‬إلى نوح عليه السلم‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ن"‪.‬‬‫مي َ‬ ‫ن عََلى ال َْعال َ ِ‬
‫مَرا َ‬
‫ع ْ‬ ‫م َوآ َ‬
‫ل ِ‬ ‫هي َ‬
‫إب َْرا ِ‬
‫قال‪ :‬فينطلقون إلى نوح عليتته الستتلم‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬اشتتفع لنتتا إلتتى‬

‫ربك‪ ،‬فأنت الذي اصطفاك الّله‪ ،‬واستجاب لك في دعائك‪ ،‬ولم يتتدِع‬

‫أحد من النبياء بمثل دعوتك‪ .‬فيقتتول‪ :‬ليتتس ذاكتتم عنتتدي‪ ،‬انطلقتتوا‬

‫إلى إبراهيم‪ ،‬فإن الله اتخذه خلي ً‬


‫ل‪ ،‬فينطلقون إلى إبراهيم‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫ليس ذاكم عنتتدي‪ ،‬انطلقتتوا إلتتى موستتى‪ ،‬فتتإن اللتته كلمتته تكليمتًا‪،‬‬

‫فيقول موسى‪ :‬ليس ذاكم عندي‪ ،‬انطلقوا إلى ستتيد ولتتد آدم‪ ،‬فتتإنه‬

‫أول من تنشق عنه الرض يوم القيامة‪ ،‬انطلقوا إلى محمد‪ ،‬فيشفِع‬

‫ي‪ ،‬فأستتتأذن علتتى ربتتي‪،‬‬


‫لكم إلى ربكم‪ ،‬قال‪ :‬فينطلقون‪ ،‬فيأتون إل ّ‬

‫فيؤذن لتتي‪ ،‬فتتإذا رأيتتته وقعتتت ستتاجدًا‪ ،‬فيتتدعني متتا شتتاء اللتته أن‬

‫يدعني‪ ،‬ثم يقول الله‪ .‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشفع تشفع‪ :‬قال‪:‬‬

‫ي ربتتي عتتز وجتتل‪ ،‬ختتررت ستتاجدا ً قتتدر‬


‫فأرفع رأسي‪ ،‬فإذا نظر إل ت ّ‬

‫‪716‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جمعة أخرى‪ ،‬فيقول الّله‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪.‬‬

‫ي ربي عز وجل‪ ،‬خررت ساجدا ً قدر‬


‫قال‪ :‬فأرفع رأسي‪ ،‬فإذا نظر إل ّ‬

‫جمعة أخرى‪ ،‬فيقول الله‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأذهب لقع ساجدًا‪ ،‬فيأختتذ جبريتتل بضتتبعي ويفتتتح عل ت ّ‬


‫ي متتن‬

‫الدعاء شيء لم يفتحتته علتتى بشتتر قتتط‪ ،‬فتتأقول‪ :‬أي رب‪ :‬خلقتنتتي‬

‫سيد ولد آدم ول فخر‪ ،‬وأول من تنشق عنه الرض يوم القيامتتة‪ ،‬ول‬

‫ي الحوض متتن أمتتتي أكتتثر ممتتا بيتتن صتتنعاء‬


‫فخر‪ ،‬حتى إنه ليرد عل ّ‬

‫وأيلة‪ ،‬ثم يقال‪ :‬ادعوا النبياء عليهم الصلة والستتلم‪ ،‬قتال‪ :‬فيجيتء‬

‫النبي ومعه العصابة‪ ،‬والنبي ومعه الخمسة‪ ،‬والستتتة‪ ،‬والنتتبي ليتتس‬

‫معه أحد ثم يقال‪ :‬ادعتتوا الشتتهداء‪ ،‬فيشتتفعون فيمتتن أرادوا‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فإذا فعلت الشهداء ذلك‪ ،‬يقول اللتته‪ :‬أنتتا أرحتتم الراحميتتن‪ ،‬أدخلتتوا‬

‫جنتي من كان ل يشرك بالله شيئًا‪ ،‬قال‪ :‬فيدخلون الجنة‪ ،‬ثتتم يقتتول‬

‫الله‪ :‬انظروا إلى النار‪ ،‬هل تلقون من أحد عمتتل خيتترا ً قتتط? قتتال‪:‬‬

‫ل‪ ،‬فيقال له‪ :‬هل عملت خيرا ً قط‪ .‬فيقتتول‪ :‬ل‪،‬‬


‫ج ً‬‫فيجدون في النار ر َ‬

‫غير أني كنت أسامح الناس في التتبيع‪ ،‬فيقتتول اللتته‪ :‬أستتمحوا إلتتى‬

‫‪717‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لعبدي‪ ،‬كإسماحه إلى عبادي‪ ،‬ثم يخرجون من النار رج ً‬


‫ل‪ ،‬فيقال له‪:‬‬

‫هل عملت خيرا ً قط? فيقول‪ :‬ل غيتتر أنتتي قتتد أمتترت ولتتدي فقلتتت‬

‫لهم‪ :‬إذا مت فأحرقوني فتتي النتتار‪ ،‬ثتتم اطحنتتوني‪ ،‬حتتتى إذا صتترت‬

‫مثل الكحل‪ ،‬فأذهبوا بي إلى البحتر‪ ،‬فتتذروني فتتي الريتتح‪ ،‬فتوالله ل‬

‫ي رب العالمين أبدًا‪ ،‬فيقول الله له‪ :‬لم فعلت ذلك‪ .‬فيقول‪:‬‬


‫يقدر عل ّ‬

‫من مخافتك‪ ،‬قال‪ :‬فيقول الله‪ :‬انظر إلى ملك أعظم ملك‪ ،‬فإن لك‬

‫مثله وعشرة أمثاله‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬لم تسخر مني وأنت الملك? قال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فذاك التتذي ضتتحكت منتته متتن‬

‫الضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحى" ‪.‬‬

‫وقد تكلمنا على هذا الحديث في آخر مسند الصديق بكلم طويل‪.‬‬

‫رواية أبي سعيد الخدري‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتدثنا إستماعيل بتن إبراهيتم‪ ،‬حتدثنا محمتد بتن‬


‫قال ا ِ‬

‫إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد الله بن المغيرة‪ ،‬عن معيقب‪ ،‬عتتن ستتليمان بتتن‬

‫عمرو بن عبد العتواري قال أحمد‪- :‬وهتتو أبتتو الهيثتتم‪ -‬قتتال‪ .‬حتتدثني‬

‫ليث‪ -‬وكان في حجر أبتتي ستتعيد الختتدري قتتال‪ :‬ستتمعت أبتتا ستتعيد‬
‫‪718‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقول‪ :‬سمعت رسول الّله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬يوضتتع‬

‫الصتتراط بيتتن ظهتتري جهنتتم‪ ،‬عليتته حستتك كحستتك الستتعدان‪ ،‬ثتتم‬

‫يستجيز الناس‪ ،‬فناج مسلم‪ ،‬ومجروح به نتاج‪ ،‬ومحتبتس فمكتدوس‬

‫فيها‪ ،‬فإذا فرغ الّله من القضاء بين العبتتاد‪ ،‬تفقتتد المؤمنتتون رجتتا ً‬
‫ل‪،‬‬

‫كتتانوا معهتتم فتتي التتدنيا‪ ،‬يصتتلون كصتتلتهم‪ ،‬ويزكتتون كزكتتاتهم‪،‬‬

‫ويصومون كصيامهم‪ ،‬ويحجون كحجهم‪ ،‬ويغزون كغزوهم‪ ،‬فيقولون‪:‬‬

‫أي ربنا‪ ،‬عباد متتن عبتتادك‪ ،‬كتتانوا معنتتا‪ ،‬يصتتلون فتتي التتدنيا صتتلتنا‪،‬‬

‫ويزكون زكاتنا ويصومون صيامنا‪ ،‬و يحجون حجنا‪ ،‬و يغتتزون غزونتتا‪،‬‬

‫ل نراهتتم? فيقتتول‪ :‬اذهبتتوا إلتتى النتتار‪ ،‬فمتتن وجتتدتم فيهتتا منهتتم‬

‫فأخرجوهم‪ .‬قال‪ :‬فيجدونهم‪ ،‬وقد أخذتهم النار على قتتدر أعمتتالهم‪،‬‬

‫فمنهم من أخذته قدميه ومنهم من أخذته الى نصف ساقيه‪ ،‬ومنهتتم‬

‫من أخذته إلى ركبتيه‪ ،‬ومنهتتم متتن أختتذته إلتتى أزرتتته‪ ،‬ومنهتتم متتن‬

‫أخذته إلى ثدييه‪ ،‬ومنهم من أخذته إلى عنقتته‪ ،‬ولتتم تغتتش الوجتتوه‪،‬‬

‫فيستخرجونهم منها‪ ،‬فيطرحونهم في متتاء الحيتتاة‪ ،‬قيتتل‪ :‬يتتا رستتول‬

‫الله‪ :‬وما ماء الحياة‪ .‬قال‪ :‬غسل أهل الجنة‪ ،‬فينبتون نبات المزرعة‪،‬‬

‫‪719‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال‪ :‬مرة تنبت المرزعة في غثاء السيل‪ ،‬ثم يشفع النبياء في كل‬

‫من كان يشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬مخلصًا‪ ،‬فيخرجونهم منها‪ ،‬قال‪ :‬ثتتم‬

‫يتجلى الله برحمته على متتن فيهتتا‪ ،‬فل يتتترك فيهتتا عبتتدا ً فتتي قلبتته‬

‫مثقتتال ذرة متتن إيمتتان‪ ،‬إل أخرجتته اللتته منهتتا" ‪ .‬تف تّرد بتته أحمتتد‪.‬‬

‫ورواه ابن أبي الدنيا‪ :‬من حديث إسحاق به‪ ،‬قتتال‪ :‬موضتتع الصتتراط‬

‫جهنم‪ ،‬قال محمد‪ :‬ل أعلمهتتإل كحتتد الستتيف‪ ،‬وذكتتر تمتتام الحتتديث‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي‪ ،‬عن سليمان‪ -،‬يعنتتي التتتيمي‪ ،-‬عتتن‬

‫أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬أهل النار الذي هم أهلها‪ ،‬ل يموتون‪ ،‬ول يحيتتون‪ ،‬وأمتتا متتن‬

‫يريد الله بهم الرحمة فإنه يميتهم في النار‪ ،‬ثم يدخل ضبارة فيهتتم‪،‬‬

‫فيبثهم أو قال‪ :‬فيبثون على نهر الحياة‪ ،‬أو قال‪ :‬نهر الجنة‪ ،‬فينبتتتون‬

‫نبات الحبة في حميل الستتيل‪ ،‬قتال‪ :‬فقتال النتتبي صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم‪ :‬أما ترون الشجرة تكون خضراء‪ ،‬ثم تكون صفراء‪ ،‬ثم تكون‬

‫خضراء‪ .‬قال فقال بعضهم‪ :‬كأن النبي صلى اللته عليتته وستتلم كتان‬

‫بالبادية"‪.‬‬

‫‪720‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن سعيد بن زيد‪ ،‬عن أبي نضتترة‪ ،‬عتتن‬

‫أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬أمتتا أهتتل‬

‫النار الذين هم أهلها‪ ،‬فإنهم ل يموتون فيهتتا‪ ،‬ول يحيتتون‪ ،‬ولكتتن هتتم‬

‫أنتتاس أو كمتتا قتتال‪ :‬يصتتلون النتتار بتتذنوبهم ‪-‬أو قتتال‪ :‬بخطيئاتهتتم‪-‬‬

‫فتميتهم إماتة‪ ،‬حتى إذا صاروا فحما ً أذن الله في الشتتفاعة‪ ،‬فجيتتء‬

‫بهم ضبائر فبثوا على أنهتتار الجنتتة‪ ،‬فيقتتول‪ :‬يتتا أهتتل الجنتتة أفيضتتوا‬

‫عليهم‪ ،‬فينبتتتون نبتتات الحبتتة فتتي حميتتل الستتيل‪ .‬فقتتال رجتتل متتن‬

‫القوم‪ :‬كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتتان بالباديتتة"‪ .‬وهتتذا‬

‫إسناد على شتترط الشتتيخين‪ ،‬ولتتم يخرجتتاه‪ ،‬وهتتو صتتحيح متتن هتتذا‬

‫الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حدثنا عثمان بن عاد‪ ،‬حدثني أبتتو‬

‫نضرة عن أبي ستتعيد الختتدري‪ ،‬قتتال‪ :‬ليعتترض النتتاس علتتى جستتر‬

‫‪721‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جهنم‪ ،‬عليه كلليب‪ ،‬وحسك‪ ،‬وخطاطيف تخطف الناس‪ ،‬قال‪ :‬فيمر‬

‫نتتاس مثتتل التتبرق‪ ،‬وآختترون مثتتل الريتتح‪ ،‬وآختترون مثتتل الفتترس‬

‫المجري‪ ،‬وآخرون يزحفون زحفتًا‪ ،‬فأمتتا أهتتل النتتار‪ ،‬فل يموتتتون ول‬

‫يحيون‪ ،‬وأما أهل الذنوب فيؤختتذون بتتذنوبهم‪ ،‬فيحرقتتون‪ ،‬فيكونتتون‬

‫فحمًا‪ ،‬ثم يتتأذن اللتته فتتي الشتتفاعة‪ ،‬فيؤختتذون ضتتبارات ضتتبارات‪،‬‬

‫فيقذفون على نهر‪ ،‬فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل‪ .‬قال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬فيختترج أدنتتى رجتتل متتن‬

‫النار‪ ،‬فيكوق على شفتها‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب اصرف وجهي عنها‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فيقول‪ :‬وعهدك وذمتك ل تسألني غيرها‪ .‬فيقول‪ :‬وعهدي وذمتتتي ل‬

‫أسلك غيرها‪ ،‬فيصرف وجهه عنها‪ ،‬قتتال‪ :‬فيتترى شتتجرة فيقتتول‪ :‬يتتا‬

‫رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها‪ ،‬وآكل من ثمرهتتا‪ .‬قتتال‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬وعهدك وذمتك ل تسألني غيرها? فيقول‪ :‬وعهدي وذمتتتي ل‬

‫أسألك غيرها‪ ،‬فيدنيه منها‪ ،‬قال‪ :‬فيرى شجرة أختترى أحستتن منهتتا‪،‬‬

‫قال‪ :‬فيقول‪ :‬يا رب حولني إلى هذه الشجرة‪ ،‬أستظل بظلها‪ ،‬وآكل‬

‫من ثمرها‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬وعهدك وذمتك ل تستتألني غيرهتا‪ .‬فيقتول‪:‬‬

‫‪722‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعهدي وذمتي ل أسألك غيرها‪ ،‬فيحوله إليهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬فيتترى الثالثتتة‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬رب حولني إلى هتتذه الشتتجرة‪ ،‬أستتتظل بظلهتتا وآكتتل متتن‬

‫ثمرهتتا قتتال‪ :‬فيقتتو ل‪ :‬وعهتتدك وذمتتتك ل تستتألني غيرهتتا‪ .‬فيقتتول‪:‬‬

‫وعهدي وذمتي ل أسلك غيرها‪ ،‬فيحوله‪ ،‬قال‪ :‬فيتترى ستتواد النتتاس‪،‬‬

‫ويستتتتتمع أصتتتتتواتهم‪ ،‬فيقتتتتتول‪ :‬يتتتتتا رب أدخلنتتتتتي الجنتتتتتة"‪.‬‬

‫قال أبو سعيد‪ :‬ورجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫اختلفتتا‪ ،‬فقتتال أحتتدهما‪" :‬فيتتدخل الجنتتة ويعطتتى التتدنيا ومثلهتتا"‪.‬‬

‫وقتتال الختتر‪" :‬فيتتدخل الجنتتة ويعطتتى التتدنيا وعشتترة أمثالهتتا"‪.‬‬

‫وقد رواه النسائي‪ ،‬من حديث عثمان بن غياث‪ ،‬به نحوه‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان‪ -‬يعني ابن داود‪ -‬حتتدثنا إستتماعيل‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫حدثنا عمرو بن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قلت للنبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة‪ .‬فقال النبي ‪:‬‬

‫"لقد ظننت يا أبا هريرة‪ ،‬أن ل يسألني عن هذا الحتتديث أحتتد أولتتى‬

‫منك لما رأيت من حرصك على الحتتديث‪ ،‬أستتعد النتتاس بشتتفاعتي‬


‫‪723‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يوم القيامة‪ ،‬من قال ل إله إل الله خالصة من نفسه" ‪ .‬هتتذا إستتناد‬

‫صحيح على شرطهما‪ ،‬ولم يخرجاه من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬ويعلى بن عبيد‪ ،‬قال‪ :‬حتتدثنا العمتتش‬

‫عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن لكل نبي دعوة مستجابة‪ ،‬فتعجل كل نتتبي دعتتوته‪،‬‬

‫وإني اختبأت دعوتي‪ ،‬شفاعة لمتي‪ ،‬نائلة إن شتتاء اللتته تعتتالى متتن‬

‫متتتتتتتتتتتتتتات ل يشتتتتتتتتتتتتتترك بتتتتتتتتتتتتتتالله شتتتتتتتتتتتتتتيئًا"‪.‬‬

‫قال‪ -‬يعني شفاعته‪ -‬ورواه مسلم‪ :‬من حديث أبي معاوية محمد بن‬

‫حازم الضرير‪ ،‬عن العمش به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬والخزاعي‪ -‬يعنتتي أبتتا ستتلمة‪ -‬قتتال‪ :‬حتتدثنا‬

‫ليث‪ ،‬حدثني يزيد بن أبتتي حتتبيب‪ ،‬عتتن ستتالم بتتن أبتتي ستتالم‪ ،‬عتتن‬

‫معاوية بن معتب الهذلي‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أنه سمعه يقتتول‪ :‬ستتألت‬

‫‪724‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ :‬متتاذا أراد إليتتك ربتتك فتتي‬

‫الشفاعة? فقال‪ :‬والذي نفس محمد بيده‪ ،‬لقد ظنتتت أنتتك أول متتن‬

‫يسألني عن ذلك متتن أمتتتي‪ ،‬لمتتا رأيتتت متتن حرصتتك علتتى العلتتم‪،‬‬

‫والذي نفس محمد بيده‪ ،‬لما يهمني من وقوفهم على أبواب الجنتتة‪،‬‬

‫أهم عندي من تمتتام شتتفاعتي‪ ،‬وشتتفاعتي لمتتن شتتهد أن ل إلتته إل‬

‫اللتتتتته‪ ،‬مخلصتتتتتًا‪ ،‬فصتتتتتدق قلبتتتتته لستتتتتانه‪ ،‬ولستتتتتانه قلبتتتتته‪.‬‬

‫تفرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬قرأت على عبد الرحمن بن مالك‪ ،‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا‬

‫مالك‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لكتتل نتتبي دعتتوة يتتدعو بهتتا‪ ،‬وأريتتد أن‬

‫أختتتتتتتبىء دعتتتتتتوتي شتتتتتتفاعة لمتتتتتتتي فتتتتتتي الختتتتتترة"‪.‬‬

‫قال إسحاق‪ :‬فأردت أن أختتتبىء"‪ .‬وقتتد رواه البختتاري‪ :‬متتن حتتديث‬

‫مالك به‪.‬‬

‫‪725‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى‬

‫قال مستتلم‪ :‬حتتدثني حرملتتة بتتن يحيتتى حتتدثنا ابتتن وهتتب‪ ،‬حتتدثني‬

‫يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬أن عمرو بن أبي سفيان بن أبتتي أستتيد بتتن‬

‫حارثة الثقفي أخبره‪ :‬أن أبا هريرة قتتال لكعتتب الحبتتار‪ :‬إن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬لكتتل نتتبي دعتتوة يتتدعو بهتتا‪ ،‬فأنتتا‬

‫أريد‪ -‬إن شاء الله‪ -‬أن أختبىء دعوتي‪ ،‬شفاعة لمتي يوم القيامتتة"‪.‬‬

‫قال كعب لبي هريرة‪ :‬أنت سمعت هذا من رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬نعم"‪ .‬تفّرد به مسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمتر‪ ،‬عتن الزهتري‪ ،‬أختبرني‬

‫القاسم بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬اجتمع أبو هريرة‪ ،‬وكعب‪ ،‬فجعل أبو هريتترة‬

‫يحدث كعبا ً عن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬وكعتتب يحتتدث أبتتا‬

‫هريرة عن الكتتتب‪ ،‬قتتال أبتتو هريتترة‪ :‬قتتال النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬لكل نبي دعتتوة مستتتجابة‪ ،‬وإنتتي اختبتتأت دعتتوتي شتتفاعة‬

‫‪726‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫انفرد به أحمد وإسناده صحيح‪ ،‬على شرطهما‪ ،‬ولم يخرجه أحد متن‬

‫أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى عن شعبة ومحمد بتتن جعفتتر‪ ،‬حتتدثنا شتتعبة‬

‫عن محمد بن زياد‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال غنتتدر فتتي حتتديثه‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬إن لكتتل‬

‫نبي دعوة دعا بها‪ ،‬وإني أريد أن أدخر دعوتي إن شاء اللتته شتتفاعة‬

‫لمتي يوم القيامة‪ ،‬قال ابن جعفر‪ :‬في أمتي"‪ .‬وقد رواه مسلم من‬

‫حديث شعبة به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حتتدثنا معمتتر‪ ،‬عتتن همتتام بتتن منبتته‪،‬‬

‫حدثنا أبو هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لكل‬

‫نبي دعوة تستجاب له‪ ،‬فأريد إن شاء اللتته أن أدخردعتتوتي شتتفاعة‬

‫‪727‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمتتتي يتتوم القيامتتة"‪ .‬وهتتذا إستتناد صتتحيح علتتى شتترطهما‪ ،‬ولتتم‬

‫يخرجوه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا جرير عن عمارة‪ ،‬وهو ابن‬

‫القعقاع‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها‪ ،‬فيستجاب له‪،‬‬

‫فيؤتاها‪ ،‬وإني اختبأت دعوتي شفاعة لمتي يوم القيامة"‪ .‬انفتترد بتته‬

‫مسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن أبي العبتتاس‪ ،‬حتتدثنا أبتتو أويتتس قتتال‪:‬‬

‫قال الزهري‪ :‬أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لكل نبي دعتتوة‪ ،‬وأريتتد إن‬

‫شتتاء اللتته أن أختتتبىء دعتتوتي ليتتوم القيامتتة شتتفاعة لمتتتي"‪.‬‬

‫تفرد به أيضا ً من هتتذا التتوجه‪ ،‬ورواه عبتتد التترزاق عتتن معمتتر‪ ،‬عتتن‬

‫‪728‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الزهتتري وقتتد رواه البختتاري متتن حتتديث شتتعيب بتتن أبتتي حمتتزة‪،‬‬

‫ومسلم من طريق مالك‪ ،‬كلهما عن الزهري به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن عبيد‪ ،‬حدثنا داود الودي‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريترة‪ ،‬عتتن رستتول اللته صتلى اللته عليتته وستلم فتي قتوله‪:‬‬

‫حمتتتتتتتتودًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫مَقامتتتتتتتتا ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرّبتتتتتتتت َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب ْعََثتتتتتتتت َ‬
‫ستتتتتتتتى أ ْ‬
‫"عَ َ‬

‫قتتتتتتال‪ :‬هتتتتتتو المقتتتتتتام التتتتتتذي أشتتتتتتفع لمتتتتتتتي فيتتتتتته‪.‬‬

‫ورواه الترمذي عن أبي كريب‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن داود‪ ،‬وقال‪ :‬حسن‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ،‬حتتدثنا ابتتن جريتتج‪ ،‬حتتدثني العلء بتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن يعقوب‪ ،‬عن أبيدارة مولى عثمان‪ ،‬قال‪" :‬إنا بالبقيع متتع‬

‫أبي هريرة إذ سمعناه يقول‪ :‬أنا أعلم الناس بشتتفاعة محمتتد صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فتدارك الناس عليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إيتته‬

‫يرحمك الله‪ .‬قال‪ :‬يقول رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬اللهتتم‬

‫‪729‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اغفر لكل عبد لقيك‪ ،‬يؤمن بك‪ ،‬ل يشرك بك"‪ .‬تفتّرد بتته أحمتتد متتن‬

‫هذا الوجه‪.‬‬

‫رواية أم حبيبة‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي‪ ،‬أخبرنا أبو‬

‫داود الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الدمي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الكريتتم‬

‫بن الهيثم‪ ،‬حدثنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن أم حبيبة‪ ،‬عتتن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬أرأيتتت متتا تلقتتى أمتتتي‬

‫من بعدي‪ ،‬وسفك بعضهم دماء بعض‪ ،‬سبق ذلك من الله‪ ،‬كما سبق‬

‫في المم قبلهم‪ ،‬فسألت الله أن يوليني منهم شفاعة‪ ،‬ففعل"‪ .‬قال‬

‫البيهقي‪ :‬هذا إسناد صحيح‪.‬‬

‫ذكر شفاعة المؤمنين لهاليهم‬

‫تقدم حديث أبي هريرة‪ ،‬عن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول من يشفع يتتوم القيامتتة‬

‫النبيتتتتتتتتتاء‪ ،‬ثتتتتتتتتتم الشتتتتتتتتتهداء‪ ،‬ثتتتتتتتتتم المؤمنتتتتتتتتتون"‪.‬‬

‫‪730‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواه البزار‪ ،‬وابن ماجة‪ ،‬ولفظه‪" :‬يشفع يوم القيامة ثلثتتة‪ :‬النبيتتاء‪،‬‬

‫ثتتتتتتتتتتتتتتتم العلمتتتتتتتتتتتتتتتاء‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتم الشتتتتتتتتتتتتتتتهداء"‪.‬‬

‫فأما ما أورده القرطبي في التذكرة من طريق أبي عمرو السماك‪،‬‬

‫حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان‪ ،‬أخبرنا على عاصم‪ ،‬حتتدثنا خالتتد‬

‫الخزاعي‪ ،‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن أبتتي الزعتتراء‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫قال ابن مسعود‪" :‬يشفع نبيكم صلى الله عليتته وستتلم رابتتع أربعتة‪:‬‬

‫جبريل‪ ،‬ثم إبراهيم‪ ،‬ثم موسى‪ ،‬أو عيسى ثم نبيكم‪ ،‬ثم الملئكة‪ ،‬ثم‬

‫الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديقون‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهداء"‪.‬‬

‫وقد رواه أبوداود الطيالسي‪ ،‬عن أبي سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبيه بتته‪،‬‬

‫وزاد أبو داود في روايتتته‪" :‬ل يشتتفع بعتتده أكتتبر منتته" وهتتو المقتتام‬

‫مَقامتا ً‬ ‫ك َرب ّت َ‬
‫ن ي َب ْعَث َت َ‬ ‫َ‬
‫ك َ‬ ‫ستتى أ ْ‬
‫المحمود الذي قال الله تعالى فيتته‪" :‬عَ َ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫م ْ‬
‫َ‬

‫فِإنه حديث غريب جدًا‪ ،‬ويحيى بن ستتلمة بتتن كهيتتل ضتتعيف‪ ،‬وفتتي‬

‫ن أبي ستتعيد‪ ،‬مرفوعتتًا‪" :‬إ ِ َ‬


‫ذا‬ ‫الصحيح‪ :‬من طريق عطاء بن يسار‪ ،‬ع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن من الصراط‪ ،‬وراوا أنهم قد َنجوا‪ ،‬فما أنُتتتم ب ِأشتتد ّ‬
‫منو َ‬
‫ص المؤ ِ‬
‫أخل َ‬

‫‪731‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شد ّةَ في الحق‪ ،‬بعدما تبين منهم لربهتتم فتتي ِإختتوانهم التتذين‬
‫منهم ِ‬

‫في النار‪ ،‬يقولون‪ :‬يا ربنا‪ِ :‬إخواننتتا‪ ،‬كتتانوا يصتتلون معنتتا‪ ،‬ويصتتومون‬

‫معنا‪ ،‬ويحجون معنا‪ ،‬ويقرأون معنا‪ ،‬فيقول الله‪ :‬اذهبوا‪ ،‬فمن وجدتم‬

‫في قلبه مثقال ذرة من إيمان فَأخرجوه من النار"‪ .‬قال أبو ستتعيد‪:‬‬

‫ة‬
‫ستتن َ ً‬ ‫ن َتتت ُ‬
‫كح َ‬ ‫مث َْقتتا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ وَإ ِ ْ‬ ‫ه ل َ ي َظ ِْلتت ُ‬
‫م ِ‬ ‫ن الّلتت َ‬
‫اقتترأوا إن شتتئتم‪" .‬إ ِ ّ‬

‫ظيمتتتتتتتًا"‪.‬‬ ‫عْفها ويتتتتتتتؤت متتتتتتتن َلتتتتتتتدن َ‬


‫جتتتتتتترا ً عَ ِ‬
‫هأ ْ‬‫ُْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضتتتتتتتا ِ َ َ‬
‫يُ َ‬

‫قال‪ :‬فيقول الله تعالى‪ :‬شتتفعت الملئكتتة‪ ،‬وشتتفع النتتبيون‪ ،‬وشتتفع‬

‫المؤمنون‪ ،‬ولم يبق إل أرحم الراحميتتن‪ ،‬فيقبتتض قبضتتة متتن النتتار‪،‬‬

‫فيخرج منها قوما ً لم يعملوا خيرا ً قط‪ ،‬قد عادوا حممًا‪ ،‬فيلقيهم فتتي‬

‫نهر في أفواه الجنة‪ ،‬يقتتال لتته‪ :‬نهتتر الحيتتاة‪ ،‬فيخرجتتون كمتتا تختترج‬

‫الحبة في حميل السيل‪ ،‬فيخرجون كاللؤلؤ‪ ،‬فتتي رقتتابهم الختتواتيم‪،‬‬

‫يعرفهم أهل الجنة‪ ،‬فيقولون‪ :‬هؤلء عتقاء الله‪ ،‬أدخلهتتم اللتته الجنتتة‬

‫بغير عمل عملوه‪ ،‬ول خيتتر قتتدموه‪ ،‬ثتتم يقتتول‪ :‬ادخلتتوا الجنتتة‪ ،‬فمتتا‬

‫رأيتمتتوه فهتتو لكتتم‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬ر بنتتا‪ ،‬أي شتتيء أفضتتل متتن هتتذا?‬

‫أعطيتنا ما لم تعط أحدا ً من العالمين‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬عندي أفضل من‬

‫‪732‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هذا‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا‪ :‬أي شيء أفضل من هذا? فيقتتول‪ :‬رضتتائي‪ ،‬فل‬

‫أسخط عليكم أبدًا‪.‬‬

‫يشفع المؤمنون يوم القيامة‪ ،‬إل اللعانين‪ ،‬فل شفاعة‬

‫لهم‬

‫وفي حديث إسماعيل بن رافع‪ ،‬عن محمد بن كعب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكر دختتول الجنتتة‪:‬‬

‫"ثم أقول‪ :‬يا رب شفعني فيمن وقع في النتتار متتن أمتتتي‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫نعم‪ .‬أخرجوا من النار من كان في قلبتته ثلتتثي دينتتار‪ ،‬نصتتف دينتتار‪،‬‬

‫ثلث دينار‪ ،‬ربع دينار حْتى بلغ قيراطين‪ .‬أخرجوا من لم يعمتتل خيتترا ً‬

‫قط‪ .‬قال‪ :‬ثم يؤذن في الشفاعة‪ ،‬فل يبقى أحد إل شفع‪ ،‬إل اللعان‪،‬‬

‫فإنه ل يشفع‪ ،‬حتى إن إبليس ليتطتتاول يتتومئذ فتتي النتتار‪ ،‬رجتتاء أن‬

‫يشفع له‪ ،‬مما يرى من رحمة الله‪ ،‬حتى إذا لتتم يبتتق أحتتد إل شتتفع‪،‬‬

‫قال‪ :‬بقيت أنا أرحم الراحميتتن‪ ،‬فيختترج منهتتا متتا ل يحصتتى عتتدتهم‬

‫غيره‪ ،‬كأنهم الخشب المحترقة‪ ،‬فيطرحون على شط نهر على باب‬

‫الجنة‪ ،‬يقال له نهر الحياة‪ ،‬فينبتون فيه كما تنبت الحبتتة فتتي حميتتل‬
‫‪733‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫السيل" رواه ابن أبي الدنيا‪ ...‬وقتتد قتتال الحتافظ أبتتو يعلتى‪ :‬حتتدثنا‬

‫العباس بن الوليد النرسي‪ ،‬حدثنا يوسف بن خالد‪ ،‬هو السمني‪ ،‬عن‬

‫العمش‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"يعرض أهل النار صفوفًا‪ ،‬فيمر بهم المؤمنتتون‪ ،‬فيتترى الرجتتل متتن‬

‫أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه في الدنيا فيقول‪ :‬يتتا فلن‪:‬‬

‫أما تذكر يتوم استتعنتني علتى حاجتة كتذا? ويقتول‪ :‬أمتا تتذكر يتوم‬

‫أعطيتك قال‪ ،‬أراه قال‪ :‬كذا وكذا‪ ?-‬فيذكر ذلتتك المتتؤمن‪ ،‬فيعرفتته‪،‬‬

‫فيشفع له إلى ربه‪ ،‬فيشفعه فيه" في إسناده ضعف‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله بن نمر‪ ،‬وعلي بن محمتتد‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا لعمش‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس بتتن مالتتك‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يصف النتاس يتوم القيامتة‬

‫صفوفًا‪ ،‬وقال ابن نمير‪ :‬أهل الجنة فيمر الرجل من أهل النار علتتى‬

‫الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ :‬أما تذكر يوم استسقيتني فسقيتك شتتربة?‬

‫قال‪ :‬فيشفع له‪ ،‬ويمر الرجل على الرجتتل‪ ،‬فيقتتول‪ :‬أمتتا تتتذكر يتتوم‬
‫‪734‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ناولتك طهورًا? فيشفع له ويمتتر الرجتتل علتتى الرجتتل فيقتتول‪ :‬أمتتا‬

‫تذكر يوم بعثتني لحاجة كذا وكذا فتتذهبت لتتك? فيشتتفع لتته"‪ .‬ورواه‬

‫الطحتتتتتاوي بلفتتتتتظ آختتتتتر قريتتتتتب متتتتتن هتتتتتذا المعنتتتتتى‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني علي بن عبتتد اللتته بتتن موستتى‪،‬‬

‫حتتدثنا حفتص بتن عمتتر‪ ،‬حتتدثنا حمتاد ابتن ستلمة‪ ،‬عتن ثتابت‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول الرجل‬

‫من أهل الجنة يوم القيامة‪ :‬يا رب‪ :‬إن فلنا ً سقاني شربة متتن متتاء‬

‫في الدنيا‪ ،‬فشفعني فيتته‪ ،‬فيقتتول اللتته‪ .‬اذهتتب فتتأخرجه متتن النتتار‪،‬‬

‫فيتحستتس‪ ،‬يخرجتته منهتتا"‪ .‬وهتتذا مرستتل متتن مرستتلت الحستتن‬

‫الحسان‪.‬‬

‫ومن الحاديث الواردة في شفاعة المؤمنين لهاليهم‬

‫حكى بعضهم عن زبور داود عليه السلم‪ :‬أنتته مكتتتوب فيتته‪ :‬يقتتول‬

‫الله‪" :‬إن عبادي الزاهدين‪ ،‬أقول لهم يوم القيامة‪ :‬عبتتادي‪ :‬إنتتي لتتم‬

‫ي‪ ،‬ولكتتن أردت أن تستتتوفوا نصتتيبكم‬


‫أزوِ عنكم التتدنيا لهتتوانكم علت ّ‬

‫موفورا ً اليوم‪ ،‬فتخللوا الصفوف‪ ،‬فمن أحببتموه في الدنيا‪ ،‬أو قضى‬


‫‪735‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لكم حاجه‪ ،‬أو رد عنكم غيبة‪ ،‬أو أطعمكم لقمة ابتغاء وجهي‪ ،‬وطلب‬

‫مرضتتتتتتتتاتي‪ ،‬فختتتتتتتتذوا بيتتتتتتتتده‪ ،‬وأدخلتتتتتتتتوه الجنتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬والبيهقي‪ :‬من طريق مالك بن مغتتول‪ ،‬عتتن عطيتتة‪،‬‬

‫عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ .‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن‬

‫من أمتي لرجال ً يشفع الرجل منهم في الفئام من الناس‪ ،‬فيدخلون‬

‫الجنة بشفاعته‪ ،‬ويشفع الرجل للقبيلتتة‪ ،‬فيتتدخلون الجنتتة بشتتفاعته‪،‬‬

‫ويشتتفع الرجتتل منهتتم للرجتتل وأهلتته‪ ،‬فيتتدخلون الجنتتة بشتتفاعته"‪.‬‬

‫وروى البزار‪ :‬بسنده‪ ،‬مرفوعًا‪" .‬إن الرجل ليشفع للثنيتتن والثلثتتة"‪.‬‬

‫وله من حديث سفيان الثوري‪ ،‬عتتن آدم بتتن علتتي‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقال للرجتتل‪ :‬قتتم يتتا‬

‫فلن‪ :‬واشتتفع‪ ،‬فيقتتول الرجتتل‪ ،‬فيشتتفع للقبيلتتة‪ ،‬ولهتتل التتبيت‪،‬‬

‫وللرجتتتتتتتتتتتل‪ ،‬والرجليتتتتتتتتتتتن‪ ،‬علتتتتتتتتتتتى قتتتتتتتتتتتدرعمله"‪.‬‬

‫ومن حديث الحسين بن واقد‪ :‬عن أبي غالب‪ ،‬أن أبتتا ثمامتتة حتتدثه‪،‬‬

‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬يدخل الجنة‬

‫بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر‪ ،‬ويشفع الرجل في أهل‬

‫‪736‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بيتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬ويشتتتتتتتتتتتتتفع علتتتتتتتتتتتتتى قتتتتتتتتتتتتتدرعمله"‪.‬‬

‫وروي عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن الحسن بن مكرم‪ ،‬عن يزيتتد بتتن‬

‫هارون‪ ،‬أخبرنا جرير بن عبد الرحمن أو عبد اللتته بتتن أبتتي ميستترة‪،‬‬

‫عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقول‪" :‬ليدخلن الجنتتة بشتتفاعة رجتتل ليتتس مثتتل الحستتين أو مثتتل‬

‫الحسن‪ ،‬مثل ربيعة ومضر‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رستتول اللتته‪ ،‬ومتتا ربيعتتة‬

‫متتتتتتن مضتتتتتتر? قتتتتتتال‪ :‬إنمتتتتتتا أقتتتتتتول متتتتتتا أقتتتتتتول"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬أخبرنا خالد الحتتذاء‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫عن عبد الله بن شقيق‪ ،‬قال‪ :‬جلست إلى رهط أنتتا رابعهتتم بإيليتتاء‪،‬‬

‫فقال أحدهم‪ :‬سمعت رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم يقتول‪:‬‬

‫"ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكتتثر متتن بنتتي تميتتم‪ ،‬قلنتتا‪:‬‬

‫ستتتتتتتواك يتتتتتتتا رستتتتتتتول اللتتتتتتته?‪ :‬قتتتتتتتال‪ :‬ستتتتتتتواي"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬أنت سمعته? قال‪ :‬نعم‪ ،‬فلما قام‪ ،‬قلت‪ :‬من هذا?‪ :‬قالوا ابتتن‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدعاء‪.‬‬

‫ثم رواه أحمد‪ :‬عن غندر عن شعبة‪ ،‬وعن عفان‪ ،‬عن وهتتب‪ ،‬كلهمتتا‬

‫‪737‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن خالد الحذاء‪ ،‬به ونحوه‪ .‬ورواه أبو عمر بن السماك‪ ،‬عتتن يحيتتى‬

‫بن جعفتتر‪ ،‬عتتن ستتنان‪ ،‬عتتن جريتتر بتتن عثمتتان‪ ،‬عتتن عبتتد اللته بتتن‬

‫ميسرة‪ ،‬وحبيب بن عدي الرحبي‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يدخل بشفاعة رجتتل متتن أمتتتي الجنتتة‬

‫مثتتتتتتتتتتل أحتتتتتتتتتتد الحييتتتتتتتتتتن‪ ،‬ربيعتتتتتتتتتتة ومضتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫قيل يا رسول الله‪ :‬وما ربيعة ومضر? قال‪" :‬إنما أقتتول متتا أقتتول"‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان الصحابة يرون أنذلك الرجل هو عثمان بن عفتتان رضتتي‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال محمد بن يوسف الفريابي‪ :‬حدثنا ستتفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن خالتتد‬

‫الحذاء عن عبد الله بن شقيق العقيلي‪ ،‬فقال‪ :‬جلست إلى نفر متتن‬

‫أصتتحاب النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم فيهتتم عبتتد اللتته بتتن أبتتي‬

‫الجدعاء‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫"ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميتتم"‪ .‬قتتالوا‪:‬‬

‫سواك يا رسول الله? قال‪ :‬سواي‪ ،‬قال الفريابي‪ :‬يقال إنتته عثمتتان‬

‫بتتتتتتتتتتتتن عفتتتتتتتتتتتتان رضتتتتتتتتتتتتي اللتتتتتتتتتتتته عنتتتتتتتتتتتته‪...‬‬

‫‪738‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وغيرهم‪ :‬متتن طتترق متعتتددة‪،‬‬

‫عن خالد الحذاء‪ ،‬به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وليس لبن أبتتي‬

‫الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدعاء حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديث ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتواه‪.‬‬

‫وله من حديث أبي معاوية‪ ،‬عن داود بن أبي هند‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن‬

‫قيس السدي‪ ،‬عن الحارث بن قيس‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكتتثر متتن‬

‫ربيعة ومضر‪ ،‬وإن متتن أمتتتي متتن ستتيعظم للنتتار حتتتى يكتتون أحتتد‬

‫زواياها" وكذا رواه أحمد وابن ماجة‪ ،‬من غير وجه عن داود بن أبتتي‬

‫هند‪ ،‬وفي لفظ لحمد‪" :‬إن من أمتي لمتن يشتتفع لكتتثر متن ربيعتة‬

‫ومضر‪ ،‬وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركنا ً من أركانها"‪.‬‬

‫وروى البيهقي من حديث أبي بكر بتتن عيتتاش‪ ،‬عتتن الحستتن‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يتتدخل بشتتفاعة رجتتل متتن‬

‫أمتي أكثر متتن ربيعتتة ومضتتر‪ ،‬قتتال هشتتام‪ :‬أختتبرني حوشتتب‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن‪ :‬أنه أويس القرني‪ ،‬قال أبو بكر بن عياش‪ :‬قلت لرجل متتن‬

‫قومه‪ :‬أويس بأي شيء يبلغ هذا? قال‪ :‬فضل الله يؤتيه من يشتتاء"‪.‬‬

‫‪739‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا سعيد بن زيد‪ ،‬حدثنا ستتليمان‬


‫وقال ا ِ‬

‫العصري‪ ،‬حدثني عقبة بن صهبان‪ ،‬سمعت أبا بكرة‪ ،‬عن النبي صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬يحصتتل النتتاس علتتى الصتتراط يتتوم القيامتتة‬

‫فتتقادع الناس بهم جنبتا الصراط‪ ،‬تقتتادع الفتتراش فتتي النتتار‪ ،‬قتتال‬

‫فينجي الله تبارك وتعالى برحمته من يشاء قال‪ :‬ثم يؤذن للملئكة‪،‬‬

‫والنبيين‪ ،‬والشتتهداء أن يشتتفعوا‪ ،‬فيشتتفعون ويخرجتتون ويشتتفعون‪،‬‬

‫ويخرجون وزاد عفان مرة أخرى فقتتال‪ :‬ويشتتفعون ويخرجتتون متتن‬

‫كتتتتتتان فتتتتتتي قلبتتتتتته متتتتتتا يتتتتتتزن ذرة متتتتتتن إيمتتتتتتان"‪.‬‬

‫وقال البيهقي‪ :‬حدثنا أبو عبد الله الحافظ أبو سعيد بن أبتتي عمتترو‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبو العباس‪ ،‬محمد بن يعقتتوب‪ ،‬حتتدثنا الخضتتر بتتن أبتتان‪،‬‬

‫حدثنا سيار‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬يعني ابن سليمان‪ ،‬حدثنا أبو طلل‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬حتتدثنا‪ ،‬رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"سلك رجلن مفازة‪ ،‬أحدهما عابد‪ ،‬والخر به رهتتق‪ ،‬رفتتع التتذي بتته‬

‫رهق إداوة فيها ماء‪ ،‬وليس مع العابد متتاء‪ ،‬فعطتتش العابتتد‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫أي فلن‪ ،‬اسقني فهو ذا أموت‪ ،‬فقال‪ :‬إنما معتتي إداوة‪ ،‬ونحتتن فتتي‬

‫‪740‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مفازة‪ ،‬فإن سقيتك هلكت‪ ،‬فسلكا‪ ،‬ثم إن العابد اشتتد بته العطتش‬

‫فقال‪ :‬أي فلن‪ ،‬اسقني فهو ذا أموت فقال‪ :‬إنما معتتي إداوة ونحتتن‬

‫في مفازة‪ ،‬فإن سقيتك هلكت‪ ،‬فسلكا‪ ،‬ثم إن العابد سقط‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫أي فلن اسقني فهو ذا أموت‪ ،‬قتتال التتذي بتته رهتتق‪ ،‬واللتته إن هتتذا‬

‫العبد الصالح يموت ضياعًا‪ ،‬ل يبلني عند الله أبدًا‪ ،‬فتتر ّ‬
‫ش عليتته متتن‬

‫الماء وستتقاه‪ ،‬ثتتم ستتلكا إلتتى المفتتازة‪ ،‬فقطعاهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬فيوقفتتان‬

‫للحساب يوم القيامة‪ ،‬فيؤمر بالعابتتد إلتتى الجنتتة‪ ،‬ويتتؤمر بالتتذي بتته‬

‫رهق إلى النار‪ ،‬قال فيعرف الذي به رهق العابتتد‪ ،‬ول يعتترف العابتتد‬

‫الذي به رهق‪ ،‬فيناديه‪ :‬أي فلن‪ ،‬أنا التتذي آثرتتتك علتتى نفستي يتوم‬

‫المفازة‪ ،‬وقد أمر بي الى النار‪ ،‬فاشفع إلى ربتتك‪ ،‬فيقتتول‪ :‬أي رب‪،‬‬

‫إنه قد آثرني على نفسه‪ ،‬أي رب هبه لي اليوم‪ ،‬فيوهب له‪ ،‬فيأخذه‬

‫بيده فينطلق به إلى الجنة‪ ،‬زاد فيه‪ :‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ ،‬لشد ما غرتتتك‬

‫نعمة ربي عز وجل‪ .‬ثم قال البيهقي‪ :‬هذا السناد وإن كان غير قوي‬

‫فله شاهد من حديث أنس بن مالك‪ ،‬حدثنا أبو سعيد الزاهتتد‪ ،‬إملء‪،‬‬

‫حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بتتن منصتتور‪ ،‬حتتدثنا‬

‫‪741‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي‪ ،‬حدثنا محمد بن‬

‫أبي بكر المقدمي‪ ،‬حدثنا علي بن أبي سارة‪ ،‬عن ثابت البناني‪ ،‬عتتن‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬عن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أن رجل ً‬

‫من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على النار‪ ،‬فيناديه رجل من أهل‬

‫النار‪ ،‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ ،‬هل تعرفني‪ ،‬فيقول‪ :‬ل‪ ،‬والله ما أعرفك‪ ،‬من‬

‫أنت? فيقول‪ :‬أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربة متتن‬

‫ماء فسقيتك‪ ،‬قال‪ :‬قد عرفت‪ ،‬قتتال‪ :‬فاشتتفع بهتتا عنتتد ربتتك‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فيسأل الله عز وجل فيقول إني أشرفت على النتتار فنتتاداني رجتتل‬

‫من أهلها‪ ،‬فقال‪ :‬هل تعرفني? قلت‪ :‬ل والله‪ ،‬ما أعرفك‪ ،‬من أنتتت?‬

‫قال‪ :‬أنا الذي مررت بي فتتي التتدنيا فاستستتقيتني شتتربة متتن متتاء‪.‬‬

‫فسقيتك فاشفع لي عند ربك‪ ،‬فشتتفعني‪ ،‬فيشتتفعه اللتته‪ ،‬فيتتأمر بتته‬

‫فيختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترج متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‪.‬‬

‫أنبأنا أبو طالب طاهر الفقيه‪ ،‬أنبأنا أبو عبد الله الصفار‪ ،‬الصتتبهاني‪،‬‬

‫أبو قبيصة‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بن عمارة‪ ،‬بتتن القعقتتاع الضتتبي‪،‬‬

‫الصبهاني البغدادي‪ ،‬حدثنا أحمد بن عمتران الحبشتتي‪ ،‬ستتمعت أبتا‬

‫‪742‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بكر بن عياش يحدث صالحا ً الخزاز‪ ،‬عن سليمان التيمي‪ ،‬عن أنتتس‬

‫بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجمتتع اللتته‬

‫أهل الجنة صفوفًا‪ ،‬وأهل النار صفوفًا‪ ،‬فينظتتر الرجتتل متتن صتتفوف‬

‫أهل النار إلى رجل من صتتفوف أهتتل الجنتتة‪ ،‬فيقتتول‪ :‬يتتا فلن‪ :‬أمتتا‬

‫تذكر يوم اصطنعت إليك في الدنيا معروفًا? فيقول‪ :‬يتتا رب إن هتتذا‬

‫ي معروفًا‪ ،‬فيقال‪ :‬خذ بيتتده‪ ،‬وأدخلتته الجنتتة"‪ ،‬قتتال أنتتس‪:‬‬


‫اصطنع إل ّ‬

‫أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتوله‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫وكذا رواه الصتتنعاني‪ ،‬عتتن أحمتتد بتتن عمتتران‪ ،‬تف تّرد بتته أحمتتد بتتن‬

‫عمران‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫حديث فيه شفاعة العمال لصاحبها‬

‫قال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬عن حيي‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد الرحمن الحبلي‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬إن الصيام‪،‬‬
‫والقرآن ليشفعان للعبد‪ ،‬يقول الصيام‪ :‬رب منعته الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬والشهوات بالنهار‪ ،‬فشفعني فيه‪ ،‬ويقول القرآن‪ :‬منعته‬
‫النوم بالليل فشفعني فيه‪.‬‬
‫وروى نعيم بن حماد‪ ،‬عن إبراهيم بن الحكم بن أبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ي‬
‫أبي قلبة‪ ،‬قال‪ :‬إن ابن أخي يتعاطى الشراب‪ ،‬فمرض‪ ،‬فبعث إل ّ‬
‫ليل ً أن ألحق بي فأتيته‪ ،‬فرأيت أسودين قد دنيا منه‪ ،‬فقلت‪ :‬إنا لله‬
‫هلك ابن أخي‪ ،‬فاطلع أبيضان من الكوة التي في البيت‪ ،‬فقال‬
‫‪743‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحدهما لصاحبه‪ :‬أنزل إليه‪ ،‬فلما نزل تنحى عنه السودان‪ ،‬فشم‬
‫فاه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أرى فيها ذكرًا‪ .‬ثم شم بطنه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أرى فيها‬
‫صيامًا‪ ،‬ثم شم رجليه فقال‪ :‬ما أرى فيهما صلة فقال له صاحبه‪ :‬إنا‬
‫لله وإنا إليه راجعون‪ .‬رجل من أمة محمد ليس له من الخير شيء‪.‬‬
‫ويحك‪ ،‬عد فانظر‪ ،‬فعاد فلم يجد شيئًا‪ ،‬فنزل الخر‪ ،‬فشم‪ ،‬فلم يجد‬
‫شيئًا‪ ،‬ثم عاد فإذا في طرفي لسانه تكبيرة في سبيل الله‪ ،‬قالها‬
‫ابتغاء وجه الله بأنطاكية‪ ،‬فقبضوا روحه‪ ،‬فشموا في البيت رائحة‬
‫المسك وشهد الناس جنازته‪ ،‬حديث غريب جدًا‪.‬‬
‫قال العلمة أبو محمد القرطبي في التذكرة‪ :‬وخرج أبو القاسم‬
‫إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬بن محمد الختلي في كتاب الديباج له‪ ،‬حدثنا‬
‫أحمد بن أبي الحارث‪ ،‬حدثنا عبد المجيد بن أبي داود‪ ،‬عن معمر بن‬
‫راشد‪ ،‬عن الحكم بن أبان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله‪" :‬إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أخرج‬
‫كتابا ً من تحت العرش‪ :‬إن رحمتي سبقت غضبي‪ ،‬وأنا أرحم‬
‫الراحمين قال‪ :‬فيخرج من أهل النار مثل أهل الجنة‪ ،‬أو قال‪ :‬مثلي‬
‫أهل الجنة‪ ،‬قال‪ :‬ظني أنه قال‪ :‬مثل أهل الجنة‪ ،‬مكتوب بين‬
‫أعينهم‪ :‬عتقاء الله"‪.‬‬
‫وروى الترمذي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعًا‪ :‬يقول الله تعالى‪ :‬أخرجوا من‬
‫النار من ذكرني يومًا‪ ،‬أو خافني في مقام‪ ،‬وقال‪ :‬حسن غريب‪.‬‬
‫وله عن أبي هريرة‪ :‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"إن رجلين ممن دختتل النتتار اشتتتد صتتياحهما‪ ،‬فقتتال التترب تعتتالى‪:‬‬

‫أخرجوهما‪ ،‬فلما أخرجا قال لهما‪ :‬لي شيء اشتد صياحكما? فقال‪:‬‬

‫فعلنتتا ذلتتك لترحمنتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬إن رحمتتتي لكمتتا أن تنطلقتتا‪ ،‬فتلقيتتا‬

‫أنفسكما حيث كنتمتتا متتن النتتار‪ ،‬فينطلقتتان فيلقتتي أحتتدهما نفستته‬

‫فيجعلها عليه بردا ً وسلمًا‪ ،‬ويقتتوم الختتر‪ ،‬فل يلقتتي نفستته‪ ،‬فيقتتول‬

‫‪744‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫التترب تعتتالى‪" :‬متتا منعتتك أن تلقتتي بنفستتك‪ ،‬كمتتا ألقتتى صتتاحبك?‬

‫فيقول‪ :‬رب إني لرجتتو أن ل تعيتتدني فيهتتا بعتتد متتا أخرجتنتتي منهتتا‬

‫فيقول الرب‪ :‬لك رجاؤك‪ ،‬فيدخلن الجنة جميعا ً برحمة الله"‪ .‬وفتتي‬

‫إسناده ضتتعف لحتتال رشتتدين بتتن ستتعد‪ ،‬عتتن ابتتن أبتتي نعتتم وهمتتا‬

‫ضتتعيفان‪ ،‬ولكتتن يغتفتتر روايتتة هتتذا فتتي هتتذا البتتاب متتن التتترغيب‬

‫والتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترهيب‪ .‬واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬حدثنا أبو هانىء‬

‫الخولني‪ ،‬عن عمرو بن مالك الخشني‪ :‬أن فضالة بن عبود‪ ،‬وعبادة‬

‫الصامت حدثاه‪ :‬أن رسول اللته صتلى اللته عليته وستلم قتال‪" :‬إذا‬

‫كان يوم القيامة‪ ،‬وفرغ الله من قضاء الخلق فيبقى رجلن‪ ،‬فيتتؤمر‬

‫بهما إلتتى النتتار‪ ،‬فيلتفتتت أحتتدهما‪ ،‬فيقتتول الجبتتار‪ :‬ردوه‪ ،‬فيردونتته‪،‬‬

‫فيقول له‪ :‬لم التفت? فيقول‪ :‬كنت أرجو أن تدخلني الجنتتة‪ ،‬فيتتؤمر‬

‫به إلى الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬لقد أعطاني ربي حتى لو أنتتي أطعمتتت أهتتل‬

‫الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئًا‪ ،‬وكتتان رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه"‪.‬‬

‫‪745‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫أصحاب العراف‬

‫ن ك ُل ّ‬
‫ل ي َعْرُِفو َ‬
‫جا ٌ‬ ‫ب وَعََلى ال َعَْرا ِ‬
‫ف رِ َ‬ ‫جا ٌ‬
‫ح َ‬
‫ما ِ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وَ ب َي ْن َهُ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ها َوه ت ْ‬
‫خلو َ‬ ‫م ل َت ْ‬
‫م ي َتد ْ ُ‬ ‫م عَل َْيك ت ْ‬
‫س تل َ ٌ‬
‫ن َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫جن ّةِ أ ْ‬ ‫حا َ‬
‫ص َ‬
‫م وََنادْوا أ ْ‬
‫سيماهُ ْ‬
‫بِ ِ‬

‫ب الّنتارِ َقتاُلوا َرب َّنتا ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫حا ِ‬ ‫م ت ِل َْقتاء أ ْ‬
‫صت َ‬ ‫صتاره ْ‬ ‫صرفَ ْ‬
‫ت أب ْ َ‬ ‫ن‪ ،‬وَإ ِ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫ي َط ْ َ‬
‫مُعو َ‬

‫وم الظ ّتتتتتتتتتتتتتتاِلمين"‪.‬‬


‫متتتتتتتتتتتتتتعَ ال َْقتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫جعَل ْن َتتتتتتتتتتتتتتا َ‬
‫تَ ْ‬

‫قال ابتتن عبتتاس وغيتتره‪ :‬العتتراف ستتور بيتتن الجنتتة والنتتار‪ :‬وقتتال‬

‫العتبي‪ :‬عن صلة بن زفر‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪" :‬أصحاب العراف‪ ،‬قوم‬

‫تجاوزت بهم حسناتهم النتتار‪ ،‬وقصتترت بهتتم ستتيئاتهم عتتن الجنتتة"‪.‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫ب الن ّتتارِ قَتتاُلوا َرب َّنتا ل َتجعَل ْن َتتا َ‬
‫مت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫م ت ِل َْقاَء أ ْ‬
‫ص َ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫صرِفَ ْ‬
‫ت أب ْ َ‬ ‫"وإ ِ َ‬
‫ذا ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫وم ال ّ‬
‫ظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ِ ِ‬ ‫ال َْقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫فبينما هم كذلك إذا طلع عليهم ربك‪ ،‬فقال‪ :‬قومتتوا فتتادخلوا الجنتتة‪،‬‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتإني قتتتتتتتتتتتتتتتتد غفتتتتتتتتتتتتتتتترت لكتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬من وجه آخر‪ ،‬عتتن الشتتعبي‪ ،‬عتتن حذيفتتة‪ ،‬مرفوعتا ً‬

‫وفيه نظر‪ .‬وقال ستتفيان الثتتوري‪ :‬عتتن حتتبيب بتتن أبتتي ثتتابت‪ ،‬عتتن‬
‫‪746‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث بن نوفل‪ ،‬قال‪" :‬أصحاب العتتراف‬

‫رجال تستوي حسناتهم وسيئاتهم‪ ،‬فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر‬

‫الحياة‪ -‬تربته ورس وزعفتتران‪ ،‬وحافتتتاه‪ ،‬قصتتب متتن ذهتتب‪ ،‬مكلتتل‬

‫بتتاللؤلؤ فيغتستتلون منتته‪ ،‬فتبتتدو فتتي نحتتورهم شتتامة بيضتتاء‪ ،‬ثتتم‬

‫يغتسلون‪ ،‬فيزدادون بياضًا‪ ،‬ثم يقال لهم‪ :‬تمنوا متتا شتتئتم‪ ،‬فيتمنتتون‬

‫ما شاءوا‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬لكم ما تمنيتم وأضعافه سبعين مرة‪ ،‬فتتأولئك‬

‫مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكين الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقتتد وردت أحتتاديث فيهتتا غرابتتة‪ ،‬فتتي شتتأن أصتتحاب العتتراف‪،‬‬

‫وصفاتهم‪ ،‬تركناها لضعفها‪.‬‬

‫جَنة‬
‫خل ال َ‬ ‫ر َ‬
‫في َدْ ُ‬ ‫من الّنا ِ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ْ‬
‫من ي َ ْ‬
‫ذكر أول َ‬

‫ثبت في صحيح مسلم‪ :‬من حتتديث الزهتتري‪ ،‬عتتن عطتتاء بتتن يزيتتد‬

‫الليثي أن أبا هريرة أخبره‪ :‬أن أناسا ً قالوا لرسول اللتته‪ :‬يتتا رستتول‬

‫الله هل نرى ربنا يوم القيامة? فقال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬هل تضارون في القمر ليلة البدر? قالوا‪ :‬ل يا رسول اللتته‪،‬‬

‫قال‪ :‬هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب? قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قتتال‪:‬‬
‫‪747‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فإنكم ترونه كذلك‪ ،‬يجمع الله الناس يوم القيامة‪ ،‬فيقول‪ :‬من كتتان‬

‫يعبد شيئًا‪ ،‬فيتبع من كان يعبتتد الشتتمس الشتتمس‪ ،‬ويتبتتع متتن كتتان‬

‫يعبد القمر القمر‪ ،‬ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت‪ ،‬وتبقتتى‬

‫هذه المة‪ ،‬فيها منافقوها‪ ،‬فيأتيهم الله في صورة غير صتتورته التتتي‬

‫يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ر بكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بالله منتتك‪ ،‬هتتذا مكاننتتا‪،‬‬

‫حتى يأتينا ربنا‪ .‬فإذا جاء ربنا عرفناه‪ ،‬فيأتيهم الله في صتتورته التتتي‬

‫يعرفون فيقول‪ :‬أنا ر بكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت ر بنتا‪ ،‬فيتبعتونه‪ ،‬ويضترب‬

‫الصراط بين ظهراني جهنم‪ ،‬فأكون أنتتا وأمتتتي أول متتن نجتتتاز‪ ،‬ول‬

‫يتكلم يومئذ إل الرستتل‪ ،‬ودعتتاء الرستتل يتتومئذ‪ :‬اللهتتم ستلم ستلم‪.‬‬

‫وفي جهنم كلليب مثل شوك السعدان‪ ،‬هل رأيتم السعدان? قالوا‪:‬‬

‫نعم يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬فإنها مثل شوك السعدان‪ ،‬غير أنه ل يعلتتم‬

‫قدر عظمها إل الله‪ ،‬تخطف الناس بأعمالهم‪ ،‬فمنهم الموبق بعمله‪،‬‬

‫ومنهم المجازي‪ ،‬حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العبتتاد‪ ،‬وأراد أن‬

‫يخرج برحمته من أراد من أهل النار يأمر الملئكتتة أن يخرجتتوا متتن‬

‫النار من كان ل يشرك بالله شيئًا‪ ،‬ممن أراد الله أن يرحمتته‪ ،‬ممتتن‬

‫‪748‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقول ل إله إل الله‪ ،‬فيعرفونهم في النار‪ ،‬يعرفتتونهم بتتأثر الستتجود‪،‬‬

‫تأكل النار من ابتتن آدم إل أثتتر الستتجود‪ ،‬فيخرجتتون متتن النتتار‪ ،‬قتتد‬

‫امتحشوا‪ ،‬فيصب عليهم متتن متتاء الحيتتاة‪ ،‬فينبتتتون منتته كمتتا تنبتتت‬

‫الحبة في حميل السيل‪ ،‬ويفرغ الله من القضاء بيتتن العبتتاد‪ ،‬ويبقتتى‬

‫رجل مقبل بوجهه علتتى النتتار‪ ،‬وهتتو آختتر أهتتل النتتار دختتول ً الجنتتة‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬اصرف وجهي عن النتتار‪ ،‬فتتإنه قتتد مستتني ريحهتتا‪،‬‬

‫وأحرقني ذكاؤها‪ ،‬فيدعو الله ما شاء أن يدعوه‪ ،‬ثم يقول اللتته‪ :‬هتتل‬

‫عسيت إن أعطيت ذلك‪ ،‬أن تسألني غيره? فيقول‪ :‬ل أسألك غيره‪،‬‬

‫ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء‪ ،‬فيصتترف وجهتته عتتن النتتار‪،‬‬

‫فإذا أقبل على الجنتة‪ ،‬ورآهتتا‪ ،‬ستكت متا شتاء اللته أن يستكت ثتتم‬

‫يقتتول‪ :‬أي رب‪ :‬قتتدمني إلتتى بتتاب الجنتتة‪ ،‬فيقتتول اللتته‪ :‬أليتتس قتتد‬

‫أعطيت عهودك ومواثيقك‪ ،‬ل تسألني شيئا ً غير الذي أعطيت? ويلك‬

‫يا ابن آدم‪ :‬ما أغدرك? فيقتتول‪ :‬أي رب‪ ،‬ويتتدعو اللتته‪ ،‬حتتتى يقتتول‪:‬‬

‫فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره? فيقول‪ :‬ل وعزتتتك‪،‬‬

‫ويعطي ربه ما شاء من عهتود ومواثيتق‪ ،‬فيقتدمه إلتتى بتاب الجنتة‪،‬‬

‫‪749‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فإذا قام على باب الجنة‪ ،‬انفهقت له الجنة‪ ،‬فرأى ما فيها من الخير‬

‫والستترور‪ ،‬فيستتكت متتا شتتاء اللتته أن يستتكت‪ ،‬ثتتم يقتتول‪ :‬أي رب‪:‬‬

‫أدخلنتتي الجنتتة‪ ،‬فيقتتول اللتته تعتتالى‪ :‬أليتتس قتتد أعطيتتت عهتتودك‬

‫ومواثيقتتك‪ ،‬أن ل تستتأل غيتتر متتا أعطيتتت? ويحتتك يتتا ابتتن آدم? متتا‬

‫أغدرك? فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬ل أكون أشقى خلقك‪ ،‬فل يزال يدعو الله‪،‬‬

‫حتى يضحك الله منه‪ ،‬ثم يقتتول لتته‪ :‬ادختتل الجنتتة‪ ،‬فيتتدخلها فيقتتول‬

‫الله‪ :‬تمنه‪ ،‬فيسأل الله ويتمنى‪ .‬حتى إن الله ليذكره‪ ،‬من كذا وكذا‪،‬‬

‫حتى إذا انقطعتتت بتته المتتاني‪ ،‬قتتال اللتته‪ ،‬لتتك ذلتتك ومثلتته معتته"‪.‬‬

‫قال عطاء بن يزيد‪ :‬وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة‪ ،‬ل يتترد عليتته‬

‫شيئا ً من حديثه‪ ،‬حتى إذا قال أبو هريرة‪ :‬إن الله قال لذلك الرجتتل‪:‬‬

‫ومثله معه‪ .‬قال أبو سعيد‪ :‬وعشرة أمثاله معه يا أبتتا هريتترة‪ ،‬فقتتال‬

‫أبو هريرة‪ :‬ما حفظت إل قوله‪ :‬لك ذلك مثله معه‪ ،‬فقال أبو ستتعيد‪:‬‬

‫أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتول‪ :‬لتتك‬

‫ذلك وعشرة أمثاله‪ ،‬قال أبو هريرة‪ :‬وذلك الرجتتل آختتر أهتتل الجنتتة‬

‫دختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ً‬
‫ل"‪.‬‬

‫‪750‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هذا لفظ مسلم‪ ،‬من طريق عبد الرزاق عن معمر‪ ،‬عن همتتام‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬ثم أورد الحديث من رواية عطاء بن يسار‪ ،‬وغيره‪ :‬عتتن‬

‫أبي سعيد‪ ،‬فساقه بطوله نحتتوه‪ ،‬وفيتته‪" :‬إنته يعطتتى ذلتتك وعشتترة‬

‫أمثاله" وفي بعض سياقاته‪" :‬أنه ينتقل من النار إلى باب الجنة فتتي‬

‫ثلث مراحل‪ ،‬كل مرحلة يجلس تحت شجرة كل واحدة هي أحسن‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتن أختهتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتي قبلهتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه مسلم أيضًا‪ :‬من حديث ابتتن مستتعود وفيتته‪" :‬وعشتترة‬

‫أمثتتاله" كمتتا حفظتته أبتتو ستتعيد‪ ،‬واللتته ستتبحانه أعظتتم وأكتترم‪.‬‬

‫وكذا رواه البخاري‪ :‬عن ابن مسعود‪ ،‬وفيه‪" :‬وعشرة أمثاله" فقال‪:‬‬

‫حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن منصتتور‪ ،‬عتتن إبراهيتتم‪،‬‬

‫عن عبيدة‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"إني لعلم آخر أهتتل النتتار خروجتا ً منهتتا‪ ،‬وآختتر أهتتل الجنتتة دختتول ً‬

‫الجنة‪ ،‬رجل يخرج من النتتار حبتتوًا‪ ،‬فيقتتول اللتته لتته‪ :‬اذهتتب فادختتل‬

‫الجنه‪ ،‬فيأتيها‪ ،‬فيخيل إليه أنها ملى‪ ،‬فيرجع‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب وجتتدتها‬

‫ملى‪ ،‬فيقول‪ :‬اذهب فادخل الجنتتة‪ ،‬فتتإن لتتك مثتتل التتدنيا‪ ،‬وعشتترة‬

‫‪751‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أمثالها‪ ،‬أو إن لك مثل عشتترة أمثتتال التتدنيا‪ -‬فيقتتول‪ :‬تستتخربي‪ -‬أو‬

‫تضحك مني‪ -‬وأنت الملك? فلقد رأيت رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال‪ :‬ذلك أدنتتى أهتتل الجنتتة‬

‫منزلة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫روى الدارقطني في كتابه‪ :‬الرواة عن مالك‪ ،‬والخطيب البغدادي‪،‬‬


‫من طريق غريبة‪ ،‬عن عبد الملك بن الحكم‪ ،‬حدثنا مالك‪ ،‬عن نافع‪،‬‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن‬
‫آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة‪ ،‬يقال له جهينة‪ ،‬فيقول أهل‬
‫الجنة‪ .‬عند جهينة الخبر اليقين‪ ،‬سلوه‪ :‬هل بقي من الخلئق أحد"?‬
‫لمام مالك‪ ،‬لجهالة رواته عنه‪،‬‬‫وهذا الحديث ل تصح نسبته إلى ا ِ‬
‫ولو كان محفوظا ً عنه من حديثه لكان في كتبه المشهورة عنه‪،‬‬
‫كالموطإ ِ وغيره مما رواه عنه الثقات‪ .‬والعجيب أن أبا عبد الله‬
‫القرطبي ذكره في التذكرة‪ ،‬وجزم به‪ ،‬فقال‪ :‬قال ابن عمر‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬آخر من يدخل الجنة رجل من‬
‫جهينة‪ ،‬يقال له جهينة‪ ،‬فيقول أهل الجنة‪ :‬وعند جهينة الخبر اليقين‪.‬‬
‫وكذلك ذكره السهيلي‪ ،‬ولم يضعفه‪ ،‬وحكى عن السهيل قول آخر‪:‬‬
‫أن اسمه هناد فالله أعلم إلى هنا‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا محمد بن مسعود بن نمير‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن‬
‫المعرور بن سويد‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إني لعلم آخر أهل الجنة دخول ً الجنة‪ ،‬وآخر أهل‬
‫النار خروجا ً منها‪ ،‬رجل يؤتى به يوم القيامة‪ ،‬فيقال له‪ :‬عملت يوم‬
‫كذا‪ ،‬كذا وكذا‪ .‬وعملت يوم كذا‪ ،‬كذا وكذا‪ .‬فيقول‪ :‬نعم ل يستطيع‬
‫أن ينكر‪ ،‬وهومشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه‪ ،‬فيقال له‪ :‬إن‬
‫‪752‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لك مكان كل سيئة حسنة‪ .‬فيقول‪ :‬رب‪ :‬عملت أشياء ل أرها هاهنا‪،‬‬
‫فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك‪ ،‬حتى بدت‬
‫نواجذه "‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى المزكي‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫حدثني أبو يحيى الكلعي‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن آخر رجل يدخل الجنة‪ ،‬رجل يتقلب‬
‫على ظهر الصراط ظهرا ً لبطن‪ ،‬كالغلم يضربه أبوه‪ ،‬وهو يفر منه‪،‬‬
‫يعجز عنه عمله أن يسعى‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬بلغ بي الجنة‪ ،‬ونجني‬
‫من النار‪ ،‬فيوحي الله إليه‪ :‬عبدي إن أنا نجيتك من النار‪ ،‬وأدخلتك‬
‫الجنة‪ ،‬أتعترف لي بذنوبك‪ ،‬وخطاياك? فيقول العبد‪ :‬نعم يا رب‪:‬‬
‫وعزتك إن نجيتني من النار لعترف لك بذنوبي وخطاياي‪ ،‬فيجوز‬
‫الجسر‪ ،‬ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه‪ :‬لئن اعترفت له بذنوبي‬
‫وخطاياي‪ ،‬ليردني إلى النار‪ ،‬فيوحي الله إليه‪ :‬عبدي‪ :‬اعترف‬
‫بذنوبك‪ ،‬وخطاياك‪ ،‬أغفرها لك‪ ،‬وأدخلك الجنة‪ ،‬فيقول العبد‪ :‬ل‬
‫وعزتك وجللك ما أذنبت ذنبا ً قط‪ ،‬ول أخطأت خطيئة قط‪ ،‬فيوحي‬
‫الله إليه‪ ،‬عبدي‪ :‬إن لي عليك بينة‪ ،‬فيلتفت العبد يمينا ً وشمال ً فل‬
‫يرى أحدًا‪ :‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬أرني بينتك‪ ،‬فيستنطق الله جلده‬
‫بالمحقرات‪ ،‬فإذا رأى ذلك العبد‪ ،‬يقول‪ :‬يا رب‪ :‬عندي وعزتك‬
‫العظائم‪ ،‬فيوحي الله إليه‪ :‬عبدي‪ :‬أنا أعرف بها منك‪ ،‬اعترف لي‬
‫بها أغفرها لك‪ ،‬وأدخلك الجنة‪ ،‬فيعترف العبد بذنوبه‪ ،‬فيدخله الجنة‪،‬‬
‫ثم ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هذا أدنى أهل الجنة منزلة‪ ،‬فكيف بالذي فوقه?"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا سلم‪ -:‬يعني ابن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫مسكين‪ -‬عن طلل‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن عبدا ً في جهنم لينادي ألف سنة‪ :‬يا حنان‪ ،‬يا منان‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيقول الله لجبريل‪ :‬اذهب فائتني بعبدي هذا‪ ،‬فينطلق جبريل‪،‬‬
‫فيجد أهل النار مكبين يبكون فيرجع إلى ربه فيخبره‪ ،‬فيقول‪ :‬ائتني‬
‫به‪ ،‬فإنه في مكان كذا وكذا‪ ،‬فيجيء به‪ ،‬فيوقفه على ربه‪ ،‬فيقول‬
‫له‪ :‬يا عبدي‪ ،‬كيف وجدت مكانك ومقيلك? فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬شر‬

‫‪753‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مكان‪ ،‬وشر مقيل‪ ،‬فيقول‪ :‬ردوا عبدي‪ ،‬فيقول‪ :‬ما كنت أرجو إذا‬
‫أخرجتني منها‪ ،‬أن تردني فيها‪ ،‬فيقول الله تعالى‪ :‬دعوا عبدي" ‪.‬‬
‫تفّرد به أحمد‪.‬‬
‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا عفتتان بتتن ستلمة‪ ،‬أخبرنتتا ثتتابت‪ ،‬وأبتتو‬
‫وقتتال ا ِ‬

‫عمران الجوني‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬يخرج أربعة من النار‪ -‬قال أبتتو عمتتران‪ :‬أربعتتة‪ ،‬وقتتال‬

‫ثابت‪ :‬رجلن‪ -‬فيعرضون على الله‪ ،‬ثم يؤمر بهم‪ -‬أو بهما‪ -‬إلى النار‪،‬‬

‫فيلتفت أحدهم‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب قد كنت أرجو إذا أخرجتني منها أن‬

‫ل تعيدني فيها‪ ،‬فينجيه الله منهتتا" ‪ .‬هكتتذا رواه مستتلم‪ :‬متتن حتتديث‬

‫حمتتتتتتتتتتتتتتتتتاد بتتتتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتتتتلمة‪ :‬بتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثني رشيد بن سعيد‪ ،‬حدثني ابن أنعم‬

‫عن أبي عثمان‪ ،‬أنه حدثه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬ن رجلين ممن دختتل النتتار‪ ،‬يشتتتد صتتياحهم‪،‬‬

‫فيقول الرب جل جلله‪ :‬أخرجوهمتتا‪ ،‬فيخرجتتان‪ ،‬فيقتتول اللتته لهمتتا‪:‬‬

‫لي شيء اشتد صياحكما? فيقولن‪ :‬فعلنا ذلك لترحمنا‪ ،‬فيقول عتتز‬

‫وجل‪ :‬رحمتي لكما بأن تنطلقتتا إليهتتا‪ ،‬فيلقتتي أحتتدهما نفستته فيهتتا‪،‬‬

‫فيجعلها عليه الله بردا ً وسلمًا‪ ،‬أما الخر‪ ،‬فل يلقتتي نفستته‪ ،‬فيقتتول‬

‫‪754‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫له الرب‪ :‬ما منعك أن تلقي نفسك كما فعل صاحبك? فيقتتول‪ :‬رب‪:‬‬

‫إني أرجو أن ل تعيدني فيها بعدما أخرجتني منها‪ :‬فيقول الرب‪ :‬لتتك‬

‫رجتتتاؤك‪ ،‬فيتتتدخلن جميعتتتا ً الجنتتتة‪ ،‬برحمتتتة اللتتته عتتتز وجتتتل"‪.‬‬

‫وذكر بلل بن سعد في خطبته‪" :‬إن الله تعالى إذا أمرهما بتتالرجوع‬

‫إلى النتتار‪ ،‬ينطلتق أحتدهما فتي أغللته‪ ،‬وسلستتله‪ ،‬حتتتى يقتحمهتا‪،‬‬

‫ويتلكأ الخر‪ ،‬فيقول الله للول‪ :‬ما حملك على ما صتتنعت? فيقتتول‪:‬‬

‫إني خررت من وبال معصيتك في العذاب الليم‪ ،‬فلم أكتتن أتعتترض‬

‫لسخطك ثانيًا‪ ،‬وأما الختتر‪ ،‬فيقتتول‪ :‬حستتن ظنتتي بتتك‪ ،‬إذ أخرجتنتتي‬

‫منها أن ل تعيدني إليها‪ ،‬فيرحمهما الله‪ ،‬ويدخلهما الجنة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫إذا خرج أهل المعاصي منها‪ ،‬فلم يبق فيها غير الكافرين‪ ،‬فإنهم ل‬
‫من َْها"‪.‬‬‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خر ُ‬‫م ل َ يُ ْ‬ ‫يموتون فيها ول يحيون‪ ،‬كما قال تعالى‪َ" :‬فال ْي َوْ َ‬
‫ول محيد لهم عنها‪ ،‬بل هم خالدون فيها أبدًا‪ ،‬وهم الذين حبسهم‬
‫ه‬‫ن ي َْعص الل ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫القرآن‪ ،‬وحكم عليهم بالخلود‪ ،‬كما قال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫ما‬‫ذا َرأْوا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ن ِفيَها أَبدا ً " َ‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬‫ه َناَر َ‬ ‫ن لَ ُ‬‫ه فَإ ِ ّ‬‫سول َ ُ‬‫وََر ُ‬
‫ددًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫صرا ً وَأقَ ّ‬
‫ل عَ َ‬ ‫ف َنا ِ‬ ‫ضع َ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫سي َْعل ُ‬‫ن فَ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ُيوعَ ُ‬
‫سِعيرا ً َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفيَها‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَأعًد ّ ل َهُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬‫ن ال َ‬ ‫ه ل َعَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫صيرًا"‪.‬‬ ‫ن َولي ّا ً وَل َ ن َ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫أَبدا ً ل َ ي َ ِ‬
‫ج ُ‬
‫م وَل َ‬ ‫ه ل ِي َغِْفَر ل َهُ ْ‬ ‫كن الل ّ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫موا ل َ ْ‬
‫ن ك ََفُروا وَظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫‪755‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك عََلى‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬‫ن ِفيَها أ ََبدا ً وَ َ‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬


‫م َ‬‫جهَن ّ َ‬
‫ريقَ َ‬ ‫ريقا ً إ ِل ّ ط َ ِ‬ ‫م طَ ِ‬ ‫ل ِي َهْدِي َهُ ْ‬
‫سيرًا"‪.‬‬ ‫الل ّهِ ي َ ِ‬
‫فهذه ثلث آيات‪ ،‬فيهن الحكم عليهم بالخلود أبدًا‪ ،‬ليس لهن رابعة‬
‫ن ِفيَها‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬‫م َ‬ ‫واك ْ‬ ‫مث ْ َ‬
‫ل الّنار َ‬ ‫مثلهن في ذلك‪ ،‬فأما قوله تعالى‪َ" :‬قا َ‬
‫م عَِليم"‪.‬‬ ‫كي ٌ‬‫ح ِ‬ ‫ك َ‬‫ن َرب ّ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫ق‬
‫شِهي ٌ‬ ‫م ِفيَها َزفيٌر وَ َ‬ ‫شُقوا فَِفي الّنارِ ل َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقوله تعالى‪َ" :‬فأ ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬ ‫شاَء َرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬‫ت َوالْر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬‫َ‬
‫د"‪.‬‬
‫ري ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬
‫فّعال ل ِ َ‬
‫فلقد تكلم ابن جرير وغيره من المفسرين على هذه الية بكلم‬
‫طويل‪ ،‬بسطه‪ ،‬وجاءت آثار عن الصحابة غريبة‪ ،‬ووردت أخبار‬
‫عجيبة‪ ،‬وللكلم على ذلك موضع آخر‪ ،‬ليس هذا موطنه‪ ،‬والله أعلم‬
‫وأحكم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن المبارك‬ ‫وقد قال ا ِ‬
‫عمرو بن محمد بن زيد‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا صار أهل الجنة في الجنة‪،‬‬
‫وأهل النار في النار‪ ،‬جيء بالموت حتى يوقف بين الجنة والنار‪ ،‬ثم‬
‫يذبح‪ ،‬ثم ينادي منادي‪ :‬يا أهل الجنة خلود ول موت‪ ،‬ويا أهل النار‬
‫خلود ول موت فازداد أهل الجنة فرحا ً إلى فرحهم‪ ،‬وازداد أهل النار‬
‫حزنا ً على حزنهم" ‪.‬‬
‫وهكذا رواه البخاري‪ :‬عن معاذ بن أسد بن عبد الله بن المبارك‪ ،‬به‪،‬‬
‫مثله‪ ،‬وقال أحمد‪ ،‬حدثنا حسان بن الربيع الموصلي‪ ،‬حدثنا حماد بن‬
‫سلمة‪ ،‬عن عاصم بن بهدلة‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يؤتى بالموت كبشا ً أملح‬
‫فيوقف بين الجنة والنار‪ ،‬فيقول‪ :‬يا أهل الجنة‪ :‬فيشرئبون‬
‫وينظرون‪ ،‬ويقول‪ :‬يا أهل النار‪ ،‬فيشرئبون‪ ،‬وينظرون‪ ،‬ويرون أن‬
‫قد جاء الفرج‪ ،‬فيذبح ويقال‪ :‬خلود ل موت"‪ .‬وهذا إسناد غريب من‬
‫هذا الوجه‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد وابن نمير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬عن‬

‫أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪756‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم‪" :‬يؤتى بالموت يوم القيامة‪ ،‬فيوقف على الصراط‪ ،‬فيقال‪ :‬يا‬

‫أهل الجنة‪ :‬فيطلعون خائفون‪ ،‬وجلين أن يخرجوا من مكانهم التتذي‬

‫هم فيه‪ ،‬فيقال‪ :‬هل تعرفون هذا‪ .‬فيقولون‪ :‬نعم ربنتتا‪ ،‬هتتذا المتتوت‪،‬‬

‫ثم يقال‪ :‬يا أهل النتار‪ :‬فيطلعتون فرحيتن‪ ،‬مستبشترين أن يخرجتوا‬

‫من مكانهم الذي هم فيه‪ ،‬فيقال‪ :‬هل تعرفون هذا? فيقولون‪ :‬نعتتم‪،‬‬

‫هذا الموت‪ ،‬فيتتؤمر بتته فيذبتتح علتتى الصتتراط‪ ،‬ثتتم يقتتال للفريقيتتن‬

‫كليهمتتتتتتتا‪ :‬خلتتتتتتتود فيمتتتتتتتا تجتتتتتتتدون‪ ،‬ل متتتتتتتوت أبتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫إسناده جيد قوي‪ ،‬على شرط الصحيح‪ ،‬ولتتم يخرجتته أحتتد متتن هتتذا‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا بشر بن آدم‪ ،‬حدثنا نافع بن خالد‬

‫الطاحي‪ ،‬حدثنا نوح بن قيس الطاحي‪ ،‬عن أخيه خالد بن قيس‪ ،‬عن‬

‫قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬يتتؤتى‬

‫بالموت يوم القيامة‪ ،‬فيوقف بين الجنة والنار‪ ،‬فيذبح‪ ،‬فيقال‪ :‬يا أهل‬

‫الجنة‪ :‬خلتود ول متوت‪ ،‬ويتتا أهتل النتار‪ :‬خلتتود ول متوت"‪ .‬ثتتم قتتال‬

‫‪757‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫التتتبزار‪ :‬ل نعلمتتته يتتتروى عتتتن أنتتتس‪ ،‬إل متتتن هتتتذا التتتوجه‪.‬‬

‫بسم الّله الرحمن الرحيم‬

‫كتاب صفة َأهل الجنة‬

‫وما فيها من النعيم نسَأل الله عز وجل َأن يدخلنا‬

‫برحمته‬

‫ذكر ما ورد في عدد أبوابها واتساعها وعظمة جناتها‬

‫حَتى إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫مرا ً َ‬ ‫جن ّةِ َز َ‬‫م إ َِلى ال ْ َ‬ ‫وا َرب ّهُ ْ‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫م ط ِب ُْتم‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬
‫سل َ ٌ‬ ‫خَزْنتَها َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ها وَفُت ِ َ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عده وَأوَْرث ََنا الْر َ‬
‫ض‬ ‫صد َقََنا وَ ْ‬‫ذي َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن وََقاُلوا ال ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫َفاد ْ ُ‬
‫شاُء فَن ِع َ‬
‫ن"‪.‬‬‫مِلي َ‬ ‫جُر ال َْعا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن الجن ّةِ َ‬ ‫م َ‬‫ن ََتبوأ ِ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫وا ُ‬ ‫م الب ْ َ‬ ‫ة ل َهُ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫مَفت ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ما‬ ‫م عَل َْيك ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫سل َ ٌ‬ ‫بو َ‬ ‫ل َبا ٍ‬ ‫ن كً ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ة ي َد ْ ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫وقال‪َ" :‬وال ْ َ‬
‫داِر"‪.‬‬ ‫م عًْقَبى ال ّ‬ ‫م فَن ِعْ َ‬ ‫صب َْرت ُ ْ‬
‫َ‬
‫وقد سلف فيما تقدم من الحاديث‪ :‬أن المؤمنين إذا انتهوا إلى باب‬
‫الجنة‪ ،‬وجدوه مغلقًا‪ ،‬فيشفعون إلى الله عز وجل ليفتح لهم‪.‬‬
‫وقد ذكر في حديث الصور‪" :‬أنهم يأتون آدم‪ ،‬ثم نوحًا‪ ،‬ثم إبراهيم‪،‬‬
‫ثم موسى‪ ،‬ثم عيسى‪ ،‬فكل يحيد عن ذلك‪ -‬كما تقدم في الصحاح‪-‬‬
‫ثم يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فيذهب‪ ،‬فيقعقع حلقة‬
‫باب الجنة‪ ،‬فيقول الخازن‪ :‬من? فيقول‪ :‬محمد‪ ،‬فيقول‪ :‬بك أمرت‬
‫أن ل أفتح لحد قبلك‪ ،‬فيدخل فيشفع عند الله في دخول المؤمنون‬
‫دار الكرامة‪ ،‬فيشفعه‪ ،‬فيكون هو أول من يدخل الجنة من النبياء‪،‬‬

‫‪758‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأمته أول من يدخلها من المم"‪.‬‬


‫وثبت في الصحيح‪" :‬أنا أول شافع في الجنة‪ ،‬وأول من يقعقع"‪.‬‬
‫وسيأتي في الحديث أيضًا‪" :‬مفتاح الجنة‪ ،‬ل إله إل الله"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأهل السنن? من رواية عقبة بن‬ ‫وروى ا ِ‬
‫عامر‪ ،‬وغيره‪ :‬عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬ثم‬
‫رفع بصره إلى السماء‪ ،‬فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪ :‬فتحت له أبواب الجنة‬
‫الثمانية‪ ،‬يدخل من أيها شاء"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا بشر بن الفضل‪ ،‬حدثنا عبد‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الرحمن بن إسحاق‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن بالجنة بابا ً يدعى الريان‪،‬‬
‫يدعى إليه الصائمون يوم القيامة‪ ،‬يقال‪ :‬أين الصائمون? فإذا دخلوه‬
‫أغلق‪ ،‬فلم يدخل منه غيرهم"‪.‬‬
‫قال بشر‪ :‬فلقيت أبا حازم‪ ،‬فسألته‪ ،‬فحدثني به‪ ،‬غير أني لحديث‬
‫عبد الرحمن أحفظ وقال الطبراني‪ :‬حدثنا يحيى بن عثمان‪ ،‬حدثنا‬
‫سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن‬
‫سعد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬في الجنة ثمانية‬
‫أبواب‪ ،‬باب منها يسمى الريان‪ ،‬ل يدخله إل الصائمون" وقد رواه‬
‫البخاري‪ :‬عن سعيد بن أبي مريم‪ ،‬به‪.‬‬
‫ورواه أيضا ً مسلم‪ :‬من حديث سليمان بن بلل‪ ،‬عن أبي حازم‬
‫سلمة بن دينار‪ ،‬عن سهل‪ ،‬به‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن حميد بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله‪،‬‬
‫دعي من أبواب الجنة‪ ،‬وللجنة ثمانية أبواب‪ ،‬فمن كان من أهل‬
‫الصلة دعي من باب الصلة‪ ،‬ومن كان من أهل الصدقة دعي من‬
‫باب الصدقة‪ ،‬ومن كان من أهل الصيام‪ ،‬دعي من باب الريان"‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة دعي‪،‬‬
‫من أيها دعي‪ ،‬فهل يدعى منها كلها أحد‪ ،‬يا رسول الله? قال‪ :‬نعم‪،‬‬

‫‪759‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأرجو أن تكون منهم" ‪ .‬وأخرجاه في الصحيحين‪ :‬من حديث‬


‫الزهري‪ :‬به‪.‬‬
‫ولهما من حديث سفيان‪ :‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن أبي سلمة‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله‪ :‬وقال عبد‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن عبد بن نمير‪ :‬حدثنا إسحاق‬ ‫الله ابن ا ِ‬
‫بن سليمان‪ :‬حدثنا جرير بن عثمان‪ :‬عن شرحبيل بن شفعة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫لقيني عتبة بن عبد الله السلمي‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬ما من مسلم يتوفى له ثلثة من الولد لم‬
‫يبلغوا الحنث‪ ،‬إل تلقوه من أبواب الجنة الثمانية‪ ،‬من أيها شاء"‪.‬‬
‫وروراه ابن ماجه‪ :‬عن أبي نمير أيضًا‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث الوليد بن مسلم‪ ،‬عن صفوان بن عمرو‪،‬‬
‫عن أبي المثنى المليكي‪ ،‬أنه سمع عتبة بن عبد الله السلمي يروي‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬في حديث ذكره في قتال‬
‫المخلص والمذنب والمنافق قال فيه‪" :‬وللجنة ثمانية أبواب‪ ،‬وإن‬
‫السيف محاء للذنوب‪ ،‬و يمحو النفاق"‪.‬‬
‫الحديث بطوله‪ .‬وتقدم الحديث المتفق عليه من حديث أبي زرعة‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬في حديث الشفاعة‪ ،‬قال فيه‪" :‬فيقول الله‪ :‬يا‬
‫محمد‪ :‬أدخل من ل حساب عليه من أمتك من الباب اليمن‪ ،‬وهم‬
‫شركاء الناس في البواب الخر‪ ،‬والذي نفس محمد بيده‪ :‬إن بين‬
‫المصراعين من مصاريع الجنة‪ -،‬أو ما بين عضادتي الباب‪ -‬كما بين‬
‫مكة وهجر‪ ،‬أو كما بين مكة وبصرى"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬عن خالد بن عمير العدوي‪ ،‬أن عتبة بن غزوان‬
‫خطبهم فقال‪ :‬بعد حمد الله والثناء عليه‪" :‬أما بعد‪ :‬فإن الدنيا قد‬
‫آذنت بصرم‪ ،‬وولت جريًا‪ ،‬وإنما بقي منها صبابة كصبابة ا ِ‬
‫لناء‪،‬‬
‫يصبها صاحبها‪ ،‬وإنكم منتقلون منها إلى دار ل فناء لها‪ ،‬فانتقلوا‬
‫بخيرمن عملكم‪ ،‬فلقد ذكر لنا‪ :‬أن ما بين المصراعين من مصاريع‬
‫الجنة‪ ،‬مسيرة أربعين سنة‪ ،‬وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام"‪.‬‬
‫وفي المسند‪ :‬من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن حكيم‪،‬‬
‫عن معاوية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"أنتم توفون سبعين أمة‪ ،‬آخرها‪ ،‬وأكرمها على الله‪ ،‬وما بين‬

‫‪760‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا‪ ،‬وليأتين عليه يوم‬


‫وإنه لكظيط"‪.‬‬
‫ورواه البيهقي‪ :‬من طريق علي بن عاصم‪ ،‬عن سعيد الحريري بن‬
‫معاوية‪ ،‬وقال‪" :‬مسيرة سبع سنين"‪.‬‬
‫وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬حدثنا الفضل بن الصباح أبو العباس‪،‬‬
‫حدثنا معن بن عيسى‪ :‬حدثنا خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد‬
‫الله بن عمر‪ ،‬عن سالم بن عبد الله‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬باب أمتي الذي تدخل منه الجنة‪،‬‬
‫عرضه مسيرة الراكب المجود ثلثًا‪ ،‬ثم إنهم ليضغطون عليه‪ ،‬حتى‬
‫تكاد مناكبهم تزول"‪.‬‬
‫وقد رواه الترمذي‪ :‬من حديث خالد هذا‪ .‬قال‪ :‬وسألت محمد بن‬
‫إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه‪.‬‬
‫وقال خالد بن أبي بكر‪ :‬حدثنا كشذ‪ ،‬عن سالم‪ ،‬قال البيهقي‪:‬‬
‫وحديث عتبة بن غزوان "أربعين سنة" أصح‪.‬‬
‫وقد روى عبد بن حميد في مسنده‪ :‬عن الحسن بن موسى‬
‫الشيب‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪،‬‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن للنار سبعة أبواب‪،‬‬
‫ما منها باب ِإل يسير الراكب بينهما سبعين عامًا"‪.‬‬
‫فِإنه حديث مشهور‪ ،‬وحمله بعض العلماء على بعد ما بين كل باب‬
‫وباب‪ ،‬ل أنه بعد المصراعين‪ ،‬لئل يتعارض هذا وما تقدم‪ ،‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقد ادعى القرطبي‪ :‬أن للجنة ثلثة عشر بابًا‪ ،‬ولكن لم يقم على‬
‫ذلك دليل ً قويا ً أكثر من أن قال‪ :‬ومما يدل على أنها أكثر من‬
‫ثمانية‪ ،‬حديث عمر‪.‬‬
‫"من توضأ فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وفي آخره قال‪ :‬فتح له‬
‫من أبواب الجنة ثمانية أبواب‪ ،‬يدخل من أيها شاء"‪ .‬أخرجه‬
‫الترمذي وغيره‪.‬‬

‫‪761‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى الجري في كتاب النصيحة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬مرفوعتًا‪" :‬إن‬

‫في الجنة بابا ً يقال له باب الضتتحى‪ ،‬ينتتادي منتتاد‪ :‬أيتتن التتذين كتتانوا‬

‫يداومون على صلة الضحى? هذا بابكم فادخلوا"‪.‬‬

‫أسماء أبواب الجنة‬

‫قال‪ :‬وقال الحليمي‪ :‬أبواب الجنة منها باب محمد صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬وهو باب التوبة‪ ،‬وباب الصلة‪ ،‬وباب الصتتوم‪ ،‬وبتتاب الزكتتاة‪،‬‬

‫وباب الصدقة‪ ،‬و باب الحج‪ ،‬و بتتاب العمتترة‪ ،‬و بتتاب الجهتتاد‪ ،‬و بتتاب‬

‫الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلة‪.‬‬

‫وزاد غيره‪ :‬باب الكتتاظمين‪ ،‬وبتتاب الراضتتين‪ ،‬والبتتاب اليمتتن التتذي‬

‫يتتتتتتتتتتدخل منتتتتتتتتتته التتتتتتتتتتذين ل حستتتتتتتتتتاب عليهتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وجعتتل القرطتتبي البتتاب التتذي عرضتته مستتيرة ثلثتتة أيتتام للراكتتب‬

‫المجود‪ -‬كما وقع عند الترمذي‪ -‬بابا ً ثالث عشرة‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫مفتاح الجنة شهادة أل إله ِإل الله وأن محمدا ً رسول‬

‫الله والعمال الصالحة هي أسنان هذا المفتاح‬

‫‪762‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا إسماعيل بن عباس‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن عبد الرحمن بن أبي جبير‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عتتن معتتاذ بتتن‬

‫جبل‪ ،‬قال‪ :‬قال لتي رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬مفتتاح‬

‫الجنتتتتتتتتتتتتتة شتتتتتتتتتتتتتهادة أن ل إلتتتتتتتتتتتتته إل اللتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫وفي صحيح البخاري‪ ،‬قال‪ :‬قيل لوهب بن منبه‪ :‬أليس ل إله إل اللتته‬

‫مفتاح الجنة? قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن إن جئت بمفتاح له أسنان فتتتح لتتك‪،‬‬

‫وإل لم يفتح لك‪ .‬يعني ل بد وأن يكون متع التوحيتد أعمتال صتالحة‪،‬‬

‫من فعل الطاعات‪ ،‬وترك المحرمات‪.‬‬

‫ذكر تعداد محال الجنة وارتفاعها واتساعها‬

‫ن فَب ِتتأيّ آل َءِ َرب ّك ُ َ‬


‫متتا‬ ‫م َّربتهِ َ‬
‫جن ّت َتتا ِ‬ ‫مَقتتا َ‬
‫ف َ‬
‫ختتا َ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫قال الله تعالى‪َ" :‬ول َ‬
‫متا ت ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫جرَِيتا ِ‬
‫ن تَ ْ‬
‫متا عَي َْنتا ِ‬ ‫كتذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬ ‫ن فَِبتأيّ آلِء َربك ُ َ‬ ‫ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ذ ََواَتا أفَْنتا ٍ‬

‫ن فَِبأيّ آل َءِ َربك ُ َ‬


‫ما‬ ‫جا ِ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل فاك ِهَةٍ َزوْ َ‬ ‫م ْ‬
‫ما ِ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬ ‫فَِبأي آل َِء َرب ّك ُ َ‬

‫ن‬
‫دا ٍ‬ ‫جن َتتى ال ْ َ‬
‫جن ّت َي ْتتن َ‬ ‫ست َب َْرق وَ َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن عََلى فُُرش ب َ َ‬
‫طائ ِن َُها ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬ ‫ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬

‫س‬ ‫م ي َط ْ ِ‬
‫مث ْهُ ت ّ‬
‫ن إ ِن ْت ٌ‬ ‫ف ل َت ْ‬
‫ت الط ّتْر ِ‬ ‫ن َقا ِ‬
‫صَرا ُ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ ّ‬ ‫فَِبأيّ آل َِء ربك ُ َ‬

‫ن‬
‫جتتا ُ‬ ‫ت َوال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫ن ال ْي َتتاقو ُ‬
‫ن ك َتتأن ّهُ ّ‬
‫متتا ت ُك َتذ َّبا ِ‬
‫جان َفبأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬ ‫قَب ْل َهُ ْ‬
‫م وَل َ َ‬
‫‪763‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن َفبتتأيّ آل َءِ‬
‫ستتا ُ‬ ‫ن إ ِل ّ ال ِ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ستتا ِ‬
‫ح َ‬
‫ج تَزاءُ ال ِ ْ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبان هَ ْ‬
‫ل َ‬ ‫فَِبأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬

‫ن‬
‫مَتا ِ‬
‫ها ّ‬
‫متتد ْ َ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫جن َّتان فَِبأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬
‫ن دونَهما َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن وَ ِ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن فَب ِتأيَ آل َءِ َرب ّك َ َ‬
‫متتا‬ ‫خَتا ِ‬
‫ضتتا َ‬
‫نن ّ‬
‫متتا عَي ْن َتتا ِ‬ ‫متتا ت ُك َتذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬ ‫َفب تأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬

‫ن‬ ‫متتا ت ُك َتذ َّبا ِ‬


‫ن ِفيهِ ت ّ‬ ‫متتان َفبتتأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬ ‫خت ٌ‬
‫ل وَُر ّ‬ ‫ما فاك َِهة وَن َ ْ‬ ‫ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬

‫صتتوَرات فتتي ال ْ ِ‬
‫خي َتتام‬ ‫مْق ُ‬
‫حوٌر َ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫ن فَِبأيَ آل َِء َرب ّك ُ َ‬
‫سا ٌ‬
‫ح َ‬
‫ت ِ‬
‫خي َْرا ٌ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ن فَب ِتتأيّ آل َءِ‬ ‫س قَب ْل َهُ ت ْ‬
‫م وَل َ َ‬
‫جتتا ّ‬ ‫م ي َط ْ ِ‬
‫مث ْهُ ّ‬
‫ن إ ِن ْ ٌ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫فَب ِأيّ آلِء َرب ّك ُ َ‬

‫ن فَب ِتأ َيّ آل َءِ‬


‫ستتا ٍ‬
‫ح َ‬
‫ضر وَعَب َْقترِيّ ِ‬
‫خ ْ‬ ‫ن عََلى َرفَْر ٍ‬
‫ف ُ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬

‫ل َوالك ْتتتتَرا َ‬
‫م"‪..‬‬ ‫ك ذي ال ْ َ‬
‫جل ِ‬ ‫م رب ّتتتت َ‬
‫ستتتت ُ‬ ‫متتتتا ت ُك َتتتتذ َّبا ِ‬
‫ن ت َب َتتتتاَر َ‬
‫كا ْ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث عبد العزيز بتتن عبتتد الصتتمد‪ ،‬عتتن‬

‫أبي بكر بن أبي موسى الشعري‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬جنتان من ذهب‪ ،‬آنيتهما وما فيهمتتا‪ ،‬وجنتتتان‬

‫من فضة‪ ،‬آنيتهما وما فيهما‪ ،‬وما بيتتن القتتوم وبيتتن أن ينظتتروا إلتتى‬

‫ربهتتم عتتز وجتتل‪ ،‬إل رداء الكبريتتاء‪ ،‬علتتى وجهتته‪ ،‬فتتي جنتتة عتتدن"‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث مؤمل بن إسماعيل‪ ،‬عن حماد بن ثتتابت‪،‬‬

‫عن أبي بكر بن أبي موسى‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫‪764‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم قتتال‪" :‬جنتتتان متتن ذهتتب للستتابقين‪ ،‬وجنتتتان متتن ورق‬

‫لصحاب اليمين"‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حتتدثنا إستتماعيل بتتن‬

‫جعفر‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن أم حارثة أتت رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر‪ ،‬أصابه غرب معهتتم‪،‬‬

‫فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬قد علمت موقع حارثة من قلتتبي‪ ،‬فتتإن كتتان‬

‫في الجنة لم أبك عليه‪ ،‬وإل فسوف ترى ما أصنع فقال لهتتا‪" :‬أجنتتة‬

‫واححة هي‪ ،‬أم جنان كثيرة? وإنه في الفردوس العلى"‪.‬‬

‫قليل العمل في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها‬

‫وأقل شيء في الجنة خير من الدنيا وما فيها‬

‫وقال‪" :‬غدوة في سبيل اللتته أو روحتتة خيتتر متتن التتدنيا ومتتا فيهتتا‪،‬‬

‫وقاب قوس أحدكم‪ ،‬وموضع قده خير من التدنيا ومتا فيهتا‪ ،‬ولتو أن‬

‫امرأة من نساء الجنة اطلعت على أهل الستتموات والرض لضتتاءه‬

‫ما بينهما‪ ،‬ولملت ما بينهما ريحًا‪ ،‬ولنصيفها‪ -‬يعني الخمار‪ -‬خيتتر متتن‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا ومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وفي رواية عن قتادة أنه قال‪" :‬الفتتردوس ربتتوة الجنتتة‪ ،‬وأوستتطها‪،‬‬


‫‪765‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأفضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلها"‪.‬‬

‫وقد رواه الطبراني‪ :‬من حتتديث ستتعيد بتتن بشتتر‪ ،‬عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫الحستتتتتتتتتتتتتتن بتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتمرة‪ ،‬مرفوعتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫عال َِيتتتتتتتتة"‪.‬‬
‫جّنتتتتتتتتةٍ َ‬
‫وقتتتتتتتتال اللتتتتتتتته تعتتتتتتتتالى‪ِ" :‬فتتتتتتتتي َ‬

‫ت ال ْعَُلتتتتتتى"‪.‬‬ ‫ك َلهتتتتتتم التتتتتتد َّر َ‬


‫جا ُ‬ ‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪َ" :‬فتتتتتتأولئ ِ َ‬

‫ضتتها‬
‫جن ّتةٍ عَْر ُ‬ ‫ن َر ب ّك ُت ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫مت ْ‬ ‫عوا إ ِل َتتى َ‬
‫مغِْف تَرةٍ ِ‬ ‫ستتارِ ُ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقيتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫عتتتتتتتتتتتتتتتد ّ ْ‬
‫ضأ ِ‬
‫ت َوالْر ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتموا ُ‬
‫ال ّ‬

‫ض تَها ك َعَ تْرض‬


‫جن ّتةٍ عَْر ُ‬ ‫ن َرب ّك ُت ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سابُقوا إ َِلى َ‬
‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫ل الل ّت ِ‬
‫ه‬ ‫من ُتتوا ب ِتتالل ّهِ وَُر ُ‬
‫س تل ِهِ ذ َل ِت َ‬
‫ك فَ ْ‬
‫ضت ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ت ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عد ّ ْ‬
‫سماء َوالْرض أ ِ‬
‫ال ّ‬

‫ضتتتتتتل ال ْعَ ِ‬
‫ظيتتتتتتم"‪.‬‬ ‫ذو الَف ْ‬ ‫شتتتتتتاُء َوالّلتتتتتت ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ن يَ َ‬
‫متتتتتت ْ‬ ‫ُيتتتتتت ْ‬
‫ؤتيهِ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عتتن هلل بتتن علتتي‬
‫وقال ا ِ‬

‫بن عبد الرحمن بن أبي عمرة‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬من آمن بالله ورسوله‪ ،‬وأقام الصلة‪ ،‬وصام‬

‫رمضان‪ ،‬فإن حقا ً على الله أن يدخله الجنة‪ ،‬هاجر في ستتبيل اللتته‪،‬‬

‫أو جلتتتتتتتتس فتتتتتتتتي أرضتتتتتتتته التتتتتتتتتي ولتتتتتتتتد فيهتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫‪766‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول اللته‪ :‬أفل تختبر النتتاس? قتال‪ :‬إن فتتي الجنتة متائة‬

‫درجة‪ ،‬أعدها الله للمجاهدين في سبيله‪ ،‬بين كل درجتتتين كمتتا بيتتن‬

‫السماء والرض‪ ،‬فإذا ستتألتم اللتته فستتلوه الفتتردوس‪ ،‬فتتإنه وستتط‬

‫الجنة‪ ،‬وأعلى الجنة‪ ،‬وفوقه عرش الرحمن‪ ،‬ومنه تفجتتر‪ -‬أو تنفجتتر‪-‬‬

‫أنهتتتتتتتتتتتار الجنتتتتتتتتتتتة"‪ -‬شتتتتتتتتتتتك أبتتتتتتتتتتتو عتتتتتتتتتتتامر‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ ،‬عن إبراهيم بن المنذر‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن فليتتح‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬بمعناه‪.‬‬

‫الفردوس أعلى درجات الجنة‬

‫والصلة والصيام يقتضيان مغفرة الله عز وجل‬

‫وقال أبو القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا علي بن عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا أبتتو‬

‫همام الدلل‪ ،‬حدثنا هشام بن سعد‪ ،‬عن زيد بتتن أستلم‪ ،‬عتتن عطتتاء‬

‫بن يسار‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليتته وستلم يقتول‪" :‬متتن صتلى هتتؤلء الصتلوات الخمتس‪ ،‬وصتام‬

‫رمضان‪ -‬ل أدري ذكر الزكاة أم ل?‪ -‬كان حقا ً على الله أن يغفَر لتته‪،‬‬

‫‪767‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هاجر‪ ،‬أو قعد حيث ولدته أمه‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أل أخرج فأؤذن‬

‫الناس? فقال‪ :‬ل‪ .‬ذر الناس يعملون‪ ،‬فإن في الجنة مائة درجتتة‪ ،‬متتا‬

‫بين كل درجتين‪ ،‬مثل ما بيتتن الستتماء والرض‪ ،‬وأعلتتى درجتتة منهتتا‬

‫الفردوس‪ ،‬وعليها يكتتون العتترش‪ ،‬وهتي أوستتط شتيء فتتي الجنتة‪،‬‬

‫ومنهتتا تفجتتر أنهتتار الجنتتة‪ ،‬فتتإذا ستتألتم اللتته فستتلوه الفتتردوس"‪.‬‬

‫وهكذا رواه الترمذي‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬وأحمد بتتن عبتتده التتدراوردي‪ ،‬عتتن‬

‫زيتتتتتتتتتتتتتتتتتتد بتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أستتتتتتتتتتتتتتتتتتلم بتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وأخرجه ابن ماجه‪ ،‬عتتن ستتويد‪ ،‬عتتن حفتتص بتتن ميستترة‪ ،‬عتتن زيتتد‬

‫مختصرًا‪.‬‬

‫من الفردوس تتفجر أنهار الجنة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬حدثنا زيتد بتن أستلم‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن عبادة بن الصامت‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬الجنة مائة درجتتة‪ ،‬متتا بيتتن كتتل درجتتتين مستتيرة‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائة عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام"‪.‬‬

‫وقتتال ابتتن عفتتان‪" :‬كمتتا بيتتن الستتماء والرض‪ ،‬والفتتردوس أعلهتتا‬


‫‪768‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫درجة‪ ،‬ومنها تخرج النهار الر بعة‪ ،‬والعرش فوقها‪ ،‬فإذا سألتم اللتته‬

‫فستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلوه الفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتردوس" ‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن أحمد بن منيع‪ ،‬عن زيد بن هتتارون‪ ،‬عتتن همتتام‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن يحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ول تكون هذه الصفة إل فتتي المقبتتب‪ ،‬فتتإن أعلتتى القبتتة هتتو‬

‫وسطها‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫درجات الجنة متفاوتة وليس يعلم مقدار تفاوتها إل الله‬

‫رب العالمين‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا أحمد بن سنان‪ ،‬حدثنا يزيد بن‬
‫هارون‪ ،‬أخبرنا شريك‪ ،‬عن محمد بن جحادة‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الجنة مائة‬
‫درجة‪ ،‬ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عن عباس العنبري‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬وعنده‪:‬‬
‫"ما بين كل درجتين مائة عام"‪ .‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬عن حسن‪ ،‬عن أبي لهيعة‪ ،‬عن‬
‫دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في‬
‫إحداهن وسعتهم"‪ .‬ورواه الترمذي‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬ورواه‬
‫أحمد أيضًا‪.‬‬

‫‪769‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من اتساع‬
‫هم ِ‬ ‫ة منزلة وأ َ ْ‬
‫عل َ ُ‬ ‫ما ي ُ‬
‫كون لدنى أهل الجن ّ ِ‬ ‫ذكر َ‬

‫الملك العظيم‬

‫مْلكتتا ً ك َِبيتترًا"‪.‬‬ ‫َ‬


‫ت ن َِعيمتتا ً وَ ُ‬ ‫ت َثتت ّ‬
‫م َرأْيتت َ‬ ‫قتتال اللتته تعتتالى‪" :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َرأْيتت َ‬

‫وقد تقدم في الحديث المتفق عليه من رواية منصور‪ :‬عن إبراهيم‪،‬‬

‫عن علقمة بن مسعود‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته وستتلم فتتي ذكتتر‬

‫آخر من يدخل الجنة من أمته يقول له‪" :‬أمتتا ترضتتى أن يكتتون لتتك‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا حستتين بتتن‬


‫مثل الدنيا وعشرة أمثالها"? وقال ا ِ‬

‫محمد‪ ،‬حدثنا اسرائيل‪ ،‬عن ثوير هو ابن أبي فاختة‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬إن أدنتتى أهتتل الجنتتة‬

‫منزلة‪ ،‬الذي ينظر إلى جناته‪ ،‬ونعيمه‪ ،‬وخدمه‪ ،‬وسرده‪ ،‬من مستتيرة‬

‫ألتتف ستتنة‪ ،‬وإن أكرمهتتم علتتى اللتته متتن ينظتتر إلتتى وجهتته غتتدوة‬

‫وعشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتية"‪.‬‬

‫ضتتَرةٌ إ َِلتتى َربَهتتا َنتتاظ َِر ٌ‬


‫ة"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ َنا ِ‬
‫جتتوة َيتتوْ َ‬
‫ثتتم تل هتتذه اليتتة‪" :‬وُ ُ‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا عبد الملك بتتن أبجتتر‪ ،‬عتتن ثتتوير‬

‫بن أبي فاختة‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته‬

‫‪770‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم‪" :‬إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملك ألفي ستتنة يتترى‬

‫أقصاه كما يرى أدناه‪ ،‬ينظتر أزواجته‪ ،‬وختدمه‪ ،‬وإن أفضتلهم منزلتة‬

‫لينظتتتتتر فتتتتتي وجتتتتته اللتتتتته تعتتتتتالى كتتتتتل يتتتتتوم مرتيتتتتتن"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي عن عبد‪ ،‬عن شتتبابة‪ ،‬عتتن إستترائيل‪ ،‬عتتن ثتتوير‪ ،‬بتته‬

‫قال‪ :‬وقد روى من غير وجه‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عن عبتتد اللتته‬

‫بن عمر مرفوعا ً قال‪ :‬ورواه الثوري عن ثوير‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابتتن‬

‫عمر‪ ،‬قوله‪ ،‬قال‪ :‬ورواه عبد الله بن أبجر‪ ،‬عن ثوير‪ ،‬عن ابن عمتتر‪،‬‬

‫موقوفا ً كذا قال‪ :‬وقد تقدمت روايتتة أحمتتد لهتتذا الطريتتق مرفوعتًا‪.‬‬

‫وروى مسلم‪ ،‬والطبراني‪ :‬وهذا لفظه من حديث سفيان بتتن عيينتتة‪:‬‬

‫حدثنا مطرف بن طريتتف‪ ،‬وعبتتد الملتتك بتتن ستتعيد بتتن أبجتتر‪ ،‬عتتن‬

‫الشتتعبي‪ ،‬عتتن المغيتترة بتتن شتتعبة‪ -،‬رفعته ابتتن أبجتتر‪ ،‬ولتم يرفعته‬

‫مطرف‪ -‬قال‪ :‬قال موسى‪ :‬يتا رب‪ :‬أختبرني عتن أدنتى أهتل الجنتة‬

‫منزلة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬هو رجل يجيء بعدما نزل الناس منازلهم‪ ،‬وأخذوا‬

‫أخذاتهم‪ ،‬فيقال له‪ :‬ادخل الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬وكيف أدخلهتتا وقتتد‬

‫نزل الناس منازلهم‪ ،‬وأختتذوا أختتذاتهم? فيقتتول لتته‪ :‬أمتتا ترضتتى أن‬

‫‪771‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يكون لك مثل ما كان لملك متتن ملتتوك التتدنيا? فيقتتول‪ :‬رضتتيت يتتا‬

‫رب‪ ،‬فيقتتول‪ ،‬لتتك مثلتته ومثلتته‪ -:‬وعقتتد ستتفيان أصتتابعه الخمتتس‪-‬‬

‫فيقول‪ :‬رضيت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فيقول موستتى‪ :‬يتتا رب‪ :‬فتتأخبرني عتتن‬

‫أعلى أهل الجنة منزلة‪ ،‬قتتال‪ :‬نعتتم‪ .‬أولئك التتذين أردت‪ ،‬وستتأخبرك‬

‫عنهم‪ ،‬غرست كرامتهم بيتتدي‪ ،‬وختمتتت عليهتتا‪ ،‬فلتم تتتر عيتن‪ ،‬ولتم‬

‫تستتتتتتتمع أذن‪ ،‬ولتتتتتتتم يخطتتتتتتتر علتتتتتتتى قلتتتتتتتب بشتتتتتتتر"‪.‬‬

‫ي ل َهُ ت ْ‬
‫م‬ ‫خِف ت َ‬
‫متتا أ ْ‬
‫س َ‬ ‫مصداق ذلك في كتاب الله تعالى‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫م ن َْف ت ٌ‬

‫مُلتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتا َ‬
‫كتتتتتتاُنوا ي َعْ َ‬ ‫جتتتتتتَزاًء ب ِ َ‬
‫ن قتتتتتتّرةِ أعُْيتتتتتتن َ‬
‫متتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫وثبتت فتي الصتحيحين‪ :‬واللفتظ لمستلم‪ :‬متن حتديث ستفيان‪ .‬بتن‬

‫عيينة‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صتتلى‬

‫اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬قتتال اللتته عتتز وجتتل‪" :‬أعتتددت لعبتتادي‬

‫الصتتالحين متتا ل عيتتن رأت ول أذن ستتمعت ول خطتتر علتتى قلتتب‬

‫بشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫ن ُقتتّر ِ‬
‫ة‬ ‫م ْ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما أخِف َ‬
‫س َ‬ ‫مصداق ذلك في كتاب الله‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫م ن َْف ٌ‬
‫َ‬
‫مل ُتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتا ك َتتتتتتتتتتتاُنوا ي َعْ َ‬
‫جتتتتتتتتتتتَزاءً ب ِ َ‬
‫أعْي ُتتتتتتتتتتتن َ‬

‫‪772‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا هتتارون بتتن معتتروف‪ ،‬حتتدثنا ابتتن وهتتب‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثني أبو صخر‪ ،‬أن أبا حازم حدثه‪ ،‬قال‪ :‬ستتمعت ستتهل بتتن ستتعد‬

‫يقول‪ :‬شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا‪ ،‬وصف‬

‫فيه الجنة‪ ،‬حتى انتهى‪ ،‬ثم قال في آخر حديثه‪" :‬فيها ما ل عين رأت‬

‫ول أذن ستتتتتتتمعت ول خطتتتتتتتر علتتتتتتتى قلتتتتتتتب بشتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وفا ً‬
‫خ ْ‬
‫م َ‬
‫ن َرب ّهُ ْ‬
‫عو َ‬
‫ضاجع ي َد ْ ُ‬ ‫عن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫جاَفى ُ‬
‫جُنوب ُهُ ْ‬ ‫ثم قرأ هذه الية‪" :‬ت َت َ َ‬

‫ة‬
‫ن قتّر ِ‬
‫م ْ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫خِف َ‬
‫ما أ ْ‬
‫س َ‬ ‫ن فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫م ن َْف ٌ‬ ‫فُقو َ‬ ‫ما َرَزقَْناهُ ْ‬
‫م ي ُن ْ ِ‬ ‫معا ً وَ ِ‬
‫م ّ‬ ‫وَط َ َ‬
‫َ‬
‫متتتتتتتتتتتا ك َتتتتتتتتتتتاُنوا ي َعْ َ‬
‫ملتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬ ‫جتتتتتتتتتتتَزاًء ب ِ َ‬
‫أعْي ُتتتتتتتتتتتن َ‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن هارون بن معروف‪.‬‬

‫ع َ‬
‫ظمها نسأل‬ ‫و ِ‬ ‫ذكر غرف اْلجّنة وارتفاعها واتسا ِ‬
‫عها َ‬

‫ه‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ن فيض َ‬
‫ف ْ‬ ‫م ْ‬
‫ها ِ‬
‫حنا إ ِّيا َ‬
‫ن يمن َ َ‬
‫فضله أ ْ‬ ‫الّله ِ‬
‫من َ‬

‫ن فَ ْ‬
‫وقَها غَرف‬ ‫م ْ‬
‫ف ِ‬ ‫م ل َهُ ْ‬
‫م غَر ٌ‬ ‫وا َرب ّهُ ْ‬
‫ن ات َّق ْ‬ ‫كن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ل ِ‬

‫ميعَتتاد"‪.‬‬ ‫ف الل ّت ُ‬
‫ه ال ِ‬ ‫حت ِهَتتا ال َن ْهَتتاُر وعْتتد الل ّتهِ ل َ ي ُ ْ‬
‫خل ِت ُ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫مت ْ‬
‫ري ِ‬
‫جت ِ‬
‫ة تَ ْ‬
‫مب ْن ِي ّ ٌ‬
‫َ‬

‫مل ُتتوا وَهُت ْ‬


‫م فِتتي‬ ‫متتا عَ ِ‬
‫ف بِ َ‬
‫ض تع ْ ِ‬
‫جَزاُء ال ّ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وقال الله تعالى‪َ" :‬فأوتث ِ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مُنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬ ‫ال ْغَُرفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ِ‬
‫تآ ِ‬
‫‪773‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬واللفظ متتن حتتديث مالتتك‪ :‬عتتن صتتفوان بتتن‬

‫سليم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عنأبي ستتعيد الختتدري‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن أهل الجنة ليتراءون داختتل الغتترف‬

‫من فوقهم كما يتراءون‪ -‬أو ترون‪ -‬الكوكب الغتتائر فتتي الفتتق‪ ،‬متتن‬

‫المشرق‪ ،‬أو المغرب‪ ،‬لتفاضل ما بينهم"? قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬تلك‬

‫منازل النبياء ل يبلغهتتا غيرهتتم? قتتال‪ :‬ل‪ ،‬والتتذي نفستتي بيتتده إنهتتا‬

‫منازل النبيتتاء‪ ،‬ومنتتازل رجتتال آمنتتوا بتتالله‪ ،‬وصتتدقوا المرستتلين" ‪.‬‬

‫وفي الصحيح أيضًا‪ :‬من حديث أبي حازم‪ ،‬عن ستتهل بتتن ستتعيد‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬إن أهتتل الجنتتة ليتتتراءون‬

‫في الجنة كما تتراءون‪ -‬أو ترون‪ -‬الكتتوكب التتدري الغتتائر فتتي أفتتق‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتماء"‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا فزارة‪ ،‬أخبرني فليح‪ ،‬عن هلل‪ -‬يعني ابن عطتتاء‪،-‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪ :‬قتتال‪" :‬إن‬

‫أهل الجنة ليتتتراءون فتتي الجنتتة كمتتا تتتتراءون‪ -‬أو تتترون‪ -‬الكتتوكب‬

‫الدري الغائر في الفق‪ ،‬من تفاضل الدرجات‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪:‬‬

‫‪774‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أولئك النبيون‪ .‬قال‪ :‬بلى والتتذي نفستتي بيتتده‪ ،‬وأقتتوام آمنتتوا بتتالله‪،‬‬

‫وصدقوا المرسلين" ‪ ،‬حدثنا الحافظ أيضا ً هذا على شرط البخاري‪.‬‬

‫منازل المتحابين بجلل الله في الجنة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عباس‪ ،‬حدثنا محمد بن مطرف‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫أبو حازم‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬إن المتحابين في الله لتتترى غرفهتتم فتتي الجنتتة كتتالكوكب‬

‫الطتتالع‪ ،‬الشتترقي‪ ،‬أو الغربتتي‪ ،‬فيقتتال‪ :‬متتن هتتؤلء? فيقتتال‪ :‬هتتؤلء‬

‫المتحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابون فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫وفي حديث عطية‪ :‬عن أبي سعيد‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إن أهل عليين ليراهم‬

‫من سواهم كما يرون الكوكب في أفق السماء‪ ،‬وإن أبا بكر وعمتتر‬

‫منهم"‪.‬‬

‫ذكر أعلى منزلة في الجنة وهي الوسيلة فيها مقام‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫‪775‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثبت في صحيح البخاري‪ :‬عن علي بن عباس‪ ،‬عن شعيب بتتن أبتتي‬

‫حمزة‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر بن عبتتد اللتته‪ ،‬عتتن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬متتن قتتال حيتتن يستتمِع النتتداء‪:‬‬

‫اللهم رب هذه الدعوة التامة‪ ،‬والصلة القائمة‪ ،‬آت محمدا ً الوسيلة‪،‬‬

‫والفضيلة‪ ،‬وابعثه مقاما ً محمودا ً الذي وعدته‪ :‬حلت له الشفاعة يوم‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم‪ :‬عن محمد بن سلمة‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن حيوة‪،‬‬

‫وسعيد بن أبي أيوب‪ ،‬عن كعب بن علقمتتة‪ ،‬عتتن عبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫جبير‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ِبن العاص‪ ،‬أنه سمع النبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬إذا سمعتم المؤذن فقولتتوا مثتتل متتا يقتتول‪ ،‬ثتتم‬

‫ي صتلة صتلى اللته عليته عشتترًا‪ ،‬ثتم‬


‫ي فإن من صّلى علت ّ‬
‫صلوا عل ّ‬

‫سلوا الله تعالى لي الوسيلة فإن من سأل الله لتتي الوستتيلة حلتتت‬

‫له الشفاعة"‪.‬‬

‫الوسيلة أعلى درجة في الجنة‪ ،‬ل ينالها إل رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‬

‫‪776‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا سفيان‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن‬
‫وقال ا ِ‬

‫كعب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫ي‪ ،‬فسلوا الله لي الوسيلة‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬وما‬


‫"ِإذا صليتم عل ّ‬

‫الوسيلة? قال‪ :‬أعلى درجة في الجنة‪ ،‬ل ينالها إل رجل واحد‪ ،‬وأرجو‬

‫أن أكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون أنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن موسى بن‬

‫وردان‪ ،‬سمعت أبا سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬الوسيلة درجة عند اللتته‪ ،‬ليتتس فوقهتتا درجتتة‪ ،‬فستتلوا‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أن يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤتيني الوستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيلة"‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن علي البتتار‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن عبتتد‬

‫الملك الحراني‪ ،‬حدثنا موسى بن أعين‪ ،‬عتتن ابتتن أبتتي ذؤيتتب‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن عمر بن عطاء‪ ،‬عتتن بتن عبتتاس‪ ،‬قتال‪ :‬قتال رستول اللته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪"" :‬سلوا الله لي الوسيلة‪ ،‬فِإنه لم يسألها لي‬

‫عبد في التدنيا‪ ،‬إل كنتت لته شتفيعًا‪ -‬أو شتهيدًا‪ -‬يتوم القيامتة‪ .‬قتال‬

‫الطبراني‪ :‬لم يروه عن ابن أبي ذؤيب إل موسى بن أعين‪.‬‬

‫‪777‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫و‬
‫ه َ‬
‫م ُ‬
‫م ّ‬ ‫قصوُر اْلجن ّ ِ‬
‫ة ِ‬ ‫ذكر ُبنيان ُ‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬وأبو كامل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حدثنا‬
‫سعد أبو مجاهد الطائي‪ ،‬حدثنا أبو مدله المدني مولى أم المؤمنين‬
‫عائشة رضي الله تعالى عنها‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة يقول‪ :‬قلنا‪ :‬يا‬
‫رسول الله‪ِ :‬إذا رأيناك رقت قلوبنا‪ ،‬وكنا من أهل الخرة‪ ،‬وِإذا‬
‫فارقناك‪ ،‬أعجبتنا الدنيا‪ ،‬وشمنا النساء والولد‪ ،‬فقال‪ :‬لو تكونوا أو‬
‫قال‪ :‬لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها‬
‫عندي‪ ،‬لصافحتكم الملئكة بأكفهم‪ ،‬ولزارتكم في بيوتكم‪ ،‬ولو لم‬
‫تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون لكي يغفر لكم‪ ،‬قال قلنا‪ :‬يا رسول‬
‫الله‪ ،‬حدثنا عن الجنة‪ :‬ما بناؤها? قال‪ :‬لبنة من فضة‪ ،‬ولبنة من‬
‫ذهب‪ ،‬وملطها المسك‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابها‬
‫الزعفران‪ ،‬من يدخلها ينعم‪ ،‬ول يبأس‪ ،‬ويخلد‪ ،‬ول يموت‪ ،‬ل تبلى‬
‫ثيابه‪ ،‬ول يفنى شبابه"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث عبد الله بن نمير‪ ،‬عن سعدان التيمي‪-‬‬
‫وكان ثقة‪ -‬عن سعد أبي مجاهد الطائي‪ -،‬وكان ثقة‪ -‬وقال‪ :‬حسن‪،‬‬
‫ووقع توثيق هذين الرجلين في رواية ابن نمير‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن المثنى البزار‪ ،‬حدثنا‬
‫محمد بن زياد الكلبي‪ ،‬حدثنا نفيس بن حنين‪ ،‬عن سعيد بن أبي‬
‫عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬خلق الله جنة عدن بيده‪ ،‬لبنة من درة بيضاء‪ ،‬ولبنة من‬
‫ياقوتة حمراء‪ ،‬ولبنة من زبرجدة خضراء‪ ،‬ملطها المسك‪،‬‬
‫وحصباؤها اللؤلؤ‪ ،‬وحشيشها الزعفران‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬انطقي‪:‬‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫مُنو َ‬
‫مؤ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬‫فقالت‪" :‬قَد ْ أفْل َ َ‬
‫فقال الله‪" :‬وعزتي وجللي‪ ،‬ل يجاورني فيك بخيل"‪.‬‬
‫ه‬
‫س ِ‬‫ح ن َْف ِ‬
‫ن ُيوقَ ش ّ‬
‫م ْ‬‫ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وَ َ‬
‫ن"‪.‬‬‫حو َ‬ ‫مْفل ِ ُ‬‫هم ال ُ‬ ‫ك ُ‬‫َفأولئ ِ َ‬
‫وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم‪،‬‬
‫حدثنا القاسم بن المغيرة الجوهري‪ ،‬حدثنا عفان بن سعيد المقري‪،‬‬

‫‪778‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا علي بن صالح‪ ،‬عن أبي ربيعة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن عمر‪،‬‬
‫قال‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال‪" :‬من‬
‫يدخل الجنة يحيى ول يمت‪ ،‬وينعم ول يبأس‪ ،‬ل تبلى ثيابه‪ ،‬ول يفنى‬
‫شبابه قيل‪ :‬يا رسول الله‪ :‬كيف بناؤها? قال‪ :‬لبنة من ذهب‪ ،‬ولبنة‬
‫من فضة‪ ،‬وملطها مسك أذفر‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابها‬
‫الزعفران"‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا بشر بن آدم‪ ،‬حدثنا يونس بن عبيد الله العمري‪،‬‬
‫حدثنا عيسى بن الفضل‪ ،‬حدثنا الحريري‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬خلق الله الجنة لبنة‬
‫من ذهب‪ ،‬ولبنة من فضة‪ ،‬وملطها المسك‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬تكلمي‬
‫ن"‪ ..‬فقالت الملئكة‪" :‬طوباك منزلة‬ ‫مُنو َ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫مو ِ‬ ‫فقالت‪" :‬قَد ْ أفْل َ َ‬
‫الملوك"‪.‬‬
‫وقد رواه البيهقي‪ :‬وغيره‪ :‬فقال الله‪" :‬طوباك منزلة الملوك"‪.‬‬
‫وقد رواه وهب‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪،‬‬
‫موقوفًا‪..‬‬
‫وفي حديث داود بن أبي هند‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعا ً "إن الله بنى‬
‫الفردوس بيده‪ ،‬وحظرها على كل مشرك وكل مدمن خمر‪،‬‬
‫سكير"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي شيبة‪ :‬حدثنا معاوية بن هشام‪ ،‬حدثنا علي بن‬
‫عاصم‪ ،‬عن عمر بن ربيعة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قيل‪:‬‬
‫يارسول الله كيف بناء الجنة‪ .‬فقال‪" :‬لبنة من فضة‪ ،‬ولبنة من‬
‫ذهب‪ ،‬ملطها المسك‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابها‬
‫الزعفران"‪.‬‬
‫الملط‪ :‬هو الطين الذي يجعل بين الحجار في البناء‪ ،‬ليجتمع بعضها‬
‫إلى بعض‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن خليد‪ ،‬حدثنا أبو اليمان الحكم بن‬
‫نافع‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمر‪ ،‬عن مهاجر بن ميمون‪ ،‬عن فاطمة‬
‫رضي الله عنها‪ ،‬أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم‪ :‬أين أمنا‬
‫خديجة? قال‪" :‬في بيت من قصب‪ ،‬ل لغو فيه ول نصب‪ ،‬بين مريم‪،‬‬
‫وآسية امرأة فرعون"‪ .‬قالت‪ :‬أمن هذا القصب? قال‪" :‬ل من‬

‫‪779‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت"‪.‬‬


‫لسناد‪ .‬تفرد به صفوان‬ ‫قال الطبراني‪ :‬ل يروى عن فاطمة إل بهذا ا ِ‬
‫بن عمرو‪.‬‬
‫وقلت‪ :‬وهو حديث غريب‪ .‬وله شاهد في الصحيح‪" :‬إن الله أمرني‬
‫أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب‪ ،‬ل صخب فيه ول‬
‫نصب"‪.‬‬
‫قال بعض العلماء‪ :‬إنما كان بيتهتتا متتن قصتتب اللؤلتتؤ‪ ،‬لنهتتا حتتازت‬

‫قصب السبق في تصديق رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪ ،‬حيتتن‬

‫بعثه الله عز وجل‪ ،‬كما يدل عليه حديث أول البعثة‪ ،‬فِإنهتتا أول متتن‬

‫آمن‪ ،‬حيث قالت‪ -‬وقد أخبرها خبر ما رأى‪ -‬وقال‪" :‬لقد خشيت على‬

‫عقلي" قالت‪" :‬كل‪ :‬والله ل يخزيتتك اللتته أبتتدًا‪ ،‬إنتتك لتصتتل الرحتتم‪،‬‬

‫وتصدق الحديث‪ ،‬وتحمل الكل وتكسب المعدوم‪ ،‬وتعين على نوائب‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدهر"‪.‬‬

‫وأما ذكر مريم وآسية في هذا الحديث‪ ،‬ففيه إشعار أن رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وستتلم يتتتزوج بهمتتا فتتي التتدار الختترة‪ ،‬وقتتد حتتاول‬

‫م‬
‫بعضهم أن يأخذ ذلتتك متتن القتترآن فتتي ستتورة‪" :‬يتتا أي ّهَتتا النتتبي ل ِت َ‬

‫م"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر ُ‬
‫تُ َ‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتارًا"‪.‬‬
‫فتتتتتتتتتتتتتتي قتتتتتتتتتتتتتتوله‪َ" :‬ثيَبتتتتتتتتتتتتتتات وأب ْ َ‬

‫‪780‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم ذكرت آسية ومريم في آخر السورة‪ .‬يروى مثل هذا عتتن التتبراء‬

‫بن عازب‪ ،‬أو عن غيره من السلف‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫فضل قيام الليل وإطعام الطعام وكثرة الصيام‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا ابن المنذر الطريفي‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫فضيل‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق‪ ،‬عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"إن في الجنة لغرفا ً ترى ظهورها من بطونها‪ ،‬وبطونها من‬
‫ظهورها‪ ،‬فقيل لرسول الله‪ :‬لمن هي? قال‪ :‬لمن طيب الكلم‪،‬‬
‫وأطعم الطعام‪ ،‬وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عن علي بن حجر‪ ،‬عن علي بن مسهر‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن إسحاق‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من حديثه‪.‬‬
‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا معاوية بن‬
‫سلم‪ ،‬عن يزيد بن سلم‪ ،‬حدثني أبو سلم‪ ،‬حدثني أبو موسى‬
‫الشعري‪ ،‬حدثني أبو مالك الشعري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬إن في الجنة غرفا ً يرى ظاهرها من باطنها‪،‬‬
‫وباطنها من ظاهرها‪ ،‬أعدها الله لمن أطعم الطعام‪ ،‬وأدام الصيام‪،‬‬
‫وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫وروى الطبراني أيضًا‪ :‬من حديث ابن وهب‪ ،‬حدثني حيي‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إن في الجنة غرفا ً يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من‬
‫ظاهرها"‪.‬‬
‫قال أبو مالك الشعري‪ :‬لمن هي يا رسول الله? قال‪" :‬لمن أطاب‬
‫الكلم‪ ،‬وأطعم الطعام‪ ،‬و بات قاْئما ً والناس نيام"‪.‬‬
‫قال الحافظ الضياء‪ :‬هذا عندي إسناد حسن‪ ،‬وذكر أبي مالك فيه‬
‫مما يدل على صحته‪ ،‬لنه قد رواه وإسناد حديثه أيضًا‪.‬‬
‫وقد ورد في بعض الحاديث أن القصر يكون من لؤلؤة واحدة‪،‬‬
‫‪781‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبوابه ومصاريعه وسقفه‪.‬‬


‫وفي حديث آخر‪" :‬سقوف الجنة نور‪ ،‬تتلل كالبرق اللمع‪ ،‬لول أن‬
‫الله يثبت أبصارهم لوشك أن يخطفها"‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الخبر بن بشران‪ ،‬أخبرنا أبو عمرو عثمان‬
‫بن أحمد المعروف بابن السماك‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن‬
‫منصور‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن‪ ،‬سمعت‬
‫محمد بن واسع يذكر عن جابر بن عبد الله قال‪ :‬قال لنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أل أحدثكم بغرف الجنة? قال‪ :‬قلنا‪:‬‬
‫بلى يا رسول الله‪ :‬بأبينا أنت وأمنا‪ .‬قال‪ :‬إن في الجنة غرفا ً من‬
‫أصناف الجوهر كله‪ ،‬يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها‪،‬‬
‫فيها من النعيم واللذات والشفوف مال عين رأت ول أذن سمعت‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلنا يا رسول الله‪ :‬ولمن هذه الغرف? قال‪ :‬لمن أفشى‬
‫السلم وأطعم الطعام‪ ،‬وأدام الصيام‪ ،‬وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ومن يطيق ذلك‪ .‬قال‪ :‬أمتي تطيق ذلك‪،‬‬
‫وسأخبركم عن ذلك‪ ،‬من لقي أخاه فسلم عليه‪ ،‬ورد عليه فقد‬
‫أفشى السلم‪ ،‬ومن أطعم عياله‪ ،‬وأهله‪ ،‬حتى يشبعهم‪ ،‬فقد أطعم‬
‫الطعام‪ ،‬ومن صام رمضان‪ ،‬ومن كل شهر ثلثة أيام‪ ،‬فقد أدام‬
‫الصيام‪ ،‬ومن صلى العشاء الخيرة وصلى الغداة في جماعة‪ ،‬فقد‬
‫صلى بالليل والناس نيام‪ ،‬اليهود والنصارى والمجوس"‪.‬‬
‫لسنادين يقوي‬ ‫لسناد غير قوي‪ ،‬إل أنه با ِ‬ ‫ثم قال البيهقي‪ :‬وهذا ا ِ‬
‫بعضه ببعض‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وروي بِإسناد آخر عن جابر‪.‬‬
‫ثم أورده من طريق علي بن حرب‪ ،‬عن حفص بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن قيس الملئي‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬مرفوعا ً بنحوه‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث حسن بن فرقد‪ ،‬عن الحسن البصري‪،‬‬
‫عن عمران بن حصين‪ ،‬وأبي‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه‬
‫ن"‪.‬‬‫ت عَد ْ ٍ‬‫جّنا ِ‬
‫ة في َ‬‫ن ط َي ّب َ ً‬‫ساك ِ َ‬
‫م َ‬
‫وسلم عن هذه الية‪" :‬وَ َ‬
‫فقال‪" :‬قصر من لؤلؤ‪ ،‬في ذلك القصتتر ستتبعون دارا ً متتن ياقوتتتة‪،‬‬

‫في كل دار سبعون بيتا ً من زمتتردة خضتتراء‪ ،‬فتتي كتتل بيتت سترير‪،‬‬

‫‪782‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على كل سريرسبعون فراشًا‪ ،‬من كل لون‪ ،‬على كل فتتراش زوجتتة‬

‫من الحور العيتتن‪ ،‬فتتي كتتل بيتتت ستتبعون متتائدة‪ ،‬علتتى كتتل متتائدة‬

‫سبعون لونا ً من الطعتتام‪ ،‬فتتي كتتل بيتتت ستتبعون وصتتيفة‪ ،‬ويعطتتي‬

‫المتتتتتتؤمن متتتتتتا يتتتتتتأتي علتتتتتتى ذلتتتتتتك كلتتتتتته أجمتتتتتتع"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا الحديث غريب فإن هذا الجستتر ضتتعيف جتتدًا‪ ،‬وإذا كتتان‬

‫الجستتتتتتتتتتتتر ضتتتتتتتتتتتتعيفا ً فل يملتتتتتتتتتتتتك التصتتتتتتتتتتتتال‪..‬‬

‫وقال عبد الله بن وهب‪ :‬أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنه ليحاز الرجتتل‬

‫الواحد بالقصر من اللؤلؤة الواحدة‪ ،‬في ذلك القصر سبعون غرفتتة‪،‬‬

‫في كل غرفة زوجة من الحور العين‪ ،‬فتي كتل غرفتة ستبعون بابتًا‪،‬‬

‫تدخل عليه من كل باب رائحة من رائحة الجنة سوى الرائحتتة التتتي‬

‫تتتتتتتتتتتتدخل عليتتتتتتتتتتته متتتتتتتتتتتن البتتتتتتتتتتتاب الختتتتتتتتتتتر"‪.‬‬


‫َ‬
‫ما ك َتتاُنوا‬
‫جَزاءً ب ِ َ‬
‫ن قّرةِ أعُْين َ‬
‫م ْ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫خِف َ‬
‫ما أ ْ‬ ‫ثم قرأ‪" :‬فَل َ ت َعَْلم ن َْف ٌ‬
‫س َ‬

‫ي َْعملتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬

‫لمتتام أحمتتد‪ ،‬عتتن حستتن‪ ،‬عتتن ابتتن لهيعتتة‪..‬‬


‫قلتتت‪ :‬وقتتد رواه ا ِ‬

‫‪783‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثني حيي بن عبد الله بن شريح المعافري‪ ،‬فذكر بِإستتناده مثلتته‪،‬‬

‫غير أنه قال‪ :‬فقال أبو موسى الشعري‪ ،‬لمن هتتي يتتا رستتول اللتته‪.‬‬

‫واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وذكر القرطبي‪ :‬من طريق أبتتي هديتتة بتتن إبراهيتتم بتتن هديتتة‪ ،‬عتتن‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إن في الجنة غرفا ً ليس فيها معاليق متتن‬

‫فوقها‪ ،‬ول عمد من تحتها‪ ،‬قيل يا رسول الله‪ :‬وكيف يدخلها أهلهتتا?‬

‫قال‪ :‬يدخلونها أشباه الطير‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول اللتته‪ :‬لمتتن هتتي? قتتال‪:‬‬

‫لهل السقام‪ ،‬والوجاع‪ ،‬والبلوى"‪.‬‬

‫ذكر الخَيام في اْلجّنة‬

‫ت فتي ال ْ ِ‬
‫خَيتام فَِبتأيّ آل َءِ َرب ّك ُ ِ‬
‫متا‬ ‫صتوَرا ٌ‬
‫مْق ُ‬
‫قتال اللته تعتالى‪" :‬حتوٌر َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫تُ ً‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذَبا ِ‬

‫وثبت فتتي الصتتحيحين‪ :‬واللفتتظ لمستتلم‪ :‬متتن حتتديث أبتتي عمتتران‬

‫الجوني‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي موسى الشعري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قتتال‬

‫رسولى الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن للمؤمن فتتي الجنتتة لخيمتتة‬

‫من لؤلؤة واحدة مجوفة‪ ،‬طولها ستتتون مي ً‬


‫ل‪ ،‬للمتتؤمن فيهتتا أهلتتون‬
‫‪784‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يطتتتتتوف عليهتتتتتم المتتتتتؤمن فل يتتتتترى بعضتتتتتهم بعضتتتتتًا" ‪.‬‬

‫ل" وصتتتح‪" .‬ستتتتون مي ً‬


‫ل"‪.‬‬ ‫وفتتتي روايتتتة للبختتتاري‪" :‬ثلثتتتون مي ً‬

‫وقال أبو ب َ‬
‫كر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني محمد بن حفص‪ ،‬حدثنا منصتتور‪،‬‬

‫حدثنا يوسف بن الصباح‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬عتتن ابتتن عبتتاس‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫"الخيمة من درة مجوفة‪ ،‬طولها فرسخ‪ ،‬وعرضها فرسخ‪ ،‬ولها ألتتف‬

‫باب من ذهب‪ ،‬حولها سرادق دورة خمستتون فرستتخًا‪ ،‬يتتدخل عليتته‬

‫مل َئ ِك َت ُ‬
‫ة‬ ‫من كتل بتاب بهديتة متن اللته عتز وجتتل‪ ،‬وذلتك قتوله‪" :‬وال َ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن ب َتتتتتتتتتتتتتتتا ٍ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتت ْ‬ ‫ن عَل َي ِْهتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م ِ‬ ‫خُلو َ‬
‫ي َتتتتتتتتتتتتتتتد ْ ُ‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا همام‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫"الخيمة درة‪ ،‬من درة مجوفة‪ ،‬فرسخ فتي فرستخ‪ ،‬لهتا أربعتة آلف‬

‫مصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراع متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ذهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب"‪.‬‬

‫وقال قتادة‪ :‬عن خالد العصري عن أبي الدرداء قال‪" :‬الخيمة لؤلؤة‬

‫واحدة‪ ،‬لها سبعون بابا ً كلها من در"‪.‬‬

‫جّنة‬
‫ذكر ترَبة ال َ‬

‫‪785‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث الزهري‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن‬


‫أبي ذر‪ ،‬في حديث المعراج‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬أدخلت الجنة فإذا فيها جنادل اللؤلؤ‪ ،‬وإذا ترابها المسك"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬حدثنا الحريري‪ ،‬عن أبي‬ ‫وقال ا ِ‬
‫نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل‬
‫ابن صائد عن تربة الجنة فقال‪" :‬هي در مكة بيضاء‪ ،‬مسك خالص"‪.‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬صدق"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬ورواه مسلم‪ :‬من حديث أبي سلمة‪ ،‬عن‬ ‫هكذا رواه ا ِ‬
‫أبي نضرة بنحوه‪ ،‬وقد رواه مسلم أيضًا‪ :‬عن أبي بكر بن أبي شيبة‪،‬‬
‫عن أبي أمامة‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن‬
‫ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال‪:‬‬
‫"هي درمكة بيضاء مسك خالص"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عبد الله‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عن‬
‫الشعبي‪ ،‬عن جابر بن عبدالله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في اليهود‪" :‬إني سائلهم عن تربة الجنة‪ ،‬وهي درمكة‬
‫بيضاء‪ ،‬فسألهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬هي خبزة يا أبا القاسم‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬الخبز من الدر"‪.‬‬
‫وتقدم في حديث أبي هريرة‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وغيرهما‪ :‬في صفة بناء‬
‫الجنة‪ ،‬أن‪" :‬ملطها المسك‪ ،‬وحصباءها اللؤلؤ‪ ،‬والياقوت‪ ،‬وترابها‬
‫الزعفران"‪.‬‬
‫والملط في اللغة‪ :‬عبارة عن الطين الذي يجعل بين ساقي البناء‪،‬‬

‫يملط به الحائط‪ ،‬فلعل بعض بقاعها ترابتته المستتك‪ ،‬وبعضتتها ترابتته‬

‫الزعفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتران‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ومع هذه العظمة والتساع‪ ،‬فقد تقدم فتتي الصتتحيح عتتن أنتتس‪ :‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬وقتتاب قتتوس أحتتدكم أو‬

‫‪786‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫موضتتتتتتتع قتتتتتتتده خيتتتتتتتر متتتتتتتن التتتتتتتدنيا ومتتتتتتتا فيهتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حتتدثنا معمتتر‪ ،‬عتتن تمتتام‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬لقيتتد ستتوط‬

‫أحدكم من الجنة خير من السماء والرض"‪ .‬على شتترط الشتتيخين‪.‬‬

‫وقال ابن وهتتب‪ :‬أخبرنتتا عمتترو بتتن الحتتارث أن ستتليمان بتتن جنيتتد‬

‫حدثه‪ :‬أن عامر بن سعد بن أبي وقتتاص‪ -‬قتتال ستتليمان‪ :‬ل أعلتتم أل‬

‫أنه حدثني عن أبيه‪ -‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو‬

‫أن أقل نتور متن الجنتة ظهتر للتدنيا‪ ،‬لزخترف لته متا بيتن الستماء‬

‫والرض"‪.‬‬

‫ذكر أنهار الجنة وأشجارها وثمارها‬

‫حت َِهتتتتتا الن َْهتتتتتاُر"‪.‬‬


‫ن تَ ْ‬
‫متتتتت ْ‬
‫ري ِ‬
‫جتتتتت ِ‬
‫قتتتتتال اللتتتتته تعتتتتتالى‪" :‬ت َ ْ‬

‫م الن َْهتتتتتتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫حت ِِهتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ن تَ ْ‬
‫متتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫وقتتتتتتتتتتتتتتال‪ِ " :‬‬

‫متتاءٍ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ن ِفيَها أن َْهاٌر ِ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬
‫مت ُّقو َ‬ ‫ل اْلجن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬
‫مث َ ُ‬
‫وقال الله تعالى‪َ " :‬‬

‫متتر ل َتذ ّةٍ‬


‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ه َوأن ْهَتتاٌر ِ‬ ‫م ي ََتغي ّتْر ط َعْ ُ‬
‫مت ُ‬ ‫ن ل َب َتتن ل َت ْ‬
‫مت ْ‬ ‫غَْير آ ِ‬
‫سن َوأن ْهَتتاٌر ِ‬

‫ت‬ ‫ل الث ّ َ‬
‫متَرا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫كت ّ‬ ‫مت ْ‬ ‫صتّفى وَل َُهت ْ‬
‫م ِفيَهتا ِ‬ ‫م ً‬
‫ستل ُ‬
‫ن عَ َ‬
‫مت ْ‬
‫ن َوأن َْهاٌر ِ‬ ‫ِلل ّ‬
‫شارِِبي َ‬
‫‪787‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م"‪.‬‬
‫ن َرب ِّهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫مغِْفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرةٌ ِ‬
‫وَ َ‬

‫حت َِها الن َْهتتاُر‬


‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ري ِ‬
‫ج ِ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬
‫مّتقو َ‬ ‫ل الجن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬
‫مث َ ُ‬
‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫ن الن ّتتاُر"‪.‬‬ ‫وا وَعُْقب َتتى ال ْك َتتافِ ِ‬


‫ري َ‬ ‫ن ات َّقت ْ‬ ‫ك عُْقَبى ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ظلَها ت ِل ْ َ‬ ‫أك ُل َُها َ‬
‫داِئم وَ ِ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا يزيتتد بتتن هتتارون‪ ،‬أخبرنتتا الحريتتري‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫حكيم بن معاوية بن أبي بهز‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬فتي الجنتة بحتر اللبتن‪ ،‬وبحتر المتاء‪،‬‬

‫وبحتتر العستتل‪ ،‬وبحتتر الخمتتر‪ ،‬ثتتم تشتتقق النهتتار منهتتا بعتتد"‪.‬‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬عن بندار‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن هتتارون بتته‪ ،‬وقتتال‪ :‬حستتن‬

‫صحيح‪ ،‬وقال أبو بكر بن مردويه‪ ،‬حدثنا أحمد بن محمد بتتن عاصتتم‪،‬‬

‫حدثنا عبد الله بن محمتتد بتتن الستتمان‪ ،‬حتتدثنا مستتلم بتتن إبراهيتتم‪،‬‬

‫ليادي‪ ،‬حدثنا أبو عمران الجتتوني‪،‬‬


‫حدثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة ا ِ‬

‫عن أبي بكر بن قيس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬تظنون أن لنهار الجنتتة حتتدودا ً فتتي الرض‪ .‬ل واللتته‪،‬‬

‫إنها لسابحة على وجه الرض‪ ،‬حافاتها اللؤلؤ‪ ،‬وقبابها اللؤلؤ‪ ،‬وطيبها‬

‫المستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك الذفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫‪788‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد قيل‪ :‬يا رستتول اللتته‪ :‬ومتتا الذفتتر? قتتال‪ " :‬لتتذي ل خلتتط لته"‪.‬‬

‫وقد رواه ابن أبي الدنيا‪ :‬عن يعقوب بن عبيد‪ ،‬عن يزيد بن هتتارون‪،‬‬

‫به‪ ،‬موقوفًا‪ ،‬وروى البيهقي‪ :‬عن الحتتاكم‪ ،‬وغيتتره‪ ،‬عتتن الصتتم‪ ،‬عتتن‬

‫الربيع بن سليمان‪ ،‬عن أسد بن موسى‪ ،‬عن أبي ثوبان‪ ،‬عتتن عطتتاء‬

‫بن قرة‪ ،‬عن عبداللة بن ضمرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من ستتره أن يستتقيه اللتته الخمتتر فتتي‬

‫الخرة‪ ،‬فليتركه في الدنيا‪ ،‬ومن سره أن يكستتيه اللتته الحريتتر فتتي‬

‫الخرة‪ ،‬فليتركه فتتي التتدنيا‪ ،‬أنهتتار الجنتتة تفجتتر متتن تحتتت تلل‪ -‬أو‬

‫جبال‪ -‬المسك‪ ،‬ولو كان أدنى أهل الجنة حليتتة عتتدلت حليتتته بحليتتة‬

‫أهل الدنيا جميعًا‪ ،‬لكانت حلية أدنى أهل الجنة‪ ،‬أفضل من حلية أهل‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا جميعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫وروي من طريق أبي معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪ ،‬عن‬

‫مرة‪ ،‬عن عبتتد اللتته‪ ،‬قتتال‪" :‬أنهتتار الجنتتة تفجتتر متتن جبتتل مستتك"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا بالموقوف أصح‪.‬‬

‫فة ال َ‬
‫كوثر‬ ‫ص َ‬
‫ِ‬

‫‪789‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫و أَ ْ‬
‫ه‬
‫ه بمن ّ ِ‬ ‫عاَلى ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫قانا الل ّ ُ‬
‫ه تَ َ‬ ‫س َ‬ ‫هر أنهار ال ْ َ‬
‫جّنة َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫َ‬

‫ه‬ ‫وك ََر ِ‬


‫م ِ‬ ‫َ‬

‫شان ِئ َ َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬‫حْر إ ِ ّ‬ ‫ل ِلرب ّ َ‬
‫ك وان ْ َ‬ ‫ك ال ْك َوْث ََر فَ َ‬
‫ص ّ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِّنا اعْط َي َْنا َ‬
‫هُوَ ال َب َْتر"‪.‬‬
‫وثبت في صحيح مسلم‪ :‬من حديث محمد بن فضيل‪ ،‬وعلي بن‬
‫مسهر‪ ،‬كلهما عن المختار بن فلفل‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم حين أنزلت عليه هذه السورة قال‪" :‬أتدرون‬
‫ما الكوثر? قالوا‪ :‬الله ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬هو نهر وعدنيه الله عز‬
‫وجل‪ ،‬عليه خير كثير"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من حديث سنان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬في حديث‬
‫المعراج‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أتيت على نهر‪،‬‬
‫حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا يا جبريل? قال‪ :‬هذا‬
‫الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل"‪.‬‬
‫ورواه أحمد‪ :‬عن ابن عدي‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬به‪.‬‬
‫وفي رواية‪" :‬فضربت بيدي إلى متتا يجتتري فيتته المتتاء فتتإذا مستتك‬

‫أذفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫ولهذا طتترق كتتثيرة‪ :‬عتتن أنتتس‪ ،‬وغيتتره متتن الصتتحابة‪ ،‬ولتته ألفتتاظ‬

‫متعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتددة‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن فضيل‪ ،‬عن المختار بن فلفل‪ ،‬عن أنس‪،‬‬

‫عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬الكتتوثر نهتتر فتتي الجنتتة‪،‬‬

‫وعتتتتتتتتتتتتتتتدنيه ربتتتتتتتتتتتتتتتي عتتتتتتتتتتتتتتتز وجتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫‪790‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه مستتتتتلم‪ :‬عتتتتتن أبتتتتتي كريتتتتتب‪ ،‬عتتتتتن ابتتتتتن فضتتتتتيل‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أعطيت الكوثر‪ ،‬فتتإذا‬

‫نهر يجري على وجه الرض‪ ،‬حافتاه قبتتاب اللؤلتتؤ‪ ،‬ليتتس مستتقوفًا‪،‬‬

‫فضربت بيدي إلى ترتبه‪ ،‬فإذا ترابه مسك أذفر‪ ،‬وحصتتباؤه اللؤلتتؤ"‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حتتدثنا ستتليمان بتتن داود الهاشتتمي‪ ،‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن‬

‫سعد‪ ،‬حدثني محمد بن عبيد الله ابن شهاب ابن أخي شتتهاب‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬ستتئل رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم عن الكوثر فقال‪" :‬هو نهتتر أعطتتانيه اللتته فتتي الجنتتة‪ ،‬ترابتته‬

‫مستك‪ ،‬متاؤه أبيتض متن اللبتن‪ ،‬وأحلتى متن العستل‪ ،‬تترده طيتور‬

‫أعناقهتتتتتتتتتتتتتتا مثتتتتتتتتتتتتتتل أعنتتتتتتتتتتتتتتاق الجتتتتتتتتتتتتتتزور"‪.‬‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول الله‪ :‬إنها لناعمة‪ :‬فقال‪" :‬أكلها أنعم منهتتا"‪.‬‬

‫وقال الحاكم‪ :‬أخبرنا الصم‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن ستتعد‪ ،‬حتتدثنا إدريتتس‬

‫بن يحيى‪ ،‬حدثني الفضل بن المختار‪ ،‬عن عبيد الله بن موهب‪ ،‬عتتن‬

‫حصين بن محصن الخطمتتي‪ ،‬عتتن حذيفتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫‪791‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن فتتي الجنتتة طيتترا ً أمثتتال البختتاتي"‪.‬‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬إنها لناعمة يا رسول اللتته‪" :‬فقتتال‪" :‬أنعتتم منهتتا متتن‬

‫يأكلهتتتتتتتا‪ ،‬وأنتتتتتتتت ممتتتتتتتن يأكلهتتتتتتتا يتتتتتتتا أبتتتتتتتا بكتتتتتتتر"‪.‬‬

‫ثتتم رواه متتن طريتتق ستتعيد بتتن أبتتي عروبتتة‪ :‬عتتن قتتتادة‪ ،‬مرست ً‬
‫ل‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حتتدثنا مستتلمة الخراجتتي‪ ،‬حتتدثنا ثتتابت‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن‬

‫المهاد‪ ،‬عن عبد الوهاب بن أبي بكر‪ ،‬عن عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الله بن مسلم‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم سئل عتتن الكتتوثر فقتتال‪" :‬نهتتر أعطتتانيه‬

‫الله عز وجل‪ ،‬أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬وفيتته طيتتر‬

‫أعناقهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا كأعنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاق الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزور"‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬يا رسول الله‪ :‬إن تلك الطيتتور الناعمتتة? فقتتال‪" :‬أكلهتتا‬

‫أنعتتتتتتتتتتتتتتتتتم منهتتتتتتتتتتتتتتتتتا يتتتتتتتتتتتتتتتتتا عمتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وكذلك رواه الدراوردي‪ :‬عن ابن أخي ابتتن شتتهاب‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪.‬‬

‫رواية ابن عمر‬

‫‪792‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا ابن حفص‪ ،‬أخبرنا ورقاء‪ ،‬قال‪ :‬وقال عطتتاء‪ :‬عتتن‬

‫محارب بن دثار‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهتتب والمتتاء يجتتري‬

‫على اللؤلؤ‪ ،‬إن ماءه أشد بياضا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل"‪.‬‬

‫وقد رواه إسماعيل بن عليتتة‪ ،‬ومحمتتد بتتن فضتتيل‪ :‬عتتن عطتتاء بتتن‬

‫السائب‪ ،‬عن محارب‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪ ،‬مرفوع تًا‪" :‬الكتتوثر نهتتر فتتي‬

‫الجنة‪ ،‬حافتتتاه التتذهب‪ ،‬مجتتراه التتدر واليتتاقوت‪ ،‬تربتتته أطيتتب متتن‬

‫المستتتتتتتتك‪ ،‬متتتتتتتتاؤه أشتتتتتتتتد بياضتتتتتتتتا ً متتتتتتتتن الثلتتتتتتتتج"‪.‬‬

‫وفي رواية‪" :‬أشتتد بياضتا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬واللبتتن‬

‫الزبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وأخرجه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث محمتتد بتتن فضتتيل‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫رواية ابن عباس‬

‫قتتال البختتاري‪ :‬حتتدثنا يعقتتوب بتتن إبراهيتتم‪ ،‬حتتدثنا هشتتيم‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫يونس‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عبتتاس‪ ،‬أنتته قتتال فتتي الكتتوثر‪:‬‬
‫‪793‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"هتتتتتتتتو الخيتتتتتتتتر التتتتتتتتذي أعطتتتتتتتتاه اللتتتتتتتته إيتتتتتتتتاه"‪.‬‬

‫قال ابن بشر‪ :‬قلت لسعيد بن جبير‪ :‬إن أناسا ً يزعمون أنه نهر فتتي‬

‫الجنة‪ .‬فقال سعيد‪ :‬النهر الذي في الجنتتة متتن الخيتتر التتذي أعطتتاه‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته إيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاه"‪.‬‬

‫وقد روى ابن جرير‪ :‬عن أبي كريب‪ ،‬حدثنا عمر بن عبيد? عن عطاء‬

‫بن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عبتتاس قتتال‪" :‬الكتتوثر نهتتر فتتي الجنتتة‪،‬‬

‫حافتاه ذهب وفضة‪ ،‬يجري علتتى اليتتاقوت والتتدر‪ ،‬متتاؤه أبيتتض متتن‬

‫الثلتتتتتتتتتتتتتتج‪ ،‬وأحلتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتن العستتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫كذا رواه العوفي‪ ،‬عن ابن عباس‪.‬‬

‫رواية عاثشة‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قال‪ :‬سألتها عن قوله تعالى‪:‬‬
‫ك ال ْك َوْث ََر" فقالت‪" :‬الكوثر نهر أعطيه نبيكم صلى الله‬
‫"إ ِّنا أعْط َي َْنا َ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬شاطئاه در مجوف آنيته كعدد النجوم"‪.‬‬
‫ثم قال البخاري‪ :‬وقد رواه زكريا‪ ،‬وأبو الحوص‪ ،‬ومطرف‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق‪ ،‬وقال أبو نعيم الفضل بن دكين‪ :‬حدثنا ابن أبي نجيح‪ ،‬عن‬
‫مجاهد‪ ،‬قال‪" :‬هو الجنة"‪.‬‬
‫وقالت عائشة‪" :‬هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه‬
‫إل سمع خرير ذلك النهر"‪.‬‬
‫‪794‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى ابن جرير‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن أبي جعفر الرازي‪،‬‬

‫عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن عائشة قالت‪" :‬متتن أحتتب أن يستتمع‪ ،‬خريتتر‬

‫الكوثر‪ -‬أي صوت سير ميتاهه‪ -‬فتتإنه ل يستتمعه بعينتته‪ ،‬بتتل إن دويته‬

‫لنسان إصبعيه في أذنيه"‪.‬‬


‫كدوي ما يسمع إذا وضع ا ِ‬

‫ذكر نهر البيدخ في الجنة‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬حدثنا سليمان بن المغيتترة‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪ ،‬قال‪" :‬كان رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪ :‬تعجبتته الرؤيتتا‬

‫الحستتنة فربمتتا قتتال‪" :‬هتتل رأى أحتتد منكتتم رؤيتتا? قتتال‪ :‬فتتإذا رأى‬

‫الرجل رؤيا‪ ،‬يسأل عنه‪ ،‬فإذا كان ليس به بأس‪ ،‬أعجب برؤياه إليتته‪،‬‬

‫قال‪ :‬فجاءت امرأة فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬رأيت كأني دخلت الجنة‪،‬‬

‫فسمعت وجبة انتحب لها أهل الجنة‪ ،‬فنظرت‪ ،‬فإذا قتتد جيتتء بفلن‬

‫ابن فلن‪ ،‬وفلن ابن فلن‪ ،‬حتى عددت اثني عشر رج ً‬


‫ل‪ ،‬وقد بعثتتت‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم ستترية قبتتل ذلتتك‪ ،‬قتتال‪ :‬فجيتتء‬

‫بهم‪ ،‬عليهم ثياب طلس تشتتخب أوداجهتتم فقيتتل‪ :‬اذهبتتوا بهتتم إلتتى‬

‫البيدخ قال نهر البيدخ‪ -‬قال‪ :‬فغمسوا فيه‪ ،‬فخرجوا وجوههم كالقمر‬
‫‪795‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليلة البدر‪ ،‬قالت‪ :‬ثم أتوا بكراسي من ذهتتب‪ ،‬فقعتتدوا عليهتتا‪ ،‬فتتأتى‬

‫بصحفة أو مبكلة فيها بسر فأكلوا منها‪ ،‬فما يقلبونها لشتتق إل أكلتتوا‬

‫من فاكهة متتا أرادوا‪ ،‬وأكلتتت معهتتم‪ .‬قتتال‪ :‬فجتتاء البشتتير متتن تلتتك‬

‫السرية‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬كتتان متتن أمرنتتا كتتذا وكتتذا‪ ،‬وأصتتيب‬

‫فلن وفلن‪ ،‬حتتتى ع تد ّ الثنتتي عشتتر التتذين عتتدتهم المتترأة‪ ،‬فقتتال‬

‫ي بتتالمرأة‪ ،‬فجتتاءت‪ ،‬فقتتال‪:‬‬


‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪ :‬علت ّ‬

‫قضي على هذا رؤياك‪ :‬فقصت‪ ،‬فقال‪ :‬هو كما قالت يا رسول الله‪.‬‬

‫عَلى َباب ال ْ َ‬
‫جّنة‬ ‫نهر َبارق َ‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن ابن سحاق‪ ،‬عن الحارث‬
‫بن فضيل النصاري‪ ،‬عن محمود بن لبيد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الشهداء على بارق نهر على‬
‫باب الجنة في قبة خضراء‪ ،‬يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة‬
‫وعشيًا"‪.‬‬
‫لسراء‪ :‬في ذكر سدرة المنهى قال‪" :‬فإذا بها يخرج‬ ‫في حديث ا ِ‬
‫من أصلها نهران باطنان‪ ،‬ونهران ظاهران‪ ،‬فالباطنان في الجنة‬
‫والظاهران النيل والفرات"‪.‬‬
‫وفي مسند أحمد‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬واللفظ له‪ :‬من حديث عبيد الله‬
‫بن عمر‪ ،‬عن حبيب بن عبد الرحمن‪ ،‬عن حفص بن عاصم‪ ،‬عن أبي‬
‫بريزة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬سيحان‬
‫وجيحان والفرات والنيل وكل من أنهار الجنة"‪.‬‬
‫وروى الحافظ الضياء‪ :‬من طريق عثمان بن سعيد بن سابق‪ ،‬عن‬
‫‪796‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلمة بن علي الخشني‪ ،‬عن مقاتل بن حيان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنزل الله من الجنة‬
‫خمسة أنهار‪ :‬سيحون‪ ،‬وهو نهر الهند‪ ،‬وجيحون‪ ،‬وهو نهر بلخ‪،‬‬
‫ودجلة والفرات وهما نهرا العراق‪ ،‬والنيل‪ ،‬وهو نهر مصر‪ ،‬أنزلها‬
‫الله تعالى من عين واحدة‪ ،‬من عيون الجنة‪ ،‬من أسفل درجة من‬
‫درجاتها‪ ،‬على جناحي جبريل‪ ،‬فاستودعها الجبال‪ ،‬وأجراها في‬
‫الرض‪ ،‬وجعل فيها منافع للناس‪ ،‬من أصناف معايشهم‪ ،‬فذلك قوله‬
‫سك َّناهُ في الْرض"‪.‬‬
‫در َفأ ْ‬
‫ماِء ماًء ِبق َ‬
‫س َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫تعالى‪َ" :‬وأن َْزل َْنا ِ‬
‫م َ‬
‫فإذا كان خروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬أرسل الله جبريل‪ ،‬فرفع من‬
‫الرض القرآن العظيم‪ ،‬والعلم كله‪ ،‬والحجر السود‪ ،‬من ركن البيت‬
‫بمقام إبراهيم‪ ،‬وتابوت موسى‪ ،‬بما فيه‪ ،‬وهذه النهار الخمسة‪،‬‬
‫ه‬
‫ب بِ ِ‬‫فرفع كل ذلك إلى السماء‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪َ" :‬وإّنا عََلى ذها ٍ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ل ََقادُرو َ‬
‫"فإذا رفعت هذه الشياء من الرض‪ ،‬فقد حرم أهلها خير الدنيا‬
‫والخرة"‪.‬‬
‫وهذا حديث غريب جدًا‪ ،‬بل منكر‪ ،‬ومسلمة بن علي ضعيف الحديث‬
‫عند الئمة‪...‬‬
‫وقد وصف الله سبحانه وتعالى أنهار الجنة بكثرة الجريان‪ ،‬وأن أهل‬
‫الجنة يجرونها حيث شاءوا أي يستنبطونها في أي المحال أحبوا‪،‬‬
‫يبعث لهم العيون بفنون المسارب والمياه‪ ،‬وقد قال ابن مسعود‪:‬‬
‫"ما في الجنة عين إل تنبع من تحت جبل مسكة"‪.‬‬
‫وروى العمش‪ :‬عن عمر بن مرة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن ابن مسعود‪،‬‬
‫أنه قال‪" :‬أنهار الجنة تفجر من جبل مسك"‪.‬‬
‫وقد جاء هذا الحديث مرفوعًا‪ ،‬رواه الحاكم فتتي مستتتدركه فقتتال‪:‬‬

‫أخبرنا الصم‪ ،‬أخبرنا الربيع بن ستتليمان‪ ،‬أخبرنتتا أستتد بتتن موستتى‪،‬‬

‫حدثنا ابن موسى‪ ،‬حدثنا ابن ثوبان‪ ،‬عن عطاء بن قرة‪ ،‬عن عبد الله‬

‫بن ضمرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪797‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم‪" :‬من سره أن يسقيه الله من الخمرة في الختترة‪ ،‬فليتركهتتا‬

‫في الدنيا‪ ،‬ومن سّره أن يكسوه اللتته الحريتتر فتتي الختترة فليتتتركه‬

‫في الدنيا‪ ،‬أنهار الجنة تفجر من تحت تلل‪ -‬أو جبتتال‪ -‬المستتك‪ ،‬ولتتو‬

‫كان أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعا ً لكان‬

‫ما يحليه الله به في الخترة أفضتل متن حليتة أهتل التدنيا جميعتًا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أشجار الجنة‬

‫ت‬
‫جن ّتتا ٍ‬ ‫خل ُهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫س تن ُد ْ ِ‬
‫ت َ‬
‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وائ َ ِ‬
‫ذي َ‬

‫مط َهّتَرةٌ‬ ‫ن ِفيهَتتا أب َتتدا ً ل َهُت ْ‬


‫م ِفيهَتتا أْزَواج ُ‬ ‫دي َ‬
‫خال ِت ِ‬
‫حت َِها الن َْهاُر َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ري ِ‬
‫ج ِ‬
‫تَ ْ‬

‫م ظ ِل ً ظ َِليل"‪.‬‬
‫خل ُهُ ْ‬
‫وُنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ْ ِ‬

‫متتا ت ُك َتتذَبا ِ‬
‫ن"‪ .‬والفنتتان‪:‬‬ ‫لء َربك ُ َ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬ذ ََوات َتتا أفْن َتتان فَب ِتتأيّ آ َ‬

‫الغصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان‪.‬‬

‫ن"‪ .‬أي مائلتتتان إلتتى الستتواد‪ ،‬متتن شتتدة‬


‫مَتا ِ‬
‫متتدها ّ‬
‫وقتتال تعتتالى‪ُ " :‬‬

‫خضتتتتتتتتتتتتتتتتترتهما‪ ،‬واشتتتتتتتتتتتتتتتتتتباك أشتتتتتتتتتتتتتتتتتجارهما‪.‬‬

‫جن َتتى‬
‫س تت َب َْرق وَ َ‬
‫نإ ْ‬
‫مت ْ‬ ‫ن عَل َتتى فُ تُرش ب َ َ‬
‫طائ ِن ُهَتتا ِ‬ ‫مت ّك ِِئي ت َ‬
‫وقتتال تعتتالى‪ُ " :‬‬
‫‪798‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ال ْ َ‬
‫جن ّت َي ْتتتتن"‪ .‬أي قريتتتتب متتتتن التنتتتتاول وهتتتتم علتتتتى الفتتتتراش‪.‬‬

‫كمتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتتالى‪" :‬قُ ُ‬


‫طوفَُهتتتتتتتتتتا َ‬
‫دان َِيتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ت قُ ُ‬
‫طوفُهَتتتتتتتتتا ت َتتتتتتتتتذ ِْليل"‪.‬‬ ‫وقتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتالى‪َ" :‬وذلل َتتتتتتتتت ْ‬

‫ضودٍ‬
‫خ ُ‬
‫م ْ‬
‫سد ْرٍ َ‬
‫مين ِفي ِ‬
‫ب الي َ ِ‬
‫حا ُ‬
‫ما أص َ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬
‫مين َ‬ ‫حا ُ‬
‫وقال تعالى‪َ" :‬وأص َ‬

‫ب "َوفاكهَ تةٍ ك َِثي تَرةٍ ل َ‬ ‫ست ُ‬


‫كو ٍ‬ ‫م ْ‬
‫متتاءٍ َ‬
‫دودٍ وَ َ‬
‫مم ت ُ‬
‫ضتتودٍ "وَظ ِتتل َ‬ ‫وَط َل ْتتح َ‬
‫من ْ ُ‬

‫مْرُفوعَتتتتتتتتتت ٍ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫عتتتتتتتتتةٍ "وَفُتتتتتتتتتتُرش َ‬
‫مُنو َ‬
‫م ْ‬ ‫مْق ُ‬
‫طوعَتتتتتتتتتتةٍ وَل َ َ‬ ‫َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫متتتتتتا ٌ‬
‫ختتتتتتل وَُر ّ‬
‫متتتتتتا فاك َِهتتتتتتة وَن َ ْ‬
‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪ِ" :‬فيهِ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫جتتتتتا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫كتتتتتل فاك َِهتتتتتةٍ َزوْ َ‬ ‫متتتتت ْ‬
‫متتتتتا ِ‬
‫وقتتتتتال تعتتتتتالى‪ِ" :‬فيهِ َ‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا عبد الله بن سعيد‪ ،‬حدثنا زيتتاد بتتن‬

‫الحسن بن الفرات الفرار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي حتتازم‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستلم‪" :‬متتا فتتي‬

‫الجنتتتتتتتتتة شتتتتتتتتتجرة إل ستتتتتتتتتاقها متتتتتتتتتن ذهتتتتتتتتتب"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ :‬عن أبتتي ستتعيد‪ ،‬عبتتد اللتته بتتن ستتعيد الكنتتدي‬

‫الشتتتتتتتتتتتتتتج‪ -‬وقتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني حمزة بن العبتتاس‪ ،‬أخبرنتتا عبتتد‬

‫‪799‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله بن عثمان‪ ،‬أخبرنا ابن المبارك‪ ،‬أخبرنا سفيان‪ ،‬عن حمتتاد‪ ،‬عتتن‬

‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬نخل الجنة جذوعها من زمرد‬

‫أخضر‪ ،‬وفروعهتتا ذهتتب أحمتتر‪ ،‬وستتعفها كستتوة لهتتل الجنتتة‪ ،‬منهتتا‬

‫مقطعاتهم‪ ،‬وحللهم‪ ،‬وثمرها أمثال القلل والتتدلء‪ .‬أشتتد بياض تا ً متتن‬

‫اللبن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬واللبتتن متتن الزبتتد‪ ،‬ليتتس فيتته عجتتم"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫عامر العقدي‪ ،‬حدثنا ربعة بتتن صتتالح‪ ،‬عتتن ستتلمة بتتن وهتترام‪ ،‬عتتن‬

‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬الظتتل الممتتدود شتتجرة فتتي الجنتتة‪،‬‬

‫على ساق‪ ،‬قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام‪ ،‬أي كتتل‬

‫نواحيهتتا قتتال‪ :‬فيختترج إليهتتا أهتتل الجنتتة‪ ،‬أهتتل الغتترف‪ ،‬وغيرهتتم‬

‫فيتحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدثون فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ظلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫قال‪" :‬فيشتهي بعضهم‪ ،‬ويذكر لهتتو التتدنيا‪ ،‬فيرستتل اللتته ريحتا ً متتن‬

‫الجنة‪ ،‬فيحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا"‪.‬‬

‫في الجنة شجرة يسير راكب الجواد المضمر السريع‬

‫في ظلها مائة عام ل يقطعها‬

‫‪800‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثبت في الصحيحن‪ :‬من رواية وهب‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن‬
‫سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في الجنة‬
‫شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ل يقطعها" ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فحدثت به النعمان بن أبي العباس الزرقي‪ :‬فقال‪ :‬حدثني‬
‫أبوسعيد الخدري‪ :‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن في‬
‫الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ل‬
‫يقطعها"‪.‬‬
‫وفي صحيح البخاري‪ :‬من حديث سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن قتادة‪،‬‬
‫عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى‪:‬‬
‫دوٍد"‪.‬‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬ ‫"وَظ ِ ّ‬
‫ل َ‬
‫قال‪" :‬في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ل‬
‫يقطعها"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عن هلل بن علي‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن أبي عمرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة‬
‫سنة"‪.‬‬
‫دوٍد"‪.‬‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬ ‫اقرأوا إن شئتم‪" :‬وَظ ِ ّ‬
‫ل َ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لقاب قوس أو سوط في‬
‫الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب"‪.‬‬
‫ورواه البختتتتاري‪ :‬عتتتتن محمتتتتد بتتتتن ستتتتنان‪ ،‬عتتتتن فليتتتتح‪.‬‬

‫ولمسلم‪ :‬من طريق العرج‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة‬

‫سنة‪ ،‬ل يقطعها"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪801‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ،‬حدثنا ليث بن سويد‪ ،‬حدثنا سعيد بتتن أبتتي‬

‫سعيد المدني عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريتترة أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة‬

‫سنة"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرحمتتن‪ ،‬عتتن حمتتاد‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن زيتتاد‪،‬‬

‫سمعت أبا هريرة قال‪ :‬سمعت أبا القاسم صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬إن في الجنة شجرة يستتير الراكتتب فتتي ظلهتتا متتائة ستتنة"‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حتدثنا عبتد الرحمتن‪ ،‬عتن حمتاد‪ ،‬عتن محمتد بتن زيتاد‪،‬‬

‫سمعت أبا هريرة قال‪ :‬سمعت أبا القاسم صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقتتول‪" :‬إن الجنتتة شتتجرة يستتير الراكتتب فتتي ظلهتتا متتائة عتتام ل‬

‫يقطعها"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪802‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬وحجاج‪ ،‬عن عقبتتة‪ ،‬ستتمعت أبتتا‬

‫الضحاك تحدث عن أبي هريرة‪ ،‬عن النتبي صتلى اللته عليته وستلم‬

‫قال‪" :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين‪ -‬أو مائة‪-‬‬

‫سنة هي شجرة الخلد"‪.‬‬

‫جرة طوبى‬ ‫َ‬


‫ش َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا علي بتتن بحتتر‪ ،‬حتتدثنا هشتتام بتتن يوستتف‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫حدثنا معمر‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن عامر بن زيد البكتتالي‪ ،‬أنتته‬

‫سمع عتبة بن عبيد الله السلمي يقول‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي صلى‬

‫الله عليه وسلم فسأله عن الحوض‪ ،‬وذكر الجنتتة‪ ،‬فقتتال العرابتتي‪:‬‬

‫فيها فاكهة‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬وفيها شتتجرة تتتدعى طتتوبى? فتتذكر شتتيئا ً ل‬

‫أدري ما هو‪ ،‬قال‪ :‬أي شجر أرضنا تشبه? قال‪ :‬ليستتت تشتتبه شتتيئا ً‬

‫من شجر أرضك‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪ :‬أتيتتت الشتتام?‬

‫قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬تشبه شجرة بالشام‪ ،‬تدعى الجوزة‪ ،‬تنبت على ستتاق‬

‫واحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‪ ،‬وينفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترش أعلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ما عظم أصلها? قال‪ :‬لو ارتحلتتت جذعتتة متتن إبتتل أهلتتك‪ ،‬متتا‬
‫‪803‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحطت بأصلها حتى ينكسر عرقوبها هرمًا‪ .‬قتتال‪ :‬فيهتتا عنتتب? قتتال‪:‬‬

‫نعم‪ .‬قال‪ :‬فما عظم العنقود? قال‪ :‬مسيرة شتتهر للغتتراب البقتتع ل‬

‫يفتتتر‪ .‬قتتال‪ :‬فمتتا عظتتم الحبتتة أنتختتذ منهتتا دلتتوًا? قتتال‪ :‬نعتتم‪ .‬قتتال‬

‫العرابتتي‪ :‬فتتإن تلتتك الجنتتة لتستتعني وأهتتل بيتتتي? قتتال‪ :‬وعامتتة‬

‫عشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيرتك‪.‬‬

‫وقال حرملة عن عبد الله بن وهب‪ ،‬أخبرني عمرو‪ ،‬أن دراجا ً حدثه‪،‬‬

‫أن أبا الهيثم حدثه‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫أن رجل ً قتتال‪ :‬يتتا رستتول اللتته طتتوبى لمتتن رآك وآمتتن بتتك فقتتال‪:‬‬

‫"طوبى لمن رآني‪ ،‬وآمن بي‪ ،‬وطوبى ثم طوبى لمن آمن بتتي‪ ،‬ولتتم‬

‫يرني " فقال رجل‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ومتتا طتتوبى? قتتال‪ :‬شتتجرة فتتي‬

‫الجنة‪ ،‬مسيرة مائة سنة‪ ،‬ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"‪.‬‬

‫من َْتهى‬
‫سدَرة ال ُ‬
‫ِ‬

‫دها‬
‫عن ْ َ‬
‫من ْت ََهى ِ‬
‫عن ْد َ سد َْرةِ ال ُ‬
‫خَرى ِ‬‫ةأ ْ‬‫قال الله تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ َرآهُ ن َْزل ً‬
‫ما ط ََغى‬‫صُر وَ َ‬ ‫ما َزاغَ اْلب َ‬‫شى َ‬ ‫ما يغْ َ‬
‫شى السد َْرةَ َ‬ ‫جّنة ال ْ َ‬
‫مأوى إذ ي َغْ َ‬ ‫َ‬
‫ت َربهِ الك ُْبرى"‪.‬‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫ل ََقد ْ َرأى ِ‬
‫م ْ‬
‫وذكرنا في التفسير‪ :‬أنه غشيها نور الرب جل جلله‪ ،‬وأنه غشيتها‬
‫الملئكة‪ ،‬عليها مثل الغربان‪ ،‬يعني كثرة‪ -‬وأنه غشيتها فراش من‬
‫‪804‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذهب‪ ،‬وغشيتها ألوان متعددة‪.‬‬


‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يغشاها اللوان‪ ،‬ل أدري‬
‫ماهي‪ ،‬ما يستطيع أحد أن ينعتها"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث‬
‫المعراج‪" :‬ثم رفعت إلى سدرة المنتهى‪ ،‬في السماء السابعة‪ ،‬فإذا‬
‫نبقها مثل قلل هجر‪ ،‬وورقها مثل آذان الفيلة‪ ،‬وإذا هي يخرج من‬
‫ساقها نهران ظاهران‪ ،‬ونهران باطنان‪ ،‬قلت‪ :‬يا جبريل‪ :‬ما هذا?‬
‫قال‪ :‬أما النهران الباطنان ففي الجنة‪ ،‬وأما النهران الظاهران‬
‫فالنيل والفرات"‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن صالح‪ ،‬حدثنا يونس‬
‫بن بكير‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن‬
‫الزبير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر قالت‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وذكر سدرة المنتهى‪ -‬فقال‪" :‬يسير في ظل‬
‫العين منها الراكب مائة سنة‪ -‬أو قال‪ :-‬يستظل في ظل العين منها‬
‫مائة راكب‪ ،‬فيها فراش الذهب‪ ،‬كأن ثمرها القلل"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني حمزة بن العباس‪ ،‬حتتدثنا عبيتتد‬

‫الله بن عثمان‪ ،‬أخبرنا عبتتد اللتته بتتن المبتتارك‪ ،‬أخبرنتتا صتتفوان بتتن‬

‫عمرو‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬قتال‪ :‬أصتتحاب رستتول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم يقولتون‪" :‬إن اللته لينفعنتتا بتالعراب ومستائلهم‪ :‬قتال‪:‬‬

‫أقبل أعرابي يوما ً فقال‪ :‬يارسول الله‪ :‬ذكر الله فتتي الجنتتة شتتجرة‬

‫تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤذي صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحبها بشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوكها"‪.‬‬

‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أليتتس اللتته يقتتول‪" :‬فِتتي‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوٍد"‪.‬‬
‫خ ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ْرٍ م ْ‬

‫‪805‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خضد الله شوكه‪ ،‬فجعل الله مكان كتتل شتتوكة ثمتترة‪ ،‬فإنهتتا لتنبتتت‬

‫ثمرا ً ينفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونتًا‪ ،‬متتا فيهتتا لتتون يشتتبه‬

‫الختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وقتتتتد روى هتتتتذا الحتتتتديث متتتتن وجتتتته آختتتتر بلفتتتتظ آختتتتر‪.‬‬

‫فقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا محمد بن مصفى‪ ،‬حدثنا محمد بن‬

‫المبارك‪ ،‬حدثنا يحيى بن حمزة‪ ،‬حدثنا ثور بن يزيد‪ ،‬حدثنا حبيب بتتن‬

‫عتبة بن عبد السلم قال‪ :‬كنت جالسا ً متتع رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم فجاء أعرابي فقال‪ :‬يا رسول اللتته‪ :‬أستتمعك تتتذكر فتتي‬

‫الجنة شجرة ل أعلم شجرة أكبر شوكا ً منها‪ -:‬يعني الطلتتح‪ :-‬فقتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الله يجعل مكان كل شتتوكة‬

‫منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود‪ ،‬فيها سبعون لونا ً من الطعام‪،‬‬

‫ل يشبه منها لون لونا ً آخر"‪ .‬والملبود‪ :‬الذي يتلبد صوفه بعضه علتتى‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتض‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬عن عبد الله بتتن مستتعود‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬لقيت إبراهيتتم ليلتتة أستتري بتتي‪ ،‬فقتتال‪ :‬يتتا‬

‫‪806‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد‪ :‬اقرىء أمتك مني السلم‪ ،‬وأخبرهم أن الجنتتة طيبتتة التربتتة‪،‬‬

‫عذبة الماء‪ ،‬وأنها قيعان‪ ،‬وأن غراسها سبحان الله‪ ،‬والحمد للتته‪ ،‬ول‬

‫إلتتتته إل اللتتتته‪ ،‬واللتتتته أكتتتتبر‪ .‬ثتتتتم قتتتتال‪ :‬حستتتتن غريتتتتب‪.‬‬

‫وفي الباب عن أبي هريرة‪ ،‬وقد روى ابن ماجه‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم متتر عليتته وهتتو يغتترس غرستًا‪،‬‬

‫فقال‪" :‬أل أدلك على غراس خير متتن هتتذا? ستتبحان اللتته‪ ،‬والحمتتد‬

‫لله‪ ،‬ول إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬يغرس لك بكل واحتتدة شتتجرة فتتي‬

‫الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي عن جابر قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬من قال‪ :‬سبحان الله العظيم وبحمده‪ ،‬غرست لتته شتتجرة‬

‫في الجنة" ثم قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح غريب‪.‬‬

‫َ‬
‫فصل‬

‫مار ال ْ َ‬
‫جّنة‬ ‫ثِ َ‬

‫مين‬
‫هآ ِ‬ ‫وك ََر ِ‬
‫م ِ‬ ‫ه َ‬
‫من ّ ِ‬
‫مْنها ب ِ َ‬
‫منا ِ‬ ‫َنسأل الّله َتعالى أن ي ُطْ ِ‬
‫ع َ‬

‫‪807‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ما ٌ‬ ‫ل وَُر ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫ما فاك َِهة وَن َ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪ِ" :‬فيهِ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جا ِ‬ ‫ن كل فاك ِهَةٍ َزوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫وقال‪ِ" :‬فيهِ َ‬
‫جنى الجن ّت َْين‬ ‫ست َب َْرق وَ َ‬ ‫نإ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫طائ ُِنها ِ‬ ‫ن عََلى فُُرثس ب َ َ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬ ‫وقال‪ُ " :‬‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دا ٍ‬ ‫َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ت قطوفَها ت َذ ِْلي ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫أي قريب من المتناول كما قال تعالى‪" :‬وَذ ُلل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضودٍ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سد ْرٍ َ‬ ‫مين ِفي ِ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬‫ما أ ْ‬ ‫مين َ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬ ‫حا ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وأص َ‬
‫ة‬
‫طوعَ ٍ‬ ‫مْق ُ‬ ‫ب َوفاك َهَةٍ ك َِثيَرةٍ ل َ‬ ‫سكو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ماٍء َ‬ ‫دودٍ وَ َ‬ ‫مم ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ضودٍ وَظ ِ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫وَط َْلح َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫مُنوعَ ٍ‬ ‫وَل َ م ْ‬
‫أي ل تنقطع في بعض الزمان‪ ،‬بل هي موجودة في كل أوان‪ ،‬كما‬
‫وا"‪.‬‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك عُْقَبى ال ّ ِ‬ ‫م وَظ ِّلها ت ِل ْ َ‬ ‫دائ ِ ٌ‬ ‫قال تعالى‪" :‬أك ُل ًَها َ‬
‫أي ليس كالدنيا‪ ،‬التي تأتي ثمارها في بعض الفصول‪ ،‬وتفقد في‬
‫وقت آخر‪ ،‬وتكتسي أشجارها الوراق في وقت‪ ،‬وتخلعها في وقت‬
‫آخر‪ ،‬ول ممنوعة‪ :‬أي من أرادها فإنها ليس دونها حجاب‪ ،‬ول مانع‪،‬‬
‫بل من أرادها فهي موجودة‪ ،‬سهلة‪ ،‬منالها قريب‪ ،‬حتى ولو كانت‬
‫الثمرة في أعلى الشجرة‪ ،‬فأراد أخذها‪ ،‬اقتربت منه وتدلت إليه‪.‬‬
‫ل" أدنيت حتى‬ ‫طوفَها ت َذ ِْلي ً‬ ‫ت قُ ُ‬ ‫قال أبو إسحاق‪ :‬عن البراء‪" ،‬وَذ ُل ّل َ ْ‬
‫يتناولوها وهم نيام‪.‬‬
‫َ‬
‫ت‬‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫تأ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫شرِ ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَب َ ّ‬
‫مَرةٍ رِْزقا ً َقاُلوا ه َ‬
‫ذا‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫من َْها ِ‬ ‫ما رزقوا ِ‬ ‫حت َِها الن َْهاُر ك ُل ّ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫مط َهَّرةٌ َوه ْ‬
‫م‬ ‫ج ُ‬ ‫م ِفيَها أْزَوا ٌ‬ ‫شاِبها ً وَل َهُ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ل َوأُتوا ب ِهِ ُ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ذي ُرزِقَْنا ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ِفيَها َ‬
‫ن‬‫شت َُهو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫واك ِ َ‬ ‫ن وَفَ َ‬ ‫لل وَعُُيو ٍ‬ ‫ن ِفي ظ ِ َ‬ ‫مت ِّقي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫زي ال ُ‬ ‫ج ِ‬‫ك نَ ْ‬ ‫ن إ ِّنا ك َذ َل ِ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ما ك ُْنت ْ‬ ‫شَرُبوا هَِنيئا ً ب ِ َ‬ ‫ك ُُلوا َوا ْ‬
‫حوٌر‬ ‫ن وَ ُ‬ ‫شت َُهو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬‫حم ط َْير ِ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫خي ُّرو َ‬ ‫ما ي َت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وفاك ِهَةٍ ِ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاًء ب ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مك ُْنو ِ‬ ‫ل الل ّؤْل ُؤِ ال ْ َ‬ ‫مَثا ِ‬ ‫ن كأ ْ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ِ‬
‫وقد سبق فيما أوردناه متتن الحتتاديث‪ :‬أن تربتتة الجنتتة متتن مستتك‬

‫وزعفران‪ ،‬وأنه ما في الجنة شتتجرة إل ولهتتا ستتاق متتن ذهتتب فتتإذا‬

‫كانت تربة الجنة هذه‪ ،‬والصول كما ذكرنا‪ ،‬فما ظنك بما يتولد منها‪،‬‬

‫‪808‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من الثمرة الرائقة‪ ،‬الناضجة‪ ،‬النيقة‪ ،‬التي ليس فتتي التتدنيا منهتتا إل‬

‫السماء? قال ابن عباس رضتتي اللتته عنتته‪" :‬ليتتس فتتي الجنتتة متتن‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا إل الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتماء"‪.‬‬

‫وإذا كان السدر الذي في الدنيا وهو ل يثمتتر إل ثمتترة ضتتعيفة وهتتو‬

‫النبق‪ ،‬وشوكه كثير‪ ،‬والطلح الذي ل يراد منه فتتي التتدنيا إل الظتتل‪،‬‬

‫يكونان في الجنة في غابة من كثرة الثمار وحسنها‪ ،‬حتى إن الثمرة‬

‫الواحدة منها تنفتق عن سبعين نوعا ً متتن الطعتتوم‪ ،‬واللتتوان‪ ،‬التتتي‬

‫يشبه بعضها بعضًا‪ ،‬فما ظنك بثمار الشجار‪ ،‬التي تكتتون فتتي التتدنيا‬

‫حسنة الثمار‪ ،‬كالتفاح‪ ،‬والنخل‪ ،‬والعنب‪ ،‬وغير ذلك? وما ظنك بأنواع‬

‫الرياحين‪ ،‬والزاهير? وبالجملتتة‪ ،‬فتتإن فيهتتا متتا ل عيتتن رأت ول أذن‬

‫ستتمعت‪ ،‬ول خطتتر علتتى قلتتب بشتتر‪ ،‬نستتأل اللتته منهتتا فضتتله‪.‬‬

‫وفى الصحيحين‪ :‬من حديث مالك‪ ،‬عن زيد بن أسلم عن عطاء بتتن‬

‫يستتتتار‪ ،‬عتتتتن ابتتتتن عبتتتتاس‪ ،‬فتتتتي حتتتتديث صتتتتلة الكستتتتوف‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬رأيناك تناولت شيئا ً من مكانك هذا ثتتم رأينتتاك‬

‫تكفكفت‪ ،‬فقال‪" :‬إني رأيت‪ -‬أو أريت‪ -‬الجنة‪ ،‬فتناولت منها عنقتودًا‪،‬‬

‫‪809‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولتتتتتتو أختتتتتتذته لكلتتتتتتتم منتتتتتته‪ ،‬متتتتتتا بقيتتتتتتت التتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫وفي المسند‪ :‬من حديث عبد الله بن محمد بتتن عقيتتل‪ ،‬عتتن جتتابر‪،‬‬

‫لنقتتتتتتتتتتال‪" :‬إنتتتتتتتتتتي عرضتتتتتتتتتتت علتتتتتتتتتتى الجنتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫وما فيها متتن الزهتترة‪ ،‬والنضتترة‪ ،‬فتنتتاولت منهتتا قطفتا ً متتن عنتتب‪،‬‬

‫لتيكم به‪ ،‬فحيل بينتتي وبينتته‪ ،‬ولتتو أتيتكتتم بتته‪ ،‬لكتتل منتته متتن بيتتن‬

‫الستتماء والرض ينقصتتونه"‪ .‬وفتتي صتتحيح مستتلم‪ :‬متتن روايتتة أبتتي‬

‫الزبيتتتتتتتتتتتر‪ ،‬عتتتتتتتتتتتن جتتتتتتتتتتتابر‪ ،‬شتتتتتتتتتتتاهد ذلتتتتتتتتتتتك‪.‬‬

‫وتقدم في المسند‪ :‬عن عتبة بن عبد الله السلمي‪ ،‬أن أعرابيا ً سأل‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم عتتن الجنتتة‪ :‬فيهتتا عنتتب? فقتتال‪:‬‬

‫"نعم‪ .‬فقال‪ :‬فما عظم العنقود? قال‪ :‬مسيرة شهر للغراب البفقتتع‬

‫ل يفتر" وقال القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا معاذ بن المثنى‪ ،‬حدثنا علتتي‬

‫بن المديني‪ ،‬حدثنا ريحتتان بتتن ستتعيد‪ ،‬عتتن عبتتاد بتتن منصتتور‪ ،‬عتتن‬

‫أيوب‪ ،‬عن أبي قلبة‪ ،‬عن أبي أسماء‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إن الرجتتل إذا نتتزع ثمتترة متتن الجنتتة‬

‫عادت مكانها أخرى"‪ .‬قال الحافظ أيضًا‪ :‬عبادتكم فيه بعض العلماء‪.‬‬

‫‪810‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل‪ ،‬حتتدثنا عقبتتة بتتن‬

‫مكرم العمي‪ ،‬حدثنا ربعي بن إبراهيم بتتن عليتتة‪ ،‬حتتدثنا عتتون‪ :‬عتتن‬

‫قسامة بن زهير‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬لما أهبط آدم من الجنة‪ ،‬علمه الله صنعة كتتل شتتيء‪،‬‬

‫وزوده من ثمار الجنة‪ ،‬فثماركم هذه من ثمار الجنة‪ ،‬غير أنها تتغيتتر‪،‬‬

‫وتلك ل تغير"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتا ي َ ْ‬
‫شتت َُهو َ‬ ‫حم ط َي ْتتر ِ‬
‫م ّ‬ ‫ن وَل َ ْ‬
‫خي ُّرو َ‬
‫ما ي َت َ َ‬
‫م ّ‬
‫قال الله تعالى‪َ" :‬وفاك ِهَةٍ ِ‬

‫قال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا خلف بتتن خليفتتة‪ ،‬عتتن حميتتد العتترج‪،‬‬

‫عن عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬إنك لتنظر إلى الطير فتشتهيه‪ ،‬فيختتر بيتتن يتتديك‬

‫مشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتويًا"‪..‬‬

‫وفي الترمذي‪ -:‬وحسنه‪ -‬عن أنتتس‪ ،‬ستتئل رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم عن الكوثر فقال‪" :‬نهر أعطانيتتة اللتته عتتز وجتتل‪ ،‬متتاؤه‬

‫أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬فيه طيتتر أعنتتاقه كأعنتتاق‬


‫‪811‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزور"‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬إنها لناعمة‪ :‬فقال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"أكلها أنعم منها" وفي تفسير الثعلبي عتتن أبتتي التتدرداء‪ ،‬مرفوع تًا‪:‬‬

‫"إن في الجنة طيرا ً أعناقه كأعناق البخت‪ ،‬يصتتطف علتتى يتتد ولتتي‬

‫الله‪ ،‬فيقول أحدها‪ :‬يا ولي اللتته رعيتتت فتتي متتروج تحتتت العتترش‪،‬‬

‫وشربت من عيون النسيم‪ ،‬فكتتل منتتي‪ :‬فل يتتزال يفتختتر بيتتن يتتديه‬

‫حتى يخطتتر علتتى قلبتته أكتتل أحتتدها‪ ،‬فيختتر بيتتن يتتديه علتتى ألتتوان‬

‫مختلفة‪ ،‬فيأكل منه ما أراد‪ ،‬حتى ِإذا شبع‪ ،‬تجمعتتت عظتتام الطتتائر‪،‬‬

‫فصار يرعى في الجنة حيتتث شتاء‪ ،‬فقتتال عمتتر‪ :‬يتتا نتتبي اللتته‪ :‬إنهتتا‬

‫لناعمة? فقال‪" :‬أكلها أنعم منها"‪ .‬غريب‪ :‬من رواية أبي الدرداء‪.‬‬

‫وشربهم‬
‫وشرابهم َ‬
‫جّنة وأكلهم فيها َ‬ ‫عام أ َ ْ‬
‫هل ال َ‬ ‫ذكر ط َ‬

‫عل َي َْنا ِبها‬


‫ن َ‬ ‫فيها َنسَأل الّله من فضل ِ َ‬
‫ن يم ّ‬
‫هأ ْ‬‫ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬

‫م في الّيام‬ ‫سل َْفت ُ ْ‬ ‫شرُبوا هَِنيئا ً ب ِ َ‬


‫ما أ ْ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬ك ُُلوا َوا ْ‬
‫ة"‪.‬‬
‫خال ِي َ ِ‬
‫ال َ‬
‫لمًا"‪.‬‬ ‫لما ً َ‬
‫س َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفيَها ل َْغوا ً وَل َ َتأِثيما ً إ ِل ّ ِقيل ً َ‬‫مُعو َ‬ ‫وقال‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫س َ‬
‫شّيا"‪.‬‬‫م ِفيَها ب ُك َْرةً وَعَ ِ‬ ‫م رْزقُهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَل َهُ ْ‬

‫‪812‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتا ي َ ْ‬
‫شتت َُهو َ‬ ‫حتتم ط َي ْتتر ِ‬
‫م ّ‬ ‫ن وَل َ ْ‬
‫خي ّتُروُ َ‬
‫متتا ي َت َ َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪َ :‬وفاك َهَتةٍ ِ‬
‫م ّ‬
‫َ‬
‫متتا‬
‫ب وفيهَتتا َ‬ ‫ب وَأك ْت َ‬
‫وا ٍ‬ ‫ن ذ َهِت ٍ‬
‫مت ْ‬
‫ف ِ‬
‫حا ٍ‬
‫صت َ‬ ‫ف عَل َي ْهِ ْ‬
‫م بِ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي ُ َ‬
‫طا ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫خاِلتتتتدو َ‬
‫م ِفيَهتتتتا َ‬ ‫س وَت ََلتتتتذ ّ العُْيتتتت ُ‬
‫ن َوأن ُْتتتتت ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫شتتتتت َِهيهِ الن ُْفتتتت ُ‬
‫كاُفورا ً عَْينا ً‬
‫جَها َ‬
‫مَزا ُ‬
‫ن ِ‬ ‫كأس َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ال َب َْراَر ي َ ْ‬
‫شرُبو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫جيتتتتتتترًا"‪.‬‬ ‫عَبتتتتتتتاد ُ الّلتتتتتتتهِ ي َُف ّ‬


‫جُرون ََهتتتتتتتا ت َْف ِ‬ ‫ب ب َِهتتتتتتتا ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫شتتتتتتتَر ُ‬

‫ت َقتت َ‬
‫واريرا‬ ‫ب َ‬
‫كتتان َ ْ‬ ‫ضةٍ َوأك ْ َ‬
‫وا ٍ‬ ‫ن فِ ّ‬
‫م ْ‬ ‫ف عَل َي ْهِ ْ‬
‫م ِبآن ِي َةٍ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي ُ َ‬
‫طا ُ‬

‫ديرًا"‪..‬‬
‫ها ت َْقتتتتتتتتت ِ‬
‫درو َ‬
‫ضتتتتتتتتتةٍ قتتتتتتتتت ّ‬
‫نف ّ‬
‫متتتتتتتتت ْ‬ ‫َقتتتتتتتتت َ‬
‫واريرا ِ‬

‫أي في صفاَء الزجاج‪ ،‬وهي متتن فضتتة‪ ،‬وهتتذا ممتتا ل نظيتتر لته فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬وهي مقدارة على قدر كفاية ولتتي اللتته فتتي شتتربه‪ ،‬ل يزيتتد‬

‫عليه‪ ،‬ول ينقص من كفايته شيئًا‪ ،‬وهذا يدل على العتناء والشتترف‪.‬‬

‫جهَتتا َزْنجِبيل ً عَْين تا ً ِفيهَتتا‬


‫مَزا ُ‬ ‫كأس تا ً ك َتتا َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ِفيهَتتا َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَُيسَقوْ َ‬

‫سل ْ َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتِبي ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫مى َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ت َ‬

‫ذا ال ّ ِ‬
‫ذي رزِقَْنتتا‬ ‫مَرةٍ رْزقا ً َقاُلوا ه َ‬
‫ن ثَ َ‬
‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ك ُل ّ َ‬
‫ما رزُِقوا ِ‬
‫من َْها ِ‬

‫شتتتتتتتتتتتاِبهًا"‪.‬‬
‫مت َ َ‬ ‫ن قَْبتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ل َوأُتتتتتتتتتتتتوا ِبتتتتتتتتتتتهِ ُ‬ ‫متتتتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫أي كلما جاءتهم الخدم بشيء من ثمار وغيرها‪ ،‬حستتبوه التتذي أتتتوا‬

‫‪813‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫به قبل هذا‪ ،‬لمشابهته لتته فتتي الظتتاهر‪ ،‬وهتتو فتتي الحقيقتتة خلفتته‪،‬‬

‫فتشتتتابهت الشتتتكال واختلفتتتت الحقتتتائق‪ ،‬والطعتتتوم‪ ،‬والتتتروائح‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا مسكين بتتن عبتتد العزيتتز‪ ،‬حتتدثنا الشتتعث‬

‫الضرير‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن أدنى أهل الجنة منزلة‪ ،‬من له سبع‬

‫درجات‪ ،‬وثلثمائة خادم‪ ،‬يغدون عليتته ويروحتتون كتتل يتتوم بثلثمتتائة‬

‫صحفة‪ ،‬ول أعلمه إل قال‪ :‬من ذهب صحفة لون‪ ،‬ليس في الخرى‪،‬‬

‫وإنه‪ ،‬ليلذ أوله‪ ،‬كما يلذ آخره‪ ،‬ومن الشربة ثلثمتتائة إنتتاء‪ ،‬فتتي كتتل‬

‫إناء لون‪ ،‬ليس في الخر‪ ،‬وإنه ليلذ أوله‪ ،‬كما يلذ آخره‪ ،‬وإنه ليقول‪:‬‬

‫يا رب‪ :‬لو أذنت‪ ،‬لطعمت أهل الجنة‪ ،‬وسقيتهم‪ ،‬لم ينقص ذلك مما‬

‫عندي شيئًا‪ ،‬وأنه له من الحور العين‪ ،‬اثنتين وستبعين زوجتة‪ ،‬ستوى‬

‫أزواجه من الدنيا‪ ،‬وإن الواحدة لتأخذ مقعدها قدر ميل من الرض"‪.‬‬

‫تفتتتتتترد بتتتتتته أحمتتتتتتد‪ ،‬وهتتتتتتو غريتتتتتتب وفيتتتتتته انقطتتتتتتاع‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن ثمامة بتتن‬

‫عقبة‪ ،‬عن زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪ :‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل‬

‫‪814‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من اليهود فقال‪ :‬يا أبا القاسم‪ :‬ألست تزعم أن أهل الجنتتة يتتأكلون‬

‫فيها ويشربون? وكان قد قال لصحابه‪ :‬إن أقتتر لتتي بهتتذا خصتتمته‪-‬‬

‫قال‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬بلتتى والتتذي نفستتي‬

‫بيده‪ :‬إن أحدهم ليعطى قتتوة متتائة رجتتل فتتي المطعتتم والمشتترب‬

‫والشهوة والجماع "‪ ،‬قال‪ :‬فقال اليهتتودي‪ :‬إن التتذي يأكتتل ويشتترب‬

‫تكون له الحاجة‪ :‬قال‪ :‬فقال النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬حاجتتة‬

‫أحدهم عرق يفيض من جلودهم مثل ريح المسك‪ ،‬فتتإذا البطتتن قتتد‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتمر"‪.‬‬

‫ثم رواه أحمد‪ :‬عن وكيع‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ثمامة‪ ،‬سمعت زيد بتتن‬

‫أرقم‪ ،‬فذكره‪ ،‬وقد رواه النسائي‪ :‬عن علي بن حجر‪ ،‬عن علتتي بتتن‬

‫مسهر‪ ،‬عن العمش به‪ ،‬ورواه أبتو جعفتر الترازي‪ :‬عتتن ا لعمتتش‪،‬‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذكره‪.‬‬

‫قال اليهودي‪ :‬فِإن يأكل ويشرب تكن له الحاجة‪ ،‬وليتتس فتتي الجنتتة‬

‫أذى? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬تكون حاجة أحتتدهم‬

‫رشتتحا ً يفيتتض متتن جلتتودهم كرشتتح المستتك‪ ،‬فيضتتمر بطنتته"‪.‬‬

‫‪815‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ الضياء‪ :‬وهذا عندي على شرط مسلم‪ ،‬لن ثمامة ثقة‪،‬‬

‫وقد صرح بسماعه من زيد بن أرقم‪.‬‬

‫حديث آخر في ذلك‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا معاوية‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عتتن أبتتي ستتفيان‪،‬‬

‫م‪" :‬أهتتل الجنتتة‬


‫عن جابر قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسل ِ‬

‫يأكلون فيها‪ ،‬ويشتتربون‪ ،‬ول يتغوطتتون‪ ،‬ول يبولتتون‪ ،‬ول يتمخطتتون‪،‬‬

‫ول يتتتتبزقون‪ ،‬طعتتتتامهم جشتتتتاء‪ ،‬ورشتتتتح كرشتتتتح المستتتتك"‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم‪ :‬من حديث أبي طلحة‪ .‬عن نافع‪ ،‬عن جابر‪ ،‬فذكره‬

‫قالوا‪ :‬فمتا بتال الطعتام? قتال‪" :‬جشتاء"‪ ،‬ورشتح كرشتح المستك‪،‬‬

‫يلهمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون التستتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيح والتحميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وكذا أخرجه من حديث أبي جريج‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬فذكره‬

‫وقتتال‪" :‬طعتتامهم ذلتتك جشتتاء كريتتح المستتك‪ ،‬ويلهمتتون التستتبيح‬

‫والتكبير‪ ،‬كما يلهمون النفس"‪.‬‬

‫طريق ثالثة عن جابر‬

‫‪816‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا الحكم بن نافع‪ ،‬حدثنا إسماعيل بتتن عبتتاس‪ ،‬عتتن‬

‫صفوان بن عمرو‪ ،‬عن ماعز التيمي‪ ،‬عن جابر بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫سئل النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬أيأكل أهل الجنة? فقال‪" :‬نعتتم‪:‬‬

‫ويشربون‪ ،‬ول يبولون فيها‪ ،‬ول يتغوطون‪ ،‬ول يتنخمتتون‪ ،‬إنمتتا يكتتون‬

‫ذلك سحما ً ورشحا ً كرشح المسك‪ ،‬يلهمون التسبيح‪ ،‬والتحميد‪ ،‬كمتتا‬

‫يلهمون النفس"‪.‬‬

‫طريق رابعة عن جابر‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده‪ :‬حدثنا القاسم بن محمد بن‬

‫يحيى المروزي‪ ،‬حدثنا عبد اللتته بتتن عثمتتان بتتن جبلتتة‪ -‬وهتتو يعتترف‬

‫بعبدان‪ ،-‬حدثنا أبو حمزة السكري‪ ،‬عن العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪،‬‬

‫عن جابر بن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"إن أهتل الجنتة يتأكلون‪ ،‬ويشتربون‪ ،‬ول يتغوطتون‪ ،‬ول يتمخطتون‪،‬‬

‫يلهمون التسبيح‪ ،‬والحمد‪ ،‬كما يلهمون النفتتس"‪ .‬عتتن أبتتي ستتفيان‪،‬‬

‫ولم يصح سماعه منه وسماعه من أبي صالح صحيح‪.‬‬

‫‪817‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحاديث آخر ى شتى‬

‫قال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا خلف بتتن خليفتتة‪ ،‬عتتن حمتتد العتترج‪،‬‬

‫عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بتتن مستتعود‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال لتتي‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنك لتنظر إلى الطير فتشتهيه‪،‬‬

‫فيخر بين يديك مشويًا"‪.‬‬

‫يشتهي بعض أهل الجنة أن يزرع فيجيبه الله عز وجل‬

‫إلى ما يطلب‪ ،‬وكلمة مستملحة من أعرابي بدوي يضحك‬

‫لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الملك بن عمتترو‪ ،‬عتن فليتح بتتن هلل‪ ،‬عتتن‬

‫علي بن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال يوما ً وهو يحدث وعنده رجل من أهتتل الباديتتة‪" :‬إن‬

‫رجل ً من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع‪ ،‬فقال لتته ربتته‪:‬‬

‫ألست فيما شئت? قتتال‪ :‬بلتتى‪ ،‬ولكتتن أحتتب أن أزرع‪ ،‬قتتال‪ :‬فبتتذر‪،‬‬

‫فبادر الطرف نباته‪ ،‬واستواؤه‪ ،‬واستحضتتاره‪ ،‬فكتتان أمثتتال الجبتتال‪،‬‬

‫‪818‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬فيقول له ربتته عتتز وجتتل‪ :‬دونتتك يتتا ابتتن آدم‪ ،‬فتتإنه ل يشتتبعك‬

‫شيء‪ ،‬قال‪ :‬فقال العرابي‪ :‬ما نجده إل قرشتتيًا‪ ،‬أو أنصتتاريًا‪ ،‬فتتإنهم‬

‫أصحاب زرع‪ ،‬وأما نحن فلسنا بأصحابه‪ ،‬قال‪ :‬فضتتحك رستتول اللتته‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتلى اللتتتتتتتتتتتتتتتته عليتتتتتتتتتتتتتتتته وستتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ :‬من حديث أبي عامر العقدي‪ :‬عتتن عبتتد الملتتك بتتن‬

‫عمرو‪ ،‬به‪.‬‬

‫ذكر أول َ‬
‫طعام َيأ ُ‬
‫كله أهل الجَنة‬

‫وروى أحمد‪ :‬عن إسماعيل بن علقمة‪ ،‬عن حميد‪ .‬وأخرجه البخاري‪:‬‬


‫من حديثه‪ ،‬عن أنس بن عبد الله بن سلم‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة‪ ،‬عن أشياء منها "وما أول‬
‫شيء يأكله أهل الجنة? فقال‪ :‬زيادة كبد حوت"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من رواية أبي أسماء‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬أن يهوديا ً‬
‫سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬فما تحفتهم حين‬
‫يدخلون الجنة"‪ .‬قال‪" :‬زيادة كبد حوت"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما غذاؤهم على أثرها? قال‪" :‬يخر لهم ثور الجنة الذي يأكل‬
‫من أطرافها"‪.‬‬
‫قال فما شرابهم عليه? قال‪ :‬من عين تسمى سلسبي ً‬
‫ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"صدقت"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من حديث عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬تكون الرض يوم القيامة‬
‫خبزة واحدة‪ ،‬يتكفأها الجبار بيده‪ ،‬كما يتكفأ أحدكم خبزته في‬
‫السفر‪ ،‬نزل ً لهل الجنة‪ ،‬فأتى رجل من اليهود‪ ،‬فقال بارك الله فيك‬
‫‪819‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يا أبا القاسم‪ :‬الهل الجنة نزل ً يوم القيامة? قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬أل‬
‫أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة? قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬تكون الرض‬
‫خبزة واحدة يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬أل أخبرك بإدامهم‪ .‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إدامهم بالم‪ ،‬ونون‪ ،‬قالوا‪ :‬وما هذا? قال‪ :‬ثور ونون يأكل من زيادة‬
‫كبد أحدهما سبعون ألفًا"‪.‬‬
‫وقال العمش‪ ،‬عن عبد الله بن مرة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن ابن‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫خَتا ُ‬
‫خُتوم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حيق َ‬ ‫ن َر ِ‬‫م ْ‬ ‫ون ِ‬ ‫مسعود‪ ،‬وفي قوله تعالى‪" :‬يسَق ْ‬
‫مسك"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قال‪" :‬الرحيق‪ :‬الخمر‪ ،‬مختوم‪ :‬يجدون عاقبتها ريح المسك"‪.‬‬
‫وقال سفيان بن عطاء بن السائب‪ :‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن‬
‫سِنيم"‪.‬‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬‫جه ِ‬ ‫مَزا ُ‬‫عباس‪ ،‬في قوله تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫قال "هو أشرف شراب أهل الجنة‪ ،‬يشربه المقربون صرفا ً ويمزج‬
‫لهل اليمين"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد وصف الله عز وجل خمر الجنة بصفات جميلة حسنة‪،‬‬
‫ليست في خمور الدنيا‪ ،‬فذكر أنها أنهار جارية‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬
‫ة"‪.‬‬
‫جارِي َ ٌ‬‫"ِفيَها عَْين َ‬
‫ن ل ََبن‬
‫م ْ‬ ‫سن‪َ ،‬وأن ِْهاز ِ‬ ‫ماٍء غَْير آ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫وكما قال الله تعالى‪ِ" :‬فيَها أنَهاٌر ِ‬
‫مر ل َ ّ‬ ‫َ‬
‫سل‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ن َوأن َْهاٌر ِ‬‫شارِِبي َ‬ ‫ذة ِلل ّ‬ ‫خ ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ه‪ ،‬وَأن َْهاٌر ِ‬ ‫م ُ‬‫م ي َت َغَي ّْر ط َعْ ُ‬‫لَ ْ‬
‫صفى"‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫فهذه الخمرة أنهار جاريتتة‪ ،‬مستتتمدة متتن بحتتار كبتتار هنتتاك‪ ،‬ومتتن‬

‫عيون تنبع متتن تحتتت كثبتتان المستتك‪ ،‬وممتتا يشتتاء اللتته عتتز وجتتل‪،‬‬

‫وليست بأرجل الرجال في أسوأ الحوال‪ ،‬وذكر أنها لذة للشتتاربين‪،‬‬

‫ل كما توصف به خمرة الدنيا من كراهة المطعم‪ ،‬وسوء الفعل فتتي‬

‫العقل‪ ،‬ومغص البطن‪ ،‬وصداع الرأس وقتتد نزههتتا تعتتالى عتتن ذلتتك‬

‫ضتتاء"‪.‬‬
‫مِعيتتن ب َي ْ َ‬
‫متتن ّ‬ ‫ف عَل َي ْهِت ْ‬
‫م ب ِك َتتأس ِ‬ ‫في الجنة فقال تعالى‪" :‬ي ُط َتتا ُ‬

‫‪820‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫و‬ ‫ن َ‬
‫طيبة الطعم ل َ ِفيهَتتا غَتتول" وَهُ ت َ‬ ‫أي حسنة المنظر‪" .‬لذ ّةٍ ِلل ّ‬
‫شارِِبي َ‬

‫ن" أي ل تتتتذهب عقتتتولهم‪.‬‬ ‫وجتتتع البطتتتن "وَل َ هُتتت ْ‬


‫م عَن ْهَتتتا ي ُن َْزفتتتو َ‬

‫وذلك أن المقصود من الخمر‪ :‬إنما هو الشدة المطربة‪ ،‬وهي الحالة‬

‫البهجة التي يحصتتل بهتتا الستترور للنفتتس‪ ،‬وهتتذا حاصتتل فتتي خمتتر‬

‫الجنة‪ ،‬فأما إذهاب العقل‪ ،‬بحيث يبقى شاربها كتتالحيوان أو الجمتتاد‪،‬‬

‫فهذا نقص‪ ،‬إنما ينشأ من خمر التتدنيا‪ ،‬فأمتتا خمتتر الجنتتة فل تحتتدث‬

‫ل وَل َ‬
‫هذا‪ ،‬إنما يحصل عنها السرور والبتهاج ولهذا قال‪" :‬ل َ فَِيها غَوْ ٌ‬

‫م عَن َْهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ي َن ْزُِفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫أي ول هتتم عنهتتا أي بستتببها تنتتزف عقتتولهم‪ ،‬فتتتذهب بالكليتتة‪.‬‬

‫ب‬ ‫ن بتتأ ْ‬
‫كوا ٍ‬ ‫خلتتدو َ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬
‫دا ٌ‬
‫م ِولت َ‬ ‫وقال في اليتتة الختترى‪" :‬ي َط ُتتوف َ‬
‫علي ْهِت ْ‬

‫ن عَن َْها وَل َ ي ُن ْزُِفو َ‬


‫ن"‪ .‬أي ل يورث‬ ‫عو َ‬ ‫ن معين ل َ ي ُ َ‬
‫صد ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َوأَباِريق وَ َ‬
‫كأس ِ‬

‫لهتتتتتتم صتتتتتتداعا ً فتتتتتتي رؤوستتتتتتهم‪ ،‬ول تنتتتتتتزف عقتتتتتتولهم‪.‬‬

‫ب ب ِهَتتا‬ ‫س تِنيم عَْين تا ً ي َ ْ‬


‫ش تَر ُ‬ ‫نت ْ‬
‫مت ْ‬
‫ه ِ‬
‫جت ُ‬
‫مزا ُ‬
‫وقتتال فتتي اليتتة الختترى‪ :‬وَ ِ‬

‫ال ْ ُ‬
‫مَق ّربتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬

‫س‪" :‬أن الجماعتتة متتن‬


‫وقد ذكرنا التفستتير‪ :‬عتتن عبتتد اللتته بتتن عبتتا ٌ‬

‫‪821‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أصحاب الجنة‪ ،‬يجتمعون على شرابهم‪ ،‬كما يجتمع أهل الدنيا‪ ،‬فتمر‬

‫بهم السحابة‪ ،‬فل يسألون شيئا ً إل أمطتترت عليهتتم‪ ،‬حتتتى إن منهتتم‬

‫متتن يقتتول‪ :‬أمطرينتتا كتتواعب أتتتراب‪ ،‬فتمطرهتتم كتتواهب أتراب تًا"‪.‬‬

‫وتقدم أنهم يجتمعون عن شجرة طوبى‪ ،‬فيذكرون لهو التتدنيا‪ -‬وهتتو‬

‫الطرب‪ -‬فيبعث الله ريحا ً من الجنة‪ ،‬فتحرك تلك الشجرة بكل لهتتو‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا‪.‬‬

‫وفي بعض الثار‪ :‬أن الجماعة من أهل الجنة يجتتتازون وهتتم ركبتتان‬

‫علتتى نجتتائب الجنتتة وهتتم صتتف بالشتتجار‪ ،‬فتتفتترق الشتتجار عتتن‬

‫طريقهتتتتم ذات اليميتتتتن‪ ،‬وذات الشتتتتمال‪ ،‬لئل يفتتتترق بينهتتتتم‪.‬‬

‫هذا كله من فضل الله عليهتتم ورحمتتته بهتتم‪ ،‬فعلتته الحمتتد والمنتتة‪.‬‬

‫والكواب‪ :‬هتتي الكيتتزان التتتي ل عتترى لهتتا ول خراطيتتم‪ ،‬والبتتاريق‬

‫بخلفها من الوجهين‪ ،‬والكأس هو القدح فيه الشراب وقتتال تعتتالى‪:‬‬

‫هاقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬
‫"َوكأستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً د َ‬

‫أي ملى مترعتتتتتتتتتتتتة ليتتتتتتتتتتتتس فيهتتتتتتتتتتتتا نقتتتتتتتتتتتتص‪.‬‬

‫ن ِفيهَتتا ل َغْتتوا ً وَل َ كت ّ‬


‫ذابا"‪ .‬أي ل يصتتدر عنهتتم‬ ‫مُعو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫س َ‬

‫‪822‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على شتترابهم لشتتيء متتن اللغتتو‪ ،‬وهتتو الكلم الستتاقط‪ ،‬التتتافه ول‬

‫تكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذيب‪.‬‬

‫لمًا"‪.‬‬ ‫ن ِفيَهتتتتا ل َْغتتتتوا ً إ ِل ّ َ‬


‫ستتتت َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫كمتتتتا قتتتتال تعتتتتالى‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫ستتتت َ‬

‫وقتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتالى‪" :‬ل َ َلغتتتتتتتتتوؤ ِفيهَتتتتتتتتتا وَل َ ت َتتتتتتتتتأِثي ٌ‬


‫م"‪..‬‬

‫معُ ِفيَهتتتتتتتتتا لِغَيتتتتتتتتتة"‪.‬‬ ‫وقتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتالى‪" :‬ل َ ت َ ْ‬


‫ستتتتتتتتت َ‬

‫ستتلمًا"‪.‬‬
‫لما ً َ‬ ‫ن ِفيَهتتا ل َْغتتوا ً وَل َ تأِثيمتتا ً إل ّ ِقيل ً َ‬
‫ستت َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫وقتتال‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫ستت َ‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل تشربوا في آنية الذهب والفضتتة‪ ،‬ول فتتي صتتحافها‪،‬‬

‫فإنها لهم في الدنيا‪ ،‬ولكم في الخرة"‪.‬‬

‫ذكر لباس أهل الجنة‬

‫وحليهم وثيابهم وجمالهم نسأل الله تعالى منها‬

‫ساوَِر‬
‫حلوا أ َ‬ ‫ست َب َْرقٌ وَ ُ‬ ‫ضٌر َوإ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫دس ُ‬ ‫سن ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫م ِثيا ُ‬ ‫عال ِي َهُ ْ‬‫قال الله تعالى‪َ " :‬‬
‫شَرابا ً ط َُهورًا"‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫م ربهُ ْ‬ ‫سَقاهُ ْ‬ ‫ضة وَ َ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ن ذه َ ٍ‬ ‫م ْ‬‫ساوَِر ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفيَها ِ‬ ‫خُلون ََها ُيحل ّوْ َ‬
‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬ ‫جّنا ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ريٌر"‪.‬‬ ‫ح ِ‬‫م ِفيَها َ‬ ‫سه ُ ْ‬‫وَُلؤُلؤا ً ولَبا ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جَر َ‬‫ضيعُ أ ْ‬ ‫ت إنا ل َ ن ُ ِ‬ ‫حا ِ‬‫صال ِ َ‬‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫ذين آ َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫حلوْ َ‬
‫م الن َْهاُر ي ُ ً‬ ‫حت ِهِ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬‫ن تَ ْ‬‫جّنات عَد ْ ٍ‬ ‫ك لهم َ‬ ‫مل ً أولئ ِ َ‬ ‫ن عَ َ‬‫س َ‬‫ح َ‬ ‫أ ْ‬

‫‪823‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ست َب َْرق‬
‫دس وإ ِ ْ‬
‫سن ُ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫ضرا ً ِ‬‫خ ْ‬ ‫ن ث َِيابا ً ُ‬
‫سو َ‬ ‫هب وَي َل ْب َ ُ‬ ‫نذ َ‬ ‫م ْ‬
‫ساوَِر ِ‬
‫نأ َ‬ ‫م ْ‬‫ِفيَها ِ‬
‫مْرت ََفقًا"‪.‬‬‫ت ُ‬ ‫سن َ ْ‬
‫ح ُ‬‫ب وَ َ‬ ‫م الّثوا ُ‬ ‫ك ن ِعْ َ‬ ‫ن ِفيَها عََلى الَرائ ِ ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬
‫ُ‬
‫وقد ثبت في الصحيحين‪ :‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬تبلغ الحلة من المؤمن حيث يبلغ الوضوء"‪.‬‬
‫وقال الحسن البصري‪" :‬الحلة في الجنة على الرجال أحسن منها‬
‫على النساء"‪.‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬حدثني ابن لهيعة‪ :‬عن عبيد بن خالد‪ ،‬عن الحسن‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬أن أبا أمامة حدثه‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم حدثهم‪ -‬وذكر أهل الجنة‪ -‬فقال‪" :‬إنهم مسورون بالذهب‪،‬‬
‫والفضة‪ ،‬مكللون بالدر‪ ،‬وعليهم أكاليل در‪ ،‬وياقوت وعليهم تاج كتاج‬
‫الملوك‪ ،‬شباب‪ ،‬جرد‪ ،‬مكحولن"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمد بن منيع‪ ،‬حدثنا الحسن بن موسى‪،‬‬
‫حدثنا يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن داود بن عامر بن سعد أبي وقاص‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو أن‬
‫رجل ً من الجنة أطلع قيد سواره لطمس ضوءه الشمس كما‬
‫تطمس الشمس ضوء النجوم"‪.‬‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪،‬‬
‫عن ثابت أبي رافع‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬من يدخل الجنة ينعم‪ ،‬ول يبأس‪ ،‬ل تبلى ثيابه‪ ،‬ول‬
‫يفنى شبابه‪ ،‬في الجنة ما ل عين رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر‬
‫على قلب بشر"‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم‪ :‬من حديث زهير بن حرب‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫مهدي‪ ،‬عن حماد بن سلمة‪ ،‬إلى قوله‪" :‬ل تبلى ثيابه ول يفنى‬
‫شبابه"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عبد الله? حدثنا معاذ بن هشام‪ ،‬حدثني‬
‫أبي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الجلس‪ ،‬عن أبي رافع‪ ،‬أن نبي الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬للمؤمن زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء‬
‫ثيابهما"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن علي الحلواني‪ ،‬والحسن بن علي‬
‫النسوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬حدثنا فضيل بن مرزوق‪،‬‬

‫‪824‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي إسحاق‪ ،‬عن عمر بن ميمون‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم‬
‫ضوء القمر ليلة البدر‪ ،‬والزمرة الثانية كأحسن كوكب دري في‬
‫السماء‪ ،‬لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين‪ ،‬على كل زوجة‬
‫سبعون حلة‪ ،‬يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما‪ ،‬كما يرى‬
‫الشراب الحمر في الزجاجة البيضاء"‪.‬‬
‫قال الضياء‪ :‬هذا عندي على شرط الصحيح‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يونس بن محمد‪ ،‬حدثنا الخزرج بن عثمان‬
‫السعدي‪ ،‬حدثنا أبو أيوب‪ -‬مولى لعثمان ابن عفان‪ -‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬قيد سوط أحدكم في‬
‫الجنة خير من الدنيا ومثلها معها‪ ،‬ولو اطلعت امرأة من نساء أهل‬
‫الجنة الى الرض‪ ،‬لملت ما بينهما ريحًا‪ ،‬ولطاب ما بينهما‪،‬‬
‫ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أبا هريرة‪ :‬وما النصيف في ذلك? قال‪ :‬الخمار‪ .‬قلت‪:‬‬
‫الخزرج بن عثمان البصري تكلموا فيه‪ ،‬ولكن له شاهد في‬
‫الصحيح‪ ،‬كما تقدم في صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬وفيه‪" :‬لنصيفها‪ -‬يعني الخمار‪ -‬خير من الدنيا وما‬
‫فيها"‪.‬‬
‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبرنا عمر‪ ،‬أن دراجا ً أبا السمح‬
‫حدثه‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن الرجل في الجنة ليتكىء سبعين سنة قبل أن‬
‫يتحرك‪ ،‬ثم تأتيه زوجته‪ -‬أراه قال‪ :-‬فتضربه على منكبيه‪ ،‬فينظر‬
‫وجهه فى خدها أصفى‪ .‬من المرآة‪ ،‬وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء‬
‫ما بين المشرق والمغرب‪ ،‬فتسلم عليه‪ ،‬فيرد السلم‪ ،‬ويسألها‪ :‬من‬
‫أنت? فتقول‪ :‬أنا المزيد وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا ً أدناها مثل‬
‫النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى مخ ساقها من وراء ذلك‪،‬‬
‫وإن عليها التيجان‪ ،‬وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق‬
‫والمغرب"‪.‬‬
‫ورواه أحمد عن حسن‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج به بطوله‪.‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبرني عمرو بن الحارث‪ ،‬عن أبي السمح‪ ،‬عن‬

‫‪825‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تل‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ساوَِر ِ‬
‫نأ َ‬
‫م ْ‬ ‫حل ّوْ َ‬
‫ن ِفيَها ِ‬ ‫خُلون ََها ي ُ ً‬
‫ن ي َد ْ ُ‬
‫ت عَد ْ ٍ‬‫جّنا ُ‬
‫قوله تعالى‪َ " :‬‬
‫ب"‪.‬‬‫ذه َ ٍ‬
‫فقال‪" :‬إن عليهم التيجان‪ ،‬وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين‬
‫المشرق والمغرب"‪.‬‬
‫وقد روى الترمذي في ذكر التيجان من حديث عمرو بن الحارث‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬عن عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬عن جبار بن خارجة‬ ‫وروى ا ِ‬
‫السلمي‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرنا عن ثياب الجنة‪:‬‬
‫أخلق يخلق أم نسيج ينسج? فضحك بعض القوم‪ :‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬مم تضحكون? من جاهل يسأل عالمًا‪ .‬ثم‬
‫أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬أين السائل? قال‪:‬‬
‫هوذا أنا يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬ل‪ :‬بل تنشق عنها ثمر الجنة"‪ .‬قالها‬
‫ثلث مرات‪.‬‬
‫ورواه أحمد أيضا ً عن أبي كامل‪ ،‬عن زياد بتتن عبتتد اللتته بتتن علثتتة‬

‫القتتاص أبتتو ستتهل‪ ،‬عتتن العلء بتتن رافتتع‪ ،‬عتتن الفتترزدق بتتن حنتتان‬

‫القاص‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو بن العاص‪ ،‬فذكر نحتتوه فتتي حتتديث‬

‫دراج‪ ،‬عتتتتتتتن أبتتتتتتتي الهيثتتتتتتتم‪ ،‬عتتتتتتتن أبتتتتتتتي ستتتتتتتعيد‪.‬‬

‫قال رجل‪ :‬يتا رستتول اللته ومتتا طتتوبى? قتال‪" :‬شتتجرة فتتي الجنتة‬

‫مستتيرة متتائة ستتنة‪ ،‬ثيتتاب أهتتل الجنتتة تختترج متتن أكمامهتتا"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر عبد الله بن محمتتد بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫إدريس الحنظلي‪ ،‬حدثنا عتبة‪ ،‬حدثنا أبو إستتماعيل بتتن عبتتاس‪ ،‬عتتن‬

‫‪826‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سعيد بن يوسف‪ ،‬عن يحيى بن أبي كتتثير‪ ،‬عتتن ابتتن ستتلم الستتود‪،‬‬

‫سمعت أبا أمامة يحدث عن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫قال‪" :‬ما منكم من أحد يدخل الجنة إل انطلق به إلى طوبى‪ ،‬فتفتح‬

‫له أكمامها يأخذ من أي ذلك‪ ،‬إن شاء أبيض‪ ،‬وإن شتتاء أخضتتر‪ ،‬وإن‬

‫شاء أصفر‪ ،‬وإن شاء أسود‪ ،‬مثل شقائق النعمتتان‪ ،‬وأرق وأحستتن"‪.‬‬

‫غريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا سويد بن سعد‪ ،‬حدثنا عبد ربه بتتن بتتارق‬

‫الحنفي‪ ،‬عن خاله الرميل بن سماك‪ ،‬أنه سمع أباه قال‪ :‬قلت لبتتن‬

‫عباس‪ :‬ما حلل أهل الجنة? قال‪ :‬فيها شجر فيها ثمر كتتأنه الرمتتان‪،‬‬

‫فإذا أراد ولي الله كسوة‪ ،‬انحدرت إليه متتن غصتتنها‪ ،‬فتتانقلعت عتتن‬

‫ستتبعين حلتتة‪ ،‬ألوان تا ً بعتتد ألتتوان‪ ،‬ثتتم ينطلتتق فتتترجع كمتتا كتتانت"‪.‬‬

‫وتقدم عن الثوري‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابتتن عبتتاس‪،‬‬

‫أنه قال‪ :‬نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضتتر‪ ،‬وفروعهتتا متتن ذهتتب‬

‫أحمر‪ ،‬وسعفها كسوة لهل الجنة‪ ،‬منها مقطعاتهم وحللهم"‪.‬‬

‫صفة فرش أهل الجنة‬

‫‪827‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جنتتى‬
‫س تت َب َْرق وَ َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫مت ْ‬ ‫ن عََلى فُُرش ب َ َ‬
‫طائ ِن ُهَتتا ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬
‫قال الله تعالى‪ُ " :‬‬

‫متتتتتتتتتتتا ت ُك َتتتتتتتتتتتذ َّبا ِ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫ن فَب ِتتتتتتتتتتتأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬
‫دا ٍ‬
‫جن ّت َي ْتتتتتتتتتتتن َ‬
‫ال َ‬

‫قتتال ابتتن مستتعود‪ :‬إذا كتتانت البطتتائن متتن ِإستتتبرق‪ ،‬فمتتا بالتتك‬

‫ة"‪.‬‬ ‫مْرُفو َ‬
‫عتتتتتتت ٍ‬ ‫بالظهتتتتتتتائر? وقتتتتتتتوله تعتتتتتتتالى‪َ" :‬وفتتتتتتتُرش َ‬

‫روى أحمد‪ :‬والترمذي‪ :‬من حديث دراج‪ ،‬عن أبتتي الهيثتتم‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم تل قتتول اللتته تعتتالى‪:‬‬

‫مْرًفو َ‬
‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬ ‫"وَُفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُرش َ‬

‫ثتتم قتتال‪" :‬والتتذي نفستتي بيتتده‪ ،‬إن ارتفاعهتتا لكمتتا بيتتن الستتماء‬

‫والرض‪ ،‬وإن متتا بيتتن الستتماء والرض لمستتيرة خمستتمائة عتتام"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من حتتديث رشتتدين‪ -.‬يعنتتي عمتترو بتتن‬

‫الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارث‪ -‬عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن دراج‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ورواه حرملة‪ ،‬عن ابن وهب‪ .‬ثم قتتال الترمتتذي‪ :‬وقتتال بعتتض‬

‫أهل العلم في تفسير هذا الحديث‪" :‬إن معناه ارتفتتاع الفتترش فتتي‬

‫التتتدرجات ومتتتا بيتتتن التتتدرجات كمتتتا بيتتتن الستتتماء والرض"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ومما يقوي هذا ما رواه عبد الله بن وهتتب‪ ،‬عتتن عمتتر‪ ،‬وعتتن‬

‫‪828‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم في قوله تعالى‪" :‬وفرش مرفوعة" قتتال‪" :‬متتا بيتتن‬

‫الفراشين كما بين السماء والرض"‪ .‬وهذا يشبه أن يكون محفوظًا‪.‬‬

‫وقال حماد بن سلمة‪ :‬عن علي بن زيد بن مطرف بن عبد الله بتتن‬

‫الشخير‪ ،‬عن كعب الحبتتار‪ ،‬فتتي قتتوله نعتتالى‪" :‬وفتترش مرفوعتتة"‪.‬‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬مستتتتتتتتتتتتتتتيرة أربعيتتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتتنة‪.‬‬

‫يعني أن الفرش في كتل محتل ومتتوطن موجتودة مهيتتأة‪ ،‬لحتمتال‬

‫جارِي َتتة‬
‫الحتياج إليها في ذلك الموضع‪ ،‬كما قال تعتتالى‪ِ" :‬فيهَتتا عَي ْتتن َ‬

‫صتُفوفَ ٌ‬
‫ة وََزَراب ِتتي‬ ‫م ْ‬
‫متتارِقُ َ‬
‫ة وَن َ َ‬
‫ضتتوعَ ٌ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫ة َوأك ْت َ‬
‫واب َ‬ ‫مْرُفوعَت ٌ‬
‫ستترر َ‬
‫ِفيَها ُ‬

‫مب ُْثو َثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬


‫َ‬

‫أي النمارق‪ ،‬وهي المخاد‪ ،‬مصفوفة مسومة هاهنا‪ ،‬وهاهنتتا فتتي كتتل‬

‫ضتتر‬
‫خ ْ‬ ‫ن عَل َتتى َرفْ تَر ٍ‬
‫ف ُ‬ ‫مت ّك ِِئي ت َ‬
‫مكتتان متتن الجنتتة كمتتا قتتال تعتتالى‪ُ " :‬‬

‫ن"‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ٍ‬
‫ح َ‬
‫وَعَب َْقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتري ِ‬

‫والعبقري‪ :‬هي عتاق البستتط أي جيادهتتا‪ ،‬وخيارهتتا‪ ،‬وحستتانها‪ ،‬وقتتد‬

‫خوطب العرب بما هو عندهم أحسن‪ ،‬وفيها أعظم مما في النفوس‬

‫‪829‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأجل‪ ،‬من كتل صتنف ونتوع‪ ،‬متتن أجنتتاس الملذ والمنتاظر‪ ،‬وبتتالله‬

‫المستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعان‪.‬‬

‫والنمارق‪ :‬جمع نمرقة بضم النون وحكتتى كستترها‪ ،‬وهتتي الوستتائد‪،‬‬

‫وهتتتتتتتتتتي المستتتتتتتتتتاند‪ ،‬وقتتتتتتتتتتد يعمهتتتتتتتتتتا اللفتتتتتتتتتتظ‪.‬‬

‫والزرابي‪ :‬البسط‪ ،‬والرفرف‪ :‬قيل رياض الجنتتة‪ ،‬وقيتتل ضتترب متتن‬

‫الثياب‪ ،‬والعبقري‪ ،‬جياد البسط‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫حلية الحور العين وبنات آدم وشرفهن عليهن وكم لكل‬

‫واحدة منهن‬

‫جَنى‬ ‫ست َب َْرق وَ َ‬ ‫نإ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن عََلى فُرش ب َ َ‬


‫طائ ِن َُها ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬ ‫قال الله تعالى‪ُ " :‬‬
‫م‬‫ف لَ ْ‬ ‫ت الط َْر ِ‬ ‫را ُ‬ ‫ن ِفيِهن َقاص ِ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫دان َفبأي آل َِء َربك ُ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جن ّت َْين َ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬
‫كأن ّهُ ّ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬‫جان فَِبأيّ آل َِء ربنك ُ َ‬ ‫م وَل َ َ‬ ‫س قَب ْل َهُ ْ‬‫ن إن ْ ٌ‬ ‫مْثه ّ‬‫ي َط ْ ِ‬
‫ن إ ِل ّ‬‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫جَزاُء ال ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن هَ ْ‬ ‫كذَبا ِ‬ ‫ما ت ُ َ‬‫لء َرب ّك ُ َ‬ ‫ن َفبأي آ َ‬ ‫جا ُ‬ ‫مْر َ‬‫ت َوال ْ َ‬ ‫الَياُقو ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫ن فَِبأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬ ‫سا ُ‬‫ح َ‬ ‫ال ْ‬
‫حتتوٌر‬ ‫ن ُ‬ ‫متتا ت ُك َتذَِبا ِ‬
‫ن فَب ِتتأي آل َِء رب ّك ُ َ‬ ‫ستتا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ِ‬ ‫خي َْرا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال تعالى‪ِ" :‬فيهِ ّ‬

‫م ي َط ْ ِ‬
‫مث ْهُت ّ‬
‫ن إن ْتتس‬ ‫ن ل َت ْ‬
‫متتا تك َتذ َّبا ِ‬ ‫ت في ال ْ ِ‬
‫خَيام فَب ِتتأي آل َِء ربك ُ َ‬ ‫صوَرا ٌ‬
‫مْق ُ‬
‫َ‬

‫ضتتر‬ ‫ن عَل َتتى َرفْ تَرف ُ‬


‫خ ْ‬ ‫مت َك ِِئي ت َ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫جان فَِبأيّ آل َِء َربك ُ َ‬ ‫قَب ْل َهُ ْ‬
‫م وَل َ َ‬

‫جلل‬ ‫م َرب ّ َ‬
‫ك ِذي ا ل ِ‬ ‫س ُ‬
‫كا ْ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ت ََباَر َ‬ ‫ن فَِبأي آل َِء رب ّك ُ َ‬
‫سا ٌ‬
‫ح َ‬
‫وَعَب َْقري ِ‬

‫‪830‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وال ْ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرام"‪.‬‬

‫مط َّهتتتتتتتتَر ٌ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫وقتتتتتتتتال تعتتتتتتتتالى‪" :‬ل َُهتتتتتتتت ْ‬
‫م ِفيَهتتتتتتتتا أْزَواج ُ‬

‫أي من الحيض‪ ،‬والنفاس‪ ،‬والبتتول‪ ،‬والغتتائط والتتبزاق‪ ،‬والمختتاط‪ ،‬ل‬

‫يصدر منهن شتتيء متتن ذلتك‪ ،‬وكتتذلك طهتترت أخلقهتتن وأنفاستتهن‬

‫وألفتتتتتتتتتتتتتتتتتاظهن ولباستتتتتتتتتتتتتتتتتهن وستتتتتتتتتتتتتتتتتجيتهن‪.‬‬

‫وقال عبد الله بتتن المبتتارك‪ :‬حتتدثنا شتتعبة‪ ،‬حتتدثنا قتتتادة‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫نضرة‪ ،‬عن أبيط سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم فتتي قتتوله‬

‫تعتتتتتتتتتتتتالى‪" :‬ولهتتتتتتتتتتتتم فيهتتتتتتتتتتتتا أزواج مطهتتتتتتتتتتتترة"‪.‬‬

‫قتتتتتال‪" :‬متتتتتن الحيتتتتتض والغتتتتتائط والنخامتتتتتة والتتتتتبزاق"‪.‬‬

‫وقال أبو الحوص‪ :‬عند قوله‪" :‬مقصورات في الخيتتام"‪" .‬بلغنتتا فتتى‬

‫الرواية أن سحابة أمطرت من تحت العرش فخلقن متتن قطراتهتتا‪،‬‬

‫ثم ضتتربت علتتى كتل واحتدة خيمتتة علتتى شتاطىء النهتتار‪ ،‬ستعتها‬

‫أربعتتون مي ً‬
‫ل‪ ،‬وليتتس لهتتا بتتاب‪ ،‬حتتتى إذا حتتل ولتتي اللتته بالخيمتتة‬

‫انصدعت الخيمة عن باب‪ ،‬ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين من‬

‫الملئكة‪ ،‬والخدم‪ ،‬لم تأخذها‪ ،‬فهن مقصورات قد قصرت عن أبصار‬

‫‪831‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المخلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوقين"‪.‬‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ل اللؤُلتتتتؤِ ال ْ َ‬
‫مك ُْنتتتتو ِ‬ ‫مَثتتتتا ِ‬ ‫ن َ‬
‫كأ ْ‬ ‫عيتتتت ٌ‬
‫حتتتتوٌر ِ‬
‫وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫مك ْن ُتتتتتون"‪.‬‬
‫ض َ‬ ‫وقتتتتتال فتتتتتي اليتتتتتة الختتتتترى‪" :‬ك َتتتتتأن ّهُ ّ‬
‫ن ب َي ْتتتتت ٌ‬

‫قيل‪ :‬إنتته بيتتض النعتتام المكنتتون فتتي الرمتتل‪ :‬وبياضته عنتتد العتترب‬

‫أحسن ألوان البيتتاض‪ ،‬وقيتتل‪ :‬المتتراد بتته اللؤلتتؤ قبتتل أن يتتبرز متتن‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدفة‪.‬‬

‫عرب تا ً أت َْراب تا ً‬
‫ن أب ْك َتتارا ً ُ‬
‫جعَل ْن َتتاهُ ّ‬
‫ن إْنشتتاًء فَ َ‬ ‫وقال تعتتالى‪" :‬إنتتا أن ْ َ‬
‫شتتأَناهُ ّ‬

‫ميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬
‫ب الي َ ِ‬
‫حا ِ‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫لِ ْ‬

‫أي أنشأهن الله بعد الكبر والعجز والضعف في التتدنيا‪ ،‬فصتترن فتتي‬

‫الجنة شتتبابا ً طريتا ً أبكتتارا ً عربتا ً أي‪ :‬متحببتتات إلتتى بعتتولهن‪ ،‬أتراب تا ً‬

‫لصحاب اليمين أي‪ :‬في مثل أعمارهم‪.‬‬

‫أسئلة من أم سلمة رضي الله عنها وأجوبة من رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم حول نساء أهل الجنة‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا عمر بن هاشم‬


‫البروي‪ ،‬حدثنا سليمان بن أبي كريمة‪ ،‬عن هشام بن حسان‪ ،‬عن‬
‫الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أم سلمة‪ :‬قالت‪ :‬قلت يا رسول الله‪ :‬أخبرني‬
‫‪832‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن قول الله‪" :‬حور عين"‪.‬‬


‫فقال‪ :‬حور عين‪ :‬ضخام العيون أشفار الحور بمنزلة جناح النسر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أخبرني عن قوله‪" :‬كأمثال اللؤلؤ المكنون"‪.‬‬
‫قال‪ :‬صفاء من صفاء الدر الذي في الصداف الذي لم تمسه‬
‫اليدي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني عن قوله‪ :‬فيهن خيرات حسان‪.‬‬
‫قال‪ :‬خيرات الخلق حسان الوجوه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني عن قوله‪ :‬كأنهن بيض مكنون‪.‬‬
‫قال‪ :‬رقتهن كرقة الجلد الذي يكون في داخل البيضة مما يلي‬
‫القصرة وهو آخر الغرقى‪.‬‬
‫عربا ً أترابًا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني عن قوله‪ُ :‬‬
‫قال‪ :‬هن اللواتي قد صرن فى دار الدنيا عجائز رمصا ً شمطا ً يصرن‬
‫في الجنة متعشقات متحببات‪ ،‬أترابا ً على ميلد واحد‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني نساء الدنيا أفضل أم الحور العين?‬
‫قال‪ :‬بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على‬
‫البطانة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬بماذا? قال‪ :‬بصلتهن وصيامهن‪ ،‬وعبادتهن‬
‫الله‪ ،‬ألبس الله وجوههن النور‪ ،‬وأجسادهن الحرير‪ ،‬بيض اللوان‪،‬‬
‫خضر الثياب‪ ،‬صفر الحلى‪ ،‬مجامرهن الدر‪ ،‬وأمشاطهن الذهب‪،‬‬
‫يقلن‪ :‬نحن الخالدات فل نموت‪ ،‬ونحن الناعمات فل نبأس أبدًا‪،‬‬
‫ونحن المقيمات فل نظعن أبدًا‪ ،‬أل ونحن الراضيات فل نسخط أبدًا‪،‬‬
‫طوبى لمن كان لنا وكنا له‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬المرأة منا تتزوج الزوجين‪ ،‬والثلثة‪ ،‬والربعة‪،‬‬
‫فتموت‪ ،‬فتدخل الجنة‪ ،‬ويدخلون معها‪ ،‬من يكون زوجها? قال‪ :‬يا أم‬
‫سلمة‪ ،‬إنها تخير‪ ،‬فتختار أحسنهم خلقًا‪ ،‬فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬إن هذا كان‬
‫أحسنهم معي خلقا ً في دار الدنيا فزوجنيه‪ ،‬يا أم سلمة‪ :‬ذهب‬
‫حسن الخلق بخير الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي شيبة‪ :‬حدثنا أحمد بن طتتارق‪ ،‬حتتدثنا مستتعدة‬

‫بن اليسع‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي عروبتتة‪ ،‬عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن‬

‫‪833‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المسيب‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم أتتتته‬

‫عجتتوز متن النصتتار فقتتالت‪ :‬يتا رستتول اللته‪ :‬ادع اللته أن يتتدخلني‬

‫الجنة‪ ،‬فقال‪ :‬إن الجنة ل يدخلها عجتتوز‪ ،‬فتتذهب رستتول اللته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم فصتّلى ثتتم رجتتع إلتتى عائشتتة‪ ،‬فقتتالت لقيتتت متتن‬

‫كلمتك مشقة وشتتدة‪ ،‬فقتتال‪ :‬إن ذلتتك كتتذلك‪ ،‬إن اللتته إذا أدخلهتتن‬

‫الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتولهن أبكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارًا‪..‬‬

‫وتقدم في حديث الصتتور فتتي صتتفة دختتول المتتؤمنين الجنتتة قتتال‪:‬‬

‫"فيدخل الرجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة ممتتا ينشتتىء اللتته‪،‬‬

‫واثنتين من ولد آدم‪ ،‬لهما فضل على من يشاء الله تعالى‪ ،‬لعبادتهما‬

‫الله تعتالى فتي التدنيا‪ ،‬يتدخل علتى الولتى منهمتا فتي غرفتة متن‬

‫ياقوتة‪ ،‬على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ‪ ،‬فيته ستبعون درجتا ً متن‬

‫سندس وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظتتر إلتتى يتتده متتن‬

‫صدرها من وراء ثيابها ولحمها وجلدها‪ ،‬وإنه لينظر إلتتى متتخ ستتاقها‬

‫كما ينظرأحدكم إلى السلك متتن الفضتتة فتتي اليتتاقوت‪ ،‬فبينمتتا هتتو‬

‫كذلك إذ نودي‪ :‬إنا قد عرفنا أنك ل تمل ول تمل‪ ،‬أل إن لتتك أزواج تا ً‬

‫‪834‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غيرهتتا‪ ،‬فيخترج‪ ،‬فيتأتيهن واحتدة واحتدة‪ ،‬كلمتا جتاء واحتدة قتالت‪:‬‬

‫"والله ما في الجنة شيء أحسن منك‪ ،‬وما فتي الجنتة شتيء أحتب‬

‫إلي منك" ولهذا الحديث شواهد من وجوه كثيرة تقتتدمت‪ ،‬وستتتأتي‬

‫لمتتام‬
‫إن شاء الله تعتتالى وبتته الثقتتة‪ ،‬وتقتتدم الحتتديث التتذي رواه ا ِ‬

‫أحمد‪ :‬من حديث شعيب الضرير‪ ،‬عن شهر بتتن حوشتتب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم "وإن له متتن الحتتور العيتتن‬

‫لثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من التتدنيا‪ ،‬وإن الواحتتدة منهتتن‬

‫لتأخذ مقعدها قدر ميل متن الرض وقتال حرملتة‪ :‬عتن ابتن وهتب‪،‬‬

‫حدثنا عمرو أن دراجا ً أبا السمح حتتدثه‪ :‬عتتن أبتتي الهيثتتم‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬أدنى أهل الجنتتة‬

‫منزلة‪ ،‬الذي له ثمانون ألف خادم‪ ،‬واثنتان وستتبعون زوجتتة‪ ،‬تنصتتب‬

‫لتته قبتتة متتن لؤلتتؤ وزبرجتتد‪ ،‬ويتتاقوت‪ ،‬كمتتا بيتتن الجابيتتة وصتتنعاء"‪.‬‬

‫وأستتنده أحمتتد‪ :‬عتتن حستتن‪ ،‬عتتن ابتتن لهيعتتة‪ ،‬عتتن دراج بتته‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عن ابن المبارك‪ ،‬عن رشتتدين‪،‬‬

‫عتتتتتن عمتتتتترو بتتتتتن الحتتتتتارث‪ ،‬فتتتتتذكر بِإستتتتتناده نحتتتتتوه‪.‬‬

‫‪835‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال محمد بن جعفر الفريابي‪ :‬حدثنا أبو أيوب‪ ،‬حدثنا ستتليمان بتتن‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن خالتتد‬

‫بن معدان عن أبي أمامة‪ ،‬عن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬ما من عبتتد يتتدخل الجنتتة إل ويتتتزوج اثنتتتين وستتبعين زوجتتة‬

‫اثنتين من الحور العين وسبعين متتن أهتتل زمتتانه متتن أهتتل التتدنيا"‪.‬‬

‫وهتتذا حتتديث غريتتب جتتدًا‪ ،‬والمحفتتوظ ممتتا تقتتدم خلفتته‪ ،‬وهتتو أن‬

‫الثنتين متن بنتات آدم‪ ،‬والستبعين متن الحتور العيتن‪ ،‬واللته أعلتم‪.‬‬

‫وراويه خالد بن يزيتتد بتتن أبتتي مالتتك هتتذا تكلتتم فيتته المتتام أحمتتد‪،‬‬

‫ويحيتتتى بتتتن معيتتتن‪ ،‬وغيرهمتتتا‪ ،‬ومثلتتته قتتتد يغلتتتط ول يتتتتيقن‪.‬‬

‫وروى أحمد والترمذي‪ ،‬وصححه‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬من حديث مجالتتد بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬عن المقدام بن معدي كرب‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن للشتتهيد عنتتد اللتته ستتت‬

‫خصال‪ ،‬يغفر الله له عند أول قطتترة متتن دمتته‪ ،‬ويتترى مقعتتده متتن‬

‫الجنة‪ ،‬ويحلى حلة اليمان‪ ،‬ويجار من عذاب القبر‪ ،‬ويأمن من الفزع‬

‫الكبر‪ ،‬ويوضع على رأسه تاج الوقار‪ ،‬الياقوتة منتته خيتتر متتن التتدنيا‬

‫‪836‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وما فيها‪ ،‬ويتزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين‪ ،‬ويشفع في‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتبعين إنستتتتتتتتتتتتتتانا ً متتتتتتتتتتتتتتن أقتتتتتتتتتتتتتتاربه"‪.‬‬

‫فأما الحديث الذي رواه مسلم في صتتحيحه‪ :‬حتتدثني عمتترو الناقتتد‪،‬‬

‫ويعقتتوب بتتن إبراهيتتم التتدورقي جميع تًا‪ ،‬عتتن ابتتن عليتتة‪ -،‬واللفتتظ‬

‫ليعقوب‪ -‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ،‬أخبرنتتا أيتتوب بتتن محمتتد‪ ،‬قتتال‪ :‬إمتتا‬

‫تفاخروا وإما تذاكروا الرجال أكثر في الجنتتة أم النستتاء? فقتتال أبتو‬

‫هريرة‪ :‬أو لم يقتتل أبتتو القاستتم صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن أول‬

‫زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلتة البتتدر‪ ،‬والتتتي تليهتتا علتتى‬

‫أضوأ كوكب دري في السماء‪ ،‬لكتتل امرىتتء منهتتم زوجتتتان اثنتتتان‪،‬‬

‫يتترى متتخ ستتوقهما متتن وراء اللحتتم‪ ،‬ومتتا فتتي الجنتتة أعتتزب"‪.‬‬

‫وفتتي الصتتحيحين‪ :‬متتن روايتتة همتتام‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬نحتتوه‪.‬‬

‫فالمراد من هذا أن هاتين من بنات آدم‪ ،‬ومعهما من الحور العين ما‬

‫شتتاء اللتته عتتز وجتتل‪ ،‬كمتتا تقتتدم تفصتتيل ذلتتك آنف تًا‪ ،‬واللتته أعلتتم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬أخبرنا يتتونس‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن سيرين‪ ،‬عن أبيهريرة‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫‪837‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪" :‬للرجل من أهل الجنة زوجتتتان متتن الحتتور العيتتن‪ ،‬علتتى كتتل‬

‫واحتتتدة ستتتبعون حلتتتة يتتترى متتتخ ستتتوقهما متتتن وراء ثيابهمتتتا"‪.‬‬

‫وهذه الحاديث ل تعارض ما ثبتتت فتتي الصتتحيحين‪" :‬واطلعتتت فتتي‬

‫النتتتتتتتتتتار فرأيتتتتتتتتتتت أكتتتتتتتتتتثر أهلهتتتتتتتتتتا النستتتتتتتتتتاء"‪.‬‬

‫ِإذ قد يكن أكثر أهل الجنة‪ ،‬وأكثر أهل النتتار‪ ،‬أو قتتد يكتتن أكتتثر أهتتل‬

‫النار‪ ،‬ثم يخرج من يختترج منهتتن بالشتتفاعات‪ .‬فيصتترن إلتتى الجنتتة‪،‬‬

‫حتتتتتتتتتتتتى يكتتتتتتتتتتتثر أهلهتتتتتتتتتتتا‪ ،‬واللتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وفي حديث دراج‪ :‬عن الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬مرفوعتًا‪" :‬إن الرجتتل‬

‫في الجنتتة ليتكىتتء ستتبعين ستتنة قبتتل أن يتحتتول‪ ،‬ثتتم تتتأتيه امتترأة‬

‫فتضرب على منكبيه فينظر وجهه في خدها أصتتفى متتن المتترآة‪ ،‬و‬

‫إن أدنى لؤلؤة عليها لتضتتيء متتا بيتتن المشتترق والمغتترب‪ ،‬فتستتلم‬

‫عليه فيرد السلم‪ ،‬ويسألها من أنت? فتقول‪ :‬أنا من المزيتتد‪ ،‬و إنتته‬

‫ليكون عليها سبعون ثوبًا‪ ،‬أدناها مثل النعمان‪ ،‬فينفتتذها بصتتره حتتتى‬

‫يتتترى متتتخ ستتتاقها متتتن وراء ذلتتتك"‪ .‬رواه أحمتتتد فتتتي المستتتند‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضتتر‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن طلحتتة‪ ،‬عتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫‪838‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لغدوة‬

‫في سبيل اللته أو روحتة خيتر متن التدنيا ومتا فيهتا‪ ،‬ولقتاب قتوس‬

‫أحدكم أو موضع قده‪ -‬يعني سوطه‪ -‬من الجنة خير متتن التتدنيا ومتتا‬

‫فيها‪ ،‬ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنتتة إلتتى الرض لملت متتا‬

‫بينهما ريحًا‪ ،‬ولطاب ما بينهما‪ ،‬ولنصيفها على رأسها خير متتن التتدنيا‬

‫ومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫ورواه البختتاري‪ :‬متتن حتتديث إستتماعيل بتتن جعفتتر‪ ،‬وأبتتي إستتحاق‪،‬‬

‫كلهما عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬بمثله‪ ،‬وقد تقدم بتمامه في أول صتتفة‬

‫الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫وعند البخاري‪" :‬ولو أن امترأة متن نستاء أهتل الجنتة اطلعتت إلتى‬

‫الرض لضاءت ما بينهما‪ ،‬ولملت متا بينهمتا ريحتًا‪ ،‬ولنصتيفها علتى‬

‫رأستتتتتتتتتها خيتتتتتتتتتر متتتتتتتتتن التتتتتتتتتدنيا ومتتتتتتتتتا فيهتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا بشر بتتن الوليتتد‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن‬

‫أبزى‪ ،‬عن عبد الملك الجوني‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابتتن عبتتاس‪،‬‬

‫قتتال‪" :‬لتتو أن حتتوراء أخرجتتت كفهتتا بيتتن الستتماء والرض لفتتتتن‬

‫‪839‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الخلئق بحسنها‪ ،‬ولو أخرجت نصيفها لكتانت الشتتمس عنتتد حستتنها‬

‫مثل الفتيلة في الشمس‪ ،‬ل ضوء لهتتا‪ ،‬ولتتو أخرجتتت وجههتتا لضتتاء‬

‫حستتتتتتتتتتتتنها متتتتتتتتتتتتا بيتتتتتتتتتتتتن الستتتتتتتتتتتتماء والرض"‪.‬‬

‫وذكر ابن وهب‪ :‬عن محمد بن كعب القرظي أنه قال‪ :‬والله الذي ل‬

‫إله إل هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش‬

‫لطفأ نور سوارها نور الشمس والقمر‪ ،‬فكيف الصورة? ومتتا خلتتق‬

‫الله شيئا ً يلبسه لبس هتتو أمثتتل ممتتا عليهتتا متتن الثيتتاب والحلتتى"‪.‬‬

‫وقال أبو هريرة‪ :‬إن في الجنة حتتوراء يقتتال لهتتا العينتتاء‪ِ ،‬إذا مشتتت‬

‫مشتتى حولهتتا ستتبعون ألتتف وصتتيف‪ ،‬وهتتي تقتتول‪ :‬أيتتن المتترون‬

‫بتتتتالمعروف‪ ،‬والنتتتتاهون عتتتتن المنكتتتتر?" أوردهمتتتتا القرطتتتتبي‪.‬‬

‫وقال القرطبي‪ :‬حدثنا أحمد بن رشدين‪ ،‬حتدثنا الحستن بتن هتارون‬

‫النصاري‪ ،‬حدثنا الليث ابن بنت الليث بن أبي سليم‪ ،‬عن مجاهد بن‬

‫أبي أسامة عن النتبي صتلى اللته عليتته وستلم قتال‪" :‬خلتتق الحتتور‬

‫العين من الزعفران"‪ .‬هذا حديث غريب‪ .‬وروي هذا عن ابن عبتتاس‬

‫وغيتتتتتتتتتتتتتره متتتتتتتتتتتتتن الصتتتتتتتتتتتتتحابة والتتتتتتتتتتتتتتابعين‪.‬‬

‫‪840‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي مراسيل عكرمة‪" :‬إن الحور العين ليدعون لزواجهن وهم في‬

‫الدنيا‪ ،‬يقلن اللهم أعنه على دينك‪ ،‬وأقبل بقلبه على طاعتك‪ ،‬وبلغتته‬

‫إلينتتتتتتتتتتا بعزتتتتتتتتتتتك‪ ،‬يتتتتتتتتتتا أرحتتتتتتتتتتم الراحميتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫وفي مستتند المتتام أحمتتد‪ :‬متتن حتتديث كتتثير بتتن متترة‪ ،‬عتتن معتتاذ‪،‬‬

‫مرفوعًا‪" ،‬ل تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إل قالت زوجته من الحور‬

‫العين‪ :‬قاتلك الله‪ :‬إنما هو دخيل‪ ،‬يوشك أن يفارقك إلينا"‪.‬‬

‫وهذا ما ورد من غناء الحور العين في الجنة‬

‫روى الترمذي‪ :‬وغيره من حديث عبد الرحمن بن إسحاق‪ ،‬عن‬


‫النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن في الجنة مجتمعا ً للحور العين‪ ،‬يرفعن أصواتا ً لم تسمع‬
‫الخلئق بمثلها‪ ،‬يقلن‪ :‬نحن الخالدات فل نبيد‪ ،‬ونحن الناعمات فل‬
‫نبأس‪ ،‬ونحن الراضيات فل نسخط‪ ،‬طوبى لمن كان لنا وكنا له"‪.‬‬
‫قال الترمذي‪ :‬وفي الباب عن أبي هريرة‪ ،‬وأبي سعيد‪ ،‬والحسن‪،‬‬
‫وحديث علي غريب‪.‬‬
‫وروى ابن أبي ذؤيب‪ ،‬عن عون بن الخطاب‪ ،‬عن عبد الله بن رافع‪،‬‬
‫عن ابن أنس بن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات‬
‫سمعها أحد قط‪ ،‬وإن مما يغنين‪ :‬نحن الخالدات فل نموت‪ ،‬نحن‬
‫المنات فل نخاف‪ ،‬نحن المقيمات فل نظعن"‪.‬‬
‫وقال الليث بن سعد‪ :‬عن يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن الوليد بن عبتدة‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل‪" :‬قف بي على‬
‫‪841‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحور العين‪ ،‬فأوقفه عليهن‪ ،‬فقال‪ :‬متتن أنتتتن? قلتتن‪ :‬نحتتن جتتواري‬

‫قوم حلوا فلتم يظعنتوا‪ ،‬وشتبوا فلتم يهرمتتوا‪ ،‬واتقتوا فلتتم يتذنبوا"‪.‬‬

‫وقال القرطبي بعد ما أورد الحديث المتقدم في غناء الحور العيتتن‪،‬‬

‫ِإذا قلن هذه المقالة أجابهن المؤمنات من نساء أهل التتدنيا‪" .‬نحتتن‬

‫المصتتليات ومتتا صتتليتن‪ ،‬ونحتتن الصتتائمات ومتتا صتتمتن‪ ،‬ونحتتن‬

‫المتوضئات وما توضأتن‪ ،‬ونحن المتصتتدقات ومتتا تصتتدقتن"‪ .‬قتتالت‬

‫عائشتتتتتتتتتتتتتتة‪" :‬يغلبتتتتتتتتتتتتتتن" واللتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫هكذا ذكره في التذكرة‪ ،‬ولم ينسبه إلى كتاب‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ذكر جماع أهل الجنة نساءهم ول أولد إل أن يشاء‬

‫أحدهم‬

‫م‬ ‫شتُغل فَتتاكُهو َ‬


‫ن هُ ت ْ‬ ‫جن ّةِ ال ْي َتوْ َ‬
‫م فتتي ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫حا َ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫متتا‬ ‫ة وَل َهُت ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬
‫م ِفيَها فاك ِهَت ٌ‬ ‫مت ّك ُِئو َ‬ ‫ل عََلى ال ََرائ ِ ِ‬
‫ك ُ‬ ‫م في ظ ِل َ ٍ‬
‫جه ُ ْ‬
‫وَأْزَوا ُ‬

‫حيتتتتتتتتتم"‪.‬‬
‫ب َر ِ‬
‫ن َر ّ‬ ‫ستتتتتتتتتتلم َقتتتتتتتتتوْل ً ِ‬
‫متتتتتتتتتت ْ‬ ‫ن َ‬
‫عو َ‬
‫ي َتتتتتتتتتتد ّ ُ‬

‫قال ابن مسعود‪ :‬وابن عباس‪ :‬وغير واحد من المفسرين‪ :‬في قوله‬

‫"شتتتتتتتتتتتتتتتتتتغل" أي افتضتتتتتتتتتتتتتتتتتتاض البكتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‪.‬‬


‫‪842‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ن ي َل ْب َ ُ‬
‫سو َ‬ ‫ت وَعُُيو ٍ‬
‫جّنا ٍ‬
‫مين في َ‬
‫مَقام أ ِ‬
‫ن في َ‬
‫مت ِّقي َ‬
‫ن ال ُ‬
‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن‬
‫عو َ‬
‫عيتتن َيتتد ْ ُ‬
‫حورٍ ِ‬
‫م بِ ُ‬
‫جَناهُ ْ‬
‫ك وََزوّ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كذل ِ َ‬ ‫متَقاب ِِلي َ‬
‫ست َب َْرق ُ‬
‫دس وَإ ِ ْ‬
‫سن ْ ُ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫ة الول َتتى‬ ‫ت إ ِل ّ ال ْ َ‬
‫موَْتت َ‬ ‫ن ِفيهَتتا ال ْ َ‬
‫م تو ْ َ‬ ‫ن ل َ َيت ُ‬
‫ذوُقو َ‬ ‫ِفيَها ب ِ ُ‬
‫كتل َفاك َِهتةٍ آ ِ‬
‫مِنيت َ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ك هُتوَ الَفتوُْز ال ْعَ ِ‬


‫ظيت ُ‬ ‫ن رب ّتتك ذ َل ِت َ‬ ‫ضتل ً ِ‬
‫مت ْ‬ ‫حيتتم فَ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫وَوََقاهُ ْ‬
‫م عَ َ‬
‫ذا َ‬

‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا عمران هو ابتتن داود القطتتان‪ ،‬عتتن‬

‫قتادة‪ ،‬عن أنتتس‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الرجال قلت‪ :‬يا رسول‬

‫الله‪ :‬ويطيق ذلك? قتتال‪ :‬يعطتتى قتتوة متتائة"‪ .‬ورواه الترمتتذي‪ :‬متتن‬

‫حتتتتتتتتتديث أبتتتتتتتتتي داود‪ ،‬قتتتتتتتتتال‪ :‬صتتتتتتتتتحيح غريتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث الحسن بن علتتي الجعفتتي‪ ،‬عتتن زائدة‪،‬‬

‫عن هشام بن حسان‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪ ،‬عن أبي هريرة‪" ،‬قيتتل‬

‫يا رسول الله‪ :‬هتتل يفضتتي الرجتتل فتتي الجنتتة?‪ ،‬وفتتي روايتتة‪ ،‬هتتل‬

‫نفضي إلى نسائنا? فقال‪ :‬والتتذي نفستتي بيتتده‪ ،‬إن الرجتتل ليفضتتي‬

‫في الغداة الواحدة إلتتى متتائة عتتذراء"‪ .‬قتتال الحتتافظ الضتتياء‪ :‬هتتذا‬

‫عنتتتتتتتتتتتتتتدي علتتتتتتتتتتتتتتى شتتتتتتتتتتتتتترط الصتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫‪843‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن معمر‪ ،‬حدثنا أبو عبد الرحمن عبد اللتته‬

‫بن يزيد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زياد ‪ ،‬عن عمارة بن راشد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪ :‬هتتل يمتتس‬

‫أهل الجنة أزواجهم? فقال‪ :‬نعم‪ ،‬بذكر ل يمتتل‪ ،‬وشتتهوة ل تنقطتتع"‪.‬‬

‫ثم قال البزار‪ :‬ل يعلم أحد يروي عن عمتارة بتن راشتد ستوى عبتد‬

‫الرحمن بن زياد‪ ،‬وقد كان عبد الرحمتتن هتتذا حستتن العقتتل‪ ،‬ولكتتن‬

‫وقع على شتتيوخ مجاهيتتل‪ ،‬فحتتدث عنتته بأحتتاديث منتتاكير‪ ،‬فضتتعف‬

‫حتتتتتتتتتتتديثه‪ ،‬وهتتتتتتتتتتتذا ممتتتتتتتتتتتا أنكتتتتتتتتتتتر عليتتتتتتتتتتته‪..‬‬

‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبرني عمرو بتتن الحتتارث‪ ،‬عتتن دراج‬

‫عن عبد الرحمن بن حميرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنتته ستتئل‪" :‬أنطتتأ فتتي الجنتتة? قتتال‪ :‬نعتتم‪ ،‬والتتذي‬

‫نفستتي بيتتده دحمتا ً دحمتًا‪ ،‬فتِإذا قتتام عنهتتا رجعتتت مطهتترة بكتترًا"‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن جتتابر الفقيتته البغتتدادي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بتن عبتد الملتك التدقيقي الواستطي‪ ،‬حتدثنا معلتى بتن عبتد‬

‫الرحمن الواسطي‪ ،‬حدثنا شريك‪ ،‬عن عاصم بتتن ستتليمان الحتتول‪،‬‬

‫‪844‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي المتوكل‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رستول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن أهل الجنة إذا جامعوا نستتاءهم عتتدن أبكتتارًا"‪ .‬ثتتم‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬تفتتتتتتتتتتتتتتتترد بتتتتتتتتتتتتتتتته معلتتتتتتتتتتتتتتتتى‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيتتى الحلتتواني‪ ،‬حتتدثنا ستتويد بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالتتك‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن خالتتد بتتن‬

‫معدان‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل‪:‬‬

‫أيجامع أهل الجنتتة? فقتتال‪" :‬دحمتا ً دحمتا ً ولكتتن ل منتتي ول منيتتة"‪.‬‬

‫لما كان المني يقطع لذة الجماع‪ ،‬والمنيتتة تقطتتع لتتذة الحيتتاة‪ ،‬كانتتا‬

‫منفييتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫قال الطبراني‪ :‬أخبرنا عثمان بن أحمد‪ ،‬أخبرنا محمد بن عبد الرحيم‬

‫البرقي‪ ،‬أخبرنا عمرو بن أبي سلمة‪ ،‬أخبرنا صدقة‪ ،‬عتتن هاشتتم بتتن‬

‫البريد‪ ،‬عن سليم أبي يحيى أنه ستتمع أبتتا أمامتتة يحتتدث‪ :‬أنتته ستتمع‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل‪ -‬هل يتناكح أهل الجنة?‬

‫قال‪" :‬نعم بذكر ل يمل‪ ،‬وشهوة ل تنقطع"‪.‬‬

‫ما قيل من منح الطفال ولدة لهل الجنة‬

‫‪845‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فأما إذا أراد أحدهم أن يولد له‪ ،‬كمتتا كتتان فتتي التتدنيا حتتب الولد‪،‬‬

‫فقد قال المام أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عبيد‪ ،‬حدثنا معتتاذ بتتن هشتتام‪،‬‬

‫حدثني أبي‪ ،‬عن عامر الحول ‪ ،‬عن أبي الصتديق‪ ،‬عتن أبتي ستعيد‪،‬‬

‫أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إذا اشتهى المتتؤمن الولتتد‬

‫في الجنة‪ ،‬كان حملته‪ ،‬ووضتتعه‪ ،‬وستتنه‪ ،‬فتتي ستتاعة كمتا يشتتتهي"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬جميعًا‪ ،‬عن محمتتد بتتن يستتار‪ ،‬عتتن‬

‫معتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاذ‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتن غريتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وقال الحافظ الضياء المقدسي‪ :‬وهتتذا عنتتدي علتتى شتترط مستتلم‪.‬‬

‫وقد رواه الحاكم‪ :‬عن الصم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ستتلم بتتن‬

‫سليمان‪ ،‬عن زيد العمتتي‪ ،‬عتتن أبتتي الصتتديق النتتاجي‪ ،‬بتته‪ ،‬وضتتعفه‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيهقي‪.‬‬

‫وقال سفيان الثوري‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أبي الصديق النتتاجي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد قال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أيولد لهتتل الجنتتة فتتإن الولتتد متتن تمتتام‬

‫السرور? فقال‪" :‬نعم‪ :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬ما هو إل كقدر ما يتمنتتى‬

‫‪846‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحتتتتتتتتدكم‪ ،‬فيكتتتتتتتتون حملتتتتتتتته ورضتتتتتتتتاعه وشتتتتتتتتبابه"‪.‬‬

‫وهذا السياق يدل على أن هذا أمتتر يقتتع‪ ،‬خلفتا ً لمتتا رواه البختتاري‪،‬‬

‫والترمذي‪ :‬عن إسحاق بن راهويه‪ ،‬من أن ذلك محمول على أنه لتتو‬

‫أراد ذلك‪ ،‬ولكنه ل يريده‪ ،‬ونقل عن جماعة من التابعين‪ ،‬كطتتاووس‬

‫ومجاهتتد‪ ،‬وإبراهيتتم النخعتتي‪ ،‬وغيرهتتم‪" :‬إن الجنتتة ل يولتتد فيهتتا"‪.‬‬

‫وهذا صحيح‪ :‬وذلك أن جماعهم ل يقتضي ولدا ً كمتتا هتتو الواقتتع فتتي‬

‫التتدنيا‪ ،‬فتتإن التتدنيا دار يتتراد منهتتا بقتتاء النستتل لتعمتتر‪ ،‬وأمتتا الجنتتة‬

‫فالمراد بقاء الملك‪ ،‬ولهذا ل يكتتون فتتي جمتتاعهم منتتي يقطتتع لتتذة‬

‫الجماع‪ ،‬ولكن إذا أحب أحدهم الولد يقع كما يريد‪ ،‬قال الله تعتتالى‪:‬‬

‫ن"‪.‬‬
‫سِني َ‬
‫ح ِ‬
‫م ْ‬
‫جَزاُء ال ُ‬ ‫م ذل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫عن ْد َ َربهِ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ما ي َ َ‬
‫شاُءو َ‬ ‫"ل َهُ ْ‬
‫م َ‬

‫ذكر أن أهل الجنة ل يموتون فيها لكمال حياتهم وكما‬

‫فهم في ازدياد من قوة الشباب‬

‫ونضرة الوجوه وحسن الهيئة وطيب العيش ولهذا جتتاء فتتي بعتتض‬

‫الحتتاديث أنهتتم ل ينتتامون لئل يشتتتغلوا بتتالنوم عتتن الملذ والحيتتاة‬

‫ت إ ِل ّ‬ ‫ن ِفيَها ال ْ َ‬
‫متتوْ َ‬ ‫الهنية‪ ،‬جعلنا الله منهم قال الله تعالى‪" :‬ل َ ي َ ُ‬
‫ذوُقو َ‬
‫‪847‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حيتتتتتتتتم"‪.‬‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫عتتتتتتتت َ‬
‫ذا َ‬ ‫ة الوَلتتتتتتتتى وَوََقتتتتتتتتاهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫موَْتتتتتتتتت َ‬

‫ت‬
‫جن ّتتا ُ‬ ‫ت ل َهُ ت ْ‬
‫م َ‬ ‫ت ك َتتان َ ْ‬
‫حا ِ‬
‫صتتال ِ َ‬
‫عملوا ال ّ‬
‫مُنوا وَ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫حتتتتوَ ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ن ِفيَهتتتتا ل َ ي َب ُْغتتتتو َ‬
‫ن عَن َْهتتتتا ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ال ِْفتتتترد َْوس ُنتتتتُزل ً َ‬
‫خاِلتتتت ِ‬

‫أي ل يختارون غيرها‪ ،‬بل هم أرغب شيء فيها‪ ،‬وليس يعتريهم فيهتتا‬

‫ملل ول ضجر‪ ،‬كما قد يسأم أهل التدنيا بعتض أحتوالهم‪ ،‬وإن كتانت‬

‫لذيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذة‪.‬‬

‫وما أحسن ما قال فيها الشعراء‪ ،‬وفصحاء الدباء‪:‬‬

‫سواها ول عن حالها‬ ‫فحلت سويدا القلب ل أنا‬


‫أتحو ُ‬
‫ل‬ ‫باغيا ً‬
‫ولقد تقدم حديث ذبح الموت بين الجنة والنار‪ ،‬وأنه ينادي مناد‪" :‬يا‬

‫أهل الجنة خلود فل موت‪ ،‬ويا أهل النار خلتتود فل متتوت‪ ،‬كتتل خالتتد‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم‪ ،‬حدثنا حمتتزة‪،‬‬


‫فيما هو فيه"‪ :‬وقال ا ِ‬

‫حدثنا أبو إسحاق‪ ،‬عتتن الغتتر أبتتي مستتلم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬وأبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬فينادى متتع ذلتتك‪ :‬إن‬

‫لكم أن تحيوا فل تموتوا أبدًا‪ ،‬وإن لكم أن تصحوا فل تستتقموا أبتتدًا‪،‬‬

‫وإن لكم أن تشبوا فل تهرموا أبدًا‪ ،‬وإن لكتتم أن تنعمتتوا فل تبأستتوا‬

‫‪848‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبتتتتتتتتتتتدًا‪ ،‬قتتتتتتتتتتتال‪ :‬ينتتتتتتتتتتتادى بهتتتتتتتتتتتذه الربتتتتتتتتتتتع"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪ :‬قال الثوري‪ :‬حدثنا أبو إسحاق‪:‬‬

‫أن الغر حدثه‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬ينادى منتتاد يتتوم القيامتتة‪ :‬إن لكتتم أن تحيتتوا فل‬

‫تموتوا أبدًا‪ ،‬وإن لكم أن تصحوا فل تسقموا أبدًا‪ ،‬وان لكم أن تشبوا‬

‫فل تهرمتتتتوا أبتتتتدًا‪ ،‬وإن لكتتتتم أن تنعمتتتتوا فل تبأستتتتوا أبتتتتدًا"‪.‬‬

‫متتا ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫ة أورِث ْت ُ ُ‬
‫مو َ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ن ت ِْلك ُ‬
‫م ال َ‬ ‫دوا أ ْ‬
‫قال‪ :‬فذلك قوله تعالى‪" :‬وَُنو ُ‬

‫م ل ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت َعْ َ‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن إسحاق بن راهويه‪ ،‬وعبد بتن حميتد‪ ،‬كلهمتا عتتن‬

‫عبد الرزاق‪ ،‬بنحوه‪.‬‬

‫أهل الجنة ل ينامون‬

‫وقد قال الحافظ أبو بكر بن مردويه‪ ،‬حدثنا أحمتتد بتتن القاستتم بتتن‬

‫صدقة المصري‪ ،‬حدثنا المقدام بن داود‪ ،‬حدثنا عبد الله بن المغيرة‪،‬‬

‫حدثنا سفيان الثوري‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جتتابر‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬النتتوم أختتو المتتوت وإن أهتتل‬
‫‪849‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ل ينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامون"‪.‬‬

‫ورواه الطبراني‪ :‬من حديث مصعب بتتن إبراهيتتم‪ ،‬عتتن عمتتران بتتن‬

‫الربيع الكوفي‪ ،‬عن يحيى بنسعيد النصاري‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪،‬‬

‫عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله أينتتام أهتتل الجنتتة? فقتتال‪" :‬النتتوم‬

‫أختتتتتتتتو المتتتتتتتتوت‪ ،‬وإن أهتتتتتتتتل الجنتتتتتتتتة ل ينتتتتتتتتامون"‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬من حتتديث عبتتد اللتته بتتن حيلتتة بتتن أبتتي داود‪ ،‬عتتن‬

‫ستتفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن المنكتتدر‪ ،‬عتتن جتتابر‪ ،‬فتتذكره‪.‬‬

‫ثم روى البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن عباس التتدوري‪ ،‬عتتن‬

‫يونس بن محمد‪ ،‬عن سعيد بن أبزى‪ ،‬عن نفيع بن الحارث‪ ،‬عن عبد‬

‫الله بن أبي أوفى‪ ،‬قال‪" :‬سأل رجل رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم فقال‪ :‬النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا‪ :‬فهل ينتتام أهتتل‬

‫الجنة? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الموت شتتريك‬

‫النتتتتتتتتتتوم‪ ،‬وليتتتتتتتتتتس فتتتتتتتتتتي الجنتتتتتتتتتتة متتتتتتتتتتوت"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول الله? فما راحتهم? قال‪" :‬إنه ليس فيها لغوب‪ ،‬كتتل‬

‫‪850‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ستتنا ِفيهَتتا‬
‫م ّ‬ ‫أمرهم راحتتة" فتتأنزل اللتته‪" :‬ل َ ي َ َ‬
‫ستتمَنا ِفيهَتتا َنصتتب ول ي َ َ‬

‫لُغوب"‪ .‬ضعيف السناد‪:‬‬

‫ما لديهم‬
‫ذكر إحلل الرضوان عليهم وذلك فضل ع ّ‬

‫متتاءٍ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ن ِفيَها أن َْهاٌر ِ‬
‫مت َُقو َ‬ ‫جن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬
‫عد َ ال ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مث َ ُ‬
‫قال الله تعالى‪َ " :‬‬

‫متتر ل َتذ َ ٍ‬
‫ة‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ه وأن ْهَتتار ِ‬ ‫م ي َت َغَي ّتْر ط َعْ ُ‬
‫مت ُ‬ ‫ن ل َب َتتن َلت ْ‬
‫مت ْ‬ ‫غَْير آ ِ‬
‫سن َوأن ْهَتتار ِ‬

‫ت‬
‫متَرا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫كتل الث ّ َ‬ ‫مت ْ‬ ‫صتّفى وَل َُهت ْ‬
‫م ِفيَهتا ِ‬ ‫م َ‬
‫ستل ُ‬
‫نع َ‬
‫مت ْ‬
‫ن َوأن َْهار ِ‬ ‫ِلل ّ‬
‫شارِِبي َ‬

‫م"‪.‬‬
‫ن ربِهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫َومغِْفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرةٌ ِ‬

‫ن‬
‫متت ْ‬
‫ري ِ‬
‫جتت ِ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جّنا ٍ‬
‫ت َ‬ ‫ن َوالمؤْ ِ‬
‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَعَد َ الل ّ ُ‬
‫ه ال ُ‬

‫ن‬
‫وا ُ‬
‫ضت َ‬
‫دن وَرِ ْ‬
‫ت عَ ت ْ‬
‫جنتتا ِ‬ ‫كن ط َي ّب َ ً‬
‫ة ِفي َ‬ ‫مسا ِ‬
‫ن ِفيها وَ َ‬
‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬
‫حت َِها الن َْهاُر َ‬
‫تَ ْ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ك هُوَ ال َْفوُْز ال ْعَ ِ‬


‫ظي ُ‬ ‫ن الل ّهِ أك ْب َُر ذل ِ َ‬
‫م َ‬
‫ِ‬

‫إحلل الله عز وجل رضوانه الدائم على أهل الجنة‬

‫وقال مالك بن أنس‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بتتن يستتار‪ ،‬عتتن‬

‫أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول الله‬

‫لهتتل الجنتتة‪ :‬يتتا أهتتل الجنتتة‪ :‬فيقولتتون‪ :‬لبيتتك ر بنتتا وستتعديك‪.‬‬

‫‪851‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيقول‪ :‬هل رضيتم? فيقولون‪ :‬ما لنا ل نرضى‪ ،‬وقد أعطيتنا متتا لتتم‬

‫تعتتط أحتتدا ً متتن خلقتتك? فيقتتول‪ :‬إنمتتا أعطيكتتم أفضتتل متتن ذلتتك‪:‬‬

‫فيقولون‪ :‬ياربنا‪ :‬فأي شيء أفضل من ذلتتك? فيقتتول‪ :‬أحتتل عليكتتم‬

‫رضتتتتتتتتواني‪ ،‬فل أستتتتتتتتخط عليكتتتتتتتتم بعتتتتتتتتده أبتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫وأخرجتتتتتاه فتتتتتي الصتتتتتحيحين‪ :‬متتتتتن حتتتتتديث مالتتتتتك‪ ،‬بتتتتته‪.‬‬

‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا سلمة بن شبيب‪ ،‬والفضتتل بتتن يعقتتوب‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا الفريابي‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جتتابر‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا دختتل أهتتل الجنتتة‬

‫الجنة‪ ،‬قال الله‪ :‬أل أعطيكم‪ -‬أحسبه قال‪ -:‬أفضل? قتتالوا‪ :‬يتتا ربنتتا‪:‬‬

‫أي شتتتتيء أفضتتتتل ممتتتتا أعطيتنتتتتا? قتتتتال‪ :‬رضتتتتواني أكتتتتبر"‪.‬‬

‫وهذا الحديث على شرط البخاري‪ ،‬ولتتم يخرجتته أحتتد متتن أصتتحاب‬

‫الكتب من هذا الوجه‪.‬‬

‫سْبحانه‬
‫هم ونظرهم إليه ُ‬
‫ذكر نظر الرب وتقدس إلي ِ‬

‫ريم تًا"‪.‬‬
‫جتترا ً ك َ ِ‬ ‫م وأعَد ّ ل َهُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫سل ٌ‬ ‫م ي َل َْقوْن َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫حي ّت ُهُ ْ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬ت َ ِ‬

‫ب َرحيتتتتتتم"‪.‬‬
‫ن َر ّ‬ ‫م َقتتتتتتوْل ً ِ‬
‫متتتتتت ْ‬ ‫ستتتتتتل َ ٌ‬
‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪َ " :‬‬
‫‪852‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو عبد الله محمد بن يزيد بتتن متتاجه فتتي كتتتاب الس تّنة متتن‬

‫سننه‪ :‬حدثنا محمد بتتن عبتتد الملتتك بتتن أبتتي الشتتوارب‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫عاصم العباداني‪ ،‬حدثنا الفضتتل الرقاشتتي‪ ،‬عتتن ابتتن المنكتتدر‪ ،‬عتتن‬

‫جابر بن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور‪ ،‬فرفعوا رؤوسهم فإذا‬

‫الرب عز وجل قد أشتترف عليهتتم متتن فضتتله متتن فتتوقهم‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫ستتل َ ٌ‬
‫م‬ ‫السلم عليكم يا أهل الجنة‪ .‬قال‪ :‬وذلك قول الله عز وجل‪َ " :‬‬

‫حيم"‪.‬قال‪ :‬فينظر إليهم‪ ،‬وينظرون ِإليتته‪ ،‬ول يلتفتتتون‬


‫ب َر ِ‬
‫ن َر ّ‬ ‫قَوْل ً ِ‬
‫م ْ‬

‫الى شيء من النعيم ما داموا ينظتترون إليتته‪ ،‬حتتتى يحتجتتب عنهتتم‪،‬‬

‫ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم"‪ .‬وقتتد رواه التتبيهقي مطتتول ً‬

‫من هذا الوجه فقال‪ :‬أخبرنا علي بن أحمد بن عبتتدان‪ ،‬حتتدثنا أحمتتد‬

‫بن عبيد‪ ،‬حدثنا الكريمي‪ ،‬حتتدثنا يعقتتوب بتتن إستتماعيل بتتن يوستتف‬

‫الستتلل‪ ،‬حتتدثنا أبتتو عاصتتم العبتتاداني‪ :‬عتتن الفضتتل بتتن عيستتى‬

‫الرقاشي‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬بينما أهل الجنة في مجلس لهتتم‪ ،‬إذ ستتطع‬

‫‪853‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لهم نور على باب الجنة‪ ،‬فرفعوا رؤوسهم فتتإذا التترب قتتد أشتترف‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يتا أهتل الجنتتة ستلوني‪ .‬فقتالوا‪ :‬نستألك الرضتاء عنتا‪ .‬قتال‪:‬‬

‫رضائي أحلكم داري‪ ،‬وأنا لكم كرامتي‪ ،‬هذا أوانهتا فستلوني‪ .‬قتالوا‪:‬‬

‫نسألك الزيتادة‪ .‬فيؤتتون بنجتائب متن يتاقوت أحمتر‪ ،‬أزمتهتا زمترد‬

‫أخضر وياقوت أحمر‪ ،‬فيجلسون عليها‪ ،‬تضتتع حوافرهتتا عنتتد منتهتتى‬

‫طرفها‪ ،‬فيأمر الله فيجيء جوار من الحور العين وهن يقلن‪" :‬نحتتن‬

‫الناعمات فل نيأس‪ ،‬ونحن الخالدات فل نموت‪ ،‬أزواج قوم متتؤمنين‬

‫كرام" ويأمر الله بكثبان من مسك أذفر أبيتتض‪ ،‬فينتتثر عليهتتم ريحتا ً‬

‫يقال لها المنتتثرة‪ ،‬حتتتى ينتهتي بهتتم إلتى جنتتة عتتدن‪ ،-‬وهتي قصتبة‬

‫الجنة‪ ،-‬فتقتتول الملئكتتة‪ :‬يتتا ربنتتا قتتد جتتاء القتتوم‪ ،‬فيقتتول‪ :‬مرحب تا ً‬

‫بالصتتادقين‪ ،‬مرحبتتا ً بالطتتائعين‪ ،‬قتتال‪ :‬فيكشتتف لهتتم الحجتتاب‪،‬‬

‫فينظرون إلى الله عز وجل فيتمتعون بنتتور الرحمتتن حتتتى ل يبصتتر‬

‫بعضهم بعضا ً فيقول‪ :‬أرجعتتوهم إلتتى قصتتورهم بتتالتحف‪ ،‬فيرجعتتون‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتتتد أبصتتتتتتتتتتتتتتتر بعضتتتتتتتتتتتتتتتهم بعضتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وذلك قول اللتته عتتز وجتتل‬

‫‪854‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ك َُفتتتتتتتتورٍ َر ِ‬
‫حيتتتتتتتتم" فصتتتتتتتتلت‪.132 :‬‬ ‫"‪ُ" :‬نتتتتتتتتُزل ً ِ‬
‫متتتتتتتت ْ‬

‫ثم قال البيهقي‪ :‬وقد مضى في هذا الكتاب أي في كتاب الرؤية متتا‬

‫يؤكتتتتتد متتتتتا روي فتتتتتي هتتتتتذا الحتتتتتديث‪،‬واللتتتتته أعلتتتتتم‪.‬‬

‫وذكر أبو المعالي الجويني في الرد على السجزي‪ ":‬أن الرب تبارك‬

‫وتعالى إذا كشف لهل الجنة الحجاب‪ ،‬وتجلى لهل الجنتتة‪ ،‬تتتدفقت‬

‫النهار‪ ،‬واصطفقت الشجار‪ ،‬وتجاوبت الستترر والغرفتتات بالصتترير‪،‬‬

‫والعيتتن المتتتدفقات بتتالخرير‪ ،‬واسترستتلت الريتتح‪ ،‬وفتتاحت الحتتور‬

‫والقصتتور بالمستتك الذفتتر والكتتافور‪ ،‬وغتتردت الطيتتور‪ ،‬وأشتترفت‬

‫الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتور العيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن "‪.‬‬

‫والفضل بن عيسى ضعيف‪ ،‬ولكن روى للضياء‪ :‬من حتتديث عبتتدالله‬

‫بن عبدالله‪ ،‬عن محمد بن المنكمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬مرفوعا ً مثله‪.‬‬

‫ذكر رؤية أهل الجنة ربهم عز وجل في مثل أيام الجمع‬

‫في مجتمع لهم معه لذلك هنالك‪:‬‬

‫ضَرةٌ إَلى َر ب َّها َناظ َِرةٌ "القيامة‪:‬‬


‫مئ ِذٍ َنا ِ‬
‫جوهٌ ي َوْ َ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وُ ُ‬
‫‪.22‬‬
‫ف ِفي‬‫ن ت َعْرِ ُ‬
‫ك ي َْنطُرو َ‬ ‫َ‬
‫ن الب َْراَر ل َِفي ن َِعيم عََلى الَرائ ِ ِ‬‫وقال تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫‪855‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ضَرةَ الن ِّعيم"‪.‬‬ ‫م نَ ْ‬


‫جوهِهِ ْ‬
‫وُ ُ‬
‫المطففين‪.24 22 :‬‬
‫وقد تقدم في حديث أبي موسى الشعري‪ :‬أن رسول الله‪-‬س!م‬
‫قال‪" :‬جنتان من ذهب نبتهما وما فيهما‪ ،‬وجنتان من فضة نبتهما‬
‫وما فيهما‪ ،‬وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إل ّ‬
‫رداء الكبرياء على وجهه في جنات عدن "‪.‬‬
‫أخرجاه في الحديث الخرعن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن ابن عمر‪:‬‬
‫"وأعلهم من ينظر إلى الله في اليوم مرتين "‪.‬‬
‫وله شاهد في الصحيحين‪ :‬عن جرير‪ ،‬مرفوعًا‪ ،‬عند ذكر رؤية‬
‫المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة "كما يرون الشمس والقمر"‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك‪":‬فإن استطعتم أل تغفلوا عن الصلة قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها فافعلوا"‪.‬‬
‫ب" ق‪:‬‬ ‫ل ال ْغُُرو ِ‬
‫مس وَقَب ْ َ‬ ‫ل ط ُُلوع ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫مدَِرب ّ َ‬
‫ك قَب ْ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬
‫سب ّ ْ‬
‫ثم قرأ‪" :‬وَ َ‬
‫‪.39‬‬
‫وفي صحيح البختتاري‪" :‬إنكتتم ستتترون ر بكتتم عيانتًا"‪ .‬فأرشتتد هتتذا‬

‫الستتياق أ إلتتى أن الرؤيتتة تقتتع فتتي مثتتل أوقتتات العبتتادة‪ ،‬فكتتأن‬

‫المريدين من الخيار يرون الله عتتز وجتتل فتتي مثتتل طرفتتي النهتتار‬

‫غدوة وعشية‪ ،‬وهذا مقام عال‪ ،‬حتى إنهم يرون ربهم عز وجل وهم‬

‫على أرائكهم وستتررهم كمتتا يتترى القمرفتتي التتدنيا فتتي مثتتل هتتذه‬

‫الحوال‪ ،‬يرون الله تعالى أيضا ً في المجمع العم الشمل‪ ،‬وهو في‬

‫مثل أيام الجمع‪ ،‬حيث يجتمع أهل الجنتتة فتتي وادٍ أفيتتح‪ -‬أي متستتع‪-‬‬

‫من مسك أبيض‪ ،‬ويجلستتون فيتته علتتى قتتدر منتتازلهم‪ ،‬فمنهتتم متتن‬

‫‪856‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يجلسى على منابر من نور‪ ،‬ومنهم من يجلس على منابر من ذهب‪،‬‬

‫وغير ذلك من أنواع الجواهر وغيرها‪ ،‬ثم تفاض عليهم الخلع‪ ،‬وتوضع‬

‫بين أيديهم الموائد بأنواع الطعمة والشربة‪ ،‬ممتتا ل عيتتن رأت‪ ،‬ول‬

‫أذن سمعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشتتر ثتتم يطيبتتون بتتأنواع الطيتتب‬

‫كذلك‪ ،‬ويباشرون من أنواع الكرام ما لم يخطر في بتتال أحتتد قبتتل‬

‫ذلك‪ ،‬ثم يتجلى لهم الحتتق جتتل جللتته ستتبحانه وتعتتالى‪ ،‬ويختتاطبهم‬

‫واحدا ً واحدًا‪ ،‬كما دلت على ذلك الحاديث‪ ،‬كما سيأتي إيرادها قريبا ً‬

‫إن شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته تعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالى‪.‬‬

‫وقد حكى بعض العلماء خلفا ً في النساء‪ :‬هل يرين اللتته عتتز وجتتل‬

‫كما يراه الرجال فقيل‪ :‬ل‪ ،‬لنهن مقصورات في الخيام‪ ،‬وقيل‪ :‬بلى‪،‬‬

‫لنه ل مانع من رؤيته تعالى في الخيتتام وغيرهتتا‪ :‬وقتتد قتتال تعتتالى‪:‬‬

‫ك ي َن ْظ ُتتتتتتترو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ن الب ْتتتتتتتَراَر لفتتتتتتتي ن َِعيتتتتتتتم عَل َتتتتتتتى الَرائ ِ ِ‬
‫"إ ّ‬

‫مت ّك ُِئون"‪.‬‬ ‫ل عََلتتى الَرائ ِ ِ‬


‫ك ُ‬ ‫ظل ٍ‬
‫م ِفتتي ِ‬
‫جُهتت ْ‬
‫م َوأْزَوا ُ‬
‫هتت ْ‬
‫وقتتال تعتتالى‪ُ " :‬‬

‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنكتتم ستتترون ربكتتم عتتز‬

‫وجل‪ ،‬كما ترون هذا القمر‪ ،‬ل تمتتارون فتتي رؤيتتته‪ ،‬فتتإن استتتطعتم‬

‫‪857‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتداوموا علتتى الصتتلة قبتتل طلتتوع الشتتمس وقبتتل غروبهتتا"‪.‬‬

‫وهتتتتتذا عتتتتتام فتتتتتي الرجتتتتتال والنستتتتتاء‪ ،‬واللتتتتته أعلتتتتتم‪.‬‬

‫وقال بعض العلماء قول ً ثالثًا‪ :‬وهتو أنهتن يريتن اللته فتي مثتل أيتام‬

‫العياد‪ ،‬فإنه تعالى يتجلى في مثل أيتتام العيتتاد لهتتل الجنتتة تجلي تا ً‬

‫عامًا‪ ،‬فيرينه في مثل هذه الحال دون غيرها‪ ،‬وهذا القول يحتاج إلى‬

‫دليتتتتتتتتتتتل ختتتتتتتتتتتاص عليتتتتتتتتتتته‪ ،‬واللتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ستتتتُنوا ال ْ ُ‬
‫حستتتتْنى وَزِي َتتتتادة"‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫نأ ْ‬
‫ذي َ‬
‫وقتتتتال اللتتتته تعتتتتالى‪" :‬للتتتت ِ‬

‫وقد روي عن جماعة من الصحابة تفسير هذه الزيتتادة بتتالنظر إلتتى‬

‫وجه الله عز وجل‪ ،‬منهم أبو بكر الصديق‪ ،‬وأبتتي بتتن كعتتب‪ ،‬وكعتتب‬

‫بن عجرة‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وأبو موسى الشعري‪ ،‬وعبد الله بتتن‬

‫عباس‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬ومجاهد‪ ،‬وعكرمة‪ ،‬وعبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫أبي ليلى‪ ،‬وعبد الرحمن بن ستتابط‪ ،‬والحستتن‪ ،‬وقتتتادة‪ ،‬والضتتحاك‪،‬‬

‫والستتدي‪ ،‬ومحمتتد بتتن إستتحاق‪ ،‬وغيرهتتم متتن الستتلف‪ ،‬والخلتتف‪،‬‬

‫رحمهتتتتتتتتتم اللتتتتتتتتته‪ ،‬وأكتتتتتتتتترم مثتتتتتتتتتواهم أجمعيتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫وقد روي حديث رؤية المؤمنين لربهم عز وجتتل فتتي التتدار الخترة‪:‬‬

‫‪858‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن جماعة من الصحابة‪ ،‬منهم أبو بكرالصديق رضي الله عنتته وقتتد‬

‫تقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدم حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديثه مطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ً‬


‫ل‪.‬‬

‫ومنهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه‪ .‬وقد روى حديثه يعقتتوب‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتفيان‪.‬‬

‫حدثنا محمد بن مصفى‪ ،‬حدثنا سويد بن عبد العزيز‪ ،‬حدثنا عمرو بن‬

‫خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن أبي طالب‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال وسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يرى أهل الجنة الرب‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتالى فتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتتتل جمعتتتتتتتتتتتتتتتة"‪..‬‬

‫وذكر تمام الحديث‪ :‬وفيه "إذا كشف الحجاب كأنه لم ير قبل ذلك"‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتتوله تعتتتتتتتتتتتتتتالى‪" :‬ولتتتتتتتتتتتتتتدينا مزيتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫ومنهم ابي بن كعب‪ ،‬وأنى بن مالك‪ ،‬وبريدة بن الحصيب‪ ،‬وجابر بن‬

‫عبد الله‪ ،‬وحذيفة‪ ،‬وزيد بن ثتتابت‪ ،‬وستتلمان الفارستتي‪ ،‬وأبتتو ستتعيد‬

‫سعد بن مالتتك بتتن ستتنان الختتدري‪ ،‬وأبتتو أمامتتة صتتدي بتتن عجلن‬

‫الباهلي‪ ،‬وصهيب بن سنان الرومي‪ ،‬وعبادة بن الصامت‪ ،‬وعبد اللتته‬

‫بن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعبد الله بن عمرو‪ ،‬وأبو موسى عبد الله بن‬

‫‪859‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قيس‪ ،‬وعبد الله بن مستتعود‪ ،‬وعتتدي بتتن حتتاتم‪ ،‬وعمتتار بتتن ياستتر‪.‬‬

‫وعمتتارة بتتن رويبتتة‪ ،‬وأبتتو رزيتتن العقيلتتي‪ ،‬وأبتتو هريتترة رجتتل متتن‬

‫الصتتحابة‪ ،‬وعائشتتة أم المتتؤمنين‪ ،‬رضتتي اللتته عنهتتم أجمعيتتن‪.‬‬

‫وقد تقدم كثير منها‪ ،‬وسيأتي ذكر شيء منها مما يليق بهتتذا المقتتام‬

‫إن شاء الله‪ ،‬وبه الثقة‪ ،‬وعليه التكلن‪.‬‬

‫يوم الجمعة يوم المزيد‬

‫وقد قال المام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬أخبرنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن‬
‫ثابت البناني‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي سلمة‪ ،‬عن صهيب‪ ،‬أن‬
‫سُنوا‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم تل هذه الية‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫سَنى وَِزياد ٌ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬
‫وقال‪" :‬إذا أدخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬نادى مناد‪ :‬يا‬
‫أهل الجنة‪ :‬إن لكم عند الله وعدا ً يريد أن ينجزكموه‪ ،‬فيقولون‪ :‬وما‬
‫هو? ألم تثقل موازيننا‪ ،‬وتبيض وجوهنا‪ ،‬ويدخلنا الجنة‪ ،‬ويزحزحنا‬
‫عن النار? قال‪ :‬فيكشف لهم الحجاب‪ ،‬فينظرون إليه‪ ،‬فوالله ما‬
‫أعطاهم الله شيئا ً أحب إليهم من النظر إليه ول أقر لعينهم‪ .‬وهكذا‬
‫رواه مسلم‪ :‬من حديث حماد بن سلمة‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬أخبرنا أبو بكر اللقاني‪ ،‬أخبرني أبو‬
‫تميمة الهجيمي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا موسى الشعري يخطب على‬
‫منبر البصرة‪ :‬يقول‪" :‬إن الله يبعث يوم القيامة ملكا ً إلى أهل‬
‫الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا أهل الجنة‪ :‬هل أنجزكم الله ما وعدكم? فينظرون‬
‫ويرون الحلى والحلل والنهار والزواج المطهرة‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬قد‬
‫أنجزنا ما وعدنا‪ ،‬يقولون ذلك ثلث مرات فيقول‪ :‬قد بقي شيء‪:‬‬
‫ة"‪.‬‬
‫سنى وزَِياد ٌ‬‫ح ْ‬
‫سُنوا ال ُ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫إن الله يقول‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪860‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أل إن الحسنى الجنة‪ ،‬والزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل"‬


‫وهذا موقوف‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير‪ ،‬وابن أبي حاتم‪ :‬من حديث أبي تميمة‬
‫الهجيمي‪ ،‬عن أبي موسى الشعري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ً ينادي‪ :‬يا أهل الجنة‪-‬‬
‫بصوت يسمع أولهم وآخرهم‪ -‬إن الله وعدكم الحسنى وزيادة‪،‬‬
‫الحسنى الجنة‪ ،‬والزيادة النظر إلى وجه الرحمن"‪.‬‬
‫وروى أيضًا‪ :‬من حديث زهير‪ :‬عمن سمع أبا العالية يقول‪ :‬حدثنا‬
‫أبي بن كعب‪ :‬أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬عن قول‬
‫سَنى وزَِيادة"‪.‬‬ ‫ح ْ‬‫سُنوا ال ْ ُ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫الله عز وجل‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫قال‪" :‬الحسنى الجنة‪ ،‬والزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل"‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير أيضًا‪ :‬عن ابن حميد‪ ،‬عن إبراهيم بن المختار‪ ،‬عن‬
‫ابن جرير‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن كعب بن عجرة‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫سَنى وَزَِيادة"‪.‬‬
‫ح ْ‬‫سُنوا ال ْ ُ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬في قوله تعالى‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫قال‪" :‬للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى‪ ،‬وهي الجنة‪،‬‬
‫والزيادة‪ ،‬النظر إلى وجه الله عز وجل"‪ .‬مسلم وشيخه نوح متكلم‬
‫فيهما‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫لمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي في كتاب‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الحجة من مسنده‪ :‬أخبرنا إبراهيم بن محمد‪ ،‬حدثني موسى بن‬
‫عبيدة‪ ،‬حدثني أبو الزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة‪ ،‬عن عبيد‪،‬‬
‫عن عمير‪ ،‬أنه سمع أنس بن مالك يقول‪" :‬أتى جبريل بمرآة بيضاء‬
‫فيها نكتة‪ ،‬إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله‬
‫ضلت بها أنت وأمتك‪،‬‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ما هذه? فقال‪ :‬هذه الجمعة‪ ،‬ف ّ‬
‫والناس لكم فيها تبع‪ ،‬اليهود والنصارى‪ ،‬ولكم فيها خير‪ ،‬وفيها ساعة‬
‫ل يوافقها من يدعو الله بخير إل استجيب له‪ ،‬وهو عندنا يوم‬
‫المزيد‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يا جبريل‪ :‬ما يوم‬
‫المزيد? قال‪ :‬إن ربك اتخذ في الفردوس واديا ً أفيح‪ ،‬فيه كثب‬
‫مسك‪ ،‬فإذا كان يوم الجمعة نزل سبحانه وتعالى‪ ،‬وأنزل الله ما‬
‫شاء من ملئكته‪ ،‬وحوله منابر من نور‪ ،‬عليها مقاعد النبيين‪ ،‬وحفت‬
‫تلك المنابر بكراسي من ذهب‪ ،‬مكللة بالياقوت والزبرجد‪ ،‬عليها‬

‫‪861‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشهداء والصديقون‪ ،‬فجلسوا من ورائهم‪ ،‬على تلك الكثب‪ ،‬فيقول‬


‫الله عز وجل‪ :‬أنا ربكم أنا ربكم‪ ،‬وقد صدقتكم وعدي‪ ،‬فسلوني‬
‫أعطكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا نسألك رضوانك‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رضيت عنكم‪،‬‬
‫ي ما تمنيتم‪ ،‬ولدي مزيد"‪" :‬فهم يحبون يوم الجمعة لما‬ ‫ولكم عل ّ‬
‫يعطيهم فيه ربهم من الخير‪ ،‬وهو اليوم الذي استوى فيه ربهم على‬
‫العرش‪ ،‬وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة"‪.‬‬
‫وقد رواه البزار‪ :‬من حديث جهضم بن عبتتد اللتته‪ ،‬عتتن أبتتي طيبتتة‪،‬‬

‫عن عثمان بن عمير‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬أتاني جبريل في يده مرآة بيضاء‪ ،‬فيهتتا نكتتتة ستتوداء‪،‬‬

‫فقلت‪ :‬ما هذه يا جبريل? قال‪ :‬هذه الجمعتتة‪ ،‬يعرضتتها عليتتك ربتتك‪،‬‬

‫فتكون لك عيدا ً ولقومك من بعدك‪ ،‬تكون أنت الول‪ ،‬ويكون اليهتتود‬

‫والنصارى من بعدك‪ ،‬قال‪ :‬ما لنا فيها? قال لكم فيها ساعة متتا دعتتا‬

‫فيها مؤمن ربه بخير هو له قسم إل أعطاه إياه‪ ،‬وما دعاه بخيتتر لتتم‬

‫يقسم إل ادخر له ما هو أعظم منتته‪ ،‬ومتتا تعتتوذ متتن شتتر هتتو عليتته‬

‫مكتتتوب إل أعتتاذه متتن أعظتتم منتته قتتال‪ :‬قلتتت‪ :‬متتا هتتذه النكتتتة‬

‫السوداء? قال‪ :‬هي الساعة‪ ،‬تقتتوم يتتوم الجمعتتة‪ ،‬وهتتو ستتيد اليتتام ِ‬

‫عندنا‪ ،‬ونحن ندعوه في الخرة يوم المزيد‪ :‬قال‪ :‬وما يتتوم المزيتتد?‬

‫قال‪ :‬إن ربك اتخذ في الجنة واديا ً أفيح‪ ،‬من مسك أبيض‪ ،‬فإذا كتتان‬

‫‪862‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يوم الجمعة نزل تعالى من عليين على كرستيه‪ ،‬ثتتم حتف الكرستتي‬

‫بمنابر من نور‪ ،‬وجاء النبيون حتى يجلستتوا عليهتتا‪ ،‬ثتتم حتتف المنتتابر‬

‫بكراسي متتن ذهتتب‪ ،‬ثتتم جتتاء الصتتديقون والشتتهداء حتتتى يجلستتوا‬

‫عليها‪ ،‬ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثب‪ ،‬فيتجلتتى لهتتم‬

‫ربهم عز وجل حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول‪ :‬أنا الذي صتتدقتكم‬

‫وأتممت عليكم نعمتي‪ ،‬هذا محل كرامتي فسلوني‪ ،‬فيسألونه حتتتى‬

‫تنتهي رغبتهم‪ ،‬فيبيح لهم عند ذلك ما ل عين رأت‪ ،‬ول أذن ستتمعت‪،‬‬

‫ول خطر على قلب بشر‪ ،‬ثم يبقى إلى مقدار منصتترف النتتاس متتن‬

‫يوم الجمعة‪ ،‬ثم يصعد تعتالى علتتى كرستيه‪ ،‬ويصتتعد معتته الشتتهداء‬

‫والصديقون‪ -‬أحسبه قال‪ -:‬ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم المخلوقة‬

‫من درة بيضاء‪ ،‬أو ياقوتة حمتراء‪ ،‬أو زبرجتدة خضتراء‪ ،‬منهتا غرفهتا‬

‫وأبوابها مطتترزة‪ ،‬فيهتتا أشتتجار متدليتتة فيهتتا ثمارهتتا‪ ،‬فيهتتا أزواجهتتا‬

‫وخدمها‪ ،‬وليستتوا إلتتى شتيء أحتتوج منهتتم إلتتى يتتوم الجمعتتة‪ ،‬فيهتتا‬

‫أزواجها وخدمها‪ ،‬وليسوا إلى شيء أحوج منهتتم إلتتى يتتوم الجمعتتة‪،‬‬

‫ليزدادوا فيه كرامة‪ ،‬ويزدادوا نظرا ً إلى وجهه تعالى‪ ،‬ولتتذلك ستتمي‬

‫‪863‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم المزيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫ثم قال البزار‪ :‬ل نعلم أحدا ً رواه عن أنس عن عثمان بن عمير‪ -‬أبو‬

‫اليقظتتتتتتتان‪ -‬وعثمتتتتتتتان بتتتتتتتن صتتتتتتتالح‪ ،‬هكتتتتتتتذا قتتتتتتتال‪.‬‬

‫وقد رويناه‪ :‬من طريق زياد بن خيثمة‪ ،‬عتتن عثمتتان بتتن ستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫أنتتتس‪ :‬فتتتذكر الحتتتديث بطتتتوله مثتتتل هتتتذا الستتتياق أو نحتتتوه‪.‬‬

‫وتقدم في رواية الشافعي عن عبد الله بن عبيد بن عمير‪ ،‬عنه فقد‬

‫اختلف الرواة فيه‪ ،‬وكان بعضهم يدلسه لئل يعلم أمتتره‪ ،‬وذلتتك لمتتا‬

‫يتتتتتتتتتتتتوهم متتتتتتتتتتتن ضتتتتتتتتتتتعفه‪ ،‬واللتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مستتنده‪ :‬عتتن شتتيبان بتتن‬

‫فروخ‪ ،‬عن الصعق بن حزن‪ ،‬عن علي بن الحكم البناني‪ ،‬عن أنس‪،‬‬

‫وذكر الحديث وهذه طرق جيدة عن أنس‪ ،‬شاهدة لرواية عثمان بن‬

‫عميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫وقد اعتنى بهذا الحديث الحافظ أبتتو حستتن‪ ،‬والتتدارقطني فتتأورداه‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن طتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترق‪.‬‬

‫قال الحافظ الضياء‪ :‬وقد روي من طريق جيد‪ :‬عن أنس بن مالتتك‪،‬‬

‫‪864‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه الطبراني‪ ،‬عن أحمتتد بتتن زهيتتر‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عثمتتان بتتن‬

‫كرامة‪ ،‬عن خالد بن مخلد القطواني‪ ،‬عن عبتتد الستتلم بتتن حفتتص‪،‬‬

‫عتتتتتن أبتتتتتي عمتتتتتران الجتتتتتوني‪ ،‬عتتتتتن أنتتتتتس‪ ،‬فتتتتتذكره‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتد رواه غيتتتتتتتتتتر أنتتتتتتتتتتس متتتتتتتتتتن الصتتتتتتتتتتحابة‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا ابراهيم بن المبارك‪ ،‬عن القاسم بن مطيب‪ ،‬عتتن‬

‫العمش‪ ،‬عن أبي وائل‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬أتاني جبريل فذكر يوم المزيد قال‪ :‬فيتتوحي اللتته‬

‫إلى حملة العرش أن هجوا الحجب فيما بينه وبينهم‪ ،‬فيكون أول ما‬

‫يسمعون منتته‪ :‬أيتتن عبتتادي التتذين أطتتاعوني بتتالغيب ولتتم يرونتتي?‬

‫واتبعوا رسلي وصدقوا أمري? سلوني‪ ،‬فهذا يوم المزيد‪ ،‬فيجتمعون‬

‫على كلمة واحدة‪ :‬أن قد رضينا فارض عنا‪ ،‬ويرجع في قوله‪ :‬يا أهل‬

‫الجنة‪ :‬إني لو لم أرض عنكم لم أسكنتكم جنتتتي‪ ،‬هتتذا يتتوم المزيتتد‬

‫فسلوني‪ ،‬فيجتمعون على كلمتتة واحتتدة‪ ،‬أرنتتا وجهتتك يتتا رب ننظتتر‬

‫إليك‪ .‬قال‪ :‬فيكشف الله الحجب‪ ،‬فيتجلى لهم من نوره متتا لتتول أن‬

‫الله قضى أن ل يموتوا لحرقوا‪ ،‬ثم يقال لهم‪ :‬ارجعوا إلى منازلكم‪،‬‬

‫‪865‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيرجعون إلى منازلهم‪ ،‬ولهم في كل ستتبعة أيتتام يتتوم‪ ،‬وذلتتك يتتوم‬

‫الجمعة"‪.‬‬

‫جّنة‬
‫سوق ال َ‬
‫ذكر ُ‬

‫قال الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم‪ ،‬حدثنا هشام بتتن عمتتار‪ ،‬حتتدثنا‬

‫عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عتتن حستتان‬

‫بن عطية‪ ،‬عن سعيد بن المستتيب‪ ،‬أنتته لقتتي أبتتا هريتترة فقتتال أبتتو‬

‫هريرة‪" :‬اسأل الله أن يجمع بينتتي وبينتتك فتتي ستتوق الجنتتة‪ ،‬فقتتال‬

‫سعيد‪ :‬أو فيها سوق? قال‪ :‬نعم‪ ،‬أخبرني رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم‪" :‬أن أهل الجنة إذا دخلوها بفضل أعمالهم‪ ،‬فتتإنه يتتؤذن لهتتم‬

‫في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا‪ ،‬فيزورون الله فى روضة متتن‬

‫رياض الجنة‪ ،‬فتوضع لهم منابر من نور‪ ،‬ومنابر من لؤلؤ‪ ،‬ومنابر من‬

‫زبرجد‪ ،‬ومنابر متتن يتتاقوت‪ ،‬ومنتتابر متتن ذهتتب‪ ،‬ومنتتابر متتن فضتتة‪،‬‬

‫ويجلس أدناهم‪ -‬وما فيهم أدنى‪ -‬على كثبتتان المستتك والكتتافور‪ ،‬متتا‬

‫يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسًا‪ ،‬فقتال أبتو هريترة‪:‬‬

‫فقلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬هل نرى ربنا? قال‪ :‬نعم هل تمارون في رؤية‬
‫‪866‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشمس والقمر ليلة البدر? قلنتتا‪ :‬ل‪ .‬قتتال‪ :‬فكتتذلك ل تمتتارون فتتى‬

‫رؤية ربكم‪ ،‬ما يبقى في ذلتتك المجلتتس أحتتد إل حاضتتره محاضتترة‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬يا فلن ابن فلن‪ :‬أتذكر يوم فعلت كذا وكذا? فيتتذكر بعتتض‬

‫غتتدارته فتتي التتدنيا‪ -‬فيقتتول‪ :‬بلتتى‪ ،‬أفلتتم تغفتتر لتتي? فيقتتول‪ :‬بلتتى‪،‬‬

‫فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه‪ ،‬قال‪ :‬فبينما هتتم علتتى ذلتتك غشتتيتهم‬

‫سحابة من فوقهم‪ ،‬فأمطرت عليهم طيبا ً لم يجدوا مثل ريحه شتتيئا ً‬

‫قط‪ ،‬قال‪ :‬ثم يقول ربنا عز وجل‪ :‬قوموا إلى متتا أعتتددت لكتتم متتن‬

‫الكرامة‪ ،‬فختتذوا متا اشتتتهيتم‪ ،‬قتال‪ :‬فيجتتدون ستوقا ً قتد حفتت بته‬

‫الملئكة‪ ،‬ما فيه لم تنظر العيون إلى مثله‪ ،‬ولم تستتمع الذان‪ ،‬ولتتم‬

‫يخطر على القلوب‪ ،‬قال‪ :‬فيحمل لنا ما اشتهينا‪ ،‬ليس يبتتاع فيتته ول‬

‫يشترى‪ ،‬في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضتتًا‪ ،‬فيقبتتل ذو‬

‫البزة المرتفعة فيلقى من هو دونتته‪ -،‬ومتتا فيهتتم دنتتي‪ -‬فيروعتته متتا‬

‫يرى عليه من اللباس والهيئة‪ ،‬فما ينقضي آختتر حتتديثه حتتتى يتمثتتل‬

‫عليه أحسن منه‪ ،‬وذلك أنه ل ينبغي لحد أن يحتتزن فيهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬ثتتم‬

‫ننصرف إلتتى منازلنتتا فيلقانتتا أزواجنتتا‪ ،‬فيقلتتن‪ :‬مرحبتا ً وأهل ً وستتهل ً‬

‫‪867‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بحبنا‪ ،‬لقد جئت وإن بك من الجمتتال والطيتتب أفضتتل ممتتا فارقتنتتا‬

‫عليه‪ ،‬فنقول‪ :‬إنا جالسنا ربنا الجبار عز وجل فحقنا أن ننقلب بمثتتل‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا انقلبنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وهكذ ا رواه ابن ماجه‪ :‬عن هشام بن عمتتار‪ ،‬ورواه الترمتتذي‪ :‬عتتن‬

‫محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن هشام بن عمار‪ ،‬ثم قال‪ :‬غريتتب ل نعرفتته‬

‫إل من هذا الوجه‪ ،‬ورواه أبو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬عتتن الحكتتم ابتتن‬

‫موستتتتتى‪ ،‬عتتتتتن المعلتتتتتى بتتتتتن زيتتتتتاد‪ ،‬عتتتتتن الوزاعتتتتتي‪.‬‬

‫قتتال ستتنان‪ :‬ستتعيد بتتن المستتيب لقتتي أبتتا هريتترة‪ ،‬فتتذكره‪..‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الجبار المصري‪ :‬حتتدثنا‬

‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬إن في الجنة لسوقا ً يأتونه كل جمعة‪ ،‬فتهب‬

‫ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم‪ ،‬فيتتزدادون حستتنا ً وجمتتا ً‬


‫ل‪،‬‬

‫فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا ً وجما ً‬


‫ل‪ ،‬فيقول لهم أهلوهم‪،‬‬

‫والله لقد ازددتم بعتتدنا حستتنا ً وجمتتا ً‬


‫ل‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬وأنتتتم واللتته لقتتد‬

‫ازددتتتتتتتتتتتتتتتم بعتتتتتتتتتتتتتتدنا حستتتتتتتتتتتتتتنا ً وجمتتتتتتتتتتتتتتا ً‬


‫ل"‪.‬‬

‫‪868‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهكذا رواه أحمد‪ :‬عن عفتتان‪ ،‬عتتن حمتتاد‪ ،‬وعنتتده‪" :‬إن فتتي الجنتتة‬

‫لسوقا ً فيها كثبتتان المستتك‪ ،‬فتتإذا خرجتتوا إليهتتا هبتتت الريتتح" وذكتتر‬

‫تمامه‪.‬‬

‫ما ورد في وصف أرض الجنة وطيب عرفها وانتشاره‬

‫وروى أبو بكر بن أبي شيبة‪ :‬عن عمرو‪ ،‬عن عطاء بن وراد‪ ،‬عن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي العنس‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬أرض الجنة بيضاء‪ ،‬عرصتها صخور الكافور‪ ،‬وقد أحاط‬
‫به المسك‪ ،‬مثل كثبان الرمل‪ ،‬فيها أنهار مطردة‪ ،‬فيجتمع فيها أهل‬
‫الجنة‪ ،‬فيتعارفون‪ ،‬فيبعث الله ريح الرحمة‪ ،‬فتهيج عليهم ريح‬
‫المسك‪ ،‬فيرجع الرجل إلى زوجته وقد ازداد حسنا ً وطيبًا‪ ،‬فتقول‬
‫له‪ :‬لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة‪ ،‬وأنا الن بك أشد‬
‫إعجابًا"‪.‬‬
‫فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا أحمد‬
‫بن منيع‪ ،‬وهناد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن‬
‫إسحاق‪ ،‬عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن فى الجنة لسوقا ً ما فيها شراء ول بيع‬
‫إل الصور من الرجال والنساء‪ ،‬فإذا اشتهى الرجل صورة دخل‬
‫فيها"‪.‬‬
‫فإنه حديث غريب كما ذكره الترمتتذي رحمتته اللتته‪ ،‬ويحمتتل معنتتاه‬

‫علتتى أن الرجتتال إنمتتا يشتتتهون التتدخول فتتي مثتتل صتتور الرجتتال‪،‬‬

‫وكذلك النساء إنما يشتهين الدخول في مثل صتتور النستتاء‪ ،‬ويكتتون‬

‫مفسرا ً بالحديث المتقدم‪ ،‬وهو الشكل والهيئة‪ ،‬والبزة واللباس كمتتا‬


‫‪869‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكرنا في حتديث أبتتي هريتترة فتي ستوق الجنتة‪" :‬فيقبتتل ذو التتبزة‬

‫المرتفعة فيلقى من دونه‪ ،‬فيروعه ما يرى عليه من اللبتتاس والهيئة‬

‫فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليتته أحستتن منتته‪ ،‬وذلتتك أنتته ل‬

‫ينبغتتتتتتتتتتتتتتي لحتتتتتتتتتتتتتتد أن يحتتتتتتتتتتتتتتزن فيهتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫هذا الحديث‪ :‬إن كان قد حفظ لفظ الحديث‪ ،‬والظاهر أنه لم يحفظ‬

‫فإنه قد تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث‪ ،‬وهو أبو شتتيبة‬

‫الواسطي‪ ،‬ويقال الكوفي روى عن أبيه‪ ،‬وخاله النعمتتان بتتن ستتعد‪،‬‬

‫والشعبي وغيرهم‪ ،‬وعن جماعة‪ ،‬منهم حفص بن غيتتاث‪ ،‬وعبتتد اللتته‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن إدريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس‪ ،‬وهشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام‪.‬‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬ليتتس بشتتيء‪ ،‬وهتتو منكتتر الحتتديث‪ ،‬وكتتذبه فتتي‬


‫قال ا ِ‬

‫روايته عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن المغيترة بتتن شتعبة‪ ،‬فتتي أحتتاديث‬

‫رفعها‪ ،‬وكذلك ضعفه يحيى بن معين‪ ،‬ومحمد بن سعد‪ ،‬ويعقوب بن‬

‫سفيان‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبتتو داود‪ ،‬وأبتتو حتتاتم‪ ،‬وأبتتو زرعتتة‪ ،‬والنستتائي‪،‬‬

‫وابتتتتتتتتتتن خزيمتتتتتتتتتتة‪ ،‬وابتتتتتتتتتتن عتتتتتتتتتتدي‪ ،‬وغيرهتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد استقصيت كلمهم فيه مفصل ً في التكميل‪ ،‬فلله الحمد والمنة‪.‬‬

‫‪870‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومثل هذا الرجل ل يقبل منه ما تفتترد بتته‪ ،‬ول ستتيما هتتذا الحتتديث‪،‬‬

‫فإنه منكر جدًا‪ ،‬وأحسن أحواله أن يكون قد سمع شيئا ً ولتتم يفهمتته‬

‫جيدًا‪ ،‬وعبر عنه بعبارة ناقصة‪ ،‬ويكون أصل الحديث كما ذكرنتتا متتن‬

‫رواية ابن أبي الحريتتر الدمشتتقي‪ ،‬عتتن الوزاعتتي‪ ،‬عتتن حستتان بتتن‬

‫عطية‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة فتتي ستتوق الجنتتة‬

‫واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد روي من وجه آخر غريب‪ ،‬فقال محمد بن عبد اللتته الحضتترمي‬

‫الحافظ المعروف بمطر‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن طريف البجلتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن كثير‪ ،‬حدثني جتتابر الجعفتتي‪ ،‬عتتن أبتتي جعفتتر‪ ،‬عتتن‬

‫علي بن الحسين‪ ،‬عن جابر بن عبد اللته‪ ،‬قتتال‪ :‬ختترج علينتا رستول‬

‫الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم ونحتتن مجتمعتتون فقتتال‪" :‬يتتا معاشتتر‬

‫المسلمين إن في الجنة لسوقا ً ما يباع فيهتتا ول يشتتترى إل الصتتور‪،‬‬

‫فمن أحب صورة متتن رجتتل أو امتترأة دختتل فيهتتا"‪ .‬جتتابر بتتن يزيتتد‬

‫الجعفي ضعيف الحديث‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ذكر ريح الجنة وطيبه وانتشاره‬

‫‪871‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتى إنه يشم من مسيرة سنين عديدة ومسافة بعيدة‬

‫مال َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ض ّ‬
‫ل أعْ َ‬ ‫سِبيل الل ّهِ فَل َ ْ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫ن قُت ُِلوا ِفي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م"‪.‬‬‫ة عَّرفََها ل َهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫خل ُهُ ْ‬ ‫ح َبال َهُ ْ‬
‫م وَي ُد ْ ِ‬ ‫صل ِ ُ‬
‫م وَي ُ ْ‬
‫ديهِ ْ‬
‫سي َهْ ِ‬
‫َ‬
‫قال بعضهم‪ :‬طيبها لهم‪ ،‬من العرف‪ ،‬وهو الريح الطيبة‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو بن العاص‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬من ادعى إلى‬
‫غير أبيه لم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسين‬
‫عامًا"‪ .‬ورواه أحمد عن غندر‪ ،‬عن شعبة وقال‪" :‬سبعين عامًا"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا وهب بن جرير‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن الحكم‪ ،‬عن‬
‫مجاهد قال‪ :‬أراد فلن أن يدعى جنادة بن أبي أمية‪ ،‬فقال عبد الله‬
‫بن عمرو‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من ادعى إلى‬
‫ه وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين‪ -‬أو‬ ‫غير أبيه لم يرح رائحة الجن ّ‬
‫ي متعمدا ً فليتبوأ‬ ‫من مسيرة سبعين عامًا‪ -‬قال‪ :‬ومن كذب عل ّ‬
‫مقعده من النار"‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا قيس بن جعفر‪ ،‬حدثنا عبد الواحد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن عمرو الفقيمي‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من قتل معاهدا ً لم يرح رائحة‬
‫الجنة‪ ،‬وإن ريحها ليوحد من مسيرة أربعين عامًا"‪.‬‬
‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ :‬عن أبي كريب‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن عمرو‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن محمد أخبرنا إبراهيم‬
‫المعقب‪ ،‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري‪ ،‬عن الحسن بن عمرو‬
‫الفقيمي‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن جنادة عن أبي أمية‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من قتل قتيل ً‬
‫من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة‬
‫عام"‪ .‬هذا لفظه‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن علي البار‪ ،‬حدثنا معقل بن نفيل‪،‬‬
‫حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن عوف العرابي‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪،‬‬

‫‪872‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من‬
‫قتل نفسا ً معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريح الجنة‬
‫يوجد من مسيرة عام "‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ :‬متتن حتتديث محمتتد بتتن عجلن‪ ،‬عتتن‬

‫أبيتتته‪ ،‬عتتتن أبتتتي هريتتترة مرفوعتتتا ً وقتتتال‪" :‬ستتتبعين خريفتتتا"‪.‬‬

‫وقتتتال حستتتن‪ :‬صتتتحيح‪ ،‬قتتتال‪ :‬وفتتتي البتتتاب عتتتن أبتتتي بكتتترة‪.‬‬

‫وقال الحافظ الضياء‪ :‬هو عندي على شرط الصتتحيح‪ :‬يعنتتي حتتديث‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي هريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة‪.‬‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ -‬أو غيره‪ -‬عن‬

‫أبي بكرة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫"ريتتتتتتح الجنتتتتتتة يوجتتتتتتد متتتتتتن مستتتتتتيرة متتتتتتائة عتتتتتتام"‪.‬‬

‫وقال سعيد بن أبي عروبه‪ :‬عتتن قتتتادة‪" :‬خمستتمائة عتتام"‪ .‬وكتتذلك‬

‫رواه حمتتاد بتتن ستتلمة‪ :‬عتتن يتتونس ابتتن عبيتتد‪ ،‬عتتن الحستتن‪.‬‬

‫وروى الحافظ أبو نعيم الصبهاني في كتاب صفة الجنة‪ :‬من طريق‬

‫الربيع بن بدر وهو ضعيف عن هارون بتتن ربتتاب‪ ،‬عتتن مجاهتتد‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬مرفوعتًا‪" :‬رائحتة الجنتتة توجتتد متتن مستتيرة خمستتمائة‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام"‪.‬‬

‫‪873‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال مالك‪ :‬عن مسلم بتتن أبتي مريتم‪ ،‬عتتن أبتتي صتالح‪ ،‬عتن أبتي‬

‫هريرة‪ ،‬أنه قال‪" :‬نساء كاسيات عاريتتات متتائلت مميلت ل يتتدخلن‬

‫الجنة ول يجتتدن ريحهتتا‪ ،‬وإن ريحهتتا لتوجتتد متتن مستتيرة خمستتمائة‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنة"‪.‬‬

‫قال الحافظ أبو عمرو بن عبتتد التتبر‪ :‬وقتتد رواه عبتتد اللتته بتتن نتتافع‬

‫الصائغ‪ :‬عن مالك‪ ،‬يرفعه إلى النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬وقتتال‬

‫الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن عبتتد اللتته الحضتترمي‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫أحمد بن طريف‪ ،‬حدثنا أبتتي‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن كتتثير‪ ،‬حتتدثني جتتابر‬

‫الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ريتتح الجنتتة توجتتد متتن مستتيرة‬

‫ألتتتتف عتتتتام‪ ،‬واللتتتته ل يجتتتتدها عتتتتاق‪ .‬ول قتتتتاطع رحتتتتم"‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين‪" :‬أن سعد بن معاذ مر بتتأنس بتتن النضتتر يتتوم‬

‫أحد حين قتل‪ ،‬ولم يعرفه من كثرة الجراح‪ ،‬وما عرفته أخته الربيتتع‬

‫بنت النضر إل ببنانه‪ ،‬ووجد به بضع وثمتانون متا بيتن ضتربة بستتيف‬

‫وطعنة ورمية" رضي الله عنه‪ :‬فقال معاذ‪" :‬وجد أنس ريح الجنتتة"‪.‬‬

‫‪874‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهتتو فتتي الرض‪ ،‬وهتتي فتتوق الستتموات‪ ،‬اللهتتم إل أن تكتتون قتتد‬

‫اقتربت يومئذ من المؤمنين‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫فَناِئها‬
‫وطيب ِ‬
‫ها َ‬ ‫ذكر ُنور ال ْ َ‬
‫جَنة وَبهائ ِ َ‬

‫مساِئها‬
‫حها و َ‬
‫صبا ِ‬ ‫من ْ َ‬
‫ظرها في َ‬ ‫سن َ‬
‫وح ْ‬

‫ب‬‫م ث َِيا ُ‬‫عال ِي َهُ ْ‬ ‫مْلكا ً ك َِبيرا ً َ‬ ‫ت ن َِعيما ً وَ ُ‬‫م َرأي ْ َ‬ ‫ت ثَ ّ‬ ‫ذا َرأي ْ َ‬‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫م َر ب ّهُ ْ‬ ‫سَقاهُ ْ‬‫ضة ٍ و َ َ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ساوَِر ِ‬ ‫حُلوا أ َ‬ ‫ست َب َْرق وَ ُ‬ ‫ضٌر وإ ِ ْ‬ ‫خ ْ‬
‫دس ُ‬ ‫سن ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫شَرابا طُهورا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫مَقامًا"‪.‬‬ ‫ست ََقّرا ً وَ ُ‬‫م ْ‬
‫ت ُ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫َ‬
‫مؤا ِفيَها وَل َ‬ ‫ك ل َ ت َظ ْ َ‬ ‫جوعَ ِفيَها وَل َ ت َعَْرى وَأن ّ َ‬ ‫ك أل ّ ت َ ُ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫حى"‪.‬‬‫ض َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ريرًا"‪.‬‬ ‫مسا ً وَل َ َز ْ‬
‫مه َ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َ ي ََروْ َ‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ،‬حدثنا عبد ربه‬
‫الحنفي‪ ،‬عن خاله الرميل بن سماك‪ ،‬سمع أباه يحدث‪" :‬أنه لقي‬
‫عبد الله بن عباس بالمدينة بعدما كف بصره‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن عباس‪:‬‬
‫ما أرض الجنة? فقال‪ :‬هي مرمرة بيضاء من فضة‪ ،‬كأنها مرآة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ما نورها? قال‪ :‬أما رأيت الساعة التي تكون قبل طلوع‬
‫الشمس? فذلك نورها‪ ،‬إل أنه ليس فيها شمس ول زمهرير"‪.‬‬
‫وذكرنا في الحديت‪ :‬كما سيأتي إن شاء الله‪ ،‬وتقدم في سؤال ابن‬
‫صياد عن تربة الجنة‪" :‬أنها درمكة بيضاء مسك أذفر"‪.‬‬
‫وقال أحمد بن منصور الرمادي‪ :‬حدثنا كثير بن هشام‪ ،‬حدثنا هشام‬
‫بن زياد أبو المقدام‪ ،‬عن حبيب ابن الشهيد‪ ،‬عن عطاء بن أبي‬
‫رباح‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"خلق الله الجنة بيضاء‪ ،‬وأحب الزي إلى الله البياض‪ ،‬فليلبسه‬
‫أحياؤكم‪ ،‬وكفنوا فيه موتاكم"‪.‬‬

‫‪875‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم أمر برعاء الشاء فجمعوا‪ ،‬فقال‪ :‬من كان ذا غنم فليخلطها‬
‫بيضاء‪ ،‬فجاءته امرأة فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬إني اتخذت غنما ً سودا ً‬
‫فل أراها تزكو قال‪" :‬عفري" أي بيضي‪ ،‬معناه‪ :‬اخلطي معها بيضاء‪.‬‬
‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحمد بن الفرج الحمصي‪ ،‬حدثنا عثمان‬
‫بن سعيد بن كثير الحمصي حدثنا محمد بن مهاجر‪ ،‬عن الضحاك‬
‫المعافري‪ ،‬عن سليمان بن موسى‪ ،‬حدثنا كريب‪ :‬أنه سمع أسامة‬
‫بن زيد يقول‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أل مشمر‬
‫إلى الجنة? فإن الجنة ل مثل لها وهي ورب الكعبة نور يتلل‪،‬‬
‫وريحانة تهتز‪ ،‬وقصر مشيد‪ ،‬ونهر مطرد‪ ،‬وثمر نضيج‪ ،‬وزوجة حسناء‬
‫جميلة‪ ،‬وحلل كثيرة في مقام أبد‪ ،‬في دار سليمة‪ ،‬وفاكهة وخضر‪،‬‬
‫وجيرة ونعمة‪ ،‬في محلة عالية بهية‪ .‬قالوا يا رسول الله‪ :‬نحن‬
‫المشمرون لها‪.‬‬
‫قال فقولوا‪ :‬إن شتتاء اللتته‪ :‬فقتتال القتتوم‪ :‬إن شتتاء اللتته‪ .‬ثتتم قتتال‬

‫التتتتتتتتتتبزار‪ :‬ل نعلتتتتتتتتتتم لتتتتتتتتتته طريقتتتتتتتتتتا ً إل هتتتتتتتتتتذا‪.‬‬

‫وقد رواه ابن ماجه‪ :‬من حديث الوليتتد بتتن مستتلم‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫مهاجر‪ ،‬بنحوه‪ ،‬ورواه أبو بكر بن داود‪ ،‬عن عمتترو بتتن عثمتتان‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن مهاجر‪ ،‬وتقدم في الحديث التتذي رواه أبتتو بكتتر‬

‫بن أبي شيبة‪ ،‬عتتن عمتترو‪ ،‬عتتن عطتتاء‪ ،‬عتتن وراد‪ ،‬عتتن ستتالم أبتتي‬

‫الغيتتث‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬مرفوعتًا‪" :‬أرض الجنتتة بيضتتاء‪ ،‬عرصتتتها‬

‫صخور الكافور‪ ،‬وقد أحاط بها المسك مثل كثبان الرمل‪ ،‬فيها أنهتتار‬

‫مطتتردة‪ ،‬فيجتمتتع فيهتتا أهتتل الجنتتة‪ ،‬فيتعتتارفون‪ ،‬فيبعتتث اللتته ريتتح‬

‫‪876‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرحمة‪ ،‬فتهيج عليهم ريح المسك‪ ،‬فيرجع الرجل إلتتى زوجتتته وقتتد‬

‫ازداد حسنا ً وطيبًا" فتقتتول لتته‪" :‬لقتتد خرجتتت متتن عنتتدي وأنتتا بتتك‬

‫معجبة‪ ،‬والن أنا أشد بك إعجابًا"‪.‬‬

‫ها‬ ‫ذكر ا َ‬
‫جّنة وترغيب الله َتعالى عباده في َ‬
‫لمر بطلب ال َ‬

‫وَأمرهم بالمبادرة ِإليها‬

‫ستتتت َ‬
‫لم"‪.‬‬ ‫دارِ ال ّ‬
‫عوا ِإلتتتتى َ‬
‫قتتتتال اللتتتته تعتتتتالى‪" :‬واللتتتته َيتتتتد ْ ُ‬

‫ت‬
‫ستموا ُ‬
‫ضتَها ال ّ‬
‫جن ّتةٍ عَْر ُ‬ ‫ن ربك ُت ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫مت ْ‬
‫مغِْفتَرةٍ ِ‬
‫عوا ِإلتى َ‬
‫سارِ ُ‬
‫وقال‪" :‬وَ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ت ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ّ ْ‬
‫ضأ ِ‬
‫َوالْر ُ‬

‫ماء‬ ‫ضَها ك َعَ تْرض ال ّ‬


‫ست َ‬ ‫جن ّةٍ عَْر ُ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ساب ُِقوا إَلى َ‬
‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫وقال‪َ " :‬‬

‫ن‬ ‫ل الل ّتهِ ي ُتتؤتيهِ َ‬


‫مت ْ‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ وَُر ُ‬
‫سل ِهِ ذ َل ِ َ‬
‫ك فَ ْ‬
‫ضت ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ت ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عد ّ ْ‬
‫َوالْرض أ ِ‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتل ال ْعَ ِ‬
‫ظيتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬ ‫ه ذو ال َْف ْ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتاُء َوالل ّتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫يَ َ‬

‫ن‬ ‫وال َهُ ْ‬


‫م ِبتتأ ّ‬ ‫متت َ‬
‫م َوأ ْ‬
‫سه ُ ْ‬
‫ن أن ُْف َ‬
‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مؤ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن الّله ا ْ‬
‫شت ََرى ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن في سِبيل الّله"ِ‪ .‬وقد روى البخاري‪ ،‬وغيتتره‪ :‬متتن‬


‫ة ي َُقات ُِلو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫َله ُ‬

‫حديث سعيد بن ميناء‪ :‬عن جابر‪" :‬أن ملئكة جاءوا ِإلى رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وستتلم وهتتو نتتائم‪ ،‬فقتتال بعضتتهم‪ :‬هتتو نتتائم‪ ،‬وقتتال‬
‫‪877‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعضهم‪ :‬إن العين نائمة والقلب يقظان‪ :‬مثله كمثل رجل بنتتى دارًا‪،‬‬

‫واتخذ فيها مأدبة‪ ،‬وبعث داعيًا‪ ،‬فمن أجاب الداعي دخل الدار‪ ،‬وأكل‬

‫من المائدة‪ ،‬فأولوها له‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إنه نتتائم‪ ،‬وقتتال بعضتتهم‪ :‬إن‬

‫العين نائمة والقلب يقظان‪ ،‬فقالوا‪ :‬التتدار الجنتتة‪ ،‬والتتداعي محمتتد‪،‬‬

‫فمن أطاع محمدا ً فقد أطاع الله‪ ،‬ومن عصتتى محمتتدا ً فقتتد عصتتى‬

‫اللتتتتتتتتتته‪ ،‬ومحمتتتتتتتتتتد فتتتتتتتتتترق بيتتتتتتتتتتن النتتتتتتتتتتاس"‪.‬‬

‫وروى الترمذي هذا الحديث‪ :‬ولفظه‪" :‬خرج علينا رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يوما ً فقال‪" :‬إني رأيت في المنام كأن جبريل كتتان‬

‫عند رأسي‪ ،‬وميكائيل عند رجلي‪ ،‬يقول أحدهما لصاحبه‪ :‬اضرب لتته‬

‫مث ً‬
‫ل‪ ،‬فقال‪ :‬اسمع‪ ،‬سمعت أذنتتك‪ ،‬وأعقتتل عقتتل قلبتتك! إنمتتا مثلتتك‬

‫ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارًا‪ ،‬ثم عمل فيها بيتًا‪ ،‬ثم اتخذ متتائدة‪،‬‬

‫ثم بعث رسول ً يدعو الناس إلى طعامه‪ ،‬فمنهم من أجاب الرسول‪،‬‬

‫ومنهم من تركه‪ ،‬فالله هو الملتتك‪ ،‬والتتدار الستتلم‪ ،‬والتتبيت الجنتتة‪،‬‬

‫وأنت يا محمد رسول‪ ،‬فمن أجابك دخل السلم‪ ،‬ومن دخل السلم‬

‫دخل الجنة‪ ،‬ومن دخل أكل مما فيها"‪ .‬وللترمذي‪ :‬عن ابن مستتعود‪،‬‬

‫‪878‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪ ،‬وصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتححه أيضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وقال حماد بن سلمة‪ :‬عن ثابت‪ ،‬عتتن أنتتس‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬إن سيدا ً بنى دارًا‪ ،‬واتخذ مائدة‪ ،‬وبعث داعيًا‪،‬‬

‫فمن أجاب التتداعي دختتل التتدار‪ ،‬وأكتتل متتن المتتائدة‪ ،‬ورضتتي عنتته‬

‫السيد‪ ،‬أل وإن السيد الله‪ ،‬والدار السلم‪ ،‬والمأدبة الجنة‪ ،‬والتتداعي‬

‫محمد"‪.‬‬

‫من استجار بالله من النار أجاره‬

‫ومن طلب الجنة من الله أدخله الجنة إذا صدتت النية‬

‫وصح العمل‬

‫وقال أبو يعلة‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا جريتتر‪ ،‬عتتن يتتونس هتتو ابتتن‬

‫خباب‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ما استجار عبد متتن النتتار ثلث متترات‪ ،‬إل قتتالت‬

‫النار‪ :‬يا رب‪ :‬إن عبدك فلنا ً قد استجار مني فتتأجره‪ ،‬ول ستتأل عبتتد‬

‫الجنة سبع متترات إل قتتالت الجنتتة‪ :‬يتتا رب إن عبتتدك فلن تا ً ستتألني‬

‫‪879‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتتتتتتتتأدخله الجنتتتتتتتتتة"‪ .‬علتتتتتتتتتى شتتتتتتتتترط مستتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫وروى الترمتتذي‪ ،‬والنستتائي‪ :‬عتتن ابتتن متتاجه‪ ،‬عتتن هنتتاد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الحوص‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن يزيد بن أبي مريم‪ ،‬عن أنتتس‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من سأل اللتته الجنتتة ثلث‬

‫مرات‪ ،‬قالت الجنة‪ :‬اللهم أدخله الجنة‪ .‬ومن استعاذ بالله متتن النتتار‬

‫ثلثًا‪ .‬قالت النار‪ :‬اللهم أجره من النار"‪.‬‬

‫الجنة والنار شافعتان مشفعتان‬

‫وقال الحسن بن سفيان‪ :‬حدثنا المقدمي‪ ،‬حدثنا عمتتر‪ ،‬عتتن يحيتتى‬

‫بن عبيد الله‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬أكتتثروا مستتألة الجنتتة‪ ،‬واستتتعيذوا بتته متتن النتتار‪،‬‬

‫فإنهما شافعتان مشفعتان‪ ،‬وإن العبد إذا أكثر مستألة الجنتة‪ ،‬قتالت‬

‫الجنة‪ :‬يا رب‪ :‬عبدك هذا الذي سألنيك فأسكنه إياي‪ ،‬وتقول النار‪ :‬يا‬

‫رب‪ :‬عبدك هذا الذي استعاذ بك مني فأعذه"‪.‬‬

‫اطلبوا الجنة جهدكم واهربوا من النار جهدكم‬

‫‪880‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو بكر الشافعي‪ :‬عن كليب بن حرب‪ ،‬ستتمعت رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬اطلبتتوا الجنتتة جهتتدكم‪ ،‬واهربتتوا متتن‬

‫النار جهدكم‪ ،‬فإن الجنة ل ينام طالبها‪ ،‬وإن النار ل ينام هاربها‪ ،‬وإن‬

‫الخرة اليوم محفوفة بالمكاره‪ ،‬وإن الدنيا محفوفتتة بالشتتهوات‪ ،‬فل‬

‫تلهينكم عن الخرة"‪.‬‬

‫فت بالمكاره وهي ا َ‬


‫لعمال ال ّ‬
‫شاقة من‬ ‫جّنة ح ّ‬ ‫َ‬
‫ن ال َ‬
‫ذكر أ ّ‬

‫ن الّنار ح ّ‬
‫فت‬ ‫َ‬
‫خْيرات وَترك المحّرمات وأ ّ‬
‫فعل ال َ‬

‫بالشهوات‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حماد بتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن ثتتابت البنتتاني‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬حفتتت‬

‫الجنتتتتتتتتة بالمكتتتتتتتتاره‪ ،‬وحفتتتتتتتتت النتتتتتتتتار بالشتتتتتتتتهوات"‪.‬‬

‫وهكذا رواه مسلم‪ ،‬والترمتتذي‪ :‬متتن حتتديث حمتتاد بتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن‬

‫ثتتتتتابت‪ ،‬زاد مستتتتتلم وحميتتتتتد كلهمتتتتتا‪ :‬عتتتتتن أنتتتتتس‪ ،‬بتتتتته‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬صتتتتتتتتتتتتتحيح غريتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حتتدثنا ابتن لهيعتتة‪ ،‬عتن أبتتي الستتود‪ ،‬عتتن‬
‫‪881‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يحيى بن النضر‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬حفت الجنة بالمكاره‪ ،‬وحفت النار بالشهوات" تفرد به‬

‫أحمتتتتد‪ :‬وإستتتتناده جيتتتتد حستتتتن‪ ،‬لمتتتتا لتتتته متتتتن الشتتتتواهد‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن بشر‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬حدثنا أبتتو‬

‫سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪:‬‬

‫"لما خلق الله الجنة‪ ،‬أرستل جبريتل‪ ،‬فقتال‪ :‬انظتر إليهتا‪ ،‬وإلتى متا‬

‫أعددت لهلها‪ ،‬فجاء‪ ،‬فنظر إليها‪ ،‬وإلى متتا أعتتد اللتته لهلهتتا‪ ،‬فرجتتع‬

‫إليه تعالى فقال‪ :‬وعزتك ل يسمع بها أحد إل دخلها‪ ،‬فأمرها فحجبت‬

‫بالمكاره‪ ،‬ثم قال‪ :‬ارجع إليها‪ ،‬فانظر إليها‪ ،‬فجتتاء فنظتتر إليهتتا‪ ،‬فتتإذا‬

‫هي قد حجبت بالمكاره‪ ،‬فرجع إليه فقتتال‪ :‬وعزتتتك لقتتد خشتتيت أل‬

‫ينجتتتتو منهتتتتا أحتتتتد"‪ .‬تفتتتترد بتتتته أحمتتتتد‪ :‬وإستتتتناده صتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسين‪ ،‬حدثنا المسعودي‪ ،‬عن داود بن يزيد‪ ،‬عن‬

‫أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫لنسان النار الجوفان الفرج والفم‪ ،‬وأكتتثر متتا يلتتج‬


‫"أكثر ما يلج به ا ِ‬

‫لنستتتتتان الجنتتتتتة تقتتتتتوى اللتتتتته وحستتتتتن الخلتتتتتق"‪.‬‬


‫بتتتتته ا ِ‬

‫‪882‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أل إن النتتار حفتتت بالشتتهوات‪ ،‬وداخلهتتا كلتته مضتترات وحشتترات‪،‬‬

‫والجنة محفوفة بالمكاره‪ ،‬وفيهتتا متتا ل عيتتن رأت‪ ،‬ول أذن ستتمعت‪،‬‬

‫ول خطر على قلب بشر من اللذات والمسرات‪ ،‬كمتتا أوردنتتاه فتتي‬

‫اليات المحكمات‪ ،‬والحاديث الثابثات‪ .‬فمن نعيمهم المقيم‪ ،‬ولذتهم‬

‫المستتتتتتمرة‪ ،‬الطتتتتترب التتتتتذي لتتتتتم تستتتتتمع الذان بمثلتتتتته‪.‬‬


‫َ‬
‫ت فَهُت ْ‬
‫م فتتي‬ ‫مل ُتتوا ال ّ‬
‫صتتاِلحا ِ‬ ‫من ُتتوا وَعَ ِ‬ ‫متتا ال َتتذي َ‬
‫نآ َ‬ ‫قال الله تعتتالى‪" :‬فَأ ّ‬

‫ن"‪.‬‬
‫حَبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُرو َ‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ي ُ ْ‬
‫َروْ َ‬

‫قال الوزاعي‪ :‬عن يحيى بن أبي كثير‪" :‬هو السماع في الجنة"‪:‬‬

‫غناء الحور في جنة الله‬

‫وقد ذكرنا ما رواه الترمذي‪ :‬من حديث عبد الرحمتتن بتتن إستتحاق‪،‬‬

‫عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن في الجنة لمجتمعا ً للحور العين‪ ،‬يغنين بأصوات لم‬

‫يسمع الخلئق بمثلهتتا‪ ،‬يقلتتن‪ :‬نحتتن الخالتتدات فل نبيتتد أبتتدًا‪ ،‬ونحتتن‬

‫الناعمات فل نبأس أبدًا‪ ،‬ونحن الراضتتيات فل نستتخط أبتتدًا‪ ،‬طتتوبى‬

‫لمتتتتتتتتتتتتتن كتتتتتتتتتتتتتان لنتتتتتتتتتتتتتا وكنتتتتتتتتتتتتتا لتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬


‫‪883‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قتتتال‪ :‬وفتتتي البتتتاب عتتتن أبتتتي هريتتترة‪ ،‬وأبتتتي ستتتعيد‪ ،‬وأنتتتس‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وكذا روي من حديث عبد الله بن أبي أوفى‪ ،‬وابن عمر وأبتتي‬

‫أمامة‪ :‬رضي الله عنهم أجمعين‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة‬

‫قال جعفر الفريابي‪ :‬حدثنا سعد بن حفص‪ ،‬حدثنا محمد بن سلمة‪،‬‬


‫عن أبي عبد الرحيم‪ ،‬عن زيد بن أبي أنيسة‪ ،‬عن المنهال‪ ،‬عن‬
‫عمرو‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪" :‬إن في الجنة نهرا ً‬
‫طول الجنة‪ ،‬على حافتيه العذارى قياما ً متقابلت‪ ،‬يغنين بأصوات‬
‫يسمعها الخلئق‪ ،‬ما يرون في الجنة لذة مثلها‪ .‬قلت‪ :‬يا أبا هريرة‪:‬‬
‫وما ذاك الغناء? قال‪ :‬إن شاء الله التسبيح‪ ،‬والتحميد‪ ،‬والتقديس‬
‫وثناء على الرب عز وجل"‪.‬‬
‫وروى أبو نعيم في صفة الجنة من طريق سليم بن علي‪ ،‬عتن زيتد‬

‫بن واقد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إن في الجنة شتتجرة‬

‫جذوعها متتن ذهتتب وفروعهتتا متتن زبرجتتد ولؤلتتؤ‪ ،‬تهتتب عليهتتا ريتتح‬

‫فتصتتتطفق‪ ،‬فمتتتا يستتتمع الستتتامعون بشتتتيء قتتتط ألتتتذ منتتته"‪.‬‬

‫وقد تقدم عن ابن عباس‪" :‬أنها تحركها الرياح‪ ،‬فتتحرك بصوت كتتل‬

‫لهو كان في الدنيا"‪.‬‬

‫حديث أنس‬

‫‪884‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خيثمة‪ ،‬حدثنا إستتماعيل‪ ،‬عتتن عمتترو بتتن‬

‫أبي ذؤيب‪ ،‬عن عبد الله بن رافع‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إن الحتتور العيتتن تغنيتتن فتتي الجنتتة‪ :‬نحتتن‬

‫الحور الحسان‪ ،‬خلقن لزواج كرام "‪.‬‬

‫حديث عبد الله بن أبي أوفى‪ ،‬وهو حديث غريب جدا ً‬

‫قال الحافظ أبو نعيم محمد بن جعفر بن أصيلة‪ ،‬حدثنا موستتى بتتن‬

‫هتتارون‪ ،‬حتتدثنا حامتتد بتتن يحيتتى البلختتي‪ ،‬حتتدثنا يتتونس بتتن محمتتد‬

‫المؤدب‪ ،‬حدثنا الوليد بن أبي ثور‪ ،‬حتتدثني ستتعد الطتتائي‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن سابط‪ ،‬عن ابن أبي أوفى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يزوج كل رجل من أهتتل الجنتتة أربعتتة آلف بكتتر‪،‬‬

‫وثمانية آلف أيم‪ ،‬ومائة حوراء‪ ،‬فيجتمعن في كل سبعة أيام فيقلتتن‬

‫بأصوات حسان لم يسمع الخلئق بمثلهن‪ :‬نحن الخالتتدات فل نبيتتد‪،‬‬

‫ونحتتن الناعمتتات فل نبتتأس‪ ،‬ونحتتن الراضتتيات فل نستتخط‪ ،‬ونحتتن‬

‫المقيمات فل نظعن‪ ،‬طوبى لمن كان لنا وكنا له"‪.‬‬

‫‪885‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث ابن عمر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أبو رفاعة عمارة البصتتري‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن‬

‫أبي مريم‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر بن كثير‪ ،‬عن زيد بتتن أستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن أزواج‬

‫أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحستتن أصتتوات ستتمعها أحتتد قتتط وإن‬

‫مما يغنين به‪ :‬نحن الخالتتدات فل نمتتوت‪ ،‬نحتتن المنتتات فل نختتاف‪،‬‬

‫نحن المقيمات فل نظعن"‪.‬‬

‫حديث أبي أمامة‬

‫قال جعفر الفريابي‪ :‬حدثنا سليمان بن عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا خالد بن‬

‫زيد بن أبي مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خالد بتتن معتدان‪ ،‬عتن أبتي أمامتة‪،‬‬

‫عن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬متتا متتن عبتتد يتتدخل‬

‫الجنة إل ويجلس عند رأسه ورجليه ثنتان من الحتتور العيتتن‪ ،‬يغنيتتانه‬

‫بأحسن صوت يسمعه النتس والجتن‪ ،‬وليتس بمزاميتتر الشتيطان"‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬حدثني سعيد بن أبي أيتتوب‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رجتتل متتن‬

‫‪886‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي الستتماع‪،‬‬
‫قريش لبن شهاب‪ :‬هل في الجنة سماع? فإنه حبب إل ت ّ‬

‫فقال‪ :‬إي والذي نفس ابن شهاب بيده‪ :‬إن في الجنة لشجرا ً حملتته‬

‫اللؤلؤ والزبرجد‪ ،‬تحته حتتور ناهتتدات يتغنيتتن بتتالقرآن ويقلتتن‪ :‬نحتتن‬

‫الناعمات فل نبتتأس‪ ،‬ونحتتن الخالتتدات فل نمتتوت‪ ،‬فتتإذا ستتمع ذلتتك‬

‫الشجر صتتفق بعضتته بعضتا ً فتتأعجبت بصتتوت صتتفقه الجتتواري‪ ،‬فل‬

‫يدرى‪ ،‬أ أصوات الجتتواري أحستتن‪ ،‬أم أصتتوات الشتتجر"? قتتال ابتتن‬

‫وهب‪ :‬حدثنا الليث عن خالد بن يزيد? أن الجواري يغنيتتن أزواجهتتن‬

‫فيقلن‪ ،‬نحن الخيرات الحسان‪ ،‬أزواج شباب كرام‪ ،‬ونحن الخالتتدات‬

‫فل نموت‪ ،‬ونحن الناعمات فل نبأس‪ ،‬ونحن الراضتتيات فل نستتخط‪،‬‬

‫ونحن المقيمات فل نظعن‪ ،‬في صدر إحتداهن مكتتوب‪ :‬أنتت حتبي‪،‬‬

‫وأنتتتتتتتتتا حبتتتتتتتتتك‪ ،‬لتتتتتتتتتم تتتتتتتتتتر عينتتتتتتتتتاي مثلتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬حدثني الوزاعي‪ ،‬حدثنا يحيى بتتن أبتتي كتتثير‪ :‬أن‬

‫الحتتور العيتتن يتلقيتتن أزواجهتتن عنتتد بتتاب الجنتتة فيقلتتن‪ :‬طالمتتا‬

‫انتظرنتتاكم‪ ،‬نحتتن الراضتتيات فل نستتخط‪ ،‬والمقيمتتات فل نظعتتن‪،‬‬

‫والخالتتتتتتدات فل نمتتتتتتوت‪ :‬بأحستتتتتتن أصتتتتتتوات ستتتتتتمعت‪.‬‬

‫‪887‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتقول الحورية لزوجها‪" :‬أنت حبي وأنا حبك‪ ،‬ليس دونك مقصتتد ول‬

‫وراءك معتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثني إبراهيتتم بتتن ستتعيد‪ ،‬حتتدثني علتتي بتتن‬

‫عاصم‪ ،‬حدثني سعيد بن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أن في الجنة آجامتتا ً‬

‫من قصب متتن ذهتتب‪ ،‬حملهتتا اللؤلتتؤ‪ ،‬فتتإذا اشتتتهى أهتتل الجنتتة أن‬

‫يسمعوا صوتًا‪ ،‬بعث الله على تلك الجام ريحًا‪ ،‬فتأتيهم بكتتل صتتوت‬

‫يشتهونه‪.‬‬

‫من الذي قْبله‬ ‫َ‬


‫فرع آخر أعلى ِ‬

‫ذكر حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البناني‪ ،‬وحجاج بن السود‪ ،‬عن شهر‬
‫بن حوشب‪ ،‬قال‪ :‬إن الله عز وجل يقول لملئكته‪" :‬إن عبادي كانوا‬
‫يحبون الصوث الحسن في الدنيا‪ ،‬ويدعونه من أجلي‪ ،‬فأسمعوا‬
‫عبادي‪ :‬فيأخذون بأصوات‪ ،‬من تهليل‪ ،‬وتسبيح‪ ،‬وتكبير‪ ،‬لم يسمعوا‬
‫بمثلها قط‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني داود بن عمرو الضبي‪ ،‬حدثنا عبد الله‬
‫بن المبارك‪ ،‬عن مالك بن أنس‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬قال‪" :‬إذا‬
‫كان يوم القيامة‪ ،‬نادى مناد‪ :‬أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم‬
‫وأنفسهم عن مجالس اللهو ومزامير الشيطان? أسكنوهم رياض‬
‫المسك‪ ،‬ثم يقول للملئكة‪ :‬أسمعوهم تحميدي وتمجيدي"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا دهيم بن الفضتتل القرشتتي‪ ،‬حتتدثنا داود‬

‫بن الجراح‪ :‬عن الوزاعي‪ ،‬قتتال‪" :‬بلغنتتي أنتته ليتتس متتن خلتتق اللتته‬
‫‪888‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحسن صوتا ً من إستترافيل‪ ،‬فيتتأمره اللتته فيأختتذ فتتي الستتماع‪ ،‬فل‬

‫يبقى ملك في السموات إل قطع عليه صلته‪ ،‬فيمكث على ذلك متتا‬

‫شاء الله أن يمكث‪ ،‬فيقول الله عز وجتتل‪ :‬وعزتتتي لتتو تعلتتم العبتتاد‬

‫قتتتتتتتتتتتدر عظمتتتتتتتتتتتتي متتتتتتتتتتتا عبتتتتتتتتتتتدوا غيتتتتتتتتتتتري"‪.‬‬

‫وحدثني محمد بن الحسين‪ ،‬حدثنا عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬حدثنا جعفر‬

‫ن ل َتته ِ‬
‫عن ْتد ََنا‬ ‫بن سليمان‪ ،‬عن مالك بن دينار‪ ،‬فتتي قتتوله تعتتالى‪" :‬وإ ِ ّ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتآ ٍ‬ ‫ل َُزل َْفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى وح ْ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة أمر بمنتتبر رفيتتع فوضتتع فتتي الجنتتة‪ ،‬ثتتم‬

‫نودي‪ :‬يا داود مجدني بذلك الصوت الذي كنت تمجدني بتته فتتي دار‬

‫الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬فيرتفع صوت داود‪ ،‬يعم أهل الجنة‪ ،‬فذلك قوله تعتتالى‪:‬‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن متتتتتتتتتآ ٍ‬
‫ستتتتتتتتت َ‬ ‫عْنتتتتتتتتتد ََنا ل َُزل َْفتتتتتتتتتى وَ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ن َلتتتتتتتتت ُ‬
‫ه ِ‬ ‫"وَإ ِ ّ‬

‫وهو سماعهم كلم الرب جل جلله إذا خاطبهم فتتي المجتتامع التتتي‬

‫يجتمعون لها بين يديه‪ -‬تعالى وتقدس‪ -‬ليخاطب كل واحتتد‪ ،‬ويتتذكره‬

‫ت منه فتتي التتدنيا‪ ،‬وكتتذلك إذا تجلتتى لهتتم جهتترة‬


‫بأعماله التي سلف َ‬

‫ب‬
‫ن َر ّ‬ ‫فسلم عليهم‪ ،‬وقد ذكرنا ذلك عند قوله تعالى‪" :‬سلم قَوْل ً ِ‬
‫متت ْ‬

‫‪889‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬
‫َر ِ‬

‫وقتتد ستتبق حتتديث جتتابر فتتي ذلتتك فتتي ستتنن ابتتن متتاجه وغيتتره‪.‬‬

‫وقد ذكر أبو الشيخ الصبهاني‪ :‬من طريق صالح بن حبان‪ ،‬عن عبتتد‬

‫الله بن بريدة‪ :‬قال‪" :‬إن أهل الجنة يدخلون كتل يتوم علتى الجبتار‪-‬‬

‫جتتل جللتته‪ -‬فيقتترأ عليهتتم القتترآن‪ ،‬وقتتد جلتتس كتتل امرىتتء منهتتم‬

‫مجلسه التتذي هتتو مجلستته‪ ،‬علتتى منتتابر التتدر واليتتاقوت والزبرجتتد‬

‫والذهب والزمرد‪ ،‬فلم تقر أعينهم بشتتيء ولتتم يستتمعوا شتتيئا ً قتتط‬

‫أعظم ول أحسن منتته‪ ،‬ثتتم ينصتترفون إلتتى رحتتالهم بتتأعين قريتترة‪،‬‬

‫وأعينهتتتتتتتتتتتم إلتتتتتتتتتتتى مثلهتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتن الغتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وروى أبو نعيم‪ :‬من حديث حسن بن فرقد السبخي‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن‪ ،‬عن أبي برزة السلمي‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إن أهتتل الجنتتة ليغتتدون‬

‫في حلة ويروحون فى أخرى‪ ،‬كغدو أحدكم ورواحتته إلتتى ملتتك متتن‬

‫ملوك الدنيا‪ ،‬كذلك يغتتدون ويروحتتون إلتتى زيتتارة ربهتتم عتتز وجتتل‪،‬‬

‫وذلك لهم بمقادير ومعالم‪ ،‬يعلمون تلتتك الستتاعة التتتي يتتأتون فيهتتا‬

‫ربهم عز وجل"‪.‬‬

‫‪890‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جّنة‬
‫ذكر خْيل ال َ‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا عاصم بن‬
‫علي‪ ،‬حدثنا المسعودي‪ ،‬عن عقبة بن علقمة بن خديج‪ ،‬عن سليمان‬
‫بن أبي بريدة‪ ،‬عن أبيه أن رجل ً سأل‪ .‬رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬هل في الجنة من خيل? فقال‪" :‬إن‬
‫الله إذا أدخلك الجنة فإنك ل تشاء أن تحمل فيها على فرس‪ ،‬إل‬
‫حملت على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك فى الجنة حيث‬
‫شئت"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وسأله رجل‪ :‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إني رجل حببت إلى‬
‫الخيل‪ ،‬فهل في الجنة خيل? فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إن في الجنة لخيل ً وإبل ً هفافة مرهفة‬
‫تسير خلل ورق الجنة‪ ،‬يتزاورون عليها حيث شاءوا"‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الحمسي‪،‬‬
‫حدثنا أبو معاوية بن واصل بن السائب‪ ،‬عن أبي سورة‪ ،‬عن أبي‬
‫أيوب قال‪ :‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال‪ :‬يا رسول‬
‫الله‪ :‬إني أحب الخيل‪ ،‬أفي الجنة خيل? فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إذا دخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة‪ ،‬له جناحان‬
‫فحملت عليه‪ ،‬ثم طار بك حيث شئت"‪.‬‬
‫ثم ضعف الترمذي هذا السناد من جهة أبي سورة ابن أخي أبي‬
‫أيوب‪ ،‬فإنه قد ضعفه غير واحد‪ ،‬واستنكر البخاري حديثه هذا‪ ،‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وذكر ابن وهب‪ ،‬حدثنا ابن يزيد‪ ،‬قال الحسن‬
‫البصري يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن أدنى أهل‬
‫الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان‬
‫المخلدين على خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب‪ .‬ثم تل‬
‫مْلكا ً ك َِبيرًا"‪.‬‬
‫ت ن َِعيما ً وَ ُ‬
‫م رأي ْ َ‬
‫تث َ‬ ‫قوله تعالى‪َ" :‬وإ َ‬
‫ذا َرأي ْ َ‬
‫قلت‪ :‬فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف‪ -‬وبين‬
‫الحسن‪ ،‬ثم هو مرسل‪.‬‬

‫‪891‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى أبو نعيم‪ :‬من طريق جابر بن نوح‪ ،‬عن واصل بن السائب‪،‬‬
‫عن أبي سورة‪ ،‬عن أبي أيوب مرفوعًا‪" :‬إن أهل الجنة ليتزاورون‬
‫على نجائب بيض كأنها الياقوت‪ ،‬وليس في الجنة بهائم إل الخيل‬
‫والبل"‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمر‪ ،‬قال‪" :‬في الجنة عتاق الخيل‪ ،‬وكرام النجائب‪ ،‬يركبها أهلها"‪.‬‬
‫وهذه الصيغة ل تدل على الحصر كما دلتتت عليتته روايتتة أبتتي نعيتتم‬

‫في حديث أبي أيوب ثم هو معارض بما رواه ابن متتاجه فتتي ستتننه‪،‬‬

‫عن عبد الله بن عمر‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"الشتتتتتتتتتاة متتتتتتتتتن دواب الجنتتتتتتتتتة" وهتتتتتتتتتذا منكتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫وفي مسند البزار‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬أحستتنوا‬

‫إلتتى المعتتزى‪ ،‬وأميطتتوا عنهتتا الذى‪ ،‬فإنهتتا متتن دواب الجنتتة"‪.‬‬

‫وقال أبو الشيخ الصبهاني‪ :‬حدثنا القاسم بن زكريا‪ ،‬حدثنا سويد بن‬

‫سعيد‪ ،‬حدثنا متتروان بتتن معاويتتة‪ ،‬عتتن الحكتتم بتتن أبتتي خالتتد‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن البصري‪ ،‬عن جابر بن عبد الله‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬إذا دخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬جتتاءتهم خيتتول متتن يتتاقوت‬

‫أحمر لها أجنحة‪ ،‬ل تبول‪ ،‬ول تروث‪ ،‬فقعدوا عليها‪ ،‬ثتتم طتتارت بهتتم‬

‫في الجنة‪ .‬فيتجلى لهم الجبار‪ ،‬فإذا رأوه‪ ،‬ختتروا لتته ستتجدًا‪ ،‬فيقتتول‬

‫‪892‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لهم الجبار‪ :‬ارفعوا رؤوسكم فإن هذا اليوم ليتتس بيتتوم عمتتل‪ ،‬إنمتتا‬

‫هو يوم نعيم‪ ،‬وكرامة‪ ،‬فيرفعون رؤوسهم‪ ،‬فيمطر الله عليهم طيبتًا‪،‬‬

‫ثم تمر بهم على كثبان المسك‪ ،‬فيبعث الله على تلك الكثبان ريح تًا‪،‬‬

‫فتهيجها عليهم‪ ،‬حتى إنهم ليرجعون ِإلى أهلهم‪ ،‬وإنهم لشعث غبر"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الفضل بن جعفر‪ ،‬حدثنا جعفر بتتن بشتتر‪،‬‬

‫حدثنا أبي‪ ،‬عن الحسن بتتن علتتي‪ ،‬عتتن علتتي‪ ،‬ستتمعت رستتول اللته‬

‫صلى الله عليه وستتلم يقتتول‪" :‬إن فتتي الجنتتة لشتتجرة‪ ،‬يختترج متتن‬

‫أعلهتتا ومتتن أستتفلها خيتتل متتن ذهتتب‪ ،‬مستترجة‪ ،‬ملجمتتة‪ ،‬متتن در‪،‬‬

‫وياقوت‪ ،‬ل تروث ول تبول‪ ،‬لها أجنحة‪ ،‬خطوهتتا متتد بصتترها‪ ،‬يركبهتتا‬

‫أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا‪ ،‬ويقول الذين أسفل منهم درجة‪،‬‬

‫بم بلغ عبادك هذه الكرامة كلها? فيقول لهم‪ :‬كتتانوا يصتتلون الليتتل‪،‬‬

‫وكنتتتم تنتتامون‪ ،‬وكتتانوا يصتتومون‪ ،‬وكنتتتم تتتأكلون‪ ،‬وكتتانوا ينفقتتون‪،‬‬

‫وكنتم تبخلون‪ ،‬وكانوا يقاتلون‪ ،‬وكنتم تخشون"‪.‬‬

‫‪893‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا ً واجتماعهم‬

‫وتذاكرهم أمورا ً كانت منهم في الدنيا من طاعات‬

‫وزلت‬

‫ن َقاُلوا إ ِّنا ك ُّنا‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫م عََلى ب َْعض ي َت َ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬‫ل ب َعْ ُ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وأقْب َ َ‬
‫موم إّنا ُ‬
‫كنا‬ ‫س ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن الله عَل َْينا وَوََقاَنا عَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫نف َ‬ ‫شِفِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفي أهْل َِنا ُ‬ ‫قَب ْ ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ه هُوَ اْلبر الّر ِ‬ ‫عوهُ إ ِن ّ ُ‬ ‫ل ن َد ْ ُ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبد الله‪ ،‬حدثنا سلمة بن شبيب‪،‬‬
‫حدثنا سعد بن دينار‪ ،‬عن الربيع‪ ،‬عن صبيح‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا دخل أهل الجنة‪ ،‬واشتاق‬
‫لخوان بعضهم إلى بعض‪ ،‬يسير سرير هذا إلى سرير هذا‪ ،‬حتى‬ ‫ا ِ‬
‫يجتمعا جميعًا‪ ،‬فيقول أحدهما لصاحبه‪ :‬أتعلم متى غفر الله لنا?‬
‫فيقول صاحبه‪ :‬كنا في موضع كذا وكذا‪ ،‬فدعونا الله فغفر لنا"‪.‬‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ل َقاِئل ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫م عََلى ب َْعض ي َت َ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬‫ل ب َعْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فأقْب َ َ‬
‫مت َْنا وَك ُّنا ت َُرابا ً‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن أئ ِ َ‬ ‫صدِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل أِئنك ل َ ِ‬ ‫ن "ي َُقو ُ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ن لي قَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫إني َ‬
‫سواء‬ ‫ن َفاطل َعَ فََرآهُ ِفي َ‬ ‫مط ّل ُِعو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬قا َ‬ ‫ديُنو َ‬ ‫م ِ‬ ‫ظاما ً أئ ِّنا ل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ن‬‫م َ‬‫ت ِ‬ ‫ة َربي ل َك ُن ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ل َت ُْردين وَل َوْل َ ن ِعْ َ‬ ‫ن ك ِد ْ ّ‬ ‫ل َتالل ّهِ إ ْ‬ ‫حيم َقا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ال َ‬
‫ن‬‫نإ ّ‬ ‫مَعذِبي َ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫موْت َت ََنا الوَلى وَ َ‬ ‫ن إل ّ َ‬ ‫ميتي َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ن أفَ َ‬ ‫ري َ‬‫ض ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن"‪ .‬وهذا الفوز‪،‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫مل اْلعا ِ‬ ‫ذا فَل ْي َعْ َ‬ ‫مْثل هَ َ‬ ‫م لِ ِ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ذا ل َهُوَ ال َْفوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫هَ َ‬
‫يشمل الجني‪ ،‬والنسي‪.‬‬
‫يقول‪ :‬كان يوسوس إلي بالكفر واستبعاد أمر المعاد‪ ،‬فبرحمة الله‬
‫نجوت منه‪ ،‬ثم أمر أصحابه ليطلعوا على النار‪ ،‬فرآه في غمراتها‬
‫يعذب‪ ،‬فحمد الله على ما نجاه منه‪.‬‬
‫ت‬‫ة ربي‪ ،‬ل َك ُن ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ل َت ُْرِدين‪ ،‬وَل َوْل َ ن ِعْ َ‬ ‫ل َتالل ّهِ ِإن ك ِد ْ َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬قا َ‬
‫ن"‪ .‬ثم ذكر الغبطة التي هو فيها‪ ،‬وشكر الله عليها‬ ‫ري َ‬ ‫ض ِ‬‫ح َ‬ ‫ن الم ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن"? أي‬ ‫معَذ ِّبي َ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬‫موْت َت ََنا الوَلى‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ن ِبميتي َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫وقال‪" :‬أفَ َ‬
‫إنا قد نجونا من الموت والعذاب‪ ،‬بدخولنا الجنة‪ ،‬إن هذا لهو الفوز‬

‫‪894‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬‫مُلو َ‬ ‫مل ال َْعا ِ‬‫مْثل هذا‪ ،‬فَل ْي َعْ َ‬ ‫العظيم وقوله‪" :‬ل ِ ِ‬
‫يحتمل أن يكون من تمام مقالته‪ ،‬ويحتمل أن يكون من كلم الله‬
‫ن"‪.‬‬‫سو َ‬ ‫ك فَل ْي َت ََناَفس ال ْ ُ‬
‫مت ََنافِ ُ‬ ‫عز وجل‪ ،‬لقوله‪" :‬وفي ذ َل ِ َ‬
‫ولهذا نظائر كثيرة‪ ،‬قد ذكرنا بعضها في التفسير‪.‬‬
‫ليمان‪ ،‬في حديث حارثة بن‬ ‫وذكر في أول البخاري‪ :‬في كتاب ا ِ‬
‫سراقة‪ ،‬حين قال له رسوللله صلى الله عليه وسلم‪" :‬كيف‬
‫أصبحت? فقال‪ :‬أصبحت مؤمنا ً بالله حقًا‪ ،‬قال‪ :‬فما حقيقة إيمانك?‬
‫قال‪ :‬صرفت نفسي عن الدنيا‪ ،‬فأسهرت ليلي‪ ،‬وأظمأت نهاري‪،‬‬
‫وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا‪ ،‬وإلى أهل الجنة يتزاورون فيها‪،‬‬
‫وإلى أهل النار يعذبون فيها‪ ،‬فقال‪" :‬عبد نور الله قلبه"‪.‬‬
‫وقال سليمان بن المغيرة‪ :‬عن حميد بن هلل‪ :‬بلغنا أن أهل الجنة‬
‫يزور العلى السفل منهم ول يزور السفل العلى"‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا‬
‫يحتمل معنيين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن صاحب الرتبة السافلة‪ ،‬ل يصلح له أن‬
‫يتعداها‪ ،‬وليس فيه أهلية لذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬لئل يرى فوق ما هو فيه من النعيم فيحزن لذلك‪ ،‬وليس في‬
‫الجنة حزن‪ ،‬وقد ورد ما قاله حميد بن هلل في حديث مرفوع‪،‬‬
‫وفيه زيادة على ما قال‪ ،‬فقال الطبراني‪ :‬حدثنا الحسن بن إسحاق‪،‬‬
‫حدثنا شريك بن عثمان‪ .‬حدثنا المسيب بن شريك‪ ،‬عن بشر بن‬
‫نمير‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم هل يتزاور أهل الجنة? فقال‪" :‬يزور العلى السفل ول‬
‫يزور السفل‪ ،‬العلى‪ ،‬إل الذين يتحابون في الله يأتون منها حيث‬
‫شاءوا على النوق‪ ،‬محتقبين الحشايا"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا حمزة بن العباس‪ ،‬حدثنا عبد الله بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن عبد الله بن المبارك‪ ،‬أن إسماعيل بن عياش قال‪:‬‬
‫حدثني ثعلبة بن مسلم‪ ،‬عن أيوب بن بشير العجلي‪ ،‬عن شفي بن‬
‫ماتع‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن من نعيم‬
‫الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والبخت‪ ،‬وأنهم يؤتون في الجنة‬
‫بخيل مسرجة ملجمة‪ ،‬ل تروث ول تبول فيركبونها حتى ينتهوا إلى‬
‫حيث شاء الله عز وجل‪ ،‬فيأتيهم مثل السحابة‪ ،‬فيها ما ل عين‬
‫رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬فيقولون‪ :‬أمطري علينا‪ ،‬فل تزال تمطر‬

‫‪895‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليهم حتى ينتهي ذلك‪ ،‬ثم يبعث الله ريحا ً غير مؤذية‪ ،‬فتتسف‬
‫كثبانا ً من مسك‪ ،‬عن أيمانهم‪ ،‬وعن شمائلهم‪ ،‬فيوجد ذلك المسك‬
‫في نواصي خيلهم‪ ،‬وفي مفارقها‪ ،‬وفي رؤوسها‪ ،‬ولكل رجل منهم‬
‫جهة على ما اشتهت نفسه‪ ،‬فيعلق المسك بهم‪ ،‬ويعلق بالخيل‪،‬‬
‫ويعلق بما سوى ذلك من الثياب‪ ،‬ثم ينقلبون حتى ينتهوا إلى ما‬
‫شاء الله عز وجل‪ ،‬فإن المرأة تنادي بعض أولئك‪ :‬يا عبد الله? أما‬
‫لك فينا حاجة? فيقول‪ :‬من أنت? فتقول‪ :‬أنا زوجتك‪ ،‬وحبك‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬ما علمت بمكانك‪ ،‬فتقول أو ما علمت أن الله قال‪" :‬فَل َ‬
‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َْعملون"‪.‬‬ ‫جَزاًء ب ِ َ‬ ‫ن قّرةِ أعُْين َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫خِفي ل َهُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬
‫س َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫م ن َْف ٌ‬
‫فيقول‪ :‬بلى وربي‪ ،‬فلعله يشغل بعد ذلك الوقت‪ ،‬ل يلتفت‪ ،‬ول‬
‫يعود‪ ،‬ما يشغله عنها إلى ما هو فيه من النعمة والكرامة وهذا‬
‫حديث مرسل غريب جدًا‪.‬‬
‫وقال ابن المبارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬حدثني ابن أنعم‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة‪ ،‬قال‪" :‬إن أهل الجنة ليتزاورون على العيس الخور‪،‬‬
‫عليها رحال المسك‪ ،‬على خياشمها غبار المسك‪ ،‬خطام‪ -‬أو زمام‪-‬‬
‫أحدها خير من الدنيا وما فيها"‪.‬‬
‫وروى ابن أبي الدنيا‪ :‬من طريق إسماعيل بن عياش‪ ،‬عن عمر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫صعِقَ َ‬ ‫صورِ فَ َ‬
‫خ في ال ّ‬ ‫وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الية‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫ه"‪.‬‬‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن في الْرض إ ِل ّ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ْ‬‫ت وَ َ‬‫وا ِ‬
‫سم َ‬
‫في ال ّ‬
‫فقال‪ :‬هم الشهداء‪ ،‬يبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه‪،‬‬
‫فتأتيهم ملئكة من المحشر بنجائب من الياقوت البيض‪ ،‬برجال‬
‫لستبرق‪ ،‬ونمارق من الحرير‪ ،‬تمد‬ ‫الذهب‪ ،‬أعنتها السندس‪ ،‬وا ِ‬
‫أبصارها مد أبصار الرجال‪ ،‬يسيرون في الجنة على خيولهم يقولون‬
‫عند طول النزهة‪ :‬انطلقي بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه?‬
‫فيضحك إليهم الله عز وجل‪ ،‬وإذا ضحك الله إلى عبد فل حساب‬
‫عليه"‪ .‬وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‬
‫الهروي‪ ،‬حدثنا القاسم بن زيد الموصلي‪ ،‬حدثني أبو إياس‪ ،‬حدثني‬
‫محمد بن علي بن الحسين‪.‬‬
‫وروى أبو نعيم‪ :‬في حديث المعافى‪ .‬بن عمران‪ ،‬حدثني‪ :‬قال‬

‫‪896‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في الجنة شجرة يقال لها‬
‫طوبى‪ ،‬لو سخر الجواد الراكب أن يسير في ظلها لسار مائة عام‪،‬‬
‫ورقها زمرد أخضر‪ ،‬وزهرها رياط صفر‪ ،‬وأفناؤها سندس‪،‬‬
‫وإستبرق‪ ،‬وثمرها حلل‪ ،‬وصمغها زنجبيل‪ ،‬وعسل‪ ،‬و بطحاؤها‬
‫ياقوت أحمر‪ ،‬وزمرد أخضر‪ ،‬وترابها مسك‪ ،‬وخشيشها زعفران‪،‬‬
‫يفوح من غير وقود‪ ،‬ويتفجر من أصلها أنهار السلسبيل‪ ،‬والرحيق‪،‬‬
‫وظلها مجلس من مجالس أهل الجنة‪ ،‬يألفونه‪ ،‬ويتحدث فيه‬
‫جميعهم‪.‬‬
‫فبينما هم يوما ً يتحدثون فتتي ظلهتتا‪ ،‬إذا جتتاءتهم الملئكتتة يقتتودون‬

‫نجائب من الياقوت‪ ،‬قتتد نفتتخ فيهتتا التتروح‪ ،‬مزمومتتة بسلستتل متتن‬

‫ذهب‪ ،‬وجوهها المصابيح‪ ،‬عليها رحائل ألواحها متتن التتدر واليتتاقوت‪،‬‬

‫مفصصة باللؤلؤ والمرجتتان صتتفاقها متتن التتذهب الحمتتر‪ ،‬الملبتتس‬

‫بالعبقري والرجوان‪ ،‬فأناخوا إليهم بتلتتك النجتتائب‪ ،‬وقتتالوا لهتتم‪ :‬إن‬

‫ربكم يقرئكم الستتلم‪ ،‬ويستتتزيركم‪ ،‬لينظتتر إليكتتم‪ ،‬و تنظتتروا إليتته‪،‬‬

‫وتحيوه‪ ،‬ويحييكم‪ ،‬وتكلموه‪ ،‬ويزيدكم من سعة فضله‪ ،‬إنه ذو رحمتتة‬

‫واستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعة‪ ،‬وفضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل عظيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫فيتحول كل رجل منهم إلى راحلته‪ ،‬ثم ينطلقون صفا ً واحدا ً معتد ً‬
‫ل‪،‬‬

‫ل يفوت منه أحد أحدًا‪ ،‬ول تفوت أذن الناقة أذن صاحبتها‪ ،‬ول ركبتتة‬

‫الناقتتة ركبتتة صتتاحبتها ول يمتترون بشتتجرة متتن أشتتجار الجنتتة إل‬

‫‪897‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أتحفتهم بثمرتها‪ ،‬ورحلت لهم عن طريقهم‪ ،‬كراهة أن ينثلم صفهم‪،‬‬

‫أو يفرق بين الرجل ورفيقه‪ .‬فإذا رفعوا إلى الجبار أستتفر لهتتم عتتن‬

‫وجهه الكريتتم وتجلتتى لهتتم فتتي عظمتتة العظيتتم وقتتالوا‪ :‬ربنتتا أنتتت‬

‫لكرام فيقتتول لهتتم ربهتتم‬


‫السلم‪ ،‬ومنك السلم‪ ،‬ولك حق الجلل وا ِ‬

‫لكتترام‪،‬‬
‫عز وجل‪" :‬إني السلم ومنتتي الستتلم‪ ،‬ولتتي حتتق الجلل وا ِ‬

‫مرحبا ً بعبادي الذين حفظوا وصتتي‪ ،‬ورعوا حقي‪ ،‬وخافوني بتتالغيب‬

‫فكتتتتتتتانوا منتتتتتتتي علتتتتتتتى كتتتتتتتل حتتتتتتتال مشتتتتتتتفقين"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وعزتك‪ ،‬وعلو مكانك‪ ،‬ما قدرناك حق قدرك‪ ،‬ومتتا أدينتتا إليتتك‬

‫كتتتتتتتتل حقتتتتتتتتك‪ ،‬فتتتتتتتتأذن لنتتتتتتتتا بالستتتتتتتتجود لتتتتتتتتك‪.‬‬

‫فيقول لهم ربهم‪" :‬إني قد وضعت عنكم مؤنة العبادة‪ ،‬وأرحت لكتتم‬

‫أبدانكم‪ ،‬فطالما أنصتتبتم لتتي البتتدان‪ ،‬وأعنيتتتم لتتي الوجتتوه‪ ،‬فتتالن‬

‫أفضيتم إلي روحي‪ ،‬ورحمتي‪ ،‬وكرامتي‪ ،‬فسلوني ما شتتئتم‪ ،‬وتمنتتوا‬

‫علي أعطكم أمانيكم‪ ،‬فإني لن أجزيكم اليوم بقدر أعمالكم‪ ،‬ولكتتن‬

‫بقدر رحمتي‪ ،‬وكرامتي‪ ،‬وطتتولي‪ ،‬وجللتتي‪ ،‬وعلتتو مكتتاني‪ ،‬وعظمتتة‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأني"‪.‬‬

‫‪898‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فما يزالون في الماني والعطايا‪ ،‬والموابه‪ ،‬حتتتى إن المقتصتتر فتتي‬

‫أمنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا منتتذ خلقهتتا اللتته إلتتى يتتوم إفنائهتتا"‪.‬‬

‫فيقول لهم الله عز وجل‪" :‬قد قصرتم في أمانيكم‪ ،‬ورضتتيتم بتتدون‬

‫ما يحق لكم‪ ،‬لقتد أوجبتت لكتم متا ستألتم وتمنيتتم‪ ،‬وألحقتت بكتم‬

‫ذريتكتتتتتتم‪ ،‬ودونكتتتتتتم متتتتتتا قصتتتتتترت عنتتتتتته أمتتتتتتانيكم"‪.‬‬

‫وهذا مرسل ضعيف‪ ،‬غرب‪ ،‬وأحسن أحواله أن يكون من كلم بعض‬

‫السلف‪ ،‬فوهم بعتتض وراتتته فجعلتته مرفوعتًا‪ ،‬وليتتس كتتذلك‪ ،‬واللتته‬

‫أعلم‪.‬‬

‫جّنة و َ‬
‫لحاديث َ‬
‫شّتى‬ ‫علق بال َ‬
‫جامع لحكام تت َ‬
‫باب َ‬

‫م‬
‫حْقَنا ب ِهِ ْ‬‫مان أل َ‬ ‫م بِإي َ‬ ‫م ُ‬
‫ذري ّت ُهُ ْ‬ ‫مُنوا َوات ّب َعَت ْهُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬واّلذي َ‬
‫ن شيء"‪.‬‬ ‫مم ْ‬ ‫ملهِ ْ‬ ‫ن عَ َ‬‫مم ْ‬ ‫ما أل َت َْناهُ ْ‬‫م وَ َ‬
‫ذري ّت َهُ ْ‬
‫ومعنى هذا‪ :‬أن الله تعالى يرفع درجة الولد في الجنة‪ ،‬إلى درجة‬
‫الباء‪ ،‬وإن لم يعملوا بعملهم‪ ،‬ول ينقص الباء من أعمالهم‪ ،‬حتى‬
‫يجمع بينهم وبين بنيهم‪ ،‬في الجنة التي يستحقها الباء‪ ،‬فيرفع‬
‫الناقص حتى يساويه مع العالي‪ ،‬ليجمع بينهم في الدرجة العالية‪:‬‬
‫لتقر أعينهم لجتماعهم وارتفاعهم"‪.‬‬
‫قال الثوري عن عمر بن مرة‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪،‬‬
‫قال‪" :‬إن الله ليرفع ذرية المؤمن إلى درجته‪ ،‬وإن كانوا دونه في‬
‫مان‬‫م بآي َ‬ ‫م ذّري ّت ُهُ ْ‬‫مُنوا َواتبعَت ْهُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫العمل‪ ،‬ليقربهم عينة ثم قرأ‪َ" :‬والذي َ‬
‫يٍء"‪.‬‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مِله ْ‬
‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ما ألت َْناهُ ْ‬
‫م وَ َ‬
‫م ذّري ّت َهُ ْ‬‫حْقَنا به ْ‬ ‫أل ْ َ‬
‫‪899‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كذا رواه ابن جبير‪ ،‬وابن أبي حاتم في تفسيرهما عن الثوري‬


‫موقوفًا‪ ،‬وكذا رواه ابن جرير‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬عن سعيد‪،‬‬
‫عن ابن عباس موقوفًا‪ ،‬وروراه البزار في مسنده‪ ،‬وابن مردويه‬
‫في تفسيره‪ ،‬من حديث قيس بن الربيع‪ ،‬عن عمرو عن سعيد‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫وروى الثوري‪ :‬وشعبة أثبت‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وروى ابن أبي الدنيا‪ ،‬من طريق الليث‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت‪،‬‬
‫عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس في هذه الية قال‪" :‬هم ذرية‬
‫المؤمن‪ ،‬يموتون على اليمان‪ ،‬فإن كانت منازل آبائهم أرفع من‬
‫منازلهم‪ ،‬ألحقوا بآبائهم‪ ،‬ولم ينقص الباء من أعمالهم التي عملوا‬
‫شيئًا"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا حسين بن إسحاق التستري‪ ،‬حدثنا محمد بن‬
‫عبد الرحمن بن غزوان‪ ،‬حدثنا‪ :‬شريك‪ ،‬عن سالم القطش‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إذا دخل الرجل الجنة‪ ،‬سأل عن أبويه‪ ،‬وزوحته‪ ،‬وولده‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬إنهم لم يبلغوا درجتك‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب قد عملت لي ولهم‪،‬‬
‫فيؤمر بإلحاقهم به"‪.‬‬
‫مان"‪.‬‬‫م بإي َ‬
‫م ذري ّت ُهُ ْ‬
‫مُنوا َوات ّب َعَت ْهُ ْ‬ ‫وقرأ ابن عباس‪َ" :‬واّلذي َ‬
‫نآ َ‬
‫وقال العوفي‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬في هتتذه اليتتة‪ :‬يقتتول اللتته تعتتالى‪:‬‬

‫"والذين أدرك ذريتهم اليمان‪ ،‬فعملوا بطاعتي‪ ،‬ألحقتهم بآبائهم في‬

‫الجنتتتتتتتتتة‪ ،‬وأولدهتتتتتتتتتم الصتتتتتتتتتغار تلحتتتتتتتتتق بهتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫هذا التفسير هو أحد أقوال العلماء في معنتى الذريتة‪ ،‬أهتم الصتغار‬

‫داوُد َ‬
‫ن ذرّيتتتهِ َ‬
‫متت ْ‬
‫فقتتط? أم يشتتمل الصتتغار والكبتتار? كقتتوله‪" :‬وَ ِ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫وَ ُ‬

‫‪900‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كورًا"‪.‬‬ ‫ن عَْبتتدا ً َ‬
‫شتت ُ‬ ‫ه َ‬
‫كتتا َ‬ ‫مل َْنتتا َ‬
‫متتعَ ُنتتوح إّنتت ُ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫متت ْ‬
‫وقتتال‪" :‬ذّرّيتتة َ‬

‫فتتتأطلق الذريتتتة علتتتى الصتتتغار‪ ،‬كمتتتا أطلقهتتتا علتتتى الكبتتتار‪.‬‬

‫وتفسير العوفي عن ابتتن عبتتاس‪ ،‬يشتتملهما‪ ،‬وهتتو اختيتتار الواحتتدي‬

‫وغيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وهو محكي عن الشعبي‪ ،‬وأبي مخلد‪ ،‬وستتعيد بتتن جتتبير‪ ،‬وإ براهيتتم‬

‫النخعي وأبي صالح‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والربيع بن أنتتس‪ .‬هتتذا فضتتله ورحمتتته‬

‫على البناء ببركة عمل الباء‪.‬‬

‫فضل الله عز وجل على الباء ببركة عمل البناء‬

‫فأما فضله على الباء ببركة دعتتاء البنتتاء‪ ،‬فقتتد قتتال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا‬

‫يزيد‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن أبتتي عاصتتم بتتن النجتتود‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫"إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬أّنتتى‬

‫لتتتتتتتي هتتتتتتتذه? فيقتتتتتتتول‪ :‬باستتتتتتتتغفار ولتتتتتتتدك لتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وهذا إسناد صحيح‪ :‬ولتتم يخرجتته أحتتد متتن أصتتحاب الكتتتب الستتتة‪،‬‬

‫ولكن له شاهد في صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫‪901‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا مات ابن آدم انقطتتع عملتته إل متتن‬

‫ثلث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له"‪.‬‬

‫فصل‬

‫الجنة والنار موجودتان‬

‫والجنة والنار موجودتان الن‪ ،‬معدتان لصحابهما‪ ،‬كما نطق بذلك‬


‫القرآن? وتواترت بذلك الخبار عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة‪ ،‬المستمسكين بالعروة‬
‫الوثقى‪ ،‬وهي السنة المثلى إلى قيام الساعة‪ ،‬خلفا ً لمن زعم أن‬
‫الجنة والنار لم يخلقا بعد‪ ،‬وإنما يخلقان يوم القيامة‪ ،‬وهذا القول‬
‫صدر ممن لم يطلع على الحاديث المتفق على صحتها في‬
‫لسلم المعتددة المشهورة بالسانيد‬ ‫الصحيحين وغيرهما من كتب ا ِ‬
‫الصحيحة والحسنة‪ ،‬مما ل يمكن دفعه‪ ،‬ول رده‪ ،‬لتواتره‪ ،‬واشتهاره‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيحين‪ :‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"أنه رأى الجنة والنار ليلة السراء"‪.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪" :‬اشتكت النار إلى ربها فقالت‪ :‬يا رب‪:‬‬
‫أكل بعضي بعضًا‪ ،‬فأذن لها في نفسين‪ ،‬نفس في الشتاء‪ ،‬ونفس‬
‫في الصيف‪ ،‬فأشد ما تجدون من الزمهرير‪ ،‬من بردها‪ ،‬وأشد ما‬
‫تجدون في الحر‪ ،‬من فيحها‪ ،‬فإذا كان الحر فأبردوا بالصلة"‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من طريق عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن همام‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"تحاجت الجنة والنار‪ ،‬فقالت النار‪ :‬أؤثرت بالمتكبرين والمتجبرين‪.‬‬
‫وقالت الجنة‪ :‬ما لي ل يدخلني إل ضعفاء الناس وسقطهم دون‬
‫غيرهم? فقال الله للجنة‪ :‬أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من‬
‫عبادي‪ ،‬وقال للنار‪ :‬أنت عذابي‪ ،‬أعذب بك من أشاء من عبادي‪،‬‬

‫‪902‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولكل واحدة منكما ملؤها‪ ،‬فأما النار فل تمتلىء حتى يضع قدمه‬
‫عليها‪ ،‬فتقول‪ :‬قط قط‪ ،‬فهنالك تمتلىء‪ ،‬وينزوي بعضها إلى بعض‪،‬‬
‫ول يظلم من خلقه أحدًا‪ ،‬وأما الجنة فينشىء الله لها خلقًا"‪ .‬لفظ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من طريق سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تزال جهنم يلقى فيها‪،‬‬
‫وتقول هل من مزيد‪ ،‬حتى يضع الجبار فيها قدمه‪ ،‬فينزوي بعضها‬
‫إلى بعض‪ ،‬وتقول‪ :‬قط قط‪ .‬بعزتك وكرمك‪ ،‬ول يزال في الجنة‬
‫فضل‪ ،‬حتى ينشىء الله لها خلقًا‪ ،‬فيسكنهم فضل الجنة"‪.‬‬
‫فأما ما وقع في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم من أنه سبحانه وتعالى ينشىء للنار من يشاء‪،‬‬
‫فيلقى فيها‪ ،‬فتقول‪ :‬هل من مزيد? وإشكال هذه الرواية‪ ،‬فقد قال‬
‫بعض الحفاظ‪ :‬هذا غلط من بعض الرواة‪ ،‬وكأنه اشتبه عليه‪ ،‬فدخل‬
‫عليه لفظ في لفظ فنقل هذا الحكم من الجنة إلى النار‪ :‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فإن كان محفوظا ً فيحتمل أنه تعالى امتحنهم في العرصات‬
‫كما يمتحن غيرهم ممن لم تقم عليه الحجة في الدنيا‪ ،‬فمن عصى‬
‫ماك ُّنا‬‫منهم أدخله النار‪ ،‬ومن استجاب أدخله الجنة‪ ،‬لقوله تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫سو ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ث َر ُ‬‫حّتى ن َب ْعَ َ‬ ‫معَذ ِّبي َ‬
‫ن َ‬ ‫ُ‬
‫ن ِللّناس عََلى اللهِّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ن ل ِئ َل ي َكو َ‬
‫من ْذِِري َ‬
‫ن وَ ُ‬
‫ري َ‬
‫ش ِ‬‫مب َ ّ‬ ‫ً‬
‫سل ُ‬ ‫ولقوله تعالى‪ُ" :‬ر ُ‬

‫كيمًا"‪.‬‬ ‫زيزا ً َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫سل وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ة ب َعْد َ الّر ُ‬
‫ج ٌ‬
‫ح ّ‬
‫ُ‬

‫فصل‬

‫في بعض صفات أهل الجنة وبعض صفات أهل النار‬

‫‪903‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقتتد ذكرنتتا فيمتتا ستتلف صتتفة أهتتل الجنتتة حتتال دختتولهم إليهتتا‪،‬‬

‫وقدومهم عليها‪ ،‬وأنهم يحول خلقهتتم إلتتى طتتول ستتتين ذراعتا ً فتتي‬

‫عرض سبعة أذرع‪ ،‬وأنهم يكونون جردا ً مكحلين في سن أبنتتاء ثلث‬

‫وثلثيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا القاسم بن هاشتتم‪ ،‬حتتدثنا صتتفوان‬

‫بن صالح‪ ،‬حدثني داود بن الجراح العسقلني‪ ،‬حدثنا الوزاعتتي‪ ،‬عتتن‬

‫هارون بن رئاب عن أنس بن مالك‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يدخل أهل الجنتتة الجنتتة علتتى طتتول آدم‪ ،‬ستتتين‬

‫ذراعا ً بذراع الملك‪ ،‬على حسن يوستتف‪ ،‬وعلتتى ميلد عيستتى‪ ،‬ثلث‬

‫وثلثيتتتتتتتتتتتتتن‪ ،‬وعلتتتتتتتتتتتتتى لستتتتتتتتتتتتتان محمتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وروى داود بن الحصين‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قتتال‪" :‬لستتان‬

‫أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة عربتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي"‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬من طريقين فيهما ضعف‪ :‬عن أبي كريمتتة المقتتدام‬

‫بن معدي كرب رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ما من أحد من الناس يموت سقطا ً ول هرما ً أو فيمتتا‬

‫‪904‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بين ذلك‪ ،‬إل بعث ابن ثلثين‪ .‬وفي روايتتة‪ -‬ثلث وثلثيتتن‪ -‬ستتنة فتتإن‬

‫كان من أهل الجنة كان على مسحة وصورة يوسف‪ ،‬وقلتتب أيتتوب‪،‬‬

‫مردا ً مكحلين‪ ،‬ومن كان من أهل النار عظمتتوا وفخمتتوا كالجبتتال"‪.‬‬

‫وفي رواية‪" :‬حتى تصير جلدة يد أحدهم أربعين ذراعا ً وحتتتى يصتتير‬

‫نتتتتتتتتتتتتاب متتتتتتتتتتتتن أنيتتتتتتتتتتتتابه مثتتتتتتتتتتتتل أحتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وثبت‪" :‬أن أهل الجنة يأكلون‪ ،‬ويشربون‪ ،‬ول يبولون‪ ،‬ول يتغوطتتون‪،‬‬

‫وإنمتتا ينصتترف طعتتامهم بتتأنهم يعرقتتون عرقتًا‪ ،‬لتته رائحتتة كرائحتتة‬

‫المستتتتك الذفتتتتر‪ ،‬وأنفاستتتتهم تحميتتتتد وتكتتتتبير‪ ،‬وتستتتتبيح"‪.‬‬

‫وثبت‪" :‬أن أول زمرة منهم على صورة القمر‪ ،‬ثم الذين يلونهم في‬

‫البهتتاء كأضتتواء كتتوكب دري فتتي الستتماء‪ ،‬وأنهتتم يجتتامعون‪ ،‬ول‬

‫يتناستتلون‪ ،‬ول يتوالتتدون‪ ،‬إل متتا يشتتاؤون‪ ،‬وأنهتتم ل يموتتتون‪ ،‬ول‬

‫ينامون‪ ،‬لكمال حياتهم بكتتثرة لتتذاتهم‪ ،‬وتتتوالي طعتتامهم وشتترابهم‪،‬‬

‫ل‪ ،‬وشتتبابًا‪ ،‬وقتتوة‪ ،‬وكمتا ً‬


‫ل‪،‬‬ ‫وكلما ازدادوا خلودا ً ازدادوا حسنًا‪ ،‬وجمتتا ً‬

‫وازدادت لهم الجنة حسنًا‪ ،‬وبهاء‪ ،‬وطيبًا‪ ،‬وضياء‪ ،‬وكانوا أرغب فيهتتا‪،‬‬

‫‪905‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأحرص عليهتتا‪ ،‬فكتتانت لهتتم أعتتز وأغلتتى وألتتذ‪ ،‬وأحلتتى‪ ،‬قتتال اللتته‬

‫حو َ ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ن ِفيَها ل َ ي َب ُْغو َ‬
‫ن عَن َْها ِ‬ ‫خاِلدي َ‬
‫تعالى‪َ " :‬‬

‫فصل‬

‫لطلق هتتو‬
‫وقد ذكرنا‪ :‬أن أول من يدخل الجنة من بني آدم علتتى ا ِ‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلهم منزلتتة‪ ،‬وأن أول متتن‬

‫يدخلها من المم أمته‪ ،‬وأول متتن يتتدخل متتن هتتذه المتتة‪ ،‬أبتتو بكتتر‬

‫الصديق رضي الله عنه‪ ،‬وتقدم‪ ،‬أن أفتتراد هتتذه المتتة يكتتثرون فتتي‬

‫الجنة‪ ،‬وأنهم فيها يعدلون ثلثي أهل الجنة‪ ،‬كما تقتتدم‪" :‬أهتتل الجنتتة‬

‫مائة وعشرون صفا ً وهذه المة ثمانون صفًا"‪.‬‬

‫يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة‬

‫سنة‬

‫وفي المسند‪ ،‬وجامع الترمذي‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬من حديث محمتتد‬

‫بن عمرو‪ :‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬يتتدخل فقتتراء‬

‫المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصتتف يتتوم‪ ،‬وهتتو خمستتمائة عتتام"‪.‬‬

‫‪906‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإستتتتتتتتتتتتتتناده علتتتتتتتتتتتتتتى شتتتتتتتتتتتتتترط مستتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث الثوري‪ ،‬عن محمتتد بتتن زيتتد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫حتتتتتتتازم‪ ،‬عتتتتتتتن أبتتتتتتتي هريتتتتتتترة‪ ،‬مرفوعتتتتتتتًا‪ ،‬مثلتتتتتتته‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬من طريق العمش‪ ،‬عن عطيتتة‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد‪،‬‬

‫مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتًا‪ ،‬مثلتتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتم حستتتتتتتتتتتتتتتنه‪.‬‬

‫والذي رواه مسلم‪ :‬من طريق أبي عبد الرحمن الجعلتتي‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الله بن عمر‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن فقراء‬

‫المهتتتاجرين يستتتبقون الغنيتتتاء يتتتوم القيامتتتة بتتتأربعين خريفتتتًا"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬عن جابر بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬مرفوعتًا‪ ،‬مثلتته‪ ،‬وصتتححه‪.‬‬

‫ولتتتتتتته‪ :‬عتتتتتتتن أنتتتتتتتس أيضتتتتتتتًا‪ ،‬نحتتتتتتتوه‪ ،‬واستتتتتتتتغربه‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وإن كان الول محفوظتًا‪ ،‬فيكتتون باعتبتتار أول الفقتتراء وآختتر‬

‫الغنياء‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫أول ثلثة يدخلون الجنة وأول ثلثة يدخلون النار‬

‫‪907‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى المام أحمد‪ :‬عن إسماعيل بن علية‪ ،‬وأبو بكر بن أبي شيبة‪،‬‬

‫عن يزيد بن هارون‪ ،‬كلهما عن هشتتام الدستتتوري‪ ،‬عتتن يحيتتى بتتن‬

‫أبي كثير‪ ،‬عن عامر العقلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫ي أول ثلثتتة يتتدخلون‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬عرض عل ّ‬

‫الجنة‪ ،‬وأول ثلثة يدخلون النار‪ ،‬قال‪ :‬فأما أول ثلثة يدخلون الجنتتة‪:‬‬

‫فشهيد‪ ،‬وعبد مملوك لم يشغله رق التتدنيا عتتن طاعتتة ربتته‪ ،‬وفقيتتر‬

‫متعفف‪ ،‬ذو عيال‪ ،‬وأما أول ثلثة يدخلون النار‪ :‬فتتأمير مستتلط‪ ،‬وذو‬

‫ثتتروة متتن متتال ل يتتؤدي حتتق اللتته متتن متتاله‪ ،‬وفقيتتر فختتور"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من طريق ابن المبارك‪ ،‬عن يحيتتى بتتن أبتتي كتتثير‪،‬‬

‫وقتتتتال‪ :‬حستتتتن‪ ،‬ولتتتتم يتتتتذكر الثلثتتتتة متتتتن أهتتتتل النتتتتار‪.‬‬

‫وثبت في صحيح مسلم‪ :‬عن عياض بن حماد المجاشعي‪ ،‬عن النبي‬

‫صلى الله عليتته وستتلم‪ ،‬أنتته قتتال‪" :‬أهتتل الجنتتة ثلثتتة‪ :‬ذو ستتلطان‬

‫مقسط متصدق موفق‪ ،‬ورجل رحيم القلب بكل ذي قربى‪ ،‬ومسلم‬

‫عفيف متعفف ذو عيال‪ ،‬وأهل النار خمستتة‪ :‬الضتتعيف التتذي ل زبتتر‬

‫له‪ ،‬الذين هتتم فيكتتم تبعتا ً ل يبتغتتون أهل ً ول متتا ً‬


‫ل‪ ،‬والختتائن التتذي ل‬

‫‪908‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يخفى له طمع‪ -‬وإن دق‪ -‬إل خانه‪ ،‬ورجل ل يصبح ول يمسي إل وهو‬

‫يخادعتتك عتتن أهلتتك ومالتتك‪ ،‬وذكتتر البختتل‪ -‬أو الكتتذب‪ -‬والشتتنظير‬

‫الفحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاش"‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث سفيان الثوري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬عن معبتتد‬

‫بن خالد‪ ،‬عن حارثة بن وهب‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪،‬‬

‫قال‪" :‬أل أخبركم بأهل الجنتتة? كتتل ضتتعيف مستضتتعف‪ ،‬لتتو أقستتم‬

‫على الله لبره‪ ،‬أل أخبركم بأهتتل النتتار? كتتل عتتتل جتتواظ متكتتبر"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬أخبرنا عبد الله‪ ،‬أخبرنتتا موستتى‬

‫بن علي بن رباح‪ ،‬سمعت أبي يحدث‪ ،‬عن عبد الله بن عمتترو‪ ،‬عتتن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬أهتتل النتتار كتتل جعظتتري‬

‫جواظ‪ ،‬مستكبر‪ ،‬جماع‪ ،‬مناع‪ ،‬وأهتتل الجنتتة الضتتعفاء‪ ،‬المغلوبتتون"‪.‬‬

‫وقتتال الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا علتتي بتتن عبتتد العزيتتز‪ ،‬حتتدثنا مستتلم بتتن‬

‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا أبو هلل الراسي‪ ،‬حتتدثنا عقبتتة بتتن نتتبيت‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الجوزاء‪ ،‬عن ابن عبتتاس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬أهل الجنة من مل أذنيه من ثناء النتتاس خيتترا ً وهتتو يستتمع‪،‬‬

‫‪909‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأهل النار من مل أذنيه من ثناء الناس شرا ً وهو يسمع"‪ .‬وكذا رواه‬

‫ابتتتتتتن متتتتتتاجه‪ :‬متتتتتتن حتتتتتتديث مستتتتتتلم بتتتتتتن إبراهيتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال القاضي أبو عبيد علي بن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن صتتالح‪،‬‬

‫حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن أبي هاشم‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابتتن‬

‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أختتبركم‬

‫برجالكم من أهل الجنتتة‪ :‬النتتبي فتتي الجنتتة‪ ،‬والصتتديق فتتي الجنتتة‪،‬‬

‫والشهيد في الجنة‪ ،‬والرجل يزور أخاه في ناحية المصر ل يزوره إل‬

‫الله في الجنة‪ ،‬ونساؤكم من أهتتل الجنتتة‪ ،‬العتتؤود الولتتود‪ ،‬التتتي إذا‬

‫غضب زوجها جاءت حتى تضع يدها عليه‪ :‬ثم تقتتول‪ :‬ل أذوق غمض تا ً‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ترضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى"‪.‬‬

‫وروى النسائي بعضه من حديث خلف بن خليفتة‪ ،‬عتن أبتي هاشتم‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتن يحيتتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتتن دينتتتتتتتتتتتتتار‪ ،‬بتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وتقدم في الحاديث الصتتحيحة‪ :‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم‪ ،‬قتتال‪" :‬أطلعتتت فتتي الجنتتة فرأيتتت أكتتثر أهلهتتا الفقتتراء‪،‬‬

‫وأطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الغنياء"‪.‬‬

‫‪910‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحمادون لله عز وجل في السراء والضراء هم أول من‬

‫يدعى يوم القيامة لدخول الجنة‬

‫وتقدم الحديث الوارد من طريق حبيب بن أبي ثتتابت‪ ،‬عتتن ستتعيد‪،‬‬

‫عن ابن عباس‪ :‬مرفوعًا‪" :‬أول من يتتدعى إلتتى الجنتتة يتتوم القيامتتة‬

‫الحمادون‪ ،‬الذين يحمدون الله في السراء والضراء"‪.‬‬

‫فصل‬

‫في أمة محمد عليه السلم أكثر أهل الجنة عددًا‪،‬‬

‫وأعلهم مكانا ً ومكانة‬

‫هذه المة أكثر أهل الجنة‪ ،‬وأغناهم فيها‪ ،‬وأعلهم منازل‪ ،‬وهم‬

‫ن‬
‫ن الّولي َ‬
‫م َ‬ ‫صدورها كما قال الله تعالى في صفة المقربين‪" :‬ثل َ ٌ‬
‫ة ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫ن ال ِ‬
‫م َ‬ ‫وَقَِلي ٌ‬
‫ل ِ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ن َوثل ّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫وقال في صفة أهل اليمين‪" :‬ثل ّ ٌ‬


‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫ن ال ِ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬ ‫ن الّولي َ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬

‫وثبت في الصحيحين‪" :‬خير القرون قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم‬

‫‪911‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذين يلونهم‪ ،‬ثم يكون قوم تحت الشمس‪ -‬أو السماء‪ -‬ينذرون ول‬

‫يفون‪ ،‬ويشهدون ول يستشهدون ويخونون ول يؤتمنون"‪.‬‬

‫الصدر الول من صحابة رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم هم خير هذه المة‬

‫وخيار المة‪ ،‬الصدر الوائل من الصحابة‪ ،‬كما قال ابن مسعود‪:‬‬


‫"فمن كان منكم مقتديا ً فليقتد بمن قد مات‪ ،‬أولئك أصحاب محمد‪،‬‬
‫آمن هذه المة قلوبًا‪ ،‬وأعظمها علمًا‪ ،‬وأقلها تكلفًا‪ ،‬قوم اختارهم‬
‫الله لصحبة نبيه‪ ،‬ونصرة دينه‪ ،‬فاعرفوا لهم قدرهم‪ ،‬واقتدوا بهم‪،‬‬
‫فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"‪.‬‬
‫بعض الثار الواردة في دخول أعداد كبيرة من هذه‬

‫المة إلى الجنة بغير حساب‬

‫وتقدم أن هتتذه المتتة يتتدخل منهتتم إلتتى الجنتتة ستتبعون ألفتا ً بغيتتر‬

‫حستتاب‪ ،‬وفتتي صتتحيح مستتلم‪" :‬متتع كتتل ألتتف ستتبعون ألفتتًا"‪.‬‬

‫وفي ر واية أحمد‪" :‬مع كل واحد سبعون ألفًا"‪ .‬وإليك ذكر الحديث‪:‬‬

‫وإشارة إلى طرقه وألفاظه‪.‬‬

‫سبقك بها عكاشة‬

‫‪912‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يدخل الجنة من‬

‫أمتي زمرة هم سبعون ألفًا‪ ،‬تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة‬

‫البدر"‪.‬‬

‫فقام عكاشة بن محصن السدي يدفع نمرة فقال‪ :‬يا رسول الله‬

‫ادع الله أن يجعلني منهم‪ ،‬فدعا له رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم أن يجعله الله منهم‪.‬‬

‫فقام رجل من‪ .‬النصار فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ادع الله أن يجعلني‬

‫منهم‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬سبقك بها‬

‫عكاشة"‪.‬‬

‫ولهما من رواية أبي حازم‪ :‬عن سهل بن سعد‪ ،‬مثله‪.‬‬

‫ولهما‪ :‬من رواية حصين بن عبد الرحمن‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن‬

‫ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬عرضت علي‬

‫المم‪ ،‬فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الرهط‪ ،‬والنبي‬

‫ومعه الرجل‪ ،‬والرجلن‪ ،‬والنبي ليس معه أحد‪ ،‬فرفع سواد‪ ،‬فظننت‬

‫‪913‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أنهم أمتي‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هذا موسى وقومه‪ ،‬ولكن انظر إلى الفق‪،‬‬

‫فنظرت فإذا سواد عظيم‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هذه أمتك‪ ،‬ومعهم سبعون‬

‫ألفا ً يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬ول عذاب‪.‬‬

‫وفيه‪" :‬هم الذين ل يسترقون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون"‪.‬‬

‫فقام عكاشة‪ ،‬فذكره‪.‬‬

‫ولمسلم‪ :‬من طريق محمد بن سيرين‪ ،‬وعمران بن الحصين‪ ،‬عن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يدخل الجنة من أمتي سبعون‬

‫ألفا ً بغير حساب‪ ،‬ول عذاب‪ ،‬قيل من هم? قال‪ :‬هم الذين ل‬

‫يكتوون ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون"‪.‬‬

‫ولمسلم‪ :‬من حديث ابن جريج‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬نحوه‪..‬‬

‫وروى عاصم‪ :‬عن رزين بن مسعود‪ ،‬نحوه‪ .‬وإسناده على شرط‬

‫مسلم بن الحجاج‪.‬‬

‫وقال هشام بن عمار خطيب دمشق‪ :‬وأبو بكر بن أبي شيبة‪،‬‬

‫واللفظ له‪.‬‬

‫أخبرنا إسماعيل بن عباس‪ :‬أخبرني محمد بن زياد اللهاني‪ ،‬سمعت‬

‫‪914‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبا أمامة يقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫"وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا‪ ،‬مع كل ألف‬

‫سبعون ألفًا‪ ،‬ل حساب عليهم‪ ،‬ول عذاب‪ ،‬وثلث حثيات من حثيات‬

‫ربي عز وجل"‪.‬‬

‫وكذا رواه أبو بكر بن عاصم‪ :‬عن دحيم‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن‬

‫صفوان بن عمرو‪ ،‬عن أبي سليم بن عامر‪ ،‬عن أبي اليمان عامر‬

‫بن عبد الله بن يحيى الهوزي‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬فذكرمثله‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث عامر بن سعد البجلي‪ ،‬عن عتبة بن‬

‫عبد السلمي‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله‪..‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من طريق أبي أسماء الرحبي‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬مثله‪...‬‬

‫ولم يذكر ثلث حثيات‪...‬‬

‫وله‪ :‬من حديث قيس الكندي‪ ،‬عن أبي سعيد النصاري‪ ،‬مثله‪ -‬بذكر‬

‫الحثيات‪ -‬وقد قدمنا بقية طرقه بألفاظها‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪915‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫خلفا ً ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫هما مخلوقان ِ‬
‫والّنار وأن ّ ُ‬
‫جّنة َ‬
‫وجود ال َ‬
‫في َبيان ُ‬

‫خلف ذَِلك ِ‬
‫من أهل البطلن‬ ‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫َز َ‬

‫ت‬
‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ضَها ال ّ‬ ‫جن ّةٍ عَْر ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن رب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫عوا إ َِلى َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مت ِّقي َ‬ ‫ت ل ِل ْ ُ‬
‫عد ّ ْ‬ ‫ضأ ِ‬ ‫َوالْر ُ‬
‫ضَها ك َعَْرض‬ ‫جن ّةٍ عَْر ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن ربك ُ ْ‬ ‫م ْ‬‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫ساب ُِقوا ِإلى َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ض ُ‬‫ك فَ ْ‬ ‫سل ِهِ ذ َل ِ َ‬‫مُنوا ِبالل ّهِ وَُر ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ت ل ِل ّ ِ‬ ‫عد ّ ْ‬ ‫ماِء َوالْرض أ ِ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫ظيم"‪.‬‬ ‫ضل ال ْعَ ِ‬ ‫ه ذو ال َْف ْ‬ ‫شاُء َوالل ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬‫ؤتيهِ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫رين"‪.‬‬ ‫ت ل ِْلكافِ ِ‬ ‫عد ّ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وات ُّقوا الّنار اّلتي أ ِ‬
‫شي ّا ً وَي َوْ َ‬
‫م‬ ‫ن عَل َي َْها عد ُوّا ً وَعَ ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫وقال في حق آل فرعون‪" :‬الّناُر ي ُعَْر ُ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ذا َ‬ ‫شد ّ ال ْعَ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫خُلوا آ َ‬ ‫ة أد ْ ِ‬‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت َُقو ُ‬
‫ما‬
‫جَزاًء ب ِ َ‬ ‫ن قّرةِ أعُْين َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬ ‫خِف َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م ن َْفس َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ملو َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬
‫وثبت في الصحيحين‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬أنه قال‪" :‬يقول الله تعالى‪" :‬أعددت لعبادي الصالحين ما ل‬
‫عين رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪ ،‬ذخرا ً من بله‬
‫ن قُّر ِ‬
‫ة‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫خِف َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫ما أطلعتم عليه? ثم قرأ‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫أعُْين"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من حديث مالك‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن أحدكم إذا مات‪ ،‬عرض عليه مقعده بالغداة‬
‫والعشي‪ ،‬إن كان من أهل الجنة‪ ،‬فمن أهل الجنة‪ ،‬وإن كان من‬
‫أهل النار‪ ،‬فمن أهل النار‪ ،‬فقيل‪ :‬هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم‬
‫القيامة"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬عن أبي مسعود‪" :‬أرواح الشهداء في حواصل‬
‫طير خضر‪ ،‬تسرح في الجنة حيث شاءت‪ ،‬ثم تأوي إلى قناديل‬
‫معلقة في العرش"‪.‬‬
‫لمام أحمد بن حنبل‪ ،‬حدثنا محمد بن إدريس‬ ‫وروينا من حديث ا ِ‬
‫الشافعي‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كعب بن‬

‫‪916‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إنما‬
‫نسمة المؤمن في طائر معلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله‬
‫إلى جسده يوم يبعثه"‪ .‬وتقدم الحديث المتفق عليه‪ :‬من طريق‬
‫أبي الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :.‬حفت الجنة بالمكاره‪ ،‬وحفت النار بالشهوات"‪.‬‬
‫وذكر الحديث المروي من طريق حماد بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعًا‪" :‬لما خلق الله‬
‫الجنة قال يا جبريل‪ :‬اذهب فانظر إليها" الحديث‪.‬‬
‫وتقدم الحديث الخر‪" :‬لما خلق الله الجنة‪ ،‬قال لها‪ :‬تكلمي‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬قد أفلح المؤمنون"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬وعند مسلم‪ :‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تحاجت الجنة والنار" الحديث‪.‬‬
‫وفيهما‪ :‬عن ابن عمر‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬الحمى من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وفيهما‪ :‬عن أبي ذر‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلة‪ ،‬فإن‬
‫شدة الحر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪" :‬إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة‪،‬‬
‫وغلقت أبواب النار"‪.‬‬
‫لسراء‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫وقد ذكرنا في حديث ا ِ‬
‫رأى الجنة والنار ليلتئذ‪.‬‬
‫ها‬
‫عن ْد َ َ‬
‫من ْت ََهى ِ‬
‫سد َْرةِ ال ُ‬
‫عن ْد َ ِ‬
‫خَرى ِ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ َرآهُ ن َْزل َ ً‬
‫ةأ ْ‬
‫مأ َْوى"‪.‬‬
‫ة ال َ‬
‫جن ّ ُ‬
‫َ‬
‫وقال في صفة سدرة المنتهى‪" :‬إنه يخرج من أصلها نهران‬
‫ظاهران ونهران باطنان‪ ،‬وذكر الباطنين في الجنة"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪" :‬ثم أدخلت الجنة‪ ،‬فإذا جنادل اللؤلؤ‪ ،‬وإذا ترابها‬
‫المسك"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من طريق قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬بينا أنا أسير في الجنة‪ ،‬إذا أنا بنهر‬
‫حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا? قال‪ :‬هذا الكوثر الذي‬
‫أعطاك ربك"‪.‬‬
‫وفي مناقب عمر‪ :‬أنه صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أدخلت الجنة‬

‫‪917‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فرأيت جارية تتوضأ عند قصر‪ ،‬فقلت‪ :‬لمن أنت? قالت لعمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬فأردت أن أدخله‪ ،‬فذكرت غيرتك"‪.‬‬
‫فبكى عمر وقال‪ :‬أو عليك أغار يا رسول الله"? والحديث في‬
‫الصحيحين‪ ،‬عن جابر‪.‬‬
‫وقال لبلل‪" :‬دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك بين يدي في‬
‫الجنة‪ ،‬فأخبرني بأرجى عمل عملته في السلم‪ ،‬فقال‪ :‬ما عملت‬
‫لسلم أرجى عندي منفعة من أني ل أتطهر طهورا ً تاما ً‬ ‫عمل ً في ا ِ‬
‫في ساعة من ليل ول نهار‪ ،‬إل صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي‬
‫أن أصلي"‪.‬‬
‫وأخبرني عن الرميصاء أنه رآها في الجنة"‪.‬‬
‫أخرجاه عن جابر بن عبد الله‪.‬‬
‫وأخبر في يوم صلة الكسوف‪" :‬أنه عرضت عليه الجنة والنار‪ ،‬وأنه‬
‫م أن يأخذ منها قطفا ً من عنب‪ .‬ولو أخذ ثمة‬ ‫دنت منه الجنة‪ ،‬وأنه ه ّ‬
‫لكلتم منه ما بقيت الدنيا"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من طريق الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬رأيت عمرو بن عامر‬
‫بن الخزاعي ابن قمعة بن خندف أخا بني كعب هؤلء يجر قصبه‬
‫في النار"‪.‬‬
‫وقال في الحديث الخر‪" :‬ورأيت فيها صاحب المحجن"‪.‬‬
‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬دخلت امرأة النار‪ ،‬في‬
‫هرة حبستها حتى ماتت‪ ،‬فل هي أطعمتها وسقتها‪ ،‬ول هي تركتها‬
‫تأكل من خشاش الرض"‪ .‬ولقد رأيتها تحمشها"‪.‬‬
‫وأخبر عن الرجل الذي ينحي غصن شوك عن طريق المارة‪ .‬فقال‪:‬‬
‫"فلقد رأيته يستظل به في الجنة"‪.‬‬
‫وفي الحديث‪ :‬في صحيح مسلم‪ :‬عن أبي هريرة بلفظ أخر‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬عن عمران بن حصين‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أطلعت في الجنة‪ ،‬فرأيت أكثر أهلها الفقراء‪،‬‬
‫وأطلعت في النار‪ ،‬فرأيت أكثر أهلها النساء"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من طريق المختار بن فلفل المخزومي‪ ،‬عن‬
‫أنس‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬والذي نفسي‬

‫‪918‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل‪ ،‬ولبكيتم كثيرًا‪ ،‬قالوا‪ :‬يا‬


‫بيده‪ ،‬لو رأيتم ما رأيت‪ ،‬لضحكتم قلي ً‬
‫رسول الله فما رأيت? قال‪ :‬رأيت الجنة والنار"‪.‬‬
‫وأخبر‪ :‬أن المتوضىء إذا تشهد بعد وضوئه فإنه تفتح له أبواب‬

‫الجنة يدخل من أيها شاء"‪.‬‬

‫وفي صحيح البخاري‪ :‬من حديث شعبة‪ ،‬عن عدي بن حاتم‪ ،‬عن‬

‫البراء بن عازب‪ ،‬قال‪ :‬لما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬إن له لمرضعا ً في الجنة"‪.‬‬

‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا الحاكم‪ ،‬أخبرنا الصم‪ ،‬حدثنا ابن عباس‬

‫الرملي‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن عبد الرحمن‬

‫الصبهاني‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬أولد المؤمنين في جبل في الجنة‪ ،‬يكفلهم‬

‫إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة"‪.‬‬

‫وكذا رواه وكيع‪ :‬عن سفيان‪ -‬وهو الثوري‪ -‬والحاديث في هذا كثيرة‬

‫جدًا‪ ،‬وقد أوردنا كثيرا ً منها بأسانيدها ومتونها فيما تقدم‪.‬‬

‫ة وك ُل َ ِ‬
‫من َْها‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ج َ‬
‫ك ال َ‬ ‫ت وََزوْ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَقُل َْنا َيا آد َ ُ‬
‫ما ْ‬

‫جَرة"‪.‬‬ ‫ما وَل َ ت َْقَرَبا هَذِهِ ال ّ‬


‫ش َ‬ ‫شئت ُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫غدا ً َ‬
‫حي ْ ُ‬ ‫َر َ‬

‫‪919‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والجمهور على أن هذه الجنة جنة المأوى‪ ،‬وذهب طائفة آخرون‬

‫إلى أنها جنة في الرض‪ ،‬خلقها الله تعالى له‪ ،‬ثم أخرجه منها‪.‬‬

‫وقد ذكرنا ذلك مبسوطا ً في قصة آدم‪ ،‬من كتابنا هذا‪ ،‬بما أغنى عن‬

‫إعادته‪ ،‬وبالله المستعان‪.‬‬

‫فصل‬

‫وثبت في صحيح مسلم‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬أن رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن فقراء المهاجرين يسبقون الغنياء‬

‫يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا"‪.‬‬

‫كذا روى الترمذي‪ :‬من حديث جابر‪ ،‬وصححه أنس واستغربه‪.‬‬

‫وللترمذي من حديث أبي هريرة‪ ،‬وصححه‪ ،‬وأ بي سعيد‪ ،‬وحسنه‪:‬‬

‫"بنصف يوم‪ ،‬خمسمائة عام"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬فإن كان محفوظًا‪ -‬كما صححه الترمذي‪ -‬فتحصل أن ذلك‬

‫باعتبار أول دخول الفقراء‪ ،‬وآخر الغنياء‪ ،‬ويكون الربعون خريفًا‪،‬‬

‫باعتبار ما بين دخول آخر الفقراء‪ ،‬وأول الغنياء‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫وقد أشار إلى ذلك القرطبي في التذكرة حيث قال‪" :‬وقد يكون‬
‫‪920‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذلك باختلف أحوال الفقراء والغنياء" يشير الى ما ذكرناه‪.‬‬

‫قال الزهري‪" :‬كلم أهل الجنة عربي‪ ،‬وبلغنا أن الناس يتكلمون يوم‬

‫القيامة بالسريانية‪ ،‬فإذا دخلوا الجنة تكلموا بالعربية"‪.‬‬

‫فصل‬

‫مرَأة َتتزوج في الدنيا َبأزاواج وَتكون في الجّنة‬


‫في ال ْ َ‬
‫خُلقا ً‬
‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬
‫سن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ن كان في الدّن َْيا أ ْ‬
‫م ْ‬
‫لِ َ‬

‫ذكر القرطبي في التذكرة‪ :‬من طريق وهب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬أن أسماء‬
‫بنت أبي بكر شكت زوجها الزبير إلى أبيها فقال‪" :‬يا بنية‪ ،‬اصبري‬
‫فإن الزبير رجل صالح‪ ،‬ولعله يكون زوجك في الجنة"‪.‬‬
‫وقد بلغني أن الرجل إذا ابتكر المرأة‪ ،‬تزوجها في الجنة‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن العربي‪ :‬هذا حديث غريب‪.‬‬
‫وقد روي عن أبي الدرداء‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ .‬أن المرأة تكون‬
‫لخر أزواجها في الدنيا‪ ،‬وجاء‪ :‬أنها تكون لحسنهم خلقًا‪.‬‬
‫قال أبو بكر النجاد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن شاكر‪،‬‬
‫حدثنا عبيد بن إسحاق العطار‪ ،‬حدثنا يسار بن هارون‪ ،‬عن حميد بن‬
‫أنس‪ ،‬أن أم ٍ حبيبة قالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬المرأة يكون لها الزوجان‬
‫في الدنيا‪ ،‬فليهما تكون? فقال‪" :‬لحسنهما خلقا ً كان معها في‬
‫الدنيا"‪.‬‬
‫ثم قال‪" :‬يا أم حبيبة‪ :‬ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والخرة" ‪.‬‬
‫وقد روي عن أم سلمة‪ ،‬نحو هذا‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإليه المرجع والمآب‪.‬‬

‫‪921‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ ...................................‬أنتهى بفضل الله‬


‫وكرمه ‪................................‬‬

‫‪922‬‬

You might also like