You are on page 1of 7

‫جدل الداخل والخارج فى النضال الديموقراطى فى مصر‬

‫بقلم ‪ /‬عبد الخالق فاروق‬

‫الخبير فى الشئون القتصادية والستراتيجية‬

‫تثير مسألة علقة الخارج بالداخل فى النضال الديموقراطى‬


‫عموما ‪ ،‬مشكلت عديدة ‪ ،‬سواء على الصعيد النظرى‬
‫والسياسى ‪ ،‬أو على الصعيد الخلقى ‪ .‬وتزداد صعوبة وتعقيدات‬
‫الموضوع ‪ ،‬حينما يكون هذا الخارج مجروحا فى شرفه‬
‫السياسى ‪ ،‬ومشكوكا فى أغراضه وأهدافه ونواياه ‪ .‬كما يؤدى‬
‫غياب وإنقطاع التراث النضالى والخبرة العملية والسياسية‬
‫للكثيرين من الشباب حديثى العمل بقضايا التغيير السلمى فى‬
‫المجتمعات ‪ ،‬إلى صعوبات يطغى فيها البعد الخلقى المجرد‬
‫على المعطيات السياسية ومتطلباتها ‪.‬‬

‫وتواجه المناضلين المصريين – من كافة التيارات والفصائل‬


‫المعارضة – هذه المعضلة فى نضالهم القاسى وغير المتوازن‬
‫فى القوى بينهم وبين النظام ‪ ،‬من أجل التغيير السلمى لهذا‬
‫النظام الذى أوصل البلد إلى حافة النهيار على كافة الصعدة ‪،‬‬
‫السياسية والقتصادية والجتماعية ‪ ،‬بل حتى الخلقية ‪.‬‬

‫وقد إنقسم الشارع السياسى المصرى والرأى العام المتابع – أو‬


‫المتفرج بالمعنى الدق – بتياراته المختلفة بين ثلثة تيارات هى ‪:‬‬

‫للللل ‪ :‬وهو الكثر أتساعا ‪ ،‬حيث يرفض‬ ‫‪-‬‬


‫تماما فكرة التحالف مع الخارج أو التعاون معه‬
‫من أجل ممارسة الضغوط على النظام‬
‫السياسى الراهن من أجل إجراء إصلحات‬
‫حقيقية وذات معنى ‪ ،‬أو حتى تغيير بعض قواعد‬
‫اللعبة السياسية الستبدادية القائمة منذ يوليو‬
‫عام ‪ ، 1952‬ويستند هذا التيار فى موقفه‬
‫هذا ‪ ،‬إلى بعدين ‪ ،‬أحداهما يرتبط " بميراث‬
‫عرفى " للحركة الوطنية المصرية القديمة التى‬
‫نظرت دائما إلى الجنبى باعتباره مستعمرا وله‬
‫أجندته الخاصة ‪ ،‬ويجد هذا الميراث العرفى‬
‫خبرته فى ذلك الشرخ الذى حدث فى الحركة‬
‫الوطنية المصرية بعد حادث ‪ 4‬فبراير عام ‪1942‬‬
‫‪ ،‬حينما قبل " النحاس باشا " وحزب الوفد‬
‫تشكيل الوزارة بطلب من السفير البريطانى‬

‫‪1‬‬
‫وتحت حراب القوات البريطانية التى أهانت‬
‫الملك – رمز السيادة فى الدولة فى ذلك الحين‬
‫– وحاصرت قصره وهددته بإزاحته عن العرش ‪,‬‬
‫أما البعد الثانى فهو يستمد تأثيره من تجربة‬
‫العراق " الجديد " الذى دمرته القوات المريكية‬
‫والبريطانية بدعوى تغيير النظام الستبدادى‬
‫وجاءت فى صحبتها بمجموعات من السياسيين‬
‫العراقيين الموجودين فى المنافى والمرتبط‬
‫معظمهم بأجهزة الستخبارات الجنبية من كل‬
‫نوع وصنف ‪ ،‬فأغرقوا العراق فى حمامات دم‬
‫استمرت طوال ثلث سنوات من " التحرير "‬
‫ومازالت والمؤكد أنها ستستمر لسنوات طويلة‬
‫قادمة ‪.‬‬
‫لللللل ‪ :‬تيار أقل اتساعا ‪ ،‬يرى أنه وإن‬ ‫‪-‬‬
‫كان ل يجوز التحالف مع الشيطان ) الخارج (‬
‫ضد إبليس ) النظام المصرى والنظمة العربية‬
‫عموما ( ‪ ،‬فإنه ينبغى الستفادة من التناقضات‬
‫القائمة بين الطرفين ‪ ،‬سواء كان بين الوليات‬
‫المتحدة ودول التحاد الوربى من جهة ‪،‬‬
‫والنظام العسكرى الحاكم فى مصر من جهة‬
‫أخرى ‪ ،‬أو بين منظمات المجتمع المدنى فى‬
‫العالم والنظام الحاكم فى مصر من أجل‬
‫التخلص من هذا النظام وتقديم رموزه وقياداته‬
‫إلى المحاكمات المحلية أو الدولية ‪.‬‬
‫لللللل ‪ :‬تيار من القلية ‪ ،‬يرى أنه ل‬ ‫‪-‬‬
‫غضاضة فى التعاون مع كافة دول العالم ‪ ،‬بما‬
‫فيها الوليات المتحدة ودول التحاد الوربى من‬
‫أجل التخلص من هذا النظام العسكرى‬
‫الستبدادى الذى ينزلق بسرعة كبيرة فى‬
‫السنوات القليلة الماضية إلى نظام " بلطجة "‬
‫بالمعنى الحرفى للكلمة بعيدا عن مفاهيم‬
‫السياسة وعلومها ‪ ،‬وينطلق هؤلء من حقيقة‬
‫أن هذا النظام قد أستسلم منذ سنوات بعيدة‬
‫للوليات المتحدة وإسرائيل ‪ ،‬بحيث يستحيل‬
‫عليه المزايدة على غيره عند التعاون بين قوى‬
‫المعارضة والوليات المتحدة أو غيرها من‬
‫الدول الوربية للتخلص منه ‪ ،‬ومن ثم فان‬
‫التعاون مع الخارج ل يندرج فى خانة " الخيانة‬
‫العظمى " لن هذا النظام تحديدا مجروح فى‬

‫‪2‬‬
‫وطنيته ومشكوك فى ذمته المالية والخلقية ‪،‬‬
‫وبالتالى فإنه لم يعد يعبر بأى حال عن‬
‫المطالب والمانى الوطنية ‪ .‬وتحت هذا قبل‬
‫هؤلء مقابلة " كوندليزا رايس " أثناء زياراتها‬
‫المتكررة إلى المنطقة ومصر ‪ ،‬ومن قبلها وزير‬
‫الخارجية المريكى السابق " كولن باول " ‪.‬‬

‫للللل ‪ ..‬ما هو الموقف الصحيح وسط هذا التيه السياسى ؟‬

‫إذا استعنا بالسوابق التاريخية ‪ ،‬وفى مواقف مشابهه ‪ ،‬تحمل من‬


‫اللتباس والغموض ما يستدعى إعادة فك وتركيب الصورة ‪ ،‬فان‬
‫من أشهر وأبرز تلك السوابق التاريخية حالة " فلديمير إليتش‬
‫لينين " قائد الثورة البلشفية فى روسيا عام ‪ ، 1917‬حينما‬
‫أعتلى الرجل قطارا عسكريا ألمانيا ‪ ،‬وهى فى حالة حرب ضد‬
‫بلده روسيا ‪ ،‬من أجل الوصول إلى العاصمة " بطروسبرغ "‬
‫مركز التمرد والثورة البلشفية ‪ ،‬والغريب فى المر أنه –‬
‫بمقاييس ومعايير الوطنية المجردة – فان الرجل قد ارتكب فعل‬
‫" الخيانة العظمى " بكل حذافيره ‪!! ..‬‬

‫والدهى والمر أن " لينين " كان يعتلى هذا القطار اللمانى من‬
‫أجل الذهاب إلى روسيا لقيادة ثورة اجتماعية فى بلد فى حالة‬
‫حرب ن ويكاد يعلن هزيمته فى تلك الحرب ‪ ،‬وهكذا يبدو‬
‫بالمعايير البسيطة والمجردة فان " لينين " ذلك القائد والمفكر‬
‫التاريخى للثورات الشتراكية فى العالم كان مجرد " خائن " ‪!!..‬‬

‫والسؤال ‪ ..‬هل يجوز هذا الحكم على هذا القائد البارز ؟‬

‫الجابة بالقطع كل‪.‬‬

‫إذن ما هى المعايير الصحيحة فى الحكم على مثل هذا الموقف ؟‬

‫وما هى السس الفكرية لتعاملنا مع جدل الخارج والداخل فى‬


‫كفاحنا الديموقراطى الراهن ؟‬

‫الحقيقة أن المعايير السياسية والفكرية التى ننطلق منها فى‬


‫وضع جدل الخارج والداخل تنبع من القيم التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الموقف من النظام والحكم ‪ :‬فإذا كان القطاع الغلب‬


‫من السكان يتضرر من سياسات هذا النظام فى المجالت‬
‫كافة السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية‬

‫‪3‬‬
‫وغيرها ‪ ،‬فإن هذا الموقف يترتب عليه الرغبة فى تغيير هذا‬
‫النظام واستبداله بنظام أكثر تعبيرا عن مصالح الغلبية ‪.‬‬
‫مدى إمكانية التغيير السلمى ‪ :‬إذا استحال على قوى‬ ‫‪-2‬‬
‫المعارضة السياسية إجراء تغيير سلمى للنظام والحكم ‪،‬‬
‫بسبب من قمع النظام وإستبداديته ‪ ،‬واستخدامه لوسائل‬
‫التزوير فى النتخابات وعدم استقللية السلطة القضائية‬
‫وغيرها من الوسائل القمعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬موقف النظام من القضايا الوطنية والقومية ‪ :‬يمثل‬
‫موقف النظام فى مصر من القضايا الوطنية والقومية‬
‫) السياسة الخارجية ( عنصرا أساسيا من عناصر التقييم‬
‫والمشروعية ‪ ،‬فإذا تحول النظام إلى مجرد أداة من أدوات‬
‫القوى المعادية للمصالح الوطنية والعربية كالوليات‬
‫المتحدة وإسرائيل ‪ ،‬فإن عملية تغييره أو العمل على‬
‫تغييره تكتسب مشروعية وطنية جامعة ‪.‬‬
‫انغماس النظام وقياداته فى الفساد ‪ :‬فإذا كان‬ ‫‪-4‬‬
‫قيادات النظام ورموزه فى معظم المواقع والمناصب‬
‫متورطة فى عمليات فساد وممارسة جريمة " استغلل‬
‫النفوذ " واستخدام المنصب العام كوسيلة للتربح الذاتى أو‬
‫لفراد آسرهم ‪ ،‬فإن تغيير النظام أو العمل على تغييره‬
‫تصبح ضرورة وطنية تجب أى ضرورات أخرى ‪.‬‬
‫عدم الكفاءة فى إدارة شئون المجتمع والدولة ‪ :‬إذا‬ ‫‪-5‬‬
‫أتسم أداء القائمين على النظام بعدم الكفاءة وسوء‬
‫التقدير ‪ ،‬فيما يظهر من أحداث داخلية أو خارجية بحيث‬
‫بدت للعيان وللكافة مقدار التخبط وعدم الوضوح فى عملية‬
‫اتخاذ القرار فى الوقت المناسب وبالصورة المناسبة ‪ ،‬فإن‬
‫مطالب تغيير النظام تتخذ زخما وطنيا وشعبيا ‪ ،‬وفى الحالة‬
‫المصرية فإن انعدام الكفاءة فى إدارة شئون البلد بدت‬
‫واضحة للعيان فى أكثر من موقف وفى أكثر من كارثة ‪،‬‬
‫مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومالية واقتصادية‬
‫واستراتيجية عديدة خلل فترة حكم الرئيس الحالى محمد‬
‫حسنى مبارك والجماعة المحيطة به ‪ ،‬ولعل من أبرز ظواهر‬
‫إنعدام الكفاءة وأدت إلى أضرار استراتيجية لمصر وإقليمها‬
‫الحيوى ‪ ،‬ما جرى ويجرى فى السودان والصومال من‬
‫تمزيق وتفتيت دون جهد مصرى لتجميع الفرقاء ‪ ،‬مما أدى‬
‫لترك الساحة فارغة لسرائيل والوليات المتحدة للتحرك‬
‫وإعادة تركيب المنطقة كما يحلو لهما وبما يحقق‬
‫مصالحهما الستراتيجية ‪ ،‬وهو ما يضر ضررا بالغا بالمن‬
‫القومى المصرى وبالمصالح الستراتيجية المصرية والعربية‬

‫‪4‬‬
‫‪ ،‬وكذلك ما جرى فى العراق وأدى لحتلله وتفتيته والدور‬
‫المصرى المشبوه فى فلسطين ‪.‬‬
‫مدى احترام النظام للدستور والقانون ‪ :‬يتبين خلل‬ ‫‪-6‬‬
‫العقود الثلثة الماضية أن هذا النظام وقياداته قد أهدرت‬
‫الدستور والقانون فى الكثير من المواقف والحداث ‪ ،‬ليس‬
‫أخرها صراعه ضد السلطة القضائية والتعدى على القضاة‬
‫ومحاولة إحداث فتنة داخل الهيئة القضائية المصرية‬
‫والتعنت فى رفض إصدار " قانون استقلل السلطة‬
‫القضائية " ‪ ،‬كما أن ما جرى من التفاف حول تعديل المادة‬
‫)‪ (76‬من الدستور فى مايو من عام ‪ 2005‬من أجل قطع‬
‫كل السبل على أى قيادة مصرية وطنية معارضة للتقدم‬
‫للترشح لتولى منصب رئيس الجمهورية وتفصيل التعديل‬
‫على مقاس " طفل الرئيس " يضع النظام ورئيسه وقياداته‬
‫فى خانة ارتكاب جريمة " الحنث باليمين الدستورى " وفقا‬
‫لنص المادة )‪ ، (79‬بما يدفع البلد إلى جريمة " توريث‬
‫العرش الجمهورى " فيما يعد انقلبا دستوريا كامل ‪.‬‬

‫هذه هى بعض المعايير الموضوعية للحكم على هذا النظام‬


‫وسياساته ‪ ،‬بيد أنه على الجانب الخر نواجه بضعف قوى‬
‫المعارضة المنظمة فى البلد ‪ ،‬سواء كانت أحزابا سياسية أو‬
‫جمعيات أهلية أو نقابات عمالية أو مهنية وغيرها ‪ ،‬بسبب من‬
‫طبيعة الضربات المنية والقمعية المستمرة والمتكررة ضدها‬
‫وضد قياداتها من أجل إجهاض أية محاولة لتجميع الصفوف أو‬
‫تشكيل " جبهة وطنية ديموقراطية " للتغيير ‪.‬‬

‫إذا كان المر كذلك ‪ ..‬فمن أين سيأتى أفق التغيير من أجل إنقاذ‬
‫مصر – والمنطقة العربية كلها – من هذا المصير المظلم الذى‬
‫وضعنا فيه هذا النظام ورئيسه ؟‬

‫فى الحقيقة نحن إزاء خيارين أحلهما مر ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أما أن نقبل بتواضع قوانا ونناضل نضال بطوليا‬


‫رومانسيا ‪ ،‬بل أدنى أمل فى النتصار والتغيير ‪ ،‬بفعل ميزان‬
‫القوى المختل لصالح النظام وقواه المنية التى تزيد عن ثلثة‬
‫مليين جندى وضابط ) ‪ 650‬ألف قوات مسلحة ‪ 1.3 +‬مليون فى‬
‫الداخلية ‪ +‬مليون مخبر ومرشد وجاسوس من بين المواطنين (‬
‫علوة على حوالى ‪ 5‬مليون مواطن هم كل المستفيدين من‬
‫سياسات النظام المالية والقتصادية بحيث يشكلون حوالى ‪%7.5‬‬
‫من إجمالى سكان مصر ‪ .‬وهذا الخيار هو كل ما يتمناه النظام‬
‫ويرغبه ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الثانى ‪ :‬أو أن نوسع من مجال تحالفاتنا الداخلية والدولية من‬
‫أجل استخدام ضغوط الخارج واستثمارها لحداث ثغرة فى حائط‬
‫هذا النظام المنى الديكتاتورى _ مجرد ثغرة – تسمح بتعديل ولو‬
‫طفيف فى توازن القوى السياسية والجتماعية فى البلد لصالح‬
‫الغلبية ولتكن هذه الثغرة ممثلة فى تعديل جوهرى فى المادتين‬
‫الخطيرتين فى الدستور المصرى وهما المادة )‪ (76‬والمادة )‪(77‬‬
‫‪ ،‬فعبرهما نستطيع استجماع بقية القوى السياسية من أجل‬
‫تغيير سلمى فى البلد ورفع يد النظام العسكرى الباطش‬
‫والثقيلة عن مواطنينا ومناضلينا ‪.‬‬

‫ويظل السؤال ‪ ..‬كيف نتعامل مع الخارج دون أن نقع فى فخاخ‬


‫الصياد المريكى ؟‬

‫هنا تتجلى عبقرية القادة والمفكرين الوطنيين بحق ‪ ،‬ودون‬


‫ادعاء ‪ ،‬وهنا أيضا تتبلور الصفوف وتفرز القوى الوطنية المخلصة‬
‫لقضايا التغيير عن تلك التى تدعى وتمل الدنيا ضجيجا فى‬
‫منابرها العلمية والصحفية ‪ ،‬بينما ممارستها الواقعية واتجاهات‬
‫قادتها تتجه إلى التحالف مع النظام بفعل علقات المصالح‬
‫الشخصية والنانية لهؤلء القادة الوهميين والمرتبطين بأجهزة‬
‫أمن النظام ‪.‬‬

‫فى هذا ينبغى أن تسارع القوى الوطنية المصرية الراغبة فى‬


‫التغيير بحق فى مراجعة حساباتها والتفاق على التى ‪:‬‬

‫أننا إذا كنا بصدد حالة عولمة للسوق الرأسمالى‬ ‫‪-1‬‬


‫الدولى تندفع إليه كل أنظمة الحكم العربية دون خجل أو‬
‫وجل ‪ ،‬ودون أى اعتبار للضرار المترتبة على هذا الندماج‬
‫القسرى فى السوق الرأسمالى الدولى الذى تهيمن عليه‬
‫الليبرالية المتوحشة والوليات المتحدة تحديدا ‪ ،‬فإننا‬
‫بالمقابل سوف نسعى لعولمة نضالنا الديموقراطى دون‬
‫تردد ‪ ،‬عبر التحالف والتعاون مع كل منظمات المجتمع‬
‫المدنى العالمى ومنظمات حقوق النسان الدولية فى كل‬
‫بقاع الرض ‪ ،‬من أجل فضح سياسات هذا النظام وكشف‬
‫الغطاء عنه دوليا وأخلقيا ‪.‬‬
‫وإننا لن نتردد فى استخدام القوى الحليفة للغرب من‬ ‫‪-2‬‬
‫أجل الضغط على حكوماتها لوقف كافة صور الدعم لهذا‬
‫النظام سواء اقتصاديا أو عسكريا ‪ ،‬ووقف مده بالقروض‬
‫والمنح التى تذهب معظمها أما إلى جيوب الفاسدين أو إلى‬
‫مؤسسات القمع وأجهزة أمن وإعلم النظام العسكرى‬
‫الستبدادي الحاكم فى مصر ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وإننا سوف نستخدم – كلما كان ذلك متاحا – منابر‬ ‫‪-3‬‬
‫البرلمانات الوربية وغير الوربية من أجل المطالبة بدعم‬
‫مطالب الديموقراطية والتغيير السلمى فى مصر ‪ ،‬وحماية‬
‫المعارضين من اعتقالت أجهزة المن المصرية ‪.‬‬
‫أننا سوف نلجأ – كلما توافرت الشروط القانونية –‬ ‫‪-4‬‬
‫إلى المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة حقوق النسان‬
‫الوربية ‪ ،‬من أجل رفع دعاوى قضائية ضد رموز النظام‬
‫الحاكم وقادته ‪ ،‬وعلى رأسهم السيد حسنى مبارك وأولده‬
‫وزوجته وكبار قيادات أجهزة المن ‪ ،‬بشأن عمليات التعذيب‬
‫والقتل الذى تعرض له عشرات ومئات المعتقلين‬
‫السياسيين – وغير السياسيين – طوال حكم هذا الرئيس ‪،‬‬
‫وسندفع من أجل استخدام هذه المحاكم والمنابر لكشف‬
‫جرائم هذا النظام وقادته ‪.‬‬
‫كما سنتعاون مع كافة منظمات وهيئات الشفافية‬ ‫‪-5‬‬
‫الدولية ‪ ،‬وذلك بتقديم كافة البيانات والمعلومات المتاحة‬
‫لدينا ‪ ،‬كما ندعو المواطنين والموظفين العموميين الذين‬
‫تقع هذه المعلومات تحت أعينهم بتقديمها إلى هذه الجهات‬
‫لكشف حالت الفساد الواسعة النطاق التى ميزت حكم هذا‬
‫الرجل وممارسات أولده فى الداخل والخارج وأقربائهم ‪،‬‬
‫وكذا قيادات ورموز هذا النظام فى كل المواقع الحكومية‬
‫من أجل الدفع لجراء محاكمات دولية لهؤلء ‪.‬‬
‫أننا لن نتعامل مع أى جهاز حكومى أمريكى فى هذا‬ ‫‪-6‬‬
‫المجال ‪ ،‬ولكننا على استعداد للتعاون مع أى بعثة أهلية أو‬
‫أكاديمية أو غير رسمية أمريكية ‪ ،‬من أجل كشف الحقائق‬
‫أمامها ومطالبتهم بالضغط على حكوماتها من أجل وقف‬
‫الدعم والمعونات العسكرية لهذا النظام ‪.‬‬
‫‪ -7‬أننا لن نتعامل مع إسرائيل ومنظماتها المدنية أو‬
‫الحكومية تحت أى شرط ‪ ،‬وتحت أى ظرف ‪.‬‬

‫هذه هى باختصار ملمح العلقات الصحيحة التى ينبغى أن نتعامل‬


‫بها مع ضغط الخارج ‪ ،‬دون حساسية ساذجة ‪ ،‬ودون أن ننصاع‬
‫لبتزاز عملء أجهزة النظام وأبواقه فى بعض الحزاب المخترقة‬
‫أو بعض صحفه الصفراء ‪.‬‬

‫أننا أمام معركة فاصلة وأخيرة لهذا النظام ‪ ،‬فإما أن نكون‬


‫نحن ‪ ،‬أو يكون هو ‪ ،‬وبنتيجتها سيتحدد بها ملمح مصر والعالم‬
‫العربى ‪ ،‬ول نبالغ إذا قلنا والعالم كله خلل عقود طويلة قادمة ‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like

  • حول الجدل المادى سلامة كيلة
    حول الجدل المادى سلامة كيلة
    Document25 pages
    حول الجدل المادى سلامة كيلة
    مركز أفاق اشتراكية للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
    No ratings yet
  • الاحزاب عبد الغفار شكر
    الاحزاب عبد الغفار شكر
    Document42 pages
    الاحزاب عبد الغفار شكر
    مركز أفاق اشتراكية للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
    No ratings yet
  • الثقافة والثورة
    الثقافة والثورة
    Document4 pages
    الثقافة والثورة
    مركز أفاق اشتراكية للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
    No ratings yet
  • شهدى عطية سيرة
    شهدى عطية سيرة
    Document7 pages
    شهدى عطية سيرة
    مركز أفاق اشتراكية للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
    100% (1)
  • نساء منسيات
    نساء منسيات
    Document162 pages
    نساء منسيات
    مركز أفاق اشتراكية للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
    100% (1)
  • Untitled
    Untitled
    Document60 pages
    Untitled
    مركز أفاق اشتراكية للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
    No ratings yet
  • مدخل إلى الاشتراكية العلمية إرنست ماندل
    مدخل إلى الاشتراكية العلمية إرنست ماندل
    Document98 pages
    مدخل إلى الاشتراكية العلمية إرنست ماندل
    أرشيف جريدة المناضل-ة
    No ratings yet