Professional Documents
Culture Documents
_ مقدمة الفصل
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
-تعني دراسة الدارة في الفترة الخيرة بأهمية شديدة بين الدارسين و الممارسين
في مختلف أوجه النشاط القتصادي ،ويرجع هذا لسبب تعاظم أهمية دراسة
الدارة وتطبيق مبادئها في مجتمعانا الحديث إلى تزايد تأثير المتغيرات
والظروف البيئية المختلفة من جهة ،ومن جهة أخرى إلى زيادة حدة المنافسة
بين المؤسسات المختلفة مما أدى إلى زيادة الهتمام بالداء الفعال داخل تلك
المؤسسات.
-التعريف
إن الوصول إلى تعريف شامل ومحدد لمعنى كلمة " إدارة " واجه الكثير من
الصعوبات حيث يختلف معنى الدارة باختلف وجهة النظر القائم بالتعريف ،و نواحي
1
التركيز الذي ينظر إلى الدارة من خلل الوقت الذي أصيغ فيه التعريف.
و باستعراض هذه التعريفات نجد أن اغلبها يعكس انتماءات و اهتمامات مقدميها,
والمشاكل التي واجهها المفكرون في ذالك الوقت.
فنجد أن فريد يريك تايلور يرى آن الدارة هي " أن تعرف بالضبط ماذا تريد ثم تتأكد
أن الفراد يؤدونه بأحسن وارخص وسيلة ممكنة ".2
وفي نفس التجاه يقول ماكس فيبر أن الدارة "هي المتخصصة بجنب أي -
محمد فريد الصحن ,و آخرون ,مبادئ الدارة ,الدار الجامعية ,السكندرية ,2002 2001 ,ص .21 1
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
-بينما يشير جون مينر كينز إلى الدارة على أنها "فن الحصول على أقصى
رواج و مهارة لكل من صاحب العمل والعاملين مع تقديم أفضل خدمة ممكنة
للمجتمع "
-و هناك من ينظر الدارة كعملية تتكون من عدة وظائف ويعكس هذا التجاه
الوظائف التي يمارسها المدير داخل منظمته.
1
-فيقول هينري فايول" إن معنى أن تدير هو أن تتنبأ وتخطط وتنظم وتراقب "
-أما درا كر فيعرف الدارة بأنها" وظيفة ومعرفة وعمل يتم إنجازه و يطبق
المديرون هذه المعرفة لتنفيذ هذه الوظائف و تلك العمال".
-ويرى كونتر وادونال أن الدارة هي "وظيفة تنفيذ الشياء من خلل الخرين
".
-أما سيك فيقدم تعريفا اشمل نسبيا وهو "أن الدارة هي تنسيق الموارد من خلل
عمليات التخطيصط و التوجيصه و الرقابصة حتصى يمكصن الحصصول على أهداف
محددة ".
-ومين التجاهات الحديثية نسيبيا فيي النظير للدارة هيي ضرورة الخيذ بعيين
العتبار الظروف والمتغيرات البيئية الخارجية التي تعمل في ظلها المنظمة و
المؤثرة في عمل الدارة ويعكس التعريف إلي قدمه روبرت البانيز هذا التجاه
عندما أشار
صم
صط و التنظيص
صن خلل العمليات المتماثلة للتخطيص
صة مص
-الفعال للموارد المتاحص
والتوج يه والرقا بة لتحق يق أهداف الع مل الجما عي بطري قة تع كس الظروف
البيئية السائدة و تحقق المسؤولية الجتماعية لذالك العمل ".
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
-وظائف الدارة
-إن تحقيق أهداف العمل الجماعي يتم من خلل القيام بالعمليات الدارية للتنسيق
و السيتخدام الفعال للموارد المتاحية وتتشكيل مجموعية مين النشطية اللزمية
لتحقييق ذالك إلى أن الدارة هيي "إيجاد و المحافظصة على ظروف بيئيصة يمكصن
من خللها للفراد تحقيق أهداف معينة بكفاءة و فعالية ".
-ومين وجهية نظير شاملة يمكين النظير إلى العمليية الداريية مين خلل أربعية
وظائف أسياسية ,تشكيل فيميا بينهيا مزيجيا متكامل يمكين للمديير مين خللهيا
الوصيول إلى أهداف وحدتيه التنظيميية و هيي التخطييط ,التوجييه ,الرقابية و
التنظيم.
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
. 1التخطيط:
- 1خظري كاظم حمود – هابيل يعقوب فاخوري ،إدارة النتاج والعمليات النتاجية ،الطبقة الولى ،دارى الصفا ،عمان،
، 2001ص .263
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
خلل الخمس سنوات التالية وان نطاق التخطيط في المستوى التنفيذي أضيق
منه على مستوى الدارة العليا.
-و كذالك وقت التخطيط في خطة المشرف اقل من الوقت الذي تتضمنه خطة
مدير النتاج ,و هذه الملحظات تقودنا إلى استنتاج هام و هو انه كلما صعدنا
إلى المستويات الدارية العلى كلما زاد نطاق التخطيط وطالت الفترة الزمنية
التي تغطيها الخطة .
التنظيم:
_ تتضمن وظيفة التنظيم تحديد العلقات التنظيمية المطلوبة داخل العمل و اللزمة لتغيير
الخطط السابق وضعها وتحديد خطوط السلطة و درجة المركزية واللمركزية المطلوبة
في اتخاذ القرارات و تجميع العمال و النشطة داخل وحدات تنظيمية وتحديد نطاق
الشراف الواجب تطبيقه ,و بصفة عامة يحدد التنظيم طريقة تنفيذ الخطط من خلل
الوحدات التنظيمية المختلفة داخل المنظمة .
ويكن تعريف التنظيم "بأنه عملية منهجية يتم من خللا تديد النشطة والعمال والهام الت
يب القيام با لتحقيق رسالة النشأة وأهدافها وتصنيف هذه النشطة والعمال والهام ث تقسيمها
و/أو تميعها حسب أسس مددة يتم التفاق عليها .وتديد الصلحيات والواجبات الرتبطة يتلك
النشطة والعمال والهام .وتوصيف شكل وطبيعة العلقة بينها با يكن الفراد من التعاون فيما
".1بينهم لتوظيف إمكانيات وموارد النشأة بأعلى كفاءة تقق أهداف النظمة ومصال العاملي
وهناك العديد من المبادئ الدارية التي تستند عليها العملية التنظيمية مثل مبدأ وحدة
الرئاسة,وحدة التوجيه وتقسيم العمل ,المركزية و اللمركزية ...,ومن ثم فمن الممكن
1مصطفى محمود أبو بكر ،التنظيم الداري في التنظيمات المعاصرة "مدخل تطبيقي" .الدار الجامعية 84شارع ذكريا
غنيم –تانيس سابقا 2002/2003ص .71
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
إن يختلف التنظيم المطلوب لنجاز الهداف في منظمة عن أخرى تبعا لختلف توجهات
الدارة العليا للمنظمة و تاريخها في هذا الصدد.
-فقد تختلف درجة المركزية المنوحة للمرؤوسين حسب مدى اقتناع القيادات
بضرورة تفويض السلطة ,فتنظيم إدارة التسويق داخل المنظمة يكون على
أساس المناطق الجغرافية ,أو المنتجات التي تسوقها المنظمة تبعا لختلف نوع
المشاكل التي تقابلها.
-ويعتبر التنظيم ضروريا في كافة المستويات الدارية فعندما يقسم العمل بين
الدارات ثم بين الفراد فان على المسؤولين أن يتحملوا المسؤولية في مقابل
السلطة الممنوحة لهم لتسيير العمل و محاسبة مرؤوسيهم و تعتبر وظيفة
التنظيم مستمرة للمدير ول تعد لمرة واحدة عند نشأة التنظيم نظر التغير
الواجبات أو تدفق العمل وإعادة تنظيمه وزيادة (أو نقص) السلطة في هذا
الصدد.
3-التوجـيه:
طالمجا أن كجل المديريجن يعملون مجع أفراد ،فيججب عليهجم أن يوفروا الظروف التجي تشججع على
العمل بكفاءة ،و يطلق على وظيفة التوجيه العديد من التسميات مثل :التحفيز ،القيادة ،التأثير،
و إن كانججت كلهججا تدور حول معنججى واحججد و هججو كيفيججة التعامججل مججع الفراد العامليججن داخججل
المؤسسة ،و وظيفة التوجيه عملية معقدة حيث يتم من خللها:
بالضافجججة إلى ضرورة أن يمارس المديجججر دوره القيادي فجججي التأثيجججر على مرؤوسجججيه ،و
باختصار فإن على المدير أن يوفر المزيج المناسب من هذه الجوانب و في الوقات المناسبة
و بالقدر المناسب.
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
4-الرقابـة:
تمثجل الرقابجة الوظيفجة الخيرة مجن العمليجة الداريجة ،حيجث تتمجل الرقابجة بالتأكيجد مجن دقجة تنفيجذ
الخطط عن طريق مقارنة الداء الفعلي بالمعايير الموضوعية ،وفي حالة اختلفها يتم اتخاذ
الجراءات التصجحيحية لمعالججة هذه النحرافات ،و تتعدد الجراءات الواججب اتخاذهجا حسجب
طبيعججة النحرافات و أسججبابها ،حيججث توجججد إجراءات قصججيرة الجججل تسججتخدم إذا كانججت
النحرافات ناتجججة عججن أسججباب بمكججن معالجتهججا على المدى القصججير ،و قججد تكون الجراءات
التصحيحية طويلة الجل إذا كانت بسبب تقادم اللت أو اختلل في الهيكل التنظيمي...الخ.
ثم نجد أن و وظيفة الرقابة من خلل عملية تصحيح النحرافات تلتقي مع الوظائف الدارية
الخرى ،حيججث يترتججب على عمليججة التصججحيح إجراء تعديلت فججي الخطججط ،أو التنظيججم ،أو
عمليات القيادة و التوجيه.
و يرى العديد من الكتاب ارتباط وظيفتي التخطيط و الرقابة حيث ينظر الكثيرون على أنهما
وجهان لعملة واحدة ،فل يوجججد للرقابججة إذا لم تكججن هناك خطججة معينججة موضوعججة للتنفيججذ ،و
بالعكجس ليجس هناك معنجى لوضجع الخطجط إذا لم يوججد نظام فعال للرقابجة عليهجا ،و بهذا يمكجن
اعتبار وظيفتي التخطيط و الرقابة كجزء من دائرة متكاملة تبدأ بالتخطيط و تنتهي بالرقابة ثم
التخطيط...و هكذا.
و يمكجن القول بأن هذه الوظائف تؤدي بصجورة مسجتمرة و متكاملة فجي نفجس الوقجت ،و يتوقجف
اسجتخدام المزيجج الملئم مجن هذه الوظائف على مكان المديجر فجي الهيكجل التنظيمجي مجن حيجث
الوقت المستغرق في أداء كل وظيفة و الهمية النسبية المعطاة لهذا الوقت.
مفهوم الجودة:
لقد تعددت وتباينت التعريفات التي تطرقت على موضوع الجودة ،في إعطاء تعريف محدد و
شامل لمعنى و مضمون الجودة و من الصعب إيجاد تعريف للجودة تعريفا بسيطا و شامل،
وهذا لسبب تعدد جوانب الجودة.
و لهذا سوف نتطرق إلى مفهوم الجودة من وجهتي نضر مختلفتين و هما:
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
هي مجموعة من التعاريف التي أوردها بعض رواد الجودة و المهتمين بهذا
المجال ،حيث نجد أن كل تعريف يختلف عن الخر ،وهذا راجع إلى اختلف وجهات النظر
التي ينظر بها إلى الجودة.
يرى بان الجودة ":هي مراعاة و احترام خصائص المنتوج المطلوبة من العملء مع غياب
1
أو عدم وجود أي خطأ أو انحراف عن المقاييس المعروفة عن المنتوج".
يري بأن الجودة هي ":هي ملئمة المنتوج للستعمال و دقته لمتطلبات العميل ،وذلك
لما للجودة من أهمية للتصميم و النتفاع و الميسورية التي تهيئ المستلزمات الضرورية
2
للعمل".
.1لعزاز مصطفى ،منايف غالية "،الجودة داخل المؤسسة" ،مذكرة التخرج لنيل شهادة الدراسات التطبيقية ،تخصص
محاسبة و ضرائب ،جامعة الجيللي الليابس سيدي بلعباس ،2001-2002 ،ص .05
2
.نفس المرجع.
.3د.داني الكبير معاشو" ،السيطرة على الجودة بين النظري و التطبيقي في المؤسسات الصناعية الجزائرية" ،رسالة لنيل
شهادة دكتوراه دولة في علوم التسيير ،جامعة الجيللي الليابس سيدي بلعباس ،2001-2000 ،ص .08
4
.لعزاز مصطفى ،منايف غالية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 05
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
و أيضا يعرف الجودة" :هي مجموعة مميزات المنتوج التي تلبي توقعات العميل ،سواء
1
كانت هذه التوقعات صحيحة أو ضمنية أو موضوعية أو ذاتية واعية أو غير واعية"
2
يرى الجودة على أنها " :المطابقة مع المتطلبات"
3
الجودة هي تلك السلعة أو الخدمة المتحررة من العيوب أو الخالية منها"
4
يرى الجودة بأنها " :درجة متوقعة من التنافس و العتماد تناسب السوق بتكلفة منخفضة "
5
و يرى أيضا بان الجودة 1988م ":مدى التنبؤ بشجاعة و تطابق المنتوج"
6
"الجودة هي المتانة و التميز للمنتوج"
هي مجموعة من التعريفات التي قدمتها هيئات و مجموعات متخصصة و لها علقة خاصة
في مجال الجودة.
1
.نفس المرجع،ص . 06
.2د ،مهدي صالح السمرائي" ،إدارة الجودة الشاملة في القطاعين النتاجي و الخدمي" دار جرير للنشر و التوزيع ،الطبعة
الولى،الردن،2007،ص .30
3
.نفس المرحع .
4
.نفس المرحع.
5
.نفس المرحع.
6
د ،توفيق محمد عبد المحسن "،تخطيط و مراقبة جودة المنتجات ،مدخل ادارة الجودة الشاملة" دار النهضة العربية ،مصر،
،1999.ص 13
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
"هي مجموعة من خصائص المنتوج أو منتوج يمنح الكفاءة و القدرة على إرضاء رغبات
المستهلكين و المستعملين" .2
" هي كل الخصائص و المظاهر الخاصة لمنتوج معين بحيث تكون قادرة على تلبية الرغبة
4
و الحاجة المحددة من طرف المستعمل أو المستهلك".
عرف الجودة ":أنها أداء العمل الصحيح و بشكل صحيح من المرة الولى ،مع العتماد على
تقييم المستفيد في معرفة مدى تحسن الداء".5
1
.لعزاز مصطفى ،منايف غالية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 05
2
.نفس المرجع ,
3
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره،ص 30
4
.لعزاز مصطفى ،منايف غالية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 05
5
..د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره،ص 28
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
يعرف الجودة على أنها " :الوفاء لمتطلبات السوق من حيث التصميم و الداء الجيد و
2
خدمات ما بعد البيع".
من ما تم استعراضه من مجمل هذه التعاريف ،يمكن استخلص أن معنى الجودة على أنها:
•إمكانية منتوج أو خدمة ما على تحقيق الشباع و الرضا و حتى السعادة لدى
المستهلك و المستعمل لها.
•الجودة تعني كل تلك المزايا التي يفترض المستهلك توفرها في المنتوج أو
الخدمة ،و المواصفات التي تجذب المشترين لها ،و تضاعف الرغبة فيها وفي
اقتنائها أو الستفادة أو الستمتاع بها.
و إذا تمعننا هذه التعاريف فإننا نجد أن أغلبها تمت وفقا لعدة أبعاد تتعلق برضاء الزبون ،و
تتمثل فيما يلي:3
الداء :ويشير هذا البعد إلى الخصائص الساسية للمنتوج؛
ألعتمادية :و تعني استمرارية و ثبات أداء المنتوج؛
1
.نفس المرجع ،ص 29
2توفبق محمد عبد المحسن ،مرجع سبق ذكره ،ص . 08
3سونيا محمد البكري ،إدارة النتاج و العمليات ،الدار الجامعية ،السكندرية ،2001 ،ص .113
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
الصلحية :ويشير هذا البعد إلي مدة صلحية المنتوج ابتداء من لحظة استعماله؛
الخصائص الخاصة :و يقصد بالخصائص الضافية التي يتميز بها المنتوج عن غيره من
المنتوجات المنافسة كسهولة الستخدام ،التكنولوجيا العالية أو طريقة التغليف و غيرها؛
المطابقة :و تعني مدى توافق المنتوج مع توقفات المستهلك؛
خدمات ما بعد البيع :و هو بعد يمكن للمؤسسة أن تحقق من خللها ميزة تنافسية و ذلك
بزيادة ثقة الزبائن في منتجاتها ،و تجدر الشارة إلى أن هذا البعد يمكن أن يندرج تحت
الخصائص الخاصة المشار إليها سابقا.
ولذلك فإن التقيد بجودة المنتوج أو الخدمة يعد عملية أخلقية و ثقافية ،لنها تعتمد على
المسؤولية و اللتزام و الثقة.
فالجودة تعبر عن هوية البلد و حضارته من خلل السلع و الخدمات التي يقدمها للسواق
المحلية و القليمية و الدولية ،و التي تعكس صورة البلد و نظامه الجتماعي و الخلقي
الذي يسود فيه و النوعية التي تميز حياة العمل في مؤسساتججه.
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
بعد تناولنا لكل من كلمتي " الدارة " و " الجودة " كل واحد منهما على حدا و بشكل
مفصل ،و باعتبار وظيفة إدارة الجودة تنطوي على وظيفتين أساسيتين داخل المؤسسة
القتصادية و هما:1
.1التخطيط للجودة.
.2مراقبة الجودة.
حيث عرف معهد الجودة الفيدرالي المريكي إدارة الجودة بأنها ":نظام استراتيجي
متكامل يساعد على تحقيق حالة من الرضا لدى العميل ،و يتضمن هذا النظام المديرين و
أصحاب العمال ( العمال) ،ويستخدم طرقا كمية لحداث تطوير مستمر في عمليا
المنضمة ".2
وكذلك يمكن تعريف إدارة الجودة على أنها" :وظائف و أنشطة الدارة التي من أهمها
سياسة الجودة و وضوح الهداف و المسؤوليات و تطبيقاتها بوسائل عملية مثل تخطيط
الجودة و مراقبتها و توكيدها و تحسينها باستمرار ضمن مواصفات نظلم الجودة".4
2
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص 33
3
.نفس المرجع
4
.نفس المرجع
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
إن فلسفة إدارة الجودة قد أسهم في بلورتها و صياغة مبادئها و المداخل الساسية لها
مجموعة من العلماء والمفكرين الرواد الذين يعود الفضل لهم في إرساء هذه الفلسفة أو
النظرية على أسس متينة قابلة للتطبيق على مختلف المؤسسات ،3حيث بدأ التركيز على
مفهوم الجودة في اليابان ثم انتشر بعدها في أمريكا و الدول الوربية ثم باقي دول العالم،4
وفي غالبية دول العالم يلقى تطوير و تحسين جودة النتاج اهتماما ملحوظا .
و يعتبر إشيكاوا الب الروحي لحلقات الجودة و الذي قدم اقتراح تأليف مجموعات
صغيرة من العاملين ،تقوم بالتعرف على المشكلت المتعلقة بأعمالهم بهدف تحسين
مستوي الداء و تطويره ،و الهتمام بالتعليم والتدريب لزيادة مهارة العاملين ،حيث
أخذت عملية التدريب في اليابان مكانها بداية الستينيات من القرن العشرين.7
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
يعد كروسبي احد عمالقة إدارة الجودة في أمريكا ،و اصدر العديد من الكتب خاصة في
مجال إدارة الجودة الشاملة و منها :الجودة الحرة ،الجودة بدون ندم ،و أول من أسس كلية
للجودة حيث ركز فيها مجهوداته على تطوير الجودة و تخفيض تكاليفها.
أعتبر كروسبي الدارة العليا مسؤولية عن الجودة ،و على مكافئة العمال و الموظفين و
تدريبهم و كذلك وجوب خفض تكلفة الجودة ،و هذا ل يعني أن المسؤولية تقع على عاتق
الدارات العليا بل هي مسؤولية الجميع في المؤسسة.1
و اعتبر كروسبي أن معيار الداء الساسي هو العيوب الصفرية أي عدم وجود أي أخطاء
و قد قسم التكاليف إلى قسمين و هما:2
•التكاليف المقبولة ،و هي تلك التكليف التي ساهمت في تحسن مستوى الجودة.
•التكاليف غير مقبولة ،و هي التكاليف التي أنفقت و لم تحقق مستوى الجودة
المطلوب.
يعد جوران المعلم الول للجودة في العالم و من ابرز روادها ،اصدر كتابه " السيطرة
على النوعية" ،عمل مهندسا ،و مدير مؤسسة ،أستاذا جامعيا و قانونيا ،و يعود له الفضل في
التقدم الصناعي لليابان ،إذ انه قام بتدريب اليابانيين خلل الخمسينيات من القرن العشرين
على مبادئ إدارة الجودة الشاملة ،و أول من تنبأ في عام 1966م بان اليابان ستصل إلى
مركز القيادة في مجال الجودة .3
ركّز جوران على العيوب أو الخطاء أثناء الداء التشغيلي (العمليات) وكذلك على
الوقت الضائع أكثر من الخطاء المتعلقة مباشرة بالجودة ذاتها ،كما أنه ركّز على الرقابة
على الجودة ،وبالنسبة له الجودة تعني مواصفات المنتج التي تشبع حاجات المستهلكين
وتحوز على رضاهم مع عدم احتوائها على العيوب أو النقائص.
1
.المرجع السابق ،ص 98
2
.د .محفوظ احمد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص 33
3
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص 92
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
و قجد ركجز جوران على الدور الكجبير للدارة الوسجطى لقيادة الجودة ،و فجي نفجس
الوقجت لم يهمجل دور الدارة العليجا و دعمهجا للجودة ،كمجا انجه لم يهمجل دور العمال الذيجن
تقع على عاتقهما ساسا مسؤولية تنفيذ مشاريع الجودة.
1خضير كاظم حمود ،إدارة الودة الشاملة ،دار السية للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة الول ،2000 ،ص .95-94
2
.المرجع السابق ،ص 82
3
.د .محفوظ احمد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص 28
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
لقججد شدد ديمنــج على المسججؤوليات الملقاة على عاتججق الدارة العليججا التججي تقود إلي
التغيير سواء كان ذلك في العمال أو النظام و قد قال بان القيادة تلعب دورا أساسيا و
مهما في النجاح لدارة الجودة و ذلك من خلل: 4
.1المسجؤولية التجي تقوم بهجا الدارة العليجا ليجاد الرؤيجة و توصجيلها لتوجيجه
المؤسسة نحو التطوير المتميز.
.2مسؤوليات الدارة العليا عن جميع مشكلت الجودة.
.3إعطاء الموظفيجن معاييجر واضحجة لمجا هجو مطلوب منهجم فجي العمجل ،كتوفيجر
المناخ الناسجب للعمجل و البيئة الملئمجة ،فسجح المجال أمام العمال لكتشاف
الخطاء.
و من خلل استعراض العناصر و المعايير التي طرحها المختصون في إدارة الجودة تجد
انها تطابقت في بعض فقراتها و اختلفت في أخرى ،و هذا حسب ثقافة ،و فلسفة ،و خبرة كل
واحد منهم ،و الجدول التالي يوضح العناصر المشتركة بين ابرز علماء إدارة الجودة.
سجوف نرى مجمجل اهتمامات رواد إدارة الجودة والمقارنجة بينهمجا فجي الشكجل التيجن وهذا مجن
ناحية الجوانب الدارية ،المالية ،الجتماعية ،و النتاجية مع درجة اهتمامهم المختلفة.
4
.د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره،ص 84-83
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
المصدر :د .عبد الفتاح محمود سليمان ،إدارة الجودة الشاملة في شركات و مشروعات
التشييد ،دار النشر ،مصر ،1999،ص .11
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
:منعدم. -
فمن خلل دراسة جوانب اهتمامات إدارة الجودة ،نجد أنها عرفت تطورا ملحوظا حيث لم
تقتصر على جودة النتاج بل توسعت وشملت جميع أقسام و وظائف المؤسسة ،و أصبح
منهج علمي يساهم في تطور الفكر الداري و يواكب التغيرات و التطورات العالمية و
المحلية.
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
لقججد مججججر هذا المنهججج التقليدي لدارة الجودة ،على ثلثججة مراحججل وهججي :مرحلة الفحججص ،و
مرحلة المراقبججة الحصججائية ،ثججم مرحلة تأكيججد أو ضمان الجودة ،و فيمججا يلي نسججتعرض أهججم
الخصائص المميز لكل مرحلة من هذه المراحل:
كانججت تحليلت الجودة تقوم إل على فحججص المنتوج النهائي ،و كانججت تتضمججن عمليججة
الفحجججص النشطجججة المتعلقجججة بقياس و اختيار ,تفتيجججش المنتوج و تحديجججد مدى مطابقتجججه
للمواصفات الفنية والموضوعية ،بالتالي تسليمها للزبون.1
خلل هذه المرحلة كان النتاج يتم يز بالب ساطة ،ح يث أن العا مل كان يقوم ب كل
مراحل العمل ية النتاجية لمنتوج معين مع القيام بعملية الفح ص ،2و كان العامل
أو مجمو عة من العمال هم الم سؤولون عن ت صنيع المنتوج بالكا مل في وحدات
صناعية صغيرة.
نظجججر لتعدد المنتجات و تطور العمليات النتاجيججة ،حيججث أصججبح المنتوج الواحججد
ينجز من فبل عدة مجموعات ،و هذا نتيجة لتوسع المصانع و التخصص في العمل
و ظهور الصججناعات الحديثججة حيججث أصججبح العمججل يوزع على أكثججر مججن عامل ،3و
أصبح ذلك يتطلب رئيس العمال بمسؤولية الجودة في النتاج.
د .محفوظ أحمد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .25 1
دينس عبد القادر ،زاوي مبروك ،مرجع سبق ذكره ،ص .06 2
د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص .45 3
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
مجن خلل العمال التجي قام بهجا تايلور حول ضبجط الحركجة و الوقجت اللزم على
قصجد زيادة النتاج و العمجل على تخفيجض تكلفجة النتاج ،تعددت أنظمجة و أسجاليب
النتاج ،و أصبح رئيس العمال مسؤول عن أعداد كبيرة من العمال ،فادى ذلك إلى
ظهور المفتشين و تكليفهم بالتفتيش داخل ورشات النتاج.
إن عمليججججة فحججججص المنتوج كانججججت تتركججججز فقججججط على اكتشاف الخطاء و القيام
بتصحيحها ،فالخطأ أو العيب قد حصل فعل و إن عملية الفحص اكتشفت الخطأ و
لكنها لم تمنعه من الظهور أساسا.
يتمثجل ضبجط أ ,مراقبجة الجودة كافجة النشاطات و السجاليب الحصجائية التجي تضمجن المحافظجة
على مطابقة مواصفات السلعة أو المنتوج ،والمراقبة الحصائية للجودة هو استخدام الدوات
و السجججاليب الحصجججائية فجججي مراقبجججة الجودة ،و القيام بالنشطجججة المختلفجججة لتطويجججر جودة
المنتجات ،و بالتالي مراقبجججة جودة المنتجات يشمجججل التأكجججد مجججن تصجججميم المنتوج مطابجججق
للمواصجفات المحددة ،و التأكيجد مجن أن النتاج و مجا بعجد النتاج متوافجق مجع هذه المواصجفات
يوزع ،و امتدت عمليججة مراقبججة الجودة إحصججائيا إلى التصججميم و الداء و نظرا لسججتخدامها
على السجاليب الحصجائية الحديثجة لمراقبجة الجودة ،و تعتجبر مراقبجة الجودة إحصجائيا مرحلة
متطورة عن الفحص فيما يتعلق بتعقيد الساليب و تطور النظمة المستخدمة.1
تتر كز هذه المرحلة على توج يه كا فة الجهود للوقا ية من حدوث الخطاء ،و هذا ب عد
تحقييق اليابانيون نتائج ملموسية بتطيبيقهم لفكرة حلقصصات الجصصودة ،و صيفت هذه
المرحلة على أنها تعتمد على نظام أساسه المنع من وقوع الخطاء منذ البداية ،فإيجاد
حل لمشكلة عدم مطابقة المنتجات للمواصفات المطلوبة هذه ليست طريقة فعالة ،حيث
د .محفوظ أحمد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .26 1
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
الفضيل مين ذلك هيو منيع حدوث و وقوع المشكلة أصيل و القضاء على أسيبابها
أصل.1
حييث أصيبح ضمان و تأكييد الجودة إحدى السيتراتيجيات السياسية التيي تقوم بهيا
إدارة الجودة ،فالنتاج بدون أخطاء يعنيي إنتاج سيلع و منتجات عاليية الجودة ،2إن
تأكييد الجودة مرحلة تشتميل بمنظورهيا على عمليية التخطييط للجودة بالضافية إلى
ضرورة دراسة تكاليف الجودة و مقارنتها مع الفوائد و الرباح الممكن تحصيلها من
تطبيق نظام تأكيد الجودة.
بدأ مفهوم إدارة الجودة الشاملة بالظهور في الثمانينات من القرن العشر ين ،ح يث يتض من
هذا المفهوم جودة العمليات فيي النتاج بالضافية إلى جودة المنتوج ،و يركيز على العميل
الجما عي و تشج يع مشار كة العامل ين و اندماج هم ،بالضا فة إلى الترك يز على العملء و
مشاركة الموردين ،والتحسين الم ستمر ،و الهتمام بتطبيق الجودة الشاملة ليست ف قط في
المخرجات و العمليات النتاجيية بيل فيي جوانيب أخرى ،3و أصيبح هذا المنهيج الداري
المعاصير يتبنيى أفكار كيل مين ديمنصج و جوران فيي اليابان الذيين عمل على تنميتهيا و
تطويرهيا .تتّسيم المبادئ التيي تقوم عليهيا إدارة الجودة الشاملة بالتكاميل والترابيط فيميا
بينها ،فكل مبدأ منها يستلزم توفر وتحقيق المبادئ الخرى.
د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص .46 2
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
-التركيصز على العميصل :و ل يقتصير هذا التركييز على العملء الخارجييين
للمؤ سسة ،الذ ين تكرس ل هم كل وقت ها و جهد ها من أ جل تحفيز هم على شراء
منتجات ها ،بل يشت مل هذا الترك يز على العامل ين دا خل المؤ سسة ،و هم الذ ين
يتوقف على أدائهم تحقيق مستوى الجودة المطلوب.
-التركيصز على النتاج و المنتوج معصا :المنتجات المعيبية تعتيبر مؤشير لعدم
الجودة في العمليات النتاجية ذاتها ،و من ثم إيجاد حلول مستمرة للمشاكل التي
تعترض سبيل تحسين نوعية و جودة المنتجات.
-الوقاية من الخطاء قبل وقوعها :و العمل بهذا المبدأ يتطلب استخدام معايير
مقبولة لقياس جودة المنتجات و الخدمات أثناء عملة النتاج بدل مين اسيتخدام
مثل هذه المعايير بعد وقوع الخطاء.
-اتخاذ القرارات اسصتنادا إلى الحقائق :تتبنيى إدارة الجودة الشاملة أسياسا لحيل
المشكلت مين خلل فرص التحسيين يشترك فيي تنفيذه جمييع مين المديريين و
المورد البشري و العملء مين خلل التفهيم الكاميل للعميل و مشكلتيه و كافية
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
و تقويمه.
و اختصارا لكل ما كتب بشأن المراحل التي مرت بها الجودة؛ فإن بعض المختصين
يحصرونها في المراحل الربعة و الجدول التالي يوضح الخصائص باختصار الخاصة بكل
مرحلة من مراحل تطور الجودة تاريخيا.
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
المصدر :د .مهدي صالح السمرائي ،مرجع سبق ذكره ،ص .52-51
يمكن القول بأن إدارة الجودة الشاملة قد خطة خطوة بعيدة عما كانت عليه الدارات التقليدية
للجودة ،و لعل المقارنة بين عناصرها يظهر للقارئ مقدار الفرق الشاسع بينهما ،و على
الرغم من وجود هذه الختلفات إل أن هناك أتفاق على أهميتها و دورها الفعال و الحاسم
في تحقيق موقف تنافسي و متميز ،من خلل تبني إستراتيجية فعالة اتجاه جودة المنتجات ،و
ذلك بالتوجه إلى السوق لتحديد احتياجات و رغبات العملء بالسواق المستهدفة لتحقيق و
تغطية تلك الرغبات بكفاءة و فعالية.
مسطح؛ مرن و أقل تعقيدا؛ أفقي شبكي. هرمي و رأسي يتصف بالجمود. الهيكل التنظيمي.
طويلة الجل؛ تبنى على الحقائق. قصيرة الجل؛ تبنى على الحاسيس القرارات.
و المشاعر التلقائية.
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
مبدأ وقائي ( قبل احتمال حدوث مبدأ علجي ( بعد حدوث الخطأ). تأكيد الخطاء.
الخطأ ).
الرقابة باللتزام الذاتي؛ و التركيز على الرقابة اللصيقة و التركيز على نوع الرقابة.
اليجابيات. الخطاء.
عن طريق فريق العمل. عن طريق المدراء. حل المشاكل.
خاتمة الفصل:
33
الفصل الول التخطيط للجودة والبداع التكنولوجي
33