You are on page 1of 775

‫ملتقى أهل الحديث‬

‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫تفسي القران العظيم‬


‫للمام الافظ عماد الدين ‪ ،‬أبو الفداء اساعيل بن‬
‫كثي القرشى الدمشقي‬

‫التوف سنة ‪ 774‬ه‍‬


‫الزء الرابع‬
‫من سورة طه إل سورة ص‬

‫مُلتقى أهل الديث‬


‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫‪1‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سططططططططططططططططططططططورة طططططططططططططططططططططططه‬

‫وهططططططططططططططططططططي مكيططططططططططططططططططططة‬
‫روى إمام الئمة ممد بن إسحاق بن خزية ف كتاب التوحيد عن زياد بن أيوب عن إبراهيم بن النذر‬
‫الزامي‪ :‬حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن مول الرقة ط يعن‬
‫ع بد الرح ن بن يعقوب ط عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ال قرأ طه‬
‫ويطس قبطل أن يلق آدم بألف عام‪ ,‬فلمطا سطعت اللئكطة قالوا‪ :‬طوبط لمطة ينل عليهطم هذا‪ ,‬وطوبط‬
‫لجواف ت مل هذا‪ ,‬وطو ب لل سن تتكلم بذا» هذا حد يث غر يب وف يه نكارة‪ ,‬وإبراه يم بن مها جر‬
‫وشيخططططططططططططططططططه تكلم فيهمططططططططططططططططططا‪.‬‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ ال ّرحِيمططططططططِ‬

‫ل مّمّ نْ خَلَق الرْ َ‬


‫ض‬ ‫شىَ * تَنِي ً‬ ‫ش َقىَ * إِلّ تَذْ ِك َرةً لّمَن َيخْ َ‬ ‫** طه * مَآ َأنَزَلْنَا عََليْ كَ الْقُرْآ نَ ِلتَ ْ‬
‫ض َومَا َبْيَنهُمَا‬
‫وَال سّمَاوَاتِ اْلعُلَى * ال ّرحْمَـ ُن عَلَى الْعَرْ شِ ا ْستَوَىَ * لَ ُه مَا فِي ال سّمَاوَاتِ َومَا فِي الرْ ِ‬
‫سَنىَ‬
‫جهَ ْر بِاْل َقوْلِ فَِإنّ ُه َيعْلَ ُم السّرّ َوأَ ْخفَى * اللّهُ ل إِلَـهَ إِلّ ُهوَ لَ ُه السْمَآ ُء الْحُ ْ‬
‫َومَا تَحْتَ الثّرَىَ * َوإِن تَ ْ‬
‫قد تقدم الكلم على الروف القط عة ف أول سورة البقرة ب ا أغ ن عن إعاد ته‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪:‬‬
‫حدثنا السي بن ممد بن شيبة الواسطي‪ ,‬حدثنا أبو أحد ط يعن الزبيي ط أنبأنا إسرائيل عن سال‬
‫الفطس عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬طه يا رجل‪ ,‬وهكذا روي عن ماهد وعكرمة وسعيد بن‬
‫جبي وعطاء وممد بن كعب وأب مالك وعطية العوف والسن وقتادة والضحاك والسدي وابن أبزى‬
‫أن م قالوا‪ :‬طه بع ن يا ر جل‪ ..‬و ف روا ية عن ا بن عباس و سعيد بن جبي والثوري أن ا كل مة بالنبط ية‬
‫معناهططططا يططططا رجططططل‪ .‬وقال أبططططو صططططال‪ :‬هططططي معربططططة‪.‬‬
‫وأسند القاضي عياض ف كتابه الشفاء من طريق عبد بن حيد ف تفسيه‪ :‬حدثنا هاشم بن القاسم عن‬
‫ا بن جع فر عن الرب يع بن أ نس قال‪ :‬كان ال نب صلى ال عل يه و سلم إذا صلى قام على ر جل ور فع‬
‫الخرى‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬طه} يعن‪ :‬طأ الرض يا ممد {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} ث قال‪ :‬ول‬
‫يفى با ف هذا الكرام وحسن العاملة وقوله‪{ :‬ما أنزلنا عليم القرآن لتشقى} قال جويب عن الضحاك‪:‬‬
‫لا أنزل ال القرآن على رسوله صلى ال عليه وسلم قام به هو وأصحابه‪ ,‬فقال الشركون من قريش‪ :‬ما‬
‫‪2‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنزل هذا القرآن على م مد إل ليش قى‪ ,‬فأنزل ال تعال‪ { :‬طه ما أنزل نا عل يك القرآن لتق شى إل تذكرة‬
‫لن يشى} فليس المر كما زعمه البطلون‪ ,‬بل من آتاه ال العلم فقد أراد به خيا كثيا‪ ,‬كما ثبت ف‬
‫ال صحيحي عن معاو ية قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من يرد ال به خيا يفق هه ف‬
‫الديططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططن»‪.‬‬
‫وما أحسن الديث الذي رواه الافظ أبو القاسم الطبان ف ذلك حيث قال‪ :‬حدثنا أحد بن زهي‪,‬‬
‫حدثنا العلء بن سال‪ ,‬حدثنا إبراهيم الطالقان‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن سفيان عن ساك بن حرب‪ ,‬عن‬
‫ثعلبة بن الكم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يقول ال تعال للعلماء يوم القيامة إذا قعد‬
‫على كرسيه لقضاء عباده‪ :‬إن ل أجعل علمي وحكمت فيكم إل وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان‬
‫منكم ول أبال» إسناده جيد‪ ,‬وثعلبة بن الكم هذا هو الليثي‪ ,‬ذكره أبو عمر ف استيعابه‪ ,‬وقال‪ :‬نزل‬
‫البصططططرة ثطططط تول إل الكوفططططة‪ ,‬وروى عنططططه سططططاك بططططن حرب‪.‬‬
‫وقال ما هد ف قوله‪ { :‬ما أنزل نا عل يك القرآن لتش قى} هي كقوله‪{ :‬فاقرءوا ما تي سر م نه} وكانوا‬
‫يعلقون البال ب صدورهم ف ال صلة‪ .‬وقال قتادة‪ { :‬ما أنزل نا عل يك القرآن لتق شى} ل وال ما جعله‬
‫شقاء‪ ,‬ولكن جعله رحة ونورا ودليلً إل النة {إل تذكرة لن يشى} إن ال أنزل كتابه وبعث رسوله‬
‫رح ة ر حم ب ا عباده ليتذ كر ذا كر‪ ,‬وينت فع ر جل ب ا سع من كتاب ال و هو ذ كر أنزل ال ف يه حلله‬
‫وحرامططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬تنيلً من خلق الرض والسموات العلى} أي هذا القرآن الذي جاءك يا ممد هو تنيل من‬
‫ربطك‪ ,‬رب كطل شيطء ومليكطه القادر على مطا يشاء‪ ,‬الذي خلق الرض بانفاضهطا وكثافتهطا‪ ,‬وخلق‬
‫السموات العلى ف ارتفاعها ولطافتها‪ ,‬وقد جاء ف الديث الذي صححه الترمذي وغيه أن سك كل‬
‫ساء مسية خسمائة عام‪ ,‬وبعد ما بينها والت تليها مسية خسمائة عام‪ ,‬وقد أورد ابن أب حات ههنا‬
‫حديث الوعال من رواية العباس عم رسول ال صلى ال عليه وسلم ورضي ال عنه‪ .‬وقوله‪{ :‬الرحن‬
‫على العرش استوى} تقدم الكلم على ذلك ف سورة العراف با أغن عن إعادته أيضا‪ ,‬وأن السلك‬
‫السلم ف ذلك طريقة السلف إمرار ما جاء ف ذلك من الكتاب والسنة من غي تكييف ول تريف ول‬
‫تشطططططططططططبيه ول تعطيطططططططططططل ول تثيطططططططططططل‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬له ما ف السموات وما ف الرض وما بينهما وما تت الثرى} أي الميع ملكه‪ ,‬وف قبضته‪,‬‬
‫وتت تصرفه ومشيئته وإرادته وحكمه‪ ,‬وهو خالق ذلك ومالكه وإله ل إله سواه ول رب غيه‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{وما تت الثرى} قال ممد بن كعب‪ :‬أي ما تت الرض السابعة‪ .‬وقال الوزاعي‪ :‬إن يي بن أب‬
‫‪3‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كثيط حدثطه أن كعبا سطئل فقيطل له‪ :‬مطا تتط هذه الرض ؟ فقال‪ :‬الاء‪ .‬قيطل‪ :‬ومطا تتط الاء ؟ قال‪:‬‬
‫الرض‪ .‬قيل‪ :‬وما تت الرض ؟ قال‪ :‬الاء قيل‪ :‬وما تت الاء ؟ قال‪ :‬الرض‪ .‬قيل‪ :‬وما تت الرض ؟‬
‫قال‪ :‬الاء‪ ,‬قيل‪ :‬وما تت الاء ؟ قال‪ :‬الرض‪ ,‬قيل‪ :‬وما تت الرض ؟ قال‪ :‬الاء‪ ,‬قيل‪ :‬وما تت الاء ؟‬
‫قال‪ :‬الرض‪ ,‬قيل‪ :‬وما تت الرض ؟ قال‪ :‬الصخرة‪ ,‬قيل‪ :‬وما تت الصخرة ؟ قال‪ :‬ملك‪ ,‬قيل‪ :‬وما‬
‫ط تتط الوت ؟ قال‪ :‬الواء والظلمطة وانقططع‬ ‫تتط اللك ؟ قال‪ :‬حوت معلق طرفاه بالعرش‪ ,‬قيطل‪ :‬وم ا‬
‫العلم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال بن أخي بن وهب‪ ,‬حدثنا عمي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عياش‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن سليمان عن دراج عن عيسى بن هلل الصدف عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن الرضي بي كل أرض والت تليها مسية خسمائة عام‪ ,‬والعليا منها على‬
‫ظهر حوت قد التقى طرفاه ف السماء‪ ,‬والوت على صخرة‪ ,‬والصخرة بيد اللك‪ ,‬والثانية سجن الريح‪,‬‬
‫والثالثة فيها حجارة جهنم‪ ,‬والرابعة فيها كبيت جهنم‪ ,‬والامسة فيها حيات جهنم‪ ,‬والسادسة فيها‬
‫عقارب جه نم‪ ,‬وال سابعة في ها سقر وفي ها إبل يس م صفد بالد يد يد أما مه و يد خل فه‪ ,‬فإذا أراد ال أن‬
‫ططر‪.‬‬ ‫ططه نظط‬ ‫ططه فيط‬ ‫ططب جدا‪ ,‬ورفعط‬ ‫ططث غريط‬ ‫ططه» وهذا حديط‬ ‫طط يشاء أطلقط‬ ‫ططه لاط‬‫يطلقط‬
‫وقال الا فظ أ بو يعلى ف م سنده‪ :‬حدث نا أ بو مو سى الروي عن العباس بن الف ضل قال‪ :‬قلت ا بن‬
‫الفضل النصاري ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬عن القاسم بن عبد الرحن عن ممد بن علي عن جابر بن عبد ال قال‪:‬‬
‫كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك‪ ,‬فأقبلنا راجعي ف حر شديد‪ ,‬فنحن متفرقون‬
‫بي واحد واثني منتشرين‪ ,‬قال وكنت ف أول العسكر إذا عارضنا رجل فسلم‪ ,‬ث قال‪ :‬أيكم ممد ؟‬
‫ومضى أصحاب ووقفت معه‪ ,‬فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أقبل ف وسط العسكر على جل‬
‫أح ر مق نع بثو به على رأ سه من الش مس‪ ,‬فقلت‪ :‬أي ها ال سائل هذا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قد‬
‫أتاك‪ ,‬فقال‪ :‬أيهم هو ؟ فقلت‪ :‬صاحب البكر الحر‪ ,‬فدنا منه فأخذ بطام راحلته‪ ,‬فكف عليه رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬أ نت م مد ؟ قال‪« :‬ن عم»‪ .‬قال‪ :‬إ ن أر يد أن أ سألك عن خ صال ل‬
‫يعلمهن أحد من أهل الرض إل رجل أو رجلن ؟ فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم «سل عما‬
‫شئت» قال‪ :‬يا ممد أينام النب ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬تنام عيناه ول ينام قلبه» قال‪:‬‬
‫صدقت ث قال‪ :‬يا م مد من أ ين يش به الولد أباه وأ مه ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ماء‬
‫الر جل أب يض غل يظ‪ ,‬وماء الرأة أ صفر رق يق‪ ,‬فأي الاء ين غلب على الَ خر نزع الولد» فقال‪ :‬صدقت‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ما للر جل من الولد‪ ,‬و ما للمرأة م نه ؟ فقال «للر جل العظام والعروق والع صب‪ ,‬وللمرأة الل حم‬
‫‪4‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والدم والشعر» قال‪ :‬صدقت‪ ,‬ث قال‪ :‬يا ممد ما تت هذه ؟ ط يعن الرض ط فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬خلق» فقال‪ :‬فما تتهم ؟ قال «أرض»‪ .‬قال‪ :‬فما تت الرض ؟ قال‪« :‬الاء»‪ .‬قال‪:‬‬
‫ف ما ت ت الاء ؟ قال‪« :‬ظل مة»‪ .‬قال‪ :‬ف ما ت ت الظل مة ؟ قال‪« :‬الواء»‪ .‬قال‪ :‬ف ما ت ت الواء ؟ قال‪:‬‬
‫«الثرى»‪ .‬قال‪ :‬فما تت الثرى ؟ ففاضت عينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالبكاء‪ ,‬وقال‪« :‬انقطع‬
‫علم اللق عند علم الالق‪ ,‬أيها السائل ما السؤول عنها بأعلم من السائل»‪ .‬قال‪ :‬فقال صدقت‪ ,‬أشهد‬
‫أ نك ر سول ال‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أي ها الناس هل تدرون من هذا ؟» قالوا‪ :‬ال‬
‫ور سوله أعلم‪ .‬قال «هذا جب يل عل يه ال سلم»‪ .‬هذا حد يث غر يب جدا‪ ,‬و سياق عج يب‪ ,‬تفرد به‬
‫القاسم بن عبد الرحن هذا‪ ,‬وقد قال فيه يي بن معي‪ :‬ليس يساوي شيئا‪ ,‬وضعفه أبو حات الرازي‪,‬‬
‫وقال ا بن عدي‪ :‬ل يعرف‪ .‬قلت‪ :‬و قد خلط ف هذا الديث‪ ,‬ود خل عل يه ش يء ف ش يء وحديث ف‬
‫ططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ططه فيط‬ ‫ططل عليط‬ ‫ططد ذلك أو أدخط‬ ‫ططه تعمط‬ ‫ططل أنط‬ ‫ططد يتمط‬‫ططث‪ ,‬وقط‬ ‫حديط‬
‫وقوله‪{ :‬وإن تهز بالقول فإنه يعلم السر وأخفى} أي أنزل هذا القرآن الذي خلق الرض والسموات‬
‫العلى الذي يعلم ال سر وأخ فى‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬قل أنزله الذي يعلم ال سر ف ال سموات والرض إ نه‬
‫كان غفورا رحيما} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪{ :‬يعلم السر وأخفى} قال‪ :‬السر ما أسره‬
‫ا بن آدم ف نف سه {وأخ فى} ما أخ في على ا بن آدم م ا هو فاعله ق بل أن يعل مه‪ ,‬فال يعلم ذلك كله‪,‬‬
‫فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد‪ ,‬وجيع اللئق ف ذلك عنده كنفس واحدة‪ ,‬وهو قوله‪:‬‬
‫{ما خلقكم ول بعثكم إل كنفس واحدة} وقال الضحاك {يعلم السر وأخفى} قال‪ :‬السر ما تدث به‬
‫ططططد‪.‬‬ ‫ططططك بعط‬ ‫ططططه نفسط‬ ‫ططططا ل تدث بط‬ ‫ططططى مط‬ ‫ططططك‪ ,‬وأخفط‬ ‫نفسط‬
‫وقال سعيد بن جبي‪ :‬أنت تعلم ما تسر اليوم ول تعلم ما تسر غدا‪ ,‬وال يعلم ما تسر اليوم وما تسر‬
‫غدا‪ ,‬وقال ماهد {وأخفى} يعن الوسوسة‪ ,‬وقال أيضا هو وسعيد بن جبي {وأخفى} أي ما هو عاله‬
‫ما ل يدث به نفسه‪ .‬وقوله‪{ :‬ال ل إله إل هو له الساء السن} أي الذي أنزل عليك القرآن‪ ,‬هو ال‬
‫الذي ل إله إل هو ذو ال ساء ال سن وال صفات العلى‪ ,‬و قد تقدم بيان الحاد يث الواردة ف ال ساء‬
‫السططططن فطططط أواخططططر سططططورة العراف ول المططططد والنططططة‪.‬‬

‫ت نَارا ّلعَلّ َي آتِيكُ ْم ّمنْهَا بِ َقبَسٍ‬


‫س ُ‬
‫** َوهَلْ َأتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىَ * إِذْ َرأَى نَارا َفقَا َل لهْلِ ِه ا ْمكُُث َواْ ِإنّ َي آنَ ْ‬
‫َأوْ أَ ِج ُد عَلَى النّا ِر هُدًى‬

‫‪5‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من هنا شرع تبارك وتعال ف ذكر قصة موسى‪ ,‬وكيف كان ابتداء الوحي إليه وتكليمه إياه‪ ,‬وذلك‬
‫بعد ما قضى موسى الجل الذي كان بينه وبي صهره ف رعاية الغنم‪ ,‬وسار بأهله قيل‪ :‬قاصدا بلد‬
‫مصر بعد ما طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سني‪ ,‬ومعه زوجته‪ ,‬فأضل الطريق وكانت ليلة شاتية‪,‬‬
‫ونزل منلً ب ي شعاب وجبال ف برد وشتاء و سحاب وظلم وضباب‪ ,‬وج عل يقدح بز ند م عه ليوري‬
‫نارا ك ما جرت له العادة به‪ ,‬فج عل ل يقدح شيئا ول يرج م نه شرر ول ش يء‪ ,‬فين ما هو كذلك إذ‬
‫آنطس مطن جانطب الطور نارا‪ ,‬أي ظهرت له نار مطن جانطب البطل الذي هناك عطن يينطه‪ ,‬فقال لهله‬
‫يبشرهم‪{ :‬إن آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس} أي شهاب من نار‪ .‬وف الَية الخرى {أو جذوة‬
‫مططن النار} وهططي المططر الذي معططه لبطط {لعلكططم تصطططلون} دل على وجود البد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بق بس} دل على وجود الظلم‪ ,‬وقوله‪{ :‬أو أ جد على النار هدى} أي من يهدي ن الطر يق‪,‬‬
‫دل على أ نه قد تاه عن الطر يق‪ ,‬ك ما قال الثوري عن أ ب سعيد العور عن عكر مة عن ا بن عباس ف‬
‫قوله‪{ :‬أو أجد على النار هدى} قال‪ :‬من يهدين إل الطريق‪ ,‬وكانوا شاتي وضلوا الطريق‪ ,‬فلما رأى‬
‫النار قال‪ :‬إن ل أجطططد أحدا يهدينططط إل الطريطططق أتيتكطططم بنار توقدون باططط‪.‬‬

‫س ُطوًى * َوَأنَا ا ْختَ ْرتُ َ‬


‫ك‬ ‫ك بِاْلوَا ِد الْ ُمقَدّ ِ‬
‫ي يَمُو سَىَ * ِإنّ يَ َأنَاْ َربّ كَ فَا ْخلَ ْع َنعَْليْ كَ ِإنّ َ‬‫** َفلَمّآ َأتَاهَا نُودِ َ‬
‫صلَةَ لِذِكْرِ يَ * إِ نّ ال سّا َع َة آِتَيةٌ أَكَادُ‬ ‫فَا ْستَمِعْ ِلمَا يُو َحىَ * ِإّننِ يَ أَنَا اللّ هُ ل إِلَـهَ إِل َأنَاْ فَا ْعبُ ْدنِي َوأَقِ ِم ال ّ‬
‫َاهط َفتَرْ َدىَ‬
‫َعط َهو ُ‬ ‫ِنط بِهَا وَاتّب َ‬
‫َصطّدنّكَ َعنْهَا مَن ّل ُيؤْم ُ‬ ‫لي ُ‬ ‫َسطعَىَ * َف َ‬ ‫ْسط بِمَا ت ْ‬‫جزَىَ كُ ّل َنف ٍ‬ ‫أُ ْخفِيهَا ِلتُ ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬فلما أتاها} أي النار‪ ,‬واقترب منها {نودي يا موسى} وف الَية الخرى {نودي من‬
‫شاطىء الواد الين ف البقعة الباركة من الشجرة أن يا موسى إن أنا ال} وقال ههنا {إن أنا ربك}‬
‫أي الذي يكلمك وياطبك {فاخلع نعليك} قال علي بن أب طالب وأبو ذر وأبو أيوب وغي واحد من‬
‫السلف‪ :‬كانتا من جلد حار غي ذكي‪ ,‬وقيل‪ :‬إنا أمره بلع نعليه تعظيما للبقعة‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪:‬‬
‫كما يؤمر الرجل أن يلع نعليه إذا أراد أن يدخل الكعبة‪ ,‬وقيل‪ :‬ليطأ الرض القدسة بقدميه حافيا غي‬
‫منتعططططططططططل‪ ,‬وقيططططططططططل غيطططططططططط ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬طوى} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬هو اسم للوادي‪ ,‬وكذا قال غي واحد‪ ,‬فعلى‬
‫هذا يكون عطف بيان‪ ,‬وقيل عبارة عن المر بالوطء بقدميه‪ ,‬وقيل‪ :‬لنه قدس مرتي‪ ,‬وطوى له البكة‬
‫وكررت‪ ,‬والول أصطح كقوله‪{ :‬إذ ناداه ربطه بالواد القدس طوى}‪ .‬وقوله‪{ :‬وأنطا اخترتطك} كقوله‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{إن اصطفيتك على الناس برسالت وبكلمي} أي على جيع الناس من الوجودين ف زمانه‪ ,‬وقد قيل‪:‬‬
‫إن ال تعال قال يا موسى أتدري ل خصصتك بالتلكيم من بي الناس ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬لن ل يتواضع‬
‫إل أحد تواضعك‪ .‬وقوله‪{ :‬فاستمع لا يوحى} أي استمع الَن ما أقول لك وأوحيه إليك {إنن أنا ال‬
‫طك له‪.‬‬ ‫طه ل إله إل ال وحده ل شريط‬ ‫طب على الكلفيط أن يعلموا أنط‬ ‫طا} هذا أول واجط‬ ‫ل إله إل أنط‬
‫وقوله‪{ :‬فاعبدن} أي وحدن‪ ,‬وقم بعبادت من غي شريك {وأقم الصلة لذكري} قيل‪ :‬معناه صل‬
‫لتذكر ن‪ ,‬وق يل‪ :‬معناه وأ قم الصلة ع ند ذكرك ل‪ ,‬ويش هد لذا الثا ن ما قال المام أح د‪ :‬حدثنا ع بد‬
‫الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا الثن بن سعيد عن قتادة‪ ,‬عن أنس‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إذا ر قد أحد كم عن ال صلة أو غ فل عن ها‪ ,‬فلي صلها إذا ذكر ها‪ ,‬فإن ال تعال قال‪ :‬وأ قم ال صلة‬
‫لذكري»‪ ,‬وف الصحيحي عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من نام عن صلة أو‬
‫ن سيها فكفارت ا أن ي صليها إذا ذكر ها‪ ,‬ل كفارة ل ا إل ذلك»‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ال ساعة آت ية} أي قائ مة ل‬
‫مالة وكائنطططططططططططة ل بطططططططططططد منهطططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أكاد أخفيها} قال الضحاك عن ابن عباس أنه كان يقرؤها‪ :‬أكاد أخفيها من نفسي‪ ,‬يقول‪:‬‬
‫لنا ل تفى من نفس ال أبدا‪ .‬وقال سعيد بن جبي عن ابن عباس‪ :‬من نفسه‪ :‬وكذا قال ماهد وأبو‬
‫صال ويي بن رافع‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {أكاد أخفيها} يقول‪ :‬ل أطلع عليها أحدا‬
‫غيي‪ .‬وقال السدي‪ :‬ليس أحد من أهل السموات والرض إل قد أخفى ال تعال عنه علم الساعة وهي‬
‫ف قراءة ابن مسعود إن أكاد أخفيها من نفسي‪ ,‬يقول‪ :‬كتمتها عن اللئق حت لو استطعت أن أكتمها‬
‫من نفسي لفعلت‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أكاد أخفيها‪ ,‬وهي ف بعض القراءات‪ :‬أخفيها من نفسي‪ ,‬ولعمري لقد‬
‫أخفا ها ال من اللئ كة القرب ي و من ال نبياء والر سلي‪ .‬قلت وهذا كقوله تعال‪ { :‬قل ل يعلم من ف‬
‫ال سموات والرض الغ يب إل ال} وقال‪{ :‬ثقلت ف ال سموات والرض ل تأتي كم إل بغ تة} أي ث قل‬
‫علمها على أهل السموات والرض‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا منجاب‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫نيلة‪ ,‬حدثن ممد بن سهل السدي عن وقاء قال‪ :‬أقرأنيها سعيد بن جبي‪ :‬أكاد أخفيها‪ ,‬يعن بنصب‬
‫اللف وخفطططض الفاء‪ ,‬يقول أظهرهطططا‪ ,‬ثططط قال أمطططا سطططعت قول الشاعطططر‪:‬‬
‫دأب شهريططططططططن ثطططططططط شهرا دميكابأريكيطططططططط يفيان غميا‬
‫قال السدي‪ :‬الغمي نبت رطب ينبت ف خلل يبس‪ ,‬والريكي موضع‪ ,‬والدميك الشهر التام‪ ,‬وهذا‬
‫الشعر لكعب بن زهي‪ .‬وقوله سبحانه وتعال‪{ :‬لتجزى كل نفس با تسعى} أي أقيمها ل مالة لجزي‬
‫كل عا مل بعمله {ف من يع مل مثقال ذرة خيا يره و من يع مل مثقال ذرة شرا يره} {وإن ا تزون ما‬
‫‪7‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كنتم تعملون} وقوله‪{ :‬فل يصدنك عنها من ل يؤمن با} الَية‪ ,‬الراد بذا الطاب آحاد الكلفي‪ .‬أي‬
‫ل تتبعوا سبيل من كذب بالساعة‪ ,‬وأقبل على ملذه ف دنياه‪ ,‬وعصى موله واتبع هواه‪ ,‬ف من وافق هم‬
‫على ذلك فقطد خاب وخسطر {فتردى} أي تلك وتعططب‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ومطا يغنط عنطه ماله إذا‬
‫تردى}‪.‬‬

‫ش ِبهَا عََل َى َغنَمِي وَلِ يَ فِيهَا مَآرِ ُ‬


‫ب‬ ‫ك ِبيَمِينِ كَ يَمُو َسىَ * قَا َل هِ َي عَ صَايَ َأَتوَكُّأ عََلْيهَا َوأَهُ ّ‬ ‫** َومَا تِلْ َ‬
‫س َعىَ * قَالَ خُذْهَا وَ َل تَخَ فْ َسُنعِي ُدهَا ِسيَرَتهَا‬ ‫أُخْرَىَ * قَالَ أَْلقِهَا يَمُو سَىَ * َفأَْلقَاهَا فَِإذَا هِ يَ َحّي ٌة تَ ْ‬
‫الُوَلىَ‬
‫هذا برهان من ال تعال لوسى عليه السلم‪ ,‬ومعجزة عظيمة‪ ,‬وخرق للعادة باهر دل على أنه ل يقدر‬
‫على مثل هذا إل ال عز وجل‪ ,‬وأنه ل يأت به إل نب مرسل‪ .‬وقوله‪{ :‬وما تلك بيمينك يا موسى} قال‬
‫بعض الف سرين‪ :‬إن ا قال له ذلك على سبيل اليناس له‪ ,‬وقيل‪ :‬وإن ا قال له ذلك على وجه التقرير‪ ,‬أي‬
‫أ ما هذه ال ت ف يي نك ع صاك ال ت تعرف ها‪ ,‬ف سترى ما ن صنع ب ا الَن {و ما تلك بيمي نك يا مو سى}‬
‫استفهام تقرير {قال هي عصاي أتوكؤ عليها} أي أعتمد عليها ف حال الشي {وأهش با على غنمي}‬
‫أي أهز با الشجرة ليتساقط ورقها لترعاه غنمي‪ .‬قال عبد الرحن بن القاسم عن المام مالك‪ :‬الش أن‬
‫يضع الرجل الحجن ف الغصن ثيحركه حت يسقط ورقه وثره ول يكسر العود‪ ,‬فهذا الش ول يبط‪,‬‬
‫وكذا قال ميمون بطططططططططططططططططططططططططططططن مهران أيضا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول في ها مآرب أخرى} أي م صال ومنا فع وحاجات أ خر غ ي ذلك‪ ,‬و قد تكلف بعض هم‬
‫لذكر شيء من تلك الآرب الت أبمت‪ ,‬فقيل‪ :‬كانت تضيء له بالليل وترس له الغنم إذا نام‪ ,‬ويغرسها‬
‫فتصطي شجرة تظله‪ ,‬وغيط ذلك مطن المور الارقطة للعادة‪ ,‬والظاهطر أناط ل تكطن كذلك‪ ,‬ولو كانطت‬
‫كذلك لا استنكر موسى عليه الصلة والسلم صيورتا ثعبانا فما كان يفر منها هاربا‪ ,‬ولكن كل ذلك‬
‫من الخبار السرائيلية‪ ,‬وكذا قول بعضهم‪ :‬إنا كانت لَدم عليه الصلة والسلم‪ ,‬وقول الَخر‪ :‬إنا هي‬
‫الدابة الت ترج قبل يوم القيامة‪ ,‬وروي عن ابن عباس أنه قال‪ :‬كان اسها ما شا‪ ,‬وال أعلم بالصواب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قال ألقها يا موسى} أي هذه العصا الت ف يدك يا موسى ألقها {فألقاها فإذا هي حية‬
‫تسعى} أي صارت ف الال حية عظيمة ثعبانا طويلً يتحرك حركة سريعة‪ ,‬فإذا هي تتز كأنا جان‪,‬‬
‫و هو أسرع اليات حر كة‪ ,‬ولكنه صغي‪ ,‬فهذه ف غاية الكب و ف غا ية سرعة الركة‪{ ,‬تسعى} أي‬

‫‪8‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تشي وتضطرب‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن عبدة‪ ,‬حدثنا حفص بن جيع‪ ,‬حدثنا‬
‫ساك عن عكرمة عن ابن عباس {فألقاها فإذا هي حية تسعى} ول تكن قبل ذلك حية‪ ,‬فمرت بشجرة‬
‫فأكلتها‪ ,‬ومرت بصخرة فابتلعتها‪ ,‬فجعل موسى يسمع وقع الصخرة ف جوفها فول مدبرا‪ ,‬ونودي‪ :‬أن‬
‫يا موسى خذها فلم يأخذها‪ ,‬ث نودي الثانية‪ :‬أن خذها ول تف‪ ,‬فقيل له ف الثالثة‪ :‬إنك من الَمني‪,‬‬
‫فأخذهططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقال وهب بن منبه ف قوله‪{ :‬فألقاها فإذا هي حية تسعى} قال فألقاها على وجه الرض ث حانت‬
‫م نه نظرة فإذا بأع ظم ثعبان ن ظر إل يه الناظرون فدب يلت مس كأ نه يبتغي شيئا ير يد أخذه‪ ,‬ي ر بال صخرة‬
‫مثل اللفة من البل فيلتقمها‪ ,‬ويطعن بالناب من أنيابه ف أصل الشجرة العظيمة فيجتثها‪ ,‬عيناه توقدان‬
‫نارا‪ ,‬وقد عاد الحجن منها عرفا‪ ,‬قيل‪ :‬شعره مثل النيازك‪ ,‬وعاد الشعبتان منها مثل القليب الواسع فيه‬
‫أضراس وأنياب لا صريف‪ ,‬فلما عاين ذلك موسى ول مدبرا ول يعقب‪ ,‬فذهب حت أمعن ورأى أنه‬
‫قد أعجز الية‪ ,‬ث ذكر ربه فوقف استحياء منه ث نودي يا موسى أن ارجع حيث كنت فرجع موسى‬
‫و هو شد يد الوف فقال‪{ :‬خذ ها} بيمي نك {ول ت ف سنعيدها سيتا الول} وعلى مو سى حينئذ‬
‫مدرعة من صوف فدخلها بلل من عيدان‪ ,‬فلما أمره بأخذها‪ ,‬أدل طرف الدرعة على يده‪ ,‬فقال له‬
‫ملك‪ :‬أرأ يت يا مو سى لو أذن ال ب ا تاذر أكا نت الدرعة تغ ن ع نك شيئا ؟ قال‪ :‬ل ولك ن ضع يف‪,‬‬
‫ومن ضعف خلقت‪ ,‬فكشف عن يده ث وضعها على فم الية حت سع حس الضراس والنياب‪ ,‬ث‬
‫قبض فإذا هي عصاه الت عهدها‪ ,‬وإذا يده ف موضعها الذي كان يضعها إذا توكأ بي الشعبتي‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬سطططنعيدها سطططيتا الول} أي إل حالاططط التططط تعرف قبطططل ذلك‪.‬‬

‫ك مِ ْن آيَاِتنَا اْل ُكبْرَىَ *‬


‫ج َبْيضَآءَ مِ ْن َغيْرِ ُسوَ ٍء آَيةً أُخْرَىَ * ِلنُ ِريَ َ‬
‫** وَاضْمُ ْم يَدَ كَ إَِلىَ َجنَاحِ كَ تَخْ ُر ْ‬
‫ب اشْ َرحْ لِي صَدْرِي * َويَسّرْ لِيَ َأمْرِي * وَاحْلُ ْل ُعقْ َد ًة مّن لّسَانِي‬ ‫ا ْذهَبْ إَِلىَ ِف ْر َعوْنَ ِإنّهُ َط َغىَ * قَالَ رَ ّ‬
‫* َي ْف َقهُواْ َقوْلِي * وَا ْجعَل لّي وَزِيرا مّنْ َأهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْ ُد ْد بِهِ أَزْرِي * َوَأشْرِكْهُ فِيَ َأمْرِي‬
‫ط نُسطَبّحَكَ َكثِيا * َونَذْكُرَكطَ َكثِيا * ِإنّكطَ كُنتطَ بِنَطا بَصطِيا‬ ‫* كَي ْ‬
‫وهذا برهان ثان لوسى عليه السلم‪ ,‬وهو أن ال أمره أن يدخل يده ف جيبه كما صرح به ف الَية‬
‫الخرى‪ ,‬وههنا عب عن ذلك بقوله‪{ :‬واضمم يدك إل جناحك} وقال ف مكان آخر {واضمم إليك‬
‫جناحطك مطن الرهطب فذانطك برهانان مطن ربطك إل فرعون وملئه} وقال ماهطد‪{ :‬واضمطم يدك إل‬

‫‪9‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جناحك} كفك تت عضدك‪ ,‬وذلك أن موسى عليه السلم كان إذا أدخل يده ف جيبه ث أخرجها‪,‬‬
‫ترج تتلل كأنا فلقة قمر‪ .‬وقوله‪{ :‬ترج بيضاء من غي سوء} أي من غي برص ول أذى ومن غي‬
‫شيط‪ ,‬قاله ابطن عباس وماهطد وعكرمطة وقتادة والضحاك والسطدي وغيهطم‪ ,‬وقال السطن البصطري‪:‬‬
‫أخرجها وال كأنا مصباح‪ ,‬فعلم موسى أنه قد لقي ربه عز وجل‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬لنريك من آياتنا‬
‫الكبى} وقال وهب‪ :‬قال له ربه‪ :‬ادنه فلم يزل يدنيه حت أسند ظهره بذع الشجرة‪ ,‬فاستقر وذهبت‬
‫عنطططه الرعدة‪ ,‬وجعططط يده فططط العصطططا وخضطططع برأسطططه وعنقطططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اذهب إل فرعون إنه طغى} أي اذهب إل فرعون ملك مصر الذي خرجت فارا منه وهاربا‬
‫فادعه إل عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬ومره فليحسن إل بن إسرائيل ول يعذبم‪ ,‬فإنه قد طغى وبغى‬
‫وآثر الياة الدنيا ونسي الرب العلى‪ .‬قال وهب بن منبه‪ :‬قال ال لوسى‪ :‬انطلق برسالت فإنك بسمعي‬
‫وعين‪ ,‬وإن معك أيدي ونصري‪ ,‬وإن قد ألبستك جنة من سلطان لتستكمل با القوة ف أمري‪ ,‬فأنت‬
‫جند عظيم من جندي بعثتك إل خلق ضعيف من خلقي بطر نعمت‪ ,‬وأمن مكري‪ ,‬وغرته الدنيا عن‬
‫حت جحد حقي‪ ,‬وأنكر ربوبيت وزعم أنه ل يعرفن‪ ,‬فإن أقسم بعزت لول القدر الذي وضعت بين‬
‫وبيط خلقطي لبطشطت بطه بطشطة جبار يغضطب لغضبطه السطموات والرض والبال والبحار‪ ,‬فإن أمرت‬
‫ال سماء ح صبته‪ ,‬وإن أمرت الرض ابتلع ته‪ ,‬وإن أمرت البال دمر ته‪ ,‬وإن أمرت البحار غرق ته‪ ,‬ولك نه‬
‫هان علي وسقط من عين ووسعه حلمي واستغنيت با عندي وحقي إن أنا الغن لغن غيي‪ ,‬فبلغه‬
‫ر سالت‪ ,‬واد عه إل عباد ت‪ ,‬وتوحيدي وإخل صي وذكره أيا مي‪ ,‬وحذره نقم ت وبأ سي‪ ,‬وأ خبه أ نه ل‬
‫يقوم شيء لغضب‪ ,‬وقل له فيما بي ذلك قو ًل لينا لعله يتذكر أو يشى‪ ,‬وأخبه أن إل العفو والغفرة‬
‫أسرع من إل الغضب والعقوبة‪ ,‬ول يروعنك ما ألبسته من لباس الدنيا‪ ,‬فإن ناصيته بيدي ليس ينطق ول‬
‫يطرف ول يتنفس إل بإذ ن‪ ,‬و قل له أ جب ربك فإ نه وا سع الغفرة و قد أمهلك أربعمائة سنة ف كلها‬
‫أنت مبارزه بالحاربة‪ ,‬تسبه وتتمثل به‪ ,‬وتصد عباده عن سبيله‪ ,‬وهو يطر عليك السماء‪ ,‬وينبت لك‬
‫الرض ل ت سقم ول ترم ول تفت قر ول تغلب‪ ,‬ولو شاء ال أن يع جل لك العقو بة لف عل‪ ,‬ولك نه ذو أناة‬
‫وحلم عظيم‪ ,‬وجاهده بنفسك وأخيك وأنتما تتسبان بهاده‪ ,‬فإن لو شئت أن آتيه بنود ل قبل له با‬
‫لفعلت‪ ,‬ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذي قد أعجبته نفسه وجوعه أن الفئة القليلة‪ ,‬ول قليل من‪,‬‬
‫تغلب الفئة الكثية بإذن‪ ,‬ول تعجبنكما زينته ول ما متع به‪ ,‬ول تدا إل ذلك أعينكما فإنا زهرة الياة‬
‫الدنيا وزينة الترفي‪ ,‬ولو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة ليعلم فرعون حي نظر إليها أن مقدرته تعجز‬
‫عن مثل ما أوتيتما فعلت‪ ,‬ولكن أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما‪ ,‬وكذلك أفعل بأوليائي وقديا ما‬
‫‪10‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جرت عاد ت ف ذلك‪ ,‬فإ ن لذود هم عن نعيم ها وزخارف ها ك ما يذود الرا عي الشف يق إبله عن مبارك‬
‫العناء‪ ,‬وما ذاك لوانم علي ولكن لسيتكملوا نصيبهم ف دار كرامت سالا موفرا ل تكلمه الدنيا‪ ,‬واعلم‬
‫أنه ل يتزين ل العباد بزينة هي أبلغ فيما عندي من الزهد ف الدنيا‪ ,‬فإنا زينة التقي عليهم منها لباس‬
‫يعرفون به من ال سكينة والشوع‪ ,‬و سيماهم ف وجوه هم من أ ثر ال سجود‪ ,‬أولئك أوليائي حقا حقا‪,‬‬
‫فإذا لقيتهم فاخفض لم جناحك وذلل قلبك ولسانك‪ ,‬واعلم أنه من أهان ل وليا أو أخافه فقد بارزن‬
‫بالحاربة وبادأن وعرض ل نفسه ودعان إليها‪ ,‬وأنا أسرع شيء إل نصرة أوليائي‪ ,‬أفيظن الذي ياربن‬
‫أن يقوم ل‪ ,‬أم يظن الذي يعادين أن يعجزن‪ ,‬أم يظن الذي يبارزن أن يسبقن أو يفوتن‪ ,‬وكيف وأنا‬
‫الثائر لم ف الدنيا والَخرة ل أ كل ن صرتم إل غيي‪ ,‬رواه ابن أ ب حا ت {قال رب اشرح ل صدري‬
‫ويسر ل أمري} هذا سؤال من موسى عليه السلم لربه عز وجل أن يشرح له صدره فيما بعثه به‪ ,‬فإنه‬
‫قد أمره بأ مر عظ يم وخ طب ج سيم‪ ,‬بع ثه إل أع ظم ملك على و جه الرض إذ ذاك وأ جبهم وأشدهم‬
‫كفرا‪ ,‬وأكثر هم جنودا‪ ,‬وأعمر هم ملكا‪ ,‬وأطغا هم وأبلغ هم تردا‪ ,‬بلغ من أمره أن اد عى أ نه ل يعرف‬
‫ال‪ ,‬ول يعلم لرعاياه إلا غيه‪ ,‬هذا وقد مكث موسى ف داره مدة وليدا عندهم ف حجر فرعون على‬
‫فراشه‪ ,‬ث قتل منهم نفسا فخافهم أن يقتلوه‪ ,‬فهرب منهم هذه الدة بكمالا‪ ,‬ث بعد هذا بعثه ربه عز‬
‫و جل إلي هم نذيرا يدعو هم إل ال عز و جل أن يعبدوه وحده ل شر يك له‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬رب اشرح ل‬
‫صدري ويسر ل أمري} أي إن ل تكن أنت عون ونصيي وعضدي وظهيي‪ ,‬وإل فل طاقة ل بذلك‬
‫{واحلل عقدة من لسان يفقهوا قول} وذلك لا كان أصابه‪ ,‬من اللثغ حي عرض عليه التمرة والمرة‪,‬‬
‫فأ خذ المرة فوضعها على ل سانه‪ ,‬ك ما سيأت بيا نه‪ ,‬وما سأل أن يزول ذلك بالكلية‪ ,‬بل ب يث يزول‬
‫العي‪ ,‬ويصل لم فهم ما يريد منه وهو قدر الاجة‪ ,‬ولو سأل الميع لزال‪ ,‬ولكن النبياء ل يسألون إل‬
‫ب سب الا جة‪ ,‬ولذا بقيت بقية‪ ,‬قال ال تعال إخبارا عن فرعون أنه قال‪{ :‬أم أنا خ ي من هذا الذي‬
‫ططططططح بالكلم‪.‬‬ ‫ططططططبي} أي يفصط‬ ‫طططططط ول يكاد يط‬ ‫ططططططو مهيط‬ ‫هط‬
‫وقال ال سن الب صري {واحلل عقدة من ل سان} قال‪ :‬حل عقدة واحدة‪ .‬ولو سأل أك ثر من ذلك‬
‫أع طي‪ .‬وقال ا بن عباس‪ :‬ش كا مو سى إل ر به ما يتخوف من آل فرعون ف القت يل وعقدة ل سانه‪ ,‬فإ نه‬
‫كان ف لسانه عقدة تنعه من كثي من الكلم‪ ,‬وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءا ويتكلم‬
‫عنه بكثي ما ل يفصح به لسانه‪ ,‬فآتاه سؤله فحل عقدة من لسانه‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن عمرو‬
‫بن عثمان‪ ,‬حدثنا بقية عن أرطأة بن النذر‪ ,‬حدثن بعض أصحاب ممد بن كعب عنه قال‪ :‬أتاه ذو قرابة‬
‫له‪ :‬فقال له‪ :‬ما بك بأس لول أنك تلحن ف كلمك‪ ,‬ولست تعرب ف قراءتك‪ ,‬فقال القرظي‪ :‬يا ابن‬
‫‪11‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخي ألست أفهمك إذا حدثتك ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فإن موسى عليه السلم إنا سأل ربه أن يلّ عقدة‬
‫مططن لسططانه كططي يفقططه بنططو إسططرائيل كلمططه‪ ,‬ول يزد عليهططا‪ ,‬هذا لفظططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬واج عل ل وزيرا من أهلي هارون أ خي} وهذا أيضا سؤال من مو سى عل يه ال سلم ف أ مر‬
‫خارجي عنه‪ ,‬وهو مساعدة أخيه هارون له‪ .‬قال الثوري عن أب سعيد عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال‬
‫فنبء هارون ساعتئذ حي نبء موسى عليهما السلم‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن ابن ني‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه‪ ,‬عن عائشة أنا خرجت فيما كانت تعتمر‪ ,‬فنلت ببعض العراب‪,‬‬
‫ل يقول‪ :‬أي أخ كان ف الدن يا أن فع لخ يه ؟ قالوا‪ :‬ل ندري‪ .‬قال‪ :‬أ نا وال أدري‪ .‬قالت‪:‬‬
‫ف سمعت رج ً‬
‫فقلت ف نفسي ف حلفه ل يستثن إنه ليعلم أي أخ كان ف الدنيا أنفع لخيه‪ ,‬قال‪ :‬موسى حي سأل‬
‫لخيطه النبوة‪ ,‬فقلت‪ :‬صطدق وال‪ .‬قلت‪ :‬وفط هذا قال ال تعال فط الثناء على موسطى عليطه السطلم‪:‬‬
‫{وكان عنطططططططططططد ال وجيها}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اشدد به أزري} قال ماهد‪ :‬ظهري‪{ ,‬وأشركه ف امري} أي ف مشاورت {كي نسبحك‬
‫كثيا ونذكرك كثيا} قال ما هد‪ :‬ل يكون الع بد من الذاكر ين ال كثيا ح ت يذ كر ال قائما وقاعدا‬
‫ومضطجعا‪ .‬وقوله‪{ :‬إنك كنت بنا بصيا} أي ف اصطفائك لنا وإعطائك إيانا النبوة‪ ,‬وبعثتك لنا إل‬
‫عدوك فرعون فلك المططططططططططططططططططططططططططططد على ذلك‪.‬‬

‫ك مَا يُو َحىَ * أَنِ‬ ‫** قَالَ قَدْ أُوتِيتَ ُسؤْلَكَ يَمُوسَىَ * وََلقَ ْد َمَننّا عََليْكَ َم ّرةً أُ ْخرَىَ * ِإذْ َأوْ َحْينَآ إِلَىَ ُأمّ َ‬
‫حّبةً‬
‫ك مَ َ‬
‫ت عََليْ َ‬
‫اقْذِفِي هِ فِي التّابُو تِ فَاقْذِفِي هِ فِي الْيَ مّ َف ْليُ ْلقِ ِه الْيَ ّم بِال سّا ِح ِل يَأْ ُخذْ هُ عَ ُدوّ لّي َوعَ ُدوّ لّ ُه َوأَْل َقيْ ُ‬
‫صنَ َع عََل َى عَْينِيَ * إِ ْذ تَمْشِيَ أُ ْختُكَ َفَتقُولُ هَلْ َأدُّلكُ ْم عََل َى مَن َي ْكفُلُهُ َفرَ َج ْعنَاكَ إَِلىَ ُأمّكَ كَيْ َتقَرّ‬ ‫ّمنّي وَِلتُ ْ‬
‫جْينَا َك مِ َن اْلغَ ّم وََفتَنّا كَ ُفتُونا فََلِبثْ تَ ِسنِيَ فِ يَ َأهْلِ مَ ْديَ َن ثُ مّ ِجئْ تَ عََلىَ‬ ‫عَْينُها وَلَ َتحْزَ َن وََقتَلْ تَ َنفْسا َفنَ ّ‬
‫طىَ‬‫قَدَ ٍر يَمُوسططططططططططططططططططططططططططططططططططططط َ‬
‫هذه إجابة من ال لرسوله موسى عليه السلم فيما سأل من ربه عز وجل‪ ,‬وتذكي له بنعمه السالفة‬
‫عليه فيما كان من امر أمه حي كانت ترضعه وتذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه‪ ,‬لنه كان قد ولد‬
‫ف السنة الت يقتلون فيها الغلمان‪ ,‬فاتذت له تابوتا‪ ,‬فكانت ترضعه ث تضعه فيه وترسله ف البحر وهو‬
‫النيل‪ ,‬وتسكه إل منلا ببل‪ ,‬فذهبت مرة لتربط البل فانفلت منها وذهب به البحر‪ ,‬فحصل لا من‬
‫الغم والم ما ذكره ال عنها ف قوله‪{ :‬وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لول أن ربطنا‬

‫‪12‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على قلب ها} فذ هب به الب حر إل دار فرعون {فالتق طه آل فرعون ليكون ل م عدوا وحزنا} أي قدرا‬
‫مقدورا من ال حيث كانوا هم يقتلون الغلمان من بن إسرائيل حذرا من وجود موسى‪ ,‬فحكم ال وله‬
‫السطلطان العظيطم والقدرة التامطة أن ل يربط إل على فراش فرعون‪ ,‬ويغذى بطعامطه وشرابطه مطع مبتطه‬
‫وزوجتطه له‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬يأخذه عدو ل وعدو له * وألقيطت عليطك مبطة منط} أي عنطد عدوك‬
‫جعلته يبك‪ ,‬قال سلمة بن كهيل {وألقيت عليك مبة م ن} قال‪ :‬حبب تك إل عبادي {ولتصنع على‬
‫عين} قال أبو عمران الون‪ :‬ترب بعي ال وقال قتادة‪ :‬تغذى على عين‪ .‬وقال معمر بن الثن {ولتصنع‬
‫على عي ن} ب يث أرى‪ ,‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ :‬يع ن أجعله ف ب يت اللك ين عم ويترف‪,‬‬
‫وغذاؤه عندهطططططططططططططم غذاء اللك فتلك الصطططططططططططططنعة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إذ تشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إل أمك كي تقر عينها} وذلك‬
‫أنه لا استقر عند آل فرعون عرضوا عليه الراضع فأباها‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وحرمنا عليه الراضع من قبل}‬
‫فجاءت أخته وقالت‪{ :‬هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} تعن هل أدلكم على‬
‫من يرضعه لكم بالجرة‪ ,‬فذهبت به وهم معها إل أمه فعرضت عليه ثديها‪ ,‬فقبله ففرحوا بذلك فرحا‬
‫شديدا‪ ,‬واستأجروها على إرضاعه فنالا بسببه سعادة ورفعة وراحة ف الدنيا وف الَخرة أغن وأجزل‪,‬‬
‫ولذا جاء ف الديث «مثل الصانع الذي يتسب ف صنعته الي كمثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ‬
‫أجر ها» وقال تعال هه نا‪{ :‬فرجعناك إل أ مك كي ت قر عين ها ول تزن} أي عل يك {وقتلت نف سا}‬
‫يع ن القب طي {فنجيناك من ال غم} و هو ما ح صل له ب سبب عزم آل فرعون على قتله‪ ,‬ف فر من هم هاربا‬
‫طن القوم الظاليط}‪.‬‬ ‫طال‪{ :‬ل تفط نوت مط‬ ‫طن‪ ,‬وقال له ذلك الرجطل الصط‬ ‫حتط ورد ماء مديط‬
‫وقوله‪{ :‬وفتناك فتونا} قال المام أبو عبد الرحن أحد بن شعيب النسائي رحه ال ف كتاب التفسي‬
‫من سننه قوله {وفتناك فتونا} (حديث الفتون) حدثنا عبد ال بن ممد‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا‬
‫أصبغ بن زيد‪ ,‬حدثنا القاسم بن أب أيوب‪ ,‬أخبن سعيد بن جبي قال‪ :‬سألت عبد ال بن عباس عن‬
‫قول ال عز وجل لوسى عليه السلم {وفتناك فتونا} فسألته عن الفتون ما هو ؟ فقال‪ :‬استأنف النهار‬
‫يا ابن جبي فإن لا حديثا طويلً‪ ,‬فلما أصبحت غدوت إل ابن عباس لنتجز منه ما وعدن من حديث‬
‫الفتون‪ ,‬فقال‪ :‬تذا كر فرعون وجل ساؤه ما كان ال و عد إبراه يم عل يه ال سلم أن ي عل ف ذري ته أ نبياء‬
‫وملوكا‪ ,‬فقال بعضهطم‪ :‬إن بنط اسطرائيل ينتظرون ذلك ل يشكون فيطه‪ ,‬وكانوا يظنون أنطه يوسطف بطن‬
‫يعقوب‪ ,‬فلمطا هلك قالوا‪ :‬ليطس هكذا كان وعطد إبراهيطم عليطه السطلم‪ ,‬فقال فرعون‪ :‬كيطف ترون ؟‬
‫فائتمروا وأجعوا أمر هم على أن يب عث رجا ًل مع هم الشفار يطوفون ف ب ن إ سرائيل فل يدون مولودا‬
‫‪13‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذكرا إل ذبوه‪ ,‬ففعلوا ذلك‪ ,‬فل ما رأوا أن الكبار من ب ن إ سرائيل يوتون بآجال م‪ ,‬وال صغار يذبون‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬ليوشكن أن تفنوا بن إسرائيل فتصيوا إل أن تباشروا من العمال والدمة الت كانوا يكفونكم‪,‬‬
‫فاقتلوا عاما كل مولد ذكر‪ ,‬واتركوا بناتم‪ ,‬ودعوا عاما فل تقتلوا منهم أحدا‪ ,‬فيشب الصغار مكان من‬
‫يوت من الكبار‪ ,‬فإن م لن يكثروا ب ن ت ستحيون من هم‪ ,‬فتخافوا مكاثرت م إيا كم‪ ,‬ول يفنوا ب ن تقتلون‬
‫وتتاجون إليهم‪ ,‬فأجعوا أمرهم على ذلك فحملت أم موسى بارون ف العام الذي ل يذبح فيه الغلمان‪,‬‬
‫فولدته علنية آمنة‪ ,‬فلما كان من قابل‪ ,‬حلت بوسى عليه السلم فوقع ف قلبها الم والزن‪ ,‬وذلك من‬
‫الفتون ط يا ابن جبي ط ما دخل عليه وهو ف بطن أمه ما يراد به‪ ,‬فأوحى ال إليها أن ل تاف ول‬
‫تزن إنا رادوه إليك وجاعلوه من الرسلي‪ ,‬فأمرها إذا ولدت أن تعله ف تابوت ث تلقيه ف اليم‪ ,‬فلما‬
‫ولدت فعلت ذلك‪ ,‬فل ما توارى عن ها ابن ها أتا ها الشيطان فقالت ف نف سها‪ :‬ما فعلت با ب ن لو ذ بح‬
‫عندي فواريتططه وكفنتططه كان أحططب إل مططن أن ألقيططه إل دواب البحططر وحيتانططه‪.‬‬
‫فانت هى الاء به ح ت أو ف به ع ند فر ضة م ستقى جواري امرأة فرعون‪ ,‬فل ما رأي نه أخذ نه‪ ,‬فأردن أن‬
‫يفت حن التابوت فقال بعض هن‪ :‬إن ف هذا مالً‪ ,‬وإ نا إن فتحناه ل ت صدقنا امرأة اللك ب ا وجد نا ف يه‪,‬‬
‫فحملنه كهيئته ل يرجن منه شيئا حت دفعنه إليها‪ ,‬فلما فتحته رأت فيه غلما‪ ,‬فألقى ال عليه منها مبة‬
‫ل يلق منها على أحد قط‪ ,‬وأصبح فؤاد أم موسى فارغا من ذكر كل شيء إل من ذكر موسى‪ ,‬فلما‬
‫سع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إل امرأة فرعون ليذبوه‪ ,‬وذلك من الفتون يا ابن جبي‪ ,‬فقالت لم‪:‬‬
‫أقروه‪ ,‬فإن هذا الوا حد ل يز يد ف ب ن إ سرائيل ح ت آ ت فرعون فأ ستوهبه م نه‪ ,‬فإن وه به ل كن تم قد‬
‫أحسنتم وأجلتم‪ ,‬وإن أمر بذبه ل ألكم‪ ,‬فأتت فرعون فقالت‪ :‬قرة عي ل ولك‪ ,‬فقال فرعون‪ :‬يكون‬
‫لك فأما ل فل حاجة ل فيه‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬والذي يلف به لو أقر فرعون أن‬
‫يكون قرة عي له كما أقرت امرأته لداه ال كما هداها‪ ,‬ولكن حرمه ذلك»‪ ,‬فأرسلت إل من حولا‬
‫إل كل امرأة ل ا ل ب لتختار له ظئرا‪ ,‬فج عل كل ما أخذ ته امرأة من هن لترض عه ل يق بل على ثدي ها ح ت‬
‫أشفقت امرأة فرعون أن يتنع من اللب فيموت‪ ,‬فأحزنا ذلك فأمرت به فأخرج إل السوق وممع الناس‬
‫ططططططل‪.‬‬ ‫ططططططا‪ ,‬فلم يقبط‬ ‫طططططط له ظئرا تأخذه منهط‬ ‫ططططططو أن تدط‬ ‫ترجط‬
‫وأ صبحت أم مو سى والا فقالت لخ ته‪ :‬ق صي أثره واطلب يه هل ت سمعي له ذكرا‪ :‬أ حي اب ن أم قد‬
‫أكلته الدواب ؟ ونسيت ما كان ال وعدها فيه‪ ,‬فبصرت به أخته عن جنب وهم ل يشعرون‪ ,‬والنب‬
‫أن يسمو بصر النسان إل شيء بعيد وهو إل جنبه وهو ل يشعر به‪ ,‬فقالت من الفرح حي أعياهم‬
‫الظؤرات‪ :‬أ نا أدلّ كم على أ هل ب يت يكفلو نه ل كم و هم له نا صحون‪ ,‬فأخذو ها فقالوا ما يدر يك ما‬
‫‪14‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ن صحهم له هل يعرفو نه ؟ ح ت شكوا ف ذلك‪ ,‬وذلك من الفتون يا ا بن جبي‪ ,‬فقالت‪ :‬ن صحهم له‬
‫وشفقتهم عليه رغبتهم ف ظؤرة اللك ورجاء منفعة اللك فتركوها‪ ,‬فانطلقت إل أمها فأخبتا الب‪,‬‬
‫فجاءت أمه فلما وضعته ف حجرها نزا إل ثديها فمصه حت امتل جنباه ريا‪ ,‬وانطلق البشراء إل امرأة‬
‫فرعون يبشرونا أن قد وجدنا لبنك ظئرا‪ ,‬فأرسلت إليها فأتت با وبه‪ ,‬فلما رأت ما يصنع با قالت‪:‬‬
‫امكثي ترضعي ابن هذا‪ ,‬فإن ل أحب شيئا حبه قط‪ .‬قالت أم موسى‪ :‬ل أستطيع أن أدع بيت وولدي‬
‫فيضيع‪ ,‬فإن طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إل بيت فيكون معي ل آلوه خيا‪ ,‬فإن غي تاركة بيت‬
‫وولدي‪ ,‬وذكرت أم مو سى ما كان ال وعد ها ف يه‪ ,‬فتعا سرت على امرأة فرعون وأيق نت أن ال من جز‬
‫وعده‪ ,‬فرجعطت بطه إل بيتهطا مطن يومهطا‪ ,‬وأنبتطه ال نباتا حسطنا‪ ,‬وحفظطه لاط قطد قضطى فيطه‪.‬‬
‫فلم يزل بنو إسرائيل وهم ف ناحية القرية متنعي من السخرة والظلم ما كان فيهم‪ ,‬فلما ترعرع قالت‬
‫امرأة فرعون لم مو سى‪ :‬أتري ن اب ن فدعت ها يوما تري ها إياه ف يه‪ ,‬وقالت امرأة فرعون لزان ا وظؤر ها‬
‫وقهارمتها‪ :‬ل يبقي أحد منكم إل استقبل ابن اليوم بدية وكرامة لرى ذلك‪ ,‬وأنا باعثة أمينا يصي ما‬
‫يصنع كل إنسان منكم‪ ,‬فلم تزل الدايا والكرامة والنحل تستقبله من حي خرج من بيت أمه إل أن‬
‫دخل على امرأة فرعون‪ ,‬فلما دخل عليها بلته وأكرمته وفرحت به‪ ,‬ونلت أمه لسن أثرها عليه‪ ,‬ث‬
‫قالت‪ :‬لَت ي به فرعون فلينحل نه وليكرم نه‪ ,‬فل ما دخلت به عل يه جعله ف حجره فتناول مو سى ل ية‬
‫فرعون فمدها إل الرض‪ ,‬فقال الغواة من أعداء ال لفرعون‪ :‬أل ترى ما وعد ال إبراهيم نبيه إنه زعم‬
‫أن يرثك ويعلوك ويصرعك‪ ,‬فأرسل إل الذباحي ليذبوه‪ ,‬وذلك من الفتون يا ابن جبي بعد كل بلء‬
‫ابتلي بططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وأر يد به فتونا فجاءت امرأة فرعون فقالت‪ :‬ما بدالك ف هذا الغلم الذي وهب ته ل ؟ فقال ألتري نه‬
‫يز عم أ نه ي صرعن ويعلو ن ؟ فقالت‪ :‬اج عل بي ن وبي نك أمرا يعرف ال ق به‪ ,‬ائت بمرت ي ولؤلؤت ي‬
‫فقدم هن إل يه‪ ,‬فإن ب طش باللؤلؤت ي واجت نب المرت ي‪ ,‬عر فت أ نه يع قل‪ ,‬وإن تناول المرت ي ول يرد‬
‫اللؤلؤتي علمت أن أحدا ل يؤثر المرتي على اللؤلؤتي وهو يعقل‪ ,‬فقرب إليه المرتي واللؤلؤتي‪,‬‬
‫فتناول المرتي‪ ,‬فانتزعهمامنه مافة أن يرقا يده‪ ,‬فقالت الرأة‪ :‬أل ترى ؟ فصرفه ال عنه بعد ما كان‬
‫قد هم به‪ ,‬وكان ال بالغا فيه أمره‪ ,‬فلما بلغ أشده وكان من الرجال ل يكن أحد من آل فرعون يلص‬
‫إل أحد من بن إسرائيل معه بظلم ول سخرة حت امتنعوا كل المتناع‪ ,‬فبينما موسى عليه السلم يشي‬
‫ف ناح ية الدي نة إذا هو برجل ي يقتتلن أحده ا فرعو ن والَ خر إ سرائيلي‪ ,‬فا ستغاثه ال سرائيلي على‬
‫الفرعون فغضب موسى غضبا شديدا‪ ,‬لنه تناوله وهو يعلم منلته من بن إسرائيل وحفظه لم ل يعلم‬
‫‪15‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الناس إل إنا ذلك من الرضاع إل أم موسى إل أن يكون ال أطلع موسى من ذلك على ما ل يطلع عليه‬
‫غيه‪ ,‬فوكز موسى الفرعون فقتله‪ ,‬وليس يراها أحد إل ال عز وجل والسرائيلي‪ ,‬فقال موسى حي‬
‫قتل الرجل‪ :‬هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبي‪ ,‬ث قال‪{ :‬رب إن ظلمت نفسي فاغفر ل فغفر‬
‫له إنطططططططططططه هطططططططططططو الغفور الرحيطططططططططططم}‪.‬‬
‫فأ صبح ف الدي نة خائفا يتر قب الخبار‪ ,‬فأ تى فرعون فق يل له‪ :‬إن ب ن إ سرائيل قتلوا رجلً من آل‬
‫فرعون‪ ,‬فخذ لنا بقنا ول ترخص لم‪ ,‬فقال‪ :‬ابغون قاتله ومن يشهد عليه‪ ,‬فإن اللك وإن كان صفوه‬
‫مع قو مه ل ي ستقيم له أن يق يد بغ ي بي نة ول ث بت‪ ,‬فاطلبوا ل علم ذلك آ خذ ل كم بق كم‪ ,‬فبين ما هم‬
‫يطوفون ل يدون ثبتا إذا بو سى من ال غد قد رأى ذلك ال سرائيلي يقا تل رجلً من آل فرعون آ خر‪,‬‬
‫فا ستغاثه ال سرائيلي على الفرعو ن ف صادف مو سى فندم على ما كان م نه وكره الذي رأى‪ ,‬فغ ضب‬
‫السرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعون‪ ,‬فقال للسرائيلي لا فعل بالمس واليوم‪{ :‬إنك لغوي مبي}‪,‬‬
‫فنظطر السطرائيلي إل موسطى بعطد مطا قال له مطا قال‪ ,‬فإذا هطو غضبان كغضبطه بالمطس الذي قتطل فيطه‬
‫الفرعون‪ ,‬فخاف أن يكون بعد ما قال له إنك لغوي مبي‪ ,‬أن يكون إياه أراد‪ ,‬ول يكن أراده إنا أراد‬
‫الفرعون‪ ,‬فخاف السرائيلي وقال‪ :‬يا موسى أتريد أن تقتلن كما قتلت نفسا بالمس‪ ,‬وإنا قاله مافة‬
‫أن يكون إياه أراد موسى ليقتله‪ ,‬فتتاركا وانطلق الفرعون فأخبهم با سع من السرائيلي من الب حي‬
‫يقول‪ :‬يا موسى أتريد أن تقتلن كما قتلت نفسا بالمس‪ ,‬فأرسل فوعون الذباحي ليقتلوا موسى‪ ,‬فأخذ‬
‫ر سل فرعون ف الطر يق الع ظم يشون على هينت هم يطلبون مو سى و هم ل يافون أن يفوت م‪ ,‬فجاء‬
‫ر جل من شي عة مو سى من أق صى الدي نة‪ ,‬فاخت صر طريقا ح ت سبقهم إل مو سى فأ خبه‪ ,‬وذلك من‬
‫الفتون يططططططططططططا ابططططططططططططن جططططططططططططبي‪.‬‬
‫فخرج موسى متوجها نو مدين ول يلق بلء قبل ذلك‪ ,‬وليس له بالطريق علم إل حسن ظنه بربه عز‬
‫و جل‪ ,‬فإ نه قال‪{ :‬ع سى ر ب أن يهدي ن سواء ال سبيل * ول ا ورد ماء مد ين و جد عل يه أ مة من الناس‬
‫ي سقون وو جد من دون م امرأت ي تذودان} يع ن بذلك حاب ستي غنمه ما‪ ,‬فقال ل ما‪ :‬ما خطبك ما‬
‫معتزلتي ل تسقيان مع الناس ؟ قالتا‪ :‬ليس لنا قوة نزاحم القوم وإنا نسقي من فضول حياضهم فسقى‬
‫ل ما فج عل يغترف ف الدلو ماء كثيا ح ت كان أول الرعاء‪ ,‬فان صرفتا بغنمه ما إل أبيه ما‪ ,‬وان صرف‬
‫موسى عليه السلم فاستظل بشجرة وقال‪{ :‬ربّ إن لا أنزلت إلّ من خي فقي} واستنكر أبوها سرعة‬
‫صدورها بغنمهما حفلً بطانا‪ ,‬فقال‪ :‬إن لكما اليوم لشأنا‪ ,‬فأخبتاه با صنع موسى‪ ,‬فأمر إحداها أن‬
‫تدعوه‪ ,‬فأتت موسى فدعته‪ ,‬فلما كلمه قال‪ :‬ل تف نوت من القوم الظالي ليس لفرعون ول لقومه‬
‫‪16‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علينا سلطان‪ ,‬ولسنا ف ملكته‪ ,‬فقالت إحداها‪{ :‬يا أبت استأجره إن خي من استأجرت القوي المي}‬
‫فاحتملته الغية على أن قال لا‪ :‬ما يدريك ما قوته وما أمانته ؟ فقالت‪ :‬أما قوته فما رأيت منه ف الدلو‬
‫ح ي سقى ل نا‪ ,‬ل أر رجلً قط أقوى ف ذلك ال سقي م نه‪ ,‬وأ ما الما نة فإ نه ن ظر إل ح ي أقبلت إل يه‬
‫وشخصت له‪ ,‬فلما علم أن امرأة صوب رأسه فلم يرفعه حت بلغته رسالتك‪ ,‬ث قال ل‪ :‬امشي خلفي‬
‫وانعت ل الطريق‪ ,‬فلم يفعل هذا إل وهو أمي‪ ,‬فسري عن أبيها وصدقها وظن به الذي قالت‪ ,‬فقال له‪:‬‬
‫هل لك {أن أنكحك إحدى ابنت هاتي على أن تأجرن ثان حجج‪ ,‬فإن أتمت عشرا‪ ,‬فمن عندك وما‬
‫أريد أن أشق عليك ستجدن إن شاء ال من الصالي} ؟ ففعل فكانت على نب ال موسى ثان سني‬
‫واجبططة‪ ,‬وكانططت سططنتان عدة منططه‪ ,‬فقضططى ال عنططه عدتططه فأتهططا عشرا‪.‬‬
‫قال سعيد وهو ا بن جبي‪ :‬فلقي ن ر جل من أهل النصرانية من علمائهم قال‪ :‬هل تدري أي الجل ي‬
‫قضى موسى ؟ قلت‪ :‬ل‪ ,‬وأنا يومئذ ل أدري‪ ,‬فلقيت ابن عباس فذكرت له ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬أما علمت أن‬
‫ثانيا كانت على نب ال واجبة ل يكن نب ال لينقص منها شيئا‪ ,‬ويعلم أن ال كان قاضيا عن موسى‬
‫عدته الت كان وعده‪ ,‬فإنه قضى عشر سني‪ ,‬فلقيت النصران فأخبته ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬الذي سألته فأخبك‬
‫أعلم منك بذلك‪ ,‬قلت‪ :‬أجل وأول‪ ,‬فلما سار موسى بأهله كان من أمر النار والعصا ويده ما قص ال‬
‫عليك ف القرآن‪ ,‬فشكا إل ال تعال ما يذر من آل فرعون ف القتيل وعقدة لسانه‪ ,‬فإنه كان ف لسانه‬
‫عقدة تنعه من كثي من الكلم‪ ,‬وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءا ويتكلم عنه بكثي ما ل‬
‫يف صح به ل سانه‪ ,‬فآتاه ال سؤله و حل عقدة من ل سانه‪ ,‬وأو حى ال إل هارون وأمره أن يلقاه‪ ,‬فاند فع‬
‫موسى بعصاه حت لقي هارون عليهما السلم‪ ,‬فانطلقا جيعا إل فرعون‪ ,‬فأقاما على بابه حينا ل يؤذن‬
‫لما‪ ,‬ث أذن لما بعد حجاب شديد‪ ,‬فقال‪{ :‬إنا رسول ربك} قال‪ :‬فمن ربكما ؟ فأخباه بالذي قص‬
‫ال عليك ف القرآن ؟ قال‪ :‬ف ما تريدان ؟ وذكره القت يل فاعتذر ب ا قد سعت‪ ,‬قال‪ :‬أريد أن تؤ من بال‬
‫وترسل معنا بن إسرائيل‪ ,‬فأب عليه وقال‪ :‬ائت بآية إن كنت من الصادقي‪ ,‬فألقى عصاه فإذا هي حية‬
‫تسعى عظيمة‪ ,‬فاغرة فاها‪ ,‬مسرعة إل فرعون‪ ,‬فلما رآها فرعون قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره‬
‫واستغاث بوسى أن يكفها عنه ففعل‪ ,‬ث أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غي سوء‪ ,‬يعن من غي‬
‫برص‪ ,‬ث ردها فعادت إل لونا الول‪ ,‬فاستشار الل حوله فيما رأى‪ ,‬فقالوا له‪ :‬هذان ساحران {يريدان‬
‫أن يرجاكم من أرضكم بسحرها ويذهبا بطريقتكم الثلى}‪ ,‬يعن ملكهم الذي هم فيه والعيش‪ ,‬وأبوا‬
‫على مو سى أن يعطوه شيئا م ا طلب‪ ,‬وقالوا له‪ :‬اج ع ل ما ال سحرة‪ ,‬فإن م بأر ضك كث ي ح ت تغلب‬
‫ب سحرك سحرها‪ ,‬فأر سل إل الدئن فح شر له كل ساحر متعال‪ ,‬فل ما أتوا فرعون قالوا‪ :‬ب يع مل هذا‬
‫‪17‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السطاحر ؟ قالوا‪ :‬يعمطل باليات‪ ,‬قالوا‪ :‬فل وال مطا أحطد فط الرض يعمطل بالسطحر باليات والبال‬
‫والعصي الذي نع مل‪ ,‬فما أجرنا إن نن غلبنا ؟ قال لم‪ :‬أنتم أقارب وخاصت‪ ,‬وأنا صانع إليكم كل‬
‫شيططططء أحببتططططم‪ ,‬فتواعدوا يوم الزينططططة وأن يشططططر الناس ضحططططى‪.‬‬
‫قال سعيد بن جبي‪ :‬فحدث ن ا بن عباس أن يوم الزي نة اليوم الذي أظ هر ال ف يه مو سى على فرعون‬
‫وال سحرة هو يوم عاشوراء‪ .‬فل ما اجتمعوا ف صعيد وا حد قال الناس بعض هم لب عض‪ :‬انطلقوا فلنح ضر‬
‫هذا المر {لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبي} يعنون موسى وهارون استهزاء بما ؟ فط {قالوا يا‬
‫مو سى إ ما أن تل قي وإ ما أن نكون ن ن اللق ي * قال‪ :‬بل ألقوا‪ ,‬فألقوا حبال م وع صيهم وقالوا بعزة‬
‫فرعون إنا لنحن الغالبون} فرأى موسى من سحرهم ما أوجس ف نفسه خيفة‪ ,‬فأوحى ال إليه أن أل قِ‬
‫عصاك‪ ,‬فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيمة فاغرة فاها‪ ,‬فجعلت العصي تلتبس بالبال حت صارت جزرا‬
‫ل إل ابتعلته‪ ,‬فلما عرف ال سحرة ذلك قالوا‪ :‬لو كان‬‫إل الثعبان تدخل فيه حت ما أبقت عصا ول حب ً‬
‫هذا سحرا ل يبلغ من سحرنا كل هذا‪ ,‬ولكن هذا أمر من ال عز وجل‪ ,‬آمنا بال وبا جاء به موسى‬
‫من عند ال‪ ,‬ونتوب إل ال ما كنا عليه‪ ,‬فكسر ال ظهر فرعون ف ذلك الوطن وأشياعه‪ ,‬وظهر الق‬
‫وب طل ما كانوا يعملون {فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين} وامرأة فرعون بارزة متبذلة تد عو ال بالن صر‬
‫لوسى على فرعون وأشياعه‪ ,‬فمن رآها من آل فرعون ظن أنا إنا ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه‪,‬‬
‫وإن ا كان حزنا وه ها لو سى‪ ,‬فل ما طال م كث مو سى بواع يد فرعون الكاذبة‪ ,‬كل ما جاء بآ ية وعده‬
‫عند ها أن ير سل م عه ب ن إ سرائيل‪ ,‬فإذا م ضت أخلف موعده وقال‪ :‬هل ي ستطيع ر بك أن ي صنع غ ي‬
‫هذا ؟ فأرسل ال على قومه الطوفان والراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلت‪ ,‬كل ذلك يشكو‬
‫إل موسى ويطلب إليه أن يكفها عنه ويواثقه على أن يرسل معه بن إسرائيل‪ ,‬فإذا كف ذلك عنه أخلف‬
‫موعده ونكث عهده حت أمر ال موسى بالروج بقومه فخرج بم ليلً‪ ,‬فلما أصبح فرعون ورأى أنم‬
‫قد مضوا أر سل ف الدائن حاشر ين فتب عه بنود عظي مة كثية وأو حى ال إل الب حر إذا ضر بك عبدي‬
‫موسى بعصاه فانفلق اثنت عشرة فرقة حت يوز موسى ومن معه‪ ,‬ث التق على من بقي بعد من فرعون‬
‫وأشيا عه‪ ,‬فن سي مو سى أن يضرب الب حر بالع صا وانت هى إل الب حر وله ق صيف ما فة أن يضر به مو سى‬
‫بعصططططططاه وهططططططو غافططططططل‪ ,‬فيصططططططي عاصططططططيا ل‪.‬‬
‫فلما تراءى المعان وتقاربا قال أصحاب موسى‪ :‬إنا لدركون افعل ما أمرك به ربك فإنه ل يكذب‬
‫ول تكذب‪ .‬قال‪ :‬وعد ن ر ب إذا أت يت الب حر انفلق اثن ت عشرة فر قة ح ت أجاوزه‪ ,‬ث ذ كر ب عد ذلك‬
‫العصا‪ ,‬فضرب البحر بعصاه حي دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى‪ ,‬فانفلق البحر كما أمره‬
‫‪18‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر به وك ما و عد مو سى‪ ,‬فل ما أن جاز مو سى وأ صحابه كل هم الب حر ود خل فرعون وأ صحابه‪ ,‬الت قى‬
‫علي هم الب حر ك ما أ مر‪ ,‬فل ما جاوز مو سى الب حر قال أ صحابه‪ :‬إ نا ناف أن ل يكون فرعون غرق ول‬
‫نؤمن بلكه‪ ,‬فدعا ربه فأخرجه له ببدنه حت استيقنوا بلكه‪ ,‬ث مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على‬
‫أصنام لم {قالوا يا موسى اجعل لنا إلا كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون * إن هؤلء متب ما هم فيه}‬
‫الَية‪ .‬قد رأيتم من العب وسعتم ما يكفيكم‪ ,‬ومضى فأنزلم موسى منلً وقال‪ :‬أطيعوا هارون فإن قد‬
‫استخلفته عليكم‪ ,‬فإن ذاهب إل رب وأجلهم ثلثي يوما أن يرجع إليهم فيها‪ ,‬فلما أتى ربه وأراد أن‬
‫يكل مه ف ثلث ي يوما‪ ,‬و قد صامهن ليل هن ونار هن‪ ,‬وكره أن يكلم ر به ور يح ف يه ر يح فم ال صائم‪,‬‬
‫فتناول مو سى من نبات الرض شيئا فمض عه فقال له ر به ح ي أتاه‪ :‬ل أفطرت و هو أعلم بالذي كان‪,‬‬
‫قال‪ :‬يا رب إ ن كر هت أن أكل مك إل وف مي ط يب الر يح‪ .‬قال‪ :‬أو ما عل مت يا مو سى أن ر يح فم‬
‫الصططائم أطيططب عندي مططن ريططح السططك‪ ,‬ارجططع فصططم عشرا ثطط ائتنطط‪.‬‬
‫ففعل موسى عليه السلم ما أمر به‪ ,‬فلما رأى قومه أنه ل يرجع إليهم ف الجل ساءهم ذلك‪ ,‬وكان‬
‫هارون قد خطبهم وقال‪ :‬إنكم قد خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندكم عواري وودائع ولكم فيهم‬
‫مثل ذلك‪ ,‬فإن أرى أنكم تتسبون ما لكم عندهم ول أحل لكم وديعة استودعتموها ول عارية‪ ,‬ولسنا‬
‫برادين إليهم شيئا من ذلك ول مسكيه لنفسنا‪ ,‬فحفر حفيا وأمر كل قوم عندهم من ذلك من متاع‬
‫أو حليطة أن يقذفوه فط ذلك الفيط‪ ,‬ثط أوقطد عليطه النار فأحرقتطه‪ ,‬فقال‪ :‬ل يكون لنطا ول لمط‪ ,‬وكان‬
‫السامري من قوم يعبدون البقر جيان لبن إسرائيل‪ ,‬ول يكن من بن إسرائيل فاحتمل مع موسى وبن‬
‫إسرائيل حي احتملوا‪ ,‬فقضي له أن رأى أثرا فقبض منه قبضة‪ ,‬فمر بارون فقال له هارون عليه السلم‪:‬‬
‫يا سامري أل تل قي ما ف يدك‪ ,‬و هو قا بض عل يه ل يراه أ حد طوال ذلك ؟ فقال‪ :‬هذه قب ضة من أ ثر‬
‫الرسول الذي جاوز بكم البحر‪ ,‬ول ألقيها لشيء إل أن تدعو ال إذا ألقيتها أن يعلها ما أريد‪ ,‬فألقاها‬
‫ودعا له هارون‪ ,‬فقال‪ :‬أريد أن يكون عجلً‪ ,‬فاجتمع ما كان ف الفية من متاع أو حلية أو ناس أو‬
‫حديد‪ ,‬فصار عجلً أجوف ليس فيه روح وله خوار‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬ل وال ما كان له صوت قط إنا‬
‫كا نت الر يح تد خل ف دبره وترج من ف يه‪ ,‬وكان ذلك ال صوت من ذلك‪ ,‬فتفرق ب نو إ سرائيل فرقا‪,‬‬
‫فقالت فر قة‪ :‬يا سامري ما هذا وأ نت أعلم به ؟ قال‪ :‬هذا رب كم ول كن مو سى أ ضل الطر يق‪ ,‬فقالت‬
‫فرقة‪ :‬ل نكذب بذا حت يرجع إلينا موسى‪ ,‬فإن كان ربنا ل نكن ضيعناه وعجزنا فيه حي رأينا‪ ,‬وإن‬
‫ل ي كن ربنا فإنا نت بع قول مو سى‪ ,‬وقالت فر قة‪ :‬هذا من ع مل الشيطان‪ ,‬وليس بربنا ول نؤ من به ول‬
‫ن صدق‪ ,‬وأشرب فر قة ف قلوب م ال صدق ب ا قال ال سامري ف الع جل وأعلنوا التكذ يب به‪ ,‬فقال ل م‬
‫‪19‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هارون‪ { :‬يا قوم إنا فتنتم به وإن ربكم الرحن فاتبعون وأطيعوا أمري} قالوا‪ :‬ف ما بال موسى وعدنا‬
‫ثلثي يوما ث أخلفنا‪ ,‬هذه أربعون يوما قد مضت‪ ,‬وقال سفهاؤهم‪ :‬أخطأ ربه فهو يطلبه‪ :‬يتبعه‪ ,‬فلما‬
‫كلم ال موسى وقال له ما قال‪ ,‬أخبه با لقي قومه من بعده {فرجع مو سى إل قومه غضبان أسفا}‬
‫فقال لم ما سعتم ف القرآن‪ ,‬وأخذ برأس أخيه يره إليه‪ ,‬وألقى اللواح من الغضب‪ ,‬ث إنه عذر أخاه‬
‫بعذره واستغفر له‪ ,‬وانصرف إل السامري فقال له‪ :‬ما حلك على ما صنعت ؟ قال‪ :‬قبضت قبضة من‬
‫أ ثر الر سول وفط نت ل ا وعم يت علي كم {فنبذت ا وكذلك سولت ل نف سي‪ ,‬قال فاذ هب فإن لك ف‬
‫الياة أن تقول ل م ساس وإن لك موعدا لن تل فه وان ظر إل إل ك الذي ظلت عل يه عاكفا لنحرق نه ث‬
‫لننسفنه ف اليم نسفا}‪ ,‬ولو كان إلا ل يلص إل ذلك منه‪ ,‬فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة‪ ,‬واغتبط الذين‬
‫كان رأيهم فيه مثل رأي هارون‪ ,‬فقالوا لماعتهم‪ :‬يا موسى سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها‬
‫فيكفر عنا ما عملنا‪ ,‬فاختار موسى من قومه سبعي رجلً لذلك ل يألو الي خيار بن إسرائيل ومن ل‬
‫يشرك ف العجل‪ ,‬فانطلق بم يسأل لم التوبة فرجفت بم الرض! فاستحيانب ال من قومه ومن وفده‬
‫حي فعل بم ما فعل‪ ,‬فقال‪{ :‬رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتلكنا با فعل السفهاء منّا} وفيهم‬
‫من كان اطلع ال منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيانه به‪ ,‬فلذلك رجفت بم الرض فقال‪:‬‬
‫{ورح ت و سعت كل ش يء ف سأكتبها للذ ين يتقون ويؤتون الزكاة والذ ين هم بآيات نا يؤمنون‪ ,‬الذ ين‬
‫يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة والنيل} فقال‪ :‬يا رب سألتك التوبة‬
‫لقومي‪ ,‬فقلت إن رحت كتبتها لقوم غي قومي‪ ,‬هل أخرتن حت ترجن ف أمة ذلك الرجل الرحومة ؟‬
‫فقال له‪ :‬إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم من لقي من والد وولد‪ ,‬فيقتله بالسيف ول يبال من قتل ف‬
‫ذلك الو طن‪ ,‬وتاب أولئك الذ ين كان خ في على مو سى وهارون‪ ,‬واطلع ال من ذنوب م‪ ,‬فاعترفوا ب ا‬
‫وفعلوا مطططططططططا أمروا‪ ,‬وغفطططططططططر ال للقاتطططططططططل والقتول‪.‬‬
‫ث سار بم موسى عليه السلم متوجها نو الرض القدسة‪ ,‬وأخذ اللواح بعد ما سكت عنه الغضب‪,‬‬
‫فأمرهم بالذي أمر به أن يبلغهم من الوظائف‪ ,‬فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا با‪ ,‬فنتق ال عليهم البل‬
‫كأنه ظلة ودنا منهم حت خافوا أن يقع عليهم‪ ,‬فأخذوا الكتاب بأيانم وهم مصغون‪ ,‬ينظرون إل البل‬
‫والكتاب بأيديهم وهم من وراء البل مافة أن يقع عليهم‪ ,‬ث مضوا حت أتوا الرض القدسة فوجدوا‬
‫مدي نة في ها قوم جبارون‪ ,‬خلق هم خلق من كر‪ ,‬وذكروا من ثار هم أمرا عجيبا من عظم ها‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا‬
‫موسى إن فيها قوما جبارين ل طاقة لنا بم‪ ,‬ول ندخلها ما داموا فيها‪ ,‬فإن يرجوا منها فإنا داخلون‪.‬‬
‫قال رجلن من الذ ين يافون ق يل ليز يد هكذا قرأه ؟ قال‪ :‬ن عم من البار ين آم نا بو سى وخر جا إل يه‬
‫‪20‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقالوا‪ :‬ن ن أعلم بقوم نا إن كن تم إن ا تافون ما رأي تم من أج سامهم وعدد هم‪ ,‬فإن م ل قلوب ل م ول‬
‫من عة عند هم‪ ,‬فادخلوا علي هم الباب فإذا دخلتموه فإن كم غا لبون‪ ,‬ويقول أناس‪ :‬إن م من قوم مو سى‪,‬‬
‫فقال الذ ين يافون من ب ن إ سرائيل‪{ :‬قالوا يا مو سى إ نا لن ندخل ها أبدا ما داموا في ها فاذ هب أ نت‬
‫وربك فقاتل إنا ههنا قاعدون} فأغضبوا موسى‪ ,‬فدعا عليهم وساهم فاسقي‪ ,‬ول يدع عليهم قبل ذلك‬
‫ل ا رأى من هم من الع صية وإ ساءتم ح ت كان يومئذ‪ ,‬فا ستجاب ال له و ساهم ك ما ساهم مو سى‬
‫فاسقي‪ ,‬وحرمها عليهم أربعي سنة يتيهون ف الرض يصبحون كل يوم فيسيون ليس لم قرار‪ ,‬وظلل‬
‫علي هم الغمام ف الت يه‪ ,‬وأنزل علي هم ال ن وال سلوى‪ ,‬وج عل ل م ثيابا ل تبلىَ ول تت سخ‪ ,‬وج عل ب ي‬
‫ظهرانيهم حجرا مربعا‪ ,‬وأمر موسى فضربه بعصاه‪ ,‬فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ف كل ناحية ثلثة‬
‫أع ي‪ ,‬وأعلم كل سبط عين هم ال ت يشربون من ها‪ ,‬فل يرتلون من مكان إل وجدوا ذلك ال جر بين هم‬
‫طططططططططططططططس‪.‬‬ ‫بالكان الذي كان فيطططططططططططططططه بالمط‬
‫ر فع ا بن عباس هذا الد يث إل ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬و صدق ذلك عندي أن معاو ية سع ا بن‬
‫عباس يدث هذا الديث فأنكر عليه أن يكون الفرعون الذي أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل‪,‬‬
‫فقال‪ :‬كيف يفشي عليه ول يكن علم به‪ ,‬ول ظهر عليه إل السرائيلي الذي حضر ذلك ؟ فغضب ابن‬
‫عباس فأ خذ ب يد معاو ية فانطلق به إل سعد بن مالك الزهري‪ ,‬فقال له‪ :‬يا أ با إ سحاق هل تذ كر يوم‬
‫حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتلمن آل فرعون ؟ السرائيلي الذي أفشى‬
‫عليه أم الفرعون ؟ قال‪ :‬إنا أفشى عليه الفرعون با سع من السرائيلي الذي شهد على ذلك وحضره‪,‬‬
‫وهكذا رواه النسائي ف السنن الكبى‪ ,‬وأخرجه أبو جعفر بن جرير وابن أب حات ف تفسيها‪ ,‬كلهم‬
‫من حديث يزيد بن هارون به‪ ,‬وهو موقوف من كلم ابن عباس‪ ,‬وليس فيه مرفوع إل قليل منه‪ ,‬وكأنه‬
‫تلقاه ابن عباس رضي ال عنهما ما أبيح نقله من السرائيليات عن كعب الحبار‪ ,‬أو غيه‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫وسطططططعت شيخنطططططا الافطططططظ أبطططططا الجاج الزي يقول ذلك أيضا‪.‬‬

‫** ِإ ْذ تَمْشِ يَ أُ ْختُ كَ َفَتقُو ُل هَلْ أَدُّلكُ ْم عََل َى مَن يَ ْكفُلُ هُ فَرَ َج ْعنَا كَ إَِلىَ ُأمّ كَ كَ يْ َتقَ ّر َعْينُ ها وَ َل تَحْزَ نَ‬
‫جْينَا كَ مِ َن اْلغَ ّم وََفَتنّا كَ ُفتُونا فََلِبثْ تَ ِسنِيَ فِ يَ َأهْ ِل مَ ْديَ َن ثُ مّ ِجئْ تَ عََلىَ قَ َد ٍر يَمُو َسىَ *‬
‫ت َنفْسا َفنَ ّ‬ ‫وََقتَلْ َ‬
‫وَا صْ َطَن ْعتُكَ ِلَنفْ سِي * ا ْذهَ بْ أَن تَ َوأَخُو كَ بِآيَاتِي وَلَ َتنِيَا فِي ذِكْرِي * ا ْذهَبَآ إِلَىَ فِ ْر َعوْ نَ ِإنّ ُه َطغَىَ *‬
‫شىَ‬
‫ط َيتَذَكّرُ َأوْ يَخْ َ‬ ‫طططططططططططط ُ‬ ‫طططططططططططططُ َقوْلً ّليّنا ّلعَلّهط‬ ‫َفقُولَ لَهط‬

‫‪21‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال ماطبا لوسى عليه السلم‪ :‬إنه لبث مقيما ف أهل مدين فارا من فرعون وملئه‪ ,‬يرعى على‬
‫صهره حت انتهت الدة وانقضى الجل‪ ,‬ث جاء موافقا لقدر ال وإرادته من غي ميعاد‪ ,‬والمر كله ل‬
‫تبارك وتعال‪ ,‬وهطو السطي عباده وخلقطه فيمطا يشاء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ثط جئت على قدر يطا موسطى} قال‬
‫ماهد‪ :‬أي على موعد‪ .‬وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ف قوله‪{ :‬ث جئت على قدر يا موسى}‬
‫قال‪ :‬على قدر الر سالة والنبوة‪ .‬وقوله‪{ :‬وا صطنعتك لنف سي} أي ا صطفيتك واجتبي تك ر سو ًل لنف سي‬
‫أي كما أريد وأشاء‪ .‬وقال البخاري عند تفسيها‪ :‬حدثنا الصلت بن ممد‪ ,‬حدثنا مهدي بن ميمون‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن سيين عن أب هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬التقى آدم وموسى فقال‬
‫مو سى‪ :‬أ نت الذي أشق يت الناس وأخرجت هم من ال نة‪ ,‬فقال آدم‪ :‬وأ نت الذي ا صطفاك ال بر سالته‬
‫وا صطفاك لنف سه وأنزل عل يك التوراة ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬قال فوجد ته مكتوبا عل يّ ق بل أن يلق ن‪ ,‬قال‪ :‬ن عم‬
‫فحططططططططططططططططج آدم موسططططططططططططططططى» أخرجاه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اذهب أنت وأخوك بآيات} أي بججي وبراهين ومعجزات {ول تنيا ف ذكري} قال علي‬
‫بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬ل تبطئا‪ ,‬وقال ماهد عن ابن عباس‪ :‬ل تضعفا‪ ,‬والراد أنما ل يفتران ف‬
‫ذكر ال‪ ,‬بل يذكران ال ف حال مواجهة فرعون‪ ,‬ليكون ذكر ال عونا لما عليه‪ ,‬وقوة لما وسلطانا‬
‫كاسرا له‪ ,‬كما جاء ف الديث «إن عبدي كل عبدي الذي يذكرن وهو مناجز قرنه»‪ .‬وقوله‪{ :‬اذهبا‬
‫إل فرعون إ نه ط غى} أي ترد وع تا وت ب على ال وع صاه {فقول له قولً لينا لعله يتذ كر أو ي شى}‬
‫هذه الَية فيها عبة عظيمة‪ ,‬وهو أن فرعون ف غاية العتو والستكبار وموسى صفوة ال من خلقه إذ‬
‫ذاك‪ ,‬ومع هذا أمر أن ل ياطب فرعون إل باللطفة واللي‪ ,‬كما قال يزيد الرقاشي عند قوله‪{ :‬فقول‬
‫له قولً لينا}‪,‬‬
‫يطططا مطططن يتحبطططب إل مطططن يعاديهفكيطططف بنططط يتوله ويناديطططه ؟‬
‫وقال وهب بن منبه‪ :‬قول له إن إل العفو والغفرة أقرب من إل الغضب والعقوبة‪ .‬وعن عكرمة ف‬
‫قوله‪{ :‬فقول له قولً لينا} قال‪ :‬ل إله إل ال‪ ,‬وقال عمرو بن عبيد عن السن البصري {فقول له قولً‬
‫لينا} أعذرا إل يه قول له‪ :‬إن لك ربا ولك معادا‪ ,‬وإن بيط يد يك ج نة ونارا‪ ,‬وقال بقيطة عطن علي بطن‬
‫هارون عن رجل عن الضحاك بن مزاحم عن النال بن سبة عن علي ف قوله {فقول له قو ًل لينا} قال‪:‬‬
‫ك نه‪ ,‬وكذا روي عن سفيان الثوري‪ :‬ك نه بأ ب مرة‪ ,‬والا صل من أقوال م أن دعوت ما له تكون بكلم‬
‫رقيطق ليط سهل رف يق‪ ,‬ليكون أو قع ف النفوس وأبلغ وأنعط‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ادع إل سبيل ر بك‬
‫بالكمطططة والوعظطططة السطططنة وجادلمططط بالتططط هطططي أحسطططن}‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬لعله يتذكر أو يشى} أي لعله يرجع عما هو فيه من الضلل واللكة‪ ,‬أو يشى أي يوجد‬
‫طا عة من خش ية ر به‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل ن أراد أن يذ كر أو ي شى} فالتذ كر الرجوع عن الحذور‪,‬‬
‫والشية تصيل الطاعة‪ ,‬وقال السن الب صري‪{ :‬لعله يتذكر أو يشى} يقول‪ :‬ل تقل أنت يا موسى‬
‫وأخوك هارون أهلكه قبل أن أعذر إليه‪ ,‬وههنا نذكر شعر زيد بن عمرو بن نفيل‪ ,‬ويروى لمية بن أب‬
‫الصططططططططلت فيمططططططططا ذكره ابططططططططن إسططططططططحاق‪.‬‬
‫ططا‬‫ططولً مناديط‬
‫ططى رسط‬ ‫ططت إل موسط‬ ‫ططل من ططّ ورحةبعثط‬ ‫ططن فضط‬ ‫ططت الذي مط‬ ‫وأنط‬
‫ططططططططا‬ ‫ططططططططب وهارون فاد ُعوَاإل ال فرعون الذي كان باغيط‬ ‫فقلت له‪ :‬فاذهط‬
‫ططا‬‫ططا هيط‬ ‫ططتقلت كمط‬ ‫طط اسط‬ ‫ططد حتط‬ ‫ططويت هذهبل وتط‬ ‫ططت سط‬ ‫ططل أنط‬ ‫فقول له‪ :‬هط‬
‫وقول له‪ :‬آأنططططت رفعططططت هذهبل عمططططد أرفططططق إذن بططططك بانيططططا‬
‫وقول له‪ :‬آأنطططت سطططويت وسططططهامنيا إذا مطططا جنطططه الليطططل هاديطططا‬
‫وقول له‪ :‬مطططن يرج الشمطططس بكرةفيصطططبح مامَسطططّت مطططن الرض ضاحيطططا‬
‫وقول له‪ :‬مططن ينبططت البطط فطط الثرىفيصططبح منططه البقططل يهتططز رابيططا‬
‫ويرج منطططه حبطططة فططط رؤوسطططه ؟ففطططي ذاك آيات لنططط كان واعيطططا‬

‫ط عََلْينَآ َأوْ أَن يَ ْط َغىَ * قَالَ َل تَخَافَآ ِإّننِي َم َعكُمَآ أَسْمَ ُع َوأَرَىَ * َفأِْتيَا ُه‬ ‫** قَالَ َربّنَآ ِإّننَا نَخَافُ أَن يَفْ ُر َ‬
‫ل ُم عََلىَ مَ نِ‬ ‫ك وَال سّ َ‬‫َفقُول ِإنّا رَ سُولَ َربّ كَ َفأَرْ سِلْ َم َعنَا َبنِ يَ إِ سْرَائِيلَ وَلَ ُتعَ ّذْبهُ مْ َقدْ ِجْئنَا َك بِآَيةٍ مّن ّربّ َ‬
‫ط اْلعَذَابططَ عََلىَ مَططن كَذّبططَ َوتَوَّلىَ‬ ‫اّتبَعططَ الْهُدَىَ * إِنّططا قَدْ أُوحِيططَ إَِليْنَططآ أَنط ّ‬
‫يقول تعال إخبارا عن مو سى وهارون عليه ما ال سلم‪ ,‬أن ما قال مت سجيين بال تعال شاكي ي إل يه‪:‬‬
‫{إننا ناف أن يفرط علينا أو أن يطغى} يعنيان أن يبدر إليهما بعقوبة أو يعتدي عليهما‪ ,‬فيعاقبهما وها‬
‫ل يستحقان منه ذلك‪ .‬قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬أن يفرط يعجل‪ .‬وقال ماهد‪ :‬يبسط علينا‪.‬‬
‫وقال الضحاك عن ا بن عباس أو أن يط غى‪ :‬يعتدي {قال ل تا فا إن ن معك ما أ سع وأرى} أي ل تا فا‬
‫م نه‪ ,‬فإن ن معك ما أ سع كلمك ما وكل مه‪ ,‬وأرى مكانك ما ومكا نه‪ ,‬ل ي فى عل يّ من أمر كم ش يء‪,‬‬
‫واعل ما أن نا صيته بيدي‪ ,‬فل يتكلم ول يتن فس ول يب طش إل بإذ ن وب عد أمري‪ ,‬وأ نا معك ما بف ظي‬
‫ونصططططططططططططططططططططططططططططططططططططري وتأييدي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن‬
‫عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب عبيدة عن عبد ال قال‪ :‬لا بعث ال عز وجل موسى إل فرعون قال‪ :‬رب أي‬
‫شيء أقول ؟ قال‪ :‬قل هيا شراه يا‪ .‬قال الع مش‪ :‬فسر ذلك‪ :‬أنا ال ي قبل كل شيء والي ب عد كل‬
‫شيء‪ ,‬إسناده جيد‪ ,‬وشيء غريب {فأتياه فقول إنا رسول ربك} قد تقدم ف حديث الفتون عن ابن‬
‫طد‪.‬‬ ‫طد حجاب شديط‬ ‫طا بعط‬‫طا حت ط أذن لمط‬ ‫طه حينا ل يؤذن لمط‬ ‫طا على بابط‬
‫طه قال‪ :‬مكثط‬ ‫عباس أنط‬
‫وذكر ممد بن إ سحاق بن ي سار أن موسى وأخاه هارون خرجا فوقفا بباب فرعون يلتمسان الذن‬
‫عل يه‪ ,‬وه ا يقولن‪ :‬إ نا ر سول رب العال ي فآذنوا ب نا هذا الر جل‪ ,‬فمك ثا في ما بلغ ن سنتي يغدوان‬
‫ويروحان ل يعلم بما ول يترىء أحد على أن يبه بشأنما حت دخل عليه بطال له يلعبه ويضحكه‪,‬‬
‫ل يقول قولً عجيبا يزعم أن له إلا غيك أرسله إليك‪ .‬قال بباب ؟‬ ‫فقال له‪ :‬أيها اللك إن على بابك رج ً‬
‫قال‪ :‬ن عم‪ ,‬قال‪ :‬أدخلوه‪ ,‬فد خل وم عه أخوه هارون و ف يده ع صاه‪ ,‬فل ما و قف على فرعون قال‪ :‬إ ن‬
‫ر سول رب العال ي‪ ,‬فعر فه فرعون‪ ,‬وذ كر ال سدي أ نه ل ا قدم بلد م صر ضاف أ مه وأخاه‪ ,‬وه ا ل‬
‫يعرفانه‪ ,‬وكان طعامهما ليلتئذ الطفيل وهو اللفت‪ ,‬ث عرفاه وسلما عليه‪ ,‬فقال له موسى‪ :‬يا هارون إن‬
‫ر ب قد أمر ن أن آ ت هذا الر جل فرعون فأدعوه إل ال وأمرك أن تعاون ن‪ .‬قال‪ :‬اف عل ما أمرك ر بك‪,‬‬
‫فذهبا وكان ذلك ليلً‪ ,‬فضرب موسى باب القصر بعصاه فسمع فرعون‪ ,‬فغضب وقال‪ :‬من يترىء على‬
‫ل منونا يقول إنه رسول ال‪ ,‬فقال علي به‪,‬‬ ‫هذا الصنيع الشديد‪ ,‬فأخبه السدنة والبوابون بأن ههنا رج ً‬
‫فلمطططا وقفطططا بيططط يديطططه قال وقال لمطططا مطططا ذكطططر ال فططط كتابطططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قد جئناك بآية من ربك} أي بدللة ومعجزة من ربك {والسلم على من اتبع الدى} أي‬
‫والسلم عليك إن اتبعت الدى‪ ,‬ولذا لا كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل هرقل عظيم الروم‬
‫كتابا كان أوله «ب سم ال الرح ن الرح ن‪ ,‬من م مد ر سول ال إل هر قل عظ يم الروم‪ ,‬سلم على من‬
‫ات بع الدى‪ ,‬أ ما ب عد‪ ,‬فإ ن أدعوك بدعا ية ال سلم‪ ,‬فأ سلم ت سلم يؤ تك ال أجرك مرت ي» وكذلك ل ا‬
‫كتب مسيلمة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم كتابا صورته من مسيلمة رسول ال إل ممد رسول‬
‫ال‪ ,‬سلم عليك‪ ,‬أما بعد فإن قد أشركتك ف المر‪ ,‬فلك الدر ول الوبر‪ ,‬ولكن قريشا قوم يعتدون‪,‬‬
‫فكتب إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم «من ممد رسول ال إل مسيلمة الكذاب‪ ,‬سلم على من‬
‫اتبطع الدى‪ ,‬أمطا بعطد فإن الرض ل يورثهطا مطن يشاء مطن عباده والعاقبطة للمتقيط» ولذا قال موسطى‬
‫وهارون عليه ما ال سلم لفرعون {وال سلم على من ات بع الدى إ نا قد أو حي إلي نا أن العذاب على من‬
‫كذب وتول} أي قد أخب نا ال في ما أوحاه إلي نا من الو حي الع صوم أن العذاب متم حض ل ن كذب‬
‫‪24‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بآيات ال وتول عطن طاعتطه‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬فأمطا مطن طغطى وآثطر الياة الدنيطا * فإن الحيطم هطي‬
‫الأوى} وقال تعال‪{ :‬فأنذرتكم نارا تلظى * ل يصلها إل الشقى * الذي كذب وتول} وقال تعال‪:‬‬
‫طه‪ ,‬وتول بفعله‪.‬‬ ‫طن كذب وتول} أي كذب بقلبط‬ ‫طلى ولكط‬‫طدق ول صط‬ ‫{فل صط‬

‫** قَالَ فَمَن ّرّبكُمَا يَمُو َسىَ * قَالَ َرّبنَا الّذِ يَ َأعْطَىَ كُ ّل شَيءٍ خَ ْلقَ ُه ثُ ّم هَدَىَ * قَالَ فَمَا بَا ُل اْلقُرُو ِن‬
‫الُوَلىَ * قَا َل عِ ْلمُهَطططا عِندَ رَبّطططي فِطططي ِكتَابطططٍ ّل َيضِلّ رَبّطططي وَ َل يَنسطططَى‬
‫يقول تعال مبا عن فرعون أنه قال لوسى منكرا وجود الصانع الالق إله كل شيء وربه ومليكه‪,‬‬
‫قال {فمن ربكما يا موسى} أي الذي بعثك وأرسلك من هو‪ ,‬فإن ل أعرفه وما علمت لكم من إله‬
‫غيي {قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى}‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يقول‬
‫خلق ل كل ش يء زو جه‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬ج عل الن سان إن سانا‪ ,‬والمار حارا‪ ,‬والشاة‬
‫شاة‪ .‬وقال ليث بن أب سليم عن ماهد‪ :‬أعطى كل شيء صورته‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬سوى‬
‫خلق كطططططططططططططططططططل دابطططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬أعطى كل شيء خلقه ث هدى} قال‪ :‬أعطى كل ذي خلق ما يصلحه‬
‫من خل قه‪ ,‬ول ي عل للن سان من خلق الدا بة‪ ,‬ولللدا بة من خلق الكلب‪ ,‬ول للكلب من خلق الشاة‪,‬‬
‫وأع طى كل ش يء ما ينب غي له من النكاح‪ ,‬وه يأ كل ش يء على ذلك‪ ,‬ل يس ش يء من ها يش به شيئا من‬
‫أفعاله ف اللق والرزق والنكاح‪ .‬وقال بعض الف سرين‪ :‬أع طى كل ش يء خل قه ث هدى‪ ,‬كقوله تعال‪:‬‬
‫{الذي قدر فهدى} أي قدر قدرا وهدى اللئق إل يه‪ ,‬أي ك تب العمال والَجال والرزاق‪ ,‬ث‬
‫اللئق ماشون على ذلك ل ييدون عنطططططه ول يقدر أحطططططد على الروج منطططططه‪.‬‬
‫يقول ربنا الذي خلق اللق وقدر القدر وجبل الليقة على ما أراد {قال فما بال القرون الول} أصح‬
‫القوال فط معنط ذلك أن فرعون لاأخطبه موسطى بأن ربطه الذي أرسطله هطو الذي خلق ورزق‪ ,‬وقدر‬
‫فهدى‪ ,‬شرع يتج بالقرون الول‪ ,‬أي الذين ل يعبدوا ال‪ ,‬أي فما بالم إذا كان المر كذلك ل يعبدوا‬
‫ر بك بل عبدوا غيه‪ ,‬فقال له مو سى ف جواب ذلك‪ ,‬هم وإن ل يعبدوه فإن علم هم ع ند ال مضبوط‬
‫علهيطم‪ ,‬وسطجزيهم بعملهطم فط كتاب ال‪ ,‬وهطو اللوح الحفوظ وكتاب العمال {ل يضطل ربط ول‬
‫ينسى} أي ل يشذ عنه شيء‪ ,‬ول يفوته صغي ول كبي‪ ,‬ول ينسى شيئا يصف علمه تعال بأنه بكل‬

‫‪25‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شيء ميط‪ ,‬وأنه ل ينسى شيئا‪ ,‬تبارك وتعال وتقدس وتنه‪ ,‬فإن علم الخلوق يعتريه نقصانان‪ :‬أحدها‬
‫عدم الحاطططة بالشيططء‪ ,‬والَخططر نسططيانه بعططد علمططه‪ ,‬فنه نفسططه عططن ذلك‪.‬‬

‫ل َوأَنزَ َل مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفأَخْ َر ْجنَا بِ هِ أَ ْزوَاجا مّن‬


‫** الّذِي َجعَلَ َلكُ مُ الرْ ضَ َمهْدا وَ سَلَكَ َلكُ مْ فِيهَا ُسبُ ً‬
‫ت َشتّىَ * كُلُوْا وَا ْر َعوْا َأنْعَا َمكُ مْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا تٍ ُلوْلِي الّن َهىَ * ِمنْهَا خََل ْقنَاكُ ْم وَفِيهَا ُنعِيدُكُ مْ‬
‫ّنبَا ٍ‬
‫ط َوَأَبىَ‬
‫ططا َفكَذّبطط َ‬ ‫ططا كُلّهَط‬ ‫ط آيَاتِنَط‬ ‫ط تَا َرةً أُخْرَىَ * وََلقَدْ أَ َرْينَاهطط ُ‬
‫خرِ ُجكُمطط ْ‬ ‫ططا نُ ْ‬‫َومِنْهَط‬
‫من تام كلم موسى فيما وصف به ربه عز وجل حي سأله فرعون عنه‪ ,‬فقال‪{ :‬الذي أعطى كل‬
‫شيء خلقه ث هدى} ث اعترض الكلم بي ذلك‪ ,‬ث قال‪{ :‬الذي جعل لكم الرض مهدا} وف قراءة‬
‫بعضهم مهادا أي قرارا تستقرون عليها‪ ,‬وتقومون وتنامون عليها‪ ,‬وتسافرون على ظهرها {وسلك لكم‬
‫فيها سبلً} أي جعل ل كم طرقا تشون ف مناكبها كما قال تعال‪{ :‬وجعلنا فيها فجاجا سبلً لعلهم‬
‫يهتدون} {وأنزل من السماء ما ًء فأخرجنا به أزواجا من نبات شت} أي من أنواع النباتات من زروع‬
‫وثار‪ ,‬ومن حامض وحلو ومر وسائر النواع {كلوا وارعوا أنعامكم} أي شيء لطعامكم وفاكهتكم‪,‬‬
‫وش يء لنعام كم لقوات ا خضرا ويب سا {إن ف ذلك لَيات} أي لدللت وحججا وبراه ي {لول‬
‫النهى} أي لذوي العقول السليمة الستقيمة‪ ,‬على أنه ل إله إل ال ول رب سواه {منها خلقناكم وفيها‬
‫نعيدكم ومنها نرجكم تارة أخرى} أي من الرض مبدؤكم‪ ,‬فإن أباكم آدم ملوق من تراب من أدي‬
‫الرض وفي ها نعيد كم أي وإلي ها ت صيون إذا م تم وبلي تم‪ ,‬ومن ها نرج كم تارة أخرى {يوم يدعو كم‬
‫فت ستجيبون بمده وتظنون إن لبث تم إل قليل} وهذه الَ ية كقوله تعال‪{ :‬قال في ها تيون وفي ها توتون‬
‫ومنها ترجون} وف الديث الذي ف السنن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حضر جنازة‪ ,‬فلما دفن‬
‫اليت أخذ قبضة من التراب فألقاها ف القب وقال‪ :‬منها خلقناكم‪ ,‬ث أخذ أخرى‪ ,‬وقال‪ :‬وفيها نعيدكم‪,‬‬
‫ثط أخرى‪ ,‬وقال‪ :‬ومنهطا نرجكطم تارة أخرى‪ .‬وقوله‪{ :‬ولقطد أريناه آياتنطا كلهطا فكذب وأبط} يعنط‬
‫فرعون أنه قامت عليه الجج والَيات والدللت‪ ,‬وعاين ذلك وأبصره فكذب با وأباها كفرا وعنادا‬
‫وبغيا‪ ,‬كمطططا قال تعال‪{ :‬وجحدوا باططط واسطططتيقنتها أنفسطططهم ظلما وعلوا} الَيطططة‪.‬‬

‫ك َم ْوعِدا ّل‬
‫سحْ ٍر ّمثْلِهِ فَا ْجعَ ْل َبْينَنَا َوَبْينَ َ‬‫ك بِ ِ‬
‫ح ِركَ يَمُو َسىَ * فََلَن ْأتَِينّ َ‬
‫ضنَا بِسِ ْ‬
‫** قَالَ أَ ِجْئتَنَا ِلُتخْرِ َجنَا مِنْ أَرْ ِ‬
‫ط ضُحًطى‬ ‫ط الزّيَن ِة َوأَن يُحْشَرَ النّاس ُ‬ ‫ط َيوْم ُ‬
‫طوًى * قَا َل َم ْوعِدُكُم ْ‬ ‫ط َمكَانا س ُ‬ ‫ط وَلَ أَنت َ‬ ‫ط نَحْن ُ‬ ‫نُخِْلفُه ُ‬
‫‪26‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مبا عن فرعون أنه قال لوسى حي أراه الَية الكبى‪ ,‬وهي إلقاء عصاه فصارت ثعبانا‬
‫عظيما‪ ,‬ونزع يده من تت جناحه فخرجت بيضاء من غي سوء‪ ,‬فقال‪ :‬هذا سحر جئت به لتسحرنا‬
‫وتستول به على الناس فيتبعونك‪ ,‬وتكاثرنا بم ول يتم هذا معك‪ ,‬فإن عندنا سحرا مثل سحرك‪ ,‬فل‬
‫يغرنك ما أنت فيه‪{ ,‬فاجعل بيننا وبينك موعدا} أي يوما نتمع نن وأنت فيه‪ ,‬فنعارض ما جئت به‬
‫با عندنا من السحر ف مكان معي ووقت معي‪ ,‬فعند ذلك {قال} لم موسى {موعدكم يوم الزينة}‬
‫وهو يوم عيدهم ونيوزهم وتفرغهم من أعمالم واجتماعهم جيعهم‪ ,‬ليشاهد الناس قدرة ال على ما‬
‫يشاء ومعجزات النبياء وبطلن معارضة السحر لوارق العادات النبوية‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأن يشر الناس}‬
‫أي جيع هم {ض حى} أي ضحوة من النهار‪ ,‬ليكون أظ هر وأجلى وأب ي وأو ضح‪ ,‬وهكذا شأن ال نبياء‬
‫كل أمرهم بي واضح ليس فيه خفاء ول ترويج‪ ,‬ولذا ل يقل ليلً ولكن نارا ضحى‪ ,‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫وكان يوم الزينة يوم عاشوراء‪ .‬وقال السدي وقتادة وابن زيد‪ :‬كان يوم عيدهم‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪:‬‬
‫كان يوم سوقهم‪ ,‬ول منافاة‪ .‬قلت‪ :‬و ف مثله أهلك ال فرعون وجنوده‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيح‪ ,‬وقال‬
‫و هب بن من به‪ :‬قال فرعون‪ :‬يا مو سى اج عل بين نا وبي نك أجلً نن ظر ف يه‪ .‬قال مو سى ل أو مر بذا إن ا‬
‫أمرت بناجزتك إن أنت ل ترج دخلت إليك‪ ,‬فأوحى ال إل موسى أن اجعل بينك وبينه أجلً‪ ,‬وقل‬
‫له أن ي عل هو‪ ,‬قال فرعون‪ :‬اجعله إل أربع ي يوما فف عل‪ ,‬وقال ما هد وقتادة‪ :‬مكانا سوى من صفا‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬عدلً‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬مكانا سوى مستو بي الناس وما فيه ل يكون‬
‫طط يرى‪.‬‬ ‫ططتو حيط‬ ‫ططض مسط‬ ‫ططن بعط‬ ‫ططض ذلك عط‬ ‫ططب بعط‬ ‫ططء يتغيط‬
‫ططوب ول شيط‬ ‫صط‬

‫حَتكُم‬‫** َفَتوَّلىَ ِف ْر َعوْ نُ َفجَ َم عَ َكيْدَ هُ ثُ مّ َأتَىَ * قَالَ َلهُ ْم مّو سَ َى َويَْلكُ مْ َل َت ْفتَرُواْ عَلَى اللّ هِ َكذِبا َفيُ سْ ِ‬
‫جوَىَ * قَاُل َواْ إِ نْ هَ ـذَانِ لَ سَا ِحرَانِ‬ ‫ب مَ ِن ا ْفتَرَىَ * َفَتنَا َز ُعوَاْ َأمْ َرهُ ْم َبْينَهُ ْم َوأَ سَرّوْا النّ ْ‬‫ِبعَذَا بٍ وَقَدْ خَا َ‬
‫صفّا‬
‫ح ِرهِمَا َويَ ْذهَبَا بِطَرِي َقتِكُ ُم الْ ُمثَْلىَ * َفأَ ْج ِمعُواْ َكيْدَكُ ْم ثُ ّم ائْتُواْ َ‬ ‫ضكُ ْم بِسِ ْ‬ ‫يُرِيدَانِ أَن ُيخْرِجَا ُك ْم مّ نْ أَرْ ِ‬
‫طَتعَْلىَ‬
‫ط اسططططططط ْ‬ ‫وَقَدْ أَفْلَحططططططططَ الَْيوْمططططططططَ مَنططططططط ِ‬
‫يقول تعال مبا عن فرعون أنه لا تواعد هو وموسى عليه السلم إل وقت ومكان معلومي تول‪,‬‬
‫أي شرع ف جع السحرة من مدائن مكلته‪ ,‬كل من ينسب إل السحر ف ذلك الزمان‪ ,‬وقد كان السحر‬
‫فيهم كثيا نافقا جدا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وقال فرعون ائتون بكل ساحر عليم} ث أت‪ .‬أي اجتمع الناس‬
‫ليقات يوم معلوم وهو يوم الزينة‪ ,‬وجلس فرعون على سرير ملكته‪ ,‬وا صطف له أكابر دولته‪ ,‬ووقفت‬

‫‪27‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرعايا ينة ويسرة‪ ,‬وأقبل موسى عليه الصلة والسلم متوكئا على عصاه ومعه أخوه هارون‪ ,‬ووقف‬
‫ال سحرة ب ي يدي فرعون صفوفا‪ ,‬و هو يرض هم ويث هم ويرغب هم ف إجادة عمل هم ف ذلك اليوم‪,‬‬
‫ويتمنون عليه وهو يعدهم وينيهم‪ ,‬يقولون {أئن لنا لجرا إن كنا نن الغالبي قال نعم وإنكم إذا لن‬
‫القربي} {قال لم موسى ويلكم ل تفتروا على ال كذبا} أي ل تيلوا للناس بأعمالكم إياد أشياء ل‬
‫حقائق لا وأنا ملوقة‪ ,‬وليست ملوقة‪ ,‬فتكونون قد كذبتم على ال {فيسحتكم بعذاب} أي يهلككم‬
‫بعقو بة هلكا ل بق ية له {و قد خاب من افترى فتنازعوا أمر هم بين هم} ق يل معناه أن م تشاجروا في ما‬
‫بينهم‪ ,‬فقائل يقول ليس هذا بكلم ساحر إنا هذا كلم نب‪ ,‬وقائل يقول بل هو ساحر‪ ,‬وقيل غي ذلك‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأسروا النجوى} أي تناجوا فيما بين هم {قالوا إن هذا لساحران} وهذه لغة لبعض العرب‪,‬‬
‫جاءت هذه القراءة على إعرابا‪ ,‬ومنهم من قرأ {إن هذين لساحران} وهذ اللغة الشهورة‪ ,‬وقد توسع‬
‫النحاة ف الواب عن القراءة الول با ليس هذا موضعه‪ .‬والغرض أن السحرة قالوا فيما بينهم‪ :‬تعلمون‬
‫أن هذا الرجل وأخاه ط يعنون موسى وهارون ط ساحران عالان‪ ,‬خبيان بصناعة السحر‪ ,‬يريدان ف‬
‫هذا اليوم أن يغلبا كم وقوم كم وي ستوليا على الناس‪ ,‬وتتبعه ما العا مة‪ ,‬ويقاتل فرعون وجنوده‪ ,‬فين صرا‬
‫عليططططططططه‪ ,‬ويرجاكططططططططم مططططططططن أرضكططططططططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويذهبا بطريقتكم الثلى} أي ويستبدا بذه الطريقة وهي السحر‪ ,‬فإنم كانوا معظمي بسببها‬
‫لمط أموال وأرزاق عليهطا‪ ,‬يقولون‪ :‬إذا غلب هذان أهلكاكطم وأخرجاكطم مطن الرض‪ ,‬وتفردا بذلك‬
‫وتح ضت ل ما الريا سة ب ا دون كم‪ ,‬و قد تقدم ف حد يث الفتون أن ا بن عباس قال ف قوله‪{ :‬ويذه با‬
‫بطريقتكم الثلى} يعن ملكهم الذي هم فيه والعيش‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا نعيم بن‬
‫حاد‪ ,‬حدثنطا هشيطم عطن عبطد الرحنطبطن إسطحاق‪ ,‬سطع الشعطب يدث عطن علي فط قوله‪{ :‬ويذهبطا‬
‫بطريقتكططططططططم الثلى} قال‪ :‬يصططططططططرفا وجوه الناس إليهمططططططططا‪.‬‬
‫وقال ماهطد {ويذهبطا بطريقتكطم الثلى} قال‪ :‬أولو الشرف والعقطل والسطنان‪ .‬وقال أبطو صطال‪:‬‬
‫بطريقت كم الثلى أشراف كم و سرواتكم‪ .‬وقال عكر مة‪ :‬بي كم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وطريقت هم الثلى يومئذ ب نو‬
‫إسطرائيل‪ ,‬وكانوا أكثطر القوم عددا وأمولً‪ ,‬فقال عدو ال يريدان أن يذهبطا باط لنفسطهما‪ .‬وقال عبطد‬
‫الرحن بن زيد‪ :‬بطريقتكم الثلى بالذي أنتم عليه‪{ .‬فأجعوا كيدكم ث ائتوا صفا} أي اجتمعوا كلكم‬
‫صفا واحدا‪ ,‬وألقوا ما ف أيديكم مرة واحدة لتبهروا البصار‪ ,‬وتغلبوا هذا وأخاه {وقد أفلح اليوم من‬
‫ا ستعلى} أي م نا وم نه‪ ,‬أ ما ن ن ف قد وعدنا هذا اللك العطاء الز يل‪ ,‬وأما هو فينال الرياسة العظي مة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫خيّ ُل‬
‫** قَالُوْا يَمُو َسىَ ِإمّآ أَن تُ ْلقِ َي َوِإمّآ أَن ّنكُونَ َأوّ َل مَ نْ أَْلقَىَ * قَا َل بَلْ أَْلقُواْ فَإِذَا ِحبَاُلهُ ْم َوعِصِّيهُ ْم يُ َ‬
‫ت العَْلىَ *‬ ‫سعَىَ * َفَأوْجَ سَ فِي َنفْ سِهِ خِي َفةً مّو سَىَ * ُقلْنَا َل تَخَ فْ ِإنّ كَ أَن َ‬ ‫إَِليْ ِه مِن سِحْ ِرهِمْ َأنّهَا تَ ْ‬
‫صنَعُواْ َكيْدُ سَاحِ ٍر وَ َل ُيفْلِ ُح ال سّا ِحرُ َحيْ ثُ َأَتىَ * َفأُْلقِ يَ‬ ‫صَنعُ َواْ إِنّمَا َ‬
‫ف مَا َ‬ ‫َوأَلْ قِ مَا فِي يَمِينِ كَ تَ ْلقَ ْ‬
‫ط هَارُونططططَ َومُوسططططَىَ‬ ‫ح َرةُ سططططُجّدا قَاُلوَاْ آمَنّططططا بِرَبططط ّ‬ ‫السططططّ َ‬
‫يقول تعال مبا عن السحرة حي توافقوا هم وموسى عليه السلم‪ ,‬أنم قالوا لوسى {إما أن تلقي}‬
‫أي أنطت أو ًل {وإمطا أن نكون أول مطن ألقطى * قال بطل ألقوا} أي أنتطم أولً لنرى ماذا تصطنعون مطن‬
‫السحر‪ ,‬وليظهر للناس جلية أمرهم {فإذا حبالم وعصيهم ييل إليه من سحرهم أنا تسعى} وف الَية‬
‫الخرى أنمط لاط ألقوا {قالوا بعزة فرعون إنطا لنحطن الغالبون} وقال تعال‪{ :‬سطحروا أعيط الناس‬
‫وا سترهبوهم وجاءوا ب سحر عظ يم} وقال هه نا‪{ :‬فإذا حبال م وع صيهم ي يل إل يه من سحرهم أن ا‬
‫تسعى} وذلك أنم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتيد‪ ,‬بيث ييل للناظر أنا‬
‫ت سعى باختيار ها‪ ,‬وإن ا كان حيلة‪ ,‬وكانوا جا غفيا وجعا كثيا‪ ,‬فأل قى كل من هم ع صا وحبلً ح ت‬
‫صططططططططار الوادي ملَن حيات يركططططططططب بعضهططططططططا بعضا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأوجس ف نفسه خيفة موسى} أي خاف على الناس أن يفتنوا بسحرهم ويغتروا بم قبل أن‬
‫يلقي ما ف يينه‪ ,‬فأوحى ال تعال إليه ف الساعة الراهنة أن ألقِ ما ف يينك يعن عصاك‪ ,‬فإذا هي تلقف‬
‫ل ذا قوائم وعنق ورأس وأضراس‪ ,‬فجعلت تتبع تلك البال‬ ‫ما صنعوا وذلك أنا صارت تنينا عظيما هائ ً‬
‫والعصي حت ل تبق منها شيئا إل تلقفته وابتلعته‪ ,‬والسحرة والناس ينظرون إل ذلك عيانا جهرة نارا‬
‫ضحوة‪ ,‬فقا مت العجزة وات ضح البهان‪ ,‬ووقع ال ق وب طل ال سحر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن ا صنعوا ك يد‬
‫ساحر ول يفلح الساحر حيث أتى} وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا ممد بن موسى الشيبان حدثنا‬
‫حاد بن خالد حدث نا ا بن معاذ أح سبه ال صائغ عن ال سن عن جندب عن ع بد ال البجلي قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا أخذت يعن الساحر فاقتلوه ث قرأ {ول يفلح الساحر حيث أتى}‬
‫قال‪ :‬ل يؤ من به ح يث و جد» و قد روى أ صله الترمذي موقوفا ومرفوعا‪ .‬فل ما عا ين ال سحرة ذلك‬
‫وشاهدوه‪ ,‬ول م خبة بفنون ال سحر وطر قه ووجو هه علموا علم اليق ي أن هذا الذي فعله مو سى ل يس‬
‫من قبيل السحر وال يل‪ ,‬وأنه حق ل مرية فيه‪ ,‬ول يقدر على هذا إل الذي يقول للشيء كن فيكون‪,‬‬
‫فعند ذلك وقعوا سجدا ل‪ ,‬وقالوا‪ :‬آمنا برب العالي رب موسى وهارون‪ ,‬ولذا قال ابن عباس وعبيد‬

‫‪29‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن عم ي‪ :‬كانوا أول النهار سحرة‪ ,‬و ف آ خر النهار شهداء بررة‪ .‬وقال م مد بن ك عب‪ :‬كانوا ثان ي‬
‫ألفا‪ ,‬وقال القا سم بن أ ب بزة‪ :‬كانوا سبعي ألفا‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬بض عة وثلث ي ألفا‪ ,‬وقال الثوري عن‬
‫عبد العزيز بن رفيع عن أب ثامة‪ :‬كان سحرة فرعون تسعة عشر ألفا‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬كانوا‬
‫خسططططة عشططططر ألفا‪ ,‬وقال كعططططب الحبار‪ :‬كانوا اثنطططط عشططططر ألفا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن علي بن حزة‪ ,‬حدثنا علي بن السي بن‬
‫واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كانت السحرة سبعي رجلً‪ ,‬أصبحوا‬
‫سحرة‪ ,‬وأمسوا شهداء‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السيب بن واضح بكة‪ ,‬حدثنا ابن البارك‬
‫قال‪ :‬قال الوزاعي‪ :‬لا خر السحرة سجدا‪ ,‬رفعت لم النة حت نظروا إليها‪ ,‬قال‪ :‬وذكر عن سعيد بن‬
‫سلم‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن ع بد ال بن سليمان عن سال الف طس عن سيعد بن جبي قوله‪{ :‬فأل قي‬
‫السحرة سجدا} قال‪ :‬رأوا منازلم تبن لم وهم ف سجودهم‪ ,‬وكذا قال عكرمة والقاسم بن أب بزة‪.‬‬

‫** قَالَ آمَنتُ مْ لَ هُ َقبْلَ أَ نْ ءَاذَ نَ َلكُ مْ إِنّ هُ َلكَبِيُكُ ُم الّذِي عَّل َمكُ ُم ال سّحْرَ َفلُقَ ّطعَ نّ َأيْ ِديَكُ ْم َوأَرْجَُلكُ ْم مّ ْن‬
‫ِخلَ فٍ وَلُ صَّلَبّنكُمْ فِي جُذُو عِ النّخْلِ وَلََتعْلَ ُم نّ َأيّنَآ َأشَ ّد عَذَابا َوَأْبقَىَ * قَالُواْ لَن ّن ْؤثِرَ َك عََلىَ مَا جَآ َءنَا‬
‫حيَاةَ ال ّدْنيَآ * ِإنّآ آمَنّا بِ َرّبنَا ِلَيغْفِرَ َلنَا‬
‫ض مَآ أَن تَ قَا ضٍ إِنّمَا َت ْقضِي هَـ ِذ ِه الْ َ‬ ‫مِ َن الَْبّينَا تِ وَالّذِي َفطَ َرنَا فَاقْ ِ‬
‫خَطَايَانَطططا وَمَطططآ أَكْ َرهْتَنَطططا عََليْهطططِ مِنطططَ السطططّحْ ِر وَاللّهطططُ َخيْ ٌر َوَأْبقَىَ‬
‫يقول تعال مبا عن كفر فرعون وعناده وبغيه ومكابرته الق بالباطل‪ ,‬حي رأى ما رأى من العجزة‬
‫الباهرة والَ ية العظي مة‪ ,‬ورأى الذ ين قد ا ستنصر ب م قد آمنوا بضرة الناس كل هم‪ ,‬وغلب كل الغلب‪,‬‬
‫شرع ف الكابرة والب هت‪ ,‬وعدل إل ا ستعمال جا هه و سلطانه ف ال سحرة‪ ,‬فتهدد هم وتوعد هم وقال‪:‬‬
‫{آمنتم له} أي صدقتموه {قبل أن آذن لكم} أي ما أمرتكم بذلك وأفتنتم علي ف ذلك‪ ,‬وقال قولً‬
‫يعلم هو وال سحرة واللق كل هم أ نه ب ت وكذب {إ نه ل كبيكم الذي علم كم ال سحر} أي أن تم إن ا‬
‫أخذتط السطحر عطن موسطى‪ ,‬واتفقتطم أنتطم وإياه علي وعلى رعيتط لتظهروه‪ ,‬كمطا قال تعال فط اليطة‬
‫الخرى‪{ :‬إن هذا ل كر مكرتوه ف الدي نة لتخرجوا من ها أهل ها ف سوف تعلمون}‪ ,‬ث أ خذ يتهدد هم‬
‫فقال‪{ :‬لقطعطن أيديكطم وأرجلكطم مطن خلف ولصطلبنكم فط جذوع النخطل} أي لجعلنكطم مثلة‪,‬‬
‫ط‪.‬‬ ‫طن أبط حاتط‬ ‫طل ذلك‪ ,‬رواه ابط‬ ‫طن فعط‬ ‫طن عباس‪ :‬فكان أول مط‬ ‫طم‪ ,‬قال ابط‬ ‫طم ولشهرنكط‬ ‫ولقتلنكط‬

‫‪30‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {ولتعل من أي نا أ شد عذابا وأب قى} أي أن تم تقولون‪ :‬إ ن وقو مي على ضللة وأن تم مع مو سى‬
‫وقومه على الدى‪ ,‬فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه‪ ,‬فلما صال عليهم بذلك وتوعدهم‪,‬‬
‫هانت عليهم أنفسهم ف ال عز وجل و{قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات} أي لن نتارك على‬
‫ما حصل لنا من الدى واليقي‪{ ,‬والذي فطرنا} يتمل أن يكون قسما‪ ,‬ويتمل أن يكون معطوفا على‬
‫البينات‪ ,‬يعنون ل نتارك على فاطرنطا وخالقنطا الذي أنشأنطا مطن العدم البتدي خلقنطا مطن الطيط‪ ,‬فهطو‬
‫الستحق للعبادة والضوع ل أنت‪{ ,‬فاقض ما أنت قاض} أي فافعل ما شئت‪ ,‬وما وصلت إليه يدك‪,‬‬
‫{إنا تقضي هذه الياة الدنيا} أي إنا لك تسلط ف هذه الدار وهي دار الزوال‪ ,‬ونن قد رغبنا ف دار‬
‫القرار {إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا} أي ما كان منا من الَثام خصوصا ما أكرهتنا عليه من السر‬
‫طططططططططبيه‪.‬‬ ‫طططططططططة ال تعال ومعجزة نط‬ ‫طططططططططه آيط‬ ‫لتعارض بط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا نعيم بن حاد‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن أب سعيد عن عكرمة‬
‫عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬وما أكرهتنا عليه من السحر} قال‪ :‬أخذ فرعون أربعي غلما من بن‬
‫إ سرائيل‪ ,‬فأ مر أن يعلموا ال سحر بالفرماء‪ ,‬وقال‪ :‬علمو هم تعليما ل يعل مه أ حد ف الرض‪ ,‬قال ا بن‬
‫عباس‪ :‬فهم من الذين آمنوا بوسى وهم من الذين قالوا‪{ :‬آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه‬
‫من ال سحر} وكذا قال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ .‬وقوله‪{ :‬وال خ ي وأب قى} أي خ ي ل نا م نك‬
‫{وأبقى} أي أدوم ثوابا ما كنت وعدتنا ومنيتنا‪ ,‬وهو رواية عن ابن إسحاق رحه ال‪ .‬وقال ممد بن‬
‫كعب القرظي {وال خي} أي لنا منك إن أطيع {وأبقى} أي منك عذابا غن عصي‪ ,‬وروي نوه عن‬
‫ا بن إ سحاق أيضا‪ .‬والظا هر أن فرعون ط لع نه ال ط صمم على ذلك‪ ,‬وفعله ب م رح ة ل م من ال‪,‬‬
‫ولذا قال ابطططن عباس وغيه مطططن السطططلف‪ :‬أصطططبحوا سطططحرة وأمسطططوا شهداء‪.‬‬

‫حيَىَ * وَمَن َيأْتِ هِ ُم ْؤمِنا َق ْد عَمِ َل‬


‫جرِما فَإِ نّ لَ هُ َج َهنّ مَ َل يَمُو تُ فِيهَا وَلَ َي ْ‬
‫** ِإنّ هُ مَن َيأْ تِ َربّ ُه مُ ْ‬
‫حِتهَا الْنهَارُ خَاِلدِي نَ فِيهَا َوذَلِ كَ‬ ‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫ال صّالِحَاتِ َفأُوْلَـئِكَ َلهُ مُ الدّرَجَا تُ الْعَُلىَ * َجنّا تُ عَدْ ٍن تَ ْ‬
‫َجزَآءُ مَن تَزَ ّكىَ الظاهر من السياق أن هذا من تام ما وعظ به السحرة لفرعون‪ ,‬يذرونه من نقمة ال‬
‫وعذابه الدائم السرمدي‪ ,‬ويرغبونه ف ثوابه البدي الخلد‪ ,‬فقالوا‪{ :‬إنه من يأت ربه مرما} أي يلقى‬
‫ال يوم القيامة وهو مرم {فإن له جهنم ل يوت فيها ول يي} كقوله‪{ :‬ل يقضى عليهم فيموتوا ول‬
‫يفف عنهم من عذابا كذلك نزي كل كفور} وقال‪{ :‬ويتجنبها الشقى الذي يصلى النار الكبى ث‬

‫‪31‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل يوت فيها ول يي} وقال تعال‪{ :‬ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون} وقال المام‬
‫أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬أخبنا سعيد بن يزيد عن أب نضرة عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أما أهل النار الذين هم أهلها‪ ,‬فإنم ل يوتون فيها ول ييون‪ ,‬ولكن‬
‫أناس تصيبهم النار بذنوبم فتميتهم إماتة حت إذا صاروا فحما أذن ف الشفاعة فجيء بم ضبائر ضبائر‪,‬‬
‫فبثوا على أنار النة‪ ,‬فيقال‪ :‬يا أهل النة أفيضوا عليهم‪ ,‬فينبتون نبات البة تكون ف حيل السيل» فقال‬
‫ر جل من القوم‪ :‬كأن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان بالباد ية‪ ,‬وهكذا أخر جه م سلم ف كتا به‬
‫الصطحيح مطن روايطة شعبطة وبشطر بطن الفضطل‪ ,‬كلهاط عطن أبط سطلمة سطعيد بطن يزيطد بطه‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬ذ كر عن ع بد الوارث بن ع بد ال صمد بن ع بد الوارث قال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا‬
‫حيان‪ ,‬سعت سليمان التيمي عن أب نضرة عن أب سعيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب فأتى‬
‫على هذه الَ ية {إنه من يأت ر به مرما فإن له جه نم ل يوت فيها ول ي ي} قال ال نب صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬أ ما أهل ها الذ ين هم أهل ها فل يوتون في ها ول ييون‪ ,‬وأ ما الذ ين لي سوا من أهل ها فإن النار‬
‫تسهم ث يقوم الشفعاء فيشفعون‪ ,‬فتجعل الضبائر‪ ,‬فيؤتى بم نرا يقال له الياة أو اليوان‪ ,‬فينبتون كما‬
‫ينبططططططت العشططططططب فطططططط حيططططططل السططططططيل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالات} أي ومن لقي ربه يوم العاد مؤمن القلب قد صدق‬
‫ضميه بقوله وعمله {فأولئك لمطط الدرجات العلى} أي النططة ذات الدرجات العاليات‪ ,‬والغرف‬
‫الَمنات‪ ,‬والساكن الطيبات‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬أنبأنا هام‪ ,‬حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء‬
‫بن ي سار عن عبادة بن ال صامت عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬ال نة مائة در جة ما ب ي كل‬
‫درجتي كما بي السماء والرض‪ ,‬والفردوس أعلها درجة‪ ,‬ومنها ترج النار الربعة‪ ,‬والعرش فوقها‪,‬‬
‫فإذا سطألتهم ال فاسطألوه الفردوس» ورواه الترمذي مطن حديطث يزيطد بطن هارون عطن هام بطه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا سليمان بن عبد الرحن الدمشقي‪ ,‬أخبنا خالد بن يزيد بن أب مالك عن‬
‫أب يه قال‪ :‬كان يقال‪ :‬ال نة مائة در جة ف كل در جة مائة در جة‪ ,‬ب ي كل درجت ي ك ما ب ي ال سماء‬
‫والرض‪ ,‬فيهن الياقوت واللي‪ ,‬ف كل درجة أمي يرون له الفضل والسؤدد‪ ,‬وف الصحيحي‪« :‬إن أهل‬
‫عليي ليون من فوقهم كما ترون الكوكب الغابر ف أفق السماء لتفاضل ما بينهم ط قالوا يا رسول‬
‫ال‪ :‬تلك منازل النبياء قال ط بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بال وصدقوا الرسلي» وف السنن‪:‬‬
‫وإن أبطا بكطر وعمطر لنهطم وأنعمطا‪ .‬وقوله‪{ :‬جنات عدن} أي إقامطة‪ ,‬وهطي بدل مطن الدرجات العلى‬

‫‪32‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{تري من تتها النار خالدين فيها} أي ماكثي أبدا {وذلك جزاء من تزكى} أي طهر نفسه من‬
‫الدنس والبث والشرك‪ ,‬وعبد ال وحده ل شريك له‪ .‬واتبع الرسلي فيما جاؤوا به من خي وطلب‪.‬‬

‫ح ِر َيبَسا ّل تَخَا فُ َدرَكا وَ َل‬ ‫ضرِ بْ َلهُ ْم طَرِيقا فِي الْبَ ْ‬‫** وََلقَدْ َأوْ َحْينَآ إَِلىَ مُو سَىَ أَ نْ أَ سْ ِر ِب ِعبَادِي فَا ْ‬
‫شَيهُ مْ * َوأَضَلّ ِف ْر َعوْ نُ َق ْومَ هُ وَمَا هَدَىَ‬
‫شيَهُ ْم مّ َن اْليَ مّ مَا غَ ِ‬
‫جنُودِ هِ َفغَ ِ‬ ‫شىَ * َفَأتَْب َعهُ مْ ِف ْر َعوْ نُ ِب ُ‬‫تَخْ َ‬
‫يقول تعال مبا أنه أمر موسى عليه السلم حي أب فرعون أن يرسل معه بن إسرائيل أن يسري بم‬
‫ف الليل‪ ,‬ويذهب بم من قبضة فرعون‪ ,‬وقد بسط ال هذا القام ف غي هذه السورة الكرية‪ ,‬وذلك أن‬
‫موسى لا خرج ببن إسرائيل أصبحوا وليس منهم بصر ل داع ول ميب‪ ,‬فغضب فرعون غضبا شديدا‪,‬‬
‫وأر سل ف الدائن حاشر ين‪ ,‬أي من يمعون له ال ند من بلدا نه ور ساتيقه‪ ,‬يقول‪{ :‬إن هؤلء لشرذ مة‬
‫قليلون‪ ,‬وإنم لنا لغائظون}‪ ,‬ث لا جع جنده واستوسق له جيشه‪ ,‬ساق ف طلبهم فأتبعوهم مشرقي‪ ,‬أي‬
‫عند طلوع الشمس {فلما تراءى المعان} أي نظر كل من الفريقي إل الَخر {قال أصحاب موسى‬
‫إنطا لدركون قال كل إن معطي ربط سطيهدين} ووقطف موسطى ببنط إسطرائيل البحطر أمامهطم‪ ,‬وفرعون‬
‫وراءهم‪ ,‬فعند ذلك أوحى ال إليه {أن اضرب لم طريقا ف البحر يبسا} فضرب البحر بعصاه‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫انفلق علي بإذن ال‪ ,‬فانفلق فكان كل فرق كالطود العظ يم‪ ,‬أي ال بل العظ يم‪ ,‬فأر سل ال الر يح على‬
‫أرض البحر فلفحته حت صار يبسا كو جه الرض‪ ,‬فلهذا قال‪{ :‬فاضرب لم طريقا ف البحر يبسا ل‬
‫تاف دركا} أي من فرعون {ول ت شى} يع ن من الب حر أن يغرق قو مك‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬فأتبع هم‬
‫فرعون بنوده فغشي هم من ال يم} أي الب حر { ما غشي هم} أي الذي هو معروف ومشهور‪ ,‬وهذا يقال‬
‫عنطد المطر العروف الشهور‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬والؤتفكطة أهوى فغشاهطا مطا غشطى} وقال الشاعطر‪:‬‬
‫ططططططططم وشعري شعري‬ ‫ططططططططو النجط‬ ‫ططططططططا أبط‬ ‫أنط‬
‫أي الذي يعرف و هو مشهور‪ .‬وك ما تقدم فرعون ف سلك ب م ف ال يم فأضل هم و ما هدا هم إل سبيل‬
‫الرشاد‪ ,‬كذلك يقدم قومطططططه يوم القيامطططططة فأوردهطططططم النار وبئس الورد الورود‪.‬‬

‫** َيَبنِي إِسْرَائِيلَ َقدْ أَنَْينَاكُ ْم مّ ْن عَ ُدوّكُ ْم َووَاعَ ْدنَاكُمْ جَانِبَ الطّو ِر اليْمَ نَ َونَزّْلنَا عََلْيكُ ُم الْمَ ّن وَالسّ ْلوَ َ‬
‫ى‬
‫ضبِي َومَن يَحِْل ْل عََليْ ِه َغضَبِي َفقَ ْد َهوَىَ *‬ ‫ت مَا رَزَ ْقنَاكُ ْم وَ َل تَ ْط َغ ْواْ فِيهِ َفيَحِ ّل عََلْيكُ ْم َغ َ‬
‫* كُلُوْا مِن َطّيبَا ِ‬
‫ط َوعَمِلَ صططططَالِحَا ثُمططططّ ا ْهتَدَىَ‬ ‫ط وَآمَنططط َ‬ ‫طططن تَابططط َ‬ ‫طططي َل َغفّارٌ لّمَط‬ ‫َوإِنّط‬
‫‪33‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذكر تعال نعمه على بن إسرائيل العظام ومننه السام‪ ,‬حيث أناهم من عدوهم فرعون‪ ,‬وأقر أعينهم‬
‫منه وهم ينظرون إليه وإل جنده قد غرقوا ف صبيحة واحدة‪ ,‬ل ينج منهم أحد‪ ,‬كما قال‪{ :‬وأغرقنا آل‬
‫فرعون وأنتم تنظرون} وقال البخاري‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا روح بن عبادة‪ ,‬حدثنا شعبة‪,‬‬
‫حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة‪,‬‬
‫و جد اليهود ت صوم عاشوراء‪ ,‬ف سألم فقالوا‪ :‬هذا اليوم الذي أظ فر ال ف يه مو سى على فرعون‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«ننططط أول بوسطططى فصطططوموه» رواه مسطططلم أيضا فططط صطططحيحه‪.‬‬
‫ث إنه تعال واعد موسى وبن إسرائيل بعد هلك فرعون إل جانب الطور الين‪ ,‬وهو الذي كلمه ال‬
‫تعال عل يه‪ ,‬و سأل ف يه الرؤ ية‪ ,‬وأعطاه التوراة هنالك‪ ,‬و ف غضون ذلك ع بد ب نو إ سرائيل الع جل ك ما‬
‫يق صه ال تعال قريبا‪ ,‬وأ ما ال ن وال سلوى ف قد تقدم الكلم على ذلك ف سورة البقرة وغي ها‪ ,‬فال ن‬
‫حلوى كانت تنل عليهم من السماء‪ ,‬والسلوى طائر يسقط عليهم فيأخذون من كل قدر الاجة إل‬
‫الغد‪ ,‬لطفا من ال ورحة بم وإحسانا إليهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬كلوا من طيبات ما رزقناكم ول تطغوا‬
‫فيه فيحل عليكم غضب} أي كلوا من هذا الرزق الذي رزقتكم‪ ,‬ول تطغوا ف رزقي فتأخذوه من غي‬
‫حاجة‪ ,‬وتالفوا ما أمرتكم به {فيحل عليكم غضب} أي أغضب عليكم {ومن يلل عليه غضب فقد‬
‫هوى} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬أي فقد شقي‪ .‬وقال شفي بن مانع‪ :‬إن‬
‫ف جهنم قصرا يرمى الكافر من أعله‪ ,‬فيهوي ف جهنم أربعي خريفا قبل أن يبلغ ال صلصال‪ ,‬وذلك‬
‫قوله {ومطططن يلل عليطططه غضطططب فقطططد هوى} وراه ابطططن أبططط حاتططط‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا} أي كل من تاب إل‪ ,‬تبت عليه من أي ذنب كان‪,‬‬
‫حت أنه تاب تعال على من عبد العجل من بن إسرائيل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬تاب} أي رجع عما كان فيه‬
‫من كفر أو شرك أو معصية أو نفاق‪ .‬وقوله‪{ :‬وآمن} أي بقلبه‪{ .‬وعمل صالا} أي بوارحه‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{ ث اهتدى} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬أي ث ل يش كك‪ .‬وقال سعيد بن جبي { ث‬
‫اهتدى} أي استقام على السنة والماعة وروي نوه عن ماهد والضحاك وغي واحد من السلف وقال‬
‫قتادة {ث اهتدى} أي لزم السلم حت يوت وقال سفيان الثوري {ث اهتدى} أي علم أن لذا ثوابا‪,‬‬
‫وثط ههنطا لترتيطب البط على البط‪ ,‬كقوله‪{ :‬ثط كان مطن الذيطن آمنواوعملواالصطالات}‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضىَ * قَالَ فَِإنّا‬ ‫جلْتُ إَِليْكَ رَبّ ِلتَرْ َ‬‫ك يَمُو َسىَ * قَا َل هُمْ ُأوْلءِ عََلىَ َأثَرِي َوعَ ِ‬ ‫ك عَن قَومِ َ‬ ‫** َومَآ َأعْجَلَ َ‬
‫قَدْ َفَتنّا َق ْومَكَ مِن َبعْدِ َك َوأَضَّلهُ ُم السّامِرِيّ * فَرَ َج َع مُوسَىَ إَِلىَ َق ْومِ ِه َغضْبَانَ أَسِفا قَا َل َي َقوْمِ أَلَ ْم َيعِدْكُمْ‬
‫ب مّن ّرّبكُ مْ َفأَخَْل ْفتُ ْم ّموْعِدِي *‬ ‫َرّبكُ ْم َوعْدا حَ سَنا أَفَطَا َل عََلْيكُ مُ الْ َعهْدُ أَ مْ أَرَدتّ مْ أَن يَحِ ّل عََلْيكُ ْم غَضَ ٌ‬
‫قَالُواْ مَآ أَخَْل ْفنَا َم ْوعِدَ َك بِمَ ْل ِكنَا وَلَـكِنّا ُحمّ ْلنَآ َأوْزَارا مّن زِيَنةِ اْل َقوْ مِ َفقَذَ ْفنَاهَا َفكَذَلِ كَ أَْلقَى ال سّامِرِيّ *‬
‫سيَ * أََفلَ يَ َروْ نَ أَ ّل يَرْ ِج عُ‬ ‫جلً جَ سَدا لّ هُ ُخوَارٌ َفقَالُوْا هَـذَآ إِلَـ ُهكُمْ َوإِلَـ ُه مُو َسىَ َفنَ ِ‬ ‫َفأَخْ َر جَ َلهُ ْم عِ ْ‬
‫ضرّا وَلَ َنفْعا‬ ‫إَِليْهِمطططططططططْ َقوْلً وَلَ يَ ْملِكطططططططططُ َلهُمطططططططططْ َ‬
‫ل ا سار مو سى عل يه ال سلم بب ن إ سرائيل ب عد هلك فرعون {فأتوا على قوم يعكفون على أ صنام ل م‬
‫قالوا يا موسى اجعل لنا إلا كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون إن هؤلء متب ما هم فيه وباطل ما كانوا‬
‫ل ونارا‪ ,‬وقد تقدم‬ ‫يعملون} وواعده ربه ثلثي ليلة‪ ,‬ث أتبعها عشرا‪ ,‬فتمت أربعي ليلة‪ ,‬أي يصومها لي ً‬
‫ف حديث الفتون بيان ذلك‪ ,‬فسارع موسى عليه السلم مبادرا إل الطور‪ ,‬واستخلف على بن إسرائيل‬
‫أخاه هارون‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولء على أثري} أي قادمون‬
‫ينلون قريبا من الطور {وعجلت إليك رب لترضى} أي لتزداد عن رضا {قال فإنا قد فتنا قومك من‬
‫بعدك وأضل هم ال سامري} أ خب تعال نبيه مو سى ب ا كان بعده من الدث ف ب ن إ سرائيل وعبادت م‬
‫طططططططططامري‪.‬‬ ‫ططططططططط ذلك السط‬ ‫طططططططططل الذي عمله لمط‬ ‫العجط‬
‫و ف الك تب ال سرائيلية أ نه كان ا سه هارون أيضا‪ ,‬وك تب ال تعال له ف هذه الدة اللواح التضم نة‬
‫للتوراة كما قال تعال‪{ :‬وكتبنا له ف اللواح من كل شيء موع ظة وتفصيلً ل كل شيء فخذها بقوة‬
‫وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقي} أي عاقبة الارجي عن طاعت الخالفي لمري‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فرجع موسى إل قومه غضبان أسفا} أي بعدما أخبه تعال بذلك ف غاية الغضب والنق‬
‫عليهم‪ ,‬هو فيما هو فيه من العتناء بأمرهم‪ ,‬وتسلم التوراة الت فيها شريعتهم‪ ,‬وفيها شرف لم‪ ,‬وهم‬
‫قوم قد عبدوا غ ي ال‪ ,‬ما يعلم كل عا قل له لب وحزم بطلن ما هم ف يه و سخافة عقول م وأذهان م‪,‬‬
‫ولذا قال‪ :‬ر جع إلي هم غضبان أ سفا‪ ,‬وال سف شدة الغ ضب‪ .‬وقال ما هد‪ :‬غضبان أ سفا أي جزعا‪,‬‬
‫وقال قتادة وال سدي‪ :‬أ سفا حزينا على ما صنع قو مه من بعده {قال يا قوم أل يعد كم رب كم وعدا‬
‫حسنا} أي أما وعدكم على لسان كل خي ف الدنيا والَخرة وحسن العاقبة‪ ,‬كما شاهدت من نصرته‬
‫إياكم على عدوكم وإظهاركم عليه وغي ذلك من أيادي ال {أفطال عليكم العهد} أي ف انتظار ما‬
‫وعدكم ال ونسيان ما سلف من نعمه وما بالعهد من قدم‪{ ,‬أم أردت أن يل عليكم غضب من ربكم}‬
‫أم ههنا بعن بل‪ ,‬وهي للضراب عن الكلم الول وعدول إل الثان‪ ,‬كأنه يقول‪ :‬بل أردت بصنيعكم‬
‫‪35‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا أن يل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي‪ ,‬قالوا أي بنو إسرائيل ف جواب ما أنبهم موسى‬
‫وقرعهم {ما أخلفنا موعدك بلكنا} أي عن قدرتنا واختيارنا‪ ,‬ث شرعوا يعتذرون بالعذر البارد‪ ,‬يبونه‬
‫عن تورعهم عما كان بأيديهم من حلي القبط الذي كانوا قد استعاروه منهم حي خرجوا من مصر‪,‬‬
‫فقذفناهطططططططططططا أي ألقيناهطططططططططططا عنطططططططططططا‪.‬‬
‫و قد تقدم ف حد يث الفتون أن هارون عل يه ال سلم هو الذي كان أمر هم بإلقاء اللي ف حفرة في ها‬
‫نار‪ ,‬وهي ف رواية السدي عن أب مالك عن ابن عباس‪ ,‬إنا أراد هارون أن يتمع اللي كله ف تلك‬
‫الفية‪ ,‬ويعطل حجرا واحدا‪ ,‬حتط إذا رجطع موسطى عليطه السطلم‪ ,‬رأى فيطه مطا يشاء ثط جاء ذلك‬
‫ال سامري فأل قى علي ها تلك القب ضة ال ت أخذ ها من أ ثر الر سول‪ ,‬و سأل من هارون أن يد عو ال أن‬
‫يستجيب له ف دعوته‪ ,‬فدعا له هارون وهو ل يعلم ما يريد فأجيب له‪ ,‬فقال السامري عند ذلك‪ :‬أسأل‬
‫ال أن يكون عجلً‪ ,‬فكان عجلً له خوار أي صطوت اسطتدراجا‪ ,‬وإمها ًل ومنطة واختبارا‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫ططدا له خوار}‪.‬‬ ‫طط عجلً جسط‬ ‫ططامري‪ ,‬فأخرج لمط‬ ‫ططى السط‬ ‫{فكذلك ألقط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبادة بن النجتري‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أخبنا حاد عن ساك‬
‫عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس أن هارون مر بال سامري و هو ين حت الع جل‪ ,‬فقال له‪ :‬ما ت صنع ؟‬
‫فقال‪ :‬أصنع ما يضر ول ينفع‪ ,‬فقال هارون‪ :‬اللهم أعطه ما سأل على ما ف نفسه‪ ,‬ومضى هارون‪ .‬وقال‬
‫السامري‪ :‬اللهم إن أسألك ان يور فخار‪ ,‬فكان إذا خار سجدوا له‪ ,‬وإذا خار رفعوا رؤوسهم‪ .‬ث رواه‬
‫من و جه آ خر عن حاد وقال‪ :‬أع مل ما ين فع ول ي ضر‪ .‬وقال ال سدي كان يور وي شي فقالوا‪ :‬أي‬
‫الضّلل من هم الذ ين افتتنوا بالع جل وعبدوه‪{ :‬هذا إل كم وإله مو سى فن سي} أي ن سيه هه نا وذ هب‬
‫يتطل به‪ ,‬كذا تقدم ف حد يث الفتون عن ا بن عباس‪ ,‬و به قال ما هد‪ ,‬وقال ساك عن عكر مة عن ا بن‬
‫عباس‪{ :‬فنسي}‪ ,‬أي نسي أن يذكركم أن هذا إلكم‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق عن حكيم بن جبي عن‬
‫سعيد بن جبي عن ا بن عباس فقال‪{ :‬هذا إل كم وإله مو سى} قال‪ :‬فعكفوا عل يه وأحبوه حبا ل يبوا‬
‫شيئا قط يعن مثله‪ ,‬يقول ال‪{ :‬فنسي} أي ترك ما كان عليه من السلم يعن السامري‪ .‬قال ال تعال‬
‫ردا عليهم وتقريعا لم وبيانا لفضيحتهم وسخافة عقولم فيما ذهبوا إليه‪{ :‬أفل يرون أن ليرجع إليهم‬
‫قولً ول يلك لم ضرا ول نفعا} أي العجل‪ ,‬أفل يرون أنه ل ييبهم إذا سألوه ول إذا خاطبوه‪{ ,‬ول‬
‫يلك ل م ضرا ول نفعا}‪ ,‬أي ف دنيا هم ول ف أخرا هم‪ .‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ :‬ل وال ما‬
‫كان خواره إل أن يدخل الريح ف دبره‪ .‬فيخرج من فمه فيسمع له صوت‪ ,‬وقد تقدم ف حديث الفتون‬
‫عن السن البصري أن هذا العجل اسه بموت‪ ,‬وحاصل ما اعتذر به هؤلء الهلة أنم تورعوا عن زينة‬
‫‪36‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الق بط فألقو ها عن هم وعبدوا الع جل‪ ,‬فتورعوا عن الق ي وفعلوا ال مر ال كبي‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث‬
‫الصحيح عن عبد ال بن عمر أنه سأله رجل من أهل العراق عن دم البعوض إذا أصاب الثوب‪ ,‬يعن هل‬
‫يصلي فيه أم ل ؟ فقال ابن عمر رضي ال عنهما‪ :‬انظروا إل أهل العراق‪ ,‬قتلوا ابن بنت رسول ال يعن‬
‫السططططططي‪ ,‬وهططططططم يسططططططألون عططططططن دم البعوضططططططة‪.‬‬

‫** وََلقَدْ قَالَ َلهُ ْم هَارُو نُ مِن َقبْ ُل َيقَوْ مِ ِإنّمَا ُفتِنتُ ْم بِ ِه َوإِ نّ َرّبكُ مُ الرّ ْحمَـنُ فَاّتبِعُونِي َوَأطِي ُع َواْ َأمْرِي *‬
‫طىَ‬‫ط عَاكِفِيَطططط َحتّ َى يَ ْرجِعططططَ إَِليْنَططططا مُوسططط َ‬ ‫ط عََليْهططط ِ‬ ‫قَالُواْ لَن ّنبْرَحططط َ‬
‫يب تعال عما كان من ني هارون عليه السلم لم عن عبادتم العجل وإخباره إياهم‪ ,‬إنا هذا فتنة‬
‫لكم وإن ربكم الرحن الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا‪ ,‬ذو العرش الجيد الفعال لا يريد {فاتبعون‬
‫وأطيعوا أمري} أي في ما آمركم به‪ ,‬واتركوا ما أناكم عنه‪{ ,‬قالوا لن نبح عليه عاكفي حت يرجع‬
‫إلينا موسى} أي ل نترك عبادته حت نسمع كلم موسى فيه‪ ,‬وخالفوا هارون ف ذلك وحاربوه وكادوا‬
‫أن يقتلوه‪.‬‬

‫حَيتِي وَ َل‬
‫صيْتَ َأمْرِي * قَا َل يَابَْنأُمّ َل َتأْخُ ْذ بِلِ ْ‬
‫ضّل َواْ * أَلّ َتّتِبعَ نِ أََفعَ َ‬
‫** قَا َل َيهَرُو ُن مَا َمَنعَكَ إِذْ َرَأْيَتهُمْ َ‬
‫ط تَرْقُبططْ َقوْلِي‬ ‫ط َبيْنططَ بَنِيططَ إِسططْرَآئِي َل وَلَمط ْ‬ ‫بِ َرأْسططِي إِنّططي خَشِيتططُ أَن َتقُولَ فَرّقْتط َ‬
‫ي ب تعال عن مو سى عل يه ال سلم ح ي ر جع إل قو مه‪ ,‬فرأى ما قد حدث في هم من ال مر العظ يم‪,‬‬
‫فامتل عند ذلك غضبا وألقى ما كان ف يده من اللواح اللية‪ ,‬وأخذ برأس أخيه يره إليه‪ ,‬وقد قدمنا‬
‫ف سورة العراف بسط ذلك‪ ,‬وذكرنا هناك حديث «ليس الب كالعاينة» وشرع يلوم أخاه هارون‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أل تتبعن} أي فتخبن بذا المر أول ما وقع {أفعصيت أمري} أي‬
‫فيما كنت قدمت إليك‪ ,‬وهو قوله‪{ :‬اخلفن ف قومي وأصلح ول تتبع سبيل الفسدين} {قال يا ابن‬
‫أم} تر قق له بذ كر الم مع أ نه شقي قه لبو يه‪ ,‬لن ذ كر الم هه نا أرق وأبلغ ف ال نو والع طف‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬يا ابن أم ل تأخذ بلحيت ول برأسي} الَية‪ ,‬هذا اعتذار من هارون عند موسى ف سبب تأخره‬
‫عنه ح يث ل يلح قه في خبه ب ا كان من هذا ال طب ال سيم‪ ,‬قال‪{ :‬إ ن خش يت} أن أتبعك فأ خبك‬
‫بذا‪ ,‬فتقول ل ل تركتهم وحدهم وفرقت بينهم {ول ترقب قول} أي وما راعيت ما أمرتك به حيث‬
‫اسططططططتخلفتك فيهططططططم‪ ,‬قال ابططططططن عباس‪ :‬وكان هارون هائبا مطيعا له‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ضةً مّ نْ َأثَرِ الرّ سُولِ َفَنبَ ْذُتهَا‬


‫ت بِمَا لَ ْم َيبْ صُرُواْ بِ هِ َف َقبَضْ تُ َقْب َ‬
‫** قَالَ فَمَا خَ ْطبُ كَ يَ سَامِرِيّ * قَا َل بَ صُرْ ُ‬
‫ك َم ْوعِدا لّن‬ ‫س َوإِ نّ لَ َ‬ ‫حيَاةِ أَن َتقُولَ َل مِ سَا َ‬ ‫وَكَذَلِ كَ َسوّلَتْ لِي َنفْ سِي * قَالَ فَا ْذهَ بْ فَإِ نّ لَ كَ فِي الْ َ‬
‫س َفنّهُ فِي الْيَ ّم نَ سْفا * ِإنّمَآ إِلَـ ُهكُمُ‬ ‫ك الّذِي ظَلْ تَ عََليْ هِ عَاكِفا ّلنُحَرَّقنّ ُه ثُ مّ َلنَن ِ‬
‫تُخَْلفَ ُه وَانظُرْ إِلَىَ إِلَـهِ َ‬
‫ط الّذِي ل إِلَـططططططططهَ إِلّ ُه َو وَسططططططططِعَ كُ ّل َشيْءٍ عِلْما‬ ‫اللّهططططططط ُ‬
‫يقول موسى عليه ال سلم لل سامري‪ :‬ما حلك على ما صنعت ؟ و ما الذي عرض لك حت فعلت ما‬
‫فعلت ؟ قال م مد بن إ سحاق عن حك يم بن جبي‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس قال‪ :‬كان‬
‫السامري رجلً من اهل باجرما‪ ,‬وكان من قوم يعبدون البقر‪ ,‬وكان حب عبادة البقر ف نفسه‪ ,‬وكان‬
‫قد أظهر السلم مع بن إسرائيل‪ ,‬وكان اسه موسى بن ظفر‪ ,‬وف رواية عن ابن عباس أنه كان من‬
‫كرمان‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬كان من قر ية سامرا {قال ب صرت ب ا ل يب صروا به} أي رأ يت جب يل ح ي جاء‬
‫للك فرعون {فقب ضت قب ضة من أ ثر الر سول} أي من أ ثر فر سه‪ ,‬وهذا هو الشهور ع ند كث ي من‬
‫طططططططططططططططططم‪.‬‬ ‫طططططططططططططططططرين أو أكثرهط‬ ‫الفسط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار بن الارث‪ ,‬أخبن عبيد ال بن موسى‪ ,‬أخبنا إسرائيل عن‬
‫السدي عن أب بن عمارة عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬إن جبيل عليه السلم لا نزل فصعد بوسى عليه‬
‫ال سلم إل ال سماء‪ ,‬ب صر به ال سامري من ب ي الناس‪ ,‬فق بض قب ضة من أ ثر الفرس‪ ,‬قال‪ :‬وح ل جب يل‬
‫موسى عليهما السلم خلفه حت إذا دنا من باب السماء صعد وكتب ال اللواح‪ ,‬وهو يسمع صرير‬
‫القلم ف اللواح‪ ,‬فلما أخبه أن قومه قد فتنوا من بعده قال‪ :‬نزل موسى فأخذ العجل فأحرقه‪ ,‬غريب‪.‬‬
‫وقال ماهد‪{ :‬فقبضت قبضة من أثر الرسول} قال‪ :‬من تت حافر فرس جبيل‪ ,‬قال‪ :‬والقبضة ملء‬
‫ال كف‪ ,‬والقب ضة بأطراف ال صابع‪ ,‬قال ما هد‪ :‬ن بذ ال سامري‪ ,‬أي أل قى ما كان ف يده على حل ية ب ن‬
‫إسرائيل‪ ,‬فانسبك عجلً جسدا له خوار حفيف الريح فيه فهو خوراه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن يي‪ ,‬أخبنا علي بن الدين‪ ,‬حدثنا يزيد بن زريع‪ ,‬حدثنا عمارة‪ ,‬حدثنا عكرمة أن السامري رأى‬
‫الرسول‪ ,‬فألقي ف روعه أنك إن أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها ف شيء فقلت له كن فكان‪,‬‬
‫فق بض قب ضة من أ ثر الر سول فيب ست أ صابعه على القب ضة‪ ,‬فل ما ذ هب مو سى للميقات‪ ,‬وكان ب نو‬
‫إ سرائيل قد ا ستعاروا حلي آل فرعون‪ ,‬فقال ل م ال سامري‪ :‬إن ا أ صابكم من أ جل هذا اللي‪ ,‬فاجعوه‬
‫فجمعوه‪ ,‬فأوقدوا عليه فذاب‪ ,‬فرآه السامري فألقي ف روعه أنك لو قذفت هذه القبضة ف هذه فقلت‬

‫‪38‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كن فيكون‪ ,‬فقذف القب ضة وقال كن فكان عجلً ج سدا له خوار‪ ,‬فقال‪{ :‬هذا إل كم وإله مو سى}‬
‫ولذا قال {فنبذتا} أي ألقيتها مع من ألقى {وكذلك سولت ل نفسي} أي حسنته وأعجبها‪ ,‬إذا ذاك‬
‫{قال فاذهب فإن لك ف الياة أن تقول ل مساس} أي كما أخذت ومسست ما ل يكن لك أخذه‬
‫ومسه من أثر الرسول فعقوبتك ف الدنيا أن تقول ل مساس‪ ,‬أي ل تاس الناس ول يسونك {وإن لك‬
‫موعدا} أي يوم القيامة {لن تلفه} أي ل ميد لك عنه‪ .‬وقال قتادة {أن تقول ل مساس} قال‪ :‬عقوبة‬
‫لمطططططططططط وبقاياهططططططططططم اليوم يقولون ل مسططططططططططاس‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن لك موعدا لن تلفه} قال السن وقتادة وأبو نيك‪ :‬لن تغيب عنه‪ .‬وقوله‪{ :‬وانظر إل‬
‫إلكط} أي معبودك {الذي ظلت عليطه عاكفا} أي أقمطت على عبادتطه يعنط العجطل {لنحرقنطه} قال‬
‫الضحاك عطن ابطن عباس والسطدي‪ :‬سطحله بالبارد وألقاه على النار‪ .‬وقال قتادة‪ :‬اسطتحال العجطل مطن‬
‫الذهب لما ودما‪ ,‬فحرقه بالنار‪ ,‬ث القى رماده ف البحر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ث لننسفنه ف اليم نسفا}‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن رجاء‪ ,‬أنبأنا إسرائيل عن أب إسحاق عن عمارة بن عبد وأب‬
‫عبد الرحن عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬إن موسى لا تعجل إل ربه عمد السامري فجمع ما قدر عليه‬
‫من حلي نساء بن إسرائيل‪ ,‬ث صوره عجلً‪ ,‬قال‪ :‬فعمد موسى إل العجل فوضع عليه البارد‪ ,‬فبده با‬
‫وهو على شط نر‪ ,‬فلم يشرب أحد من ذلك الاء من كان يعبد العجل إل اصفر وجهه مثل الذهب‪,‬‬
‫فقالوا لو سى‪ :‬ما توبت نا ؟ قال‪ :‬يق تل بعض كم بعضا‪ ,‬وهكذا قال ال سدي‪ ,‬و قد تقدم ف تف سي سورة‬
‫البقرة‪ ,‬ثططططططط فططططططط حديطططططططث الفتون بسطططططططط ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شيء علما} يقول لم موسى عليه السلم‪:‬‬
‫ليس هذا إلكم‪ ,‬إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو‪ ,‬ول تنبغي العبادة إل له‪ ,‬فإن كل شيء فقي إليه عبد‬
‫له‪ .‬وقوله‪{ :‬و سع كل ش يء علما} ن صب على التمي يز‪ ,‬أي هو عال ب كل ش يء‪{ ,‬أحاط ب كل ش يء‬
‫علما}‪ ,‬و {أحصى كل شيء عددا}‪ ,‬فل {يعزب عنه مثقال ذرة}‪{ ,‬وما تسقط من ورقة إل يعلمها‪,‬‬
‫ول ح بة ف ظلمات الرض‪ ,‬ول ر طب ول يا بس إل ف كتاب مبي}‪{ ,‬و ما من دا بة ف الرض إل‬
‫على ال رزقهطا ويعلم مسطتقرها ومسطتودعها‪ ,‬كطل فط كتاب مطبي}‪ ,‬والَيات فط هذا كثية جدا‪.‬‬

‫ض َعنْهُ فَِإنّهُ َيحْمِ ُل َيوْمَ‬


‫ك مِنْ َأْنبَآ ِء مَا قَدْ َسبَ َق وَقَ ْد آَتيْنَاكَ مِن لّ ُدنّا ذِكْرا * مّنْ َأعْرَ َ‬
‫ص عََليْ َ‬
‫ك َنقُ ّ‬
‫** كَذَلِ َ‬
‫ط اْلقِيَا َمةِ حِ ْملً‬‫ط َيوْمططط َ‬ ‫ط وَسططططَآءَ َلهُمططط ْ‬ ‫الْ ِقيَا َمةِ ِوزْرا * خَالِدِينططططَ فِيهططط ِ‬

‫‪39‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم‪ :‬كما قصصنا عليك خب موسى وما جرى له مع فرعون‬
‫وجنوده على الل ية وال مر الوا قع‪ ,‬كذلك ن قص عل يك الخبار الاض ية ك ما وق عت من غ ي زيادة ول‬
‫نقص‪ ,‬هذا وقد آتيناك من لدنا‪ ,‬اي من عندنا ذكرا‪ ,‬وهو القرآن العظيم الذي ل يأتيه الباطل من بي‬
‫يديه ول خلفه‪ ,‬تنيل من حكيم حيد‪ ,‬الذي ل يعط نب من النبياء منذ بعثوا إل أن ختموا بحمد صلى‬
‫ال عليه وسلم كتابا مثله‪ ,‬ول أكمل منه‪ ,‬ول أجع لب ما سبق وخب ما هو كائن‪ ,‬وحكم الفصل بي‬
‫الناس منطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫ولذا قال تعال‪ { :‬من أعرض ع نه} أي كذب به وأعرض عن اتبا عه أمرا وطلبا‪ ,‬وابت غى الدى من‬
‫غيه‪ ,‬فإن ال يضله ويهديه إل سواء الحيم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬من أعرض عنه فإنه يمل يوم القيامة وزرا}‬
‫أي إثا كما قال تعال‪{ :‬ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده} وهذا عام ف كل من بلغه القرآن‬
‫من العرب والعجم أهل الكتاب وغيهم‪ ,‬كما قال‪{ :‬لنذركم به ومن بلغ} فكل من بلغه القرآن فهو‬
‫نذير له وداع‪ ,‬فمن اتبعه هدي ومن خالفه وأعرض عنه‪ ,‬ضل وشقي ف الدنيا والنار موعده يوم القيامة‪,‬‬
‫ولذا قال‪ { :‬من أعرض ع نه فإنه يمل يوم القيامة وزرا خالد ين فيه} أي ل ميد لم عنه ول انفكاك‬
‫{وسطططاء لمططط يوم القيامطططة حلً} أي بئس المطططل حلهطططم‪.‬‬

‫ح ُن‬
‫ج ِرمِيَ َي ْومِئِذٍ ُزرْقا * َيتَخَاَفتُو نَ َبْينَهُ مْ إِن ّلبِْثتُ مْ إِ ّل عَشْرا * نّ ْ‬
‫ش ُر الْمُ ْ‬
‫** َيوْ َم يُنفَ خُ فِي ال صّو ِر َونَحْ ُ‬
‫ط طَرِي َقةً إِن ّلِبْثتُمططططْ إِ ّل َيوْما‬ ‫ط بِمَططططا َيقُولُونططططَ إِ ْذ َيقُولُ َأ ْمثَُلهُمططط ْ‬ ‫َأعْلَمططط ُ‬
‫ثبت ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الصور‪ ,‬فقال‪« :‬قرن ينفخ فيه»‪ .‬وقد‬
‫جاء ف حديث الصور من رواية أب هريرة أنه قرن عظيم‪ ,‬الدائرة منه بقدر السموات والرض‪ ,‬ينفخ فيه‬
‫إسرافيل عليه السلم وجاء ف الديث «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحن جبهته‪ ,‬وانتظر‬
‫أن يؤذن له» فقالوا‪ :‬يا رسول ال كيف نقول ؟ قال «قولوا‪ :‬حسبنا ال ونعم الوكيل على ال توكلنا»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ونشطر الجرميط يومئذ زرقا} قيطل‪ :‬معناه زرق العيون مطن شدة مطا هطم فيطه مطن الهوال‬
‫{يتخافتون بينهم} قال ابن عباس‪ :‬يتسارون بينهم‪ ,‬أي يقول بعضهم لبعض‪ :‬إن لبثتم إل عشرا أي ف‬
‫الدار الدنيا‪ ,‬لقد كان لبثكم فيها قليلً عشرة أيام أو نوها‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬نن أعلم با يقولون} أي‬
‫ف حال تناجيهم بينهم {إذ يقول أمثلهم طريقة} أي العاقل الكامل فيهم {إن لبثتم إل يوما} أي لقصر‬
‫مدة الدنيا ف أنفسهم يوم العاد‪ ,‬لن الدنيا كلها وإن تكررت أوقاتا وتعاقبت لياليها وأيامها وساعاتا‪,‬‬

‫‪40‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كأنا يوم واحد‪ ,‬ولذا يستقصر الكافرون مدة الياة الدنيا يوم القيامة‪ ,‬وكان غرضهم ف ذلك درء قيام‬
‫الجة عليهم لقصر الدة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ويوم تقوم الساعة يقسم الجرمون ما لبثوا غي ساعة ط إل‬
‫قوله ط ولكن كم كن تم ل تعملون} وقال تعال‪{ :‬أو ل نعمر كم ما يتذ كر ف يه من تذ كر وجاء كم‬
‫ط يوما أو بعطض يوم فاسطأل‬ ‫النذيطر} الَيطة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬كطم لبثتطم فط الرض عدد سطني * قالوا لبثن ا‬
‫العادين * قال إن لبثتم إل قليلً لو أنكم كنتم تعلمون} أي إنا كان لبثكم فيها قليلً‪ ,‬لو كنتم تعلمون‬
‫لَثر ت البا قي على الفا ن‪ ,‬ول كن ت صرفتم فا سأت الت صرف‪ ,‬قدم تم الا ضر الفا ن على الدائم البا قي‪.‬‬

‫ص ْفصَفا * لّ َترَىَ فِيهَا ِعوَجا وَل‬‫س ُفهَا َربّي نَ سْفا * َفيَذَ ُرهَا قَاعا َ‬
‫جبَالِ َفقُ ْل يَن ِ‬
‫** َويَ سْأَلُونَكَ عَ ِن الْ ِ‬
‫َسطمَعُ إِ ّل هَمْسطا‬
‫لت ْ‬ ‫الصطوَاتُ لِلرّ ْحمَـطنِ َف َ‬
‫َتط ْ‬ ‫شع ِ‬ ‫َهط َوخَ َ‬
‫َجط ل ُ‬
‫ِيط لَ ِعو َ‬ ‫ُونط الدّاع َ‬‫َأمْتا * َي ْو َمئِ ٍذ َيتِّبع َ‬

‫يقول تعال‪{ :‬ويسألونك عن البال} أي هل تبقى يوم القيامة أو تزول ؟ {فقل ينسفها رب نسفا}‬
‫أي يذهب ها عن أماكن ها ويحق ها وي سيها ت سييا {فيذر ها} أي الرض {قاعا صفصفا} أي ب ساطا‬
‫واحدا‪ ,‬والقاع هو الستوي من الرض‪ ,‬والصفصف تأكيد لعن ذلك‪ ,‬وقيل الذي ل نبات فيه‪ ,‬والول‬
‫أول وإن كان الَخطر مرادا أيضا باللزم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ل ترى فيهطا عوجا ول أمتا} أي ل ترى فط‬
‫الرض يومئذ واديا ول رابيطة ول مكانا منخفضا ول مرتفعا‪ ,‬كذا قال ابطن عباس وعكرمطة وماهطد‬
‫والسن البصري والضحاك وقتادة وغي واحد من السلف {يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له} أي يوم‬
‫يرون هذه الحوال والهوال يستجيبون مسارعي إل الداعي حيثما أمروا بادروا إليه‪ ,‬ولو كان هذا ف‬
‫الدن يا لكان أن فع ل م ول كن ح يث ل ينفع هم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أ سع ب م وأب صر يوم يأتون نا} وقال‪:‬‬
‫{مهطع ي إل الداع} وقال م مد بن ك عب القر ظي‪ :‬ي شر ال الناس يوم القيا مة ف ظل مة‪ ,‬ويطوي‬
‫ال سماء‪ ,‬وتتنا ثر النجوم‪ ,‬وتذ هب الش مس والق مر‪ ,‬وينادي مناد‪ ,‬فيت بع الناس ال صوت يؤمو نه‪ ,‬فذلك‬
‫قوله‪{ :‬يومئذ يتبعون الداعطي ل عوج له} وقال قتادة‪ :‬ل عوج له‪ ,‬ل ييلون عنطه‪ .‬وقال أبطو صطال‪ :‬ل‬
‫عوج له أي ل عوج عنطططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وخش عت ال صوات للرح ن} قال ا بن عباس‪ :‬سكنت‪ ,‬وكذا قال ال سدي {فل ت سمع إل‬
‫ه سا} قال سعيد بن جبي عن ا بن عباس‪ :‬يع ن و طء القدام‪ ,‬وكذا قال عكر مة وما هد والضحاك‬
‫والربيع بن أنس وقتادة وابن زيد وغيهم‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {فل تسمع إل هسا}‬

‫‪41‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصوت الفي‪ ,‬وهو رواية عن عكرمة والضحاك‪ .‬وقال سعيد بن جبي {فل تسمع إل هسا} الديث‬
‫وسره ووطء القدام‪ ,‬فقد جع سعيد كل القولي‪ ,‬وهو متمل‪ ,‬أما وطء القدام فالراد سعي الناس إل‬
‫الحشر‪ ,‬وهو مشيهم ف سكون وخضوع‪ ,‬وأما الكلم الفي فقد يكون ف حال دون حال‪ ,‬فقد قال‬
‫تعال‪{ :‬يوم يأت ل تكلم نفططططس إل بإذنططططه فمنهططططم شقططططي وسططططعيد}‪.‬‬

‫** َي ْو َمئِذٍ لّ تَنفَ عُ الشّفَا َعةُ إِ ّل مَ نْ أَذِ نَ لَ هُ الرّحْمَـ ُن وَرَضِ يَ لَ هُ َقوْلً * َيعْلَ ُم مَا َبيْ نَ أَيْدِيهِ ْم َومَا َخ ْل َفهُ ْم‬
‫ب مَ نْ حَمَ َل ظُلْما * وَمَن يَعْ َم ْل مِ نَ‬ ‫ت اْلوُجُو هُ ِللْحَ يّ اْل َقيّو مِ وَقَدْ خَا َ‬ ‫وَلَ ُيحِيطُو نَ بِ ِه عِلْما * وَ َعنَ ِ‬
‫ط ظُلْما وَ َل َهضْما‬ ‫الصططططططططّالِحَاتِ وَ ُه َو ُم ْؤمِنططططططططٌ َفلَ َيخَافططططططط ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬يومئذ} أي يوم القيامة {ل تنفع الشفاعة} أي عنده {إل من أذن له الرحن ورضي له‬
‫قولَ} كقوله‪{ :‬مطن ذا الذي يشفطع عنده إل بإذنطه}‪ ,‬وقوله‪{ :‬وكطم مطن ملك فط السطموات ل تغنط‬
‫شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن يشاء ويرضى}‪ ,‬وقال‪{ :‬ول يشفعون إل لن ارتضى وهم من‬
‫خشيته مشفقون}‪ .‬وقال‪{ :‬ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له}‪ ,‬وقال‪{ :‬يوم يقوم الروح واللئكة‬
‫صفا ل يتكلمون إل من أذن له الرح ن وقال صوابا}‪ .‬و ف ال صحيحي من غ ي و جه عن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم و هو سيد ولد آدم‪ ,‬وأكرم اللئق على ال عز و جل أ نه قال «آ ت ت ت العرش‪,‬‬
‫وأخر ل ساجدا‪ ,‬ويفتح علي بحامد ل أحصيها الَن‪ ,‬فيدعن ما شاء أن يدعن‪ ,‬ث يقول‪ :‬يا ممد ارفع‬
‫رأسك وقل تسمع‪ ,‬واشفع تشفع ط فيحد ل حدا‪ ,‬فأدخلهم النة ث أعود» فذكر أربع مرات‪ ,‬صلوات‬
‫ال وسلمه عليه وعلى سائر النبياء‪ .‬وف الديث أيضا «يقول تعال أخرجوا من النار من كان ف قلبه‬
‫مثقال حبة من إيان‪ ,‬فيخرجون خلقا كثيا‪ ,‬ث يقول أخرجوا من النار من كان ف قلبه نصف مثقال من‬
‫إيان‪ ,‬أخرجوا من النار من كان ف قلبه ما يزن ذرة‪ ,‬من كان ف قلبه أدن أد ن مثقال ذرة من إيان»‬
‫الديططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططث‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬يعلم ما ب ي أيدي هم و ما خلف هم} أي ي يط علما باللئق كل هم {ول ييطون به علما}‬
‫كقوله‪{ :‬ول ييطون بش يء من عل مه إل ب ا شاء}‪ .‬وقوله‪{ :‬وع نت الوجوه لل حي القيوم} قال ا بن‬
‫عباس وغ ي وا حد‪ :‬خض عت وذلت وا ستسلمت اللئق لبار ها ال ي الذي ل يوت‪ ,‬القيوم الذي ل‬
‫ينام‪ ,‬وهوقيم على كل شيء يدبره ويفظه‪ ,‬فهو الكامل ف نفسه‪ ,‬الذي كل شيء فقي إليه ل قوام له‬
‫إل به‪ .‬وقوله‪{ :‬وقد خاب من حل ظلما} أي يوم القيامة‪ ,‬فإن ال سيؤدي كل حق إل صاحبه حت‬

‫‪42‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقتص للشاة الماء من الشاة القرناء‪ ,‬وف الديث «يقول ال عز وجل‪ :‬وعزت وجلل ل ياوزن اليوم‬
‫ظلم ظال» وف الصحيح «إياكم والظلم‪ ,‬فإن الظلم ظلمات يوم القيامة‪ ,‬واليبة كل اليبة من لقي ال‬
‫وهو به مشرك‪ ,‬فإن ال تعال يقول‪ :‬إن الشرك لظلم عظيم»‪ .‬وقوله‪{ :‬و من يعمل من الصالات وهو‬
‫مؤ من فل ياف ظلما ول هضما} ل ا ذ كر الظال ي ووعيد هم‪ ,‬ث ن بالتق ي وحكم هم‪ ,‬و هو أن م ل‬
‫يظلمون ول يهضمون‪ ,‬أي ل يزاد ف سيئاتم ول ينقص من حسناتم‪ ,‬قاله ابن عباس وماهد والضحاك‬
‫والسطن وقتادة وغيط واحطد‪ ,‬فالظلم الزيادة بأن يمطل عليطه ذنطب غيه‪ ,‬والضطم النقطص‪.‬‬

‫صرّ ْفنَا فِي ِه مِ َن اْل َوعِيدِ َلعَّل ُه ْم يَّتقُو نَ َأ ْو يُحْدِ ثُ َلهُ مْ ذِكْرا * َفَتعَالَىَ اللّ ُه‬
‫** وَكَذَلِ كَ أَنزَْلنَا هُ قُرْآنا عَ َرِبيّا وَ َ‬
‫ك وَ ْحيُ هُ وَقُل رّ بّ ِز ْدنِي عِلْما يقول تعال‪ :‬ولا‬ ‫الْمَلِ كُ الْحَ ّق وَ َل َتعْجَ ْل بِاْلقُرْآ نِ مِن َقبْلِ إَن ُي ْقضَىَ إَِليْ َ‬
‫كان يوم العاد والزاء بالي والشر واقعا ل مالة‪ ,‬أنزلنا القرآن بشيا ونذيرا بلسان عرب مبي فصيح ل‬
‫ل بس ف يه ول عي‪{ ,‬و صرفنا ف يه من الوع يد لعل هم يتقون} أي يتركون الآ ث والحارم والفوا حش {أو‬
‫يدث لم ذكرا} وهو إياد الطاعة وفعل القربات {فتعال ال اللك الق} أي تنه وتقدس اللك الق‬
‫الذي هو حق ووعده حق‪ ,‬ووعيده حق ورسله حق‪ ,‬والنة حق والنار حق وكل شيء منه حق‪ ,‬وعدله‬
‫تعال أن ل يعذب أحدا قبل النذار وبعثة الرسل‪ ,‬والعذار إل خلقه لئل يبقى لحد حجة ول شبهة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تع جل يالقرآن من ق بل أن يق ضى إل يك وح يه}‪ ,‬كقوله تعال ف سورة ل أق سم بيوم‬
‫القيامة {ل ترك به لسانك لتعجل به إن علينا جعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ث إن علينا بيانه}‬
‫وثبت ف الصحيح عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬كان يعال من الوحي شدة‪ ,‬فكان‬
‫م ا يرك به ل سانه‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية يع ن أ نه عل يه ال سلم كان إذا جاءه جبيل بالو حي‪ ,‬كل ما قال‬
‫جبيل آية قالا معه من شدة حرصه على حفظ القرآن‪ ,‬فأرشده ال تعال إل ما هو السهل والخف ف‬
‫ح قه لئل ي شق عل يه‪ ,‬فقال‪{ :‬ل ترك به ل سانك لتع جل به إن علي نا ج عه وقرآ نه} أي أن نم عه ف‬
‫صدرك‪ ,‬ث تقرأه على الناس من غي أن تنسى منه شيئا {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ث إن علينا بيانه} وقال‬
‫ف هذه الَ ية {ول تع جل بالقرآن من ق بل أن يق ضى إل يك وح يه} أي بل أن صت‪ ,‬فإذا فرغ اللك من‬
‫قراءته عليك فاقرأه بعده {وقل رب زدن علما} أي زدن منك علما‪ ,‬قال ابن عيينة رحه ال ول يزل‬
‫صلى ال عليه وسلم ف زيادة حت توفاه ال عز وجل‪ ,‬ولذا جاء ف الديث «إن ال تابع الوحي على‬
‫ر سوله‪ ,‬ح ت كان الو حي أك ثر ما كان يوم تو ف ر سول ال صلى ال عل يه و سلم» وقال ا بن ما جه‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ني عن موسى بن عبيدة‪ ,‬عن ممد بن ثابت‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «اللهم انفعن با علمتن‪ ,‬وعلمن‬
‫ما ينفعن‪ ,‬وزدن علما‪ ,‬والمد ال على كل حال»‪ .‬وأخرجه الترمذي عن أب كريب‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫نيبه‪ .‬وقال‪ :‬غريب من هذا الوجه‪ ,‬ورواه البزار عن عمرو بن علي الفلس‪ ,‬عن أب عاصم‪ ,‬عن موسى‬
‫بطططن عطططبيدة بطططه‪ ,‬وزاد فططط آخره «وأعوذ بال مطططن حال أهطططل النار»‪.‬‬

‫سجَ ُد َوْا‬
‫جدُواْ َلدَ مَ فَ َ‬‫لِئكَ ِة ا سْ ُ‬ ‫جدْ لَ ُه عَزْما * َوِإذْ قُ ْلنَا ِللْ َم َ‬‫سيَ وَلَ ْم نَ ِ‬ ‫** وََلقَ ْد َعهِ ْدنَآ إَِلىَ ءَادَ َم مِن َقبْلُ َفنَ ِ‬
‫شقَىَ * إِنّ لَكَ أَلّ‬ ‫جّنةِ َفتَ ْ‬
‫خرِ َجّنكُمَا مِ َن الْ َ‬ ‫ل يُ ْ‬
‫ك وَِل َزوْجِكَ َف َ‬
‫إِلّ ِإبْلِيسَ َأَبىَ * َفقُ ْلنَا يَآدَمُ إِ ّن هَـذَا عَ ُدوّ لّ َ‬
‫شيْطَا نُ قَا َل يَآدَ مُ هَلْ َأدُلّ كَ‬ ‫حىَ * َفوَ ْسوَسَ إَِليْ هِ ال ّ‬ ‫تَجُو عَ فِيهَا وَ َل َتعْرَىَ * َوَأنّ كَ َل تَظْ َمأُ فِيهَا وَ َل َتضْ َ‬
‫صفَا ِن عََلْيهِمَا مِن وَرَقِ‬ ‫ل ِمنْهَا َفبَدَتْ َلهُمَا َسوْءَاُتهُمَا وَ َط ِفقَا يَخْ ِ‬ ‫عََلىَ َشجَ َر ِة الْخُ ْل ِد َومُلْكٍ ّل يَبَْلىَ * َفأَ َك َ‬
‫ط َوهَدَىَ‬ ‫ط عََليْهط ِ‬ ‫طىَ ءَادَمططُ َربّهططُ َف َغوَىَ * ثُمططّ ا ْجَتبَاهططُ َربّهططُ َفتَابط َ‬ ‫جّنةِ َوعَصط َ‬ ‫الْ َ‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أسباط بن ممد‪ ,‬حدثنا العمش عن سعيد بن جبي‪,‬‬
‫عن ا بن عباس قال‪ :‬إن ا سي الن سان ل نه ع هد إل يه فن سي‪ ,‬وكذا رواه علي بن أ ب طل حة ع نه‪ .‬وقال‬
‫ماهد والسن‪ :‬ترك‪ .‬وقوله‪{ :‬وإذا قلنا للملئكة اسجدوا لَدم} يذكر تعال تشريف آدم‪ ,‬وتكريه وما‬
‫فضله به على كث ي م ن خلق تفضيلً‪ ,‬و قد تقدم الكلم على هذه الق صة ف سورة البقرة و ف العراف‬
‫وف الجر والكهف‪ ,‬وسيأت ف آخر سورة {ص} يذكر تعال فيها خلق آدم وأمره اللئكة بالسجود‬
‫له تشريفا وتكريا‪ ,‬و يبي عداوة إبل يس لب ن آدم ولبي هم قديا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ف سجدوا إل إبل يس‬
‫أ ب} أي امت نع وا ستكب {فقل نا يا آدم إن هذا عدو لك ولزو جك} يع ن حواء عليه ما ال سلم {فل‬
‫يرجنكما من النة فتشقى} أي إياك أن تسعى ف إخراجك منها فتتعب وتعن وتشقى ف طلب رزقك‪,‬‬
‫فإنك ههنا ف عيش رغيد هنء بل كلفة ول مشقة {إن لك أن ل توع فيها ول تعرى} إنا قرن بي‬
‫الوع والعري‪ ,‬لن الوع ذل الباطن‪ ,‬والعري ذل الظاهر‪{ ,‬وأنك ل تظمؤ فيها ول تضحى} وهذان‬
‫أيضا متقابلن‪ ,‬فالظمططأ حططر الباطططن وهططو العطططش‪ ,‬والضحططى حططر الظاهططر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فو سوس إل يه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة اللد وملك ل يبلى} قد تقدم أ نه‬
‫دلها بغرور {وقاسهما إن لكما لن الناصحي} وقد تقدم أن ال تعال عهد إل آدم وزوجه أن يأكل‬
‫من كل الثمار ول يقربا هذه الشجرة العينة ف النة‪ ,‬فلم يزل بما إبليس حت أكل منها وكانت شجرة‬

‫‪44‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللد‪ ,‬يعن الت من أكل منها خلد ودام مكثه‪ ,‬وقد جاء ف الديث ذكر شجرة اللد‪ ,‬فقال أبو داود‬
‫الطيالسي‪ :‬حدثنا شعبة عن أب الضحاك‪ ,‬سعت أ با هريرة يدث عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«إن ف النة شجرة يسي الراكب ف ظلها مائة عام ما يقطعها‪ ,‬وهي شجرة اللد» ورواه المام أحد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأكل من ها فبدت ل ما سوآتما} قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي بن إشكاب‪,‬‬
‫حدث نا علي بن عا صم عن سعيد بن أ ب عرو بة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن ال سن‪ ,‬عن أ ب بن ك عب قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ال خلق آدم رجلً طوالً كث ي ش عر الرأس‪ ,‬كأ نه نلة سحوق‪,‬‬
‫فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه‪ ,‬فأول ما بدا منه عورته‪ ,‬فلما نظر إل عورته جعل يشتد ف النة‪,‬‬
‫فأخذت شعره شجرة فنازع ها‪ ,‬فناداه الرح ن‪ :‬يا آدم م ن ت فر‪ ,‬فل ما سع كلم الرح ن قال‪ :‬يا رب ل‪,‬‬
‫ولكن استحياء‪ ,‬أرأيت إن تبت ورجعت أعائدي إل النة؟ قال‪ :‬نعم» فذلك قوله‪{ :‬فتلقى آدم من ربه‬
‫كلمات فتاب عل يه} وهذا منق طع ب ي ال سن وأ ب بن ك عب‪ ,‬فلم ي سمعه م نه‪ ,‬و ف رف عه ن ظر أيضا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وطف قا ي صفان عليه ما من ورق ال نة} قال ما هد‪ :‬يرقعان كهيئة الثوب‪ ,‬وكذا قال قتادة‬
‫والسدي‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا جعفر بن عون‪ ,‬حدثنا سفيان عن ابن أب ليلى‪ ,‬عن النهال‪ ,‬عن‬
‫ط مطن ورق النطة} قال‪ :‬ينعان ورق التيط‬ ‫ط يصطفان عليهم ا‬
‫سطعيد بطن جطبي‪ ,‬عطن ابطن عباس {وطفق ا‬
‫فيجعلنطه على سطوآتما‪ .‬وقوله‪{ :‬وعصطى آدم ربطه فغوى * ثط اجتباه ربطه فتاب عليطه وهدى} قال‬
‫البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا أيوب بن النجار عن يي بن أب كثي‪ ,‬عن أب سلمة‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬حاج موسى آدم‪ ,‬فقال له‪ :‬أنت الذي أخرجت الناس من النة بذنبك‬
‫وأشقيت هم؟ قال آدم‪ :‬يا مو سى‪ ,‬أ نت الذي ا صطفاك ال بر سالته وبكل مه‪ ,‬أتلوم ن على أ مر كت به ال‬
‫علي قبل أن يلقن أو قدره ال عليّ قبل أن يلقن؟ ط قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ط فحج آدم‬
‫ططانيد‪.‬‬ ‫ططن السط‬ ‫طط مط‬ ‫ططحيحي وغيهاط‬ ‫طط الصط‬ ‫ططث له طرق فط‬ ‫ططى»‪ ,‬وهذا الديط‬ ‫موسط‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا يو نس بن ع بد العلى‪ ,‬أخب نا ا بن و هب‪ ,‬أ خبن أ نس بن عياض عن‬
‫الارث بن أ ب ذئاب‪ ,‬عن يز يد بن هر مز قال‪ :‬سعت أ با هريرة يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬احتج آدم وموسى عند ربما‪ ,‬فحج آدم موسى‪ ,‬قال موسى‪ :‬أنت الذي خلقك ال بيده‪ ,‬ونفخ‬
‫فيك من روحه‪ ,‬وأسجد لك ملئكته‪ ,‬وأسكنك ف جنته‪ ,‬ث أهبطت الناس إل الرض بطيئتك‪ ,‬قال‬
‫آدم‪ :‬أ نت مو سى الذي ا صطفاك ال بر سالته وكل مه‪ ,‬وأعطاك اللواح في ها تبيان كل ش يء‪ ,‬وقر بك‬
‫نيا‪ ,‬فب كم وجدت ال ك تب التوراة ق بل أن أخلق؟ قال مو سى‪ :‬بأربع ي عاما‪ ,‬قال آدم‪ :‬ف هل وجدت‬
‫فيها وعصى آدم ربه فغوى؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬أفتلومن على أن عملت عملً كتب ال علي أن أعمله قبل‬
‫‪45‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يلقنط بأربعيط سطنة؟ قال رسطول ال صلى ال عليطه وسطلم طط ف حج آدم موسطى»‪ ,‬قال الارث‪:‬‬
‫وحدثنط عبطد الرحنط بطن هرمطز بذلك عطن أبط هريرة عطن النطب صطلى ال عليطه وسطلم‪.‬‬

‫ض عَ ُدوّ فَِإمّا َيأِْتَينّكُم ّمنّي هُدًى َفمَ نِ اّتبَ عَ هُدَا يَ َفلَ َيضِ ّل وَ َل‬
‫ضكُ مْ ِلَبعْ ٍ‬
‫** قَالَ ا ْهبِطَا ِمْنهَا جَمِيعا بَ ْع ُ‬
‫شرُهُطَيوْمَط اْلقِيا َمةِ َأعْمَىَ * قَالَ رَبّطلِمَط‬ ‫شقَىَ * َومَن ْطأَعْرَضَط عَن ذِكْرِي فَإِنّطلَهُط َمعِيشَةً ضَنكا َونَحْ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ْسطىَ‬
‫ْمط تُن َ‬
‫ِكط الَْيو َ‬
‫ْكط آيَاتُن َا َفنَسطِيَتهَا وَكَذَل َ‬
‫ِكط َأَتت َ‬ ‫ُنتط بَصطِيا * قَالَ كَذَل َ‬ ‫ِيط أَعْ َم َى وَقَدْ ك ُ‬ ‫ش ْرتَن َ‬ ‫حَ َ‬
‫يقول تعال لَدم وحواء وإبليس‪ :‬اهبطوا منها جيعا‪ ,‬أي من النة كلكم‪ ,‬وقد بسطنا ذلك ف سورة‬
‫البقرة {بعضكم لبعض عدو} قال‪ :‬آدم وذريته‪ ,‬وإبليس وذريته‪ .‬وقوله‪{ :‬فإما يأتينكم من هدى} قال‬
‫أبو العالية‪ :‬النبياء والرسل والبيان {فمن ابتع هداي فل يضل ول يشقى} قال ابن عباس‪ :‬ل يضل ف‬
‫الدنيا ول يشقى ف الَخرة {ومن أعرض عن ذكري} أي خالف أمري وما أنزلته على رسول أعرض‬
‫عنه وتناساه وأخذ من غيه هداه {فإن له معيشة ضنكا} أي ضنكا ف الدنيا‪ ,‬فل طمأنينة له ول انشرح‬
‫لصدره‪ ,‬بل صدره ضيق حرج لضلله‪ ,‬وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء‪,‬‬
‫فإن قلبه ما ل يلص إل اليقي والدى فهو ف قلق وحية وشك‪ ,‬فل يزال ف ريبة يتردد فهذا من ضنك‬
‫العيشططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {فإن له معي شة ضن كا} قال‪ :‬الشقاء‪ .‬وقال العو ف عن ا بن‬
‫عباس‪{ :‬فإن له معيشة ضنكا} قال‪ :‬كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر‪ ,‬ل يتقين فيه‪ ,‬فل خي‬
‫ف يه و هو الض نك ف العي شة‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬إن قوما ضللً أعرضوا عن ال ق وكانوا ف سعة من الدن يا‬
‫مت كبين‪ ,‬فكا نت معيشت هم ضنكا‪ ,‬وذلك أن م كانوا يرون أن ال ل يس ملفا ل م معايش هم من سوء‬
‫ظن هم بال والتكذ يب‪ ,‬فإذا كان الع بد يكذب بال وي سيء ال ظن به والث قة به‪ ,‬اشتدت عل يه معيش ته‪,‬‬
‫فذلك الض نك‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬هو الع مل ال سيء والرزق ال بيث‪ ,‬وكذا قال عكر مة ومالك بن دينار‪.‬‬
‫وقال سفيان بن عيينة عن أب حازم عن أب سلمة عن أب سعيد ف قوله‪{ :‬معيشة ضنكا} قال‪ :‬يضيق‬
‫عليه قبه حت تتلف أضلعه فيه‪ ,‬وقال أبو حات الرازي‪ :‬النعمان بن أب عياش يكن أبا سلمة‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬أنبأنا الوليد‪ ,‬أنبأنا عبد ال بن ليعة‪ ,‬عن دراج عن أب‬
‫الي ثم عن أ ب سعيد قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف قول ال عز و جل {فإن له معي شة‬
‫ضنكا} قال‪ :‬ضمة القب له‪ ,‬والوقوف أصح‪ .‬وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا الربيع بن سليمان‪ ,‬حدثنا‬

‫‪46‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أسد بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج أبو السمح عن ابن حجية واسه عبد الرحن عن أب‬
‫هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬الؤمن ف قبه ف روضة خضراء‪ ,‬ويفسح له ف قبه‬
‫سبعون ذراعا‪ ,‬وينور له قبه كالق مر ليلة البدر‪ ,‬أتدرون ف يم أنزلت هذه الَ ية {فإن له معي شة ضن كا}‬
‫أتدرون ما العيشة الضنك؟ قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪« :‬عذاب الكافر ف قبه‪ ,‬والذي نفسي بيده إنه‬
‫ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا‪ .‬أتدرون ما التني؟ تسعة وتسعون حية‪ ,‬لكل حية سبعة رؤوس ينفخون‬
‫فططط جسطططمه ويلسطططعونه ويدشونطططه إل يوم يبعثون» رفعطططه منكطططر جدا‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن يي الزدي‪ :‬حدثنا ممد بن عمرو‪ ,‬حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن‬
‫أب هلل عن ابن حجية‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ف قول ال عز وجل‪{ :‬فإن له‬
‫معيشة ضنكا} قال «العيشة الضنك الذي قال ال إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون لمه حت‬
‫تقوم الساعة»‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن ممد بن عمرو‬
‫عن أب سلمة عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم {فإن له معيشة ضنكا} قال‪« :‬عذاب القب»‬
‫إسطططططططططططططططططططناد جيطططططططططططططططططططد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ونشره يوم القيامة أعمى} قال ماهد وأبو صال والسدي‪ :‬ل حجة له‪ ,‬وقال عكرمة‪ :‬عمي‬
‫عل يه كل ش يء إل جه نم‪ ,‬ويت مل أن يكون الراد أ نه يب عث أو ي شر إل النار أع مى الب صر والب صية‬
‫أيضا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ونشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم} الَية‪,‬‬
‫ولذا يقول‪{ :‬رب ل حشرتن أعمى وقد كنت بصيا} أي ف الدنيا {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها‬
‫وكذلك اليوم تنسى} أي لا أعرضت عن آيات ال وعاملتها معاملة من ل يذكرها بعد بلغها إليك‪,‬‬
‫تنا سيتها وأعر ضت عن ها وأغفلت ها‪ ,‬كذلك اليوم نعاملك معاملة من ين ساك {فاليوم نن ساهم ك ما ن سوا‬
‫لقاء يوم هم هذا} فإن الزاء من ج نس الع مل‪ .‬فأ ما ن سيان ل فظ القرآن مع ف هم معناه والقيام بقتضاه‪,‬‬
‫فليس داخلً ف هذاالوعيد الاص‪ ,‬وإن كان متوعدا عليه من جهة أخرى فإنه قد وردت السنة بالنهي‬
‫الكيد والوعيد الشديد ف ذلك‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا خلف بن الوليد‪ ,‬حدثنا خالد عن يزيد بن أب‬
‫زياد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«ما من رجل قرأ القرآن فنسيه إل لقي ال يوم يلقاه وهو أجذم»‪ ,‬ث رواه المام أحد من حديث يزيد‬
‫بن أب زياد عن عيسى بن فائد عن عبادة بن الصامت‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم فذكر مثله سواء‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ط الَخِ َرةِ َأشَ ّد َوَأْبقَىَ‬
‫ط وََلعَذَاب ُ‬
‫ط َربّه ِ‬
‫ط ُيؤْمِطن بِآيَات ِ‬
‫ف وَلَم ْ‬
‫طرَ َ‬
‫ط أَس ْ‬
‫ط نَجْزِي مَن ْ‬
‫** وَكَذَلِك َ‬
‫يقول تعال‪ :‬وهكذا نازي السرفي الكذبي بآيات ال ف الدنيا والَخرة {لم عذاب ف الياة الدنيا‬
‫ولعذاب الَخرة أشق وما لم من ال من واق} ولذا قال‪{ :‬ولعذاب الَخرة أشد وأبقى} أي أشد ألا‬
‫من عذاب الدنيا وأدوم عليهم‪ ,‬فهم ملدون فيه‪ ,‬ولذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم للمتلعني‪:‬‬
‫ططططن عذاب الَخرة»‪.‬‬ ‫ططططا أهون مط‬ ‫«إن عذاب الدنيط‬

‫** أَفََل ْم َيهْدِ َلهُمْ كَمْ َأهَْلكْنَا َقبَْل ُه ْم مّ َن اْلقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَ سَا ِكِنهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ َليَا تٍ ُلوْلِي الّنهَىَ *‬
‫صبِرْ عََلىَ مَا َيقُولُو َن وَسَبّ ْح ِبحَمْدِ َربّكَ َقبْلَ‬
‫ت مِن ّربّكَ َلكَانَ لِزَاما َوأَجَ ٌل مّسَمّى * فَا ْ‬ ‫وََلوْلَ كَِل َمةٌ َسبَ َق ْ‬
‫ضىَ‬ ‫ط تَرْ َ‬
‫طبّ ْح َوأَطْرَافططَ الّنهَارِ َلعَلّكط َ‬ ‫طا َومِنططْ آنَآ ِء الّْليْلِ فَسط َ‬
‫ط وََقبْ َل غُرُوبِهَط‬ ‫طُلُوعططِ الشّمْسط ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أفلم يهد} لؤلء الكذبي با جئتهم به يا ممد كم أهلكنا من المم الكذبي بالرسل‬
‫قبلهم‪ ,‬فبادوا فليس لم باقية ول عي ول أثر‪ ,‬كما يشاهدون ذلك من ديارهم الالية الت خلفوهم فيها‬
‫يشون فيها {إن ف ذلك لَيات لول النهى} أي العقول الصحيحة واللباب الستقيمة‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{أفلم يسيوا ف الرض فتكون لم قلوب يعقلون با أو آذان يسمعون با فإنا ل تعمى البصار ولكن‬
‫تعمى القلوب الت ف الصدور} وقال ف سورة ال السجدة‪{ :‬أو ل يهد لم كم أهلكنا من قبلهم من‬
‫القرون يشون ف م ساكنهم} الَ ية‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ولول كل مة سبقت من ر بك لكان لزاما وأ جل‬
‫م سمى} أي لول الكل مة ال سابقة من ال و هو أ نه ليعذب أحدا إل ب عد قيام ال جة عل يه‪ ,‬وال جل‬
‫السمى الذي ضربه ال تعال لؤلء الكذبي إل مدة معينة‪ ,‬لاءهم العذاب بغتة‪ ,‬ولذا قال لنبيه مسليا‬
‫له‪{ :‬فاصب علىَ ما يقولون} أي من تكذيبهم لك {وسبح بمد ربك قبل طلوع الشمس} يعن صلة‬
‫الفجر {وقبل غروبا} يعن صلة العصر‪ ,‬كما جاء ف الصحيحي عن جرير بن عبد ال البجلي رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فنظر إل القمر ليلة البدر‪ ,‬فقال‪« :‬إنكم‬
‫سترون رب كم ك ما ترون هذا الق مر‪ ,‬ل تضامون ف رؤي ته‪ ,‬فإن ا ستطعتم أن ل تغلبوا على صلة ق بل‬
‫ططططة‪.‬‬ ‫طططط قرأ هذه الَيط‬ ‫طططط فافعلوا» ثط‬ ‫ططططل غروباط‬ ‫ططططس وقبط‬ ‫طلوع الشمط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد اللك بن عم ي عن عمارة بن رؤي بة قال‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبا» رواه‬
‫مسلم من حديث عبداللك بن عمي به‪ ,‬وف السند والسنن عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫‪48‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم‪« :‬إن أدن أهل النة منلة من ينظر ف ملكه مسية ألفي سنة‪ ,‬ينظر ال أقصاه كما ينظر ال‬
‫أدناه‪ ,‬وإن أعلهططططم منلة لنطططط ينظططططر إل ال تعال فطططط اليوم مرتيطططط»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومطن آناء الليطل فسطبح} أي مطن سطاعاته فتهجطد بطه‪ ,‬وحله بعضهطم على الغرب والعشاء‪,‬‬
‫{وأطراف النهار} ف مقابلة آناء الل يل {لعلك تر ضى} ك ما قال تعال‪{ :‬ول سوف يعط يك ر بك‬
‫فترضطى} وفط الصطحيح «يقول ال تعال ياأهطل النطة‪ ,‬فيقولون‪ :‬لبيطك ربنطا وسطعديك‪ ,‬فيقول‪ :‬هطل‬
‫رضيتم ؟ فيقولون‪ :‬ربنا وما لنا ل نرضى وقد أعطيتنا ما ل تعط أحدا من خلقك‪ ,‬فيقول‪ :‬إن أعطيكم‬
‫أفضل من ذلك‪ ,‬فيقولون‪ :‬وأي شىء أفضل من ذلك ؟ فيقول‪ :‬أحل عليكم رضوان فل أسخط عليكم‬
‫بعده أبدا» وف الديث الَخر «يا أهل النة‪ ,‬إن لكم عند ال موعدا يريد أن ينجزكموه‪ :‬فيقولون‪ :‬وما‬
‫هو ؟ أل يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا النة‪ ,‬فيكشف الجاب فينظرون‬
‫إليطططه‪ ,‬فطططو ال مطططا أعطاهطططم خيا مطططن النظطططر إليطططه‪ ,‬وهطططي الزيادة»)‬

‫حيَاةِ ال ّدنْيَا ِلَن ْفِتنَهُمْ فِي ِه وَرِزْقُ َربّكَ َخيْ ٌر َوَأبْ َقىَ‬
‫** وَ َل تَمُدّنّ َعْيَنيْكَ إِلَ َى مَا َمّت ْعنَا بِهِ أَ ْزوَاجا ّمْنهُمْ َزهْ َر َة الْ َ‬
‫ُكط وَاْلعَاقَِبةُ لِلّت ْقوَىَ‬
‫ْنط نَرْزُق َ‬
‫َسطأَلُكَ رِزْقا نّح ُ‬ ‫َاصط َطبِ ْر عََليْه َا َل ن ْ‬
‫ل ِة و ْ‬ ‫ِالصط َ‬
‫َكط ب ّ‬ ‫* َوْأمُرْ َأهْل َ‬
‫يقول تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل تنظر إل ما هؤلء الترفون وأشباههم ونظراؤهم فيه من‬
‫النعيطم‪ ,‬فإناط هطو زهرة زائلة ونعمطة حائلة‪ ,‬لنختطبهم بذلك وقليطل مطن عبادي الشكور‪ .‬وقال ماهطد‪:‬‬
‫{أزواجا منهم}‪ ,‬يعن الغنياء‪ ,‬فقد آتاك خيا ما آتاهم‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى {ولقد آتيناك سبعا‬
‫من الثا ن والقرآن العظ يم ل تدن عين يك} الَ ية‪ ,‬وكذلك ما ادخره ال تعال لر سوله صلى ال عل يه‬
‫وسلم ف الَخرة أمر عظيم ل يد ول يوصف‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولسوف يعطيك ربك فترضى} ولذا‬
‫قال‪{ :‬ورزق ربك خي وأبقى} وف الصحيح أن عمر بن الطاب لا دخل على على رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف تلك الشربة الت كان قد اعتزل فيها نساءه حي آل منهن‪ ,‬فرآه متوسدا مضطجعا‬
‫على رمال حصي‪ ,‬وليس ف البيت إل صبة من قرظ وأهب معلقة‪ ,‬فابتدرت عينا عمر بالبكاء‪ ,‬فقال له‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬مايبكيك يا عمر ؟» فقال‪ :‬يا رسول ال إن كسرى وقيصر فيما ها‬
‫ف يه‪ ,‬وأ نت صفوة ال من خل قه ؟ فقال‪« :‬أو ف شك أ نت يا ا بن الطاب ؟ أولئك قوم عجلت ل م‬
‫طيباتم ف حياتم الدنيا» فكان صلى ال عليه وسلم أزهد الناس ف الدنيا مع القدرة عليها‪ ,‬إذا حصلت‬
‫له ينفقهططططا هكذا وهكذا فطططط عباد ال‪ ,‬ول يدخططططر لنفسططططه شيئا لغططططد‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬أنبأنا يونس‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار‪,‬‬
‫عن أب سعيدأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح ال لكم من‬
‫زهرة الدنيا» قالوا‪ :‬وما زهرة الدنيا يا رسول ال ؟ قال «بركات الرض»‪ .‬وقال قتادة والسدي‪ :‬زهرة‬
‫الياة الدنيا‪ ,‬يعن زينة الياة الدنيا‪ .‬وقال قتادة‪{ :‬لنفتنهم فيه} لنبتليهم‪ .‬وقوله‪{ :‬وأمر أهلك بالصلة‬
‫واصطب عليها} أي استنقذهم من عذاب ال بإقام الصلة‪ ,‬واصب أنت على فعلها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يا‬
‫أي ها الذ ين آمنوا قوا أنف سكم وأهلي كم نارا}‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا أح د بن صال‪,‬‬
‫حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الطاب كان يبيت عنده‬
‫أنا ويرفأ‪ ,‬وكان له ساعة من الليل يصلي فيها‪ ,‬فربا ل يقم‪ ,‬فنقول‪ :‬ل يقوم الليلة كما كان يقوم‪ ,‬وكان‬
‫إذا اسطططتيقظ أقام يعنططط أهله‪ ,‬وقال «وأمطططر أهلك بالصطططلة واصططططب عليهطططا»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ل نسألك رزقا نن نرزقك} يعن إذا أقمت الصلة أتاك الرزق من حيث ل تتسب‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬ومن يتق ال يعل له مرجا ويرزقه من حيث ل يتسب} وقال تعال‪{ :‬وما خلقت الن‬
‫والنس إل ليعبدون ط إل قوله ط إن ال هو الرزاق ذو القوة التي} ولذا قال‪{ :‬ل نسألك رزقا نن‬
‫نرز قك}‪ .‬وقال الثوري‪{ :‬ل ن سألك رزقا}‪ ,‬أي ل نكل فك الطلب‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو‬
‫سعيد الشج‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن أبيه أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من‬
‫دنيا هم طرفا‪ ,‬فإذا ر جع إل أهله‪ ,‬فد خل الدار قرأ {ول تدن عين يك ط إل قوله ط ن ن نرز قك} ث‬
‫يقول‪ :‬الصططططططططططلة‪ .‬الصططططططططططلة رحكططططططططططم ال‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب زياد القطوان‪ ,‬حدثنا سيار‪ ,‬حدثنا جعفر عن‬
‫ثا بت قال‪ :‬كان ال نب صلى ال عل يه و سلم إذا أ صابه خ صاصة نادى أهله‪ :‬يا أهله صلوا‪ ,‬صلوا‪ .‬قال‬
‫ثا بت‪ :‬وكا نت ال نبياء إذا نزل ب م أ مر فزعوا إل ال صلة‪ ,‬و قد روى الترمذي وا بن ما جه من حد يث‬
‫عمران بن زائدة عن أبيه عن أب خالد الوالب‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«يقول ال تعال‪ :‬يا ابن آدم تفرغ لعبادت أمل صدرك غن وأسد فقرك‪ ,‬وإن ل تفعل‪ ,‬ملت صدرك‬
‫شغلً ول أسد فقرك» وروى ابن ماجه من حديث الضحاك عن السود عن ابن مسعود‪ :‬سعت نبيكم‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من جعل الموم ها واحدا هم العاد كفاه ال هم دنياه‪ ,‬ومن تشعبت به‬
‫الموم ف أحوال الدن يا ل يبال ال ف أي أودي ته هلك»‪ ,‬وروي أيضا من حد يث شع بة عن ع مر بن‬
‫سليمان عن عبد الرحن بن أبان‪ ,‬عن أبيه عن زيد بن ثابت‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪« :‬من كانت الدنيا هه فرق ال عليه أمره‪ ,‬وجعل فقره بي عينيه‪ ,‬ول يأته من الدنيا إل ما كتب‬
‫‪50‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له‪ ,‬ومن كانت الَخرة نيته‪ ,‬جع له أمره وجعل غناه ف قلبه‪ ,‬وأتته الدنيا وهي راغمة» وقوله‪{ :‬والعاقبة‬
‫للتقوى} أي وح سن العاق بة ف الدن يا والَخرة‪ ,‬و هي ال نة ل ن ات قى ال‪ .‬و ف ال صحيح أن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬رأيت الليلة كأنا ف دار عقبة بن رافع‪ ,‬وأنا أتينا برطب ابن طاب‪ ,‬فأولت‬
‫ذلك أن العاقبطططة لنطططا فططط الدنيطططا والرفعطططة‪ ,‬وأن ديننطططا قطططد طاب»‪.‬‬

‫ب مّن‬
‫ف الُوَلىَ * وََلوْ َأنّآ َأهَْل ْكنَاهُ ْم ِبعَذَا ٍ‬‫ح ِ‬‫** وَقَالُواْ َلوْلَ َي ْأتِينَا بِآيَ ٍة مّن ّربّهِ َأوَلَ ْم َتأِْتهِ ْم َبّيَنةُ مَا فِي الصّ ُ‬
‫ك مِن َقبْلِ أَن نّ ِذ ّل َونَخْزَىَ * قُلْ كُ ّل ّمتَ َربّصٌ َفتَ َربّصُواْ‬
‫َقبْلِهِ َلقَالُواْ َرّبنَا َلوْل أَرْ َس ْلتَ إَِلْينَا رَسُولً َفَنّتبِ َع آيَاتِ َ‬
‫ط اهْتَدَىَ‬ ‫ي َومَنططط ِ‬ ‫طوِ ّ‬ ‫ب الصططططّرَاطِ السططط ّ‬ ‫طحَا ُ‬ ‫طَتعْلَمُونَ مَنططططْ أَصططط ْ‬ ‫فَسططط َ‬
‫يقول تعال مبا عن الكفار ف قولم‪{ :‬لول} أي هل يأتينا ممد بآية من ربه‪ ,‬أي بعلمة دالة على‬
‫صدقه ف أ نه ر سول ال ؟ قال ال تعال‪{ :‬أو ل تأت م بي نة ما ف ال صحف الول} يع ن القرآن الذي‬
‫أنزله عليه ال‪ ,‬وهو أمي ل يسن الكتابة ول يدارس أهل الكتاب‪ ,‬وقد جاء فيه أخبار الولي با كان‬
‫منهم ف سالف الدهور با يوافقه عليه الكتب التقدمة الصحيحة منها‪ ,‬فإن القرآن مهيمن عليها يصدق‬
‫الصحيح ويبي خطأ الكذوب فيها وعليها‪ ,‬وهذه الَية كقوله تعال ف سورة العنكبوت‪{ :‬وقالوا لول‬
‫أنزل عليه آيات من ربه قل إنا الَيات عند ال وإنا أنا نذير مبي * أو ل يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب‬
‫يتلى علي هم إن ف ذلك لرح ة وذكرى لقوم يؤمنون} و ف ال صحيحي عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم أنه قال‪« :‬ما من نب إل وقد أوت من الَيات ما آمن على مثله البشر‪ ,‬وإنا كان الذي أوتيته وحيا‬
‫أوحاه ال إلّ‪ ,‬فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» وإنا ذكر ههنا أعظم الَيات الت أعطيها عليه‬
‫ال سلم‪ ,‬و هو القرآن‪ ,‬وإل فله من العجزات ما ل ي د ول ي صر‪ ,‬ك ما هو مودع ف كت به ومقرر ف‬
‫مواضعططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ولو أ نا أهلكنا هم بعذاب من قبله لقالوا رب نا لول أر سلت إلي نا ر سولً} أي لو أ نا‬
‫أهلكنا هؤلء الكذبي قبل أن نرسل إليهم هذا الرسول الكري وننل عليهم هذا الكتاب العظيم‪ ,‬لكانوا‬
‫قالوا‪{ :‬ربنا لول أرسلت إلينا رسولً} قبل أن تلكنا حت نؤمن به ونتبعه كما قال‪{ :‬فنتبع آياتك من‬
‫ق بل أن نذل ونزى} يبي تعال أن هؤلء الكذب ي متعنتون معاندون ل يؤمنون {ولو جاءت م كل آ ية‬
‫ح ت يروا العذاب الل يم} ك ما قال تعال‪{ :‬وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعل كم ترحون ط‬
‫إل قوله ط با كانوا يصدفون} وقال‪{ :‬وأقسموا بال جهد أيانم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من‬

‫‪51‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إحدى ال مم} الَ ية‪ ,‬وقال‪{ :‬وأق سموا بال ج هد أيان م لئن جاءت م آ ية ليؤم نن ب ا} الَيت ي‪ ,‬ث قال‬
‫تعال‪{ :‬قل} أي يا ممد لن كذبك وخالفك واستمر على كفره وعناده {كل متربص} أي منا ومنكم‬
‫{فترب صوا} أي فانتظروا {ف ستعلمون من أ صحاب ال صراط ال سوي} أي الطر يق ال ستقيم {و من‬
‫اهتدى} إل ال ق و سبيل الرشاد‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬و سوف يعلمون ح ي يرون العذاب من أ ضل‬
‫سططططططبيلً} وقال‪{ :‬سططططططيعلمون غدا مططططططن الكذاب الشططططططر}‪.‬‬
‫آخطر تفسطي سطورة ططه ول المطد والنطة ويتلوه إن شاء ال تفسطي سطورة النطبياء ول المطد‪.‬‬

‫سطططططططططططططططططططططورة النطططططططططططططططططططططبياء‬

‫وهططططططططططططططططططططي مكيططططططططططططططططططططة‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا غندر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب اسحاق سعت عبد الرحن بن‬
‫يز يد عن ع بد ال قال ب نو إ سرائيل والك هف‪ ,‬ومر ي‪ ,‬و طه‪ ,‬وال نبياء‪ ,‬هن من العتاق الول و هن من‬
‫تلدي‪.‬‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫** ا ْقتَرَ بَ لِلنّا سِ حِ سَاُبهُ ْم َوهُ مْ فِي َغفَْل ٍة ّمعْرِضُو نَ * مَا يَ ْأتِيهِ مْ مّن ذِكْرٍ مّن ّرّبهِ ْم مّحْدَ ثٍ إِ ّل ا ْستَ َمعُو ُه‬
‫ش ٌر ّمثُْلكُ مْ أََفَت ْأتُو نَ ال سّحْرَ‬ ‫جوَى الّذِي َن ظَلَمُوْا هَ ْل هَ ـذَآ إِلّ بَ َ‬ ‫َوهُ مْ يَ ْل َعبُو نَ * َلهَِيةً قُلُوُبهُ ْم َوأَ سَرّواْ النّ ْ‬
‫ضغَا ثُ‬ ‫َوأَنتُ مْ تُبْ صِرُونَ * قَالَ رَبّي َيعْلَ ُم الْ َقوْلَ فِي ال سّمَآ ِء وَالرْ ضِ َو ُه َو ال سّمِي ُع اْلعَلِي مُ * بَلْ قَاُل َواْ أَ ْ‬
‫أَ ْحلَ مٍ بَ ِل ا ْفتَرَا هُ بَ ْل ُه َو شَاعِرٌ فَ ْلَي ْأتِنَا بِآَيةٍ َكمَآ أُرْ سِ َل الوّلُو نَ * مَآ آمَنَ تْ َقبَْلهُ ْم مّن قَ ْرَيةٍ َأهَْل ْكنَاهَآ أََفهُ مْ‬
‫ُيؤْ ِمنُونططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫هذا تنبيه من ال عز وجل على اقتراب الساعة ودنوها‪ ,‬وأن الناس ف غفلة عن ها‪ ,‬أي ل يعملون ل ا‬
‫ول ي ستعدون من أجل ها‪ .‬وقال الن سائي‪ :‬حدث نا أح د بن ن صر‪ ,‬حدث نا هشام بن ع بد اللك أ بو الول يد‬
‫الطيالسي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن أب صال عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫{ف غفلة معرضون} قال‪« :‬ف الدنيا»‪ .‬وقال تعال‪{ :‬اتى أمر ال فل تستعجلوه} وقال {اقتربت‬

‫‪52‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الساعة وانشق القمر‪ ,‬وإن يروا آية يعرضوا} الَية‪ ,‬وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة السن بن‬
‫هانء أبط نواس الشاعطر أنطه قال‪ :‬أشعطر الناس الشيطخ الطاهطر أبطو العتاهيطة حيطث يقول‪:‬‬
‫طططططططن‬ ‫طططططططة تطحط‬ ‫طططططططا النيط‬ ‫ططططططط غفلتمورحط‬ ‫الناس فط‬
‫فقيل له‪ :‬من أين أخذ هذا؟ قال من قول ال تعال‪{ :‬اقترب للناس حسابم وهم ف غفلة معرضون}‬
‫وروى ف ترجة عامر بن ربيعة من طريق موسى بن عبيد الَمدي عن عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن‬
‫أبيه عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب‪ ,‬فأكرم عامر مثواه‪ ,‬وكلم فيه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فجاءه الرجل فقال‪ :‬إن استقطعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم واديا ف العرب‪ ,‬وقد‬
‫أردت أن اقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك‪ ,‬فقال عامر‪ :‬ل حاجة ل ف قطيعتك‪ ,‬نزلت‬
‫اليوم سططورة أذهلتنططا عططن الدنيططا {اقترب للناس حسططابم وهططم فطط غفلة معرضون}‪.‬‬
‫ث أخب تعال أنم ل يصغون إل الوحي الذي أنزل ال على رسوله والطاب مع قريش ومن شابهم‬
‫من الكفار‪ ,‬فقال {ما يأتيهم من ذكر من ربم مدث} أي جديد إنزاله {إل استمعوه وهم يلعبون}‬
‫ك ما قال ا بن عباس‪ :‬ما ل كم ت سألون أ هل الكتاب عمابأيدي هم و قد حرفوه وبدلوه وزادوا ف يه ونق صوا‬
‫منططه‪ ,‬وكتابكططم أحدث الكتططب بال تقرؤونططه مضا ل يشططب‪ ,‬رواه البخاري بنحوه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأسروا النجوى الذين ظلموا} أي قائلي فيما بينهم خفية {هل هذا إل بشر مثلكم} يعنون‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يستبعدون كونه نبيا لنه بشر مثلهم‪ ,‬فكيف اختص بالوحي دونم‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬أفتأتون ال سحر وأن تم تب صرون} أي أفتتبعو نه فتكونون ك من يأ ت ال سحر و هو يعلم أ نه‬
‫سحر‪ ,‬فقال تعال ميبا لم عما افتروه واختلقوه من الكذب {قال رب يعلم القول ف السماء والرض}‬
‫أي الذي يعلم ذلك ل يفطى عليطه خافيطة‪ ,‬وهطو الذي أنزل هذا القرآن الشتمطل على خطب الوليط‬
‫والَخرين‪ ,‬الذي ل يستطيع أحد أن يأت بثله إل الذي يعلم السر ف السموات والرض‪ .‬وقوله‪{ :‬وهو‬
‫السميع العليم} أي السميع لقوالكم والعليم بأحوالكم‪ ,‬وف هذا تديد لم ووعيد‪ .‬وقوله‪{ :‬بل قالوا‬
‫أضغاث أحلم بل افتراه} هذا إخبار عن تع نت الكفار وإلاد هم واختلف هم في ما ي صفون به القرآن‪,‬‬
‫وحيت م ف يه وضلل م ع نه‪ ,‬فتارة يعلو نه سحرا‪ ,‬وتارة يعلو نه شعرا‪ ,‬وتارة يعلو نه أضغاث أحلم‪,‬‬
‫وتارة يعلو نه مفترى‪ ,‬ك ما قال {ان ظر ك يف ضربوا لك المثال فضلوا فل ي ستطيعون سبيلً} وقوله‬
‫{فليأتنا بآية كما أرسل الولون} يعنون كناقة صال وآيات موسى وعيسى وقد قال ال‪{ :‬وما منعنا أن‬
‫نر سل بالَيات إل أن كذب ب ا الولون} الَ ية‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ما آم نت قبل هم من قر ية أهلكنا ها‬
‫أفهم يؤمنون} أي ما آتينا قرية من القرى الت بعث فيهم الرسل آية على يدي نبيها فآمنوا با بل كذبوا‪,‬‬
‫‪53‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأهلكناهطم بذلك أفهؤلء يؤمنون بالَيات لو رأوهطا دون أولئك؟ كل‪ ,‬بطل {إن الذيطن حقطت عليهطم‬
‫كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم كل آية حت يروا العذاب الليم} هذا كله وقد شاهدوا من الَيات‬
‫الباهرات وال جج القاطعات والدلئل البينات على يدي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ما هو أظ هر‬
‫وأجلى وأبرط وأقططع وأقهطر ماط شوهطد مطع غيه مطن النطبياء‪ ,‬صطلوات ال وسطلمه عليهطم أجعيط‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت رح ه ال‪ :‬ذ كر عن ز يد بن الباب‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ :‬حدث نا الارث بن يز يد‬
‫الضرمي عن علي بن رباح اللخمي‪ ,‬حدثن من شهد عبادة بن الصامت يقول‪ :‬كنا ف السجد ومعنا‬
‫أبو بكر الصديق رضي ال عنه يقرىء بعضُنا بعضا القرآن‪ ,‬فجاء عبد ال بن أب ابن سلول ومعه نرقة‬
‫وزرب ية‪ ,‬فو ضع وات كأ‪ ,‬وكان صبيحا ف صيحا جدلً‪ ,‬فقال‪ :‬يا أ با ب كر‪ ,‬قل م مد يأتي نا بآ ية ك ما جاء‬
‫الولون‪ ,‬جاء مو سى باللواح‪ ,‬وجاء دواد بالزبور‪ ,‬وجاء صال بالنا قة‪ ,‬وجاء عي سى بالن يل وبالائدة‪,‬‬
‫فبكى أبو بكر رضي ال عنه‪ ,‬فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أبو بكر‪ :‬قوموا بنا إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم نستغيث به من هذا النافق‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنه ل يقام‬
‫ل إنا يقام ل عز وجل» فقلنا‪ :‬يا رسول ال إنا لقينا من هذا النافق‪ ,‬فقال‪« :‬إن جبيل قال ل اخرج‬
‫فأ خب بن عم ال ال ت أن عم ب ا عل يك‪ ,‬وفضيل ته ال ت فضلت ب ا‪ ,‬فبشر ن أ ن بع ثت إل الح ر وال سود‪,‬‬
‫وأمر ن أن أنذر ال ن‪ ,‬وآتا ن كتا به وأ نا أ مي‪ ,‬وغ فر ذ نب ما تقدم و ما تأ خر‪ ,‬وذ كر ا سي ف الذان‪,‬‬
‫وأمدن باللئكة‪ ,‬وآتان النصر‪ ,‬وجعل الرعب أمامي‪ ,‬وآتان الكوثر‪ ,‬وجعل حوضي من أكثر الياض‬
‫يوم القيامطة ورودا‪ ,‬ووعدنط القام الحمود والناس مهطعون مقنعون رؤوسطهم‪ ,‬وجعلنط فط أول زمرة‬
‫ترج من الناس‪ ,‬وأد خل ف شفاع ت سبعي ألفا من أم ت ال نة بغ ي ح ساب‪ ,‬وآتا ن ال سلطان واللك‪,‬‬
‫وجعل ن ف أعلى غر فة ف ال نة ف جنات النع يم‪ ,‬فل يس فو قي أ حد إل اللئ كة الذ ين يملون العرش‪,‬‬
‫وأحططل ل ولمتطط الغنائم ول تلطط لحططد كان قبلنططا» وهذا الديططث غريططب جدا‪.‬‬

‫** َومَآ أَرْ سَ ْلنَا َقبْلَ كَ إِلّ رِجَا ًل نّوحِ يَ إَِلْيهِ مْ فَا سْئَُل َواْ َأهْلَ الذّكْرِ إِن كُنتُ مْ َل َتعْلَمُو نَ * َومَا َجعَ ْلنَاهُ ْم‬
‫ُمط وَمَن نّشَآ ُء َوأَهَْلكْنَا‬
‫صطدَ ْقنَاهُ ُم اْلوَعْدَ َفأَ َنيْنَاه ْ‬
‫ُمط َ‬
‫ِينط * ث ّ‬ ‫َامط وَمَا كَانُواْ خَالِد َ‬ ‫ُونط ال ّطع َ‬
‫جَسطَدا ّل َيأْكُل َ‬
‫الْمُسطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططْرفِيَ‬
‫يقول تعال رادا على من أنكر بعثة الرسل من البشر‪{ :‬وما أرسلنا قبلك إل رجا ًل نوحي إليهم} أي‬
‫ج يع الر سل الذ ين تقدموا كانوا رجالً من الب شر ل ي كن في هم أ حد من اللئ كة‪ ,‬ك ما قال ف الَ ية‬

‫‪54‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الخرى {وما أرسلنا قبلك إل رجا ًل نوحي إليهم من أهل القرى} وقال تعال‪{ :‬قل ما كنت بدعا من‬
‫الر سل} وقال تعال حكاية ع من تقدم من ال مم‪ ,‬لن م أنكروا ذلك فقالوا {أب شر يهدوننا} ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬فاسطألوا أهطل الذكطر إن كنتمل تعملون} أي اسطألواأهل العلم مطن المطم كاليهود والنصطارى‬
‫وسائر الطوائف‪ :‬هل كان الرسل الذين أتوهم بشرا أو ملئكة ؟ وإنا كانوا بشرا‪ ,‬وذلك من تام نعمة‬
‫ل منهطم يتمكنون مطن تناول البلغ منهطم والخطذ عنهطم‪.‬‬ ‫ال على خلقطه إذ بعطث فيهطم رسط ً‬
‫وقوله‪{ :‬و ما جعلنا هم ج سدا ل يأكلون الطعام} أي بل قد كانوا أج سادا يأكلون الطعام ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬وما أرسلنا قبلك من الرسلي إل إنم ليأكلون الطعام ويشون ف السواق} أي قد كانوا بشرا‬
‫من الب شر يأكلون ويشربون م ثل الناس‪ ,‬ويدخلون ال سواق للتك سب والتجارة‪ ,‬ول يس ذلك بضار ل م‬
‫ول ناقص منهم شيئا‪ ,‬كما توهه الشركون ف قولم {ما لذا الرسول يأكل الطعام ويشي ف السواق‬
‫لول أنزل إليطه ملك فيكون معطه نذيرا * أو يلقطى إليطه كنط أو تكون له جنطة يأكطل منهطا} الَيطة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما كانوا خالدين} أي ف الدنيا‪ ,‬بل كانوا يعيشون ث يوتون {وما جعلنا لبشر من قبلك‬
‫اللد} وخاصتهم أنم يوحى إليهم من ال عز وجل‪ ,‬تنل عليهم اللئكة عن ال با يكمه ف خلقه ما‬
‫يأمر به وينهى عنه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ث صدقناهم الوعد} أي الذي وعدهم ربم ليهلكن الظالي صدقهم ال‬
‫وعده وف عل ذلك‪ ,‬ولذا قال {فأنيناهم ومن نشاء} أي أتباعهم من الؤمني {وأهلكنا ال سرفي} أي‬
‫الكذبيطططططططط باطططططططط جاءت بططططططططه الرسططططططططل‪.‬‬

‫شأْنَا َبعْ َدهَا‬


‫ل َت ْعقِلُونَ * وَكَمْ قَصَ ْمنَا مِن َق ْرَيةٍ كَانَتْ ظَالِ َم ًة َوأَن َ‬
‫** َلقَدْ أَنزَْلنَآ إَِلْيكُمْ ِكتَابا فِيهِ ذِ ْكرُكُمْ أََف َ‬
‫َقوْما آخَرِي نَ * فَلَمّآ أَحَ سّوْا َبأْ َسنَآ إِذَا هُ ْم ّمنْهَا يَرْ ُكضُو نَ * لَ َترْ ُكضُوْا وَارْ ِج ُعوَاْ إَِلىَ مَآ ُأتْرِ ْفتُ مْ فِي هِ‬
‫سأَلُونَ * قَالُواْ َي َويْلَنَآ إِنّا كُنّا ظَالِمِيَ * فَمَا زَالَت تِلْ كَ َد ْعوَاهُ مْ َحتّىَ َج َع ْلنَاهُ مْ‬ ‫َومَ سَاكِِنكُمْ َلعَّلكُ ْم تُ ْ‬
‫حَصططططططططططططططططططِيدا خَامِدِينططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال منبها على شرف القرآن ومرضا لمط على معرفطة قدره‪{ :‬لقطد أنزلنطا إليكطم كتابا فيطه‬
‫ذكر كم} قال ا بن عباس‪ :‬شرف كم‪ .‬وقال ما هد‪ :‬حديث كم‪ .‬وقال ال سن‪ :‬دين كم‪{ ,‬أفل تعقلون} أي‬
‫هذه النع مة‪ ,‬وتتلقون ا بالقبول‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإ نه لذ كر لك ولقو مك و سوف ت سألون}‪ .‬وقوله‬
‫{وكم قصمنا من قرية كانت ظالة} هذه صيغة تكثي‪ ,‬كما قال‪{ :‬وكم أهلكنا من القرون من بعد‬
‫نوح} وقال تعال‪{ :‬وكأيطن مطن قريطة أهلكناهطا وهطي ظالةط فهطي خاويطة على عروشهطا} الَيطة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {وأنشأنا بعدها قوما آخرين} أي أمة أخرى بعدهم {فلما أحسوا بأسنا} أي تيقنوا أن العذاب‬
‫واقع بم ل مالة كما وعدهم نبيهم {إذا هم منها يركضون} أي يفرون هاربي {ل تركضوا وارجعوا‬
‫إل ما أترف تم ف يه وم ساكنكم} هذا ت كم ب م نزرا‪ ,‬أي ق يل ل م نزرا ل تركضوا هارب ي من نزول‬
‫العذاب‪ ,‬وارجعوا إل ما كنتم فيه من النعمة والسرور والعيشة والساكن الطيبة‪ .‬قال قتادة استهزاء بم‪,‬‬
‫{لعلكم تسألون} أي عما كنتم فيه من أداء شكر النعم‪{ ,‬قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالي} اعترفوا بذنوبم‬
‫ح ي ل ينفع هم ذلك‪{ ,‬ف ما زالت تلك دعوا هم ح ت جعلنا هم ح صيدا خامد ين} أي ما زالت تلك‬
‫القالة‪ ,‬و هي العتراف بالظلم هجيا هم ح ت ح صدناهم ح صدا‪ ,‬وخدت حركات م وأ صواتم خودا‪.‬‬

‫ض َومَا َبيَْنهُمَا َلعِبِيَ * َلوْ أَ َر ْدنَآ أَن ّنتّخِذَ َلهْوا ّلتّخَ ْذنَا هُ مِن لّ ُدنّآ إِن ُكنّا‬ ‫** َومَا خََل ْقنَا ال سّمَآ َء وَالرْ َ‬
‫صفُونَ * وَلَ ُه مَن فِي‬ ‫ف بِالْحَ ّق عَلَى اْلبَاطِلِ َفيَ ْد َمغُ هُ فَإِذَا ُهوَ زَاهِ ٌق وََلكُ ُم اْلوَيْ ُل مِمّا تَ ِ‬
‫فَاعِلِيَ * بَ ْل َنقْذِ ُ‬
‫سبّحُو َن الّْليْ َل وَالّنهَارَ لَ‬
‫سرُونَ * يُ َ‬ ‫ستَحْ ِ‬ ‫ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َومَ ْن ِعنْدَ هُ لَ يَ سَْت ْكبِرُو َن عَ ْن ِعبَا َدتِ هِ وَلَ يَ ْ‬
‫َيفْتُرُونططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يب تعال أنه خلق السموات والرض بالق‪ ,‬أي بالعدل والقسط‪{ ,‬ليجزي الذين أساؤوا با عملوا‪,‬‬
‫ويزي الذي أحسنوا بالسن}‪ ,‬وأنه ل يلق ذلك عبثا ول لعبا كما قال‪{ :‬وما خلقنا السماء والرض‬
‫وما بينهما باطل ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار} وقوله تعال‪{ :‬لو أردنا أن نتخذ‬
‫لوا ل تذناه من لدنا إن كنا فاعلي} قال ابن أب نيح عن ماهد {لو أردنا أن نتخذ لوا ل تذناه من‬
‫لدنا} يعن من عندنا‪ ,‬يقول‪ :‬وما خلقنا جنة ول نارا ول موتا ول بعثا ول حسابا‪ .‬وقال السن وقتادة‬
‫وغيها {لو أردنا أن نتخذ لوا} اللهو الرأة بلسان أهل اليمن‪ .‬وقال إبراهيم النخعي {ل تذناه} من‬
‫الور الع ي‪ .‬وقال عكرمة وال سدي‪ :‬والراد باللهو ههنا الولد‪ ,‬وهذا والذي قبله متلزمان‪ ,‬وهو كقوله‬
‫تعال‪{ :‬لو أراد ال أن يتخذ ولدا ل صطفى ما يلق ما يشاء سبحانه هو ال الواحد القهار} فنه نفسه‬
‫عن اتاذ الولد مطلقا ول سيما ع ما يقولون من ال فك والبا طل من اتاذ عي سى أو العز ير أو اللئ كة‬
‫سطططططططططبحانه وتعال عمطططططططططا يقولون علوا كطططططططططبيا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن كنا فاعلي} قال قتادة والسدي وإبراهيم النخعي ومغية بن مقسم‪ :‬أي ما كنا فاعلي‪.‬‬
‫وقال ما هد كل ش يء ف القرآن {إن} ف هو إنكار‪ .‬وقوله‪ { :‬بل نقذف بال ق على البا طل} أي نبي‬
‫الق فيدحض الباطل‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فيدمغه فإذا هو زاهق} أي ذاهب مضمحل {ولكم الويل} أي أيها‬

‫‪56‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القائلون ل ولد {م ا ت صفون} أي تقولون وتفترون‪ .‬ث أ خب تعال عن عبود ية اللئ كة له ودأب م ف‬
‫طاعته ليلً ونارا‪ ,‬فقال‪{ :‬وله من ف السموات والرض ومن عنده} يعن اللئكة {ل يستكبون عن‬
‫عبادته} أي ل يستنكفون عنها‪ ,‬كما قال‪{ :‬لن يستنكف السيح أن يكون عبدا ل ول اللئكة القربون‬
‫ططه جيعا}‪.‬‬ ‫ططيحشرهم إليط‬ ‫ططتكب فسط‬ ‫ططه ويسط‬ ‫ططن عبادتط‬ ‫ططتنكف عط‬ ‫ططن يسط‬ ‫* ومط‬
‫وقوله‪{ :‬وليستحسرون} أي ل يتعبون ول يلون {يسبحون الليل والنهار ل يفترون} فهم دائبون ف‬
‫العمطل ليلً ونارا‪ ,‬مطيعون قصطدا وعملً‪ ,‬قادرون عليطه‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬ل يعصطون ال مطا أمرهطم‬
‫ويفعلون ما يؤمرون} وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن أ ب دل مة البغدادي‪ ,‬أنبأ نا ع بد الوهاب بن‬
‫عطاء حدثنا سعيد عن قتادة عن صفوان بن مرز عن حك يم بن حزام قال‪ :‬بينا رسول ال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بي أصحابه إذ قال لم «هل تسمعون ما أسع ؟» قالوا‪ :‬ما نسمع من شيء‪ ,‬فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إ ن ل سع أط يط ال سماء‪ ,‬و ما تلم أن تئط و ما في ها مو ضع شب إل‬
‫وعليه ملك ساجد أو قائم» غريب‪ ,‬ول يرجوه‪ ,‬ث رواه ط أعن ابن أب حات ط من طريق يزيد بن أب‬
‫زريع عن سعيد عن قتادة مرسلً‪ .‬وقال أبو إسحاق عن حسان بن مارق عن عبد ال بن الارث بن‬
‫نو فل قال‪ :‬جلست إل كعب الحبار وأنا غلم‪ ,‬فقلت له‪ :‬أرأ يت قول ال تعال للملئكة‪{ :‬يسبحون‬
‫الل يل والنهار ل يفترون} أ ما يشغل هم عن الت سبيح الكلم والر سالة والع مل‪ .‬فقال‪ :‬من هذا الغلم ؟‬
‫فقالوا من بن عبد الطلب‪ ,‬قال فقبل رأسي ث قال‪ :‬يا بن إنه جعل لم التسبيح كما جعل لكم النفس‬
‫أليططططس تتكلم وأنططططت تتنفططططس وتشططططي وأنططططت تتنفططططس ؟)‬

‫سبْحَانَ اللّ هِ رَ ّ‬
‫ب‬ ‫** أَ مِ اتّخَ ُذ َواْ آِل َه ًة مّ نَ الرْ ضِ هُ ْم يُنشِرُو نَ * َلوْ كَا نَ فِيهِمَآ آِل َهةٌ إِلّ اللّ هُ َلفَ سَ َدتَا فَ ُ‬
‫ط يُسطططْأَلُونَ‬ ‫طأَ ُل عَمّطططا َي ْفعَ ُل َوهُمطط ْ‬ ‫ط عَمّطططا يَصطططِفُونَ * َل يُسطط ْ‬ ‫الْعَرْشطط ِ‬
‫ينكر تعال على من اتذ من دونه آلة فقال‪{ :‬أم اتذوا آلة من الرض هم ينشرون} أي أهم ييون‬
‫الو تى وينشرون م من الرض‪ ,‬أي ل يقدرون على ش يء من ذلك‪ ,‬فك يف جعلو ها ل ندا وعبدو ها‬
‫معه ؟ ث أخب تعال أنه لو كان ف الوجود آلة غيه لفسدت السموات والرض‪ ,‬فقال‪{ :‬لو كان فيهما‬
‫آلة} أي ف السموات والرض {لفسدتا} كقوله تعال‪{ :‬ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا‬
‫لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم على بعض سبحان ال عما يصفون} وقال ههنا‪{ :‬فسبحان ال‬

‫‪57‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رب العرش عما يصفون} أي عما يقولون أن له ولدا أو شريكا سبحانه وتعال وتقدس وتنه عن الذي‬
‫يفترون ويأفكون علوا كطططططططططططططططططططططططططططططططبيا‪.‬‬
‫وقوله {ل يسأل عما يف عل وهم يسألون} أي هو الا كم الذي ل معقب لكمه‪ ,‬ول يعترض عليه‬
‫أحد لعظمته وجلله وكبيائه وعمله وحكمته وعدله ولطفه‪{ ,‬وهم يسألون} أي وهو سائل خلقه عما‬
‫يعملون كقوله‪{ :‬فوربك لنسألنهم أجعي عما كانوا يعملون} وهذا كقوله تعال‪{ :‬وهو يي ول يار‬
‫عليططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه}‪.‬‬

‫** أَ مِ اتّخَذُوْا مِن دُونِ هِ آِل َهةً قُ ْل هَاتُوْا بُ ْرهَاَنكُ ْم هَ ـذَا ذِكْ ُر مَن ّمعِ يَ َوذِكْ ُر مَن َقبْلِي بَلْ أَ ْكثَ ُرهُ مْ َل‬
‫ك مِن رّ سُولٍ إِ ّل نُوحِ يَ إَِليْ هِ أَنّ هُ ل إِلَ ـهَ إِلّ أَنَاْ‬ ‫ح قّ َفهُ ْم ّمعْرِضُو نَ * وَمَآ أَرْ َس ْلنَا مِن َقبْلِ َ‬ ‫َيعْلَمُو نَ الْ َ‬
‫فَا ْعبُدُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أم اتذوا من دو نه آل ة قل} يا م مد {هاتوا برهان كم} أي دليل كم على ما تقولون‬
‫{هذا ذ كر من م عي} يع ن القرآن {وذ كر من قبلي} يع ن الك تب التقد مة على خلف ما تقولو نه‬
‫وتزعمون‪ ,‬فكل كتاب أنزل على كل نب أرسل ناطق بأنه ل إله إل ال‪ ,‬ولكن أنتم أيها الشركون ل‬
‫تعملون الق فأنتم معرضون عنه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله‬
‫أنا فاعبدون} كما قال‪{ :‬واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون}‬
‫وقال {ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت} فكل نب بعثه ال يدعو إل عبادة‬
‫ال وحده ل شر يك له‪ ,‬والفطرة شاهدة بذلك أيضا‪ ,‬والشركون ل برهان ل م‪ ,‬وحجت هم داح ضة ع ند‬
‫طططططد‪.‬‬ ‫ططططط عذاب شديط‬ ‫طططططب‪ ,‬ولمط‬ ‫طططططم غضط‬ ‫ططططط‪ ,‬وعليهط‬ ‫ربمط‬

‫سِبقُونَ ُه بِاْلقَوْ ِل َوهُ ْم بَِأمْرِ هِ َيعْمَلُو نَ *‬


‫خذَ الرّحْمَـ ُن وَلَدا ُسبْحَانَ ُه بَ ْل ِعبَا ٌد ّمكْ َرمُو نَ * لَ يَ ْ‬ ‫** وَقَالُواْ اتّ َ‬
‫ش ِفقُو نَ * وَمَن َيقُلْ‬ ‫شَيتِ ِه مُ ْ‬
‫ضىَ َوهُ ْم مّ نْ خَ ْ‬ ‫ش َفعُو نَ إِلّ لِمَ نِ ا ْرَت َ‬
‫َيعْلَ ُم مَا َبيْ نَ أَيْدِيهِ ْم وَمَا َخ ْل َفهُ ْم وَلَ يَ ْ‬
‫ط نَجْزِي الظّالِمِيَ ط‬ ‫جزِيهططِ َج َهنّمططَ كَذَلِكط َ‬ ‫ط نَ ْ‬
‫طن دُونِهططِ فَذَلِكط َ‬ ‫ِمنْهُمططْ ِإنّيططَ إِلَـططهٌ مّط‬
‫يقول تعال ردا على من ز عم أن له تعال وتقدس ولدا من اللئ كة‪ ,‬ك من قال ذلك من العرب‪ :‬إن‬
‫اللئكطة بنات ال فقال‪{ :‬سطبحانه بطل عباد مكرمون} أي اللئكطة عباد ال مكرمون عنده فط منازل‬
‫ل {ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} أي‬ ‫عالية ومقامات سامية‪ ,‬وهم له ف غاية الطاعة قولً وفع ً‬
‫‪58‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل يتقدمون بي يديه بأمر ول يالفونه فيما أمرهم به‪ ,‬بل يبادرون إل فعله‪ ,‬وهو تعال علمه ميط بم‬
‫فل يفططى عليططه منهططم خافيططة {يعلم مططا بيطط أيديهططم ومططا خلفهططم}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول يشفعون إل لن ارتضى} كقوله {من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه}‪ .‬وقوله‪{ :‬ول تنفع‬
‫الشفاعة عنده إل لن أذن له} ف آيات كثية ف معن ذلك {وهم من خشيته} أي من خوفه ورهبته‬
‫{مشفقون * و من ي قل من هم إ ن إله من دو نه} أي من اد عى من هم أ نه إله من دون ال أي مع ال‬
‫{فذلك نز يه جه نم كذلك نزي الظال ي} أي كل من قال ذلك‪ ,‬وهذا شرط‪ ,‬والشرط ل يلزم‬
‫وقوعطه‪ ,‬كقوله {قطل إن كان للرحنط ولد فأنطا أول العابديطن}‪ ,‬وقوله {لئن أشركطت ليحبططن عملك‬
‫ولتكونطططططططططططن مطططططططططططن الاسطططططططططططرين}‪.‬‬

‫ت وَالرْ ضَ كَاَنتَا َرتْقا َف َفَتقْنَاهُمَا وَ َجعَ ْلنَا مِ َن الْمَآءِ كُ ّل َشيْءٍ حَ ّي‬


‫** َأوَلَ ْم يَ َر الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ أَ ّن ال سّمَاوَا ِ‬
‫أََفلَ ُي ْؤ ِمنُو نَ * وَ َجعَلْنَا فِي الرْ ضِ َروَا سِيَ أَن تَمِي َد ِبهِ ْم وَ َجعَلْنَا فِيهَا فِجَاجا ُسُبلً ّلعَّل ُه ْم َي ْهتَدُو نَ *‬
‫حفُوظا َوهُ ْم عَ ْن آيَاتِهَا ُمعْرِضُو نَ * َو ُهوَ الّذِي خَلَ َق الّْليْ َل وَالّنهَا َر وَالشّمْ سَ‬ ‫وَ َجعَلْنَا ال سّمَآءَ َسقْفا مّ ْ‬
‫ططططططططططْبَحُونَ‬ ‫ط يَسط‬ ‫ططططططططط ٍ‬ ‫وَالْقَ َمرَ كُلّ فِططططططططططي فَلَكط‬
‫يقول تعال منبها على قدر ته التا مة و سلطانه العظ يم ف خل قه الشياء وقهره لم يع الخلوقات‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫{أو ل ير الذين كفروا} أي الاحدون لليته العابدون معه غيه‪ ,‬أل يعلموا أن ال هو الستقل باللق‬
‫ال ستبد بالتدب ي‪ ,‬فك يف يل يق أن يع بد م عه غيه‪ ,‬أو يشرك به ما سواه‪ ,‬أل يروا أن ال سموات والرض‬
‫ل بعضه ببعض متلصق متراكم بعضه فوق بعض ف ابتداء المر‪ ,‬ففتق‬ ‫كانتا رتقا أي كان الميع متص ً‬
‫هذه مطن هذه‪ ,‬فجعطل السطموات سطبعا‪ ,‬والرض سطبعا‪ ,‬وفصطل بيط السطماء الدنيطا والرض بالواء‪,‬‬
‫فأمطرت ال سماء وأنب تت الرض‪ ,‬ولذا قال {وجعل نا من الاء كل ش يء حي أفل يؤمنون} أي و هم‬
‫يشاهدون الخلوقات تدث شيئا فشيئا عيانا وذلك كله دل يل على وجود ال صانع الفا عل الختار القادر‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططططا يشاء‪.‬‬ ‫على مط‬
‫ففططططططي كططططططل شيططططططء له آيةتدل على أنططططططه واحططططططد‬
‫قال سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة قال‪ :‬سئل ابن عباس‪ :‬الليل كان قبل أو النهار ؟ فقال‪ :‬أرايتم‬
‫السموات والرض حي كانتا رتقا هل كان بينهما إل ظلمة ؟ ذلك لتعلموا أن الليل‪ .‬قبل النهار‪ .‬وقال‬
‫ابن اب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن حزة‪ ,‬حدثنا حات عن حزة بن أب ممد‪ ,‬عن عبد ال بن‬

‫‪59‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل أتاه يسأله عن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناها‪ .‬قال‪ :‬اذهب إل ذلك‬ ‫دينار عن ابن عمر أن رج ً‬
‫الش يخ فا سأله‪ ,‬ث تعال فأ خبن ب ا قال لك‪ ,‬قال‪ :‬فذ هب إل ا بن عباس ف سأله فقال ا بن عباس‪ :‬ن عم‬
‫كانت السموات رتقا ل تطر‪ ,‬وكانت الرض رتقا ل تنبت‪ ,‬فلما خلق للرض أهلً فتق هذه بالطر‪,‬‬
‫وفتق هذه بالنبات‪ ,‬فرجع الرجل إل ابن عمر فأخبه‪ ,‬فقال ابن عمر‪ :‬الَن قد علمت أن ابن عباس قد‬
‫أو ت ف القرآن علما‪ ,‬صدق هكذا كا نت‪ ,‬قال ا بن ع مر‪ :‬قد ك نت أقول ما يعجب ن جراءة ا بن عباس‬
‫على تفسي القرآن‪ ,‬فالَن علمت أنه قد أوتى ف القرآن علما‪ .‬وقال عطية العوف‪ :‬كانت هذه رتقا ل‬
‫تطططططططر فأمطرت‪ ,‬وكانططططططت هذه رتقا ل تنبططططططت فأنبتططططططت‪.‬‬
‫وقال إ ساعيل بن أ ب خالد‪ :‬سألت أ با صال الن في عن قوله‪{ :‬أن ال سموات والرض كان تا رتقا‬
‫ففتقناها} قال‪ :‬كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سوات‪ ,‬وكانت الرض واحدة ففتق منها سبع‬
‫أرضي‪ ,‬وهكذا قال ماهد‪ ,‬وزاد‪ :‬ول تكن السماء والرض متماستي‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬بل كانت‬
‫السطماء والرض ملتزقتيط‪ ,‬فلمطا رفطع السطماء وأبرز منهاالرض‪ ,‬كان ذلك فتقهمطا الذي ذ كر ال فط‬
‫كتابططططه‪ .‬وقال السططططن وقتادة‪ :‬كانتططططا جيعا ففصططططل بينهمططططا بذا الواء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجعلنا من الاء كل شيء حي} أي أصل كل الحياء‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا اب‪ ,‬حدثنا‬
‫ابو الماهر‪ ,‬حدثنا سعيد بن بشي‪ ,‬حدثنا قتادة عن أب ميمونة عن أب هريرة أنه قال‪ :‬يا نب ال إذا‬
‫رأيتك قرت عين وطابت نفسي‪ ,‬فأخبنا عن كل شيء قال‪« :‬كل شيء خلق من ماء»‪ .‬وقال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن أب ميمونة عن أب هريرة قال‪ :‬قلت يا رسول ال إن إذا‬
‫رأيتك طابت نفسي وقرت عين‪ ,‬فأنبئن عن كل شيء‪ ,‬قال‪« :‬كل شيء خلق من ماء» قال‪ :‬قلت أنبئن‬
‫عن أ مر إذا عملت به دخلت ال نة قال‪« :‬أ فش ال سلم‪ ,‬وأط عم الطعام‪ ,‬و صل الحارم‪ ,‬و قم بالل يل‬
‫والناس نيام‪ ,‬ث ادخل النة بسلم» ورواه أيضا عن عبد الصمد وعفان وبز عن هام‪ ,‬تفرد به أحد‪,‬‬
‫وهذا إسناد على شرط الصحيحي إل أن أبا ميمونة من رجال السنن واسه سليم‪ ,‬والترمذي يصحح له‪,‬‬
‫وقطططد رواه سطططعيد بطططن أبططط عروبطططة عطططن قتادة مرسطططلً‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪« :‬وجعلنا ف الرض رواسي» أي جبالً أرسى الرض با وقررها وثقلها لئل تيد بالناس‪ ,‬أي‬
‫تضطرب وتتحرك‪ ,‬فل يصطل لمط قرار عليهطا لناط غامرة فط الاء إل مقدار الربطع‪ .‬فإنطه باد للهواء‬
‫والشمس ليشاهد أهلها السماء وما فيها من الَيات الباهرات والكم والدللت‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أن تيد‬
‫بم} أي لئل تيد بم‪ .‬وقوله‪{ :‬وجعلنا فيها فجاجا سبلً} أي ثغرا ف البال يسلكون فيها طريقا من‬

‫‪60‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قطر إل قطر ومن إقليم إل إقليم‪ ,‬كما هو الشاهد ف الرض يكون البل حائلً بي هذه البلد وهذه‬
‫البلد‪ ,‬فيج عل ال ف يه فجوة ثغرة لي سلك الناس في ها من هه نا إل هه نا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لعل هم يهتدون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجعل نا ال سماء سقفا مفوظا} أي على الرض و هي كالق بة علي ها‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬وال سماء‬
‫بنيناها بأيد وإنا لوسعون} وقال‪{ :‬والسماء وما بناها} {أفلم ينظروا إل السماء فوقهم كيف بنيناها‬
‫وزيناها ومالا من فروج} والبناء هو نصب القبة‪ ,‬كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «بن السلم‬
‫على خسط» أي خسطة دعائم‪ ,‬وهذا ل يكون إل فط اليام كمطا تعهده العرب {مفوظا} أي عاليا‬
‫مروسا أن ينال‪ .‬وقال ماهد‪ :‬مرفوعا‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد‬
‫الرحن الدشتكي‪ ,‬حدثن أب عن أبيه عن أشعث يعن ابن إسحاق القمي عن جعفر بن أب الغية‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس قال رجل‪ :‬يا رسول ال ما هذه السماء ؟ قال‪« :‬موج مكفوف عنكم»‬
‫إسطططططططططططططططططططناده غريطططططططططططططططططططب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وهم عن آياتا معرضون} كقوله‪{ :‬وكأين من آية ف السموات والرض يرون عليها وهم‬
‫عنها معرضون} أي ل يتفكرون فيما خلق ال فيها من التساع العظيم والرتفاع الباهر‪ ,‬وما زينت به‬
‫من الكوا كب الثوا بت وال سيارات ف ليل ها ونار ها من هذه الش مس ال ت تق طع الفلك بكامله ف يوم‬
‫وليلة‪ ,‬فتسي غاية ل يعلم قدرها إل ال الذي قدرها وسخرها وسيها‪ .‬وقد ذكر ابن أب الدنيا رحه ال‬
‫ف كتا به التف كر والعتبار‪ :‬أن ب عض عباد ب ن إ سرائيل تع بد ثلث ي سنة‪ ,‬وكان الر جل من هم إذا تع بد‬
‫ثلثي سنة أظلته غمامة‪ ,‬فلم ير ذلك الرجل شيئا ما كان يصل لغيه‪ ,‬فشكى ذلك إل أمه فقالت له‪:‬‬
‫يا بن فلعلك أذنبت ف مدة عبادتك هذه ؟ فقال‪ :‬ل وال ما أعلمه‪ ,‬قالت‪ :‬فلعلك همت ؟ قال‪ :‬ل ول‬
‫همت‪ ,‬قالت‪ :‬فلعلك رفعت بصرك إل السماء ث رددته بغي فكر ؟ فقال‪ :‬نعم كثيا‪ ,‬قالت‪ :‬فمن ههنا‬
‫أتيت‪ ,‬ث قال منبها على بعض آياته‪{ :‬وهو الذي خلق الليل والنهار} أي هذا ف ظلمه وسكونه وهذا‬
‫بضيائه وأنسه‪ ,‬يطول هذا تارة ث يقصر أخرى وعكسه الَخر {والشمس والقمر} هذه لا نور يصها‬
‫وفلك بذاته وزمان على حدة وحركة وسي خاص‪ ,‬وهذا بنور آخر وفلك آخر وسي آخر وتقدير آخر‬
‫{و كل ف فلك ي سبحون} أي يدورون‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬يدورون ك ما يدور الغزل ف الفل كة قال‬
‫ماهد‪ :‬فل يدور الغزل إل بالفلكة‪ ,‬ول الفلكة إل بالغزل‪ ,‬كذلك النجوم والشمس والقمر ل يدورون‬
‫إل به ول يدور إل ب ن‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فالق ال صباح وج عل الل يل سكنا والش مس والق مر ح سبانا‬
‫ذلك تقديطططططططططططر العزيطططططططططططز العليطططططططططططم}‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت َوَنبْلُوكُم بِالشّ ّر‬


‫ك الْخُ ْلدَ أَفَإِنْ مّتّ َف ُه ُم الْخَاِلدُونَ * كُ ّل َنفْسٍ ذَآِئ َق ُة الْ َموْ ِ‬
‫** َومَا َجعَ ْلنَا ِلبَشَرٍ مّن َقبْلِ َ‬
‫خيْرِ ِفْتَنةً َوإَِليْنَططططططططططططططططا تُرْ َجعُونططططططططططططططططَ‬ ‫وَالْ َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وما جعلنا لبشر من قبلك} أي يا ممد {اللد} أي ف الدنيا بل {كل من عليها فان‬
‫ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام} وقد استدل بذه الَية الكرية من ذهب من العلماء إل أن الضر‬
‫عل يه ال سلم مات ول يس ب ي إل الَن‪ ,‬ل نه ب شر سواء كان وليا أو نبيا أو ر سولً‪ .‬و قد قال تعال‪:‬‬
‫{وماجعلنا لبشر من قبلك اللد}‪ .‬وقوله‪{ :‬أفإن مت} أي يا ممد {فهم الالدون} أي يؤملون أن‬
‫يعيشوا بعدك ل يكون هذا بل كل إل الفناء‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬كل نفس ذائقة الوت} وقد روي عن‬
‫الشافعططططي رحهطططط ال أن أنشططططد واسططططتشهد بذيططططن البيتيطططط‪:‬‬
‫تنطططط رجال أن أموت وإن أمتفتلك سططططبيل لسططططت فيهططططا بأوحططططد‬
‫فقططططل للذي يبغططططي خلف الذي مضىتهيططططأ لخرى مثلهططططا فكأن قططططد‬
‫وقوله‪{ :‬ونبلوكم بالشر والي فتنة} أي نتبكم بالصائب تارة وبالنعم أخرى‪ ,‬فننظر من يشكر ومن‬
‫يكفر‪ ,‬ومن يصب ومن يقنط‪ ,‬كما قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪{ :‬ونبلوكم} يقول نبتليكم‬
‫{بال شر وال ي فت نة} بالشدة والرخاء‪ ,‬وال صحة وال سقم‪ ,‬والغ ن والف قر‪ ,‬واللل والرام‪ ,‬والطا عة‬
‫والعصطططية‪ ,‬والدى والضلل‪ .‬وقوله‪{ :‬وإلينطططا ترجعون} أي فنجازيكطططم بأعمالكطططم‪.‬‬

‫خذُونَكَ إِ ّل هُزُوا َأهَـذَا الّذِي يَذْ ُكرُ آِل َهتَكُ ْم َوهُ ْم بِذِكْرِ ال ّرحْمَـ ِن هُ ْم‬
‫** َوإِذَا رَآ َك الّذِينَ َكفَ ُر َواْ إِن يَتّ ِ‬
‫جلُونِ‬‫طتَعْ ِ‬
‫ل تَس ط ْ‬ ‫طأُوْرِيكُ ْم آيَاتِططي َف َ‬ ‫ط عَجَلٍ س ط َ‬ ‫ط النْس ططَانُ مِن ط ْ‬ ‫كَافِرُون ططَ * خُلِق ط َ‬
‫يقول تعال ل نبيه صلوات اللهو سلمه عل يه {وإذا رآك الذ ين كفروا} يع ن كفار قر يش كأ ب ج هل‬
‫وأشباهطه {إن يتخذونطك إل هزوا} أي يسطتهزئون بطك وينتقصطونك‪ ,‬يقولون‪{ :‬أهذا الذي يذكطر‬
‫آلتكطم} يعنون أهذا الذي يسطب آلتكطم ويسطفه أحلمكطم‪ ,‬قال تعال‪{ :‬وهطم بذكطر الرحنط هطم‬
‫كافرون} أي وهم كافرون بال ومع هذا يستهزئون برسول ال‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى {وإذا رأوك‬
‫إن يتخذونطك إل هزوا أهذا الذي بعطث ال رسطولً * إن كاد ليضلنطا عطن آلتنطا لول أن صطبنا عليهطا‬
‫ططططبيلً}‪.‬‬ ‫ططططل سط‬ ‫ططططن أضط‬ ‫طططط يرون العذاب مط‬ ‫ططططوف يعلمون حيط‬ ‫وسط‬

‫‪62‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬خلق النسطان مطن عجطل} كمطا قال فط الَيطة الخرى‪{ :‬وكان النسطان عجولً} أي فط‬
‫المور‪ .‬قال ماهد‪ :‬خلق ال آدم بعد كل شيء من آخر النهار من يوم خلق اللئق‪ ,‬فلما أحيا الروح‬
‫عينيه ولسانه ورأسه‪ ,‬ول يبلغ أ سفله‪ ,‬قال‪ :‬يا رب استعجل بلقي قبل غروب الشمس‪ .‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ ,‬حدثنا أحد بن سنان‪ .‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا ممد بن علقمة بن وقاص الليثي عن أب سلمة‬
‫عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬خي يوم طلعت فيه الشمس يوم المعة‪ ,‬فيه‬
‫خلق آدم وف يه أد خل ال نة وف يه أه بط من ها‪ ,‬وف يه تقوم ال ساعة وف يه ساعة ل يوافق ها مؤ من ي صلي ط‬
‫وق بض أ صابعه يقلل ها ط ف سأل ال خيا إل أعطاه إياه» قال أ بو سلمة‪ :‬فقال ع بد ال بن سلم‪ :‬قد‬
‫عرفت تلك الساعة‪ ,‬هي آخر ساعات النهار من يوم المعة‪ ,‬وهي الت خلق ال فيها آدم‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{خلق النسان من عجل سأريكم آيات فل تستعجلون} والكمة ف ذكر عجلة النسان ههنا أنه لا‬
‫ذ كر ال ستهزئي بالر سول صلوات ال و سلمة عل يه‪ ,‬و قع ف النفوس سرعة النتقام من هم وا ستعجلت‬
‫ذلك‪,‬فقال ال تعال‪{ :‬خلق النسان من عجل} لنه تعال يلي للظال حت إذا أخذه ل يفلته‪ ,‬يؤجل ث‬
‫يعجل‪ ,‬وينظر ث ل يؤخر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬سأريكم آيات} أي نقمي وحكمي واقتداري على من عصان‬
‫{فل تسطططططططططططططططططططططططططططططططططططتعجلون}‪.‬‬

‫** َوَيقُولُو نَ َمَتىَ هَـذَا الْ َوعْدُ إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * َل ْو َيعْلَ ُم الّذِي نَ َكفَرُواْ ِحيَ َل َي ُكفّو َن عَن ُوجُوهِهِ ُم‬
‫ستَطِيعُونَ َر ّدهَا وَ َل هُ ْم يُن َظرُونَ‬
‫ل يَ ْ‬
‫النّا َر وَ َل عَن ُظهُو ِرهِ ْم وَ َل هُ ْم يُنصَرُونَ * بَ ْل َت ْأتِيهِم َبغَْتةً َفَتْبهَُتهُمْ َف َ‬
‫يبط تعال عطن الشركيط أنمط يسطتعجلون أيضا بوقوع العذاب بمط تكذيبا وجحودا وكفرا وعنادا‬
‫واسطتعبادا‪ ,‬فقال {ويقولون متط هذا الوعطد إن كنتطم صطادقي} قال ال تعال‪{ :‬لو يعلم الذيطن كفروا‬
‫حي ل يكفون عن وجوههم النار ول عن ظهورهم} أي لو تيقنوا أنا واقعة بم ل مالة لا استعجلوا‬
‫به‪ .‬ولو يعلمون حي يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تت أرجلهم {لم من فوقهم ظلل من النار ومن‬
‫تت هم ظلل} {ل م من جه نم مهاد و من فوق هم غواش} وقال ف هذه الَ ية‪{ :‬ح ي ل يكفون عن‬
‫وجوههم النار ول عن ظهورهم} وقال‪{ :‬سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار} فالعذاب ميط‬
‫ب م من ج يع جهات م {ول هم ين صرون} أي ل نا صر ل م‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬و ما ل م من ال من واق}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بل تأتيهم بغتة} أي {تأتيهم النار بغتة} أي فجأة‪{ ,‬فتبهتهم} أي تذعرهم‪ ,‬فيستسلمون لا‬

‫‪63‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حائرين ول يدرون ما يصنعون‪{ ,‬فل يستطعون ردها} أي ليس لم حيلة ف ذلك‪{ ,‬ول هم ينظرون}‬
‫أي ول يؤخطططططططططر عنهطططططططططم ذلك سطططططططططاعة واحدة‪.‬‬

‫سَتهْ ِزئُونَ * ُق ْل مَن َيكَْلؤُكُم‬ ‫ق بِالّذِي َن سَخِرُوْا ِمْنهُمْ مّا كَانُواْ بِهِ يَ ْ‬
‫** وََلقَ ِد ا ْسُتهْزِى َء بِ ُرسُ ٍل مّن َقبْلِكَ َفحَا َ‬
‫بِالّْليْ ِل وَالّنهَا ِر مِ نَ الرّ ْحمَ ـ ِن بَ ْل هُ ْم عَن ذِكْرِ َرّبهِ ْم ّمعْرِضُو نَ * أَ مْ َلهُ مْ آِل َه ٌة تَ ْمَنعُهُ ْم مّن دُونِنَا لَ‬
‫حبُونَ‬
‫ط مّنّططططا يُصططططْ َ‬ ‫طهِ ْم وَ َل هُمططط ْ‬ ‫طتَطِيعُو َن نَصططططْرَ َأْنفُسططط ِ‬ ‫يَسططط ْ‬
‫يقول تعال مسليا لرسوله عما آذاه به الشركون من الستهزاء والتكذيب {ولقد استهزىء برسل من‬
‫ط كانوا بطه يسطتهزئون} يعنط مطن العذاب الذي كانوا يسطتبعدون‬ ‫قبلك فحاق بالذيطن سخروا منهطم م ا‬
‫وقوعه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد كذبت رسل من قبلك فصبوا على ما كذبوا وأوذوا حت أتاهم نصرنا‬
‫ول مبدل لكلمات ال * ولقد جاءك من نبأ الرسلي} ث ذكر تعال نعمته على عبيده ف حفظه بالليل‬
‫والنهار‪ ,‬وكلءته وحراسته لم بعينه الت ل تنام‪ ,‬فقال‪{ :‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحن} أي‬
‫بدل الرحنططططططط يعنططططططط غيه‪ ,‬كمطططططططا قال الشاعطططططططر‪:‬‬
‫جاريططططططة ل تلبططططططس الرققاول تذق مططططططن البقول الفسططططططتقا‬
‫أي ل تذق بدل البقول الفستق‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬بل هم عن ذكر ربم معرضون} أي ل يعترفون بنعمة‬
‫ال عليهم وإحسانه إليهم‪ ,‬بل يعرضون عن آياته وآلئه‪ ,‬ث قال {أم لم آلة تنعهم من دوننا} استفهام‬
‫إنكار وتقريع وتوبيخ‪ ,‬أي ألم آلة تنعهم وتكلؤهم غينا ؟ ليس المر كما توهوا‪ ,‬ول كما زعموا‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬ل ي ستطعون ن صر أنف سهم} أن هذه الَل ة ال ت ا ستندوا إلي ها غ ي ال ل ي ستطيعون ن صر‬
‫أنفسهم‪ .‬وقوله‪{ :‬ول هم منا يصحبون} قال العوف عن ابن عباس‪ :‬ول هم منا يصحبون أي يارون‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ل يصططبحون مططن ال بيطط‪ .‬وقال غيه‪ :‬ول هططم منططا يصططحبون ينعون‪.‬‬

‫صهَا مِ نْ أَطْرَاِفهَآ‬ ‫ض نَنقُ ُ‬‫** بَ ْل َمّت ْعنَا هَـؤُل ِء وَآبَآءَهُ مْ َحّتىَ طَا َل عََلْيهِ ُم الْعُ ُمرُ أََفلَ َي َروْ نَ أَنّا نَ ْأتِي الرْ َ‬
‫حةٌ‬‫سْتهُ ْم َنفْ َ‬
‫أََفهُ ُم اْلغَاِلبُو نَ * ُقلْ ِإنّمَآ أُنذِرُكُم بِاْلوَحْ ِي وَ َل يَ سْمَعُ ال صّمّ ال ّدعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُو نَ * وََلئِن مّ ّ‬
‫س َشيْئا‬‫مّ ْن عَذَابِ َربّكَ َلَيقُولُ ّن يَويَْلنَآ ِإنّا ُكنّا ظَالِ ِميَ * َوَنضَ ُع الْ َموَازِي َن اْلقِسْطَ ِلَيوْ ِم اْلقِيَا َمةِ َفلَ تُ ْظلَ ُم َنفْ ٌ‬
‫طبِيَ‬‫طط ِ‬ ‫طططْ َخرْ َدلٍ َأتَيْنَطططا بِهَطططا وَ َك َفىَ بِنَطططا حَاسط‬ ‫طططَ ِمْثقَالَ َحّب ٍة مّنط‬ ‫َوإِن كَانط‬

‫‪64‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن الشرك ي‪ :‬إن ا غر هم وحل هم على ما هم ف يه من الضلل أن م متعوا ف الياة‬
‫الدنيا ونعموا وطال عليهم العمر فيما هم فيه‪ ,‬فاعتقدوا أنم على شيء‪ ,‬ث قال واعظا لم {أفل يرون‬
‫أنا نأت الرض ننقصها من أطرافها} اختلف الفسرون ف معناه‪ ,‬وقد أسلفنا ف سورة الرعد وأحسن ما‬
‫ف سر بقوله تعال‪{ :‬ول قد أهلك نا ما حول كم من القرى و صرفنا الَيات لعل هم يرجعون} وقال ال سن‬
‫البصطري‪ :‬يعنط بذلك ظهور السطلم على الكفطر‪ ,‬والعنط أفل يعتطبون بنصطر ال لوليائه على أعدائه‬
‫وإهلكه المم الكذبة والقرى الظالة وإنائه لعباده الؤمن ي‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أفهم الغالبون} يعن بل هم‬
‫الغلوبون السطططططططططططططفلون الخسطططططططططططططرون والرذلون‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قل إنا أنذركم بالوحي} أي إنا أنا مبلغ عن ال ما أنذرتكم به من العذاب والنكال‪ ,‬ليس‬
‫ذلك إل ع ما أوحاه ال إل‪ ,‬ول كن ل يدي هذا ع من أع مى ال ب صيته وخ تم على سعه وقل به‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬ول ي سمع ال صم الدعاء إذا ما ينذرون} وقوله‪{ :‬ولئن مستهم نف حة من عذاب ربك ليقولن يا‬
‫ويلنا إنا كنا ظالي} أي ولئن مس هؤلء الكذبي أدن شيء من عذاب ال ليعترفن بذنوبم وأنم كانوا‬
‫ظالي لنفسهم ف الدنيا‪ .‬وقوله‪{ :‬ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا} أي ونضع‬
‫الوازين العدل ليوم القيامة‪ ,‬الكثر على أنه إنا هو ميزان واحد‪ ,‬وإنا جع باعتبار تعدد العمال الوزونة‬
‫فيططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فل تظلم ن فس شيئا وإن كان مثقال ح بة من خردل أتي نا ب ا وك فى ب نا حا سبي} ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬ول يظلم ر بك أحدا} وقال‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك ح سنة يضاعف ها ويؤت من‬
‫لد نه أجرا عظيما} وقال لقمان { يا ب ن إن ا إن تك مثقال ح بة من خردل فت كن ف صخرة أو ف‬
‫السموات أو ف الرض يأت با ال إن ال لطيف خبي} وف الصحيحي عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «كلمتان خفيفتان على اللسان‪ ,‬ثقيلتان ف اليزان‪ ,‬حبيبتان إل الرحن‪ :‬سبحان‬
‫ال وبمده‪ ,‬سطططططططططططططططبحان ال العظيطططططططططططططططم»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقان‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن ليث بن سعد عن عامر‬
‫بن يي عن أب عبد الرحن البلي قال‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو بن العاص يقول‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬إن ال عز وجل يستخلص رجلً من أمت على رؤوس اللئق يوم القيامة‪ ,‬فينشر عليه‬
‫تسعة وتسعي سجلً‪ ,‬كل سجل مد البصر‪ ,‬ث يقول‪ :‬أتنكر من هذا شئيا ؟ أظلمتك كتبت الافظون ؟‬
‫قال‪ :‬ل يارب‪ .‬قال‪ :‬أفلك عذر أو ح سنة ؟ قال‪ :‬فيب هت الر جل فيقول‪ :‬ل يا رب‪ ,‬فيقول‪ :‬بلى إن لك‬
‫عندنا حسنة واحدة ل ظلم عليك اليوم‪ ,‬فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا‬
‫‪65‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ر سول ال فيقول أحضروه‪ ,‬فيقول يا رب ف هذه البطا قة مع هذه ال سجلت ؟ فيقول‪ :‬إ نك ل تظلم‪,‬‬
‫قال‪ :‬فتو ضع ال سجلت ف ك فة والبطا قة ف ك فة‪ ,‬قال‪ :‬فطا شت ال سجلت وثقلت البطا قة‪ ,‬قال‪ :‬ول‬
‫يثقل شيء مع بسم ال الرحن الرحيم» ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث الليث بن سعد‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حسطططططططططططططططططن غريطططططططططططططططططب‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن عمرو بن يي عن أب عبد الرحن البلي عن عبد‬
‫ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬توضع الوازين يوم القيامة‪ ,‬فيؤتى‬
‫بالرجل فيوضع ف كفة‪ ,‬ويوضع ما أحصي عليه فيمايل به اليزان‪ ,‬قال‪ :‬فيبعث به إل النار‪ ,‬قال‪ :‬فإذا‬
‫أدبر به إذا صائح من عند الرحن عز وجل يقول‪ :‬ل تعجلوا‪ ,‬فإنه قد بقي له‪ ,‬فيؤتى ببطاقة فيها ل إله‬
‫إل ال فتو ضع مع الرجل ف كفة ح ت ي يل به اليزان» وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا أ بو نوح مرارا‪,‬‬
‫أنبأنا ليث بن سعد عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رجلً من أصحاب رسول‬
‫ال صطلى ال عليطه وسطلم جلس بيط يديطه‪ ,‬فقال يطا رسطول ال إن ل ملوكيط يكذبوننط ويونوننط‬
‫ويعصونن‪ ,‬وأضربم وأشتمهم‪ ,‬فكيف أنا منهم ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يسب ما‬
‫خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم‪ ,‬فإن كان عقابك إيا هم بقدر ذنوب م‪ ,‬كان كفافا ل لك ول‬
‫عليك‪ ,‬وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبم‪ ,‬كان فضلً لك‪ ,‬وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبم‪ ,‬اقتص‬
‫لم منك الفضل الذي بقي قبلك‪ ,‬فجعل الرجل يبكي بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ويهتف‪,‬‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ماله ل يقرأ كتاب ال {ون ضع الواز ين الق سط ليوم القيا مة فل‬
‫تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با وكفى بنا حاسبي} فقال الرجل‪ :‬يا رسول ال‬
‫مطا أجطد شيئا خيٌ مطن فراق هؤلء طط يعنط عطبيده طط إنط أشهدك أنمط أحرار كلهطم‪.‬‬

‫شوْ نَ َرّبهُ ْم بِاْلغَيْ بِ وَهُ ْم مّ َن‬


‫ضيَآءً وَذِكْرا ّللْ ُمّتقِيَ * الّذِي َن يَخْ َ‬
‫** وََلقَ ْد آَتْينَا مُو َسىَ َوهَارُو نَ اْلفُرْقَا َن وَ ِ‬
‫ط مُنكِرُونططَ‬ ‫ططذَا ذِكْ ٌر ّمبَارَكططٌ أَنزَْلنَاهططُ أَفََأْنتُمططْ لَهط ُ‬ ‫ش ِفقُونططَ * َوهَـط‬ ‫السططّا َعةِ مُ ْ‬
‫قد تقدم التنبيه على أن ال تعال كثيا ما يقرن بي ذكر موسى وممد صلوات ال وسلمه عليهما‪,‬‬
‫وب ي كتابيه ما‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول قد آتي نا مو سى وهارون الفرقان} قال ما هد‪ :‬يع ن الكتاب‪ .‬وقال أ بو‬
‫صال‪):‬التوراة‪ .‬وقال قتادة‪ :‬التوراة حللا وحرامها‪ ,‬وما فرق ال بي الق والباطل‪ .‬وقال ابن زيد يعن‬
‫الن صر‪ :‬وجامطع القول ف ذلك أن الكتطب السطماوية مشتملة على التفرقطة بيط القط والبا طل‪ ,‬والدى‬

‫‪66‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والضلل‪ ,‬والغطي والرشاد‪ ,‬واللل والرام‪ ,‬وعلى مطا يصطل نورا فط القلوب وهدايطة وخوفا وإنابطة‬
‫وخشية‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬الفرقان وضياء وذكرا للمتقي} أي تذكيا لم وعظة‪ ,‬ث وصفهم فقال‪{ :‬الذين‬
‫يشون رب م بالغيطب} كقوله‪ { :‬من خشطي الرح ن بالغيطب وجاء بقلب منيطب}‪ .‬وقوله‪{ :‬إن الذ ين‬
‫يشون رب م بالغ يب ل م مغفرة وأجر كبي} {و هم من ال ساعة مشفقون} أي خائفون وجلون‪ ,‬ث قال‬
‫تعال‪{ :‬وهذا ذكر مبارك أنزلناه} يعن القرآن العظيم الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه‪,‬‬
‫تنيطل مطن حكيطم حيطد {أفأنتطم له منكرون} أي أفتنكرونطه وهطو فط غايطة اللء والظهور ؟‪.‬‬

‫** وََلقَ ْد آَتْينَآ ِإبْرَاهِيمَ ُرشْدَ ُه مِن َقبْ ُل وَ ُكنّا بِ ِه عَالِمِيَ * إِذْ قَا َل لبِيهِ وََقوْمِهِ مَا هَـ ِذهِ التّمَاثِيلُ اّلتِيَ أَنتُ ْم‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * قَاُل َواْ‬ ‫َلهَا عَا ِكفُو نَ * قَالُواْ وَ َج ْدنَآ آبَآ َءنَا َلهَا عَابِدِي نَ * قَالَ َلقَدْ كُنتُ مْ أَنتُ مْ وَآبَآؤُكُ مْ فِي َ‬
‫ض الّذِي ف َط َرهُ ّن َوأَنَ ْا عََلىَ‬ ‫ت وَالرْ ِ‬ ‫ب ال سّمَاوَا ِ‬ ‫لعِبِيَ * قَا َل بَل ّرّبكُ مْ رَ ّ‬ ‫أَ ِجْئتَنَا بِالْحَ قّ أَ مْ أَن تَ مِ َن ال ّ‬
‫ط مّنططططططططططططَ الشّاهِدِينططططططططططططَ‬ ‫ذَِلكُمططططططططططط ْ‬
‫يب تعال عن خليله إبراهيم عليه السلم أنه آتاه رشده من قبل‪ ,‬أي من صغره ألمه الق والجة على‬
‫قومه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} وما يذكر من الخبار عنه ف إدخال‬
‫أبيه له ف السرب وهو رضيع‪ ,‬وأنه خرج بعد أيام فنظر إل الكوكب والخلوقات فتبصر فيها‪ ,‬وما قصه‬
‫كثي من الفسرين وغيهم فعامتها أحاديث بن إسرائيل‪ ,‬فما وافق منها الق‪ ,‬ما بأيدينا عن العصوم‪,‬‬
‫قبلناه لوافقته الصحيح‪ ,‬وما خالف شيئا من ذلك رددناه‪ ,‬وما ليس فيه موافقة ول مالفة ل نصدقه ول‬
‫نكذبه بل نعله وقفا‪ ,‬وما كان من هذا الضرب منها فقد رخص كثي من السلف ف روايته‪ ,‬وكثي من‬
‫ذلك م ا ل فائدة ف يه ول حا صل له م ا ل ينت فع به ف الد ين‪ ,‬ولو كا نت فائد ته تعود على الكلف ي ف‬
‫دينهطم لبينتطه هذه الشريعطة الكاملة الشاملة‪ ,‬والذي نسطلكه فط هذا التفسطي العراض عطن كثيط مطن‬
‫الحاديث السرائيلية لا فيها من تضييع الزمان‪ ,‬ولا اشتمل عليه كثي منها من الكذب الروج عليهم‪,‬‬
‫فإنمط ل تفرقطة عندهطم بيط صطحيحها وسطقيمها‪ ,‬كمطا حرره الئمطة الفاظ التقنون مطن هذه المطة‪.‬‬
‫والقصطود ههنطا أن ال تعال أخطب أنطه قطد آتطى إبراهيطم رشده مطن قبطل‪ ,‬أي مطن قبطل ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وكنا به عالي} أي وكان أهل لذلك‪ ,‬ث قال‪{ :‬إذ قال لبيه وقومه ما هذه التماثيل الت أنتم‬
‫هل عاكفون} هذا هو الرشد الذي أوتيه من صغره النكار على قومه ف عبادة الصنام من دون ال عز‬
‫وجل‪ ,‬فقال‪{ :‬ما هذه التماثيل الت أنتم لا عاكفون} أي معتكفون على عبادتا‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا السن بن ممد الصباح‪ ,‬حدثنا أبو معاوية الضرير‪ ,‬حدثنا سعيد بن طريف عن الصبغ بن نباتة‬
‫قال‪ :‬مر علي ر ضي ال ع نه على قوم يلعبون بالشطر نج‪ ,‬فقال‪ :‬ما هذه التماث يل ال ت أن تم ل ا عاكفون‪,‬‬
‫لن ي س أحد كم جرا ح ت يط فأ خ ي له من أن ي سها {قالوا وجد نا آباء نا ل ا عابد ين} ل ي كن ل م‬
‫حجة سوى صنيع آبائهم الضلل‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لقد كنتم أنتم وآباؤكم ف ضلل مبي} أي الكلم مع‬
‫آبائكم الذي احتججتم بصنيعهم كالكلم معكم‪ ,‬فأنتم وهم ف ضلل على غي الطريق الستقيم‪ ,‬فلما‬
‫سفه أحلم هم وضلل آباء هم واحت قر آلت هم {قالوا أجئت نا بال ق أم أ نت من الل عبي} يقولون‪ :‬هذا‬
‫الكلم ال صادر ع نك تقوله لعبا أم مقا ف يه‪ ,‬فإ نا ل ن سمع به قبلك {قال بل رب كم رب ال سموات‬
‫والرض الذي فطرهن} أي ربكم الذي ل إله غيه‪ ,‬وهو الذي خلق السموات والرض وما حوت من‬
‫الخلوقات الذي ابتدأ خلق هن‪ ,‬و هو الالق لم يع الشياء {وأ نا على ذل كم من الشاهد ين} أي وأ نا‬
‫أشهططططططططططد أنططططططططططه ل إله غيه ول رب سططططططططططواه‪.‬‬

‫جعََلهُمْ جُذَاذا إِلّ َكبِيا ّلهُمْ َل َعّلهُمْ إَِليْهِ يَ ْر ِجعُونَ *‬ ‫صنَا َمكُ ْم َبعْدَ أَن ُتوَلّوْا مُ ْدبِرِينَ * فَ َ‬ ‫** َوتَاللّهِ لكِيدَنّ أَ ْ‬
‫قَالُواْ مَن َفعَ َل هَـذَا بِآِل َهتِنَآ ِإنّ هُ َلمِ نَ الظّالِ ِميَ * قَالُواْ سَ ِم ْعنَا َفتًى يَذْكُ ُرهُ ْم ُيقَالُ لَ هُ ِإبْرَاهِي مُ * قَالُواْ َف ْأتُواْ‬
‫ت هَـذَا بِآِلهَِتنَا يَِإبْرَاهِي مُ * قَا َل بَلْ َفعَلَ هُ َكبِيُهُ مْ‬ ‫شهَدُو نَ * قَاُل َواْ َأَأنْ تَ َفعَلْ َ‬
‫بِ هِ عََلىَ َأ ْعيُ نِ النّا سِ َلعَّلهُ ْم يَ ْ‬
‫هَـططططططططططذَا فَاسططططططططططْأَلُوهُمْ إِن كَانُوْا ِينْ ِطقُونططططططططططَ‬
‫ث أقسم الليل قسما أسعه بعض قومه ليكيدن أصنامهم‪ ,‬أي ليحرصن على أذاهم وتكسيهم بعد أن‬
‫يولوا مدبرين‪ ,‬أي إل عيدهم‪ ,‬وكان لم عيد يرجون إليه‪ ,‬قال السدي‪ :‬لا اقترب وقت ذلك العيد قال‬
‫أبوه‪ :‬يا بن لو خرجت معنا إل عيدنا لعجبك ديننا‪ ,‬فخرج معهم‪ ,‬فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه‬
‫إل الرض‪ ,‬وقال‪ :‬إن سقيم فجعلوا يرون عليه وهو صريع فيقولون‪ :‬مه‪ ,‬فيقول‪ :‬إن سقيم‪ ,‬فلما جاز‬
‫عامت هم وب قي ضعفاؤ هم قال‪{ :‬تال لكيدن أ صنامكم} ف سمعه أولئك‪ .‬وقال ا بن إ سحاق عن أ ب‬
‫الحوص عطن عبطد ال قال‪ :‬لاط خرج قوم إبراهيطم إل عيدهطم مروا عليطه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يطا إبراهيطم أل ترج‬
‫معنا ؟ قال‪ :‬إن سقيم‪ ,‬وقد كان بالمس‪ ,‬قال‪{ :‬تال لكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} فسمعه‬
‫ناس منهطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فجعلهم جذاذا} أي حطاما كسرها كلها‪ ,‬إل كبيا لم يعن إل الصنم الكبي عندهم‪ ,‬كما‬
‫قال‪{ :‬فراغ عليهم ضربا باليمي}‪ .‬وقوله {لعلهم إليه يرجعون} ذكروا أنه وضع القدوم ف يد كبيهم‬

‫‪68‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لعل هم يعتقدون أنه هو الذي غار لنف سه‪ ,‬وأ نف أن تع بد معه هذه الصنام الصغار فكسرها {قالوا من‬
‫فعل هذا بآلتنا إنه لن الظالي} أي حي رجعوا وشاهدوا ما فعله الليل بأصنامهم من الهانة والذلل‬
‫الدال على عدم إليتها وعلى سخافة عقول عابديها {قالوا من فعل هذا بآلتنا إنه لن الظالي} أي ف‬
‫صنيعه هذا‪{ ,‬قالوا سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم} أي قال من سعه يلف إنه ليكيدنم‪ :‬سعنا فتً‬
‫أي شابا‪ ,‬يذكرهم يقال له إبراهيم‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عوف‪ ,‬حدثنا سعيد بن منصور‪,‬‬
‫حدثنا جرير بن عبد الميد عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال‪ :‬ما بعث ال نبيا إل شابا ول أوت‬
‫العلم عال إل وهططو شاب‪ ,‬وتل هذه الَيططة {قالوا سططعنا فتطط يذكرهططم يقال له إبراهيططم}‪.‬‬
‫وقوله {قالوا فأتوا به على أع ي الناس} أي على رؤوس الشهاد ف الل ال كب بضرة الناس كل هم‪,‬‬
‫وكان هذا هو الق صود ال كب لبراه يم عل يه ال سلم أن يبي ف هذا الح فل العظ يم كثرة جهل هم وقلة‬
‫عقل هم ف عبادة هذه ال صنام‪ .‬ال ت ل تد فع عن نف سها ضرا‪ ,‬ول تلك ل ا ن صرا‪ ,‬فك يف يطلب من ها‬
‫شيء من ذلك ؟ {قالوا أأنت فعلت هذا بآلتنا يا إبراهيم ؟ قال بل فعله كبيهم هذا} يعن الذي تركه‬
‫ل يك سره {فا سألوهم إن كانوا ينطقون} وإن ا أراد بذا أن يبادروا من تلقاء أنف سهم فيعترفوا أن م ل‬
‫ينطقون‪ ,‬وأن هذا ل يصططططططدر عططططططن هذا الصططططططنم لنططططططه جاد‪.‬‬
‫وف الصحيحي من حديث هشام بن حسان عن ممد بن سيين‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن إبراه يم عل يه ال سلم ل يكذب غ ي ثلث‪ :‬ثنت ي ف ذات ال قوله‪ { :‬بل فعله‬
‫كبيهم هذا}‪ ,‬وقوله‪{ :‬إن سقيم} ط قال ط وبينا هو يسي ف أرض جبار من البابرة ومعه سارة‪ ,‬إذ‬
‫نزل منلً فأتى البار رجل فقال‪ :‬إنه قد نزل ههنا رجل بأرضك معه امرأة أحسن الناس‪ ,‬فأرسل إليه‬
‫فجاء‪ ,‬فقال‪ :‬ما هذه الرأة م نك ؟ قال‪ :‬أخ ت‪ .‬قال‪ :‬فاذ هب فأر سل ب ا إل‪ ,‬فانطلق إل سارة فقال‪ :‬إن‬
‫هذا البار قد سألن عنك‪ ,‬فاخبته أنك أخت‪ ,‬فل تكذبين عنده‪ ,‬فإنك أخت ف كتاب ال‪ ,‬وإنه ليس‬
‫ف الرض مسلم غيي وغيك‪ ,‬فانطلق با إبراهيم ث قام يصلي‪ ,‬فلما أن دخلت عليه فرآها أهوى إليها‬
‫فتناول ا فأ خذ أخذا شديدا‪ ,‬فقال‪ :‬اد عي ال ل ول أضرك‪ ,‬فد عت له‪ ,‬فأر سل فأهوى إلي ها‪ ,‬فتناول ا‬
‫فأ خذ بثلها أو أشد‪ ,‬فف عل ذلك الثالثة‪ ,‬فأ خذ فذكر م ثل الرت ي الولي ي‪ ,‬فقال‪ :‬ادعي ال فل أضرك‪,‬‬
‫فد عت له فأر سل‪ ,‬ث د عا أد ن حجا به فقال‪ :‬إ نك ل تأت ن بإن سان‪ ,‬ولك نك أتيت ن بشيطان‪ ,‬أخرج ها‬
‫وأعطها هاجر‪ .‬فأخرجت وأعطيت هاجر فأقبلت‪ ,‬فلما أحس إبراهيم بجيئها‪ ,‬انفتل من صلته‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫مهيم؟ قالت‪ :‬كفى ال كيد الكافر الفاجر وأخدمن هاجر»‪ .‬قال ممد بن سيين‪ :‬فكان أبو هريرة إذا‬
‫ططططماء‪.‬‬ ‫طططط ماء السط‬ ‫ططططا بنط‬ ‫ططططم يط‬ ‫ططططث قال‪ :‬تلك أمكط‬ ‫حدث بذا الديط‬
‫‪69‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت مَا هَـؤُلءِ‬
‫سهِمْ َفقَاُل َواْ ِإّنكُ مْ أَنتُ مُ الظّالِمُو نَ * ثُ ّم ُنكِ سُوْا عََلىَ رُءُو ِسهِمْ َلقَ ْد عَلِمْ َ‬
‫** َفرَ َج ُع َواْ إَِلىَ أَنفُ ِ‬
‫يَن ِطقُونَ * قَالَ أََفَت ْعبُدُو َن مِن دُونِ اللّ ِه مَا َل يَن َف ُعكُمْ شَيْئا وَلَ َيضُرّكُمْ * أُفّ ّلكُ ْم وَلِمَا َت ْعبُدُو َن مِن دُونِ‬
‫اللّهططططططططططططططططططِ أََفلَ َت ْعقِلُونططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال م با عن قوم إبراه يم ح ي قال ل م ما قال {فرجعوا إل أنف سهم} أي بالل مة ف عدم‬
‫احترازهم وحراستهم لَلتهم‪ ,‬فقالوا‪{ :‬إنكم أنتم الظالون} أي ف ترككم لا مهملة ل حافظ عندها‪,‬‬
‫{ث نك سوا على رؤو سهم} أي ث أطرقوا ف الرض فقالوا‪{ :‬ل قد عل مت ما هؤلء ينطقون}‪ .‬قال‬
‫قتادة‪ :‬أدركت القوم حية سوء‪ ,‬فقالوا {لقد علمت ما هؤلء ينطقون}‪ .‬وقال السدي {ث نكسوا على‬
‫رؤوسهم} أي ف الفتنة‪ .‬وقال ابن زيد‪ :‬أي ف الرأي‪ ,‬وقول قتادة أظهر ف العن‪ ,‬لنم إنا فعلوا ذلك‬
‫حية وعجزا‪ ,‬ولذا قالوا له {لقد علمت ما هؤلء ينطقون} فكيف تقول لنا سلوهم إن كانوا ينطقون‪,‬‬
‫وأنت تعلم انا ل تنطق‪ ,‬فعندها قال لم إبراهيم لا اعترفوا بذلك {أفتعبدون من دون ال ما ل ينفعكم‬
‫شيئا ول يضر كم} أي إذا كا نت ل تن طق و هي ل تن فع ول ت ضر‪ ,‬فلم تعبدون ا من دون ال ؟ {أف‬
‫لكم ولا تعبدون من دون ال أفل تعقلون} أي أفل تتدبرون ما أنتم فيه من الضلل والكفر الغليظ الذي‬
‫ل يروج إل على جا هل ظال فا جر‪ .‬فأقام علي هم ال جة وألزم هم ب ا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وتلك حجت نا‬
‫آتيناهططططططططا إبراهيططططططططم على قومططططططططه} الَيططططططططة‪.‬‬

‫** قَالُواْ َحرّقُوهُ وَانصُ ُر َواْ آِل َهتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِِليَ * ُق ْلنَا َينَارُ كُونِي بَرْدا َو َسلَمَا عََلىَ ِإبْرَاهِيمَ * َوأَرَادُواْ‬
‫ططططططططططَرِينَ‬ ‫ططططططططططُ الخْسط‬ ‫جعَ ْلنَاهُمط‬
‫ططططططططططِ َكيْدا فَ َ‬ ‫بِهط‬
‫لا دحضت حجتهم وبان عجزهم وظهر الق واندفع الباطل عدلوا إل استعمال جاه ملكهم‪ ,‬فقالوا‪:‬‬
‫{حرقوه وانصروا آلتكم إن كنتم فاعلي}‪ ,‬فجمعوا حطبا كثيا جدا‪ ,‬قال السدي‪ :‬حت إن كانت‬
‫الرأة ترض فتنذر إن عوفيت أن تمل حطبا لريق إبراهيم‪ ,‬ث جعلوه ف جوبَة من الرض وأضرموها‬
‫نارا‪ ,‬فكان ل ا شرر عظ يم ول ب مرت فع ل تو قد نار قط مثل ها‪ ,‬وجعلوا إبراه يم عل يه ال سلم ف ك فة‬
‫النجن يق بإشارة ر جل من أعراب فارس من الكراد‪ .‬قال شع يب البائي‪ ,‬ا سه هيزن‪ :‬فخ سف ال به‬
‫الرض فهو يتجلجل فيها إل يوم القيامة‪ ,‬فلما ألقوه قال‪ :‬حسب ال ونعم الوكيل‪ ,‬كما رواه البخاري‬

‫‪70‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ابن عباس أ نه قال‪ :‬حسب ال ونعم الوكيل‪ ,‬قالا إبراهيم حي ألقي ف النار‪ ,‬وقالا ممد عليهما‬
‫ال سلم ح ي قالوا إن الناس قد جعوا ل كم فاخشو هم‪ ,‬فزاد هم إيانا‪ ,‬وقالوا‪ :‬ح سبنا ال ون عم الوك يل‪.‬‬
‫وروى الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو هشام‪ ,‬حدثنا إسحاق بن سليمان عن أب جعفر‪ ,‬عن عاصم‪ ,‬عن‬
‫أب صال‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا ألقي إبراهيم عليه السلم ف‬
‫النار‪ ,‬قال‪ :‬اللهم إنك ف السماء واحد‪ ,‬وأنا ف الرض واحد أعبدك» ويروى أنه لا جعلوا يوثقونه قال‪:‬‬
‫ل إله إل أنت‪ ,‬سبحانك لك المد‪ ,‬ولك اللك ل شريك لك‪ ,‬وقال شعيب البائي‪ :‬كان عمره إذ ذاك‬
‫ست عشرة سنة‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬وذكر بعض السلف أنه عرض له جبيل وهو ف الواء فقال‪ :‬ألك حاجة ؟‬
‫فقال‪ :‬أما إليك فل‪ ,‬وأما من ال فبلى‪ .‬وقال سعيد بن جبي ط ويروى عن ابن عباس أيضا ط قال‪ :‬لا‬
‫ألقي إبراهيم‪ ,‬جعل خازن الطر يقول‪ :‬مت أومر بالطر فأرسله ؟ قال‪ :‬فكان أمر ال أسرع من أمره‪ ,‬قال‬
‫ال {يطا نار كونط بردا وسطلما على إبراهيطم} قال‪ :‬ل يبطق نار فط الرض إل طفئت‪ .‬وقال كعطب‬
‫ططه‪.‬‬ ‫ططوى وثاقط‬ ‫ططم سط‬ ‫ططن إبراهيط‬ ‫ططد يومئذ بنار‪ ,‬ول ترق النار مط‬‫ططع أحط‬ ‫الحبار‪ :‬ل ينتفط‬
‫وقال الثوري عن الع مش‪ ,‬عن ش يخ‪ ,‬عن علي بن أ ب طالب {قل نا يا نار كو ن بردا و سلما على‬
‫إبراهيم} قال‪ :‬ل تضريه‪ .‬وقال ابن عباس وأبو العالية‪ :‬لول أن ال عز وجل قال‪ :‬وسلما لَذى إبراهيم‬
‫بردها‪ ,‬وقال جويب عن الضحاك‪ :‬كون بردا وسلما على إبراهيم‪ ,‬قالوا‪ :‬صنعوا له حظية من حطب‬
‫جزل‪ ,‬وأشعلوا فيه النار من كل جانب‪ ,‬فأصبح ول يصبه منها شيء حت أخدها ال‪ ,‬قال‪ :‬ويذكرون‬
‫أن جبيل كان معه يسح وجهه من العرق‪ ,‬فلم يصبه منها شيء غي ذلك‪ .‬وقال السدي‪ :‬كان معه فيها‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬ ‫ملك الظط‬
‫وقال علي بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا يو سف بن مو سى‪ ,‬حدث نا مهران‪ ,‬حدث نا‬
‫إساعيل بن أب خالد عن النهال بن عمرو قال‪ :‬أخبت أن إبراهيم ألقي ف النار‪ ,‬فقال‪ :‬كان فيها إما‬
‫خسي وإما أربعي‪ ,‬قال‪ :‬ما كنت أياما وليال قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت أن عيشي وحيات‬
‫كلها مثل عيشي إذ كنت فيها‪ .‬وقال أبو زرعة بن عمرو بن جرير عن أب هريرة قال‪ :‬إن أحسن شيء‬
‫قال أبو إبراهيم لا رفع عنه الطبق وهو ف النار‪ :‬وجده يرشح جبينه‪ ,‬قال عند ذلك‪ :‬نعم الرب ربك يا‬
‫إبراه يم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ل يأت يومئذ دابة إل أطفأت عنه النار‪ ,‬إل الوزغ‪ ,‬وقال الزهري‪ :‬أ مر ال نب صلى‬
‫ال عل يه و سلم بقتله‪ ,‬و ساه فوي سقا‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا عب يد ال بن أ خي بن و هب‪ ,‬حدث ن‬
‫عمطي‪ ,‬حدث نا جر ير بن حازم أن نافعا حد ثه قال‪ :‬حدثتنط مولة الفا كه بن الغية الخزومطي قالت‪:‬‬
‫دخلت على عائشة‪ ,‬فرأيت ف بيتها رما‪ ,‬فقلت‪ :‬يا أم الؤمني ما تصنعي بذا الرمح ؟ فقالت‪ :‬نقتل به‬
‫‪71‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذه الوزاغ‪ ,‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن إبراهيم حي ألقي ف النار ل يكن ف الرض‬
‫دا بة إل تطف يء النار غ ي الوزغ‪ ,‬فإ نه كان ين فخ على إبراه يم» فأمر نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫بقتله‪ .‬وقوله‪{ :‬وأرادوا بطه كيدا فجعلناهطم الخسطرين} أي الغلوبيط السطفلي‪ ,‬لنمط أرادوا بنطب ال‬
‫كيدا‪ ,‬فكاد هم ال وناه من النار‪ ,‬فغلبوا هنالك‪ ,‬وقال عط ية العو ف‪ :‬ل ا أل قي إبراه يم ف النار‪ ,‬جاء‬
‫ملكهططم لينظططر إليططه‪ ,‬فطارت شرارة فوقعططت على إبامططه‪ ,‬فأحرقتططه مثططل الصططوفة‪.‬‬

‫ق َوَي ْعقُوبَ نَاِفَل ًة وَ ُكلّ َج َع ْلنَا‬


‫جْينَا ُه وَلُوطا إِلَى ال ْرضِ اّلتِي بَارَ ْكنَا فِيهَا لِ ْلعَالَ ِميَ * َو َوهَْبنَا لَهُ إِسْحَا َ‬ ‫** َونَ ّ‬
‫صلَة َوإِيتَآءَ الزّكَ طاةِ‬ ‫ت َوإِقَا َم ال ّ‬
‫خْيرَا ِ‬
‫صَاِلحِيَ * وَ َجعَ ْلنَاهُ مْ َأئِ ّم ًة َيهْدُو َن ِبأَمْرِنَا َوَأوْ َحيْنَآ إَِلْيهِ مْ ِفعْ َل الْ َ‬
‫خبَائِ ثَ ِإنّهُ مْ‬ ‫جْينَا ُه مِ َن اْلقَ ْرَيةِ الّتِي كَانَت تّعْ َم ُل الْ َ‬
‫وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِي نَ * وَلُوطا آتَْينَا هُ ُحكْما َوعِلْما َونَ ّ‬
‫ط الصططّالِحِيَ‬ ‫ط مِنط َ‬ ‫طقِيَ * َوأَ ْدخَ ْلنَاهططُ فِططي َرحْ َمتِنَططآ ِإنّهط ُ‬ ‫طوْءٍ فَاسط ِ‬ ‫كَانُواْ َقوْمططَ سط َ‬
‫يقول تعال م با عن إبراه يم أ نه سلمه ال من نار قو مه وأخر جه من ب ي أظهر هم مهاجرا إل بلد‬
‫الشام‪ ,‬إل الرض القدسة منها‪ .‬كما قال الربيع بن أنس عن أب العالية‪ ,‬عن أب بن كعب ف قوله‪{ :‬إل‬
‫الرض الت باركنا فيها للعالي} قال‪ :‬الشام وما من ماء عذب إل يرج من تت الصخرة‪ ,‬وكذا قال‬
‫أبططو العاليططة أيضا وقال قتادة‪ :‬كان بأرض العراق‪ ,‬فأناه ال إل الشام‪ ,‬وكان يقال للشام عماد دار‬
‫الجرة‪ ,‬وما نقص من الراضي زيد ف الشام‪ ,‬وما نقص من الشام زيد ف فلسطي‪ ,‬وكان يقال‪ :‬هي‬
‫أرض الحشطر والنشطر‪ ,‬وباط ينل عيسطى ابطن مريط عليطه السطلم‪ ,‬وباط يهلك السطيح الدجال‪.‬‬
‫وقال كعب الحبار ف قوله‪{ :‬إل الرض الت باركنا فيها للعال ي} إل حران‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬انطلق‬
‫إبراهيم ولوط قبل الشام‪ ,‬فلقي إبراهيم سارة وهي ابنة ملك حران وقد طعنت على قومها ف دينهم‪,‬‬
‫فتزوجها على أن ل يغيها‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وهو غريب‪ ,‬والشهور أنا ابنة عمه‪ ,‬وأنه خرج با مهاجرا‬
‫من بلده‪ .‬وقال العو ف عن ابن عباس‪ :‬إل مكة‪ ,‬أل ت سمع إل قوله‪{ :‬إن أول بيت و ضع للناس للذي‬
‫ببكططة مباركا وهدى للعاليطط فيططه آيات بينات مقام إبراهيططم ومططن دخله كان آمنا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ووهبنا له إ سحاق ويعقوب نافلة} قال عطاء وماهد وعطية وقال ا بن عباس وقتادة والكم‬
‫بن عيي نة‪ :‬النافلة ولد الولد‪ ,‬يع ن أن يعقوب ولد إ سحاق‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬فبشرنا ها بإ سحاق و من وراء‬
‫إسحاق يعقوب}‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬سأل واحدا‪ ,‬فقال {رب هب ل من الصالي}‬
‫فأعطاه ال إسطحاق وزاده يعقوب نافلة‪{ ,‬وكلً جعلنطا صطالي} أي الميطع أهطل خيط وصطلح‪,‬‬

‫‪72‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وجعلناهم أئمة} أي يقتدى بم‪{ ,‬يهدون بأمرنا} أي يدعون إل ال بإذنه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأوحينا‬
‫إليهم فعل اليات وإقام الصلة وإيتاء الزكاة} من باب عطف الاص على العام‪{ ,‬وكانوا لنا عابدين}‬
‫أي فاعلي لا يأمرون الناس به‪ ,‬ث عطف بذكر لوط‪ ,‬وهو لوط بن هاران بن آزر‪ .‬كان قد آمن بإبراهيم‬
‫عل يه ال سلم واتب عه وها جر م عه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فآ من له لوط وقال إ ن مها جر إل ر ب} فآتاه ال‬
‫حكما وعلما‪ ,‬وأوحى إليه وجعله نبيا وبعثه إل سدوم وأعمالا‪ ,‬فخالفوه وكذبوه‪ ,‬فأهلكهم ال ودمر‬
‫علي هم‪ ,‬ك ما قص خبهم ف غ ي مو ضع من كتا به العز يز‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ونيناه من القر ية ال ت كا نت‬
‫تعمطل البائث إنمط كانوا قوم سطوء فاسطقي * وأدخلناه فط رحتنطا إنطه مطن الصطالي}‪.‬‬

‫ب اْلعَظِي مِ * َونَ صَ ْرنَاهُ مِ َن اْل َقوْ مِ الّذِي َن‬


‫جيْنَا ُه َوأَهْلَ ُه مِ َن اْلكَرْ ِ‬
‫جْبنَا لَ هُ َفَن ّ‬
‫ى مِن َقبْلُ فَا ْستَ َ‬
‫** َونُوحا إِ ْذ نَادَ َ‬
‫ططط‬ ‫طوْءٍ َفَأغْرَ ْقنَاهُمططططْ َأجْ َمعِيَط‬ ‫طططا ِإّنهُمططططْ كَانُواْ َقوْمططططَ سططط َ‬ ‫كَ ّذبُوْا بِآيَاتِنَط‬
‫يب تعال عن استجابته لعبده ورسوله نوح عليه السلم حي دعا على قومه لا كذبوه {فدعا ربه أن‬
‫مغلوب فانتصر} {وقال نوح رب ل تذر على الرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك‬
‫ول يلدوا إل فاجرا كفارا} ولذا قال هه نا‪{ :‬إذ نادى من ق بل فا ستجبنا له فنجيناه وأهله} أي الذ ين‬
‫آمنوا به‪ ,‬كما قال‪{ :‬وأهلك إل من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إل قليل}‪ .‬وقوله‪{ :‬من‬
‫الكرب العظيم} أي من الشدة والتكذ يب والذى‪ ,‬فإ نه لبث في هم ألف سنة إل خسي عاما يدعوهم‬
‫ل بعد‬ ‫إل ال عز وجل فلم يؤمن به منهم إل القليل‪ ,‬وكانوا يتصدون لذاه ويتواصون قرنا بعد قرن وجي ً‬
‫ج يل على خل فه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ون صرناه من القوم} أي ونيناه وخل صناه منت صرا من القوم {الذ ين كذبوا‬
‫بآياتنا إنم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجعي} أي أهلكهم ال بعامة‪ ,‬ول يبق على وجه الرض منهم‬
‫أحطططططططد‪ ,‬كمطططططططا دعطططططططا عليهطططططططم نطططططططبيهم‪.‬‬

‫حكْ ِمهِ ْم شَاهِدِي نَ *‬ ‫حرْ ثِ ِإ ْذ َنفَشَ تْ فِي ِه غَنَ ُم اْلقَوْ مِ وَكُنّا ِل ُ‬


‫حكُمَا نِ فِي الْ َ‬‫** َودَاوُو َد وَ سَُليْمَانَ إِ ْذ يَ ْ‬
‫سبّحْ َن وَال ّطيْ َر وَكُنّا فَاعِلِيَ *‬‫جبَا َل يُ َ‬‫خ ْرنَا مَ عَ دَاوُودَ الْ ِ‬
‫َف َفهّ ْمنَاهَا سَُليْمَا َن وَ ُكلّ آَتيْنَا ُحكْما َوعِلْما وَ سَ ّ‬
‫ص َف ًة تَجْرِي‬‫سَليْمَانَ الرّي َح عَا ِ‬‫صَنكُ ْم مّن بَأْ ِسكُمْ َفهَلْ أَنتُ ْم شَا ِكرُو نَ * وَلِ ُ‬ ‫صْن َعةَ َلبُو سٍ ّلكُ مْ ِلتُحْ ِ‬
‫َوعَلّ ْمنَا هُ َ‬
‫شيَاطِيِ مَن َيغُو صُونَ لَ ُه َوَيعْمَلُو نَ‬ ‫ض الّتِي بَارَ ْكنَا فِيهَا وَ ُكنّا ِبكُ ّل َشيْءٍ عَالِ ِميَ * َومِ نَ ال ّ‬ ‫بَِأمْرِ هِ إِلَى الرْ ِ‬
‫ط وَكُنّططططططا َلهُمططططططْ حَافِظِيَطططططط‬ ‫عَ َملً دُونططططططَ ذَلِكططططط َ‬
‫‪73‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابطن إسطحاق عطن مرة عطن ابطن مسطعود‪ :‬كان ذلك الرث كرما قطد تدلت عناقيده‪ ,‬وكذا قال‬
‫شر يح‪ .‬وقال ا بن عباس‪ :‬الن فش الر عي‪ .‬وقال شر يح والزهري وقتادة‪ :‬الن فش ل يكون إل بالل يل‪ ,‬زاد‬
‫قتادة‪ :‬والمل بالنهار‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب وهارون بن إدريس الصم‪ ,‬قال حدثنا الحارب‬
‫عن أشعث عن أب إسحاق عن مرة عن ابن مسعود ف قوله‪{ :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ‬
‫نفشت فيه غنم القوم} قال‪ :‬كرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته‪ ,‬قال‪ :‬فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم‪,‬‬
‫فقال سليمان‪ :‬غي هذا يا نب ال‪ :‬قال‪ :‬وما ذاك ؟ قال‪ :‬تدفع الكرم إل صاحب الغنم فيقوم عليه حت‬
‫يعود كما كان‪ ,‬وتدفع الغنم إل صاحب الكرم فيصيب منها حت إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم‬
‫إل صاحبه‪ ,‬ودف عت الغ نم إل صاحبها‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬ففهمنا ها سليمان} وكذا روى العو ف عن ا بن‬
‫عباس‪.‬‬
‫وقال حاد بن سلمة عن علي بن زيد‪ :‬حدثن خليفة عن ابن عباس قال‪ :‬قضى داود بالغنم لصحاب‬
‫الرث فخرج الرعاء معهم الكلب‪ ,‬فقال لم سليمان‪ :‬كيف قضى بينكم ؟ فأخبوه‪ ,‬فقال‪ :‬لو وليت‬
‫أمر كم لقض يت بغ ي هذا‪ ,‬فأ خب بذلك داود‪ ,‬فدعاه فقال‪ :‬ك يف تق ضي بين هم ؟ قال‪ :‬أد فع الغ نم إل‬
‫صاحب الرث‪ ,‬فيكون له أولدها وألبانا وسلؤها ومنافعها‪ ,‬ويبذر أصحاب الغنم لهل الرث مثل‬
‫حرثهم‪ ,‬فإذا بلغ الرث الذي كان عليه‪ ,‬أخذه أصحاب الرث وردوا الغنم إل أصحابا‪ .‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدثنا خديج عن أب إسحاق عن مرة عن مسروق قال‪:‬‬
‫الرث الذي نفشت فيه غنم القوم‪ ,‬إنا كان كرما نفشت فيه الغنم فلم تدع فيه ورقة ول عنقودا من‬
‫عنب إل أكلته‪ ,‬فأتوا داود فأعطاهم رقابا‪ ,‬فقال سليمان‪ :‬ل بل تؤخذ الغنم فيعطاها أهل الكرم فيكون‬
‫ل م لبن ها ونفع ها ويع طى أ هل الغ نم الكرم فيعمروه وي صلحوه ح ت يعود كالذي كان ليلة نف شت ف يه‬
‫الغ نم‪ ,‬ث يع طى أهل الغنم غنم هم‪ ,‬وأهل الكرم كرم هم‪ ,‬وهكذا قال شر يح ومرة وما هد وقتادة وا بن‬
‫زيططططططططططططد وغيطططططططططططط واحططططططططططططد‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن أب زياد‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا إساعيل عن عامر قال‪ :‬جاء رجلن‬
‫إل شر يح فقال أحده ا‪ :‬إن شياه هذا قط عت غزلً ل‪ ,‬فقال شر يح‪ :‬نارا أم ليلً ؟ فإن كان نارا ف قد‬
‫برىء صاحب الشياه‪ ,‬وإن كان ليلً فقد ضمن‪ ,‬ث قرأ {وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث} الَية‪,‬‬
‫وهذا الذي قاله شريح شبيه با رواه المام أحد وأبو داود وابن ماجه من حديث الليث بن سعد عن‬
‫الزهري‪ ,‬عن حرام بن ميصة‪ ,‬أن نا قة الباء بن عازب دخلت حائطا فأف سدت فيه‪ ,‬فقضى ر سول ال‬

‫‪74‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه و سلم على أهل الائط حفظها بالنهار‪ ,‬وما أفسدت الوا شي بالل يل ضا من على أهل ها‪,‬‬
‫وقططد علل هذا الديططث وقططد بسطططنا الكلم عليططه فطط كتاب الحكام‪ ,‬وبال التوفيططق‪.‬‬
‫ل آتينا حكما وعلما} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن‬ ‫وقوله‪{ :‬ففهمناها سليمان وك ً‬
‫إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد عن حيد أن إياس بن معاوية لا استقضى أتاه السن فبكى‪ ,‬فقال‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫قال‪ :‬يا أبا سعيد بلغن أن القضاة رجل اجتهد فأخطأ فهو ف النار‪ ,‬ورجل مال به الوى فهو ف النار‪,‬‬
‫ور جل اجت هد فأ صاب ف هو ف ال نة‪ .‬فقال ال سن الب صري‪ :‬إن في ما قص ال من ن بأ داود و سليمان‬
‫عليه ما السطلم والنطبياء حك ما يرد قول هؤلء الناس عن قول م‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وداود و سليمان إذ‬
‫يكمان ف الرث إذ نف شت ف يه غ نم القوم وك نا لكم هم شاهد ين} فأث ن ال على سليمان ول يذم‬
‫داود‪ ,‬ث قال‪ :‬ط يعن السن ط‪ :‬إن ال اتذ على الكام ثلثا‪ :‬ل يشتروا به ثنا قليلً‪ ,‬ول يتبعوا فيه‬
‫الوى‪ ,‬ول يشوا فيه أحدا‪ ,‬ث تل {يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض فاحكم بي الناس بالق ول‬
‫تت بع الوى فيضلك عن سبيل ال} وقال‪{ :‬فل تشوا الناس واخشو ن} وقال {ول تشتروا بآيا ت ثنا‬
‫قليلً} قلت‪ :‬أما النبياء عليهم السلم‪ ,‬فكلهم معصومون مؤيدون من ال عز وجل‪ ,‬وهذا ما ل خلف‬
‫فيه بي العلماء الحققي من السلف واللف‪ ,‬وأما من سواهم فقد ثبت ف صحيح البخاري عن عمرو‬
‫بن العاص أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا اجتهد الاكم فأصاب‪ ,‬فله أجران‪ ,‬وإذا‬
‫اجتهد فأخطأ‪ ,‬فله أجر» فهذا الديث يرد نصا ما توهه إياس من أن القاضي إذا اجتهد فأخطأ فهو ف‬
‫النار‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وف السنن‪ :‬القضاة ثلثة‪ :‬قاض ف النة‪ ,‬وقاضيان ف النار‪ ,‬رجل علم الق وقضى به فهو ف النة‪,‬‬
‫ورجل حكم بي الناس على جهل فهو ف النار‪ ,‬ورجل علم الق وقضى خلفه فهو ف النار‪ ,‬وقريب‬
‫من هذه القصة الذكورة ف القرآن ما رواه المام أح د ف م سنده ح يث قال‪ :‬حدث نا علي بن حفص‪,‬‬
‫أخبنا ورقاء عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينما‬
‫امرأتان معه ما ابنان ل ما‪ ,‬إذ جاء الذئب فأ خذ أ حد البن ي فت حا كم تا إل داود‪ ,‬فق ضى به لل كبى‪,‬‬
‫فخرج تا فدعاه ا سليمان فقال‪ :‬هاتوا ال سكي أش قه بينك ما‪ :‬فقالت ال صغرى‪ :‬يرح ك ال هو ابن ها ل‬
‫تش قه‪ ,‬فقضى به لل صغرى» وأخر جه البخاري وم سلم ف صحيحيهما‪ ,‬وبوب عليه النسائي ف كتاب‬
‫القضاء‪( :‬باب الاكططططم يوهططططم خلف الكططططم ليسططططتعلم القطططط)‪.‬‬
‫وهكذا القصة الت أوردها الافظ أبو القاسم بن عساكر ف ترجة سليمان عليه السلم من تاريه من‬
‫طريق السن بن سفيان عن صفوان بن صال‪ ,‬عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشي عن قتادة عن‬
‫‪75‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماهد‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬فذكر قصة مطولة‪ ,‬ملخصها‪ :‬أن امرأة حسناء ف زمان بن إسرائيل‪ ,‬راودها عن‬
‫نفسها أربعة من رؤسائهم‪ ,‬فامتنعت على كل منهم‪ ,‬فاتفقوا فيما بينهم عليها‪ ,‬فشهدوا عليها عند دواد‬
‫عليه السلم أن ا مكنت من نفسها كلبا لا قد عود ته ذلك منها‪ ,‬فأ مر برجها‪ ,‬فلما كان عشية ذلك‬
‫اليوم جلس سليمان واجتمع معه ولدان مثله‪ ,‬فانتصب حاكما وتزيا أربعة منهم بزي أولئك‪ ,‬وآخر بزي‬
‫الرأة‪ ,‬وشهدوا عليها بأنا مكنت من نفسها كلبا‪ ,‬فقال سليمان فرقوا بينهم‪ ,‬فسأل أولم ما كان لون‬
‫الكلب ؟ فقال أ سود‪ ,‬فعزله وا ستدعى الَ خر ف سأله عن لو نه‪ ,‬فقال‪ :‬أح ر‪ ,‬وقال الَ خر‪ :‬أغ بش‪ ,‬وقال‬
‫الَخر‪ :‬أبيض‪ ,‬فأمر عند ذلك بقتلهم‪ ,‬فحكي ذلك لداود عليه السلم فاستدعى من فوره بأولئك الربعة‬
‫فسطططألم متفرقيططط عطططن لون ذلك الكلب‪ ,‬فاختلفوا عليطططه فأمطططر بقتلهطططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و سخرنا مع داود البال ي سبحن والط ي} الَ ية‪ ,‬وذلك لط يب صوته بتلوة كتا به الزبور‪,‬‬
‫وكان إذا ترن به تقف الطي ف الواء فتجاوبه‪ ,‬وترد عليه البال تأويبا‪ ,‬ولذا لا مر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم على أب موسى الشعري وهو يتلو القرآن من الليل وكان له صوت طيب جدا‪ ,‬فوقف واستمع‬
‫لقراء ته‪ ,‬وقال‪« :‬ل قد أو ت هذا مزمارا من مزام ي آل داود» قال‪ :‬يا ر سول ال لو عل مت أ نك ت ستمع‬
‫لبته لك تبيا‪ .‬وقال أبو عثمان النهدي‪ :‬ما سعت صوت صنج ول بربط ول مزمار مثل صوت أب‬
‫مو سى ر ضي ال ع نه‪ ,‬و مع هذا قال عل يه ال صلة وال سلم‪« :‬ل قد أو ت مزمارا من مزام ي آل داود»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم} يعن صنعة الدروع‪ .‬قال قتادة‪ :‬إنا كانت‬
‫الدروع قبله صفائح‪ :‬و هو أول من سردها حلقا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وأل نا له الد يد أن اع مل سابغات‬
‫وقدر فط السطرد} أي ل توسطع اللقطة فتقلق السطمار ول تغلظ السطمار فتقطد اللقطة‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{لتحصنكم من بأسكم} يعن ف القتال {فهل أنتم شاكرون} أي نعم ال عليكم لا ألم به عبده داود‪,‬‬
‫فعلمه ذلك من أجلكم‪ .‬وقوله‪{ :‬ولسليمان الريح عاصفة} أي وسخرنا لسليمان الريح العاصفة {تري‬
‫بأمره إل الرض الت باركنا فيها} يعن أرض الشام {وكنا بكل شيء عالي} وذلك أنه كان له بساط‬
‫من خشب يوضع عليه كل ما يتاج إليه من أمور الملكة واليل والمال واليام والند ث يأمر الريح‬
‫أن تمله‪ ,‬فتد خل ت ته ث تمله وترف عه وت سي به‪ ,‬وتظله الط ي تق يه ال ر إل ح يث يشاء من الرض‪,‬‬
‫فينل وتوضع آلته وحشمه‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فسخرنا له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب } وقال‬
‫تعال‪{ :‬غدوهطططططططا شهطططططططر ورواحهطططططططا شهطططططططر}‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬ذ كر عن سفيان بن عيي نة عن أ ب سنان عن سعيد بن جبي قال‪ :‬كان يو ضع‬
‫لسليمان ستمائة ألف كرسي‪ ,‬فيجلس ما يليه مؤمنو النس‪ ,‬ث يلس من ورائهم مؤمنو الن‪ ,‬ث يأمر‬
‫‪76‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطي فتظلهم‪ ,‬ث يأمر الريح فتحمله صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال عبد ال بن عبيد بن عمي‪ :‬كان سليمان‬
‫يأ مر الر يح فتجت مع كالطود العظ يم كال بل‪ ,‬ث يأ مر بفرا شه فيو ضع على أعلى مكان من ها‪ ,‬ث يد عو‬
‫بفرس من ذوات الجن حة فيت فع ح ت ي صعد على فرا شه‪ ,‬ث يأ مر الر يح فترت فع به كل شرف دون‬
‫السماء‪ ,‬وهو مطأطىء رأسه ما يلتفت يينا ول شالً‪ ,‬تعظيما ل عز وجل‪ ,‬وشكرا لا يعلم من صغر ما‬
‫هططو فيططه فطط ملك ال عططز وجططل‪ ,‬حتطط تضعططه الريططح حيططث شاء أن تضعططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومطن الشياطيط مطن يغوصطون له} أي فط الاء يسطتخرجون اللَلء والواهطر وغيط ذلك‪,‬‬
‫{ويعملون عملً دون ذلك} أي غي ذلك‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬والشياطي كل بناء وغواص وآخرين‬
‫مقرني ف الصفاد}‪ .‬وقوله‪{ :‬وكنا لم حافظي} أي يرسه ال أن يناله أحد من الشياطي بسوء‪ ,‬بل‬
‫كل ف قبضته وتت قهره‪ ,‬ل يتجاسر أحد منهم على الدنو إليه والقرب منه‪ ,‬بل هو يكم فيهم إن شاء‬
‫أطلق وإن شاء حبططس منهططم مططن يشاء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وآخريططن مقرنيطط فطط الصططفاد}‪.‬‬

‫ض ّر‬
‫ش ْفنَا مَا بِ هِ مِن ُ‬
‫جْبنَا لَ هُ َفكَ َ‬
‫سِنيَ الضّ ّر َوأَن تَ أَرْ َح مُ الرّاحِمِيَ * فَا ْستَ َ‬
‫** َوَأيّو بَ ِإ ْذ نَادَىَ َربّ هُ َأنّي مَ ّ‬
‫ط عِندِنَطططا وَذِ ْكرَىَ لِ ْلعَابِدِينطططَ‬ ‫ط ّم َعهُمطططْ رَ ْح َم ًة مّنطط ْ‬ ‫ط َو ِمثَْلهُمطط ْ‬‫وَآتَْينَاهطططُ َأهْلَهطط ُ‬
‫يذكر تعال عن أيوب عليه السلم‪ ,‬ما كان أصابه من البلء ف ماله وولده وجسده‪ ,‬وذلك أنه كان له‬
‫من الدواب والنعام والرث شيء كثي وأولد ومنازل مرضية‪ ,‬فابتلى ف ذلك كله وذهب عن آخره‪,‬‬
‫ث ابتلي ف جسده‪ ,‬يقال‪ :‬بالذام ف سائر بدنه‪ ,‬ول يبق منه سليم سوى قلبه ولسانه‪ ,‬يذكر بما ال عز‬
‫و جل‪ ,‬ح ت عا فه الل يس‪ ,‬وافرد ف ناح ية من البلد‪ ,‬ول ي بق أ حد من الناس ي نو عل يه سوى زوج ته‬
‫كا نت تقوم بأمره‪ ,‬ويقال‪ :‬إن ا احتا جت‪ ,‬ف صارت تدم الناس من أجله‪ ,‬و قد قال ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬أشد الناس بلء النبياء‪ ,‬ث الصالون‪ ,‬ث الم ثل فالم ثل» و ف الديث الَ خر «يبتلى الر جل‬
‫على قدر دي نه‪ ,‬فإن كان ف دي نه صلبة ز يد ف بلئه» و قد كان نب ال أيوب عل يه ال سلم غا ية ف‬
‫الصب‪ .‬وبه يضرب الثل ف ذلك‪ .‬وقال يزيد بن ميسرة‪ :‬لا ابتلى ال أيوب عليه السلم بذهاب الهل‬
‫والال والولد‪ ,‬ول يبق شيء له أحسن الذكر‪ ,‬ث قال‪ :‬أحدك رب الرباب‪ ,‬الذي أحسنت إلّ‪ ,‬أعطيتن‬
‫الال والولد فلم يبق من قلب شعبة إل قد دخله ذلك‪ ,‬فأخذت ذلك كله من‪ ,‬وفرغت قلب‪ ,‬فليس يول‬
‫بي ن وبي نك ش يء‪ ,‬ولو يعلم عدوي إبل يس بالذي صنعت ح سدن‪ .‬قال‪ :‬فل قي إبل يس من ذلك منكرا‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقال أيوب عليه السلم‪ :‬يا رب إنك أعطيتن الال والولد‪ ,‬فلم يقم على باب أحد يشكون لظلم‬

‫‪77‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ظلمته‪ ,‬وأنت تعلم ذلك‪ ,‬وأنه كان يوطأ ل الفراش فأتركها‪ ,‬وأقول لنفسي يا نفس إنك ل تلقي لوطء‬
‫الفراش مطططا تركطططت ذلك إل ابتغاء وجهطططك‪ .‬رواه ابطططن أبططط حاتططط‪.‬‬
‫وقد روي عن وهب بن منبه ف خبه قصة طويلة‪ ,‬ساقها ابن جرير وابن أب حات بالسند عنه‪ ,‬وذكرها‬
‫غي واحد من متأخري الفسرين‪ ,‬وفيها غرابة تركناها لال الطول‪ ,‬وقد روي أنه مكث ف البلء مدة‬
‫طويلة ث اختلفوا ف السبب الهيج له على هذا الدعاء‪ ,‬فقال السن وقتادة‪ :‬ابتلي أيوب عليه السلم سبع‬
‫سني وأشهرا‪ ,‬ملقى على كناسة بن إسرائيل‪ ,‬تتلف الدواب ف جسده‪ ,‬ففرج ال عنه وأعظم له الجر‬
‫وأحسن عليه الثناء‪ .‬وقال وهب بن منبه‪ :‬مكث ف البلء ثلث سني‪ ,‬ل يزيد ول ينقص وقال السدي‪:‬‬
‫ت ساقط لم أيوب ح ت ل يبق إل العصب والعظام‪ ,‬فكانت امرأته تقوم عليه وتأتيه بالرماد يكون فيه‪,‬‬
‫فقالت له امرأ ته ل ا طال وج عه‪ :‬يا أيوب لو دعوت ر بك يفرج ع نك‪ ,‬فقال‪ :‬قد ع شت سبعي سنة‬
‫صحيحا‪ ,‬فهو قليل ل أن أصب له سبعي سنة‪ ,‬فجزعت من ذلك‪ ,‬فخرجت فكانت تعمل للناس بالجر‬
‫وتأت يه ب ا ت صيب فتطع مه‪ ,‬وإن إبل يس انطلق إل رجل ي من أ هل فل سطي‪ ,‬كا نا صديقي له وأخو ين‪,‬‬
‫فأتاهاط فقال‪ :‬أخوكمطا أيوب أصطابه مطن البلء كذا وكذا‪ ,‬فأتياه وزوراه‪ ,‬واحل معكمطا مطن خرط‬
‫أرضكما‪ ,‬فإنه إن شرب منه برىء‪ ,‬فأتياه فلما نظرا إليه بكيا‪ ,‬فقال‪ :‬من أنتما ؟)فقال‪ :‬نن فلن وفلن‪,‬‬
‫فرحب بما وقال‪ :‬مرحبا بن ل يفون عند البلء‪ ,‬فقال‪ :‬يا أيوب لعلك كنت تسر شيئا وتظهر غيه‪,‬‬
‫فلذلك ابتلك ال ؟ فر فع رأ سه إل ال سماء فقال‪ :‬هو يعلم‪ ,‬ما أ سررت شيئا أظهرت غيه‪ ,‬ول كن ر ب‬
‫ابتل ن لين ظر أ صب أم أجزع‪ .‬فقال له‪ :‬يا أيوب اشرب من خر نا‪ ,‬فإ نك إن شر بت م نه برأت‪ .‬قال‪:‬‬
‫فغضب‪ ,‬وقال‪ :‬جاءكما البيث فأمركما بذا ؟ كلمكما وطعامكما وشرابكما علي حرام‪ ,‬فقاما من‬
‫عنده‪ ,‬وخر جت امرأ ته تع مل للناس‪ ,‬فخبزت ل هل ب يت ل م صب‪ ,‬فجعلت ل م قر صا‪ ,‬وكان ابن هم‬
‫نائما‪ ,‬فكرهوا أن يوقظوه فوهبوه ل ا‪ ,‬فأ تت به إل أيوب فأنكره وقال‪ :‬ما ك نت تأتي ن بذا‪ ,‬ف ما بالك‬
‫اليوم ؟ فأخطبته البط‪ ,‬قال‪ :‬فلعطل الصطب قطد اسطتيقظ فطلب القرص فلم يده فهطو يبكطي على أهله‪,‬‬
‫فانطلقي به إليه‪ ,‬فأقبلت حت بلغت درجة القوم‪ ,‬فنطحتها شاة لم‪ ,‬فقالت‪ :‬تعس أيوب الطاء‪ ,‬فلما‬
‫صطعدت وجدت الصطب قطد اسطتيقظ وهطو يطلب القرص ويبكطي على أهله ل يقبطل منهطم شيئا غيه‪,‬‬
‫فقالت‪ :‬رحه ال‪ ,‬يعن أيوب‪ ,‬فدفعت إليه القرص ورجعت‪ ,‬ث إن إبليس أتاها ف صورة طبيب‪ ,‬فقال‬
‫ل ا‪ :‬إن زو جك قد طال سقمه‪ ,‬فإن أرادأن يبأ فليأ خذ ذبا با فليذب ه با سم صنم ب ن فلن‪ ,‬فإ نه يبأ‬
‫ويتوب بعد ذلك‪ ,‬فقالت ذلك ليوب‪ ,‬فقال‪ :‬قد أتاك البيث‪ ,‬ل عل يّ إن برأت أن أجلدك مائة جلدة‪,‬‬
‫فخرجت تسعى عليه‪ ,‬فحظر عنها الرزق‪ ,‬فجعلت ل تأت أهل بيت فييدونا‪ ,‬فلما اشتد عليها ذلك‬
‫‪78‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وخافت على أيوب الوع حلقت من شعرها قرنا فباعته من صبية من بنات الشراف‪ ,‬فأعطوها طعاما‬
‫طيبا كثيا‪ ,‬فأتطت بطه إل أيوب‪ ,‬فلمطا رآه أنكره وقال‪ :‬مطن أيطن لك هذا ؟ قالت‪ :‬عملت لناس‬
‫فأطعمون‪ ,‬فأكل منه‪ ,‬فلما كان الغد خرجت فطلبت أن تعمل فلم تد‪ ,‬فحلقت أيضا قرنا فباعته من‬
‫تلك الار ية‪ ,‬فأعطو ها أيضا من ذلك الطعام‪ ,‬فأ تت به أيوب فقال‪ :‬وال ل أطع مه ح ت أعلم من أ ين‬
‫هو‪ ,‬فوضعت خارها‪ ,‬فلما رأى رأسها ملوقا جزع جزعا شديدا‪ ,‬فعند ذلك دعا ال عز وجل‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫ططط}‪.‬‬ ‫طططم الراحيط‬ ‫طططت أرحط‬ ‫طططر وأنط‬ ‫طططن الضط‬ ‫ططط مسط‬ ‫طططه أنط‬ ‫{نادى ربط‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬حدثنا أبو عمران الون عن‬
‫نوف البكال أن الشيطان الذي عرج فط أيوب كان يقال له مبسطوط‪ ,‬قال‪ :‬وكانطت امرأة أيوب تقول‪:‬‬
‫ادع ال فيشفيك‪ ,‬فجعل ل يدعو حت مر به نفر من بن إسرائيل‪ ,‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬ما أصابه ما‬
‫أ صابه إل بذ نب عظ يم أ صابه‪ ,‬فع ند ذلك قال‪{ :‬نادى ر به أ ن م سن ال ضر وأ نت أر حم الراح ي}‪.‬‬
‫وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا جرير بن حازم عن عبد ال بن عبيد بن عمي قال‪ :‬كان ليوب‬
‫عليه السلم أخوان‪ ,‬فجاءا يوما فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريه‪ ,‬فقاما من بعيد‪ ,‬فقال أحدها للَخر‪:‬‬
‫لو كان ال علم من أيوب خيا ما ابتله بذا‪ ,‬فجزع أيوب من قول ما جزعا ل يزع من ش يء قط‪,‬‬
‫فقال‪ :‬الل هم إن ك نت تعلم أ ن ل أ بت ليلة قط شبعان وأ نا أعلم مكان جائع‪ ,‬ف صدقن‪ ,‬ف صدق من‬
‫السماء وها يسمعان‪ ,‬ث قال‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أن ل يكن ل قميصان قط‪ ,‬وأنا أعلم مكان عار‪,‬‬
‫فصدقن‪ ,‬فصدق من السماء وها يسمعان‪ ,‬ث قال‪ :‬اللهم بعزتك‪ ,‬ث خر ساجدا‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم بعزتك ل‬
‫أرفططع رأسططي أبدا حتطط تكشططف عنطط‪ ,‬فمططا رفططع رأسططه حتطط كشططف عنططه‪.‬‬
‫وقد رواه ابن أب حات من وجه آخر مرفوعا بنحو هذا‪ ,‬فقال‪ :‬أخبنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬أخبنا‬
‫ابن وهب‪ ,‬أخبن نافع بن يزيد عن عقيل عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم قال‪« :‬إن نب ال أيوب ل بث به بلؤه ثا ن عشرة سنة‪ ,‬فرف ضه القر يب والبع يد إل رجل ي من‬
‫إخوا نه كا نا من أ خص إخوا نه له‪ ,‬كا نا يغدوان إل يه ويروحان‪ ,‬فقال أحده ا ل صاحبه‪ :‬تعلم وال ل قد‬
‫أذ نب أيوب ذنبا ما أذن به أ حد من العال ي‪ ,‬فقال له صاحبه‪ :‬و ما ذاك ؟ قال‪ :‬م نذ ثا ن عشرة سنة ل‬
‫يرحه ال فيكشف ما به‪ ,‬فلما راحا إليه ل يصب الرجل حت ذكر له‪ ,‬فقال أيوب عليه السلم‪ :‬ما أدري‬
‫ما تقول‪ ,‬غي أن ال عز وجل يعلم أن كنت أمر على الرجلي يتنازعان فيذكران ال‪ ,‬فأرجع إل بيت‬
‫فأكفر عنهما كراهية أن يذكرا ال إل ف حق‪ ,‬قال‪ :‬وكان يرج ف حاجته فإذا قضاها أمسكت امرأته‬
‫بيده ح ت يبلغ‪ ,‬فل ما كان ذات يوم أبطأت عل يه‪ ,‬فأو حى ال إل أيوب ف مكا نه أن «ار كض برجلك‬
‫‪79‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هذا مغتسل بارد وشراب» رفع هذا الديث غريب جدا‪ .‬وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى‬
‫بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬أخبنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال‪ :‬وألبسه ال حلة‬
‫من النة‪ ,‬فتنحى أيوب فجلس ف ناحية‪ ,‬وجاءت امرأته فلم تعرفه‪ ,‬فقالت‪ :‬يا عبد ال أين ذهب هذا‬
‫البتلى الذي كان ههنا لعل الكلب ذهبت به أو الذئاب‪ ,‬فجعلت تكلمه ساعة‪ .‬فقال‪ :‬ويك أنا أيوب‪.‬‬
‫قالت‪ :‬أتسخر من يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬ويك أنا أيوب قد رد ال علي جسدي‪ ,‬وبه قال ابن عبّاس‪ ,‬ورد‬
‫عليه ماله وولده عيانا ومثلهم معهم‪ .‬وقال وهب بن منبه‪ :‬أوحى ال إل أيوب قد رددت عليك أهلك‬
‫ومالك‪ ,‬ومثلهم معهم‪ .‬فاغتسل بذا الاء فإن فيه شفاءك وقرب عن صحابتك قربانا‪ ,‬واستغفر لم فإنم‬
‫قطططططد عصطططططون فيطططططك‪ .‬رواه ابطططططن أبططططط حاتططططط‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عمرو بن مرزوق‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن النضر بن أنس عن‬
‫بشي بن نيك عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لا عاف ال أيوب أمطر عليه جرادا‬
‫من ذهب‪ ,‬فجعل يأخذ منه بيده ويعله ف ثوبه‪ ,‬قال‪ :‬فقيل له‪ :‬يا أيوب أما تشبع ؟ قال‪ :‬يا رب ومن‬
‫يشبططع مططن رحتططك» أصططله فطط الصططحيحي وسططيأت فطط موضططع آخططر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وآتيناه أهله ومثلهم معهم} قد تقدم عن ابن عباس أنه قال‪ :‬ردوا عليه بأعيانم‪ ,‬وكذا رواه‬
‫العو ف عن ا بن عباس أيضا‪ ,‬وروي مثله عن ا بن م سعود وما هد‪ ,‬و به قال ال سن وقتادة‪ ,‬و قد ز عم‬
‫بعضهم أن اسم زوجته رحة‪ ,‬فإن كان أخذ ذلك من سياق الَية فقد أبعد النجعة‪ ,‬وإن كان أخذه من‬
‫نقل أهل الكتاب و صح ذلك عن هم‪ ,‬فهو ما ل ي صدق ول يكذب‪ ,‬و قد ساها ابن ع ساكر ف تاري ه‬
‫رح ه ال تعال‪ :‬قال‪ :‬ويقال ا سها ل يا ب نت ِمنَشّا بن يو سف بن يعقوب بن إ سحاق بن إبراه يم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ويقال ليا بنت يعقوب عليه السلم زوجة أيوب كانت معه بأرض الثنية‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬قيل له‪ :‬يا أيوب‬
‫إن أهلك لك ف النة‪ ,‬فإن شئت أتيناك بم‪ ,‬وإن شئت تركناهم لك ف النة وعوضناك مثلهم ؟ قال‪:‬‬
‫ل بل اتركهم ل ف النة‪ ,‬فتركوا له ف النة وعوض مثلهم ف الدنيا‪ .‬وقال حاد بن زيد عن أب عمران‬
‫الون عن نوف البكال قال‪ :‬أوتى أجرهم ف الَخرة وأعطي مثلهم ف الدنيا‪ .‬قال‪ :‬فحدثت به مطرفا‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ما عرفت وجهها قبل اليوم‪ ,‬وكذا روي عن قتادة والسدي وغي واحد من السلف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫قوله‪{ :‬رح ة من عندنا} أي فعلنا به ذلك رح ة من ال به {وذكرى للعابد ين} أي وجعلناه ف ذلك‬
‫قدوة لئل ي ظن أ هل البلء أن ا فعل نا ب م ذلك لوان م علي نا‪ ,‬وليتأ سوا به ف ال صب على مقدورات ال‬
‫وابتلئه لعباده باطططططط يشاء‪ ,‬وله الكمططططططة البالغططططططة فطططططط ذلك‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫س وَذَا الْ ِكفْلِ كُ ّل مّ َن ال صّابِرِينَ * َوأَدْ َخ ْلنَاهُ مْ فِي َرحْ َمِتنَا إِّنهُ ْم مّ َن ال صّالِحِيَ‬
‫** َوإِ سْمَاعِي َل َوإِدْرِي َ‬
‫وأما إساعيل فالراد به ابن إبراهيم الليل عليهما السلم‪ ,‬وقد تقدم ذكره ف سورة مري‪ ,‬وكذا إدريس‬
‫عليه السلم‪ ,‬وأما ذو الكفل‪ ,‬فالظاهر من السياق أنه ما قرن مع النبياء إل وهو نب‪ .‬وقال آخرون‪ :‬إنا‬
‫كان رجلً صالا‪ ,‬وكان ملكا عادلً‪ ,‬وحكما مقسطا‪ ,‬وتوقف ابن جرير ف ذلك‪ ,‬فال أعلم‪ .‬قال ابن‬
‫جريج عن ماهد ف قوله‪{ :‬وذا الكفل} قال‪ :‬رجل صال غي نب‪ ,‬تكفل لنب قومه أن يكفيه أمر قومه‬
‫ويقيمهم له ويقضي بينهم بالعدل‪ ,‬فف عل ذلك‪ ,‬فسمي ذا الكفل‪ ,‬وكذا روى ابن أب ن يح عن ماهد‬
‫أيضا‪.‬‬
‫وروى ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا وهيب‪ ,‬حدثنا داود عن ماهد قال‪ :‬لا‬
‫ل على الناس يعمل عليهم ف حيات حت أنظر كيف يفعل‪ ,‬فجمع‬ ‫كب اليسع قال‪ :‬لو أن استخلفت رج ً‬
‫الناس فقال‪ :‬من يتق بل م ن بثلث أ ستخلفه‪ :‬ي صوم النهار‪ ,‬ويقوم الل يل‪ ,‬ول يغ ضب ؟ قال‪ :‬فقام ر جل‬
‫تزدريه العي فقال‪ :‬أنا‪ ,‬فقال‪ :‬أنت تصوم النهار وتقوم الليل ول تغضب ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فرده ذلك‬
‫اليوم وقال مثل ها ف اليوم الَ خر‪ ,‬ف سكت الناس‪ ,‬وقام ذلك الر جل فقال‪ :‬أ نا‪ ,‬فا ستخلفه‪ .‬قال‪ :‬فج عل‬
‫إبليس يقول للشياطي‪ :‬عليكم بفلن فأعياهم ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬دعون وإياه‪ ,‬فأتاه ف صورة شيخ كبي فقي‪,‬‬
‫فأتاه حي أخذ مضجعه للقائلة ط وكان ل ينام الليل والنهار إل تلك النومة‪ ,‬فدق الباب‪ ,‬فقال‪ :‬من هذا‬
‫؟ قال‪ :‬شيخ كبي مظلوم‪ ,‬قال‪ :‬فقام ففتح الباب‪ ,‬فجعل يقص عليه‪ ,‬فقال‪ :‬إن بين وبي قومي خصومة‪,‬‬
‫وإن م ظلمو ن‪ ,‬وفعلوا ب وفعلوا ب‪ ,‬وج عل يطول عل يه ح ت ح ضر الرواح وذه بت القائلة‪ ,‬فقال‪ :‬إذا‬
‫رحت فأتن آخذ لك بقك‪ ,‬فانطلق وراح‪ ,‬فكان ف ملسه‪ ,‬فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره‪ ,‬فقام‬
‫يتبعه‪ ,‬فلما كان الغد جعل يقضي بي الناس وينتظره فل يراه‪ ,‬فلما رجع إل القائلة فأخذ مضجعه‪ ,‬أتاه‬
‫فدق الباب فقال‪ :‬مطن هذا ؟ قال‪ :‬الشيطخ الكطبي الظلوم‪ ,‬ففتطح له فقال‪ :‬أل أقطل لك إذا قعدت فأتنط‪,‬‬
‫قال‪ :‬إنم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا‪ :‬نن نعطيك حقك‪ ,‬وإذا قمت جحدون‪ ,‬قال‪ :‬فانطلق‪,‬‬
‫فإذا رحت فأتن‪ ,‬قال‪ :‬ففاتته القائلة‪ ,‬فراح فجعل ينتظره ول يراه‪ ,‬وشق عليه النعاس‪ ,‬فقال لبعض أهله‪:‬‬
‫ل تدع أحدا يقرب هذا الباب ح ت أنام‪ ,‬فإ ن قد شق عل ّي النوم‪ ,‬فل ما كان تلك ال ساعة جاء فقال له‬
‫الر جل‪ :‬وراءك‪ ,‬وراءك‪ ,‬قال‪ :‬إ ن قد أتي ته أ مس وذكرت له أمري‪ ,‬فقال‪ :‬ل وال ل قد أمر نا أن ل ندع‬
‫أحدا يقربه‪ ,‬فلما أعياه نظر فرأى كوة ف البيت فتسور منها‪ ,‬فإذا هو ف البيت‪ ,‬وإذا هو يدق الباب من‬
‫داخل‪ ,‬قال‪ :‬واستيقظ الرجل‪ ,‬فقال‪ :‬يا فلن أل آمرك ؟ قال‪ :‬أما من قبلي وال فلم تؤت فانظر من أين‬

‫‪81‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أتيت‪ ,‬قال‪ :‬فقام إل الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه‪ .‬وإذا الرجل معه ف البيت فعرفه‪ ,‬فقال‪ :‬أعدوَ ال ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ,‬أعييتن ف كل شيء ففعلت ما ترى لغضبك‪ ,‬فسماه ال ذا الكفل لنه تكفل بأمر فوف به‪.‬‬
‫وهكذا رواه ابطن أبط حاتط مطن حديطث زهيط بطن إسطحاق عطن داود عطن ماهطد بثله‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن يونس‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن عياش عن العمش عن مسلم‬
‫قال‪ :‬قال ابطن عباس‪ :‬كان قاض فط بنط إسطرائيل فحضره الوت فقال‪ :‬مطن يقوم مقامطي على أن ل‬
‫يغضب ؟ قال‪ :‬فقال رجل‪ :‬أنا‪ ,‬فسمي ذا الكفل‪ ,‬قال‪ :‬فكان ليله جيعا يصلي‪ ,‬ث يصبح صائما فيقضي‬
‫ب ي الناس‪ ,‬قال‪ :‬وله ساعة يقيل ها‪ ,‬قال‪ :‬فكان كذلك‪ ,‬فأتاه الشيطان ع ند نوم ته‪ ,‬فقال له أ صحابه‪ :‬ما‬
‫لك ؟ قال‪ :‬إنسان مسكي له على رجل حق‪ ,‬وقد غلبن عليه‪ ,‬قالوا‪ :‬كما أنت حت يستيقظ‪ ,‬قال‪ :‬وهو‬
‫فوق نائم‪ ,‬قال‪ :‬فجعل يصيح عمدا حت يوقظه‪ ,‬قال‪ :‬فسمع‪ ,‬فقال‪ :‬مالك ؟ قال إنسان مسكي له على‬
‫رجل حق‪ ,‬قال‪ :‬فاذهب فقل له يعطيك‪ ,‬قال‪ :‬قد أب‪ ,‬قال‪ :‬اذهب أنت إليه‪ ,‬قال‪ :‬فذهب ث جاء من‬
‫الغد فقال‪ :‬مالك ؟ قال‪ :‬ذهبت إليه فلم يرفع بكلمك رأسا‪ .‬قال‪ :‬اذهب إليه فقل له يعطيك حقك‪,‬‬
‫فذهب ث جاء من الغد حي قال‪ ,‬قال‪ :‬فقال له أصحابه‪ :‬اخرج فعل ال بك تيء كل يوم حي ينام ل‬
‫تد عه ينام‪ ,‬قال‪ :‬فج عل ي صيح من أ جل أ ن إن سان م سكي لو ك نت غنيا‪ ,‬قال‪ :‬ف سمع أيضا فقال‪:‬‬
‫مالك ؟ قال‪ :‬ذه بت إليه فضرب ن‪ ,‬قال‪ :‬امش ح ت أجيء م عك‪ ,‬قال‪ :‬فهو مسك بيده فل ما رآه ذهب‬
‫معه نثر يده منه ففر‪ .‬وهكذا روي عن عبد ال بن الارث وممد بن قيس واب حجية الكب وغيهم‬
‫مطططططططن السطططططططلف نوططططططط هذه القصطططططططة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الماهر‪ ,‬أخبنا سعيد بن بشي‪ ,‬حدثنا قتادة عن كنانة بن‬
‫الخنس قال‪ :‬سعت الشعري وهو يقول على هذا النب‪ :‬ما كان ذو الكفل بنب ولكن كان ط يعن ف‬
‫بن إسرائيل ط رجل صال يصلي كل يوم مائة صلة‪ ,‬فتكفل له ذو الكفل من بعده‪ ,‬فكان يصلي كل‬
‫يوم مائة صلة‪ ,‬فسمي ذا الكفل‪ ,‬وقد رواه ابن جرير من حديث عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال‪:‬‬
‫قال أبطططططططططططو موسطططططططططططى الشعري فذكره منقطعا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد روى المام أحد حديثا غريبا فقال‪ :‬حدثنا أسباط بن ممد‪ ,‬حدثنا العمش عن عبد ال بن عبد‬
‫ال عن سعد مول طلحة عن ابن عمر قال‪ :‬سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم حديثا لو ل أسعه‬
‫إل مرة أو مرتي حت عدّ سبع مرات‪ ,‬ولكن قد سعته أكثر من ذلك قال‪« :‬كان الكفل من بن إسرائيل‬
‫ل يتورع من ذنب عمله‪ ,‬فأتته امرأة فأعطاها ستي دينارا على أن يطأها‪ ,‬فلما قعد منها مقعد الرجل‬
‫من امرأته أرعدت وبكت‪ ,‬فقال‪ :‬ما يبكيك أكرهتك ؟ قالت‪ :‬ل ولكن هذا عمل ل أعمله قط‪ ,‬وإنا‬
‫‪82‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حلن عليه الاجة‪ ,‬قال‪ :‬فتفعلي هذا ول تفعليه قط ؟ ث نزل فقال‪ :‬اذهب بالدناني لك‪ ,‬ث قال‪ :‬وال ل‬
‫يعصي ال الكفل أبدا‪ ,‬فمات من ليلته‪ ,‬فأصبح مكتوبا على بابه‪ :‬غفر ال للكفل» هكذا وقع ف هذه‬
‫الروا ية الك فل من غ ي إضا فة‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهذا الد يث ل ير جه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة‪,‬‬
‫وإسناده غريب‪ ,‬وعلى كل تقدير فلفظ الديث إن كل الكفل‪ ,‬ول يقل ذو الكفل فلعله رجل آخر وال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫ب ُمغَاضِبا َفظَنّ أَن لّن نّقْ ِد َر عََليْهِ َفنَادَىَ فِي ال ّظلُمَاتِ أَن لّ إِلَـهَ إِلّ أَنتَ ُسبْحَانَ َ‬
‫ك‬ ‫** َوذَا النّونِ إِذ ّذهَ َ‬
‫ط نُنجِططي الْ ُمؤْ ِمنِيَط‬
‫ط وَكَذَلِك َ‬ ‫ط الْغَم ّ‬‫ط مِن َ‬
‫جيْنَاه ُ‬
‫ط َونَ ّ‬ ‫جبْنَا لَه ُ‬‫طتَ َ‬
‫ط الظّالِمِيَط * فَاس ْ‬ ‫ط مِن َ‬ ‫إِنّطي كُنت ُ‬
‫هذه القصة مذكورة هنا وف سورة الصافات وف سورة {ن}‪,‬و ذلك أن يونس بن مت عليه السلم‪,‬‬
‫بعثه ال إل أهل قرية نينوى‪ ,‬وهي قرية من أرض الوصل‪ ,‬فدعاهم إل ال تعال‪ ,‬فأبوا عليه وتادوا على‬
‫ط تققوا منطه ذلك‬ ‫كفرهطم‪ ,‬فخرج مطن بيط أظهرهطم مغاضبا لمط‪ ,‬ووعدهطم بالعذاب بعطد ثلث‪ ,‬فلم ا‬
‫وعلموا أن النطب ل يكذب‪ ,‬خرجوا إل الصطحراء بأطفالمط وأنعامهطم ومواشيهطم‪ ,‬وفرقوا بيط المهات‬
‫وأولدها‪ ,‬ث تضرعوا إل ال عز وجل وجأروا إليه‪ ,‬ورغت البل وفصلنا‪ ,‬وخارت البقر وأولدها‪,‬‬
‫وثغت الغنم وسخالا‪ ,‬فرفع ال عنهم العذاب‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فلول كانت قرية آمنت فنفعها إيانا‪ ,‬إل‬
‫ط}‪.‬‬‫طم إل حيط‬ ‫طا ومتعناهط‬ ‫طم عذاب الزي ف ط الياة الدنيط‬ ‫طا عنهط‬ ‫طس لا ط آمنوا كشفنط‬ ‫قوم يونط‬
‫وأما يونس عليه السلم فإنه ذهب فركب مع قوم ف سفينة فلججت بم‪ ,‬وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا‬
‫على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه‪ ,‬فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه‪ ,‬ث أعادوها فوقعت‬
‫ط فوقعطت عليطه أيضا‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فسطاهم فكان مطن الدحضيط} أي‬ ‫عليطه أيضا فأبوا‪ ,‬ثط أعادوه ا‬
‫وق عت عل يه القر عة فقام يو نس عل يه ال سلم وترد من ثيا به‪ ,‬ث أل قى نف سه ف الب حر‪ ,‬و قد أر سل ال‬
‫سبحانه من البحر الخضر ط فيما قاله ابن مسعود ط حوتا يشق البحار حت جاء فالتقم يونس حي‬
‫ألقى نفسه من السفينة‪ ,‬فأوحى ال إل ذلك الوت أن ل تأكل له لما ول تشم له عظما‪ ,‬فإن يونس‬
‫ليطططططططس لك رزقا وإناططططططط بطنطططططططك تكون له سطططططططجنا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وذا النون} يع ن الوت صحت الضا فة إل يه بذه الن سبة‪ .‬وقوله‪{ :‬إذ ذ هب مغاضبا} قال‬
‫الضحاك لقومه‪{ :‬فظن أن لن نقدر عليه} أي نضيق عليه ف بطن الوت‪ ,‬يروى نو هذا عن ابن عباس‬
‫وماهد والضحاك وغيهم‪ ,‬واختاره ابن جرير واستشهد عليه بقوله تعال‪{ :‬ومن قدر عليه رزقه فلينفق‬

‫‪83‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ما آتاه ال ل يكلف ال نفسا إل ما آتاها * سيجعل ال بعد عسر يسرا} وقال عطية العوف‪{ :‬فظن أن‬
‫لن نقدر عل يه}‪ ,‬أي نق ضي عل يه‪ ,‬كأ نه ج عل ذلك بع ن التقد ير‪ ,‬فإن العرب تقول‪ :‬قدر وقدّر بع ن‬
‫طططططططططططططططططر‪:‬‬ ‫طططططططططططططططططد‪ ,‬وقال الشاعط‬ ‫واحط‬
‫فل عائد ذاك الزمان الذي مضىتباركططططت مططططا تقدر يكططططن فلك المططططر‬
‫ومنطه قوله تعال‪{ :‬فالتقطى الاء على أمطر قطد قدر} أي قدر‪{ .‬فنادى فط الظلمات أن ل إله إل أنطت‬
‫سبحانك إن كنت من الظالي} قال ابن مسعود‪ :‬ظلمة بطن الوت وظلمة البحر وظلمة الليل‪ ,‬وكذا‬
‫روي عن ا بن عباس وعمرو بن ميمون و سعيد بن جبي وم مد بن ك عب والضحاك وال سن وقتادة‪.‬‬
‫وقال سال بن أب العد‪ :‬ظلمة حوت ف بطن حوت آخر ف ظلمة البحر‪ ,‬قال ابن مسعود وابن عباس‬
‫وغيها‪ :‬وذلك أنه ذهب به الوت ف البحار يشقها حت انتهى به إل قرار البحر‪ ,‬فسمع يونس تسبيح‬
‫الصى ف قراره‪ ,‬فعند ذلك وهنالك قال‪{ :‬ل إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي} وقال عوف‬
‫العراب‪ :‬لا صار يونس ف بطن الوت ظن أنه قد مات‪ ,‬ث حرك رجليه فلما تركت سجد مكانه‪ ,‬ث‬
‫نادى يا رب اتذت لك مسجدا ف موضع ل يبلغه أحد من الناس‪ .‬وقال سعيد بن أب السن البصري‪:‬‬
‫مكطططث فططط بططططن الوت أربعيططط يوما‪ .‬رواهاططط ابطططن جريطططر‪.‬‬
‫وقال م مد بن إ سحاق بن ي سار ع من حد ثه عن ع بد ال بن را فع مول أم سلمة‪ :‬سعت أ با هريرة‬
‫يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل ا أراد ال ح بس يو نس ف ب طن الوت‪ ,‬أو حى ال إل‬
‫الوت أن خذه ول تدش له لما ول تكسر له عظما‪ ,‬فلما انتهى به إل أسفل البحر سع يونس حسا‬
‫فقال ف نفسه‪ :‬ما هذا ؟ فأوحى ال إليه وهو ف بطن الوت إن هذا تسبيح دواب البحر‪ ,‬قال‪ :‬وسبح‬
‫وهو ف بطن الوت‪ ,‬فسمعت اللئكة تسبيحه فقالوا‪ :‬يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ذلك عبدي يونس عصان فحبسته ف بطن الوت ف البحر‪ ,‬قالوا‪ :‬العبد الصال الذي كان يصعد إليك‬
‫منه ف كل يوم وليلة عمل صال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فشفعوا له عند ذلك‪ ,‬فأمر الوت فقذفه ف الساحل‪,‬‬
‫كما قال ال تعال‪{ :‬وهو سقيم} رواه ابن جرير‪ ,‬ورواه البزار ف مسنده من طريق ممد بن إسحاق‬
‫عن عبد ال بن رافع عن أب هريرة فذكره بنحوه‪ ,‬ث قال‪ :‬ل نعلمه يروى عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ططططططططططناد‪.‬‬ ‫ططططططططططه بذا السط‬ ‫ططططططططططن هذا الوجط‬ ‫إل مط‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال أحد بن عبد الرحن بن أخي ابن وهب‪ ,‬حدثنا عمي‪ ,‬حدثن‬
‫أبو صخر أن يزيد الرقاشي قال‪ :‬سعت أنس بن مالك‪ ,‬ول أعلم إل أن أنسا يرفع الديث إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أن يونس ال نب عليه السلم حي بدا له أن يدعو بذه الكلمات وهو ف ب طن‬
‫‪84‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوت قال‪ :‬الل هم ل إله إل أ نت‪ ,‬سبحانك إ ن ك نت من الظال ي‪ ,‬فأقبلت هذه الدعوة ت ت العرش‪,‬‬
‫فقالت اللئكة‪ :‬يا رب صوت ضعيف معروف من بلد غريبة‪ ,‬فقال‪ :‬أما تعرفون ذاك ؟ قالوا‪ :‬ل يا رب‬
‫ومن هو ؟ قال‪ :‬عبدي يونس‪ ,‬قالوا‪ :‬عبدك يونس الذي ل يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مابة‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫يا رب أول ترحم ما كان يصنع ف الرخاء فتنجيه من البلء ؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬فأمر الوت فطرحه ف العراء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فاستجبنا له ونيناه من الغم} أي أخرجناه من بطن الوت وتلك الظلمات {وكذلك ننجي‬
‫الؤمني} أي إذا كانوا ف الشدائد ودعونا منيبي إلينا ول سيما إذا دعوا بذا الدعاء ف حال البلء‪ ,‬فقد‬
‫جاء الترغيب ف الدعاء به عن سيد النبياء‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن عمر‪ ,‬حدثنا يونس بن‬
‫أب إسحاق المدان‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن سعد‪ ,‬حدثن والدي ممد عن أبيه سعد هو ابن أب‬
‫وقاص رضي ال عنه قال‪ :‬مررت بعثمان بن عفان رضي ال عنه ف السجد‪ ,‬فسلمت عليه‪ ,‬فمل عينيه‬
‫من ث ل يرد علي السلم‪ ,‬فأتيت عمر بن الطاب فقلت‪ :‬يا أمي الؤمني هل حدث ف السلم شيء‪,‬‬
‫مرتي قال‪ :‬ل وما ذاك ؟ قلت ل‪ ,‬إل أن مررت بعثمان آنفا ف السجد فسلمت عليه فمل عينيه من ث‬
‫ل يرد علي السلم‪ ,‬قال‪ :‬فأرسل عمر إل عثمان فدعاه‪ ,‬فقال‪ :‬ما منعك أن ل تكون رددت على أخيك‬
‫ال سلم ؟ قال‪ :‬ما فعلت‪ ,‬قال سعد‪ :‬قلت بلى ح ت حلف وحل فت‪ ,‬قال‪ :‬ث إن عثمان ذ كر فقال بلى‬
‫وأستغفر ال وأتوب إليه‪ ,‬إنك مررت ب آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سعتها من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬ل وال ما ذكرتا قط إل تغشى بصري وقلب غشاوة‪ ,‬قال سعد‪ :‬فأنا أنبئك با‪ ,‬إن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ذ كر ل نا أول دعوة‪ ,‬ث جاء أعرا ب فشغله ح ت قام ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم فاتبعته‪ ,‬فلما أشفقت أن يسبقن إل منله ضربت بقدمي الرض‪ ,‬فالتفت إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪« :‬من هذا‪ ,‬أبو إسحاق ؟» قال‪ :‬قلت نعم يا رسول ال‪ ,‬قال‪« :‬فمه» قلت‪ :‬ل وال إل‬
‫أ نك ذكرت ل نا أول دعوة‪ ,‬ث جاء هذا العرا ب فشغلك‪ ,‬قال‪« :‬ن عم دعوة ذي النون إذ هو ف ب طن‬
‫الوت {ل إله إل أ نت سبحانك إ ن ك نت من الظال ي} فإ نه ل يدع ب ا م سلم ر به ف ش يء قط إل‬
‫ا ستجاب له» ورواه الترمذي والن سائي ف اليوم والليلة من حد يث إبراه يم بن م مد بن سعد عن أب يه‬
‫سططططططططططططططططططططعد بططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سيعد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر عن كثي بن زيد عن الطلب بن‬
‫حنطب‪ ,‬قال أبو خالد‪ :‬أحسبه عن مصعب يعن ابن سعد عن سعد‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬من دعا بدعاء يونس استجيب له» قال أبو سعيد‪ :‬يريد به {وكذلك ننجي الؤمني}‪ .‬وقال‬
‫ا بن جر ير‪ :‬حدث ن عمران بن بكار الكل عي‪ ,‬حدث نا ي ي بن صال‪ ,‬حدث نا أ بو ي ي بن ع بد الرح ن‪,‬‬
‫‪85‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثن بشر بن منصور عن علي بن زيد عن سعيد بن السيب قال‪ :‬سعت سعد بن أب وقاص يقول‪:‬‬
‫سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬اسم ال الذي إذا د عي به أجاب‪ ,‬وإذا سئل به أع طى‬
‫دعوة يونس بن مت» قال قلت يا رسول ال‪ .‬هي ليونس خاصة أم لماعة السلمي ؟ قال‪« :‬هي ليونس‬
‫بن مت خاصة‪ ,‬ولماعة الؤمني عامة‪ ,‬إذا دعوا با‪ ,‬أل تسمع قول ال عز وجل {فنادى ف الظلمات‬
‫أن ل إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي فاستجبنا له ونيناه من الغم وكذلك ننجي الؤمني}‬
‫فهططططططططو شرط مططططططططن ال لنطططططططط دعاه بططططططططه»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن أب سريج‪ ,‬حدثنا داود بن الحب بن قحذم القدسي عن‬
‫كثي بن معبد قال‪ :‬سألت السن فقلت‪ :‬يا أبا سعيد اسم ال العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل‬
‫به أع طى ؟ قال‪ :‬ا بن أ خي أ ما تقرأ القرآن قول ال تعال‪{ :‬وذا النون إذ ذ هب مغاضبا ط إل قوله ط‬
‫وكذلك ننجي الؤمني} ابن أخي‪ ,‬هذا اسم ال العظم الذي إذا دعي به أجاب‪ ,‬وإذا سئل به أعطى‪.‬‬

‫حيَ َى‬
‫جْبنَا لَ ُه َو َوهَبْنَا لَ هُ يَ ْ‬
‫** وَزَ َكرِيّآ ِإ ْذ نَادَىَ َربّ هُ رَ بّ لَ تَ َذرْنِي َفرْدا َوأَن تَ َخيْرُ الْوَا ِرثِيَ * فَا ْستَ َ‬
‫َاتط َويَ ْدعُونَنَا َرغَبا وَ َرهَبا وَكَانُواْ لَنَا خا ِشعِيَ‬ ‫خيْر ِ‬ ‫ُمط كَانُواْ يُسطَا ِرعُونَ فِي الْ َ‬
‫َهطِإّنه ْ‬‫َهط َز ْوج ُ‬
‫حنَا ل ُ‬‫َصطَل ْ‬
‫َوأ ْ‬
‫ي ب تعال عن عبده زكر يا ح ي طلب أن يه به ال ولدا يكون من بعده نبيا‪ ,‬و قد تقد مت الق صة‬
‫مبسوطة ف أول سورة مري وف سورة آل عمران أيضا‪ ,‬وههنا أخصر منها {إذ نادى ربه} أي خفية‬
‫عن قو مه {رب ل تذر ن فردا} أي ل ولد ل ول وارث يقوم بعدي ف الناس {وأ نت خ ي الوارث ي}‬
‫دعاء وثناء مناسب للمسألة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فاستجبنا له ووهبنا له يي وأصلحنا له زوجه} أي امرأته‪,‬‬
‫قال ابن عباس وماهد وسعيد بن جبي‪ :‬كانت عاقرا ل تلد فولدت‪ .‬وقال عبد الرحن بن مهدي عن‬
‫طلحطة بطن عمرو عطن عطاء‪ :‬كان فط لسطانا طول‪ ,‬فأصطلحها ال وفط روايطة‪ :‬كان فط خلقهطا شيطء‬
‫فأصططلحها ال‪ ,‬وهكذا قال ممططد بططن كعططب والسططدي‪ ,‬والظهططر مططن السططياق الول‪.‬‬
‫ط رغبا‬ ‫وقوله‪{ :‬إنمط كانوا يسطارعون فط اليات} أي فط عمطل القربات وفعطل الطاعات {ويدعونن ا‬
‫ورهبا} قال الثوري‪ :‬رغبا فيما عندنا ورهبا ما عندنا {وكانوا لنا خاشعي} قال علي بن أب طلحة عن‬
‫ا بن عباس أي م صدقي ب ا أنزل ال‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬مؤمن ي حقا‪ .‬وقال أ بو العال ية‪ :‬خائف ي‪ .‬وقال أ بو‬
‫سنان‪ :‬الشوع هو الوف اللزم للقلب ل يفار قه أبدا‪ .‬و عن ما هد أيضا‪ :‬خاشع ي أي متواضع ي‪.‬‬
‫وقال السن وقتادة والضحاك‪ :‬خاشعي أي متذللي ل عز وجل‪ ,‬وكل هذه القوال متقاربة‪ .‬وقال ابن‬

‫‪86‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ ب حات‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن‬
‫إسحاق عن عبد ال القرشي عن عبد ال بن حكيم قال‪ :‬خطبنا أبو بكر رضي ال عنه‪ .‬ث قال‪ :‬أما بعد‬
‫فإن أوصيكم بتقوى ال‪ ,‬وتثنوا عليه با هو له أهل‪ ,‬وتلطوا الرغبة بالرهبة‪ ,‬وتمعوا اللاف بالسألة‪,‬‬
‫فإن ال عز و جل أث ن على زكر يا وأ هل بي ته فقال‪{ :‬إن م كانوا ي سارعون ف اليات ويدعون نا رغبا‬
‫ورهبا وكانوا لنططططططططططططططططا خاشعيطططططططططططططططط}‪.‬‬

‫طنَتْ َفرْجَهَطا َفَنفَخْنَطا فِيهَطا مِطن رّوحِنَطا وَ َجعَ ْلنَاهَطا وَاْبنَهَطآ آَيةً لّ ْلعَالَمِيَط‬
‫ط أَحْص َ‬
‫** وَاّلتِي َ‬
‫هكذا يذ كر تعال ق صة مر ي وابن ها عي سى عليه ما ال سلم مقرو نة بق صة زكر يا واب نه ي ي عليه ما‬
‫السلم‪ ,‬فيذكر أولً قصة زكريا ث يتبعها بقصة مري‪ ,‬لن تلك مربوطة بذه‪ ,‬فإنا إياد ولد من شيخ‬
‫كبي قد طعن ف السن‪ ,‬ومن امرأة عجوز عاقر ل تكن تلد ف حال شبابا‪ ,‬ث يذكر قصة مري وهي‬
‫أعجب فإنا إياد ولد من أنثى بل ذكر‪ ,‬هكذا وقع ف سورة آل عمران وف سورة مري‪ ,‬وههنا ذكر‬
‫قصة زكريا ث أتبعها بقصة مري بقوله‪{ :‬والت أحصنت فرجها} يعن مري عليها السلم‪ ,‬كما قال ف‬
‫سطورة التحريط‪{ :‬ومريط ابنطة عمران التط أحصطنت فرجهطا فنفخنطا فيطه مطن روحنطا}‪.‬‬
‫وقوله {وجعلناها وابنها آية للعالي} أي دللة على أن ال على كل شيء قدير‪ ,‬وأنه يلق ما يشاء‪,‬‬
‫وإنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‪ ,‬وهذا كقوله‪{ :‬ولنجعله آية للناس} قال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا ع مر بن علي‪ ,‬حدث نا أ بو عا صم الضحاك بن ملد عن شع يب يع ن ا بن ب شر‪ ,‬عن‬
‫عكرمططة عططن ابططن عباس فطط قوله‪{ :‬للعاليطط} قال‪ :‬العاليطط النطط والنططس‪.‬‬

‫** إِ ّن هَـ ِذهِ ُأ ّمُتكُمْ ُأمّ ًة وَاحِ َد ًة َوَأنَاْ َرّبكُمْ فَا ْعبُدُونِ * َوتَقَ ّط ُع َواْ َأمْ َرهُ ْم َبْيَنهُمْ كُلّ إَِليْنَا رَا ِجعُونَ * فَمَن‬
‫ط ْعيِهِ َوإِنّططا لَهططُ كَاتِبُونططَ‬ ‫ت َوهُ َو ُم ْؤمِنططٌ َفلَ ُكفْرَانططَ لِسط َ‬ ‫ط الصططّالِحَا ِ‬ ‫َيعْمَ ْل مِنط َ‬
‫قال ابن عباس وماهد وسعيد بن جبي وقتادة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم ف قوله‪{ :‬إن هذه أمتكم‬
‫أمة واحدة} يقول‪ :‬دينكم دين واحد وقال السن البصري ف هذه الَية يبي لم ما يتقون وما يأتون‪ ,‬ث‬
‫قال‪{ :‬إن هذه أمتكم أمة واحدة} أي سنتكم سنة واحدة‪ ,‬فقوله إن هذه إن واسها‪ ,‬وأمتكم خب إن‪,‬‬
‫أي هذه شريعتكم الت بينت لكم ووضحت لكم‪ .‬وقوله أمة واحدة نصب على الال‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأنا‬
‫ربكم فاعبدون} كما قال‪{ :‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالا ط إل قوله ط وأنا ربكم‬
‫‪87‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاتقون} وقال رسول اللهصلى ال عليه وسلم‪« :‬نن معاشر النبياء أولد علت ديننا واحد» يعن أن‬
‫الق صود هو عبادة ال وحده ل شر يك له بشرائع متنو عة لر سله‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل كل جعل نا من كم‬
‫شرعططططططططططططططططططة ومنهاجططططططططططططططططططا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وتقطعوا أمرهم بينهم} أي اختلفت المم على رسلها فمن بي مصدق لم ومكذب‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪ { :‬كل إلي نا راجعون} أي يوم القيا مة‪ ,‬فيجازي كل ب سب عمله‪ ,‬إن خيا فخ ي وإن شرا ف شر‪,‬‬
‫ولذا قال‪{ :‬فمن يعمل من الصالات وهو مؤمن} أي قلبه مصدق وعمل صالا {فل كفران لسعيه}‬
‫كقوله‪{ :‬إ نا ل نض يع أ جر من أح سن عملً} أي ل يك فر سعيه و هو عمله بل يش كر فل يظلم مثقال‬
‫ذرة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وإنططا له كاتبون} أي يكتططب جيططع عمله فل يضيططع عليططه منططه شيططء‪.‬‬

‫ج َوهُ ْم مّن كُلّ حَدَ ٍ‬


‫ب‬ ‫ج َو َمأْجُو ُ‬ ‫حتْ يَأْجُو ُ‬ ‫** وَ َحرَا ٌم عََلىَ قَ ْرَيةٍ َأهَْلكْنَاهَآ َأّنهُمْ َل يَ ْر ِجعُونَ * َحّتىَ ِإذَا ُفتِ َ‬
‫صةٌ َأبْ صَارُ الّذِي نَ َكفَرُوْا َي َويَْلنَا َقدْ ُكنّا فِي َغفَْل ٍة مّ ْن هَـذَا‬
‫ح قّ فَإِذَا هِ يَ شَاخِ َ‬
‫ب اْلوَعْ ُد الْ َ‬
‫يَن سِلُونَ * وَا ْقتَرَ َ‬
‫بَلْ كُنّططططططططططططططططططا ظَالِمِيَطططططططططططططططططط‬
‫يقول تعال‪{ :‬وحرام على قرية} قال ابن عباس‪ :‬وجب‪ ,‬يعن قد قدر أن أهل كل قرية أهلكوا أنم ل‬
‫يرجعون إل الدنيا قبل يوم القيامة‪ ,‬هكذا صرح به ابن عباس وأبو جعفر الباقر وقتادة وغي واحد‪ .‬وف‬
‫رواية عن ابن عباس‪ :‬أنم ل يرجعون أي ل يتوبون‪ ,‬والقول الول أظهر‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬حت إذا‬
‫فت حت يأجوج ومأجوج} قد قدم نا أن م من سللة آدم عليه السلم‪ ,‬بل هم من ن سل نوح أيضا من‬
‫أولد يافث‪ ,‬أي أب الترك‪ ,‬والترك شرذمة منهم تركوا من وراء السد الذي بناه ذو القرني‪ ,‬وقال‪{ :‬هذا‬
‫رح ة من ر ب فإذا جاء و عد ر ب جعله دكاء وكان و عد ر ب حقا * وترك نا بعض هم يومئذ يوج ف‬
‫بعطض} الَيطة‪ ,‬وقال فط هذه الَيطة الكريةط {حتط إذا فتحطت يأجوج ومأجوج وهطم مطن كطل حدب‬
‫ين سلون} أي ي سرعون ف ال شي إل الف ساد‪ ,‬والدب هو الرت فع من الرض‪ ,‬قاله ابن عباس وعكرمة‬
‫وأبو صال والثوري وغيهم‪ ,‬وهذه صفتهم ف حال خروجهم كأن السامع مشاهد لذلك {ول ينبئك‬
‫مثطل خطبي} هذا إخبار عال مطا كان ومطا يكون‪ ,‬الذي يعلم غيطب السطموات والرض ل إله إل هطو‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن مثن‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن عبيد ال بن يزيد قال‪:‬‬
‫رأى ا بن عباس صبيانا ينو بعض هم على ب عض يلعبون‪ ,‬فقال ا بن عباس‪ :‬هكذا يرج يأجوج ومأجوج‪,‬‬
‫ططة‪.‬‬ ‫ططنة النبويط‬ ‫ططن السط‬ ‫ططث متعددة مط‬ ‫طط أحاديط‬ ‫ططم فط‬ ‫ططر خروجهط‬ ‫ططد ورد ذكط‬ ‫وقط‬

‫‪88‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(فالديث الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا أب عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمرو بن‬
‫قتادة‪ ,‬عن ممود بن لب يد‪ ,‬عن أ ب سعيد الدري قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‬
‫«تفتح يأجرج ومأجوج‪ ,‬فيخرجون على الناس‪ ,‬كما قال ال عز وجل‪{ :‬وهم من كل حدب ينسلون}‬
‫فيغشون الناس وينحاز السلمون عنهم إل مدائنهم وحصونم‪ ,‬ويضمون إليهم مواشيهم‪ ,‬ويشربون مياه‬
‫الرض حت إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حت يتركوه يابسا‪ ,‬حت أن من بعدهم ليمر بذلك‬
‫الن هر فيقول‪ :‬قد كان هه نا ماء مرة‪ ,‬ح ت إذا ل ي بق من الناس أ حد إل أ حد ف ح صن أو مدي نة‪ ,‬قال‬
‫قائلهم‪ :‬هؤلء أهل الرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء‪ ,‬قال‪ :‬ث يهز أحدهم حربته‪ ,‬ث يرمي با إل‬
‫السماء فترجع إليه مضبة دما للبلء والفتنة‪ ,‬فبينما هم على ذلك بعث ال عز وجل دودا ف أعناقهم‬
‫كن غف الراد الذي يرج ف أعنا قه‪ ,‬في صبحون مو تى ل ي سمع ل م حس‪ ,‬فيقول ال سلمون‪ :‬أل ر جل‬
‫يشري ل نا نف سه فين ظر ما ف عل هذا العدو ؟ قال‪ :‬فيتجرد ر جل من هم مت سبا نف سه قد أوطن ها على أ نه‬
‫مقتول فينل فيجدهم موتى بعضهم على بعض‪ ,‬فينادي‪ :‬يا معشر السلمي أل أبشروا إن ال عز وجل‬
‫قد كفاكم عدوكم‪ ,‬فيخرجون من مدائنهم وحصونم‪ ,‬ويسرحون مواشيهم‪ ,‬فما يكون لم رعي إل‬
‫لوم هم‪ ,‬فتش كر عن هم كأح سن ما شكرت عن ش يء من النبات أ صابته قط»‪ ,‬ورواه ا بن ما جه من‬
‫طططه‪.‬‬ ‫طططحاق بط‬ ‫طططن إسط‬ ‫طططن ابط‬ ‫ططط‪ ,‬عط‬ ‫طططن بكيط‬ ‫طططس بط‬ ‫طططث يونط‬ ‫حديط‬
‫(الديث الثان) قال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‬
‫بن يز يد بن جابر‪ ,‬حدث ن ي ي بن جابر الطائي قا ضي ح ص‪ ,‬حدث ن ع بد الرح ن بن جبي بن نف ي‬
‫الضرمي عن أبيه‪ ,‬أنه سع النواس بن سعان الكلب قال‪ :‬ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم الدجال‬
‫ذات غداة‪ ,‬فخفض فيه ورفع حت ظنناه ف طائفة النخل‪ ,‬فقال‪« :‬غي الدجال أخوفن عليكم‪ .‬فإن يرج‬
‫وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم‪ ,‬وإن يرج ولست فيكم فكل امرىء حجيج نفسه‪ ,‬وال خليفت على‬
‫كل م سلم‪ ,‬وإ نه شاب ج عد قطط عينه طافية‪ ,‬وإنه يرج خلة ب ي الشام والعراق فعاث يينا وشالً يا‬
‫عباد ال اثبتوا ط قلنا‪ :‬يا رسول ال ما لبثه ف الرض ؟ ط قال‪ :‬أربعون يوما‪ ,‬يوم كسنة‪ ,‬ويوم كشهر‪,‬‬
‫يوم كجمعة‪ ,‬وسائر أيامه كأيامكم» قلنا‪ :‬يا رسول ال فذاك اليوم الذي هو كسنة‪ ,‬أيكفينا فيه صلة‬
‫يوم وليلة ؟ قال‪« :‬لاقدروا له قدره» قلنا‪ :‬يا رسول ال فما إسراعه ف الرض ؟ قال كالغيث اشتد به‬
‫الريح‪ ,‬قال‪ :‬فيمر بالي فيدعوهم فيستجيبون له‪ ,‬فيأمر السماء فتمطر‪ ,‬والرض فتنبت‪ ,‬وتروح عليهم‬
‫سارحتهم وهي أطول ما كانت ذرى‪ ,‬أمده خواصر‪ ,‬وأسبغه ضروعا‪ ,‬وير بالي فيدعوهم فيدون عليه‬
‫قوله‪ ,‬فتتبعه أموالم فيصبحون محلي ليس لم من أموالم شيء‪ ,‬وير بالربة فيقول لا‪ :‬أخرجي كنوزك‬
‫‪89‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ط قال ط ويأمر برجل فيقتل‪ ,‬فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتي رمية‬
‫الغرض‪ ,‬ث يدعوه فيقبل إليه‪ ,‬فبينما هم على ذلك إذ بعث ال عز وجل السيح عيسى ابن مري‪ ,‬فينل‬
‫ع ند النارة البيضاء شر قي دم شق ب ي مهرودت ي واضعا يد يه على أجن حة ملك ي‪ ,‬فيتب عه فيدر كه فيقتله‬
‫عند باب لد الشرقي ط قال ط فبينما هم كذلك إذ أوحى ال عز وجل إل عيسى ابن مري عليه السلم‬
‫أ ن قد أخر جت عبادا من عبادي ل يدان لك بقتال م‪ ,‬فحوّز عبادي إلىالطور‪ ,‬فيب عث ال عز و جل‬
‫يأجوج ومأجوج‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وهم من كل حدب ينسلون} فيغب عيسى وأصحابه إل ال عز‬
‫وجل‪ ,‬فيسل عليهم نغفا ف رقابم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة‪ ,‬فيهبط عيسى وأصحابه فل‬
‫يدون ف الرض بيتا إل قد مله زههم ونتنهم‪ ,‬فيغب عيسى وأصحابه إل ال عز وجل‪ ,‬فيسل ال‬
‫عليهم طيا كأعناق البخت‪ ,‬فتحملهم فتطرحهم حيث شاء ال»‪ ,‬قال ابن جابر‪ :‬فحدثن عطاء بن يزيد‬
‫السكسكي عن كعب أو غيه قال‪ :‬فتطرحهم بالهبل‪ ,‬قال ابن جابر‪ :‬فقلت يا أبا يزيد‪ ,‬وأين الهبل ؟‬
‫قال‪ :‬مطلع الشمس‪ .‬قال‪« :‬ويرسل ال مطرا ل يكن منه بيت مدر ول وبر أربعي يوما‪ ,‬فيغسل الرض‬
‫ح ت يترك ها كالزل قة‪ ,‬ويقال للرض‪ :‬أنب ت ثرك ودري برك تك‪ ,‬قال‪ :‬فيومئذ يأ كل الن فر من الرما نة‬
‫فيستظلون بقحفها‪ ,‬ويبارك ف الرسل حت إن اللقحة من البل لتكفي الفئام من الناس‪ ,‬واللقحة من البقر‬
‫تكفي الفخذ‪ ,‬والشاة من الغنم تكفي أهل البيت‪ ,‬قال‪ :‬فبينما هم على ذلك إذ بعث ال عز وجل ريا‬
‫طي بة‪ ,‬فتأخذ هم ت ت آباط هم فتق بض روح كل م سلم ط أو قال‪ :‬كل مؤ من ط ويب قى شرار الناس‬
‫يتهارجون تارج المر وعليهم تقوم الساعة»‪ ,‬انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري‪ ,‬ورواه مع بقية أهل‬
‫السطنن مطن طرق عطن عبطد الرحنط بطن يزيطد بطن جابر بطه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسطن صطحيح‪.‬‬
‫(الديث الثالث) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بشر‪ ,‬حدثنا ممد بن عمرو عن ابن حرملة‪ ,‬عن‬
‫خالته قالت‪ :‬خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب‪ ,‬فقال‪« :‬إنكم‬
‫تقولون ل عدو لكم‪ ,‬وإنكم ل تزالون تقاتلون عدوا حت يأت يأجوج ومأجوج‪ :‬عراض الوجوه‪ ,‬صغار‬
‫العيون‪ ,‬صهب الشعاف‪ ,‬من كل حدب ين سلون كأن وجوه هم الجان الطر قة»‪ ,‬وكذا رواه ا بن أ ب‬
‫حات من حديث ممد بن عمرو عن خالد بن عبد ال بن حرملة الدلي‪ ,‬عن خالة له‪ ,‬عن النب صلى‬
‫ال عليططططططططططه وسططططططططططلم‪ ,‬فذكره مثله سططططططططططواء‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قد تقدم ف آخر تفسي سورة العراف من رواية المام أحد عن هشيم‪ ,‬عن العوام‪,‬‬
‫عن جبلة بن سحيم‪ ,‬عن موثد بن عمارة‪ ,‬عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬لقيت ليلة أسري ب إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلم ط قال فتذاكروا أمر الساعة‬
‫‪90‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فردوا أمرهطم إل إبراهيطم‪ ,‬فقال‪ :‬ل علم ل باط‪ ,‬فردوا أمرهطم إل موسطى‪ ,‬فقال‪ :‬ل علم ل باط‪ ,‬فردوا‬
‫أمر هم إل عي سى فقال‪ :‬أ ما وجبت ها فل يعلم ب ا أ حد إل ال‪ ,‬وفي ما ع هد إل ر ب أن الدجال خارج‬
‫ومعي قضيبان‪ ,‬فإذا رآن ذاب كما يذوب الرصاص‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكه ال إذا رآن حت إن الجر والشجر‬
‫يقول‪ :‬يا مسلم إن تت كافرا‪ ,‬فتعال فاقتله‪ ,‬قال‪ :‬فيهلكهم ال ث يرجع الناس إل بلدهم وأوطانم ط‬
‫قال ط فع ند ذلك يرج يأجوج ومأجوج‪ ,‬و هم من كل حدب ين سلون‪ ,‬فيطئون بلد هم‪ ,‬ول يأتون‬
‫على شيء إل أهلكوه‪ ,‬ول يرون على ماء إل شربوه ط قال ط ث يرجع الناس إلّ يشكونم فأدعو ال‬
‫علي هم فيهلك هم وييت هم ح ت توى الرض من ن ت ري هم‪ ,‬وينل ال ال طر فيجترف أج سادهم ح ت‬
‫يقذفهم ف البحر‪ ,‬ففيما عهد إل رب أن ذلك إذا كان كذلك أن الساعة كالامل التم ل يدري أهلها‬
‫متطططططططططط تفجؤهططططططططططم بولدهططططططططططا ليلً أو نارا»‪.‬‬
‫ورواه ابن ماجه عن ممد بن بشار‪ ,‬عن يزيد بن هارون‪ ,‬عن العوام بن حوشب به نوه‪ ,‬وزاد‪ :‬قال‬
‫العوام‪ :‬وو جد ت صديق ذلك ف كتاب ال عز و جل {ح ت إذا فت حت يأجوج ومأجوج و هم من كل‬
‫حدب ينسلون} ورواه ابن جرير ههنا من حديث جبلة به‪ .‬والحاديث ف هذا كثية جدا والَثار عن‬
‫السلف كذلك‪ .‬وقد ورى ابن جرير وابن أب حات من حديث معمر عن غي واحد‪ ,‬عن حيد بن هلل‪,‬‬
‫عن أب الصيف قال‪ :‬قال كعب‪ :‬إذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج‪ ,‬حفروا حت يسمع الذين يلونم‬
‫قرع فؤو سهم‪ ,‬فإذا كان الل يل أل قى ال على ل سان ر جل منهم يقول ن يء غدا فنخرج فيعيده ال ك ما‬
‫كان‪ ,‬فيجيئون من ال غد فيجدو نه قد أعاده ال ك ما كان‪ ,‬فيحفرو نه ح ت ي سمع الذ ين يلون م قرع‬
‫فؤوسهم‪ ,‬فإذا كان الليل ألقى ال على لسان رجل منهم يقول‪ :‬نيء غدا فنخرج إن شاء ال‪ ,‬فيجيئون‬
‫من الغد فيجدونه ك ما تركوه‪ ,‬فيحفرون ح ت يرجوا‪ ,‬فت مر الزمرة الول بالبحية فيشربون ماءها‪ ,‬ث‬
‫تر الزمرة الثانية فيلحسون طينها‪ ,‬ث تر الزمرة الثالة فيقولون‪ :‬قد كان ههنا مرة ماء‪ ,‬فيفر الناس منهم‬
‫فل يقوم ل م ش يء‪ ,‬ث يرمون ب سهامهم إل ال سماء فتر جع إلي هم مض بة بالدماء‪ ,‬فيقولون‪ :‬غلب نا أ هل‬
‫الرض وأهل السماء‪ ,‬فيدعو عليهم عيسى ابن مري عليه السلم‪ ,‬فيقول‪ :‬اللهم ل طاقة ول يد لنا بم‪,‬‬
‫فاكفنا هم ب ا شئت‪ ,‬فيسطلط ال عليهطم دودا يقال له الن غف‪ ,‬فيفرس رقابمط‪ ,‬ويبعطث ال عليهطم طيا‬
‫تأخذ هم بناقي ها فتلقي هم ف الب حر‪ ,‬ويب عث ال عينا يقال ل ا الياة يط هر ال الرض وينبت ها‪ ,‬ح ت إن‬
‫الرمانة ليشبع منها السكن‪ ,‬وقيل‪ :‬وما السكن يا كعب ؟ قال‪ :‬أهل البيت‪ ,‬قال‪ :‬فبينما الناس كذلك إذ‬
‫أتا هم ال صريخ أن ذا ال سويقتي يريده‪ ,‬قال فيب عث عي سى ا بن مر ي طلي عة سبعمائة أو ب ي ال سبعمائة‬
‫والثمانائة حت إذا كانوا ببعض الطريق‪ ,‬بعث ال ريا يانية طيبة فيقبض فيها روح كل مؤمن‪ ,‬ث يبقى‬
‫‪91‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عجاج الناس‪ ,‬فيتسافدون كما تتسافد البهائم‪ ,‬فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه مت تضع‪,‬‬
‫قال كعب‪ :‬فمن قال بعد قول هذا شيئا أو بعد علمي هذا شيئا فهو التكلف‪ ,‬وهذا من أحسن سياقات‬
‫كعطططططب الحبار لاططططط شهطططططد له مطططططن صطططططحيح الخبار‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الديث أن عيسى ابن مري يج البيت العتيق‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪,‬‬
‫حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ال بن أب عتبة عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج» انفرد بإخراجه البخاري وقوله‪{ :‬واقترب‬
‫الوعد الق} يعن يوم القيامة إذا حصلت هذه الهوال والزلزل والبلبل‪ ,‬أزفت الساعة واقتربت فإذا‬
‫كانطت ووقعطت‪ ,‬قال الكافرون‪ :‬هذا يوم عسطر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فإذا هطي شاخصطة أبصطار الذيطن‬
‫كفروا} أي من شدة ما يشاهدونه من المور العظام {يا ويلنا} أي يقولون يا ويلنا {قد كنا ف غفلة‬
‫مطن هذا} أي فط الدنيطا {بطل كنطا ظاليط} يعترفون بظلمهطم لنفسطهم حيطث ل ينفعهطم ذلك‪.‬‬

‫** ِإّنكُ ْم َومَا َت ْعبُدُو نَ مِن دُو نِ اللّ هِ حَ صَبُ َج َهنّ مَ أَنتُ مْ َلهَا وَارِدُو نَ * َلوْ كَا َن هَـؤُلءِ آِل َه ًة مّا وَ َردُوهَا‬
‫سنَىَ ُأوْلَـئِكَ‬ ‫وَكُلّ فِيهَا خَالِدُونَ * َلهُمْ فِيهَا زَفِ ٌي َوهُمْ فِيهَا َل يَسْ َمعُونَ * ِإنّ الّذِي َن َسَبقَتْ َلهُ ْم ّمنّا الْحُ ْ‬
‫ع ال ْكبَرُ‬‫ح ُزُنهُ ُم الْفَزَ ُ‬
‫سهُمْ خَالِدُونَ * َل يَ ْ‬ ‫سهَا َوهُمْ فِي مَا اشَْتهَتْ أَنفُ ُ‬
‫سيَ َ‬‫عَْنهَا ُمْبعَدُونَ * َل يَسْ َمعُونَ حَ ِ‬
‫ططططَ‬ ‫ططططْ تُوعَدُونط‬ ‫ططططُ الّذِي كُنتُمط‬ ‫ططططذَا َيوْ ُمكُمط‬ ‫ط الْ َملَِئ َكةُ هَـط‬‫ططط ُ‬ ‫َوتَتََلقّاهُمط‬
‫يقول تعال ماطبا لهل مكة من مشركي قريش ومن دان بدينهم من عبدة الصنام والوثان‪{ :‬إنكم‬
‫ومطا تعبدون مطن دون ال حصطب جهنطم} قال ابطن عباس‪ :‬أي وقودهطا يعنط كقوله‪{ :‬وقودهطا الناس‬
‫والجارة} وقال ابن عباس أيضا‪ :‬حصب جهنم يعن شجر جهنم‪ ,‬وف رواية قال‪{ :‬حصب جهنم}‬
‫يع ن ح طب جه نم بالزن ية‪ .‬وقال ما هد وعكر مة وقتادة‪ :‬حطب ها‪ ,‬و هي كذلك ف قراءة علي وعائ شة‬
‫رضي ال عنهما‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬حصب جهنم أي ما يرمى به فيها‪ ,‬وكذا قال غيه‪ ,‬والميع قريب‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أن تم ل ا واردون} أي داخلون {لو كان هؤلء آل ة ما ورود ها} يع ن لو كا نت هذه ال صنام‬
‫والنداد الت اتذتوها من دون ال آلة صحيحة لا وردوا النار وما دخلوها {وكل فيها خالدون} أي‬
‫العابدون ومعبودات م كل هم في ها خالدون {ل م في ها زف ي} ك ما قال تعال‪{ :‬ل م في ها زف ي وشه يق}‬
‫والزفيطط خروج أنفاسططهم‪ ,‬والشهيططق ولوج أنفاسططهم {وهططم فيهططا ل يسططمعون}‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن أب حات‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا ابن فضيل‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‬
‫يعن السعودي عن أبيه قال‪ :‬قال ابن مسعود‪ :‬إذا بقي من يلد ف النار جعلوا ف توابيت من نار فيها‬
‫مسامي من نار‪ ,‬فل يرى أحد منهم أنه يعذب ف النار غيه‪ ,‬ث تل عبد ال {لم فيها زفي وهم فيها ل‬
‫يسمعون} ورواه ابن جرير من حديث حجاج بن ممد عن السعودي عن يونس بن خبّاب عن ابن‬
‫مسططططططططططططططططططططططططططططططططططططعود‪ ,‬فذكره‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن الذ ين سبقت ل م م نا ال سن} قال عكر مة‪ :‬الرح ة‪ .‬وقال غيه ال سعادة {أولئك عن ها‬
‫مبعدون} لا ذكر تعال أهل النار وعذابم بسبب شركهم بال‪ ,‬عطف بذكر السعداء من الؤمني بال‬
‫ور سله‪ ,‬و هم الذ ين سبقت ل م من ال ال سعادة وأ سلفوا العمال ال صالة ف الدن يا‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{للذين أحسنوا السن وزيادة} وقال‪ { :‬هل جزاء الحسان إل الحسان} فكما أحسنوا العمل ف‬
‫الدن يا أح سن ال مآب م وثواب م‪ ,‬ونا هم من العذاب وح صل ل م جز يل الثواب‪ ,‬فقال‪{ :‬أولئك عن ها‬
‫مبعدون ل يسططططمعون حسططططيسها} أي حريقهططططا فطططط الجسططططاد‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عمار‪ ,‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن أبيه عن‬
‫الريري عن أ ب عثمان {ل ي سمعون ح سيسها} قال‪ :‬حيات على ال صراط تل سعهم‪ ,‬فإذا ل سعتهم قال‬
‫حس حس‪ .‬وقوله‪{ :‬وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون} فسلمهم من الحذور والرهوب‪ ,‬وحصل لم‬
‫الطلوب والحبوب‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن أب سريج‪ ,‬حدثنا ممد بن السن بن‬
‫أب يزيد المدان عن ليث بن أب سليم عن ابن عم النعمان بن بشي عن النعمان بن بشي قال‪ :‬وسر مع‬
‫علي ذات ليلة‪ ,‬فقرأ {إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون} قال‪ :‬أنا منهم وعمر منهم‬
‫وعثمان منهم والزبي منهم وطلحة منهم وعبد الرحن منهم‪ ,‬أو قال‪ :‬سعد منهم‪ ,‬قال‪ :‬أقيمت الصلة‪,‬‬
‫طططيسها}‪.‬‬ ‫طططمعون حسط‬ ‫طططو يقول‪{ :‬ل يسط‬ ‫طططه وهط‬ ‫ططط ثوبط‬‫طططه يرط‬ ‫فقام وأظنط‬
‫وقال شعبة عن أب بشر عن يوسف الكي عن ممد بن حاطب قال‪ :‬سعت عليا يقول ف قوله‪{ :‬إن‬
‫الذين سبقت لم منا ال سن} قال‪ :‬عثمان وأصحابه‪ ,‬ورواه ابن أ ب حات أيضا‪ ,‬ورواه ابن جرير من‬
‫حديث يوسف بن سعد‪ ,‬وليس بابن ماهك عن ممد بن حاطب عن علي فذكره ولفظه عثمان منهم‪,‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون}‬
‫فأولئك أولياء ال يرون على الصراط مرا هو أسرع من البق‪ ,‬ويبقى الكفار فيها جثيا‪ ,‬فهذا مطابق لا‬
‫ذكرناه‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬بل نزلت استثناء من العبودين‪ ,‬وخرج منهم عزير والسيح‪ ,‬كما قال حجاج بن‬
‫ممد العور عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء عن ابن عباس {إنكم وما تعبدون من دون ال‬
‫‪93‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حصب جهنم أنتم لا واردون} ث استثن فقال‪{ :‬إن الذين سبقت لم منا السن} فيقال‪ :‬هم اللئكة‬
‫وعي سى‪ ,‬ون و ذلك م ا يع بد من دون ال عز و جل‪ ,‬وكذا قال عكر مة وال سن وا بن جر يج‪ .‬وقال‬
‫الضحاك عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬إن الذ ين سبقت ل م م نا ال سن } قال نزلت ف عي سى ا بن مر ي‬
‫وعزير عليهما السلم‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السي بن عيسى بن ميسرة‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫زهي‪ ,‬حدثنا سعد بن طريف عن الصبغ عن علي ف قوله‪{ :‬إن الذين سبقت لم منا السن} قال‪ :‬كل‬
‫شيء يعبد من دون ال ف النار إل الشمس والقمر وعيسى بن مري إسناده ضعيف‪ .‬وقال ابن أب نيح‬
‫عن ماهد {أولئك عنها مبعدون} قال‪ :‬عيسى وعزير واللئكة‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬عيسى ومري واللئكة‬
‫والشمس والقمر‪ ,‬وكذا روي عن سعيد بن جبي وأب صال وغي واحد‪ ,‬وقد روى ابن أب حات ف‬
‫ذلك حديثا غريبا جدا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا الفضل بن يعقوب الرخان‪ ,‬حدثنا سعيد بن مسلمة بن عبد اللك‪,‬‬
‫حدثنا الليث بن أب سليم عن مغيث عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله‪{ :‬إن الذين‬
‫سبقت ل م مناال سن أولئك عن ها مبعدون} قال‪ :‬عي سى وعز ير واللئ كة‪ ,‬وذ كر بعض هم ق صة ا بن‬
‫الزبعري ومناظرة الشرك ي قال أ بو ب كر بن مردو يه‪ :‬حدث نا م مد بن علي بن سهل‪ ,‬حدث نا م مد بن‬
‫حسن الناطي‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن عرعرة‪ ,‬حدثنا يزيد بن أب حكيم‪ ,‬حدثنا الكم يعن ابن‬
‫أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬جاء عبد ال بن الزبعري إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬تزعم‬
‫أن ال أنزل عليك هذه الَية {إنكم وما تعبدون من دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون} فقال ابن‬
‫الزبعري‪ :‬قد عبدت الشمس والقمر واللئكة وعز ير وعيسى ا بن مري كل هؤلء ف النار مع آلتنا ؟‬
‫فنلت {ولا ضرب ابن مري مثلً إذا قومك منه يصّدون وقالوا أآلتنا خي أم هو ما ضربوه لك إل جدلً‬
‫بل هم قوم خصمون} ث نزلت {إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون} رواه الافظ أبو‬
‫ع بد ال ف كتا به الحاد يث الختارة‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا قبي صة بن عق بة‪ ,‬حدث نا‬
‫سفيان يعن الثوري عن العمش عن أصحابه عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلت‪{ :‬إنكم وما تعبدون من دون‬
‫ال حصب جهنم أنتم لا واردون} قال الشركون‪ :‬فاللئكة وعزير وعيسى يعبدون من دون ال فنلت‬
‫{لو كان هؤلء آلة ما وردوها} الَلة الت يعبدون {وكل فيها خالدون} وروي عن أب كدينة عن‬
‫عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس مثل ذلك وقال‪ :‬فنلت {إن الذين سبقت لم منا‬
‫السن أولئك عنها مبعدون} وقال ممد بن إسحاق بن يسار رحه ال ف كتاب السية‪ :‬وجلس رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغن يوما مع الوليد بن الغية ف السجد‪ ,‬فجاء النضر بن الارث حت‬
‫جلس معهم‪ ,‬وف السجد غي واحد من رجال قريش‪ ,‬فتكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرض له‬
‫‪94‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النضر بن الارث فكلمه ر سول ال صلى ال عليه وسلم حت أفح مه‪ ,‬وتل عليه وعليهم {إنكم وما‬
‫تعبدون من دون ال حصب جهنم أنتم لا واردون ط إل قوله ط هم فيها ل يسمعون} ث قام رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم وأق بل ع بد ال بن الزبعري ال سهمي ح ت جلس مع هم‪ ,‬فقال الول يد بن الغية‬
‫لع بد ال بن الزبعري‪ :‬وال ما قام الن ضر بن الارث ل بن ع بد الطلب آنفا ول ق عد‪ ,‬و قد ز عم م مد‬
‫أناوما نعبد من آلتنا هذه حصب جهنم‪ ,‬فقال عبد ال بن الزبعري‪ :‬أما وال لو وجدته لصمته‪ ,‬فسلوا‬
‫ممدا كل ما يع بد من دون ال ف جه نم مع من عبده‪ ,‬فن حن نع بد اللئ كة‪ ,‬واليهود تع بد عزيرا‪,‬‬
‫والنصارى تعبد السيح عيسى ابن مري‪ ,‬فعجب الوليد ومن كان معه ف الجلس من قول عبد ال بن‬
‫الزبعري ورأوا أنه قد احتج وخاصم‪ ,‬فذكر ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬كل من أحب‬
‫أن يع بد من دون ال فهو مع من عبده‪ ,‬إن م إنا يعبدون الشيطان و من أمر هم بعبادته» وأنزل ال {إن‬
‫الذ ين سبقت ل م م نا ال سن أولئك عن ها مبعدون ل ي سمعون ح سيسها و هم في ما اشت هت أنف سهم‬
‫خالدون} أي عيسى وعزير ومن عبدوا من الحبار والرهبان الذين مضوا على طاعة ال‪ ,‬فاتذهم من‬
‫يعبد هم من أ هل الضللة أربابا من دون ال‪ ,‬ونزل في ما يذكرون أن م يعبدون اللئ كة وأن م بنات ال‬
‫{وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ط إل قوله ط ومن يقل منهم إن إله من دونه‬
‫فذلك نز يه جه نم كذلك نزي الظال ي} ونزل في ما ذ كر من أ مر عي سى وأ نه يع بد من دون ال‪,‬‬
‫وعجب الوليد ومن حضره من حجته وخصومته {ولا ضرب ابن مري مثلً إذا قومك منه يصدون *‬
‫وقالو أآلت نا خ ي أم هو ما ضربوه لك إل جدلً بل هم قوم خ صمون * إن هو إل ع بد أنعم نا عل يه‬
‫ل لب ن إ سرائيل * ولو نشاء لعل نا من كم ملئ كة ف الرض يلفون * وإ نه لعلم لل ساعة فل‬‫وجعلناه مث ً‬
‫تتر ّن با} أي ما وضعت على يديه من الَيات من إحياء الوتى وابراء السقام‪ ,‬فكفى به دليلً على علم‬
‫ال ساعة‪ ,‬يقول‪{ :‬فل تتر نّ ب ا واتبعون هذا صراط م ستقيم} وهذا الذي قاله ا بن الزبعري خ طأ كبي‪,‬‬
‫لن الَ ية إن ا نزلت خطابا ل هل م كة ف عبادت م ال صنام ال ت هي جاد لتع قل‪ ,‬ليكون ذلك تقريعا‬
‫وتوبيخا لعابدي ها‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن كم و ما تعبدون من دون ال ح صب جه نم} فك يف يورد على هذا‬
‫ال سيح وعز ير ونوه ا م ن له ع مل صال ول يرض بعبادة من عبده‪ ,‬وعول ا بن جر ير ف تف سيه ف‬
‫الواب على أن { ما} ل ا ل يع قل ع ند العرب‪ ,‬و قد أ سلم ع بد ال بن الزبعري ب عد ذلك‪ ,‬وكان من‬
‫ططط قال معتذرا‪:‬‬ ‫طططلمي أولً ثط‬ ‫طططي السط‬ ‫طططد كان يهاجط‬ ‫طططن‪ ,‬وقط‬ ‫الشعرءا الشهوريط‬
‫يططططا رسططططول الليططططك إن لسططططانياتق مططططا فتقططططت إذ أنططططا بور‬
‫إذ أجاري الشيطان فطططططططط سططططططططنن الغيومططططططططن مال ميله مثبور‬
‫‪95‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬ل يزن م الفزع ال كب} ق يل‪ :‬الراد بذلك الوت‪ ,‬رواه ع بد الرزاق عن ي ي بن ربي عة عن‬
‫عطاء وقيل‪ :‬الراد بالفزع الكب النفخة ف الصور‪ ,‬قاله العوف عن ابن عباس وأبو سنان سعيد بن سنان‬
‫الشيبان‪ ,‬واختاره ابن جرير ف تفسيه‪ ,‬وقيل‪ :‬حي يؤمر بالعبد إل النار‪ ,‬قاله السن البصري‪ ,‬وقيل‪:‬‬
‫حي تطبق النار على أهلها‪ ,‬قاله سعيد بن جبي وابن جريج‪ ,‬وقيل‪ :‬حي يذبح الوت بي النة والنار‪,‬‬
‫قاله أ بو ب كر الذل في ما رواه ا بن أ ب حا ت ع نه‪ ,‬وقوله {وتتلقا هم اللئ كة هذا يوم كم الذي كن تم‬
‫توعدون} يعن تقول لم اللئكة تبشرهم يوم معادهم إذا خرجوا من قبورهم {هذا يومكم الذي كنتم‬
‫توعدون} أي فأملوا مطططططططططططططططا يسطططططططططططططططركم‪.‬‬

‫** َيوْ مَ نَ ْطوِي ال سّمَآءَ َكطَ ّي ال سّجِلّ لِ ْل ُكتُ بِ كَمَا بَ َدْأنَآ َأوّلَ َخلْ ٍق ّنعِيدُ هُ َوعْدا عََليْنَآ إِنّا كُنّا فَاعِلِيَ‬
‫يقول تعال‪ :‬هذا كائن يوم القيامة {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} كما قال تعال‪{ :‬وما‬
‫قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبض ته يوم القيا مة وال سموات مطويات بيمي نه سبحانه وتعال ع ما‬
‫يشركون} وقد قال البخاري‪ :‬حدثنا مقدم بن ممد‪ ,‬حدثن عمي القاسم بن يي عن عبيد ال عن نافع‬
‫عن ا بن ع مر عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن ال يق بض يوم القيا مة الرض ي وتكون‬
‫السموات بيمينه» انفرد به من هذا الوجه البخاري رحه ال‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن أحد بن الجاج الرقي‪ ,‬حدثنا ممد بن سلمة عن أب واصل عن أب الليح الزدي عن أب الوزاء‬
‫الزدي عن ابن عباس قال‪ :‬يطوي ال السموات السبع با فيها من الليقة والرضي السبع با فيها من‬
‫الليقة يطوي ذلك كله بيمينه يكون ذلك كله ف يديه بنلة خردلة‪ ,‬وقوله‪{ :‬ك طي ال سجل للكتب}‬
‫قيل‪ :‬الراد بالسجل الكتاب‪ ,‬وقيل الراد بالسجل ههنا ملك من اللئكة‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي‬
‫بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن العلء‪ ,‬حدثنا يي بن يان‪ ,‬حدثنا أبو الوفاء الشجعي عن أبيه عن ابن عمر‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬يوم نطوي ال سماء ك طي ال سجل للك تب} قال‪ :‬ال سجل ملك‪ ,‬فإذا صعد بال ستغفار‬
‫قال‪ :‬أكتبها نورا‪ ,‬وهكذا رواه ابن جرير عن أب كريب عن ابن يان به‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬وروي عن‬
‫أب جعفر ممد بن علي بن السي أن ال سجل ملك‪ ,‬وقال السدي ف هذه الَية ال سجل ملك موكل‬
‫بالصحف فإذا مات النسان رفع كتابه إل ال سجل‪ ,‬فطواه ورفعه إل يوم القيامة‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد به اسم‬
‫رجل صحاب كان يكتب للنب صلى ال عليه وسلم الوحي‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا‬
‫نصر بن علي الهضمي‪ ,‬حدثنا نوح بن قيس عن عمرو بن مالك عن أب الوزاء عن ابن عباس {يوم‬

‫‪96‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫نطوي السماء كطي السجل للكتب} قال‪ :‬السجل هو الرجل‪ ,‬قال نوح‪ :‬وأخبن يزيد بن كعب هو‬
‫العوذي عن عمرو بن مالك عن أ ب الوزاء عن ا بن عباس قال‪ :‬ال سجل كا تب لل نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬وهكذا رواه أبو داود والنسائي‪ ,‬كلها عن قتيبة بن سعد عن نوح بن قيس عن يزيد بن كعب‬
‫عن عمرو بن مالك عن أب الوزاء عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬السجل كاتب للنب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬ورواه ابن جرير عن نصر بن علي الهضمي‪ ,‬كما تقدم‪ ,‬ورواه ابن عدي من رواية يي بن‬
‫عمرو بن مالك النكري عن أب يه عن أ ب الوزاء عن ا بن عباس قال‪ :‬كان لر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم كاتب يسمى السجل‪ ,‬وهو قوله‪{ :‬يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} قال‪ :‬كما يطوى‬
‫ال سجل الكتاب كذلك تطوى ال سماء‪ ,‬ث قال‪ :‬و هو غ ي مفوظ‪ .‬وقال الط يب البغدادي ف تاري ه‪:‬‬
‫أنبأنا أبو بكر البقان‪ ,‬أنبأنا ممد بن ممد بن يعقوب الجاجي‪ ,‬أنبأنا أحد بن السن الكرخي أن‬
‫حدان بن سعيد‪ ,‬حدثهم عن عبد ال بن ني عن عبيد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬السجل‬
‫كا تب لل نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وهذا من كر جدا من حد يث نا فع عن ا بن ع مر ل ي صح أ صلً‪,‬‬
‫وكذلك ما تقدم عن ابن عباس من رواية أب داود وغيه ل يصح أيضا‪ ,‬وقد صرح جاعة من الفاظ‬
‫بوضعه وإن كان ف سنن أب داود منهم شيخنا الافظ الكبي أبو الجاج الزي فسح ال ف عمره ونسأ‬
‫ف أجله‪ ,‬وخ تم له ب صال عمله‪ ,‬و قد أفردت لذا الد يث جزءا على حد ته ول ال مد‪ .‬و قد ت صدى‬
‫المام أ بو جع فر بن جر ير للنكار على هذا الد يث‪ ,‬ورده أ ت رد‪ ,‬وقال‪ :‬ل يعرف ف ال صحابة أ حد‬
‫اسه السجل‪ ,‬وكتاب النب صلى ال عليه وسلم معروفون وليس فيهم أحد اسه السجل‪ ,‬وصدق رحه‬
‫ال ف ذلك‪ ,‬و هو من أقوى الدلة على نكارة هذا الد يث‪ ,‬وأ ما من ذكره ف أ ساء ال صحابة‪ ,‬فإن ا‬
‫اعت مد على هذا الد يث ل على غيه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وال صحيح عن ا بن عباس أن ال سجل هي ال صحيفة‪,‬‬
‫قاله علي بن أب طلحة‪ ,‬والعوف عنه‪ ,‬ونص على ذلك ماهد وقتادة وغي واحد‪ ,‬واختاره ابن جرير لنه‬
‫العروف فط اللغطة‪ ,‬فعلى هذا يكون معنط الكلم يوم نطوي السطماء كططي السطجل للكتاب‪ ,‬أي على‬
‫الكتاب بع ن الكتوب‪ ,‬كقوله‪{ :‬فل ما أ سلما وتله لل جبي} أي على ال بي‪ ,‬وله نظائر ف الل غة‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلي} يعن هذا كائن ل مالة يوم يعيد‬
‫ال اللئق خلقا جديدا كما بدأهم هو القادر على إعادتم‪ .‬وذلك واجب الوقوع لنه من جلة وعد‬
‫ال الذي ل يلف ول يبدل‪ ,‬و هو القادر على ذلك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إ نا ك نا فاعل ي}‪ .‬وقال المام أح د‪:‬‬
‫حدثنا وكيع وابن جعفر العن قال حدثنا شعبة عن الغية بن النعمان عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قام في نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بوعظةٍ‪ :‬فقال‪« :‬إن كم مشورون إل ال عز و جل حفاة‬
‫‪97‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عراةً غرلً‪ ,‬ك ما بدأ نا أول خلق نعيده وعدا علي نا‪ ,‬إ نا ك نا فاعل ي» وذ كر تام الد يث‪ ,‬أخرجاه ف‬
‫الصحيحي من حديث شعبة‪ ,‬ذكره البخاري عند هذه الَية ف كتابه‪ ,‬وقد روى ليث بن أب سليم عن‬
‫ماهد عن عائ شة عن ر سول ال صلى ال عليه وسلم ن و ذلك‪ ,‬وقال العو ف عن ابن عباس ف قوله‪:‬‬
‫طا كان أول مرة‪.‬‬‫طء كمط‬‫طل شيط‬ ‫طا أول خلق نعيده} قال‪ :‬يهلك كط‬ ‫طا بدأنط‬
‫{كمط‬

‫ي الصّالِحُونَ * إِنّ فِي هَـذَا َلَبلَغا ّل َقوْمٍ‬


‫** وََلقَدْ َكَتْبنَا فِي ال ّزبُو ِر مِن َبعْدِ الذّكْرِ أَنّ الرْضَ يَ ِرُثهَا عِبَادِ َ‬
‫عَابِدِينطططططططَ * وَمَططططططآ أَرْسطططططططَ ْلنَاكَ إِلّ َرحْ َمةً لّ ْلعَاَلمِيَطططططط‬
‫يقول تعال مبا عما حتمه وقضاه لعباده الصالي من السعادة ف الدنيا والَخرة ووراثة الرض ف‬
‫الدن يا والَخرة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن الرض ل يورث ها من يشاء من عباده والعاق بة للمتق ي} وقال‪{ :‬إ نا‬
‫لننصطر رسطلنا والذيطن آمنوا فط الياة الدنيطا ويوم يقوم الشهاد} وقال‪{ :‬وعطد ال الذيطن آمنوا منكطم‬
‫وعملوا ال صالات لي ستخلفنهم ف الرض ك ما ا ستخلف الذ ين من قبل هم وليمك نن ل م دين هم الذي‬
‫ارت ضى ل م} وأ خب تعال أن هذا م سطور ف الك تب الشرع ية والقدر ية و هو كائن لمالة‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ول قد كتب نا ف الزبور من ب عد الذ كر}‪ .‬قال الع مش‪ :‬سألت سعيد بن جبي عن قوله تعال‪:‬‬
‫{ول قد كتب نا ف الزبور من ب عد الذ كر} فقال الزبور‪ :‬التوراة والن يل‪ ,‬والقرآن وقال ما هد‪ :‬الزبور‬
‫الكتاب‪ ,‬وقال ابطن عباس والشعطب والسطن وقتادة وغيط واحطد‪ :‬الزبور الذي أنزل على داود‪ ,‬والذكطر‬
‫التوراة‪ .‬و عن ا بن عباس‪ :‬الذ كر القرآن‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬الذ كر الذي ف ال سماء‪ .‬وقال ما هد‪:‬‬
‫الزبور الكتب بعد الذكر والذكر أم الكتاب عند ال‪ ,‬واختار ذلك ابن جرير رحه ال‪ ,‬وكذا قال زيد‬
‫بن أ سلم‪ :‬هو الكتاب الول‪ ,‬وقال الثوري‪ :‬هو اللوح الحفوظ‪ .‬وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪:‬‬
‫الزبور الكتب الت أنزلت على النبياء‪ ,‬والذكر أ ّم الكتاب الذي يكتب فيه الشياء قبل ذلك‪ ,‬وقال علي‬
‫بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :,‬أ خب ال سبحانه وتعال ف التوراة والزبور و سابق عل مه ق بل أن تكون‬
‫ال سموات والرض أن يورث أ مة م مد صلى ال عل يه و سلم الرض‪ ,‬ويدخلهم ال نة وهم الصالون‪.‬‬
‫وقال ماهد عن ابن عباس {أن الرض يرثها عبادي الصالون} قال‪ :‬أرض النة‪ ,‬وكذا قال أبو العالية‬
‫وماهد وسعيد بن جبي والشعب وقتادة والسدي وأبو صال والربيع بن أنس والثوري‪ ,‬وقال أبو الدرداء‬
‫ن ن ال صالون‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬هم الؤمنون‪ ,‬وقوله‪{ :‬إن ف هذا لبلغا لقوم عابد ين} أي إن ف هذا‬

‫‪98‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القرآن الذي أنزلناه على عبدنا ممد صلى ال عليه وسلم لبلغا‪ :‬لنفعة وكفايةً لقوم عابدين‪ ,‬وهم الذين‬
‫عبدوا ال باط شرعطه وأحبطه ورضيطه‪ ,‬وآثروا طاعطة ال على طاعطة الشيطان‪ ,‬وشهوات أنفسطهم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬و ما أر سلناك إل رح ة للعال ي} ي ب تعال أن اللهج عل ممدا صلى ال عل يه و سلم رح ة‬
‫للعالي أي أرسله رحة لم كلهم فمن قبل هذه الرحة وشكر هذه النعمة سعد ف الدنيا والَخرة ومن‬
‫ردها وجحدها خسر ف الدنيا والَخرة كما قال تعال‪{ :‬أل تر إل الذين بدلوا نعمة ال كفرا وأحلوا‬
‫قومهم دار البوار جهنم يصلونا وبئس القرار} وقال تعال ف صفة القرآن‪{ :‬قل هو للذين آمنوا هدى‬
‫وشفاء والذين ليؤمنون ف آذانم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} وقال مسلم ف‬
‫صحيحه حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن ابن أب حازم عن أب هريرة‬
‫قال‪ :‬ق يل يار سول ال ادع على الشرك ي‪ .‬قال «إ ن ل أب عث لعانا‪ ,‬وإن ا بع ثت رح ة» انفرد بإخرا جه‬
‫م سلم‪ .‬و ف الد يث الَ خر «إن ا أ نا رح ة مهداة» رواه ع بد ال بن أ ب عوا نة وغيه عن وك يع عن‬
‫العمش عن أب صال عن أب هريرة مرفوعا‪ .‬قال إبراهيم الرب‪ .‬وقد رواه غيه عن وكيع فلم يذكر‬
‫أ با هريرة‪ .‬وكذا قال البخاري وقد سئل عن هذا الد يث‪ ,‬فقال‪ :‬كان ع ند ح فص بن غياث مر سلً‪.‬‬
‫قال الافظ ابن عساكر‪ :‬وقد رواه مالك بن سعيد المس عن العمش عن أب صال عن أب هريرة‬
‫مرفوعا‪ ,‬ث ساقه من طريق أب بكر بن القرىء وأب أحد الاكم‪ ,‬كلها عن بكر بن ممد بن إبراهيم‬
‫الصوف‪ ,‬حدثنا إبراه يم بن سعيد الوهري عن أ ب أسامة عن إ ساعيل بن أ ب خالد عن قيس بن أب‬
‫حازم عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنا أنا رحة مهداة» ث أورده من طريق‬
‫الصلت بن مسعود عن سفيان بن عيينة عن مسعر عن سعيد بن خالد‪ ,‬عن رجل عن ابن عمر قال‪ :‬قال‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬إن ال بعثنط رحةط مهداة بعثطت برفطع قوم وخفطض آخريطن»‪.‬‬
‫قال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن نافع الطحان‪ ,‬حدثنا أحد بن صال قال‪ :‬وجدت‬
‫كتابا بالدينة عن عبد العزيز الدراوردي وإبراهيم بن ممد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحن بن‬
‫عوف‪ ,‬عن ممد بن صال التمار عن ابن شهاب‪ ,‬عن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه قال‪ :‬قال أبو‬
‫جهل حي قدم مكة منصرفه عن حزة‪ :‬يا معشر قريش إن ممدا نزل يثرب وأرسل طلئعه‪ ,‬وإنا يريد‬
‫أن ي صيب من كم شيئا‪ ,‬فاحذورا أن تروا طري قه أو تقاربوه‪ ,‬فإ نه كال سد الضاري‪ ,‬إ نه ح نق علي كم‬
‫لنكم نفيتموه نفي القردان عن الناسم‪ ,‬وال إن له لسحرة ما رأيته قط ول أحدا من أصحابه إل رأيت‬
‫معهم الشياطي‪ ,‬وإنكم قد عرفتم عداوة ابن قيلة يعن الوس والزرج‪ ,‬فهو عدو استعان بعدو‪ ,‬فقال له‬
‫مط عم بن عدي‪ :‬يا أبا ال كم وال ما رأيت أحدا أصدق لسانا‪ ,‬ول أصدق موعدا من أخي كم الذي‬
‫‪99‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طردت‪ ,‬وإذ فعلتم الذي فعلتم‪ ,‬فكونوا أكف الناس عنه‪ ,‬قال أبو سفيان بن الارث‪ :‬كونوا أشد ما كنتم‬
‫عل يه إن اب ن قيلة إن ظفروا ب كم ل يرقبوا في كم إلً ول ذ مة‪ ,‬وإن أطعتمو ن ألأتو هم ح ي كنا نة أو‬
‫ترجوا ممدا من ب ي ظهراني هم‪ ,‬فيكون وحيدا مطرودا‪ ,‬وأ ما اب نا قيلة فوال ما ه ا وأ هل دهلك ف‬
‫الذلة إل سطططططططططواء وسطططططططططأكفيكم حدهطططططططططم‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫سطططططأمنح جانبا منططططط غليظاعلى مطططططا كان مطططططن قرب وبعطططططد‬
‫رجال الزرجيطططططة أهطططططل ذلذا مطططططا كان هزل بعطططططد جطططططد‪.‬‬
‫فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال «والذي نفسي بيده‪ ,‬لقتلنهم ولصلبنهم ولهدينهم‬
‫وهم كارهون‪ ,‬إن رحة بعثن ال ول يتوفان حت يظهر ال دينه‪ ,‬ل خسة أساء أنا ممد وأحد وأنا‬
‫الاحي الذي يحو ال ب الكفر‪ ,‬وأنا الاشر الذي يشر الناس على قدمي‪ ,‬وأنا العاقب» وقال أحد بن‬
‫صال‪ :‬أر جو أن يكون الد يث صحيحا‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا معاو ية بن عمرو‪ ,‬حدث نا زائدة‪,‬‬
‫حدث ن عمرو بن قيس عن عمرو بن أب قرة الكندي قال‪ :‬كان حذيفة بالدائن فكان يذكر أشياء قالا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجاء حذيفة إل سلمان‪ ,‬فقال سلمان‪ :‬يا حذيفة إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم خطب فقال‪« :‬أيا رجل من أمت سببته ف غضب أو لعنته لعنة‪ ,‬فإنا أنا رجل من ولد آدم‬
‫أغضطب كمطا تغضبون‪ ,‬إناط بعثنط ال رحةط للعاليط فأجعلهطا صطلة عليطه يوم القيامطة»‪.‬‬
‫ورواه أبو داود عن أحد بن يونس عن زائدة‪ ,‬فإن قيل‪ :‬فأي رحة حصلت لن كفر به ؟ فالواب ما‬
‫رواه أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا إسحاق بن شاهي‪ ,‬حدثنا إسحاق الزرق عن السعودي عن رجل‬
‫يقال له سعيد عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬وماأرسلناك إل رحة للعالي} قال‪ :‬من آمن‬
‫بال واليوم الَخر كتب له الرحة ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ومن ل يؤمن بال ورسوله عوف ما أصاب المم‬
‫من ال سف والقذف‪ ,‬وهكذا رواه ا بن أ ب حا ت من حد يث ال سعودي عن أ ب سعد و هو سعيد بن‬
‫الرزبان البقال عن سعيد بن جبي عن ابن عباس فذكره بنحوه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد رواه أبو القاسم الطبان‬
‫عن عبدان بن أحد عن عيسى بن يونس الرملي عن أيوب بن سويد عن السعودي عن حبيب بن أب‬
‫ثابت عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {وماأرسلناك إل رحة للعالي} قال‪ :‬من تبعه كان له رحة ف‬
‫الدينطا والَخرة‪ ,‬ومطن ل يتبعطه عوفط ماط كان يبتلى بطه سطائر المطم مطن السطف والسطخ والقذف‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** ُقلْ ِإنّمَآ يُو َحىَ إَِليّ َأنّمَآ إِلَـ ُهكُمْ إِلَـ ٌه وَاحِدٌ َفهَلْ أَنتُمْ مّسْلِمُونَ * فَإِن َتوَّل ْواْ َفقُلْ آذَنتُكُ ْم عََل َى َسوَآءٍ‬
‫جهْ َر مِ َن الْ َقوْ ِل َوَيعْلَ ُم مَا َتكْتُمُونَ * َوإِنْ َأدْرِي َلعَلّهُ‬
‫َوإِنْ َأدْرِ يَ أَقَرِي بٌ أَم َبعِي ٌد مّا تُوعَدُونَ * ِإنّ ُه َيعْلَ ُم الْ َ‬
‫طعَانُ عََلىَ مَا تَصِطفُونَ‬ ‫ِفْتنَةٌ ّلكُم ْط َو َمتَاعٌطإَِلىَ حِيٍ * قَالَ رَبّط احْكُم بِاْلحَقّط وَ َربّنَا ال ّرحْمَـط ُن الْمُس ْتَ‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلواته وسلمه عليه أن يقول للمشركي {إنا يوحى إلّ أنا إلكم إله واحد‬
‫فهل أنتم مسلمون}أي متبعون على ذلك مستسلمون منقادون له {فإن تولوا} أي تركوا ما دعوتم إليه‬
‫{فقل آذنتكم على سواء} أي أعلمتكم أن حرب لكم كما أنكم حرب ل بريء منكم كما أنتم برآء‬
‫من‪ ,‬كقوله‪{ :‬فإن كذبوك فقل ل عملي ولكم عملكم أنتم بريئون ما أعمل وأنا بريء ما تعملون}‬
‫وقال‪{ :‬وإما تافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} أي ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على‬
‫ال سواء‪ ,‬وهكذا هه نا {فإن تولوا ف قل آذنت كم على سواء} أي أعلمت كم بباءت من كم وبراءت كم م ن‬
‫لعلمططططططططططططططططططططططططططططططططططططططي بذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن أدري أقر يب أم بع يد ما توعدون} أي هو وا قع ل مالة‪ ,‬ول كن ل علم ل بقر به ول‬
‫ببعده {إنه يعلم الهر من القول ويعلم ما تكتمون} اي إن ال يعلم الغيب جيعه ويعلم ما يظهره العباد‬
‫ومطا يسطرون‪ ,‬يعلم الظواهطر والضمائر‪ ,‬ويعلم السطر وأخفطى‪ ,‬ويعلم مطا العباد عاملون فط أجهارهطم‬
‫وأ سرارهم‪ ,‬و سيجزيهم على ذلك القل يل والل يل‪ .‬وقوله‪{ :‬وإن أدري لعله فت نة ل كم ومتاع إل ح ي}‬
‫أي وما أدري لعل هذا فتنة لكم ومتاع إل حي‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬لعل تأخي ذلك عنكم فتنة لكم ومتاع‬
‫إل أجل مسمى‪ ,‬وحكاه عون عن ا بن عباس فال أعلم {قال رب احكم بالق} أي افصل بيننا وب ي‬
‫قومنا الكذبي بالق‪ .‬قال قتادة‪ :‬كانت النبياء عليهم السلم يقولون‪{ :‬ربنا افتح بيننا وبي قومنا بالق‬
‫وأنت خي الفاتي} وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقول ذلك‪ ,‬وعن مالك عن زيد بن أسلم‪:‬‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا شهد قتالً قال‪{ :‬رب احكم بالق}‪ .‬وقوله‪{ :‬وربنا الرحن‬
‫ط يقولون ويفترون مطن الكذب ويتنوعون فط مقامات التكذيطب‬ ‫السطتعان على مطا تصطفون} أي على م ا‬
‫والفطططططططك‪ ,‬وال السطططططططتعان عليكطططططططم فططططططط ذلك‪.‬‬
‫آخطططر تفسطططي سطططورة النطططبياء عليهطططم السطططلم ول المطططد والنطططة‪.‬‬

‫ططططططططططططططططططططط‬
‫طططططططططططططططططططططورة الجط‬
‫سط‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬


‫‪101‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضعَ تْ‬‫ض َع ٍة عَمّآ أَ ْر َ‬
‫** َيَأّيهَا النّا سُ اّتقُواْ َرّبكُ مْ إِ نّ زَلْزََل َة ال سّا َعةِ شَيْ ٌء عَظِي مٌ * َيوْ َم تَ َر ْوَنهَا تَ ْذهَلُ كُ ّل مُرْ ِ‬
‫سكَارَىَ وَلَ ـكِ ّن عَذَا بَ اللّ ِه َشدِيدٌ‬ ‫َوتَضَ عُ كُلّ ذَا تِ حَ ْملٍ حَ ْملَهَا َوتَرَى النّا سَ ُسكَارَىَ وَمَا هُم بِ ُ‬
‫يقول تعال آمرا عباده بتقواه وم با ل م ب ا ي ستقبلون من أهوال يوم القيا مة وزلزل ا وأحوال ا‪ ,‬و قد‬
‫اختلف الف سرون ف زلزلة السطاعة‪ :‬هطل هطي بعطد قيام الناس من قبور هم يوم نشور هم إل عر صات‬
‫القيامطة‪ ,‬أو ذلك عبارةعطن زلزلة الرض قبطل قيام الناس مطن أجداثهطم ؟ كمطا قال تعال‪{ :‬إذا زلزلت‬
‫الرض زلزالاط وأخرجطت الرض أثقالاط} وقال تعال‪{ :‬وحلت الرض والبال فدكتطا دكطة واحدة‪,‬‬
‫فيومئذ وق عت الواق عة} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إذا ر جت الرض رجا‪ ,‬وب ست البال ب سا} الَ ية‪ ,‬فقال‬
‫قائلون‪ :‬هذه الزلزلة كائنة ف آخر عمر الدنيا وأول أحوال الساعة‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪,‬‬
‫حدثنا يي‪ ,‬حدثنا سفيان عن العمش عن إبراهيم عن علقمة ف قوله‪{ :‬إن زلزلة الساعة شيء عظيم}‬
‫قال‪ :‬قبل الساعة‪ ,‬ورواه ابن أب حات من حديث الثوري عن منصور والعمش عن إبراهيم عن علقمة‬
‫فذكره‪ ,‬قال‪ :‬وروي عن الشعب وإبراهيم وعبيد بن عمي نو ذلك‪ .‬وقال أبو كدينة عن عطاء بن عامر‬
‫الشعب {ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} قال‪ :‬هذا ف الدنيا قبل يوم القيامة‪ .‬وقد‬
‫أورد المام أبو جعفر بن جرير مستند من قال ذلك ف حديث الصور من رواية إساعيل بن رافع قاضي‬
‫أهل الدينة عن يزيد بن أب زياد‪ ,‬عن رجل من النصار عن ممد بن كعب القرظي‪ ,‬عن رجل عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ال ل ا فرغ من خلق السطموات والرض خلق‬
‫الصور فأعطاه إسرافيل‪ ,‬فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إل العرش ينتظر مت يؤمر» قال أبو هريرة‪:‬‬
‫يا ر سول ال و ما ال صور ؟ قال‪ :‬قرن‪ .‬قال‪ :‬فك يف هو ؟ قال‪« :‬قرن عظ يم ين فخ ف يه ثلث نفخات‪:‬‬
‫الول نف خة الفزع‪ ,‬والثانية نف خة ال صعق‪ ,‬والثالثة نفخة القيام لرب العال ي‪ ,‬يأ مر ال إ سرافيل بالنف خة‬
‫الول‪ .‬فيقول‪ :‬ان فخ نف خة الفزع‪ ,‬فيفزع أ هل ال سموات وأ هل الرض إل من شاء ال‪ ,‬ويأمره فيمد ها‬
‫ويطولا ول يفتر‪ ,‬وهي الت يقول ال تعال‪{ :‬وما ينظر هؤلء إل صيحة واحدة مالا من فواق} فيستر‬
‫البال فتكون سرابا‪ ,‬وترج الرض بأهلها رجا‪ ,‬وهي الت يقول ال تعال‪{ :‬يوم ترجف الراجفة‪ ,‬تتبعها‬
‫الرادفة‪ ,‬قلوب يومئذ واجفة} فتكون الرض كالسفينة الوبقة ف البحر تضربا المواج تكفؤها بأهلها‪,‬‬
‫وكالقند يل العلق بالعرش ترج حه الرواح فيم تد الناس على ظهر ها‪ ,‬فتذ هل الرا ضع وت ضع الوا مل‪,‬‬
‫ويشيب الولدان‪ ,‬وتطي الشياطي هاربة حت تأت القطار فتلقاها اللئكة فتضرب ف وجوهها فترجع‪,‬‬
‫ويول الناس مدبريطن ينادي بعضهطم بعضا‪ ,‬وهطي التط يقول ال تعال‪{ :‬يوم التناد يوم تولون مدبريطن‬
‫مالكم من ال من عاصم ومن يضلل ال فماله من هاد} فبينما هم على ذلك إذ انصدعت الرض من‬
‫‪102‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ق طر إل ق طر‪ ,‬ورأوا أمرا عظيما‪ ,‬فأخذ هم لذلك من الكرب ما ال أعلم به‪ .‬ث نظروا إل ال سماء فإذا‬
‫هي كالهل‪ ,‬ث خسف شسها وقمرها‪ ,‬وانتثرت نومها ث كشطت عنهم ط قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬والموات ل يعلمون بشيء من ذلك» قال أبو هريرة‪ :‬فمن استثن ال حي يقول {ففزع‬
‫من ف السموات ومن ف الرض إل من شاء ال} قال «أولئك الشهداء‪ ,‬وإنا يصل الفزع إل الحياء‪,‬‬
‫أولئك أحياء عنطد ربمط يرزقون‪ ,‬وقاهطم ال شطر ذلك اليوم وآمنهطم‪ ,‬وهطو عذاب ال يبعثطه على شرار‬
‫خلقه‪ ,‬وهو الذي يقول ال‪{ :‬ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونا تذهل كل‬
‫مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حل حلها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب‬
‫ال شديد}» وهذا الديث قد رواه الطبان وابن جرير وابن أب حات وغي واحد مطولً جدا‪ ,‬والغرض‬
‫منه أنه دل على أن هذه الزلزلة كائنة قبل يوم الساعة أضيفت إل الساعة لقربا منها‪ ,‬كما يقال أشراط‬
‫السطاعة ونوط ذلك‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقال آخرون بطل ذلك هول وفزع وزلزال وبلبال كائن يوم القيامطة فط‬
‫العرصططات بعططد القيام مططن القبور‪ ,‬واختار ذلك ابططن جريططر‪ ,‬واحتجوا بأحاديططث‪:‬‬
‫(الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن هشام‪ ,‬حدثنا قتادة عن السن عن عمران بن حصي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال وهو ف بعض أسفاره‪ ,‬وقد تفاوت بي أصحابه السي رفع باتي‬
‫الَيتي صوته‪{ .‬ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم‪ ,‬يوم ترونا تذهل كل مرضعة عما‬
‫أرضعت وتضع كل ذات حل حلها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ال شديد}‬
‫فلما سع أصحابه بذلك حثوا الطي‪ ,‬وعرفوا أنه عند قول يقوله‪ ,‬فلما دنوا حوله قال‪« :‬أتدرون أي يوم‬
‫ذاك‪ ,‬ذاك يوم ينادى آدم عليه السلم فيناديه ربه عز وجل‪ ,‬فيقول‪ :‬يا آدم ابعث بعثك إل النار‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫يا رب وما بعث النار ؟ فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ف النار وواحد ف النة» قال‪:‬‬
‫فأبلس أصحابه حت ما أوضحوا بضاحكة‪ ,‬فلما رأى ذلك قال‪« :‬أبشروا واعملوا‪ ,‬فو الذي نفس ممد‬
‫بيده إنكم لع خليقتي ما كانتا مع شيء قط إل كثرتاه يأجوج ومأجوج‪ ,‬ومن هلك من بن آدم وبن‬
‫إبل يس» قال‪ :‬ف سري عن هم‪ ,‬ث قال‪« :‬اعملوا وأبشروا‪ ,‬فوالذي ن فس م مد بيده ما أن تم ف الناس إل‬
‫كالشامة ف جنب البعي أو الرقمة ف ذراع الدابة» وهكذا رواه الترمذي والنسائي ف كتاب التفسي من‬
‫سننيهما عن ممد بن بشار عن يي وهو القطان‪ ,‬عن هشام وهو الدستوائي عن قتادة به بنحوه‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حسطططططططططططططططططن صطططططططططططططططططحيح‪.‬‬
‫(طر يق آ خر) لذا الد يث‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حدثنا ا بن أب ع مر‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة‪ ,‬حدثنا ا بن‬
‫جدعان عن السن عن عمران بن حصي أن النب صلى ال عليه وسلم قال لا نزلت‪{ :‬يا أيها الناس‬
‫‪103‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اتقوا رب كم ط إل قوله ط ول كن عذاب ال شد يد} قال‪ :‬نزلت عل يه هذه الَ ية و هو ف سفر‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«أتدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال ط ذلك يوم يقول ال لَدم‪ :‬ابعث بعث النار‪,‬‬
‫قال‪ :‬يا رب وما بعث النار ؟ قال‪ :‬تسعمائة وتسعة وتسعون إل النار وواحد إل النة» فأنشأ السلمون‬
‫يبكون‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قاربوا وسددوا‪ ,‬فإنا ل تكن نبوة قط إل كان بي يديها‬
‫جاهلية‪ ,‬قال‪ :‬فيؤخذ العدد من الاهلية‪ ,‬فإن تت‪ ,‬وإل كملت من النافقي‪ ,‬وما مثلكم ومثل المم ال‬
‫كمثل الرقمة ف ذراع الدابة أو كالشامة ف جنب البعي ث قال‪« :‬إن لرجو أن تكونوا ربع أهل النة»‬
‫ط فكبوا ث قال ط‪« :‬إن لرجو أن تكونوا ثلث أهل النة» ط فكبوا ث قال ط‪« :‬إن لرجو أن‬
‫تكونوا نصف أهل النة» فكبوا ث قال‪ :‬ول أدري قال الثلثي أم ل‪ ,‬وكذا رواه المام أحد عن سفيان‬
‫بن عيينة به‪ .‬ث قال الترمذي أيضا‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وقد سعيد بن أب عروبة عن السن عن‬
‫عمران بن الصي وقد رواه ابن أب حات من حديث سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن السن والعلء‬
‫بن زياد العدوي عن عمران بن الصي فذكره‪ ,‬وهكذا روى ابن جرير عن بندار عن غندر عن عوف‬
‫عن السن قال‪ :‬بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قفل من غزوة العسرة ومعه أصحابه بعد ما‬
‫شارف الدي نة قرأ {يا أيها الناس اتقوا رب كم إن زلزلة ال ساعة شيء عظ يم} وذكر الد يث فذكر ن و‬
‫طططططططططططططططياق ابططططططططططططططططن جدعان‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫سط‬
‫(الديث الثان) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن الطباع‪ ,‬حدثنا أبو سفيان العمري‪ ,‬عن معمر‬
‫عن قتادة عن أنس قال‪ :‬نزلت {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} وذكر‪ ,‬يعن نو سياق السن عن عمران‬
‫غيط أنطه قال‪ :‬ومطن هلك مطن كثرة النط والنطس‪ .‬ورواه ابطن جريطر بطوله مطن حديطث معمطر‪.‬‬
‫(الديث الثالث) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سعيد بن سلمان حدثنا عباد يعن ابن العوام‪,‬‬
‫حدث نا هلل بن خباب عن عكر مة عن ا بن عباس قال‪ :‬تل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم هذه الَ ية‬
‫فذ كر نوه‪ ,‬وقال فيه «إن لرجو أن تكونوا ربع أهل النة ط ث قال ط إن لرجو أن تكونوا ثلث‬
‫أهل النة ط ث قال ط إن لرجو أن تكونوا شطر أهل النة» ففرحوا‪ ,‬وزاد أيضا «وإنا أنتم جزء من‬
‫ألف جزء»‪.‬‬
‫(الد يث الرا بع) قال البخاري ع ند تف سي هذه الَ ية‪ :‬حدث نا ع مر بن ح فص‪ ,‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا‬
‫الع مش‪ ,‬حدث نا أ بو صال عن أ ب سعيد قال‪ :‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪« :‬يقول ال تعال يوم‬
‫القيامة‪ :‬يا آدم‪ ,‬فيقول‪ :‬لبيك ربنا وسعديك‪ ,‬فينادي بصوت‪ :‬إن ال يأمرك أن ترج من ذريتك بعثا إل‬
‫النار‪ ,‬قال‪ :‬يا رب وما بعث النار ؟ قال‪ :‬من كل ألف ط أراه قال ط تسعمائة وتسعة وتسعون‪ ,‬فحينئذ‬
‫‪104‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تضع الامل حلها ويشيب الوليد {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ال شديد}‬
‫ف شق ذلك على الناس ح ت تغيت وجوه هم‪ .‬قال ال نب صلى ال عل يه و سلم « من يأجوج ومأجوج‬
‫ت سعمائة وت سعة وت سعون ومن كم وا حد‪ ,‬أن تم ف الناس كالشعرة ال سوداء ف ج نب الثور الب يض‪ ,‬أو‬
‫كالشعرة البيضاء ف جنب الثور السود‪ ,‬وإن لرجو أن تكونوا ربع أهل النة ط فكبنا ث قال ط ثلث‬
‫أهل النة ط فكبنا ث قال ط شطر أهل النة» فبكرنا‪ ,‬وقد وراه البخاري أيضا ف غي هذا الوضع‪,‬‬
‫ومسطططلم والنسطططائي فططط تفسطططيه مطططن طرق عطططن العمطططش بطططه‪.‬‬
‫(الديث الامس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عمارة بن ممد ابن أخت سفيان الثوري وعبيدة العن‪,‬‬
‫كلها عن إبراهيم بن مسلم عن أب الحوص عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إن ال يبعث يوم القيامة مناديا ينادي‪ :‬يا آدم إن ال يأمرك أن تبعث بعثا من ذريتك إل النار‪ ,‬فيقول‬
‫آدم‪ :‬يا رب من هم ؟ فيقال له‪ :‬من كل مائة تسعة وتسعون» فقال رجل من القوم‪ :‬من هذا الناجي منا‬
‫ب عد هذا يا ر سول ال ؟ قال‪ « :‬هل تدرون ما أن تم ف الناس إل كالشا مة ف صدر البع ي» انفرد بذا‬
‫السططططططططططند وهذا السططططططططططياق المام أحدطططططططططط‪.‬‬
‫(الديث السادس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن حات بن أب صفية‪ ,‬حدثنا ابن أب مليكة أن‬
‫القاسم بن ممد أخبه عن عائشة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إنكم تشرون إل ال يوم القيامة‬
‫حفاة عراة غرلً» قالت عائشة‪ :‬يا رسول ل الرجال والنساء ينظر بعضهم إل بعض‪ ,‬قال «يا عائشة إن‬
‫المططططر أشططططد مططططن أن يهمهططططم ذاك» أخرجاه فطططط الصططططحيحي‪.‬‬
‫(الديث السابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن خالد بن أب عمران‬
‫عن القاسم بن ممد عن عائشة قالت‪ :‬قلت يا رسول ال‪ ,‬هل يذكر البيب حبيبه‪ ,‬يوم القيامة ؟ قال‪:‬‬
‫«يا عائشة أما عند ثلث فل‪ ,‬أما عند اليزان حت يثقل أو يف فل‪ ,‬وأما عند تطاير الكتب إما يعطى‬
‫بيمي نه وإ ما يع طى بشماله فل‪ ,‬وح ي يرج ع نق من النار فينطوي علي هم ويتغ يظ علي هم ويقول ذلك‬
‫العنق‪ :‬وكلت بثلثة‪ ,‬وكلت بثلثة‪ ,‬وكلت بثلثة‪ ,‬وكلت بن ادعى مع ال إلا آخر‪ ,‬ووكلت بن ل‬
‫يؤمن بيوم الساب‪ ,‬ووكلت بكل جبار عنيد ط قال ط فينطوي عليهم‪ .‬ويرميهم ف غمرات جهنم‪,‬‬
‫ولهنم جسر أرق من الشعر وأحد من السيف‪ ,‬عليه كلليب وحسك يأخذن من شاء ال‪ ,‬والناس عليه‬
‫كالبق وكالطرف وكالريطح وكأجاويطد اليطل والركاب‪ ,‬واللئكطة يقولون‪ :‬رب سطلم‪ ,‬سطلم‪ .‬فناج‬
‫مسططططططلم‪ ,‬ومدوش مسططططططلم‪ ,‬مكور فطططططط النار على وجهططططططه»‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والحاديطث فط أهوال يوم القيامطة والَثار كثية جدا لاط موضطع آخطر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن زلزلة‬
‫ال ساعة ش يء عظ يم} أي أ مر عظ يم‪ ,‬وخ طب جل يل‪ ,‬وطارق مف ظع‪ ,‬وحادث هائل‪ ,‬وكائن عج يب‪,‬‬
‫والزلزال هو ما يصل للنفوس من الرعب والفزع‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬هنالك ابتلي الؤمنون وزلزلوا زلزالً‬
‫شديدا} ثط قال تعال‪{ :‬يوم تروناط} هذا مطن باب ضميط الشأن‪ ,‬ولذا قال مفسطرا له‪{ :‬تذهطل كطل‬
‫مرض عة ع ما أرض عت} أي فتشت غل لول ما ترى عن أ حب الناس إلي ها‪ ,‬وال ت هي أش فق الناس عل يه‬
‫تدهش عنه ف حال إرضاعها له‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬كل مرضعة} ول يقل مرضع‪ ,‬وقال‪{ :‬عما أرضعت}‬
‫أي عن رضيعها ق بل فطا مه‪ .‬وقوله‪{ :‬وتضع كل ذات ح ل حل ها} أي ق بل تامه لشدة الول {وترى‬
‫الناس سكارى} وقرىء {سكرى} أي من شدة المر الذي قد صاروا فيه قد دهشت عقولم‪ ,‬وغابت‬
‫أذهانمط‪ ,‬فمطن رآهطم حسطب أنمط سطكارى {ومطا هطم بسطكارى ولكطن عذاب ال شديطد}‪.‬‬

‫ب عََليْهِ َأنّ ُه مَن َتوَلّهُ َفَأنّ ُه ُيضِلّهُ‬


‫** َومِ َن النّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللّ ِه ِبغَيْرِ عِلْ ٍم َوَيّتبِعُ كُ ّل َشيْطَانٍ مّرِيدٍ * ُكتِ َ‬
‫طعِيِ‬
‫َوَيهْدِيهطططططططططططِ إَِلىَ عَذَابطططططططططططِ السطططططططططط ّ‬
‫يقول تعال ذاما لنط كذب بالبعطث وأنكطر قدرة ال على إحياء الوتطى‪ ,‬معرضا عمطا أنزل ال على‬
‫أنبيائه متبعا ف قوله وإنكاره وكفره كل شيطان مريد من النس والن‪ ,‬وهذا حال أهل البدع والضلل‬
‫العرضي عن الق التبعي للباطل يتركون ما أنزله ال على رسوله من الق البي‪ ,‬ويتبعون أقوال رؤوس‬
‫الضللة الدعاة إل البدع بالهواء والَراء‪ ,‬ولذا قال ف شأنم وأشباههم {ومن الناس من يادل ف ال‬
‫بغ ي علم} أي علم صحيح {ويت بع كل شيطان مر يد‪ ,‬ك تب عل يه} قال ما هد‪ :‬يع ن الشيطان‪ ,‬يع ن‬
‫ك تب عل يه كتا بة قدر ية {أ نه من توله} أي اتب عه وقلده {فأ نه يضله ويهد يه إل عذاب ال سعي} أي‬
‫يضله ف الدنيا‪ ,‬ويقوده ف الَخرة إل عذاب السعي‪ ,‬وهو الار الؤل القلق الزعج‪ ,‬وقد قال السدي عن‬
‫أبطط مالك‪ :‬نزلت هذه الَيططة فطط النضططر بططن الارث‪ ,‬وكذلك قال ابططن جريططج‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمرو بن مسلم البصري‪ ,‬حدثنا عمرو بن الحرم أبو قتادة‪ ,‬حدثنا العمر‪,‬‬
‫حدثنا أبو كعب الكي قال‪ :‬قال خبيث من خبثاء قريش أخبنا عن ربكم من ذهب هو‪ ,‬أو من فضة‬
‫هو‪ ,‬أو من ناس هو ؟ فقعقعت السماء قعقعة ط والقعقعة ف كلم العرب الرعد ط فإذا قحف رأسه‬
‫ساقط بي يديه‪ .‬وقال ليث بن أب سليم عن ماهد‪ :‬جاء يهودي فقال‪ :‬يا ممد أخبن عن ربك من أي‬
‫شيطططء هطططو مطططن در أم مطططن يطططا قوت ؟ قال‪ :‬فجاءت صطططاعقة فأخذتطططه‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ب ثُ ّم مِن نّ ْط َفةٍ ثُ ّم مِ ْن عََل َقةٍ ثُ مّ مِن‬


‫ب مّ َن الَْبعْ ثِ فَِإنّا خََل ْقنَاكُ ْم مّن تُرَا ٍ‬‫** َيَأّيهَا النّا سُ إِن كُنتُ مْ فِي َريْ ٍ‬
‫خرِ ُجكُ ْم ِط ْفلً ثُ مّ‬ ‫خّل َقةٍ ّلُنَبيّ نَ َلكُ مْ َونُقِرّ فِي الرْحَا ِم مَا نَشَآءُ إِلَىَ أَجَ ٍل مّ سَمّى ثُ ّم نُ ْ‬ ‫خّل َقةٍ َو َغيْ ِر مُ َ‬
‫ّمضْ َغ ٍة مّ َ‬
‫ِلتَبُْل ُغ َواْ َأشُدّكُ ْم َومِنكُ ْم مّن ُيَتوَفّ َى َومِنكُ ْم مّن يُ َردّ إَِلىَ أَ ْرذَ ِل اْلعُمُرِ ِل َكْيلَ َيعْلَ مَ مِن َبعْدِ عِ ْل ٍم َشيْئا َوتَرَى‬
‫ك ِبأَ نّ اللّ َه ُهوَ‬
‫ج َبهِي جٍ * ذَلِ َ‬ ‫ت َوأَنَبتَ تْ مِن كُلّ َزوْ ٍ‬ ‫ت وَ َربَ ْ‬ ‫ض هَامِ َدةً فَِإذَآ أَنزَلْنَا عََليْهَا الْمَآ َء اهْتَزّ ْ‬ ‫الرْ َ‬
‫حيِطي الْ َم ْوتَ َى َوَأنّهُ عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ * َوأَ ّن السّا َع َة آِتَيةٌ لّ َريْبَ فِيهَا َوأَنّ اللّهَ يَْبعَثُ مَن‬ ‫الْحَ ّق َوَأنّهُ ُي ْ‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططي اْلقُبُورِ‬ ‫فِط‬
‫لا ذكر تعال الخالف للبعث النكر للمعاد‪ ,‬ذكر تعال الدليل على قدرته تعال على العاد با يشاهد‬
‫من بدئه للخلق فقال‪{ :‬يا أيها الناس إن كنتم ف ريب} أي ف شك {من البعث} وهو العاد‪ ,‬وقيام‬
‫الرواح والج ساد‪ ,‬يوم القيا مة {فإ نا خلقنا كم من تراب} أي أ صل برئه ل كم من تراب‪ ,‬و هو الذي‬
‫خلق منه آدم عليه السلم {ث من نطفة} أي ث جعل نسله من سللة من ماء مهي {ث من علقة ث من‬
‫مضغة} وذلك أنه إذا ا ستقرت النط فة ف ر حم الرأة مك ثت أربع ي يوما كذلك يضاف إليه ما يت مع‬
‫إليها‪ ,‬ث تنقلب علقة حراء بإذن ال‪ ,‬فتمكث كذلك أربعي يوما‪ ,‬ث تستحيل فتصي مضغة قطعة من‬
‫لم ل شكل فيها ول تطيط‪ ,‬ث يشرع ف التشكيل والتخطيط فيصور منها رأس ويدان وصدر وبطن‬
‫وفخذان ورجلن وسطائر العضاء‪ ,‬فتارة تسطقطها الرأة قبطل التشكيطل والتخطيطط‪ ,‬وتارة تلقيهطا وقطد‬
‫صارت ذات ش كل وتط يط‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ث من مض غة مل قة وغ ي مل قة} أي ك ما تشاهدون ا‬
‫{لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء إل أجل مسمى} أي وتارة تستقر ف الرحم ل تلقيها الرأة ول‬
‫تسقطها‪ ,‬كما قال ماهد ف قوله تعال‪{ :‬ملقة وغي ملقة} قال‪ :‬هو السقط ملوق وغي ملوق‪ ,‬فإذا‬
‫مضى عليها أربعون يوما وهي مضغة‪ ,‬أرسل ال تعال ملكا إليها فنفخ فيها الروح وسواها كما يشاء‬
‫ال عطز وجطل مطن حسطن وقبطح‪ ,‬وذكطر وأنثطى‪ ,‬وكتطب رزقهطا وأجلهطا‪ ,‬وشقطي أو سطعيد‪.‬‬
‫كما ثبت ف الصحيحي من حديث العمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال‪ :‬حدثنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو الصادق الصدوق «إن خلق أحدكم يمع ف بطن أمه أربعي ليلة‪ ,‬ث يكون‬
‫عل قة م ثل ذلك‪ ,‬ث يكون مضغة مثل ذلك‪ ,‬ث يب عث ال إليه اللك فيؤ مر بأر بع كلمات‪ ,‬بك تب رز قه‬
‫وعمله وأجله‪ ,‬وشقطططططي أو سطططططعيد‪ ,‬ثططططط ينفطططططخ فيطططططه الروح»‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروى ابن أب حات وابن جرير من حديث داود بن أب هند عن الشعب عن علقمة عن عبد ال قال‪:‬‬
‫النطفة إذا استقرت ف الرحم‪ ,‬أخذها ملك بكفه فقال يا رب ملقة أو غي ملقة ؟ فإن قيل‪ :‬غي ملقة ل‬
‫تكن نسمة وقذفتها الرحام دما‪ ,‬وإن قيل‪ :‬ملقة قال‪ :‬أي رب ذكر أو أنثى‪ ,‬شقي أو سيعد‪ ,‬ما الجل‬
‫و ما ال ثر‪ ,‬وبأي أرض يوت ؟ قال‪ :‬فيقال للنط فة‪ :‬من ر بك ؟ فتقول‪ :‬ال‪ ,‬فيقال من راز قك ؟ فتقول‬
‫ال‪ ,‬فيقال له‪ :‬اذ هب إل أم الكتاب‪ ,‬فإ نك ستجد ف يه ق صة هذه النط فة‪ ,‬قال‪ :‬فتخلق فتع يش ف أجل ها‬
‫وتأكل رزقها وتطأ أثرها‪ ,‬حت إذا جاء أجلها ماتت فدفنت ف ذلك الكان‪ ,‬ث تل عامر الشعب {يا أيها‬
‫الناس إن كنتم ف ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ث من نطفة ث من علقة ث من مضغة ملقة‬
‫وغ ي مل قة} فإذا بل غت مض غة نك ست ف اللق الرا بع فكا نت ن سمة‪ ,‬وإن كا نت غ ي مل قة قذفت ها‬
‫الرحام دما‪ ,‬وإن كانططططططت ملقططططططة نكسططططططت فطططططط اللق‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القرىء‪ ,‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أب‬
‫الطفيل عن حذيفة بن أسيد يبلغ به النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬يدخل اللك على النطفة بعد ما‬
‫تستقر ف الرحم بأربعي يوما أو خس وأربعي‪ ,‬فيقول‪ :‬أي رب أشقي أم سيعد ؟ فيقول ال ويكتبان‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬أذ كر أم أن ثى ؟ فيقول ال ويكتبان‪ ,‬ويك تب عمله وأثره ورز قه وأجله‪ ,‬ث تطوى ال صحف فل‬
‫يزاد على ما فيها ول ينتقص» ورواه مسلم من حديث سفيان بن عيينة ومن طريق آخر عن أب الطفيل‬
‫بنحططططططططططططططططططططططططططططططططططططططو معناه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ث نرجكم طفل} أي ضعيفا ف بدنه وسعه وبصره وبطشه وعقله‪ ,‬ث يعطيه ال القوة شيئا‬
‫فشيئا‪ ,‬ويلطف به وينن عليه والديه ف آناء الليل وأطراف النهار‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ث لتبلغوا أشدكم} أي‬
‫يتكا مل القوي ويتزا يد‪ ,‬وي صل إل عنفوان الشباب وح سن الظ هر‪{ ,‬ومن كم من يتو ف} أي ف حال‬
‫شبا به وقواه‪{ ,‬ومن كم من يرد إل أرذل الع مر} و هو الشيخو خة والرم وض عف القوة والع قل والف هم‬
‫وتناقطص الحوال مطن الرف وضعطف الفكطر‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬لكيل يعلم مطن بعطد علم شيئا} كمطا قال‬
‫تعال‪{ :‬ال الذي خلقكم من ضعف ث جعل من بعد ضعف قوة ث جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يلق‬
‫مططططططططا يشاء وهططططططططو العليططططططططم القديططططططططر}‪.‬‬
‫وقد قال الافظ أبو يعلى بن علي بن الثن الوصلي ف مسنده‪ :‬حدثنا منصور بن أب مزاحم‪ ,‬حدثنا‬
‫خالد الزيات‪ ,‬حدثن داود أبو سليمان عن عبد ال بن عبد الرحن بن معمر بن حزم النصاري عن أنس‬
‫بن مالك رفع الديث قال‪« :‬الولود حت يبلغ النث ما عمل من حسنة كتبت لوالده أو لوالدته‪ ,‬وما‬
‫ع مل من سيئة ل تك تب عل يه ول على والد يه‪ ,‬فإذا بلغ ال نث أجرى ال عل يه القلم أ مر اللكان اللذان‬
‫‪108‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م عه أن يف ظا وأن يشددا‪ ,‬فإذا بلغ أربع ي سنة ف ال سلم أم نه ال من البل يا الثلث‪ :‬النون والذام‬
‫والبص‪ ,‬فإذا بلغ الم سي‪ ,‬خ فف ال ح سابه‪ ,‬فإذا بلغ ال ستي رز قه ال النا بة إل يه ب ا ي ب‪ .‬فإذا بلغ‬
‫السبعي أحبه أهل السماء‪ .‬فإذا بلغ الثماني كتب ال حسناته وتاوز عن سيئاته‪ ,‬فإذا بلغ التسعي غفر‬
‫ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ,‬وشفعه ف أهل بيته‪ ,‬وكتب أمي ال وكان أسي ال ف أرضه‪ ,‬فإذا‬
‫بلغ أرذل العمر لكيل يعلم من بعد علم شيئا كتب ال مثل ما كان يعمل ف صحته من الي‪ ,‬فإذا عمل‬
‫سططططططططططططيئة ل تكتططططططططططططب عليططططططططططططه»‪.‬‬
‫هذا حد يث غر يب جدا‪ ,‬وف يه نكارة شديدة‪ ,‬و مع هذا قد رواه المام أح د بن حن بل ف م سنده‬
‫موقوفا ومرفوعا‪ ,‬فقال‪ :‬حدث نا أ بو الن ضر‪ ,‬حدث نا الفرج‪ ,‬حدث نا م مد بن عا مر عن م مد بن ع بد ال‬
‫العامري‪ ,‬عن عمرو بن حع فر عن أ نس قال‪« :‬إذا بلغ الر جل ال سلم أربع ي سنة‪ ,‬أم نه ال من أنواع‬
‫البليا‪ :‬من النون‪ ,‬والبص‪ ,‬والذام‪ ,‬فإذا بلغ المسي لي ال حسابه‪ ,‬وإذا بلغ الستي رزقه ال إنابة‬
‫يبه ال عليها‪ ,‬وإذا بلغ السبعي أحبه ال وأحبه أهل السماء‪ ,‬وإذا بلغ الثماني تقبل ال حسناته وما عنه‬
‫سيئاته وإذا بلغ التسعي غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسي أسي ال ف أرضه وشفع ف أهله»‬
‫ث قال‪ :‬حدثنا هاشم‪ ,‬حدثنا الفرج‪ ,‬حدثن ممد بن عبد ال العامري عن ممد بن عبد ال بن عمرو بن‬
‫طلم مثله‪.‬‬‫طه وسط‬ ‫طلى ال عليط‬ ‫طب صط‬ ‫طن النط‬
‫طن الطاب‪ ,‬عط‬ ‫طر بط‬
‫طن عمط‬ ‫طد ال بط‬
‫طن عبط‬ ‫عثمان عط‬
‫رواه المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا أنس بن عياض‪ ,‬حدثن يوسف بن أب بردة النصاري عن جعفر بن‬
‫عمرو بن أمية الضمري‪ ,‬عن أنس بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما من معمر يعمر‬
‫ف السلم أربعي سنة إل صرف ال عنه ثلثة أنواع من البلء‪ :‬النون‪ ,‬والبص‪ ,‬والذام» وذكر تام‬
‫الديث كما تقدم سواء‪ ,‬رواه الافظ أبو بكر البزار عن عبد ال بن شبيب عن أب شيبة عن عبد ال بن‬
‫عبد اللك عن أب قتادة العدوي‪ ,‬عن ابن أخي الزهري عن عمه عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ « :‬ما من عبد يع مر ف السلم أربع ي سنة إل صرف ال عنه أنواعا من البلء‪:‬‬
‫النون‪ ,‬والذام‪ ,‬والبص‪ ,‬فإذا بلغ خسي سنة لي ال له الساب‪ ,‬فإذا بلغ ستي سنة رزقه ال النابة‬
‫إليه ب ا يب‪ ,‬فإذا بلغ سبعي سنة غ فر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأ خر‪ ,‬و سي أ سي ال وأحبه أهل‬
‫السماء‪ ,‬فإذا بلغ الثماني تقبل ال منه حسناته وتاوز عن سيئاته‪ ,‬فإذا بلغ التسعي غفر ال له ما تقدم‬
‫مططن ذنبططه ومططا تأخططر‪ ,‬وسططي أسططي ال فطط أرضططه وشفططع فطط أهططل بيتططه»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وترى الرض هامدة} هذا دل يل آ خر على قدر ته تعال على إحياء الو تى ك ما ي يي الرض‬
‫الي تة الامدة‪ ,‬و هي القحلة ال ت ل ين بت في ها ش يء‪ .‬وقال قتادة‪ :‬غباء متهش مة‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬مي تة‪,‬‬
‫‪109‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{فإذا أنزلنا عليها الاء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج} أي فإذا أنزل ال عليها الطر‪ ,‬اهتزت‬
‫اي تركت بالنبات‪ ,‬وحييت بعد موتا‪ ,‬وربت أي ارتفعت لا سكن فيها الثرى‪ ,‬ث أنبتت ما فيها من‬
‫اللوان والفنون مطن ثار وزروع وأشتات النبات فط اختلف ألواناط وطعومطه وروائحهطا وأشكالاط‬
‫ومنافعهطا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وأنبتطت مطن كطل زوج بيطج} أي حسطن النظطر طيطب الريطح‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ذلك بأن ال هو ال ق} أي الالق الدبر الفعال ل ا يشاء {وأ نه ي يي الو تى} أي ك ما أح يا‬
‫الرض الي تة وأن بت من ها هذه النواع {إن الذي أحيا ها لح يي الو تى إ نه على كل ش يء قد ير} {إن ا‬
‫أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} {وأن الساعة آتية ل ريب فيها} أي كائنة ل شك فيها ول‬
‫مرية‪{ ,‬وأن ال يبعث من ف القبور} أي يعيدهم بعد ما صاروا ف قبورهم رما ويوجدهم بعد العدم‪,‬‬
‫ل ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم ؟ قل يييها الذي أنشأها‬ ‫كما قال تعال‪{ :‬وضرب لنا مث ً‬
‫أول مرة وهو بكل خلق عليم‪ ,‬الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} والَيات‬
‫فططططططططططططططططططططططططططططططططططططط هذه كثية‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا بز‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬أنبأنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن‬
‫عمه أب رزين العقيلي واسه لقيط بن عامر أنه قال‪ :‬يا رسول ال أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة‪,‬‬
‫وما آية ذلك ف خلقه ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أليس كلكم ينظر إل القمر مليا به ؟»‬
‫قلنا‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪« :‬فا ال أعظم» قال‪ :‬قلت يا رسول ال كيف ييي ال الوتى‪ ,‬وما آية ذلك ف خلقه ؟‬
‫قال‪« :‬أمطا مررت بوادي أهلك ملً ؟» قال‪ :‬بلى‪ .‬قال ثط مررت بطه يهتطز خضرا ؟» قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‬
‫«فكذلك ييي ال الوتى وذلك آيته ف خلقه»‪ .‬ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث حاد بن سلمة‬
‫بططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫ث رواه المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ,‬أنبأنا ابن البارك‪ ,‬أنبأنا عبد الرحن بن زيد بن جابر‬
‫عن سليمان بن موسى عن أب رزين العقيلي قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال ك يف ي يي ال الو تى ؟ قال «أمررت بأرض من أرض قو مك مد بة‪ ,‬ث مررت ب ا م صبة ؟» قال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال «كذلك النشور» وال أعلم‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبيس بن مرحوم‪ ,‬حدثنا‬
‫بكي بن السميط عن قتادة عن أب الجاج عن معاذ بن جبل قال‪ :‬من علم أن ال هو الق البي‪ ,‬وأن‬
‫السططاعة آتيططة ل ريططب فيهططا‪ ,‬وأن ال يبعططث مططن فطط القبور‪ ,‬دخططل النططة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** ومِ َن النّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللّ ِه ِبغَيْرِ عِلْ ٍم وَ َل هُدًى وَلَ ِكتَابٍ ّمنِيٍ * ثَانِيَ عِ ْطفِهِ ِليُضِ ّل عَن َسبِيلِ اللّهِ‬
‫ك بِمَا َق ّدمَتْ يَدَاكَ َوأَنّ اللّهَ َلْيسَ بِ َظلّمٍ لّل َعبِيدِ‬
‫حرِيقِ * ذَلِ َ‬
‫ي َونُذِيقُهُ َيوْمَ اْل ِقيَا َمةِ عَذَابَ الْ َ‬
‫لَهُ فِي ال ّدْنيَا خِزْ ٌ‬
‫لا ذكر تعال حال الضلل الهال القلدين ف قوله‪{ :‬ومن الناس من يادل ف ال بغي علم ويتبع كل‬
‫شيطان مر يد} ذ كر ف هذه حال الدعاة إل الضلل من رؤوس الك فر والبدع فقال‪{ :‬و من الناس من‬
‫يادل ف ال بغ ي علم ول هدى ول كتاب من ي} أي بل ع قل صحيح‪ ,‬ول ن قل صحيح صريح‪ ,‬بل‬
‫بجرد الرأي والوى‪ .‬وقوله‪{ :‬ثان عطفه} قال ابن عباس وغيه‪ :‬مستكب عن الق إذا دعي إليه‪ ,‬وقال‬
‫ماهد وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم {ثان عطفه} أي لوي عنقه وهي رقبته‪ ,‬يعن يعرض عما يدعى‬
‫إل يه من ال ق‪ ,‬ويث ن رقب ته ا ستكبارا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬و ف مو سى إذ أر سلناه إل فرعون ب سلطان مبي‬
‫فتول بركنطه} الَيطة‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وإذا قيطل لمط تعالوا إل مطا أنزل ال وإل الرسطول رأيطت النافقيط‬
‫يصدون عنك صدودا} وقال تعال‪{ :‬وإذا قيل لم تعالوا يستغفر لكم رسول ال لووا رؤوسهم ورأيتهم‬
‫يصدون وهم مستكبون} وقال لقمان لبنه {ول تصعر خدك للناس} أي تليه عنهم استكبارا عليهم‪,‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬وإذا تتلى عليطططططه آياتنطططططا ول مسطططططتكبا} الَيطططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ليضل عن سبيل ال} قال بعضهم‪ :‬هذه لم العاقبة‪ ,‬لنه قدل يقصد ذلك‪ ,‬ويتمل أن تكون‬
‫لم التعليل‪ .‬ث إما أن يكون الراد با العاندين أو يكون الراد با أن هذا الفاعل لذا إنا جبلناه على هذا‬
‫اللق الدنء لنجعله م ن ي ضل عن سبيل ال‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬له ف الدن يا خزي} و هو الها نة والذل‪,‬‬
‫كما أنه لا استكب عن آيات ال لقاه ال الذلة ف الدنيا وعاقبه فيها قبل الَخرة‪ ,‬لنا أكب هه ومبلغ‬
‫علمه {ونذيقه يوم القيامة عذاب الريق * ذلك با قدمت يداك} أي يقال له هذا تقريعا وتوبيخا {وأن‬
‫ال ليس بظلم للعبيد} كقوله تعال‪{ :‬خذوه فاعتلوه إل سواء الحيم * ث صبوا فوق رأسه من عذاب‬
‫الم يم * ذق إ نك أ نت العز يز الكر ي * إن هذا ما كن تم به تترون}‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪,‬‬
‫حدثنا أحد بن الصباح‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا هشام عن السن قال‪ :‬بلغن أن أحدهم يرق ف‬
‫اليوم سططططططططططططططططططططططططططططططططططبعي ألف مرة‪.‬‬

‫ب عََل َى وَ ْجهِ ِه‬ ‫** َومِ َن النّا سِ مَن َي ْعبُدُ اللّ َه عََلىَ َحرْ فٍ فَإِ نْ أَ صَابَهُ َخيْ ٌر اطْ َمأَ نّ بِ ِه َوإِ نْ أَ صَاَبتْهُ ِفْتَنةٌ اْنقَلَ َ‬
‫ك ُهوَ‬ ‫ك ُه َو الْخُ سْرَانُ الْ ُمبِيُ * يَ ْدعُو مِن دُو نِ اللّ ِه مَا َل َيضُرّ ُه َومَا َل يَن َفعُ هُ ذَلِ َ‬ ‫سرَ ال ّدنْيَا وَالَُخِ َرةَ ذَلِ َ‬
‫خَ ِ‬
‫ط اْلعَشِيُ‬ ‫ط الْ َموْلَ َى وََلبِئْسط َ‬ ‫طن ّن ْفعِهططِ َلِبئْسط َ‬ ‫طو لَمَنططْ ضَرّهططُ أَقْرَبططُ مِط‬ ‫ضلَ ُل اْلبَعِيدُ * يَدْعُط‬ ‫ال ّ‬

‫‪111‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ما هد وقتادة وغيه ا‪{ :‬على حرف} على شك‪ ,‬وقال غي هم‪ :‬على طرف‪ ,‬وم نه حرف ال بل‬
‫أي طر فه‪ ,‬أي د خل ف الد ين على طرف فإن و جد ما ي به ا ستقر وإل انش مر‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدث نا‬
‫إبراهيم بن الارث‪ ,‬حدثنا يي بن اب بكي‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن أب حصي عن سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس {ومطن الناس مطن يعبطد ال على حرف} قال‪ :‬كان الرجطل يقدم الدينطة فإن ولدت امرأتطه غلما‬
‫ونتجت خيله قال‪ :‬هذا دين صال‪ ,‬وإن ل تلد امرأته ول تنتج خيله قال‪ :‬هذا دين سوء‪ ,‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثن أب عن أبيه عن أشعث بن إسحاق‬
‫الق مي عن جع فر بن أ ب الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬كان ناس من العراب يأتون‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم في سلمون‪ ,‬فإذا رجعوا إل بلد هم فإن وجدوا عام غ يث وعام خ صب وعام‬
‫ولد حسن‪ ,‬قالوا‪ :‬إن ديننا هذا لصال فتمسكوا به وإن وجدوا عام جدوبة وعام ولد سوء وعام قحط‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬ما ف دين نا هذا خ ي‪ ,‬فأنزل ال على نبيه {و من الناس من يع بد ال على حرف فإن أ صابه خ ي‬
‫اطمأن بططططططططططططططططططه} الَيططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬كان أحدهم إذا قدم الدينة وهي أرض وبيئة‪ ,‬فإن صح با جسمه ونتجت‬
‫فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلما رضي به‪ ,‬واطمأن إليه‪ ,‬وقال‪ :‬ما أصبت منذ كنت على دين‬
‫هذا إل خيا‪{ ,‬وإن أصطابته فتنطة} والفتنطة البلء‪ ,‬أي وإن أصطابه وجطع الدينطة وولدت امرأتطه جاريطة‬
‫وتأخرت ع نه ال صدقة‪ ,‬أتاه الشيطان فقال‪ :‬وال ما أ صبت م نذ ك نت على دي نك هذا إل شرا‪ ,‬وذلك‬
‫الفتنة‪ ,‬وهكذا ذكر قتادة والضحاك وابن جريج وغي واحد من السلف ف تفسي هذه الَية‪ .‬وقال عبد‬
‫الرحنطبطن زيطد بطن أسطلم‪ :‬هطو النافطق إن صطلحت له دنياه أقام على العبادة‪ ,‬وإن فسطدت عليطه دنياه‬
‫وتغيت انقلب فل يق يم على العبادة إل ل ا صلح من دنياه‪ ,‬فإن أ صابته فت نة أو شدة أو اختبار أو ض يق‬
‫طد كافرا‪.‬‬ ‫طه} أي ارتط‬‫طد فط قوله‪{ :‬انقلب على وجهط‬ ‫طر‪ .‬وقال ماهط‬ ‫طع إل الكفط‬ ‫طه ورجط‬‫ترك دينط‬
‫وقوله‪{ :‬خ سر الدن يا والَخرة} أي فل هو ح صل من الدن يا على ش يء‪ ,‬وأ ما الَخرة ف قد ك فر بال‬
‫العظ يم‪ ,‬ف هو في ها ف غا ية الشقاء والها نة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك هو ال سران ال بي} أي هذه هي‬
‫السارة العظيمة والصفقة الاسرة وقوله‪{ :‬يدعو من دون ال ما ل يضره وما لينفعه} أي من الصنام‬
‫والنداد‪ ,‬يسطتغيث باط ويسطتنصرها ويسطترزقها وهطي ل تنفعطه ول تضره {ذلك هطو الضلل البعيطد}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬يدعو لن ضره أقرب من نفعه} أي ضرره ف الدنيا قبل الَخرة أقرب من نفعه فيها‪ ,‬وأما ف‬
‫الَخرة فضرره مقق متيقن‪ .‬وقوله‪{ :‬لبئس الول ولبئس العشي} قال ماهد‪ :‬يعن الوثن‪ ,‬يعن بئس هذا‬
‫الذي دعاه من دون ال مول‪ ,‬يع ن وليا ونا صرا‪{ ,‬وبئس العش ي} و هو الخالط والعا شر‪ ,‬واختار ا بن‬
‫‪112‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جرير أن الراد لبئس ابن العم والصاحب {من يعبد ال على حرف فإن أصابه خي اطمأن به وإن أصابته‬
‫فتنطة انقلب على وجهطه} وقول ماهطد إن الراد بطه الوثطن أول وأقرب إل سطياق الكلم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫حِتهَا الْنهَارُ إِنّ اللّ َه َي ْفعَلُ مَا ُيرِيدُ‬


‫ت تَجْرِي مِن تَ ْ‬
‫** إِنّ اللّ َه يُدْخِ ُل الّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ َجنَا ٍ‬
‫ل ا ذ كر أ هل الضللة الشقياء ع طف بذ كر البرار ال سعداء من الذ ين آمنوا بقلوب م و صدقوا إيان م‬
‫بأفعالم‪ ,‬فعملوا الصالات من جيع أنواع القربات‪ ,‬وتركوا النكرات‪ ,‬فأورثهم ذلك سكن الدرجات‬
‫العاليات فط روضات النات‪ ,‬ولاط ذكطر تعال أنطه أضطل أولئك وهدى هؤلء قال‪{ :‬إن ال يفعطل مطا‬
‫يريططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططد}‪.‬‬

‫سبَبٍ إِلَى ال سّمَآ ِء ثُ مّ ْلَيقْطَ عْ فَ ْلَينْظُ ْر هَ ْل‬


‫** مَن كَا َن يَظُ نّ أَن لّن يَن صُ َرهُ اللّ هُ فِي ال ّدنْيَا وَالَخِ َرةِ َف ْليَمْدُ ْد بِ َ‬
‫ط َيهْدِي مَطن يُرِيدُ‬ ‫ط َبيّنَاتطٍ َوأَنطّ اللّه َ‬ ‫ط آيَات ٍ‬ ‫ط أَنزَْلنَاه ُ‬
‫ط َكيْدُهطُ مَطا َيغِيظطُ * وَكَذَلِك َ‬ ‫يُ ْذهِبَن ّ‬
‫قال ابن عباس‪ :‬من كان يظن أن لن ينصر ال ممدا صلى ال عليه وسلم ف الدنيا والَخرة‪ ,‬فليمدد‬
‫بسبب أي ببل {إل السماء} أي ساء بيته {ث ليقطع} يقول ث ليختنق به‪ ,‬وكذا قال ماهد وعكرمة‬
‫وعطاء وأبو الوزاء وقتادة وغيهم‪ ,‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {فليمدد بسبب إل السماء} أي‬
‫ليتو صل إل بلوغ ال سماء‪ ,‬فإن الن صر إن ا يأ ت ممدا من ال سماء { ث ليق طع} ذلك ع نه إن قدر على‬
‫ذلك‪ ,‬وقول ابن عباس وأصحابه أول وأظهر ف العن وأبلغ ف التهكم‪ ,‬فإن العن من كان يظن أن ال‬
‫ليس بناصر ممدا وكتابه ودينه‪ ,‬فليذهب فليقتل نفسه إن كان ذلك غائظه‪ ,‬فإن ال ناصره ل مالة‪ ,‬قال‬
‫ال تعال‪{ :‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد} الَية‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فلينظر‬
‫هطل يذهبط كيده مطا يغيطط} قال السطدي‪ :‬يعنط مطن شأن ممطد صطلى ال عليطه وسطلم‪ .‬وقال عطاء‬
‫الرا سان‪ :‬فلين ظر هل يش في ذلك ما ي د ف صدره من الغ يط‪ .‬وقوله‪{ :‬وكذلك أنزلناه} أي القرآن‬
‫{آيات بينات} أي واضحات ف لفظها ومعناها‪ ,‬حجة من ال على الناس‪{ ,‬وأن ال يهدي من يريد}‬
‫أي يضل من يشاء ويهدي من يشاء‪ ,‬وله الكمة التامة والجة القاطعة ف ذلك {ل يسأل عما يفعل‬
‫و هم ي سألون} أ ما هو فلحكم ته ورح ته وعدله وعل مه وقهره وعظم ته ل مع قب لك مه‪ ,‬و هو سريع‬
‫السطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططاب‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫س وَالّذِينَ َأشْرَ ُك َواْ ِإنّ اللّ َه َي ْفصِلُ بَْيَنهُ ْم َي ْومَ‬


‫ى وَالْمَجُو َ‬
‫** ِإ ّن الّذِينَ آ َمنُواْ وَالّذِي َن هَادُوْا وَالصّاِبئِيَ وَالّنصَارَ َ‬
‫ط عََلىَ ُك ّل شَيْ ٍء َشهِيدٌ‬ ‫الْقِيا َمةِ إِنططططططططططططططّ اللّهططططططططططططط َ‬
‫يب تعال عن أهل هذه الديان الختلفة من الؤمني ومن سواهم من اليهود والصابئي‪ ,‬وقد قدمنا ف‬
‫سورة البقرة التعر يف ب م واختلف الناس في هم‪ ,‬والن صارى والجوس والذ ين أشركوا فعبدوا مع ال‬
‫غيه‪ ,‬فإنه تعال‪{):‬يفصل بينهم يوم القيامة} ويكم بينهم بالعدل‪ ,‬فيدخل من آمن به النة‪ ,‬ومن كفر‬
‫بطه النار‪ ,‬فإنطه تعال شهيطد على أفعالمط‪ ,‬حفيطظ لقوالمط‪ ,‬عليطم بسطرائرهم ومطا تكطن ضمائرهطم‪.‬‬

‫جبَا ُل‬‫ت وَمَن فِي الرْ ضِ وَالشّمْ سُ وَاْلقَمَ ُر وَالنّجُو ُم وَالْ ِ‬ ‫** أَلَ ْم تَرَ أَ نّ اللّ َه يَ سْجُدُ لَ ُه مَن فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫ب وَكَثِ ٌي مّ َن النّاسِ وَ َكثِيٌ حَ ّق عََليْ ِه اْلعَذَابُ َومَن ُيهِنِ اللّهُ فَمَا لَ ُه مِن مّكْرِمٍ إِنّ اللّهَ يَ ْفعَلُ‬
‫وَالشّجَ ُر وَال ّدوَآ ّ‬
‫مَطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططا يَشَآءُ‬
‫ي ب تعال أ نه ال ستحق للعبادة وحده ل شر يك له‪ ,‬فإ نه ي سجد لعظم ته كل ش يء طوعا وكرها‪,‬‬
‫وسجود كل شيء ما يتص به‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أو ل يروا إل ما خلق ال من شيء يتفيأ ظلله عن‬
‫اليمي والشمائل سجدا ل وهم داخرون} وقال ههنا‪{ :‬أل تر أن ال يسجد له من ف السموات ومن‬
‫ف الرض} أي من اللئكة ف أقطار السموات‪ ,‬واليوانات ف جيع الهات من النس والن والدواب‬
‫والطيط {وإن مطن شيطء إل يسطبح بمده} وقوله‪{ :‬والشمطس والقمطر والنجوم} إناط ذكطر هذه على‬
‫التن صيص‪ ,‬لن ا قد عبدت من دون ال فبي أن ا ت سجد لالق ها وأن ا مربو بة م سخرة {لت سجدوا‬
‫للشمس ولللقمر واسجدوال الذي خلقهن} الَية‪ ,‬وف الصحيحي عن أب ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أتدري أين تذهب هذه الشمس ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ .‬قال‪:‬‬
‫«فإنا تذهب فتسجد تت العرش‪ ,‬ث تستأمر فيوشك أن يقال لا ارجعي من حيث جئت» وف السند‬
‫وسنن أب داود والنسائي وابن ماجه ف حديث الكسوف «إن الشمس والقمر خلقان من خلق ال‪ ,‬وإنا‬
‫ل ينكسطفان لوت أحطد ول لياتطه‪ ,‬ولكطن ال عطز وجطل إذا تلى لشيطء مطن خلقطه خشطع له»‪.‬‬
‫وقال أبو العالية‪ :‬ما ف السماء نم ول شس ول قمر إل يقع ل ساجدا حي يغيب‪ ,‬ث ل ينصرف‬
‫حت يؤذن له فيأخذ ذات اليمي حت يرجع إل مطلعه‪ ,‬وأما البال والشجر فسجودها بفيء ظللما‬
‫عن اليمي والشمائل‪ ,‬وعن ابن عباس قال‪ :‬جاء رجل فقال‪ :‬يا رسول ال إن رأيتن الليلة وأنا نائم كأن‬

‫‪114‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أصلي خلف شجرة فسجدت‪ ,‬فسجدت الشجرة لسجودي‪ ,‬فسمعتها وهي تقول‪ :‬اللهم اكتب ل با‬
‫عندك أجرا‪ ,‬وضع عن با وزرا‪ ,‬واجعلها ل عندك ذخرا‪ ,‬وتقبلها من كما تقبلتها من عبدك داود‪ ,‬قال‬
‫ا بن عباس‪ :‬فقرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬سجدة ث سجد‪ ,‬ف سمعته و هو يقول م ثل ما أ خبه‬
‫الرجططل عططن قول الشجرة‪ ,‬رواه الترمذي وابططن ماجططه وابططن حبان فطط صططحيحه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والدواب} أي اليوانات كلها‪ ,‬وقد جاء ف الديث عن المام أحد أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ ,‬ن ى عن اتاذ ظهور الدواب منابر‪ ,‬فرب مركو بة خ ي وأك ثر ذكرا ل تعال من راكب ها‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وكثي من الناس} أي يسجد ل طوعا متارا متعبدا بذلك {وكثي حق عليه العذاب} أي من‬
‫امتنع وأب واستكب {ومن يهن ال فما له من مكرم إن ال يفعل ما يشاء}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أح د بن شيبان الرملي‪ ,‬حدث نا القداح عن جع فر بن م مد عن أب يه عن علي قال‪ :‬ق يل لعلي‪ :‬إن هه نا‬
‫رجلً يتكلم ف الشيئة‪ ,‬فقال له علي‪ :‬يا ع بد ال خل قك ال ك ما يشاء أو ك ما شئت ؟ قال‪ :‬بل ك ما‬
‫شاء‪ .‬قال‪ :‬فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت ؟ قال‪ :‬بل إذا شاء‪ .‬قال‪ :‬فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت ؟ قال‪:‬‬
‫بل إذا شاء‪ .‬قال‪ :‬فيدخلك ح يث شئت أو ح يث شاء ؟ قال‪ :‬بل ح يث يشاء‪ .‬قال‪ :‬وال لو قلت غ ي‬
‫ذلك لضربطططططططططت الذي فيطططططططططه عيناك بالسطططططططططيف‪.‬‬
‫و عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا قرأ ا بن آدم ال سجدة اعتزل الشيطان‬
‫يبكي‪ ,‬يقول‪ :‬يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله النة‪ ,‬وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار» رواه‬
‫م سلم‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو سعيد مول ب ن ها شم وأ بو ع بد الرح ن القرىء قال‪ :‬حدث نا ا بن‬
‫ليعة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مشرح بن هاعان أبو مصعب العافري قال‪ :‬سعت عقبة بن عامر قال‪ :‬قلت يا رسول‬
‫ال أفضلت سورة الج على سائر القرآن بسجدتي ؟ قال «نعم فمن ل يسجد بما فل يقرأها» ورواه‬
‫أبو داود والترمذي من حديث عبد ال بن ليعة به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ليس بقوي‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬فإن ابن‬
‫ططه‪.‬‬ ‫ططه تدليسط‬ ‫ططا نقموا عليط‬
‫ططر مط‬ ‫ططماع‪ ,‬وأكثط‬ ‫ططه بالسط‬‫ططرح فيط‬ ‫ططد صط‬ ‫ططة قط‬ ‫ليعط‬
‫وقد قال أبو داود ف الراسيل‪ :‬حدثنا أحد بن عمرو بن السرح‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أخبن معاوية بن‬
‫صال عن عا مر بن ج شب عن خالد بن معدان رح ه ال أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«فضلت سورة الج على سائر القرآن بسجدتي» ث قال أبو داود‪ :‬وقد أسند هذا‪ ,‬يعن من غي هذا‬
‫الوجه ول يصح‪ .‬وقال الافظ أبو بكر الساعيلي‪ :‬حدثن ابن أب داود‪ ,‬حدثنا يزيد بن عبد ال‪ ,‬حدثنا‬
‫الول يد‪ ,‬حدث نا أ بو عمرو‪ ,‬حدث نا ح فص بن عنان‪ ,‬حدث ن نا فع قال‪ :‬حدث ن أ بو ال هم أن ع مر سجد‬
‫سجدتي ف ال ج و هو بالاب ية‪ ,‬وقال‪ :‬إن هذه فضلت ب سجدتي‪ .‬وروى أ بو داود وا بن ما جه من‬
‫‪115‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حديث الارث بن سعيد العتقي عن عبد ال بن مني عن عمرو بن العاص أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬أقرأه خ س عشرة سجدة ف القرآن‪ ,‬من ها ثلث ف الف صل و ف سورة ال ج سجدتان‪ ,‬فهذه‬
‫شواهطططططططططططد يشطططططططططططد بعضهطططططططططططا بعضا‪.‬‬

‫ب مِن َفوْ ِ‬
‫ق‬ ‫ب مّن نّا ِر يُ صَ ّ‬
‫** هَ ـذَانِ خَ صْمَانِ ا ْختَ صَمُواْ فِي َرّبهِ مْ فَالّذِي نَ َكفَرُواْ ُق ّطعَ تْ َلهُ ْم ِثيَا ٌ‬
‫جلُودُ * وََلهُ ْم ّمقَامِ ُع مِ نْ حَدِيدٍ * ُكلّمَآ أَرَا ُد َواْ أَن‬ ‫صهَ ُر بِ ِه مَا فِي بُطُونِهِ ْم وَالْ ُ‬
‫رُءُو ِسهِ ُم الْحَمِي مُ * يُ ْ‬
‫حرِيقططططِ‬ ‫ط غَمططططّ ُأعِيدُواْ فِيهَطططا َوذُوقُوْا عَذَابططططَ الْ َ‬ ‫يَخْ ُرجُواْ ِمنْهَطططا مِنططط ْ‬
‫ثبت ف الصحيحي من حديث أب ملز عن قيس بن عباد عن أب ذر‪ :‬أنه كان يقسم قسما أن هذه‬
‫الَية {هذان خصمان اختصموا ف ربم} نزلت ف حزة وصاحبيه‪ ,‬وعتبة وصاحبيه يوم برزوا ف بدر‪,‬‬
‫ل فظ البخاري ع ند تف سيها‪ ,‬ث قال البخاري‪ :‬حدث نا حجاج بن النهال‪ ,‬حدث نا العت مر بن سليمان‪,‬‬
‫سعت أب‪ ,‬حدثنا أبو ملز عن قيس بن عباد عن علي بن أب طالب أنه قال‪ :‬أنا أول من يثو بي يدي‬
‫الرحن للخصومة يوم القيامة‪ ,‬قال قيس‪ :‬وفيهم نزلت‪{ :‬هذان خصمان اختصموا ف ربم} قال‪ :‬هم‬
‫الذ ين بارزوا يوم بدر علي وحزة و عبيدة وشي بة بن ربي عة وعت بة بن ربي عة والول يد بن عت بة‪ .‬انفرد به‬
‫البخاري‪.‬‬
‫وقال سعيد بن أ ب عرو بة عن قتادة ف قوله‪{ :‬هذان خ صمان اخت صموا ف رب م} قال‪ :‬اخت صم‬
‫السلمون وأهل الكتاب‪ ,‬فقال أهل الكتاب‪ :‬نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم‪ ,‬فنحن أول بال منكم‪,‬‬
‫وقال ال سلمون‪ :‬كتابنا يقضي على الكتب كلها ونبينا خات ال نبياء‪ ,‬فن حن أول بال من كم‪ ,‬فأفلج ال‬
‫السلم على من ناوأه‪ ,‬وأنزل {هذان خصمان اختصموا ف ربم} وكذا روى العوف عن ابن عباس‪:‬‬
‫وقال شعبة عن قتادة ف قوله‪{ :‬هذان خصمان اختصموا ف ربم} قال‪ :‬مصدق ومكذب وقال ابن أب‬
‫نيح عن ماهد ف هذه الَية‪ :‬مثل الكافر والؤمن اختصما ف البعث‪ ,‬وقال ف رواية هو وعطاء ف هذه‬
‫طططططططططططططططم الؤمنون والكافرون‪.‬‬ ‫طططططططططططططططة‪ :‬هط‬ ‫الَيط‬
‫وقال عكرمة‪{ :‬هذان خصمان اختصموا ف ربم} قال‪ :‬هي النة والنار‪ ,‬قالت النار‪ :‬اجعلن للعقوبة‪,‬‬
‫وقالت النطة‪ :‬اجعلنط للرحةط‪ .‬وقول ماهطد وعطاء‪ :‬إن الراد بذه الكافرون والؤمنون يشمطل القوال‬
‫كل ها‪ ,‬وينت ظم ف يه ق صة يوم بدر وغي ها‪ ,‬فإن الؤمن ي يريدون ن صرة د ين ال عز و جل‪ ,‬والكافرون‬
‫يريدون إطفاء نور اليان وخذلن الق وظهور الباطل‪ ,‬وهذا اختيار ابن جرير‪ ,‬وهو حسن‪ ,‬ولذا قال‬

‫‪116‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{فالذين كفروا قطعت لم ثياب من نار} أي فصلت لم مقطعات من النار‪ ,‬قال سعيد بن جبي‪ :‬من‬
‫ناس‪ ,‬و هو أشد الشياء حرارة إذا ح ي {ي صب من فوق رؤوسهم الميم * ي صهر به ما ف بطون م‬
‫واللود} أي إذا صب على رؤوسهم الميم وهو الاء الار ف غاية الرارة‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬هو‬
‫النحاس الذاب‪ ,‬أذاب مطا فط بطونمط مطن الشحطم والمعاء‪ ,‬قاله ابطن عباس وماهطد وسطعيد بطن جطبي‬
‫وغيهطططم‪ ,‬وكذلك تذوب جلودهطططم‪ ,‬وقال ابطططن عباس وسطططعيد‪ :‬تسطططاقط‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن الثن‪ ,‬حدثن إبراهيم أبو إسحاق الطالقان‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن‬
‫سعيد بن يزيد عن أب السمح عن ابن حجية‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن‬
‫الميم ليصب على رؤوسهم فينفذ المجمة حت يلص إل جوفه‪ ,‬فيسلت ما ف جوفه حت يبلغ قدميه‪,‬‬
‫و هو ال صهر‪ ,‬ث يعاد ك ما كان» ورواه الترمذي من حد يث ا بن البارك وقال‪ :‬ح سن صحيح‪ ,‬وهكذا‬
‫رواه ابن أب حات عن أبيه عن أب نعيم عن ابن البارك به‪ .‬ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪,‬‬
‫حدثنططططططططا أحدطططططططط بططططططططن أبطططططططط الواري‪.‬‬
‫قال‪ :‬سعت عبد ال بن السري قال‪ :‬يأتيه اللك يمل الناء بكلبتي من حرارته‪ ,‬فإذا أدناه من وجهه‬
‫تكرهه‪ ,‬قال‪ :‬فيفع مقمعة معه فيضرب با رأسه فيفرغ دماغه‪ ,‬ث يفرغ الناء من دماغه فيصل إل جوفه‬
‫مطططن دماغطططه‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬يصطططهر بطططه مطططا فططط بطونمططط واللود}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولم مقامع من حديد} قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا‬
‫دراج عن أب اليثم عن أب سعيد الدري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬لو أن مقمعا من‬
‫حد يد و ضع ف الرض‪ ,‬فاجت مع له الثقلن ما أقلوه من الرض» وقال المام أح د‪ :‬حدث نا مو سى بن‬
‫داود‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب اليثم عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «لو ضرب البل بقمع من حديد لتفتت‪ ,‬ث عاد كما كان‪ ,‬ولو أن دلوا من غساق يهراق‬
‫ف الدنيا لنت أهل الدنيا» وقال ابن عباس ف قوله‪{ :‬ولم مقامع من حديد} قال‪ :‬يضربون با‪ ,‬فيقع‬
‫كططططططططططططططل عضططططططططططططططو على حياله فيدعون بالثبور‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬كل ما أرادوا أن يرجوا من ها من غم أعيدوا في ها} قال الع مش عن أ ب ظبيان عن سلمان‬
‫قال‪ :‬النار سوداء مظلمة ل يضيء لبها ول جرها‪ ,‬ث قرأ {كلما أرادوا أن يرجوا منها من غم أعيدوا‬
‫فيها} وقال زيد بن أسلم ف هذه الَية {كلما أرادوا أن يرجوا منها من غم أعيدوا فيها} قال‪ :‬بلغن‬
‫أن أهل النار ف النار ل يتنفسون‪ ,‬وقال الفضيل بن عياض‪ :‬وال ما طمعوا ف الروج‪ ,‬إن الرجل لقيدة‬

‫‪117‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وإن اليدي لوثقطة‪ ,‬ولكطن يرفعهطم لبهطا وتردهطم مقامعهطا‪ .‬وقوله‪{ :‬وذوقوا عذاب الريطق} كقوله‪:‬‬
‫{وقيل لم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون} ومعن الكلم أنم يهانون بالعذاب قولً وفعلً‪.‬‬

‫حّلوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِ َر‬


‫حِتهَا الْنهَا ُر يُ َ‬‫جرِي مِن تَ ْ‬
‫ت تَ ْ‬
‫** إِنّ اللّ َه يُدْخِ ُل الّذِينَ آمَنُواْ َوعَ ِملُواْ الصّالِحَاتِ َجنّا ٍ‬
‫حمِيدِ‬
‫ط الْ َ‬
‫صطرَا ِ‬
‫ِنط اْل َقوْ ِل َوهُ ُدوَاْ إَِلىَ ِ‬
‫ّبط م َ‬
‫َاسطهُمْ فِيه َا َحرِيرٌ * وَهُ ُد َواْ إِلَى ال ّطي ِ‬
‫َبط وَُلؤْلُؤا وَِلب ُ‬
‫م ِن َذه ٍ‬
‫ل ا أ خب تعال عن حال أ هل النار عياذا بال من حال م و ما هم ف يه من العذاب والنكال والر يق‬
‫والغلل وما أعد لم من الثياب من النار‪ ,‬ذكر حال أهل النة نسأل ال من فضله وكرمه أن يدخله‬
‫النة‪ ,‬فقال‪{ :‬إن ال يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالات جنات تري من تتها النار} أي تتخرق ف‬
‫أكناف ها وأرجائ ها وجوانب ها وت ت أشجار ها وق صورها‪ ,‬ي صرفونا ح يث شاؤوا وأ ين أرادوا {يلون‬
‫فيها} من اللية {من أساور من ذهب ولؤلؤا} أي ف أيديهم‪ ,‬كما قاله النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫الديث التفق عليه‪« :‬تبلغ اللية من الؤمن حيث يبلغ الوضوء»‪ .‬وقال كعب الحبار‪ :‬إن ف النة ملكا‬
‫لو شئت أن أسيه لسميته يصوغ لهل النة اللي منذ خلقه ال إل يوم القيامة لو أبرز قلب منها ط أي‬
‫سطططوار منهطططا طططط لرد شعاع الشمطططس كمطططا ترد الشمطططس نور القمطططر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ولبا سهم في ها حر ير} ف مقابلة ثياب أ هل النار ال ت ف صلت ل م‪ ,‬لباس هؤلء من الر ير‬
‫إستبقه وسندسه‪ ,‬كما قال‪{ :‬عاليهم ثياب سندس خضر وإستبق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربم‬
‫شرابا طهورا * إن هذا كان ل كم جزاء وكان سعيكم مشكورا} و ف ال صحيح «ل تلب سوا الر ير ول‬
‫الديباج ف الدنيا‪ ,‬فإنه من لبسه ف الدنيا ل يلبسه ف الَخرة» قال عبد ال بن الزبي‪ :‬من ل يلبس الرير‬
‫فط الَخرة ل يدخطل النطة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ولباسطهم فيهطا حريطر}‪ .‬وقوله‪{ :‬وهدوا إل الطيطب مطن‬
‫القول} كقوله تعال‪{ :‬وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالات جنات تري من تتها النار خالدين فيها‬
‫بإذن ربم تيتهم فيها سلم} وقوله‪{ :‬واللئكة يدخلون عليهم من كل باب سلم عليكم با صبت‬
‫فن عم ع قب الدار} وقوله‪{ :‬ل ي سمعون في ها لغوا ول تأثيما إل قيلً سلما سلما} فهدوا إل الكان‬
‫الذي يسمعون فيه الكلم الطيب‪ ,‬وقوله‪{ :‬ويلقون فيها تية وسلما} ل كما يهان أهل النار بالكلم‬
‫الذي يوبون به ويقرعون به يقال لم‪{ :‬ذوقوا عذاب الريق}‪ .‬وقوله‪{ :‬وهدوا إل صراط الميد} أي‬
‫إل الكان الذي يمدون ف يه رب م على ما أح سن إلي هم وأن عم به وأ سداه إلي هم ك ما جاء ف الد يث‬
‫ال صحيح «إن م يلهمون الت سبيح والتحم يد ك ما يلهمون النّ فس» و قد قال ب عض الف سرين ف قوله‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وهدوا إل الطيب من القول} أي القرآن وقيل‪ :‬ل إله إل ال وقيل‪ :‬الذكار الشروعة {وهدوا إل‬
‫صطراط الميطد} أي الطريطق السطتقيم فط الدنيطا وكطل هذا ل ينافط مطا ذكرناه وال أعلم‪.‬‬

‫حرَا ِم الّذِي َجعَ ْلنَا هُ لِلنّا سِ َسوَآ ًء اْلعَاكِ فُ فِي ِه‬


‫** إِ نّ الّذِي نَ َك َفرُوْا َويَ صُدّونَ عَن َسبِيلِ اللّ ِه وَالْمَ سْجِ ِد الْ َ‬
‫طططٍ‬ ‫طططٍ أَلِيمط‬ ‫طططْ عَذَابط‬ ‫ط مِنط‬‫طط ُ‬ ‫ط نّذِقْهط‬ ‫طط ٍ‬ ‫ط بِإِلْحَا ٍد بِظُلْمط‬
‫طط ِ‬ ‫وَالْبَا ِد وَمَطططن يُ ِردْ فِيهط‬
‫يقول تعال منكرا على الكفار فط صطدهم الؤمنيط عطن إتيان السطجد الرام وقضاء مناسطكهم فيطه‬
‫ودعوا هم أن م أولياؤه {و ما كانوا أولياءه إن أولياؤه إل التقون} الَ ية‪ ,‬و ف هذه الَ ية دل يل على أن ا‬
‫مدنية‪ ,‬كما قال ف سورة البقرة‪{ :‬يسألونك عن الشهر الرام قتال فيه قل قتال فيه كبي وصد عن سبيل‬
‫ال وكفر به والسجد الرام وإخراج أهله منه أكب عند ال} وقال ههنا‪{ :‬إن الذين كفروا ويصدون‬
‫عن سبيل ال والسجد الرام} أي ومن صفتهم أنم مع كفرهم يصدون عن سبيل ال والسجد الرام‪,‬‬
‫أي وي صدون عن ال سجد الرام من أراده من الؤمن ي الذ ين هم أ حق الناس به ف ن فس ال مر‪ ,‬وهذا‬
‫التركيطب فط هذه الَيطة كقوله تعال‪{ :‬الذيطن آمنوا وتطمئن قلوبمط بذكطر ال أل بذكطر ال تطمئن‬
‫القلوب} أي ومططططن صططططفتهم أنمطططط تطمئن قلوبمطططط بذكططططر ال‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬الذي جعلناه للناس سطواء العاكطف فيطه والباد} أي ينعون الناس عطن الوصطول إل السطجد‬
‫الرام‪ ,‬وقد جعله ال شرعا سواء ل فرق فيه بي القيم فيه والنائي عنه البعيد الدار منه {سواء العاكف‬
‫فيه والباد} ومن ذلك استواء الناس ف رباع مكة وسكناها‪ ,‬كما قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‬
‫ف قوله‪ { :‬سواء العا كف ف يه والباد} قال‪ :‬ينل أ هل م كة وغي هم ف ال سجد الرام‪ .‬وقال ما هد‪:‬‬
‫{سواء العاكف فيه والباد} أهل مكة وغيهم فيه سواء ف النازل‪ ,‬وكذا قال أبو صال وعبد الرحن بن‬
‫سابط وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة‪ :‬سواء فيه أهله وغي أهله‪,‬‬
‫وهذه السألة هي الت اختلف فيها الشافعي وإسحاق بن راهويه بسجد اليف‪ ,‬وأحد بن حنبل حاضر‬
‫أيضا‪ ,‬فذ هب الشاف عي رح ه ال إل أن رباع م كة تلك وتورث وتؤ جر‪ ,‬واح تج بد يث الزهري عن‬
‫علي بن السي عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال‪ :‬قلت يا رسول ال أتنل غدا ف دارك بكة‬
‫؟ فقال‪« :‬و هل ترك ل نا عق يل من رباع ؟» ث قال‪« :‬ل يرث الكا فر ال سلم ول ال سلم الكا فر» وهذا‬
‫الد يث مرج ف ال صحيحي‪ ,‬وب ا ث بت أن ع مر بن الطاب اشترى من صفوان بن أم ية دارا ب كة‪,‬‬
‫فجعلها سجنا‪ ,‬بأربعة آلف درهم‪ ,‬وبه قال طاوس وعمرو بن دينار‪ ,‬وذهب إسحاق بن راهويه إل أنا‬

‫‪119‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل تورث ول تؤ جر‪ ,‬و هو مذ هب طائ فة من ال سلف‪ ,‬و نص عل يه ما هد وعطاء‪ ,‬واح تج إ سحاق بن‬
‫راهويه با رواه ابن ما جه عن أب ب كر بن أ ب شيبة عن عيسى بن يونس عن ع مر بن سعيد بن أ ب‬
‫حسي‪ ,‬عن عثمان بن أب سليمان عن علقمة بن نضلة قال‪ :‬توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو‬
‫بكطر وعمطر ومطا تدعطي رباع مكطة إل السطوائب مطن احتاج سطكن ومطن اسطتغن أسطكن‪.‬‬
‫وقال ع بد الرزاق عن ا بن ما هد عن أب يه عن ع بد ال بن عمرو أ نه قال‪ :‬ل ي ل ب يع دور م كة ول‬
‫كراؤها‪ ,‬وقال أيضا عن ابن جريج‪ :‬كان عطاء ينهى عن الكراء ف الرم‪ ,‬وأخبن أن عمر بن الطاب‬
‫كان ينهى عن تبويب دور مكة لن ينل الاج ف عرصاتا‪ ,‬فكان أول من بوب داره سهيل بن عمرو‪,‬‬
‫فأر سل إل يه ع مر بن الطاب ف ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬أنظر ن يا أم ي الؤمن ي إ ن ك نت امرأ تاجرا‪ ,‬فأردت أن‬
‫أتذ بابي يبسان ل ظهري‪ ,‬قال‪ :‬فلك ذلك إذا‪ .‬وقال عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن ماهد أن‬
‫ع مر بن الطاب قال‪ :‬يا أ هل م كة ل تتخذوا لدور كم أبوابا لينل البادي ح يث يشاء‪ ,‬قال‪ :‬وأخب نا‬
‫مع مر ع من سع عطاء يقول‪ { :‬سواء العا كف ف يه والباد} قال‪ :‬ينلون ح يث شاؤوا‪ ,‬وروى الدارقط ن‬
‫من حديث ابن أب نيح عن عبد ال بن عمرو موقوفا «من أكل كراء بيوت مكة أكل نارا» وتوسط‬
‫المام أحدط فقال‪ :‬تلك وتورث ول تؤجطر جعا بيط الدلة‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬ومطن يرد فيطه بإلاد‬
‫بظلم نذ قه من عذاب أل يم} قال ب عض الف سرين من أ هل العرب ية‪ :‬الباء هه نا زائدة‪ ,‬كقوله‪{ :‬تن بت‬
‫بالدهطن} أي تنبطت الدهطن‪ ,‬وكذا قوله‪{ :‬ومطن يرد فيطه بإلاد} تقديره إلادا‪ ,‬وكمطا قال العشطى‪.‬‬
‫ضمنططططت برزق عيالنططططا أرماحنابيطططط الراجططططل والصططططريح الجرد‬
‫وقال الَخططططططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪:‬‬
‫طططططططدرهوأسفله بالرخ والشبهان‬ ‫طططططططث صط‬ ‫طططططططت الشط‬ ‫بواد يان ينبط‬
‫والجود أنه ضمن الفعل ههنا معن يهم‪ ,‬ولذا عداه بالباء فقال‪{ :‬ومن يرد فيه بإلاد} أي يهم فيه‬
‫بأ مر فظ يع من العا صي الكبار‪ :‬وقوله‪{ :‬بظلم} أي عامدا قا صدا أ نه ظلم ل يس بتأول‪ ,‬ك ما قال ا بن‬
‫جريططططططج عططططططن ابططططططن عباس هططططططو التعمططططططد‪.‬‬
‫وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬بظلم بشرك‪ ,‬وقال ما هد‪ :‬أن يع بد ف يه غ ي ال‪ ,‬وكذا قال‬
‫قتادة وغ ي وا حد‪ .‬وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬بظلم هو أن ت ستحل من الرم ما حرم ال عل يك من‬
‫إساءة أو قتل‪ ,‬فتظلم من ل يظلمك وتقتل من ل يقتلك‪ ,‬فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الليم‪,‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬بظلم يعمل فيه عملً سيئا‪ ,‬وهذا من خصوصية الرم أنه يعاقب البادي فيه الشر إذا كان‬
‫عازما عل يه وإن ل يوق عه‪ ,‬ك ما قال ا بن أ ب حا ت ف تف سيه‪ ,‬حدث نا أح د بن سنان‪ ,‬حدث نا يز يد بن‬
‫‪120‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هارون‪ ,‬أنبأنا شعبة عن السدي أنه سع مرة يدث عن عبد ال يعن ابن مسعود ف قوله‪{ :‬ومن يرد فيه‬
‫بإلاد بظلم} قال‪ :‬لو أن رجلً أراد ف يه بإلاد بظلم وهو بعدن أب ي‪ ,‬لذا قه ال من العذاب الليم‪ ,‬قال‬
‫شعبة‪ :‬هو رفعه لنا وأنا ل أرفعه لكم‪ .‬قال يزيد‪ :‬هو قد رفعه‪ ,‬ورواه أحد عن يزيد بن هارون به‪ ,‬قلت‪:‬‬
‫هذا السناد صحيح على شرط البخاري‪ ,‬ووقفه أشبه من رفعه‪ ,‬ولذا صمم شعبة على وقفه من كلم‬
‫ابن مسعود‪ ,‬وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري عن السدي‪ ,‬عن مرة‪ ,‬عن ابن مسعود موقوفا‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقال الثوري عن السدي عن مرة عن عبد ال قال‪ :‬ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه‪ ,‬ولو أن‬
‫رجلً بعدن أب ي ه ّم أن يق تل رجلً بذا الب يت لذا قه ال من العذاب الل يم‪ ,‬وكذا قال الضحاك بن‬
‫مزا حم‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن من صور‪ ,‬عن ما هد‪ :‬إلاد ف يه ل وال وبلى وال‪ ,‬وروي عن ما هد‪,‬‬
‫عن عبد ال بن عمرو مثله‪ ,‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬شتم الادم ظلم فما فوقه‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن‬
‫ع بد ال بن عطاء‪ ,‬عن ميمون بن مهران‪ ,‬عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬و من يرد ف يه بإلاد بظلم} قال‪:‬‬
‫تارة الميططط فيطططه‪ .‬وعطططن ابطططن عمطططر‪ :‬بيطططع الطعام بكطططة إلاد‪.‬‬
‫وقال حبيب بن أ ب ثا بت‪{ :‬و من يرد ف يه بإلاد بظلم} قال‪ :‬الحت كر ب كة‪ ,‬وكذا قال غ ي وا حد‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن إسحاق الوهري‪ ,‬أنبأنا أبو عاصم عن جعفر بن يي‪,‬‬
‫عن عمه عمارة بن ثوبان‪ ,‬حدثن موسى بن باذان عن يعلى بن أمية أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬احتكار الطعام بكة إلاد» وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن بكي‪,‬‬
‫حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا عطاء بن دينار‪ ,‬حدثن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال ابن عباس ف قوله ال‪{ :‬ومن‬
‫يرد ف يه بإلاد بظلم} قال‪ :‬نزلت ف ع بد ال بن أن يس‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بع ثه مع‬
‫رجل ي‪ :‬أحده ا مها جر‪ ,‬والَ خر من الن صار‪ ,‬فافتخروا ف الن ساب فغ ضب ع بد ال بن أن يس فق تل‬
‫النصاري‪ ,‬ث ارتد عن السلم‪ ,‬وهرب إل مكة‪ ,‬فنلت فيه {ومن يرد فيه بإلاد بظلم} يعن من لأ‬
‫إل الرم بإلاد‪ ,‬يع ن ب يل عن ال سلم‪ ,‬وهذه الَثار وإن دلت على أن هذه الشياء من اللاد‪ ,‬ول كن‬
‫هو أعم من ذلك بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها‪ ,‬ولذا لا هم أصحاب الفيل على تريب البيت‬
‫أر سل ال علي هم طيا أباب يل‪{ ,‬ترمي هم بجارة من سجيل‪ ,‬فجعل هم كع صف مأكول}‪ ,‬أي دمر هم‬
‫وجعلهم عبة ونكالً لكل من أراده بسوء‪ ,‬ولذلك ثبت ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬يغزو هذا البيطت جيطش حتط إذا كانوا بطبيداء مطن الرض خسطف بأولمط وآخرهطم» الديطث‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن كناسة‪ ,‬حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال‪ :‬أتى عبد ال بن عمر‬
‫ع بد ال بن الزب ي فقال‪ :‬يا ا بن الزب ي إياك واللاد ف حرم ال‪ ,‬فإ ن سعت ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫‪121‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وسلم يقول‪« :‬إنه سيلحد فيه رجل من قريش‪ ,‬لو توزن ذنوبه بذنوب الثقلي لرجحت» فانظر ل تكن‬
‫هو‪ ,‬وقال أيضا ف مسند عبد ال بن عمرو بن العاص‪ :‬حدثنا هاشم‪ ,‬حدثنا إسحاق بن سعيد‪ ,‬حدثنا‬
‫سعيد بن عمرو قال‪ :‬أتى عبد ال بن عمر عبد ال بن الزبي وهو جالس ف الجر فقال‪ :‬يا ابن الزبي‪,‬‬
‫إياك واللاد ف الرم‪ ,‬فان أشهد لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬يلها ويل به رجل‬
‫من قر يش‪ ,‬لو وز نت ذنو به بذنوب الثقل ي لوزنت ها» قال‪ :‬فان ظر ل ت كن هو‪ ,‬ول ير جه أ حد من‬
‫أصططططططحاب الكتططططططب مططططططن هذيططططططن الوجهيطططططط‪.‬‬

‫** َوإِ ْذ َب ّوْأنَا ِلبْرَاهِي َم َمكَا َن الَْبيْتِ أَن لّ تُشْرِكْ بِي َشيْئا َو َطهّ ْر بَْيتِيَ لِلطّآِئفِيَ وَالْقَآئِمِيَ وَالرّكّ ِع السّجُودِ‬
‫ِقط‬
‫َجط عَمي ٍ‬‫ُوكط رِجَا ًل َوعََلىَ كُلّ ضَامِرٍ يَ ْأتِي َ م ِن كُلّ ف ّ‬ ‫َجط َي ْأت َ‬
‫ّاسط بِالْح ّ‬‫* َوأَذّن ف ِي الن ِ‬
‫هذا فيه تقريع وتوبيخ لن عبد غي ال وأشرك به من قريش ف البقعة الت أسست من أول يوم على‬
‫توحيد ال وعبادته وحده ل شريك له‪ ,‬فذكر تعال أنه بوأ إبراهيم مكان البيت‪ ,‬أي أرشده إليه وسلمه‬
‫له وأذن له ف بنائه‪ ,‬واستدل به كثي من قال‪ :‬إن إبراهيم عليه السلم هو أول من بن البيت العتيق‪ ,‬وأنه‬
‫ل ي ب قبله‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيحي عن أ ب ذر‪ ,‬قلت‪ :‬يا ر سول ال أي م سجد و ضع أول ؟ قال‬
‫«السجد الرام»‪ .‬قلت‪ :‬ث أي ؟ قال‪« :‬بيت القدس»‪ .‬قلت‪ :‬كم بينهما ؟ قال‪« :‬أربعون سنة»‪ .‬وقد‬
‫قال ال تعال‪{ :‬إن أول بيطت وضطع للناس للذي ببكطة مباركا} الَيتيط‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وعهدنطا إل‬
‫إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت للطائفي والعاكفي والركع السجود} وقد قدمنا ذكر ما ورد ف بناء‬
‫البيت من الصحاح والَثار با أغن عن إعادته ههنا‪ ,‬وقال تعال ههنا {أن ل تشرك ب شيئا} أي ابنه‬
‫على اسي وحدي {وطهر بيت} قال قتادة وماهد‪ :‬من الشرك {للطائفي والقائمي والركع السجود}‬
‫أي اجعله خالصطا لؤلء الذيطن يعبدون ال وحده ل شريطك له‪ ,‬فالطائف بطه معروف‪ ,‬وهطو أخطص‬
‫العبادات ع ند الب يت‪ ,‬فإ نه ل يف عل ببق عة من الرض سواها {والقائم ي} أي ف ال صلة‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{والر كع ال سجود} فقرن الطواف بال صلة لن ما ل يشرعان إل مت صي بالب يت‪ ,‬فالطواف عنده‬
‫وال صلة إل يه ف غالب الحوال‪ ,‬إل ما ا ستثن من ال صلة ع ند اشتباه القبلة و ف الرب و ف النافلة ف‬
‫السططططططططططططططططططططططططططططططططططططفر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأذن فط الناس بالجط} أي ناد فط الناس بالجط‪ ,‬داعيا لمط إل الجط إل هذا البيطت الذي‬
‫أمرناك ببنائه‪ ,‬فذ كر أ نه قال‪ :‬يا رب وك يف أبلغ الناس و صوت ل ينفذ هم ؟ فقال‪ :‬ناد وعلي نا البلغ‪,‬‬

‫‪122‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقام على مقا مه‪ ,‬وق يل على ال جر‪ ,‬وق يل على ال صفا‪ ,‬وق يل على أ ب قبيس‪ ,‬وقال‪ :‬يا أي ها الناس إن‬
‫رب كم قد ات ذ بيتا فحجوه‪ ,‬فيقال إن البال تواض عت ح ت بلغ ال صوت أرجاء الرض‪ ,‬وأ سع من ف‬
‫الرحام وال صلب‪ ,‬وأجا به كل ش يء سعه من ح جر ومدر وش جر‪ ,‬و من ك تب ال أ نه ي ج إل يوم‬
‫القيامة‪ ,‬لبيك اللهم لبيك‪ ,‬وهذا مضمون ما روي عن ابن عباس وماهد وعكرمة وسعيد بن جبي وغي‬
‫واحططد مططن السططلف‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬أوردهططا ابططن جريططر وابططن أبطط حاتطط مطولة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬يأتوك رجا ًل وعلى كل ضامر} الَية‪ ,‬قد يستدل بذه الَية من ذهب من العلماء إل أن الج‬
‫ماشيا لن قدر عليه أفضل من الج راكبا‪ ,‬لنه قدمهم ف الذكر‪ ,‬فدل على الهتمام بم وقوة همهم‬
‫وشدة عزمهم‪ ,‬وقال وكيع عن أب العميس‪ ,‬عن أ ب حلحلة‪ ,‬عن ممد بن كعب‪ ,‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫ما أ ساء علي ش يء إل أ خي وددت أ ن ك نت حج جت ماشيا‪ ,‬لن ال يقول‪{ :‬يأتوك رجالً} والذي‬
‫عليه الكثرون أن الج راكبا أفضل‪ ,‬اقتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه حج راكبا مع كمال‬
‫قو ته عل يه ال سلم‪ .‬وقوله‪{ :‬يأت ي من كل فج} يع ن طر يق‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬وجعل نا في ها فجاجا سبلً}‬
‫وقوله‪{ :‬عم يق} أي بع يد‪ ,‬قاله ما هد وعطاء وال سدي وقتادة ومقا تل بن حيان والثوري وغ ي وا حد‪,‬‬
‫وهذه الَية كقوله تعال إخبارا عن إبراهيم حيث قال ف دعائه‪{ :‬فاجعل أفئدة من الناس توي إليهم}‬
‫فليس أحد من أهل السلم إل وهو ين إل رؤية الكعبة والطواف‪ ,‬فالناس يقصدونا من سائر الهات‬
‫والقطار‪.‬‬

‫شهَدُواْ مَنَافِعَ َلهُ ْم َويَذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ فِيَ َأيّا ٍم ّمعْلُومَاتٍ عََل َى مَا رَزََقهُمْ مّن َبهِي َم ِة الْنعَامِ َفكُلُواْ ِمْنهَا‬
‫** ّليَ ْ‬
‫ط وَْليَ ّطوّفُواْ بِاْلَبيْتططِ اْل َعتِيقططِ‬‫ط وَْليُوفُوْا نُذُو َرهُمط ْ‬
‫ط الْ َفقِيَ * ثُمططّ ْليَ ْقضُواْ َت َفَثهُمط ْ‬ ‫َوأَ ْطعِمُواْ اْلبَآئِسط َ‬
‫قال ابن عباس‪{ :‬ليشهدوا منافع لم} قال‪ :‬منافع الدنيا والَخرة‪ ,‬أما منافع الَخرة فرضوان ال تعال‪,‬‬
‫وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن‪ ,‬والذبائح والتجارات‪ ,‬وكذا قال ماهد وغي واحد‪ :‬إنا‬
‫منا فع الدن يا والَخرة كقوله‪{ :‬ل يس علي كم جناح أن تبتغوا فضلً من رب كم}‪ .‬وقوله‪{ :‬ويذكروا ا سم‬
‫ال ف أيام معلومات على ما رزقهم من بيمة النعام}‪ ,‬قال شعبة وهشيم عن أب بشر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ :‬اليام العلومات أيام الع شر‪ ,‬وعل قه البخاري ع نه ب صيغة الزم به‪ .‬وروي‬
‫مثله عن أب موسى الشعري وماهد وقتادة وعطاء وسعيد بن جبي والسن والضحاك وعطاء الراسان‬
‫وإبراهيططم النخعططي‪ ,‬وهططو مذهططب الشافعططي والشهور عططن أحدطط بططن حنبططل‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عرعرة‪ ,‬حدثنا شعبة عن سليمان‪ ,‬عن مسلم البطي‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جبي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما العمل ف أيام أفضل منها ف هذه» قالوا‪:‬‬
‫ول الهاد ف سبيل ال ؟ قال‪« :‬ول الهاد ف سبيل ال إل ر جل يرج يا طر بنف سه وماله فلم ير جع‬
‫بشيطء»‪ ,‬رواه المام أحدط وأبطو داود والترمذي وابطن ماجطه بنحوه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حديطث حسطن‪,‬‬
‫غريب‪ ,‬صحيح‪ ,‬وف الباب عن ابن عمر وأب هريرة وعبد ال بن عمرو وجابر‪ ,‬قلت‪ :‬وقد تقصيت هذه‬
‫الطرق‪ ,‬وأفردت لا جزءا على حدته‪ ,‬فمن ذلك ما قال المام أحد‪ :‬حدثنا عثمان أنبأنا أبو عوانة عن‬
‫يزيد بن أب زياد عن ماهد‪ ,‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من أيام أعظم‬
‫عند ال ول أحب إليه العمل فيهن من هذه اليام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبي والتحميد»‬
‫وروي من وجه آخر عن ماهد عن ابن عمر بنحوه‪ .‬وقال البخاري‪ :‬وكان ابن عمر وأبو هريرة يرجان‬
‫إل السططططوق فطططط أيام العشططططر فيكططططبان ويكططططب الناس بتكبيهاطططط‪.‬‬
‫وقد روى أحد عن جابر مرفوعا أن هذا هو العشر الذي أقسم به ف قوله‪{ :‬والفجر وليال عشر}‪.‬‬
‫وقال بعض السلف‪ :‬أنه الراد بقوله‪{ :‬وأتمناها بعشر} وف سنن أب داود أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يصوم هذا العشر‪ ,‬وهذا العشر مشتمل على يوم عرفة الذي ثبت ف صحيح مسلم عن أب‬
‫قتادة قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن صيام يوم عرفة‪ ,‬فقال‪ :‬أحتسب على ال أن يكفر به‬
‫السنة الاضية والَتية‪ ,‬ويشتمل على يوم النحر الذي هو يوم الج الكب‪ ,‬وقد ورد ف حديث أنه أفضل‬
‫اليام ع ند ال وبالملة‪ ,‬فهذا الع شر قد ق يل إ نه أف ضل أيام ال سنة‪ ,‬ك ما ن طق به الد يث‪ ,‬وفضله كث ي‬
‫على عشر رمضان الخي‪ ,‬لن هذا يشرع فيه ما يشرع ف ذلك من صلة وصيام وصدقة وغيه‪ ,‬ويتاز‬
‫هذا باختصاصه بأداء فرض الج فيه‪ .‬وقيل ذلك أفضل ل شتماله على ليلة القدر الت هي خي من ألف‬
‫ش هر‪ ,‬وتو سط آخرون فقالوا‪ :‬أيام هذا أف ضل‪ ,‬وليال ذاك أف ضل‪ ,‬وبذا يت مع ش ل الدلة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(قول ثان) ف اليام العلومات‪ .‬قال الكم عن مقسم عن ابن عباس‪ :‬اليام العلومات يوم النحر وثلثة‬
‫أيام بعده‪ ,‬ويروى هذا عن ا بن ع مر وإبراه يم النخ عي‪ ,‬وإل يه ذ هب أح د بن حن بل ف روا ية ع نه‪.‬‬
‫(قول ثالث) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن الدين‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫عجلن‪ ,‬حدثنط نافطع أن ابطن عمطر كان يقول‪ :‬اليام العلومات والعدودات هطن جيعهطن أربعطة أيام‪,‬‬
‫فاليام العلومات‪ :‬يوم النحطر‪ ,‬ويومان بعده‪ ,‬واليام العدودات ثلثطة أيام بعطد يوم النحطر‪ ,‬هذا إسطناد‬
‫صطحيح إليطه‪ ,‬وقاله السطدي‪ ,‬وهطو مذهطب المام مالك بطن أنطس‪ ,‬ويعضطد هذا القول والذي قبله قوله‬
‫تعال‪{ :‬على مططا رزقهططم مططن بيمططة النعام} يعنطط ذكططر ال عنططد ذبهططا‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(قول رابع) أنا يوم عرفة ويوم النحر ويوم آخر بعده‪ ,‬وهو مذهب أب حنيفة‪ .‬وقال ابن وهب‪ :‬حدثن‬
‫ابطن زيطد بطن أسطلم عطن أبيطه أنطه قال‪ :‬العلومات يوم عرفطة ويوم النحطر وأيام التشريطق‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬على ما رزقهم من بيمة النعام} يعن البل والبقر والغنم كما فصلها تعال ف سورة النعام‬
‫{ثان ية أزواج} الَ ية‪ ,‬وقوله‪{ :‬فكلوا من ها وأطعموا البائس الفق ي} ا ستدل بذه الَ ية من ذ هب إل‬
‫وجوب الكطل مطن الضاحطي‪ ,‬وهطو قول غريطب‪ ,‬والذي عليطه الكثرون أنطه مطن باب الرخصطة أو‬
‫الستحباب‪ ,‬كما ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا نر هديه أمر من كل بدنة ببضعة فتطبخ‪,‬‬
‫فأكل من لمها وحسا من مرقها‪ .‬قال عبد ال بن وهب‪ :‬قال ل مالك‪ :‬أحب أن يأكل من أضحيته‪,‬‬
‫لن ال يقول‪{ :‬فكلوا من ها} قال ا بن و هب‪ :‬و سألت الل يث‪ ,‬فقال ل م ثل ذلك‪ ,‬وقال سفيان الثوري‬
‫عن منصور عن إبراهيم {فكلوا منها} قال‪ :‬كان الشركون ل يأكلون من ذبائحهم فرخص للمسلمي‪,‬‬
‫فمططن شاء أكططل ومططن ل يشططأ ل يأكططل‪ ,‬وروي عططن ماهططد وعطاء نوطط ذلك‪.‬‬
‫قال هشيم عن حصي عن ماهد ف قوله‪{ :‬فكلوا منها} قال‪ :‬هي كقوله‪{ :‬فإذا حللتم فاصطادوا}‬
‫{فإذا قضيت الصلة فانتشروا ف الرض} وهذا اختيار ابن جرير ف تفسيه‪ ,‬واستدل من نصر القول‬
‫بأن الضاحي يتصدق فيها بالنصف بقوله ف هذه الَية‪{ :‬فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي} فجزأها‬
‫ن صفي‪ :‬ن صف للمض حي ون صف للفقراء‪ ,‬والقول الَ خر أن ا تزأ ثل ثة أجزاء‪ :‬ثلث له وثلث يهد يه‬
‫وثلث يت صدق به‪ ,‬لقوله تعال ف الَ ية الخرى‪{ :‬فكلوا من ها وأطعموا القا نع والع تر} و سيأت الكلم‬
‫عليهططططططططا عندهططططططططا إن شاء ال وبططططططططه الثقططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬البائس الفقيط} قال عكرمطة‪ :‬هطو الضططر الذي يظهطر عليطه البؤس والفقيط التعفطف‪ ,‬وقال‬
‫ماهد‪ :‬هو الذي ل يبسط يده‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬هو الزمن‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬هو الضرير‪ .‬وقوله‪{ :‬ث‬
‫ليقضوا تفثهم} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬وهو وضع الحرام من حلق الرأس ولبس الثياب‬
‫وقص الظافر ونو ذلك‪ ,‬وهكذا روى عطاء وماهد عنه‪ ,‬وكذا قال عكرمة وممد بن كعب القرظي‪.‬‬
‫وقال عكرمة عن ابن عباس {ث ليقضوا تفثهم} قال‪ :‬التفث الناسك‪ .‬وقوله‪{ :‬وليوفوا نذورهم} قال‬
‫علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن نر ما نذر من أمر البدن‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد {وليوفوا‬
‫نذور هم} نذر الجوالدي و ما نذر الن سان من ش يء يكون ف ال ج‪ .‬وقال إبراه يم بن مي سرة عن‬
‫ماهد {وليوفوا نذورهم} قال‪ :‬الذبائح‪ .‬وقال ليث بن أب سليم عن ماهد {وليوفوا نذورهم} كل نذر‬
‫إل أجل وقال عكرمة {وليوفوا نذورهم} قال‪ :‬حجهم‪ .‬وكذا روى المام أحد وابن أب حات‪ :‬حدثنا‬
‫أب‪ .‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان ف قوله‪{ :‬وليوفوا نذورهم} قال‪ :‬نذور الج‪ ,‬فكل من دخل‬
‫‪125‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الج فعليه من العمل فيه الطواف بالبيت وبي الصفا والروة وعرفة والزدلفة ورمي المار على ما أمروا‬
‫طططططططططط هذا‪.‬‬ ‫ططططططططططن مالك نوط‬ ‫ططططططططططه‪ ,‬وروي عط‬ ‫بط‬
‫وقوله‪{ :‬وليطوفوا بالبيت العتيق} قال ماهد‪ :‬يعن الطواف الواجب يوم النحر‪ ,‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا حاد عن أب حزة قال‪ :‬قال ل ابن عباس‪ :‬أتقرأ سورة الج‬
‫يقول ال تعال‪{ :‬وليطوفوا بالبيت العتيق} فإن آخر الناسك الطواف بالبيت العتيق‪ ,‬قلت‪ :‬وهكذا صنع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه لا رجع إل من يوم النحر بدأ برمي المرة‪ ,‬فرماها بسبع حصيات‪,‬‬
‫ث نر هديه وحلق رأسه‪ ,‬ث أفاض فطاف بالبيت‪ ,‬وف الصحيحي عن ابن عباس أنه قال‪ :‬أمر الناس أن‬
‫يكون آخطططر عهدهطططم بالبيطططت الطواف إل أنطططه خفطططف عطططن الرأة الائض‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بالبيت العتيق} فيه مستدل لن ذهب إل أنه يب الطواف من وراء الجر‪ ,‬لنه من أصل‬
‫البيت الذي بناه إبراهيم‪ ,‬ون كانت قريش قد أخرجوه من البيت حي قصرت بم النفقة‪ ,‬ولذا طاف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من وراء الجر وأخب أن الجر من البيت ول يستلم الركني الشاميي‬
‫لن ما ل يتم ما على قوا عد إبراه يم العتي قة‪ ,‬ولذا قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب ع مر‬
‫العدن‪ ,‬حدثنا سفيان عن هشام بن حجر عن رجل عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وليطوفوا‬
‫بالبيت العتيق} طاف رسول ال صلى ال عليه وسلم من ورائه‪ ,‬وقال قتادة عن السن البصري ف قوله‪:‬‬
‫{وليطوفوا بالبيت العتيق} قال‪ :‬لنه أول بيت وضع للناس‪ ,‬وكذا قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪,‬‬
‫و عن عكر مة أ نه قال‪ :‬إن ا سي الب يت العت يق لنه أع تق يوم الغرق زمان نوح‪ ,‬وقال خصيف‪ :‬إن ا سي‬
‫بالبيطططططت العتيطططططق لنطططططه ل يظهطططططر عليطططططه جبار قطططططط‪.‬‬
‫وقال ابن أب نيح وليث عن ماهد‪ :‬أعتق من البابرة أن يسلطوا عليه‪ ,‬وكذا قال قتادة‪ .‬وقال حاد بن‬
‫سلمة عن حيد عن السن بن مسلم عن ماهد‪ :‬لنه ل يرده أحد بسوء إل هلك‪ ,‬وقال عبد الرزاق عن‬
‫معمر عن الزهري عن ابن الزبي قال‪ :‬إنا سي البيت العتيق لن ال أعتقه من البابرة‪ ,‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن إساعيل وغي واحد‪ ,‬حدثنا عبد ال بن صال‪ ,‬أخبن الليث عن عبد الرحن بن خالد‬
‫عن ابن شهاب عن ممد بن عروة عن عبد ال بن الزبي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنا‬
‫سي البيت العتيق لنه ل يظهر عليه جبار» وكذا رواه ابن جرير عن ممد بن سهل النجاري عن عبد‬
‫ال بن صال به‪ ,‬وقال‪ :‬إن كان صحيحا‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ,‬ث رواه من وجه‬
‫آخطططططططططططر عطططططططططططن الزهري مرسطططططططططططلً‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك َومَن ُيعَظّ مْ ُح ُرمَا تِ اللّ هِ َف ُهوَ َخيْرٌ لّ ُه عِندَ َربّ هِ َوأُحِلّ تْ َلكُ مُ الْنعَا مُ إِ ّل مَا ُيتَْلىَ عََلْيكُ مْ فَا ْجَتِنبُوْا‬ ‫** ذَلِ َ‬
‫س مِ َن ال ْوثَا ِن وَا ْجتَِنبُواْ َقوْلَ الزّورِ * ُحَنفَآءَ للّ ِه َغيْ َر مُشْرِكِيَ بِ ِه َومَن يُشْرِ ْك بِاللّ هِ َف َكأَنّمَا خَ ّر مِ نَ‬ ‫الرّجْ َ‬
‫خ َطفُهطططُ ال ّطيْرُ َأوْ َتهْوِي بِهطططِ الرّيحطططُ فِطططي َمكَانطططٍ سطططَحِيقٍ‬ ‫السطططّمَآءِ َفتَ ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬هذا الذي أمر نا به من الطاعات ف أداء النا سك و ما لفاعل ها من الثواب الز يل {و من‬
‫يعظم حرمات ال} أي ومن يتنب معاصيه‪ ,‬ومارمه ويكون ارتكابا عظيما ف نفسه {فهو خي له عند‬
‫ر به} أي فله على ذلك خ ي كث ي‪ ,‬وثواب جز يل‪ ,‬فك ما على ف عل الطاعات ثواب كث ي وأ جر جز يل‪,‬‬
‫كذلك على تلك الحرمات واجتناب الحظورات‪ ,‬قال ابطن جريطج‪ :‬قال ماهطد فط قوله‪{ :‬ذلك ومطن‬
‫يعظم حرمات ال} قال‪ :‬الرمة مكة والج والعمرة وما نى ال عنه من معاصيه كلها‪ ,‬وكذا قال ابن‬
‫زيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططد‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأحلت لكم النعام إل ما يتلى عليكم} أي أحللنا لكم جيع النعام وما جعل ال من بية‬
‫ول سائبة ول وصيلة ول حام‪ .‬وقوله‪{ :‬إل ما يتلى عليكم} أي من تري اليتة والدم ولم النير وما‬
‫أ هل لغ ي ال به والنخن قة الَ ية‪ ,‬قال ذلك ا بن جر ير‪ ,‬وحكاه عن قتادة‪ .‬وقوله‪{ :‬فاجتنبوا الر جس من‬
‫الوثان واجتنبوا قول الزور}من ههنا لبيان النس ‪ ,‬أي اجتنبوا الرجس الذي هو الوثان‪ ,‬وقرن الشرك‬
‫بال بقول الزور‪ ,‬كقوله‪{ :‬قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والث والبغي بغي الق وأن‬
‫تشركوا بال مال ينل به سلطانا وأن تقولوا على ال ما ل تعلمون} ومنه شهادة الزور‪ .‬وف الصحيحي‬
‫عن أب بكرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أل أنبئكم بأكب الكبائر ؟» قلنا‪ :‬بلى يا رسول‬
‫ل قال‪« :‬الشراك بال وعقوق الوالديطن طط وكان متكئا فجلس فقال طط أل وقول الزور‪ .‬أل وشهادة‬
‫الزور»‪ .‬فمططططا زال يكررهططططا حتطططط قلنططططا‪ :‬ليتططططه سططططكت‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري‪ ,‬أنبأنا سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة عن أين‬
‫بن خر ي قال‪ :‬قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خطيبا‪ ,‬فقال‪ « :‬يا أي ها الناس عدلت شهادة الزور‬
‫إشراكا بال» ثلثا‪ ,‬ث قرأ {فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول الزور} وهكذا رواه الترمذي عن‬
‫أحد بن منيع عن مروان بن معاوية به‪ ,‬ث قال‪ :‬غريب إنا نعرفه من حديث سفيان بن زياد‪ ,‬وقد اختلف‬
‫عنه ف رواية هذا الديث ول نعرف لين بن خري ساعا من النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال المام‬
‫أحد أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد‪ ,‬حدثنا سفيان العصفري عن أبيه عن حبيب بن النعمان السدي عن‬
‫خري بن فاتك السدي قال‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم الصبح‪ ,‬فلما انصرف قام قائما فقال‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«عدلت شهادة الزور الشراك بال عز وجل» ث تل هذه الَية {فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا‬
‫قول الزور حنفاء ل غي مشركي به} وقال سفيان الثوري عن عاصم بن أب النجود عن وائل بن ربيعة‬
‫عططن ابططن مسططعود أنططه قال‪ :‬تعدل شهادة الزور الشراك بال‪ ,‬ثطط قرأ هذه الَيططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬حنفاء ل} أي ملصطي له الديطن منحرفيط عطن الباططل قصطدا إل القط‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬غيط‬
‫مشرك ي به} ث ضرب للمشرك مثلً ف ضلله وهل كه وبعده عن الدى‪ ,‬فقال‪{ :‬و من يشرك بال‬
‫فكأنا خر من السماء} أي سقط منها {فتخطفه الطي} أي تقطعه الطيور ف الواء {أو توي به الريح‬
‫ف مكان سحيق} أي بعيد مهلك لن هوى فيه‪ ,‬ولذا جاء ف حديث الباء‪ :‬إن الكافر إذا توفته ملئكة‬
‫الوت وصعدوا بروحه إل السماء‪ ,‬فل تفتح له أبواب السماء بل تطرح روحه طرحا من هناك‪ ,‬ث قرأ‬
‫هذه الَية‪ ,‬وقد تقدم الديث ف سورة إبراهيم بروفه وألفاظه وطرقه‪ .‬وقد ضرب تعال للمشركي مثلً‬
‫آخر ف سورة النعام‪ .‬وهو قوله‪{ :‬قل أندعو من دون ال ما ل ينفعنا ول يضرنا ونرد على أعقابنا بعد‬
‫إذ هدانا ال كالذي استهوته الشياطي ف الرض حيان له أصحاب يدعونه إل الدى ائتنا قل إن هدى‬
‫طططططططططططططططططو الدى} الَيطططططططططططططططططة‪.‬‬ ‫ال هط‬

‫حّلهَآ‬
‫ك َومَن ُيعَظّ ْم َشعَائِرَ اللّ هِ فَِإّنهَا مِن َت ْقوَى اْلقُلُو بِ * َلكُ مْ فِيهَا َمنَافِ عُ إَِلىَ أَجَ ٍل مّ سَمّى ثُ ّم مَ ِ‬
‫** ذَلِ َ‬
‫ط اْلعَتِيقططططططططططططططططططِ‬ ‫إِلَ َى اْلبَيْتططططططططططططططططط ِ‬
‫يقول تعال هذا {ومن يعظم شعائر ال} أي أوامره {فإنا من تقوى القلوب} ومن ذلك تعظيم الدايا‬
‫والبدن‪ ,‬كما قال الكم عن مقسم عن ابن عباس‪ :‬تعظيمها استسمانا واستحسانا‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا حفص بن غياث عن ابن أب ليلى عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد عن ابن‬
‫عباس {ذلك و من يع ظم شعائر ال} قال‪ :‬ال ستسمان وال ستحسان وال ستعظام‪ .‬وقال أ بو أما مة بن‬
‫سهل‪ :‬كنا نسمن الضحية بالدينة‪ ,‬وكان السلمون يسمنون‪ ,‬رواه البخاري‪ ,‬وعن أب هريرة أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬دم عفراء أحب إل ال من دم سوداوين» رواه أحد وابن ماجه‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫والعفراء هي البيضاء بياضا ل يس بنا صع‪ ,‬فالبيضاء أف ضل من غي ها‪ ,‬وغي ها يزىء أيضا ل ا ث بت ف‬
‫صحيح البخاري عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ضحى بكبشي أملحي أقرني‪ ,‬وعن أب‬
‫سعيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ضحى بكبش أقرن كحيل‪ ,‬يأكل ف سواد‪ ,‬وينظر ف سواد‪,‬‬
‫ويشطي فط سطواد‪ ,‬رواه أهطل السطنن وصطححه الترمذي طط أي فيطه نكتطة سطوداء فط هذه الماكطن‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وف سنن ابن ماجه عن أب رافع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ضحى بكبشي عظيمي سيني‬
‫أقرني أملحي موجوءين‪ ,‬وكذا روى أبو داود وابن ماجه عن جابر‪ :‬ضحى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بكبشي أقرني أملحي موجوءين‪ .‬قيل‪ :‬ها الصيان‪ ,‬وقيل اللذان رض خصياها ول يقطعهما‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬و عن علي ر ضي ال ع نه قال‪ :‬أمر نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن ن ستشرف الع ي‬
‫والذن‪ ,‬وأن ل نضحطي بقابلة ول مدابرة ول شرقاء ول خرقاء‪ ,‬رواه أحدط وأهطل السطنن‪ ,‬وصطححه‬
‫الترمذي ول م ع نه‪ ,‬قال‪ :‬ن ى ر سول ال صلى ال عليه و سلم أن نض حي بأعضب القرن والذن‪ ,‬وقال‬
‫سعيد بن السيب‪ :‬العضب النصف فأكثر‪ ,‬وقال بعض أهل اللغة‪ :‬إن كسر قرنا العلى فهي قصماء‪,‬‬
‫فأما العضب فهو كسر ال سفل‪ ,‬وعضب الذن قطع بعضها‪ .‬وع ند الشافعي أن الضحية بذلك مزئة‬
‫ل كن تكره‪ .‬وقال أح د‪ :‬ل تزىء الضح ية بأع ضب القرن والذن لذا الد يث‪ .‬وقال مالك‪ :‬إن كان‬
‫الدم يسطططططططططططيل مطططططططططططن القرن ل يزىء وإل أجزأ‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأما القابلة فهي الت قطع مقدم أذنا‪ ,‬والدابرة من مؤخر أذنا‪ ,‬والشرقاء هي الت قطعت أذنا طولً‪,‬‬
‫قاله الشافعي‪ ,‬وأما الرقاء فهي الت خرقت ال سمة أذنا خرقا مدورا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وعن الباء قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أر بع لتوز ف الضا حي‪ :‬العوراء الب ي عور ها‪ ,‬والري ضة الب ي‬
‫مرض ها‪ ,‬والعرجاء الب ي ظَلعَ ها‪ ,‬والك سية ال ت لتن قى» رواه أح د وأ هل ال سنن‪ ,‬و صححه الترمذي‪,‬‬
‫وهذه العيوب تنقص اللحم لضعفها وعجزها عن استكمال الرعي لن الشاء يسبقونا إل الرعى‪ ,‬فلهذا‬
‫ل تزيء التضحية با عند الشافعي وغيه من الئمة‪ ,‬كما هو ظاهر الديث‪ ,‬واختلف قول الشافعي ف‬
‫الريضة مرضا يسيا على قولي‪ ,‬وروى أبو داود عن عتبة بن عبد السلمي أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نى عن الصفرة والستأصلة والبخقاء والشيعة والكسراء‪ ,‬فالصفرة قيل الزيلة‪ ,‬وقيل الستأصلة‬
‫الذن‪ ,‬وال ستأصلة مك سورة القرن‪ ,‬والبخقاء هي العوراء‪ ,‬والشي عة هي ال ت ل تزال تش يع خلف الغ نم‬
‫ول تت بع لضعف ها‪ ,‬والك سراء العرجاء‪ ,‬فهذه العيوب كل ها مان عة من الجزاء‪ ,‬فأ ما إن طرأ الع يب ب عد‬
‫تعيي الضحية فإنه ل يضر عند الشافعي خلفا لب حنيفة‪ ,‬وقد روى المام أحد عن أب سعيد قال‪:‬‬
‫اشتريت كبشا أضحي به‪ ,‬فعدا الذئب فأخذ اللية‪ ,‬فسألت النب صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬ضح به»‬
‫ولذا جاء ف الديث أمرنا النب صلى ال عليه وسلم أن نستشرف العي والذن‪ ,‬أي أن تكون الدية أو‬
‫الضحية سينة حسنة ثينة‪ ,‬كما رواه المام أحد وأبو داود عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬أهدى عمر نيبا‬
‫فأعطي با ثلثمائة دينار‪ ,‬فأتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إن أهديت نيبا فأعطيت‬
‫ب ا ثلثمائة دينار‪ ,‬أفأبيع ها وأشتري بثمن ها بدنا ؟ قال‪ :‬ل «انر ها إيا ها» وقال الضحاك عن ا بن عباس‬
‫‪129‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫البدن من شعائر ال‪ .‬وقال م مد بن أ ب مو سى‪ :‬الوقوف ومزدل فة والمار والر مي واللق والبدن من‬
‫شعائر ال‪ .‬وقال ابططططططن عمططططططر‪ :‬أعظططططططم الشعائر البيططططططت‪.‬‬
‫وقوله‪« :‬لكم فيها منافع» أي لكم ف البدن منافع من لبنها وصوفها وأوبارها وأشعارها وركوبا إل‬
‫أجل مسمى‪ .‬قال مقسم عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬لكم فيها منافع إل أجل مسمى} قال‪ :‬ما ل تسم‬
‫بدنا‪ .‬وقال ماهد ف قوله‪{ :‬لكم فيها منافع إل أجل مسمى} قال‪ :‬الركوب واللب والولد‪ ,‬فإذا سيت‬
‫بدنطة أو هديا ذهطب ذلك كله‪ ,‬وكذا قال عطاء والضحاك وقتادة وعطاء الراسطان وغيهطم‪ .‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬بل له أن ينتفع با وإن كانت هديا إذا احتاج إل ذلك‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن أنس أن‬
‫ل ي سوق بد نة قال «اركب ها» قال‪ :‬إن ا بد نة‪ .‬قال «اركب ها‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم رأى رج ً‬
‫وي ك» ف الثان ية أو الثال ثة‪ .‬و ف روا ية ل سلم عن جابر عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪:‬‬
‫«اركبها بالعروف إذا ألئت إليها» وقال شعبة عن زهي عن أب ثابت العمى عن الغية بن عن علي‬
‫ل يسوق بدنة ومعها ولدها فقال‪ :‬ل تشرب من لبنها إل ما فضل عن ولدها‪ ,‬فإذا كان يوم‬ ‫أنه رأى رج ً‬
‫النحططططططططططططر فاذبهططططططططططططا وولدهططططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ث ملها إل البيت العتيق} أي مل الدي وانتهاؤه إل البيت العتيق‪ ,‬وهو الكعبة‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬هديا بالغ الكعبطة} وقال‪{ :‬والدي معكوفا أن يبلغ مله} وقطد تقدم الكلم على معنط البيطت‬
‫العت يق قريبا‪ ,‬ول ال مد‪ .‬وقال ابن جر يج عن عطاء قال‪ :‬كان ا بن عباس يقول‪ :‬كل من طاف بالب يت‬
‫فقططططد حططططل‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ثطططط ملهططططا إل البيططططت العتيططططق}‪.‬‬

‫** وَِلكُلّ ُأ ّمةٍ َجعَ ْلنَا مَنسَكا ّليَذْكُرُواْ اسْمَ اللّ ِه عََل َى مَا رَزََقهُ ْم مّن َبهِي َم ِة الْنعَامِ فَإِلَـ ُهكُمْ إِلَـ ٌه وَاحِدٌ َفلَ ُه‬
‫خِبتِيَ * الّذِي نَ ِإذَا ذُكِرَ اللّ ُه وَجِلَ تْ قُلُوُبهُ ْم وَال صّابِرِي َن عََل َى مَآ أَ صَاَبهُ ْم وَالْ ُمقِيمِي‬ ‫أَ سْلِمُوْا َوبَشّ ِر الْمُ ْ‬
‫ط يُنفِقُونططططططططَ‬ ‫طلَ ِة َومِمّططططططططا رَزَ ْقنَاهُمططططططط ْ‬ ‫الصططططططط ّ‬
‫ي ب تعال أ نه ل يزل ذ بح النا سك وإرا قة الدماء على ا سم ال مشروعا ف ج يع اللل‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫طلحة عن ابن عباس {ولكل أمة جعلنا منسكا} قال‪ :‬عيدا‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬ذبا‪ .‬وقال زيد بن أسلم ف‬
‫قوله‪{ :‬ولكل أمة جعلنا منسكا} إنا مكة‪ ,‬ل يعل ال لمة قط منسكا غيها‪ .‬وقوله‪{ :‬ليذكروا اسم‬
‫ال على ما رزقهم من بيمة النعام} كما ثبت ف الصحيحي عن أنس قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم بكبش ي أملح ي أقرن ي‪ ,‬ف سمى و كب وو ضع رجله على صفاحهما‪ .‬وقال المام أح د بن‬

‫‪130‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حنبل‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا سلم بن مسكي عن عائذ ال الجاشعي عن أب داود ط وهو نفيع‬
‫بن الارث ط عن زيد بن أرقم قال‪ :‬قلت أو قالوا‪ :‬يا رسول ال ما هذه الضاحي ؟ قال‪« :‬سنة أبيكم‬
‫إبراه يم» قالوا‪ :‬ما ل نا من ها ؟ قال‪« :‬ب كل شعرة ح سنة قال فال صوف ؟ قال «ب كل شعرة من ال صوف‬
‫حسنة» وأخرجه المام أبو عبد ال ممد بن يزيد بن ماجه ف سننه من حديث سلم بن مسكي به‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فإلكم إله واحد فله أسلموا} أي معبودكم واحد وإن تنوعت شرائع النبياء ونسخ بعضها‬
‫بعضا‪ ,‬فالميع يدعون إل عبادة ال وحده ل شريك له {وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه‬
‫أ نه ل إله إل أ نا فاعبدون} ولذا قال‪{ :‬فله أ سلموا} أي أخل صوا وا ستسلموا لك مه وطاع ته {وب شر‬
‫الخبتي} قال ماهد‪ :‬الطمئني‪ .‬وقال الضحاك وقتادة‪ :‬التواضعي‪ .‬وقال السدي‪ :‬الوجلي‪ .‬وقال عمرو‬
‫بطن أوس‪ :‬الخبتيط الذيطن ل يظلمون وإذا ظلموا ل ينتصطروا‪ .‬وقال الثوري {وبشطر الخبتيط} قال‪:‬‬
‫الطمئني الراضي بقضاء ال الستسلمي له‪ ,‬وأحسن با يفسر با بعده وهو قوله‪{ :‬الذين إذا ذكر ال‬
‫وجلت قلوب م} أي خا فت م نه قلوب م {وال صابرين على ما أ صابم} أي من ال صائب‪ .‬قال ال سن‬
‫البصري‪ :‬وال لنصبن أو لنهلكن {والقيمي الصلة} قرأ المهور بالضافة السبعة وبقية العشرة أيضا‬
‫وقرأ ابن السميفع {والقيمن الصلة} بالنصب وعن السن البصري {والقيمي الصلة} وإنا حذفت‬
‫النون ههنا تفيفا‪ ,‬ولو حذفت للضافة لوجب خفض الصلة ولكن على سبيل التخفيف‪ ,‬فنصبت‪ ,‬أي‬
‫الؤدين حق ال فيما أوجب عليهم من أداء فرائضه {وما رزقناهم ينفقون} أي وينفقون ما آتاهم ال‬
‫من ط يب الرزق على أهلي هم وأرقائ هم وفقرائ هم وماوي هم‪ ,‬وي سنون إل اللق مع مافظت هم على‬
‫حدود ال‪ ,‬وهذه بلف صفات النافقي‪ ,‬فإنم بالعكس من هذا كله كما تقدم تفسيه ف سورة براءة‪.‬‬

‫صوَآفّ فَِإذَا َو َجبَ ْ‬


‫ت‬ ‫** وَاْلبُدْ نَ َجعَ ْلنَاهَا َلكُ ْم مّن َشعَائِرِ اللّ هِ َلكُ مْ فِيهَا َخيْرٌ فَاذْكُرُواْ ا سْمَ اللّ ِه عََليْهَا َ‬
‫شكُرُون طَ‬ ‫ط تَ ْ‬ ‫ط وَالْ ُمعْتَرّ َكذَلِك طَ س طَخّ ْرنَاهَا َلكُم طْ َلعَّلكُم ْ‬ ‫ُجنُوبُهَطا َفكُلُواْ ِمنْهَطا َوَأطْعِمُوْا اْلقَانِع َ‬

‫يقول تعال متنا على عباده فيما خلق لم من البدن وجعلها من شعائره‪ ,‬وهو أنه جعلها تدى إل بيته‬
‫الرام‪ ,‬بل هي أف ضل ما يهدى إل يه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ل تلوا شعائر ال ول الش هر الرام ول الدي‬
‫ول القلئد ول آمي البيت الرام} الَية‪ ,‬قال ابن جريج‪ ,‬قال عطاء ف قوله‪{ :‬والبدن جعلناها لكم من‬
‫شعائر ال} قال البقرة والبع ي‪ ,‬وكذا روي عن ا بن ع مر و سعيد بن ال سيب وال سن الب صري‪ ,‬وقال‬

‫‪131‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماهد‪ :‬وإنا البدن من البل {قلت} أما إطلق البدنة على البعي فمتفق عليه‪ ,‬واختلفوا ف صحة إطلق‬
‫البدنة على البقرة على قولي‪ ,‬أصحهما أنه يطلق عليها ذلك شرعا كما صح الديث‪ ,‬ث جهور العلماء‬
‫على أنه تزىء البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة‪ ,‬كما ثبت به الديث عند مسلم من رواية جابر بن‬
‫عبد ال قال‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نشترك ف الضاحي البدنة عن سبعة‪ ,‬والبقرة عن‬
‫سبعة‪ .‬وقال إسحاق بن راهويه وغيه‪ :‬بل تزىء البقرة والبعي عن عشرة‪ ,‬وقد ورد به حديث ف مسند‬
‫المام أحدطططططط وسططططططنن النسططططططائي وغيهاطططططط‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لكم فيها خي} أي ثواب ف الدار الَخرة‪ ,‬وعن سليمان بن يزيد الكعب عن هشام بن عروة‬
‫عن أبيه عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما عمل ابن آدم يوم النحر عملً أحب إل‬
‫ال من إهراق دم‪ .‬وإنا لتأت يوم القيامة بقرونا وأظلفها وأشعارها‪ ,‬وإن الدم ليقع من ال بكان قبل أن‬
‫ي قع على الرض‪ ,‬فطيبوا ب ا نف سا» رواه ا بن ما جه والترمذي وح سنه‪ ,‬وقال سفيان الثوري‪ :‬كان أ بو‬
‫حازم يستدين ويسوق البدن‪ ,‬فقيل له‪ :‬تستدين وتسوق البدن ؟ فقال‪ :‬إن سعت ال يقول لكم‪{ :‬لكم‬
‫فيها خي}‪ .‬وعن ابن عباس‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما أنفقت الورق ف شيء أفضل من‬
‫نية ف يوم ع يد» رواه الدارقط ن ف سننه‪ .‬وقال ما هد‪{ :‬ل كم في ها خ ي} قال‪ :‬أ جر ومنا فع‪ ,‬وقال‬
‫إبراهيطططططم النخعطططططي‪ :‬يركبهطططططا ويلبهطططططا إذا احتاج إليهطططططا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فاذكروا اسم ال عليها صواف} وعن الطلب بن عبد ال بن حنطب عن جابر بن عبد ال‬
‫قال‪ :‬صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عيد الضحى‪ ,‬فلما انصرف أتى بكبش فذبه‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«باسم ال وال أكب‪ ,‬اللهم هذا عن وعمن ل يضح من أمت» رواه أحد وأبو داود والترمذي وقال‬
‫ممد بن إسحاق عن يزيد بن أب حبيب عن ابن عباس عن جابر قال‪ :‬ضحّى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بكبشي ف يوم عيد‪ ,‬فقال حي وجههما‪« :‬وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا‬
‫م سلما و ما أ نا من الشرك ي‪ ,‬إن صلت ون سكي ومياي وما ت ل رب العال ي ل شر يك له‪ ,‬وبذلك‬
‫أمرت وأ نا أول ال سلمي‪ ,‬الل هم م نك ولك عن م مد وأم ته» ث سى ال وكبّر وذ بح‪ .‬و عن علي بن‬
‫السي عن أب رافع أن رسول ال صلى ال عليه و سلم كان إذا ضحى اشترى كبشي سيني أقرني‬
‫أملح ي فإذا صلى وخ طب الناس‪ ,‬أ ت بأحده ا و هو قائم ف م صله‪ ,‬فذب ه بنف سه بالد ية‪ ,‬ث يقول‪:‬‬
‫«اللهم هذا عن أمت جيعها‪ :‬من شهد لك بالتوحيد وشهد ل بالبلغ» ث يؤتى بالَخر فيذبه بنفسه‪ ,‬ث‬
‫يقول «هذا عن ممد وآل ممد» فيطعمهما جيعا للمساكي ويأكل هو وأهله منهما‪ ,‬رواه أحد وابن‬
‫ماجطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الع مش عن أ ب ظبيان عن ا بن عباس ف قوله‪{ :‬فاذكروا ا سم ال علي ها صواف} قال‪ :‬قياما‬
‫على ثلث قوائم‪ ,‬معقولة يدهطا اليسطرى‪ ,‬يقول‪ :‬باسطم ال وال أكطب ل إله إل ال‪ ,‬اللهطم منطك ولك‪,‬‬
‫وكذلك روي عن ماهد وعلي بن أب طلحة والعوف عن ابن عباس نو هذا‪ .‬وقال ليث عن ماهد‪ :‬إذا‬
‫عقلت رجل ها الي سرى قا مت على ثلث‪ ,‬وروى ا بن أ ب ن يح ع نه نوه‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬تع قل ر جل‬
‫واحدة فتكون على ثلث‪ .‬وف الصحيحي عن ابن عمر أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته وهو ينحرها‬
‫فقال‪ :‬ابعثها قياما مقيدة‪ ,‬سنة أب القاسم صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وعن جابر أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم وأ صحابه كانوا ينحرون البدن معقولة الي سرى قائ مة على ما ب قي من قوائم ها‪ ,‬رواه أ بو داود‪.‬‬
‫وقال ابن ليعة‪ :‬حدثن عطاء بن دينار أن سال بن عبد ال قال لسليمان بن عبد اللك‪ :‬قف من شقها‬
‫الين وانر من شقها اليسر‪ .‬وف صحيح مسلم عن جابر ف صفة حجة الوداع قال فيه‪ :‬فنحر رسول‬
‫ال صططلى ال عليططه وسططلم بيده ثلثا وسططتي بدنططة جعططل يطعنهططا بربططة فطط يده‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة قال‪ :‬ف حرف ابن مسعود {صوافن} أي معقلة قياما‪ .‬وقال‬
‫سفيان الثوري عن منصور عن ماهد من قرأها صوافن قال‪ :‬معقولة‪ ,‬ومن قرأها صواف قال تصف بي‬
‫يديها‪ ,‬وقال طاوس والسن وغيها {فاذكروا اسم ال عليها صواف} يعن خالصة ل عز وجل‪ ,‬وكذا‬
‫رواه مالك عن الزهري‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد‪ :‬صواف ليس فيها شرك كشرك الاهلية لصنامهم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فإذا وجبت جنوبا} قال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬يعن سقطت إل الرض‪ ,‬وهو رواية عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬وكذا قال مقاتل بن حيان وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬فإذا وجبت جنوبا يعن نرت‪ .‬وقال‬
‫عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬فإذ وجبت جنوبا‪ ,‬يعن ماتت‪ ,‬وهذا القول هو مراد ابن عباس وماهد‪,‬‬
‫فإ نه ل يوز ال كل من البد نة إذا نرت ح ت توت و تبد حركت ها‪ .‬و قد جاء ف حد يث مرفوع «ل‬
‫تعجلوا النفوس أن تز هق» و قد رواه الثوري ف جام عه عن أيوب عن ي ي بن أ ب كث ي عن قراف صة‬
‫الن في‪ ,‬عن ع مر بن الطاب أ نه قال ذلك‪ ,‬ويؤيده حد يث شداد بن أوس ف صحيح م سلم «إن ال‬
‫كتب الحسان على كل شيء فإذا قتل تم فأحسنوا القتلة‪ ,‬وإذا ذبتم فأحسنوا الذبة‪ ,‬ولي حد أحدكم‬
‫شفرته‪ ,‬وليح ذبيحته» وعن أب واقد الليثي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما قطع من‬
‫البهيمططة وهططي حيططة فهططو ميتططة» رواه أحدطط وأبططو داود والترمذي وصططححه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فكلوا منها وأطعموا القانع والعتر} قال بعض السلف‪ :‬قوله‪{ :‬فكلوا منها} أمر إباحة‪ .‬وقال‬
‫مالك‪ :‬ي ستحب ذلك‪ ,‬وقال غيه‪ :‬يب‪ ,‬وهو وجه لبعض الشافعية‪ .‬واختلفوا ف الراد بالقانع والعتر‪,‬‬
‫فقال العوف عن ابن عباس‪ :‬القانع الستغن با أعطيته وهو ف بيته‪ ,‬والعتر الذي يتعرض لك ويلم بك أن‬
‫‪133‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعطيه من اللحم ول يسأل‪ ,‬وكذا قال ماهد وممد بن كعب القرظي‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن‬
‫عباس‪ :‬القانع التعفف‪ ,‬والعتر السائل‪ ,‬وهذا قول قتادة وإبراهيم النخعي وماهد ف رواية عنه‪ .‬وقال ابن‬
‫عباس وعكرمة وزيد بن أسلم وابن الكلب والسن البصري ومقاتل بن حيان ومالك بن أنس‪ :‬القانع هو‬
‫الذي يقنع إليك ويسألك‪ ,‬والعتر الذي يعتريك يتضرع ول يسألك‪ ,‬وهذا لفظ السن‪ .‬وقال سعيد بن‬
‫جططططبي‪ :‬القانططططع هططططو السططططائل‪ ,‬قال‪ :‬أمططططا سططططعت قول الشماخ‪:‬‬
‫لال الرء يصططططططططلحه فيغنىمفاقره أعططططططططف مططططططططن القنوع‬
‫قال‪ :‬يغن من السؤال‪ ,‬وبه قال ابن زيد‪ .‬وقال بن أسلم‪ :‬القانع السكي الذي يطوف‪ ,‬والعتر الصديق‬
‫والضعيف الذي يزور‪ ,‬وهو رواية عن ابنه عبد ال بن زيد أيضا‪ .‬وعن ماهد أيضا‪ :‬القانع جارك الغن‬
‫الذي يب صر ما يد خل بي تك‪ ,‬والع تر الذي يعتر يك من الناس‪ ,‬وع نه‪ :‬أن القا نع هو الطا مع‪ ,‬والع تر هو‬
‫الذي يع تر بالبدن من غ ن أو فق ي‪ ,‬و عن عكر مة نوه‪ ,‬وع نه‪ :‬القا نع أ هل م كة‪ ,‬واختار ا بن جر ير أن‬
‫القا نع هو ال سائل‪ ,‬ل نه من أق نع بيده إذا رفع ها لل سؤال‪ ,‬والع تر من العتراء و هو الذي يتعرض ل كل‬
‫الل حم‪ .‬و قد اح تج بذه الَ ية الكري ة من ذ هب من العلماء إل أن الضح ية تزأ ثل ثة أجزاء‪ :‬فثلث‬
‫ل صاحبها يأكله‪ ,‬وثلث يهد يه ل صحابه‪ ,‬وثلث يت صدق به على الفقراء‪ ,‬ل نه تعال قال‪{ :‬فكلوا من ها‬
‫وأطعموا القانطططططططططططططططططع والعتطططططططططططططططططر}‪.‬‬
‫و ف الد يث ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال للناس‪« :‬إ ن ك نت نيت كم عن ادخار‬
‫لوم الضاحي فوق ثلث‪ ,‬فكلوا وادخروا ما بدا لكم»‪ .‬وف رواية «فكلوا وادخروا وتصدقوا»‪ .‬وف‬
‫رواية «فكلوا وأطعموا وتصدقوا»‪ .‬والقول الثان‪ :‬أن الضحي يأكل النصف ويتصدق بالنصف‪ ,‬لقوله ف‬
‫الَية التقدمة‪{ :‬فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي} ولقوله ف الديث‪ :‬فكلوا وادخروا وتصدقوا» فإن‬
‫أكل الكل‪ ,‬فقيل‪ :‬ل يضمن شيئا‪ ,‬وبه قال ابن سريج من الشافعية‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يضمنها كلها بثلها‬
‫أو قيمتها‪ .‬وقيل يضمن نصفها وقيل ثلثها‪ .‬وقيل أدن جزء منها‪ ,‬وهو الشهور من مذهب الشافعي‪ .‬وأما‬
‫اللود ففي مسند أحد عن قتادة بن النعمان ف حديث الضاحي «فكلوا وتصدقوا‪ ,‬واستمتعوا بلودها‬
‫ول تبيعوهطا» ومطن العلماء مطن رخطص فط بيعهطا‪ ,‬ومنهطم مطن قال‪ :‬يقاسطم الفقراء ثنهطا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(مسألة) عن الباء بن عازب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن أول ما نبدأ به ف يومنا‬
‫هذا أن نصلي‪ ,‬ث نرجع فننحر‪ ,‬فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا‪ ,‬ومن ذبح قبل الصلة فإنا هو لم‬
‫قد مه لهله ل يس هو من الن سك ف ش يء» أخرجاه‪ ,‬فلهذا قال الشاف عي وجا عة من العلماء‪ :‬إن أول‬
‫وقت ذبح الضاحي إذا طلعت الشمس يوم النحر ومضى قدر صلة العيد والطبتي‪ ,‬زاد أحد‪ :‬وأن‬
‫‪134‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذبح المام بعد ذلك لا جاء ف صحيح مسلم‪ :‬وأن ل تذبوا حت يذبح المام‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬أما‬
‫أهل السواد من القرى ونوهم فلهم أن يذبوا بعد طلوع الفجر إذ ل صلة عيد تشرع عنده لم‪ .‬وأما‬
‫أ هل الم صار فل يذبوا ح ت ي صلي المام‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ث ق يل‪ :‬ل يشرع بالذ بح إل يوم الن حر وحده‪.‬‬
‫وق يل‪ :‬يوم الن حر ل هل الم صار لتي سر الضا حي عند هم‪ ,‬وأ ما ا هل القرى فيوم الن حر وأيام التشر يق‬
‫بعده‪ ,‬وبه قال سعيد بن جبي‪ .‬وقيل‪ :‬يوم النحر ويوم بعده للجميع‪ ,‬وقيل‪ :‬ويومان بعده‪ ,‬وبه قال المام‬
‫أحد‪ .‬وقيل‪ :‬يوم النحر وثلثة أيام التشريق بعده‪ ,‬وبه قال الشافعي لديث جبي بن مطعم أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أيام التشريق كلها ذبح» رواه أحد وابن حبان‪ .‬وقيل‪ :‬إن وقت الذبح يتد‬
‫إل آ خر ذي ال جة‪ ,‬و به قال إبراه يم النخ عي وأ بو سلمة بن ع بد الرح ن‪ ,‬و هو قول غر يب‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون} يقول تعال من أجل هذا {سخرناها لكم} أي ذللناها لكم‪,‬‬
‫وجعلناها منقادة لكم خاضعة‪ ,‬إن شئتم ركبتم‪ ,‬وإن شئتم حلبتم‪ ,‬وإن شئتم ذبتم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أو‬
‫ل يروا أ نا خلق نا ل م م ا عل مت أيدي نا أنعاما ف هم ل ا مالكون ط إل قوله ط أفل يشكرون} وقال ف‬
‫هذه الَيططططة الكريةطططط‪{ :‬كذلك سططططخرناها لكططططم لعلكططططم تشكرون}‪.‬‬

‫ك سَخّ َرهَا َلكُمْ ِلتُ َكبّرُواْ اللّ َه عََلىَ مَا‬


‫** لَن يَنَالَ اللّهَ لُحُو ُمهَا وَلَ ِدمَآؤُهَا وَلَـكِن َينَالُ ُه الّت ْقوَىَ مِنكُمْ َكذَلِ َ‬
‫طنِيَ‬
‫ط َوبَشّ ِر الْمُحْسطططططططططططططططط ِ‬ ‫هَدَاكُمطططططططططططططططط ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬إنا شرع لكم نر هذه الدايا والضحايا لتذكروه عند ذبها‪ ,‬فإنه الالق الرزاق ل يناله‬
‫شيء من لومها ول دمائها‪ ,‬فإنه تعال هو الغن عما سواه وقد كانوا ف جاهليتهم إذا ذبوها لَلتهم‬
‫وضعوا عليهطا مطن لوم قرابينهطم‪ ,‬ونضحوا عليهطا مطن دمائهطا‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬لن ينال ال لومهطا ول‬
‫دماؤ ها}‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا م مد بن أ ب حاد‪ ,‬حدث نا إبراه يم بن‬
‫الختار عن ا بن جر يج قال‪ :‬كان أ هل الاهل ية ينضحون الب يت بلحوم ال بل ودمائ ها‪ ,‬فقال أ صحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فنحن أحق أن ننضح‪ ,‬فأنزل ال {لن ينال ال لومها ول دماؤها ولكن‬
‫يناله التقوى منكم} أي يتقبل ذلك ويزي عليه‪ ,‬كما جاء ف الصحيح «إن ال ل ينظر إل صوركم ول‬
‫إل ألوانكم‪ ,‬ولكن ينظر إل قلوبكم وأعمالكم»‪ .‬وجاء ف الديث «إن الصدقة لتقع ف يد الرحن قبل‬
‫أن ت قع ف يد ال سائل‪ ,‬وإن الدم لي قع من ال بكان ق بل أن ي قع على الرض» ك ما تقدم ف الد يث‪,‬‬

‫‪135‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه ابن ماجه والترمذي‪ ,‬وحسنه عن عائشة مرفوعا‪ ,‬فمعناه أنه سيق لتحقيق القبول من ال لن أخلص‬
‫ططوى هذا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طط سط‬ ‫ططد العلماء الحققيط‬ ‫طط يتبادر عنط‬‫ططس له معنط‬ ‫طط عمله وليط‬ ‫فط‬
‫وقال وك يع عن ي ي بن م سلم أ ب الضحاك‪ :‬سألت عامرا الش عب عن جلود الضا حي‪ ,‬فقال‪{ :‬لن‬
‫ينال ال لومُ ها ول دماؤ ها} إن شئت ف بع‪ ,‬وإن شئت فأم سك‪ ,‬وإن شئت فت صدق‪ .‬وقوله‪{ :‬كذلك‬
‫سخرها ل كم} أي من أ جل ذلك سخر ل كم البدن {لت كبوا ال على ما هدا كم} أي لتعظموه ك ما‬
‫هداكم لدينه وشرعه وما يبه ويرضاه وناكم عن فعل ما يكرهه ويأباه‪ .‬وقوله‪{ :‬وبشر الحسني} أي‬
‫وبشر يا ممد الحسني أي ف عملهم القائمي بدود ال التبعي ما شرع لم الصدقي الرسول فيما‬
‫أبلغهططططم وجاءهططططم بططططه مططططن عنططططد ربططططه عططططز وجططططل‪.‬‬
‫(مسألة) وقد ذهب أبو حنيفة ومالك والثوري إل القول بوجوب الضحية على من ملك نصابا‪ ,‬وزاد‬
‫أبو حنيفة اشتراط القامة أيضا‪ ,‬واحتج لم با رواه أحد وابن ماجه بإسناد رجاله كلهم ثقات‪ ,‬عن أب‬
‫هريرة مرفوعا‪« :‬من وجد سعة فلم يضح‪ ,‬فل يقر بن مصلنا» على أن فيه غرابة‪ ,‬واستنكره أحد بن‬
‫حن بل‪ ,‬وقال ا بن ع مر‪ :‬أقام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ع شر سني يض حي‪ ,‬رواه الترمذي‪ .‬وقال‬
‫الشاف عي وأح د‪ :‬ل ت ب الضح ية بل هي م ستحبة ل ا جاء ف الد يث‪« :‬ل يس ف الال حق سوى‬
‫الزكاة» و قد تقدم أ نه عل يه ال صلة وال سلم ض حى عن أم ته‪ ,‬فأ سقط ذلك وجوب ا عن هم‪ .‬وقال أ بو‬
‫سرية‪ :‬كنت جارا لب بكر وعمر‪ ,‬فكانا ل يضحيان خشية أن يقتدي الناس بما‪ ,‬وقال بعض الناس‪:‬‬
‫الضح ية سنة كفا ية‪ ,‬إذا قام ب ا وا حد من أ هل دار أو ملة أو ب يت‪ ,‬سقطت عن الباق ي لن الق صود‬
‫إظهار الشعار‪ .‬وقد روى المام أحد وأهل السنن وحسنه الترمذي عن منف بن سليم أنه سع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول بعرفات‪« :‬على كل أهل بيت ف كل عام أضحاة وعتية‪ ,‬هل تدرون ما‬
‫العتية ؟ هي الت تدعونا الرجبية» وقد تكلم ف إسناده‪ .‬وقال أبو أيوب‪ :‬كان الرجل ف عهد رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم يض حي بالشاة الواحدة ع نه و عن أ هل بي ته‪ ,‬فيأكلون ويطعمون ح ت تبا هى‬
‫الناس‪ ,‬ف صار ك ما ترى‪ ,‬رواه الترمذي و صححه وا بن ما جه‪ ,‬وكان ع بد ال بن هشام يض حي بالشاة‬
‫الواحدة عن جيع أهله‪ ,‬رواه البخاري‪ .‬وأما مقدار سن الضحية فقد روى مسلم عن جابر أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل تذبوا إل مسنة‪ ,‬إل أن يعسر عليكم فتذبوا جذعة من الضأن» ومن‬
‫ههنطا ذهطب الزهري إل أن الذع ل يزىء‪ ,‬وقابله الوزاعطي فذهطب إل أن الذع يزىء مطن كطل‬
‫جنس‪ ,‬وها غريبان‪ .‬والذي عليه المهور إنا يزىء الثن من البل والبقر والعز‪ ,‬أو الذع من الضأن‪,‬‬
‫فأما الثن من البل فهو الذي له خس سني ودخل ف السادسة‪ ,‬ومن البقر ما له سنتان ودخل ف الثالثة‪,‬‬
‫‪136‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقيل ما له ثلث ودخل ف الرابعة‪ ,‬ومن العز ما له سنتان‪ ,‬وأما الذع من الضأن فقيل ما له سنة‪ ,‬وقيل‬
‫عشرة أشهر‪ ,‬وقيل ثانية‪ ,‬وقيل ستة أشهر‪ ,‬وهو أقل ما قيل ف سنه‪ ,‬وما دونه فهو حل‪ ,‬والفرق بينهما‬
‫أن المططل شعططر ظهره قائم‪ .‬والذع شعططر ظهره نائم‪ .‬قططد انفرق صططدغي وال أعلم‪.‬‬

‫ط عَن طِ الّذِين طَ آ َمُن َواْ إِن طّ اللّه طَ لَ ُيحِب طّ كُلّ َخوّان طٍ َكفُورٍ‬
‫ط يُدَافِع ُ‬
‫** إِن طّ اللّه َ‬
‫ي ب تعال أ نه يد فع عن عباده الذ ين توكلوا عل يه وأنابوا إل يه شر الشرار وك يد الفجار ويفظ هم‬
‫ويكلؤهم وينصرهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أليس ال بكاف عبده} وقال‪{ :‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه‬
‫إن ال بالغ أمره‪ ,‬قد جعل ال لكل شيء قدرا} وقوله‪{ :‬إن ال ل يب كل خوان كفور} أي ل يب‬
‫من عباده من ات صف بذا‪ ,‬و هو اليا نة ف العهود والواث يق ل ي في ب ا قال‪ ,‬والك فر ال حد للن عم‪ ,‬فل‬
‫يعترف باططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫** ُأذِ نَ لِلّذِي َن ُيقَاتَلُو نَ ِبَأّنهُ ْم ظُلِمُوْا َوإِ نّ اللّ َه عََلىَ نَ صْ ِرهِمْ َلقَدِيرٌ * الّذِي نَ أُخْ ِرجُواْ مِن ِديَا ِرهِم ِبغَيْرِ حَ ّق‬
‫ت َومَسَاجِ ُد يُذْكَرُ‬ ‫صوَامِ ُع َوِبيَ ٌع وَصََلوَا ٌ‬
‫ضهُ ْم ِبَبعْضٍ ّلهُ ّد َمتْ َ‬
‫س َبعْ َ‬‫إِلّ أَن َيقُولُواْ َربّنَا اللّ ُه وََلوْلَ دَفْعُ اللّهِ النّا َ‬
‫فِيهَا اسمُ اللّ هِ َكثِيا وََليَن صُ َرنّ اللّ ُه مَن يَن صُ ُرهُ إِ نّ اللّ هَ َل َقوِ يّ عَزِيزٌ قال العوف عن ابن عباس‪ :‬نزلت ف‬
‫م مد وأ صحابه ح ي أخرجوا من م كة‪ .‬وقال ما هد والضحاك‪ ,‬وغ ي وا حد من ال سلف كا بن عباس‬
‫وماهد وعروة بن الزبي وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقتادة وغيهم‪ :‬هذه أول آية نزلت ف الهاد‪,‬‬
‫واستدل بذه الَية بعضهم على أن السورة مدنية‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يي بن داود الواسطي‪ ,‬حدثنا‬
‫إسحاق بن يوسف عن سفيان عن العمش عن مسلم هو البطي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‬
‫‪ :‬لا أخرج النب صلى ال عليه وسلم من مكة قال أبو بكر‪ :‬أخرجوا نبيهم إنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫ليهلكطن‪ .‬قال ابطن عباس‪ :‬فأنزل ال عطز وجطل {أذن للذيطن يقاتلون بأنمط ظلموا وإن ال على نصطرهم‬
‫لقدير} قال أبو بكر رضي ال تعال عنه‪ :‬فعرفت أنه سيكون قتال‪ .‬وقال المام أحد عن إسحاق بن‬
‫يو سف الزرق به‪ ,‬وزاد‪ :‬قال ا بن عباس و هي أول آ ية نزلت ف القتال‪ .‬ورواه الترمذي والن سائي ف‬
‫التف سي من سننيهما وا بن أ ب حات من حد يث إ سحاق بن يو سف‪ ,‬زاد الترمذي ووكيع كله ا عن‬
‫سفيان الثوري به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ ,‬وقدرواه غي واحد عن الثوري وليس فيه ابن عباس‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن ال على نصرهم لقدير} أي هو قادر على نصر عباده الؤمني من غي قتال‪ ,‬ولكن هو‬
‫يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم ف طاعته‪ ,‬كما قال‪{ :‬فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حت إذا‬
‫أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعد وإما فداء حت تضع الرب أوزارها ذلك ولو يشاء ال ل نتصر‬
‫منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض‪ ,‬والذين قتلوا ف سبيل ال فلن يضل أعمالم سيهديهم ويصلح بالم‬
‫ويدخلهم النة عرفها لم} وقال تعال‪{ :‬قاتلوهم يعذبم ال بأيديكم ويزهم وينصركم عليهم ويشف‬
‫صطدور قوم مؤمنيط‪ ,‬ويذهطب غيطظ قلوبمط ويتوب ال على مطن يشاء وال عليطم حكيطم} وقال‪{ :‬أم‬
‫ح سبتم أن تتركوا ول ا يعلم ال الذ ين جاهدوا من كم ول يتخذوا من دون ال ول ر سوله ول الؤمن ي‬
‫ولي جة وال خبي ب ا تعلمون} وقال‪{ :‬أم ح سبتم أن تدخلوا ال نة ول ا يعلم ال الذ ين جاهدوا من كم‬
‫ويعلم الصابرين} وقال‪{ :‬ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} والَيات ف‬
‫هذا كثية‪.‬‬
‫ولذا قال ا بن عباس ف قوله‪{ :‬وإن ال على ن صرهم لقد ير} و قد ف عل‪ ,‬وإن ا شرع تعال الهاد ف‬
‫الوقت الليق به‪ ,‬لنم لا كانوا بكة كان الشركون أكثر عددا فلو أمر السلمي وهم أقل من العشر‬
‫بقتال الباقي لشق عليهم‪ ,‬ولذا لا بايع أهل يثرب ليلة العقبة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وكانوا‬
‫نيفا وثان ي‪ ,‬قالوا‪ :‬يا ر سول ال أل ن يل على أ هل الوادي‪ ,‬يعنون أ هل م ن‪ ,‬ليال م ن فنقتل هم ؟ فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ل أومر بذا» فلما بغى الشركون وأخرجوا النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من بي أظهرهم وهوا بقتله‪ ,‬وشردوا أصحابه شذر مذر‪ ,‬فذهب منهم طائفة إل البشة وآخرون‬
‫إل الدينة‪ ,‬فلما استقروا بالدينة ووافاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم واجتمعوا عليه‪ ,‬وقاموا بنصره‬
‫وصارت لم دار إسلم ومعقلً يلجئون إليه‪ ,‬شرع ال جهاد العداء‪ ,‬فكانت هذه الَية أول ما نزل ف‬
‫ذلك‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أذن للذ ين يقاتلون بأن م ظلموا وإن ال على ن صرهم لقد ير * الذ ين أخرجوا من‬
‫ديار هم بغ ي حق} قال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬أخرجوا من مكطة إل الدي نة بغ ي حق‪ ,‬يع ن ممدا‬
‫وأصحابه {إل أن يقولوا ربنا ال} أي ما كان لم إل قومهم إساءة‪ ,‬ول كان لم ذنب إل أنم وحدوا‬
‫ال وعبدوه ل شريك له‪ ,‬وهذا استثناء منقطع بالنسبة إل ما ف نفس المر‪ ,‬وأما عند الشركي فإنه أكب‬
‫الذنوب‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بال ربكم} وقال تعال ف قصة أصحاب‬
‫الخدود‪{ :‬و ما نقموا من هم إل أن يؤمنوا بال العزيزالم يد} ولذا ل ا كان ال سلمون يرتزون ف بناء‬
‫الندق ويقولون‪:‬‬
‫اللهطططططم لول أنطططططت مطططططا اهتديناول تصطططططدقنا ول صطططططلينا‬
‫‪138‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأنزلن سطططططططططكينة عليناوثبطططططططططت القدام إن لقينطططططططططا‬
‫إن الل قطططططططططد بغوا عليناإذا أرادوا فتنطططططططططة أبينطططططططططا‬
‫فيوافقهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ويقول معهم آخر كل قافية‪ ,‬فإذا قالوا‪ * :‬إذا أرادوا فتنة أبينا‬
‫* يقول‪ :‬أبينا يد با صوته‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ولول دفع ال الناس بعضهم ببعض} أي لول أنه يدفع بقوم‬
‫عن قوم‪ ,‬ويكف شرور أناس عن غيهم با يلقه ويقدره من السباب‪ ,‬لفسدت الرض ولهلك القوي‬
‫الضعيف {لدمت صوامع} وهي العابد الصغار للرهبان‪ ,‬قاله ابن عباس وماهد وأبو العالية وعكرمة‬
‫والضحاك وغيهم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هي معابد الصابئي‪ ,‬وف رواية عنه‪ :‬صوامع الجوس‪ ,‬وقال مقاتل بن‬
‫حيان‪ :‬هي البيوت الت على الطرق {وبيع} وهي أوسع منها‪ ,‬وأكثر عابدين فيها‪ ,‬وهي للنصارى أيضا‪,‬‬
‫قاله أبو العالية وقتادة والضحاك وابن صخر ومقاتل بن حيان وخصيف وغيهم‪ .‬وحكى ابن جبي عن‬
‫ماهد وغيه أنا كنائس اليهود‪ ,‬وحكى السدي عمن حدثه عن ابن عباس أنا كنائس اليهود‪ ,‬وماهد‬
‫إناططططططططططططططط قال‪ :‬هطططططططططططططططي الكنائس‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وصطلوات} قال العوفط عطن ابطن عباس‪ :‬الصطلوات الكنائس وكذا قال عكرمطة والضحاك‬
‫وقتادة‪ :‬إن ا كنائس اليهود‪ ,‬و هم ي سمونا صلوات‪ .‬وح كى ال سدي ع من حد ثه عن ا بن عباس أن ا‬
‫كنائس الن صارى‪ .‬وقال أ بو العال ية وغيه‪ :‬ال صلوات معا بد ال صابئي‪ .‬وقال ا بن أ ب ن يح عن ما هد‪:‬‬
‫الصوات مساجد لهل الكتاب ولهل السلم بالطرق‪ ,‬وأما الساجد فهي للمسلمي‪ .‬وقوله‪{ :‬يذكر‬
‫في ها ا سم ال كثيا} ف قد ق يل‪ :‬الضم ي ف قوله يذ كر في ها عائد إل ال ساجد لن ا أقرب الذكورات‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬الميع يذكر فيها اسم ال كثيا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬الصواب لدمت صوامع الرهبان وبيع‬
‫النصارى وصلوات اليهود‪ ,‬وهي كنائسهم‪ ,‬ومساجد السلمي الت يذكر فيها اسم ال كثيا‪ ,‬لن هذا‬
‫هو الستعمل العروف ف كلم العرب‪ .‬وقال بعض العلماء‪ :‬هذا ترق من القل إل الكثر إل أن انتهى‬
‫ططحيح‪.‬‬ ‫ططد الصط‬ ‫ططم ذوو القصط‬ ‫ططر عبادا وهط‬
‫ططر عمارا وأكثط‬‫ططي أكثط‬ ‫ططاجد وهط‬ ‫إل السط‬
‫وقوله‪{ :‬ولينصرن ال من ينصره} كقوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا ال ينصركم ويثبت‬
‫أقدامكم والذين كفروا فتعسا لم وأضل أعمالم}‪ .‬وقوله‪{ :‬إن ال لقوي عزيز} وصف نفسه بالقوة‬
‫والعزة‪ ,‬فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديرا‪ ,‬وبعزته ل يقهره قاهر ول يغلبه غالب‪ ,‬بل كل شيء ذليل‬
‫لد يه فق ي إل يه‪ ,‬و من كان القوي العز يز نا صره ف هو الن صور وعدوه هو القهور‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ول قد‬
‫سبقت كلمت نا لعباد نا الر سلي إن م ل م الن صورون وإن جند نا ل م الغالبون} وقال تعال‪{ :‬ك تب ال‬
‫لغلبططططططط أنطططططططا ورسطططططططلي إن ال لقوي عزيطططططططز}‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ف َوَنهَ ْواْ عَ ِن الْ ُمْنكَ ِر وَلِلّ هِ‬


‫لةَ وَآَت ُواْ الزّكَطاةَ َوأَمَرُوْا بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫صَ‬‫** الّذِي نَ إِنْ ّم ّكنّاهُ مْ فِي الرْضِ أَقَامُواْ ال ّ‬
‫عَاِقبَ ُة ا ُلمُورِ‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الربيع الزهران‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن أيوب وهشام عن‬
‫م مد قال‪ :‬قال عثمان بن عفان‪ :‬في نا نزلت {الذ ين إن مكنا هم ف الرض أقاموا ال صلة وآتوا الزكاة‬
‫وأمروا بالعروف ونوا عن النكر} فأخرجنا من ديارنا بغي حق إل أن قلنا‪ :‬ربنا ال ث مكنا ف الرض‪,‬‬
‫فأقمنا الصلة وآتينا الزكاة‪ ,‬وأمرنا بالعروف‪ ,‬ونينا عن النكر‪ ,‬ول عاقبة المور فهي ل ولصحاب‪.‬‬
‫وقال أبو العالية‪ :‬هم أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقال الصباح بن سوادة الكندي‪ :‬سعت عمر‬
‫بن ع بد العز يز ي طب و هو يقول‪{ :‬الذ ين إن مكنا هم ف الرض} الَ ية‪ ,‬ث قال‪ :‬أل إن ا لي ست على‬
‫الوال وحده‪ ,‬ولكنهطا على الوال والول عليطه‪ ,‬أل أنبئكطم باط لكطم على الوال مطن ذلكطم‪ ,‬وباط للوال‬
‫علي كم م نه ؟ إن ل كم على الوال من ذل كم أن يؤاخذ كم بقوق ال علي كم‪ ,‬وأن يأ خذ لبعض كم من‬
‫بعض‪ ,‬وأن يهديكم للت هي أقوم ما استطاع‪ ,‬وإن عليكم من ذلك الطاعة غي البزوزة ول ال ستكره‬
‫ب ا‪ ,‬ول الخالف سرها علنيت ها‪ .‬وقال عط ية العو ف‪ :‬هذه الَ ية كقوله‪{ :‬و عد ال الذ ين آمنوا من كم‬
‫وعملوا الصطالات ليسطتخلفنهم فط الرض} وقوله‪{ :‬ول عاقبطة المور} كقوله تعال‪{ :‬والعاقبطة‬
‫للمتقيطط}‪ .‬وقال زيططد بططن أسططلم {ول عاقبططة المور} وعنططد ال ثواب مططا صططنعوا‪.‬‬

‫صحَا ُ‬
‫ب‬ ‫ح َوعَادٌ َوثَمُودُ * وََقوْ مُ ِإبْرَاهِي َم وََقوْ مُ لُو طٍ * َوأَ ْ‬ ‫** َوإِن ُيكَ ّذبُو كَ َفقَدْ كَ ّذبَ تْ َقبَْلهُ مْ َقوْ ُم نُو ٍ‬
‫ب مُو َسىَ فَأمَْليْ تُ لِ ْلكَافِرِي َن ثُ مّ أَخَ ْذُتهُ مْ َف َكيْ فَ كَا نَ َنكِيِ * َف َكأَيّن مّن َق ْرَيةٍ َأهَْل ْكنَاهَا َوهِ يَ‬
‫مَ ْديَ َن وَكُذّ َ‬
‫ظَالِ َمةٌ َفهِ يَ خَا ِوَيةٌ عََل َى عُرُو ِشهَا َوِبئْ ٍر ّمعَطَّل ٍة وَقَ صْ ٍر مّشِيدٍ * أَفََل ْم يَ سِيُواْ فِي الرْ ضِ َفَتكُو نَ َلهُ مْ قُلُو بٌ‬
‫َيعْقِلُو نَ بِهَآ َأوْ آذَا ٌن يَ سْ َمعُو َن بِهَا فَِإنّهَا َل َتعْمَى البْ صَا ُر وَلَ ـكِن َتعْ َمىَ اْلقُلُو بُ الّتِي فِي ال صّدُورِ‬
‫يقول تعال مسليا لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ف تكذيب من خالفه من قومه‪{ :‬وإن يكذبوك فقد‬
‫كذبت قبلهم قوم نوح ط إل أن قال ط وكذب موسى} أي مع ما جاء به من الَيات البينات والدلئل‬
‫الواضحات {فأمليت للكافرين} أي أنظرتم وأخرتم‪{ ,‬ث أخذتم فكيف كان نكي} أي فيكف كان‬
‫إنكاري عليهم ومعاقبت لم ؟! وذكر بعض السلف أنه كان بي قول فرعون لقومه‪ :‬أنا ربكم العلى‪,‬‬
‫وبي إهلك ال له أربعون سنة‪ .‬وف الصحيحي عن أب موسى عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫‪140‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته» ث قرأ {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالة إن‬
‫أخذه أليم شديد} ث قال تعال‪{ :‬فكأين من قرية أهلكناها} أي كم من قرية أهلكتها {وهي ظالة}‬
‫أي مكذبطة لرسطلها {فهطي خاويطة على عروشهطا} قال الضحاك‪ :‬سطقوفها‪ ,‬أي قطد خربطت وتعطلت‬
‫حواضرهطا {وبئر معطلة} أي ل يسطتقى منهطا‪ ,‬ول يردهطا أحطد بعطد كثرة وارديهطا والزدحام عليهطا‬
‫{وقصر مشيد} قال عكرمة يعن البيض بالص‪ ,‬وروي عن علي بن أب طالب وماهد وعطاء وسعيد‬
‫بن جبي وأب الليح والضحاك نو ذلك‪ .‬وقال آخرون‪ :‬هو النيف الرتفع‪ .‬وقال آخرون‪ :‬الشيد النيع‬
‫الصي‪ ,‬وكل هذه القوال متقاربة ول منافاة بينها‪ ,‬فإنه ل يم أهله شدة بنائه ول ارتفاعه ول إحكامه‬
‫ول حصانته عن حلول بأس ال بم كما قال تعال‪{ :‬أينما تكونوا يدرككم الوت ولو كنتم ف بروج‬
‫مشيدة}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أفلم يسيوا ف الرض} أي بأبدانم وبفكرهم أيضا‪ ,‬وذلك كاف كما قال ابن أب الدنيا ف‬
‫كتاب التف كر والعتبار‪ :‬حدث نا هارون بن ع بد ال‪ ,‬حدث نا سيار‪ ,‬حدث نا جع فر‪ ,‬حدث نا مالك بن دينار‬
‫قال‪ :‬أوحى ال تعال إل موسى بن عمران عليه السلم أن يا موسى اتذ نعلي من حديد وعصا‪ ,‬ث سح‬
‫ف الرض‪ ,‬ث اطلب الَثار والعب‪ ,‬حت يتخرق النعلن وتنكسر العصا‪ .‬وقال ابن أب الدنيا‪ :‬قال بعض‬
‫الكماء‪ :‬أحي قلبك بالواعظ‪ ,‬ونوره بالتفكر‪ ,‬وموته بالزهد‪ ,‬وقوّه باليقي‪ ,‬وذل بالوت‪ ,‬وقرره بالفناء‪,‬‬
‫وبصره فجائع الدنيا‪ ,‬وحذره صولة الدهر وفحش تقلب اليام‪ ,‬واعرض عليه أخبار الاضي‪ ,‬وذكره ما‬
‫أصاب من كان قبله‪ ,‬وسيه ف ديارهم وآثارهم‪ ,‬وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعم انقلبوا‪ ,‬أي فانظروا ما‬
‫حل بالمم الكذبة من النقم والنكال {فتكون لم قلوب يعقلون با أو آذان يسمعون با} أي فيعتبون‬
‫با {فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور} أي ليس العمى عمى الب صر‪ ,‬وإنا‬
‫الع مى ع مى الب صرة‪ ,‬وإن كا نت القوة البا صرة سليمة فإن ا ل تن فذ إل ال عب ول تدري ما ال ب‪ ,‬و ما‬
‫أح سن ما قاله ب عض الشعراء ف هذا الع ن‪ ,‬و هو أ بو م مد ع بد ال بن م مد بن سارة الندل سي‬
‫الشنترينططط‪ ,‬وقطططد كانطططت وفاتطططه سطططنة سطططبع عشرة وخسطططمائة‪:‬‬
‫يطططا مطططن يصطططيخ إل داعطططي الشقاء وقدنادى بطططه الناعيان الشيطططب والكطططب‬
‫إن كنططت ل تسططمع الذكرى ففيططم ترىفططي رأسططك الواعيان السططمع والبصططر‬
‫ليطططس الصطططم ول العمطططى سطططوى رجللم يهده الاديان العيططط والثطططر‬
‫ل الدهطططر يبقطططى ول الدنيطططا ول الفلك الططططأعلى ول النيّران الشمطططس والقمطططر‬
‫ليحلن عطططططن الدنيطططططا وإن كرهافراقهطططططا الثاويان البدو والضطططططر‬
‫‪141‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫)‬

‫خلِفَ اللّ ُه َوعْدَهُ َوإِ ّن َيوْما عِندَ َربّكَ َكأَلْفِ َسَن ٍة مّمّا َتعُدّونَ * وَ َكَأيّن‬
‫ك بِاْلعَذَابِ وَلَن يُ ْ‬
‫سَتعْجِلُونَ َ‬
‫** َويَ ْ‬
‫ططا َوإِلَيطططّ الْمَصطططِيُ‬ ‫ططا َوهِيطططَ ظَالِ َم ٌة ثُمطططّ أَ َخ ْذتُهَط‬ ‫ططن قَ ْرَيةٍ َأمَْليْتطططُ لَهَط‬ ‫مّط‬
‫يقول تعال لنطبيه صطلوات ال وسطلمه عليطه‪{ :‬ويسطتعجلونك بالعذاب} أي هؤلء الكفار اللحدون‬
‫الكذبون بال وكتابه ورسوله واليوم الَخر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الق من‬
‫عندك فأمططر علينطا حجارة مطن السطماء أو ائتنطا بعذاب أليطم} {وقالوا ربنطا عجطل لنطا قطنطا قبطل يوم‬
‫ال ساب}‪ .‬وقوله‪{ :‬ولن يلف ال وعده} أي الذي قد و عد من إقا مة ال ساعة والنتقام من أعدائه‪,‬‬
‫والكرام لوليائه‪ .‬قال ال صمعي‪ :‬ك نت ع ند أ ب عمرو بن العلء‪ ,‬فجاءه عمرو بن عب يد فقال‪ :‬يا أ با‬
‫عمرو‪ ,‬هل يلف ال اليعاد ؟ فقال‪ :‬ل‪ ,‬فذ كر آ ية وع يد‪ ,‬فقال له‪ :‬أ من الع جم أ نت ؟ إن العرب ت عد‬
‫الرجوع عطططن الوعطططد لؤما‪ ,‬وعطططن اليعاد كرما‪ ,‬أمطططا سطططعت قول الشاعطططر‪:‬‬
‫ليهطططب ابطططن العطططم والار سططططوتيول أنثنططط عطططن سططططوة التهدد‬
‫فإنططططططط وإن أوعدتطططططططه أو وعدتلمخلف إيعادي ومنجطططططططز موعدي‬
‫وقوله‪{ :‬وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون} أي هو تعال ل يعجل‪ ,‬فإن مقدار ألف سنة عند‬
‫خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة إل حل مه‪ ,‬لعل مه بأنه على النتقام قادر‪ ,‬وأنه ل يفوته شيء وإن أجل‬
‫وأنظر وأملى‪ ,‬ولذا قال بعد هذا‪{ :‬وكأين من قرية أمليت لا وهي ظالة ث أخذتا وإل الصي} قال‬
‫ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفة‪ ,‬حدثن عبدة بن سليمان عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب‬
‫هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬يد خل فقراء ال سلمي ال نة ق بل الغنياء بن صف يوم‬
‫خ سمائة عام» ورواه الترمذي والن سائي من حد يث الثوري عن م مد بن عمرو به‪ ,‬وقال الترمذي‪:‬‬
‫حسن صحيح‪ .‬وقد رواه ابن جرير عن أب هريرة موقوفا فقال‪ :‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬حدثنا‬
‫سعيد الريري عن أ ب نضرة عن سي بن نار قال‪ :‬قال أ بو هريرة‪ :‬يد خل فقراء ال سلمي ال نة ق بل‬
‫الغنياء بقدار نصطف يوم‪ ,‬قلت‪ :‬ومطا مقدار نصطف يوم ؟ قال أو مطا تقرأ القرآن ؟ قلت‪ ,‬بلى‪ ,‬قال‪:‬‬
‫{وإن يوما عنططططد ربططططك كألف سططططنة ماطططط تعدون}‪.‬‬
‫وقال أ بو داود ف آ خر كتاب الل حم من سننه‪ :‬حدث نا عمرو بن عثمان‪ ,‬حدث نا أ بو الغية‪ ,‬حدث نا‬
‫صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد بن أب وقاص عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬إن لرجو‬
‫أن ل تعجز أمت عند ربا أن يؤخرهم نصف يوم» قيل لسعد‪ :‬وما نصف يوم ؟ قال‪ :‬خسمائة سنة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أ ب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن إسرائيل عن ساك‪ ,‬عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس {وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون} قال‪ :‬من اليام الت خلق ال فيها‬
‫السموات والرض‪ .‬ورواه ابن جرير عن ابن بشار عن ابن الهدي‪ ,‬وبه قال ماهد وعكرمة‪ ,‬ونص عليه‬
‫أحد بن حنبل ف كتاب الرد على الهمية‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬هذه الَية كقوله‪{ :‬يدبر المر من السماء إل‬
‫الرض ثطططط يعرج إليططططه فطططط يوم كان مقداره ألف سططططنة ماطططط تعدون}‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عارم ممد بن الفضل‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن يي بن عتيق عن‬
‫ممد بن سيين‪ ,‬عن رجل من أهل الكتاب أسلم قال‪ :‬إن ال تعال خلق السموات والرض ف ستة أيام‬
‫{وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون} وجعل أجل الدنيا ستة أيام‪ ,‬وجعل الساعة ف اليوم السابع‬
‫{وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون}‪ .‬فقد مضت الستة اليام وأنتم ف اليوم السابع فمثل ذلك‬
‫كمثطططل الامطططل إذا دخلت شهرهطططا ففطططي أيطططة لظطططة ولدت كان تاما‪.‬‬

‫** ُق ْل يََأّيهَا النّاسُ ِإنّمَآ َأنَاْ َلكُ ْم نَذِي ٌر ّمبِيٌ * فَالّذِينَ آ َمنُوْا َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ َل ُه ْم ّمغْفِ َرٌة وَرِزْقٌ َك ِريٌ *‬
‫جحِيمطططِ‬ ‫ب الْ َ‬
‫ط َع ْواْ فِيطططَ آيَاتِنَططا ُمعَا ِجزِينطططَ ُأوْلَـطططئِكَ أَصطططْحَا ُ‬ ‫وَالّذِينطططَ سطط َ‬
‫يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم حي طلب منه الكفار وقوع العذاب واستعجلوه به {قل يا أيها‬
‫الناس إنا أنا لكم نذير مبي} أي إنا أرسلن ال إليكم نذيرا لكم‪ ,‬بي يدي عذاب شديد‪ ,‬وليس إل‬
‫من حسابكم من شيء‪ ,‬أمركم إل ال إن شاء عجل لكم العذاب‪ ,‬وإن شاء أخره عنكم‪ ,‬وإن شاء تاب‬
‫على من يتوب إل يه‪ ,‬وإن شاء أ ضل من ك تب عل يه الشقاوة‪ ,‬و هو الفعال ل ا يشاء وير يد ويتار {ل‬
‫معقب لكمه وهو سريع الساب} {وإنا أنا لكم نذير مبي * فالذين آمنوا وعملوا الصالات} أي‬
‫آمنت قلوبم وصدقوا إيانم بأعمالم {لم مغفرة ورزق كري} أي مغفرة لا سلف من سيئاتم‪ ,‬ومازاة‬
‫حسنة على القليل من حسناتم‪ .‬قال ممد بن كعب القرظي‪ :‬إذا سعت ال تعال يقول‪{ :‬ورزق كري}‬
‫فهططططططططططططططططططططو النططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والذين سعوا ف آيات نا معاجز ين} قال ما هد‪ :‬يثبطون الناس عن متاب عة ال نب صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ ,‬وكذا قال ع بد ال بن الزب ي‪ :‬مثبط ي‪ .‬وقال ا بن عباس‪ :‬معاجز ين مراغم ي {أولئك أ صحاب‬
‫الح يم} و هي النار الارة الوج عة‪ ,‬الشد يد عذاب ا ونكال ا‪ ,‬أجار نا ال من ها‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬الذ ين‬
‫كفروا وصططدوا عططن سططبيل ال زدناهططم عذابا فوق العذاب باطط كانوا يفسططدون}‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫شيْطَا نُ فِ يَ ُأ ْمنِّيتِ هِ َفيَن سَخُ اللّ ُه مَا يُ ْلقِي‬


‫ك مِن رّ سُولٍ وَ َل َنبِ يّ إِلّ إِذَا تَ َمّنىَ أَْلقَى ال ّ‬ ‫** َومَآ أَرْ سَ ْلنَا مِن َقبْلِ َ‬
‫شيْطَا نُ ِفْتَنةً لّلّذِي نَ فِي ُقلُوبِهِم ّمرَ ضٌ‬ ‫جعَ َل مَا يُ ْلقِي ال ّ‬
‫حكِ مُ اللّ ُه آيَاتِ هِ وَاللّ ُه عَلِي مٌ َحكِي مٌ * ّليَ ْ‬
‫الشّيْطَا ُن ثُ ّم يُ ْ‬
‫ق َبعِيدٍ * وَِلَيعْلَ َم الّذِينَ أُوتُواْ اْلعِلْمَ َأنّ ُه الْحَ ّق مِن ّربّكَ َفُي ْؤمِنُواْ بِهِ‬ ‫وَالْقَاسَِيةِ قُلُوُبهُمْ َوإِنّ الظّالِ ِميَ َلفِي ِشقَا ٍ‬
‫طَتقِيمٍ‬
‫ط مّس ط ْ‬ ‫ط َوإِن ططّ اللّه ططَ َلهَا ِد الّذِين ططَ آ َمنُ َواْ إِلَىَ ص ططِرَا ٍ‬ ‫خبِت ططَ لَه ططُ ُقلُوبُهُم ط ْ‬ ‫َفتُ ْ‬
‫قد ذكر كثي من الفسرين ههنا قصة الغرانيق‪ ,‬وما كان من رجوع كثي من الهاجرة إل أرض البشة‬
‫ظنا من هم أن مشر كي قر يش قد أ سلموا‪ ,‬ولكن ها من طرق كل ها مر سلة‪ ,‬ول أر ها م سندة من و جه‬
‫صحيح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن حبيب‪ ,‬حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب‬
‫ب شر عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب كة الن جم‪ ,‬فل ما بلغ هذا الو ضع‬
‫{أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة الخرى} قال‪ :‬فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن‬
‫شفاعت هن ترتى‪ ,‬قالوا‪ :‬ما ذكر آلتنا بي قبل اليوم‪ ,‬فسجد و سجدوا‪ ,‬فأنزل ال عز وجل هذه الَية‬
‫{وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان ف أمنيته فينسخ ال ما يلقي الشيطان‬
‫ثطططططط يكططططططم ال آياتططططططه وال عليططططططم حكيططططططم}‪.‬‬
‫رواه ابن جرير عن بندار عن غندر عن شعبة به بنحوه‪ ,‬وهو مرسل‪ ,‬وقد رواه البزار ف مسنده عن‬
‫يوسف بن حاد عن أمية بن خالد عن شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس فيما أحسب‬
‫الشك ف الديث‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم قرأ بكة سورة النجم حت انتهى إل {أفرأيتم اللت‬
‫والعزى} وذكر بقيته‪ ,‬ث قال البزار‪ :‬ل نعلمه يروى متصلً إل بذا السناد‪ ,‬تفرد بوصله أمية بن خالد‪,‬‬
‫وهو ثقة مشهور‪ ,‬وإنا يروى هذا من طريق الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ ,‬ث رواه ابن أب حات‬
‫عن أب العالية وعن السدي مرسلً‪ ,‬وكذا رواه ابن جرير عن ممد بن كعب القرظي وممد بن قيس‬
‫مرسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططلً أيضا‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يصلي عند القام إذ نعس‪ ,‬فألقى الشيطان على لسانه وإن‬
‫شفاعت ها لترت ى‪ ,‬وإن ا ل ع الغران يق العلى‪ ,‬فحفظ ها الشركون وأجرى الشيطان أن ال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم قد قرأها‪ :‬فذلت با ألسنتكم‪ ,‬فأنزل ال {وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب} الَية‪ ,‬فدحر‬
‫ال الشيطان‪ ,‬ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا موسى بن أب موسى الكوف‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق السيب‪,‬‬
‫حدث نا م مد بن فل يح عن مو سى بن عق بة عن ا بن شهاب قال‪ :‬أنزلت سورة الن جم وكان الشركون‬

‫‪144‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقولون‪ :‬لو كان هذا الر جل يذ كر آلت نا ب ي أقررناه وأ صحابه‪ ,‬ولك نه ل يذ كر من خالف دي نه من‬
‫اليهود والنصارى بثل الذي يذكر آلتنا من الشتم والشر‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم اشتد‬
‫عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيب هم وأحزنه ضللم‪ ,‬فكان يتمن هداهم‪ ,‬فلما أنزل ال سورة‬
‫النجطم قال‪{ :‬أفرأيتطم اللت والعزى ومناة الثالثطة الخرى * ألكطم الذكطر وله النثطى} ألقطى الشيطان‬
‫عندها كلمات حي ذكر ال الطواغيت‪ ,‬فقال‪ :‬وإنن لن الغرانيق العلى‪ ,‬وإن شفاعتهن لي الت ترتى‪,‬‬
‫وكان ذلك مطن سطجع الشيطان وفتنتطه‪ ,‬فوقعطت هاتان الكلمتان فط قلب كطل مشرك بكطة وذلت باط‬
‫ألسنتهم‪ ,‬وتباشروا با‪ ,‬وقالوا‪ :‬إن ممدا قد رجع إل دينه الول ودين قومه‪ ,‬فلما بلغ رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم آخر النجم سجد‪ ,‬وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك‪ ,‬غي أن الوليد بن الغية‬
‫كان رجلً كبيا فرفع على كفه ترابا ف سجد عليه‪ ,‬فع جب الفريقان كله ا من جاعت هم ف ال سجود‬
‫لسجود رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأما السلمون فعجبوا لسجود الشركي معهم على غي إيان‬
‫ول يقي‪ ,‬ول يكن السلمون سعوا الَية الذي ألقى الشيطان ف مسامع الشركي‪ ,‬فاطمأنت أنفسهم لا‬
‫أل قى الشيطان ف أمن ية ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وحدث هم به الشيطان أن ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قد قرأ ها ف ال سورة‪ ,‬ف سجدوا لتعظ يم آلت هم‪ ,‬فف شت تلك الكل مة ف الناس‪ ,‬وأظهر ها‬
‫الشيطان ح ت بل غت أرض الب شة و من ب ا من ال سلمي عثمان بن مظعون وأ صحابه‪ ,‬وتدثوا أن أ هل‬
‫مكة قد أسلموا كلهم وصلوا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وبلغهم سجود الوليد بن الغية على‬
‫التراب على ك فه‪ ,‬وحدثوا أن ال سلمي قد أمنوا ب كة‪ ,‬فأقبلوا سراعا‪ ,‬و قد ن سخ ال ما أل قى الشيطان‬
‫وأح كم ال آيا ته وحف ظه من الفر ية‪ ,‬وقال ال‪{ :‬و ما أر سلنا من قبلك من ر سول ول نب إل إذا ت ن‬
‫ألقى الشيطان ف أمنيته فينسخ ال ما يلقي الشيطان ث يكم ال آياته وال عليم حكيم * ليجعل ما يلقي‬
‫الشيطان فتنة للذين ف قلوبم مرض والقاسية قلوبم وإن الظالي لفي شقاق بعيد} فلما بي ال قضاءه‪,‬‬
‫وبرأه من سجع الشيطان‪ ,‬انقلب الشركون بضللت هم وعداوت م ال سلمي‪ ,‬واشتدوا علي هم‪ ,‬وهذا أيضا‬
‫مرسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬
‫وف تفسي ابن جرير عن الزهري عن أب بكر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام نوه‪ ,‬وقد رواه‬
‫الافظ أبو بكر البيهقي ف كتابه دلئل النبوة‪ ,‬فلم يز به موسى بن عقبة ساقه من مغازيه بنحوه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وقد روينا عن أب إسحاق هذه القصة {قلت} وقد ذكرها ممد بن إسحاق ف السية بنحو من هذا‪,‬‬
‫وكل ها مر سلت ومنقطعات‪ ,‬وال أعلم‪ .‬و قد ساقها البغوي ف تف سيه ممو عة من كلم ا بن عباس‬
‫وممد بن كعب القرظي وغيها بنحو من ذلك‪ ,‬ث سأل ههنا سؤالً‪ :‬كيف وقع مثل هذا مع العصمة‬
‫‪145‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضمو نة من ال تعال لر سوله صلوات ال و سلمه عل يه ؟ ث ح كى أجو بة عن الناس من ألطف ها أن‬
‫الشيطان أوقع ف مسامع الشركي ذلك فتوهوا أنه صدر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وليس‬
‫كذلك ف نفس المر‪ ,‬بل إنا كان من صنيع الشيطان ل عن رسول الرحن صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وهكذا تنوعت أجوبة التكلمي عن هذا بتقدير صحته‪ .‬وقد تعرض القاضي عياض رحه ال ف كتاب‬
‫الشفاء لذا‪ ,‬وأجاب با حاصله أنا كذلك لثبوتا‪ .‬وقوله‪{ :‬إل إذا تن ألقى الشيطان ف أمنيته} هذا فيه‬
‫تسلية من ال لرسوله صلوات ال وسلمه عليه‪ ,‬أي ل يهيدنك ذلك فقد أصاب مثل هذا من قبلك من‬
‫الرسلي والنبياء‪ .‬قال البخاري‪ :‬قال ابن عباس {ف أمنيته} إذا حدث ألقى الشيطان ف حديثه‪ ,‬فيبطل‬
‫ال ما يلقي الشيطان {ث يكم ال آياته}‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {إذا تن ألقى الشيطان‬
‫ف أمنيته} يقول‪ :‬إذا حدث ألقى الشيطان ف حديثه‪ .‬وقال ماهد {إذا تن} يعن إذا قال‪ ,‬ويقال أمنيته‬
‫قراء ته {إل أما ن} يقولون ول يكتبون‪ .‬قال البغوي وأك ثر الف سرين قالوا‪ :‬مع ن قوله‪{ :‬ت ن} أي تل‬
‫وقرأ كتاب ال {وألقطى الشيطان فط أمنيتطه} أي فط تلوتطه‪ ,‬قال الشاعطر فط عثمان حيط قتطل‪:‬‬
‫تنطططططططط كتاب ال أول ليلةوآخرهططططططططا لقططططططططى حام القادر‬
‫وقال الضحاك‪{ :‬إذا أتن} إذا تل‪ .‬قال ابن جرير هذا القول أشبه بتأويل الكلم‪ .‬وقوله {فينسخ ال‬
‫ما يلقي الشيطان} حقيقة النسخ لغة الزالة والرفع‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬أي فيبطل ال‬
‫سبحانه وتعال ما أل قى الشيطان‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬ن سخ جب يل بأ مر ال ما أل قى الشيطان‪ ,‬وأح كم ال‬
‫آيا ته‪ .‬وقوله‪{ :‬وال عل يم} أي ب ا يكون من المور والوادث ل ت فى عل يه خاف ية {حك يم} أي ف‬
‫تقديره وخلقه وأمره‪ ,‬له الكمة التامة والجة البالغة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين‬
‫ف قلوبم مرض} أي شك وشرك وكفر ونفاق‪ ,‬كالشركي حي فرحوا بذلك واعتقدوا أنه صحيح من‬
‫ع ند ال‪ ,‬وإن ا كان من الشيطان‪ .‬قال ا بن جر يج‪{ :‬الذ ين ف قلوب م مرض} هم النافقون‪{ ,‬والقا سية‬
‫قلوبمططططططططططططططططط} هطططططططططططططططططم الشركون‪.‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان‪ :‬هم اليهود {وإن الظالي لفي شقاق بعيد} أي ف ضلل ومالفة وعناد بعيد‪,‬‬
‫أي من الق والصواب‪{ ,‬وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الق من ربك فيؤمنوا به} أي وليعلم الذين أوتوا‬
‫العلم النافع الذي يفرقون به بي الق والباطل والؤمنون بال ورسوله أن ما أوحيناه إليك هو الق من‬
‫ربك الذي أنزله بعلمه وحفظه‪ ,‬وحرسه أن يتلط به وغيه بل هو كتاب حكيم {ل يأتيه الباطل من‬
‫بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد}‪ .‬وقوله‪{ :‬فيؤمنوا به} أي يصدقوه وينقادوا له‪{ ,‬فتخبت‬
‫‪146‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له قلوب م} أي ت ضع وتذل له قلوب م‪{ ,‬وإ نّ ال لاد الذ ين آمنوا إل صراط م ستقيم} أي ف الدن يا‬
‫والَخرة‪ ,‬أما ف الدنيا فيشدهم إل الق واتباعه ويوفقهم لخالفة الباطل واجتنابه‪ ,‬وف الَخرة يهديهم‬
‫طم والدركات‪.‬‬ ‫طن العذاب الليط‬‫طم عط‬ ‫طل إل درجات النات‪ ,‬ويزحزحهط‬ ‫طتقيم الوصط‬‫طراط السط‬ ‫الصط‬

‫ب َيوْ ٍم َعقِي مٍ * الْمُلْ ُ‬


‫ك‬ ‫** وَ َل يَزَا ُل الّذِي نَ َك َفرُواْ فِي مِ ْرَي ٍة ّمنْ هُ َحّت َى َتأِْتَيهُ ُم ال سّا َع ُة َبغَْتةً َأوْ يَ ْأِتيَهُ ْم عَذَا ُ‬
‫حكُ ُم بَْيَنهُمْ فَالّذِينَ آ َمنُوْا َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ فِي َجنّاتِ الّنعِيمِ * وَالّذِينَ َك َفرُوْا وَكَ ّذبُواْ بِآياتِنَا‬ ‫َيوْ َمئِذٍ للّ ِه َي ْ‬
‫ط عَذَابططططططططٌ ّمهِيٌطططططططط‬ ‫َفُأوْلَـططططططططئِكَ َلهُمططططططط ْ‬
‫يقول تعال م با عن الكفار أن م ل يزالون ف مر ية‪ ,‬أي ف شك من هذا القرآن‪ ,‬قال ا بن جر يج‬
‫واختاره ابن جرير‪ .‬وقال سعيد بن جبي وابن زيد منه‪ ,‬أي ما ألقى الشيطان {حت تأتيهم الساعة بغتة}‬
‫قال ماهد‪ :‬فجأة‪ ,‬وقال قتادة {بغتة} بغت القوم أمر ال وما أخذ ال قوما قط إل عند سكرتم وغرتم‬
‫ونعمت هم‪ ,‬فل تغتروا بال إنه ليغ تر بال إل القوم الفاسقون‪ .‬وقوله‪{ :‬أو يأتيهم عذاب يوم عق يم} قال‬
‫ماهد‪ :‬قال أب بن كعب‪ :‬هو يوم بدر‪ ,‬وكذا قال ماهد وعكرمة وسعيد بن جبي وقتادة وغي واحد‪,‬‬
‫واختاره ابن جرير‪ .‬قال عكرمة وماهد ف رواية عنهما‪ :‬هو يوم القيامة‪ ,‬ل ليل له‪ ,‬وكذا قال الضحاك‬
‫وال سن الب صري‪ ,‬وهذا القول هو ال صحيح‪ ,‬وإن كان يوم بدر من جلة ما أوعدوا به ل كن هذا هو‬
‫الراد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬اللك يومئذ ل يكططططم بينهططططم} كقوله‪{ :‬مالك يوم الديططططن}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬اللك يومئذ القط للرحنط وكان يوما على الكافريطن عسطيا} {فالذيطن آمنوا وعملوا‬
‫الصاحات} أي آمنت قلوبم وصدقوا بال ورسوله وعملوا بقتضى ما علموا‪ ,‬وتوافق قلوبم وأقوالم‬
‫وأعمال م { ف جنات النع يم} أي ل م النع يم الق يم الذي ل يول ول يزول ول يب يد {والذ ين كفروا‬
‫وكذبوا بآياتنا} أي كفرت قلوبم بالق وجحدوا به‪ ,‬وكذبوا به وخالفوا الرسل واستكبوا عن اتباعهم‬
‫{فأولئك ل م عذاب مه ي} أي مقابلة ا ستكبارهم وإعراض هم عن ال ق‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬إن الذ ين‬
‫يسطططتكبون عطططن عبادتططط سطططيدخلون جهنطططم داخريطططن} أي صطططاغرين‪.‬‬

‫** وَالّذِينَ هَا َجرُواْ فِي َسبِيلِ اللّ ِه ثُمّ ُقتُِل َواْ َأ ْو مَاتُواْ َليَرْزَُقّنهُمُ اللّهُ ِرزْقا حَسَنا َوإِنّ اللّهَ َل ُهوَ َخْيرُ الرّازِقِيَ *‬
‫ب بِ هِ ثُ مّ بُغِ َي عََليْ هِ‬
‫ب بِ ِمثْ ِل مَا عُوقِ َ‬
‫ك َومَ ْن عَاقَ َ‬
‫ض ْونَ هُ َوإِ نّ اللّ هَ َلعَلِي مٌ حَلِي مٌ * ذَلِ َ‬ ‫َليُدْخَِلّنهُ ْم مّ ْد َخلً يَرْ َ‬
‫َليَنصططططططططُ َرنّهُ اللّهططططططططُ إِنططططططططّ اللّهططططططططَ َل َع ُفوّ غَفُورٌ‬
‫‪147‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يبط تعال عمطن خرج مهاجرا فط سطبيل ال ابتغاء مرضاتطه وطلبا لاط عنده‪ ,‬وترك الوطان والهليط‬
‫واللن‪ ,‬وفارق بلده ف ال ورسوله‪ ,‬ونصرة لدين ال ث قتلوا‪ ,‬أي ف الهاد‪ ,‬أو ماتوا أي حتف أنفهم‬
‫أي من غ ي قتال على فرش هم‪ ,‬ف قد ح صلوا على ال جر الز يل والثناء الم يل‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و من‬
‫يرج من بيته مهاجرا إل ال ورسوله ث يدركه الوت فقد وقع أجره على ال}‪ .‬وقوله‪{ :‬ليزقنهم ال‬
‫رزقا حسنا} أي ليجرين عليهم من فضله ورزقه من النة ما تقر به أعينهم {وإن ال لو خي الرازقي *‬
‫ليدخلن هم مدخلً يرضو نه} أي ال نة ك ما قال تعال‪{ :‬فأ ما إن كان من القرب ي فروح وريان وج نة‬
‫نعيم} فأخب أنه يصل له الراحة والرزق وجنة النعيم‪ ,‬كما قال ههنا‪{ :‬ليزقنّهم ال رزقا حسنا} ث‬
‫قال {ليدخلن هم مدخلً يرضو نه وإن ال لعل يم} أي ب ن يها جر ويا هد ف سبيله وب ن ي ستحق ذلك‬
‫{حليطم} أي يلم ويصطفح ويغفطر لمط الذنوب‪ ,‬ويكفرهطا عنهطم بجرتمط إليطه وتوكلهطم عليطه‪.‬‬
‫فأما من قتل ف سبيل ال من مهاجر أو غي مهاجر‪ ,‬فإنه حي عند ربه يرزق كما قال تعال‪{ :‬ول‬
‫تسب الذين قتلوا ف سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربم يرزقون} والحاديث ف هذا كثية كما تقدم‪,‬‬
‫وأ ما من تو ف ف سبيل ال من مها جر أو غ ي مها جر‪ ,‬ف قد تضم نت هذه ال ية الكري ة مع الحاد يث‬
‫الصحيحة إجراء الرزق عليه وعظيم إحسان ال إليه‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السيب بن‬
‫واضح‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن عبد الرحن بن شريح عن ابن الارث ط يعن عبد الكري ط عن ابن‬
‫عق بة يع ن أ با عبيدة بن عق بة قال‪ :‬قال حدث نا شرحب يل بن ال سمط‪ :‬طال رباط نا وإقامت نا على ح صن‬
‫بأرض الروم‪ ,‬فمر ب سلمان يعن الفارسي رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪« :‬من مات مرابطا أجرى ال عليه مثل ذلك الجر‪ ,‬وأجرى عليه الرزق‪ ,‬وأمن من الفتاني‪,‬‬
‫واقرؤوا إن شئ تم {والذ ين هاجروا ف سبيل ال ث قتلوا أو ماتوا ليزقن هم ال رزقا ح سنا وإن ال ل و‬
‫خيططط الرازقيططط ليدخلنهطططم مدخلً يرضونطططه وإن ال لعليطططم حليطططم}»‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدث نا أ بو زر عة‪ ,‬حدث نا ز يد بن ب شر‪ ,‬أ خبن هام أ نه سع أ با قب يل وربي عة بن سيف‬
‫العافري يقولن‪ :‬كنا برودس ومعنا فضالة بن عبيد النصاري صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫ف مر بنازت ي إحداه ا قت يل‪ ,‬والخرى متو ف‪ ,‬فمال الناس على القت يل‪ ,‬فقال فضالة‪ :‬ما ل أرى الناس‬
‫مالوا مع هذا وتركوا هذا ؟ فقالوا‪ :‬هذا القتيل ف سبيل ال‪ ,‬فقال‪ :‬وال ما أبال من أي حفرتيهما بعثت‬
‫؟ ا سعوا كتاب ال {والذ ين هاجروا ف سبيل ال ث قتلوا أو ماتوا} ح ت بلغ آ خر الَ ية‪ ,‬وقال أيضا‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبدة بن سليمان‪ ,‬أنبأنا ابن البارك‪ ,‬أنبأنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا سلمان بن عامر الشيبان‬
‫أن عبد الرحن بن جحدم الولن حدثه أنه حضر فضالة بن عبيد ف البحر مع جنازتي أحدها أصيب‬
‫‪148‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بنجنيق‪ ,‬والَخر توف‪ ,‬فجلس فضالة بن عبيد عند قب التوف فقيل له‪ :‬تركت الشهيد فلم تلس عنده ؟‬
‫فقال‪ :‬ما أبال من أي حفرتيه ما بع ثت إن ال يقول‪{ :‬والذ ين هاجروا ف سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا‬
‫ليزقنهم ال رزقا حسنا} الَيتي‪.‬فما تبتغي أيها العبد إذا أدخلت مدخلً ترضاه‪ ,‬ورزقت رزقا حسنا‪,‬‬
‫وال مطططططططا أبال مطططططططن أي حفرتيهمطططططططا بعثطططططططت‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير عن يونس بن عبد العلى عن ابن وهب‪ ,‬أخبن عبد الرحن بن شريح عن سلمان‬
‫بطن عامطر قال‪ :‬كان فضالة برودس أميا على الرباع‪ ,‬فخرج بنازتط رجليط‪ ,‬أحدهاط قتيطل والَخطر‬
‫متوف‪ ,‬فذكر نو ما تقدم‪ .‬وقوله‪{ :‬ذلك ومن عاقب بثل ما عوقب به} الَية‪ ,‬ذكر مقاتل بن حيان‬
‫وابن جرير أنا نزلت ف سرية من الصحابة لقوا جعا من الشركي ف شهر مرم‪ ,‬فناشدهم السلمون‬
‫لئل يقاتلوهم ف الشهر الرام‪ ,‬فأب الشركون إل قتالم‪ ,‬وبغوا عليهم‪ ,‬فقاتلهم السلمون فنصرهم ال‬
‫عليهططططططططططططططططم {إن ال لعفططططططططططططططططو غفور}‪.‬‬

‫ك بِأَ نّ اللّ َه ُه َو‬


‫ك ِبأَ نّ اللّ َه يُولِ جُ الّليْلَ فِي الّنهَارِ َويُولِ ُج الّنهَارَ فِي الّليْ ِل َوأَ نّ اللّ هَ سَمِي ٌع بَ صِيٌ * ذَلِ َ‬
‫** ذَلِ َ‬
‫ط ُهوَ الْعَلِيططّ اْل َكبِيُ‬ ‫الْحَقططّ َوأَنططّ مَططا يَ ْدعُونططَ مِططن دُونِهططِ ُه َو الْبَاطِ ُل َوأَنططّ اللّهط َ‬
‫يقول تعال منبها على أنه الالق التصرف ف خلقه با يشاء‪ ,‬كما قال‪{ :‬قل اللهم مالك اللك تؤت‬
‫اللك من تشاء وتنع اللك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الي إنك على كل شيء قدير‬
‫* تول الليل ف النهار وتول النهار ف الليل وترج الي من اليت وترج اليت من الي وترزق من‬
‫تشاء بغي حساب} ومعن إيلجه الليل ف النهار والنهار ف الليل إدخاله من هذا ف هذا ومن هذا ف‬
‫هذا‪ ,‬فتارة يطول الليل ويقصر النهار كما ف الشتاء‪ ,‬وتارة يطول النهار ويقصر الليل كما ف الصيف‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأن ال سيع بصي} أي سيع بأقوال عباده‪ .‬بصي بم‪ ,‬ل يفى عليه منهم خافية ف أحوالم‬
‫وحركاتم وسكناتم‪ ,‬ولا بي أنه التصرف ف الوجود‪ ,‬الاكم الذي لمعقب لكمه قال‪{ :‬ذلك بأن‬
‫ال هو ال ق} أي الله ال ق الذي ل تنبغي العبادة إل له‪ ,‬ل نه ذو ال سلطان العظ يم الذي ما شاء كان‪,‬‬
‫و ما ل ي شأ ل ي كن‪ ,‬و كل ش يء فق ي إل يه‪ ,‬ذل يل لد يه {وأن ما يدعون من دو نه هو البا طل} أي من‬
‫الصنام والنداد والوثان‪ ,‬وكل ما عبد من دونه تعال فهو باطل‪ ,‬لنه ل يلك ضرا ول نفعا‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{وأن ال هو العلي الكبي} كما قال {وهو العلي العظيم} وقال‪{ :‬الكبي التعال} فكل شيء تت‬
‫قهره و سلطانه وعظم ته‪ ,‬ل إله إل هو‪ ,‬ول رب سواه‪ ,‬ل نه العظ يم الذي ل أع ظم م نه‪ ,‬العلي الذي ل‬

‫‪149‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أعلى منطه‪ ,‬الكطبي الذي ل أكطب منطه‪ ,‬تعال وتقدس وتنه عطز وجطل عمطا يقول الظالون العتدون علوا‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططبيا‪.‬‬ ‫كط‬

‫خضَ ّرةً إِ نّ اللّ هَ َلطِي فٌ َخبِيٌ * لّ ُه مَا فِي‬ ‫ض مُ ْ‬


‫صبِحُ الرْ ُ‬ ‫** أَلَ ْم َترَ أَ نّ اللّ هَ أَنزَ َل مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفتُ ْ‬
‫ض وَالْفُلْكَ‬‫خرَ َلكُم مّا فِي الرْ ِ‬ ‫حمِيدُ * أَلَ ْم َترَ أَنّ اللّهَ سَ ّ‬‫ض َوإِنّ اللّهَ َل ُه َو اْلغَنِيّ الْ َ‬
‫السّمَاوَاتِ َومَا فِي الرْ ِ‬
‫ك ال سّمَآءَ أَن َتقَ َع عَلَى الرْ ضِ إِلّ بِِإ ْذنِ هِ إِ نّ اللّ َه بِالنّا سِ َلرَءُو فٌ رّحِي مٌ *‬ ‫ح ِر ِبأَمْرِ ِه َويُمْ سِ ُ‬
‫تَجْرِي فِي الْبَ ْ‬
‫ططَانَ َل َكفُورٌ‬‫ط ا ِلنْسط‬‫ط ّ‬ ‫ططْ إِنط‬ ‫حيِيكُمط‬ ‫ط يُ ْ‬
‫ط ّ‬ ‫ططْ ثُمط‬ ‫ط يُمِيتُكُمط‬ ‫ط ّ‬ ‫ط ثُمط‬ ‫ط ْ‬ ‫ططَ أَ ْحيَاكُمط‬ ‫َوهُ َو الّذِيط‬
‫وهذا أيضا من الدللة على قدرته وعظيم سلطانه‪ ,‬فإنه يرسل الرياح فتثي سحابا فيمطر على الرض‬
‫الرز التط ل نبات فيهطا‪ ,‬وهطي هامدة يابسطة سطوادء محلة‪{ ,‬فإذا أنزلنطا عليهطا الاء اهتزت وربطت}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فت صبح الرض مضرة} الفاء هه نا للتعق يب‪ ,‬وتعق يب كل ش يء ب سبه‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬ث‬
‫خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة} الَية‪ ,‬وقدثبت ف الصحيحي أن بي كل شيئي أربعي يوما‪,‬‬
‫ومع هذا هو معقب بالفاء‪ ,‬وهكذا ههنا قال {فتصبح الرض مضرة} أي خضراء بعد يباسها ومولا‪.‬‬
‫وقططد ذكططر عططن بعططض أهططل الجاز أناطط تصططبح عقططب الطططر خضراء‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬إن ال لطيف خبي} أي عليم با ف أرجاء الرض وأقطارها وأجزائها من الب وإن صغر‪,‬‬
‫ول يفى عليه خافية‪ ,‬فيوصل إل كل منه قسطه من الاء فينبته به‪ ,‬كما قال لقمان‪{ :‬يا بن إنا إن تك‬
‫مثقال حبة من خردل فتكن ف صخرة أو ف السموات أو ف الرض يأت با ال إن ال لطيف خبي}‬
‫وقال‪{ :‬أل يسجدوا ل الذي يرج البء ف السموات والرض} وقال تعال‪{ :‬وما تسقط من ورقة‬
‫إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب مبي} وقال‪{ :‬وما يعزب عن‬
‫ر بك من مثقال ذرة ف الرض ول ف ال سماء ول أ صغر من ذلك ول أ كب إل ف كتاب مبي} ولذا‬
‫قال أميططة بططن أبطط الصططلت أو زيططد بططن عمرو بططن نفيططل فطط قصططيدته‪:‬‬
‫ططز رابيا‬ ‫ططل يهتط‬ ‫ططه البقط‬ ‫ططبح منط‬ ‫طط الثرى ؟فيصط‬ ‫طط فط‬ ‫ططت البط‬ ‫ططن ينبط‬ ‫وقول له مط‬
‫ويرج منططططه حبططططه فطططط رؤوسططططهففي ذاك آيات لنطططط كان واعيا‬
‫وقوله‪{ :‬له ما ف السموات وما ف الرض} أي ملكه جيع الشياء‪ ,‬وهو غن عما سواه وكل شيء‬
‫فقي إليه عبد لديه‪ ,‬وقوله‪{ :‬أل تر أن ال سخر لكم ما ف الرض} أي من حيوان وجاد وزروع وثار‪,‬‬
‫ك ما قال‪{ :‬و سخر ل كم ما ف ال سموات و ما ف الرض جيعا م نه} أي من إح سانه وفضله وامتنا نه‬

‫‪150‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{والفلك تري ف البحر بأمره} أي بتسخيه وتسييه‪ ,‬أي ف البحر العجاج وتلطم المواج تري‬
‫الفلك بأهلها بريح طيبة ورفق وتؤدة فيحملون فيها ما شاءوا من تائر وبضائع ومنافع من بلد إل بلد‬
‫وقطر إل قطر‪ ,‬ويأتون با عند أولئك إل هؤلء‪ ,‬كما ذهبوا با عند هؤلء إل أولئك ما يتاجون إليه‬
‫ويطلبونه ويريدونه {ويسك السماء أن تقع على الرض إل بإذنه} أي لو شاء لذن للسماء فسقطت‬
‫على الرض فهلك من في ها‪ ,‬ول كن من لط فه ورح ته وقدر ته ي سك ال سماء أن ت قع على الرض إل‬
‫بإذ نه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إن ال بالناس لرؤوف رح يم} أي مع ظلم هم‪ ,‬ك ما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬وإن‬
‫ططططد العقاب}‪.‬‬ ‫ططططك لشديط‬ ‫ططططم وإن ربط‬ ‫ططططك لذو مغفرة للناس على ظلمهط‬ ‫ربط‬
‫وقوله‪{ :‬و هو الذي أحيا كم ث ييت كم ث ييي كم إن الن سان لكفور} كقوله‪{ :‬ك يف تكفرون بال‬
‫وكن تم أمواتا فأحيا كم ث ييت كم ث ييي كم ث إل يه ترجعون}‪ .‬وقوله‪ { :‬قل ال ييي كم ث يييت كم ث‬
‫يمع كم إل يوم القيا مة ل ر يب ف يه}‪ .‬وقوله‪{ :‬قالوا رب نا أمت نا اثنت ي وأحييت نا اثنت ي} ومع ن الكلم‪:‬‬
‫كيف تعلون ل أندادا وتعبدون معه غيه وهو الستقل باللق والرزق والتصرف {وهو الذي أحياكم}‬
‫أي خلقكطم بعطد أن ل تكونوا شيئا يذكطر‪ ,‬فأوجدكطم {ثط ييتكطم ثط يييكطم} أي يوم القيامطة {إن‬
‫النسطططططططططططططططططططططططططططططططان لكفور} أي جحود‪.‬‬

‫سَتقِيمٍ *‬‫** ّلكُلّ ُأ ّمةٍ َجعَ ْلنَا مَنسَكا هُمْ نَا ِسكُوهُ َفلَ ُينَا ِز ُعنّكَ فِي المْ ِر وَادْعُ إَِلىَ َربّكَ ِإنّكَ َلعََل َى هُدًى مّ ْ‬
‫ختَِلفُو نَ‬
‫حكُ ُم َبْينَكُ ْم َيوْ َم الْ ِقيَا َمةِ فِيمَا كُنتُ مْ فِي هِ َت ْ‬
‫َوإِن جَادَلُو كَ َفقُلِ اللّ هُ َأعْلَ ُم بِمَا َتعْمَلُو نَ * اللّ ُه يَ ْ‬
‫يب تعال أنه جعل لكل قوم منسكا‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬يعن لكل أمة نب منسكا‪ ,‬قال‪ :‬وأصل النسك ف‬
‫كلم العرب هو الوضع الذي يعتاده النسان ويتردد إليه إما لي أو شر‪ ,‬قال‪ :‬ولذا سيت مناسك الج‬
‫بذلك لترداد الناس إليها وعكوفهم عليها‪ ,‬فإن كان كما قال من أن الراد لكل أمة نب جعلنا منسكا‪,‬‬
‫فيكون الراد بقوله فل ينازع نك ف ال مر أي هؤلء الشرك ي‪ ,‬وإن كان الراد ل كل أ مة جعل نا من سكا‬
‫جعلً قدريا كما قال‪{ :‬ولكل وجهة هو موليها} ولذا قال ههنا‪{ :‬هم ناسكوه} أي فاعلوه‪ ,‬فالضمي‬
‫هه نا عائد على هؤلء الذ ين ل م منا سك وطرائق‪ ,‬أي هؤلء إن ا يفعلون هذا عن قدر ال وإراد ته‪ ,‬فل‬
‫تتأثر بنازعتهم لك ول يصرفك ذلك عما أنت عليه من الق‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وادع إل ربك إنك لعلى‬
‫هدى مستقيم} أي طريق واضح مستقيم موصل إل القصود‪ ,‬وهذا كقوله‪{ :‬ول يصدنك عن آيات ال‬
‫طططططططططك}‪.‬‬ ‫طططططططططك وادع إل ربط‬ ‫طططططططططد إذ أنزلت إليط‬ ‫بعط‬

‫‪151‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن جادلوك فقل ال أعلم با تعملون}‪ .‬كقوله‪{ :‬وإن كذبوك فقل ل عملي ولكم عملكم‬
‫أنتم بريئون ما أعمل وأنا بريء ما تعملون}‪ .‬وقوله‪{ :‬ال أعلم با تعملون} تديد شديد ووعيد أكيد‪,‬‬
‫كقوله‪{ :‬هو أعلم با تفيضون فيه كفى به شهيدا بين وبينكم} ولذا قال‪{ :‬ال يكم بينكم يوم القيامة‬
‫فيما كنتم فيه تتلفون} وهذه كقوله تعال‪{ :‬فلذلك فادع واستقم كما أمرت و ل تتبع أهواءهم وقل‬
‫آمنطططططططت باططططططط أنزل ال مطططططططن كتاب}‪.‬الَيطططططططة‪.‬‬

‫ك عَلَى اللّ ِه يَ سِيٌ‬


‫** أَلَ ْم َتعَْل مْ أَ نّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا فِي ال سّمَآ ِء وَالرْ ضِ إِ نّ ذَلِ كَ فِي ِكتَا بٍ إِ نّ ذَلِ َ‬
‫يب تعال عن كمال عل مه بلقه‪ ,‬وأنه ميط با ف السموات وما ف الرض‪ ,‬فل يعزب عنه مثقال‬
‫ذرة ف الرض و ل ف السطماء‪ ,‬و ل أصطغر مطن ذلك ول أ كب‪ ,‬وأ نه تعال علم الكائنات كلهطا ق بل‬
‫وجودها‪ ,‬وكتب ذلك ف كتابه اللوح الحفوظ‪ ,‬كما ثبت ف صحيح مسلم عن عبد ال بن عمرو قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال قدر مقادير اللئق قبل خلق السموات والرض بمسي‬
‫ألف سنة‪ ,‬وكان عرشه على الاء» و ف ال سنن من حد يث جاعة من ال صحابة أن ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم قال‪« :‬أول ما خلق ال القلم‪ ,‬قال له‪ :‬اك تب‪ ,‬قال و ماأك تب ؟ قال‪ :‬اك تب ما هو كائن‪,‬‬
‫فجرى القلم با هو كائن إل يوم القيامة» وقال ابن أب حات‪ :‬حدثناأبو زرعة‪ ,‬حدثنا ابن بكي‪ ,‬حدثن‬
‫عطاء بن دينار‪ ,‬حدثن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬خلق ال اللوح الحفوظ كمسية مائة عام‪,‬‬
‫وقال للقلم ق بل أن يلق اللق و هو على العرش تبارك وتعال‪ :‬اك تب‪ ,‬فقال القلم‪ :‬و ما أك تب ؟ قال‪:‬‬
‫علمي ف خلقي إل يوم الساعة‪ ,‬فجرى القلم با هو كائن ف علم ال إل يوم القيامة‪ ,‬فذلك قوله للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪{ :‬أل تعلم أن ال يعلم ما ف السماء والرض} وهذا من تام علمه تعال أنه علم‬
‫الشياء قبل كونا‪ ,‬وقدرها وكتبها أيضا‪ ,‬فما العباد عاملون قد علمه تعال قبل ذلك على الوجه الذي‬
‫يفعلونه‪ ,‬فيعلم قبل اللق أن هذا يطيع باختياره‪ ,‬وهذا يعصي باختياره‪ ,‬وكتب ذلك عنده وأحاط بكل‬
‫شيء علما‪ ,‬وهو سهل عليه يسي لديه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن ذلك ف كتاب إن ذلك على ال يسي}‪.‬‬

‫** َوَي ْعبُدُو َن مِن دُو نِ اللّ ِه مَا لَ ْم ُينَزّ ْل بِ هِ سُ ْلطَانا َومَا َليْ سَ َلهُ ْم بِ ِه عِلْ ٌم َومَا لِلظّاِلمِيَ مِن نّ صِيٍ * َوإِذَا‬
‫ت َتعْرِفُ فِي وُجُو ِه الّذِينَ َكفَرُوْا الْ ُمنْكَ َر َيكَادُونَ يَسْطُو َن بِالّذِينَ يَتْلُونَ عََلْيهِ ْم آيَاُتنَا‬‫ُتتَْلىَ عََلْيهِمْ آيَاُتنَا َبّينَا ٍ‬
‫ط الّذِينططَ َكفَرُوْا َوبِئْسططَ الْمَصططِيُ‬ ‫ط النّا ُر َوعَدَهَططا اللّهط ُ‬ ‫قُلْ أََفُأنَّبئُكُططم بِشَرّ مّططن ذَِلكُمط ُ‬
‫‪152‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن الشرك ي في ما جهلوا وكفروا وعبدوا من دون ال ما ل ينل به سلطانا‪ ,‬يع ن‬
‫ح جة وبرهانا‪ ,‬كقوله‪{ :‬و من يدع مع ال إلا آ خر ل برهان له به فإن ا ح سابه ع ند ر به إ نه ل يفلح‬
‫الكافرون} ولذا قال ههنا‪{ :‬ما ل ينل به سلطانا وما ليس لم به علم} أي ول علم لم فيما اختلقوه‬
‫وائتفكوه‪ ,‬وإن ا هو أ مر تلقوه عن آبائ هم وأسلفهم بل دل يل ول حجة‪ ,‬وأ صله م ا سول ل م الشيطان‬
‫وزينه لم‪ ,‬ولذا توعدهم تعال بقوله‪{ :‬وما للظالي من نصي} أي من ناصر ينصرهم من ال فيما يل‬
‫بمط مطن العذاب والنكال‪ ,‬ثط قال‪{ :‬وإذا تتلى عليهطم آياتنطا بينات} أي وإذا ذكرت لمط آيات القرآن‬
‫والجطج والدلئل الواضحات على توحيطد ال‪ ,‬وأنطه ل إله إل هطو‪ ,‬وأن رسطله الكرام حطق وصطدق‬
‫{يكادون ي سطون بالذ ين يتلون علي هم آيات نا} أي يكادون يبادرون الذ ين يتجون علي هم بالدلئل‬
‫ال صحيحة من القرآن‪ ,‬ويب سطون إلي هم أيدي هم وأل سنتهم بال سوء { قل} أي يا م مد لؤلء {أفأنبئ كم‬
‫ب شر من ذل كم النار وعد ها ال الذ ين كفروا} أي النار وعذاب ا ونكال ا أ شد وأ شق وأ طم وأع ظم م ا‬
‫توفون به أولياء ال الؤمني ف الدنيا‪ ,‬وعذاب الَخرة على صنيعكم هذا أعظم ما تنالون منهم إن نلتم‬
‫ل ومن ًل ومرجعا وموئلً ومقاما {إناط‬ ‫بزعمكطم وإرادتكطم وقوله‪{ :‬وبئس الصطي} أي وبئس النار مقي ً‬
‫سطططططططططططططططططاءت مسطططططططططططططططططتقرا ومقاما}‪.‬‬

‫ب َمثَلٌ فَا ْستَ ِمعُواْ لَ هُ إِ نّ الّذِي َن تَ ْدعُو نَ مِن دُو نِ اللّ هِ لَن َيخُْلقُواْ ُذبَابا وََلوِ ا ْجتَ َمعُواْ لَ ُه‬
‫** َيَأّيهَا النّا سُ ضُرِ َ‬
‫ضعُفَ الطّالِبُ وَالْمَ ْطلُوبُ * مَا قَدَرُواْ اللّهَ حَ قّ قَدْرِهِ إِنّ اللّهَ‬ ‫َوإِن يَسُْلْبهُمُ ال ّذبَابُ شَيْئا ّل يَسْتَنقِذُوهُ ِمنْهُ َ‬
‫َل َقوِيططططططططططططططططططططططططططططططططططططططّ عَزِيزٌ‬
‫يقول تعال منبها على حقارة الصنام وسخافة عقول عابديها {يا أيها الناس ضرب مثل} أي لا يعبده‬
‫الاهلون بال الشركون بطه {فاسطتمعوا له} أي أنصطتوا وتفهموا {إن الذيطن تدعون مطن دون ال لن‬
‫يلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له} أي لو اجت مع ج يع ما تعبدون من ال صنام والنداد على أن يقدروا على‬
‫خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك‪ .‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا شريك عن‬
‫عمارة بن القعقاع‪ ,‬عن أ ب زر عة‪ ,‬عن أ ب هريرة مرفوعا قال‪« :‬و من أظلم م ن ذ هب يلق كخل قي‪,‬‬
‫فليخلقوا مثل خلقي ذرة أو ذبابة أو حبة»‪ .‬وأخرجه صاحبا الصحيح من طريق عمارة عن أب زرعة عن‬
‫أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬قال ال عز وجل ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي‪,‬‬
‫قليخلقوا ذرة‪ ,‬فليخلقوا شعية»‪ ,‬ث قال تعال أيضا‪{ :‬وإن ي سلبهم الذباب شيئا ل ي ستنقذوه م نه} أي‬

‫‪153‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هم عاجزون عن خلق ذباب واحد‪ ,‬بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والنتصار منه لو سلبها شيئا‬
‫من الذي علي ها من الط يب‪ ,‬ث أرادت أن ت ستنقذه م نه ل ا قدرت على ذلك‪ ,‬هذا والذباب من أض عف‬
‫ملوقات ال وأحقرهطا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ضعطف الطالب والطلوب} قال ابطن عباس‪ :‬الطالب الصطنم‪,‬‬
‫والطلوب الذباب‪ ,‬واختاره ابطن جريطر‪ ,‬وهطو ظاهطر السطياق‪ .‬وقال السطدي وغيه‪ :‬الطالب العابطد‪,‬‬
‫والطلوب الصنم‪ ,‬ث قال‪{ :‬ما قدروا ال حق قدره} أي ما عرفوا قدر ال وعظمته حي عبدوا معه غيه‬
‫من هذه الت ل تقاوم الذباب لضعفها وعجزها {إن ال لقوي عزيز} أي هو القوي الذي بقدرته وقوته‬
‫خلق كل شيء {وهو الذي يبدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه} {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدىء‬
‫ويع يد} {إن ال هو الرزاق ذو القوة الت ي}‪ .‬وقوله‪{ :‬عز يز} أي قد عز كل ش يء فقهره وغل به‪ ,‬فل‬
‫ططططد القهار‪.‬‬ ‫ططططو الواحط‬ ‫ططططلطانه‪ ,‬وهط‬ ‫ططططه وسط‬ ‫ططططع ول يغالب لعظمتط‬ ‫يانط‬

‫ل َومِ َن النّا سِ إِ نّ اللّ هَ سَمِي ٌع بَ صِيٌ * َيعَْل ُم مَا بَيْ نَ َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ ْم‬
‫لِئ َكةِ رُ ُس ً‬
‫** اللّ ُه يَ صْ َطفِي مِ َن الْ َم َ‬
‫ط الُمُورُ‬ ‫ط ُترْجَعطططططططططططططططط ُ‬ ‫َوإِلَى اللّهطططططططططططططططط ِ‬
‫ل فيما يشاء من شرعه وقدره ومن الناس لبلغ رسالته {إن ال‬ ‫يب تعال أنه يتار من اللئكة رس ً‬
‫سيع بصي} أي سيع لقوال عباده‪ ,‬بصي بم‪ ,‬عليم بن يستحق ذلك منهم‪ ,‬كما قال‪{ :‬ال أعلم حيث‬
‫يعل رسالته}‪ ,‬وقوله‪{ :‬يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم وإل ال ترجع المور} أي يعلم ما يفعل رسله‬
‫فيما أرسلهم به‪ ,‬فل يفى عليه شيء من أمورهم‪ ,‬كما قال‪{ :‬عال الغيب فل يظهر على غيبه أحدا ط‬
‫إل قوله ط وأحصى كل شيء عددا} فهو سبحانه رقيب عليهم‪ ,‬شهيد على ما يقال لم‪ ,‬حافظ لم‪,‬‬
‫ناصر لنابم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك‬
‫مططططططططططططططططططن الناس} الَيططططططططططططططططططة‪.‬‬

‫خيْرَ َلعَّلكُ ْم ُتفْلِحُونَ * َوجَاهِدُوا فِي اللّ ِه‬ ‫** َيَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ارْ َكعُوْا وَاسْجُدُوْا وَا ْعبُدُواْ َربّكُ ْم وَافْعَلُوْا الْ َ‬
‫ج مّّلةَ َأبِيكُ مْ ِإبْرَاهِي َم ُهوَ سَمّاكُ ُم الْمُ سْلِ ِميَ‬
‫حَ قّ ِجهَادِ ِه ُهوَ ا ْجَتبَاكُ ْم َومَا َجعَ َل عََليْك مْ فِي الدّي ِن مِ نْ حَ َر ٍ‬
‫لةَ وَآتُواْ‬‫مِن َقبْ ُل وَفِي هَ ـذَا ِليَكُو نَ الرّ سُو ُل َشهِيدا عََليْكُ ْم َوتَكُونُوْا ُشهَدَآ َء عَلَى النّا سِ َفأَقِيمُواْ ال صّ َ‬
‫ط النّصطططِيُ‬ ‫ط الْ َموْلَ َى َوِنعْمطط َ‬ ‫ط ُهوَ َموْلَكُمطططْ َفِنعْمطط َ‬ ‫الزّكَططططاةَ وَا ْعتَصطططِمُوْا بِاللّهطط ِ‬

‫‪154‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اختلف الئمة رحهم ال ف هذه السجدة الثانية من سورة الج‪ :‬هل هي مشروع السجود فيها‪ ,‬أم‬
‫ل ؟ على قولي‪ ,‬وقد قدمنا عند الول حديث عقبة بن عامر عن النب صلى ال عليه وسلم «فضلت‬
‫سطورة الجط ب سجدتي‪ ,‬ف من ل يسطجدها فل يقرأه ا»‪ .‬وقوله‪{ :‬وجاهدوا ف ال حق جهاده} أي‬
‫بأموالكم وأل سنتكم وأنف سكم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬اتقوا ال حق تقا ته}‪ .‬وقوله‪{ :‬هو اجتبا كم} أي يا‬
‫هذه المة ال اصطفاكم واختاركم على سائر المم‪ ,‬وفضلكم وشرفكم وخصكم بأكرم رسول وأكمل‬
‫شرع {و ما ج عل علي كم ف الد ين من حرج} أي ما كلف كم ما ل تطيقون و ما ألزم كم بش يء ي شق‬
‫عليكم إل جعل ال لكم فرجا ومرجا‪ ,‬فالصلة الت هي أكب أركان السلم بعد الشهادتي تب ف‬
‫الضر أربعا‪ ,‬وف السفر تقصر إل اثنتي‪ ,‬وف الوف يصليها بعض الئمة ركعة‪ ,‬كما ورد به الديث‪,‬‬
‫وت صلى رجا ًل وركبانا م ستقبلي القبلة وغ ي م ستقبليها‪ ,‬وكذا ف النافلة ف ال سفر إل القبلة وغي ها‪,‬‬
‫والقيام في ها ي سقط لعذر الرض‪ ,‬في صليها الر يض جال سا‪ ,‬فإن ل ي ستطع فعلى جن به‪ ,‬إل غ ي ذلك من‬
‫الرخص والتخفيفات ف سائر الفرائض والواجبات‪ ,‬ولذا قال عليه السلم‪« :‬بعثت بالنيفية السمحة»‬
‫وقال لعاذ وأب موسى حي بعثهما أميين إل اليمن «بشرا ول تنفرا ويسرا ول تعسرا»‪ ,‬والحاديث ف‬
‫هذا كثية‪ ,‬ولذا قال ا بن عباس ف قوله‪{ :‬و ما ج عل علي كم ف الد ين من حرج} يع ن من ض يق‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ملة أبيكم إبراهيم} قال ابن جرير‪ :‬نصب على تقدير {ما جعل عليكم ف الدين من حرج}‬
‫أي من ض يق بل و سعه علي كم كملة أبي كم إبراه يم‪ ,‬قال‪ :‬ويت مل أ نه من صوب على تقد ير الزموا ملة‬
‫أبيكم إبراهيم‪{ .‬قلت} وهذا العن ف هذه الَية كقوله‪{ :‬قل إنن هدان رب إل صراط مستقيم دينا‬
‫قيما ملة إبراهيم حنيفا} الَية‪ ,‬وقوله‪{ :‬هو ساكم السلمي من قبل} وف هذا قال المام عبد ال بن‬
‫البارك عن ا بن جر يج عن عطاء عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬هو ساكم السلمي من قبل} قال‪ :‬ال عز‬
‫وجطططل‪ ,‬وكذا قال ماهطططد وعطاء والضحاك والسطططدي ومقاتطططل بطططن حيان وقتادة‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {هو ساكم السلمي من قبل} يعن إبراهيم‪ ,‬وذلك قوله‪{ :‬ربنا‬
‫واجعلنا مسلمي لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} قال ابن جرير‪ :‬وهذا ل وجه له‪ ,‬لنه من العلوم أن‬
‫إبراه يم ل ي سم هذه ال مة ف القرآن م سلمي‪ ,‬و قد قال ال تعال‪ { :‬هو ساكم ال سلمي من ق بل و ف‬
‫هذا} قال ماهد‪ :‬ال ساكم السلمي من قبل ف الكتب التقدمة وف الذكر‪{ ,‬وف هذا} يعن القرآن‪,‬‬
‫وكذا قال غيه‪( .‬قلت) وهذا هو الصواب‪ ,‬لنه تعال قال‪{ :‬هو اجتباكم وما جعل عليكم ف الدين من‬
‫حرج} ث حث هم وأغرا هم على ما جاء به الر سول صلوات ال و سلمه عل يه‪ ,‬بأ نه ملة أبي هم إبراه يم‬
‫الل يل‪ ,‬ث ذ كر من ته تعال على هذه ال مة ب ا نوه به من ذكر ها والثناء علي ها ف سالف الد هر وقد ي‬
‫‪155‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزمان ف كتب النبياء يتلى على الحبار والرهبان‪ ,‬فقال‪{ :‬هو ساكم السلمي من قبل} أي من قبل‬
‫هذا القرآن {و ف هذا} روى الن سائي ع ند تف سي هذه الَ ية‪ :‬أنبأ نا هشام بن عمار‪ ,‬حدث نا م مد بن‬
‫شعيب‪ ,‬أنبأنا معاوية بن سلم أن أخاه زيد بن سلم أخبه عن أب سلم أنه أخبه‪ ,‬قال‪ :‬أخبن الارث‬
‫الشعري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال«من دعا بدعوى الاهلية فإنه من جثي جهنم» قال‬
‫رجل‪ :‬يا رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن صام وصلى ؟ قال «نعم وإن صام وصلى» فادعوا بدعوة‬
‫ال ال ت ساكم ب ا ال سلمي الؤمن ي عباد ال‪ ,‬و قد قدمنا هذا الد يث بطوله عند تف سي قوله {يا أيها‬
‫الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} من سورة البقرة‪ ,‬ولذا قال {ليكون‬
‫الرسطول شهيدا عليكطم وتكونوا شهداء على الناس} أي إناط جعلناكطم هكذا أمطة وسططا عدول خيارا‬
‫مشهودا بعدالت كم ع ند ج يع ال مم‪ ,‬لتكونوا يوم القيا مة {شهداء على الناس} لن جي مع ال مم معتر فة‬
‫يومئذ بسيادتا وفضلها على كل أمة سواها‪ ,‬فلهذا تقبل شهادتم عليهم يوم القيامة ف أن الرسل بلغتهم‬
‫رسطالة ربمط‪ ,‬والرسطول يشهطد على هذه المطة أنطه بلغهطا ذلك‪ ,‬وقطد تقدم الكلم على هذا عنطد قوله‬
‫{وكذلك جعلنا كم أ مة و سطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الر سول علي كم شهيدا} وذكر نا‬
‫حديطططططث نوح وأمتطططططه باططططط أغنططططط عطططططن إعادتطططططه‪.‬‬
‫وقوله {فأقيموا الصطلة وآتوا الزكاة} أي قابلوا هذه النعمطة العظيمطة بالقيام بشكرهطا فأدوا حطق ال‬
‫عليكم ف أداء ما افترض وطاعة ما أوجب وترك ما حرم‪ ,‬ومن أهم ذلك إقام الصلة وإيتاء الزكاة وهو‬
‫الحسطان إل خلق ال باط أوجطب للفقيط على الغنط مطن إخراج جزء نزر مطن ماله فط السطنة للضعفاء‬
‫والحاويطج‪ ,‬كمطا تقدم بيانطه وتفصطيله ف آيطة الزكاة مطن سطورة التوبطة‪ .‬وقوله {واعتصطموا بال} أي‬
‫اعتضدوا بال واستعينوا به وتوكلوا عليه وتأيدوا به {هو مولكم} أي حافظكم وناصركم ومظفركم‬
‫على أعدائكم {فنعم الول ونعم النصي} يعن نعم الول ونعم الناصر من العداء‪ .‬قال وهيب بن الورد‬
‫يقول ال تعال‪ :‬ا بن آدم اذكر ن إذا غض بت‪ ,‬أذكرك إذا غض بت فل أم قك في من أم ق‪ ,‬وإذا ظل مت‬
‫فاصطب وارض بنصطرت‪ ,‬فإن نصطرت لك خيط مطن نصطرتك لنفسطك‪ .‬رواه ابطن أبط حاتط‪ ,‬وال اعلم‪.‬‬
‫آخطططططر تفسطططططي سطططططورة الجططططط ول المطططططد والنطططططة‪.‬‬

‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الؤمنون‬
‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫‪156‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لِتهِمْ خَا ِشعُو نَ * وَالّذِي َن هُ ْم عَ نِ الّل ْغوِ ّمعْرِضُو نَ * وَالّذِي نَ‬ ‫صَ‬ ‫** َقدْ أَفْلَ َح الْ ُم ْؤ ِمنُو نَ * الّذِي َن هُ مْ فِي َ‬
‫هُمْ لِلزّكَطاةِ فَاعِلُونَ * وَالّذِي َن هُمْ ِل ُفرُو ِجهِمْ حَافِظُونَ * إِ ّل عََلىَ أَ ْزوَا ِجهِمْ َأ ْو مَا َمَلكَتْ َأيْمَاُنهُمْ فَِإّنهُمْ‬
‫ك هُ ُم اْلعَادُو نَ * وَالّذِي نَ هُ مْ لمَانَاِتهِ ْم َوعَهْ ِدهِ مْ رَاعُو نَ *‬ ‫غَيْرُ مَلُومِيَ * َفمَ ِن ابَْت َغىَ وَرَآءَ ذَلِ كَ َفُأوْلَـئِ َ‬
‫ك هُ ُم الْوَا ِرثُونَ * الّذِي َن يَ ِرثُونَ اْلفِ ْر َدوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ‬
‫صَلوَاِتهِ ْم يُحَافِظُونَ * ُأوْلَـئِ َ‬ ‫وَالّذِينَ هُ ْم عََلىَ َ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبن يونس بن سليم قال‪ :‬أملى علي يونس بن يزيد اليلي عن‬
‫ابن شهاب عن عروة بن الزبي عن عبد الرحن بن عبد القاري ؟ قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب يقول‪:‬‬
‫كان إذا نزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل‪ ,‬فلبثنا ساعة‬
‫فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال «اللهم زدنا ول تنقصنا‪ ,‬وأكرمنا ول تنا‪ ,‬وأعطنا ول ترمنا‪ ,‬وآثرنا ول‬
‫تؤثر علينا‪ ,‬وارض عنا وأرضنا ط ث قال ط لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل النة» ث قرأ‪:‬‬
‫{قد أفلح الؤمنون} حت ختم العشر‪ ,‬ورواه الترمذي ف تفسيه‪ ,‬والنسائي ف الصلة من حديث عبد‬
‫الرزاق بطه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬منكطر ل نعرف أحدا رواه غيط يونطس بطن سطليم‪ ,‬ويونطس ل نعرفطه‪.‬‬
‫وقال النسائي ف تفسيه‪ :‬أنبأنا قتيبة بن سعيد‪ ,‬حدثنا جعفر عن أب عمران عن يزيد بن بابنوس قال‪:‬‬
‫قلنا لعائشة أم الؤمني‪ :‬كيف كان خلق رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قالت‪ :‬كان خلق رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم القرآن‪ ,‬فقرأت {قد أفلح الؤمنون ط حت انتهت إل ط والذين هم على صلواتم‬
‫يافظون} قالت‪ :‬هكذا كان خلق رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقد روي عن كعب الحبار وماهد‬
‫وأب العالية وغيهم‪ :‬لا خلق ال جنة عدن وغرسها بيده نظر إليها وقال لا‪ :‬تكلمي‪ ,‬فقالت‪{ :‬قد أفلح‬
‫الؤمنون} قال كعب الحبار‪ :‬لا أعد لم من الكرامة فيها‪ .‬وقال أبو العالية‪ :‬فأنزل ال ذلك ف كتابه‪.‬‬
‫و قد روي ذلك عن أ ب سعيد الدري مرفوعا‪ ,‬فقال أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا م مد بن الث ن‪ ,‬حدث نا‬
‫الغية بن سلمة‪ ,‬حدثنا وهيب عن الريري عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد قال‪ :‬خلق ال النة لبنة من‬
‫ذ هب ولب نة من ف ضة‪ ,‬وغر سها وقال ل ا‪ :‬تكل مي‪ ,‬فقالت‪ { :‬قد أفلح الؤمنون} فدخلت ها اللئ كة‪,‬‬
‫فقالت‪ :‬طوب لك منل اللوك‪ ,‬ث قال‪ :‬وحدثنا بشر بن آدم‪ ,‬وحدثنا يونس بن عبيد ال العمري‪ ,‬حدثنا‬
‫عدي بن الفضل‪ ,‬حدثنا الريري عن أب نضرة عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬خلق‬
‫ال النة لبنة من ذهب ولبنة من فضة‪ ,‬وملطها السك ط قال البزار‪ :‬ورأيت ف موضع آخر ف هذا‬
‫الديث ط حائط النة لبنة ذهب ولبنة فضة‪ ,‬وملطها السك‪ .‬فقال لا‪ :‬تكلمي‪ ,‬فقالت‪{ :‬قد أفلح‬
‫الؤمنون} فقالت اللئكة‪ :‬طوب لك منل اللوك» ث قال البزار‪ :‬ل نعلم أحدا رفعه إل عدي بن الفضل‬
‫وليطططططس هطططططو بالافطططططظ‪ .‬وهطططططو شيطططططخ متقدم الوت‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا أح د بن علي‪ ,‬حدث نا هشام بن خالد‪ ,‬حدثنا بق ية عن ابن‬
‫جريج عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لا خلق ال جنة عدن خلق‬
‫فيها ما ل عي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خطر على قلب بشر‪ ,‬ث قال لا‪ :‬تكلمي‪ ,‬فقالت {قد أفلح‬
‫الؤمنون}» بق ية عن الجازي ي ضع يف‪ .‬وقال ال طبان‪ :‬حدث نا م مد بن عثمان بن أ ب شي بة‪ ,‬حدث نا‬
‫منجاب بن الارث‪ ,‬حدثنا حاد بن عيسى العبسي‪ ,‬عن إساعيل السدي عن أب صال عن ابن عباس‬
‫يرفعه «لا خلق ال جنة عدن بيده‪ ,‬ودل فيها ثارها‪ ,‬وشق فيها أنارها‪ ,‬ث نظر إليها فقال‪{ :‬قد أفلح‬
‫طططططل»‪.‬‬ ‫طططططك بيط‬ ‫ططططط فيط‬ ‫ططططط وجلل ل ياورنط‬ ‫الؤمنون} قال‪ :‬وعزتط‬
‫وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا ممد بن الثن البزار‪ ,‬حدثنا ممد بن زياد الكلب‪ ,‬حدثنا يعيش بن‬
‫ح سي عن سعيد بن أ ب عرو بة عن قتادة عن أ نس ر ضي ال عنه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬خلق ال جنة عدن بيده‪ :‬لبنة من درة بيضاء ولبنة من يا قوتة حراء ولبنة من زبرجدة خضراء‪,‬‬
‫ملطها السك‪ ,‬وحصباؤها اللؤلؤ‪ ,‬وحشيشها الزعفران‪ ,‬ث قال لا انطقي‪ ,‬قالت‪{ :‬قد أفلح الؤمنون}‬
‫فقال ال‪ :‬وعزت وجلل ل ياورن فيك بيل» ث تل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ومن يوق شح‬
‫نفسططططططططططططططططه فأولئك هططططططططططططططططم الفلحون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قد أفلح الؤمنون} أي قد فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلح‪ ,‬وهم الؤمنون التصفون‬
‫بذه الو صاف {الذين هم ف صلتم خاشعون} قال علي بن أ ب طل حة عن ابن عباس {خاشعون}‬
‫خائفون ساكنون‪ ,‬وكذا روي عن ماهد وال سن وقتادة والزهري‪ .‬و عن علي بن أب طالب ر ضي ال‬
‫عنطه‪ :‬الشوع خشوع القلب‪ ,‬وكذا قال إبراهيطم النخعطي‪ .‬وقال السطن البصطري‪ :‬كان خشوعهطم فط‬
‫قلوبم‪ ,‬فغضوا بذلك أبصارهم وخفضوا الناح‪ ,‬وقال ممد بن سيين‪ :‬كان أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم يرفعون أب صارهم‪ ,‬إل ال سماء ف ال صلة‪ ,‬فل ما نزلت هذه الَ ية‪ { :‬قد أفلح الؤمنون *‬
‫الذين هم ف صلتم خاشعون} خفضوا أبصارهم إل موضع سجودهم‪ .‬قال ممد بن سيين‪ :‬وكانوا‬
‫يقولون‪ :‬ل ياوز ب صره م صله‪ ,‬فإن كان قد اعتاد الن ظر فليغ مض‪ ,‬رواه ا بن جر ير وا بن أ ب حا ت‪ .‬ث‬
‫روى ابن جرير عنه وعن عطاء بن أب رباح أيضا مرسلً أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يفعل‬
‫ذلك ح ت نزلت هذه الَ ية‪ ,‬والشوع ف ال صلة إن ا ي صل ل ن فرغ قل به ل ا واشت غل ب ا ع ما عدا ها‬
‫وآثرها على غيها‪ ,‬وحينئذ تكون راحة له وقرة عي‪ ,‬ك ما قال النب صلى ال عليه وسلم ف الديث‬
‫الذي رواه المام أح د والن سائي عن أ نس عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬ح بب إلّ‬
‫الطيطططططب والنسطططططاء‪ ,‬وجعلت قرة عينططططط فططططط الصطططططلة»‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن سال بن أب العد عن رجل من‬
‫أسلم أن رسول اللهصلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يا بلل «أرحنا بالصلة» وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن عثمان بن الغية عن سال بن أب العد أن ممد بن النفية‬
‫قال‪ :‬دخلت مع أ ب على صهر ل نا من الن صار‪ ,‬فحضرت ال صلة‪ ,‬فقال‪ :‬يا جار ية ائت ن بوضوء لعلي‬
‫أ صلي فأ ستريح‪ ,‬فرآ نا أنكرنا عل يه ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬قم يا‬
‫بلل فأرحنطططططططططططططططططا بالصطططططططططططططططططلة»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والذ ين هم عن الل غو معرضون} أي عن البا طل‪ ,‬و هو يش مل الشرك ك ما قاله بعض هم‪,‬‬
‫والعا صي ك ما قاله آخرون‪ ,‬و ما ل فائدة ف يه من القوال والفعال‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإذا مروا بالل غو‬
‫مروا كراما} قال قتادة‪ :‬أتاهطم وال مطن أمطر ال مطا وقفهطم عطن ذلك‪ .‬وقوله‪{ :‬والذيطن هطم للزكاة‬
‫فاعلون} الكثرون على أن الراد بالزكاة ههنطا زكاة الموال‪ ,‬مطع أن هذه الَيطة مكيطة‪ ,‬وإناط فرضطت‬
‫الزكاة بالدينة ف سنة اثنتي من الجرة‪ ,‬والظاهر أن الت فرضت بالدينة إنا هي ذات النصب والقادير‬
‫الا صة‪ ,‬وإل فالظا هر أن أ صل الزكاة كان واجبا ب كة‪ ,‬ك ما قال تعال ف سورة النعام و هي مك ية‪:‬‬
‫{وآتوا حقه يوم حصاده} وقد يتمل أن يكون الراد بالزكاة ههنا زكاة النفس من الشرك والدنس‪,‬‬
‫كقوله‪ { :‬قد أفلح من زكا ها * و قد خاب من د ساها} وكقوله {وو يل للمشرك ي الذ ين ل يؤتون‬
‫الزكاة} على أ حد القول ي ف تف سيها‪ ,‬و قد يت مل أن يكون كل المر ين مرادا و هو زكاة النفوس‬
‫وزكاة الموال‪ ,‬فإنطه مطن جلة زكاة النفوس‪ ,‬والؤمطن الكامطل هطو الذي يفعطل هذا وهذا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {والذ ين هم لفروج هم حافظون * إل على أزواج هم أو ما مل كت أيان م فإن م غ ي ملوم ي *‬
‫ف من ابت غى وراء ذلك فأولئك هم العادون} أي والذ ين قد حفظوا فروج هم من الرام فل يقعون في ما‬
‫نا هم ال ع نه من ز نا ولواط‪ ,‬ل يقربون سوى أزواج هم ال ت أحل ها ال ل م أو ما مل كت أيان م من‬
‫السراري ومن تعاطى ما أحله ال له فل لوم عليه ول حرج‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فإنم غي ملومي * فمن ابتغى‬
‫وراء ذلك} أي غي الزواج والماء {فأولئك هم العادون} أي العتدون‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن بشار‪ ,‬حدث نا ع بد العلى‪ ,‬حدث نا سعيد عن قتادة أن امرأة اتذت ملوك ها وقالت‪ :‬تأولت آ ية من‬
‫كتاب ال {أو ما ملكت أيانم} فأتى با عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬وقال له ناس من أصحاب‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬تأولت آية من كتاب ال عز وجل على غي وجهها‪ ,‬قال‪ :‬فضرب العبد وجز‬
‫رأسه‪ ,‬وقال‪ :‬أ نت بعده حرام على كل م سلم‪ ,‬هذا أ ثر غريب منق طع‪ ,‬ذكره ا بن جرير ف تف سي أول‬
‫سطورة الائدة وهطو ههنطا أليطق‪ ,‬وإناط حرمهطا على الرجال معاملة لاط بنقيطض قصطدها‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد استدل المام الشافعي رحه ال ومن وافقه على تري الستمناء باليد بذه الَية الكرية {والذين‬
‫هم لفروج هم حافظون * إل على أزواج هم أو ما مل كت أيان م} قال‪ :‬فهذا ال صنيع خارج عن هذ ين‬
‫القسمي‪ ,‬وقد قال ال تعال‪{ :‬فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وقد استأنسوا بديث رواه‬
‫المام السن بن عرفة ف جزئه الشهور حيث قال‪ :‬حدثن علي بن ثابت الزري عن مسلمة بن جعفر‬
‫عن حسان بن حيد‪ ,‬عن أنس بن مالك عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سبعة ل ينظر ال إليهم يوم‬
‫القيا مة ول يزكي هم ول يمع هم مع العال ي‪ ,‬ويدخل هم النار أول الداخل ي إل أن يتوبوا و من تاب تاب‬
‫ال عل يه النا كح يده‪ ,‬والفا عل والفعول به‪ ,‬ومد من ال مر‪ ,‬والضارب والد يه ح ت ي ستغيثا‪ ,‬والؤذي‬
‫جيانه حت يلعنوه‪ ,‬والناكح حليلة جاره» هذا حديث غريب‪ ,‬وإسناده فيه من ل يعرف لهالته‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬والذ ين هم لمانات م وعهد هم راعون} أي إذا اؤتنوا ل يونوا بل يؤدون ا إل أهل ها‪ ,‬وإذا‬
‫عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك ل كصفات النافقي الذين قال فيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم «آية‬
‫النافق ثلث‪ :‬إذا حدث كذب‪ ,‬وإذا وعد أخلف‪ ,‬وإذا اؤتن خان»‪ .‬وقوله‪{ :‬والذين هم على صلواتم‬
‫يافظون} أي يواظبون عليها ف مواقيتها‪ ,‬كما قال ابن مسعود‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقلت‪ :‬يطا رسطول ال أي العمطل أحطب إل ال ؟ قال)«الصطلة على وقتهطا»‪ .‬قلت‪ :‬ثط أي ؟ قال «بر‬
‫الوالدين»‪ .‬قلت‪ :‬ث أي ؟ قال‪« :‬الهاد ف سبيل ال»‪ .‬أخرجاه ف ال صحيحي‪ .‬و ف م ستدرك الا كم‬
‫ططططططططططا»‪.‬‬ ‫طططططططططط أول وقتهط‬ ‫ططططططططططلة فط‬ ‫قال‪« :‬الصط‬
‫وقال ابن مسعود ومسروق ف قوله‪{ :‬والذين هم على صلواتم يافظون} يعن ف مواقيت الصلة‪,‬‬
‫وكذا قال أبو الضحى وعلقمة بن قيس وسعيد بن جبي وعكرمة‪ .‬وقال قتادة‪ :‬على مواقيتها وركوعها‬
‫وسجودها‪ ,‬وقد افتتح ال ذكر هذه الصفات الميدة بالصلة واختتمها بالصلة فدل على أفضليتها كما‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ا ستقيموا ولن ت صوا‪ ,‬واعلموا أن خ ي أعمال كم ال صلة‪ ,‬ول‬
‫يا فظ على الوضوء إل مؤ من» ول ا و صفهم تعال بالقيام بذه ال صفات الميدة والفعال الرشيدة قال‪:‬‬
‫{أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}‪ .‬وثبت ف الصحيحي أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا سألتم ال النة فاسألوه الفردوس‪ ,‬فإنه أعلى النة وأوسط النة‪ ,‬ومنه‬
‫تفجطططططططر أنار النطططططططة‪ ,‬وفوقطططططططه عرش الرحنططططططط»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن أب صال عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما منكم من أحد إل وله منلن‪ :‬منل‬
‫‪160‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فط النطة‪ ,‬ومنل فط النار‪ ,‬فإن مات ودخطل النار ورث أهطل النطة منله‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬أولئك هطم‬
‫الوارثون}» وقال ابطن جريطج عطن ليطث عطن ماهطد {أولئك هطم الوارثون} قال‪ :‬مطا مطن عبطد إل وله‬
‫منلن‪ :‬منل ف النة ومنل ف النار‪ ,‬فأما الؤمن فيبن بيته الذي ف النة ويهدم بيته الذي ف النار‪ ,‬وأما‬
‫الكافر فيهدم بيته الذي ف النة ويبن بيته الذي ف النار‪ .‬وروي عن سعيد بن جبي نو ذلك‪ ,‬فالؤمنون‬
‫يرثون منازل الكفار لنم خلقوا لعبادة ال تعال وحده ل شريك له‪ ,‬فلما قام هؤلء الؤمنون با وجب‬
‫علي هم من العبادة‪ ,‬وترك أولئك ما أمروا به م ا خلقوا له‪ ,‬أحرز هؤلء ن صيب أولئك لو كانوا أطاعوا‬
‫ربم عز وجل بل أبلغ من هذا أيضا‪ ,‬وهو ما ثبت ف صحيح مسلم عن أب بردة عن أبيه عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪« :‬ييء ناس يوم القيامة من السلمي بذنوب أمثال البال‪ ,‬فيغفرها ال لم ويضعها‬
‫على اليهود والن صارى»‪ ,‬وف لفظ له‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا كان يوم القيامة دفع‬
‫ال لكل مسلم يهوديا أو نصرانيا‪ ,‬فيقال‪ :‬هذا فكاكك من النار» فاستحلف عمر بن عبد العزيز أبا بردة‬
‫بال الذي ل إله إل هطو ثلث مرات‪ ,‬أن أباه حدثطه عطن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم بذلك قال‪:‬‬
‫فحلف له‪ ,‬قلت‪ :‬وهذه الَ ية كقوله تعال‪{ :‬تلك ال نة ال ت نورث من عباد نا من كان تقيا} وكقوله‪:‬‬
‫{وتلك ال نة ال ت أورثتمو ها ب ا كن تم تعملون} و قد قال ما هد و سعيد بن جبي‪ ,‬ال نة بالروم ية هي‬
‫الفردوس‪ ,‬وقال بعطض السطلف‪ :‬ل يسطمى البسطتان الفردوس إل إذا كان فيطه عنطب‪ ,‬فطا ل أعلم‪.‬‬

‫** وََلقَدْ خََل ْقنَا ا ِلنْ سَانَ مِن ُسلََل ٍة مّن طِيٍ * ثُمّ َجعَ ْلنَاهُ نُ ْط َفةً فِي َقرَارٍ مّكِيٍ * ثُمّ َخَل ْقنَا النّ ْط َف َة عََل َق ًة‬
‫س ْونَا الْعِظَامَ لَحْما ثُمّ أَنشَ ْأنَاهُ خَلْقا آ َخرَ َفَتبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ‬ ‫ض َغةَ عِظَاما َفكَ َ‬
‫خَل ْقنَا الْ ُم ْ‬
‫خَل ْقنَا اْلعََل َق َة ُمضْ َغةً فَ َ‬
‫فَ َ‬
‫ط َيوْمططَ اْل ِقيَا َمةِ ُتْبعَثُونططَ‬ ‫ط َبعْدَ ذَلِكططَ لَ َمّيتُونططَ * ثُمططّ ِإنّكُمط ْ‬ ‫الْخَاِلقِيَطط * ثُمططّ ِإّنكُمط ْ‬
‫يقول تعال م با عن ابتداء خلق الن سان من سللة من ط ي‪ ,‬و هو آدم عل يه ال سلم خل قه ال من‬
‫صلصال من حإمسنون‪ .‬وقال العمش عن النهال بن عمرو عن أب يي عن ابن عباس {من سللة من‬
‫طي} قال‪ :‬من صفوة الاء‪ .‬وقال ماهد‪ :‬من سللة أي من من آدم‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬إنا سي آدم طينا‬
‫لنه ملوق منه وقال قتادة‪ :‬استل آدم من الطي وهذا أظهر ف العن وأقرب إل السياق‪ ,‬فإن آدم عليه‬
‫السلم خلق من طي لزب‪ ,‬وهو الصلصال من المإالسنون‪ ,‬وذلك ملوق من التراب كما قال تعال‪:‬‬
‫{ومططن آياتططه أن خلقكططم مططن تراب ثطط إذا أنتططم بشططر تنتشرون}‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا أسامة بن زهي عن أب موسى عن النب صلى ال عليه‬
‫و سلم قال‪« :‬إن ال خلق آدم من قب ضة قبض ها من ج يع الرض‪ ,‬فجاء ب نو آدم على قدر الرض‪ ,‬جاء‬
‫منهم الحر والبيض والسود وبي ذلك‪ ,‬والبيث والطيب وبي ذلك» وقد رواه أبو داود والترمذي‬
‫من طرق عن عوف العرا ب به نوه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح { ث جعلناه نط فة} هذا الضم ي‬
‫عائد على جنس الن سان ك ما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬وبدأ خلق الن سان من ط ي ث ج عل ن سله من‬
‫سللة من ماء مهي} أي ضعيف‪ ,‬كما قال‪{ :‬أل نلقكم من ماء مهي فجعلناه ف قرار مكي} يعن‬
‫الر حم م عد لذلك مه يأ له {إل قدر معلوم فقدر نا فن عم القادرون} أي مدة معلو مة وأ جل مع ي ح ت‬
‫ا ستحكم وتن قل من حال إل حال و صفة إل صفة‪ ,‬ولذا قال هه نا‪ { :‬ث خلق نا النط قة عل قة} أي ث‬
‫صينا النط فة‪ ,‬و هي الاء الدا فق الذي يرج من صلب الر جل و هو ظهره‪ ,‬وترائب الرأة و هي عظام‬
‫صدرها ما بي الترقوة إل السرة‪ ,‬فصارت علقة حراء على شكل العلقة مستطيلة‪ ,‬قال عكرمة‪ :‬وهي دم‬
‫{فخلق نا العل قة مض غة} و هي قط عة كالبض عة من الل حم ل ش كل في ها ول تط يط {فخلق نا الض غة‬
‫عظاما} يعنطط شكلناهططا ذات رأس ويديططن ورجليطط بعظامهططا وعصططبها وعروقهططا‪.‬‬
‫وقرأ آخرون {فخلقنا الضغة عظما} قال ابن عباس‪ :‬وهو عظم الصلب‪ ,‬وف الصحيح من حديث أب‬
‫الزناد عن العرج عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كل جسد ابن آدم يبلى إل‬
‫عجب الذنب منه خلق ومنه يركب» {فكسونا العظام لما} أي وجعلنا على ذلك ما يستره ويشده‬
‫ويقويه{ث أنشأناه خلقا آخر} أي ث نفخنا فيه الروح فتحرك وصار خلقا آخر ذا سع وبصر وإدراك‬
‫وحركة واضطراب {فتبارك ال أحسن الالقي}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا‬
‫جعفر بن مسافر‪ ,‬حدثنا يي بن حسان‪ ,‬حدثنا النضر يعن ابن كثي مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا زيد بن علي‬
‫عن أبيه عن علي بن أب طالب رضي ال عنه قال‪ :‬إذا نت النطفة أربعة أشهر بعث ال إليها ملكا فنفخ‬
‫في ها الروح ف ظلمات ثلث‪ ,‬فذلك قوله‪{ :‬ث أنشأناه خلقا آ خر} يعن نفخنا فيه الروح‪ ,‬وروي عن‬
‫أب سعيد الدري أنه نفخ الروح‪ ,‬قال ابن عباس {ث أنشأناه خلقا آخر} يعن فنفخنا فيه الروح‪ ,‬وكذا‬
‫قال ماهد وعكرمة والشعب والسن وأبو العالية والضحاك والربيع بن أنس والسدي وابن زيد‪ ,‬واختاره‬
‫ابططططططططططططططططططططن جريططططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس {ث أنشأناه خلقا آخر} يعن ننقله من حال إل حال إل أن خرج طفلً ث‬
‫ن شأ صغيا‪ ,‬ث احتلم ث صار شابا‪ ,‬ث كهلً ث شيخا ث هرما‪ .‬و عن قتادة والضحاك ن و ذلك‪ ,‬ول‬
‫منافاة فإ نه من ابتداء ن فخ الروح ف يه شرع ف هذه التنقلت والحوال‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال المام أح د ف‬
‫‪162‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسنده‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن زيد بن وهب عن عبد ال ط هو ابن مسعود رضي ال‬
‫عنه ط قال‪ :‬حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو الصادق الصدوق‪« :‬إن أحدكم ليجمع خلقه‬
‫ف بطن أمه أربعي يوما نطفة‪ ,‬ث يكون علقة مثل ذلك‪ ,‬ث يكون مضغة مثل ذلك‪ ,‬ث يرسل إليه اللك‬
‫فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات‪ :‬رزقه‪ ,‬وأجله‪ ,‬وعمله‪ ,‬وهل هو شقي أو سعيد‪ ,‬فو الذي ل إله‬
‫غيه إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع‪ ,‬فيسبق عليه الكتاب فيختم‬
‫له بع مل أ هل النار فيدخل ها‪ ,‬وإن أحد كم ليع مل بع مل أ هل النار ح ت ما يكون بي نه وبين ها إل ذراع‪,‬‬
‫فيسطبق عليطه الكتاب فيختطم له بعمطل أهطل النطة فيدخلهطا» أخرجاه مطن حديطث سطليمان بطن مهران‬
‫العمطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططش‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن خيثمة قال‪ :‬قال عبد ال‬
‫ط يعن ابن مسعود ط إن النطفة إذا وقعت ف الرحم طارت ف كل شعر وظفر‪ ,‬فتمكث أربعي يوما‪,‬‬
‫ث تعود ف الرحم فتكون علقة‪ .‬وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا حسي بن السن‪ ,‬حدثنا أبو كدينة عن‬
‫عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحن عن أبيه عن عبد ال قال‪ :‬مر يهودي برسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وهو يدث أصحابه‪ ,‬فقالت قريش‪ :‬يا يهودي إن هذا يزعم أنه نب‪ ,‬فقال‪ :‬لسألنه عن شيء‬
‫ل يعلمه إل نب‪ ,‬قال‪ :‬فجاءه حت جلس‪ ,‬فقال‪ :‬يا ممد مم يلق النسان ؟ فقال «يا يهودي من كل‬
‫يلق من نطفة الرجل ومن نطفة الرأة‪ ,‬فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب‪ ,‬وأما نطفة‬
‫الرأة فنطفطططة رقيقطططة منهطططا اللحطططم والدم» فقال‪ :‬هكذا كان يقول مطططن قبلك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو عن أب الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬يدخل اللك على النطفة بعدما تستقر ف الرحم بأربعي ليلة‪,‬‬
‫فيقول‪ :‬يا رب ماذا ؟ أشقي أم سعيد‪ ,‬أذكر أم أنثى ؟ فيقول ال‪ ,‬فيكتبان‪ ,‬ويكتب عمله وأثره ومصيبته‬
‫ورزقه‪ ,‬ث تطوى الصحيفة فل يزاد على ما فيها ول ينقص» وقد رواه مسلم ف صحيحه من حديث‬
‫سفيان بن عيينة عن عمرو هو ابن دينار به نوه‪ ,‬ومن طريق أخرى عن أب الطفيل عامر بن واثلة عن‬
‫ططططرية الغفاري بنحوه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طططط سط‬ ‫ططططيد أبط‬ ‫ططططن أسط‬ ‫ططططة بط‬ ‫حذيفط‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحد بن عبدة‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن أب بكر‬
‫عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ال وكل بالرحم ملكا‪ ,‬فيقول‪ :‬أي رب نطفة‪,‬‬
‫أي رب علقة‪ ,‬أي رب مضغة‪ ,‬فإذا أراد ال خلقها قال‪ :‬أي رب‪ ,‬ذكر أو أنثى ؟ شقي أو سعيد ؟ فما‬
‫الرزق والجل ؟ قال‪ :‬فذلك يكتب ف بطن أمه» أخرجاه ف الصحيحي من حديث حاد بن زيد به‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬فتبارك ال أحسن الالقي} يعن حي ذكر قدرته ولطفه ف خلق هذه النطفة من حال إل‬
‫حال وش كل إل ش كل ح ت ت صورت إل ما صارت إل يه من الن سان ال سوي الكا مل اللق‪ ,‬قال‪:‬‬
‫{فتبارك ال أحسن الالقي} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن حبيب‪ ,‬حدثنا أبو داود‪ ,‬حدثنا حاد‬
‫بن سلمة‪ ,‬حدثنا علي بن زيد عن أنس قال‪ :‬قال عمر‪ ,‬يعن ابن الطاب رضي ال عنه‪ :‬وافقت رب‬
‫ووافقن ف أربع‪ :‬نزلت هذه الَية {ولقد خلقنا النسان من سللة من طي} الَية‪ ,‬قلت أنا فتبارك ال‬
‫أحسن الالقي‪ ,‬فنلت {فتبارك ال أحسن الالقي}‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب حدثنا آدم بن أب إياس‪,‬‬
‫حدثنا شيبان عن جابر العفي عن عامر الشعب‪ ,‬عن زيد بن ثابت النصاري قال‪ :‬أملى علي رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم هذه الَية {ولقد خلقنا النسان من سللة من طي ط إل قوله ط خلقا آخر}‬
‫فقال معاذ {فتبارك ال أح سن الالق ي} فض حك ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال له معاذ‪ :‬مم‬
‫تضحك يا رسول ال ؟ فقال‪« :‬با ختمت فتبارك ال أحسن الالقي» وف إسناد جابر بن يزيد العفي‬
‫ضع يف جدا‪ ,‬و ف خبه هذا نكارة شديدة‪ ,‬وذلك أن هذه ال سورة مك ية‪ ,‬وز يد بن ثا بت إن ا ك تب‬
‫الوحي بالدينة‪ ,‬وكذلك إسلم معاذ بن جبل إنا كان بالدينة أيضا‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬ث إنكم بعد‬
‫ذلك ليتون} يع ن ب عد هذه النشأة الول من العدم ت صيون إل الوت { ث إن كم يوم القيا مة تبعثون}‬
‫يعن النشأة الَخرة {ث ال ينشىء النشأة الَخرة} يعن يوم العاد‪ .‬وقيام الرواح إل الجساد‪ ,‬فيحاسب‬
‫اللئق‪ ,‬ويوفطططط كططططل عامططططل عمله إن خيا فخيطططط وإن شرا فشططططر‪.‬‬

‫ط غَافِلِيَطط‬
‫خلْقط ِ‬
‫ط وَمَططا كُنّططا عَنططِ الْ َ‬
‫طبْ َع طَرَآئِقط َ‬
‫** وََلقَدْ خََلقْنَططا َفوْقَكُمططْ سط َ‬
‫لا ذكر تعال خلق النسان‪ ,‬عطف بذكر خلق السموات السبع‪ ,‬وكثيا ما يذكر تعال خلق السموات‬
‫والرض مع خلق النسان كما قال تعال‪{ :‬للق السموات والرض أكب من خلق الناس} وهكذا ف‬
‫أول{أل} السجدة الت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ با صبيحة يوم المعة ف أولا خلق‬
‫ال سموات والرض‪ ,‬ث بيان خلق الن سان من سللة من ط ي‪ ,‬وفي ها أ مر العاد والزاء وغ ي ذلك من‬
‫القاصططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططد‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬سبع طرائق} قال ما هد‪ :‬يع ن ال سموات ال سبع‪ ,‬وهذه كقوله تعال‪{ :‬ت سبح له ال سموات‬
‫السبع والرض ومن فيهن} {أل تروا كيف خلق ال سبع سوات طباقا} {ال الذي خلق سبع سوات‬
‫ومن الرض مثلهن يتنل المر بينهن لتعلموا أن ال على كل شيء قدير وأن ال قد أحاط بكل شيء‬

‫‪164‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علما} وهكذا قال ههنا {ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن اللق غافلي} أي ويعلم ما يلج‬
‫ف الرض وما يرج منها‪ ,‬وما ينل من السماء وما يعرج فيها‪ ,‬وهو معكم أينما كنتم وال با تعملون‬
‫بصي‪ ,‬وهو سبحانه ل يجب عنه ساء ساء ول أرض أرضا‪ ,‬ول جبل إل يعلم ما ف وعره‪ ,‬ول بر إل‬
‫يعلم ما ف قعره‪ ,‬يعلم عدد ما ف البال والتلل والرمال والبحار والقفار والشجار {و ما ت سقط من‬
‫ورقطة إل يعلمهطا ول حبطة فط ظلمات الرض ول رططب ول يابطس إل فط كتاب مطبي}‪.‬‬

‫ش ْأنَا َلكُ ْم بِ ِه‬


‫** َوأَنزَْلنَا مِ َن ال سّمَآ ِء مَآ ًء ِبقَدَرٍ َفأَ سْ َكنّاهُ فِي الرْ ضِ َوِإنّا عََلىَ َذهَا بٍ بِ هِ َلقَادِرُو نَ * َفأَن َ‬
‫ج مِن طُورِ َسيْنَآ َء تَنبُ تُ‬ ‫خرُ ُ‬
‫ت مّن نّخِي ٍل َوَأعْنَا بٍ ّلكُ مْ فِيهَا َفوَاكِ هُ َكثِيَ ٌة َو ِمْنهَا َتأْكُلُو نَ * َوشَجَ َر ًة تَ ْ‬
‫َجنّا ٍ‬
‫سقِيكُ ْم مّمّا فِي بُطُوِنهَا وََلكُ ْم فِيهَا َمنَافِ عُ َكثِيَةٌ‬ ‫صبْغٍ ّللَكِِليِ نَ * َوإِ نّ َلكُ مْ فِي الْنعَا مِ َل ِعبْ َر ًة نّ ْ‬
‫بِال ّدهْ ِن وَ ِ‬
‫حمَلُونطططططَ‬ ‫ط تُ ْ‬
‫َومِنْهَطططططا َتأْكُلُونطططططَ * َوعََليْهَطططططا َوعَلَى اْلفُلْكطططط ِ‬
‫يذكر تعال نعمه على عبيده الت ل تعد ول تصى ف إنزاله القطر من السماء بقدر‪ ,‬أي بسب الاجة‬
‫ل كثيا فيفسد الرض والعمران‪ ,‬ول قليلً فل يكفي الزروع والثمار‪ ,‬بل بقدر الاجة إليه من السقي‬
‫والشرب والنتفاع بطه‪ ,‬حتط إن الراضطي التط تتاج ماء كثيا لزرعهطا ول تتمطل دمنتهطا إنزال الططر‬
‫عليها‪ ,‬يسوق إليها الاء من بلد أخرى كما ف أرض مصر ويقال لا الرض الرز‪ ,‬يسوق ال إليها ماء‬
‫النيل معه طي أحر يترفه من بلد البشة ف زمان أمطارها‪ ,‬فيأت الاء يمل طينا أحر فيسقي أرض‬
‫مصر ويقر الطي على أرضهم ليزرعوا فيه‪ ,‬لن أرضهم سباخ يغلب عليها الرمال فسبحان اللطيف البي‬
‫الرحيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططم الغفور‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأسكناه ف الرض} أي جعلنا الاء إذا نزل من السحاب يلد ف الرض‪ ,‬وجعلنا ف الرض‬
‫قابلية له تشربه ويتغذى به ما فيها من الب والنوى‪ .‬وقوله‪{ :‬وإنا على ذهاب به لقادرون} أي لو شئنا‬
‫أن ل تطر لفعلنا‪ ,‬ولو شئنا لصرفناه عنكم إل السباخ والباري والقفار لفعلنا‪ ,‬ولو شئنا لعلناه أجاجا‬
‫ل ينتفع به لشرب ول لسقي لفعلنا‪ ,‬ولو شئنا لعلناه ل ينل ف الرض بل ينجر على وجهها لفعلنا‪,‬‬
‫ولو شئنا لعلناه إذا نزل فيها يغور إل مدى ل تصلون إليه ول تنتفعون به لفعلنا‪ ,‬ولكن بلطفه ورحته‬
‫ينل علي كم الاء من ال سحاب عذبا فراتا زللً‪ ,‬في سكنه ف الرض وي سلكه يناب يع ف الرض‪ ,‬فيف تح‬
‫العيون والنار ويسقي به الزروع والثمار‪ ,‬وتشربون منه ودوابكم وأنعامكم‪ ,‬وتغتسلون منه وتتطهرون‬
‫منططططططططططه وتتنظفون‪ ,‬فله المططططططططططد والنططططططططططة‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأنشأنا لكم به جنات من نيل وأعناب} يعن فأخرجنا لكم با أنزلنا من السماء جنات أي‬
‫بسطاتي وحدائق {ذات بجطة} أي ذات منظطر حسطن‪ .‬وقوله‪{ :‬مطن نيطل وأعناب} أي فيهطا نيطل‬
‫وأعناب‪ ,‬وهذا ما كان يألف أ هل الجاز ول فرق ب ي الش يء وب ي نظيه‪ ,‬وكذلك ف حق كل أ هل‬
‫إقل يم عند هم من الثمار من نع مة ال علي هم ما يعجزون عن القيام بشكره‪ .‬وقوله‪{ :‬ل كم في ها فوا كه‬
‫كثية} أي من ج يع الثمار‪ ,‬ك ما قال‪{ :‬ين بت ل كم به الزرع والزيتون والنخ يل والعناب و من كل‬
‫الثمرات}‪ .‬وقوله‪{ :‬ومنها تأكلون} كأنه معطوف على شيء مقدر تقديره تنظرون إل حسنه ونضجه‬
‫ومنططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه تأكلون‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وشجرة ترج من طور سيناء} يع ن الزيتو نة‪ ,‬والطور هو ال بل‪ .‬وقال بعض هم‪ :‬إن ا ي سمى‬
‫طورا إذا كان فيه ش جر‪ ,‬فإن عري عنها سي جبلً ل طورا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وطور سيناء هو طور سيني‪,‬‬
‫و هو ال بل الذي كلم ال عل يه مو سى بن عمران عل يه ال سلم‪ ,‬و ما حوله من البال ال ت في ها ش جر‬
‫الزيتون‪ .‬وقوله‪{ :‬تن بت بالد هن} قال بعض هم‪ :‬الباء زائدة‪ ,‬وتقديره تن بت الد هن ك ما ف قول العرب‪:‬‬
‫ألقى فلن بيده‪ ,‬أي يده‪ ,‬وأما على قول من يضمن الفعل‪ ,‬فتقديره ترج بالدهن أو تأت بالدهن‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬وصبغ} أي أدم‪ ,‬قاله قتادة‪{ ,‬للَكلي} أي فيها ما ينتفع به من الدهن والصطباغ‪ ,‬كما قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع عن عبد ال بن عيسى عن عطاء الشامي‪ ,‬عن أب أسيد واسه مالك بن ربيعة‬
‫الساعدي النصاري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كلوا الزيت وادهنوا به‪,‬‬
‫فإنطططططططططططه مطططططططططططن شجرة مباركطططططططططططة»‪.‬‬
‫وقال عبد بن حيد ف مسنده وتفسيه‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن‬
‫عمطر أن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم قال‪« :‬ائتدموا بالزيطت وادهنوا بطه فإنطه يرج مطن شجرة‬
‫مبار كة»‪ ,‬ورواه الترمذي وا بن ما جه من غ ي و جه عن ع بد الرزاق‪ .‬قال الترمذي‪ :‬ول يعرف إل من‬
‫حديثه‪ ,‬وكان يضطرب فيه‪ ,‬فربا ذكر فيه عمر‪ ,‬وربا ل يذكره‪ .‬قال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا عبد‬
‫ال بن أحد بن حنبل حدثنا أب حدثنا سفيان بن عيينة حدثن الصعب بن حكيم بن شريك بن نيلة عن‬
‫أب يه عن جده قال‪ :‬ض فت ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه ليلة عاشوراء فأطعم ن من رأس بع ي بارد‪,‬‬
‫وأطعمنططا زيتا‪ ,‬وقال‪ :‬هذا الزيططت البارك الذي قال ال لنططبيه صططلى ال عليططه وسططلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن لكم ف النعام لعبة نسقيكم ما ف بطونا ولكم فيها منافع كثية ومنها تأكلون وعليها‬
‫وعلى الفلك تملون} يذ كر تعال ما ج عل لل قه ف النعام من النا فع‪ ,‬وذلك أن م يشربون من ألبان ا‬
‫الارجة من بي فرث ودم‪ ,‬ويأكلون من حلنا ويلبسون من أصوافها وأوبارها وأشعارها‪ ,‬ويركبون‬
‫‪166‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ظهور ها‪ ,‬ويملون ا الحال الثقال إل البلد النائ ية عن هم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وت مل أثقال كم إل بلد ل‬
‫تكونوا بالغ يه إل ب شق الن فس إن رب كم لرؤوف رح يم} وقال تعال‪{ :‬أو ل يروا أ نا خلق نا ل م م ا‬
‫عملت أيدينا أنعاما فهم لا مالكون وذللناها لم فمنها ركوبم ومنها يأكلون ولم فيها منافع ومشارب‬
‫أفل يشكرون}‪.‬‬

‫ل َتتّقُو نَ * َفقَا َل الْ َم ُ‬


‫ل‬ ‫** وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَا نُوحا إَِلىَ َق ْومِ هِ َفقَا َل َي َقوْ مِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُ ْم مّ نْ إِلَـ ٍه َغيْرُ هُ أََف َ‬
‫لِئ َكةً مّا‬
‫الّذِي نَ َكفَرُوْا مِن َق ْومِ هِ مَا هَ ـذَا إِ ّل بَشَ ٌر ّمثُْلكُ ْم يُرِيدُ أَن َيتَ َفضّ َل عََلْيكُ ْم وََل ْو شَآءَ اللّ هُ لنزَ َل َم َ‬
‫ط َحتّىَ حِيٍط‬ ‫ط ِجّنةٌ َفتَ َربّصطُوْا بِه ِ‬ ‫ط ُهوَ إِلّ رَجُ ٌل بِه ِ‬ ‫ط آبَآئِنَطا الوّلِيَط * إِن ْ‬ ‫ط ِم ْعنَا ِبهَـطذَا فِي َ‬ ‫س َ‬
‫ي ب تعال عن نوح عليه السلم حي بعثه إل قو مه لينذرهم عذاب ال وبأسه الشديد‪ ,‬وانتقامه م ن‬
‫أشرك به وخالف أمره وكذب ر سله {فقال يا قوم اعبدوا ال ما ل كم من إله غيه أفلتتقون} أي أل‬
‫تافون من ال ف إشراككم به ؟ فقال الل وهم السادة والكابر منهم {ما هذا إل بشر مثلكم يريد أن‬
‫يتف ضل علي كم} يعنون يتر فع علي كم‪ ,‬ويتعا ظم بدعوى النبوة‪ ,‬و هو ب شر مثل كم‪ ,‬فك يف أو حي إل يه‬
‫دونكم {ولو شاء ال لنزل ملئكة} أي لو أراد أن يبعث نبيا لبعث ملكا من عنده ول يكن بشرا ما‬
‫سعنا بذا‪ ,‬أي ببعثة البشر ف آبائنا الولي‪ ,‬يعنون بذا أسلفهم وأجدادهم ف الدهور الاضية‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{إن هو إل رجل به جنة} أي منون فيما يزعمه من أن ال أرسله إليكم واختصه من بينكم بالوحي‬
‫{فتربصطوا بطه حتط حيط} أي انتظروا بطه ريطب النون‪ ,‬واصطبوا عليطه مدة حتط تسطتريوا منطه‪.‬‬

‫** قَالَ رَ بّ ان صُ ْرنِي بِمَا َك ّذبُو نِ * َفَأوْ َحيْنَآ إَِليْ هِ أَ ِن ا صْنَ ِع اْلفُلْ كَ بَِأ ْعيُِننَا َووَ ْحِينَا فَِإذَا جَآءَ َأمْ ُرنَا وَفَا َر‬
‫الّتنّورُ فَا سْلُكْ فِيهَا مِن كُلّ َزوْ َجيْ ِن اْثنَيْ ِن َوَأهْلَ كَ إِ ّل مَن َسبَقَ عََليْ ِه اْل َقوْ ُل ِمنْهُ ْم وَ َل تُخَا ِطْبنِي فِي الّذِي نَ‬
‫حمْدُ للّ ِه الّذِي نَجّانَا مِ َن اْلقَوْ مِ‬ ‫ك عَلَى الْفُلْ كِ َفقُ ِل الْ َ‬ ‫ظَلَ ُم َواْ ِإّنهُ ْم ّمغْرَقُو نَ * فَِإذَا ا ْسَتوَْيتَ أَن تَ َومَن ّمعَ َ‬
‫ت َوإِن ُكنّا لَ ُمْبتَلِيَ‬ ‫الظّالِمِيَ * وَقُل رّ بّ أَنزِْلنِي مُنَ ًل ّمبَارَكا َوأَن تَ َخيْ ُر الْمُنِلِيَ * إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا ٍ‬
‫يب تعال عن نوح عليه السلم أنه دعا ربه ليستنصره على قومه‪ ,‬كما قال تعال مبا عنه ف الَية‬
‫الخرى‪{ :‬فد عا ر به أ ن مغلوب فانت صر} وقال هه نا‪{ :‬رب ان صرن ب ا كذبون} فع ند ذلك أمره ال‬
‫تعال بصنعة السفينة وإحكامها وإتقانا‪ ,‬وأن يمل فيها من كل زوجي اثني‪ ,‬أي ذكرا وأنثى من كل‬

‫‪167‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صنف من اليوانات والنباتات والثمار وغي ذلك‪ ,‬وأن يمل فيهاأهله {إل من سبق عليه القول منهم}‬
‫أي من سبق عل يه القول من ال باللك‪ ,‬و هم الذ ين ل يؤمنوا به من أهله كاب نه وزوج ته‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تاطبن ف الذين ظلموا إنم مغرقون} أي عند معاينة إنزال الطر العظيم ل تأخذنك رأفة‬
‫بقومك وشفقة عليهم‪ ,‬وطمع ف تأخيهم لعلهم يؤمنون‪ ,‬فإن قد قضيت أنم مغرقون على ما هم عليه‬
‫من الكفر والطغيان‪ ,‬وقد تقدمت القصة مبسوطة ف سورة هود با يغن عن إعادة ذلك ههنا‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫{فإذا ا ستويت أ نت و من م عك على الفلك ف قل ال مد ل الذي نا نا من القوم الظال ي} ك ما قال‪:‬‬
‫{وجعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره‪ ,‬ث تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم‬
‫عل يه وتقولوا سبحان الذي سخر ل نا هذا و ما ك نا له مقرن ي * وإ نا إل رب نا لنقلبون} و قد امت ثل نوح‬
‫عل يه ال سلم هذا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وقال اركبوا في ها ب سم ال مرا ها ومر ساها} فذ كر ال تعال ع ند‬
‫ابتداء سيه وعند انتهائه‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وقل رب أنزلن منلً مباركا وأنت خي النلي}‪ .‬وقوله‪{ :‬إن‬
‫ف ذلك لَيات} أي إن ف هذا الصنيع وهو إناء الؤمني وإهلك الكافرين لَيات أي لججا ودللت‬
‫واضحات على صدق النبياء فيما جاؤوا به عن ال تعال‪ ,‬وأنه تعال فاعل لا يشاء قادر على كل شيء‬
‫عليططم بكططل شيططء‪ .‬وقوله‪{ :‬وإن كنططا لبتليطط} أي لختططبين للعباد بإرسططال الرسططلي‪.‬‬

‫ش ْأنَا مِن َبعْ ِدهِمْ َقرْنا آخَرِينَ * َفأَرْسَ ْلنَا فِيهِمْ رَسُو ًل ّمْنهُمْ أَ ِن اعْبُدُواْ اللّ َه مَا َلكُمْ مّنْ إِلَـهٍ َغيْرُ ُه‬ ‫** ثُمّ أَن َ‬
‫ل مِن َق ْومِ ِه الّذِي نَ َكفَرُواْ وَكَ ّذبُواْ ِبِلقَآءِ الَ ِخ َرةِ َوَأتْرَ ْفنَاهُ مْ فِي الْحَي طاةِ ال ّدْنيَا مَا‬ ‫أََفلَ َتّتقُو نَ * وَقَا َل الْ َم ُ‬
‫ب مِمّا تَشْ َربُونَ * وََلئِنْ أَ َط ْعتُ ْم بَشَرا ّمثَْلكُمْ ِإنّكُمْ إِذا‬ ‫هَـذَا إِ ّل بَشَ ٌر ّمثُْلكُ ْم َيأْكُ ُل مِمّا َتأْكُلُو َن ِمنْ ُه َويَشْرَ ُ‬
‫خرَجُونَ * َهْيهَاتَ َهْيهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ‬ ‫لّخَاسِرُونَ * َأَيعِدُكُمْ َأّنكُمْ ِإذَا ِمتّ ْم وَكُنتُ ْم تُرَابا َوعِظاما َأنّكُ ْم مّ ْ‬
‫ى عََلىَ اللّ هِ كَذِبا‬
‫حيَا َومَا نَحْ ُن بِ َمْبعُوثِيَ * إِ نْ ُهوَ إِلّ رَجُلٌ افتَرَ َ‬ ‫ت َونَ ْ‬‫* إِ نْ هِ يَ إِلّ َحيَاتُنَا ال ّدْنيَا نَمُو ُ‬
‫صبِحُ ّن نَا ِدمِيَ * َفأَخَ َذْتهُ مُ‬ ‫ب انْ صُ ْرنِي بِمَا كَ ّذبُو نِ * قَا َل عَمّا َقلِيلٍ ّليُ ْ‬ ‫َومَا نَحْ نُ لَ ُه بِ ُم ْؤ ِمنِيَ * قَالَ رَ ّ‬
‫جعَ ْلنَاهُمطططططْ ُغثَآءً َفُبعْدا لّ ْل َقوْمطططططِ الظّالِمِيَطططط‬ ‫حةُ بِالْحَقطططططّ فَ َ‬ ‫طيْ َ‬
‫الصطططط ّ‬
‫ي ب تعال أ نه أن شأ ب عد قوم نوح قرنا آخر ين‪ ,‬ق يل‪ :‬الراد ب م عاد‪ ,‬فإن م كانوا م ستخلفي بعد هم‪,‬‬
‫وقيل‪ :‬الراد بؤلء ثود لقوله‪{ :‬فأخذتم الصيحة بالق} وأنه تعال أرسل فيهم رسو ًل منهم‪ ,‬فدعاهم‬
‫إل عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬فكذبوه وخالفوه وأبوا عن اتباعه لكونه بشرا مثلهم‪ ,‬واستنكفوا عن‬
‫اتباع رسول بشري‪ ,‬وكذبوا بلقاء ال ف القيامة وأنكروا العاد الثمان وقالوا‪{ :‬أيعدكم أنكم إذا متم‬

‫‪168‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وكنتم ترابا وعظاما أنكم مرجون * هيهات هيهات لا توعدون} أي بعيد بعيد ذلك {إن هو إل رجل‬
‫افترى على ال كذبا} أي فيما جاءكم به من الرسالة والنذارة والخبار بالعاد {وما نن له بؤمني *‬
‫قال رب انصرن با كذبون} أي استفتح عليهم الرسول واستنصر ربه عليهم‪ ,‬فأجاب دعاءه {قال عما‬
‫قل يل لي صبحن نادم ي} أي بخالف تك وعنادك في ما جئت هم به {فأخذت م ال صيحة بال ق} أي وكانوا‬
‫يستحقون ذلك من ال بكفرهم وطغيانم‪ ,‬والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصرصر العاصف‬
‫القوي الباردة {تد مر كل ش يء بأ مر رب ا فأ صبحوا ل يرى إل م ساكنهم}‪ .‬وقوله‪{ :‬فجعلنا هم غثاء}‬
‫أي صرعى هلكى كغثاء السيل‪ ,‬وهو الشيء القي التافه الالك الذي ل ينتفع بشيء منه‪{ ,‬فبعدا للقوم‬
‫الظالي} كقوله‪{ :‬وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالي} أي بكفرهم وعنادهم ومالفة رسول ال‪,‬‬
‫فليحذر السططططططططططططططامعون أن يكذبوا رسططططططططططططططولم‪.‬‬

‫سَتأْخِرُونَ * ثُ مّ أَرْ سَ ْلنَا رُ سَُلنَا‬


‫سبِقُ مِ نْ ُأ ّمةٍ َأجََلهَا َومَا يَ ْ‬
‫** ثُ مّ أَنشَ ْأنَا مِن َبعْ ِدهِ مْ ُقرُونا آ َخرِي نَ * مَا تَ ْ‬
‫ضهُ ْم َبعْضا وَ َج َع ْلنَاهُ مْ أَحَادِي ثَ َفُبعْدا ّل َقوْ مٍ ّل ُي ْؤمِنُو نَ‬
‫َتتْرَى كُ ّل مَا جَآءَ ُأ ّمةً رّ سُوُلهَا َك ّذبُو هُ َفَأْتبَعْنَا َب ْع َ‬
‫يقول تعال‪ { :‬ث أنشأ نا من بعد هم قرونا آخر ين} أي أما وخلئق { ما ت سبق من أ مة أجل ها و ما‬
‫يستأخرون} يعن بل يؤخذون على حسب ما قدر لم تعال ف كتابه الحفوظ‪ ,‬وعلمه قبل كونم أمة‬
‫ل بعد جيل‪ ,‬وخلفا بعد سلف‪{ ,‬ث أرسلنا رسلنا تترى} قال ابن عباس‬ ‫بعد أمة‪ ,‬وقرنا بعد قرن‪ ,‬وجي ً‬
‫يع ن يت بع بعض هم بعضا‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬ول قد بعث نا ف كل أ مة ر سولً أن اعبدوا ال واجتنبوا‬
‫الطاغوت‪ ,‬فمنهطم مطن هدى ال ومنهطم مطن حقطت عليطه الضللة}‪ .‬وقوله‪{ :‬كلمطا جاء أمطة رسطولا‬
‫كذبوه} يعن جهورهم وأكثرهم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إل كانوا به‬
‫يستهزئون}‪ .‬وقوله‪{ :‬فأتبعنا بعضهم بعضا} أي أهلكناهم كقوله‪{ :‬وكم أهلكنا من القرون من بعد‬
‫نوح}‪ .‬وقوله‪{ :‬وجعلناهطم أحاديطث} أي أخبارا وأحاديطث للناس كقوله‪{ :‬فجعلناهطم أحاديطث‬
‫ومزقناهطططططططططططططططططم كطططططططططططططططططل مزق}‪.‬‬

‫** ثُ مّ أَرْ َس ْلنَا مُو سَ َى َوأَخَا ُه هَارُو َن بِآيَاِتنَا وَ سُلْطَا ٍن ّمبِيٍ * إِلَىَ فِ ْر َعوْ َن َومََلئِ هِ فَا ْستَ ْكبَرُواْ وَكَانُواْ َقوْما‬
‫عَالِيَ * َفقَاُلوَاْ َأُنؤْمِ نُ ِلبَشَ َريْ ِن ِمثْلِنَا وََقوْ ُمهُمَا لَنَا عَابِدُو نَ * َفكَ ّذبُوهُمَا َفكَانُوْا مِ َن الْ ُم ْهَلكِيَ * وََلقَدْ‬
‫ط َي ْهتَدُونططططططَ‬ ‫آتَيْنَططططططا مُوسططططططَ َى الْ ِكتَابططططططَ َلعَّلهُمططططط ْ‬
‫‪169‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يبط تعال أنطه بعطث رسطوله موسطى عليطه السطلم وأخاه هارون إل فرعون وملئه بالَيات والجطج‬
‫الدامغات والباهيط القاطعات‪ ,‬وأن فرعون وقومطه اسطتكبوا عطن اتباعهمطا والنقياد لمرهاط لكونمطا‬
‫بشر ين‪ ,‬ك ما أنكرت ال مم الاض ية بع ثة الر سل من الب شر‪ ,‬تشاب ت قلوب م فأهلك ال فرعون ومله‪,‬‬
‫وأغرقهم ف يوم واحد أجعي‪ ,‬وأنزل على موسى الكتاب وهو التوراة‪ ,‬فيها أحكامه وأوامره ونواهيه‪,‬‬
‫وذلك بعد أن قصم ال فرعون والقبط وأخذهم أخذ عزيز مقتدر‪ ,‬وبعد أن أنزل ال التوراة ل يهلك أمة‬
‫بعامة بل أ مر الؤمن ي بقتال الكافر ين‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ول قد آتينا مو سى الكتاب من بعد ما أهلكنا‬
‫القرون الول بصططططططائر للناس وهدى ورحةطططططط لعلهططططططم يتذكرون}‪.‬‬

‫ط آَيةً وَآ َوْينَاهُمَطآ إَِلىَ َرْب َوةٍ ذَاتططِ َقرَا ٍر َو َمعِيٍط‬


‫ط َوُأمّهطُ‬
‫ط مَ ْريَمطَ‬
‫** وَ َج َعلْنَطا ابْنطَ‬
‫يقول تعال مبا عن عبده ورسوله عيسى ابن مري عليهما السلم أنه جعلهما آية للناس‪ ,‬أي حجة‬
‫قاطعة على قدرته على ما يشاء‪ ,‬فإنه خلق آدم من غي أب ول أم‪ ,‬وخلق حواء من ذكر بل أنثى‪ ,‬وخلق‬
‫عي سى من أنثطى بل ذ كر‪ ,‬وخلق بق ية الناس مطن ذ كر وأنثطى‪ .‬وقوله‪{ :‬وآويناه ا إل ربوة ذات قرار‬
‫ومعي} قال الضحاك عن ابن عباس‪ :‬الربوة الكان الرتفع من الرض‪ ,‬وهو أحسن ما يكون فيه النبات‪,‬‬
‫وكذا قال ماهطططططد وعكرمطططططة وسطططططعيد بطططططن جطططططبي وقتادة‪.‬‬
‫قال ا بن عباس‪ :‬وقوله‪{ :‬ذات قرار} يقول ذات خ صب {ومع ي} يع ن ماء ظاهرا‪ ,‬وكذا قال ما هد‬
‫وعكرمة وسعيد بن جبي وقتادة‪ .‬وقال ماهد‪ :‬ربوة مستوية‪ ,‬وقال سعيد بن جبي {ذات قرار ومعي}‬
‫استوى الاء فيها‪ .‬وقال ماهد وقتادة {ومعي} الاء الاري‪ .‬ث اختلف الفسرون ف مكان هذه الربوة‪:‬‬
‫من أي أرض هي ؟ فقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬ليس الرب إل بصر‪ ,‬والاء حي يسيل يكون‬
‫الر ب علي ها القرى‪ ,‬ولول الر ب غر قت القرى‪ ,‬وروي عن و هب بن من به ن و هذا‪ ,‬و هو بع يد جدا‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات عن سعيد بن السيب ف قوله‪{ :‬وآويناها إل ربوة ذات قرار ومعي} قال‪ :‬هي‬
‫دمشق‪ ,‬قال‪ :‬وروي عن عبد ال بن سلم والسن وزيد بن أسلم وخالد بن معدان نو ذلك‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا وكيع عن إسرائيل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس {ذات‬
‫قرار ومعي} قال‪ :‬أنار دمشق‪ .‬وقال ليث بن أب سليم عن ماهد {وآويناها إل ربوة} قال‪ :‬عيسى‬
‫ابن مري وأمه حي أويا إل غوطة دمشق وما حولا‪ .‬وقال عبد الرزاق عن بشر بن رافع عن أب عبد ال‬

‫‪170‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن عم أب هريرة قال‪ :‬سعت أبا هريرة يقول ف قول ال تعال‪{ :‬إل ربوة ذات قرار ومعي} قال‪ :‬هي‬
‫الرملة مططططططططططططططططططن فلسطططططططططططططططططططي‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن يوسف الفرياب‪ ,‬حدثنا رواد بن الراح‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن عباد الواص أبو عت بة‪ ,‬حدثنا الشيبا ن عن ا بن وعلة عن كريب ال سحول عن مرة‬
‫البهذي قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لرجل‪« :‬إنك توت بالربوة‪ ,‬فمات بالرملة»‪,‬‬
‫وهذا حديث غريب جدا وأقرب القوال ف ذلك ما رواه العوف عن ابن عباس ف قوله‪{ :‬وآويناها إل‬
‫ربوة ذات قرار ومع ي} قال‪ :‬الع ي الاء الاري‪ ,‬وهوالن هر الذي قال ال تعال‪ { :‬قد ج عل ر بك ت تك‬
‫سريا} وكذا قال الضحاك وقتادة {إل ربوة ذات قرار ومع ي} و هو ب يت القدس‪ ,‬فهذا ط وال أعلم‬
‫ط هو الظ هر‪ ,‬ل نه الذكور ف الَ ية الخرى والقرآن يف سر بع ضه بعضا‪ ,‬وهذا أول ما يف سر به‪ ,‬ث‬
‫طططططططططط الَثار‪.‬‬ ‫ططططططططططحيحة ثط‬ ‫ططططططططططث الصط‬ ‫الحاديط‬

‫** َيَأيّهَا الرّ سُلُ ُكلُوْا مِ نَ ال ّطيّبَا تِ وَاعْمَلُواْ صَالِحا إِنّي بِمَا َتعْمَلُو نَ عَلِي مٌ * َوإِ ّن هَ ـ ِذهِ ُأ ّمتُكُ مْ ُأ ّمةً‬
‫ب بِمَا لَ َدْيهِ مْ َفرِحُو نَ * فَذَ ْرهُ مْ فِي‬ ‫وَاحِ َدةً َوَأنَاْ َرّبكُ مْ فَاّتقُو نِ * َفَتقَ ّط ُعوَاْ َأمْ َرهُ ْم َبْينَهُ مْ ُزبُرا كُلّ ِحزْ ٍ‬
‫ت بَل لّ‬ ‫خْيرَا ِ‬ ‫سبُونَ َأنّمَا نُمِ ّدهُ ْم بِ ِه مِن مّا ٍل َوبَنِيَ * نُ سَا ِرعُ َلهُ مْ فِي الْ َ‬ ‫غَمْ َرِتهِ مْ َحّتىَ حِيٍ * َأيَحْ َ‬
‫شعُرُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬ ‫يَ ْ‬
‫يأمطر تعال عباده الرسطلي عليهطم الصطلة والسطلم أجعيط بالكطل مطن اللل والقيام بالصطال مطن‬
‫العمال‪ ,‬فدل هذا على أن اللل عون على الع مل ال صال‪ ,‬فقام ال نبياء علي هم ال سلم بذا أ ت القيام‪,‬‬
‫وجعوا بي كل خي قو ًل وعملً ودلل ًة ونصحا‪ ,‬فجزاهم ال عن العباد خيا‪ .‬قال السن البصري ف‬
‫قوله‪{ :‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} قال‪ :‬أما وال ما أمركم بأ صفركم ول أحركم ول حلوكم‬
‫ول حامضكم‪ ,‬ولكن قال‪ :‬انتهوا إل اللل منه‪ .‬وقال سعيد بن جبي والضحاك {كلوا من الطيبات}‬
‫يعن اللل‪ .‬وقال أبو إسحاق السبيعي عن أب ميسرة عمرو بن شرحبيل‪ :‬كان عيسى ابن مري يأكل‬
‫من غزل أمه‪ ,‬وف الصحيح «وما من نب إل رعى الغنم» قالوا‪ :‬وأنت يا رسول ال ؟ قال‪« :‬نعم وأنا‬
‫ك نت أرعا ها على قرار يط ل هل م كة»‪ .‬و ف ال صحيح «إن داود عل يه ال سلم كان يأ كل من ك سب‬
‫يده»‪ .‬و ف ال صحيحي «إن أ حب ال صيام إل ال صيام داود‪ ,‬وأ حب القيام إل ال قيام داود‪ ,‬كان ينام‬
‫نصطف الليطل ويقوم ثلثطه وينام سطدسه‪ ,‬وكان يصطوم يوما ويفططر يوما‪ ,‬ول يفطر إذا لقطى»‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو اليمان الكم بن نافع‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن أب مري عن ضمرة‬
‫بن حبيب أن أم عبد ال أخت شداد بن أوس قال‪ :‬بعثت إل النب صلى ال عليه وسلم بقدح لب عند‬
‫فطره و هو صائم‪ ,‬وذلك ف أول النهار وشدة ال ر‪ ,‬فرد إلي ها ر سولا أ ن كا نت لك الشاة ؟ فقالت‪:‬‬
‫اشتريت ها من مال‪ ,‬فشرب م نه‪ ,‬فل ما كان من ال غد أت ته أم ع بد ال أ خت شداد فقالت‪ :‬يا ر سول ال‬
‫بع ثت إل يك بل ب‪ ,‬مرث ية لك من طول النهار‪ ,‬وشدة ال ر‪ ,‬فرددت إل الر سول ف يه‪ ,‬فقال ل ا‪« :‬بذلك‬
‫أمرت الرسل‪ :‬أن ل تأكل إل طيبا‪ ,‬ول تعمل إل صالا»‪ .‬وقد ثبت ف صحيح مسلم)وجامع الترمذي‬
‫ومسند المام أحد واللفظ له‪ ,‬من حديث فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أب حازم عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا أيها الناس إن ال طيب ل يقبل إل‬
‫طيبا‪ ,‬وإن ال أمر الؤمني با أمر به الرسلي‪ ,‬فقال‪{ :‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالا‬
‫إن با تعملون عليم} وقال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ث ذكر الرجل يطيل‬
‫السفر أشعث أغب‪ ,‬ومطعمه حرام‪ ,‬ومشربه حرام‪ ,‬وملبسه حرام‪ ,‬وغذي بالرام يد يديه إل السماء‪ :‬يا‬
‫رب يا رب فأ ن ي ستحاب لذلك» وقال الترمذي‪ :‬ح سن غر يب ل نعر فه إل من حد يث فض يل بن‬
‫مرزوق‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن هذه أمتكم أمة واحدة} أي دينكم يا معشر النبياء دين واحد وملة واحدة‪ ,‬وهو الدعوة‬
‫إل عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬ولذا قال {وأنا ربكم فاتقون} وقد تقدم الكلم على ذلك ف سورة‬
‫ال نبياء‪ ,‬وأن قوله {أ مة واحدة} من صوب على الال‪ .‬وقوله‪{ :‬فتقطعوا أمر هم بين هم زبرا} أي ال مم‬
‫الذ ين بع ثت إلي هم ال نبياء { كل حزب ب ا لدي هم فرحون} أي يفرحون ب ا هم ف يه من الضلل لن م‬
‫ي سبون أن م مهتدون‪ ,‬ولذا قال متهددا ل م ومتوعدا‪{ :‬فذر هم ف غمرت م} أي ف غي هم وضلل م‬
‫{حت حي} أي إل حي حينهم وهلكهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} وقال‬
‫ططططوف يعلمون}‪.‬‬ ‫ططططل فسط‬ ‫ططططم المط‬ ‫ططططم يأكلوا ويتمتعوا ويلههط‬ ‫تعال‪{ :‬ذرهط‬
‫وقوله‪{ :‬أي سبون أن ا ند هم به من مال وبن ي ن سارع ل م ف اليات بل ل يشعرون} يع ن أي ظن‬
‫هؤلء الغرورون أن ما نعطي هم من الموال والولد لكرامت هم علي نا ومعزت م عند نا ؟ كل ل يس ال مر‬
‫كمطا يزعمون فط قولمط {ننط أكثطر أمو ًل وأولدا ومطا ننط بعذبيط} لقطد أخطأوا فط ذلك وخاب‬
‫رجاؤ هم‪ ,‬بل إن ا نف عل ب م ذلك ا ستدراجا وإنظارا وإملء‪ ,‬ولذا قال‪ { :‬بل ل يشعرون} ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬فل تعج بك أموال م ول أولد هم إن ا ير يد ال ليعذب م ب ا ف الياة الدن يا} الَ ية‪ .‬وقال تعال‪:‬‬
‫{إنا نلي لم ليزدادوا إثا} وقال تعال‪{ :‬فذرن ومن يكذب بذا الديث سنستدرجهم من حيث ل‬
‫‪172‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعلمون * وأملي لمط} الَيطة‪ ,‬وقال‪{ :‬ذرنط ومطن خلقطت وحيدا طط إل قوله طط عنيدا} وقال تعال‪:‬‬
‫{وما أموالكم ول أولدكم بالت تقربكم عندنا زلفى إل من آمن وعمل صالا} الَية‪ ,‬والَيات ف هذا‬
‫كثية‪.‬‬
‫قال قتادة ف قوله‪{ :‬أيسبون أنا ندهم به من مال وبني نسارع لم ف اليات بل ل يشعرون} قال‪:‬‬
‫م كر وال بالقوم ف أموال م وأولد هم‪ ,‬يا ا بن آدم فل تع تب الناس بأموال م وأولد هم‪ ,‬ول كن اع تبهم‬
‫باليان والعمل الصال‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد‪ ,‬حدثنا أبان بن إسحاق عن الصباح بن‬
‫م مد عن مرة المدا ن‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬إن ال قسم بينكم أخلقكم كما قسم بينكم أرزاقكم‪ ,‬وإن ال يعطي الدنيا من يب ومن ل‬
‫يب‪ ,‬ول يعطي الدين إل لن أحب‪ ,‬فمن أعطاه ال الدين فقد أحبه‪ ,‬والذي نفس ممد بيده ل يسلم‬
‫عبد حت يسلم قلبه ولسانه‪ ,‬ول يؤمن حت يأمن جاره بوائقه» قالوا‪ :‬وما بوائقه يا رسول ال ؟ قال‪:‬‬
‫«غشمه وظلمه‪ ,‬ول يكسب عبد مالً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه‪ ,‬ول يتصدق به فيقبل منه‪ ,‬ول‬
‫يتركه خلف ظهره إل كان زاده إل النار‪ ,‬إن ال ل يحو السيء بالسيء ولكن يحو السيء بالسن‪ ,‬إن‬
‫البطططططططططططيث ل يحطططططططططططو البطططططططططططيث»‪.‬‬

‫شفِقُو نَ * وَالّذِي نَ هُم بِآيَا تِ َرّبهِ ْم ُي ْؤ ِمنُو نَ * وَالّذِي نَ هُم بِ َرّبهِ مْ لَ‬ ‫** إِ ّن الّذِي نَ هُم مّ نْ خَشْيةِ َرّبهِ ْم مّ ْ‬
‫ك يُ سَا ِرعُونَ فِي‬ ‫يُشْرِكُو نَ * وَالّذِي َن ُي ْؤتُو َن مَآ آتَوْا وّقُلُوُبهُ ْم وَجَِلةٌ َأّنهُ مْ إَِلىَ َرّبهِ مْ رَا ِجعُو نَ * ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫خيْرَاتططططططططِ وَهُمططططططططْ لَهَططططططططا سططططططططَاِبقُونَ‬ ‫الْ َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬إن الذين هم من خشية ربم مشفقون} أي هم مع إحسانم وإيانم وعملهم الصال‬
‫مشفقون من ال خائفون منه وجلون من مكره بم‪ ,‬كما قال السن البصري‪ :‬إن الؤمن جع إحسانا‬
‫وشف قة‪ ,‬وإن الكا فر ج ع إ ساءة وأمنا {والذ ين هم بآيات رب م يؤمنون} أي يؤمنون بآيا ته الكون ية‬
‫والشرعية‪ ,‬كقوله تعال إخبارا عن مري عليها السلم‪{ :‬وصدقت بكلمات ربا وكتبه} أي أيقنت أن‬
‫ما كان‪ ,‬إنا هو عن قدر ال وقضائه‪ ,‬وما شرعه ال فهو إن كان أمرا فمما يبه ويرضاه‪ ,‬وإن كان نيا‬
‫فهو ما يكرهه ويأباه‪ ,‬وإن كان خيا فهو حق‪ ,‬كما قال ال‪{ :‬والذين هم بربم ل يشركون} أي ل‬
‫يعبدون معه غيه‪ ,‬بل يوحدونه ويعلمون أنه ل إله إل ال أحدا صمدا ل يتخذ صاحبة ول ولدا‪ ,‬وأنه‬
‫ل نظيططططططططططططططططط له ول كفطططططططططططططططططء له‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬والذين يؤتون ما آتوا وقلوبم وجلة أنم إل ربم راجعون} أي يعطون العطاء وهم خائفون‬
‫وجلون أن ل يتقبل منهم لوفهم أن يكونوا قد قصروا ف القيام بشرط العطاء‪ ,‬وهذا من باب الشفاق‬
‫والحتياط‪ ,‬ك ما قال المام أح د‪ :‬حدث نا ي ي بن آدم‪ ,‬حدث نا مالك بن مغول‪ ,‬حدث نا ع بد الرح ن بن‬
‫سعيد بن وهب عن عائشة أنا قالت‪ :‬يا رسول ال الذين يؤتون ما آتوا وقلوبم وجلة هو الذي يسرق‬
‫ويزن ويشرب المر وهو ياف ال عز وجل ؟ قال‪« :‬ل يا بنت الصديق‪ ,‬ولكنه الذي يصلي ويصوم‬
‫ويت صدق و هو ياف ال عز و جل» وهكذا رواه الترمذي وا بن أ ب حا ت من حد يث مالك بن مغول‬
‫بنحوه‪ ,‬وقال «ل يا اب نة ال صديق‪ ,‬ولكن هم الذ ين ي صلون وي صومون ويت صدقون و هم يافون أل يتق بل‬
‫من هم {أولئك ي سارعون ف اليات} وقال الترمذي‪ :‬وروي هذا الد يث من حد يث ع بد الرح ن بن‬
‫سعيد عن أب حازم‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم نو هذا‪ ,‬وهكذا قال ابن عباس وممد‬
‫بطططن كعطططب القرظطططي والسطططن البصطططري فططط تفسطططي هذه الَيطططة‪.‬‬
‫وقطد قرأ آخرون هذه الَيطة {والذيطن يؤتون مطا آتوا وقلوبمط وجلة} أي يفعلون مطا يفعلون وهطم‬
‫خائفون‪ ,‬وروي هذا مرفوعا إل ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قرأ ها كذلك‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫عفان‪ ,‬حدثنا صخر بن جويرية‪ ,‬حدثنا إساعيل الكي‪ ,‬حدثنا أبو خلف مول بن جح أنه دخل مع عبيد‬
‫بن عمي على عائشة رضي ال عنها‪ ,‬فقالت‪ :‬مرحبا بأب عاصم‪ ,‬ما ينعك أن تزورنا أو تلم بنا ؟ فقال‪:‬‬
‫أخشى أن أملك‪ ,‬فقالت‪ :‬ما كنت لتفعل ؟ قال‪ :‬جئت لسألك عن آية من كتاب ال عز وجل‪ :‬كيف‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرؤها ؟ قال‪ :‬أية آية ؟ قال‪{ :‬والذين يؤتون ما آتوا} {والذين‬
‫يأتون ما أتوا} فقالت‪ :‬أيته ما أ حب إل يك ؟ فقلت‪ :‬والذي نف سي بيده لحداه ا أ حب إل من الدن يا‬
‫جيعا‪ ,‬أو الدنيا وما فيها‪ .‬قالت وما هي ؟ فقلت‪{ :‬والذين يأتون ما أتوا} فقالت‪ :‬أشهد أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كذلك كان يقرؤها‪ ,‬وكذلك أنزلت‪ ,‬ولكن الجاء حرف‪ ,‬فيه إساعيل بن مسلم‬
‫ال كي و هو ضع يف‪ ,‬والع ن على القراءة الول‪ ,‬و هي قراءة المهور ال سبعة وغي هم أظ هر‪ ,‬ل نه قال‪:‬‬
‫{أولئك يسارعون ف اليات وهم لا سابقون} فجعل هم من ال سابقي‪ ,‬ولو كان العن على القراءة‬
‫طرين‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طدين أو القصط‬ ‫طن القتصط‬ ‫طل مط‬‫طابقي بط‬ ‫طن السط‬
‫طك أن ل يكونوا مط‬ ‫الخرى لوشط‬

‫ب يَنطِ ُق بِالْحَ ّق َوهُ مْ َل يُظَْلمُو نَ * بَلْ ُقلُوُبهُ مْ فِي غَ ْم َرةٍ مّ ْن‬


‫ف َنفْسا إِ ّل وُ ْس َعهَا وََل َديْنَا ِكتَا ٌ‬
‫** وَ َل ُنكَلّ ُ‬
‫ك هُمْ َلهَا عَامِلُونَ * َحّتىَ ِإذَآ أَخَ ْذنَا ُمتْرَفِيهِ ْم بِاْلعَذَابِ إِذَا هُ ْم يَجْأرُونَ *‬ ‫هَـذَا وََلهُمْ َأعْمَالٌ مّن دُونِ ذَلِ َ‬

‫‪174‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت آيَاتِي ُتتَْلىَ عََلْيكُ مْ َفكُنتُ ْم عََلىَ َأ ْعقَاِبكُ ْم تَنكِ صُونَ *‬
‫َل تَجْأرُواْ اْلَيوْ مَ ِإنّكُ ْم ّمنّا َل تُن صَرُونَ * َقدْ كَانَ ْ‬
‫جرُونططططططططَ‬ ‫طَتكْبِرِي َن بِهططططططططِ سططططططططَامِرا َتهْ ُ‬ ‫مُسططططططط ْ‬
‫يقول تعال م با عن عدله ف شر عه على عباده ف الدن يا أ نه ل يكلف نف سا إل و سعها‪ ,‬أي إل ما‬
‫تطيق حله والقيام به‪ ,‬وأنه يوم القيامة ياسبهم بأعمالم الت كتبها عليهم ف كتاب مسطور ل يضيع منه‬
‫شيطء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ولدينطا كتاب ينططق بالقط} يعنط كتاب العمال‪{ ,‬وهطم ل يظلمون} أي ل‬
‫يبخسون من الي شيئا‪ ,‬وأما السيئات فيعفو ويصفح عن كثي منها لعباده الؤمني‪ ,‬ث قال منكرا على‬
‫الكفار والشركي من قريش‪{ :‬بل قلوبم ف غمرة} أي ف غفلة وضللة {من هذا}‪ ,‬أي القرآن الذي‬
‫أنزله على رسطططططططوله صطططططططلى ال عليطططططططه وسطططططططلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول م أعمال من دون ذلك هم ل ا عاملون} قال ال كم بن أبان عن عكر مة عن ا بن عباس‬
‫{ولم أعمال} أي سيئة من دون ذلك يعن الشرك {هم لا عاملون} قال‪ :‬ل بد أن يعملوها‪ ,‬كذا‬
‫روي عن ماهد والسن وغي واحد‪ .‬وقال آخرون {ولم أعمال من دون ذلك هم لا عاملون} أي قد‬
‫كتبت عليهم أعمال سيئة ل بد أن يعملوها قبل موتم ل مالة‪ ,‬لتحق عليهم كلمة العذاب‪ ,‬وروي نو‬
‫هذا عن مقاتل بن حيان والسدي وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وهو ظاهر قوي حسن‪ ,‬وقد قدمنا ف‬
‫حديث ابن مسعود‪« :‬فو الذي ل إله غيه إن الرجل ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها إل‬
‫ذراع‪ ,‬فيسطططبق عليطططه الكتاب فيعمطططل بعمطططل أهطططل النار فيدخلهطططا»‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬حت إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يأرون} يعن حت إذا جاء مترفيهم وهم النعمون ف‬
‫الدنيا عذاب ال وبأسه ونقمته بم {إذا هم يأرون} أي يصرخون ويستغيثون كما قال تعال‪{ :‬وذرن‬
‫والكذب ي أول النع مة ومهل هم قليلً إن لدي نا أنكالً وجحيما} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬و كم أهلك نا من‬
‫قبلهم من قرن فنادوا ولت حي مناص}‪ .‬وقوله {ل تأروا اليوم إنكم منا ل تنصرون} أي ل ييكم‬
‫أحد ما حل بكم سواء جأرت أو سكتم ل ميد ول مناص ول وزر لزم المر ووجب العذاب‪ ,‬ث ذكر‬
‫أكب ذنوبم فقال‪{ :‬قد كانت آيات تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون} أي إذا دعيتم أبيتم وإن‬
‫طلب تم امتنع تم {ذل كم بأ نه إذا د عي ال وحده كفر ت وإن يشرك به تؤمنوا فال كم ل العلي ال كبي}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬م ستكبين به سامرا تجرون} ف تف سيه قولن‪( .‬أحده ا) أن م ستكبين حال من هم ح ي‬
‫نكوصهم عن الق وإبائهم إياه استكبارا عليه‪ ,‬واحتقارا له ولهله‪ ,‬فعلى هذا الضمي ف به فيه ثلثة‬
‫أقوال (أحدها) أنه الرم أي مكة‪ ,‬ذموا لنم كانوا يسمرون فيه بالجر من الكلم‪( .‬والثان) أنه ضمي‬
‫للقرآن كانوا يسمرون ويذكرون القرآن بالجر من الكلم‪ :‬إنه سحر‪ ,‬إنه شعر‪ ,‬إنه كهانة‪ ,‬إل غي ذلك‬
‫‪175‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من القوال الباطلة‪( .‬والثالث) أنه ممد صلى ال عليه وسلم كانوا يذكرونه ف سرهم بالقوال الفاسدة‪,‬‬
‫ويضربون له المثال الباطلة‪ ,‬من أنه شاعر أو كاهن أو ساحر أو كذاب أو منون‪ ,‬فكل ذلك باطل‪ ,‬بل‬
‫هطو عبطد ال ورسطوله الذي أظهره ال عليهطم وأخرجهطم مطن الرم صطاغرين أذلء‪ .‬وقيطل الراد بقوله‪:‬‬
‫{مستكبين به} أي بالبيت يفتخرون به ويعتقدون أنم أولياؤه وليسوا به‪ ,‬كما قال النسائي من التفسي‬
‫ف سننه‪ :‬أخبنا أحد بن سليمان‪ ,‬أخبنا عبد ال عن إسرائيل عن عبد العلى أنه سع سعيد بن جبي‬
‫يدث عن ا بن عباس أ نه قال‪ :‬إن ا كره ال سمر ح ي نزلت هذه الَ ية {م ستكبين به سامرا تجرون}‬
‫فقال‪ :‬م ستكبين بالب يت‪ ,‬يقولون‪ :‬ن ن أهله سامرا قال‪ :‬كانوا يت كبون وي سمرون ف يه ول يعمرو نه‬
‫ططله‪.‬‬ ‫طط هذا حاصط‬ ‫ططا باط‬ ‫طط ههنط‬‫طط حاتط‬ ‫ططن أبط‬ ‫ططب ابط‬ ‫ططد أطنط‬ ‫ططه‪ ,‬وقط‬ ‫ويهجرونط‬

‫** أَفََل ْم يَ ّدبّرُواْ الْ َقوْلَ أَ مْ جَآ َءهُ ْم مّا لَ ْم َيأْ تِ آبَآ َءهُ ُم الوّلِيَ * أَ مْ لَ ْم َيعْرِفُواْ رَ سُوَلهُمْ َف ُهمْ لَ ُه مُنكِرُو نَ *‬
‫أَ مْ َيقُولُو َن بِ هِ ِجّن ٌة بَلْ جَآ َءهُ ْم بِالْحَ ّق َوأَ ْكثَ ُرهُ مْ لِ ْلحَ قّ كَا ِرهُو نَ * وََلوِ اّتبَ َع الْحَ قّ َأ ْهوَآءَهُ مْ َلفَ سَدَتِ‬
‫سأَلُهُمْ خَرْجا‬ ‫ال سّمَاوَاتُ وَالرْ ضُ وَمَن فِيهِ ّن بَلْ َأَتيْنَاهُ ْم بِذِكْ ِرهِ مْ َف ُه ْم عَن ذِكْ ِرهِ ْم ّمعْرِضُو نَ * أَ ْم تَ ْ‬
‫ستَقِيمٍ * َوإِ نّ الّذِي نَ َل ُي ْؤ ِمنُو نَ‬‫ط مّ ْ‬ ‫صرَا ٍ‬ ‫خرَا جُ َربّ كَ َخيْ ٌر َو ُهوَ َخيْرُ الرّازِقِيَ * َوِإنّ كَ َلتَ ْدعُوهُ مْ إَِلىَ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫شفْنَا مَا ِبهِ ْم مّن ضُرّ ّللَجّواْ فِي ُطغْيَاِنهِ ْم َيعْ َمهُو نَ‬ ‫بِالَخِ َر ِة عَ ِن ال صّرَاطِ َلنَا ِكبُو نَ * وََلوْ رَحِ ْمنَاهُ ْم وَكَ َ‬
‫يقول تعال منكرا على الشركي ف عدم تفهمهم للقرآن العظيم وتدبرهم له وإعراضهم عنه مع أنم‬
‫قد خصوا بذا الكتاب الذي ل ينل ال على رسول أكمل منه ول أشرف ل سيما آباؤهم الذين ماتوا‬
‫ف الاهلية حيث ل يبلغهم كتاب ول أتاهم نذير‪ ,‬فكان اللئق بؤلء أن يقابلوا النعمة الت أسداها ال‬
‫علي هم بقبول ا والقيام بشكر ها وتفهم ها والع مل بقتضا ها آناء الل يل وأطراف النهار ك ما فعله النجباء‬
‫منهم من أسلم واتبع الرسول صلى ال عليه وسلم ورضي عن هم‪ .‬وقال قتادة {أفلم يدبروا القول} إذ‬
‫وال يدون ف القرآن زاجرا عن معصية ال لو تدبره القوم وعقلوه ولكنهم أخذوا با تشابه منه فهلكوا‬
‫عند ذلك‪ .‬ث قال منكرا على الكافرين من قريش‪{ :‬أم ل يعرفوا رسولم فهم له منكرون} أي أفهم ل‬
‫يعرفون ممدا و صدقه وأمان ته و صيانته ال ت ن شأ ب ا في هم أي أفيقدرون على إنكار ذلك والباه تة ف يه‪,‬‬
‫ولذا قال جعفر بن أب طالب رضي ال عنه للنجاشي ملك البشة‪ :‬أيها اللك إن ال بعث فينا رسولً‬
‫نعرف نسبه وصدقه وأمانته‪ ,‬وهكذا قال الغية بن شعبة لنائب ك سرى حي بارز هم وكذلك قال أبو‬
‫سفيان صخر بن حرب للك الروم هر قل ح ي سأله وأ صحابه عن صفات ال نب صلى ال عل يه و سلم‬

‫‪176‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ون سبه و صدقه وأمان ته‪ ,‬وكانوا ب عد كفارا ل ي سلموا‪ ,‬و مع هذا ل يكن هم إل ال صدق فاعترفوا بذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أم يقولون به ج نة} ي كي قول الشرك ي عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه تقول القرآن أي‬
‫افتراه من عنده أو أن به جنونا ل يدري ما يقول‪ ,‬وأخب عنهم أن قلوبم ل تؤمن به وهم يعلمون بطلن‬
‫ما يقولونه ف القرآن فإنه قد أتاهم من كلم ال ما ل يطاق ول يدافع وقد تداهم وجيع أهل الرض‬
‫أن يأتوا بثله إن ا ستطاعوا ول ي ستطيعون أ بد الَبد ين ولذا قال‪ { :‬بل جاء هم بال ق وأكثر هم لل حق‬
‫كارهون} يت مل أن تكون هذه جلة حالية أي ف حالة كراهة أكثرهم لل حق ويتمل أن تكون خبية‬
‫مسطططططططططططططططططططططططططططططططططططتأنفة وال أعلم‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ذ كر ل نا أن نب ال صلى ال عل يه و سلم ل قي رجلً فقال له «أ سلم» فقال الر جل‪ :‬إ نك‬
‫لتدعون إل أمر أنا له كاره‪ ,‬فقال نب ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وإن كنت كارها»‪ .‬وذكر لنا أنه لقي‬
‫رجلً فقال له «أسلم» فتصعده ذلك‪ ,‬وكب عليه‪ ,‬فقال له نب ال صلى ال عليه وسلم «أرأيت لو كنت‬
‫ف طريق وعر وعث‪ ,‬فلقيت رجلً تعرف وجهه وتعرف نسبه‪ ,‬فدعاك إل طريق واسع سهل‪ ,‬أكنت‬
‫تتبعه ؟» قال‪ :‬نعم‪ .‬قال «فو الذي نفس ممد بيده إنك لفي أوعر من ذلك الطريق لو قد كنت عليه‪,‬‬
‫وإن لدعوك لسهل من ذلك لو دعيت إليه» وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم لقي رجلً فقال‬
‫له «أسطلم» فتصطعده ذلك‪ ,‬فقال له نطب ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬أرأيطت لو كان فتيان أحدهاط إذا‬
‫حدثك صدقك‪ ,‬وإذا ائتمنته أدى إليك‪ ,‬أهو أ حب إليك أم فتاك الذي إذا حدثك كذبك وإذا ائتمنته‬
‫خانك ؟» قال‪ :‬بل فتاي الذي إذا حدثن صدقن وإذا ائتمنته أدى إل‪ ,‬فقال نب ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«كذاكطططططططططططم أنتطططططططططططم عنطططططططططططد ربكطططططططط‬
‫وقوله‪{ :‬ولو ات بع ال ق أهواء هم لف سدت ال سموات والرض و من في هن} قال ما هد وأ بو صال‬
‫والسدي‪ :‬الق هو ال عز وجل‪ ,‬والراد لو أجابم ال إل ما ف أنفسهم من الوى‪ ,‬وشرع المور على‬
‫و فق ذلك لف سدت ال سموات والرض و من في هن أي لف ساد أهوائ هم واختلف ها‪ ,‬ك ما أ خب عن هم ف‬
‫قولم‪{ :‬لول نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتي عظيم} ث قال‪{ :‬أهم يقسمون رحة ربك} وقال‬
‫تعال‪{ :‬قل لو أنتم تلكون خزائن رحة ر ب إذا لمسكتم خشية النفاق} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬أم لم‬
‫نصيب من اللك فإذا ل يؤتون الناس نقيا} ففي هذا كله تبي عجز العباد واختلف آرائهم وأهوائهم‪,‬‬
‫وأنه تعال هو الكامل ف جيع صفاته وأقواله وأفعاله وشرعه وقدره وتدبيه للقه‪ ,‬تعال وتقدس‪ ,‬فل إله‬
‫غيه ول رب سطواه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬بطل أتيناهطم بذكرهطم} أي القرآن {فهطم عطن ذكرهطم معرضون}‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل {فخراج ر بك خ ي} أي أ نت ل‬ ‫وقوله‪{ :‬أم ت سألم خرجا} قال ال سن‪ :‬أجرا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬جع ً‬
‫ل ول شيئا على دعوتك إياهم إل الدى‪ ,‬بل أنت ف ذلك تتسب عند ال جزيل‬ ‫تسألم أجرة ول جع ً‬
‫ثوابه‪ ,‬كما قال‪{ :‬قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إل على ال} وقال‪{ :‬قل ما أسألكم عليه‬
‫من أجر وما أنا من التكلفي} وقال‪{ :‬قل ل أسألكم عليه أجرا إل الودة ف القرب} وقال‪{ :‬وجاء من‬
‫أقصططى الدينططة رجططل يسططعى قال يططا قوم اتبعوا الرسططلي اتبعوا مططن ل يسططألكم أجرا}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإ نك لتدعو هم إل صراط م ستقيم * وإن الذ ين ل يؤمنون بالَخرة عن ال صراط لناكبون}‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف‬
‫بن مهران عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملكان‪ ,‬فقعد أحدها‬
‫عند رجليه‪ ,‬والَخر ع ند رأ سه‪ ,‬فقال الذي عند رجل يه للذي عند رأ سه‪ :‬اضرب مثل هذا ومثل أمته‪,‬‬
‫فقال‪ :‬إن مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إل رأس مفازة‪ ,‬فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون‬
‫به الفازة ول ما يرجعون به‪ ,‬فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل ف حلة حبة‪ ,‬فقال‪ :‬أرأيتم إن أوردتكم‬
‫ريا ضا معش بة وحياضا رواء تتبعو ن ؟ فقالوا‪ :‬ن عم‪ ,‬قال‪ :‬فانطلق ب م وأورد هم ر ياضا معش بة وحياضا‬
‫رواء‪ ,‬فأكلوا وشربوا وسطنوا‪ ,‬فقال لمط‪ :‬أل ألفكطم على تلك الال فجعلتطم ل إن وردت بكطم رياضا‬
‫معشبة وحياضا رواء أن تتبعون ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪ :‬فإن بي أيديكم رياضا أعشب من هذه وحياضا هي‬
‫أروى من هذه فاتبعون‪ ,‬قال‪ :‬فقالت طائفة‪ :‬صدق وال لنتبعنه‪ ,‬وقالت طائفة‪ :‬قد رضينا بذا نقيم عليه‪.‬‬
‫وقال الا فظ أ بو يعلى الو صلي‪ :‬حدث نا زه ي‪ ,‬حدث نا يو نس بن م مد‪ ,‬حدث نا يعقوب بن ع بد ال‬
‫الشعري‪ ,‬حدثنا حفص بن حيد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إ ن م سك بجز كم هلم عن النار هلم عن النار‪ ,‬وتغلبون ن‬
‫تقاحون فيها تقا حم الفراش والنادب‪ ,‬فأوشك أن أر سل حجز كم وأنا فرط كم على الوض‪ ,‬فتردون‬
‫علي معا وأشتاتا أعرفكم بسيماكم وأسائكم‪ ,‬كما يعرف الرجل الغريب من البل ف إبله‪ ,‬فيذهب بكم‬
‫ذات اليمي وذات الشمال‪ ,‬فأناشد فيكم رب العالي أي رب قومي أي رب أمت‪ ,‬فيقال‪ :‬يا ممد إنك‬
‫ل تدري ما أحدثوا بعدك‪ ,‬إن م كانوا يشون بعدك القهقرى على أعقاب م‪ ,‬فلعر فن أحد كم يأ ت يوم‬
‫القيامة يمل شاة لا ثغاء ينادي‪ :‬يا ممد يا ممد‪ ,‬فأقول ل أملك لك من ال شيئا قد بلغت‪ ,‬ولعرفن‬
‫أحد كم يأ ت يوم القيا مة ي مل بعيا له رغاء ينادي‪ :‬يا م مد يا م مد‪ ,‬فأقول‪ :‬ل أملك لك شيئا قد‬
‫بلغت‪ ,‬ولعرفن أحدكم يأت يوم القيامة يمل فرسا لا ححمة فينادي‪ :‬يا ممد يا ممد‪ ,‬فأقول‪ :‬ل‬
‫أملك لك شيئا قد بلغت‪ ,‬ولعرفن أحدكم يأت يوم القيامة يمل سقاء من أدم ينادي‪ :‬يا ممد يا ممد‪,‬‬
‫‪178‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأقول‪ :‬ل أملك لك شيئا قد بلغت» وقال علي بن الدين‪ :‬هذا حديث حسن السناد إل أن حفص بن‬
‫حيد مهول‪ ,‬ل أعلم روى عنه غي يعقوب بن عبد ال الشعري القمي (قلت) بل قد روى عنه أيضا‬
‫أشعطث بطن إسطحاق‪ ,‬وقال فيطه ييط بطن معيط‪ :‬صطال‪ ,‬ووثقطه النسطائي وابطن حبان‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن الذيطن ل يؤمنون بالَخرة عطن الصطراط لناكبون} أي لعادلون جائرون منحرفون‪ ,‬تقول‬
‫العرب‪ :‬نكب فلن عن الطريق إذا زاغ عنها‪ .‬وقوله‪{ :‬ولو رحناهم وكشفنا ما بم من ضر للجوا ف‬
‫طغيانم يعمهون} يب تعال عن غلظهم ف كفرهم بأنه لو أزاح عنهم الضر وأفهمهم القرآن لا انقادوا‬
‫له ول ستمروا على كفر هم وعناد هم وطغيان م‪ ,‬ك ما قال تعال {ولو علم ال في هم خيا ل سعهم ولو‬
‫أ سعهم لتولوا و هم معرضون} وقال‪{ :‬ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليت نا نرد ول نكذب بآيات‬
‫ربنا ونكون من الؤمنون * بل بدا لم ما كانوا يفون من قبل ولو ردوا لعادوا لا نوا عنه ط إل قوله‬
‫ط ببعوثي} فهذا من باب علمه تعال با ل يكون ولو كان كيف يكون‪ ,‬قال الضحاك عن ابن عباس‪:‬‬
‫كططططططل مططططططا فيططططططه {لو} فهططططططو ماطططططط ل يكون أبدا‪.‬‬

‫حنَا عََلْيهِ ْم بَابا ذَا عَذَا ٍ‬


‫ب‬ ‫** وََلقَدْ أَ َخ ْذنَاهُ ْم بِاْلعَذَا بِ فَمَا ا ْستَكَانُواْ ِل َرّبهِ مْ َومَا َيَتضَ ّرعُو نَ * َحّتىَ إِذَا َفتَ ْ‬
‫ل مّا تَشْكُرُو نَ * َو ُهوَ‬ ‫شأَ َلكُ مُ ال سّمْ َع وَالبْ صَا َر وَالفْئِ َدةَ قَلِي ً‬ ‫شَدِيدٍ إِذَا هُ مْ فِي هِ مُبْلِ سُونَ * َو ُهوَ الّذِ يَ أَنْ َ‬
‫شرُو نَ * َو ُه َو الّذِي يُحْيِي َويُمِي تُ وَلَ هُ ا ْخِتلَ فُ الّليْ ِل وَالّنهَارِ أََفلَ‬ ‫ض َوإِلَيْ ِه تُحْ َ‬
‫الّذِي ذَ َرأَكُ مْ فِي الرْ ِ‬
‫َتعْقِلُو نَ * بَلْ قَالُوْا ِمثْلَ مَا قَا َل الوّلُو نَ * قَاُل َواْ َأإِذَا ِمتْنَا وَ ُكنّا تُرَابا َوعِظَاما َأإِنّا لَ َمْبعُوثُو نَ * َلقَ ْد ُوعِ ْدنَا‬
‫طط‬ ‫ط هَـطططذَآ إِلّ أَسطططَاطِ ُي الوّلِيَط‬ ‫ططن َقبْلُ إِنطط ْ‬ ‫ططا هَـطططذَا مِط‬ ‫ط وَآبَآؤُنَط‬ ‫نَحْنطط ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول قد أخذنا هم بالعذاب} أي ابتلينا هم بال صائب والشدائد {ف ما ا ستكانوا لرب م و ما‬
‫يتضرعون} أي ف ما رد هم ذلك ع ما كانوا ف يه من الك فر والخال فة‪ ,‬بل ا ستمروا على غي هم وضلل م‬
‫{فما استكانوا}‪ ,‬أي ما خشعوا {وما يتضرعون} أي ما دعوا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فلول إذ جاءهم بأسنا‬
‫تضرعوا ولكن قست قلوبم} الَية‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن حزة‬
‫الروزي‪ ,‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أب عن يزيد ط يعن النحوي ط عن عكرمة عن ابن عباس أنه‬
‫قال‪ :‬جاء أبو سفيان إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد أنشدك ال والرحم‪ ,‬فقد أكلنا‬
‫العل هز ط يع ن الوبر والدم ط فأنزل ال {ول قد أخذنا هم بالعذاب ف ما ا ستكانوا} الَ ية‪ ,‬وكذا رواه‬

‫‪179‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النسائي عن ممد بن عقيل عن علي بن السي عن أبيه به‪ ,‬وأصله ف الصحيحي أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم د عا على قر يش ح ي ا ستعصوا‪ ,‬فقال‪« :‬الل هم أع ن علي هم ب سبع ك سبع يو سف»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا سلمة بن شبيب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن إبراهيم بن عمر‬
‫بن كيسان‪ ,‬حدثن وهب بن عمر بن كيسان قال حبس وهب بن منبه فقال له رجل من البناء‪ :‬أل‬
‫أنشدك بيتا من ش عر يا أ با ع بد ال ؟ فقال و هب‪ :‬ن ن ف طرف من عذاب ال‪ ,‬وال يقول‪{ :‬ول قد‬
‫أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربم وما يتضرعون} قال‪ :‬وصام وهب ثلثا متواصلة‪ ,‬فقيل له‪ :‬ما هذا‬
‫الصطوم يطا أبطا عبطد ال ؟ قال‪ :‬أحدث لنطا فأحدثنطا‪ ,‬يعنط أحدث لنطا البطس فأحدثنطا زيادة عبادة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬حت إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون} أي حت إذا جاءهم أمر ال‬
‫وجاءت م ال ساعة بغ تة‪ ,‬فأخذ هم من عذاب ال ما ل يكونوا يت سبون فع ند ذلك أبل سوا من كل خ ي‬
‫وأيسوا من كل راحة‪ ,‬وانقطعت آمالم ورجاؤهم‪ ,‬ث ذكر تعال نعمه على عباده بأن جعل لم السمع‬
‫والب صار والفئدة‪ ,‬و هي العقول والفهوم ال ت يذكرون ب ا الشياء ويع تبون ب ا ف الكون من الَيات‬
‫الدالة على وحدانيططططططة ال وأنططططططه الفاعططططططل الختار لاطططططط يشاء‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قليلً ما تشكرون} أي ما أقل شكركم ل على ما أنعم به عليكم‪ ,‬كقوله‪{ :‬وما أكثر الناس‬
‫ولو حرصت بؤمن ي} ث أخب تعال عن قدرته العظي مة وسلطانه القا هر ف برئه الليقة وذرئه لم ف‬
‫سطائر أقطار الرض على اختلف أجناسطهم ولغاتمط وصطفاتم‪ ,‬ثط يوم القيامطة يمطع الوليط منهطم‬
‫ل ول‬‫والَخريطن ليقات يوم معلوم‪ ,‬فل يترك منهطم صطغيا ول كطبيا‪ ,‬ول ذكرا ول أنثطى‪ ,‬ول جلي ً‬
‫حقيا‪ ,‬إل أعاده ك ما بدأه‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬و هو الذي ي يي وي يت} أي ي يي الر مم وي يت ال مم‪{ ,‬وله‬
‫اختلف الليل والنهار} أي وعن أمره تسخي الليل والنهار‪ ,‬كل منهما يطلب الَخر طلبا حثيثا‪ ,‬يتعاقبان‬
‫ل يفتران ول يفترقان بزمان غيهاط‪ ,‬كقوله‪{ :‬لالشمطس ينبغطي لاط أن تدرك القمطر ول الليطل سطابق‬
‫النهار} الَيططططططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أفل تعقلون} أي أفليس لكم عقول تدلكم على العزيز العليم الذي قد قهر كل شيء‪ ,‬وعز‬
‫كل شيء وخضع له كل شيء‪ ,‬ث قال مبا عن منكري البعث الذين أشبهوا من قبلهم من الكذبي‬
‫{بل قالوا مثل ما قال الولون * قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لبعوثون} يعن يستبعدون وقوع‬
‫ذلك بعد صيورتم إل البلى {لقد وعدنا نن وآباؤنا هذا من قبل‪ ,‬إن هذا إل أساطي الولي} يعنون‬
‫العادة مال‪ ,‬إنا يب با من تلقاها عن كتب الولي واختلفهم وهذا النكار والتكذيب منهم كقوله‬
‫إخبارا عن هم {أئذا كنطا عظاما نرة * قالوا تلك إذا كرة خاسطرة * فإناط هطي زجرة واحدة * فإذا هم‬
‫‪180‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالساهرة} وقال تعال‪{ :‬أو ل ير النسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبي * وضرب لنا مثلً‬
‫ونسي خلقه قال من ييي العظام وهي رميم * قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}‬
‫الَيات‪.‬‬

‫ل تَذَكّرُو نَ * قُ ْل مَن رّ ّ‬
‫ب‬ ‫ض وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * َسَيقُولُونَ ِللّ هِ قُلْ أََف َ‬ ‫** قُل لّمَ نِ الرْ ُ‬
‫ل تَّتقُو نَ * قُ ْل مَن ِبيَدِ ِه مََلكُو تُ كُ ّل َشيْءٍ‬ ‫ب اْلعَرْ شِ اْلعَظِي مِ * َسَيقُولُونَ لِلّ هِ قُلْ أََف َ‬
‫سبْ ِع وَرَ ّ‬
‫ت ال ّ‬
‫ال سّمَاوَا ِ‬
‫سحَرُونَ * بَلْ َأَتيْنَاهُ ْم بِالْحَ قّ‬‫جيِ ُر وَ َل يُجَا ُر عََليْ هِ إِن كُنتُ مْ َتعَْلمُو نَ * َسَيقُولُونَ لِلّ هِ قُلْ َفأَّنىَ تُ ْ‬
‫َوهُ َو يُ ْ‬
‫ططططططططططططططططططَ‬ ‫ططططططططططططططططططْ َلكَا ِذبُونط‬ ‫َوإِّنهُمط‬
‫يقرر تعال وحدانيتطه واسطتقلله باللق والتصطرف واللك ليشطد إل أنطه ال الذي ل إله إل هطو‪ ,‬ول‬
‫تنبغي العبادة إل له وحده ل شريك له‪ ,‬ولذا قال لرسوله ممد صلى ال عليه وسلم أن يقول للمشركي‬
‫العابد ين م عه غيه العترف ي له بالربوب ية‪ ,‬وأ نه ل شر يك له في ها‪ ,‬و مع هذا ف قد أشركوا م عه ف الل ية‬
‫فعبدوا غيه معه مع اعترافهم أن الذين عبدوهم ل يلقون شيئاوليلكون شيئا ول يستبدون بشيء‪ ,‬بل‬
‫اعتقدوا أنم يقربونم إليه زلفى {ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى} فقال‪{ :‬قل لن الرض ومن فيها‬
‫؟} أي من مالكها الذي خلقها ومن فيها من اليوانات والنباتات والثمرات وسائر صنوف الخلوقات‬
‫{إن كنتم تعلمون ؟ سيقولون ل} أي فيعترفون لك بأن ذلك ل وحده ل شريك له‪ ,‬فإذا كان ذلك‬
‫{قل أفل تذكرون} أنه ل تنبغي العبادة إل للخالق الرزاق ل لغيه {قل من رب السموات السبع ورب‬
‫العرش العظيم} ؟ أي من هو خالق العال العلوي با فيه من الكواكب النيات واللئكة الاضعي له ف‬
‫سائر القطار منها والهات‪ ,‬ومن هو رب العرش العظيم‪ ,‬يعن الذي هو سقف الخلوقات‪ ,‬كما جاء ف‬
‫الديث الذي رواه أبو داود عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬شأن ال أعظم من ذلك إن‬
‫عر شه على سواته هكذا» وأشار بيده م ثل الق بة‪ ,‬و ف الد يث الَ خر « ما ال سموات ال سبع والرضون‬
‫ال سبع و ما بين هن و ما في هن ف الكر سي إل كحلقة ملقاة بأرض فلة‪ ,‬وإن الكر سي ب ا ف يه بالن سبة إل‬
‫العرش كتلك اللقة ف تلك الفلة» ولذا قال بعض السلف‪ :‬إن مسافة ما بي قطري العرش من جانب‬
‫إل جانطب مسطية خسطي ألف سطنة‪ ,‬وارتفاعطه عطن الرض السطابعة مسطية خسطي ألف سطنة‪ ,‬وقال‬
‫الضحاك عطططططن ابطططططن عباس‪ :‬إناططططط سطططططي عرشا لرتفاعطططططه‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال العمطش عطن كعطب الحبار‪ :‬إن السطموات والرض فط العرش كالقنديطل العلق بيط السطماء‬
‫والرض‪ .‬وقال ماهد‪ :‬ما السموات والرض ف العرش إل كحلقة ف أرض فلة‪ .‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا العلء بن سال‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان الثوري عن عمار الدّهن عن مسلم البطي عن سعيد‬
‫بطن جطبي عطن ابطن عباس قال‪ :‬العرش ل يقدر قدره أحطد‪ ,‬وفط روايطة‪ :‬إل ال عطز وجطل‪ ,‬وقال بعطض‬
‫ال سلف‪ :‬العرش من يا قو تة حراء‪ ,‬ولذا قال هه نا‪{ :‬ورب العرش العظ يم} أي ال كبي‪ .‬وقال ف آ خر‬
‫السورة {رب العرش الكري} أي السن البهي‪ ,‬فقد جع العرش بي العظمة ف التساع والعلو والسن‬
‫الباهر‪ ,‬ولذا قال من قال إنه من يا قوتة حراء‪ .‬وقال ابن مسعود‪ :‬إن ربكم ليس عنده ليل ول نار‪ ,‬نور‬
‫العرش مطططططططططططططططططن نور وجهطططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬سيقولون ل قل أفل تتقون} أي إذا كنتم تعترفون بأنه رب السموات ورب العرش العظيم‪,‬‬
‫أفل تافون عقابه وتذرون عذابه ف عبادتكم معه غيه وإشراككم به‪ .‬قال أبو بكر عبد ال بن ممد‬
‫بن أب الدنيا القرشي ف كتاب التفكر والعتبار‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬أخبنا عبيد ال بن جعفر‪,‬‬
‫أ خبن ع بد ال بن دينار عن ابن ع مر قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عليه و سلم كثيا ما يدث عن‬
‫امرأة كانت ف الاهلية على رأس جبل معها ا بن ل ا يرعى غنما‪ ,‬فقال لا ابنها‪ :‬يا أ مه من خل قك ؟‬
‫قالت‪ :‬ال‪ .‬قال ف من خلق أ ب‪ .‬قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬ف من خلق ن ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬ف من خلق ال سموات ؟‬
‫قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فمطن خلق الرض ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فمطن خلق البطل ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فمطن خلق‬
‫هذه الغ نم ؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فإ ن أ سع ل شأنا ث أل قى نف سه من ال بل فتق طع‪ .‬قال ا بن ع مر‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كثيا ما يدثنا هذا الديث‪ ,‬قال عبد ال بن دينار‪ :‬كان ابن عمر كثيا‬
‫ما يدث نا بذا الد يث‪ ,‬قلت‪ :‬ف إ سناده ع بد ال بن جع فر الدي ن والد المام علي بن الدي ن‪ ,‬و قد‬
‫تكلموا فيططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫{قل من بيده ملكوت كل شيء} أي بيده اللك {ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها} أي متصرف‬
‫فيها وكان ر سول ال صلى ال عليه و سلم يقول‪« :‬ل والذي نفسي بيده» وكان إذا اجت هد ف اليم ي‬
‫قال «ل ومقلب القلوب» فهطو سطبحانه الالق الالك التصطرف {وهطو ييط ول يار عليطه إن كنتطم‬
‫تعلمون} كانت العرب إذا كان السيد فيهم فأجار أحدا ل يفر ف جواره‪ ,‬وليس لن دونه أن يي عليه‬
‫لئل يفتات عليه‪ ,‬ولذا قال ال‪{ :‬وهو يي ول يار عليه} أي وهو السيد العظيم الذي ل أعظم منه‪,‬‬
‫الذي له اللق وال مر ول مع قب لك مه‪ ,‬الذي ل يا نع ول يالف‪ ,‬و ما شاء كان ومال ي شأ ل ي كن‪,‬‬
‫وقال ال‪{ :‬ل يسأل عما يفعل وهم يسألون} أي ل يسأل عما يف عل لعظمته وكبيائه وغلبته وقهره‬
‫‪182‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحكم ته وعدله‪ ,‬فاللق كل هم ي سألون عن أعمال م‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فور بك لن سألنهم أجع ي ع ما‬
‫كانوا يعملون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬سيقولون ل} أي سيعترفون أن السيد العظيم الذي يي ول يار عليه هو ال تعال وحده ل‬
‫شريك له {قل فأن تسحرون} أي فكيف تذهب عقولكم ف عبادتكم معه غيه مع اعترافكم وعلمكم‬
‫بذلك‪ ,‬ثط قال تعال‪{ :‬بطل أتيناهطم بالقط} وهطو العلم بأنطه ل إله إل ال‪ ,‬وأقمنطا الدلة الصطحيحة‬
‫الواضحة القاطعة على ذلك {وإنم لكاذبون} أي ف عبادتم مع ال غيه ول دليل لم على ذلك‪ ,‬كما‬
‫قال ف آ خر ال سورة {و من يدع مع ال إلا آ خر ل برهان له به فإن ا ح سابه ع ند ر به إ نه ل يفلح‬
‫الكافرون} فالشركون ل يفعلون ذلك عن دليل قادهم إل ما هم فيه من الفك والضلل‪ ,‬وإنا يفعلون‬
‫ذلك اتباعا لَبائهم وأسلفهم اليارى الهال‪ ,‬كما قال ال عنهم‪{ :‬إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على‬
‫آثارهططططططططططططططططططططططططططططططططططططم مقتدون}‪.‬‬

‫ضهُ ْم عََلىَ َبعْ ٍ‬


‫ض‬ ‫ل َبعْ ُ‬
‫خذَ اللّ ُه مِن وَلَ ٍد َومَا كَانَ َمعَهُ مِنْ إِلَطهٍ إِذا لّ َذهَبَ كُلّ إِلَـ ٍه بِمَا َخلَقَ وََلعَ َ‬
‫** مَا اتّ َ‬
‫شرِكُونططَ‬ ‫شهَا َدةِ َفَتعَاَلىَ عَمّططا يُ ْ‬ ‫ط وَال ّ‬‫ط اْل َغيْبط ِ‬
‫طفُونَ * عَالِمط ِ‬ ‫ط عَمّططا يَصط ِ‬ ‫طبْحَانَ اللّهط ِ‬ ‫سط ُ‬
‫ينه تعال نفسه عن أن يكون له ولد أو شريك ف اللك والتصرف والعبادة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ما اتذ ال‬
‫من ولد و ما كان م عه من إله إذا لذ هب كل إله ب ا خلق ولعل بعض هم على ب عض} أي لو قدر تعدد‬
‫الَلة لنفرد كل منهم با خلق فما كان ينتظم الوجود‪ ,‬والشاهد أن الوجود منتظم متسق كل من العال‬
‫العلوي وال سفلي مرتبط بعضه ببعض ف غاية الكمال { ما ترى ف خلق الرح ن من تفاوت} ث لكان‬
‫كل منهم يطلب قهر الَخر وخلفه‪ ,‬فيعلو بعضهم على بعض والتكلمون ذكروا هذا العن‪ ,‬وعبوا عنه‬
‫بدليل التمانع‪ ,‬وهو أنه لو فرض صانعان فصاعدا فأراد واحد تريك جسم والَخر أراد سكونه‪ ,‬فإن ل‬
‫يصل مراد كل واحد منهما كانا عاجزين‪ ,‬والواجب ل يكون عاجزا ويتنع اجتماع مراديهما للتضاد‪,‬‬
‫و ما جاء هذا الحال إل من فرض التعدد‪ ,‬فيكون ما ًل فأ ما إن ح صل مراد أحده ا دون الَ خر‪ ,‬كان‬
‫الغالب هو الوا جب والَ خر الغلوب مكنا‪ ,‬ل نه ل يل يق ب صفة الوا جب أن يكون مقهورا‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ولعل بعضهم على بعض سبحان ال عما يصفون} أي عما يقول)الظالون العتدون ف دعواهم‬
‫الولد أو الشريك علوا كبيا {عال الغيب والشهادة} أي يعلم ما يغيب عن الخلوقات وما يشاهدونه‬
‫{فتعال عمطا يشركون} اي تقدس وتنه وتعال وعطز وجطل عمطا يقول الظالون والاحدون‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك مَا َنعِدُهُ ْم‬


‫جعَ ْلنِي فِي اْل َق ْومِ الظّالِ ِميَ * َوِإنّا عََلىَ أَن نّ ِريَ َ‬
‫ل تَ ْ‬
‫** قُل رّبّ ِإمّا تُ ِرَينّي مَا يُوعَدُونَ * رَبّ َف َ‬
‫ك مِ ْن هَ َمزَا تِ‬
‫سّيئَ َة نَحْ نُ َأعْلَ ُم بِمَا يَ صِفُونَ * وَقُلْ رّ بّ َأعُوذُ بِ َ‬ ‫س ُن ال ّ‬
‫َلقَادِرُو نَ * ادْفَ عْ بِالّتِي هِ يَ أَحْ َ‬
‫حضُرُونطططططططِ‬ ‫الشّياطِيِطططططط * َوَأعُو ُذ بِكطططططططَ رَبطططططططّ أَن يَ ْ‬
‫يقول تعال آمرا نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم أن يدعو بذا الدعاء عند حلول النقم {رب إما ترين‬
‫ما يوعدون} أي إن عاقبتهم وأنا أشاهد ذلك‪ ,‬فل تعلن فيهم كما جاء ف الديث الذي رواه المام‬
‫أحد والترمذي وصححه «وإذا أردت بقوم فتنة فتوفّن إليك غي مفتون»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإنا على أن‬
‫نريك ما نعدهم لقادرون} اي لو شئنا لريناك ما نل بم من النقم والبلء والحن‪ .‬ث قال تعال مرشدا‬
‫له إل الترياق النافع ف مالطة الناس وهو الحسان إل من يسيء إليه‪ ,‬ليستجلب خاطره فتعود عداوته‬
‫صداقة وبغ ضه م بة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬اد فع بال ت هي أح سن ال سيئة} وهذا ك ما قال ف الَ ية الخرى‪:‬‬
‫{ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم * وما يلقاها إل الذين صبوا}‬
‫الَيطة‪ ,‬اي ومطا يلهطم هذه الوصطية أو هذه الصطلة أو الصطفة {إل الذيطن صطبوا} اي على أذى الناس‬
‫فعاملوهطم بالميطل مطع إسطدائهم القبيطح {ومطا يلقاهطا إل ذو حطظ عظيطم} أي فط الدنيطا والَخرة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و قل رب أعوذ بك من هزات الشياط ي} أمره ال أن ي ستعيذ من الشياط ي لن م ل‬
‫تنفع معهم اليل ول ينقادون بالعروف‪ ,‬وقد قدمنا عند الستعاذة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يقول‪« :‬أعوذ بال السطميع العليطم مطن الشيطان الرجيطم مطن هزه ونفخطه ونفثطه»‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وأعوذ بك رب أن يضرون} أي ف شيء من أمري‪ ,‬ولذا أمر بذكر ال ف ابتداء المور وذلك لطرد‬
‫الشيطان عند الكل والماع والذبح وغي ذلك من المور‪ ,‬ولذا روى أبو داود أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يقول‪« :‬اللهم إن أعوذ بك من الرم‪ ,‬وأعوذ بك الدم ومن الغرق‪ ,‬وأعوذ بك من أن‬
‫يتخبط ن الشيطان ع ند الوت» وقال المام أح د حدث نا يز يد‪ ,‬أخب نا م مد بن إ سحاق عن عمرو بن‬
‫شعيب عن أبيه عد جده قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا كلمات يقولن عند النوم من‬
‫الفزع‪« :‬با سم ال‪ ,‬أعوذ بكلمات ال التا مة من غض به وعقا به و من شر عباده‪ ,‬و من هزات الشياط ي‬
‫وأن يضرون» قال فكان عبد ال بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولا عند نومه ومن كان منهم‬
‫صغيا ل يعقل أن يفظها كتبها له فعلقها ف عنقه‪ .‬ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث ممد‬
‫بطططططططن إسطططططططحاق‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسطططططططن غريطططططططب‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َحتّىَ إِذَا جَآءَ أَ َح َدهُ ُم الْ َموْ تُ قَالَ رَ بّ ارْ ِجعُو نِ * َلعَلّ يَ َأعْمَلُ صَالِحا فِيمَا تَرَكْ تُ َكلّ ِإّنهَا َكلِ َم ٌة‬
‫ططططَ‬ ‫ط ُيبْ َعثُونط‬‫ططط ِ‬ ‫ططططٌ إَِلىَ َيوْمط‬ ‫ط بَ ْرزَخط‬ ‫ططط ْ‬ ‫ُهوَ قَآئِلُهَططططا وَمِططططن وَرَآِئهِمط‬
‫يب تعال عن حال الحتضر عند الوت من الكافرين أو الفرطي ف أمر ال تعال‪ ,‬وقيلهم عند ذلك‬
‫وسؤالم الرجعة إل الدنيا ليصلح ما كان أفسده ف مدة حياته‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬رب ارجعون لعلي أعمل‬
‫صاحلً فيما تركت كل} كما قال تعال‪{ :‬وأنفقوا ما رزقناكم من قبل أن يأت أحدكم الوت ط إل‬
‫قوله ط وال خبي با تعملون} وقال تعال {وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ط إل قوله ط مالكم من‬
‫زوال} وقال تعال‪{ :‬يوم يأت تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالق فهل لنا من‬
‫شفعاء فيشفعوا لنطا أو نرد فنعمطل غيط الذي كنطا نعمطل} وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الجرمون ناكسطو‬
‫رؤوسهم عند ربم ربنا أبصرنا وسعنا فارجعنا نعمل صالاإنا موقنون} وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ وقفوا‬
‫على النار فقالوا يا ليتنا نرد ول نكذب بآيات ربنا ط إل قوله ط وإنم لكاذبون} وقال تعال‪{ :‬وترى‬
‫الظال ي ل ا رأوا العذاب يقولون هل إل مرد من سبيل} وقال تعال‪{ :‬قالوا رب نا أمت نا اثنت ي وأحييت نا‬
‫اثنتي فاعترفنا بذنوبنا فهل إل خروج من سبيل} والَية بعدها‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وهم يصطرخون فيها ربنا‬
‫أخرجنا نعمل صالا غي الذي كنا نعمل أو ل نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا‬
‫فما للظالي من نصي} فذكر تعال أنم يسألون الرجعة فل يابون عند الحتضار ويوم النشور ووقت‬
‫العرض على البار‪ ,‬وحيططط يعرضون على النار وهطططم فططط غمرات عذاب الحيطططم‪.‬‬
‫وقوله ههنا‪{ :‬كل إنا كلمة هو قائلها} كل حرف ردع وزجر‪ ,‬أي ل نيبه إل ما طلب ول نقبل‬
‫منه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إنا كلمة هو قائلها} قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬أي لبد أن يقولا ل مالة‬
‫كطل متضطر ظال‪ ,‬ويتمطل أن يكون ذلك علة لقوله كل‪ ,‬أي لناط كلمطة‪ ,‬أي سطؤاله الرجوع ليعمطل‬
‫صالا هو كلم منه وقول ل عمل معه‪ ,‬ولو رد لا عمل صالا ولكان يكذب ف مقالته هذه‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬ولو ردوا لعادوا ل ا نوا عنه وإن م لكاذبون} قال قتادة‪ :‬وال ما ت ن أن ير جع إل أ هل ول إل‬
‫عشية‪ ,‬ول بأن يمع الدنيا ويقضي الشهوات‪ ,‬ولكن تن أن يرجع فيعمل بطاعة ال عز وجل‪ ,‬فرحم‬
‫ال امرءا عمطططططططل فيمطططططططا يتمناه الكافطططططططر إذا رأى العذاب إل النار‪.‬‬
‫وقال ممد بن كعب القرظي {حت إذا جاء أحدهم الوت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالا فيما‬
‫تر كت} قال‪ :‬فيقول البار‪{ :‬كل إن ا كل مة هو قائل ها} وقال ع مر بن ع بد ال مول غفرة‪ :‬إذا قال‬

‫‪185‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الكافر رب ارجعون لعلي أعمل صالا‪ ,‬يقول ال تعال‪ :‬كل كذبت‪ .‬وقال قتادة ف قوله تعال‪{ :‬حت‬
‫إذا جاء أحدهطم الوت} قال‪ :‬كان العلء بطن زياد يقول‪ :‬لينلن أحدكطم نفسطه أنطه قطد حضره الوت‬
‫فا ستقال ر به فأقاله‪ ,‬فليع مل بطا عة ال تعال‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وال ما ت ن إل أن ير جع فيع مل بطا عة ال‪,‬‬
‫فانظروا أمنية الكافر الفرط فاعملوا با‪ ,‬ول قوة إل بال‪ ,‬وعن ممد بن كعب القرظي نوه‪ .‬وقال ممد‬
‫بن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن يوسف‪ ,‬حدثنا فضيل ط يعن ابن عياض ط عن ليث عن طلحة‬
‫بن مصرف‪ ,‬عن أب حازم عن أب هريرة قال‪ :‬إذا وضع ط يعن الكافر ط ف قبه فيى مقعده من النار‪,‬‬
‫قال‪ :‬فيقول‪ :‬رب ارجعون أتوب وأع مل صالا‪ ,‬قال‪ :‬فيقال قد عمرت ما ك نت معمرا‪ ,‬قال‪ :‬فيض يق‬
‫عليططه قططبه ويلتئم‪ ,‬فهططو كالنهوش ينام ويفزع‪ ,‬توي إليططه هوام الرض وحياتاطط وعقارباطط‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمر بن علي‪ ,‬حدثن سلمة بن تام‪ ,‬حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن‬
‫السيب عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬ويل لهل العاصي من أهل القبور تدخل عليهم ف قبورهم‬
‫حيات سود أو دهم‪ ,‬حية عند رأسه وحية عند رجليه يقرصانه حت يلتقيا ف وسطه‪ ,‬فذلك العذاب ف‬
‫البزخ الذي قال ال تعال‪{ :‬ومن ورائهم برزخ إل يوم يبعثون}‪ .‬وقال أبو صال وغيه ف قوله تعال‪:‬‬
‫{ومن ورائهم} يعن أمامهم‪ .‬وقال ماهد‪ :‬البزخ الاجز ما بي الدنيا والَخرة‪ .‬وقال ممد بن كعب‪:‬‬
‫البزخ مطا بيط الدنيطا والَخرة‪ ,‬ليسطوا مطع أهطل الدنيطا يأكلون ويشربون ول مطع أهطل الَخرة يازون‬
‫بأعمالمط‪ .‬وقال أبطو صطخر‪ :‬البزخ القابر ل هطم فط الدنيطا ول هطم فط الَخرة‪ ,‬فهطم مقيمون إل يوم‬
‫يبعثون‪ ,‬وف قوله تعال‪{ :‬ومن ورائهم برزخ} تديد لؤلء الحتضرين من الظلمة بعذاب البزخ‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬مطن ورائهطم جهنطم} وقال تعال‪{ :‬ومطن ورائه عذاب غليطظ}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إل يوم‬
‫يبعثون} أي يسطتمر بطه العذاب إل يوم البعطث‪ ,‬كمطا جاء فط الديطث «فل يزال معذبا فيهطا» أي فط‬
‫الرض‪.‬‬

‫ب َبيَْنهُ مْ َيوْ َمئِ ٍذ وَ َل يَتَ سَآءَلُونَ * فَمَن َثقُلَ تْ َموَازِينُ هُ َفُأوْلَ ـئِكَ هُ ُم‬
‫** فَِإذَا نُفِ خَ فِي ال صّورِ َفلَ أَن سَا َ‬
‫ك الّذِينَ خَسِ ُر َواْ أَنفُسَهُمْ فِي َج َهنّمَ خَالِدُونَ * تَ ْلفَ ُح وُجُو َههُمُ‬ ‫ت َموَازِينُهُ فأُوْلَـئِ َ‬ ‫الْ ُمفْلِحُونَ * َومَنْ َخفّ ْ‬
‫النّا ُر َوهُمطططططططططططْ فِيهَطططططططططططا كَالِحُونطططططططططططَ‬
‫ي ب تعال أ نه إذا ن فخ ف ال صور نف خة النشور‪ ,‬وقام الناس من القبور {فل أن ساب بين هم يومئذ ول‬
‫يت ساءلون} أي ل تنفع النساب يومئذ ول يرن والد لولده ول يلوي عل يه‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ول يسأل‬

‫‪186‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حيم حيما يبصرونم} أي ليسأل القريب عن قريبه وهو يبصره ولو كان عليه من الوزار ما قد أثقل‬
‫ظهره‪ ,‬وهو كان أعز الناس عليه ف الدنيا ما التفت إليه ول حل عنه وزن جناح بعوضة‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{يوم يفر الرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه} الَية‪ ,‬وقال ابن مسعود‪ :‬إذا كان يوم القيامة جع ال‬
‫الول ي والَخر ين‪ ,‬ث نادى مناد‪ :‬أل من كان له مظل مة فليجىء فليأ خذ ح قه ط قال فيفرح الرء أن‬
‫يكون له القط على والده أو ولده أو زوجتطه وإن كان صطغيا‪ ,‬ومصطداق ذلك فط كتاب ال قال ال‬
‫تعال‪{ :‬فإذا نفطخ فط الصطور فل أنسطاب بينهطم يومئذ ول يتسطاءلون} رواه ابطن أبط حاتط‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو سعيد مول ب ن ها شم‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن جع فر‪ ,‬حدثت نا أم ب كر ب نت‬
‫السور بن مرمة عن عبد ال بن أب رافع عن السور ط هو ابن مرمة ط رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فاطمة بضعة من‪ ,‬يغيظن ما يغيظها‪ ,‬وينشطن ما ينشطها‪ ,‬وإن النساب‬
‫تنقطع يوم القيامة إل نسب وسبب وصهري» وهذا الديث له أصل ف الصحيحي عن السور بن مرمة‬
‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬فاط مة بض عة م ن‪ ,‬يريب ن ما يريب ها‪ ,‬ويؤذي ن ما آذا ها»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬حدثنا زهي عن عبد ال بن ممد عن حزة بن أب سعيد الدري‬
‫عن أب يه‪ ,‬قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول على هذا ال نب‪ « :‬ما بال رجال يقولون إن‬
‫رحم رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تنفع قومه ؟ بلى وال إن رحي موصولة ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وإن‬
‫أيها الناس فرط لكم إذا جئتم» قال رجل‪ :‬يا رسول ال أنا فلن بن فلن‪ ,‬فأقول لم‪ :‬أما النسب فقد‬
‫عرفت ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددت القهقرى» وقد ذكرنا ف مسند أمي الؤمني عمر بن الطاب‬
‫من طرق متعددة عنه رضي ال عنه أنه لا تزوج أم كلثوم بنت علي بن أب طالب رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫أما وال ما ب إل أن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬كل سبب ونسب فإنه منقطع يوم‬
‫القيا مة إل سبب ون سب» رواه ال طبان والبزار والي ثم بن كل يب والبيه قي‪ ,‬والا فظ الضياء ف الختارة‬
‫وذكر أنه أصدقها أربعي ألفا إعظاما وإكراما رضي ال عنه‪ ,‬فقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة أب‬
‫العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم من طريق أب القاسم البغوي‪ :‬حدثنا‬
‫سليمان بن عمر بن القطع‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن عبد السلم عن إبراهيم بن يزيد عن ممد بن عباد بن‬
‫جعفر سعت ابن عمر يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة‬
‫إل نسب وصهري» وروي فيها من طريق عمار بن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد ال بن‬
‫عمرو مرفوعا «سألت رب عز وجل أن ل أتزوج إل أحد من أم ت ول يتزوج إل أحد منهم إل كان‬
‫معطي فط النطة فأعطانط ذلك» ومطن حديطث عمار بطن سطيف عطن إسطاعيل عطن عبطد ال بطن عمرو‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ف من ثقلت موازي نه فأولئك هم الفلحون} أي من رج حت ح سناته على سيئاته ولو‬
‫بواحدة‪ ,‬قاله ا بن عباس‪{ ,‬فأولئك هم الفلحون} أي الذ ين فازوا فنجوا من النار وأدخلوا ال نة‪ ,‬وقال‬
‫ابن عباس‪ :‬أولئك الذ ين فازوا با طلبوا‪ ,‬ونوا من شر ما منه هربوا {و من خفت موازينه} أي ثقلت‬
‫سيئاته على حسناته {فأولئك الذين خسروا أنفسهم} أي خابوا وهلكوا وفازوا بالصفقة الاسرة‪ .‬وقال‬
‫الا فظ أبو ب كر البزار‪ :‬حدثنا إ ساعيل بن أ ب الارث‪ ,‬حدثنا داود بن ال حب‪ ,‬حدثنا صال الري عن‬
‫ثا بت البنا ن وجع فر بن ز يد ومن صور بن زاذان عن أ نس بن مالك يرف عه قال‪ :‬إن ل ملكا موكلً‬
‫باليزان‪ ,‬فيؤ تى با بن آدم فيو قف ب ي كف ت اليزان‪ ,‬فإن ث قل ميزا نه نادى ملك ب صوت ي سمعه اللئق‪:‬‬
‫سعد فلن سعادة ل يشقى بعدها أبدا‪ ,‬وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع اللئق‪ :‬شقي فلن‬
‫شقاوة ل ي سعد بعد ها أبدا‪ ,‬إ سناده ضي عف فإن داود بن ال حب ضع يف متروك‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ف‬
‫جهنم خالدون} أي ما كثون فيها دائمون مقيمون فل يظعنون {تلفح وجوههم النار} كما قال تعال‪:‬‬
‫{وتغشى وجوههم النار} وقال تعال‪{ :‬لو يعلم الذين كفروا حي ل يكفون عن وجوههم النار ول‬
‫عططططططططططططن ظهورهططططططططططططم} الَيططططططططططططة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا فروة بن أب الغراء‪ ,‬حدثنا ممد بن سليمان بن الصبهان عن‬
‫أب سنان ضرار بن مرة عن عبد ال بن أب الذيل عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن‬
‫جهنم لا سيق لا أهلها تلقاهم لبها‪ ,‬ث تلفحهم لفحة فلم يبق لم لم إل سقط على العرقوب» وقال‬
‫ابن مردويه‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن يي القزاز‪ ,‬حدثنا الضر بن علي بن يونس القطان‪ ,‬حدثنا عمر‬
‫بن أب الارث بن الضر القطان‪ ,‬حدثنا سعيد بن سعيد القبي عن أخيه عن أبيه عن أب الدرداء رضي‬
‫ال عنطه قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم فط قول ال تعال‪{ :‬تلفطح وجوههطم النار} قال‪:‬‬
‫ططططط‪.‬‬ ‫طططططم على أعقابمط‬ ‫طططططيل لومهط‬ ‫طططططة تسط‬ ‫طططططم لفحط‬ ‫تلفحهط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهم فيها كالون} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن عابسون‪ .‬وقال الثوري‬
‫عن أب إسحاق عن أب الحوص عن عبد ال بن مسعود {وهم فيها كالون} قال‪ :‬أل تر إل الرأس‬
‫الشيط الذي قد بدا أسنانه وقلصت شفتاه‪ .‬وقال المام أحد أخبنا علي بن إسحاق أخبنا عبد ال هو‬
‫ابن البارك رحه ال‪ ,‬أخبنا سعيد بن يزيد عن أب السمح عن أب اليثم عن أب سعيد الدري عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪{« :‬وهم فيها كالون} ط قال ط تشويه النار فتقلص شفته العليا حت تبلغ‬
‫وسط رأسه‪ ,‬وتسترخي شفته السفلى حت تبلغ سرته» ورواه الترمذي عن سويد بن نصر عن عبد ال‬
‫طططططططب‪.‬‬ ‫طططططططن غريط‬ ‫طططططططه‪ ,‬وقال‪ :‬حسط‬ ‫طططططططن البارك بط‬ ‫بط‬
‫‪188‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت عََلْينَا ِش ْق َوتُنَا وَ ُكنّا َقوْما ضَآّليَ *‬


‫** أَلَ ْم َتكُ ْن آيَاتِي ُتتَْلىَ عََلْيكُمْ َف ُكنْتُ ْم ِبهَا ُتكَ ّذبُونَ * قَالُواْ َرّبنَا غََلبَ ْ‬
‫َربّنَططططآ أَ ْخرِجْنَططططا ِمنْهَططططا فَإِنططططْ عُدْنَططططا فَإِنّططططا ظَالِمُونططططَ‬
‫هذا تقريع من ال وتوبيخ لهل النار على ما ارتكبوه من الكفر والآث والحارم والعظائم الت أوبقتهم‬
‫ف ذلك‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أل ت كن آيا ت تتلى علي كم فكن تم ب ا تكذبون} أي قد أر سلت إلي كم الر سل‪,‬‬
‫وأنزلت علي كم الك تب‪ ,‬وأزلت شبه كم‪ ,‬ول ي بق ل كم ح جة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬لئل يكون للناس على‬
‫ال حجة بعد الرسل} وقال تعال‪{ :‬وما كنا معذبي حت نبعث رسولً} وقال تعال‪{ :‬كلما ألقي فيها‬
‫فوج سألم خزنتها أل يأتكم نذير ط إل قوله ط فسحقا لصحاب السعي} ولذا قالوا‪{ :‬ربنا غلبت‬
‫علينا شقوتنا وكنا قوما ضالي} أي قد قامت علينا الجة‪ ,‬ولكن كنا أشقى من أن ننقاد لا ونتبعها‪,‬‬
‫فضللنا عنها ول نرزقها‪ .‬ث قالوا‪{ :‬ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالون} أي ارددنا إل الدنيا‪ ,‬فإن‬
‫عدنا إل ما سلف منا فنحن ظالون مستحقون للعقوبة‪ ,‬كما قال‪{ :‬فاعترفنا بذنوبنا فهل إل خروج من‬
‫سبيل * ط إل قوله ط فالكم ل العلي الكبي} أي ل سبيل إل الروج لنكم كنتم تشركون بال إذا‬
‫وحده الؤمنون‪.‬‬

‫سئُواْ فِيهَا وَ َل ُتكَلّمُونِ * ِإنّهُ كَانَ َفرِيقٌ مّ ْن عِبَادِي َيقُولُونَ َرّبنَآ آ َمنّا فَا ْغفِرْ َلنَا وَارْحَ ْمنَا َوأَنتَ‬
‫** قَالَ اخْ َ‬
‫حكُو نَ * إِنّي َج َزْيتُهُ مُ‬ ‫سوْكُمْ ذِكْرِي وَكُْنتُ مْ ّمْنهُ ْم تَضْ َ‬ ‫خ ْذتُمُوهُ مْ ِسخْ ِريّا َحّتىَ أَن َ‬
‫َخيْرُ الرّا ِحمِيَ * فَاتّ َ‬
‫ط الْفَآئِزُونطططططَ‬ ‫ط هُمطططط ُ‬ ‫طبَ ُر َواْ َأّنهُمطططط ْ‬ ‫ط بِمَطططططا صطططط َ‬ ‫الَْيوْمطططط َ‬
‫هذا جواب من ال تعال للكفار إذا سألوا الروج من النار والرج عة إل هذه الدار‪ .‬يقول {اخ سئوا‬
‫فيهطا} أي امكثوا فيهطا صطاغرين مهان ي أذلء‪{ ,‬ول تكلمون} أي ل تعودوا إل سؤالكم هذا فإ نه ل‬
‫جواب لكم عندي‪ .‬قال العوف عن ابن عباس {اخسئوا فيها ول تكلمون} قال‪ :‬هذا قول الرحن حي‬
‫انقطع كلمهم منه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبدة بن سليمان الروزي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫البارك عن سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أب أيوب عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬إن أهل جهنم يدعون‬
‫مالكا فل ييب هم أربع ي عاما‪ ,‬ث يرد علي هم إن كم ماكثون‪ ,‬قال ها نت دعوت م وال على مالك ورب‬
‫مالك‪ ,‬ث يدعون ربم فيقولون {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالي * ربنا أخرجنا منها فإن عدنا‬
‫فإ نا ظالون} قال‪ :‬في سكت عن هم قدر الدن يا مرت ي ث يرد علي هم {اخ سئوا في ها ول تكلمون} قال‪:‬‬
‫‪189‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فوال ما ن بس القوم بعد ها بكل مة واحدة‪ ,‬و ما هو إل الزف ي والشه يق ف نار جه نم‪ ,‬قال‪ :‬فشب هت‬
‫طططق‪.‬‬ ‫طططا شهيط‬ ‫ططط وآخرهط‬ ‫ططط زفيط‬ ‫ططط أولاط‬ ‫طططوات الميط‬ ‫طططواتم بأصط‬ ‫أصط‬
‫وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا سفيان عن سلمة‬
‫بن كه يل‪ ,‬حدث نا أ بو الزعراء قال‪ :‬قال ع بد ال بن م سعود‪ :‬إذا أراد ال تعال أن ل يرج من هم أحدا‬
‫يعن من جهنم‪ ,‬غي وجوههم وألوانم‪ ,‬فيجيء الرجل من الؤمني فيشفع فيقول‪ :‬يا رب‪ ,‬فيقول ال‪:‬‬
‫من عرف أحدا فليخرجه‪ ,‬فيجيء الرجل من الؤمني فينظر فل يعرف أحدا‪ ,‬فيناديه الرجل‪ :‬يا فلن أنا‬
‫فلن‪ ,‬فيقول ما أعرفك‪ ,‬قال‪ :‬فعند ذلك يقولون {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالون} فعند ذلك‬
‫يقول ال تعال‪{ :‬اخ سئوا في ها ول تكلمون} فإذا قال ذلك أطب قت علي هم النار فل يرج من هم أ حد‪.‬‬
‫ث قال تعال مذكرا ل م بذنوب م ف الدن يا و ما كانوا ي ستهزئون بعباده الؤمن ي وأوليائه‪ ,‬فقال تعال‪:‬‬
‫{إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحنا وأنت خي الراحن * فاتذتوهم سخريا}‬
‫أي فسخرت منهم ف دعائهم إياي وتضرعهم إل {حت أنسوكم ذكري} أي حلكم بغضهم على أن‬
‫نسيتم معاملت {وكنتم منهم تضحكون} أي من صنيعهم وعبادتم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن الذين أجرموا‬
‫كانوا من الذ ين آمنوا يضحكون وإذا مروا ب م يتغامزون} أي يلمزون م ا ستهزاء‪ :‬ث أ خب تعال ع ما‬
‫جازى بطه أولياءه وعباده الصطالي‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬إنط جزيتهطم اليوم باط صطبوا} أي على أذاكطم لمط‬
‫طن النار‪.‬‬‫طة والنجاة مط‬‫طلمة والنط‬ ‫طعادة والسط‬ ‫طم الفائزون} بالسط‬ ‫ط هط‬ ‫ط {أنمط‬ ‫طتهزائكم بمط‬‫واسط‬

‫** قَالَ كَ مْ َلِبْثتُ مْ فِي الرْضِ عَ َددَ ِسنِيَ * قَالُواْ َلِبْثنَا َيوْما َأ ْو َبعْضَ َيوْمٍ فَا ْسأَ ِل الْعَآدّي نَ * قَالَ إِن ّلِبثْتُ ْم‬
‫سْبتُمْ َأنّمَا َخَل ْقنَاكُ مْ عَبَثا َوأَّنكُ مْ إَِليْنَا َل تُرْ َجعُو نَ * َفَتعَالَى اللّ هُ‬‫إِلّ َقلِيلً ّلوْ َأّنكُ مْ كُنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * أَفَحَ ِ‬
‫ط الْكَرِيِطططط‬ ‫ط الْعَرْشططط ِ‬ ‫الْمَلِكططططُ الْحَقططططّ لَ إِلَـططططهَ إِلّ ُهوَ رَبططط ّ‬
‫يقول تعال منبها لم على ما أضاعوه ف عمرهم القصي ف الدنيا من طاعة ال تعال وعبادته وحده‪,‬‬
‫ولو صبوا ف مدة الدنيا القصية لفازوا كما فاز أولياؤه التقون {قال كم لبثتم ف الرض عدد سني}‬
‫أي كم كانت إقامتكم ف الدنيا {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين} أي الاسبي {قال إن‬
‫لبثتم إل قليلً} أي مدة يسية على كل تقدير {لو أنكم كنتم تعلمون} اي لا آثرت الفان على الباقي‬
‫ولا تصرفتم لنفسكم هذا التصرف السيء ول استحققتم من ال سخطه ف تلك الدة اليسية‪ ,‬فلو أنكم‬
‫صطططبت على طاعطططة ال وعبادتطططه كمطططا فعطططل الؤمنون لفزتططط كمطططا فازوا‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن يونس‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا صفوان عن أيفع بن عبد‬
‫الكلعي أنه سعه يطب الناس فقال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن ال إذا أدخل أهل النة‬
‫النة وأهل النار النار‪ ,‬قال‪ :‬يا أهل النة كم لبثتم ف الرض عدد سني ؟ قالوا‪ :‬لبثنا يوما أو بعض يوم‬
‫ط قال ط لنعم ما اترت ف يوم أو بعض يوم رحت ورضوان وجنت امكثوا فيها خالدين ملدين‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬يا أهل النار كم لبثتم ف الرض عدد سني ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم‪ ,‬فيقول‪ :‬بئس ما اترت‬
‫فططط يوم أو بعطططض يوم‪ ,‬ناري وسطططخطي امكثوا فيهطططا خالديطططن ملديطططن»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا} أي أفظننتم أنكم ملوقون عبثا بل قصد ول إرادة منكم‬
‫ول حكمطة لنطا‪ ,‬وقيطل‪ :‬للعبطث‪ ,‬أي لتلعبوا وتعبثوا كمطا خلقطت البهائم ل ثواب لاط ول عقاب‪ ,‬وإناط‬
‫خلقنا كم للعبادة وإقامة أوامر ال عز و جل {وأن كم إلينا ل ترجعون} أي ل تعودون ف الدار الَخرة‪,‬‬
‫كمطا قال تعال‪{ :‬أيسطب النسطان أن يترك سطدى} يعنط هلً‪ .‬وقوله‪{ :‬فتعال ال اللك القط} أي‬
‫تقدس أن يلق شيئا عبثا‪ ,‬فإنطه اللك القط النه عطن ذلك {ل إله إل هطو رب العرش الكريط} فذكطر‬
‫العرش ل نه سقف ج يع الخلوقات‪ ,‬وو صفه بأ نه كر ي أي ح سن الن ظر ب ي الش كل‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{وأنبتنططططططا فيهططططططا مططططططن كططططططل زوج كريطططططط}‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا إسحاق بن سليمان‬
‫شيخ من أهل العراق‪ ,‬أنبأنا شعيب بن صفوان عن رجل من آل سعيد بن العاص قال‪ :‬كان آخر خطبة‬
‫خطبها عمر بن عبد العزيز أن حد ال وأثن عليه‪ ,‬ث قال‪ :‬أما بعد‪ ,‬أيها الناس إنكم ل تلقوا عبثا‪ ,‬ولن‬
‫تتركوا سدى‪ ,‬وإن ل كم معادا ينل ال ف يه للح كم بين كم والف صل بين كم‪ ,‬فخاب وخ سر وش قي ع بد‬
‫أخرجه ال من رحته‪ ,‬وحرم جنة عرضها السموات والرض‪ ,‬أل تعلموا أنه ل يأمن عذاب ال غدا إل‬
‫ل بكثيط وخوفا بأمان‪ ,‬أل ترون أنكطم مطن أصطلب‬ ‫مطن حذر هذا اليوم وخافطه‪ ,‬وباع نافدا بباق وقلي ً‬
‫الالكي‪ ,‬وسيكون من بعدكم الباقي حت تردون إل خي الوارثي ؟ ث إنكم ف كل يوم تشيعون غاديا‬
‫ورائحا إل ال عز وجل‪ ,‬قد قضى نبه وانقضى أجله حت تغيبوه ف صدع من الرض ف بطن صدع‬
‫غ ي م هد ول مو سد‪ ,‬قد فارق الحباب وبا شر التراب‪ ,‬وو جه ال ساب‪ ,‬مرت ن بعمله‪ ,‬غ ن ع ما ترك‪,‬‬
‫فق ي إل ما قدم‪ .‬فاتقوا ال ق بل انقضاء مواثي قه ونزول الوت ب كم‪ ,‬ث ج عل طرف ردائه على وج هه‬
‫فبكطططططططططططى وأبكطططططططططططى مطططططططططططن حوله‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يي بن نصي الولن‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن ابن ليعة عن أب هبية عن‬
‫ح سن بن ع بد ال أن رجلً م صابا مر به ع بد ال بن م سعود فقرأ ف أذ نه هذه الَ ية {أفح سبتم أن ا‬
‫‪191‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خلقنا كم عبثا وأن كم إلي نا ل ترجعون * فتعال ال اللك ال ق} ح ت خ تم ال سورة فبأ‪ ,‬فذ كر ذلك‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬باذا قرأت ف أذنه ؟» فأخبه‪,‬‬
‫فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬والذي نف سي بيده لو أن رجلً موقنا قرأ ها على ج بل لزال»‬
‫وروى أبو نعيم من طريق خالد بن نزار عن سفيان بن عيينة عن ممد بن النكدر عن ممد بن إبراهيم‬
‫بن الارث عن أبيه قال‪ :‬بعثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سرية وأمرنا أن نقول إذا نن أمسينا‬
‫وأصطبحنا {أفحسطبتم أناط خلقناكطم عبثا وأنكطم إلينطا ل ترجعون} قال‪ :‬فقرأناهطا فغنمنطا وسطلمنا‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت أيضا‪ :‬حدث نا إ سحاق بن و هب العلف الوا سطي‪ ,‬حدث نا أ بو ال سيب سال بن‬
‫سلم‪ ,‬حدثنا بكر بن حُبيش عن نشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن عبد ال بن عباس قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «أمان أمت من الغرق إذا ركبوا السفينة باسم ال اللك الق‪ ,‬وما قدروا‬
‫ال حطق قدره‪ ,‬والرض جيعا قبضتطه يوم القيامطة‪ ,‬والسطموات مطويات بيمينطه‪ ,‬سطبحانه وتعال عمطا‬
‫يشركون‪ ,‬باسططططم ال مراهططططا ومرسططططاها‪ ,‬إن ربطططط لغفور رحيططططم»‪.‬‬

‫ع مَعَ اللّهِ إِلَطهَا آخَرَ َل بُ ْرهَانَ لَ ُه بِهِ فَِإنّمَا حِسَابُهُ عِندَ َربّهِ إِنّهُ لَ ُيفِْل ُح اْلكَافِرُونَ * وَقُل رّبّ‬
‫** َومَن يَدْ ُ‬
‫ط وَأنتططططططططططَ َخيْرُ الرّاحِمِيَطططططططططط‬ ‫ا ْغفِ ْر وَارْحَمططططططططط ْ‬
‫يقول تعال متوعدا من أشرك به غيه وع بد م عه سواه‪ ,‬وم با أن من أشرك بال ل برهان له‪ ,‬أي ل‬
‫دليطل له على قوله‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ومطن يدع مطع ال إلا آخطر ل برهان له بطه} وهذه جلة معترضطة‪,‬‬
‫وجواب الشرط فط قوله‪{ :‬فإن ا حسطابه عنطد ربطه} أي ال ياسطبه على ذلك‪ ,‬ثط أخطب {إنطه ل يفلح‬
‫الكافرون} أي لديه يوم القيامة ل فلح لم ول ناة‪ .‬قال قتادة‪ :‬ذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال لر جل‪ « :‬ما تع بد ؟» قال‪ :‬أع بد ال وكذا وكذا ح ت عد أ صناما‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬فأيهم إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك ؟» قال‪ :‬ال عز وجل‪ .‬قال «فأيهم إذا كانت لك‬
‫حاجة فدعوته أعطاكها ؟»‪ .‬قال‪ :‬ال عز وجل‪ ,‬قال‪« :‬فما يملك على أن تعبد هؤلء معه‪ ,‬أم حسبت‬
‫أن تغلب عليه ؟» قال‪ :‬أردت شكره بعبارة هؤلء معه‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «تعلمون‬
‫ول يعلمون» فقال الرجل بعد ما أسلم‪ :‬لقيت رجلً خصمن‪ ,‬هذا مرسل من هذا الوجه‪ ,‬وقد روى أبو‬
‫عيسى الترمذي ف جامعه مسندا عن عمران بن الصي عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم نو‬
‫ذلك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وقطل رب اغفطر وارحطم وأنطت خيط الراحيط} هذا إرشاد مطن ال تعال إل هذا‬

‫‪192‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدعاء‪ ,‬فالغ فر إذا أطلق ومعناه م و الذ نب و ستره عن الناس‪ ,‬والرح ة معنا ها أن ي سدده ويوف قه ف‬
‫القوال والفعال‪.‬‬
‫آخطططططططططططر تفسطططططططططططي سطططططططططططورة الؤمنون‪.‬‬

‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة النور‬
‫سط‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬


‫ت َبيّنَا تٍ ّلعَّلكُ ْم تَذَكّرُو نَ * الزّاِنَيةُ وَالزّانِي فَا ْجلِدُواْ كُلّ‬ ‫ضنَاهَا َوأَنزَْلنَا فِيهَآ آيَا ٍ‬ ‫** سُو َرةٌ أَنزَْلنَاهَا وَفَ َر ْ‬
‫شهَدْ‬‫وَاحِ ٍد ّمْنهُمَا ِمئَةَ َجلْ َد ٍة وَلَ تَأْخُذْ ُك ْم ِبهِمَا َرأَْفةٌ فِي دِي نِ اللّ هِ إِن كُنتُ ْم ُت ْؤمِنُو نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ ِم الَخِ ِر وَْليَ ْ‬
‫ط الْ ُم ْؤ ِمنِيَطططططططططط‬ ‫عَذَاَبهُمَططططططططططا طَآِئ َفةٌ مّنطططططططططط َ‬
‫يقول تعال‪ :‬هذه {سورة أنزلناها} فيه تنبيه على العتناء با ول ينفي ما عداها {وفرضناها}‪ .‬قال‬
‫ماهد وقتادة‪ :‬أي بينا اللل والرام والمر والن هي والدود‪ .‬وقال البخاري‪ :‬ومن قرأ فرضناها‪ ,‬يقول‬
‫فرضناهطا عليكطم وعلى مطن بعدكطم {وأنزلنطا فيهطا آيات بينات} أي مفسطرات واضحات {لعلكطم‬
‫تذكرون}‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬الزانية والزان فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} هذه الَية الكرية فيها‬
‫ح كم الزا ن ف ال د‪ ,‬وللعلماء ف يه تف صيل ونزاع‪ ,‬فإن الزا ن ل يلو إ ما أن يكون بكرا و هو الذي ل‬
‫يتزوج‪ ,‬أو م صنا و هو الذي قد و طى ف نكاح صحيح و هو حر بالغ عا قل‪ ,‬فأ ما إذا كان بكرا ل‬
‫يتزوج‪ ,‬فإن حده مائة جلدة كما ف الَية‪ ,‬ويزاد على ذلك أن يغرب عاما عن بلده عند جهور العلماء‬
‫خلفا لبط حنيفطة رحهط ال‪ ,‬فإن عنده أن التغريطب إل رأي المام‪ :‬إن شاء غرب وإن شاء ل يغرب‪,‬‬
‫وحجة المهور ف ذلك ما ثبت ف الصحيحي من رواية الزهري عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن‬
‫مسعود عن أب هريرة وزيد بن خالد الهن ف العرابيي اللذين أتيا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫فقال أحدها‪ :‬يا رسول ال إن ابن هذا كان عسيفا ط يعن أجيا ط على هذا‪ ,‬فزن بامرأته‪ ,‬فافتديت‬
‫اب ن م نه بائة شاة ووليدة‪ ,‬ف سألت أ هل العلم فأ خبون أن على اب ن جلد مائة وتغر يب عام‪ ,‬وأن على‬
‫امرأة هذا الرجم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «والذي نفسي بيده لقضي بينكما بكتاب ال‬
‫تعال‪ ,‬الوليدة والغنم رد عليك‪ ,‬وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام‪ ,‬واغد يا أنيس ط لرجل من أسلم‬
‫ط إل امرأة هذا‪ ,‬فإن اعتر فت فارج ها «فغدا علي ها فاعتر فت فرج ها»‪ ,‬ف في هذا دللة على تغر يب‬

‫‪193‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزان مع جلد مائة إذا كان بكرا ل يتزوج‪ ,‬فأما إذا كان مصنا وهو الذي قد وطى ف نكاح صحيح‬
‫ططططططم‪.‬‬ ‫ططططططه يرجط‬ ‫ططططططل فإنط‬ ‫ططططططر بالغ عاقط‬ ‫ططططططو حط‬ ‫وهط‬
‫كما قال المام مالك حدثن ممد بن شهاب‪ ,‬أخبنا عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود أن ابن‬
‫عباس أ خبه أن ع مر قام فح مد ال وأث ن عل يه‪ .‬ث قال‪ :‬أ ما ب عد‪ ,‬أي ها الناس فإن ال تعال ب عث ممدا‬
‫صلى ال عل يه و سلم بال ق‪ ,‬وأنزل عل يه الكتاب فكان في ما أنزل عل يه آ ية الر جم‪ ,‬فقرأنا ها ووعينا ها‪,‬‬
‫ورجم رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجنا بعده‪ ,‬فأخشى أن يطول بالناس زمان أن يقول قائل ل ند‬
‫آ ية الر جم ف كتاب ال فيضلوا بترك فري ضة قد أنزل ا ال‪ ,‬فالر جم ف كتاب ال حق على من ز ن إذا‬
‫أحصن من الرجال والنساء‪ ,‬إذا قامت البينة أو البل أو العتراف‪ .‬أخرجاه ف الصحيحي من حديث‬
‫مالك مطولً‪ ,‬وهذه قطعطططططة منطططططه فيهطططططا مقصطططططودنا ههنطططططا‪.‬‬
‫وروى المام أحد عن هشيم عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس‪ :‬حدثن عبد الرحن‬
‫بن عوف أن ع مر بن الطاب خ طب الناس ف سمعته يقول‪ :‬أل وإن أنا سا يقولون مابال الر جم ؟ ف‬
‫كتاب ال اللد‪ ,‬وقد رجم رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجنا بعده‪ ,‬ولول أن يقول قائل أو يتكلم‬
‫متكلم أن عمر زاد ف كتاب ال ما ليس منه لثبتها كما نزلت به وأخرجه النسائي من حديث عبيد ال‬
‫بن عبد ال به‪ ,‬وقد روى المام أحد أيضا عن هشيم عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬خ طب ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه فذ كر الر جم‪ ,‬فقال‪ :‬ل تُخد عن ع نه فإ نه حد من‬
‫حدود ال تعال‪ ,‬أل وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد رجم ورجنا بعده‪ ,‬ولول أن يقول قائلون‪:‬‬
‫زاد عمر ف كتاب ال ما ليس فيه لكتبت ف ناحية من الصحف وشهد عمر بن الطاب وعبد الرحن‬
‫بن عوف وفلن وفلن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد رجم ورجناه بعده‪ ,‬أل إنه سيكون من‬
‫قومط يكذبون بالرجطم‪ ,‬وبالدجال وبالشفاعطة‪ ,‬وبعذاب القطب‪ ,‬وبقوم يرجون مطن النار بعدمطا‬ ‫بعدكطم ٌ‬
‫امتحشوا‪.‬‬
‫وروى أح د أيضا عن ي ي القطان عن ي ي الن صاري عن سعيد بن ال سيب عن ع مر بن الطاب‬
‫«إياكم أن تلكوا عن آية الرجم» الديث رواه الترمذي من حديث سعيد عن عمر‪ ,‬وقال صحيح‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا عبيد ال بن عمر القواريري‪ ,‬حدثنا يزيد بن زريع‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫عون عن ممد هو ابن سيين‪ ,‬قال‪ :‬نبئت عن كثي بن الصلت قال‪ :‬كنا عند مروان وفينا زيد‪ ,‬فقال‬
‫زيطد بطن ثابطت‪ :‬كنطا نقرأ‪« :‬الشيطخ والشيخطة إذا زنيطا فارجوهاط البتطة»‪ ,‬قال مروان‪ :‬أل كتبتهطا فط‬
‫ال صحف ؟ قال‪ :‬ذكر نا ذلك وفينا ع مر بن الطاب‪ ,‬فقال‪ :‬أ نا أشفي كم من ذلك‪ ,‬قال‪ :‬قلنا فكيف ؟‬
‫‪194‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فذكر كذا وكذا وذكر الرجم‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫اكتب ل آية الرجم‪ ,‬قال «ل أستطيع الَن» هذا أو نو ذلك‪ .‬وقد رواه النسائي من حديث ممد بن‬
‫الثن عن غندر عن شعبة عن قتادة عن يونس بن جبي عن كثي بن الصلت عن زيد بن ثابت به‪ ,‬وهذه‬
‫طرق كلها متعددة ودالة على أن آية الرجم كانت مكتوبة فنسخ تلوتا وبقي حكمها معمولً به‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقد أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم برجم هذه الرأة وهي زوجة الرجل الذي استأجر الجي لا‬
‫ز نت مع الج ي‪ ,‬ور جم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ماعزا والغامد ية‪ ,‬و كل هؤلء ل ين قل عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنم جلدهم قبل الرجم‪ ,‬وإنا وردت الحاديث الصحاح التعددة الطرق‬
‫واللفاظ بالقت صار على رج هم ول يس في ها ذ كر اللد‪ ,‬ولذا كان هذا مذ هب جهور العلماء‪ ,‬وإل يه‬
‫ذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي رحهم ال‪ ,‬وذهب المام أحد رحه ال إل أنه يب أن يمع على‬
‫الزانطططط الحصططططن بيطططط اللد للَيططططة‪ ,‬والرجططططم للسططططنة‪.‬‬
‫كما رُو يَ عن أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه أنه لا أتى بسراحة‪ ,‬وكانت قد زنت‬
‫وهي مصنة‪ ,‬فجلدها يوم الميس‪ ,‬ورجها يوم المعة‪ ,‬فقال‪ :‬جلدتا بكتاب ال‪ ,‬ورجتها بسنة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقد روى المام أحد وأهل السنن الربعة ومسلم من حديث قتادة عن السن‬
‫عن حطّان بن عبد ال الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «خذوا‬
‫عن خذوا عن قد جعل ال لن سبيلً‪ ,‬البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام‪ ,‬والثيب بالثيب جلد مائة‬
‫والرجم»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول تأخذكم بما رأفة ف دين ال} أي ف حكم ال‪ ,‬أي ل ترحوها وترأفوا‬
‫بما ف شرع ال‪ ,‬وليس النهي عنه الرأفة الطبيعية على إقامة الد‪ ,‬وإنا هي الرأفة الت تمل الاكم على‬
‫ترك الد فل يوز ذلك‪ .‬قال ماهد {ول تأخدكم بما رأفة ف دين ال} قال‪ :‬إقامة الدود إذا رفعت‬
‫إل السلطان فتقام ول تعطل‪ ,‬وكذا روي عن سعيد بن جبي وعطاء بن أب رباح‪ .‬وقد جاءف الديث‬
‫«تعافوا الدود فيما بينكم‪ ,‬فما بلغن من حد فقدوجب»‪ ,‬وف الديث الَخر «لد يقام ف الرض خي‬
‫لهلها من أن يطروا أربعي صباحا»‪ .‬وقيل الراد {ول تأخذكم بما رأفة ف دين ال} فل تقيموا الد‬
‫كمططا ينبغططي مططن شدة الضرب الزاجططر عططن الأثطط‪ ,‬وليططس الراد الضرب البططح‪.‬‬
‫قال عا مر الش عب {ول تأخذ كم ب ما رأ فة ف د ين ال} قال‪ :‬رح ة ف شدة الضرب‪ .‬وقال عطاء‪:‬‬
‫ضرب ليس بالبح‪ .‬وقال سعيد بن أب عروبة عن حاد بن أب سليمان‪ :‬يلد القاذف وعليه ثيابه والزان‬
‫تلع ثيا به‪ ,‬ث تل {ول تأخذ كم ب ما رأ فة ف د ين ال} فقلت هذا ف ال كم ؟ قال‪ :‬هذا ف ال كم‪,‬‬
‫‪195‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫واللد يع ن ف إقا مة ال د و ف شدة الضرب‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا عمرو بن ع بد ال الودي‪,‬‬
‫حدثنا وكيع عن نافع عن ابن عمرو عن ابن أب مليكة‪ ,‬عن عبيد ال بن عبد ال بن عمر أن جارية لبن‬
‫عمر زنت فضرب رجليها‪ ,‬قال نافع‪ :‬أراه قال وظهرها‪ ,‬قال قلت {ول تأخذكم بما رأفة ف دين ال}‬
‫قال‪ :‬يا ب ن ورأيت ن أخذت ن ب ا رأ فة إن ال ل يأمر ن أن أقتل ها‪ ,‬ول أن أج عل جلد ها ف رأ سها‪ ,‬و قد‬
‫أوجعطت حيط ضربتهطا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن كنتطم تؤمنون بال واليوم الَخطر} أي فافعلوا ذلك وأقيموا‬
‫الدود على من زن‪ ,‬وشددوا عليه الضرب ولكن ليس مبحا ليتدع هو ومن يصنع مثله بذلك‪ ,‬وقد‬
‫جاء ف السند عن بعض الصحابة أنه قال‪ :‬يا رسول ال إن لذبح الشاة وأنا أرحها‪ :‬فقال «ولك ف‬
‫ذلك أجططططططططططططططططططططططططططططططططططططططر»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليشهد عذابما طائفة من الؤمني} هذا فيه تنكيل للزانيي إذا جلدا بضرة الناس‪ ,‬فإن‬
‫ذلك يكون أبلغ ف زجره ا وأن ع ف ردعه ما‪ ,‬فإن ف ذلك تقريعا وتوبيخا وفضي حة إذا كان الناس‬
‫حضورا‪ .‬قال السن البصري ف قوله {وليشهد عذابما طائفة من الؤمني} يعن علنية‪ :‬ث قال علي‬
‫بن أب طلحة عن ابن عباس {وليشهد عذابما طائفة من الؤمني}الطائفة الرجل فما فوقه‪ .‬وقال ماهد‪:‬‬
‫الطائ فة ر جل إل ألف‪ ,‬وكذا قال عكر مة‪ ,‬ولذا قال أح د‪ :‬إن الطائ فة ت صدق على وا حد‪ ,‬وقال عطاء‬
‫بن أب رباح‪ :‬اثنان‪ ,‬وبه قال إسحاق بن راهويه‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي {طائفة من الؤمني} قال‪:‬‬
‫يعنطططط رجليطططط فصططططاعدا‪ ,‬وقال الزهري‪ :‬ثلثططططة نفططططر فصططططاعدا‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬حدثن ابن وهب عن المام مالك ف قوله {وليشهد عذابما طائفة من الؤمني}‬
‫قال‪ :‬الطائ فة أرب عة ن فر ف صاعدا‪ ,‬ل نه ل يك في شهادة ف الز نا دون أرب عة شهداء ف صاعدا‪ ,‬و به قال‬
‫الشافعي‪ .‬وقال ربيعة‪ :‬خسة‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬عشرة وقال قتادة‪ :‬أمر ال أن يشهد عذابما طائفة‬
‫من الؤمني‪ ,‬أي نفر من السلمي ليكون ذلك موعظة وعبة ونكالً‪ .‬وقال ابن أ ب حات‪ :‬حدثنا أب‪,‬‬
‫حدثنا يي بن عثمان‪ ,‬حدثنا بقية قال‪ :‬سعت نصر بن علقمة يقول ف قوله تعال‪{ :‬وليشهد عذابما‬
‫طائفطة مطن الؤمنيط} قال‪ :‬ليطس ذلك للفضيحطة‪ ,‬إناط ذلك ليدعطى ال تعال لمطا بالتوبطة والرحةط‪.‬‬

‫ك عَلَى الْ ُم ْؤ ِمنِيَ‬


‫حهَآ إِلّ زَانٍ َأ ْو مُشْرِ ٌك وَحُرّمَ ذَلِ َ‬
‫** الزّانِي َل يَنكِحُ إِلّ زَاِنَيةً َأ ْو مُشْرِ َك ًة وَالزّانَِيةُ َل يَنكِ ُ‬
‫هذا خب من ال تعال بأن الزا ن ل ي طأ إل زان ية أو مشر كة‪ ,‬أي ل يطاو عه على مراده من الز نا إل‬
‫زانية عاصية‪ ,‬أو مشركة ل ترى حرمة ذلك‪ ,‬وكذلك {الزانية ل ينكحها إل زان} أي عاص بزناه {أو‬

‫‪196‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مشرك} ل يعتقد تريه‪ ,‬قال سفيان الثوري عن حبيب بن أب عمرة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنه {الزان ل ينكح إل زانية أو مشركة} قال‪ :‬ليس هذا بالنكاح‪ ,‬إنا هو الماع ل يزن با‬
‫إل زان أو مشرك‪ ,‬وهذا إ سناد صحيح ع نه‪ ,‬و قد روي ع نه من غ ي و جه أيضا‪ .‬و قد روي عن ما هد‬
‫وعكرمة وسعيد بن جبي وعروة بن الزبي والضحاك ومكحول ومقاتل بن حيان وغي واحد نو ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وحرم ذلك على الؤمنيط} أي تعاطيطه والتزوج بالبغايطا‪ ,‬أو تزويطج العفائف بالرجال‬
‫الفجار‪ ,‬وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا قيس عن أب حصي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {وحرم‬
‫ذلك على الؤمنيط} قال‪ :‬حرم ال الزنطا على الؤمنيط‪ .‬وقال قتادة ومقاتطل بطن حيان‪ :‬حرم ال على‬
‫الؤمني نكاح البغايا‪ ,‬وتقدم ذلك فقال {وحرم ذلك على الؤمني} وهذه الَية كقوله تعال‪{ :‬مصنات‬
‫غي مسافحات ول متخذات أخدان}‪ .‬وقوله {مصني غي مسافحي ول متخذي أخدان} الَية‪ ,‬ومن‬
‫ههنا ذهب المام أحد بن حنبل رحه ال إل أنه ل يصح العقد من الرجل العفيف على الرأة البغي ما‬
‫دامت كذلك ح ت تستتاب‪ ,‬فإن تابت صح الع قد عليها وإل فل‪ ,‬وكذلك ل ي صح تزو يج الرأة الرة‬
‫العفي فة بالر جل الفا جر ال سافح ح ت يتوب تو بة صحيحة لقوله تعال‪{ :‬وحرم ذلك على الؤمن ي}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان قال أب حدثنا الضرمي عن القاسم بن ممد‬
‫عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أن رجلً من الؤمني استأذن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫امرأة يقال لا أم مهزول كانت تسافح وتشترط له أن تنفق عليه قال فاستأذن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم أو ذ كر له أمر ها قال‪ :‬فقرأ عل يه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم {الزا ن ل ين كح إل زان ية أو‬
‫مشركطططططة والزانيطططططة ل ينكحهاإل زان أو مشرك وحرّم ذلك على الؤمنيططططط}‪.‬‬
‫وقال النسائي‪ :‬أخبنا عمرو بن عدي حدثنا العتمر بن سليمان عن أبيه عن الضرمي عن القاسم بن‬
‫ممطد عطن عبطد ال بطن عمرو قال‪ :‬كانطت امرأة يقال لاط أم مهزول وكانطت تسطافح فأراد رجطل مطن‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتزوجها فأنزل ال عز وجل‪{ :‬الزان ل ينكح إل زانية أو‬
‫مشركطططططة والزانيطططططة ل ينكحهاإل زان أو مشرك وحرّم ذلك على الؤمنيططططط}‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد بن حيد‪ ,‬حدثنا روح بن عبادة عن عبيد ال بن الخنس‪ ,‬أخبن عمرو بن‬
‫شعيب عن أبيه‪ ,‬عن جده قال‪ :‬كان رجل يقال له مرثد بن أب مرثد‪ ,‬وكان رجلً يمل السارى من‬
‫م كة ح ت يأ ت ب م الدي نة‪ ,‬قال وكانت امرأة بغي بكة يقال لا عناق‪ ,‬وكانت صديقة له‪ ,‬وإنه واعد‬
‫رجلً من أسارى مكة يمله‪ ,‬قال‪ :‬فجئت حت انتهيت إل ظل حائط من حوائط مكة ف ليلة مقمرة‪,‬‬
‫قال‪ :‬فجاءت عناق‪ ,‬فأبصرت سواد ظلي تت الائط‪ ,‬فلما انتهت إل عرفتن‪ ,‬فقالت‪ :‬مرثد ؟ فقلت‪:‬‬
‫‪197‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرثد‪ ,‬فقالت‪ :‬مرحبا وأهلً‪ ,‬هلم فبت عندنا الليلة‪ ,‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا عناق حرم ال الزنا‪ ,‬فقالت‪ :‬يا أهل‬
‫اليام هذا الرجل يمل أسراكم‪ ,‬قال‪ :‬فتبعن ثانية ودخلت الديقة فانتهيت إل غار أو كهف‪ ,‬فدخلت‬
‫ف يه فجاؤوا ح ت قاموا على رأ سي‪ ,‬فبالوا‪ :‬ف ظل بول م على رأ سي‪ ,‬فأعما هم ال ع ن‪ ,‬قال‪ :‬ث رجعوا‬
‫ل ثقيلً حت انتهيت إل الذخر‪ ,‬ففككت عنه أحبله‪ ,‬فجعلت‬ ‫فرجعت إل صاحب فحملته‪ ,‬وكان رج ً‬
‫أحله ويعينن حت أتيت به الدينة‪ ,‬فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال أنكح‬
‫عناقا أنكح عناقا ط مرتي ؟ ط فأمسك رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يرد علي شيئا حت نزلت‬
‫{الزان ل ينكح إل زانية أو مشركة والزانية ل ينكحهاإل زان أو مشرك وحرّم ذلك على الؤمني}‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا مرثد‪ :‬الزان ل ينكح إل زانية أو مشركة‪ ,‬والزانية ل ينكحها‬
‫زانط أو مشرك فل تنكحهطا}‪ .‬ثط قال الترمذي‪ :‬هذا حديطث حسطن غريطب‪ ,‬ل نعرفطه إل مطن هذا‬ ‫إل ٍ‬
‫الوجه‪ ,‬وقد رواه أبو داود والنسائي ف كتاب النكاح من سننهما من حديث عبيد ال بن الخنس به‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا مسدد أبو السن حدثنا عبد الوارث عن حبيب العلم‪ ,‬حدثن‬
‫عمرو بن شع يب عن سعيد ال قبي‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «ل ينكح الزان الجلود إل مثله» وهكذا أخرجه أبو داود ف سننه عن مسدد وأب معمر عن عبد‬
‫ال بن عمر كلها عن عبد الوارث به‪.‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا عاصم بن ممد بن زيد‬
‫بن عبد ال بن عمر بن الطاب عن أخيه عمر بن ممد‪ ,‬عن عبد ال بن يسار مول ابن عمر قال‪ :‬أشهد‬
‫لسمعت سالا يقول‪ :‬قال عبد ال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ثلثة ل يدخلون النة ول ينظر‬
‫ال إليهطم يوم القيامطة‪ :‬العاق لوالديطه‪ ,‬والرأة الترجلة التشبهطة بالرجال‪ ,‬والديوث‪ ,‬وثلث ل ينظطر ال‬
‫إلي هم يوم القيا مة‪ :‬العاق لوالد يه‪ ,‬ومد من ال مر‪ ,‬والنان ب ا أع طى» ورواه الن سائي عن عمرو بن علي‬
‫الفلس‪ ,‬عطن يزيطد بطن زريطع‪ ,‬عطن عمطر بطن ممطد العمري‪ ,‬عطن عبطد ال بطن يسطار بطه‪.‬‬
‫وقال المام أح د أيضا‪ :‬حدث نا يعقوب‪ ,‬حدث نا الول يد بن كث ي عن ق طن بن و هب عن عوي ر بن‬
‫الجدع‪ ,‬عمن حدثه عن سال بن عبد ال بن عمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثن عبد ال بن عمر أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه و سلم قال «ثلثة حرم ال عليهم ال نة‪ :‬مدمن ال مر‪ ,‬والعاق لوالد يه‪ ,‬والديوث الذي ي قر ف‬
‫أهله البث»‪ .‬وقال أبو داود الطيالسي ف مسنده‪ :‬حدثن شعبة‪ ,‬حدثن رجل من آل سهل بن حنيف‬
‫عن م مد بن عمار‪ ,‬عن عمار بن يا سر قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ل يد خل ال نة‬
‫طططططث‪.‬‬ ‫طططططن الحاديط‬ ‫ططططط قبله مط‬ ‫طططططه لاط‬ ‫طططططتشهد بط‬ ‫ديوث» يسط‬

‫‪198‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا سلم بن سوار‪ ,‬حدثنا كثي بن سليم عن الضحاك بن‬
‫مزاحم‪ ,‬سعت أنس بن مالك يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «من أراد أن يلقى ال‬
‫وهو طاهر متطهر‪ ,‬فليتزوج الرائر» ف إسناده ضعف‪ .‬وقال المام أبو النصر إساعيل بن حاد الوهري‬
‫ف كتا به ال صحاح ف الل غة‪ :‬الديوث القنع‪ ,‬و هو الذي ل غية له‪ ,‬فأ ما الد يث الذي رواه المام أ بو‬
‫عبد الرحن النسائي ف كتاب النكاح من سننه‪ :‬أخبنا ممد بن إساعيل بن علية عن يزيد بن هارون‪,‬‬
‫عن حاد بن سلمة وغيه‪ ,‬عن هارون بن رئاب‪ ,‬عن عبد ال بن عبيد بن عمي وعبد الكري عن عبد ال‬
‫بن عب يد عم ي‪ ,‬عن ا بن عباس‪ .‬ع بد الكر ي رف عه إل ا بن عباس وهارون ل يرف عه‪ ,‬قال‪ :‬جاء ر جل إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن عندي امرأة هي من أحب الناس إل‪ ,‬وهي ل تنع يد لمس ؟‬
‫قال «طلق ها» قال‪ :‬ل صب ل عن ها‪ .‬قال «ا ستمتع ب ا» ث قال الن سائي‪ :‬هذا الد يث غ ي ثابت وع بد‬
‫الكري ليس بالقوي وهارون أثبت منه وقد أرسل الديث وهو ثقة وحديثه أول بالصواب من حديث‬
‫عبد الكري‪ .‬قلت‪ :‬وهو ابن أب الخارق البصري الؤدب تابعي ضعيف الديث‪ ,‬وقد خالفه هارون بن‬
‫رئاب وهو تابعي ثقة من رجال مسلم‪ ,‬فحديثه الرسل أول كما قال النسائي‪ ,‬لكن قد رواه النسائي ف‬
‫كتاب الطلق‪ ,‬عن إسحاق بن راهويه‪ ,‬عن النضر بن شيل‪ ,‬عن حاد بن سلمة‪ ,‬عن هارون بن رئاب‬
‫عن عبد ال بن عبيد بن عمي‪ ,‬عن ابن عباس مسندا‪ ,‬فذكره بذا السناد‪ ,‬فرجاله على شرط مسلم إل‬
‫أن النسطائي بعطد روايتطه له قال‪ :‬هذا خططأ والصطواب مرسطل‪ ,‬ورواه غيط النضطر على الصطواب‪.‬‬
‫وقد رواه النسائي أيضا وأبو داود عن السي بن حريث‪ ,‬أخبنا الفضل بن موسى‪ ,‬أخبنا السي بن‬
‫واقد عن عمارة بن أب حفصة عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم فذكره وهذا‬
‫السناد جيد‪ .‬وقد اختلف الناس ف هذا الديث ما بي مضعف له كما تقدم عن النسائي‪ ,‬ومنكر كما‬
‫قال المام أحد‪ :‬هو حديث منكر‪ ,‬وقال ابن قتيبة‪ :‬إنا أراد أنا سخية ل تنع سائلً‪ ,‬وحكاه النسائي ف‬
‫سننه عن بعضهم فقال وقيل‪ :‬سخية تعطي‪ ,‬ورد هذا بأن لو كان الراد لقال‪ :‬ل ترّد يد ملتمس‪ ,‬وقيل‬
‫الراد أن سجيتها ل ترد يد ل مس ل أن الراد أن هذا وا قع من ها وأن ا تف عل الفاح شة‪ ,‬فإن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ل يأذن ف م صاحبة من هذه صفتها‪ ,‬فإن زوج ها والالة هذه يكون ديوثا‪ ,‬و قد‬
‫تقدم الوعيد على ذلك‪ ,‬ولكن لا كانت سجيتها هكذا ليس فيها مانعة ول مالفة لن أرادها لو خل با‬
‫أحد‪ ,‬أمره رسول ال صلى ال عليه وسلم بفراقها‪ ,‬فلما ذكر أنه يبها أباح له البقاء معها لن مبته لا‬
‫مققة ووقوع الفاحشة منها متوهم فل يصار إل الضرر العاجل لتوهم الَجل‪ ,‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قالوا فأما إذا حصلت توبة فإنه يل التزويج‪ ,‬كما قال المام أبو ممد بن أب حات رحه ال‪ :‬حدثنا‬
‫أ بو سعيد ال شج‪ ,‬حدثنا أبو خالد عن ابن أ ب ذئب قال‪ :‬سعت شع بة مول ا بن عباس ر ضي ال ع نه‬
‫قال‪ :‬سعت ا بن عباس و سأله ر جل فقال‪ :‬إ ن ك نت أل بامرأة آ ت من ها ما حرم ال عز و جل علي‪,‬‬
‫فرزق ن ال عز و جل من ذلك تو بة‪ ,‬فأردت أن أتزوج ها‪ ,‬فقال أناس‪ :‬إن الزا ن ل ين كح إل زان ية أو‬
‫مشركة‪ ,‬فقال ابن عباس‪ :‬ليس هذا ف هذا‪ ,‬انكحها فما كان من إث فعلي‪ ,‬وقد ادعى طائفة آخرون من‬
‫العلماء أن هذه الَية منسوخة‪ ,‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد عن يي بن‬
‫سعيد‪ ,‬عن سعيد بن السيب قال‪ :‬ذكر عنده {الزان ل ينكح إل زانية أو مشركة والزانية ل ينكحها إل‬
‫زان أو مشرك} قال‪ :‬كان يقال نسختها الت بعدها {وأنكحوا اليامى منكم} قال‪ :‬كان يقال اليامى‬
‫من ال سلمي‪ ,‬وهكذا رواه أ بو عب يد القا سم بن سلم ف كتاب النا سخ والن سوخ له عن سعيد بن‬
‫السططيب‪ ,‬ونططص على ذلك أيضا المام أبططو عبططد ال ممططد بططن إدريططس الشافعططي‪.‬‬

‫ت ثُ مّ لَ مْ يَ ْأتُوْا ِبأَ ْربَ َع ِة ُشهَدَآءَ فَا ْجلِدُوهُ ْم ثَمَانِيَ َجلْ َد ًة وَلَ تَ ْقبَلُواْ َلهُ ْم َشهَا َدةً‬
‫** وَالّذِي َن يَ ْرمُو نَ الْ ُمحْ صَنَا ِ‬
‫ِيمط‬
‫ّهط َغفُورٌ ّرح ٌ‬ ‫ِنط الل َ‬ ‫َصطلَحُواْ فَإ ّ‬‫ِكط َوأ ْ‬ ‫ِينط تَابُوْا م ِن َبعْدِ ذَل َ‬ ‫َاسطقُونَ * إِلّ الّذ َ‬ ‫ُمط الْف ِ‬
‫َأبَدا َوُأوْلَـطئِكَ ه ُ‬
‫هذه الَية الكرية فيها بيان حكم جلد القاذف للمحصنة‪ ,‬هي الرة البالغة العفيفة‪ ,‬فإذا كان القذوف‬
‫رجلً فكذلك يلد قاذفه أيضا‪ ,‬وليس ف هذا نزاع بي العلماء‪ ,‬فإن أقام القاذف بينة على صحة ما قاله‬
‫درأ عنه ال د‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثان ي جلدة ول تقبلوا لم شهادة‬
‫أبدا وأولئك هم الفا سقون} فأو جب على القاذف‪ ,‬إذا ل ي قم البي نة على صحة ما قال‪ ,‬ثل ثة أحكام‪:‬‬
‫(أحدها) أن يلد ثاني جلدة‪( .‬الثان) أنه ترد شهادته أبدا‪( .‬الثالث) أن يكون فاسقا ليس بعدل ل عند‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططد الناس‪.‬‬ ‫ال ول عنط‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إل الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن ال غفور رحيم} الَية‪ .‬واختلف العلماء ف‬
‫هذا ال ستثناء‪ .‬هل يعود إل الملة الخية ف قط فتر فع التو بة الف سق ف قط ويب قى مردود الشهادة دائما‬
‫وإن تاب‪ ,‬أو يعود إل الملت ي الثان ية والثال ثة ؟ أ ما اللد ف قد ذ هب وانق ضى سواء تاب أو أ صر ول‬
‫حكطم له بعطد ذلك بل خلف‪ ,‬فذهطب المام مالك وأحدط والشافعطي إل أنطه إذا تاب قبلت شهادتطه‪,‬‬
‫وارتفع عنه حكم الفسق‪ ,‬ونص عليه سعيد بن السيب سيد التابعي‪ ,‬وجاعة من السلف أيضا‪ .‬وقال‬
‫المام أبطو حنيفطة‪ :‬إناط يعود السطتثناء إل الملة الخية فقطط‪ ,‬فيتفطع الفسطق بالتوبطة‪ ,‬ويبقطى مردود‬

‫‪200‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشهادة أبدا‪ ,‬ومن ذهب إليه من السلف القاضي شريح وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبي ومكحول‬
‫وع بد الرح ن بن ز يد بن جابر‪ .‬وقال الش عب والضحاك‪ :‬ل تق بل شهاد ته وإن تاب إل أن يعترف على‬
‫نفسططططه أنططططه قططططد قال البهتان‪ ,‬فحينئذ تقبططططل شهادتططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ت بِاللّ هِ ِإنّ هُ‬


‫شهَا َدةُ أَ َح ِدهِ مْ أَ ْربَ ُع َشهَادَا ٍ‬
‫سهُمْ فَ َ‬
‫** وَالّذِي َن يَ ْرمُو نَ أَ ْزوَا َجهُ ْم وَلَ ْم َيكُ نْ ّلهُ ْم ُشهَدَآءُ إِلّ أَنفُ ُ‬
‫شهَدَ‬ ‫سةُ أَ نّ َل ْعَنةَ اللّ ِه عََليْ هِ إِن كَا نَ مِ َن اْلكَا ِذبِيَ * َويَدْ َر ُؤاْ َعنْهَا اْلعَذَا بَ أَن تَ ْ‬‫لَمِ َن ال صّادِقِيَ * وَالْخَامِ َ‬
‫سةَ أَ نّ َغضَ بَ اللّ ِه عََلْيهَآ إِن كَا نَ مِ نَ ال صّادِِقيَ * وََلوْلَ‬ ‫ت بِاللّ هِ ِإنّ هُ َلمِ َن الْكَا ِذبِيَ * وَالْخَامِ َ‬
‫أَ ْربَ َع َشهَادَا ٍ‬
‫ط وَ َرحْ َمتُهططططُ َوأَنططططّ اللّهططططَ َتوّابططططٌ َحكِيمططططٌ‬ ‫ط عََلْيكُمططط ْ‬ ‫َفضْلُ اللّهططط ِ‬
‫هذه الَية الكرية فيها فرج للزواج وزيادة مرج إذا قذف أحدهم زوجته‪ ,‬وتعسر عليه إقامة البينة‬
‫أن يلعنها كما أمر ال عز وجل وهو أن يضرها إل المام فيدعي عليها با رماها به‪ ,‬فيحلفه الاكم‬
‫أربع شهادات بال ف مقابلة أربعة شهداء إنه لن الصادقي أي فيما رماها به من الزنا {والامسة أن لعنة‬
‫ال عليه إن كان من الكاذبي} فإذا قال ذلك‪ ,‬بانت منه بنفس هذا اللعان عند الشافعي وطائفة كثية‬
‫من العلماء‪ ,‬وحر مت عل يه أبدا‪ ,‬ويعطيهامهر ها ويتو جب علي ها حد الز نا‪,‬ول يدرأ عنهاالعذاب إل أن‬
‫تلعن فتشهد أربع شهادات بال إنه لن الكاذبي‪ ,‬أي فيما رماها به {والامسة أن غضب ال عليها إن‬
‫كان من الصادقي} ولذا قال {ويدرأ عنها العذاب} يعن الد {أن تشهد أربع شهادات بال إنه لن‬
‫الكاذبي * والامسة أن غضب ال عليها إن كان من الصادقي} فخصها بالغضب‪ ,‬كما أن الغالب أن‬
‫الرجل ل يتجشم فضيحة أهله ورميها بالزنا إل وهو صادق معذور‪ ,‬وهي تعلم صدقه فيما رماها به‪,‬‬
‫ولذا كانت الامسة ف حقها أن غضب ال عليها‪ ,‬والغضوب عليه هو الذي يعلم الق ث ييد عنه‪.‬‬
‫ث ذ كر تعال رأف ته بل قه ولط فه ب م في ما شرع ل م من الفرج والخرج من شدة ما يكون ب م من‬
‫الضيق‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ولول فضل ال عليكم ورحته} أي لرجتم ولشق عليكم كثي من أموركم {وأن‬
‫ال تواب} أي على عباده‪ ,‬وإن كان ذلك ب عد اللف واليان الغل ظة {حك يم} في ما يشر عه ويأ مر به‬
‫وفيما ينهى عنه‪ ,‬وقد وردت الحاديث بقتضى العمل بذه الَية وذكر سبب نزولا وفيمن نزلت فيه من‬
‫الصطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططحابة‪.‬‬
‫فقال المام أح د‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬أخب نا عباد بن من صور عن عكر مة عن ا بن عباس قال‪ :‬ل ا نزلت‬
‫{والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني جلدة ول تقبلوا لم شهادة أبدا}‬

‫‪201‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال سعد بن عبادة وهو سيد النصار رضي ال عنه‪ :‬أهكذا أنزلت يا رسول ال ؟ فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «يا معشر النصار أل تسمعون ما يقول سيدكم ؟» فقالوا‪ :‬يا رسول ال ل تلمه فإنه‬
‫ر جل غيور‪ ,‬وال ما تزوج امرأة قط إل بكرا‪ ,‬و ما طلق امرأة له قط فاجترأ ر جل م نا أن يتزوج ها من‬
‫شدة غيته‪ .‬فقال سعد‪ :‬وال يا رسول ال إن لعلم أنا حق وأنا من ال‪ ,‬ولكن قد تعجبت أن لو‬
‫وجدت لكاعا قد تفخذها رجل ل يكن ل أن أهيجه ول أحركه حت آت بأربعة شهداء‪ ,‬فو ال ل آت‬
‫بم حت يقضي حاجته ط قال‪ :‬فما لبثوا إل يسيا ط حت جاء هلل بن أمية وهو أحد الثلثة الذين‬
‫ت يب علي هم‪ ,‬فجاء من أر ضه عشاء‪ ,‬فو جد ع ند أهله رجلً‪ ,‬فرأى بعين يه و سع بأذن يه فلم يهي جه ح ت‬
‫أصطبح‪ ,‬فغدا على رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم فقال‪ :‬يطا رسطول ال إنط جئت على أهلي عشاء‬
‫فوجدت عند ها رجلً‪ ,‬فرأ يت بعي ن و سعت بأذ ن‪ ,‬فكره ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ما جاء به‬
‫واشتد عليه‪ ,‬واجتمعت عليه النصار وقالوا‪ :‬قد ابتلينا با قال سعد بن عبادة الَن‪ ,‬يضرب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم هلل بن أمية ويبطل شهادته ف الناس‪ ,‬فقال هلل‪ :‬وال إن لرجو أن يعل ال ل‬
‫منها مرجا‪ .‬وقال هلل يا رسول ال فإن قد أرى ما اشتد عليك ما جئت به‪ ,‬وال يعلم إن لصادق‪.‬‬
‫فو ال إن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ير يد أن يأ مر بضر به إذ أنزل ال على ر سوله صلى ال عل يه‬
‫وسلم الوحي‪ ,‬وكان إذا أنزل عليه الوحي عرفوا ذلك ف تربد وجهه‪ ,‬يعن فأمسكوا عنه حت فرغ من‬
‫الوحي‪ ,‬فنلت {والذين يرمون أزواجهم ول يكن لم شهداء إل أنفسهم فشهادةأحدهم أربع شهادات‬
‫بال} الَية‪ ,‬فسري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال «أبشر يا هلل فقد ج عل ال لك فرجا‬
‫ومرجا» فقال هلل‪ :‬قد ك نت أر جو ذلك من ر ب عز و جل‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«أرسلوا إليها» فأرسلوا إليها فجاءت‪ ,‬فتلها رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهما‪ ,‬فذكرها وأخبها‬
‫أن عذاب الَخرة أ شد من عذاب الدن يا‪ ,‬فقال هلل‪ :‬وال يا ر سول ال ل قد صدقت علي ها‪ ,‬فقالت‪:‬‬
‫كذب‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لعنوا بينهما» فقيل للل‪ :‬اشهد‪ ,‬فشهد أربع شهادات‬
‫بال إنه لن الصادقي‪ ,‬فلما كانت الامسة قيل له‪ :‬يا هلل اتق ال‪ ,‬فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب‬
‫الَخرة‪ ,‬وإن هذه الوج بة ال ت تو جب عل يك العذاب‪ ,‬فقال‪ :‬وال ل يعذب ن ال علي ها ك ما ل يلد ن‬
‫عليها‪ ,‬فشهد ف الامسة أن لعنة ال عليه إن كان من الكاذبي‪ ,‬ث قيل للمرأة‪ :‬اشهدي أربع شهادات‬
‫بال إنه لن الكاذبي‪ ,‬وقيل لا عند الامسة‪ :‬اتقي ال‪ ,‬فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الَخرة‪ ,‬وإن‬
‫هذه الوجبة الت توجب عليك العذاب فتلكأت ساعة وهت بالعتراف‪ ,‬ث قالت‪ :‬وال ل أفضح قومي‪,‬‬
‫فشهدت ف الامسة أن غضب ال عليها إن كان من الصادقي‪ ,‬ففرق رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪202‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بينهما‪ ,‬وقضى أن ل يدعى ولدها لب‪ ,‬ول يرمى ولدها‪ ,‬ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الد‪ ,‬وقضى‬
‫أن ل بيت لا عليه ول قوت لا من أجل أن يفترقا من غي طلق ول متوف عنها‪ ,‬وقال «إن جاءت به‬
‫أصطيهب أريشطح حشط السطاقي‪ ,‬فهطو للل‪ ,‬وإن جاءت بطه أورق جعدا جاليا خدل السطاقي سطابغ‬
‫الليتي‪ ,‬فهو الذي رميت به» فجاءت به أورق جعدا جاليا خدل الساقي سابغ الليتي‪ ,‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «لول اليان لكان ل ولا شأن» قال عكرمة‪ :‬فكان بعد ذلك أميا على مصر‪,‬‬
‫وكان يد عى ل مه ول يد عى لب‪ .‬ورواه أ بو داود عن ال سن بن علي عن يز يد بن هارون به نوه‬
‫متصططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططرا‪.‬‬
‫ولذا الديث شواهد كثية ف الصحاح وغيها من وجوه كثية‪ ,‬فمنها ما قال البخاري‪ :‬حدثن ممد‬
‫بن بشار‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب عدي عن هشام بن ح سان‪ ,‬حدث ن عكر مة عن ا بن عباس أن هلل بن أم ية‬
‫قذف امرأته عند النب صلى ال عليه وسلم بشريك بن سحماء‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «البينة‬
‫أوحد ف ظهرك» فقال‪ :‬يا رسول ال إذا رأى أحدنا على امرأته رجلً ينطلق يلتمس البينة ؟ فجعل النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول «البي نة وإل حد ف ظهرك» فقال هلل‪ :‬والذي بع ثك بال ق إ ن ل صادق‬
‫ولينلن ال ما يبىء ظهري من الد‪ ,‬فنل جبيل وأنزل عليه {والذين يرمون أزواجهم ط فقرأ حت‬
‫بلغ ط إن كان من الصادقي} فانصرف النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأرسل إليهما‪ ,‬فجاء هلل فشهد‬
‫وال نب صلى ال عل يه و سلم يقول «إن ال يعلم أن أحدك ما كاذب‪ ,‬ف هل منك ما تائب ؟» ث قا مت‬
‫فشهدت‪ ,‬فلما كان ف الامسة وقفوها وقالوا‪ :‬إنا موجبة‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬فتلكأت ونكصت حت ظننا‬
‫أنا ترجع‪ ,‬ث قالت‪ :‬ل أفضح قومي سائر اليوم فمضت‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «أبصروها فان‬
‫جاءت به أك حل العين ي سابغ الليت ي خدل ال ساقي‪ ,‬ف هو لشر يك ا بن سحماء» فجاءت به كذلك‪,‬‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم«لول ما مضى من كتاب ال لكان ل و لا شأن» انفرد به البخاري من‬
‫هذا الوجطططه‪ ,‬وقطططد رواه مطططن غيططط وجطططه عطططن ابطططن عباس و غيه‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدثنا أحد بن من صور الزيادي‪ ,‬حدثنا يونس بن م مد‪ ,‬حدثنا صال و هو ابن‬
‫عمر‪ ,‬حدثنا عاصم يعن ابن كليب عن أبيه‪ ,‬حدثن ابن عباس قال‪ :‬جاء رجل ال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فرمى امرأته برجل‪ ,‬فكره ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فلم يزل يردده حت أنزل‬
‫ال تعال {والذ ين يرمون أزواج هم ول ي كن ل م شهداء} فقرأ ح ت فرغ من الَيت ي‪ ,‬فأر سل إليه ما‬
‫فدعاها فقال‪« :‬إن ال تعال قد أنزل فيكما» فدعا الرجل فقرأ عليه‪ ,‬فشهد أربع شهادات بال إنه لن‬
‫ال صادقي‪ ,‬ث أ مر به فأم سك على فيه فوع ظه‪ ,‬فقال له « كل شيء أهون عليه من لعنة ال» ث أر سله‬
‫‪203‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال «لع نة ال عل يه إن كان من الكاذب ي» ث دعا ها فقرأ علي ها‪ ,‬فشهدت أر بع شهادات بال إ نه من‬
‫الكاذبي‪ ,‬ث أمر فأمسك على فيها فوعظها وقال‪« :‬ويك كل شيء أهون من غضب ال» ث أرسلها‬
‫فقالت‪ :‬غضب ال عليها إن كان من الصادقي‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أما وال لقضي‬
‫بينكما قضاء فصل» قال‪ :‬فولدت فما رأيت مولودا بالدينة أكثر غاشي ًة منه‪ ,‬فقال «إن جاءت به لكذا‬
‫طه‪.‬‬ ‫طت بط‬ ‫طه الذي قذفط‬‫طه يشبط‬
‫طو كذا» فجاءت بط‬ ‫طه لكذا وكذا فهط‬‫طو كذا‪ ,‬وإن جاءت بط‬ ‫وكذا فهط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن أب سليمان قال‪ :‬سعت سعيد بن جبي‬
‫قال‪ :‬سئلت عن التلعني أيفرق بينهما ف إمارة ابن الزبي‪ ,‬فما دريت ما أقول‪ ,‬فقمت من مكان إل‬
‫منل ابن عمر فقلت‪ :‬يا أبا عبد الرحن‪ ,‬التلعنان أيفرق بينهما ؟ فقال‪ :‬سبحان ال إن أول من سأل‬
‫عن ذلك فلن بن فلن‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال أرأيت الرجل يرى امرأته على فاحشة فإن تكلم تكلم بأمر‬
‫عظيم وإن سكت سكت على مثل ذلك فسكت فلم يبه‪ ,‬فلما كان بعد ذلك أتاه فقال‪ :‬الذي سألتك‬
‫عنه قد ابتليت به‪ ,‬فأنزل ال تعال هذه الَيات ف سورة النور {والذين يرمون أزواجهم} حت بلغ {أ نّ‬
‫غضب ال عليها إن كان من الصادقي} فبدأ بالرجل فوعظه وذكره‪ ,‬وأخبه أن عذاب الدنيا أهون من‬
‫عذاب الَخرة فقال‪ :‬والذي بعثك بالق ما كذبتك‪ ,‬ث ثن بالرأة فوعظها وذكرها‪ ,‬وأخبها أن عذاب‬
‫الدنيا أهون من عذاب الَخرة‪ .‬فقالت الرأة‪ :‬والذي بعثك بالق إنه لكاذب‪ ,‬قال‪ :‬فبدأ بالرجل‪ ,‬فشهد‬
‫أر بع شهادات بال إ نه ل ن ال صادقي‪ ,‬والام سة أن لع نة ال عل يه إن كان من الكاذب ي‪ ,‬ث ث ن بالرأة‪,‬‬
‫فشهدت أربع شهادات بال إنه لن الكاذبي‪ ,‬والامسة أن غضب ال عليها إن كان من الصادقي‪ ,‬ث‬
‫فرق بينهما‪ ,‬رواه النسائي ف التفسي من حديث عبد اللك بن أب سليمان به‪ ,‬وأخرجاه ف الصحيحي‬
‫مططططن حديططططث سططططعيد بططططن جططططبي عططططن ابططططن عباس‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن حاد‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد‬
‫ال قال‪ :‬كنا جلوسا عشية المعة ف السجد‪ ,‬فقال رجل من النصار‪ :‬أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلً‬
‫إن قتله قتلتموه‪ ,‬وإن تكلم جلدتوه‪ ,‬وإن سكت سكت على غ يظ‪ ,‬وال لئن أ صبحت صالا ل سألن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال‪ :‬ف سأله‪ ,‬فقال‪ :‬يا ر سول ال إن أحد نا إذا رأى مع امرأ ته رجلً‬
‫فقتل قتلتموه‪ ,‬وإن تكلم جلدتوه‪ ,‬وإن سكت سكت على غيظ‪ ,‬اللهم احكم‪ ,‬قال‪ :‬فأنزلت آية اللعان‪,‬‬
‫فكان ذلك الرجطل أول مطن ابتلي بطه‪ .‬انفرد بإخراجطه مسطلم‪ ,‬فرواه مطن طرق عطن سطليمان بطن مهران‬
‫العمطططططططططططططططططططش بطططططططططططططططططططه‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحدأيضا‪ :‬حدثنا أبو كامل‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪ ,‬حدثنا ابن شهاب عن سهل بن سعد‬
‫ل و جد‬ ‫قال‪ :‬جاء عوي ر إل عا صم بن عدي فقال له‪ :‬سل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أرأ يت رج ً‬
‫رجلً مع امرأ ته فقتله أيق تل به‪ ,‬أم كيف ي صنع ؟ ف سأل عا صم ر سول ال صلى ال عليه وسلم فعاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم السائل‪ ,‬قال‪ :‬فلقيه عوير فقال‪ :‬ما صنعت ؟ قال‪ :‬ما صنعت إنك ل‬
‫تأت ن ب ي‪ ,‬سألت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فعاب ال سائل‪ ,‬فقال عوي ر‪ :‬وال لَت ي ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم فل سألنه‪ .‬فأتاه فوجده قد أنزل عل يه فيه ما قال‪ :‬فد عا ب ما فل عن بينه ما‪ .‬قال‬
‫عوير‪ :‬لئن انطلقت با يا رسول ال لقد كذبت عليها‪ .‬قال‪ :‬ففارقها قبل أن يأمره رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ف صارت سنة التلعن ي‪ ,‬وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أب صروها فإن جاءت به‬
‫أسحم أدعج العيني‪ ,‬عظيم الليتي‪ ,‬فل أراه إل قد صدق‪ ,‬وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة‪ ,‬فل أراه‬
‫إل كاذبا» فجاءت به على النعت الكروه‪ .‬أخرجاه ف الصحيحي وبقية الماعة إل الترمذي من طرق‬
‫عطططططططططططططططططططن الزهري بطططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫ورواه البخاري أيضا من طرق عن الزهري به‪,‬فقال‪ :‬حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع‪ ,‬حدثنا فليح عن‬
‫الزهري عن سهل بن سعد أن رجلً اتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال أرأيت رجلً‬
‫ط مطا ذكطر فط القرآن مطن‬ ‫رأى مطع امرأتطه رجلً أيقتله فتقتلونطه‪ ,‬أم كيطف يفعطل؟ فأنزل ال تعال فيهم ا‬
‫التل عن‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪« :‬قد قضى فيك و ف امرأتك» قال‪ :‬فتلعنا‪ ,‬وأنا‬
‫شاهد عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ففارقها فكانت سنة أن يفرق بي التلعني‪ ,‬وكانت حاملً‬
‫فأن كر حل ها‪ ,‬وكان ابن ها يد عى الي ها ث جرت ال سنة ف الياث أن يرث ها وترث م نه ما فرض ال ل ا‪.‬‬
‫وقال الافظ أبوبكر البزار‪ :‬حدثنا إسحاق بن الضيف‪ ,‬حدثنا النضر بن شيل‪ ,‬حدثنا يونس بن أب‬
‫إسحاق عن أبيه عن زيد بن بتيع عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لب‬
‫بكر «لو رأيت مع أم رومان رجلً ما كنت فاعلً به ؟» قال‪ :‬كنت وال فاعلً به شرا‪ ,‬قال «فأنت يا‬
‫عمر ؟» قال‪ :‬كنت وال فاعلً‪ ,‬كنت أقول‪ :‬لعن ال العجز فإنه خبيث‪ .‬قال‪ :‬فنلت {والذين يرمون‬
‫أزواجهم ول يكن لم شهداء إل أنفسهم} ث قال‪ :‬ل نعلم أحدا أسنده إل النضر بن شيل عن يونس بن‬
‫إسطحاق‪ ,‬ثط رواه مطن حديطث الثوري عطن ابطن أبط إسطحاق عطن زيطد بطن بتيطع مرسطلً‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا مسلم بن أب مسلم الرمي‪ ,‬حدثنا ملد بن السي عن هشام عن ابن‬
‫سيين عن أنس بن مالك رضي ال ع نه قال‪ :‬لول لعان كان ف السلم أن شريك بن سحماء قذفه‬
‫هلل بن أمية بامرأته‪ ,‬فرفعه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪205‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«أربعة شهود‪ ,‬وإل فحد ف ظهرك» فقال‪ :‬يا رسول ال إن ال يعلم إن لصادق‪ ,‬ولينلن ال عليك ما‬
‫يبىء به ظهري من اللد‪ ,‬فأنزل ال آية اللعان {والذين يرمون أزواجهم} إل آخر الَية‪ ,‬قال‪ :‬فدعاه‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال «اشهد بال إنك لن الصادقي فيما رميتها به من الزنا» فشهد بذلك‬
‫أربع شهادات‪ ,‬ث قال له ف الامسة «ولعنة ال عليك إن كنت من الكاذبي فيما رميتها به من الزنا»‬
‫ففعل‪ ,‬ث دعاها رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال «قومي فاشهدي بال إنه لن الكاذبي فيما رماك‬
‫به من الز نا» فشهدت بذلك أر بع شهادات‪ ,‬ث قال ل ا ف الام سة وغ ضب ال عل يك إن كان من‬
‫ال صادقي في ما رماك به من الز نا» قال‪ :‬فل ما كا نت الراب عة أو الام سة‪ ,‬سكتت سكتة ح ت ظنوا أن ا‬
‫ستعترف‪ ,‬ث قالت‪ :‬ل أف ضح قو مي سائر اليوم‪ ,‬فم ضت على القول‪ ,‬ففرق ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم بينهما‪ ,‬وقال «انظروا فإن جاءت به جعدا حش الساقي‪ ,‬فهو لشريك بن سحماء‪ ,‬وإن جاءت‬
‫به أبيض سبطا قصي العيني‪ ,‬فهو للل بن أمية» فجاءت به جعدا حش الساقي‪ ,‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليطططه وسطططلم «لول مطططا نزل فيهمطططا مطططن كتاب ال لكان ل ولاططط شأن»‪.‬‬

‫سبُوهُ شَرّا ّلكُ ْم بَ ْل ُهوَ َخيْرٌ ّلكُ مْ ِلكُلّ امْرِىءٍ مّْنهُ ْم مّا‬
‫** إِ نّ الّذِي نَ جَآءُوا بِالِفْ كِ عُ صَْب ٌة ّمنْكُ مْ َل تَحْ َ‬
‫ط عَظِيمطططٌ‬ ‫ط عَذَابطط ٌ‬ ‫ط ِمنْهُمطططْ لَهطط ُ‬ ‫ط وَالّذِي َتوَلّىَ ِكبْرَهطط ُ‬ ‫طبَ مِنطططَ ا ِلثْمطط ِ‬ ‫اكْتَسطط َ‬
‫هذه العشر آيات كلها نزلت ف شأن عائشة أم الؤمني رضي ال عنها حي رماها أهل الفك والبهتان‬
‫من النافق ي با قالوه من الكذب البحت والفرية الت غار ال عز وجل ل ا ولنبيه صلوات ال وسلمه‬
‫عليه‪ ,‬فأنزل ال تعال براءتا صيانة لعرض رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال تعال‪{ :‬إن الذين جاءوا‬
‫بالفك عصبة منكم} أي جاعة منكم يعن ما هو واحد ول اثنان بل جاعة‪ ,‬فكان القدم ف هذه اللعنة‬
‫عبد ال بن أب ابن سلول رأس النافقي‪ ,‬فإنه كان يمعه ويستوشيه‪ ,‬حت دخل ذلك ف أذهان بعض‬
‫السلمي فتكلموا به‪ ,‬وجوزه آخرون منهم‪ ,‬وبقي المر كذلك قريبا من شهر حت نزل القرآن‪ ,‬وسياق‬
‫ططططططططططحيحة‪.‬‬ ‫ططططططططططث الصط‬ ‫طططططططططط الحاديط‬ ‫ذلك فط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنامعمر عن الزهري قال‪ :‬أخبن سعيد بن السيب وعروة بن‬
‫الزبي وعلقمة بن وقاص وعبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النب صلى‬
‫ال عليه وسلم حي قال لا أهل الفك ما قالوا‪ ,‬فبأها ال تعال‪ ,‬وكلهم قد حدثن بطائفة من حديثها‪,‬‬
‫وبعضهم كان أوعى لديثها من بعض وأثبت لا اقتصاصا‪ ,‬وقد وعيت عن كل واح ٍد منهم الديث‬

‫‪206‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي حدثن عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا‪ ,‬ذكروا أن عائشة رضي ال عنها زوج النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم قالت‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا أراد أن يرج ل سفر أقرع ب ي ن سائه‪,‬‬
‫فأيتهن خرج سهمها‪ ,‬خرج با رسول ال صلى ال عليه وسلم معه‪ ,‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬فأقرع‬
‫بين نا ف غزوة غزاها‪ ,‬فخرج فيها سهمي‪ ,‬وخر جت مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وذلك بعد ما‬
‫أنزل الجاب‪ ,‬فأنا أحل ف هودجي وأنزل فيه‪ ,‬مسينا حت إذا فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫ط مطن الدينطة‪ ,‬آذن ليلة بالرح يل فقمطت حيط آذن بالرحيطل فمشيطت ح ت جاوزت‬ ‫غزوة وق فل ودنون ا‬
‫ال يش‪ ,‬فل ما قضيت شأ ن أقبلت إل رحلي فلم ست صدري‪ ,‬فإذا ع قد ل من جزع ظفار قد انق طع‪,‬‬
‫فرجعطت فالتمسطت عقدي‪ ,‬فحبسطن ابتغاؤه وأقبطل الرهطط الذيطن كانوا يرحلوننط فاحتملوا هودجطي‬
‫فرحلوه على بعيي الذي ك نت أر كب‪ ,‬و هم ي سبون أ ن ف يه‪ ,‬قالت‪ :‬وكان الن ساء إذ ذاك خفا فا ل‬
‫يثقلنط ول يغشهطن اللحطم‪ ,‬إناط يأكلن العلقطة مطن الطعام‪ ,‬فلم يسطتنكر القوم خفطة الودج حيط رفعوه‬
‫ّ‬
‫وحلوه‪ ,‬وكنت جارية حديثة السن‪ ,‬فبعثوا المل وساروا ووجدت عقدي بعدما استمر اليش‪ ,‬فجئت‬
‫منازلم وليس با داع ول ميب‪ ,‬فتيممت منل الذي كنت فيه‪ ,‬وظننت أن القوم سيفقدونن فيجعون‬
‫إل‪ ,‬فبي نا أ نا جال سة ف منل غلبت ن عيناي فن مت‪ ,‬وكان صفوان بن الع طل ال سلمي ث الذكوا ن قد‬
‫عرس من وراء اليش‪ ,‬فأدل فأصبح عند منل فرأى سواد إنسان نائم‪ ,‬فأتان فعرفن حي رآن‪ ,‬وقد‬
‫كان يرا ن قبل الجاب‪ ,‬فا ستيقظت با سترجاعه ح ي عرف ن‪ ,‬فخمرت وجهي بلبا ب‪ ,‬وال ما كلم ن‬
‫كلمة ول سعت منه كلمة غي استرجاعه حت أناخ راحلته‪ ,‬فوطىء على يدها فركبتها‪ ,‬فانطلق يقود ب‬
‫الراحلة حت أتينا اليش بعدما نزلوا موغرين ف نر الظهية‪ ,‬فهلك من هلك ف شأن‪ ,‬وكان الذي تول‬
‫كبه عبد ال بن أب ابن سلول‪ ,‬فقدمنا الدينة فاشتكيت حي قدمناها شهرا والناس يفيضون ف قول‬
‫أهل الفك‪ ,‬ول أشعر بشيء من ذلك‪ ,‬وهو يريبن ف وجعي أن ل أرى من رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم اللطف الذي أرى منه حي أشتكي‪ ,‬إنا يدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم فيسلم ث يقول‬
‫«ك يف تي كم ؟» فذلك الذي يريب ن ول أش عر بال شر ح ت خر جت بعد ما نق هت‪ ,‬وخر جت م عي أم‬
‫مسطح قبل الناصع وهو متبزنا ول نرج إل ليلً إل ليل‪ ,‬وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا‬
‫وأمرنا أمر العرب الول ف التنه ف البية وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها ف بيوتنا‪ ,‬فانطلقت أنا وأم‬
‫مسطح وهي بنت أب رهم بن الطلب بن عبد مناف‪ ,‬وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أب بكر الصديق‪,‬‬
‫وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن الطلب‪ ,‬فأقبلت أنا وابنة أب رهم)أم مسطح قبل بيت حي فرغنا من‬
‫ل ش هد‬ ‫شأن نا‪ ,‬فعثرت أم م سطح ف مرط ها‪ ,‬فقالت‪ :‬ت عس م سطح‪ ,‬فقلت ل ا‪ :‬بئ سما قلت ت سبي رج ً‬
‫‪207‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بدرا ؟ فقالت‪ :‬أي هنتاه أل تسطمعي مطا قال ؟ قلت‪ :‬وماذا قال ؟ قالت فأخطبتن بقول أهطل الفطك‪,‬‬
‫فازددت مرضا إل مرضي‪ ,‬فلما رجعت إل بيت دخل عل يّ رسول ال صلى ال عليه وسلم فسلم‪ ,‬ث‬
‫قال «كيطف تيكطم ؟» فقلت له‪ :‬أتأذن ل أن آتط أبوي ؟ قالت‪ :‬وأنطا حينئذ أريطد أن أتيقطن البط مطن‬
‫قبلهما‪ ,‬فأذن ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجئت أبوي فقلت لمي‪ :‬يا أمتاه ما يتحدث الناس به‬
‫؟ فقالت‪ :‬أي بن ية هو ن عل يك‪ ,‬فو ال لقل ما كا نت امرأة قط وضيئة ع ند ر جل يب ها ول ا ضرائر إل‬
‫أكثرن عليها‪ .‬قالت‪ :‬فقلت سبحان ال أوقد تدث الناس با‪ ,‬فبكيت تلك الليلة حت أصبحت ل يرقأ‬
‫ل دمع ول أكتحل بنوم‪ ,‬ث أصبحت أبكي‪ ,‬قالت‪ :‬فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم علي بن أب‬
‫طالب وأسامة بن زيد حي استلبث الوحي ويستشيها ف فراق أهله‪ ,‬قالت‪ :‬فأما أسامة بن زيد فأشار‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم ف نفسه لم من الود‪ ,‬فقال‬
‫أسامة‪ :‬يا رسول ال هم أهلك ول نعلم إل خيا‪ .‬وأما علي بن أب طالب فقال‪ :‬يا رسول ال ل يضيق‬
‫ال عليك والنساء سواها كثي‪ ,‬وإن تسأل الارية تصدقك الب‪ .‬قالت‪ :‬فدعا رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم بريرة فقال «أي بريرة هل رأ يت من ش يء يري بك من عائ شة ؟» فقالت له بريرة‪ :‬والذي بع ثك‬
‫بالق إن رأيت منها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من جارية حديثة السن‪ ,‬تنام عن عجي أهلها فتأت‬
‫الداجن فتأكله‪ .‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم من يومه‪ ,‬فاستعذر من عبد ال بن أب ابن سلول‪,‬‬
‫قالت‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو على النب «يامعشر السلمي من يعذرن من رجل قد‬
‫بلغ ن أذاه ف أهلي‪ ,‬فوال ما عل مت على أهلي إل خيا‪ ,‬ول قد ذكروا رجلً ما عل مت عل يه إل خيا‪,‬‬
‫وما كان يدخل على أهلي إل معي» فقام سعد بن معاذ النصاري رضي ال عنه فقال‪ :‬أنا أعذرك منه يا‬
‫رسول ال إن كان من الوس ضربنا عنقه‪ ,‬وإن كان من إخواننا من الزرج أمرتنا ففعلنا بأمرك‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫فقام سعد بن عبادة وهو سيد الزرج وكان رجلً صالا‪ ,‬ولكن احتملته المية فقال لسعد بن معاذ‪:‬‬
‫لع مر ال ل تقتله ول تقدر على قتله‪ ,‬فقام أسيد بن حضي وهو ا بن عم سعد بن معاذ فقال ل سعد بن‬
‫عبادة‪ :‬كذبت(!) لعمر ال لنقتلنه‪ ,‬فإنك منافق تادل عن النافقي‪ ,‬فتثاور اليان‪ :‬الوس والزرج حت‬
‫هوا أن يقتتلوا ورسول ال صلى ال عليه وسلم قائمٌ على النب‪ ,‬فلم يزل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يفض هم ح ت سكتوا و سكت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قالت‪ :‬وبك يت يو مي ذلك ل ير قأ ل‬
‫د مع ول أكت حل بنوم‪ ,‬وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي‪ ,‬قال‪ :‬فبين ما ه ا جال سان عندي وأ نا أب كي‬
‫ا ستأذنت عل يّ امرأة من الن صار‪ ,‬فأذ نت ل ا فجل ست تب كي م عي‪ ,‬فبي نا ن ن على ذلك إذ د خل علي نا‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سلم ث جلس‪ ,‬قالت‪ :‬ول يلس عندي م نذ ق يل ما ق يل‪ ,‬و قد ل بث‬
‫‪208‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شهرا ل يوحى إليه ف شأن شيء‪ ,‬قالت‪ :‬فتشهد رسول ال صلى ال عليه وسلم حي جلس‪ ,‬ث قال‬
‫«أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا‪ ,‬فإن كنت بريئة فسيبئك ال‪ ,‬وإن كنت ألمت بذنب‬
‫فاستغفري ال ث توب إليه‪ ,‬فإن العبد إذا اعترف بذنبٍ ث تاب‪ ,‬تاب ال عليه» قالت‪ :‬فلما قضى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم مقالته‪ ,‬قلص دمعي حت ما أحس منه قطرة‪ ,‬فقلت لب‪ :‬أجب عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه و سلم‪ ,‬فقال وال ما أدري ما أقول لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت ل مي أجيب‬
‫ع ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقالت‪ :‬وال ما أدري ما أقول لر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪,‬‬
‫قالت‪ :‬فقلت وأنا جارية حديثة السن ل أحفظ كثيا من القرآن‪ ,‬وال لقد عرفت‪ ,‬أنكم قد سعتم بذا‬
‫الديث حت استقر ف أنفسكم وصدقتم به‪ ,‬ولئن قلت لكم إن بريئة وال يعلم أن بريئة ل تصدقونن‬
‫بذلك‪ ,‬ولئن اعترفت بأمر وال يعلم أن بريئة لتصدقن‪ ,‬وإن وال ما أجد ل ولكم مثلً إل كما قال أبو‬
‫يوسف {فصب جيل وال الستعان على ما تصفون} قالت‪ :‬ث تولت فاضطجعت على فراشي‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫وأنا وال حينئذٍ أعلم أن بريئة وأن ال تعال مبئي بباءت‪ ,‬ولكن وال ما كنت أظن أن ينل ف شأن‬
‫و حي يتلى‪ ,‬ولشأ ن كان أح قر ف نف سي من أن يتكلم ال فّ بأ مر يتلى‪ ,‬ول كن ك نت أر جو أن يرى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النوم رؤيا يبئن ال با‪ .‬قالت‪ :‬فوال ما رام رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم مل سه ول خرج من أ هل الب يت أ حد ح ت أنزل ال تعال على نبيه‪ ,‬فأخذه ما كان يأخذه من‬
‫البحاء عند الوحي حت إنه ليتحدر منه مثل المان من العرق وهو ف اليوم الشات من ثقل القول الذي‬
‫أنزل عليه‪ ,‬قالت‪ :‬فلما ُسرّي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يضحك‪ ,‬فكان أول كلمة تكلم‬
‫با أن قال «أبشري يا عائشة أما ال عز وجل فقد برأك» قالت‪ :‬فقالت ل أمي‪ :‬قومي إليه‪ ,‬فقلت‪ :‬وال‬
‫ل أقوم إل يه ول أح د إل ال عز و جل هو الذي أنزل براء ت‪ ,‬وأنزل ال عز و جل {إن الذ ين جاءوا‬
‫بالفك عصبة منكم} العشر آيات كلها‪ ,‬فأنزل ال هذه الَيات ف براءت قالت‪ :‬فقال أبو بكر رضي ال‬
‫ع نه وكان ين فق على م سطح بن أثا ثة لقراب ته م نه وفقره‪ :‬وال ل أن فق عل يه شيئا أبدا ب عد الذي قال‬
‫لعائ شة‪ ,‬فأنزل ال تعال {ول يأ تل أولو الف ضل من كم وال سعة أن يؤتوا أول القر ب ط إل قوله ط أل‬
‫تبون أن يغ فر ال ل كم وال غفور رح يم} فقال أ بو ب كر‪ :‬وال إ ن ل حب أن يغ فر ال ل‪ ,‬فر جع إل‬
‫مسططططح النفقطططة التططط كان ينفطططق عليطططه‪ ,‬وقال‪ :‬وال ل أنزعهطططا منطططه أبدا‪.‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم عن أمري‪ ,‬فقال «يا زينب ماذا علمت أو رأيت ؟» فقالت‪ :‬يا رسول ال أحي سعي وبصري‪,‬‬
‫وال ما علمت إل خيا‪ ,‬قالت عائشة‪ :‬وهي الت كانت تسامين من أزواج النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪209‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فعصمها ال تعال بالورع‪ .‬وطفقت أختها حنة بنت جحش تارب لا‪ ,‬فهلكت فيمن هلك‪ .‬قال ابن‬
‫شهاب‪ :‬فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلء الرهط‪ ,‬أخرجه البخاري ومسلم ف صحيحيهما من حديث‬
‫الزهري‪ ,‬وهكذا رواه ابن إسحاق عن الزهري‪ ,‬كذلك قال‪ :‬وحدثن يي بن عباد بن عبد ال بن الزبي‬
‫عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬وحدثن عبد ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم النصاري‬
‫عطططططن عمرة‪ ,‬عطططططن عائشطططططة بنحطططططو مطططططا تقدم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث قال البخاري وقال أبو أسامة عن هشام بن عروة قال‪ :‬أخبن أب عن عائشة رضي ال عنها قالت‪:‬‬
‫ل ا ذ كر من شأ ن الذي ذ كر و ما عل مت به‪ ,‬قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فّ خطيبا‪ ,‬فتش هد‬
‫فحمد ال وأثن عليه با هو أهله‪ .‬ث قال‪ :‬أما بعد أشيوا علي ف أناس أبنوا أهلي‪ ,‬واي ال ما علمت‬
‫على أهلي إل خيا‪ ,‬وما علمت على أهلي من سوء وأبنوهم بن وال ما علمت عليه من سوء قط ول‬
‫يدخل بيت قط إل وأنا حاضر‪ ,‬ول غبت ف سفر إل غاب معي‪ ,‬فقام سعد بن معاذ النصاري فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أئذن لنا أن نضرب أعناقهم‪ ,‬فقام رجل من الزرج وكانت أم حسان‬
‫بن ثا بت من ر هط ذلك الر جل‪ ,‬فقال‪ :‬كذ بت أ ما وال لو كانوا من الوس ما أحب بت أن تضرب‬
‫أعناقهم‪ ,‬حت كاد أن يكون بي الوس والزرج شر ف السجد وما علمت‪ ,‬فلما كان مساء ذلك اليوم‬
‫خرجت لبعض حاجت ومعي أم مسطح‪ ,‬فعثرت فقالت‪ :‬تعس مسطح‪ ,‬فقلت لا‪ :‬أي أم تسبي ابنك ؟‪.‬‬
‫فسكتت‪ ,‬ث عثرت الثانية فقالت‪ :‬تعس مسطح فقلت لا أي أم تسبي ابنك ؟ ث عثرت الثالثة فقالت‪:‬‬
‫تعس مسطح فانتهرتا‪ ,‬فقالت‪ :‬وال ما أسبه إل فيك‪ ,‬فقلت‪ :‬ف أي شأن ؟ قالت‪ :‬فبقرت ل الديث‪,‬‬
‫فقلت‪ :‬و قد كان هذا ؟ قالت‪ :‬ن عم وال‪ ,‬فرجعت إل بي ت كأن الذي خر جت له ل أجد منه قليلً ول‬
‫كثيا‪ ,‬ووع كت وقلت لر سول ال صلى ال عل يه و سلم أر سلن إل ب يت أ ب‪ ,‬فأر سل م عي الغلم‪,‬‬
‫فدخلت الدار فوجدت أم رومان ف ال سفل‪ ,‬وأ با ب كر فوق الب يت يقرأ‪ ,‬فقالت أم رومان‪ :‬ماجاء بك‬
‫بنية‪ ,‬فأخبتا وذكرت لا الديث‪ ,‬وإذا هو ل يبلغ منها مثل ما بلغ من‪ ,‬فقالت‪ :‬يابنية خففي عليك‬
‫الشأن فإنه وال لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل يبها لا ضرائر إل حسدنا‪ ,‬وقيل فيها‪ ,‬فقلت‪:‬‬
‫وقد علم به أب ؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم ؟‪ .‬قالت‪ :‬نعم ورسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬فاستعبت وبكيت‪ ,‬فسمع أبو بكر صوت وهو فوق البيت يقرأ‪ ,‬فنل فقال لمي‪ :‬ما‬
‫شأنا ؟ قالت‪ :‬بلغها الذي ذكر من شأنا‪ ,‬ففاضت عيناه رضي ال عنه وقال‪ :‬أقسمت عليك ط أي بنية‬
‫ط إل رجعت إل بيتك‪ ,‬فرجعت‪ ,‬ولقد جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم بيت فسأل عن خادمت‬
‫فقالت‪ :‬ل وال ما علمت علي ها عيبا إل أن ا كا نت ترقد ح ت تد خل الشاة فتأ كل خيها أو عجين ها‪,‬‬
‫‪210‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وانتهر ها ب عض أ صحابه فقال‪ :‬ا صدقي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت أ سقطوا ل ا به‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫سبحان ال‪ ,‬وال ما عل مت علي ها إل ما يعلم ال صائغ عن تب الذ هب الح ر‪ ,‬وبلغ ال مر ذلك الر جل‬
‫الذي قيطططل له‪ ,‬فقال‪ :‬سطططبحان ال‪ ,‬وال مطططا كشفطططت كنطططف أنثطططى قطططط‪.‬‬
‫قالت عائ شة ر ضي ال عن ها‪ :‬فق تل شهيدا ف سبيل الل هو قالت‪ :‬وأ صبح أبواي عندي فلم يزال ح ت‬
‫دخل عليّ رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد صلى العصر‪ ,‬ث دخل وقد اكتنفن أبواي عن يين وعن‬
‫شال فحمد ال تعال وأثن عليه‪ ,‬ث قال‪« :‬أما بعد يا عائشة إن كنت قارفت سوءا أو ظلمت فتوب إل‬
‫ال‪ ,‬فإن ال يقبل التوبة عن عباده» قالت‪ :‬وقد جاءت امرأة من النصار فهي جالسة بالباب فقلت‪ :‬أل‬
‫تستحيي من هذه الرأة أن تذكر شيئا ؟ فوعظ رسول ال صلى ال عليه وسلم فالتفت إل أب فقلت له‪:‬‬
‫أجبطه قال‪ :‬فماذا أقول ؟ فالتفطت إل أمطي فقلت‪ :‬أجيطبيه قالت‪ :‬ماذا أقول ؟ فلمطا ل ييباه تشهدت‬
‫فحمدت ال وأثنيت عليه با هو أهله‪ ,‬ث قلت‪ :‬أما بعد فوال إن قلت لكم إن ل أفعل وال عز وجل‬
‫يشهد أن لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم‪ ,‬لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم‪ ,‬وإن قلت لكم إن قد فعلت‪,‬‬
‫وال يعلم أن ل أفعل‪ ,‬لتقولن قد باءت به على نفسها‪ ,‬وإنن وال ما أجد ل ولكم مثلً‪ ,‬والتمست اسم‬
‫يعقوب فلم أقدر عليه إل أبا يوسف حي قال {فصب جيل وال الستعان على ما تصفون} وأنزل ال‬
‫على رسوله صلى ال عليه وسلم من ساعته‪ ,‬فسكتنا فرفع عنه وإن لتبي السرور ف وجهه وهو يسح‬
‫جبينه ويقول «أبشري يا عائ شة ف قد أنزل ال براء تك» قالت‪ :‬وك نت أ شد ما ك نت غضبا فقال ل‬
‫أبواي‪ :‬قومي إليه‪ ,‬فقلت ل وال ل أقوم إليه ول أحده ول أحدكما‪ ,‬ولكن أحد ال الذي أنزل براءت‬
‫طططططططططا أنكرتوه ول غيتوه‪.‬‬ ‫طططططططططد سطططططططططعتموه فمط‬ ‫لقط‬
‫وكانت عائشة تقول‪ :‬أ ما زينب بنت جحش فقد عصمها ال بدينها فلم تقل إل خيا‪ ,‬وأما أختها‬
‫حنة بنت جحش فهلكت فيمن هلك‪ ,‬وكان الذي يتكلم به مسطح وحسان بن ثابت وأما النافق عبد‬
‫ال بن أب ابن سلول‪ ,‬وهو الذي كان يستوشيه ويمعه‪ ,‬وهو الذي تول كبه منهم هو وحنة‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫وحلف أبو بكر أن ل ينفع مسطحا بنافعة أبدا‪ ,‬فأنزل ال تعال {ول يأتل أولو الفضل منكم} يعن أبا‬
‫بكر {والسعة أن يؤتوا أول القرب والساكي} يعن مسطحا إل قوله {أل تبون أن يغفر ال لكم وال‬
‫غفور رحيم} فقال أبو بكر‪ :‬بلى وال يا ربنا إنا لنحب أن تغفر لنا‪ ,‬وعاد له با كان يصنع‪ .‬هكذا رواه‬
‫البخاري من هذا الوجه معلقا بصيغة الزم عن أب أسامة حاد بن أسامة أحد الئمة الثقات‪ .‬وقد رواه‬
‫ابن جرير ف تفسيه عن سفيان بن وكيع عن أب أسامة به مطولً مثله أو نوه‪ .‬ورواه ابن حات عن أب‬
‫سطططططعيد الشطططططج عطططططن أبططططط أسطططططامة ببعضطططططه‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبنا عمرو بن أب سلمة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها قالت‪:‬‬
‫لا نزل عذري من السماء جاءن النب صلى ال عليه وسلم فأخبن بذلك‪ ,‬فقلت‪ :‬نمد ال ل نمدك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثن ابن أب عدي عن ممد بن إسحاق عن عبد ال بن أب بكر عن عمرة أيضا‬
‫عن عائشة قالت‪ :‬لا نزل عذري قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر ذلك وتل القرآن‪ ,‬فلما نزل‬
‫أ مر برجل ي وامرأة فضربوا حد هم‪ ,‬وأخر جه أ هل ال سنن الرب عة وقال الترمذي‪ :‬هذا حد يث ح سن‪,‬‬
‫ووقع عند أب داود تسميتهم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحنة بنت جحش‪ ,‬فهذه طرق متعددة‬
‫طا‪.‬‬‫طنن وغيهط‬ ‫طحاح والسط‬ ‫طانيد والصط‬‫ط السط‬ ‫طا فط‬ ‫طي ال عنهط‬ ‫طة رضط‬‫ط عائشط‬ ‫طن أم الؤمنيط‬ ‫عط‬
‫وقد روي من حديث أمها أم رومان رضي ال عنها‪ ,‬فقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن عاصم‪ ,‬أخبنا‬
‫ح صي عن أ ب وائل عن م سروق عن أم رومان‪ ,‬قالت بي نا أ نا ع ند عائ شة إذ دخلت علي نا امرأة من‬
‫النصار فقالت‪ :‬فعل ال بابنها وفعل‪ ,‬فقالت عائشة‪ :‬ول ؟ قالت‪ :‬إنه كان فيمن حدث الديث‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫وأي الديث ؟ قالت‪ :‬كذا وكذا‪ ,‬قالت‪ :‬وقد بلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قالت‪ :‬نعم‪,‬‬
‫قالت‪ :‬وبلغ أ با ب كر ؟ قالت‪ :‬ن عم‪ ,‬فخرت عائ شة ر ضي ال عن ها مغشيا علي ها‪ ,‬ف ما أفا قت إل وعلي ها‬
‫حى بنافض‪ ,‬فقمت فدثرتا‪ ,‬قالت‪ :‬فجاء النب صلى ال عليه وسلم قال «فما شأن هذه ؟» فقلت‪ :‬يا‬
‫ر سول ال أخذت ا ح ى بنا فض‪ ,‬قال «فلعله ف حد يث تدث به» قالت‪ :‬فا ستوت له عائ شة قاعدة‪,‬‬
‫فقالت‪ :‬وال لئن حلفطت لكطم ل تصطدقون‪ ,‬ولئن اعتذرت إليكطم ل تعذرونط‪ ,‬فمثلي ومثلكطم كمثطل‬
‫يعقوب وبنيه حي قال‪{ :‬فصب جيل وال الستعان على ما تصفون} قالت‪ :‬فخرج رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم وأنزل ال عذر ها‪ ,‬فر جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وم عه أ بو ب كر‪ ,‬فد خل فقال‪ :‬يا‬
‫عائشة «إن ال تعال قد أنزل عذرك» فقالت‪ :‬بمد ال ل بمدك‪ ,‬فقال لا أبو بكر‪ :‬تقولي هذا لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قالت‪ :‬فكان فيمن حدث هذا الديث رجل كان يعوله أبو بكر‬
‫فحلف أن ل يصله‪ ,‬فأنزل ال {ول يأتل أولو الفضل منكم والسعة} إل آخر الَية‪ ,‬فقال أبو بكر‪ :‬بلى‬
‫فوصططططله‪ .‬تفرد بططططه البخاري دون مسططططلم مططططن طريططططق حصططططي‪.‬‬
‫و قد رواه البخاري عن مو سى بن إ ساعيل عن أ ب عوا نة و عن م مد بن سلم عن م مد بن فض يل‬
‫كلها عن حصي به‪ :‬وف لفظ أب عوانة حدثتن أم رومان‪ ,‬وهذا صريح ف ساع مسروق منها‪ ,‬وقد‬
‫أن كر ذلك جاعة من الفاظ من هم الطيب البغدادي‪ ,‬وذلك ل ا ذكره أهل التاريخ أن ا ماتت ف زمن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال الطيب‪ :‬وقد كان مسروق يرسله فيقول‪ :‬سئلت أم رومان ويسوقه فلعل‬

‫‪212‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعض هم ك تب سئلت بألف اعت قد الرواي أن ا سألت فظ نه مت صلً‪ ,‬قال الط يب‪ :‬و قد رواه البخاري‬
‫كذلك ول تظهططططططططططططر له علتططططططططططططه كذا قال‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫فقوله تعال‪{ :‬إن الذيطن جاءوا بالفطك} أي بالكذب والبهطت والفتراء {عصطبة} أي جاعطة منكطم‬
‫{لتسبوه شرا لكم} أي يا آل أب بكر {بل هو خي لكم} أي ف الدنيا والَخرة لسان صدق ف‬
‫الدن يا ورف عة منازل ف الَخرة وإظهار شرف ل م باعتناء ال تعال بعائ شة أم الؤمن ي ر ضي ال عن ها‪,‬‬
‫حيث أنزل ال براءتا ف القرآن العظيم {الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه} الَية‪ ,‬ولذا‬
‫لا دخل عليها ابن عباس رضي ال عنه وعنها وهي ف سياق الوت‪ ,‬قال لا‪ :‬أبشري فإنك زوجة رسول‬
‫ال صطلى ال عليطه وسطلم‪ ,‬وكان يبطك ول يتزوج بكرا غيك‪ ,‬وأنزل براءتطك مطن السطماء‪.‬‬
‫وقال ا بن جر ير ف تف سيه‪ :‬حدث ن م مد بن عثمان الوا سطي‪ ,‬حدث نا جع فر بن عون عن العلي بن‬
‫عرفان عن ممد بن عبد ال بن جحش قال‪ :‬تفاخرت عائشة وزينب رضي ال عنهما فقالت زينب‪ :‬أنا‬
‫ال ت نزل تزويي من ال سماء‪ ,‬وقالت عائ شة‪ :‬أنا ال ت نزل عذري ف كتاب ال ح ي حل ن صفوان بن‬
‫الع طل على الراحلة‪ ,‬فقالت ل ا زي نب‪ :‬يا عائ شة ما قلت ح ي ركبتي ها ؟ قالت‪ :‬قلت ح سب ال ون عم‬
‫الوكيططططططططططل‪ ,‬قالت‪ :‬قلت كلمططططططططططة الؤمنيطططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ل كل امرىء من هم ما اكت سب من ال ث} أي ل كل من تكلم ف هذه القض ية ور مى أم‬
‫الؤمني عائشة رضي ال عنها بشيء من الفاحشة نصيب عظيم من العذاب {والذي تول كبه منهم}‬
‫ق يل ابتدأ به‪ ,‬وق يل الذي كان يم عه وي ستوشيه ويذي عه ويشي عه {له عذاب عظ يم} أي على ذلك‪ ,‬ث‬
‫الكثرون على أن الراد بذلك إنا هو عبد ال بن أب ابن سلول قبحه ال تعال ولعنه‪ ,‬وهو الذي تقدم‬
‫النص عليه ف الديث‪ ,‬وقال ذلك ماهد وغي واحد‪ ,‬وقيل الراد به حسان بن ثابت‪ ,‬وهو قول غريب‪,‬‬
‫ولول أنه وقع ف صحيح البخاري ما قد يدل على ذلك‪ ,‬لا كان ليراده كبي فائدة‪ ,‬فإنه من الصحابة‬
‫الذ ين ل م فضائل ومنا قب ومآ ثر‪ ,‬وأح سن مآثره أ نه كان يذب عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫بشعره‪ ,‬وهو الذي قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «هاجهم وجبيل معك»‪ .‬وقال العمش عن‬
‫أب الضحى عن مسروق قال‪ :‬كنت عند عائشة رضي ال عنها‪ ,‬فدخل حسان بن ثابت‪ ,‬فأمرت فألقي‬
‫له وسادة‪ ,‬فلما خرج قلت لعائشة‪ :‬ما تصنعي بذا ؟ يعن يدخل عليك‪ ,‬وف رواية قيل لا‪ :‬أتأذني لذا‬
‫يد خل عل يك‪ ,‬و قد قال ال {والذي تول كبه من هم له عذاب عظ يم} قالت‪ :‬وأي عذاب أ شد من‬
‫الع مى‪ ,‬وكان قد ذ هب ب صره‪ ,‬ل عل ال أن ي عل ذلك هو العذاب العظ يم ث قالت إ نه كان ينا فح عن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬و ف روا ية أ نه أنشد ها عند ما د خل علي ها شعرا يتدح ها به‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫‪213‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حصططططان رزان مططططا تزن بريبةوتصططططبح غرثططططى مططططن لوم الغوافططططل‬
‫فقالت‪ :‬أما أنت فلست كذلك‪ ,‬وف رواية‪ ,‬لكنك لست كذلك‪ ,‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا السن بن‬
‫قزعة‪ ,‬حدثنا سلمة بن علقمة‪ ,‬حدثنا داود عن عامر عن عائشة أنا قالت‪ :‬ما سعت بشعر أحسن من‬
‫شعطر حسطان‪ ,‬ول تثلت بطه إل رجوت له النطة قوله لبط سطفيان بطن الارث بطن عبطد الطلب‪:‬‬
‫هجوت ممدا فأجبططططططططت عنهوعنططططططططد ال فطططططططط ذاك الزاء‬
‫فإن أبطططططططط ووالده وعرضيلعرض ممططططططططد منكططططططططم وقاء‬
‫أتشتمطططططه ولسطططططت له بكفطططططء ؟فشركمطططططا ليكمطططططا الفداء‬
‫لسططططططططان صططططططططارم ل عيططططططططب فيهوبري ل تكدره الدلء‬
‫فق يل‪ :‬يا أم الؤمن ي أل يس هذا لغوا ؟ قالت‪ :‬ل إن ا الل غو ما ق يل ع ند الن ساء‪ ,‬ق يل‪ :‬أل يس ال يقول‬
‫{والذي تول كبه منهم له عذاب عظيم} قالت‪ :‬أليس قد أصابه عذاب عظيم ؟ أليس قد ذهب بصره‪,‬‬
‫وكنع بالسيف ؟ تعن الضربة الت ضربه إياها صفوان بن العطل السلمي حي بلغه عنه أنه يتكلم ف‬
‫ذلك‪ ,‬فعله بالسططططططططططططططططططططططططططططيف وكاد أن يقتله‪.‬‬

‫ك ّمبِيٌ * ّلوْلَ جَآءُوا‬


‫سهِمْ َخيْرا وَقَالُوْا هَـذَآ إِفْ ٌ‬
‫ت ِبأَْنفُ ِ‬
‫** ّلوْل إِذْ سَ ِم ْعتُمُو ُه ظَ نّ الْ ُم ْؤ ِمنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَا ُ‬
‫ط اْلكَا ِذبُونططَ‬
‫ط هُمط ُ‬ ‫ططئِكَ عِندَ اللّهط ِ‬ ‫شهَدَآءِ َفأُوْلَـط‬ ‫ط َي ْأتُوْا بِال ّ‬
‫ط ِبأَ ْربَ َع ِة ُشهَدَآءَ فَإِذْ لَمط ْ‬ ‫عََليْهط ِ‬
‫هذا تأديب من ال تعال للمؤمني ف قصة عائشة رضي ال عنها حي أفاض بعضهم ف ذلك الكلم‬
‫ال سيء‪ ,‬و ما ذ كر من شأن ال فك فقال تعال‪{ :‬لول} يع ن هل {إذ سعتموه} أي ذلك الكلم الذي‬
‫رم يت به أم الؤمن ي ر ضي ال عن ها { ظن الؤمنون والؤمنات بأنف سهم خيا} أي قا سوا ذلك الكلم‬
‫على أنفسهم‪ ,‬فإن كان ل يليق بم فأم الؤمني أول بالباءة منه بطريق الول والحرى‪ .‬وقد قيل‪ :‬إنا‬
‫نزلت ف أب أيوب خالد بن زيد النصاري وامرأته رضي ال عنهما‪ ,‬كما قال المام ممد بن إسحاق‬
‫بن يسار عن أبيه عن بعض رجال بن النجار‪ :‬إن أبا أيوب خالد بن زيد النصاري قالت له امرأته أم‬
‫أيوب‪ :‬يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس ف عائشة رضي ال عنها ؟ قال‪ :‬نعم وذلك الكذب‪ ,‬أكنت‬
‫فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت‪ :‬ل وال ما ك نت لفعله‪ ,‬قال‪ :‬فعائ شة وال خ ي م نك‪ ,‬قال‪ :‬فل ما نزل‬
‫القرآن ذ كر عز و جل من قال ف الفاح شة ما قال من أ هل ال فك {إن الذ ين جاءوا بال فك ع صبة‬

‫‪214‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من كم} وذلك ح سان وأ صحابه الذ ين قالوا ما قالوا‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬لول إذ سعتموه ظن الؤمنون}‬
‫الَيطططططططة‪ ,‬أي كمطططططططا قال أبطططططططو أيوب وصطططططططاحبته‪.‬‬
‫وقال ممد بن عمر الواقدي‪ :‬حدثن ابن أب حبيب عن داود بن الصي عن أب سفيان عن الفلح‬
‫ط يقول الناس فط عائشطة ؟ قال‪ :‬بلى وذلك‬ ‫مول أبط أيوب أن أم أيوب قالت لبط أيوب‪ :‬أل تسطمع م ا‬
‫الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟ قالت‪ :‬ل وال‪ .‬قال‪ :‬فعائ شة وال خ ي منك‪ ,‬فل ما نزل القرآن‬
‫وذكر أهل الفك قال ال عز وجل {لول إذ سعتموه ظن الؤمنون والؤمنات بأنفسهم خيا وقالوا هذا‬
‫إفك مبي} يعن أبا أيوب حي قال لم أيوب ما قال‪ ,‬ويقال إنا قالا أبّ بن كعب‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ظن‬
‫الؤمنون} إل أي هل ظنوا ال ي فإن أم الؤمن ي أهله وأول به‪ .‬هذا ما يتعلق بالبا طن‪ ,‬وقوله {وقالوا}‬
‫أي بألسنتهم {هذا إفك مبي} أي كذب ظاهر على أم الؤمني رضي ال عنها‪ ,‬فإن الذي وقع ل يكن‬
‫ريبة‪ ,‬وذلك أن ميء أم الؤمني راكبة جهرة على راحلة صفوان بن العطل ف وقت الظهية‪ ,‬واليش‬
‫بكماله يشاهدون ذلك‪ ,‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم بي أظهرهم‪ ,‬ولو كان هذا المر فيه ريبة ل‬
‫يكطن هكذا جهرة ول كانطا يقدمان على مثطل ذلك على رؤوس الشهاد‪ ,‬بطل كان يكون هذا لو قدر‬
‫خفية مستورا‪ ,‬فتعي أن ما جاء به أهل الفك ما رموا به أم الؤمني هو الكذب البحت‪ ,‬والقول الزور‪,‬‬
‫والرعو نة الفاح شة الفاجرة‪ ,‬وال صفقة الا سرة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬لول} أي هل {جاءوا عل يه} أي على‬
‫ما قالوه {بأربعة شهداء} يشهدون على صحة ما جاءوا به {فإذ ل يأتوا بالشهداء فأولئك عند ال هم‬
‫الكاذبون} أي فطططططططططططط حكططططططططططططم ال كاذبون فاجرون‪.‬‬

‫ضتُ مْ فِي ِه عَذَا بٌ عَظِي مٌ * إِ ْذ‬


‫سكُمْ فِي مَآ أََف ْ‬
‫** وََلوْلَ َفضْلُ اللّ ِه عََلْيكُ مْ َورَحْ َمتُ هُ فِي ال ّدنْيَا وَالَخِ َرةِ لَمَ ّ‬
‫ِيمط‬
‫ّهط عَظ ٌ‬ ‫ْسطُونَهُ َهيّنا َو ُهوَ عِندَ الل ِ‬
‫ْمط َوتَح َب‬
‫ِهط عِل ٌ‬
‫ُمط ب ِ‬
‫ْسطَلك ْ‬ ‫ُمط مّا ّلي َ‬ ‫ُونط بِأَ ْفوَا ِهك ْ‬
‫ْسطِتكُ ْم َوتَقُول َ‬ ‫َهط بِأَل َِن‬
‫تََل ّق ْون ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولول ف ضل ال علي كم ورح ته ف الدن يا والَخرة} أي ها الائضون ف شأن عائ شة بأن‬
‫ق بل توبت كم وإنابت كم إل يه ف الدن يا وع فا عن كم ليان كم بالن سبة إل الدار الَخرة {ل سكم فيماأفض تم‬
‫ف يه} من قض ية ال فك {عذاب عظ يم} وهذا في من عنده إيان رز قه ال ب سببه التو بة إل يه‪ ,‬كم سطح‬
‫وحسان وحنة بنت جحش أخت زينت بنت جحش‪ ,‬فأما من خاض فيه من النافقي كعبد ال بن أب‬
‫ابن سلول وأضرابه‪ ,‬فليس أولئك مرادين ف هذه الَية‪ ,‬لنه ليس عندهم من اليان والعمل الصال ما‬

‫‪215‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يعادل هذا ول ما يعار ضه‪ ,‬وهكذا شأن ما يرد من الوع يد على ف عل مع ي يكون مطلقا مشروطا بعدم‬
‫التوبطططة أو مطططا يقابله مطططن عمطططل صطططال يوازنطططه أو يرجطططح عليطططه‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إذ تلقونه بألسنتكم} قال ماهد وسعيد بن جبي‪ :‬أي يرويه بعضكم عن بعض‪ ,‬يقول‬
‫هذا سطعته مطن فلن‪ ,‬وقال فلن كذا‪ ,‬وذكطر بعضهطم كذا‪ ,‬وقرأ آخرون {إذ تلقونطه بألسطنتكم} وفط‬
‫صحيح البخاري عن عائشة أنا كانت تقرؤها كذلك‪ ,‬وتقول‪ :‬هو من ولق اللسان يعن الكذب الذي‬
‫ي ستمر صاحبه عل يه‪ ,‬تقول العرب‪ :‬ولق فلن ف ال سي إذا ا ستمر ف يه‪ ,‬والقراءة الول أش هر وعلي ها‬
‫المهور‪ ,‬ولكن الثانية مروية عن أم الؤمني عائشة‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو أسامة عن نافع عن ابن عمر عن ابن أب مليكة عن عائشة أنا كانت تقرأ {إذ تلقونه} وتقول‪ :‬إنا‬
‫هطو ولق القول طط والولق الكذب طط‪ .‬قال ابطن أبط مليكطة‪ :‬هطي أعلم بطه مطن غيهطا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتقولون بأفواهكطم مطا ليطس لكطم بطه علم} أي تقولون مطا ل تعلمون‪ ,‬ثط قال تعال‪:‬‬
‫{وتسبونه هينا وهو عند ال عظيم} أي تقولون ما تقولون ف شأن أم الؤمني وتسبون ذلك يسيا‬
‫سهلً ولو ل تكن زوجة النب صلى ال عليه وسلم لا كان هينا‪ ,‬فكيف وهي زوجة النب المي خات‬
‫النبياء وسيد الرسلي ؟ فعظيم عند ال أن يقال ف زوجة رسوله ما قيل ! فإن ال سبحانه وتعال يغار‬
‫لذا‪ ,‬و هو سبحانه وتعال ل يقدّر على زو جة نب من ال نبياء ذلك حا شا وكل‪ ,‬ول ا ل ي كن ذلك‪,‬‬
‫فكيف يكون هذا ف سيدة نساء النبياء وزوجة سيد ولد آدم على الطلق ف الدنيا والَخرة ؟ ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬وتسبونه هينا وهو عند ال عظيم} وف الصحيحي «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط‬
‫ال ل يدري ما تبلغ‪ ,‬يهوي با ف النار أبعد ما بي السماء والرض»‪ .‬وف رواية «ل يلقي لا بالً»‪.‬‬

‫ك هَـذَا ُب ْهتَا نٌ عَظِي مٌ * َيعِظُكُ مُ اللّ ُه‬


‫** وََلوْل إِذْ سَ ِم ْعتُمُوهُ ُق ْلتُ ْم مّا َيكُو نُ َلنَآ أَن نَّتكَلّ َم ِبهَـذَا ُسبْحَانَ َ‬
‫ط‬
‫ط َحكِيم ٌ‬ ‫ط عَلِيم ٌ‬‫ط وَاللّه ُ‬‫ط ا َليَات ِ‬ ‫ط َلكُم ُ‬‫ط اللّه ُ‬
‫ط ّم ْؤ ِمنِيَط * َويَُبيّن ُ‬ ‫ط َأبَدا إِن كُنتُم ْ‬ ‫أَن َتعُودُواْ ِل ِمثْلِه ِ‬
‫هذا تأد يب آ خر ب عد الول الَ مر ب ظن ال ي‪ ,‬أي إذا ذ كر ما ل يل يق من القول ف شأن الية فأول‬
‫ينب غي ال ظن ب م خيا‪ ,‬وأن ل يش عر نف سه سوى ذلك‪ ,‬ث إن علق بنف سه ش يء من ذلك و سوسة أو‬
‫خيالً‪ ,‬فل ينبغي أن يتكلم به‪ ,‬فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إن ال تعال تاوز لمت عما‬
‫حدثت به أنفسها ما ل تقل أو تعمل» أخرجاه ف الصحيحي‪ .‬وقال ال تعال‪{ :‬ولول إذ سعتموه قلتم‬

‫‪216‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ما يكون لنا أن نتكلم بذا} أي ما ينبغي لنا أن نتفوه بذا الكلم ول نذكره لحد {سبحانك هذا بتان‬
‫عظيطططم} أي سطططبحان ال أن يقال هذا الكلم على زوجطططة رسطططوله وحليلة خليله‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬يعظ كم ال أن تعودوا لثله أبدا} أي ينها كم ال متوعدا أن ي قع من كم ما يش به هذا‬
‫أبدا أي فيمطا يسطتقبل‪ ,‬فلهذا قال {إن كنتطم مؤمنيط} أي إن كنتطم تؤمنون بال وشرعطه‪ ,‬وتعظمون‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأما من كان متصفا بالكفر فذاك حكم آخر‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬ويبي ال‬
‫لكم الَيات} أي يوضح لكم الحكام الشرعية والكم القدرية {وال عليم حكيم} أي عليم با يصلح‬
‫عباده‪ ,‬حكيططططططططططم فطططططططططط شرعططططططططططه وقدره‪.‬‬

‫شةُ فِي الّذِي نَ آ َمنُواْ َلهُ ْم عَذَا بٌ أَلِي مٌ فِي ال ّدْنيَا وَالَخِ َر ِة وَاللّ ُه َيعْلَ ُم‬
‫حبّو نَ أَن تَشِي َع اْلفَاحِ َ‬
‫** إِ ّن الّذِي نَ ُي ِ‬
‫َوأَْنتُمططططططططططططططططططْ َل َتعْلَمُونططططططططططططططططططَ‬
‫هذا تأد يب ثالث ل ن سع شيئا من الكلم ال سيء‪ ,‬فقام بذه نه ش يء م نه وتكلم به فل يك ثر م نه ول‬
‫يشيعه ويذيعه‪ ,‬فقد قال تعال‪{ :‬إن الذين يبون أن تشيع الفاحشة ف الذين آمنوا لم عذاب أليم} أي‬
‫يتارون ظهور الكلم عنهم بالقبيح {لم عذاب أليم ف الدنيا} أي بالد‪ ,‬وف الَخرة بالعذاب الليم‬
‫{وال يعلم وأنتم ل تعلمون} أي فردوا المور إليه ترشدوا‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بكي‪,‬‬
‫حدثنا ميمون بن موسى الرئي‪ ,‬حدثنا ممد بن عباد الخزومي عن ثوبان عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «ل تؤذوا عباد ال ول تعيو هم‪ ,‬ول تطلبوا عورات م‪ ,‬فإ نه من طلب عورة أخ يه ال سلم طلب ال‬
‫ططططططه»‪.‬‬ ‫طططططط بيتط‬ ‫ططططططه فط‬ ‫طططططط يفضحط‬ ‫ططططططه‪ ,‬حتط‬ ‫عورتط‬

‫** وََلوْلَ َفضْلُ اللّ ِه عََلْيكُ مْ َورَحْ َمتُ هُ َوأَ نّ اللّ هَ رَءُو فٌ رّحِي مٌ * َيأَيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ لَ تَّتِبعُواْ خُ ُطوَا تِ‬
‫شيْطَا نِ فَِإنّ ُه َي ْأمُ ُر بِاْلفَحْشَآ ِء وَالْ ُمنْكَ ِر وََلوْلَ َفضْلُ اللّ ِه عََلْيكُ ْم وَ َرحْ َمتُ هُ مَا‬
‫الشّيْطَا نِ وَمَن َيتّبِ عْ خُ ُطوَا تِ ال ّ‬
‫طن يَشَآءُ وَاللّهططُ سططَمِيعٌ عَلِيمططٌ‬ ‫طي مَط‬ ‫ط يُزَكّط‬ ‫ط مّنططْ أَحَدٍ َأبَدا وَلَـططكِنّ اللّهطَ‬ ‫طا مِنكُمط ْ‬ ‫زَكَط‬
‫يقول ال تعال‪{ :‬ولول فضل ال عليكم ورحته وأن ال رؤوف رحيم} أي لول هذا لكان أمر آخر‪,‬‬
‫ولكنه تعال رؤوف بعباده رحيم ب م‪ ,‬فتاب على من تاب إليه من هذه القض ية‪ ,‬وط هر من ط هر من هم‬
‫بال د الذي أق يم علي هم‪ ,‬ث قال تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان} يع ن طرائ قه‬
‫ومسالكه وما يأمر به {ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والنكر} هذا تنفي وتذير من‬
‫‪217‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك بأفصطح عبارة وأبلغهطا وأوجزهطا وأحسطنها‪ ,‬قال علي بطن أبط طلحطة عطن ابطن عباس {خطوات‬
‫الشيطان} عمله‪ .‬وقال عكر مة‪ :‬نزغا ته‪ .‬وقال قتادة‪ :‬كل مع صية ف هي من خطوات الشيطان‪ .‬وقال أ بو‬
‫ملز‪ :‬النذور ف العاصي من خطوات الشيطان‪ .‬وقال مسروق‪ :‬سأل رجل ابن مسعود فقال‪ :‬إن حرمت‬
‫أن آكل طعاما وساه‪ ,‬فقال‪ :‬هذا من نزغات الشيطان‪ ,‬كفّر عن يينك وكل وقال الشعب ف رجل نذر‬
‫ططططططح كبشا‪.‬‬ ‫ططططططن نزغات الشيطان‪ ,‬وأفتاه أن يذبط‬ ‫ططططططح ولده‪ :‬هذا مط‬ ‫ذبط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا حسان بن عبد ال الصري‪ ,‬حدثنا السري بن يي عن سليمان‬
‫التيمي عن أب رافع قال‪ :‬غضبت علي امرأت فقالت هي يوما يهودية ويوما نصرانية‪ ,‬وكل ملوك لا حر‬
‫إن ل تطلق امرأتك‪ ,‬فأتيت عبد ال بن عمر فقال‪ :‬إنا هذه من نزغات الشيطان‪ ,‬وكذلك قالت زينب‬
‫ب نت أم سلمة و هي يومئذ أف قه امرأة بالدي نة‪ ,‬وأت يت عا صم بن ع مر فقال م ثل ذلك‪ .‬ث قال تعال‪:‬‬
‫{ولول ف ضل ال علي كم ورح ته ما ز كى من كم من أ حد أبدا} أي لول هو يرزق من يشاء التو بة‬
‫والرجوع إليه ويزكي النفوس من شركها‪ ,‬وفجورها ودنسها‪ ,‬وما فيها من أخلق رديئة كل بسبه‪ ,‬لا‬
‫حصل أحد لنفسه زكاة ول خيا {ولكن ال يزكي من يشاء} أي من خلقه‪ ,‬ويضل من يشاء ويرديه‬
‫ف مهالك الضلل والغي‪ .‬وقوله {وال سيع} أي سيع لقوال عباده {عليم} بن يستحق منهم الدى‬
‫والضلل‪.‬‬

‫ي وَالْ ُمهَا ِجرِي نَ فِي َسبِيلِ اللّ ِه‬


‫سعَةِ أَن ُي ْؤُتوَاْ ُأوْلِي اْلقُ ْرَبىَ وَالْمَ سَاكِ َ‬
‫** وَ َل َيأْتَلِ ُأوْلُواْ اْل َفضْلِ مِنكُ ْم وَال ّ‬
‫ط َغفُورٌ ّرحِيمطططٌ‬ ‫ط وَاللّهطط ُ‬ ‫حبّونطططَ أَن َي ْغفِرَ اللّهطططُ َلكُمطط ْ‬ ‫ح َواْ أَ َل تُ ِ‬
‫وَْليَ ْعفُواْ وَْليَصطططْفَ ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ول يأتطل} مطن الليطة وهطي اللف‪ ,‬أي ل يلف {أولو الفضطل منكطم} أي ال ّطوْل‬
‫والصدقة والحسان {والسعة} أي الدة {أن يؤتوا أول القرب والساكي والهاجرين ف سبيل ال} أي‬
‫ل تلفوا أن ل تصلوا قراباتكم الساكي والهاجرين‪ .‬وهذا ف غاية الترفق والعطف على صلة الرحام‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬وليعفوا وليصفحوا} أي عما تقدم منهم من الساءة والذى ؟ وهذا من حلمه تعال‬
‫وكرمه ولطفه بلقه مع ظلمهم لنفسهم‪ ,‬وهذه الَية نزلت ف الصديق رضي ال عنه حي حلف أن ل‬
‫ينفع مسطح بن أثاثة بنافعة بعدما قال ف عائشة ما قال‪ ,‬كما تقدم ف الديث‪ ,‬فلما أنزل ال براءة أم‬
‫الؤمني عائشة‪ ,‬وطابت النفوس الؤمنة واستقرت‪ ,‬وتاب ال على من كان تكلم من الؤمني ف ذلك‪,‬‬
‫وأقيم الد على من أقيم عليه ط شرع تبارك وتعال وله الفضل والنة‪ ,‬يعطف الصديق على قريبه ونسيبه‬

‫‪218‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وهو مسطح بن أثاثة‪ ,‬فإنه كان ابن خالة الصديق‪ ,‬وكان مسكينا ل مال له إل ما ينفق عليه أبو بكر‬
‫رضي ال عنه‪ ,‬وكان من الهاجرين ف سبيل ال‪ ,‬وقد ولق ولقةً تاب ال عليه منها وضرب الد عليها‪,‬‬
‫وكان الصديق رضي ال عنه معروفا بالعروف‪ ,‬له الفضل واليادي على القارب والجانب‪ ,‬فلما نزلت‬
‫هذه الَ ية إل قوله {أل تبون أن يغ فر ال ل كم} الَ ية‪ ,‬فإن الزاء من ج نس الع مل‪ ,‬فك ما تغ فر عن‬
‫الذنب إليك نغفر لك‪ ,‬وكماتصفح نصفح عنك‪ ,‬فعند ذلك قال الصديق‪ :‬بلى وال إنا نب ط يا ربنا‬
‫ط أن تغفر لنا ث رجع إل مسطح ما كان يصله من النفقة‪ ,‬وقال‪ :‬وال ل أنزعها منه أبدا‪ ,‬ف مقابلة ما‬
‫كان‪ ,‬قال وال ل أنفعطه بنافعطة أبدا‪ .‬فلهذا كان الصطديق هطو الصطديق رضطي ال عنطه وعطن بنتطه‪.‬‬

‫ت الْغَاِفلَ تِ الْ ُم ْؤمِنا تِ ُل ِعنُواْ فِي ال ّدْنيَا وَالَخِ َر ِة وََلهُ ْم عَذَا بٌ عَظِي مٌ * َيوْ َم‬ ‫صنَا ِ‬‫** إِ نّ الّذِي نَ َي ْرمُو نَ الْ ُمحْ َ‬
‫شهَ ُد عََلْيهِ مْ أَلْ سَِنُتهُ ْم َوَأيْدِيهِ ْم َوأَرْ ُجُلهُ ْم بِمَا كَانُواْ َيعْ َملُو نَ * َي ْو َمئِ ٍذ ُيوَفّيهِ مُ اللّ هُ دِيَنهُ ُم الْحَ قّ َويَعَْلمُو نَ‬
‫تَ ْ‬
‫ط الْ ُمبِيُطططططططط‬ ‫ط ُهوَ الْحَقطططططططط ّ‬ ‫أَنطططططططططّ اللّهطططططططط َ‬
‫هذا وعيد من ال تعال للذين يرمون الحصنات الغافلت ط خرج مرج الغالب ط الؤمنات فأمهات‬
‫الؤمن ي أول بالدخول ف هذا من كل م صنة‪ ,‬ول سيما ال ت كا نت سبب النول‪ ,‬و هي عائ شة ب نت‬
‫الصديق رضي ال عنهما‪ ,‬وقد أجع العلماء رحهم ال قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها با رماها‬
‫به ب عد هذا الذي ذ كر ف هذه الَ ية‪ ,‬فإ نه كا فر ل نه معا ند للقرآن‪ ,‬و ف بق ية أمهات الؤمن ي قولن‪:‬‬
‫أصططططططططططحهما أننطططططططططط كهططططططططططي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لعنوا ف الدنيا والَخرة} الَية‪ ,‬كقوله {إن الذين يؤذون ال ورسوله} الَية‪ .‬وقد ذهب‬
‫بعضهم إل أنا خاصة بعائشة رضي ال عنها‪ ,‬فقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫ال بن خراش عن العوام عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس ف الَ ية {إن الذ ين يرمون الح صنات‬
‫الغافلت الؤمنات} قال‪ :‬نزلت ف عائ شة خا صة‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي ومقا تل بن حيان‪ ,‬و قد‬
‫ذكره ابن جرير عن عائشة فقال‪ :‬حدثنا أحد بن عبدة الضب‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أب سلمة‬
‫عن أبيه قال‪ :‬قالت عائشة‪ :‬رميت با رميت به وأنا غافلة فبلغن بعد ذلك‪ ,‬قالت‪ :‬فبينا رسول ال صلى‬
‫ال عليطه و سلم جالس عندي إذ أو حي إل يه‪ ,‬قالت‪ :‬وكان إذا أو حي إل يه أخذه كهيئة ال سبات‪ ,‬وإ نه‬
‫أوحي إليه وهو جالس عندي‪ ,‬ث استوى جالسا يسح وجهه‪ ,‬وقال «يا عائشة أبشري» قالت‪ :‬فقلت‬
‫بمد ال ل بمدك‪ ,‬فقرأ {إن الذين يرمون الحصنات الغافلت الؤمنات ط حت قرأ ط أولئك مبؤون‬

‫‪219‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م ا يقولون ل م مغفرة ورزق كر ي} هكذا أورده ول يس ف يه أن ال كم خاص ب ا‪ ,‬وإن ا ف يه أن ا سبب‬
‫النول دون غي ها‪ ,‬وإن كان ال كم يعم ها كغي ها‪ ,‬ولعله مراد ا بن عباس و من قال كقوله‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقاللضحاك وأبطو الوزاء وسطلمة بطن نطبيط‪ :‬الراد باط أزواج النطب خاصطة دون غيهطن مطن النسطاء‪.‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس ف الَ ية {إن الذ ين يرمون الح صنات الغافلت الؤمنات} الَ ية‪ ,‬يع ن‬
‫أزواج النب صلى ال عليه وسلم رماهن أهل النفاق‪ ,‬فأوجب ال لم اللعنة والغضب وباءوا بسخط من‬
‫ال فكان ذلك ف أزواج النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث نزل بعد ذلك {والذين يرمون الحصنات ث ل‬
‫يأتوا بأربعة شهداء ط إل قوله ط فإن ال غفور رحيم} فأنزل ال اللد والتوبة‪ ,‬فالتوبة تقبل والشهادة‬
‫ترد‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا هشيم‪ ,‬أخبنا العوام بن حوشب عن شيخ‬
‫من بن أسد عن ابن عباس قال‪ :‬فسر سورة النور‪ ,‬فلما أتى على هذه الَية {إن الذين يرمون الحصنات‬
‫الغافلت الؤمنات} الَية‪ ,‬قال‪ :‬ف شأن عائشة وأزواج النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهي مبهمة وليست‬
‫لم توبة‪ ,‬ث قرأ {والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء ط إل قوله ط إل الذين تابوا من‬
‫ب عد ذلك وأ صلحوا} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬فج عل لؤلء تو بة ول ي عل ل ن قذف أولئك تو بة‪ ,‬قال‪ :‬فه ّم ب عض‬
‫القوم أن يقوم إليه فيقبل رأسه من حسن ما فسر به سورة النور‪ .‬فقوله وهي مبهمة أي عامة ف تري‬
‫قذف كل مصنة ولعنته ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وهكذا قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬هذا ف عائشة ومن‬
‫صطنع مثطل هذا أيضا اليوم فط السطلمات فله مطا قال ال تعال ولكطن عائشطة كانطت أما فط ذلك‪.‬‬
‫وقد اختار ابن جرير عمومها وهوالصحيح‪ ,‬ويعضد العموم ما رواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن عبد‬
‫الرحن ابن أخي وهب‪ ,‬حدثن عمي‪ ,‬حدثنا سليمان بن بلل عن ثور بن زيد عن أب الغيث عن أب‬
‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع ا لوبقات» قيل‪ :‬وما هن يا رسول ال ؟‬
‫قال «الشرك بال‪ ,‬والسحر‪ ,‬وقتل النفس الت حرم ال إل بالق‪ ,‬وأكل الربا‪ ,‬وأكل مال اليتيم‪ ,‬والتول‬
‫يوم الزحف‪ ,‬وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات» أخرجاه ف الصحيحي من حديث سليمان بن بلل‬
‫بططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عمر بن أب خالد الذاء الطان الحرمي‪ ,‬حدثن أب‬
‫وحدثنا أبو شعيب الران‪ ,‬حدثنا جدي أحد بن أب شعيب‪ ,‬حدثن موسى بن أعي عن ليث عن أب‬
‫إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة عن النب صلى ال عليه وسلم قال «قذف الحصنة يهدم عمل مائة‬
‫سنة»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون} قال ابن أب حات‪:‬‬
‫حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو يي الرازي عن عمرو بن أب قيس‪ ,‬عن مطرف عن النهال عن سعيد‬
‫‪220‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬إنم يعن الشركي إذا رأوا أنه ل يدخل النة إل أهل الصلة قالوا‪ :‬تعالوا‬
‫حتط نحطد فيجحدون‪ ,‬فيختطم على أفواههطم وتشهطد أيديهطم و أرجلهطم ول يكتمون ال حديثا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات وابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ابن وهب أخبن عمرو بن‬
‫الارث عن دراج عن أب اليثم عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال «إذا كان يوم القيامة‬
‫عرف الكافر بعمله فيجحد وياصم‪ ,‬فيقال هؤلء جيانك يشهدون عليك‪ ,‬فيقول كذبوا‪ ,‬فيقال أهلك‬
‫وعشي تك‪ ,‬فيقول كذبوا‪ ,‬فيقال احلفوا فيحلفون‪ ,‬ث ي صمتهم ال فتش هد علي هم أيدي هم وأل سنتهم‪ ,‬ث‬
‫يدخلهطططططططططططططططططططططططططططططططططططططم النار»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات أيضا‪ :‬حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد ال بن أب شيبة الكوف‪ ,‬حدثنا منجاب بن‬
‫الارث التميمي‪ ,‬حدثنا أبو عامر السدي‪ ,‬حدثنا سفيان بن عبيد الكتب عن فضيل بن عمرو الفقيمي‬
‫عن الشعب عن أنس بن مالك قال‪ :‬كنا عند النب صلى ال عليه وسلم فضحك حت بدت نواجذه‪ ,‬ث‬
‫قال‪« :‬أتدرون مم أضحك ؟» قلنا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال «من مادلة العبد لربه يقول‪ :‬يا رب أل ترن‬
‫من الظلم ؟ فيقول‪ :‬بلى‪ ,‬فيقول‪ :‬ل أجيز عل يّ إل شاهدا من نفسي‪ ,‬فيقول‪ :‬كفى بنفسك اليوم عليك‬
‫شهيدا وبالكرام عليك شهودا‪ ,‬فيختم على فيه ويقال لركانه‪ :‬انطقي فتنطق بعمله‪ ,‬ث يلى بينه وبي‬
‫الكلم فيقول‪ :‬بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل» وقد رواه مسلم والنسائي جيعا عن أب بكر بن‬
‫أب النضر عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال الشجعي عن سفيان الثوري به‪ ,‬ث قال النسائي‪ :‬ل أعلم أحدا روى‬
‫هذا الديث عن سفيان الثوري غي الشجعي‪ ,‬وهو حديث غريب‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬هكذا قال‪ ,‬وقال قتادة‪:‬‬
‫ابن آدم‪ ,‬وال إن عليك لشهودا غي متهمة ف بدنك‪ ,‬فراقبهم واتق ال ف سرك وعلنيتك‪ ,‬فإنه ل يفى‬
‫عليه خافية‪ ,‬الظلمة عنده ضوء‪ ,‬والسر عنده علنية‪ ,‬فمن استطاع أن يوت وهو بال حسن الظن فليفعل‬
‫ول قوة إل بال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يومئذ يوفيهم ال دينهم الق} قال ابن عباس {دينهم} أي حسابم وكل ما ف القرآن‬
‫دينهم أي حسابم‪ ,‬وكذا قال غي واحد‪ ,‬ث إن قراءة المهور بنصب الق على أنه صفة لدينهم‪ ,‬وقرأ‬
‫ماهد بالرفع على أنه نعت الللة‪ ,‬وقرأها بعض السلف ف مصحف أبّ بن كعب‪ :‬يومئذ يوفيهم ال‬
‫دين هم ال ق‪ ,‬وقوله {ويعلمون أن ال هو ال ق ال بي} أي وعده ووعيده وح سابه هو العدل الذي ل‬
‫جور فيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك ُمبَرّءُو َن مِمّا‬
‫ت وَال ّطيّبَا تُ لِل ّطّيبِيَ وَال ّطّيبُو نَ ِللْ ّطّيبَا تِ ُأوْلَـئِ َ‬
‫خبِيثَا ِ‬
‫خبِيثُو نَ لِلْ َ‬
‫خبِيثِيَ وَالْ َ‬
‫خبِيثَا تُ لِ ْل َ‬
‫** الْ َ‬
‫ططططططط‬ ‫طططططططم ّم ْغفِ َرٌة وَرِزْقططططططططٌ كَرِيٌط‬ ‫َيقُولُونططططططططَ لَهُط‬
‫قال ابن عباس‪ :‬البيثات من القول للخبيثي من الرجال‪ ,‬والبيثون من الرجال للخبيثات من القول‪.‬‬
‫والطيبات من القول للطيبي من الرجال‪ ,‬والطيبون من الرجال للطيبات من القول ط قال ط ونزلت ف‬
‫عائشة وأهل الفك‪ ,‬وهكذا روي عن ماهد وعطاء وسعيد بن جبي والشعب والسن البصري وحبيب‬
‫بن أ ب ثا بت‪ ,‬والضحاك‪ ,‬واختاره ا بن جر ير ووج هه بأن الكلم القب يح أول بأ هل الق بح من الناس‪,‬‬
‫والكلم الطيب أول بالطيبي من الناس‪ ,‬فما نسبه أهل النفاق إل عائشة هم أول به‪ ,‬وهي أول بالباءة‬
‫والنا هة من هم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أولئك مبءون م ا يقولون} وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪:‬‬
‫ال بيثات من الن ساء لل خبيثي من الرجال‪ .‬وال بيثون من الرجال لل خبيثات من الن ساء‪ ,‬والطيبات من‬
‫النسطاء للطيطبي مطن الرجال‪ ,‬والطيبون مطن الرجال للطيبات مطن النسطاء‪ ,‬وهذا أيضا يرجطع إل مطا قاله‬
‫أولئك باللزم‪ ,‬أي ما كان ال ليجعل عائشة زوجة لرسول ال صلى ال عليه وسلم إل وهي طيبة لنه‬
‫أط يب من كل ط يب من الب شر‪ ,‬ولو كا نت خبي ثة ل ا صلحت له ل شرعا ول قدرا‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{أولئك مبءون ما يقولون} أي هم بعداء عما يقوله أهل الفك والعدوان {لم مغفرة} أي بسبب ما‬
‫قيل فيهم من الكذب‪{ ,‬ورزق كري} أي عند ال ف جنات النعيم‪ ,‬وفيه وعد بأن تكون زوجة رسول‬
‫ال صططططططلى ال عليططططططه وسططططططلم فطططططط النططططططة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن مسلم‪ ,‬حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد السلم بن حرب عن يزيد بن عبد‬
‫الرح ن عن ال كم بإ سناده إل ي ي بن الزار قال‪ :‬جاء أ سي بن جابر إل ع بد ال‪ ,‬فقال‪ :‬ل قد سعت‬
‫الوليد بن عقبة تكلم اليوم بكلم أعجبن‪ ,‬فقال عبد ال‪ :‬إن الرجل الؤمن يكون ف قلبه الكلمة الطيبة‬
‫تتجلجل ف صدره ما يستقر حت يلفظها فيسمعها الرجل عنده يتلها فيضمها إليه وإن الرجل الفاجر‬
‫يكون ف قلبه الكلمة البيثة تتجلجل ف صدره ما تستقر حت يلفظها فيسمعها الرجل الذي عنده يتلها‬
‫فيضمهطا إليطه ثط قرأ عبطد ال {البطيثات للخطبيثي والبطيثون للخطبيثات والطيبات للطيطبي والطيبون‬
‫للطيبات} الَية‪ ,‬ويشبه هذا ما رواه المام أحد ف السند مرفوعا «مثل هذا الذي يسمع الكمة ث ل‬
‫يدث إل بشرّ ما سع كم ثل ر جل جاء إل صاحب غنم فقال اجزر ن شاة‪ ,‬فقال‪ :‬اذ هب ف خذ بأذن‬
‫أي ها شئت‪ ,‬فذ هب فأ خذ بأذن كلب الغ نم» و ف الد يث الَ خر «الك مة ضالة الؤ من ح يث وجد ها‬
‫أخذهطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططا»‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سَتأْنِسُواْ َوتُ سَلّمُوْا عََلىَ َأهِْلهَا ذَِلكُ مْ َخيْرٌ ّلكُ مْ‬


‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تَدْ ُخلُوْا ُبيُوتا َغيْ َر ُبيُوِتكُ مْ َحّت َى تَ ْ‬
‫ل تَدْ ُخلُوهَا َحّت َى ُيؤْ َذنَ َلكُ ُم َوإِن قِيلَ َلكُمْ ا ْر ِجعُواْ فَارْ ِجعُواْ‬‫َلعَّلكُ ْم تَذَكّرُونَ * فَإِن لّ ْم تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَدا َف َ‬
‫سكُوَنةٍ فِيهَا َمتَا عٌ‬ ‫ُهوَ أَزْ َكىَ َلكُ ْم وَاللّ ُه بِمَا َتعْمَلُو نَ عَلِي مٌ * ّليْ سَ عََلْيكُ مْ ُجنَا حٌ أَن تَدْ ُخلُواْ ُبيُوتا َغيْ َر مَ ْ‬
‫ط َيعْلَمططططُ مَططططا تُبْدُونططططَ وَمَططططا َت ْكتُمُونططططَ‬ ‫ط وَاللّهططط ُ‬ ‫ّلكُمططط ْ‬
‫هذه آداب شرعيطة‪ ,‬أدب ال باط عباده الؤمنيط وذلك فط السطتئذان أمرهطم أن ل يدخلوا بيوتا غيط‬
‫بيوتم حت يستأنسوا‪ ,‬أي يستأذنوا قبل الدخول‪ ,‬ويسلموا بعده‪ ,‬وينبغي أن يستأذن ثلث مرات‪ ,‬فإن‬
‫أذن له وإل ان صرف‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيح أن أ با مو سى ح ي ا ستأذن على ع مر ثلثا فلم يؤذن له‬
‫انصرف‪ ,‬ث قال عمر‪ :‬أل أسع صوت عبد ال بن قيس يستأذن ؟ ائذنوا له‪ ,‬فطلبوه فوجدوه قد ذهب‪,‬‬
‫فلما جاء بعد ذلك قال‪ :‬ما رجعك ؟ قال‪ :‬إن استأذنت ثلثا فلم يؤذن ل‪ ,‬وإن سعت النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم يقول «إذا ا ستأذن أحد كم ثلثا فلم يؤذن له فلين صرف» فقال ع مر لتأتي ن على هذا ببي نة‬
‫وإل أوجعتك ضربا‪ ,‬فذهب إل ملٍ من النصار فذكر لم ما قال عمر فقالوا ل يشهد لك إل أصغرنا‬
‫طواق‪.‬‬ ‫طفق بالسط‬ ‫طه الصط‬ ‫طر بذلك فقال‪ :‬ألان ط عنط‬ ‫طب عمط‬ ‫طعيد الدري فأخط‬ ‫طو سط‬ ‫طه أبط‬ ‫فقام معط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا عمر عن ثابت عن أنس أو غيه أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ا ستأذن على سعد بن عبادة فقال «ال سلم عل يك ورح ة ال» فقال سعد‪ :‬وعل يك ال سلم‬
‫ورحة ال‪ ,‬ول يسمع النب صلى ال عليه وسلم حت سلم ثلثا‪ ,‬ورد عليه سعد ثلثا ول يسمعه فرجع‬
‫النب صلى ال عليه وسلم واتبعه سعد فقال‪ :‬يا رسول ال بأب أنت وأمي‪ ,‬ما سلمت تسليمة إل وهي‬
‫بأذ ن‪ ,‬ول قد رددت عل يك ول أ سعك‪ ,‬وأردت أن أ ستكثر من سلمك و من الب كة‪ ,‬ث أدخله الب يت‬
‫فقرب إل يه زبيبا فأ كل نب ال‪ ,‬فل ما فرغ قال «أ كل طعام كم البرار‪ ,‬و صلت علي كم اللئ كة‪ ,‬وأف طر‬
‫عندكططططططططططططططططططم الصططططططططططططططططططائمون»‪.‬‬
‫وقد روى أبو داود والنسائي من حديث أب عمرو الوزاعي سعت يي بن أب كثي يقول‪ :‬حدثن‬
‫ممد بن عبد الرحن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد هو ابن عبادة قال‪ :‬زارنا رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم ف منل نا فقال «ال سلم علي كم ورح ة ال» فرد سعد ردا خفيا‪ ,‬قال ق يس‪ :‬فقلت أل تأذن‬
‫لر سول ال صلى ال عل يه و سلم ؟ فقال‪ :‬د عه يك ثر علي نا من ال سلم‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «السلم عليكم ورحة ال» فرد سعد ردا خفيا ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «السلم‬
‫عليكم ورحة ال» ث رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬واتبعه سعد فقال‪ :‬يا رسول ال إن كنت‬

‫‪223‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أسع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلم‪ .‬قال فانصرف معه رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم وأ مر له سعد بغ سل فاغت سل‪ ,‬ث ناوله ملح فة م صبوغة بزعفران أو ورس‪ ,‬فاشت مل ب ا ث ر فع‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يد يه و هو يقول «الل هم اج عل صلتك ورح تك على آل سعد بن‬
‫عبادة»‪ .‬قال‪ :‬ث أصاب رسول ال صلى ال عليه وسلم من الطعام‪ ,‬فلما أراد النصراف قرب إليه سعد‬
‫حارا قد وطىء عليه بقطيفة‪ ,‬فركب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال سعد‪ :‬يا قيس اصحب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال قيس‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «اركب» فأبيت‪ ,‬فقال «إما‬
‫أن تركب وإما أن تنصرف» قال‪ :‬فانصرفت‪ ,‬وقد روي هذا من وجوه أخر‪ ,‬فهو حديث جيد قوي‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫ث ليعلم أ نه ينب غي للم ستأذن على أ هل النل أن ل ي قف تلقاء الباب بوج هه‪ ,‬ول كن لي كن الباب عن‬
‫يي نه أو ي ساره ل ا رواه أ بو داود‪ :‬حدث نا مؤ مل بن الف ضل الرا ن ف آخر ين قالوا‪ :‬حدث نا بق ية‪ ,‬حدث نا‬
‫ممد بن عبد الرحن عن عبد ال بن بُشر قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أتى باب قوم ل‬
‫ي ستقبل الباب من تلقاء وج هه‪ ,‬ول كن من رك نه الي ن أو الي سر‪ ,‬ويقول «ال سلم علي كم‪ ,‬ال سلم‬
‫عليكطططم» وذلك أن الدور ل يكطططن عليهطططا يومئذ سطططتور‪ ,‬تفرد بطططه أبطططو داود‪.‬‬
‫وقال أبو داود أيضا‪ :‬حدثنا عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا جرير ط (ح) ط حينئذ‪ ,‬قال أبو داود‪ :‬حدثنا‬
‫أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا حفص عن العمش عن طلحة عن هزيل قال‪ :‬جاء رجل‪ ,‬قال عثمان‪ :‬سعد‬
‫فوقف على باب النب صلى ال عليه وسلم يستأذن فقام على الباب قال عثمان‪ :‬مستقبل الباب‪ ,‬فقال له‬
‫النب صلى ال عليه وسلم «هكذا عنك ط أو هكذا ط فإنا الستئذان من النظر» وقد رواه أبو داود‬
‫الطيالسي عن سفيان الثوري عن العمش عن طلحة بن مصرف عن رجل عن سعد عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬رواه أبو داود من حديثه‪ ,‬وف الصحيحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «لو‬
‫أن امرأ اطلع عليك بغي إذن فخذفته بصاة ففقأت عينه‪ ,‬ما كان عليك من جناح» وأخرج الماعة من‬
‫حديث شعبة عن ممد بن النكدر عن جابر قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم ف دين كان على أب‬
‫فدققت الباب‪ ,‬فقال «من ذا ؟» فقلت‪ :‬أنا‪ ,‬قال «أنا أنا» كأنه كرهه‪ ,‬وإنا كره ذلك لن هذه اللفظة‬
‫ل يعرف صاحبها حت يفصح باسه أو كنيته الت هو مشهور با‪ ,‬وإل فكل أحد يعب عن نفسه بأنا‪ ,‬فل‬
‫يصل با القصود من الستئذان الذي هو الستئناس الأمور به ف الَية‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس‪:‬‬
‫السطططططططتئناس السطططططططتئذان‪ ,‬وكذا قال غيططططططط واحطططططططد‪,‬‬

‫‪224‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس ف هذه الَية {ل تدخلوا بيوتا غي بيوتكم حت تستأنسوا وتسلموا} قال‪ :‬إنا هي خطأ‬
‫من الكاتب حت تستأذنوا وتسلموا‪ ,‬وهكذا رواه هشيم عن أب بشر ط وهو جعفر بن إياس ط عن‬
‫سعيد عن ابن عباس بثله‪ ,‬وزاد‪ :‬كان ا بن عباس يقرأ {ح ت ت ستأذنوا وت سلموا} وكان يقرأ على قراءة‬
‫أبّ بن كعب رضي ال عنه‪ ,‬وهذا غريب جدا عن ابن عباس‪ ,‬وقال هشيم‪ :‬أخبنا مغية عن إبراهيم‬
‫قال‪ :‬ف مصحف ابن مسعود حت تسلموا على أهلها وتستأذنوا‪ ,‬وهذا أيضا رواية عن ابن عباس وهو‬
‫اختيار ابططططططططططططططططططن جريططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫و قد قال المام أحد‪ :‬حدثنا روح‪ ,‬حدثنا ا بن جريج‪ ,‬أخبن عمرو بن أب سفيان أن عمرو بن أب‬
‫صفوان أخبه أن كلدة بن النبل أخبه أن صفوان بن أمية بعثه ف الفتح بلبأ وجدابة وصغابيس‪ ,‬والنب‬
‫صلى ال عليه وسلم بأعلى الوادي‪ ,‬قال‪ :‬فدخلت على النب صلى ال عليه وسلم ول أسلم ول أستأذن‪,‬‬
‫فقال صلى ال عليه وسلم «ارجع فقل السلم عليكم أأدخل ؟» وذلك بعدما أسلم صفوان‪ ,‬ورواه أبو‬
‫داود والترمذي والن سائي من حد يث ا بن جر يج به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن غر يب‪ ,‬ل نعر فه إل من‬
‫حديثه‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا أبو الحوص عن منصور عن ربعي قال‪ :‬أتى‬
‫رجل من بن عامر استأذن على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف بيته‪ ,‬فقال‪ :‬أأل ؟ فقال النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم لاد مه «اخرج إل هذا فعل مه ال ستئذان ف قل له‪ :‬قل ال سلم علي كم أأد خل ؟»‬
‫فسطمعه الرجطل‪ ,‬فقال‪ :‬السطلم عليكطم أأدخطل ؟ فأذن له النطب صطلى ال عليطه وسطلم‪ ,‬فدخطل‪.‬‬
‫وقال هشيم‪ :‬أخبنا منصور عن ابن سيين‪ ,‬وأخبنا يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد الثقفي أن‬
‫ل استأذن على النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أأل أو أنلج ؟ فقال النب صلى ال عليه وسلم لمة له‬‫رج ً‬
‫يقال لا روضة «قومي إل هذا فعلميه‪ ,‬فإنه ل يسن يستأذن‪ ,‬فقول له‪ :‬يقول السلم عليكم أأدخل ؟»‬
‫فسمعها الرجل فقالا فقال «ادخل»‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حدثنا الفضل بن الصباح‪ ,‬حدثنا سعيد بن زكريا‬
‫عن عنب سة بن ع بد الرح ن عن م مد بن زاذان عن م مد بن النكدر عن جابر بن ع بد ال قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «السلم قبل الكلم» ث قال الترمذي‪ :‬عنبسة ضعيف الديث ذاهب‪,‬‬
‫وممد بن زاذان منكر الديث‪ .‬وقال هشيم‪ :‬قال مغية‪ :‬قال ماهد‪ :‬جاء ابن عمر من حاجة وقد آذاه‬
‫الرمضاء‪ ,‬فأتطى فسططاط امرأة مطن قريطش فقال‪ :‬السطلم عليكطم أأدخطل ؟ قالت‪ :‬ادخطل بسطلم‪ ,‬فأعاد‬
‫فأعادت وهطططو يراوح بيططط قدميطططه‪ ,‬قال‪ :‬قول ادخطططل‪ .‬قالت‪ :‬ادخطططل فدخطططل‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو سعيد ال شج‪ ,‬حدث نا أ بو نع يم الحول‪ ,‬حدث ن خالد بن إياس‪ ,‬حدثت ن‬
‫جدتط أم إياس قالت‪ :‬كنطت فط أربطع نسطوة نسطتأذن على عائشطة‪ ,‬فقلت‪ :‬ندخطل ؟ فقالت‪ :‬ل قلن‬
‫ل صاحبتكن ت ستأذن‪ ,‬فقالت‪ :‬ال سلم علي كم أند خل قالت‪ :‬ادخلوا‪ ,‬ث قالت‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل‬
‫تدخلوا بيوتا غ ي بيوت كم ح ت ت ستأنسوا وت سلموا على أهل ها} الَ ية‪ .‬وقال هش يم‪ :‬أخب نا أش عث بن‬
‫سوار عن كردوس عن ابن مسعود قال‪ :‬عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم وأخواتكم‪ ,‬قال أشعث عن‬
‫عدي بن ثابت أن امرأة من النصار قالت‪ :‬يا رسول ال إن أكون ف منل على الال الت ل أحب أن‬
‫يرا ن أ حد علي ها ل والد ول ولد‪ ,‬وإ نه ل يزال يد خل علي ر جل من أهلي وأ نا على تلك الال‪ ,‬قال‬
‫فنلت {يططططططا أيهططططططا الذيططططططن آمنوا ل تدخلوا بيوتا} الَيططططططة‪.‬‬
‫وقال ابطن جريطج‪ :‬سطعت عطاء بطن أبط رباح يبط عطن ابطن عباس رضطي ال عنطه قال‪ :‬ثلث آيات‬
‫جحدهطن الناس‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬إن أكرمكطم عنطد ال أتقاكطم} قال‪ :‬ويقولون إن أكرمهطم عنطد ال‬
‫أعظمهم بيتا‪ ,‬قال والذن كله قد جحده الناس قال‪ :‬قلت‪ :‬أستأذن على أخوات أيتام ف حجري معي ف‬
‫ب يت وا حد ؟ قال‪ :‬ن عم فرددت عل يه لي خص ل فأ ب‪ ,‬فقال‪ :‬ت ب أن ترا ها عريا نة ؟ قلت‪ :‬ل‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فا ستأذن قال‪ :‬فراجع ته أيضا‪ .‬فقال‪ :‬أت ب أن تط يع ال ؟ قلت ن عم‪ ,‬قال‪ :‬فا ستأذن‪ .‬قال ا بن جر يج‪:‬‬
‫وأخبن ابن طاوس عن أبيه قال‪ :‬ما من امرأة أكره إلّ أن أرى عورتا من ذات مرم‪ ,‬قال‪ :‬وكان يشدد‬
‫ف ذلك‪ ,‬وقال ابن جريج عن الزهري‪ .‬سعت هزيل بن شرحبيل الودي العمى أنه سع ابن مسعود‬
‫يقول‪ :‬علي كم الذن على أمهات كم وقال ا بن جر يج‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أي ستأذن الر جل على امرأ ته قال‪ :‬ل‬
‫وهذا ممول على عدم الوجوب‪ ,‬وإل فالول أن يعلمهطا بدخوله ول يفاجئهطا بطه‪ ,‬لحتمال أن تكون‬
‫على هيئة ل تب أن يراها عليها‪ .‬وقال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن حازم عن العمش عن عمرو بن مرة عن يي بن الزار عن ابن أخي زينب ط امرأة عبد ال بن‬
‫مسعود ط عن زينب رضي ال عنها‪ ,‬قالت‪ :‬كان عبد ال إذا جاء من حاجة فانتهى إل الباب تنحنح‬
‫وبزق كراهطططة أن يهجطططم منطططا على أمطططر يكرهطططه‪ ,‬إسطططناده صطططحيح‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان الواسطي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ني‪ ,‬حدثنا العمش عن عمرو‬
‫بن مرة عن أب هبية‪ .‬قال‪ :‬كان عبد ال إذا دخل الدار استأنس وتكلم ورفع صوته‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬حت‬
‫تستأنسوا‪ ,‬قال‪ :‬تنحنحوا أو تنخموا‪ .‬وعن المام أحد بن حنبل رحه ال أنه قال‪ :‬إذا دخل الرجل بيته‬
‫استحب له أن يتنحنح أو يرك نعليه‪ ,‬ولذا جاء ف الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه نى‬
‫أن يطرق الرجل أهله طروقا ط وف رواية ط ليلً يتخونم‪ ,‬وف الديث الَخر أن رسول ال صلى ال‬
‫‪226‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم قدم الدينة نارا‪ ,‬فأناخ بظاهرها‪ ,‬وقال «انتظروا حت ندخل عشاء ط يعن آخر النهار ط‬
‫حتطططططط تشططططططط الشعثططططططة وتسططططططتحد الغيبططططططة»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن سليمان عن واصل‬
‫بن السائب‪ ,‬حدثن أبو ثورة بن أخي أب أيوب عن أب أيوب قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال هذا السلم‪ ,‬فما‬
‫الستئناس ؟ قال «يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبية أو تميدة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت» هذا حديث‬
‫غر يب‪ .‬وقال قتادة ف قوله {ح ت ت ستأنسوا} هو ال ستئذان ثلثا‪ ,‬ف من ل يؤذن له من هم فلي جع‪ ,‬أ ما‬
‫الول فلي سمع ال ي‪ ,‬وأ ما الثان ية فليأخذوا حذر هم‪ ,‬وأ ما الثال ثة فإن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردوا‪ ,‬ول‬
‫تقفططن على باب قوم ردوك عططن بابمطط‪ ,‬فإن للناس حاجات ولمطط أشغال‪ ,‬وال أول بالعذر‪.‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان ف قوله {يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا غي بيوتكم حت تستأنسوا وتسلموا‬
‫على أهلها} كان الرجل ف الاهلية إذا لقي صاحبه ل يسلم عليه ويقول‪ :‬حييت صباحا وحييت مساء‪,‬‬
‫وكان ذلك تيطة القوم بينهطم‪ ,‬وكان أحدهطم ينطلق إل صطاحبه فل يسطتأذن حتط يقتحطم ويقول‪ :‬قطد‬
‫دخلت‪ ,‬ون و ذلك‪ ,‬في شق ذلك على الر جل ولعله يكون مع أهله فغ ي ال ذلك كله ف ستر وع فة‪,‬‬
‫وجعله نقيا نزها مطن الدنطس والقذر والدرن‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬يطا أيهطا الذيطن آمنوا ل تدخلوا بيوتا غيط‬
‫بيوت كم ح ت ت ستأنسوا وت سلموا على أهل ها} الَ ية‪ ,‬وهذا الذي قاله مقا تل‪ :‬ح سن‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{ذلكم خي لكم} يعن الستئذان خي لكم بعن هو خي من الطرفي للمستأذن ولهل البيت {لعلكم‬
‫تذكرون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فإن ل تدوا في ها أحدا فل تدخلو ها ح ت يؤذن ل كم} وذلك ل ا ف يه من الت صرف ف‬
‫ملك الغي بغي إذنه‪ ,‬فإن شاء أذن‪ ,‬وإن شاء ل يأذن‪{ ,‬وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}‬
‫أي إذا ردو كم من الباب ق بل الذن أو بعده {فارجعوا هو أز كى ل كم} أي رجوع كم أز كى ل كم‬
‫وأطهر {وال با تعملون عليم} وقال قتادة‪ :‬قال بعض الهاجرين لقد طلبت عمري كله هذه الَية‪ ,‬فما‬
‫أدركت ها أن أ ستأذن على ب عض إخوا ن فيقول ل ار جع‪ ,‬فأر جع وأ نا مغت بط {وإن ق يل ل كم ارجعوا‬
‫فارجعوا هو أزكى لكم وال با تعملون عليم} وقال سعيد بن جبي {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا}‬
‫الَيططططططططططططططططططططططططططططة أي ل تقفوا على أبواب الناس‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ليس عليكم جناج أن تدخلوا بيوتا غي مسكونة} الَية‪ ,‬هذه الَية الكرية أخص من‬
‫ال ت قبل ها وذلك أن ا تقت ضي جواز الدخول إل البيوت ال ت ل يس في ها أ حد إذا كان له متاع في ها بغ ي‬
‫إذن‪ ,‬كالب يت ال عد للض يف إذا أذن له ف يه أول مرة ك فى‪ .‬قال ا بن جر يج‪ :‬قال ا بن عباس {ل تدخلوا‬
‫‪227‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بيوتا غي بيوتكم} ث نسخ واستثن‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ليس عليكم جناج أن تدخلوا بيوتا غي مسكونة فيها‬
‫متاع لكطم} وكذا روي عطن عكرمطة والسطن البصطري‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬هطي بيوت التجار كالانات‬
‫ومنازل السفار وبيوت مكة وغي ذلك‪ ,‬واختار ذلك ابن جرير وحكاه عن جاعة‪ ,‬والول أظهر‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقال مالك عططططن زيططططد بططططن أسططططلم‪ :‬هططططي بيوت الشعططططر‪.‬‬

‫صنَعُونَ‬
‫حفَظُواْ ُفرُو َجهُ مْ ذَلِ كَ أَزْكَىَ َلهُ مْ إِ نّ اللّ هَ َخبِ ٌي بِمَا يَ ْ‬
‫** ُقلْ لّلْ ُم ْؤ ِمنِيَ يَ ُغضّواْ مِ نْ َأبْ صَا ِرهِ ْم َويَ ْ‬
‫هذا أ مر من ال تعال لعباده الؤمن ي أن يغضوا من أب صارهم ع ما حرم علي هم‪ ,‬فل ينظروا إل إل ما‬
‫أباح لم النظر إليه‪ ,‬وأن يغضوا أبصارهم عن الحارم‪ ,‬فإن اتفق أن وقع البصر على مرم من غي قصد‪,‬‬
‫فليصرف بصره عنه سريعا‪ ,‬كما رواه مسلم ف صحيحه من حديث يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد‬
‫عن أب زرعة بن عمرو بن جرير‪ ,‬عن جده جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه قال‪ :‬سألت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم عن نظرة الفجأة‪ ,‬فأمرن أن أصرف بصري‪ .‬وكذا رواه المام أحد عن هشيم عن‬
‫يونس بن عبيد به‪ .‬ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديثه أيضا‪ .‬وقال الترمذي حسن صحيح‪,‬‬
‫وف رواية لبعضهم فقال«أطرق بصرك» يعن أنظر إل الرض‪ ,‬والصرف أعم‪ ,‬فإنه قد يكون إل الرض‬
‫وإل جهطططططططططططططططططططططططططططططططة أخرى‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا إساعيل بن موسى الفزاري‪ ,‬حدثنا شريك عن أب ربيعة اليادي‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن بريدة عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعلي «يا علي لتتبع النظرة النظرة‪ ,‬فإن لك‬
‫الول وليس لك الَخرة» ورواه الترمذي من حديث شريك وقال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من حديثه‪ .‬وف‬
‫الصحيح عن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إياكم واللوس على الطرقات» قالوا‪:‬‬
‫يارسول ال لبد لنا من مالسنا نتحدث فيها‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن أبيتم فأعطوا‬
‫الطر يق حقه» قالوا ‪ :‬و ما حق الطر يق يا ر سول ال ؟ فقال« غض الب صر‪ ,‬و كف الذى‪ ,‬ورد السلم‪,‬‬
‫والمطططططططر بالعروف‪ ,‬والنهطططططططي عطططططططن النكطططططططر»‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا طالوت بن عباد‪ ,‬حدثنا فضل بن جبي‪ ,‬سعت أبا أمامة‪ ,‬يقول‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «اكفلوا ل ستا أكفل لكم بالنة‪ :‬إذا حدث أحدكم فل يكذب‪,‬‬
‫وإذا اؤت ن فل ي ن‪ ,‬وإذا و عد فل يلف‪ ,‬وغضوا أب صاركم‪ ,‬وكفوا أيد كم‪ ,‬واحفظوا فروج كم» و ف‬
‫صحيح البخاري« من يكفل ل ما بي لييه وما بي رجليه‪ ,‬أكفل له النة» وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا‬

‫‪228‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫معمر عن أيوب عن ابن سيين عن عبيدة قال‪ :‬كل ما عصي ال به فهو كبية‪ ,‬وقد ذكر الطرفي فقال‬
‫{قل للمؤمني يغضوا من أبصارهم} ولا كان النظر داعية إل فساد القلب‪ ,‬كما قال بعض السلف‪:‬‬
‫الن ظر سهم سم إل القلب‪ ,‬ولذلك أمر ال ب فظ الفروج كما أمر بفظ البصار ال ت هي بواعث إل‬
‫ذلك‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬قل للمؤمني يغضوا من أبصارهم ويفظوا فروجهم} وحفظ الفرج تارة يكون بنعه‬
‫من الزنا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬والذين هم لفروجهم حافظون} الَية‪ ,‬وتارة يكون بفظه من النظر إليه كما‬
‫جاء ف الديث ف مسند أحد والسنن «احفظ عورتك إل من زوجتك أو ما ملكت يينك» {ذلك‬
‫أزكى لم} أي أطهر لقلوبم وأنقىَ لدينهم‪ ,‬كما قيل من حفظ بصره أورثه ال نورا ف بصيته‪ ,‬ويروى‬
‫فطططططططططططططططططططط قلبططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وروى المام أحد‪ :‬حدثنا عتاب‪ ,‬حدثنا ع بد ال بن البارك‪ ,‬أخبنا ي ي بن أيوب عن عب يد ال بن‬
‫زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أب أمامة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «ما‬
‫من مسلم ينظر إل ماسن امرأة (أول مرة) ث يغض بصره إل أخلف ال له عبادة يد حلوتا» وروي‬
‫هذا مرفوعا عن ا بن ع مر وحذي فة وعائ شة ر ضي ال عن هم‪ ,‬ول كن ف إ سنادها ض عف إل أن ا ف‬
‫الترغيب‪ ,‬ومثله يتسامح فيه‪ .‬وف الطبان من طريق عبيد ال بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن‬
‫أب أمامة مرفوعا «لتغضن أبصاركم‪ ,‬ولتحفظن فروجكم‪ ,‬ولتقيمن وجوهكم‪ ,‬أو لتكسفن وجوهكم»‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا أحد بن زهي التستري قال‪ :‬قرأنا على ممد بن حفص بن عمر الضرير القرى‪,‬‬
‫حدثنا يي بن أب بكي‪ ,‬حدثنا هري بن سفيان عن عبد الرحن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحن‬
‫عن أبيه عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن النظرة سهم‬
‫من سهام إبليس مسموم من تركها مافت أبدلته إيانا يد حلوته ف قلبه»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ال خبي‬
‫ب ا ي صنعون} ك ما قال تعال‪{ :‬يعلم خائ نة الع ي و ما ت في ال صدور}‪ .‬و ف ال صحيح عن أ ب هريرة‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك‬
‫ل مالة‪ ,‬فز نا العين ي الن ظر‪ ,‬وز نا الل سان الن طق‪ ,‬وز نا الذن ي ال ستماع‪ ,‬وز نا اليد ين الب طش‪ ,‬وز نا‬
‫ن وتشت هي‪ ,‬والفرج ي صدق ذلك أو يكذ به» رواه البخاري تعليقا‪ ,‬وم سلم‬ ‫الرجل ي ال طى‪ ,‬والن فس ت َ‬
‫مسندا من وجه آخر بنحو ما تقدم‪ ,‬وقد قال كثي من السلف‪ :‬إنم كانوا ينهون أن يد الرجل بصره‬
‫إل المرد‪ ,‬وقد شدد كثي من أئمة الصوفية ف ذلك‪ ,‬وحرمه طائفة من أهل العلم لا فيه من الفتتان‪,‬‬
‫وشدد آخرون ف ذلك كثيا جدا‪ .‬وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثنا أبو سعيد الدن‪ ,‬حدثنا عمر بن سهل‬
‫الازن‪ ,‬حدثن عمر بن ممد بن صهبان عن صفوان بن سليم عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫‪229‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «كل عي باكية يوم القيامة إل عينا غضت عن مارم ال‪ ,‬وعينا سهرت‬
‫فطط سططبيل ال‪ ,‬وعينا يرج منهططا مثططل رأس الذباب مططن خشيططة ال عططز وجططل»‪.‬‬

‫حفَظْ نَ ُفرُو َجهُ ّن وَلَ ُيبْدِي نَ زِينََتهُ نّ إِلّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا‬ ‫ضضْ َن مِ نْ َأبْ صَا ِرهِنّ َويَ ْ‬ ‫** وَقُل لّ ْل ُم ْؤمِنَا تِ يَ ْغ ُ‬
‫خمُ ِرهِ ّن عََلىَ ُجيُوِبهِنّ وَلَ ُيبْدِينَ زِيَنَتهُنّ إِلّ ِلُبعُولَِتهِنّ َأ ْو آبَآِئهِنّ َأ ْو آبَآءِ ُبعُوَلِتهِنّ َأوْ َأْبنَآِئهِنّ َأوْ‬ ‫وَْليَضْ ِربْ َن بِ ُ‬
‫َأبْنَآ ِء ُبعُولَِتهِ نّ َأوْ إِ ْخوَاِنهِ نّ َأوْ بَنِ يَ إِ ْخوَاِنهِ نّ َأوْ بَنِي أَ َخوَاِتهِ نّ َأوْ نِ سَآِئهِنّ َأ ْو مَا مََلكَ تْ َأيْمَاُنهُ نّ َأوِ التّاِبعِيَ‬
‫غَيْرِ ُأوْلِي الِ ْربَ ِة مِ نَ الرّجَالِ َأوِ ال ّطفْ ِل الّذِي نَ لَ ْم يَ ْظهَرُوْا عََلىَ َعوْرَا تِ النّ سَآ ِء وَ َل َيضْ ِربْ َن ِبأَرْجُِلهِ نّ ِلُيعْلَ مَ‬
‫طا الْ ُم ْؤ ِمنُونططَ َلعَّلكُمططْ تُفِْلحُونططَ‬ ‫طن زِينَِتهِنططّ َوتُوُبوَاْ إِلَى اللّهططِ َجمِيعا َأيّهَط‬ ‫خفِيَ ط مِط‬ ‫طا يُ ْ‬ ‫مَط‬
‫هذا أ مر من ال تعال للنساء الؤمنات وغية م نه لزواج هن عباده الؤمن ي وتي يز ل ن عن صفة ن ساء‬
‫الاهلية وفعال الشركي وكان سبب نزول هذه الَية ما ذكره مقاتل بن حيان قال‪ :‬بلغنا ط وال أعلم‬
‫ط أن جابر بن عبد ال النصاري حدث أن أساء بنت مرثد كانت ف مل لا ف بن حارثة‪ ,‬فجعل‬
‫النساء يدخلن عليها غي متأزرات فيبدو ما ف أرجلهن من اللخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت‬
‫أساء‪ :‬ما أقبح هذا فأنزل ال تعال‪{ :‬وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} الَية‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬وقل‬
‫للمؤمنات يغض ضن من أب صارهن} أي ع ما حرم ال علي هن من الن ظر إل غ ي أزواج هن‪ ,‬ولذا ذ هب‬
‫كثيط مطن العلماء إل أنطه ل يوز للمرأة أن تنظطر إل الرجال الجانطب بشهوة ول بغيط شهوة أصطلً‪.‬‬
‫واحتج كثي منهم با رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مول أم سلمة أنه حدث‬
‫أن أم سلمة حدثته أنا كانت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم وميمونة قالت فبينما نن عنده أقبل‬
‫ا بن أم مكتوم فد خل عل يه وذلك بعدما أمر نا بالجاب فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «احتج با‬
‫منه» فقلت يا رسول ال أليس هو أعمى ل يبصرنا ول يعرفنا ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«أو عمياوان أنتما ؟ أوألستما تبصرانه» ث قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وذهب آخرون من‬
‫العلماء إل جواز نظر هن إل الجا نب بغ ي شهوة ك ما ث بت ف ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم جعل ينظر إل البشة وهم يلعبون برابم يوم العيد ف السجد وعائشة أم الؤمني تنظر إليهم من‬
‫ورائه وهطططططو يسطططططترها منهطططططم حتططططط ملت ورجعطططططت‪.‬‬
‫وقوله {ويفظن فروجهن} قال سعيد بن جبي‪ :‬عن الفواحش‪ .‬وقال قتادة وسفيان‪ :‬عما ل يل لن‪.‬‬
‫وقال مقاتل‪ :‬عن الزنا‪ ,‬وقال أبو العالية‪ :‬كل آية نزلت ف القرآن يذكر فيها حفظ الفروج فهو من الزنا‬

‫‪230‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل هذه الَية {ويفظن فروجهن} أن ل يراها أحد‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها}‬
‫أي ل يظهرن شيئا من الزي نة للجا نب إل ما ل ي كن إخفاؤه‪ .‬قال ا بن م سعود‪ :‬كالرداء والثياب يع ن‬
‫على ما كان يتعاطاه نساء العرب من القنعة الت تلل ثيابا وما يبدو من أسافل الثياب‪ .‬فل حرج عليها‬
‫فيه لن هذا ل يكنها إخفاؤه ونظيه ف زي النساء ما يظهر من إزارها وما ليكن إخفاؤه‪ .‬وقال بقول‬
‫ابططن مسططعود السططن وابططن سططيين وأبططو الوزاء وإبراهيططم النخعططي وغيهططم‪.‬‬
‫وقال العمش عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها} قال‪ :‬وجهها‬
‫وكفيها والات‪ .‬وروي عن ابن عمر وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبي وأب الشعثاء والضحاك وإبراهيم‬
‫النخ عي وغي هم ن و ذلك‪ ,‬وهذا يت مل أن يكون تف سيا للزي نة ال ت ن ي عن إبدائ ها‪ ,‬ك ما قال أ بو‬
‫إسحاق السبقي عن أب الحوص عن عبد ال قال ف قوله {ول يبدين زينتهن} الزينة القرط والدملج‬
‫واللخال والقلدة‪ .‬وفط روايطة عنطه بذا السطناد قال‪ :‬الزينطة زينتان‪ :‬فزينطة ل يراهطا إل الزوج‪ :‬الاتط‬
‫والسوار‪ ,‬وزينة يراها الجانب وهي الظاهر من الثياب‪ .‬وقال الزهري ل يبدين لؤلء الذين سى ال من‬
‫ل ت ل له إل ال سورة والخرة والقر طة من غ ي ح سر وأ ما عا مة الناس فل يبد ين من ها إل الوا ت‪.‬‬
‫وقال مالك عن الزهري {إلما ظهر منها} الات واللخال‪ .‬ويتمل أن ابن عباس ومن تابعه أرادوا‬
‫تف سي ماظ هر من ها بالو جه والكف ي وهذا هو الشهور عند المهور‪ ,‬وي ستأنس له بالد يث الذي رواه‬
‫أبو داود ف سننه حدثنا يعقوب بن كعب النطاكي ومؤمل بن الفضل الران قال‪ :‬حدثنا الوليد عن‬
‫سعيد بن بشي عن قتادة عن خالد بن دريك عن عائشة رضي ال عنها أن أساء بنت أب بكر دخلت‬
‫على النطب صطلى ال عليطه وسطلم وعليهطا ثياب رقاق فأعرض عنهطا وقال «يطا أسطاء إن الرأة إذا بلغطت‬
‫الحيض ل يصلح أي يرى منها إل هذا» وأشار إل وجهه وكفيه‪ ,‬لكن قال أبو داود وأبو حات الرازي‬
‫هذا مرسطل ‪ ¹‬خالد بطن دريطك ل يسطمع مطن عائشطة رضطي ال عنهطا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليضربن بمرهن على جيوبن} يعن القانع يعمل لا صفات ضاربات على صدورهن‬
‫لتواري ما تت ها من صدرها وترائب ها ليخال فن شعار ن ساء أ هل الاهل ية فإن ن ل ي كن يفعلن ذلك بل‬
‫كانت الرأة منهن تر بي الرجال مسفحة بصدرها ل يواريه شيء وربا أظهرت عنقها وذوائب شعرها‬
‫وأقر طة آذان ا‪ ,‬فأ مر ال الؤمنات أن ي ستترن ف هيئات ن وأحوال ن ك ما قال تعال‪ { :‬يا أي ها ال نب قل‬
‫لزواجك وبناتك ونساء الؤمني يدني عليهن من جلبيبهن ذلك أدن أن يعرفن فل يؤذين} وقال ف‬
‫هذه الَ ية الكري ة {وليضر بن بمر هن على جيوب ن} وال مر ج ع خار و هو ما ي مر به أي يغ طى به‬
‫الرأس وهطططططططي التططططططط تسطططططططميها الناس القانطططططططع‪.‬‬
‫‪231‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال سعيد بن جبي {وليضربن} وليشددن {بمرهن على جيوبن} يعن على النحر والصدر فل يرى‬
‫منه شيء وقال البخاري حدثنا أحد بن شبيب حدثنا أب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة‬
‫رضي ال عنها قالت‪ :‬يرحم ال نساء الهاجرات الول ل ا أنزل ال {وليضربن بمرهن على جيوبن}‬
‫شققن مروطهن فاختمرن با‪ .‬وقال أيضا حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن نافع عن السن بن مسلم‬
‫عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي ال عنها كانت تقول‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وليضربن بمرهن على‬
‫جيوب ن} أخذن أزر هن فشققن ها من ق بل الوا شي فاختمرن ب ا‪ .‬وقال ا بن أ ب حات حدث نا أ ب حدثنا‬
‫أحد بن عبد ال بن يونس حدثنا الزني بن خالد حدثنا عبد ال بن عثمان بن خثيم عن صفية بنت‬
‫شيبة قالت‪ :‬بينا نن عند عائشة قالت فذكرنا نساء قريش وفضلهن‪ ,‬فقالت عائشة رضي ال عنها إن‬
‫ل وإن وال مارأيت أفضل من نساء النصار أشد تصديقا بكتاب ال ول إيانا بالتنيل‬ ‫لنساء قريش لفض ً‬
‫لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بمرهن على جيوبن} انقلب إليهن رجالن يتلون عليهن ما أنزل ال‬
‫إلي هم في ها ويتلو الر جل على امرأ ته وابن ته وأخ ته وعلى كل ذي قراب ته ف ما من هن امرأة إل قا مت إل‬
‫مرط ها الر حل فاعتجرت به ت صديقا وإيانا ب ا أنزل ال من كتا به‪ ,‬فأ صبحن وراء ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان‪ .‬ورواه أبو داود من غي وجه عن صفية بنت شيبه به‪.‬‬
‫وقال ابن جرير حدثنا يونس أخبنا ابن وهب أن قرة بن عبد الرحن أخبه عن ابن شهاب عن عروة‬
‫عن عائ شة قالت‪ :‬ير حم ال الن ساء الهاجرات الول ل ا أنزل ال {وليضر بن بمر هن على جيوب ن}‬
‫شققن أكتف مروطهن فاختمرن با‪ ,‬ورواه أبو داود من حديث ابن وهب به‪ ,‬وقوله تعال {ول يبدين‬
‫زينتهن إل لبعولتهن} أي أزواجهن {أو آبائهن أو آباء بعولتهن أوأبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانن أو‬
‫ب ن إخوان ن أو ب ن أخوات ن} كل هؤلء مارم للمرأة يوز ل ا أن تظ هر علي هم بزينت ها ول كن من غ ي‬
‫اقتصاء وتبهرج‪ .‬وقد روى ابن النذر حدثنا موسى يعن ابن هارون حدثنا أبو بكر يعن ابن أب شيبة‬
‫حدثنا عفان حدثنا حاد بن سلمة أخبنا داود عن الشعب وعكرمة ف هذه الَية {ول يبدبن زينتهن إل‬
‫لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن} حت فرغ منها وقال ل يذكر العم ول الال لنما ينعتان لبنائهما‬
‫ول ت ضع خار ها ع ند ال عم والال‪ ,‬فأ ما الزوج فإن ا ذلك كله من أجله فتت صنع له ب ا ل يكون بضرة‬
‫غيه‪.‬‬
‫وقوله {أو ن سائهن} يع ن تظ هر بزينت ها أيضا للن ساء ال سلمات دون ن ساء أ هل الذ مة لئل ت صفهن‬
‫لرجال ن‪ .‬وذلك وإن كان مذورا ف ج يع النساء إل أنه ف نساء أهل الذمة أشد فإنن ل ينع هن من‬
‫ذلك مانع وأما السلمة فإنا تعلم أن ذلك حرام فتنجر عنه‪ ,‬وقد قال رسول اللهصلى ال عليه وسلم‬
‫‪232‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«لتباشر الرأة الرأة تنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها» أخرجاه ف الصحيحي عن ابن مسعود وقال سعيد‬
‫بن من صور ف سننه حدث نا إ ساعيل بن عياش عن هشام بن الغازي عن عبادة بن ن سي عن أب يه عن‬
‫الارث بن قيس قال‪ :‬كتب أمي الؤمني عمر بن الطاب إل أب عبيدة‪ :‬أما بعد فإنه بلغن أن نساء من‬
‫نساء السلمي يدخلن المامات مع نساء أهل الشرك فإنه من قبلك فل يل لمرأة تؤمن با ال واليوم‬
‫الَخر أن ينظر إل عورتا إل أهل ملتها‪ .‬وقال ماهد ف قوله {أو نسائهن} قال نساؤهن السلمات ليس‬
‫الشركات من نسائهن‪ ,‬وليس للمرأة السلمة أن تنكشف بي يدي مشركة‪ ,‬وروى عبد ال ف تفسيه‬
‫عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس {أو نسائهن} قال هن السلمات ل تبديه ليهودية و لنصرانية‬
‫وهطططططو النحطططططر والقرط والوشاح ومطططططا ل يلططططط أن يراه إل مرم‪.‬‬
‫وروى سعيد حدثنا جرير عن ليث عن ماهد قال لتضع السلمة خارها عند مشركة لن ال تعال‬
‫يقول‪{ :‬أو نسائهن} فليست من نسائهن‪ ,‬وعن مكحول وعبادة بن نسي أنما كرها أن تقبل النصرانية‬
‫واليهودية والجوسية السلمة‪ ,‬فأما مارواه ابن أب حات حدثنا علي بن السي حدثنا أبو عمي حدثنا‬
‫ضمرة قال‪ :‬قال ا بن عطاء عن أبيه قال‪ :‬ل ا قدم أ صحاب رسول الله صلى ال عليه وسلم بيت القدس‬
‫كان قوابل نسائهن اليهوديات والنصرانيات‪ ,‬فهذا إن صح فمحمول على حال الضرورة أو أن ذلك من‬
‫باب المتهان‪ ,‬ثططط إنطططه ليطططس فيطططه كشطططف عورة ول بطططد‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو ما مل كت أيان ن} قال ا بن جر ير‪ :‬يع ن من ن ساء الشرك ي‪ ,‬فيجوز ل ا أن تظ هر‬
‫زينتها لا‪ ,‬وإن كانت مشركة لنا أمتها‪ ,‬وإليه ذهب سعيد بن السيب‪ ,‬وقال الكثرون‪ :‬بل يوز أن‬
‫تظهر على رقيقها من الرجال والنساء‪ ,‬واستدلوا بالديث الذي رواه أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن عيسى‪,‬‬
‫حدثنا أبو جيع سال بن دينار عن ثابت‪ ,‬عن أنس‪ :‬أن النبيصلى ال عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه‬
‫لا‪ ,‬قال‪ :‬وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها ل يبلغ رجليها‪ ,‬وإذا غطت به رجليها ل يبلغ رأسها‪,‬‬
‫فل ما رأى ال نب صلى ال عل يه و سلم ما تل قى‪ ,‬قال «إ نه ل يس عل يك بأس إن ا هو أبوك وغل مك»‪.‬‬
‫وقد ذكر الافظ ابن عساكر ف تاريه ف ترجة خديج المصي مول معاوية‪ :‬أن عبد ال بن مسعدة‬
‫الفزاري كان أسود شديد الدمة‪ ,‬وأنه قد كان النب صلى ال عليه وسلم وهبه لبنته فاطمة‪ ,‬فربته ث‬
‫أعتق ته‪ ,‬ث قد كان ب عد ذلك كله برز مع معاو ية أيام صفي‪ ,‬وكان من أ شد الناس على عل يّ بن أ ب‬
‫طالب رضي ال عنه‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري‪ ,‬عن نبهان‪ ,‬عن أم سلمة‪,‬‬
‫ذكرت أن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم قال «إذا كان إحداكطن مكاتطب‪ ,‬وكان له مطا يؤدي‬
‫فلتحتجب منه» ورواه أبو داود عن مسدد‪ ,‬عن سفيان به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أو التابعي غي أول الربة من‬
‫‪233‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرجال} يعن كالجراء والتباع الذين ليسوا بأكفاء‪ ,‬وهم مع ذلك ف عقولم وله و َحوْب‪ ,‬ول هة لم‬
‫إل النسطططاء ول يشتهوننططط‪ ,‬قال ابطططن عباس‪ :‬هطططو الغفطططل الذي ل شهوة له‪.‬‬
‫وقال ما هد‪ :‬هو البله‪ ,‬وقال عكر مة‪ :‬هو الخ نث الذي ل يقوم ذكره‪ ,‬وكذلك قال غ ي وا حد من‬
‫السلف‪ ,‬وف الصحيح من حديث الزهري عن عروة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬أن منثا كان يدخل على أهل رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وكانوا يعدو نه من غ ي أول الر بة‪ ,‬فد خل ال نب صلى ال عل يه و سلم و هو‬
‫ينعت امرأة يقول‪ :‬إنا إذا أقبلت أقبلت بأربع‪ ,‬وإذا أدبرت أدبرت بثمان‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫ط ههنطا ل يدخلن عليكطم» فأخرجطه‪ ,‬فكان بالبيداء يدخطل كطل يوم جعطة‬ ‫وسطلم «أل أرى هذا يعلم م ا‬
‫ليسطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططتطعم‪.‬‬
‫وروى المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه‪ ,‬عن زينب بنت أب سلمة‪ ,‬عن‬
‫أم سلمة أنا قالت‪ :‬دخل عليها رسول ال صلى ال عليه وسلم وعندها (أخوها) منث‪ ,‬وعندها عبد ال‬
‫بن أب أمية‪ ,‬والخنث يقول‪ :‬يا عبد ال‪ ,‬إن فتح ال عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلن فإنا تقبل‬
‫بأربع وتدبر بثمان‪ ,‬قال‪ :‬فسمعه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لم سلمة «ل يدخلن هذا عليك»‬
‫أخرجاه ف الصحيحي من حديث هشام بن عروة‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر‬
‫عن الزهري‪ ,‬عن عروة بن الزبي‪ ,‬عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان رجل يدخل على أزواج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم منث‪ ,‬وكانوا يعدونه من غي أول الربة‪ ,‬فدخل النب صلى ال عليه وسلم وهو‬
‫ع ند ب عض ن سائه و هو ين عت امرأة‪ ,‬فقال إن ا إذا أقبلت أقبلت بأر بع‪ ,‬وإذا أدبرت أدبرت بثمان‪ .‬فقال‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم «أل أرى هذا يعلم ما هه نا ل يدخلن علي كم هذا» فحجبوه‪ ,‬ورواه م سلم‬
‫وأبطططو داود والنسطططائي مطططن طريطططق عبطططد الرزاق بطططه عطططن أم سطططلمة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو الطفل الذين ل يظهروا على عورات النساء} يعن لصغرهم ل يفهمون أحوال النساء‬
‫وعوراتن من كلمهن الرخيم وتعطفهن ف الشية وحركاتن وسكناتن‪ ,‬فإذا كان الطفل صغيا ل يفهم‬
‫ذلك‪ :‬فل بأس بدخوله على النسطاء‪ ,‬فأمطا إن كان مراهقا‪ ,‬أو قريبا منطه‪ ,‬بيطث يعرف ذلك ويدريطه‬
‫ويفرق بي الشوهاء والسناء‪ ,‬فل يكن من الدخول على النساء‪ ,‬وقد ثبت ف الصحيحي عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «إياكم والدخول على النساء» قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أفرأيت المو ؟ قال‬
‫«المططططططططططططططططططططططططططططططططططططو الوت»‪.‬‬
‫وقوله تعال {ول يضر بن بأرجل هن} الَ ية‪ ,‬كا نت الرأة ف الاهل ية إذا كا نت ت شي ف الطر يق و ف‬
‫رجل ها خلخال صامت ل يعلم صوته‪ ,‬ضربت برجل ها الرض‪ ,‬فيعلم الرجال طنينه‪ ,‬فنهى ال الؤمنات‬
‫‪234‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن مثل ذلك‪ ,‬وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورا فتحركت بركة لتظهر ما هو خفي دخل ف‬
‫هذا النهي لقوله تعال‪{ :‬ول يضربن بأرجلهن} إل آخره ومن ذلك أنا تنهى عن التعطر والتطيب عند‬
‫خروجها من بيتها ليشتم الرجال طيبها‪ ,‬فقد قال أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا يي‬
‫بن سعيد القطان عن ثابت بن عمارة النفي‪ ,‬عن غنيم بن قيس‪ ,‬عن أب موسى رضي ال عنه‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال «كل عي زانية والرأة إذا استعطرت فمرت بالجلس فهي كذا وكذا» يعن‬
‫زانية‪ ,‬قال وف الباب عن أب هريرة‪ :‬وهذا حسن صحيح‪ ,‬رواه أبو داود والنسائي من حديث ثابت بن‬
‫عمارة بطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ممد بن كثي‪ ,‬أخبنا سفيان عن عاصم بن عبيد ال‪ ,‬عن عبيد مول أب رهم‪,‬‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬لقيته امرأة وجد منها ريح الطيب ولذيلها إعصار‪ ,‬فقال‪ :‬يا أمة البار‬
‫جئت من ال سجد ؟ قالت‪ :‬ن عم‪ .‬قال ل ا‪ :‬وله تطي بت ؟ قالت‪ :‬ن عم‪ ,‬قال‪ :‬إ ن سعت حب أ با القا سم‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬ل يقبل ال صلة امرأة تطيبت لذا السجد حت ترجع فتغتسل غسلها من‬
‫النابة»‪ .‬ورواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة‪ ,‬عن سفيان هو ابن عيينة به‪ .‬وروى الترمذي أيضا‬
‫من حديث موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد‪ ,‬عن ميمونة بنت سعد أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم قال «الرافلة ف الزي نة ف غ ي أهل ها كم ثل ظل مة يوم القيا مة ل نور ل ا»‪ ,‬و من ذلك أيضا أن ن‬
‫ططبج‪.‬‬ ‫ططن التط‬ ‫ططه مط‬ ‫طط فيط‬ ‫ططق لاط‬ ‫ططط الطريط‬ ‫طط وسط‬ ‫ططي فط‬ ‫ططن الشط‬ ‫طط عط‬ ‫ينهيط‬
‫قال أ بو داود‪ :‬حدثنا التغل ب‪ ,‬حدثنا ع بد العز يز يع ن ا بن م مد عن ا بن أ ب اليمان عن شداد بن أ ب‬
‫عمرو بن حاس‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن حزة بن أب أسيد النصاري عن أبيه أنه سع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول وهو خارج من السجد‪ ,‬وقد اختلط الرجال مع النساء ف الطريق‪ ,‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم للن ساء «ا ستأخرن فإ نه ل يس ل كن أن تتض نّ الطر يق‪ ,‬علي كن بافات الطر يق» فكا نت‬
‫الرأة تلصق بالدار حت إن ثوبا ليتعلق بالدار من لصوقها به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وتوبوا إل ال جيعا أيها‬
‫الؤمنون لعلكم تفلحون} أي افعلوا ما أمركم به من هذه الصفات الميلة والخلق الليلة واتركوا ما‬
‫كان عل يه أ هل الاهل ية من الخلق وال صفات الرذيلة‪ ,‬فإن الفلح كل الفلح ف ف عل ما أ مر ال به‬
‫ورسططططوله وترك مططططا نيططططا عنططططه‪ ,‬وال تعال هططططو السططططتعان‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي مِ ْن عِبَادِكُ ْم َوإِمائِكُ مْ إِن َيكُونُواْ ُف َقرَآ َء ُيغِْنهِ مُ اللّ ُه مِن َفضْلِ ِه وَاللّ هُ‬
‫** َوَأْنكِحُواْ اليَامَ َى ِمنْكُ ْم وَال صّالِحِ َ‬
‫ب مِمّا‬ ‫ف الّذِينَ َل َيجِدُونَ ِنكَاحا َحّت َى ُيغِْنَيهُمُ اللّ ُه مِن َفضْلِ ِه وَالّذِي َن يَْبَتغُو َن الْ ِكتَا َ‬ ‫وَاسِ ٌع عَلِيمٌ * وَْليَسَْت ْعفِ ِ‬
‫ي آتَاكُ ْم وَ َل ُتكْ ِرهُواْ َفتَيَاِتكُ مْ‬ ‫مََلكَ تْ َأيْمَاُنكُ مْ َفكَاِتبُوهُ مْ إِ ْن عَلِ ُمتُ مْ فِيهِ مْ َخيْرا وَآتُوهُ ْم مّن مّالِ اللّ ِه الّذِ َ‬
‫حيَاةِ ال ّدْنيَا َومَن ُيكْرِههُ نّ فِإِ نّ اللّ ِه مِن َبعْدِ إِكْرَا ِههِ ّن َغفُورٌ‬ ‫عَلَى اْلِبغَآءِ إِ نْ أَ َردْ َن تَحَ صّنا ّلَتبَْتغُوْا عَرَ ضَ الْ َ‬
‫ُمط َو َموْعِ َظةً لّ ْل ُمّتقِي َ‬
‫ِينط خََل ْواْ م ِن َقبِْلك ْ‬ ‫ّنط الّذ َ‬ ‫َاتط َو َمَثلً م َ‬
‫َاتط ّمَبّين ٍ‬
‫ُمط آي ٍ‬ ‫ِيمط * وََلقَدْ َأنْزَلْن َآ إَِلْيك ْ‬‫رّح ٌ‬
‫اشتملت هذه الَيات الكريات البي نة على ج ل من الحكام الحك مة والوا مر الب مة‪ ,‬فقوله تعال‪:‬‬
‫{وأنكحوا اليامى منكم} إل آخره‪ ,‬هذا أمر بالتزويج‪ .‬وقد ذهب طائفة من العلماء إل وجوبه على‬
‫كل من قدر عل يه‪ .‬واحتجوا بظا هر قوله عل يه ال سلم « يا مع شر الشباب‪ ,‬من ا ستطاع من كم الباءة‬
‫فليتزوج‪ ,‬فإ نه أ غض للب صر وأح صن للفرج و من ل ي ستطع فعل يه بال صوم فإ نه له وجاء»‪ ,‬أخرجاه ف‬
‫الصحيحي من حديث ابن مسعود‪ ,‬وقد جاء ف السنن من غي وجه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «تزوجوا الولود تناسلوا فإن مباه بكم المم يوم القيامة»‪ .‬وف رواية‪« :‬حت بالسقط»‪ ,‬اليامى جع‬
‫أي‪ ,‬ويقال ذلك للمرأة الت ل زوج لا وللرجل الذي ل زوجة له‪ ,‬سواء كان قد تزوج ث فارق أول ل‬
‫يتزوج واحططد منهمططا‪ ,‬حكاه الوهري عططن أهططل اللغططة‪ ,‬يقال رجططل أيطط وامرأة أيطط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن يكونوا فقراء يغن هم ال من فضله} ال ية‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪:‬‬
‫رغبهم ال ف التزويج وأمر به الحرار والعبيد ووعدهم عليه الغن‪ ,‬فقال {إن يكونوا فقراء يغنهم ال من‬
‫فضله} وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممود بن خالد الزرق‪ ,‬حدثنا عمر بن عبد الواحد عن‬
‫سعيد ط يع ن ا بن ع بد العز يز ط قال‪ :‬بلغ ن أن أ با ب كر ال صديق ر ضي ال ع نه قال‪ :‬أطيعوا ال في ما‬
‫أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغن قال تعال‪{ :‬إن يكونوا فقراء يغنهم ال من فضله}‬
‫و عن ا بن م سعود‪ :‬التم سوا الغ ن ف النكاح‪ .‬يقول ال تعال‪{ :‬إن يكونوا فقراء يغن هم ال من فضله}‬
‫رواه ابن جرير‪ ,‬وذكر البغوي عن عمر بنحوه‪ ,‬وعن الليث عن ممد بن عجلن عن سعيد القبي عن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ثلثة حق على ال عونم‪ :‬الناكح‬
‫يريد العفاف‪ ,‬والكاتب يريد الداء‪ ,‬والغازي ف سبيل ال» رواه المام أحد والترمذي والنسائي وابن‬
‫ماجه‪ .‬وقد زوج النب صلى ال عليه وسلم ذلك الرجل الذي ل يد عليه إل إزاره‪ ,‬ول يقدر على خات‬
‫من حديد‪ ,‬ومع هذا فزوجه بتلك الرأة وجعل صداقها عليه أن يعلمها ما معه من القرآن‪ .‬والعهود من‬
‫كرم ال تعال ولط فه أن يرز قه ما ف يه كفا ية ل ا وله‪ ,‬وأ ما ما يورده كث ي من الناس على أ نه حد يث‬

‫‪236‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«تزوجوا فقراء يغنكم ال» فل أصل له ول أره بإسناد قوي ول ضعيف إل الَن‪ ,‬وف القرآن غنية عنه‪,‬‬
‫ططططة‪.‬‬ ‫ططططد والنط‬ ‫ططططا‪ ,‬وللهالمط‬ ‫طططط أوردناهط‬ ‫ططططث التط‬ ‫وكذا هذه الحاديط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليستعفف الذين ل يدون نكاحا حت يغنيهم ال من فضله} هذا أمر من ال تعال لن‬
‫ل يد تزويا بالتعفف عن الرام كما قال صلى ال عليه وسلم «يا معشر الشباب من استطاع منكم‬
‫الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج‪ ,‬ومن ل يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» الديث‪,‬‬
‫وهذه الَية مطلقة‪ ,‬والت ف سورة النساء أخص منها وهي قوله {ومن ل يستطع منكم طولً أن ينكح‬
‫الح صنات ط إل قوله ط وأن ت صبوا خ ي ل كم} أي صبكم عن تزوج الماء خ ي ل كم‪ ,‬لن الولد‬
‫ي يء رقيقا {وال غفور رح يم} قال عكر مة ف قوله {ولي ستعفف الذ ين ل يدون نكاحا} قال‪ :‬هو‬
‫الرجل يرى الرأة فكأنه يشتهي‪ ,‬فإن كانت له امرأة فليذهب إليها وليقض حاجته منها‪ ,‬وإن ل يكن له‬
‫امرأة فلينظططططر فطططط ملكوت السططططموات والرض حتطططط يغنيططططه ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين يبتغون الكتاب ما ملكت أيانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيا} هذا أمر من‬
‫ال تعال للسادة إذا طلب عبيدهم منهم الكتابة أن يكاتبوهم بشرط أن يكون للعبد حيلة وكسب يؤدي‬
‫إل سطيده الال الذي شارططه على أدائه‪ ,‬وقطد ذهطب كثيط مطن العلماء إل أن هذا المطر أمطر إرشاد‬
‫واستحباب‪ ,‬ل أمر ت تم وإياب‪ ,‬بل السيد مي إذا طلب منه عبده الكتابة‪ ,‬إن شاء كاتبه وإن شاء ل‬
‫يكات به قال الثوري عن جابر عن الش عب‪ :‬إن شاء كات به وإن شاء ل يكات به‪ .‬وكذا قال ا بن و هب عن‬
‫إساعيل بن عياش عن رجل عن عطاء بن أب رباح‪ :‬إن يشأ يكاتبه وإن يشأ ل يكاتبه‪ .‬وكذا قال مقاتل‬
‫بن حيان والسن البصري‪ ,‬وذهب آخرون إل أنه يب على السيد إذا طلب منه عبده ذلك أن ييبه إل‬
‫مططططططططططا طلب أخذا بظاهططططططططططر هذا المططططططططططر‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬وقال روح عن ابن جريج قلت لعطاء‪ :‬أواجب علي إذا علمت له مالً أن أكاتبه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ما أراه إل واجبا‪ .‬وقال عمرو بن دينار‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أتأثره عن أحد ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬ث أخبن أن موسى بن‬
‫أنس أخبه أن سيين سأل أنسا الكاتبة‪ ,‬وكان كثي الال فأب‪ ,‬فانطلق إل عمر رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫كات به‪ ,‬فأ ب فضر به بالدرة‪ ,‬ويتلو ع مر ر ضي ال ع نه {فكاتبو هم إن علم تم في هم خيا} فكات به هكذا‬
‫ذكره البخاري تعليقا‪ ,‬ورواه عبد الرزاق أخبنا ابن جريج قال‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أواجب علي إذا علمت له‬
‫مالً أن أكاتبه ؟ قال‪ :‬ما أراه إل واجبا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن بكر‪,‬‬
‫حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك‪ :‬أن سيين أراد أن يكاتبه‪ ,‬فتلكأ عليه فقال له عمر‪ :‬لتكاتبنه‪,‬‬
‫إسناد صحيح‪ .‬وقال سعيد بن منصور‪ :‬حدثنا هشيم بن جويب عن الضحاك قال‪ :‬هي عزمة‪ ,‬وهذا القول‬
‫‪237‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القدي من قول الشافعي‪ ,‬وذهب ف الديد إل أنه ل يب لقوله عليه السلم «ل يل مال امرىء مسلم‬
‫إل بط يب من نف سه»‪ .‬وقال ا بن و هب‪ :‬قال مالك‪ :‬ال مر عند نا أ نه ل يس على سيد الع بد أن يكات به‬
‫إذاسأله ذلك‪ ,‬ول أسع أحدا من الئمة أكره أحدا على أن يكاتب عبده‪ .‬قال مالك‪ :‬وإنا ذلك أمر من‬
‫ال تعال وإذن منه للناس وليس بواجب‪ .‬وكذا قال الثوري وأبو حنيفة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‬
‫ططططة‪.‬‬ ‫ططططر الَيط‬ ‫ططططر قول الوجوب لظاهط‬ ‫ططططن جريط‬ ‫ططططم‪ ,‬واختار ابط‬ ‫وغيهط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن علمتم فيهم خيا} قال بعضهم‪ :‬أمانة‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬صدقا‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬مالً‪,‬‬
‫وقال بعض هم‪ :‬حيلة وك سبا‪ .‬وروى أ بو داود ف الرا سيل‪ ,‬عن ي ى بن أ ب كث ي قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيا} قال «إن علمتم فيهم حرفة‪ ,‬ول ترسلوهم كل‬
‫على الناس»‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وآتو هم من مال ال الذي آتا كم} اختلف الف سرون ف يه‪ ,‬فقال بعض هم‪:‬‬
‫معناه اطرحوا ل م من الكتا بة بعض ها‪ ,‬ث قال بعض هم‪ :‬مقدار الر بع‪ ,‬وق يل الثلث‪ ,‬وق يل الن صف‪ ,‬وق يل‬
‫ططططططد‪.‬‬ ‫طططططط حط‬ ‫ططططططن غيط‬ ‫ططططططة مط‬ ‫ططططططن الكتابط‬ ‫جزء مط‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل الراد من قوله {وآتوهم من مال ال الذي آتاكم} هو النصيب الذي فرض ال لم‬
‫من أموال الزكاة‪ ,‬وهذا قول السن وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وأبيه ومقاتل بن حيان‪ ,‬واختاره ابن‬
‫جرير‪ ,‬وقال إبراه يم النخعي ف قوله {وآتو هم من مال ال الذي آتاكم} قال‪ :‬حث الناس عليه موله‬
‫وغيه‪ ,‬وكذا قال بريدة بن ال صيب ال سلمي وقتادة‪ ,‬وقال ا بن عباس‪ :‬أ مر ال الؤمن ي أن يعينوا ف‬
‫الرقاب‪ .‬وقد تقدم ف الديث عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «ثلثة حق على ال عونم» فذكر‬
‫من هم الكا تب ير يد الداء‪ ,‬والقول الول أش هر‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا م مد بن إ ساعيل‪ ,‬حدث نا‬
‫وكيع عن ابن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر‪ :‬أنه كاتب عبدا له يكن أبا أمية‪ ,‬فجاء بنجمه‬
‫حي حل فقال‪ :‬يا أبا أمية اذهب فاستعن به ف مكاتبتك‪ ,‬فقال‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬لو تركته حت يكون‬
‫من آخر نم ؟ قال‪ :‬أخاف أن ل أدرك ذلك‪ ,‬ث قرأ {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيا وآتوهم من مال‬
‫ال الذي آتاكططططم} قال عكرمططططة‪ :‬فكان أول نمطططط أدي فطططط السططططلم‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا هارون بن الغية عن عنبسة عن سال الفطس عن سعيد بن‬
‫جبي قال‪ :‬كان ابن عمر إذا كاتب مكاتبه ل يضع عنه شيئا من أول نومه مافة أن يعجز فترجع إليه‬
‫صدقته‪ ,‬ولكنه إذا كان ف آخر مكاتبته وضع عنه ما أحب‪ ,‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف‬
‫الَية {وآتوهم من مال ال الذي آتاكم} قال‪ :‬يعن ضعوا عنهم ف مكاتبتهم‪ ,‬وكذا قال ماهد وعطاء‬
‫والقاسم بن أب بزة وعبد الكري بن مالك الزري والسدي‪ ,‬وقال ممد بن سيين ف قوله‪{ :‬وآتوهم‬
‫‪238‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من مال ال الذي آتاكم} كان يعجبهم أن يدع الرجل لكاتبه طائفة من مكاتبته‪ ,‬وقال ابن أب حات‪:‬‬
‫أخب نا الف ضل بن شاذان القرى‪ ,‬أخب نا إبراه يم بن مو سى‪ ,‬أخب نا هشام بن يو سف عن ا بن جر يج‪,‬‬
‫أخبن عطاء بن السائب‪ :‬أن عبد ال بن جندب أخبه عن علي رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال «ربع الكتابة» وهذا حديث غريب ورفعه منكر والشبه أنه موقوف على علي رضي ال عنه‬
‫كمططططا رواه عنططططه أبططططو عبططططد الرحنطططط السططططلمي رحهطططط ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تكرهوا فتياتكم على البغاء} الَية‪ ,‬كان أهل الاهلية إذا كان لحدهم أمة أرسلها‬
‫تزن‪ ,‬وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت‪ ,‬فلماء جاء السلم نى ال الؤمني عن ذلك‪ ,‬وكان‬
‫سبب نزول هذه الَية الكرية‪ ,‬فيما ذكر غي واحد من الفسرين من السلف واللف ف شأن عبد ال بن‬
‫أبّ ابن سلول‪ ,‬فإنه كان له إماء‪ ,‬فكان يكرههن على البغاء طلبا لراجهن‪ ,‬ورغبة ف أولدهن ورياسة‬
‫منطططططططططططططه فيمطططططططططططططا يزعطططططططططططططم‪.‬‬

‫ذكططططططططططططططططر الَثار الواردة فطططططططططططططططط ذلك‬


‫قال الا فظ أ بو ب كر أح د بن عمرو بن عبدالالق البزار رح ه ال ف م سنده‪ :‬حدث نا أح د بن داود‬
‫الواسطي‪ ,‬حدثنا أبو عمرو اللخمي يعن ممد بن الجاج‪ ,‬حدثنا ممد بن إسحاق عن الزهري قال‪:‬‬
‫كا نت جار ية لع بد ال بن أبّ ا بن سلول‪ ,‬يقال ل ا معاذة يكره ها على الز نا‪ ,‬فل ما جاء ال سلم نزلت‬
‫{ول تكرهوا فتياتكم على البغاء} الَية‪ ,‬وقال العمش عن أب سفيان عن جابر ف هذه الَية‪ ,‬قال‪:‬‬
‫نزلت ف أمة لعبد ال بن أبّ ابن سلول يقال لا مسيكة‪ ,‬كان يكرهها على الفجور‪ ,‬وكانت ل بأس با‬
‫فتأ ب‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية {ول تكرهوا فتيات كم على البغاء ط إل قوله ط و من يكره هن فإن ال من‬
‫ب عد إكراه هن غفور رح يم} وروى الن سائي من حد يث ا بن جر يج عن أ ب الزب ي عن جابر نوه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا علي بن سعيد‪ ,‬حدثنا العمش‪ ,‬حدثن أبو‬
‫سفيان عن جابر قال‪ :‬كان لع بد ال بن أبّ ا بن سلول‪ ,‬جار ية يقال ل ا م سيكة‪ ,‬وكان يكره ها على‬
‫البغاء‪ ,‬فأنزل ال {ول تكرهوا فتياتكطم على البغاء طط إل قوله طط ومطن يكرههطن فإن ال مطن بعطد‬
‫إكراه هن غفور رح يم} صرح الع مش بال سماع من أ ب سفيان بن طل حة بن نا فع‪ ,‬فدل على بطلن‬
‫قول من قال‪ :‬ل يسمع منه إنا هو صحيفة حكاه البزار‪ .‬وقال أبو داود الطيالسي عن سليمان بن معاذ‬
‫عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس‪ :‬أن جارية لعبد ال بن أب كانت تزن ف الاهلية فولدت أولدا من‬

‫‪239‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزنا‪ ,‬فقال لا مالك‪ :‬لتزني‪ ,‬قالت‪ :‬وال ل أزن‪ ,‬فضربا فأنزل ال عز وجل {ول تكرهوا فتياتكم على‬
‫البغاء}‪.‬‬
‫وروى البزار أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن داود الوسطي‪ ,‬حدثنا أبو عمرو اللخمي يعن ممد بن الجاج‪,‬‬
‫حدثنا ممد بن إسحاق عن الزهري عن أنس رضي ال عنه قال‪:‬كانت جارية لعبدال بن أُب‪ ,‬يقال لا‬
‫معاذ ‪ ,‬يكرهها على الزنا‪ ,‬فلما جاء السلم نزلت {ول تكرهوا فتياتكم على البغاى إن أردن تصناط‬
‫إل قوله ط و من يكرههن فإن ال من بعد إكراههن غفور رحيم} وقال عبد الرزاق أخبنا معمر عن‬
‫الزهري أن رجلً من قر يش أ سر يوم بدر وكان ع ند ع بد ال بن أبّ أ سيا‪ ,‬وكا نت لع بد ال بن أبّ‬
‫جاريطة يقال لاط معاذة وكان القرشطي السطي يريدهطا على نفسطها وكانطت مسطلمة وكانطت تتنطع منطه‬
‫ل سلمها‪ ,‬وكان ع بد ال بن أبّ يكره ها على ذلك ويضرب ا رجاء أن ت مل من القر شي فيطلب فداء‬
‫ولده‪ ,‬فقال تبارك وتعال‪{ :‬ول تكرهوا فتياتكططططططم على البغاء إن أردن تصططططططنا}‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬أنزلت هذه الَية الكرية ف عبد ال بن أبّ ابن سلول رأس النافقي وكانت له جارية‬
‫تدعى معاذة وكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له‪ .‬فأقبلت الارية‬
‫إل أب بكر رضي ال عنه فشكت إليه فذكره أبو بكر للنب صلى ال عليه وسلم فأمره بقبضها فصاح‬
‫عبد ال بن أبّ من يعذرنا من ممد يغلبنا على ملوكتنا فأنزل ال فيهم هذا‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬بلغن‬
‫ط وال أعلم ط أن هذه الَية نزلت ف رجلي كانا يكرهان أمتي لما إحداها اسها مسيكة وكانت‬
‫للن صار‪ ,‬وكا نت أمي مة أم م سيكة لع بد ال بن أبّ وكا نت معاذة وأروى بتلك النلة‪ ,‬فأ تت م سيكة‬
‫وأمها النب صلى ال عليه وسلم فذكرتا ذلك له‪ ,‬فأنزل ال ف ذلك {ول تكرهوا فتياتكم على البغاء}‬
‫يعنطططططططططططططططططططط الزنططططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن أردن تصططنا} هذا خرج مرج الغالب فل مفهوم له‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬لتبتغوا عرض‬
‫الياة الدنيا} أي من خراجهن ومهورهن وأولدهن وقد نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كسب‬
‫الجام ومهر البغي وحلوان الكاهن‪ ,‬وف رواية «مهر البغي خبيث وكسب الجام خبيث‪ ,‬وثن الكلب‬
‫خبيث» وقوله تعال‪{ :‬و من يكره هن فإن ال من ب عد إكراه هن غفور رح يم} أي ل ن ك ما تقدم ف‬
‫الديث عن جابر‪ .‬وقال ابن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬فإن فعلتم فإن ال لن غفور رحيم‪ ,‬وإثهن على‬
‫مططططن أكرههططططن وكذا قال ماهططططد وعطاء الراسططططان والعمططططش وقتادة‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد‪ :‬حدثن إسحاق الزرق عن عوف عن السن ف هذ الَية {فإن ال من بعد إكراههن‬
‫غفور رحيم} قال لن وال لن وال‪ .‬وعن الزهري قال غفور لن ما أكرهن عليه‪ .‬وعن زيد بن أسلم‬
‫‪240‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال غفور رح يم للمكرهات‪ ,‬حكا هن ا بن النذر ف تف سيه بأ سانيده‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ بو‬
‫زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال‪ ,‬حدثن ابن ليعة‪ ,‬حدثن عطاء عن سعيد بن جبي قال ف قراءة عبد ال‬
‫بن مسعود{فإن ال من بعد إكراههن غفور رحيم} لن وإثهن على من أكرههن‪ ,‬وف الديث الرفوع‬
‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «ر فع عن أم ت ال طأ والن سيان و ما ا ستكرهوا عل يه»‪.‬‬
‫ولا فصل تبارك وتعال هذه الحكام وبينها قال تعال‪{ :‬ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات} يعن القرآن‬
‫فيه آيات واضحات مفسرات {ومثلً من الذين خلوا من قبلكم} أي خبا عن المم الاضية وما حل‬
‫ل للَخر ين وموع ظة} أي زاجرا‬ ‫ب م ف مالفت هم أوا مر ال تعال ك ما قال تعال {فجعلنا هم سلفا ومث ً‬
‫عن ارتكاب الآث والحارم {للمتقي} أي لن اتقى ال وخافه‪ .‬قال علي بن أب طالب رضي ال عنه ف‬
‫صفة القرآن‪ :‬فيه حكم ما بينكم وخب ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وهو الفصل ليس بالزل‪ ,‬من تركه من‬
‫جبار قصططططططمه ال‪ ,‬ومططططططن ابتغططططططى الدى مططططططن غيه أضله ال‪.‬‬

‫صبَاحُ فِي زُجَا َجةٍ ال ّزجَا َجةُ َكَأّنهَا‬ ‫ح الْمِ ْ‬‫صبَا ٌ‬ ‫شكَاةٍ فِيهَا مِ ْ‬ ‫** اللّ ُه نُو ُر ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َمثَ ُل نُورِ هِ كَمِ ْ‬
‫ضيَءُ وََلوْ لَ ْم تَمْ سَسْ ُه نَارٌ‬
‫ي يُوقَ ُد مِن َشجَ َر ٍة ّمبَارَ َكةٍ َزيْتُوَنةٍ ّل َشرِْقّيةٍ وَ َل غَ ْرِبّيةٍ َيكَادُ َزيُْتهَا ُي ِ‬
‫َكوْكَ بٌ دُرّ ّ‬
‫ط‬
‫ط بِكُ ّل َشيْ ٍء عََليِم ٌ‬ ‫ط وَاللّه ُ‬
‫ط ال ْمثَالَ لِلنّاس ِ‬ ‫ط اللّه ُ‬
‫ط مَطن يَشَآ ُء َويَضْرِب ُ‬ ‫ط ِلنُورِه ِ‬ ‫نّورٌ عََلىَ نُو ٍر َيهْدِي اللّه ُ‬
‫قال علي بطن أبط طلحطة عطن ابطن عباس {ال نور السطموات والرض} يقول هادي أهطل السطموات‬
‫والرض‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬قال ماهد وابن عباس ف قوله {ال نور السموات والرض} يدبر المر فيهما‬
‫نومهما وشسهما وقمرها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي‪ ,‬حدثنا وهب بن‬
‫راشد عن فرقد عن أنس بن مالك قال‪ :‬إن ال يقول نوري هداي واختار هذا القول ابن جرير‪ .‬وقال أبو‬
‫جع فر الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أبّ بن كعب ف قوله تعال‪{ :‬ال نور السموات‬
‫والرض مثل نوره} قال هو الؤمن الذي جعل ال اليان والقرآن ف صدره فضرب ال مثله فقال {ال‬
‫نور السموات والرض} فبدأ بنور نفسه ث ذكر نور الؤمن فقال‪ :‬مثل نور من آمن به‪ ,‬قال‪ :‬فكان أبّ‬
‫بن كعب يقرؤها {مثل نور من آمن به} فهو الؤمن جعل اليان والقرآن ف صدره‪ ,‬وهكذا قال سعيد‬
‫بن جبي وقيس بن سعد عن ابن عباس أنه قرأها كذلك {مثل نور من آمن بال} وقرأ بعضهم {ال نور‬
‫طططططموات والرض}‪.‬‬ ‫طططططن الضحاك {ال نوّر السط‬ ‫طططططموات والرض} وعط‬ ‫السط‬

‫‪241‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال السدي ف قوله {ال نور السموات والرض} فبنوره أضاءت السموات والرض‪ .‬وف الديث‬
‫الذي رواه ممد بن إسحاق ف السية عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ف دعائه يوم آذاه أهل‬
‫الطائف «أعوذ بنور وجهطك الذي أشرقطت له الظلمات وصطلح عليطه أمطر الدنيطا والَخرة أن يلط بط‬
‫غضبك أو ينل ب سخطك‪ ,‬لك العتب حت ترضى ول حول ول قوة إل بال» وف الصحيحي عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قام من الليل يقول‪ :‬اللهم لك المد‪,‬‬
‫أنت قيّم السموات والرض أنت نور السموات والرض ومن فيهن‪ ,‬ولك المد ومن فيهن» الديث‪,‬‬
‫وعن ابن مسعود قال‪ :‬إن ربكم ليس عنده ليل ول نار نور العرش من نور وجهه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬مثل‬
‫نوره} ف هذا الضمي قولن (أحدها) أنه عائد إل ال عز وجل أي مثل هداه ف قلب الؤمن قاله ابن‬
‫عباس {كمشكاة} (والثا ن) أن الضم ي عائد إل الؤ من الذي دل عل يه سياق الكلم تقديره م ثل نور‬
‫الؤمن الذي ف قلبه كمشكاة‪ ,‬فشبه قلب الؤمن وما هو مفطور عليه من الدى وما يتلقاه من القرآن‬
‫الطابق لا هو مفطور عليه كما قال تعال‪{ :‬أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} فشبه قلب‬
‫الؤ من ف صفائه ف نف سه بالقند يل من الزجاج الشفاف الوهري و ما ي ستهديه من القرآن والشرع‬
‫بالز يت ال يد ال صاف الشرق العتدل الذي ل كدر ف يه ول انراف‪ ,‬فقوله {كمشكاة} قال ا بن عباس‬
‫وما هد وم مد بن ك عب وغ ي وا حد‪ :‬هو مو ضع الفتيلة من القند يل هذا هو الشهور ولذا قال بعده‬
‫{فيها مصباح} وهو الزبالة الت تضيء‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس قوله {ال نور السموات والرض‬
‫مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} وذلك أن اليهود قالوا لحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬كيف يلص نور‬
‫ال مطن دون السطماء ؟ فضرب ال مثطل (ذلك) لنوره فقال {ال نور السطموات والرض مثطل نوره‬
‫كمشكاة} والشكاة كوة ف الب يت‪ ,‬قال و هو م ثل ضر به ال لطاع ته ف سمى ال طاع ته نورا ث ساها‬
‫أنواعا شت‪ ,‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬هن الكوة بلغة البشة وزاد بعضهم فقال‪ :‬الشكاة الكوة الت‬
‫ل منفذ لا‪ ,‬وعن ماهد الشكاة الدائد الت يعلق با القنديل‪ ,‬والقول الول أول وهو أن الشكاة هو‬
‫مو ضع الفتيلة من القند يل ولذا قال {في ها م صباح} و هو النور الذي ف الذُبالة‪ ,‬قال أبّ بن ك عب‪:‬‬
‫الصباح النور وهو القرآن واليان الذي ف صدره‪ ,‬وقال السدي‪ :‬هو ال سراج {ال صباح ف زجاجة}‬
‫أي هذا الضوء مشرق ف زجا جة صافية‪ ,‬وقال أبّ بن ك عب وغ ي وا حد‪ :‬و هي نظ ي قلب الؤ من‬
‫{الزجاجة كأنا كوكب دري} قرأ بعضهم بضم الدال من غي هزة من الدر أي كأنا كوكب من درّ‪,‬‬
‫وقرأ آخرون در يء ودر يء بك سر الدال وضم ها مع المزة من الدرء و هو الد فع‪ ,‬وذلك أن الن جم إذا‬
‫رمي به يكون أشد استنارة من سائر الحوال‪ ,‬والعرب تسمي مال يعرف من الكواكب دراري‪ ,‬قال أبّ‬
‫‪242‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بن كعب‪ :‬كوكب مضيء‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬مضيء مبي ضخم {يوقد من شجرة مباركة} أي يستمد من‬
‫زيت زيتون شجرة مباركة {زيتونة} بدل أو عطف بيان {ل شرقية ول غربية} أي ليست ف شرقي‬
‫بقعتها فل تصل إليها الشمس من أول النهار ول ف غربيها فيقلص عنها الفيء قبل الغروب بل هي ف‬
‫مكان وسطط تقرعطه الشمطس مطن أول النهار إل آخره فيجيطء زيتهطا صطافيا معتدلً مشرقا‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال بن سعد‪ ,‬أخبنا عمرو‬
‫بن أب قيس عن ساك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله {زيتونة ل شرقية ول غربية} قال‪:‬‬
‫هي شجرة بالصحراء ل يظلها شجر ول جبل ول كهف ول يواريها شيء وهو أجود لزيتها‪ .‬وقال يي‬
‫بن سعيد القطان عن عمران بن حدير عن عكرمة ف قوله تعال‪{ :‬زيتونة ل شرقية ول غربية} قال‪ :‬هي‬
‫بصحراء وذلك أصفى لزيتها‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا عمرو بن فروخ عن‬
‫حبيب بن الزبي عن عكرمة وسأله رجل عن قوله تعال‪{ :‬زيتونة ل شرقية ول غربية} قال‪ :‬تلك بأرض‬
‫فلة إذا أشر قت الش مس أشر قت علي ها فإذا غر بت غر بت علي ها‪ ,‬فذلك أ صفى ما يكون من الز يت‪.‬‬
‫وقال ما هد ف قوله تعال‪{ :‬زيتو نة ل شرق ية ول غرب ية} قال‪ :‬لي ست بشرق ية ل ت صيبها الش مس إذا‬
‫غر بت ول غرب ية ل ت صيبها الش مس إذا طل عت ولكن ها شرق ية وغرب ية ت صيبها إذا طل عت وإذا غر بت‪.‬‬
‫وعن سعيد بن جبي ف قوله {زيتونة ل شرقية ول غربية يكاد زيتها يضيء} قال هو أجود الزيت‪,‬‬
‫قال إذا طلعت الشمس أصابتها من صوب الشرق فإذا أخذت ف الغروب أصابتها الشمس‪ ,‬فالشمس‬
‫تصيبها بالغداة والعشي فتلك ل تعد شرقية ول غربية‪ .‬وقال السدي قوله {زيتونة ل شرقية ول غربية}‬
‫يقول ليست بشرقية يوزها الشرق ول غربية يوزها الغرب دون الشرق ولكنها على رأس جبل أو ف‬
‫صحراء تصيبها الشمس النهار كله‪ .‬وقيل الراد بقوله تعال‪{ :‬ل شرقية ول غربية} أنا ف وسط الشجر‬
‫ليسطططططططططططططططت باديطططططططططططططططة للمشرق ول للمغرب‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أبّ بن كعب ف قول ال تعال‪{ :‬زيتونة‬
‫ل شرقية ول غربية} قال هي خضراء ناعمة ل تصيبها الشمس على أي حال كانت ل إذا طلعت ول‬
‫إذا غربت قال فكذلك هذا الؤمن قد أجي من أن يصيبه شيء من الفت وقد ابتلي با فيثبته ال فيها فهو‬
‫بي أربع خلل‪ ,‬إن قال صدق‪ ,‬وإن حكم عدل‪ ,‬وإن ابتلي صب‪ ,‬وإن أعطي شكر‪ ,‬فهو ف سائر الناس‬
‫كالرجل الي يشي ف قبور الموات‪ ,‬قال ابن أب حات حدثنا علي بن السي حدثنا مسدد قال‪ :‬حدثنا‬
‫أبو عوانة عن أب بشر عن سعيد بن جبي ف قوله {زيتونة ل شرقية ول غربية} قال هي وسط الشجر ل‬

‫‪243‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تصيبها شرقا ول غربا‪ ,‬وقال عطية العوف {ل شرقية ول غربية} قال هي شجرة ف موضع من الشجر‬
‫يرى ظططل ثرهططا فطط ورقهططا‪ ,‬وهذه مططن الشجططر ل تطلع عليهططا الشمططس ول تغرب‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن الدشتكي‪ ,‬حدثنا عمرو بن أب قيس عن‬
‫عطاء عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬ل شرقية ول غربية} ليست‬
‫شرقية ليس فيها غرب‪ ,‬ول غربية ليس فيها شرق‪ ,‬ولكنها شرقية غربية‪ ,‬وقال ممد بن كعب القرظي‬
‫{ل شرقية ول غربية} قال هي القبلية‪ ,‬وقال زيد بن أسلم {ل شرقية ول غربية} قال الشام‪ ,‬وقال‬
‫السن البصري لو كانت هذه الشجرة ف الرض لكانت شرقية أو غربية‪ ,‬ولكنه مثل ضربه ال تعال‬
‫لنوره‪ ,‬وقال الضحاك {توقد من شجرة مباركة} قال رجل صال {زيتونة ل شرقية ول غربية} قال‪ :‬ل‬
‫يهودي ول ن صران‪ ,‬وأول هذه القوال القول الول‪ ,‬و هو أن ا ف م ستوى من الرض ف مكان ف سيح‬
‫باد ظاهر ضاح للشمس تفرعه من أول النهار إل آخره ليكون ذلك أصفى لزيتها وألطف كما قال غي‬
‫واحد من تقدم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬يكاد زيتها يضيء ولو ل تسسه نار} قال عبد الرحن بن زيد بن‬
‫أسططططططططططلم يعنطططططططططط لضوء إشراق الزيططططططططططت‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬نور على نور} قال العو ف عن ا بن عباس يع ن بذلك إيان الع بد وعمله‪ ,‬وقال ما هد‬
‫وال سدي‪ :‬يع ن نور النار ونور الز يت‪ ,‬وقال أبّ بن ك عب {نور على نور} ف هو يتقلب ف خ سة من‬
‫النور‪ :‬فكلمطه نور‪ ,‬وعمله نور‪ ,‬ومدخله نور‪ ,‬ومرجطه نور‪ ,‬ومصطيه إل النور يوم القيامطة إل النطة‪.‬‬
‫وقال ش ر بن عط ية‪ :‬جاء ا بن عباس إل ك عب الحبار فقال‪ :‬حدث ن عن قول ال تعال‪{ :‬يكاد زيت ها‬
‫يضيء ولو ل تسسه نار} قال‪ :‬يكاد ممد صلى ال عليه وسلم يبي للناس ولو ل يتكلم أنه نب‪ ,‬كما‬
‫يكاد ذلك الز يت أن يض يء‪ .‬وقال ال سدي ف قوله تعال {نور على نور} قال‪ :‬نور النار ونور الز يت‬
‫حي اجتمعا أضاءا ول يضيء واحد بغي صاحبه كذلك نور القرآن ونور الياني اجتمعا‪ ,‬فل يكون‬
‫واحطططططططططططد منهمطططططططططططا إل بصطططططططططططاحبه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يهدي ال لنوره من يشاء} أي ير شد ال إل هداي ته من يتاره‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث‬
‫الذي رواه المام أح د‪ :‬حدث نا معاو ية بن عمرو‪ ,‬حدث نا إبراه يم بن م مد الفزاري‪ ,‬حدث نا الوزا عي‪,‬‬
‫حدثن ربيعة بن زيد عن عبد ال الديلمي عن عبد ال بن عمرو‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول «إن ال تعال خلق خل قه ف ظل مة ث أل قى علي هم من نوره يومئذ‪ ,‬ف من أ صاب من نوره يومئذ‬
‫ططل»‪.‬‬ ‫ططز وجط‬ ‫ططف القلم على علم ال عط‬ ‫ططل فلذلك أقول‪ :‬جط‬ ‫ططأ ضط‬ ‫ططن أخطط‬ ‫اهتدى ومط‬

‫‪244‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى عنه) قال البزار‪ :‬حدثنا أيوب عن سويد عن يي بن أب عمرو السيبان‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ع بد ال بن عمرو‪ ,‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول «إن ال خلق خل قه ف ظل مة فأل قى‬
‫عليهم نورا من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل» ورواه البزار عن عبد ال بن‬
‫عمرو من طريق آخر بلفظه وحروفه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ويضرب ال المثال للناس وال بكل شيء عليم}‬
‫لا ذكر تعال هذا مثلً لنور هداه ف قلب الؤمن ختم الَية بقوله {ويضرب ال المثال للناس وال بكل‬
‫شيططء عليططم} أي هططو أعلم بنطط يسططتحق الدايططة منطط يسططتحق الضلل‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا أبو معاوية حدثنا شيبان عن ليث عن عمرو بن مرة‪ ,‬عن أب‬
‫البحتري‪ ,‬عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «القلوب أربعة‪ :‬قلب أجرد‬
‫ط القلب‬‫فيطه مثطل السطراج يزهطر‪ ,‬وقلب أغلف مربوط على غلفطه‪ ,‬وقلب منكوس‪ ,‬وقلب مصطفح‪ .‬فأم ا‬
‫الجرد‪ :‬فقلب الؤ من سراجه ف يه نوره‪ ,‬وأ ما القلب الغلف فقلب الكا فر‪ ,‬وأ ما القلب النكوس فقلب‬
‫النافق‪ ,‬عرف ث أنكر‪ ,‬وأما القلب الصفح فقلب فيه إيان ونفاق‪ ,‬ومثل اليان فيه كمثل البقلة يدها‬
‫الاء الط يب‪,‬وم ثل النفاق ف يه كم ثل القر حة يد ها الدم والق يح‪ ,‬فأي الدت ي غل بت على الخرى غل بت‬
‫عليططططططططططه» إسططططططططططناده جيططططططططططد ول يرجوه‪.‬‬

‫** فِي ُبيُو تٍ أَذِ نَ اللّ هُ أَن ُترْفَ َع َويُذْكَرَ فِيهَا ا سْمُ ُه يُ سَبّحُ لَ هُ فِيهَا بِاْلغُ ُد ّو وَالَ صَالِ * رِجَالٌ ّل تُ ْلهِيهِ ْم‬
‫لةِ َوإِيتَآءِ الزّكَطا ِة يَخَافُو َن َيوْما َتَتقَلّ بُ فِي ِه اْلقُلُو بُ وَالبْ صَارُ *‬ ‫صَ‬ ‫تِجَا َرٌة وَ َل بَيْ ٌع عَن ذِكْرِ اللّ ِه َوإِقَا ِم ال ّ‬
‫ط مَطن يَشَآءُ بِ َغيْرِ حِسطَابٍ‬ ‫ط َيرْزُق ُ‬ ‫ط وَاللّه ُ‬‫ضلِه ِ‬‫ط مّطن َف ْ‬ ‫طنَ مَطا عَمِلُواْ َويَزِي َدهُم ْ‬ ‫ط أَحْس َ‬ ‫ط اللّه ُ‬
‫ِليَجْ ِزَيهُم ُ‬
‫لا ضرب ال تعال مثل قلب الؤمن وما فيه من الدى والعلم بالصباح ف الزجاجة الصافية التوقد من‬
‫زيت طيب وذلك كالقنديل‪ ,‬ذكر ملها وهي الساجد الت هي أحب البقاع إل ال تعال من الرض‬
‫وهي بيوته الت يعبد فيها ويوحد فقال تعال‪{ :‬ف بيوت أذن ال أن ترفع} أي أمر ال تعال بتعاهدها‬
‫وتطهيها من الدنس واللغو والقوال والفعال الت ل تليق فيها‪ .‬كما قال علي بن أب طلحة عن ابن‬
‫عباس ف هذه الَية الكرية {ف بيوت أذن ال أن ترفع} قال نى ال سبحانه عن اللغو فيها‪ ,‬وكذا قال‬
‫عكرمة وأبو صال والضحاك ونافع بن جبي وأبو ب كر بن سليمان بن أب خيث مة وسفيان بن حسي‬
‫وغيهطططططططططططم مطططططططططططن العلماء الفسطططططططططططرين‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬هي هذه الساجد أمر ال سبحانه وتعال ببنائها و عمارتا ورفعها وتطهيها‪ .‬وقد ذكر لنا‬
‫أن كعبا كان يقول‪ :‬مكتوب ف التوراة أل إن بيوت ف الرض الساجد وإنه من توضأ فأحسن وضوءه‬
‫ث زارن ف بيت أكرمته وحق على الزور كرامة الزائر رواه عبد الرحن بن أب حات ف تفسيه‪ .‬وقد‬
‫وردت أحاديث كثية ف بناء الساجد واحترامها وتوقيها وتطييبها وتبخيها وذلك له مل مفرد يذكر‬
‫فيه وقد كتبت ف ذلك جزءا على حدة‪ ,‬و ل المد والنة‪ ,‬ونن بعون ال تعال نذكر هاهنا طرفا من‬
‫ذلك إن شاء ال تعال وبه الثقة وعليه التكلن‪ ,‬فعن أمي الؤمني عثمان بن عفان رضي ال عنها قال‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «من بن مسجدا يبتغي به وجه ال بن ال له مثله ف النة»‬
‫أخرجاه فططططططططططططططططط الصطططططططططططططططططحيحي‪.‬‬
‫وروى ابن ماجه عن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من بن‬
‫مسجدا يذكر فيه اسم ال بن ال له بيتا ف النة» وللنسائي عن عمرو بن عنبسة مثله‪ ,‬والحاديث ف‬
‫هذاكثية جدا‪ ,‬وعن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ببناء الساجد ف‬
‫الدور وأن تنظف وتطيب‪ .‬رواه أحد وأهل السنن إل النسائي‪ ,‬ولحد وأب داود عن سرة بن جندب‬
‫نوه‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬قال عمر‪ :‬ابن للناس ما يكنهم‪ ,‬وإياك أن تمر أو تصفر فتفت الناس‪ ,‬وروى ابن‬
‫ما جه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « ما ساء ع مل قوم قط إل زخرفوا م ساجدهم» و ف‬
‫إسطططططططططططططططططططناده ضعطططططططططططططططططططف‪.‬‬
‫وروى أبو داود عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما أمرت بتشييد الساجد»‬
‫قال ابن عباس أزخرفها كما زخرفت اليهود والنصارى‪ .‬وعن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم «ل تقوم ال ساعة ح ت يتبا هى الناس ف ال ساجد»‪ .‬رواه أح د وأ هل ال سنن إل‬
‫ل أنشد ف السجد فقال من دعاإل المل الحر فقال النب صلى ال عليه‬ ‫الترمذي‪ .‬وعن بريدة أن رج ً‬
‫وآله وسلم «ل وجدت إنا بنيت الساجد لا بنيت له» رواه مسلم‪ ,‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫جده قال‪ :‬نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن البيع والبتياع وعن تناشد الشعار ف الساجد‪ .‬رواه‬
‫أحدططططططط وأهطططططططل السطططططططنن وقال الترمذي حسطططططططن‪.‬‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع ف‬
‫السجد‪ ,‬فقولوا ل أربح ال تارتك‪ ,‬وإذا رأيتم من ينشد ضالة ف السجد فقولوا ل ردّ ال عليك» رواه‬
‫الترمذي وقال ح سن غر يب‪ ,‬و قد روى ا بن ما جه وغيه من حد يث ا بن ع مر مرفوعا قال‪ :‬خ صال ل‬
‫تنبغي ف السجد‪ :‬ل يتخذ طريقا ول يشهر فيه سلح ول ينبض فيه بقوس ول ينثر فيه نبل ول ير فيه‬
‫‪246‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بلحم نء ول يضرب فيه حد ول يقتص فيه أحد ول يتخذ سوقا‪ ,‬وعن واثلة بن السقع عن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم قال «جنبوا ال ساجد صبيانكم ومانين كم وشراء كم وبيع كم وخ صوماتكم ور فع‬
‫أ صواتكم وإقا مة حدود كم و سل سيوفكم واتذوا على أبواباالطا هر وجرو ها ف ال مع» ورواه ا بن‬
‫ماجه أيضا وف إسنادها ضعف‪ ,‬أما أنه ل يتخذ طريقا فقد كره بعض العلماء الرور فيه إل لاجة إذا‬
‫وجد مندوحة عنه‪ ,‬وف الثر إن اللئكة لتتعجب من الرجل ير بالسجد ل يصلي فيه‪ ,‬وأما أنه ل يشهر‬
‫فيه السلح ول ينبض فيه بقوس ول ينثر فيه نبل‪ ,‬فلما يشى من إصابة بعض الناس به لكثرة الصلي‬
‫فيه‪ ,‬ولذا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا مر أحد بسهام أن يقبض على نصالا لئل يؤذي أحدا‪,‬‬
‫كما ثبت ذلك ف الصحيح‪ ,‬وأما النهي عن الرور باللحم النء فيه فلما يشى من تقاطر الدم منه كما‬
‫نيت الائض عن الرور فيه إذا خافت التلويث‪ ,‬وأما أنه ل يضرب فيه حد أو يقتص فلما يشى من‬
‫إياد النجا سة ف يه من الضروب أو القطوع‪ ,‬وأ ما أ نه ل يت خذ سوقا فل ما تقدم من الن هي عن الب يع‬
‫والشراء فيه فإنه إنا بن لذكر ال والصلة فيه كما قال النب صلى ال عليه وسلم لذلك العراب الذي‬
‫بال ف طائفة السجد «إن الساجد ل تب لذا‪ ,‬إنا بنيت لذكر ال والصلة فيها» ث أمر بسجل من ماء‬
‫فأهريطق على بوله‪ .‬وفط الديطث الثانط «جنبوا مسطاجدكم صطبيانكم» وذلك لنمط يلعبون فيطه ول‬
‫يناسبهم‪ ,‬وقد كان عمر بن الطاب رضي ال عنه إذا رأى صبيانا يلعبون ف السجد ضربم بالخفقة‬
‫وهي الدرة‪ ,‬وكان يفتش السجد بعد العشاء فل يترك فيه أحدا «ومانينكم» يعن لجل ضعف عقولم‬
‫وسخر الناس بم فيؤدي إل اللعب فيها ولا يشى من تقذيرهم السجد ونو ذلك «وبيعكم وشراءكم»‬
‫ك ما تقدم «وخ صوماتكم» يع ن التحا كم وال كم ف يه‪ ,‬ولذا نص كث ي من العلماء على أن الا كم ل‬
‫ينت صب لف صل القض ية ف ال سجد بل يكون ف مو ضع غيه ل ا ف يه من كثرة الكومات والتشا جر‬
‫واللفاظ التططططط ل تناسطططططبه‪ ,‬ولذا قال بعده «ورفطططططع أصطططططواتكم»‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدث نا علي بن ع بد ال‪ ,‬حدث نا ي ي بن سعيد‪ ,‬حدث نا الع يد بن ع بد الرح ن قال‪:‬‬
‫حدثن يزيد بن حفصة عن السائب بن يزيد الكندي قال‪ :‬كنت قائما ف السجد فحصبن رجل فنظرت‬
‫فإذا عمر بن الطاب فقال‪ :‬اذهب فائتن بذين فجئته بما فقال من أنتما ؟ أو من أين أنتما ؟ قال من‬
‫أهل الطائف‪ .‬قال لو كنتما من أهل البلد لوجعتكما ترفعان أصواتكما ف مسجد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬وقال النسائي‪ :‬حدثنا سويد بن نصر عن عبد ال بن البارك عن شعبة عن سعد بن إبراهيم‬
‫عن أب يه إبراه يم بن ع بد الرح ن بن عوف قال‪ :‬سع ع مر صوت ر جل ف ال سجد فقال‪ :‬أتدري أ ين‬
‫أنت ؟ وهذا أيضا صحيح‪ .‬وقوله «وإقامة حدودكم وسل سيوفكم» تقدما‪ .‬وقوله «واتذوا على أبوابا‬
‫‪247‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الطاهر» يعن الراحيض الت يستعان با على الوضوء وقضاء الاجة‪ .‬وقد كانت قريبا من مسجد رسول‬
‫ال صططلى ال عليططه وسططلم آبار يسططتقون منهططا فيشربون ويتطهرون ويتوضؤون وغيطط ذلك‪.‬‬
‫وقوله «وجروها ف المع» يع ن بروها ف أيام المع لكثرة اجتماع الناس يومئذ‪ ,‬وقد قال الافظ‬
‫أبو يعلى الوصلي‪ :‬حدثنا عبيد ال‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن عبد ال بن عمر عن نافع عن ابن‬
‫عمر أن عمر كان يمر مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم كل جعة‪ .‬إسناده حسن ل بأس به وال‬
‫أعلم‪ ,‬و قد ث بت ف ال صحيحي عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال « صلة الر جل ف الما عة‬
‫تض عف على صلته ف بيته و ف سوقه خ سا وعشر ين ضعفا» وذلك أ نه إذا تو ضأ فأح سن وضوءه ث‬
‫خرج إل ال سجد ل ير جه إل ال صلة ل ي ط خطوة إل ر فع له ب ا در جة و حط ع نه ب ا خطيئة‪ .‬فإذا‬
‫صلى ل تزل اللئكة تصلي عليه ما دام ف مصله‪ :‬اللهم صل عليه‪,‬اللهم ارحه‪ .‬ول يزال ف صلة ما‬
‫انت ظر ال صلة‪ .‬وع ند الدار قط ن مرفوعا «ل صلة لار ال سجد إل ف ال سجد» و ف ال سنن «ب شر‬
‫الشائي إل الساجد ف الظلم بالنور التام يوم القيامة» ويستحب لن دخل السجد أن يبدأ برجله اليمن‬
‫وأن يقول كما ثبت ف صحيح البخاري عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما عن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم أ نه كان إذا د خل ال سجد يقول «أعوذ بال العظ يم وبوج هه الكر ي‪ ,‬و سلطانه القد ي‪ ,‬من‬
‫ط قال نعطم) قال فإذا قال ذلك قال الشيطان‪ :‬حفطظ منط سطائر اليوم‪.‬‬ ‫الشيطان الرجيطم» (قال‪ :‬أقط ُ‬
‫وروى م سلم ب سنده عن أ ب ح يد أو أ ب أ سيد قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه وسلم «إذا د خل‬
‫أحدكم السجد فليقل‪ :‬اللهم افتح ل أبواب رحتك‪ .‬وإذا خرج فليقل‪ :‬اللهم إن أسألك فضلك» ورواه‬
‫النسائي عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «إذا دخل أحدكم السجد فليسلم على النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬وليقل‪ :‬اللهم افتح ل‬
‫أبواب رح تك وإذا خرج فلي سلم على ال نب صلى ال عل يه و سلم ولي قل‪ :‬الل هم اع صمن من الشيطان‬
‫ططحيحيهما‪.‬‬ ‫طط صط‬ ‫ططن حبان فط‬ ‫طط وابط‬ ‫ططن خزيةط‬ ‫ططه وابط‬‫ططن ماجط‬ ‫ططم» ورواه ابط‬ ‫الرجيط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم حدثنا ليث بن أب سليم عن عبد ال بن حسي عن أمه‬
‫فاطمة بنت حسي عن جدتا فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إذا دخل السجد صلى على ممد وسلم ث قال‪« :‬اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب‬
‫رحتك» وإذا خرج صلى على ممد وسلم ث قال «اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب فضلك» ورواه‬
‫الترمذي وا بن ما جه‪ ,‬وقال الترمذي هذا حد يث ح سن‪ ,‬وإ سناده ل يس بت صل لن فاط مة ب نت ح سي‬

‫‪248‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال صغرى ل تدرك فاط مة ال كبى فهذا الذي ذكرناه مع ما تركناه من الحاد يث الواردة ف ذلك كله‬
‫ططططع}‪.‬‬ ‫طططط بيوت أذن ال أن ترفط‬ ‫طططط قوله تعال {فط‬ ‫ططططل فط‬ ‫ماذرة الطول داخط‬
‫وقوله {ويذ كر في ها ا سه} أي ا سم ال كقوله { يا ب ن آدم خذوا زينت كم ع ند كل م سجد} وقوله‬
‫{وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه ملصي له الدين} وقوله {وأن الساجد ل} الَية‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬ويذ كر في ها ا سه} قال ا بن عباس يع ن في ها يتلى كتا به‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ي سبح له في ها بالغدو‬
‫والَصال} أي ف البكرات والعشيات‪ .‬والَصال جع أصيل وهو آخر النهار‪ .‬وقال سعيد بن جبي عن‬
‫ابن عباس‪ :‬كل تسبيح ف القرآن هو الصلة‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن بالغدوّ صلة‬
‫الغداة ويعن بالَصال صلة العصر وها أول ما افترض ال من الصلة فأحب أن يذكرها وأن يذكر بما‬
‫عباده‪ .‬وكذا قال السن والضحاك {ي سبح له في ها بالغدو والَصال} يعن الصلة‪ ,‬ومن قرأ من القراء‬
‫{يسبح له فيها بالغدو والَصال} بفتح الباء من {يسبح} على أنه مبن لا ل يسم فاعله وقف على قوله‬
‫{والَصال} وقفا تاما وابتدأ بقوله {رجال ل تلهيهم تارة ول بيع عن ذكر ال} وكأنه مفسر للفاعل‬
‫الحذوف كمططططططططططططططططا قال الشاعططططططططططططططططر‪:‬‬
‫ليبططططك يزيططططد ضارع لصططططومة ومتبططططط ماطططط تطيططططح الطوائح‬
‫كأنه قال‪ :‬من يبكيه ؟ قال هذا يبكيه‪ ,‬وكأنه قيل من يسبح له فيها ؟ قال رجال‪ .‬وأما على قراءة من‬
‫قرأ {يسبح} بكسر الباء فجعله فعلً وفاعله {رجال} فل يسن الوقف إل على الفاعل لنه تام الكلم‬
‫فقوله تعال‪{ :‬رجال} فيطه إشعار بممهطم السطامية ونياتمط وعزائمهطم العاليطة التط باط صطاروا عمارا‬
‫للمساجد الت هي بيوت ال ف أرضه ومواطن عبادته وشكره وتوحيده وتنيهه ك ما قال تعال‪{ :‬من‬
‫الؤمني رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه} الَية‪ ,‬وأما النساء فصلتن ف بيوتن أفضل لن لا رواه أبو‬
‫داود عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال « صلة الرأة ف بيت ها‬
‫أفضطل مطن صطلتا فط حجرتاط‪ ,‬وصطلتا فط مدعهطا أفضطل مطن صطلتا فط بيتهطا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن غيلن‪ ,‬حدثنا رشدين‪ ,‬حدثن عمرو عن أب السمح عن السائب‬
‫مول أم سلمة عن أم سلمة ر ضي ال عن ها عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬خ ي م ساجد‬
‫النساء قعر بيوتن» وقال أحد أيضا‪ :‬حدثنا هارون‪ ,‬أخبن عبد ال بن وهب‪ ,‬حدثنا داود بن قيس عن‬
‫عبد ال بن سويد النصاري عن عمته أم حيد امرأة أب حيد الساعدي أنا جاءت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقالت يا رسول ال إن أحب الصلة معك‪ .‬قال «قد علمت أنك تبي الصلة معي‪ ,‬وصلتك‬
‫ف بيتك خي من صلتك ف حجرتك‪ ,‬وصلتك ف حجرتك خي من صلتك ف دارك‪ ,‬وصلتك ف‬
‫‪249‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دارك خي من صلتك ف مسجد قومك‪ ,‬وصلتك ف مسجد قومك خي من صلتك ف مسجدي»‬
‫قال‪ :‬فأمرت فب ن ل ا م سجد ف أق صى ب يت من بيوت ا وأظل مه فكا نت وال ت صلي ف يه ح ت لق يت ال‬
‫تعال‪ ,‬ل يرجوه‪ .‬هذا ويوز لا شهود جاعة الرجال بشرط أن ل تؤذي أحدا من الرجال بظهور زينة‬
‫ول ريح طيب‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح عن عبد ال بن عمر أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«ل تنعوا إماء ال م ساجد ال» رواه البخاري وم سلم‪ ,‬ولحد وأ ب داود «وبيوت ن خي ل ن»‪ .‬و ف‬
‫رواية «وليخرجن وهن تفلت» أي ل ريح لن‪ .‬وقد ثبت ف صحيح مسلم عن زينب امرأة عبد ال بن‬
‫م سعود قالت‪ :‬قال ل نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا شهدت إحدا كن ال سجد فل ت س طيبا»‪.‬‬
‫وف الصحيحي عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬كان نساء الؤمني يشهدن الفجر مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث يرجعن متلفعات بروطهن ما يعرفن من الغلس‪ ,‬وف الصحيحي عنها أيضا أنا‬
‫قالت‪ :‬لو أدرك رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أحدث النساء لنعهن من الساجد كما منعت نساء‬
‫بيططططططططططططططططططط إسطططططططططططططططططططرائيل‪.‬‬
‫ط الذيطن آمنوا ل‬
‫ط أيه ا‬
‫وقوله تعال‪{ :‬رجال ل تلهي هم تارة ول ب يع عن ذ كر ال} كقوله تعال‪{ :‬ي ا‬
‫تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر ال} الَية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة‬
‫من يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال وذروا البيع} الَية‪ ,‬يقول تعال ل تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها‬
‫وملذ بيعها وربها عن ذكر ربم الذي هو خالقهم ورازقهم‪ ,‬والذين يعلمون أن الذي عنده هو خي‬
‫لم وأنفع ما بأيديهم‪ ,‬لن ما عندهم ينفد وما عند ال باق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ل تلهيهم تارة ول بيع‬
‫عن ذ كر ال وإقام ال صلة وإيتاء الزكاة} أي يقدمون طاع ته ومراده ومب ته على مراد هم ومبت هم‪ ,‬قال‬
‫هش يم عن شيبان قال‪ :‬حد ثت عن ا بن م سعود أ نه رأى قوما من أ هل ال سوق ح يث نودي لل صلة‬
‫الكتوبة تركوا بياعاتم ونضوا إل الصلة‪ ,‬فقال عبد ال بن مسعود‪ :‬هؤلء من الذين ذكر ال ف كتابه‬
‫{رجال ل تلهيهم تارة ول بيع عن ذكر ال} الَية‪ ,‬وهكذا روى عمرو بن دينار القهرمان عن سال‬
‫عن ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما أ نه كان ف ال سوق فأقي مت ال صلة‪ ,‬فأغلقوا حوانيت هم ودخلوا‬
‫السجد فقال ابن عمر‪ :‬في هم نزلت {رجال ل تلهيهم تارة ول بيع عن ذكر ال} رواه ابن أب حات‬
‫وابطططططططططططططططططططن جريطططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال بن بكي الصنعان‪ ,‬حدثنا أبو سعيد مول بن‬
‫هاشم‪ ,‬حدثنا عبد ال بن بي‪ ,‬حدثنا أبو عبد ربّه قال‪ :‬قال أبو الدرداء رضي ال عنه‪ :‬إن قمت على‬
‫هذا الدرج أبايع عليه‪ ,‬أربح كل يوم ثلثمائة دينار‪ ,‬أشهد الصلة ف كل يوم ف السجد‪ ,‬أما إن ل أقول‬
‫‪250‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إن ذلك ليس بلل‪ ,‬ولكن أحب أن أكون من الذين قال ال فيهم {رجال ل تلهيهم تارة ول بيع عن‬
‫ذكر ال} وقال عمرو بن دينار العور‪ :‬كنت مع سال بن عبد ال ونن نريد ال سجد فمررنا بسوق‬
‫الدينة وقد قاموا إل الصلة وخروا متاعهم‪ ,‬فنظر سال إل أمتعتهم ليس معها أحد‪ ,‬فتل سال هذه الَية‬
‫{رجال ل تلهي هم تارة ول بيع عن ذ كر ال} ث قال‪ ,‬هم هؤلء‪ ,‬وكذا قال سعيد بن أ ب ال سن‬
‫والضحاك‪ :‬ل تلهيهطم التجارة والبيطع أن يأتوا الصطلة فط وقتهطا‪ .‬وقال مططر الورّاق‪ :‬كانوا يطبيعون‬
‫ويشترون‪ ,‬ولكطن كان أحدهطم إذا سطع النداء وميزانطه فط يده خفضطه وأقبطل إل الصطلة‪.‬‬
‫وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {ل تلهي هم تارة ول ب يع عن ذ كر ال} يقول عن ال صلة‬
‫الكتوبة‪ ,‬وكذا قال مقاتل بن حيان والربيع بن أنس‪ .‬وقال السدي‪ :‬عن الصلة ف جاعة‪ .‬وقال مقاتل‬
‫بن حيان‪ :‬ل يلهي هم ذلك عن حضور ال صلة وأن يقيمو ها ك ما أمر هم ال‪ ,‬وأن يافظوا على مواقيت ها‬
‫وما استحفظهم ال فيها‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يافون يوما تتقلب فيه القلوب والبصار} أي يوم القيامة الذي‬
‫تتقلب فيه القلوب والبصار‪ ,‬أي من شدّة الفزع وعظمة الهوال‪ ,‬كقوله {وأنذرهم يوم الَزفة} الَية‪.‬‬
‫وقوله {إن ا يؤخر هم ليوم تش خص ف يه الب صار} وقال تعال‪{ :‬ويطعمون الطعام على ح به م سكينا‬
‫ويتيما وأسيا * إنا نطعمكم لوجه ال ل نريد منكم جزاءا ول شكورا * إنا ناف من ربنا يوما عبوسا‬
‫قمطريرا * فوقاهم ال شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم با صبوا جنة وحريرا}‪ .‬وقوله‬
‫تعال ههنا‪{ :‬ليجزيهم ال أحسن ما عملوا} أي هؤلء من الذين يتقبل حسناتم ويتجاوز عن سيئاتم‪.‬‬
‫وقوله {ويزيد هم من فضله} أي يتق بل من هم ال سن ويضاع فه ل م‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن ال ل يظلم‬
‫مثقال ذرة} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬من جاء بالسنة فله عشر أمثالا} الَية‪ ,‬وقال {من ذا الذي يقرض ال‬
‫قرضا حسنا} الَية‪ ,‬وقال {وال يضاعف لن يشاء} وقال ههنا {وال يرزق من يشاء بغي حساب}‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود أنه جيء بلب فعرضه على جلسائه واحدا واحدا‪ ,‬فكلهم ل يشربه لنه كان صائما‪,‬‬
‫فتناوله ا بن م سعود فشر به ل نه كان مفطرا‪ ,‬ث تل قوله {يافون يوما تتقلب ف يه القلوب والب صار}‬
‫رواه النسطائي وابطن أبط حاتط مطن حديطث العمطش عطن إبراهيطم عطن علقمطة عنطه‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ,‬حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحن بن إسحاق‪ ,‬عن‬
‫شهر بن حوشب عن أساء بنت يزيد بن السكن قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا جع‬
‫ال الوّل ي والَخر ين يوم القيا مة جاء مناد فنادى ب صوت ي سمع اللئق‪ :‬سيعلم أ هل ال مع من أول‬
‫بالكرم‪ ,‬ليقم الذين ل تلهيهم تارة ول بيع عن ذكر ال‪ ,‬فيقومون وهم قليل‪ ,‬ث ياسب سائر اللئق»‬
‫وروى الطبان من حديث بقية عن إساعيل بن عبد ال الكندي عن العمش عن أب وائل‪ ,‬عن ابن‬
‫‪251‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله {ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله} قال‪ :‬أجورهم‬
‫يدخل هم ال نة ويزيد هم من فضله الشفا عة ل ن وج بت له الشفا عة ل ن صنع ل م العروف ف الدن يا‪.‬‬

‫جدْ ُه َشيْئا َووَجَدَ اللّ َه‬ ‫سبُهُ الظّمْآ نُ مَآءً َحتّىَ إِذَا جَآءَ هُ َل ْم يَ ِ‬‫ب ِبقِي َع ٍة يَحْ َ‬
‫** وَالّذِي نَ َك َف ُروَاْ َأعْمَاُلهُ مْ كَ سَرَا ٍ‬
‫ج مّن‬ ‫ج مّن َفوْقِ ِه َموْ ٌ‬ ‫عِندَ هُ َفوَفّا هُ حِ سَابَ ُه وَاللّ هُ سَرِي ُع الْحِ سَابِ * َأوْ كَ ُظلُمَا تٍ فِي بَحْرٍ لّجّ ّي َيغْشَا ُه َموْ ٌ‬
‫جعَلِ اللّ هُ لَ ُه نُورا َفمَا لَ هُ‬
‫ج يَدَ هُ َل ْم َيكَدْ َيرَاهَا َومَن لّ ْم يَ ْ‬
‫ضهَا َفوْ قَ َبعْ ضٍ ِإذَآ أَخْ َر َ‬‫ت َب ْع ُ‬‫ب ظُلُمَا ٌ‬ ‫َفوْقِ هِ سَحَا ٌ‬
‫مِطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططن نُورٍ‬
‫هذان مثلن ضرب ما ال تعال لنو عي الكفار ك ما ضرب للمنافق ي ف أول البقرة مثل ي‪ :‬ناريا ومائيا‪,‬‬
‫وكما ضرب لا يقر ف القلوب من الدى والعلم ف سورة الرعد مثلي‪ :‬مائيا وناريا‪ ,‬وقد تكلمنا على‬
‫كل منهما ف موضعه با أغن عن إعادته‪ ,‬ول المد والنة‪ .‬فأما الول من هذين الثلي‪ ,‬فهو للكفار‬
‫الدعاة إل كفرهم الذين يسبون أنم على شيء من العمال والعتقادات‪ ,‬وليسوا ف نفس المر على‬
‫شيء‪ ,‬فمثلهم ف ذلك كالسراب الذي يرى ف القيعان من الرض من بعد كأنه بر طام‪ ,‬والقيعة‪ :‬جع‬
‫قاع كجار وجية‪ ,‬والقاع أيضا وا حد القيعان‪ ,‬ك ما يقال جار وجيان‪ ,‬و هي الرض ال ستوية الت سعة‬
‫النبسطة وفيه يكون السراب‪ ,‬وإنا يكون ذلك بعد نصف النهار‪ ,‬وأما الَل فإنا يكون أول النهار يرى‬
‫كأنه ماء بي السماء والرض‪ ,‬فإذا رأى السراب من هو متاج إل الاء يسبه ماء قصده ليشرب منه‪,‬‬
‫فلما انتهى إليه {ل يده شيئا} فكذلك الكافر يسب أنه قد عمل عملً وأنه قد حصل شيئا‪ ,‬فإذا واف‬
‫ال يوم القيامة وحاسبه عليها ونوقش على أفعاله‪ ,‬ل يد له شيئا بالكلية قد قبل إما لعدم الخلص أو‬
‫لعدم سلوك الشرع‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وقدم نا إل ما عملوا من ع مل فجعلناه هباء منثورا} وقال هه نا‬
‫{وو جد ال عنده فوفاه ح سابه‪ ,‬وال سريع ال ساب} وهكذا روي عن أ ب بن ك عب وا بن عباس‬
‫وماهطططططططططططد وقتادة وغيططططططططططط واحطططططططططططد‪.‬‬
‫و ف ال صحيحي أ نه يقال يوم القيا مة لليهود‪ :‬ما كن تم تعبدون ؟ فيقولون‪ :‬ك نا نع بد عز ير ا بن ال‪.‬‬
‫فيقال‪ :‬كذب تم ما ات ذ ال من ولد ماذا تبغون ؟ فيقولون‪ :‬يا رب عطش نا فا سقنا‪ ,‬فيقال‪ :‬أل ترون ؟‬
‫فتمثل لم النار كأنا سرابٌ يطم بعضها بعضا‪ ,‬فينطلقون فيتهافتون فيها‪ ,‬وهذا الثال مثال لذوي الهل‬
‫الركب‪ ,‬فأما أصحاب الهل البسيط وهم الطماطم الغشام القلدون لئمة الكفر الصم البكم الذين ل‬
‫يعقلون فمثلهم كما قال تعال‪{ :‬أو كظلمات ف بر لي} قال قتادة {لي} هو العميق {يغشاه موج‬

‫‪252‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده ل يكد يراها} أي ل يقارب‬
‫رؤيت ها من شدة الظلم‪ ,‬فهذا م ثل قلب الكا فر الا هل الب سيط‪ ,‬القلد الذي ل يعرف حال من يقوده‪,‬‬
‫ول يدري أين يذهب‪ ,‬بل كما يقال ف الثل للجاهل أين تذهب ؟ قال معهم‪ ,‬قيل‪ :‬فإل أين يذهبون ؟‬
‫قال ل أدري‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما {يغشاه موج} الَية‪ ,‬يعن بذلك الغشاوة الت على القلب‬
‫والسطمع والب صر‪ ,‬وهطي كقوله {خ تم ال على قلوبمط وعلى سعهم وعلى أبصطارهم} الَيطة‪ ,‬وكقوله‬
‫{أفرأيت من اتذ إله هواه وأضله ال على علم وختم على سعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} الَية‪,‬‬
‫وقال أبّ بن كعب ف قوله تعال‪{ :‬ظلمات بعضها فوق بعض} فهو يتقلب ف خسة من الظلم فكلمه‬
‫ظل مة‪ ,‬وعمله ظل مة‪ ,‬ومدخله ظل مة ومر جه ظل مة‪ ,‬وم صيه يوم القيا مة إل الظلمات إل النار‪ ,‬وقال‬
‫السدي والربيع بن أنس نو ذلك أيضا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومن ل يعل ال له نورا فما له من نور} أي من‬
‫ل يهده ال فهو هالك جاهل‪ ,‬حائل‪ ,‬بائر‪ ,‬كافر‪ ,‬كقوله {من يضلل ال فل هادي له} وهذا ف مقابلة‬
‫ما قال ف م ثل الؤمن ي {يهدي ال لنوره من يشاء} فن سأل ال العظ يم أن ي عل ف قلوب نا نورا‪ ,‬و عن‬
‫أياننا نورا‪ ,‬وعططططططن شائلنططططططا نورا‪ ,‬وأن يعظططططططم لنططططططا نورا‪.‬‬

‫سبِيحَ ُه وَاللّهُ‬
‫لتَ ُه َوتَ ْ‬
‫صَ‬‫ض وَالطّيْرُ صَآفّاتٍ كُلّ َق ْد عَلِمَ َ‬
‫ت وَالرْ ِ‬
‫سبّحُ لَ ُه مَن فِي السّمَاوَا ِ‬
‫** أَلَ ْم تَرَ أَنّ اللّ َه يُ َ‬
‫ط الْمَصططِيُ‬ ‫ط مُلْكططُ السططّمَاوَاتِ وَالرْضططِ َوإَِلىَ اللّهط ِ‬ ‫ط بِمَططا َي ْفعَلُونططَ * وَللّهط ِ‬ ‫عَلِيمط ٌ‬
‫ي ب تعال أ نه ي سبح له من ف ال سموات والرض أي من اللئ كة والنا سي والان واليوان ح ت‬
‫الماد‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ت سبح له ال سموات ال سبع والرض و من في هن} الَ ية‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬والط ي‬
‫صافات} أي ف حال طيانا تسبح ربا وتعبده بتسبيح ألمها وأرشدها إليه‪ ,‬وهو يعلم ما هي فاعلة‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬كل قد علم صلته وتسبيحه} أي كل قد أرشده إل طريقته ومسلكه ف عبادة ال‬
‫عز و جل‪ .‬ث أخب أنه عال بم يع ذلك ل يفى عليه من ذلك شيء‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وال عليم با‬
‫يفعلون} ث أخب تعال أن له ملك السموات والرض‪ ,‬فهو الاكم التصرف الله العبود الذي ل تنبغي‬
‫العبادة إل له ول معقب لكمه {وإل ال الصي} أي يوم القيامة‪ ,‬فيحكم فيه با يشاء {ليجزي الذين‬
‫أسطاءوا باط عملوا} الَيطة‪ ,‬فهطو الالق الالك‪ ,‬أل له الكطم فط الدنيطا والخرى‪ ,‬وله المطد فط الول‬
‫والخرة‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ج مِنْ ِخلَلِ ِه َوُينَزّ ُل مِ َن‬


‫جعَلُهُ رُكَاما َفتَرَى اْلوَدْقَ يَخْ ُر ُ‬
‫ف َبيْنَ ُه ثُ ّم يَ ْ‬
‫** أَلَ ْم َترَ أَنّ اللّ َه يُزْجِي سَحَابا ثُ ّم ُيؤَلّ ُ‬
‫السّمَآ ِء مِن ِجبَالٍ فِيهَا مِن بَ َردٍ َفيُصِيبُ بِ ِه مَن يَشَآ ُء َويَصْرِفُ ُه عَن مّن يَشَآءُ َيكَادُ َسنَا بَرْقِ ِه يَ ْذهَبُ بِالبْصَارِ‬
‫طي ذَلِكططَ َل ِعبْ َرةً ُلوْلِي البْصططَارِ‬ ‫* ُيقَلّبططُ اللّهططُ الّليْلَ وَالّنهَارَ إِنططّ فِط‬
‫يذكر تعال أنه يسوق السحاب بقدرته أول ما ينشئها وهي ضعيفة‪ ,‬وهو الزجاء {ث يؤلف بينه} أي‬
‫يمعطه بعطد تفرقطه {ثط يعله ركاما} أي متراكما‪ ,‬أي يركطب بعضطه بعضا {فترى الودق} أي الططر‬
‫{يرج من خلله} أي من خلله‪ ,‬وكذا قرأها ابن عباس والضحاك‪ .‬قال عبيد بن عمي الليثي‪ :‬يبعث ال‬
‫الثية فتقم الرض قما‪ ,‬ث يبعث ال الناشئة فتنشىء السحاب‪ ,‬ث يبعث ال الؤلفة فتؤلف بينه‪ ,‬ث يبعث‬
‫ال اللواقططح فتلقططح السططحاب‪ .‬روواه ابططن أبطط حاتطط وابططن جريططر رحهمططا ال‪.‬‬
‫وقوله {وينل مطن السطماء مطن جبال فيهطا مطن برد} قال بعطض النحاة {مطن} الول لبتداء الغايطة‪,‬‬
‫والثانية للتبعيض‪ ,‬والثالثة لبيان النس‪ ,‬وهذا إنا ييء على قول من ذهب من الفسرين إل أن قوله {من‬
‫جبال فيها من برد} معناه أن ف السماء جبال برد ينل ال منها البد‪ .‬وأما من جعل البال ههنا كناية‬
‫عن ال سحاب‪ ,‬فإن من الثان ية ع ند هذا لبتداء الغا ية أيضا‪ ,‬لكن ها بدل من الول‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬في صيب به من يشاء وي صرفه ع من يشاء} يت مل أن يكون الراد بقوله {في صيب به} أي ب ا‬
‫ينل من السماء من نوعي الطر والبد‪ ,‬فيكون قوله {فيصيب به من يشاء} رحة لم {ويصرفه عمن‬
‫يشاء} أي يؤ خر عن هم الغ يث‪ ,‬ويت مل أن يكون الراد بقوله {في صيب به} أي بالبد نق مة على من‬
‫يشاء لاط فيطه مطن نثطر ثارهطم وإتلف زروعهطم وأشجارهطم‪ ,‬ويصطرفه عمطن يشاء رحةط بمط‪.‬‬
‫وقوله {يكاد سنا بر قه يذ هب بالب صار} أي يكاد ضوء بر قه من شد ته ي طف الب صار إذا اتبع ته‬
‫وتراء ته‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يقلب ال الل يل والنهار} أي يت صرف فيه ما فيأ خذ من طول هذا ف ق صر هذا‬
‫حتط يعتدل‪ ,‬ثط يأخطذ مطن هذا فط هذا فيطول الذي كان قصطيا ويقصطر الذي كان طويلً‪ ,‬وال هطو‬
‫التصرف ف ذلك بأمره وقهره وعزته وعلمه {إن ف ذلك لعبة لول البصار} أي لدليلً على عظمته‬
‫تعال‪ ,‬كمطا قال تعال {إن فط خلق السطموات والرض واختلف الليطل والنهار لَيات لول اللباب}‬
‫ومططططططططططا بعدهططططططططططا مططططططططططن الَيات الكريات‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَاللّ هُ خََل قَ كُلّ دَآّبةٍ مّن مّآءٍ فَ ِمْنهُ ْم مّن يَمْشِي عََل َى بَ ْطنِ هِ َومِنهُ ْم مّن يَمْشِي عََلىَ رِ ْجَليْ ِن َو ِمْنهُ ْم مّن‬
‫ططا يَشَآءُ إِنطططّ اللّهطططَ عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ‬ ‫خلُقطططُ اللّهطططُ مَط‬ ‫ط يَ ْ‬‫ططي عََلىَ أَ ْربَعطط ٍ‬ ‫يَمْشِط‬
‫يذ كر تعال قدر ته التا مة و سلطانه العظ يم ف خل قه أنواع الخلوقات على اختلف أشكال ا وألوان ا‬
‫وحركات ا و سكناتا من ماء وا حد‪{ ,‬فمن هم من ي شي على بطنه} كال ية وما شاكلها‪{ ,‬ومن هم من‬
‫يشي على رجلي} كالنسان والطي {ومنهم من يشي على أربع} كالنعام وسائر اليوانات‪ ,‬ولذا‬
‫قال {يلق ال ما يشاء} أي بقدرته لنه ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن‪ ,‬ولذا قال {إن ال على كل‬
‫شيطططططططططططططططططططء قديطططططططططططططططططططر}‪.‬‬

‫طتَقِيمٍ‬
‫ط مّسطْ‬
‫ط َيهْدِي مَطن يَشَآءُ إَِلىَ صططِرَا ٍ‬
‫ط وَاللّهطُ‬
‫ط ّمبَّينَاتطٍ‬
‫** ّلقَدْ أَنزَلْنَطآ آيَاتطٍ‬
‫لكَم والمثال البينة الحكمة كثيا جدا‪ ,‬وأنه يرشد‬ ‫لكْم وا ِ‬ ‫يقرر تعال أنه أنزل ف هذا القرآن من ا ُ‬
‫إل تفهمهطا وتعقلهطا أول اللباب والبصطائر والنهطى‪ ,‬ولذا قال {وال يهدي مطن يشاء إل صطراط‬
‫مسطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططتقيم}‪.‬‬

‫ك َومَآ ُأوْلَـئِكَ بِالْ ُم ْؤ ِمنِيَ *‬ ‫** َوِيقُولُو نَ آ َمنّا بِاللّ ِه َوبِالرّ سُو ِل َوَأ َطعْنَا ثُ ّم َيَتوَلّىَ فَرِي ٌق ّمْنهُ ْم مّن َبعْدِ ذَلِ َ‬
‫حكُ َم بَْيَنهُ مْ ِإذَا َفرِي ٌق ّمْنهُ مْ ّمعْ ِرضُو نَ * َوإِن َيكُ نْ ّلهُ ُم الْحَ ّق يَ ْأُتوَاْ إَِليْ هِ‬ ‫َوإِذَا ُد ُعوَاْ إِلَى اللّ ِه وَرَ سُولِهِ ِليَ ْ‬
‫ك هُ مُ‬ ‫مُ ْذ ِعنِيَ * أَفِي ُقلُوِبهِ ْم مّرَ ضٌ أَ مِ ا ْرتَاُب َواْ أَ مْ يَخَافُو نَ أَن يَحِي فَ اللّ ُه عََلْيهِ مْ وَرَ سُولُ ُه بَلْ ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫حكُ َم َبيَْنهُ مْ أَن َيقُولُواْ سَ ِم ْعنَا َوأَ َطعْنَا‬
‫الظّالِمُو نَ * ِإنّمَا كَا نَ َقوْ َل الْ ُم ْؤمِنِيَ إِذَا ُد ُع َواْ إِلَى اللّ ِه وَرَ سُولِهِ ِليَ ْ‬
‫ُمط اْلفَآئِزُون‬ ‫طكَ ه ُ‬ ‫ْهط َفُأوْلَـ ئِ‬
‫ّهط َوَيّتق ِ‬
‫ْشط الل َ‬
‫ّهط وَرَسطُولَهُ َويَخ َ‬ ‫ِعط الل َ‬ ‫ُونط * وَمَن يُط ِ‬ ‫ُمط الْ ُمفْلِح َ‬
‫كه ُ‬ ‫ط َ‬ ‫َوُأوْلَـ ئِ‬
‫ي ب تعال عن صفات النافق ي الذ ين يظهرون خلف ما يبطنون‪ ,‬يقولون قولً بأل سنتهم {آم نا بال‬
‫وبالرسول وأطعنا ث يتول فريق منهم من بعد ذلك} أي يالفون أقوالم بأعمالم فيقولون ما ل يفعلون‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬وما أولئك بالؤمني}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم} الَية‪,‬‬
‫ى في ما أنزل ال على ر سوله أعرضوا ع نه وا ستكبوا ف أنف سهم عن اتبا عه‪,‬‬ ‫أي إذا طلبوا إل اتباع الد َ‬
‫وهذه كقوله تعال‪{ :‬أل تر إل الذين يزعمون أنم آمنوا با أنزل إليك وما أنزل من قبلك ط إل قوله‬
‫ط رأيت النافقي يصدون عنك صدودا}‪ .‬وف الطبان من حديث روح بن عطاء عن أب ميمونة عن‬
‫أبيطه عطن السطن عطن سطرة مرفوعا «مطن دعطي إل سطلطان فلم يبط‪ ,‬فهطو ظال ل حطق له»‪.‬‬
‫‪255‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن ي كن ل م ال ق يأتوا إل يه مذعن ي} أي وإذا كا نت الكو مة ل م ل علي هم جاؤوا‬
‫سامعي مطيع ي‪ ,‬و هو مع ن قوله {مذعن ي} وإذا كا نت الكو مة عل يه أعرض ود عا إل غ ي ال ق‪,‬‬
‫وأحب أن يتحاكم إل غي النب صلى ال عليه وسلم ليوج باطله ث فإذعانه أولً ل يكن عن اعتقاد منه‬
‫أن ذلك هو الق‪ ,‬بل لنه موافق لواه‪ ,‬ولذا لا خالف الق قصده عدل عنه إل غيه‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{أف قلوبم مرض} الَية‪ ,‬يعن ل يرج أمرهم عن أن يكون ف القلوب مرض لزم لا أو قد عرض لا‬
‫شك ف الدين‪ ,‬أو يافون أن يور ال ورسوله عليهم ف الكم‪ ,‬وأيا ما كان فهو كفر مض‪ ,‬وال عليم‬
‫بكطططل منهطططم ومطططا هطططو منططططو عليطططه مطططن هذه الصطططفات‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬بل أولئك هم الظالون} أي بل هم الظالون الفاجرون‪ ,‬وال ورسوله مبآن ما يظنون‬
‫ويتوهون من اليف والور تعال ال ورسوله عن ذلك‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا موسى بن‬
‫إساعيل‪ ,‬حدثنا مبارك‪ ,‬حدثنا السن قال‪ :‬كان الرجل إذا كان بينه وبي الرجل منازعة فدعي إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو مق‪ ,‬أذعن وعلم أن النب صلى ال عليه وسلم سيقضي له بالق‪ ,‬وإذا أراد أن‬
‫يظلم فدعي إل النب صلى ال عليه وسلم أعرض وقال‪ :‬انطلق إل فلن‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم «من كان بينه وبي أخيه شيء فدعي إل حكم من أحكام السلمي فأب أن ييب‪,‬‬
‫فهططططو ظال ل حططططق له» وهذا حديططططث غريططططب‪ ,‬وهططططو مرسططططل‪.‬‬
‫ث أ خب تعال عن صفة الؤمن ي ال ستجيبي ل ولر سوله الذ ين ل يبغون دينا سوى كتاب ال و سنة‬
‫رسوله‪ ,‬فقال {إنا كان قول الؤمني إذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا وأطعنا} أي‬
‫سطعا وطاعطة‪.‬ولذا وصطفهم تعال بالفلح‪ ,‬وهطو نيطل الطلوب والسطلمة مطن الرهوب‪ ,‬فقال تعال‪:‬‬
‫{وأولئك هم الفلحون} وقال قتادة ف هذه الَ ية {أن يقولوا سعنا وأطع نا} ذ كر ل نا أن عبادة بن‬
‫الصامت‪ ,‬وكان عقبيا بدريا أحد نقباء النصار‪ ,‬أنه لا حضره الوت قال لبن أخيه جنادة بن أب أمية‪:‬‬
‫أل أنبئك باذا عليطك وماذا لك ؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإن عليطك السطمع والطاعطة فط عسطرك ويسطرك‬
‫ومنشططك ومكرهطك وأثرة عليطك‪ ,‬وعليطك أن تقيطم لسطانك بالعدل‪ ,‬وأن ل تنازع المطر أهله إل أن‬
‫يأمروك بعصططية ال بواحا‪ ,‬فمططا أمرت بططه مططن شيططء يالف كتاب ال‪ ,‬فاتبططع كتاب ال‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬ذكر لنا أن أبا الدرداء قال‪ :‬ل إسلم إل بطاعة ال‪ ,‬ول خي إل ف جاعة‪ ,‬والنصيحة ل‬
‫ولرسوله وللخليفة وللمؤمني عامة‪ ,‬قال‪ :‬وقد ذكر لنا أن عمر بن الطاب رضي ال عنه كان يقول‪:‬‬
‫عروة السلم شهادة أن ل إله إل ال‪ ,‬وإقام الصلة‪ ,‬وإيتاء الزكاة‪ ,‬والطاعة لن وله ال أمر السلمي‪,‬‬

‫‪256‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬والحاد يث والَثار ف وجوب الطا عة لكتاب ال و سنة ر سوله وللخلفاء الراشد ين‬
‫والئمططة إذا أمروا بطاعططة ال كثيطط جدا أكثططر مططن أن تصططر فطط هذا الكان‪.‬‬
‫وقوله {ومن يطع ال ورسوله} أي فيما أمراه به‪ ,‬وترك ما نياه عنه‪ ,‬وي شَ ال فيما مضى من ذنوبه‬
‫ويت قه في ما ي ستقبل‪ .‬وقوله {فأولئك هم الفائزون} يع ن الذ ين فازوا ب كل خ ي وأمنوا من كل شر ف‬
‫الدنيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططا والَخرة‪.‬‬

‫** َوأَقْ سَمُواْ بِاللّ هِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِ مْ َلئِ نْ َأمَ ْرَتهُ مْ َليَخْرُ ُج نّ قُل ّل ُتقْ سِمُوْا طَا َع ٌة ّمعْرُوَفةٌ إِ نّ اللّ هَ َخبِ ٌي بِمَا‬
‫َتعْمَلُو نَ * قُلْ َأطِيعُواْ اللّ َه َوَأطِيعُواْ الرّ سُولَ فَإِن َتوَّلوْاْ فَِإنّمَا عََليْ ِه مَا حُ ّم َل َوعََليْكُ ْم مّا ُحمّ ْلتُ ْم َوإِن تُطِيعُو هُ‬
‫طططططط‬ ‫ططططططا عَلَى الرّسطططططططُولِ إِ ّل الَْبلَغطططططططُ الْ ُمبِيُط‬ ‫َتهْتَدُوْا وَمَط‬
‫يقول تعال مبطا عطن أهطل النفاق الذيطن كانوا يلفون للرسطول صطلى ال عليطه وسطلم‪ :‬لئن أمرتمط‬
‫بالروج ف الغزو ليخرجن‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬قل ل تقسموا} أي ل تلفوا‪ .‬وقوله {طاعة معروفة} قيل‬
‫معناه طاعتكم طاعة معروفة‪ ,‬أي قد علم طاعتكم إنا هي قول ل فعل معه‪ ,‬وكلما حلفتم كذبتم‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬يلفون لكطم لترضوا عنهطم} الَيطة‪ .‬وقال تعال‪{ :‬اتذوا أيانمط جنطة} الَيطة‪ ,‬فهطم مطن‬
‫سجيتهم الكذب ح ت في ما يتارو نه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أل تر إل الذ ين نافقوا يقولون لخوان م الذ ين‬
‫كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ول نطيع فيكم أحدا أبدا‪ ,‬وإن قوتلتم لننصرنكم‬
‫وال يشهطد إنمط لكاذبون * لئن أخرجوا ل يرجون معهطم‪ ,‬ولئن قوتلوا ل ينصطرونم‪ ,‬ولئن نصطروهم‬
‫ليولن الدبار ثطططططططططططططططط ل ينصططططططططططططططططرون}‪.‬‬
‫وقيل العن ف قوله {طاعة معروفة} أي ليكن أمركم طاعة معروفة‪ ,‬أي بالعروف من غي حلف ول‬
‫أقسام‪ ,‬كما يطيع ال ورسوله الؤمنون بغي حلف‪ ,‬فكونوا أنتم مثلهم {إن ال خبي با تعملون} أي هو‬
‫خبي بكم وبن يطيع من يعصي‪ ,‬فاللف وإظهار الطاعة والباطن بلفه وإن راج على الخلوق‪ ,‬فالالق‬
‫تعال يعلم السطر وأخفطى‪ ,‬ل يروج عليطه شطي مطن التدليطس‪ ,‬بطل هطو خطبي بضمائر عباده وإن أظهروا‬
‫خلفهطا‪ .‬ثط قال تعال‪{ :‬قطل أطيعوا ال وأطيعوا الرسطول} أي اتبعوا كتاب ال وسطنة رسطوله‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فإن تولوا} أي تتولوا عنه وتتركوا ما جاءكم به {فإنا عليه ما حل} أي إبلغ الرسالة‬
‫وأداء المانة {وعليكم ما حلتم} أي بقبول ذلك وتعظيمه والقيام بقتضاه {وإن تطيعوه تتدوا} وذلك‬
‫لنه يدعو إل صراط مستقيم {صراط ال الذي له ما ف السموات وما ف الرض} الَية‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬

‫‪257‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{وما على الرسول إل البلغ} كقوله تعال‪{ :‬فإنا عليك البلغ وعلينا الساب}‪ .‬وقوله {فذكر إنا‬
‫أنت مذكر‪ .‬لست عليهم بصيطر}‪ .‬قال وهب بن منبه‪ :‬أوحى ال إل نب من أنبياء بن إسرائيل يقال له‬
‫شعياء أن قم ف بن إسرائيل‪ ,‬فإن سأطلق لسانك بوحي‪ ,‬فقام فقال‪ :‬يا ساء اسعي ويا أرض أنصت‪,‬‬
‫فإن ال يريطد أن يقضطي شأنا ويدبر أمرا هطو منفذه‪ ,‬إنطه يريطد أن يول الريطف إل الفلة‪ ,‬والَجام فط‬
‫الغيطان‪ ,‬والنار ف الصحارى‪ ,‬والنعمة ف الفقراء‪ ,‬واللك ف الرعاة‪ ,‬ويريد أن يبعث أميا من الميي‬
‫ليس بفظ ول غليظ ول صخاب ف السواق‪ ,‬لو ير على السراج ل يطفئه من سكينته‪ ,‬ولو يشي على‬
‫القصب اليابس ل يسمع من تت قدميه‪ ,‬أبعثه بشيا ونذيرا‪ ,‬ل يقول الن‪ ,‬أفتح به أعينا عميا وآذانا‬
‫صما وقلوبا غلفا‪ ,‬وأ سدده ل كل أ مر ج يل‪ ,‬وأ هب له كل خلق كر ي‪ ,‬وأج عل ال سكينة لبا سه‪ ,‬والب‬
‫شعاره‪ ,‬والتقوى ضميه‪ ,‬والكمطة منطقطه‪ ,‬والصطدق والوفاء ططبيعته‪ ,‬والعفطو والعروف خلقطه‪ ,‬والقط‬
‫شريعته‪ ,‬والعدل سيته‪ ,‬والدى إمامه‪ ,‬والسلم ملته‪ ,‬وأحد اسه‪ ,‬أهدي به بعد الضللة‪ ,‬وأعلم به من‬
‫الهالة‪ ,‬وأرفع به بعد المالة‪ ,‬وأعرف به بعد النكرة‪ ,‬وأكثر به القلة‪ ,‬وأغن به بعد العيلة‪ ,‬وأجع به بعد‬
‫الفرقة‪ ,‬وأؤلف به بي أمم متفرقة‪ ,‬وقلوب متلفة‪ ,‬وأهواء مشتتة‪ ,‬وأستنقذ به فئاما من الناس عظيما من‬
‫الل كة‪ ,‬وأج عل أم ته خي أ مة أخر جت للناس‪ ,‬يأمرون بالعروف‪ ,‬وينهون عن الن كر‪ ,‬موحدين مؤمني‬
‫ملصطططي مصطططدقي باططط جاءت بطططه رسطططلي‪ ,‬رواه ابطططن أبططط حاتططط‪.‬‬

‫ف الّذِي َن مِن‬
‫خِل َفّنهُمْ فِي الرْ ضِ كَمَا ا ْستَخْلَ َ‬ ‫** َوعَدَ اللّ ُه الّذِي نَ آ َمنُوْا ِمنْكُ ْم َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َليَ سْتَ ْ‬
‫ضىَ َل ُه ْم وََليُبَدَّلّنهُ ْم مّن َبعْدِ َخوِْفهِ مْ َأمْنا َي ْعبُدُوَننِي َل يُشْرِكُو َن بِي‬
‫َقبِْلهِ ْم وََليُ َم ّكنَ نّ َلهُ مْ دِيَنهُ ُم الّذِي ا ْرتَ َ‬
‫ك هُمطططططُ الْفَاسطططططِقُونَ‬ ‫ططططن َكفَ َر َبعْدَ ذَلِكطططططَ َفُأوْلَـطططططئِ َ‬ ‫َشيْئا وَمَط‬
‫هذا و عد من ال تعال لر سوله صلوات ال و سلمه عل يه بأ نه سيجعل أم ته خلفاء الرض‪ ,‬أي أئ مة‬
‫الناس والولة علي هم‪ ,‬وب م ت صلح البلد‪ ,‬وت ضع ل م العباد‪ .‬وليبدلن هم من ب عد خوف هم من الناس أمنا‬
‫وحكما فيهم‪ ,‬وقد فعله تبارك وتعال‪ ,‬وله المد والنة‪ ,‬فإنه صلى ال عليه وسلم ل يت حت فتح ال‬
‫عليه مكة وخيب والبحرين وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالا‪ ,‬وأخذ الزية من موس هجر ومن‬
‫بعض أطراف الشام‪ ,‬وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب مصر وإسكندرية وهو القوقس‪ ,‬وملوك عمان‬
‫والنجاشطططي ملك البشطططة الذي تلك بعطططد أصطططحمة رحهططط ال وأكرمطططه‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث لا مات رسول ال صلى ال عليه وسلم واختار ال له ما عنده من الكرامة‪ ,‬قام بالمر بعده خليفته‬
‫أ بو ب كر ال صديق‪ ,‬فل ّم ش عث ما و هى ب عد مو ته صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وَأطّدَ جزيرة العرب ومهد ها‪,‬‬
‫وبعث اليوش السلمية إل بلد فارس صحبة خالد بن الوليد رضي ال عنه‪ ,‬ففتحوا طرفا منها‪ ,‬وقتلوا‬
‫خلقا من أهل ها‪ .‬وجيشا آ خر صحبة أ ب عبيدة ر ضي ال ع نه و من اتب عه من المراء إل أرض الشام‪,‬‬
‫وثالثا صحبة عمرو بن العاص رضي ال ع نه إل بلد مصر‪ ,‬فف تح ال للجيش الشامي ف أيامه ب صرى‬
‫ودم شق وماليفه ما من بلد حوران و ما وال ها وتوفاه ال عز و جل واختار له ما عنده من الكرا مة‪.‬‬
‫وم ّن على أ هل ال سلم بأن أل م ال صديق أن ي ستخلف ع مر الفاروق‪ ,‬فقام بال مر بعده قياما تاما‪ ,‬ل‬
‫يدر الفلك ب عد ال نبياء على مثله ف قوة سيته وكمال عدله‪ .‬وتّ ف أيا مه ف تح البلد الشام ية بكمال ا‬
‫وديار مصر إل آخرها وأكثر إقليم فارس‪ .‬وكسر كسرى وأهانه غاية الوان وتقهقر إل أقصى ملكته‪,‬‬
‫وق صر قي صر‪ ,‬وانتزع يده عن بلد الشام‪ ,‬واندر إل الق سطنطينية‪ ,‬وأن فق أموال ما ف سبيل ال‪ ,‬ك ما‬
‫أخططب بذلك ووعططد بططه رسططول ال‪ ,‬عليططه مططن ربططه أتطط سططلم وأزكططى صططلة‪.‬‬
‫ث ل ا كا نت الدولة العثمان ية امتدت المالك ال سلمية إل أق صى مشارق الرض ومغارب ا‪ ,‬ففت حت‬
‫بلد الغرب إل أق صى ما هنالك الندلس و قبص‪ ,‬وبلد القيوان‪ ,‬وبلد سبتة م ا يلي الب حر الح يط‪,‬‬
‫و من ناح ية الشرق إل أق صى بلد ال صي‪ ,‬وق تل ك سرى وباد مل كه بالكل ية‪ ,‬وفت حت مدائن العراق‬
‫وخرا سان والهواز‪ ,‬وق تل ال سلمون من الترك مقتلة عظي مة جدا‪ ,‬وخذل ال ملك هم الع ظم خاقان‪,‬‬
‫وجب الراج من الشارق والغارب إل حضرة أمي الؤمني عثمان بن عفان رضي ال عنه‪ ,‬وذلك ببكة‬
‫تلو ته ودرا سته وج عه ال مة على ح فظ القرآن‪ ,‬ولذا ث بت ف ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم قال «إن ال زوى ل الرض فرأ يت مشارق ها ومغارب ا‪ ,‬ويبلغ ملك أم ت ما زوى ل من ها» ف ها‬
‫نن نتقلب فيما وعدنا ال ورسوله‪ ,‬وصدق ال ورسوله فنسأل ال اليان به وبرسوله‪ ,‬والقيام بشكره‬
‫على الوجطططططططططططه الذي يرضيطططططططططططه عنطططططططططططا‪.‬‬
‫قال المام مسلم بن الجاج ف صحيحه‪ :‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد اللك بن عمي‬
‫عن جابر بن سرة قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «ل يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم‬
‫اثنا عشر رجلً» ث تكلم النب صلى ال عليه وسلم بكلمة خفيت عن‪ ,‬فسألت أب‪ :‬ماذا قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬قال «كلهم من قريش»‪ .‬ورواه البخاري من حديث شعبة عن عبد اللك بن‬
‫عمي به‪ ,‬وف رواية لسلم أنه قال ذلك عشية رجم ماعز بن مالك‪ ,‬وذكر معه أحاديث أخر‪ ,‬وف هذا‬
‫الديث دللة على أنه لبد من وجود اثن عشر خليفة عادلً وليسوا هم بأئمة الشيعة الثن عشر‪ ,‬فإن‬
‫‪259‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كثيا من أولئك ل يكن إليهم من المر شيء‪ ,‬فأما هؤلء فإنم يكونون من قريش يلون فيعدلون‪ ,‬وقد‬
‫وق عت البشارة ب م ف الكتب التقدمة‪ ,‬ث ل يشترط أن يكونوا متتابع ي‪ ,‬بل يكون وجود هم ف ال مة‬
‫متتابعا ومتفرقا‪ ,‬وقد وجد منهم أربعة على الولء وهم أبو بكر‪ ,‬ث عمر‪ ,‬ث عثمان‪ ,‬ث علي رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬ث كانت بعدهم فترة‪ ,‬ث وجد منهم من شاء ال‪ ,‬ث قد يوجد منهم من بقي ف الوقت الذي يعلمه‬
‫ال تعال‪ .‬ومن هم الهدي الذي ا سه يطا بق ا سم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وكني ته كني ته‪ ,‬يل‬
‫الرض عدلً وقسطططططططططططططا كمططططططططططططا ملئت جورا وظلما‪.‬‬
‫و قد روى المام أح د وأ بو داود والترمذي والن سائي من حد يث سعيد بن جهمان عن سفينة مول‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «اللفة بعدي ثلثون سنة‪ ,‬ث‬
‫تكون ملكا عضوضا» وقال الربيع بن أنس عن أب العالية ف قوله {وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا‬
‫الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم‬
‫وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} الَية‪ ,‬قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه بكة نوا من عشر‬
‫سني يدعون إل ال وحده وإل عباد ته وحده ل شر يك له سرا‪ ,‬و هم خائفون ل يؤمرون بالقتال ح ت‬
‫أمروا بعطد بالجرة إل الدينطة‪ ,‬فقدموهطا فأمرهطم ال بالقتال‪ ,‬فكانوا باط خائفيط يسطون فط السطلح‬
‫ويصبحون ف السلح‪ ,‬فغبوا بذلك ما شاء ال‪ ,‬ث إن رجلً من الصحابة قال‪ :‬يا رسول ال أبد الدهر‬
‫نن خائفون هكذا ؟ أما يأت علينا يوم نأمن فيه ونضع عنا السلح ؟ فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «لن تصبوا إل يسيا حت يلس الرجل منكم ف الل العظيم متبيا ليست فيه حديدة» وأنزل ال‬
‫هذه الَية‪ ,‬فأظهر ال نبيه على جزيرة العرب‪ ,‬فأمنوا ووضعوا السلح‪ .‬ث إن ال تعال قبض نبيه صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬فكانوا كذلك آمني ف إمارة أب بكر وعمر وعثمان حت وقعوا فيما وقعوا فيه‪ ,‬فأدخل‬
‫علي هم الوف فاتذوا الجزة والشرط وغيوا فغ ي ب م‪ ,‬وقال ب عض ال سلف‪ :‬خل فة أ ب ب كر وع مر‬
‫رضططططي ال عنهمططططا حططططق فطططط كتاب ال‪ ,‬ثطططط تل هذه الَيططططة‪.‬‬
‫وقال الباء بطن عازب‪ :‬نزلت هذه الَيطة وننط فط خوف شديطد‪ ,‬وهذه الَيطة الكريةط كقوله تعال‪:‬‬
‫{واذكروا إذ أنتم قليل متسضعفون ف الرض ط إل قوله ط لعلكم تشكرون}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬كما‬
‫ا ستخلف الذ ين من قبل هم} ك ما قال تعال عن مو سى عل يه ال سلم أ نه قال لقو مه‪{ :‬ع سى رب كم أن‬
‫يهلك عدو كم وي ستخلفكم ف الرض} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ونر يد أن ن ن على الذ ين ا ستضعفوا ف‬
‫الرض} الَيتيطططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {وليمكنن لم دينهم الذي ارتضى لم} الَية‪ ,‬كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعدي‬
‫بن حات حي وفد عليه «أتعرف الية ؟» قال‪ :‬ل أعرفها‪ ,‬ولكن قد سعت با‪ .‬قال «فو الذي نفسي‬
‫بيده ليتمن ال هذا المر حت ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف غي جوار أحد‪ ,‬ولتفتحن‬
‫كنوز ك سرى بن هر مز» قلت‪ :‬ك سرى بن هر مز‪ ,‬قال «ن عم ك سرى بن هر مز‪ ,‬وليبذلن الال ح ت ل‬
‫يقبله أحد»‪ .‬قال عدي بن حات‪ :‬فهذه الظعينة ترج من الية فتطوف بالبيت ف غي جوار أحد‪ ,‬ولقد‬
‫كنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز‪ ,‬والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة‪ ,‬لن رسول ال صلى ال‬
‫عليطططططططططه وسطططططططططلم قطططططططططد قالاططططططططط‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا سفيان عن أب سلمة عن الربيع بن أنس عن أب العالية‪,‬‬
‫عن أ ب بن ك عب قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ب شر هذه ال مة بال سنا والرف عة والد ين‬
‫والنصر والتمكي ف الرض‪ ,‬فمن عمل منهم عمل الَخرة للدنيا ل يكن له ف الَخرة نصيب»‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬يعبدونن ل يشركون ب شيئا} قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا هام حدثنا قتادة عن أنس‬
‫أن معاذ بن جبل حدثه قال‪ :‬بينا أنا رديف النب صلى ال عليه وسلم على حار ليس بين وبينه إل آخرة‬
‫الرحل‪ ,‬قال «يا معاذ»‪ .‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول ال وسعديك‪ ,‬قال‪ :‬ث سار ساعة‪ ,‬ث قال «يا معاذ بن‬
‫جبل»‪ .‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول ال وسعديك‪ ,‬ث سار ساعة‪ ,‬ث قال «يا معاذ بن جبل»‪ .‬قلت‪ :‬لبيك يا‬
‫رسول ال وسعديك‪ .‬قال «هل تدري ما حق ال على العباد ؟ قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ..‬قال «فإن حق‬
‫ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا»‪ .‬قال‪ :‬ث سار ساعة‪ ,‬ث قال «يا معاذ بن جبل»‪ .‬قلت‪:‬‬
‫لبيك يا رسول ال وسعديك‪ .‬قال «فهل تدري ما حق العباد على ال إذا فعلوا ذلك ؟» قال‪ :‬قلت ال‬
‫ور سوله أعلم‪ .‬قال «فإن حق العباد على ال أن ل يعذب م»‪ ,‬أخرجاه ف ال صحيحي من حد يث قتادة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن ك فر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} أي ف من خرج عن طاع ت ب عد ذلك فقد‬
‫خرج عن أمر ربه‪ ,‬وكفى بذلك ذنبا عظيما‪ ,‬فالصحابة رضي ال عنهم لا كانوا أقوم الناس بعد النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم بأوا مر ال عز و جل وأطوع هم ل‪ ,‬كان ن صرهم ب سبهم أظهروا كل مة ال ف‬
‫الشارق والغارب‪ ,‬وأيد هم تأييدا عظيما‪ ,‬وحكموا ف سائر العباد والبلد‪ ,‬ول ا ق صر الناس بعد هم ف‬
‫بعض الوامر نقص ظهورهم بسبهم‪ ,‬ولكن قد ثبت ف الصحيحي من غي وجه عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال «ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم‬
‫إل يوم القيامة ط وف رواية حت يأت أمر ال وهم كذلك ط وف رواية ط حت يقاتلوا الدجال ط وف‬
‫رواية ط حت ينل عيسى ابن مري وهم ظاهرون» وكل هذه الروايات صحيحة‪ ,‬ول تعارض بينها‪) .‬‬
‫‪261‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سبَنّ الّذِي نَ َكفَرُوْا‬


‫لةَ وَآتُواْ الزّكَ طا َة َوأَطِيعُواْ الرّ سُولَ َلعَّلكُ ْم تُرْ َحمُو نَ * َل َتحْ َ‬
‫** َوأَقِيمُواْ ال صّط َ‬
‫ط الْمَصططططِيُ‬ ‫ط النّارُ وَلَِبئْسططط َ‬‫ُمعْجِزِينططططَ فِططططي الرْضططططِ َو َم ْأوَاهُمططط ُ‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمني بإقامة الصلة‪ ,‬وهي عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬وإيتاء الزكاة‪ ,‬وهي‬
‫الح سان إل الخلوق ي ضعفائ هم وفقرائ هم‪ ,‬وأن يكونوا ف ذلك مطيع ي لر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم أي سالكي وراءه فيما به أمرهم‪ ,‬وتاركي ما عنه زجرهم‪ ,‬لعل ال يرحهم بذلك‪ ,‬ول شك أن‬
‫من ف عل هذا‪ ,‬أن ال سيحه‪ ,‬ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى‪{ :‬أولئك سيحهم ال}‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ل تسب} أي ل تظن يا ممد أن {الذين كفروا} أي خالفوك وكذبوك {معجزين ف الرض} أي‬
‫ل يعجزون ال‪ ,‬بل ال قادر عليهم وسيعذبم على ذلك أشد العذاب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومأواهم} أي‬
‫فطط الدار الَخرة {النار ولبئس الصططي} أي بئس الآل مآل الكافريططن‪ ,‬وبئس القرار وبئس الهاد‪.‬‬

‫ث مَرّاتٍ مّن َقبْ ِل‬ ‫سَتأْذِنكُ ُم الّذِي َن مََلكَتْ َأيْمَانُكُ ْم وَالّذِينَ لَ ْم يَبُْلغُوْا الْحُلُ َم مِنكُ ْم َثلَ َ‬
‫** َيَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُواْ ِليَ ْ‬
‫ل ِة اْلعِشَآءِ َثلَثُ َعوْرَاتٍ ّلكُمْ َليْسَ عََليْكُمْ‬ ‫صَ‬ ‫ضعُونَ ِثيَاَبكُ ْم مّنَ ال ّظهِ َي ِة َومِن َبعْدِ َ‬ ‫ل ِة اْلفَجْ ِر وَ ِحيَ َت َ‬ ‫صَط َ‬
‫ك ُيبَيّ نُ اللّ هُ َلكُ ُم ا َليَا تِ وَاللّ ُه عَلِي مٌ‬‫ضكُ ْم عََلىَ َبعْ ضٍ كَذَلِ َ‬ ‫ح َبعْ َدهُ ّن َطوّافُو َن عََلْيكُ ْم َبعْ ُ‬ ‫وَلَ عََلْيهِ مْ ُجنَا ٌ‬
‫ك يَُبيّ نُ اللّ هُ َلكُ مْ‬
‫حلُ مَ فَ ْليَ سَْتأْ ِذنُواْ كَمَا ا ْسَتأْ َذنَ الّذِي نَ مِن َقبِْلهِ مْ كَذَلِ َ‬
‫َحكِي مٌ * َوإِذَا بََل َغ ال ْطفَالُ مِنكُ ُم الْ ُ‬
‫ضعْ نَ‬ ‫لتِي َل يَرْجُو َن نِكَاحا َفَليْ سَ عََلْيهِ نّ ُجنَا حٌ أَن َي َ‬ ‫آيَاتِ هِ وَاللّ ُه عَلِي مٌ َحكِي مٌ * وَاْل َقوَاعِ ُد مِ َن النّ سَآءِ اّل َ‬
‫ط وَاللّه ططُ س ططَمِي ٌع عِلِيم ططٌ‬ ‫طَتعْ ِففْنَ َخيْرٌ ّلهُن ط ّ‬ ‫ط بِزِيَنةٍ َوأَن يَس ط ْ‬ ‫ِثيَاَبهُن ططّ َغيْ َر ُمَتبَرّجَات ط ِ‬
‫هذه الَيات الكرية اشتملت على استئذان القارب بعضهم على بعض‪ ,‬وما تقدم ف أول السورة فهو‬
‫ا ستئذان الجا نب بعض هم على ب عض‪ ,‬فأ مر ال تعال الؤمن ي أن ي ستأذنم خدم هم م ا مل كت أيان م‬
‫وأطفال م الذ ين ل يبلغوا اللم من هم ف ثل ثة أحوال (الول) من ق بل صلة الغداة‪ ,‬لن الناس إذ ذاك‬
‫يكونون نياما ف فرش هم {وح ي تضعون ثياب كم من الظهية} اي ف و قت القيلولة‪ ,‬لن الن سان قد‬
‫يضع ثيابه ف تلك الال مع أهله {ومن بعد صلة العشاء} لنه وقت النوم‪ ,‬فيؤمر الدم والطفال أن‬
‫ل يهجموا على أ هل الب يت ف هذه الحوال ل ا ي شى من أن يكون الر جل على أهله أو ن و ذلك من‬
‫العمال‪ ,‬ولذا قال {ثلث عورات لكم ليس عليكم ول عليهم جناح بعدهن} أي إذا دخلوا ف حال‬
‫غ ي هذه الحوال‪ ,‬فل جناح علي كم ف تكين كم من ذلك إيا هم ول علي هم إن رأوا شيئا ف غ ي تلك‬
‫‪262‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الحوال‪.‬لنطه قطد أذن لمط ف الجوم‪ ,‬ولنمط طوافون عليكطم اي فط الدمطة وغيط ذلك‪ .‬ويغتفطر فط‬
‫الطوافي ما ل يغتفر ف غيهم‪ ,‬ولذا روى المام مالك وأحد بن حنبل وأهل السنن أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ف الرة «إنا ليست بنجسة إنا من الطوافي عليكم أو والطوافات»‪ .‬ولا كانت هذه‬
‫الَية مكمة ول تنسخ بشيء وكان عمل الناس با قليلً جدا‪ ,‬أنكر عبد ال بن عباس ذلك على الناس‪.‬‬
‫كما قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن بكي‪ ,‬حدثن عبد ال بن ليعة‪,‬‬
‫حدث ن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال ا بن عباس‪ :‬ترك الناس ثلث آيات فلم يعملوا ب ن‬
‫{يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيانكم} إل آخر الَية‪ ,‬والَية الت ف سورة النساء {وإذا‬
‫حضر القسمة أولو القرب} الَية‪ ,‬والَية ف الجرات {إن أكرمكم عند ال أتقاكم} وروى أيضا من‬
‫حديث إساعيل بن مسلم وهو ضعيف‪ ,‬عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أب رباح عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫ط الذيطن آمنوا ليسطتأذنكم الذيطن ملكطت‬
‫غلب الشيطان الناس على ثلث آيات فلم يعملوا بنط {يطا أيه ا‬
‫أيانكطططططططططططم} إل آخطططططططططططر الَيطططططططططططة‪.‬‬
‫وروى أبو داود‪ :‬حدثنا ابن الصباح وابن سفيان وابن عبدة وهذا حديثه‪ :‬أخبنا سفيان عن عبيد ال‬
‫بن أ ب يز يد سع ا بن عباس يقول‪ :‬ل يؤ من ب ا أك ثر الناس آ ية الذن‪ ,‬وإ ن لَ مر جاري ت هذه ت ستأذن‬
‫علي‪ .‬قال أبو داود‪ :‬وكذلك رواه عطاء عن ابن عباس يأمر به‪ ,‬وقال الثوري عن موسى بن أب عائشة‪:‬‬
‫سألت الش عب {لي ستأذنكم الذ ين مل كت أيان كم} ؟ قال‪ :‬ل تن سخ‪ .‬قلت‪ :‬فإن الناس ل يعملون ب ا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ال السطططططططططططططططططططططططططططططططططططتعان‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا الربيع بن سليمان‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبنا سليمان بن بلل عن عمرو بن‬
‫أب عمرو‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلي سأله عن الستئذان ف الثلث عورات الت أمر ال با‬
‫ف القرآن‪ ,‬فقال ابن عباس‪ :‬إن ال ستي يب الستر‪ .‬كان الناس ليس لم ستور على أبوابم‪ ,‬ول حجال‬
‫ف بيوتم‪ ,‬فربا فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه ف حجره وهو على أهله‪ ,‬فأمرهم ال أن يستأذنوا‬
‫ف تلك العورات الت سى ال‪ .‬ث جاء ال بعد بالستور‪ ,‬فبسط ال عليهم الرزق‪ ,‬فاتذوا الستور واتذوا‬
‫الجال‪ ,‬فرأى الناس أن ذلك قطد كفاهطم مطن السطتئذان الذي أمروا بطه‪ .‬وهذا إسطناد صطحيح إل ابطن‬
‫عباس‪ ,‬ورواه أبططو داود عططن القعنططب عططن الدراوردي عططن عمرو بططن أبطط عمرو بططه‪.‬‬
‫وقال ال سدي‪ :‬كان أناس من ال صحابة ر ضي ال عن هم يبون أن يواقعوا ن ساءهم ف هذه ال ساعات‬
‫ليغت سلوا ث يرجوا إل ال صلة‪ ,‬فأمر هم ال أن يأمروا الملوك ي والغلمان أن ل يدخلوا علي هم ف تلك‬
‫الساعات إل بإذن‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬بلغنا ط وال أعلم ط أن رجلً من النصار وامرأته أساء بنت‬
‫‪263‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مرثد صنعا للنب صلى ال عليه وسلم طعاما فجعل الناس يدخلون بغي إذن‪ ,‬فقالت أساء‪ :‬يا رسول ال‬
‫ما أقبح هذا‪ ,‬إنه ليدخل على الرأة وزوجها ط وها ف ثوب واحد ط غلمهما بغي إذن‪ ,‬فأنزل ال ف‬
‫ذلك {يا أيها الذين آمنوا لي ستأذنكم الذ ين ملكت أيان كم} إل آخرها‪ ,‬وم ا يدل على أن ا مك مة ل‬
‫تن سخ قوله {كذلك يبي ال ل كم الَيات وال عل يم حك يم} ث قال تعال‪{ :‬وإذا بلغ الطفال من كم‬
‫اللم فلي ستأذنوا ك ما ا ستأذن الذ ين من قبل هم} يع ن إذا بلغ الطفال الذ ين إن ا كانوا ي ستأذنون ف‬
‫العورات الثلث‪ ,‬إذا بلغوا اللم وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال‪ ,‬يعن بالنسبة إل أجانبهم وإل‬
‫الحوال التططط يكون الرجطططل على امرأتطططه‪ ,‬وإن ل يكطططن فططط الحوال الثلث‪.‬‬
‫قال الوزا عي عن ي ي بن أ ب كث ي‪ :‬إذا كان الغلم رباعيا‪ ,‬فإ نه ي ستأذن ف العورات الثلث على‬
‫أبويه‪ ,‬فإذا بلغ اللم فليستأذن على كل حال‪ .‬وهكذا قال سعيد بن جبي‪ .‬وقال ف قوله {كما استأذن‬
‫الذين من قبلهم} يعن كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه‪ .‬وقوله {والقواعد من النساء} قال‬
‫سعيد بن جبي ومقا تل بن حيان والضحاك وقتادة‪ :‬هن اللوا ت انق طع عن هن ال يض ويئ سن من الولد‬
‫{اللت ل يرجون نكاحا} أي ل يبق لن تشوف إل التزوج {فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابن غي‬
‫متطبجات بزينطة} أي ليطس عليهطا مطن الرج فط التسطتر كمطا على غيهطا مطن النسطاء‪.‬‬
‫قال أ بو داود‪ :‬حدث نا أح د بن م مد الروزي‪ ,‬حدث ن علي بن ال سي بن وا قد عن أب يه عن يز يد‬
‫النحوي‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عباس {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} الَية‪ ,‬فنسخ واستثن من‬
‫ذلك القواعد من النساء اللت ل يرجون نكاحا الَية‪ ,‬قال ابن مسعود ف قوله {فليس عليهن جناح أن‬
‫يضعن ثيابن} قال‪ :‬اللباب أو الرداء وكذلك روي عن ابن عباس وابن عمر وماهد وسعيد بن جبي‬
‫وأ ب الشعثاء وإبراه يم النخ عي وال سن وقتادة والزهري والوزا عي وغي هم‪ .‬وقال أ بو صال‪ :‬ت ضع‬
‫اللباب وتقوم بيطططططططط يدي الرجططططططططل فطططططططط الدرع والمار‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي وغيه ف قراءة عبد ال بن مسعود {أن يضعن من ثيابن} وهو اللباب من فوق‬
‫المار‪ ,‬فل بأس أن يضعن عند غريب أو غيه بعد ان يكون عليها خار صفيق‪ ,‬وقال سعيد بن جبي ف‬
‫الَية {غي متبجات بزينة} يقول‪ :‬ل يتبجن بوضع اللباب ليى ما عليهن من الزينة‪ ,‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عبد ال‪ ,‬حدثنا ابن البارك حدثن سوار بن ميمون‪ ,‬حدثنا طلحة بن‬
‫عا صم عن أم الضياء أن ا قالت‪ :‬دخلت على عائشة رضي ال عن ها‪,‬فقلت‪ :‬يا أم الؤمني ما تقولي ف‬
‫الضاب والنفاض والصباغ والقرطي واللخال وخات الذهب وثياب الرقاق ؟ فقالت‪ :‬يا معشر النساء‬
‫قصطتكن كلهطا واحدة‪ ,‬أحطل ال لكطن الزينطة غيط متطبجات‪ ,‬أي ل يلط لكطن ان يروا منكطن مرما‪.‬‬
‫‪264‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال السطدي‪ :‬كان شريطك ل يقال له مسطلم‪ ,‬وكان مول لمرأة حذيفطة بطن اليمان‪ ,‬فجاء يوما إل‬
‫السوق وأثر الناء ف يده‪ ,‬فسألته عن ذلك فأخبن أنه خضب رأس مولته وهي امرأة حذيفة‪ ,‬فأنكرت‬
‫ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬إن شئت ادخلتك عليها ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ,‬فأدخلن عليها فإذا هي امرأة جليلة‪ ,‬فقلت لا‪ :‬إن‬
‫مسلما حدثن أنه خضب لك رأسك ؟ فقالت‪ :‬نعم يا بن إن من القواعد اللت ل يرجون نكاحا‪ ,‬وقد‬
‫قال ال تعال ف ذلك ما سعت‪ .‬وقوله {وأن ي ستعففن خ ي ل ن} أي وترك وضع هن لثياب ن وإن كان‬
‫طططططم}‪.‬‬ ‫طططططيع عليط‬ ‫ططططط {وال سط‬ ‫طططططل لنط‬ ‫ططططط وأفضط‬ ‫جائزا خيط‬

‫ج وَ َل عََلىَ أَنفُسِكُمْ أَن َتأْكُلُواْ‬ ‫ج وَ َل عَلَى الْ َمرِيضِ َحرَ ٌ‬ ‫ج وَ َل عَلَى العْرَجِ حَ َر ٌ‬ ‫س عَلَى العْ َمىَ حَ َر ٌ‬ ‫** ّليْ َ‬
‫مِن ُبيُوِتكُمْ َأوْ ُبيُوتِ آبَآِئكُمْ َأوْ ُبيُوتِ ُأ ّمهَاِتكُمْ َأوْ ُبيُوتِ إِ ْخوَاِنكُمْ َأوْ بُيُوتِ أَ َخوَاِتكُمْ َأ ْو بُيُوتِ َأعْمَامِكُمْ‬
‫س عََلْيكُ مْ‬‫صدِيقِكُمْ َليْ َ‬ ‫ت عَمّاتِكُ مْ َأ ْو ُبيُو تِ أَ ْخوَاِلكُ مْ َأوْ ُبيُو تِ خَا َلِتكُ مْ َأ ْو مَا مََل ْكتُ ْم ّمفَاتِح هُ َأوْ َ‬ ‫َأوْ ُبيُو ِ‬
‫حّي ًة مّ نْ عِندِ اللّ ِه ُمبَارَ َكةً َطّيَبةً‬
‫ُجنَا حٌ أَن َتأْكُلُواْ جَمِيعا َأوْ َأ ْشتَاتا فَِإذَا دَ َخ ْلتُ ْم ُبيُوتا فَ سَلّمُوْا عََلىَ أَنفُ سِكُ ْم تَ ِ‬
‫ط َت ْعقِلُونططططَ‬ ‫ط ا َليَاتططططِ َلعَّلكُمططط ْ‬ ‫ط ُيبَيّنططططُ اللّهططططُ َلكُمططط ُ‬ ‫كَذَلِكططط َ‬
‫اختلف الف سرون رح هم ال ف الع ن الذي لجله ر فع الرج عن الع مى والعرج والر يض ههنا‪,‬‬
‫فقال عطاء الراسان وعبد الرحن بن زيد بن أسلم إنا‪ :‬نزلت ف الهاد‪ ,‬وجعلوا هذه الَية ههنا كالت‬
‫ف سورة الفتح‪ ,‬وتلك ف الهاد ل مالة‪ ,‬أي إنم ل إث عليهم ف ترك الهاد لضعفهم وعجزهم‪ ,‬وكما‬
‫قال تعال ف سورة براءة {ليس على الضعفاء ول على الرضى ول على الذين ل يدون ما ينفقون حرج‬
‫إذا نصطحوا ل ورسطوله مطا على الحسطني مطن سطبيل وال غفور رحيطم * ول على الذيطن إذا مطا أتوك‬
‫لتحمل هم قلت ل أ جد ما أحل كم عليه ط إل قوله ط أن ل يدوا ما ينفقون} وق يل‪ :‬الراد ههنا أن م‬
‫كانوا يتحرجون من ال كل مع الع مى ل نه ل يرى الطعام و ما ف يه من الطيبات‪ ,‬فرب ا سبقه غيه إل‬
‫ذلك‪ ,‬ول مع العرج ل نه ل يتم كن من اللوس فيفتات عل يه جلي سه‪ ,‬والر يض ل ي ستوف من الطعام‬
‫كغيه‪ ,‬فكرهوا أن يؤاكلوهم لئل يظلموهم‪ ,‬فأنزل ال هذه الَية‪ ,‬رخصة ف ذلك‪ ,‬وهذا قول سعيد بن‬
‫جطططططططططططططططططططبي ومقسطططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬كانوا قبل البعثة يتحرجون من الكل مع هؤلء تقذرا وتعززا‪ ,‬ولئل يتفضلوا عليهم‪,‬‬
‫فأنزل ال هذه الَية‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن ابن أب نيح‪ ,‬عن ماهد ف قوله تعال‪{ :‬ليس‬
‫على الع مى حرج} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كان الر جل يذ هب بالع مى أو بالعرج أو بالر يض إل ب يت أب يه أو‬

‫‪265‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخيه أو بيت أخته أو بيت عمته أو بيت خالته‪ ,‬فكان الزمن يتحرجون من ذلك يقولون‪ :‬إنا يذهبون بنا‬
‫إل بيوت غيهم‪ ,‬فنلت هذه الَية رخصة لم‪ .‬وقال السدي‪ :‬كان الرجل يدخل بيت أبيه أو أخيه أو‬
‫اب نه‪ ,‬فتتحفه الرأة بش يء من الطعام‪ ,‬فل يأ كل من أ جل أن رب البيت ليس ث‪ ,‬فقال ال تعال {ليس‬
‫على العمططططططططططططططططى حرج} الَيططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم} إنا ذكر هذا وهو معلوم ليعطف عليه غيه ف‬
‫اللفظ‪ ,‬وليستأديه به ما بعده ف الكم‪ ,‬وتضمن هذا بيوت البناء لنه ل ينص عليهم‪ ,‬ولذا استدل بذا‬
‫من ذهب إل أن مال الولد بنلة مال أبيه‪ ,‬وقد جاء ف السند والسنن من غي وجه عن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم أ نه قال «أ نت ومالك لبيك»‪ .‬وقوله {أو بيوت آبائ كم أو بيوت أمهاتكم ط إل قوله‬
‫ط أو ما ملكتم مفاته} هذا ظاهر‪ ,‬وقد يستدل به من يوجب نفقة القارب بعضهم على بعض‪ ,‬كما‬
‫هو مذهب أب حنيفة والمام أحد بن حنبل ف الشهور عنهما‪ ,‬وأما قوله {أو ما ملكتم مفاته} فقال‬
‫سعيد بن جبي والسدي‪ :‬هو خادم الرجل من عبد وقهرمان‪ ,‬فل بأس أن يأكل ما استودعه من الطعام‬
‫بالعروف‪ .‬وقال الزهري عن عروة عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كان السلمون يذهبون ف النفي مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فيدفعون مفاتهم إل ضمنائهم‪ ,‬ويقولون‪ :‬قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما‬
‫احتجتم إليه‪ ,‬فكانوا يقولون‪ :‬إنه ل يل لنا أن نأكل‪ ,‬إنم أذنوا لنا عن غي طيب أنفسهم‪ ,‬وإنا نن‬
‫أمناء‪ ,‬فأنزل ال {أو مطططططططططا ملكتطططططططططم مفاتهططططططططط}‪.‬‬
‫وقوله {أو صديقكم} أي بيوت أصدقائكم وأ صحابكم‪ ,‬فل جناح عليكم ف الكل منها إذا علمتم‬
‫أن ذلك ل يشق عليهم ول يكرهون ذلك‪ .‬وقال قتادة‪ :‬إذا دخلت بيت صديقك فل بأس أن تأكل بغي‬
‫إذ نه‪ .‬وقوله {ل يس علي كم جناح أن تأكلوا جيعا أو أشتاتا} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ف‬
‫هذه الَية‪ :‬وذلك لا أنزل ال {يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} قال السلمون‪ :‬إن‬
‫ال قد نانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل‪ ,‬والطعام هو أفضل من الموال‪ ,‬فل يل لحد منا أن يأكل‬
‫ع ند أ حد‪ ,‬ف كف الناس عن ذلك‪ ,‬فأنزل ال {ل يس على الع مى حرج ط إل قوله ط أو صديقكم}‬
‫وكانوا أيضا يأنفون ويتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده حت يكون معه غيه‪ ,‬فرخص ال لم ف‬
‫ذلك‪ ,‬فقال {ل يس علي كم جناح أن تأكلوا جيعا أو أشتاتا} وقال قتادة‪ :‬كان هذا ال ي من ب ن كنا نة‬
‫يرى أحدهم أن مزاة عليه أن يأكل وحده ف الاهلية‪ ,‬حت إن كان الرجل ليسوق الذود الفل وهو‬
‫جائع حتط يدط مطن يؤاكله ويشاربطه فأنزل ال {ليطس عليكطم جناح أن تأكلوا جيعا أو أشتاتا} فهذه‬
‫رخصة من ال تعال ف أن يأكل الرجل وحده ومع الماعة وإن كان الكل مع الماعة أبرك وأفضل‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما رواه المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم عن وحشي بن حرب عن أبيه‬
‫عن جده أن رجلً قال للنب صلى ال عليه و سلم‪ :‬إنا نأ كل ول نش بع‪ .‬قال «لعلكم تأكلون متفرق ي‪,‬‬
‫اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم ال يبارك لكم فيه» ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث الوليد‬
‫بن م سلم به‪ ,‬و قد روى ا بن ما جه أيضا من حد يث عمرو بن دينار القهرما ن عن سال عن أب يه عن‬
‫عمرو عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ نه قال «كلوا جيعا ول تفرقوا فإن الب كة مع الما عة»‪.‬‬
‫وقوله {فإذا دخلتطم بيوتا فسطلموا على أنفسطكم} قال سطعيد بطن جطبي والسطن البصطري وقتادة‬
‫والزهري‪ :‬يعن فليسلم بعضكم على بعض‪ .‬وقال ابن جريج‪ :‬أخبن أبو الزبي‪ ,‬سعت جابر بن عبد ال‬
‫يقول‪ :‬إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تية من عند ال مباركة طيبة‪ ,‬قال‪ :‬ما رأيته إل يوجبه‪ .‬قال‬
‫ابن جريج‪ :‬وأخبن زياد عن ابن طاوس أنه كان يقول‪ :‬إذا دخل أحدكم بيته فليسلم‪ ,‬قال ابن جريج‪:‬‬
‫قلت لعطاء‪ :‬أواجب إذا خرجت ث دخلت أن أسلم عليهم ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬ول آثر وجوبه عن أحد‪ ,‬ولكن‬
‫هططططططو أحططططططب إل ومططططططا أدعططططططه إل ناسططططططيا‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬إذا دخلت ال سجد ف قل‪ :‬ال سلم على ر سول ال‪ ,‬وإذا دخلت على أهلك ف سلم علي هم‪,‬‬
‫وإذا دخلت بيتا ل يس ف يه أ حد ف قل‪ :‬ال سلم علي نا وعلى عباد ال ال صالي‪ .‬وروى الثوري عن ع بد‬
‫الكري الزري عن ماهد‪ ,‬إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل‪ :‬بسم ال والمد ل‪ ,‬السلم علينا من ربنا‪,‬‬
‫السلم علينا وعلى عباد ال الصالي‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم‪ ,‬وإذا دخلت بيتا‬
‫ليس فيه أحد فقل‪ :‬السلم علينا وعلى عباد ال الصالي‪ ,‬فإنه كان يؤمر بذلك‪ ,‬وحدثنا أن اللئكة ترد‬
‫عليطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عويد بن أب عمران الون عن أبيه عن أنس‬
‫قال‪ :‬أوصان النب صلى ال عليه وسلم بمس خصال قال «يا أنس أسبغ الوضوء يزد ف عمرك‪ ,‬وسلم‬
‫على من لقيك من أمت تكثر حسناتك‪ ,‬وإذا دخلت ط يعن بيتك ط فسلم على أهلك يكثر خي بيتك‪,‬‬
‫وصل صلة الضحى فإنا صلة الوابي قبلك‪ .‬يا أنس ارحم الصغي ووقر الكبي تكن من رفقائي يوم‬
‫القيامة»‪ .‬وقوله {تية من عند ال مباركة طيبة} قال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن داود بن الصي عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقول‪ :‬ما أخذت التشهد‪ ,‬إل من كتاب ال سعت ال يقول {فإذا دخلتم‬
‫بيوتا ف سلموا على أنف سكم ت ية من ع ند ال مبار كة طي بة} فالتش هد ف ال صلة‪ ,‬التحيات الباركات‬
‫الصلوات الطيبات ل‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ,‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‪ ,‬السلم عليك أيها النب‬
‫ورحة ال وبركاته‪ ,‬السلم علينا وعلى عباد ال الصالي‪ ,‬ث يدعو لنفسه ويسلم‪ .‬وهكذا رواه ابن أب‬
‫‪267‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حا ت من حد يث ا بن إ سحاق‪ .‬والذي ف صحيح م سلم عن ا بن عباس عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم يالف هذا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله {كذلك يبي ال لكم الَيات لعلكم تعقلون} لا ذكر تعال ما ف‬
‫هذه ال سور الكري ة من الحكام الحك مة والشرائع التق نة الب مة‪ ,‬ن به تعال عباده على أ نه يبي لعباده‬
‫الَيات بيانا شافيا ليتدبروهطططططططا ويتعقلوهطططططططا‪ ,‬لعلهطططططططم يعقلون‪.‬‬

‫ستَأْ ِذنُوهُ إِ ّن‬


‫** ِإنّمَا الْ ُم ْؤ ِمنُو َن الّذِي نَ آمَنُواْ بِاللّ هِ وَرَ سُولِهِ َوإِذَا كَانُوْا َمعَ ُه عََلىَ َأمْرٍ جَامِ عٍ لّ ْم يَ ْذ َهبُواْ َحّت َى يَ ْ‬
‫الّذِي َن يَ سَْتأْ ِذنُونَكَ ُأوْلَ ـئِكَ الّذِي نَ ُي ْؤ ِمنُو نَ بِاللّ ِه وَرَ سُولِهِ فَِإذَا ا سْتَاْ َذنُوكَ ِلبَعْ ضِ َش ْأِنهِ مْ َفأْذَن لّمَن ِشئْ تَ‬
‫ِمنْهُ ْم وَا ْستَ ْغفِرْ َلهُمُ اللّهَ إِنّ اللّ َه َغفُورٌ رّحِيمٌ وهذا أيضا أدب أرشد ال عباده الؤمني إليه‪ ,‬فكما أمرهم‬
‫بالستئذان عند الدخول‪ ,‬كذلك أمرهم بالستئذان عند النصراف ل سيما إذا كانوا ف أمر جامع مع‬
‫الرسول صلوات ال وسلمه عليه من صلة جعة أو عيد أو جاعة أو اجتماع ف مشورة ونو ذلك‪,‬‬
‫أمر هم ال تعال أن ل يتفرقوا ع نه والالة هذه إل ب عد ا ستئذانه ومشاور ته وإن من يف عل ذلك فإ نه من‬
‫الؤمني الكاملي‪ ,‬ث أمر رسوله صلوات ال وسلمه عليه إذا استأذنه أحد منهم ف ذلك أن يأذن له إن‬
‫شاء‪ ,‬ولذا قال {فأذن لن شئت منهم واستغفر لم ال} الَية‪ .‬وقد قال أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن حنبل‬
‫ومسدد قال‪ :‬حدثنا بشر هو ابن الفضل عن ابن عجلن عن سعيد القبي عن أب هريرة رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا انت هى أحد كم إل الجلس فلي سلم‪ ,‬فإذا أراد أن يقوم‬
‫فليسلم‪ ,‬فليست الول بأحق من الَخرة» وهكذا رواه الترمذي والنسائي من حديث ممد بن عجلن‬
‫بططططططططططه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حديططططططططططث حسططططططططططن‪.‬‬

‫ج َعلُواْ ُدعَآءَ الرّسُو ِل بَْيَنكُمْ كَ ُدعَآ ِء َب ْعضِكُمْ بَعْضا قَ ْد َيعْلَمُ اللّ ُه الّذِي َن َيتَسَلّلُو َن مِنكُمْ ِلوَاذا فَ ْليَحْ َذ ِر‬
‫** ّل تَ ْ‬
‫ط عَن ططْ َأمْرِه ططِ أَن تُص ططِيَبهُمْ ِفْتنَةٌ َأ ْو يُص ططِيَبهُ ْم عَذَاب ططٌ أَلِيم ططٌ‬ ‫الّذِين ططَ يُخَاِلفُون ط َ‬
‫قال الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬كانوا يقولون يا م مد يا أ با القا سم‪ ,‬فنها هم ال عز و جل عن ذلك‬
‫إعظاما لنبيه صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬فقولوا يا نب ال‪ ,‬يا رسول ال‪ ,‬وهكذا قال ماهد وسعيد بن‬
‫جبي‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أ مر ال أن يهاب نبيه صلى ال عليه و سلم‪ ,‬وأن يب جل وأن يع ظم وأن ي سود‪ .‬وقال‬
‫مقا تل ف قوله {ل تعلوا دعاء الر سول بين كم كدعاء بعض كم بعضا} يقول‪ :‬ل ت سموه إذا دعوتوه يا‬
‫ممططد ول تقولوا يططا ابططن عبططد ال‪ ,‬ولكططن شرفوه فقولوا‪ :‬يططا نططب ال يططا رسططول ال‪.‬‬
‫‪268‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال مالك عن ز يد بن أ سلم ف قوله {ل تعلوا دعاء الر سول بين كم كدعاء بعض كم بعضا} قال‪:‬‬
‫أمرهم ال أن يشرفوه‪ ,‬هذا قول‪ ,‬وهو الظاهر من السياق‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا‬
‫راعنا} إل آ خر الَية‪ .‬وقوله {يا أي ها الذين آمنوا ل ترفعوا أ صواتكم فوق صوت ال نب‪ ,‬ول تهروا له‬
‫بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تبط أعمالكم وأنتم ل تشعرون ط إل قوله ط إن الذين ينادونك من‬
‫وراء الجرات أكثرهم ل يعقلون * ولو أن م صبوا ح ت ترج إلي هم لكان خيا لم} الَية‪ ,‬فهذا كله‬
‫من باب الدب ف ماطبة النب صلى ال عليه وسلم والكلم معه وعنده كما أمروا بتقدي الصدقة قبل‬
‫مناجاته‪ .‬والقول الثان ف ذلك أن العن ف {ل تعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} أي‬
‫ل تعتقدوا أن دعاءه على غيه كدعاء غيه‪ ,‬فإن دعاءه مسطتجاب فاحذروا أن يدعطو عليكطم فتهلكوا‪,‬‬
‫حكاه ابططن أبطط حاتطط عططن ابططن عباس والسططن البصططري وعطيططة العوفطط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله {قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لواذا} قال مقاتل بن حيان‪ :‬هم النافقون كان يثقل عليهم‬
‫الديث ف يوم المعة‪ ,‬ويعن بالديث الطبة‪ ,‬فيلوذون ببعض أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم حت‬
‫يرجوا من السجد‪ ,‬وكان ل يصلح للرجل أن يرج من السجد إل بإذن من النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف يوم المعة بعد ما يأخذ ف الطبة‪ ,‬وكان إذا أراد أحدهم الروج أشار بأصبعه إل النب صلى ال‬
‫عل يه و سلم فيأذن له من غ ي أن يتكلم الر جل‪ ,‬لن الر جل من هم كان إذا تكلم وال نب صلى ال عل يه‬
‫وسلم يطب بطلت جعته‪ .‬وقال السدي‪ :‬كانوا إذا كانوا معه ف جاعة لذ بعضهم ببعض حت يتغيبوا‬
‫عنه فل يراهم‪ ,‬وقال قتادة ف قوله {قد يعلم ال الذين يتسللون منكم لواذا} يعن لواذا عن نب ال وعن‬
‫كتا به‪ .‬وقال سفيان { قد يعلم ال الذين يت سللون منكم لواذا} قال‪ :‬من ال صف‪ ,‬وقال ما هد ف الَية‬
‫{لواذا} خلفا‪.‬‬
‫وقوله {فليحذر الذ ين يالفون عن أمره} أي عن أ مر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو سبيله‬
‫ومنها جه وطريق ته و سنته وشريع ته‪ ,‬فتوزن القوال والعمال بأقواله وأعماله‪ ,‬ف ما وا فق ذلك ق بل‪ ,‬و ما‬
‫خال فه ف هو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيحي وغيه ا أن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال «من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد» أي فليحذر وليخ شَ من خالف‬
‫شريعة الرسول باطنا وظاهرا‪{ .‬أن تصيبهم فتنة} أي ف قلوبم من كفر أو نفاق أو بدعة {أو يصيبهم‬
‫عذاب أل يم} أي ف الدن يا بق تل أو حد أو ح بس أو ن و ذلك‪ .‬ك ما روى المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد‬
‫الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن هام بن منبه‪ ,‬قال‪ :‬هذا ما حدثنا عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولا جعل الفراش وهذه الدواب‬
‫‪269‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اللئي يقعن ف النار يقعن فيها‪ ,‬وجعل يجزهن ويغلبنه ويقتحمن فيها ط قال ط فذلك مثلي ومثلكم‪,‬‬
‫أنا آخذ بجز كم عن النار هلم عن النار‪ ,‬فتغلبو ن وتقتحمون فيها» أخرجاه من حديث عبد الرزاق‪.‬‬

‫ت وَالرْضِ قَ ْد َيعَْل ُم مَآ أَنتُ ْم عََليْ ِه َوَيوْ َم يُرْ َجعُونَ إِلَيْهِ َفُيَنبُّئهُ ْم بِمَا عَمِلُوْا وَاللّ ُه‬
‫** أَل إِنّ للّ ِه مَا فِي السّمَاوَا ِ‬
‫بِكُ ّل َشيْ ٍء عَلِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬
‫ي ب تعال أ نه مالك ال سموات والرض‪ ,‬وأ نه عال الغ يب والشهادة‪ ,‬و هو عال ب ا العباد عاملون ف‬
‫سرهم وجهر هم‪ ,‬فقال { قد يعلم ما أن تم عل يه} و قد للتحق يق‪ ,‬ك ما قال قبل ها { قد يعلم ال الذ ين‬
‫يتسللون منكم لواذا} وقال تعال‪{ :‬قد يعلم ال العوقي منكم} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬قد سع ال قول‬
‫الت تادلك} الَية‪ ,‬وقال {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنم ل يكذبونك ولكن الظالي بآيات‬
‫ال يحدون} وقال {قد نرى تقلب وجهك ف السماء} الَية‪ ,‬فكل هذه الَيات فيها تقيق الفعل بقد‪,‬‬
‫كقول الؤذن تقيقا وثبوتا‪ :‬قد قامت الصلة قد قامت الصلة‪ .‬فقوله تعال‪{ :‬قد يعلم ما أنتم عليه}‬
‫أي هو عال به مشاهد له ل يعزب عنه مثقال ذرة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وتوكل على العزيز الرحيم ط إل‬
‫قوله ط إنه هو السميع العليم} وقوله {وما تكون ف شأن وما تتلو منه من قرآن ول تعملون من عمل‬
‫إل كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ف الرض ول ف السماء ول‬
‫أصغر من ذلك ول أكب إل ف كتاب مبي} وقال تعال‪{ :‬أفمن هو قائم على كل نفس با كسبت}‬
‫أي هو شهيد على عباده با هم فاعلون من خي وشر‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أل حي يستغشون ثيابم يعلم ما‬
‫يسرون وما يعلنون} وقال تعال‪{ :‬سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما‬
‫من دابة ف الرض إل على ال رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل ف كتاب مبي} وقال {وعنده‬
‫مفا تح الغ يب ل يعلم ها إل هو ويعلم ما ف الب والب حر و ما ت سقط من ور قة إل يعلم ها ول ح بة ف‬
‫ظلمات الرض ول رططب ول يابطس إل فط كتاب مطبي} والَيات والحاديطث فط هذا كثية جدا‪.‬‬
‫وقوله {ويوم يرجعون إل يه} أي ويوم تر جع اللئق إل ال و هو يوم القيا مة {فينبئ هم ب ا عملوا} أي‬
‫يبهم با فعلوا ف الدنيا من جليل وحقي وصغي وكبي‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ينبأ النسان يومئذ با قدم‬
‫وأ خر} وقال {وو ضع الكتاب فترى الجرم ي مشفق ي م ا ف يه ويقولون يا ويلت نا مال هذا الكتاب ل‬
‫يغادر صغية ول كبية إل أح صاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ول يظلم ر بك أحدا} ولذا قال هه نا‬
‫{ويوم يرجعون إليه فينبئ هم با عملوا وال ب كل شيء عليم} وال مد ل رب العال ي ونسأله التمام‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طططططة‪.‬‬
‫طططططد والنط‬
‫طططططورة النور و ل المط‬
‫طططططي سط‬‫طططططر تفسط‬‫آخط‬

‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الفرقان‬
‫سط‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬


‫ض وَلَمْ‬‫ك السّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬ ‫** َتبَارَكَ الّذِي نَ ّز َل الْفُرْقَانَ عََلىَ َعبْدِ هِ ِلَيكُو نَ لِ ْلعَالَ ِميَ نَذِيرا * الّذِي لَهُ مُلْ ُ‬
‫ط َتقْدِيرا‬
‫ط وَ َخلَقططَ كُ ّل َشيْءٍ َفقَدّرَهط ُ‬ ‫ط َشرِيكططٌ فِططي الُلْكط ِ‬ ‫ط يَكُططن لّهط ُ‬ ‫َيتّخِ ْذ وَلَدا وَلَمط ْ‬
‫يقول تعال حامدا لنف سه الكرية على ما نزله على رسوله الكري من القرآن العظ يم‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{المد ل الذي أنزل على عبده الكتاب ول يعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر‬
‫الؤمن ي الذ ين يعملون ال صالات} الَ ية‪ ,‬وقال هه نا {تبارك} و هو تفا عل من الب كة ال ستقرة الثاب تة‬
‫الدائمطة {الذي نزل الفرقان} نزل فعطل مطن التكرر والتكثطر كقوله {والكتاب الذي نزل على رسطوله‬
‫والكتاب الذي أنزل من قبل} لن الكتب التقدمة كانت تنل جلة واحدة‪ ,‬والقرآن نزل منجما مفرقا‬
‫مفصلً آيات بعد آيات‪ ,‬وأحكاما بعد أحكام‪ ,‬وسورا بعد سور‪ ,‬وهذا أشد وأبلغ وأشد اعتناء بن أنزل‬
‫عليه‪ ,‬كما قال ف أثناء هذه السورة {وقال الذين كفروا لول نزل عليه القرآن جلة واحدة كذلك لنثبت‬
‫به فؤادك ورتلناه ترتيلً‪ ,‬ول يأتونك بثل إل جئناك بالق وأحسن تفسيا} ولذا ساه ههنا الفرقان لنه‬
‫طططي والرشاد واللل والرام‪.‬‬ ‫طططل والدى والضلل‪ ,‬والغط‬ ‫ططط والباطط‬ ‫ططط القط‬ ‫يفرق بيط‬
‫وقوله {على عبده} هذه صفة مدح وثناء ل نه أضا فه إل عبودي ته‪ ,‬ك ما و صفه ب ا ف أشرف أحواله‬
‫و هي ليلة ال سراء‪ ,‬فقال { سبحان الذي أ سرى بعبده ليلً} وك ما و صفه بذلك ف مقام الدعوة إل يه‬
‫{وأنه لا قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} وكذلك وصفه عند إنزال الكتاب عليه ونزول‬
‫اللك إليطه‪ ,‬فقال {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعاليط نذيرا}‪ .‬وقوله {ليكون للعاليط‬
‫نذيرا} أي إنا خصه بذا الكتاب الفصل العظيم البي الحكم الذي {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول‬
‫من خلفه تنيل من حكيم حيد} الذي جعله فرقانا عظيما إنا خصه به ليخصه بالرسالة إل من يستظل‬
‫بالضراء ويسطتقل على الغطباء‪ ,‬كمطا قال صطلى ال عليطه وسطلم «بعثطت إل الحرط والسطود» وقال‬
‫«أعطيت خسا ل يعطهن أحد من النبياء قبلي» فذكر منهن أنه «كان النب يبعث إل قومه خاصة‬
‫وبعثت إل الناس عامة» كما قال تعال‪{ :‬قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا} الَية‪ ,‬أي الذي‬
‫أرسلن هو مالك السموات والرض الذي يقول للشيء كن فيكون وهو الذي ييي وييت‪ ,‬وهكذا قال‬

‫‪271‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هه نا {الذي له ملك ال سموات والرض ول يت خذ ولدا ول ي كن له شر يك ف اللك} ونزه نف سه عن‬
‫الولد وعن الشريك‪ .‬ث أخب أنه {خلق كل شيء فقدره تقديرا} أي كل شيء ما سواه ملوق مربوب‪,‬‬
‫وهطو خالق كطل شيطء وربطه ومليكطه وإلهط‪ ,‬وكطل شيطء تتط قهره وتدبيه وتسطخيه وتقديره‪.‬‬

‫سهِمْ ضَرّا وَ َل َنفْعا وَ َل‬


‫خَلقُو َن وَ َل يَمِْلكُو نَ لْنفُ ِ‬
‫** وَاتّخَذُوْا مِن دُونِ هِ آِل َهةً لّ َيخُْلقُو نَ َشيْئا َوهُ ْم يُ ْ‬
‫ط َموْتا وَلَ َحيَطططططططططططططططاةً وَ َل نُشُورا‬ ‫يَمِْلكُونططططططططططططط َ‬
‫ي ب تعال عن ج هل الشرك ي ف اتاذ هم آل ة من دون ال الالق ل كل ش يء‪ ,‬الالك لز مة المور‪,‬‬
‫الذي ما شاء كان و ما ل ي شأ ل ي كن‪ ,‬و مع هذا عبدوا م عه من ال صنام ما ل يقدر على خلق جناح‬
‫بعو ضة‪ ,‬بل هم ملوقون ل يلكون لنف سهم ضرا ول نفعا‪ ,‬فك يف يلكون لعابدي هم ؟ {ول يلكون‬
‫موتا ول حياة ول نشورا} أي ليس لم من ذلك شيء بل ذلك كله مرجعه إل ال عز وجل الذي هو‬
‫ي يي وي يت‪ ,‬و هو الذي يع يد اللئق يوم القيا مة أول م وآخر هم { ما خلق كم ول بعث كم إل كن فس‬
‫واحدة} كقوله {ومطا أمرنطا إل واحدة كلمطح بالبصطر} وقوله {فإناط هطي زجرة واحدة فإذا هطم‬
‫بالساهرة} {فإنا هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون} {إن كانت إل صيحة واحدة فإذا هم جي عٌ لدينا‬
‫مضرون} فهو ال الذي ل إله غيه ول رب سواه‪ ,‬ول تنبغي العبادة إل له لنه ما شاء كان وما ل يشأ‬
‫ل يكن‪ ,‬وهو الذي ل ولد ول والد له ول عديل ول نديد‪ ,‬ول وزير ول نظي‪ ,‬بل هو الحد الصمد‬
‫ططططططططططططد‪.‬‬ ‫ططططططططططططن له كفوا أحط‬ ‫الذي ل يلد ول يولد ول يكط‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ إِ نْ هَ ـذَا إِلّ إِفْ كٌ افْتَرَا هُ َوأَعَانَ هُ عََليْ هِ َقوْ مٌ آ َخرُو نَ َفقَدْ جَآءُوا ظُلْما َوزُورا *‬
‫وَقَاُلوَاْ أَ سَاطِيُ الوّلِيَ اكَْتَتبَهَا َفهِ َي تُمَْل َى عََليْ ِه ُبكْ َرةً َوأَ صِيلً * ُقلْ أَنزَلَ ُه الّذِي َيعْلَ ُم ال سّرّ فِي ال سّمَاوَاتِ‬
‫ط َغفُورا رّحِيما‬‫وَالرْضططططططططططِ ِإنّهططططططططططُ كَانططططططططط َ‬
‫يقول تعال م با عن سخافة عقول الهلة من الكفار ف قول م عن القرآن {إن هذا إل إ فك} أي‬
‫كذب {افتراه} يعنون ال نب صلى ال عل يه و سلم {وأعا نه عل يه قوم آخرون} أي وا ستعان على ج عه‬
‫بقوم آخر ين‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬ف قد جاءوا ظلما وزورا} أي ف قد افتروا هم قو ًل باطلً‪ ,‬و هم يعلمون‬
‫أنه باطل‪ ,‬ويعرفون كذب أنفسهم فيما يزعمون {وقالوا أساطي الولي اكتتبها} يعنون كتب الوائل‬
‫أي استنسخها {فهي تلى عليه} أي تقرأ عليه {بكرة وأصيل} أي ف أول النهار وآخره‪ ,‬وهذا الكلم‬
‫‪272‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لسخافته وكذبه وبته منهم يعلم كل أحد بطلنه‪ ,‬فإنه قد علم بالتواتر وبالضرورة أن ممدا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يكن يعان شيئا من الكتابة ل ف أول عمره ول ف آخره‪ ,‬وقد نشأ بي أظهرهم‬
‫من أول مولده إل أن بعثه ال نوا من أربعي سنة‪ ,‬وهم يعرفون مدخله ومرجه وصدقه ونزاهته وبره‬
‫وأمانته وبعده عن الكذب والفجور وسائر الخلق الرذيلة‪ ,‬حت إنم كانوا يسمونه ف صغره وإل أن‬
‫ب عث الم ي‪ ,‬ل ا يعلمون من صدقه وبره‪ ,‬فل ما أكر مه ال ب ا أكر مه به ن صبوا له العداوة ورموه بذه‬
‫القوال الت يعلم كل عاقل براءته منها‪ ,‬وحاروا فيما يقذفونه به‪ ,‬فتارة من إفكهم يقولون ساحر‪ ,‬وتارة‬
‫يقولون شاعطر‪ ,‬وتارة يقولون منون‪ ,‬وتارة يقولون كذاب‪ ,‬وقال ال تعال‪{ :‬انظطر كيطف ضربوا لك‬
‫المثال فضلوا فل يستطيعون سبيلً} وقال تعال ف جواب ما عاندوا ههنا وافتروا {قل أنزله الذي يعلم‬
‫ال سر ف ال سموات والرض} الَ ية‪ ,‬أي أنزل القرآن الشت مل على أخبار الول ي والَخر ين إخبارا حقا‬
‫صدقا مطابقا للواقع ف الارج ماضيا ومستقبلً {الذي يعلم السر} أي ال الذي يعلم غيب السموات‬
‫والرض‪ ,‬ويعلم السطططططططططرائر كعلمطططططططططه بالظواهطططططططططر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إنه كان غفورا رحيما} دعاء لم إل التوبة والنابة وإخبار لم بأن رحته واسعة وأن‬
‫حل مه عظ يم وأن من تاب إل يه تاب عل يه‪ ,‬فهؤلء مع كذب م وافترائ هم وفجور هم وبتان م وكفر هم‬
‫وعناد هم وقول م عن الر سول والقرآن ما قالوا يدعو هم إل التو بة والقلع ع ما هم ف يه إل ال سلم‬
‫والدى‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬لقد كفر الذين قالوا إن ال ثالث ثلثة وما من إله إل إله واحد وإن ل ينتهوا‬
‫عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * أفل يتوبون إل ال ويستغفرونه وال غفور رحيم}‬
‫وقال تعال‪{ :‬إن الذين فتنوا الؤمني والؤمنات ث ل يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولم عذاب الريق} قال‬
‫السطن البصطري‪ :‬انظروا إل هذا الكرم والود قتلوا أولياءه وهطو يدعوهطم إل التوبطة والرحةط‪.‬‬

‫** وَقَالُوْا مَا ِلهَـذَا الرّ سُو ِل َيأْكُلُ ال ّطعَا مَ َويَمْشِي فِي ال ْسوَاقِ َلوْل أُن ِزلَ إَِليْ هِ مَلَ كٌ َفَيكُو َن َمعَ ُه نَذِيرا *‬
‫ل مّس ْطحُورا * انظُرْ‬ ‫َأوْ يُ ْل َقىَ إَِليْهِط َكنْزٌ َأوْ تَكُونُطلَهُط َجّنةٌ َيأْكُ ُل ِمنْهَا وَقَالَ الظّالِمُونَطإِن َتّتبِعُونَطإِلّ رَ ُج ً‬
‫ستَطِيعُونَ َسبِيلً * تَبَارَ كَ الّذِ يَ إِن شَآءَ َجعَلَ لَ كَ َخيْرا مّن ذَلِ كَ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ضلّواْ َف َ‬
‫ك ال ْمثَالَ َف َ‬‫ض َربُواْ لَ َ‬
‫َكيْ فَ َ‬
‫ب بِال سّاعَةِ‬‫جعَل لّ كَ قُ صُورا * بَلْ كَ ّذبُواْ بِال سّا َع ِة َوَأعْتَ ْدنَا لِمَن َكذّ َ‬ ‫حِتهَا الْنهَا ُر َويَ ْ‬‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬
‫َجنّا ٍ‬
‫ضيّقا ّمقَ ّرنِيَ َد َعوْاْ‬‫َسعِيا * إِذَا َرَأْتهُ ْم مّن ّمكَا نٍ َبعِيدٍ سَ ِمعُواْ َلهَا َت َغيّظا وَزَفِيا * َوإَذَآ أُْلقُوْا ِمْنهَا َمكَانا َ‬
‫ط ُثبُورا وَاحِدا وَا ْدعُواْ ُثبُورا َكثِيا‬ ‫ط ُثبُورا * ّل تَ ْدعُوْا اْليَوْمطططططططط َ‬ ‫هُنَالِكطططططططط َ‬

‫‪273‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يب تعال عن تعنت الكفار وعنادهم وتكذيبهم للحق بل حجة ول دليل منهم‪ ,‬وإنا تعللوا بقولم‬
‫{ما لذا الرسول يأكل الطعام} يعنون كما نأكله ويتاج إليه كما نتاج إليه {ويشي ف السواق} أي‬
‫يتردد في ها وإلي ها طلبا للتك سب والتجارة {لول أنزل إل يه ملك فيكون م عه نذيرا} يقولون‪ :‬هل أنزل‬
‫إليه ملك من عند ال فيكون له شاهدا على صدق ما يدعيه‪ ,‬وهذا كما قال فرعون {فلول ألقي عليه‬
‫أ سورة من ذ هب أوجاء م عه اللئ كة مقترن ي} وكذلك قال هؤلء على ال سواء تشاب ت قلوب م‪ ,‬ولذا‬
‫قالوا {أو يل قى إل يه ك ن} أي علم ك ن ين فق م نه {أو تكون له ج نة يأ كل من ها} أي ت سي م عه ح يث‬
‫سار‪ ,‬وهذا كله سهل يسي على ال ولكن له الكمة ف ترك ذلك وله الجة البالغة {وقال الظالون إن‬
‫تتبعون إل رجلً مسطحورا} قال ال تعال‪{ :‬انظطر كيطف ضربوا لك المثال فضلوا} أي جاءوا باط‬
‫يقذفونك به ويكذبون به عليك من قولم ساحر مسحور منون كذاب شاعر‪ ,‬وكلها أقوال باطلة‪ ,‬كل‬
‫أ حد م ن له أد ن ف هم وع قل يعرف كذب م وافتراء هم ف ذلك‪ ,‬ولذا قال {فضلوا} عن طر يق الدى‬
‫{فل يستطيعون سبيلً} وذلك أن كل من خرج عن الق وطريق الدى‪ ,‬فإنه ضال حيثما توجه‪ ,‬لن‬
‫القطططط واحططططد ومنهجططططه متحططططد يصططططدق بعضططططه بعضا‪.‬‬
‫ث قال تعال مبا نبيه أنه إن شاء لَتاه خيا ما يقولون ف الدنيا وأفضل وأحسن‪ ,‬فقال {تبارك الذي‬
‫إن شاء جعل لك خيا من ذلك} الَية‪ ,‬قال ماهد‪ :‬يعن ف الدنيا‪ ,‬قال‪ :‬وقريش يسمون كل بيت من‬
‫حجارة قصرا كبيا كان أو صغيا‪ ,‬قال سفيان الثوري عن حبيب بن أب ثابت عن خيثمة‪ :‬قيل للنب‬
‫صلى ال عل يه و سلم إن شئت أن نعط يك خزائن الرض ومفاتيح ها ما ل نع طه نبيا قبلك‪ ,‬ول نع طي‬
‫أحدا من بعدك ول ينقص ذلك ما لك عند ال‪ ,‬فقال «اجعوها ل ف الَخرة» فأنزل ال عز وجل ف‬
‫ططططططة‪.‬‬ ‫ططططططن ذلك} الَيط‬ ‫ططططططل لك خيا مط‬ ‫ذلك {تبارك الذي إن شاء جعط‬
‫وقوله {بطل كذبوا بالسطاعة} أي إناط يقول هؤلء هكذا تكذيبا وعنادا ل أنمط يطلبون ذلك تبصطرا‬
‫واسطترشادا بطل تكذيبهطم بيوم القيامطة يملهطم على قول مطا يقولونطه مطن هذه القوال {وأعتدنطا} أي‬
‫أرصدنا {لن كذب بالساعة سعيا} أي عذابا أليما حارا ل يطاق ف نار جهنم‪ .‬قال الثوري عن سلمة‬
‫بن كهيل عن سعيد بن جبي {السعي} واد من قيح جهنم‪ .‬وقوله {إذا رأتم} أي جهنم {من مكان‬
‫بع يد} يع ن ف مقام الح شر‪ .‬قال ال سدي‪ :‬من م سية مائة عام { سعوا ل ا تغيظا وزفيا} أي حنقا‬
‫عليهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إذاألقوا فيها سعوا لا شهيقا وهي تفور تكاد تيز من الغيظ} أي يكاد ينفصل‬
‫طططر بال‪.‬‬ ‫طططن كفط‬ ‫طططا على مط‬ ‫طططن شدة غيظهط‬ ‫طططض مط‬ ‫طططن بعط‬ ‫طططا عط‬ ‫بعضهط‬

‫‪274‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا إدريس بن حات بن الحنف الواسطي أنه سع ممد بن السن الواسطي‬
‫عن أصبغ بن زيد عن خالد بن كثي‪ ,‬عن خالد بن دريك بإسناده عن رجل من أصحاب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬قال رسول ال‪« :‬من يقل علي ما ل أقل‪ ,‬أو ادعى إل غي والديه‪ ,‬أو انتمى إل غي‬
‫مواليه فليتبوأ مقعده من النار ط وف رواية ط فليتبوأ بي عين جهنم مقعدا» قيل‪ :‬يا رسول ال وهل لا‬
‫من عيني ؟ قال «أما سعتم ال يقول {إذا رأتم من مكان بعيد} الَية‪ ,‬ورواه ابن جرير عن ممد بن‬
‫خداش عن ممد بن يزيد الواسطي به‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب حدثنا علي بن ممد الطنافسي‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫بكر بن عياش عن عيسى بن سليم عن أب وائل قال‪ :‬خرجنا مع عبد ال يعن ابن مسعود ومعنا الربيع‬
‫بن خيثم‪ ,‬فمروا على حداد‪ ,‬فقام عبد ال ينظر إل حديدة ف النار‪ ,‬ونظر الربيع بن خيثم إليها‪ ,‬فتمايل‬
‫الربيع لي سقط‪ ,‬فمر عبد ال على أتون على شاطىء الفرات‪ ,‬فل ما رآه عبد ال والنار تلتهب ف جو فه‪,‬‬
‫قرأ هذه الَية {إذا رأتم من مكان بعيد سعوا لا تغيظا وزفيا} فصعق‪ ,‬يعن الربيع‪ ,‬وحلوه إل أهل‬
‫بيتطططه‪ ,‬فرابططططه عبطططد ال إل الظهطططر‪ ,‬فلم يفطططق رضطططي ال عنطططه‪.‬‬
‫وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن رجاء‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن أب يي عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬إن‬
‫العبد ليجر إل النار فتشهق إليه شهقة البغلة إل الشعي‪ ,‬ث تزفر زفرة ل يبقى أحد إل خاف‪ ,‬هكذا رواه‬
‫ابن أب حات بأسناده متصرا‪ ,‬وقد رواه المام أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن إبراهيم الدورقي‪,‬‬
‫حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬أخبنا إسرائيل عن أب يي عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬إن الرجل ليجر‬
‫إل النار فتنوي وتنقبض بعضها إل بعض‪ ,‬فيقول لا الرحن‪ :‬ما لك ؟ قالت‪ :‬إنه يستجي من‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫أرسطلوا عبدي‪ ,‬وإن الرجطل ليجطر إل النار فيقول‪ :‬يطا رب مطا كان هذا الظطن بطك‪ ,‬فيقول‪ :‬فمطا كان‬
‫ظ نك ؟ فيقول‪ :‬أن ت سعن رح تك‪ ,‬فيقول‪ :‬أر سلوا عبدي‪ ,‬وإن الر جل لي جر إل النار فتش هق إل يه النار‬
‫شهقططة البغلة إل الشعيطط‪ ,‬وتزفططر زفرة ل يبقططى أحططد إل خاف‪ ,‬وهذا إسططناد صططحيح‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا مع مر عن منصور عن ما هد عن عب يد بن عم ي ف قوله {سعوا لا تغيظا‬
‫وزفيا} قال‪ :‬إن جهنم لتزفر زفرة ليبقى ملك مقرب ول نب مرسل إل خرّ لوجهه ترتعد فرائصه‪ ,‬حت‬
‫إن إبراه يم عل يه ال سلم ليج ثو على ركبت يه ويقول‪ :‬رب لأ سألك اليوم إل نف سي‪ .‬وقوله {وإذا ألقوا‬
‫منهامكانا ضيقا مقرني} قال قتادة عن أب أيوب عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬مثل الزج ف الرمح‪ ,‬أي‬
‫من ضيقه‪ ,‬وقال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن نافع بن يزيد عن يي بن أب أسيد يرفع الديث إل رسول‬
‫اللهصلى ال عليه وسلم‪ ,‬أنه سئل عن قول ال {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرني} قال«والذي نفسي‬
‫بيده‪ ,‬إنمططط ليسطططتكرهون فططط النار كمطططا يسطططتكره الوتطططد فططط الائط»‬
‫‪275‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {مقرنيط} قال أبطو صطال‪ :‬يعنط مكتفيط {دعوا هنالك ثبورا} أي بالويطل والسطرة واليبطة‬
‫{لتدعوا اليوم ثبورا واحدا} الَية‪ .‬روى المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن‬
‫يزيد عن أنس بن مالك أن رسول اللهصلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أول من يكسى حلة من النار إبليس‪,‬‬
‫فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من بعده‪ ,‬وهو ينادي ياثبوراه‪ ,‬وينادون ياثبورهم حت‬
‫يقفوا على النار‪ ,‬فيقول يطا ثبوراه ويقولون ياثبورهطم‪ ,‬فيقال لمط ل تدعوا اليوم ثبورا واحدا‪ ,‬وادعوا‬
‫ثبورا كثيا» ل يرجه أحد من أصحاب الكتب الستة‪ .‬ورواه ابن أب حات عن أحد بن سنان عن عفان‬
‫به‪ ,‬ورواه ابن جرير من حديث حاد بن سلمة به‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس ف قوله {لتدعوا اليوم‬
‫ل كثيا‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬الثبور اللك‪,‬‬ ‫ثبورا واحدا} الَيططة‪ ,‬أي لتدعوا اليوم ويلً واحدا‪ ,‬وادعوا وي ً‬
‫والظهطر أن الثبور يمطع اللك والويطل والسطار والدمار‪ ,‬كمطا قال موسطى لفرعون {وإنط لظنطك‬
‫يافرعون مثبورًا} أي هالكا‪ .‬وقال عبططططططططططد ال بططططططططططن الزبعري‪:‬‬
‫إذ أجاري الشيطان فططططط سطططططنن الغطططططططي ومطططططن مال ميله مثبور)‬

‫** ُقلْ أَذَلِ كَ َخيْرٌ أَ مْ َجّن ُة الْخُ ْل ِد اّلتِي َوعِ َد الْ ُمّتقُو نَ كَانَ تْ َلهُ مْ جَزَآ ًء َومَ صِيا * ّل ُه مْ فِيهَا مَا يَشَآءُو نَ‬
‫طئُولً‬‫ط َوعْدا مّسطططططط ْ‬ ‫ط عََلىَ َربّكطططططط َ‬ ‫خَالِدِينطططططططَ كَانطططططط َ‬
‫يقول تعال‪ :‬يطا ممطد هذا الذي وصطفناه لك مطن حال الشقياء الذيطن يشرون على وجوههطم إل‬
‫جهنم‪ ,‬فتلقاهم بوجه عبوس وبغيظ وزفي‪ ,‬ويلقون ف أماكنها الضيق مقرني ل يستطيعون حراكا ول‬
‫استنصارا ول فكاكا ما هم فيه‪ ,‬أهذا خي أم جنة اللد الت وعدها ال التقي من عباده‪ ,‬الت أعدها لم‬
‫وجعلها لم جزاء ومصيا على ماأطاعوه ف الدنيا‪ ,‬وجعل مآلم إليها {لم فيها ما يشاءون} من اللذ‬
‫من مآ كل ومشارب ومل بس وم ساكن ومرا كب ومنا ظر‪ ,‬وغ ي ذلك ما لع ي رأت ول أذن سعت‪,‬‬
‫ول خطر على قلب أحد‪ ,‬وهم ف ذلك خالدون أبدا دائما سرمدا بلانقطاع ول زوال ول انقضاء ول‬
‫يبغون عن ها حولً‪ ,‬وهذا من و عد ال الذي تف ضل به علي هم وأح سن به إلي هم‪ ,‬ولذا قال {كان على‬
‫ربك وعدا مسؤولً} أي لبد أن يقع وأن يكون كما حكاه أبو جعفر بن جرير عن بعض علماء العربية‬
‫أن معنطططططططططططط قوله {وعدا مسططططططططططططئولً} أي وعدا واجبا‪.‬‬
‫وقال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {كان على ربك وعدا مسئولً} يقول‪ :‬سلوا الذي وعدتكم‬
‫ط أو قال وعدناكم ط ننجز وعدهم وتنجزوه‪ ,‬وقال ممد بن كعب القرظي ف قوله {كان على ربك‬

‫‪276‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعدا مسئولً} إن اللئكة تسأل لم ذلك {ربنا وأدخلهم جنات عدن الت وعدتم} وقال أبو حازم‪:‬‬
‫إذا كان يوم القيامة‪ ,‬قال الؤمنون‪ :‬ربنا عملنا لك بالذي أمرتنا فأنز لنا ما وعدتنا‪ ,‬فذلك قوله {وعدا‬
‫مسئولً} وهذا القام ف هذه السورة من ذكر النار‪ ,‬ث التنبيه على حال أهل النة‪ ,‬كما ذكر تعال ف‬
‫سورة الصافات حال أهل النة وما فيها من النضرة والبور‪ ,‬ث قال {أذلك خي نزل أم شجرة الزقوم *‬
‫إ نا جعلناها فتنة للظال ي * إن ا شجرة ترج ف أ صل الح يم * طلع ها كأنه رؤوس الشياط ي * فإن م‬
‫لَكلون من ها فمالئون منها البطون * ث إن ل م علي ها لشو با من ح يم * ث إن مرجع هم لل الح يم *‬
‫إنمطططط ألفوا آباءهططططم ضاليطططط * فهططططم على آثارهططططم يهرعون}‪.‬‬

‫سبِيلَ *‬‫ضلّوا ال ّ‬‫** َوَيوْ مَ َيحْشُ ُرهُ ْم َومَا َيعْبُدُو َن مِن دُو نِ اللّ هِ َفَيقُولُ َأأَنتُ مْ أَضْلَ ْلتُ ْم ِعبَادِي َهؤُلَءِ أَ مْ هُ مْ َ‬
‫ك مِ نْ َأوِْليَآءَ وَلَ ـكِن ّمّتعَْتهُ مْ وَآبَآ َءهُ مْ َحتّ َى نَ سُواْ‬
‫قَالُواْ ُسبْحَانَكَ مَا كَا َن يَنبَغِي لَنَآ أَن ّنتّخِذَ مِن دُونِ َ‬
‫ستَطِيعُونَ صَرْفا وَ َل نَ صْرا َومَن يَظْلِم مّنكُ مْ‬ ‫الذّكْ َر وَكَانُواْ َقوْما بُورا * َفقَدْ كَ ّذبُوكُ ْم بِمَا َتقُولُو نَ فَمَا تَ ْ‬
‫ط عَذَابا َكبِيا‬ ‫نُذِقْهططططططططططططططططططططططططططططططططططط ُ‬
‫يقول تعال مبا عما يقع يوم القيامة من تقريع الكفار ف عبادتم من عبدوا من دون ال من اللئكة‬
‫وغيهطم‪ ,‬فقال {ويوم يشرهطم ومطا يعبدون مطن دون ال} قال ماهطد‪ :‬هوعيسطى والعزيطر واللئكطة‬
‫{فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلء} الَية‪ ,‬أي فيقول تبارك وتعال للمعبودين‪ :‬أأنتم دعوت هؤلء إل‬
‫عبادت كم من دو ن‪ ,‬أم هم عبدو كم من تلقاء أنف سهم من غ ي دعوة من كم ل م ؟ ك ما قال ال تعال‪:‬‬
‫{وإذ قال ال يا عيسى ابن مري أأنت قلت للنا اتذون وأمي إلي من دون ال ؟ قال‪ :‬سبحانك ما‬
‫يكون ل أن أقول ما ليس‪ .‬ل بق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما ف نفسي ول علم ما ف نفسك إنك‬
‫أنت علم الغيوب ما قلت لم إل ما أمرتن به} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال مبا عما ييب به العبودون يوم‬
‫القيامة {قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء} قرأ الكثرون بفتح النون من‬
‫قوله {نت خذ من دو نك من أولياء} أي ل يس للخلئق كل هم أن يعبدوا أحدا سواك ل ن ن ول هم‪,‬‬
‫فنحن ما دعوناهم إل ذلك‪ ,‬بل هم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم من غي أمرنا ول رضانا‪ , ,‬ونن برآء‬
‫منهم ومن عبادتم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ويوم يشرهم جيعا ث يقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون‬
‫قالوا سبحانك} الَ ية‪ ,‬وقرأ آخرون { ما كان ينب غي ل نا أن نت خذ من دو نك من أولياء} أي ما ينب غي‬
‫ل حد أن يعبد نا فإ نا عب يد لك فقراء إل يك‪ ,‬و هي قري بة الع ن من الول {ول كن متعتهم وآباءهم} أي‬

‫‪277‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طال عليهم العمر حت نسوا الذكر‪ ,‬أي نسوا ما أنزلته إليهم على ألسنة رسلك من الدعوة إل عبادتك‬
‫وحدك ل شريك لك {وكانوا قوما بورا} قال ابن عباس‪ :‬أي هلكى‪ ,‬وقال السن البصري ومالك عن‬
‫الزهري‪ :‬أي ل خيطططط فيهططططم‪ .‬وقال ابططططن الزبعري حيطططط أسططططلم‪:‬‬
‫يططططا رسططططول الليططططك إن لسططططانياتق مططططا فتقططططت إذ أنططططا بور‬
‫إذ أجاري الشيطان فططططط سطططططنن الغطططططططي ومطططططن مال ميله مثبور‬
‫وقال ال تعال‪{ :‬فقد كذبوكم با تقولون} أي فقد كذبكم الذين عبدت من دون ال فيما زعمتم أنم‬
‫لكطم أولياء وأنمط يقربونكطم إل ال زلفطى‪ ,‬كقوله تعال {ومطن أضطل منط يدعطو مطن دون ال مطن ل‬
‫يستجيب له إل يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لم أعداء وكانوا بعبادتم‬
‫كافريطن} وقوله {فمطا تسطتطيعون صطرفا ول نصطرا} أي ل يقدرون على صطرف العذاب عنهطم ول‬
‫النتصططار لنفسططهم {ومططن يظلم منكططم} أي يشرك بال {نذقططه عذابا كططبيا}‪.‬‬

‫ق وَ َجعَ ْلنَا َب ْعضَكُمْ ِلَبعْضٍ‬


‫ك مِ َن الْ ُمرْسَِليَ إِلّ ِإّنهُمْ َليَأْكُلُونَ ال ّطعَا َم َويَمْشُونَ فِي ال ْسوَا ِ‬
‫** َومَآ أَرْسَ ْلنَا َقبْلَ َ‬
‫ط بَصططططططططِيا‬ ‫ِفْتنَةً َأتَصططططططططْبِرُو َن وَكَانططططططططَ َربّكططططططط َ‬
‫يقول تعال م با عن ج يع من بع ثه من الر سل التقدم ي‪ :‬أن م كانوا يأكلون الطعام ويتاجون إل‬
‫التغذي به‪ ,‬ويشون ف السواق للتكسب والتجارة‪ ,‬وليس ذلك بناف لالم ومنصبهم‪ ,‬فإن ال تعال‬
‫ج عل ل م من ال سمات ال سنة وال صفات الميلة والقوال الفاضلة والعمال الكاملة والوارق الباهرة‬
‫والدلة الظاهرة‪ ,‬ما ي ستدل به كل ذي لب سليم وب صية م ستقيمة على صدق ما جاؤوا به من ال‪,‬‬
‫ونظ ي هذه الَ ية الكري ة قوله تعال‪{ :‬و ما أر سلنا من قبلك إل رجال نو حي إلي هم من أ هل القرى}‬
‫وقوله {ومطا جعلناهطم جسطدا ل يأكلون الطعام} الَيطة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وجعلنطا بعضكطم لبعطض فتنطة‬
‫أت صبون} أي اختب نا بعض كم بب عض‪ ,‬وبلو نا بعض كم بب عض‪ ,‬لنعلم من يط يع م ن يع صي‪ ,‬ولذا قال‬
‫{أتصبون وكان ربك بصيا} أي بن يستحق أن يوحي إليه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وال أعلم حيث يعل‬
‫رسططالته} ومططن يسططتحق أن يهديططه ال لاطط أرسططلهم بططه ومططن ل يسططتحق ذلك‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق ف قوله‪{ :‬وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبون} قال‪ :‬يقول ال‪ :‬لو شئت أن‬
‫أج عل الدن يا مع ر سلي فل يالفون لفعلت‪ ,‬ولك ن قد أردت أن أبتلي العباد ب م وأبتلي كم ب م‪ .‬و ف‬
‫صحيح م سلم عن عياض بن عماد عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «يقول ال تعال إ ن مبتل يك‬

‫‪278‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومبتلٍ بك» و ف ال سند عن ر سول ال صلى ال عليه وسلم «لو شئت لجرى ال معي جبال الذ هب‬
‫والف ضة» و ف ال صحيح أ نه عل يه أف ضل ال صلة وال سلم خ ي ب ي أن يكون نبيا ملكا أو عبدا ر سولً‪,‬‬
‫فاختار أن يكون عبدا رسطططططططططططططططططططططططططططططططولً‪.‬‬

‫سهِ ْم َو َعَتوْا‬
‫لئِ َكةُ َأ ْو نَرَىَ َرّبنَا َلقَ ِد ا سَْت ْكبَرُواْ فِ يَ أَنفُ ِ‬
‫** وَقَالَ الّذِي نَ َل يَرْجُو نَ ِلقَآ َءنَا َلوْلَ ُأنْزِ َل عََلْينَا الْ َم َ‬
‫ج ِرمِيَ َوَيقُولُو نَ حِجْرا مّحْجُورا * وَقَ ِدمْنَآ إَِلىَ‬ ‫لِئ َكةَ َل بُشْرَىَ َيوْ َمئِذٍ لّ ْلمُ ْ‬ ‫عُُتوّا َكبِيا * َيوْ َم يَ َروْ نَ الْ َم َ‬
‫ط ُن َمقِيلً‬ ‫طَتقَرّا َوأَحْس َ‬ ‫جّن ِة َي ْومَئِذٍ َخيْ ٌر مّس ْ‬‫ب الْ َ‬‫طحَا ُ‬ ‫ط َهبَآ ًء مّنثُورا * أَص ْ‬ ‫جعَ ْلنَاه ُ‬‫ط عَمَلٍ فَ َ‬ ‫مَطا عَمِلُوْا مِن ْ‬
‫يقول تعال م با عن تع نت الكفار ف كفر هم‪ ,‬وعناد هم ف قول م {لول أنزل علي نا اللئ كة} أي‬
‫بالرسالة كما تنل على النبياء‪ ,‬كما أخب ال عنهم ف الَية الخرى {قالوا لن نؤمن حت نؤتى مثل ما‬
‫أو ت ر سل ال} ويت مل أن يكون مراد هم هه نا {لول أنزل علي نا اللئ كة} فنرا هم عيانا فيخبو نا أن‬
‫ممدا رسول ال‪ ,‬كقولم {حت تأت بال واللئكة قبيل} وقد تقدم تفسيها ف سورة سبحان‪ ,‬ولذا‬
‫قالوا‪{ :‬أو نرى ربنطا} ولذا قال ال تعال‪{ :‬لقطد اسطتكبوا فط أنفسطهم وعتوا عتوا كطبيا} وقطد قال‬
‫تعال‪{ :‬ولو أننا نزّلنا إليهم اللئكة وكلمهم الوتى} الَية‪ ).‬وقوله تعال‪{ :‬يوم يرون اللئكة ل بشرى‬
‫يومئذ للمجرمي ويقولون حجرا مجورا} أي هم ل يرون اللئكة ف يوم خي لم‪ ,‬بل يوم يرونم ل‬
‫بشرى يومئذ لم‪ ,‬وذلك يصدق على وقت الحتضار حي تبشرهم اللئكة بالنار‪ ,‬والغضب من البار‪,‬‬
‫فتقول اللئكة للكا فر ع ند خروج رو حه‪ ,‬اخر جي أيتها النفس البيثة ف ال سد البيث‪ ,‬اخر جي إل‬
‫سوم وحيم وظل من يموم‪ ,‬فتأب الروج وتتفرق ف البدن فيضربونه‪ ,‬كما قال ال تعال‪{ :‬ولو ترى‬
‫إذ يتو ف الذ ين كفروا اللئ كة يضربون وجوه هم وأدبار هم} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الظالون‬
‫ف غمرات الوت واللئ كة با سطوا أيدي هم} أي بالضرب {أخرجوا أنف سكم اليوم تزون عذاب الون‬
‫با كن تم تقولون على ال غ ي ال ق وكنتم عن آيا ته ت ستكبون} ولذا قال ف هذه الَ ية الكري ة {يوم‬
‫يرون اللئ كة ل بشرى يومئذ للمجرم ي} وهذا بلف حال الؤمن ي حال احتضار هم‪ ,‬فإن م يبشرون‬
‫باليات‪ ,‬وحصول ال سرات‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إن الذين قالوا ربنا ال ث استقاموا تتنل عليهم اللئكة‬
‫أن ل تافوا ول تزنوا وأبشروا بال نة ال ت كن تم توعدون * ن ن أولياؤ كم ف الياة الدن يا و ف الَخرة‬
‫ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلً من غفور رحيم}‪ .‬وف الديث الصحيح عن‬
‫الباء بن عازب‪ :‬أن اللئكة تقول لروح الؤمن‪ :‬اخرجي أيتها النفس الطيبة ف السد الطيب إن كنت‬

‫‪279‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعمري نه‪ ,‬اخر جي إل روح وريان ورب غ ي غضبان‪ .‬و قد تقدم الد يث ف سورة إبراه يم ع ند قوله‬
‫تعال‪{ :‬يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الَخرة ويضل ال الظالي ويفعل ال ما‬
‫يشاء}‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل الراد بقوله {يوم يرون اللئ كة ل بشرى} يع ن يوم القيا مة‪ ,‬قاله ما هد والضحاك‬
‫وغيه ا‪ ,‬ول منافاة ب ي هذا و ما تقدم‪ ,‬فإن اللئ كة ف هذ ين اليوم ي‪ :‬يوم المات ويوم العاد‪ ,‬تتجلى‬
‫للمؤمن ي وللكافر ين‪ ,‬فتب شر الؤمن ي بالرح ة والرضوان‪ ,‬وت ب الكافر ين بالي بة وال سران‪ ,‬فل بشرى‬
‫يومئذ للمجرميط {ويقولون حجرا مجورا} أي وتقول اللئكطة للكافريطن‪ :‬حرام مرم عليكطم الفلح‬
‫اليوم‪ .‬وأ صل ال جر ال نع وم نه يقال ح جر القا ضي على فلن إذا من عه الت صرف‪ ,‬إ ما لفلس أو سفه أو‬
‫صغر أو نو ذلك‪ ,‬ومنه سي الجر عند البيت الرام‪ ,‬لنه ينع الطواف أن يطوفوا فيه‪ ,‬وإنا يطاف من‬
‫ورائه‪ ,‬وم نه يقال للع قل ح جر‪ ,‬ل نه ي نع صاحبه عن تعا طي ما ل يل يق‪ ,‬والغرض أن الضم ي ف قوله‬
‫{ويقولون} عائد على اللئ كة‪ ,‬هذا قول ما هد وعكر مة وال سن والضحاك وقتادة وعط ية العو ف‬
‫طططر‪.‬‬ ‫طططن جريط‬ ‫طططد واختاره ابط‬ ‫ططط واحط‬ ‫طططيف وغيط‬ ‫طططان وخصط‬ ‫وعطاء الراسط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا موسى يعن ابن قيس‪ ,‬عن عطية العوف عن أب‬
‫سعيد الدري ف الَية {ويقولون حجرا مجورا} قال‪ :‬حراما مرما أن يبشر با يبشر به التقون‪ .‬وقد‬
‫حكى ابن جرير عن ابن جريج أنه قال ذلك من كلم الشركي {يوم يرون اللئكة} أي يتعوذون من‬
‫اللئكطة‪ ,‬وذلك أن العرب كانوا إذا نزل بأحدهطم نازلة أو شدة يقول {حجرا مجورا} وهذا القول‬
‫وإن كان له مأخذ ووجه‪ ,‬ولكنه بالنسبة إل السياق بعيد ل سيما وقد نص المهور على خلفه‪ ,‬ولكن‬
‫قد روى ابن أب نيح عن ماهد أنه قال ف قوله {حجرا مجورا} أي عوذا معاذا فيحتمل أنه أراد ما‬
‫ذكره ابن جريج‪ ,‬ولكن ف رواية ابن أب حات عن ابن أب نيح عن ماهد أنه قال {حجرا مجورا}‬
‫عوذا معاذا اللئكطططططططططططططة تقول ذلك‪ ,‬فطططططططططططططا ل أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال {وقدم نا إل ما عملوا من ع مل} الَ ية‪ ,‬هذا يوم القيا مة ح ي يا سب ال العباد على ما‬
‫عملوه من الي والشر‪ ,‬فأخب أنه ل يصل لؤلء الشركي من العمال الت ظنوا أنا منجاة لم شيء‪,‬‬
‫وذلك لناط فقدت الشرط الشرعطي إمطا الخلص فيهطا وإمطا التابعطة لشرع ال‪ .‬فكطل عمطل ل يكون‬
‫خالصا وعلى الشريعة الرضية فهو باطل‪ ,‬فأعمال الكفار ل تلو من واحد من هذين‪ ,‬وقد تمعهما معا‬
‫فتكون أب عد من القبول حينئذ‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقدم نا إل ما عملوا من ع مل فجعلناه هباء منثورا}‬
‫قال ماهطد والثوري {وقدمنطا} أي عمدنطا‪ ,‬وكذا قال السطدي‪ ,‬وبعضهطم يقول‪ :‬أتينطا عليطه‪.‬‬
‫‪280‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فجعلناه هباء منثورا} قال سفيان الثوري عن أ ب إسحاق عن الارث عن علي رضي‬
‫ال عنه ف قوله {هباء منثورا} قال‪ :‬شعاع الشمس إذا دخل الكوة‪ ,‬وكذا روي من غي هذا الوجه عن‬
‫علي وروي مثله عن ابن عباس وماهد وعكرمة وسعيد بن جبي والسدي والضحاك وغيهم‪ ,‬وكذا قال‬
‫السن البصري‪ :‬هو الشعاع ف كوة أحدهم‪ ,‬ولو ذهب يقبض عليه ل يستطع‪ .‬وقال علي بن أب طلحة‬
‫عن ابن عباس {هباء منثورا} قال‪ :‬هو الاء الهراق‪ .‬وقال أبو الحوص عن أب إسحاق عن الارث عن‬
‫علي {هباء منثورا} قال‪ :‬الباء رهطج الدواب‪ ,‬وروي مثله عطن ابطن عباس أيضا والضحاك‪ ,‬وقاله عبطد‬
‫الرحنططططططط بطططططططن زيطططططططد بطططططططن أسطططططططلم‪.‬‬
‫وقال قتادة ف قوله {هباء منثورا} قال‪ :‬أ ما رأ يت ي بس الش جر إذا ذر ته الر يح ؟ ف هو ذلك الورق‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن عاصم بن حكيم عن أب سريع الطائي عن عبيد بن يعلى قال‪ :‬وإن الباء‬
‫الرماد إذا ذرته الريح‪ ,‬وحاصل هذه القوال التنبيه على مضمون الَية‪ ,‬وذلك أنم عملوا أعمالً اعتقدوا‬
‫أن ا على ش يء‪ ,‬فل ما عر ضت على اللك الك يم العدل الذي ل يور ول يظلم أحدا إذا إن ا ل ش يء‬
‫بالكلية‪ ,‬وشبهت ف ذلك بالشيء التافه القي التفرق الذي ل يقدر صاحبه منه على شيء بالكلية‪ ,‬كما‬
‫قال تعال {مثل الذين كفروا بربم أعمالم كرماد اشتدت به الريح} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بال ن والذى ط إل قوله ط ل يقدرون على ش يء م ا ك سبوا} وقال تعال‪:‬‬
‫{والذين كفروا أعمالم كسراب بقيعة يسبه الظمآن ماء حت إذا جاءه ل يده شيئا} وتقدم الكلم‬
‫على تفسططططططططططي ذلك‪ ,‬ول المططططططططططد والنططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيلً} أي يوم القيامة {ل يستوي أصحاب‬
‫النار وأصحاب النة أصحاب النة هم الفائزون} وذلك أن أهل النة يصيون إل الدرجات العاليات‬
‫والغرفات الَمنات‪ ,‬فهم ف مقام أمي حسن النظر طيب القام {خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما}‬
‫وأهطل النار يصطيون إل الدركات السطافلت‪ ,‬والسطرات التتابعات‪ ,‬وأنواع العذاب والعقوبات {إناط‬
‫ساءت م ستقرا ومقاما} أي بئس النل منظرا‪ ,‬وبئس الق يل مقاما‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أ صحاب ال نة‬
‫ط نالوا‪ ,‬وصطاروا إل مطا‬ ‫يومئذ خيط مسطتقرا وأحسطن مقيلً} أي باط عملوه مطن العمال التقبلة نالوا م ا‬
‫صاروا إليه‪ ,‬بلف أهل النار فإنم ليس لم عمل واحد يقتضي دخول النة لم والنجاة من النار‪ ,‬فنبه‬
‫تعال بال السعداء على حال الشقياء‪ ,‬وأنه ل خي عندهم بالكلية‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أصحاب النة يومئذ‬
‫خي مستقرا وأحسن مقيلً} قال الضحاك عن ابن عباس‪ :‬إنا هي ضحوة فيقيل أولياء ال على السرة‬
‫مططططع الور العيطططط‪ ,‬ويقيططططل أعداء ال مططططع الشياطيطططط مقرنيطططط‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال سعيد بن جبي‪ :‬يفرغ ال من الساب نصف النهار‪ ,‬فيقيل أهل النة ف النة‪ ,‬وأهل النار ف‬
‫النار‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬أ صحاب ال نة يومئذ خ ي م ستقرا وأح سن مقيلً}‪ .‬وقال عكر مة‪ :‬إ ن لعرف‬
‫الساعة الت يدخل فيها أهل النة النة وأهل النار النار‪ ,‬وهي الساعة الت تكون ف الدنيا عند ارتفاع‬
‫الضحى الكب إذا انقلب الناس إل أهليهم للقيلولة‪ ,‬فينصرف أهل النار إل النار‪ ,‬وأما أهل النة فينطلق‬
‫ب م إل ال نة فكا نت قيلولت هم ف ال نة‪ ,‬وأطعموا ك بد حوت فأشبع هم كل هم‪ ,‬وذلك قوله {أ صحاب‬
‫النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيلً} وقال سفيان عن ميسرة عن النهال عن أب عبيدة عن عبد ال‬
‫بن مسعود قال‪ :‬ل ينتصف النهار حت يقيل هؤلء وهؤلء‪ ,‬ث قرأ {أصحاب النة يومئذ خي مستقرا‬
‫وأحسططططططن مقيلً} وقرأ {ثطططططط إن مرجعهططططططم لل الحيططططططم}‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس ف قوله {أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيلً} قال‪ :‬قالوا ف‬
‫الغرف من النة‪ ,‬وكان حسابم أن عرضوا على ربم عرضة واحدة‪ ,‬وذلك الساب اليسي‪ ,‬وهو مثل‬
‫قوله تعال‪{ :‬فأ ما من أو ت كتا به بيمي نه ف سوف يا سب ح سابا ي سيا * وينقلب إل أهله م سرورا}‪.‬‬
‫وقال قتادة {خي مستقرا وأحسن مقيلً} مأوى ومنلً‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وحدث صفوان بن مرز أنه قال‪:‬‬
‫ياء برجل ي يوم القيا مة أحده ا كان ملكا ف الدن يا إل المرة والبياض‪ ,‬فيحا سب فإذا ع بد ل يع مل‬
‫خيا قط فيؤمر به إل النار‪ ,‬والَخر كان صاحب كساء ف الدنيا فيحاسب فيقول‪ :‬يا رب ما أعطيتن‬
‫من شيء فتحاسبن به‪ ,‬فيقول ال‪ :‬صدق عبدي فأرسلوه فيؤمر به إل النة‪ ,‬ث يتركان ما شاء ال‪ ,‬ث‬
‫يدعى صاحب النار فإذا هو مثل الممة السوداء‪ ,‬فيقال له‪ :‬كيف وجدت ؟ فيقول‪ :‬شر مقيل‪ ,‬فيقال‬
‫له‪ :‬عد‪ ,‬ث يدعى بصاحب النة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر‪ ,‬فيقال له‪ :‬كيف وجدت ؟ فيقول‪ :‬رب‬
‫خي مقيل‪ ,‬فيقال له‪ :‬عد‪ .‬رواها ابن أب حات كلها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يونس أنبأنا ابن وهب‪,‬‬
‫أنبأنا عمرو بن الارث أن سعيدا الصواف حدثه أنه بلغه أن يوم القيامة يقصر على الؤمن حت يكون‬
‫ك ما ب ي الع صر إل غروب الش مس‪ ,‬وإن م ليقيلون ف رياض ال نة ح ت يفرغ من الناس‪ ,‬وذلك قوله‬
‫تعال‪{ :‬أصططططحاب النططططة يومئذ خيطططط مسططططتقرا وأحسططططن مقيلً}‪.‬‬

‫ك َي ْو َمئِذٍ الْحَ قّ لِل ّرحْمَـ ِن وَكَا َن َيوْما عَلَى‬


‫لئِ َك ُة تَنِيلً * الْ ُملْ ُ‬ ‫شقّ ُق السّمَآ ُء بِاْلغَمَا ِم َونُزّ َل الْ َم َ‬
‫** َوَيوْ َم تَ َ‬
‫ت مَ عَ الرّ سُولِ َسبِيلً * َيوَيَْلتَا َلْيَتنِي‬
‫الْكَافِرِي َن عَ سِيا * َوَيوْ َم َيعَ ضّ الظّالِ ُم عََل َى يَ َديْ ِه َيقُو ُل يََلْيتَنِي اتّخَذْ ُ‬
‫َانط ِللِنْسطَانِ َخذُولً‬ ‫شيْط ُ‬‫َانط ال ّ‬
‫َنط الذّكْ ِر َبعْدَ إِذْ جَآءَن ِي وَك َ‬ ‫خذْ ُفلَنا خَلِيلً * ّلقَدْ أَضَلّن ِي ع ِ‬ ‫َمط أَتّ ِ‬
‫ل ْ‬

‫‪282‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي ب تعال عن هول يوم القيا مة و ما يكون ف يه من المور العظي مة‪ ,‬فمن ها انشقاق ال سماء وتفطر ها‪,‬‬
‫وانفراجها بالغمام وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر البصار‪ ,‬ونزول ملئكة السموات يومئذ فيحيطون‬
‫باللئق ف مقام الحشر‪ ,‬ث ييء الرب تبارك وتعال لفصل القضاء‪ .‬قال ماهد‪ :‬وهذا كما قال تعال‪:‬‬
‫{هططل ينظرون إل أن يأتيهططم ال فطط ظلل مططن الغمام واللئكططة} الَيططة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عمار بن الارث‪ ,‬حدثنا مؤمل‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن‬
‫زيد عن يوسف بن مهران‪ ,‬عن ابن عباس أنه قرأ هذه الَية {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل اللئكة‬
‫تنيلً} قال ابن عباس رضي ال‪ :‬عنهما يمع ال تعال اللق يوم القيامة ف صعيد واحد‪ :‬الن والنس‬
‫والبهائم وال سباع والط ي وج يع اللق‪ ,‬فتن شق ال سماء الدنيا‪ ,‬فينل أهلها وهم أك ثر من ال ن والنس‬
‫ومن جيع اللق‪ ,‬فيحيطون بالن والنس وجيع اللق‪ ,‬ث تنشق السماء الثانية فينل أهلها وهم أكثر‬
‫من أ هل ال سماء الدن يا و من ج يع اللق‪ ,‬فيحيطون باللئ كة الذ ين نزلوا قبل هم وال ن وال نس وج يع‬
‫اللق‪ ,‬ث تنشق السماء الثالثة فينل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الثانية والسماء الدنيا ومن جيع‬
‫اللق فيحيطون باللئكة الذين نزلوا قبلهم وبالن والنس وجيع اللق‪ ,‬ث كذلك كل ساء على ذلك‬
‫التضعيف‪ ,‬حت تنشق السماء السابعة فينل أهلها وهم أكثر من نزل قبلهم من أهل السموات ومن الن‬
‫والنس ومن جيع اللق‪ ,‬فيحيطون باللئكة الذين نزلوا قبلهم من أهل السموات وبالن والنس وجيع‬
‫اللق كل هم‪ ,‬وينل ربنا عز و جل ف ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أك ثر من أهل ال سموات‬
‫السبع ومن الن والنس‪ ,‬وجيع اللق لم قرون كأكعب القنا‪ ,‬وهم تت العرش لم زجل بالتسبيح‬
‫والتهليل والتقديس ل عز وجل‪ ,‬ما بي أخص قدم أحدهم إل كعبه مسية خسمائة عام‪ ,‬وما بي كعبه‬
‫إل ركبته مسية خسمائة عام‪ ,‬وما بن ركبته إل حجزته(‪ )1‬مسية خسمائة عام‪ ,‬وما بي حجزته إل‬
‫ترقو ته م سية خ سمائة عام‪ ,‬و ما ب ي ترقو ته إل مو ضع القرط م سية خ سمائة عام‪ .‬و ما فوق ذلك‬
‫مسططية خسططمائة عام وجهنططم منبتططه‪ ,‬وهكذا رواه ابططن حاتطط بذا السططياق‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثن الجاج عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد‬
‫بن جدعان عن يو سف بن مهران أ نه سع ا بن عباس يقول‪ :‬إن هذه ال سماء إذا انش قت ينل من ها من‬
‫اللئ كة أك ثر من ال نس وال ن‪ ,‬و هو يوم التلق يوم يلت قي أ هل ال سماء وأ هل الرض‪ ,‬فيقول أ هل‬
‫الرض‪ :‬جاء ربنا ؟ فيقولون‪ :‬ل يىء وهو آت‪ ,‬ث تنشق السماء الثانية‪ ,‬ث ساء ساء على قدر ذلك من‬
‫التضعيف إل السماء السابعة‪ ,‬فينل منها من اللئكة أكثر من جيع من نزل من السموات ومن الن‬
‫والنس‪ .‬قال‪ :‬فتنل اللئكة الكروبيون‪ ,‬ث يأت ربنا ف حلة العرش الثمانية بي كعب كل ملك وركبته‬
‫‪283‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مسية سبعي سنة‪ ,‬وبي فخذه ومنكبه مسية سبعي سنة‪ .‬قال‪ :‬وكل ملك منهم ل يتأمل وجه صاحبه‪,‬‬
‫وكل ملك منهم واضع رأسه بي ثدييه‪ ,‬يقول‪ :‬سبحان اللك القدوس‪ ,‬وعلى رؤوسهم شيء مبسوط‬
‫كأنه القباء‪ ,‬والعرش فوق ذلك‪ ,‬ث وقف‪ ,‬فمداره على علي بن زيد بن جدعان‪ ,‬وفيه ضعف وف سياقاته‬
‫غالبا‪ ,‬وفيها نكارة شديدة‪ ,‬وقد ورد ف حديث الصور الشهور قريب من هذا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد قال ال‬
‫تعال‪{ :‬فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت السماء فهي يومئذ واهية * واللك على أرجائها ويمل عرش‬
‫ربك فوقهم يومئذ ثانية} قال شهر بن حوشب‪ :‬حلة العرش ثانية‪ ,‬أربعة منهم يقولون‪ :‬سبحانك اللهم‬
‫وبمدك لك المد على حلمك بعد علمك‪ .‬وأربعة منهم يقولون‪ :‬سبحانك اللهم وبمدك لك المد‬
‫على عفوك بعد قدرتك ورواه ابن جرير عنه‪ .‬وقال أبو بكر بن عبد ال‪ :‬إذا نظر أهل الرض إل العرش‬
‫يه بط علي هم من فوق هم‪ ,‬شخ صت إل يه أب صارهم‪ ,‬ورج فت كل هم ف أجواف هم‪ ,‬وطارت قلوب م من‬
‫مقر ها من صدورهم إل حناجر هم‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬حدث نا ال سي‪ ,‬حدث نا العت مر بن‬
‫سليمان عن عبد الليل عن أب حازم عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬يهبط ال عز وجل حي يهبط‪ ,‬وبينه‬
‫وبيط خلقطه سطبعون ألف حجاب‪ ,‬منهطا النور والظلمطة فيصطوت الاء فط تلك الظلمطة صطوتا تنخلع له‬
‫ط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طن الزاملتيط‬‫طه‪ ,‬ولعله مط‬
‫طن كلمط‬ ‫طن عمرو مط‬ ‫طد ال بط‬ ‫القلوب‪ ,‬وهذا موقوف على عبط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬اللك يومئذ القط للرحنط} الَيطة‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬لنط اللك اليوم ؟ ل الواحطد‬
‫القهار}‪ .‬وف الصحيح أن ال تعال يطوي السموات بيمينه‪ ,‬ويأخذ الرضي بيده الخرى‪ ,‬ث يقول‪ :‬أنا‬
‫اللك أ نا الديان‪ ,‬أ ين ملوك الرض ؟ أ ين البارون‪ ,‬أ ين الت كبون ؟ وقوله {وكان يوما على الكافر ين‬
‫عسيا} أي شديدا صعبا‪ ,‬لنه يوم عدل وقضاء فصل‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فذلك يومئذ يوم عسي * على‬
‫الكافرين غي يسي} فهذا حال الكافرين ف هذا اليوم‪ ,‬وأما الؤمنون فكما قال تعال‪{ :‬ل يزنم الفزع‬
‫الكطططططططططططططططططططب} الَيطططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وروى المام أحد‪ :‬حدثنا حسي بن موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب اليثم عن أب سعيد‬
‫الدري قال‪ :‬قيل يا رسول ال {يوم كان مقداره خسي ألف سنة} ما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «والذي نفسي بيده‪ ,‬إنه ليخفف على الؤمن حت يكون أخف عليه من صلة‬
‫مكتوبة يصليها ف الدنيا» وقوله تعال‪{ :‬ويوم يعض الظال على يديه يقول يا ليتن اتذت مع الرسول‬
‫سبيلً}‪ ,‬يب تعال عن ندم الظال الذي فارق طريق الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وما جاء به من عند‬
‫ال من الق البي الذي ل مرية فيه‪ ,‬وسلك طريقا أخرى غي سبيل الرسول‪ ,‬فإذا كان يوم القيامة ندم‬
‫حيث ل ينفعه الندم‪ ,‬وعض على يديه حسرة وأسفا‪ ,‬وسواء كان سبب نزولا ف عقبة بن أب معيط أو‬
‫‪284‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غيه من الشقياء‪ ,‬فإنا عامة ف كل ظال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يوم تقلب وجوههم ف النار} الَيتي‪ ,‬فكل‬
‫ل {يا ليتن اتذت مع الرسول سبيلً * يا ويلت‬
‫ظال يندم يوم القيامة غاية الندم‪ ,‬ويعض على يديه قائ ً‬
‫ليت ن ل أت ذ فلنا خليلً} يع ن من صرفه عن الدى وعدل به إل طر يق الضلل من دعاة الضللة‪,‬‬
‫وسواء ف ذلك أمية بن خلف أو أخوه أب بن خلف أو غيها‪{ ,‬لقد أضلن عن الذكر} وهو القرآن‬
‫{بعد إذ جاءن} أي بعد بلوغه إلّ‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وكان الشيطان للنسان خذول} أي يذله عن‬
‫طططه‪.‬‬ ‫طططل ويدعوه إليط‬ ‫ططط الباطط‬‫طططتعمله فط‬ ‫طططه‪ ,‬ويسط‬‫طططرفه عنط‬ ‫ططط ويصط‬ ‫القط‬

‫** وَقَالَ الرّ سُولُ َيرَ بّ إِ نّ َق ْومِي اتّخَذُوْا هَـذَا الْقُرْآ َن َمهْجُورا * وَكَذَلِ كَ َجعَ ْلنَا ِلكُ ّل نَبِ ّي عَ ُدوّا مّ َن‬
‫طططططططططِيا‬ ‫ط هَادِيا َونَصط‬ ‫طططططططط َ‬ ‫ج ِرمِيَططططططططط وَ َك َفىَ ِب َربّكط‬ ‫الْمُ ْ‬
‫يقول تعال م با عن ر سوله و نبيه م مد صلى ال عل يه و سلم أ نه قال « يا رب إن قو مي اتذوا هذا‬
‫القرآن مهجورا» وذلك أن الشركيط كانوا ل يصطغون للقرآن ول يسطتمعونه‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وقال‬
‫الذين كفروا ل تسمعوا لذا القرآن والغوا فيه} الَية‪ ,‬فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلم‬
‫ف غيه ح ت ل ي سمعوه‪ .‬فهذا من هجرا نه وترك اليان به وترك ت صديقه من هجرا نه‪ ,‬وترك تدبره‬
‫وتفهمه من هجرانه‪ ,‬وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه‪ ,‬والعدول عنه إل غيه‬
‫من شعر أو قول أو غناء أو لو أو كلم أو طريقة مأخوذة من غيه‪ ,‬من هجرانه‪ ,‬فنسأل ال الكري النان‬
‫القادر على ما يشاء‪ ,‬أن يل صنا م ا ي سخطه‪ ,‬وي ستعملنا في ما يرض يه من ح فظ كتا به وفه مه‪ ,‬والقيام‬
‫بقتضاه آناء الليططل وأطراف النهار على الوجططه الذي يبططه ويرضاه‪ ,‬إنططه كريطط وهاب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكذلك جعلنا لكل نب عدوا من الجرمي} أي كما حصل لك يا ممد ف قومك من‬
‫الذين هجروا القرآن‪ ,‬كذلك كان ف المم الاضي‪ ,‬لن ال جعل لكل نب عدوا من الجرمي‪ ,‬يدعون‬
‫الناس إل ضلل م وكفر هم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وكذلك جعل نا ل كل نب عدوا شياط ي ال نس وال ن}‬
‫الَيتي‪ ,‬ولذا قال تعال ههنا‪{ :‬وكفى بربك هاديا ونصيا} أي لن اتبع رسوله وآمن بكتابه وصدقه‬
‫واتبعطه‪ ,‬فإن ال هاديطه وناصطره فط الدنيطا والَخرة‪ ,‬وإناط قال {هاديا ونصطيا} لن الشركيط كانوا‬
‫يصطدون الناس عطن اتباع القرآن لئل يهتدي أحطد بطه‪ ,‬ولتغلب طريقتهطم طريقطة القرآن‪ ,‬فلهذا قال‬
‫طططة‪.‬‬ ‫ططط} الَيط‬ ‫طططن الجرميط‬ ‫طططب عدوا مط‬ ‫طططل نط‬ ‫طططا لكط‬ ‫{وكذلك جعلنط‬

‫‪285‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ َلوْ َل نُ ّز َل عََليْ ِه اْلقُرْآ نُ جُ ْمَل ًة وَاحِ َدةً َكذَلِ كَ ِلُنَثبّ تَ بِ هِ ُفؤَادَ كَ وَ َرتّ ْلنَا ُه تَ ْرتِيلً * وَلَ‬
‫ح ّق َوأَحْ سَ َن َتفْ سِيا * الّذِي نَ يُحْشَرُو نَ عََل َى وُجُو ِههِ مْ إَِلىَ َج َهنّ مَ ُأوْلَـئِكَ‬ ‫ك بِ َمثَلٍ إِلّ ِجْئنَا كَ بِالْ َ‬‫يَ ْأتُونَ َ‬
‫طبِيلً‬
‫شَ ّر ّمكَانا َوأَضَلّ سطططططططططططططططططططططططططططططططط َ‬
‫يقول تعال م با عن كثرة اعتراض الكفار وتعنت هم وكلم هم في ما ل يعني هم‪ ,‬ح يث قالوا {لول نزل‬
‫عليطه القرآن جلة واحدة} أي هل أنزل عليطه هذا الكتاب الذي أوحطي إليطه جلة واحدة‪ ,‬كمطا نزلت‬
‫الك تب قبله جلة واحدة‪ ,‬كالتوراة والن يل والزبور وغي ها من الك تب الل ية‪ ,‬فأجاب م ال تعال عن‬
‫ذلك بأنه إنا نزل منجما ف ثلث وعشرين سنة بسب الوقائع والوادث‪ ,‬وما يتاج إليه من الحكام‬
‫ليثبت قلوب الؤمني به‪ ,‬كقوله {وقرآنا فرقناه} الَية‪ ,‬ولذا قال {لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلً}‪ ,‬قال‬
‫قتادة‪ :‬بيناه تبيينا‪ .‬وقال عبد الرحن ابن زيد بن أسلم‪ :‬وفسرناه تفسيا {ول يأتونك بثل} أي بجة‬
‫وشبهة {إل جئناك بالق وأحسن تفسيا} أي ول يقولون قولً يعارضون به الق‪ ,‬إل أجبناهم با هو‬
‫القططط فططط نفطططس المطططر وأبيططط وأوضطططح وأفصطططح مطططن مقالتهطططم‪.‬‬
‫قال سعيد بن جبي عن ابن عباس {ول يأتونك بثل} أي با يلتمسون به عيب القرآن والرسول {إل‬
‫جئناك بال ق} الَ ية‪ ,‬أي إل نزل جب يل من ال تعال بواب م و ما هذا إل اعتناء و كبي شرف للر سول‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ح يث كان يأتيه الو حي من ال عز و جل بالقرآن صباحا وم ساء‪ ,‬وليلً ونارا‪,‬‬
‫ب م ا قبله من الك تب التقد مة‪ ,‬فهذا‬ ‫سفرا وحضرا‪ ,‬و كل مرة كان يأت يه اللك بالقرآن ل كإنزال كتا ٍ‬
‫القام أعلى وأجل وأعظم مكانة من سائر إخوانه من النبياء صلوات ال وسلمه عليهم أجعي‪ ,‬فالقرآن‬
‫أشرف كتاب أنزله ال‪ ,‬وم مد صلى ال عل يه و سلم أع ظم نب أر سله ال تعال‪ ,‬و قد ج ع ال للقرآن‬
‫الصفتي معا‪ ,‬ففي الل العلى أنزل جلة واحدة من اللوح الحفوظ إل بيت العزة ف السماء الدنيا‪ ,‬ث‬
‫أنزل بعد ذلك إل الرض منجما بسب الوقائع والوادث‪ .‬وقال أبو عبد الرحن النسائي أخبنا أحد‬
‫بن سليمان حدثنا يزيد بن هارون أخبنا داود عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬أنزل القرآن جلة واحدة‬
‫إل ساء الدن يا ف ليلة القدر‪ ,‬ث نزل ب عد ذلك ف عشر ين سنة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ول يأتو نك ب ثل إل‬
‫جئناك بالق وأحسن تفسيا} وقال تعال‪{ :‬وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنيلً}‪.‬‬
‫ث قال تعال مبا عن سوء حال الكفار ف معادهم يوم القيامة‪ ,‬وحشرهم إل جهنم ف أسوأ الالت‬
‫وأقبح الصفات {الذين يشرون على وجوههم إل جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلً}‪ .‬وف الصحيح‬
‫عن أ نس أن رجلً قال‪ :‬يا ر سول ال‪ ,‬ك يف ي شر الكا فر على وج هه يوم القيا مة ؟ فقال «إن الذي‬

‫‪286‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أمشاه على رجليه قادر أن يشيه على وجهه يوم القيامة» وهكذا قال ماهد والسن وقتادة وغي واحد‬
‫مطططططططططططططططططططن الفسطططططططططططططططططططرين‪.‬‬

‫** وََلقَ ْد آَتْينَا مُوسَى اْل ِكتَابَ وَ َج َع ْلنَا َمعَهُ أَخَا ُه هَارُونَ وَزِيرا * َفقُ ْلنَا ا ْذ َهبَآ إِلَى الْ َقوْمِ الّذِينَ كَ ّذبُوْا بِآيَاِتنَا‬
‫س آَي ًة َوَأعْتَ ْدنَا لِلظّالِمِيَ عَذَابا‬ ‫فَ َدمّ ْرنَاهُ ْم تَ ْدمِيا * وََقوْ مَ نُو حٍ لّمّا كَ ّذبُواْ الرّ سُلَ َأغْرَ ْقنَاهُ ْم وَ َجعَ ْلنَاهُ مْ لِلنّا ِ‬
‫س وَقُرُونا َبيْ نَ ذَلِ كَ َكثِيا * وَ ُكلّ ضَ َربْنَا لَ هُ ال ْمثَا َل وَ ُكلّ َتبّرْنَا‬ ‫أَلِيما * َوعَادا َوثَمُو َدْا َوأَ صْحَابَ الرّ ّ‬
‫سوْءِ أَفَلَ ْم يَكُونُوْا يَ َر ْوَنهَا بَلْ كَانُواْ َل يَ ْرجُو نَ نُشُورا‬ ‫ت مَ َط َر ال ّ‬
‫َتتْبِيا * وََلقَدْ َأَتوْا عَلَى اْلقَ ْرَي ِة اّلتِ يَ ُأمْطِرَ ْ‬
‫يقول تعال متوعدا من كذب ر سوله ممدا صلى ال عل يه و سلم من مشر كي قو مه و من خال فه‪,‬‬
‫ومذر هم من عقا به وأل يم عذا به م ا أحله بال مم الاض ية الكذب ي لر سله‪ ,‬فبدأ بذ كر مو سى وأ نه بع ثه‬
‫وج عل م عه أخاه هارون وزيرا‪ ,‬أي نبيا مؤازرا ومؤيدا ونا صرا‪ ,‬فكذب ما فرعون وجنوده {فد مر ال‬
‫علي هم وللكافر ين أمثال ا} وكذلك ف عل بقوم نوح ح ي كذبوا ر سوله نوحا عل يه ال سلم‪ ,‬و من كذب‬
‫برسول فقد كذب بميع الرسل‪ ,‬إذ ل فرق بي رسول ورسول‪ ,‬ولو فرض أن ال تعال بعث إليهم كل‬
‫ر سول فإن م كانوا يكذبون‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقوم نوح ل ا كذبوا الر سل} ول يب عث إلي هم إل نوح‬
‫فقط‪ ,‬وقد لبث فيهم ألف سنة إل خسي عاما يدعوهم إل ال عز وجل‪ ,‬ويذرهم نقمه {وما آمن معه‬
‫إل قل يل} ولذا أغرق هم ال جيعا ول ي بق من هم أحدا‪ ,‬ول يترك من ب ن آدم على و جه الرض سوى‬
‫أصحاب السفينة فقط {وجعلناهم للناس آية} أي عبة يعتبون با‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إنا لا طغى الاء‬
‫حلناكم ف الارية * لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية} أي وأبقينا لكم من السفن ما تركبون ف‬
‫لج البحار لتذكروا نعمة ال عليكم ف إنائكم من الغرق‪ ,‬وجعلكم من ذرية من آمن به وصدق أمره‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وعادا وثود وأصحاب الرس} قد تقدم الكلم على قصتيهما ف غي ما سورة‪ ,‬كسورة‬
‫العراف با أغن عن العادة‪ .‬وأما أصحاب الرس‪ ,‬فقال ابن جريج عن ابن عباس‪ :‬هم أهل قرية من‬
‫قرى ثود‪ .‬وقال ابن جريج‪ :‬قال عكرمة‪ :‬أصحاب الرس بفلج‪ ,‬وهم أصحاب يس‪ .‬وقال قتادة‪ :‬فلج من‬
‫قرى اليمامة‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أحد بن عمرو بن أب عاصم حدثنا الضحاك بن ملد أبو عاصم‬
‫حدث نا شبيب بن ب شر حدث نا عكر مة عن ا بن عباس ف قوله {وأ صحاب الرس} قال‪ :‬بئر بأذربيجان‪.‬‬
‫ط‪.‬‬‫طبيهم‪ ,‬أي دفنوه باط‬ ‫طا نط‬ ‫طوا فيهط‬ ‫طة‪ :‬الرس بئر رسط‬ ‫طن عكرمط‬ ‫ط‪ ,‬عط‬ ‫طن أبط بكيط‬ ‫وقال الثوري عط‬

‫‪287‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن ممد بن كعب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن أول الناس‬
‫يدخل النة يوم القيامة العبد السود‪ ,‬وذلك أن ال تعال بعث نبيا إل أهل قرية فلم يؤمن به من أهلها‬
‫إل ذلك العبد السود‪ ,‬ث إن أهل القرية عدوا على النب فحفروا له بئرا فألقوه فيها‪ ,‬ث أطبقوا عليه بجر‬
‫ض خم‪ ,‬قال‪ :‬فكان ذلك الع بد يذ هب فيحت طب على ظهره‪ ,‬ث يأ ت بط به ف يبيعه ويشتري به طعاما‬
‫وشرابا‪ ,‬ث يأت به إل تلك البئر فيفع تلك الصخرة‪ ,‬ويعينه ال تعال عليها‪ ,‬فيدل إليه طعامه وشرابه‪ ,‬ث‬
‫يردها كما كانت‪ ,‬قال‪ :‬فكان ذلك ما شاء ال أن يكون‪ ,‬ث إنه ذهب يوما يتطب كما كان يصنع‪,‬‬
‫فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها‪ ,‬فلما أراد أن يتملها وجد سنة‪ ,‬فاضطجع فنام‪ ,‬فضرب ال على‬
‫أذنه سبع سني نائما‪ ,‬ث إنه هب فتمطى فتحول لشقه الَخر فاضطجع فضرب ال على أذنه سبع سني‬
‫أخرى‪ ,‬ث إنه هب واحتمل حزمته ول يسب إل أنه نام ساعة من نار‪ ,‬فجاء إل القرية فباع حزمته‪ ,‬ث‬
‫اشترى طعاما وشرابا كما كان يصنع‪ ,‬ث إنه ذهب إل الفية موضعها الذي كانت فيه‪ ,‬فالتمسه فلم‬
‫يده‪ ,‬وكان قد بدا لقومه فيه بداء فاستخرجوه وآمنوا به وصدقوه‪ ,‬قال‪ :‬فكان نبيهم يسألم عن ذلك‬
‫ال سود ما ف عل‪ ,‬فيقولون له‪ :‬ل ندري‪ ,‬ح ت ق بض ال ال نب‪ ,‬هب ال سود من نوم ته ب عد ذلك» فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ذلك السود لول من يدخل النة» وهكذا رواه ابن جرير عن ابن‬
‫حيد عن سلمة عن ممد بن إسحاق عن ممد بن كعب مرسلً‪ ,‬وفيه غرابة ونكارة‪ ,‬ولعل فيه إدراجا‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬ل يوز أن ي مل هؤلء على أن م أ صحاب الرس الذ ين ذكروا ف القرآن‪,‬‬
‫لن ال أخب عنهم أنه أهلكهم‪ ,‬وهؤلء قد بدا لم فآمنوا بنبيهم اللهم إل أن يكون حدث لم أحداث‬
‫آمنوا بالنطب بعطد هلك آبائهطم‪ ,‬وال أعلم‪ .‬واختار ابطن جريطر أن الراد بأصطحاب الرس هطم أصطحاب‬
‫الخدود الذيططططططن ذكروا فطططططط سططططططورة البوج‪ ,‬فططططططا ل أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقرونا بي ذلك كثيا} أي وأما أضعاف من ذكر أهلكناهم كثية‪ ,‬ولذا قال {وكل‬
‫ضربنا له المثال} أي بينا لم الجج ووضحنا لم الدلة‪ ,‬كما قال قتادة‪ :‬وأزحنا العذار عنهم {وكل‬
‫تبنا تتبيا} أي أهلكنا إهلكا‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} والقرن هو المة‬
‫من الناس‪ ,‬كقوله {ث أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين} وحده بعضهم بائة وعشرين سنة‪ .‬وقيل بائة‪.‬‬
‫وقيل بثماني‪ ,‬وقيل أربعي‪ ,‬وقيل غي ذلك‪ ,‬والظهر أن القرن هم المة التعاصرون ف الزمن الواحد‬
‫وإذا ذهبوا وخلفهم جيل فهم قرن آخر‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي «خي القرون قرن‪ ,‬ث الذين يلونم‪ ,‬ث‬
‫الذين يلونم» الديث {ولقد أتوا على القرية الت أمطرت مطر السوء} يعن قرية قوم لوط‪ ,‬وهي سدوم‬
‫ومعاملتها الت أهلكها ال بالقلب وبالطر من الجارة الت من سجيل‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وأمطرنا عليهم‬
‫‪288‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مطرا فساء مطر النذرين} وقال {وإنكم لتمرون عليهم مصبحي * وبالليل أفل تعقلون} وقال تعال‪:‬‬
‫{وإنا لبسبيل مقيم} وقال {وإنما لبإمام مبي} ولذا قال {أفلم يكونوا يرونا} أي فيعتبوا با حل‬
‫بأهلهطا مطن العذاب والنكال بسطبب تكذيبهطم بالرسطول وبخالفتهطم أوامطر ال {بطل كانوا ل يرجون‬
‫نشورا} يعنط الاريطن باط مطن الكفار ل يعتطبون لنمط ل يرجون نشورا‪ ,‬أي معادا يوم القيامطة‪.‬‬

‫خذُونَكَ إِلّ هُزُوا َأهَـذَا الّذِي َبعَثَ اللّهُ رَسُولً * إِن كَادَ َلُيضِّلنَا عَنْ آِل َهِتنَا َلوْلَ أَن‬ ‫** َوإِذَا َرَأوْكَ إِن َيتّ ِ‬
‫ت مَ ِن اتّخَذَ إِلَـهَ ُه َهوَا هُ أََفأَن تَ‬‫ضلّ َسبِيلً * أَ َرَأيْ َ‬
‫ف َيعْلَمُو نَ حِيَ يَ َروْ نَ اْلعَذَا بَ مَ نْ أَ َ‬ ‫صبْ َرنَا عََلْيهَا وَ َسوْ َ‬
‫َ‬
‫سبُ أَنّ أَ ْكثَ َرهُ ْم يَسْ َمعُونَ َأوْ يَ ْعقِلُونَ إِ ْن هُمْ إِلّ كَالْنعَا ِم بَ ْل هُمْ أَضَلّ َسبِيلً‬
‫تَكُو ُن عََليْ ِه وَكِيلً * أَ ْم تَحْ َ‬
‫ي ب تعال عن ا ستهزاء الشرك ي بالر سول صلى ال عل يه و سلم إذا رأوه ك ما قال تعال‪{ :‬وإذا رآك‬
‫الذيطن كفروا إن يتخذونطك إل هزوا} الَيطة‪ ,‬يعنونطه بالعيطب والنقطص‪ .‬وقال ههنطا {وإذا رأوك إن‬
‫يتخذونك إل هزوا أهذا الذي بعث ال رسولً ؟} أي على سبيل التنقيص والزدراء فقبحهم ال‪ ,‬كما‬
‫قال {ولقد استهزىء برسل من قبلك} الَية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن كاد ليضلنا عن آلتنا} يعنون أنه كاد‬
‫يثني هم عن عبادة ال صنام لول أن صبوا وتلدوا وا ستمروا علي ها‪ .‬قال ال تعال متوعدا ل م ومتهددا‬
‫{وسطططططوف يعلمون حيططططط يرون العذاب} الَيطططططة‪.‬‬
‫ث قال تعال لنبيه منبها أن من كتب ال عليه الشقاوة والضلل‪ ,‬فإنه ل يهديه أحد إل ال عز وجل‬
‫{أرأيت من اتذ إله هواه} أي مهما استحسن من شيء ورآه حسنا ف هوى نفسه كان دينه ومذهبه‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬أف من ز ين له سوء عمله فرآه ح سنا فإن ال ي ضل من يشاء} الَ ية‪ ,‬ولذا قال هه نا‬
‫{أفأنت تكون عليه وكيلً} قال ابن عباس‪ :‬كان الرجل ف الاهلية يعبد الجر البيض زمانا‪ ,‬فإذا رأى‬
‫غيه أح سن م نه ع بد الثا ن وترك الول‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬أم ت سب أن أكثر هم ي سمعون أو يعقلون}‬
‫الَ ية‪ ,‬أي هم أ سوأ حالً من النعام ال سارحة‪ ,‬فإن تلك تع قل ما خل قت له‪ ,‬وهؤلء خلقوا لعبادة ال‬
‫وحده ل شريطك له‪ ,‬وهطم يعبدون غيه ويشركون بطه مطع قيام الجطة عليهطم وإرسطال الرسطل إليهطم‪.‬‬

‫س عََليْ هِ دَلِيلً * ثُ مّ َقَبضْنَا هُ‬


‫ج َعلَ هُ سَاكِنا ثُ مّ َجعَ ْلنَا الشّمْ َ‬
‫ف مَدّ الظّ ّل وََل ْو شَآءَ لَ َ‬
‫** أَلَ ْم تَرَ إَِلىَ َربّ كَ َكيْ َ‬
‫طبَاتا وَ َجعَ َل الّنهَا َر نُشُورا‬ ‫طَ سطُ‬‫طا وَالّنوْمط‬ ‫طُ الّليْلَ ِلبَاسط‬ ‫طِيا * َو ُهوَ الّذِي َجعَلَ َلكُمط‬ ‫إَِليْنَطا َقبْضا يَسط‬

‫‪289‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مطن ههنطا شرع سطبحانه وتعال فط بيان الدلة الدالة على وجوده وقدرتطه التامطة على خلق الشياء‬
‫الختل فة والتضادة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أل تر إل ر بك ك يف مد ال ظل ؟} قال ا بن عباس وا بن ع مر وأ بو‬
‫العال ية وأبطو مالك ومسطروق وماهطد وسطعيد بن جطبي والنخ عي والضحاك وال سن وقتادة وال سدي‬
‫وغيهم‪ :‬هو ما بي طلوع الفجر إل طلوع الشمس {ولو شاء لعله ساكنا} أي دائما ل يزول‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬قل أرأيتم إن جعل ال عليكم الليل سرمدا} الَيات‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ث جعلنا الشمس عليه‬
‫دليلً} أي لول أن الش مس تطلع عل يه ل ا عرف‪ ,‬فإن ال ضد ل يعرف إل بضده‪ ,‬وقال قتادة وال سدي‪:‬‬
‫دليلً تتلوه وتتبعطططططططه حتططططططط تأتططططططط عليطططططططه كله‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬ث قبضناه إلي نا قبضا ي سيا} أي ال ظل‪ .‬وق يل الش مس {ي سيا} أي سهلً‪ ,‬قال ا بن‬
‫عباس‪ :‬سريعا‪ .‬وقال ما هد‪ :‬خفيا‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬قبضا خفيا ح ت ل يب قى ف الرض ظل إل ت ت‬
‫سقف أو تت شجرة‪ ,‬وقد أظلت الشمس ما فوقه‪ .‬وقال أيوب بن موسى ف الَية {قبضا يسيا} قليلً‬
‫قليل‪ .‬وقوله {وهو الذي جعل لكم الليل لباسا} أي يلبس الوجود ويغشاه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬والليل إذا‬
‫يغشى} {والنوم سباتا} أي قاطعا للحركة لراحة البدان‪ ,‬فإن العضاء والوارح تكل من كثرة الركة‬
‫ف النتشار بالنهار ف العاش‪ ,‬فإذا جاء الليل وسكن‪ ,‬سكنت الركات فاستراحت‪ ,‬فحصل النوم الذي‬
‫فيه راحة البدن والروح معا {وجعل النهار نشورا} أي ينتشر الناس فيه لعايشهم ومكاسبهم وأسبابم‪,‬‬
‫كمطا قال تعال‪{ :‬ومطن رحتطه جعطل لكطم الليطل والنهار لتسطكنوا فيطه ولتبتغوا مطن فضله}الَيطة‪).‬‬

‫حيِط َي بِ ِه بَلْ َد ًة‬


‫** َو ُه َو الّذِ يَ أَرْسَلَ ال ّريَا حَ بُشْرَى َبيْ َن يَدَيْ رَ ْح َمتِ ِه َوأَنزَْلنَا مِ َن السّمَآ ِء مَآ ًء َطهُورا * ّلنُ ْ‬
‫سقِيَ ِه مِمّا َخَل ْقنَآ َأْنعَاما َوَأنَا ِسيّ َكثِيا * وََلقَدْ صَرّ ْفنَا ُه َبيَْنهُمْ ِليَذّكّرُواْ َفَأبَىَ أَ ْكثَ ُر النّاسِ إِلّ ُكفُورا‬
‫ّميْتا َونُ ْ‬
‫وهذا أيضا من قدر ته التا مة و سلطانه العظ يم‪ ,‬و هو أ نه تعال ير سل الرياح مبشرات‪ ,‬أي بج يء‬
‫السحاب بعدها‪ ,‬والرياح أنواع ف صفات كثية من التسخي‪ ,‬فمنها ما يثي السحاب‪ ,‬ومنها ما يمله‪,‬‬
‫ومن ها ما ي سوقه‪ ,‬ومن ها ما يكون ب ي يدي ال سحاب مبشرا‪ ,‬ومن ها ما يكون ق بل ذلك ي قم الرض‪,‬‬
‫ومن ها ما يل قح ال سحاب ليم طر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وأنزل نا من ال سماء ماء طهورا} أي آلة يتط هر ب ا‬
‫كالسحور والوقود وما جرى مراها‪ ,‬فهذا أصح ما يقال ف ذلك‪ .‬وأما من قال إنه فعول بعن فاعل‪ ,‬أو‬
‫إنه مبن للمبالغة والتعدي‪ ,‬فعلى كل منهما إشكالت من حيث اللغة والكم‪ ,‬ليس هذا موضع بسطها‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أب عن أب جعفر الرازي إل‬
‫ح يد الطو يل عن ثا بت البنا ن قال‪ :‬دخلت مع أ ب العال ية ف يوم مط ي‪ ,‬وطرق الب صرة قذرة‪ ,‬ف صلى‬
‫فقلت له‪ ,‬فقال {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} قال‪ :‬طهره ماء السماء‪ ,‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو سلمة‪ ,‬حدثنا وهيب عن داود عن سعيد بن السيب ف هذه الَية قال‪ :‬أنزله ال طهورا ل ينجسه‬
‫شيء‪ .‬وعن أب سعيد قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال أنتوضأ من بئر بضاعة‪ ,‬وهي بئر يلقى فيها النت ولوم‬
‫الكلب ؟ فقال «إن الاء طهور ل ينج سه ش يء» رواه الشاف عي وأح د و صححه وأ بو داود والترمذي‬
‫وحسططططططططططططططططططنه والنسططططططططططططططططططائي‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات بإسناده‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الشعث حدثنا معتمر‪ ,‬سعت أب يدث عن سيار‬
‫عطن خالد بطن يزيطد قال‪ :‬كان عنطد عبطد اللك بن مروان فذكروا الاء‪ ,‬فقال خالد بن يزيطد‪ :‬م نه من‬
‫السماء‪ ,‬ومنه يسقيه الغيم من البحر فيغذ به الرعد والبق‪ ,‬فأما ما كان من البحر فل يكون له نبات‪,‬‬
‫فأما النبات فمما كان من السماء‪ .‬وروي عن عكرمة قال‪ :‬ما أنزل ال من السماء قطرة إل أنبت با ف‬
‫الرض عشبطططة أو فططط البحطططر لؤلؤة‪ .‬وقال غيه‪ :‬فططط الب بر وفططط البحطططر در‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لنحيي به بلدة ميتا} أي أرضا قد طال انتظارها للغيث‪ ,‬فهي هامدة ل نبات فيها ول‬
‫ش يء فل ما جاء ها الياء عا شت واكت ست ربا ها أنواع الزاه ي واللوان‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فإذا أنزل نا‬
‫عليها الاء اهتزت وربت} الَية‪{ ,‬ونسقيه ما خلقنا أنعاما وأناسيّ كثيا} أي وليشرب منه اليوان من‬
‫أنعام‪ ,‬وأناسيّ متاجي إليه غاية الاجة لشربم وزروعهم وثارهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وهو الذي ينل‬
‫الغيث من بعد ما قنطوا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فانظر إل آثار رحة ال كيف ييي الرض بعد موتا}‬
‫الَيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول قد صرفناه بين هم ليذكروا} أي أمطر نا هذه الرض دون هذه‪ ,‬و سقنا ال سحاب ي ر‬
‫على الرض ويتعداها ويتجاوزها إل الرض الخرى‪ ,‬فيمطرها ويكفيها ويعلها غدقا‪ ,‬والت وراءها ل‬
‫ينل فيها قطرة من ماء‪ ,‬وله ف ذلك الجة البالغة والكمة القاطعة‪ .‬قال ابن عباس وابن مسعود رضي‬
‫ال عنهم‪ :‬ليس عام بأكثر مطرا من عام‪ ,‬ولكن ال يصرفه كيف يشاء‪ ,‬ث قرأ هذه الَية {ولقد صرفناه‬
‫بينهطم ليذكروا فأبط أكثطر الناس إل كفورا} أي ليذكروا بإحياء ال الرض اليتطة أنطه قادر على إحياء‬
‫الموات والعظام الرفات‪ ,‬أو ليذ كر من م نع ال طر إن ا أ صابه ذلك بذ نب أ صابه‪ ,‬فيقلع ع ما هو ف يه‪.‬‬
‫وقال عمر مول غقبة‪ :‬كان جبيل عليه السلم ف موضع النائز‪ ,‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم‬
‫«يا جبيل إن أحب أن أعلم أمر السحاب» قال‪ :‬فقال له جبيل‪ :‬يا نب ال هذا ملك السحاب فسله‪,‬‬
‫‪291‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال‪ :‬تأتي نا صكاك مت مة‪ ,‬ا سق بلد كذا وكذا‪ ,‬كذا وكذا قطرة‪ .‬رواه ا بن أ ب حا ت و هو حد يث‬
‫مر سل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فأ ب أك ثر الناس إل كفورا} قال عكر مة‪ :‬يع ن الذ ين يقولون مطر نا بنوء كذا‬
‫وكذا‪ ,‬وهذا الذي قاله عكرمة كما صح ف الديث الخرج ف صحيح مسلم عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه قال لصحابه يوما على أثر ساء أصابتهم من الليل «أتدرون ماذا قال ربكم ؟» قالوا‪ :‬ال‬
‫ورسوله أعلم‪ .‬قال «قال أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر‪ ,‬فأما من قال‪ :‬مطرنا بفضل ال ورحته فذاك‬
‫مؤمن ب‪ ,‬كافر بالكواكب‪ ,‬وأما من قال‪ :‬مطرنا بنوء كذا وكذا‪ ,‬فذاك كافر ب‪ ,‬مؤمن بالكواكب»‪.‬‬

‫** وََل ْو ِشْئنَا َلَب َعثْنَا فِي كُلّ قَ ْرَي ٍة نّذِيرا * َفلَ تُ ِط ِع الْكَافِرِي َن َوجَاهِ ْدهُ ْم بِ هِ ِجهَادا كَبيا * َو ُهوَ الّذِي‬
‫حجُورا * َو ُهوَ‬ ‫ت َوهَ ـذَا مِ ْل حٌ أُجَا جٌ وَ َجعَ َل َبيَْنهُمَا بَ ْرزَخا وَ ِحجْرا مّ ْ‬
‫ح َريْ ِن هَ ـذَا عَذْ بٌ ُفرَا ٌ‬ ‫مَرَ جَ الْبَ ْ‬
‫طهْرا وَكَانطططَ َربّكطططَ َقدِيرا‬ ‫ط نَسطططَبا وَصطط ِ‬ ‫ج َعلَهطط ُ‬ ‫ط الْمَآ ِء بَشَرا فَ َ‬
‫ط مِنطط َ‬ ‫الّذِي خَلَقطط َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولو شئنا لبعثنا ف كل قرية نذيرا} يدعوهم إل ال عز وجل‪ ,‬ولكنا خصصناك يا ممد‬
‫بالبع ثة إل ج يع أهل الرض‪ ,‬وأمرناك أن تبلغ هم القرآن {لنذر كم به و من بلغ} {و من يك فر به من‬
‫الحزاب فالنار موعده} {لتنذر أم القرى ومن حولا} {قل يا أيها الناس إن رسول ال إليكم جيعا}‪.‬‬
‫وف الصحيحي «بعثت إل الحر والسود»‪ ,‬وفيهما «وكان النب يبعث إل قومه خاصة‪ ,‬وبعثت إل‬
‫الناس عامة» ولذا قال تعال‪{ :‬فل تطع الكافرين وجاهدهم به} يعن القرآن‪ ,‬قاله ابن عباس‪{ ,‬جهادا‬
‫كططبيا} كمططا قال تعال‪{ :‬يططا أيهططا النططب جاهططد الكفار والنافقيطط} الَيططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهطو الذي مرج البحريطن هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج} أي خلق الاءيطن‪ :‬اللو‬
‫واللح‪ ,‬فاللو كالنار والعيون والَبار‪ ,‬وهذا هطو البحطر اللو العذب الفرات الزلل‪ ,‬قاله ابطن جريطج‪,‬‬
‫واختاره ا بن جر ير‪ ,‬وهذا الع ن ل شك ف يه‪ ,‬فإ نه ل يس ف الوجود ب ر ساكن و هو عذب فرات‪ ,‬وال‬
‫سبحانه وتعال إنا أخب بالواقع لينبه العباد على نعمه عليهم ليشكروه‪ ,‬فالبحر العذب هو هذا السارح‬
‫بيط الناس‪ ,‬فرقطه ال تعال بيط خلقطه لحتياجهطم إليطه أنارا وعيونا فط كطل أرض‪ ,‬بسطب حاجتهطم‬
‫ططططططططططم‪.‬‬ ‫ططططططططططهم وأرضيهط‬ ‫ططططططططططم لنفسط‬ ‫وكفايتهط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهذا ملح أجاج} أي مال مر زعاق ل ي ستساغ‪ ,‬وذلك كالبحار العرو فة ف الشارق‬
‫والغارب‪ :‬البحر الحيط وما يتصل به من الزقاق‪ ,‬وبر القلزم‪ ,‬وبر اليمن‪ ,‬وبر البصرة‪ ,‬وبر فارس‪,‬‬
‫وبر الصي والند‪ ,‬وبر الروم‪ ,‬وبر الزر‪ ,‬وما شاكلها وما شابها من البحار الساكنة الت ل تري‪,‬‬
‫ولكن توج وتضطرب وتلتطم ف زمن الشتاء وشدة الرياح‪ ,‬ومنها ما فيه مد وجزر‪ ,‬ففي أول كل شهر‬

‫‪292‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصل منها مد وفيض‪ ,‬فإذا شرع الشهر ف النقصان جزرت حت ترجع إل غايتها الول‪ ,‬فإذا استهل‬
‫اللل من الشهر الَخر شرعت ف الد إل الليلة الرابعة عشرة‪ ,‬ث تشرع ف النقص‪ ,‬فأجرى ال سبحانه‬
‫وتعال ط وهو ذو القدرة التامة ط العادة بذلك‪ ,‬فكل هذه البحار الساكنة‪ ,‬خلقها ال سبحانه وتعال‬
‫مالة لئل يصل بسببها نت الواء‪ ,‬فيفسد الوجود بذلك‪ ,‬ولئل توى الرض با يوت فيها من اليوان‪,‬‬
‫ول ا كان ماؤ ها مالا‪ ,‬كان هواؤ ها صحيحا وميتت ها طي بة‪ ,‬ولذا قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫وقد سئل عن ماء البحر‪ :‬أنتوضأ به ؟ فقال {هو الطهور ماؤه‪ ,‬الل ميتته} رواه الئمة مالك والشافعي‬
‫وأحدطططططط وأهططططططل السططططططنن بإسططططططناد جيططططططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعل بينهما برزخا وحجرا} أي بي العذب والال {برزخا} أي حاجزا وهو اليبس‬
‫من الرض‪{ ,‬وحجرا مجورا} أي مانعا من أن يصل أحدها إل الَخر‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬مرج البحرين‬
‫يلتقيان بينهما برزخ ل يبغيان فبأي آلء ربكما تكذبان} وقوله تعال‪{ :‬أمن جعل الرض قرارا وجعل‬
‫خللا أنارا وجعل لا رواسي وجعل بي البحرين حاجزا أإله مع ال ؟ بل أكثرهم ل يعلمون} وقوله‬
‫تعال‪{ :‬وهو الذي خلق من الاء بشرا} الَية‪ ,‬أي خلق النسان من نطفة ضعيفة فسواه وعدله وجعله‬
‫كامل اللقة ذكرا وأنثى‪ ,‬كما يشاء‪{ ,‬فجعله نسبا وصهرا} فهو ف ابتداء أمره ولد نسيب‪ ,‬ث يتزوج‬
‫فيصي صهرا‪ ,‬ث يصي له أصهار وأختان وقرابات‪ ,‬وكل ذلك من ماء مهي‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وكان‬
‫ربطططططططططططططططططططططططططططططططططططططك قديرا}‪.‬‬

‫** َوَي ْعبُدُو نَ مِن دُو نِ اللّ ِه مَا َل يَن َفعُهُ ْم وَ َل يَضُ ّرهُ ْم وَكَا َن الْكَافِرُ عََلىَ َربّ ِه َظهِيا * َومَآ أَرْ سَ ْلنَاكَ إِلّ‬
‫خذَ إَِلىَ َربّهِ َسبِيلً * َوتَوَكّ ْل عَلَى الْحَيّ‬ ‫ُمبَشّرا َونَذِيرا * قُ ْل مَآ أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْ ِه مِ نْ أَ ْجرٍ إِلّ مَن شَآءَ أَن يَتّ ِ‬
‫ض وَمَا‬ ‫حمْدِ ِه وَ َكفَ َى بِ هِ بِ ُذنُو بِ ِعبَادِ هِ َخبِيا * الّذِي َخلَ َق ال سّمَاوَاتِ وَالرْ َ‬ ‫الّذِي َل يَمُو تُ وَ سَبّ ْح بِ َ‬
‫جدُواْ‬
‫طوَىَ عَلَى اْلعَرْشِط ال ّرحْمَـطنُ فَاس ْطأَ ْل بِهِط َخبِيا * َوإِذَا قِيلَ َلهُمُط اس ْط ُ‬ ‫طةِ َأيّامٍطثُمّط اس َْت‬
‫َبيَْنهُمَا فِي سِّت‬
‫ط ُنفُورا‬‫لِلرّحْمَـطططنِ قَالُواْ وَمَططا الرّ ْحمَـطططنُ َأنَسطططْجُدُ لِمَططا َتأْمُرُنَططا وَزَا َدهُمطط ْ‬
‫يب تعال عن جهل الشركي ف عبادتم غي ال من الصنام الت ل تلك له ضرا ول نفعا‪ ,‬بل دليل‬
‫قاد هم إل ذلك‪ ,‬ول ح جة أدت م إل يه بل بجرد الَراء والتش هي والهواء‪ ,‬ف هم يوالون م ويقاتلون ف‬
‫سطبيلهم‪ ,‬ويعادون ال ورسطوله والؤمنيط فيهطم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وكان الكافطر على ربطه ظهيا} أي‬
‫عونا ف سبيل الشيطان على حزب ال وحزب ال هم الغالبون‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬واتذوا من دون ال‬

‫‪293‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫آلة لعلهم ينصرون ل يستطيعون نصرهم وهم لم جند مضرون} أي آلتهم الت اتذوها من دون ال‬
‫ل تلك ل م ن صرا‪ ,‬وهؤلء الهلة لل صنام ج ند مضرون يقاتلون عن هم‪ ,‬ويذبون عن حوزت م‪ ,‬ول كن‬
‫العاقبططططة والنصططططرة ل ولرسططططوله وللمؤمنيطططط فطططط الدنيططططا والَخرة‪.‬‬
‫قال ماهد {وكان الكافر على ربه ظهيا} قال‪ :‬يظاهر الشيطان على معصية ال ويعينه‪ .‬وقال سعيد‬
‫بن جبي‪{ :‬وكان الكافر على ربه ظهيا} يقول‪ :‬عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك وقال زيد بن‬
‫أسلم {وكان الكافر على ربه ظهيا} قال‪ :‬مواليا‪ ,‬ث قال تعال لرسوله صلوات ال وسلمه عليه {وما‬
‫أرسلناك إل مبشرا ونذيرا} أي بشيا للمؤمني ونذيرا للكافرين‪ ,‬مبشرا بالنة لن أطاع ال ونذيرا بي‬
‫يدي عذاب شديد لن خالف أمر ال {قل ما أسألكم عليه من أجر} أي على هذا البلغ وهذا النذار‬
‫من أجرة أطلبها من أموالكم‪ ,‬وإنا أفعل ذلك ابتغاء وجه ال تعال {لن شاء منكم أن يستقيم} {إل من‬
‫شاء أن يتخططذ إل ربططه سططبيلً} أي طريقا ومسططلكا ومنهجا يقتدي فيهططا باطط جئت بططه‪.‬‬
‫ل على ال الي الذي‬ ‫ث قال تعال‪{ :‬وتوكل على الي الذي ل يوت} أي ف أمورك كلها كن متوك ً‬
‫ل يوت أبدا‪ ,‬الذي هو {الول والَخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} الدائم الباقي السرمدي‬
‫البدي الي القيوم ورب كل شيء ومليكه اجعله ذخرك وملجأك‪ ,‬وهو الذي يتوكل عليه ويفزع إليه‪,‬‬
‫فإنه كافيك وناصرك ومؤيدك ومظفرك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‬
‫وإن ل تفعططططل فمططططا بلغططططت رسططططالته وال يعصططططمك مططططن الناس}‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ممد بن علي بن نفيل قال‪ :‬قرأت على معقل‬
‫يعن ابن عبيد ال‪ ,‬عن عبد ال بن أب حسي عن شهر بن حوشب قال‪ :‬لقي سلمان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف بعض فجاج الدينة فسجد له‪ ,‬فقال «ل تسجد ل يا سلمان‪ ,‬واسجد للحي الذي ل يوت}‬
‫وهذا مر سل ح سن‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و سبح بمده} أي اقرن ب ي حده وت سبيحه‪ ,‬ولذا كان ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول « سبحانك الل هم رب نا وبمدك» أي أخلص له العبادة والتو كل‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬رب الشرق والغرب ل إله إل هطو فاتذه وكيلً} وقال تعال‪{ :‬فاعبده وتوكطل عليطه} وقال‬
‫تعال‪{ :‬قططططل هططططو الرحنطططط آمنططططا بططططه وعليططططه توكلنططططا}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكفى به بذنوب عباده خبيا} أي بعلمه التام الذي ل يفى عليه خافية ول يعزب عنه‬
‫مثقال ذرة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬الذي خلق السطموات والرض} الَيطة‪ ,‬أي هطو اليط الذي ل يوت‪ ,‬وهطو‬
‫خالق كل ش يء ور به وملي كه‪ ,‬الذي خلق بقدر ته ال سموات ال سبع ف ارتفاع ها وات ساعها‪ ,‬والرض ي‬

‫‪294‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السبع ف سفولا وكثافتها {ف ستة أيام ث استوى على العرش} أي يدبر المر‪ ,‬ويقضي الق‪ ,‬وهو خي‬
‫الفاصطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططلي‪.‬‬
‫وقوله {ث استوى على العرش الرحن فاسأل به خبيا} أي استعلم عنه من هو خبي به عال به‪ ,‬فاتبعه‬
‫واقتد به‪ ,‬وقد علم أنه ل أحد أعلم بال ول أخب به من عبده ورسوله ممد صلوات ال وسلمه عليه‪,‬‬
‫سيد ولد آدم على الطلق ف الدن يا والَخرة‪ ,‬الذي ل ين طق عن الوى‪ ,‬إن هو إل و حي يو حى‪ ,‬ف ما‬
‫قاله فهو الق‪ ,‬وما أخب به فهو الصدق‪ ,‬وهو المام الحكم الذي إذا تنازع الناس ف شيء وجب رد‬
‫نزاعهم إليه‪ ,‬فما وافق أقواله وأفعاله فهو الق‪ ,‬وما خالفها فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فإن تنازعتم ف شيء} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إل ال}‬
‫وقال تعال‪{ :‬وتت كلمة ربك صدقا وعدلً} أي صدقا ف الخبار وعدلً ف الوامر والنواهي‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬فاسططططططططططأل بططططططططططه خططططططططططبيا}‪.‬‬
‫قال ماهد‪ :‬ف قوله {فاسأل به خبيا} قال‪ :‬ما أخبتك من شيء فهو كما أخبتك وكذا قال ابن‬
‫جر يج‪ .‬وقال ش ر بن عط ية ف قوله {فا سأل به خبيا} هذا القرآن خبي به‪ .‬ث قال تعال منكرا على‬
‫الشركيط الذيطن يسطجدون لغيط ال مطن الصطنام والنداد {وإذا قيطل لمط اسطجدوا للرح ن قالوا ومطا‬
‫الرحنط} أي ل نعرف الرحنط‪ ,‬وكانوا ينكرون أن يسطمى ال باسطه الرحنط‪ ,‬كمطا أنكروا ذلك يوم‬
‫الديبية حي قال النب صلى ال عليه وسلم للكاتب «اكتب بسم ال الرحن الرحيم» فقالوا‪ :‬ل نعرف‬
‫الرحن ول الرحيم‪ ,‬ولكن اكتب كما كنت تكتب‪ :‬باسك اللهم‪ ,‬ولذا أنزل ال تعال‪{ :‬قل ادعوا ال‬
‫أو ادعوا الرحن أيّا ما تدعوا فله الساء السن} أي هو ال وهو الرحن وقال ف هذه الَية {وإذا قيل‬
‫ل م ا سجدوا للرح ن قالوا و ما الرح ن} أي ل نعر فه ول ن قر به {أن سجد ل ا تأمر نا} أي لجرد قولك‬
‫{وزادهم نفورا} فأما الؤمنون فإنم يعبدون ال الذي هو الرحن الرحيم‪ ,‬ويفردونه باللية‪ ,‬ويسجدون‬
‫له‪ ,‬و قد ات فق العلماء رح هم ال على أن هذه ال سجدة ال ت ف الفرقان مشروع ال سجود عند ها لقارئ ها‬
‫ومسطططتمعها‪ ,‬كمطططا هطططو مقرر فططط موضعطططه‪ ,‬وال سطططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫** َتبَا َر َك الّذِي َجعَلَ فِي السّمَآ ِء بُرُوجا وَ َجعَلَ فِيهَا سِرَاجا وَقَمَرا ّمنِيا * وَ ُه َو الّذِي َجعَلَ الّليْ َل وَالّنهَارَ‬
‫خِ ْل َفةً لّمَنططططططططططططططططططططططططططْ أَرَادَ أَن يَذّ ّكرَ َأوْ أَرَادَ شُكُورا‬

‫‪295‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال مجدا نفسه ومعظما على جيل ما خلق ف السماوات من البوج‪ ,‬وهي الكواكب العظام‬
‫ف قول ماهد وسعيد بن جبي وأب صال والسن وقتادة‪ .‬وقيل‪ :‬هي قصور ف السماء للحرس‪ ,‬يروى‬
‫هذا عن علي وابن عباس وممد بن كعب وإبراهيم النخعي وسليمان بن مهران العمش‪ ,‬وهو رواية عن‬
‫أب صال أيضا‪ ,‬والقول الول أظهر‪ .‬اللهم إل أن يكون الكواكب العظام هي قصور للحرس‪ ,‬فيجتمع‬
‫القولن‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد زينا السماء الدنيا بصابيح} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬تبارك الذي جعل‬
‫ف ال سماء بروجا وج عل في ها سراجا} و هي الش مس النية ال ت هي كال سراج ف الوجود‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬وجعلنا سراجا وهاجا} {وقمرا منيا} أي مشرقا مضيئا بنور آخر من غي نور الشمس‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬و هو الذي ج عل الش مس ضياء والق مر نورا} وقال م با عن نوح عل يه ال سلم‪ ,‬أ نه قال‬
‫لقومه {أل تروا كيف خلق ال سبع سوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} ث‬
‫قال تعال‪{ :‬وهطو الذي جعطل الليطل والنهار خلفطة} أي يلف كطل واحطد منهمطا صطاحبه‪ ,‬يتعاقبان ل‬
‫يفتران‪ ,‬إذا ذهب هذا جاء هذا‪ ,‬وإذا جاء هذا ذهب ذاك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وسخر لكم الشمس والقمر‬
‫دائب ي} الَ ية‪ ,‬وقال {يغ شي الل يل والنهار يطل به حثيثا} الَ ية‪ ,‬وقال {ل الش مس ينب غي ل ا أن تدرك‬
‫القمطططططططططططططططططططر} الَيطططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لنط أراد أن يذكطر أو أراد شكورا} أي جعلهمطا يتعاقبان توقيتا لعبادة عباده له عطز‬
‫وجل‪ ,‬فمن فاته عمل ف الليل استدركه ف النهار‪ ,‬ومن فاته عمل ف النهار استدركه ف الليل‪ ,‬وقد جاء‬
‫ف الديث الصحيح «إن ال عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار‪ ,‬ويبسط يده بالنهار ليتوب‬
‫م سيء الل يل»‪ .‬وقال أ بو داود الطيال سي‪ :‬حدث نا أ بو حزه عن ال سن أن ع مر بن الطاب أطال صلة‬
‫الضحى‪ ,‬فقيل له‪ :‬صنعت اليوم شيئا ل تكن تصنعه‪ ,‬فقال‪ :‬إنه بقي علي من وردي شيء‪ ,‬فأحببت أن‬
‫أت ه‪ ,‬أو قال أقض يه‪ ,‬وتل هذه الَ ية {و هو الذي ج عل الل يل والنهار خل فة ل ن أراد أن يذ كر أو أراد‬
‫شكورا}‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية‪ :‬يقول من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه‬
‫بالنهار‪ ,‬أو من النهار أدر كه بالل يل‪ ,‬وكذا قال عكر مة و سعيد بن جبي وال سن‪ ,‬وقال ما هد وقتادة‪:‬‬
‫خلفططططططططة‪ ,‬أي متلفيطططططططط‪ ,‬أي هذا بسططططططططواده وهذا بضيائه‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ض َهوْنا َوإِذَا خَا َطبَهُ ُم الَاهِلُو نَ قَالُواْ َسلَما * وَالّذِي نَ‬‫** َو ِعبَادُ الرّ ْحمَـ ِن الّذِي َن يَمْشُو َن عََلىَ الرْ ِ‬
‫ف َعنّا عَذَا بَ َج َهنّ مَ إِ نّ عَذَاَبهَا كَا نَ غَرَاما *‬
‫ِيبِيتُو نَ لِ َرّبهِ مْ سُجّدا وَِقيَاما * وَالّذِي َن َيقُولُو نَ َرّبنَا ا صْرِ ْ‬
‫ِكط َقوَاما‬
‫ْنط ذَل َ‬
‫َانط َبي َ‬
‫َمط َيقْتُرُوْا وَك َ‬ ‫ُسطرِفُوْا وَل ْ‬
‫َمط ي ْ‬
‫ِينط إِذَآ أَن َفقُواْ ل ْ‬
‫ُسطَتقَرّا َومُقَاما * وَالّذ َ‬
‫تم ْ‬ ‫ِإنّهَا سطَآءَ ْ‬
‫هذه صفات عباد ال الؤمني {الذين يشون على الرض هونا} أي بسكينة ووقار من غي جبية ول‬
‫استكبار‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ول تش ف الرض مرحا} الَية‪ ,‬فأما هؤلء فإنم يشون من غي استكبار ول‬
‫مرح‪ ,‬ول أشر ول بطر‪ ,‬وليس الراد أنم يشون كالرضى تصنعا ورياء‪ ,‬فقد كان سيد ولد آدم صلى‬
‫ال عليه وسلم إذا مشى كأنا ينحط من صبب‪ ,‬وكأنا الرض تطوى له‪ ,‬وقد كره بعض السلف الشي‬
‫بتضعف وتصنع‪ ,‬حت روي عن عمر أنه رأى شابا يشي رويدا‪ ,‬فقال‪ :‬ما بالك أأنت مريض ؟ قال‪ :‬ل‬
‫يا أم ي الؤمن ي‪ ,‬فعله بالدرة وأمره أن ي شي بقوة‪ ,‬وإن ا الراد بالون ه نا ال سكينة والوقار‪ ,‬ك ما قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا أتيتم الصلة فل تأتوها وأنتم تسعون‪ ,‬وأتوها وعليكم السكينة فما‬
‫أدركتططططططم منهططططططا فصططططططلوا‪ ,‬ومططططططا فاتكططططططم فأتوا»‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن البارك عن معمر عن يي بن الختار عن السن البصري ف قوله {وعباد الرحن}‬
‫الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬إن الؤمن ي قوم ذلل‪ ,‬ذلت من هم ط وال ط ال ساع والب صار والوارح‪ ,‬ح ت ت سبهم‬
‫مر ضى و ما بالقوم من مرض‪ ,‬وإن م وال أ صحاء‪ ,‬ولكن هم دخل هم من الوف ما ل يد خل غي هم‪,‬‬
‫ومنعهم من الدنيا علمهم بالَخرة‪ ,‬فقالوا‪ :‬المد ل الذي أذهب عنا الزن‪ ,‬أما وال ما أحزنم ما أحزن‬
‫الناس‪ ,‬ول تعاظم ف نفوسهم شيء طلبوا به النة‪ ,‬ولكن أبكاهم الوف من النار‪ ,‬إنه من ل يتعز بعزاء‬
‫ال‪ ,‬تقطع نفسه على الدنيا حسرات‪ ,‬ومن ل ير ل نعمةً إل ف مطعم أو مشرب‪ ,‬فقد قل علمه وحضر‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬ ‫عذابط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإذا خاطبهطم الاهلون قالوا سطلما} أي إذا سطفه عليهطم الهال بالقول السطيء ل‬
‫يقابلو هم عل يه بثله‪ ,‬بل يعفون وي صفحون ول يقولون إل خيا‪ ,‬ك ما كان ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم ل تزيده شدة الا هل عل يه إل حلما‪ ,‬وك ما قال تعال‪{ :‬وإذا سعوا الل غو أعرضوا ع نه} الَ ية‪.‬‬
‫وروى المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا أبو بكر عن العمش عن أب خالد الوالب‪ ,‬عن النعمان‬
‫ل عنده‪ ,‬فجعل قال‪ :‬السبوب‬ ‫بن مقرن الزن قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وسب رجل رج ً‬
‫يقول‪ :‬عل يك ال سلم‪ ,‬الر جل فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أ ما إن ملكا بينك ما يذب ع نك‪,‬‬
‫كلما شتمك هذا قال له‪ :‬بل أنت وأنت أحق به‪ ,‬وإذا قلت له وعليك السلم‪ ,‬قال‪ :‬ل بل عليك وأنت‬
‫أحطططططططق بطططططططه»‪ .‬إسطططططططناده حسطططططططن‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫‪297‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ما هد {قالوا سلما} يع ن قالوا سدادا‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬ردوا معروفا من القول‪ .‬وقال‬
‫السن البصري‪{ :‬قالوا سلما} حلماء ل يهلون إن جهل عليهم حلموا‪ ,‬يصاحبون عباد ال نارهم با‬
‫يسمعون‪ ,‬ث ذكر أن ليلهم خي ليل‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬والذين يبيتون لربم سجدا وقياما} أي ف طاعته‬
‫وعبادته‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬كانوا قليلً من الليل ما يهجعون وبالسحار هم يستغفرون} وقوله {تتجاف‬
‫جنوبم عن الضاجع} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يذر الَخرة ويرجو‬
‫رحة ربه} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابا كان غراما}‬
‫ططططططططططططططر‪:‬‬ ‫ططططططططططططططا قال الشاعط‬ ‫أي ملزما دائما‪ ,‬كمط‬
‫إن يعذب يكطططططططططططن غراما‪ ,‬وإن يعطجزيلً‪ ,‬فإنطططططططططططه ل يبال‬
‫ولذا قال السن ف قوله {إن عذابا كان غراما} كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه‪ ,‬فليس بغرام‪,‬‬
‫وإن ا الغرام اللزم ما دامت السموات والرض‪ ,‬وكذا قال سليمان التي مي‪ .‬وقال ممد بن كعب {إن‬
‫عذاب ا كان غراما} يع ن ما نعموا ف الدن يا‪ ,‬إن ال تعال سأل الكفار عن النع مة فلم يردو ها إل يه‪,‬‬
‫فأغرمهم فأدخلهم النار {إنا ساءت مستقرا ومقاما} أي بئس النل منظرا‪ ,‬وبئس القيل مقاما‪ ,‬وقال‬
‫ابن أ ب حات عند قوله {إن ا ساءت مستقرا ومقاما} حدثنا أب‪ ,‬حدثنا السن بن الربيع‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫الحوص عن الع مش عن مالك بن الارث قال‪ :‬إذا طرح الر جل ف النار هوى في ها‪ ,‬فإذا انت هى إل‬
‫بعض أبوابا قيل له‪ :‬مكانك حت تتحف‪ ,‬قال‪ :‬فيسقى كأسا من سم الساود والعقارب‪ ,‬قال‪ :‬فيميز‬
‫اللد على حدة‪ ,‬والش عر على حدة‪ ,‬والع صب على حدة‪ ,‬والعروق على حدة‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدث نا أ ب‪,‬‬
‫حدثنا السن بن الربيع‪ ,‬حدثنا أبو الحوص عن العمش عن ماهد‪ ,‬عن عبيد بن عمي قال‪ :‬إن ف النار‬
‫لبابا في ها حيات أمثال الب خت‪ ,‬وعقارب أمثال البغال الدل‪ ,‬فإذا قذف بم ف النار خرجت إليهم من‬
‫أوطانا‪ ,‬فأخذت بشفاههم وأبشارهم وأشعارهم‪ ,‬فكشطت لومهم إل أقدامهم‪ ,‬فإذا وجدت حر النار‬
‫رجعططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططت‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا السن بن موسى‪ ,‬حدثنا سلم يعن ابن مسكي‪ ,‬عن أب ظلل عن أنس بن‬
‫مالك رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «إن عبدا ف جهنم لينادي ألف سنة‪ :‬يا حنان يا‬
‫منان‪ ,‬فيقول ال عطز وجطل لبيطل‪ :‬اذهطب فأتنط بعبدي هذا‪ ,‬فينطلق جبيطل فيجطد أهطل النار مكطبي‬
‫يبكون‪ ,‬فيجع إل ربه عز وجل فيخبه‪ ,‬فيقول ال عز وجل‪ ,‬ائتن به‪ ,‬فإنه ف مكان كذا وكذا‪ ,‬فيجيء‬
‫به فيوقفه على ربه عز وجل‪ ,‬فيقول له‪ :‬يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك ؟ فيقول‪ :‬يا رب شر‬

‫‪298‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مكان وشر مقيل‪ ,‬فيقول ال عز وجل‪ ,‬ردوا عبدي‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب ما كنت أرجو إذ أخرجتن منها أن‬
‫تردنطططططط فيهططططططا‪ ,‬فيقول ال عططططططز وجططططططل‪ ,‬دعوا عبدي»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين إذا أنفقوا ل يسرفوا ول يقتروا} الَية‪ ,‬أي ليسوا ببذرين ف إنفاقهم‪ ,‬فيصرفون‬
‫فوق الا جة‪ ,‬ول بلء على أهلي هم فيق صرون ف حق هم فل يكفون م‪ ,‬بل عدلً خيارا‪ ,‬وخ ي المور‬
‫أو سطها‪ ,‬ل هذا ول هذا‪{ ,‬وكان ب ي ذلك قواما} ك ما قال تعال {ول ت عل يدك مغلولة إل عن قك‬
‫ول تبسطها كل البسط} الَية‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عصام بن خالد‪ ,‬حدثن أبو بكر بن عبد ال بن‬
‫أب مري الغسان‪ ,‬عن ضمرة عن أب الدرداء عن النب صلى ال عليه وسلم قال «من فقه الرجل رفقه ف‬
‫معيشته»‪ .‬ول يرجوه‪ .‬وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا أبو عبيدة الداد‪ ,‬حدثنا مسكي بن عبد العزيز‬
‫العبدي‪ ,‬حدثنا إبراهيم الجري عن أب الحوص‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليطططططه وسطططططلم «مطططططا عال مطططططن اقتصطططططد» ل يرجوه‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحد بن يي‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن ميمون‪ ,‬حدثنا سعيد بن‬
‫حكيم عن مسلم بن حبيب عن بلل ط يعن العبسي ط عن حذيفة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «ما أحسن القصد ف الغن‪ ,‬وأحسن القصد ف الفقر‪ ,‬وأحسن القصد ف العبادة» ث قال‪ :‬ل نعرفه‬
‫يروى إل من حديث حذيفة رضي ال عنه‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬ليس ف النفقة ف سبيل ال سرف‪.‬‬
‫وقال إياس بن معاوية‪ :‬ما جاوزت به أمر ال تعال‪ ,‬فهو سرف‪ .‬وقال غيه‪ :‬السرف النفقة ف معصية ال‬
‫عططططططططططططططططططططز وجططططططططططططططططططططل‪.‬‬

‫** وَالّذِي نَ َل يَ ْدعُو َن مَ عَ اللّ هِ إِلَـهَا آ َخ َر وَلَ َي ْقتُلُو نَ الّنفْ سَ اّلتِي َحرّ مَ اللّ هُ إِلّ بِاْلحَ ّق وَ َل يَ ْزنُو َن َومَن‬
‫ب وَآمَ َن َوعَمِلَ‬ ‫خلُدْ فِي هِ ُمهَانا * إِ ّل مَن تَا َ‬ ‫ب َيوْ َم الْقِيا َمةِ َويَ ْ‬
‫ك يَ ْل قَ َأثَاما * ُيضَاعَ فْ لَ ُه اْلعَذَا ُ‬ ‫َيفْعَلْ ذَلِ َ‬
‫ب َوعَمِلَ صَالِحا‬ ‫ت وَكَانَ اللّ ُه َغفُورا رّحِيما * َومَن تَا َ‬ ‫سنَا ٍ‬ ‫عَ َملً صَالِحا َفُأوْلَـئِكَ ُيبَدّلُ اللّهُ َسّيئَاِتهِمْ حَ َ‬
‫ط مَتابا‬
‫ط َيتُوبطططططططططططُ إِلَى اللّهطططططططططط ِ‬ ‫فَِإنّهطططططططططط ُ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن شقيق عن عبد ال هو ابن مسعود قال‪ :‬سئل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أي الذنب أكب ؟ قال «أن تعل ل ندا وهو خلقك» قال‪ :‬ث أي ؟ قال‬
‫«أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك» قال‪ :‬ث أي ؟ قال‪« :‬أن تزان حليلة جارك» قال عبد ال‪ :‬وأنزل‬
‫ال تصديق ذلك {والذين ل يدعون مع ال إلا آخر} الَية‪ ,‬وهكذا رواه النسائي عن هناد بن السري‬

‫‪299‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن أ ب معاو ية به‪ ,‬و قد أخر جه البخاري وم سلم من حد يث الع مش ومن صور زاد البخاري ووا صل‬
‫ثلثتهم عن أب وائل شقيق بن سلمة عن أب ميسرة عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود به‪ ,‬فال أعلم‪,‬‬
‫ولفظهمطا عطن ابطن مسطعود قال‪ :‬قلت يطا رسطول ال أي الذنطب أعظطم ؟ الديطث‪ ,‬طريطق غريطب‪.‬‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا أح د بن إ سحاق الهوازي‪ ,‬حدث نا عا مر بن مدرك‪ ,‬حدث نا ال سري يع ن ا بن‬
‫إساعيل‪ ,‬حدثنا الشعب عن مسروق قال‪ :‬قال عبد ال‪ ,‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم‬
‫فاتبعته‪ ,‬فجلس على نشز من الرض‪ ,‬وقعدت أسفل منه ووجهي حيال ركبتيه‪ ,‬واغتنمت خلوته وقلت‪:‬‬
‫بأب أنت وأمي يا رسول ال‪ ,‬أي الذنب أكب ؟ قال «أن تدعو ل ندا وهو خلقك» قلت‪ :‬ث مه ؟ قال‬
‫«أن تقتل ولدك كراهية أن يطعم معك» قلت‪ :‬ث مه ؟ قال «أن تزان حليلة جارك» ث قرأ {والذين ل‬
‫يدعون مع ال} الَ ية‪ ,‬وقال الن سائي‪ :‬حدث نا قتي بة بن سعيد‪ ,‬حدث نا جر ير عن من صور عن هلل بن‬
‫يساف عن سلمة بن قيس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع «أل إنا هي أربع»‬
‫فما أنا بأشح عليهن من منذ سعتهن من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« ,‬ل تشركوا بال شيئا‪ ,‬ول‬
‫تقتلوا النفطططططس التططططط حرم ال إل بالقططططط‪ ,‬ول تزنوا‪ ,‬ول تسطططططرقوا»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن الدين رحه ال‪ ,‬حدثنا ممد بن فضيل بن غزوان‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫سعد النصاري‪ ,‬سعت أبا طيبة الكلعي‪ ,‬سعت القداد بن السود رضي ال عنه يقول‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم ل صحابه « ما تقولون ف الز نا ؟» قالوا‪ :‬حر مه ال ور سوله‪ ,‬ف هو حرام إل يوم‬
‫القيامة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه «لن يزن الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن‬
‫يز ن بامرأة جاره»‪ .‬قال «ف ما تقولون ف ال سرقة ؟» قالوا‪ :‬حرم ها ال ور سوله‪ ,‬ف هي حرام‪ ,‬قال «لن‬
‫يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره»‪ .‬وقال أبو بكر بن أب الدنيا‪ :‬حدثنا‬
‫عمار بن نصر‪ ,‬حدثنا بقية عن أب بكر بن أب مري عن اليثم بن مالك الطائي‪ ,‬عن النب صلى ال عليه‬
‫و سلم قال « ما من ذ نب ب عد الشرك أع ظم ع ند ال من نط فة وضع ها ر جل ف ر حم ل ي ل له»‪.‬‬
‫وقال ابن جريج‪ :‬أخبن يعلى عن سعيد بن جبي أنه سع ابن عباس يدث أن ناسا من أهل الشرك‬
‫قتلوا فأكثروا‪ ,‬وزنوا فأكثروا‪ ,‬ثط أتوا ممدا صطلى ال عليطه وسطلم فقالوا‪ :‬إن الذي تقول وتدعطو إليطه‬
‫لسن‪ ,‬لو تبنا أن لا عملنا كفارة‪ ,‬فنلت {والذين ل يدعون مع ال إلا آخر} الَية‪ ,‬ونزلت {قل يا‬
‫عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} الَية‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا‬
‫سفيان عن عمرو عن أب فاختة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لرجل «إن ال ينهاك أن تعبد‬

‫‪300‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الخلوق وتدع الالق‪ ,‬وينهاك أن تقتل ولدك وتغذو كلبك‪ ,‬وينهاك أن تزن بليلة جارك»‪ .‬قال سفيان‪:‬‬
‫ططططة‪.‬‬ ‫ططططر} الَيط‬ ‫ططططع ال إلا آخط‬ ‫ططططن ل يدعون مط‬ ‫ططططو قوله {والذيط‬ ‫وهط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن يفعل ذلك يلق أثاما} روي عن عبد ال بن عمرو أنه قال‪ :‬أثاما‪ :‬واد ف جهنم‪.‬‬
‫وقال عكر مة {يلق أثاما} أود ية ف جه نم يعذب في ها الزناة‪ .‬وكذا روي عن سعيد بن جبي وما هد‪.‬‬
‫وقال قتادة {يلق أثاما} نكالً‪ ,‬كنطططططا ندث أنطططططه واد فططططط جهنطططططم‪.‬‬
‫و قد ذ كر ل نا أن لقمان كان يقول‪ :‬يا ب ن‪ ,‬إياك والز نا‪ ,‬فإن أوله ما فة وآخره ندا مة‪ ,‬و قد ورد ف‬
‫الديث الذي رواه ابن جرير وغيه عن أب أمامة الباهلي موقوفا ومرفوعا‪ :‬أن غيا وآثاما بئران ف قعر‬
‫جه نم‪ ,‬أجار نا ال منه ما ب نه وكر مه‪ .‬وقال ال سدي {يلق أثاما} جزاء‪ ,‬وهذا أش به بظا هر الَ ية‪ ,‬وبذا‬
‫فسطره باط بعده مبد ًل منطه‪ ,‬وهطو قوله تعال‪{ :‬يضاعطف له العذاب يوم القيامطة} أي يكرر عليطه ويغلظ‬
‫{ويلد فيه مهانا} أي حقيا ذليلً‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إل من تاب وآمن وعمل عملً صالا} أي جزاؤه‬
‫على ما فعل من هذه الصفات القبيحة ما ذكر {إل من تاب} أي ف الدنيا إل ال عز وجل من جيع‬
‫ذلك‪ ,‬فإن ال يتوب عليه‪ ,‬وف ذلك دللة على صحة توبة القاتل‪ ,‬ول تعارض بي هذه وبي آية النساء‬
‫{ومن يقتل مؤمنا متعمدا} الَية‪ ,‬فإن هذه وإن كانت مدنية إل أنا مطلقة‪ ,‬فتحمل على من ل يتب‬
‫لن هذه مقيدة بالتو بة‪ ,‬ث قد قال تعال‪{ :‬إن ال ل يغ فر أن يشرك به ويغ فر ما دون ذلك ل ن يشاء}‬
‫الَية‪ .‬قد ثبتت السنة الصحيحة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بصحة توبة القاتل‪ ,‬كما ذكر مقررا‬
‫من قصة الذي قتل مائة رجل ث تاب‪ ,‬فقبل ال توبته‪ ,‬وغي ذلك من الحاديث‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فأولئك‬
‫يبدل ال سيئاتم ح سنات وكان ال غفورا رحيما} ف مع ن قوله {يبدل ال سيئاتم حسنات} قولن‬
‫(أحدها) أنم بدلوا مكان عمل السيئات بعمل السنات‪ .‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف الَية‪,‬‬
‫قال‪ :‬هم الؤمنون كانوا من قبل إيانم على السيئات‪ ,‬فرغب ال بم عن ذلك‪ ,‬فحولم إل السنات‪,‬‬
‫فأبدل م مكان ال سيئات ال سنات‪ ,‬وروي عن ما هد عن ا بن عباس أ نه كان ين شد ع ند هذه الَ ية‪:‬‬
‫بدلن بعطططططد حرهطططططِ خريفاوبعطططططد طول النفطططططس الوجيفطططططا‬
‫يعن تغيت تلك الحوال إل غيها‪ ,‬وقال عطاء بن أب رباح‪ :‬هذا ف الدنيا‪ ,‬يكون الرجل على هيئة‬
‫قبيحة ث يبدله ال با خيا‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬أبدلم ال بعبادة الوثان عبادة الرحن‪ ,‬وأبدلم بقتال‬
‫ال سلمي قتال الشرك ي‪ ,‬وأبدل م بنكاح الشركات نكاح الؤمنات‪ .‬وقال ال سن الب صري‪ :‬أبدل م ال‬
‫بالع مل ال سيء الع مل ال صال‪ ,‬وأبدل م بالشرك إخل صا‪ ,‬وأبدل م بالفجور إح صانا‪ ,‬وبالك فر إ سلما‪,‬‬
‫وهذا قول أبططططططط العاليطططططططة وقتادة وجاعطططططططة آخريطططططططن‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(والقول الثان) أن تلك السيئات الاضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات‪ ,‬وما ذلك إل لنه كلما‬
‫تذكطر مطا مضطى ندم واسطترجع واسطتغفر‪ ,‬فينقلب الذنطب طاعطة بذا العتبار‪ ,‬فيوم القيامطة وإن وجده‬
‫مكتوبا عليه‪ ,‬فإنه ل يضره وينقلب حسنة ف صحيفته‪ ,‬كما ثبتت السنة بذلك‪ ,‬وصحت به الَثار الروية‬
‫عن السلف رضي ال عنهم‪ ,‬وهذا سياق الديث‪ .‬قال المام أحد حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن‬
‫العرور بن سويد عن أب ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن لعرف آخر‬
‫أهل النار خروجا منالنار‪ ,‬وآخر أهل النة دخولً إل النة‪ ,‬يؤتى برجل فيقول نوا كبار ذنوبه وسلوه‬
‫عن صغارها‪ ,‬قال‪ :‬فيقال له‪ :‬عملت يوم كذا‪ ,‬كذا وكذا‪ ,‬وعملت يوم كذا‪ ,‬كذا وكذا‪ ,‬فيقول‪ :‬نعم ل‬
‫يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا‪ ,‬فيقال‪ :‬فإن لك بكل سيئة حسنة‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب عملت أشياء ل أراها‬
‫ههنطا» قال‪ :‬فضحطك رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم حتط بدت نواجذه‪ ,‬انفرد بإخراجطه مسطلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثن هاشم بن يزيد‪ ,‬حدثنا ممد بن إساعيل‪ ,‬حدثن أب‪ ,‬حدثن‬
‫ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أب مالك الشعري قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«إذا نام ابن آدم قال اللك للشيطان‪ :‬أعطن صحيفتك‪ ,‬فيعطيه إياها‪ ,‬فما وجد ف صحيفته من حسنة‬
‫م ا ب ا ع شر سيئات من صحيفة الشيطان وكتب هن ح سنات‪ ,‬فإذا أراد أحد كم أن ينام فلي كب ثلثا‬
‫وثلثيط تكطبية‪ ,‬ويمطد أربعا وثلثيط تميدة‪ ,‬ويسطبح ثلثا وثلثيط تسطبيحة فتلك مائة»‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا أ بو سلمة وعارم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ثا بت يع ن ا بن يز يد أ بو ز يد‪,‬‬
‫حدث نا عا صم عن أ ب عثمان عن سلمان قال‪ :‬يع طى الر جل يوم القيا مة صحيفته فيقرأ أعل ها‪ ,‬فإذا‬
‫سيئاته‪ ,‬فإذا كاد يسوء ظنه نظر ف أسفلها فإذا حسناته‪ ,‬ث ينظر ف أعلها فإذا هي قد بدلت حسنات‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا سليمان بن موسى الزهري أبو داود‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫العن بس عن أب يه عن أ ب هريرة قال‪ :‬ليأت ي ال عز و جل بأناس يوم القيا مة رأوا أن م قد ا ستكثروا من‬
‫ال سيئات‪ ,‬ق يل‪ :‬من هم يا أ با هريرة ؟ قال‪ :‬الذ ين يبدل ال سيئاتم ح سنات‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدث نا أ ب‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن أب زياد‪ ,‬حدثنا سيار‪ ,‬حدثنا جعفر‪ ,‬حدثنا أبو حزة عن أب الضيف ط قلت‪ :‬وكان‬
‫من أ صحاب معاذ بن ج بل ط قال يد خل أ هل ال نة ال نة على أرب عة أ صناف التق ي ث الشاكر ين ث‬
‫أ صحاب اليم ي قالت‪ :‬ل سوا أ صحاب اليم ي ؟ قال‪ :‬لن م قد عملوا ال سنات وال سيئات‪ ,‬فأعطوا‬
‫كتبهم بأيانم فقرؤوا سيئاتم حرفا حرفا‪ ,‬وقالوا‪ :‬يا ربنا هذه سيئاتنا‪ ,‬فأين حسناتنا ؟ فعند ذلك ما ال‬
‫السطيئات وجعلهطا حسطنات‪ ,‬فعنطد ذلك قالوا‪{ :‬هاؤم اقرءوا كتابيطه} فهطم أكثطر أهطل النطة‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال علي بن ال سي ز ين العابد ين {يبدل ال سيئاتم ح سنات} قال‪ :‬ف الَخرة‪ ,‬وقال مكحول‪:‬‬
‫يغفرها لم فيجعلها حسنات‪ ,‬رواها ابن أب حات‪ ,‬وروى ابن جرير عن سعيد بن السيب مثله‪ .‬قال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن الوزير الدمشقي‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬حدثنا أبو جابر‪ ,‬أنه سع‬
‫مكحولً يدث قال‪ :‬جاء شيخ كبي هرم قد سقط حاجباه على عينيه‪ ,‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬رجل غدر‬
‫وفجر ول يدع حاجة ول داجة إل اقتطفها بيمينه‪ ,‬لو قسمت خطيئته بي أهل الرض لوبقتهم‪ ,‬فهل له‬
‫من توبة ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «أأسلمت ؟» فقال‪ :‬أما أنا فأشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شر يك له‪ ,‬وأن ممدا عبده ور سوله‪ ,‬فقال ال نب «فإن ال غا فر لك ما ك نت كذلك‪ ,‬ومبدل‬
‫سيئاتك ح سنات» فقال‪ :‬يا ر سول ال وغدرا ت وفجرا ت ؟ فقال «وغدرا تك وفجرا تك» فول الر جل‬
‫يهلل ويكططططططططططططططططططططططططططططططططططططططب‪.‬‬
‫وروى ال طبان من حد يث أ ب الغية عن صفوان بن ع مر عن ع بد الرح ن بن جبي عن أ ب فروة‬
‫شطب أنه أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬أرأيت رجلً عمل الذنوب كلها ول يترك حاجة‬
‫ول دا جة‪ ,‬ف هل له من تو بة ؟ فقال «أ سلمت ؟» فقال‪ :‬ن عم‪ ,‬قال‪« :‬فاف عل اليات واترك ال سيئات‪,‬‬
‫فيجعلها ال لك خيات كلها» قال‪ :‬وغدرات وفجرات ؟ قال «نعم» فما زال يكب حت توارى‪ .‬ورواه‬
‫الطبان من طريق أب فروة الرهاوي عن ياسي الزيات‪ ,‬عن أب سلمة المصي عن يي بن جابر عن‬
‫سلمة بن نفيل مرفوعا‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن النذر‪ ,‬حدثنا عيسى بن شعيب‬
‫بن ثوبان عن فل يح الشماس عن عب يد بن أ ب عب يد‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬جاءت ن امرأة‬
‫فقالت‪ :‬هل ل من توبة ؟ إن زنيت‪ ,‬وولدت وقتل ته‪ ,‬فقلت‪ :‬ل‪ ,‬ول نعمت الع ي ول كرامة‪ ,‬فقامت‬
‫وهي تدعو بالسرة‪ ,‬ث صليت مع النب صلى ال عليه وسلم الصبح‪ ,‬فقصصت عليه ما قالت الرأة وما‬
‫قلت لا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «بئسما قلت‪ ,‬أما تقرأ هذه الَية ؟» {والذين ل يدعون‬
‫مع ال إلا آ خر ط إل قوله ط إل من تاب} الَ ية‪ ,‬فقرأت ا علي ها‪ ,‬فخرت ساجدة وقالت‪ :‬ال مد ال‬
‫الذي جعل ل مرجا‪ ,‬هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ,‬وف رجاله من ل يعرف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقد رواه‬
‫ابن جرير من حديث إبراهيم بن النذر الزامي بسنده بنحوه‪ ,‬وعنده‪ :‬فخرجت تدعو بالسرة وتقول‪:‬‬
‫يا حسرتا أخلق هذا السن للنار ؟ وعنده أنه لا رجع من عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬تطلّبها‬
‫ف جيع دور الدينة فلم يدها‪ ,‬فلما كان من الليلة القبلة جاءته‪ ,‬فأخبها با قال له رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم فخرت ساجدة وقالت‪ :‬ال مد ل الذي ج عل ل مرجا وتو بة م ا عملت‪ ,‬وأعت قت جار ية‬
‫ططططل‪.‬‬ ‫ططططز وجط‬ ‫ططططت إل ال عط‬ ‫ططططا‪ ,‬وتابط‬ ‫ططططا وابنتهط‬ ‫ططططت معهط‬ ‫كانط‬
‫‪303‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال مبا عن عموم رحته بعباده‪ ,‬وأنه من تاب إليه منهم تاب عليه من أي ذنب كان جليلً‬
‫أو حقيا‪ ,‬كبيا أو صغيا‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ومن تاب وعمل صالا فإنه يتوب إل ال متابا} أي فإن ال‬
‫يق بل توب ته‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و من يع مل سوءا أو يظلم نف سه ث ي ستغفر ال ي د ال غفورا رحيما}‬
‫الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬أل يعلموا أن ال هو يقبل التوبة عن عباده} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬قل يا عبادي الذين‬
‫ططه‪.‬‬‫طط تاب إليط‬‫ططة‪ ,‬أي لنط‬ ‫طط ال} الَيط‬ ‫ططن رحةط‬ ‫ططهم ل تقنطوا مط‬ ‫ططرفوا على أنفسط‬ ‫أسط‬

‫شهَدُو نَ الزّو َر َوإِذَا مَرّوْا بِالّل ْغوِ مَرّوا كِراما * وَالّذِي نَ إِذَا ذُكّرُوْا بِآيَا تِ َرّبهِ مْ لَ ْم َيخِرّواْ‬ ‫** وَالّذِي نَ َل يَ ْ‬
‫صمّا َوعُ ْميَانا * وَالّذِي َن َيقُولُونَ َرّبنَا هَبْ َلنَا مِنْ أَ ْزوَا ِجنَا وَذُ ّريّاِتنَا ُق ّرةَ َأ ْعيُ ٍن وَا ْجعَ ْلنَا ِللْ ُمّتقِيَ ِإمَاما‬
‫عََلْيهَا ُ‬
‫وهذه أيضا من صفات عباد الرح ن أن م ل يشهدون الزور‪ ,‬ق يل‪ :‬هو الشرك وعبادة ال صنام‪ ,‬وق يل‬
‫الكذب والف سق والك فر والل غو والبا طل‪ ,‬وقال م مد بن النف ية‪ :‬هو الل غو والغناء‪ .‬وقال أ بو العال ية‬
‫وطاوس وابن سيين والضحاك والربيع بن أنس وغيهم‪ :‬هي أعياد الشركي‪ .‬وقال عمرو بن قيس‪ ,‬هي‬
‫مالس ال سوء وال نا‪ .‬وقال مالك عن الزهري‪ :‬شرب ال مر ل يضرو نه ول يرغبون ف يه‪ ,‬ك ما جاء ف‬
‫الد يث « من كان يؤ من بال واليوم الَ خر‪ ,‬فل يلس على مائدة يدار علي ها ال مر» وق يل الراد بقوله‬
‫تعال‪{ :‬ل يشهدون الزور} أي شهادة الزور‪ ,‬وهي الكذب متعمدا على غيه‪ ,‬كما ف الصحيحي عن‬
‫أ ب بكرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أل أنبئ كم بأ كب الكبائر ؟» ثلثا‪ ,‬قل نا‪ :‬بلى يا‬
‫رسططول ال‪ .‬قال «الشرك بال وعقوق الوالديططن» وكان متكئا‪ ,‬فجلس فقال «أل وقول الزور‪ ,‬أل‬
‫وشهادة الزور» فما زال يكررها حت قلنا‪ :‬ليته سكت‪ .‬والظهر من السياق أن الراد ل يشهدون الزور‬
‫أي ل يضرونطه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وإذا مروا باللغطو مروا كراما} أي ل يضرون الزور‪ ,‬وإذا اتفطق‬
‫طططء‪ ,‬ولذا قال {مروا كراما}‪.‬‬ ‫طططه بشيط‬ ‫طططوا منط‬ ‫طططه مروا ول يتدنسط‬ ‫طططم بط‬ ‫مرورهط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سيعد الشج‪ ,‬حدثنا أبو السن العجلي عن ممد بن مسلم‪ ,‬أخبن‬
‫إبراهيم بن ميسرة أن ابن مسعود مر بلهو معروضا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «لقد أصبح‬
‫ابن مسعود وأمسى كريا» وحدثنا السي بن ممد بن سلمة النحوي‪ ,‬حدثنا حبان‪ ,‬أخبنا عبد ال‪,‬‬
‫أخبنا ممد بن مسلم‪ ,‬أخبن ميسرة قال‪ :‬بلغن أن ابن مسعود مر بلهو معرضا فلم يقف‪ ,‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريا»‪ .‬ث تل إبراهيم بن ميسرة {وإذا مروا‬
‫باللغطططططططططططططططططططططططططططططططططططو مروا كراما}‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذ ين إذا ذكروا بآيات رب م ل يروا علي ها صما وعميانا} وهذه أيضا من صفات‬
‫الؤمن ي {الذ ين إذا ذ كر ال وجلت قلوب م وإذا تل يت علي هم آيا ته زادت م إيانا وعلى رب م يتوكلون}‬
‫بلف الكافر‪ ,‬فإنه إذا سع كلم ال ل يؤثر فيه ول يتغي عما كان عليه بل يبقى مستمرا على كفره‬
‫وطغيانه وجهله وضلله‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيانا‬
‫فأمطا الذيطن آمنوا فزادتمط إيانا وهطم يسطتبشرون * وأمطا الذيطن فط قلوبمط مرض فزادتمط رجسطا إل‬
‫رجسهم} فقوله {ل يروا عليها صما وعميانا} أي بلف الكافر الذي إذا سع آيات ال فل تؤثر فيه‪,‬‬
‫فيسططططططتمر على حاله كأن ل يسططططططمعها أصططططططم أعمططططططى‪.‬‬
‫قال ما هد قوله {ل يروا علي ها صما وعميانا} قال‪ :‬ل ي سمعوا ول يب صروا ول يفقهوا شيئا‪ .‬وقال‬
‫ال سن الب صري ر ضي ال ع نه‪ :‬كم من ر جل يقرؤ ها وي ر علي ها أ صم أع مى‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قوله تعال‬
‫{والذين إذا ذكروا بآيات ربم ل يروا عليها صما وعميانا} يقول‪ :‬ل يصموا عن الق ول يعموا فيه‪,‬‬
‫فهم وال قوم عقلوا عن الق وانتفعوا با سعوا من كتابه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أسيد بن عاصم‪,‬‬
‫حدثنا عبد ال بن حران‪ ,‬حدثنا ابن عون قال سألت الشعب قلت‪ :‬الرجل يرى القوم سجودا ول يسمع‬
‫ما سجدوا‪ ,‬أيسجد معهم ؟ قال‪ :‬فتل هذه الَية‪ :‬يعن أنه ل يسجد معهم‪ ,‬لنه ل يتدبر أمر السجود‪,‬‬
‫ط‪.‬‬‫طح بيط‬ ‫طن أمره ويقيط واضط‬ ‫طية مط‬ ‫طل يكون على بصط‬ ‫طة بط‬‫طن أن يكون إمعط‬
‫طي للمؤمط‬ ‫ول ينبغط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعي} يعن الذين يسألون ال أن‬
‫يرج من أ صلبم من ذريات م من يطي عه ويعبده وحده ل شر يك له‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬يعنون من يع مل‬
‫بطا عة ال فت قر به أعين هم ف الدن يا والَخرة‪ .‬قال عكر مة‪ :‬ل يريدوا بذلك صباحة ول جالً‪ ,‬ول كن‬
‫أرادوا أن يكونوا مطيع ي‪ .‬و سئل ال سن الب صري عن هذه الَ ية فقال‪ :‬أن يري ال الع بد ال سلم من‬
‫زوجته ومن أخيه ومن حيمه طاعة ال‪ ,‬ل وال ل شيء أقر لعي السلم من أن يرى ولدا أو ولد ولد أو‬
‫أخا أو حيما مطيعا ل عز وجل‪ .‬قال ابن جريج ف قوله {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعي} قال‪:‬‬
‫يعبدونك فيحسنون عبادتك ول يرون علينا الرائر‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬يعن يسألون‬
‫ال تعال لزواجهططططططم وذرياتمطططططط أن يهديهططططططم للسططططططلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يعمر بن بشر‪ ,‬حدثنا عبد ال بن البارك‪ ,‬أخبنا صفوان بن عمرو‪ ,‬حدثن‬
‫عبد الرحن بن جبي بن نفي عن أبيه قال‪ :‬جلسنا إل القداد بن السود يوما‪ ,‬فمر به رجل فقال‪ :‬طوب‬
‫لاتي العيني اللتي رأتا رسول ال صلى ال عليه وسلم لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت‪,‬‬
‫فا ستغضب القداد‪ ,‬فجعلت أع جب ل نه ما قال إل خيا‪ ,‬ث أق بل إل يه فقال‪ :‬ما ي مل الر جل على أن‬
‫‪305‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتمن مضرا غيبه ال عنه ل يدري لو شهده كيف يكون فيه‪ ,‬وال لقد حضر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أقوام أكبهم ال على مناخرهم ف جهنم ل ييبوه ول يصدقوه‪ ,‬أول تمدون ال إذ أخرجكم من‬
‫بطون أمهاتكم ل تعرفون إل ربكم مصدقي با جاء به نبيكم قد كفيتم البلء بغيكم ؟ لقد بعث ال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبيا من النبياء ف فترة جاهلية‪ ,‬ما يرون أن دينا‬
‫أفضطل مطن عبادة الوثان‪ ,‬فجاء بفرقان فرق بطه بيط القط والباططل‪ ,‬وفرق بيط الوالد وولده‪ ,‬إن كان‬
‫الرجل ليى والده وولده أو أخاه كافرا وقد فتح ال قفل قلبه لليان يعلم أنه إن هلك دخل النار‪ ,‬فل‬
‫تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه ف النار‪ ,‬وأنا الت قال ال تعال‪{ :‬والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا‬
‫وذرياتنططططططا قرة أعيطططططط} وهذا إسططططططناد صططططططحيح‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واجعلنا للمتقي إماما} قال ابن عباس والسن والسدي وقتادة والربيع بن أنس‪ :‬أئمة‬
‫يقتدى ب نا ف ال ي‪ .‬وقال غي هم‪ :‬هداة مهتد ين دعاة إل ال ي‪ ,‬فأحبوا أن تكون عبادت م مت صلة بعبادة‬
‫أولدهم وذريات م‪ ,‬وأن يكون هداهم متعديا إل غيهم بالن فع‪ ,‬وذلك أكثر ثوابا‪ ,‬وأح سن مآبا‪ ,‬ولذا‬
‫ثبت ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا مات‬
‫ا بن آدم انق طع عمله إل من ثلث‪ :‬ولد صال يد عو له‪ ,‬أو علم ينت فع به من بعده‪ ,‬أو صدقة جار ية»‪.‬‬

‫سَتقَرّا‬
‫ت مُ ْ‬
‫سَن ْ‬
‫حّي ًة وَ سَلَما * خَالِدِي نَ فِيهَا حَ ُ‬
‫صبَرُواْ َويَُل ّقوْ نَ فِيهَا تَ ِ‬
‫ج َزوْ َن اْلغُرَْفةَ بِمَا َ‬
‫** ُأوْلَ ـئِكَ يُ ْ‬
‫ف َيكُونططُ لِزَاما‬ ‫طوْ َ‬
‫َو ُمقَاما * ُقلْ مَططا َيعْبَُا ِبكُمططْ رَبّططي َلوْلَ ُدعَآؤُكُمططْ َفقَدْ كَ ّذْبتُمططْ فَسط َ‬
‫لا ذكر تعال من أوصاف عباده الؤمني ما ذكر من الصفات الميلة‪ ,‬والقوال والفعال الليلة‪ ,‬قال‬
‫بعد ذلك كله {أولئك} أي التصفون بذه {يزون} يوم القيامة {الغرفة} وهي النة‪ ,‬قال أبو جعفر‬
‫الباقر وسعيد بن جبي والضحاك والسدي‪ :‬سيت بذلك ل رتفاعها {با صبوا} أي على القيام بذلك‬
‫{ويلقون في ها} أي ف ال نة {ت ية و سلما} أي يبتدرون في ها بالتح ية والكرام‪ ,‬ويلقون التوق ي‬
‫والحترام‪ ,‬فل هم ال سلم وعلي هم ال سلم‪ ,‬فإن اللئ كة يدخلون علي هم من كل باب‪ :‬سلم علي كم ب ا‬
‫صبت فنعم عقب الدار‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬خالدين فيها} أي مقيمي ل يظعنون ول يولون ول يوتون ول‬
‫يزولون عن ها ول يبغون عن ها حولً‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وأ ما الذ ين سعدوا ف في ال نة خالد ين في ها ما‬
‫دامططططططططططت السططططططططططموات والرض} الَيططططططططططة‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬حسنت مستقرا ومقاما} أي حسنت منظرا وطابت مقيلً ومنلً‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬قل‬
‫ما يع بأ ب كم ر ب} أي ل يبال ول يكترث ب كم إذا ل تعبدوه‪ ,‬فإ نه إن ا خلق اللق ليعبدوه ويوحدوه‬
‫ويسبحوه بكرة وأصيلً‪ .‬قال ماهد وعمرو بن شعيب {قل ما يعبأ بكم رب} يقول‪ :‬ما يفعل بكم رب‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله {قل ما يعبأ بكم رب} الَية‪ ,‬يقول‪ :‬لول إيانكم‪ .‬وأخب‬
‫تعال الكفار أنه ل حاجة له ب م إذ ل يلقهم مؤمني‪ ,‬ولو كان له بم حاجة لبب إليهم اليان كما‬
‫حببططططططططططططططططططه إل الؤمنيطططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ف قد كذب تم} أي ها الكافرون {ف سوف يكون لزاما} أي ف سوف يكون تكذيب كم لزاما‬
‫ل كم‪ ,‬يع ن مقتضيا لعذاب كم وهلك كم ودمار كم ف الدن يا والخرة‪ ,‬ويد خل ف ذلك يوم بدر‪ ,‬ك ما‬
‫ف سره بذلك ع بد ال بن م سعود وأ ب بن ك عب وم مد بن ك عب القر ظي وما هد والضحاك وقتادة‬
‫والسطدي وغيهطم‪ .‬وقال السطن البصطري {فسطوف يكون لزاما} أي يوم القيامطة‪ ,‬ول منافاة بينهمطا‪.‬‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الشعراء‬
‫سط‬

‫(ووقطططع فططط تفسطططي مالك الروي عنطططه تسطططميتها سطططورة الامعطططة)‬


‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬
‫ك بَاخِ ٌع ّنفْسَكَ أَ ّل يَكُونُوْا ُم ْؤمِنِيَ * إِن نّشَ ْأ ُننَزّ ْل عََلْيهِمْ‬ ‫ت اْلكِتَابِ الْ ُمبِيِ * َلعَلّ َ‬ ‫ك آيَا ُ‬ ‫** طسَمَ * تِلْ َ‬
‫ضعِيَ * َومَا َي ْأتِيهِم مّن ذِكْ ٍر مّنَ الرّحْمَـ ِن ُمحْدَثٍ إِلّ كَانُواْ َعنْهُ‬ ‫مّ َن السّمَآ ِء آَيةً َفظَلّتْ َأ ْعنَاُقهُمْ َلهَا خَا ِ‬
‫سَي ْأتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوْا بِ ِه يَسَْتهْ ِزئُونَ * َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ إِلَى الرْضِ كَمْ أَنَبْتنَا فِيهَا مِن‬
‫ُمعْرِضِيَ * َفقَدْ َك ّذبُواْ فَ َ‬
‫ِيمط‬
‫ّكطَل ُه َو الْعَزِيزُ الرّح ُ‬‫ِنط َرب َ‬
‫ُمط ّم ْؤمِنِيَ * َوإ ّ‬ ‫َانطأَ ْكثَ ُره ْ‬
‫ِكط َلَي ًة وَمَا ك َ‬ ‫ِنط فِي ذَل َ‬ ‫ْجط كَرِيٍ * إ ّ‬ ‫كُلّ َزو ٍ‬
‫أما الكلم على الروف القطعة ف أوائل السور فقد تكلمنا عليه ف أول تفسي سورة البقرة‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬تلك آيات الكتاب البي} أي هذه آيات القرآن البي‪ ,‬أي البي الواضح اللي الذي يفصل بي‬
‫الق والباطل‪ ,‬وال غي والرشاد‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬لعلك باخع} أي مهلك {نفسك} أي ما ترص وتزن‬
‫عليهم {أل يكونوا مؤمني} وهذه تسلية من ال لرسوله صلى ال عليه وسلم ف عدم إيان من ل يؤمن‬
‫به من الكفار‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فل تذهب نفسك عليهم حسرات} كقوله {فعللك باخع نفسك على‬
‫آثار هم إن ل يؤمنوا بذا الد يث أ سفا} الَ ية‪ .‬قال ما هد وعكر مة وقتادة وعط ية والضحاك وال سن‬
‫وغيهطططم {لعلك باخطططع نفسطططك} أي قاتطططل نفسطططك‪ .‬قال الشاعطططر‪:‬‬
‫ططططه القادر‬ ‫ططططن يديط‬ ‫ططططه عط‬ ‫ططططهلشيء نتط‬ ‫ططططع الزن نفسط‬ ‫أل أيهذا الباخط‬

‫‪307‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إن نشأ ننل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لا خاضعي} أي لو نشاء لنزلنا آية‬
‫تضطرهم إل اليان قهرا‪ ,‬ولكن ل نفعل ذلك لنا ل نريد من أحد إل اليان الختياري‪ .‬وقال تعال‪:‬‬
‫{ولو شاء ربك لَمن من ف الرض كلهم جيعا * أفأنت تكره الناس حت يكونوا مؤمني}‪ .‬وقال‬
‫تعال‪{ :‬ولو شاء ر بك ل عل الناس أ مة واحدة} الَ ية‪ ,‬فن فذ قدره‪ ,‬وم ضت حكم ته‪ ,‬وقا مت حج ته‬
‫البالغة على خلقه بإرسال الرسل إليهم‪ ,‬وإنزال الكتب عليهم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وما يأتيهم من ذكر من‬
‫الرحن مدث إل كانوا عنه معرضي} أي كلما جاءهم كتاب من السماء أعرض عنه أكثر الناس‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬و ما أك ثر الناس ولو حر صت بؤمن ي} وقال تعال‪ { :‬يا ح سرة على العباد ما يأتي هم من‬
‫ر سول إل كانوا به ي ستهزئون} وقال تعال‪ { :‬ث أر سلنا ر سلنا تترى كل ما جاء أ مة ر سولا كذبوه}‬
‫الَ ية‪ ,‬ولذا قال تعال هه نا‪{ :‬ف قد كذبوا ف سيأتيهم أنباء ما كانوا به ي سهزئون} أي ف قد كذبوا ب ا‬
‫جاءهم من الق‪ ,‬فسيعلمون نبأ هذا التكذيب بعد حي {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} ث‬
‫ن به تعال على عظ مة سلطانه وجللة قدره وشأ نه‪ ,‬الذ ين اجترءوا على مال فة ر سوله وتكذ يب كتا به‪,‬‬
‫وهو القاهر العظيم القادر الذي خلق الرض وأنبت فيها من كل زوج كري من زروع وثار وحيوان‪.‬‬
‫قال سفيان الثوري عن ر جل عن الش عب‪ :‬الناس من نبات الرض ف من د خل ال نة ف هو كر ي‪ ,‬و من‬
‫دخل النار فهو لئيم {إن ف ذلك لَية} أي دللة على قدرة الالق للشياء الذي بسط الرض ورفع بناء‬
‫السماء‪ ,‬ومع هذا ما آمن أكثر الناس بل كذبوا به وبرسله وكتبه‪ ,‬وخالفوا أمره‪ ,‬وارتكبوا نيه‪ .‬وقوله‬
‫{وإن ربك لو العزيز} أي الذي عز كل شيء وقهره وغلبه {الرحيم} أي بلقه فل يعجل على من‬
‫ع صاه بل يؤجله وينظره‪ ,‬ث يأخذه أ خذ عز يز مقتدر‪ .‬قال أ بو العال ية وقتادة والرب يع بن أ نس وا بن‬
‫إسحاق‪ :‬العزيز ف نقمته وانتصاره من خالف أمره وعبد غيه‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬الرحيم بن تاب‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه وأناب‪.‬‬ ‫إليط‬

‫ك مُو سَىَ أَ نِ ائْ تَ اْل َقوْ مَ الظّالِ ِميَ * َقوْ مَ فِ ْر َعوْ نَ أَل َيتّقُو نَ * قَالَ رَ بّ إِنّ يَ أَخَا فُ أَن‬ ‫** َوإِ ْذ نَادَىَ َربّ َ‬
‫يُكَ ّذبُو نِ * َويَضِي قُ صَ ْدرِي وَلَ يَن َطلِ قُ لِ سَانِي َفأَرْ سِلْ إَِلىَ هَارُو نَ * وََلهُ ْم عَلَ يّ ذَن بٌ َفأَخَا فُ أَن َي ْقتُلُو نِ‬
‫ب الْعَالَ ِميَ * أَنْ أَرْسِلْ‬ ‫ستَ ِمعُونَ * َف ْأِتيَا فِ ْر َعوْنَ َفقُول إِنّا رَسُولُ رَ ّ‬
‫* قَالَ َكلّ فَا ْذ َهبَا بِآيَاتِنَآ ِإنّا َمعَكُ ْم مّ ْ‬
‫ك الّتِي َفعَلْ تَ‬ ‫َمعَنَا َبنِ يَ إِ سْرَائِيلَ * قَالَ أَلَ ْم نُ َربّ كَ فِينَا وَلِيدا وََلِبثْ تَ فِينَا مِ ْن عُمُرِ كَ ِسنِيَ * وََفعَلْ تَ َفعَْلتَ َ‬

‫‪308‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ت مِنكُ مْ لَمّا ِخفُْتكُ مْ َف َوهَ بَ لِي رَبّي‬
‫ت مِ َن الْكَافِرِي نَ * قَالَ َفعَ ْلتُهَآ إِذا َوَأنَ ْا مِ َن الضّالّيَ * َففَرَرْ ُ‬
‫َوأَن َ‬
‫ط بَنِطي إِسطْرَائِيلَ‬ ‫ط ِنعْ َم ٌة تَ ُمنّهَطا عَلَيطّ أَنطْ َعبّدت ّ‬
‫ط الْمُرْسطَلِيَ * َوتِلْك َ‬ ‫ُحكْما وَ َجعَلَنِطي مِن َ‬
‫يب تعال عما أمر به عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلم حي ناداه من جانب الطور‬
‫الي ن‪ ,‬وكل مه وناجاه‪ ,‬وأر سله وا صطفاه‪ ,‬وأمره بالذهاب إل فرعون وملئه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أن ائت‬
‫القوم الظاليط قوم فرعون أل يتقون * قال رب إنط أخاف أن يكذبون * ويضيطق صطدري ول ينطلق‬
‫لسان فأرسل إل هارون * ولم علي ذنب فأخاف أن يقتلون} هذه أعذار سأل ال إزاحتها عنه‪ ,‬كما‬
‫قال ف سورة طه {قال رب اشرح ل صدري وي سر ل أمري ط إل قوله ط قد أوت يت سؤلك يا‬
‫موسطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططى}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولمط علي ذنطب فأخاف أن يقتلون} أي بسطبب قتطل ذلك القبططي الذي كان سطبب‬
‫خروجه من بلد مصر {قال كل} أي قال ال له‪ :‬ل تف من شيء من ذلك كقوله {سنشد عضدك‬
‫بأخيك ون عل لك ما سلطانا ط أي برهانا ط فل ي صلون إليكما بآياتنا أنت ما و من اتبعك ما الغالبون}‬
‫{فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون} كقوله {إنن معكما سع وأرى} أي إنن معكما بفظي وكلءت‬
‫ون صري وتأييدي {فائت يا فرعون فقول إ نا ر سول رب العال ي} كقوله ف الَ ية الخرى {إ نا ر سول‬
‫ربك} أي كل منا أرسل إليك {أن أرسل معنا بن إسرائيل} أي أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك‬
‫وتعذيبك‪ ,‬فإنم عباد ال الؤمنون وحزبه الخلصون‪ ,‬وهم معك ف العذاب الهي‪ ,‬فلما قال له موسى‬
‫ذلك أعرض فرعون هنالك بالكل ية‪ ,‬ون ظر إل يه بع ي الزدراء والغ مص‪ ,‬فقال {أل نر بك في نا وليدا}‬
‫ال ية‪ ,‬أي أ ما أ نت الذي ربيناه في نا و ف بيت نا وعلى فراش نا‪ ,‬وأنعم نا عل يه مدة من ال سني‪ ,‬ث ب عد هذا‬
‫قابلت ذلك الح سان بتلك الفعلة أن قتلت م نا رجلً‪ ,‬وجحدت نعمت نا عل يك‪ ,‬ولذا قال {وأ نت من‬
‫الكافر ين} أي الاحد ين‪ .‬قاله ا بن عباس وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ ,‬واختاره ا بن جر ير‪{ ,‬قال‬
‫فعلتها إذا} أي ف تلك الال {وأنا من الضالي} أي قبل أن يوحى إل وينعم ال علي بالرسالة والنبوة‪.‬‬
‫قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد وقتادة والضحاك وغي هم {وأ نا من الضال ي} أي الاهل ي‪.‬‬
‫قال ا بن جر يج‪ :‬و هو كذلك ف قراءة ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه {ففررت من كم ل ا خفت كم‬
‫فوهب ل رب حكما وجعلن من الرسلي} الَية‪ ,‬أي انفصل الال الول وجاء أمر آخر‪ ,‬فقد أرسلن‬
‫ال إليك فإن أطعته سلمت‪ ,‬وإن خالفته عطبت‪ ,‬ث قال موسى {وتلك نعمة تنها علي أن عبدت بن‬
‫إسرائيل} أي وما أحسنت إل وربيتن مقابل ما أسأت إل بن إسرائيل فجعلتهم عبيدا وخدما تصرفهم‬

‫‪309‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف أعمالك ومشاق رعيتك‪ ,‬أفيفي إحسانك إل رجل واحد منهم با أسأت إل مموعهم‪ ,‬أي ليس ما‬
‫ذكرتطططططططه شيئا بالنسطططططططبة إل مطططططططا فعلت بمططططططط‪.‬‬

‫ت وَالرْ ضِ َومَا َبْينَهُمَآ إِن كُنتُ ْم مّوِقنِيَ * قَا َل‬ ‫ب اْلعَالَمِيَ * قَالَ رَ بّ ال سّمَاوَا ِ‬
‫** قَالَ فِ ْر َعوْ نُ َومَا رَ ّ‬
‫ب آبَآِئكُ ُم الوّلِيَ * قَالَ إِ نّ رَ سُولَكُ ُم الّذِ يَ أُرْ سِلَ إَِلْيكُ مْ‬
‫لِمَ نْ َحوْلَ هُ أَ َل تَ سْتَ ِمعُونَ * قَالَ َربّكُ ْم وَرَ ّ‬
‫ط َتعْقِلُونططَ‬ ‫ط وَمَططا بَْيَنهُمَططآ إِن كُنتُمط ْ‬ ‫ط وَالْ َمغْرِبط ِ‬‫ط الْمَشْرِقط ِ‬ ‫جنُونططٌ * قَالَ رَبط ّ‬ ‫لَمَ ْ‬
‫يقول تعال مبا عن كفر فرعون وترده وطغيانه وجحوده ف قوله {وما رب العالي} وذلك أنه كان‬
‫يقول لقومه {ما علمت لكم من إله غيي} {فاستخف قومه فأطاعوه} وكانوا يحدون الصانع جل‬
‫وعل‪ ,‬ويعتقدون أنطه ل رب لمط سطوى فرعون فلمطا قال له موسطى‪ :‬إنط رسطول رب العاليط‪ .‬قال له‬
‫فرعون‪ :‬ومن هذا الذي تزعم أنه رب العالي غيي ؟ هكذا فسره علماء السلف وأئمة اللف‪ ,‬حت قال‬
‫السدي‪ :‬هذه الَية كقوله تعال‪{ :‬قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث‬
‫هدى} ومن زعم من أهل النطق وغيهم أن هذا سؤال عن الاهية فقد غلط‪ ,‬فإنه ل يكن مقرا بالصانع‬
‫حت يسأل عن الاهية‪ ,‬بل كان جاحدا له بالكلية فيما يظهر‪ ,‬وإن كانت الجج والباهي قد قامت‬
‫عل يه‪ ,‬فع ند ذلك قال مو سى ل ا سأله عن رب العال ي {قال رب ال سموات والرض و ما بينه ما} أي‬
‫خالق جيع ذلك ومالكه والتصرف فيه‪ ,‬وإله ل شريك له‪ ,‬هو الذي خلق الشياء كلها‪ ,‬العال العلوي‬
‫ط فيطه مطن الكواكطب الثوابطت والسطيارات النيات‪ ,‬والعال السطفلي ومطا فيطه مطن بار وقفار وجبال‬ ‫وم ا‬
‫وأشجار وحيوانات ونبات وثار‪ ,‬وما بي ذلك من الواء والطي‪ ,‬وما يتوي عليه الو‪ ,‬الميع عبيد له‬
‫خاضعون ذليلون {إن كنتم موقن ي} أي إن كا نت ل كم قلوب موق نة وأب صار نافذة‪ ,‬فع ند ذلك الت فت‬
‫فرعون إل من حوله من ملئه ورؤساء دولته قائلً لم على سبيل التهكم والستهزاء والتكذيب لوسى‬
‫فيما قاله {أل تستمعون ؟} أي أل تعجبون ما يقول هذا ف زعمه أن لكم إلا غيي ؟ فقال لم موسى‬
‫{ربكم ورب آبائكم الول ي} أي خالقكم وخالق آبائكم الولي‪ ,‬الذين كانوا قبل فرعون وزمانه‪.‬‬
‫{قال} أي فرعون لقومه {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لجنون} أي ليس له عقل ف دعواه أن ث ربا‬
‫غيي‪{ .‬قال} أي موسى لولئك الذين أوعز إليهم فرعون ما أوعز من الشبهة‪ ,‬فأجاب موسى بقوله‬
‫{رب الشرق والغرب ومابينه ما إن كن تم تعقلون} أي هو الذي ج عل الشرق مشرقا تطلع م نه‬
‫الكوا كب‪ ,‬والغرب مغربا تغرب ف يه الكوا كب‪ :‬ثوابت ها و سياراتا‪ ,‬مع هذا النظام الذي سخرها ف يه‬

‫‪310‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقدر ها‪ ,‬فإن كان هذا الذي يز عم أ نه رب كم وإل كم صادقا‪ ,‬فليع كس ال مر وليج عل الشرق مغربا‬
‫والغرب مشرقا‪ ,‬ك ما قال تعال عن {الذي حاج إبراه يم ف ر به أن آتاه ال اللك إذ قال إبراه يم ر ب‬
‫الذي ي يي وي يت قال أ نا أح يي وأم يت قال إبراه يم فإن ال يأ ت بالش مس من الشرق فائت ب ا من‬
‫الغرب} الَية‪ .‬ولذا لا غلب فرعون وانقطعت حجته‪ ,‬عدل إل استعمال جاهه وقوته وسلطانه‪ ,‬واعتقد‬
‫أن ذلك نافططع له ونافططذ فطط موسططى عليططه السططلم‪ ,‬فقال مططا أخططب ال تعال عنططه‪):‬‬

‫ك بِشَيءٍ ّمبِيٍ * قَالَ َفأْ ِ‬


‫ت‬ ‫خذْتَ إِلَـهَا غَيْرِي ل ْجعََلنّكَ مِ َن الْمَسْجُونِيَ * قَالَ َأوََلوْ ِجئْتُ َ‬ ‫** قَالَ َلئِنِ اتّ َ‬
‫ت مِ نَ ال صّادِقِيَ * َفأَلْ َق َى عَ صَاهُ فَِإذَا هِ يَ ُث ْعبَا نٌ ّمبِيٌ * َونَزَ عَ يَدَ هُ فَإِذَا هِ َي َبيْضَآءُ لِلنّاظِرِي نَ *‬ ‫بِ هِ إِن كُن َ‬
‫ح ِرهِ َفمَاذَا َتأْمُرُو نَ * قَاُل َواْ‬
‫ضكُ ْم بِ سِ ْ‬‫خرِ َجكُ ْم مّ نْ أَرْ ِ‬
‫قَالَ لِ ْل َملِ َحوْلَ هُ إِ نّ هَـذَا لَ سَا ِح ٌر عَلِي مٌ * يُرِيدُ أَن يُ ْ‬
‫ط ِبكُلّ سططَحّا ٍر عَلِيمططٍ‬ ‫ط وَاْبعَثططْ فِططي الْمَدَآئِنططِ حَاشِرِينططَ * َي ْأتُوكط َ‬ ‫ط َوأَخَاهط ُ‬ ‫أَرْجِهط ْ‬
‫ل ا قا مت ال جة على فرعون بالبيان والع قل‪ ,‬عدل إل أن يق هر مو سى بيده و سلطانه‪ ,‬و ظن أ نه ل يس‬
‫وراء هذا القام مقال‪ ,‬فقال {لئن اتذت إلا غيي لجعلنطك مطن السطجوني} فعنطد ذلك قال موسطى‬
‫{أولو جئتك بشيء مبي ؟} أي ببهان قاطع واضح {قال فأت به إن كنت من الصادقي * فألقى‬
‫عصاه فإذا هي ثعبان مبي} أي ظاهر واضح ف غاية اللء والوضوح والعظمة‪ ,‬ذات قوائم‪ ,‬وفم كبي‪,‬‬
‫وشكل هائل مزعج {ونزع يده} أي من جبيه {فإذا هي بيضاء للناظرين} أي تتلل كقطعة من القمر‪,‬‬
‫فبادر فرعون بشقاوته إل التكذيب والعناد‪ ,‬فقال للمل حوله {إن هذا لساحر عليم} أي فاضل بارع ف‬
‫ال سحر‪ ,‬فروج علي هم فرعون أن هذا من قب يل ال سحر ل من قب يل العجزة‪ ,‬ث هيج هم وحرض هم على‬
‫مالفته والكفر به‪ ,‬فقال {يريد أن يرجكم من أرضكم بسحره} الَية‪ ,‬أي أراد أن يذهب بقلوب الناس‬
‫معه بسبب هذا‪ ,‬فيكثر أعوانه وأنصاره وأتباعه‪ ,‬ويغلبكم على دولتكم‪ ,‬فيأخذ البلد منكم‪ ,‬فأشيوا علي‬
‫فيه ماذا أصنع به ؟ {قالوا أرجه وأخاه وابعث ف الدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم} أي أخره‬
‫وأخاه حت تمع له من مدائن ملكتك وأقاليم دولتك كل سحار عليم يقابلونه‪ ,‬ويأتون بنظي ما جاء‬
‫به‪ ,‬فتغلبه أنت‪ ,‬وتكون لك النصرة والتأييد‪ ,‬فأجابم إل ذلك‪ .‬وكان هذا من تسخي ال تعال لم ف‬
‫ذلك ليجت مع الناس ف صعيد وا حد‪ ,‬وتظ هر آيات ال وحج جه وبراهي نه على الناس ف النهار جهرة‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ح َرةَ إِن كَانُواْ‬ ‫جتَ ِمعُونَ * َلعَّلنَا َنّتبِعُ السّ َ‬ ‫س هَلْ أَنتُ ْم ّم ْ‬
‫** َفجُمِعَ السّحَ َرةُ لِمِيقَاتِ َيوْ ٍم ّمعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنّا ِ‬
‫ح ُن الْغَاِلبِيَ * قَا َل َنعَ ْم َوِإنّكُمْ إِذا‬ ‫هُ ُم الْغَاِلبِيَ * فَلَمّا جَآ َء السّحَ َرةُ قَالُواْ ِلفِ ْر َعوْنَ َأإِنّ َلنَا لجْرا إِن ُكنّا نَ ْ‬
‫لّمِ َن الْ ُمقَ ّربِيَ * قَالَ َلهُ ْم مّو َسىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُ ْم مّ ْلقُو نَ * َفأَْل َقوْاْ ِحبَاَلهُ مْ وَعِ صِّيهُ ْم وَقَالُواْ ِبعِ ّزةِ فِ ْرعَو نَ ِإنّا‬
‫ف مَا َيأِْفكُونَ * َفأُْلقِ َي السّحَ َرةُ سَا ِجدِينَ * قَالُواْ آ َمنّا‬ ‫َلنَحْ ُن اْلغَاِلبُونَ * َفأَْلقَ َى مُوسَ َى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَ ْلقَ ُ‬
‫ط مُوسططططططَ َى َوهَارُونططططططَ‬ ‫ططططط * رَبططططط ّ‬ ‫ط اْلعَالَمِيَط‬ ‫بِرَبططططط ّ‬
‫ذكر ال تعال هذه الناظرة الفعلية بي موسى عليه السلم والقبط ف سورة العراف‪ ,‬وف سورة طه‪,‬‬
‫وف هذه السورة‪ ,‬وذلك أن القبط أرادوا أن يطفئوا نور ال بأفواههم‪ ,‬فأب ال إل أن يتم نوره ولو كره‬
‫الكافرون‪ ,‬وهذا شأن الك فر واليان ما تواج ها وتقابل إل غل به اليان { بل نقذف بال ق على البا طل‬
‫فيدم غه فإذا هو زا هق ول كم الو يل م ا ت صفون} {و قل جاء ال ق وز هق البا طل} الَ ية‪ ,‬ولذا ل ا جاء‬
‫السحرة وقد جعوهم من أقاليم بلد مصر‪ ,‬وكانوا إذ ذاك من أسحر الناس وأصنعهم وأشدهم تييلً ف‬
‫ذلك‪ ,‬وكان ال سحرة جعا كثيا وجا غفيا‪ ,‬قيل‪ :‬كانوا اث ن عشر ألفا‪ ,‬وقيل خسة ع شر ألفا‪ ,‬وق يل‬
‫سبعة عشر ألفا‪ ,‬وقيل تسعة عشر ألفا‪ ,‬وقيل بضعة وثلثي ألفا‪ ,‬وقيل ثاني ألفا‪ ,‬وقيل غي ذلك‪ ,‬وال‬
‫أعلم بعدت م‪ .‬قال ا بن إ سحاق‪ :‬وكان أمر هم راجعا إل أرب عة من هم و هم رؤ ساؤهم‪ ,‬و هم‪ :‬سابور‪,‬‬
‫وعاذور‪ ,‬وحطحط‪ ,‬ويصفى‪ ,‬واجتهد الناس ف الجتماع ذلك اليوم‪ ,‬وقال قائلهم {لعلنا نتبع السحرة‬
‫إن كانوا هم الغالبي} ول يقولوا نتبع الق سواء كان من السحرة أو من موسى‪ ,‬بل الرعية على دين‬
‫ملكهم {فلما جاء السحرة} أي إل ملس فرعون‪ ,‬وقد ضربوا له وطاقا‪ ,‬وجع خدمه وحشمه ووزراءه‬
‫ورؤساء دولته وجنود ملكته‪ ,‬فقام السحرة بي يدي فرعون يطلبون منه الحسان إليهم والتقرب إليه إن‬
‫غلبوا‪ ,‬أي هذا الذي جعتنا من أجله‪ ,‬فقالوا {أئن ل نا لجرا إن ك نا ن ن الغالب ي * قال نعم وإن كم إذا‬
‫ل ن القرب ي} أي وأ خص م ا تطلبون أجعل كم من القرب ي عندي وجل سائي‪ ,‬فعادوا إل مقام الناطرة‬
‫{قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا} وقد اختصر هذا ههنا‪ ,‬فقال‬
‫لم موسى {ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون} وهذا‬
‫كما تقول الهلة من العوام إذا فعلوا شيئا هذ بثواب فلن‪ ,‬وقد ذكر ال تعال ف سورة العراف أنم‬
‫{سحروا أعي الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم}‪ .‬وقال ف سورة طه {فإذا حبالم وعصيهم‬
‫ييل إليه من سحرهم أنا تسعى ط إل قوله ط ول يفلح الساحر حيث أتى} وقال ههنا {فألقى موسى‬
‫عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون} أي تطفه وتمعه من كل بقعة وتبتلعه فلم تدع منه شيئا‪ .‬قال ال‬
‫تعال‪{ :‬فوقع الق وبطل ما كانوا يعملون ط إل قوله ط رب موسى وهارون} فكان هذا أمرا عظيما‬
‫‪312‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جدا‪ ,‬وبرهانا قاطعا للعذر‪ ,‬وحجطة دامغطة‪ ,‬وذلك أن الذي اسطتنصر بمط وطلب منهطم أن يغلبوا‪ ,‬غلبوا‬
‫وخضعوا‪ ,‬وآمنوا بوسى ف الساعة الراهنة‪ ,‬سجدوا ل رب العالي الذي أرسل موسى وهارون بالق‬
‫وبالعجزة الباهرة‪ ,‬فغلب فرعون غلبا ل يشا هد العال مثله‪ ,‬وكان وقحا جريئا‪ ,‬عل يه لع نة ال واللئ كة‬
‫والناس أجعيط‪ ,‬فعدل إل الكابرة والعناد ودعوى الباططل‪ ,‬فشرع يتهددهطم ويتوعدهطم ويقول {إنطه‬
‫لكططبيكم الذي علمكططم السططحر} وقال {إن هذا لكططر مكرتوه فطط الدينططة} الَيططة‪.‬‬

‫سوْفَ تَعَْلمُو نَ لُقَ ّطعَ نّ َأيْ ِدَيكُ ْم‬ ‫** قَالَ آمَنتُ مْ لَ هُ َقبْلَ أَ نْ آذَ نَ َلكُ مْ ِإنّ هُ َل َكبِيُكُ ُم الّذِي عَلّ َمكُ ُم ال سّحْرَ فَلَ َ‬
‫ضيْرَ إِنّآ إِلَىَ َرّبنَا مُنقَِلبُو نَ * ِإنّا نَطْمَ عُ أَن َي ْغفِرَ َلنَا‬
‫ف وَلُ صَّلَبنّكُمْ أَ ْج َمعِيَ * قَالُواْ لَ َ‬ ‫َوأَرْجَُلكُ ْم مّ نْ ِخلَ ٍ‬
‫َربّنَا خَطَايَانَآ أَن كُنّآ َأوّلَ الْ ُم ْؤ ِمنِيَ تدد هم فلم يق طع ذلك في هم‪ ,‬وتوعد هم ف ما زاد هم إل إيانا‬
‫وتسليما‪ ,‬وذلك إنه قد كشف عن قلوبم حجاب الكفر‪ ,‬وظهر لم الق بعلمهم ما جهل قومهم من أن‬
‫هذا الذي جاء به مو سى ل ي صدر عن ب شر إل أن يكون ال قد أيده به‪ ,‬وجعله له ح جة ودللة على‬
‫صدق ما جاء به من ر به‪ ,‬ولذا ل ا قال ل م فرعون {آمن تم له ق بل أن آذن ل كم ؟} أي كان ينب غي أن‬
‫ت ستأذنون في ما فعل تم‪ ,‬ول تفتاتوا علي ف ذلك‪ ,‬فإن أذ نت ل كم فعل تم‪ ,‬وإن منعت كم امتنع تم فإذ ن أ نا‬
‫الا كم الطاع {إ نه ل كبيكم الذي علم كم ال سحر} وهذه مكابرة يعلم كل أ حد بطلن ا‪ ,‬فإن م ل‬
‫يتمعوا بوسى قبل ذلك اليوم‪ ,‬فكيف يكون كبيهم الذي أفادهم صناعة السحر ؟ هذا ل يقوله عاقل‪.‬‬
‫ث توعد هم فرعون بق طع اليدي والر جل وال صلب فقالوا {ل ض ي} أي لحرج‪ ,‬ول يضر نا ذلك‪,‬‬
‫ول نبال به {إنا إل ربنا منقلبون} أي الرجع إل ال عز وجل‪ ,‬وهو ل يضيع أجر من أحسن عملً‪,‬‬
‫ول ي فى عل يه ما فعلت ب نا‪ ,‬و سيجزينا على ذلك أ ت الزاء‪ ,‬ولذا قالوا {إ نا نط مع أن يغ فر ل نا رب نا‬
‫خطايانا} أي ما قارفنا من الذنوب وما أكرهتنا عليه من السحر {أن كنا أول الؤمني} أي بسبب أنا‬
‫بادرنططططا قومنططططا مططططن القبططططط إل اليان‪ .‬فقتلهططططم كلهططططم‪.‬‬

‫** َوَأوْ َحْينَآ إَِل َى مُو سَىَ أَ نْ أَ سْ ِر ِب ِعبَادِ يَ ِإّنكُم ّمّتِبعُو نَ * َفأَرْ سَلَ ِف ْرعَو نُ فِي الْمَدَآئِ نِ حَاشِرِي نَ * إِ ّن‬
‫هَـؤُلءِ لَشِ ْر ِذ َمةٌ َقلِيلُونَ * َوِإّنهُمْ َلنَا َلغَآئِظُونَ * َوِإنّا َلجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * َفأَ ْخرَ ْجنَاهُ ْم مّن َجنّاتٍ َو ُعيُونٍ‬
‫ط َوَأوْ َرثْنَاهَططا َبنِيططَ إِسططْرَائِيلَ‬ ‫* وَ ُكنُو ٍز َومَقَامططٍ َكرِيٍطط * كَذَلِكط َ‬

‫‪313‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا طال مقام موسى عليه السلم ببلد مصر‪ ,‬وأقام با حجج ال وبراهينه على فرعون وملئه‪ ,‬وهم مع‬
‫ذلك يكابرون ويعاندون‪ ,‬ل ي بق ل م إل العذاب والنكال‪ ,‬فأ مر ال تعال مو سى عل يه ال سلم أن يرج‬
‫ببن إسرائيل ليلً من مصر‪ ,‬وأن يضي بم حيث يؤمر‪ ,‬ففعل موسى عليه السلم ما أمره به ربه عز‬
‫وجل‪ ,‬خرج بم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيا‪ ,‬وكان خروجه بم فيما ذكره غي واحد‬
‫من الف سرين و قت طلوع الق مر‪ ,‬وذ كر ما هد رح ه ال أ نه ك سف الق مر تلك الليلة‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬وأن‬
‫موسى عليه السلم سأل عن قب يوسف عليه السلم‪ ,‬فدلته امرأة عجوز من بن إسرائيل عليه‪ ,‬فاحتمل‬
‫تابو ته مع هم‪ ,‬ويقال‪ :‬إ نه هو الذي حله بنف سه عليه ما ال سلم‪ ,‬وكان يو سف عل يه ال سلم قد أو صى‬
‫بذلك‪ ,‬إذا خرج بنططططططططو إسططططططططرائيل أن يملوه معهططططططططم‪.‬‬
‫وقد ورد ف ذلك حديث رواه ابن أب حات رحه ال فقال‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن‬
‫عمر بن أبان بن صال‪ ,‬حدثنا ابن فضيل عن يونس بن أب إسحاق‪ ,‬عن ابن أب بردة عن أبيه عن أب‬
‫مو سى قال‪ :‬نزل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بأعرا ب فأكر مه‪ ,‬فقال له ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «تعاهدنا ؟» فأتاه العراب‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما حاجتك ؟» قال‪ :‬ناقة‬
‫برحلها وأعن يتلبها أهلي‪ ,‬فقال «أعجزت أن تكون مثل عجوز بن إسرائيل ؟» فقال له أصحابه‪ :‬وما‬
‫عجوز ب ن إ سرائيل يا ر سول ال ؟ قال «إن مو سى عل يه ال سلم ل ا أراد أن ي سي بب ن إ سرائيل أ ضل‬
‫الطريق‪ ,‬فقال لبن إسرائيل‪ :‬ما هذا ؟ فقال له علماء بن إسرائيل‪ :‬نن ندثك أن يوسف عليه السلم لا‬
‫حضرته الوفاة أ خذ علينا موثقا من ال أن ل نرج من م صر حت نن قل تابوته معنا‪ ,‬فقال ل م مو سى‪:‬‬
‫فأيكم يدري أين قب يوسف ؟ قالوا‪ :‬ما يعلمه إل عجوز لبن إسرائيل‪ ,‬فأرسل إليها فقال لا‪ :‬دلين على‬
‫قب يو سف‪ ,‬فقالت‪ :‬وال ل أف عل ح ت تعطي ن حك مي‪ ,‬فقال ل ا‪ :‬و ما حك مك ؟ قالت‪ :‬حك مي أن‬
‫أكون معك ف النة‪ ,‬فكأنه ثقل عليه ذلك‪ ,‬فقيل له‪ :‬أعطها حكمها ط قال ط فانطلقت معهم إل بية‬
‫ط مستنقع ماء ط فقالت لم‪ :‬انضبوا هذا الاء‪ ,‬فلما أنضبوه قالت‪ :‬احفروا‪ ,‬فلما حفروا استخرجوا قب‬
‫يو سف‪ ,‬فل ما احتملوه إذا الطر يق م ثل ضوء النهار» وهذا حد يث غر يب جدا‪ ,‬والقرب أ نه موقوف‪,‬‬
‫وال أعلم‪ ,‬فل ما أ صبحوا ول يس ف نادي هم داع ول م يب‪ ,‬غاظ ذلك فرعون‪ ,‬واش تد غض به على ب ن‬
‫إسرائيل لا يريد ال به من الدمار‪ ,‬فأرسل سريعا ف بلده حاشرين‪ ,‬أي من يشر الند ويمعه كالنقباء‬
‫والجاب‪ ,‬ونادى في هم {إن هؤلء} يع ن ب ن إ سرائيل {لشرذ مة قليلون} أي لطائ فة قليلة {وإن م ل نا‬
‫لغائظون} أي كل وقت يصل منهم إلينا ما يغيظنا {وإنا لميع حاذرون} أي نن كل وقت نذر من‬
‫غائلتهم‪ ,‬وإن أريد أن أستأصل شأفتهم‪ ,‬وأبيد خضراءهم‪ ,‬فجوزي ف نفسه وجنده با أراد لم‪ ,‬قال ال‬
‫‪314‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪{ :‬فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كري} أي فخرجوا من هذا النعيم إل الحيم‪,‬‬
‫وتركوا تلك النازل العالية والبساتي والنار والموال والرزاق‪ ,‬واللك والاه الوافر ف الدنيا {كذلك‬
‫وأورثناهطا بنط إسطرائيل} كمطا قال تعال‪{ :‬وأورثنطا القوم الذيطن كانوا يسطتضعفون مشارق الرض‬
‫ومغاربا الت باركنا فيها} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ونريد أن نن على الذين استضعفوا ف الرض ونعلهم‬
‫أئمططططططططة ونعلهططططططططم الوارثيطططططططط} الَيتيطططططططط‪.‬‬

‫ب مُو َسىَ ِإنّا لَمُدْرَكُو نَ * قَالَ َكلّ إِ نّ َمعِ يَ‬ ‫صحَا ُ‬ ‫ج ْمعَا نِ قَالَ أَ ْ‬
‫شرِقِيَ * فََلمّا َترَاءَى الْ َ‬ ‫** َفَأْتبَعُوهُم مّ ْ‬
‫َربّي َسَيهْدِينِ * َفَأوْ َحْينَآ إَِلىَ مُو سَىَ أَ ِن اضْرِب ّبعَ صَاكَ اْلبَحْرَ فَانفََل قَ َفكَا نَ كُلّ ِفرْ قٍ كَال ّطوْ ِد اْلعَظِي مِ *‬
‫َوأَزَْلفْنَا ثَ ّم الَخَرِي نَ * َوأَنَْينَا مُو سَ َى َومَن ّمعَ هُ أَ ْج َمعِيَ * ثُ مّ َأغْرَ ْقنَا الَخَرِي نَ * إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَي ًة َومَا‬
‫ططط * َوإِنططططّ َربّكططططَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمططططُ‬ ‫طططم ّم ْؤمِنِيَط‬ ‫كَانططططَ أَكْثَرُهُط‬
‫ذكر غي واحد من الفسرين أن فرعون خرج ف جحفل عظيم وجع كبي‪ ,‬هو عبارة عن ملكة الديار‬
‫ال صرية ف زما نه‪ ,‬أول ال ل والع قد والدول من المراء والوزراء وال كباء والرؤ ساء والنود‪ ,‬فأ ما ما‬
‫ذكره غي واحد من السرائيليات من أنه خرج ف ألف ألف وستمائة ألف فارس‪ ,‬منها مائة ألف على‬
‫خيل دهم‪ ,‬وقال كعب الحبار‪ :‬فيهم ثانائة ألف حصان أدهم‪ ,‬وف ذلك نظر‪ ,‬والظاهر أن ذلك من‬
‫مازفات بن إسرائيل‪ ,‬وال سبحانه وتعال أعلم‪ ,‬والذي أخب به القرآن هو النافع‪ ,‬ول يعي عدتم إذ ل‬
‫فائدة تته‪ ,‬إل أنم خرجوا بأجعهم {فأتبعوهم مشرقي} أي وصلوا إليهم عند شروق الشمس‪ ,‬وهو‬
‫طلوعها‪{ ,‬فلما تراءى المعان} أي رأى كل من الفريقي صاحبه‪ ,‬فعند ذلك {قال أصحاب موسى إنا‬
‫لدركون} وذلك أن م انت هى ب م ال سي إل سيف الب حر‪ ,‬و هو ب ر القلزم‪ ,‬ف صار أمام هم الب حر و قد‬
‫أدركهم فرعون بنوده‪ ,‬فلهذا قالوا {إنا لدركون * قال كل إن معي رب سيهدين} أي ل يصل إليكم‬
‫ش يء م ا تذرون‪ ,‬فإن ال سبحانه هو الذي أمر ن أن أ سي هه نا ب كم‪ ,‬و هو سبحانه وتعال ل يلف‬
‫اليعاد‪ ,‬وكان هارون عل يه ال سلم ف القد مة‪ ,‬وم عه يو شع بن نون‪ ,‬ومؤ من آل فرعون‪ ,‬ومو سى عل يه‬
‫السلم ف الساقة‪ ,‬وقد ذكر غي واحد من الفسرين أنم وقفوا ل يدرون ما يصنعون‪ ,‬وجعل يوشع بن‬
‫نون أو مؤمن آل فرعون‪ ,‬يقول لوسى عليه السلم‪ :‬يا نب ال ههنا أمرك ربك أن تسي ؟ فيقول‪ ,‬نعم‪,‬‬
‫فاقترب فرعون وجنوده ول يبق إل القليل‪ ,‬فعند ذلك أمر ال نبيه موسى عليه السلم أن يضرب بعصاه‬
‫البحططططططططططططططر‪ ,‬فضربططططططططططططططه وقال‪ :‬انفلق بإذن ال‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان بن صال‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا ممد بن حزة بن‬
‫ممد بن يوسف عن عبد ال بن سلم أن موسى عليه السلم لا انتهى إل البحر قال‪ :‬يا من كان قبل‬
‫كل شيء‪ ,‬والكون لكل شيء‪ ,‬والكائن بعد كل شيء‪ ,‬اجعل لنا مرجا‪ ,‬فأوحى ال إليه {أن اضرب‬
‫بعصاك البحر}‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أوحى ال تلك الليلة إل البحر أن إذا ضربك موسى بعصاه فاسع له وأطع‪,‬‬
‫فبات البحر تلك الليلة وله اضطراب‪ ,‬ول يدري من أي جانب يضربه موسى‪ ,‬فلما انتهى إليه موسى‪,‬‬
‫قال له فتاه يو شع بن نون‪ :‬يا نب ال أ ين أمرك ر بك عز و جل ؟ قال‪ :‬أمر ن أن أضرب الب حر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فاضربه‪ .‬وقال ممد بن إسحاق‪ ,‬أوحى ال ط فيما ذكر ل ط إل البحر أن إذا ضربك موسى بعصاه‬
‫فانفلق له‪ ,‬قال‪ :‬فبات البحطر يضطرب ويضرب بعضطه بعضا فرقا مطن ال تعال‪ ,‬وانتظارا لاط أمره ال‪,‬‬
‫وأو حى ال إل مو سى {أن اضرب بع صاك الب حر} فضر به ب ا‪ ,‬ففي ها سلطان ال الذي أعطاه‪ ,‬فانفلق‪,‬‬
‫ذكطططر غيططط واحطططد أنطططه جاء فكناه‪ ,‬فقال‪ :‬انفلق عليطططّ أبطططا خالد بول ال‪.‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فانفلق فكان كل فرق كالطود العظ يم} أي كال بل ال كبي‪ ,‬قاله ا بن م سعود وا بن‬
‫عباس وممد بن كعب والضحاك وقتادة وغيهم‪ .‬وقال عطاء الراسان‪ :‬هو الفج بي البلي‪ .‬وقال ابن‬
‫عباس صار البحر اثن عشر طريقا لكل سبط طريق‪ ,‬وزاد السدي‪ :‬وصار فيه طاقات ينظر بعضهم إل‬
‫بعطض‪ ,‬وقام الاء على حيلة كاليطان‪ .‬وبعطث ال الريطح إل قعطر البحطر فلفحتطه‪ ,‬فصطار يبسطا كوجطه‬
‫الرض‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فاضرب ل م طريقا ف الب حر يب سا ل تاف دركا ول ت شى}‪ .‬وقال ف هذه‬
‫الق صة {وأزلف نا ث الَخر ين} أي هنالك‪ .‬قال ا بن عباس وعطاء الرا سان وقتادة وال سدي {وأزلف نا}‬
‫أي قربنا من البحر فرعون وجنوده‪ ,‬وأدنيناهم إليه {وأنينا موسى ومن معه أجعي ث أغرقنا الَخرين}‬
‫أي أني نا مو سى وب ن إ سرائيل و من اتبع هم على دين هم‪ ,‬فلم يهلك من هم ا حد‪ ,‬وأغرق فرعون وجنوده‬
‫فلم يبطططططططططططق منهطططططططططططم رجطططططططططططل إل هلك‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا شبابة‪ ,‬حدثنا يونس‬
‫بن أب إسحاق عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد ال هو ابن مسعود أن موسى عليه السلم‬
‫حي أسرى ببن إسرائيل بلغ فرعون ذلك‪ ,‬فأمر بشاة فذبت‪ ,‬وقال‪ :‬ل وال ل يفرغ من سلخها حت‬
‫يتمع إلّ ستمائة ألف من القبط‪ ,‬فانطلق موسى حت انتهى إل البحر‪ ,‬فقال له‪ :‬انفرق‪ ,‬فقال له البحر‪:‬‬
‫قد استكبت يا مو سى‪ ,‬و هل انفر قت ل حد من ولد آدم‪ ,‬فأنفرق لك ؟ قال‪ ,‬و مع مو سى ر جل على‬
‫ح صان له‪ ,‬فقال له ذلك الر جل‪ ,‬أ ين أمرت يا نب ال ؟ قال‪ :‬ما أمرت إل بذا الو جه‪ ,‬قال‪ :‬وال ما‬
‫كذب ول كذبت‪ ,‬ث اقتحم الثانية فسبح ث خرج‪ ,‬فقال‪ :‬أين أمرت يا نب ال ؟ قال‪ :‬ما أمرت إل بذا‬
‫‪316‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوجه‪ .‬قال‪ :‬وال ما كذب ول كذبت‪ ,‬قال‪ :‬فأوحى ال إل موسى‪ :‬أن اضرب بعصاك البحر‪ ,‬فضربه‬
‫موسى بعصاه‪ ,‬فانفلق‪ ,‬فكان فيه اثنا عشر سبطا لكل سبط طريق يتراءون‪ ,‬فلما خرج أصحاب موسى‪,‬‬
‫وتتام أصطططططحاب فرعون‪ ,‬التقطططططى البحطططططر عليهطططططم فأغرقهطططططم‪.‬‬
‫وف رواية إسرائيل عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد ال قال‪ :‬فلما خرج آخر أصحاب‬
‫موسى‪ ,‬وتكامل أصحاب فرعون‪ ,‬انطم عليهم البحر‪ ,‬فمارئي سواد أكثر من يومئذ‪ ,‬وغرق فرعون لعنه‬
‫ال‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬إن ف ذلك لَية} أي ف هذه القصة وما فيها من العجائب والنصر والتأييد لعباد ال‬
‫الؤمني‪ ,‬لدللة وحجة قاطعة وحكمة بالغة {وما كان أكثرهم مؤمني وإن ربك لو العزيز الرحيم}‬
‫تقدم تفسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططيه‪.‬‬

‫صنَاما َفنَظَلّ َلهَا عَا ِكفِيَ *‬


‫** وَاتْ ُل عََلْيهِ ْم نََبأَ ِإبْرَاهِي مَ * إِذْ قَا َل لبِي هِ وََق ْومِ ِه مَا َتعْبُدُو نَ * قَالُواْ َن ْعبُدُ أَ ْ‬
‫ك َيفْعَلُو نَ *‬
‫قَا َل هَ ْل يَ سْ َمعُونَكُمْ ِإ ْذ تَ ْدعُو نَ * َأ ْو يَن َفعُونَكُ مْ َأ ْو َيضُرّو نَ * قَالُوْا بَ ْل وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِ َ‬
‫َبط اْلعَالَمِي َ‬
‫ِيط إِلّ ر ّ‬‫ُمط عَ ُدوّ ل َ‬
‫ُونط * فَِإّنه ْ‬ ‫ُمط القْ َدم َ‬ ‫ُمط وَآبَآؤُك ُ‬ ‫ُونط * أَنت ْ‬‫ُمط َت ْعبُد َ‬
‫ُمط م ّا ُكنْت ْ‬ ‫قَالَ أَفَ َرَأْيت ْ‬
‫هذا إخبار مطن ال تعال عطن عبده ورسطوله وخليله إبراهيطم عليطه السطلم إمام النفاء‪ ,‬أمطر ال تعال‬
‫رسوله ممدا صلى ال عليه وسلم أن يتلوه على أمته ليقتدوا به ف الخلص والتوكل‪ ,‬وعبادة ال وحده‬
‫ل شر يك له‪ ,‬وال تبي من الشرك وأهله‪ ,‬فإن ال تعال آ تى إبراه يم رشده من ق بل‪ ,‬أي من صغره إل‬
‫كبه‪ ,‬فإنه من وقت نشأ وشب أنكر على قومه عبادة الصنام مع ال عز وجل {إذ قال لبيه وقومه ما‬
‫تعبدون} أي ما هذه التماثيل الت أنتم لا عاكفون ؟ {قالوا نعبد أصناما فنظل لا عاكفي} أي مقيمي‬
‫على عبادت ا ودعائها {قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا‬
‫كذلك يفعلون} يع ن اعترفوا بأن أ صنامهم ل تف عل شيئا من ذلك‪ ,‬وإن ا رأوا آباء هم كذلك يفعلون‪,‬‬
‫فهطم على آثارهطم يهرعون‪ ,‬فعنطد ذلك قال لمط إبراهيطم {أفرأيتطم مطا كنتطم تعبدون * أنتطم وآباؤكطم‬
‫القدمون * فإنمط عدو ل إل رب العاليط} أي إن كانطت هذه الصطنام شيئا ولاط تأثيط‪ ,‬فلتخلص إل‬
‫بال ساءة‪ ,‬فإ ن عدو ل ا ل أبال ب ا ول أف كر في ها‪ ,‬وهذا ك ما قال تعال م با عن نوح عل يه ال سلم‪:‬‬
‫{فأجعوا أمر كم وشركاء كم} الَ ية‪ ,‬وقال هود عل يه ال سلم {إ ن أش هد ال واشهدوا أ ن بر يء م ا‬
‫تشركون من دونه فكيدون جيعا ث ل تنظرون * إن توكلت على ال رب وربكم ما من دابة إل هو‬
‫آ خذ بنا صيتها إن ر ب على صراط م ستقيم} وهكذا تبأ إبراه يم من آلت هم فقال {وك يف أخاف ما‬

‫‪317‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أشركتم ول تافون أنكم أشركتم بال} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم ط‬
‫إل قوله ط ح ت تؤمنوا بال وحده} وقال تعال‪{ :‬وإذ قال إبراه يم لب يه وقو مه إن ن براء م ا تعبدون *‬
‫إل الذي فطرنط فإنطه سطيهدين * وجعلهطا كلمطة باقيطة فط عقبطه لعلهطم يرجعون} يعنط ل إله إل ال‪.‬‬

‫شفِيِ * وَالّذِي‬
‫سقِيِ * َوإِذَا مَرِضْ تُ َف ُه َو يَ ْ‬
‫** الّذِي خََل َقنِي َف ُهوَ َيهْدِي نِ * وَالّذِي ُهوَ يُ ْطعِ ُمنِي َويَ ْ‬
‫حيِيِطط * وَالّذِيططَ َأطْمَعططُ أَن َي ْغفِرَ لِي خَطِيئَتِططي َيوْمططَ الدّينططِ‬ ‫ط ُي ْ‬‫يُمِيتُنِططي ثُمط ّ‬
‫يع ن ل أع بد إل الذي يف عل هذه الشياء {الذي خلق ن ف هو يهد ين} أي هو الالق الذي قدر قدرا‪,‬‬
‫وهدى اللئق إليه‪ ,‬فكل يري على ما قدر له‪ ,‬وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء {والذي هو‬
‫يطعمن ويسقي} أي هو خالقي ورازقي با سخر ويسر من السباب السماوية والرضية‪ ,‬فساق الزن‪,‬‬
‫وأنزل الاء وأح يا به الرض‪ ,‬وأخرج به من كل الثمرات رزقا للعباد‪ ,‬وأنزل الاء عذبا زلل ي سقيه م ا‬
‫خلق أنعاما وأناسططططططططططططططططططططططططططططططططي كثيا‪.‬‬
‫وقوله {وإذا مرضطت فهطو يشفيط} أسطند الرض إل نفسطه‪ ,‬وإن كان عطن قدر ال وقضائه وخلقطه‪,‬‬
‫ولكن أضافه إل نفسه أدبا‪ ,‬كما قال تعال آمرا للمصلي أن يقول {اهدنا الصراط الستقيم} إل آخر‬
‫السورة‪ ,‬فأسند النعام والداية إل ال تعال‪ ,‬والغضب حذف فاعله أدبا‪ ,‬وأسند الضلل إل العبيد‪ ,‬كما‬
‫قالت ال ن {وأ نا ل ندري أ شر أر يد ب ن ف الرض أم أراد ب م رب م رشدا} وكذا قال إبراه يم {وإذا‬
‫مرضت فهو يشفي} أي إذا وقعت ف مرض‪ ,‬فإنه ل يقدر على شفائي أحد غيه با يقدر من السباب‬
‫الوصلة إليه {والذي ييتن ث ييي} أي هو الذي ييي وييت ل يقدر على ذلك أحد سواه‪ ,‬فإنه هو‬
‫الذي يبدىء ويع يد {والذي أط مع أن يغ فر ل خطيئ ت يوم الد ين} أي ل يقدر على غفران الذنوب ف‬
‫الدينطططا والَخرة إل هطططو‪ ,‬ومطططن يغفطططر الذنوب إل ال‪ ,‬وهطططو الفعال لاططط يشاء‪.‬‬

‫ح ْقنِي بِال صّالِحِيَ * وَا ْجعَل لّي لِ سَانَ صِ ْدقٍ فِي الَ ِخرِي نَ * وَا ْجعَ ْلنِي مِن‬ ‫ب هَ بْ لِي ُحكْما َوأَلْ ِ‬ ‫** رَ ّ‬
‫خ ِزنِي َيوْ مَ يُْب َعثُو نَ * َيوْ مَ َل يَنفَ ُع مَالٌ وَلَ‬
‫وَ َرَثةِ َجّنةِ الّنعِي مِ * وَا ْغفِ ْر لبِ يَ ِإنّ هُ كَا نَ مِ َن الضّآلّيَ * وَ َل تُ ْ‬
‫ط ِبقَلْبطططططٍ سطططططَلِيمٍ‬ ‫َبنُونطططططَ * إِلّ مَنطططططْ أَتَطططططى اللّهطططط َ‬
‫وهذا سؤال من إبراهيم عليه السلم أن يؤتيه ربه حكما‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬وهو العلم‪ .‬وقال عكرمة‪:‬‬
‫هو اللب‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬هو القرآن‪ .‬وقال السدي‪ :‬هو النبوة‪ .‬وقوله {وألقن بالصالي} أي اجعلن مع‬
‫‪318‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصالي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬كما قال النب صلى ال عليه وسلم عند الحتضار «اللهم ف الرفيق العلى»‬
‫قالا ثلثا‪ .‬وف الديث ف الدعاء «اللهم أحينا مسلمي‪ ,‬وأمتنا مسلمي‪ ,‬وألقنا بالصالي غي خزايا‬
‫ول مبدل ي» وقوله {واج عل ل ل سان صدق ف الَخر ين} أي واج عل ل ذكرا جيلً بعدي أذ كر به‬
‫ويقتدى ب ف ال ي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وترك نا عل يه ف الَخر ين * سلم على إبراه يم * كذلك نزي‬
‫الحسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططني}‪.‬‬
‫قال ماهد وقتادة {واجعل ل لسان صدق ف الَخرين} يعن الثناء السن‪ .‬قال ماهد‪ :‬كقوله تعال‬
‫{وآتيناه ف الدنيا حسنة} الَية‪ ,‬وكقوله {وآتيناه أجره ف الدنيا} الَية‪ ,‬قال ليث بن أب سليم‪ :‬كل ملة‬
‫تبه وتتوله‪ ,‬وكذا قال عكرمة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واجعلن من ورثة جنة النعيم} أي أنعم عل يّ ف الدنيا‬
‫ببقاء الذ كر الم يل بعدي‪ ,‬و ف الَخرة بأن تعل ن من ور ثة ج نة النع يم‪ .‬وقوله {واغ فر ل ب} الَ ية‪,‬‬
‫كقوله {رب نا اغ فر ل ولوالدي} وهذا م ا ر جع ع نه إبراه يم عل يه ال سلم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و ما كان‬
‫استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة وعدها إياه ط إل قوله ط إن إبراهيم لواه حليم} وقد قطع تعال‬
‫اللاق ف استغفاره لبيه فقال تعال‪{ :‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه ط إل قوله‬
‫ططططططط ومططططططا أملك لك مططططططن ال مططططططن شيططططططء}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تز ن يوم يبعثون} أي أجر ن من الزي يوم القيا مة يوم يب عث اللئق أول م وآخر هم‪.‬‬
‫وقال البخاري عند هذه الَية‪ :‬قال إبراهيم بن طهمان عن ابن أب ذئب عن سعيد بن أب سعيد القبي‪,‬‬
‫عن أب يه عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه‪ ,‬عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «إن إبراه يم رأى أباه يوم‬
‫القيامة عليه الغبة والقترة»‪ .‬وف رواية أخرى‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا أخي عن ابن أب ذئب عن سعيد‬
‫القبي‪ ,‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال «يلقى إبراهيم أباه فيقول‪ :‬يا رب إنك وعدتن‬
‫أنك ل تزين يوم يبعثون‪ ,‬فيقول ال تعال‪ :‬إن حرمت النة على الكافرين» هكذا رواه عند هذه الَية‪.‬‬
‫وف أحاديث النبياء بذا السناد بعينه منفردا به‪ ,‬ولفظه «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة‪ ,‬وعلى وجه‬
‫آزر قترة وغطبة‪ ,‬فيقول له إبراهيطم‪ :‬أل أقطل لك ل تعصطين‪ ,‬فيقول أبوه‪ :‬فاليوم ل أعصطيك‪ ,‬فيقول‬
‫إبراهيم‪ :‬يا رب إنك وعدتن أن ل تزين يوم يبعثون‪ ,‬فأي خزي أخزى من أب البعد فيقول ال تعال‪:‬‬
‫إن حرمت النة على الكافرين‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا إبراهيم انظر تت رجلك‪ ,‬فينظر‪ ,‬فإذا هو بذيخ متلطخ‪,‬‬
‫فيؤخطذ بقوائمطه فيلقطى فط النار» وقال عبطد الرحنط النسطائي فط التفسطي مطن سطننه الكطبي‪.‬‬
‫وقوله {ول تز ن يوم يبعثون} أخب نا أح د بن ح فص بن ع بد ال‪ ,‬حدث ن أ ب‪ ,‬حدث ن إبراه يم بن‬
‫طهمان عن م مد بن ع بد الرح ن‪ ,‬عن سعيد بن أ ب سعيد ال قبي عن أب يه عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫‪319‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبة والقترة‪ ,‬وقال له‪ :‬قد نيتك‬
‫عن هذا فع صيتن‪ ,‬قال‪ :‬لك ن اليوم ل أع صيك واحدة‪ ,‬قال‪ :‬يا رب وعدت ن أن ل تزي ن يوم يبعثون‪,‬‬
‫فإن أخز يت أباه ف قد أخز يت الب عد‪ .‬قال‪ :‬يا إبراه يم إ ن حرمت ها على الكافر ين فأ خذ م نه‪ .‬قال‪ :‬يا‬
‫إبراهيم أين أبوك ؟ قال‪ :‬أنت أخذته من‪ ,‬قال‪ :‬انظر أسفل منك‪ ,‬فنظر‪ ,‬فإذا ذيخ يتمرغ ف نتنه‪ ,‬فأخذ‬
‫بقوائمه فألقي ف النار» وهذا إسناد غريب‪ ,‬وفيه نكارة‪ ,‬والذيخ هو الذكر من الضباع‪ ,‬كأنه حول آزر‬
‫إل صورة ذيخ متلطخ بعذرته فيلقى ف النار كذلك‪ ,‬وقد رواه البزار بإسناده من حديث حاد بن سلمة‬
‫عن أيوب عن ممد بن سيين عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم وفيه غرابة‪ ,‬ورواه أيضا من‬
‫حديطث قتادة عطن جعفطر بطن عبطد الغافطر عطن أبط سطعيد عطن النطب صطلى ال عليطه وسطلم بنحوه‪.‬‬
‫وقوله {يوم ل ينفطع مال ول بنون} أي ل يقطي الرء مطن عذاب ال ماله ولو افتدى بلء الرض ذهبا‬
‫{ول بنون} أي ولو افتدى بن على الرض جيعا‪ ,‬ول ينفع يومئذ إل اليان بال وإخلص الدين له‪,‬‬
‫والتبي من الشرك وأهله‪ ,‬ولذا قال {إل من أتى ال بقلب سليم} أي سال من الدنس والشرك‪ .‬قال‬
‫ا بن سيين‪ :‬القلب ال سليم أن يعلم أن ال حق‪ ,‬وأن ال ساعة آت ية ل ر يب في ها‪ ,‬وأن ال يب عث من ف‬
‫القبور‪ .‬وقال ا بن عباس {إل من أ تى ال بقلب سليم} َحيِ يَ أن يش هد أن ل إله إل ال‪ .‬وقال ما هد‬
‫وال سن وغيه ا {بقلب سليم} يع ن من الشرك‪ .‬وقال سعيد بن ال سيب‪ :‬القلب ال سليم هو القلب‬
‫الصحيح‪ ,‬وهو قلب الؤمن‪ ,‬لن قلب النافق مريض‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ف قلوبم مرض}‪ .‬قال أبو عثمان‬
‫النيسطططابوري‪ :‬هطططو القلب السطططال مطططن البدعطططة‪ ,‬الطمئن إل السطططنة‪.‬‬

‫ت الْجَحِيمُ لِ ْلغَاوِينَ * وَقِيلَ َلهُمْ َأيْ َن مَا كُنتُ ْم َت ْعبُدُونَ * مِن دُونِ اللّ ِه‬‫جّنةُ لِلْ ُمّتقِيَ * َوبُرّزَ ِ‬
‫ت الْ َ‬
‫** َوأُزِْلفَ ِ‬
‫هَ ْل يَن صُرُوَنكُمْ َأوْ يَنتَ صِرُونَ * َف ُكْبكِبُواْ فِيهَا هُ ْم وَاْلغَاوُو نَ * وَ ُجنُودُ ِإبْلِي سَ أَجْ َمعُو نَ * قَالُوْا َوهُ مْ فِيهَا‬
‫ج ِرمُونَ *‬ ‫ب الْعَالَ ِميَ * َومَآ أَضَّلنَآ إِ ّل الْمُ ْ‬
‫سوّيكُ ْم بِرَ ّ‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * إِ ْذ نُ َ‬ ‫ختَصِمُونَ * تَاللّهِ إِن ُكنّا َلفِي َ‬ ‫يَ ْ‬
‫فَمَا َلنَا مِن شَاِفعِيَ * وَلَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فََلوْ أَنّ َلنَا َك ّرةً َفَنكُونَ مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ * إِنّ فِي ذَلِكَ َليَ ًة َومَا‬
‫ططط * َوإِنططططّ َربّكططططَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمططططُ‬ ‫طططم ّم ْؤمِنِيَط‬ ‫كَانططططَ أَكْثَرُهُط‬
‫{أزلفت النة} أي قربت وأدنيت من أهلها مزخرفة مزينة لناظريها‪ ,‬وهم التقون الذين رغبوا فيها‬
‫على ما ف الدن يا‪ ,‬وعملوا ل ا ف الدن يا {وبرزت الح يم للغاو ين} أي أظهرت وك شف عن ها‪ ,‬وبدت‬
‫منها عنق فزفرت زفرة بلغت منها القلوب الناجر‪ ,‬وقيل لهلها تقريعا وتوبيخا {أين ما كنتم تعبدون‬

‫‪320‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من دون ال هل ينصرونكم أو ينتصرون} أي ليست الَلة الت عبدتوها من دون ال من تلك الصنام‬
‫والنداد تغن عنكم اليوم شيئا‪ ,‬ول تدفع عن أنفسها‪ ,‬فإنكم وإياها اليوم حصب جهنم أنتم لا واردون‪.‬‬
‫وقوله {فكبكبوا فيها هم والغاوون} قال ماهد‪ :‬يعن َف ُد ْهوِرُوا فيها‪ .‬وقال غيه‪ :‬كبوا فيها‪ ,‬والكاف‬
‫مكررة‪ ,‬ك ما يقال صرصر‪ ,‬والراد أ نه أل قى بعض هم على ب عض من الكفار وقادت م الذ ين دعو هم إل‬
‫الشرك {وجنود إبليس أجعون} أي ألقوا فيها عن آخرهم {قالوا وهم فيها يتصمون تال إن كنا لفي‬
‫ضلل مبي * إذ نسويكم برب العالي} أي يقول الضعفاء للذين استكبوا‪ :‬إنا كنا لكم تبعا‪ ,‬فهل أنتم‬
‫مغنون عنا نصيبا من النار ؟ ويقولون وقد عادوا على أنفسهم باللمة {تال إن كنا لفي ضلل مبي *‬
‫إذ ن سويكم برب العال ي} أي ن عل أمر كم مطاعا ك ما يطاع أ مر رب العال ي‪ ,‬وعبدنا كم مع رب‬
‫ط مطن شافعيط} قال‬ ‫العاليط {ومطا أضلنطا إل الجرمون} أي مطا دعانطا إل ذلك إل الجرمون {فمطا لن ا‬
‫بعض هم‪ :‬يع ن من اللئ كة ك ما يقولون {ف هل ل نا من شفعاء فيشفعوا ل نا أو نرد فنع مل غ ي الذي ك نا‬
‫نعمططل} وكذا قالوا {فمططا لنططا مططن شافعيطط * ول صططديق حيططم} أي قريططب‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬يعلمون وال أن الصديق إذا كان صالا نفع‪ ,‬وأن الميم إذا كان صالا شفع {فلو أن لنا‬
‫كرة فنكون من الؤمني} وذلك أنم يتمنون أن يردوا إل دار الدنيا ليعملوا بطاعة ربم فيما يزعمون‪,‬‬
‫وال تعال يعلم أن م لو ردّ هم إل دار الدن يا لعادوا ل ا نوا ع نه وإن م لكاذبون‪ ,‬و قد أ خب ال تعال عن‬
‫تاصم أهل النار ف سورة (ص) ث قال تعال‪{ :‬إن ذلك لق تاصم أهل النار} ث قال تعال‪{ :‬إن ف‬
‫ذلك لَية وما كان أكثرهم مؤمني} أي إن ف ماجة إبراهيم لقومه وإقامة الجج عليهم ف التوحيد‬
‫لَ ية‪ ,‬أي لدللة واض حة جل ية على أن ل إله إل ال {و ما كان أكثر هم مؤمن ي * وإن ر بك ل و العز يز‬
‫الرحيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم}‪.‬‬

‫** كَ ّذبَتْ َقوْمُ نُو حٍ الْمُرْسَلِيَ * إِذْ قَالَ َلهُمْ أَخُوهُ ْم نُو حٌ أَلَ تَّتقُونَ * ِإنّي َلكُمْ رَسُولٌ َأمِيٌ * فَاّتقُوْا‬
‫ب اْلعَالَمِيَ * فَاتّقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُو نِ‬
‫اللّ َه َوَأطِيعُو نِ * وَمَآ أَ سْأَُلكُ ْم عََليْ ِه مِ نْ أَجْرٍ إِ نْ أَ ْجرِ يَ إِ ّل عََلىَ رَ ّ‬
‫هذا إخبار من ال عز وجل عن عبده ورسوله نوح عليه السلم‪ ,‬وهو أول رسول بعثه ال إل أهل‬
‫الرض بعد ما عبدت الصنام والنداد‪ ,‬فبعثه ال ناهيا عن ذلك ومذرا من وبيل عقابه‪ ,‬فكذبه قومه‪,‬‬
‫فاستمروا على ما هم عليه من الفعال البيثة ف عبادتم أصنامهم مع ال تعال‪ :‬ونزل ال تعال تكذيبهم‬
‫له منلة تكذيبهم جيع الر سل‪ ,‬فلهذا قال تعال‪{ :‬كذبت قوم نوح الرسلي * إذ قال ل م أخوهم نوح‬

‫‪321‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أل تتقون} أي أل تافون ال ف عبادتكم غيه {إن لكم رسول أمي} أي إن رسول من ال إليكم‪,‬‬
‫أم ي في ما بعث ن ال به‪ ,‬أبلغ كم ر سالت ر ب ول أز يد في ها ول أن قص من ها {فاتقوا ال وأطيعون و ما‬
‫أسألكم عليه من أجر} الَية‪ ,‬أي ل أطلب منكم جزاء على نصحي لكم‪ ,‬بل أدّخر ثواب ذلك عند ال‬
‫{فاتقوا ال وأطيعون} فقد وضح لكم وبان صدقي ونصحي وأمانت فيما بعثن ال به وائتمنن عليه‪.‬‬

‫ك وَاتَّبعَكَ الرْذَلُونَ * قَا َل َومَا عِلْمِي بِمَا كَانُوْا َيعْمَلُونَ * إِنْ حِسَاُبهُمْ إِلّ عََلىَ َربّي‬
‫** قَاُل َواْ َأُنؤْمِ نُ لَ َ‬
‫َلوْ تَشْعُرُونطططَ * وَمَطططآ َأنَاْ بِطَارِ ِد الْ ُم ْؤ ِمنِيَططط * إِنطططْ أَنَطططا إِ ّل نَذِي ٌر ّمبِيٌططط‬
‫يقولون‪ :‬ل نؤ من لك‪ ,‬ول نتب عك ونت ساوى ف ذلك بؤلء الراذل‪ ,‬الذ ين اتبعوك و صدقوك و هم‬
‫أراذل نا‪ ,‬ولذا {قالوا أنؤ من لك واتب عك الرذلون * قال و ما عل مي ب ا كانوا يعملون} أي وأي ش يء‬
‫يلزم ن من اتباع هؤلء ل ؟ ولو كانوا على أي ش يء كانوا عل يه‪ ,‬ل يلزم ن التنق يب عن هم والب حث‬
‫والف حص‪ ,‬إن ا علي أن أق بل من هم ت صديقهم إياي‪ ,‬وأ كل سرائرهم إل ال عز و جل {إن ح سابم إل‬
‫على رب لو تشعرون * وما أنا بطارد الؤمني} كأنم سألوا منه أن يبعدهم عنه ويتابعوه‪ ,‬فأب عليهم‬
‫ذلك وقال {و ما أ نا بطارد الؤمن ي * إن أ نا إل نذ ير مبي} أي إن ا بع ثت نذيرا‪ ,‬ف من أطاع ن واتبع ن‬
‫وصطططدقن كان منططط وأنطططا منطططه‪ ,‬سطططواء كان شريفا أو وضيعا‪ ,‬أو جليلً أو حقيا‪.‬‬

‫ج ِرمِيَ * قَالَ رَ بّ إِ نّ َق ْومِي كَ ّذبُو نِ * فَا ْفتَ ْح بَْينِي َوَبْينَهُ ْم‬ ‫** قَالُواْ َلئِ نْ لّ ْم َتْنتَ هِ َينُو حُ َلَتكُونَ ّن مِ َن الْمُ ْ‬
‫ك الْمَشْحُونِ * ثُمّ َأغْرَ ْقنَا َبعْ ُد اْلبَاقِيَ *‬ ‫جنِي َومَن ّمعِي مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ * َفأَ َنيْنَا ُه َومَن ّمعَهُ فِي الْفُلْ ِ‬ ‫َفتْحا َونَ ّ‬
‫إِنططّ فِطي ذَلِكططَ َلَيةً وَمَطا كَانططَ أَ ْكثَرُهُطم ّم ْؤمِنِيَط * َوإِنططّ َربّكططَ َل ُه َو اْلعَزِيزُ الرّحِيمططُ‬
‫ل ونارا‪ ,‬وسطرا وجهارا‪ ,‬وكلمطا كرر‬ ‫لاط طال مقام نطب ال بيط أظهرهطم‪ ,‬يدعوهطم إل ال تعال لي ً‬
‫عليهم الدعوة صمموا على الكفر الغليظ والمتناع الشديد‪ ,‬وقالوا ف الَخر {لئن ل تنته يا نوح لتكونن‬
‫من الرجومي} أي لئن ل تنته من دعوتك إيانا إل دينك‪{ ,‬لتكونن من الرجومي} أي لنرجنك‪ ,‬فعند‬
‫ذلك دعا عليهم دعوة استجاب ال منه‪ ,‬فقال {رب إن قومي كذبون * فافتح بين وبينهم فتحا} الَية‪,‬‬
‫كما قال ف الَية الخرى {فدعا ربه أن مغلوب فانتصر} إل آخر الَية‪ .‬وقال ههنا {فأنيناه ومن معه‬
‫ف الفلك الشحون * ث أغرقنا بعد الباقي} والشحون هو الملوء بالمتعة والزواج الت حل فيها من‬

‫‪322‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كل زوجي اثني‪ ,‬أي أنينا نوحا ومن اتبعه كلهم‪ ,‬وأغرقنا من كفر به وخالف أمره كلهم أجعي {إن‬
‫فطط ذلك لَيططة ومططا كان أكثرهططم مؤمنيطط * وإن ربططك لوطط العزيططز الرحيططم}‪.‬‬

‫** كَ ّذبَ تْ عَادٌ الْمُرْ َسلِيَ * ِإذْ قَالَ َلهُ مْ أَخُوهُ ْم هُودٌ أَ َل َتّتقُو نَ * ِإنّي َلكُ مْ رَ سُولٌ َأمِيٌ * فَاّتقُواْ اللّ َه‬
‫ب اْلعَالَمِيَ * َأَتبْنُو َن بِكُلّ رِي ٍع آَي ًة َتعَْبثُونَ *‬
‫َوأَطِيعُونِ * َومَآ أَ ْسأَلُكُ ْم عََليْهِ مِنْ أَ ْجرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلّ عََلىَ رَ ّ‬
‫شتُمْ َجبّارِي نَ * فَاّتقُواْ اللّ َه َوَأطِيعُونِ * وَاّتقُواْ الّذِيَ‬ ‫شتُ ْم بَطَ ْ‬
‫خلُدُونَ * َوإِذَا بَطَ ْ‬ ‫خذُو َن مَصَانِعَ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫َوتَتّ ِ‬
‫ف عََلْيكُ ْم عَذَا بَ َيوْ ٍم عَظِي مٍ‬‫ت َوعُيُو نٍ * ِإنّ يَ أَخَا ُ‬ ‫َأمَدّكُ ْم بِمَا َتعْلَمُو نَ * َأمَدّكُ ْم ِبأَْنعَا ٍم َوبَنِيَ * وَ َجنّا ٍ‬
‫وهذا إخبار من ال تعال عن عبده ورسوله هود عليه السلم‪ ,‬أنه دعا قومه عادا‪ ,‬وكان قومه يسكنون‬
‫الحقاف‪ ,‬و هي جبال الر مل قريبا من حضرموت‪ ,‬من ج هة بلد الي من‪ ,‬وكان زمان م ب عد قوم نوح‪,‬‬
‫ك ما قال ف سورة العراف {واذكروا إذ جعل كم خلفاء من ب عد قوم نوح وزاد كم ف اللق ب سطة}‬
‫وذلك أن م كانوا ف غا ية من قوة الترك يب والقوة والب طش الشد يد‪ ,‬والطول الد يد‪ ,‬والرزاق الدارة‪,‬‬
‫والموال والنات والنار‪ ,‬والبناء والزروع والثمار‪ ,‬وكانوا مع ذلك يعبدون غ ي ال م عه‪ ,‬فب عث ال‬
‫ل منهم رسو ًل وبشيا ونذيرا‪ ,‬فدعاهم إل ال وحده‪ ,‬وحذرهم نقمته وعذابه ف مالفته‬ ‫هودا إليهم رج ً‬
‫وبطشه‪ ,‬فقال لم كما قال نوح لقومه إل أن قال {أتبنون بكل ريع آية تعبثون} اختلف الفسرون ف‬
‫الريطع باط حاصطله أنطه الكان الرتفطع عنطد جواد الطرق الشهورة‪ ,‬يبنون هناك بنيانا مكما هائلً باهرا‪,‬‬
‫ولذا قال {أتبنون بكطل ريطع آيطة} أي معلما بناء مشهورا {تعبثون} أي وإناط تفعلون ذلك عبثا ل‬
‫للحتياج إل يه بل لجرد الل عب والل هو وإظهار القوة‪ ,‬ولذا أن كر عل يه نبيهم علي هم ال سلم ذلك‪ ,‬ل نه‬
‫تضي يع للزمان وإتعاب للبدان ف غ ي فائدة‪ ,‬واشتغال ب ا ل يدي ف الدن يا ول ف الَخرة‪ ,‬ولذا قال‬
‫{وتتخذون مصانع لعلكم تلدون} قال ماهد‪ :‬والصانع البوج الشيدة والبنيان الخلد‪ ,‬وف رواية عنه‪:‬‬
‫بروج المام‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هطططططططططططططي مأخطططططططططططططذ الاء‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬وقرأ بعطض الكوفييط {وتتخذون مصطانع كأنكطم خالدون}‪ .‬وفط القراءة الشهورة‬
‫{وتتخذون مصانع لعلكم تلدون} أي لكي تقيموا فيها أبدا وذلك ليس باصل لكم بل زائل عنكم‪,‬‬
‫كما زال عمن كان قبلكم‪ .‬وروى ابن أب حات رحه ال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا الكم بن موسى‪ ,‬حدثنا‬
‫الول يد‪ ,‬حدث نا ا بن عجلن‪ ,‬حدث ن عون بن ع بد ال بن عت بة أن أ با الدرداء ر ضي ال ع نه ل ا رأى ما‬
‫ط أهطل دمشطق‪,‬‬ ‫أحدث السطلمون فط الغوططة مطن البنيان ونصطب الشجطر‪ ,‬قام فط مسطجدهم فنادى‪ :‬ي ا‬

‫‪323‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاجتمعوا إليطه‪ ,‬فحمطد ال وأثنط عليطه‪ ,‬ثط قال‪ :‬أل تسطتحيون‪ ,‬أل تسطتحيون‪ ,‬تمعون مطا ل تأكلون‪,‬‬
‫وتبنون ما ل ت سكنون‪ ,‬وتأملون ما ل تدركون‪ ,‬إ نه قد كا نت قبل كم قرون يمعون فيوعون‪ ,‬ويبنون‬
‫فيوثقون‪ ,‬ويأملون فيطيلون‪ ,‬فأصبح أملهم غرورا‪ ,‬وأصبح جعهم بورا‪ ,‬وأصبحت مساكنهم قبورا‪ ,‬أل‬
‫إن عادا ملكطت مطا بيط عدن وعمان خيلً وركابا‪ ,‬فمطن يشتري منط مياث عاد بدرهيط ؟‪.‬‬
‫وقوله {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} أي يصفهم بالقوة والغلظة والبوت {فاتقوا ال وأطيعون} أي‬
‫اعبدوا ربكطم وأطيعوا رسطولكم‪ ,‬ثط شرع يذكرهطم نعطم ال عليهطم‪ ,‬فقال {واتقوا الذي أمدكطم باط‬
‫تعلمون‪ ,‬أمدكطم بأنعام وبنيط وجنات وعيون * إنط أخاف عليكطم عذاب يوم عظيطم} أي إن كذبتطم‬
‫وخالفتطططم‪ ,‬فدعاهطططم إل ال بالترغيطططب والترهيطططب‪ ,‬فمطططا نفطططع فيهطططم‪.‬‬

‫** قَالُواْ َسوَآءٌ عََليْنَآ َأوَعَظْ تَ أَ مْ َل ْم َتكُ نْ مّ َن اْلوَاعِظِيَ * إِ نْ هَ ـذَا إِلّ ُخلُ ُق الوّلِيَ * وَمَا نَحْ ُن‬
‫بِ ُمعَ ّذبِيَ * َفكَ ّذبُو هُ َفَأهَْل ْكنَاهُ مْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً وَمَا كَا نَ أَكْثَرُهُم ّم ْؤ ِمنِيَ * َوإِ نّ َربّ كَ َل ُه َو اْلعَزِيزُ‬
‫الرّحِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬
‫يقول تعال مبطا عطن جواب قوم هود له بعطد مطا حذرهطم وأنذرهطم‪ ,‬ورغبهطم ورهبهطم‪ ,‬وبيط لمط‬
‫الق)ووضحه {قالوا سواء علينا أوعظت أم ل تكن من الواعظي} أي ل نرجع عما نن عليه {وما‬
‫نن بتاركي آلتنا عن قولك‪ ,‬وما نن لك بؤمني} وهكذا المر‪ ,‬فإن ال تعال قال {إن الذين كفروا‬
‫سواء علي هم أأنذرت م أم ل تنذر هم ل يؤمنون} وقال تعال‪{ :‬إن الذ ين ح قت علي هم كل مة ر بك ل‬
‫يؤمنون} الَ ية‪ ,‬وقول م {إن هذا إل خلق الول ي} قرأ بعض هم {إن هذا إل خَلْق الول ي} بف تح الاء‬
‫وتسكي اللم‪ .‬قال ابن مسعود والعوف عن عبد ال بن عباس وعلقمة وماهد‪ :‬يعنون ما هذا الذي جئتنا‬
‫به إلأخلق الولي‪ ,‬كما قال الشركون من قريش {وقالوا أساطي الولي اكتتبها فهي تلى عليه بكرة‬
‫وأ صيلً} وقال {وقال الذ ين كفروا إن هذا إل إ فك افتراه وأعا نه عل يه قوم آخرون * ف قد جاءوا ظلما‬
‫وزورا * وقالوا أسطاطي الوليط} وقال {وإذا قيطل لمط ماذا أنزل ربكطم قالوا أسطاطي الوليط} وقرأ‬
‫آخرون {إن هذا إل خلق الول ي} ب ضم الاء واللم‪ ,‬يعنون دين هم و ما هم عل يه من ال مر هو د ين‬
‫الولي من الَباء والجداد‪ ,‬ونن تابعون لم سالكون وراءهم‪ ,‬نعيش كما عاشوا‪ ,‬ونوت كما ماتوا‪,‬‬
‫ول ب عث ولمعاد‪ ,‬ولذا قالوا {و ما ن ن بعذب ي} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس {إن هذا إل‬

‫‪324‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خلق الولي} يقول‪ :‬دين الولي‪ .‬وقاله عكرمة وعطاء الراسان وقتادة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪,‬‬
‫واختاره ابططططططططططططططططططن جريططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فكذبوه فأهلكناهم} أي استمروا على تكذيب نب ال هود ومالفته وعناده‪ ,‬فأهلكهم‬
‫ال وقد بي سبب إهلكه إياهم ف غي موضع من القرآن بأنه أرسل عليهم ريا صرصرا عاتية‪ ,‬أي ريا‬
‫شديدة البوب‪ ,‬ذات برد شديطد جدا‪ ,‬فكان سطبب إهلكهطم مطن جنسطهم‪ ,‬فإنمط كانوا أعتط شيطء‬
‫وأجبه‪ ,‬فسلط ال عليهم ما هو أعت منهم وأشد قوة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أل ترَ كيف فعل ربك بعاد *‬
‫إرم ذات العماد} و هم عاد الول‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وأ نه أهلك عادا الول} و هم من ن سل إرم بن‬
‫سام بن نوح {ذات العماد} الذين كانو يسكنون العمد‪ ,‬ومن زعم أن إرم مدينة‪ ,‬فإنا أخذ ذلك من‬
‫ال سرائيليات من كلم ك عب وو هب‪ ,‬ول يس لذلك أ صل أ صيل‪ ,‬ولذا قال {ال ت ل يلق مثل ها ف‬
‫البلد} أي ل يلق مثل هذه القبيلة ف قوتم وشدتم وجبوتم‪ ,‬ولو كان الراد بذلك مدينة لقال‪ :‬الت‬
‫ل يب مثلها ف البلد‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬فأما عاد فاستكبوا ف الرض بغي الق وقالوا من أشد منا قوة ؟‬
‫أو ل يروا أن ال الذي خلق هم هو أ شد من هم قوة وكانوا بآيات نا يحدون} و قد قدم نا أن ال تعال ل‬
‫يرسل عليهم من الريح إل مقدار أنف الثور‪ ,‬عتت على الزنة‪ ,‬فأذن ال لا ف ذلك‪ ,‬فسلكت فحصبت‬
‫بلدهم‪ ,‬فحصبت كل شيء لم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬تدمر كل شيء بأمر ربا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وأما‬
‫عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ط إل قوله ط حسوما ط أي كاملة ط فترى القوم فيها صرعى كأنم‬
‫أعجاز نل خاوية} أي بقوا أبدانا بل رؤوس‪ ,‬وذلك أن الريح كانت تأت الرجل منهم فتقتلعه وترفعه‬
‫ف الواء‪ ,‬ث تنكسه على أم رأسه‪ ,‬فتشدخ دماغه وتكسر رأسه وتلقيه‪ ,‬كأنم أعجاز نل منقعر‪ ,‬وقد‬
‫كانو تصنوا ف البال والكهوف والغارات‪ ,‬وحفروا لم ف الرض إل أنصافهم‪ ,‬فلم يغن عنهم ذلك‬
‫مطن أمطر ال شيئا {إن أجطل ال إذا جاء ل يؤخطر} ولذا قال تعال‪{ :‬فكذبوه فأهلكناهطم} الَيطة‪.‬‬

‫ت ثَمُو ُد الْ ُمرْسَلِيَ * إِذْ قَالَ َلهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَل تَّتقُونَ * إِنّي َلكُمْ رَسُولٌ َأمِيٌ * فَاّتقُواْ اللّ َه‬
‫** كَ ّذبَ ْ‬
‫ط‬‫ط اْلعَالَمِيَط‬ ‫طأَلُكُ ْم عََليْهططِ مِنططْ أَ ْجرٍ إِنططْ أَجْرِيططَ إِلّ عََلىَ رَبط ّ‬ ‫طآ أَسط ْ‬‫َوأَطِيعُونططِ * وَمَط‬
‫وهذا إخبار من ال عز وجل عن عبده ورسوله صال عليه السلم‪ ,‬أنه بعثه إل قومه ثود‪ ,‬وكانوا عربا‬
‫ي سكنون مدي نة الِجْر ال ت ب ي وداي القرى وبلد الشام‪ ,‬وم ساكنهم معرو فة مشهورة‪ ,‬و قد قدم نا ف‬
‫سورة العراف الحاد يث الرو ية ف مرور ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب م ح ي أراد غزو الشام‪,‬‬

‫‪325‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فو صل إل تبوك ث عاد إل الدي نة ليتأ هب لذلك‪ ,‬وكانوا ب عد عاد وق بل الل يل عل يه ال سلم‪ .‬فدعا هم‬
‫نبيهم صال إل ال عز وجل أن يعبدوه وحده ل شريك له‪ ,‬وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة‪ ,‬فأبوا‬
‫عليه وكذبوه وخالفوه‪ ,‬وأخبهم أنه ل يبتغي بدعوتم أجرا منهم‪ ,‬وإنا يطلب ثواب ذلك من ال عز‬
‫وجطططططططل‪ ,‬ثططططططط ذكرهطططططططم آلء ال علهيطططططططم‪ ,‬فقال‪):‬‬

‫حتُو نَ مِ َن‬
‫ع َونَخْ ٍل طَ ْل ُعهَا هَضِي مٌ * َوَتنْ ِ‬
‫ت َوعُيُو نٍ * وَزُرُو ٍ‬
‫** َأُتتْرَكُو نَ فِي مَا هَا ُهنَآ آ ِمنِيَ * فِي َجنّا ٍ‬
‫جبَا ِل ُبيُوتا فَا ِرهِيَ * فَاّتقُواْ اللّ هَ َوأَطِيعُو نِ * وَ َل تُطِي ُعوَاْ َأمْ َر الْمُ سْرِفِيَ * الّذِي َن ُيفْ سِدُونَ فِي الرْ ضِ‬
‫الْ ِ‬
‫وَلَ يُصطططططططططططططططططططططططططططططططططططططْلِحُونَ‬
‫يقول لم واعظا لم‪ ,‬ومذرهم نقم ال أن تل بم‪ ,‬ومذكرا بأنعم ال عليهم فيما رزقهم من الرزاق‬
‫الدارة وجعلهم ف أمن من الحذورات‪ ,‬وأنبت لم من النات‪ ,‬وفجر لم من العيون الاريات‪ ,‬وأخرج‬
‫لم من الزروع والثمرات‪ ,‬ولذا قال {ونل طلعها هضيم}‪ .‬قال العوف عن ابن عباس‪ :‬أينع وبلغ‪ ,‬فهو‬
‫هضيم‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس {ونل طلعها هضيم} يقول‪ :‬معشبة‪ .‬وقال إساعيل بن‬
‫أ ب خالد عن عمرو بن أ ب عمرو ط و قد أدرك ال صحابة ط عن ا بن عباس ف قوله {ون ل طلع ها‬
‫هضيطم} قال‪ :‬إذا رططب واسطترخى‪ ,‬رواه ابطن أبط حاتط‪ ,‬ثط قال‪ :‬وروي عطن أبط صطال نوط هذا‪.‬‬
‫وقال أبو إسحاق عن أب العلء {ونل طلعها هضيم} قال‪ :‬هو الذنب من الرطب‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬هو‬
‫الذي إذا يبس تشم وتفتت وتناثر‪ ,‬وقال ابن جريج‪ :‬سعت عبد الكري‪ ,‬وأبا أمية‪ ,‬سعت ماهدا يقول‬
‫{ون ل طلع ها هض يم} قال‪ :‬ح ي يطلع تق بض عل يه فتهض مه‪ ,‬ف هو من الر طب الض يم‪ ,‬و من اليا بس‬
‫الشيم‪ ,‬تقبض عليه فتهشمه‪ .‬وقال عكرمة وقتادة‪ :‬الضيم الرطب اللي‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬إذا كثر حل‬
‫الثمرة وركطب بعضهطا بعضا‪ ,‬فهطو هضيطم‪ .‬وقال مرة‪ :‬هطو الطلع حيط يتفرق ويضطر‪ .‬وقال السطن‬
‫البصري‪ :‬هو الذي ل نوى له‪ ,‬وقال أبو صخر‪ :‬ما رأيت الطلع حي ينشق عنه الكم ؟ فترى الطلع قد‬
‫لصططططططق بعضططططططه ببعططططططض‪ ,‬فهططططططو الضيططططططم‪.‬‬
‫وقوله {وتنحتون من البال بيوتا فارهي} قال ابن عباس وغي واحد‪ :‬يعن حاذقي‪ .‬وف رواية عنه‪:‬‬
‫شرهي أشرين‪ ,‬وهو اختيار ماهد وجاعة‪ ,‬ول منافاة بينهما‪ ,‬فإنم كانوا يتخذون تلك البيوت النحوتة‬
‫ف البال أشرا وبطرا وعبثا من غي حاجة إل سكناها‪ ,‬وكانوا حاذقي متقني لنحتها ونقشها‪ ,‬كما هو‬
‫الشاهد من حالم لن رأى منازلم‪ ,‬ولذا قال {فاتقوا ال وأطيعون} أي أقبلوا على ما يعود نفعه عليكم‬

‫‪326‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف الدن يا والَخرة من عبادة رب كم الذي خلق كم ورزق كم لتعبدوه وتوحدوه وت سبحوه بكرة وأ صيل‬
‫{ول تطيعوا أمر السرفي الذين يفسدون ف الرض ول يصلحون} يعن رؤساءهم وكباءهم‪ ,‬الدعاة‬
‫لمططططططط إل الشرك والكفطططططططر ومالفطططططططة القططططططط‪.‬‬

‫ت مِ َن ال صّادِقِيَ * قَا َل‬ ‫حرِينَ * مَآ أَن تَ إِ ّل بَشَ ٌر ّمثُْلنَا َفأْ تِ بِآَيةٍ إِن كُن َ‬ ‫ت مِ َن الْمُ سَ ّ‬
‫** قَاُل َواْ ِإنّمَآ أَن َ‬
‫ب َيوْ ٍم عَظِي مٍ *‬
‫سوَءٍ َفَيأْخُذَكُ ْم عَذَا ُ‬ ‫ب َيوْ ٍم ّمعْلُو مٍ * وَ َل تَمَ سّوهَا بِ ُ‬ ‫ب وََلكُ ْم شِرْ ُ‬ ‫هَ ـ ِذ ِه نَاَقةٌ لّهَا شِرْ ٌ‬
‫صبَحُوْا نَا ِدمِيَ * َفأَخَ َذهُ ُم اْلعَذَا بُ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَ ًة َومَا كَا نَ أَ ْكثَ ُرهُم ّم ْؤ ِمنِيَ * َوإِ نّ َربّ كَ‬‫َف َعقَرُوهَا َفأَ ْ‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬ ‫َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمط‬
‫يقول تعال مبا عن ثود ف جوابم لنبيهم صال عليه السلم حي دعاهم إل عبادة ربم عز وجل‬
‫أنم {قالوا إنا أنت من السحرين} قال ماهد وقتادة‪ :‬يعنون من السحورين‪ .‬وروى أبو صال عن ابن‬
‫عباس {مطن السطحرين} يعنط مطن الخلوقيط‪ ,‬واسطتشهد بعضهطم على هذا بقول الشاعطر‪:‬‬
‫فإن تسططططألينا‪ :‬فيططططم ننطططط ؟ فإنناعصططططافي مططططن هذا النام السططططحر‬
‫يعن الذين لم سحور‪ ,‬والسحر هو الرئة‪ .‬والظهر ف هذا قول ماهد وقتادة أنم يقولون‪ :‬إنا أنت ف‬
‫قولك هذا مسحور ل عقل لك‪ ,‬ث قالوا {ما أنت إل بشر مثلنا} يعن فكيف أوحي إليك دوننا ؟ كما‬
‫قالوا ف الَية الخرى {أءلقي الذكر عليه من بيننا ؟ بل هو كذاب أشر * سيعلمون غدا من الكذاب‬
‫الشر} ث إنم اقترحوا عليه آية يأتيهم با ليعلموا صدقه با جاءهم به من ربم‪ ,‬وقد اجتمع ملؤهم‪,‬‬
‫وطلبوا منه أن يرج لم الَن من هذه الصخرة ناقة عشراء إل صخرة عندهم ط من صفتها كذا وكذا‪,‬‬
‫فعند ذلك أخذ عليهم نب ال صال‪ .‬العهود والواثيق لئن أجابم إل ما سألوا ليؤمنن به وليتبعنه‪ ,‬فأعطوه‬
‫ذلك‪ ,‬فقام نب ال صال عليه السلم فصلى‪ ,‬ث دعا ال عز وجل أن ييبهم إل سؤالم‪ ,‬فانفطرت تلك‬
‫الصخرة الت أشاروا إليها عن ناقة عشراء على الصفة الت وصفوها‪ ,‬فآمن بعضهم وكفر أكثرهم {قال‬
‫هذه نا قة ل ا شرب ول كم شرب يوم معلوم} يع ن ترد ماء كم يوما‪ ,‬ويوما تردو نه أن تم {ول ت سوها‬
‫ب سوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم} فحذرهم نقمة ال إن أصابوها ب سوء‪ ,‬فمكثت الناقة بي أظهرهم‬
‫حينا من الدهر‪ ,‬ترد الاء وتأكل الورق والرعى ط وينتفعون بلبنها يلبون منها ما يكفيهم شربا وريا‪,‬‬
‫فلما طال عليهم المد وحضر شقاؤهم‪ ,‬تالؤوا على قتلها وعقرها {فعقروها فأصبحوا نادمي فأخذهم‬
‫العذاب} و هو أن أرض هم زلزلت زلزالً شديدا‪ ,‬وجاءت م صيحة عظي مة اقتل عت القلوب من مال ا‪,‬‬

‫‪327‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأتاهم من المر ما ل يكونوا يتسبون‪ ,‬وأصبحوا ف ديارهم جاثي {إن ف ذلك لَية وما كان أكثرهم‬
‫مؤمنيطططططط * وإن ربططططططك لوطططططط العزيططططططز الرحيططططططم}‪.‬‬

‫** كَ ّذبَتْ َقوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِيَ * إِذْ قَالَ َلهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَل تَّتقُونَ * ِإنّي َلكُمْ رَسُولٌ َأمِيٌ * فَاّتقُوْا‬
‫ط اْلعَالَمِيَط‬‫طَ إِ ّل عََلىَ رَبطّ‬
‫طْ أَجْرِيط‬ ‫طْ أَجْرٍ إِنط‬ ‫طِ مِنط‬ ‫طْأَُلكُ ْم عََليْهط‬
‫طِ * وَمَطآ أَسط‬ ‫ط َوأَطِيعُونط‬ ‫اللّهطَ‬
‫يقول تعال م با عن عبده ور سوله لوط عل يه ال سلم‪ ,‬و هو لوط بن هاران بن آزار و هو ا بن أ خي‬
‫إبراه يم الل يل عل يه ال سلم‪ ,‬وكان ال تعال قد بع ثه إل أ مة عظي مة ف حياة إبراه يم عليه ما ال سلم‪,‬‬
‫وكانوا ي سكنون سدوم وأعمال ا ال ت أهلك ها ال ب ا‪ ,‬وج عل مكان ا بية منت نة خبي ثة‪ ,‬و هي مشهورة‬
‫ببلد الغور بناح ية متاخ ة لبال الب يت القدس‪ ,‬بين ها وب ي بلد الكرك والشو بك‪ ,‬فدعا هم إل ال عز‬
‫و جل أن يعبدوه وحده ل شر يك له‪ ,‬وأن يطيعوا ر سولم الذي بع ثه ال إلي هم‪ ,‬ونا هم عن مع صية ال‬
‫وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه ف العال ما ل يسبقهم أحد من اللئق إل فعله‪ ,‬من إتيان الذكور دون‬
‫الناث‪ ,‬ولذا قال تعال‪):‬‬

‫** َأَتأْتُو نَ الذّكْرَا َن مِ َن اْلعَالَمِيَ * َوتَذَرُو نَ مَا خََل قَ َلكُ مْ َرّبكُ ْم مّ نْ أَ ْزوَا ِجكُ ْم بَلْ أَنتُ مْ َقوْ ٌم عَادُو نَ *‬
‫جنِي َوَأهْلِي مِمّا‬ ‫ب نّ ِ‬‫قَالُواْ َلئِن لّ ْم تَنتَ هِ يَلُو طُ َلَتكُونَ ّن مِ َن الْ ُمخْ َرجِيَ * قَالَ ِإنّي ِلعَمَِلكُ ْم مّ َن اْلقَالِيَ * رَ ّ‬
‫جْينَا ُه َوَأهْلَ هُ أَجْ َمعِيَ * إِلّ عَجُوزا فِي اْلغَابِرِي نَ * ثُ مّ َدمّ ْرنَا الَخَرِي نَ * َوَأمْ َط ْرنَا عََليْهِم‬ ‫َيعْمَلُو نَ * َفنَ ّ‬
‫مّطَرا فَسَآ َء مَطَ ُر الْمُنذَرِينَ * ِإنّ فِي ذَلِكَ َلَي ًة َومَا كَانَ أَ ْكثَ ُرهُم ّم ْؤ ِمنِيَ * َوإِنّ َربّكَ َل ُه َو الْعَزِيزُ الرّحِيمُ‬
‫لا ناهم نب ال عن ارتكاب الفواحش‪ ,‬وغشيانم الذكور‪ ,‬وأرشدهم إل إتيان نسائهم اللت خلقهن‬
‫ال لم‪ ,‬ما كان جوابم له إل أن قالوا {لئن ل تنته يا لوط} أي عما جئتنا به {لتكونن من الخرجي}‬
‫أي ننف يك من ب ي أظهر نا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ف ما كان جواب قو مه إل أن قالوا أخرجوا آل لوط من‬
‫قريتكم إنم أناس يتطهرون} فلما رأى أنم ل يرتدعون عما هم فيه وأنم مستمرون على ضللتهم‪ ,‬تبأ‬
‫منهم وقال {إن لعملكم من القالي} أي البغضي‪ ,‬ل أحبه ول أرضى به‪ ,‬وإن بريء منكم‪ ,‬ث دعا ال‬
‫عليهطم فقال {رب ننط وأهلي ماط يعملون} قال ال تعال‪{ :‬فنجيناه وأهله أجعيط} أي كلهطم {إل‬
‫عجوزا ف الغابرين} وهي امرأته‪ ,‬وكانت عجوز سوء بقيت فهلكت مع من بقي من قومها‪ ,‬وذلك‬
‫ك ما أ خب ال تعال عن هم ف سورة العراف وهود‪ ,‬وكذا ف ال جر ح ي أمره ال أن ي سري بأهله إل‬
‫‪328‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫امرأ ته‪ ,‬وأن م ل يلتفتوا إذا سعوا ال صيحة ح ي تنل على قو مه‪ ,‬ف صبوا ل مر ال وا ستمروا‪ ,‬وأنزل ال‬
‫على أولئك العذاب الذي عم جيع هم‪ ,‬وأم طر علي هم حجارة من سجيل منضود‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬ث‬
‫دمرنطا الَخريطن * وأمطرنطا عليهطم مطرا طط إل قوله طط وإن ربطك لوط العزيطز الرحيطم}‪.‬‬

‫ب اليْ َك ِة الْمُرْسَِليَ * إِذْ قَالَ َلهُ ْم ُش َعيْبٌ أَلَ تَّتقُونَ * ِإنّي َلكُمْ رَسُولٌ َأمِيٌ * فَاّتقُوْا‬
‫** كَذّبَ أَصْحَا ُ‬
‫ط اْلعَالَمِيَط‬‫طَ إِ ّل عََلىَ رَبطّ‬‫طْ أَجْرِيط‬‫طْ أَجْرٍ إِنط‬ ‫طِ مِنط‬ ‫طْأَُلكُ ْم عََليْهط‬
‫طِ * وَمَطآ أَسط‬ ‫ط َوأَطِيعُونط‬
‫اللّهطَ‬
‫هؤلء ط يعن أصحاب اليكة ط هم أهل مدين على الصحيح وكان نب ال شعيب من أنفسهم‬
‫وإنا ل يقل ههنا أخوهم شعيب لنم نسبوا إل عبادة اليكة‪ ,‬وهي شجرة‪ ,‬وقيل شجر ملتف كالغيضة‬
‫كانوا يعبدونا‪ ,‬فلهذا لا قال‪ :‬كذب أصحاب الَيكة الرسلي ل يقل‪ :‬إذ قال لم أخوهم شعيب‪ ,‬وإنا‬
‫قال {إذ قال ل م شع يب} فق طع ن سب الخوة بين هم للمع ن الذي ن سبوا إل يه‪ ,‬وإن كان أخا هم ن سبا‪.‬‬
‫و من الناس من ل يف طن لذه النك تة‪ ,‬ف ظن أن أ صحاب الَي كة غ ي أ هل مد ين‪ ,‬فز عم أن شعيبا عل يه‬
‫ال سلم بع ثه ال إل أمت ي‪ ,‬ومن هم من قال‪ :‬ثلث أ مم‪ .‬و قد روى إ سحاق بن ب شر الكاهلي ط و هو‬
‫ضعيف ط حدثن ابن السدي عن أبيه‪ ,‬وزكريا بن عمر عن خصيف عن عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬ما بعث ال نبيا‬
‫مرت ي إل شعيبا‪ ,‬مرة إل مد ين فأخذ هم ال بال صيحة‪ ,‬ومرة إل أ صحاب الي كة‪ ,‬فأخذ هم ال تعال‬
‫بعذاب يوم الظلة‪ ,‬وروى أ بو القا سم البغوي عن هد بة عن هام عن قتادة ف قوله تعال‪{ :‬وأ صحاب‬
‫الرس} قوم شعيطططططططططططططططططططططططططططططططططططب‪.‬‬
‫وقوله {وأ صحاب الي كة} قوم شع يب‪ ,‬وقاله إ سحاق بن ب شر‪ .‬وقال غ ي جو يب‪ :‬أ صحاب الي كة‬
‫ومدين ها واحد‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة شعيب من طريق ممد بن عثمان‬
‫بن أب شيبة‪ ,‬عن أبيه عن معاوية بن هشام عن هشام بن سعد‪ ,‬عن سعيد بن أب هلل عن ربيعة بن‬
‫سيف عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن قوم مدين وأصحاب اليكة‬
‫أمتان‪ ,‬بعث ال إليهما شعيبا النب عليه السلم» وهذا غريب‪ ,‬وف رفعه نظر‪ ,‬والشبه أن يكون موقوفا‪,‬‬
‫والصحيح أنم أمة واحدة وصفوا ف كل مقام بشيء‪ ,‬ولذا وعظ هؤلء وأمرهم بوفاء الكيال واليزان‪,‬‬
‫كمططا فطط قصططة مديططن سططواء بسططواء‪ ,‬فدل ذلك على أنمططا أمططة واحدة‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سَتقِيمِ * وَلَ َتبْخَسُوْا النّاسَ َأ ْشيَآءَهُمْ‬
‫س الْمُ ْ‬
‫** َأوْفُواْ اْل َكيْلَ وَ َل َتكُونُواْ مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَ ِزنُوْا بِاْلقِسْطَا ِ‬
‫جبِّل َة الوّلِيَططط‬ ‫ط وَالْ ِ‬
‫وَلَ َت ْعَثوْاْ فِطططي الرْضطططِ ُمفْسطططِدِينَ * وَاتّقُواْ الّذِي خََل َقكُمطط ْ‬
‫يأمرهم ال تعال بإيفاء الكيال واليزان‪ ,‬وينهاهم عن التطفيف فيهما‪ ,‬فقال {أوفوا الكيل ول تكونوا‬
‫من الخسرين} أي إذا دفعتم للناس فكملوا الكيل لم‪ ,‬ول تبخسوا الكيل فتعطوه ناقصا‪ ,‬وتأخذوه إذا‬
‫كان لكطم تاما وافيا‪ ,‬ولكطن خذوا كمطا تعطون‪ ,‬وأعطوا كمطا تأخذون {وزنوا بالقسططاس السطتقيم}‬
‫والق سطاس هو اليزان‪ ,‬وق يل هو القبان‪ .‬قال بعض هم‪ :‬هو معرب من الروم ية‪ .‬قال ما هد‪ :‬الق سطاس‬
‫ال ستقيم هو العدل بالروم ية‪ .‬وقال قتادة الق سطاس العدل‪ .‬وقوله {ول تبخ سوا الناس أشياء هم} أي ل‬
‫تنقصوهم أموالم {ول تعثوا ف الرض مفسدين} يعن قطع الطريق‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى {ول‬
‫طططططططططططططططراط توعدون}‪.‬‬ ‫طططططططططططططططل صط‬ ‫تقعدوا بكط‬
‫وقوله {واتقوا الذي خلقكطم والبلة الوليط} يوفهطم بأس ال الذي خلقهطم وخلق آباءهطم الوائل‪,‬‬
‫كما قال موسى عليه السلم {ربكم ورب آبائكم الولي} قال ابن عباس وماهد والسدي وسفيان بن‬
‫عيينة وعبد الرحن بن زيد بن أسلم {والبلة الولي} يقول‪ :‬خلق الولي وقرأ ابن زيد {ولقد أضل‬
‫ل كثيا}‪.‬‬ ‫منكطططططططططططططططططططططططططططططططططططم جب ً‬

‫ش ٌر ّمثُْلنَا َوإِن نّ ُظنّ كَ لَ ِم َن الْكَا ِذِبيَ * َفأَ ْسقِطْ عََلْينَا‬


‫حرِينَ * َومَآ أَن تَ إِلّ بَ َ‬
‫ت مِ َن الْمُ سَ ّ‬
‫** قَاُل َواْ ِإنّمَآ أَن َ‬
‫ب َيوْ مِ‬ ‫ت مِ َن ال صّادِقِيَ * قَالَ َربّ يَ أَعَْل ُم بِمَا َتعْمَلُو نَ * َفكَ ّذبُو هُ َفأَخَ َذهُ ْم عَذَا ُ‬
‫كِ سَفا مّ َن ال سّمَآءِ إِن كُن َ‬
‫ب َيوْ ٍم عَظِي مٍ * إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً َومَا كَا نَ أَ ْكثَ ُرهُم ّمؤْ ِمنِيَ * َوإِ نّ َربّ كَ َل ُه َو اْلعَزِيزُ‬ ‫الظّّلةِ ِإنّ هُ كَا َن عَذَا َ‬
‫الرّحِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬
‫يب تعال عن جواب قومه له بثل ما أجابت به ثود لرسولا‪ ,‬تشابت قلوبم حيث قالوا {إنا أنت‬
‫من السحرين} يعنون من السحورين كما تقدم {وما أنت إل بشر مثلنا وإن نظنك لن الكاذبي} أي‬
‫تتعمد الكذب فيما تقوله ل أن ال أرسلك إلينا {فأسقط علينا كسفا من السماء} قال الضحاك‪ :‬جانبا‬
‫من السماء‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قطعا من السماء‪ .‬وقال السدي‪ :‬عذابا من السماء‪ .‬وهذا شبيه با قالت قريش‬
‫فيما أخب ال عنهم ف قوله تعال‪{ :‬وقالوا لن نؤمن لك حت تفجر لنا من الرض ينبوعا} إل أن قالوا‬
‫{أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأت بال واللئكة قبيلً} وقوله {وإذ قالوا اللهم إن‬
‫كان هذا هو ال ق من عندك فأم طر علي نا حجارة من ال سماء} الَ ية‪ ,‬وهكذا قال هؤلء الكفار الهلة‬

‫‪330‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{فأسقط علينا كسفا من السماء} الَية‪{ ,‬قال رب أعلم با تعملون} يقول‪ :‬ال أعلم بكم‪ ,‬فإن كنتم‬
‫ت ستحقون ذلك جازا كم به‪ ,‬و هو غ ي ظال ل كم‪ ,‬وهكذا و قع ب م جزاء ك ما سألوا جزاء وفاقا‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم} وهذا من جنس ما سألوه من‬
‫إسقاط الكسف عليهم‪ ,‬فإن ال سبحانه وتعال جعل عقوبتهم أن أصابم حر عظيم مدة سبعة أيام‪ ,‬ل‬
‫يكنهم منه شيء‪ ,‬ث أقبلت إليهم سحابة أظلتهم‪ ,‬فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون بظلها من الر‪ ,‬فلما‬
‫اجتمعوا كل هم تت ها‪ ,‬أر سل ال تعال علي هم من ها شررا من نار ولبا ووهجا عظيما‪ ,‬ورج فت ب م‬
‫الرض‪ ,‬وجاءتمط صطيحة عظيمطة أزهقطت أرواحهطم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إنطه كان عذاب يوم عظيطم}‪.‬‬
‫و قد ذ كر ال تعال صفة إهلك هم ف ثل ثة موا طن‪ ,‬كل مو طن ب صفة تنا سب ذلك ال سياق ف في‬
‫العراف ذكر أنم أخذتم الرجفة فأصبحوا ف دارهم جاثي‪ ,‬وذلك لنم قالوا {لنخرجنك يا شعيب‬
‫والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن ف ملتنا} فأرجفوا نب ال ومن اتبعه فأخذتم الرجفة‪ ,‬وف سورة‬
‫هود قال {فأخذتم الصيحة} وذلك لنم استهزءوا بنب ال ف قولم {أصلتك تأمرك أن نترك ما يعبد‬
‫آباؤنا أو أن نفعل ف أموالنا ما نشاء إنك لنت الليم الرشيد} قالوا ذلك على سبيل التهكم والزدراء‪,‬‬
‫فناسب أن تأتيهم صيحة تسكتهم‪ ,‬فقال {فأخذتم الصيحة} الَية‪ ,‬وههنا قالوا {فأسقط علينا كسفا‬
‫من ال سماء} الَ ية‪ ,‬على و جه التع نت والعناد‪ ,‬فنا سب أن ي قق علي هم ما ا ستبعدوا وقو عه {فأخذ هم‬
‫ططططططططططططم}‪.‬‬ ‫ططططططططططططه كان عذاب يوم عظيط‬ ‫عذاب يوم الظلة إنط‬
‫قال قتادة‪ :‬قال عبد ال بن عمر رضي ال عنه‪ :‬إن ال سلط عليهم الر سبعة أيام حت ما يظلهم منه‬
‫ش يء‪ ,‬ث إن ال تعال أن شأ ل م سحابة‪ ,‬فانطلق إلي ها أحد هم فا ستظل ب ا فأ صاب تت ها بردا ورا حة‪,‬‬
‫فأعلم بذلك قومه فأتوها جيعا فاستظلوا تتها فأججت عليهم نارا‪ ,‬وهكذا روي عن عكرمة وسعيد بن‬
‫جبي والسن وقتادة وغيهم‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬بعث ال إليهم الظلة حت إذا اجتمعوا‬
‫كلهم كشف ال عنهم الظلة وأحى عليهم الشمس‪ ,‬فاحترقوا كما يترق الراد ف القلى‪ ,‬وقال ممد‬
‫بن ك عب القر ظي‪ :‬إن أ هل مد ين عذبوا بثل ثة أ صناف من العذاب‪ :‬أخذت م الرج فة ف دار هم ح ت‬
‫خرجوا منها‪ ,‬فلما خرجوا منها أصابم فزع شديد‪ ,‬ففرقوا أن يدخلوا إل البيوت فتسقط عليهم‪ ,‬فأرسل‬
‫ال علي هم الظلة‪ ,‬فد خل تت ها ر جل فقال‪ :‬ما رأ يت كاليوم ظلً أط يب ول أبرد من هذا‪ ,‬هلموا أي ها‬
‫الناس‪ ,‬فدخلوا جيعا تتط الظلة‪ ,‬فصطاح بمط صطيحة واحدة‪ ,‬فماتوا جيعا‪ ,‬ثط تل ممطد بطن كعطب‬
‫{فأخذهطططم عذاب يوم الظلة إنطططه كان عذاب يوم عظيطططم}‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ممد بن جرير‪ :‬حدثن الارث‪ ,‬حدثن السن‪ ,‬حدثن سعيد بن زيد أخو حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا‬
‫حات بن أب صغية‪ ,‬حدثن يزيد الباهلي‪ ,‬سألت ابن عباس عن هذه الَية {فأخذهم عذاب يوم الظلة}‬
‫الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬ب عث ال علي هم رعدا وحرا شديدا‪ ,‬فأ خذ بأنفا سهم فخرجوا من البيوت هرابا إل الب ية‪,‬‬
‫فب عث ال علي هم سحابة فأظلت هم من الش مس‪ ,‬فوجدوا ل ا بردا ولذة‪ ,‬فنادى بعض هم بعضا ح ت إذا‬
‫اجتمعوا تتها أر سل ال عليهم نارا‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬فذلك عذاب يوم الظلة إ نه كان عذاب يوم عظ يم‬
‫{إن ف ذلك لَية وما كان أكثرهم مؤمني‪ ,‬وإن ربك لو العز يز الرحيم} أي العزيز ف انتقامه من‬
‫الكافريططططططططططن‪ ,‬الرحيططططططططططم بعباده الؤمنيطططططططططط‪.‬‬

‫ح المِيُ * عََلىَ َق ْلبِكَ ِلَتكُو َن مِ َن الْ ُمنْذِرِينَ * بِلِسَا ٍن عَ َربِ ّي‬


‫ب اْلعَالَمِيَ * َنزَ َل بِهِ الرّو ُ‬
‫** َوِإنّهُ َلتَنِيلُ رَ ّ‬
‫ّمبِيٍططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫يقول تعال م با عن الكتاب الذي أنزله على عبده ور سوله م مد صلى ال عل يه و سلم {وإ نه} أي‬
‫القرآن ذكره ف أول ال سورة ف قوله {و ما يأتي هم من ذ كر من الرح ن مدث} الَ ية {لتن يل رب‬
‫العالي} أي أنزله ال عليك وأوحاه إل يك {نزل به الروح الم ي} وهو جب يل عليه السلم‪ ,‬قاله غي‬
‫واحد من السلف‪ :‬ابن عباس وممد بن كعب وقتادة وعطية العوف والسدي والضحاك والزهري وابن‬
‫جريج‪ ,‬وهذا ما ل نزاع فيه‪ .‬قال الزهري‪ :‬وهذه كقوله {قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك‬
‫بإذن ال مصدقا لا بي يديه} وقال ماهد‪ :‬من كلمه الروح المي ل تأكله الرض {على قلبك لتكون‬
‫من النذرين} أي نزل به ملك كري أمي ذو مكانة عند ال مطاع ف الل العلى {على قلبك} يا ممد‬
‫سالا من الدنس والزيادة والن قص {لتكون من النذرين} أي لتنذر به بأس ال ونقم ته على من خال فه‬
‫وكذبططططططه‪ ,‬وتبشططططططر بططططططه الؤمنيطططططط التبعيطططططط له‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬بل سان عر ب مبي} أي هذا القرآن الذي أنزلناه إل يك‪ ,‬أنزلناه بل سانك العر ب الف صيح‬
‫الكا مل الشا مل‪ ,‬ليكون بينا واضحا ظاهرا‪ ,‬قاطعا للعذر‪ ,‬مقيما للح جة دليلً إل الح جة‪ .‬قال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب بكر العتكي‪ ,‬حدثنا عباد بن عباد الهلب عن موسى بن ممد عن‬
‫إبراهيم التيمي عن أبيه قال‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم مع أصحابه ف يوم دجن إذ قال لم‬
‫«كيف ترون بواسقها ؟» قالوا‪ :‬ما أحسنها وأشد تراكمها‪ .‬قال «فكيف ترون قواعدها ؟» قالوا‪ :‬ما‬
‫أحسنها وأشد تكنها‪ .‬قال «فكيف ترون جريها ؟» قالوا‪ :‬ما أحسنه وأشد سواده‪ .‬قال «فيكف ترون‬

‫‪332‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رحاها استدارت» قالوا‪ :‬ما أحسنها وأشد استدارتا‪ .‬قال «فكيف ترون برقها‪ :‬أوميض أم خَفق أم يشق‬
‫شقا ؟» قالوا‪ :‬بطل يشطق شقا‪ .‬قال «الياء الياء إن شاء ال»‪ .‬قال‪ :‬فقال رجطل‪ :‬يطا رسطول ال‪ ,‬بأبط‬
‫وأمي‪ ,‬ما أفصحك‪ ,‬ما رأيت الذي هو أعرب منك‪ .‬قال‪ :‬فقال «حق ل وإنا أنزل القرآن بلسان وال‬
‫يقول {بلسان عرب مبي}» وقال سفيان الثوري‪ :‬ل ينل وحي إل بالعربية‪ ,‬ث ترجم كل نب لقومه‪,‬‬
‫واللسطان يوم القيامطة بالسطريانية‪ ,‬فمطن دخطل النطة تكلم بالعربيطة‪ ,‬رواه ابطن أبط حاتط‪.‬‬

‫** َوِإنّ هُ َلفِي ُزبُ ِر الوّلِيَ * َأوَ لَ مْ يَكُن ّلهُ ْم آَيةً أَن َيعْلَمَ ُه عُلَمَا ُء َبنِ يَ إِ سْرَائِيلَ * وََل ْو نَزّْلنَا ُه عََلىَ َبعْ ضِ‬
‫جمِيَطططط * َفقَ َرأَهططططُ عََليْهِططططم مّططططا كَانُوا بِهططططِ ُم ْؤ ِمنِيَطططط‬ ‫العْ َ‬
‫يقول تعال‪ :‬وإن ذكر هذا القرآن والتنويه به لوجود ف كتب الولي الأثورة عن أنبيائهم الذين بشروا‬
‫به ف قدي الد هر وحديثه‪ ,‬ك ما أ خذ ال علي هم اليثاق بذلك ح ت قام آخر هم خطيبا ف ملئه بالبشارة‬
‫بأح د {وإذ قال عي سى ا بن مر ي يا ب ن إ سرائيل إ ن ر سول ال إلي كم م صدقا ل ا ب ي يدي من التوراة‬
‫ومبشرا بر سول يأ ت من بعدي ا سه أح د} والزبر هه نا هي الك تب‪ ,‬و هي ج ع زبور‪ ,‬وكذلك الزبور‬
‫وهو كتاب داود‪ ,‬وقال ال تعال‪{ :‬وكل شيء فعلوه ف الزبر} أي مكتوب عليهم ف صحف اللئكة‪,‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬أو ل يكن لم آية أن يعلمه علماء بن إسرائيل} أي أو ليس يكفيهم من الشاهد الصادق‬
‫على ذلك أن العلماء من ب ن إ سرائيل يدون ذ كر هذا القرآن ف كتب هم ال ت يدر سونا‪ ,‬والراد العدول‬
‫منهم الذين يعترفون با ف أيديهم من صفة ممد صلى ال عليه وسلم ومبعثه وأمته‪ ,‬كما أخب بذلك من‬
‫آمن منهم‪ ,‬كعبد ال بن سلم وسلمان الفارسي عمن أدركه منهم ومن شاكلهم‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬الذين‬
‫طططططططة‪.‬‬ ‫طططططططي} الَيط‬ ‫طططططططب المط‬ ‫طططططططول النط‬ ‫يتبعون الرسط‬
‫ث قال تعال مبا عن شدة كفر قريش وعنادهم لذا القرآن‪ :‬أنه لو نزل على رجل من العاجم من ل‬
‫يدري من العرب ية كل مة وأنزل عل يه هذا الكتاب ببيانه وف صاحته ل يؤمنون به‪ ,‬ولذا قال {ولو نزلناه‬
‫على بعض العجمي فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمني} كما أخب عنهم ف الَية الخرى {ولو فتحنا‬
‫عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنا سكرت أبصارنا} الَية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ولو أننا نزلنا‬
‫إلي هم اللئ كة وكلم هم الو تى} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن الذ ين ح قت علي هم كل مة ر بك ل يؤمنون}‬
‫الَيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب اللِيمَ * َفيَ ْأِتيَهُم َب ْغَتةً َوهُمْ لَ‬
‫ب الْمُجْ ِر ِميَ * َل ُي ْؤمِنُونَ بِهِ َحّت َى يَ َر ُواْ اْلعَذَا َ‬ ‫** كَذَلِكَ َسَلكْنَاهُ فِي ُقلُو ِ‬
‫جلُونَ * أََف َرَأيْتَ إِن ّمتّ ْعنَاهُمْ سِنِيَ * ثُمّ جَآ َءهُم‬ ‫شعُرُونَ * َفَيقُولُوْا هَلْ نَحْنُ مُن َظرُونَ * أََفِبعَذَاِبنَا يَسَْتعْ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫مّا كَانُوْا يُوعَدُو نَ * مَآ َأغَْنىَ َعْنهُ ْم مّا كَانُوْا يُ َمّتعُو نَ * َومَآ َأهَْلكْنَا مِن َق ْرَيةٍ إِلّ َلهَا مُنذِرُو نَ * ذِ ْكرَىَ‬
‫وَمَططططططططططططا كُنّططططططططططططا ظَالِمِيَطططططططططططط‬
‫يقول تعال‪ :‬كذلك سطلكنا التكذيطب والكفطر والحود والعناد‪ ,‬أي أدخلناه فط قلوب الجرميط {ل‬
‫يؤمنون به} أي بالق {حت يروا العذاب الليم} أي حيث ل ينفع الظالي معذرتم‪ ,‬ولم اللعنة ولم‬
‫سوء الدار {فيأتيهم بغتة} أي عذاب ال بغتة {وهم ل يشعرون فيقولوا هل نن منظرون} أي يتمنون‬
‫حيط يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلً ليعملوا فط زعمهطم بطاعطة ال‪ ,‬كمطا قال ال تعال‪{ :‬وأنذر‬
‫الناس يوم يأتيهم العذاب ط إل قوله ط ما لكم من زوال} فكل ظال وفاجر إذا شاهد عقوبته ندم ندما‬
‫شديدا‪ ,‬هذا فرعون لا دعا عليه الكليم بقوله {ربنا إنك آتيت فرعون ومله زينة وأموالً ف الياة الدنيا‬
‫ط إل قوله ط قال قد أجي بت دعوتك ما} فأثرت هذه الدعوة ف فرعون‪ ,‬ف ما آ من ح ت رأى العذاب‬
‫الليم {حت إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه ل إله إل الذي آمنت به بنو إسرائيل ط إل قوله ط وكنت‬
‫مطططن الفسطططدين} وقال تعال‪{ :‬فلمطططا رأوا بأسطططنا قالوا آمنطططا بال وحده} الَيات‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفبعذاب نا ي ستعجلون} إنكار علي هم وتد يد ل م‪ ,‬فإن م كانوا يقولون للر سول تكذيبا‬
‫واسطتبعادا‪ :‬ائتنطا بعذاب ال‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬ويسطتعجلونك بالعذاب} الَيات‪ ,‬ثط قال {أفرأيطت إن‬
‫متعناهم سني ث جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغن عنهم ما كانوا يتعون} أي لو أخرناهم وأنظرناهم‬
‫وأملينا لم برهة من الدهر وحينا من الزمان وإن طال‪ ,‬ث جاءهم أمر ال أي شيء يدي عنهم ما كانوا‬
‫فيه من النعيم {كأنم يوم يرونا ل يلبثوا إل عشية أو ضحاها} وقال تعال‪{ :‬يود أحدهم لو يعمر ألف‬
‫سنة و ما هو بزحز حه من العذاب أن يع مر} وقال تعال‪{ :‬و ما يغ ن ع نه ماله إذا تردى} ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬مطططططططا أغنططططططط عنهطططططططم مطططططططا كانوا يتعون}‪.‬‬
‫وف الديث الصحيح «يؤتى بالكافر فيغمس ف النار غمسة ث يقال له‪ :‬هل رأيت خيا قط ؟ هل‬
‫رأ يت نعيما قط ؟ فيقول‪ :‬ل وال يا رب‪ ,‬ويؤ تى بأ شد الناس بؤ سا كان ف الدن يا‪ ,‬في صبغ ف ال نة‬
‫صبغة‪ ,‬ث يقال له‪ :‬هل رأ يت بؤ سا قط ؟ فيقول‪ :‬ل وال يا رب» أي ما كأن شيئا كان‪ .‬ولذا كان‬
‫عمططططر بططططن الطاب رضططططي ال عنططططه يتمثططططل بذا البيططططت‪:‬‬
‫كأنطططك ل تؤثطططر مطططن الدهطططر ليلةإذا أنطططت أدركطططت الذي أنطططت تطلب‬

‫‪334‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال مبا عن عدله ف خلقه أنه ما أهلك أمة من المم إل بعد العذار إليهم‪ ,‬والنذار لم‪,‬‬
‫وبعثة الرسل إليهم‪ ,‬وقيام الجة عليهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وما أهلكنا من قرية إل لا منذرون * ذكرى‬
‫وما كنا ظالي} كما قال تعال‪{ :‬وما كنا معذبي حت نبعث رسولً} وقال تعال‪{ :‬وما كان ربك‬
‫مهلك القرى حتط يبعطث فط أمهطا رسطو ًل يتلو عليهطم آياتنطا طط إل قوله طط وأهلهطا ظالون}‪.‬‬

‫ستَطِيعُونَ * ِإّنهُ مْ عَ ِن ال سّ ْمعِ لَ َمعْزُولُو نَ‬


‫شيَاطِيُ * وَمَا يَنبَغِي َلهُ ْم وَمَا يَ ْ‬
‫** وَمَا َتنَزّلَ تْ بِ هِ ال ّ‬
‫يقول تعال م با عن كتا به العز يز الذي ل يأتيه البا طل من ب ي يديه ول من خلفه تن يل من حك يم‬
‫حيد أنه نزل به الروح المي الؤيد من ال {وما تنلت به الشياطي} ث ذكر أنه يتنع عليهم ذلك من‬
‫ثلثة أوجه‪ :‬أحدها أنه ما ينبغي لم‪ ,‬أي ليس هو من بغيتهم ول من طلبتهم‪ ,‬لن من سجاياهم الفساد‬
‫وإضلل العباد‪ ,‬وهذا ف يه ال مر بالعروف والن هي عن الن كر‪ ,‬ونور وهدى وبرهان عظ يم‪ ,‬فبينه وب ي‬
‫الشياطيطططط منافاة عظيمططططة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومططططا ينبغططططي لمطططط}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما ي ستطيعون} أي ولو انب غى ل م ما ا ستطاعوا ذلك‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬لو أنزل نا هذا‬
‫القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال} ث بي أنه لو انبغى لم واستطاعوا حله وتأديته‪,‬‬
‫لا وصلوا إل ذلك‪ ,‬لنم بعزل عن استماع القرآن حال نزوله‪ ,‬لن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا‬
‫ف مدة إنزال القرآن على ر سول ال‪ ,‬فلم يلص أ حد من الشياط ي إل ا ستماع حرف وا حد م نه لئل‬
‫يشتبه المر‪ ,‬وهذا من رحة ال بعباده‪ ,‬وحفظه لشرعه‪ ,‬وتأييده لكتابه ولرسوله‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إنم‬
‫عن السمع لعزولون} كما قال تعال مبا عن الن {وأنا لسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا‬
‫وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الَن يد له شهابا رصدا * ط إل قوله ط أم‬
‫أراد بمططططططططططططططططط ربمططططططططططططططططط رشدا}‪.‬‬

‫ك القْ َربِيَ * وَا ْخفِ ضْ َجنَاحَ َ‬


‫ك‬ ‫ل تَدْ عُ َم عَ اللّ هِ إِلَـها آ َخرَ َفتَكُو َن مِ َن الْ ُمعَ ّذبِيَ * َوأَنذِ ْر عَشِ َيتَ َ‬
‫** َف َ‬
‫ك مِ َن الْ ُم ْؤ ِمنِيَ * فَإِ ْن عَ صَ ْوكَ َفقُلْ إِنّي بَرِيَ ٌء مّمّا َتعْمَلُو نَ * َوتَوكّ ْل عَلَى اْلعَزِيزِ ال ّرحِي مِ *‬‫لِمَ ِن اّتبَعَ َ‬
‫طي السططّاجِدِينَ * ِإنّهططُ ُهوَ السططّمِي ُع اْلعَلِيمططُ‬ ‫الّذِي يَرَاكططَ حِيَ ط َتقُومططُ * َوَتقَّلبَكططَ فِط‬
‫يقول تعال آمرا بعبادته وحده ل شريك له‪ ,‬ومبا أن من أشرك به عذبه‪ .‬ث قال تعال آمرا لرسوله‬
‫صلى ال عليه وسلمأن ينذر عشيته القربي‪ ,‬أي الدني إليه‪ ,‬وأنه ل يلص أحدا منهم إل إيانه بربه‬
‫‪335‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عز وجل‪ ,‬وأمره أن يلي جانبه لن اتبعه من عباد ال الؤمني‪ ,‬ومن عصاه من خلق ال كائنا من كان‬
‫فلي تبأ م نه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فإن ع صوك ف قل إ ن بر يء م ا تعملون} وهذه النذارة الا صة ل تنا ف‬
‫العامة بل هي فرد من أجزائها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون}‪ ,‬وقال تعال‪:‬‬
‫{لتنذر أم القرى ومن حولا} وقال تعال‪{ :‬وأنذر به الذين يافون أن يشروا إل ربم}‪ ,‬وقال تعال‪:‬‬
‫{لتبشر به التقي وتنذر به قوما لدا}‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬لنذركم به ومن بلغ}‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ومن‬
‫يك فر به من الحزاب فالنار موعده}‪ .‬و ف صحيح م سلم «والذي نف سي بيده‪ ,‬ل ي سمع ب أ حد من‬
‫هذه المة يهودي ول نصران‪ ,‬ث ل يؤمن ب إل دخل النار» وقد وردت أحاديث كثية ف نزول هذه‬
‫طططططططططططا‪:‬‬ ‫ططططططططططط فلنذكرهط‬ ‫طططططططططططة الكريةط‬ ‫الَيط‬
‫(الديث الول) قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ني‪ ,‬عن العمش عن عمرو بن مرة‪,‬‬
‫عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬لا أنزل ال عز وجل {وأنذر عشيتك القربي}‬
‫أتى النب صلى ال عليه وسلم الصفا‪ ,‬فصعد عليه ث نادى «يا صباحاه» فاجتمع الناس إليه بي رجل‬
‫ييء إليه وبي رجل يبعث رسوله‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا بن عبد الطلب‪ ,‬يا بن‬
‫ل بسفح هذا البل تريد أن تغي عليكم صدقتمون ؟» قالوا‪:‬‬ ‫فهر‪ ,‬يا بن لؤي‪ ,‬أرأيتم لو أخبتكم أن خي ً‬
‫نعم‪ .‬قال «فإن نذير لكم بي يدي عذاب شديد» فقال أبو لب‪ :‬تبا لك سائر اليوم‪ ,‬أما دعوتنا إل لذا‬
‫؟ وأنزل ال {تبطت يدا أبط لبط وتطب} ورواه البخاري ومسطلم والترمذي والنسطائي مطن طرق عطن‬
‫العمطططططططططططططططططططش بطططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫(الد يث الثا ن) قال المام أح د‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬حدث نا هشام عن أب يه عن عائ شة قالت‪ :‬ل ا نزلت‬
‫{وأنذر عشيتك القربي} قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا فاطمة ابنة ممد‪ ,‬يا صفية ابنة‬
‫عبد الطلب‪ ,‬يا ب ن عبد الطلب‪ ,‬ل أملك لكم من ال شيئا سلون من مال ما شئتم» انفرد بإخراجه‬
‫مسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططلم‪.‬‬
‫(الديث الثالث) قال المام أحد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمرو‪ ,‬حدثنا زائدة‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن عمي‬
‫عن موسى بن طلحة عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وأنذر عشيتك القربي}‬
‫دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم قريشا‪ ,‬فعم وخص فقال «يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار‪,‬‬
‫يا معشر بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار‪ ,‬يا معشر بن هاشم أنقذوا أنفسكم من النار‪ ,‬يا معشر بن‬
‫عبد الطلب أنقذوا أنفسكم من النار‪ ,‬يا فاطمة بنت ممد أنقذي نفسك من النار‪ ,‬فإن وال ل أملك‬
‫ل كم من ال شيئا إل أن ل كم رحا سأبلها ببلل ا»‪ .‬ورواه م سلم والترمذي من حد يث ع بد اللك بن‬
‫‪336‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عمي به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬غريب من هذا الوجه‪ ,‬ورواه النسائي من حديث موسى بن طلحة مرسلً‪ ,‬ول‬
‫يذكر فيه أبا هريرة‪ ,‬والوصول هو الصحيح‪ ,‬وأخرجاه ف الصحيحي من حديث الزهري عن سعيد بن‬
‫السيب وأب سلمة بن عبد الرحن عن أب هريرة‪ ,‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا ممد يعن ابن‬
‫إ سحاق‪ ,‬عن أ ب الزناد عن العرج عن أ ب هريرة‪ ,‬ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «يا بن عبد الطلب اشتروا أنفسكم من ال ‪ ,‬يا صفية عمة رسول ال ويا فاطمة بنت رسول ال‬
‫اشتريا أنفسكما من ال‪ ,‬فإن ل أغن عنكما من ال شيئا‪ ,‬سلن من مال ما شئتما» تفرد به من هذا‬
‫الوجه‪ ,‬وتفرد به أيضا عن معاوية عن زائدة‪ ,‬عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بنحوه‪ ,‬ورواه أيضا عن حسن حدثنا ابن ليعة‪ :‬عن العرج عن أب هريرة مرفوعا‪ ,‬وقال أبو‬
‫يعلى‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ,‬حدثنا هام بن إساعيل عن موسى بن وردان عن أب هريرة‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم «يا بن قصي‪ ,‬يا بن هاشم‪ ,‬يا بن عبد مناف‪ ,‬أنا النذير‪ ,‬والوت الغي‪ ,‬والساعة‬
‫الوعططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططد»‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد التيمي عن أب عثمان عن قبيصة بن مارق‬
‫وزه ي بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ل ا نزلت {وأنذر عشي تك القرب ي} صعد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫رضمة من جبل على أعلها حجر‪ ,‬فجعل ينادي‪« :‬يا بن عبد مناف‪ ,‬إنا أنا نذير‪ ,‬وإنا مثلي ومثلكم‬
‫كرجل رأى العدو فذهب يربأ أهله يشى أن يسبقوه‪ ,‬فجعل ينادي ويهتف‪ :‬يا صباحاه» ورواه مسلم‬
‫والنسائي من حديث سليمان بن طرخان التيمي عن أب عثمان عبد الرحن بن سهل النهدي‪ ,‬عن قبيصة‬
‫وزهيططططططططططط بطططططططططططن عمرو اللل بطططططططططططه‪.‬‬
‫(الديث الامس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬حدثنا شريك عن العمش عن النهال عن‬
‫عباد بن عبد ال السدي عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وأنذر عشيتك القربي}‬
‫جع النب صلى ال عليه وسلم من أهل بيته‪ ,‬فاجتمع ثلثون فأكلوا وشربوا‪ ,‬قال‪ :‬وقال لم «من يضمن‬
‫عن دين ومواعيدي‪ ,‬ويكون معي ف النة‪ ,‬ويكون خليفت ف أهلي ؟» فقال رجل ل يسمه شريك‪ :‬يا‬
‫ر سول ال أ نت ك نت برا من يقوم بذا‪ ,‬قال‪ :‬ث قال الَ خر ط ثلثا ط قال‪ :‬فعرض ذلك على أ هل‬
‫بيتططططططططططططططططططه‪ ,‬فقال علي‪ :‬أنططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫(طريق أخرى بأبسط من هذا السياق) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبو عوانة‪ ,‬حدثنا عثمان‬
‫بن الغية عن أب صادق عن ربيعة بن ماجد عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬جع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ط أو دعا رسول ال ط بن عبد الطلب وهم رهط‪ ,‬وكلهم يأكل الذعة ويشرب الفرق‪ ,‬فصنع‬
‫‪337‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لم مدا من طعام فأكلوا حت شبعوا‪ ,‬وبقي الطعام كما هو كأنه ل يس‪ ,‬ث دعا بغمر فشربوا حت رووا‬
‫وبقي الشراب كأنه ل يس أو ل يشرب‪ ,‬وقال «يابن عبد الطلب‪ ,‬إن بعثت إليكم خاصة وإل الناس‬
‫عامة‪ ,‬فقد رأيتم من هذه الَية ما رأيتم‪ ,‬فأيكم يبايعن على أن يكون أخي وصاحب» قال‪ :‬فلم يقم إليه‬
‫أحد‪ ,‬قال‪ :‬فقمت إليه وكنت أصغر القوم‪ ,‬قال‪ :‬فقال «اجلس» ث قال ثلث مرات كل ذلك أقوم إليه‬
‫فيقول ل «اجلس» حتطططططط كان فطططططط الثالثططططططة ضرب بيده على يدي‪.‬‬
‫(طريق أخرى أغرب وأبسط من هذا السياق بزيادات أخر) قال الافظ أبو بكر البيهقي ف دلئل‬
‫النبوة‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال الافظ‪ ,‬أخبنا أبو العباس ممد بن يعقوب‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد البار‪,‬‬
‫حدث نا يو نس بن بك ي عن م مد بن إ سحاق قال‪ :‬حدث ن من سع ع بد ال بن الارث بن نو فل‪,‬‬
‫وا ستكتمن ا سه‪ ,‬عن ا بن عباس عن علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه قال‪ :‬ل ا نزلت هذه الَ ية على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم {وأنذر عشيتك القربي * واخفض جناحك لن اتبعك من الؤمني}‬
‫ت ب ا قو مي رأ يت من هم ما أكره ف صمت‪,‬‬ ‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «عر فت أ ن إن بادأ ُ‬
‫فجاءن جبيل عليه السلم فقال‪ :‬يا ممد إنك إن ل تفعل ما أمرت به عذبك ربك» قال علي رضي ال‬
‫ع نه فدعا ن‪ ,‬فقال‪ :‬يا علي «إن ال تعال قد أمر ن أن أنذر عشي ت القرب ي‪ ,‬فعر فت أ ن إن بادأت م‬
‫بذلك رأيت منهم ما أكره‪ ,‬فصمت عن ذلك‪ ,‬ث جاءن جبيل فقال‪ :‬يا ممد إن ل تفعل ما أمرت به‬
‫عذ بك ر بك‪ ,‬فا صنع ل نا يا علي شاة على صاع من طعام‪ ,‬وأ عد ل نا عس ل ب‪ ,‬ث اج ع ل ب ن ع بد‬
‫ل أو ينقصطون رجلً‪ ,‬فيهطم‬ ‫الطلب» ففعلت فاجتمعوا إليطه‪ ,‬وهطم يومئذ أربعون رجلً يزيدون رج ً‬
‫أعمامه‪ :‬أبو طالب‪ ,‬وحزة‪ ,‬والعباس‪ ,‬وأبو لب الكافر البيث‪ ,‬فقدمت إليهم تلك الفنة‪ ,‬فأخذ منها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جذبة فشقها بأسنانه‪ ,‬ث رمى با ف نواحيها‪ ,‬وقال «كلوا بسم ال»‬
‫فأ كل القوم ح ت نلوا ع نه ما يرى إل آثار أ صابعهم‪ ,‬وال إن كان الر جل من هم ليأ كل مثل ها‪ ,‬ث قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «اسقهم يا علي» فجئت بذلك القعب فشربوا منه حت نلوا جيعا‪ ,‬واي‬
‫ال إن كان الر جل من هم ليشرب مثله‪ ,‬فل ما أراد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يكلم هم بدره أ بو‬
‫لب إل الكلم فقال‪ :‬لدما سحركم صاحبكم‪ ,‬فتفرقوا ول يكلمهم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫فل ما كان من ال غد قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم « يا علي عد ل نا ب ثل الذي ك نت صنعت‬
‫بال مس من الطعام والشراب‪ ,‬فإن هذا الر جل قد بدر ن إل ما سعت ق بل أن أكلم القوم» ففعلت‪ ,‬ث‬
‫جعتهم له‪ ,‬فصنع رسول ال صلى ال عليه وسلم كما صنع بالمس‪ ,‬فأكلوا حت نلوا عنه‪ ,‬واي ال إن‬
‫كان الرجل منهم ليأكل مثلها‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «اسقهم يا علي» فجئت بذلك‬
‫‪338‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الق عب فشربوا م نه ح ت نلوا جيعا‪ ,‬وا ي ال إن كان الر جل من هم ليشرب مثله‪ ,‬فل ما أراد ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم أن يكلم هم بدره أ بو ل ب بالكلم‪ ,‬فقال‪ :‬لد ما سحركم صاحبكم‪ ,‬فتفرقوا ول‬
‫يكلمهططططططم رسططططططول ال صططططططلى ال عليططططططه وسططططططلم‪.‬‬
‫فلما كان من الغد‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يا علي عد لنا بثل الذي كنت صنعت لنا‬
‫بال مس من الطعام والشراب‪ ,‬فإن هذا الر جل قد بدر ن إل ما سعت ق بل أن أكلم القوم» ففعلت ث‬
‫جعتهم له‪ ,‬فصنع رسول ال صلى ال عليه وسلم كما صنع بالمس‪ ,‬فأكلوا حت نلوا ث سقيتهم من‬
‫ذلك القعب حت نلوا عنه‪ ,‬واي ال إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ويشرب مثلها‪ ,‬ث قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا بن عبد الطلب إن وال ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم‬
‫به‪ ,‬إن قد جئتكم بي الدنيا والَخرة» قال أحد بن عبد البار‪ :‬بلغن أن ابن إسحاق إنا سعه من عبد‬
‫طن الارث‪.‬‬ ‫طد ال بط‬ ‫طن عبط‬ ‫طن عمرو عط‬ ‫طن النهال عط‬‫ط عط‬‫ط مريط‬ ‫طن أبط‬‫طم بط‬ ‫طن القاسط‬
‫الغفار بط‬
‫وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن حيد عن سلمة عن ابن إسحاق‪ ,‬عن عبد الغفار بن القاسم بن‬
‫أب مري عن النهال بن عمرو عن عبد ال بن الارث‪ ,‬عن ابن عباس عن علي بن أب طالب فذكر مثله‪,‬‬
‫وزاد بعد قوله «إن جئتكم بي الدنيا والَخرة‪ ,‬وقد أمرن ال أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرن على هذا‬
‫المر على أن يكون أخي وكذا وكذا ؟» قال‪ :‬فأحجم القوم عنها جيعا وقلت ط وإن لحدثهم سنا‪,‬‬
‫وأمرصهم عينا‪ ,‬وأعظمهم بطنا‪ ,‬وأحشهم ساقا ط‪ :‬أنا يا نب ال أكون وزيرك عليه‪ ,‬فأخذ برقبت ث‬
‫قال «إن هذا أ خي‪ ,‬وكذا وكذا‪ ,‬فا سعوا له وأطيعوا» قال‪ :‬فقام القوم يضحكون ويقولون ل ب طالب‪:‬‬
‫قد أمرك أن تسمع لبنك وتطيع‪ .‬تفرد بذا السياق عبد الغفار بن القاسم أب مري‪ ,‬وهو متروك كذاب‬
‫شيعططي‪ ,‬اتمططه علي بططن الدينطط وغيه بوضططع الديططث‪ ,‬وضعفططه الَئمططة رحهططم ال‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب أخبنا السي عن عيسى بن ميسرة الارثي‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫ال بن عبد القدوس عن العمش عن النهال بن عمرو عن عبد ال بن الارث قال‪ :‬قال علي رضي ال‬
‫عنه‪ :‬لا نزلت هذه الَية {وأنذر عشيتك القربي} قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم «اصنع ل‬
‫رجل شاة بصاع من طعام وإناء لبنا» قال‪ :‬ففعلت‪ ,‬ث قال «ادع بن هاشم» قال‪ :‬فدعوتم وإنم يومئذٍ‬
‫أربعون غ ي ر جل‪ ,‬أو أربعون ور جل‪ ,‬قال‪ :‬وفي هم عشرة كل هم يأ كل الذ عة بإدام ها‪ ,‬قال‪ :‬فل ما أتوا‬
‫بالقصعة أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم من ذروتا ث قال «فأكلوا حت شبعوا‪ ,‬وهي على هيئتها ل‬
‫يزرؤوا من ها إل الي سي‪ ,‬قال‪ :‬ث أتيت هم بالناء فشربوا ح ت رووا‪ ,‬قال‪ :‬وف ضل ف ضل‪ ,‬فل ما فرغوا أراد‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يتكلم فبدروه الكلم‪ ,‬فقالوا ما رأي نا كاليوم ف ال سحر‪ .‬ف سكت‬
‫‪339‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال «اصنع ل رجل شاة بصاع من طعام» فصنعت‪ ,‬قال‪ :‬فدعاهم‬
‫فلما أكلوا وشربوا‪ ,‬قال‪ :‬فبدروه فقالوا مثل مقالتهم الول‪ ,‬فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث‬
‫قال ل «اصنع ل رجل شاة بصاع طعام»فصنعت‪ ,‬قال‪ :‬فجمعتهم فلما أكلوا وشربوا بدرهم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الكلم‪ ,‬فقال «أيكم يقضي عن َديْ ن‪ ,‬ويكون خليفت ف أهلي ؟» قال‪ :‬فسكتوا‬
‫و سكت العباس خش ية أن ي يط ذلك باله‪ ,‬قال‪ :‬و سكت أ نا ل سن العباس‪ .‬ث قال ا مرة أخرى ف سكت‬
‫العباس‪ ,‬فلما رأيت ذلك قلت‪ :‬أنا يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬وإن يومئذٍ لسوأهم هيئة‪ ,‬وإن لعمش العيني‪,‬‬
‫ض خم الب طن‪ ,‬خ ش ال ساقي‪ ,‬فهذه طرق متعددة لذا الد يث عن علي ر ضي ال ع نه‪ ,‬ومع ن سؤاله‬
‫صلى ال عليه وسلم لعمامه وأولدهم أن يقضوا عنه دينه ويلفوه ف أهله‪ ,‬يعن إن قتل ف سبيل ال‪,‬‬
‫كأنه خشي إذا قام بأعباء النذار أن يقتل‪ ,‬فلما أنزل ال تعال‪{ :‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من‬
‫ربك وإن ل تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك من الناس} فعند ذلك أمن‪ ,‬وكان أول يرس حت‬
‫نزلت هذه الَيطة {وال يعصطمك مطن الناس} ول يكطن أحطد فط بنط هاشطم إذ ذاك أشطد إيانا وإيقانا‬
‫وتصديقا لرسول ال صلى ال عليه وسلم من علي رضي ال عنه‪ ,‬ولذا بدرهم إل التزام ما طلب منهم‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم ثط كان بعطد هذا طط وال أعلم طط دعاؤه الناس جهرة على الصطفا‪,‬‬
‫وإنذاره لبطون قريش عموما وخصوصا‪ ,‬حت سى من سى من أعمامه وعماته وبناته لينبه بالدن على‬
‫العلى‪ ,‬أي إناططط أنطططا نذيطططر وال يهدي مطططن يشاء إل صطططرط مسطططتقيم‪.‬‬
‫وقد روى الافظ ابن عساكر ف ترجة عبد الواحد الدمشقي ط غي منسوب ط من طريق عمرو بن‬
‫سرة‪ ,‬عن ممد بن سوقة عن عبد الواحد الدمشقي قال‪ :‬رأيت أبا الدرداء رضي ال عنه يدث الناس‬
‫ويفتيهم‪ ,‬وولده إل جنبه‪ ,‬وأهل بيته جلوس ف جانب السجد يتحدثون‪ ,‬فقيل له‪ :‬ما بال الناس يرغبون‬
‫في ما عندك من العلم‪ ,‬وأ هل بي تك جلوس له ي ؟ فقال‪ :‬ل ن سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫يقول «أز هد الناس ف الدن يا ال نبياء‪ ,‬وأشد هم علي هم القربون» وذلك في ما أنزل ال عز و جل‪ ,‬قال‬
‫تعال‪{ :‬وأنذر عشيتططك القربيطط ططط إل قوله ططط فقططل إنطط بريططء ماطط تعملون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتوكطل على العزيطز الرحيطم} أي فط جيطع أمورك‪ ,‬فإنطه مؤيدك وحافظطك وناصطرك‬
‫ومظفرك ومعلي كلمتطك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬الذي يراك حيط تقوم} أي هطو معتط بطك كمطا قال تعال‪:‬‬
‫{وا صب ل كم ر بك فإ نك بأعين نا} قال ا بن عباس {الذي يراك ح ي تقوم} يع ن إل ال صلة‪ .‬وقال‬
‫عكر مة يرى قيا مه وركوعه وسجوده‪ .‬وقال ال سن {الذي يراك حي تقوم} إذا صليت وحدك‪ ,‬وقال‬

‫‪340‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الضحاك {الذي يراك حي تقوم} أي من فراشك أو ملسك‪ .‬وقال قتادة {الذي يراك} قائما وجالسا‬
‫وعلى حالتطططططططططططططططططططططططططططططططططططططك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وتقلبك ف الساجدين} قال قتادة {الذي يراك حي تقوم وتقلبك ف الساجدين} قال‪:‬‬
‫ف الصلة يراك وحدك‪ ,‬ويراك ف ال مع‪ ,‬وهذا قول عكر مة وعطاء الراسان وال سن الب صري‪ .‬وقال‬
‫ماهد‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرى من خلفه كما يرى من أمامه‪ ,‬ويشهد لذا ما صح ف‬
‫الديث «سووا صفوفكم فإنّي أراكم من وراء ظهري» وروى البزار وابن أب حات من طريقي عن ابن‬
‫عباس أنه قال ف هذه الَية‪ :‬يعن تقلبه من صلب نب إل صلب نب حت أخرجه نبيا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إنه‬
‫هو السميع العليم} أي السميع لقوال عباده‪ ,‬العليم بركاتم وسكناتم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما تكون‬
‫ف شأن و ما تتلو م نه من قرآن ول تعملون من ع مل إل ك نا علي كم شهودا إذ تفيضون ف يه} الَ ية‪.‬‬

‫شيَاطِيُ * َتنَزّ ُل عََلىَ كُلّ أَفّاكٍ َأثِيمٍ * ُي ْلقُونَ السّمْ َع َوأَ ْكثَ ُرهُمْ كَا ِذبُونَ *‬ ‫** هَلْ ُأَنبُّئكُمْ عََل َى مَن َتنَزّلُ ال ّ‬
‫وَالشّعَرَآ ُء َيّتِبعُهُ ُم اْلغَاوُونَ * أَلَ ْم َترَ َأنّهُمْ فِي كُ ّل وَا ٍد َيهِيمُونَ * َوَأّنهُ ْم َيقُولُونَ مَا َل َي ْفعَلُونَ * إِلّ الّذِينَ‬
‫ي مُنقَلَبٍ‬
‫آ َمنُواْ وَعَ ِملُواْ الصّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللّهَ َكثِيا وَانتَصَرُواْ مِن َبعْ ِد مَا ظُِلمُوْا وَسََيعْلَ ْم الّذِي َن ظَلَ ُم َواْ أَ ّ‬
‫يَنقَِلبُونططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال ماطبا لن زعم من الشركي أن ما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم ليس بق‪ ,‬وأنه‬
‫ش يء افتعله من تلقاء نف سه‪ ,‬أو أ نه أتاه به رئي من الان‪ ,‬فنه ال سبحانه وتعال جناب ر سوله عن‬
‫قول م وافترائ هم‪ ,‬ون به أن ما جاء به إن ا هو من ع ند ال‪ ,‬وأ نه تنيله ووح يه‪ ,‬نزل به ملك كر ي أم ي‬
‫عظيم‪ ,‬وأنه ليس من قبل الشياطي‪ ,‬فإنم ليس لم رغبة ف مثل هذا القرآن العظيم وإنا ينلون على من‬
‫يشاكلهم ويشابهم من الكهان الكذبة‪ ,‬ولذا قال ال تعال‪{ :‬هل أنبئكم} أي أخبكم {على من تنل‬
‫الشياط ي * تنل على كل أفاك أث يم} أي كذوب ف قوله و هو الفاك {أث يم} و هو الفا جر ف أفعاله‪.‬‬
‫فهذا هو الذي تنل عليه الشياطي من الكهان‪ ,‬وما جرى مراهم من الكذبة الفسقة‪ ,‬فإن الشياطي أيضا‬
‫كذ بة ف سقة {يلقون ال سمع} أي ي سترقون ال سمع من ال سماء‪ ,‬في سمعون الكل مة من علم الغ يب‪,‬‬
‫فيزيدون مع ها مائة كذ بة‪ ,‬ث يلقون ا إل أوليائ هم من ال نس‪ ,‬فيحدثون ب ا في صدقهم الناس ف كل ما‬
‫قالوه بسطبب صطدقهم فط تلك الكلمطة التط سطعت مطن السطماء‪ ,‬كمطا صطح بذلك الديطث‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كما رواه البخاري من حديث الزهري‪ :‬أخبن يي بن عروة بن الزبي أنه سع عروة بن الزبي يقول‪:‬‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬سأل ناس النب صلى ال عليه وسلم عن الكهان‪ ,‬فقال «إنم ليسوا بشيء»‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول ال فإنم يدثون بالشيء يكون حقا‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم «تلك الكلمة من‬
‫الق يطفها الن فيقرقرها ف أذن وليه كقرقرة الدجاج‪ ,‬فيخلطون معها أكثر من مائة كذبة»‪ .‬وروى‬
‫البخاري أيضا‪ :‬حدثنا الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا عمرو قال‪ :‬سعت عكرمة يقول‪ :‬سعت أبا هريرة‬
‫يقول‪ :‬إن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «إذا ق ضى ال ال مر ف ال سماء ضر بت اللئ كة بأجنحت ها‬
‫خضعانا لقوله‪ ,‬كأناط سطلسلة على صطفوان‪ ,‬فإذا فزع عطن قلوبمط قالوا‪ :‬ماذا قال ربكطم ؟ (قالوا للذي‬
‫قال)‪ :‬الق‪ ,‬وهو العلي الكبي‪ ,‬فيسمعها مسترقو السمع‪ ,‬ومسترقو السمع هكذا بعضهم فوق بعض ط‬
‫وصف سفيان بيده‪ ,‬فحرفها وبدد بي أصابعه ط فيسمع الكلمة فيلقيها إل من تته‪ ,‬ث يلقيها الَخر إل‬
‫من تته‪ ,‬حت يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن‪ ,‬فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها‪ ,‬وربا ألقاها قبل‬
‫أن يدركه‪ ,‬فيكذب معها مائة كذبة‪ ,‬فيقال‪ :‬أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا‪ :‬كذا وكذا ؟ فيصدق بتلك‬
‫الكلمة الت سعت من السماء» تفرد به البخاري‪ .‬وروى مسلم من حديث الزهري عن علي بن السي‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬عن رجال من النصار قريبا من هذا‪ ,‬وسيأت عند قوله تعال ف سبأ {حت إذا فزع عن‬
‫قلوبمططططططططططططططططططط} الَيطططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬وقال الليث‪ :‬حدثن خالد بن يزيد عن سعيد بن أب هلل أن أبا السود أخبه عن‬
‫عروة عن عائشة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال «إن اللئكة تدث ف العنان ط والعنان‪ :‬الغمام‬
‫ط بالمر ف الرض‪ ,‬فتسمع الشياطي الكلمة‪ ,‬فتقرها ف أذن الكاهن كما تقر القارورة‪ ,‬فيزيدون معها‬
‫مائة كذبة»‪ .‬ورواه البخاري ف موضع آخر ف كتاب بدء اللق عن سعيد بن أب مري‪ ,‬عن الليث عن‬
‫عبطد ال بطن أبط جعفطر عطن أبط السطود ممطد بطن عبطد الرحنط‪ ,‬عطن عروة عطن عائشطة بنحوه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والشعراء يتبع هم الغاوون} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬يع ن الكفار يتبع هم‬
‫ضلل النس والن‪ ,‬وكذا قال ماهد رحه ال وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وغيها‪ .‬وقال عكرمة‪:‬‬
‫كان الشاعران يتهاجيان فينتصطر لذا فئام مطن الناس‪ ,‬ولذا فئام مطن الناس‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬والشعراء‬
‫حنّس مول مصعب بن‬ ‫يتبعهم الغاوون}‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا ليث عن ابن الاد عن يُ َ‬
‫الزبي‪ ,‬عن أب سعيد قال‪ :‬بينما نن نسي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر‬
‫ين شد‪ ,‬فقال ال نب صلى ال عل يه و سلم «خذوا الشيطان ط أو أم سكوا الشيطان ط لن يتلىء جوف‬
‫أحدكطططططططططم قيحا خيططططططططط له مطططططططططن أن يتلىء شعرا»‪.‬‬
‫‪342‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أل تر أن م ف كل واد يهيمون} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬ف كل ل غو‬
‫يوضون‪ .‬وقال الضحاك عن ا بن عباس‪ :‬ف كل فن من الكلم‪ ,‬وكذا قال ما هد وغيه‪ .‬وقال ال سن‬
‫البصري‪ :‬قد وال رأينا أوديتهم الت يهيمون فيها مرة ف شتمه فلن‪ ,‬ومرة ف مدحة فلن‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫الشاعر يدح قوما بباطل ويذم قوما بباطل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأنم يقولون ما ل يفعلون} قال العوف عن‬
‫ا بن عباس‪ :‬كان رجلن على ع هد ر سول ال أحده ا من الن صار‪ ,‬والَ خر من قوم آخر ين‪ ,‬وإن ما‬
‫تاج يا‪ ,‬فكان مع كل وا حد منه ما غواة من قو مه‪ ,‬و هم ال سفهاء‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬والشعراء يتبع هم‬
‫الغاوون * أل تر أنم ف كل واد يهيمون * وأنم يقولون ما ل يفعلون}‪ .‬وقال علي بن أب طلحة عن‬
‫ابن عباس‪ :‬أكثر قولم يكذبون فيه‪ .‬وهذا الذي قاله ابن عباس رضي ال عنه هو الواقع ف نفس المر‪.‬‬
‫فإن الشعراء يتبجحون بأقوال وأفعال ل ت صدر من هم ول عن هم‪ ,‬فيتكثرون ب ا ل يس ل م‪ ,‬ولذا اختلف‬
‫العلماء رحهم ال‪ :‬فيما إذا اعترف الشاعر ف شعره با يوجب حدا‪ :‬هل يقام عليه بذا العتراف أم ل‪,‬‬
‫لن م يقولون ما ل يفعلون ؟ على قول ي‪ .‬و قد ذ كر م مد بن إ سحاق وم مد بن سعد ف الطبقات‪,‬‬
‫والزبي بن بكار ف كتاب الفكاهة‪ ,‬أن أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ,‬استعمل النعمان بن‬
‫عدي بطططن نضلة على ميسطططان مطططن أرض البصطططرة‪ ,‬وكان يقول الشعطططر‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أل هطططل أتطططى السطططناء أن حليلهابيسطططان يسطططقي فططط زجاج وحنتطططم‬
‫إذا شئت غنتنطططط دهاقيطططط قريةورقاصططططة تذوا على كططططل منسططططم‬
‫فإن كنططططت ندمانطططط فبالكططططب اسططططقنيول تسططططقن بالصططططغر التثلم‬
‫لعطططططل أميططططط الؤمنيططططط يسطططططوؤهتنادمنا بالوسطططططق التهدم‬
‫فلما بلغ ذلك أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه قال‪ :‬إي وال إنه ليسوؤن ذلك‪ ,‬ومن لقيه‬
‫فليخبه أن قد عزلته‪ ,‬وكتب إليه عمر {بسم ال الرحن الرحيم حم تنيل الكتاب من ال العزيز العليم‬
‫* غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول ل إله إل هو إليه الصي} ط أما بعد ط قد بلغن‬
‫قولك‪:‬‬
‫لعطططططل أميططططط الؤمنيططططط يسطططططوؤهتنادمنا بالوسطططططق التهدم‬
‫واي ال إنه ليسوؤن وقد عزلتك‪ .‬فلما قدم على عمر بكته بذا الشعر‪ ,‬فقال‪ :‬وال يا أمي الؤمني ما‬
‫شربتها قط‪ ,‬وما ذاك الشعر إل شيء طفح على لسان‪ .‬فقال عمر‪ :‬أظن ذلك‪ ,‬ولكن وال ل تعمل ل‬
‫عملً أبدا و قد قلت ما قلت‪ ,‬فلم يذ كر أ نه حده على الشراب‪ ,‬و قد ضم نه شعره‪ ,‬لن م يقولون ما ل‬
‫يفعلون‪ ,‬ولك نه ذ مه ع مر ر ضي ال ع نه ول مه على ذلك وعزله به‪ ,‬ولذا جاء ف الد يث «لن يتلىء‬
‫‪343‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جوف أحدكم قيحا يريه خي له من أن يتلىء شعرا» والراد من هذا أن الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫الذي أنزل عليه هذا القرآن ليس بكاهن ول بشاعر‪ ,‬لن حاله مناف لالم من وجوه ظاهرة‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬و ما علمناه الش عر و ما ينب غي له إن هو إل ذ كر وقرآن مبي} وقال تعال‪{ :‬إ نه لقول ر سول‬
‫ط تؤمنون * ول بقول كاهطن قليلً مطا تذكرون * تنيطل مطن رب‬ ‫لما‬‫ط هطو بقول شاعطر قلي ً‬‫كريط * وم ا‬
‫العال ي} وهكذا قال هه نا‪{ :‬وإ نه لتن يل رب العال ي * نزل به الروح الم ي * على قل بك لتكون من‬
‫النذرين * بلسان عرب مبي} إل أن قال {وما تنلت به الشياطي وما ينبغي لم وما يستطيعون إنم‬
‫عن ال سمع لعزولون} إل أن قال { هل أنبئ كم على من تنل الشياط ي ؟ تنل على كل أفاك أث يم *‬
‫يلقون ال سمع وأكثر هم كاذبون * والشعراء يتبع هم الغاوون * أل تر أن م ف كل واد يهيمون ؟ وأن م‬
‫يقولون مططططططططططططططططططططططططططططططططططا ل يفعلون}‪.‬‬
‫وقوله {إل الذين آمنوا وعملوا الصالات} قال ممد بن إسحاق عن يزيد بن عبد ال بن قسيط‪ ,‬عن‬
‫أب السن سال الباد مول تيم الداري قال‪ :‬لا نزلت {والشعراء يتبعهم الغاوون} جاء حسان بن ثابت‬
‫وعبد ال بن رواحة وكعب بن مالك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهم يبكون‪ ,‬فقالوا‪ :‬قد علم‬
‫ال حي أنزل هذه الَية أنا شعراء‪ ,‬فتل النب {إل الذين آمنوا وعملوا الصالات} قال «أنتم» {وذكروا‬
‫ال كثيا} قال «أنتم» {وانتصروا من ب عد ما ظلموا} قال «أنتم» رواه ابن أ ب حات وا بن جرير من‬
‫رواية ابن إسحاق‪ ,‬وقد روى ابن أب حات أيضا عن أب سعيد الشج عن أب أسامة‪ ,‬عن الوليد بن أب‬
‫كثي عن يزيد عن عبد ال‪ ,‬عن أب السن مول بن نوفل أن حسان بن ثابت وعبد ال بن رواحة‪ ,‬أتيا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حي نزلت هذه الَية {والشعراء يتبعهم الغاوون} يبكيان‪ ,‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم و هو يقرؤ ها عليه ما {والشعراء يتبع هم الغاوون} ح ت بلغ {إل الذ ين آمنوا‬
‫وعملوا الصطططططططططططططططالات} قال «أنتطططططططططططططططم»‪.‬‬
‫وقال أيضا حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو مسلم‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة قال‪ :‬لا‬
‫نزلت {والشعراء يتبع هم الغاوون} إل قوله {وأن م يقولون ما ل يفعلون} قال ع بد ال بن روا حة‪ :‬يا‬
‫ر سول ال قد علم ال أ ن من هم‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إل الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات} الَ ية‪ ,‬وهكذا‬
‫قال ابن عباس وعكرمة ماهد وقتادة وزيد بن أسلم وغي واحد‪ :‬أن هذا استثناء ما تقدم‪ .‬ول شك أنه‬
‫ا ستثناء‪ ,‬ول كن هذه ال سورة مك ية‪ ,‬فك يف يكون سبب نزول هذه الَيات شعراء الن صار ؟ و ف ذلك‬
‫نظر‪ ,‬ول يتقدم إل مرسلت ل يعتمد عليها‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ولكن هذا الستثناء يدخل فيه شعراء النصار‬
‫وغيهم حت يدخل فيه من كان متلبسا من شعراء الاهلية بذم السلم وأهله‪ ,‬ث تاب وأناب ورجع‬
‫‪344‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأقلع وعمطل صطالا‪ ,‬وذكطر ال كثيا فط مقابلة مطا تقدم مطن الكلم السطيء‪ .‬فإن السطنات يذهبط‬
‫ال سيئات‪ ,‬وامتدح ال سلم وأهله ف مقابلة ما كان يذ مه‪ ,‬ك ما قال ع بد ال بن الزبعري ح ي أ سلم‪:‬‬
‫يططططا رسططططول الليططططك إن لسططططانياتق مططططا فتقططططت إذ أنططططا بور‬
‫إذ أجاري الشيطان فططططط سطططططنن الغطططططططي ومطططططن مال ميله مثبور‬
‫وكذلك أبو سفيان بن الارث بن عبد الطلب‪ ,‬كان من أشد الناس عداوة للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫وهو ابن عمه وأكثرهم له هجوا‪ ,‬فلما أسلم ل يكن أحد أحب إليه من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫وكان يدح رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ما كان يهجوه‪ ,‬ويتوله بعد ما كان قد عاداه‪ ,‬وهكذا‬
‫روى مسلم ف صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان صخر بن حرب لا أسلم قال‪ :‬يا رسول ال ثلث‬
‫أعطنيهن‪ ,‬قال «نعم» قال‪ :‬معاوية تعله كاتبا بي يديك ؟ قال «نعم» قال وتؤمرن حت أقاتل الكفار‬
‫كمطا كنطت أقاتطل السطلمي ؟ قال «نعطم» وذكطر الثالثطة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إل الذيطن آمنوا وعملوا‬
‫الصطالات وذكروا ال كثيا} قيطل‪ :‬معناه ذكروا ال كثيا فط كلمهطم‪ ,‬وقيطل فط شعرهطم‪ .‬كلهاط‬
‫صطططططططططحيح مكفطططططططططر لاططططططططط سطططططططططبق‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وانتصروا من بعد ما ظلموا} قال ابن عباس‪ :‬يردون على الكفار الذين كانوا يهجون به‬
‫الؤمني‪ ,‬وكذا قال ماهد وقتادة وغي واحد‪ ,‬وهذا كما ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال لسان اهجهم ط أو قال ط هاجهم وجبيل معك»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪,‬‬
‫حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الرحن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫إن ال عز وجل قد أنزل ف الشعراء ما أنزل‪ ,‬فقال «إن الؤمن ياهد بسيفه ولسانه‪ ,‬والذي نفسي بيده‪,‬‬
‫لكأن مططططططا ترمونمطططططط بططططططه نضططططططح النبططططططل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وسطيعلم الذيطن ظلموا أي منقلب ينقلبون}‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يوم ل ينفطع الظاليط‬
‫معذرتمط} الَيطة‪ ,‬وفط الصطحيح أن رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم قال «إياكطم والظلم‪ ,‬فإن الظلم‬
‫ظلمات يوم القيا مة»‪ ,‬قال قتادة بن دعا مة ف قوله تعال‪{ :‬و سيعلم الذ ين ظلموا أي منقلب ينقلبون}‬
‫يعن من الشعراء وغيهم‪ ,‬وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا إياس بن أب تيمة قال‪ :‬حضرت السن ومر‬
‫عليه بنازة نصران‪ ,‬فقال‪{ :‬وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}‪ .‬وقال عبد ال بن أب رباح عن‬
‫صفوان بن مرز أ نه كان إذا قرأ هذه الَ ية ب كى‪ ,‬ح ت أقول قد اندق قض يب زوره‪{ ,‬و سيعلم الذ ين‬
‫ظلموا أي منقلب ينقلبون}‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبنا شريح السكندران عن بعض الشيخة أنم كانوا بأرض الروم‪ ,‬فبينما هم ليلة‬
‫على نار يشتوون عليهطا أو يصططلون‪ ,‬إذا بركاب قطد أقبلوا فقاموا إليهطم‪ ,‬فإذا فضالة بطن عبيطد فيهطم‪,‬‬
‫فأنزلوه فجلس معهم ط قال ط وصاحب لنا قائم قال يصلي حت مر بذه الَية {وسيعلم الذين ظلموا‬
‫أي منقلب ينقلبون} قال فضالة بن عبيد‪ :‬هؤلء الذين يربون البيت‪ .‬وقيل‪ :‬الراد بم أهل مكة‪ ,‬وقيل‬
‫الذين ظلموا من الشركي‪ .‬والصحيح أن هذه الَية عامة ف كل ظال‪ .‬كما قال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن‬
‫زكريا بن ي ي الواسطي‪ ,‬حدث ن الي ثم بن مفوظ أبو سعد النهدي‪ ,‬حدث نا م مد بن ع بد الرح ن بن‬
‫الحب‪ ,‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كتب أب ف وصيته سطرين‪:‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ,‬هذا ما أوصى به أبو بكر بن أب قحافة عند خروجه من الدنيا‪ ,‬حي يؤمن‬
‫الكافر وينتهي الفاجر ويصدق الكاذب‪ ,‬إن استخلفت عليكم عمر بن الطاب‪ ,‬فإن يعدل فذاك ظن به‬
‫ورجائي ف يه‪ ,‬وإن ي ر ويبدل فل أعلم الغ يب {و سيعلم الذ ين ظلموا أي منقلب ينقلبون}‪ .‬آ خر تف سي‬
‫سطططططططططورة الشعراء‪ ,‬والمطططططططططد ل رب العاليططططططططط‪.‬‬

‫سطططططططططططططططططططططورة النمطططططططططططططططططططططل‬
‫وهططططططططططططططططططططي مكيططططططططططططططططططططة‬
‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ ال ّرحِيمططططططططِ‬
‫لةَ َوُي ْؤتُو نَ‬
‫صَ‬‫ت الْقُرْآ ِن وَ ِكتَا بٍ ّمبِيٍ * هُدًى َوبُشْرَىَ لِ ْل ُم ْؤمِنِيَ * الّذِي َن ُيقِيمُو نَ ال ّ‬ ‫ك آيَا ُ‬ ‫س تِلْ َ‬
‫** ط َ‬
‫الزّكَاةَ وَهُم بِالَخِ َر ِة هُ ْم يُوِقنُو نَ * إِ نّ الّذِي نَ َل ُي ْؤمِنُو َن بِالَخِ َرةِ َزيّنّا َلهُ مْ أَعْمَاَلهُ مْ َفهُ ْم َيعْ َمهُو نَ *‬
‫ك الّذِي نَ َلهُمْ ُسوَ ُء اْلعَذَابِ وَهُمْ فِي الَخِ َر ِة هُمُ الخْسَرُونَ * َوِإنّكَ َلتَُلقّى اْلقُرْآنَ مِن لّدُنْ َحكِيمٍ‬ ‫ُأوْلَـئِ َ‬
‫عَلِيمطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططٍ‬
‫قد تقدم الكلم ف سورة البقرة على الروف القطعة ف أوائل السور‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬تلك آيات} أي‬
‫هذه آيات {القرآن وكتاب مطبي} أي بيط واضطح {هدى وبشرى للمؤمنيط} أي إناط تصطل الدايطة‬
‫والبشارة من القرآن ل ن آ من به واتب عه و صدقه‪ ,‬وع مل ب ا ف يه‪ ,‬وأقام ال صلة الكتو بة‪ ,‬وآ تى الزكاة‬
‫الفروضة‪ ,‬وأيقن بالدار الَخرة‪ ,‬والبعث بعد الوت‪ ,‬والزاء على العمال‪ :‬خيها وشرها‪ ,‬والنة والنار‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين ل يؤمنون ف آذانم وقر} الَية‪ .‬وقال تعال‪:‬‬
‫{لتبشر به التق ي وتنذر به قوما لدا}‪ .‬ولذا قال تعال هه نا‪{ :‬إن الذ ين ل يؤمنون بالَخرة} أي‬

‫‪346‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكذبون با ويستبعدون وقوعها {زينا لم أعمالم فهم يعمهون} أي حسنا لم ما هم فيه‪ ,‬ومددنا لم‬
‫ف غي هم ف هم يتيهون ف ضلل م‪ ,‬وكان هذا جزاء على ما كذبوا من الدار الَخرة‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫{ونقلب أفئدتم وأبصارهم كما ل يؤمنوا به أول مرة} الَية‪{ .‬أولئك الذين لم سوء العذاب} أي ف‬
‫الدن يا والَخرة {و هم ف الَخرة هم الخ سرون} أي ل يس ي سر أنف سهم وأموال م سواهم من أ هل‬
‫الح شر‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإ نك لتل قى القرآن من لدن حك يم عل يم} أي {وإ نك} يا م مد قال قتادة‪:‬‬
‫{لتلقى} أي لتأخذ {القرآن من لدن حكيم عليم} أي من عند حكيم عليم‪ ,‬أي حكيم ف أمره ونيه‪,‬‬
‫عل يم بالمور‪ :‬جليل ها وحقي ها‪ ,‬ف خبه هو ال صدق ال حض‪ ,‬وحك مه هو العدل التام‪ ,‬ك ما قال تعال‪:‬‬
‫طططططططدقا وعدلً}‪.‬‬ ‫طططططططك صط‬ ‫طططططططة ربط‬ ‫ططططططط كلمط‬ ‫{وتتط‬

‫شهَا بٍ َقبَ سٍ ّل َعّلكُ مْ تَ صْ َطلِونَ *‬ ‫خبَرٍ َأ ْو آتِيكُ ْم بِ ِ‬


‫ستُ نَارا سَآتِيكُ ْم ّمْنهَا بِ َ‬ ‫** ِإذْ قَا َل مُو سَ َى لهْلِ هِ ِإنّ َي آنَ ْ‬
‫ب الْعَالَ ِميَ * يَمُو َسىَ ِإنّ هُ َأنَا اللّ هُ‬‫فَلَمّا جَآ َءهَا نُودِ يَ أَن بُورِ َك مَن فِي النّا ِر َومَ نْ َحوَْلهَا وَ ُسبْحَانَ اللّ هِ رَ ّ‬
‫ب يَمُو َسىَ َل تَخَفْ ِإنّي لَ‬ ‫حكِيمُ * َوأَلْ ِق عَصَاكَ فَلَمّا رَآهَا َت ْهتَزّ َكَأّنهَا جَآنّ وَّل َى مُ ْدبِرا وَلَ ْم ُي َعقّ ْ‬ ‫الْعَزِي ُز الْ َ‬
‫ي الْمُرْ َسلُونَ * إَ ّل مَن ظَلَ مَ ثُ ّم بَدّلَ حُ سْنا َبعْدَ ُسوَءٍ فَِإنّي َغفُورٌ رّحِي مٌ * َوأَدْ ِخ ْل يَدَ كَ فِي‬ ‫يَخَا فُ لَدَ ّ‬
‫ج َبيْضَآ َء مِ ْن َغيْرِ ُسوَءٍ فِي تِ سْ ِع آيَا تٍ إَِلىَ ِف ْر َعوْ َن وََق ْومِ هِ ِإّنهُ مْ كَانُواْ َقوْما فَا ِسقِيَ * َفلَمّا‬ ‫َجْيبِ كَ َتخْ ُر ْ‬
‫حدُواْ بِهَا وَا سَْتْيقََنْتهَآ أَنفُ سُهُ ْم ظُلْما َوعُُلوّا فَانْ ُظرْ‬ ‫ح ٌر ّمبِيٌ * وَجَ َ‬ ‫جَآ َءْتهُ مْ آيَاتُنَا ُمبْ صِ َرةً قَالُواْ هَ ـذَا سِ ْ‬
‫َكيْ فَ كَا َن عَاِقَبةُ الْ ُمفْ سِدِينَ يقول تعال لرسوله ممد صلى ال عليه وسلم مذكرا له ما كان من أمر‬
‫موسى عليه السلم‪ ,‬كيف اصطفاه ال وكلمه وناجاه أعطاه من الَيات العظيمة الباهرة والدلة القاهرة‪,‬‬
‫وابتع ثه إل فرعون وملئه‪ ,‬فجحدوا ب ا وكفروا وا ستكبوا عن اتبا عه والنقياد له‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬إذ قال‬
‫موسى لهله} أي اذكر حي سار موسى بأهله فأضل الطريق‪ ,‬وذلك ف ليل وظلم‪ ,‬فآنس من جانب‬
‫الطور نارا‪ ,‬أي رأى نارا تتأ جج وتضطرم‪ ,‬فقال {لهله إ ن آن ست نارا سآتيكم من ها ب ب} أي عن‬
‫الطر يق {أو آتي كم من ها بشهاب ق بس لعل كم ت صطلون} أي ت ستدفئون به وكان ك ما قال‪ .‬فإ نه ر جع‬
‫منها بب عظيم‪ ,‬واقتبس منها نورا عظيما‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فلما جاءها نودي أن بورك من ف النار‬
‫ومن حولا} أي فلما أتاها ورأى منظرا هائلً عظيما حيث انتهى إليها والنار تضطرم ف شجرة خضراء‬
‫ل تزداد النار إل توقدا‪ ,‬ول تزداد الشجرة إل خضرة ونضرة‪ ,‬ثط رفطع رأسطه‪ ,‬فإذا نورهطا متصطل بعنان‬
‫ال سماء‪ .‬قال ا بن عباس وغيه‪ :‬ل ت كن نارا‪ ,‬وإن ا كا نت نورا يتو هج‪ ,‬و ف روا ية عن ا بن عباس‪ :‬نور‬

‫‪347‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رب العال ي‪ ,‬فو قف مو سى متعجبا م ا رأى {فنودي أن بورك من ف النار}‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬تقدس‬
‫{ومطن حولاط} أي مطن اللئكطة‪ ,‬قاله ابطن عباس وعكرمطة وسطعيد بطن جطبي والسطن وقتادة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن حبيب‪ ,‬حدثنا أبو داود هو الطيالسي‪ ,‬حدثنا شعبة والسعودي‬
‫عن عمرو بن مرة‪ ,‬سع أبا عبيدة يدث عن أب موسى رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪« :‬إن ال ل ينام ول ينب غي له أن ينام‪ ,‬ي فض الق سط ويرف عه‪ ,‬ير فع إل يه ع مل الل يل ق بل النهار‪,‬‬
‫وعمل النهار قبل الليل»‪ ,‬زاد السعودي «وحجابه النور أو النار‪ ,‬لو كشفه لحرقت سبحات وجهه كل‬
‫ش يء أدر كه ب صره»‪ .‬ث قرأ أ بو عبيدة {أن بورك من ف النار و من حول ا} وأ صل الد يث مرج ف‬
‫صحيح م سلم من حد يث عمرو بن مرة به‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬و سبحان ال رب العال ي} الذي يف عل ما‬
‫يشاء‪ ,‬ول يشبهه شيء من ملوقاته‪ ,‬ول ييط به شيء من مصنوعاته‪ ,‬وهو العلي العظيم الباين لميع‬
‫الخلوقات‪ ,‬ول تكتنفطه الرض والسطموات‪ ,‬بطل هطو الحطد الصطمد النه عطن ماثلة الحدثات‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يا موسى إنه أنا ال العزيز الكيم} أعلمه أن الذي ياطبه ويناجيه هو ربه ال العزيز‬
‫الذي عز كل شيء وقهره وغلبه‪ ,‬الكيم ف أقواله وأفعاله‪ ,‬ث أمره أن يلقي عصاه من يده ليظهر له دليلً‬
‫واضحا على أنه الفاعل الختار القادر على كل شيء‪ ,‬فلما ألقى موسى تلك العصا من يده انقلبت ف‬
‫الال حية عظيمة هائلة ف غاية الكب وسرعة الركة مع ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فلما رآها تتز كأنا‬
‫جان} والان ضرب مطن اليات أسطرعه حركطة وأكثره اضطرابا‪ .‬وفط الديطث نيط عطن قتطل جنان‬
‫البيوت‪ ,‬فلما عاين موسى ذلك {ول مدبرا ول يعقب} أي ل يلتفت من شدة فرقه {يا موسى ل تف‬
‫إن ل ياف لدي الرسلون} أي ل تف ما ترى‪ ,‬فإن أريد أن أصطفيك رسولً وأجعلك نبيا وجيها‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إل من ظلم ث بدل حسنا بعد سوء فإن غفور رحيم} هذا استنثاء منقطع وفيه بشارة‬
‫عظيمة للبشر‪ ,‬وذلك أن من كان على عمل سيء ث أقلع عنه ورجع وتاب وأناب‪ ,‬فإن ال يتوب عليه‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى} وقال تعال‪{ :‬ومن يعمل سوءا أو‬
‫يظلم نفسه} الَية‪ ,‬والَيات ف هذا كثية جدا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأدخل يدك ف جيبك ترج بيضاء من‬
‫غي سوء} هذه آية أخرى ودليل باهر على قدرة ال الفاعل الختار‪ ,‬وصدق من جعل له معجزة‪ ,‬وذلك‬
‫أن ال تعال أمره أن يدخل يده ف جيب درعه‪ ,‬فإذا أدخلها وأخرجها خرجت بيضاء ساطعة كأنا قطعة‬
‫قمططططططططططر لاطططططططططط لعان تتلل كالبق الاطططططططططططف‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فط تسطع آيات} أي هاتان ثنتان مطن تسطع آيات أؤيدك بنط وأجعلهطن برهانا لك إل‬
‫فرعون وقومه {إنم كانوا قوما فاسقي} وهذه هي الَيات التسع الت قال ال تعال‪{ :‬ولقد آتينا موسى‬
‫‪348‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ط مب صرة} أي بينطة‬‫تسطع آيات بينات} ك ما تقدم تقر ير ذلك هنالك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فلماجاءتمط آياتن ا‬
‫واضحة ظاهرة {قالوا هذا سحر مبي} وأرادوا معارضته بسحرهم‪ ,‬فغلبوا وانقلبوا صاغرين {وجحدوا‬
‫با} ف ظاهر أمرهم {واستيقنتها أنفسهم} أي علموا ف أنفسهم أنا حق من عند ال‪ ,‬ولكن جحدوها‬
‫وعاندوها وكابروها {ظلما وعلوا} أي ظلما من أنفسهم سجية ملعونة‪ ,‬وعلوا أي استكبارا من اتباع‬
‫الق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فانظر كيف كان عاقبة الفسدين} أي انظر يا ممد كيف كان عاقبة أمرهم ف‬
‫إهلك ال إياهطم‪ ,‬وإغراقهطم عطن آخرهطم فط صطبيحة واحدة‪ ,‬وفحوى الطاب يقول‪ :‬احذروا أيهطا‬
‫الكذبون لح مد‪ ,‬الاحدون ل ا جاء به من ر به‪ ,‬أن ي صيبكم ما أ صابم بطر يق الول والحرى‪ ,‬فإن‬
‫ممدا صلى ال عليه وسلم أشرف وأعظم من موسى‪ ,‬وبرهانه أدل وأقوى من برهان موسى با آتاه ال‬
‫من الدلئل القترنة بوجوده ف نفسه وشائله‪ ,‬وما سبقه من البشارات من النبياء به‪ ,‬وأخذ الواثيق له‪,‬‬
‫عليطططططه مطططططن ربطططططه أفضطططططل الصطططططلة والسطططططلم‪.‬‬

‫** وََلقَ ْد آَتيْنَا دَاوُو َد وَ سَُليْمَانَ عِلْما وَقَالَ الْحَمْدُ ِللّ ِه الّذِي َفضّلَنَا عََلىَ َكثِ ٍي مّ ْن ِعبَادِ هِ الْ ُم ْؤ ِمنِيَ *‬
‫َووَرِ ثَ سَُليْمَانُ دَاوُو َد وَقَا َل َيَأيّهَا النّا سُ عُّل ْمنَا مَنطِ قَ الطّيْرِ َوأُوتِينَا مِن كُ ّل َشيْءٍ إِ نّ هَـذَا َل ُهوَ الْ َفضْلُ‬
‫الْ ُمبِيُ * وَحُشِرَ لِ سَْليْمَانَ ُجنُودُ هُ مِ َن الْجِ ّن وَالِنْس وَال ّطيْرِ َفهُ ْم يُو َزعُو نَ * َحّتىَ إِذَآ َأَتوْا عََل َى وَادِي‬
‫شعُرُونَ * َفتَبَسّمَ‬ ‫ت نَمَْل ٌة َيَأيّهَا النّمْلُ ا ْدخُلُوْا مَسَا ِكَنكُمْ لَ َيحْطِ َمّنكُمْ سَُليْمَا ُن وَ ُجنُودُ ُه َوهُمْ َل يَ ْ‬
‫النّمْلِ قَالَ ْ‬
‫ضَاحِكا مّن َقوِْلهَا وَقَالَ رَبّ َأوْ ِزعْنِيَ أَنْ َأشْكُرَ نِعْ َمتَكَ الّتِيَ َأْنعَمْتَ عَلَ ّي َوعََلىَ وَالِدَيّ َوأَنْ َأعْمَلَ صَالِحا‬
‫حيَ‬
‫ط الصططططّالِ ِ‬ ‫تَرْضَاهططططُ َوأَ ْدخِلْنِططططي بِرَ ْح َمتِكططططَ فِططططي ِعبَادِكططط َ‬
‫يبط تعال عمطا أنعطم بطه على عبديطه ونطبييه‪ :‬داود وابنطه سطليمان عليهمطا السطلم‪ ,‬مطن النعطم الزيلة‬
‫والواهب الليلة‪ ,‬والصفات الميلة‪ ,‬وما جع لما بي سعادة الدنيا والَخرة‪ ,‬واللك والتمكي التام ف‬
‫الدنيا‪ ,‬والنبوة والرسالة ف الدين‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولقد آتينا داود وسليمان علما وقال المد ل الذي‬
‫فضلنا على كثي من عباده الؤمني} قال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن إبراهيم بن يي بن تام‪ ,‬أخبن أب عن‬
‫جدي قال‪ :‬ك تب ع مر بن ع بد العز يز‪ :‬إن ال ل ين عم على عبده نع مة فيح مد ال علي ها إل كان حده‬
‫أفضطل مطن نعمتطه‪ ,‬لو كنطت ل تعرف ذلك إل فط كتاب ال النل‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬ولقطد آتينطا داود‬
‫وسليمان علما وقال المد ل الذي فضلنا على كثي من عباده الؤمني} فأي نعمة أفضل ما أوت داود‬
‫وسطططططططططططليمان عليهمطططططططططططا السطططططططططططلم‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وورث سليمان داود} أي ف اللك والنبوة‪ ,‬وليس الراد وراثة الال‪ ,‬إذ لو كان كذلك‬
‫ل يص سليمان وحده من بي سائر أولد داود‪ ,‬فإنه قد كان لدواد مائة امرأة‪ ,‬ولكن الراد بذلك وراثة‬
‫اللك والنبوة‪ ,‬فإن ال نبياء ل تورث أموال م ك ما أ خب بذلك ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف قوله‪:‬‬
‫«نن معاشر النبياء ل نورث‪ ,‬ما تركناه فهو صدقة» وقال‪{ :‬يا أيها الناس علمنا منطق الطي وأوتينا‬
‫من كل شيء} أي أخب سليمان بنعم ال عليه فيما وهبه له من اللك التام والتمكي العظيم‪ ,‬حت إنه‬
‫سخر له النس والن والطي‪ ,‬وكان يعرف لغة الطي واليوان أيضا‪ ,‬وهذا شيء ل يعطه أحد من البشر‬
‫فيما علمناه ما أخب ال به ورسوله‪ ,‬ومن زعم من الهلة والرعاع أن اليوانات كانت تنطق كنطق بن‬
‫آدم قبل سليمان بن داود‪ ,‬كما قد يتفوه به كثي من الناس‪ ,‬فهو قول بل علم‪ ,‬ولو كان المر كذلك ل‬
‫ي كن لتخ صيص سليمان بذلك فائدة‪ ,‬إذ كل هم ي سمع كلم الطيور والبهائم‪ ,‬ويعرف ما تقول‪ ,‬ول يس‬
‫ال مر ك ما زعموا ول ك ما قالوا‪ ,‬بل ل تزل البهائم والطيور و سائر الخلوقات من و قت خل قت إل‬
‫زماننا هذا على هذا الشكل والنوال‪ .‬ولكن ال سبحانه كان قد أفهم سليمان ما يتخاطب به الطيور ف‬
‫الواء‪ ,‬وما تنطق به اليوانات على اختلف أصنافها‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬علمنا من طق الطي وأوتينا من‬
‫كطل شيطء} أي ماط يتاج إليطه اللك {إن هذا لوط الفضطل البطي} أي الظاهطر البيط ل علينطا‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ,‬حدثنا يعقوب بن عبد الرحن عن عمرو بن أب عمرو‪ ,‬عن الطلب عن‬
‫أ ب هريرة ر ضي ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬كان داود عل يه ال سلم ف يه غية‬
‫شديدة‪ ,‬فكان إذا خرج أغلقت البواب‪ ,‬فلم يدخل على أهله أحد حت يرجع ط قال ط فخرج ذات‬
‫يوم وأغل قت البواب‪ ,‬فأقبلت امرأة تطلع إل الدار‪ ,‬فإذا ر جل قائم و سط الدار‪ ,‬فقالت ل ن ف الب يت‪:‬‬
‫من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة ؟ وال لنفتضحن بداود‪ ,‬فجاء داود عليه السلم فإذا الرجل قائم‬
‫و سط الدار‪ ,‬فقال له داود‪ :‬من أ نت ؟ فقال‪ :‬الذي ل يهاب اللوك ول يت نع من الجاب‪ ,‬فقال داود‪:‬‬
‫أ نت إذا وال ملك الوت مرحبا بأ مر ال‪ ,‬فتز مل داود مكا نه ح ت قب ضت نف سه ح ت فرغ من شأ نه‬
‫وطل عت عل يه الش مس‪ ,‬فقال سليمان عل يه ال سلم للط ي‪ :‬أظلي داود‪ ,‬فظللت عل يه الط ي ح ت أظل مت‬
‫عليه الرض‪ ,‬فقال لا سليمان‪ :‬اقبضي جناحا جناحا» قال أبو هريرة‪ :‬يا رسول ال كيف فعلت الطي ؟‬
‫فق بض ر سول ال يده وغل بت عليه يومئذ الضرحية‪ .‬قال أبو الفرج بن الوزي‪ :‬الضرحية هن الن سور‬
‫المراء‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وح شر ل سليمان جنوده من ال ن وال نس والط ي ف هم يوزعون} أي وج ع ل سليمان‬
‫جنوده من ال ن وال نس والط ي‪ ,‬يع ن ر كب في هم ف أب ة وعظ مة كبية ف ال نس وكانوا هم الذ ين‬
‫‪350‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يلو نه‪ ,‬وال ن و هم بعد هم ف النلة‪ ,‬والط ي ومنلت ها فوق رأ سه‪ ,‬فإن كان حر أظل ته م نه بأجنحت ها‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فهم يوزعون} أي يكف أولم على آخرهم لئل يتقدم أحد عن منلته الت هي مرتبة له‪ .‬قال‬
‫ماهد‪ :‬جعل على كل صنف وزعة يردون أولها على أخراها لئل يتقدموا ف السي كما يفعل اللوك‬
‫اليوم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ح ت إذا أتوا على وادي الن مل} أي ح ت إذا مر سليمان عل يه ال سلم ب ن م عه من اليوش‬
‫والنود على وادي النمل {قالت نلة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ل يطمنكم سليمان وجنوده وهم‬
‫ل يشعرون} أورد ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن السن أن اسم هذه‬
‫النملة حرس‪ ,‬وأن ا من قبيلة يقال ل م ب نو الشي صان‪ ,‬وأن ا كا نت عرجاء‪ ,‬وكا نت بقدر الذئب‪ ,‬أي‬
‫خافت على النمل أن تطمها اليول بوافرها‪ ,‬فأمرتم بالدخول إل مساكنهم‪ ,‬ففهم ذلك سليمان عليه‬
‫ال سلم من ها {فتب سم ضاحكا من قول ا وقال رب أوزع ن أن أش كر نعم تك ال ت أنع مت عل يّ وعلي‬
‫والديّ وأن أعمل صالا ترضاه} أي ألمن أن أشكر نعمتك الت مننت با عليّ من تعليمي منطق الطي‬
‫واليوان‪ .‬وعلى والدي بال سلم لك‪ ,‬واليان بك {وأن أع مل صالا ترضاه} أي عملً ت به وترضاه‬
‫{وأدخلن برحتك ف عبادك الصالي} أي إذا توفيتن فألقن بالصالي من عبادك‪ ,‬والرفيق العلى‬
‫من أوليائك‪ ,‬و من قال من الف سرين أن هذا الوادي كان بأرض الشام أو بغيه‪ ,‬وأن هذه النملة كا نت‬
‫ذات جناحيططط كالذباب أو غيططط ذلك مطططن القاويطططل‪ ,‬فل حاصطططل لاططط‪.‬‬
‫وعن نوف البكال أنه قال‪ :‬كان نل سليمان أمثال الذئاب‪ ,‬هكذا رأيته مضبوطا بالياء الثناة من تت‪,‬‬
‫وإنا هو بالباء الوحدة وذلك تصحيف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬والغرض أن سليمان عليه السلم فهم قولا وتبسم‬
‫ضاحكا من ذلك‪ ,‬وهذا أمرعظيم جدا‪ .‬وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا‬
‫يزيد بن هارون‪ ,‬أنبأنا مسعر عن زيد العمي عن أب الصديق الناجي قال‪:‬خرج سليمان بن داود عليهما‬
‫السلم يستسقي‪ ,‬فإذا هو بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إل السماء وهي تقول‪ :‬اللهم إنا خلق‬
‫من خلقك‪ ,‬ول غن بنا عن سقياك وإل تسقنا تلكنا‪ .‬فقال سليمان‪ :‬ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيكم‪.‬‬
‫وقد ثبت ف الصحيح عند مسلم من طريق عبد الرزاق‪ ,‬عن معمر عن هام عن أب هريرة عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪« :‬قرصت نبيا من النبياء نلة‪ ,‬فأمر بقرية النمل فأحرقت‪ ,‬فأوحى ال إليه‪ ,‬أف أن‬
‫قرصطططتك نلة أهلكطططت أمطططة مطططن المطططم تسطططبح ؟ فهل نلة واحدة ؟»‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حنّ هُ َأوْ‬
‫** َوَت َفقّدَ ال ّطيْرَ َفقَا َل مَالِ يَ لَ أَرَى اْلهُ ْدهُدَ أَ مْ كَا نَ مِ َن اْلغَآئِبِيَ * ُلعَ ّذبَنّ ُه عَذَابا شَدِيدا َأوْ ل ْذبَ َ‬
‫ططططططططططط‬ ‫َليَ ْأِتيَنّطططططططططططي بِسططططططططططططُلْطَانٍ مّبِيٍط‬
‫قال ما هد و سعيد بن جبي وغيه ا عن ا بن عباس وغيه‪ :‬كان الد هد مهند سا يدل سليمان عل يه‬
‫السطلم على الاء إذا كان بأرض فلة طلبطه‪ ,‬فنظطر له الاء فط توم الرض‪ ,‬كمطا يرى النسطان الشىء‬
‫الظاهر على وجه الرض‪ ,‬ويعرف كم مساحة بعده من وجه الرض‪ ,‬فإذا دلم عليه‪ ,‬أمر سليمان عليه‬
‫ال سلم الان فحفروا له ذلك الكان ح ت ي ستنبط الاء من قراره‪ ,‬فنل سليمان عل يه ال سلم يوما بفلة‬
‫من الرض فتف قد الط ي ليى الد هد فلم يره {فقال ما ل ل أرى الد هد أم كان من الغائب ي} حدث‬
‫يوما ع بد ال بن عباس بن حو هذا‪ ,‬و ف القوم ر جل من الوارج يقال له نا فع بن الزرق وكان كث ي‬
‫العتراض على ابن عباس‪ ,‬فقال له‪ :‬قف يا ابن عباس غلبت اليوم‪ ,‬قال‪ :‬ول ؟ قال‪ :‬إنك تب عن الدهد‬
‫أنه يرى الاء ف توم الرض‪ ,‬وإن الصب ليضع له البة ف الفخ ويثو على الفخ ترابا‪ ,‬فيجىء الدهد‬
‫ليأخذها فيقع ف الفخ فيصيده الصب‪ ,‬فقال ابن عباس‪ ,‬لول أن يذهب هذا فيقول رددت على ابن عباس‬
‫لا أجبته‪ ,‬ث قال له‪ :‬ويك إنه إذا نزل القدر عمي البصر وذهب الذر‪ ,‬فقال له نافع‪ :‬وال ل أجادلك‬
‫فططططططططططط شيطططططططططططء مطططططططططططن القرآن أبدا‪.‬‬
‫وقد ذكر الافظ ابن عساكر ف ترجة أب عبد ال البزي من أهل برزة ف غوطة دمشق‪ ,‬وكان من‬
‫الصالي يصوم الثني والميس‪ ,‬وكان أعور قد بلغ الثماني فروى ابن عساكر بسنده إل أب سليمان‬
‫بن زيد أنه سأله عن سبب عوره‪ ,‬فامتنع عليه‪ ,‬فأل عليه شهورا‪ ,‬فأخبه أن رجلي من أهل خراسان‬
‫نزل عنده جعة ف قرية برزة‪ ,‬وسأله عن واد با فأريتهما إياه‪ ,‬فأخرجا مامر وأوقدا فيها بورا كثيا‬
‫ح ت عج عج الوادي بالدخان‪ ,‬فأخذا يعزمان واليات تق بل من كل مكان إليه ما‪ ,‬فل يلتفتان إل ش يء‬
‫من ها‪ ,‬ح ت أقبلت ح ية ن و الذراع وعينا ها تتوقدان م ثل الدينار‪ ,‬فا ستبشرا ب ا عظيما‪ ,‬وقال ال مد ل‬
‫الذي ل ييطب سطفرنا مطن سطنة‪ ,‬وكسطرا الجامطر‪ ,‬وأخذا اليطة‪ ,‬فأدخل فط عينهطا ميل فاكتحل بطه‪,‬‬
‫ف سألتهما أن يكحلن فأبيا‪ ,‬فألحت عليهما وقلت‪ :‬ل بد من ذلك وتوعدت ما بالدولة‪ ,‬فكحل عين‬
‫الواحدة اليمن‪ ,‬فحي وقع ف عين نظرت إل الرض تت مثل الرآة أنظر ما تتها كما ترى الرآة‪ ,‬ث‬
‫قال ل‪ :‬سر معنا قليلً‪ ,‬فسرت معهما وها يدثان حت إذا بعدت عن القرية أخذان فكتفان‪ ,‬وأدخل‬
‫أحدها يده ف عين ففقأها ورمى با ومضيا‪ ,‬فلم أزل كذلك ملقى مكتوفا حت مر ب نفر ففك وثاقي‪,‬‬
‫فهذا مططططططططا كان مططططططططن خططططططططب عينطططططططط‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا هشام بن عمار‪ ,‬حدثنا صدقة بن عمرو الغسان‪,‬‬
‫حدثنا عباد بن مي سرة النقري عن ال سن قال‪ :‬ا سم هدهد سليمان عليه السلم عنب‪ ,‬وقال ممد بن‬
‫إ سحاق‪ :‬كان سليمان عل يه ال سلم إذا غدا إل مل سه الذي كان يلس ف يه تف قد الط ي‪ ,‬وكان في ما‬
‫يزعمون يأت يه نوب من كل صنف من الط ي كل يوم طائر‪ ,‬فن ظر فرأى من أ صناف الط ي كل ها من‬
‫حضره إل الد هد {فقال ما ل ل أرى الدهد أم كان من الغائب ي} أخطأه ب صري من الط ي‪ ,‬أم غاب‬
‫فلم يضطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لعذب نه عذابا شديدا} قال الع مش عن النهال بن عمرو عن سعيد عن ا بن عباس‪ :‬يع ن‬
‫نتف ريشه‪ ,‬وقال عبد ال بن شداد‪ :‬نتف ريشه وتشميسه‪ ,‬وكذا قال غي واحد من السلف أنه نتف‬
‫ريشه وتركه ملقى يأكله الذر والنمل‪ .‬وقوله‪{ :‬أو لذبنه} يعن قتله {أو ليأتين بسلطان مبي} بعذر‬
‫بيّن واضح‪ ,‬وقال سفيان بن عيينة وعبد ال بن شداد‪ :‬لا قدم الدهد قالت له الطي‪ :‬ما خلفك ؟ فقد‬
‫نذر سليمان د مك‪ ,‬فقال‪ :‬هل ا ستثن ؟ قالوا‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪{ :‬لعذب نه عذابا شديدا أو لذب نه أو ليأتي ن‬
‫بسططلطان مططبي} قال‪ :‬نوت إذا‪ ,‬قال ماهططد‪ :‬إناطط دفططع ال عنططه بططبه بأمططه‪.‬‬

‫ت امْ َرَأ ًة‬


‫ك مِن َسبٍَإ ِبنَبٍَإ َيقِيٍ * إِنّي وَجَد ّ‬ ‫ط بِ ِه وَ ِجْئتُ َ‬
‫** َف َمكَ ثَ َغيْ َر َبعِيدٍ َفقَالَ أَحَط تُ بِمَا لَ ْم تُحِ ْ‬
‫س مِن دُو نِ اللّ هِ‬ ‫شمْ ِ‬
‫جدُونَ لِل ّ‬ ‫ش عَظِي مٌ * وَجَدّتهَا وََق ْومَهَا يَ سْ ُ‬ ‫تَمِْل ُكهُ مْ َوأُوِتيَ تْ مِن كُ ّل َشيْءٍ وََلهَا عَرْ ٌ‬
‫خبْءَ‬ ‫ج الْ َ‬ ‫جدُواْ للّ ِه الّذِي يُخْ ِر ُ‬
‫سبِيلِ َفهُمْ َل َي ْهتَدُونَ * أَلّ يَسْ ُ‬ ‫شيْطَانُ َأعْمَاَلهُمْ فَصَ ّدهُ ْم عَ ِن ال ّ‬
‫وَ َزيّنَ َلهُمُ ال ّ‬
‫ب اْلعَرْ شِ اْلعَظِي مِ‬ ‫خفُو نَ وَمَا ُتعِْلنُو نَ * اللّ هُ لَ إِلَ ـهَ إِ ّل ُهوَ رَ ّ‬ ‫ض َويَعَْل ُم مَا تُ ْ‬
‫ت وَالرْ ِ‬ ‫فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬فمكث} الدهد {غي بعيد} أي غاب زمانا يسيا‪ ,‬ث جاء فقال لسليمان‪{ :‬أحطت‬
‫با ل تط به} أي اطلعت على ما ل تطلع عليه أنت ول جنودك {وجئتك من سبأ بنبأ يقي} أي بب‬
‫صدق حق يق ي‪ ,‬و سبأ هم ح ي و هم ملوك الي من‪ ,‬ث قال‪{ :‬إ ن وجدت امرأة تلك هم} قال ال سن‬
‫البصري‪ :‬وهي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬كانت أمها جنية‪ ,‬وكان مؤخر قدميها مثل‬
‫حافر الدابة من بيت ملكة‪ ,‬وقال زهي بن ممد‪ :‬هي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان‪ ,‬وأمها‬
‫فارعططة النيططة‪ ,‬وقال ابططن جريططج‪ :‬بلقيططس بنططت ذي شرخ وأمهططا بلتعططة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا مسدد‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب‬
‫عن ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬كان مع صاحبة سليمان ألف قيل‪ ,‬تت كل قيل مائة ألف مقاتل‪ ,‬وقال‬

‫‪353‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العمش‪ :‬عن ماهد كان تت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيل تت كل قيل مائة ألف مقاتل وقال‬
‫عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا مع مر عن قتادة ف قوله تعال‪{ :‬إ ن وجدت امرأة تلكهم} كانت من بيت ملكة‪,‬‬
‫وكان أولو مشورتا ثلثمائة واثن عشر رجلً‪ ,‬كل رجل منهم على عشرة آلف رجل‪ ,‬وكانت بأرض‬
‫يقال لا مأرب على ثلثة أميال من صنعاء‪ ,‬وهذا القول هو أقرب على أنه كثي على ملكة اليمن‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأوتيت من كل شيء} أي من متاع الدنيا ما يتاج إليه اللك التمكن {ولا عرش عظيم}‬
‫يعن سرير تلس عليه عظيم هائل مزخرف بالذهب وأنواع الواهر واللَلء‪ .‬قال زهي بن ممد‪ :‬كان‬
‫من ذهب وصفحاته مرمولة بالياقوت والزبرجد طوله ثانون ذراعا‪ ,‬وعرضه أربعون ذراعا‪ ,‬وقال ممد‬
‫بن إسحاق‪ :‬كان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ‪ ,‬وكان إنا يدمها النساء‪ ,‬ولا ستمائة‬
‫امرأة تلي الد مة‪ ,‬قال علماء التاريخ‪ :‬وكان هذا ال سرير ف قصر عظيم مشيد رفيع البناء مكم‪ ,‬وكان‬
‫فيه ثلثمائة وستون طاقة من مشرقه ومثلها من مغربه‪ ,‬قد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم من‬
‫طاقة ‪,‬وتغرب من مقابلتها فيسجدون لا صباحا ومساء‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وجدتا وقومها يسجدون للشمس‬
‫من دون ال وزين لم الشيطان أعمالم فصدهم عن السبيل} أي عن طريق الق {فهم ل يهتدون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أل يسجدوا ل} معناه {وزين لم الشيطان أعمالم فصدهم عن السبيل فهم ل يهتدون أل‬
‫يسجدوا ل} أي ل يعرفون سبيل الق الت هي إخلص السجود ل وحده دون ما خلق من الكواكب‬
‫وغي ها‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و من آيا ته الل يل والنهار والش مس والق مر ل ت سجدوا للش مس ول للق مر‬
‫وا سجدوا ل الذي خلقهطن إن كن تم إياه تعبدون} وقرأ بعطض القراء {أل يا ا سجدوا ل} جعلهطا أل‬
‫السطططتفتاحية‪ ,‬ويطططا للنداء‪ ,‬وحذف النادى تقديره عنده أل يطططا قوم اسطططجدوا ل‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬الذي يرج البء ف السموات والرض} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعلم كل‬
‫خبيئة ف السماء والرض‪ ,‬وكذا قال عكرمة وماهد وسعيد بن جبي وقتادة وغي واحد‪ ,‬وقال سعيد بن‬
‫السيب‪ :‬البء الاء‪ ,‬وكذا قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬خبء السموات والرض ما جعل فيهما‬
‫من الرزاق‪ ,‬ال طر من السماء والنبات من الرض‪ .‬وهذا مناسب من كلم الدهد الذي جعل ال فيه‬
‫مطن الاصطية مطا ذكره ابطن عباس وغيه مطن أنطه يرى الاء يري فط توم الرض وداخلهطا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ويعلم ما تفون وما تعلنون} أي يعلم ما يفيه العباد وما يعلنونه من القوال والفعال‪ ,‬وهذا‬
‫كقوله تعال‪ { :‬سواء من كم من أ سر القول و من ج هر به و من هو م ستخف بالل يل و سارب بالنهار}‬
‫وقوله‪{ :‬ال ل إله إل هو رب العرش العظ يم} أي هو الد عو و هو ال الذي ل إله إل هو رب العرش‬
‫‪354‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العظيطم‪ ,‬الذي ليطس فط الخلوقات أعظطم منطه‪ .‬ولاط كان الدهطد داعيا إل اليط‪ ,‬وعبادة ال وحده‬
‫والسجود له ني عن قتله‪ ,‬كما رواه المام أحد وأبو داود وابن ماجه عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫ن ى ال نب صلى ال عل يه و سلم عن ق تل أر بع من الدواب‪ :‬النملة والنحلة والد هد وال صرد‪ ,‬وإ سناده‬
‫صططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططحيح‪.‬‬

‫** قَالَ َسنَنظُرُ أَ صَدَ ْقتَ أَ مْ كُن تَ مِ َن الْكَا ِذِبيَ * ا ْذهَب ّب ِكتَابِي هَـذَا َفأَْلقِ هْ إَِلْيهِ ْم ثُ ّم َتوَ ّل َعنْهُ مْ فَانْظُ ْر‬
‫مَاذَا يَرْ ِجعُونَ * قَالَتْ َيَأّيهَا الْ َملُ ِإنّيَ أُْلقِيَ إِلَيّ ِكتَابٌ َك ِريٌ * إِنّ ُه مِن سَُليْمَا َن َوِإنّهُ بِسْمِ اللّهِ ال ّرحْمَـنِ‬
‫ططططططي مُسطططططططْلِ ِميَ‬ ‫الرّحِيمطططططططِ * أَ ّل َتعْلُوْا عَلَيطططططططّ َوْأتُونِط‬
‫يقول تعال مبا عن قيل سليمان للهدهد حي أخبه عن أهل سبأ وملكتهم {قال سننظر أصدقت أم‬
‫ك نت من الكاذب ي} أي صدقت ف إخبارك هذا {أم ك نت من الكاذب ي} ف مقال تك لتتخلص من‬
‫الوع يد الذي أوعد تك ؟ {اذهب بكتا ب هذا فألقه إلي هم ث تول عن هم فان ظر ماذا يرجعون} وذلك أن‬
‫سليمان عليه السلم كتب كتابا إل بلقيس وقومها‪ .‬وأعطاه ذلك الدهد فحمله‪ ,‬قيل ف جناحه كما‬
‫هي عادة الطي‪ ,‬وقيل بنقاره‪ ,‬وجاء إل بلدهم فجاء إل قصر بلقيس إل اللوة الت كانت تتلي فيها‬
‫بنف سها فألقاه إلي ها من كوة هنالك ب ي يدي ها‪ ,‬ث تول ناح ية أدبا وريا سة‪ ,‬فتحيت م ا رأت وهال ا‬
‫ذلك‪ ,‬ث عمدت إل الكتاب فأخذ ته ففت حت خت مه وقرأ ته‪ ,‬فإذا ف يه {إ نه من سليمان وإ نه ب سم ال‬
‫الرح ن الرح يم * أل تعلوا علي وأتو ن م سلمي} فجم عت ع ند ذلك أمراءها ووزراءها و كباء دولتها‬
‫وملكتها‪ ,‬ث قالت لم {يا أيها الل إن ألقي إلّ كتاب كري} تعن بكرمه ما رأته من عجيب أمره‬
‫كون طائر أتى به فألقاه إليها‪ ,‬ث تول عنها أدبا‪ ,‬وهذا أمر ل يقدر عليه أحد من اللوك‪ ,‬ول سبيل لم‬
‫إل ذلك‪ ,‬ث قرأته عليهم {إنه من سليمان وإنه بسم ال الرحن الرحيم * أل تعلوا علي وأتون مسلمي}‬
‫فعرفوا أنه من نب ال سليمان عليه السلم‪ ,‬وأنه ل قبل لم به‪ ,‬وهذا الكتاب ف غاية البلغة والوجازة‬
‫والفصاحة‪ ,‬فإنه حصل العن بأيسر عبارة وأحسنها‪ .‬قال العلماء‪ :‬ل يكتب أحد بسم ال الرحن الرحيم‬
‫ق بل سليمان عل يه ال سلم‪ .‬و قد روى ا بن أ ب حا ت ف ذلك حديثا ف تف سيه ح يث قال‪ :‬حدث نا أ ب‪,‬‬
‫حدثنا هارون بن الفضل أبو يعلى الياط‪ .‬حدثنا أبو يوسف عن سلمة بن صال عن عبد الكري أب أمية‬
‫عن ابن بريدة عن أبيه قال‪ :‬كنت أمشي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬إن أعلم آية ل تنل‬
‫على نب قبلي ب عد سليمان بن داود» قلت‪ :‬يا نب ال أي آ ية ؟ قال « سأعلمكها ق بل أن أخرج من‬

‫‪355‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السجد» قال‪ :‬فانتهى إل الباب فأخرج إحدى قدميه‪ ,‬فقلت نسي ث التفت إل وقال‪« :‬إنه من سليمان‬
‫وإنه بسم ال الرحن الرحيم» هذا حديث غريب‪ ,‬وإسناده ضعيف‪ .‬وقال ميمون بن مهران‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يكتب‪ :‬باسك اللهم حت نزلت هذه الَية‪ .‬فكتب {بسم ال الرحن الرحيم}‬
‫وقوله‪{ :‬أن ل تعلوا عل يّ} قال قتادة‪ :‬يقول ل تبوا علي {وأتون مسلمي} وقال عبد الرحن بن زيد‬
‫بن أ سلم‪ :‬ل تتنعوا ول تت كبوا علي وأتو ن م سلمي‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬موحد ين‪ ,‬وقال غيه‪ :‬مل صي‪,‬‬
‫وقال سططططططططفيان بططططططططن عيينططططططططة‪ :‬طائعيطططططططط‪.‬‬

‫ح نُ ُأوْلُو ُق ّو ٍة َوأُولُو‬
‫شهَدُو نِ * قَالُواْ نَ ْ‬ ‫ت َيأَّيهَا الْ َملُ أَفْتُونِي فِ يَ َأمْرِي مَا كُن تُ قَا ِط َعةً َأمْرا َحتّ َى تَ ْ‬
‫** قَالَ ْ‬
‫بَأْ سٍ شَدِي ٍد وَالمْرُ إَِليْ كِ فَان ُظرِي مَاذَا َتأْمُرِي نَ * قَالَ تْ إِ نّ الْ ُملُو كَ إِذَا دَ َخلُواْ َق ْرَيةً أَفْ سَدُوهَا وَ َجعَُل َواْ َأعِ ّزةَ‬
‫طلُونَ‬‫ط الْمُرْس َ‬ ‫ط يَرْجِع ُ‬ ‫ط ِبهَ ِدّيةٍ َفنَاظِ َرٌة بِم َ‬‫طَلةٌ إَِلْيهِم ْ‬
‫ط * َوإِنّطي مُرْس ِ‬ ‫ط يَ ْفعَلُون َ‬
‫َأهْلِهَطآ َأذِّلةً وَكَذَلِك َ‬
‫لا قرأت عليهم كتاب سليمان‪ ,‬استشارتم ف أمرها وما قد نزل با‪ ,‬ولذا قالت {يا أيها الل أفتون‬
‫ف أمري ما ك نت قاط عة أمرا ح ت تشهدون} أي ح ت تضرون وتشيون {قالوا ن ن أولو قوة وأولو‬
‫بأس شد يد} أي منوا إلي ها بعدد هم وعدد هم وقوت م‪ ,‬ث فوضوا إلي ها ب عد ذلك ال مر فقالوا‪{ :‬وال مر‬
‫إل يك فانظري ماذا تأمر ين} أي ن ن ل يس ل نا عا قة ول ب نا بأس إن شئت أن تق صديه وتارب يه‪ ,‬ف ما ل نا‬
‫عاقة عنه‪ .‬وبعد هذا فالمر إليك مري فينا رأيك نتثله ونطيعه‪ .‬قال السن البصري رحه ال‪ :‬فوضوا‬
‫أمرهطم إل علجطة تضطرب ثدياهطا‪ ,‬فلمطا قالوا لاط مطا قالوا‪ ,‬كانطت هطي أحزم رأيا منهطم وأعلم بأمطر‬
‫سليمان‪ ,‬وأنه ل قبل لا بنوده وجيوشه وما سخر له من الن والنس والطي‪ .‬وقد شاهدت من قضية‬
‫الكتاب مع الد هد أمرا عجيبا بديعا‪ ,‬فقالت ل م‪ :‬إ ن أخ شى أن نار به ونت نع عل يه فيق صدنا بنوده‬
‫ويهلك نا ب ن م عه ويلص إل وإلي كم اللك والدمار دون غي نا‪ .‬ولذا قالت {إن اللوك إذا دخلوا قر ية‬
‫أف سدوها} قال ا بن عباس‪ :‬أي إذا دخلوا بلدا عنوة أف سدوه أي خربوه {وجعلوا أعزة أهل ها أذلة} أي‬
‫وق صدوا من في ها من الولة والنود فأهانو هم غا ية الوان إ ما بالق تل أو بال سر‪ .‬قال ا بن عباس‪ :‬قالت‬
‫بلق يس {إن اللوك إذا دخلوا قر ية أف سدوها وجعلوا أعزة أهل ها أذلة} قال الرب عز و جل‪{ :‬وكذلك‬
‫يفعلون} ث عدلت إل الصالة والهادنة والسالة والخادعة والصانعة‪ ,‬فقالت {وإن مرسلة إليهم بدية‬
‫فناظرة ب ير جع الر سلون} أي سأبعث إل يه بد ية تل يق بثله وأن ظر ماذا يكون جوا به ب عد ذلك‪ ,‬فلعله‬
‫يق بل ذلك منا وي كف ع نا‪ ,‬أو يضرب علينا خراجا نمله إل يه ف كل عام ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا‬

‫‪356‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وماربت نا‪ .‬قال قتادة رح ه ال‪ :‬ما كان أعقل ها ف إ سلمها وشرك ها‪ ,‬عل مت أن الد ية ت قع موقعا من‬
‫الناس‪ .‬وقال ابن عباس وغي واحد‪ :‬قالت لقومها إن قبل الدية فهو ملك فقاتلوه‪ ,‬وإن ل يقبلها فهو نب‬
‫فاتبعوه‪.‬‬

‫** َفلَمّا جَآءَ سَُليْمَانَ قَالَ َأتُمِدّونَ ِن بِمَالٍ َفمَآ آتَانِي اللّ هُ َخيْ ٌر مّمّآ آتَاكُ ْم بَلْ أَنتُ ْم ِبهَ ِديِّتكُ ْم َتفْرَحُو نَ *‬
‫خرِ َجنّهُطم ّمنْهَطآ َأذِّلةً َوهُم طْ ص طَا ِغرُونَ‬ ‫ط بِهَطا وََلنُ ْ‬ ‫جنُودٍ لّ ِقبَلَ َلهُم ْ‬ ‫ارْجِع طْ إَِليْهِم طْ فََلَن ْأتَِينّهُطم بِ ُ‬
‫ذكر غي واحد من الفسرين من السلف وغيهم أنا بعثت إليه بدية عظيمة من ذهب وجواهر ولَلء‬
‫وغ ي ذلك‪ .‬وقال بعض هم‪ :‬أر سلت بلب نة من ذ هب‪ ,‬وال صحيح أن ا أر سلت إل يه بآن ية من ذ هب‪ .‬قال‬
‫ماهد وسعيد بن جبي وغيها‪ :‬أر سلت جواري ف زي الغلمان‪ ,‬وغلمان ف زي الواري فقالت‪ :‬إن‬
‫عرف هؤلء من هؤلء ف هو نب‪ ,‬قالوا‪ :‬فأمر هم سليمان فتوضؤا‪ ,‬فجعلت الار ية تفرغ على يد ها من‬
‫الاء وجعل الغلم يغترف فميزهم بذلك‪ ,‬وقيل بل جعلت الارية تغسل باطن يدها قبل ظاهرها والغلم‬
‫بالعكس‪ ,‬وقيل بل جعلت الواري يغسلن من أكفهن إل مرافقهن‪ ,‬والغلمان من مرافقهم إل كفوفهم‬
‫ول منافاة بي ذلك كله‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وذكر بعضهم أنا أرسلت إليه بقدح ليمله ماء رواء ل من السماء‬
‫ول من الرض‪ ,‬فأجرى اليل حت عرقت ث مله من ذلك‪ ,‬وبرزة وسلك ليجعله فيها ففعل ذلك وال‬
‫أعلم أكان ذلك أم ل‪ ,‬وأكثره مأخوذ من السرائيليات‪ ,‬والظاهر أن سليمان عليه السلم‪ ,‬ل ينظر إل ما‬
‫جاءوا به بالكل ية‪ ,‬ول اعت ن به‪ ,‬بل أعرض ع نه‪ .‬وقال منكرا علي هم {أتدو نن بال ؟} أي أت صانعونن‬
‫بال لترككم على شرككم وملككم ؟ {فما آتان ال خي ما آتاكم} أي الذي أعطان ال من اللك‬
‫والال والنود خ ي م ا أن تم ف يه { بل أن تم بديت كم تفرحون} أي أن تم الذين تنقادون للهدا يا والت حف‪,‬‬
‫وأمططططا أنططططا فل أقبططططل منكططططم إل السططططلم أو السططططيف‪.‬‬
‫قال الع مش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه‪ :‬أ مر سليمان‬
‫الشياطي فموهوا له ألف قصر من ذهب وفضة‪ ,‬فلما رأت رسلها ذلك‪ ,‬قالوا‪ :‬ما يصنع هذا بديتنا‪ ,‬وف‬
‫هذا جواز تيؤ اللوك وإظهارهم الزينة للرسل والقصاد {ارجع إليهم} أي بديتهم {فلنأتينهم بنود ل‬
‫قبل لم با} أي ل طاقة لم بقتال م {ولنخرجنهم منها أذلة} أي ولنخرجنهم من بلدتم أذلة {وهم‬
‫صاغرون} أي مهانون مدحورون‪ .‬فلما رجعت إليها رسلها بديتها وبا قال سليمان سعت وأطاعت‬

‫‪357‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هي وقومها‪ ,‬وأقبلت تسي إليه ف جنودها خاضعة ذليلة‪ ,‬معظمة لسليمان ناوية متابعته ف السلم‪ ,‬ولا‬
‫تقططق سططليمان عليططه السططلم قدومهططم عليططه‪ ,‬ووفودهططم إليططه فرح بذلك وسططره‪.‬‬

‫ك بِهِ َقبْ َل‬


‫** قَا َل يََأّيهَا الْ َملُ َأيّكُ ْم يَ ْأتِينِي ِبعَ ْر ِشهَا َقبْلَ أَن يَ ْأتُونِي مُسْلِ ِميَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ َأنَاْ آتِي َ‬
‫أَن َتقُو َم مِن ّمقَامِ كَ َوِإنّي عََليْ هِ َل َقوِ يّ َأمِيٌ * قَا َل الّذِي عِندَ ُه عِلْ ٌم مّ نَ الْ ِكتَا بِ َأنَاْ آتِي كَ بِ هِ َقبْلَ أَن يَ ْرتَدّ‬
‫سَتقِرّا عِندَ هُ قَا َل هَـذَا مِن َفضْلِ َربّي ِليَبُْل َونِ يَ َأأَ ْشكُرُ أَ مْ أَكْفُ ُر َومَن َشكَرَ فَِإنّمَا‬ ‫إَِليْ كَ طَرْفُ كَ َفلَمّا رَآ ُه مُ ْ‬
‫ططططّ كَرِيٌطططط‬ ‫ططططّ رَبّططططي َغنِيط‬ ‫ططططِهِ وَمَططططن َكفَرَ فَإِنط‬ ‫يَشْكُرُ ِلنَفْسط‬
‫قال ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال‪ :‬فلما رجعت إليها الرسل با قال سليمان قالت‪ :‬قد وال‬
‫عرفت ما هذا بلك‪ ,‬وما لنا به من طاقة وما نصنع بكابرته شيئا‪ ,‬وبعثت إليه‪ :‬إن قادمة عليك بلوك‬
‫قومي لنظر ما أمرك وما تدعونا إليه من دينك‪ ,‬ث أمرت بسرير ملكها الذي كانت تلس عليه‪ .‬وكان‬
‫من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ‪ ,‬فجعل ف سبعة أبيات بعضها ف بعض‪ ,‬ث أقفلت عليه‬
‫البواب ث قالت لن خلفت على سلطانا‪ :‬احتفظ با قبلك وسرير ملكي‪ ,‬فل يلص إليه أحد من عباد‬
‫ال‪ ,‬و ليرينه أحد حت آتيك ث شخصت إل سليمان ف اثن عشر ألف قيل من ملوك اليمن تت يدي‬
‫كل قيل من هم ألوف كثية فج عل سليمان يب عث ال ن يأتو نه بسيها ومنتهاها كل يوم وليلة ح ت إذا‬
‫دنت جع من عنده من الن والنس من تت يده فقال‪{ :‬يا أيها الل أيكم يأتين بعرشها قبل أن يأتون‬
‫مسطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططلمي}‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬لا بلغ سليمان أنا جاثية وكان قد ذكر له عرشها فأعجبه‪.‬وكان من ذهب وقوائمه لؤلؤ‬
‫وجوهر‪ .‬وكان مسترا بالديباج والرير‪ ,‬وكانت عليه تسعة مغاليق‪ ,‬فكره أن يأخذه بعد إسلمهم‪ .‬وقد‬
‫علم نب ال أنم مت أسلموا ترم أموالم ودماؤهم‪ ,‬فقال {يا أيها الل أيكم يأتين بعرشها قبل أن يأتون‬
‫مسلمي} وهكذا قال عطاء الراسان والسدي وزهي بن ممد {قبل أن يأتون مسلمي} فتحرم علي‬
‫أموال م بإسلمهم {قال عفريت من الن} قال ما هد‪ :‬أي مارد من ال ن‪ ,‬قال شعيب البائي‪ :‬وكان‬
‫اسه كوزن‪ ,‬وكذا قال ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان‪ ,‬وكذا قال أيضا وهب بن منبه‪ .‬قال أبو‬
‫صال وكان كأنه جبل {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} قال ابن عباس رضي ال عنه‪ :‬يعن قبل‬
‫طططططططططططططططططك‪.‬‬ ‫طططططططططططططططططن ملسط‬ ‫أن تقوم مط‬

‫‪358‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ماهطد‪ :‬مقعدك‪ ,‬وقال السطدي وغيه‪ :‬كان يلس للناس للقضاء والكومات وللطعام‪ ,‬مطن أول‬
‫النهار إل أن تزول الشمس {وإن عليه لقوي أمي} قال ابن عباس‪ :‬أي قوي على حله أمي على ما فيه‬
‫من الوهر‪ ,‬فقال سليمان عليه الصلة والسلم أريد أعجل من ذلك‪ ,‬ومن ههنا يظهر أن سليمان أراد‬
‫بإحضار هذا السرير إظهار عظمة ما وهب ال له من اللك‪ ,‬وما سخر له من النود الذي ل يعطه أحد‬
‫قبله ول يكون لحد من)بعده‪ ,‬وليتخذ ذلك حجة على نبوته عند بلقيس وقومها لن هذا خارق عظيم‬
‫أن يأت بعرشها كما هو من بلدها قبل أن يقدموا عليه‪ ,‬هذا وقد حجبته بالغلق والقفال والفظة‪.‬‬
‫فلما قال سليمان أريد أعجل من ذلك {قال الذي عنده علم من الكتاب} قال ابن عباس وهو آصف‬
‫كاتب سليمان‪ ,‬وكذا روى ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان أنه آصف بن برخياء‪ .‬وكان صديقا‬
‫يعلم السططططططططططططططططططم العظططططططططططططططططططم‬
‫وقال قتادة‪ :‬كان مؤمنا من ال نس وا سه آ صف‪ ,‬وكذا قال أ بو صال والضحاك وقتادة أ نه كان من‬
‫ال نس‪ ,‬زاد قتادة من ب ن إ سرائيل‪ .‬وقال ما هد كان ا سه أ سطوم‪ .‬وقال قتادة ف روا ية ع نه كان ا سه‬
‫بليخا‪ ,‬وقال زهي بن ممد هو رجل من النس يقال له ذو النور‪ .‬وزعم عبد ال بن ليعة أنه الضر‪,‬‬
‫وهططططططططططططططططططو غريططططططططططططططططططب جدا‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬أنا آتيك به ق بل أن ير تد إل يك طر فك} أي ار فع ب صرك وان ظر‪ ,‬مد ب صرك م ا تقدر عليه‪,‬‬
‫فإنك ل يكل بصرك إل وهو حاضر عندك‪ ,‬وقال وهب بن منبه‪ :‬امدد بصرك فل يبلغ مداه حت آتيك‬
‫به‪ ,‬فذكروا أنه أمره أن ينظر نو اليمن الت فيها هذا العرش الطلوب ث قام فتوضأ ودعا ال تعال‪ .‬قال‬
‫ما هد‪ :‬قال يا ذا اللل والكرام‪ .‬وقال الزهري قال‪ :‬يا إل نا وإله كل ش يء إلا واحدا ل إله إل أ نت‬
‫ائت ن بعرش ها‪ .‬قال‪ :‬فم ثل ب ي يد يه‪ ,‬قال ما هد و سعيد بن جبي وم مد بن إ سحاق وزه ي بن م مد‬
‫وغي هم‪ :‬ل ا د عا ال تعال و سأله أن يأت يه بعرش بلق يس وكان ف الي من و سليمان عل يه ال سلم ببيت‬
‫ططليمان‪.‬‬ ‫طط يدي سط‬ ‫ططن بيط‬ ‫ططع مط‬ ‫طط نبط‬ ‫طط الرض ثط‬ ‫ططرير وغاص فط‬ ‫القدس غاب السط‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬ل يشعر سليمان إل وعرشها يمل بي يديه‪ ,‬قال وكان هذا الذي‬
‫جاء به من عباد البحر فلما عاين سليمان وملؤه ذلك ورآه مستقرا عنده {قال هذا من فضل رب} أي‬
‫هذا من نعم ال عل ّي {ليبلون} أي ليختبن {أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنا يشكر لنفسه} كقوله‪:‬‬
‫{ من ع مل صالا فلنف سه و من أ ساء فعلي ها} وكقوله‪{ :‬و من ع مل صالا فلنف سهم يهدون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ومن كفر فإن رب غن كري} أي هو غن عن العباد وعبادتم كري أي كري ف نفسه وإن ل‬
‫يعبده أحد فإن عظمته ليست مفتقرة إل أحد‪ ,‬وهذا كما قال موسى {إن تكفروا أنتم ومن ف الرض‬
‫‪359‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جيعا فإن ال لغن حيد} وف صحيح مسلم «يقول ال تعال‪ :‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم‬
‫وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك ف ملكي شيئا‪ .‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم‬
‫وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا‪ .‬يا عبادي إنا هي‬
‫أعمالكم أحصيها لكم ث أوفيكم إياها فمن وجد خيا فليحمد ال‪ ,‬ومن وجد غي ذلك فل يلومن إل‬
‫نفسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه»‪.‬‬

‫** قَا َل نَكّرُواْ َلهَا عَ ْر َشهَا نَنظُرْ َأَتهْتَدِيَ أَ ْم َتكُو ُن مِ َن الّذِينَ َل َي ْهتَدُونَ * فَلَمّا جَآءَتْ قِيلَ َأهَكَذَا عَ ْرشُكِ‬
‫ص ّدهَا مَا كَانَت ّت ْعبُ ُد مِن دُو نِ اللّ هِ ِإّنهَا كَانَ تْ‬ ‫سلِمِيَ * وَ َ‬ ‫قَالَ تْ َكأَنّ هُ هُ َو َوأُوتِينَا اْلعِلْ َم مِن َقبِْلهَا وَ ُكنّا مُ ْ‬
‫شفَ تْ عَن سَاَقْيهَا قَالَ ِإنّ هُ صَ ْرحٌ‬ ‫ج ًة وَكَ َ‬
‫سَبتْهُ ُل ّ‬
‫مِن َقوْ مٍ كَاِفرِي نَ * قِيلَ لَهَا ا ْدخُلِي ال صّرْحَ َفلَمّا َرَأتْ هُ حَ ِ‬
‫َبط اْلعَالَمِيَط‬
‫ّهط ر ّ‬ ‫سطَليْمَانَ ِلل ِ‬
‫َعط ُ‬‫َسطَل ْمتُ م َ‬ ‫ْتط َنفْسطِي َوأ ْ‬ ‫َبط إِن ّي ظَلَم ُ‬ ‫َتط ر ّ‬ ‫مّمَ ّر ٌد م ّن قَوارِيرَ قَال ْ‬
‫لا جيء سليمان عليه السلم بعرش بلقيس قبل قدومها أمر به أن يغي بعض صفاته ليختب معرفتها‬
‫وثباتا عند رؤيته هل تقدم على أنه عرشها أو أنه ليس بعرشها فقال {نكروا لا عرشها ننظر أتتدي أم‬
‫تكون من الذين ل يهتدون} قال ابن عباس نزع منه فصوصه ومرافقه‪ ,‬وقال ماهد أمر به فغي ما كان‬
‫فيه أحر جُعل أصفر‪ ,‬وما كان أصفر جعل أحر‪ ,‬وما كان أخضر جعل أحر غي كل شيء عن حاله‪.‬‬
‫وقال عكرمة زادوا فيه ونقصوا وقال قتادة جعل أسفله أعله ومقدمه مؤخره وزادوا فيه ونقصوا {فلما‬
‫جاءت ق يل أهكذا عر شك} أي عرض علي ها عرش ها و قد غ ي ون كر وز يد ف يه ون قص م نه فكان في ها‬
‫ثبات وعقل‪ ,‬ول ا لب ودهاء وحزم‪ ,‬فلم تقدم على أنه هو لبعد مسافته عنها ول أنه غيه ل ا رأت من‬
‫آثاره وصفاته وإن غي وبدل ونكر فقالت {كأنه هو} أي يشبهه ويقاربه‪ .‬وهذا غاية ف الذكاء والزم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمي} قال ماهد يقوله سليمان‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وصدها ما‬
‫كانت تعبد من دون ال إن ا كانت من قوم كافرين} هذا من تام كلم سليمان عليه السلم ف قول‬
‫ماهد وسعيد بن جبي رحهما ال أي قال سليمان {وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمي} وهي كانت‬
‫قد صدها أي منعها من عبادة ال وحده {ما كانت تعبد من دون ال إنا كانت من قوم كافرين} وهذا‬
‫الذي قاله ما هد و سعيد‪ :‬ح سنٌ وقاله ا بن جر ير أيضا‪ ,‬ث قال ا بن جر ير ويت مل أن يكون ف قوله‬
‫{وصدها} ضمي يعود إل سليمان أو إل ال عز وجل تقديره ومنعها {ما كانت تعبد من دون ال}‬

‫‪360‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي صدها عن عبادة غي ال {إنا كانت من قوم كافرين} (قلت)‪ :‬ويؤيد قول ماهد أنا إنا أظهرت‬
‫ططططيأت‪.‬‬ ‫ططططا سط‬ ‫ططططرح كمط‬ ‫طططط إل الصط‬ ‫ططططد دخولاط‬ ‫ططططلم بعط‬ ‫السط‬
‫وقوله‪{ :‬قيل لا ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لة وكشفت عن ساقيها} وذلك أن سليمان عليه‬
‫السلم أمر الشياطي فبنوا لا قصرا عظيما من قوارير أي من زجاج وأجري تته الاء فالذي ل يعرف‬
‫أمره يسب أنه ماء ولكن الزجاج يول بي الاشي وبينه‪ .‬واختلفوا ف السبب الذي دعا سليمان عليه‬
‫ال سلم إل اتاذه فق يل‪ :‬إ نه ل ا عزم على تزوج ها وا صطفائها لنف سه‪ ,‬ذ كر له جال ا وح سنها ل كن ف‬
‫ساقيها هلب عظ يم ومؤ خر أقدام ها كمؤ خر الدا بة‪ .‬ف ساءه ذلك فات ذ هذا ليعلم صحته أم ل ؟ هكذا‬
‫قول ممد بن كعب القرظي وغيه‪ .‬فلما دخلت وكشفت عن ساقيها رأى أحسن الناس ساقا وأحسنهم‬
‫قدما ول كن رأى على رجلي ها شعرا لن ا مل كة ول يس ل ا زوج فأ حب أن يذ هب ذلك عن ها فق يل ل ا‬
‫الو سى فقالت ل أ ستطيع ذلك‪ .‬وكره سليمان ذلك وقال لل جن‪ :‬ا صنعوا شيئا غ ي الو سى يذ هب بذا‬
‫الش عر ف صنعوا له النورة‪ .‬وكان أول من اتذت له النورة‪ ,‬قاله ا بن عباس وما هد وعكر مة وم مد بن‬
‫ططططم‪.‬‬ ‫ططططج وغيهط‬ ‫ططططن جريط‬ ‫ططططدي وابط‬ ‫ططططي والسط‬ ‫ططططب القرظط‬ ‫كعط‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن يزيد بن رومان ث قال لا‪ :‬ادخلي الصرح لييها ملكا هو أعز من ملكها‬
‫وسلطانا هو أعظم من سلطانا فلما رأته حسبته لة وكشفت عن ساقيها ل تشك أنه ماء توضه فقيل‬
‫ل ا إ نه صرح مرد من قوار ير‪ ,‬فل ما وق فت على سليمان دعا ها إل عبادة ال وحده وعاتب ها ف عبادة‬
‫الشمس من دون ال‪ ,‬وقال السن البصري‪ :‬لا رأت العلجة الصرح عرفت وال أن قد رأت ملكا أعظم‬
‫من ملكها‪ ,‬وقال ممد بن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه قال‪ :‬أمر سليمان بالصرح‬
‫وقد عملته له الشياطي من زجاج كأنه الاء بياضا ث أرسل الاء تته ث وضع له فيه سريره فجلس عليه‬
‫وعكفت عليه الطي والن والنس ث قال لا ادخلي الصرح لييها ملكا هو أعز من ملكها وسلطانا هو‬
‫أعظم من سلطانا {فلما رأته حسبته لة وكشفت عن ساقيها} ل تشك أنه ماء توضه‪ ,‬قيل لا {إنه‬
‫صطططططططططططرح مرد مطططططططططططن قواريطططططططططططر}‪.‬‬
‫فلما وقفت على سليمان دعاها إل عبادة ال عز وجل وحده وعاتبها ف عبادتا الشمس من دون ال‬
‫فقالت بقول الزنادقة فوقع سليمان ساجدا إعظاما لا قالت وسجد معه الناس فسقط ف يديها حي رأت‬
‫سليمان صنع ما صنع فل ما ر فع سليمان رأ سه قال وي ك ماذا قلت ؟ قالت أن سيت ما قلت ؟ فقالت‬
‫{رب إن ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان ل رب العالي} فأسلمت وحسن إسلمها‪ .‬وقد روى‬
‫المام أ بو ب كر بن أ ب شي بة ف هذا أثرا غريبا عن ا بن عباس فقال‪ :‬حدث نا ال سي بن علي عن زائدة‬
‫‪361‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدث ن عطاء بن ال سائب حدث نا ما هد ون ن ف الزد قال حدث نا ا بن عباس قال‪ :‬كان سليمان عل يه‬
‫السلم يلس على سريره ث توضع كراسي حوله فيجلس عليها النس ث يلس الن ث الشياطي ث تأت‬
‫الر يح فترفع هم ث تظل هم الط ي ث يغدون قدر ما يشت هي الرا كب أن ينل شهرا ورواح ها شهرٌ‪ ,‬قال‬
‫فبين ما هو ذات يوم ف م سي له إذ تف قد الط ي فف قد الد هد فقال { ما ل ل أرى الد هد أم كان من‬
‫الغائب ي * لعذبنه عذابا شديدا أو لذب نه أو ليأتي ن ب سلطان مبي} قال‪ :‬وكان عذابه إياه أن ينت فه ث‬
‫يلقيطططه فططط الرض فل يتنطططع مطططن نلة ول مطططن شيطططء مطططن هوام الرض‪.‬‬
‫قال عطاء وذ كر سعيد بن جبي عن ا بن عباس م ثل حد يث ما هد {فم كث غ ي بع يد ط فقرأ ح ت‬
‫انتهى إل قوله ط سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبي * اذهب بكتاب هذا} وكتب بسم ال الرحن‬
‫الرحيم‪ ,‬إل بلقيس {أن ل تعلوا علي وائتون مسلمي} فلما ألقى الدهد الكتاب إليها ألقي ف روعها‬
‫أنه كتاب كري وأنه من سليمان وأن ل تعلوا علي وائتون مسلمي قالوا نن أولوا قوة قالت إن اللوك‬
‫إذا دخلوا قرية أفسدوها وإن مرسلة إليهم بدية فناظرة ب يرجع الرسلون‪ ,‬فلما جاءت الدية سليمان‬
‫قال‪ :‬أتدونن بال ارجع إليهم فلما نظر إل الغبار أخبنا ابن عباس قال وكان بي سليمان وبي ملكة‬
‫سطبأ ومطن معهطا حيط نظطر إل الغبار كمطا بيننطا وبيط الية‪ ,‬قال عطاء وماهطد حينئذ فط الزد‪.‬‬
‫قال سليمان أيكم يأتين بعرشها ؟ قال وبي عرشها وبي سليمان حي نظر إل الغبار مسية شهرين‬
‫{قال عفريت من الن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} قال‪ :‬وكان لسليمان ملس يلس فيه‬
‫للناس ك ما يلس المراء ث يقوم‪ .‬فقال‪{ :‬أ نا آت يك به ق بل أن تقوم من مقا مك} قال سليمان أر يد‬
‫أعجل من ذلك‪ ,‬فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا أنظر ف كتاب رب ث آتيك به قبل أن يرتد إليك‬
‫طرفك قال فنظر إليه سليمان فلما قطع كلمه رد سليمان بصره فنبع عرشها من تت قدم سليمان من‬
‫ت ت كر سي كان سليمان ي ضع عل يه رجله ث ي صعد إل ال سرير‪ ,‬قال فل ما رأى سليمان عرش ها قال‬
‫{هذا من فضل رب} الَية {قال نكروا لا عرشها} فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ؟ قالت كأنه هو‬
‫قال فسألته حي جاءته عن أمرين قالت لسليمان أريد ماء ليس من أرض ول ساء‪ .‬وكان سليمان إذا‬
‫سئل عن شيء سأل النس ث الن ث الشياطي قال‪ :‬فقالت الشياطي هذا هي أجر اليل ث خذ عرقها‬
‫ث امل منه الَنية‪ .‬قال فأمر باليل فأجريت ث أخذ عرقها فمل منه الَنية‪ ,‬قال وسألت عن لون ال عز‬
‫وجل‪ ,‬قال فوثب سليمان عن سريره فخر ساجدا فقال‪ :‬يا رب لقد سألتن عن أمر إنه ليتعاظم ف قلب‬
‫أن أذكره لك‪ ,‬فقال‪ :‬ارجع فقد كفيتكهم قال فرجع إل سريره قال ما سألت عنه ؟ قالت ما سألتك إل‬
‫عن الاء فقال لنوده ما سألت ع نه ؟ فقالوا ما سألتك إل عن الاء‪ ,‬قال ون سوه كل هم‪ .‬قال وقالت‬
‫‪362‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشياطي إن سليمان يريد أن يتخذها لنفسه فإن اتذها لنفسه ث ولد بينهما ولد ل ننفك من عبوديته‪,‬‬
‫قال فجعلوا صرحا مردا من قوار ير ف يه ال سمك قال فق يل ل ا ادخلي ال صرح فل ما رأ ته ح سبته ل ة‬
‫وكشفت عن ساقيها فإذا هي شعراء‪ .‬فقال سليمان هذا قبيح فما يذهبه ؟ قالوا يذهبه الوسى فقال أثر‬
‫الو سى قب يح قال فجعلت الشياط ي النورة‪ .‬قال ف هو أول من جعلت له النورة‪ ,‬ث قال أ بو ب كر بن أ ب‬
‫شيبة ما أحسنه من حديث (قلت)‪ :‬بل هو منكر غريب جدا ولعله من أوهام عطاء بن السائب على ابن‬
‫عباس‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫والقرب ف م ثل هذه ال سياقات أن ا متلقاة عن أ هل الكتاب م ا و جد ف صحفهم كروايات ك عب‬
‫ووهطب سطامهما ال تعال فيمطا نقله إل هذه المطة مطن أخبار بنط إسطرائيل مطن الوابطد والغرائب‬
‫والعجائب ما كان وما ل يكن وما حرف وبدل ونسخ‪ .‬وقد أغنانا ال سبحانه عن ذلك با هو أصح‬
‫منه وأنفع وأوضح وأبلغ ول المد والنة‪ .‬أصل الصرح ف كلم العرب هو القصر وكل بناء مرتفع‪ ,‬قال‬
‫ال سطبحانه وتعال إخبارا عطن فرعون لعنطه ال أنطه قال لوزيره هامان {ابطن ل صطرحا لعلي أبلغ‬
‫السباب} الَية‪ .‬والصرح قصر ف اليمن عال البناء‪ ,‬والمرد البن بناء مكما أملس {من قوارير} أي‬
‫زجاج‪ ,‬وتريد البناء تليسه‪ ,‬ومارد‪ :‬حصن بدومة الندل‪ ,‬والغرض أن سليمان عليه السلم اتذ قصرا‬
‫عظيما منيفا من زجاج لذه اللكة لييها عظمة سلطانه وتكنه‪ ,‬فلما رأت ما آتاه ال وجللة ما هو فيه‬
‫وتب صرت ف أمره انقادت ل مر ال تعال وعر فت أ نه نب كر ي‪ ,‬وملك عظ يم‪ ,‬وأ سلمت ل عز و جل‬
‫وقالت {رب إن ظلمت نفسي} أي با سلف من كفرها وشركها وعبادتا وقومها للشمس من دون‬
‫ال {وأسلمت مع سليمان ل رب العالي} أي متابعة لدين سليمان ف عبادته ل وحده ل شريك له‬
‫ططططططططططططططء فقدره تقديرا‪.‬‬ ‫ططططططططططططططل شيط‬ ‫الذي خلق كط‬

‫ختَ صِمُونَ * قَا َل َيقَوْ مِ لِ َم‬‫** وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَآ إَِلىَ ثَمُودَ أَخَاهُ مْ صَالِحا أَ ِن اعْبُدُواْ اللّ هَ فَإِذَا هُ مْ فَرِيقَا نِ يَ ْ‬
‫سَت ْغفِرُونَ اللّ هَ َلعَّلكُ ْم تُ ْرحَمُو نَ * قَالُواْ ا ّطيّ ْرنَا بِ كَ َوبِمَن ّمعَ كَ قَالَ‬
‫سَنةِ َلوْلَ تَ ْ‬
‫سّيَئةِ َقبْ َل الْحَ َ‬
‫جلُونَ بِال ّ‬
‫ستَعْ ِ‬
‫تَ ْ‬
‫ط بَلْ أَنتُمططططططْ َقوْمططططططٌ تُ ْفَتنُونططططططَ‬ ‫ط عِندَ اللّهططططط ِ‬ ‫طَائِرُكُمططططط ْ‬
‫ي ب تعال عن ثود و ما كان من أمر ها مع نبي ها صال عل يه ال سلم ح ي بع ثه ال إلي هم فدعا هم إل‬
‫عبادة ال وحده ل شريك له {فإذا هم فريقان يتصمون} قال ماهد‪ :‬مؤمن وكافر كقوله تعال‪{ :‬قال‬
‫الل الذ ين ا ستكبوا من قو مه للذ ين ا ستضعفوا ل ن آ من من هم أتعلمون أن صالا مر سل من ر به} ؟‬

‫‪363‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{قالوا إ نا ب ا أر سل به مؤمنون قال الذ ين ا ستكبوا إ نا بالذي آمن تم به كافرون} {قال يا قوم ل‬
‫تسطتعجلون بالسطيئة قبطل السطنة} أي ل تدعون بضور العذاب ول تطلبون مطن ال رحتطه ولذا قال‪:‬‬
‫{لول تستغفرون ال لعلكم ترحون قالوا اطينا بك وبن معك} أي ما رأينا على وجهك ووجوه من‬
‫اتبعك خيا‪ ,‬وذلك أنم لشقائهم كان ل يصيب أحدا منهم سوء إل قال هذا من قبل صال وأصحابه‪.‬‬
‫قال ماهد‪ :‬تشاءموا بم وهذا كما قال ال تعال إخبارا عن قوم فرعون‪{ :‬فإذا جاءتم السنة قالوا لنا‬
‫هذه وإن تصبهم سيئة يطيوا بوسى ومن معه} الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وإن تصبهم حسنة يقولوا‪ :‬هذه من‬
‫عند ال‪ ,‬وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك * قل كل من عند ال} أي بقضائه وقدره‪ ,‬وقال تعال‬
‫م با عن أ هل القر ية إذ جاء ها الر سلون {قالوا إ نا تطي نا ب كم لئن ل تنتهوا لنرجن كم وليم سنكم م نا‬
‫عذاب أليم قالوا طائركم معكم} الَية‪ ,‬وقال هؤلء {اطينا بك وبن معك قال طائركم عند ال} أي‬
‫ال يازيكطم على ذلك {بطل أنتطم قوم تفتنون} قال قتادة‪ :‬تبتلون بالطاعطة والعصطية والظاهطر أن الراد‬
‫بقوله‪{ :‬تفتنون} أي تسططططتدرجون فيمططططا أنتططططم فيططططه مططططن الضلل‪.‬‬

‫ض وَ َل يُ صِْلحُونَ * قَالُوْا َتقَا سَمُواْ بِاللّ هِ َلُنَبيَّتنّ ُه َوَأهْلَ ُه‬‫ط ُيفْسِدُونَ فِي الرْ ِ‬ ‫س َعةُ َرهْ ٍ‬ ‫** وَكَانَ فِي الْمَدِيَن ِة تِ ْ‬
‫شعُرُو نَ *‬ ‫ثُ مّ َلَنقُولَ نّ ِلوَِليّ هِ مَا َشهِ ْدنَا َمهْلِ كَ َأهْلِ ِه َوإِنّا لَ صَادِقُونَ * َو َمكَرُواْ َمكْرا َو َمكَ ْرنَا َمكْرا َوهُ مْ َل يَ ْ‬
‫ك ُبيُوُتهُ مْ خَا ِوَي ًة بِمَا ظَلَ ُم َواْ إِ نّ فِي‬ ‫فَانظُرْ َكيْ فَ كَا نَ عَاقَِب ُة َمكْ ِرهِ مْ َأنّا َدمّ ْرنَاهُ ْم وََق ْو َمهُ مْ َأجْ َمعِيَ * َفتِلْ َ‬
‫طططَ‬ ‫طططَ آ َمنُوْا وَكَانُواْ يَّتقُونط‬ ‫طططَ * َوأَ َنيْنَطططا الّذِينط‬ ‫ط َيعْلَمُونط‬ ‫طط ٍ‬ ‫طططَ َلَيةً ّل َقوْمط‬ ‫ذَلِكط‬
‫يب تعال عن طغاة ثود ورؤوسهم الذين كانوا دعاة قومهم إل الضلل والكفر وتكذيب صال‪ ,‬وآل‬
‫ب م الال إل أن م عقروا النا قة وهوا بق تل صال أيضا‪ ,‬بأن يبيتوه ف أهله ليلً فيقلتوه غيلة‪ ,‬ث يقولوا‬
‫لوليائه من أقربيه‪ :‬إنم ما علموا بشيء من أمره‪ ,‬وإنم لصادقون فيما أخبوهم به من أنم ل يشاهدوا‬
‫ذلك فقال تعال‪{ :‬وكان ف الدينة} أي مدينة ثود {تسعة رهط} أي تسعة نفر {يفسدون ف الرض‬
‫ول ي صلحون} وإن ا غلب هؤلء على أ مر ثود‪ ,‬لن م كانوا كباءهم ورؤ ساءهم‪ .‬قال العو ف عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬هؤلء هم الذ ين عقروا النا قة‪ ,‬أي الذ ين صدر ذلك عن رأي هم ومشورت م قبح هم ال ولعن هم‪,‬‬
‫وقد ف عل ذلك‪ .‬وقال السدي عن أب مالك عن ابن عباس‪ :‬كان أساء هؤلء الت سعة‪ :‬دعمى‪ ,‬ودعيم‪,‬‬
‫وهرما‪ ,‬وهري‪ ,‬وداب‪ ,‬وصواب‪ ,‬ورياب‪ ,‬ومسطع‪ ,‬وقدار بن سالف عاقر الناقة‪ ,‬أي الذي باشر ذلك‬
‫بيده‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فنادوا صططاحبهم فتعاطططى فعقططر} وقال تعال‪{ :‬إذ انبعططث أشقاهططا}‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أنبأنا يي بن ربيعة الصنعان‪ ,‬سعت عطاء ط هو ابن أب رباح ط يقول {وكان ف‬
‫الدي نة ت سعة ر هط يف سدون ف الرض ول ي صلحون} قال‪ :‬كانوا يقرضون الدرا هم‪ ,‬يع ن أن م كانوا‬
‫يأخذون منها وكأنم كانوا يتعاملون با عددا كما كان العرب يتعاملون‪ .‬وقال المام مالك عن يي بن‬
‫سعيد عن سعيد بن السيب أنه قال‪ :‬قطع الذهب والورق من الفساد ف الرض‪ .‬وف الديث الذي رواه‬
‫أبو داود وغيه‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن كسر سكة السلمي الائزة بينهم إل من‬
‫بأس‪ .‬والغرض أن هؤلء الكفرة الفسقة كان من صفاتم الفساد ف الرض‪ ,‬بكل طريق يقدرون عليها‪,‬‬
‫فمنهطططططططا مطططططططا ذكره هؤلء الئمطططططططة وغيططططططط ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالوا تقا سوا بال ل نبيتنه وأهله} أي تالفوا وتابعوا على ق تل نب ال صال عليه السلم‬
‫من لق يه ليلً غيلة‪ ,‬فكاد هم ال وج عل الدائرة علي هم‪ ,‬قال ما هد‪ :‬تقا سوا وتالفوا على هل كه‪ ,‬فلم‬
‫ل فيقتلوه‪ ,‬وذكر لنا أنم‬ ‫يصلوا إليه حت هلكوا وقومهم أجعي‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬تواثقوا على أن يأخذوه لي ً‬
‫بينما هم معانيق إل صال ليفتكوا به إذ بعث ال عليهم صخرة فأهدتم‪ ,‬قال العوف عن ابن عباس‪ :‬هم‬
‫الذين عقروا الناقة‪ ,‬قالوا حي عقروها‪ :‬لنبيت صالا وأهله فنقتلهم ث نقول لولياء صال‪ :‬ما شهدنا من‬
‫هذا شيئا‪ ,‬و ما ل نا به من علم فدمر هم ال أجع ي‪ .‬وقال م مد بن إ سحاق‪ :‬قال هؤلء الت سعة بعد ما‬
‫عقروا النا قة‪ :‬هلم فلنق تل صالا‪ ,‬فإن كان صادقا عجلناه قبل نا‪ ,‬وإن كان كاذبا ك نا قد ألقناه بناق ته‪,‬‬
‫ل ليطبيتوه فط أهله فدمغتهطم اللئكطة بالجارة‪ ,‬فلمطا أبطأوا على أصطحابم أتوا منل صطال‪,‬‬ ‫فأتوه لي ً‬
‫فوجدوهم منشدخي قد رضخوا بالجارة‪ ,‬فقالوا لصال‪ :‬أنت قتلتهم‪ ,‬ث هوا به فقامت عشيته دونه‪,‬‬
‫ولبسوا السلح وقالوا لم‪ :‬وال ل تقتلونه أبدا وقد وعدكم أن العذاب نازل بكم ف ثلث‪ ,‬فإن كان‬
‫صادقا فل تزيدوا ربكم عليكم غضبا‪ ,‬وإن كان كاذبا فأنتم من وراء ما تريدون‪ ,‬فانصرفوا عنهم ليلتهم‬
‫تلك‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن أب حات‪ :‬لا عقروا الناقة قال لم صال {تتعوا ف داركم ثلثة أيام ذلك وعد‬
‫غ ي مكذوب} قالوا‪ :‬ز عم صال أ نه يفرغ منا إل ثل ثة أيام‪ ,‬فن حن نفرغ م نه وأهله قبل ثلث‪ ,‬وكان‬
‫لصال مسجد ف الجر عند شعب هناك يصلي فيه‪ ,‬فخرجوا إل كهف‪ ,‬أي غار هناك ليلً فقالوا‪ :‬إذا‬
‫جاء ي صلي قتلناه ث رجع نا إذا فرغ نا م نه إل أهله ففرغ نا من هم‪ ,‬فب عث ال علي هم صخرة من ال ضب‬
‫حيال م فخشوا أن تشدخ هم فتبادروا‪ ,‬فانطب قت علي هم ال صخرة و هم ف ذلك الغار‪ ,‬فل يدري قوم هم‬
‫أين هم‪ ,‬ول يدرون ما فعل بقومهم‪ ,‬فعذب ال هؤلء ههنا‪ ,‬وهؤلء ههنا‪ ,‬وأنى ال صالا ومن معه ث‬
‫قرأ {ومكروا مكرا ومكرنطا مكرا وهطم ل يشعرون * فانظطر كيطف كان عاقبطة مكرهطم أنطا دمرناهطم‬
‫‪365‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوم هم أجع ي * فتلك بيوت م خاو ية} أي فار غة ل يس في ها أ حد {ب ا ظلموا إن ف ذلك لَ ية لقوم‬
‫ططططططططططططن آمنوا وكانوا يتقون}‪.‬‬ ‫ططططططططططططا الذيط‬ ‫يعلمون * وأنينط‬

‫ش َة َوأَنتُ ْم ُتبْ صِرُونَ * َأِإنّكُ مْ َلتَ ْأتُو نَ ال ّرجَا َل َش ْه َوةً مّن دُو نِ النّ سَآ ِء‬
‫** وَلُوطا ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ َأَتأْتُو َن الْفَاحِ َ‬
‫ط مّن قَ ْرَيِتكُ مْ ِإنّه مْ ُأنَا سٌ‬ ‫جهَلُو نَ * فَمَا كَا نَ َجوَا بَ َق ْومِ هِ إِلّ أَن قَاُل َواْ أَ ْخرِ ُج َواْ آلَ لُو ٍ‬ ‫بَلْ أَنتُ مْ َقوْ ٌم تَ ْ‬
‫َيتَ َطهّرُو نَ * َفأَ َنْينَا ُه َوَأهْلَ هُ إِلّ امْ َرَأتَ هُ قَدّ ْرنَاهَا مِ َن اْلغَابِرِي نَ * َوَأمْطَ ْرنَا عََلْيهِم مّطَرا فَ سَآ َء مَ َط ُر الْمُنذَرِي نَ‬
‫يب تعال عن عبده ورسوله لوط عليه السلم أنه أنذر قومه نقمة ال بم ف فعلهم الفاحشة الت ل‬
‫ي سبقهم إليها أحد من ب ن آدم‪ ,‬وهي إتيان الذكور دون الناث‪ ,‬وذلك فاحشة عظي مة ا ستغن الرجال‬
‫بالرجال‪ ,‬والن ساء بالن ساء فقال‪{ :‬أتأتون الفاحشة وأنتم تب صرون} أي يرى بعضكم بعضا‪ ,‬وتأتون ف‬
‫ناديكم النكر {أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تهلون} أي ل تعرفون شيئا ل‬
‫طبعا ول شرعا كما قال ف الَية الخرى‪{ :‬أتأتون الذكران من العالي وتذرون ما خلق لكم ربكم من‬
‫أزواج كم بل أن تم قوم عادون} {ف ما كان جواب قو مه إل أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريت كم إن م‬
‫أناس يتطهرون} أي يتحرجون من ف عل ما تفعلون‪ ,‬و من إقرار كم على صنيعكم فأخرجو هم من ب ي‬
‫أظهركم فإنم ل يصلحون لجاورتكم ف بلدكم فعزموا على ذلك‪ ,‬فدمر ال عليهم وللكافرين أمثالا‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬فأنيناه وأهله إل امرأته قدرناها من الغابرين} أي من الالكي مع قومها‪ ,‬لنا كانت‬
‫ردءا لم على دينهم وعلى طريقتهم‪ ,‬ف رضاها بأفعالم القبيحة‪ ,‬فكانت تدل قومها على ضيفان لوط‬
‫ليأتوا إليهم‪ ,‬ل أنا كانت تفعل الفواحش تكرمة لنب ال صلى ال عليه وسلم ل كرامة لا‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وأمطرنا عليهم مطرا} أي حجارة من سجيل منضود‪ ,‬مسومة عند ربك وما هي من الظالي ببعيد‬
‫ولذا قال‪{ :‬ف ساء م طر النذر ين} أي الذ ين قامت علي هم ال جة‪ ,‬وو صل إليه النذار فخالفوا الر سول‬
‫وكذبوه وهوا بإخراجططططططططططه مططططططططططن بينهططططططططططم‪.‬‬

‫شرِكُو نَ * َأمّ نْ َخلَ َق ال سّمَاوَاتِ‬ ‫** ُق ِل الْحَمْدُ ِللّ ِه وَ َسلَ ٌم عََل َى عِبَادِ ِه الّذِي َن ا صْ َط َفىَ ءَآللّ هُ َخيْرٌ َأمّا يُ ْ‬
‫ج َرهَا َأإِلَـهٌ‬
‫ج ٍة مّا كَا نَ َلكُ مْ أَن تُنِبتُواْ شَ َ‬
‫ت َبهْ َ‬ ‫وَالرْ ضَ َوأَن َزلَ َلكُ ْم مّ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفأَنَبْتنَا بِ هِ َحدَآئِ قَ ذَا َ‬
‫ط بَ ْل هُمطططططططْ َقوْمطططططططٌ يَعْدِلُونطططططططَ‬ ‫مّعطططططططَ اللّهطططططط ِ‬

‫‪366‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال آمرا ر سوله صلى ال عل يه و سلم أن يقول‪{ :‬ال مد ل} أي على نع مه على عباده من‬
‫النعم الت ل تعد ول تصى وعلى ما اتصف به من الصفات العلى والساء السن‪ ,‬وأن يسلم على عباد‬
‫ال الذين اصطفاهم واختارهم وهم رسله وأنبياؤه الكرام‪ ,‬عليهم من ال أفضل الصلة والسلم‪ ,‬وهكذا‬
‫قال عبد الرحن بن زيد بن أسلم وغيه‪ :‬إن الراد بعباده الذين اصطفى‪ ,‬هم النبياء‪ ,‬قال‪ :‬وهو كقوله‪:‬‬
‫{ سبحان ر بك رب العزة ع ما يصفون وسلم على الرسلي وال مد ل رب العالي}‪ .‬وقال الثوري‬
‫وال سدي‪ :‬هم أ صحاب م مد صلى ال عل يه و سلم ور ضي عن هم أجع ي‪ ,‬وروي نوه عن ا بن عباس‬
‫أيضا‪ ,‬ول منافاة فإنم إذا كانوا من عباد ال الذين اصطفى فالنبياء بطريق الول والحرى‪ .‬والقصد أن‬
‫ال تعال أمر رسوله ومن اتبعه بعد ذكره لم ما فعل بأوليائه من النجاة والنصر والتأييد وما أحل بأعدائه‬
‫مطن الزي والنكال والقهطر‪ ,‬أن يمدوه على جيطع أفعاله‪ ,‬وأن يسطلموا على عباده الصططفي الخيار‪.‬‬
‫وقد قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا ممد بن عمارة بن صبيح‪ ,‬حدثنا طلق بن غنام‪ ,‬حدثنا الكم بن ظهي‬
‫عن السدي عن أب مالك‪ ,‬عن ابن عباس {وسلم على عباده الذين اصطفى} قال‪ :‬هم أصحاب ممد‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم اصططفاهم ال لنطبيه رضطي ال عنهطم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬آل خيط أم مطا يشركون}‬
‫اسطتفهام إنكار على الشركيط فط عبادتمط مطع ال آلةط آخرى‪ .‬ثط شرع تعال يطبي أنطه النفرد باللق‬
‫والرزق والتدب ي دون غيه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أمّن خلق ال سموات} أي خلق تلك ال سموات ف ارتفاع ها‬
‫وصطفائها‪ .‬ومطا جعطل فيهطا مطن الكواكطب النية والنجوم الزاهرة والفلك الدائرة‪ .‬وخلق الرض فط‬
‫ا ستفالا وكثافت ها و ما ج عل في ها من البال والطواد وال سهول والوعار‪ ,‬والفيا ف والقفار‪ ,‬والزروع‬
‫طط ذلك‪.‬‬ ‫ططناف والشكال واللوان وغيط‬ ‫والشجار‪ ,‬والثمار والبحار‪ ,‬واليوان على اختلف الصط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأنزل لكطم مطن السطماء ماء} أي جعله رزقا للعباد {فأنبتنطا بطه حدائق} أي بسطاتي‬
‫{ذات بجة} أي منظر حسن وشكل بي {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها} أي ل تكونوا تقدرون على‬
‫إنبات أشجارها‪ .‬وإنا يقدر على ذلك الالق الرازق الستقل بذلك التفرد به دون ما سواه من الصنام‬
‫والنداد ك ما يعترف به هؤلء الشركون ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى {ولئن سألتهم من خلق هم‬
‫ليقولن ال} {ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الرض من بعد موتا ليقولن ال} أي هم‬
‫معترفون بأنه الفاعل لميع ذلك وحده ل شريك له ث هم يعبدون معه غيه ما يعترفون أنه ل يلق ول‬
‫يرزق‪ ,‬وإن ا ي ستحق أن يفرد بالعبادة‪ ,‬من هو التفرد باللق والرزق ولذا قال تعال‪{ :‬أإله مع ال ؟}‬
‫أي أإله مطع ال يعبطد‪ ,‬وقطد تطبي لكطم ولكطل ذي لب ماط يعترفون بطه أيضا أنطه الالق الرازق‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و من الف سرين من يقول مع ن قوله‪{ :‬أإله مع ال} ف عل هذا و هو ير جع إل مع ن الول لن تقد ير‬
‫الواب أن م يقولون ل يس ث أ حد ف عل هذا م عه بل هو التفرد به فيقال فك يف تعبدون م عه غيه و هو‬
‫الستقل التفرد باللق والرزق والتدبي ؟ كما قال تعال‪{ :‬أفمن يلق كمن ل يلق} الَية‪ .‬وقوله تعال‬
‫ههنا‪{ :‬أمن خلق السموات والرض} {أمن} ف هذه الَيات كلها تقديره أمن يفعل هذه الشياء كمن‬
‫ل يقدر على شيء منها ؟ هذا معن السياق وإن ل يذكر الَخر لن ف قوة الكلم ما يرشد إل ذلك‪.‬‬
‫وقططططططططد قال ال تعال‪{ :‬آل خيطططططططط أم مططططططططا يشركون}‪.‬‬
‫ث قال ف الَية الخرى‪{ :‬بل هم قوم يعدلون} أي يعلون ل عدلً ونظيا‪ .‬وهكذا قال تعال‪{ :‬أمن‬
‫هو قا نت آناء الل يل ساجدا وقائما يذر الَخرة وير جو رح ة ر به} أي أ من هو هكذا ك من ل يس‬
‫كذلك ؟ ولذا قال تعال‪ { :‬قل هل ي ستوي الذي يعلمون والذ ين ل يعلمون إن ا يتذ كر أولو اللباب}‬
‫{أفمن شرح ال صدره للسلم فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبم من ذكر ال أولئك ف ضلل‬
‫مبي} وقال تعال‪{ :‬أ من هو قائم على كل ن فس ب ا ك سبت} أي أ من هو شه يد على أفعال اللق‬
‫حركاتم وسكناتم يعلم الغيب جليله وحقيه كمن هو ل يعلم ول يسمع ول يبصر من هذه الصنام‬
‫التط عبدوهطا مطن دون ال ؟ ولذا قال {وجعلوا ل شركاء قطل سطوهم} وهكذا هذه الَيات الكريةط‬
‫كلهطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططا‪.‬‬

‫** َأمّن َجعَلَ الرْ ضَ َقرَارا َو َجعَلَ ِخلََلهَآ َأْنهَارا وَ َجعَلَ َلهَا َروَا سِ َي وَ َجعَ َل َبيْ َن اْلبَحْ َريْ نِ حَاجِزا َأإِلَـهٌ‬
‫مّعططططططططَ الِطططططططط بَلْ أَ ْكثَ ُرهُمططططططططْ َل َيعْلَمُونططططططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أ من ج عل الرض قرارا} أي قارة ساكنة ثاب تة ل ت يد ول تتحرك بأهل ها ول تر جف‬
‫بم فإنا لو كانت كذلك لا طاب عليها العيش والياة بل جعلها من فضله ورحته مهادا بساطا ثابتة ل‬
‫تتزلزل ول تتحرك كما قال تعال ف الَية الَخرى {وال الذي جعل لكم الرض قرارا والسماء بناء}‬
‫{وجعل خللا أنارا} أي جعل فيها النار العذبة الطيبة شقها ف خللا وصرفها فيها ما بي أنار‬
‫كبار وصغار وبي ذلك‪ ,‬وسيها شرقا وغربا وجنوبا وشالً بسب مصال عباده ف أقاليمهم وأقطارهم‬
‫حث ذرأهم ف أرجاء الرض وسي لم أرزاقهم بسب ما يتاجون إليه {وجعل لا رواسي} أي جبالً‬
‫شام ة تر سي الرض وتثبت ها لئل ت يد ب م {وج عل ب ي البحر ين حاجزا} أي ج عل ب ي الياه العذ بة‬
‫والالة حاجزا‪ ,‬أي مانعا ينعها من الختلط لئل يفسد هذا بذا‪ ,‬وهذا بذا فإن الكمة اللية تقتضي‬

‫‪368‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بقضاء كل منهما على صفته القصودة منه‪ ,‬فإن البحر اللو هو هذه النار السارحة الارية بي الناس‪,‬‬
‫والق صود من ها أن تكون عذ بة زللً ي سقى اليوان والنبات والثمار من ها‪ .‬والبحار الال ة هي الحي طة‬
‫بالرجاء والقطار من كل جانب‪ ,‬والقصود منها أن يكون ماؤها ملحا أجاجا لئل يفسد الواء بريها‬
‫كمطا قال تعال‪{ :‬وهطو الذي مرج البحريطن هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعطل بينهمطا برزخا‬
‫وحجرا مجورا} ولذا قال تعال‪{ :‬أإله مع ال ؟} أي فعل هذا‪ ,‬أو يعبد على القول الول والَخر ؟‪.‬‬
‫وكلهاططط متلزم صطططحيح {بطططل أكثرهطططم ل يعلمون} أي فططط عبادتمططط غيه‪.‬‬

‫جعَُلكُ مْ حَُلفَآءَ الرْ ضِ َأإِلَ ـهٌ مّ عَ اللّ هِ قَلِيلً مّا‬


‫ف ال سّوَ َء َويَ ْ‬
‫ب الْ ُمضْطَرّ إِذَا َدعَا هُ َوَيكْشِ ُ‬
‫** أَمّن يُجِي ُ‬
‫تَذَكّرُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫ين به تعال أ نه هو الد عو ع ند الشدائد‪ ,‬الر جو ع ند النوازل‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإذا م سكم ال ضر ف‬
‫البحر ضل من تدعون إل إياه} وقال تعال‪{ :‬ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون} وهكذا قال ههنا {أمن‬
‫ي يب الض طر إذا دعاه} أي من هو الذي ل يل جأ الض طر إل إل يه‪ ,‬والذي ل يك شف ضر الضرور ين‬
‫سواه‪ .‬قال المام أحد‪ :‬أنبأنا عفان‪ :‬أنبأنا وهيب‪ ,‬أنبأنا خالد الذاء عن أب تيمة الجيمي‪ ,‬عن رجل‬
‫من بلهجيم قال‪ :‬قلت يا رسول ال إلم تدعو ؟ قال‪« :‬أدعو إل ال وحده الذي إن مسك ضر فدعوته‬
‫ك شف ع نك‪ ,‬والذي إن أضللت بأرض ق فر فدعو ته رد عل يك‪ ,‬والذي إن أ صابتك سنة فدعو ته أن بت‬
‫لك» قال‪ :‬قلت أوصن‪ ,‬قال‪« :‬ل تسب أحدا ول تزهدن ف العروف‪ ,‬ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط‬
‫إل يه وج هك‪ ,‬ولو أن تفرغ من دلوك ف إناء ال ستقي‪ ,‬واتزر إل ن صف ال ساق فإن أب يت فإل الك عبي‪,‬‬
‫ططط الخيلة»‪.‬‬ ‫طططن الخيلة وإن ال ل يبط‬ ‫طططبال الزار مط‬ ‫طططبال الزار فإن إسط‬ ‫وإياك وإسط‬
‫وقد رواه المام أحد من وجه آخر‪ ,‬فذكر اسم الصحاب فقال‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‪,‬‬
‫حدثنا يونس هو ابن عبيد‪ ,‬حدثنا عبيدة الجيمي‪ ,‬عن أب تيمة الجيمي عن جابر بن سليم الجيمي‬
‫قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو متب بشملة‪ ,‬وقد وقع هدبا على قدميه فقلت‪ :‬أيكم‬
‫ممد رسول ال ؟ فأومأ بيده إل نفسه‪ ,‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أنا من أهل البادية وفّ جفاؤهم فأوصن‪,‬‬
‫قال‪« :‬ل تقرن من العروف شيئا‪ ,‬ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط‪ ,‬ولو أن تفرغ من دلوك ف إناء‬
‫الستقي‪ ,‬وإن امرؤ شتمك با يعلم فيك‪ ,‬فل تشتمه با تعلم فيه فإنه يكون لك أجره وعليه وزره‪ ,‬وإياك‬

‫‪369‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وإسبال الزار‪ ,‬فإن إسبال الزار من الخيلة‪ ,‬وإن ال ل يب الخيلة‪ ,‬ول تسب أحدا» قال‪ :‬فما سببت‬
‫بعده أحدا ول شاة ول بعيا‪ .‬وقد روى أبو داود والنسائي لذا الديث طرقا وعندها طرف صال منه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن هاشم‪ ,‬حدثنا عبدة بن نوح عن عمر بن الجاج‪ ,‬عن‬
‫عبيد ال بن أب صال قال‪ :‬دخل علي طاوس يعودن فقلت له‪ :‬ادع ال ل يا أبا عبد الرحن‪ ,‬فقال‪ :‬ادع‬
‫لنف سك فإ نه ي يب الض طر إذا دعاه‪ ,‬وقال و هب بن من به‪ :‬قرأت ف الكتاب الول أن ال تعال يقول‪:‬‬
‫بعزت إنه من اعتصم ب فإن كادته السموات بن فيهن‪ ,‬والرضون بن فيهن‪ ,‬فإن أجعل له من بي ذلك‬
‫مرجا ومن ل يعتصم ب فإن أخسف به من تت قدميه الرض فأجعله ف الواء فأكله إل نفسه‪ ,‬وذكر‬
‫الافظ ابن عساكر ف ترجة رجل حكى عنه أبو بكر ممد بن داود الدينوري العروف بالدقي الصوف‬
‫قال هذا الر جل‪ :‬ك نت أكاري على ب غل ل من دم شق إل بلد الزبدا ن فر كب م عي ذات مرة ر جل‬
‫فمررنا على بعض الطريق على طريق غي مسلوكة فقال ل‪ :‬خذ ف هذه فإنا أقرب‪ ,‬فقلت‪ :‬ل خبة ل‬
‫فيهطا‪ ,‬فقال‪ :‬بطل هطي أقرب‪ ,‬فسطلكناها فانتهينطا إل مكان وعطر وواد عميطق وفيطه قتلى كثية فقال ل‪:‬‬
‫أمسك رأس البغل حت أنزل‪ ,‬فنل وتشمر وجع عليه ثيابه وسل سكينا معه وقصدن‪ ,‬ففررت من بي‬
‫يديه وتبعن‪ ,‬فناشدته ال وقلت‪ :‬خذ البغل با عليه‪ ,‬فقال هو ل‪ :‬وإنا أريد قتلك‪ ,‬فخوفته ال والعقوبة‬
‫فلم يق بل‪ ,‬فا ستسلمت ب ي يد يه وقلت‪ :‬إن رأ يت أن تترك ن ح ت أ صلي ركعت ي فقال‪ :‬ع جل‪ ,‬فقمت‬
‫أ صلي فأر تج علي القرآن فلم يضر ن م نه حرف وا حد‪ ,‬فبق يت واقفا متحيا و هو يقول‪ :‬ه يه افرغ‪,‬‬
‫فأجرى ال على ل سان قوله تعال‪{ :‬أ من ي يب الض طر إذا دعاه ويك شف ال سوء} فإذا أ نا بفارس قد‬
‫أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى با الرجل فما أخطأت فؤاده فخر صريعا‪ ,‬فتعلقت بالفارسوقلت‪:‬‬
‫بال من أ نت ؟ فقال‪ :‬أ نا ر سول الذي ي يب الض طر إذا دعاه ويك شف ال سوء‪ .‬قال‪ :‬فأخذت الب غل‬
‫طططططططططططالا‪.‬‬ ‫طططططططططططت سط‬ ‫طططططططططططل ورجعط‬ ‫والمط‬
‫وذكر ف ترجة فاطمة بنت السن أم أحد العجيلة قالت‪ :‬هزم الكفار يوما السلمي ف غزوة فوقف‬
‫جواد جيد بصاحبه وكان من ذوي اليسار ومن الصلحاء‪ ,‬فقال للجواد‪ :‬ما لك ؟ ويلك إنا كنت أعدك‬
‫لثل هذا اليوم‪ ,‬فقال له الواد‪ :‬وما ل ل أقصر وأنت تكل العلوفة إل السواس فيلظلمونن ول يطعمونن‬
‫إل القليل ؟ فقال‪ :‬لك علي عهد ال أن ل أعلفك بعد هذا اليوم إل ف حجري‪ ,‬فجرى الواد عند ذلك‬
‫ونى صاحبه وكان ل يعلفه بعد ذلك إل ف حجره‪ ,‬واشتهر أمره بي الناس وجعلوا يقصدونه ليسمعوا‬
‫م نه ذلك وبلغ ملك الروم أمره‪ ,‬فقال‪ :‬ما تضام بلدة يكون هذا الر جل في ها‪ ,‬واحتال ليح صله ف بلده‬
‫فبعث إليه رجلً من الرتدين عنده‪ ,‬فلما انتهى إليه أظهر له أنه قد حسنت نيته ف السلم وقومه حت‬
‫‪370‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ا ستوثق‪ ,‬ث خر جا يوما يشيان على ج نب ال ساحل‪ ,‬و قد وا عد شخ صا آ خر من ج هة ملك الروم‬
‫ليتسطاعدا على أسطره‪ ,‬فلمطا اكتنفاه ليأخذاه رفطع طرفطه إل السطماء وقال‪ :‬اللهطم إنطه إناط خدعنطبطك‬
‫فاكفنيهمططا باطط شئت‪ .‬قال‪ :‬فخرج سططبعان فأخذاهاطط ورجططع الرجططل سططالا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويعلكطم خلفاء الرض} أي يلف قرنا لقرن قبلهطم وخلفا لسطلف كمطا قال تعال‪:‬‬
‫{إن ي شأ يذهب كم وي ستخلف من بعد كم ما يشاء ك ما أنشأ كم من ذر ية قوم آخر ين} وقال تعال‪:‬‬
‫{وهو الذي جعلكم خلئف الرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات} وقال تعال‪{ :‬وإذ قال ربك‬
‫للملئ كة إ ن جا عل ف الرض خلي فة} أي قوما يلف بعض هم بعضا ك ما قدم نا تقريره‪ ,‬وهكذا هذه‬
‫ل بعد جيل‪ ,‬وقوما بعد قوم‪ ,‬ولو شاء لوجدهم‬ ‫الَية {ويعلكم خلفاء الرض} أي أمة بعد أمة‪ ,‬وجي ً‬
‫كلهم ف وقت واحد‪ ,‬ول يعل بعضهم من ذرية بعض‪ ,‬بل لو شاء للقهم كلهم أجعي كما خلق آدم‬
‫من تراب‪ ,‬ولو شاء أن يعلهم بعضهم من ذرية بعض‪ ,‬ولكن ل ييت أحدا حت تكون وفاة الميع ف‬
‫وقت واحد‪ ,‬فكانت تضيق عليهم الرض‪ ,‬وتضيق عليهم معايشهم وأكسابم‪ ,‬ويتضرر بعضهم ببعض‪,‬‬
‫ولكن اقتضت حكمته وقدرته أن يلقهم من نفس واحدة‪ ,‬ث يكثرهم غاية الكثرة‪ ,‬ويذرأهم ف الرض‪,‬‬
‫ويعلهطم قرونا بعطد قرون‪ ,‬وأما بعطد أمطم‪ ,‬حتط ينقضطي الجطل وتفرغ البيطة‪ ,‬كمطا قدر ذلك تبارك‬
‫وتعال‪ ,‬وكما أحصاهم وعدهم عدا‪ ,‬ث يقيم القيامة ويوف كل عامل عمله إذا بلغ الكتاب أجله‪ ,‬ولذا‬
‫قال تعال‪{ :‬أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويعلكم خلفاء الرض أإله مع ال} أي يقدر‬
‫على ذلك أو أإله مع ال يع بد ؟ و قد علم أن ال هو التفرد بف عل ذلك وحده ل شر يك له ؟ {قليلً ما‬
‫تذكرون} أي مطا أقطل تذكرهطم فيمطا يرشدهطم إل القط ويهديهطم إل الصطراط السطتقيم‪.‬‬

‫ت الْبَ ّر وَاْلبَحْرِ َومَن يُرْسِلُ ال ّريَا حَ بُشْرًى َبيْ َن يَدَيْ رَ ْح َمتِهِ َأإِلَـ ٌه مّعَ اللّ ِه َتعَالَى‬
‫** َأمّن َيهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَا ِ‬
‫ط عَمّططططططططططططا يُشْرِكُونططططططططططططَ‬ ‫اللّهططططططططططط ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬أمن يهديكم ف ظلمات الب والبحر} أي با خلق من الدلئل السماوية والرضية كما‬
‫قال تعال‪{ :‬وعلمات وبالنجم هم يهتدون} وقال تعال‪{ :‬وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا با ف‬
‫ظلمات الب والبحر} الَية {ومن يرسل الرياح بشرا بي يدي رحته} أي بي يدي السحاب الذي فيه‬
‫مططر يغيطث ال بطه عباده الجدبيط الزليط القنطيط {أإله مطع ال ؟ تعال ال عمطا يشركون}‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خلْ َق ثُ ّم يُعيدُهُ َومَن يَرْزُُقكُم مّ َن السّمَآ ِء والرْضِ َأإِلَـ ٌه مّعَ اللّهِ قُ ْل هَاتُواْ بُ ْرهَاَنكُمْ إِن كُنتُمْ‬
‫** َأمّن يَبْ َدُأ الْ َ‬
‫صططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَادِِقيَ‬
‫أي هو الذي بقدر ته و سلطانه يبدأ اللق ث يعيده ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى‪{ :‬إن ب طش ر بك‬
‫لشديد * إنه هو يبدىء ويعيد} وقال تعال‪{ :‬وهو الذي يبدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه} {ومن‬
‫يرزقكم من السماء والرض} أي با ينل من مطر السماء وينبت من بركات الرض كما قال تعال‪:‬‬
‫{والسماء ذات الرجع * والرض ذات الصدع} وقال تعال‪{ :‬يعلم ما يلج ف الرض وما يرج منها‬
‫وما ينل من السماء وما يعرج فيها} فهو تبارك وتعال ينل من السماء ماء مباركا فيسلكه ينابيع ف‬
‫الرض‪ ,‬ثط يرج بطه منهطا أنواع الزروع والثمار والزاهيط وغيط ذلك مطن ألوان شتط {كلوا وارعوا‬
‫أنعامكطم إن فط ذلك لَيات لول النهطى} ولذا قال تعال‪{ :‬أإله مطع ال} أي فعطل هذا وعلى القول‬
‫الَخر بعد هذا {قل هاتوا برهانكم} على صحة ما تدعونه من عبادة آلة أخرى {إن كنتم صادقي} ف‬
‫ذلك و قد علم أ نه ل ح جة ل م ول برهان ك ما قال تعال‪{ :‬و من يدع مع ال إلا آ خر ل برهان له به‬
‫فإناططططط حسطططططابه عنطططططد ربطططططه إنطططططه ل يفلح الكافرون}‪.‬‬

‫شعُرُو نَ َأيّانَ ُيْبعَثُو نَ * بَلِ ادّارَكَ عِ ْل ُمهُ ْم‬


‫** قُل ّل َيعْلَ ُم مَن فِي ال سّمَاواتِ والرْضِ اْل َغيْبَ إِلّ اللّهُ َومَا يَ ْ‬
‫ط ّمنْهَطططا بَ ْل هُطططم ّمنْهَطططا عَمُونطططَ‬ ‫فِطططي الَ ِخ َرةِ بَ ْل هُمطططْ فِطططي شَكطط ّ‬
‫يقول تعال آمرا ر سوله صلى ال عل يه و سلم أن يقول معلما لم يع اللق أ نه ل يعلم أ حد من أ هل‬
‫ال سموات والرض الغ يب إل ال‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إل ال} ا ستثناء منق طع أي ل يعلم أ حد ذلك إل ال‬
‫عز وجل فإنه النفرد بذلك وحده ل شريك له كما قال تعال‪{ :‬وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو}‬
‫الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬إن ال عنده علم ال ساعة وينل الغ يث} إل آ خر ال سورة‪ ,‬والَيات ف هذا كثية‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما يشعرون أيان يبعثون} أي وما يشعر اللئق الساكنون ف السموات والرض بوقت‬
‫ال ساعة ك ما قال تعال‪{ :‬ثقلت ف ال سموات والرض ل تأتي كم إل بغ تة} أي ث قل علم ها على أ هل‬
‫السطططططططططططططططططططططططططططططططططططموات والرض‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن العد‪ ,‬حدثنا أبو جعفر الرازي عن داود بن أب هند عن‬
‫الشعب عن مسروق عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬قالت‪ :‬من زعم أنه يعلم ط يعن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ط ما يكون ف غد فقد أعظم على ال الفرية لن ال تعال يقول‪{ :‬قل ل يعلم من ف السموات‬

‫‪372‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والرض الغيطب إل ال} وقال قتادة‪ :‬إناط جعطل ال هذه النجوم لثلث خصطال‪ :‬جعلهطا زينطة للسطماء‬
‫وجعل ها يهتدى ب ا وجعل ها رجوما للشياط ي‪ ,‬ف من تعا طى في ها غ ي ذلك ف قد قال برأ يه وأخ طأ ح ظه‬
‫وأضاع ن صيبه‪ ,‬وتكلف ما ل علم له به‪ .‬وإن أنا سا جهلة بأ مر ال قد أحدثوا من هذه النجوم كها نة‪,‬‬
‫مطن أعرس بنجطم كذا وكذا كان كذا وكذا‪ ,‬ومطن سطافر بنجطم كذا وكذا كان كذا وكذا‪ ,‬ومطن ولد‬
‫بن جم كذا وكذا كان كذا وكذا‪ ,‬ولعمري ما من ن م إل يولد به الح ر وال سود والق صي والطو يل‬
‫والسن والدميم‪ ,‬وما علم هذا النجم وهذه الدابة وهذا الطي بشيء من الغيب‪ ,‬وقضى ال تعال أنه ل‬
‫يعلم من ف السموات والرض الغيب إل ال وما يشعرون أيان يبعثون‪ .‬رواه ابن أب حات بروفه وهو‬
‫كلم جليطططططططططططل متيططططططططططط صطططططططططططحيح‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬بل ادّارك علمهم ف الَخرة بل هم ف شك منها} أي انتهى علمهم وعجز عن معرفة وقتها‪,‬‬
‫وقرأ آخرون { بل أدرك علم هم} أي ت ساوى علم هم ف ذلك ك ما ف ال صحيح ل سلم أن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال لبيل وقد سأله عن وقت الساعة‪« :‬ما السؤول عنها بأعلم من السائل» أي‬
‫ت ساوى ف الع جز عن درك ذلك علم ال سؤول وال سائل‪ ,‬قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس { بل‬
‫ادّارك علم هم ف الَخرة} أي غاب‪ ,‬وقال قتادة { بل ادّارك علم هم ف الَخرة} يع ن بهل هم برب م‪,‬‬
‫يقول ل ينفذ لم علم ف الَخرة‪ ,‬هذا قول‪ ,‬وقال ابن جريج عن عطاء الراسان‪ ,‬عن ابن عباس {بل‬
‫ادّارك علم هم ف الَخرة} ح ي ل ين فع العلم‪ ,‬و به قال عطاء الرا سان وال سدي أن علم هم إن ا يدرك‬
‫ويكمل يوم القيامة حيث ل ينفعهم ذلك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أسع بم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالون‬
‫اليوم ف ضلل مبي} وقال سفيان عن عمرو بن عبيد عن السن‪ ,‬أنه كان يقرأ { بل أدرك علمهم}‬
‫قال‪ :‬اضمحطططططل علمهطططططم فططططط الدنيطططططا حيططططط عاينوا الَخرة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬بل هم ف شك منها} عائد على النس‪ ,‬والراد الكافرون‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وعرضوا‬
‫على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة‪ ,‬بل زعمتم أن لن نعل لكم موعدا} أي الكافرون‬
‫من كم‪ .‬وهكذا قال هه نا‪ { :‬بل هم ف شك من ها} أي شاكون ف وجود ها ووقوع ها { بل هم من ها‬
‫ططط‪.‬‬ ‫طططا وشأناط‬ ‫ططط أمرهط‬ ‫طططبي فط‬ ‫طططل كط‬ ‫طططة وجهط‬ ‫ططط عمايط‬ ‫عمون} أي فط‬

‫‪373‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وَقَالَ الّذِينَ َكفَ ُر َواْ َأإِذَا ُكنّا تُرَابا وَآبَآؤُنَآ َأإِنّا لَ ُمخْ َرجُونَ * َلقَ ْد ُوعِ ْدنَا هَـذَا نَحْ ُن وَآبَآ ُؤنَا مِن َقبْلُ إِنْ‬
‫ج ِرمِيَ * وَلَ َتحْزَ نْ‬ ‫هَ ـذَآ إِلّ أَ سَاطِيُ الوّلِيَ * قُلْ سِيُواْ فِي الرْ ضِ فَاْن ُظرُواْ َكيْ فَ كَا نَ عَاِقَب ُة الْمُ ْ‬
‫ططططا يَ ْمكُرُونطططططَ‬ ‫ط مِمّط‬ ‫ضيْقطططط ٍ‬ ‫ططططي َ‬ ‫ططططن فِط‬ ‫ط وَلَ تَكُط‬ ‫عََلْيهِمطططط ْ‬
‫يقول تعال مبا عن منكري البعث من الشركي أنم استبعدوا إعادة الجساد بعد صيورتا عظما‬
‫ورفاتا وترابا‪ ,‬ث قال‪{ :‬لقد وعدنا هذا نن وآباؤنا من قبل} أي ما زلنا نسمع بذا نن وآباؤنا ول‬
‫نرى له حقيقة ول قوعا‪ ,‬وقولم {إن هذا إل أساطي الولي} يعنون ما هذا الوعد بإعادة البدان {إل‬
‫أساطي الول ي} أي أخذه قوم ع من قبل هم من كتب يتلقاه بعض عن بعض وليس له حقيقة‪ ,‬قال ال‬
‫تعال ميبا لم عما ظنوه من الكفر وعدم العاد‪{ :‬قل} يا ممد لؤلء {سيوا ف الرض فانظروا كيف‬
‫كان عاقبة الجرمي} أي الكذبي بالرسل وبا جاءوهم به من أمر العاد وغيه كيف حلت بم نقمة ال‬
‫وعذا به ونكاله ون ى ال من بين هم ر سله الكرام و من اتبع هم من الؤمن ي‪ ,‬فدل ذلك على صدق ما‬
‫جاءت به الرسل وصحته‪ ,‬ث قال تعال مسليا لنبيه صلى ال عليه وسلم {ول تزن عليهم} أي الكذبي‬
‫با جئت به ول تأسف عليهم وتذهب نفسك عليهم حسرات {ول تكن ف ضيق ما يكرون} أي ف‬
‫كيدك‪ ,‬ورد مطا جئت بطه فإن ال مؤيدك وناصطرك ومظهطر دينطك على مطن خالفطه وعانده فط الشارق‬
‫والغارب‪.‬‬

‫ض الّذِي‬ ‫** َوَيقُولُو َن َمتَ َى هَ ـذَا الْ َوعْدُ إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * ُق ْل عَ سَىَ أَن َيكُو نَ َردِ فَ لَكُم َبعْ ُ‬
‫شكُرُو نَ * َوإِنّ َربّكَ َليَعَْل ُم مَا تُكِ نّ‬
‫س وَلَـكِنّ أَ ْكثَ َرهُ مْ َل يَ ْ‬
‫سَتعْجِلُونَ * َوإِ نّ َربّ كَ لَذُو َفضْ ٍل عَلَى النّا ِ‬
‫تَ ْ‬
‫ط ّمبِيٍط‬ ‫ط إِلّ فِطي ِكتَاب ٍ‬ ‫طمَآ ِء وَالرْض ِ‬ ‫ط غَآِئبَةٍ فِطي الس ّ‬ ‫ط * وَمَطا مِن ْ‬ ‫طدُو ُرهُ ْم وَمَطا ُيعِْلنُون َ‬
‫صُ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي ف سؤالم عن يوم القيامة واستبعادهم وقوع ذلك {ويقولون مت هذا‬
‫الوعد إن كنتم صادقي ؟} قال ال تعال ميبا لم‪{ :‬قل} يا ممد {عسى أن يكون ردف لكم بعض‬
‫الذي تستعجلون} قال ابن عباس‪ :‬أن يكون قرب أو أن يقرب لكم بعض الذي تستعجلون‪ ,‬وهكذا قال‬
‫ماهد والضحاك وعطاء الراسان وقتادة والسدي‪ ,‬وهذا هو الراد بقوله تعال‪{ :‬ويقولون مت هو ؟ قل‬
‫عسى أن يكون قريبا} وقال تعال‪{ :‬ويستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لحيطة بالكافرين} وإنا دخلت‬
‫اللم ف قوله‪{ :‬ردف لكم} لنه ضمن معن عجل لكم‪ ,‬كما قال ماهد ف رواية عنه {عسى أن يكون‬
‫ردف لكطططططططططططم} عجطططططططططططل لكطططططططططططم‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال ال تعال‪{ :‬وإن ربك لذو فضل على الناس} أي ف إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لنفسهم‬
‫وهم مع ذلك ل يشكرونه على ذلك إل القليل منهم {وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون}‬
‫أي يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر‪{ ,‬سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} {يعلم السر‬
‫وأخفطى} {أل حيط يسطتغشون ثيابمط يعلم مطا يسطرون ومطا يعلنون} ثط أخطب تعال بأنطه عال غيطب‬
‫السموات والرض وأنه عال الغيب والشهادة‪ ,‬وهو ما غاب عن العباد وما شاهدوه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وما‬
‫من غائبة} قال ابن عباس‪ :‬يعن وما من شيء {ف السماء والرض إل ف كتاب مبي} وهذه كقوله‪:‬‬
‫{أل تعلم أن ال يعلم مطا فط السطماء والرض إن ذلك فط كتاب إن ذلك على ال يسطي}‪.‬‬

‫خَتِلفُونَ * َوِإنّهُ َل ُهدًى وَرَحْ َمةٌ ّللْمُؤ ِمنِ َ‬


‫ي‬ ‫ص عََلىَ َبِنيَ ِإسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الّذِي هُمْ فِيهِ يَ ْ‬‫** ِإ ّن هَـذَا اْلقُرْآ َن َيقُ ّ‬
‫ك عَلَى الْحَ ّق الْ ُمبِيِ * ِإنّكَ لَ‬ ‫حكْمِ ِه َوهُ َو اْلعَزِي ُز اْلعَلِيمُ * َفَتوَكّ ْل عَلَى اللّهِ ِإنّ َ‬
‫* إِن َربّكَ َي ْقضِي َبْيَنهُم ِب ُ‬
‫ت ِبهَادِي اْلعُمْيِ عَن ضَلَلِتهِمْ إِن تُسْ ِمعُ‬ ‫تُسْمِ ُع الْ َم ْوَتىَ وَ َل تُسْمِ ُع الصّمّ ال ّدعَآءَ ِإذَا وَّل ْواْ مُ ْدبِرِينَ * َومَآ أَن َ‬
‫ط بِآيَاتِنَططططططا فَهُططططططم مّسططططططِْلمُونَ‬ ‫إِلّ مَططططططن ُي ْؤمِنططططط ُ‬
‫يقول تعال م با عن كتا به العز يز و ما اشت مل عل يه من الدى والبيان والفرقان أ نه ي قص على ب ن‬
‫إ سرائيل و هم حلة التوراة والن يل {أك ثر الذي هم ف يه يتلفون} كاختلف هم ف عي سى وتباين هم ف يه‬
‫فاليهود افتروا والنصطارى غلوا فجاء القرآن بالقول الوسطط القط العدل أنطه عبطد مطن عباد ال وأنطبيائه‬
‫ورسله الكرام‪ ,‬عليه أفضل الصلة والسلم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ذلك عيسى ابن مري قول الق الذي فيه‬
‫يترون}‪ ,‬وقوله {وإ نه لدى ورح ة للمؤمن ي} أي هدى لقلوب الؤمن ي به ورح ة ل م ف العمليات‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬إن ربك يقضي بينهم} أي يوم القيامة {بكمه وهو العزيز} أي ف انتقامه {العليم}‬
‫بأفعال عباده وأقوالم {فتوكل على ال} أي ف جيع أمورك وبلغ رسالة ربك {إنك على الق البي}‬
‫أي أنت على الق البي وإن خالفك من خالفك من كتبت عليه الشقاوة وحقت عليهم كلمة ربك‬
‫أن م ل يؤمنون ولو جاءت م كل آ ية‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إ نك ل ت سمع الو تى} أي ل ت سمعهم شيئا‬
‫ينفع هم‪ ,‬فكذلك هؤلء على قلوب م غشاوة و ف آذان م و قر الك فر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ول ت سمع ال صم‬
‫الدعاء إذا ولوا مدبر ين * و ما أ نت بادي الع مي عن ضللت هم * إن ت سمع إل من يؤ من بآيات نا ف هم‬
‫مسلمون} أي إنا يستجيب لك من هو سيع بصي‪ ,‬السمع والبصر النافع ف القلب والبصية‪ ,‬الاض عُ‬
‫ل ولاطططط جاء عنططططه على ألسططططنة الرسططططل عليهططططم السططططلم‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َوإِذَا وَقَ َع اْلقَوْ ُل عََليْهِم أَخْ َرجْنَا َلهُ مْ دَآّب ًة مّ نَ الرْ ضِ ُتكَلّ ُمهُ مْ أَ ّن النّا سَ كَانُوا بِآيَاتِنَا َل يُوِقنُو نَ‬
‫هذه الدابة ترج ف آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر ال وتبديلهم الدين الق‪ ,‬يرج ال لم‬
‫دابة من الرض‪ ,‬قيل‪ :‬من مكة‪ ,‬وقيل‪ :‬من غيها كما سيأت تفصيله إن شاء ال تعال فتكلم الناس على‬
‫ذلك‪ ,‬قال ابطن عباس والسطن وقتادة ويروى عطن علي رضطي ال عنطه‪ :‬تكلمهطم كلما‪ ,‬أي تاطبهطم‬
‫ماط بة‪ ,‬وقال عطاء الرا سان‪ :‬تكلم هم فتقول ل م‪ :‬إن الناس كانوا بآيات نا ل يوقنون‪ .‬ويروى هذا عن‬
‫علي واختاره ا بن جر ير و ف هذا القول ن ظر ل ي فى‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ا بن عباس ف روا ية‪ :‬ترح هم‪,‬‬
‫ططن ول منافاة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ططو قول حسط‬ ‫ططة قال‪ :‬كلّ تفعطططل هذا وهذا‪ ,‬وهط‬ ‫ططه روايط‬ ‫وعنط‬
‫و قد ورد ف ذ كر الدا بة أحاد يث وآثار كثية فلنذ كر من ها ما تي سر وال ال ستعان‪ .‬قال المام أح د‪:‬‬
‫حدث نا سفيان عن فرات‪ ,‬عن أ ب الطف يل‪ ,‬عن حذي فة بن أ سيد الغفاري قال‪ :‬أشرف علي نا ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من غرفة ونن نتذاكر أمر الساعة‪ ,‬فقال‪« :‬ل تقوم الساعة حت تروا عشر آيات‪:‬‬
‫طلوع الشمس من مغربا‪ ,‬والدخان والدابة! وخروج يأجوج ومأجوج‪ ,‬وخروج عيسى ابن مري عليه‬
‫ال سلم‪ ,‬والدجال‪ ,‬وثل ثة خ سوف‪ :‬خ سف بالغرب‪ ,‬وخ سف بالشرق‪ ,‬وخ سف بزيرة العرب‪ ,‬ونار‬
‫ترج من قعر عدن تسوق أو تشر الناس‪ ,‬تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا» وهكذا رواه‬
‫مسلم وأهل السنن من طرق عن فرات القزاز‪ ,‬عن أب الطفيل عامر بن واثلة‪ ,‬عن حذيفة موقوفا‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ .‬ورواه مسلم أيضا من حديث عبد العزيز بن رفيع عن أب الطفيل عنه مرفوعا‪,‬‬
‫فال أعلم‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال أبو داود الطيالسي عن طلحة بن عمرو وجرير بن حازم‪ ,‬فأما طلحة فقال‪ :‬أخبن‬
‫عبد ال بن عبيد ال بن عمي الليثي‪ :‬أن أبا الطفيل حدثه عن حذيفه بن أسيد الغفاري أب سرية‪ ,‬وأما‬
‫جرير فقال‪ :‬عن عبد ال بن عبيد عن رجل من آل عبد ال بن مسعود‪ .‬وحديث طلحة أت وأحسن قال‪:‬‬
‫ذ كر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الدا بة فقال‪« :‬ل ا ثلث خرجات من الد هر‪ :‬فتخرج خر جة من‬
‫أقصى البادية‪ ,‬ول يدخل ذكرها القرية ط يعن مكة ط ث تكمن زمنا طويلً‪ ,‬ث ترج خرجة أخرى‬
‫دون تلك‪ ,‬فيعلو ذكرها ف أهل البادية ويدخل ذكرها القرية» يعن مكة‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم‪ « :‬ث بين ما الناس ف أع ظم ال ساجد على ال حر مة وأكرم ها ال سجد الرام‪ ,‬ل يرع هم إل و هي‬
‫تدنو ب ي الركن والقام‪ ,‬تنفض عن رأسها التراب‪ ,‬فارفض الناس عنها ش ت ومعا‪ ,‬وبقيت عصابة من‬

‫‪376‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمن ي وعرفوا أن م ل يعجزوا ال‪ ,‬فبدأت ب م فجلت وجوه هم ح ت جعلت ها كأن ا الكو كب الدري‪,‬‬
‫وولت ف الرض ل يدرك ها طالب‪ ,‬ول ين جو من ها هارب‪ ,‬ح ت إن الر جل ليتعوذ منها بال صلة فتأت يه‬
‫من خلفه فتقول‪ :‬يا فلن الَن تصلي‪ ,‬فيقبل عليها فتسمه ف وجهه‪ ,‬ث تنطلق ويشترك الناس ف الموال‬
‫ويصطحبون ف المصار‪ ,‬يعرف الؤمن من الكافر‪ ,‬حت إن الؤمن ليقول‪ :‬يا كافر اقضن حقي‪ ,‬وحت‬
‫إن الكافر ليقول‪ :‬يا مؤمن اقضن حقي» ورواه ابن جرير من طريقي عن حذيفة بن أسيد موقوفا‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬ورواه من روا ية حذي فة بن اليمان مرفوعا‪ ,‬وأن ذلك ف زمان عي سى ا بن مر ي‪ ,‬و هو يطوف‬
‫بالبيططططططططت ولكططططططططن إسططططططططناده ل يصططططططططح‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال مسلم بن الجاج‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا ممد بن بشر عن أب حيان‬
‫عن أب زرعة عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم حديثا ل أنسه‬
‫بعد‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن أول الَيات خروجا طلوع الشمس من مغربا‪,‬‬
‫وخروج الدابطة على الناس ضحطى‪ ,‬وأيتهمطا كانطت قبطل صطاحبتها فالخرى على أثرهطا قريبا»‪.‬‬
‫(حديث آخر) روى مسلم ف صحيحه من حديث العلء بن عبد الرحن بن يعقوب مول الرقة عن‬
‫أبيه عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬بادروا بالعمال ستا‪ ,‬طلوع‬
‫الش مس من مغرب ا‪ ,‬والدخان‪ ,‬والدجال‪ ,‬والدا بة‪ ,‬وخا صة أحد كم‪ ,‬وأ مر العا مة» تفرد به‪ ,‬وله من‬
‫حديث قتادة عن السن عن زياد بن رباح عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬بادروا بالعمال ستا‪ :‬الدجال‪ ,‬والدخان‪ ,‬ودابة الرض‪ ,‬وطلوع الشمس من مغربا‪ ,‬وأمر العامة‪,‬‬
‫وخويصططططططططططططططططططة أحدكططططططططططططططططططم»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا حرملة بن يي‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن عمرو بن الارث وابن‬
‫ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬بادروا بالعمال ستا‪ :‬طلوع الشمس من مغربا‪ ,‬والدخان‪ ,‬والدابة‪ ,‬والدجال‪ ,‬وخويصة أحدكم‪,‬‬
‫وأمططططططططططططر العامططططططططططططة» تفرد بططططططططططططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن‬
‫أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ترج دا بة الرض ومع ها ع صا‬
‫موسى وخات سليمان عليهما السلم‪ ,‬فتخطم أنف الكافر بالعصا‪ ,‬وتلي وجه الؤمن بالات‪ ,‬حت يتمع‬
‫الناس على الوان يعرف الؤمن من الكافر» ورواه المام أحد عن بز وعفان ويزيد بن هارون ثلثتهم‬
‫عن حاد بن سلمة به‪ ,‬وقال‪« :‬فتخ طم أ نف الكا فر بالا ت‪ ,‬وتلو و جه الؤ من بالع صا‪ ,‬ح ت إن أ هل‬
‫‪377‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الوان الواحد ليجتمعون فيقول‪ :‬هذا يا مؤمن‪ ,‬ويقول‪ :‬هذا يا كافر» ورواه ابن ماجه عن أب بكر بن‬
‫أبطط شيبططة عططن يونططس بططن ممططد الؤدب عططن حاد بططن سططلمة بططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو غسان ممد بن عمرو‪ ,‬حدثنا أبو نيلة‪ ,‬حدثنا خالد بن عبيد‬
‫حدثنا عبد ال بن بريدة عن أبيه قال‪ :‬ذهب ب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل موضع بالبادية قريب‬
‫من م كة‪ ,‬فإذا أرض ياب سة حول ا ر مل‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ترج الدا بة من هذا‬
‫الوضع» فإذا فتر ف شب‪ ,‬قال ابن بريدة‪ :‬فحججت بعد ذلك بسني فأرانا عصا له‪ ,‬فإذا هو بعصاي‬
‫هذه كذا وكذا‪ ,‬وقال ع بد الرزاق‪ :‬أخب نا مع مر عن قتادة أن ا بن عباس قال‪ :‬هي دا بة ذات ز غب ل ا‬
‫أربططططططع قوائم مططططططن بعططططططض أوديططططططة تامططططططة‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن رجاء‪ ,‬حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال‪ :‬قال‬
‫ع بد ال‪ :‬ترج الدا بة من صدع من ال صفا‪ ,‬كجري الفرس ثل ثة أيام ل يرج ثلث ها‪ ,‬وقال م مد بن‬
‫إسحاق عن أبان بن صال قال‪ :‬سئل عبد ال بن عمرو عن الدابة فقال‪ :‬الدابة ترج من تت صخرة‬
‫بياد‪ ,‬وال لو كنت معهم أو لو شئت بعصاي الصخرة الت ترج الدابة من تتها‪ .‬قيل‪ :‬فتصنع ماذا يا‬
‫عبد ال بن عمرو‪ ,‬فقال‪ :‬تستقيل الشرق فتصرخ صرخة تنفذه‪ ,‬ث تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه‪,‬‬
‫ث تستقبل الغرب فتصرخ صرخة تنفذه‪ ,‬ث تروح من مكة فتصبح بعسفان‪ ,‬قيل ث ماذا ؟ قال ل أعلم‪,‬‬
‫و عن ع بد ال بن ع مر أ نه قال‪ :‬ترج الدا بة ليلة ج ع‪ .‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬و ف إ سناده ا بن البيلمان‪.‬‬
‫وعن وهب بن منبه‪ :‬أنه حكى من كلم عزير عليه السلم أنه قال‪ :‬وترج من تت سدوم دابة تكلم‬
‫الناس كطل يسطمعها‪ ,‬وتضطع البال قبطل التمام‪ ,‬ويعود الاء العذب أجاجا‪ ,‬ويتعادى الخلء وترق‬
‫الكمة‪ ,‬ويرفع العلم‪ ,‬وتكلم الرض الت تليها‪ ,‬وف ذلك الزمان يرجو الناس ما ل يبلغون‪ ,‬ويتعبون فيما‬
‫لينالون‪ ,‬ويعملون فيما ل يأكلون‪ ,‬رواه ابن أب حات عنه‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫صال كا تب الل يث‪ ,‬حدث ن معاو ية بن صال عن أ ب مري أنه سع أ با هريرة ر ضي ال عنه يقول‪ :‬إن‬
‫الدابة فيها من كل لون‪ ,‬ما بي قرنيها فرسخ للراكب‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬هي مثل الربة الضخمة‪ ,‬وعن‬
‫أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه أنه قال‪ :‬إنا دابة لا ريش‪ ,‬وزغب‪ ,‬وحافر‪ ,‬وما لا ذنب‪,‬‬
‫ولاط ليطة‪ ,‬وإناط لتخرج حضطر الفرس الواد ثلثا‪ ,‬ومطا خرج ثلثهطا‪ ,‬رواه ابطن أبط حاتط‪.‬‬
‫وقال ابن جريج عن ابن الزبي أنه وصف الدابة فقال‪ :‬رأسها رأس ثور‪ ,‬وعينها عي خنير وأذنا أذن‬
‫فيل‪ ,‬وقرنا قرن أيل‪ ,‬وعنقها عنق نعامة‪ ,‬وصدرها صدر أسد‪ ,‬ولونا لون نر‪ ,‬وخاصرتا خاصرة هر‪,‬‬
‫وذنب ها ذ نب ك بش‪ ,‬وقوائم ها قوائم بع ي‪ ,‬ب ي كل مف صلي اث نا ع شر ذراعا‪ ,‬ترج مع ها ع صا مو سى‬
‫‪378‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وخات سليمان‪ ,‬فل يبقى مؤمن إل نكتت ف وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء‪ ,‬فتفشو تلك النكتة حت‬
‫يبيض لاوج هه‪ ,‬ول يب قى كا فر إل نك تت ف وج هه نك تة سوداء با ت سليمان‪ ,‬فتف شو تلك النك تة‬
‫السوداء حت يسود با وجهه‪ ,‬حت إن الناس يتبايعون ف السواق بكم ذا يا مؤمن‪ ,‬بكم ذا يا كافر ؟‬
‫وح ت إن أهل الب يت يل سون على مائدت م فيعرفون مؤمن هم من كافر هم‪ ,‬ث تقول ل م الدابة‪ :‬يا فلن‬
‫أبشر أنت من أهل النة‪ ,‬ويا فلن أنت من أهل النار‪ .‬فذلك قول ال تعال‪{ :‬وإذا وقع القول عليهم‬
‫أخرجنطططا لمططط دابطططة مطططن الرض تكلمهطططم أن الناس كانوا بآياتنطططا ل يوقنون}‪.‬‬

‫ب بِآيَاِتنَا َفهُ ْم يُو َزعُو نَ * َحّتىَ ِإذَا جَآءُوا قَالَ أَكَ ّذْبتُم‬ ‫** َوَيوْ مَ َنحْشُ ُر مِن كُلّ ُأ ّمةٍ َفوْجا مّمّن يُكَذّ ُ‬
‫بِآيَاتِي وَلَ ْم تُحِيطُواْ ِبهَا عِلْما َأمّا ذَا كُنتُ ْم َتعْمَلُو نَ * َووَقَ َع اْل َقوْ ُل بِمَا ظََلمُواْ َفهُ مْ َل يَن ِطقُو نَ * أَلَ ْم يَ َر ْواْ‬
‫ط ُي ْؤمِنُون طَ‬ ‫ط وَالّنهَا َر ُمبْص طِرا إِن طّ فِطي ذَلِك طَ َليَات طٍ ّل َقوْم ٍ‬ ‫طكُنُواْ فِيه ِ‬
‫أَنّطا َجعَلْنَطا الّْليْلَ ِليَس ْ‬
‫يقول تعال م با عن يوم القيا مة وح شر الظال ي من الكذب ي بآيات ال ور سله إل ب ي يدي ال عز‬
‫وجل ليسألم عما فعلوه ف الدار الدنيا‪ ,‬تقريعا وتوبيخا وتصغيا وتقيا فقال تعال‪{ :‬ويوم نشر من‬
‫كل أمة فوجا} أي من كل قوم وقرن فوجا أي جاعة {من يكذب بآياتنا} كما قال تعال‪{ :‬احشروا‬
‫الذ ين ظلموا وأزواج هم} وقال تعال‪{ :‬وإذا النفوس زو جت} وقوله تعال‪{ :‬ف هم يوزعون} قال ا بن‬
‫عباس رضطططي ال عنهمطططا‪ :‬يدفعون‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وزعطططة يرد أولمططط على آخرهطططم‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬يساقون {حت إذا جاءوا} ووقفوا بي يدي ال عز وجل ف مقام‬
‫السطاءلة {قال أكذبتطم بآياتط ول تيطوا باط علما أم ماذا كنتطم تعملون} أي فيسطألون عطن اعتقادهطم‬
‫وأعمالم! فلما ل يكونوا من أهل السعادة وكانوا كما قال ال عنهم‪{ :‬فل صدق ول صلى * ولكن‬
‫كذب وتول} فحينئذ قامت عليهم الجة‪ ,‬ول يكن لم عذر يعتذرون به‪ ,‬كما قال ال تعال {هذا يوم‬
‫ل ينطقون * ول يؤذن ل م فيعتذرون} الَ ية‪ ,‬وهكذا قال هه نا‪{ :‬وو قع القول علي هم ب ا ظلموا ف هم ل‬
‫ينطقون} أي بتوا فلم ي كن ل م جواب لن م كانوا ف الدار الدن يا ظل مة لنف سهم‪ ,‬و قد ردوا إل عال‬
‫الغيطططططططب والشهادة الذي ل تفطططططططى عليطططططططه خافيطططططططة‪.‬‬
‫ث قال تعال منبها على قدرته التامة وسلطانه العظيم وشأنه الرفيع الذي تب طاعته والنقياد لوامره‬
‫وتصديق أنبيائه فيما جاؤوا به من الق الذي ل ميد عنه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أل يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا‬
‫فيه} أي ف ظلم الليل لتسكن حركاتم بسببه وتدأ أنفاسهم‪ ,‬ويستريون من نصب التعب ف نارهم‬

‫‪379‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{والنهار مبصرا} أي منيا مشرقا‪ ,‬فبسبب ذلك يتصرفون ف العاش والكاسب والسفار والتجارات‬
‫وغيطط ذلك مططن شؤونمطط التطط يتاجون إليهططا {إن فطط ذلك لَيات لقوم يؤمنون}‪.‬‬

‫ع مَن فِي السّمَاوَاتِ َومَن فِي الرْضِ إِ ّل مَن شَآءَ اللّ ُه وَكُلّ َأَتوْهُ دَا ِخرِينَ *‬ ‫** َوَيوْمَ يُنفَخُ فِي الصّورِ َففَزِ َ‬
‫صنْعَ اللّ ِه الّذِيَ َأْتقَنَ كُ ّل َشيْءٍ ِإنّهُ َخبِ ٌي بِمَا َت ْفعَلُونَ‬
‫سُبهَا جَامِ َد ًة َوهِ َي تَ ُم ّر مَ ّر السّحَابِ ُ‬
‫جبَا َل تَحْ َ‬‫َوتَرَى الْ ِ‬
‫سّيئَةِ َف ُكبّتْ ُوجُوهُهُمْ فِي‬ ‫ع َيوْ َمئِذٍ آ ِمنُونَ * َومَن جَآءَ بِال ّ‬
‫سَنةِ َفلَهُ َخيْ ٌر ّمْنهَا َوهُ ْم مّن فَزَ ٍ‬‫* مَن جَآ َء بِالْحَ َ‬
‫ج َزوْنطططططططَ إِلّ مَطططططططا كُنتُمطططططططْ َتعْ َملُونطططططططَ‬ ‫النّا ِر هَ ْل تُ ْ‬
‫يب تعال عن هول يوم نفخة الفزع ف الصور‪ ,‬وهو كما جاء ف الديث قرن ينفخ فيه‪ .‬وف حديث‬
‫الصور‪ :‬إن إسرافيل هو الذي ينفخ فيه بأمر ال تعال‪ ,‬فينفخ فيه أولً نفخة الفزع ويطولا وذلك ف آخر‬
‫عمر الدنيا حي تقوم الساعة على شرار الناس من الحياء فيفزع من ف السموات ومن ف الرض {إل‬
‫من شاء ال} وهم الشهداء‪ ,‬فإنم أحياء عند ربم يرزقون‪ .‬قال المام مسلم بن الجاج‪ :‬حدثنا عبيد‬
‫ال بن معاذالعنبي‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا شعبة عن النعمان بن سال‪ ,‬سعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن‬
‫مسعود الثقفي‪ ,‬سعت عبد ال بن عمرو رضي ال عنه‪ ,‬وجاءه رجل فقال‪ :‬ما هذا الديث الذي تدث‬
‫أن ال ساعة تقوم إل كذا وكذا؟ فقال‪ :‬سبحان ال‪ ,‬أو ل إله إل ال أو كل مة نوه ا‪ ,‬ل قد ه مت أن ل‬
‫أحدث أحدا شيئا أبدا‪ ,‬إنا قلت أنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما يرب البيت ويكون ويكون ط ث‬
‫قال ط قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يرج الدجال ف أمت فيمكث أربعي ط ل أدري أربعي‬
‫يوما أو أربع ي شهرا أو أربع ي عاما ط فيب عث ال عي سى ا بن مر ي كأ نه عروة بن م سعود فيطل به‬
‫فيهل كه‪ ,‬ث يكث الناس سبع سني ليس بي اثني عداوة‪ ,‬ث يرسل ال ريا باردة من ق بل الشام‪ ,‬فل‬
‫يبقى على وجه الرض أحد ف قلبه مثقال ذرة من خي أو إيان إل قبضته‪ ,‬حت لو أن أحدكم دخل ف‬
‫كبد جبل لدخلته عليه حت تقبضه» قال‪ :‬سعتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬فيبقى شرار‬
‫الناس ف خفة الطي وأحلم السباع ل يعرفون معروفا‪ ,‬ول ينكرون منكرا‪ ,‬فيتمثل لم الشيطان فيقول‪:‬‬
‫أل تستجيبون ؟ فيقولون‪ :‬فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الوثان‪ ,‬وهم ف ذلك دارّ رزقهم حسن عيشهم‪,‬‬
‫ث ين فخ ف ال صور فل ي سمعه أ حد إل أ صغى ليتا ور فع ليتا ط قال ط وأول من ي سمعه ر جل يلوط‬
‫حوض إبله‪ ,‬قال‪ :‬في صعق وي صعق الناس‪ ,‬ث ير سل ال ط أو قال ينل ال ط مطرا كأ نه ال طل ط أو‬
‫قال‪ :‬الظل‪ ,‬نعمان الشاك‪ ,‬فتنبت منه أجساد الناس‪ ,‬ث ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا‬

‫‪380‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيها الناس هلموا إل ربكم وقفوهم إنم مسؤولون‪ ,‬ث يقال‪ :‬أخرجوا بعث النار‪ ,‬فيقال‪ :‬كم ؟ فيقال‪:‬‬
‫من كل ألف ت سعمائة وت سعة وت سعي‪ ,‬قال‪ :‬فذلك يوم ي عل الولدان شيبا‪ ,‬وذلك يوم يك شف عن‬
‫ساق»‪ .‬وقوله ث ينفخ ف الصور فل يسمعه أحد إل أصغى ليتا ورفع ليتا‪ .‬الليت هو صفحة العنق‪ ,‬أي‬
‫أمال عنقه ليستمعه من السماء جيدا‪ ,‬فهذه نفخة الفزع‪ ,‬ث بعد ذلك نفخة الصعق وهو الوت‪ ,‬ث بعد‬
‫ذلك نفخطة القيام لرب العاليط وهطو النشور مطن القبور لميطع اللئق‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وكطل أتوه‬
‫داخر ين} قرىء بال د وبغيه على الف عل‪ ,‬و كل بع ن وا حد‪ ,‬وداخر ين أي صاغرين مطيع ي ل يتخلف‬
‫أحد عن أمره‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يوم يدعوكم فتستجيبون بمده} وقال تعال‪{ :‬ث إذا دعاكم دعوة من‬
‫الرض إذا أنتم ترجون} وف حديث الصور أنه ف النفخة الثالثة يأمر ال الرواح فتوضع ف ثقب ف‬
‫ال صور‪ ,‬ث ين فخ إ سرافيل ف يه ب عد ما تن بت الج ساد ف قبور ها وأماكن ها‪ ,‬فإذا ن فخ ف ال صور طارت‬
‫الرواح تتوهطج أرواح الؤمنيط نورا‪ ,‬وأرواح الكافريطن ظلمطة‪ ,‬فيقول ال عطز وجطل‪ :‬وعزتط وجلل‬
‫لترجعن كل روح إل جسدها‪ .‬فتجيء الرواح إل أجسادها فتدب فيها كما يدب السم ف اللديغ‪ ,‬ث‬
‫يقومون ينفضون التراب من قبور هم‪ ,‬قال تعال‪{ :‬يوم يرجون من الجداث سراعا كأن م إل ن صب‬
‫يوفضون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وترى البال تسبها جامدة وهي تر مر السحاب} أي تراها كأنا ثابتة باقية على ما‬
‫كا نت عل يه‪ ,‬و هي ت ر مر ال سحاب أي تزول عن أماكن ها‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬يوم تور ال سماء مورا *‬
‫وتسي البال سيا} قال تعال‪{ :‬ويسألونك عن البال فقل ينسفها رب نسفا * فيذرها قاعا صفصفا‬
‫ل ترى فيها عوجا ول أمتا} وقال تعال‪{ :‬ويوم نسي البال وترى الرض بارزة} وقوله تعال‪{ :‬صنع‬
‫ال الذي أت قن كل ش يء} أي يف عل ذلك بقدر ته العظي مة {الذي أت قن كل ش يء} أي أت قن كل ما‬
‫خلق‪ ,‬وأودع ف يه من الك مة ما أودع‪{ ,‬إ نه خبي ب ا يفعلون} أي هو عل يم ب ا يف عل عباده من خ ي‬
‫وشططططططططر‪ ,‬وسططططططططيجازيهم عليططططططططه أتطططططططط الزاء‪.‬‬
‫ثط بيط تعال حال السطعداء والشقياء يومئذ‪ ,‬فقال‪{ :‬مطن جاء بالسطنة فله خيط منهطا} قال قتادة‪:‬‬
‫بالخلص‪ ,‬وقال ز ين العابد ين‪ :‬هي ل إله إل ال‪ ,‬و قد ب ي تعال ف الو ضع الَ خر أن له ع شر أمثال ا‬
‫{و هم من فزع يومئذ آمنون} ك ما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬ل يزن م الفزع ال كب} وقال تعال‪:‬‬
‫{أفمن يلقى ف النار خي أم من يأت آمنا يوم القيامة} وقال تعال‪{ :‬وهم ف الغرفات آمنون} وقوله‬
‫تعال‪{ :‬ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم ف النار} أي من لقي ال مسيئا ل حسنة له‪ ,‬أو قد رجحت‬
‫سيئاته على حسناته كل بسبه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬هل تزون إل ما كنتم تعملون}‪ .‬وقال ابن مسعود‬
‫‪381‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وا بن عباس وأ بو هريرة ر ضي ال عن هم‪ ,‬وأ نس بن مالك وعطاء و سعيد بن جبي وعكر مة وما هد‬
‫وإبراهيم النخعي‪ ,‬وأبو وائل وأبو صال وممد بن كعب وزيد بن أسلم‪ ,‬والزهري والسدي والضحاك‬
‫طط بالشرك‪.‬‬‫ططيئة} يعنط‬
‫ططن جاء بالسط‬ ‫طط قوله‪{ :‬ومط‬
‫ططد فط‬ ‫ططن زيط‬‫ططن وقتادة وابط‬ ‫والسط‬

‫ب هَذِ ِه اْلبَلْ َدةِ الّذِي حَ ّر َمهَا وَلَ هُ كُ ّل شَيءٍ َوُأمِرْ تُ أَ نْ أَكُو َن مِ َن الْمُ سْلِ ِميَ *‬‫** ِإنّمَآ ُأمِرْ تُ أَ نْ أَ ْعبُدَ رَ ّ‬
‫حمْدُ للّ هِ‬
‫َوأَ نْ َأتُْل َو اْلقُرْآ نَ فَمَ ِن اهْتَدَىَ فَِإنّمَا َي ْهتَدِي ِلَنفْ سِ ِه َومَن ضَلّ َفقُلْ ِإنّمَآ َأنَاْ مِ َن الْمُنذِرِي نَ * وَقُ ِل الْ َ‬
‫ط ِبغَافِ ٍل عَمّطططا َتعْمَلُونطططَ‬ ‫طيُرِيكُ ْم آيَاتِهطططِ َفَتعْرِفُونَهَطططا وَمَطططا َربّكطط َ‬ ‫سطط َ‬
‫يقول تعال مبا رسوله وآمرا له أن يقول‪{ :‬إنا أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل‬
‫شيء} كما قال تعال‪{ :‬قل يا أيها الناس إن كنتم ف شك من دين فل أعبد الذين تعبدون من دون ال‬
‫ولكن أعبد ال الذي يتوفاكم} وإضافة الربوبية إل البلدة على سبيل التشريف لا والعتناء با‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬فليعبدوا رب هذا البيطت الذي أطعمهطم مطن جوع وآمنهطم مطن خوف}‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬الذي‬
‫حرمها} أي الذي إنا صارت حراما شرعا وقدرا بتحريه لا‪ ,‬كما ثبت ف الصحيحي عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوم ف تح م كة‪« :‬إن هذا البلد حر مه ال يوم خلق ال سموات‬
‫والرض‪ ,‬فهو حرام برمة ال إل يوم القيامة‪ ,‬ل يعضد شوكه‪ ,‬ول ينفر صيده ول يلتقط لقطته إل من‬
‫عرفها ول يتلى خلها» الديث بتمامه‪ .‬وقد ثبت ف الصحاح والسان والسانيد من طرق جاعة تفيد‬
‫القطططع‪ ,‬كمططا هططو مططبي فطط موضعططه مططن كتاب الحكام‪ ,‬ول المططد والنططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وله كل ش يء} من باب ع طف العام على الاص‪ ,‬أي هو رب هذه البلدة ورب كل‬
‫ش يء وملي كه ل إله إل هو {وأمرت أن أكون من ال سلمي} أي الوحد ين الخل صي النقاد ين لمره‬
‫الطيع ي له‪ .‬وقوله‪{ :‬وأن أتلو القرآن} أي على الناس أبلغ هم إياه كقوله تعال‪{ :‬ذلك نتلوه عل يك من‬
‫الَيات والذكر الكيم} وكقوله تعال‪{ :‬نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالق} الَية‪ ,‬أي أنا مبلغ‬
‫ومنذر‪{ ,‬فمن اهتدى فإنا يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إناأنا من النذرين} أي ل أسوة بالرسل الذين‬
‫أنذروا قوم هم‪ ,‬وقاموا با علي هم من أداء الر سالة إلي هم‪ ,‬وخل صوا من عهدت م وح ساب أم هم على ال‬
‫تعال‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬فإن ا عل يك البلغ وعلي نا ال ساب} وقال {إن ا أ نت نذ ير وال على كل ش يء‬
‫وكيل} {وقل المد ل سييكم آياته فتعرفونا} أي ل المد الذي ل يعذب أحدا إل بعد قيام الجة‬

‫‪382‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عل يه‪ ,‬والنذار إل يه‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬سييكم آيا ته فتعرفون ا} ك ما قال تعال‪ { :‬سنريهم آيات نا ف‬
‫الَفاق وفطططط أنفسططططهم حتطططط يتططططبي لمطططط أنططططه القطططط}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما ربك بغافل عما تعملون} أي بل هو شهيد على كل شيء‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬ذكر‬
‫عن أب عمر الوضي حفص بن عمر‪ ,‬حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب سعيد‪ ,‬سعت‬
‫أبا هريرة يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا أيها الناس ل يغترن أحدكم بال‪ ,‬فإن ال لو‬
‫ل شيئا لغفل البعوضة والردلة والذرة» وقال أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن يي‪ ,‬حدثنا نصر بن علي‬ ‫كان غاف ً‬
‫قال أب أخبن خالد بن قيس عن مطر عن عمر بن عبد العزيز قال‪ :‬فلو كان ال مغفلً شيئا لغفل ما‬
‫تعفي الرياح من أثر قدمي ابن آدم‪ ,‬وقد ذكر عن المام أحد رحه ال تعال أنه كان ينشد هذين البيتي‬
‫إمططططططططططططططططططا له وإمططططططططططططططططططا لغيه‪:‬‬
‫إذا مططططا خلوت الدهططططر يوما فل تقلخلوت ولكططططن قططططل علي رقيططططب‬
‫ول تسطططب ال يغفطططل سطططاعةول أن مطططا يفطططى عليطططه يغيطططب‬
‫ططططة‪.‬‬ ‫ططططد والنط‬ ‫ططططل ول المط‬ ‫ططططورة النمط‬ ‫ططططي سط‬ ‫ططططر تفسط‬ ‫آخط‬

‫سطططططططططططططططططططططورة القصطططططططططططططططططططططص‬

‫قال المام أحد بن حنبل رحه ال‪ :‬حدثنا يي بن آدم‪ ,‬حدثنا وكيع عن أبيه عن أب إسحاق عن معد‬
‫يكرب قال‪ :‬أتي نا ع بد ال ف سألناه أن يقرأ علي نا ط سم الائت ي‪ ,‬فقال‪ :‬ما هي م عي‪ ,‬ول كن علي كم ب ن‬
‫أخذها من رسول ال صلى ال عليه وسلم خباب بن الرت‪ ,‬قال‪ :‬فأتينا خباب بن الرت فقرأها علينا‬
‫رضطططططططططططططططططططي ال عنطططططططططططططططططططه‪.‬‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫حقّ ِل َقوْمٍ ُي ْؤ ِمنُونَ * إِنّ‬


‫ك مِن ّنبَِإ مُو َسىَ وَِف ْر َعوْنَ بِالْ َ‬ ‫ت اْلكِتَابِ الْ ُمبِيِ * َنتْلُوْا عََليْ َ‬
‫ك آيَا ُ‬
‫** طسَمَ * تِلْ َ‬
‫حيِي نِ سَا َءهُمْ إِنّ هُ‬
‫ستَ ْ‬
‫ضعِفُ طَآِئ َفةً ّمْنهُ ْم يُ َذبّ حُ َأْبنَآءَهُ ْم َويَ ْ‬ ‫فِ ْر َعوْ َن َعلَ فِي الرْ ضِ وَ َجعَلَ أَهَْلهَا ِشيَعا يَ سَْت ْ‬

‫‪383‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جعََلهُ ُم اْلوَا ِرثِيَ‬
‫جعََلهُمْ َأئِ ّم ًة َونَ ْ‬
‫ض َونَ ْ‬
‫ض ِعفُواْ فِي الرْ ِ‬
‫كَانَ مِ َن الْ ُمفْسِدِينَ * َونُرِيدُ أَن نّمُ ّن عَلَى الّذِي َن اسُْت ْ‬
‫َرونط‬
‫ُمط م ّا كَانُوْا يَحْذ َ‬ ‫َانط وَ ُجنُو َدهُم َا ِمْنه ْ‬
‫ْنط َوهَام َ‬
‫ِيط ِف ْر َعو َ‬
‫ْضط َونُر َ‬‫ُمط ف ِي الر ِ‬ ‫ّنط َله ْ‬
‫* َونُ َمك َ‬
‫ف قد تقدم الكلم على الروف القط عة‪ ,‬وقوله‪{ :‬تلك} أي هذه {آيات الكتاب ال بي} أي الوا ضح‬
‫اللي الكاشف عن حقائق المور‪ ,‬وعلم ما قد كان وما هو كائن‪ .‬وقوله‪{ :‬نتلو عليك من نبأ موسى‬
‫وفرعون بالق} الَية‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬نن نقص عليك أحسن القصص} أي نذكر لك المر على ما‬
‫كان عل يه كأ نك تشا هد وكأ نك حا ضر‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬إن فرعون عل ف الرض} أي ت كب وت ب‬
‫وطغطى {وجعطل أهلهطا شيعا} أي أصطنافا قطد صطرف كطل صطنف فيمطا يريطد مطن أمور دولتطه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يستضعف طائفة منهم} يعن بن إسرائيل‪ ,‬وكانوا ف ذلك الوقت خيار أهل زمانم‪,‬‬
‫ل ونارا ف‬ ‫هذا و قد سلط علي هم هذا اللك البار العت يد ي ستعملهم ف أ خس العمال‪ ,‬ويكد هم لي ً‬
‫أشغاله وأشغال رعي ته‪ ,‬ويق تل مع هذا أبناء هم وي ستحيي ن ساءهم‪ ,‬إها نة ل م واحتقارا وخوفا من أن‬
‫يوجد منهم الغلم الذي كان قد توف هو وأهل ملكته منه أن يوجد منهم غلم‪ ,‬يكون سبب هلكه‬
‫وذهاب دول ته على يد يه‪ .‬وكا نت الق بط قد تلقوا هذا من ب ن إ سرائيل في ما كانوا يدر سونه من قول‬
‫إبراهيم الليل عليه السلم‪ ,‬حي ورد الديار الصرية‪ ,‬وجرى له مع جبارها ما جرى حي أخذ سارة‬
‫ليتخذها جارية‪ ,‬فصانا ال منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه‪ ,‬فبشر إبراهيم عليه السلم ولده أنه سيولد‬
‫من صلبه وذريته من يكون هلك ملك مصر على يديه‪ ,‬فكانت القبط تدث بذا عند فرعون‪ ,‬فاحترز‬
‫فرعون من ذلك‪ ,‬وأمر بقتل ذكور بن إسرائيل ولن ينفع حذر من قدر‪ ,‬لن أجل ال إذا جاء ل يؤخر‪,‬‬
‫ول كل أ جل كتاب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ونر يد أن ن ن على الذ ين ا ستضعفوا ف الرض ط إل قوله ط‬
‫يذرون} وقد فعل تعال ذلك بم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون ط إل قوله‬
‫طط يعرشون}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬كذلك وأورثناهطا بنط إسطرائيل} أراد فرعون بوله وقوتطه أن ينجطو مطن‬
‫مو سى‪ ,‬ف ما نف عه ذلك مع قدرة اللك العظ يم الذي ل يالف أمره القدري ول يغلب‪ ,‬بل ن فذ حك مه‬
‫وجرى قلمطه فط القدم بأن يكون هلك فرعون على يديطه‪ ,‬بطل يكون هذا الغلم الذي احترزت مطن‬
‫وجوده وقتلت بسببه ألوفا من الولدان‪ ,‬إنا منشؤه ومرباه على فراشك وف دارك‪ ,‬وغذاؤه من طعامك‬
‫وأنت تربيه وتدل وتتفداه‪ ,‬وحتفك وهلكك وهلك جنودك على يديه‪ ,‬لتعلم أن رب السموات العل‬
‫هطو القاهطر الغالب العظيطم القوي العزيطز الشديطد الحال‪ ,‬الذي مطا شاء كان ومطا ل يشطأ ل يكطن‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ضعِي هِ فَِإذَا ِخفْ تِ عََليْ هِ َفأَْلقِي هِ فِي اليَ ّم وَ َل تَخَافِي وَ َل تَحْ َزنِ يَ ِإنّا رَآدّو هُ‬ ‫** َوَأوْ َحْينَآ إَِلىَ أُ مّ مُو َسىَ أَ نْ أَرْ ِ‬
‫َانط‬
‫ْنط َوهَام َ‬ ‫ِنط ِف ْر َعو َ‬‫ُمط عَ ُدوّا َوحَزَنا إ ّ‬ ‫ُونطَله ْ‬
‫ْنطِلَيك َ‬ ‫َهط آلُ ِف ْر َعو َ‬ ‫ْسطِليَ * فَاْلَتقَط ُ‬ ‫ِنط الْمُر َ‬
‫ُوهط م َ‬ ‫ْكط وَجَاعِل ُ‬ ‫إَِلي ِ‬
‫سىَ أَن َيْن َفعَنَا َأوْ َنتّخِذَ هُ‬‫وَ ُجنُو َدهُمَا كَانُواْ خَا ِطئِيَ * وَقَالَ تِ امْ َرَأةُ فِ ْر َعوْ نَ قُ ّر ُة َعيْ نٍ لّي وَلَ كَ َل َتقْتُلُو هُ عَ َ‬
‫وَلَدا َوهُمطططططططططططططططططْ لَ يَشْعُرُونطططططططططططططططططَ‬
‫ذكروا أن فرعون لا أكثر من قتل ذكور بن إسرائيل‪ ,‬خافت القبط أن يفن بن إسرائيل‪ ,‬فيلون هم ما‬
‫كانوا يلونطه مطن العمال الشاقطة‪ ,‬فقالوا لفرعون‪ :‬إنطه يوشطك إن اسطتمر هذا الال أن يوت شيوخهطم‬
‫وغلمانم يقتلون‪ .‬ونساؤهم ل يكن أن تقمن با تقوم به رجالم من العمال‪ ,‬فيخلص إلينا ذلك‪ ,‬فأمر‬
‫بق تل الولدان عاما وترك هم عاما‪ ,‬فولد هارون عل يه ال سلم ف ال سنة ال ت يتركون في ها الولدان‪ ,‬وولد‬
‫موسى ف السنة الت يقتلون فيها الولدان‪ ,‬وكان لفرعون ناس موكلون بذلك‪ ,‬وقوابل يَدُرْنَ على النساء‪,‬‬
‫ف من رأين ها قد حلت أح صوا ا سها‪ ,‬فإذا كان و قت ولدت ا ليقبل ها إل ن ساء الق بط‪ ,‬فإن ولدت الرأة‬
‫جارية تركنها وذهب‪ ,‬وإن ولدت غلما دخل أولئك الذباحون بأيديهم الشفار الرهفة فقتلوه ومضوا‪,‬‬
‫قبحهططططططططططططططططططططططططططططططططططططم ال تعال‪.‬‬
‫فلما حلت أم موسى به عليه السلم ل يظهر عليها مايل المل كغيها‪ ,‬ول تفطن لا الدايات ولكن‬
‫ل ا وضع ته ذكرا ضا قت به ذرعا‪ ,‬وخا فت عل يه خوفا شديدا‪ ,‬وأحب ته حبا زائدا‪ ,‬وكان مو سى عل يه‬
‫السلم ل يراه أحد إل أحبه‪ ,‬فالسعيد من أحبه طبعا وشرعا‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وألقيت عليك مبة من}‬
‫فلما ضاقت به ذرعا‪ ,‬ألمت ف سرها‪ ,‬وألقي ف خلدها‪ ,‬ونفث ف روعها‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وأوحينا‬
‫إل أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه ف اليم ول تاف ول تزن إنا رادوه إليك وجاعلوه من‬
‫الر سلي} وذلك أ نه كا نت دار ها على حا فة الن يل‪ ,‬فاتذت تابوتا ومهدت ف يه مهدا‪ ,‬وجعلت تر ضع‬
‫ولدها‪ ,‬فإذا دخل عليها أحد من تافه ذهبت فوضعته ف ذلك التابوت‪ ,‬وسيته ف البحر وربطته ببل‬
‫عندها‪ ,‬فلما كانت ذات يوم دخل عليها من تافه‪ ,‬فذهبت فوضعته ف ذلك التابوت وأرسلته ف البحر‪,‬‬
‫وذهلت عن أن تربطه‪ ,‬فذهب مع الاء واحتمله حت مر به على دار فرعون‪ ,‬فالتقطه الواري فاحتملنه‬
‫فذهب به إل امرأة فرعون‪ ,‬ول يدرين ما فيه‪ ,‬وخشي أن يفتت عليها ف فتحه دونا‪ ,‬فلما كشف عنه‬
‫إذا هو غلم من أح سن اللق وأجله وأحله وأباه‪ ,‬فأو قع ال مب ته ف قلب ها ح ي نظرت إل يه‪ ,‬وذلك‬
‫لسطعادتا ومطا أراد ال مطن كرامتهطا وشقاوة بعلهطا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فالتقططه آل فرعون ليكون لمط عدوا‬
‫وحزنا} الَية‪ ,‬قال ممد بن إسحاق وغيه‪ :‬اللم هنا لم العاقبة‪ ,‬ل لم التعليل‪ ,‬لنم ل يريدوا بالتقاطه‬
‫ذلك‪ ,‬ول شك أن ظا هر الل فظ يقت ضي ما قالوه‪ ,‬ول كن إذا ن ظر إل مع ن ال سياق‪ ,‬فإ نه تب قى اللم‬
‫‪385‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للتعل يل‪ ,‬لن معناه أن ال تعال قيض هم للتقاطه ليجعله عدوا ل م وحزنا فيكون أبلغ ف إبطال حذرهم‬
‫م نه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن فرعون وهامان وجنوده ا كانوا خاطئ ي} و قد روي عن أم ي الؤمن ي ع مر‬
‫بن عبد العزيز رضي ال عنه أنه كتب كتابا إل قوم من القدرية ف تكذيبهم بكتاب ال وبأقداره النافذة‬
‫ف علمه السابق وموسى ف علم ال السابق لفرعون عدو وحزن‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ونري فرعون وهامان‬
‫وجنودها منهم ما كانوا يذرون} وقلتم أنتم لو شاء فرعون أن يكون لوسى وليا وناصرا‪ ,‬وال تعال‬
‫طططططططططططططة‪.‬‬ ‫ططططططططططططط عدوا وحزنا} الَيط‬ ‫يقول‪{ :‬ليكون لمط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقالت امرأة فرعون قرة عي ل ولك} الَية‪ ,‬يعن أن فرعون لا رآه هم بقتله خوفا من‬
‫أن يكون من بن إسرائيل‪ ,‬فشرعت امرأته آسية بنت مزاحم تاصم عنه وتذب دونه وتببه إل فرعون‪,‬‬
‫فقالت‪{ :‬قرة عي ل ولك} فقال فرعون‪ :‬أما لك فنعم‪ ,‬وأما ل فل‪ ,‬فكان كذلك‪ ,‬وهداها ال بسببه‬
‫وأهلكه ال على يديه‪ ,‬وقد تقدم ف حديث الفتون ف سورة طه هذه القصة بطولا من رواية ابن عباس‬
‫مرفوعا ع ند الن سائي وغيه‪ .‬وقوله‪{ :‬ع سى أن ينفع نا} و قد ح صل ل ا ذلك‪ ,‬وهدا ها ال به وأ سكنها‬
‫النة بسببه‪ .‬وقوله‪{ :‬أو نتخذه ولدا} أي أرادت أن تتخذه ولدا وتتبناه‪ ,‬وذلك أنه ل يكن لا ولد منه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهم ل يشعرون} أي ل يدرون ما أراد ال منه بالتقاطهم إياه من الكمة العظيمة البالغة‬
‫ططططططططططططططططططة‪.‬‬ ‫والجططططططططططططططططططة القاطعط‬

‫صبَحَ ُفؤَادُ أُ ّم مُو َسىَ فَارِغا إِن كَادَ تْ َلُتبْدِي بِ هِ َلوْل أَن ّربَ ْطنَا عََلىَ قَ ْلِبهَا ِلَتكُو نَ مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ *‬ ‫** َوأَ ْ‬
‫ت بِ ِه عَن ُجنُبٍ َوهُمْ لَ يَشْعُرُونَ * وَحَ ّر ْمنَا عََليْ ِه الْمَرَاضِ َع مِن َقبْلُ َفقَالَتْ هَلْ‬ ‫وَقَالَتْ لُ ْختِهِ قُصّيهِ َفبَصُرَ ْ‬
‫صحُونَ * فَ َردَ ْدنَاهُ إَِلىَ ُأمّهِ َكيْ َتقَ ّر َعْيُنهَا وَ َل تَحْ َزنَ وَِلَتعْلَمَ‬
‫أَدُّلكُ ْم عََلىَ َأهْ ِل َبيْتٍ َي ْكفُلُونَهُ َلكُ ْم َوهُمْ لَ ُه نَا ِ‬
‫ططططَ‬ ‫ط وَلَـططططكِنّ أَ ْكثَ َرهُمططططْ لَ يَعَْلمُونط‬ ‫أَنططططّ وَعْدَ اللّهططططِ حَقططط ّ‬
‫يقول تعال مبا عن فؤاد أم موسى حي ذهب ولدها ف البحر أنه أصبح فارغا‪ ,‬أي من كل شيء من‬
‫أمور الدن يا إل من مو سى‪ ,‬قاله ا بن عباس وما هد‪ ,‬وعكر مة و سعيد بن جبي وأ بو عبيدة‪ ,‬والضحاك‬
‫والسطن البصطري وقتادة وغيهطم‪{ .‬إن كادت لتبدي بطه} أي إن كادت مطن شدة وجدهطا وحزناط‬
‫وأسفها لتظهر أنه ذهب لا ولد‪ ,‬وتب بالا لول أن ال ثبتها وصبها‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬لول أن ربطنا‬
‫على قلبها لتكون من الؤمني * وقالت لخته قصيه} أي أمرت ابنتها وكانت كبية تعي ما يقال لا‪,‬‬

‫‪386‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقالت ل ا‪{ :‬ق صيه} أي اتب عي أثره‪ ,‬وخذي خبه‪ ,‬وتطل ب شأ نه من نوا حي البلد‪ ,‬فخر جت لذلك‬
‫{فب صرت به عن ج نب} قال ا بن عباس‪ :‬عن جا نب‪ .‬وقال ما هد‪ :‬ب صرت به عن ج نب عن ب عد‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬جعلت تن ظر إل يه وكأن ا ل تريده‪ ,‬وذلك أ نه ل ا ا ستقر مو سى عل يه ال سلم بدار فرعون‬
‫وأحبته امرأة اللك واستطلقته منه‪ ,‬عرضوا عليه الراضع الت ف دارهم فلم يقبل منها ثديا‪ ,‬وأب أن يقبل‬
‫شيئا من ذلك‪ ,‬فخرجوا به إل السوق لعلهم يدون امرأة تصلح لرضاعته‪ ,‬فلما رأته بأيديهم عرفته ول‬
‫تظ هر ذلك ول يشعروا ب ا‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬وحرم نا عل يه الرا ضع من ق بل} أي تريا قدريا‪ ,‬وذلك‬
‫لكرام ته ع ند ال وصطيانته له أن يرتضطع غيط ثدي أ مه‪ ,‬ولن ال سطبحانه وتعال ج عل ذلك سببا إل‬
‫رجوعه إل أمه لترضعه‪ ,‬وهي آمنة بعد ما كانت خائفة‪ ,‬فلما رأتم حائرين فيمن يرضعه {قالت هل‬
‫أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} قال ابن عباس‪ :‬فلما قالت ذلك‪ ,‬أخذوها وشكوا‬
‫ف أمرها‪ ,‬وقالوا لا‪ :‬وما يدريك بنصحهم له وشفقتهم عليه ؟ فقالت لم‪ :‬نصحهم له وشفقتهم عليه‬
‫رغبتهم ف سرور اللك ورجاء منفعته‪ ,‬فأرسلوها‪ ,‬فلما قالت لم ذلك وخلصت من أذاهم‪ ,‬ذهبوا معها‬
‫إل منل م فدخلوا به على أ مه فأعط ته ثدي ها فالتق مه‪ ,‬ففرحوا بذلك فرحا شديدا‪ ,‬وذ هب البش ي إل‬
‫امرأة اللك‪ ,‬فا ستدعت أم مو سى وأح سنت إلي ها وأعطت ها عطاء جزيلً‪ ,‬و هي ل تعرف أن ا أ مه ف‬
‫القيقة‪ ,‬ولكن لكونه وافق ثديها‪ ,‬ث سألتها آسية أن تقيم عندها فترضعه‪ ,‬فأبت عليها وقالت‪ :‬إن ل‬
‫بعلً وأولدا‪ ,‬ول أقدر على القام عندك‪ ,‬ولكطن إن أحببطت أن أرضعطه فط بيتط فعلت‪ ,‬فأجابتهطا امرأة‬
‫فرعون إل ذلك‪ ,‬وأجرت علي ها النف قة وال صلت والك ساوى والح سان الز يل‪ ,‬فرج عت أم مو سى‬
‫بولدها راضية مرضية قد أبدلا ال بعد خوفها أمنا‪ ,‬ف عز وجاه ورزق دارّ‪ .‬ولذا جاء ف الديث «مثل‬
‫الذي يعمل ويتسب ف صنعته الي‪ ,‬كمثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها» ول يكن بي الشدة‬
‫والفرج إل القل يل يوم وليلة أو نوه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ف سبحان من بيده ال مر‪ ,‬ما شاء كان‪ ,‬و ما ل ي شأ ل‬
‫يكن‪ ,‬الذي يعل لن اتقاه بعد كل هم فرجا وبعد كل ضيق مرجا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فرددناه إل أمه‬
‫كي تقر عينها} أي به {ول تزن} أي عليه {ولتعلم أن وعد ال حق} أي فيما وعدها من رده إليها‬
‫وجعله من الرسلي‪ ,‬فحينئذ تققت برده إليها أنه كائن منه رسول من الرسلي‪ ,‬فعاملته ف تربيته ما‬
‫ينبغطي له طبعا وشرعا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ولكطن أكثرهطم ل يعلمون} أي حكطم ال فط أفعاله وعواقبهطا‬
‫الحمودة الت هو الحمود عليها ف الدنيا والَخرة‪ ,‬فربا يقع المر كريها إل النفوس وعاقبته ممودة ف‬
‫ن فس ال مر‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وع سى أن تكرهوا شيئا و هو خ ي ل كم وع سى أن تبوا شيئا و هو شر‬
‫لكططططم} وقال تعال‪{ :‬فعسططططى أن تكرهوا شيئا ويعططططل ال فيططططه خيا كثيا}‪.‬‬
‫‪387‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سنِيَ * َودَخَ َل الْ َمدِيَن َة عََلىَ حِيِ‬ ‫ك نَجْزِي الْ ُمحْ ِ‬ ‫** وَلَمّا بَلَغَ َأشُدّهُ وَا ْسَتوَىَ آَتْينَاهُ ُحكْما َوعِلْما وَكَذَلِ َ‬
‫َغفَْلةٍ مّ نْ أَهِْلهَا َفوَ َجدَ فِيهَا رَ ُجَليْ نِ يَ ْقَتِتلَ ِن هَـذَا مِن شِي َعتِ هِ َوهَـذَا مِ ْن عَ ُدوّ هِ فَا سَْتغَاثَهُ الّذِي مِن شِي َعتِ هِ‬
‫شيْطَانِ ِإنّ ُه عَ ُدوّ ّمضِ ّل ّمبِيٌ * قَالَ‬ ‫عَلَى الّذِي مِ ْن عَ ُدوّهِ َفوَكَزَ ُه مُوسَىَ َف َقضَ َى عََليْهِ قَا َل هَـذَا مِ ْن عَمَلِ ال ّ‬
‫ت عَلَ يّ فََل نْ أَكُو نَ‬
‫رَ بّ إِنّي ظَلَمْ تُ نَفْ سِي فَا ْغفِرْ لِي َف َغفَرَ لَ هُ ِإنّ هُ ُه َو اْلغَفُورُ الرّحِي مُ * قَالَ رَ بّ بِمَآ َأْنعَمْ َ‬
‫ج ِرمِيَطططططططططططططططططططططططططططططططططططط‬ ‫َظهِيا لّ ْلمُ ْ‬
‫لا ذكر تعال مبدأ أمر موسى عليه السلم‪ ,‬ذكر أنه لا بلغ أشده واستوى‪ ,‬آتاه ال حكما وعلما‪ .‬قال‬
‫ماهد‪ :‬يعن النبوة {وكذلك نزي الحسني} ث ذكر تعال سبب وصوله إل ما كان تعال قدره له من‬
‫النبوة والتكل يم ف قض ية قتله ذلك القب طي الذي كان سبب خرو جه من الديار ال صرية إل بلد مد ين‪,‬‬
‫فقال تعال‪{ :‬ود خل الدي نة على ح ي غفلة من أهل ها} قال ا بن جر يج عن عطاء الرا سان عن ا بن‬
‫عباس‪ :‬وذلك بيط الغرب والعشاء‪ .‬وقال ابطن النكدر عطن عطاء بطن يسطار عطن ابطن عباس‪ :‬كان ذلك‬
‫ن صف النهار‪ ,‬وكذا قال سعيد بن جبي وعكر مة وال سدي وقتادة {فو جد في ها رجل ي يقتتلن} أي‬
‫يتضاربان ويتنازعان {هذا من شيعته} أي إسرائيلي {وهذا من عدوه} أي قبطي‪ ,‬قاله ابن عباس وقتادة‬
‫والسدي وممد بن إسحاق‪ ,‬فاستغاث السرائيلي بوسى عليه السلم‪ ,‬فوجد موسى فرصة وهي غفلة‬
‫الناس‪ ,‬فع مد إل القب طي {فوكزه مو سى فقضىَ عل يه} قال ما هد‪ :‬فوكزه أي طع نه ب مع ك فه‪ .‬وقال‬
‫قتادة‪ :‬وكزه بعصا كانت معه‪ ,‬فقضي عليه‪ ,‬أي كان فيها حتفه فمات {قال} موسى {هذا من عمل‬
‫الشيطان إنه عدو مضل مبي * قال رب إن ظلمت نفسي فاغفر ل فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال‬
‫رب باط أنعمطت علي} أي باط جعلت ل مطن الاه والعطز والنعمطة {فلن أكون ظهيا} أي معينا‬
‫{للمجرميططططط} أي الكافريطططططن بطططططك‪ ,‬الخالفيططططط لمرك‪.‬‬

‫صبَحَ فِي الْمَدِيَنةِ خَآئِفا َيتَرَقّ بُ فَِإذَا الّذِي ا سَْتْنصَ َرهُ بِالمْ سِ يَ سَْتصْرِخُهُ قَالَ لَ ُه مُو سَىَ ِإنّ كَ َل َغوِ ّ‬
‫ي‬ ‫** َفأَ ْ‬
‫ّمبِيٌ * فَلَمّآ أَ نْ أَرَادَ أَن َيبْطِ شَ بِالّذِي ُه َو عَ ُدوّ ّلهُمَا قَا َل يَمُو َسىَ َأتُرِيدُ أَن َت ْقتُلَنِي كَمَا َقتَلْ تَ َنفْ سا‬
‫حيَ‬‫ط الْمُص طْلِ ِ‬ ‫ط مِن َ‬ ‫ط وَمَطا تُرِيدُ أَن َتكُون َ‬ ‫بِالمْس طِ إِن ُترِيدُ إِلّ أَن تَكُون طَ َجبّارا فِطي الرْض ِ‬
‫يقول تعال م با عن موسى عليه السلم لا ق تل ذلك القب طي أنه أصبح { ف الدينة خائفا} أي من‬
‫معرة ما فعل {يترقب} أي يتلفت ويتوقع ما يكون من هذا المر فمر ف بعض الطرق‪ ,‬فإذا ذلك الذي‬
‫‪388‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ا ستنصره بال مس على ذلك القب طي يقا تل آ خر‪ ,‬فل ما مر عل يه مو سى ا ستصرخه على الَ خر‪ ,‬فقال له‬
‫مو سى {إ نك لغوي مبي} أي ظا هر الغوا ية كث ي ال شر‪ ,‬ث عزم مو سى على الب طش بذلك القب طي‪,‬‬
‫فاعتقد ال سرائيلي لوره وضعفه وذلته أن مو سى إنا ير يد قصده ل ا سعه يقول ذلك‪ ,‬فقال يدفع عن‬
‫نفسه {يا موسى أتريد أن تقتلن كما قتلت نفسا بالمس ؟} وذلك لنه ل يعلم به إل هو وموسى عليه‬
‫السلم‪ ,‬فلما سعها ذلك القبطي لقفها من فمه‪ ,‬ث ذهب با إل باب فرعون وألقاها عنده‪ ,‬فعلم فرعون‬
‫بذلك‪ ,‬فاشتطططد حنقطططه‪ ,‬وعزم على قتطططل موسطططى‪ ,‬فطلبوه فبعثوا وراءه ليحضروه لذلك‪.‬‬

‫ك مِ َن‬
‫س َعىَ قَا َل يَمُوسَىَ إِنّ الْمَل َيأْتَ ِمرُو َن بِكَ ِلَيقْتُلُوكَ فَا ْخرُجْ ِإنّي لَ َ‬
‫** وَجَآءَ رَجُ ٌل مّنْ أَقْصَى الْمَدِيَنةِ يَ ْ‬
‫النّاصطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططِحِيَ‬
‫قال تعال‪{ :‬وجاء رجل} وصفه بالرجولية‪ ,‬لنه خالف الطريق‪ ,‬فسلك طريقا أقرب من طريق الذين‬
‫بعثوا وراءه‪ ,‬فسبق إل موسى‪ ,‬فقال له‪ :‬يا موسى {إن الل يأترون بك} أي يتشاورون فيك {ليقتلوك‬
‫فاخرج} أي مططططططن البلد {إنطططططط لك مططططططن الناصططططططحي}‪.‬‬

‫س َى‬
‫جنِي مِ َن اْل َقوْ مِ الظّالِمِيَ * وَلَمّا َتوَجّ َه تِ ْلقَآ َء مَ ْديَ نَ قَا َل عَ َ‬ ‫ب َن ّ‬‫ج ِمْنهَا خَآئِفا َيتَرَقّ بُ قَالَ رَ ّ‬ ‫** َفخَ َر َ‬
‫سقُونَ َووَجَ َد مِن دُونِهِ مُ‬ ‫س يَ ْ‬‫سبِيلِ * وَلَمّا وَرَدَ مَآءَ مَ ْديَ َن َوجَ َد عََليْ هِ ُأ ّمةً مّ َن النّا ِ‬ ‫َربّ يَ أَن َيهْ ِديَنِي َسوَآ َء ال ّ‬
‫س َقىَ َلهُمَا ثُ مّ‬
‫سقِي َحّتىَ يُ صْ ِدرَ ال ّرعَآءُ َوَأبُونَا َشيْ خٌ َكبِيٌ * فَ َ‬ ‫امْ َرأَتَيِ تَذُودَا نِ قَا َل مَا خَ ْطُبكُمَا قَاَلتَا َل نَ ْ‬
‫طططْ َخْيرٍ َفقِيٌ‬ ‫ط مِنط‬ ‫طط ّ‬ ‫طططَ إِلَيط‬ ‫طططّ إِنّطططي لِمَطططآ أَنزَلْتط‬ ‫َتوَلّىَ إِلَى الظّلّ َفقَالَ رَبط‬
‫لا أخبه ذلك الرجل با تال عليه فرعون ودولته ف أمره‪ ,‬خرج من مصر وحده‪ ,‬ول يألف ذلك قبله‬
‫بل كان ف رفاه ية ونع مة وريا سة {فخرج من ها خائفا يتر قب} أي يتل فت {قال رب ن ن من القوم‬
‫الظال ي} أي من فرعون وملئه‪ ,‬فذكروا أن ال سبحانه وتعال ب عث إل يه ملكا على فرس‪ ,‬فأرشده إل‬
‫الطريق‪ ,‬فال أعلم {ولا توجه تلقاء مدين} أي أخذ طريقا سالكا مهيعا‪ ,‬فرح بذلك {قال عسى رب‬
‫أن يهدي ن سواء ال سبيل} أي الطر يق القوم‪ ,‬فف عل ال به ذلك وهداه إل ال صراط ال ستقيم ف الدن يا‬
‫والَخرة‪ ,‬فجعله هاديا مهديا {ول ا ورد ماء مد ين} أي ل ا و صل إل مد ين وورد ماء ها‪ ,‬وكان ل ا بئر‬
‫يرده رعاء الشاء {و جد عل يه أ مة من الناس ي سقون} أي جا عة ي سقون‪{ ,‬وو جد من دون م امرأت ي‬
‫تذودان} أي تكفكفان غنمهما أن ترد مع غنم أولئك الرعاء لئل يؤذيا‪ ,‬فلما رآها موسى عليه السلم‬
‫‪389‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رق ل ما ورحه ما {قال ما خطبك ما ؟} أي ما خبك ما ل تردان مع هؤلء ؟ {قال تا ل ن سقي ح ت‬
‫يصدر الرعاء} أي ل يصل لنا سقي إل بعد فراغ هؤلء {وأبونا شيخ كبي} أي فهذا الال اللجىء‬
‫لنا إل ما ترى‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فسقى لما} قال أبو بكر بن أب شيبة‪ .‬حدثنا عبد ال‪ ,‬أنبأنا إسرائيل‬
‫عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون الودي عن عمر بن الطاب رضي ال عنه أن موسى عليه السلم‬
‫لا ورد ماء مدين‪ ,‬وجد عليه أمة من الناس يسقون قال‪ :‬فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر‪ ,‬ول يطيق‬
‫رفعها إل عشرة رجال‪ ,‬فإذا هو بامرأتي تذودان قال‪ :‬ما خطبكما ؟ فحدثتاه‪ ,‬فأتى الجر فرفعه‪ ,‬ث ل‬
‫يسططططتق إل ذنوبا واحدا حتطططط رويططططت الغنططططم‪ ,‬إسططططناد صططططحيح‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ث تول إل الظل فقال رب إن لا أنزلت إل من خي فقي} قال ابن عباس‪ :‬سار موسى‬
‫من مصر إل مدين ليس له طعام إل البقل وورق الشجر‪ ,‬وكان حافيا‪ ,‬فما وصل إل مدين حت سقطت‬
‫نعل قدميه‪ ,‬وجلس ف الظل وهو صفوة ال من خلقه‪ ,‬وإن بطنه للصق بظهره من الوع‪ ,‬وإن خضرة‬
‫البقل لترى من داخل جوفه‪ ,‬وإنه لحتاج إل شق ترة‪ ,‬وقوله {إل الظل} قال ابن عباس وابن مسعود‬
‫وال سدي‪ :‬جلس ت ت شجرة‪ .‬وقال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن ال سي بن عمرو العنقزي‪ ,‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا‬
‫إسرائيل عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد ال ط هو ابن مسعود ط قال‪ :‬حثثت على جل‬
‫ليلت ي حت صبحت مدين‪ ,‬ف سألت عن الشجرة الت أوى إليها مو سى‪ ,‬فإذا هي شجرة خضراء ترف‪,‬‬
‫فأهوى إليها جلي وكان جائعا فأخذها جلي فعالها ساعة ث لفظها‪ ,‬فدعوت ال لوسى عليه السلم ث‬
‫انصرفت‪ .‬وف رواية عن ابن مسعود أنه ذهب إل الشجرة الت كلم ال منها موسى‪ ,‬كما سيأت إن شاء‬
‫ال‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقال ال سدي‪ ,‬كانت الشجرة من ش جر السمر‪ .‬وقال عطاء بن السائب لا قال موسى‬
‫{رب إنططط لاططط أنزلت إل مطططن خيططط فقيططط} أسطططع الرأة‪.‬‬

‫ج ِزيَ كَ أَجْ َر مَا َس َقْيتَ َلنَا فََلمّا جَآءَ ُه‬


‫حيَآءٍ قَالَ تْ إِ نّ َأبِي يَ ْدعُو كَ ِليَ ْ‬
‫** َفجَآ َءتْ هُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ا سْتِ ْ‬
‫ت مِ َن الْ َقوْ مِ الظّالِ ِميَ * قَالَ تْ إِحْدَاهُمَا َيَأبَ تِ ا سَْتأْجِ ْرهُ إِ نّ َخيْرَ‬‫جوْ َ‬ ‫ف َن َ‬
‫صصَ قَالَ لَ تَخَ ْ‬ ‫ص عََليْ ِه اْلقَ َ‬
‫وَقَ ّ‬
‫ي المِيُ * قَالَ ِإنّ يَ أُرِيدُ أَ نْ أُنكِحَ كَ إِحْدَى اْبنَتَ ّي هَاتَيْ ِن عََلىَ أَن َتأْجُرَنِي ثَمَانِ يَ‬ ‫ت اْل َقوِ ّ‬
‫مَ ِن ا سَْتأْجَرْ َ‬
‫حيَ *‬ ‫ت عَشْرا فَ ِم ْن عِندِ َك وَمَآ أُرِيدُ أَ نْ َأشُ ّق عََليْ كَ َستَجِ ُدنِي إِن شَاءَ اللّ ُه مِ َن ال صّالِ ِ‬ ‫ِحجَ جٍ َفإِ نْ َأتْمَمْ َ‬
‫ط عََلىَ مَطا َنقُو ُل وَكِيلٌ‬ ‫ط وَاللّه ُ‬
‫ط عَلَي ّ‬ ‫ل عُ ْدوَان َ‬ ‫ط َف َ‬
‫ضيْت ُ‬ ‫ط َق َ‬
‫ط َأيّمَطا الجََليْن ِ‬ ‫ط َبيْنِطي َوَبْينَك َ‬ ‫قَالَ ذَلِك َ‬

‫‪390‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا رجعت الرأتان سريعا بالغنم إل أبيهما‪ ,‬أنكر حالما بسبب ميئهما سريعا‪ ,‬فسألما عن خبها‪,‬‬
‫فقصتا عليه ما فعل موسى عليه السلم‪ ,‬فبعث إحداه ا إليه لتدعوه إل أبيها‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فجاءته‬
‫إحداها تشي على استحياء} أي مشي الرائر‪ ,‬كما روي عن أمي الؤمني عمر رضي ال عنه أنه قال‪:‬‬
‫كا نت م ستترة ب كم درع ها‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب حدث نا أ بو نع يم‪ ,‬حدث نا إ سرائيل عن أ ب‬
‫إسحاق عن عمرو بن ميمون قال‪ :‬قال عمر رضي ال عنه‪ :‬جاءت تشي على استحياء قائلة بثوبا على‬
‫وجهها‪ ,‬ليست بسلفع من النساء دلجة ولجة خراجة‪ .‬هذا إسناد صحيح‪ .‬قال الوهري‪ :‬السلفع من‬
‫الرجال السور‪ ,‬ومن النساء الارية السليطة‪ ,‬ومن النوق الشديدة‪{ .‬قالت إن أب يدعوك ليجزيك أجر‬
‫ما سقيت ل نا} وهذا تأدب ف العبارة ل تطل به طلبا مطلقا لئل يو هم ري بة‪ ,‬بل قالت‪ :‬إن أ ب يدعوك‬
‫ليجزيك أجر ما سقيت لنا‪ ,‬يعن ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا {فلما جاءه وقص عليه القصص}‬
‫أي ذكر له ما كان من أمره وما جرى له من السبب الذي خرج من أجله من بلده {قال ل تف نوت‬
‫من القوم الظالي} يقول‪ :‬طب نفسا وقر عينا‪ ,‬فقد خرجت من ملكتهم‪ ,‬فل حكم لم ف بلدنا‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬نوت مطططططططططططططططن القوم الظاليططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقد اختلف الفسرون ف هذا الرجل من هو ؟ على أقوال أحدها أنه شعيب النب عليه السلم الذي‬
‫أر سل إل أ هل مد ين‪ ,‬وهذا هو الشهور ع ند كث ي من العلماء‪ ,‬و قد قاله ال سن الب صري وغ ي وا حد‪,‬‬
‫ورواه ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد العزيز الوسي‪ ,‬حدثنا مالك بن أنس أنه بلغه أن شعيبا هو‬
‫الذي قص عليه موسى القصص‪ ,‬قال {ل تف نوت من القوم الظالي}‪ .‬وقد روى الطبان عن سلمة‬
‫بن سعد الغزي أ نه و فد على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال له «مرحبا بقوم شع يب وأختان‬
‫مو سى هد يت» وقال آخرون‪ :‬بل كان ا بن أ خي شع يب‪ .‬وق يل ر جل مؤ من من قوم شع يب‪ .‬وقال‬
‫آخرون‪ .‬كان شع يب ق بل زمان مو سى عل يه ال سلم بدة طويلة ل نه قال لقو مه {و ما قوم لوط من كم‬
‫ببعيد} وقد كان هلك قوم لوط ف زمن الليل عليه السلم بنص القرآن‪ ,‬وقد علم أنه كان بي الليل‬
‫ومو سى عليه ما ال سلم مدة طويلة تز يد على أربعمائة سنة‪ ,‬ك ما ذكره غ ي وا حد‪ .‬و ما ق يل إن شعيبا‬
‫عاش مدة طويلة‪ ,‬إنا هو ط وال أعلم ط احتراز من هذا الشكال‪ ,‬ث من القوي لكونه ليس بشعيب‬
‫أنه لو كان إياه لوشك أن ينص على اسه ف القرآن ههنا‪ ,‬وما جاء ف بعض الحاديث من التصريح‬
‫بذكره ف ق صة مو سى ل ي صح إ سناده‪ ,‬ك ما سنذكره قريبا إن شاء ال‪ ,‬ث من الوجود ف ك تب ب ن‬
‫إسرائيل أن هذا الرجل اسه ثيون‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال أبو عبيدة بن عبد ال بن مسعود‪ :‬ثيون هو ابن أخي‬

‫‪391‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫شعيب عليه السلم‪ ,‬وعن أب حزة عن ابن عباس قال‪ :‬الذي استأجر موسى يثرى صاحب مدين‪ ,‬رواه‬
‫ابطن جريطر بطه‪ ,‬ثط قال‪ :‬الصطواب أن هذا ل يدرك إل ببط‪ ,‬ول خطب تبط بطه الجطة فط ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالت إحداها يا أبت استأجره إن خي من استأجرت القوي المي} أي قالت إحدى‬
‫ابن ت هذا الر جل‪ ,‬ق يل هي ال ت ذهبت وراء مو سى عليه ال سلم‪ ,‬قالت لبيها { يا أ بت ا ستأجره} أي‬
‫لرعية هذه الغنم‪ .‬قال عمر وابن عباس وشريح القاضي وأبو مالك وقتادة وممد بن إسحاق وغي واحد‪:‬‬
‫لا قالت {إن خي من استأجرت القوي المي} قال لا أبوها‪ :‬وما علمك بذلك ؟ قالت له‪ :‬إنه رفع‬
‫ال صخرة ال ت ل يط يق حل ها إل عشرة رجال‪ ,‬وإ ن ل ا جئت م عه تقد مت أما مه فقال ل‪ :‬كو ن من‬
‫ورائي‪ ,‬فإذا اختل فت علي الطر يق فاحذ ف ل ب صاة أعلم ب ا ك يف الطر يق لهتدي إل يه‪ .‬وقال سفيان‬
‫الثوري عن أب إسحاق عن أب عبيدة عن عبد ال هو ابن مسعود قال‪ :‬أفرس الناس ثلثة‪ :‬أبو بكر حي‬
‫تفرس ف عمر‪ ,‬وصاحب يوسف حي قال أكرمي مثواه‪ ,‬وصاحبة موسى حي قالت {يا أبت استأجره‬
‫إن خي من أستأجرت القوي المي} قال {إن أريد أن أنكحك إحدى ابنت هاتي} أي طلب إليه هذا‬
‫الرجل الشيخ الكبي أن يرعى غنمه ويزوجه إحدى ابنتيه هاتي‪ ,‬قال شعيب البائي‪ :‬وها صفوريا وليا‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق‪ :‬صفوريا وشرفا‪ ,‬ويقال ليا‪ ,‬وقد استدل أصحاب أب حنيفة بذه الَية على صحة‬
‫البيطع فيمطا إذا قال بعتطك أحطد هذيطن العبديطن بائة‪ ,‬فقال‪ :‬اشتريطت‪ ,‬أنطه يصطح‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬على أن تأجر ن ثا ن ح جج فإن أت مت عشرا ف من عندك} أي على أن تر عى غن مي ثا ن‬
‫سني‪ ,‬فإن تبعت بزيادة سنتي فهو إليك‪ ,‬وإل ففي الثمان كفاية {وما أريد أن أشق عليك ستجدن إن‬
‫شاء ال من الصالي} أي ل أشا قك ول أؤذيك ول أماريك‪ ,‬و قد ا ستدلوا بذه الَية الكري ة لذهب‬
‫الوزاعي فيما إذا قال‪ :‬بعتك هذا بعشرة نقدا أو بعشرين نسيئة أنه يصح‪ ,‬ويتار الشتري بأيهما أخذه‬
‫صح‪ ,‬وحل الديث الروي ف سنن أب داود «من باع بيعتي ف بيعة فله أوكسهما أو الربا» على هذا‬
‫الذهب‪ ,‬وف الستدلل بذه الَية وهذا الديث على هذا الذهب نظر ليس هذا موضع بسطه لطوله‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫ث قد استدل أصحاب المام أحد ومن تبعهم ف صحة استئجار الجي بالطعمة والكسوة‪ ,‬بذه الَية‪,‬‬
‫واستأنسوا ف ذلك با رواه أبو عبد ال ممد بن يزيد بن ماجه ف كتابه السنن حيث قال‪ :‬باب استئجار‬
‫الجي على طعام بطنه‪ ,‬حدثنا ممد بن المصي‪ ,‬حدثنا بقية بن الوليد عن مسلمة بن علي عن سعيد بن‬
‫أ ب أيوب عن الارث بن يز يد عن علي بن رباح قال‪ :‬سعت عت بة بن النذر ال سلمي يقول‪ :‬ك نا ع ند‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقرأ طسم حت إذا بلغ قصة موسى قال‪« :‬إن موسى آجر نفسه ثان‬
‫‪392‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سني أو عشر سني على عفة فرجه وطعام بطنه» وهذا الديث من هذا الوجه ضعيف‪ ,‬لن مسلمة بن‬
‫علي وهو الشن الدمشقي البلطي ضعيف الرواية عند الئمة‪ ,‬ولكن قد روي من وجه آخر‪ ,‬وفيه نظر‬
‫أيضا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا عبد ال بن ليعة عن الارث‬
‫بن يز يد الضر مي عن علي بن رباح اللخ مي قال‪ :‬سعت عت بة بن الندّر ال سلمي صاحب ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن موسى عليه السلم آجر نفسه‬
‫بعفة فرجه وطعمة بطنه» وقوله تعال إخبارا عن موسى عليه السلم {قال ذلك بين وبينك أيا الجلي‬
‫قضيت فل عدوان عليّ وال على ما نقول وكيل} يقول‪ :‬إن موسى قال لصهره‪ :‬المر على ما قلت من‬
‫أ نك ا ستأجرتن على ثان سني‪ ,‬فإن أت مت عشرا ف من عندي فأ نا م ت فعلت أقله ما ف قد برئت من‬
‫العهدوخرجت من الشرط‪ ,‬ولذا قال {أيا الجلي قضيت فل عدوان علي} أي فل حرج علي‪ ,‬مع أن‬
‫الكامل وإن كان مباحا لكنه فاضل من جهة أخرى بدليل من خارج‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فمن تعجل ف‬
‫يوم ي فل إ ث عل يه و من تأ خر فل إ ث عل يه} وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم لمزة بن عمرو‬
‫السلمي رضي ال عنه‪ ,‬وكان كثي الصيام‪ ,‬وسأله عن الصوم ف السفر‪ ,‬فقال‪« :‬إن شئت فصم‪ ,‬وإن‬
‫شئت فأفطر» مع أن فعل الصيام راجح من دليل آخر‪ ,‬هذا وقد دل الدليل على أن موسى عليه السلم‬
‫إناطططططط فعططططططل أكمططططططل الجليطططططط وأتهمططططططا‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عبد الرحيم‪ ,‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدثنا مروان بن شجاع عن‬
‫سال الفطس عن سعيد بن جبي قال‪ :‬سألن يهودي من أهل الية‪ :‬أي الجلي قضى موسى ؟ فقلت‪:‬‬
‫ل أدري حت أقدم على حب العرب فأسأله‪ ,‬فقدمت على ابن عباس رضي ال عنه فسألته‪ ,‬فقال‪ :‬قضى‬
‫أكثره ا وأطيبه ما إن ر سول ال إذا قال ف عل‪ ,‬هكذا رواه البخاري وهكذا رواه حك يم بن جبي وغيه‬
‫عن سعيد بن جبي‪ ,‬ووقع ف حديث الفتون من رواية القاسم بن أب أيوب عن سعيد بن جبي‪ :‬أن الذي‬
‫سأله رجل من أهل النصرانية والول أشبه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقد روي من حديث ابن عباس مرفوعا‪ ,‬قال ابن‬
‫جرير‪ :‬حدثنا أحد بن ممد الطوسي‪ ,‬حدثنا الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثن إبراهيم بن يي بن أب‬
‫يعقوب عن الكم بن أبان‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سألت‬
‫جبيل‪ :‬أي الجلي قضى موسى ؟ قال‪ :‬أتهما وأكملهما» ورواه ابن أب حات عن أبيه عن الميدي‬
‫عن سفيان وهو ابن عيينة‪ :‬حدثن إبراهيم بن يي بن أب يعقوب وكان من أسنان أو أصغر من فذكره‪.‬‬
‫و ف إ سناده قلب‪ ,‬وإبراه يم هذا ل يس بعروف‪ .‬ورواه البزار عن أح د بن أبان القر شي عن سفيان بن‬
‫‪393‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عيينة عن إبراهيم بن أعي عن الكم بن أبان عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس عن النب فذكره‪ ,‬ث قال‪ :‬ل‬
‫نعرفطططططه مرفوعا عطططططن ابطططططن عباس إل مطططططن هذا الوجطططططه‪.‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬قرىء على يونس بن عبد العلى‪ ,‬أنبأنا ابن وهب‪ ,‬أنبأنا عمرو بن الارث عن‬
‫يي بن ميمون الضرمي عن يوسف بن تيح أن رسول ال سئل‪ :‬أي الجلي قضى موسى ؟ قال‪« :‬ل‬
‫علم ل» ف سأل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم جب يل‪ ,‬فقال جب يل‪ :‬ل علم ل‪ ,‬ف سأل جب يل ملكا‬
‫فوقه‪ ,‬فقال‪ :‬ل علم ل‪ ,‬فسأل ذلك اللك ربه عز وجل عما سأله عنه جبيل‪ ,‬عما سأله عنه ممد صلى‬
‫ال عل يه و سلم فقال الرب عز و جل‪ :‬ق ضى أبره ا وأبقاه ا‪ ,‬أو قال أزكاه ا‪ ,‬وهذا مر سل‪ ,‬و قد جاء‬
‫مرسلً من وجه آخر‪ ,‬وقال سنيد حدثنا حجاج عن ابن جريج قال‪ :‬قال ماهد‪ :‬إن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬سأل جبيل‪ ,‬أي الجلي قضى موسى ؟ فقال‪ :‬سوف أسأل إسرافيل فسأله‪ ,‬فقال‪ :‬سوف أسأل‬
‫الرب عطططططز وجطططططل‪ ,‬فسطططططأله فقال‪ :‬أبرهاططططط وأوفاهاططططط‪.‬‬
‫(طريق أخرى مرسلة أيضا) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أب حدثنا أبو معشر عن ممد بن‬
‫ك عب القر ظي قال‪ :‬سئل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬أي الجل ي ق ضى مو سى ؟ قال‪« :‬أوفاه ا‬
‫وأتهما» فهذه طرق متعاضدة‪ ,‬ث قد روي هذا مرفوعا من رواية أب ذر رضي ال عنه‪ .‬قال الافظ أبو‬
‫بكر البزار‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال يي بن ممد بن السكن‪ ,‬حدثنا إسحاق بن إدريس‪ ,‬حدثنا عويذ بن أب‬
‫عمران الون عن أبيه عن عبد ال بن الصامت عن أب ذر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سئل‪ :‬أي الجل ي ق ضى مو سى ؟ ط قال ط «أوفاه ا وأبره ا ط قال ط وإن سئلت‪ :‬أي الرأت ي‬
‫تزوج ؟ فقل الصغرى منهما» ث قال البزار‪ :‬ل نعلم يروى عن أب ذر إل بذا السناد‪ .‬وقد رواه ابن أب‬
‫حاتططط مطططن حديطططث عَوبَطططذ بطططن أبططط عمران‪ ,‬وهطططو ضعيطططف‪.‬‬
‫ث قد روي أيضا نوه من حديث عتبة بن النّدر بزيادة غريبة جدا‪ ,‬فقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمر‬
‫بن الطاب ال سجستان‪ ,‬حدث نا ي ي بن بك ي‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا الارث بن يز يد عن علي بن‬
‫رباح اللخ مي قال‪ :‬سعت عتبة بن النّدر يقول‪ :‬إن ر سول ال صلى ال عليه و سلم سئل‪ :‬أي الجل ي‬
‫قضى موسى ؟ قال‪« :‬أبرها وأوفاها» ث قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن موسى عليه السلم لا أراد‬
‫فراق شع يب عل يه ال سلم‪ ,‬أ مر امرأ ته أن ت سأل أبا ها أن يعطي ها من غن مه ما يعيشون به‪ ,‬فأعطا ها ما‬
‫ولدت غن مه ف ذلك العام من قالب لون‪ ,‬قال‪ :‬فما مرت شاة إل ضرب موسى جنبها بعصاه‪ ,‬فولدت‬
‫قوالب ألوان كلها‪ ,‬وولدت ثنتي وثلثا كل شاة ليس فيها فشوش ول ضبوب ول كميشة تفوت الكف‬

‫‪394‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ول ثغول» وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا فتح تم الشام فإن كم ستجدون بقا يا من ها و هي‬
‫السطططططططططططططططططططططططططططططططامرية» هكذا أورده البزار‪.‬‬
‫وقد رواه ابن أب حات بأبسط من هذا فقال‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا يي بن عبد ال بن بكي‪ ,‬حدثن‬
‫عبد ال بن ليعة (ح) وحدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬أنبأنا الوليد‪ ,‬أنبأنا عبد ال بن ليعة عن الارث‬
‫بن يز يد الضر مي عن علي بن رباح اللخ مي قال‪ :‬سعت عت بة بن النّدر ال سلمي صاحب ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يدث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن موسى عليه السلم آجر نفسه‬
‫بعفة فرجه وطعمة بطنه‪ ,‬فلما وف الجل قيل‪ :‬يا رسول ال أي الجلي ؟ ط قال‪ :‬أبرها وأوفاها‪ ,‬فلما‬
‫أراد فراق شعيب أمر امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به‪ ,‬فأعطاها ما ولدت غنمه‬
‫من قالب لون من ولد ذلك العام‪ ,‬وكانت غنمه سوداء حسناء‪ ,‬فانطلق موسى عليه السلم‪ ,‬إل عصاه‪,‬‬
‫فسماها من طرفها ث وضعها ف أدن الوض‪ ,‬ث أوردها فسقاها‪ ,‬ووقف موسى بإزاء الوض فلم تصدر‬
‫منهطا شاة إل وضرب جنبهطا شاة شاة‪ ,‬قال‪ :‬فأتأمطت وألبنطت ووضعطت كلهطا قوالب ألوان إل شاة أو‬
‫شات ي ل يس في ها فشوش‪ ,‬قال ي ي‪ :‬ول ضبون‪ ,‬وقال صفوان‪ :‬ول ضبوب‪ ,‬قال أ بو زر عة‪ :‬ال صواب‬
‫طنوب ول عزوز ول ثعول ول كميشة تفوت الكف‪ ,‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬لو افتتحتم الشام‬
‫وجدتطططططط بقايططططططا تلك الغنططططططم وهططططططي السططططططامرية»‪.‬‬
‫وحدثنا أبو زرعة‪ ,‬أنبأنا صفوان قال‪ :‬سعت الوليد قال‪ :‬سألت ابن ليعة ما الفشوش ؟ قال‪ :‬الت تفش‬
‫بلبنها واسعة الشخب‪ ,‬قلت‪ :‬فما الضبوب ؟ قال‪ :‬الطويلة الضرع تره‪ ,‬قلت‪ :‬فما العزوز ؟ قال‪ :‬ضيقة‬
‫الش خب‪ .‬قلت‪ :‬ف ما الثعول ؟ قال‪ :‬ال ت ل يس ل ا ضرع إل كهيئة حلمت ي‪ ,‬قلت‪ :‬ف ما الكمي شة ؟ قال‪:‬‬
‫ال ت تفوت ال كف كمي شة الضرع صغي ل يدر كه ال كف‪ .‬مدار هذا الد يث على ع بد ال بن لي عة‬
‫الصري‪ ,‬وف حفظه سوء‪ ,‬وأخشى أن يكون رفعه خطأ‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وينبغي أن يروى ليس فيها فشوش‬
‫ول عزوز ول ضبوب ول ثعول ول كميشة‪ ,‬لتذكر كل صفة ناقصة مع ما يقابلها من الصفات الناقصة‪,‬‬
‫وقد روى ابن جرير من كلم أنس بن مالك موقوفا عليه ما يقارب بعضه بإِسناد جيد‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا قتادة‪ ,‬حدثنا أنس بن مالك رضي ال عنه‪,‬‬
‫قال‪ :‬لا دعا نب ال موسى عليه السلم صاحبه إل الجل الذي كان بينهما‪ ,‬قال له صاحبه‪ :‬كل شاة‬
‫ولدت على غي لونا‪ ,‬فلك ولدها‪ ,‬فعمد موسى فرفع حبا ًل على الاء‪ ,‬فلما رأت اليال فزعت‪ ,‬فجالت‬
‫جولة‪ ,‬فولدن كلهطططن بلقا إل شاة واحدة‪ ,‬فذهطططب بأولدهطططن كلهطططن ذلك العام‪.‬‬

‫‪395‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت نَارا‬ ‫ضىَ مُو سَى ال َج َل وَ سَا َر بَِأهْلِ ِه آنَ سَ مِن جَانِ بِ الطّو ِر نَارا قَا َل لهْلِ هِ ا ْم ُكُثوَاْ ِإنّ َي آنَ سْ ُ‬ ‫** َفلَمّا َق َ‬
‫ي مِن شَاطِىءِ اْلوَادِي اليْ َمنِ‬ ‫خبَرٍ َأوْ جَ ْذ َو ٍة مّ َن النّارِ َلعَّلكُ ْم تَصْطَلُونَ * فََلمّآ َأتَاهَا نُودِ َ‬
‫ّلعَلّ َي آتِيكُ ْم ّمنْهَا بِ َ‬
‫فِي اْلُب ْقعَ ِة الْ ُمبَارَ َك ِة مِ نَ الشّجَ َرةِ أَن يَمُو َسىَ إِنّ يَ َأنَا اللّ هُ رَ بّ الْعَالَ ِميَ * َوأَ نْ أَلْ ِق عَ صَاكَ َفلَمّا رَآهَا َت ْهتَزّ‬
‫ك يَدَ كَ فِي َجْيبِ كَ‬ ‫ك مِ َن ا َلمِنِيَ * ا سْلُ ْ‬ ‫َكأَّنهَا جَآ ّن وَّلىَ مُ ْدبِرا وَلَ مْ يُ َعقّ بْ يَمُو َسىَ أَ ْقبِلْ وَ َل تَخَ فْ إِنّ َ‬
‫ك بُ ْرهَانَا ِن مِن ّربّكَ إَِلىَ ِف ْر َعوْ َن َومََلئِهِ‬‫ك مِنَ ال ّرهْبِ فَذَانِ َ‬‫ج َبيْضَآ َء مِ ْن َغيْرِ ُسوَ ٍء وَاضْمُمْ إَِليْكَ َجنَاحَ َ‬ ‫تَخْ ُر ْ‬
‫طقِيَ‬ ‫ِإنّهُمطططططططططططططططططْ كَانُواْ َقوْما فَاسطططططططططططططططط ِ‬
‫قد تقدم ف تف سي الَ ية قبل ها أن مو سى عل يه ال سلم ق ضى أ ت الجل ي وأوفاه ا وأبره ا وأكمله ما‬
‫وأتقاه ا‪ ,‬و قد ي ستفاد هذا أيضا من الَ ية الكري ة ح يث قال تعال‪{ :‬فل ما ق ضى مو سى ال جل} أي‬
‫الكمل منهما‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقال ابن أب نيح عن ماهد‪ :‬قضى عشر سني وبعدها عشرا أخر‪ ,‬وهذا‬
‫القول ل أره لغيه‪ ,‬و قد حكاه ع نه ا بن أ ب حا ت وا بن جر ير‪ ,‬فال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬و سار بأهله} قالوا‪:‬‬
‫كان موسى قد اشتاق إل بلده وأهله‪ ,‬فعزم على زيارتم ف خفية من فرعون وقومه‪ ,‬فتحمل بأهله وما‬
‫كان معه من الغنم الت وهبها له صهره‪ ,‬فسلك بم ف ليلة مطية مظلمة باردة‪ ,‬فنل منلً‪ ,‬فجعل كلما‬
‫أورى زنده ل يضيء شيئا‪ ,‬فتعجب من ذلك‪ ,‬فبينما هو كذلك {آنس من جانب الطور نارا} أي رأى‬
‫نارا تض يء على ب عد {فقال لهله امكثوا إ ن آن ست نارا} أي ح ت أذ هب إلي ها {لعلي آتي كم من ها‬
‫ببط} وذلك لنطه قطد أضطل الطريطق {أو جذوة مطن النار} أي قطعطة منهطا {لعلكطم تصططلون} أي‬
‫ت ستدفئون ب ا من البد‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فل ما أتا ها نودي من شاطىء الوادي الي ن} أي من جا نب‬
‫الوادي ما يلي البل عن يينه من ناحية الغرب‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما كنت بانب الغرب إذ قضينا إل‬
‫مو سى ال مر} فهذا م ا ير شد إل أن مو سى ق صد النار إل ج هة القبلة‪ ,‬وال بل الغر ب عن يي نه‪ ,‬والنار‬
‫وجدها تضطرم ف شجرة خضراء ف لف البل ما يلي الوادي‪ ,‬فوقف باهتا ف أمرها‪ ,‬فناداه ربه {من‬
‫ططططن الشجرة}‪.‬‬ ‫ططططة مط‬ ‫ططططة الباركط‬ ‫طططط البقعط‬ ‫طططط فط‬ ‫شاطىء الوادي الينط‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن عمرو بن مرة عن أب عبيدة عن‬
‫ع بد ال قال‪ :‬رأ يت الشجرة ال ت نودي من ها مو سى عل يه ال سلم سرة خضراء ترف‪ ,‬إ سناده مقارب‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن بعض من ل يتهم عن وهب بن منبه قال‪ :‬شجرة من العليق‪ ,‬وبعض أهل‬
‫طج‪.‬‬ ‫طن العوسط‬ ‫طاه مط‬ ‫طج‪ ,‬وعصط‬ ‫طن العوسط‬ ‫طي مط‬ ‫طج‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هط‬ ‫طن العوسط‬ ‫الكتاب يقول إناط مط‬

‫‪396‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أن يا مو سى إ ن أ نا ال رب العال ي} أي الذي ياط بك ويكل مك هو رب العال ي‬
‫الفعال لاط يشاء ل إله غيه ول رب سطواه‪ ,‬تعال وتقدس وتنه عطن ماثلة الخلوقات فط ذاتطه وصطفاته‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططبحانه‪.‬‬ ‫وأقواله وأفعاله سط‬
‫وقوله‪{ :‬وأن ألق عصاك} أي الت ف يدك كما قرره على ذلك ف قوله تعال‪{ :‬وما تلك بيمينك يا‬
‫مو سى ؟ قال هي ع صاي أتو كأ عليها وأ هش ب ا على غن مي ول فيها مآرب أخرى} والع ن أ ما هذه‬
‫عصاك الت تعرفها {ألقها فألقاها فإذا هي حية تسعى} فعرف وتقق أن الذي يكلمه هو الذي يقول‬
‫للش يء‪ :‬كن فيكون‪ ,‬ك ما تقدم بيان ذلك ف سوره طه‪ ,‬وقال هه نا‪{ :‬فل ما رآ ها ت تز} أي تضطرب‬
‫{كأنا جان ول مدبرا} أي ف حركتها السريعة مع عظم خلقتها وقوائمها‪ ,‬واتساع فمها واصطكاك‬
‫أنيابا وأضراسها‪ ,‬بيث ل تر بصخرة إل ابتلعتها‪ ,‬تنحدر ف فيها تتقعقع كأنا حادرة ف واد فعند ذلك‬
‫{ول مدبرا ول يعقب} أي ول يكن يلتفت لن طبع البشرية ينفر من ذلك‪ ,‬فلما قال ال له‪{ :‬يا‬
‫موسى أقبل ول تف إنك من الَمني} رجع فوقف ف مقامه الول‪ ,‬ث قال ال تعال‪{ :‬اسلك يدك ف‬
‫جيبك ترج بيضاء من غي سوء} أي إذا أدخلت يدك ف جيب درعك ث أخرجتها‪ ,‬فإنا ترج تتلل‬
‫ط برص‪.‬‬ ‫طن غيط‬ ‫طوء} أي مط‬ ‫ط سط‬ ‫طن غيط‬ ‫ط لعان البق‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬مط‬ ‫طر فط‬ ‫ط قطعططة قمط‬ ‫كأناط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واض مم إل يك جنا حك من الر هب} قال ما هد‪ :‬من الفزع‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬من الر عب‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم بن جرير‪ :‬ما حصل لك من خوفك من الية‪ ,‬والظاهر أن الراد أعم‬
‫من هذا‪ ,‬وهو أنه أمر عليه السلم إذا خاف من شيء أن يضم إليه جناحه من الرهب وهو يده‪ ,‬فإذا فعل‬
‫ذلك ذ هب ع نه ما يده من الوف‪ ,‬ورب ا إذا ا ستعمل أ حد ذلك على سبيل القتداء فو ضع يده على‬
‫فؤاده‪ ,‬فإ نه يزول ع نه ما يده أو ي ف إن شاء ال تعال و به الث قة‪ .‬قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن‬
‫السي‪ ,‬حدثنا الربيع بن ثعلب الشيخ صال‪ ,‬أخبنا أبو إساعيل الؤدب عن عبد ال بن مسلم عن ماهد‬
‫قال‪ :‬كان موسى عليه السلم قد ملىء قلبه رعبا من فرعون‪ ,‬فكان إذا رآه قال‪ :‬اللهم إن أدرأ بك ف‬
‫نره‪ ,‬وأعوذ بك من شره‪ ,‬فنع ال ما كان ف قلب موسى عليه السلم‪ ,‬وجعله ف قلب فرعون‪ ,‬فكان‬
‫إذا رآه بال كمطططططططططططططططططططططططططططططططا يبول المار‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فذانك برهانان من ربك} يعن إلقاء العصا وجعلها حية تسعى وإدخاله يده ف جيبه‬
‫فتخرج بيضاء من غ ي سوء‪ ,‬دليلن قاطعان واضحان على قدرة الفا عل الختار‪ ,‬وصحة نبوة من جرى‬
‫هذا الارق على يد يه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إل فرعون وملئه} أي وقو مه من الرؤ ساء وال كباء والتباع‬
‫طه‪.‬‬
‫طة ال‪ ,‬مالفي ط لمره ودينط‬ ‫طن طاعط‬ ‫طقي} أي خارجي ط عط‬ ‫{إنم ط كانوا قوما فاسط‬
‫‪397‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت ِمْنهُمْ نَفْسا َفأَخَافُ أَن َيقْتُلُونِ * َوأَخِي هَارُو ُن ُهوَ أَ ْفصَ ُح ِمنّي لِسَانا َفأَ ْرسِلْ ِه َم ِعيَ‬
‫** قَالَ رَبّ ِإنّي َقتَ ْل ُ‬
‫جعَلُ َلكُمَا سُ ْلطَانا َفلَ يَ صِلُونَ‬ ‫رِدْءا يُ صَدُّقنِي ِإنّ يَ أَخَا فُ أَن ُيكَ ّذبُو نِ * قَالَ َسنَشُ ّد عَضُدَ َك ِبأَخِي كَ َونَ ْ‬
‫إَِليْكُمَططططا بِآيَاتِنَططططآ أَنتُمَططططا َومَنطططططِ اّتَبعَكُمَططططا اْلغَاِلبُونطططططَ‬
‫لا أمره ال تعال بالذهاب إل فرعون الذي إنا خرج من ديار مصر فرارا منه وخوفا من سطوته {قال‬
‫رب إن قتلت منهم نفسا} يع ن ذلك القبطي {فأخاف أن يقتلون} أي إذا رأون {وأخي هارون هو‬
‫أفصح من لسانا} وذلك أن موسى عليه السلم كان ف لسانه لثغة بسبب ما كان تناول تلك المرة‬
‫حي خي بينها وبي التمرة أو الدرة‪ ,‬فأخذ المرة فوضعها على لسانه‪ ,‬فحصل فيه شدة ف التعبي‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬واحلل عقدة من ل سان يفقهوا قول * واج عل ل وزيرا من أهلي هارون أ خي اشدد به أزري‬
‫وأشركه ف أمري} أي يؤنسن فيما أمرتن به من هذا القام العظيم‪ ,‬وهو القيام بأعباء النبوة والرسالة إل‬
‫هذا اللك التكب البار العنيد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وأخي هارون هو أفصح من لسانا فأرسله معي ردءا} أي‬
‫وزيرا ومعينا ومقويا لمري‪ ,‬ي صدقن في ما أقوله وأ خب به عن ال عز و جل‪ ,‬لن خب الثن ي أن ع ف‬
‫النفوس مطططططن خطططططب الواحطططططد‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إنططططط أخاف أن يكذبون}‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق {ردءا يصدقن} أي يبي لم عن ما أكلمهم به‪ ,‬فإنه يفهم عن ما ل يفهمون‪,‬‬
‫فلما سأل ذلك موسى قال ال تعال‪{ :‬سنشد عضدك بأخيك} أي سنقوي أمرك‪ ,‬ونعز جانبك بأخيك‬
‫الذي سألت له أن يكون نبيا م عك‪ ,‬ك ما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬قد أوتيت سؤلك يا موسى} وقال‬
‫تعال‪{ :‬ووهبنا له من رحتنا أخاه هارون نبيا} ولذا قال بعض السلف‪ :‬ليس أحد أعظم منة على أخيه‬
‫من موسى على هارون عليهما السلم‪ ,‬فإنه شفع فيه حت جعله ال نبيا ورسو ًل معه إل فرعون وملئه‪,‬‬
‫ولذا قال تعال فططططط حطططططق موسطططططى {وكان عنطططططد ال وجيها}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ونعل لكما سلطانا} أي حجة قاهرة {فل يصلون إليكما بآياتنا} أي ل سبيل لم إل‬
‫الوصول إل أذاكما بسبب إبلغكما آيات ال‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من‬
‫ربك ط إل قوله ط وال يعصمك من الناس} وقال تعال‪{ :‬الذين يبلغون رسالت ال ط إل قوله ط‬
‫وكفى بال حسيبا} أي وكفى بال ناصرا ومعينا ومؤيدا‪ ,‬ولذا أخبها أن العاقبة لما ولن اتبعهما ف‬
‫الدنيطا والَخرة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أنتمطا ومطن اتبعكمطا الغالبون} كمطا قال تعال‪{ :‬كتطب ال لغلبط أنطا‬
‫ورسلي إن ال قوي عزيز} وقال تعال‪{ :‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا} إل آخر الَية‪,‬‬

‫‪398‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ووجه ابن جرير على أن العن‪ :‬ونعل لكما سطانا فل يصلون إليكما‪ ,‬ث يبتدىء فيقول‪{ :‬بآياتنا أنتما‬
‫ومن اتبعكما الغالبون} تقديره أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا‪ ,‬ول شك أن هذا العن صحيح‪ ,‬وهو‬
‫حاصطططططل مطططططن التوجيطططططه الول‪ ,‬فل حاجطططططة إل هذا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ح ٌر ّمفْتَرًى َومَا سَ ِم ْعنَا ِبهَـذَا ِفيَ آبَآِئنَا الوّلِيَ‬ ‫** َفلَمّا جَآ َءهُم مّوسَ َى بِآيَاتِنَا َبّينَاتٍ قَالُوْا مَا هَـذَآ إِلّ سِ ْ‬
‫ى مِ ْن عِندِ هِ َومَن تَكُو نُ لَ ُه عَاِقَبةُ الدّارِ ِإنّ هُ َل ُيفْلِ حُ الظّالِمُو نَ‬
‫* وَقَا َل مُو سَىَ َربّ يَ َأعْلَ ُم بِمَن جَآ َء بِاْلهُدَ َ‬
‫يب تعال عن ميء موسى وأخيه هارون إل فرعون وملئه وعرضه ما آتاها ال من العجزات الباهرة‪,‬‬
‫والدللة القاهرة على صدقهما في ما أ خبا به عن ال عز و جل من توحيده واتباع أوامره‪ ,‬فل ما عا ين‬
‫فرعون وملؤه ذلك وشاهدوه وتققوه‪ ,‬وأيقنوا أنطه مطن عنطد ال‪ ,‬عدلوا بكفرهطم وبغيهطم إل العناد‬
‫والباهتة‪ ,‬وذلك لطغيانم وتكبهم عن اتباع الق فقالوا {ما هذا إل سحر مفترى} أي مفتعل مصنوع‪,‬‬
‫وأرادوا معارضتططططططه باليلة والاه فمططططططا صططططططعد معهططططططم ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وما سعنا بذا ف آبائنا الولي} يعنون عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬يقولون‪ :‬ما رأينا أحدا‬
‫من آبائنا على هذا الد ين‪ ,‬ول ن َر الناس إل يشركون مع ال آلة أخرى‪ ,‬فقال موسى عليه السلم ميبا‬
‫لم {رب أعلم بن جاء بالدى من عنده} يعن من ومنكم‪ ,‬وسيفصل بين وبينكم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومن‬
‫تكون له عاق بة الدار} أي من الن صرة والظ فر والتأي يد {إ نه ل يفلح الظالون} أي الشركون بال عز‬
‫وجطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬

‫ل مَا عَلِمْ تُ َلكُ مْ مّ نْ إِلَـهٍ َغيْرِي َفَأوْقِدْ لِي َيهَامَا ُن عَلَى ال ّطيِ فَا ْجعَل لّي‬ ‫** وَقَالَ فِ ْر َعوْ ُن َيأَّيهَا الْم ُ‬
‫صَرْحا ّلعَلّ يَ َأطّلِ عُ إِلَىَ إِلَـ ِه مُو سَ َى َوِإنّي لظُنّ ُه مِ َن الْكَا ِذبِيَ * وَا سَْت ْكبَ َر ُهوَ وَ ُجنُودُ هُ فِي الرْ ضِ ِب َغيْرِ‬
‫الْحَقّ وَ َظّنوَاْ َأّنهُمْ إَِلْينَا َل يُرْ َجعُونَ * َفأَ َخ ْذنَاهُ وَ ُجنُودَهُ َفَنبَ ْذنَاهُمْ فِي اْليَمّ فَان ُظرْ َكيْفَ كَا َن عَاِقَبةُ الظّالِ ِميَ‬
‫* وَ َجعَ ْلنَاهُمْ َأئِ ّم ًة يَ ْدعُونَ إِلَى النّا ِر َوَيوْ َم اْلقِيا َمةِ َل يُنصَرُونَ * َوَأتَْب ْعنَاهُم فِي هَذِهِ ال ّدنْيَا َل ْعَنةً َوَيوْمَ ال ِقيَا َمةِ‬
‫ط الْ َم ْقبُوحِيَطططططططططططط‬ ‫ط مّنططططططططططط َ‬ ‫هُمططططططططططط ْ‬
‫يب تعال عن كفر فرعون وطغيانه وافترائه ف دعواه اللية لنفسه القبيحة لعنه ال‪ ,‬كما قال ال تعال‪:‬‬
‫{فاستخف قومه فأطاعوه} الَية‪ ,‬وذلك لنه دعاهم إل العتراف له باللية‪ ,‬فأجابوه إل ذلك بقلة‬
‫عقولم وسخافة أذهانم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬يا أيها الل ما علمت لكم من إله غيي} وقال تعال إخبارا عنه‪:‬‬
‫‪399‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{فح شر فنادى * فقال أنا ربكم العلى * فأخذه ال نكال الَخرة والول * إن ف ذلك لعبة ل ن‬
‫ي شى} يع ن أ نه ج ع قو مه‪ ,‬ونادى في هم ب صوته العال م صرحا ل م بذلك‪ ,‬فأجابوه سامعي مطيع ي‪,‬‬
‫ولذا انت قم ال تعال م نه‪ ,‬فجعله عبة لغيه ف الدن يا والَخرة‪ ,‬وح ت إ نه وا جه مو سى الكل يم بذلك‪,‬‬
‫فقال‪{ :‬لئن اتذت إلا غيي لجعلنطططططططك مطططططططن السطططططططجوني}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬فأو قد ل يا هامان على الط ي فاج عل ل صرحا لعلي أطلع إل إله مو سى} يع ن أ مر وزيره‬
‫هامان ومدبر رعي ته ومش ي دول ته أن يو قد له على الط ي‪ ,‬يع ن يت خذ له آجرا لبناء ال صرح وهوالق صر‬
‫النيطف الرفيطع العال‪ ,‬كمطا قال فط الَيطة الَخرى‪{ :‬وقال فرعون يطا هامان ابطن ل صطرحا لعلي أبلغ‬
‫السباب أسباب السموات فأطلع إل إله موسى وإن لظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد‬
‫عن السبيل وما كيد فرعون إل ف تباب} وذلك لن فرعون بن هذا الصرح الذي ل يرَ ف الدنيا بناء‬
‫أعلى منه‪ ,‬إنا أراد بذا أن يظهر لرعيته تكذيب موسى فيما زعمه من دعوى إله غي فرعون‪ ,‬ولذا قال‪:‬‬
‫{وإن لظنه من الكاذبي} أي ف قوله‪ :‬إن ث ربا غيي‪ ,‬ل أنه كذبه ف أن ال تعال أرسله لنه ل يكن‬
‫يعترف بوجود الصطانع جطل وعل‪ ,‬فإنطه قال‪{ :‬ومطا رب العاليط ؟} وقال‪{ :‬لئن اتذت إلا غيي‬
‫لجعل نك من ال سجوني} وقال { يا أي ها الل ما عل مت ل كم من إله غيي} وهذا قول ا بن جر ير‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واسطتكب هطو وجنوده فط الرض بغيط القط وظنوا أنمط إلينطا ل يرجعون} أي طغوا‬
‫وتبوا‪ ,‬وأكثروا ف الرض الفساد‪ ,‬واعتقدوا أنه ل قيامة ول معاد {فصب عليهم ربك سوط عذاب‬
‫إن ربك لبالرصاد} ولذا قال تعال ههنا‪{ :‬فأخذناه وجنوده فنبذناهم ف اليم} أي أغرقناهم ف البحر‬
‫ف صبيحة واحدة‪ ,‬فلم يب َق من هم أحد {فان ظر كيف كان عاقبة الظال ي * وجعلناهم أئمة يدعون إل‬
‫النار} أي ل ن سلك وراء هم وأ خذ بطريقت هم ف تكذ يب الر سل وتعط يل ال صانع {ويوم القيا مة ل‬
‫ينصرون} أي فاجتمع عليهم خزي الدنيا موصولً بذل الَخرة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أهلكناهم فل ناصر‬
‫ل م}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأتبعنا هم ف هذه الدن يا لع نة} أي وشرع ال لعنت هم ولع نة ملك هم فرعون على‬
‫ألسنة الؤمني من عباده التبعي لرسله‪ ,‬كما أنم ف الدنيا ملعونون على ألسنة النبياء وأتباعهم كذلك‬
‫{ويوم القيامة هم من القبوحي} قال قتادة‪ :‬وهذه الَية كقوله تعال‪{ :‬وأتبعوا ف هذه لعنة ويوم القيامة‬
‫بئس الرفطططططططططططططططططططططططططططططططططططد الرفود}‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب مِن َبعْ ِد مَآ َأهَْلكْنَا اْلقُرُو َن الُوَل َى بَ صَآئِرَ لِلنّا سِ َوهُدًى وَ َرحْ َمةً ّلعَّلهُ مْ‬
‫** وََلقَ ْد آَتيْنَا مُو سَى اْل ِكتَا َ‬
‫َيتَذَكّرُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يب تعال عما أنعم به على عبده ورسوله موسى الكليم‪ ,‬عليه من ربه أفضل الصلة والتسليم‪ ,‬من‬
‫إنزال التوارة عليه بعد ما أهلك فرعون ومله‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬من بعد ما أهلكنا القرون الول} يعن أنه‬
‫بعد إنزال التوارة ل يعذب أمة بعامة بل أمر الؤمني أن يقاتلوا أعداء ال من الشركي‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{وجاء فرعون ومن قبله والؤتفكات بالاطئة * فعصوا رسول ربم فأخذهم أخذة رابية} وقال ابن‬
‫جر ير‪ :‬حدث نا ا بن بشار‪ ,‬حدث نا م مد وع بد الوهاب قال‪ :‬حدث نا عوف عن أ ب نضرة عن أ ب سعيد‬
‫الدري قال‪ :‬ما أهلك ال قوما بعذاب من ال سماء ول من الرض ب عد ما أنزلت التوارة على و جه‬
‫الرض غي أهل القرية الذين مسخوا قردة بعد موسى‪ ,‬ث قرأ {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما‬
‫أهلكنا القرون الول} الَية‪ ,‬ورواه ابن أب حات من حديث عوف بن أب جيلة العراب بنحوه‪ ,‬وهكذا‬
‫رواه أبو بكر البزار ف مسنده عن عمرو بن علي الفلس عن يي القطان عن عوف عن أب نضرة‪ ,‬عن‬
‫أب سعيد موقوفا‪ ,‬ث رواه عن نصر بن علي عن عبد العلى عن عوف‪ ,‬عن أب نضرة عن أب سعيد‬
‫رفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما أهلك ال قوما بعذاب من السماء ول من الرض إل قبل‬
‫مو سى» ث قرأ {ول قد آتي نا مو سى الكتاب من ب عد ما أهلك نا القرون الول} الَ ية‪ .‬وقوله‪{ :‬ب صائر‬
‫للناس وهدى ورحةط} أي مطن العمطى والغطي‪ ,‬وهدى إل القط ورحةط‪ ,‬أي إرشادا إل العمطل الصطال‬
‫ططببه‪.‬‬ ‫ططه ويهتدون بسط‬ ‫ططل الناس يتذكرون بط‬ ‫ططم يتذكرون} أي لعط‬ ‫{لعلهط‬

‫ضْينَآ إَِلىَ مُو سَى المْ َر َومَا كنتَ مِ نَ الشّاهِدِي نَ * وََل ِكنّآ أَنشَ ْأنَا ُقرُونا‬ ‫** َومَا كُنتَ بِجَانِبِ اْلغَ ْربِ يّ إِذْ َق َ‬
‫َفتَطَاوَ َل عََلْيهِ ُم اْلعُمُ ُر َومَا كُن تَ ثَاوِيا فِ يَ َأهْلِ مَ ْديَ َن َتتْلُو عََلْيهِ ْم آيَاِتنَا وََلكِنّا ُكنّا مُرْ ِسلِيَ * َومَا ُكنْ تَ‬
‫بِجَانِبِ الطّورِ إِذْ نَا َدْينَا وَلَـكِن ّرحْ َم ًة مّن ّربّكَ ِلتُنذِرَ َقوْما مّآ أَتَاهُم مّن نّذِي ٍر مّن َقْبلِكَ َلعَّلهُ ْم َيتَذَكّرُونَ‬
‫ك َونَكُونَ‬ ‫* وََلوْل أَن تُصِيَبهُم مّصِيَب ٌة بِمَا قَ ّدمَتْ أَيْدِيهِمْ َفَيقُولُواْ َرّبنَا َلوْل أَرْسَ ْلتَ إَِلْينَا رَسُولً َفَنّتبِعَ آيَاتِ َ‬
‫ط الْ ُم ْؤمِنِيَططططططططططططططططططط‬ ‫مِنطططططططططططططططططط َ‬
‫يقول تعال منبها على برهان نبوة م مد صلى ال عل يه و سلم ح يث أ خب بالغيوب الاض ية خبا كأن‬
‫سامعه شاهد وراء لا تقدم‪ ,‬وهو رجل أمي ل يقرأ شيئا من الكتب‪ ,‬نشأ بي قوم ل يعرفون شيئا من‬
‫ذلك‪ ,‬كما أنه لا أخبه عن مري وما كان من أمرها قال تعال‪{ :‬وما كنت لديهم إذ يلقون أقلمهم‬

‫‪401‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيهم يكفل مري وما كنت لديهم إذ يتصمون} الَية‪ ,‬أي وما كنت حاضرا لذلك‪ ,‬ولكن ال أوحاه‬
‫إليك‪ ,‬وهكذا لا أخبه عن نوح وقومه‪ ,‬وما كان من إناء ال له وإغراق قومه‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬تلك من‬
‫أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ول قومك من قبل هذا فاصب إن العاقبة للمتقي} الَية‪,‬‬
‫وقال ف آخر السورة {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك} وقال بعد ذكر قصة يوسف {ذلك من أنباء‬
‫الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجعوا أمرهم وهم يكرون} الَية‪ ,‬وقال ف سورة طه‪{ :‬كذلك‬
‫نقص عليك من أنباء ما قد سبق} الَية‪ ,‬وقال ههنا بعد ما أخب عن قصة موسى من أولا إل آخرها‪,‬‬
‫وكيف كان ابتداء إياء ال إليه وتكليمه له {وما كنت بانب الغرب إذ قضينا إل موسى المر} يعن ما‬
‫كنت يا ممد بانب البل الغرب الذي كلم ال موسى من الشجرة الت هي شرقية على شاطىء الوادي‬
‫{وما كنت من الشاهدين} لذلك ولكن ال سبحانه وتعال أوحى إليك ذلك‪ ,‬ليكون حجة وبرهانا‬
‫على قرون قطد تطاول عهدهطا‪ ,‬ونسطوا حجطج ال عليهطم ومطا أوحاه إل النطبياء التقدميط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما كنت ثاويا ف أهل مدين تتلو عليهم آياتنا} أي وما كنت مقيما ف أهل مدين تتلو‬
‫عليهم آياتنا حي أخبت عن نبيها شعيب وما قال لقومه وما ردوا عليه {ولكنا كنا مرسلي} أي ولكن‬
‫ن ن أوحي نا إل يك ذلك وأر سلناك إل الناس ر سولً {و ما ك نت با نب الطور إذ نادي نا} قال أ بو ع بد‬
‫الرحن النسائي ف التفسي من سننه‪ :‬أخبنا علي بن حجر‪ ,‬أخبناعيسى بن يونس عن حزة الزيات عن‬
‫العمش‪ ,‬عن علي بن مدرك عن أب زرعة عن أب هريرة رضي ال عنه {وما كنت بانب الطور إذ‬
‫نادينا} قال‪ :‬نودوا أن‪ :‬يا أمة ممد أعطيتكم قبل أن تسألون‪ ,‬وأجبتكم قبل أن تدعون‪ ,‬وهكذا رواه‬
‫ابن جرير وابن أب حات من حديث جاعة عن حزة وهو ابن حبيب الزيات‪ ,‬عن العمش‪ .‬ورواه ابن‬
‫جرير من حديث وكيع ويي بن عيسى عن العمش‪ ,‬عن علي بن مدرك عن أب زرعة وهو ابن عمرو‬
‫بطططططن جريطططططر أنطططططه قال ذلك مطططططن كلمطططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان {وما كنت بانب الطور إذ نادينا} أمتك ف أصلب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا‬
‫بعثت‪ .‬وقال قتادة {وما كنت بانب الطور إذ نادينا} موسى وهذا ط وال أعلم ط أشبه بقوله تعال‪:‬‬
‫{وما كنت بانب الغرب إذ قضينا إل موسى المر} ث أخب ههنا بصيغة أخرى أخص من ذلك وهو‬
‫النداء‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإذ نادى ربك موسى} وقال تعال‪{ :‬إذ ناداه ربه بالواد القدس طوى} وقال‬
‫تعال‪{ :‬وناديناه مطططططططن جانطططططططب الطور الينططططططط وقربناه نيا}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول كن رح ة من ربك} أي ما كنت مشاهدا لش يء من ذلك‪ ,‬ول كن ال تعال أوحاه‬
‫إليك وأخبك به رحة منه بك وبالعباد وبإرسالك إليهم {لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم‬
‫‪402‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتذكرون} أي لعلهم يهتدون با جئتهم به من ال عز وجل {ولول أن تصيبهم مصيبة با قدمت أيديهم‬
‫فيقولوا ربنا لول أرسلت إلينا رسولً} الَية‪ ,‬أي وأرسلناك إليهم لتقيم عليهم الجة‪ ,‬ولينقطع عذرهم‬
‫إذا جاءهم عذاب من ال بكفرهم‪ ,‬فيحتجوا بأن م ل يأت م ر سول ول نذير‪ ,‬ك ما قال تعال ب عد ذكره‬
‫إنزال كتابه البارك وهو القرآن {أن تقولوا إنا أنزل الكتاب على طائفتي من قبلنا وإن كنا عن دراستهم‬
‫لغافليط * أو تقولوا لو أنطا أنزل علينطا الكتاب لكنطا أهدى منهطم فقطد جاءكطم بينطة مطن ربكطم وهدى‬
‫ورحة} وقال تعال‪{ :‬رسلً مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة بعد الرسل} وقال تعال‪:‬‬
‫{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبي لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشي ول نذير‬
‫فقططططد جاءكططططم بشيطططط ونذيططططر} الَيططططة‪ ,‬والَيات فطططط هذا كثية‪.‬‬

‫** َفلَمّا جَآ َءهُ مُ الْحَ ّق مِ ْن عِن ِدنَا قَالُواْ َلوْل أُوتِ يَ ِمثْ َل مَآ أُوتِ َي مُو سَىَ َأوَلَ ْم َيكْفُرُوْا بِمَآ أُوتِ َي مُو سَ َى مِن‬
‫ى ِمْنهُمَآ َأّتبِعْ هُ‬‫ب مّ ْن عِندِ اللّ هِ هُوَ َأهْدَ َ‬ ‫َقبْلُ قَالُواْ سِحْرَا ِن تَظَاهَرَا وَقَالُواْ ِإنّا ِبكُلّ كَاِفرُو نَ * قُلْ َف ْأتُواْ ِب ِكتَا ٍ‬
‫ض ّل مِمّ نْ اّتبَ َع َهوَا هُ بِ َغيْرِ‬
‫ستَجِيبُواْ لَ كَ فَاعَْل مْ َأنّمَا َيتِّبعُو نَ َأ ْهوَآ َءهُ ْم َومَ نْ أَ َ‬
‫إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * فَإِن لّ ْم يَ ْ‬
‫ُونط‬
‫ُمط َيتَذَكّر َ‬ ‫ُمط اْل َقوْلَ َلعَّله ْ‬
‫َصطْلنَا َله ُ‬
‫ْمط الظّالِمِي َ * وََلقَ ْد و ّ‬ ‫ّهط َل َيهْدِي اْل َقو َ‬‫ِنط الل َ‬
‫ّهط إ ّ‬
‫ّنط الل ِ‬
‫هُدًى م َ‬
‫يقول تعال مبا عن القوم الذين لو عذبم قبل قيام الجة عليهم‪ ,‬لحتجوا بأنم ل يأتم رسول أنم‬
‫لا جاءهم الق من عنده على لسان ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قالوا على وجه التعنت والعناد والكفر‬
‫والهل واللاد {لول أوت مثل ما أوت موسى} الَية‪ ,‬يعنون ط وال أعلم ط من الَيات كثية مثل‬
‫الع صا وال يد والطوفان والراد والق مل والضفادع والدم وتنق يص الزروع والثمار‪ ,‬م ا يض يق على أعداء‬
‫ال‪ ,‬وكفلق البحطر وتظليطل الغمام وإنزال النط والسطلوى إل غيط ذلك مطن الَيات الباهرة‪ ,‬والجطج‬
‫القاهرة‪ ,‬ال ت أجرا ها ال تعال على يدي مو سى عل يه ال سلم ح جة وبرهانا له على فرعون وملئه وب ن‬
‫إسطرائيل‪ ,‬و مع هذا كله ل ين جع ف فرعون وملئه‪ ,‬بل كفروا بوسطى وأخيطه هارون‪ ,‬ك ما قالوا ل ما‬
‫{أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبياء ف الرض وما نن لكما بؤمني} وقال‬
‫تعال‪{ :‬فكذبوها فكانوا من الهلكي} ولذا قال ههنا‪{ :‬أو ل يكفروا با أوت موسى من قبل} أي أو‬
‫ل يك فر الب شر ب ا أو ت موسى من تلك الَيات العظيمة {قالوا سحران تظاهرا} أي تعاونا {وقالوا إنا‬
‫ب كل كافرون} أي ب كل منه ما كافرون‪ ,‬ولشدة التلزم والت صاحب والقار بة ب ي مو سى وهارون‪ ,‬دل‬
‫طططططر‪:‬‬ ‫طططططا قال الشاعط‬ ‫طططططر‪ ,‬كمط‬ ‫ططططط على الَخط‬ ‫طططططر أحدهاط‬ ‫ذكط‬

‫‪403‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فمططططا أدري إذا يمططططت أرضاأريططططد اليطططط أيهمططططا يلينطططط‬
‫أي فما أدري يلين الي أو الشر‪ .‬قال ماهد بن جب‪ :‬أمرت اليهود قريشا أن يقولوا لحمد صلى ال‬
‫عل يه و سلم ذلك‪ ,‬فقال ال‪{ :‬أو ل يكفروا ب ا أو ت مو سى من ق بل قالوا ساحران تظاهرا} قال يع ن‬
‫موسى وهارون صلى ال عليهما وسلم {تظاهرا} أي تعاونا وتناصرا وصدق كل منهما الَخر ؟ وبذا‬
‫قال سعيد بن جبي وأبو رزين ف قوله {ساحران} يعنون موسى وهارون‪ ,‬وهذا قول جيد قوي‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقال مسلم بن يسار عن ابن عباس {قالوا ساحران تظاهرا} قال‪ :‬يعنون موسى وممدا صلى ال‬
‫عليهما وسلم‪ ,‬وهذه رواية السن البصري‪ .‬وقال السن وقتادة‪ :‬يعن عيسى وممدا صلى ال عليهما‬
‫وسطططلم‪ ,‬وهذا فيطططه بعطططد‪ ,‬لن عيسطططى ل يرططط له ذكطططر ههنطططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأما من قرأ {سحران تظاهرا} فقال علي بن أب طلحة والعوف عن ابن عباس‪ :‬يعنون التوارة والقرآن‪,‬‬
‫وكذا قال عاصم الندي والسدي وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ .‬قال السدي‪ :‬يعن صدق كل واحد‬
‫منهما الَخر‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬يعنون التوارة والنيل‪ ,‬وهو رواية عن أب زرعة‪ ,‬واختاره ابن جرير‪ .‬وقال‬
‫الضحاك وقتادة‪ :‬الن يل والقرآن‪ ,‬وال سبحانه وتعال أعلم بال صواب‪ ,‬والظا هر على قراءة { سحران}‬
‫أنمط يعنون التوارة والقرآن‪ ,‬لنطه قال بعده‪{ :‬قطل فأتوا بكتاب مطن عنطد ال هطو أهدى منهمطا أتبعطه}‬
‫وكثيا ما يقرن ال بي التوارة والقرآن‪ ,‬كما ف قوله تعال‪{ :‬قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى‬
‫نورا وهدى للناس ط إل أن قال ط وهذا كتاب أنزلناه مبارك} وقال ف آخر السورة‪{ :‬ث آتينا موسى‬
‫الكتاب تاما على الذي أحسططن} الَيططة‪ ,‬وقال‪{ :‬وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكططم‬
‫ترحون} وقال الن {إنا سعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لن بي يديه} وقال ورقة بن نوفل‪:‬‬
‫هذا الناموس الذي أنزل على موسطى‪ .‬وقطد علم بالضرورة لذوي اللباب أن ال تعال ل ينل كتابا مطن‬
‫السماء فيما أنزل من الكتب التعددة على أنبيائه أكمل ول أشل ول)أفصح ول أع ظم ول أشرف من‬
‫الكتاب الذي أنزل على م مد صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬و هو القرآن‪ ,‬وبعده ف الشرف والعظ مة الكتاب‬
‫الذي أنزله على موسى بن عمران عليه السلم‪ ,‬وهو الكتاب الذي قال ال فيه‪{ :‬إنا أنزلنا التوراة فيها‬
‫هدى ونور يكم با النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والحبار با استحفظوا من كتاب ال‬
‫ل لبعض ما حرم على بن إسرائيل‪ ,‬ولذا قال‬ ‫وكانوا عليه شهداء} والنيل إنا أنزل متمما للتوراة‪ ,‬وم ً‬
‫تعال‪{ :‬قل فأتوا بكتاب من عند ال هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقي} أي فيما تدافعون به الق‬
‫وتعارضون به من الباطل‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬فإن ل يستجيبوا لك} أي فإن ل ييبوك عما قلت لم‪ ,‬ول‬

‫‪404‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتبعوا الق {فاعلم أنا يتبعون أهواءهم} أي بل دليل ول حجة {ومن أضل من اتبع هواه بغي هدى‬
‫مططن ال} أي بغيطط حجططة مأخوذة مططن كتاب ال {إن ال ل يهدي القوم الظاليطط}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول قد و صلنا ل م القول} قال ما هد‪ :‬ف صلنا ل م القول‪ .‬وقال ال سدي‪ :‬بي نا ل م القول‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬يقول تعال‪ :‬أخبهم كيف صنع بن مضى‪ ,‬وكيف هو صانع {لعلهم يتذكرون} قال ماهد‬
‫وغيه {وصلنا لم} يعن قريشا‪ ,‬وهذا هو الظاهر‪ ,‬لكن قال حاد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن يي‬
‫بن جعدة عن رفاعة‪ ,‬رفاعة هذا هو ابن قرظة القرظي‪ ,‬وجعله ابن مندة‪ :‬رفاعة بن شوال خال صفية‬
‫بنت حيي وهو الذي طلق تيمة بنت وهب الت تزوجها بعده عبد الرحن بن الزبي بن باطا‪ ,‬كذا ذكره‬
‫ابن الثي ط قال‪ :‬نزلت {ولقد وصلنا لم القول} ف عشرة أنا أحدهم‪ ,‬رواه ابن جرير وابن أب حات‬
‫طططططططططططططططططططه‪.‬‬ ‫طططططططططططططططططططن حديثط‬ ‫مط‬

‫** الّذِي َن آتَْينَاهُ ُم اْلكِتَا بَ مِن َقبْلِ ِه هُم بِ هِ ُيؤْ ِمنُو نَ * َوإِذَا يُتَْل َى عََلْيهِ مْ قَاُل َواْ آ َمنّا بِ هِ ِإنّ هُ الْحَ ّق مِن ّرّبنَآ إنّا‬
‫سَن ِة ال سّّيَئ َة َومِمّا‬
‫صبَرُواْ َويَ ْد َرؤُ َن بِالْحَ َ‬ ‫كُنّا مِن َقْبلِ ِه مُ سْلِ ِميَ * ُأوْلَ ـئِكَ ُي ْؤتُو نَ أَ ْجرَهُم مّ ّرَتيْ نِ بِمَا َ‬
‫ل ٌم عََلْيكُ مْ لَ‬‫رَزَ ْقنَاهُ مْ يُن ِفقُو نَ * َوإِذَا سَ ِمعُواْ الّل ْغوَ َأعْرَضُواْ َعنْ ُه وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُ مْ َأعْمَاُلكُ مْ َس َ‬
‫َنبْتَغِططططططططططططططططططي الْجَاهِلِيَطططططططططططططططططط‬
‫ي ب تعال عن العلماء الولياء من أهل الكتاب أنم يؤمنون بالقرآن‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬الذين آتيناهم‬
‫الكتاب يتلونه حق تلوته أولئك يؤمنون به} وقال تعال‪{ :‬وإن من أهل الكتاب لن يؤمن بال وما أنزل‬
‫إلي كم و ما أنزل إلي هم خاشع ي ل} وقال تعال‪{ :‬إن الذ ين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى علي هم يرون‬
‫للذقان سجدا ويقولون سطبحان رب نا إن كان و عد رب نا لفعولً} وقال تعال‪{ :‬ولتجدن أقرب م مودة‬
‫للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ط إل قوله ط فاكتبنا مع الشاهدين}‪ .‬قال سعيد بن جبي‪ :‬نزلت ف‬
‫سبعي من الق سيسي بعث هم النجا شي‪ ,‬فل ما قدموا على ال نب صلى ال عل يه و سلم قرأ علي هم { يس‬
‫والقرآن الكيم} حت ختمها‪ ,‬فجعلوا يبكون وأسلموا‪ ,‬ونزلت فيهم هذه الَية الخرى {الذين آتيناهم‬
‫الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى علي هم قالوا آم نا به إ نه ال ق من رب نا إ نا ك نا من قبله‬
‫مسلمي} يعن من قبل هذا القرآن كنا مسلمي‪ ,‬أي موحدين ملصي ل مستجيبي له‪ .‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{أولئك يؤتون أجرهم مرتي با صبوا} أي هؤلء التصفون بذه الصفة الذين آمنوا بالكتاب الول ث‬
‫الثان‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬با صبوا} أي على اتباع الق‪ ,‬فإن تشم مثل هذا شديد على النفوس‪ ,‬وقد ورد‬

‫‪405‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف ال صحيح من حد يث عا مر الش عب عن أ ب بردة عن أ ب مو سى الشعري ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ثلثة يؤتون أجرهم مرتي‪ :‬رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ث آمن‬
‫ب‪ ,‬وع بد ملوك أدى حق ال و حق موال يه‪,‬ور جل كا نت له أ مة‪ ,‬فأدب ا فأح سن تأديب ها‪ ,‬ث أعتق ها‬
‫فتزوجها»‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إسحاق السيلحين‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن سليمان بن عبد‬
‫الرحن عن القاسم بن أب أمامة قال‪ :‬إن لتحت راحلة رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الفتح‪ ,‬فقال‬
‫قولً حسنا جيلً‪ ,‬وقال فيما قال‪« :‬من أسلم من أهل الكتابي فله أجره مرتي وله ما لنا وعليه وما علينا‬
‫ومططن أسططلم مططن الشركيطط فله أجره وله مططا لنططا وعليططه مططا علينططا»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويدرءون بالسنة ال سيئة} أي ل يقابلون السيء بثله‪ ,‬ولكن يعفون ويصفحون {وم ا‬
‫رزقنا هم ينفقون} أي و من الذي رزق هم من اللل ينفقون على خلق ال ف النفقات الواج بة لهلي هم‬
‫وأقاربمط‪ ,‬والزكاة الفروضطة والسطتحبة مطن التطوعات وصطدقات النفطل والقربات‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإذا‬
‫سعوا الل غو أعرضوا ع نه} أي ل يالطون أهله ول يعاشرون م‪ ,‬بل ك ما قال تعال‪{ :‬وإذا مروا بالل غو‬
‫مروا كراما} {وقالوا ل نا أعمال نا ول كم أعمال كم سلم علي كم ل نبت غي الاهل ي} أي إذا سفه علي هم‬
‫سفيه وكلمهم با ل يليق بم الواب عنه‪ ,‬أعرضوا عنه ول يقابلوه بثله من الكلم القبيح‪ ,‬ول يصدر‬
‫عن هم إل كلم ط يب‪ ,‬ولذا قال عن هم إن م قالوا {ل نا أعمال نا ول كم أعمال كم سلم علي كم ل نبت غي‬
‫الاهليططططط} أي ل نريطططططد طريطططططق الاهليططططط ول نبهطططططا‪.‬‬
‫قال ممد بن إسحاق ف السية‪ :‬ث قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بكة عشرون رجلً‬
‫أو قريب من ذلك من النصارى حي بلغهم خبه من البشة‪ ,‬فوجدوه ف السجد‪ ,‬فجلسوا إليه وكلموه‬
‫وساءلوه‪ ,‬ورجال من قريش ف أنديتهم حول الكعبة‪ ,‬فلما فرغوا من مساءلة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عما أرادوا‪ ,‬دعاهم إل ال تعال وتل عليهم القرآن‪ ,‬فلما سعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع‪,‬‬
‫ث استجابوا ل وآمنوا به وصدقوه‪ ,‬وعرفوا منه ما كان يوصف لم ف كتابم من أمره‪ ,‬فلما قاموا عنه‬
‫اعترضهم أبو جهل بن هشام ف نفر من قريش‪ ,‬فقالوا لم‪ :‬خيبكم ال من ركب‪ ,‬بعثكم من وراءكم‬
‫مطن أهطل دينكطم ترتادون لمط لتأتوهطم ببط الرجطل‪ ,‬فلم تطمئن مالسطكم عنده حتط فارقتطم دينكطم‬
‫و صدقتموه في ما قال‪ :‬قال‪ :‬ما نعلم ركبا أح ق من كم‪ ,‬أو ك ما قالوا ل م فقالوا ل م‪ :‬سلم علي كم ل‬
‫ناهلكم لنا ما نن عليه‪ ,‬ولكم ما أنتم عليه ل نأل أنفسنا خيا‪ .‬قال‪ :‬ويقال إن النفر النصارى من أهل‬
‫نران‪ ,‬فال أعلم أي ذلك كان‪ .‬قال‪ :‬ويقال طط وال أعلم طط أن فيهطم نزلت هذه الَيات {الذيطن‬
‫آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ط إل قوله ط ل نبتغي الاهلي} قال‪ :‬وسألت الزهري عن هذه‬
‫‪406‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَيات في من نزلت ؟ قال‪ :‬ما زلت أ سع من علمائنا أن ن نزلن ف النجاشي وأ صحابه ر ضي ال عن هم‬
‫والَيات اللتط فط سطورة الائدة {ذلك بأن منهطم قسطيسي ورهبانا طط إل قوله طط فاكتبنطا مطع‬
‫الشاهديططططططططططططططططططططططططططططططططططططططن}‪.‬‬

‫ت وَلَـكِنّ اللّ َه َيهْدِي مَن يَشَآءُ وَ ُهوَ َأعْلَ ُم بِالْ ُم ْهتَدِينَ * وَقَاُل َواْ إِن ّنتّبِ ِع اْلهُدَ َ‬
‫ى‬ ‫** ِإنّكَ َل َتهْدِي مَنْ أَ ْحَببْ َ‬
‫جَبىَ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُ ّل َشيْءٍ رّزْقا مّن لّ ُدنّا وَلَـكِنّ‬ ‫ضنَآ َأوَلَ ْم نُ َمكّن ّلهُمْ َحرَما آمِنا يُ ْ‬
‫ف مِنْ أَرْ ِ‬
‫ك ُنتَخَطّ ْ‬
‫َمعَ َ‬
‫أَكْثَ َرهُمططططططططططططططططططْ َل َيعَْلمُونططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم إنك يا ممد {ل تدي من أحببت} أي ليس إليك ذلك‪ ,‬إنا‬
‫عليك البلغ‪ ,‬وال يهدي من يشاء‪ ,‬وله الكمة البالغة والجة الدامغة‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ليس عليك‬
‫هدا هم ول كن ال يهدي من يشاء} وقال تعال‪{ :‬و ما أك ثر الناس ولو حر صت بؤمن ي} وهذه الَ ية‬
‫أخص من هذا كله‪ ,‬فإنه قال‪{ :‬إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء وهوأعلم بالهتدين}‬
‫أي هو أعلم بن يستحق الداية من يستحق الغواية‪ ,‬وقد ثبت ف الصحيحي أنا نزلت ف أب طالب عم‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬و قد كان يو طه وين صره ويقوم ف صفه وي به حبا شديدا طبعيا ل‬
‫شرعيا‪ ,‬فل ما حضر ته الوفاة وحان أجله‪ ,‬دعاه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل اليان والدخول ف‬
‫السلم‪ .‬فسبق القدر فيه واختطف من يده‪ ,‬فاستمر على ما كان عليه من الكفر‪ ,‬ول الكمة التامة‪.‬‬
‫قال الزهري‪ :‬حدثن سعيد بن السيب عن أبيه‪ ,‬وهو السيب بن حزن الخزومي رضي ال عنه قال‪ :‬لا‬
‫حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد ال‬
‫بن أب أمية بن الغية‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا عم قل ل إله إل ال‪ ,‬كلمة أحاج لك‬
‫با عند ال» فقال أبو جهل وعبد ال بن أب أمية‪ :‬يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد الطلب ؟ فلم يزل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يعرضها عليه ويعودان له بتلك القالة حت كان آخر ما قال‪ :‬هو على‬
‫ملة عبد الطلب‪ ,‬وأب أن يقول ل إله إل ال‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «وال لستغفرن لك‬
‫ما ل أ نه ع نك» فأنزل ال تعال‪ { :‬ما كان لل نب والذ ين آمنوا أن ي ستغفروا للمشرك ي ولو كانوا أول‬
‫قرب} وأنزل ف أب طالب {إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء} أخرجاه من حديث‬
‫الزهري‪ ,‬وهكذا رواه مسلم ف صحيحه‪ ,‬والترمذي من حديث يزيد بن كيسان عن أب حازم عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬لا حضرت وفاة أب طالب أتاه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا عماه قل ل إله إل‬

‫‪407‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال‪ ,‬أش هد لك ب ا يوم القيا مة» فقال‪ :‬لول أن تعي ن ب ا قر يش يقولون ما حله عل يه إل جزع الوت‪,‬‬
‫لقررت با عينك‪ ,‬ل أقولا إل لقر با عينك‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إنك ل تدي من أحببت ولكن ال‬
‫يهدي من يشاء و هو أعلم بالهتد ين} وقال الترمذي‪ :‬ح سن غر يب‪ ,‬ل نعر فه إل من حد يث يز يد بن‬
‫كيسان‪ ,‬ورواه المام أحد عن يي بن سعيد القطان عن يزيد بن كيسان‪ :‬حدثن أبو حازم عن أب‬
‫هريرة فذكره بنحوه‪ ,‬وهكذا قال ابن عباس وابن عمر وماهد والشعب وقتادة‪ :‬إنا نزلت ف أب طالب‬
‫حي عرض عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقول ل إله إل ال‪ ,‬فأب عليه ذلك‪ ,‬وقال‪ :‬أي ابن‬
‫أخططططي ملة الشياخ‪ ,‬وكان آخططططر مططططا قاله هططططو على ملة عبططططد الطلب‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عثمان بن‬
‫خي ثم عن سعيد بن أ ب را شد قال‪ :‬كان ر سول قي صر جاء إل‪ ,‬قال‪ :‬ك تب م عي قي صر إل ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كتابا‪ ,‬فأتيته فدفعت الكتاب فوضعه ف حجره‪ ,‬ث قال‪« :‬من الرجل ؟» قلت‪ :‬من‬
‫تنوخ‪ .‬قال‪ « :‬هل لك ف دين أب يك إبراهيم النيف ية ؟» قلت‪ :‬إ ن رسول قوم وعلى دينهم حت أرجع‬
‫إلي هم‪ ,‬فض حك ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ون ظر إل أ صحابه‪ ,‬وقال‪« :‬إ نك ل تدي من أحب بت‬
‫ولكططططططططططططططططن ال يهدي مططططططططططططططططن يشاء»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقالوا إن نتبع الدى نتخطف من أرضنا} يقول تعال مبا عن اعتذار بعض الكفار ف‬
‫عدم اتباع الدى حيث قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم {إن نتبع الدى معك نتخطف من أرضنا}‬
‫أي نشى إن اتبعنا ما جئت به من الدى وخالفنا من حولنا من أحياء العرب الشركي‪ ,‬أن يقصدونا‬
‫بالذى والحاربة‪ ,‬ويتخطفونا أينما كنا‪ ,‬قال ال تعال ميبا لم‪{ :‬أو ل نكن لم حرما آمنا} يعن هذا‬
‫الذي اعتذروا به كذب وباطل‪ ,‬لن ال تعال جعلهم ف بلد أمي وحرم معظم آمن منذ وضع‪ ,‬فكيف‬
‫يكون هذا الرم آمنا ل م ف حال كفر هم وشرك هم‪ ,‬ول يكون آمنا ل م و قد أ سلموا وتابعوا ال ق ؟‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ي ب إل يه ثرات كل ش يء} أي من سائر الثمار م ا حوله من الطائف وغيه‪ ,‬وكذلك‬
‫التاجر والمتعة {رزقا من لدنا} أي من عندنا {ولكن أكثرهم ل يعلمون} ولذا قالوا ما قالوا‪ ,‬وقد‬
‫قال الن سائي‪ :‬أنبأ نا ال سن بن م مد‪ ,‬حدث نا الجاج عن ا بن جر يج‪ ,‬أ خبن ا بن أ ب ملي كة قال‪ :‬قال‬
‫عمرو بن شع يب عن ا بن عباس‪ ,‬ول ي سمعه م نه‪ ,‬إن الارث بن عا مر بن نو فل الذي قال {إن نت بع‬
‫طططططططا}‪.‬‬ ‫طططططططف مططططططططن أرضنط‬ ‫الدى معططططططططك نتخطط‬

‫‪408‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سكَن مّن َبعْ ِدهِ مْ إِلّ َقلِيلً وَ ُكنّا نَحْ نُ‬ ‫ك مَ سَا ِكُنهُمْ لَ ْم تُ ْ‬
‫شتَهَا َفتِلْ َ‬
‫ت َمعِي َ‬‫** وَكَ مْ َأهَْلكْنَا مِن قَ ْرَي ٍة بَطِرَ ْ‬
‫ك اْلقُرَىَ َحتّ َى َيبْعَ ثَ فِ يَ ُأ ّمهَا رَ سُولً يَتْلُو عََلْيهِ ْم آيَاِتنَا َومَا ُكنّا ُمهِْلكِي‬
‫ك ُمهْلِ َ‬
‫اْلوَا ِرثِيَ * َومَا كَا نَ َربّ َ‬
‫الْقُ َرىَ إِلّ َوَأهْلُهَططططططططططططططططا ظَالِمُونططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال معرضا بأ هل م كة ف قوله تعال‪{ :‬و كم أهلك نا من قر ية بطرت معيشت ها} أي ط غت‬
‫وأشرت وكفرت نعمة ال فيما أنعم به عليهم من الرزاق‪ ,‬كما قال ف الَية الخرى {وضرب ال مثلً‬
‫قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ط إل قوله ط فأخذهم العذاب وهم ظالون}‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬فتلك مسطاكنهم ل تسطكن مطن بعدهطم إل قليلً} أي دثرت ديارهطم فل ترى إل‬
‫مسططاكنهم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وكنططا ننطط الوارثيطط} أي رجعططت خرابا ليططس فيهططا أحططد‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن أب حات ههنا عن ابن مسعود أنه سع كعبا يقول لعمر‪ :‬إن سليمان عليه السلم قال‬
‫للهامة ط يعن البومة ط‪ :‬ما لك ل تأكلي الزرع ؟ قالت‪ :‬لنه أخرج آدم من النة بسببه‪ ,‬قال‪ :‬فما‬
‫لك ل تشرب ي الاء ؟ قالت‪ :‬لن ال تعال أغرق قوم نوح به‪ .‬قال‪ :‬ف ما لك ل تأو ين إل إل الراب ؟‬
‫قالت لنه مياث ال تعال‪ ,‬ث تل {وكنا نن الوارثي} ث قال تعال مبا عن عدله وأنه ل يهلك أحدا‬
‫ظالا له‪ ,‬وإن ا يهلك من أهلك ب عد قيام ال جة علي هم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬و ما كان ر بك مهلك القرى ح ت‬
‫يبعث ف أمها} وهي مكة {رسولً يتلو عليهم آياتنا} فيه دللة على أن النب المي وهو ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم البعوث من أم القرى رسول إل جيع القرى من عرب وأعجام‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬لتنذر أم‬
‫القرى ومن حول ا} وقال تعال‪ { :‬قل يا أيها الناس إ ن ر سول ال إليكم جيعا} وقال‪{ :‬لنذر كم به‬
‫ومن بلغ} وقال‪{ :‬ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده} وتام الدليل قوله تعال‪{ :‬وإن من قرية إل‬
‫نن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا} الَية‪ ,‬فأخب تعال أنه سيهلك كل قرية قبل يوم‬
‫القيامة‪ ,‬وقد قال تعال‪{ :‬وما كنا معذبي حت نبعث رسولً} فجعل تعال بعثة النب المي شاملة لميع‬
‫القرى‪ ,‬لنه رسول إل أمها وأصلها الت ترجع إليها‪ .‬وثبت ف الصحيحي عنه صلوات ال وسلمه عليه‬
‫أ نه قال‪« :‬بع ثت إل الح ر وال سود» ولذا خ تم به النبوة والر سالة‪ ,‬فل نب من بعده ول ر سول‪ ,‬بل‬
‫شرعه باق بقاء الليل والنهار إل يوم القيامة‪ ,‬وقيل الراد بقوله‪{ :‬حت يبعث ف أمها رسولً} أي أصلها‬
‫وعظيمتهطا كأمهات الرسطاتيق والقاليطم‪ ,‬حكاه الزمشري وابطن الوزي وغيهاط‪ ,‬وليطس ببعيطد‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا وَزِيَنُتهَا َومَا عِندَ اللّهِ َخيْ ٌر َوَأْبقَىَ أََفلَ َت ْعقِلُونَ * أَفَمَن َوعَ ْدنَاهُ‬
‫** َومَآ أُوتِيتُم مّن َشيْءٍ َف َمتَاعُ الْ َ‬
‫ط‬
‫حضَرِين َ‬ ‫ط الْ ُم ْ‬
‫ط اْلقِيَا َم ِة مِن َ‬
‫ُمط ُهوَ َيوْم َ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَطا ث ّ‬ ‫ط الْ َ‬
‫ط َمتَاع َ‬ ‫ط كَمَطن ّمّتعْنَاه ُ‬ ‫َوعْدا حَسطَنا َف ُهوَ لَقِيه ِ‬
‫يقول تعال مبا عن حقارة الدنيا‪ ,‬وما فيها من الزينة الدنيئة‪ ,‬والزهرة الفانية بالنسبة إل ما أعده ال‬
‫لعباده الصالي ف الدار الَخرة من النعيم العظيم القيم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ما عندكم ينفد وما عند ال‬
‫ط الياة الدنيطا ف الَخرة إل متاع} وقال تعال‪:‬‬ ‫باق} وقال‪{ :‬و ما ع ند ال خيط للبرار} وقال‪{ :‬وم ا‬
‫{بل تؤثرون الياة الدنيا والَخرة خي وأبقى} وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «وال ما الياة‬
‫الدنيطا فط الَخرة إل كمطا يغمطس أحدكطم أصطبعه فط اليطم‪ ,‬فلينظطر ماذا يرجطع إليطه»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفل تعقلون ؟} أي أفل يعقل من يقدم الدنيا على الَخرة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أفمن وعدناه‬
‫وعدا ح سنا ف هو لق يه ك من متعناه متاع الياة الدن يا ث هو يوم القيا مة من الحضر ين} يقول تعال‪:‬‬
‫أفمن هو مؤمن مصدق با وعده ال على صال العمال من الثواب الذي هو صائر إليه ل مالة‪ ,‬كمن‬
‫هو كافر مكذب بلقاء ال ووعده ووعيده‪ ,‬فهو متع ف الياة الدنيا أياما قلئل {ث هو يوم القيامة من‬
‫الحضرين} قال ماهد وقتادة‪ :‬من العذبي‪ .‬ث قد قيل‪ :‬إنا نزلت ف رسول ال صلى ال عليه وسلم وف‬
‫أ ب ج هل‪ .‬وق يل ف حزة وعلي وأ ب ج هل‪ ,‬وكله ا عن ما هد‪ ,‬الظاهر أن ا عا مة‪ ,‬وهذا كقوله تعال‬
‫إخبارا عن ذلك الؤمن حي أشرف على صاحبه وهو ف الدرجات‪ ,‬وذاك ف الدركات‪ ,‬فقال‪{ :‬ولول‬
‫نعمطة ربط لكنطت مطن الحضريطن} وقال تعال‪{ :‬ولقطد علمطت النطة إنمط لحضرون}‪.‬‬

‫** َوَيوْ َم ُينَادِيهِ مْ َفَيقُولُ َأيْ َن شُرَكَآئِ َي الّذِي نَ كُنتُمْ َت ْزعُمُونَ * قَا َل الّذِي نَ حَ ّق عََلْيهِ ُم اْل َقوْلُ َرّبنَا هَـؤُل ِء‬
‫الّذِي نَ َأ ْغوَْينَآ َأ ْغوَْينَاهُ مْ كَمَا َغ َويْنَا َتبَ ّرْأنَآ إَِليْ كَ مَا كَاُنوَاْ ِإيّانَا يَ ْعبُدُو نَ * وَقِيلَ ا ْدعُواْ ُشرَكَآءَكُ مْ فَ َد َع ْوهُ مْ‬
‫فَلَ ْم يَ سْتَجِيبُواْ َلهُ ْم وَ َرَأ ُواْ اْلعَذَا بَ َلوْ َأّنهُ مْ كَانُوْا َي ْهتَدُو نَ * َوَيوْ مَ يُنَادِيهِ مْ َفَيقُولُ مَاذَآ أَ َجْبتُ ُم الْمُرْ سَِليَ *‬
‫ب وَآمَ َن َوعَمِلَ صَالِحا َفعَ سَىَ أَن َيكُو نَ‬ ‫َفعَ ِميَ تْ عََلْيهِ ُم النبَطآ ُء َي ْومَئِذٍ َف ُه مْ لَ يَتَ سَآءَلُونَ * َفأَمّا مَن تَا َ‬
‫ط الْ ُمفْلِحِيَططططططططططططططططططط‬ ‫مِنطططططططططططططططططط َ‬
‫يقول تعال مبا عما يوبخ به الكفار الشركي يوم القيامة حيث يناديهم فيقول‪{ :‬أين شركائي الذين‬
‫كنتم تزعمون} يعن أين الَلة الت كنتم تعبدونا ف الدار الدنيا من الصنام والنداد‪ ,‬هل ينصرونكم أو‬
‫ينت صرون ؟ وهذا على سبيل التقر يع والتهد يد‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ول قد جئتمو نا فرادى ك ما خلقنا كم‬

‫‪410‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنم فيكم شركاء‬
‫لقططططد تقطططططع بينكططططم وضططططل عنكططططم مططططا كنتططططم تزعمون}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬قال الذ ين حق علي هم القول} يع ن الشياط ي والردة والدعاة إل الك فر {رب نا هؤلء الذ ين‬
‫أغوينا أغويناهم كما غوينا تبأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون} فشهدوا عليهم أنه أغووهم فاتبعوهم ث‬
‫تبءوا من عبادتم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬واتذوا من دون ال آلة ليكونوا لم عزا كل سيكفرون بعبادتم‬
‫ويكونون علي هم ضدا} وقال تعال‪{ :‬و من أ ضل م ن يد عو من دون ال من ل ي ستجيب له إل يوم‬
‫القيا مة و هم عن دعائ هم غافلون * وإذا ح شر الناس كانوا ل م أعداء وكانوا بعبادت م كافر ين} وقال‬
‫الليل عليه السلم لقومه {إنا اتذت من دون ال أوثانا مودة بينكم ف الياة الدنيا ث يوم القيامة يكفر‬
‫بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا} الَية‪ ,‬وقال ال تعال‪{ :‬إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا‬
‫العذاب وتقط عت ب م ال سباب ط إل قوله ط و ما هم بارج ي من النار} ولذا قال‪{ :‬وق يل ادعوا‬
‫شركاءكم} أي ليخلصوكم ما أنتم فيه كما كنتم ترجون منهم ف الدار الدنيا {فدعوهم فلم يستجيبوا‬
‫لمطططططط ورأوا العذاب} أي وتيقنوا أنمطططططط صططططططائرون إل النار ل مالة‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬لو أنمط كانوا يهتدون} أي فودوا حيط عاينوا العذاب لو أنمط كانوا مطن الهتديطن فط الدار‬
‫الدنيا‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لم وجعلنا‬
‫بينهطم موبقا * ورأى الجرمون النار فظنوا أنمط مواقعوهطا ول يدوا عنهطا مصطرفا}‪ .‬وقوله‪{ :‬ويوم‬
‫يناديهم فيقول ماذا أجبتم الرسلي} النداء الول عن سؤال التوحيد‪ ,‬وهذا فيه إثبات النبوات‪ ,‬ماذا كان‬
‫جوابكم للمرسلي إليكم‪ ,‬وكيف كان حالكم معهم ؟ وهذا كما يسأل العبد ف قبه‪ :‬من ربك‪ ,‬ومن‬
‫نبيك‪ ,‬وما دينك ؟ فأما الؤمن فيشهد أنه ل إله إل ال‪ ,‬وأن ممدا عبده ورسوله‪ ,‬وأما الكافر فيقول‪:‬‬
‫هاه هاه ل أدري‪ ,‬ولذا لجواب له يوم القيا مة غ ي ال سكوت‪ ,‬لن من كان ف هذه أع مى‪ ,‬ف هو ف‬
‫الَخرة أعمطى وأضطل سطبيلً‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فعميطت عليهطم النباء يومئذ فهطم ل يتسطاءلون} قال‬
‫ماهد‪ :‬فعميت عليهم الجج‪ ,‬فهم ل يتساءلون بالنساب‪ .‬وقوله {فأما من تاب وآمن وعمل صالا}‬
‫أي ف الدن يا {فع سى أن يكون من الفلح ي} أي يوم القيا مة وع سى من ال موج بة‪ ,‬فإن هذا وا قع‬
‫بفضطططططططططططططططططل ال ومنتطططططططططططططططططه ل مالة‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك َيعْلَ مُ‬‫خَي َرةُ ُسبْحَانَ اللّ ِه َوَتعَالَ َى عَمّا يُشْرِكُو نَ * وَ َربّ َ‬ ‫ختَا ُر مَا كَا نَ َلهُ ُم الْ ِ‬
‫ك يَخْلُ ُق مَا يَشَآ ُء َويَ ْ‬
‫** وَ َربّ َ‬
‫حكْ ُم َوإَِليْهِ‬
‫مَا ُتكِنّ صُدُو ُرهُ ْم َومَا ُيعِْلنُونَ * َو ُهوَ اللّهُ ل إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ لَ ُه الْحَ ْمدُ فِي الُولَ َى وَالَخِ َر ِة وَلَ ُه الْ ُ‬
‫تُرْ َجعُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫ي ب تعال أ نه النفرد باللق والختيار‪ ,‬وأ نه ل يس له ف ذلك منازع ول مع قب‪ ,‬قال تعال‪{ :‬ور بك‬
‫يلق ما يشاء ويتار} أي ما يشاء‪ ,‬فما شاء كان وما ل يشأ ل يكن‪ ,‬فالمور كلها خيها وشرها بيده‪,‬‬
‫ومرجعها إليه‪ ,‬وقوله‪{ :‬ما كان لم الية} نفي على أصح القولي‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬وما كان لؤمن ول‬
‫مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم} وقد اختار ابن جرير أن {ما} ههنا‬
‫بعن الذي تقديره‪ :‬ويتار الذي لم فيه خية‪ ,‬وقد احتج بذا السلك طائفة العتزلة على وجوب مراعاة‬
‫ال صلح‪ ,‬وال صحيح أن ا ناف ية‪ ,‬ك ما نقله ا بن أ ب حا ت عن ا بن عباس وغيه أيضا‪ .‬فإن القام ف بيان‬
‫انفراده تعال باللق والتقد ير والختيار‪ ,‬وأ نه ل نظ ي له ف ذلك‪ ,‬ولذا قال { سبحان ال وتعال ع ما‬
‫يشركون} أي مططططططن الصططططططنام والنداد التطططططط ل تلق ول تتار شيئا‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ور بك يعلم ما ت كن صدورهم و ما يعلنون} أي يعلم ما ت كن الضمائر‪ ,‬و ما تنطوي‬
‫عليه السرائر‪ ,‬كما يعلم ما تبديه الظواهر من سائر اللئق {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به‬
‫ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار}‪ .‬وقوله {وهو ال ل إله إل هو} أي هو النفرد باللية‪ ,‬فل‬
‫معبود سواه‪ ,‬ك ما ل رب يلق ما يشاء ويتار سواه {له ال مد ف الول والَخرة} أي ف ج يع ما‬
‫يفعله هطو الحمود عليطه بعدله وحكمتطه {وله الكطم} أي الذي ل معقطب له لقهره وغلبتطه وحكمتطه‬
‫ورحته {وإليه ترجعون} أي جيعكم يوم القيامة‪ ,‬فيجزي كل عامل بعمله من خي وشر‪ ,‬وليفى عليه‬
‫منهططططططططم خافيططططططططة فطططططططط سططططططططائر العمال‪.‬‬

‫ضيَآءٍ أََفلَ‬‫** ُقلْ أَ َرَأيْتُ مْ إِن َجعَلَ اللّ ُه عََلْيكُ مُ الّْليْلَ َس ْرمَدا إَِلىَ َيوْ مِ اْل ِقيَا َمةِ مَ نْ إِلَـ ٌه َغيْرُ اللّ ِه َيأْتِيكُ ْم بِ ِ‬
‫تَ سْ َمعُونَ * ُقلْ أَ َرَأيْتُ مْ إِن َجعَلَ اللّ ُه عََلْيكُ مُ الّنهَارَ سَ ْرمَدا إَِل َى َيوْ ِم اْلقِيَا َم ِة مَ نْ إِلَـ ٌه غَيْرُ اللّ هِ يَ ْأتِيكُ ْم بَِليْلٍ‬
‫ضلِ ِه وََلعَّلكُمْ‬
‫س ُكنُواْ فِي ِه وَِلتَبَتغُوْا مِن َف ْ‬ ‫س ُكنُونَ فِيهِ أَفلَ ُتبْصِرُونَ * َومِن رّ ْح َمتِهِ َجعَلَ َلكُ ُم الّْليْلَ وَالّنهَارَ ِلتَ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫تَشْكُرُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال متنا على عباده با سخر لم من الليل والنهار اللذين ل قوام لم بدونما وبيّن أنه لو جعل‬
‫الل يل دائما علي هم سرمدا إل يوم القيا مة‪ ,‬ل ضر ذلك ب م‪ ,‬ول سئمته النفوس وان صرت م نه‪ ,‬ولذا قال‬

‫‪412‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تعال‪ { :‬من إله غ ي ال يأتي كم بضياء} أي تب صرون به وت ستأنسون ب سببه {أفل ت سمعون ؟} ث أ خب‬
‫تعال أ نه لو ج عل النهار سرمدا‪ ,‬أي دائما م ستمرا إل يوم القيا مة‪ ,‬ل ضر ذلك ب م‪ ,‬ولتع بت البدان‬
‫وكلت من كثرة الركات والشغال‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬من إله غي ال يأتيكم بليل تسكنون فيه} أي‬
‫تستريون من حركاتكم وأشغالكم {أفل تبصرون * ومن رحته} أي بكم {جعل لكم الليل والنهار}‬
‫أي خلق هذا وهذا {لتسكنوا فيه} أي ف الليل {ولتبتغوا من فضله} أي ف النهار بالسفار والترحال‪,‬‬
‫والركات والشغال‪ ,‬وهذا مطن باب اللف والنشطر‪ .‬وقوله‪{ :‬ولعلكطم تشكرون} أي تشكرون ال‬
‫بأنواع العبادات ف الل يل والنهار‪ ,‬و من فا ته ش يء بالل يل ا ستدركه بالنهار‪ ,‬أو بالنهار ا ستدركه بالل يل‪,‬‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬و هو الذي ج عل الل يل والنهار خل فة ل ن أراد أن يذ كر أو أراد شكورا} والَيات ف‬
‫هذا كثية‪.‬‬

‫** َوَيوْ َم ُينَادِيهِ مْ َفَيقُولُ َأيْ َن شُرَكَآئِ َي الّذِي نَ كُنتُ مْ َت ْزعُمُو نَ * َونَ َز ْعنَا مِن كُلّ ُأمّ ٍة َشهِيدا َفقُ ْلنَا هَاتُوْا‬
‫ط وَضَلّ عَْنهُمطططْ مّطططا كَانُوْا َي ْفتَرُونطططَ‬ ‫بُ ْرهَانَكُمطططْ َفعَلِ ُم َواْ أَنطططّ الْحَقطططّ ِللّهطط ِ‬
‫وهذا أيضا نداء ثان على سبيل التوب يخ والتقر يع ل ن ع بد مع ال إلا آ خر‪ ,‬ينادي هم الرب تعال على‬
‫رؤوس الشهاد فيقول‪{ :‬أ ين شركائي الذ ين كن تم تزعمون} أي ف دار الدن يا {ونزع نا من كل أ مة‬
‫شهيدا} قال ماهد‪ :‬يعن رسولً {فقلنا هاتوا برهانكم} أي على صحة ما ادعيتموه من أن ل شركاء‬
‫{فعلموا أن الق ل} أي ل إله غيه‪ ,‬فلم ينطقوا ول ييوا جوابا {وضل عنهم ما كانوا يفترون} أي‬
‫ذهبوا فلم ينفعوهطططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬

‫صَبةِ ُأوْلِي الْ ُق ّوةِ‬


‫** إِنّ قَارُونَ كَانَ مِن َقوْ ِم مُو َسىَ َفَبغَ َى عََلْيهِ ْم وَآَتيْنَاهُ مِ َن الْ ُكنُو ِز مَآ إِ ّن َمفَاتِحَهُ َلَتنُوءُ بِاْلعُ ْ‬
‫س نَ صِيبَكَ‬ ‫ب الْفَ ِرحِيَ * وَابْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الَ ِخ َرةَ وَ َل تَن َ‬ ‫إِذْ قَالَ لَهُ َق ْومُ هُ َل َتفْرَ حْ إِ نّ اللّ هَ َل يُحِ ّ‬
‫ب الْ ُمفْ سِدِينَ‬ ‫مِ نَ ال ّدنْيَا َوأَحْ سِن كَمَآ أَحْ سَنَ اللّ هُ إَِليْ كَ وَ َل َتبْ ِغ اْلفَ سَادَ فِي الرْ ضِ إِ نّ اللّ هَ َل يُحِ ّ‬
‫قال الع مش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ا بن عباس قال {إن قارون كان من قوم‬
‫موسى} قال‪ :‬كان ابن عمه‪ ,‬وهكذا قال إبراهيم النخعي وعبد ال بن الارث بن نوفل وساك بن حرب‬
‫وقتادة ومالك بن دينار وابن جريج وغيهم أنه كان ابن عم موسى عليه السلم‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬هو‬
‫قارون بن يصهر بن قاهث وموسى بن عمران بن قاهث‪ .‬وزعم ممد بن إسحاق بن يسار أن قارون‬
‫‪413‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان عم موسى بن عمران عليه السلم‪ ,‬قال ابن جريج‪ :‬وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن عمه‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وقال قتادة بن دعا مة‪ :‬ك نا ندث أ نه كان ا بن عم مو سى‪ ,‬وكان ي سمى النور ل سن صوته‬
‫بالتوراة‪ ,‬ولكن عدو ال نافق كما نافق السامري‪ ,‬فأهلكه البغي لكثرة ماله‪ .‬وقال شهر بن حوشب‪ :‬زاد‬
‫فططططططط ثيابطططططططه شطططططططبا طولً ترفعا على قومطططططططه‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وآتيناه من الكنوز} أي الموال { ما إن مفات ه لتنوء بالع صبة أول القوة} أي ليث قل حل ها‬
‫الفئام من الناس لكثرتا‪ .‬قال العمش عن خيثمة‪ :‬كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود‪ ,‬كل مفتاح مثل‬
‫ال صبع‪ ,‬كل مفتاح على خزا نة على حد ته‪ ,‬فإذا ر كب حلت على ستي بغلً أ غر مجلً‪ ,‬وق يل غ ي‬
‫ذلك‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله‪{ :‬إذ قال له قو مه ل تفرح إن ال ل ي ب الفرح ي} أي وع ظه في ما هو ف يه‬
‫صالو قومه‪ ,‬فقالوا على سبيل النصح والرشاد‪ :‬ل تفرح با أنت فيه‪ ,‬يعنون ل تبطر با أنت فيه من‬
‫الال‪{ ,‬إن ال ل يب الفرحي} قال ابن عباس‪ :‬يعن الرحي‪ .‬وقال ماهد‪ :‬يعن الشرين البطرين الذين‬
‫ل يشكرون ال على مطططططططططططططططا أعطاهطططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وابتغ فيما آتاك ال الدار الَخرة ول تنس نصيبك من الدنيا} أي استعمل ما وهبك ال من‬
‫هذا الال الزيل والنعمة الطائلة ف طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات‪ ,‬الت يصل لك با الثواب‬
‫ف الدن يا والَخرة {ول ت نس ن صيبك من الدن يا} أي م ا أباح ال في ها من الآ كل والشارب والل بس‬
‫والساكن والناكح‪ ,‬فإن لربك عليك حقا‪ ,‬ولنفسك عليك حقا‪ ,‬ولهلك عليك حقا‪ ,‬ولزورك عليك‬
‫حقا‪ ,‬فآت كل ذي حق حقه {وأحسن كما أحسن ال إليك} أي أحسن إل خلقه‪ ,‬كما أحسن هو‬
‫إليك {ول تبغ الفساد ف الرض} أي ل تكن هتك با أنت فيه أن تفسد به ف الرض‪ ,‬وتسيء إل‬
‫خلق ال {إن ال ل يبطططططططططططططط الفسططططططططططططططدين}‪.‬‬

‫ك مِن َقبْلِ ِه مِ َن اْلقُرُونِ مَ ْن ُهوَ َأشَ ّد ِمنْهُ ُق ّو ًة‬


‫** قَالَ ِإنّمَآ أُوتِيتُهُ عََل َى عِلْ ٍم عِندِيَ َأوَلَ ْم َيعْلَمْ أَنّ اللّهَ قَدْ َأهْلَ َ‬
‫ج ِرمُونططططططَ‬ ‫ط الْمُ ْ‬
‫َوأَكْثَرُ جَمْعا وَ َل يُسططططططْأَلُ عَططططططن ُذنُوِبهِمططططط ُ‬
‫يقول تعال مبا عن جواب قارون لقومه حي نصحوه‪ ,‬وأرشدوه إل الي {قال إنا أوتيته على علم‬
‫عندي} أي ل أفت قر إل ما تقولون‪ ,‬فإن ال تعال إن ا أعطا ن هذا الال لعل مه بأ ن أ ستحقه ولحبته ل‪,‬‬
‫فتقديره إن ا أعطي ته لعلم ال فّ أ ن أ هل له‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬وإذا مس الن سان ضر دعا نا ث إذا‬

‫‪414‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خولناه نع مة م نا قال إن ا أوتي ته على علم} أي على علم من ال ب‪ ,‬وكقوله تعال‪{ :‬ولئن أذقناه رح ة‬
‫منططططا مططططن بعططططد ضراء مسططططته ليقولن هذا ل} أي هذا أسططططتحقه‪.‬‬
‫و قد روي عن بعض هم أ نه أراد {إن ا أوتي ته على علم عندي} أي أ نه كان يعا ن علم الكيمياء‪ ,‬وهذا‬
‫القول ضع يف‪ ,‬لن علم الكيمياء ف نف سه علم با طل‪ ,‬لن قلب العيان ل يقدر أ حد علي ها إل ال عز‬
‫و جل‪ ,‬قال ال تعال‪ { :‬يا أي ها الناس ضرب م ثل فا ستمعوا له إن الذ ين تدعون من دون ال لن يلقوا‬
‫ذبابا ولو اجتمعوا له}‪ .‬و ف ال صحيح أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬يقول ال تعال‪ :‬و من‬
‫أظلم م ن ذ هب يلق كخل قي‪ ,‬فليخلقوا ذرة‪ ,‬فليخلقوا شعية» وهذا ورد ف ال صورين الذ ين يشبهون‬
‫بلق ال ف مرد الصورة الظاهرة أو الشكل‪ ,‬فكيف بن يدعي أنه ييل ماهية هذه الذات إل ماهية ذات‬
‫أخرى ؟ هذا زور ومال‪ ,‬وج هل وضلل‪ ,‬وإن ا يقدرون على ال صبغ ف ال صور الظاهرة‪ ,‬و هي كذب‬
‫وزغل وتويه وترويج أنه صحيح ف نفس المر وليس كذلك قطعا ل مالة‪ ,‬ول يثبت بطريق شرعي أنه‬
‫صح مع أحد من الناس من هذه الطريقة الت يتعاطاها هؤلء الهلة الفسقة الفاكون‪ ,‬فأما ما يريه ال‬
‫سبحانه من خرق العوائد على يدي ب عض الولياء من قلب ب عض العيان ذهبا أو ف ضة أو ن و ذلك‪,‬‬
‫فهذا أمر ل ينكره مسلم‪ ,‬ول يرده مؤمن‪ ,‬ولكن هذا ليس من قبيل الصناعات‪ ,‬وإنا هذا عن مشيئة رب‬
‫الرض وال سموات واختياره وفعله‪ ,‬ك ما روي عن حيوة بن شر يح ال صري رح ه ال تعال أ نه سأله‬
‫سائل‪ ,‬فلم يكن عنده ما يعطيه‪ ,‬ورأى ضرورته‪ ,‬فأخذ حصاة من الرض فأجالا ف كفه‪ ,‬ث ألقاها إل‬
‫ذلك السطائل‪ ,‬فإذا هطي ذهطب أحرط‪ ,‬والحاديطث والَثار فط هذا كثية جدا يطول ذكرهطا‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬إن قارون كان يعرف السم العظم‪ ,‬فدعا ال به فتمول بسببه‪ .‬والصحيح العن الول‪,‬‬
‫ولذا قال ال تعال رادا عليطه فيمطا ادعاه مطن اعتناء ال بطه فيمطا أعطاه مطن الال {أول يعلم أن ال قطد‬
‫أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأك ثر جعا} أي قد كان من هو أك ثر منه مالً‪ ,‬وما‬
‫كان ذلك عن مبة منّاله‪ ,‬وقد أهلكهم ال مع ذلك بكفرهم وعدم شكرهم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ول يسأل عن‬
‫ذنوبم الجرمون} أي لكثرة ذنوبم قال قتادة {على علم عندي} على خي عندي‪ .‬وقال السدي‪ :‬على‬
‫علم أنطططططططططططططططططط أهططططططططططططططططططل لذلك‪.‬‬
‫وقد أجاد ف تفسي هذه الَية المام عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬فإنه قال ف قوله‪{ :‬قال إنا أوتيته‬
‫على علم عندي} قال‪ :‬لول رضا ال عن ومعرفته بفضلي ما أعطان هذا الال‪ ,‬وقرأ {أو ل يعلم أن ال‬
‫قد أهلك من قبله من القرون من هو أ شد منه قوة وأك ثر جعا} الَية‪ ,‬وهكذا يقول من قل عل مه إذا‬
‫رأى مططططن وسططططع ال عليططططه لول أن يسططططتحق ذلك لاطططط أعطططططي‪.‬‬
‫‪415‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫حيَاةَ ال ّدْنيَا يََليْتَ َلنَا ِمثْ َل مَآ أُوتِيَ قَارُونُ ِإنّهُ لَذُو حَ ّ‬
‫ظ‬ ‫ج عََلىَ َق ْومِهِ فِي زِيَنتِهِ قَا َل الّذِينَ ُيرِيدُو َن الْ َ‬
‫** َفخَ َر َ‬
‫عَظِيمٍ * وَقَا َل الّذِينَ أُوتُوْا اْلعِلْ َم َويَْلكُ ْم َثوَابُ اللّهِ َخْيرٌ لّمَنْ آمَ َن َوعَمِلَ صَالِحا وَ َل يَُلقّاهَآ إِ ّل الصّابِرُونَ‬
‫يقول تعال مبا عن قارون أنه خرج ذات يوم على قومه ف زينة عظيمة‪ ,‬وتمل باهر‪ ,‬من مراكب‬
‫وملبس عليه وعلى خدمه وحشمه‪ ,‬فلما رآه من يريد الياة الدنيا وييل إل زخارفها وزينتها‪ ,‬تنوا أن‬
‫لو كان لممثل الذي أعطي {قالوا يا ليت لنا مثل ما أوت قارون إنه لذو حظ عظيم} أي ذو حظ وافر‬
‫من الدنيا‪ ,‬فلما سع مقالتهم أهل العلم النافع قالوا لم {ويلكم ثواب ال خي لن آمن وعمل صالا}‬
‫أي جزاء ال لعباده الؤمن ي ال صالي ف الدار الَخرة خي م ا ترون‪ .‬كما ف الديث ال صحيح «يقول‬
‫ال تعال أعددت لعبادي الصالي ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر واقرءوا إن‬
‫شئ تم {فل تعلم ن فس ما أخ في ل م من قرة أع ي جزاء ب ا كانوا يعملون}‪ .‬وقوله‪{ :‬ول يلقا ها إل‬
‫ال صابرون} قال ال سدي‪ :‬ول يل قى ال نة إل ال صابرون‪ ,‬كأ نه ج عل ذلك من تام الكلم الذ ين أوتوا‬
‫العلم‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬ول يلقى هذه الكلمة إل الصابرون عن مبة الدنيا الراغبون ف الدار الَخرة وكأنه‬
‫جعططل ذلك مقطوعا مططن كلم أولئك‪ ,‬وجعله مططن كلم ال عططز وجططل وإخباره بذلك‪.‬‬

‫س ْفنَا بِ ِه َوبِدَارِ هِ الرْ ضَ فَمَا كَا نَ لَ ُه مِن ِفَئ ٍة يَن صُرُونَهُ مِن دُو نِ اللّ ِه وَمَا كَا َن مِ َن الْمُنتَ صِرِينَ *‬ ‫** َفخَ َ‬
‫س َيقُولُو َن َوْيكَأَ نّ اللّ َه َيبْ سُطُ ال ّرزْ قَ لِمَن يَشَآ ُء مِ ْن ِعبَادِ هِ َوَيقْدِرُ َلوْل أَن‬
‫صبَ َح الّذِي َن تَ َمّن ْواْ َمكَانَ هُ بِالمْ ِ‬
‫َوأَ ْ‬
‫ط اْلكَافِرُونطططَ‬ ‫ف بِنَطططا َوْي َكأَنّهطططُ َل ُيفْلِحطط ُ‬ ‫ط عََليْنَطططا َلخَسطططَ َ‬ ‫مّنطططّ اللّهطط ُ‬
‫لا ذكر تعال اختيال قارون ف زينته وفخره على قومه وبغيه عليهم عقب ذلك بأنه خسف به وبداره‬
‫الرض‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح عند البخاري من حديث الزهري عن سال أن أباه حدثه أن رسول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم قال‪« :‬بينمطا رجطل يرط إزاره إذ خسطف بطه‪ ,‬فهطو يتجلجطل فط الرض إل يوم‬
‫القيامة»‪ .‬ث رواه من حديث جرير بن زيد عن سال عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم نوه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا النضر بن إساعيل أبو الغية القاص‪ ,‬حدثنا العمش عن عطية عن أب سعيد‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينما رجل فيمن كان قبلكم خرج ف بردين أخضرين يتال‬
‫فيه ما‪ ,‬أ مر ال الرض فأخذ ته‪ ,‬فإ نه ليتجل جل في ها إل يوم القيا مة» تفرد به أح د‪ ,‬وإ سناده ح سن‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى الوصلي‪ ,‬حدثنا أبو خيثمة‪ ,‬حدثنا أبو يعلى بن منصور‪ ,‬أخبن ممد بن مسلم‪,‬‬
‫سعت زياد النميي يدث عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«بينما رجل فيمن كان قبلكم خرج ف بردين فاختال فيهما‪ ,‬فأمر ال الرض فأخذته‪ ,‬فهو يتجلجل‬
‫فيها إل يوم القيامة»‪ .‬وقد ذكر الافظ ممد بن النذر ف كتاب العجائب الغريبة بسنده عن نوفل بن‬
‫مساحق قال‪ :‬رأيت شابا ف مسجد نران‪ ,‬فجعلت أنظر إليه وأتعجب من طوله وتامه وجاله‪ ,‬فقال‪ :‬ما‬
‫لك تن ظر إل ؟ فقلت‪ :‬أع جب من جالك وكمالك‪ .‬فقال‪ :‬إن ال ليع جب م ن‪ ,‬قال ف ما زال ين قص‬
‫وينقططص حتطط صططار بطول الشططب‪ ,‬فأخذه بعططض قرابتططه فطط كمططه وذهططب بططه‪.‬‬
‫وقد ذكر أن هلك قارون كان من دعوة موسى نب ال عليه السلم‪ ,‬واختلف ف سببه فعن ابن عباس‬
‫وال سدي أن قارون أع طى امرأة بغيا ما ًل على أن تب هت مو سى بضرة الل من ب ن إ سرائيل و هو قائم‬
‫في هم يتلو علي هم كتاب ال تعال‪ ,‬فتقول يا مو سى إ نك فعلت ب كذا وكذا‪ ,‬فل ما قالت ذلك ف الل‬
‫لوسى عليه السلم أرعد من الفرق‪ ,‬وأقبل عليها بعد ما صلى ركعتي ث قال‪ :‬أنشدك بال الذي فرق‬
‫الب حر وأنا كم من فرعون‪ ,‬وف عل كذا وكذا ل ا أ خبتن بالذي حلك على ما قلت ؟ فقالت‪ :‬أ ما إذ‬
‫نشدت ن فإن قارون أعطا ن كذا وكذا على أن أقول ذلك لك‪ ,‬وأ نا أ ستغفر ال وأتوب إل يه‪ ,‬فع ند ذلك‬
‫خر موسى ل عز وجل ساجدا‪ ,‬وسأل ال ف قارون‪ ,‬فأوحى ال إليه أن قد أمرت الرض أن تطيعك‬
‫فيه‪ ,‬فأمر موسى الرض أن تبتلعه وداره‪ ,‬فكان ذلك‪ ,‬وقيل إن قارون لا خرج على قومه ف زينته تلك‬
‫و هو را كب على البغال الش هب‪ ,‬وعل يه وعلى خد مه ثياب الرجوان ال صبغة‪ ,‬ف مر ف مفله ذلك على‬
‫ملس نب ال موسى عليه السلم وهو يذكرهم بأيام ال‪ ,‬فلما رأى الناس قارون انصرفت وجوههم نوه‬
‫ينظرون إل ما هو فيه‪ ,‬فدعاه موسى عليه السلم وقال‪ :‬ما حلك على ما صنعت ؟ فقال‪ :‬يا موسى أما‬
‫لئن كنطت فضلت علي بالنبوة فلقطد فضلت عليطك بالدنيطا‪ ,‬ولئن شئت لنخرجطن فلتدعون علي وأدعطو‬
‫عل يك‪ ,‬فخرج موسى وخرج قارون ف قومه‪ ,‬فقال موسى عليه ال سلم‪ :‬تدعو أو أدعو أ نا‪ ,‬فقال‪ :‬بل‬
‫أدعو أنا‪ ,‬فدعا قارون فلم يب له‪ ,‬ث قال موسى‪ :‬أدعو ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬فقال موسى‪ :‬اللهم مر الرض أن‬
‫تطيعن اليوم‪ ,‬فأوحى ال إِليه أن قد فعلت‪ ,‬فقال موسى‪ :‬يا أرض خذيهم‪ ,‬فأخذتم إِل أقدامهم ث قال‪:‬‬
‫خذيهم‪ ,‬فأخذتم إِل ركبهم‪ ,‬ث إِل مناكبهم‪ ,‬ث قال‪ :‬أقبلي بكنوزهم وأموالم‪ .‬قال‪ :‬فأقبلت با حت‬
‫نظروا إليها‪ ,‬ث أشار موسى بيده‪ ,‬ث قال‪ :‬اذهبوا بن لوي فاستوت بم الرض‪ ,‬وعن ابن عباس قال‪:‬‬
‫خسف بم إِل الرض السابعة‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ذكر لنا أنه يسف بم كل يوم قامة‪ ,‬فهم يتجلجلون فيها‬
‫إل يوم القيامة‪ ,‬وقد ذكر ههنا إسرائيليات غريبة أضربنا عنها صفحا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فما كان له من فئة‬
‫‪417‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ينصرونه من دون ال وما كان من النتصرين} أي ما أغن عنه ماله ول جعه ول خدمه وحشمه‪ ,‬ول‬
‫دفعوا عنه نقمة ال وعذابه ونكاله‪ ,‬ول كان هو ف نفسه منتصرا لنفسه‪ ,‬فل ناصر له من نفسه ول من‬
‫غيه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأصبح الذين تنوا مكانه بالمس} أي الذين لا رأوه ف زينته {قالوا يا ليت لنا مثل ما‬
‫أوت قارون إنه لذو حظ عظيم} فلما خسف به أصبحو يقولون ويكأن ال يبسط الرزق لن يشاء من‬
‫عباده ويقدر‪ ,‬أي ليس الال بدال على رضا ال عن صاحبه‪ ,‬فإن ال يعطي وينع ويضيق ويوسع ويفض‬
‫ويرفع‪ ,‬وله الكمة التامة والجة البالغة‪ ,‬وهذا كما ف الديث الرفوع عن ابن مسعود «إِن ال قسم‬
‫بينكم أخلقكم كما قسم أرزاقكم‪ ,‬وإن ال يعطي الال من يب ومن ل يب‪ ,‬ول يعطي اليان إل من‬
‫يب» {لول أن منّ ال علينا لسف بنا} أي لول لطف ال بنا وإِحسانه إِلينا لسف بنا كما خسف به‬
‫ل نا ودد نا أن نكون مثله {ويكأ نه ل يفلح الكافرون} يعنون أ نه كان كافرا‪ ,‬ول يفلح الكافرون ع ند‬
‫ال ل ف الدنيا ول ف الَخرة‪ ,‬وقد اختلف النحاة ف معن قوله ههنا ويكأن‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معناه ويلك‬
‫اعلم أن‪ ,‬ولكن خفف فقيل ويك ودل فتح أن على حذف اعلم‪ ,‬وهذا القول ضعفه ابن جرير‪ ,‬والظاهر‬
‫أنه قوي ول يشكل على ذلك إل كتابتها ف الصاحف متصلة ويكأن‪ ,‬والكتابة أمر وضعي اصطلحي‪,‬‬
‫والر جع إل الل فظ العر ب‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وق يل معنا ها ويكأن أي أل تر أن‪ ,‬قاله قتادة‪ .‬وق يل معنا ها وي‬
‫كأن ففصلها وجعل حرف وي للتعجب أو للتنبيه‪ ,‬وكأن بعن أظن وأحتسب‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬وأقوى‬
‫القوال فططط هذا قول قتادة إناططط بعنططط أل تطططر أن‪ ,‬واسطططتشهد بقول الشاعطططر‪:‬‬
‫سططططططألتان الطلق إذ رأتانيقلّ مال قططططططد جئتمانطططططط بنكططططططر‬
‫ويكأن مطططن يكطططن له نشطططب يببومطططن يفتقطططر يعطططش عيطططش ضطططر)‬

‫ض وَلَ فَسَادا وَاْلعَاِقَبةُ ِللْ ُمّتقِيَ * مَن جَآ َء‬


‫جعَُلهَا ِللّذِي نَ لَ يُرِيدُو َن عُُلوّا فِي الرْ ِ‬
‫** تِلْكَ الدّا ُر الَخِ َر ُة نَ ْ‬
‫ُونط‬
‫السطّيئَاتِ إِ ّل مَا كَانُواْ َيعْ َمل َ‬‫ِينط عَمِلُواْ ّ‬
‫ل يُجْزَى الّذ َ‬‫ِالسطيَّئةِ َف َ‬
‫َهط َخْي ٌر ّمنْهَا وَم َن جَآ َء ب ّ‬ ‫َسطَنةِ فَل ُ‬
‫بِالْح َ‬
‫ي ب تعال أن الدار الَخرة ونعيم ها الق يم الذي ل يول ول يزول‪ ,‬جعل ها لعباده الؤمن ي التواضع ي‬
‫الذ ين ل يريدون علوا ف الرض أي ترفعا على خلق ال وتعاظما علي هم وت با ب م ول ف سادا في هم‪,‬‬
‫ك ما قال عكر مة العلو‪ :‬الت جب‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬العلو الب غي‪ .‬وقال سفيان بن سعيد الثوري عن‬
‫منصور عن مسلم البطي‪ :‬العلو ف الرض التكب بغي حق‪ ,‬والفساد أخذ الال بغي حق‪ .‬وقال ابن جريج‬

‫‪418‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ل يريدون علوا ف الرض} تعظما وتبا {ول فسادا} عملً بالعاصي‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن‬
‫وكيع‪ ,‬حدثنا أب عن أشعث السمان عن أب سلم العرج عن علي قال‪ :‬إن الرجل ليعجبه من شراك‬
‫نعله أن يكون أجود من شراك نعل صاحبه‪ ,‬فيدخل ف قوله تعال‪{ :‬تلك الدار الَخرة نعلها للذين ل‬
‫يريدون علوا فط الرض ول فسطادا والعاقبطة للمتقيط} وهذا ممول على مطا إذا أراد بذلك الفخطر‬
‫والتطاول على غيه‪ ,‬فإن ذلك مذموم‪ ,‬ك ما ث بت ف ال صحيح عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪:‬‬
‫«إنه أوحي إل أن تواضعوا حت ل يفخر أحد على أحد ول يبغي أحد على أحد» وأما إذا أحب ذلك‬
‫لجرد التجمل‪ ,‬فهذا ل بأس به‪ ,‬فقد ثبت أن رجلً قال‪ :‬يا رسول ال إن أحب أن يكون ردائي حسنا‬
‫ونعلي حسطنة‪ ,‬أفمطن الكطب ذلك ؟ فقال‪« :‬ل‪ ,‬إن ال جيطل يبط المال»‪ .‬وقال تعال‪{ :‬مطن جاء‬
‫بال سنة} أي يوم القيا مة {فله خ ي من ها} أي ثواب ال خ ي من ح سنة الع بد‪ ,‬فك يف وال يضاع فه‬
‫أضعافا كثية‪ ,‬وهذا مقام الفضطل ثط قال‪{ :‬ومطن جاء بالسطيئة فل يزى الذيطن عملوا السطيئات إل مطا‬
‫كانوا يعملون} كما قال ف الَية الخرى‪{ :‬ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم ف النار‪ ,‬هل تزون إل‬
‫ططططططططل والعدل‪.‬‬ ‫ططططططططم تعملون} وهذا مقام الفضط‬ ‫ططططططططا كنتط‬ ‫مط‬

‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ‬‫ك الْقُرْآنَ لَرَآدّكَ إَِل َى َمعَادٍ قُل ّربّيَ َأعْلَ ُم مَن جَآءَ بِاْلهُدَىَ َومَنْ ُهوَ فِي َ‬ ‫ض عََليْ َ‬
‫** إِ ّن الّذِي فَرَ َ‬
‫ل َتكُونَ ّن ظَهيا ّل ْلكَافِرِي نَ * وَلَ‬ ‫ك الْ ِكتَا بُ إِلّ رَحْ َم ًة مّن ّربّ كَ َف َ‬‫ت تَ ْر ُجوَ أَن يُ ْل َقىَ إَِليْ َ‬
‫* وَمَا كُن َ‬
‫ك وَ َل تَكُونَ ّن مِ َن الْمُشْرِكِيَ * وَ َل تَدْ عُ مَ عَ‬‫ك وَادْ عُ إِلَىَ َربّ َ‬
‫يَ صُ ّدنّكَ عَ ْن آيَا تِ اللّ ِه َبعْدَ إِذْ أُنزِلَ تْ إَِليْ َ‬
‫ط‬
‫ط تُرْ َجعُون َ‬ ‫ط َوإِلَيْه ِ‬
‫حكْم ُ‬
‫ط الْ ُ‬
‫ط لَه ُ‬
‫ط إِلّ وَ ْجهَه ُ‬
‫ط إِلَـطها آخَرَ لَ إِلَـطهَ إِلّ ُهوَ كُ ّل َشيْءٍ هَالِك ٌ‬ ‫اللّه ِ‬
‫يقول تعال آمرا ر سوله صلوات ال و سلمه عل يه ببلغ الر سالة وتلوة القرآن على الناس‪ ,‬وم با له‬
‫بأنه سيده إل معاد وهو يوم القيامة‪ ,‬فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن الذي‬
‫فرض عليطك القرآن لرادك إل معاد} أي افترض عليطك أداءه إل الناس {لرادك إل معاد} أي إل يوم‬
‫القيامة فيسألك عن ذلك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن الرسلي} وقال تعال‪:‬‬
‫طبيي والشهداء}‪.‬‬ ‫طء بالنط‬ ‫طم} وقال‪{ :‬وجيط‬ ‫طل فيقول ماذا أجبتط‬ ‫طع ال الرسط‬ ‫{يوم يمط‬
‫وقال السدي عن أب صال عن ابن عباس {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إل معاد} يقول لرادك‬
‫إل النة ث سائلك عن القرآن‪ .‬قاله السدي‪ ,‬وقال أبو سيعد مثلها‪ ,‬وقال الكم بن أبان عن عكرمة عن‬
‫ابطن عباس رضطي ال عنهمطا {لرادك إل معاد} قال‪ :‬إل يوم القيامطة‪ ,‬ورواه مالك عطن الزهري‪ ,‬وقال‬

‫‪419‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الثوري عن العمش عن سعيد بن جبي عن ابن عباس {لرادك إل معاد} إل الوت‪ ,‬ولذا طرق عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما‪ ,‬وف بعضها لرادك إل معدنك من النة‪ .‬وقال ماهد‪ :‬يييك يوم القيامة‪ ,‬وكذا‬
‫روي عن عكرمة وعطاء وسعيد بن جبي وأب قزعة وأب مالك وأب صال‪ .‬وقال السن البصري‪ :‬إي‬
‫وال إن له لعادا فيبعثطه ال يوم القيامطة ثط يدخله النطة‪ .‬وقطد روي عطن ابطن عباس غيط ذلك‪.‬‬
‫كما قال البخاري ف التفسي من صحيحه‪ :‬حدثنا ممد بن مقاتل‪ ,‬أنبأنا يعلى‪ ,‬حدثنا سفيان العصفري‬
‫عن عكرمة عن ابن عباس {لرادك إل معاد} قال‪ :‬إل مكة‪ ,‬وهكذا رواه النسائي ف تفسي سننه‪ ,‬وابن‬
‫جرير من حديث يعلى وهو ابن عبيد الطنافسي به‪ ,‬وهكذا رواه العوف عن ابن عباس {لرادك إل معاد}‬
‫أي لرادك إل مكة كما أخرجك منها‪ .‬وقال ممد بن إسحاق عن ماهد ف قوله‪{ :‬لرادك إل معاد}‬
‫إل مولدك بكة‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬وقد روي عن ابن عباس ويي بن الراز وسعيد بن جبي وعطية‬
‫والضحاك نوططططططططططططططططططططططططططططططططططط ذلك‪.‬‬
‫وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر قال‪ :‬قال سفيان فسمعناه من مقاتل منذ سبعي سنة عن الضحاك قال‪:‬‬
‫ل ا خرج النب صلى ال عليه وسلم من م كة‪ ,‬فبلغ الحفة‪ ,‬اشتاق إل م كة‪ ,‬فأنزل ال عليه {إن الذي‬
‫فرض عليك القرآن لرادك إل معاد} إل مكة‪ ,‬وهذا من كلم الضحاك يقتضي أن هذه الَية مدنية وإن‬
‫كان مموع السطورة مكيا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقطد قال عبطد الرزاق‪ :‬حدثنطا معمطر عطن قتادة فط قوله تعال‪:‬‬
‫ططا‪.‬‬ ‫ططن عباس يكتمهط‬ ‫طط كان ابط‬ ‫{لرادك إل معاد} قال‪ :‬هذه ماط‬
‫و قد روى ا بن أ ب حا ت ب سنده عن نع يم القارىء أ نه قال ف قوله‪{ :‬لرادك إل معاد} قال إل ب يت‬
‫القدس‪ ,‬وهذا ط وال أعلم ط ير جع إل قول من ف سر ذلك بيوم القيا مة‪ ,‬لن ب يت القدس هو أرض‬
‫الحشطر والنشطر وال الوفطق للصطواب‪ .‬ووجطه المطع بيط هذه القوال أن ابطن عباس فسطر ذلك تارة‬
‫برجوعه إل مكة‪ ,‬وهو الفتح الذي هو عند ابن عباس أمارة على اقتراب أجل النب صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫كما فسر ابن عباس سورة {إذا جاء نصر ال والفتح} إل آخر السورة‪ ,‬أنه أجل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم نعي إليه‪ ,‬وكان ذلك بضرة ع مر بن الطاب‪ ,‬ووافقه عمر على ذلك وقال‪ :‬ل أعلم منها‬
‫غيط الذي تعلم‪ ,‬ولذا فسطر ابطن عباس تارة أخرى قوله‪{ :‬لرادك إل معاد} بالوت‪ ,‬وتارة بيوم القيامطة‬
‫الذي هو ب عد الوت‪ ,‬وتارة بال نة ال ت هي جزاؤه وم صيه على أداء ر سالة ال وإبلغ ها إل الثقل ي‪:‬‬
‫النططس والنطط‪ ,‬ولنططه أكمططل خلق ال وأفصططح خلق ال وأشرف خلق ال على الطلق‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قل رب أعلم من جاء بالدى ومن هو ف ضلل مبي} أي قل لن خالفك وكذبك يا‬
‫ممد من قومك من الشركي ومن تبعهم على كفرهم قل‪ :‬رب أعلم بالهتدي منكم ومن‪ ,‬وستعلمون‬
‫‪420‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لن تكون له عاقبة الدار‪ ,‬ولن تكون العاقبة والنصرة ف الدنيا والَخرة‪ .‬ث قال تعال مذكرا لنبيه نعمته‬
‫العظيمة عليه وعلى العباد إذ أرسله إليهم {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب} أي ما كنت تظن‬
‫قبل إنزال الوحي إليك أن الوحي ينل عليك {ولكن رحة من ربك} أي إنا أنزل الوحي عليك من ال‬
‫مطن رحتطه بطك وبالعباد بسطببك‪ ,‬فإذا منحطك بذه النعمطة العظيمطة {فل تكونطن ظهيا} أي معينا‬
‫{للكافرين} ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم {ول يصدنك عن آيات ال بعد إذ أنزلت إليك} أي ل‬
‫تتأثر لخالفتهم لك وصدهم الناس عن طريقك ل تلوي على ذلك ول تباله‪ ,‬فإن ال مع ٍل كلمتك ومؤيد‬
‫دينك ومظهر ما أرسلك به على سائر الديان‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وادع إل ربك} أي إل عبادة ربك وحده‬
‫ل شريطططططططك له {ول تكونطططططططن مطططططططن الشركيططططططط}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬ول تدع مطع ال إلا آخطر ل إله إل هطو} أي ل تليطق العبادة إل له‪ ,‬ول تنبغطي الليطة إل‬
‫لعظمته‪ ,‬وقوله‪{ :‬كل شيء هالك إل وجهه} إخبار بأنه الدائم الباقي الي القيوم‪ ,‬الذي توت اللئق‬
‫ول يوت‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام} فعب بالوجه‬
‫عن الذات‪ ,‬وهكذا قوله هه نا‪ { :‬كل ش يء هالك إل وج هه} أي إل إياه‪ .‬و قد ث بت ف ال صحيح من‬
‫طريق أب سلمة عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أصدق كلمة قالا الشاعر لبيد‬
‫ط أل كل شيء ما خل ال باطل ط»‪ .‬وقال ماهد والثوري ف قوله {كل شيء هالك إل وجهه} أي‬
‫إل ما أريد به وجهه‪ ,‬وحكاه البخاري ف صحيحه كالقرر له‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬ويستشهد من قال ذلك‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪:‬‬ ‫بقول الشاعط‬
‫أسططططتغفر ال ذنبا لسططططت مصططططيهرب العباد إليططططه الوجططططه والعمططططل‬
‫وهذا القول ل يناف القول الول‪ ,‬فإن هذا إخبار عن كل العمال بأنا باطلة إل ما أريد به وجه ال‬
‫تعال من العمال الصالة الطابقة للشريعة‪ ,‬والقول الول مقتضاه أن كل الذوات فانية وزائلة إل ذاته‬
‫تعال وتقدس‪ ,‬فإنه الول الَخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء‪ .‬قال أبو بكر عبد ال بن ممد‬
‫بن أب الدنيا ف كتاب التفكر والعتبار‪ :‬حدثنا أحد بن ممد بن أب بكر‪ ,‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪,‬‬
‫حدثنا عمر بن سليم الباهلي‪ ,‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬كان ابن عمر إذا أراد أن يتعاهد قلبه يأت الربة‪,‬‬
‫فيقف على بابا فينادي بصوت حزين‪ ,‬فيقول أين أهلك ؟ ث يرجع إل نفسه فيقول‪{ :‬كل شيء هالك‬
‫إل وجهطه} وقوله‪{ :‬له الكطم} أي اللك والتصطرف ول معقطب لكمطه {وإليطه ترجعون} أي يوم‬
‫معاد كم‪ ,‬فيجزي كم بأعمال كم إن خيا فخ ي‪ ,‬وإن شرا ف شر‪ .‬آ خر تف سي سورة الق صص ول ال مد‬
‫والنطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫‪421‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة العنكبوت‬
‫سط‬
‫وهطططططي مكيطططططة بِسطططططْمِ اللّهطططططِ الرّحْمـطططططنِ الرّحِيمطططططِ‬
‫سبَ النّا سُ أَن ُيتْرَ ُك َواْ أَن َيقُوُل َواْ آمَنّا َوهُ مْ َل ُيفَْتنُو نَ * وََلقَدْ َفتَنّا الّذِي نَ مِن َقبِْلهِ مْ‬
‫** الَ طمَ * أَحَ ِ‬
‫سِبقُونَا سَآ َء مَا‬ ‫سيّئَاتِ أَن يَ ْ‬ ‫سبَ الّذِي َن َيعْمَلُو َن ال ّ‬ ‫فََلَيعْلَ َم نّ اللّ ُه الّذِي نَ صَدَقُواْ وََلَيعْلَ َم ّن الْكَا ِذبِيَ * أَ مْ حَ ِ‬
‫حكُمُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬ ‫يَ ْ‬
‫أ ما الكلم على الروف القط عة‪ ,‬ف قد تقدم ف أول سورة البقرة‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أح سب الناس أن‬
‫يتركوا أن يقولوا آمناو هم ل يفتنون} ا ستفهام إنكار‪ ,‬ومعناه أن ال سبحانه وتعال ل بد أن يبتلي عباده‬
‫الؤمن ي ب سب ما عند هم من اليان‪ ,‬ك ما جاء ف الد يث ال صحيح «أ شد الناس بلء ال نبياء‪ ,‬ث‬
‫الصالون‪ ,‬ث المثل فالمثل يبتلى الرجل على حسب دينه‪ ,‬فإن كان ف دينه صلبة زيد له ف البلء»‬
‫وهذه الَية كقوله‪{ :‬أم حسبتم أن تتركوا ولا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} ومثلها ف‬
‫سورة براءة‪ .‬وقال ف البقرة‪{ :‬أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم‬
‫البأساء والضراء وزلزلوا حت يقول الرسول والذين آمنوا معه مت نصر ال أل إن نصر ال قريب} ولذا‬
‫قال ههنا {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي} أي الذين صدقوا ف‬
‫دعوى اليان من هو كاذب ف قوله ودعواه‪ ,‬وال سبحانه وتعال يعلم ما كان وما يكون‪ ,‬وما ل يكن‬
‫لو كان كيف يكون‪ .‬وهذا ممع عليه عند أئ مة السنة والماعة‪ ,‬وبذا يقول ابن عباس وغيه ف م ثل‬
‫قوله‪{ :‬إل لنعلم} إل لنرى وذلك لن الرؤيطة إناط تتعلق بالوجود‪ ,‬والعلم أعطم مطن الرؤيطة‪ ,‬فإنطه يتعلق‬
‫بالعدوم والوجود‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يكمون} أي ل يسب الذين ل‬
‫يدخلوا ف اليان أنم يتخلصون من هذه الفتنة والمتحان‪ ,‬فإن من ورائهم من العقوبة والنكال ما هو‬
‫أغلظ من هذا وأطم‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا} أي يفوتونا {ساء ما‬
‫يكمون} أي بئس مطططططططططططططططططططططططططططططططا يظنون‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** مَن كَا َن يَرْجُو ِلقَآءَ اللّهِ فَإِنّ أَ َجلَ اللّهِ لَتٍ وَ ُه َو السّمِي ُع اْلعَلِيمُ * َومَن جَاهَدَ فَِإنّمَا يُجَاهِدُ ِلَنفْسِهِ إِنّ‬
‫اللّ هَ َل َغنِ ّي عَ ِن الْعَالَمِيَ * وَالّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ َلُن َكفّرَ نّ َعْنهُ مْ َسيّئَاِتهِ ْم وََلنَجْ ِزَيّنهُ مْ أَحْ سَنَ‬
‫الّذِي كَانُوْا َيعْمَلُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬من كان يرجو لقاء ال} أي ف الدار الَخرة‪ ,‬وعمل الصالات ورجا ما عند ال من‬
‫الثواب الز يل‪ ,‬فإن ال سيحقق له رجاءه ويوف يه عمله كلما موفرا‪ ,‬فإن ذلك كائن ل مالة ل نه سيع‬
‫الدعاء بصي بكل الكائنات‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬من كان يرجو لقاء ال فإن أجل ال لَت وهو السميع‬
‫العليم} وقوله تعال‪{ :‬ومن جاهد فإنا ياهد لنفسه} كقوله تعال‪{ :‬من عمل صالا فلنفسه} أي من‬
‫عمل صالا فإنا يعود نفع عمله على نفسه‪ ,‬فإن ال تعال غن عن أفعال العباد‪ ,‬ولو كانوا كلهم على‬
‫أتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك ف ملكه شيئا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومن جاهد فإنا ياهد لنفسه إن ال‬
‫لغن عن العالي} قال السن البصري‪ :‬إن الرجل ليجاهد وما ضرب يوما من الدهر بسيف‪ .‬ث أخب‬
‫تعال أ نه مع غناه عن اللئق جيع هم‪ ,‬و مع بره وإح سانه ب م‪ ,‬يازي الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات‬
‫أح سن الزاء‪ ,‬و هو أن يك فر عن هم أ سوأ الذي عملوا‪ ,‬ويزي هم أجر هم بأح سن الذ ين كانوا يعملون‪,‬‬
‫فيقبل القليل من السنات‪ ,‬ويثيب عليها الواحدة بعشر أمثالا إل سبعمائة ضعف‪ ,‬ويزي على السيئة‬
‫بثلها أو يعفو ويصفح‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من‬
‫لدنطه أجرا عظيما} وقال ههنطا‪{ :‬والذيطن آمنوا وعملوا الصطالات لنكفرن عنهطم سطيئاتم ولنجزينهطم‬
‫أحسطططططططططططططططططططططططططططططططن الذي كانوا يعملون}‪.‬‬

‫ل تُ ِط ْعهُمَآ إِلَ ّي مَ ْر ِجعُكُمْ‬


‫ك بِهِ عِلْمٌ َف َ‬
‫صْينَا ا ِلنْسَانَ ِبوَالِ َديْهِ حُسْنا َوإِن جَاهَدَاكَ ِلتُشْ ِر َك بِي مَا َلْيسَ لَ َ‬
‫** َووَ ّ‬
‫ط فِطي الصطّالِحِيَ‬ ‫ط آ َمنُواْ وَعَ ِملُواْ الصطّالِحَاتِ َلنُدْ ِخَلّنهُم ْ‬ ‫ط * وَالّذِين َ‬‫ط َتعْمَلُون َ‬ ‫َفأَُنّبئُكُطم بِمَطا كُنتُم ْ‬
‫يقول تعال آمرا عباده بالح سان إل الوالد ين ب عد ال ث على التم سك بتوحيده‪ ,‬فإن الوالد ين ه ا‬
‫سبب وجود الن سان‪ ,‬ول ما عل يه غا ية الح سان‪ ,‬فالوالد بالنفاق والوالدة بالشفاق‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا * إما يبلغن عندك الكب أحدها أو كلها فل تقل‬
‫لما أف ول تنهرها وقل لما قولً كريا * واخفض لما جناح الذل من الرحة وقل رب ارحهما كما‬
‫ربيا ن صغيا} و مع هذه الو صية بالرأ فة والرح ة والح سان إليه ما ف مقابلة إح سانما التقدم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫{وإن جاهداك لتشرك ب ما ليس لك به علم فل تطعهما} أي وإن حرصا عليك أن تتابعهما على‬

‫‪423‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫دينهما إذا كانا مشركي‪ ,‬فإياك وإياها‪ ,‬فل تطعهما ف ذلك‪ ,‬فإن مرجعكم إلّ يوم القيامة‪ ,‬فأجزيك‬
‫بإح سانك إليه ما و صبك على دي نك‪ ,‬وأحشرك مع ال صالي ل ف زمرة والد يك‪ ,‬وإن ك نت أقرب‬
‫الناس إليه ما ف الدن يا‪ ,‬فإن الرء إن ا ي شر يوم القيا مة مع من أ حب أي حبا دينيا‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫طططالي}‪.‬‬ ‫ططط الصط‬ ‫طططم فط‬ ‫طططالات لندخلنهط‬ ‫طططن آمنوا وعملوا الصط‬ ‫{والذيط‬
‫وقال الترمذي ع ند تف سي هذه الَ ية‪ :‬حدث نا م مد بن بشار‪ ,‬حدث نا م مد بن الث ن‪ ,‬حدث نا م مد بن‬
‫جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن ساك بن حرب قال‪ :‬سعت مصعب بن سعد يدث عن أبيه سعد قال‪ :‬نزلت فّ‬
‫أربع آيات‪ ,‬فذكر قصته وقال‪ :‬قالت أم سعد‪ :‬أليس ال قد أمرك بالب ؟ وال ل أطعم طعاما ول أشرب‬
‫شرابا ح ت أموت أو تك فر‪ ,‬قال‪ :‬فكانوا إذا أرادوا أن يطعمو ها شجروافا ها‪ ,‬فنلت {وو صينا الن سان‬
‫بوالد يه ح سنا * وإن جاهداك لتشرك ب ما ل يس لك به علم فل تطعه ما} الَ ية‪ ,‬وهذا الد يث رواه‬
‫المام أحدطط ومسططلم وأبططو داود والنسططائي أيضا‪ .‬وقال الترمذي حسططن صططحيح‪.‬‬

‫** َومِ َن النّا سِ مَن ِيقُولُ آ َمنّا بِاللّ هِ فَإِذَآ أُوذِ يَ فِي اللّ هِ َجعَلَ ِفْتَنةَ النّا سِ َكعَذَا بِ اللّ ِه وََلئِ نْ جَآ َء نَ صْ ٌر مّن‬
‫صدُو ِر الْعَالَمِيَ * وََليَعَْلمَ نّ اللّ ُه الّذِي نَ آ َمنُواْ‬‫ّربّ كَ َلَيقُولُ نّ إِنّا كُنّا َم َعكُ مْ َأوَ َليْ سَ اللّ ُه بَِأعْلَ َم بِمَا فِي ُ‬
‫ط الْ ُمنَاِفقِيَطططططططططططططططططط‬ ‫وََليَعَْلمَنططططططططططططططططط ّ‬
‫يقول تعال م با عن صفات قوم من الكذب ي الذ ين يدعون اليان بأل سنتهم ول يث بت اليان ف‬
‫قلوبم‪ ,‬بأنم إذا جاءتم منة وفتنة ف الدنيا اعتقدوا أن هذا من نقمة ال تعال بم‪ ,‬فارتدوا عن السلم‪,‬‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬ومن الناس من يقول آمنا بال فإذا أوذي ف ال جعل فتنة الناس كعذاب ال} قال ابن‬
‫عباس‪ :‬يع ن فتن ته أن ير تد عن دي نه إذا أوذي ف ال‪ ,‬وكذا قال غيه من علماء ال سلف‪ ,‬وهذه الَ ية‬
‫كقوله تعال‪{ :‬و من الناس من يع بد ال على حرف فإن أ صابه خ ي اطمأن به‪ ,‬وإن أ صابته فت نة انقلب‬
‫على وجهه ط إل قوله ط ذلك هو الضلل البعيد} ث قال عز وجل‪{ :‬لئن جاء نصر من ربك ليقولن‬
‫إنا كنا معكم} أي ولئن جاء نصر قريب من ربك يا ممد‪ ,‬وفتح ومغان‪ ,‬ليقولن هؤلء لكم‪ :‬إنا كنا‬
‫معكم‪ ,‬أي إخوانكم ف الدين‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من ال قالوا أل‬
‫ن كن مع كم‪ ,‬وإن كان للكافر ين ن صيب قالوا أل ن ستحوذ علي كم وننع كم من الؤمن ي}‪ ,‬وقال تعال‪:‬‬
‫{فعسى ال أن يأت بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا ف أنفسهم نادمي} وقال تعال مبا‬

‫‪424‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنهم ههنا‪{ :‬ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم} ث قال ال تعال‪{ :‬أو ليس ال بأعلم با‬
‫ف صدور العالي} أي أو ليس ال بأعلم با ف قلوبم وما تكنه ضمائرهم‪ ,‬وإن أظهروا لكم الوافقة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليعل من ال الذ ين آمنوا وليعل من النافق ي} أي وليخ تبن ال الناس بالضراء وال سراء‪,‬‬
‫ليتميز هؤلء من هؤلء‪ ,‬من يطيع ال ف الضراء والسراء‪ ,‬ومن إنا يطيعه ف حظ نفسه‪ ,‬كما قال تعال‪:‬‬
‫{ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم}‪ ,‬وقال تعال بعد وقعة أحد الت كان‬
‫فيها ما كان من الختبار والمتحان {ما كان ال ليذر الؤمني على ما أنتم عليه حت ييز البيث من‬
‫الطيطططططططططططططططططططب} الَيطططططططططططططططططططة‪.‬‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ لِّلذِي نَ آمَنُواْ اّتِبعُواْ َسبِيَلنَا وَْلنَحْمِلْ خَطَايَاكُ ْم َومَا هُ ْم بِحَامِِليَ مِ نْ َخطَايَاهُ ْم مّن‬
‫حمِلُ نّ َأْثقَالَهُ ْم َوَأثْقَا ًل مّ عَ َأْثقَاِلهِ ْم وََليُ سْأَلُ ّن َيوْ َم اْلقِيَا َم ِة عَمّا كَانُواْ َي ْفتَرُو نَ‬
‫َشيْءٍ ِإّنهُ مْ َلكَا ِذبُو نَ * وََليَ ْ‬
‫يقول تعال مبا عن كفار قريش أنم قالوا لن آمن منهم واتبع الدى‪ :‬ارجعوا عن دينكم إل ديننا‪,‬‬
‫واتبعوا سبيلنا {ولنح مل خطايا كم} أي وآثام كم إن كا نت ل كم آثام ف ذلك علي نا و ف رقاب نا‪ ,‬ك ما‬
‫يقول القائل‪ :‬افعل هذا وخطيئتك ف رقبت‪ ,‬قال ال تعال تكذيبا لم {وما هم باملي من خطاياهم من‬
‫شيء إنم لكاذبون} أي‪ :‬فيما قالوه إنم يتملون عن أولئك خطاياهم‪ ,‬فإنه ل يمل أ حد وزر أحد‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬وإن تدع مثقلة إل حلها ل يمل منه شيء ولو كان ذا قرب} وقال تعال‪{ :‬ول يسأل‬
‫حيطططططططططططططططططم حيما يبصطططططططططططططططططرونم}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وليحملن أثقالم وأثقالً مع أثقالم} إخبار عن الدعاة إل الكفر والضللة‪ ,‬أنم يملون‬
‫يوم القيا مة أوزار أنف سهم وأوزارا أ خر ب سبب ما أضلوا من الناس من غ ي أن ين قص من أوزار أولئك‬
‫شيئا‪ ,‬كما قال تعال‪{ ,‬ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونم بغي علم} الَية‪,‬‬
‫وف الصحيح «من دعا إل هدى كان له من الجر مثل أجور من اتبعه إل يوم القيامة من غي أن ينقص‬
‫من أجورهم شيئا‪ ,‬ومن دعا إل ضللة كان عليه من الث مثل آثام من اتبعه إل يوم القيامة من غي أن‬
‫ين قص من آثام هم شيئا»‪ .‬و ف ال صحيح « ما قتلت ن فس ظلما إل كان على ا بن آدم الول ك فل من‬
‫دمهططططططا‪ ,‬لنططططططه أول مططططططن سططططططن القتططططططل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولي سألن يوم القيا مة ع ما كانوا يفترون} أي يكذبون ويتلقون من البهتان‪ ,‬و قد ذ كر‬
‫ا بن أ ب حا ت هه نا حديثا فقال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا هشام بن عمار‪ ,‬حدث نا صدقة‪ ,‬حدث نا عثمان بن‬

‫‪425‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حفص بن أب العالية‪ ,‬حدثن سليمان بن حبيب الحارب عن أب أمامة رضي ال عنه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بلغ ما أرسل به‪ ,‬ث قال‪« :‬إياكم والظلم‪ ,‬فإن ال يعزم يوم القيامة فيقول‪ :‬وعزت وجلل‬
‫ل يوز ن اليوم ظلم ث ينادي مناد فيقول‪ :‬أ ين فلن بن فلن ؟ فيأ ت يتب عه من ال سنات أمثال البال‪,‬‬
‫فيشخص الناس إليها أبصارهم حت يقوم بي يدي الرحن عز وجل‪ ,‬ث يأمر النادي فينادي‪ :‬من كانت‬
‫له تباعة أو ظلمة عند فلن بن فلن فهلم‪ ,‬فيقبلون حت يتمعوا قياما بي يدي الرحن‪ ,‬فيقول الرحن‪:‬‬
‫اقضوا عن عبدي‪ ,‬فيقولون‪ :‬كيف نقضي عنه ؟ فيقول‪ :‬خذوا لم من حسناته‪ ,‬فل يزالون يأخذون منها‬
‫حت ل يبقى منها حسنة‪ ,‬وقد بقي من أصحاب الظلمات‪ ,‬فيقول‪ :‬اقضوا عن عبدي‪ ,‬فيقولون‪ :‬ل يبق‬
‫له حسنة‪ ,‬فيقول خذوا من سيئاتم فاحلوها عليه» ث نزع النب صلى ال عليه وسلم بذه الَية الكرية‬
‫{وليحملن أثقالم وأثقالً مع أثقالم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون}‪ .‬وهذا الديث له شاهد‬
‫ف الصحيح من غي هذا الوجه «إن الرجل ليأت يوم القيامة بسنات أمثال البال وقد ظلم هذا‪ ,‬وأخذ‬
‫من مال هذا‪ ,‬وأخذ من عرض هذا‪ ,‬فيأخذ هذا من حسناته‪ ,‬وهذا من حسناته‪ ,‬فإذا ل تبق له حسنة‪,‬‬
‫أخذ من سيئاتم فطرح عليه»‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن أب الواري‪ ,‬حدثنا أبو بشر الذاء‬
‫عن أب حزة الثمال عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا‬
‫معاذ إن الؤمن يسأل يوم القيامة عن جيع سعيه حت عن كحل عينيه وعن فتات الطينة بإصبعي‪ ,‬فل‬
‫ألفينطططك تأتططط يوم القيامطططة وأحطططد أسطططعد باططط آتاك ال منطططك»‪.‬‬

‫ي عَاما َفأَخَ َذهُمُ الطّوفَانُ َوهُ ْم ظَالِمُونَ *‬‫** وََلقَدْ أَرْسَ ْلنَا نُوحا إِلَىَ َق ْومِهِ َفَلبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ َسَنةٍ إِلّ خَمْسِ َ‬
‫طططط‬ ‫ططططآ آَيةً لّ ْلعَالَمِيَط‬ ‫طفِيَنةِ َو َجعَ ْلنَاهَط‬
‫جيْناهطططططُ وأَصطططططْحَابَ السطططط ّ‬ ‫فأَنْ َ‬
‫هذه ت سلية من ال تعال لعبده ور سوله م مد صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ي به عن نوح عل يه ال سلم أ نه‬
‫مكث ف قومه هذه الدة يدعوهم إل ال تعال ليلً ونارا‪ ,‬وسرا وجهارا‪ ,‬ومع هذا ما زادهم ذلك إل‬
‫فرارا عن ال ق وإعراضا ع نه وتكذيبا له‪ ,‬و ما آ من م عه من هم إل قل يل‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فل بث في هم‬
‫ألف سنة إل خسي عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالون} أي بعد هذه الدة الطويلة ما نع فيهم البلغ‬
‫والنذار‪ ,‬فأنت يا ممد ل تأسف على من كفر بك من قومك ول تزن عليهم‪ ,‬فإن ال يهدي من يشاء‬
‫وي ضل من يشاء‪ ,‬وبيده ال مر‪ ,‬وإل يه تر جع المور {إن الذ ين ح قت علي هم كل مة ر بك ل يؤمنون ولو‬

‫‪426‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جاءتم كل آية} الَية‪ ,‬واعلم أن ال سيظهرك وينصرك ويؤيدك‪ ,‬ويذل عدوك ويكبتهم‪ ,‬ويعلهم أسفل‬
‫السطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططافلي‪.‬‬
‫قال حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس قال‪ :‬بعث نوح وهو لربعي‬
‫سنة‪ ,‬ولبث ف قومه ألف سنة إل خسي عاما‪ ,‬وعاش بعد الطوفان ستي عاما حت كثر الناس وفشوا‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬يقال إن عمره كله ألف سطنة إل خسطي عاما لبطث فيهطم قبطل أن يدعوهطم ثلثمائة سطنة‪,‬‬
‫ودعاهم ثلثمائة سنة‪ ,‬ولبث بعد الطوفان ثلثمائة سنة وخسي عاما‪ ,‬وهذا قول غريب‪ ,‬وظاهر السياق‬
‫من الَية أنه مكث ف قومه يدعوهم إل ال ألف سنة إل خسي عاما‪ .‬وقال عون بن أب شداد‪ :‬إن ال‬
‫تعال أرسل نوحا إل قومه وهو ابن خسي وثلثمائة سنة‪ ,‬فدعاهم ألف سنة إل خسي عاما‪ ,‬ث عاش‬
‫ب عد ذلك ثلثمائة وخ سي سنة‪ ,‬وهذا أيضا غر يب‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت وا بن جر ير‪ .‬وقول ا بن عباس‬
‫أقرب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الثوري عن سلمة بن كهيل عن ماهد قال‪ :‬قال ل ابن عمر‪ :‬كم لبث نوح ف قومه ؟ قال‪ :‬قلت‬
‫ألف سنة إل خ سي عاما‪ ,‬قال‪ :‬فإن الناس ل يزالوا ف نق صان من أعمار هم وأحلم هم وأخلق هم إل‬
‫يو مك هذا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فأنيناه وأ صحاب ال سفينة} أي الذ ين آمنوا بنوح عل يه ال سلم‪ ,‬و قد تقدم‬
‫ذكططر ذلك مفصططلً فطط سططورة هود‪ ,‬وتقدم تفسططيه باطط أغنطط عططن إعادتططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعلنا ها آ ية للعال ي} أي وجعل نا تلك ال سفينة باق ية إ ما عين ها‪ ,‬ك ما قال قتادة‪ :‬إن ا‬
‫بق يت إل أول ال سلم على ج بل الودي أو نوع ها جعله للناس تذكرة لنع مه على اللق ك يف أنا هم‬
‫من الطوفان‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وآية لم أنا حلنا ذريتهم ف الفلك الشحون * وخلقنا لم من مثله ما‬
‫يركبون ط إل قوله ط ومتاعا إل حي} وقال تعال‪{ :‬إنا لا طغى الاء حلناكم ف الارية * لنجعلها‬
‫لكم تذكرة وتعيها أذن واعية} وقال ههنا‪{ :‬فأنيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالي} وهذا من‬
‫باب التدريج من الشخص إل النس‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ولقد زينا السماء الدنيا بصابيح وجعلناها رجوما‬
‫للشياط ي} أي وجعل نا نوع ها رجوما فإن ال ت ير مى ب ا لي ست هي زي نة لل سماء‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬ول قد‬
‫خلقنا النسان من سللة من طي * ث جعلناه نطفة ف قرار مكي} ولذا نظائر كثية‪ .‬وقال ابن جرير‪:‬‬
‫لو قيططل إن الضميطط فطط قوله‪{ :‬وجعلناهططا} عائد إل العقوبططة لكانوجها‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َوِإبْرَاهِي مَ ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ ا ْعبُدُواْ اللّ َه وَاتّقُو هُ ذَِلكُ مْ َخيْرٌ ّلكُ مْ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُو نَ * ِإنّمَا َت ْعبُدُو َن مِن دُو نِ‬
‫اللّ هِ َأوْثَانا َوتَخُْلقُو نَ إِفْكا إِ نّ الّذِي َن َت ْعبُدُو َن مِن دُو نِ اللّ هِ َل يَمِْلكُو نَ َلكُ مْ ِرزْقا فَاْبتَغُواْ عِندَ اللّ هِ الرّزْ قَ‬
‫وَا ْعبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ إَِليْهِ ُترْ َجعُونَ * َوإِن تُكَ ّذبُواْ َفقَدْ كَذّبَ ُأمَ ٌم مّن َقبِْلكُ ْم َومَا عَلَى الرّسُولِ إِ ّل اْلبَلَغُ‬
‫الْ ُمبِيُطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫يب تعال عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام النفاء‪ ,‬أنه دعا قومه إل عبادة ال وحده ل شريك‬
‫له والخلص له ف التقوى وطلب الرزق م نه وحده ل شر يك له‪ ,‬وتوحيده ف الش كر‪ ,‬فإ نه الشكور‬
‫على النعم ل مسدي لاغيه‪ ,‬فقال لقومه‪{ :‬اعبدوا ال واتقوه} أي أخلصوا له العبادة والوف {ذلكم‬
‫خي لكم إن كنتم تعلمون} أي إذا فعلتم ذلك حصل لكم الي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬واندفع عنكم الشر‬
‫ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ث أخب تعال أن الصنام الت يعبدونا ل تضر ول تنفع‪ ,‬وإنا اختلقتم أنتم لا أساء‬
‫ف سميتموها آل ة وإن ا هي ملو قة مثل كم‪ ,‬هكذا رواه العو ف عن ا بن عباس‪ ,‬و به قال ما هد وال سدي‪,‬‬
‫وروى الوال ب عن ا بن عباس‪ :‬وت صنعون إفكا أي تنحتون ا أ صناما‪ ,‬و به قال ما هد ف روا ية‪ ,‬وعكر مة‬
‫والسن وقتادة وغيهم‪ ,‬واختاره ابن جرير رحه ال‪ .‬وهي ل تلك لكم رزقا {فابتغوا عند ال الرزق}‬
‫وهذا أبلغ ف ال صر كقوله {إياك نع بد وإياك ن ستعي} {رب ا بن ل عندك بيتا ف ال نة} ولذا قال‪:‬‬
‫{فابتغوا} أي فاطلبوا {عند ال الرزق} أي ل عند غيه‪ ,‬فإن غيه ل يلك شيئا {واعبدوه واشكروا‬
‫له} أي كلوا من رز قه واعبدوه وحده‪ ,‬واشكروا له على ما أن عم به علي كم {إل يه ترجعون} أي يوم‬
‫القيامططططططططططة فيجازي كططططططططططل عامططططططططططل بعمله‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم} أي فبلغكم ما حل بم من العذاب والنكال ف‬
‫مالفة الرسل {وما على الرسول إل البلغ البي} يعن إنا على الرسول أن يبلغكم ما أمره ال تعال به‬
‫من الر سالة‪ ,‬وال ي ضل من يشاء ويهدي من يشاء‪ ,‬فاحر صوا لنف سكم أن تكونوا من ال سعداء‪ .‬وقال‬
‫قتادة ف قوله‪{ :‬وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم} قال‪ :‬يعزي نبيه صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهذا من‬
‫قتادة يقت ضي أنه قد انقطع الكلم الول واعترض بذا إل قوله‪{ :‬ف ما كان جواب قومه} وهكذا نص‬
‫على ذلك ابن جرير أيضا‪ .‬والظاهر من السياق أن كل هذا من كلم إبراهيم الليل عليه السلم‪ ,‬يتج‬
‫عليهطططم لثبات العاد لقوله بعطططد هذا كله {فمطططا كان جواب قومطططه} وال أعلم‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك عَلَى اللّ ِه يَسِيٌ * قُلْ سِيُواْ فِي الرْضِ فَانظُرُواْ‬ ‫خلْ َق ثُ ّم ُيعِيدُهُ إِنّ ذَلِ َ‬‫ف يُبْدِيءُ اللّ ُه الْ َ‬
‫** َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َكيْ َ‬
‫ب مَن يَشَآ ُء َويَرْحَ ُم مَن‬ ‫خلْ َق ثُمّ اللّ ُه يُنشِىءُ النّشَْأةَ الَ ِخ َرةَ إِنّ اللّ َه عََلىَ ُك ّل شَيْءٍ قَدِيرٌ * ُيعَذّ ُ‬
‫َكيْفَ بَ َدَأ الْ َ‬
‫جزِي نَ فِي الرْ ضِ وَلَ فِي ال سّمَآءِ َومَا َلكُ ْم مّن دُو نِ اللّ ِه مِن وَلِ ّي وَلَ‬ ‫يَشَآءُ َوإَِليْ ِه ُتقَْلبُو نَ * َومَآ أَنتُ ْم بِ ُمعْ ِ‬
‫ك َيئِ سُواْ مِن رّ ْحمَتِي َوُأوْلَ ـئِكَ َلهُ ْم عَذَا بٌ أَلِي مٌ‬
‫نَ صِيٍ * وَالّذِي نَ َكفَرُوْا بِآيَا تِ اللّ ِه وَِلقَآئِ هِ ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫يقول تعال مبا عن الليل عليه السلم أنه أرشدهم إل إثبات العاد الذي ينكرونه با يشاهدونه ف‬
‫أنفسهم من خلق ال إياهم بعد أن ل يكونوا شيئا مذكورا‪ ,‬ث وجدوا وصاروا أناسا سامعي مبصرين‪,‬‬
‫فالذي بدأ هذا قادر على إعاد ته‪ ,‬فإنه سهل عليه ي سي لد يه‪ ,‬ث أرشد هم إل العتبار ب ا ف الَفاق من‬
‫الَيات الشاهدة من خلق ال الشياء‪ :‬ال سموات و ما في ها من الكواكطب النية الثوا بت وال سيارات‪,‬‬
‫والرضي وما فيها من مهاد وجبال‪ ,‬وأودية وبراري وقفار‪ ,‬وأشجار وأنار‪ ,‬وثار وبار‪ ,‬كل ذلك دال‬
‫على حدوث ها ف أنف سها‪ ,‬وعلى وجود صانعها الفا عل الختار‪ ,‬الذي يقول للش يء كن فيكون‪ ,‬ولذا‬
‫قال‪{ :‬أو ل يروا كيطف يبدىء ال اللق ثط يعيده إن ذلك على ال يسطي} كقوله تعال‪{ :‬وهطو الذي‬
‫يبدأ اللق ث يعيده وهو أهون عليه} ث قال تعال‪{ :‬قل سيوا ف الرض فانظروا كيف بدأ اللق ث ال‬
‫ينشىء النشأة الَخرة} أي يوم القيامطة {إن ال على كطل شيطء قديطر} وهذا القام شطبيه بقوله تعال‪:‬‬
‫{سنريهم آياتنا ف الَفاق وف أنفسهم حت يتبي لم أنه الق} وكقوله تعال‪{ :‬أم خلقوا من غي شيء‬
‫أم هططططططم الالقون ؟ * أم خلقوا السططططططموات والرض بططططططل ل يوقنون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يعذب مطن يشاء ويرحطم مطن يشاء} أي هطو الاكطم التصطرف الذي يفعطل مطا يشاء‪,‬‬
‫ويكم ما يريد‪ ,‬ل معقب لكمه‪ ,‬ول يسأل عما يفعل وهم يسألون‪ ,‬فله اللق والمر مهما فعل فعدل‪,‬‬
‫لنه الالك الذي ل يظلم مثقال ذرة‪ ,‬كما جاء ف الديث الذي رواه أهل السنن «إن ال لو عذب أهل‬
‫ساواته وأهل أرضه لعذبم وهو غي ظال لم» ولذا قال تعال‪{ :‬يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه‬
‫تقلبون} أي ترجعون يوم القيامطططططططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما أنتم بعجزين ف الرض ول ف السماء} أي ل يعجزه أحد من أهل سواته وأرضه‪,‬‬
‫بل هو القاهر فوق عباده‪ ,‬فكل شيء خائف منه فقي إليه‪ ,‬وهو الغن عما سواه {وما لكم من دون ال‬
‫من ول ول ن صي * والذ ين كفروا بآيات ال ولقائه} أي جحدو ها وكفروا بالعاد {أولئك يئ سوا من‬
‫رحتط} أي ل نصطيب لمط فيهطا {وأولئك لمط عذاب أليطم} أي موجطع شديطد فط الدنيطا والَخرة‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َفمَا كَا نَ َجوَا بَ َق ْومِ هِ إِلّ أَن قَالُواْ ا ْقتُلُو هُ َأوْ َحرّقُو هُ َفَأنْجَا هُ اللّ ُه مِ َن النّارِ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا تٍ ّل َقوْ مٍ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا ثُ ّم َيوْ مَ اْل ِقيَا َمةِ َي ْكفُرُ‬
‫خ ْذتُ ْم مّن دُو نِ اللّ هِ َأ ْوثَانا ّموَ ّد َة بَْيِنكُ مْ فِي الْ َ‬
‫ُيؤْ ِمنُو نَ * وَقَالَ ِإنّمَا اتّ َ‬
‫طن نّاصططِرِينَ‬ ‫طا َلكُمططْ مّط‬ ‫ط النّا ُر وَمَط‬
‫ط َبعْضا َو َمأْوَاكُمط ُ‬ ‫ط َب ْعضُكُمط ْ‬
‫ط َويَ ْلعَنط ُ‬ ‫ط ِبَبعْضط ٍ‬ ‫ضكُمط ْ‬‫َبعْ ُ‬
‫يقول تعال مبا عن قوم إبراهيم ف كفرهم وعنادهم ومكابرتم ودفعهم الق بالباطل‪ ,‬أنم ما كان‬
‫لمط جواب بعطد مقالة إبراهيطم هذه الشتملة على الدى والبيان {إل أن قالوا اقتلوه أو حرقوه} وذلك‬
‫لنم قام عليهم البهان وتوجهت عليهم الجة‪ ,‬فعدلوا إل استعمال جاههم وقوة ملكهم {فقالوا ابنوا‬
‫له بنيانا فألقوه ف الحيم * وأرادوا به كيدا فجعلناهم السفلي} وذلك أنم حشدوا ف جع أحطاب‬
‫عظيمة مدة طويلة‪ ,‬وحوطوا حولا‪ ,‬ث أضرموا فيها النار‪ ,‬فارتفع لا لب إل عنان السماء‪ ,‬ول توقد نار‬
‫قط أعظم منها‪ ,‬ث عمدوا إل إبراهيم فكتفوه وألقوه ف كفة النجنيق‪ ,‬ث قذفوه فيها‪ ,‬فجعلها ال عليه‬
‫بردا وسلما‪ ,‬وخرج منها سالا بعد ما مكث فيها أياما‪ ,‬ولذا وأمثاله جعله ال للناس إماما‪ ,‬فإنه بذل‬
‫نفسه للرحن‪ ,‬وجسده للنيان‪ ,‬وسخا بولده للقربان‪ ,‬وجعل ماله للضيفان‪ ,‬ولذا اجتمع على مبته جيع‬
‫أهططططططططططططططططططططططططططططططططططططططل الديان‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأناه ال من النار} أي سلمه منها بأن جعل ها عليه بردا وسلما {إن ف ذلك لَيات‬
‫لقوم يؤمنون * وقال إنا اتذت من دون ال أوثانا مودة بينكم ف الياة الدنيا} يقول لقومه مقرعا لم‬
‫وموبا على سوء صنيعهم ف عبادت م للوثان‪ :‬إن ا اتذ ت هذه لتجتمعوا على عبادت ا ف الدن يا صداقة‬
‫وألفة منكم بعضكم لبعض ف الياة الدنيا‪ ,‬وهذا على قراءة من نصب مودة بينكم على أنه مفعول له‪,‬‬
‫وأ ما على قراءة الر فع‪ ,‬فمعناه إن ا اتاذ كم هذا لتح صل ل كم الودة ف الدن يا ف قط { ث يوم القيا مة}‬
‫ينعكس هذا الال‪ ,‬فتبقى هذه الصداقة والودة بغضا وشنآنا ث {يكفر بعضكم ببعض} أي تتجاحدون‬
‫ما كان بينكم {ويلعن بعضكم بعضا} أي يلعن التباع التبوعي‪ ,‬والتبوعون التباع {كلما دخلت أمة‬
‫لعنت أختها} وقال تعال‪{ :‬الخلء يومئذ بعضهم لبعض عدو إل التقي} وقال ههنا‪{ :‬ث يوم القيامة‬
‫يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار} الَية‪ ,‬أي ومصيكم ومرجعكم بعد عرصات‬
‫القيا مة إل النار و ما ل كم من نا صر ين صركم‪ ,‬ول من قذ ينقذ كم من عذاب ال‪ ,‬وهذا حال الكافر ين‪,‬‬
‫وأمطططططططططططططططططططططططططططططططا الؤمنون فبخلف ذلك‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا م مد بن إ ساعيل الح سي‪ ,‬حدث نا أ بو عا صم الثق في‪ ,‬حدث نا الرب يع بن‬
‫إساعيل بن عمرو بن سعيد بن جعدة بن هبية الخزومي عن أبيه عن جده‪ ,‬عن أم هانء أخت علي بن‬
‫أ ب طالب قالت‪ :‬قال ل ال نب صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أ خبك أن ال تعال ي مع الول ي والَخر ين يوم‬
‫‪430‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫القيا مة ف صعيد وا حد‪ ,‬ف من يدري أ ين الطرفان ؟ ط قالت‪ :‬ال ور سوله أعلم ط ث ينادي مناد من‬
‫ت ت العرش‪ :‬يا أ هل التوح يد‪ ,‬فيشرئبون ط قال أ بو عا صم يرفعون رؤو سهم ط ث ينادي‪ :‬يا أ هل‬
‫التوحيد‪ ,‬ث ينادي الثالثة‪ :‬يا أهل التوحيد‪ ,‬إن ال قد عفا عنكم ط قال ط فيقوم الناس قد تعلق بعضهم‬
‫ببعض ف ظلمات الدنيا ط يعن الظال ط ث ينادي‪ :‬يا أهل التوحيد ليعف بعضكم عن بعض‪ ,‬وعلى‬
‫ال الثواب»‪.‬‬

‫ق َوَي ْعقُوبَ َو َجعَ ْلنَا‬


‫حكِيمُ * َو َوهَْبنَا لَهُ إِسْحَا َ‬ ‫ط وَقَالَ ِإنّي ُمهَاجِرٌ إَِلىَ َربّيَ ِإنّ ُه ُهوَ اْلعَزِي ُز الْ َ‬ ‫** فَآمَنَ لَهُ لُو ٌ‬
‫ط الصطّالِحِيَ‬ ‫ط فِطي الَ ِخ َرةِ َلمِن َ‬ ‫ط فِطي ال ّدنْيَطا َوِإنّه ُ‬ ‫ط أَ ْجرَه ُ‬ ‫ط وَآتَْينَاه ُ‬‫ط الّنُبوّ َة وَالْ ِكتَاب َ‬
‫فِطي ذُ ّرّيتِه ِ‬
‫يقول تعال مبا عن إبراهيم أنه آمن له لوط‪ ,‬يقال إنه ابن أخي إبراهيم‪ ,‬يقولون هو لوط بن هاران بن‬
‫آزر‪ ,‬يع ن ول يؤ من به‪ ,‬من قومه سواه و سارة امرأة إبراه يم الل يل‪ ,‬ل كن يقال كيف ال مع ب ي هذه‬
‫الَية وبي الديث الوارد ف الصحيح أن إبراهيم حي مر على ذلك البار فسأل إبراهيم عن سارة ما‬
‫هي منه‪ ,‬فقال‪ :‬أخت‪ ,‬ث جاء إليها فقال لا‪ :‬إن قد قلت له إنك أخت فل تكذبين‪ ,‬فإنه ليس على وجه‬
‫الرض مؤمن غيي وغيك‪ ,‬فأنت أخت ف الدين‪ .‬وكأن الراد من هذا ط وال أعلم ط أنه ليس على‬
‫وجه الرض زوجان على السلم غيي وغيك‪ ,‬فإن لوطا عليه السلم آمن به من قومه‪ ,‬وهاجر معه‬
‫إل بلد الشام‪ ,‬ث أرسل ف حياة الليل إل أهل سدوم وأقام با‪ ,‬وكان من أمرهم ما تقدم وما سيأت‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقال إِن مهاجر إِل رب} يتمل عود الضمي ف قوله {وقال إن مهاجر} على لوط‪.‬‬
‫لنه هو أقرب الذكورين‪ ,‬ويتمل عوده إل إبراهيم‪ ,‬قال ابن عباس والضحاك‪ ,‬وهو الكن عنه بقوله‪:‬‬
‫{فآمن له لوط} أي من قو مه‪ ,‬ث أ خب عنه بأنه اختار الهاجرة من ب ي أظهرهم ابتغاء إظهار الدين‬
‫والتمكن من ذلك‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬إنه هو العزيز الكيم} أي له العزة ولرسوله وللمؤمني به‪ ,‬الكيم ف‬
‫أقواله وأفعاله وأحكامه القدرية والشرعية‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هاجروا جيعا من كوثى‪ ,‬وهي من سواد الكوفة‬
‫إل الشام‪ .‬قال‪ :‬وذ كر ل نا أن نب ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن ا ستكون هجرة ب عد هجرة ينحاز‬
‫أهل الرض إل مهاجر إبراهيم‪ ,‬ويبقى ف الرض شرار أهلها حت تلفظهم أرضهم‪ ,‬وتقذرهم روح ال‬
‫عز وجل‪ ,‬وتشرهم النار مع القردة والنازير‪ ,‬تبيت معهم إذا باتوا‪ ,‬وتقيل معهم إذا قالوا‪ ,‬وتأكل ما‬
‫سطططططططططططططططططططقط منهطططططططططططططططططططم»‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد أسند المام أحد هذا الديث فرواه مطولً من حديث عبد ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمرعن قتادة عن شهر بن حوشب قال‪ :‬لا جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية‪ ,‬قدمت‬
‫الشام فأ خبت بقام يقومه نوف البكال‪ ,‬فجئ ته إذ جاء ر جل فانت بذ الناس وعليه خي صة‪ ,‬فإذا هو ع بد‬
‫ال بن عمرو بن العاص‪ ,‬فلما رآه نوف أمسك عن الديث‪ ,‬فقال عبد ال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول‪« :‬إنا ستكون هجرة بعد هجرة‪ ,‬فينحاز الناس إل مهاجر إبراهيم‪ ,‬ل يبقى ف الرض‬
‫إل شرار أهلها‪ ,‬فتلفظهم أرضهم تقذرهم نفس الرحن‪ ,‬تشرهم النار مع القردة والنازير‪ ,‬فتبيت معهم‬
‫إذا باتوا‪ ,‬وتقيل معهم إذا قالوا‪ ,‬وتأكل من تلف منهم» قال‪ :‬وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪« :‬سيخرج أناس من أمت من قبل الشرق يقرؤون القرآن ل ياوز تراقيهم‪ ,‬كلما خرج منهم قرن‬
‫قطع كلما خرج منهم قرن قطع ط حت عدها زيادة على عشرين مرة ط كلما خرج منهم قرن قطع‬
‫حت يرج الدجال ف بقيتهم» ورواه المام أحد عن أب داود وعبد الصمد كلها عن هشام الدستوائي‬
‫عن قتادة به‪ ,‬و قد رواه أبو داود ف سننه فقال ف كتاب الهاد (باب ما جاء ف سكن الشام) حدثنا‬
‫عب يد ال بن ع مر‪ ,‬حدث نا معاذ بن هشام‪ ,‬حدث ن أ ب عن قتادة عن ش هر بن حوشب عن ع بد ال بن‬
‫ع مر‪ ,‬قال‪ :‬سعت ر سول ل صلى ال عل يه و سلم يقول‪ « :‬ستكون هجرة ب عد هجرة‪ ,‬وينحاز أ هل‬
‫الرض إل مها جر إبراه يم‪ ,‬ويب قى ف الرض شرار أهل ها‪ ,‬تلفظ هم أرض هم‪ ,‬وتقذر هم ن فس الرح ن‪,‬‬
‫طططططططططر»‪.‬‬ ‫طططططططططع القردة والنازيط‬ ‫طططططططططم النار مط‬ ‫وتشرهط‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا أبو جناب يي بن أب حية عن شهر بن حوشب قال‪ :‬سعت‬
‫ع بد ال بن ع مر يقول‪ :‬ل قد رأيتنا و ما صاحب الدينار والدرهم بأ حق من أخيه ال سلم‪ ,‬ث ل قد رأيتنا‬
‫بآخرة الَن والدينار والدرهم أحب إل أحدنا من أخيه ال سلم‪ ,‬ولقد سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪« :‬لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر‪ ,‬وتبايعتم بالعينة‪ ,‬وتركتم الهاد ف سبيل ال‪ ,‬ليلزمنكم ال‬
‫مذلة ف أعناقكم ل تنع منكم حت ترجعوا إل ما كنتم عليه‪ ,‬وتتوبوا إل ال تعال» وسعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬لتكونن هجرة بعد هجرة إل مهاجر أبيكم إبراهيم حت ل يبقى ف الرض‬
‫إل شرار أهلها‪ ,‬وتلفظهم أرضوهم‪ ,‬وتقذرهم روح الرحن‪ ,‬وتشرهم النار مع القردة والنازير‪ ,‬تقيل‬
‫معهم إذا قالوا‪ ,‬وتبيت معهم حيث يبيتون‪ ,‬وما سقط منهم فلها» ولقد سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪« :‬يرج قوم من أمت يسيئون العمال‪ ,‬يقرؤون القرآن ل ياوز حناجرهم ط قال يزيد‪ :‬ل‬
‫أعل مه إل قال ط ي قر أحد كم عل مه مع علم هم‪ ,‬يقتلون أ هل ال سلم‪ ,‬فإذا خرجوا فاقتلو هم‪ ,‬ث إذا‬

‫‪432‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خرجوا فاقتلوهم‪ ,‬ث إذا خرجوا فاقتلوهم‪ ,‬فطوب لن قتلهم‪ ,‬وطوب لن قتلوه‪ ,‬كلما طلع منهم قرن قتله‬
‫ال» فردد ذلك رسططول ل صططلى ال عليططه وسططلم عشريططن مرة وأكثططر‪ ,‬وأنططا أسططع‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬حدثنا أبو السن بن الفضل‪ ,‬أخبنا عبد ال بن جعفر‪ ,‬حدثنا يعقوب‬
‫بن سفيان‪ ,‬حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد وهشام بن عمار الدمشقيان قال‪ :‬حدثنا يي بن‬
‫حزة‪ ,‬حدثنا الوزاعي عن نافع‪ ,‬وقال أبو النضر عمن حدثه عن نافع عن عبد ال بن عمر أن رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬سيهاجر أ هل الرض هجرة ب عد هجرة إل مها جر إبراه يم‪ ,‬ح ت ل يب قى‬
‫إلشرار أهل ها‪ ,‬تلفظ هم الرضون‪ ,‬وتقذر هم روح الرح ن‪ ,‬وتشر هم النار مع القردة والناز ير‪ ,‬تبيت‬
‫معهم حيث باتوا‪ ,‬وتقيل معهم حيث قالوا‪ ,‬لا ما سقط منهم» غريب من حديث نافع‪ ,‬والظاهر أن‬
‫الوزاعي قد رواه عن شيخ له من الضعفاء‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وروايته من حديث عبد ال بن عمرو بن العاص‬
‫أقرب إل الفططططططططططططططططططططططططططططططططططططظ‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ووهبنا له إسحاق ويعقوب} كقوله‪{ :‬فلما اعتزلم وما يعبدون من دون ال‪ ,‬وهبنا له‬
‫إسحاق ويعقوب وكلً جعلنا نبيا} أي أنه لا فارق قومه‪ ,‬أقر ال عينه بوجود ولد صال نب‪ ,‬وولد له‬
‫ولد صال نب ف حياة جده‪ ,‬وكذلك قال تعال‪{ :‬ووهب نا له إ سحاق ويعقوب نافلة} أي زيادة‪ ,‬ك ما‬
‫قال تعال‪{ :‬فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} أي يولد لذا الولد ولد ف حياتكما‪ ,‬تقر به‬
‫أعينكما‪ ,‬وكون يعقوب ولد لسحاق نص عليه القرآن وثبتت به السنة النبوية‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬أم كنتم‬
‫شهداء إذ ح ضر يعقوب الوت إذ قال لبن يه ما تعبدون من بعدي ؟ قالوا نع بد إل ك وإله آبائك إبراه يم‬
‫وإ ساعيل وإ سحاق إلا واحدا} الَ ية‪ ,‬و ف ال صحيحي «إن الكر ي ا بن الكر ي ا بن الكر ي ا بن الكر ي‬
‫يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلة والسلم» فأما ما رواه العوف عن ابن عباس ف‬
‫قوله‪{ :‬ووهب نا له إ سحاق ويعقوب} قال‪ :‬ه ا ولدا إبراه يم‪ ,‬فمعناه أن ولد الولد بنلة الولد‪ ,‬فإن هذا‬
‫المطططططر ل يكاد يفطططططى على مطططططن هطططططو دون ابطططططن عباس‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعلنطا فط ذريتطه النبوة والكتاب} هذه خلعطة سطنية عظيمطة مطع اتاذ ال إياه خليلً‪,‬‬
‫وجعله للناس إماما أن جعل ف ذريته النبوة والكتاب‪ ,‬فلم يوجد نب بعد إبراهيم عليه السلم إل وهو‬
‫من سللته‪ ,‬فجم يع أ نبياء ب ن إ سرائيل من سللة يعقوب بن إ سحاق بن إبراه يم‪ ,‬ح ت كان آخر هم‬
‫عيسى ابن مري‪ ,‬فقام ف ملئهم مبشرا بالنب العرب القرشي الاشي خات الرسل على الطلق‪ ,‬وسيد‬
‫ولد آدم ف الدن يا والَخرة‪ ,‬الذي ا صطفاه ال من صميم العرب العرباء من سللة إ ساعيل بن إبراه يم‬
‫عليهمطا السطلم‪ ,‬ول يوجطد نطب مطن سطللة إسطاعيل سطواه‪ ,‬عليطه أفضطل الصطلة والسطلم‪.‬‬
‫‪433‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله‪{ :‬وآتيناه أجره ف الدنيا وإنه ف الَخرة لن الصالي} أي جع ال له بي سعادة الدنيا الوصولة‬
‫بسعادة الَخرة‪ ,‬فكان له ف الدنيا الرزق الواسع الن‪ ,‬والنل الرحب‪ ,‬والورد العذب‪ ,‬والزوجة السنة‬
‫ال صالة‪ ,‬والثناء الم يل‪ ,‬والذ كر ال سن‪ ,‬و كل أ حد ي به ويتوله‪ ,‬ك ما قال ا بن عباس وما هد وقتادة‬
‫وغيهم‪ :‬مع القيام بطاعة ال من جيع الوجوه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإبراهيم الذي وف} أي قام بميع ما‬
‫أمر به وكمل طاعة ربه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وآتيناه أجره ف الدنيا وإنه ف الَخرة لن الصالي} وكما‬
‫قال تعال‪{ :‬إن إبراهيم كان أمة قانتا ل حنيفا ول يك من الشركي ط إل قوله ط وإنه ف الَخرة لن‬
‫الصططططططططططططططططططططططططططططططططططططططالي}‪.‬‬

‫ش َة مَا َسبَ َقكُ ْم ِبهَا مِ نْ أَحَ ٍد مّ َن اْلعَالَمِيَ * َأئِّنكُ مْ َلَتأْتُو نَ‬


‫** وَلُوطا ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ إِّنكُ مْ َلَتأْتُو نَ اْلفَاحِ َ‬
‫سبِي َل َوَت ْأتُو نَ فِي نَادِيكُ ُم الْ ُمْنكَرَ فَمَا كَا نَ َجوَا بَ َق ْومِ هِ إِلّ أَن قَالُواْ اْئِتنَا ِبعَذَا بِ اللّ هِ‬ ‫الرّجَا َل َوَتقْ َطعُو نَ ال ّ‬
‫ط الْ ُمفْسطططِدِينَ‬ ‫ط الصطططّادِقِيَ * قَالَ رَبطططّ انصطططُ ْرنِي عَلَى الْ َقوْمطط ِ‬ ‫ط مِنطط َ‬ ‫إِن كُنتطط َ‬
‫يقول تعال مبا عن نبيه لوط عليه السلم‪ ,‬أنه أنكر على قومه سوء صنيعهم‪ ,‬وما كانوا يفعلونه من‬
‫قبيح العمال ف إتيانم الذكران من العالي‪ ,‬ول يسبقهم إل هذه الفعلة أحد من بن آدم قبلهم‪ ,‬وكانوا‬
‫مع هذا يكفرون بال ويكذبون ر سله‪ ,‬ويالفون ويقطعون ال سبيل‪ ,‬أي يقفون ف طر يق الناس يقتلون م‬
‫ويأخذون أموال م {وتأتون ف ناديكم الن كر} أي يفعلون ما ل يل يق من القوال والفعال ف مال سهم‬
‫الت يتمعون فيها‪ ,‬ل ينكر بعضهم على بعض شيئا من ذلك‪ ,‬فمن قائل كانوا يأتون بعضهم بعضا ف‬
‫الل‪ ,‬قاله ماهد‪ ,‬ومن قائل كانوا يتضارطون ويتضاحكون‪ ,‬قالته عائشة رضي ال عنها والقاسم‪ ,‬ومن‬
‫قائل كانوا يناطحون ب ي الكباش ويناقرون ب ي الديوك‪ ,‬و كل ذلك ي صدر عن هم وكانوا شرا من ذلك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حاد بن أسامة‪ ,‬أخبن حات بن أب صغية‪ ,‬حدثنا ساك بن حرب عن أب‬
‫صال مول أم هانء عن أم هانء قالت‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قوله تعال‪{ :‬وتأتون‬
‫ف ناديكم النكر} قال «يذفون أهل الطريق ويسخرون منهم‪ ,‬وذلك النكر الذي كانوا يأتونه» ورواه‬
‫الترمذي وابن جرير وابن أب حات من حديث أب أسامة حاد بن أسامة‪ ,‬عن أب يونس القشيي عن‬
‫حات بن أب صغية به‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن ل نعرفه إل من حديث حات بن أب صغية‬
‫عن ساك‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفة‪ ,‬حدثنا ممد بن كثي عن عمرو بن قيس عن‬
‫الكم عن ماهد {وتأتون ف ناديكم النكر} قال‪ :‬الصفي ولعب المام واللهق والسؤال ف الجلس‪,‬‬

‫‪434‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وحطل أزرار القباء‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فمطا كان جواب قومطه إل أن قالوا ائتنطا بعذاب ال إن كنطت مطن‬
‫ال صادقي} وهذا من كفرهم واستهزائهم وعناد هم‪ ,‬ولذا ا ستنصر علي هم نب ال فقال‪{ :‬رب ان صرن‬
‫على القوم الفسططططططططططططططططططططططططططططططططططدين}‪.‬‬

‫** وَلَمّا جَآءَ تْ رُ سُُلنَآ ِإبْرَاهِي َم بِاْلبُشْرَىَ قَاُل َواْ ِإنّا ُمهِْل ُكوَ َأهْ ِل هَـ ِذهِ اْلقَ ْرَيةِ إِ نّ أَهَْلهَا كَانُوْا ظَالِمِيَ *‬
‫ت مِ َن اْلغَابِرِي نَ * وَلَمّآ أَن‬ ‫جَينّ هُ َوَأهْلَ هُ إِ ّل امْ َرَأتَ هُ كَانَ ْ‬
‫قَالَ إِ نّ فِيهَا لُوطا قَالُوْا نَحْ نُ َأعْلَ ُم بِمَن فِيهَا َلنُنَ ّ‬
‫حزَنْ ِإنّا ُمنَجّو َك َوَأهْلَكَ إِ ّل امْ َرأَتَكَ‬‫ف وَ َل تَ ْ‬‫جَآءَتْ رُ ُسُلنَا لُوطا سِي َء ِبهِ ْم وَضَاقَ ِبهِمْ َذرْعا وَقَالُواْ لَ َتخَ ْ‬
‫سقُونَ * وََلقَد‬ ‫كَانَ تْ مِ َن اْلغَابِري نَ * ِإنّا مُنِلُو َن عََلىَ أَهْ ِل هَـ ِذهِ الْقَ ْرَيةِ ِرجْزا مّ َن ال سّمَآ ِء بِمَا كَانُوْا َيفْ ُ‬
‫ط َيعْقِلُونططططططططَ‬ ‫طططططططآ آَيةً َبّيَنةً ّل َقوْمططططططط ٍ‬ ‫طططططططا مِنْهَط‬ ‫تّرَكْنَط‬
‫لا استنصر لوط عليه السلم بال عز وجل عليهم‪ ,‬بعث ال لنصرته ملئكة فمروا على إبراهيم عليه‬
‫ال سلم ف هيئة أضياف‪ ,‬فجاء هم ب ا ينب غي للض يف‪ ,‬فل ما رآ هم أ نه ل ه ة ل م إل الطعام‪ ,‬نكر هم‬
‫وأوجس منهم خيفة‪ ,‬فشرعوا يؤانسونه ويبشرونه بوجود ولد صال من امرأته سارة‪ ,‬وكانت حاضرة‪,‬‬
‫فتعج بت من ذلك ك ما تقدم بيانه ف سورة هود وال جر‪ ,‬فل ما جاءت إبراهيم البشرى وأ خبوه بأن م‬
‫أر سلوا للك قوم لوط‪ ,‬أ خذ يدا فع لعل هم ينظرون ل عل ال أن يهدي هم‪ ,‬ول ا قالوا إ نا مهلكوا أ هل هذه‬
‫القرية {قال إن فيها لوطا‪ ,‬قالوا نن أعلم بن فيها لننجينه وأهله إل امرأته كانت من الغابرين} أي من‬
‫الالك ي‪ ,‬لن ا كا نت تالئ هم على كفر هم وبغي هم ودبر هم‪ ,‬ث ساروا من عنده فدخلوا على لوط ف‬
‫صورة شبان حسان‪ ,‬فلما رآهم كذلك {سيء بم وضاق بم ذرعا} أي اغتم بأمرهم إن هو أضافهم‬
‫خاف عليهم من قومه وإن ل يضفهم خشي عليهم منهم ول يعلم بأمرهم ف الساعة الراهنة {قالوا ل‬
‫ت ف ول تزن إ نا منجوك وأهلك إل امرأ تك كا نت من الغابر ين * إ نا منلون على أ هل هذه القر ية‬
‫رجزا من ال سماء ب ا كانوا يف سقون} وذلك أن جب يل عل يه ال سلم اقتلع قرا هم من قرار الرض‪ ,‬ث‬
‫رفعها إل عنان السماء‪ ,‬ث قلبها عليهم‪ ,‬وأرسل ال عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك‪,‬‬
‫وما هي من الظالي ببعيد‪ ,‬وجعل ال مكانا بية خبيثة منتنة‪ ,‬وجعلهم عبة إل يوم التناد‪ ,‬وهم من‬
‫أشد الناس عذابا يوم العاد‪ .‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولقد تركنا منها آية بينة} أي واضحة {لقوم يعقلون}‬
‫كمطططا قال تعال‪{ :‬وإنكطططم لتمرون عليهطططم مصطططبحي وبالليطططل أفل تعقلون}‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ض ُمفْسِدِينَ *‬
‫** َوإَِلىَ َم ْديَنَ أَخَاهُ ْم ُشعَيْبا َفقَا َل َي َقوْ ِم اعْبُدُواْ اللّهَ وَا ْرجُوْا اْلَيوْمَ آلَخِرَ وَلَ َت ْعَثوْاْ فِي الرْ ِ‬
‫ططط‬ ‫طططي دَارِهِمططططْ جَاثِمِيَط‬ ‫َفكَ ّذبُوهططططُ َفأَ َخ َذْتهُمططططُ الرّ ْج َفةُ َفأَصططططْبَحُواْ فِط‬
‫يب تعال عن عبده ورسوله شعيب عليه السلم‪ ,‬أنه أنذر قومه أهل مدين‪ ,‬فأمرهم بعبادة ال وحده ل‬
‫شريطك له‪ ,‬وأن يافوا بأس ال ونقمتطه وسططوته يوم القيامطة‪ ,‬فقال‪{ :‬يطا قوم اعبدوا ال وارجوا اليوم‬
‫الَخر} قال ابن جرير‪ :‬قال بعضهم معناه واخشوا اليوم الَخر‪ ,‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬لن كان يرجو ال‬
‫واليوم الَخر} وقوله‪{ :‬ول تعثوا ف الرض مفسدين} ناهم عن العيث ف الرض بالفساد وهو السعي‬
‫فيها والبغي على أهلها‪ ,‬وذلك أنم كانوا ينقصون الكيال واليزان ويقطعون الطريق على الناس‪ ,‬هذا مع‬
‫كفرهم بال ورسوله‪ ,‬فأهلكهم ال برجفة عظيمة زلزلت عليهم بلدهم‪ ,‬وصيحة أخرجت القلوب من‬
‫حناجرها‪ ,‬وعذاب يوم الظلة الذي أزهق الرواح من مستقرها‪ ,‬إنه كان عذاب يوم عظيم‪ ,‬وقد تقدمت‬
‫ق صتهم مب سوطة ف سورة العراف وهود والشعراء‪ .‬وقوله‪{ :‬فأ صبحوا ف دار هم جاث ي} قال قتادة‪:‬‬
‫ميتيططططط‪ ,‬وقال غيه‪ :‬قطططططد ألقطططططى بعضهطططططم على بعطططططض‪.‬‬

‫سبِي ِل وَكَانُوْا‬
‫شيْطَا نُ َأعْمَاَلهُ مْ فَ صَ ّدهُ ْم عَ ِن ال ّ‬ ‫** َوعَادا َوثَمُودَ وَقَد ّتَبيّ نَ َلكُم مّن مّ سَاكِِنهِ ْم وَ َزيّ نَ َلهُ مُ ال ّ‬
‫سَتبْصِرِينَ * وَقَارُو َن وَفِ ْر َعوْ َن َوهَامَا نَ وََلقَدْ جَآ َءهُ ْم مّو َسىَ بِاْلَبّينَا تِ فَا ْسَت ْكبَرُواْ فِي الرْ ضِ َومَا كَانُواْ‬ ‫مُ ْ‬
‫س ْفنَا‬
‫ح ُة َو ِمْنهُ ْم مّنْ خَ َ‬
‫سَابِقِيَ * َف ُكلّ أَ َخ ْذنَا بِذَنبِهِ فَ ِمْنهُم مّن أَرْسَ ْلنَا عََليْهِ حَاصِبا َو ِمْنهُ ْم مّنْ أَخَ َذتْ ُه الصّيْ َ‬
‫ط‬‫طهُ ْم يَظْلِمُون َ‬
‫ط وَلَـطكِن كَاُن َواْ أَنفُس َ‬ ‫ط ِليَ ْظلِ َمهُم ْ‬
‫ط اللّه ُ‬ ‫ط أَغْرَقْنَطا وَمَطا كَان َ‬ ‫ط مّن ْ‬ ‫ط َو ِمْنهُم ْ‬‫ط الرْض َ‬ ‫بِه ِ‬
‫يب تعال عن هؤلء المم الكذبة للرسل كيف أبادهم وتنوع ف عذاب م‪ ,‬وأخذهم بالنتقام منهم‪,‬‬
‫فعاد قوم هود عليه السلم كانوا يسكنون الحقاف‪ ,‬وهي قريبة من حضرموت بلد الي من‪ ,‬وثود قوم‬
‫صال كانوا يسكنون الجر قريبا من وادي القرى‪ ,‬وكانت العرب تعرف مساكنهما جيدا‪ ,‬وتر عليها‬
‫كثيا‪ ,‬وقارون صطاحب الموال الزيلة ومفاتيطح الكنوز الثقيلة‪ ,‬وفرعون ملك مصطر فط زمان موسطى‬
‫ووزيره هامان القبطيان الكافران بال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم {فكلً أخذنا بذنبه} أي كانت‬
‫عقوب ته ب ا ينا سبه {فمن هم من أر سلنا عل يه حا صبا} و هم عاد‪ ,‬وذلك أن م قالوا‪ :‬من أ شد م نا قوة ؟‬
‫فجاءتم ريح صرصر باردة شديدة البد‪ ,‬عاتية البوب جدا‪ ,‬تمل عليهم حصباء الرض فتلقيها عليهم‪,‬‬
‫وتقتلعهم من الرض‪ ,‬فترفع الرجل منهم من الرض إل عنان السماء‪ ,‬ث تنكسه على أم رأسه فتشدخه‪,‬‬
‫فيب قى بد نا بل رأس‪ ,‬كأن م أعجاز ن ل منق عر {ومن هم من أخذ ته ال صيحة} و هم ثود‪ ,‬قا مت علي هم‬

‫‪436‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الجة وظهرت لم الدللة من تلك الناقة الت انفلقت عنها الصخرة مثل ما سألوه سواء بسواء‪ ,‬ومع هذا‬
‫ما آمنوا بل ا ستمروا على طغيان م وكفر هم‪ ,‬وتددوا نب ال صالا و من آ من م عه وتوعدو هم بأن‬
‫يرجوهطم ويرجوهطم‪ ,‬فجاءتمط صطيحة أخدت الصطوات منهطم والركات {ومنهطم مطن خسطفنا بطه‬
‫الرض} و هو قارون الذي ط غى وب غى وع تا‪ ,‬وع صى الرب العلى‪ ,‬وم شى ف الرض مرحا‪ ,‬وفرح‬
‫ومرح وتاه بنفسه‪ ,‬واعتقد أنه أفضل من غيه‪ ,‬واختال ف مشيته‪ ,‬فخسف ال به وبداره الرض‪ ,‬فهو‬
‫يتجل جل في ها إل يوم القيا مة {ومن هم من أغرق نا} و هو فرعون ووزيره هامان وجنوده ا عن آخر هم‬
‫أغرقوا ف صبيحة واحدة فلم ينج منهم مب {وما كان ال ليظلمهم} أي فيما فعل بم {ولكن كانوا‬
‫أنفسهم يظلمون}‪ .‬أي إنا فعل ذلك بم جزاء وفاقا با كسبت أيديهم‪ ,‬وهذا الذي ذكرناه ظاهر سياق‬
‫الَ ية‪ ,‬و هو من باب اللف والن شر‪ ,‬و هو أ نه ذ كر ال مم الكذ بة‪ ,‬ث قال {فكلً أخذ نا بذن به} أي من‬
‫هؤلء الذكورين‪ ,‬وإنا نبهت على هذا لنه قد روى ابن جريج قال‪ :‬قال ابن عباس ف قوله‪{ :‬فمنهم‬
‫من أرسلنا عليه حاصبا} قال قوم لوط {ومنهم من أغرقنا} قال‪ :‬قوم نوح‪ ,‬وهذا منقطع عن ابن عباس‪:‬‬
‫فإن ا بن جر يج ل يدر كه‪ .‬ث قد ذ كر ال ف هذه ال سورة إهلك قوم نوح بالطوفان‪ ,‬وقوم لوط بإنزال‬
‫الرجز من السماء‪ ,‬وأطال السياق والفصل بي ذلك وبي هذا السياق‪ ,‬وقال قتادة {فمنهم من أرسلنا‬
‫عليه حاصبا} قال‪ :‬قوم لوط‪{ ,‬ومنهم من أخذته الصيحة} قوم شعيب‪ ,‬وهذا بعيد أيضا لا تقدم‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫ت َبيْتا َوإِ نّ َأ ْوهَ َن اْلبُيُو تِ َلبَيْ تُ‬


‫ت اتّخَذَ ْ‬
‫** َمثَ ُل الّذِي َن اتّخَذُواْ مِن دُو نِ اللّ هِ َأوِْليَآءَ كَ َمثَ ِل اْلعَن َكبُو ِ‬
‫حكِي مُ * َوتِلْ كَ‬
‫الْعَنكَبُو تِ َلوْ كَانُوْا َيعْلَمُو نَ * إِ نّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا يَ ْدعُو نَ مِن دُونِ هِ مِن َشيْ ٍء َو ُهوَ اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫ط وَمَطططططا َي ْعقِلُهَطططططآ إِلّ الْعَالِمُونطططططَ‬ ‫ال ْمثَا ُل َنضْ ِربُهَطططططا لِلنّاسطططط ِ‬
‫هذا مثل ضربه ال تعال للمشركي ف اتاذهم آلة من دون ال يرجون نصرهم ورزقهم‪ ,‬ويتمسكون‬
‫بم ف الشدائد‪ ,‬فهم ف ذلك كبيت العنكبوت ف ضعفه ووهنه‪ ,‬فليس ف أيدي هؤلء من آلتهم‪ ,‬إل‬
‫ك من يتم سك ببيت العنكبوت‪ ,‬فإ نه ل يدي ع نه شيئا‪ ,‬فلو علموا هذا الال ل ا اتذوا من دون ال‬
‫أولياء‪ ,‬وهذا بلف ال سلم الؤ من قل به ل و هو مع ذلك ي سن الع مل ف اتباع الشرع‪ ,‬فإ نه متم سك‬
‫ططططط‪.‬‬ ‫ططططط وثباتاط‬ ‫ططططط لقوتاط‬ ‫طططططام لاط‬ ‫طططططى ل انفصط‬ ‫بالعروة الوثقط‬

‫‪437‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ثط قال تعال متوعدا لنط عبطد غيه وأشرك بطه‪ ,‬إنطه تعال يعلم مطا هطم عليطه مطن العمال ويعلم مطا‬
‫يشركون به من النداد‪ ,‬و سيجزيهم و صفهم‪ ,‬إنه حك يم عل يم‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وتلك المثال ن ضر ب ا‬
‫للناس و ما يعقل ها إل العالون} أي و ما يفهم ها ويتدبر ها إل الرا سخون ف العلم التضلعون م نه‪ ,‬قال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا إسحاق بن عيسى‪ ,‬حدثن ابن ليعة عن أب قبيل عن عمرو بن العاص رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬عقلت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ألف مثل‪ ,‬وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي‬
‫ط يعقلهطا إل العالون}‪ .‬وقال ابطن أبط‬
‫ال عنطه حيطث يقول ال تعال‪{ :‬وتلك المثال نضرباط للناس وم ا‬
‫حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن سنان عن عمرو بن‬
‫مرة قال‪ :‬مطا مررت بآيطة مطن كتاب ال ل أعرفهطا إل أحزننط‪ ,‬لننط سطعت ال تعال يقول‪{ :‬وتلك‬
‫المثال نضرباطططططططط للناس ومططططططططا يعقلهططططططططا إل العالون}‪.‬‬

‫ك مِ َن اْلكِتَا ِ‬
‫ب‬ ‫ح قّ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َلَيةً لّلْ ُم ْؤ ِمنِيَ * اتْ ُل مَا ُأوْحِ يَ إِلَيْ َ‬ ‫ت وَالرْ ضَ بِالْ َ‬
‫** خَلَ قَ اللّ ُه ال سّمَاوَا ِ‬
‫َصطَنعُونَ‬
‫َمط م َا ت ْ‬‫ّهط َيعْل ُ‬‫ّهط أَ ْكبَ ُر وَالل ُ‬
‫َنط اْلفَحْشَآ ِء وَالْ ُمنْكَ ِر وَلَذِ ْكرُ الل ِ‬
‫لةَ َتْنهَ َى ع ِ‬
‫الصط َ‬
‫ِنط ّ‬ ‫لةَ إ ّ‬ ‫الصط َ‬
‫ِمط ّ‬ ‫َوأَق ِ‬
‫يقول تعال م با عن قدر ته العظي مة أ نه خلق ال سموات والرض بال ق‪ ,‬يع ن لعلى و جه الع بث‬
‫واللعطب {لتجزى كطل نفطس باط تسطعى} {ليجزي الذيطن أسطاءوا باط عملوا ويزي الذيطن أحسطنوا‬
‫بال سن}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ف ذلك لَ ية للمؤمن ي} أي لدللة واض حة على أ نه تعال التفرد باللق‬
‫والتدب ي والل ية‪ ,‬ث قال تعال آمرا ر سوله والؤمن ي بتلوة القرآن‪ ,‬و هو قراء ته وإبل غه للناس {وأ قم‬
‫الصلة إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر ولذكر ال أكب} يعن أن الصلة تشتمل على شيئي على‬
‫ترك الفوا حش والنكرات‪ ,‬أي مواظبت ها ت مل على ترك ذلك‪ .‬و قد جاء ف الد يث من روا ية عمران‬
‫وابطن عباس مرفوعا «مطن ل تنهطه صطلته عطن الفحشاء والنكطر‪ ,‬ل تزده مطن ال إل بعدا»‪.‬‬

‫(ذكططططططططر الَثار الواردة فطططططططط ذلك)‬


‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن هارون الخرمي الفلس‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن نافع أبو زياد‪ ,‬حدثنا‬
‫عمر بن أب عثمان‪ ,‬حدثنا السن عن عمران بن حصي قال‪ :‬سئل النب صلى ال عليه وسلم عن قول‬
‫ال‪{ :‬إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر} قال‪« :‬من ل تنهه صلته عن الفحشاء والنكر فل صلة‬
‫له»‪ .‬وحدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا يي بن أب طلحة اليبوعي‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن ليث عن طاوس‬

‫‪438‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من ل تنهه صلته عن الفحشاء والنكر‪ ,‬ل‬
‫يزدد باططط مطططن ال إل بعدا» ورواه الططططبان مطططن حديطططث أبططط معاويطططة‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا خالد بن عبد ال عن العلء بن السيب عمن‬
‫ذكره عطن ابطن عباس فط قوله‪{ :‬إن الصطلة تنهطى عطن الفحشاء والنكطر} قال‪ :‬فمطن ل تأمره صطلته‬
‫بالعروف وتن هه عن الن كر‪ ,‬ل يزدد ب صلته من ال إل بعدا‪ ,‬فهذا موقوف‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬وحدث نا‬
‫القاسم‪ ,‬حدثنا السي‪ ,‬حدثنا علي بن هاشم بن البيد عن جويب عن الضحاك عن ابن مسعود عن النب‬
‫صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‪« :‬ل صلة ل ن ل ي طع ال صلة» وطا عة ال صلة أن تنهاه عن الفحشاء‬
‫والن كر‪.‬قال‪ :‬قال سفيان {قالوا يا شع يب أ صلتك تأمرك} قال‪ :‬فقال سفيان‪ :‬إي وال تأمره وتنهاه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد عن جويب عن الضحاك عن عبد ال قال‪:‬‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ط وقال أ بو خالد مرة عن ع بد ال ط‪« :‬ل صلة ل ن ل ي طع‬
‫الصلة‪ ,‬وطاعة الصلة تنهاه عن الفحشاء والنكر» والوقوف أصح‪ ,‬كما رواه العمش عن مالك بن‬
‫الارث عن عبد الرحن بن يزيد قال‪ :‬قيل لعبد ال‪ :‬إن فلنا يطيل الصلة‪ ,‬قال‪ :‬إن الصلة ل تنفع إل‬
‫من أطاعها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا علي‪ ,‬حدثنا إساعيل بن مسلم عن السن قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬من صلى صلة ل تنهه عن الفحشاء والنكر‪ ,‬ل يزدد با من ال إل بعدا» والصح ف‬
‫هذا كله الوقوفات عطن ابطن مسطعود وابطن عباس والسطن وقتادة والعمطش وغيهطم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ,‬أنبأنا جرير ط يعن ابن عبد الميد ط عن‬
‫العمش عن أب صال قال‪ :‬أراه عن جابر‪ ,‬شك العمش‪ ,‬قال‪ :‬قال رجل للنب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫إن فلنا ي صلي بالل يل‪ ,‬فإذا أ صبح سرق‪ .‬قال‪ « :‬سينهاه ما تقول»‪ .‬وحدثنا ممد بن مو سى الر شي‪,‬‬
‫أخبنا زياد بن عبد ال عن العمش عن أب صال عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬ول‬
‫يشك‪ ,‬ث قال‪ :‬وهذا الديث قد رواه عن العمش غي واحد‪ ,‬واختلفوا ف إسناده‪ ,‬فرواه غي واحد عن‬
‫العمش عن أب صال عن أب هريرة أو غيه‪ .‬وقال قيس عن العمش عن أب سفيان‪ ,‬عن جابر قال‬
‫جريططر وزياد عططن عبططد ال عططن العمططش عططن أبطط صططال عططن جابر‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬أخبنا العمش قال‪ :‬أخبنا أبو صال عن أب هريرة‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجل‬
‫إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬إن فلنا ي صلي بالل يل‪ ,‬فإذا أ صبح سرق‪ ,‬فقال‪« :‬إ نه سينهاه ما‬
‫تقول»‪.‬وتشت مل ال صلة أيضا على ذ كر ال تعال و هو الطلوب ال كب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولذ كر ال‬
‫أكب} أي أعظم من الول {وال يعلم ما تصنعون} أي يعلم جيع أعمالكم وأقوالكم‪ .‬وقال أبو العالية‬
‫‪439‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر} قال‪ :‬إن الصلة فيها ثلث خصال‪ ,‬فكل صلة‬
‫ل يكون فيها شيء من هذه الصال فليست بصلة‪ :‬الخلص‪ ,‬والشية‪ ,‬وذكر ال‪ ,‬فالخلص يأمره‬
‫بالعروف‪ ,‬والشية تنهاه عن النكر‪ ,‬وذكر ال القرآن يأمره وينهاه وقال ابن عون النصاري‪ :‬إذا كنت‬
‫ف صلة‪ ,‬فأنت ف معروف‪ ,‬وقد حجزتك عن الفحشاء والنكر‪ ,‬والذي أنت فيه من ذكر ال أكب‪.‬‬
‫وقال حاد بن أب سليمان {إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر} يعن ما دمت فيها‪ .‬وقال علي بن‬
‫أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬ولذكر ال أكب} يقول‪ :‬ولذكر ال لعباده أكب إذا ذكروه من‬
‫ذكرهم إياه‪ ,‬وكذا روى غي واحد عن ابن عباس‪ ,‬وبه قال ماهد وغيه‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو‬
‫سعيد الشج‪ ,‬حدثنا أبو خالد الحر عن داود بن أب هند عن رجل عن ابن عباس {ولذكر ال أكب}‬
‫قال‪ :‬ذ كر ال ع ند طعا مك وع ند منا مك‪ ,‬قلت‪ :‬فإن صاحبا ل ف النل يقول غ ي الذي تقول‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وأي ش يء يقول ؟ قلت‪ :‬يقول ال تعال‪{ :‬فاذكرو ن أذكر كم} فلذ كر ال إيا نا أ كب من ذكر نا إياه‪,‬‬
‫قال‪ :‬صدق‪ ,‬قال‪ :‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا النفيلي‪ ,‬حدثنا إساعيل عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬ولذ كر ال أ كب} قال‪ :‬ل ا وجهان‪ ,‬قال‪ :‬ذ كر ال عند ما حر مه‪ ,‬قال‪ :‬وذ كر ال إيا كم‬
‫طططططططططططم إياه‪.‬‬ ‫طططططططططططن ذكركط‬ ‫طططططططططططم مط‬ ‫أعظط‬
‫قال ا بن جر ير‪ :‬حدث ن يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬أخب نا هش يم‪ ,‬أخب نا عطاء بن ال سائب عن ع بد ال بن‬
‫ربيعة قال‪ :‬قال ل ابن عباس‪ :‬هل تدري ما قوله تعال‪{ :‬ولذكر ال أكب} ؟ قال‪ :‬قلت نعم‪ ,‬قال‪ :‬فما‬
‫هو ؟ قلت‪ :‬التسبيح والتحميد والتكبي ف الصلة وقراءة القرآن ونو ذلك‪ .‬قال‪ :‬لقد قلت قولً عجيبا‬
‫وما هو كذلك ولكنه إنا يقول ذكر ال إياكم عندما أمر به أو نى عنه إذا ذكرتوه أكب من ذكركم‬
‫إياه‪ ,‬و قد روي هذا من غ ي و جه عن ا بن عباس‪ ,‬وروي أيضا عن ا بن م سعود وأ ب الدرداء و سلمان‬
‫الفارسطططططططي وغيهطططططططم‪ ,‬واختاره ابطططططططن جريطططططططر‪.‬‬

‫** وَ َل تُجَادُِل َواْ َأهْ َل الْ ِكتَا بِ إِلّ بِاّلتِي هِ يَ أَحْ سَنُ إِ ّل الّذِي َن ظَلَمُواْ ِمْنهُ ْم وَقُوُل َواْ آ َمنّا بِالّذِ يَ أُنزِلَ إَِلْينَا‬
‫طلِمُونَ‬ ‫طط ْ‬ ‫ط مُسط‬ ‫طط ُ‬ ‫طططُ لَهط‬ ‫ططط ُهكُمْ وَا ِح ٌد َونَحْنط‬ ‫ططط ُهنَا َوإِلَـط‬ ‫ط َوإِلَـط‬ ‫طط ْ‬ ‫َوأُن ِزلَ إَِليْكُمط‬
‫قال قتادة وغ ي وا حد‪ :‬هذه الَ ية من سوخة بآ ية ال سيف‪ ,‬ول ي بق مع هم مادلة‪ ,‬وإن ا هو ال سلم أو‬
‫الزية أو السيف‪ .‬وقال آخرون‪ :‬بل هي باقية مكمة لن أراد الستبصار منهم ف الدين‪ ,‬فيجادل بالت‬
‫هي أح سن ليكون أن ع ف يه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬ادع إل سبيل ر بك بالك مة والوع ظة ال سنة} الَ ية‪,‬‬

‫‪440‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال تعال لوسطى وهارون حيط بعثهمطا إل فرعون {فقول له قو ًل لينا لعله يتذكطر أو يشطى} وهذا‬
‫القول اختاره ابطططططن جريطططططر‪ ,‬وحكاه عطططططن ابطططططن زيطططططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إل الذين ظلموا منهم} أي حادوا عن وجه الق‪ ,‬وعموا عن واضح الحجة‪ ,‬وعاندوا‬
‫وكابروا‪ ,‬فحينئذ ينت قل من الدال إل اللد ويقاتلون ب ا ينع هم ويردع هم‪ ,‬قال ال عز و جل‪{ :‬ل قد‬
‫أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب واليزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الديد فيه بأس شديد‬
‫ط إل قوله ط إن ال قوي عزيز} قال جابر‪ :‬أمرنا من خالف كتاب ال أن نضربه بالسيف‪ ,‬قال ماهد‬
‫{إل الذين ظلموا منهم} يعن أهل الرب‪ ,‬ومن امتنع منهم من أداء الزية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وقولوا آمنا‬
‫بالذي أنزل إلي نا وأنزل إلي كم} يع ن إذا أ خبوا ب ا ل نعلم صدقه ول كذبه‪ ,‬فهذا ل نقدم على تكذي به‬
‫لنطه قطد يكون حقا‪ ,‬ول تصطديقه فلعله أن يكون باطلً‪ ,‬ولكطن نؤمطن بطه إيانا مملً معلقا على شرط‬
‫ططططططططططططططططططططططططططو أن يكون منلً ل مبد ًل ول مؤولً‪.‬‬ ‫وهط‬
‫قال البخاري رحه ال‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا عثمان بن عمر‪ ,‬أخبنا علي بن البارك عن يي‬
‫بن أب كثي عن أب سلمة عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبانية‬
‫ويفسرونا بالعربية لهل السلم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تصدقوا أهل الكتاب ول‬
‫تكذبوهم‪ ,‬وقولوا آمنا بال وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم‪ ,‬وإلنا وإلكم واحد‪ ,‬ونن له مسلمون» وهذا‬
‫الديث تفرد به البخاري‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عثمان بن عمرو‪ ,‬أخبنا يونس عن الزهري‪ ,‬أخبن‬
‫ابن أب نلة أن أبا نلة النصاري أخبه أنه بينما هو جالس عند رسول ال صلى ال عليه وسلم جاءه‬
‫ر جل من اليهود‪ ,‬فقال‪ :‬يا م مد هل تتكلم هذه النازة ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ال‬
‫أعلم» قال اليهودي‪ :‬أ نا أش هد أناط تتكلم‪ ,‬فقال رسطول ال صلى ال عل يه وسطلم «إذا حدثكطم أهطل‬
‫الكتاب فل ت صدقوهم ول تكذبو هم‪ ,‬وقولوا آم نا بال وكت به ور سله‪ ,‬فإن كان حقا ل تكذبو هم‪ ,‬وإن‬
‫كان باطلً ل تصدقوهم» (قلت) وأ بو نلة هذا هو عمارة‪ .‬وق يل عمار‪ ,‬وق يل عمرو بن معاذ بن زرارة‬
‫الن صاري ر ضي ال ع نه‪ ,‬ث ليعلم أن أك ثر ما يتحدثون به غال به كذب وبتان‪ ,‬ل نه قد دخله تر يف‬
‫وتبديطل وتغييط وتأويطل‪ ,‬ومطا أقطل الصطدق فيطه‪ ,‬ثط مطا أقطل فائدة كثيط منطه لو كان صطحيحا‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬أخبنا سفيان عن سليمان بن عامر عن عمارة بن‬
‫عمي عن حريث بن ظهي عن عبيد ال ط هو ابن مسعود ط قال‪ :‬ل تسألوا أهل الكتاب عن شيء‬
‫فإنم لن يهدوكم وقد ضلوا‪ ,‬إما أن تكذبوا بق أو تصدقوا بباطل‪ ,‬فإنه ليس أحد من أهل الكتاب إل‬
‫وف قلبه تالية تدعوه إل دينه كتالية الال‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫‪441‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سعد‪ ,‬أخبنا ابن شهاب عن عبد ال بن عبد ال عن ابن عباس قال‪ :‬كيف تسألون أهل الكتاب عن‬
‫شيء وكتابكم الذي أنزل إليكم على رسول ال صلى ال عليه وسلم أحدث تقرءونه مضا ل يشب‪,‬‬
‫وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا وغيوا وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند ال ليشتروا به ثنا‬
‫ل يسألكم عن الذي أنزل‬ ‫قليلً‪ ,‬أل ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ ل وال ما رأينا منهم رج ً‬
‫عليكططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬وقال أ بو اليمان‪ :‬أخب نا شع يب عن الزهري‪ ,‬أ خبن ح يد بن ع بد الرح ن أ نه سع‬
‫معاوية يدث رهطا من قريش بالدينة‪ ,‬وذكر كعب الحبار‪ ,‬فقال‪ :‬إن كان من أصدق هؤلء الحدثي‬
‫الذين يدثون عن أهل الكتاب‪ ,‬وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب‪( .‬قلت) معناه أنه يقع منه الكذب‬
‫لغة من غي قصد‪ ,‬لنه يدث عن صحف يسن با الظن‪ ,‬وفيها أشياء موضوعة ومكذوبة‪ ,‬لنم ل يكن‬
‫ف ملتهم حفاظ متقنون كهذه المة العظيمة‪ ,‬ومع ذلك وقرب العهد‪ ,‬وضعت أحاديث كثية ف هذه‬
‫المطة ل يعلمهطا إل ال عطز وجطل‪ ,‬ومطن منحطه ال تعال علما بذلك كطل بسطبه‪ ,‬و ل المطد والنطة‪.‬‬

‫ح ُد‬‫ب ُي ْؤمِنُو َن بِ ِه َومِنْ هَـؤُلءِ مَن ُي ْؤمِ ُن بِهِ َومَا يَجْ َ‬


‫ك الْ ِكتَابَ فَاّلذِي َن آَتيْنَاهُمُ الْ ِكتَا َ‬
‫** وَكَذَلِكَ أَنزَْلنَآ إَِليْ َ‬
‫ب الْ ُمبْطِلُونَ * بَلْ‬ ‫ت تَتْلُو مِن َقبْلِهِ مِن ِكتَابٍ وَ َل تَخُطّ ُه ِبيَمِينِكَ إِذا لّ ْرتَا َ‬ ‫بِآيَاِتنَآ إِ ّل الْكَافِرونَ * َومَا كُن َ‬
‫ح ُد بِآيَاتِنَطآ إِلّ الظّالِمُونططَ‬ ‫ط وَمَطا يَجْ َ‬ ‫ط َبيّنَاتططٌ فِطي صططُدُو ِر الّذِينططَ أُوتُوْا اْلعِلْمطَ‬ ‫ُهوَ آيَاتطٌ‬
‫قال ابن جرير‪ :‬يقول ال تعال كما أنزلنا الكتب على من قبلك يا ممد من الرسل‪ ,‬كذلك أنزلنا إليك‬
‫هذا الكتاب‪ ,‬وهذا الذي قاله حسطن ومناسطبته وارتباططه جيطد‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فالذيطن آتيناهطم الكتاب‬
‫يؤمنون بطه} أي الذيطن أخذوه فتلوه حطق تلوتطه مطن أحبارهطم العلماء الذكياء‪ ,‬كعبطد ال بطن سطلم‬
‫وسلمان الفارسي وأشباههما‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومن هؤلء من يؤمن به} يعن العرب من قريش وغيهم‬
‫{وما يحد بآياتنا إل الكافرون} أي ما يكذب با ويحد حقها إل من يستر الق بالباطل‪ ,‬ويغطي‬
‫ضوء الشمطططططططططططططططس بالوصطططططططططططططططائل وهيهات‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وما كنت تتلو من قبله من كتاب ول تطه بيمينك} أي قد لبثت ف قومك يا ممد‬
‫من قبل أن تأت بذا القرآن عمرا ل تقرأ كتابا ول تسن الكتابة بل كل أحد من قومك وغيهم يعرف‬
‫أ نك ر جل أ مي ل تقرأ ول تك تب‪ ,‬وهكذا صفته ف الك تب التقد مة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬الذ ين يتبعون‬
‫الر سول ال نب ال مي الذي يدو نه مكتوبا عند هم ف التوراة والن يل يأمر هم بالعروف وينها هم عن‬

‫‪442‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الن كر} الَ ية‪ ,‬وهكذا كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم دائما إل يوم الد ين‪ ,‬ل ي سن الكتا بة ول‬
‫يطط سططرا ول حرفا بيده‪ ,‬بطل كان له كتاب يكتبون بيط يديطه الوحطي والرسطائل إل القاليطم‪.‬‬
‫و من ز عم من متأخري الفقهاء كالقا ضي أ ب الول يد البا جي و من تاب عه أ نه عل يه ال سلم ك تب يوم‬
‫الديبية‪ :‬هذا ما قاضي عليه ممد بن عبد ال‪ ,‬فإنا حله على ذلك رواية ف صحيح البخاري‪ :‬ث أخذ‬
‫فكتب‪ .‬وهذه ممولة على الرواية الخرى‪ :‬ث أمر فكتب‪ .‬ولذا اشتد النكي من فقهاء الشرق والغرب‬
‫على من قال بقول الباجي‪ ,‬وتبؤوا منه‪ ,‬وأنشدوا ف ذلك أقوالً وخطبوا به ف مافلهم‪ ,‬وإنا أراد الرجل‬
‫ط أعن الباجي ط فيما يظهر عنه‪ ,‬أنه كتب ذلك على وجه العجزة ل أنه كان يسن الكتابة‪ ,‬كما قال‬
‫صلى ال عليه وسلم إخبارا عن الدجال‪« :‬مكتوب بي عينيه كافر» وف رواية «ك ف ر‪ ,‬يقرؤها كل‬
‫مؤمن» وما أورده بعضهم من الديث أنه ل يت صلى ال عليه وسلم حت تعلم الكتابة‪ ,‬فضعيف ل‬
‫أصطل له‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ومطا كنطت تتلو} أي تقرأ {مطن قبله مطن كتاب} لتأكيطد النفطي ول تططه‬
‫ططه}‪.‬‬ ‫طط بناحيط‬ ‫ططد أيضا‪ ,‬وخرج مرج الغالب كقوله تعال‪{ :‬ول طائر يطيط‬ ‫ططك‪ ,‬تأكيط‬ ‫بيمينط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذا لرتاب البطلون} أي لو ك نت ت سنها لرتاب ب عض الهلة من الناس‪ ,‬فيقول إن ا‬
‫تعلم هذا من ك تب قبله مأثورة عن ال نبياء مع أن م قالوا ذلك مع علم هم بأ نه أ مي ل ي سن الكتا بة‬
‫{وقالوا أساطي الولي اكتتبها فهي تلى عليه بكرة وأصيل} قال ال تعال‪{ :‬قل أنزله الذي يعلم السر‬
‫ف السموات والرض} الَية‪ ,‬وقال ههنا‪{ :‬بل هو آيات بينات ف صدور الذين أوتوا العلم} أي هذا‬
‫القرآن آيات بينة واض حة ف الدللة على ال ق أمرا ونيا و خبا‪ ,‬يف ظه العلماء ي سره ال علي هم حفظا‬
‫وتلوة وتفسيا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} وقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬ما من نب إل وقد أعطي ما آمن على مثله البشر‪ ,‬وإنا كان الذي أوتيته وحيا أوحاه ال‬
‫إل‪ ,‬فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا» وف حديث عياض بن حار ف صحيح مسلم يقول ال تعال‪« :‬إن‬
‫مبتل يك ومب تل بك‪ ,‬ومنل عل يك كتابا ل يغ سله الاء‪ ,‬تقرؤه نائما ويقظانا» أي لو غ سل الاء ال حل‬
‫الكتوب ف يه ل ا احت يج إل ذلك ال حل‪ ,‬ل نه قد جاء من الد يث الَ خر «لو كان القرآن ف إهاب ما‬
‫أحرق ته النار» ول نه مفوظ ف ال صدور مي سر على الل سنة‪ ,‬مهي من على القلوب‪ ,‬مع جز لفظا ومع ن‪,‬‬
‫ولذا جاء فطط الكتططب التقدمططة فطط صططفة هذه المططة أناجيلهططم فطط صططدورهم‪.‬‬
‫واختار ابن جرير أن العن ف قوله تعال‪{ :‬بل هو آيات بينات ف صدور الذين أوتوا العلم} بل العلم‬
‫بأ نك ما ك نت تتلو من ق بل هذا الكتاب كتابا‪ ,‬ول ت طه بيمي نك آيات بينات ف صدور الذ ين أوتوا‬
‫العلم من أهل الكتاب‪ ,‬ونقله عن قتادة وابن جريج‪ ,‬وحكي الول عن السن البصري فقط‪ ,‬قلت وهو‬
‫‪443‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي رواه العوف عن ابن عباس‪ ,‬وقاله الضحاك وهو الظهر وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وما يحد بآياتنا‬
‫إل الظالون} أي ما يكذب با ويبخس حقها ويردها إل الظالون‪ ,‬أي العتدون الكابرون الذين يعلمون‬
‫الق وييدون عنه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون ولو جاءتم كل آية‬
‫حتطططططططططططططططط يروا العذاب الليططططططططططططططططم}‪.‬‬

‫ت عِندَ اللّ ِه َوِإنّمَآ َأنَاْ نَذِي ٌر ّمبِيٌ * َأوَلَ ْم َي ْكفِهِ مْ َأنّآ‬ ‫ت مّن ّربّ هِ قُلْ ِإنّمَا ا َليَا ُ‬
‫** وَقَالُواْ َلوْلَ أُنزِلَ عََليْ هِ آيَا ٌ‬
‫ب ُيتَْلىَ عََلْيهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لَ َرحْ َم ًة وَذِ ْكرَىَ ِل َقوْمٍ ُي ْؤ ِمنُونَ * قُلْ َك َفىَ بِاللّ ِه بَْينِي َوَبْينَكُمْ‬‫ك اْلكِتَا َ‬ ‫أَنزَْلنَا عََليْ َ‬
‫ك هُ ُم الْخَا سِرُونَ‬ ‫ض وَالّذِي نَ آمَنُواْ بِاْلبَاطِ ِل وَ َكفَرُوْا بِاللّ هِ ُأوْلَ ـئِ َ‬‫َشهِيدا َيعْلَ مُ مَا فِي ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي ف تعنتهم وطلبهم آيات‪ ,‬يعنون ترشدهم إل أن ممدا رسول ال كما‬
‫أتى صال بناقته‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬قل} يا ممد {إنا الَيات عند ال} أي إنا أمر ذلك إل ال‪ ,‬فإنه لو‬
‫علم أن كم تتدون لجاب كم إل سؤالكم‪ ,‬لن هذا سهل عل يه ي سي لد يه‪ ,‬ولك نه يعلم من كم أن كم إن ا‬
‫ق صدت التع نت والمتحان‪ ,‬فل ييب كم إل ذلك‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و ما منع نا أن نر سل بالَيات إل أن‬
‫كذب باطططط الولون * وآتينططططا ثود الناقططططة مبصططططرة فظلموا باطططط}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وإن ا أ نا نذ ير مبي} أي إن ا بع ثت نذيرا ل كم ب ي النذارة‪ ,‬فعلي أن أبلغ كم ر سالة ال تعال‬
‫{من يهد ال فهو الهتد ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا} وقال تعال‪{ :‬ليس عليك هداهم ولكن‬
‫ال يهدي من يشاء} ث قال تعال مبينا كثرة جهل هم و سخافة عقل هم ح يث طلبوا آيات تدل م على‬
‫صدق ممد صلى ال عليه وسلم فيما جاءهم‪ ,‬وقد جاءهم بالكتاب العزيز الذي ل يأتيه الباطل من بي‬
‫يديه ول من خلفه‪ ,‬الذي هو أعظم من كل معجزة‪ ,‬إذ عجزت الفصحاء والبلغاء عن معارضته بل عن‬
‫معار ضة ع شر سور من مثله‪ ,‬بل عن معار ضة سورة م نه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أو ل يكف هم أ نا أنزل نا عل يك‬
‫الكتاب يتلى عليهم} أي أو ل يكفهم آية أنا أنزلنا عليك الكتاب العظيم الذي فيه خب ما قبلهم‪ ,‬ونبأ‬
‫ما بعد هم‪ ,‬وح كم ما بين هم‪ ,‬وأ نت ر جل أ مي ل تقرأ ول تك تب‪ ,‬ول تالط أحدا من أ هل الكتاب‪,‬‬
‫فجئتهم بأخبار ما ف الصحف الول ببيان الصواب ما اختلفوا فيه وبالق الواضح البي اللي‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬أو ل يكن لم آية أن يعلمه علماء بن إسرائيل} وقال تعال‪{ :‬وقالوا لول أنزل عليه آية من ربه‬
‫أو ل تأتمطططططط بينططططططة مططططططا فطططططط الصططططططحف الول}‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬حدثنا ليث‪ ,‬حدثن سعيد بن أب سعيد عن أبيه عن أب هريرة رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما من النبياء من نب إل قد أعطي من الَيات ما‬
‫مثله آ من عل يه الب شر‪ ,‬وإن ا كان الذي أوتي ته وحيا أوحاه ال إل‪ ,‬فأر جو أن أكون أكثر هم تابعا يوم‬
‫القيامة» أخرجاه من حديث الليث‪ .‬وقد قال ال تعال‪{ :‬إن ف ذلك لرحة وذكرى لقوم يؤمنون} أي‬
‫إن ف هذا القرآن لرح ة أي بيانا لل حق وإزا حة للبا طل‪ ,‬وذكرى ب ا ف يه حلول النقمات ونزول العقاب‬
‫بالكذبيططططططططططططططط والعاصطططططططططططططططي لقوم يؤمنون‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬قل كفى بال بين وبينكم شهيدا} أي هو أعلم با تفيضون فيه من التكذيب‪ ,‬ويعلم‬
‫ما أقول لكم من إخباري عنه بأنه أرسلن‪ ,‬فلو كنت كاذبا عليه لنتقم من‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولو تقول‬
‫علينا بعض القاويل لخذنا منه باليمي ث لقطعنا منه الوتي فما منكم من أحد عنه حاجزين} وإنا أنا‬
‫صطادق عليطه فيمطا أخطبتكم بطه‪ ,‬ولذا أيدنط بالعجزات الواضحات والدلئل القاطعات {يعلم مافط‬
‫السموات والرض} أي ل تفى عليه خافية {والذين آمنوا بالباطل وكفروا بال أولئك هم الاسرون}‬
‫أي يوم القيا مة سيجزيهم على ما فعلوا ويقابل هم على ما صنعوا ف تكذيب هم بال ق واتباع هم البا طل‪,‬‬
‫كذبوا بر سل ال مع قيام الدلة على صدقهم‪ ,‬وآمنوا بالطواغ يت والوثان بل دل يل‪ ,‬ف سيجزيهم على‬
‫ذلك إنططططططططططططه حكيططططططططططططم عليططططططططططططم‪.‬‬

‫شعُرُو نَ *‬
‫ب وََليَ ْأِتيَّنهُ ْم َبغَْت ًة َوهُ مْ َل يَ ْ‬
‫جلُونَكَ بِاْلعَذَا بِ وََلوْلَ أَجَ ٌل مّ سَمّى ّلجَآ َءهُ ُم اْلعَذَا ُ‬
‫** َويَ سَْتعْ ِ‬
‫ب َوإِ نّ َج َهنّ مَ لَ ُمحِي َط ٌة بِاْلكَافِرِي نَ * َيوْ مَ َيغْشَاهُ ُم اْلعَذَا بُ مِن َفوِْقهِ ْم وَمِن تَحْ تِ‬ ‫جلُونَكَ بِاْلعَذَا ِ‬ ‫ستَعْ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫ط َويِقُولُ ذُوقُواْ مَطططططططا ُكْنتُمطططططططْ َتعْ َملُونطططططططَ‬ ‫أَرْجُِلهِمطططططط ْ‬
‫يقول تعال م با عن ج هل الشرك ي ف ا ستعجالم عذاب ال أن ي قع ب م وبأس ال أن ي ل علي هم‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا‬
‫بعذاب أليم} وقال ههنا‪{ :‬ويستعجلونك بالعذاب ولول أجل مسمى لاءهم العذاب} أي لول ما حتم‬
‫ال من تأخ ي العذاب إل يوم القيا مة لاء هم العذاب قريبا سريعا ك ما ا ستعجلوه‪ ,‬ث قال‪{ :‬وليأتين هم‬
‫بغتطة} أي فجأة {وهطم ل يشعرون * يسطتعجلونك بالعذاب وإن جهنطم لحيططة بالكافريطن} أي‬
‫يسطططططططتعجلون العذاب وهطططططططو واقطططططططع بمططططططط ل مالة‪.‬‬

‫‪445‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال شعبة عن ساك عن عكرمة‪ :‬قال ف قوله‪{ :‬وإن جهنم لحيطة بالكافرين} قال‪ :‬البحر وقال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا عمر بن إساعيل بن مالد‪ ,‬حدثنا أب عن مالد عن الشعب أنه‬
‫سع ابن عباس يقول‪{ :‬وإن جهنم لحيطة بالكافرين} وجهنم هو هذا البحر الخضر تنتثر الكواكب‬
‫فيه‪ ,‬وتكور فيه الشمس والقمر‪ ,‬ث يوقد فيكون هو جهنم‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬أخبنا‬
‫عبد ال بن أمية‪ ,‬حدثن ممد بن حيي‪ ,‬أخبن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬البحطر هطو جهنطم» قالوا ليعلى‪ ,‬فقال‪ :‬أل ترون أن ال تعال يقول‪{ :‬نارا أحاط بمط سطرادقها}‬
‫قال‪ :‬ل والذي نفس يعلى بيده‪ ,‬ل أدخلها أبدا حت أعرض على ال ول يصيبن منها قطرة حت أعرض‬
‫على ال تعال‪ ,‬هذا تفسططططي غريططططب‪ ,‬وحديططططث غريططططب جدا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ث قال عز وجل‪{ :‬يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تت أرجلهم} كقوله تعال‪{ :‬لم من جهنم‬
‫مهاد ومن فوقهم غواش} وقال تعال‪{ :‬لم من فوقهم ظلل من النار ومن تتهم ظلل} وقال تعال‪{ :‬لو‬
‫يعلم الذين كفروا حي ل يكفون عن وجوههم النار ول عن ظهورهم} الَية‪ ,‬فالنار تغشاهم من سائر‬
‫جهات م‪ ,‬وهذا أبلغ ف العذاب ال سي‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ويقول ذوقوا ما كن تم تعملون} تد يد وتقر يع‬
‫وتوب يخ‪ ,‬وهذا عذاب معنوي على النفوس‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬يوم ي سحبون ف النار على وجوه هم ذوقوا‬
‫مس سقر * إ نا كل ش يء خلقناه بقدر} وقال تعال‪{ :‬يوم يدعون إل نار جه نم دعا * هذه النار ال ت‬
‫كن تم ب ا تكذبون * أف سحر هذا أم أن تم ل تب صرون * ا صلوها فا صبوا أو ل ت صبوا سواء علي كم إن ا‬
‫ططططططططططططططططم تعملون}‪.‬‬ ‫ططططططططططططططططا كنتط‬ ‫تزون مط‬

‫ي الّذِي نَ آ َمُنوَاْ إِ نّ أَرْضِي وَا سِ َعةٌ فَِإيّا يَ فَا ْعبُدُو نِ * كُ ّل َنفْ سٍ ذَآِئ َق ُة الْ َموْ تِ ثُ مّ إِلَْينَا تُرْ َجعُو نَ *‬ ‫** َي ِعبَادِ َ‬
‫حِتهَا النْهَارُ خَالِدِي نَ فِيهَا ِنعْ مَ أَجْرُ‬ ‫جرِي مِن تَ ْ‬ ‫جّن ِة غُرَفَا تَ ْ‬
‫وَالّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َلنَُب ّوَئنّهُ ْم مّ َن الْ َ‬
‫صبَرُوْا َوعََلىَ َرّبهِ ْم َيَتوَكّلُو نَ * وَكََأيّن مّن دَآّبةٍ ّل تَحْ ِملُ رِزَْقهَا اللّ ُه يَ ْرزُُقهَا َوإِيّاكُ مْ‬ ‫الْعَامِِليَ * الّذِي نَ َ‬
‫َوهُوَ السططططططططططططططططططّمِيعُ اْلعَلِيمططططططططططططططططططُ‬
‫هذا أ مر من ال تعال الؤمن ي بالجرة من البلد الذي ل يقدرون ف يه على إقا مة الد ين إل أرض ال‬
‫الوا سعة ح يث ي كن إقا مة الد ين‪ ,‬بأن يوحدوا ال ويعبدوه ك ما أمر هم‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬يا عبادي‬
‫الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون} قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ,‬حدثنا بقية بن‬
‫الوليد‪ ,‬حدثن جبي بن عمرو القرشي‪ ,‬حدثن أبو سعد النصاري عن أب يي مول الزبي بن العوام عن‬

‫‪446‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزب ي بن العوام قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬البلد بلد ال‪ ,‬والعباد عباد ال‪ ,‬فحيث ما‬
‫أصبت خيا فأقم» ولذا لا ضاق على الستضعفي بكة مقامهم با‪ ,‬خرجوا مهاجرين إل أرض البشة‬
‫ليأمنوا على دين هم هناك‪ ,‬فوجدوا خ ي النل ي هناك‪ :‬أ صحمة النجا شي ملك الب شة رح ه ال تعال‪,‬‬
‫فآوا هم وأيد هم بن صره‪ ,‬وجعل هم سيوما ببلده‪ ,‬ث ب عد ذلك ها جر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫والصططططططططحابة الباقون إل الدينططططططططة النبويططططططططة يثرب الطهرة‪.‬‬
‫ث قال تعال‪ { :‬كل ن فس ذائ قة الوت ث إلي نا ترجعون} أي أين ما كن تم يدرك كم الوت‪ ,‬فكونوا ف‬
‫طا عة ال وح يث أمر كم ال‪ ,‬ف هو خ ي ل كم‪ ,‬فإن الوت ل بد م نه ول م يد ع نه‪ ,‬ث إل ال الر جع‬
‫والآب‪ ,‬فمطن كان مطيعا له جازاه أفضطل الزاء‪ ,‬ووافاه أتط الثواب ولذا قال تعال‪{ :‬والذيطن آمنوا‬
‫وعملوا الصالات لنبوئنهم من النة غرفا تري من تتها النار} أي لنسكننهم منازل عالية ف النة‬
‫تري من تتها النار على اختلف أصنافها من ماء وخر وعسل ولب‪ ,‬يصرفونا ويرونا حيث شاؤوا‬
‫{خالدين فيها} أي ماكثي فيها أبدا ل يبغون عنها حول {نعم أجر العاملي} نعمت هذه الغرف أجرا‬
‫على أعمال الؤمن ي {الذ ين صبوا} أي على دين هم‪ .‬وهاجروا إل ال ونابذوا العداء‪ ,‬وفارقوا ال هل‬
‫والقرباء ابتغاء وجطططططططه ال ورجاء مطططططططا عنده وتصطططططططديق موعده‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات رحه ال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬أخبنا صفوان الؤذن‪ ,‬أخبنا الوليد بن مسلم‪ ,‬أخبنا معاوية‬
‫بن سلم عن أخيه زيد بن سلم عن جده أب سلم السود‪ ,‬حدثن أبو معاوية الشعري أن أبا مالك‬
‫الشعري حد ثه أن ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪ ,‬حد ثه أن ف ال نة غرفا يرى ظاهرها من باطن ها‪,‬‬
‫وباطن ها من ظاهر ها‪ ,‬أعد ها ال تعال ل ن أط عم الطعام‪ ,‬وأطاب الكلم‪ ,‬وتا بع ال صلة وال صيام‪ ,‬وقام‬
‫بالليل والناس نيام {وعلى ربم يتوكلون} ف أحوالم كلها ف دينهم ودنياهم ث أخبهم تعال أن الرزق‬
‫ل ي تص ببق عة‪ ,‬بل رز قه تعال عام لل قه ح يث كانوا وأ ين كانوا‪ ,‬بل كا نت أرزاق الهاجر ين ح يث‬
‫هاجروا أكثر وأوسع وأطيب‪ ,‬فإنم بعد قليل صاروا حكام البلد ف سائر القطار والمصار‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬وكأين من دابة ل تمل رزقها} أي ل تطيق جعه وتصيله ول تدخر شيئا لغد {ال يرزقها‬
‫وإياكم} أي ال يقيض لا رزقها على ضعفها وييسره عليها‪ ,‬فيبعث إل كل ملوق من الرزق ما يصلحه‬
‫حت الذر ف قرار الرض‪ ,‬والطي ف الواء واليتان ف الاء‪ .‬قال تعال‪{ :‬وما من دابة ف الرض إل على‬
‫طططبي}‪.‬‬ ‫طططل فططط كتاب مط‬ ‫طططتودعها كط‬ ‫طططتقرها ومسط‬ ‫ال رزقهطططا ويعلم مسط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عبد الرحن الروي‪ ,‬حدثنا يزيد يعن ابن هارون‪ ,‬حدثنا الراح بن‬
‫منهال الزري ط هو أبو العطوف ط عن الزهري عن رجل عن ابن عمر قال‪ :‬خرجت مع رسول ال‬
‫‪447‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم حت دخل بعض حيطان الدينة‪ ,‬فجعل يلتقط من التمر ويأكل‪ ,‬فقال ل‪« :‬يا ابن‬
‫عمر ما لك ل تأكل ؟» قال‪ :‬قلت ل أشتهيه يا رسول ال‪ ,‬قال لكن أشتهيه‪ ,‬وهذا صبح رابعة منذ ل‬
‫أذق طعاما ول أجده‪ ,‬ولو شئت لدعوت رب فأعطان مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر‬
‫إذا بقيطت فط قوم يبئون رزق سطنتهم بضعطف اليقيط ؟» قال‪ :‬فوال مطا برحنطا ول رمنطا حتط نزلت‬
‫{وكأين من دابة ل تمل رزقها ال يرزقها وإياكم وهو السميع العليم} فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬إن ال عز وجل ل يأمرن بكن الدنيا‪ ,‬ول باتباع الشهوات‪ ,‬فمن كن دنياه يريد با حياة باقية‪,‬‬
‫فإن الياة بيطد ال‪ ,‬أل وإنط ل أكنط دينارا ول درها ول أخبطأ رزقا لغطد» هذا حديطث غريطب‪ ,‬وأبطو‬
‫العطوف الزري ضع يف‪ ,‬و قد ذكروا أن الغراب إذا ف قس عن فرا خه الب يض خرجوا و هم ب يض‪ ,‬فإذا‬
‫رآ هم أبوا هم كذلك نفرا عن هم أياما ح ت ي سود الر يش‪ ,‬في ظل الفرخ فاتا فاه يتف قد أبو يه فيق يض ال‬
‫تعال طيا صغارا كالب غش‪ ,‬فيغشاه فيتقوت به تلك اليام ح ت ي سود ري شه‪ ,‬والبوان يتفقدا نه كل‬
‫وقت‪ ,‬فكلما رأوه أبيض الريش نفرا عنه‪ ,‬فإذا رأوه قد اسود ريشه عطفا عليه بالضانة والرزق‪ ,‬ولذا‬
‫قال الشاعططططططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪:‬‬
‫يطططططا رازق النعاب فططططط عشهوجابر العظطططططم الكسطططططي الهيطططططض‬
‫و قد قال الشاف عي ف جلة كلم له ف الوا مر كقول ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬سافروا ت صحوا‬
‫وترزقوا» قال البيهقي‪ :‬أخبنا إملء أبو السن علي بن أحد بن عبدان‪ ,‬أخبنا أحد بن عبيد‪ ,‬أخبنا‬
‫م مد بن غالب‪ ,‬حدث ن م مد بن سنان‪ ,‬أخبنا م مد بن ع بد الرح ن بن رداد ش يخ من أ هل الدينة‪,‬‬
‫حدث نا ع بد ال بن دينار عن ا بن ع مر قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬سافروا ت صحوا‬
‫وتغنموا» قال‪ :‬ورويناه عن ا بن عباس‪ :‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا قتي بة‪ ,‬أخب نا ا بن لي عة عن دراج عن‬
‫عبد الرحن بن حجية عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «سافروا تربوا وصوموا‬
‫ت صحوا‪ ,‬واغزوا تغنموا» و قد ورد م ثل حد يث ا بن ع مر عن ا بن عباس مرفوعا‪ ,‬و عن معاذ بن ج بل‬
‫موقوفا‪ ,‬وف لفظ «سافروا مع ذوي الد واليسرة» قال‪ :‬ورويناه عن ابن عباس‪ :‬وقوله‪{ :‬وهو السميع‬
‫العليططططم} أي السططططميع لقوال عباده العليططططم بركاتمطططط وسططططكناتم‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫س وَاْلقَ َمرَ َليَقُولُ نّ اللّ هُ َفَأنّ َى ُيؤَْفكُو نَ * اللّ هُ‬
‫خرَ الشّمْ َ‬‫ت وَالرْ ضَ وَ سَ ّ‬ ‫** وََلئِن َسأَلَْتهُ ْم مّ نْ خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫َيبْسُطُ الرّزْقَ ِلمَن يَشَآ ُء مِ ْن عِبَادِهِ َوَيقْدِرُ لَهُ إِنّ اللّ َه ِبكُ ّل َشيْءٍ عَلِيمٍ * وََلئِن َسأَْلَتهُ ْم مّن نّزّ َل مِنَ السّمَآءِ‬
‫ط‬
‫ط َل َيعْقِلُون َ‬‫ط بَلْ أَكْثَ ُرهُم ْ‬ ‫ط قُ ِل الْحَ ْمدُ لِلّه ِ‬ ‫ط اللّه ُ‬
‫ط مِطن َبعْدِ َم ْوتِهَطا َلَيقُولُن ّ‬‫ط الرْض َ‬ ‫مَآءً َفأَحْيَطا بِه ِ‬
‫يقول تعال مقررا أنه ل إله إل هو‪ ,‬لن الشركي الذين يعبدون معه غيه معترفون بأنه الستقل بلق‬
‫ال سموات والرض والش مس والق مر وت سخي الل يل والنهار‪ ,‬وأ نه الالق الرازق لعباده ومقدر آجال م‪,‬‬
‫واختلفها واختلف أرزاقهم‪ ,‬فتفاوت بينهم‪ ,‬فمنهم الغن والفقي وهو العليم با يصلح كلً منهم‪ ,‬ومن‬
‫يستحق الغن من يستحق الفقر‪ ,‬فذكر أنه الستقل بلق الشياء التفرد بتدبيها‪ ,‬فإذا كان المر كذلك‪,‬‬
‫فلم يعبد غيه ؟ ول يتوكل على غيه ؟ فكما أنه الواحد ف ملكه فليكن الواحد ف عبادته‪ ,‬وكثيا ما‬
‫يقرر تعال مقام الليطة بالعتراف بتوحيطد الربوبيطة‪ .‬وقطد كان الشركون يعترفون بذلك‪ ,‬كمطا كانوا‬
‫يقولون فطط تلبيتهططم‪ :‬لبيططك ل شريططك لك‪ ,‬إل شريكا هططو لك‪ ,‬تلكططه ومططا ملك‪.‬‬

‫حَيوَا نُ َلوْ كَانُواْ َيعْلَمُو نَ * فَإِذَا‬


‫ب َوإِ نّ الدّارَ الَ ِخ َرةَ َلهِ يَ الْ َ‬
‫حيَاةُ ال ّدْنيَآ إِلّ َل ْهوٌ وََلعِ ٌ‬
‫** َومَا هَـ ِذ ِه الْ َ‬
‫رَ ِكبُواْ فِي اْلفُلْ كِ َد َعوُاْ اللّ َه ُمخْلِ صِيَ لَ هُ الدّي نَ فَلَمّا نَجّاهُ مْ إِلَى اْلبَرّ إِذَا هُ ْم يُشْرِكُو نَ * ِليَ ْكفُرُواْ بِمَآ‬
‫ف يَعلَمُونططططططططططَ‬ ‫طوْ َ‬ ‫ط وَِليَتَ َمّتعُواْ فَسططططططططط َ‬ ‫آتَْينَاهُمططططططططط ْ‬
‫يقول تعال مبا عن حقارة الدنيا وزوالا وانقضائها‪ ,‬وأنا ل دوام لا وغاية ما فيها لو ولعب {وإن‬
‫الدار الَخرة ل ي اليوان} أي الياة الدائ مة ال ق الذي ل زوال ل ا ول انقضاء‪ ,‬بل هي م ستمرة أ بد‬
‫الَباد‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬لو كانوا يعلمون} أي لَثروا ما يب قى على ما يف ن‪ ,‬ث أ خب تعال عن الشرك ي‬
‫أنم عند الضطرار يدعونه وحده ل شريك له‪ ,‬فهل يكون هذا منهم دائما {فإذا ركبوا ف الفلك دعوا‬
‫ال ملصي له الدين} كقوله تعال‪{ :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إلإياه فلما ناكم إل‬
‫الب أعرضتم} الَية‪ ,‬وقال ههنا‪{ :‬فلما ناهم إل الب إذا هم يشركون} وقد ذكر ممد بن إسحاق عن‬
‫عكرمة بن أب جهل‪ ,‬أنه لا فتح رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة ذهب فارا منها‪ ,‬فلما ركب ف‬
‫البحر ليذهب إل البشة اضطربت بم السفينة‪ ,‬فقال أهلها‪ :‬يا قوم أخلصوا لربم الدعاء‪ ,‬ل ينجي فإنه‬
‫هه نا إل هو‪ ,‬فقال عكر مة‪ :‬وال لئن كان ل ين جي ف الب حر غيه‪ ,‬فإ نه‪ .‬ل ين جي ف الب أيضا غيه‪,‬‬
‫الل هم لك علي ع هد لئن خر جت لذه ب فلض عن يدي ف يد م مد‪ ,‬فلجد نه رؤوفا رحيما‪ ,‬فكان‬
‫كذلك‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬ليكفروا با آتيناهم وليتمتعوا} هذه اللم يسميها كثي من أهل العربية والتفسي‬

‫‪449‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعلماء الصول لم العاقبة‪ ,‬لنم ل يقصدون ذلك‪ ,‬ول شك أنا كذلك بالنسبة إليهم‪ ,‬وأما بالنسبة إل‬
‫تقدير ال عليهم ذلك وتقييضه إياهم لذلك فهي لم التعليل‪ ,‬وقد قدمنا تقرير ذلك ف قوله {ليكون لم‬
‫عدوا وحزنا}‪.‬‬

‫ف النّا سُ مِ نْ َحوِْلهِ مْ أََفبِالْبَاطِ ِل ُي ْؤمِنُو نَ َوِبِنعْ َمةِ اللّ ِه َي ْكفُرُو نَ *‬


‫** َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّا َجعَ ْلنَا َحرَما آمِنا َوُيتَخَطّ ُ‬
‫ى عَلَى اللّ هِ كَذِبا َأوْ كَذّ بَ بِالْحَ قّ لَمّا جَآءَ هُ أََليْ سَ فِي َج َهنّ َم َمثْوًى لّ ْلكَاِفرِي نَ *‬ ‫َومَ نْ أَظَْل ُم مِمّ ْن ا ْفتَرَ َ‬
‫طنِيَ‬
‫ط الْمُحْسطط ِ‬ ‫طبَُلنَا َوإِنطططّ اللّهطططَ لَمَعطط َ‬ ‫وَالّذِينطططَ جَاهَدُواْ فِينَططا َلَنهْ ِديَّنهُمطططْ سطط ُ‬
‫يقول تعال متنا على قر يش في ما أحل هم من حر مه الذي جعله للناس سواء العا كف ف يه والباد‪ ,‬و من‬
‫دخله كان آمنا فهم ف أمن عظيم‪ ,‬والعراب حوله ينهب بعضهم بعضا‪ ,‬ويقتل بعضهم بعضا‪ ,‬كما قال‬
‫تعال‪{ :‬ليلف قريش إيلفهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع‬
‫وآمنهم من خوف} وقوله تعال‪{ :‬أفبالباطل يؤمنون وبنعمة ال يكفرون} أي أفكان شكرهم على هذه‬
‫النعمطة العظيمطة أن أشركوا بطه وعبدوا معطه غيه مطن الصطنام والنداد و{بدلوا نعمطة ال كفرا وأحلوا‬
‫قومهم دار البوار} وكفروا بنب ال وعبده ورسوله‪ ,‬فكان اللئق بم إخلص العبادة ل‪ ,‬وأن ل يشركوا‬
‫به‪ ,‬وت صديق الر سول وتعظي مه وتوقيه‪ ,‬فكذبوه وقاتلوه‪ ,‬وأخرجوه من ب ي ظهر هم‪ ,‬ولذا سلبهم ال‬
‫تعال ما كان أنعم به عليهم‪ ,‬وقتل من قتل منهم ببدر‪ ,‬ث صارت الدولة ل ولرسوله وللمؤمني‪ ,‬ففتح‬
‫ال على رسطططططوله مكطططططة‪ ,‬وأرغطططططم آنافهطططططم وأذل رقابمططططط‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ومن أظلم من افترى على ال كذبا أو كذب بالق لا جاءه} أي ل احد أشد عقوبة‬
‫م ن كذب على ال‪ ,‬فقال‪ :‬إن ال أو حى إل يه ول يوح إل يه ش يء‪ .‬و من قال‪ :‬سأنزل م ثل ما أنزل ال‪,‬‬
‫وهكذا ل أ حد أ شد عقو بة م ن كذب بال ق ل ا جاءه‪ ,‬فالول مف تر والثا ن مكذب‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{أليس ف جهنم مثوى للكافرين} ث قال تعال‪{ :‬والذين جاهدوا فينا} يعن الرسول صلى ال عليه‬
‫و سلم وأ صحابه وأتبا عه إل يوم الد ين {لنهدين هم سبلنا} أي لنب صرنم سبلنا‪ ,‬أي طرق نا ف الدن يا‬
‫والَخرة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد بن أب الواري‪ ,‬أخبنا عباس المدان أبو أحد من أهل‬
‫عكا ف قول ال تعال‪{ :‬والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن ال لع الحسني} قال‪ :‬الذين يعملون‬
‫با يعلمون يهديهم ال لا ل يعلمون‪ .‬قال أحد بن أب الواري‪ :‬فحدثت به أبا سليمان الداران‪ ,‬فأعجبه‬

‫‪450‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال‪ :‬ليس ينبغي لن ألم شيئا من الي أن يعمل به حت يسمعه ف الثر‪ ,‬فإذا سعه ف الثر عمل به‪,‬‬
‫وحد ال حت وافق ما ف نفسه‪ .‬وقوله {وإن ال لع الحسني} قال ابن أب حات حدثنا أب ‪ ,‬حدثنا‬
‫عيسى بن جعفر قاضي الري‪ ,‬حدثنا أبو جعفر الرازي عن الغية عن الشعب قال‪ :‬قال عيسى ابن مري‬
‫عليه السلم‪ :‬إنا الحسان أن تسن إل من أساء إليك‪ ,‬ليس الحسان أن تسن إل من أحسن إليك‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬آخططططر تفسططططي سططططورة العنكبوت‪ .‬و ل المططططد والنططططة‪.‬‬

‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الروم‬
‫سط‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬


‫ض َوهُم مّن َبعْ ِد غََلِبهِ مْ َسيَغِْلبُونَ * فِي ِبضْ عِ ِسنِيَ لِلّ ِه المْرُ‬ ‫** الَطمَ * غُِلبَ تِ الرّو مُ * فِ يَ أَ ْدنَى الرْ ِ‬
‫ح الْ ُم ْؤمِنُونَ * ِبنَصْرِ اللّ ِه يَنصُ ُر مَن يَشَآ ُء َو ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمُ * َوعْدَ اللّهِ لَ‬
‫مِن َقبْ ُل َومِن َبعْدُ َويَ ْو َمئِ ٍذ َيفْرَ ُ‬
‫حيَاةِ ال ّدنْيَا َوهُ ْم عَ ِن الَخِ َر ِة هُمْ‬
‫يُخْلِفُ اللّهُ وَعْدَ ُه وَلَـكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسِ َل َيعْلَمُونَ * َيعْلَمُونَ ظَاهِرا مّ َن الْ َ‬
‫غَافِلُونططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫نزلت هذه الَيات حي غلب سابور ملك الفرس على بلد الشام وما والها من بلد الزيرة وأقاصي‬
‫بلد الروم‪ .‬واض طر هر قل ملك الروم ح ت ألأه إل الق سطنطينية وحا صره في ها مدة طويلة‪ ,‬ث عادت‬
‫الدولة لرقل كما سيأت‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمرو‪ ,‬حدثنا أبو إسحاق عن سفيان عن‬
‫حبيب بن أب عمرة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬آل * غلبت‬
‫الروم ف أدن الرض} قال غلبت وغلبت‪ ,‬قال‪ :‬كان الشركون يبون أن تظهر فارس على الروم‪ ,‬لنم‬
‫أ صحاب أوثان‪ ,‬وكان ال سلمون يبون أن تظ هر الروم على فارس‪ ,‬لن م أ هل كتاب‪ ,‬فذ كر ذلك ل ب‬
‫بكر‪ ,‬فذكره أبو بكر لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« ,‬أما إنم‬
‫سيغلبون» فذكره أ بو ب كر ل م‪ ,‬فقالوا‪ :‬اج عل بين نا وبي نك أجلً‪ ,‬فإن ظهر نا كان ل نا كذا وكذا‪ ,‬وإن‬
‫ظهرت كان لكم كذا وكذا‪ ,‬فجعل أجلً خس سني‪ ,‬فلم يظهروا‪ ,‬فذكر ذلك أبو بكر للنب صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪ ,‬فقال «أل جعلت ها إل دون ط أراه قال الع شر ط» قال سعيد بن جبي‪ :‬الب ضع ما دون‬
‫العشر‪ ,‬ث ظهرت الروم بعد قال‪ :‬فذلك قوله {آل * غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد غلبهم‬
‫سيغلبون * ف بضع سني ل المر من قبل ومن بعد يومئذ يفرح الؤمنون * بنصر ال ينصر من يشاء‬
‫وهو العزيز الرحيم} هكذا رواه الترمذي والنسائي جيعا عن السي بن حريث عن معاوية بن عمرو‪,‬‬
‫‪451‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن أب إسحاق الفزاري عن سفيان بن سعيد الثوري به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن غريب إن ا نعرفه من‬
‫حديث سفيان عن حبيب ورواه ابن أب حات عن ممد بن اسحاق الصاغان عن معاوية بن عمرو به‬
‫ورواه ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا ممد بن سعيد أو سعيد الثعلب‪ ,‬الذي يقال له أبو سعد‬
‫من أهل طرسوس‪ ,‬حدثنا أبو إسحاق الفزاري فذكره‪ ,‬وعندهم قال سفيان‪ :‬فبلغن أنم غلبوا يوم بدر‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال سليمان بن مهران العمش عن مسلم عن مسروق قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬خس قد‬
‫مضي‪ ,‬الدخان‪ ,‬واللزام‪ ,‬والبطشة‪ ,‬والقمر‪ ,‬والروم‪ ,‬أخرجاه‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا‬
‫الحارب عن داود بن أب هند‪ ,‬عن عامر ط هو الشعب ط عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫كان فارس ظاهرا على الروم‪ ,‬وكان الشركون يبون أن تظهر فارس على الروم‪ .‬وكان السلمون يبون‬
‫أن تظهر الروم على فارس‪ ,‬لنم أهل كتاب وهم أقرب إل دينهم‪ ,‬فلما نزلت {آلَ * غلبت الروم ف‬
‫أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ف بضع سني} قالوا‪ :‬يا أبا بكر إن صاحبك يقول إن الروم‬
‫تظهر على فارس ف بضع سني ؟ قال‪ :‬صدق‪ .‬قالوا‪ :‬هل لك أن نقامرك ؟ فبايعوه على أربع قلئص إل‬
‫سبع سني‪ ,‬فم ضت ال سبع ول ي كن ش يء‪ ,‬ففرح الشركون بذلك‪ ,‬و شق على ال سلمي‪ ,‬فذ كر ذلك‬
‫للنب صلى ال عليه وسلم فقال «ما ب ضع سني عندكم ؟» قالوا‪ :‬دون الع شر‪ .‬قال «اذهب فزايدهم‪,‬‬
‫وازدد سنتي ف الجل» قال‪ :‬فما مضت السنتان حت جاءت الركبان بظهور الروم على فارس‪ ,‬ففرح‬
‫الؤمنون بذلك‪ ,‬وأنزل ال تعال‪{ :‬آلَط * غلبطت الروم طط إل قوله تعال طط ل يلف ال وعده}‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عمر الوكيعي‪ ,‬حدثنا مؤمن‬
‫عن إسرائيل عن أب إسحاق عن الباء قال‪ :‬لا نزلت {آل * غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد‬
‫غلبهم سيغلبون} قال الشركون لب بكر‪ :‬أل ترى إل ما يقول صاحبك يزعم أن الروم تغلب فارس ؟‬
‫قال‪ :‬صدق صاحب‪ .‬قالوا‪ :‬هل لك أن ناطرك ؟ فج عل بي نه وبين هم أجلً‪ ,‬ف حل ال جل ق بل أن تغلب‬
‫الروم فارس ‪ ,‬فبلغ ذلك ال نب صلى ال عل يه و سلم ف ساءه ذلك وكر هه‪ ,‬وقال ل ب ب كر « ما دعاك إل‬
‫هذا ؟» قال‪ :‬ت صديقا ل ولرسوله‪ .‬قال «تعرض لم وأع ظم ال طر واجعله إل بضع سني» فأتاهم أبو‬
‫بكر فقال لم‪ :‬هل لكم ف العود‪ ,‬فإن العود أحد ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ,‬فلم تض تلك السنون حت غلبت الروم‬
‫فارس‪ ,‬وربطوا خيول م بالدائن وبنوا الروم ية‪ ,‬فجاء أ بو ب كر إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬هذا‬
‫السطططططططططططحت‪ ,‬قال «تصطططططططططططدق بطططططططططططه»‪.‬‬
‫(حد يث آ خر) قال أ بو عي سى الترمذي‪ :‬حدث نا م مد بن إ ساعيل ‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن أ ب أو يس‪,‬‬
‫أخبن ابن أب الزناد عن عروة بن الزبي عن نيار بن مكرم السلمي قال‪ :‬لا نزلت {ألَم * غلبت الروم‬
‫‪452‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف أد ن الرض و هم من ب عد غلب هم سيغلبون * ف ب ضع سني} فكا نت فارس يوم نزلت هذه الَ ية‬
‫قاهرين للروم‪ ,‬وكان السلمون يبون ظهور الروم عليهم‪ ,‬لنم وإياهم أهل كتاب‪ ,‬وف ذلك قول ال‪:‬‬
‫{ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر ال ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم} وكانت قريش تب ظهور فارس‪,‬‬
‫لن م وإيا هم لي سوا بأ هل كتاب‪ ,‬ول إيان بب عث‪ ,‬فل ما أنزل ال هذه الَ ية‪ ,‬خرج أ بو ب كر ي صيح ف‬
‫نواحي مكة {ألَ مَ * غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * ف بضع سني} قال‬
‫ناس من قريش لب بكر‪ :‬فذاك بيننا وبينكم‪ ,‬زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارس ف بضع سني‪,‬أفل‬
‫نراهنك على ذلك ؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬وذلك قبل تري الرهان‪ ,‬فارتن أبو بكر والشركون‪ ,‬وتواضعوا الرهان‬
‫وقالوا لب بكر‪ :‬كم تعل البضع ثلث سني إل تسع سني‪ ,‬فسم بيننا وبينك وسطا ننتهي إليه ؟ قال‪:‬‬
‫فسموا بينهم ست سني‪ ,‬قال‪ :‬فمضت ست السني قبل أن يظهروا‪ ,‬فأخذ الشركون رهن أب بكر ‪,‬‬
‫فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس‪ :‬فعاب السلمون على أب بكر تسمية ست سني‪,‬‬
‫قال‪ :‬لن ال قال ف ب ضع سني‪ ,‬قال‪ :‬فأ سلم ع ند ذلك ناس كث ي‪ .‬هكذا ساقه الترمذي‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا‬
‫حديططث حسططن صططحيح‪ ,‬ل نعرفططه إل مططن حديططث عبططد الرحنطط بططن أبطط الزناد‪.‬‬
‫و قد روي ن و هذا مر سلً عن جا عة من التابع ي م ثل عكر مة والش عب وما هد وقتادة وال سدي‬
‫والزهري وغيهم‪ ,‬ومن أغرب هذه السياقات ما رواه المام سنيد بن داود ف تفسيه حيث قال‪ :‬حدثن‬
‫حجاج عن أب بكر بن عبد ال عن عكرمة قال‪ :‬كان ف فارس امرأة ل تلد إل اللوك البطال‪ ,‬فدعاها‬
‫ك سرى فقال‪ :‬إن أريد أن أب عث إل الروم جيشا وأستعمل علي هم رجلً من بنيك‪ ,‬فأشيي علي أي هم‬
‫أستعمل ؟! فقالت‪ :‬هذا فلن وهو أروغ من ثعلب‪ ,‬وأحذر من صقر‪ ,‬وهذا فرخان وهو أنفذ من سنان‪,‬‬
‫وهذا شهريراز و هو أحلم من كذا‪ ,‬تع ن أولد ها الثل ثة‪ ,‬فا ستعمل أي هم شئت‪ ,‬قال‪ :‬فإ ن ا ستعملت‬
‫الل يم‪ ,‬فا ستعمل شهريراز ف سار إل الروم بأ هل فارس‪ ,‬فظ هر علي هم فقتل هم وخرب مدائن هم‪ ,‬وق طع‬
‫زيتونم‪ ,‬قال أبو بكر بن عبد ال‪ :‬فحدثت بذا الديث عطاء الرسان فقال‪ :‬أما رأيت بلد الشام ؟‬
‫قلت‪ :‬ل‪ ,‬قال أما إنك لو رأيتها لرأيت الدائن الت خربت والزيتون الذي قطع‪ ,‬فأتيت الشام بعد ذلك‬
‫فرأي ته‪ .‬قال عطاء الراسان‪ :‬حدثن يي بن يعمر أن قيصر بعث رجلً يدعى قطمة بيش من الروم‪,‬‬
‫وبعث كسرى شهريراز فالتقيا بأذرعات وبصرى‪ ,‬وهي أدن الشام إليكم‪ ,‬فلقيت فارس الروم فغلبتهم‬
‫فارس‪ ,‬ففر حت بذلك كفار قر يش‪ ,‬وكر هه ال سلمون‪ ,‬قال عكر مة‪ :‬ول قي الشركون أ صحاب ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم وقالوا‪ :‬إنكم أهل كتاب‪ ,‬والنصارى أهل كتاب‪ ,‬ونن أميون‪ ,‬وقد ظهر إخواتكم‬
‫من أهل فارس على إخواننا من أهل الكتاب‪ ,‬وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬ألَمَ‬
‫‪453‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫* غلبت الروم ف أدن الرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * ف بضع سني ل المر من قبل ومن بعد‬
‫يومئذ يفرح الؤمنون * بن صر ال ين صر من يشاء} فخرج أ بو ب كر ال صديق إل الكفار فقال‪ :‬أفرح تم‬
‫بظهور إخوانكطم على إخواننطا‪ ,‬فل تفرحوا ول يقرن ال أعينكطم‪ ,‬فوال ليظهرن ال الروم على فارس‪,‬‬
‫أخبنا بذلك نبينا صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقام إليه أب بن خلف فقال‪ :‬كذبت يا أبا فضيل‪ ,‬فقال له أبو‬
‫بكر‪ :‬أنت أكذب يا عدو ال‪ ,‬فقال‪ :‬أُنا ِحبُ كَ عشر قلئص من وعشر قلئص منك‪ ,‬فإن ظهرت الروم‬
‫على فارس غرمت‪ ,‬وإِن ظهرت فارس غرمت إل ثلث سني‪ ,‬ث جاء أبو بكر إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فأخبه‪ ,‬فقال «ما هكذا ذكرت إنا البضع ما بي الثلث إل التسع‪ ,‬فزايده ف ال طر وماده ف‬
‫ال جل» فخرج أ بو ب كر فل قي أب يا‪ ,‬فقال‪ :‬لعلك ند مت ؟ فقال‪ :‬ل‪ ,‬تعال أزايدك ف ال طر وأمادك ف‬
‫ال جل‪ ,‬فاجعل ها مائة قلوص لائة قلوص إل ت سع سني‪ ,‬قال‪ :‬قد فعلت‪ ,‬فظهرت الروم على فارس ق بل‬
‫ذلك‪ ,‬فغلب هم ال سلمون‪ .‬قال عكر مة‪ :‬ل ا أن ظهرت فارس على الروم‪ ,‬جلس فرخان يشرب و هو أ خو‬
‫شهريراز‪ ,‬فقال‪ :‬لصحابه‪ :‬لقد رأيت كأن جالس على سرير كسرى‪ ,‬فبلغت كسرى‪ ,‬فكتب كسرى‬
‫إل شهريراز‪ :‬إذا أتاك كتاب فابعث إل برأس فرخان‪ ,‬فكتب إليه‪ :‬أيها اللك إنك لن تد مثل فرخان له‬
‫نكاية وصوت ف العدو‪ ,‬فل تفعل‪,‬فكتب إليه‪ :‬إن ف رجال فارس خلفا منه‪ ,‬فعجل إل برأسه‪ .‬فراجعه‪,‬‬
‫فغضب كسرى فلم يبه‪ ,‬وبعث بريدا إل أهل فارس‪ :‬إِن قد نزعت عنكم شهريراز واستعملت عليكم‬
‫فرخان‪ ,‬ث د فع إل الب يد صحيفة لطيفةٍ صغية‪ ,‬فقال‪ :‬إذا ول فرخان اللك وانقاد إل يه أخوه‪ ,‬فأع طه‬
‫هذه‪ ,‬فلما قرأ شهريراز الكتاب قال‪ :‬سعا وطاعة‪ ,‬ونزل عن سريره وجلس فرخان‪ ,‬ودفع إليه الصحيفة‬
‫قال‪ :‬ائتون بشهريراز‪ ,‬وقدمه ليضرب عنقه‪ ,‬قال‪ ,‬ل تعجل حت أكتب وصيت‪ ,‬قال‪ :‬نعم‪ ,‬فدعا بالسفط‬
‫فأعطاه الصحائف‪ ,‬قال‪ :‬كل هذا راجعت فيك كسرى وأنت أردت أن تقتلن بكتاب واحد‪ ,‬فرد اللك‬
‫إل أخيه شهريراز‪ ,‬وكتب شهريراز إل قيصر ملك الروم إن ل إليك حاجة ل تملها البد‪ ,‬ول تملها‬
‫الصحف فالقن ول تلقن إل ف خسي روميا‪ ,‬فإن ألقاك ف خسي فارسيا‪ ,‬فأقبل قيصر ف خسمائة‬
‫ألف رومي‪ ,‬وجعل يضع العيون بي يديه ف الطريق‪ ,‬وخاف أن يكون قد مكر به حت أتاه عيونه أنه‬
‫ليس معه إل خسون رجلً‪ ,‬ث بسط لما والتقيا ف قبة ديباج ضربت لما‪ ,‬مع كل واحد منهما سكي‬
‫فدعيا ترجانا بينهما‪ ,‬فقال شهريراز‪ :‬إن الذين خربوا مدائنك أنا وأخي بكيدنا وشجاعتنا‪ ,‬وإن كسرى‬
‫حسدنا وأراد أن أقتل أخي فأبيت‪ ,‬ث أمر أخي أن يقتلن وقد خلعناه جيعا‪ ,‬فنحن نقاتله معك‪ .‬قال‪ :‬قد‬
‫أصبتما‪ ,‬ث أشار أحدها إل صاحبه أن السر بي اثني‪ ,‬فإذا جاوز اثني فشا‪ ,‬قال‪ :‬أجل‪ ,‬فقتل الترجان‬
‫جيعا ب سكينيهما‪ ,‬فأهلك ال ك سرى‪ ,‬وجاء ال ب إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوم الديب ية‪,‬‬
‫‪454‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ططططب وبناء عجيططططب‪.‬‬ ‫ففرح والسططططلمون معططططه‪ .‬فهذا سططططياق غريط‬
‫ولنتكلم عطن كلمات هذه الَيات الكريةط‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬آلَ * غلبطت الروم} قطد تقدم الكلم على‬
‫الروف القطعة ف أوائل السور ف أول سورة البقرة‪ ,‬وأما الروم فهم من سللة العيص بن إسحاق بن‬
‫إبراهيم‪ ,‬وهم أبناء عم بن إسرائيل‪ ,‬ويقال لم بنو الصفر‪ ,‬وكانوا على دين اليونان‪ ,‬واليونان من سللة‬
‫يافث بن نوح أبناء عم الترك‪ ,‬وكانوا يعبدون الكواكب السيارة السبعة‪ ,‬ويقال لا التحية‪ ,‬ويصلون إل‬
‫القطب الشمال‪ ,‬وهو الذين أسسوا دمشق‪ ,‬وبنوا معبدها‪ ,‬وفيه ماريب إل جهة الشمال‪ ,‬فكان الروم‬
‫على دينهم إل بعد مبعث السيح بنحو من ثلثمائة سنة‪ ,‬وكان من ملك الشام مع الزيرة منهم يقال له‬
‫قيصر‪ ,‬فكان أول من دخل ف دين النصارى من اللوك قسطنطي بن قسطس وأمه مري اليلنية الفدقانية‬
‫من أرض حران‪ ,‬كانت قد تنصرت قبله‪ ,‬فدعته إل دينها‪ ,‬وكان قبل ذلك فيلسوفا فتابعها‪ ,‬يقال تقية‪,‬‬
‫واجتم عت به الن صارى وتناظروا ف زما نه مع ع بد ال بن أريوس‪ ,‬واختلفوا اختلفا منتشرا متشتتا ل‬
‫ينض بط‪ ,‬إل أ نه ات فق من جاعت هم ثلثمائة وثان ية ع شر أ سقفا‪ ,‬فوضعوا لق سطنطي العقيدة‪ ,‬و هي ال ت‬
‫ي سمونا الما نة ال كبية‪ ,‬وإن ا هي اليا نة القية‪ ,‬ووضعوا له القوان ي يعنون ك تب الحكام من تر ي‬
‫وتليل‪ ,‬وغي ذلك ما يتاجون إليه‪ ,‬وغيوا دين السيح عليه السلم‪ ,‬وزادوا فيه ونقصوا منه‪ ,‬فصلوا إل‬
‫الشرق‪ ,‬واعتاضوا عن السبت بالحد‪ ,‬وعبدوا الصليب وأحلوا الن ير‪ ,‬واتذوا أعيادا أحدثوها كع يد‬
‫الصطليب والقداس والغطاس وغيط ذلك مطن البواعيطث والثعابيط‪ ,‬وجعلوا له الباب‪ ,‬وهطو كطبيهم‪ ,‬ثط‬
‫البتاركة‪ ,‬ث الطارنة‪ ,‬ث الساقفة والقساقسة‪ ,‬ث الشمامسة‪ ,‬وابتدعوا الرهبانية‪ ,‬وبن لم اللك الكنائس‬
‫والعابد‪ ,‬وأسس الدينة النسوبة إليه وهي القسطنطينية‪ ,‬يقال إنه بن ف أيامه اثن عشر ألف كنيسة‪ ,‬وبن‬
‫ب يت ل م بثلث مار يب‪ ,‬وب نت أ مه القما مة‪ ,‬وهؤلء هم اللك ية يعنون الذ ين هم على د ين اللك‪.‬‬
‫ث حد ثت بعد هم اليعقوب ية أتباع يعقوب ال سكاف‪ ,‬ث الن سطورية أ صحاب ن سطورا‪ ,‬و هم فرق‬
‫وطوائف كثية‪ ,‬كمطا قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم «إنمط افترقوا على اثنتيط وسطبعي فرقطة»‬
‫والغرض أنم استمروا على النصرانية‪ ,‬كلما هلك قيصر خلفه آخر بعده حت كان آخرهم هرقل‪ ,‬وكان‬
‫من عقلء الرجال‪ ,‬ومن أحزم اللوك وأدهاهم‪ ,‬وأبعدهم غورا‪ ,‬وأقصاهم رأيا‪ ,‬فتملك عليهم ف رياسة‬
‫عظيمطة وأبةط كطبية‪ ,‬فناوأه كسطرى ملك الفرس وملك البلد كالعراق وخراسطان والري وجيطع بلد‬
‫الع جم‪ ,‬و هو سابور ذو الكتاف‪ ,‬وكا نت ملك ته أو سع من مل كة قي صر‪ ,‬وله ريا سة الع جم‪ ,‬وحا قة‬
‫الفرس‪ ,‬وكانوا موسا يعبدون النار‪ ,‬فتقدم عن عكرمة أنه‪ :‬بعث إليه نوابه وجيشه فقاتلوه‪ ,‬والشهور أن‬
‫كسرى غزاه بنفسه ف بلده‪ ,‬فقهره وكسره وقصره‪ ,‬حت ل يبق معه سوى مدينة قسطنطينية‪ ,‬فحاصره‬
‫‪455‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب ا مدة طويلة‪ ,‬ح ت ضا قت عل يه‪ ,‬وكا نت الن صارى تعظ مه تعظيما زائدا‪ ,‬ول يقدر ك سرى على ف تح‬
‫البلد‪ ,‬ول أمك نه ذلك ل صانتها لن ن صفها من ناح ية الب‪ ,‬ون صفها الَ خر من ناح ية الب حر‪ ,‬فكا نت‬
‫تأتي هم الية والدد من هنالك‪ ,‬فل ما طال ال مر‪ ,‬دبر قي صر مكيدة‪ ,‬ورأى ف نف سه خدي عة‪ ,‬فطلب من‬
‫ك سرى أن يقلع عن بلده على مال ي صاله عل يه ويشترط عل يه ما شاء‪ ,‬فأجا به إل ذلك‪ ,‬وطلب م نه‬
‫أموالً عظي مة ليقدر علي ها أ حد من ملوك الدن يا من ذ هب وجوا هر وأقم شة وجوار وخدام وأ صناف‬
‫كثية‪ ,‬فطاوعه قيصر وأوهه أن عنده جيع ما طلب‪ ,‬واستقل عقله لا طلب منه ما طلب‪ ,‬ولو اجتمع‬
‫هو وإياه لعجزت قدرت ما عن ج ع عشره‪ ,‬و سأل ك سرى أن يك نه من الروج إل بلد الشام وأقال يم‬
‫ملك ته‪ ,‬لي سعى ف ت صيل ذلك من ذخائره وحوا صله ودفائ نه‪ ,‬فأطلق سراحه‪ ,‬فل ما عزم قي صر على‬
‫الروج من مدينة قسطنطينة فجمع أهل ملته وقال‪ :‬إن خارج ف أمر قد أبرمته ف جند قد عينته من‬
‫جيشي‪ ,‬فإن رجعت إليكم قبل الول‪ ,‬فأنا ملككم‪ ,‬وإن ل أرجع إليكم قبلها‪ ,‬فأنتم باليار‪ :‬إن شئتم‬
‫استمررت على بيعت‪ ,‬وإن شئتم وليتم عليكم غيي‪ ,‬فأجابوه بأنك ملكنا مادمت حيا‪ ,‬ولو غبت عشرة‬
‫أعوام‪ ,‬فلما خرج من القسطنطينية خرج جريدة ف جيش متوسط هذا‪ ,‬وكسرى ميم على القسطنطينية‬
‫ينتظره لي جع‪ ,‬فر كب قي صر من فوره و سار م سرعا ح ت انت هى إل بلد فارس‪ ,‬فعاث ف بلدهم قتلً‬
‫لرجالا ومن با من القاتلة أو ًل فأولً‪ ,‬ول يزل يقتل حت انتهى إل الدائن وهي كرسي ملكة كسرى‪,‬‬
‫فق تل من ب ا وأ خذ ج يع حوا صله وأمواله‪ ,‬وأ سر ن ساءه وحري ه‪ ,‬وحلق رأس ولده وركبه على حاره‪,‬‬
‫وبعث معه من الساورة من قومه ف غاية الوان والذلة‪ ,‬وكتب إل كسرى يقول‪ :‬هذا ما طلبت فخذه‪,‬‬
‫فل ما بلغ ذلك ك سرى أخذه من ال غم ما ل ي صيه إل ال تعال‪ ,‬واش تد حن قه على البلد‪ ,‬فاش تد ف‬
‫حصارها بكل مكن‪ ,‬فلم يقدر على ذلك‪ ,‬فلما عجز ركب ليأخذ عليه الطريق من ماضة جيحون الت‬
‫ل سبيل لقيصر إل القسطنطينية إل منها‪ ,‬فلما علم قيصر بذلك‪ ,‬احتال بيلة عظيمة ل يسبق إليها وهو‬
‫أنه أرصد جنده وحواصله الت معه عند فم الخاضة‪ ,‬وركب ف بعض اليش‪ ,‬وأمر بأحال من التب‬
‫والب عر والروث‪ ,‬فحملت م عه‪ ,‬و سار إل قر يب من يوم ف الاء م صعدا‪ ,‬ث أ مر بالقاء تلك الحال ف‬
‫الن هر‪ ,‬فل ما مرت بك سرى ظن وجنده أن م قد خاضوا من هنالك‪ ,‬فركبوا ف طلب هم فشغرت الخا ضة‬
‫عن الفرس‪ ,‬وقدم قي صر فأمر هم بالنهوض والوض‪ ,‬فخاضوا وأ سرعوا ال سي‪ ,‬ففاتوا ك سرى وجنوده‪,‬‬
‫ودخلوا القسطنطينية‪ ,‬فكان ذلك يوما مشهودا عند النصارى‪ ,‬وبقي كسرى وجيوشه حائرين ل يدرون‬
‫ماذا يصطنعون‪ ,‬ل يصطلوا على بلد قيصطر‪ ,‬وبلدهطم قطد خربتهطا الروم‪ ,‬وأخذوا حواصطلهم‪ ,‬وسطبوا‬
‫ذراري هم‪ ,‬ون ساءهم‪ ,‬فكان هذا من غلب الروم لفارس‪ ,‬وكان ذلك ب عد ت سع سني من غلب الفرس‬
‫‪456‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للروم‪ ,‬وكانت الوقعة الكائنة بي فارس والروم حي غلبت الروم بي أذرعات وبصرى على ما ذكره ابن‬
‫عباس وعكرمطة وغيهاط‪ ,‬وهطي طرف بلد الشام ماط يلي بلد الجاز‪ ,‬وقال ماهطد‪ :‬كان ذلك فط‬
‫الزيرة‪ ,‬وهطططططططططططي أقرب بلد الروم مطططططططططططن فارس‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫ث كان غلب الروم لفارس بعد بضع سني وهي تسع‪ ,‬فإن البضع ف كلم العرب ما بي الثلث إل‬
‫الت سع‪ ,‬وكذلك جاء ف الد يث الذي رواه الترمذي وا بن جر ير وغيه ا من حد يث ع بد ال بن ع بد‬
‫الرحن المحي عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال لب بكر ف مناحبة {آلَ * غلبت الروم} الَية «أل احتطت يا أبا بكر‪ ,‬فإن البضع ما بي ثلث إل‬
‫تسع ؟» ث قال‪ :‬هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه‪ .‬وروى ابن جرير عن عبد ال بن عمرو أنه‬
‫قال ذلك‪.,‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ل ال مر من ق بل و من ب عد} أي من ق بل ذلك و من بعده‪ ,‬فب ن على ال ضم ل ا ق طع‬
‫الضاف‪ ,‬و هو قوله ق بل عن الضا فة ونو يت {ويومئذ يفرح الؤمنون بن صر ال} أي للروم أ صحاب‬
‫قيصر ملك الشام على فارس أصحاب كسرى‪ ,‬وهم الجوس‪ ,‬وكانت نصرة الروم على فارس يوم وقعة‬
‫بدر ف قوله طائفة كثية من العلماء‪ ,‬كابن عباس والثوري والسدي وغيهم‪ .‬وقد ورد ف الديث الذي‬
‫رواه الترمذي وابن جرير وابن أب حات والبزار من حديث العمش عن عطية عن أب سعيد قال‪ :‬لا‬
‫كان يوم بدر‪ ,‬ظهرت الروم على فارس‪ ,‬فأعجطب ذلك الؤمنيط ففرحوا بطه‪ ,‬وأنزل ال {ويومئذ يفرح‬
‫الؤمنون بنصططططر ال ينصططططر مططططن يشاء وهططططو العزيططططز الرحيططططم}‪.‬‬
‫وقال الَخرون‪ :‬بل كان نصر الروم على فارس عام الديبية‪ .‬قاله عكرمة والزهري وقتاده وغي واحد‪.‬‬
‫ووجه بعضهم هذا القول بأن قيصر كان قد نذر لئن أظفره ال بكسرى ليمشي من حص إل إيليا وهو‬
‫بيت القدس‪ ,‬شكرا ل تعال ففعل‪ ,‬فلما بلغ بيت القدس ل يرج منه حت وافاه كتاب رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم الذي بع ثه مع دح ية بن خلي فة‪ ,‬فأعطاه دح ية لعظ يم ب صرى‪ ,‬فدف عه عظ يم ب صرى إل‬
‫قيصر‪ .‬فلما وصل إليه سأل من بالشام من عرب الجاز‪ ,‬فأحضر له أبو سفيان صخر بن حرب الموي‬
‫ف جاعة من كبار قريش‪ ,‬وكانوا بغزة‪ ,‬فجيء بم إليه فجلسوا بي يديه‪ .‬فقال‪ :‬أيكم أقرب نسبا بذا‬
‫الرجل الذي يزعم أنه نب ؟ فقال أبو سفيان‪ :‬أنا‪ ,‬فقال لصحابه وأجلسهم خلفه‪ :‬إن سائل هذا عن‬
‫هذا الر جل‪ ,‬فإن كذب فكذبوه‪ ,‬فقال أ بو سفيان‪ ,‬فو ال لول أن يأثروا علي الكذب لكذ بت‪ ,‬ف سأله‬
‫هرقل عن نسبه وصفته‪ ,‬فكان فيما سأله أن قال‪ :‬فهل يغدر ؟ قال‪ :‬قلت ل‪ ,‬ونن منه ف مدة ل ندري‬
‫ما هو صانع فيها‪ ,‬يعن بذلك الدنة الت كانت قد وقعت بي رسول ال صلى ال عليه وسلم وكفار‬
‫‪457‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قر يش عام الديب ية على و ضع الرب بين هم ع شر سني‪ ,‬فا ستدلوا بذا على أن ن صر الروم على فارس‬
‫كان عام الديبيطططة‪ ,‬لن قيصطططر إناططط وفططط بنذره بعطططد الديبيطططة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ولصحاب القول الول أن ييبوا عن هذا بأن بلده كانت قد خربت وتشعثت‪ ,‬فما تكن من وفاء‬
‫نذره حت أصلح ما ينبغي له إصلحه وتفقد بلده‪ ,‬ث بعد أربع سني من نصرته وف بنذره‪ ,‬وال أعلم‪,‬‬
‫والمر ف هذا سهل قريب‪ ,‬إل أنه لا انتصرت فارس على الروم ساء ذلك الؤمني‪ ,‬فلما انتصرت الروم‬
‫على فارس‪ ,‬فرح الؤمنون بذلك‪ ,‬لن الروم أ هل كتاب ف الملة‪ ,‬ف هم أقرب إل الؤمني من الجوس‪,‬‬
‫كمطا قال تعال‪{ :‬لتجدن أشطد الناس عداوة للذيطن آمنوا اليهود والذيطن أشركوا ولتجدن أقربمط مودة‬
‫للذ ين آمنوا الذ ين قالوا إ نا ن صارى ط إل قوله ط رب نا آم نا فاكتب نا مع الشاهد ين}‪ .‬وقال تعال هه نا‬
‫{ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر ال ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم}‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو‬
‫زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثن أسيد الكلب قال‪ :‬سعت العلء بن الزبي الكلب يدث‬
‫عن أبيه قال‪ :‬رأيت غلبة فارس الروم‪ ,‬ث رأيت غلبة الروم فارس ث رأيت غلبة السلمي فارس‪ ,‬والروم‬
‫كططططططططل ذلك فطططططططط خسطططططططط عشرة سططططططططنة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وهو العزيز} أي ف انتصاره وانتقامه من أعدائه {الرحيم} بعباده الؤمني‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وعد ال ل يلف ال وعده} أي هذا الذي أخبناك به يا ممد من أنا سننصر الروم على فارس وعد‬
‫من ال حق‪ ,‬و خب صدق ل يلف ول بد من كو نه ووقو عه‪ ,‬لن ال قد جرت سنته أن ين صر أقرب‬
‫الطائفتي القتتلي إل الق‪ ,‬ويعل لا العاقبة {ولكن أكثر الناس ل يعلمون} أي بكم ال ف كونه‪,‬‬
‫وأفعاله الحكمطططططططططة الاريطططططططططة على وفطططططططططق العدل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يعلمون ظاهرا من الياة الدنيا وهم عن الَخرة هم غافلون} أي أكثر الناس ليس لم‬
‫علم إل بالدن يا وأك سابا وشؤون ا و ما في ها‪ ,‬ف هم حذاق أذكياء ف ت صيلها ووجوه مكا سبها‪ ,‬و هم‬
‫غافلون عما ينفعهم ف الدار الَخرة كأن أحدهم مغفل ل ذهن له ول فكرة‪ ,‬قال السن البصري‪ :‬وال‬
‫لبلغ من أحدهم بدنياه أن يقلب الدرهم على ظفره‪ ,‬فيخبك بوزنه وما يسن أن يصلي‪ .‬وقال ابن عباس‬
‫فط قوله تعال‪{ :‬يعلمون ظاهرا مطن الياة الدنيطا وهطم عطن الَخرة هطم غافلون} يعنط الكفار يعرفون‬
‫عمران الدنيططططططا‪ ,‬وهططططططم فطططططط أمططططططر الديططططططن جهال‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ض َومَا َبيَْنهُمَآ إِلّ بِاْلحَ ّق َوأَ َج ٍل مّ سَمّى َوإِ نّ‬ ‫ت وَالرْ َ‬ ‫سهِمْ مّا َخلَ قَ اللّ ُه ال سّمَاوَا ِ‬ ‫** َأوَلَ ْم َيتَ َفكّرُواْ فِ يَ أَنفُ ِ‬
‫َكثِيا مّ َن النّا سِ ِبِلقَآءِ َرّبهِ مْ َلكَافِرُو نَ * َأوَلَ ْم يَ سيُواْ فِي الرْ ضِ َفيَن ُظرُواْ َكيْ فَ كَا نَ عَاِقَب ُة الّذِي َن مِن‬
‫ض َوعَمَرُوهَآ أَكْثَ َر مِمّا عَمَرُوهَا وَجَآ َءْتهُ مْ رُ سُُلهُم بِاْلَبّينَا تِ َفمَا‬ ‫َقبِْلهِ مْ كَاُن َواْ َأشَ ّد ِمْنهُ مْ ُق ّوةً َوَأثَارُواْ الرْ َ‬
‫سوَءَىَ أَن كَ ّذبُواْ‬ ‫كَا نَ اللّ هُ ِليَظِْل َمهُ ْم وَلَ ـكِن كَاُنوَاْ أَنفُ سَهُ ْم يَ ْظلِمُو نَ * ثُ مّ كَا نَ عَاِقَب َة الّذِي نَ أَ سَاءُوْا ال ّ‬
‫طتَهْ ِزئُونَ‬
‫ط وَكَانُواْ بِهَطططططططا يَسططططططط ْ‬ ‫بِآيَاتططططططططِ اللّهططططططط ِ‬
‫يقول تعال منبها على التفكر ف ملوقاته الدالة على وجوده وانفراده بلقها‪ ,‬وأنه ل إله غيه ول رب‬
‫سواه‪ ,‬فقال {أول يتفكروا ف أنفسهم} يعن به النظر والتدبر والتأمل للق ال الشياء من العال العلوي‬
‫والسفلي وما بينهما من الخلوقات التنوعة والجناس الختلفة‪ ,‬فيعلموا أنا ما خلقت سدى ول باطلً‬
‫بل بالق‪ ,‬وأنا مؤجلة إل أجل مسمى وهو يوم القيا مة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وإِن كثيا من الناس بلقاء‬
‫رب م لكافرون} ث نبه هم على صدق ر سله في ما جاؤوا به ع نه‪ ,‬ب ا أيد هم من العجزات والدلئل‬
‫الواضحات مطن إهلك مطن كفطر بمط وناة مطن صطدقهم‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أول يسطيوا فط الرض} أي‬
‫بأفهامهم وعقولم ونظرهم وساع أخبار الاضي‪ ,‬ولذا قال {فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم‬
‫كانوا أ شد من هم قوة} أي كا نت ال مم الاض ية والقرون ال سالفة أ شد من كم أي ها البعوث إلي هم م مد‬
‫صلى ال عليه وسلم وأكثر أموا ًل وأولدا‪ ,‬وما أوتيتم معشار ما أوتوا‪ ,‬ومكنوا ف الدنيا تكينا ل تبلغوا‬
‫إل يه وعمروا فيها أعمارا طوالً‪ ,‬فعمروها أك ثر منكم‪ ,‬واستغلوها أكثر من استغللكم‪ ,‬ومع هذا فلما‬
‫جاءتم رسلهم بالبينات وفرحوا با أوتوا‪ ,‬أخذهم ال بذنوبم وما كان لم من ال من واق‪ ,‬ول حالت‬
‫أموالم ول أولدهم بينهم وبي بأس ال‪ ,‬ول دفعوا عنهم مثقال ذرة‪ ,‬وما كان ال ليظلمهم فيما أحل‬
‫بم من العذاب والنكال {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي وإنا أوتوا من أنفسهم حيث كذبوا بآيات‬
‫ال واستهزؤوا با‪ ,‬وما ذاك إل بسبب ذنوبم السالفة وتكذيبهم التقدم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث كان عاقبة‬
‫الذ ين أ ساءوا ال سوأى أن كذبوا بآيات ال وكانوا ب ا ي ستهزءون} ك ما قال تعال‪{ :‬ونقلب أفئدت م‬
‫وأبصارهم كما ل يؤمنوا به أول مرة ونذرهم ف طغيانم يعمهون} وقال تعال‪{ :‬فلما زاغوا أزاغ ال‬
‫قلوبم} وقال تعال‪{ :‬فإن تولوا فاعلم أنا يريد ال أن يصيبهم ببعض ذنوبم} وعلى هذا تكون السوأى‬
‫من صوبة مفعولً ل ساؤوا‪ ,‬وق يل بل الع ن ف ذلك { ث كان عاق بة الذ ين أ ساؤوا ال سوأى} أي كا نت‬
‫ال سوأى عاقبت هم لن م كذبوا بآيات ال وكانوا ب ا ي ستهزئون‪ .‬فعلى هذا تكون ال سوأى من صوبة خب‬
‫كان‪ ,‬هذا توجيه ابن جرير‪ ,‬ونقله عن ابن عباس وقتادة‪ ,‬ورواه ابن أب حات عنهما وعن الضحاك بن‬
‫ططتهزئون}‪.‬‬ ‫طط يسط‬ ‫طط لقوله {وكانوا باط‬ ‫طط وال أعلم طط‬ ‫ططر طط‬ ‫ططو الظاهط‬ ‫ططم‪ ,‬وهط‬ ‫مزاحط‬
‫‪459‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ج ِرمُونَ * وَلَمْ يَكُن ّلهُ ْم مّن‬ ‫س الْمُ ْ‬ ‫خلْقَ ثُ ّم ُيعِيدُ ُه ثُمّ إَِليْهِ تُ ْر َجعُونَ * َوَيوْمَ َتقُو ُم السّا َع ُة ُيبْلِ ُ‬
‫** اللّ ُه َيبْ َدأُ الْ َ‬
‫شُرَكَآِئهِ ْم ُشفَعَا ُء وَكَانُوْا بِشُرَكَآِئهِ مْ كَافِرِي نَ * َوَيوْ َم َتقُو ُم ال سّا َعةُ َي ْو َمئِذٍ يََتفَرّقُو نَ * َفأَمّا الّذِي نَ آ َمنُواْ‬
‫حَبرُو نَ * َوَأمّا الّذِي نَ َكفَرُواْ وَكَ ّذبُواْ بِآيَاِتنَا وَِلقَآ ِء الَخِ َرةِ َفُأوْلَـئِكَ‬ ‫ض ٍة يُ ْ‬
‫َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ َفهُ مْ فِي َروْ َ‬
‫طططططططططططَ‬ ‫حضَرُونط‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫طططططططططط ِ‬ ‫فِطططططططططططي اْلعَذَابط‬
‫يقول تعال‪ { :‬ال يبدأ اللق ث يعيده} أي ك ما هو قادر على بداء ته ف هو قادر على إعاد ته { ث إل يه‬
‫ترجعون} أي يوم القيا مة‪ ,‬فيجازي كل عا مل بعمله‪ .‬ث قال {ويوم تقوم الساعة يبلس الجرمون} قال‬
‫ابن عباس‪ :‬ييأس الجرمون‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬يفتضح الجرمون‪ ,‬وف رواية يكتئب الجرمون {ول يكن لم‬
‫من شركائ هم شفعاء} أي ما شف عت في هم الَل ة ال ت كانوا يعبدون ا من دون ال تعال وكفروا ب م‬
‫وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون} قال قتادة‪ :‬هي وال‬
‫الفرقة الت ل اجتماع بعدها‪ ,‬يعن أنه إذا رفع هذا إل عليي وخفض هذا إل أسفل سافلي‪ ,‬فذلك آخر‬
‫العهد بينهما‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فأما الذين آمنوا وعملوا الصالات فهم ف روضة يبون} قال ماهد‬
‫وقتادة‪ :‬ينعمون‪ .‬وقال ييط بن أ ب كثيط‪ :‬يعنط ساع الغناء والبطة أ عم مطن هذا كله‪ ,‬قال العجاج‪:‬‬
‫ططططر)‬ ‫طططط إن الول شكط‬ ‫ططططموال القط‬ ‫ططططى البط‬ ‫ططططد ل الذي أعطط‬ ‫فالمط‬

‫شيّا وَحِيَ‬
‫صبِحُونَ * وَلَ ُه الْحَمْدُ فِي ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ َوعَ ِ‬ ‫سبْحَانَ اللّ هِ حِيَ تُمْ سُونَ َوحِيَ تُ ْ‬ ‫** فَ ُ‬
‫ض َبعْ َد َموْتِهَا وَكَذَلِ كَ‬
‫ج الْ َميّ تَ مِ َن الْحَ ّي َويُحْيِي الرْ َ‬
‫ت َويُخْ ِر ُ‬
‫ج الْحَ ّي مِ َن الْ َميّ ِ‬
‫تُ ْظهِرُو نَ * يُخْ ِر ُ‬
‫تُخْ َرجُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫هذا تسبيح منه تعال لنفسه القدسة‪ ,‬وإرشاد لعباده إل تسبيحه وتميده ف هذه الوقات التعاقبة الدالة‬
‫على كمال قدرته وعظيم سلطانه عند الساء‪ ,‬وهو إقبال الليل بظلمه‪ ,‬وعند الصباح وهو إسفار النهار‬
‫عن ضيائه‪ .‬ث اعترض بمده منا سبة للت سبيح و هو التحم يد‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وله ال مد ف ال سموات‬
‫والرض} أي هو الحمود على ما خلق ف السموات والرض‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وعشيا وحي تظهرون}‬
‫فالعشاء هو شدة الظلم‪ ,‬والظهار قوة الضياء‪ ,‬ف سبحان خالق هذا وهذا‪ ,‬فالق ال صباح‪ ,‬وجا عل الل يل‬
‫سطكنا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬والنهار إذا جلهطا * والل يل إذا يغشاهطا} وقال تعال‪{ :‬والليطل إذا يغشطى *‬
‫طط هذا كثية‪.‬‬ ‫ططجى} والَيات فط‬ ‫ططل إذا سط‬ ‫ططى والليط‬ ‫والنهار إذا تلى} وقال تعال‪{ :‬والضحط‬
‫‪460‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا زبّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أ نس‬
‫الهن عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «أل أخبكم ل سى ال إبراهيم خليله الذي‬
‫وف ؟ لنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى‪ :‬سبحان ال حي تسون وحي تصبحون‪ ,‬وله المد ف‬
‫السموات والرض وعشيا وحي تظهرون» وقال الطبان‪ :‬حدثنا مطلب بن شعيب الزدي‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫ال بن صال‪ ,‬حدثن الليث بن سعيد بن ممد بن عبد الرحن بن البيلمان عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫عباس عن ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال «و من قال ح ي يصبح سبحان ال ح ي ت سون وح ي‬
‫تصبحون‪ ,‬وله المد ف السموات والرض وعشيا وحي تظهرون‪ ,‬الَية بكمالا أدرك ما فاته ف يومه‪,‬‬
‫ومطن قالاط حيط يسطي أدرك مطا فاتطه فط ليلتطه» إسطناد جيطد ورواه أبطو داود فط سطننه‪..‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يرج ال ي من ال يت ويرج ال يت من ال ي} هو ما ن ن ف يه من قدر ته على خلق‬
‫الشياء التقابلة‪ ,‬وهذه الَيات التتابعطة الكريةط كلهطا مطن هذا النمطط‪ ,‬فإنطه يذكطر فيهطا خلقطه الشياء‬
‫وأضدادهطا‪ ,‬ليدل خلقطه على كمال قدرتطه‪ ,‬فمطن ذلك إخراج النبات مطن البط والبط مطن النبات‪,‬‬
‫والبيض من الدجاج والدجاج من البيض‪ ,‬والنسان من النطفة والنطفة من النسان‪ ,‬والؤمن من الكافر‬
‫والكافطر مطن الؤمطن وقوله تعال‪{ :‬وييطي الرض بعطد موتاط} كقوله تعال‪{ :‬وآيطة لمط الرض اليتطة‬
‫أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ط إل قوله ط وفجرنا فيها من العيون} وقال تعال‪{ :‬وترى‬
‫الرض هامدة فإذا أنزل نا علي ها الاء اهتزت ور بت وأنب تت من كل زوج ب يج ط إل قوله ط وأن ال‬
‫يبعث من ف القبور} وقال تعال‪{ :‬وهو الذي يرسل الرياح بشرا بي يدي رحته حت إذا أقلت سحابا‬
‫ثقالً طططط إل قوله طططط لعلكطططم تذكرون} ولذا قال ههنطططا {وكذلك ترجون}‪.‬‬

‫سكُ ْم‬
‫** َومِ ْن آيَاتِ هِ أَ نْ خََل َقكُ مْ مّن تُرَا بٍ ثُ مّ إِذَآ أَنتُ ْم بَشَ ٌر تَنتَشِرُو نَ * َومِ ْن آيَاتِ هِ أَ نْ خَلَ قَ َلكُم مّ نْ أَنفُ ِ‬
‫ط‬
‫ط َيَت َفكّرُون َ‬‫ط ّل َقوْم ٍ‬
‫ط َليَات ٍ‬ ‫ط فِطي ذَلِك َ‬ ‫طكُُن َواْ إَِليْهَطا وَ َجعَ َل َبْينَكُطم ّموَ ّد ًة وَرَحْ َمةً إِن ّ‬ ‫أَ ْزوَاجا ّلتَس ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ومن آياته} الدالة على عظمته وكمال قدرته‪ ,‬أنه خلق أباكم آدم من تراب {ث إذا أنتم‬
‫ب شر تنتشرون} فأ صلكم من تراب ث من ما ٍء مه ي‪ ,‬ث ت صور فكان عل قة ث مض غة‪ ,‬ث صار عظاما‬
‫شكله على شكل النسان‪ ,‬ث كسا ال تلك العظام لما‪ ,‬ث نفخ فيه الروح فإذا هو سيع بصي‪ ,‬ث خرج‬
‫من ب طن أ مه صغيا ضع يف القوى والر كة‪ ,‬ث كل ما طال عمره تكاملت قواه وحركا ته ح ت آل به‬
‫الال إل أن صار يبن الدائن والصون‪ ,‬ويسافر ف أقطار القاليم‪ ,‬ويركب مت البحور‪ ,‬ويدور أقطار‬

‫‪461‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرض‪ ,‬ويتك سب وي مع الموال‪ ,‬وله فكرة وغور ودهاء وم كر ورأي وعلم وات ساع ف أمور الدن يا‬
‫والَخرة كل ب سبه‪ ,‬ف سبحان من أقدر هم و سيهم و سخرهم و صرفهم ف فنون العا يش والكا سب‪,‬‬
‫وفاوت بين هم ف العلوم والفكر‪ ,‬والسن والقبح‪ ,‬والغ ن والف قر‪ ,‬وال سعادة والشقاوة‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{ومططن آياتططه أن خلقكططم مططن تراب ثطط إذا أنتططم بشططر تنتشرون}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد وغندر قال‪ :‬حدثنا عوف عن قسامة بن زهي عن أب موسى‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال خلق آدم من قبضة قبضها من جيع الرض‪ ,‬فجاء بنو‬
‫آدم على قدر الرض‪ ,‬جاء منهطم البيطض والحرط والسطود وبيط ذلك‪ ,‬والبطيث والطيطب‪ ,‬والسطهل‬
‫والزن وبيط ذلك» ورواه أبطو داود والترمذي مطن طرق عطن عوف العرابط بطه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬هذا‬
‫طططططططططططحيح‪.‬‬ ‫طططططططططططن صط‬ ‫طططططططططططث حسط‬ ‫حديط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و من آيا ته أن خلق ل كم من أنف سكم أزواجا} أي خلق ل كم من جن سكم إناثا ي كن‬
‫لكمأزواجا {لتسكنوا إليها} كما قال تعال‪{ :‬هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها‬
‫ليسكن إليها} يعن بذلك حواء‪ ,‬خلقها ال من آدم من ضلعه القصر اليسر‪ ,‬ولو أنه تعال جعل بن‬
‫آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آ خر إما من جان أو حيوان‪ ,‬لا حصل هذا الئتلف بينهم‬
‫وبي الزواج‪ ,‬بل كانت تصل نفرة لو كانت الزواج من غي النس‪ ,‬ث من تام رحته ببن آدم أن‬
‫ج عل أزواج هم من جن سهم‪ ,‬وج عل بين هم وبين هن مودة و هي الح بة‪ ,‬ورح ة و هي الرأ فة‪ ,‬فإن الر جل‬
‫يسك الرأة إنا لحبته لا أو لرحة با بأن يكون لا منه ولد‪ ,‬أو متاجة إليه ف النفاق أو لللفة بينهما‬
‫وغيطططططططططططط ذلك {إن فطططططططططططط ذلك لَيات لقوم يتفكرون}‪.‬‬

‫سَنتِكُ ْم َوأَْلوَاِنكُ مْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا تٍ لّ ْلعَالَمِيَ *‬


‫ض وَا ْخِتلَ فُ أَلْ ِ‬
‫** َومِ ْن آيَاتِ هِ خَ ْل ُق ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫َسط َمعُونَ‬
‫ْمط ي ْ‬ ‫َاتط ّل َقو ٍ‬
‫ِكط َلي ٍ‬‫ِنط ف ِي ذَل َ‬ ‫ِهط إ ّ‬ ‫ُمط م ّن َفضْل ِ‬ ‫ِهط َمنَامُك ُم بِالّْليْ ِل وَالّنهَا ِر وَاْبِتغَآؤُك ْ‬
‫ِنط آيَات ِ‬
‫َوم ْ‬
‫يقول تعال‪{ :‬و من آيا ته} الدالة على قدر ته العظي مة {خلق ال سموات والرض} أي خلق ال سموات‬
‫ف ارتفاعها واتساعها‪ ,‬وسقوف أجرامها‪ ,‬وزهارة كواكبها ونومها الثوابت والسيارات‪ ,‬والرض ف‬
‫انفاضها وكثافتها‪ ,‬وما فيها من جبال وأودية وبار‪ ,‬وقفار وحيوان وأشجار‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واختلف‬
‫أل سنتكم} يع ن اللغات‪ ,‬فهؤلء بل غة العرب‪ ,‬وهؤلء ت تر ل م ل غة أخرى‪ ,‬وهؤلء كرج‪ ,‬وهؤلء روم‪,‬‬
‫طم‪ ,‬وهؤلء‬ ‫طة‪ ,‬وهؤلء هنود‪ ,‬وهؤلء عجط‬ ‫طج وهؤلء بربر‪ ,‬وهؤلء تكرور‪ ,‬وهؤلء حبشط‬ ‫وهؤلء فرنط‬

‫‪462‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صقالبة‪ ,‬وهؤلء خزر‪ ,‬وهؤلء أرمن‪ ,‬وهؤلء أكراد‪ ,‬إل غي ذلك ما ل يعلمه إل ال تعال من اختلف‬
‫لغات بن آدم واختلف ألوانم وهي حلهم‪ ,‬فجميع أهل الرض بل أهل الدنيا منذ خلق ال آدم إل‬
‫قيام الساعة كل له عينان وحاجبان وأنف وجبي وفم وخدان‪ ,‬وليس يشبه واحد منهم الَخر‪ ,‬بل ل بد‬
‫أن يفارقه بشيء من السمت أو اليئة أو الكلم ظاهرا كان أو خفيا يظهر عند التأمل‪ ,‬كل وجه منهم‬
‫أسلوب بذاته وهيئته ل تشبه أخرى‪ ,‬ولو توافق جاعة ف صفة من جال أو قبح ل بد من فارق بي كل‬
‫واحد منهم وبي الَخر {إن ف ذلك لَيات للعالي * ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من‬
‫فضله} أي ومن الَيات ما جعل ال من صفة النوم ف الليل والنهار‪ ,‬فيه تصل الراحة وسكون الركة‬
‫وذهاب الكلل والتعب‪ .‬وجعل لكم النتشار والسعي ف السباب والسفار ف النهار وهذا ضد النوم‬
‫{إن فطططط ذلك لَيات لقوم يسططططمعون} أي يعون‪.‬‬
‫قال الطبان‪ :‬حدثنا حجاج بن عمران السدوسي‪ ,‬حدثنا عمرو بن الصي العقيلي‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫عبد ال بن علثة‪ ,‬حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان‪ ,‬سعت عبد اللك بن مروان يدث عن أبيه‬
‫عن زيد بن ثابت رضي ال عنه قال‪ :‬أصابن أرق من الليل‪ ,‬فشكوت ذلك إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطلم فقال {قطل اللهطم غارت النجوم‪ ,‬وهدأت العيون‪ ,‬وأنطت حطي قيوم يطا حطي يطا قيوم‪ ,‬أنط عينط‬
‫وأهدىء ليلي} فقلتهططططططططططا‪ ,‬فذهططططططططططب عنطططططططططط‪.‬‬

‫ض َبعْ َد َموِْتهَا إِنّ فِي ذَلِ َ‬


‫ك‬ ‫حيِي بِهِ الرْ َ‬ ‫** َومِ ْن آيَاتِ ِه يُرِيكُ ُم اْلبَرْقَ َخوْفا َوطَمَعا َويُنَ ّز ُل مِ َن السّمَآ ِء مَآءً َفيُ ْ‬
‫َليَاتٍ ّل َق ْو ٍم َيعْقِلُونَ * َومِ ْن آيَاتِهِ أَن َتقُومَ السّمَآ ُء وَال ْرضُ ِبَأمْ ِرهِ ثُمّ ِإذَا َدعَاكُمْ َد ْع َوةً مّنَ ال ْرضِ إِذَآ أَنتُمْ‬
‫تَخْ ُرجُونطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ومطن آياتطه} الدالة على عظمتطه أنطه {يريكطم البق خوفا وطمعا} أي تارة تافون ماط‬
‫يدث بعده من أمطار مزع جة و صواعق متل فة‪ ,‬وتارة ترجون ومي ضه و ما يأ ت بعده من ال طر الحتاج‬
‫إليه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وينل من السماء ماء فيحيي به الرض بعد موتا} أي بعد ما كانت هامدة ل‬
‫نبات في ها ول ش يء‪ ,‬فل ما جاء ها الاء {اهتزت ور بت وأنب تت من كل زوج ب يج} و ف ذلك عبة‬
‫ودللة واضحطة على العاد وقيام السطاعة‪ ,‬ولذا قال {إن فط ذلك لَيات لقوم يعقلون} ثط قال تعال‪:‬‬
‫{ومن آياته أن تقوم السماء والرض بأمره} كقوله تعال‪{ :‬ويسك السماء أن تقع على الرض إل‬
‫بإذ نه} وقوله {إن ال ي سك ال سموات والرض أن تزول}‪ .‬وكان ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه إذا‬

‫‪463‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اجت هد ف اليم ي يقول‪ :‬ل والذي تقوم ال سماء والرض بأمره‪ ,‬أي هي قائ مة ثاب تة بأمره ل ا وت سخيه‬
‫إياها‪ ,‬ث إذا كان يوم القيامة بدلت الرض غي الرض والسموات‪ ,‬وخرجت الموات من قبورها أحياء‬
‫بأمره تعال ودعائه إياهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث إذا دعاكم دعوة من الرض إذا أنتم ترجون} كما قال‬
‫تعال‪{ :‬يوم يدعوكطم فتسطتجيبون بمده وتظنون إن لبثتطم إل قليلً} وقال تعال‪{ :‬فإناط هطي زجرة‬
‫واحدة * فإذا هم بالساهرة} وقال تعال‪{ :‬إن كانت إل صيحة واحدة فإذا هم جيع لدينا مضرون}‪.‬‬

‫خلْ َق ثُ ّم ُيعِيدُ ُه َو ُهوَ َأ ْهوَنُ عََليْ ِه وَلَ ُه‬


‫** وَلَ ُه مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالرْضِ كُلّ لّهُ قَاِنتُونَ * وَ ُه َو الّذِي َيبْ َدأُ الْ َ‬
‫حكِيمطططططُ‬ ‫ط َو ُهوَ اْلعَزِي ُز الْ َ‬ ‫ت وَالرْضطططط ِ‬ ‫الْ َمثَلُ العَْلىَ فِطططططي السطططططّمَاوَا ِ‬
‫يقول تعال‪{ :‬وله مطن فط السطموات والرض} أي ملكطه وعطبيده {كطل له قانتون} أي خاضعون‬
‫خاشعون طوعا وكرها‪ .‬وف حديث دراج عن أب اليثم عن أب سعيد مرفوعا «كل حرف ف القرآن‬
‫يذ كر ف يه القنوت ف هو الطا عة» وقوله {و هو الذي يبدأ اللق ث يعيده و هو أهون عل يه} قال ا بن أ ب‬
‫طلحة عن ابن عباس‪ :‬يعن أيسر عليه‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬العادة أهون عليه من البداءة‪ ,‬والبداءة عليه هينة‪,‬‬
‫وكذا قال عكرمة وغيه وروى البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ :‬أخبنا شعيب‪ ,‬أخبنا أبو الزناد عن العرج‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم «قال ال كذبن ابن آدم ول يكن له ذلك‪,‬‬
‫وشتم ن ول ي كن له ذلك‪ ,‬فأ ما تكذي به إياي فقوله لن يعيد ن ك ما بدأ ن ول يس أول اللق بأهون علي‬
‫من إعادته‪ ,‬وأما شت مه إياي فقوله ات ذ ال ولدا‪ ,‬وأنا الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول ي كن له‬
‫كفوا أحد» انفرد بإخراجه البخاري‪ ,‬كما انفرد بروايته أيضا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن هام‬
‫عن أب هريرة به‪ .‬وقد رواه المام أحد منفردا به عن حسن بن موسى عن ابن ليعة‪ :‬حدثنا أبو يونس‬
‫سططليم بططن جططبي عططن أبطط هريرة عططن النططب صططلى ال عليططه وسططلم بنحوه أو مثله‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬كله ا بالن سبة إل القدرة على ال سواء‪ .‬وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬كل عل يه ه ي‪,‬‬
‫وكذا قاله الربيع بن خُثيم‪ ,‬ومال إليه ابن جرير وذكر عليه شواهد كثية‪ ,‬قال‪ :‬ويتمل أن يعود الضمي‬
‫ف قوله {وهو أهون عليه} إل اللق‪ ,‬أي وهو أهون على اللق‪ .‬وقوله {وله الثل العلى ف السموات‬
‫والرض} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس كقوله تعال‪{ :‬ليس كمثله شيء} وقال قتادة‪ :‬مثله أنه‬
‫ل إله إل هو ول رب غيه‪ ,‬وقال م ثل هذا ا بن جر ير‪ ,‬و قد أن شد ب عض الف سرين ع ند ذ كر هذه الَ ية‬
‫لبعططططططططططططططططططض أهططططططططططططططططططل العارف‪:‬‬

‫‪464‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا سطططططكن الغديطططططر على صطططططفاءوجنب أن يركطططططه النسطططططيم‬
‫ترى فيطططططططه السطططططططماء بل امتراءكذاك الشمطططططططس تبدو والنجوم‬
‫طططططططم‬ ‫طططططططفوها ال العظيط‬ ‫ططططططط صط‬ ‫كذاك قلوب أرباب التجلييى فط‬
‫وهو العزيز الذي ل يغالب ول يانع بل قد غلب كل شيء‪ ,‬وقهر كل شيء بقدرته وسلطانه‪ ,‬الكيم‬
‫ف أقواله وأفعاله شرعا وقدرا‪ ,‬و عن مالك ف تف سيه الروي ع نه عن م مد بن النكدر ف قوله تعال‪:‬‬
‫{وله الثططططل العلى} قال‪ :‬ل إِله إِل ال‪.‬‬

‫ضرَ بَ َلكُ ْم ّمَثلً مّ نْ أَنفُ سِكُ ْم هَلْ ّلكُ ْم مّن مّا مََلكَ تْ َأيْمَانُكُ ْم مّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَ ْقنَاكُ مْ َفأَنتُ مْ فِي هِ‬ ‫** َ‬
‫ك ُنفَصّلُ ا َليَاتِ ِل َقوْ ٍم َي ْعقِلُونَ * بَ ِل اّتبَ َع الّذِي َن ظَلَ ُم َواْ َأ ْهوَآ َءهُمْ‬
‫سكُمْ كَذَلِ َ‬
‫َسوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ َكخِيفَِتكُمْ أَنفُ َ‬
‫ططن نّاصطططِرِينَ‬ ‫ططا َلهُمطططْ مّط‬ ‫ط وَمَط‬ ‫ططن َيهْدِي مَنطططْ أَضَلّ اللّهطط ُ‬ ‫ِبغَيْ ِر عِلْمطططٍ فَمَط‬
‫هذا مثل ضربه ال تعال للمشركي به‪ ,‬العابدين معه غيه‪ ,‬الاعلي له شركاء وهم مع ذلك معترفون‬
‫أن شركاءه من الصنام والنداد عب يد له‪ ,‬ملك له‪ ,‬ك ما كانوا ف تلبيتهم يقولون‪ :‬لبيك ل شر يك لك‬
‫ل مطن أنفسطكم} أي تشهدونطه‬ ‫إل شريكا هطو لك‪ ,‬تلكطه ومطا ملك‪ .‬فقال تعال‪{ :‬ضرب لكطم مث ً‬
‫وتفهمو نه من أنف سكم { هل ل كم م ا مل كت أيان كم من شركاء في ما رزقنا كم فأن تم ف يه سواء} أي‬
‫يرتضطي أحدكطم أن يكون عبده شريكا له فط ماله فهطو وهطو فيطه على السطواء {تافونمط كخيفتكطم‬
‫أنفسطكم} أي تافون أن يقاسطوكم الموال‪ .‬قال أبطو ملز‪ :‬إن ملوكطك ل تاف أن يقاسطك مالك‪,‬‬
‫وليس له ذاك‪ ,‬كذلك ال ل شريك له‪ ,‬والعن إن أحدكم يأنف من ذلك‪ ,‬فكيف تعلون ل النداد من‬
‫خل قه ؟ وهذا كقوله تعال‪{ :‬ويعلون ل ما يكرهون} أي من البنات ح يث جعلوا اللئ كة الذ ين هم‬
‫عباد الرحن إناثا‪ ,‬وجعلوها بنات ال‪ ,‬وقد كان أحدهم إذا بشر بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم‪,‬‬
‫يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيسكه على هون‪ ,‬أم يدسه ف التراب ؟ فهم يأنفون من البنات‪,‬‬
‫وجعلوا اللئكة بنات ال‪ ,‬فنسبوا إليه ما ل يرتضونه لنفسهم‪ ,‬فهذا أغلظ الكفر‪ ,‬وهكذا ف هذا القام‬
‫جعلوا له شركاء من عبيده وخلقه‪ ,‬وأحدهم يأب غاية الباء ويأنف غاية النفة من ذلك‪ ,‬أن يكون عبده‬
‫شريكططه فطط ماله يسططاويه فيططه ولو شاء لقاسططه عليططه تعال ال عططن ذلك علوا كططبيا‪.‬‬
‫قال ال طبان‪ :‬حدث نا ممود بن الفرج ال صفهان‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن عمرو البجلي‪ ,‬حدث نا حاد بن‬
‫شعيب عن حبيب بن أب ثابت عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬كان يلب أهل الشرك لبيك اللهم‬

‫‪465‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لبيك ل شريك لك إل شريكا هو لك‪ ,‬تلكه وما ملك‪ .‬فأنزل ال تعال‪{ :‬هل لكم ما ملكت أيانكم‬
‫من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تافونم كخيفتكم أنفسكم} ولا كان التنبيه بذا الثل على‬
‫براء ته تعال ونزاه ته بطر يق الول والحرى‪ .‬قال تعال‪{ :‬كذلك نف صل الَيات لقوم يعقلون} ث قال‬
‫تعال مبينا أن الشركي إنا عبدوا غيه سفها من أنفسهم وجهلً {بل اتبع الذين ظلموا} أي الشركون‬
‫{أهواءهم} أي ف عبادتم النداد بغي علم {فمن يهدي من أضل ال} أي فل أحد يهديهم إذا كتب‬
‫ال ضللم {وما لم من ناصرين} أي ليس لم من قدرة ال منقذ ول مي ول ميد لم عنه‪ ,‬لنه ما‬
‫شاء كان ومطططططططططططا ل يشطططططططططططأ ل يكطططططططططططن‪.‬‬

‫س عََليْهَا لَ تَبْدِيلَ ِلخَلْ قِ اللّ هِ ذَلِ كَ الدّي ُن الْ َقيّ ُم‬


‫** َفأَقِ ْم وَ ْجهَ كَ لِلدّي نِ َحنِيفا فِطْ َرةَ اللّ ِه الّتِي فَ َط َر النّا َ‬
‫شرِكِيَ * مِ نَ‬ ‫صلَ َة وَلَ تَكُونُوْا مِ َن الْمُ ْ‬ ‫وَلَـكِنّ أَ ْكثَ َر النّا سِ َل َيعْلَمُو نَ * ُمنِيبِيَ إَِليْ ِه وَاّتقُو ُه َوأَقِيمُوْا ال ّ‬
‫ط بِمَطططا لَ َدْيهِمطططْ َفرِحُونطططَ‬ ‫ط وَكَانُواْ شِيَعا كُلّ ِحزْبطط ٍ‬ ‫الّذِينطططَ فَرّقُواْ دِيَنهُمطط ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬ف سدد وج هك وا ستمر على الد ين الذي شر عه ال لك من النيف ية ملة إبراه يم‪ ,‬الذي‬
‫هداك ال لا وكملها لك غاية الكمال‪ ,‬وأنت مع ذلك لزم فطرتك السليمة الت فطر ال اللق عليها‪,‬‬
‫فإنه تعال فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنه ل إله غيه‪ ,‬كما تقدم عند قوله تعال‪{ :‬وأشهدهم على‬
‫أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا بلى}‪ .‬وف الديث «إن خلقت عبادي حنفاء‪ ,‬فاجتالتهم الشياطي عن‬
‫دينهطم» وسطنذكر فط الحاديطث أن ال تعال فططر خلقطه على السطلم‪ ,‬ثط طرأ على بعضهطم الديان‬
‫الفاسطططططططدة كاليهوديطططططططة والنصطططططططرانية والجوسطططططططية‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ل تبديلٍ للق ال} قال بعضهم‪ :‬معناه ل تبدلوا خلق ال فتغيوا الناس عن فطرتم الت‬
‫فطر هم ال علي ها‪ ,‬فيكون خبا بع ن الطلب‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬و من دخله كان آم نا} و هو مع ن ح سن‬
‫صحيح‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬هو خب على بابه ومعناه أنه تعال ساوى بي خلقه كلهم ف الفطرة على البلة‬
‫السطتقيمة‪ ,‬ل يولد أحطد إل على ذلك‪ ,‬ول تفاوت بيط الناس فط ذلك‪ .‬ولذا قال ابطن عباس وإبراهيطم‬
‫النخعي وسعيد بن جبي وماهد وعكرمة وقتادة والضحاك وابن زيد ف قوله {ل تبديل للق ال} أي‬
‫لدين ال‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬قوله {ل تبديل للق ال} لدين ال‪ ,‬خلق الولي دين الولي‪ ,‬الدين والفطرة‬
‫السططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططلم‪.‬‬

‫‪466‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا عبدان‪ :‬أخبنا عبد ال أخبنا يونس عن الزهري‪ ,‬أخبن أبو سلمة بن عبد الرحن أن أبا هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ما من مولود يولد إل على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه‬
‫أو يجسانه‪ ,‬كما تنتج البهيمة بيمة جعاء‪ ,‬هل تسون فيها من جدعاء ؟» ث يقول «فطرة ال الت فطر‬
‫الناس عليها ل تبديل للق ال ذلك الدين القيم» ورواه مسلم من حديث عبد ال بن وهب عن يونس‬
‫بن يزيد اليلي عن الزهري به‪ ,‬وأخرجاه أيضا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن هام عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم وف معن هذا الديث قد وردت أحاديث عن جاعة من‬
‫ططططي‪.‬‬ ‫ططططريع التميمط‬ ‫ططططن سط‬ ‫ططططود بط‬ ‫ططططم السط‬ ‫ططططحابة‪ ,‬فمنهط‬ ‫الصط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا يونس عن السن عن السود بن سريع قال‪ :‬أتيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وغزوت معه فأصبت ظهرا‪ ,‬فقتل الناس يومئذ حت قتلوا الولدان‪ ,‬فبلغ ذلك رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم فقال « ما بال أقوام جاوز هم الق تل اليوم ح ت قتلوا الذر ية ؟» فقال ر جل‪ :‬يا‬
‫رسول ال أما هم أبناء الشركي ؟ فقال «ل إنا خياركم أبناء الشركي ط ث قال ط ل تقتلوا ذرية‪,‬‬
‫لتقتلوا ذر ية ط وقال ط كل ن سمة تولد على الفطرة ح ت يعرب عن ها ل سانا‪ ,‬فأبوا ها يهودان ا أو‬
‫ينصرانا» ورواه النسائي ف كتاب السي عن زياد بن أيوب عن هشيم‪ ,‬عن يونس وهو ابن عبيد بن‬
‫السططططططططططططن البصططططططططططططري بططططططططططططه‪.‬‬
‫ومن هم جابر بن عبد ال الن صاري‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ,‬حدثنا أبو جعفر عن الربيع بن‬
‫أنس عن السن عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «كل مولود يولد على‬
‫الفطرة حتطط يعرب عنططه لسططانه‪ ,‬فإذا عططب عنططه لسططانه إمططا شاكرا وإمططا كفورا»‪.‬‬
‫ومنهم عبد ال بن عباس الاشي‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبو عوانة‪ ,‬حدثنا أبو بشر عن‬
‫سعيد بن جبي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سئل عن أولد‬
‫الشرك ي‪ ,‬فقال «ال أعلم ب ا كانوا عامل ي إذ خلق هم» أخرجاه ف ال صحيحي من حد يث أ ب ب شر‬
‫جعفططر بططن إياس اليشكري عططن سططعيد بططن جططبي عططن ابططن عباس مرفوعا بذلك‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا عفان حدثنا حاد يعن ابن سلمة‪ ,‬أنبأنا عمار بن أب عمار عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬أتى علي زمان وأنا أقول‪ :‬أولد السلمي مع أولد السلمي‪ ,‬وأولد الشركي مع الشركي‪,‬‬
‫ح ت حدث ن فلن عن فلن أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سئل عن هم‪ ,‬فقال «ال أعلم ب ا كانوا‬
‫طططن قول‪.‬‬ ‫طططكت عط‬ ‫طططبن‪ ,‬فأمسط‬ ‫طططل فأخط‬ ‫طططت الرجط‬ ‫ططط»‪ .‬قال‪ :‬فلقيط‬ ‫عامليط‬

‫‪467‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومنهم عياض بن حار الجاشعي‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد‪ ,‬حدثنا هشام حدثنا قتادة عن‬
‫مطرف عن عياض بن حار أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خ طب ذات يوم‪ ,‬فقال ف خطب ته «إن‬
‫رب عز و جل أمرن أن أعلمكم ما جهلتم ما علم ن ف يومي هذا‪ :‬كل ما نل ته عبادي حلل‪ ,‬وإِن‬
‫خلقت عبادي حنفاء كلهم‪ ,‬وإِنم أتتهم الشياطي فأضلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لم‪,‬‬
‫وأمرت م أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا‪ ,‬ث إن ال عز و جل ن ظر إل أ هل الرض فمقت هم عرب م‬
‫وعجمهم إل بقايا من أهل الكتاب‪ ,‬وقال‪ :‬إنا بعثتك لبتليك وأبتلي بك‪ ,‬وأنزلت عليك كتابا ل يغسله‬
‫الاء‪ ,‬تقرؤه نائما ويقظان‪ :‬ث إن ال أمر ن أن أحرق قريشا‪ ,‬فقلت‪ :‬يارب إذا يثلغ رأ سي فيد عه خبزة‪,‬‬
‫قال‪ :‬استخرجهم كما استخرجوك‪ ,‬واغز هم نغزك‪ ,‬وأنفق علي هم فسننفق عليك‪ ,‬وابعث جيشا نبعث‬
‫خ سة مثله‪ ,‬وقا تل ب ن أطا عك من ع صاك ط قال ط‪ :‬وأ هل ال نة ثل ثة ذو سلطان مق سط مت صدق‬
‫موفق‪ ,‬ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قرب ومسلم‪ ,‬ورجل عفيف فقي متصدق وأهل النار خسة‪:‬‬
‫الضعيف الذي ل زبر له الذين هم فيكم تبع ل يبتغون أهلً ول مالً‪ ,‬والائن الذي ل يفى له طمع وإن‬
‫دق إل خانه‪ ,‬ورجل ل يصبح ول يسي إل وهو يادعك عن أهلك ومالك» وذكر البخيل أو الكذاب‬
‫والشنظيططط‪ :‬الفحاش‪ .‬انفرد بإخراجطططه مسطططلم‪ ,‬فرواه مطططن طرق عطططن قتادة بطططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ذلك الد ين الق يم} أي التم سك بالشري عة والفطرة ال سليمة هو الد ين الق يم ال ستقيم‬
‫{ولكن أكثر الناس ل يعلمون} أي فلهذا ل يعرفه أكثر الناس‪ ,‬فهم عنه ناكبون‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وما‬
‫أكثر الناس ولو حرصت بؤمني} وقال تعال‪{ :‬وإن تطع أكثر من ف الرض يضلوك عن سبيل ال}‬
‫الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬من يبي إل يه} قال ا بن ز يد وا بن جر يج‪ :‬أي راجع ي إل يه‪{ .‬واتقوه} أي خافوه‬
‫وراقبوه‪{ ,‬وأقيموا الصطلة} وهطي الطاعطة العظيمطة‪{ ,‬ول تكونوا مطن الشركيط} أي بطل كونوا مطن‬
‫الوحدين الخلصي له العبادة ل يريدون با سواه‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد حدثنا يي بن واضح‪,‬‬
‫حدثنا يوسف بن أب إسحاق عن يزيد بن أب مري قال‪ :‬مر عمر رضي ال عنه بعاذ بن جبل فقال‪ :‬ما‬
‫قوام هذه المطة ؟ قال معاذ‪ :‬ثلث وهطن النجيات‪ :‬الخلص وهطي الفطرة فطرة ال التط فططر الناس‬
‫عليها‪ ,‬والصلة وهي اللة‪ ,‬والطاعة وهي العصمة‪ ,‬فقال عمر‪ :‬صدقت‪ .‬حدثن يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية‪,‬‬
‫حدثنطا أيوب عطن أبط قلبطة أن عمطر رضطي ال عنطه قال لعاذ‪ :‬مطا قوام هذا المطر ؟ فذكطر نوه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬من الذ ين فرقوا دين هم وكانوا شيعا كل حزب ب ا لدي هم فرحون} أي ل تكونوا من‬
‫الشرك ي الذ ين قد فرقوا دين هم أي بدلوه وغيوه‪ ,‬وآمنوا بب عض وكفروا بب عض‪ ,‬وقرأ بعض هم‪ :‬فارقوا‬
‫دينهطم‪ ,‬أي تركوه وراء ظهورهطم‪ ,‬وهؤلء كاليهود والنصطارى والجوس وعبدة الوثان وسطائر أهطل‬
‫‪468‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الديان الباطلة ما عدا أهل السلم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف‬
‫شيء إنا أمرهم إل ال} الَية‪ ,‬فأهل الديان قبلنا اختلفوا فيما بينهم على آراء ومثل باطلة‪ ,‬وكل فرقة‬
‫منهم تزعم أنم على شيء‪ ,‬وهذه لمة أيضا اختلفوا فيما بينهم على نل كلها ضللة إل واحدة وهم‬
‫أهل السنة والماعة‪ ,‬التمسكون بكتاب ال وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وبا كان عليه الصدر‬
‫الول من الصحابة والتابعي وأئمة السلمي ف قدي الدهر وحديثه‪ ,‬كما رواه الاكم ف مستدركه أنه‬
‫سطئل رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم عطن الفرقطة الناجيطة منهطم فقال «مطا أنطا عليطه وأصطحاب»‪.‬‬

‫ضرّ َد َع ْواْ َرّبهُ ْم ّمنِيبِيَ إَِليْ ِه ثُمّ ِإذَآ أَذَاَقهُ ْم ّمنْهُ َرحْ َمةً إِذَا فَرِي ٌق ّمْنهُ ْم بِ َرّبهِ ْم يُشْرِكُونَ *‬
‫** َوإِذَا مَسّ النّاسَ ُ‬
‫ف َتعْلَمُونَ * أَمْ أَنزَْلنَا عََلْيهِمْ سُلْطَانا َف ُه َو َيتَكَّل ُم بِمَا كَانُوْا بِ ِه يُشْرِكُونَ‬ ‫سوْ َ‬ ‫ِليَ ْكفُرُوْا بِمَآ آَتْينَاهُمْ َفتَ َمّتعُواْ فَ َ‬
‫* َوإِذَآ أَذَ ْقنَا النّا سَ رَ ْح َمةً فَرِحُوْا ِبهَا َوإِن تُ صِْبهُمْ َسّيئَ ٌة بِمَا َق ّدمَ تْ َأيْدِيهِ مْ إِذَا هُ مْ يَ ْقنَطُو نَ * َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ‬
‫ط َيبْسططُطُ الرّزْقططَ لِمَطن يَشَآ ُء َوَيقْدِرُ إِنططّ فِطي ذَلِكططَ َليَاتططٍ ّل َقوْمططٍ ُي ْؤ ِمنُونططَ‬ ‫أَنططّ اللّهطَ‬
‫يقول تعال مبطا عطن الناس أنمط فط حال الضطرار يدعون ال وحده ل شريطك له‪ ,‬وأنطه إذا أسطبغ‬
‫عليهم النعم إذا فريق منهم ف حالة الختيار يشركون بال ويعبدون معه غيه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ليكفروا با‬
‫آتيناهم} هي لم العاقبة عند بعضهم‪ ,‬ولم التعليل عند آخرين‪ ,‬ولكنها تعليل لتقييض ال لم ذلك‪ ,‬ث‬
‫توعدهم بقوله {فسوف تعلمون} قال بعضهم وال لو توعدن حارس درب لفت منه‪ ,‬فكيف والتوعد‬
‫ههنا هو الذي يقول للشيء كن فيكون ؟ ث قال منكرا على الشركي فيما اختلقوا فيه من عبادة غيه‬
‫بل دليل ول حجة ول برهان {أم أنزلنا عليهم سلطانا} أي حجة {فهو يتكلم} أي ينطق {با كانوا به‬
‫يشركون} وهذا اسططططتفهام إنكار‪ ,‬أي ل يكططططن لمطططط شيططططء مططططن ذلك‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وإذا أذقنا الناس رحة فرحوا با‪ ,‬وإن تصبهم سيئة با قدمت أيديهم إذا هم يقطنون}‬
‫هذا إنكار على النسان من حيث هو إل من عصمه ال ووفقه‪ ,‬فإن النسان إذا أصابته نعمة بطر‪ .‬وقال‬
‫{ذهب السيئات عن إنه لفرح فخور} أي يفرح ف نفسه ويفخر على غيه‪ ,‬وإذا أصابته شدة قنط‬
‫وأ يس أن ي صل له ب عد ذلك خ ي بالكل ية‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬إل الذ ين صبوا وعملوا ال صالات} أي‬
‫صبوا ف الضراء وعملوا الصالات ف الرخاء‪ .‬كما ثبت ف الصحيح« عجبا للمؤمن ل يقضي ال له‬
‫قضاء إل كان خيا له‪ ,‬إن أ صابته سراء ش كر فكان خيا له‪ ,‬وإن أ صابته ضراء صب فكان خيا له»‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو ل يروا أن ال يب سط الرزق ل ن يشاء ويقدر} أي هو الت صرف الفا عل لذلك بكم ته‬
‫وعدله‪ ,‬فيوسطططع على قوم ويضيطططق على آخريطططن {إن فططط ذلك لَيات لقوم يؤمنون}‪.‬‬

‫سبِيلِ ذَلِ كَ َخيْرٌ ّللّذِي َن ُيرِيدُو نَ َوجْ هَ اللّ ِه َوُأوْلَ ـئِكَ هُ ُم‬ ‫ي وَابْ َن ال ّ‬‫سكِ َ‬ ‫** فَآ تِ ذَا اْلقُ ْرَبىَ َحقّ ُه وَالْمِ ْ‬
‫ل يَ ْربُو عِندَ اللّ ِه َومَآ آَتيْتُ ْم مّن زَكَاةٍ تُرِيدُو َن وَجْهَ‬ ‫الْ ُمفْلِحُونَ * َومَآ آتَْيتُ ْم مّن رّبا ّليَ ْرُبوَ فِي َأ ْموَا ِل النّاسِ َف َ‬
‫حيِيكُ ْم هَ ْل مِن شُرَكَآِئكُمْ‬ ‫ضعِفُونَ * اللّ ُه الّذِي َخَلقَكُ ْم ثُمّ رَزََقكُ ْم ثُ ّم يُمِيتُكُ ْم ثُ ّم ُي ْ‬ ‫ك هُ ُم الْ ُم ْ‬
‫اللّهِ َفُأوْلَـئِ َ‬
‫طبْحَانَهُ َوتَعَاَلىَ عَمّطططا يُشْرِكُونطططَ‬ ‫مّطططن َي ْفعَلُ مِطططن ذَِلكُمطططْ مّطططن َشيْءٍ سطط ُ‬
‫يقول تعال آمرا بإعطاء {ذي القرب حقه} أي من الب والصلة‪{ ,‬والسكي} وهو الذي ل شيء له‬
‫ينفق عليه أو له شيء ل يقوم بكفايته‪{ ,‬وابن السبيل} وهو السافر الحتاج إل نفقة وما يتاج إليه ف‬
‫سفره‪{ ,‬ذلك خي للذين يريدون وجه ال} أي النظر إليه يوم القيامة وهو الغاية القصوى‪{ ,‬وأولئك هم‬
‫الفلحون} أي ف الدنيا والَخرة‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬وما آتيتم من ربا ليبوا ف أموال الناس فل يربوا عند‬
‫ال} أي من أع طى عط ية ير يد أن يرد عل يه الناس أك ثر م ا أهدى ل م‪ ,‬فهذا ل ثواب له ع ند ال‪ ,‬بذا‬
‫ف سره ابن عباس وما هد والضحاك وقتادة وعكر مة وم مد بن ك عب والش عب‪ ,‬وهذا ال صنيع مباح وإن‬
‫كان ل ثواب فيه‪ ,‬إل أنه قد ن ى ع نه ر سول ال صلى ال عليه و سلم خا صة‪ ,‬قاله الضحاك‪ ,‬وا ستدل‬
‫بقوله‪{ :‬ول تنطططن تسطططتكثر} أي ل تعطططط العطاء تريطططد أكثطططر منطططه‪.‬‬
‫وقال ابن عباس‪ :‬الربا رباءان‪ :‬فربا ل يصح‪ ,‬يعن ربا البيع ؟ وربا ل بأس به وهو هدية الرجل يريد‬
‫فضلها‪ ,‬وأضعافها‪ ,‬ث تل هذه الَية {وما آتيتم من ربا ليبوا ف أموال الناس فل يربوا عند ال} وإنا‬
‫الثواب عنطد ال فط الزكاة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومطا آتيتطم مطن زكاة تريدون وجطه ال فأولئك هطم‬
‫الضعفون} أي الذ ين يضا عف ال ل م الثواب والزاء‪ .‬ك ما جاء ف ال صحيح «و ما ت صدق أ حد بعدل‬
‫ترة من كسب طيب إل أخذها الرحن بيمينه فيبيها لصاحبها‪ ,‬كما يرب أحدكم فلوّه أو فصيله حت‬
‫تصططططططططي التمرة أعظططططططططم مططططططططن أحططططططططد»‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪ { :‬ال الذي خلقكم ث رزقكم} أي هو الالق الرزاق‪ ,‬يرج النسان من بطن أمه‬
‫عريانا ل علم له ول سطع ول بصطر ول قوة‪ ,‬ثط يرزقطه جيطع ذلك بعطد ذلك والرياش واللباس والال‬
‫والملك والكاسب‪ .‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن سلم أب شرحبيل‬
‫عن حبة وسواء ابن خالد قال‪ :‬دخلنا على النب صلى ال عليه وسلم وهو يصلح شيئا فأعناه‪ ,‬فقال «ل‬

‫‪470‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تيأ سا من الرزق ما تززت رؤو سكما‪ ,‬فإن الن سان تلده أ مه أح ر ل يس عل يه قشرة‪ ,‬ث يرز قه ال عز‬
‫وجططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططل»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬ث ييت كم} أي ب عد هذه الياة‪ { ,‬ث ييي كم} أي يوم القيا مة‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬هل من‬
‫شركائكم} أي الذين تعبدونم من دون ال {من يفعل من ذلكم من شيء ؟} أي ل يقدر أحد منهم‬
‫على فعل شيء من ذلك‪ ,‬بل ال سبحانه وتعال هو الستقل باللق والرزق والحياء والماتة‪ ,‬ث يبعث‬
‫اللئق يوم القيامطة‪ ,‬ولذا قال بعطد هذا كله {سطبحانه وتعال عمطا يشركون} أي تعال وتقدس وتنه‬
‫وتعاظم وجل وعز عن أن يكون له شريك أو نظي أو مساو أو ولد أو والد‪ ,‬بل هو الحد الفرد الصمد‬
‫ططططططططططططد‪.‬‬ ‫ططططططططططططن له كفوا أحط‬ ‫الذي ل يلد ول يولد ول يكط‬

‫سبَتْ َأيْدِي النّا سِ ِليُذِيقَهُ ْم َبعْ ضَ الّذِي عَ ِملُواْ َلعَّل ُه ْم يَ ْر ِجعُو نَ *‬


‫ح ِر بِمَا كَ َ‬
‫** َظهَ َر اْلفَ سَادُ فِي الْبَرّ وَاْلبَ ْ‬
‫ط مّشْرِكِيَط‬ ‫ط أَ ْكثَ ُرهُم ْ‬ ‫ط مِطن َقبْلُ كَان َ‬ ‫ط عَاِقَبةُ الّذِين َ‬ ‫ط كَان َ‬ ‫ط فَانْظُرُواْ َكيْف َ‬ ‫طيُواْ فِطي الرْض ِ‬ ‫قُ ْل س ِ‬
‫قال ابطن عباس وعكرمطة والضحاك والسطدي وغيهطم‪ :‬الراد بالب ههنطا الفيافط‪ ,‬وبالبحطر المصطار‬
‫والقرى‪ .‬و ف روا ية عن ا بن عباس وعكر مة‪ :‬الب حر الم صار‪ ,‬والقرى ما كان منه ما على جا نب ن ر‪.‬‬
‫وقال آخرون بل الراد بالب هو الب العروف‪ ,‬وبالب حر هو الب حر العروف‪ .‬وقال ز يد بن رف يع {ظ هر‬
‫الفساد} يعن انقطاع الطر عن الب يعقبه القحط‪ ,‬وعن البحر تعمى دوابه‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن عبد ال بن يزيد القري عن سفيان عن حيد بن قيس العرج عن ماهد {ظهر الفساد‬
‫طبا‪.‬‬‫طفينة غصط‬ ‫طذ السط‬ ‫طر أخط‬ ‫طاد البحط‬ ‫طن آدم‪ ,‬وفسط‬ ‫طل ابط‬ ‫طاد الب قتط‬ ‫طر} قال‪ :‬فسط‬ ‫ف ط الب والبحط‬
‫وقال عطاء الراسطان‪ :‬الراد بالب مطا فيطه مطن الدائن والقرى‪ ,‬وبالبحطر جزائره‪ .‬والقول الول أظهطر‬
‫وعليه الكثرون‪ ,‬ويؤيده ما قاله ممد بن إسحاق ف السية‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم صال‬
‫ملك أيلة‪ ,‬وك تب إل يه ببحره‪ ,‬يع ن ببلده‪ ,‬ومع ن قوله تعال‪{ :‬ظ هر الف ساد ف الب والب حر ب ا ك سبت‬
‫أيدي الناس} أي بان الن قص ف الزروع والثمار ب سبب العا صي ‪ .‬وقال أ بو العال ية‪ :‬من ع صى ال ف‬
‫الرض فقد أفسد ف الرض‪ ,‬لن صلح الرض والسماء بالطاعة‪ ,‬ولذا جاء ف الديث الذي رواه أبو‬
‫داود «لد يقام ف الرض أحب إل أهلهامن أن يطروا أربعي صباحا» والسبب ف هذا أن الدود إذا‬
‫أقيمت انكف الناس أو أكثرهم أو كثي منهم عن تعاطي الحرمات‪ ,‬وإذا تركت العاصي كان سببا ف‬
‫حصول البكات من السماء والرض‪ .‬ولذا إذا نزل عيسى بن مري عليه السلم ف آخر الزمان يكم‬

‫‪471‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بذه الشري عة الطهرة ف ذلك الو قت من ق تل الن ير وك سر ال صليب وو ضع الز ية‪ ,‬و هو ترك ها‪ ,‬فل‬
‫يق بل إل ال سلم أو ال سيف‪ ,‬فإذا أهلك ال ف زما نه الدجال وأتبا عه ويأجوج ومأجوج‪ ,‬ق يل للرض‪:‬‬
‫أخرجي بركتك‪ ,‬فيأكل من الرمانة الفئام من الناس ويستظلون بقحفها‪ ,‬ويكفي لب اللقحة الماعة من‬
‫الناس‪ ,‬و ما ذاك إل بب كة تنف يذ شري عة م مد صلى ال عل يه و سلم فكل ما أق يم العدل كثرت البكات‬
‫واليط‪ .‬ولذا ثبطت فط الصطحيح أن الفاجطر إذا مات تسطتريح منطه العباد والبلد والشجطر والدواب‪.‬‬
‫وقال المام أحد بن حنبل‪ :‬حدثنا ممد والسي قال‪ :‬حدثنا عوف عن أب قحذم قال‪ :‬وجد رجل ف‬
‫زمان زياد أو ابن زياد‪ ,‬صرة فيها حب‪ ,‬يعن من بر‪ ,‬أمثال النوى عليه مكتوب‪ :‬هذا نبت ف زمان كان‬
‫يعمل فيه بالعدل‪ ,‬وروى مالك عن زيد بن أسلم أن الراد بالفساد ههنا الشرك‪ ,‬وفيه نظر‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ليذيق هم ب عض الذي عملوا} الَ ية‪ ,‬أي يبتلي هم بن قص الموال والن فس والثمرات اختبارا م نه ل م‬
‫ومازاة على صطنيعهم {لعلهطم يرجعون} أي عطن العاصطي‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وبلوناهطم بالسطنات‬
‫وال سيئات لعل هم يرجعون} ث قال تعال‪ { :‬قل سيوا ف الرض فانظروا ك يف كان عاق بة الذ ين من‬
‫قبل} أي من قبلكم {كان أكثرهم مشركي} أي فانظروا ما حل بم من تكذيب الرسل وكفر النعم‪.‬‬

‫** َفأَقِ ْم وَ ْجهَ كَ لِلدّي نَ الْ ِقيّ ِم مِن َقبْلِ أَن َي ْأتِ يَ َيوْ مٌ ّل مَ َردّ لَ ُه مِ نَ اللّ هِ َيوْ َمئِ ٍذ يَ صّ ّدعُونَ * مَن َكفَرَ َفعََليْ ِه‬
‫ت مِن َفضْلِ هِ ِإنّ هُ لَ‬‫ي الّذِي نَ آ َمنُوْا َوعَمِلُواْ ال صّالِحَا ِ‬ ‫جزِ َ‬ ‫سهِ ْم يَ ْمهَدُو نَ * ِليَ ْ‬ ‫ُكفْرُ ُه َومَ ْن عَ ِملَ صَالِحا فَلنفُ ِ‬
‫ططططططططططططططططططَ‬ ‫ططططططططططططططططططّ الْكَافِرِينط‬ ‫يُحِبط‬
‫يقول تعال آمرا عباده بالبادرة إل الستقامة ف طاعته والبادرة إل اليات {فأقم وجهك للدين القيم‬
‫من قبل أن يأت يوم ل مرد له من ال} أي يوم القيامة إذا أراد كونه فل راد له {يومئذ يصدعون} أي‬
‫يتفرقون‪ ,‬ففر يق ف ال نة وفر يق ف ال سعي‪ ,‬ولذا قال تعال‪ { :‬من ك فر فعل يه كفره و من ع مل صالا‬
‫فلنفسطهم يهدون * ليجزي الذيطن آمنوا وعملوا الصطالات مطن فضله} أي يازيهطم مازاة الفضطل‪,‬‬
‫ال سنة بع شر أمثال ا إل سبعمائة ض عف إل ما يشاء ال {إ نه ل ي ب الكافر ين} و مع هذا هو العادل‬
‫فيهطططططططططططططططططططططططططططططططططططم الذي ل يور‪.‬‬

‫‪472‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك ِبَأمْرِ ِه وَِلَتبَْتغُوْا مِن َفضْلِ هِ‬
‫ي اْلفُلْ ُ‬
‫ت وَِليُذِي َقكُ ْم مّن رّ ْح َمتِ ِه وَِلتَجْ ِر َ‬
‫** َومِ ْن آيَاتِ هِ أَن يُرْ سِلَ ال ّريَا حَ مُبَشّرَا ٍ‬
‫شكُرُو نَ * وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَا مِن َقبْلِ كَ رُ ُسلً إَِلىَ َق ْومِهِ مْ فَجَآءُوهُم بِاْلبَّينَا تِ فَانَتقَمْنَا مِ َن الّذِي نَ‬ ‫وََلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫أَجْ َرمُواْ وَكَانطططططططَ َحقّا عََليْنَطططططططا نَصطططططططْ ُر الْ ُم ْؤمِنيَططططططط‬
‫يذكر تعال نعمه على خلقه ف إرسال الرياح مبشرات بي يدي رحته بجيء الغيث عقبها‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬وليذيقكم من رحته} أي الطر الذي ينله فيحيي به العباد والبلد {ولتجري الفلك بأمره} أي‬
‫ف البحر وإنا سيها بالريح {ولتبتغوا من فضله} أي ف التجارات والعايش والسي من إقليم إل إقليم‪,‬‬
‫وقطر إل قطر {ولعلكم تشكرون} أي تشكرون ال على ما أنعم به عليكم من النعم الظاهرة والباطنة‬
‫ال ت ل ت عد ول ت صى‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬ول قد أر سلنا من قبلك ر سلً إل قوم هم فجاؤو هم بالبينات‬
‫فانتقمنا من الذين أجرموا} هذه تسلية من ال تعال لعبده ورسوله ممد صلى ال عليه وسلم بأنه وإن‬
‫كذ به كث ي من قو مه و من الناس‪ ,‬ف قد كذ بت الر سل التقدمون مع ما جاؤوا أم هم به من الدلئل‬
‫الواضحات‪ .‬ولكن انتقم ال من كذبم وخالفهم وأنى الؤمني بم {وكان حقا علينا نصر الؤمني}‬
‫أي هو حق أوجبه على نفسه الكرية تكرما وتفضلً‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬كتب ربكم على نفسه الرحة}‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن نفيل‪ ,‬حدثنا موسى بن أعي عن ليث عن شهر بن حوشب‬
‫عن أم الدرداء عن أب الدرداء رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «ما من‬
‫امرىء م سلم يرد عن عرض أخ يه إل كان حقا على ال أن يرد ع نه نار جه نم يوم القيا مة» ث تل هذه‬
‫الَيطططططططة {وكان حقا علينطططططططا نصطططططططر الؤمنيططططططط}‪.‬‬

‫جعَلُ هُ كِ سَفا َفتَرَى اْلوَدْ َ‬


‫ق‬ ‫ف يَشَآ ُء َويَ ْ‬
‫** اللّ ُه الّذِي يُرْ سِلُ ال ّريَا حَ َفُتثِيُ سَحَابا َفَيبْ سُطُهُ فِي ال سّمَآءِ َكيْ َ‬
‫ستَبْشِرُونَ * َوإِن كَانُواْ مِن َقبْلِ أَن ُينَزّلَ‬ ‫ب بِ هِ مَن يَشَآءُ مِ ْن ِعبَادِ هِ إِذَا هُ ْم يَ ْ‬‫ج مِ نْ ِخلَلِ هِ فَِإذَآ أَ صَا َ‬ ‫يَخْ ُر ُ‬
‫ض َبعْدَ َموِْتهَآ إِ نّ ذَلِ كَ لَمُحْي يِ‬ ‫حيِ يِ الرْ َ‬‫ف يُ ْ‬‫سيَ * فَان ُظرْ إِلَ َى آثَارِ َرحْ َمةِ اللّ هِ َكيْ َ‬‫عََلْيهِ ْم مّن َقبْلِ هِ لَ ُمبْلِ ِ‬
‫ط‬‫ط َي ْكفُرُون َ‬ ‫طفَرّا لّظَلّواْ مِطن َبعْدِه ِ‬
‫ط مُص ْ‬‫طْلنَا رِيا َف َرَأوْه ُ‬ ‫ط أَرْس َ‬
‫الْ َم ْوتَ َى َوهُ َو عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ * وََلئِن ْ‬
‫يطبي تعال كيطف يلق السطحاب الذي ينل منطه الاء‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ال الذي يرسطل الرياح فتثيط‬
‫سحابً} إ ما من الب حر ك ما ذكره غ ي وا حد‪ ,‬أو م ا يشاء ال عز و جل {فيب سطه ف ال سماء ك يف‬
‫يشاء} أي يده فيكثره وينميه‪ ,‬ويعل من القليل كثي‪ ,‬ينشىء سحابة ترى ف رأي العي مثل الترس‪ ,‬ث‬
‫يب سطها ح ت تل أرجاءال فق‪ ,‬وتارة يأ ت ال سحاب من ن و الب حر ثقالً ملوءة‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬و هو‬

‫‪473‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي ير سل الرياح بشرا ب ي يدي رح ته ح ت إذا أقلت سحابا ثقالً سقناه لبلد م يت ط إل قوله ط‬
‫كذلك نرج الوتى لعلكم تذكرون} وكذلك قال ههنا {ال الذي يرسل الرياح فتثي سحابا فيبسطه ف‬
‫ال سماء ك يف يشاء ويعله ك سفا} قال ما هد وأ بو عمرو بن العلء وم طر الوراق وقتادة‪ :‬يع ن قطعا‪.‬‬
‫وقال غيه‪ :‬متراكما‪ ,‬كمطا قاله الضحاك‪ .‬وقال غيه‪ :‬أسطود مطن كثرة الاء‪ ,‬تراه مدلما ثقيلً قريبا مطن‬
‫الرض‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فترى الودق يرج من خلله} أي فترى الطر وهو القطر‪ ,‬يرج من بي ذلك السحاب‬
‫{فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} أي إليه يفرحون لاجتهم بنوله عليهم ووصوله‬
‫إلي هم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وإن كانوا من ق بل أن ينل علي هم من قبله لبل سي} مع ن الكلم أن هؤلء القوم‬
‫الذين أصابم هذا ال طر‪ ,‬كانوا قنطي أزلي من نزول الطر إليهم قبل ذلك‪ ,‬فلما جاءهم جاءهم على‬
‫فاقة‪ ,‬فوقع منهم موقعا عظيما‪ ,‬وقد اختلف النحاة ف قوله {من قبل أن ينل عليهم من قبله لبلسي}‬
‫فقال ابن جرير‪ :‬هو تأكيد‪ ,‬وحكاه عن بعض أهل العربية‪ .‬وقال آخرون‪ :‬من قبل أن ينل عليهم الطر‬
‫من قبله‪ ,‬أي النزال لبلسي‪ ,‬ويتمل أن يكون ذلك من دللة التأسيس‪ ,‬ويكون معن الكلم أنم كانوا‬
‫متاجي إليه قبل نزوله‪ ,‬ومن قبله أيضا قد فات عندهم نزوله وقتا بعد وقت‪ ,‬فترقبوه ف إبانه‪ ,‬فتأخر‪ ,‬ث‬
‫م ضت مدة فترقبوه فتأ خر‪ ,‬ث جاء هم بغ تة ب عد الياس م نه والقنوط‪ ,‬فبعد ما كا نت أرض هم مقشعرة‬
‫هامدة أصبحت وقد اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فانظر إل آثار رحة‬
‫ال} يع ن الطر {كيف ييي الرض بعد موتا} ث ن به بذلك على إحياء الجساد بعد موت ا وتفرقها‬
‫وتزقهطا فقال تعال‪{ :‬إن ذلك لحيطي الوتطى} أي إن الذي فعطل ذلك لقادر على إحياء الموات {إنطه‬
‫على كل ش يء قد ير} ث قال تعال‪{ :‬ولئن أر سلنا ريا فرأوه م صفرً لظلوا من بعده يكفرون} يقول‬
‫تعال‪{ :‬ولئن أرسطلنا ريا} يابسطة على الزرع الذي زرعوه ونبطت وشطب واسطتوى على سطوقه‪ ,‬فرأوه‬
‫م صفرا‪ ,‬أي قد أ صفر وشرع ف الف ساد لظلوا من بعده‪ ,‬أي ب عد هذا الال‪ ,‬يكفرون‪ ,‬أي يحدون ما‬
‫تقدم إليهطم مطن النعطم‪ .‬كقوله تعال‪{ :‬أفرأيتطم مطا ترثون طط إل قوله طط بطل ننط مرومون}‪.‬‬
‫فال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عيسى بن الطباع‪ ,‬حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن‬
‫أبيه عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬الرياح ثانية‪ :‬أربعة منها رحة‪ ,‬وأربعة عذاب‪ ,‬فأما الرحة‪ :‬فالناشرات‬
‫والبشرات والر سلت والذاريات‪ ,‬وأ ما العذاب‪ :‬فالعق يم وال صرصر وه ا ف الب‪ ,‬والعا صف والقا صف‬
‫وهاططططططططططططط فططططططططططططط البحطططططططططططططر‪.‬‬

‫‪474‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال بن أخي بن وهب‪ ,‬حدثنا عمي‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عياش‪,‬‬
‫حدث ن ع بد ال بن سليمان عن دراج عن عي سى بن هلل ال صدف عن ع بد ال بن عمرو قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «الريح مسخرة من الثانية ط يعن الرض الثانية ط فلما أراد أن يهلك‬
‫عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريا تلك عادا‪ ,‬فقال‪ :‬يا رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر‬
‫الثور‪ ,‬قال له البار تبارك وتعال‪ :‬ل إذا تكفأ الرض وما عليها‪ ,‬ولكن أرسل عليهم بقدر خات‪ ,‬فهي‬
‫الت قال ال ف كتابه {ما تذر من شيء أتت عليه إل جعلته كالرميم} هذا حديث غريب‪ ,‬ورفعه منكر‪,‬‬
‫والظهطططر أنطططه مطططن كلم عبطططد ال بطططن عمرو رضطططي ال تعال عنطططه‪.‬‬

‫ضلََلتِهِمْ‬
‫** فَِإنّكَ َل تُسْمِ ُع الْ َم ْوَتىَ وَ َل تُسْ ِم ُع الصّمّ ال ّدعَآءَ إِذَا وَّلوْْا مُ ْدبِرِينَ * َومَآ أَنتَ ِبهَا ِد اْلعُ ْم ِي عَن َ‬
‫ططططْلِمُونَ‬ ‫ط مّسط‬ ‫ططط ْ‬ ‫ط بِآيَاتِنَططططا َفهُمط‬ ‫ططط ُ‬ ‫ططططْمِعُ إِلّ مَططططن ُي ْؤمِنط‬ ‫إِن تُسط‬
‫يقول تعال‪ :‬كما أنك ليس ف قدرتك أن تسمع الموات ف أجداثها‪ ,‬ول تبلغ كلمك الصم الذين ل‬
‫يسمعون وهم مع ذلك مدبرون عنك‪ ,‬كذلك ل تقدر على هداية العميان عن الق وردهم عن ضللتهم‬
‫بل ذلك إل ال‪ ,‬فإنه تعال بقدرته يسمع الموات أصوات الحياء إذا شاء‪ ,‬ويهدي من يشاء ويضل من‬
‫يشاء ول يس ذلك ل حد سواه‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إن ت سمع إل من يؤ من بآيات نا ف هم م سلمون} أي‬
‫خاضعون م ستجيبون مطيعون‪ ,‬فأولئك هم الذ ين ي سمعون ال ق ويتبعو نه وهذا حال الؤمن ي‪ ,‬والول‬
‫مثل الكافرين‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬إنا يستجيب الذين يسمعون والوتى يبعثهم ال ث إليه يرجعون} وقد‬
‫ا ستدلت أم الؤمن ي عائ شة ر ضي ال عن ها بذه الَ ية {إ نك ل ت سمع الو تى} على توه يم ع بد ال بن‬
‫عمر ف روايته ماطبة النب صلى ال عليه وسلم القتلى الذين ألقوا ف قليب بدر بعد ثلثة أيام ومعاتبته‬
‫إياهم وتقريعه ل م‪ ,‬ح ت قال ع مر‪ :‬يا ر سول ال ما تا طب من قوم قد جيفوا ؟ فقال «والذي نف سي‬
‫بيده ما أنتم بأسع لا أقول منهم‪ ,‬ولكن ل ييبون» وتأولته عائشة على أنه قال «إنم الَن ليعلمون أن‬
‫مطا كنطت أقول لمط حطق»‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أحياهطم ال له حتط سطعوا مقالتطه تقريعا وتوبيخا ونقمطة‪.‬‬
‫والصحيح عند العلماء رواية عبد ال بن عمر لا لا من الشواهد على صحتها من وجوه كثية‪ ,‬من‬
‫أشهر ذلك ما رواه ابن عبد الب مصححا له عن ابن عباس مرفوعا «ما من أحد ير بقب أخيه السلم‬
‫كان يعرفططه فطط الدنيافيسططلم عليططه‪ ,‬إل رد ال عليططه روحططه حتطط يرد عليططه السططلم»‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خلُ ُق مَا‬
‫ضعْفا َو َشيَْب ًة يَ ْ‬
‫ضعْفٍ ُق ّوةٍ ثُمّ َجعَ َل مِن َبعْدِ ُق ّوةٍ َ‬
‫ف ثُمّ َجعَ َل مِن بَعْدِ َ‬
‫ضعْ ٍ‬
‫** اللّ ُه الّذِي َخَلقَكُ ْم مّن َ‬
‫يَشَآءُ َو ُه َو اْلعَلِيمطططططططططططططططططططططططططططططططططُ الْقَدِيرُ‬
‫ينبه تعال على تنقل النسان ف أطوار اللق حا ًل بعد حال‪ ,‬فأصله من تراب ث من نطفة ث من علقة‬
‫ث من مضغة‪ ,‬ث يصي عظاما‪ ,‬ث تكسى العظام لما‪ ,‬وينفخ فيه الروح‪ ,‬ث يرج من بطن أمه ضعيفا‬
‫نيفا وا هن القوى‪ ,‬ث ي شب قليلً قليلً ح ت يكون صغيا‪ ,‬ث حدثا ث مراهقا شابا‪ .‬و هو القوة ب عد‬
‫الضعف‪ ,‬ث يشرع ف النقص فيكتهل ث يشيخ ث يهرم‪ ,‬وهو الضعف بعد القوة‪ ,‬فتضعف المة والركة‬
‫والبطش‪ ,‬وتشيب اللمة‪ ,‬وتتغي الصفات الظاهرة والباطنة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ث جعل من بعد قوة ضعفا‬
‫وشيبطة يلق مطا يشاء} أي يفعطل مطا يشاء ويتصطرف فط عطبيده باط يريطد {وهطو العليطم القديطر}‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع عن فضيل ويزيد‪ ,‬حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوف قال‪ :‬قرأت‬
‫على ابن عمر {ال الذي خلقكم من ضعف ث جعل من بعد ضعف قوة ث جعل من بعد قوة ضعفا}‬
‫فقال {ال الذي خلقكم من ضعف ث من بعد ضعف قوة ث جعل من بعد قوة ضعفا} ث قال‪ :‬قرأت‬
‫على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ك ما قرأت علي‪ ,‬فأ خذ علي ك ما أخذت عل يك‪ ,‬ورواه أ بو داود‬
‫والترمذي وحسنه من حديث فضيل‪ ,‬ورواه أ بو داود من حديث ع بد ال بن جابر عن عطية عن أ ب‬
‫سططططططططططططططططططططططططططططططططططططططعيد بنحوه‪.‬‬

‫** َوَيوْ مَ َتقُو مُ ال سّا َع ُة ُيقْ سِمُ الْمُجْ ِرمُو نَ مَا َلِبثُواْ َغيْرَ سَا َعةٍ َكذَلِ كَ كَانُوْا ُيؤْفَكُو نَ * وَقَا َل الّذِي نَ أُوتُواْ‬
‫الْعِ ْل َم وَالِيَا نَ َلقَدْ َلِبْثتُ مْ فِي ِكتَا بِ اللّ هِ إَِلىَ َيوْ ِم الَْبعْ ثِ َفهَـذَا َيوْ مُ الَْبعْ ثِ وَلَـ ِكنّكُمْ كُنت مْ َل َتعْلَمُو نَ *‬
‫ستَ ْعَتبُونَ يب تعال عن جهل الكفار ف الدنيا والَخرة‪,‬‬ ‫َفَيوْ َمئِذٍ ّل ينفَعُ الّذِي َن ظََلمُوْا َمعْذِ َرُتهُ ْم وَ َل هُ ْم يُ ْ‬
‫ففي الدنيا فعلوا من عبادة الوثان‪ ,‬وف الَخرة يكون منهم جهل عظيم أيضا‪ ,‬فمنه إقسامهم بال أنم ما‬
‫لبثوا غ ي ساعة واحدة ف الدن يا‪ ,‬ومق صودهم بذلك عدم قيام ال جة علي هم وأن م ل ينظروا ح ت يعذر‬
‫إلي هم‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬كذلك كانوا يؤفكون * وقال الذ ين أوتوا العلم واليان ل قد لبث تم ف كتاب ال‬
‫إل يوم البعطث} أي فيد عليهطم الؤمنون العلماء فط الَخرة كمطا أقاموا عليهطم حجطة ال فط الدنيطا‪,‬‬
‫فيقولون لم حي يلفون ما لبثوا غي ساعة {لقد لبثتم ف كتاب ال} أي ف كتاب العمال {إل يوم‬
‫البعث} أي من يوم خلقتم إل أن بعثتم {ولكنكم كنتم ل تعلمون} قال ال تعال‪{ :‬فيومئذ} أي يوم‬
‫القيا مة {ل ين فع الذ ين ظلموا معذرت م} أي اعتذار هم ع ما فعلوا {ول هم ي ستعتبون} أي ول هم‬
‫يرجعون إل الدنيططا‪ ,‬كمططا قال تعال‪{ :‬وإِن يسططتعتبوا فمططا هططم مططن العتططبي}‪.‬‬

‫‪476‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ض َرْبنَا لِلنّا سِ فِي هَـذَا اْلقُرْآ نِ مِن كُ ّل َمثَ ٍل وََلئِن ِجْئَتهُ ْم بِآَيةٍ ّلَيقُولَ نّ الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ إِ نْ أَنتُ مْ إِلّ‬
‫** وََلقَدْ َ‬
‫خ ّفنّكَ‬‫صبِرْ إِ ّن َوعْدَ اللّ هِ َح ّق وَ َل يَ سْتَ ِ‬ ‫ب الّذِي نَ لَ يَعَْلمُو نَ * فَا ْ‬ ‫ك يَ ْطبَ عُ اللّ ُه عََلىَ ُقلُو ِ‬
‫ُمبْطِلُو نَ * كَذَلِ َ‬
‫الّذِينططططططططططططططططططَ َل يُوِقنُونططططططططططططططططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولقد ضربنا للناس ف هذا القرآن من كل مثل} أي قد بينا لم الق‪ ,‬ووضحناه لم‪,‬‬
‫وضربنطا لمط فيطه المثال ليسطتبينوا القط ويتبعوه {ولئن جئتهطم بآيطة ليقولن الذيطن كفروا إن أنتطم إل‬
‫مبطلون} أي لورأوا أي آية كانت‪ ,‬سواء كانت باقتراحهم أو غيه‪ ,‬ليؤمنون با ويعتقدون أنا سحر‬
‫وبا طل‪ ,‬ك ما قالوا ف انشقاق الق مر ونوه‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن الذ ين ح قت علي هم كل مة ر بك ل‬
‫يؤمنون * ولو جاءت م كل آ ية ح ت يروا العذاب الل يم} ولذا قال هه نا {كذلك يط بع ال على قلوب‬
‫الذين ل يعلمون * فاصب إن وعد ال حق} أي اصب على مالفتهم وعنادهم‪ ,‬فإن ال تعال منجز لك‬
‫ما وعدك من نصره إياك عليهم وجعله العاقبة لك ولن اتبعك ف الدنيا والَخرة {ول يستخفنك الذين‬
‫ل يوقنون} أي بل اثبت على ما بعثك ال به‪ ,‬فإنه ال ق الذي ل مرية فيه‪ ,‬ول تعدل عنه وليس فيما‬
‫سواه هدى يتبع‪ ,‬بل الق كله منحصر فيه‪ .‬قال سعيد عن قتادة‪ :‬نادى رجل من الوارج عليا رضي ال‬
‫عنه وهو ف صلة الغداة‪ ,‬فقال‪{ :‬ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك‬
‫ولتكونن من الاسرين} فأنصت له علي حت فهم ما قال‪ ,‬فأجابه وهو ف الصلة {فاصب إن وعد ال‬
‫حططق ول يسططتخ ّفنّك الذيططن ل يوقنون} رواه ابططن جريططر وابططن أبطط حاتطط‪.‬‬
‫وقد رواه ابن جرير من وجه آخر فقال‪ ,‬حدثنا وكيع‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن شريك عن عثمان ابن‬
‫أب زرعة عن علي بن ربيعة قال‪ :‬نادى رجل من الوارج عليا رضي ال عنه وهو ف صلة الفجر‪ ,‬فقال‬
‫{ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين} فأجابه‬
‫علي رضطي ال عنطه وهطو فط الصطلة {فاصطب إن وعطد ال حطق ول يسطتخفنك الذيطن ل يوقنون}‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا علي بن العد‪ ,‬أخبنا شريك عن عمران بن ظبيان‬
‫عن أب يي قال‪ :‬صلى علي بن أب طالب رضي ال عنه صلة الفجر‪ ,‬فناداه رجل من الوارج {لئن‬
‫أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين} فأجابه علي رضي ال عنه وهو ف الصلة {فاصب إن‬
‫وعططططططد ال حططططططق ول يسططططططتخ ّفنّك الذيططططططن ل يوقنون}‪.‬‬

‫‪477‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(مططا روي فطط فضططل هذه السططورة الشريفططة واسططتحباب قراءتاطط فطط الفجططر)‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن جع فر عن شع بة عن ع بد اللك بن عم ي‪ ,‬سعت شبيب أ با روح‬
‫يدث عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬صلى بم‬
‫الصبح فقرأ فيها الروم فأوهم‪ ,‬فقال «إنه يلبس علينا القرآن‪ ,‬فإن أقواما منكم يصلون معنا ل يسنون‬
‫الوضوء‪ ,‬فمن شهد الصلة معنا فليحسن الوضوء» وهذا إسناد حسن‪ ,‬ومت حسن‪ ,‬وفيه سر عجيب‪,‬‬
‫ون بأ غر يب‪ ,‬و هو أ نه صلى ال عل يه و سلم تأ ثر بنق صان وضوء من ائ تم به‪ ,‬فدل ذلك على أن صلة‬
‫الأموم متعلقططة بصططلة المام‪ .‬آخططر تفسططي سططورة الروم‪ .‬و ل المططد والنططة‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة لقمان‬
‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ ال ّرحِيمططططططططِ‬
‫صلَ َة َوُي ْؤتُو نَ‬
‫سنِيَ * الّذِي َن ُيقِيمُو َن ال ّ‬‫حكِي مِ * هُدًى وَ َرحْ َمةً لّ ْلمُحْ ِ‬‫ب الْ َ‬
‫ت اْلكِتَا ِ‬
‫ك آيَا ُ‬‫** الَطمَ * تِلْ َ‬
‫ُونط‬
‫ُمط الْ ُمفْلِح َ‬ ‫كه ُ‬ ‫ِمط َوُأوْلَـطئِ َ‬ ‫ك عََلىَ هُدًى م ّن ّرّبه ْ‬ ‫ُونط * ُأوْلَـطئِ َ‬
‫ُمط يُوِقن َ‬‫ُمط بِالَ ِخ َرةِ ه ْ‬
‫الزّكَاةَ َوه ْ‬
‫تقدم ف سورة البقرة عا مة الكلم على ما يتعلق ب صدر هذه ال سورة‪ ,‬و هو أ نه سبحانه وتعال ج عل‬
‫هذا القرآن هدى وشفاء ورحة للمحسني‪ ,‬وهم الذين أحسنوا العمل ف اتباع الشريعة‪ ,‬فأقاموا الصلة‬
‫الفرو ضة بدود ها وأوقات ا و ما يتبع ها من نوا فل رات بة وغ ي رات بة‪ ,‬وآتوا الزكاة الفرو ضة علي هم إل‬
‫مستحقيها‪ ,‬ووصلوا أرحامهم وقراباتم‪ ,‬وأيقنوا بالزاء ف الدار الَخرة‪ ,‬فرغبوا إل ال ف ثواب ذلك ل‬
‫يراؤوا به‪ ,‬ول أرادوا جزاءا من الناس ول شكورا‪ ,‬فمن فعل ذلك كذلك‪ ,‬فهو من الذين قال ال تعال‪:‬‬
‫{أولئك على هدى من ربم} أي على بصية وبينة ومنهج واضح جلي {وأولئك هم الفلحون} أي ف‬
‫الدنيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططا والَخرة‪.‬‬

‫حدِي ثِ ِلُيضِلّ عَن َسبِيلِ اللّ ِه ِبغَيْرِ عِلْ ٍم َوَيتّخِ َذهَا هُزُوا ُأوْلَـئِكَ َلهُ ْم‬ ‫** َومِ َن النّا سِ مَن يَشْتَرِي َل ْهوَ الْ َ‬
‫سَتكْبِرا َكأَن ّل ْم يَ سْ َم ْعهَا كَأَ نّ فِ يَ أُ ُذَنيْ ِه وَقْرا َفبَشّرْ ُه ِبعَذَا بٍ‬
‫عَذَا بٌ ّمهِيٌ * َوإِذَا تُتَْل َى عََليْ ِه آيَاتُنَا وَّلىَ مُ ْ‬
‫أَلِيمطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططٍ‬
‫لا ذكر تعال حال السعداء‪ ,‬وهم الذين يهتدون بكتاب ال وينتفعون بسماعه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ال‬
‫نزل أحسن الديث كتابا متشابا مثان تقشعر منه جلود الذين يشون ربم ث تلي جلودهم وقلوبم‬
‫‪478‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إل ذ كر ال} الَ ية‪ ,‬ع طف بذ كر حال الشقياء الذ ين أعرضوا عن النتفاع ب سماع كلم ال وأقبلوا‬
‫على استماع الزامي والغناء باللان وآلت الطرب‪ ,‬ك ما قال ابن م سعود ف قوله تعال‪{ :‬ومن الناس‬
‫مطططن يشتري لوططط الديطططث ليضطططل عطططن سطططبيل ال} قال‪ :‬هطططو وال الغناء‪.‬‬
‫روى ابن جرير‪ :‬حدثن يونس بن عبد العلى قال‪ :‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬أخبن يزيد بن يونس عن أب‬
‫صخر عن أب معاوية البجلي عن سعيد بن جبي عن أب الصهباء البكري أنه سع عبد ال بن مسعود‬
‫وهو يسأل عن هذه الَية {ومن الناس من يشتري لو الديث ليضل على سبيل ال} فقال عبد ال بن‬
‫مسعود‪ :‬الغناء وال الذي ل إله إل هو‪ ,‬يرددها ثلث مرات‪ ,‬حدثنا عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا صفوان بن‬
‫عيسى‪ ,‬أخبنا حيد الراط عن عمار عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن أب الصهباء أنه سأل ابن مسعود عن قول‬
‫ال {ومن الناس من يشتري لو الديث} قال‪ :‬الغناء‪ ,‬وكذا قال ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن‬
‫ططط‪.‬‬ ‫طططن نديةط‬ ‫طططب وعلي بط‬ ‫طططن شعيط‬ ‫طططد ومكحول وعمرو بط‬ ‫طططبي وماهط‬ ‫جط‬
‫وقال السن البصري‪ :‬نزلت هذه الية {ومن الناس من يشتري لو الديث ليضل عن سبيل ال بغي‬
‫علم} ف الغناء والزامي‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قوله {ومن الناس من يشتري لو الديث ليضل عن سبيل ال بغي‬
‫علم} وال لعله ل ينفق فيه مالً‪ ,‬ولكن شراؤه استحبابه بسب الرء من الضللة أن يتار حديث الباطل‬
‫على حديث الق‪ ,‬وما يضر على ما ينفع‪ ,‬وقيل‪ :‬أراد بقوله {يشتري لو الديث} اشتراء الغنيات من‬
‫الواري‪ .‬قال ابن أب حات‪ ,‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع عن خلد الصفار عن عبيد‬
‫ال بن زحر‪ ,‬عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحن‪ ,‬عن أب أمامة عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «ل يل بيع الغنيات ول شراؤهن وأكل أثانن حرام‪ ,‬وفيهن أنزل ال عز وجل علي {ومن الناس‬
‫من يشتري لو الديث ليضل عن سبيل ال}» وهكذا رواه الترمذي وابن جرير من حديث عبيد ال بن‬
‫زحر بنحوه‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب‪ ,‬وضعف علي بن يزيد الذكور‪( .‬قلت) علي وشيخه‬
‫والراوي عنططططططططططططططه كلهططططططططططططططم ضعفاء‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الضحاك ف قوله تعال‪{ :‬ومن الناس من يشتري لو الديث} قال‪ :‬يعن الشرك‪ ,‬وبه قال عبد‬
‫الرح ن بن ز يد بن أ سلم‪ ,‬واختار ا بن جر ير أ نه كل كلم ي صد عن آيات ال واتباع سبيله‪ .‬وقوله‬
‫{ليضل عن سبيل ال} أي إنا يصنع هذا للتخالف للسلم وأهله‪ ,‬وعلى قراءة فتح الياء تكون اللم لم‬
‫ل للمطر القدري‪ ,‬أي قيضوا لذلك ليكونوا كذلك‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ويتخذهطا هزوا} قال‬ ‫العاقبطة أو تعلي ً‬
‫ماهد‪ :‬ويتخذ سبيل ال هزوا يستهزىء با‪ .‬وقال قتادة‪ :‬يعن ويتخذ آيات ال هزوا‪ ,‬وقول ماهد أول‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {أولئك ل م عذاب مه ي} أي ك ما ا ستهانوا بآيات ال و سبيله أهينوا يوم القيا مة ف العذاب‬
‫الدائم الستمر‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬وإذا تتلى عليه آياتنا ول مستكبا كأن ل يسمعها كأن ف أذنيه وقرأ}‬
‫أي هذا القبطل على اللهطو واللعطب والطرب إذا تليطت عليطه الَيات القرآنيطة ول عنهطا وأعرض وأدبر‬
‫وت صامم و ما به من صمم‪ ,‬كأ نه ما سعها ل نه يتأذى ب سماعها إذ ل انتفاع له ب ا ول أرب له في ها‪,‬‬
‫{فبشره بعذاب أليطم} أي يوم القيامطة‪ ,‬يؤلهط كمطا تأل بسطماع كتاب ال وآياتطه‪.‬‬

‫ت الّنعِي مِ * خَالِدِي نَ فِيهَا َوعْدَ اللّ هِ َحقّا َو ُهوَ اْلعَزِي ُز‬


‫** إِ ّن الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ َلهُ مْ َجنّا ُ‬
‫حكِيمططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططُ‬ ‫الْ َ‬
‫هذا ذكطر مآل البرار مطن السطعداء فط الدار الَخرة‪ ,‬الذيطن آمنوا بال وصطدقوا الرسطلي‪ ,‬وعملوا‬
‫العمال الصطالة التابعطة لشريعطة ال {لمط جنات النعيطم} أي يتنعمون فيهطا بأنواع اللذ والسطار مطن‬
‫الآكل والشارب واللبس والساكن والراكب والنساء والنضرة والسماع‪ ,‬الذي ل يطر ببال أحد وهم‬
‫فط ذلك مقيمون دائمال يظعنون دائما ول يبغون عنهطا حولً‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وعطد ال حقا} أي هذا‬
‫كائن ل مالة لنه من وعد ال‪ ,‬وال ل يلف اليعاد‪ ,‬لنه الكري النان الفعال ل ا يشاء القادر على كل‬
‫شيء {وهو العزيز} الذي قهر كل شيء ودان له كل شيء {الكيم} ف أقواله وأفعاله‪ ,‬الذي جعل‬
‫القرآن هدى للمؤمني { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين ل يؤمنون ف آذان م وقر وهو علي هم‬
‫ع مى} الَ ية‪ .‬وقوله {وننل من القرآن ما هو شفاء ورح ة للمؤمن ي ول يز يد الظال ي إل خ سارا}‪.‬‬

‫ت ِبغَيْ ِر عَ َم ٍد تَ َر ْوَنهَا َوأَْل َقىَ فِي الرْ ضِ َروَا ِسيَ أَن تَمِي َد ِبكُ ْم َوبَ ثّ فِيهَا مِن كُلّ دَآّب ٍة‬
‫** خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫َوأَنزَْلنَا مِ َن ال سّمَآ ِء مَآءً َفأَْنَبتْنَا فِيهَا مِن كُلّ َزوْ جٍ كَ ِريٍ * هَـذَا خَ ْل قُ اللّ هِ َفأَرُونِي مَاذَا خَلَ َق الّذِي َن مِن‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍططططططط‬ ‫طططططططَ فِطططططططي َ‬ ‫طططططططِ بَلِ الظّالِمُونط‬ ‫دُونِهط‬
‫يبي سبحانه بذا قدر ته العظي مة على خلق ال سموات والرض‪ ,‬و ما في ها و ما بينه ما‪ ,‬فقال تعال‪:‬‬
‫{خلق السموات بغي عمد} قال السن وقتادة‪ :‬ليس لا عمد مرئية ول غي مرئية‪ .‬وقال ابن عباس‬
‫وعكر مة وما هد‪ ,‬ل ا ع مد ل ترون ا‪ ,‬و قد تقدم تقر ير هذه ال سألة ف أول سورة الر عد ب ا أغ ن عن‬
‫إعادته‪{ ,‬وألقى ف الرض رواسي} يعن البال أرست الرض وثقلتها لئل تضطرب بأهلها على وجه‬
‫الاء‪ ,‬ولذا قال {أن تيططططططد بكططططططم} أي لئل تيططططططد بكططططططم‪.‬‬
‫‪480‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وبطث فيهطا مطن كطل دابطة} أي وذرأ فيهطا مطن أصطناف اليوانات ماط ل يعلم عدد‬
‫أشكالاوألوانا إل الذي خلقها‪ ,‬ولا قرر سبحانه أنه الالق نبه على أنه الرازق بقوله {وأنزلنا من السماء‬
‫ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كري} أي من كل زوج من النبات كري‪ ,‬أي حسن النظر‪ .‬وقال الشعب‪:‬‬
‫والناس أيضا من نبات الرض‪ ,‬فمن دخل النة فهو كري‪ ,‬ومن دخل النار فهو لئيم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬هذا‬
‫خلق ال} أي هذا الذي ذكره ال تعال مطن خلق السطموات والرض ومطا بينهمطا صطادر عطن فعطل ال‬
‫وخلقه وتقديره‪ ,‬وحده ل شريك له ف ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فأرون ماذا خلق الذين من دونه} أي‬
‫م ا تعبدون وتدعون من ال صنام والنداد { بل الظالون} يع ن الشرك ي بال العابد ين م عه غيه { ف‬
‫ضلل} أي جهطططل وعمطططى {مطططبي} أي واضطططح ظاهطططر ل خفاء بطططه‪.‬‬

‫شكُرُ ِلَنفْسِهِ َومَن َكفَرَ َفإِنّ اللّ َه َغنِيّ َحمِيدٌ‬


‫شكُرْ فَِإنّمَا يَ ْ‬
‫حكْ َمةَ أَنِ ا ْشكُرْ للّ ِه َومَن يَ ْ‬
‫** وََلقَ ْد آَتْينَا ُلقْمَا َن الْ ِ‬
‫اختلف ال سلف ف لقمان‪ :‬هل كان نبيا أو عبدا صالا من غ ي نبوة ؟ على قول ي‪ ,‬الكثرون على‬
‫الثان‪.‬وقال سفيان الثوري عن الشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان لقمان عبدا حبشيا نارا‪.‬‬
‫وقال قتادة عن عبد ال بن الزبي‪ :‬قلت لابر بن عبد ال‪ :‬ما انتهى إليكم من شأن لقمان ؟ قال‪ :‬كان‬
‫ق صيا أف طس من النو بة‪ .‬وقال ي ي بن سعيد الن صاري عن سعيد بن ال سيب قال‪ :‬كان لقمان من‬
‫سودان مصر‪ ,‬ذا مشافر‪ ,‬أعطاه ال الكمة ومنعه النبوة‪ .‬وقال الوزاعي‪ :‬حدثن عبد الرحن بن حرملة‬
‫قال‪ :‬جاء أسود إل سعيد بن السيب يسأله‪ ,‬فقال له سعيد بن السيب‪ :‬ل تزن من أجل أنك أسود‪,‬‬
‫فإنه كان من أخي الناس ثلثة من السودان‪ :‬بلل‪ ,‬ومهجع مول عمر بن الطاب‪ ,‬ولقمان الكيم كان‬
‫أسطططططططططططططططططود نوبيا ذا مشافطططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أب عن أب الشهب عن خالد الربعي قال‪ :‬كان لقمان عبدا‬
‫حبشيا نارا‪ ,‬فقال له موله‪ :‬اذبطح لنطا هذه الشاه‪ ,‬فذبهطا‪ ,‬قال‪ :‬أخرج أطيطب مضغتيط فيهطا‪ ,‬فأخرج‬
‫اللسان والقلب‪ ,‬ث مكث ما شاء ال‪ ,‬ث قال‪ :‬اذبح لنا هذه الشاة‪ ,‬فذبها‪ ,‬قال‪ :‬أخرج أخبث مضغتي‬
‫فيها فأخرج اللسان والقلب‪ ,‬فقال له موله‪ :‬أمرتك أن ترج أطيب مضغتي فيها‪ ,‬فأخرجتهما‪ ,‬وأمرتك‬
‫أن ترج أخبث مضغتي في ها‪ ,‬فأخرجته ما ؟ فقال لقمان‪:‬إنه ليس من شيء أطيب منهماإذا طابا‪ ,‬ول‬
‫أخ بث منه ما إذا خب ثا‪ .‬وقال شعبطة عن الكطم عن ما هد‪ :‬كان لقمان عبدا صالا ول ي كن نطبيا‪.‬‬

‫‪481‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الع مش‪ :‬قال ما هد‪ :‬كان لقمان عبدا أ سود عظ يم الشفت ي‪ ,‬مش قق القدم ي‪ .‬وقال حكام بن‬
‫سال عن سعيد الزبيدي عن ماهد‪ :‬كان لقمان الكيم عبدا حبشيا‪ ,‬غليظ الشفتي‪ ,‬مصفح القدمي‪,‬‬
‫قاضيا على بن إسرائيل‪ ,‬وذكر غيه أنه كان قاضيا على بن إسرائيل ف زمان داود عليه السلم‪ .‬وقال‬
‫ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا الكم‪ ,‬حدثنا عمرو بن قيس قال‪ :‬كان لقمان عبدا أسود‪ ,‬غليظ‬
‫الشفت ي‪ ,‬م صفح القدم ي‪ ,‬فأتاه ر جل و هو ف ملس ناس يدث هم‪ ,‬فقال له‪ :‬أل ست الذي ك نت تر عى‬
‫معي الغنم ف مكان كذا وكذا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬فما بلغ بك ما أرى ؟ قال‪ :‬صدق الديث والصمت‬
‫عمطططططططططططططططططططا ل يعنينططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا صفوان‪ ,‬حدثنا الوليد‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن يزيد عن‬
‫جابر قال‪ :‬إن ال رفع لقمان الكيم بكمته‪ ,‬فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك‪ ,‬فقال له‪ :‬ألست عبد بن‬
‫فلن الذي ك نت تر عى بال مس ؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪ :‬ف ما بلغ بك ما أرى ؟ قال‪ :‬قدر ال‪ ,‬وأداء الما نة‪,‬‬
‫وصدق الديث‪ ,‬وتركي ما ل يعنين‪ ,‬فهذه الَثار منها ما هو مصرح فيه بنفي كونه نبيا‪ ,‬ومنها ما هو‬
‫مشعر بذلك‪ ,‬لن كونه عبدا قد مسه الرق يناف كونه نبيا‪ ,‬لن الرسل كانت تبعث ف أحساب قومها‪,‬‬
‫ولذا كان جهور السلف على أنه ل يكن نبيا‪ ,‬وإنا ينقل كونه نبيا عن عكرمة إن صح السند إليه‪ ,‬فإنه‬
‫رواه ابن جرير وقال ابن أب حات من حديث وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬كان لقمان‬
‫نطططبيا‪ ,‬وجابر هذا هطططو ابطططن يزيطططد العفطططي‪ ,‬وهطططو ضعيطططف‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن وهب‪ :‬أخبن عبد ال بن عياش القتبان عن عمر مول غفرة‪ ,‬قال‪ :‬وقف رجل على‬
‫لقمان الكيم‪ ,‬فقال‪ :‬أنت لقمان‪ ,‬أنت عبد بن السحاس ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‪ :‬أنت راعي الغنم ؟ قال‪:‬‬
‫ن عم‪ ,‬قال‪ :‬أ نت ال سود ؟ قال‪ :‬أ ما سوادي فظا هر‪ ,‬ف ما الذي يعج بك من أمري ؟ قال‪ :‬و طء الناس‬
‫بساطك‪ ,‬وغشيهم بابك‪ ,‬ورضاهم بقولك‪ .‬قال‪ :‬يا ابن أخي إن صَغيت إل ما أقول لك كنت كذلك‪,‬‬
‫قال لقمان‪ :‬غضي بصري وكفي لسان‪ ,‬وعفة طعمت وحفظي فرجي‪ ,‬وقول بصدق‪ ,‬ووفائي بعهدي‪,‬‬
‫وتكرمت ضيفي‪ ,‬وحفظي جاري وتركي ما ل يعني ن‪ ,‬فذاك الذي صين إل ما ترى‪ ).‬وقال ابن أب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن نفيل‪ ,‬حدثنا عمرو بن واقد‪ ,‬عن عبدة بن رباح‪ ,‬عن ربيعة عن أب الدرداء‬
‫أ نه قال يوما وذ كر لقمان الك يم‪ ,‬فقال‪ :‬ما أو ت ما أو ت عن أ هل ول مال ول ح سب ول خ صال‪,‬‬
‫ولكنه كان رجلً صمصامة سكيتا‪ ,‬طويل التفكر‪ ,‬عميق النظر‪ ,‬ل ينم نارا قط‪ ,‬ول يره أحد قط يبزق‬
‫ول يتنخع‪ ,‬ول يبول ول يتغوط‪ ,‬ول يغتسل‪ ,‬ول يعبث ول يضحك‪ ,‬وكان ل يعيد منطقا نطقه إل أن‬

‫‪482‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول حك مة ي ستعيدها إياه أ حد‪ ,‬وكان قد تزوج وولد أولد‪ ,‬فماتوا فلم ي بك علي هم‪ ,‬وكان يغ شى‬
‫طط‪.‬‬ ‫ططا أوتط‬ ‫طط مط‬ ‫ططب‪ ,‬فبذلك أوتط‬ ‫ططر ويعتط‬ ‫ططر ويتفكط‬ ‫طط الكام لينظط‬‫ططلطان ويأتط‬ ‫السط‬
‫وقد ورد أثر غريب عن قتادة رواه ابن أب حات فقال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا العباس بن الوليد‪ ,‬حدثنا زيد‬
‫بن ي ي بن عب يد الزا عي‪ ,‬حدث نا سعيد عن ا بن بش ي قتادة قال‪ :‬خ ي ال لقمان الك يم ب ي النبوة‬
‫والكمطة‪ ,‬فاختار الكمطة على النبوة‪ ,‬قال‪ :‬فأتاه جبيطل وهطو نائم‪ ,‬فذر عليطه الكمطة‪ ,‬أو رش عليطه‬
‫الكمة‪ ,‬قال‪ :‬فأصبح ينطق با‪ ,‬قال سعيد‪ :‬فسمعت عن قتادة يقول‪ :‬قيل للقمان‪ :‬كيف اخترت الكمة‬
‫على النبوة‪ ,‬وقد خيك ربك ؟ فقال‪ :‬إنه لو أرسل إل بالنبوة عزمة لرجوت فيه الفوز منه‪ ,‬ولكنت أرجو‬
‫أن أقوم با‪ ,‬ولكنه خين فخفت أن أضعف عن النبوة‪ ,‬فكانت الكمة أحب إل‪ .‬فهذا من رواية سعيد‬
‫بن بشي‪ ,‬وفيه ضعف قد تكلموا فيه بسببه‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬والذي رواه سعيد بن أب عروبة عن قتادة ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬ولقطد آتينطا لقمان الكمطة} أي الفقطه فط السطلم‪,‬ول يكطن نطبيا ول يوح إليطه‪.‬‬
‫وقوله {ولقد آتينا لقمان الكمة} أي الفهم والعلم والتعبي {أن أشكر ال} أي أمرناه أن يشكر ال‬
‫عز وجل على ما آتاه ال ومنحه ووهبه من الفضل الذي خصصه به عمن سواه من أبناء جنسه وأهل‬
‫زما نه‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬و من يش كر فإن ا يش كر لنف سه} أي إن ا يعود ن فع ذلك وثوا به على الشاكر ين‬
‫لقوله تعال‪{ :‬ومن عمل صالا فلنفسهم يهدون}‪ .‬وقوله {ومن كفر فإن ال غن حيد} أي غن عن‬
‫العباد ل يتضرر بذلك ولوك فر أهل الرض كل هم جيعا‪ ,‬فإ نه الغ ن ع ما سواه‪ ,‬فل إله إل ال ول نع بد‬
‫إل إياه‪.‬‬

‫صيْنَا ا ِلنْسَا َن ِبوَالِ َديْ ِه‬


‫شرِكْ بِاللّهِ إِنّ الشّرْكَ َلظُلْ ٌم عَظِيمٌ * َووَ ّ‬
‫** َوإِذْ قَالَ ُلقْمَانُ لبْنِ ِه َو ُهوَ َيعِظُ ُه َيبُنَيّ لَ تُ ْ‬
‫حَ َمَلتْ هُ ُأمّ هُ َوهْنا عََل َى َوهْ ٍن وَفِ صَالُهُ فِي عَا َميْ نِ أَ نِ ا ْشكُرْ لِي وَِلوَالِ َديْ كَ إِلَ ّي الْمَ صِيُ * َوإِن جَاهَدَا كَ عََلىَ‬
‫ل تُ ِط ْعهُمَا وَصَا ِحْبهُمَا فِي ال ّدنْيَا َمعْرُوفا وَاتّبِعْ َسبِيلَ مَ نْ َأنَابَ إِلَيّ ثُمّ‬‫ك بِهِ عِ ْلمٌ َف َ‬ ‫أَن تُشْرِ َك بِي مَا َليْسَ لَ َ‬
‫ط َتعْمَلُونطططططَ‬ ‫ططططا كُنتُمطططط ْ‬ ‫إِلَيطططططّ مَرْ ِج ُعكُمطططططْ َفُأَنبُّئكُمطططططْ بِمَط‬
‫يقول تعال م با عن و صية لقمان لولده‪ ,‬و هو لقمان بن عنقاء بن سدون‪ ,‬وا سم اب نه ثاران ف قول‬
‫حكاه السهيلي‪ ,‬وقد ذكره ال تعال بأحسن الذكر‪ ,‬وأنه آتاه الكمة‪ ,‬وهو يوصي ولده الذي هو أشفق‬
‫الناس عليه وأحبهم إليه‪ ,‬فهو حقيق أن ينحه أفضل ما يعرف ولذا أوصاه أولً بأن يعبد ال ول يشرك‬
‫به شيئا‪ ,‬ث قال مذرا له {إن الشرك لظلم عظ يم} أي هو أع ظم الظلم‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدث نا قتي بة‪,‬‬

‫‪483‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حدثنا جرير عن العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال‪ :‬لا نزلت {الذين آمنوا ول يلبسوا‬
‫إيانم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وقالوا‪ :‬أينا ل يلبس إيانه بظلم ؟‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إنه ليس بذاك‪ ,‬أل تسمع إل قول لقمان {يا بن ل تشرك بال إن‬
‫الشرك لظلم عظ يم}» ورواه م سلم من حد يث الع مش به‪ ,‬ث قرن بو صيته إياه بعبادة ال وحده الب‬
‫بالوالدين‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا} وكثيا ما يقرن تعال‬
‫بي ذلك ف القرآن‪ ,‬وقال ههنا {ووصينا النسان بوالديه حلته أمه وهنا على وهن} قال ماهد‪ :‬مشقة‬
‫ططان ضعفا على ضعطططف‪.‬‬ ‫ططد‪ ,‬وقال عطاء الراسط‬ ‫وهطططن الولد‪ ,‬وقال قتادة جهدا على جهط‬
‫وقوله {وف صاله ف عام ي} أي تربي ته وإرضا عه ب عد وض عه ف عام ي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬والوالدات‬
‫يرضعن أولدهن حولي كاملي لن أراد أن يتم الرضاعة} الَية‪ ,‬ومن ههنا استنبط ابن عباس وغيه من‬
‫الئ مة أن أ قل مدة ال مل ستة أش هر‪ ,‬ل نه قال ف الَ ية الخرى {وحله وف صاله ثلثون شهرا} وإن ا‬
‫يذكر تعال تربية الوالدة وتعبها ومشقتها ف سهرها ليلً ونارا‪ ,‬ليذكر الولد بإحسانا التقدم إليه‪ ,‬كما‬
‫قال تعال‪{ :‬وقل رب ارحهما كما ربيان صغيا} ولذا قال {أن اشكر ل ولوالديك إلّ الصي} أي‬
‫فإنطططططططططط سططططططططططأجزيك على ذلك أوفططططططططططر جزاء‪.‬‬
‫قال ابن حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب شيبة وممود بن غيلن قال‪ :‬حدثنا عبيد ال‪,‬‬
‫أخبنا إسرائيل عن أب اسحاق عن سعيد بن وهب قال‪ :‬قدم علينا معاذ بن جبل‪ ,‬وكان بعثه النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فقام فحمد ال وأثن عليه‪ ,‬ث قال‪ :‬إن رسول رسول ال صلى ال عليه وسلم إليكم أن‬
‫تعبدوا ال ول تشركوا به شيئا‪ ,‬وأن تطيعو ن ل آلو كم خيا‪ ,‬وإن ال صي إل ال إل ال نة أو إل النار‬
‫إقامطططططططططططططططة فل ظعطططططططططططططططن‪ ,‬وخلود فل موت‪.‬‬
‫وقوله {وإن جاهداك على أن تشرك ب ما ل يس لك به علم فل تطعه ما} أي إن حر صا عل يك كل‬
‫الرص على أن تتابعهما على دينهما فل تقبل منهما ذلك‪ ,‬ول ينعك ذلك من أن تصاحبهما ف الدنيا‬
‫معروفا‪ ,‬أي مسنا إليهما‪{ ,‬واتبع سبيل من أناب إل} يعن الؤمني‪{ ,‬ث إِل مرجعكم فأنبئكم با كنتم‬
‫تعلمون} قال الطبان ف كتاب العشرة‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن عبد ال بن أحد بن حنبل‪ ,‬حدثنا أحد‬
‫بن أيوب بن راشد‪ ,‬حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أب هند أن سعد بن مالك قال‪ :‬أنزلت ف هذه‬
‫الَ ية {وإن جاهداك على أن تشرك ب ما ل يس لك به علم فل تطعه ما} الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬ك نت رجلً برا‬
‫بأمي‪ ,‬فلما أسلمت قالت‪ :‬يا سعد ما هذا الذي أراك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أول آكل ول أشرب‬
‫حت أموت فتعي ب ‪ ,‬فيقال‪ :‬يا قاتل أمه‪ ,‬فقلت‪ :‬ل تفعلي يا أمه‪ ,‬فإن ل أدع دين هذا لشيء‪ .‬فمكثت‬
‫‪484‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوما وليلة ل تأكطل‪ ,‬فأصطبحت قطد جهدت‪ ,‬مكثطت يوما وليلة أخرى ل تأكطل‪ ,‬فأصطبحت قطد اشتطد‬
‫جهد ها‪ ,‬فل ما رأ يت ذلك قلت‪ :‬يا أ مه تعلم ي وال لو كا نت لك مائة ن فس فخر جت نف سا نف سا ما‬
‫تركطططططت دينططططط هذا لشيطططططء‪ ,‬فإن شئت فكلي وإن شئت ل تأكلي‪ ,‬فأكلت‪.‬‬

‫ت ِبهَا‬
‫صخْ َرةٍ َأوْ فِي ال سّمَاوَاتِ َأوْ فِي الرْ ضِ َيأْ ِ‬ ‫** َيُبنَ يّ ِإّنهَآ إِن تَ كُ ِمْثقَالَ َحّب ٍة مّ نْ َخرْ َدلٍ َفتَكُ نْ فِي َ‬
‫صبِ ْر عََلىَ مَآ أَ صَابَكَ إِ نّ‬
‫ف وَانْ هَ عَ ِن الْ ُمْنكَ ِر وَا ْ‬
‫صلَ َة َوْأمُ ْر بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫اللّ هُ إِ نّ اللّ هَ لَطِي فٌ َخبِيٌ * َيُبنَ يّ أَقِ ِم ال ّ‬
‫ختَالٍ‬‫ض مَرَحا إِنّ اللّهَ َل يُحِبّ كُ ّل مُ ْ‬ ‫س وَ َل تَمْشِ فِي الرْ ِ‬ ‫ك مِ ْن عَزْ ِم ا ُلمُورِ * وَ َل تُصَعّرْ خَدّكَ لِلنّا ِ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ت الْحَمِيِ‬‫طوْ ُ‬‫طوَاتِ لَص َ‬ ‫ط أَنكَرَ الص ْ‬ ‫ط ْوتِكَ إِن ّ‬‫ط مِطن ص َ‬ ‫ط وَا ْغضُض ْ‬ ‫شيِك َ‬ ‫طدْ فِطي مَ ْ‬‫فَخُورٍ * وَاقْص ِ‬
‫هذه وصايا نافعة قد حكاها ال سبحانه عن لقمان الكيم‪ ,‬ليمتثلها الناس ويقتدوا با‪ ,‬فقال {يا بن‬
‫إن ا إن تك مثقال ح بة من خردل} أي إن الظل مة أو الطيئة لو كا نت مثقال ح بة من خردل‪ ,‬وجوز‬
‫بعضهم أن يكون الضم ي ف قوله إن ا ضم ي الشأن والقصة‪ ,‬وجوز على هذا ر فع مثقال‪ ,‬والول أول‪.‬‬
‫وقوله عز وجل {يأت با ال} أي أحضرها ال يوم القيامة حي يضع الوازين القسط‪ ,‬وجازى عليها إن‬
‫خيا فخي‪ ,‬وإن شرا فشر‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا}‬
‫الَية‪ .‬وقال تعال‪{ :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} ولو كانت تلك‬
‫الذرة مصنة مجبة ف داخل صخرة صماء‪ ,‬أو غائبة ذاهبة ف ارجاء السموات والرض‪ ,‬فإن ال يأت‬
‫با‪ ,‬لنه ل تفى عليه خافية‪ ,‬ول يعزب عنه مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{إن ال لطيف خبي} أي لطيف العلم‪ ,‬فل تفى عليه الشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت‪{ ,‬خبي}‬
‫بدبيطططططططب النمطططططططل فططططططط الليطططططططل البهيطططططططم‪.‬‬
‫وقد زعم بعضهم أن الراد بقوله{فتكن ف صخرة} أنا صخرة تت الرضي السبع‪ ,‬وذكره السدي‬
‫بإسناده ذلك الطروق عن ابن مسعود وابن عباس وجاعة من الصحابة إن صح ذلك‪ ,‬ويروى هذا عن‬
‫عط ية العو ف وأ ب مالك والثوري والنهال بن عمرو وغي هم‪ ,‬وهذا ط وال أعلم ط كأ نه متل قى من‬
‫السرائيليات الت ل تصدق ول تكذب‪ ,‬والظاهر ط وال أعلم ط أن الراد أن هذه البة ف حقارتا لو‬
‫كانت داخل صخرة‪ ,‬فإن ال سيبديها ويظهرها بلطيف علمه‪ .‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن‬
‫موسى‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب اليثم‪ ,‬عن أب سعيد الدري عن رسول ال صلى ال عليه‬

‫‪485‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم قال «لو أن أحد كم يع مل ف صخرة صماء ل يس ل ا باب ول كوة لرج عمله للناس كائنا ما‬
‫كان»‪.‬‬
‫ث قال { يا ب ن أ قم ال صلة} أي بدود ها وفروض ها وأوقات ا {وأ مر بالعروف وا نه عن الن كر} أي‬
‫بسب طاقتك وجهدك {واصب على ما أصابك} علم أن الَمر بالعروف والناهي عن النكر ل بد أن‬
‫يناله من الناس أذى‪ ,‬فأمره بالصب‪ .‬وقوله {إن ذلك من عزم المور} أي إن الصب على أذى الناس ل ن‬
‫عزم المور وقوله {ول ت صعر خدك للناس} يقول ل تعرض بوج هك عن الناس إذا كلمت هم أو كلموك‬
‫احتقارا منك ل م‪ ,‬وا ستكبارا علي هم‪ ,‬ول كن ألن جانبك واب سط وجهك إلي هم‪ ,‬ك ما جاء ف الديث‬
‫«ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط‪ ,‬وإياك وإسبال الزار فإنا من الخيلة‪ ,‬والخيلة ل يبها ال»‪.‬‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ف قوله {ول ت صعر خدك للناس} يقول ل تت كب فتح قر عباد‬
‫ال‪ ,‬وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك‪ ,‬وكذا روى العوف وعكرمة عنه‪ .‬وقال مالك عن زيد بن أسلم‬
‫{ول تصعر خدك للناس} ل تتكلم وأنت معرض‪ ,‬وكذا روي عن ماهد وعكرمة ويزيد بن الصم وأب‬
‫الوزاء و سعيد بن جبي والضحاك وا بن ز يد وغي هم‪ .‬وقال إبراه يم النخ عي‪ :‬يع ن بذلك التشد يق ف‬
‫الكلم‪ .‬والصواب القول الول‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬وأصل الصعر داء يأخذ البل ف أعناقها أو رؤوسها‪,‬‬
‫حتط تلفطت أعناقهطا عطن رؤوسطها‪ ,‬فشبطه بطه الرجطل التكطب‪ ,‬ومنطه قول عمرو بطن حيطي التغلبط‪.‬‬
‫وكنطططططا إذا البار صطططططعر خدهأقمنطططططا له مطططططن ميله فتقومطططططا‬
‫وقال أبططو طالب فطط شعره‪:‬وكنططا قديا ل نقططر ظلمةإذا مططا ثنوا صططعر الرؤوس نقيمهططا‬
‫وقوله {ول ت ش ف الرض مر حا} أي خيلء مت كبا جبارا عنيدا‪ ,‬ل تف عل ذلك يبغ ضك ال‪ ,‬ولذا‬
‫قال {إن ال ل ي ب كل متال فخور} أي متال مع جب ف نف سه‪ ,‬فخور أي على غيه‪ .‬وقال تعال‪:‬‬
‫{ول تش ف الرض مرحا إنك لن ترق الرض ولن تبلغ البال طولً} وقد تقدم الكلم على ذلك ف‬
‫موضعه‪ .‬وقال الافظ أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الضرمي‪ ,‬حدثنا ممد بن عمران بن‬
‫أب ليلى‪ ,‬حدثنا أب عن ابن أب ليلى عن عيسى عن عبد الرحن بن أب ليلى عن ثابت بن قيس بن شاس‬
‫قال‪ :‬ذكر الكب عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فشدد فيه‪ ,‬فقال «إن ال ل يب كل متال فخور»‬
‫فقال رجل من القوم‪ :‬وال يا رسول ال إن لغسل ثياب فيعجبن بياضها‪ ,‬ويعجبن شراك نعلي‪ ,‬وعلقة‬
‫سوطي‪ ,‬فقال «ليس ذلك الكب‪ ,‬إنا الكب أن تسفه الق وتغمط الناس» ورواه من طريق أخرى بثله‪,‬‬
‫وفيططططه قصططططة طويلة‪ ,‬ومقتططططل ثابططططت ووصططططيته بعططططد موتططططه‪.‬‬

‫‪486‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله {واق صد ف مش يك} أي ا مش مقت صدا مشيا ل يس بالبط يء التث بط‪ ,‬ول بال سريع الفرط‪ ,‬بل‬
‫عدلً و سطا ب ي ب ي‪ .‬وقوله {واغ ضض من صوتك} أي ل تبالغ ف الكلم ول تر فع صوتك في ما ل‬
‫فائدة ف يه‪ ,‬ولذا قال {إن أن كر ال صوات ل صوت الم ي} قال ما هد وغ ي وا حد‪ :‬إن أق بح ال صوات‬
‫لصوت الم ي‪ ,‬أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالمي ف علوه ورفعه‪ ,‬و مع هذا هو بغ يض إل ال‬
‫تعال‪ ,‬وهذا التشبيه ف هذا بالمي‪ ,‬يقتضي تريه وذمه غاية الذم‪ ,‬لن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال «ليططس لنططا مثططل السططوء العائد فطط هبتططه كالكلب يقيططء ثطط يعود فطط قيئه»‪.‬‬
‫وقال الن سائي ع ند تف سي هذه الَ ية‪ :‬حدث نا قتي بة بن سعيد ‪ ,‬حدث نا الل يث عن جع فر بن ربي عة عن‬
‫العرج‪ ,‬عن أ ب هريرة عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال «إذا سعتم صياح الدي كة فا سألوا ال من‬
‫فضله‪ ,‬وإذا سعتم نيق المي فتعوذوا بال من الشيطان‪ ,‬فإنا رأت شيطانا» وقد أخرجه بقية الماعة‬
‫سطوى ابطن ماجطه مطن طرق عطن جعفطر بطن ربيعطة بطه‪ ,‬وفط بعطض اللفاظ‪ :‬بالليطل‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫فهذه وصايا نافعة جدا‪ ,‬وهي من قصص القرآن عن لقمان الكيم‪ ,‬وقد روي عنه من الكم والواعظ‬
‫أشياء كثية‪ ,‬فلنذكر منها أنوذجا ودستورا إل ذلك‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ,‬أخبنا‬
‫ابن البارك‪ ,‬أخبنا سفيان‪ ,‬أخبن نشل بن ممع الضب عن قزعة عن ابن عمر قال‪ :‬أخبنا رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم قال «إن لقمان الك يم كان يقول‪ :‬إن ال إذا ا ستودع شيئا حف ظه»‪ .‬وروى ا بن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج‪ ,‬حدثنا عيسى بن يونس عن الوزاعي عن موسى بن سليمان‪ ,‬عن‬
‫القاسم يدث عن أب موسى الشعري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال «قال لقمان لبنه وهو‬
‫يعظطططه‪ :‬يطططا بنططط إياك والتقنطططع‪ ,‬فإنطططه موفطططة بالليطططل مذمطططة بالنهار»‪.‬‬
‫وقال‪ :‬حدثنا أب حدثنا عمرو بن عثمان عن ضمرة‪ ,‬حدثنا الثري بن يي قال‪ :‬قال لقمان لبنه‪ :‬يا بن‬
‫إن الكمة أجلست الساكي مالس اللوك‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ,‬أخبنا ابن‬
‫البارك‪ ,‬حدثنا عبد الرحن السعودي عن عون بن عبد ال قال‪ :‬قال لقمان لبنه‪ :‬يا بن إذا أتيت نادي‬
‫قوم فارم هم ب سهم ال سلم‪ ,‬يع ن ال سلم‪ ,‬ث اجلس ف ناحيت هم فل تن طق ح ت ترا هم قد نطقوا‪ ,‬فإن‬
‫أفاضوا ف ذكر ال‪ ,‬فأجل سهمك معهم‪ ,‬وإن أفاضوا ف غي ذلك فتحول عنهم إل غيهم‪ .‬وقال أيضا‪:‬‬
‫حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمرو بن سعيد بن كثي بن دينار‪ ,‬حدثنا ضمرة عن حفص بن عمر قال‪ :‬وضع لقمان‬
‫جرابا من خردل إل جان به‪ ,‬وج عل ي عظ ابنه وع ظة ويرج خردلة ح ت ن فذ الردل‪ ,‬فقال‪ :‬يا ب ن ل قد‬
‫وعظتطططك موعظطططة لو وعظهطططا جبطططل تفططططر‪ ,‬قال‪ :‬فتفططططر ابنطططه‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا يي بن عبد الباقي الصيصي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن الران‪,‬‬
‫حدثنا عثمان بن عبد الرحن الطرائفي‪ ,‬حدثنا أنس بن سفيان القدسي عن خليفة بن سلم عن عطاء بن‬
‫أب رباح عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «اتذوا السودان‪ ,‬فإن ثلثة منهم من‬
‫سادات أ هل ال نة‪ :‬لقمان الك يم‪ ,‬والنجا شي‪ ,‬وبلل الؤذن» قال أ بو القا سم ال طبان أراد ال بش‪.‬‬

‫فصطططططططططططل فططططططططططط المول والتواضطططططططططططع‬


‫وذلك متعلق بوصية لقمان عليه السلم لبنه‪ .‬وقد جع ف ذلك الافظ أبو بكر بن أب الدنيا كتابا‬
‫مفردا‪ ,‬ون ن نذ كر م نه مقا صده‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إبراه يم بن النذر‪ ,‬حدث نا ع بد ال بن مو سى الد ن عن‬
‫أسامة بن زيد بن حفص بن عبد ال بن أنس عن جده أنس بن مالك‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم يقول «رب أش عث ذي طمر ين ي صفح عن أبواب الناس إذا أق سم على ال لبره» ث رواه من‬
‫حديث جعفر بن سليمان عن ثابت‪ ,‬وعلي بن زيد عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم فذكره‪ ,‬وزاد‬
‫«منهطططططططططططم الباء بطططططططططططن مالك»‪.‬‬
‫وقال أبو ب كر بن سهل التمي مي‪ :‬حدثنا ابن أ ب مر ي‪ ,‬حدثنا نافع بن ز يد عن عياش بن عباس عن‬
‫عيسى بن عبد الرحن‪ ,‬عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي ال عنه أنه دخل السجد‪ ,‬فإذا هو بعاذ‬
‫بن جبل يبكي عند قب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له‪ :‬ما يبكيك يا معاذ ؟ قال‪ :‬حديث سعته‬
‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬سعته يقول «إن الي سي من الرياء شرك‪ ,‬وإن ال ي ب التقياء‬
‫الخفياء الثرياء‪ ,‬الذ ين إذا غابوا ل يفتقدوا‪ ,‬وإذا حضروا ل يعرفوا‪ ,‬قلوب م م صابيح الدى‪ ,‬ينجون من‬
‫كططططططططططططل غططططططططططططباء مظلمططططططططططططة»‪.‬‬
‫حدثنا الوليد بن شجاع‪ ,‬حدثنا عفان بن علي عن حيد بن عطاء العرج عن عبد ال بن الارث عن‬
‫عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال «رب ذي طمرين ل يؤبه له لو‬
‫أق سم على ال لبره‪ ,‬لو قال‪ :‬الل هم إ ن أ سألك ال نة لعطاه ال نة‪ ,‬ول يع طه من الدن يا شيئا»‪ .‬وقال‬
‫أيضا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن سال بن أب العد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «إن من أمت من لو أتى باب أحدكم يسأله دينارا أو درها أو فلسا ل يعطه‪,‬‬
‫ولو سأل ال النة لعطاه إياها‪ ,‬ولو سأله الدنيا ل يعطه إياها‪ ,‬ول ينعها إياه لوانه عليه‪ ,‬ذو طمرين ل‬
‫يؤبططططه له لو أقسططططم على ال لبره» وهذا مرسططططل مططططن هذا الوجططططه‪.‬‬

‫‪488‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا إسحاق ابن إبراهيم‪ ,‬أخبنا جعفر بن سليمان‪ ,‬حدثنا عوف قال‪ :‬قال أبو هريرة‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن من ملوك النة من هو أشعث أغب ذو طمرين ل يؤبه له‬
‫الذيطن إذا اسطتأذنوا على المراء ل يؤذن لمط‪ ,‬وإذا خطبوا النسطاء ل ينكحوا‪ ,‬وإذا قالوا ل ينصطت لمط‪,‬‬
‫حوائج أحدهم تتجلجل ف صدره‪ ,‬لو قسم نوره يوم القيامة بي الناس لوسعهم»‪ .‬قال‪ :‬وأنشدن عمر‬
‫طططن البارك‪:‬‬ ‫طططد ال بط‬ ‫طططة قال‪ :‬قال عبط‬ ‫طططن عائشط‬ ‫طططن ابط‬ ‫طططة عط‬ ‫طططن شبط‬ ‫بط‬
‫أل رب ذي طمريطططططن فططططط منل غدازرابيطططططه مبثوثطططططة ونارقطططططه‬
‫قططططد اطردت أناره حول قصططططرهوأشرق والتفططططت عليططططه حدائقططططه‬
‫وروي أيضا من حديث عبيد ال بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم‪ ,‬عن أب أمامة مرفوعا «قال‬
‫ال‪ :‬من أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الاذ‪ ,‬ذو حظ من صلة‪ ,‬أحسن عبادة ربه وأطاعه ف السر‪,‬‬
‫وكان غامضا ف الناس ل يشار إليه بالصابع إن صب على ذلك» قال‪ :‬ث أنفذ رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بيده‪ ,‬وقال «عجلت منيته‪ ,‬وقل تراثه‪ ,‬وقلت بواكيه» وعن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬أحب عباد ال‬
‫إل ال الغرباء‪ ,‬قيطل‪ :‬ومطن الغرباء ؟ قال‪ :‬الفرارون بدينهطم يمعون يوم القيامطة إل عيسطى بطن مريط‪.‬‬
‫وقال الفض يل بن عياض‪ :‬بلغ ن أن ال تعال يقول للع بد يوم القيا مة‪ :‬أل أن عم عل يك‪ ,‬أل أع طك‪ ,‬أل‬
‫أسترك ؟ أل‪ ...‬أل‪ ...‬أل أُخل ذكرك‪ .‬ث قال الفضيل‪ :‬إن استطعت أل تعرف فافعل‪ ,‬وما عليك أن ل‬
‫يثن عليك‪ ,‬وما عليك أن تكون مذموما عند الناس ممودا عند ال‪ .‬وكان ابن مييز يقول‪ :‬اللهم إن‬
‫أ سألك ذكرا خاملً‪ .‬وكان الل يل بن أح د يقول‪ :‬الل هم اجعل ن عندك من أر فع خل قك‪ ,‬واجعل ن ف‬
‫نفسطططي مطططن أوضطططع خلقطططك‪ .‬وعنطططد الناس مطططن أوسطططط خلقطططك‪.‬‬

‫طططططططط الشهرة)‬ ‫ططططططططا جاء فط‬ ‫(باب مط‬


‫ث قال‪ :‬حدثنا أحد بن عيسى الصري‪ ,‬حدثنا ابن وهب عن عمر بن الارث وابن ليعة عن يزيد بن‬
‫أب حبيب‪ ,‬عن سنان بن سعد عن أنس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ :‬حسب امرىء من‬
‫الشر إل من عصم ال أن يشي الناس إليه بالصابع ف دينه ودنياه‪ ,‬وإن ال لينظر إل صوركم‪ ,‬ولكن‬
‫إل قلوبكم وأعمالكم» وروي مثله عن إسحاق بن البهلول عن ابن أب فديك‪ ,‬عن ممد بن عبد الواحد‬
‫الخنسي‪ ,‬عن عبد الواحد بن أب كثي عن جابر بن ع بد ال مرفوعا مثله‪ ,‬وروي عن السن مرسلً‬
‫نوه فقيل للحسن‪ :‬فإنه يشار إليك بالصابع‪ ,‬فقال‪ :‬إنا الراد من يشار إليه ف دينه بالبدعة وف دنياه‬
‫بالفسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططق‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعن علي رضي ال عنه قال‪ :‬لتبدأ لن تشتهر‪ ,‬ول ترفع شخصك لتذكر‪ ,‬وتعلم واكتم‪ ,‬واصمت‬
‫ت سلم‪ ,‬ت سر البرار وتغ يظ الفجار‪ .‬وقال إبراه يم بن أد هم رح ه ال‪ :‬ما صدق ال من أ حب الشهرة‪.‬‬
‫وقال أيوب‪ :‬ما صدق ال عبد إل سره أن ل يشعر بكانه‪ .‬وقال ممد بن العلء‪ :‬من أحب ال أحب أن‬
‫ل يعر فه الناس‪ .‬وقال ساك بن سلمة‪ :‬إياك وكثرة الخلء وقال أبان بن عثمان‪ :‬إن أحب بت أن ي سلم‬
‫إليطك دينطك فأقطل مطن العارف‪ .‬كان أبطو العاليطة إذا جلس إليطه أكثطر مطن ثلثطة نضط وتركهطم‪.‬‬
‫وقال‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ,‬أخبنا شعبة عن عوف عن أب رجاء قال‪ :‬رأى طلحة قوما يشون معه‬
‫فقال‪ :‬ذباب طمططططططططططططططططططططططططططططططع وفراش النار‪.‬‬
‫وقال ابن إدريس عن هارون بن ابن عنترة عن سليم بن حنظلة قال‪ :‬بينا نن حول أب إذ عله عمر بن‬
‫الطاب بالدرة وقال‪ :‬إنا مذلة للتابع وفتنة للمتبوع‪ .‬وقال ابن عون عن السن‪ :‬خرج ابن مسعود فاتبعه‬
‫أناس‪ ,‬فقال‪ :‬وال لو تعلمون ما أغلق عل يه با ب ما اتبع ن من كم رجلن‪ .‬وقال حاد بن ز يد‪ :‬ك نا إذا‬
‫مررنا على الجلس ومعنا أيوب فسلم‪ ,‬ردوا ردا شديدا‪ ,‬فكان ذلك يغمه‪ .‬وقال عبد الرزاق عن معمر‪:‬‬
‫كان أيوب يطيل قميصه‪ ,‬فقيل له ف ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬إن الشهرة فيما مضى كانت ف طول القميص‪ ,‬واليوم‬
‫ف تشميه‪ .‬وا صطنع مرة نعل ي على حذو نعلي ال نب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلب سهما أياما ث خلعه ما‪,‬‬
‫وقال‪ :‬ل أر الناس يلب سونما‪ .‬وقال إبراه يم النخ عي‪ :‬ل تل بس من الثياب ما يش هر ف الفقهاء ول ما‬
‫يزدريك ال سفهاء‪ .‬وقال الثوري‪ :‬كانوا يكرهون من الثياب الياد ال ت يشت هر ب ا ويرفع الناس إليه فيها‬
‫أبصططططارهم‪ .‬والثياب الرديئة التطططط يتقططططر فيهططططا ويسططططتذل دينططططه‪.‬‬
‫وحدثنا خالد بن خداش‪ ,‬حدثنا حاد عن أب حسنة صاحب الزيادي قال‪ :‬كنا عند أب قلبة إذ دخل‬
‫عليه رجل عليه أكسية فقال‪ :‬إياكم وهذا المار النهاق‪ .‬وقال السن رحه ال‪ :‬إن قوما جعلوا الكب ف‬
‫قلوبم والتواضع ف ثيابم‪ ,‬فصاحب الكساء بكسائه أعظم من صاحب الطرف بطرفه ما لم تفاقدوا‪.‬‬
‫و ف ب عض الخبار أن مو سى عل يه ال سلم قال لب ن إ سرائيل‪ :‬ما ل كم تأتو ن علي كم ثياب الرهبان‪,‬‬
‫وقلوبكططططم قلوب الذئاب‪ ,‬البسططططوا ثياب اللوك‪ ,‬وألينوا قلوبكططططم بالشيططططة‪.‬‬

‫(فصطططططططططل فططططططططط حسطططططططططن اللق)‬


‫قال أبو التياح عن أنس رضي ال عنه‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم من أح سن الناس خلقا‬
‫وعن عطاء عن ابن عمر‪ :‬قيل يا رسول ال أي الؤمني أفضل ؟ قال «أحسنهم خلقا»‪ .‬وعن نوح بن‬
‫عباد عطن ثابطت عطن أنطس مرفوعا «إن العبطد ليبلغ بسطن خلقطه درجات الَخرة وشرف النازل‪ ,‬وإنطه‬

‫‪490‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لضعيف العبادة‪ ,‬وإنه ليبلغ بسوء خلقه درك جهنم وهو عابد» وعن سيار بن هارون عن حيد عن أنس‬
‫مرفوعا «ذهب حسن اللق بي الدنيا والَخرة» وعن عائشة مرفوعا «إن العبد ليبلغ بسن خلقه درجة‬
‫قائم الليطططططططططططططططططل صطططططططططططططططططائم النهار»‪.‬‬
‫وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن أبو مسلم عبد الرحن بن يونس‪ ,‬حدثنا عبد ال بن إدريس‪ ,‬أخبن أب‬
‫وعمي عن جدي عن أب هريرة رضي ال عنه سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكثر ما يدخل‬
‫الناس النة‪ ,‬فقال «تقوى ال وحسن اللق»‪ .‬و سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار‪ ,‬فقال «الجوفان‪:‬‬
‫الفم والفرج» وقال أسامة بن شريك‪ :‬كنت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاءته العراب من‬
‫طن اللق»‪.‬‬ ‫طان ؟ قال «حسط‬ ‫طي النسط‬ ‫طا أعطط‬
‫طا خي ط مط‬ ‫طول ال مط‬ ‫طا رسط‬ ‫طل مكان‪ ,‬فقالوا‪ :‬يط‬
‫كط‬
‫وقال يعلى بن ساك عن أم الدرداء عن أ ب الدرداء يبلغ به قال‪ :‬ما ش يء أث قل ف اليزان من ح سن‬
‫اللق‪ ,‬وكذا رواه عطاء عن أم الدرداء به‪ .‬وعن مسروق عن عبد ال مرفوعا «إن من خياركم أحسنكم‬
‫أخلقا»‪ .‬حدثنا عبد ال بن أب بدر‪ ,‬حدثنا ممد بن عيسى عن ممد بن أب سارة عن السن بن علي‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال ليعطي العبد على الثواب من حسن اللق‪ ,‬كما يعطي‬
‫الجا هد ف سبيل ال يغدو عل يه ال جر ويروح»‪ .‬و عن مكحول عن أ ب ثعل بة مرفوعا «إن أحب كم إل‬
‫وأقربكم من ملسا أحاسنكم أخلقا‪ ,‬وإن أبغضكم إل وأبعدكم من منلً ف النة مساويكم أخلقا‬
‫الثرثارون التشدقون التفيهقون» و عن أ ب أو يس عن م مد بن النكدر عن جابر مرفوعا «أل أ خبكم‬
‫ططططن يؤلفون ويألفون»‪.‬‬ ‫ططططنكم أخلقا الوطؤون أكنافا الذيط‬ ‫ططططم إيانا أحاسط‬ ‫بأكملكط‬
‫وقال الليث عن يزيد بن عبد ال بن أسامة عن بكر ابن أب الفرات قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «ما حسن ال خلق رجل وخلقه فتطعمه النار»‪ .‬وعن عبد ال بن غالب الدان عن أب سعيد‬
‫مرفوعا «خ صلتان ل تتمعان ف مؤ من‪ :‬الب خل و سوء اللق»‪ .‬وقال ميمون بن مهران عن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «ما من ذنب أعظم عند ال من سوء اللق» وذلك أن صاحبه ل يرج من ذنب‬
‫إل وقع ف آخر‪ .‬قال‪ :‬حدثنا علي بن العد‪ ,‬حدثنا أبو الغية الحسي‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن إسحاق‬
‫عن ر جل من قر يش قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «ما من ذنب أعظم ع ند ال من سوء‬
‫اللق‪ ,‬إن اللق السن ليذيب الذنوب‪ .‬كما تذيب الشمس الليد‪ ,‬وإن اللق السيء ليفسد العمل كما‬
‫يفسد الل العسل»‪ .‬وقال عبد ال بن إدريس عن أبيه عن جده عن أب هريرة مرفوعا «إنكم ل تسعون‬
‫الناس بأموالكم‪ ,‬ولكن يسعهم منكم بسط وجوه وحسن خلق»‪ .‬وقال ممد بن سيين‪ :‬حسن اللق‬
‫عون على الديططططططططططططططططططططططططططططططططططططن‪.‬‬
‫‪491‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫(فصططططططططططططل فطططططططططططط ذم الكططططططططططططب)‬


‫قال علقمة عن ابن مسعود رفعه «ل يدخل النة من ف قلبه مثقال حبة من كب‪ ,‬ول يدخل النار من‬
‫ف قلبه مثقال حبة من إيان» وقال إبراهيم بن أب عبلة عن أب سلمة عن عبد ال بن عمرو مرفوعا «من‬
‫كان ف قلبه مثقال ذرة من كب‪ ,‬أكبه ال على وجهه ف النار» حدثنا إسحاق بن إساعيل‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫معاوية عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة عن أبيه مرفوعا «ل يزال الرجل يذهب بنفسه حت يكتب‬
‫عنطططد ال مطططن الباريطططن‪ ,‬فيصطططيبه مطططا أصطططابم مطططن العذاب»‪.‬‬
‫وقال مالك بن دينار‪ :‬ركب سليمان بن داود عليهما السلم ذات يوم البساط ف مائت ألف من النس‬
‫ومائت ألف من الن‪ ,‬فرفع حت سع تسبيح اللئكة ف السماء‪ ,‬ث خفضوه حت مست قدمه ماء البحر‪,‬‬
‫ف سمعوا صوتا لو كان ف قلب صاحبكم مثقال ذرة من كب ل سف به أب عد م ا ر فع قال‪ :‬حدث نا أ بو‬
‫خيثمة‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون عن حاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال‪ :‬كان أبو بكر يطبنا فيذكر‬
‫بدء خلق النسططان حتطط إن أحدنططا ليقذر نفسططه فيقول‪ :‬خرج مططن مرى البول مرتيطط‪.‬‬
‫وقال الشعب‪ :‬من قتل اثني فهو جبار‪ ,‬ث تل {أتريد أن تقتلن كما قتلت نفسا بالمس إن تريد إل أن‬
‫تكون جبارا فط الرض} وقال السطن‪ :‬عجبا لبطن آدم يغسطل الرء بيده فط اليوم مرتيط‪ ,‬ثط يتكطب‬
‫يعارض جبار ال سموات‪ .‬قال‪ :‬حدث نا خالد بن خداش‪ ,‬حدث نا حاد بن ز يد عن علي بن ال سن عن‬
‫الضحاك بن سفيان‪ ,‬فذكر حديث ضرب مثل الدنيا با يرج من ابن آدم وقال السن عن يي عن أب‬
‫قال‪ :‬إن مطعم بن آدم ضرب مثل للدنيا وإن قزحه وملحه‪ .‬وقال ممد بن السي بن علي ط من ولد‬
‫علي رضطي ال عنطه طط مطا دخطل قلب رجطل شيطء مطن الكطب‪ ,‬إل نقطص مطن عقله بقدر ذلك‪.‬‬
‫وقال يونس بن عب يد‪ :‬ليس مع ال سجود كب‪ ,‬ول مع التوحيد نفاق‪ .‬ون ظر طاوس إل ع مر بن ع بد‬
‫العزيز وهو يتال ف مشيته‪ ,‬وذلك قبل أن يستخلف‪ ,‬فطعن طاوس ف جنبه بأصبعه‪ ,‬وقال‪ :‬ليس هذا‬
‫شأن من ف بطنه خرء ؟ فقال له كالعتذر إليه‪ :‬يا عم لقد ضرب كل عضو من على هذه الشية حت‬
‫تعلمتهطا قال أبطو بكطر بطن أبط الدنيطا‪ :‬كانطت بنطو أميطة يضربون أولدهطم حتط يتعلمون هذه الشيطة‪.‬‬

‫(فصططططططططططططططططططل فطططططططططططططططططط الختيال)‬


‫عن أب ليلى عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا «من جر ثوبه خيلء ل ينظر ال إليه» ورواه عن إسحاق‬
‫بن إساعيل عن سفيان بن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا مثله‪ .‬وحدثنا ممد بن بكار‪ ,‬حدثنا عبد‬

‫‪492‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرح ن بن أ ب الزناد عن أب يه عن العرج عن أ ب هريرة مرفوعا «ل ين ظر ال يوم القيا مة إل من جر‬
‫إزاره‪ ,‬وبين ما ر جل يتبخ تر ف برد يه أعجب ته نف سه خ سف ال به الرض‪ ,‬ف هو يتجل جل في ها إل يوم‬
‫القيامطططة» وروى الزهري عطططن سطططال عطططن أبيطططه بينمطططا رجطططل إل آخره‪.‬‬

‫ض َوأَ ْسبَغَ عََلْيكُ ْم ِنعَمَ ُه ظَاهِ َرةً َوبَا ِطنَ ًة َومِ َن‬
‫** أَلَ ْم َت َروْاْ أَنّ اللّهَ َسخّرَ َلكُ ْم مّا فِي السّمَاوَاتِ َومَا فِي الرْ ِ‬
‫س مَن يُجَادِلُ فِي اللّ ِه ِبغَيْرِ عِلْ ٍم وَ َل هُدًى وَلَ ِكتَابٍ ّمنِيٍ * َوإِذَا قِيلَ َلهُ ُم اتِّبعُوْا مَآ أَنزَلَ اللّهُ قَالُوْا بَلْ‬ ‫النّا ِ‬
‫طعِيِ‬‫شيْطَانططُ يَ ْدعُوهُمططْ إَِلىَ عَذَابططِ السطّ‬ ‫ط آبَآءَنَطا َأوَلَوْ كَانططَ ال ّ‬
‫َنتّبِعططُ مَطا وَ َجدْنَطا عََليْهطِ‬
‫يقول تعال منبها خل قه على نع مه علي هم ف الدن يا والَخرة بأ نه سخر ل م ما ف ال سموات من نوم‬
‫يستضيئون با ف ليلهم ونارهم‪ ,‬وما يلق فيها من سحاب وأمطار وثلج وبرد‪ ,‬وجعله إياها لم سقفا‬
‫مفوظا‪ ,‬و ما خلق ل م ف الرض من قرار وأنار وأشجار وزروع وثار‪ ,‬وأ سبغ علي هم نع مه الظاهرة‬
‫والباطنة من إرسال الرسل وإنزال الكتب وإزاحة الشبه والعلل‪ ,‬ث مع هذا كله ما آمن الناس كلهم‪ ,‬بل‬
‫منهم من يادل ف ال‪ ,‬أي ف توحيده وإرساله الرسل ومادلته ف ذلك بغي علم‪ ,‬ول مستند من حجة‬
‫صحيحة‪ ,‬ول كتاب مأثور صحيح‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومن الناس من يادل ف ال بغي علم ول هدى‬
‫ول كتاب من ي} أي مبي مض يء {وإذا ق يل ل م} أي لؤلء الجادل ي ف توح يد ال {اتبعوا ما أنزل‬
‫ال} أي على رسوله من الشرائع الطهرة{قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا} أي ل يكن لم حجة إل‬
‫اتباع الَباء القدميط‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬أولو كان آباؤهطم ل يعقلون شيئا ول يهتدون} أي فمطا ظنكطم‬
‫أي ها الحتجون ب صنيع آبائ هم أن م كانوا على ضللة وأن تم خلف ل م في ما كانوا ف يه‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫طططعي}‪.‬‬ ‫طططم إل عذاب السط‬ ‫{أو لو كان الشيطان يدعوهط‬

‫ك بِاْلعُ ْروَ ِة اْل ُوثْ َقىَ َوإَِلىَ اللّ ِه عَاِقَبةُ المُورِ * َومَن‬
‫** َومَن يُسِْل ْم وَ ْجهَهُ إِلَى اللّ ِه َو ُهوَ ُمحْسِنٌ َفقَ ِد ا ْستَمْسَ َ‬
‫ت ال صّدُورِ * نُ َمّتعُهُ مْ َقلِيلً ثُ مّ‬
‫ل يَحْزُن كَ ُكفْرُ هُ إَِليْنَا مَ ْر ِج ُعهُ مْ َفنَُنّبُئهُم بِمَا عَمُِل َواْ إِ نّ اللّ َه عَلِي ٌم بِذَا ِ‬
‫َكفَرَ َف َ‬
‫ط غَلِيظطططططططططططٍ‬ ‫َنضْطَ ّرهُمطططططططططططْ إَِل َى عَذَابطططططططططط ٍ‬
‫يقول تعال مبا عمن أسلم وجههلله أي أخلص له العمل وانقاد لمره واتبع شرعه‪ ,‬ولذا قال {وهو‬
‫مسن} أي ف عمله باتباع ما به أمر‪ ,‬وترك ما عنه زجر {فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي فقد أخذ‬
‫موثقا من ال متينا ل يعذبه {وإل ال عاقبة المور * ومن كفر فل يزنك كفره} أي ل تزن عليهم يا‬
‫‪493‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫م مد ف كفر هم بال وب ا جئت به‪ ,‬فإن قدر ال نا فذ في هم‪ ,‬وإل ال مرجع هم فينبئ هم ب ا عملوا‪ ,‬أي‬
‫فيجزيهم عليه {إن ال عليم بذات الصدور} فل تفى عليه خافية‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬نتعهم قليلً} أي ف‬
‫الدن يا { ث نضطر هم} أي نلجئ هم {إل عذاب غل يظ} أي فظ يع صعب م شق على النفوس‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬إن الذيطن يفترون على ال الكذب ل يفلحون * متاع فط الدنيطا ثط إلينطا مرجعهطم ثط نذيقهطم‬
‫العذاب الشديططططططططططططططد باطططططططططططططط كانوا يكفرون}‪.‬‬

‫حمْدُ لِلّ ِه بَلْ أَ ْكثَ ُرهُمْ َل َيعْلَمُونَ * لِلّ ِه مَا‬


‫ت وَالرْضَ َليَقُولُنّ اللّهُ قُ ِل الْ َ‬
‫** وََلئِن سَأَْلَتهُ ْم مّنْ خَلَ َق السّمَاوَا ِ‬
‫ت وَالرْ ضَ إِ نّ اللّ َه ُه َو اْلغَنِ يّ الْحَمِيدُ يقول تعال مبا عن هؤلء الشركي به أنم يعرفون‬ ‫فِي ال سّمَاوَا ِ‬
‫أن ال خالق ال سموات والرض وحده ل شر يك له‪ ,‬و مع هذا يعبدون م عه شركاء يعترفون أن ا خلق له‬
‫وملك له‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ولئن سألتم من خلق ال سموات والرض ليقولن ال قل ال مد ل} أي إذ‬
‫قامت عليكم الجة باعترافكم {بل أكثرهم ل يعلمون}‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬ل ما ف السموات والرض}‬
‫أي هو خلقه وملكه {إن ال هوالغن الميد} أي الغن عما سواه‪ .‬وكل شيء فقي إليه‪ ,‬الميد ف جيع‬
‫مطا خلق‪ ,‬له المطد فط السطموات والرض على مطا خلق وشرع‪ ,‬وهطو الحمود فط المور كلهطا‪.‬‬

‫ح ٍر مّا َنفِدَتْ َكلِمَاتُ اللّهِ إِنّ اللّ َه‬


‫ج َرةٍ أَ ْقلَمٌ وَاْلبَحْ ُر يَ ُمدّ ُه مِن بَعْدِهِ َسْب َعةُ َأبْ ُ‬
‫** وََلوْ َأنّمَا فِي الرْضِ مِن شَ َ‬
‫ط وَ َل َب ْعثُكُمططْ إِلّ َكَنفْسططٍ وَاحِ َدةٍ إِنططّ اللّهططَ سططَمِي ٌع بَصططِيٌ‬ ‫عَزِيزٌ َحكِيمططٌ * مّطا خَ ْل ُقكُمطْ‬
‫يقول تعال م با عن عظم ته و كبيائه وجلله وأ سائه ال سن و صفاته العل‪ ,‬وكلما ته التا مة ال ت ل‬
‫ييط با أحد‪ ,‬ول اطلع لبشر على كنهها وإحصائها‪ ,‬كما قال سيد البشر وخات الرسل «ل أحصي‬
‫ثناء عل يك أ نت ك ما أثن يت على نف سك» فقال تعال‪{ :‬ولو أن ما ف الرض من شجرة أقلم والب حر‬
‫يده من بعده سبعة أب ر ما نفذت كلمات ال} أي ولو أن ج يع أشجار الرض جعلت أقلما وج عل‬
‫البحر مدادا وأمده سبعة أبر معه‪ ,‬فكتبت با كلمات ال الدالة على عظمته وصفاته وجلله لتكسرت‬
‫القلم ونفذ ماء البحر‪ ,‬ولو جاء أمثالا مددا‪ ,‬وإنا ذكرت السبعة على وجه البالغة‪ ,‬ول يرد الصر ول‬
‫أن ث سبعة أبر موجودة ميطة بالعال كما يقوله من تلقاه من السرائيليات الت ل تصدق ول تكذب‪,‬‬
‫بل ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى { قل لو كان الب حر مدادا لكلمات ر ب لن فذ الب حر ق بل أن تن فد‬

‫‪494‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كلمات رب ولو جئنا بثله مددا} فليس الراد بقوله {بثله} آخر فقط بل بثله ث بثله‪ ,‬ث بثله ث هلم‬
‫جرا‪ ,‬لنطططططططططه ل حصطططططططططر لَيات ال وكلماتطططططططططه‪.‬‬
‫قال ال سن الب صري‪ :‬لو ج عل ش جر الرض أقلما‪ ,‬وج عل الب حر مدادا‪ ,‬وقال ال إن من أمري كذا‬
‫ومن أمري كذا‪ ,‬لنفد ماء البحر وتكسرت القلم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬قال الشركون‪ :‬إنا هذا كلم يوشك أن‬
‫ينفد‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬ولو أن ما ف الرض شجرة أقلم} أي لو كان شجر الرض أقلمَا ومع البحر‬
‫سبعة أبر ما كان لتنفد عجائب رب وحكمته وخلقه وعلمه‪ .‬وقال الربيع بن أنس‪ :‬إن مثل علم العباد‬
‫كل هم ف علم ال كقطرة من ماء البحور كل ها‪ ,‬و قد أنزل ال ذلك {ولو أن ما ف الرض من شجرة‬
‫أقلم} الَية‪ ,‬يقول‪ :‬لو كان البحر مدادا لكلمات ال‪ ,‬والشجار كلها أقلما‪ ,‬ل نكسرت القلم وفن‬
‫ماء البحر‪ ,‬وبقيت كلمات ال قائمة ل يفنيها شيء‪ ,‬لن أحدا ل يستطيع أن يقدر قدره ول يثن كما‬
‫ينبغططي‪ ,‬حتطط يكون هططو الذي يثنطط على نفسططه إن ربنططا كمططا يقول وفوق مططا نقول‪.‬‬
‫وقد روي أن هذه الَية نزلت جوابا لليهود‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬حدثن ممد بن أب ممد عن سعيد بن‬
‫ج يب أو عكر مة عن ا بن عباس أن أحبار يهود قالوا لر سول ال صلى ال عل يه و سلم بالدي نة‪ :‬يا م مد‬
‫أرأ يت قولك {و ما أوتي تم من العلم إل قليلً} إيا نا تر يد أم قو مك ؟ فقال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم «كلكما» قالوا‪ :‬ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء ؟ فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «إنا ف علم ال قليل‪ ,‬وعندكم من ذلك ما يكفيكم» وأنزل ال فيما سألوه‬
‫ع نه من ذلك {ولو أن ف الرض من شجرة أقلم} الَ ية‪ ,‬وهكذا روي عن عكر مة وعطاء بن بشار‪,‬‬
‫ططة‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طط مكيط‬ ‫ططة‪ ,‬والشهور أناط‬ ‫ططة‪ ,‬ل مكيط‬ ‫ططة مدنيط‬‫ططي أن هذه الَيط‬ ‫وهذا يقتضط‬
‫وقوله {إن ال عزيز حكيم} أي عزيز قد عز كل شيء وقهره وغلبه‪ ,‬فل مانع لا أراد ول مالف ول‬
‫معقب لكمه‪ ,‬حكيم ف خلقه وأمره وأقواله وأفعاله وشرعه وجيع شؤونه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ما خلقكم‬
‫ول بعث كم إل كن فس واحدة} أي ما خلق ج يع الناس وبعث هم يوم العاد بالن سبة إل قدر ته إل كن سبة‬
‫خلق نفس واحدة‪ ,‬الميع ه ي عليه‪{ ,‬إن ا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} {و ما أمرنا إل‬
‫واحدة كلمطح بالبصطر} أي ل يأمطر بالشيطء إل مرة واحدة‪ ,‬فيكون ذلك الشيطء ل يتاج إل تكرره‬
‫وتوكيده {فإن ا هي زجرة واحدة فإذا هم بال ساهرة} وقوله {إن ال سيع ب صي} أي ك ما هو سيع‬
‫لقوالم بصي بأفعالم كسمعه وبصره بالنسبة إل نفس واحدة‪ ,‬كذلك قدرته عليهم كقدرته على نفس‬
‫واحدة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬مطططا خلقكطططم ول بعثكطططم إل كنفطططس واحدة} الَيطططة‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** أَلَ ْم تَرَ أَ نّ اللّ َه يُولِ ُج الّْليْلَ فِي النّهَا ِر َويُولِ جُ الّنهَارَ فِي الّْليْ ِل وَ َسخّرَ الشّمْ سَ وَاْلقَمَرَ ُك ّل يَجْرِ يَ إَِلىَ‬
‫ك بِأَ نّ اللّ َه ُه َو الْحَ ّق َوأَ نّ مَا يَ ْدعُو نَ مِن دُونِ هِ الْبَاطِ ُل َوأَ نّ‬
‫أَجَ ٍل مّ سَمّى َوأَ نّ اللّ هَ بِمَا َتعْمَلُو نَ َخبِيٌ * ذَلِ َ‬
‫ط ُهوَ اْلعَلِيططططططططططططططططططّ الْ َكبِيُ‬ ‫اللّهططططططططططططططططط َ‬
‫يب تعال أنه {يول الليل ف النهار} يعن يأخذ منه ف النهار فيطول ذاك‪ ,‬ويقصر هذا‪ ,‬وهذا يكون‬
‫ز من ال صيف‪ ,‬يطول النهار إل الغا ية‪ ,‬ث يشرع ف الن قص فيطول الل يل ويق صر النهار‪ ,‬وهذا يكون ف‬
‫الشتاء {وسخر الشمس والقمر كل يري إل أجل مسمى} قيل إل غاية مدودة‪ ,‬وقيل إل يوم القيامة‪,‬‬
‫وكل العني ي صحيح‪ ,‬وي ستشهد للقول الول بد يث أ ب ذر ر ضي ال ع نه الذي ف ال صحيحي أن‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال «يا أبا ذر أتدري أ ين تذ هب هذه الش مس ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله‬
‫أعلم‪ .‬قال «فإن ا تذ هب فت سجد ت ت العرش‪ ,‬ث ت ستأذن رب ا فيو شك أن يقال ل ا ارج عي من ح يث‬
‫جئت»‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو صال‪ ,‬حدثنا يي بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء‬
‫بن أ ب رباح‪ ,‬عن ا بن عباس أ نه قال‪ :‬الش مس بنلة ال ساقية تري بالنهار ف ال سماء ف فلك ها‪ ,‬فإذا‬
‫غربت جرت بالليل ف فلكها تت الرض حت تطلع من مشرقها‪ ,‬قال‪ :‬وكذلك القمر‪ ,‬إسناده صحيح‪.‬‬
‫وقوله {وأن ال با تعلمون خبي} كقوله {أل تعلم أن ال يعلم ما ف السماء والرض} ومعن هذا أنه‬
‫تعال الالق العال بميع الشياء‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ال الذي خلق سبع سوات ومن الرض مثلهن} الَية‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ذلك بأن ال هطو القط وأن مطا يدعون مطن دونطه الباططل} أي إناط يظهطر لكطم آياتطه‬
‫لت ستدلوابا على أنه ال ق‪ ,‬أي الوجود ال ق الله ال ق‪ ,‬وأن كل ما سواه با طل‪ ,‬فإنه الغ ن ع ما سواه‬
‫وكل شيء فقي إليه‪ ,‬لن كل ما ف السموات والرض الميع خلقه وعبيده‪ ,‬ل يقدر أحد منهم على‬
‫تر يك ذرة إل بإذ نه‪ ,‬ولو اجت مع كل أ هل الرض على أن يلقوا ذبابا لعجزوا عن ذلك ‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ذلك بأن ال هو الق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن ال هو العلي الكبي} أي العلي الذي‬
‫ل أعلى منطه‪ ,‬الكطبي الذي هطو أكطب مطن كطل شيطء‪ ,‬فكطل خاضطع حقيط بالنسطبة إليطه‪.‬‬

‫صبّا ٍر َشكُورٍ *‬‫ك تَجْرِي فِي اْلبَحْ ِر ِبِنعْ َمةِ اللّهِ ِليُ ِرَيكُ ْم مّ ْن آيَاتِهِ إِنّ فِي ذَلِكَ َليَاتٍ ّلكُلّ َ‬ ‫** أَلَ ْم َترَ أَ ّن اْلفُلْ َ‬
‫حدُ‬‫شَيهُ ْم ّموْ جٌ كَال ّظلَلِ َد َع ُواْ اللّ هَ مُخْلِ صِيَ لَ هُ الدّي نَ َفلَمّا نَجّاهُ مْ إِلَى الْبَرّ َف ِمْنهُ ْم ّمقْتَ صِ ٌد َومَا يَجْ َ‬ ‫َوإِذَا غَ ِ‬
‫بِآيَاتِنَططططططططططططططططططططططططططططططططآ إِلّ كُلّ َختّارٍ َكفُورٍ‬

‫‪496‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يب تعال أنه هو الذي سخر البحر لتجري فيه الفلك بأمره‪ ,‬أي بلطفه وتسخيه‪ ,‬فإنه لو ل ما جعل‬
‫ف الاء من قوة ي مل ب ا ال سفن ل ا جرت‪ ,‬ولذا قال {لييكم من آيا ته} أي من قدر ته {إن ف ذلك‬
‫لَيات ل كل صبار شكور} أي صبار ف الضراء شكور ف الرخاء‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬وإذا غشي هم موج‬
‫كالظلل} أي كالبال والغمام {دعوا ال ملصطي له الديطن} كمطا قال تعال‪{ :‬وإذا مسطكم الضطر فط‬
‫البحطططر ضطططل مطططن تدعون إل إياه} وقال تعال‪{ :‬فإذا ركبوا فططط الفلك} الَيطططة‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬فل ما نا هم إل الب فمن هم مقت صد} قال ما هد‪ :‬أي كا فر كأ نه ف سر القت صد هه نا‬
‫بالا حد‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬فل ما نا هم إل الب إذا هم يشركون}‪ .‬وقال ا بن ز يد‪ :‬هو التو سط ف‬
‫الع مل‪ ,‬وهذا الذي قاله ا بن ز يد هو الراد ف قوله تعال‪{ :‬فمن هم ظال لنف سه ومن هم مقت صد} الَ ية‪,‬‬
‫فالقتصد ههنا هو التوسط ف العمل‪ ,‬ويتمل أن يكون مرادا هنا أيضا‪ ,‬ويكون من باب النكار على‬
‫من شا هد تلك الهوال والمور العظام والَيات الباهرات ف الب حر‪ ,‬ث ب عد ما أن عم ال عل يه باللص‬
‫كان ينب غي أن يقا بل ذلك بالع مل التام‪ ,‬والدؤوب ف العبادة‪ ,‬والبادرة إل اليات‪ ,‬ف من اقت صد ب عد‬
‫ذلك كان مقصرا والالة هذه وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وما يحد بآياتنا إل كل ختار كفور} فالتار‬
‫هو الغدار‪ ,‬قاله ماهد وال سن وقتادة ومالك عن ز يد بن أ سلم‪ :‬و هو الذي كل ما عا هد ن قض عهده‪,‬‬
‫والتطططططر أتططططط الغدر وأبلغطططططه‪ .‬قال عمرو بطططططن معطططططد يكرب‪.‬‬
‫وإنططططك لو رأيططططت أبططططا عميملت يديططططك مططططن غدر وختططططر‬
‫وقوله {كفور} أي جحود للنعطططم ل يشكرهطططا بطططل يتناسطططاها ول يذكرهطططا‪.‬‬

‫جزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ َل َموْلُو ٌد ُهوَ جَا ٍز عَن وَالِدِهِ َشيْئا إِنّ‬ ‫ش ْوْا َيوْما ّل يَ ْ‬
‫** َيَأّيهَا النّاسُ اّتقُواْ َرّبكُمْ وَاخْ َ‬
‫ط اْلغَرُورُ‬
‫حيَاةُ ال ّدنْيَطططا وَ َل َيغُ ّرنّكُطططم بِاللّهطط ِ‬ ‫ط الْ َ‬
‫ل َتغُ ّرّنكُمطط ُ‬ ‫َوعْدَ اللّهطططِ حَقطططّ َف َ‬
‫يقول تعال منذرا للناس يوم العاد‪ ,‬وآمرا لم بتقواه والوف منه والشية من يوم القيامة حيث {ل‬
‫يزي والد عن ولده} أي لو أراد أن يفديه بنفسه لا قبل منه‪ .‬وكذلك الولد لو أراد فداء والده بنفسه‪.‬‬
‫ل يقبل منه‪ ,‬ث عاد بالوعظة عليهم بقوله {فل تغرنكم الياة الدنيا} أي ل تلهينكم بالطمأنينة فيها عن‬
‫الدار الَخرة {ول يغرن كم بال الغرور} يع ن الشيطان‪ .‬قاله ا بن عباس وما هد والضحاك وقتادة‪ ,‬فإ نه‬
‫ي غر ا بن آدم ويعده وين يه‪ ,‬ول يس من ذلك ش يء بل كان ما قال تعال‪{ :‬يعد هم ويني هم و ما يعد هم‬
‫الشيطان إل غرورا} قال وهب بن منبه‪ :‬قال عزير عليه السلم‪ :‬لا رأيت بلء قومي‪ ,‬اشتد حزن وكثر‬

‫‪497‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫هي وأرق نومي‪ ,‬فضرعت إل رب وصليت وصمت‪ ,‬فأنا ف ذلك أتضرع أبكي‪ ,‬إذ أتان اللك فقلت‬
‫له‪ ,‬خبن هل تش فع أرواح ال صدقي للظل مة أو الَباء لبنائ هم ؟ قال‪ :‬إن القيا مة في ها ف صل القضاء‪,‬‬
‫وملك ظاهر ليس فيه رخصة ل يتكلم فيه أحد إل بإذن الرحن‪ ,‬ول يؤخذ فيه والد عن ولده‪ ,‬ول ولد‬
‫عطن والده‪ ,‬ول أخ عطن أخيطه‪ ,‬ول عبطد عطن سطيده‪ ,‬ول يهتطم أحطد بطه غيه‪ ,‬ول يزن لزنطه‪ ,‬ول‬
‫أحديرحه‪ ,‬كل مشفق على نفسه‪ ,‬ول يؤخذ إنسان عن إنسان‪ ,‬كل يهمه هه‪ ,‬ويبكي عوله‪ ,‬ويمل‬
‫وزره‪ ,‬ول يمطططططل وزره معطططططه غيه‪ ,‬رواه ابطططططن أبططططط حاتططططط‪.‬‬

‫سبُ غَدا َومَا‬


‫ث َوَيعْلَ ُم مَا فِي الرْحَا ِم َومَا تَ ْدرِي َنفْ سٌ مّاذَا َتكْ ِ‬
‫** إِ نّ اللّ َه عِندَ ُه عِلْ ُم ال سّا َعةِ َوُينَزّ ُل اْل َغيْ َ‬
‫ط عَلَيمططططٌ َخبِيٌ‬ ‫ط تَمُوتططططُ إِنططططّ اللّهططط َ‬ ‫تَدْرِي َنفْسططططٌ بِأَيططططّ أَرْضططط ٍ‬
‫هذه مفاتيح الغيب الت استأثر ال تعال بعلمها‪ ,‬فل يعلمها أحد إل بعد إعلمه تعال با‪ ,‬فعلم وقت‬
‫الساعة ل يعلمه نب مرسل ول ملك مقرب {ل يليها لوقتها إل هو} وكذلك إنزال الغيث ل يعلمه إل‬
‫ال ول كن إذا أ مر به علم ته اللئ كة الوكلون بذلك‪ ,‬و من يشاء ال من خل قه‪ ,‬وكذلك ل يعلم ما ف‬
‫الرحام ماط يريطد أن يلقطه تعال سطواه‪ ,‬ولكطن إذا أمطر بكونطه ذكرا أو أنثطى أو شقيا أو سطعيدا‪ ,‬علم‬
‫اللئكطة الوكلون بذلك‪ ,‬ومطن شاء ال مطن خلقطه‪ ,‬وكذا ل تدري نفطس ماذا تكسطب غدا فط دنياهطا‬
‫وأخرا ها {و ما تدري ن فس بأي أرض توت} ف بلد ها أو غيه من أي بلد ال كان‪ ,‬ل علم ل حد‬
‫بذلك‪ ,‬وهذه شبي هة بقوله تعال‪{ :‬وعنده مفا تح الغ يب ل يعلم ها إل هو} الَ ية‪ .‬و قد وردت ال سنة‬
‫طططططططب‪.‬‬ ‫طططططططح الغيط‬ ‫طططططططس مفاتيط‬ ‫طططططططمية هذه المط‬ ‫بتسط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا زيد بن الباب‪ ,‬حدثن حسي بن واقد‪ ,‬حدثن عبد ال بن بريدة‪ ,‬سعت أب‬
‫بريدة يقول‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عليه وسلم يقول «خس ل يعلم هن إل ال عز وجل {إن ال‬
‫عنده علم الساعة وينل الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس‬
‫بأي أرض توت إن ال عليططم خططبي}» هذا حديططث صططحيح السططناد‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث ابن عمر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد ال بن دينار عن ابن عمر‬
‫قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «مفات يح الغ يب خ س ل يعلم هن إلال {إن ال عنده علم‬
‫الساعة وينل الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض‬
‫توت إن ال عليم خبي}» انفرد بإخراجه البخاري‪ ,‬فرواه ف كتاب الستسقاء ف صحيحه عن ممد بن‬

‫‪498‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يوسف الفرياب عن سفيان بن سعيد الثوري به‪ .‬ورواه ف التفسي من وجه آخر‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا يي بن‬
‫سليمان‪,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬حدثن عمر بن ممد بن زيد بن عبد ال بن عمر أن أباه حدثه أن عبد ال بن‬
‫عمر قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم «مفاتيح الغيب خس» ث قرأ {إن ال عنده علم الساعة وينل‬
‫الغيث ويعلم ما ف الرحام} انفرد به أيضا‪ .‬ورواه المام أحد عن غندر عن شعبة عن عمر بن ممد أنه‬
‫سع أباه يدث عن ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم قال «أوتيت مفاتيح كل شيء إل المس‬
‫{إن ال عنده علم الساعة وينل الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما‬
‫تدري نفططططططططس بأي أرض توت إن ال عليططططططططم خططططططططبي}»‪.‬‬
‫(حديث ابن مسعود) رضي ال عنه‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن شعبة‪ ,‬حدثن عمرو بن مرة عن‬
‫عبد ال بن سلمة قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬أوت نبيكم صلى ال عليه وسلم مفاتيح كل شيء غي خس {إن‬
‫ال عنده علم ال ساعة وينل الغ يث ويعلم ما ف الرحام و ما تدري ن فس ماذا تك سب غدا و ما تدري‬
‫نفس بأي أرض توت إن ال عليم خبي} وكذا رواه عن ممد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة‬
‫به‪ .‬وزاد ف آخره‪ .‬قال‪ :‬قلت له أنت سعته من عبد ال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬أكثر من خسي مرة‪ ,‬ورواه أيضا‬
‫عن وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة به‪ .‬وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث أب هريرة) قال البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا إسحاق عن جرير عن أب حيان عن أب‬
‫زر عة عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كان يوما بارزا للناس إذ أتاه‬
‫رجل يشي فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ما اليان ؟ قال «اليان أن تؤمن بال وملئكته‪ ,‬وكتبه ورسله ولقائه‪,‬‬
‫وتؤمن بالبعث الَ خر» قال‪ :‬يا رسول ال ما ال سلم ؟ قال «السلم أن تعبد ال ول تشرك به شيئا‪,‬‬
‫وتقيطم الصطلة‪ ,‬وتؤتط الزكاة الفروضطة‪ ,‬وتصطوم رمضان» قال‪ :‬يطا رسطول ال مطا الحسطان ؟ قال‬
‫«الحسان أن تعبد ال كأنك تراه‪ ,‬فإن ل تكن تراه فإنه يراك» قال‪ :‬يا رسول ال مت الساعة ؟ قال «ما‬
‫السطؤول عنهطا بأعلم مطن السطائل‪ ,‬ولكطن سطأحدثك عطن أشراطهطا‪ :‬إذا ولدت المطة ربتهطا فذاك مطن‬
‫أشراط ها‪ ,‬وإذا كان الفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراط ها ف خ س ل يعلم هن إل ال‪{ ,‬إن ال‬
‫عنده علم السطاعة وينل الغيطث‪ ,‬ويعلم مافط الرحام} الَيطة‪ ,‬ثط انصطرف الرجطل فقال «ردوه علي»‬
‫فأخذوا ليدوه‪ ,‬فلم يروا شيئا‪ ,‬فقال‪« :‬هذا جبيطل جاء ليعلم الناس دينهطم» ورواه البخاري أيضا فط‬
‫كتاب اليان‪ ,‬ومسلم عن طرق عن أب حيان به‪ .‬وقد تكلمنا عليه ف أول شرح البخاري‪ ,‬وذكرنا ث‬
‫حديططث أميطط الؤمنيطط عمططر بططن الطاب فطط ذلك بطوله‪ ,‬وهططو مططن أفراد مسططلم‪.‬‬

‫‪499‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث ابن عباس) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ,‬حدثنا عبد الميد‪ ,‬حدثنا شهر‪ ,‬حدثنا عبد ال‬
‫بن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم ملسا فأتاه جبيل‪ ,‬فجلس بي‬
‫يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم واضعا كفيه على ركبت النب صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول‬
‫ال‪ :‬حدثن ما السلم ؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «السلم أن تسلم وجهك ل عز وجل‪,‬‬
‫وتشهطد أن ل إله إل هطو وحده ل شريطك له‪ ,‬وأن ممدا عبده ورسطوله» قال‪ :‬فإذا فعلت ذلك فقطد‬
‫أسلمت ؟ قال «إذا فعلت ذلك فقد أسلمت» قال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬فحدثن ما اليان ؟ قال «اليان أن‬
‫تؤ من بال واليوم الَ خر‪ ,‬واللئ كة والكتاب وال نبيي‪ ,‬وتؤ من بالوت وبالياة ب عد الوت‪ ,‬وتؤ من بال نة‬
‫والنار‪ ,‬والساب واليزان‪ ,‬وتؤمن بالقدر كله‪ :‬خيه وشره» قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت ؟ قال «إذا‬
‫فعلت ذلك فقد آمنت} قال‪ :‬يا رسول ال حدثن ما الحسان ؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«الح سان أن تع مل ل كأ نك تراه‪ ,‬فإن ك نت ل تراه فإ نه يراك» قال‪ :‬يا ر سول ال فحدث ن م ت‬
‫الساعة ؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «ط سبحان ال ط ف خس ل يعلمهن إل هو {إن ال‬
‫عنده علم الساعة‪ ,‬وينل الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس‬
‫بأي أرض توت إن ال عليم خبي} ولكن إن شئت حدثتك بعال لا دون ذلك ط قال‪ :‬أجل يا رسول‬
‫ال‪ ,‬فحدثن‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إذا رأيت المة ولدت ربتها ط أو ربا ط ورأيت‬
‫أصطحاب الشاء يتطاولون فط البنيان‪ ,‬ورأيطت الفاة الياع العالة كانوا رؤوس الناس‪ ,‬فذلك مطن معال‬
‫الساعة وأشراطها» قال‪ :‬يا رسول ال ومن أصحاب الشاء الفاة الياع العالة ؟ قال «العرب» حديث‬
‫غريطططططططططططططططططططططططططططططططططططب‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث رجل من بن عامر) روى المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن منصور عن‬
‫ربعي بن حراش عن رجل من بن عامر أنه استأذن على النب صلى ال عليه وسلم فقال أأل ؟ فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لادمة «اخر جي إل يه‪ ,‬فإ نه ل يسن الستئذان‪ ,‬فقول له فلي قل‪ :‬السلم عليكم‪,‬‬
‫أأدخل ؟» قال‪ :‬فسمعته يقول ذلك‪ ,‬فقلت‪ :‬السلم عليكم‪ ,‬أأدخل ؟ فأذن ل فدخلت‪ ,‬فقلت‪ :‬بَ أتيتنا‬
‫به ؟ قال «ل آت كم إل ب ي‪ ,‬أتيت كم بأن تعبدوا ال وحده ل شر يك له‪ ,‬وأن تدعوا اللت والعزى‪ ,‬وأن‬
‫تصطلوا بالليطل والنهار خسط صطلوات‪ ,‬وأن تصطوموا مطن السطنة شهرا‪ ,‬وأن تجوا البيطت‪ ,‬وأن تأخذوا‬
‫الزكاة من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم» قال‪ :‬فقال فهل بقي من العلم شيء ل تعلمه ؟ قال «قد‬
‫علّمنط ال عطز وجطل خيا‪ ,‬وإن مطن العلم مطا ل يعلمطه إل ال عطز وجطل‪ :‬المطس {إن ال عنده علم‬
‫السططاعة‪ ,‬وينل الغيططث‪ ,‬ويعلم مططا فطط الرحام} الَيططة‪ ,‬وهذا إسططناد صططحيح‪.‬‬
‫‪500‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن أ ب ن يح عن ما هد‪ :‬جاء ر جل من أ هل الباد ية فقال‪ :‬إن امرأ ت حبلى‪ ,‬فأ خبن ما تلد‪,‬‬
‫وبلدنا مدبة‪ ,‬فأخبن مت ينل الغيث‪ ,‬وقد علمت مت ولدت‪ ,‬فأخبن مت أموت فأنزل ال عز وجل‬
‫{إن ال عنده علم الساعة ط إل قوله ط عليم خبي} قال ماهد‪ :‬وهي مفاتيح الغيب ال ت قال ال‬
‫تعال‪{ :‬وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو} رواه ابن أب حات وابن جرير وقال الشعب عن مسروق‬
‫عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬من حدثك أنه يعلم ما ف غد فقد كذب‪ ,‬ث قرأت {وما تدري‬
‫ططططططططططططططططب غدا}‪.‬‬ ‫ططططططططططططططططس ماذا تكسط‬ ‫نفط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما تدري ن فس بأي أرض توت} قال قتادة‪ :‬أشياء ا ستأثر ال ب ن‪ ,‬فلم يطلع عليه نّ‬
‫ل {إن ال عنده علم ال ساعة} فل يدري أ حد من الناس م ت تقوم ال ساعة ف‬ ‫ملكا مقربا ول نبيا مر س ً‬
‫أي سنة‪ ,‬أو ف أي ش هر‪ ,‬أو ل يل أو نار {وينل الغ يث} فل يعلم أ حد م ت ينل الغ يث ليلً أو نارا‬
‫{ويعلم ما ف الرحام} فل يعلم أحد ما ف الرحام أذكر أم أنثى‪ ,‬أحر أو أسود‪ ,‬وما هو {وما تدري‬
‫نفس ماذا تكسب غدا} أخي أم شر‪ ,‬ول تدري يا ابن آدم مت توت لعلك اليت غدا‪ ,‬لعلك الصاب‬
‫غدا {وما تدري نفس بأي أرض توت} أي ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الرض‪ ,‬أف‬
‫بر أم بر أو سهل أو جبل‪ .‬وقد جاء ف الديث «إذا أراد ال قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة»‬
‫فقال الافظ أبو القاسم الطبان ف معجمه الكبي ف مسند أسامة بن زيد‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪,‬‬
‫أخبنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن أيوب عن أب الليح عن أسامة بن زيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليططه وسططلم «مططا جعططل ال ميتططة عبططد بأرض إل جعططل له فيهططا حاجططة»‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا أبو بكر ابن أب شيبة‪ ,‬حدثنا أبو داود الفري عن سفيان عن أب‬
‫إ سحاق عن م طر بن عكاش قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «إذا قضى ال مي تة ع بد بأرض‬
‫ج عل له إلي ها حا جة» وهكذا رواه الترمذي ف القدر من حد يث سفيان الثوري به‪ ,‬ث قال‪ :‬ح سن‬
‫غريب‪ ,‬ول يعرف لطر عن النب صلى ال عليه وسلم غي هذا الديث‪ ,‬وقد رواه أبو داود ف الراسيل‪,‬‬
‫فال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا إساعيل‪ ,‬حدثنا أيوب عن أب الليح بن أسامة عن أب عزة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم «إذا أراد ال قبض روح عبد بأرض جعل له فيها ط أو قال ط با حاجة» وأبو‬
‫عزة هذا هو يسار بن عبيد ال‪ ,‬ويقال ابن عبد الذل‪ .‬وأخرجه الترمذي من حديث إساعيل بن إبراهيم‬
‫وهو ابن علية‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن عصام الصفهان‪ ,‬حدثنا الؤمل بن‬
‫إساعيل‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن أ ب حيد عن أب الليح عن أ ب عزة الذل قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫‪501‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم «إذا أراد ال قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة فلم ينته حت يقدمها» ث قرأ رسول ال‬
‫صططلى ال عليططه وسططلم {إن ال عنده علم السططاعة ططط إل ططط عليططم خططبي}‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحد بن ثابت الحدري وممد بن يي القطعي‬
‫قال‪ :‬حدثنا عمر بن علي‪ ,‬حدثنا إساعيل عن قيس عن عبد ال قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«إذا أراد ال قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة» ث قال البزار‪ :‬وهذا الديث ل نعلم أحدا يرفعه إل‬
‫عمر بن علي القدمي‪ .‬وقال ابن أب الدنيا‪ :‬حدثن سليمان بن أب مسيح قال‪ :‬أنشدن ممد بن الكم‬
‫لعشطططططططططططططططططططططططططططططططططططططى هدان‪:‬‬
‫فمططططا تزود ماطططط كان يمعهسططططوى حنوط غداة البيطططط مططططع خرق‬
‫وغيططططط نفحطططططة أعواد تشطططططب لوقطططططل ذلك مطططططن زاد لنطلق‬
‫طططق‬ ‫ططط عنط‬ ‫طططيار فط‬ ‫طططه سط‬ ‫طططل فتىإل منيتط‬ ‫طططء فكط‬ ‫طططي على شيط‬ ‫ل تأسط‬
‫وكططططل مططططن ظططططن أن الوت يطئهمعلل بأعاليططططل مططططن المططططق‬
‫بأياطططططط بلدة تقدر منيتهإن ل يسططططططي إليهططططططا طائعا يُسططططططق‬
‫أورده الافظ ابن عساكر رحه ال ف ترجة عبد الرحن بن عبد ال بن الارث‪ ,‬وهو أعشى هدان‪,‬‬
‫وكان الشعب زوج أخته‪ ,‬وهو مزوج بأخت الشعب أيضا‪ ,‬وقد كان من طلب العلم والتفقه‪ ,‬ث عدل‬
‫إل صناعة الشعر فعرف به‪ ,‬وقد روى ابن ماجه عن أحد بن ثابت وعمر بن شبة‪ ,‬كلها عن عمر بن‬
‫علي مرفوعا إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته له إليها حاجة‪ ,‬فإذا بلغ أقصى أثره قبضه ال عز وجل‪,‬‬
‫فتقول الرض يوم القيا مة‪ :‬رب هذا ما أودعت ن‪ ,‬قال ال طبان‪ :‬حدث نا إ سحاق بن إبراه يم‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫الرزاق‪ ,‬حدث نا مع مر عن أيوب عن أ ب الل يح عن أ سامة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال « ما‬
‫جعططططل ال منيططططة عبططططد بأرض إل جعططططل له إليهططططا حاجططططة»‪.‬‬
‫سطططططططططططططططططططططورة السطططططططططططططططططططططجدة‬

‫روى البخاري ف كتاب المعة‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحن‬
‫بن هر مز العرج عن أ ب هريرة قال‪ :‬كان ال نب صلى ال عل يه و سلم يقرأ ف الف جر يوم الم عة {آل‬
‫تن يل} ال سجدة و { هل أ تى على الن سان} ورواه م سلم أيضا من حد يث سفيان الثوري به‪ .‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ,‬أخبنا السن بن صال عن ليث عن أب الزبي عن جابر قال‪ :‬كان‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم لينام ح ت يقرأ ال تن يل ال سجدة‪ ,‬وتبارك الذي بيده اللك‪ ,‬تفرد به أح د‪.‬‬

‫‪502‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫ب اْلعَالَمِيَ * أَ ْم َيقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُ َو الْحَ ّق مِن ّربّكَ ِلتُنذِ َر‬


‫** الَطمَ * تَنِي ُل اْل ِكتَابِ لَ َريْبَ فِيهِ مِن رّ ّ‬
‫ط َيهْتَدُونططططَ‬ ‫َقوْما مّطططآ َأتَاهُطططم مّطططن نّذِيرٍ مّطططن َقبْلِكططططَ َلعَّلهُمططط ْ‬
‫قد تقدم الكلم على الروف القط عة ف أول سورة البقرة ب ا أغ ن عن إعاد ته هه نا‪ .‬وقوله {تن يل‬
‫الكتاب ل ر يب ف يه} أي ل شك ف يه ول مر ية أ نه منل { من رب العال ي} ث قال تعال م با عن‬
‫الشركي أم {يقولون افتراه} أي اختلقه من تلقاء نفسه {بل هو من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير‬
‫مطططططططططن قبلك لعلهطططططططططم يهتدون} أي يتبعون القططططططططط‪.‬‬

‫ش مَا َلكُ ْم مّن دُونِ ِه‬


‫ى عَلَى اْلعَرْ ِ‬ ‫ت وَالرْ ضَ َومَا َبيَْنهُمَا فِي ِسّتةِ َأيّا ٍم ثُ ّم ا سَْتوَ َ‬
‫** اللّ ُه الّذِي خَلَ َق ال سّمَاوَا ِ‬
‫ل تَتَذَ ّكرُونَ * يُ َدبّ ُر المْ َر مِنَ السّمَآءِ إِلَى ال ْرضِ ثُ ّم َيعْرُجُ إَِليْهِ فِي َيوْمٍ كَا َن ِمقْدَارُهُ‬‫مِن وَِليّ وَ َل َشفِيعٍ أََف َ‬
‫شهَا َد ِة اْلعَزِيزُ الرّحِيمططُ‬ ‫ط اْل َغيْبططِ وَال ّ‬ ‫ط عَالِمط ُ‬ ‫طنَ ٍة مّمّططا َتعُدّونططَ * ذَلِكط َ‬ ‫أَلْفططَ سط َ‬
‫يب تعال أنه خالق للشياء فخلق السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام‪ ,‬ث استوى على العرش‪,‬‬
‫و قد تقدم الكلم على ذلك { ما ل كم من دو نه من ول ول شف يع} أي بل هو الالك لز مة المور‪,‬‬
‫الالق لكل شيء‪ ,‬الدبر لكل شيء‪ ,‬القادر على كل شيء‪ ,‬فل ول للقه سواه‪ ,‬ول شفيع إل من بعد‬
‫إذنه {أفل تتذكرون} يعن أيها العابدون غيه التوكلون على من عداه‪ ,‬تعال وتقدس وتنه أن يكون له‬
‫نظيطط أو شريططك أو وزيططر أو نديططد أو عديططل‪ ,‬ل إله إل هططو ول رب سططواه‪.‬‬
‫وقد أورد النسائي ههنا حديثا فقال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن يعقوب‪ ,‬حدثن ممد بن الصباح‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫عبيدة الداد‪ ,‬حدثنا الخ ضر بن عجلن عن أ ب جريج الكي عن عطاء عن أ ب هريرة أن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم أ خذ بيدي فقال «إن ال خلق ال سموات والرض و ما بينه ما ف ستة أيام‪ ,‬ث‬
‫استوى على العرش ف اليوم السابع‪ ,‬فخلق التربة يوم السبت‪ ,‬والبال يوم الحد‪ ,‬والشجر يوم الثني‪,‬‬
‫والكروه يوم الثلثاء‪ ,‬والنور يوم الربعاء‪ ,‬والدواب يوم الم يس‪ ,‬وآدم يوم الم عة ف آ خر ساعة من‬
‫النهار بعد العصر‪ ,‬وخلقه من أدي الرض‪ :‬أحرها وأسودها وطيبها وخبيثها‪ ,‬من أجل ذلك جعل ال من‬
‫بن آدم الطيب والبيث» هكذا أورد هذا الديث إسنادا ومتنا‪ ,‬وقد أخرج مسلم والنسائي أيضا من‬

‫‪503‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حديث حجاج بن ممد العور‪ ,‬عن ابن جريج عن إساعيل بن أمية‪ ,‬عن أيوب بن خالد عن عبد ال‬
‫بن رافع عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم بنحو من هذا السياق وقد علله البخاري ف كتاب‬
‫التاريخ الكبي فقال‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬أبو هريرة عن كعب الحبار وهو أصح‪ ,‬وكذا علله غي واحد من‬
‫الفاظ‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫قوله تعال‪{ :‬يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه} أي يتنل أمره من أعلى السماوات إل‬
‫أق صى توم الرض ال سابعة‪ ,‬ك ما قال تعال‪ { :‬ال الذي خلق سبع سوات و من الرض مثل هن يتنل‬
‫ال مر بين هن} الَ ية‪ ,‬وتر فع العمال إل ديوان ا فوق ساء الدن يا وم سافة ما بين ها وب ي الرض م سية‬
‫خ سمائة سنة و سك ال سماء خ سمائة سنة وقال ما هد وقتادة والضحاك‪ :‬النول من اللك ف م سية‬
‫خسمائة عام وصعوده ف مسية خسمائة عام‪ ,‬ولكنه يقطعها ف طرفة عي‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ف يوم‬
‫كان مقداره ألف سنة م ا تعدون * ذلك عال الغ يب والشهادة} أي الدبر لذه المور‪ ,‬الذي هو شه يد‬
‫على أعمال عباده‪ ,‬يرفع إليه جليلها وحقيها وصغيها وكبيها‪ ,‬هو العزيز الذي قد عز كل شيء فقهره‬
‫وغلبطه‪ ,‬ودانطت له العباد والرقاب‪ ,‬الرحيطم بعباده الؤمنيط‪ ,‬فهطو عزيطز فط رحتطه رحيطم فط عزتطه‪.‬‬

‫سنَ كُ ّل َشيْءٍ خََلقَ ُه َوبَ َدأَ خَ ْل َق الِنْسَانِ مِن طِيٍ * ثُمّ َجعَ َل نَسْلَهُ مِن ُسلَلَ ٍة مّن مّآ ٍء ّمهِيٍ *‬ ‫** الّذِيَ أَحْ َ‬
‫ط‬
‫شكُرُون َ‬ ‫طمْ َع وَالبْصطَا َر وَالفْئِ َدةَ قَلِيلً مّطا تَ ْ‬
‫ط الس ّ‬
‫ط وَ َجعَلَ َلكُم ُ‬
‫ط مِطن رّوحِه ِ‬ ‫ط فِيه ِ‬
‫طوّا ُه َونَفَخ َ‬
‫طس َ‬‫ثُم ّ‬
‫يقول تعال م با أ نه الذي أح سن خلق الشياء وأتقن ها وأحكم ها‪ .‬وقال مالك عن ز يد بن أ سلم‬
‫{الذي أحسن كل شيء خلقه} قال‪ :‬أحسن خلق كل شيء كأنه جعله من القدم والؤخر‪ ,‬ث لا ذكر‬
‫تعال خلق السموات والرض‪ ,‬شرع ف ذكر خلق النسان‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬وبدأ خلق النسان من طي}‬
‫يعن خلق أبا البشر آدم من طي {ث جعل نسله من سللة من ماء مهي} أي يتناسلون كذلك من نطفة‬
‫من ب ي صلب الر جل وترائب الرأة { ث سواه} يع ن آدم ل ا خل قه من تراب‪ ,‬خلقا سويا م ستقيما‬
‫{ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والبصار والفئدة} يعن العقول {قليلً ما تشكرون} أي بذه‬
‫القوى التط رزقكموهطا ال عطز وجطل‪ ,‬فالسطعيد مطن اسطتعملها فط طاعطة ربطه عطز وجطل‪.‬‬

‫ضلَ ْلنَا فِي الرْ ضِ َأإِنّا َلفِي خَلْ قٍ َجدِي ٍد بَ ْل هُم بَِلقَآءِ َرّبهِ مْ كَافِرُو نَ * قُ ْل َيَتوَفّاكُم مّلَ ُ‬
‫ك‬ ‫** وَقَاُل َواْ َأإِذَا َ‬
‫ط ثُمطططططّ إِلَىَ َرّبكُمطططططْ ُترْ َجعُونطططططَ‬ ‫ط الّذِي وُكّ َل ِبكُمطططط ْ‬ ‫الْ َموْتطططط ِ‬
‫‪504‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال م با عن الشرك ي ف ا ستبعادهم العاد ح يث قالوا {أئذا ضلل نا ف الرض} أي تز قت‬
‫أج سامنا وتفر قت ف أجزاء الرض وذه بت {أئ نا ل في خلق جد يد} أي أئ نا لنعود ب عد تلك الال ؟‬
‫يسطتعبدون ذلك ‪ ,‬وهذا إناط هطو بعيطد بالنسطبة إل قدرتمط العاجزة ل بالنسطبة إل قدرة الذي بدأهطم‬
‫وخلقهم من العدم‪ ,‬الذي إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬بل هم بلقاء‬
‫ربم كافرون} ث قال تعال‪{ :‬قل يتوفاكم ملك الوت الذي وكل بكم} الظاهر من هذه الَية أن ملك‬
‫الوت شخص معي من اللئكة‪ ,‬كما هو التبادر من حديث الباء التقدم ذكره ف سورة إبراهيم‪ ,‬وقد‬
‫سي ف بعض الَثار بعزرائيل وهو الشهور‪ ,‬قاله قتادة وغي واحد وله أعوان‪ ,‬وهكذا ورد ف الديث أن‬
‫أعوانه ينتزعون الرواح من سائر السد حت إذا بلغت اللقوم وتناولا ملك الوت‪ ,‬قال ماهد‪ :‬حويت‬
‫له الرض فجعلت م ثل الط ست يتناول من ها م ت يشاء‪ ,‬ورواه زه ي بن م مد عن ال نب صلى ال عل يه‬
‫ططططا‪.‬‬ ‫ططططي ال عنهمط‬ ‫ططططن عباس رضط‬ ‫ططططلً‪ ,‬وقاله ابط‬ ‫ططططلم بنحوه مرسط‬ ‫وسط‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا يي بن أب يي القري‪ ,‬حدثنا عمر بن سرة عن جعفر بن‬
‫م مد قال‪ :‬سعت أ ب يقول‪ :‬ن ظر ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل ملك الوت ع ند رأس ر جل من‬
‫النصار فقال له النب صلى ال عليه وسلم «يا ملك الوت ارفق بصاحب فإنه مؤمن» فقال ملك الوت‪:‬‬
‫يا ممد طب نفسا وقر عينا‪ ,‬فإن بكل مؤمن رفيق‪ ,‬واعلم أن ما ف الرض بيت مدر ول شعر ف بر‬
‫ول برط إل وأنطا أتصطفحهم فط كطل يوم خسط مرات‪ ,‬حتط إنط أعرف بصطغيهم وكطبيهم منهطم‬
‫بأنفسهم‪,‬وال يا ممد لو أن أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حت يكون ال هو الَمر‬
‫بقبضها‪ .‬قال جعفر‪ :‬بلغن أنه إنا يتصفحهم عند مواقيت الصلة‪ ,‬فإذا حضرهم عند الوت فإن كان من‬
‫يافظ على الصلة دنا منه اللك ودفع عنه الشيطان‪ ,‬ولقنه اللك ل إله إل ال ممد رسول ال ف تلك‬
‫الال العظيمة‪ .‬وقال عبد الرزاق‪ :‬حدثنا ممد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال سعت ماهدا يقول‪:‬‬
‫ما على ظ هر الرض من)ب يت ش عر أو مدر إل وملك الوت يطوف به كل يوم مرت ي‪ .‬وقال ك عب‬
‫الحبار‪ :‬وال ما من ب يت ف يه أ حد من أ هل الدنياإل وملك الوت يقوم على با به كل يوم سبع مرات‬
‫ين ظر هل ف يه أ حد أ مر أن يتوفاه‪ ,‬رواه ا بن أ ب حا ت‪ .‬وقوله تعال‪ { :‬ث إل رب كم ترجعون} أي يوم‬
‫معادكططططططم وقيامكططططططم مططططططن قبوركططططططم لزائكططططططم‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** وََل ْو تَرَىَ ِإ ِذ الْمُجْ ِرمُو َن نَاكِ سُواْ رُءُو ِسهِ ْم عِندَ َرّبهِ مْ َرّبنَآ َأبْ صَ ْرنَا وَ سَ ِم ْعنَا فَارْ ِج ْعنَا َنعْمَلْ صَالِحا ِإنّا‬
‫جّنةِ وَالنّا سِ‬‫مُوقِنُو نَ * وََلوْ ِشئْنَا َلتَيْنَا كُ ّل َنفْ سٍ هُدَاهَا وَلَ ـكِنْ حَ ّق اْل َقوْلُ مِنّي لمْل نّ َج َهنّ َم مِ َن الْ ِ‬
‫خلْ ِد بِمَا كُنتُ ْم َتعْمَلُونَ‬
‫أَجْ َمعِيَ * فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ ِلقَآ َء َي ْومِكُ ْم هَـذَآ ِإنّا نَسِينَاكُ ْم وَذُوقُطوْا عَذَابَ الْ ُ‬
‫ي ب تعال عن حال الشرك ي يوم القيا مة وقال م ح ي عاينوا الب عث وقاموا ب ي يدي ال عز و جل‪,‬‬
‫حقي ين ذليل ي ناك سي رؤو سهم‪ ,‬أي من الياء وال جل يقولون {رب نا أب صرنا و سعنا} أي ن ن الَن‬
‫نسمع قولك ونطيع أمرك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أسع بم وأبصر يوم يأتوننا} وكذلك يعودون على أنفسهم‬
‫باللمة إذا دخلوا النار بقولم {لو كنا نسمع أو نعقل ما كناف أصحاب السعي} وهكذا هؤلء يقولون‬
‫{ربنا أبصرنا وسعنا فارجعنا} أي إل دار الدنيا {نعمل صالا إنا موقنون} أي قد أيقنا وتققنا فيها أن‬
‫وعدك حق ولقاءك حق‪ ,‬وقد علم الرب تعال منهم أنه لو أعادهم إل دار الدنيا لكانوا كما كانوا فيها‬
‫كفارا يكذبون بآيات ال ويالفون رسطله‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنطا‬
‫نرد ول نكذب بآيات ربنا} الَية‪ ,‬وقال ههنا {ولو شئنا لَتينا كل نفس هداها} كما قال تعال‪{ :‬ولو‬
‫شاء ر بك لَ من من ف الرض كل هم جيعا} {ول كن حق القول م ن لملن جه نم من ال نة والناس‬
‫أجعي} أي من الصنفي فدارهم النار لميد لم عنها ول ميص لم منها‪ ,‬نعوذ بال وكلماته التامة من‬
‫ذلك‪{ ,‬فذوقوا با نسيتم لقاء يومكم هذا} أي يقال لهل النار على سبيل التقريع والتوبيخ‪ :‬ذوقوا هذا‬
‫العذاب ب سبب تكذيب كم به وا ستبعادكم وقو عه وتنا سيكم له إذ عاملتموه معاملة من هو ناس له {إ نا‬
‫ن سيناكم} أي سنعاملكم معاملة النا سي‪ ,‬ل نه تعال ل ين سى شيئا ول ي ضل ع نه ش يء‪ ,‬بل من باب‬
‫القابلة كمطا قال تعال‪{ :‬فاليوم ننسطاكم كمطا نسطيتم لقاء يومكطم هذا} وقوله تعال‪{ :‬وذوقوا عذاب‬
‫اللد ب ا كن تم تعملون} أي ب سبب كفر كم وتكذيب كم‪ ,‬ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى {ل يذوقون‬
‫فيهططا بردا ول شرابا * إل حيما وغسططاقا * ططط إل قوله ططط فلن نزيدكططم إل عذابا}‪.‬‬

‫سَت ْكبِرُونَ *‬‫** ِإنّمَا ُي ْؤمِ ُن بِآيَاتِنَا الّذِي نَ إِذَا ذُكّرُوْا بِهَا خَرّواْ سُجّدا وَ َسبّحُوْا بِحَمْدِ َرّبهِ ْم َوهُ مْ لَ يَ ْ‬
‫س مّآ‬
‫ل َتعْلَ ُم َنفْ ٌ‬
‫َتتَجَاَفىَ ُجنُوُبهُ ْم عَ ِن الْ َمضَاجِ ِع يَ ْدعُو نَ َرّبهُ مْ َخوْفا َوطَمَعا َومِمّا رَزَ ْقنَاهُ مْ يُن ِفقُو نَ * َف َ‬
‫أُ ْخفِيططططَ لَهُططططم مّططططن قُ ّرةِ َأ ْعيُنططططٍ َجزَآ ًء بِمَططططا كَانُواْ يَعْ َملُونططططَ‬
‫يقول تعال‪{ :‬إنا يؤمن بآياتنا} أي إنا يصدق با {الذين إذا ذكروا با خروا سجدا} أي استمعوا لا‬
‫ل {وسبحوا بمد ربم وهم ل يستكبون} أي عن أتباعهم والنقياد لا كما يفعله‬ ‫وأطاعوها قولً وفع ً‬

‫‪506‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الهلة من الكفرة الفجرة‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬إن الذين يستكبون عن عبادت سيدخلون جهنم داخرين}‬
‫ث قال تعال‪{ :‬تتجاف جنوبم عن الضاجع} يعن بذلك قيام الليل وترك النوم والضطجاع على الفرش‬
‫الوطيئة‪ ,‬قال ماهد والسن ف قوله تعال‪{ :‬تتجاف جنوبم عن الضاجع} يعن بذلك قيام الليل‪ .‬وعن‬
‫أ نس وعكر مة وم مد بن النكدر وأ ب حازم وقتادة‪ :‬هو ال صلة ب ي العشاء ين‪ ,‬و عن أ نس أيضا‪ :‬هو‬
‫انتظار صلة العتمة‪ .‬ورواه ا بن جرير بإسناد جيد‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬هو صلة العشاء ف جاعة وصلة‬
‫الغداة ف جا عة {يدعون رب م خوفا وطمعا} أي خوفا من وبال عقا به وطمعا ف جز يل ثوا به {وم ا‬
‫رزقنا هم ينفقون} فيجمعون ب ي ف عل القربات اللز مة والتعد ية‪ ,‬ومقدم هؤلء و سيدهم وفخر هم ف‬
‫الدنيطا والَخرة رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪ ,‬كمطا قال عبطد ال بطن رواحطة رضطي ال عنطه‪.‬‬
‫وفينطططا رسطططول ال يتلو كتابإذا انشطططق معروف مطططن الصطططبح سطططاطع‬
‫أرانططططا الدى بعططططد العمططططى‪ ,‬فقلوبنابططططه موقنات أن مططططا قال واقططططع‬
‫يطططبيت يافططط جنبطططه عطططن فراشهإذا اسطططتثقلت بالشركيططط الضاجطططع‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا روح وعفان قال‪ :‬حدث نا حاد بن سلمة‪ ,‬أخب نا عطاء بن ال سائب عن مرة‬
‫المذان عن ابن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم قال «عجب ربنا من رجلي‪ :‬رجل ثار من وطائه‬
‫ولافه من بي حبه وأهله إل صلته فيقول‪ :‬ربنا أيا ملئكت انظروا إل عبدي‪ ,‬ثار من فراشه ووطائه‬
‫من ح يه وأهله إل صلته رغ بة في ما عندي وشف قة م ا عندي‪ ,‬ور جل غزا ف سبيل ال تعال فانزموا‪,‬‬
‫فعلم ما عليه من الفرار وما له ف الرجوع‪ ,‬فرجع حت أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة ما عندي‪,‬‬
‫فيقول ال عز و جل للملئ كة‪ :‬انظروا إل عبدي ر جع رغ بة في ما عندي وره بة م ا عندي ح ت أهر يق‬
‫دمطه»‪ .‬وهكذا رواه أبطو داود فط الهاد عطن موسطى بطن إسطاعيل عطن حاد بطن سطلمة بطه بنحوه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن عاصم بن أب النجود عن أب وائل عن معاذ بن‬
‫جبل قال‪ :‬كنت مع النب صلى ال عليه وسلم ف سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونن نسي فقلت‪ :‬يا نب‬
‫ال أخبن بعمل يدخلن النة ويباعدن من النار‪ ,‬قال «لقد سألت عن عظيم وإنه ليسي على من يسره‬
‫ال عليه‪ ,‬تعبد ال ول تشرك به شيئا‪ ,‬وتقيم الصلة وتؤت الزكاة‪ ,‬وتصوم رمضان‪ ,‬وتج البيت ط ث‬
‫قال‪ :‬ط أل أدلك على أبواب ال ي ؟ ال صوم ج نة‪ ,‬وال صدقة تطف يء الطيئة‪ ,‬و صلة الر جل ف جوف‬
‫الل يل ط ث قرأ ط {تتجا ف جنوب م عن الضا جع} ح ت بلغ {جزاء ب ا كانوا تعلمون} ث قال ط أل‬
‫أ خبك برأس ال مر وعموده وذروة سنامه ؟ ط فقلت‪ :‬بلى يار سول ال فقال‪ :‬ط رأس ال مر ال سلم‪,‬‬
‫وعموده الصلة‪ ,‬وذروه سنامه الهاد ف سبيل ال ط ث قال ط‪ :‬أل أخبك بلك ذلك كله ؟» فقلت‪:‬‬
‫‪507‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بلى يا نب ال‪ ,‬فأخذ بلسانه ث قال «كف عليك هذا»‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال وإنا لؤاخذون با نتكلم‬
‫به‪ ,‬فقال «ثكلتك أمك يا معاذ‪ ,‬وهل يكب الناس ف النار على وجوههم ط أو قال‪ :‬على مناخرهم ط‬
‫إل ح صائد أل سنتهم» ورواه الترمذي والن سائي وا بن ما جه ف سننهم من طرق عن مع مر به‪ .‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حسطططططططططططططططططن صطططططططططططططططططحيح‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير من حديث شعبة عن الكم قال‪ :‬سعت عروة بن الزبي يدث عن معاذ بن جبل أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له «أل أدلك على أبواب الي‪ :‬الصوم جنة والصدقة تكفر الطيئة‪,‬‬
‫وقيام العبد ف جوف الليل» وتل هذه الَية {تتجاف جنوبم عن الضاجع يدعون ربم خوفا وطمعا وما‬
‫رزقناهم ينفقون} ورواه أيضا من حديث الثوري عن منصور بن العتمر عن الكم‪ ,‬عن ميمون بن أب‬
‫شبيب عن معاذ عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ .‬ومن حديث العمش عن حبيب بن أب ثابت‪,‬‬
‫والكم عن ميمون بن أب شبيب عن معاذ مرفوعا بنحوه‪ .‬ومن حديث حاد بن سلمة عن عاصم بن‬
‫أب النجود عن شهر‪ ,‬عن معاذ أيضا عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله تعال‪{ :‬تتجاف جنوبم عن‬
‫الضاجطططططططع} قال «قيام العبطططططططد مطططططططن الليطططططططل»‪.‬‬
‫وروى ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬حدثنا فطر بن خليفة عن‬
‫حبيب بن أب ثابت والكم وحكيم بن جرير عن ميمون بن أب شبيب عن معاذ بن جبل قال‪ :‬كنت مع‬
‫النب ل ف غزوة تبوك فقال «إن شئت أنبأتك بأبواب الي‪ :‬الصوم جنة‪ ,‬والصدقة تطفىء الطيئة‪ ,‬وقيام‬
‫الرجل ف جوف الليل» ث تل رسول ال صلى ال عليه وسلم {تتجاف جنوبم عن الضاجع} الَية‪ ,‬ث‬
‫قال‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ,‬حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحن بن إسحاق عن شهر بن‬
‫حوشب عن أساء بنت يزيد قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا جع ال الولي والَخرين‬
‫يوم القيا مة جاء مناد فنادى ب صوت ي سمع اللئق‪ :‬سيعلم أ هل ال مع اليوم من أول بالكرم‪ ,‬ث ير جع‬
‫فينادي‪ :‬ليقطم الذيطن كانطت {تتجافط جنوبمط عطن الضاجطع} طط الَيطة طط فيقومون وهطم قليطل»‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدث نا ع بد ال بن شبيب‪ ,‬حدث نا الول يد بن العطاء بن ال غر‪ ,‬حدث نا ع بد الم يد بن‬
‫سليمان‪ ,‬حدثن مصعب عن زيد بن أسلم عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬قال بلل‪ :‬لا نزلت هذه الَية {تتجاف جنوبم‬
‫عن الضاجع} الَية‪ ,‬كنا نلس ف الجلس وناس من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلون‬
‫بعد الغرب إل العشاء‪ ,‬فنلت هذه الَية {تتجاف جنوبم عن الضاجع} ث قال‪ :‬ل نعلم روى أسلم عن‬
‫بلل سططططواه‪ ,‬وليططططس له طريططططق عططططن بلل غيطططط هذه الطريططططق‪.‬‬

‫‪508‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} الَية‪ ,‬أي فل يعلم أحد عظمة ما أخفى ال‬
‫لم ف النات من النعيم القيم واللذات الت ل يطلع على مثلها أحد‪ ,‬لا أخفوا أعمالم كذلك أخفى ال‬
‫لم من الثواب‪ ,‬جزاء وفاقا‪ ,‬فإن الزاء من جنس العمل قال السن البصري‪ :‬أخفى قوم عملهم‪ ,‬فأخفى‬
‫ال لمطط مططا ل تططر عيطط ول يطططر على قلب بشططر‪ ,‬رواه ابططن أبطط حاتطط‪.‬‬
‫قال البخاري قوله تعال‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} الَية‪ ,‬حدثنا علي بن عبد ال‪,‬‬
‫حدثنا سفيان عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬قال ال تعال‪ :‬أعددت لعبادي ال صالي ما ل ع ي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خ طر على قلب‬
‫بشر» قال أبو هريرة‪ :‬اقرؤوا إن شئتم {فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} قال‪ :‬وحدثنا سفيان‪,‬‬
‫حدث نا أ بو الزناد عن العرج عن أ ب هريرة قال‪ :‬قال ال مثله‪ .‬ق يل ل سفيان روا ية‪ ,‬قال‪ :‬فأي ش يء ؟‬
‫ورواه مسلم والترمذي من حديث سفيان بن عيينة به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ,‬ث قال البخاري‪:‬‬
‫حدثنا إسحاق بن نصر‪ ,‬حدثنا أبو أسامة عن العمش‪ ,‬حدثنا أبو صال عن أب هريرة رضي ال عنه‪,‬‬
‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم «يقول ال تعال‪ :‬أعددت لعبادي ال صالي ما ل ع ي رأت‪ ,‬ول أذن‬
‫سعت‪ ,‬ول خطر على قلب بشر ذخرا من بله ما اطلعتم عليه» ث قرأ {فل تعلم نفس ما أخفي لم من‬
‫قرة أع ي جزاء ب ا كانوا يعملون} قال أ بو معاو ية عن الع مش عن أ ب صال‪ :‬قرأ أ بو هريرة {قرات‬
‫أعيططططططط} انفرد بطططططططه البخاري مطططططططن هذا الوجطططططططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن هام بن منبه قال‪ :‬هذا ما حدثنا أبو هريرة عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن ال تعال قال‪ :‬أعددت لعبادي الصالي ما ل عي رأت‪ ,‬ول أذن‬
‫سعت‪ ,‬ول خطر على قلب بشر» أخرجاه ف الصحيحي من رواية عبد الرزاق‪ ,‬قال‪ :‬ورواه الترمذي ف‬
‫التفسي‪ ,‬وابن جرير من حديث عبد الرحيم بن سليمان عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه عن ر سول ال صلى ال عليه و سلم بثله‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال حاد بن سلمة عن ثابت بن أب رافع‪ ,‬عن أ ب هريرة رضي ال عنه قال حاد‪ :‬أح سبه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «من يدخل النة ينعم ل يبأس‪ ,‬ل تبلى ثيابه‪ ,‬ول يفن شبابه‪ ,‬ف النة ما ل‬
‫عيط رأت ول أذن سطعت ول خططر على قلب بشطر» رواه مسطلم مطن حديطث حاد بطن سطلمة بطه‪.‬‬
‫وروى المام أحد‪ :‬حدثنا هارون‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬حدثن أبو صخر أن أبا حازم حدثه قال‪ :‬سعت‬
‫سهل بن سعد الساعدي رضي ال عنه يقول‪ :‬شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ملسا وصف‬
‫فيه النة حت انتهى‪ ,‬ث قال ف آخر حديثه «فيها ما ل عي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خطر على قلب‬
‫‪509‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب شر» ث قرأ هذه الَ ية {تتجا ف جنوب م عن الضا جع ط إل قوله ط يعملون} وأخر جه م سلم ف‬
‫صحيحه عن هارون بن معروف وهارون بن سعيد‪ ,‬كلها عن ابن وهب به وقال ابن جرير‪ :‬حدثن‬
‫العباس بن أب طالب‪ ,‬حدثنا معلى بن أسد‪ ,‬حدثنا سلم بن أب مطيع عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر‬
‫عن أ ب سعيد الدري‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يروي عن ر به عز و جل قال‪ :‬أعددت‬
‫لعبادي ال صالي ما ل ع ي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خ طر على قلب ب شر ل يرجوه‪ .‬وقال م سلم‬
‫أيضا ف صحيحه‪ :‬حدثنا ابن أب عمر وغيه‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا مطرف بن طريف وعبد اللك بن‬
‫سعيد‪ ,‬سعا الشعب يب عن الغية بن شعبة قال‪ :‬سعته على النب يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬سأل مو سى عليه ال سلم ربه عز و جل‪ :‬ما أد ن أهل ال نة منلة ؟ قال‪ :‬هو رجل ييء ب عد ما‬
‫أد خل أ هل ال نة ال نة‪ ,‬فيقال له‪ :‬اد خل ال نة‪ ,‬فيقول‪ :‬أي رب ك يف و قد نزل الناس منازل م وأخذوا‬
‫أخذاتم ؟ فيقال له‪ :‬أترضى أن يكون لك مثل ملك مَلكٍ من ملوك الدنيا ؟ فيقول‪ :‬رضيت رب‪ ,‬فيقول‬
‫لك ذلك ومثله ومثله ومثله‪ ,‬ومثله فقال فط الامسطة‪ ,‬رضيطت رضيطت ربط‪ ,‬فيقول‪ :‬هذا لك وعشرة‬
‫أمثاله‪ ,‬ولك مطا اشتهطت ولذت عينطك‪ ,‬فيقول‪ :‬رضيطت رب‪ ,‬قال‪ :‬رب فأعلهطم منلة ؟ قال‪ :‬أولئك‬
‫الذين أردت‪ ,‬غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها‪ ,‬فلم تر عي‪ ,‬ول تسمع أذن‪ ,‬ول يطر على قلب‬
‫بشر‪ ,‬قال‪ :‬ومصداقه من كتاب ال عز وجل {فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} الَية‪ ,‬ورواه‬
‫الترمذي عن ابن أب عمر وقال‪ :‬حسن صحيح‪ .‬قال‪ :‬ورواه بعضهم عن الشعب عن الغية ول يرفعه‪,‬‬
‫والرفوع أصطططططططططططططططططططططططططططططططططططططح‪.‬‬
‫قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا جع فر بن من ي الدائ ن‪ ,‬حدث نا أ بو بدر شجاع بن الول يد‪ ,‬حدث نا زياد بن‬
‫خيث مة عن م مد بن جحادة عن عا مر بن عبد الوا حد قال‪ ,‬بلغ ن أن الر جل من أ هل النة ي كث ف‬
‫مكانه سبعي سنة‪ ,‬ث يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن ما كان فيه‪ ,‬فتقول‪ :‬قد آن لك أن يكون لنا منك‬
‫نصيب‪ ,‬فيقول‪ :‬من أنت ؟ فتقول‪ :‬أنا من الزيد‪ ,‬فيمكث معها سبعي سنة‪ ,‬ث يلتفت فإذا هو بامرأة‬
‫أحسن ما كان فيه‪ ,‬فتقول له‪ :‬قد آن لك أن يكون لنا منك نصيب‪ ,‬فيقول‪ :‬من أنت ؟ فتقول‪ :‬أنا الت‬
‫قال ال {فل تعلم نفططططس مططططا أخفططططي لمطططط مططططن قرة أعيطططط}‪.‬‬
‫وقال ابن ليعة‪ :‬حدثن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبي قال‪ :‬تدخل عليهم اللئكة ف مقدار كل يوم‬
‫من أيام الدنيا ثلث مرات‪ ,‬معهم التحف من ال من جنات عدن ما ليس ف جناتم‪ ,‬وذلك قوله تعال‪:‬‬
‫{فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي} ويبون أن ال عنهم راض‪ .‬وروى ابن جرير‪ :‬حدثنا سهل‬
‫بن موسى الرازي‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن أب اليمان الوزن أو غيه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫‪510‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النة مائة درجة‪ ,‬أولا درجة فضة‪ ,‬وأرضها فضة‪ ,‬ومساكنها فضة‪ ,‬وآنيتها فضة‪ ,‬وترابا السك‪ ,‬والثانية‬
‫ذ هب‪ ,‬وأرض ها ذ هب‪ ,‬وم ساكنها ذ هب‪ ,‬وآنيت ها ذ هب‪ ,‬وتراب ا ال سك‪ ,‬والثال ثة لؤلؤ‪ ,‬وأرض ها لؤلؤ‪,‬‬
‫وم ساكنها اللؤلؤ‪ ,‬وآنيت ها اللؤلؤ‪ ,‬وتراب ا ال سك‪ ,‬و سبع وت سعون ب عد ذلك ما ل ع ي رأت‪ ,‬ول أذن‬
‫سطعت‪ ,‬ول خططر على قلب بشطر‪ ,‬ثط تل هذه الَيطة {فل تعلم نفطس مطا أخفطي لمط} الَيطة‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا معتمر بن سليمان عن الكم بن أبان عن الغطريف‬
‫عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم عن الروح المي قال «يؤتى بسنات‬
‫العبد وسيئاته ينقص بعضها من بعض‪ ,‬فإن بقيت حسنة واحدة وسع ال له ف النة‪ ,‬قال‪ :‬فدخلت على‬
‫بزداد فحدث بثل هذا الديث‪ ,‬قال‪ :‬فقلت فأين ذهبت السنة ؟ قال {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن‬
‫ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتم} الَية‪ ,‬قلت‪ :‬قوله تعال‪{ :‬فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي}‬
‫قال‪ :‬العبطد يعمطل سطرا أسطره إل ل ل يعلم بطه الناس‪ ,‬فأسطر ال له يوم القيامطة قرة أعيط‪.‬‬

‫سَتوُونَ * َأمّا الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ فََلهُ مْ َجنّا تُ‬ ‫** أَفَمَن كَا نَ ُم ْؤمِنا كَمَن كَا نَ فَا سِقا ّل يَ ْ‬
‫سقُواْ فَ َم ْأوَاهُ ُم النّارُ كُّلمَآ أَرَا ُد َواْ أَن يَخْ ُرجُوُا ِمْنهَآ ُأعِيدُواْ‬
‫ى نُزُ ًل بِمَا كَانُواْ َيعْ َملُو نَ * َوَأمّا الّذِي نَ فَ َ‬
‫الْ َمأْوَ َ‬
‫ب النّا ِر الّذِي كُنتُ ْم بِ ِه تُكَ ّذبُو نَ * وََلنُذِي َقّنهُ ْم مّ َن اْلعَذَا بِ ال ْدَنىَ دُو نَ اْلعَذَا بِ‬ ‫فِيهَا وَقِيلَ َلهُ مْ ذُوقُواْ عَذَا َ‬
‫ج ِرمِيَ مُنَتقِمُو نَ‬
‫ض عَْنهَآ ِإنّا مِ َن الْمُ ْ‬ ‫ال ْكبَرِ َلعَّلهُ ْم يَ ْر ِجعُو نَ * َومَ نْ َأظْلَ ُم مِمّن ذُكّ َر بِآيَا تِ َربّ ِه ثُ مّ أَعْرَ َ‬
‫يب تعال عن عدله وكرمه أنه ل يساوي ف حكمه يوم القيامة من كان مؤمنا بآياته متبعا لرسله‪ ,‬بن‬
‫كان فاسقا أي خارجا عن طاعة ربه‪ ,‬مكذبا لرسل ال إليه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬أم حسب الذين اجترحوا‬
‫السيئات أن نعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالات سواء مياهم وماتم ساء ما يكمون} وقال تعال‪:‬‬
‫{أم نعل الذين آمنوا وعملوا الصالات كالفسدين ف الرض أم نعل التقي كالفجار} وقال تعال‪:‬‬
‫{ل يستوي أصحاب النار وأصحاب النة} الَية‪ ,‬ولذا قال تعال ههنا {أفمن كان مؤمنا كمن كان‬
‫فا سقا ل ي ستوون} أي عند ال يوم القيامة‪ ,‬و قد ذ كر عطاء بن ي سار وال سدي وغيه ا أن ا نزلت ف‬
‫علي بن أب طالب وعقبة بن أب معيط‪ ,‬ولذا فصل حكمهم فقال {أما الذين آمنوا وعملوا الصالات}‬
‫أي صدقت قلوب م بآيات ال وعملوا يقتضا ها و هي ال صالات {فل هم جنات الأوى} أي ال ت في ها‬
‫الساكن والدور والغرف العالية {نزل} أي ضيافة وكرامة {با كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا} أي‬
‫خرجوا عن الطا عة فمأوا هم النار‪ ,‬كل ما أرادوا أن يرجوا من ها أعيدوا في ها‪ ,‬كقوله {كل ما أرادوا أن‬

‫‪511‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يرجوا من ها من غم أعيدوا في ها} الَ ية قال الفض يل بن عياض‪« :‬وال إن اليدي لوث قة‪ ,‬وإن الر جل‬
‫لقيدة‪ ,‬وإن اللهب ليفعهم‪ ,‬واللئكة تقمعهم {وقيل لم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون} أي‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططط ذلك تقريعا وتوبيخا‪.‬‬ ‫يقال لمط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولنذيقهم من العذاب الدن دون العذاب الكب} قال ابن عباس‪ :‬يعن بالعذاب الدن‬
‫مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتا‪ ,‬وما يل بأهلها ما يبتلي ال به عباده ليتوبوا إليه‪ .‬وروي مثله عن أب‬
‫بن كعب وأب العالية والسن وإبراهيم النخعي والضحاك وعلقمة وعطية وماهد وقتادة وعبد الكري‬
‫الزري وخ صيف‪ .‬وقال ا بن عباس ف روا ية ع نه‪ :‬يع ن به إقا مة الدود علي هم‪ .‬وقال الباء بن عازب‬
‫وماهد وأبو عبيدة‪ :‬يعن به عذا ب القب‪ .‬وقال النسائي‪ ,‬أخبنا عمرو بن علي‪ ,‬أخبنا عبد الرحن بن‬
‫مهدي عن إسرائيل عن أب إسحاق عن أب الحوص‪ ,‬وأب عبيدة عن عبد ال {ولنذيقنهم من العذاب‬
‫الدنطططططط دون العذاب الكططططططب} قال‪ :‬سططططططنون أصططططططابتهم‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثن عبد ال بن عمر القواريري‪ ,‬حدثنا يي بن سعيد عن شعبة عن‬
‫قتادة عن عروة عن ال سن العو ف عن ي ي الزار‪ ,‬عن ا بن أ ب ليلى عن أ ب بن ك عب ف هذه الَ ية‬
‫{ولنذيقنهم من العذاب الدن دون العذاب الكب} قال‪ :‬القمر والدخان قد مضيا والبطشة واللزام‪,‬‬
‫ورواه مسلم من حديث شعبة به موقوفا نوه‪ .‬وعند البخاري عن ابن مسعود نوه‪ .‬وقال عبد ال بن‬
‫م سعود أيضا ف رواية عنه‪ :‬العذاب الد ن ما أ صابم من القتل وال سب يوم بدر‪ ,‬وكذا قال مالك عن‬
‫زيد بن أسلم‪ .‬قال السدي وغيه‪ :‬ل يبق بيت بكة إل دخله الزن على قتيل لم أو أسي‪ ,‬فأصيبوا أو‬
‫غرموا‪ ,‬ومنهططططططططططم مططططططططططن جعطططططططططط له المران‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومن أظلم من ذكر بآيات ربه ث أعرض عنها} أي ل أظلم من ذكره ال بآياته وبينها‬
‫له ووضحها‪ ,‬ث بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها كأنه ل يعرفها‪ .‬قال قتادة‪ :.‬إياكم‬
‫والعراض عن ذكر ال‪ ,‬فإن من أعرض عن ذكره فقد اغتر أكب الغرة‪ ,‬وأعوز أشد العوز‪ ,‬وعظم من‬
‫أعظم الذنوب‪ ,‬ولذا قال تعال متهددا لن فعل ذلك {إنا من الجرمي منتقمون} أي سأنتقم من فعل‬
‫ذلك أشد النتقام‪ .‬وروى ابن جرير‪ :‬حدثن عمران بن بكار الكلعي‪ ,‬حدثنا ممد بن البارك‪ ,‬حدثنا‬
‫إساعيل بن عياش‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن عبيد ال عن عبادة بن نسي عن جنادة بن أب أمية عن معاذ بن‬
‫ج بل قال‪ :‬سعت ر سول ال يقول‪ :‬ثلث من فعل هن ف قد أجرم‪ :‬من ع قد لواء ف غ ي حق‪ ,‬أو عق‬
‫والديه‪ ,‬أو مشى مع ظال ينصره فقد أجرم‪ ,‬يقول ال تعال‪{ :‬إنا من الجرمي منتقمون} ورواه ابن أب‬
‫ططب جدا‪.‬‬ ‫ططث غريط‬ ‫ططه وهذا حديط‬ ‫ططن عياش بط‬ ‫ططاعيل بط‬ ‫ططث إسط‬ ‫ططن حديط‬ ‫طط مط‬ ‫حاتط‬
‫‪512‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ل َتكُن فِي ِم ْرَيةٍ مّن ّلقَآئِ ِه وَ َجعَ ْلنَا هُ هُدًى ّلبَنِ يَ إِ سْرَائِيلَ * وَ َجعَ ْلنَا ِمْنهُ ْم‬ ‫** وََلقَ ْد آَتْينَا مُو سَى اْل ِكتَا بَ َف َ‬
‫صبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُو نَ * إِ نّ َربّ كَ ُه َو َيفْ صِ ُل َبيَْنهُ مْ َيوْ مَ اْل َقيَا َمةِ فِيمَا كَانُواْ‬
‫َأئِ ّمةً َيهْدُو نَ ِبَأمْ ِرنَا لَمّا َ‬
‫ختَِلفُونطططططططططططططططططططَ‬ ‫ط يَ ْ‬
‫فِيهطططططططططططططططططط ِ‬
‫يقول تعال م با عن عبده ور سوله مو سى عل يه ال سلم أ نه آتاه الكتاب‪ ,‬و هو التوراة‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{فل تكن ف مرية من لقائه} قال قتادة‪ :‬يعن به ليلة السراء‪ ,‬ث روي عن أب العالية الرياحي قال‪:‬‬
‫حدثن ابن عم نبيكم‪ ,‬يعن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أريت ليلة أسري ب‬
‫موسى بن عمران رجلً آدم طوالً جعدا كأنه من رجال شنوءة‪ ,‬ورأيت عيسى رجلً مربوع اللق إل‬
‫المرة والبياض‪ ,‬سبط الرأس‪ ,‬ورأيت مالكا خازن النار والدجال» ف آيات أراهن ال إياه {فل تكن ف‬
‫مريططة مططن لقائه} أنططه قططد رأى موسططى ولقططي موسططى ليلة أسططري بططه‪.‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا السن بن علي اللوان‪ ,‬حدثنا روح بن‬
‫عبادة‪ .‬حدثنا سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أب العالية‪ ,‬عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬وجعلناه هدى لبن إسرائيل} قال‪ :‬جعل موسى هدى لبن إسرائيل‪ ,‬وف قوله {فل تكن‬
‫ف مرية من لقائه} قال‪ :‬من لقاء موسى ربه عز وجل‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وجعلناه} أي الكتاب الذي آتيناه‬
‫{هدى لب ن إ سرائيل} ك ما قال تعال ف سورة ال سراء {وآتي نا مو سى الكتاب وجعلناه هدى لب ن‬
‫إسطططططططططرائيل أن ل تتخذوا مطططططططططن دونططططططططط وكيلً}‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لا صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون} أي لا كانوا صابرين على‬
‫أوا مر ال‪ ,‬وترك زواجره‪ ,‬وت صديق ر سله واتباعهم في ما جاؤو هم به‪ ,‬كان منهم أئ مة يهدون إل ال ق‬
‫بأ مر ال‪ ,‬ويدعون إل ال ي‪ ,‬ويأمرون بالعروف وينهون عن الن كر‪ ,‬ث ل ا بدلوا وحرفوا وأولوا‪ ,‬سلبوا‬
‫ذلك القام‪ ,‬و صارت قلوب م قا سية يرفون الكلم عن مواض عه‪ ,‬فل عملً صالا ول اعتقادا صحيحا‪,‬‬
‫ولذا قوله تعال‪{ :‬ول قد آتي نا ب ن إ سرائيل الكتاب} قال قتادة و سفيان ‪ :‬ل ا صبوا عن الدن يا وكذلك‬
‫قال ال سن بن صال قال سفيان‪ :‬هكذا كان هؤلء‪ ,‬ول ينب غي للر جل أن يكون إماما يقتدى به ح ت‬
‫يتحامى عن الدنيا قال وكيع‪ :‬قال سفيان‪ :‬ل بد للدين من العلم‪ ,‬كما ل بد للجسد من البز‪ .‬وقال ابن‬
‫بنت الشافعي‪ :‬قرأ أب على عمي أو عمي على أب‪ :‬سئل سفيان عن قول علي رضي ال عنه‪ :‬الصب من‬
‫اليان بنلة الرأس من ال سد أل ت سمع قوله {وجعل نا من هم أئ مة يهدون بأمر نا ل ا صبوا} قال‪ :‬ل ا‬

‫‪513‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخذوا برأس ال مر صاروا رؤو ساء‪ .‬قال ب عض العلماء‪ :‬بال صب واليق ي تنال الما مة ف الد ين ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬ول قد آتي نا ب ن إ سرائيل الكتاب وال كم والنبوة ورزقتا هم من الطيبات وفضلنا هم على العال ي‬
‫وآتينا هم بينات من ال مر} الَية‪ ,‬ك ما قال هنا {إن ر بك هو يف صل بينهم يوم القيامة في ما كانوا فيه‬
‫يتلفون} أي مطططططططططططططططططططططططططططن العتقادات والعمال‪.‬‬

‫** َأوَلَ ْم َيهْدِ َلهُ مْ كَ مْ أَهَْلكْنَا مِن َقبِْلهِ ْم مّ َن اْلقُرُو نِ يَمْشُو نَ فِي مَ سَا ِكِنهِمْ إِ نّ فِي ذَلِ كَ َليَا تٍ أََف َ‬
‫ل‬
‫سهُمْ‬‫ج بِ هِ زَرْعا تَأْكُ ُل ِمنْ هُ َأْنعَا ُمهُ ْم َوأَنفُ ُ‬
‫ق الْمَآءَ إِلَى الرْ ضِ الْجُرُزِ َفُنخْ ِر ُ‬
‫يَ سْ َمعُونَ * َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّا نَ سُو ُ‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططططِرُونَ‬ ‫أََفلَ ُيبْصط‬
‫يقول تعال‪ :‬أول يهد لؤلء الكذبي بالرسل ما أهلك ال قبلهم من المم الاضية بتكذيبهم الرسل‪,‬‬
‫ومالفتهم إياهم فيما جاؤوهم به من قوي السبل‪ ,‬فلم يبق منهم باقية ول عي ول أثر {هل تس منهم‬
‫من أحد أو تسمع لم ركزا} ولذا قال {يشون ف مساكنهم} أي هؤلء الكذبون يشون ف مساكن‬
‫أولئك الكذبي‪ ,‬فل يرون منها أحدا من يسكنها ويعمرها‪ ,‬ذهبوا منها {كأن ل يغنوا فيها} كما قال‬
‫{فتلك بيوتم خاوية با ظلموا} وقال {فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالة فهي خاوية على عروشها‬
‫وبئر معطلة وقصر مشيد * أفلم يسيوا ف الرض ط إل قوله ط ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور}‬
‫ولذا قال ههنطا {إن فط ذلك لَيات} أي إن فط ذهاب أولئك القوم ودمارهطم ومطا حطل بمط بسطبب‬
‫تكذيبهم الرسل‪ ,‬وناة من آمن بم‪ ,‬لَيات وعبا ومواعظ ودلئل متناظرة {أفل يسمعون} أي أخبار‬
‫مطططططططططططن تقدم كيطططططططططططف كان أمرهطططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أو ل يروا أ نا ن سوق الاء إل الرض الرز} يبي تعال لط فه بل قه وإح سانه إلي هم ف‬
‫إرساله الاء إما من السماء أو من السيح‪ ,‬وهو ما تمله النار ويتحدر من البال إل الراضي الحتاجة‬
‫إل يه ف أوقا ته‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إل الرض الرز} و هي ال ت ل نبات في ها‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإ نا‬
‫لاعلون ما علي ها صعيدا جرزا} أي يب سا ل تن بت شيئا‪ ,‬ول يس الراد من قوله {إل الرض الرز}‬
‫أرض مصر فقط‪ ,‬بل هي بعض القصود وإن مثل با كثي من الفسرين فليست هي القصودة وحدها‪,‬‬
‫ولكن ها مرادة قطعا من هذه الَ ية‪ ,‬فإن ا ف نف سها أرض رخوة غلي ظة تتاج من الاء ما لو نزل علي ها‬
‫مطرا لتهدمت أبنيتها‪ ,‬فيسوق ال تعال إليها النيل با يتحمله من الزيادة الاصلة من أمطار بلد البشة‪,‬‬
‫وف يه ط ي أح ر‪ ,‬فيغ شى أرض م صر و هي أرض سبخة مرملة متا جة إل ذلك الاء وذلك الط ي أيضا‪,‬‬

‫‪514‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ليبن بت الزرع ف يه‪ ,‬في ستغلون كل سنة على ماء جد يد مطور ف غ ي بلد هم‪ ,‬وط ي جد يد من غ ي‬
‫أرضهططططططم‪ ,‬فسططططططبحان الكيططططططم الكريطططططط النان الحمود أبدً‪.‬‬
‫قال ابن ليعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال‪ :‬لا فتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص‪ ,‬حي‬
‫دخل بؤونة من أشهر العجم‪ ,‬فقالوا‪ :‬أيها المي إن لنيلنا هذا سنة ل يري إل با قال‪ :‬وما ذاك ؟ قالوا‪:‬‬
‫إن كا نت ثن تا عشرة ليلة خلت من هذا الش هر‪ ,‬عمد نا إل جار ية ب كر ب ي أبوي ها‪ ,‬فأرضي نا أبوي ها‪,‬‬
‫وجعل نا علي ها من اللي والثياب أف ضل ما يكون‪ ,‬ث ألقينا ها ف هذا الن يل‪ ,‬فقال ل م عمرو‪ :‬إن هذا ل‬
‫يكون ف السلم‪ ,‬إن السلم يهدم ما كان قبله‪ ,‬فأقاموا بؤونة والنيل ل يري حت هوا باللء‪ ,‬فكتب‬
‫عمرو إل ع مر بن الطاب بذلك‪ ,‬فك تب إل يه ع مر‪ :‬إ نك قد أ صبت بالذي فعلت‪ ,‬و قد بع ثت إل يك‬
‫ببطاقة داخل كتاب هذا‪ ,‬فألقها ف النيل‪ ,‬فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة ففتحها‪ ,‬فإذا فيها‪ :‬من عبد‬
‫ال ع مر أم ي الؤمن ي إل ن يل أهل م صر‪ ,‬أما ب عد‪ ,‬فإنك إن كنت إن ا تري من قبلك فل تري‪ ,‬وإن‬
‫كان ال الواحد القهار هو الذي يريك‪ ,‬فنسأل ال أن يريك‪ .‬قال‪ :‬فألقى البطاقة ف النيل فأصبحوا يوم‬
‫السبت وقد أجرى ال النيل ستة عشر ذراعا ف ليلة واحدة‪ ,‬قد قطع ال تلك السنة عن أهل مصر إل‬
‫اليوم‪ .‬رواه الافطظ أبطو القاسطم الللكائي الططبي ف كتاب السطنة له‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أول يروا أنطا‬
‫نسوق الاء إل الرض الرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفل يبصرون} كما قال تعال‪:‬‬
‫{فلينظطر بالنسطان إل طعامطه أنطا صطببنا الاء صطبا} الَيطة‪ ,‬ولذا قال ههنطا {أفل يبصطرون}‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب ن يح عن ر جل عن ا بن عباس ف قوله {إل الرض الزر} قال‪ :‬هي ال ت ل ت طر إل‬
‫مطرا ل يغ ن عن ها شيئا إل ما يأتي ها من ال سيول‪ ,‬و عن ا بن عباس وما هد‪ :‬هي أرض بالي من‪ ,‬وقال‬
‫السن رحه ال‪ :‬هي قرى بي اليمن والشام‪ .‬وقال عكرمة والضحاك وقتادة والسدي وابن زيد‪ :‬الرض‬
‫الرز التط ل نبات فيهطا‪ ,‬وهطي مغطبة‪ ,‬قلت‪ :‬وهذا كقوله تعال‪{ :‬وآيطة لمط الرض اليتطة أحييناهطا}‬
‫الَيتيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬

‫** َوَيقُولُو َن َمتَ َى هَـذَا الْ َفتْ حُ إِن كُنتُ مْ صَادِِقيَ * ُق ْل َيوْ َم اْلفَتْ حِ َل يَنفَ ُع الّذِي نَ َكفَ ُر َواْ ِإيَمَاُنهُ ْم وَ َل هُ ْم‬
‫ط مّنتَ ِظرُونطططططَ‬ ‫ط وَانتَ ِظرْ ِإنّهُمطططط ْ‬ ‫ط َعْنهُمطططط ْ‬ ‫يُنظَرُونطططططَ * َفَأعْرِضطططط ْ‬
‫يقول تعال م با عن ا ستعجال الكفار ووقوع بأس ال ب م‪ ,‬وحلول غض به ونقم ته علي هم‪ ,‬ا ستبعادا‬
‫وتكذيبا وعنادا {ويقولون مت هذا الفتح} أي مت تنصر علينا يا ممد ؟ كما تزعم أن لك وقتا علينا‬

‫‪515‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وينت قم لك م نا‪ ,‬فم ت يكون هذا ؟ ما نراك أ نت وأ صحابك إل متف ي خائف ي ذليل ي‪ ,‬قال ال تعال‪:‬‬
‫{قل يوم الفتح} أي إذا حل بكم بأس ال وسخطه وغضبه ف الدنيا وف الخرى {ل ينفع الذين كفروا‬
‫إيان م ول هم ينظرون} ك ما قال تعال‪{ :‬فل ما جاءت م ر سلهم بالبينات فرحوا ب ا عند هم من العلم}‬
‫الَيتي‪ .‬ومن زعم أن الراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أبعد النجعة‪ ,‬وأخطأ فأفحش‪ ,‬فإن يوم الفتح قد‬
‫قبل رسول ال صلى ال عليه وسلم إسلم الطلقاء‪ ,‬وقد كانوا قريبا من ألفي‪ ,‬ولوكان الراد فتح مكة لا‬
‫قبل إسلمهم لقوله تعال‪{ :‬قل يوم الفتح ل ينفع الذين كفروا إيانم ول هم ينظرون} وإنا الراد الفتح‬
‫الذي هو القضاء والفصل كقوله {فافتح بين وبينهم فتحا} الَية‪ ,‬وكقوله {قل يمع بيننا ربنا ث يفتح‬
‫بين نا بال ق} الَ ية‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وا ستفتحوا وخاب كل جبار عن يد} وقال تعال‪{ :‬وكانوا من ق بل‬
‫يسططتفتحون على الذيططن كفروا} وقال تعال‪{ :‬إن تسططتفتحوا فقططد جاءكططم الفتططح}‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬فأعرض عن هم وانت ظر إن م منتظرون} أي أعرض عن هؤلء الشرك ي‪ ,‬وبلغ ما أنزل‬
‫إليك من ربك‪ ,‬كقوله‪{ :‬اتبع ما أوحي إليك من ربك ل إله إل هو} الَية‪ ,‬وانتظر فإن ال سينجز لك‬
‫ما وعد وسينصرك على من خالفك‪ ,‬إنه ل يلف اليعاد‪ .‬وقوله {إنم منتظرون} أي أنت منتظر وهم‬
‫منتظرون ويتربصون بكم الدوائر {أم يقولون شاعر نتربص به ريب النون} وسترى أنت عاقبة صبك‬
‫عليهم وعلى أداء رسالة ال ف نصرتك وتأييدك‪ ,‬وسيجدون غب ما ينتظرونه فيك وف أصحابك من‬
‫وبيطططل عقاب ال لمططط‪ ,‬وحلول عذابطططه بمططط‪ ,‬وحسطططبنا ال ونعطططم الوكيطططل‪.‬‬
‫ططططة‪.‬‬ ‫ططططد والنط‬ ‫ططططجدة ول المط‬ ‫ططططورة السط‬ ‫ططططي سط‬ ‫ططططر تفسط‬ ‫آخط‬

‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة الحزاب‬

‫قال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا خلف بن هشام‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد عن عاصم بن بدلة عن زر‬
‫قال‪ :‬قال ل أ ب بن كعب‪ :‬كأ ين تقرأ سورة الحزاب أو كأين تعد ها ؟ قال‪ :‬قلت ثلثا و سبعي آية‪,‬‬
‫فقال‪ :‬قط لقد رأيتها وإنا لتعادل سورة البقرة‪ ,‬ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها البتة‪,‬‬
‫نكالً من ال‪ ,‬وال عليم حكيم‪ ,‬ورواه النسائي من وجه آخر عن عاصم وهو ابن أب النجود‪ ,‬وهو ابن‬
‫بدلة به‪ ,‬وهذا إسناد حسن‪ ,‬وهو يقتضي أنه قد كان فيها قرآن ث نسخ لفظه وحكمه أيضا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬


‫‪516‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** يَا َأيّهَا الّنبِ يّ اتّ قِ اللّ َه وَ َل تُطِ ِع الْكَافِرِي َن وَالْ ُمنَاِفقِيَ إِ نّ اللّ هَ كَا نَ عَلِيما َحكِيما * وَاّتبِ عْ مَا يُو َحىَ‬
‫ّهط وَكِيلً‬
‫ّهط وَ َك َفىَ بِالل ِ‬
‫ط َخبِيا * َوَتوَكّ ْل عََلىَ الل ِ‬ ‫ط بِمَطا َتعْ َملُون َ‬ ‫ط كَان َ‬ ‫ط اللّه َ‬
‫ط إِن ّ‬ ‫إِلَططيْكَ مِطن َربّك َ‬
‫هذا تنبيه بالعلى على الدن‪ ,‬فإنه تعال إذا كان يأمر عبده ورسوله بذا‪ ,‬فلن يأتر من دونه بذلك‬
‫بطر يق الول والحرى‪ .‬و قد قال طلق بن حبيب‪ :‬التقوى أن تع مل بطاعة ال على نور من ال‪ ,‬تر جو‬
‫ثواب ال‪ ,‬وأن تترك معصية ال على نور من ال مافة عذاب ال‪{ :‬ول تطع الكافرين والنافقي} أي ل‬
‫تسمع منهم ول تستشرهم {إن ال كان عليما حكيما} أي فهو أحق أن تتبع أوامره وتطيعه‪ ,‬فإنه عليم‬
‫بعوا قب المور‪ ,‬حك يم ف أقواله وأفعاله‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وات بع ما يو حى إل يك من ر بك} أي من‬
‫قرآن و سنة {إن ال كان)ب ا تعملون خبيا} أي فل ت فى عل يه خاف ية‪ ,‬وتو كل على ال‪ ,‬أي ف ج يع‬
‫طه‪.‬‬‫طه وأناب إِليط‬ ‫طل عليط‬ ‫طه وكيل لنط توكط‬ ‫طى بط‬ ‫طى بال وكيل} أي وكفط‬ ‫أمورك وأحوالك {وكفط‬

‫لئِي تُظَاهِرُو َن ِمْنهُنّ ُأ ّمهَاِتكُمْ َومَا َجعَ َل‬‫** مّا َجعَلَ اللّهُ لِرَ ُج ٍل مّن قَ ْلَبيْنِ فِي َجوْفِ ِه َومَا َجعَلَ أَ ْزوَا َجكُ ُم ال ّ‬
‫سبِيلَ * ا ْدعُوهُ مْ َلبَآِئهِ ْم ُهوَ‬ ‫أَ ْد ِعيَآءَكُ مْ َأْبنَآءَكُ مْ ذَِلكُ مْ َقوُْلكُم ِبأَ ْفوَاهِكُ ْم وَاللّ ُه َيقُو ُل الْحَ ّق َو ُهوَ َيهْدِي ال ّ‬
‫ط عِندَ اللّهِ فَإِن لّ ْم َتعْلَ ُم َواْ آبَا َءهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي الدّي ِن َو َموَالِيكُ ْم وََليْسَ عََلْيكُمْ ُجنَاحٌ فِيمَآ أَخْ َط ْأتُمْ بِهِ‬
‫أَقْسَ ُ‬
‫ط َغفُورا رّحِيما‬ ‫طططا َتعَ ّمدَتططططْ قُلُوُبكُمططططْ وَكَانططططَ اللّهططط ُ‬ ‫وَلَـططططكِن مّط‬
‫يقول تعال موطئا قبل القصود العنوي أمرا معروفا حسيا‪ ,‬وهو أنه كما ل يكون للشخص الواحد‬
‫قلبان ف جو فه ولت صي زوج ته ال ت يظا هر من ها بقوله أ نت علي كظ هر أ مي أما له‪ ,‬كذلك ل ي صي‬
‫الد عي ولدا للر جل إِذا تبناه فدعاه ابنا له‪ ,‬فقال { ما ج عل ال لر جل من قلب ي ف جو فه و ما ج عل‬
‫أزواجكم اللئي تظاهرون منهن أمهاتكم} كقوله عز وجل {ماهن أمهاتم إِن أمهاتم اللئي ولدنم}‬
‫الَية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وما جعل أدعيائكم أبنائكم} هذا هو القصود بالنفي‪ ,‬فإِنا نزلت ف شأن زيد بن‬
‫حارثة رضي ال عنه مول النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬كان النب صلى ال عليه وسلم قد تبناه قبل النبوة‪,‬‬
‫فكان يقال له ز يد بن م مد‪ ,‬فأراد ال تعال أن يق طع هذا اللاق وهذه الن سبة بقوله تعال‪{ :‬وماج عل‬
‫أدعياءكم أبناءكم} كما قال تعال ف أثناء السورة {ما كان ممد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول‬
‫ال وخات النبيي وكان ال بكل شيء عليما} وقال ههنا {ذلكم قولكم بأفواههم} يعن تبنيكم لم قول‬
‫ل يقت ضي أن يكون ابنا حقيقيا‪ ,‬فإِ نه ملوق من صلب ر جل آ خر‪ ,‬ف ما ي كن أن يكون أبوان ك ما ل‬
‫‪517‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي كن أن يكون للب شر الوا حد قلبان {وال يقول ال ق و هو يهدي ال سبيل} قال سعيد بن جبي {يقول‬
‫القططط} أي العدل‪ ,‬وقال قتادة {وهطططو يهدي السطططبيل} أي الصطططراط السطططتقيم‪.‬‬
‫وقد ذكر غي واحد أن هذه الَية نزلت ف رجل من قريش كان يقال له ذو القلبي‪ ,‬وأنه كان يزعم‬
‫أن له قلبي كل منهما بعقل وافر‪ ,‬فأنزل ال تعال هذه الَية ردا عليه‪ .‬هكذا روى العوف عن ابن عباس‪,‬‬
‫وقاله ماهد وعكرمة والسن وقتادة واختاره ابن جرير‪ :‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا زهي‬
‫عن قابوس يع ن ا بن أ ب ظبيان‪ ,‬قال‪ :‬إِن أباه حد ثه قال‪ :‬قلت ل بن عباس‪ :‬أرأ يت قول ال تعال‪ { :‬ما‬
‫ج عل ال لر جل من قلب ي ف جو فه} ما ع ن بذلك ؟ قال‪ :‬قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما‬
‫يصلي فخطر خطرة‪ ,‬فقال النافقون الذين يصلون معه‪ :‬أل ترون له قلبي‪ :‬قلبا معكم وقلبا معهم‪ ,‬فأنزل‬
‫ال تعال‪{ :‬ما جعل ال لرجل من قلبي ف جوفه} وهكذا رواه الترمذي عن عبد ال بن عبد الرحن‬
‫الدارمي عن صاعد الران‪ ,‬عن عبد بن حيد وعن أحد بن يونس‪ ,‬كلها عن زهي وهو ابن معاوية به‪.‬‬
‫ثط قال‪ :‬وهذا حديطث حسطن‪ ,‬وكذا رواه ابطن جريطر وابطن حاتط مطن حديطث زهيط بطه‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن الزهري ف قوله تعال‪{ :‬ما جعل ال لرجل من قلبي ف جوفه}‬
‫قال بلغ نا أن ذلك كان ف ز يد بن حار ثة ضرب له م ثل‪ :‬يقول ل يس ا بن ر جل آ خر اب نك‪ ,‬وكذا قال‬
‫ماهد وقتادة وابن زيد أنا نزلت ف زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬وهذا يوافق ما قدمناه من التفسي وال‬
‫سبحانه وتعال أعلم‪ .‬وقوله عز وجل {ادعوهم لَبائهم هو أقسط عند ال} هذا أمر ناسخ لا كان ف‬
‫ابتداء السلم من جواز ادعاء البناء الجانب وهم الدعياء‪ ,‬فأمر تبارك وتعال برد نسبهم إِل آبائهم ف‬
‫القي قة‪ ,‬وأن هذا هو العدل والق سط والب‪ .‬قال البخاري رح ه ال‪ :‬حدث نا مُعلى بن أ سد‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫العزيز بن الختار عن موسى بن عقبة قال‪ :‬حدث ن سال عن عبد ال بن ع مر قال‪ :‬إِن زيد بن حارثة‬
‫ر ضي ال ع نه مول ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ما ك نا ندعوه إِل ز يد بن م مد ح ت نزل القرآن‬
‫{ادعوهم لَبائهم هو أقسط عند ال} وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي من طرق عن موسى بن عقبة‬
‫به‪ .‬و قد كانوا يعاملون م معاملة البناء من كل و جه ف اللوة بالحارم وغ ي ذلك‪ ,‬ولذا قالت سهلة‬
‫بنت سهيل امرأة أب حذيفة رضي ال عنهما‪ :‬يارسول ال إِنا كنا ندعو سالا ابنا‪ ,‬وإِن ال قد أنزل ما‬
‫أنزل‪ ,‬وإِ نه كان يد خل علي وإِ ن أ جد ف ن فس أ ب حذي فة من ذلك شيئا‪ ,‬فقال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«أرضع يه تر مي عل يه» الد يث‪ ,‬ولذا ل ا ن سخ هذا ال كم أباح تبارك وتعال زو جة الد عي‪ ,‬وتزوج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بزينب بنت جحش مطلقة زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬وقال عز وجل‬
‫{لكيل يكون على الؤمني حرج ف أزواج أدعيائهم إِذا قضوا منهن وطرا} وقال تبارك وتعال ف آية‬
‫‪518‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫التحري {وحلئل أبنائكم الذين من أصلبكم} احترازا عن زوجة الدعي فإِنه ليس من الصلب‪ ,‬فأما‬
‫البن من الرضاعة فمنل منلة ابن الصلب شرعا بقوله صلى ال عليه وسلم ف الصحيحي «حرّموا من‬
‫الرضاعة ما يرم من النسب»‪ ,‬فأما دعوة الغي ابنا على سبيل التكري والتحبيب‪ ,‬فليس ما نى عنه ف‬
‫هذه الَية بدليل مارواه المام أحد وأهل السنن إِل الترمذي‪ ,‬من حديث سفيان الثوري عن سلمة بن‬
‫كهيل عن السن العُرن عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قدّمنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أغيل مة ب ن ع بد الطلب على حرات ل نا من ج ع‪ ,‬فج عل يل طخ أفخاذ نا ويقول «أَُبْينِ يّ ل ترموا المرة‬
‫حت تطلع الشمس» قال أبو عبيدة وغيه‪ُ :‬أَبْينِ ّي تصغي بَن وهذا ظاهر الدللة‪ ,‬فإِن هذا كان ف حجة‬
‫الوداع سططططططططططططططططططنة عشططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقوله {ادعو هم لَبائ هم} ف شأن ز يد بن حار ثة ر ضي ال ع نه‪ ,‬و قد ق تل ف يوم مؤ تة سنة ثان‪,‬‬
‫وأيضا ف في صحيح م سلم من حد يث أ ب عوا نة الوضاح بن ع بد ال اليشكري عن ال عد أ ب عثمان‬
‫البصري عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «يابن» ورواه أبو‬
‫داود والترمذي‪ .‬وقوله عز و جل {فإِن ل تعلموا آباء هم فإِخوان كم ف الد ين وموالي كم} أ مر تعال برد‬
‫أن ساب الدعياء إِل آبائ هم إِن عرفوا‪ ,‬فإِن ل يعرفوا ف هم إِخوان م ف الد ين وموالي هم‪ ,‬أي عوضا ع ما‬
‫فاتمط مطن النسطب‪ ,‬ولذا قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم يوم خرج مطن مكطة عام عمرة القضاء‬
‫وتبعتهم ابنة حزة رضي ال عنها تنادي‪ ,‬ياعم ياعم‪ ,‬فأخذها علي رضي ال عنه وقال لفاطمة رضي ال‬
‫عنها‪ :‬دونك ابنة عمك‪ ,‬فاحتملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر رضي ال عنهم ف أيهم يكفلها‪,‬‬
‫فكل أدل بجة‪ ,‬فقال علي رضي ال عنه‪ :‬أنا أحق با وهي ابنة عمي‪ :‬وقال زيد‪ :‬ابنة أخي‪ ,‬وقال جعفر‬
‫بن أب طالب‪ :‬ابنة عمي وخالتها تت‪ ,‬يعن أساء بنت عميس‪ ,‬فقضى با النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لالتها وقال «الالة بنلة الم» وقال لعلي رضي ال عنه «أنت من وأنا منك»‪ .‬وقال لعفر رضي ال‬
‫ع نه «أشب هت خل قي وخل قي»‪ .‬وقال لز يد ر ضي ال ع نه «أ نت أخو نا ومول نا» ف في الد يث أحكام‬
‫كثية من أحسنها أنه صلى ال عليه وسلم حكم بالق‪ ,‬وأرضى كل من التنازعي‪ .‬وقال لزيد رضي ال‬
‫طم}‪.‬‬ ‫طن ومواليكط‬ ‫ط الديط‬ ‫طا قال تعال‪{ :‬فإِخوانكططم فط‬ ‫طا»‪ .‬كمط‬ ‫طا ومولنط‬
‫طت أخونط‬ ‫طه «أنط‬
‫عنط‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب بن إِبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن عيينة بن عبد الرحن عن أبيه قال‪:‬‬
‫قال أبو بكرة رضي ال عنه‪ :‬قال ال عز وجل {ادعوهم لَبائهم هو أقسط عند ال فإِن ل تعلموا آبائهم‬
‫فإِخوان كم ف الد ين وموالي كم} فأ نا م ن ل يعرف أبوه فأنا من إِخوان كم ف الد ين‪ ,‬قال أ ب‪ :‬وال ِإ ن‬
‫لظنه لو علم أن أباه كان حارا لنتمى إِليه‪ ,‬وقد جاء ف الديث «من ادعى إِل غي أبيه وهو يعلمه‬
‫‪519‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كفر» وهذا تشديد وتديد ووعيد أكيد ف التبي من النسب العلوم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ادعوهم لَبائهم‬
‫هططو أقسططط عنططد ال فإِن ل تعلموا آبائهططم فإِخوانكططم فطط الديططن ومواليكططم}‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وليس عليكم جناح فيما أخطأت به} إِي إِذا نسبتم بعضهم إِل غي أبيه ف القيقة خطأ‬
‫بعد الجتهاد واستفراغ الوسع‪ ,‬فإِن ال تعال قد وضع الرج ف الطأ ورفع إِثه‪ ,‬كما أرشد إِليه ف‬
‫قوله تبارك وتعال آمرا عباده أن يقولوا {ربنا ل تؤاخذنا إِن نسينا أو أخطأنا} وثبت ف صحيح مسلم‬
‫أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬قال ال عز و جل‪ :‬قد فعلت»‪ .‬و ف صحيح البخاري عن‬
‫عمرو بن العاص رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إِذا اجتهد الاكم فأصاب فله‬
‫أجران‪ ,‬وإِن اجت هد فأخ طأ فله أ جر»‪ .‬و ف حد يث آ خر «إِن ال تبارك وتعال ر فع عن أم ت ال طا‪.‬‬
‫والنسيان و ما يكرهون عليه» وقال تبارك وتعال ههنا {وليس عليكم جناح في ما أخطأت به ول كن ما‬
‫تعمدت قلوبكم وكان ال غفورا رحيما} أي وإِنا الث على من تعمد الباطل‪ ,‬كما قال عز وجل {ل‬
‫يؤاخذكم ال ف اللغو ف أيانكم} الَية‪ .‬وف الديث التقدم «ليس من رجل ادعى إِل غي أبيه وهو‬
‫يعلمططه إِل كفططر»‪ .‬وفطط القرآن النسططوخ‪ :‬فإِنططه كفططر بكططم أن ترغبوا عططن آبائكططم‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن الزهري عن عبيد ال بن عتبة بن مسعود‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس عن عمر رضي ال عنهم أنه قال‪ :‬إِن ال تعال بعث ممدا صلى ال عليه وسلم بالق‪ ,‬وأنزل‬
‫معه الكتاب‪ ,‬فكان فيما أنزل عليه آية الرجم‪ ,‬فرجم رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجنا بعده‪ ,‬ث‬
‫قال قد ك نا نقرأ ول ترغبوا عن آبائ كم فإِ نه ك فر ب كم أن ترغبوا عن آبائ كم وأن ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال«ل تطرو ن كما أطري عي سى ابن مري عليه الصلة والسلم فإِنا أنا ع بد ال‪ ,‬فقولوا‬
‫عبده ورسوله» وربا قال معمر «كما أطرت النصارى ابن مري» ورواه ف الديث الَخر «ثلث ف‬
‫الناس كفططر‪ :‬الطعططن فطط النسططب‪ ,‬والنياحططة على اليططت‪ ,‬والسططتسقاء بالنجوم»‪.‬‬

‫ضهُمْ َأوْلَ َى ِببَعْضٍ فِي ِكتَابِ اللّهِ‬


‫سهِ ْم َوأَ ْزوَاجُهُ ُأ ّمهَاُتهُ ْم َوُأوْلُو الرْحَامِ َب ْع ُ‬
‫** الّنبِيّ َأوْلَ َى بِالْ ُم ْؤ ِمنِيَ مِنْ َأنْفُ ِ‬
‫َسططُورا‬
‫َابط م ْ‬
‫ِكط ف ِي اْلكِت ِ‬ ‫َانط ذَل َ‬
‫ُمط ّمعْرُوفا ك َ‬ ‫ِينط إِلّ أَن َت ْفعَُل َواْ إَِلىَ َأوْلِيَآِئك ْ‬
‫ِنط الْ ُم ْؤ ِمنِي َ وَالْ ُمهَا ِجر َ‬ ‫م َ‬
‫قد علم ال تعال شفقة رسوله على أمته ونصحة لم‪ ,‬فجعله أول بم من أنفسهم‪ ,‬وحكمه فيهم كان‬
‫مقدما على اختيارهم لنفسهم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم‬
‫ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما} وف الصحيح «والذي نفسي بيده ل يؤمن‬

‫‪520‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحدكم حت أكون أحب إِليه من نفسه وماله وولده والناس أجعي»‪ .‬وف الصحيح أيضا أن عمر رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وال لنت أحب إِل من كل شيء إل من نفسي‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‬
‫«ل يا عمر حت أكون أحب إِليك من نفسك» فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬وال لنت أحب إِل من كل شيء‬
‫ح ت من نف سي‪ ,‬فقال صلى ال عل يه و سلم «الَن ياع مر» ولذا قال تعال ف هذه الَ ية {ال نب أول‬
‫طططططططططططهم}‪.‬‬ ‫طططططططططططن أنفسط‬ ‫ططططططططططط مط‬ ‫بالؤمنيط‬
‫وقال البخاري عند هذه الَية الكرية‪ :‬حدثنا إبراهيم بن النذر حدثنا ممد بن فليح‪ ,‬حدثنا أب عن‬
‫هلل بن علي عن عبد الرحن بن أب عمرة‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال « ما من مؤ من إِل وأ نا أول الناس به ف الدن يا والَخرة‪ ,‬اقرؤوا إِن شئ تم {ال نب أول بالؤمن ي من‬
‫أنفسهم} فأيا مؤمن ترك مالً فليثه عصبته من كانوا‪ ,‬وإِن ترك دينا أو ضياعا فليأتن فأنا موله» تفرد‬
‫به البخاري ورواه أيضا ف ال ستقراض‪ ,‬وابن جرير وا بن أ ب حات من طرق عن فل يح به مثله‪ ,‬ورواه‬
‫أحد من حديث أب حصي عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططلم بنحوه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ف قوله {النب أول بالؤمني من أنفسهم}‬
‫عن أب سلمة عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول «أنا أول‬
‫بكل مؤمن من نفسه‪ ,‬فأيا رجل مات وترك دينا فِإلّ‪ ,‬ومن ترك مالً فهو لورثته» ورواه أبو داود عن‬
‫أحدططططططططط بطططططططططن حنبطططططططططل بطططططططططه نوه‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬وأزواجه أمهاتم} أي ف الرمة والحترام‪ ,‬والتوقي والكرام والعظام‪ ,‬ولكن ل توز‬
‫اللوة بنط ول ينتشطر التحريطإِل بناتنط وأخواتنط بالجاع‪ ,‬وإِن سطى بعطض العلماء بناتنط أخوات‬
‫الؤمن ي ك ما هو من صوص الشاف عي ر ضي ال ع نه ف الخت صر‪ ,‬و هو من باب إِطلق العبارة ل إِثبات‬
‫ال كم‪ ,‬و هل يقال لعاو ية وأمثاله خال الؤمن ي ؟ ف يه قولن للعلماء ر ضي ال عن هم‪ ,‬و نص الشاف عي‬
‫رضي ال عنه على أنه يقال ذلك‪ ,‬وهل يقال لن أمهات الؤمني فيدخل النساء ف جع الذكر السال‬
‫تغييبا ؟ وفيه قولن‪ ,‬صح عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬ل يقال ذلك‪ ,‬وهذا أصح الوجهي ف‬
‫مذهب الشافعي رضي ال عنه‪ .‬وقد روي عن أب كعب وابن عباس رضي ال عنهما أنما قرآ {النب‬
‫أول بالؤمني من أنفسهم وأزواجه أمهاتم وهو أب لم}‪ .‬وروي نو هذا عن معاوية وماهد وعكرمة‬
‫والسن‪ ,‬وهو أحد الوجهي ف مذهب الشافعي رضي ال عنه‪ ,‬حكاه البغوي وغيه‪ ,‬واستأنسوا عليه‬
‫بالديث الذي رواه أبو داود رحه ال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد النفيلي‪ ,‬حدثنا ابن البارك عن ممد بن‬
‫‪521‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عجلن عن القعقاع بن حكيم‪ ,‬عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «إِنا أنا لكم بنلة الوالد أعلمكم‪ ,‬فإِذا أتى أحدكم الغائط فل يستقبل القبلة ول يستدبرها‪,‬‬
‫ول يستطب بيمينه»‪ .‬وكان يأمر بثلثة أحجار وينهى عن الروث والرمة‪ .‬وأخرجه النسائي وابن ماجه‬
‫من حديث ابن عجلن‪ ,‬والوجه الثان أنه ل يقال ذلك‪ ,‬واحتجوا بقوله تعال‪{ :‬ماكان ممد أبا أحد‬
‫مطططططططططططططططططططن رجالكطططططططططططططططططططم}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وألو الرحام بعضهطم أول ببعطض فط كتاب ال} أي فط حكطم ال {مطن الؤمنيط‬
‫والهاجريطن} أي القرابات أول بالتوارث مطن الهاجريطن والنصطار‪ ,‬وهذه ناسطخة لاط كان قبلهطا مطن‬
‫التوارث باللف والؤاخاة الت كانت بينهم‪ ,‬كما قال ابن عباس وغيه‪ :‬كان الهاجري يرث النصاري‬
‫دون قراباته وذوي رحه للخوة الت آخى بينهما رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكذا قال سعيد بن‬
‫جبي وغيه من السلف واللف‪ .‬وقد أورد فيه ابن أب حات حديثا عن الزبي بن العوام فقال‪ :‬حدثنا أب‪,‬‬
‫حدثنا أحد بن أب بكر الصعب من ساكن بغداد عن عبد الرحن بن أب الزناد‪ ,‬عن هشام بن عروة عن‬
‫أبيه عن الزبي بن العوام رضي ال عنه قال‪ :‬أنزل ال عز وجل فينا خاصة معشر قريش والنصار {وألو‬
‫الرحام بعض هم أول بب عض} وذلك أ نا مع شر قر يش ل ا قدم نا ول أموال ل نا‪ ,‬فوجد نا الن صار ن عم‬
‫الخوان فواخيناهم وأورثناهم‪ ,‬فآخى أبو بكر رضي ال عنه خارجة بن زيد‪ ,‬وآخى عمر رضي ال عنه‬
‫فلنا‪ ,‬وآخى عثمان رضي ال عنه رجلً من بن زريق بن سعد الزرقي‪ ,‬ويقول بعض الناس غيه‪ ,‬قال‬
‫الزبي رضي ال عنه‪ :‬وواخبت أنا كعب بن مالك فجئته فابتعلته‪ ,‬فوجدت السلح قد ثقله فيما يرى‪,‬‬
‫ط ورثطه غيي حتط أنزل ال تعال هذه الَيطة فينطا معشطر قريطش‬ ‫طما‬ ‫وال يابنط لو مات يومئذ عطن الدني ا‬
‫والنصطططططططار خاصطططططططة‪ ,‬فرجعنطططططططا إِل مواريثنطططططططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إِل أن تفعلوا إِل أوليائكطم معروفا} أي ذهطب الياث وبقطي النصطر والب والصطلة‬
‫والحسطان والوصطية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬كان ذلك فط الكتاب مسططورا} أي هذا الكطم‪ ,‬وهطو أن أول‬
‫الرحام بعضهم أول ببعض‪ ,‬حكم من ال مقدر مكتوب ف الكتاب الول الذي ل يبدل ول يغي‪ ,‬قاله‬
‫ماهد وغي واحد‪ ,‬وإِن كان تعال قد شرع خلفه ف وقت لا له ف ذلك من الكمة البالغة وهو يعلم‬
‫ططي‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫طط قدره الزل وقضائه القدري الشرعط‬ ‫ططو جار فط‬ ‫ططينسخه إِل ماهط‬ ‫ططه سط‬ ‫أنط‬

‫‪522‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َوإِذْ َأخَذْنَا مِ َن الّنِبيّيْ َن مِيثَاَقهُ ْم َومِنْ كَ وَمِن نّو حٍ َوإِبْرَاهِي َم َومُو َسىَ َوعِي سَى ابْ ِن مَ ْريَ مَ َوأَخَذْنَا ِمْنهُ مْ‬
‫ط عَذَابا أَلِيما‬ ‫طأَلَ الصطططّادِقِيَ عَطططن صطططِدِْق ِه ْم َوأَعَدّ ِل ْلكَافِرِينطط َ‬ ‫مّيثَاقا غَلِيظا * ّليَسطط ْ‬
‫يقول ال تعال مبا عن أول العزم المسة وبقية النبياء أنه أخذ عليهم العهد واليثاق ف إِقامة دين‬
‫ال تعال‪ ,‬وإِبلغ ر سالته والتعاون والتنا صر والتفاق‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإِذ أ خذ ال ميثاق ال نبيي ل ا‬
‫آتيتكم من كتاب وحكمة ث جاءكم رسول مصدق لا معكم لتومنن به ولتنصرنه قال أأقررت وأخذت‬
‫على ذلكم إِصري ؟ قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} فهذا العهد واليثاق أخذ عليهم‬
‫بعد إِرسالم‪ ,‬وكذلك هذا‪ ,‬ونص من بينهم على هؤلء المسة وهم أولو العزم‪ ,‬وهو من باب عطف‬
‫الاص على العام‪ ,‬و قد صرح بذكر هم أيضا ف هذه الَ ية‪ ,‬و ف قوله تعال‪{ :‬شرع ل كم من الد ين ما‬
‫وصى به نوحا والذي أوحينا إِليك وما وصينا به إِبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولتتفرقوا}‬
‫فذكر الطرفي‪ ,‬والوسط الفاتح‪ ,‬والات‪ ,‬ومن بينهما على الترتيب‪ ,‬فهذه هي الوصية الت أخذ عليهم‬
‫اليثاق با‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإِذ أخذنا من النبيي ميثاقهم ومنك ومن نوح وإِبراهيم وموسى وعيسى بن‬
‫مري} فبدأ ف هذه الَية بالات لشرفه صلوات ال عليه‪ ,‬ث رتبهم بسب وجودهم صلوات ال عليهم‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة الدمشقي‪ ,‬حدثنا ممد بن بكار‪ ,‬حدثنا سعيد بن بشي‪ ,‬حدثن‬
‫قتادة عن السن عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله تعال‪{ :‬وإِذ أخذنا‬
‫من النبيي ميثاقهم ومنك ومن نوح} الَية‪ .‬قال النب صلى ال عليه وسلم «كنت أول النبيي ف اللق‬
‫وآخرهم ف البعث فبدأ ب قبلهم» سعيد بن بشي فيه ضعف‪ ,‬وقد رواه سعيد بن أب عروبة عن قتادة‬
‫مرسططططلً وهططططو أشبططططه‪ ,‬ورواه بعضهططططم عططططن قتاده موقوفا‪ :‬وال علم‪.‬‬
‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ,‬حدثنا أبو أحد حدثنا حزة الزيات‪ ,‬حدثنا عدي بن ثابت‬
‫عن أ ب حازم عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬خيار ولد آدم خ سة‪ :‬نوح وإِبراه يم ومو سى وعي سى‬
‫وم مد صلوات ال و سلمه علي هم أجع ي‪ ,‬وخي هم م مد صلى ال عل يه و سلم‪ .‬موقوف وحزة ف يه‬
‫ضعف‪ ,‬وقد قيل إِن الراد بذا اليثاق الذي أخذ منهم حي أخرجوا ف صورة الذر من صلب آدم عليه‬
‫الصلة والسلم‪ ,‬كما قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب قال‪:‬‬
‫ورفع أباهم آدم‪ ,‬فنظر إِليهم يعن ذريته‪ ,‬وأن فيهم الغن والفقي وحسن الصورة ودون ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬رب‬
‫لو سويت بي عبادك‪ ,‬فقال‪ :‬إِن أحببت أن أشكر‪ ,‬ورأى فيهم النبياء مثل السرج عليهم النور‪ ,‬وخصوا‬
‫بيثاق آخر من الرسالة والنبوة‪ ,‬وهو الذي يقول ال تعال‪{ :‬وإِذ أخذنا من النبيي ميثاقهم ومنك ومن‬
‫نوح وإِبراهيم وموسى وعيسى بن مري} وهذا قول ماهد أيضا‪ ,‬وقال ابن عباس‪ :‬اليثاق الغليظ العهد‪.‬‬
‫‪523‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لي سأل ال صادقي عن صدقهم} قال ما هد‪ :‬البلغ ي الؤد ين عن الر سل‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وأعد للكافرين} أي من أمهم {عذابا أليما} أي موجعا فنحن نشهد أن الرسل قد بلغوا رسالت‬
‫ربم‪ ,‬ونصحوا المم وأفصحوا لم عن الق اللي الذي ل لبس فيه ول شك ول امتراء‪ ,‬وإِن كذبم‬
‫من كذبم من الهلة والعاندين والارقي والقاسطي‪ ,‬فما جاءت به الرسل هو الق‪ ,‬ومن خالفهم فهو‬
‫على الضلل‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ اذْكُرُوْا ِنعْ َمةَ اللّ هِ عََليْكُ مْ إِذْ جَآ َءْتكُ مْ ُجنُودٌ َفأَرْ سَ ْلنَا عََلْيهِ مْ رِيا وَ ُجنُودا لّ ْم َت َروْهَا‬
‫وَكَا نَ اللّ ُه بِمَا َتعْمَلُو َن بَ صِيا * ِإذْ جَآءُوكُ ْم مّن َفوِْقكُ ْم َومِ نْ أَ ْسفَلَ مِنكُ ْم َوإِذْ زَاغَ تِ البْ صَا ُر َوبََلغَ تِ‬
‫طططططططططِ ال ّظنُونَاْ‬ ‫ط بِاللّهط‬ ‫طططططططط َ‬ ‫حنَاجِ َر َوتَ ُظنّونط‬ ‫ط الْ َ‬ ‫طططططططط ُ‬ ‫الْقُلُوبط‬
‫يقول تعال م با عن نعمته وفضله وإِحسانه إِل عباده الؤمن ي ف صرفه أعداء هم وهزمه إِياهم عام‬
‫تألبوا عليهم وتزبوا‪ ,‬وذلك عام الندق‪ ,‬وذلك ف شوال سنة خس من الجرة على الصحيح الشهور‪.‬‬
‫وقال موسى بن عقبة وغيه‪ :‬كان ف سنة أربع‪ ,‬وكان سبب قدوم الحزاب أن نفرا من أشراف يهود‬
‫بن النضي الذين كانوا قد أجلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم من الدينة إِل خيب‪ ,‬منهم سلم بن‬
‫أب القيق وسلم بن مشكم وكنانة بن الربيع‪ ,‬خرجوا إِل مكة فاجتمعوا بأشراف قريش وألبوهم على‬
‫حرب النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ووعدوهم من أنفسهم النصر والعانة‪ ,‬فأجابوهم إِل ذلك‪ ,‬ث خرجوا‬
‫إِل غطفان فدعوهم فاستجابوا لم أيضا‪ ,‬وخرجت قريش ف أحابيشها ومن تابعها وقائدها أبو سفيان‬
‫صخر بن حرب‪ ,‬وعلى غطفان عيي نة بن ح صن بن بدر‪ ,‬والم يع قر يب من عشرة آلف‪ ,‬فل ما سع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بسيهم‪ ,‬أمر السلمي بفر الندق حول الدينة مايلي الشرق‪ ,‬وذلك‬
‫بإِشارة سلمان الفارسي رضي ال عنه‪ ,‬فعمل السلمون فيه واجتهدوا‪ ,‬ونقل معهم رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم التراب وح فر‪ ,‬وكان ف حفره ذلك آيات بينات ودلئل واضحات‪ .‬وجاء الشركون فنلوا‬
‫شرقي الدينة قريبا من أحد‪ ,‬ونزلت طائفة منهم أعال أرض الدينة‪ ,‬كما قال ال تعال‪{ :‬إِذ جاؤوكم‬
‫من فوقكم ومن أسفل منكم} وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن معه من السلمي وهم نو‬
‫ثلثة آلف‪ ,‬وقيل سبعمائة‪ ,‬فأسندوا ظهورهم إِل سلع ووجوههم إِل نو العدو‪ ,‬والندق حفي ليس‬
‫ف يه ماء بين هم وبين هم ي جب اليالة والرجال أن ت صل إِلي هم‪ ,‬وج عل الن ساء والذراري ف آطام الدي نة‪,‬‬
‫وكانت بنو قريظة وهم طائفة من اليهود لم حصن شرقي الدينة‪ ,‬ولم عهد من النب صلى ال عليه‬

‫‪524‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم وذ مة و هم قر يب من ثانائة مقا تل‪ ,‬فذ هب إِلي هم ح يي بن أخ طب النضري‪ ,‬فلم يزل ب م ح ت‬
‫نقضوا العهد ومالؤوا الحزاب على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فعظم الطب واشتد المر وضاق‬
‫الال‪ ,‬كما قال ال تبارك وتعال‪{ :‬هنالك ابتلي الؤمنون وزلزلوا زلزالً شديدا} ومكثوا ماصرين للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم وأصحابه قريبا من شهر‪ ,‬إِل أنم ل يصلون إِليهم ول يقع بينهم قتال‪ ,‬إِل أن عمرو‬
‫بن ع بد و ّد العامري وكان من الفرس الشجعان الشهور ين ف الاهل ية‪ ,‬ر كب وم عه فوارس‪ ,‬فاقتحموا‬
‫الندق وخلصوا إِل ناحية السلمي‪ ,‬فندب رسول ال صلى ال عليه وسلم خيل السلمي إِليه‪ ,‬فيقال إِنه‬
‫ل يبز أحد فأمر عليا رضي ال عنه فخرج إِليه فتجاول ساعة ث قتله علي رضي ال عنه‪ ,‬فكان علمة‬
‫النصططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫ث أر سل ال عز و جل على الحزاب ريا شديدة البوب قو ية ح ت ل ي بق ل م خي مة ول ش يء‪ ,‬ول‬
‫توقد لم نار ول يقر لم قرار‪ ,‬حت ارتلوا خائبي خاسرين‪ ,‬كما قال ال عز وجل‪{ :‬ياأيها الذين آمنوا‬
‫اذكروا نعمة ال عليكم إِذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريا وجنودا} قال ماهد‪ :‬وهي الصبا‪ ,‬ويؤيده‬
‫الديث الَخر‪« :‬نصرت بالصبا‪ ,‬وأهلكت عاد بالدبور» وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد العلى‪ ,‬حدثنا داود عن عكرمة قال قالت النوب للشمال ليلة الحزاب‪ :‬انطلقي ننصر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقالت الشمال‪ :‬إِن الرة ل تسري بالليل‪ ,‬قال‪ :‬فكانت الريح الت أرسلت عليهم‬
‫الصبا‪ .‬ورواه ابن أب حات عن أب سعيد الشج‪ ,‬عن حفص بن غياث‪ ,‬عن داود عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما‪ ,‬فذكره وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا يونس حدثنا ابن وهب‪ ,‬حدثن عبيد ال بن‬
‫عمر عن نافع عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬أرسلن خال عثمان بن مظعون رضي ال عنه‬
‫ليلة الندق ف برد شديد وريح إِل الدينة‪ ,‬فقال‪ :‬أئتنا بطعام ولاف‪ ,‬قال‪ :‬فاستأذنت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فأذن ل وقال «من أتيت من أصحاب فمرهم يرجعوا» قال‪ :‬فذهبت والريح تسفي كل‬
‫شيء‪ ,‬فجعلت لألقى أحدا إِل أمرته بالرجوع إِل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فما يلوي أحد منهم‬
‫عنق‪ ,‬قال‪ :‬وكان معي ترس ل‪ ,‬فكانت الريح تضربه علي‪ ,‬وكان فيه حدي‪ ,‬قال‪ :‬فضربته الريح حت‬
‫ططططا إِل الرض‪.‬‬ ‫ططططي فأبعدهط‬ ‫ططططد على كفط‬ ‫ططططض ذلك الديط‬ ‫ططططع بعط‬ ‫وقط‬
‫وقوله {وجنودا ل تروها} هم اللئكة زلزلتهم وألقت ف قلوبم الرعب والوف‪ ,‬فكان رئيس كل‬
‫قبيلة يقول‪ :‬يا بن فلن إِل‪ ,‬فيجتمعون إِليه‪ ,‬فيقول‪ :‬النجاء‪ ,‬النجاء لا ألقى ال عز وجل ف قلوبم من‬
‫الرعب‪ .‬وقال ممد بن إِسحاق عن يزيد بن زياد عن ممد بن كعب القرظي قال‪ :‬قال فت من أهل‬
‫الكوفة لذيفة بن اليمان رضي ال عنه‪ :‬ياأبا عبد ال رأيتم رسول ال صلى ال عليه وسلم وصحبتموه ؟‬
‫‪525‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬ن عم يا ا بن أ خي‪ ,‬قال‪ :‬وك يف كن تم ت صنعون ؟ قال‪ :‬وال ل قد ك نا ن هد‪ ,‬قال الف ت‪ :‬وال لو‬
‫أدركناه ما تركناه يشي على الرض‪ ,‬ولملناه على أعناقنا‪ .‬قال‪ :‬قال حذيفة رضي ال عنه‪ :‬ياابن أخي‬
‫وال لو رأيتنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم با لندق‪ ,‬وصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم هويا‬
‫من الليل‪ ,‬ث التفت فقال «من رجل يقوم فين ظر لنا ما فعل القوم ؟ ط يشترط له النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يرجع ط أدخله ال النة» قال‪ :‬فما قام رجل‪ ,‬ث صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم هويا‬
‫من الليل‪ ,‬ث التفت إِلينا فقال مثله‪ ,‬فما قام منا رجل‪ ,‬ث صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم هويا من‬
‫الليل‪ ,‬ث التفت إِلينا فقال «من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ث يرجع ؟ ط يشترط له رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الرجعة ط أ سأل ال تعال أن يكون رفيقي ف النة» ف ما قام من القوم من شدة‬
‫الوف وشدة الوع وشدة البد‪ ,‬فلما ل يقم أحد دعان رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فلم يكن ل‬
‫بد من القيام حي دعان‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم «ياحذيفة اذهب فادخل ف القوم فانظر ما يفعلون‪,‬‬
‫ط شيئا حتططططططططططط تأتينطططططططططططا»‪.‬‬ ‫ول تدثنطططططططططط ّ‬
‫قال‪ :‬فذهبت فدخلت ف القوم والريح وجنود ال عز وجل تفعل بم ما تفعل‪ ,‬ل تقر لم قرارا ول‬
‫نارا ول بناء‪ ,‬فقام أبو سفيان فقال يامعشر قريش‪ ,‬لينظر كل امرىء من جليسه‪ ,‬قال حذيفة رضي ال‬
‫عنه‪ :‬فأخذت بيد الرجل إِل جنب فقلت‪ :‬من أنت ؟ فقال‪ :‬أن فلن بن فلن‪ ,‬ث قال أبو سفيان‪ :‬يامعشر‬
‫قريش إِنكم وال ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والف‪ ,‬وأخلفتنا بنو قريظة‪ ,‬وبلغنا عنهم الذي‬
‫نكره‪ ,‬ولقي نا من هذه الر يح ما ترون‪ ,‬وال ما تطمئن ل نا قدر ولتقوم ل نا نار ول ي ستمسك ل نا بناء‪,‬‬
‫فارتلوا فإِن مرتل‪ ,‬ث قام إِل جله وهو معقول فجلس عليه‪ ,‬ث ضربه فوثب به على ثلث‪ ,‬فما أطلق‬
‫عقاله إِل وهو قائم‪ ,‬ولول عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم إِل أن لتدث شيئا حت تأتين لو شئت‬
‫لقتلته بسهم‪ .‬قال حذيفة رضي ال عنه‪ :‬فرجعت إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو قائم يصلي ف‬
‫مرط لبعض نسائه مرحل‪ ,‬فلما رآن أدخلن بي رجليه وطرح علي طرف الرط‪ ,‬ث ركع وسجد‪ ,‬وإِن‬
‫لفيطه‪ ,‬فلمطا سطلم أخطبته البط‪ ,‬وسطعت غطفان باط فعلت قريطش‪ ,‬فانشمروا راجعيط إِل بلدهطم‪.‬‬
‫وقد رواه مسلم ف صحيحه من حديث العمش عن إِبراهيم التيمي عن أبيه قال‪ :‬كنا عند حذيفة بن‬
‫اليمان ر ضي ال ع نه فقال له رجال‪ :‬لو أدر كت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قاتلت م عه وأبل يت‪,‬‬
‫فقال له حذيفة‪ :‬أنت كنت تفعل ذلك ؟ لقد رأيتنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة الحزاب ف‬
‫ليلة ذات ريح شديدة وقر‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أل رجل يأت بب القوم يكون معي‬
‫يوم القيامة» فلم يبه منا أحد‪ ,‬ث الثانية ث الثالثة مثله‪ ,‬ث قال صلى ال عليه وسلم «ياحذيفة قم فأتنا‬
‫‪526‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ب ب من القوم» فلم أ جد بدا إِذ دعا ن با سي أن أقوم فقال‪« :‬ائت ن ب ب القوم ولتذعر هم علي» قال‪:‬‬
‫فمضيت كأنا أمشي ف حام حت أتيتهم‪ ,‬فإِذا أبو سفيان يَ صْلي ظهره بالنار‪ ,‬فوضعت سهما ف كبد‬
‫قو سي وأردت أن أرم يه‪ ,‬ث ذكرت قول ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ل تذعر هم علي‪ ,‬ولو رمي ته‬
‫لصبته‪ ,‬قال‪ :‬فرجعت كأنا أمشي ف حام‪ ,‬فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث أصابن البد حي‬
‫فر غت وقررت‪ ,‬فأ خبت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وألب سن من ف ضل عباءة كا نت عل يه ي صلي‬
‫في ها‪ ,‬فلم أزل نائما ح ت ال صبح‪ ,‬فل ما أ صبحت قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬قم يانومان»‪.‬‬
‫ورواه يونس بن بكي عن هشام بن سعد‪ ,‬عن زيد بن أسلم قال‪ :‬إِن رجلً قال لذيفة رضي ال عنه‪:‬‬
‫نشكو إِل ال صحبتكم لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬إِنكم أدركتموه ول ندركه‪ ,‬ورأيتموه ول نره‪,‬‬
‫فقال حذيفة رضي ال عنه‪ :‬ونن نشكو إِل ال إِيانكم به ول تروه‪ ,‬وال ل تدري ياابن أخي لو أدركته‬
‫كيف كنت تكون‪ ,‬لقد رأيتنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة الندق ف ليلة باردة مطية‪ ,‬ث‬
‫ذكر نو ما تقدم مطولً‪ .‬وروى بلل بن يي العبسي عن حذيفة رضي ال عنه نو ذلك أيضا‪ ,‬وقد‬
‫أخرج الاكم والبيهقي ف الدلئل من حديث عكرمة بن عمار عن ممد بن عبد ال الدؤل عن عبد‬
‫العزيز بن أخي حذيفة قال ذكر حذيفة رضي ال عنه مشاهدهم ف رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫جلساؤه‪ :‬أما وال لو شاهدنا ذلك كنا فعلنا وفعلنا‪ ,‬فقال حذيفة‪ :‬ل تنوا ذلك‪ ,‬لقد رأيتنا ليلة الحزاب‬
‫ون ن صافون قعودا‪ ,‬وأبو سفيان و من م عه من الحزاب فوقنا‪ ,‬وقري ظة لليهود أ سفل منا ناف هم على‬
‫ذرارينا‪ ,‬وما أتت علينا قط أشد ظلمة ول أشد ريا ف أصوات ريها أمثال الصواعق وهي ظلمة ما‬
‫يرى أحدنا أصبعه‪ ,‬فجعل النافقون يستأذنون النب صلى ال عليه وسلم ويقولون‪ :‬إِن بيوتنا عورة وما‬
‫هي بعورة‪ ,‬فما يستأذنه أحد منهم إِل أذن له‪ ,‬ويأذن لم فيتسللون‪ ,‬ونن ثلثمائة أو نو ذلك إِذ استقبلنا‬
‫ر سول ال رجلً رجلً‪ ,‬ح ت أ تى علي وما علي ج نة من العدو ول من البد إِل مرط لمرأ ت ما ياوز‬
‫ركبت‪ ,‬قال‪ :‬فأتان صلى ال عليه وسلم وأنا جاث على ركبت فقال‪« :‬من هذا ؟» فقلت‪ :‬حذيفة‪ .‬قال‪:‬‬
‫«حذيفة ؟» قتقاصرت الرض فقلت‪ :‬بلى يارسول ال كراهية أن أقوم‪ ,‬فقمت فقال «إِنه كائن ف القوم‬
‫خب فأت ن ب ب القوم» قال‪ :‬وأ نا من أ شد الناس فزعا وأشد هم قهرا‪ .‬قال‪ :‬فخر جت فقال ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «اللهم احفظه من بي يديه ومن خلفه وعن يينه وعن شاله ومن فوقه ومن تته»‬
‫قال‪ :‬فوال ما خلق ال تعال فزعا ول قرّا ف جوف إِل خرج من جوف‪ ,‬فما أجد فيه شيئا‪ ,‬قال‪ :‬فلما‬
‫وليت‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم «يا حذيفة ل تدثن ف القوم شيئا حت تأتن» قال‪ :‬فخرجت حت إِذا‬
‫دنوت مطن عسطكر القوم نظرت فط ضوء نار لمط توقطد‪ ,‬فإِذا رجطل أدهطم ضخطم يقول بيده على النار‬
‫‪527‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وي سح خا صرته‪ ,‬ويقول‪ :‬الرح يل الرح يل‪ ,‬ول أ كن أعرف أ با سفيان ق بل ذلك‪ ,‬فانتز عت سهما من‬
‫كنانت أبيض الريش فأضعه ف كبد قوسي لرميه به ف ضوء النار‪ ,‬فذكرت قول رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم «ل تدثن فيهم شيئا حت تأتين» قال‪ :‬فأمسكت ورددت سهمي إِل كنانت‪ ,‬ث إِن شجعت‬
‫نفسي حت دخلت العسكر‪ ,‬فإِذا أدن الناس من بنو عامر يقولون‪ :‬يا آل عامر الرحيل الرحيل ل مقام‬
‫ل كم‪ .‬وإِذا الر يح ف ع سكرهم ما تاوز ع سكرهم شبا‪ ,‬فوال إِ ن ل سع صوت الجارة ف رحال م‬
‫وفَرَ َستْهم‪ ,‬الريح تضربم با‪ ,‬ث خرجت نو النب صلى ال عليه وسلم فلما انتصفت ف الطريق أو نوا‬
‫من ذلك إِذ أنا بنحو من عشرين فارسا أو نو ذلك معتمي‪ ,‬فقالوا‪ :‬أخب صاحبك أن ال تعال كفاه‬
‫القوم‪ ,‬فرج عت إِل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو مشت مل ف شل ته ي صلي‪ ,‬فوال ما عدا أن‬
‫رج عت راجع ن ال قر‪ ,‬وجعلت أقر قف فأو مأ إِل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بيده و هو ي صلي‪,‬‬
‫فدنوت منه فأسبل عل يّ شلته‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إِذا حزبه أمر صلى‪ ,‬فأخبته خب‬
‫القوم‪ ,‬وأ خبته أ ن تركت هم يرتلون‪ ,‬وأنزل ال تعال‪{ :‬يأي ها الذ ين آمنوا اذكروا نع مة ال علي كم إِذ‬
‫جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريا وجنودا ل تروها وكان ال با تعملون بصيا} وأخرج أبو داود ف‬
‫سننه منه‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إِذا حزبه أمر صلى‪ ,‬من حديث عكرمة بن عمار به‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إِذ جاؤوكم من فوقكم} أي الحزاب {ومن أسفل منكم} تقدم عن حذيفة رضي ال‬
‫ع نه أن م ب نو قري ظة {وإِذ زا غت الب صار وبل غت القلوب النا جر} أي شدة الوف والفزع {وتظنون‬
‫بال الظنو نا} قال ا بن جر ير‪ :‬ظن ب عض من كان مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن الدائرة على‬
‫الؤمن ي‪ ,‬وأن ال سيفعل ذلك‪ .‬وقال م مد بن إِ سحاق ف قوله تعال‪{ :‬وإِذ زا غت الب صار وبل غت‬
‫القلوب النا جر‪ ,‬وتظنون بال الظنو نا} ظن الؤمنون كل ظن ون م النفاق‪ ,‬ح ت قال مع تب بن قش ي‬
‫أ خو ب ن عمرو بن عوف‪ :‬كان م مد يعد نا أن نأ كل كنوز ك سرى وقي صر‪ ,‬وأحد نا ل يقدر على أن‬
‫يذهططططططططططططططططططططططططططططططططططططب إِل الغائط‪.‬‬
‫وقال السن ف قوله عز وجل {وتظنون بال الظنونا} ظنون متلفة‪ ,‬ظن النافقون أن ممدا صلى ال‬
‫عليه وسلم وأصحابه يستأصلون‪ ,‬وأيقن الؤمنون أن ما وعد ال ورسوله حق‪ ,‬وأنه سيظهره على الدين‬
‫كله ولو كره الشركون‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن عاصم النصاري‪ ,‬حدثنا أبو عامر‪( ,‬ح)‬
‫وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو عامرالعقدي‪ ,‬حدثنا الزبي يعن ابن عبد ال مول عثمان رضي ال عنه‪ ,‬عن رُتيج‬
‫بن عبد الرحن بن أب سعيد عن أبيه عن أب سعيد رضي ال عنه قال‪ :‬قلنا يوم الندق‪ :‬يارسول ال هل‬
‫من شيء نقول‪ ,‬فقد بلغت القلوب الناجر ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬نعم‪ ,‬قولوا‪ :‬اللهم استر عوراتنا‬
‫‪528‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وآمن روعاتنا» قال‪ :‬فضرب وجوه أعدائه بالريح‪ ,‬فهزمهم بالريح وكذا رواه المام أحد بن حنبل عن‬
‫أبطططططططططططططططططط عامططططططططططططططططططر العقدي‪.‬‬

‫ض مّا‬‫** ُهنَالِ كَ اْبتُلِ َي الْ ُم ْؤمِنُو نَ وَزُْلزِلُواْ زِْلزَالً شَدِيدا * َوإِ ْذ َيقُولُ الْ ُمنَاِفقُو نَ وَالّذِي نَ فِي قُلُوِبهِم مّرَ ٌ‬
‫ستَأْ ِذنُ فَرِيقٌ‬
‫َوعَ َدنَا اللّ ُه وَرَسُولُهُ إِ ّل غُرُورا * َوإِذْ قَالَت طّآِئ َفةٌ ّمْنهُ ْم يََأهْ َل َيثْرِبَ َل ُمقَامَ َلكُمْ فَارْ ِجعُواْ َويَ ْ‬
‫ّمنْهُ ُم الّنبِ ّي َيقُولُو نَ إِ ّن ُبيُوَتنَا َعوْ َرٌة َومَا هِ َي ِب َعوْرَةٍ إِن يُرِيدُو نَ إِلّ فِرَارا يقول ال تعال مبا عن ذلك‬
‫الال حي نزلت الحزاب حول الدينة‪ ,‬والسلمون مصورون ف غاية الهد والضيق‪ ,‬ورسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ب ي أظهر هم‪ ,‬أنمط ابتلوا واخ تبوا وزلزلوا زلزالً شديدا‪ ,‬فحينئذ ظ هر النفاق‪ ,‬وتكلم‬
‫الذين ف قلوبم مرض با ف أنفسهم {وإِذ يقول النافقون والذين ف قلوبم مرض ما وعدنا ال ورسوله‬
‫إِل غرورا} أما النا فق فنجم نفا قه‪ ,‬والذي ف قلبه شبهة أو حسيكة لض عف حاله فتنفس ب ا يده من‬
‫الوسواس ف نفسه لضعف إِيانه وشدة ماهو فيه من ضيق الال‪ ,‬وقوم آخرون قالوا كما قال ال تعال‪:‬‬
‫{وإِذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب} يعن الدينة‪ .‬كما جاء ف الصحيح «أريت ف النام دار هجرتكم‪,‬‬
‫أرض بيطط حرتيطط‪ ,‬فذهططب وهلي أناطط هجططر فإِذا هططي يثرب» وفطط لفططظ‪ :‬الدينططة‪.‬‬
‫فأما الديث الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا إِبراهيم بن مهدي‪ ,‬حدثنا صال بن عمر عن يزيد بن أب‬
‫زياد عن عبد الرحن بن أب ليلى‪ ,‬عن الباء رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من‬
‫سى الدينة يثرب فليستغفر ال تعال‪ ,‬إِنا هي طابة هي طابة» تفرد المام أحد‪ ,‬وف إِسناده ضعف‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬ويقال كان أصل تسميتها يثرب برجل نزلا من العماليق يقال له يثرب بن عبيد بن مهلييل بن‬
‫عوص بن عملق بن لوذ بن إِرم بن سام بن نوح‪ ,‬قاله السهيلي‪ .‬قال‪ :‬وروي عن بعضهم أنه قال‪ :‬إِن‬
‫ل ا ف التوراة أ حد ع شر ا سا‪ :‬الدي نة وطا بة وطي بة وال سكينة والابرة والح بة والحبو بة والقا صمة‬
‫والجبورة والعذراء والرحومطة‪ .‬وعطن كعطب الحبار قال‪ :‬إِنطا ندط فط التوراة يقول ال تعال للمدينطة‪:‬‬
‫ياطيبطططة وياطابطططة ويامسطططكينة ل تُقلي الكنوز أرفطططع أحاجرك على أحاجطططر القرى‪.‬‬
‫وقوله {ل مقام لكم} أي ههنا يعنون عند النب صلى ال عليه وسلم ف مقام الرابطة {فارجعوا} أي‬
‫إِل بيوتكم ومنازلكم {ويستأذن فريق منهم النب} قال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬هم بنو‬
‫حارثة قالوا‪ :‬بيوتنا ناف عليها السراق‪ ,‬وكذا قال غي واحد‪ ,‬وذكر ابن إِسحاق أن القائل لذلك هو‬
‫أوس بن قيظي‪ ,‬يعن اعتذروا ف الرجوع إِل منازلم بأنا عورة أي ليس دونا ما يجبها من العدو‪ ,‬فهم‬

‫‪529‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يشون عليها منهم‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬وما هي بعورة} أي ليست كما يزعمون {إِن يريدون إِل فرارا}‬
‫أي هربا مطططططططططططططططططن الزحطططططططططططططططططف‪.‬‬

‫** وََلوْ ُدخِلَتْ عََلْيهِ ْم مّنْ أَقْطَا ِرهَا ثُمّ ُسئِلُواْ اْل ِفتَْنةَ َلَتوْهَا َومَا تََلّبثُوْا ِبهَآ إِلّ يَسِيا * وََلقَدْ كَانُوْا عَاهَدُوْا‬
‫سئُولً * قُل لّن يَن َفعَكُ ُم الْفِرَارُ إِن فَرَ ْرتُ ْم مّ َن الْ َموْ تِ َأوِ‬‫اللّ َه مِن َقبْلُ َل ُيوَلّو نَ ال ْدبَا َر وَكَا َن َعهْدُ اللّ ِه مَ ْ‬
‫الْ َقتْ ِل َوإِذا ّل تُ َمّتعُو نَ إِلّ قَلِيلً * ُق ْل مَن ذَا الّذِي َيعْ صِ ُمكُ ْم مّ نَ اللّ هِ إِ نْ أَرَا َد ِبكُ مْ ُسوَءا َأوْ أَرَا َد ِبكُ مْ‬
‫ط وَِليّا وَ َل نَصططططِيا‬ ‫رَ ْح َم ًة وَلَ َيجِدُونططططَ َلهُمططططْ مّططططن دُونططططِ اللّهططط ِ‬
‫يب تعال عن هؤلء الذين {يقولون إِن بيوتنا عورة وما هي بعورة إِن يريدون إِل فرارا} أنم لو دخل‬
‫عليهم العداء من كل جانب من جوانب الدينة وقطر من أقطارها‪ ,‬ث سئلوا الفتنة وهي الدخول ف‬
‫الك فر لكفروا سريعا‪ ,‬و هم ل يافظون على اليان ول ي ستمسكون به مع أد ن خوف وفزع‪ ,‬هكذا‬
‫فسرها قتادة وعبد الرحن بن زيد وابن جرير‪ ,‬وهذا ذم لم ف غاية الذم‪ ,‬ث قال تعال يذكرهم با كانوا‬
‫عاهدوا ال من ق بل هذا الوف أن ل يولوا الدبار ول يفرون من الز حف {وكان ع هد ال م سئول}‬
‫أي وإِن ال تعال سيسألم عن ذلك العهد ل بد من ذلك‪ ,‬ث أخبهم أن فرارهم ذلك ل يؤخر آجالم‬
‫ول يطول أعمارهم بل ربا كان ذلك سببا ف تعجيل أخذهم غرة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وإِذا ل تتعون إِل‬
‫قليلً} أي بعد هربكم وفراركم {قل متاع الدنيا قليل‪ ,‬والَخرة خي لن اتقى} ث قال تعال‪{ :‬قل من‬
‫ذا الذي يعصمكم من ال} أي ينعكم {إِن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحة ول يدون لم من دون‬
‫ال وليا ول نصططيا} أي ليططس لمطط ول لغيهططم مططن دون ال ميطط ول مغيططث‪.‬‬

‫ح ًة عََلْيكُ ْم‬
‫** َق ْد َيعْلَمُ اللّ ُه الْ ُم َعوّقِيَ مِنكُ ْم وَاْلقَآئِلِيَ لِ ْخوَاِنهِمْ هَُلمّ إَِليْنَا وَ َل َيأْتُونَ اْلبَأْسَ إِلّ قَلِيلً * َأشِ ّ‬
‫خوْ فُ‬ ‫ك تَدورُ َأ ْعيُُنهُ مْ كَالّذِي ُيغْشَ َى عََليْ ِه مِ َن الْ َموْ تِ فَِإذَا َذهَ بَ الْ َ‬ ‫خوْ فُ َرَأْيَتهُ ْم يَنظُرُو نَ إَِليْ َ‬‫فَإِذَا جَآ َء الْ َ‬
‫ك عَلَى اللّ هِ‬ ‫خيْ ِر أوْلَـئِكَ لَ ْم ُي ْؤمِنُواْ َفأَ ْحبَ طَ اللّ هُ َأعْمَاَلهُ ْم وَكَا نَ ذَلِ َ‬
‫ح ًة عَلَى الْ َ‬
‫سَنةٍ حِدَادٍ َأشِ ّ‬‫سََلقُوكُ ْم بِأَلْ ِ‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططِيا‬ ‫يَسط‬
‫يبط تعال عطن إِحاططة علمطه بالعوقيط لغيهطم عطن شهود الرب والقائليط لخوانمط أي أصطحابم‬
‫وعشرائ هم وخلطائ هم {هلم إِلي نا} إِل ما ن ن ف يه من القا مة ف الظلل والثمار‪ ,‬و هم مع ذلك {ل‬
‫يأتون البأس إِل قليلً* أشحة عليكم} أي بلء بالودة والشفقة عليكم‪ .‬وقال السدي {أشحة عليكم}‬
‫‪530‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي ف الغنائم‪{ ,‬فإِذا جاء الوف رأيتهم ينظرون إِليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الوت} أي‬
‫من شدة خو فه وجز عه‪ ,‬وهكذا خوف هؤلء البناء من القتال {فإِذا ذ هب الوف سلقوكم بأل سنة‬
‫حداد} أي فإِذا كان المطن تكلموا كلما بليغا فصطيحا عاليا‪ ,‬وادعوا لنفسطهم القامات العاليطة فط‬
‫الشجاعطة والنجدة‪ ,‬وهطم يكذبون فط ذلك‪ ,‬وقال ابطن عباس رضطي ال عنهمطا {سطلقوكم} أي‬
‫استقبلوكم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أما عند الغنيمة فأشح قوم وأسوأه مقاسة‪ :‬أعطونا أعطونا قد شهدنا معكم‪,‬‬
‫وأما عند البأس فأجب قوم وأخذله للحق‪ ,‬وهم مع ذلك أشحة على الي‪ ,‬أي ليس فيهم خي قد جعوا‬
‫البططط والكذب وقلة اليططط‪ ,‬فهطططم كمطططا قال فططط أمثالمططط الشاعطططر‪:‬‬
‫أفططططط السطططططلم أعيارا جفاءً وغلظةوفططططط الرب أمثال النسطططططاء العوارك‬
‫أي ف حال ال سالة كأن م ال مر‪ ,‬والعيار ج ع ع ي و هو المار‪ ,‬و ف الرب كأن م الن ساء ال يض‪,‬‬
‫ل هينا‬
‫ولذا قال تعال‪{ :‬أولئك ل يؤمنوا فأحبطط ال أعمالمط وكان ذلك على ال يسطيا} أي سطه ً‬
‫عنده‪.‬‬

‫سأَلُو َن عَ ْن‬‫ب َيوَدّواْ َلوْ َأّنهُ ْم بَادُو نَ فِي العْرَا بِ يَ ْ‬


‫سبُونَ ال ْحزَا بَ َل ْم يَ ْذ َهبُواْ َوإِن يَأْ تِ الحْزَا ُ‬
‫** يَحْ َ‬
‫ططططططططا قَاتَُل َواْ إِلّ َقلِيلً‬ ‫أَنبَآِئكُمطططططططططْ وََلوْ كَانُواْ فِيكُمطططططططططْ مّط‬
‫وهذا أيضا من صفاتم القبيحة ف الب والور والوف {يسبون الحزاب ل يذهبوا} بل هم قريب‬
‫منهم وإِن لم عودة إِليهم {وإِن يأت الحزاب يودوا لو أن م بادون ف العراب يسألون عن أنبائكم}‬
‫أي ويودون إِذا جاءت الحزاب أنم ل يكونون حاضر ين مع كم ف الدينة‪ ,‬بل ف البادية يسألون عن‬
‫أخبار كم و ما كان من أمر كم مع عدو كم {ولو كانوا في كم ما قاتلوا إِل قليلً} أي ولو كانوا ب ي‬
‫أظهركم لا قاتلوا معكم إِل قليلً لكثرة جبنهم وذلتهم وضعف يقينهم‪ ,‬وال سبحانه وتعال العال بم‪.‬‬

‫سَنةٌ لّمَن كَا َن يَرْجُو اللّ َه وَاْليَوْ َم الَخِ َر وَذَ َكرَ اللّهَ َكثِيا * وَلَمّا‬ ‫** ّلقَدْ كَانَ َلكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْ َوةٌ حَ َ‬
‫َرأَى الْ ُم ْؤمِنُو نَ ال ْحزَا بَ قَالُوْا هَ ـذَا مَا َوعَدَنَا اللّ ُه وَرَ سُولُ ُه وَ صَ َدقَ اللّ ُه وَرَ سُولُهُ وَمَا زَا َدهُ مْ إِلّ إِيَانا‬
‫َوتَسطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططْلِيما‬
‫هذه الَ ية الكري ة أ صل كبي ف التأ سي بر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف أقواله وأفعاله وأحواله‪,‬‬
‫ولذا أ مر تبارك وتعال الناس بالتأ سي بال نب صلى ال عل يه و سلم يوم الحزاب ف صبه وم صابرته‬
‫‪531‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومرابط ته وماهد ته وانتظاره الفرج من ر به عز و جل‪ ,‬صلوات ال و سلمه عل يه دائما إِل يوم الد ين‪,‬‬
‫ولذا قال تعال للذ ين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا ف أمر هم يوم الحزاب {ل قد كان ل كم ف‬
‫ر سول ال أ سوة ح سنة} أي هل اقتدي تم به وتأ سيتم بشمائله صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{لنططط كان يرجوا ال واليوم الَخطططر وذكطططر ال كثيا}‪.‬‬
‫ث قال تعال م با عن عباده الؤمن ي ال صدقي بوعود ال ل م وجعله العاق بة حا صلة ل م ف الدن يا‬
‫والَخرة‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬ولاط رأى الؤمنون الحزاب قالوا هذا مطا وعدنطا ال ورسطوله وصطدق ال‬
‫ور سوله} قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وقتادة‪ :‬يعنون قوله تعال ف سورة البقرة‪{ :‬أم ح سبتم أن‬
‫تدخلوا النة ولا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حت يقول الرسول‬
‫والذين معه مت نصر ال ؟ أل إِن نصر ال قريب} أي هذا ما وعدنا ال ورسوله من البتلء والختبار‬
‫والمتحان الذي يعقبطه النصطر القريطب‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وصطدق ال ورسطوله}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومطا‬
‫زاد هم إِل إِيانا وت سليما} دل يل على زيادة اليان وقو ته بالن سبة إِل الناس وأحوال م‪ ,‬ك ما قال جهور‬
‫الئمة‪ :‬إِنه يزيد وينقص‪ ,‬وقد قررنا ذلك ف أول شرح البخاري‪ ,‬ول المد والنة‪ ,‬ومعن قوله جلت‬
‫عظم ته {و ما زاد هم} أي ذلك الال والض يق والشدة {إِل إِيانا} بال {وت سليما} أي انقيادا لَوامره‬
‫وطاعططططططة لرسططططططوله صططططططلى ال عليططططططه وسططططططلم‪.‬‬

‫حبَ ُه َومِْنهُ ْم مّن يَنتَظِ ُر َومَا بَدّلُوْا‬


‫ضىَ نَ ْ‬
‫** مّ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ ِرجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللّ َه عََليْ هِ فَ ِمْنهُ ْم مّن َق َ‬
‫ب الْ ُمنَاِفقِيَ إِن شَآءَ َأوْ يَتُو بَ عََلْيهِ مْ إِ نّ اللّ هَ كَا َن َغفُورا‬ ‫ي بِ صِدِْقهِ ْم َوُيعَذّ َ‬‫جزِ يَ اللّ ُه ال صّادِِق َ‬
‫َتبْدِيلً * ّليَ ْ‬
‫رّحِيما‬
‫ل ا ذ كر عز و جل عن النافق ي أن م نقضوا الع هد الذي كانوا عاهدوا ال عل يه ل يولون الدبار‪,‬‬
‫وصف الؤمني بأنم استمروا على العهد واليثاق {صدقوا ما عاهدوا ال عليه فمنهم من قضى نبه}‬
‫قال بعضهم‪ :‬أجله‪ .‬وقال البخاري‪ :‬عهده وهو يرجع إِل الول {ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديل} أي‬
‫و ما غيوا ع هد ال ول نقضوه ول بدلوه‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدث نا أ بو اليمان‪ ,‬أخب نا شع يب عن الزهري‬
‫قال‪ :‬أخبن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال‪ :‬لا نسخنا الصحف فقدت آية من سورة الحزاب‬
‫كنت أسع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرؤها ل أجدها إِل مع خزية بن ثابت النصاري رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬الذي جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم شهادته بشهادة رجلي {من الؤمني رجال صدقوا ما‬

‫‪532‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عاهدوا ال عليه} تفرد به البخاري دون مسلم‪ ,‬وأخرجه أحد ف مسنده والترمذي والنسائي ف التفسي‬
‫مطططن سطططننهما مطططن حديطططث الزهري بطططه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسطططن صطططحيح‪.‬‬
‫وقال البخاري أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد ال النصاري‪ ,‬حدثن أب عن ثامة‬
‫عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه قال‪ :‬نرى هذه الَ ية نزلت ف أ نس بن الن ضر ر ضي ال ع نه { من‬
‫الؤمن ي رجال صدقوا ما عاهدوا ال} الَ ية‪ ,‬انفرد به البخاري من هذا الو جه‪ ,‬ول كن له شوا هد من‬
‫طرق أخر‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم بن القاسم‪ ,‬حدثنا سليمان بن الغية عن ثابت قال‪ :‬قال أنس‪:‬‬
‫عمي أنس بن النضر رضي ال عنه سيت به ل يشهد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم بدر فشق‬
‫عليه‪ ,‬وقال‪ :‬أول مش هد شهده ر سول ال صلى ال عليه و سلم ُغيّبت ع نه‪ ,‬لئن أرا ن ال تعال مشهدا‬
‫فيما بعد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ليين ال عز وجل ما أصنع‪ .‬قال فهاب أن يقول غيها‪,‬‬
‫فشهد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد فاستقبل سعد بن معاذ رضي ال عنه‪ ,‬فقال له أنس‬
‫رضي ال عنه‪ :‬ياأبا عمرو أين واها لريح النة إِن أجده دون أحد قال‪ :‬فقاتلهم حت قتل رضي ال عنه‪,‬‬
‫قال‪ :‬فوجد ف جسده بضع وثاني بي ضربة وطعنة ورمية‪ ,‬فقالت أخته عمت الربيع ابنة النضر فما‬
‫عرفت أخي إِل ببنانه‪ ,‬قال‪ :‬فنلت هذه الَية {من الؤمني رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه فمنهم من‬
‫قضى نبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديل} قال‪ :‬فكانوا يرون أنا نزلت فيه‪ ,‬وف أصحابه رضي ال‬
‫عن هم‪ .‬ورواه م سلم والترمذي والن سائي من حد يث سليمان بن الغية به‪ .‬ورواه الن سائي أيضا وا بن‬
‫طه نوه‪.‬‬ ‫طه بط‬‫طي ال عنط‬ ‫طس رضط‬ ‫طن أنط‬‫طت عط‬ ‫طن ثابط‬
‫طلمة عط‬ ‫طن سط‬‫طث حاد بط‬ ‫طن حديط‬ ‫طر مط‬‫جريط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حيد عن أنس‪ ,‬رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬إِن ع مه يع ن أ نس بن الن ضر ر ضي ال ع نه‪ ,‬غاب عن قتال بدر‪ ,‬قال‪ُ :‬غيّ بت عن أول قتال قاتله‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الشرك ي‪ ,‬لئن ال أشهد ن قتالً للمشرك ي لي ين ال تعال ما أ صنع‪,‬‬
‫قال‪ :‬فلما كان يوم أحد انكشف السلمون‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم إِن أعتذر إِليك ما صنع هؤلء ط يعن أصحابه‬
‫ط وأبرأ إِليك ما جاء به هؤلء ط يعن الشركي ط ث تقدم فلقيه سعد بن معاذ رضي ال عنه دون‬
‫أحد‪ ,‬فقال‪ :‬أنا معك‪ .‬قال سعد رضي ال عنه‪ :‬فلم أستطع أن أصنع ما صنع‪ ,‬فلما قتل قال‪ :‬فوجد فيه‬
‫بضع وثانون ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم‪ ,‬وكانوا يقولون‪ :‬فيه وف أصحابه نزلت {فمنهم من‬
‫قضى نبه ومنهم من ينتظر} وأخرجه الترمذي ف التفسي عن عبد بن حيد‪ ,‬والنسائي فيه أيضا عن‬
‫إِ سحاق بن إِبراه يم‪ ,‬كله ا عن يز يد بن هارون به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن‪ .‬و قد رواه البخاري ف‬

‫‪533‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الغازي عن حسان بن حسان‪ ,‬عن ممد بن طلحة عن مصرف عن حيد عن أنس رضي ال عنه به‪ ,‬ول‬
‫يذكر نزول الَية‪ .‬ورواه ابن جرير من حديث العتمر بن سليمان عن حيد عن أنس رضي ال عنه به‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن الفضل العسقلن‪ ,‬حدثنا سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى‬
‫بن طلحة بن عبيد ال ‪ ,‬حدثن أب عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة رضي ال عنه قال‪ :‬لا‬
‫أن ر جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من أ حد صعد ال نب‪ ,‬فح مد ال تعال وأث ن عل يه‪ ,‬وعزى‬
‫السلمي با أصابم‪ ,‬وأخبهم با لم فيه من الجر والذخر‪ ,‬ث قرأ هذه الَية {من الؤمني رجال صدقو‬
‫ما عاهدوا ال عليه فمنهم من قضى نبه} الَية كلها‪ ,‬فقام إِليه رجل من السلمي فقال‪ :‬يارسول ال‬
‫من هؤلء ؟ فأقبلت وعلي ثوبان أخضران حضرميان‪ ,‬فقال‪« :‬أي ها ال سائل‪ :‬هذا من هم» وكذا رواه ا بن‬
‫جرير من حديث سليمان بن أيوب الطلحي به‪ .‬وأخرجه الترمذي ف التفسي والناقب أيضا‪ ,‬وابن جرير‬
‫من حديث يونس بن بكي عن طلحة بن يي عن موسى وعيسى ابن طلحة عن أبيهما رضي ال عنه‬
‫به‪ .‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ ,‬ل نعرفه إل من حديث يونس‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثنا أحد بن عصام النصاري‬
‫حدثنا أبو عامر ط يعن العقدي ط حدثن إسحاق ط يعن ابن طلحة بن عبيد ال ط عن موسى بن‬
‫طل حة قال‪ :‬دخلت على معاو ية ر ضي ال ع نه‪ ,‬فل ما خر جت دعا ن فقال‪ :‬أل أ ضع عندك ياا بن أ خي‬
‫حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ أشهد لسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫«طلحطططططططططططة منططططططططططط قضطططططططططططى نبططططططط‬
‫ورواه ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا عبد الميد المان عن إسحاق بن يي بن طلحة الطلحي‬
‫عن موسى بن طلحة قال‪ :‬قام معاوية بن أب سفيان رضي ال عنه فقال‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول «طلحة من قضى نبه» ولذا قال ماهد ف قوله تعال‪{ :‬فمنهم من قضى نبه} يعن‬
‫عهده {ومنهم من ينتظر} قال يوما فيه القتال فيصدق ف اللقاء‪ .‬وقال السن {فمنهم من قضى نبه}‬
‫يعن موته على الصدق والوفاء‪ ,‬ومنهم من ينتظر الوت على مثل ذلك‪ ,‬ومنهم من ل يبدل تبديلً‪ ,‬وكذا‬
‫قال قتادة وابططططططن زيططططططد‪ .‬وقال بعضهططططططم‪ ,‬نبططططططه نذره‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ومطا بدلوا تبديلً} أي ومطا غيوا عهدهطم وبدلوا الوفاء بالغدر‪ ,‬بطل اسطتمروا على مطا‬
‫عاهدوا عليطه ومطا نقضوه كفعطل النافقيط الذيطن قالوا {إن بيوتنطا عورة ومطا هطي بعورة إن يريدون إل‬
‫فرارا* ولقد كانوا عاهدوا ال من قبل ل يولون الدبار}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ليجزي ال الصادقي بصدقهم‬
‫ويعذب النافقي إن شاء أو يتوب عليهم} أي إنا يتب عباده بالوف والزلزال ليميز البيث من الطيب‪,‬‬
‫فيظ هر أ مر هذا بالف عل‪ ,‬وأ مر هذا بالف عل‪ ,‬مع أ نه تعال يعلم الش يء ق بل كو نه‪ ,‬ول كن ل يعذب اللق‬
‫‪534‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعلمطه فيهطم حتط يعملوا باط يعلمطه منهطم‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬ولنبلوكطم حتط نعلم الجاهديطن منكطم‬
‫والصابرين ونبلو أخباركم} فهذا علم بالشيء بعد كونه وإن كان العلم السابق حاصلً به قبل وجوده‪,‬‬
‫وكذا قال ال تعال‪{ :‬ما كان ال ليذر الؤمني على ما أنتم عليه حت ييز البيث من الطيب وما كان‬
‫ال ليطلع كم على الغيب} ولذا قال تعال ههنا {ليجزي ال ال صادقي ب صدقهم} أي ب صبهم على ما‬
‫عاهدوا ال عل يه وقيام هم به ومافظت هم عل يه {ويعذب النافق ي} و هم الناقضون لع هد ال الخالفون‬
‫لوامره فا ستحقوا بذلك عقا به‪ ,‬وعذا به‪ ,‬ول كن هم ت ت مشيئ ته ف الدن يا إن شاء ا ستمر ب م على ما‬
‫فعلوا حتط يلقوه فيعذبمط عليطه‪ ,‬وإن شاء تاب عليهطم بأن أرشدهطم إل النوع عطن النفاق إل اليان‬
‫والعمل الصال بعد الفسوق والعصيان‪ ,‬ولا كانت رحته ورأفته تبارك وتعال بلقه فهي الغالبة لغضبه‬
‫قال {إن ال كان غفورا رحيمطططططططططططططططططططططططططططططا}‪.‬‬

‫** وَ َردّ اللّ ُه الّذِي نَ َكفَرُواْ ِب َغيْ ِظهِ مْ َل ْم َينَالُواْ َخيْرا وَكَفَى اللّ ُه الْ ُم ْؤمِنِيَ اْلقِتَا َل وَكَا نَ اللّ هُ َق ِويّا عَزِيزا‬
‫يقول تعال مبا عن الحزاب لا أجلهم عن الدينة با أرسل عليهم من الريح والنود اللية‪ ,‬ولول‬
‫أن ال جعل رسوله رحة للعالي‪ ,‬لكانت هذه الريح عليهم أشد من الريح العقيم الت أرسلها على عاد‪,‬‬
‫ول كن قال تعال‪{ :‬وما كان ال ليعذبم وأنت فيهم} فسلط عليهم هواء فرق شلهم كما كان سبب‬
‫اجتماعهم من الوى‪ ,‬وهم أخلط من قبائل من قبائل شت أحزاب وآراء‪ ,‬فناسب أن يرسل عليهم الواء‬
‫الذي فرق جاعاتم‪ ,‬وردهم خائبي خاسرين بغيظهم وحنقهم‪ ,‬ول ينالوا خيا ل ف الدنيا ما كان ف‬
‫أنفسهم من الظفر والغنم‪ ,‬ول ف الَخرة با تملوه من الَثام ف مبارزة الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫بالعدواة وه هم بقتله وا ستئصال جي شه‪ ,‬و من هم بش يء و صدق ه ه بفعله‪ ,‬ف هو ف القي قة كفاعله‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وك فى ال الؤمن ي القتال} أي ل يتاجوا إِل منازلت هم ومبارزت م ح ت يلو هم‬
‫عن بلد هم‪ ,‬بل ك فى ال وحده ون صر عبده وأ عز جنده‪ ,‬ولذا كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫يقول «ل إله إل ال وحده‪ ,‬صطدق وعده‪ ,‬ونصطر عبده وأعطز جنده‪ ,‬وهزم الحزاب وحده‪ ,‬فل شيطء‬
‫بعده» أخرجاه من حديث أب هريرة رضي ال عنه‪ .‬وف الصحيحي من حديث إساعيل بن أب خالد‬
‫عن ع بد ال بن أ ب أو ف رضي ال عنه قال‪ :‬د عا ر سول ال صلى ال عليه و سلم على الحزاب فقال‬
‫«الل هم منل الكتاب سريع ال ساب‪ ,‬اهزم الحزاب‪ ,‬الل هم اهزم هم وزلزل م»‪ .‬و ف قوله عز و جل‬
‫{وكفى ال الؤمني القتال} إشارة إل وضع الرب بينهم وبي قريش‪ ,‬وهكذا وقع بعدها ل يغزهم‬

‫‪535‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشركون بل غزاهم السلمون ف بلدهم‪ .‬قال ممد بن إسحاق‪ ,‬لا انصرف أهل الندق عن الندق‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغنا «لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا‪ ,‬ولكنكم تغزونم»‬
‫فلم تغز قريش بعد ذلك‪ ,‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم هو يغزوهم بعد ذلك حت فتح ال تعال‬
‫مكة‪ ,‬وهذا الديث الذي ذكره ممد بن إسحاق حديث صحيح‪ ,‬كما قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي عن‬
‫سفيان‪ ,‬حدثن أبو إسحاق قال‪ :‬سعت سليمان بن صرد رضي ال عنه يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم يوم الحزاب «الَن نغزو هم ول يغزون نا» وهكذا رواه البخاري ف صحيحه من حد يث‬
‫الثوري‪ ,‬وإسطرائيل عطن أ ب إسطحاق به‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وكان ال قويا عزيزا} أي بوله وقوتطه رد هم‬
‫خائب ي ل ينالوا خيا‪ ,‬وأ عز ال ال سلم وأهله‪ ,‬و صدق وعده ون صر ر سوله وعبده‪ ,‬فله ال مد وال نة‪.‬‬

‫صيَاصِيهِ ْم وَقَ َذ فَ فِي ُقلُوِبهِ مُ ال ّرعْ بَ فَرِيقا َتقْتُلُو َن‬


‫** َوأَنزَ َل الّذِي َن ظَاهَرُوهُم مّ نْ َأهْلِ اْل ِكتَا بِ مِن َ‬
‫ضهُ ْم وَ ِديَا َرهُ ْم َوَأ ْموَاَلهُ ْم َوأَرْضا ّل ْم تَ َطئُوهَا وَكَا نَ اللّ ُه عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ‬
‫َوتَأْ سِرُونَ فَرِيقا * َوَأوْ َرَثكُ مْ أَرْ َ‬
‫قَدِيرا‬
‫قد تقدم أن بن قريظة لا قدمت جنود الحزاب ونزلوا على الدينة‪ ,‬نقضوا ما كان بينهم وبي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من العهد‪ ,‬وكان ذلك بسفارة حيي بن أخطب النضري لعنه ال‪ ,‬دخل حصنهم‬
‫ول يزل بسيدهم كعب بن أسد حت نقض العهد‪ ,‬وقال له فيما قال‪ :‬ويك قد جئتك بعز الدهر‪ ,‬أتيتك‬
‫بقريطش وأحابيشهطا‪ ,‬وغطفان وأتباعهطا‪ ,‬ول يزالون ههنطا حتط يسطتأصلون ممدا وأصطحابه‪ ,‬فقال له‬
‫ك عب‪ :‬بل وال أتيت ن بذل الد هر‪ ,‬وي ك ياح يي إ نك مشؤوم‪ ,‬فدع نا م نك‪ ,‬فلم يزل يف تل ف الذروة‬
‫والغارب حت أجابه‪ ,‬واشترط له حيي إن ذهب الحزاب ول يكن من أمرهم شيء أن يدخل معهم ف‬
‫الصن‪ ,‬فيكون له أسوتم‪ ,‬فلما نقضت قريظة‪ ,‬وبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ساءه وشق‬
‫عل يه وعلى ال سلمي جدا‪ ,‬فل ما أيده ال تعال ون صره وك بت العداء ورد هم خائب ي بأخ سر صفقة‪,‬‬
‫ورجع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة مؤيدا منصورا‪ ,‬ووضع الناس السلح‪ ,‬فبينما رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم يغت سل من وعثاء تلك الراب طة ف ب يت أم سلمة ر ضي ال عن ها‪ ,‬إذ تبدى له‬
‫جبيل عليه الصلة والسلم معتجرا بعمامة من إستبق على بغلة عليها قطيفة من ديباج‪ ,‬فقال‪ :‬أوضعت‬
‫السلح يارسول ال ؟ قال صلى ال عليه وسلم «نعم» قال لكن اللئكة ل تضع أسلحتها‪ ,‬وهذا الَن‬
‫رجوعي من طلب القوم‪ ,‬ث قال‪ :‬إن ال تبارك وتعال يأمرك أن تنهض إل ب ن قري ظة‪ ,‬و ف روا ية فقال‬

‫‪536‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫له‪ :‬عذيرك من مقاتل أوضعتم السلح ؟ قال «نعم» قال لكنا ل نضع أسلحتنا بعد انض إل هؤلء‪ ,‬قال‬
‫صلى ال عليه وسلم «أين ؟» قال‪ :‬بن قريظة‪ ,‬فإن ال تعال أمرن أن أزلزل عليهم‪ ,‬فنهض رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من فوره‪ ,‬وأمر الناس بالسي إل بن قريظة‪ ,‬وكانت على أميال من الدينة‪ ,‬وذلك‬
‫بعد صلة الظهر‪ ,‬وقال صلى ال عليه وسلم «ل يصلي أحد منكم العصر إل ف بن قريظة» فسار الناس‬
‫فأدركت هم ال صلة ف الطر يق‪ ,‬ف صلى بعض هم ف الطر يق وقالوا‪ :‬ل يرد م نا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ ,‬إل تعج يل ال سي‪ ,‬وقال آخرون‪ :‬ل ن صليها إل ف ب ن قري ظة‪ ,‬فلم يع نف واحدا من الفريق ي‪,‬‬
‫وتبعهم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقد استخلف على الدينة ابن أم مكتوم رضي ال عنه‪ ,‬وأعطى‬
‫الرا ية لعلي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه‪ ,‬ث نازل م ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وحا صرهم خ سا‬
‫وعشر ين ليلة‪ ,‬فل ما طال عل يه الال‪ ,‬نزلوا على ح كم سعد بن معاذ سيد الوس ر ضي ال ع نه‪ ,‬لن م‬
‫كانوا حلفاءهم ف الاهلية‪ ,‬واعتقدوا أنه يسن إليهم ف ذلك‪ ,‬كما فعل عبد ال بن أب ابن سلول ف‬
‫موال يه ب ن قينقاع‪ ,‬ح ي ا ستطلقهم من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ف ظن هؤلء أن سعدا سيفعل‬
‫فيهم كما فعل ابن أب ف أولئك‪ ,‬ول يعلموا أن سعدا رضي ال عنه كان قد أصابه سهم ف أكحله أيام‬
‫الندق‪ ,‬فكواه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف أكحله وأنزله ف قبة السجد ليعوده من قريب‪ ,‬وقال‬
‫سعد ر ضي ال ع نه في ما د عا به‪ ,‬الل هم إن ك نت أبق يت من حرب قر يش شيئا فأبق ن ل ا‪ ,‬وإن ك نت‬
‫وضعت الرب بيننا وبينهم فأفجرها‪ ,‬ول تتن حت تقر عين من بن قريظة‪ ,‬فاستجاب ال تعال دعاءه‪,‬‬
‫وقدر عليهم أن نزلوا على حكمه باختيارهم طلبا من تلقاء أنفسهم فعند ذلك استدعاه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم من الدينة ليحكم فيهم‪ ,‬فلما أقبل وهو راكب على حار قد وطئوا له عليه‪ ,‬جعل الوس‬
‫يلوذون به ويقولون‪ :‬ياسعد إنم مواليك فأحسن فيهم‪ ,‬ويرققونه عليهم ويعطفونه وهو ساكت ل يرد‬
‫عليهم فلما أكثروا عليه قال رضي ال عنه‪ :‬لقد آن لسعد أن ل تأخذه ف ال لومة لئم‪ .‬فعرفوا أنه غي‬
‫مستبقهم‪ ,‬فلما دنا من اليمة الت فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطلم «قوموا إل سطيدكم» فقام إليطه السطلمون‪ ,‬فأنزلوه إعظاما وإكراما واحتراما له فط ملط وليتطه‬
‫ليكون أنفذ لكمه فيهم‪ ,‬فلما جلس قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن هؤلء ط وأشار إليهم‬
‫ط قد نزلوا على حك مك‪ ,‬فاح كم في هم ب ا شئت» فقال ر ضي ال ع نه‪ :‬وحك مي نا فذ علي هم ؟ قال‬
‫صلى ال عليه وسلم «نعم»‪ .‬قال وعلى من ف هذه اليمة ؟ قال «نعم»‪ .‬قال وعلى من ههنا وأشار إل‬
‫الانب الذي فيه رسول ال ‪ ,‬وهو معرض بوجهه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم إجللً وإكراما‬
‫وإعظاما‪ ,‬فقال له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «ن عم»‪ .‬فقال ر ضي ال ع نه‪ :‬إ ن أح كم أن تق تل‬
‫‪537‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مقاتلتهم وتسب ذريتهم وأموالم‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم «لقد حكمت بكم ال تعال‬
‫من فوق سبع أرقعة»‪ ,‬وف رواية «لقد حكمت بكم اللك»‪ ,‬ث أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالخاديطد فخدت فط الرض‪ ,‬وجيطء بمط مكتفيط‪ ,‬فضرب أعناقهطم وكانوا مطا بيط السطبعمائة إل‬
‫الثمانائة‪ ,‬وسب من ل ينبت منهم مع النساء وأموالم‪ ,‬وهذا كله مقرر مفصل بأدلته وأحاديثه وبسطه ف‬
‫كتاب السطية الذي أفردناه موجزا وبسطيطا‪ ,‬ول المطد والنطة‪ .‬ولذا قال تعال‪{ :‬وأنزل الذيطن‬
‫ظاهرو هم} أي عاونوا الحزاب و ساعدوهم على حرب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم { من أ هل‬
‫الكتاب} يع ن ب ن قري ظة من اليهود من ب عض أ سباط ب ن إ سرائيل‪ ,‬كان قد نزل آباؤ هم الجاز قديا‬
‫طمعا ف اتباع ال نب ال مي الذ ين يدو نه مكتوبا عند هم ف التوراة والن يل {فل ما جاء هم ما عرفوا‬
‫كفروا بطططططططططططه} فعليهطططططططططططم لعنطططططططططططة ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬مطن صطياصيهم} يعنط حصطونم‪ ,‬كذا قال ماهطد وعكرمطة وعطاء وقتادة والسطدي‬
‫وغيهم من السلف‪ ,‬ومنه سي صياصي البقر‪ ,‬وهي قرونا لنا أعلى شيء فيها‪{ ,‬وقذف ف قلوبم‬
‫الرعب} و هو الوف‪ ,‬لن م كانوا مالؤوا الشرك ي على حرب ال نب صلى ال عليه و سلم‪ ,‬وليس من‬
‫يعلم ك من ل يعلم‪ ,‬وأخافوا ال سلمي وراموا قتال م ليعزوا ف الدن يا‪ ,‬فانع كس علي هم الال‪ ,‬وانقل بت‬
‫إلي هم القال‪ ,‬انش مر الشركون ففازوا ب صفقة الغبون‪ ,‬فك ما را مو ال عز ذلوا‪ ,‬وأرادوا ا ستئصال ال سلمي‬
‫فا ستئصلوا‪ ,‬وأض يف إل ذلك شقاوة الَخرة ف صارت الملة أن هذه هي ال صفقة الا سرة‪ ,‬ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬فريقا تقتلون وتأسطرون فريقا} قالذيطن قتلوا هطم القاتلة والَسطراء هطم الصطاغر والنسطاء‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا هشيم بن بشي‪ ,‬أخبنا عبد اللك بن عمي عن عطية القرظي قال‪ :‬عرضت‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم يوم قريظة‪ ,‬فشكوا ف‪ ,‬فأمرب النب صلى ال عليه وسلم أن ينظروا هل‬
‫أن بت ب عد‪ ,‬فنظرو ن فلم يدو ن أن بت‪ ,‬فخلي ع ن وألق ن بال سب‪ ,‬وكذا رواه أ هل ال سنن كل هم من‬
‫طرق عن عبد اللك بن عمي به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ,‬ورواه النسائي أيضا من حديث ابن‬
‫جريطج عطن ابطن أبط نيطح عطن ماهطد عطن عطيطة بنحوه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأورثكطم أرضهطم وديارهطم‬
‫وأموالم} أي جعلها لكم من قتلكم لم {وأرضا ل تطؤوها} قيل‪ :‬خيب‪ ,‬وقيل مكة‪ ,‬رواه مالك عن‬
‫ز يد بن أ سلم وق يل فارس والروم‪ ,‬وقال ا بن جر ير يوز أن يكون الم يع مرادا {وكان ال على كل‬
‫شيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططء قديرا}‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬أخبنا ممد بن عمرو عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص قال‪ :‬أخبتن‬
‫عائشطة رضطي ال عنهطا قالت‪ :‬خرجطت يوم الندق أقفوا الناس ف سمعت وئيطد الرض ورائي‪ ,‬فإذا أنطا‬
‫‪538‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بسعد بن معاذ رضي ال عنه‪ ,‬ومعه ابن أخيه الارث بن أوس يمل منة‪ ,‬قالت‪ :‬فجلست إل الرض‪,‬‬
‫فمر سعد رضي ال عنه وعليه درع من حديد قد خرجت منه أطرافه‪ ,‬فأنا أتوف على أطراف سعد‪,‬‬
‫طو يرتزط ويقول‪:‬‬ ‫طر وهط‬‫ط‪ ,‬فمط‬‫طم الناس وأطولمط‬ ‫طن أعظط‬ ‫طه مط‬‫طي ال عنط‬‫طعد رضط‬ ‫قالت وكان سط‬
‫طططل‬ ‫طططن الوت إذا حان الجط‬ ‫طططا أحسط‬ ‫طططا جلمط‬ ‫طططد اليجط‬ ‫طططث قليلً يشهط‬ ‫لبط‬
‫قالت‪ :‬فقمت فاقتحمت حديقة‪ ,‬فإذا فيها نفر من السلمي‪ ,‬وإذا فيها عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫وفي هم ر جل عل يه ت سبغة له‪ ,‬تع ن الغ فر‪ ,‬فقال ع مر ر ضي ال ع نه‪ :‬ما جاء بك ؟ لعمري وال إ نك‬
‫لريئة‪ ,‬وما يؤمنك أن يكون بلء أو يكون توز ؟ قالت‪ :‬فما زال يلومن حت تنيت أن الرض انشقت‬
‫ب ساعتئذ‪ ,‬فدخلت فيها‪ ,‬فرفع الرجل التسبغة عن وجهه‪ ,‬فإذا هو طلحة بن عبيد ال رضي ال عنه‪,‬‬
‫فقال‪ :‬ياع مر وي ك إ نك قد أكثرت م نذ اليوم‪ ,‬وأ ين التحوز أو الفرار إل إل ال تعال ؟ قالت‪ :‬ور مى‬
‫سعدا ر ضي ال ع نه ر جل من قر يش يقال له ا بن العر قة ب سهم له‪ ,‬وقال له‪ :‬خذ ها وأ نا ا بن العر قة‪,‬‬
‫فأ صاب أكحله فقط عه‪ ,‬فدعا ال تعال سعد رضي ال ع نه فقال‪ :‬الل هم ل تتن حت تقر عين من ب ن‬
‫قريظطة‪ ,‬قالت‪ :‬وكانوا حلفاءه ومواليطه فط الاهليطة‪ ,‬قالت‪ :‬فرقطأ كُلْمطه وبعطث ال تعال الريطح على‬
‫الشركي {وكفى ال الؤمني القتال‪ ,‬وكان ال قويا عزيزا}‪ ,‬فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة‪ ,‬ولق‬
‫عيينة بن بدر ومن معه بنجد‪ ,‬ورجعت بنو قريظة فتحصنوا ف صياصيهم‪ ,‬ورجع رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم إل الدي نة‪ ,‬وأ مر بق بة من أدم فضر بت على سعد ر ضي ال ع نه ف ال سجد‪ ,‬قالت‪ :‬فجاءه‬
‫جبيل عليه السلم وإن على ثناياه لنقع الغبار‪ ,‬فقال‪ :‬أوقد وضعت السلح ؟ ل وال ما وضعت اللئكة‬
‫بعد السلح‪ ,‬اخرج إل بن قريظة فقاتلهم‪ ,‬قالت‪ :‬فلبس رسول ال صلى ال عليه وسلم لمته‪ ,‬وأذن ف‬
‫الناس بالرحيل أن يرجوا‪ ,‬فمر على بن تيم وهم جيان السجد‪ ,‬فقال «من مر بكم ؟» قالوا‪ :‬مر بنا‬
‫دحية الكلب‪ ,‬وكان دحية الكلب يشبه ليته وسنه ووجهه جبيل عليه الصلة والسلم‪ ,‬فأتاهم رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم فحا صرهم خ سا وعشر ين ليلة‪ ,‬فل ما اش تد ح صارهم واش تد البلء‪ ,‬ق يل ل م‬
‫انزلوا على ح كم ر سول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فاستشاروا أبا لبابة بن ع بد النذر‪ ,‬فأشار إليهم إنه‬
‫الذبح‪ ,‬قالوا ننل على حكم سعد بن معاذ رضي ال عنه‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «انزلوا‬
‫على حكم سعد بن معاذ» فنلوا‪ ,‬وبعث ر سول ال صلى ال عليه و سلم إل سعد بن معاذ ر ضي ال‬
‫عنه‪ ,‬فأتى به على حار عليه إكاف من ليف قد حل عليه‪ ,‬وحف به قومه فقالوا‪ :‬ياأبا عمرو حلفاؤك‬
‫ومواليك‪ ,‬وأهل النكاية ومن قد علمت‪ ,‬قالت‪ :‬فل يرجع إليهم شيئا ول يلتفت إليهم‪ ,‬حت إذا دنا من‬
‫دورهم التفت إل قومه فقال‪ :‬قد آن ل أن ل أبال ف ال لومة لئم‪ .‬قال‪ :‬قال أبو سعيد فلما طلع‪ ,‬قال‬
‫‪539‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «قوموا إل سيدكم فأنزلوه» فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬سيدنا ال‪ ,‬قال‬
‫«أنزلوه» فأنزلوه‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «احكم فيهم» قال سعد رضي ال عنه‪ :‬فإن‬
‫أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم‪ ,‬وتسب ذراريهم‪ ,‬وتقسم أموالم‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«لقد حكمت فيهم بكم ال وحكم رسوله» ث دعا سعد رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم إن كنت أبقيت‬
‫على نبيك من حرب قريش شيئا فأبق ن لا‪ ,‬وإن كنت قطعت الرب بينه وبينهم فاقبض ن إليك قال‪:‬‬
‫فانف جر كل مه وكان قد برىء م نه إل م ثل الرص‪ ,‬ور جع إل قب ته ال ت ضرب عل يه ر سول ال ‪ ,‬قالت‬
‫عائشة رضي ال عنها‪ :‬فحضره رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي ال عنهما‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫فوالذي نفس ممد بيده‪ ,‬إن لعرف بكاء أب بكر رضي ال عنه من بكاء عمر رضي ال عنه وأنا ف‬
‫حجرت‪ ,‬وكانوا كما قال ال تعال‪{ :‬رحاء بينهم} قال علقمة‪ :‬فقلت أي أمه‪ ,‬فكيف كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يصنع ؟ قالت‪ :‬كانت عينه لتدمع على أحد‪ ,‬ولكنه كان إذا وجد فإنا هو آخذ‬
‫بلحيته صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد ال بن ني عن هشام بن عروة‬
‫عن أب يه عن عائ شة ر ضي ال عن ها نوا من هذا‪ ,‬ولك نه أخ صر م نه‪ ,‬وف يه د عا سعد ر ضي ال ع نه‪.‬‬

‫حيَاةَ ال ّدنْيَا وَزِينَتَهَا َفَتعَالَيْ نَ ُأ َمّتعْكُ ّن َوأُ سَرّ ْحكُنّ سَرَاحا‬


‫** َيَأيّهَا الّنبِ يّ قُل ل ْزوَاجِ كَ إِن كُنتُ ّن تُرِدْ َن الْ َ‬
‫ت مِنكُ نّ أَجْرا عَظِيما‬ ‫سنَا ِ‬
‫جَمِيلً * َوإِن كُنتُ ّن تُ ِردْ نَ اللّ َه وَرَ سُولَ ُه وَالدّارَ الَ ِخ َرةَ فَإِ نّ اللّ هَ َأعَدّ لِلْ ُمحْ ِ‬
‫هذا أمر من ال تبارك وتعال لرسوله صلى ال عليه وسلم بأن يي نساءه بي أن يفارقهن فيذهب إل‬
‫غيه من يصل لن عنده الياة الدنيا وزينتها‪ ,‬وبي الصب على ما عنده من ضيق الال‪ ,‬ولن عند ال‬
‫تعال ف ذلك الثواب الزيل‪ ,‬فاخترن رضي ال عنه نّ وأرضاهن ال ورسوله والدار الَخرة‪ ,‬فجمع ال‬
‫تعال لن بعد ذلك بي خي الدنيا وسعادة الَخرة‪ .‬قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ,‬أخبنا شعيب عن‬
‫الزهري قال‪ :‬أخبن أبو سلمة بن عبد الرحن أن عائشة رضي ال عنها زوج النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أ خبته أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم جاء ها ح ي أمره ال تعال أن ي ي أزوا جه‪ ,‬قالت‪ :‬فبدأ ب‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪« :‬إ ن ذا كر لك أمرا فل عل يك أن ت ستعجلي ح ت ت ستأمري‬
‫أبويك» وقد علم أن أبوي ل يكونا يأمران بفراقه‪ ,‬قالت‪ :‬ث قال‪« :‬إن ال تعال قال‪{ :‬ياأيها النب قل‬
‫لزواجك}» إل تام الَيتي‪ ,‬فقلت له‪ :‬ففي أي هذا أستأمر أبوي‪ ,‬فإن أريد ال ورسوله والدار الَخرة‬
‫؟ وكذا رواه معلقا عن الل يث‪ ,‬حدث ن يو نس عن الزهري عن أ ب سلمة عن عائ شة ر ضي ال عن ها‬

‫‪540‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فذكره‪ ,‬وزاد‪ :‬قالت ث ف عل أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم م ثل مافعلت‪ ,‬و قد ح كى البخاري أن‬
‫معمرا اضطرب فيه‪ ,‬فتارة رواه عن الزهري عن أب سلمة‪ ,‬وتارة رواه عن الزهري عن عروة عن عائشة‬
‫رضطططططططططططططططططططي ال عنهطططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن عبدة الضب‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أب سلمة عن أبيه قال‪:‬‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬لا نزل اليار قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن أريد أن أذكر‬
‫لك أمرا‪ ,‬فل تق ضي ف يه شيئا ح ت ت ستأمري أبو يك» قالت‪ :‬قلت‪ :‬و ما هو يار سول ال ؟ قال فرده‬
‫عليها‪ ,‬فقالت‪ :‬وما هو يارسول ال ؟ قالت فقرأ صلى ال عليه وسلم عليها {يأيها النب قل لزواجك‬
‫إن كن ت تردن الياة الدن يا وزينت ها} إل آ خر الَ ية‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت بل نتار ال ور سوله والدار الَخرة‪,‬‬
‫قالت‪ :‬ففرح بذلك النططططططب صططططططلى ال عليططططططه وسططططططلم‪.‬‬

‫وحدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا ممد بن بشر عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت‪ :‬ل ا نزلت آ ية التخي ي بدأ ب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فقال‪« :‬ياعائ شة إ ن عارض عل يك‬
‫أمرا فل تفتا ت ف يه بش يء ح ت تعرض يه على أبو يك‪ :‬أ ب ب كر وأم رومان ر ضي ال عنه ما» فقالت‪:‬‬
‫يارسول ال وما هو ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قال ال عز وجل‪{ :‬ياأيها النب قل لزواجك إن كنت‬
‫تردن الياة الدنيا وزينت ها فتعال ي أمتع كن وأ سرحكن سراحا جيلً وإن كن ت تردن ال ورسوله والدار‬
‫الَخرة فإن ال أ عد للمح سنات من كن أجرا عظيما} قالت‪ :‬فإ ن أر يد ال ور سوله والدار الَخرة ول‬
‫أؤامر ف ذلك أبوي أبا ب كر وأم رومان رضي ال عنهما‪ .‬فض حك ر سول ال صلى ال عليه وسلم ث‬
‫استقرأ الجر فقال‪« :‬إن عائشة رضي ال عنها قالت كذا وكذا» فقلن‪ :‬ونن نقول مثلما قالت عائشة‬
‫رضي ال عنهن كلهن‪ .‬رواه ابن أب حات عن أب سعيد الشج عن أب أسامة عن ممد بن عمرو به‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وحدثنا سعيد بن يي الموي‪ ,‬حدثنا أب حدثنا ممد بن إِسحاق عن عبد ال بن أب‬
‫بكر عن عمرة عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا نزل على نسائه‬
‫أمر أن ييهن‪ ,‬فدخل علي فقال‪ « :‬سأذكر لك أمرا فل تعجلي حت تستشيي أباك» فقلت‪ :‬وما هو‬
‫يارسول ال ؟ قال‪« :‬إِن أمرت أن أخيكن» وتل عليها آية التخيي إِل آخر الَيتي‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت وما‬
‫الذي تقول‪ :‬لتعجلي حت تستشيي أباك ؟ فإِن أختار ال ورسوله‪ .‬فسر صلى ال عليه وسلم بذلك‪,‬‬
‫وعرض على نسططائه فتتابعططن كلهططن‪ ,‬فاخترن ال وسططوله صططلى ال عليططه وسططلم‪.‬‬

‫‪541‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يزيد بن سنان البصري‪ ,‬حدثنا أبو صال عبد ال بن صال‪ ,‬حدثن الليث‪,‬‬
‫حدثن عقيل عن الزهري‪ ,‬أخبن عبد ال بن عبد ال بن أب ثور عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫قالت عائ شة ر ضي ال عن ها‪ :‬أنزلت آ ية التخي ي‪ ,‬فبدأ ب أول امرأة من ن سائه‪ ,‬فقال صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪« :‬إِ ن ذا كر لك أمرا فل عل يك أن تعجلي ح ت ت ستأمري أبو يك» قالت‪ ,‬و قد علم أن أبوي ل‬
‫يكو نا يأمرا ن بفرا قه‪ ,‬قالت ث قال‪« :‬إِن ال تبارك وتعال قال‪{ :‬ياأي ها ال نب قل لزوا جك} الَيت ي‪,‬‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬فقلت أف هذا أستأمر أبوي ؟ فإِن أريد ال وسوله والدار الَخرة‪ .‬ث خي‬
‫نساءه كلهن‪ ,‬فقلن ما قالت عائشة رضي ال عنهن‪ ,‬وأخرجه البخاري ومسلم جيعا عن قتيبة عن الليث‬
‫عططططن الزهري عططططن عروة عططططن عائشططططة رضططططي ال عنهططططا مثله‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪ ,‬حدث نا الع مش عن م سلم بن صبيح عن م سروق عن عائ شة‬
‫رضي ال عنها قالت‪ :‬خينا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فاخترناه‪ ,‬فلم يعدها علينا شيئا‪ ,‬أخرجاه‬
‫من حديث العمش وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر عبد اللك بن عمرو‪ ,‬حدثنا زكريا بن إِسحاق‬
‫عن أب الزبي عن جابر رضي ال عنه قال‪ :‬أقبل أبو بكر رضي ال عنه يستأذن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم والناس ببابه جلوس‪ ,‬والنب صلى ال عليه وسلم جالس فلم يؤذن له‪ ,‬ث أقبل عمر رضي ال عنه‪,‬‬
‫فا ستأذن فلم يؤذن له‪ ,‬ث أذن ل ب ب كر وع مر ر ضي ال عنه ما‪ ,‬فدخل وال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫جالس وحوله نساؤه‪ ,‬وهو صلى ال عليه وسلم ساكت‪ ,‬فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬لكلمن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم لعله يضحك‪ ,‬فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬يارسول ال لو رأيت ابنة زيد ط امرأة عمر ط‬
‫سألتن النف قة آنفا فوجأت عنق ها‪ ,‬فض حك ال نب صلى ال عل يه و سلم ح ت بدت نواجذه وقال‪ « :‬هن‬
‫حول يسألنن النفقة» فقام أبو بكر رضي ال عنه إِل عائشة ليضربا‪ ,‬وقام عمر رضي ال عنه إِل حفصة‬
‫كله ا يقولن‪ :‬ت سألن ال نب صلى ال عل يه و سلم ما ل يس عنده‪ ,‬فنهاه ا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪ ,‬فقلن‪ :‬وال لنسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد هذا الجلس ما ليس عنده‪ ,‬قال‪ :‬وأنزل‬
‫ال عز وجل اليار‪ ,‬فبدأ بعائشة رضي ال عنها فقال‪« :‬إِن أذكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حت‬
‫تستأمري أبويك» قالت‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬فتل عليها‪{ :‬ياأيها النب قل لزوا جك} الَية‪ ,‬قالت عائ شة‬
‫ر ضي ال عن ها‪ :‬أف يك أ ستأمر أبوي ؟ بل أختار ال تعال ور سوله‪ ,‬وأ سألك أن ل تذ كر لمرأة من‬
‫نسائك ما اخترت‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن ال تعال ل يبعثن معنفا‪ ,‬ولكن بعثن معلما ميسرا‪,‬‬
‫ل تسألن امرأة منهن عما اخترت إِل أخبتا» انفرد بإِخراجه مسلم دون البخاري‪ ,‬فرواه هو والنسائي‬
‫مططططن حديططططث زكريططططا بططططن إِسططططحاق الكططططي بططططه‪.‬‬
‫‪542‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عبد ال بن المام أحد‪ :‬حدثنا سريج بن يونس‪ ,‬حدثنا علي بن هشام بن البيد عن ممد بن‬
‫عبيد ال بن علي بن أب رافع‪ ,‬عن عثمان بن علي بن السي عن أبيه عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬إِن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم خي نساءه الدنيا والَخرة ول ييهن الطلق‪ ,‬وهذا منقطع‪ .‬وقد روي‬
‫عطن السطن وقتادة وغيهاط نوط ذلك‪ ,‬وهطو خلف الظاهطر مطن الَيطة‪ ,‬فإِنطه قال‪{ :‬فتعاليط أمتعكطن‬
‫وأسرحكن سراحا جيلً} أي أعطيكن حقوقكن وأطلق سراحكن‪ ,‬وقد اختلف العلماء ف جواز تزوج‬
‫غيه ل ن لو طلق هن على قول ي‪ ,‬أ صحهما ن عم لو و قع ليح صل الق صود من ال سراح‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال‬
‫عكرمة‪ :‬وكان تته يومئذ تسع نسوة‪ :‬خس من قريش‪ :‬عائشة وحفصة وأم حبيب وسودة وأم سلمة‬
‫ر ضي ال عن هن‪ ,‬وكا نت ت ته صلى ال عل يه و سلم صفية ب نت ح يي النضي ية وميمو نة ب نت الارث‬
‫اللل ية‪ ,‬وزي نب ب نت ج حش ال سدية‪ ,‬وجوير ية ب نت الارث ال صطلقية‪ ,‬ر ضي ال عن هن وأرضا هن‬
‫جيعا‪.‬‬

‫ك عَلَى اللّ ِه يَسِيا *‬


‫ض ْع َفيْنِ وَكَانَ ذَلِ َ‬ ‫ش ٍة ّمبَّيَنةٍ يُضَاعَفْ َلهَا الْعَذَابُ ِ‬
‫ت مِنكُ ّن ِبفَاحِ َ‬
‫** َينِسَآ َء الّنبِيّ مَن َيأْ ِ‬
‫ْنط َوَأ ْعتَدْن َا لَه َا رِزْقا كَرِيا‬
‫ّهط وَرَسطُولِهِ َوَتعْمَلْ صطَالِحا ُن ْؤِتهَططآ أَ ْجرَه َا مَ ّرَتي ِ‬ ‫ُنط لل ِ‬
‫ُتط مِنك ّ‬
‫وَم َن َي ْقن ْ‬
‫يقول ال تعال واعظا نساء النب صلى ال عليه وسلم اللت اخترن ال ورسوله والدار الَخر‪ ,‬واستقر‬
‫أمرهن تت رسول ال صلى ال عليه وسلم فناسب أن يبهن بكمهن وتصيصهن دون سائر النساء‬
‫بأن من يأت منهن بفاحشة مبينة‪ .‬قال بن عباس رضي ال عنهما‪ :‬وهي النشوز وسوء اللق‪ ,‬وعلى كل‬
‫تقدير فهو شرط‪ ,‬والشرط ل يقتضي الوقوع كقوله تعال‪{ :‬ولقد أوحي إِليك وإِل الذين من قبلك لئن‬
‫أشر كت ليحب طن عملك} وكقوله عز و جل‪{ :‬ولو أشركوا ل بط عن هم ما كانوا يعملون} { قل إِن‬
‫كان للرح ن ولد فأ نا أول العابد ين} {لو أراد ال أن يت خذ ولدا ل صطفى م ا يلق ما يشاء سبحانه‬
‫هوال الوا حد القهار} فل ما كا نت ملت هن رفي عة نا سب أن ي عل الذ نب لو و قع من هن مغلظا صيانة‬
‫لنابن وحجابن الرفيع‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬من يأن منكن بفاحشة مبينة يضاعف لا العذاب ضعفي}‬
‫قال مالك عن زيد بن أسلم {يضاعف لا العذاب ضعفي} قال‪ :‬ف الدنيا والَخرة‪ ,‬وعن ابن أب نيح‬
‫عن ما هد مثله { وكان ذلك على ال ي سيا} أي سهلً هينا‪ ,‬ث ذ كر عدله وفضله ف قوله‪{ :‬و من‬
‫يقنت منكن ل ورسوله} أي ويستجب {نؤتا أجرها مرتي وأعتدنا لا رزقا كريا} أي ف النة فإِنن‬

‫‪543‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف منازل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف أعلى العليي‪ ,‬فوق منازل جيع اللئق ف الوسيلة الت هي‬
‫أقرب منازل النطططططططططططططططططططططططططططططططة إِل العرش‪.‬‬

‫ضعْ نَ بِاْل َقوْلِ َفيَطْ َم َع الّذِي فِي َق ْلبِ هِ َمرَ ضٌ وَقُلْ َن‬
‫خَ‬ ‫ستُنّ َكأَحَ ٍد مّ َن النّ سَآءِ إِ ِن اتّ َقْيتُ نّ َفلَ َت ْ‬ ‫** َينِ سَآ َء الّنبِ يّ لَ ْ‬
‫لةَ وَآتِيَ الزّكَطا َة َوأَ ِطعْنَ‬ ‫صَ‬ ‫ج الْجَاهِِلّيةِ الُوَلىَ َوأَقِ ْم َن ال ّ‬ ‫َقوْلً ّمعْرُوفا * وَقَرْنَ فِي ُبيُوتِكُ ّن وَ َل َتبَرّجْ َن َتبَ ّر َ‬
‫ت َويُ َطهّرَكُ ْم تَ ْطهِيططرا * وَاذْكُط ْر َن مَا‬ ‫ب عَنكُطمُ الرّجْ سَ َأهْ َل اْلبَيْ ِ‬ ‫اللّ َه وَرَ سُولَهُ ِإنّمَا يُرِيدُ اللّ هُ ِليُ ْذهِ َ‬
‫طَ لَطِيفا َخبِيا‬ ‫طَ كَانط‬ ‫طّ اللّهط‬ ‫طط َمةِ إِنط‬ ‫حكْطط‬ ‫ط وَالْ ِ‬ ‫طِ اللّهطِ‬ ‫ط آيَاتط‬ ‫ط ّن مِنطْ‬ ‫طَلىَ فِطي ُبيُوِتكُطط‬ ‫ُيتْطط‬
‫هذه آداب أمر ال تعال با نساء النب صلى ال عليه وسلم ونساء المة تبع لن ف ذلك‪ ,‬فقال تعال‬
‫ماطبا لنساء النب صلى ال عليه وسلم بأنن إِذا اتقي ال عز وجل كما أمرهن‪ ,‬فإِنه ل يشبههن أحد‬
‫من النساء ول يلحقهن ف الفضيلة والنلة‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬فل تضعن بالقول} قال السدي وغيه‪ :‬يعن‬
‫بذلك ترقيق الكلم إِذا خاطب الرجال‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فيطمع الذي ف قلبه مرض} أي دغل {وقلن‬
‫قولً معروفا} قال ابن زيد‪ :‬قولً حسنا جيلً معروفا ف الي‪ ,‬ومعن هذا أنا تاطب الجانب بكلم‬
‫ليططس فيططه ترخيططم‪ ,‬أي لتاطططب الرأة الجانططب كمططا تاطططب زوجهططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وقرن ف بيوتكن} أي الزمن فل ترجن لغي حاجة‪ ,‬ومن الوائج الشرعية الصلة ف‬
‫السجد بشرطه كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تنعوا إِماء ال مساجد ال وليخرجن وهن‬
‫تفلت» وف رواية «وبيوتن خي لن»‪ .‬وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا حيد بن مسعدة‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫رجاء الكل ب روح بن ال سيب ث قة‪ ,‬حدث نا ثا بت البنا ن عن أ نس ر ضي ال ع نه قال‪ :‬جئن الن ساء إِل‬
‫رسول ال فقلن‪ :‬يارسول ال ذهب الرجال بالفضل والهاد ف سبيل ال تعال‪ ,‬فما لنا عمل ندرك به‬
‫ع مل الجاهد ين ف سبيل ال تعال‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من قعدت ط أو كل مة‬
‫نوها ط منكن ف بيتها‪ ,‬فإِنا تدرك عمل الجاهدين ف سبيل ال تعال» ث قال‪ :‬ل نعلم رواه عن ثابت‬
‫إِل روح بطططن السطططيب‪ ,‬وهطططو رجطططل مطططن أهطططل البصطططرة مشهور‪.‬‬
‫وقال البزار أيضا‪ :‬حدثنا ممد الثن‪ ,‬حدثن عمرو بن عاصم‪ ,‬حدثنا هام عن قتادة عن مورّق عن أب‬
‫الحوص عن عبد ال رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إِن الرأة عورة‪ ,‬فإِذا خرجت‬
‫استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربا وهي ف قعر بيتها» رواه الترمذي عن بندار عن عمرو‬
‫بن عا صم به نوه‪ .‬وروى البزار بإِ سناده التقدم وأ بو داوود أيضا عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال‬

‫‪544‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«صلة الرأة ف مدعها أفضل من صلتا ف بيتها‪ ,‬وصلتا ف بيتها أفضل من صلتا ف حجرتا» وهذا‬
‫إِسطططططططططططططططططططناد جيطططططططططططططططططططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تطبجن تطبج الاهليطة الول} قال ماهطد‪ :‬كانطت الرأة ترج تشطي بيط يدي‬
‫الرجال‪ ,‬فذلك تبج الاهل ية‪ .‬وقال قتادة {ول تبجن تبج الاهل ية الول} يقول‪ :‬إِذا خرج ت من‬
‫بيوتكن وكانت لن مشية وتكسر وتغنج‪ ,‬فنهى ال تعال عن ذلك‪ ,‬وقال مقاتل بن حيان {ول تبجن‬
‫تبج الاهلية الول} والتبج أنا تلقي المار على رأسها ول تشده‪ ,‬فيواري قلئدها وقرطها وعنقها‪,‬‬
‫ويبدو ذلك كله منهططا‪ ,‬وذلك التططبج‪ ,‬ثطط عمططت نسططاء الؤمنيطط فطط التططبج‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن زهي‪ ,‬حدثنا موسى بن إساعيل حدثنا داود ابن أب الفرات‪ ,‬حدثنا علي‬
‫بن أح ر عن عكر مة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬تل هذه الَ ية {ول تبجن تبج الاهل ية‬
‫الول} قال‪ :‬كا نت في ما ب ي نوح وإِدر يس‪ ,‬وكا نت ألف سنة‪ ,‬وإِن بطن ي من ولد آدم كان أحده ا‬
‫يسكن السهل والَخر يسكن البل‪ ,‬وكان رجال البل صباحا‪ ,‬وف النساء دمامة‪ .‬وكان نساء السهل‬
‫صباحا وف الرجال دمامة‪ ,‬وإِن إِبليس لعنه ال أتى رجلً من أهل السهل ف صورة غلم‪ ,‬فآجر نفسه‬
‫م نه فكان يد مه‪ ,‬فات ذ إِبل يس شيئا من م ثل الذي ير مز ف يه الرعاء‪ ,‬فجاء ف يه ب صوت ل ي سمع الناس‬
‫مثله‪ ,‬فبلغ ذلك من حوله فانتابو هم ي سمعون إِل يه‪ ,‬واتذوا عيدا يتمعون إِل يه ف ال سنة‪ ,‬في تبج الن ساء‬
‫للرجال‪ ,‬قال ويتزين الرجال لن‪ ,‬وإِن رجلً من أهل البل هجم عليهم ف عيدهم ذلك‪ ,‬فرأى النساء‬
‫و صباحتهن‪ ,‬فأ تى أ صحابه فأ خبهم بذلك‪ ,‬فتحولوا إِلي هن فنلوا مع هن‪ ,‬وظهرت الفاح شة في هن‪ ,‬فهو‬
‫قول ال تعال‪{ :‬ول تططططططططبجن تططططططططبج الاهليططططططططة الول}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأقمن الصلة وآتي الزكاة وأطعن ال ورسوله} ناهن أولً عن الشر ث أمرهن بالي‬
‫من إِقامة الصلة وهي عبادة ال وحده ل شريك له‪ ,‬وإِيتاء الزكاة وهي الحسان إِل الخلوقي {وأطعن‬
‫ال ورسوله} وهذا من باب عطف العام على الاص‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إِنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس‬
‫أ هل الب يت ويطهر كم تطهيا} وهذا نص ف دخول أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم ف أ هل الب يت‬
‫ههنا‪ ,‬لنن سبب نزول هذه الَية وسبب النول داخل فيه قولً واحدا إِما وحده على قول أو مع غيه‬
‫على ال صحيح‪ .‬وروى ا بن جر ير عن عكر مة أ نه كان ينادي ف ال سوق {إِن ا ير يد ال ليذ هب عن كم‬
‫الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} نزلت ف نساء النب صلى ال عليه وسلم خاصة‪ .‬وهكذا روى‬
‫ابن أب حات قال‪ :‬حدثنا علي بن حرب الوصلي‪ ,‬حدثنا زيد بن البّاب حدثنا حسي بن واقد عن يزيد‬
‫النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس‬
‫‪545‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أهل البيت} قال‪ :‬نزلت ف نساء النب صلى ال عليه وسلم خاصة‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬من شاء باهلته أنا‬
‫نزلت ف شأن ن ساء ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فإِن كان الراد أن ن كن سبب النول دون غي هن‬
‫ف صحيح‪ ,‬وإِن أريد أن ن الراد ف قط دون غي هن ففيه ن ظر‪ ,‬فإِنه قد وردت أحاديث تدل على أن الراد‬
‫أعطططططططططططططططططططم مطططططططططططططططططططن ذلك‪:‬‬
‫(الديث الول)‪ :‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬أخبنا علي بن زيد عن أنس بن مالك‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ير بباب فاطمة رضي ال عنها ستة أشهر‬
‫إِذا خرج إِل صلة الفجر يقول‪« :‬الصلة ياأهل البيت‪ ,‬إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت‬
‫ويطهركطم تطهيا» رواه الترمذي عطن عبطد بطن حيطد عطن عفان بطه‪ .‬وقال‪ :‬حسطن غريطب‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن وكيع‪ ,‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا يونس عن أب إِسحاق‪ ,‬أخبن‬
‫أبو داود عن أب المراء قال‪ :‬رابطت الدينة سبعة أشهر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم إِذا طلع الفجر جاء إِل باب علي وفاطمة رضي ال عنهما‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫«الصلة الصلة‪ ,‬إِنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا» أبو داود العمى هو‬
‫نفيطططططططططططططططططع بطططططططططططططططططن الارث كذاب‪.‬‬
‫(حديث آخر) وقال المام أحد أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن مصعب‪ ,‬حدثنا الوزاعي‪ ,‬حدثنا شداد أبو‬
‫عمار قال‪ :‬دخلت على واثلة بطن السطقع رضطي ال عنطه‪ .‬وعنده قوم‪ ,‬فذكروا عليا رضطي ال عنطه‬
‫فشتموه‪ ,‬فشت مه مع هم‪ ,‬فل ما قاموا قال ل‪ :‬شت مت هذا الر جل ؟ قلت‪ :‬قد شتموه فشتم ته مع هم‪ ,‬أل‬
‫أخبكم با رأيت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قلت‪ :‬بلى ‪ ,‬قال‪ :‬أتيت فاطمة رضي ال عنها‬
‫أسألا عن علي رضي ال عنه‪ ,‬فقالت‪ :‬توجه إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فجلست أنتظره حت‬
‫جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسي رضي ال عنهم‪ ,‬آخذ كل واح ٍد منهما‬
‫بيده حت دخل فأدن عليا وفاطمة رضي ال عنهما‪ ,‬وأجلسهما بي يديه‪ ,‬وأجلس حسنا وحسينا رضي‬
‫ال عنهما كل واحد منها على فخذه‪ ,‬ث لف عليهم ثوبه أو قال كساءه‪ ,‬ث تل صلى ال عليه وسلم‬
‫هذه الَية {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} وقال‪« :‬اللهم هؤلء أهل‬
‫بيتططططططططط‪ ,‬وأهطططططططططل بيتططططططططط أحطططططططططق»‪.‬‬
‫و قد رواه أ بو جع فر بن جر ير عن ع بد الكر ي بن أ ب عم ي عن الول يد بن م سلم‪ ,‬عن أ ب عمرو‬
‫الوزاعي بسنده نوه‪ ,‬زاد ف آخره قال واثلة رضي ال عنه‪ :‬فقلت وأنا ط يارسول ال صلى ال عليك‬
‫ط من أهلك ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وأنت من أهلي» قال واثلة رضي ال عنه‪ :‬وإِنا من أرجى‬
‫‪546‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماأرتي‪ ,‬ث رواه أيضا عن عبد العلى بن واصل عن الفضل بن دكي‪ ,‬عن عبد السلم بن حرب عن‬
‫كلثوم الحارب عن شداد بن أب عمار قال‪ :‬إِن لالس عند واثلة بن السقع رضي ال عنه‪ ,‬إِذ ذكروا‬
‫عليا رضي ال عنه فشتموه‪ ,‬فلما قاموا قال‪ :‬اجلس حت أخبك عن هذا الذي شتموه إِن عند رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إِذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسي رضي ال عنهم‪ ,‬فألقى صلى ال عليه وسلم‬
‫عليهم كساء له ث قال لم‪« :‬اللهم هؤلء أهل بيت‪ ,‬اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيا» قلت‪:‬‬
‫يارسطول ال وأنطا ؟ قال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬وأنطت» قال‪ :‬فوال إِناط لوثطق عمطل عندي‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد ال بن ني‪ ,‬حدثنا عبد اللك بن أب سليمان عن عطاء بن‬
‫أب رباح‪ ,‬حدثن من سع أم سلمة رضي ال عنها تذكر أن النب صلى ال عليه وسلم كان ف بيتها‪,‬‬
‫فأتته فاطمة رضي ال عنها ببمة فيها خزيرة‪ ,‬فدخلت عليه با فقال صلى ال عليه وسلم لا‪« :‬ادعي‬
‫زوجك وابنيك» قالت‪ :‬فجاء علي وحسن وحسي رضي ال عنهم‪ ,‬فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من‬
‫تلك الزيرة وهو على منامة له‪ ,‬وكان تته صلى ال عليه وسلم كساء خيبي‪ ,‬قالت‪ :‬وأنا ف الجرة‬
‫أصلي‪ ,‬فأنزل ال عز وجل هذه الَية {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا}‬
‫قالت رضي ال عنها‪ :‬فأخذ صلى ال عليه وسلم فضل الكساء فغطاهم به‪ ,‬ث أخرج يده فألوى با إِل‬
‫ال سماء ث قال‪« :‬الل هم هؤلء أ هل بي ت وخا صت‪ ,‬فأذ هب عن هم الر جس وطهر هم تطهيا» قالت‪:‬‬
‫فأدخلت رأسي البيت‪ ,‬فقلت‪ :‬وأنا معكم يارسول ال ؟ فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِنك إِل خي‪ ,‬إِنك‬
‫إِل خيطط» فطط إِسططناده مططن ل يسططم وهططو شيططخ عطاء‪ ,‬وبقيططة رجاله ثقات‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا مصعب بن القداد‪ ,‬حدثنا سعيد بن زرب عن‬
‫م مد بن سيين عن أ ب هريرة عن أم سلمة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬جاءت فاط مة ر ضي ال عن ها إِل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ببمة لا قد صنعت فيها عصيدة‪ ,‬تملها على طبق‪ ,‬فوضعتها بي يديه‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬أين ابن عمك وابناك ؟» فقالت رضي ال عنها ف البيت‪ ,‬فقال صلى ال‬
‫عل يه و سلم‪« :‬ادعي هم» فجاءت إِل علي ر ضي ال ع نه فقالت‪ :‬أ جب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫أنت وابناك‪ ,‬قالت أم سلمة رضي ال عنها‪ :‬فلما رآهم مقبلي مد صلى ال عليه وسلم يده إِل كساء‬
‫كان على النا مة‪ ,‬فمده وب سطه وأجل سهم عل يه ث أ خذ بأطراف الك ساء الرب عة بشماله‪ ,‬فض مه فوق‬
‫رؤو سهم‪ ,‬وأو مأ بيده اليم ن إِل ر به فقال «الل هم هؤلء أ هل بي ت‪ ,‬فأذ هب عن هم الر جس وطهر هم‬
‫تطهيا»‪.‬‬

‫‪547‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد حدثنا عبد ال بن عبد القدوس‪ ,‬عن العمش عن‬
‫حكيم بن سعد قال‪ :‬ذكرنا علي بن أب طالب رضي ال عنه عند أم سلمة رضي ال عنها فقالت‪ :‬ف‬
‫بي ت نزلت {إن ا ير يد ال ليذ هب عن كم الر جس أ هل الب يت ويطهر كم تطهيا} قالت أم سلمة‪ :‬جاء‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إِل بي ت فقال‪« :‬لتأذ ن ل حد» فجاءت فاط مة ر ضي ال عن ها‪ ,‬فلم‬
‫أ ستطع أن أحجب ها عن أبي ها‪ ,‬ث جاء ال سن ر ضي ال ع نه‪ ,‬فلم أ ستطع أن أمن عه أن يد خل على جده‬
‫وأمه‪ ,‬ث جاء السي فلم أستطع أن أحجبه عن جده صلى ال عليه وسلم وأمه رضي ال عنها ث جاء‬
‫علي ر ضي ال ع نه‪ ,‬فلم أ ستطع أن أحج به‪ ,‬فاجتمعوا فجلل هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بك ساء‬
‫كان عل يه‪ ,‬ث قال‪« :‬هؤلء أ هل بي ت‪ ,‬فأذ هب عن هم الر جس وطهر هم تطهيا» فنلت هذه الَ ية ح ي‬
‫اجتمعوا على الب ساط‪ ,‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يار سول ال وأ نا ؟ قالت‪ :‬فوال ماأن عم‪ ,‬وقال‪« :‬إِ نك إِل خ ي»‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) قال المام أح د‪ :‬حدث نا م مد بن جع فر‪ ,‬حدث نا عوف عن أ ب العدل عن عط ية‬
‫الطفاوي عن أبيه قال‪ :‬إِن أم سلمة رضي ال عنها حدثته قالت‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ف بيت يوما إِذ قالت الادم‪ :‬إِن فاطمة وعليا رضي ال عنهما بالسدة‪ ,‬قالت‪ :‬فقال ل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم «قومي فتنحي عن أهل بيت» قالت‪ :‬فقمت فتنحيت ف البيت قريبا‪ ,‬فدخل علي وفاطمة‬
‫ومعه ما ال سن وال سي ر ضي ال عن هم‪ ,‬وه ا صبيان صغيان‪ ,‬فأ خذ ال صبيي فوضعه ما ف حجره‬
‫فقبلهما‪ ,‬واعتنق عليا رضي ال عنه بإِحدى يديه‪ ,‬وفاطمة رضي ال عنها بال يد الخرى‪ ,‬وقبل فاطمة‬
‫وق بل عليا‪ :‬وأغدق علي هم خي صة سوداء‪ ,‬وقال «الل هم إِل يك ل إِل النار أ نا وأ هل بي ت» قالت‪ :‬فقلت‬
‫وأنططططا يارسططططول ال ؟ فقال صططططلى ال عليططططه وسططططلم‪« :‬وأنططططت»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا السن بن عطية‪ ,‬حدثنا فضيل بن مرزوق عن‬
‫عطية عن أب سعيد عن أم سلمة رضي ال عنها قالت‪ :‬إِن هذه الَية نزلت ف بيت {إنا يريد ال ليذهب‬
‫عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} قالت‪ :‬وأنا جالسة على باب البيت‪ ,‬فقلت‪ :‬يارسول ال‬
‫ألست من أهل البيت ؟ فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِنك إِل خي‪ ,‬أنت من أزواج النب صلى ال عليه‬
‫و سلم» قالت‪ :‬و ف الب يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وعلي وفاط مة وال سن وال سي ر ضي ال‬
‫عنهطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫(طريق أخرى) رواها ابن جرير أيضا عن أب كريب عن وكيع عن عبد الميد بن برام عن شهر بن‬
‫حوشططططططب عططططططن أم سططططططلمة رضططططططي ال عنهططططططا‪.‬‬

‫‪548‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن ملد‪ ,‬حدثن موسى بن يعقوب‪,‬‬
‫حدثن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أب وقاص‪ ,‬عن عبد ال بن وهب بن زمعة قال‪ :‬أخبتن أم سلمة‬
‫رضي ال عنها قالت‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم جع عليا وفاطمة والسن والسي رضي ال‬
‫عنهم‪ ,‬ث أدخلهم تت ثوبه‪ ,‬ث جأر إِل ال عز وجل ث قال‪« :‬هؤلء أهل بيت» قالت أم سلمة رضي‬
‫ال عنهطا‪ :‬فقلت يارسطول ال أدخلنط معهطم‪ ,‬فقال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬أنطت مطن أهلي»‪.‬‬
‫(طريق أخرى) رواها ابن جرير أيضا عن أحد بن ممد الطوسي‪ ,‬عن عبد الرحن بن صال‪ ,‬عن ممد‬
‫بن سليمان الصبهان‪ ,‬عن يي بن عبيد الكي عن عطاء ‪ ,‬عن عمر بن أب سلمة عن أمه رضي ال عنها‬
‫بنحططططططططططططططططططططططططططططططططططططططو ذلك‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا وكيع ممد بن بشي عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية‬
‫بنت شيبة قالت‪ :‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬خرج النب صلى ال عليه وسلم ذات غداة وعليه مر طٌ‬
‫مرحل من شعر أسود‪ ,‬فجاء السن رضي ال عنه فأدخله معه‪ ,‬ث جاء السي فأدخله معه ث جاءت‬
‫فاطمة فأدخلها معه ث جاء علي رضي ال عنه فأدخله معه‪ ,‬ث قال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬إنا يريد ال‬
‫ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} رواه مسلم عن أب بكر بن أب شيبة عن ممد بن‬
‫بشططططططططططططططططططططر بططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سريج بن يونس أبو الارث‪ ,‬حدثنا ممد بن يزيد‬
‫عن العوام يعن ابن حوشب رضي ال عنه عن عم له قال‪ :‬دخلت مع أب على عائشة رضي ال عنها‬
‫فسألتها عن علي رضي ال عنه‪ ,‬فقالت رضي ال عنها‪ :‬تسألن عن رجل من أحب الناس إِل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكانت تته ابنته وأحب الناس إِليه ؟ لقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫د عا عليا وفاط مة وح سنا وح سينا ر ضي ال عن هم‪ ,‬فأل قى علي هم ثوبا فقال‪« :‬الل هم هؤلء أ هل بي ت‪,‬‬
‫فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيا» قالت‪ :‬فدنوت منهم فقلت‪ :‬يارسول ال‪ ,‬وأنا من أهل بيتك ؟‬
‫فقال صططططلى ال عليططططه وسططططلم‪« :‬تنحططططي فإِنططططك على خيطططط»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا بكر بن يي بن زبان العني‪ ,‬حدثنا مندل عن‬
‫العمش عن عطية عن أب سعيد رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «نزلت هذه‬
‫الَية ف خسة‪ :‬فّ وف علي وحسن وحسي وفاطمة {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت‬
‫ويطهركم تطهيا}» قد تقدم أن فضيل بن مرزوق رواه عن عطية عن أب سعيد عن أم سلمة رضي ال‬

‫‪549‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنها كما تقدم‪ ,‬وروى ابن أب حات من حديث هارون بن سعد العجلي عن عطية عن أب سعيد رضي‬
‫ال عنطططططططططططططه موقوفا‪ ,‬وال سطططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن الثن‪ ,‬حدثنا أبو بكر النفي‪ ,‬حدثنا بكي بن مسمار قال‪:‬‬
‫سعت عامر بن سعد رضي ال عنه قال‪ :‬قال سعد رضي ال عنه‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ح ي نزل عل يه الو حي‪ ,‬فأ خذ عليا وابن يه وفاط مة ر ضي ال عن هم‪ ,‬فأدخل هم ت ت ثو به ث قال‪« :‬رب‬
‫هؤلء أهلي وأهطططططططططططططططططل بيتططططططططططططططططط»‪.‬‬
‫(حديث آخر) وقال مسلم ف صحيحه‪ :‬حدثن زهي بن حرب وشجاع بن ملد‪ ,‬عن ابن علية‪ ,‬قال‬
‫زهي‪ :‬حدثنا إِساعيل بن إِبراهيم‪ ,‬حدثن أبو حيان حدثن يزيد بن حبان قال‪ :‬انطلقت أنا وحصي بن‬
‫سبة وعمر بن مسلمة إِل زيد بن أرقم رضي ال عنه‪ ,‬فلما جلسنا إِليه قال له حصي‪ :‬لقد لقيت يازيد‬
‫خيا كثيا رأ يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و سعت حدي ثه‪ ,‬وغزوت م عه‪ ,‬و صليت خل فه‪ ,‬ل قد‬
‫لقيت يا زيد خيا كثيا‪ .‬حدثنا يا زيد ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ياابن أخي‬
‫وال لقد كبت سن‪ ,‬وقدم عهدي‪ ,‬ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫ف ما حدثت كم فاقبلوا‪ ,‬ومال فل تكلفونيه‪ ,‬ث قال‪ :‬قام في نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما خطيبا‬
‫باء يدعى خا‪ ,‬بي مكة والدينة‪ ,‬فحمد ال تعال وأثن عليه‪ ,‬ووعظ وذكر ث قال‪« :‬أما بعد‪ ,‬أل أيها‬
‫الناس فإِنا أنا بشر يوشك أن يأتين رسول رب فأجيب‪ ,‬وأنا تارك فيكم ثقلي‪ :‬أولما كتاب ال تعال‪,‬‬
‫فيه الدى والنور فخذوا بكتاب ال واستمسكوا به» فحث على كتاب ال عز وجل ورغب فيه‪ ,‬ث قال‬
‫«وأهل بيت أذكركم ال ف أهل بيت‪ ,‬أذكركم ال ف أهل بيت» ثلثا‪ ,‬فقال له حصي‪ :‬ومن أهل بيته‬
‫يازيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال‪ :‬نساؤه من أهل بيته‪ ,‬ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده‪,‬‬
‫قال‪ :‬ومن هم ؟ قال‪ :‬هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس رضي ال عنهم‪ ,‬قال‪ :‬كل هؤلء‬
‫طططططططططططططططم‪.‬‬ ‫طططططططططططططططدقة بعده ؟ قال‪ :‬نعط‬ ‫حرم الصط‬
‫ث رواه عن ممد بن بكار بن الريان عن حسان بن إِبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان‬
‫عن زيد بن أرقم رضي ال عنه‪ ,‬فذكر الديث بنحو ما تقدم‪ ,‬وفيه فقلت له‪ :‬من أهل بيته نساؤه ؟ قال‪:‬‬
‫ل‪ ,‬وا ي ال إِن الرأة تكون مع الر جل الع صر من الد هر‪ ,‬ث يطلق ها فتر جع إِل أبي ها‪ ,,‬أ هل بي ته أ صله‬
‫وعصططططططططططبته الذيططططططططططن حرموا الصططططططططططدقة بعده‪.‬‬
‫هكذا وقع ف هذه الرواية‪ ,‬والول أول والخذ با أحرى‪ .‬وهذه الثانية تتمل أنه أراد تفسي الهل‬
‫الذكور ين ف الد يث الذي رواه‪ ,‬إِن ا الراد ب م آله الذ ين حرموا ال صدقة‪ ,‬أو أ نه ل يس الراد بال هل‬
‫‪550‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزواج ف قط‪ ,‬بل هم مع آله‪ ,‬وهذا الحتمال أر جح جعا بينه ما وب ي الرواية ال ت قبلها‪ ,‬وجعا أيضا‬
‫بي القرآن والحاديث التقدمة إِن صحت‪ ,‬فإِن ف بعض أسانيدها نظرا‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬ث الذي ل شك فيه‬
‫من تدبر القرآن أن نساء النب صلى ال عليه وسلم داخلت ف قوله تعال‪{ :‬إنا يريد ال ليذهب عنكم‬
‫الرجطس أهطل البيطت ويطهركطم تطهيا} فإِن سطياق الكلم معهطن‪ ,‬ولذا قال تعال بعطد هذا كله‪:‬‬
‫{واذكرن ما يتلى ف بيوتكن من آيات ال والكمة} أي واعملن با ينل ال تبارك وتعال على رسوله‬
‫صلى ال عل يه و سلم ف بيوت كن من الكتاب وال سنة‪ ,‬قاله قتادة وغ ي وا حد‪ ,‬واذكرن هذه النع مة ال ت‬
‫خصصت با من بي الناس‪ ,‬أن الوحي ينل ف بيوتكن دون سائر الناس‪ ,‬وعائشة الصديقة بنت الصديق‬
‫رضي ال عنهما أولهن بذه النعمة‪ ,‬وأحظاهن بذه الغنيمة‪ ,‬وأخصهن من هذه الرحة العميمة‪ ,‬فإِنه ل‬
‫ينل على رسول ال صلى ال عليه وسلم الوحي ف فراش امرأة سواها‪ ,‬كما نص على ذلك صلوات ال‬
‫و سلمه عل يه‪ .‬قال ب عض العلماء رح ه ال‪ :‬لنه ل يتزوج بكرا سواها‪ ,‬ول ينم معها ر جل ف فراشها‬
‫سواه صلى ال عليه وسلم ورضي ال عنها‪ ,‬فناسب أن تصص بذه الزية‪ ,‬وأن تفرد بذه الرتبة العليا‪,‬‬
‫ول كن إِذا كان أزوا جه من أ هل بي ته‪ ,‬فقراب ته أ حق بذه الت سمية‪ ,‬ك ما تقدم ف الد يث «وأ هل بي ت‬
‫أحق»‪ .‬وهذا مايشبه ماثبت ف صحيح مسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا سئل عن السجد‬
‫الذي أ سس على التقوى من أول يوم‪ ,‬فقال‪ « :‬هو م سجدي هذا» فهذا من هذا القب يل‪ ,‬فإِن الَ ية إِن ا‬
‫نزلت ف م سجد قباء ك ما ورد ف الحاد يث ال خر‪ ,‬ول كن إِذا كان ذاك أ سس على التقوى من أول‬
‫يوم‪ ,‬فمسططجد رسططول ال صططلى ال عليططه وسططلم أول بتسططميته بذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو الوليد‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن حصي بن عبد الرحن عن‬
‫أب جيلة قال‪ :‬إِن السن بن علي رضي ال عنهما استخلف حي قتل علي رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬فبينما‬
‫هو يصلي إِذ وثب عليه رجل فطعنه بنجره‪ ,‬وزعم حصي أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بن أسد‪,‬‬
‫وح سن ر ضي ال ع نه ساجد‪ .‬قال‪ :‬فيزعمون أن الطع نة وق عت ف ور كه‪ ,‬فمرض من ها أشهرا ث برأ‪,‬‬
‫فقعد على النب فقال‪ :‬ياأهل العراق اتقوا ال فينا‪ ,‬فإِنا أمراؤكم وضيفانكم‪ ,‬ونن أهل البيت الذي قال‬
‫ال تعال‪{ :‬إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} قال فما زال يقولا حت‬
‫مططططا بقططططي أحططططد فطططط السططططجد إِل وهططططو ينطططط بكاءً‪.‬‬
‫وقال السدي عن أب الديلم قال‪ :‬قال علي بن السي رضي ال عنهما لرجل من الشام‪ :‬أما قرأت ف‬
‫الحزاب {إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا} ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ,‬ولنتم هم ؟‬
‫قال‪ :‬ن عم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إِن ال كان لطيفا خبيا} أي بلط فه ب كن‪ ,‬بلغ ت هذه النلة‪ ,‬وب بته ب كن‬
‫‪551‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأنكن أهل لذلك أعطاكن ذلك وخصكن بذلك‪ .‬قال ابن جرير رحه ال‪ :‬واذكرن نعمة ال عليكن بأن‬
‫جعلكطن فط بيوت تتلى فيهطا آيات ال والكمطة‪ ,‬فاشكرن ال تعال على ذلك واحدنطه {إِن ال كان‬
‫لطيفا خبيا} أي ذا لطف بكن‪ ,‬إِذ جعلكن ف البيوت الت تتلى فيها آيات ال والكمة‪ ,‬وهي السنة‪.‬‬
‫خبيا ب كن إِذ اختار كن لرسوله وقال قتادة {واذكرن مايتلى ف بيوت كن من آيات ال والك مة} قال‪:‬‬
‫يت عليهن بذلك‪ ,‬رواه ا بن جرير‪ .‬وقال عطية العوف ف قوله تعال‪{ :‬إِن ال كان لطيفا خبيا} يعن‬
‫لطيفا باستخراجها خبيا بوضعها‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ ,‬ث قال‪ :‬وكذا روي عن الربيع بن أنس عن قتادة‪.‬‬

‫َاتط وَالصطّادِقِيَ وَالصطّادِقَا ِ‬


‫ت‬ ‫َاتط وَالْقَاِنتِيَ وَالْقَاِنت ِ‬
‫ت وَالْ ُم ْؤ ِمنِيَ وَالْ ُمؤْ ِمن ِ‬
‫ُسطلِمَا ِ‬
‫ي وَالْم ْ‬
‫ُسطلِ ِم َ‬
‫ِنط الْم ْ‬‫** إ ّ‬
‫ي والصطّائِمَاتِ‬ ‫ت والصطّائِ ِم َ‬ ‫َصطدّقَا ِ‬
‫ي وَالْ ُمت َ‬
‫َصطدِّق َ‬
‫َاتط وَالْ ُمت َ‬
‫ت وَالْخَا ِشعِيَ وَالْخَا ِشع ِ‬ ‫وَالصطّابِرِي َن وَالصطّابِرَا ِ‬
‫ّهطلَهُم ّم ْغفِ َرةً َوأَجْرا‬ ‫َاتطَأعَدّ الل ُ‬
‫ّهط َكثِيا وَالذّاكِر ِ‬ ‫ت وَالذّاكِططرِينَ الل َ‬ ‫ُمط وَالْحَافِططظَا ِ‬
‫وَالْحَافِظِيَ ُفرُو َجه ْ‬
‫عَظِيما‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا عفان‪ :‬حدث نا ع بد الوا حد بن زياد‪ ,‬حدث نا عثمان بن حك يم‪ ,‬حدث نا ع بد‬
‫الرحن بن شيبة قال‪ :‬سعت أم سلمة رضي ال عنها زوج النب صلى ال عليه وسلم تقول‪ :‬قلت للنب‬
‫صلى ال عل يه و سلم مال نا ل نذ كر ف القرآن ك ما يذ كر الرجال ؟ قالت‪ :‬فلم يرع ن م نه ذات يوم إِل‬
‫ونداؤه على النب‪ ,‬وأنا أسرح شعري‪ ,‬فلففت شعري ث خرجت إِل حجرت حجرة بيت‪ ,‬فجعلت سعي‬
‫عند الريد فإِذا هو يقول عند النب «ياأيها الناس إِن ال تعال يقول‪{ :‬إِن السلمي والسلمات والؤمني‬
‫والؤمنات}» إِل آخر الَية‪ ,‬وهكذا رواه النسائي وابن جرير من حديث عبد الواحد بن زياد به مثله‪.‬‬
‫(طريق أخرى عنها) قال النسائي أيضا‪ :‬حدثنا ممد بن حات‪ ,‬حدثنا سويد‪ ,‬أخبنا عبد ال بن شريك‬
‫عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أم سلمة رضي ال عنها‪ ,‬أنا قالت للنب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫يانطب ال مال أسطع الرجال يذكرون فط القرآن والنسطاء ليذكرون ؟ فأنزل ال تعال‪{ :‬إن السطلمي‬
‫والسلمات والؤمني والؤمنات} وقد رواه ابن جرير عن أب كريب عن أب معاوية‪ ,‬عن ممد بن عمرو‬
‫عن أ ب سلمة أن ي ي بن ع بد الرح ن بن حا طب حد ثه عن أم سلمة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬قلت‪:‬‬
‫طة‪.‬‬ ‫طلمات} الَيط‬ ‫طلمي والسط‬ ‫طر الرجال ولنذكططر‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إن السط‬ ‫يارسططول ال يذكط‬
‫(طريق أخرى) قال سفيان الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬قالت أم سلمة رضي ال عنها‪:‬‬
‫طة‪.‬‬ ‫طلمات} الَيط‬ ‫طلمي والسط‬ ‫طر الرجال ولنذكططر‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬إن السط‬ ‫يارسططول ال يذكط‬

‫‪552‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬حدثنا سيار بن مظاهر العني‪ ,‬حدثنا أبو كدينة‬
‫يي بن الهلب عن قابوس بن أب ظبيان عن أبيه عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قال النساء للنب‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم‪ :‬ماله يذكطر الؤمنيط وليذكطر الؤمنات ؟ فأنزل ل تعال‪{ :‬إن السطلمي‬
‫والسلمات} الَية‪ ,‬وحدثنا بشر حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد عن قتادة قال‪ :‬دخل نساء على نساء النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فقلن‪ :‬قد ذكركن ال تعال ف القرآن ول نذكر بشيء أما فينا مايذكر ؟ فأنزل ال‬
‫تعال‪{ :‬إن ال سلمي وال سلمات} الَ ية‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬إن ال سلمي وال سلمات والؤمن ي والؤمنات}‬
‫دليل على أن اليان غي السلم‪ ,‬وهو أخص منه لقوله تعال‪{ :‬قالت العراب آمنا قل ل تؤمنوا ولكن‬
‫قولوا أ سلمنا ول ا يد خل اليان ف قلوبكم}‪ .‬و ف ال صحيحي «ل يز ن الزا ن ح ي يز ن وهو مؤ من»‬
‫في سلبه اليان وليلزم من ذلك كفره بإِجاع ال سلمي‪ ,‬فدل على أ نه أ خص م نه ك ما قررناه أولً ف‬
‫شرح البخاري‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والقانتي والقانتات} القنوت هو الطاعة ف سكون {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا‬
‫وقائما يذر الَخرة وير جو رح ة ر به} وقال تعال‪{ :‬وله من ف ال سموات والرض كل له قانتون}‬
‫{يامري اقنت لربك واسجدي واركعي مع الراكعي} {وقوموا ل قانتي} فالسلم بعده مرتبة يرتقي‬
‫إِلي ها و هو اليان‪ ,‬ث القنوت ناشىء عنه ما {وال صادقي وال صادقات} هذا ف القوال‪ ,‬فإِن ال صدق‬
‫خ صلة ممودة ولذا كان ب عض ال صحابة ر ضي ال عن هم ل ترب علي هم كذ بة ل ف الاهل ية ول ف‬
‫السلم‪ ,‬وهو علمة على اليان‪),‬كما أن الكذب أمارة على النفاق‪ ,‬ومن صدق نا‪« ,‬عليكم بالصدق‬
‫فإِن ال صدق يهدي إِل الب‪ ,‬وإِن الب يهدي إِل ال نة‪ ,‬وإِيا كم والكذب‪ ,‬فإِن الكذب يهدي إِل الفجور‪,‬‬
‫وإِن الفجور يهدي إِل النار‪ ,‬ول يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حت يكتب عند ال صديقا‪ ,‬ول‬
‫يزال الرجططططل يكذب ويتحرى الكذب حتطططط يكتططططب عنططططد ال كذابا»‪.‬‬
‫والحاديث فيه كثية جدا‪{ ,‬والصابرين والصابرات} هذه سجية الثبات‪ ,‬وهي الصب على الصائب‪,‬‬
‫والعلم بأن القدر كائن ل مالة وتل قي ذلك بال صب ع ند ال صدمة الول‪ ,‬أي أ صعبه ف أول وهلة‪ ,‬ث‬
‫مابعده أسهل منه وهو صدق السجية وثباتا {والاشعي والاشعات} الشوع‪ :‬السكون والطمأنينة‪,‬‬
‫والتؤدة والوقار‪ ,‬والتوا ضع‪ ,‬والا مل عل يه الوف من ال تعال ومراقب ته‪ ,‬ك ما ف الد يث «اع بد ال‬
‫كأ نك تراه فإِن ل ت كن تراه فإِ نه يراك» {والت صدقي والت صدقات} ال صدقة هي الح سان إِل الناس‬
‫الحاو يج الضعفاء الذ ين ل ك سب ل م ول كا سب يعطون من فضول الموال طا عة ل وإِح سانا إِل‬
‫خلقه‪ .‬وقد ثبت ف الصحيحي «سبعة يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إِل ظله ط فذكر منهم ط ورجل‬
‫‪553‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تصدق بصدقة فأخفاها حت لتعلم شاله ما تنفق يينه» وف الديث الَخر «والصدقة تطفىء الطيئة‬
‫كمطا يطفىء الاء النار»‪ .‬والحاديطث فط الثط عليهطا كثية جدا له موضطع بذاتطه {والصطائمي‬
‫وال صائمات} و ف الد يث الذي رواه ا بن ما جه «وال صوم زكاة البدن» أي يزك يه ويطهره وينق يه من‬
‫الخلط الرديئة طبعا وشرعا‪ ,‬كما قال سعيد بن جبي‪ :‬من صام رمضان وثلثة أيام من كل شهر دخل‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬والصائمي والصائمات} ولا كان الصوم من أكب العون على كسر الشهوة‪ ,‬كما قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج‪ ,‬فإِنه أغض للبصر‬
‫وأحصن للفرج‪ ,‬ومن ل يستطع فعليه بالصوم فإِنه له وجاء» ناسب أن يذكر بعده {والافظي فروجهم‬
‫والافظات} أي عن الحارم والآث إِل عن الباح كما قال عز وجل‪{ :‬والذين هم لفروجهم حافظون‬
‫إِل على أزواج هم أو ما مل كت أيان م فإِن م غ ي ملوم ي ف من ابت غى وراء ذلك فأولئك هم العادون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذاكرين ال كثيا والذاكرات} قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عبيد‬
‫ال‪ ,‬حدثنا ممد بن جابر عن علي بن القمر عن الغر أب مسلم‪ ,‬عن أب سعيد الدري رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إِذاأيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتي كُتبا تلك‬
‫الليلة من الذاكرين ال كثيُا والذاكرات» وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث العمش‬
‫عن الغر أب مسلم عن أب سعيد وأب هريرة رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم بثله‪ .‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثنا دراج عن أب اليثم عن أب سعيد الدري رضي ال‬
‫ع نه أ نه قال‪ :‬قلت يار سول ال أي العباد أف ضل در جة ع ند ال تعال يوم القيا مة ؟ قال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬الذاكرون ال كثيا والذاكرات» قال‪ :‬قلت يارسول ال ومن الغازي ف سبيل ال تعال ؟ قال‪:‬‬
‫«لو ضرب بسيفه ف الكفار والشركي حت ينكسر ويتخضب دما‪ ,‬لكان الذاكرون ال تعال أفضل‬
‫منطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن إِبراهيم عن العلء عن أبيه عن أب هريرة رضي‬
‫ال ع نه قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ي سي ف طر يق م كة‪ ,‬فأ تى على جدان فقال «هذا‬
‫جدان سيوا فقد سبق الفردون» قالوا‪ :‬وما الفردون ؟ قال صلى ال عليه وسلم «الذاكرون ال كثيا‬
‫والذاكرات» ث قال صلى ال عليه وسلم «اللهم اغفر للمحلقي» قالوا‪ :‬والقصرين ؟ قال صلى ال عليه‬
‫و سلم «الل هم اغ فر للمحلق ي» قالو‪ ,‬والق صرين ؟ قال‪« :‬والق صرين» تفرد به من هذا الو جه ورواه‬
‫مسططططططططططططططططططططططططططططططططططططلم دون آخره‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حجي بن الثن‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن أب سلمة عن زياد مول عبد ال بن‬
‫عياش بن أب ربيعة قال‪ :‬إِنه بلغن عن معاذ بن جبل رضي ال عنه أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «ماعمل آدمي عملً قط أنى له من عذاب ال تعال من ذكر ال عز وجل» وقال معاذ رضي ال‬
‫عنه‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أل أخبكم بي أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها ف‬
‫درجاتكم وخي لكم من تعاطي الذهب والفضة‪ ,‬ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا‬
‫طل»‪.‬‬‫طز وجط‬ ‫طر ال عط‬ ‫طلم «ذكط‬ ‫طه وسط‬ ‫طلى ال عليط‬
‫طول ال‪ ,‬قال صط‬ ‫طم ؟» قالوا‪ :‬بلى يارسط‬
‫أعناقكط‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ح سن‪ ,‬حدث نا ا بن لي عة‪ ,‬حدث نا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أ نس‬
‫اله ن عن أب يه ر ضي ال ع نه‪ ,‬عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬إِن رجلً سأله فقال‪ :‬أي‬
‫الجاهديطن أعظطم أجرا يارسطول ال ؟ قال صطلى ال عليطه وسطلم «أكثرهطم ل تعال ذكرا» قال‪ :‬فأي‬
‫الصائمي أكثر أجرا ؟ قال صلى ال عليه وسلم «أكثرهم ل عز وجل ذكرا» ث ذكر الصلة والزكاة‬
‫والج والصدقة‪ .‬كل ذلك يقول رسول ال «أكثرهم ل ذكرا» فقال أبو بكر لعمر رضي ال عنهما‪:‬‬
‫ذ هب الذاكرون ب كل خ ي‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «أ جل»‪ .‬و سنذكر إِن شاء ال تعال‬
‫بق ية الحاد يث الواردة ف كثرة الذ كر ع ند قوله تعال ف هذه ال سورة {ياأي ها الذ ين آمنوا اذكروا ال‬
‫ذكرا كثيا و سبحوه بكرة وأ صيلً} الَ ية‪ ,‬إِن شاء ال تعال‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أ عد ال ل م مغفرة وأجرا‬
‫عظيما} خب عن هؤلء الذكور ين كل هم أي أن ال تعال قد أ عد ل م أي ه يأ ل م مغفرة م نه لذنوب م‬
‫وأجرا عظيما وهطططططططططططططططططو النطططططططططططططططططة‪.‬‬

‫خيَ َرةُ مِ نْ َأمْ ِرهِ ْم َومَن َيعْ صِ‬


‫** َومَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ ٍن وَ َل ُم ْؤمَِنةٍ إِذَا َقضَى اللّ ُه وَرَ سُولُهُ َأمْرا أَن يَكُو نَ َلهُ مُ الْ ِ‬
‫ضلَ ًل ّمبِينا‬
‫ط وَرَسطططططططططططططططُولَهُ َفقَدْ ضَلّ َ‬ ‫اللّهطططططططططططططط َ‬
‫قال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما قوله تعال‪{ :‬وما كان لؤمن ول مؤمنة} الَية‪ ,‬وذلك أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬فدخل على زينب‬
‫بنت جحش السدية رضي ال عنها فخطبها‪ ,‬فقالت‪ :‬لست بناكحته‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «بلى فانكحيه» قالت‪ :‬يارسول ال أؤامر ف نفسي ؟ فبينما ها يتحدثان أنزل ال هذه الَية على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬وما كان لؤمن ول مؤمنة إِذا قضى ال ورسوله أمرا} الَية‪ ,‬قالت‪:‬‬

‫‪555‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد رضي ته ل يار سول ال منكحا ؟ قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن عم» قالت‪ :‬إِذا ل أع صي‬
‫طططي‪.‬‬ ‫طططه نفسط‬ ‫طططد أنكحتط‬ ‫طططلم قط‬ ‫طططه وسط‬ ‫طططلى ال عليط‬ ‫طططول ال صط‬ ‫رسط‬
‫وقال ابن ليعة عن ابن أب عمرة عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬خطب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة رضي ال عنه فاستنكفت منه وقالت‪ :‬أنا خي‬
‫منه حسبا‪ ,‬وكانت امرأة فيها حدة‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬وما كان لؤمن ول مؤمنة} الَية كلها‪ ,‬وهكذا‬
‫قال ماهد وقتادة ومقاتل بن حيان أنا نزلت ف زينب بنت جحش رضي ال عنها حي خطبها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم على موله زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬فامتنعت ث أجابت‪ .‬وقال عبد الرحن‬
‫بن زيد بن أسلم‪ :‬نزلت ف أم كلثوم بنت عقبة بن أب معيط رضي ال عنها وكانت أول من هاجر من‬
‫النساء‪ ,‬يعن بعد صلح الديبية‪ ,‬فوهبت نفسها للنب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬قد قبلت‪ ,‬فزوجها زيد‬
‫بن حارثة رضي ال عنه ط بعد فراقه زينب‪ ,‬فسخطت هي وأخوها وقال‪ :‬إِنا أردنا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فزوجنا عبده‪ ,‬قال‪ :‬فنل القرآن {وما كان لؤمن ول مؤمنة إِذا قضى ال ورسوله أمرا} إِل‬
‫آ خر الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬وجاء أ مر أج ع من هذا {ال نب أول بالؤمن ي من أنف سهم} قال‪ :‬فذاك خاص وهذا‬
‫أجعططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرزاق‪ ,‬أخب نا مع مر عن ثا بت البنا ن عن أ نس ر ضي ال ع نه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫خطب النب صلى ال عليه وسلم على جليبيب امرأة من النصار إِل أبيها‪ ,‬فقال‪ :‬حت أستأمر أمها‪ ,‬فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم «فنعم إِذا» قال‪ :‬فانطلق الرجل إِل امرأته فذكر ذلك لا‪ ,‬قالت‪ :‬لها ال ذا‬
‫ماوجد رسول ال صلى ال عليه وسلم إِل جليبيبا وقد منعناها من فلن وفلن‪ ,‬قال‪ :‬والارية ف سترها‬
‫تسمع‪ ,‬قال‪ :‬فانطلق الرجل يريد أن يب رسول ال صلى ال عليه وسلم بذلك‪ ,‬فقالت الارية‪ :‬أتريدون‬
‫أن تردوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم أمره‪ ,‬إِن كان قد رضيه لكم فأنكحوه‪ ,‬قال‪ :‬فكأنا جلت‬
‫عن أبويها‪ ,‬وقال‪ :‬صدقت فذهب أبوها إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إِن كنت رضيته فقد‬
‫رضيناه‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم «فإِن قد رضيته» قال‪ :‬فزوجها‪ ,‬ث فزع أهل الدينة فركب جليبيب‪,‬‬
‫فوجدوه قد قتل وحوله ناس من الشركي قد قتلهم‪ ,‬قال أنس رضي ال عنه‪ :‬فلقد رأيتها وإِنا لن أنفق‬
‫بيطططططططططططططططططططت بالدينطططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا حاد يعن ابن سلمة عن ثابت عن كنانة بن نعيم العدوي‪ ,‬عن‬
‫أ ب برزة ال سلمي قال‪ :‬إِن جل يبيبا كان امرأ يد خل على الن ساء ي ر ب ن ويلعب هن‪ ,‬فقلت لمرأ ت‪ :‬ل‬
‫يدخلن اليوم عليكطن جليطبيبا فإِنطه إِن دخطل عليكطن لفعلن ولفعلن‪ ,‬قالت‪ :‬وكانطت النصطار إِذا كان‬
‫‪556‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لحدهم أي ل يزوجها حت يعلم هل للنب صلى ال عليه وسلم فيها حاجة أم ل‪ ,‬فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم لرجل من النصار «زوجن ابنتك» قال‪ :‬نعم وكرامة يارسول ال ونعمة عي‪ ,‬فقال صلى‬
‫ال عليطه وسطلم‪« :‬إِنط لسطت أريدهطا لنفسطي» قال‪ :‬فلمطن يارسطول ال ؟ قال صطلى ال عليطه وسطلم‬
‫«لليبيب» فقال‪ :‬يارسول ال أشاور أمها‪ ,‬فأتى أمها‪ ,‬فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب‬
‫ابنتك ؟ فقالت‪ :‬نعم ونعمة عي‪ ,‬فقال‪ :‬إِنه ليس يطبها لنفسه إِنا يطبها لليبيب‪ ,‬فقالت‪ :‬أجليبيب إنيه‬
‫أجليبيب إنيه ؟ أل لعمر ال ل نزوجه‪ ,‬فلما أراد أن يقوم ليأت رسول ال صلى ال عليه وسلم فيخبه با‬
‫قالت أم ها‪ ,‬قالت الار ية‪ :‬من خطب ن إِلي كم ؟ فأخبت ا أم ها‪ ,‬قالت‪ :‬أتردون على ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أمره ؟ ادفعون إِليه‪ ,‬فإِنه لن يضيعن‪ ,‬فانطلق أبوها إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫شأنك با فزوجها جليبيبا‪ ,‬قال‪ :‬فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة له‪ ,‬فلما أفاء ال عليه‬
‫قال ل صحابه ر ضي ال عن هم « هل تفقدون من أ حد» ؟ قالوا‪ :‬نف قد فلنا ونف قد فلنا‪ ,‬قال صلى ال‬
‫عليه وسلم «انظروا هل تفقدون من أحد» قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لكنن أفقد جليبيبا»‬
‫قال صلى ال عليه وسلم «فاطلبوه ف القتلى» فطلبوه فوجدوه إِل جنب سبعة قد قتلهم ث قتلوه‪ ,‬فقالوا‪:‬‬
‫يارسول ال هاهوذا إِل جنب سبعة قد قتلهم ث قتلوه‪ ,‬فأتاه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام عليه‬
‫فقال «قتل سبعة وقتلوه‪ ,‬هذا من وأنا منه» مرتي أو ثلثا‪ ,‬ث وضعه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على ساعديه وحفر له ماله سرير إِل ساعد النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث وضعه ف قبه ول يذكر أنه‬
‫غسله رضي ال عنه‪ ,‬قال ثابت رضي ال عنه‪ :‬فما كان ف النصار أي أنفق منها‪ .‬وحديث إِسحاق بن‬
‫ع بد ال بن أ ب طل حة ثابتا‪ :‬هل تعلم ما د عا ل ا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ؟ فقال‪ :‬قال «الل هم‬
‫صب علي ها ال ي صبا ول ت عل عيش ها كدا» وكذا كان‪ ,‬ف ما كان ف الن صار أ ي أن فق من ها‪ ,‬هكذا‬
‫أورده المام أحد بطوله‪ ,‬وأخرج منه مسلم والنسائي ف الفضائل قصة قتله‪ .‬وذكر الافظ أبو عمر بن‬
‫ع بد الب ف ال ستيعاب أن الار ية ل ا قالت ف خدر ها‪ :‬أتردون على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫أمره ؟ نزلت هذه الَ ية {و ما كان لؤ من ول مؤم نة إِذا ق ضى ال ور سوله أمرا أن يكون ل م الية من‬
‫أمرهطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم}‪.‬‬
‫وقال ابن جريج‪ :‬أخبن عامر بن مصعب عن طاوس قال‪ :‬إِنه سأل ابن عباس عن ركعتي بعد العصر‬
‫فنهاه‪ ,‬وقرأ ابن عباس رضي ال عنه {وما كان لؤمن ول مؤمنة إِذا قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم‬
‫الية من أمرهم} فهذه الَية عامة ف جيع المور‪ ,‬وذلك أنه إِذا حكم ال ورسوله بشيء فليس لحد‬
‫مالف ته‪ ,‬ول اختيار ل حد ه نا‪ ,‬ول رأي ول قول‪ ,‬ك ما قال تبارك وتعال‪{ :‬فل ور بك ليؤمنون ح ت‬
‫‪557‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يكموك في ما ش جر بين هم ث ل يدوا ف أنف سهم حرجا م ا قض يت وي سلموا ت سليما} و ف الد يث‬
‫«والذي نفسي بيده ل يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا لا جئت به» ولذا شدد ف خلف ذلك‪,‬‬
‫فقال {ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضللً مبينا} كقوله تعال‪{ :‬فليحذر الذين يالفون عن أمره أن‬
‫تصطططططططيبهم فتنطططططططة أو يصطططططططيبهم عذاب أليطططططططم}‪.‬‬

‫ك مَا‬‫خفِي فِي ِنفْ سِ َ‬ ‫ك وَاتّ قِ اللّ َه َوتُ ْ‬


‫ك عََليْ كَ َزوْجَ َ‬
‫ت عََليْ هِ َأمْ سِ ْ‬
‫** َوإِ ْذ َتقُولُ لِّلذِ يَ أَنعَ مَ اللّ ُه عََليْ ِه َوَأْنعَمْ َ‬
‫اللّ ُه ُمبْدِيهِ َوتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمّا َقضَىَ َزيْ ٌد ّمْنهَا َوطَرا َزوّ ْجنَا َكهَا ِلكَيْ َل يَكُونَ عَلَى‬
‫ط َمفْعُولً‬
‫ض ْواْ ِمْنهُنططّ َوطَرا وَكَانططَ َأمْرُ اللّهطِ‬ ‫الْ ُم ْؤمِنِيَط َحرَجططٌ فِيططَ أَ ْزوَاجططِ َأ ْدعِيَآِئهِمططْ ِإذَا َق َ‬
‫يقول تعال مبا عن نبيه صلى ال عليه وسلم أنه قال لوله زيد بن حارثة رضي ال عنه وهو الذي‬
‫أنعم ال عليه أي بالسلم ومتابعة الرسول صلى ال عليه وسلم {وأنعمت عليه} أي بالعتق من الرق‪,‬‬
‫وكان سيدا كبي الشأن جل يل القدر حبيبا إِل ال نب صلى ال عل يه و سلم يقال له ال ب‪ ,‬ويقال لب نه‬
‫أسامة الب بن الب‪ ,‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬ما بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سرية إِل‬
‫أمره عليهم‪ ,‬ولو عاش بعده لستخلفه‪ ,‬رواه المام أحد عن سعيد بن ممد الوراق وممد بن عبيد عن‬
‫وائل بططططططن داوود عططططططن عبططططططد ال البهططططططي عنهططططططا‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدث نا خالد بن يو سف‪ ,‬حدث نا أ بو عوا نة‪ ,‬ح وحدث نا م مد بن مع مر‪ ,‬حدث نا أ بو داود‬
‫حدثنا أبو عوانة‪ ,‬أخبن عمر بن أب سلمة عن أبيه قال‪ :‬حدثن أسامة بن زيد رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫ك نت ف ال سجد فأتا ن العباس وعلي بن أ ب طالب ر ضي ال عنه ما‪ :‬فقال‪ :‬ياأ سامة ا ستأذن ل نا على‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم قال‪ :‬فأتيطت رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم فأخطبته فقلت‪ :‬علي‬
‫والعباس يسطتأذنان‪ ,‬فقال صلى ال عليطه و سلم‪« :‬أتدري مطا حاجته ما ؟» قلت‪ :‬ل يارسطول ال‪ ,‬قال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬لكن أدري» قال‪ :‬فأذن لما‪ ,‬قال‪ :‬يارسول ال جئناك لتخبنا أي أهلك أحب‬
‫إِليك ؟ قال صلى ال عليه وسلم «أحب أهلي إِل فاطمة بنت ممد» قال‪ :‬يارسول ال ما نسألك عن‬
‫فاطمة‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم «فأسامة بن زيد بن حارثة الذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه» وكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قد زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش السدية رضي ال عنها‪ ,‬وأمها‬
‫أميمة بنت عبد الطلب‪ ,‬وأصدقها عشرة دناني وستي درها‪ ,‬وخارا وملحفة ودرعا‪ ,‬وخسي مدا من‬
‫طعام وعشرة أمداد من تر‪ ,‬قاله مقاتل بن حيان‪ ,‬فمكث عنده قريبا من سنة أو فوقها‪ ,‬ث وقع بينهما‪,‬‬

‫‪558‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فجاء زيد يشكوها إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول له‪:‬‬
‫«أمسك عليك زوجك واتق ال» قال ال تعال‪{ :‬وتفي ف نفسك ما ال مبديه وتشى الناس وال‬
‫أحق أن تشاه} ذكر ابن أب حات وابن جرير ههنا آثارا عن بعض السلف رضي ال عنهم‪ ,‬أحببنا أن‬
‫نضرب عنهططططططا صططططططفحا لعدم صططططططحتها فل نوردهططططططا‪.‬‬
‫وقد روى المام أحد ههنا أيضا حديثا من رواية حاد بن زيد عن ثابت‪ ,‬عن أنس رضي ال عنه فيه‬
‫غرا بة ترك نا سياقه أيضا‪ .‬و قد روى البخاري أيضا بع ضه مت صرا فقال‪ :‬حدث نا م مد بن ع بد الرح يم‪,‬‬
‫حدثنا معلى بن منصور عن حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬إِن هذه‬
‫الَية {وتفي ف نفسك ما ال مبديه} نزلت ف زيد‪ ,‬حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪.‬‬
‫قال‪ :‬إن هذه الَية {وتفي ف نفسك ما ال مبديه} نزلت ف شأن زينب بنت حجش وزيد بن حارثة‬
‫رضي ال عنهما‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا علي بن هاشم مرزوق‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن علي‬
‫بن زيد بن جدعان قال‪ :‬سألن علي بن السي رضي ال عنهما ما يقول السن ف قوله تعال‪{ :‬وتفي‬
‫ف نفسك ما ال مبديه} فذكرت له‪ ,‬فقال‪ :‬ل ولكن ال تعال أعلم نبيه أنا ستكون من أزواجه قبل أن‬
‫يتزوجها‪ ,‬فلما أتاه زيد رضي ال عنه ليشكوها إِليه قال‪« :‬اتق ال وأمسك عليك زوجك» فقال‪ :‬قد‬
‫أخب تك أ ن مزوجك ها وت في ف نف سك ما ال مبد يه‪ .‬وهكذا روي عن ال سدي أ نه قال ن و ذلك‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا إِسحاق بن شاهي‪ ,‬حدثن خالد عن داود عن عامر عن عائشة رضي ال عنها‬
‫أنا قالت‪ :‬لو كتم ممد صلى ال عليه وسلم شيئا ما أوحي إِليه من كتاب ال تعال لكتم {وتفي ف‬
‫ط قضطى زيطد منهطا وطرا‬‫نفسطك مطا ال مبديطه وتشطى الناس وال أحطق أن تشاه} وقوله تعال‪{ :‬فلم ا‬
‫زوجناكها} الوطر هو الاجة والرب‪ ,‬أي لا فرغ منها وفارقها زوجناكها‪ ,‬وكان الذي ول تزويها‬
‫منه هو ال عز وجل بعن أنه أوحى إِليه أن يدخل عليها بل ول ول عقد ولمهر ول شهود من البشر‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا هاشم يعن ابن القاسم‪ ,‬أخبنا النضر‪ ,‬حدثنا سليمان بن الغية عن ثابت عن‬
‫أنس رضي ال عنه قال‪ :‬لا انقضت عدة زينب رضي ال عنها قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لزيد‬
‫بن حارثة «اذهب فاذكرها علي» فانطلق حت أتاها وهي تمر عجينها‪ ,‬قال‪ :‬فلما رأيتها عظمت ف‬
‫صدري حت ما أستطيع أن أنظر إِليها وأقول إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكرها‪ ,‬فوليتها ظهري‬
‫ونكصت على عقب‪ ,‬وقلت‪ :‬يازينب أبشري أرسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم يذكرك‪ ,‬قالت‪ :‬ما‬
‫أنا بصانعة شيئا حت أؤامر رب عز وجل‪ ,‬فقامت إِل مسجدها‪ ,‬ونزل القرآن‪ ,‬وجاء رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فدخل عليها بغي إِذن‪ ,‬ولقد رأيتنا حي دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وأطعمنا‬
‫‪559‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليها البز واللحم‪ ,‬فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون ف البيت بعد الطعام‪ ,‬فخرج رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم واتبعته‪ ,‬فجعل صلى ال عليه وسلم يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن‪ :‬يارسول ال‬
‫ك يف وجدت أهلك ؟ ف ما أدري أ نا أ خبته أن القوم قد خرجوا أو أ خب‪ ,‬فانطلق ح ت د خل الب يت‬
‫فذهبت أدخل معه‪ ,‬فألقى الستر بين وبينه‪ ,‬ونزل الجاب ووعظ القوم با وعظوا به {ل تدخلوا بيوت‬
‫النطب إِل أن يؤذن لكطم} الَيطة كلهطا‪ ,‬ورواه مسطلم والنسطائي مطن طرق عطن سطليمان بطن الغية بطه‪.‬‬
‫وقد روى البخاري رحه ال عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬إِن زينب بنت جحش رضي ال‬
‫عنها كانت تفخر على أزواج النب فتقول‪ :‬زوجكن أهاليكن وزوجن ال تعال من فوق سبع سوات‪,‬‬
‫و قد قدم نا ف سورة النور عن م مد بن ع بد ال بن ج حش قال‪ :‬تفاخرت زي نب وعائ شة ر ضي ال‬
‫عنهما‪ ,‬فقالت زينب رضي ال عنها‪ :‬أنا الذي نزل تزويي من السماء‪ ,‬وقالت عائشة رضي ال عنها‪:‬‬
‫أنا الت نزل عذري من السماء‪ ,‬فاعترفت لا زينب رضي ال عنها‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‬
‫حدثنا جرير عن الغية عن الشعب قال‪ :‬كانت زينب رضي ال عنها تقول للنب صلى ال عليه وسلم إِن‬
‫لدل عل يك بثلث‪ ,‬و ما من ن سائك امرأة تدل ب ن‪ :‬إِن جدي وجدك وا حد‪ ,‬وإِ ن أنكحن يك ال عز‬
‫وجطططل مطططن السطططماء‪ ,‬وإِن السطططفي جبيطططل عليطططه الصطططلة والسطططلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لكيل يكون على الؤمني حرج ف أزواج أدعيائهم إِذا قضوا منهن وطرا} أي إِنا أبنا‬
‫لك تزويها‪ ,‬وفعلنا ذلك لئل يبقى حرج على الؤمني ف تزويج مطلقات الدعياء‪ ,‬وذلك أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كان قبل النبوة قد تبن زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬فكان يقول له زيد بن ممد‪,‬‬
‫فلما قطع ال تعال هذه النسبة بقوله تعال‪{ :‬وما جعل أدعياءكم أبناءكم ط إِل قوله تعال ط ادعوهم‬
‫لَبائ هم هو أق سط ع ند ال} ث زاد ذلك بيانا وتأكيدا بوقوع تزو يج ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫بزي نب ب نت ج حش ر ضي ال عن ها‪ ,‬ل ا طلق ها ز يد بن حار ثة ر ضي ال ع نه‪ ,‬ولذا قال تعال ف آ ية‬
‫التحر ي {وحلئل أبنائ كم الذ ين من أ صلبكم} ليحترز من ال بن الد عي‪ ,‬فإِن ذلك كان كثيا في هم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكان أ مر ال مفعولً} أي وكان هذا ال مر الذي و قع قد قدره ال تعال وحت مه و هو‬
‫كائن لمالة‪ ,‬كا نت زي نب ر ضي ال عن ها ف علم ال ستصي من أزواج ال نب صلى ال عل يه و سلم‪.‬‬

‫** مّا كَا َن عَلَى الّنبِ يّ مِ نْ َحرَ جٍ فِيمَا فَرَ ضَ اللّ هُ لَ هُ ُسّنةَ اللّ هِ فِي الّذِي نَ خََل ْواْ مِن َقبْ ُل وَكَا نَ َأمْرُ اللّ هِ قَدَرا‬
‫ّمقْدُورا‬

‫‪560‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪{ :‬ماكان على ال نب من حرج في ما فرض ال له} أي في ما أ حل له وأمره به من تزو يج‬
‫زينب رضي ال عنها الت طلقها دعيه زيد بن حارثة رضي ال عنه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬سنة ال ف الذين‬
‫خلوا من ق بل} أي هذا حكم ال تعال ف النبياء قبله ل ي كن ليأمرهم بشيء وعلي هم ف ذلك حرج‪,‬‬
‫وهذا رد على من توهم من النافقي نقصا ف تزويه امرأة زيد موله ودعيه الذي كان قد تبناه {وكان‬
‫أمر ال قدرا مقدورا} أي وكان أمره الذي يقدره كائنا ل مالة وواقعا ل ميد عنه ول معدل‪ ,‬فما شاء‬
‫كان ومطططططططططططا ل يشطططططططططططأ ل يكطططططططططططن‪.‬‬

‫شوْنَ أَحَدا إِلّ اللّ َه وَ َك َفىَ بِاللّهِ حَسِيبا * مّا كَا َن مُحَ ّمدٌ‬
‫ش ْونَ ُه وَلَ َيخْ َ‬
‫** الّذِي َن ُيبَّلغُونَ ِرسَالَتِ اللّ ِه َويَخْ َ‬
‫ط ِبكُ ّل شَيْ ٍء عَلِيما‬
‫ط اللّه ُ‬
‫ط الّنِبيّيَط وَكَان َ‬ ‫ط َوخَاتَم َ‬‫ط وَلَـطكِن رّسطُولَ اللّه ِ‬ ‫أَبَطآ أَ َحدٍ مّطن رّجَاِلكُم ْ‬

‫يدح تبارك وتعال {الذيطن يبلغون رسطالت ال} أي إل خلقطه ويؤدوناط بأماناتاط {ويشونطه} أي‬
‫يافونطه ول يافون أحدا سطواه‪ ,‬فل تنعهطم سططوة أحطد عطن إِبلغ رسطالت ال تعال {وكفطى بال‬
‫ح سيبا} أي وك فى بال نا صرا ومعينا‪ ,‬و سيد الناس ف هذا القام بل و ف كل مقام م مد ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فإِنه قام بأداء الرسالة وإِبلغها إِل أهل الشارق والغارب إِل جيع أنواع بن آدم‪,‬‬
‫وأظهر ال تعال كلمته ودينه وشرعه على جيع الديان والشرائع‪ ,‬فإِنه قد كان النب قبله إِنا يبعث إِل‬
‫قومه خاصة‪ ,‬وأما هو صلى ال عليه وسلم فإِنه بعث إِل جيع اللق عربم وعجمهم {قل ياأيها الناس‬
‫إِنط رسطول ال إِليكطم جيعا} ثط ورث مقام البلغ عنطه أمتطه مطن بعده‪ ,‬فكان أعلى مطن قام باط بعده‬
‫أ صحابه ر ضي ال عن هم‪ ,‬بلغوا ع نه ك ما أمر هم به ف ج يع أقواله وأفعاله وأحواله‪ ,‬ف ليله وناره‪,‬‬
‫وحضره وسفره‪ ,‬وسره وعلنيته‪ ,‬فرضي ال عنهم وأرضاهم ث ورثه كل خلف عن سلفهم إِل زماننا‬
‫هذا‪ ,‬فبنور هم يقتدي الهتدون‪ ,‬وعلى منهج هم ي سلك الوفقون‪ ,‬فن سأل ال الكر ي النان أن يعل نا من‬
‫خلفهططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدثنا ا بن ن ي‪ ,‬أخبنا الع مش عن عمرو بن مرة عن أ ب البختري عن أ ب سعيد‬
‫الدري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل يقرن أحدكم نفسه أن يرى أمر‬
‫ال فيه مقال ث ل يقوله‪ ,‬فيقول ال ما ينعك أن تقول فيه ؟ فيقول رب خشيت الناس‪ ,‬فيقول‪ :‬فأنا أحق‬

‫‪561‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن يشى» ورواه أيضا عن عبد الرزاق عن الثوري عن زبيد عن عمرو بن مرة‪ .‬ورواه ابن ماجه عن أب‬
‫كريططب عططن عبططد ال بططن نيطط وأبطط معاويططة كلهاطط عططن العمططش بططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ما كان ممد أبا أحد من رجالكم} نى أن يقال بعد هذا زيد بن ممد‪ ,‬أي ل يكن‬
‫أباه وإِن كان قد تبناه‪ ,‬فإنه صلى ال عليه وسلم ل يعش له ولد ذكر حت بلغ اللم فإِنه صلى ال عليه‬
‫وسلم ولد له القاسم والطيب والطاهر من خدية رضي ال عنها‪ ,‬فماتوا صغارا وولد له صلى ال عليه‬
‫و سلم إبراه يم من مار ية القبط ية‪ ,‬فمات أيضا رضيعا‪ ,‬وكان له صلى ال عل يه و سلم من خدي ة أر بع‬
‫بنات‪ :‬زي نب ورق ية وأم كلثوم وفاط مة ر ضي ال عن هم أجع ي‪ ,‬فمات ف حيا ته صلى ال عل يه و سلم‬
‫ثلث‪ ,‬وتأخرت فاطمة رضي ال عنها حت أصيبت به صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ث ماتت بعده لستة أشهر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول كن ر سول ال وخا ت ال نبيي وكان ال ب كل ش يء عليما} كقوله عز و جل‪{ :‬ال‬
‫أعلم ح يث ي عل ر سالته} فهذه الَ ية نص ف أ نه ل نب بعده‪ ,‬وإِذا كان ل نب بعده فل ر سول بعده‬
‫بالطر يق الول والحرى‪ ,‬لن مقام الر سالة أ خص من مقام النبوة‪ ,‬فإِن كل ر سول نب ول ينع كس‪,‬‬
‫وبذلك وردت الحاديث التواترة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم من حديث جاعة من الصحابة‬
‫رضي ال عنهم‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عامر الزدي‪ ,‬حدثنا زهي بن ممد عن عبد ال بن ممد‬
‫بن عقيل‪ ,‬عن الطفيل بن أب بن كعب عن أبيه رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬مثلي‬
‫ف ال نبيي كم ثل ر جل ب ن دارا فأح سنها وأكمل ها‪ ,‬وترك في ها مو ضع لب نة ل يضع ها‪ ,‬فج عل الناس‬
‫يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون‪ :‬لو ت موضع هذه اللبنه‪ ,‬فأنا ف النبيي موضع تلك اللبنة» ورواه‬
‫الترمذي عطططن بندار عطططن أبططط عامطططر العقدي بطططه‪ ,‬وقال حسطططن صطططحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا عبد الواحد بن زياد‪ ,‬حدثنا الختار بن فلفل‪,‬‬
‫حدثنا أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن الرسالة والنبوة قد‬
‫انقطعت فل رسول بعد ول نب» قال‪ :‬فشق ذلك على الناس‪ ,‬فقال‪« :‬ولكن البشرات» قالوا‪ :‬يارسول‬
‫ال و ما البشرات ؟ قال‪« :‬رؤ يا الر جل ال سلم‪ ,‬و هي جزء من أجزاء النبوة» وهكذا رواه الترمذي عن‬
‫السن بن ممد الزعفران عن عفان بن مسلم به‪ ,‬وقال‪ :‬صحيح غريب من حديث الختار بن فلفل‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد ال‬
‫ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬مثلي وم ثل ال نبياء كم ثل ر جل ب ن دارا‬
‫فأكملها وأحسنها إِل موضع لبنة‪ ,‬فكان من دخلها فنظر إِليها قال‪ :‬ما أحسنها إِل موضع هذه اللبنة‪,‬‬

‫‪562‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأنا موضع اللبنة ختم ب النبياء عليهم الصلة والسلم» ورواه البخاري ومسلم والترمذي من طرق عن‬
‫سطططليم بطططن حيان بطططه‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬صطططحيح غريطططب مطططن هذا الوجطططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن أب صال عن أب سعيد الدري‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬مثلي ومثل النبيي كمثل رجل بن دارا فأتها‬
‫إِل لبنطة واحدة‪ ,‬فجئت أنطا فأتمطت تلك اللبنطة» انفرد بطه مسطلم مطن روايطة العمطش بطه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يونس بن ممد‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا عثمان بن عبيد‬
‫الراسب قال‪ :‬سعت أبا الطفيل رضي ال عنه يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لنبوة بعدي‬
‫إِل البشرات» قيل‪ :‬وما البشرات يارسول ال ؟ قال «الرؤيا السنة» ط أو قال ط «الرؤيا الصالة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬أخبنا معمر عن هام بن منبه قال‪ :‬هذا ما حدثنا‬
‫أ بو هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إِن مثلي وم ثل ال نبياء من قبلي‬
‫كمثل رجل ابتن بيوتا فأكملها وأحسنها وأجلها إِل موضع لبنة من زاوية من زواياها‪ ,‬فجعل الناس‬
‫يطوفون ويعجبهم البنيان ويقولون‪ :‬أل وضعت ههنا لبنة فيتم بنيانك ط قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطططلم طططط فكنطططت أنطططا اللبنطططة» أخرجاه مطططن حديطططث عبطططد الرزاق‪.‬‬
‫(حديث آخر) عن أب هريرة رضي ال عنه أيضا قال المام مسلم‪ :‬حدثنا يي بن أيوب وقتيبة وعلي‬
‫بن حجر قالوا حدثنا إِساعيل بن جعفر عن العلء عن أبيه عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال‬
‫صطلى ال عليطه وسطلم قال‪« :‬فضلت على النطبياء بسطت ‪ :‬أعطيطت جوامطع الكلم‪ ,‬ونصطرت بالرعطب‬
‫وأحلت ل الغنائم‪ ,‬وجعلت ل الرض م سجدا وطهورا‪ ,‬وأر سلت إِل اللق كا فة‪ ,‬وخ تم ب ال نبيون»‬
‫ورواه الترمذي وابطن ماجطه مطن حديطث إِسطاعيل بطن جعفطر‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬حسطن صطحيح‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن أب صال عن أب سعيد الدري‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬مثلي ومثل النبياء من قبلي كمثل رجل بن‬
‫دارا فأتها إِل موضع لبنة واحدة‪ ,‬فجئت أنا فأتمت تلك اللبنة» ورواه مسلم عن أب بكر بن أب شيبة‬
‫وأبطططط كريططططب كلهاطططط عططططن أبطططط معاويططططة بططططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي‪ ,‬حدثنا معاوية بن صال‪ ,‬حدثنا سعيد‬
‫بن سويد الكلب عن عبد العلى بن هلل السلمي‪ ,‬عن العرباض بن سارية رضي ال عنه قال‪ :‬قال ل‬
‫النطب صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬إِنط عنطد ال لاتط النطبيي‪ ,‬وإِن آدم لنجدل فط طينتطه»‪.‬‬

‫‪563‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال الزهري‪ :‬أخبن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إِن ل أساء أنا ممد‪ ,‬وأنا أحد‪ ,‬وأنا الاحي الذي يحو ال تعال ب‬
‫الكفطر‪ ,‬وأنطا الاشطر الذي يشطر الناس على قدمطي‪ ,‬وأنطا العاقطب الذي ليطس بعده نطب» أخرجاه فط‬
‫الصططططططططططططططططططططططططططططططططططططططحيحي‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا يي ابن إِسحاق‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن عبد ال ابن هبية عن عبد الرحن بن‬
‫جبي قال‪ :‬سعت ع بد ال بن عمرو يقول‪ :‬خرج علي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما كالودع‬
‫فقال‪« :‬أنا ممد النب المي ط ثلثا ط ولنب بعدي‪ ,‬أوتيت فواتح الكلم وجوامعه وخواته‪ ,‬وعلمت‬
‫كم خزنة النار وحلة العرش‪ ,‬وتوز ب ‪ ,‬وعوفيت وعوفيت أمت‪ ,‬فاسعوا وأطيعوا ما دمت فيكم‪ ,‬فإِذا‬
‫ذهططب بطط فعليكططم بكتاب ال تعال أحلوا حلله‪ ,‬وحرموا حرامططه» تفرد بططه المام أحدطط‪.‬‬
‫ورواه المام أحد أيضا عن يي بن إِسحاق عن ابن ليعة عن عبد ال بن هبية ليعة عن عبد ال بن‬
‫سريج الولن عن أب قيس مول عمرو بن العاص‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‪ ,‬فذكر مثله‬
‫سواء‪ ,‬والحاديث ف هذا كثية‪ ,‬فمن رحة ال تعال بالعباد إِرسال ممد صلى ال عليه وسلم إِليهم‪ ,‬ث‬
‫من تشريفه لم ختم النبياء والرسلي به وإِكمال الدين النيف له‪ ,‬وقد أخب ال تبارك وتعال ف كتابه‬
‫ورسوله صلى ال عليه وسلم ف السنة التواترة عنه أنه ل نب بعده‪ ,‬ليعلموا أن كل من ادعى هذا القام‬
‫بعده فهو كذاب وأفاك دجال ضال مضل‪ ,‬لو ترق وشعبذ وأتى بأنواع ال سحر والطلسم والنينيات‬
‫فكل ها مال وضلل ع ند أول اللباب ك ما أجرى ال سبحانه وتعال على يد ال سود العن سي بالي من‬
‫ومسيلمة الكذاب باليمامة من الحوال الفاسدة والقوال الباردة ما علم كل ذي لب وفهم وحجى أنما‬
‫كاذبان ضالن لعنه ما ال‪ ,‬وكذلك كل مدع لذلك إِل يوم القيا مة ح ت يتموا بال سيح الدجال‪ ,‬ف كل‬
‫واحد من هؤلء الكذابي يلق ال تعال معه من المور ما يشهد العلماء والؤمنون بكذب من جاء با‪,‬‬
‫وهذا من تام لطف ال تعال بلقه‪ ,‬فإِنم بضرورة الواقع ل يأمرون بعروف ولينهون عن منكر إِل على‬
‫سبيل التفاق أو ل ا ل م فيه من القا صد إِل غيه ويكون ف غا ية ال فك والفجور ف أقوال م وأفعال م‪,‬‬
‫كما قال تعال‪{ :‬هل أنبئكم على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم} الَية‪ ,‬وهذا بلف حال‬
‫ال نبياء علي هم ال صلة وال سلم‪ ,‬فإِن م ف غا ية الب وال صدق والر شد وال ستقامة والعدل في ما يقولو نه‬
‫ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه‪ ,‬مع ما يؤيدون به من الوارق للعادات والدلة الواضحات والباهي‬
‫الباهرات‪ ,‬فصططلوات ال وسططلمه عليهططم دائما مسططتمرا مططا دامططت الرض والسططموات‪.‬‬

‫‪564‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫** َيَأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ اذْكُرُواْ اللّ هَ ذِكْرا َكثِيا * وَ َسبّحُو ُه بُكْ َر ًة َوأَ صِيلً * ُه َو الّذِي يُ صَلّي عََليْكُ ْم‬
‫لمٌ َوَأعَدّ‬‫حّيتُهُ ْم َيوْ َم يَ ْل َقوْنَ هُ َس َ‬
‫خرِ َجكُ ْم مّ نَ الظُّلمَا تِ إِلَى النّورِ وَكَا َن بِالْ ُم ْؤمِنِيَ رَحِيما * تَ ِ‬
‫َو َملَِئكَتُ هُ ِليُ ْ‬
‫َلهُمططططططططططططططططططططططططططططططططططططْ أَجْرا َكرِيا‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمن ي بكثرة ذكر هم لرب م تبارك وتعال الن عم علي هم بأنواع الن عم و صنوف‬
‫النن‪ ,‬لا لم ف ذلك من جزيل الثواب‪ ,‬وجيل الآب‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن عبد‬
‫ال بن سعيد‪ ,‬حدثن مول ابن عياش عن أب برية عن أب الدرداء رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬أل أنبئكم بي أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها ف درجاتكم‪ ,‬وخي لكم‬
‫من إِعطاء الذهب والورق‪ ,‬وخي لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم» قالوا‪:‬‬
‫وما هو يارسول ال ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ذكر ال عز وجل» وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه‬
‫من حديث عبد ال بن سعيد بن أب هند عن زياد مول ابن عياش عن أب برية واسه عبد ال بن قيس‬
‫الباغمي عن أب الدرداء رضي ال عنه به‪ ,‬قال الترمذي‪ :‬رواه بعضهم عنه فأرسله‪ .‬قلت وقد تقدم هذا‬
‫الديث عند قوله تعال‪{ :‬والذاكرين ال كثيا والذاكرات} ف مسند المام أحد من حديث زياد بن‬
‫أب زياد مول عبد ال بن عياش أنه بلغه عن معاذ بن جبل رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطططططططططططططططططططططططططططططططططلم بنحوه‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا فرج بن فضالة عن أب سعيد المصي قال‪ :‬سعت أبا هريرة‬
‫ر ضي ال ع نه يقول‪ :‬دعاء سعته من ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ل أد عه‪ :‬الل هم اجعل ن أع ظم‬
‫شكرك‪ ,‬وأتبع نصيحتك‪ ,‬وأكثر ذكرك‪ ,‬وأحفظ وصيتك‪ ,‬ورواه الترمذي عن يي بن موسى عن وكيع‬
‫عن أب فضالة الفرج بن فضالة عن أب سعيد المصي عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬فذكر مثله‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫غريب‪ ,‬وهكذا رواه المام أحد أيضا عن أب النضر هاشم بن القاسم عن فرج بن فضالة عن أب سعيد‬
‫الري عطططططططن أبططططططط هريرة رضطططططططي ال عنطططططططه‪ ,‬فذكره‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن معاوية بن صال عن عمرو بن قيس قال‪ :‬سعت‬
‫عبد ال بن بسر يقول‪ :‬جاء أعرابيان إِل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أحدها‪ :‬يارسول ال أي‬
‫الناس خ ي ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من طال عمره وح سن عمله» وقال الَ خر‪ :‬يار سول ال إِن‬
‫شرائع السلم قد كثرت علينا‪ ,‬فمرن بأمر أتشبث به‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ليزال لسانك رطبا‬

‫‪565‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بذكطر ال تعال» وروى الترمذي وابطن ماجطه الفصطل الثانط مطن حديطث معاويطة بطن صطال بطه‪ ,‬وقال‬
‫الترمذي‪ :‬حديططططططططططث حسططططططططططن غريططططططططططب‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا سريج‪ ,‬حدث نا ا بن و هب عن عمرو بن الارث قال‪ :‬إِن دراجا أ با ال سمح‬
‫حدثه عن أب اليثم عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬إِن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«أكثروا ذكر ال تعال حت يقولوا منون»‪ .‬وقال الطبان‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد‪ ,‬حدثنا عقبة بن‬
‫مكرم الع مي‪ ,‬حدث نا سعيد بن سفيان الحدري‪ ,‬حدث نا ال سن بن أ ب جع فر عن عقبة بن أ ب ثبيب‬
‫الرا سب عن أ ب الوزاء عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«اذكروا ال ذكرا كثيا حتططط يقول النافقون إِنكطططم تراؤون»‪.‬‬

‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا شداد أبو طلحة الراسب‪ ,‬سعت أبا الوازع‬
‫جابر بن عمرو يدث عن)عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«ما من قوم جلسوا ملسا ل يذكروا ال تعال فيه إل رأوه حسرة يوم القيامة»‪ .‬وقال علي بن أب طلحة‬
‫عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا فط قوله تعال‪{ :‬اذكروا ال ذكرا كثيا} إن ال تعال ل يفرض على‬
‫عباده فريضة إل جعل لا حدا معلوما‪ ,‬ث عذر أهلها ف حال العذر غي الذكر‪ ,‬فإن ال تعال ل يعل له‬
‫حدا ينتهي إليه‪ ,‬ول يعذر أحدا ف تركه إل مغلوبا على تركه‪ ,‬فقال‪{ :‬يذكرون ال قياما وقعودا وعلى‬
‫جنوب م} بالل يل والنهار ف الب والب حر‪ ,‬و ف ال سفر وال ضر‪ ,‬والغ ن والف قر‪ ,‬وال سقم وال صحة‪ ,‬وال سر‬
‫والعلنية‪ ,‬وعلى كل حال‪ .‬وقال عز وجل‪{ :‬وسبحوه بكرة وأصيل} فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو‬
‫وملئكته‪ ,‬والحاديث والَيات والَثار ف الث على ذكر ال تعال كثية جدا‪ ,‬وف هذه الَية الكرية‬
‫الث على الكثار من ذلك‪ .‬وقد صنف الناس ف الذكار التعلقة بآناء الليل والنهار كالنسائي والعمري‬
‫وغيهاط‪ .‬ومطن أحسطن الكتطب الؤلفطة فط ذلك كتاب الذكار للشيطخ ميطي الديطن النووي رحهط ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وسبحوه بكرة وأصيلً} أي عند الصباح والساء‪ ,‬كقوله عز وجل {فسبحان ال حي‬
‫تسون وحي تصبحون * وله المد ف السموات والرض وعشيا وحي تظهرون} وقوله تعال‪{ :‬هو‬
‫الذي يصلي عليكم وملئكته} هذا تييج إل الذكر‪ ,‬أي أنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم‪ ,‬كقوله عز‬
‫وجل {كما أرسلنا فيكم رسو ًل منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والكمة ويعلمكم‬
‫ما ل تكونوا تعلمون * فاذكرو ن أذكر كم واشكروا ل ول تكفرون} وقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫«يقول ال تعال‪ :‬من ذكرن ف نفسه ذكرته ف نفسي‪ ,‬ومن ذكرن ف مل ذكرته ف مل خي منه»‬

‫‪566‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وال صلة من ال تعال ثناؤه على الع بد ع ند اللئ كة‪ ,‬حكاه البخاري عن أ ب العال ية‪ ,‬ورواه أ بو جع فر‬
‫الرازي عن الرب يع بن أنس عنه‪ ,‬وقال غيه‪ :‬الصلة من ال عز و جل الرح ة‪ .‬وقد يقال‪ :‬ل منافاة ب ي‬
‫القوليططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وأما الصلة من اللئكة فبمعن الدعاء للناس والستغفار‪ ,‬كقوله تبارك وتعال‪{ :‬الذين يملون العرش‬
‫ومن حوله يسبحون بمد ربم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحة وعلما‬
‫فاغ فر للذ ين تابوا واتبعوا سبيلك وق هم عذاب الح يم * رب نا وأدخل هم جنات عدن ال ت وعدت م و من‬
‫صلح من آبائ هم وأزواج هم وذريات م إ نك ا نت العز يز الك يم * وق هم ال سيئات} الَ ية‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ليخرجكم من الظلمات إل النور} أي بسبب رحته بكم وثنائه عليكم ودعاء ملئكته لكم‪ ,‬يرجكم‬
‫من ظلمات الهل والضلل إل نور الدى واليقي {وكان بالؤمني رحيما} أي ف الدنيا والَخرة‪ ,‬أما‬
‫ف الدنيا فإنه هداهم إل الق الذي جهله غيهم‪ ,‬وبصرهم الطريق الذي ضل عنه وحاد عنه من سواهم‬
‫من الدعاة إل الكفر أو البدعة وأتباعهم من الطغاة‪ ,‬وأما رحته بم ف الَخرة فآمنهم من الفزع الكب‬
‫وأمطر ملئكتطه يتلقونمط بالبشارة بالفوز بالنطة والنجاة مطن النار ومطا ذاك إل لحبتطه لمط ورأفتطه بمط‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن أب عدي عن حيد عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬مر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف نفر من أصحابه رضي ال عنهم‪ ,‬وصب ف الطريق‪ ,‬فلما رأت أمه القوم خشيت على‬
‫ولدها أن يوطأ‪ ,‬فأقبلت تسعى وتقول‪ :‬ابن‪ ,‬ابن‪ ,‬وسعت فأخذته‪ ,‬فقال القوم‪ :‬يا رسول ال ما كانت‬
‫هذه لتلقي ابنها ف النار‪ ,‬قال فخفضهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال «ل‪ ,‬وال ليلقي حبيبه ف‬
‫النار» إ سناده على شرط ال صحيحي‪ ,‬ول ير جه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة‪ ,‬ول كن ف صحيح‬
‫المام البخاري عن أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى‬
‫امراة من السب قد أخذت صبيا لا فألصقته إل صدرها وأرضعته‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«أترون هذه تلقي ولدها ف النار وهي تقدر على ذلك ؟» قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫«فوال ل أرحطططططم بعباده مطططططن هذه بولدهطططططا»‬
‫وقوله تعال‪{ :‬تيت هم يوم يلقو نه سلم} الظا هر أن الراد ط وال أعلم ط تيت هم‪ ,‬أي من ال تعال‬
‫يوم يلقونه سلم أي يوم يسلم عليهم كما قال عز وجل‪{ :‬سلم قولً من رب رحيم} وزعم قتادة أن‬
‫الراد أن م ي يي بعض هم بعضا بال سلم يوم يلقون ال ف الدار الَخرة‪ ,‬واختاره ا بن جر ير‪( .‬قلت) و قد‬
‫ي ستدل له بقوله تعال‪{ :‬دعوا هم في ها سبحانك الل هم وتيت هم في ها سلم وآ خر دعوا هم أن ال مد ل‬

‫‪567‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رب العالي}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وأعد لم أجرا كريا} يعن النة وما فيها من الآكل والشارب واللبس‬
‫والسطاكن والناكطح واللذ والناظطر‪ ,‬ماط ل عيط رأت ول أذن سطعت‪ ,‬ول خططر على قلب بشطر‪.‬‬

‫** َيَأيّهَا الّنبِ يّ إِنّآ أَرْ سَ ْلنَا َك شَاهِدا َومُبَشّرا َونَذِيرا * وَدَاعِيا إِلَى اللّ ِه بِإِ ْذنِ هِ وَ سِرَاجا ّمنِيا * َوبَشّ ِر‬
‫ضلً ِكبِيا * وَلَ تُ ِط ِع الْكَافِرِي َن وَالْ ُمنَاِفقِيَ وَدَ عْ أَذَاهُ ْم َوَتوَكّط ْل عَلَى اللّ هِ‬
‫الْ ُم ْؤمِنِيَ ِبأَ نّ َلهُ ْم مّ نَ اللّ هِ َف ْ‬
‫ط وَكِططططططططططططططططططيلً‬ ‫وَ َكفَ َى بِاللّهطططططططططططططططط ِ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ,‬حدثنا فليح بن سليمان‪ ,‬حدثنا هلل بن علي عن عطاء بن‬
‫يسار قال‪ :‬لقيت عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما‪ ,‬فقلت‪ :‬أخبن عن صفة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف التوراة‪ ,‬قال‪ :‬أجل وال إنه لوصوف ف التوراة ببعض صفته ف القرآن {يا أيها النب‬
‫إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وحرزا للميي‪ ,‬أنت عبدي ورسول‪ ,‬سيتك التوكل‪ ,‬لست بفظ‬
‫ول غليظ ول صخاب ف السواق‪ ,‬ول يدفع السيئة بالسيئة‪ ,‬ولكن يعفو ويصفح ويغفر‪ ,‬ولن يقبضه ال‬
‫ح ت يق يم به اللّة العوجاء‪ ,‬بأن يقولوا ل إله إل ال‪ ,‬فيف تح ب ا أعينا عميا‪ ,‬وآذانا صما‪ ,‬وقلوبا غلفا‪,‬‬
‫وقد رواه البخاري ف البيوع عن ممد بن سنان عن فليح بن سليمان عن هلل بن علي به‪ .‬ورواه ف‬
‫التفسي عن عبد ال‪,‬قيل ابن رجاء‪ ,‬وقيل ابن صال‪,‬عن عبد العزيز بن أب سلمة عن هلل عن عطاء بن‬
‫يسار عن عبد ال بن عمرو به‪ .‬ورواه ابن أب حات عن أبيه عن عبد ال بن رجاء عن عبد العزيز بن أب‬
‫سططططططططططططططططططلمة الاجشون بططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال البخاري ف البيوع‪ :‬وقال سعيد عن هلل عن عطاء عن عبد ال بن سلم رضي ال عنه‪ ,‬وقال‬
‫و هب بن من به‪ :‬إِن ال تعال أو حى إل نب من أ نبياء ب ن إ سرائيل يقال له شعياء‪ :‬أن قم ف قومك ب ن‬
‫إسرائيل فإن منطق لسانك بوحي وأبعث أميا من الميي‪ ,‬أبعثه ليس بفظ ول غليظ ول صخاب ف‬
‫السواق‪ ,‬لو ير إل جنب سراج ل يطفئه من سكينته‪ ,‬ولو يشي على القصب ل يسمع من تت قدميه‪,‬‬
‫أبعثه مبشرا ونذيرا ل يقول النا‪ ,‬أفتح به أعينا كمها وآذانا صما وقلوبا غلفا‪ ,‬أسدده لكل أمر جيل‬
‫وأهطب له كطل خلق كريط‪ ,‬وأجعطل السطكينة لباسطه‪ ,‬والب شعاره‪ ,‬والتقوى ضميه‪ ,‬والكمطة منطقطه‪,‬‬
‫والصدق والوفاء طبيعته‪ ,‬والعفو والعروف خلقه‪ ,‬والق شريعته‪ ,‬والعدل سيته والدى إمامه‪ ,‬والسلم‬
‫ملته‪ ,‬وأحد اسه أهدي به بعد الضلل‪ ,‬وأعلم به بعد الهالة‪ ,‬وأرفع به بعد المالة‪ ,‬وأعرف به بعد‬
‫النكرة‪ ,‬وأكثر به بعد القلة‪ ,‬وأغن به بعد العيلة‪ ,‬وأجع به بعد الفرقة‪ ,‬وأؤلف به بي أمم متفرقة وقلوب‬

‫‪568‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫متل فة‪ ,‬وأهواء متشت تة‪ ,‬وأ ستنقذ به فئاما من الناس عظي مة من الل كة‪ ,‬وأج عل أم ته خ ي أ مة أخر جت‬
‫للناس يأمرون بالعروف وينهون عن الن كر‪ ,‬موحد ين مؤمن ي مل صي م صدقي ل ا جاءت به ر سلي‪,‬‬
‫ألم هم الت سبيح والتحم يد‪ ,‬والثناء والت كبي والتوح يد‪ ,‬ف م ساجدهم ومال سهم ومضاجع هم ومنقلب هم‬
‫ومثوا هم ي صلون ل قيانا وقعودا ويقاتلون ف سبيل ال صفوفا وزحوفا‪ ,‬ويرجون من ديار هم ابتغاء‬
‫مرضات ألوفا‪ ,‬يطهرون الوجوه والطراف ويشدون الثياب ف النصاف‪ ,‬قربانم دماؤهم‪ ,‬وأناجيلهم ف‬
‫صدورهم‪ ,‬رهبان بالل يل ليوث بالنهار‪ ,‬وأج عل ف أ هل بي ته‪ ,‬وذري ته ال سابقي وال صديقي والشهداء‬
‫والصالي‪ ,‬أمته من بعده يهدون بالق وبه يعدلون‪ ,‬وأعز من نصرهم وأؤيد من دعا لم‪ ,‬وأجعل دائرة‬
‫ال سوء على من خالف هم‪ ,‬أو ب غى علي هم أو أراد أن ينتزع شيئا م ا ف أيدي هم‪ ,‬أجعل هم ور ثة ل نبيهم‪,‬‬
‫والداعية إل ربم‪ ,‬يأمرون بالعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلة ويؤتون الزكاة ويوفون بعهدهم‬
‫أختم بم الي الذي بدأته بأولم‪ ,‬ذلك فضلي أوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم‪ .‬هكذا رواه ابن أب‬
‫حاتطططط عططططن وهططططب بططططن منبططططه اليمانطططط رحهطططط ال‪.‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن صال‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن ممد بن عبيد ال‬
‫العرزمي عن شيبان النحوي‪ ,‬أخبن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬لا نزلت {يا‬
‫أيها النب إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وقد كان أمر عليا ومعاذا رضي ال عنهما أن يسيا إل‬
‫الي من فقال «انطل قا فبشرا ول تنفرا‪ ,‬وي سرا ول تع سرا‪ ,‬إ نه قد أنزل علي { يا أي ها ال نب إ نا أر سلناك‬
‫شاهدا ومبشرا ونذيرا}» ورواه الطبان عن ممد بن نصر بن حيد البزاز البغدادي‪ ,‬عن عبد الرحن‬
‫بن صال الزدي‪ ,‬عن عبد الرحن بن ممد بن عبيد ال العرزمي بإسناده مثله‪ ,‬وقال ف آخره «فإنه قد‬
‫أنزل علي يا أيها ال نب إنا أرسلناك شاهدا على أمتك ومبشرا بالنة ونذيرا من النار وداعيا إل شهادة‬
‫أن ل إله إل ال بإذنطه وسطراجا منيا بالقرآن»‪ .‬فقوله تعال‪{ :‬شاهدا} أي ل بالوحدانيطة‪ ,‬وأنطه ل إله‬
‫غيه وعلى الناس بأعمالم يوم القيامة وجئنا بك على هؤلء شهيدا كقوله‪{ :‬لتكونوا شهداء على الناس‬
‫ويكون الرسول عليكم شهيدا}‪ .‬وقوله عز وجل‪{ :‬ومبشرا ونذيرا} أي بشيا للمؤمني بزيل الثواب‪,‬‬
‫ونذيرا للكافريطن مطن وبيطل العقاب‪ .‬وقوله جلت عظمتطه‪{ :‬وداعيا إل ال بإذنطه} أي داعيا للخلق إل‬
‫عبادة ربم عن أمره لك بذلك {وسراجا منيا} أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الق كالشمس ف‬
‫إشرافها وإضاءتا ل يحدها إل معاند‪ .‬وقوله جل وعل {ول تطع الكافرين والنافقي ودع أذاهم} أي‬
‫ل تطعهم وتسمع منهم ف الذي يقولونه {ودع أذاهم} أي اصفح وتاوز عنهم‪ ,‬وكل أمرهم إل ال‬
‫طى بال وكيلً}‪.‬‬ ‫طل على ال وكفط‬ ‫طل جلله‪{ :‬وتوكط‬ ‫ط‪ ,‬ولذا قال جط‬ ‫طة لمط‬ ‫طه كفايط‬ ‫تعال‪ ,‬فإن فيط‬
‫‪569‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ت ثُ ّم طَّل ْقتُمُوهُ نّ مِن َقبْلِ أَن تَمَ سّوهُنّ فَمَا َلكُ ْم عََلْيهِ ّن مِ ْن عِ ّدةٍ‬
‫حتُ ُم الْ ُم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمُنوَاْ إِذَا َنكَ ْ‬
‫طرَاحا جَمِيلً‬ ‫ط وَسططططططَ ّرحُوهُنّ سططططط َ‬ ‫َتعْتَدّونَهَططططططا فَ َمّتعُوهُنططططط ّ‬
‫هذه الَية الكرية فيها أحكام كثية منها إطلق النكاح على العقد وحده‪ ,‬وليس ف القرآن آية أصرح‬
‫ف ذلك منها‪ ,‬وقد اختلفوا ف النكاح‪ :‬هل هو حقيقة ف العقد وحده أو ف الوطء أو فيهما ؟ على ثلثة‬
‫أقوال‪ ,‬واستعمال القرآن إنا هو ف العقد والوطء بعده إل ف هذه الَية‪ ,‬فإنه استعمل ف العقد وحده‬
‫لقوله تبارك وتعال‪{ :‬إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن من قبل أن تسوهن} وفيها دللة لباحة طلق‬
‫الرأة قبطططططططططططططططططل الدخول باططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬الؤمنات} خرج مرج الغالب إذ ل فرق فط الكطم بيط الؤمنطة والكتابيطة فط ذلك‬
‫بالتفاق‪ ,‬وقد استدل ابن عباس رضي ال عنهما وسعيد بن السيب والسن البصري وعلي بن السي‬
‫ز ين العابد ين وجا عة من ال سلف بذه الَ ية على أن الطلق ل ي قع إل إذا تقد مه نكاح‪ ,‬لن ال تعال‬
‫قال‪{ :‬إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن} فعقب النكاح بالطلق‪ ,‬فدل على أنه ل يصح ول يقع قبله‪,‬‬
‫وهذا مذهب الشافعي وأحد بن حنبل وطائفة كثية من السلف واللف رحهم ال تعال‪ ,‬وذهب مالك‬
‫وأبو حنيفة رحهما ال تعال إل صحة الطلق قبل النكاح فيما إذا قال‪ :‬إن تزوجت فلنة فهي طالق‪,‬‬
‫فعندها مت تزوجها طلقت منه‪ ,‬واختلفا فيما إذا قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق فقال مالك‪ :‬ل تطلق‬
‫حت يعي الرأة‪ .‬وقال أبو حنيفة رحه ال‪ :‬كل امرأة يتزوجها بعد هذا الكلم تطلق منه‪ ,‬فأما المهور‬
‫فاحتجوا على عدم وقوع الطلق بذه الَيطططططططططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن منصور الروزي‪ ,‬حدثنا النضر بن شيل‪ ,‬حدثنا يونس يعن ابن أب‬
‫إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬سعت آدم مول خالد عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال تعال عنهما قال‪ :‬إذا‬
‫قال‪ :‬كل امرأة أتزوجها فهي طالق‪ ,‬قال‪ :‬ليس بشيء من أجل أن ال تعال يقول‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن} الَية وحدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع عن مطر عن‬
‫ال سن بن م سلم بن يناق عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬إن ا قال ال عز و جل‪{ :‬إذا نكح تم‬
‫الؤمنات ث طلقتمو هن} أل ترى أن الطلق ب عد النكاح‪ ,‬وهكذا روى م مد بن إ سحاق عن داود بن‬
‫الصطي عطن عكرمطة عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا قال‪ :‬قال ال تعال‪{ :‬إذا نكحتطم الؤمنات ثط‬
‫طلقتمو هن} فل طلق ق بل النكاح‪ .‬و قد ورد الد يث بذلك عن عمرو بن شع يب عن أب يه عن جده‬

‫‪570‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم «ل طلق لبطن آدم فيمطا ل يلك» رواه أحدط وأبطو داود‬
‫والترمذي وابن ماجه‪ .‬وقال الترمذي‪ .‬هذا حديث حسن‪ ,‬وهو أحسن شيء روي ف هذا الباب‪ ,‬وهكذا‬
‫روى ابن ماجه عن علي والسور بن مرمة رضي ال عنهما‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫قال‪« :‬ل طلق قبططططططططططططططططل نكاحططططططططططططططططٍ»‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬فما لكم عليهمن من عدة تعتدونا} هذا أمر ممع عليه بي العلماء‪ ,‬أن الرأة إذا‬
‫طل قت ق بل الدخول ب ا ل عدة علي ها‪ ,‬فتذ هب فتتزوج ف فور ها من شاءت‪ ,‬ول ي ستثن من هذا إل‬
‫التو ف عن ها زوج ها‪ ,‬فإن ا تع تد م نه أرب عة أش هر وعشرا‪ ,‬وإن ل ي كن د خل ب ا بالجاع أيضا‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬فمتعوهن وسرحوهن سراحا جيملً} التعة ههنا أعم من أن تكون نصف الصداق السمى أو‬
‫التعة الاصة إن ل يكن قد سي لا‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬وإن طلقتموهن من قبل أن تسوهن وقد فرضتم‬
‫ل ن فري ضة فن صف ما فرض تم} وقال عز و جل {ل جناح علي كم إن طلق تم الن ساء ما ل ت سوهن أو‬
‫تفرضوا ل ن فريضة ومتعوهن على الو سع قدره وعلى الق تر قدره متاعا بالعروف حقا على الح سني}‬
‫وف صحيح البخاري عن سهل بن سعد وأب أسيد رضي ال عنهما قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم تزوج أمي مة ب نت شراح يل‪ ,‬فل ما أن دخلت عل يه صلى ال عل يه و سلم ب سط يده إلي ها فكأن ا‬
‫كرهت ذلك فأمر أبا أسيد أن يهزها ويكسوها ثوبي رازقيي‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما‪ :‬إن كان سى لا صداقا فليس لا إل النصف‪ ,‬وإن ل يكن سى لا صداقا أمتعها على‬
‫قدر عسططططططره ويسططططططره‪ ,‬وهططططططو السططططططراح الميططططططل‪.‬‬

‫ك مِمّآ أَفَآءَ اللّ ُه عََليْ َ‬


‫ك‬ ‫ت يَمِينُ َ‬ ‫ك اللّتِ َي آَتيْ تَ أُجُو َرهُ ّن وَمَا مََلكَ ْ‬ ‫** َيَأّيهَا الّنبِ يّ إِنّآ أَحَْللْنَا لَ كَ أَ ْزوَاجَ َ‬
‫لتِي هَاجَرْ َن َمعَكَ وَامْ َرَأةً ّمؤْ ِمَنةً إِن َوهَبَتْ‬ ‫ك َوَبنَاتِ خَا َلتِكَ ال ّ‬
‫ك َوَبنَاتِ خَالِ َ‬‫ك َوَبنَاتِ عَمّاتِ َ‬ ‫ت عَمّ َ‬ ‫َوبَنَا ِ‬
‫ضنَا عََلْيهِ مْ فِ يَ‬
‫ك مِن دُو نِ الْ ُم ْؤ ِمنِيَ َق ْد عَلِ ْمنَا مَا فَ َر ْ‬‫صةً لّ َ‬
‫حهَا خَالِ َ‬‫ستَنكِ َ‬
‫سهَا لِلّنبِ يّ إِ نْ أَرَا َد الّنبِ يّ أَن يَ ْ‬
‫َنفْ َ‬
‫ط َغفُورا رّحِيما‬ ‫ط اللّه ُ‬ ‫ط وَكَان َ‬ ‫ط حَرَج ٌ‬ ‫ط عََليْك َ‬ ‫ل َيكُون َ‬‫ط ِلكَْي َ‬
‫ط أَيْمَاُنهُم ْ‬
‫أَ ْزوَا ِجهِطط ْم وَمَطا مََلكَت ْ‬
‫يقول تعال ماطبا نبيه صلى ال عليه وسلم بأنه قد أحل له من النساء أزواجه اللت أعطاهن مهورهن‬
‫و هي الجور هه نا‪ ,‬ك ما قاله ما هد وغ ي وا حد‪ .‬و قد كان مهره لن سائه اثن ت عشرة أوق ية ونشا و هو‬
‫نصف أوقية‪ ,‬فالميع خسمائة درهم إل أم حبيبة بنت أب سفيان‪ ,‬فإنه أمهرها عنه النجاشي رحه ال‬
‫تعال أربعمائة دينار وإل صفية بنت حيي فإنه اصطفاها من سب خيب‪ ,‬ث أعتقها وجعل عتقها صداقها‪,‬‬

‫‪571‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كذلك جويرية بنت الارث الصطلقية أدى عنها كتابتها إل ثابت بن قيس بن شاس وتزوجها ط رضي‬
‫ال عنهططططططططططططن أجعيطططططططططططط ططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما ملكت يينك ما أفاء ال عليك} أي وأباح لك التسري ما أخذت من الغان‪ ,‬وقد‬
‫ملك صفية وجوير ية فأعتقه ما وتزوجه ما‪ ,‬وملك ريا نة ب نت شعون النضر ية ومار ية القبط ية أم اب نه‬
‫إبراه يم عليه ما ال سلم‪ ,‬وكان تا من ال سراري ر ضي ال عنه ما‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وبنات ع مك وبنات‬
‫عما تك وبنات خالك وبنات خل تك} الَ ية‪ ,‬هذا عدل و سط ب ي الفراط والتفر يط‪ ,‬فإن الن صارى ل‬
‫يتزوجون الرأة إل إذا كان الر جل بي نه وبين ها سبعة أجداد ف صاعدا‪ ,‬واليهود يتزوج أحد هم ب نت أخ يه‬
‫وبنت أخته‪ ,‬فجاءت هذه الشريعة الكاملة الطاهرة بدم إفراط النصارى‪ ,‬فأباح بنت العم والعمة‪ ,‬وبنت‬
‫الال والالة‪ ,‬وتري ما فرطت فيه اليهود من إباحة بنت الخ والخت وهذا شنيع فظيع‪ ,‬وإنا قال‪:‬‬
‫{وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالتك} فوحد لفظ الذكر لشرفه وجع الناث‬
‫لنقصهن كقوله‪{ :‬عن اليمي والشمائل} {يرجهم من الظلمات إل النور} {وجعل الظلمات والنور}‬
‫وله نظائر كثية‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬الل ت هاجرن م عك} قال ا بن أ ب حا ت رح ه ال‪ :‬حدث نا م مد بن عمار بن الارث‬
‫الرازي‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬حدثنا إسرائيل عن السدي عن أب صال عن أم هانء قالت‪ :‬خطبن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرن‪ ,‬ث أنزل ال تعال‪{ :‬إنا أحللنا لك أزواجك اللت‬
‫آتيت أجورهن و ما مل كت يينك م ا أفاء ال عل يك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات‬
‫خال تك الل ت هاجرن م عك} قالت‪ :‬فلم أ كن أ حل له‪ ,‬ول أ كن م ن ها جر م عه ك نت من الطلقاء‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير عن أب كريب عن عبيد ال بن موسى به‪ ,‬ث رواه ابن أب حات من حديث إساعيل بن‬
‫أب خالد عن أب صال عنها بنحوه‪ ,‬ورواه الترمذي ف جامعه‪ .‬وهكذا قال أبو رزين وقتادة إن الراد من‬
‫هاجر معه إل الدينة‪ .‬وف رواية عن قتادة {اللت هاجرن معك} أي أسلمن‪ ,‬وقال الضحاك‪ :‬قرأ ابن‬
‫مسطططططططططططططططعود {واللئي هاجرن معطططططططططططططططك}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنب إن أراد النب أن يستنكحها خالصة لك} الَية‪ ,‬أي‬
‫ويل لك أيها النب الرأة الؤمنة إن وهبت نفسها لك أن تتزوجها بغي مهر إن شئت ذلك‪ .‬وهذه الَية‬
‫توال في ها شرطان‪ ,‬كقوله تعال إخبارا عن نوح عل يه ال سلم أ نه قال لقو مه {ول ينفع كم ن صحي إن‬
‫أردت أن أنصح لكم إن كان ال يريد أن يغويكم} وكقول موسى عليه السلم {يا قوم إن كنتم آمنتم‬
‫بال فعليطه توكلوا إن كنتطم مسطلمي} وقال ههنطا‪{ :‬وامرأة مؤمنطة إن وهبطت نفسطها للنطب} الَيطة‪.‬‬
‫‪572‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و قد قال المام أح د‪ :‬حدث نا إ سحاق‪ ,‬أخب نا مالك عن أ ب حازم عن سهل بن سعد ال ساعدي أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جاءته امرأة فقالت‪ :‬يا رسول ال إن قد وهبت نفسي لك‪ ,‬فقامت قياما‬
‫طويلً‪ ,‬فقام رجل فقال‪ :‬يا رسول ال زوجنيها إن ل يكن لك با حاجة‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬هل عندك من شيء تصدقها إياه ؟» فقال‪ :‬ما عندي إل إزاري هذا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬إن أعطيتها إزارك جلست ل إزار لك‪ ,‬فالتمس شيئا» فقال‪ :‬ل أجد شيئا‪ ,‬فقال «التمس‬
‫ولو خاتا من حديد» فالتمس فلم يد شيئا‪ ,‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬هل معك من القرآن‬
‫ش يء ؟» قال‪ :‬ن عم سورة كذا و سورة كذا ط ال سور ي سميها ط فقال له ال نب صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«زوجتكهطططا باططط معطططك مطططن القرآن» أخرجاه مطططن حديطططث مالك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا مرحوم‪ ,‬سعت ثابتا يقول‪ :‬كنت مع أنس جالسا وعنده ابنة‬
‫له‪ ,‬فقال أنس‪ :‬جاءت امرأة إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬يا نب ال هل لك ف حاجة ؟ فقالت‬
‫ابنته‪ :‬ما كان أقل حياءها‪ ,‬فقال‪« :‬هي خي منك رغبت ف النب فعرضت عليه نفسها» انفرد بإخراجه‬
‫البخاري من حديث مرحوم بن عبد العزيز عن ثابت البنان عن أنس به‪ .‬وقال أحد أيضا‪ :‬حدثنا عبد‬
‫ال بن بكي‪ ,‬حدثنا سنان بن ربيعة عن الضرمي عن أنس بن مالك أن امرأة أتت النب صلى ال عليه‬
‫و سلم فقالت‪ :‬يا ر سول ال اب نة ل كذا وكذا‪ ,‬فذكرت من ح سنها وجال ا فآثر تك ب ا‪ ,‬فقال‪ « :‬قد‬
‫قبلتها» فلم تزل تدحها حت ذكرت أنا ل تصدع ول تشك شيئا قط‪ ,‬فقال‪« :‬ل حاجة ل ف ابنتك»‬
‫ل يرجوه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا منصور بن أب مزاحم‪ ,‬حدثنا ابن أب الوضاح يعن ممد بن‬
‫مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬الت وهبت نفسها للنب صلى ال عليه وسلم خولة‬
‫بنت حكيم وقال ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحن وابن أب الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه‪ :‬أن‬
‫خولة بنت حكيم بن الوقص من بن سليم كانت من اللت وهب أنفسهن لرسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم و ف روا ية له عن سعيد بن ع بد الرح ن عن هشام عن أب يه‪ :‬ك نا نتحدث أن خولة ب نت حك يم‬
‫كا نت وه بت نف سها لرسول ال صلى ال عليه و سلم وكا نت امرأة صالة‪ .‬فيحت مل أن أم سليم هي‬
‫طططططططططي امرأة أخرى‪.‬‬ ‫طططططططططم أو هط‬ ‫طططططططططت حكيط‬ ‫خولة بنط‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا موسى بن عبيدة عن ممد‬
‫بن كعب وعمربن الكم وعبد ال بن عبيدة قالوا‪ :‬تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث عشرة‬
‫امرأة‪ ,‬ستا من قريش‪ :‬خدي ة وعائ شة وحف صة وأم حبيبة و سودة وأم سلمة‪ ,‬وثلثا من ب ن عا مر بن‬
‫‪573‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صعصعة‪ ,‬وامرأتي من بن هلل بن عامر‪ :‬ميمونة بنت الارث وهي الت وهبت نفسها للنب صلى ال‬
‫عليه وسلم وزينب أم الساكي‪ ,‬وامرأة من بن بكر بن كلب من القرظيات‪ ,‬وهي الت اختارت الدنيا‪,‬‬
‫وامرأة من بن الون وهي الت استعاذت منه‪ ,‬وزينب بنت جحش السدية‪ ,‬والسبيتي صفية بنت حيي‬
‫بن أخطب وجويرية بنت الارث بن عمرو بن الصطلق الزاعية‪ .‬وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة‬
‫عن ابن عباس {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنب} قال‪ :‬هي ميمونة بنت الارث‪ ,‬فيه انقطاع‪ ,‬هذا‬
‫مرسل‪ ,‬والشهور أن زينب الت كانت تدعى أم الساكي هي زينب بنت خزية النصارية‪ ,‬وقد ماتت‬
‫عند النب صلى ال عليه وسلم ف حياته‪ ,‬فال أعلم‪ .‬والغرض من هذا أن اللت وهب أنفسهن للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم كثي‪ ,‬كما قال البخاري‪ :‬حدثنا زكريا بن يي‪ ,‬حدثنا أبو أسامة قال‪ :‬حدثنا هشام بن‬
‫عروة عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬كنت أغار من اللت وهب أنفسهن للنب صلى ال عليه وسلم وأقول‪:‬‬
‫أتب الرأة نفسها ؟ فلما أنزل ال تعال‪{ :‬ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت من‬
‫ططط هواك‪.‬‬ ‫طططارع فط‬ ‫طططك إل يسط‬ ‫طططا أرى ربط‬ ‫طططك} قلت‪ :‬مط‬ ‫عزلت فل جناح عليط‬
‫وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن منصور العفي‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي‬
‫عن عنبسة بن الزهر عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬ل يكن عند رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم امرأة وهبت نفسها له‪ .‬ووراه ابن جرير عن أب كريب عن يونس بن بكي‪ ,‬أي أنه ل يقبل واحدة‬
‫من وهبت نفسها له وإن كان ذلك مباحا له ومصوصا به‪ ,‬لنه مردود إل مشيئته‪ ,‬كما قال ال تعال‪:‬‬
‫{إن أراد النطططب أن يسطططتنكحها} أي إن اختار ذلك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬خالصطة لك مطن دون الؤمنيط} قال عكرمطة أي ل تلط الوهوبطة لغيك‪ ,‬ولو أن امرأة‬
‫وهبت نفسها لرجل ل تل له حت يعطيها شيئا‪ ,‬وكذا قال ماهد والشعب وغيها‪ ,‬أي أنا إذا فوضت‬
‫الرأة نفسها إل رجل فإنه مت دخل با وجب عليه لا مهر مثلها‪ ,‬كما حكم به رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ف بروع بنت واشق لا فوضت‪ ,‬فحكم لا رسول ال صلى ال عليه وسلم بصداق مثلها لا‬
‫توف عنها زوجها‪ ,‬والوت والدخول سواء ف تقرير الهر وثبوت مهر الثل ف الفوضة لغي النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فأما هو عليه الصلة والسلم فإنه ل يب عليه للمفوضة شيء ولو دخل با‪ ,‬لن له أن‬
‫يتزوج بغ ي صداق ول ول‪ ,‬ول شهود‪ ,‬ك ما ف ق صة زي نب ب نت ج حش ر ضي ال عن ها‪ ,‬ولذا قال‬
‫قتادة ف قوله‪{ :‬خالصة لك من دون الؤمني} يقول‪ :‬ليس ل مرأة تب نفسها لرجل بغي ول ول مهر‬
‫إل للنططططططططب صططططططططلى ال عليططططططططه وسططططططططلم‪.‬‬

‫‪574‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قد علمنا ما فرضنا عليهم ف أزواجهم وما ملكت أيانم} قال أب بن كعب وماهد‬
‫والسن وقتادة وابن جرير ف قوله‪{ :‬قد علمنا ما فرضنا عليهم ف أزواجهم} أي من حصرهم ف أربع‬
‫نسوة حرائر‪ ,‬وما شاؤوا من الماء واشتراط الول والهر والشهود عليهم‪ ,‬وهم المة وقد رخصنا لك ف‬
‫ذلك فلم نوجططب عليططك شيئا منططه {لكيل يكون عليططك حرج وكان ال غفورا رحيما}‪.‬‬

‫ح عََليْكَ ذَلِكَ أَ ْدَنىَ أَن‬


‫ك مَن تَشَآءُ َومَ ِن اْبَتغَْيتَ مِ ّم ْن عَزَْلتَ َفلَ ُجنَا َ‬ ‫** تُ ْرجِي مَن تَشَآءُ ِمْنهُ ّن َوُت ْؤوِيَ إَِليْ َ‬
‫ضيْ َن بِمَآ آتَْيَتهُ نّ ُكّلهُ ّن وَاللّ هُ يَعَْل ُم مَا فِي قلُوِبكُ ْم وَكَا نَ اللّ ُه عَلِيما حَلِيما‬ ‫َتقَرّ َأعُْيُنهُ ّن وَ َل يَحْزَ نّ َويَرْ َ‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن بشر‪ ,‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها أنا‬
‫كانت تغي من النساء اللت وهب أنفسهن لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قالت‪ :‬أل تستحي الرأة أن‬
‫تعرض نفسها بغي صداق ؟ فأنزل ال عز وجل {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء} الَية‪,‬‬
‫قالت‪ :‬إن أرى ربك يسارع لك ف هواك‪ .‬وقد تقدم أن البخاري رواه من حديث أب أسامة عن هشام‬
‫بطن عروة‪ ,‬فدل هذا على أن الراد بقوله‪{ :‬ترجطي} أي تؤخطر {مطن تشاء منهطن} أي مطن الواهبات‬
‫{وتؤوي إليك من تشاء} أي من شئت قبلتها ومن شئت رددتا‪ ,‬ومن رددتا فأنت فيها أيضا باليار‬
‫بعطد ذلك إن شئت عدت فيهطا فآويتهطا‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ومطن ابتغيطت منط عزلت فل جناح عليطك}‪.‬‬
‫قال عامر الشعب ف قوله تعال‪{ :‬ترجي من تشاء منهن} الَية‪ ,‬كن نساء وهب أنفسهن للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬فدخل ببعضهن وأرجأ بعضهن ل ينكحن بعده‪ ,‬منهن أم شريك وقال آخرون‪ :‬بل الراد‬
‫بقوله {ترجي من تشاء منهن} الَية‪ ,‬أي من أزوا جك ل حرج عليك أن تترك القسم ل ن‪ ,‬فتقدم من‬
‫شئت وتؤخر من شئت‪ ,‬وتامع من شئت وتترك من شئت‪ ,‬هكذا يروى عن ابن عباس وماهد والسن‬
‫وقتادة وأب رزين وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وغيهم‪ ,‬ومع هذا كان النب صلى ال عليه وسلم يقسم‬
‫لن‪ ,‬ولذا ذهب طائفة من الفقهاء من الشافعية وغيهم إل أنه ل يكن القسم واجبا عليه صلى ال عليه‬
‫وسططططططططططلم‪ ,‬واحتجوا بذه الَيططططططططططة الكريةطططططططططط‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدث نا حبان بن مو سى‪ ,‬حدث نا ع بد ال هو ا بن البارك‪ ,‬وأخب نا عا صم الحول عن‬
‫معاذ عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬كان يستأذن ف اليوم الرأة منا بعد أن أنزلت هذه‬
‫الَ ية {تر جي من تشاء من هن وتؤوي إل يك من تشاء و من ابتغ يت م ن عزلت فل جناح عل يك} فقلت‬
‫ل ا‪ :‬ما ك نت تقول ي ؟ فقالت‪ :‬كنت أقول إن كان ذلك إل فإ ن ل أر يد يا ر سول ال أن أو ثر عليك‬

‫‪575‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أحدا‪ ,‬فهذا الد يث عن ها يدل على أن الراد من ذلك عدم وجود الق سم‪ ,‬وحديث ها الول يقت ضي أن‬
‫الَية نزلت ف الواهبات‪ ,‬ومن ههنا اختار ابن جرير أن الَية عامة ف الواهبات وف النساء‪ ,‬اللت عنده‬
‫أ نه م ي في هن إن شاء ق سم وإن شاء ل يق سم‪ ,‬وهذا الذي اختاره ح سن ج يد قوي‪ ,‬وف يه ج ع ب ي‬
‫الحاد يث‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك أد ن أن ت قر أعين هن ول يزن ويرض ي ب ا آتيت هن كل هن} أي إذا‬
‫علمن أن ال قد وضع عنك الرج ف القسم‪ ,‬فإن شئت قسمت وإن شئت ل تقسم‪ ,‬ل جناح عليك ف‬
‫أي ذلك فعلت‪ ,‬ثط مطع هذا أن تقسطم لنط اختيارا منطك‪ ,‬ل أنطه على سطبيل الوجوب‪ ,‬فرحطن بذلك‬
‫واستبشرن به‪ ,‬وحلن جيلك ف ذلك‪ ,‬واعترفن بنتك عليهن ف قسمتك لن وتسويتك بينهن وإنصافك‬
‫لنطططططططططططططططططط وعدلك فيهططططططططططططططططططن‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وال يعلم ما ف قلوبكم} أي من اليل إل بعضهن دون بعض ما ل يكن دفعه‪ ,‬كما‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن أيوب عن أب قلبة عن عبد ال بن يزيد عن‬
‫عائشة قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم بي نسائه فيعدل‪ ,‬ث يقول‪« :‬اللهم هذا فعلي‬
‫فيما أملك‪ ,‬فل تلمن فيما تلك ول أملك» ورواه أهل السنن الربعة من حديث حاد بن سلمة‪ ,‬وزاد‬
‫أبو داود بعد قوله «فل تلمن فيما تلك ول أملك» يعن القلب‪ .‬وإسناده صحيح‪ ,‬ورجاله كلهم ثقات‪,‬‬
‫طر‪.‬‬‫طرائر {حليما} أي يلم ويغفط‬‫طب ذلك بقوله تعال‪{ :‬وكان ال عليما} أي بضمائر السط‬ ‫ولذا عقط‬

‫سُنهُنّ إِ ّل مَا َمَلكَ تْ يَمِينُ كَ‬


‫جبَ كَ حُ ْ‬
‫ج وََلوْ أَعْ َ‬
‫ك النّ سَآ ُء مِن بَعْ ُد وَلَ أَن َتبَدّ َل ِبهِ ّن مِ نْ أَ ْزوَا ٍ‬
‫حلّ لَ َ‬
‫** ّل يَ ِ‬
‫ط عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ رّقِيبا‬ ‫وَكَانطططططططططططططططَ اللّهطططططططططططططط ُ‬
‫ذ كر غ ي وا حد من العلماء كا بن عباس وماهد والضحاك وقتادة وا بن ز يد وابن جرير وغي هم‪ ,‬أن‬
‫هذه الَية نزلت مازاة لزواج النب صلى ال عليه وسلم ورضا عنهن على حسن صنيعهن ف اختيارهن‬
‫ال ور سوله والدار الَخرة ل ا خي هن ر سول ل صلى ال عل يه و سلم ك ما تقدم ف الَ ية‪ ,‬فل ما اخترن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان جزاؤهن أن ال تعال قصره عليهن‪ ,‬وحرم عليه أن يتزوج بغيهن‬
‫أو ي ستبدل ب ن أزواجا غي هن‪ ,‬ولو أعج به ح سنهن إل الماء وال سراري فل حرج عل يه في هن‪ ,‬ث إ نه‬
‫تعال ر فع ع نه الرج ف ذلك ون سخ ح كم هذه الَ ية‪ ,‬وأباح له التزوج‪ ,‬ول كن ل ي قع م نه ب عد ذلك‬
‫طططلم عليهططططن‪.‬‬ ‫طططه وسط‬ ‫طططلى ال عليط‬ ‫تزوج لتكون النططططة لرسططططول ال صط‬

‫‪576‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬ما مات رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حت أحل ال له النساء‪ ,‬ورواه أيضا من حديث ابن جريج عن عطاء عن عبيد‬
‫بن عمي عن عائشة‪ ,‬ورواه الترمذي والنسائي ف سننيهما‪ ,‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو زرعة‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد الرحن بن عبد اللك بن شيبة‪ ,‬حدثن عمر بن أب بكر‪ ,‬حدثن الغية بن عبد الرحن الزاعي عن‬
‫أب النضر مول عمر بن عبيد ال عن عبد ال بن وهب بن زمعة عن أم سلمة أنا قالت‪ :‬ل يت رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ح ت أ حل ال له أن يتزوج من الن ساء ما شاء إل ذات مرم‪ ,‬وذلك قول ال‬
‫تعال‪{ :‬تر جي من تشاء من هن} الَ ية فجعلت هذه نا سخة لل ت بعد ها ف التلوة كآي ت عدة الوفاة ف‬
‫البقرة‪ ,‬الول ناسطططططططططخة للتططططططططط بعدهطططططططططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معن الَية {ل يل لك النساء من بعد} أي من بعد ما ذكرنا لك من صفة النساء‬
‫الل ت أحلل نا لك من ن سائك‪ ,‬الل ت آت يت أجور هن و ما مل كت يي نك وبنات ال عم والعمات والال‬
‫والالت والواه بة و ما سوى ذلك من أ صناف الن ساء فل ي ل لك‪ ,‬وهذا ما روي عن أ ب بن ك عب‬
‫وماهد ف رواية عنه‪ ,‬وعكرمة والضحاك ف رواية‪ ,‬وأب رزين ف رواية عنه‪ ,‬وأب صال والسن وقتادة‬
‫ف رواية‪ ,‬والسدي وغيهم‪ ,‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬حدثنا ابن علية عن داود بن أب هند‪ ,‬حدثن‬
‫ممد بن أب موسى عن زياد عن رجل من النصار قال‪ :‬قلت لب بن كعب‪ :‬أرأيت لو أن أزواج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم توفي أما كان له أن يتزوج ؟ فقال‪ :‬وما ينعه من ذلك ؟ قال‪ :‬قلت قول ال تعال‪:‬‬
‫{ل يل لك النساء من بعد} فقال‪ :‬إنا أحل ال له ضربا من النساء‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬يا أيها النب إنا‬
‫أحللنا لك أزوا جك ط إل قوله تعال ط إن وهبت نفسها للنب} ث قيل له‪{ :‬ل ي ل لك الن ساء من‬
‫طططه‪.‬‬ ‫طططن داود بط‬ ‫طططن طرق عط‬ ‫ططط مط‬ ‫طططن أحدط‬ ‫طططد ال بط‬ ‫طططد} ورواه عبط‬ ‫بعط‬
‫وروى الترمذي عن ابن عباس قال‪ :‬ني رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أصناف النساء إل ما كان‬
‫مطن الؤمنات الهاجرات بقوله تعال‪{ :‬ل يلط لك النسطاء مطن بعطد ول أن تبدل بنط مطن أزواج ولو‬
‫أعجبك حسنهن إل ما ملكت يينك} فأحل ال فتياتكم الؤمنات‪ ,‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنب‬
‫وحرم كطل ذات ديطن غيط السطلم‪ ,‬ثط قال‪{ :‬ومطن يكفطر باليان فقطد حبطط عمله} الَيطة‪.‬‬
‫وقال تعال‪{ :‬يا أيها النب إنا أحللنا لك أزواجك اللت آتيت أجورهن ط إل قوله تعال ط خالصة‬
‫لك من دون الؤمن ي} وحرم ما سوى ذلك من أ صناف الن ساء‪ ,‬وقال ما هد {ل ي ل لك الن ساء من‬
‫بعد} أي من بعد ما سي لك من مسلمة ول يهودية ول نصرانية ول كافرة وقال أبو صال {ل يل لك‬

‫‪577‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النساء من بعد} أمر أن ل يتزوج أعرابية ول عربية‪ ,‬ويتزوج بعد من نساء تامة وما شاء من بنات العم‬
‫والع مة والال والالة إن شاء ثلثائة‪ .‬وقال عكر مة {ل ي ل لك الن ساء من ب عد} أي ال ت سى ال‪.‬‬
‫واختار ابن جرير رحه ال‪ :‬أن الَية عامة فيمن ذكر من أصناف النساء‪ ,‬وف النساء اللوات ف عصمته‬
‫و كن تسعا‪ ,‬وهذا الذي قاله ج يد‪ ,‬ولعله مراد كثي من حكينا عنه من ال سلف‪ ,‬فإن كثيا منهم روى‬
‫عنه هذا وهذا ول منافاة‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ث أورد ابن جرير على نفسه ما روي أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم طلق حفصة ث راجعها! وعزم على فراق سودة حت وهبت يومها لعائشة‪ ,‬ث أجاب بأن هذا كان‬
‫ق بل نزول قوله تعال‪{ :‬ل يل لك من النساء من ب عد ول أن تبدل بن من أزواج} الَية‪ ,‬وهذا الذي‬
‫قاله من أن هذا كان ق بل نزول الَ ية صحيح‪ ,‬ول كن ل يتاج إل ذلك‪ ,‬فإن الَ ية إن ا دلت على أ نه ل‬
‫يتزوج ب ن عدا اللوا ت ف ع صمته وأ نه ل ي ستبدل ب ن غي هن‪ ,‬ول يدل ذلك على أ نه ل يطلق واحدة‬
‫من هن من غ ي ا ستبدال‪ ,‬فال أعلم‪ ,‬فأ ما قضية سودة ف في ال صحيح عن عائ شة ر ضي ال تبارك وتعال‬
‫عنها وهي سبب نزول قوله تعال‪{ :‬وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فل جناح عليهما أن‬
‫يصلحا بينهما صلحا} الَية‪ ).‬وأما قضية حفصة فروى أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان ف‬
‫صحيحه من طرق عن يي بن زكريا بن أب زائدة‪ ,‬عن صال بن صال بن حيي عن سلمة بن كهيل عن‬
‫سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس عن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم طلق حفصة ث راجعها‪ ,‬وهذا‬
‫إسناد قوي‪ .‬وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا يونس بن بكي عن العمش عن أب صال‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬دخل عمر على حفصة وهي تبكي‪ ,‬فقال‪ :‬ما يبكيك ؟ لعل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم طلقك‪ ,‬إنه قد كان طلقك مرة ث راجعك من أجلي‪ ,‬وال لئن كان طلقك مرة أخرى ل أكلمك‬
‫أبدا‪ ,‬ورجاله على شرط الصططططططططططططططططططططططططططططحيحي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول أن تبدل بنط مطن أزواج ولو أعجبطك حسطنهن} فنهاه عطن الزيادة إن طلق واحدة‬
‫من هن‪ ,‬وا ستبدال غي ها ب ا‪ ,‬إل ما مل كت يي نه‪ ,‬و قد روى الا فظ أ بو ب كر البزار حديثا منا سبا ذكره‬
‫ههنا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن نصر‪ ,‬حدثنا مالك بن إساعيل‪ ,‬حدثنا عبد السلم بن حرب عن إسحاق‬
‫بن عبد ال القرشي‪ ,‬عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أب هريرة قال‪ :‬كان البدل ف الاهلية أن‬
‫يقول الر جل للر جل‪ :‬بادل ن امرأ تك‪ :‬وأبادلك بامرا ت‪ ,‬أي تنل ل عن امرأ تك وأنزل لك عن امرأ ت‪,‬‬
‫فأنزل ال {ول أن تبدل بن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} قال فدخل عيينة بن حصن الفزاري على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وعنده عائشة‪ ,‬فدخل بغي إذن‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم فأين‬
‫ال ستئذان ؟» فقال‪ :‬يار سول ال ما ا ستأذنت على ر جل من م ضر م نذ أدر كت‪ ,‬ث قال‪ :‬من هذه‬
‫‪578‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المياء إل جنبك ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬هذه عائشة أم الؤمني» قال‪ :‬أفل أنزل لك‬
‫عن أح سن اللق ؟ قال « يا عيي نة إن ال قد حرم ذلك» فل ما أن خرج قالت عائ شة‪ :‬من هذا ؟ قال‬
‫«هذا أحق مطاع‪ ,‬وإنه على ما ترين لسيد قومه» ث قال البزار‪ :‬إسحاق بن عبد ال لي الديث جدا‪,‬‬
‫وإناططط ذكرناه لنطططا ل نفظطططه إل مطططن هذا الوجطططه وبينطططا العلة فيطططه‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل تَدْ ُخلُوْا ُبيُو تَ الّنبِ يّ إِلّ أَن ُيؤْذَ نَ َلكُ مْ إَِل َى طَعَا ٍم َغيْ َر نَاظِرِي نَ ِإنَا هُ وَلَطكِنْ ِإذَا‬
‫حيِي مِنكُ مْ‬ ‫سَت ْأنِسِيَ لِحَدِي ثٍ إِ نّ ذَِلكُ مْ كَا َن ُيؤْذِي النّبِ يّ َفيَ سْتَ ْ‬ ‫ُدعِيتُ مْ فَادْ ُخلُواْ فَِإذَا طَعِ ْمتُ مْ فَاْنتَشِرُوْا وَلَ مُ ْ‬
‫حيِي مِ َن الْحَ ّق َوإِذَا َسأَلْتُمُوهُ ّن َمتَاعا فَا ْسأَلُوهُ ّن مِن وَرَآءِ حِجَا بٍ ذَِلكُ مْ أَ ْطهَرُ ِلقُلُوِبكُ مْ‬ ‫ستَ ْ‬
‫وَاللّ هُ لَ يَ ْ‬
‫ح َواْ أَ ْزوَاجَ ُه مِن َبعْدِهِ َأبَدا ِإنّ ذَِلكُمْ كَانَ عِندَ اللّهِ‬ ‫وَقُلُوِبهِ ّن َومَا كَانَ َلكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللّ ِه وَلَ أَن تَنكِ ُ‬
‫ط ِبكُلّ شَيْ ٍء عَلِيما‬ ‫خفُوهططططُ فَإِنططططّ اللّهططططَ كَانططط َ‬ ‫عَظِيما * إِن ُتبْدُواْ شَيْئا َأوْ ُت ْ‬
‫هذه آية الجاب وفيها أحكام وآداب شرعية‪ ,‬وهي ما وافق تنيلها قول عمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬كما ثبت ذلك ف الصحيحي عنه أنه قال‪ :‬وافقت رب عز وجل ف ثلث‪ ,‬قلت‪ :‬يا رسول ال لو‬
‫اتذت من مقام إبراهيم مصلى‪ ,‬فأنزل ال تعال‪{ :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى} وقلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال إن نساءك يدخل عليهن الب والفاجر فلو حجبتهن‪ ,‬فأنزل ال آية الجاب‪ ,‬وقلت لزاوج النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم ل ا تالن عل يه ف الغية {ع سى ر به إن طلق كن أن يبدله أزواجا خيا من كن} فنلت‬
‫كذلك‪ ,‬وفططط روايطططة لسطططلم ذكطططر أسطططارى بدر وهطططي قضيطططة رابعطططة‪.‬‬
‫وقد قال البخاري‪ :‬حدثنا مسدد عن يي عن حيد عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال عمر بن الطاب‪ :‬يا‬
‫رسطول ال يدخطل عليطك الب والفاجطر‪ ,‬فلو أمرت أمهات الؤمنيط بالجاب‪ ,‬فأنزل ال آيطة الجاب‪,‬‬
‫وكان وقت نزول ا ف صبيحة عرس رسول ال صلى ال عليه وسلم بزينب بنت جحش السدية الت‬
‫تول ال تعال تزويهطا بنفسطه‪ ,‬وكان ذلك فط ذي القعدة مطن السطنة الامسطة فط قول قتادة والواقدي‬
‫وغيه ا‪ ,‬وز عم أ بو عبيدة مع مر بن الث ن وخلي فة بن خياط أن ذلك كان ف سنة ثلث‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الرقاشي‪ ,‬حدثنا معتمر بن سليمان‪ ,‬سعت أب‪ ,‬حدثنا أبو ملز‬
‫عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال لا تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم زينب بنت جحش‪ ,‬دعا‬
‫القوم فطعموا‪ ,‬ث جل سوا يتحدثون‪ ,‬فإذا هو يته يأ للقيام فلم يقوموا‪ ,‬فل ما رأى ذلك قام‪ ,‬فل ما قام‪ ,‬قام‬
‫مطن قام وقعطد ثلثطة نفطر‪ ,‬فجاء النطب صلى ال عليطه وسطلم ليدخطل‪ ,‬فإذا القوم جلوس‪ ,‬ثط إنمط قاموا‬

‫‪579‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فانطلقوا‪ ,‬فجئت فأ خبت ال نب صلى ال عل يه و سلم أن م قد انطلقوا فجاء ح ت د خل‪ ,‬فذه بت أد خل‬
‫فألقى الجاب بين وبينه فأنزل ال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النب إل أن يؤذن لكم‬
‫إل طعام غ ي ناظر ين إناه ول كن إذا دعي تم فادخلوا فإذا طعم تم فانتشروا} الَ ية‪ ,‬و قد رواه أي ضا ف‬
‫موضططع آخططر‪ ,‬ومسططلم والنسططائي مططن طرق عططن معتمططر بططن سططليمان بططه‪.‬‬
‫ث رواه البخاري منفردا به من حديث أيوب عن أب قلبة‪ ,‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه بنحوه‪,‬‬
‫ث قال‪ :‬حدثنا أبو معمر‪ ,‬حدثنا عبد الوارث‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال‪ :‬بن‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم زي نت ب نت ج حش ب بز ول م‪ ,‬فأر سلت على الطعام داعيا‪ ,‬فيج يء قوم‬
‫فيأكلون ويرجون‪ ,‬ث ييء قوم فيأكلون ويرجون‪ ,‬فدعوت حت ما أجد أحدا أدعوه‪ ,‬فقلت‪ :‬يارسول‬
‫ال ما أجد أحدا أدعوه‪ ,‬قال «ارفعوا طعامكم»‪ .‬وبقي ثلثة رهط يتحدثون ف البيت فخرج النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ,‬فانطلق إل حجرة عائشة رضي ال عنها فقال‪« :‬السلم عليكم أهل البيت ورحة ال‬
‫وبركاته» قالت‪ :‬وعليك السلم ورحة ال‪ ,‬كيف وجدت أهلك يا رسول ال ؟ بارك ال لك ؟ فتقرى‬
‫حجر نسائه كلهن يقول لن كما يقول لعائشة‪ ,‬ويقلن له كما قالت عائشة‪ ,‬ث رجع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فإذا ثلثة رهط ف البيت يتحدثون‪ ,‬وكان النب صلى ال عليه وسلم شديد الياء‪ ,‬فخرج منطلقا‬
‫ن و حجرة عائ شة‪ ,‬ف ما أدري أ خبته أم أ خب أن القوم خرجوا‪ ,‬فر جع ح ت إذا و ضع رجله ف أ سكفة‬
‫الباب داخله والخرى خارجة‪ ,‬أرخى الستر بين وبينه‪ ,‬وأنزل آية الجاب‪ .‬انفرد به البخاري من بي‬
‫أصحاب الكتب الستة سوى النسائي ف اليوم والليلة من حديث عبد الوارث‪ ,‬ث رواه عن إسحاق هو‬
‫ابن منصور عن عبد ال بن بكر السهمي عن حيد عن أنس بنحو ذلك‪ ,‬وقال رجلن‪ :‬انفرد به من هذا‬
‫الوجطه‪ ,‬وقطد تقدم فط أفراد مسطلم مطن حديطث سطليمان بطن الغية عطن ثابطت عطن أنطس‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب حدث نا أ بو الظ فر‪ ,‬حدث نا جع فر بن سليمان عن ال عد أ ب عثمان‬
‫اليشكري عن أنس بن مالك قال‪ :‬أعرس رسول ال صلى ال عليه وسلم ببعض نسائه‪ ,‬فصنعت أم سليم‬
‫حيسا ث جعلته ف تور فقالت‪ :‬اذهب بذا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأقرئه من السلم وأخبه‬
‫أن هذا منا له قليل‪ ,‬قال أنس‪ :‬والناس يومئذ ف جهد‪ ,‬فجئت به فقلت‪ :‬يارسول ال بعثت بذا أم سليم‬
‫إليك‪ ,‬وهي تقرئك السلم وتقول‪ :‬أخبه أن هذا منا له قليل‪ ,‬فنظر إليه ث قال «ضعه» فوضعته ف ناحية‬
‫الب يت ث قال‪« :‬اذ هب فادع ل فلنا وفلنا» ف سمى رجالً كثيا وقال «و من لق يت من ال سلمي»‬
‫فدعوت من قال ل ومن لقيت من السلمي‪ ,‬فجئت والبيت والصفة والجرة ملى من الناس‪ ,‬فقلت‪:‬‬
‫يا أبا عثمان كم كانوا ؟ فقال‪ :‬كانوا زهاء ثلثائة‪ .‬قال أنس‪ :‬فقال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪580‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«جىء به» فجئت به إل يه فو ضع يده عل يه ود عا وقال « ما شاء ال» ث قال«ليتحلق عشرة عشرة‪,‬‬
‫وليسموا‪ ,‬وليأكل كل إنسان ما يليه» فجعلوا يسمون ويأكلون حت أكلوا كلهم‪ ,‬فقال ل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم «ارفعه» قال‪ :‬فجئت فأخذت التور‪ ,‬فنظرت فيه فما أدري أهو حي وضعت أكثر‬
‫أم ح ي أخذت ؟ قال‪ :‬وتلف رجال يتحدثون ف ب يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وزوج ر سول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم ال ت د خل ب ا مع هم مول ية وجه ها إل الائط‪ ,‬فأطالوا الد يث‪ ,‬فشقوا على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان أشد الناس حياء‪ ,‬ولو أعلموا كان ذلك عليهم عزيزا‪ ,‬فقام رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فخرج فسلم على حجره وعلى نسائه‪ ,‬فلما رأوه قد جاء ظنوا أنم قد ثقلوا‬
‫عليه‪ ,‬ابتدروا الباب فخرجوا‪ ,‬وجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أرخى الستر ودخل البيت وأنا‬
‫ف الجرة‪ ,‬فمكث ر سول ال صلى ال عليه وسلم ف بيته يسيا وأنزل ال عل يه القرآن‪ ,‬فخرج وهو‬
‫يتلو هذا الَية {يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النب} الَيات‪ ,‬قال أنس‪ :‬فقرأهن علي قبل الناس‪,‬‬
‫فأنا أحدث الناس بن عهدا‪ ,‬وقد رواه مسلم والترمذي والنسائي جيعا عن قتيبة عن جعفر بن سليمان‬
‫به‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬ح سن صحيح‪ ,‬وعل قه البخاري ف كتاب النكاح‪ ,‬فقال‪ :‬وقال إبراه يم بن طهمان‬
‫عن العد أب عثمان عن أنس فذكر نوه‪ .‬ورواه مسلم أيضا عن ممد بن رافع عن عبد الرزاق عن‬
‫معمر عن العد به‪ ,‬وقد روى هذا الديث عبد ال بن البارك عن شريك عن بيان بن بشر عن أنس‬
‫بنحوه‪ ,‬ورواه البخاري والترمذي من طريقي آخرين عن بيان بن بشر الحسي الكوف عن أنس بنحوه‪,‬‬
‫ورواه ا بن أ ب حا ت أيضا من حد يث أ ب نضرة العبدي عن أ نس بن مالك بن حو ذلك‪ ,‬ول يرجوه‪,‬‬
‫ورواه ابطن جريطر مطن حديطث عمرو بطن سطعيد ومطن حديطث الزهري عطن أنطس بنحطو ذلك‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا بز وهاشم بن القاسم قال‪ :‬حدثنا سليمان بن الغية عن ثابت عن أنس قال‪:‬‬
‫لا انقضت عدة زينب قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لزيد‪« :‬اذهب فاذكرها علي» قال‪ :‬فانطلق‬
‫زيد حت أتاهاط قال ط وهي تمر عجينها‪ ,‬فلما رأيتها عظمت ف صدري‪ ,‬وذكر تام الديث كما‬
‫قدمناه عند قوله تعال‪{ :‬فلما قضى زيد منها وطرا} وزاد ف آخره بعد قوله‪ :‬ووعظ القوم با وعظوا‬
‫به‪ .‬قال هاشم ف حديثه {ل تدخلوا بيوت النب إل أن يؤذن لكم} الَية‪ .‬وقد أخرجه مسلم والنسائي‬
‫مططططططططن حديططططططططث سططططططططليمان بططططططططن الغية‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدث ن أحد بن ع بد الرحن بن أخي ابن وهب‪ ,‬حدثن عمي عبد ال بن وهب‪,‬‬
‫حدثن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت‪ :‬إن أزواج النب صلى ال عليه وسلم كن يرجن‬
‫بالليل إذا تبزن إل الناصع ط وهو صعيد أفيح ط وكان عمر يقول لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫‪581‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫اح جب ن ساءك‪ ,‬فلم ي كن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ليف عل‪ ,‬فخر جت سودة ب نت زم عة زوج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكانت امرأة طويلة‪ ,‬فناداها عمر بصوته العلى‪ :‬قد عرفناك ياسودة‬
‫حر صا على أن ينل الجاب‪ ,‬قالت‪ :‬فأنزل ال الجاب‪ ,‬هكذا و قع ف هذه الروا ية‪ ,‬والشهور أن هذا‬
‫كان بعطططططططططططططططططططططططططططططططططد نزول الجاب‪.‬‬
‫كما رواه المام أحد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت‪ :‬خرجت سودة بعدما ضرب الجاب لاجتها‪ ,‬وكانت امرأة جسيمة‪ ,‬ل تفى على من يعرفها‪,‬‬
‫فرآها عمر بن الطاب فقال‪ :‬ياسودة أما وال ما تفي علينا‪ ,‬فانظري كيف ترجي ؟ قالت‪ :‬فانكفأت‬
‫راجعة ورسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيت وإنه ليتعشى وف يده عرق‪ ,‬فدخلت فقالت‪ :‬يارسول ال‬
‫إن خرجت لبعض حاجت‪ ,‬فقال ل عمر‪ :‬كذا وكذا‪ ,‬قالت‪ :‬فأوحى ال إليه‪ ,‬ث رفع عنه وإن العرق ف‬
‫يده ما وض عه‪ ,‬فقال «إ نه قد أذن ل كن أن تر جن لاجت كن» ل فظ البخاري‪ ,‬فقوله تعال‪{ :‬ل تدخلوا‬
‫بيوت النب} حظر على الؤمني أن يدخلوا منازل رسول ال صلى ال عليه وسلم بغي إذن كما كانوا‬
‫قبل ذلك يصنعون ف بيوتم ف الاهلية وابتداء السلم‪ ,‬حت غار ال لذه المة فأمرهم بذلك‪ ,‬وذلك‬
‫من إكرامه تعال هذه المة ولذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إياكم والدخول على النساء»‬
‫الديث‪ ,‬ث استثن من ذلك فقال تعال‪{:‬إل أن يؤذن لكم إل طعام غي ناظرين إناه} قال ماهد وقتادة‬
‫وغيها‪ :‬أي غي متحيني نضجه واستواءه‪ ,‬أي ل ترقبوا الطعام إذا طبخ حت إذا قارب الستواء تعرضتم‬
‫للدخول‪ ,‬فإن هذا ما يكرهه ال ويذمه‪ ,‬وهذا دليل على تري التطفيل وهو الذي تسميه العرب الضيفن‪,‬‬
‫وقد صنف الطيب البغدادي ف ذلك كتابا ف ذم الطفيليي‪ ,‬وذكر من أخبارهم أشياء يطول إيرادها‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا} وف صحيح مسلم عن ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو غيه»‬
‫وأ صله ف ال صحيحي‪ ,‬و ف ال صحيح أيضا عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم «لو دع يت إل ذراع‬
‫لجبت ولو أهدي إل كراع لقبلت‪ ,‬فإذا فرغتم من الذي دعيتم إليه فخففوا عن أهل النل وانتشروا ف‬
‫الرض» ولذا قال تعال‪« :‬ول مستأنسي لديث} أي كما وقع لولئك النفر الثلثة الذين استرسل بم‬
‫الد يث‪ ,‬ون سوا أنف سهم ح ت شق ذلك على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬إن‬
‫ذلكم كان يؤذي النب فيستحيي منكم} وقيل الراد إن دخولكم منله بغي إذنه كان يشق عليه ويتأذى‬
‫به‪ ,‬ولكن كان يكره أن ينهاهم عن ذلك من شدة حيائه عليه السلم حت أنزل ال عليه النهي عن ذلك‪,‬‬
‫طه‪.‬‬
‫طم عنط‬ ‫طن ذلك وزجركط‬ ‫طم عط‬‫ط} أي ولذا ناكط‬ ‫طن القط‬ ‫طتحيي مط‬ ‫ولذا قال تعال‪{ :‬وال ل يسط‬
‫‪582‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وإذا سألتموهن متاعا فا سألوهن من وراء حجاب} أي وك ما نيت كم عن الدخول‬
‫عليهن كذلك ل تنظروا إليهن بالكلية‪ ,‬ولو كان لحدكم حاجة يريد تناولا منهن‪ ,‬فل ينظر إليهن ول‬
‫يسألن حاجة إل من وراء حجاب‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان‬
‫عن مسعر عن موسى بن أب كثي عن ماهد عن عائشة قالت‪ :‬كنت آكل مع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫حيسا ف قعب‪ ,‬فمر عمر فدعاه فأكل‪ ,‬فأصابت إصبعه إصبعي‪ ,‬فقال حسن أو أوه لو أطاع فيكن ما‬
‫رأتكن عي‪ ,‬فنل الجاب {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبن} أي هذا الذي أمرتكم به وشرعته لكم من‬
‫الجاب أطهطططططططططططططططططر وأطيطططططططططططططططططب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال ول أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان‬
‫عند ال عظيما} قال بن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ممد بن أب حاد‪ ,‬حدثنا مهران عن‬
‫سفيان عن داود بن أب هند عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬وما كان لكم أن تؤذوا رسول‬
‫ال} قال‪ :‬نزلت ف رجل هم أن يتزوج بعض نساء النب صلى ال عليه وسلم بعده‪ ,‬قال رجل لسفيان‪:‬‬
‫أهي عائشة ؟ قال‪ :‬قد ذكروا ذلك‪ ,‬وكذا قال مقاتل بن حيان وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ ,‬وذكر‬
‫بسنده عن السدي إن الذي عزم على ذلك طلحة بن عبيد ال رضي ال عنه‪ ,‬حت نزل التنبيه على تري‬
‫ذلك‪ ,‬ولذا اجتمع العلماء قاطبة على أن من توف عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم من أزواجه أنه‬
‫يرم على غيه تزوجها من بعده‪ ,‬لنن أزواجه ف الدنيا والخرة وأمهات الؤمني كما تقدم‪ ,‬واختلفوا‬
‫فيمن دخل با ث طلقها ف حياته‪ :‬هل يل لغيه أن يتزوجها ؟ على قولي مأخذها هل دخلت هذه ف‬
‫عموم قوله {من بعده} أم ل ؟ فأ ما من تزوج ها ث طلقها ق بل أن يد خل ب ا‪ ,‬ف ما نعلم ف حل ها لغيه‬
‫والالة هذه نزاعا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬حدثنا داود عن عامر أن نب ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مات وقد ملك قيلة ابنة الشعث ط يعن ابن قيس ط فتزوجها عكرمة بن أب جهل بعد‬
‫ذلك‪ ,‬فشق ذلك على أب بكر مشقة شديدة‪ ,‬فقال له عمر‪ :‬ياخليفة رسول ال إنا ليست من نسائه‪,‬‬
‫إنا ل ييها رسول ال ول يجبها‪ ,‬وقد برأها ال منه بالردة الت ارتدت مع قومها‪ :‬قال‪ :‬فاطمأن أبو‬
‫بكر رضي ال عنه وسكن‪ ,‬وقد عظم ال تبارك وتعال ذلك‪ ,‬وشدد فيه وتوعد عليه بقوله‪{ :‬إن ذلكم‬
‫كان عند ال عظيما} ث قوله تعال‪{ :‬إن تبدوا شيئا أو تفوه فإن ال كان بكل شيء عليما} أي مهما‬
‫تكنه ضمائركم وتنطوي عليه سرائركم‪ ,‬فإن ال يعلمه‪ ,‬فإنه ل تفى عليه خافية {يعلم خائنة العي وما‬
‫تفططططططططططططططططططي الصططططططططططططططططططدور}‪.‬‬
‫‪583‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ح عََلْيهِ نّ فِ يَ آبَآِئهِ ّن وَلَ أَْبنَآِئهِ نّ وَلَ إِ ْخوَاِنهِ نّ وَلَ َأْبنَآءِ ِإ ْخوَاِنهِ ّن وَلَ أَْبنَآءِ أَ َخوَاِتهِ ّن وَ َل‬
‫** لّ ُجنَا َ‬
‫ط عََلىَ كُ ّل َشيْ ٍء َشهِيدا‬ ‫طَ كَانطَ‬ ‫طّ اللّهط‬ ‫ط وَاتّقِيَط اللّهططَ إِنط‬ ‫نِسططَآِئهِ ّن وَلَ مَطا مََلكَتططْ َأيْمَاُنهُنطّ‬
‫لا أمر تبارك وتعال النساء بالجاب من الجانب‪ ,‬بي أن هؤلء القارب ل يب الحتجاب منهم‪,‬‬
‫كما استثناهم ف سورة النور عند قوله تعال‪{ :‬ول يبدين زينتهن إل لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن‬
‫أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانن أو بن إخوانن أو بن أخواتن أو نسائهن أو ما ملكت أيانن أو‬
‫التابعي غي أول الربة من الرجال أو الطفل الذين ل يظهروا على عورات النساء} وفيها زيادات على‬
‫ططا‪.‬‬ ‫ططه ههنط‬ ‫ططن إعادتط‬ ‫طط عط‬ ‫طط أغنط‬ ‫ططا باط‬ ‫ططيها والكلم عليهط‬ ‫ططد تقدم تفسط‬ ‫هذه‪ ,‬وقط‬
‫و قد سأل ب عض ال سلف فقال‪ :‬ل ل يذ كر ال عم والال ف هات ي الَيت ي ؟ فأجاب عكر مة والش عب‬
‫بأنما ل يذكرا لنما قد يصفان ذلك لبنيهما‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا حجاج بن‬
‫منهال‪ ,‬حدثنا حاد‪ ,‬حدثنا داود عن الشعب وعكرمة ف قوله تعال‪{ :‬ل جناح عليهن ف آبائهن} الَية‪,‬‬
‫قلت‪ :‬ما شأن العم والال ل يذكرا ؟ قال لنما ينعتانما لبنائهما وكرها أن تضع خارها عند خالا‬
‫وعمهطا‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول نسطائهن} يعنط بذلك عدم الحتجاب مطن النسطاء الؤمنات‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وما ملكت أيانن} يعن به أرقاءهن من الذكور والناث كما تقدم التنبيه عليه وإيراد الديث فيه‪,‬‬
‫قال سعيد بن السيب‪ :‬إنا يعن به الماء فقط‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واتقي ال إن ال كان‬
‫على كل شيء شهدا} أي واخشينه ف اللوة والعلنية‪ ,‬فإنه شهيد على كل شيء‪ ,‬ل تفى عليه خافية‬
‫فراقبططططططططططططططططططط الرقيطططططططططططططططططططب‪.‬‬

‫َسطلِيما‬
‫َسطلّمُوْا ت ْ‬
‫ْهط و َ‬
‫صطلّوْا عََلي ِ‬
‫ِينط آ َمنُواْ َ‬
‫ِيط َيَأيّه َا الّذ َ‬
‫ُصطلّونَ عَلَى النّب ّ‬
‫لِئكَططتَهُ ي َ‬
‫ّهط َومَ َ‬
‫ِنط الل َ‬
‫** إ ّ‬
‫قال البخاري‪ :‬قال أ بو العال ية‪ :‬صلة ال تعال ثناؤه عل يه ع ند اللئ كة‪ ,‬و صلة اللئ كة الدعاء‪ .‬وقال‬
‫ابن عباس‪ :‬يصلون يبكون‪ ,‬هكذا علقه البخاري عنهما‪ ,‬وقد رواه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس‬
‫عن أب العالية كذلك‪ ,‬وروي مثله عن الربيع أيضا‪ ,‬وروى علي بن أب طلحة عن ابن عباس كما قاله‬
‫سواء‪ ,‬رواها ابن أب حات‪ :‬وقال أبو عيسى الترمذي‪ :‬وروي عن سفيان الثوري وغي واحد من أهل‬
‫العلم‪ ,‬قالوا‪ :‬صططططلة الرب الرحةطططط‪ ,‬وصططططلة اللئكططططة السططططتغفار‪.‬‬

‫‪584‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمرو الودي‪ ,‬حدثنا وكيع عن العمش عن عمرو بن مرة‪ ,‬قال العمش‬
‫أراه عطن عطاء بن أ ب رباح {إن ال وملئك ته ي صلون على ال نب} قال‪ :‬صلته تبارك وتعال سبوح‬
‫قدوس‪ ,‬سبقت رحت غضب والقصود من هذه الَية أن ال سبحانه وتعال أخب عباده بنلة عبده ونبيه‬
‫عنده ف الل العلى بأنه يثن عليه عند اللئكة القربي‪ ,‬وأن اللئكة تصلي عليه‪ ,‬ث أمر تعال أهل العال‬
‫السطفلي بالصطلة والتسطليم عليطه‪ ,‬ليجتمطع الثناء عليطه مطن أهطل العاليط‪ :‬العلوي والسطفلي جيعا‪.‬‬
‫وقد قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أحد بن عبد الرحن‪ ,‬حدثن أب عن أبيه عن‬
‫أشعث بن إسحاق عن جعفر يعن ابن الغية‪ ,‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أن بن إسرائيل قالوا‬
‫لوسى عليه السلم‪ :‬هل يصلي ربك ؟ فناداه ربه عز وجل‪ :‬يا موسى سألوك هل يصلي ربك‪ ,‬فقل‪ :‬نعم‬
‫أ نا أ صلي وملئك ت على أ نبيائي ور سلي‪ ,‬فأنزل ال عز و جل على نبيه صلى ال عل يه و سلم {إن ال‬
‫وملئكته يصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}‪ .‬وقد أخب سبحانه وتعال‬
‫بأ نه ي صلي على عباده الؤمن ي ف قوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا اذكروا ال ذكرا كثيا * و سبحوه‬
‫ل * هطو الذي يصطلي عليكطم وملئكتطه} الَيطة وقال تعال‪{ :‬وبشطر الصطابرين الذيطن إذا‬ ‫طً‬
‫بكرة وأص ي‬
‫أصابتهم مصيبة قالوا إنا ل وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربم} الَية‪ ,‬وف الديث «إن‬
‫ال وملئكته يصلون على ميامن الصفوف»‪ ,‬وف الديث الَخر «اللهم صل على آل أب أوف» وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لمرأة جابر وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها «صلى ال عليك‬
‫وعلى زو جك»‪ ,‬و قد جاءت الحاد يث التواترة عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم بال مر بال صلة‬
‫طتعان‪.‬‬‫طر وال السط‬ ‫طا تيسط‬‫طا إن شاء ال مط‬‫طر منهط‬ ‫طه‪ ,‬ونن ط نذكط‬ ‫طلة عليط‬
‫طة الصط‬ ‫طه‪ ,‬وكيفيط‬
‫عليط‬
‫قال البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا سعيد بن يي بن سعيد‪ ,‬أخبنا أب عن مسعر عن الكم‬
‫عن ا بن أ ب ليلى‪ .‬عن ك عب بن عجرة قال‪ :‬ق يل يار سول ال أ ما ال سلم عل يك ف قد عرفناه‪ ,‬فك يف‬
‫الصلة ؟ قال‪« :‬قولوا اللهم صلى على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما صليت على آل إبراهيم ‪ ,‬إنك حيد‬
‫ميطد‪ ,‬اللهطم بارك على ممطد وعلى آل ممطد‪ ,‬كمطا باركطت على آل إبراهيطم‪ ,‬إنطك حيطد ميطد»‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن الكم قال‪ :‬سعت ابن أب ليلى قال‪ :‬لقين‬
‫كعب بن عجرة فقال‪ :‬أل أهدي لك هدية ؟ خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا‪ :‬يا رسول‬
‫ال قد علمنا أو عرفنا كيف السلم عليك‪ ,‬فكيف الصلة ؟ فقال‪« :‬قولوا اللهم صل على ممد وعلى‬
‫آل ممد‪ ,‬كما صليت على آل إبراهيم ‪ ,‬إنك حيد ميد‪ ,‬اللهم بارك على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما‬

‫‪585‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫باركت على آل إبراهيم‪ ,‬إنك حيد ميد» وهذا الديث قد أخرجه الماعة ف كتبهم من طرق متعددة‬
‫عن الكم وهو ابن عتيبة‪ ,‬زاد البخاري وعبد ال بن عيسى كلها عن عبد الرحن بن أب ليلى فذكره‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا السن بن عرفه‪ ,‬حدثنا هشيم بن بشي عن يزيد بن أب زياد‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫الرحن بن أب ليلى عن كعب بن عجرة قال‪ :‬لا نزلت {إن ال وملئكته يصلون على النب يا أيها الذين‬
‫آمنوا صلوا عل يه و سلموا ت سليما}‪ ,‬قال‪ :‬قل نا يا ر سول ال قد علم نا ال سلم عل يك‪ ,‬فك يف ال صلة‬
‫عليطك‪ ,‬قال «قولوا اللهطم صطل على ممطد وعلى آل ممطد‪ ,‬كمطا صطليت على إبراهيطم وعلى آل‬
‫إبراهيطم‪.‬إنطك حيطد ميطد‪ ,‬وبارك على ممطد وعلى آل ممطد‪ ,‬كمطا باركطت على إبراهيطم وعلى آل‬
‫إبراهي هم‪ ,‬إ نك ح يد م يد» وكان ع بد الرح ن بن أ ب ليلى يقول وعلي نا مع هم‪ .‬ورواه الترمذي بذه‬
‫الزيادة‪ ,‬ومعن قولم أما السلم عليك فقد عرفناه هو الذي ف التشهد‪ ,‬الذي كان يعلمهم إياه كما كان‬
‫طه‪.‬‬‫ط ال وبركاتط‬ ‫طب ورحةط‬ ‫طا النط‬
‫طك أيهط‬‫طلم عليط‬ ‫طه السط‬‫طن القرآن‪ ,‬وفيط‬‫طورة مط‬‫طم السط‬ ‫يعلمهط‬
‫(حديث آخر) قال البخاري‪ :‬حدثنا عبد ال بن يوسف‪ ,‬حدثنا الليث عن ابن الاد عن عبد ال بن‬
‫خباب‪ ,‬عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬قلنا يا رسول ال هذا السلم‪ ,‬فكيف نصلي عليك ؟‬
‫قال «قولوا الل هم صل على م مد عبدك ور سولك‪ ,‬ك ما صليت على آل إبراه يم‪ ,‬وبارك على م مد‬
‫وعلى آل م مد‪ ,‬ك ما بار كت على آل إبراه يم» قال أ بو صال عن الل يث‪ :‬على م مد وعلى آل م مد‬
‫كما باركت على آل إبراهيم‪ .‬حدثنا إبراهيم بن حزة‪ ,‬حدثنا ابن أب حازم والداوردي عن يزيد يعن‬
‫ا بن الاد قال‪ :‬ك ما صليت على إبراه يم‪ ,‬وبارك على م مد وآل م مد ك ما بار كت على إبراه يم وآل‬
‫إبراهيططم‪ .‬وأخرجططه النسططائي وابططن ماجططه مططن حديططث ابططن الاد بططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬قرأت على عبد الرحن مالك عن عبد ال بن أب بكر عن أبيه عن‬
‫عمرو بن سليم أنه قال‪ :‬أخبن أبو حيد الساعدي أنم قالوا‪ :‬يا رسول ال كيف نصلي عليك ؟ قال‬
‫«قولوا اللهم صل على ممد وأزواجه وذريته‪ ,‬كما صليت على إبراهيم‪ ,‬وبارك على ممد وأزواجه‬
‫وذريته ك ما بار كت على آل إبراه يم‪ ,‬إنك ح يد م يد» و قد أخر جه بقية الماعة سوى الترمذي من‬
‫حديططططططططططططططططططث مالك بططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال مسلم‪ :‬حدثنا يي بن يي التميمي قال‪ :‬قرأت على مالك عن نعيم بن عبد ال‬
‫الج مر أ خبن م مد بن ع بد ال بن ز يد الن صاري قال‪ :‬وع بد ال بن ز يد هو الذي كان أري النداء‬
‫بالصلة‪ ,‬أخبه عن أب مسعود النصاري قال‪ :‬أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن ف ملس سعد‬
‫بن عبادة‪ ,‬فقال له بشي بن سعد‪ :‬أمرنا ال أن نصلي عليك يا رسول ال‪ ,‬فكيف نصلي عليك ؟ قال‪:‬‬
‫‪586‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فسكت رسول ال حت تنينا أنه ل يسأله‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قولوا اللهم صل‬
‫على ممد وعلى آل ممد كما صليت على آل إبراهيم‪ ,‬وبارك على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما باركت‬
‫على آل إبراه يم ف العال ي‪ ,‬إ نك ح يد م يد‪ ,‬وال سلم ك ما قد علم تم» و قد رواه أ بو داود والترمذي‬
‫والنسططائي وابططن جريططر مططن حديططث مالك بططه‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسططن صططحيح‪.‬‬
‫وروى المام أحد وأبو داود والنسائي وابن خزية وابن حبان والاكم ف مستدركه من حديث ممد‬
‫بن إسحاق‪ ,‬عن ممد بن إبراهيم التيمي عن ممد بن عبد ال بن زي بن عبد ربه‪ ,‬عن أب مسعود‬
‫البدري أنم قالوا‪ :‬يارسول ال أما السلم فقد عرفناه‪ ,‬فكيف نصلي عليك إذا نن صلينا ف صلتنا ؟‬
‫فقال «قولوا‪ :‬اللهم صل على ممد وعلى آل ممد» وذكره ورواه الشافعي رحه ال ف مسنده عن أب‬
‫هريرة بثله‪ ,‬ومن ههنا ذهب الشافعي رحه ال إل أنه يب على الصلي أن يصلي على رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ف التش هد الخ ي‪ ,‬فإن تر كه ل ت صح صلته‪ ,‬و قد شرع ب عض التأخر ين من الالك ية‬
‫وغي هم يش نع على المام الشاف عي ف اشترا طه ذلك ف ال صلة‪ ,‬ويز عم أ نه قد تفرد بذلك‪ ,‬وح كى‬
‫الجاع على خلفه أبو جعفر الطبي والطحاوي والطاب وغيهم فيما نقله القاضي عياض عنهم‪ ,‬وقد‬
‫تعسف هذا القائل ف رده على الشافعي‪ ,‬وتكلف ف دعواه الجاع ف ذلك‪ ,‬وقال ما ل يط به علما‪,‬‬
‫فإ نا قد روي نا وجوب ذلك وال مر بال صلة على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف ال صلة‪ ,‬ك ما هو‬
‫ظاهر الَية‪ ,‬ومفسر بذا الديث عن جاعة من الصحابة منهم ابن مسعود وأبو مسعود البدري وجابر‬
‫بن عبد ال‪ ,‬ومن التابعي‪ :‬الشعب وأبو جعفر الباقر ومقاتل بن حيان‪ ,‬وإليه ذهب الشافعي ل خلف‬
‫عنه ف ذلك ول بي أصحابه أيضا‪ ,‬وإليه ذهب المام أحد أخيا فيما حكاه عنه أبو زرعة الدمشقي به‪,‬‬
‫وبه قال إسحاق بن راهوية والفقيه المام ممد بن إبراهيم العروف بابن الواز الالكي رحهم ال‪ ,‬حت‬
‫إن ب عض أئ مة النابلة أو جب أن يقال ف ال صلة عل يه صلى ال عل يه و سلم ك ما علم هم أن يقولوا ل ا‬
‫سألوه‪ ,‬وحت إن بعض أصحابنا أوجب الصلة على آله فيما حكاه البندنيجي وسليم الرازي وصاحبه‬
‫ن صر بن إبراه يم القد سي‪ ,‬ونقله إمام الرم ي و صاحبه الغزال قولً عن الشاف عي‪ .‬وال صحيح أ نه و جه‬
‫على أن المهور على خل فه‪ ,‬وحكوا الجاع على خل فه‪ ,‬وللقول بوجو به ظوا هر الديث وال أعلم‪.‬‬
‫والغرض أن الشافعي رحه ال يقول بوجوب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ف الصلة سلفا‬
‫وخلفا كمطا تقدم‪ ,‬ول المطد والنطة‪ ,‬فل إجاع على خلفطه فط هذه السطألة ل قديا ول حديثا‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪ .‬وم ا يؤ يد ذلك الد يث الَ خر الذي رواه المام أح د وأ بو داود والترمذي و صححه‪ ,‬والن سائي‬
‫وابن خزية وابن حبان ف صحيحيهما من رواية حيوة بن شريح الصري عن أب هانء حيد بن هانء‬
‫‪587‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن عمرو بن مالك أب علي النب عن فضالة بن عبيد رضي ال عنه قال‪ :‬سع رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم رجلً يد عو ف صلته ل ي جد ال ول ي صل على ال نب‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫«عجل هذا» ث دعاه فقال له أو لغيه «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ال عز وجل والثناء عليه‪ ,‬ث‬
‫لي صل على ال نب ث ليدع ب عد ب ا شاء» وكذا الد يث الذي رواه ا بن ما جه من روا ية ع بد الهي من بن‬
‫عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «ل‬
‫صلة ل ن ل وضوء له‪ ,‬ول وضوء ل ن ل يذ كر ا سم ال عل يه‪ ,‬ول صلة ل ن ل ي صل على ال نب‪ ,‬ول‬
‫صلة ل ن ل ي ب الن صار» ول كن ع بد الهي من هذا متروك و قد رواه ال طبان من روا ية أخ يه أ ب بن‬
‫عباس‪ ,‬ولكططن فطط ذلك نظططر‪ ,‬وإناطط يعرف مططن روايططة عبططد الهيمططن‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ,‬أخبنا إساعيل عن أب داود العمى عن بريدة‬
‫قال‪ :‬قل نا يار سول ال قد علم نا ك يف ن سلم عل يك‪ ,‬فك يف ن صلي عل يك ؟ قال «قولوا‪ :‬الل هم اج عل‬
‫صلواتك ورح تك وبركا تك على م مد وعلى آل م مد‪ ,‬ك ما جعلت ها على إبراه يم وآل إبراه يم‪ ,‬إ نك‬
‫حيطططد ميطططد» أبطططو داود العمطططى اسطططه نفيطططع بطططن الارث‪ ,‬متروك‪.‬‬
‫(حديث آخر) موقوف‪ .‬رويناه من طريق سعيد بن منصور ويزيد بن هارون وزيد بن الباب‪ ,‬ثلثتهم‬
‫عن نوح بن قيس‪ :‬حدثنا سلمة الكندي أن عليا رضي ال عنه كان يعلم الناس هذا الدعاء‪ :‬اللهم داحي‬
‫الدحوات‪ ,‬وبارىء السموكات‪ ,‬وجبار القلوب على فطرتا‪ :‬شقيها وسعيدها‪ ,‬اجعل شرائف صلواتك‪,‬‬
‫ونوامي بركاتك‪ ,‬وفضائل آلئك‪ ,‬على ممد عبدك ورسولك الفاتح لا أغلق‪ ,‬والات لا سبق‪ ,‬والعلن‬
‫الق بالق‪ ,‬والدامغ ليشات الباطيل‪ ,‬كما حل فاضطلع بأمرك لطاعتك‪ ,‬مستوفزا ف مرضاتك غي‬
‫نكل ف قدم‪ ,‬ول واهن ف عزم‪ ,‬واعيا لوحيك‪ ,‬حافظا لعهدك‪ ,‬ماضيا على نفاذ أمرك حت أورى قبسا‬
‫لقا بس‪ ,‬آلء ال ت صل بأهله أ سبابه‪ ,‬به هد يت القلوب ب عد خوضات الف ت وال ث‪ ,‬وأب ج موضحات‬
‫العلم‪ ,‬ونائرات الحكام‪ ,‬ومنيات السطلم‪ ,‬فهطو أمينطك الأمون‪ ,‬وخازن علمطك الخزون‪ ,‬وشهيدك‬
‫يوم الدين‪ ,‬وبعيثك نعمة‪ ,‬ورسولك بالق رحة‪ ,‬اللهم افسح له ف عدنك‪ ,‬واجزه مضاعفات الي من‬
‫فضلك‪ ,‬مهنآت غ ي مكدرات‪ ,‬من فوز ثوا بك الحلول وجز يل عطائك الجمول‪ ,‬الل هم أ عل على بناء‬
‫البان ي بنيا نه‪ .‬وأكرم مثواه لد يك ونزله‪ ,‬وأت م له نوره واجزه من ابتعا ثك له مقبول الشهادة‪ ,‬مر ضي‬
‫القالة ذا من طق عدل‪ ,‬وخ طة ف صل‪ ,‬وح جة وبرهان عظ يم‪ ,‬هذا مشهور من كلم علي ر ضي ال ع نه‪,‬‬
‫وقد تكلم عليه ابن قتيبة ف مشكل الديث‪ ,‬وكذا أبو السي أحد بن فارس اللغوي ف جزء جعه ف‬
‫ف ضل ال صلة على ال نب صلى ال عل يه و سلم إل أن ف إ سناده نظرا‪ .‬قال شيخ نا الا فظ أ بو الجاج‬
‫‪588‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الزي‪ :‬سلمة الكندي هذا ليس بعروف ول يدرك عليا‪ ,‬كذا قال‪ ,‬وقد روى الافظ أبو القاسم الطبان‬
‫هذا الثر عن ممد بن علي الصائغ عن سعيد بن منصور‪ :‬حدثنا نوح بن قيس عن سلمة الكندي قال‪:‬‬
‫كان علي رضي ال عنه يعلمنا الصلة على النب صلى ال عليه وسلم فيقول‪ :‬اللهم داحي الدحوات‪,‬‬
‫وذكره‪.‬‬
‫(حديث آخر) موقوف قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا السي بن بيان حدثنا زياد بن عبد ال‪ ,‬حدثنا السعودي‬
‫عن عون بن عبد ال عن أب فاختة‪ ,‬عن السود بن يزيد عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬إذا‬
‫صليتم على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فأحسنوا الصلة عليه‪ ,‬فإنكم ل تدرون لعل ذلك يعرض‬
‫عل يه‪ ,‬قال‪ :‬فقالوا له علم نا‪ ,‬قال‪ :‬قولوا‪ :‬الل هم اج عل صلواتك ورح تك وبركا تك على سيد الر سلي‪,‬‬
‫وإمام التقي‪,‬وخات النبيي‪ ,‬ممد عبدك ورسولك‪ ,‬إمام الي وقائد الي‪ ,‬ورسول الرحة‪ ,‬اللهم ابعثه‬
‫مقاما ممودا يغبططه بطه الولون والَخرون‪ ,‬اللهطم صطل على ممطد وعلى آل ممطد كمطا صطليت على‬
‫إبراه يم وعلى آل إبراه يم إ نك ح يد م يد الل هم بارك على م مد وعلى آل م مد ك ما بار كت على‬
‫إبراهيم وعلى أل إبراهيم‪ ,‬إنك حيد ميد‪ ,‬وهذا موقوف‪ ,‬وقد روى إساعيل القاضي عن عبد ال بن‬
‫عمرو أو عمططططططر على الشططططططك مططططططن الراوي قريبا مططططططن هذا‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا مالك بن إساعيل‪ ,‬حدثنا أبو إسرائيل عن‬
‫يونس بن خباب قال‪ :‬خطبنا بفارس فقال {إن ال وملئكته يصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا‬
‫عليه وسلموا تسليما} فقال‪ :‬أنبأن من سع ابن عباس يقول‪ :‬هكذا أنزل‪ ,‬فقلنا‪ :‬أو قالوا يا رسول ال‬
‫علمنا السلم عليك‪ ,‬فكيف الصلة عليك ؟ قال «اللهم صل على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما صليت‬
‫على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ,‬إنك حيد ميد‪ ,‬وارحم ممدا وآل ممد‪ ,‬كما رحت آل إبراهيم‪ ,‬إنك‬
‫حيد ميد‪ ,‬وبارك على ممد وعلى آل ممد‪ ,‬كما باركت على إبراهيم‪ ,‬إنك حيد ميد» فيستدل بذا‬
‫الد يث من ذ هب إل جواز التر حم على ال نب صلى ال عل يه و سلم ك ما هو قول المهور‪ ,‬ويعضده‬
‫حديث العراب الذي قال‪ :‬اللهم ارحن وممدا‪ ,‬ول ترحم معنا أحدا‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم «لقد حجرت واسعا» وحكى القاضي عياض عن جهور الالكية منعه‪ ,‬قال‪ :‬وأجازه أبو ممد بن‬
‫أبطططططططططططططططططططط زيططططططططططططططططططططد‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬أخبنا شعبة عن عاصم بن عبيد ال قال‪:‬‬
‫سعت عبد ال بن عامر بن ربيعة يدث عن أبيه قال‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من صلى‬

‫‪589‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي صلة‪ ,‬ل تزل اللئكة تصلي عليه ما صلى علي‪ ,‬فليقل عبد من ذلك أو ليكثر» ورواه ابن ماجه‬
‫مطططططططططن حديطططططططططث شعبطططططططططة بطططططططططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا بندار‪ ,‬حدثنا ممد بن خالد بن عشمة‪ ,‬حدثن موسى‬
‫بن يعقوب الزمعي‪ ,‬حدثن عبد ال بن كيسان أن عبد ال بن شداد أخبه عن عبد ال بن مسعود أن‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم قال «أول الناس بط يوم القيامطة أكثرهطم علي صطلة» تفرد بروايتطه‬
‫ططططب‪.‬‬ ‫ططططن غريط‬ ‫ططططث حسط‬ ‫طططط قال‪ :‬هذا حديط‬ ‫طططط ال‪ ,‬ثط‬ ‫الترمذي رحهط‬
‫(حديث آخر) قال إساعيل القاضي‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سفيان عن يعقوب بن زيد بن‬
‫طلحة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أتان آت من رب فقال ل‪ :‬ما من عبد يصلي عليك‬
‫صلة إل صلى ال عليه با عشرا» فقام إليه رجل فقال‪ :‬يا رسول ال أل أجعل نصف دعائي لك ؟ قال‬
‫«إن شئت»‪ .‬قال‪ :‬أل أجعل ثلثي دعائي لك ؟ قال «إن شئت»‪ .‬قال‪ :‬أل أجعل دعائي لك كله‪ .‬قال‬
‫«إذن يكفيك ال هم الدنيا وهم الخرة» فقال شيخ كان بكة يقال له منيع لسفيان عمن أسنده‪ :‬ل‬
‫أدري‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال إساعيل القاضي‪ :‬حدثنا سعيد بن سلم العطار‪ ,‬حدثنا سفيان الثوري عن عبد ال‬
‫بن ممد بن عقيل عن الطفيل بن أب بن كعب عن أبيه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج‬
‫ف جوف الليل فيقول «جاءت الراجفة تتبع ها الراد فة‪ ,‬جاء الوت ب ا فيه» فقال أ ب‪ :‬يا ر سول ال إ ن‬
‫أصلي من الليل‪ ,‬أفأجعل لك ثلث صلت ؟ قالرسول ال صلى ال عليه وسلم «الشطر»‪ .‬قال‪ :‬أفأجعل‬
‫لك شطر صلت ؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «الثلثان»‪.‬قال‪ :‬أفأجعل لك صلت كلها ؟ قال‬
‫«إِذن يغفططططططر لك ال ذنبططططططك كله»‪.‬‬
‫وقد رواه الترمذي بنحوه‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا هناد‪ ,‬حدثنا قبيصة‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد ال بن ممد بن‬
‫عقيل عن الطفيل بن أب بن كعب‪ ,‬عن أبيه قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إِذا ذهب ثلثا‬
‫الل يل‪ ,‬قام فقال‪ « :‬يا أي ها الناس اذكروا ال‪ ,‬اذكروا ال‪ ,‬جاءت الراج فة تتبع ها الراد فة‪ ,‬جاء الوت ب ا‬
‫ف يه‪ ,‬جاء الوت ب ا ف يه» قال أَ ب‪ :‬قلت يا ر سول ال إِ ن أك ثر ال صلة عل يك‪ ,‬ف كم أج عل لك من‬
‫صلت ؟ قال «ما شئت» قلت‪ :‬الربع ؟ قال «ما شئت‪ ,‬فإن زدت فهو خي لك» قلت‪ :‬فالنصف ؟ قال‬
‫«ما شئت‪ ,‬فإن زدت فهو خي لك»‪ .‬قلت فالثلثي ؟ قال‪« :‬ما شئت‪ ,‬فإن زدت فهو خي لك» قلت‪:‬‬
‫أجعل لك صلت كلها ؟ قال «إِذن تكفي هك‪ ,‬ويغفر لك ذنبك» ث قال‪ :‬هذا حديث حسن‪ .‬وقال‬
‫المام أحد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبد ال بن ممد بن عقيل عن الطفيل بن أب عن أبيه قال‪:‬‬
‫‪590‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ر جل‪ :‬يا ر سول ال أرأ يت إِن جعلت صلت كل ها عل يك ؟ قال «إِذن يكف يك ال ما أه ك من‬
‫دنياك وآخرتططططططططططططططططططططططططططططططططططططك»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الزاعي ويونس هو ابن ممد‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا ليث عن يزيد بن الاد عن عمرو بن أب عمر عن أب الويرث‪ ,‬عن ممد بن جبي بن مطعم عن‬
‫عبد الرحن بن عوف قال‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فاتبعته حت دخل نلً‪ ,‬فسجد فأطال‬
‫ال سجود ح ت خ فت أو خش يت أن يكون قد توفاه ال أو قب ضه‪ ,‬قال فجئت أن ظر فر فع رأ سه فقال‬
‫«مالك يا عبد الرحن ؟» قال فذكرت ذلك له فقال «إن جبيل عليه السلم قال ل‪ :‬أل أبشرك إن ال‬
‫عطز وجطل يقول‪ :‬مطن صطلى عليطك صطليت عليطه‪ ,‬ومطن سطلم عليطك سطلمت عليطه»‪.‬‬
‫(طريق آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول بن هاشم‪ ,‬حدثنا سليمان بن بلل‪ ,‬حدثنا عمرو‬
‫بن أ ب عمرو بن عبد الواحد بن م مد بن ع بد الرحن بن عوف عن ع بد الرحن بن عوف قال‪ :‬قام‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فتوجه نو صدقته‪ ,‬فدخل فاستقبل القبلة‪ ,‬فخر ساجدا فأطال السجود‬
‫حت ظننت أن ال قد قبض نفسه فيها‪ ,‬فدنوت منه ث جلست‪ ,‬فرفع رأسه فقال‪« :‬من هذا ؟» قلت‪:‬‬
‫عبد الرحن‪ .‬قال «ما شأنك ؟» قلت‪ :‬يا رسول ال سجدت سجدة خشيت أن يكون ال قبض روحك‬
‫فيها‪ ,‬فقال‪« :‬إن جبيل أتان فبشرن أن ال عز وجل يقول لك‪ :‬من صلى عليك صليت عليه‪ ,‬ومن سلم‬
‫عليك سلمت عليه‪ ,‬فسجدت ل عز وجل شكرا» ورواه إِساعيل بن إِسحاق القاضي ف كتابه عن يي‬
‫بن عبد الميد عن الدراوردي‪ ,‬عن عمرو بن عبد الواحد عن أبيه‪ ,‬عن عبد الرحن بن عوف به‪ ,‬ورواه‬
‫ططططط‪.‬‬ ‫طططططد الرحنط‬ ‫طططططن عبط‬ ‫طططططر عط‬ ‫طططططه آخط‬ ‫طططططن وجط‬ ‫مط‬
‫(حديث آخر) قال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد الرحيم بن بي بن عبد ال بن معاوية بن‬
‫بي ريان‪ ,‬حدثنا يي بن أيوب ‪ ,‬حدثن عبد ال بن عمر عن الكم بن عتيبة عن إِبراهيم النخعي‪ ,‬عن‬
‫السود بن يزيد عن عمرو بن الطاب رضي ال عنه قال‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم لاجة‬
‫فلم ي د أحدا يتب عه‪ ,‬ففزع ع مر فأتاه بطهرة من خل فه‪ ,‬فو جد ال نب صلى ال عل يه و سلم ساجدا ف‬
‫مشربة‪ ,‬فتنحى عنه من خلفه حت رفع النب صلى ال عليه وسلم رأسه‪ ,‬فقال «أحسنت يا عمر حي‬
‫وجدتن ساجدا فتنحيت عن‪ ,‬إن جبيل أتان فقال‪ :‬من صلى عليك من أمتك واحدة صلى ال عليه‬
‫عشر صلوات ورفعه عشر درجات» وقد اختار هذا الديث الافظ الضياء القدسي ف كتابه الستخرج‬
‫على الصحيحي‪ ,‬وقد رواه إساعيل القاضي عن القعنب عن سلمة بن وردان عن أنس عن عمر بنحوه‬

‫‪591‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ورواه أيضا عن يعقوب بن ح يد عن أ نس بن عياض عن سلمة بن وردان‪ ,‬عن مالك بن أوس بن‬
‫الدثان عططططططططططن عمططططططططططر بططططططططططن الطاب بنحوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو كامل حدثنا حاد بن سلمة عن ثابت بن سليمان مول‬
‫السن بن علي‪ ,‬عن عبد ال بن أب طلحة عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جاء ذات يوم‬
‫والسرور يرى ف وجهه‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال إِنا لنرى السرور ف وجهك‪ ,‬فقال «إنه أتان اللك فقال‪:‬‬
‫يا ممد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول‪ :‬إنه ل يصلي عليك أحد من أمتك إل صليت عليه عشرا‪,‬‬
‫ول يسلم عليك أحد من أمتك إل سلمت عليه عشرا‪ ,‬قلت‪ :‬بلى» ورواه النسائي من حديث حاد بن‬
‫سلمة به‪ ,‬وقد رواه إساعيل القاضي عن إساعيل بن أب أويس عن أخيه عن سليمان بن بلل‪ ,‬عن عبيد‬
‫ال بطططن عمطططر عطططن ثابطططت عطططن أنطططس عطططن أبططط طلحطططة بنحوه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال المام أحد‪ :‬حدثنا سريج‪ ,‬حدثنا أبو معشر عن إسحاق بن كعب بن عجرة‪ ,‬عن‬
‫أب طلحة النصاري قال‪ :‬أصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما طيب النفس يرى ف وجهه البشر‪,‬‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول ال أصبحت اليوم طيب النفس يرى ف وجهك البشر‪ ,‬قال «أجل أتان آت من رب عز‬
‫وجل فقال‪ :‬من صلى عليك من أمتك صلة‪ ,‬كتب ال له با عشر حسنات وما عنه عشر سيئات‪,‬‬
‫ورفططع له عشططر درجات‪ ,‬ورد عليططه مثلهططا» وهذا أيضا إسططناد جيططد‪ ,‬ول يرجوه‪.‬‬
‫(حديث آخر) روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث إساعيل بن جعفر عن العلء بن‬
‫عبد الرحن عن أبيه‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من صلى‬
‫علي واحدة صلى ال عل يه ب ا عشرا» قال الترمذي‪ :‬هذا حد يث ح سن صحيح‪ ,‬و ف الباب عن ع بد‬
‫الرحن بن عوف وعامر بن ربيعة وعمار وأب طلحة وأنس وأب بن كعب‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬حدثنا‬
‫حسي بن ممد‪ ,‬حدثنا شريك عن ليث عن كعب عن أب هريرة‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«صلوا علي‪ ,‬فإنا زكاة لكم وسلوا ال ل الوسيلة فإِنا درجة ف أعلى النة‪ ,‬ول ينالا إل رجل‪ ,‬وأرجو‬
‫أن أكون أ نا هو» تفرد به أح د‪ .‬و قد رواه البزار من طر يق ما هد عن أ ب هريرة بنحوه‪ ,‬فقال‪ :‬حدث نا‬
‫ممد بن إِسحاق البكال‪ ,‬حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا داود بن علية عن ليث عن ماهد عن أب هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬صلوا علي فإِن ا زكاة لكم‪ ,‬وسلوا ال ل الدرجة الوسيلة‬
‫من ال نة» ف سألناه أو أخب نا فقال « هي در جة ف أعلى ال نة‪ ,‬و هي لر جل‪ ,‬وأر جو أن أكون ذلك‬
‫الرجطططططل» فططططط إِسطططططناده بعطططططض مطططططن تكلم فيطططططه‪.‬‬

‫‪592‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا يي بن إِسحاق‪ ,‬حدثناابن ليعة عن عبد الرحن بن مريح‬
‫الولن‪ ,‬سعت أبا قيس مول عمرو بن العاص‪ ,‬سعت عبد ال بن عمرو يقول‪ :‬من صلى على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم صلة صلى ال عليه وملئكته با سبعي صلة‪ ,‬فليقل عبد من ذلك أو ليكثر‪,‬‬
‫و سعت ع بد ال بن عمرو يقول‪ :‬خرج علي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يوما كالودع فقال «أ نا‬
‫ممطد النطب المطي طط قاله ثلث مرات طط ول نطب بعدي‪ ,‬أوتيطت فواتطح الكلم وخواتهط وجوامعطه‪,‬‬
‫وعلمت كم خزنة النار وحلة العرش وتوز ب‪ ,‬عوفيت وعوفيت أمت‪ ,‬فاسعوا وأطيعوا ما دمت فيكم‪,‬‬
‫ططططه»‪.‬‬ ‫ططططم بكتاب ال‪ ,‬أحلوا حلله وحرموا حرامط‬ ‫طططط فعليكط‬ ‫ططططب بط‬ ‫فإذا ذهط‬
‫(حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا أبو سلمة الراسان‪ ,‬حدثنا أبو إسحاق عن أنس قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من ذكرت عنده فليصل علي‪ ,‬ومن صلى علي مرة واحدة صلى‬
‫ال عليه عشرا» ورواه النسائي ف اليوم والليلة من حديث أب داود الطيالسي عن أب سلمة وهو الغية‬
‫بطن مسطلم الراسطان‪ ,‬عطن أبط إِسطحاق عمرو بطن عبطد ال السطبيعي عطن أنطس بطه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن فضيل‪ ,‬حدثنا يونس بن عمرو يعن يونس بن أب‬
‫إسحاق عن بريد بن أب مري عن أنس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من صلى علي صلة‬
‫واحدة صطططلى ال عليطططه عشطططر صطططلوات‪ ,‬وحطططط عنطططه عشطططر خطيئات»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد اللك بن عمرو وأبو سعيد‪ ,‬قال حدثنا سليمان بن بلل‬
‫عن عمارة بن غزية عن عبد ال بن علي بن السي‪ ,‬عن أبيه علي بن السي عن أبيه أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬البخيل من ذكرت عنده ث ل يُصلّ علي» وقال أبو سعيد «فلم يصل علي»‬
‫ورواه الترمذي من حديث سليمان بن بلل‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حديث حسن غريب صحيح‪ ,‬ومن الرواة من‬
‫جعله مططن مسططند السططي بططن علي‪ ,‬ومنهططم مططن جعله مططن مسططند علي نفسططه‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال إساعيل القاضي‪ :‬حدثنا حجاج بن منهال‪ ,‬حدثنا حاد بن سلمة عن معبد بن بلل‬
‫العني‪ ,‬حدثنا رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أب ذر رضي ال عنه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليطططه وسطططلم قال «إِن أبلططط الناس مطططن ذكرت عنده فلم يصطططل علي»‪.‬‬
‫(حديث آخر) مرسل‪ .‬قال إِساعيل‪ :‬وحدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا جرير بن حازم‪ ,‬سعت السن‬
‫يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بسب امرىء من البخل أن أذكر عنده فل يصلي علي»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال الترمذي‪ :‬حدثنا أحد بن إِبراهيم الدورقي‪ ,‬حدثنا ربعي بن إِبراهيم عن عبد الرحن‬
‫بن إِسحاق‪ ,‬عن سعيد بن أب سعيد القبي‪ ,‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫‪593‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫«رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي‪ ,‬ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ث انسلخ قبل‬
‫أن يغفطر له‪ ,‬ورغطم أنطف رجطل أدرك عنده أبواه الكطب فلم يدخله النطة» ثط قال‪ :‬حسطن غريطب‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد رواه البخاري ف الدب عن ممد بن عبيد ال‪ :‬حدثنا ابن أب حازم عن كثي بن زيد‪ ,‬عن‬
‫الوليد بن رباح عن أب هريرة مرفوعا بنحوه‪ ,‬ورويناه من حديث ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب‬
‫هريرة به‪ .‬قال الترمذي‪ :‬وف الباب عن جابر وأنس‪ .‬قلت‪ :‬وابن عباس وكعب بن عجرة‪ ,‬وقد ذكرت‬
‫طرق هذا الد يث ف أول كتاب ال صيام ع ند قوله‪{ :‬إ ما يبل غن عندك ال كب أحده ا أو كله ا} وهذا‬
‫الديث والذي قبله دليل على وجوب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم كما ذكر‪ ,‬وهو مذهب‬
‫طائفة من العلماء منهم الطحاوي والليمي‪ ,‬ويتقوى بالديث الَخر الذي رواه ابن ماجه‪ :‬حدثنا جبارة‬
‫بن الغلس‪ ,‬حدثنا حاد بن زيد‪ ,‬حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من نسي الصلة علي أخطأ طريق النة» جبارة ضعيف‪ ,‬ولكن رواه إساعيل‬
‫القاضي من غي وجه عن أب جعفر ممد بن علي البا قر قال‪ :‬قال رسول ال « من نسي الصلة علي‬
‫أخططططططأ طريطططططق النطططططة» وهذا مرسطططططل يتقوى بالذي قبله‪ ,‬وال علم‪.‬‬
‫وذهب آخرون إِل أنه تب الصلة عليه ف الجلس مرة واحدة‪ ,‬ث ل تب ف بقية ذلك الجلس‪ ,‬بل‬
‫تستحب‪ ,‬نقله الترمذي عن بعضهم‪ ,‬ويتأيد بالديث الذي رواه الترمذي‪ :‬حدثنا ممد بن بشار‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن صال مول التوأمة عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ما‬
‫جلس قوم ملسطا ل يذكروا ال فيطه‪ ,‬ول يصطلوا على نطبيهم إِل كان عليهطم ترة يوم القيامطة‪ ,‬فإن شاء‬
‫عذب م وإِن شاء غ فر ل م» تفرد به الترمذي من هذا الو جه‪ ,‬ورواه المام أح د عن حجاج ويز يد بن‬
‫هارون كلها عن ابن أب ذئب عن صال مول التوأمة‪ ,‬عن أب هريرة مرفوعا مثله‪ ,‬ث قال الترمذي‪:‬‬
‫هذا حديططططططططططططططططططث حسططططططططططططططططططن‪.‬‬
‫وقد روي عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم من غي وجه‪ .‬وقد رواه إساعيل القاضي من‬
‫حديث شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أب سعيد قال «ما من قوم يقعدون ث يقومون ول يصلون على‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم إل كان علي هم يوم القيا مة ح سرة وإن دخلوا ال نة ل ا يرون من الثواب»‪.‬‬
‫وحكي عن بعضهم أنه إنا تب الصلة عليه ط عليه الصلة والسلم ط ف العمر مرة واحدة امتثالً‬
‫لمر الَية‪ .‬ث هي مستحبة ف كل حال‪ ,‬وهذا هو الذي نصره القاضي عياض بعدما حكى الجاع على‬
‫وجوب الصلة عليه صلى ال عليه وسلم ف الملة‪ .‬قال وقد حكى الطبان أن ممل الَية على الندب‬
‫واد عى ف يه الجاع قال ولعله في ما زاد على الرة والوا جب ف يه مرة كالشهادة له بالنبوة‪ ,‬و ما زاد على‬
‫‪594‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذلك فمندوب ومرغب فيه من سنن السلم وشعار أهله‪( .‬قلت) وهذا قول غريب‪ ,‬فإنه قد ورد المر‬
‫بالصططلة عليططه فطط أوقات كثية‪ ,‬فمنهططا واجططب ومنهططا مسططتحب على مططا نططبينه‪.‬‬
‫فمنه بعد النداء للصلة للحديث الذي رواه المام أحد‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن‪ ,‬حدثنا حيوة‪ ,‬حدثنا‬
‫كعب بن علقمة أنه سع عبد الرحن بن جبي يقول‪ :‬إنه سع عبد ال بن عمرو بن العاص يقول‪ :‬إنه سع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إذا سعتم مؤذنا فقولوا مثلما يقول‪ ,‬ث صلوا علي فإنه من صلى‬
‫عليّ صلى ال عليه با عشرا‪ ,‬ث سلوا ال ل الوسيلة‪ ,‬فإنا منلة ف النة ل تنبغي إِل لعبد من عباد ال‪,‬‬
‫وأرجو أن أكون أنا هو‪ ,‬فمن سأل ل الوسيلة حلت عليه الشفاعة» وأخرجه مسلم وأبو داود والترمذي‬
‫والنسطططططائي مطططططن حديطططططث كعطططططب بطططططن علقمطططططة‪.‬‬
‫(طر يق أخرى) قال إِ ساعيل القا ضي‪ :‬حدثنا ممد بن أ ب ب كر‪ ,‬حدثنا عمرو بن علي بن أ ب ب كر‬
‫الشمي عن صفوان بن سليم عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من‬
‫سططططأل ال ل الوسططططيلة حقططططت عليططططه شفاعتطططط يوم القيامططططة»‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال إساعيل القاضي‪ ,‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا سعيد بن زيد عن ليث عن‬
‫كعب الحبار عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬صلوا علي فإِن‬
‫صلتكم علي زكاة لكم‪ ,‬وسلوا ال ل الوسيلة» قال‪ :‬فإما حدثنا وإِما سألناه‪ ,‬قال «الوسيلة أعلى درجة‬
‫ف النة ل ينالا إل رجل‪ ,‬وأرجو أن أكون أنا ذلك الرجل» ث رواه عن ممد بن أب بكر عن معتمر‬
‫عن ليث وهو ابن أب سليم به‪ ,‬وكذا الديث الَخر‪ .‬قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ,‬حدثنا‬
‫ابن ليعة‪ ,‬حدثنا بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن وفاء الضرمي عن رويفع بن ثابت النصاري أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ « :‬من صلى على م مد وقال الل هم أنزله الق عد القرب عندك يوم‬
‫القيامططططة وجبططططت له شفاعتطططط» وهذا إسططططناد ل بأس بططططه ول يرجوه‪.‬‬
‫(أثر آخر) ط قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثن مع مر عن ابن‬
‫طاوس عن أبيه‪ ,‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬اللهم تقبل شفاعة ممد الكبى وارفع درجته العليا‪ ,‬وأعطه‬
‫سطؤله فط الَخرة والول‪ ,‬كمطا آتيطت إبراهيطم وموسطى عليهمطا السطلم‪ .‬إِسطناد جيطد قوي صطحيح‪.‬‬
‫و من ذلك ع ند دخول ال سجد والروج م نه للحد يث الذي رواه المام أح د‪ :‬حدث نا إ ساعيل بن‬
‫إبراهيم‪ ,‬حدثنا ليث بن أب سليم عن عبد ال بن السن عن أمه فاطمة بنت السي عن جدته فاطمة‬
‫بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا دخل السجد صلى‬

‫‪595‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على ممد وسلم‪ ,‬ث قال‪« :‬اللهم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب رحتك‪ ,‬وإذا خرج صلى على ممد‬
‫وسطططلم‪ ,‬ثططط قال«اللهطططم اغفطططر ل ذنوبططط وافتطططح ل أبواب فضلك»‪.‬‬
‫وقال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا يي بن عبد الميد‪ ,‬حدثنا سفيان بن عمر التميمي عن سليمان الضب‬
‫عن علي بن ال سي قال‪ :‬قال علي بن أ ب طالب ر ضي ال عنه‪ :‬إذا مرر ت بال ساجد ف صلوا على ال نب‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ .‬وأ ما ال صلة عل يه صلى ال عل يه و سلم ف ال صلة‪ ,‬ف قد قدم نا الكلم علي ها ف‬
‫التشهد الخي ومن ذهب إِل ذلك من العلماء‪ ,‬منهم الشافعي رحه ال وأكرمه‪ ,‬وأحد‪ ,‬وأما التشهد‬
‫الول فل يب فيه قولً واحدا وهل تستحب ؟ على قولي للشافعي‪ ,‬ومن ذلك الصلة عليه صلى ال‬
‫عليه وسلم ف صلة النازة‪ ,‬فإِن السنة أن يقرأ ف التكبية الول فاتة الكتاب‪ ,‬وف الثانية يصلي على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وف الثالثة يدعو للميت‪ ,‬وف الرابعة يقول اللهم ل ترمنا أجره‪ ,‬ول تفتنا‬
‫بعده‪.‬‬
‫قال الشافعي رحه ال‪ :‬حدثنا مطرف بن مازن عن معمر عن الزهري أخبن أبو أمامة بن سهل بن‬
‫حنيف أنه أخبه رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم أن السنة ف الصلة على النازة أن يكب‬
‫المام‪ ,‬ث يقرأ بفات ة الكتاب ب عد الت كبية الول سرا ف نف سه‪ ,‬ث ي صلي على ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم‪ ,‬ويلص الدعاء للجنازة ‪ ,‬و ف الت كبيات ل يقرأ ف ش يء من ها‪ ,‬ث ي سلم سرا ف نف سه‪ .‬ورواه‬
‫الن سائي عن أ ب أما مة نف سه أ نه قال من ال سنة‪ ,‬فذكره‪ ,‬وهذا من ال صحاب ف ح كم الرفوع على‬
‫الصحيح‪ .‬ورواه إساعيل القاضي عن ممد بن الثن عن عبد العلى عن معمر عن الزهري عن أب أمامة‬
‫طلة على النازة‪ ,‬فذكره‪.‬‬ ‫طنة ف ط الصط‬ ‫طه قال‪ :‬السط‬ ‫طيب أنط‬ ‫طن السط‬‫طعيد بط‬
‫طن سط‬‫طهل عط‬ ‫طن سط‬ ‫بط‬
‫وهكذا روي عن أب هريرة وابن عمر والشعب‪ ,‬ومن ذلك ف صلة العيد قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا‬
‫مسلم بن إِبراهيم‪ ,‬حدثنا هشام الدستوائي‪ ,‬حدثنا حاد بن أب سليمان عن إِبراهيم عن علقمة أن ابن‬
‫مسعود وأبا موسى وحذيفة‪ ,‬خرج عليهم الوليد بن عقبة يوما قبل العيد فقال لم‪ :‬إِن هذا العيد قد دنا‬
‫فكيف التكبي فيه ؟ قال عبد ال‪ :‬تبدأ فتكب تكبية تفتتح با الصلة وتمد ربك‪ ,‬وتصلي على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ث تدعو وتكب وتفعل مثل ذلك‪ ,‬ث تكب وتفعل مثل ذلك‪ ,‬ث تكب وتفعل مثل‬
‫ذلك‪ ,‬ث تقرأ ث ت كب وتر كع‪ ,‬ث تقوم فتقرأ وت مد ر بك وت صلي على ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ث‬
‫تدعو وتكب وتفعل مثل ذلك ث تركع‪ ,‬فقال حذيفة وأبو موسى‪ :‬صدق أبو عبد الرحن‪ ,‬إِسناد صحيح‪.‬‬
‫ومن ذلك أنه يستحب ختم الدعاء بالصلة عليه صلى ال عليه وسلم قال الترمذي‪ :‬حدثنا أبو داود‪,‬‬
‫حدث نا الن ضر بن ش يل عن أ ب قرة ال سدي عن سعيد بن ال سيب عن ع مر بن الطاب قال‪ :‬الدعاء‬
‫‪596‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫موقوف بي السماء والرض ل يصعد منه شيء حت تصلي على نبيك‪ .‬وكذا رواه أيوب بن موسى عن‬
‫سعيد بن السيب عن عمر بن الطاب‪ .‬ورواه معاذ بن الارث عن أب قرة عن سعيد بن السيب عن‬
‫عمر مرفوعا‪ ,‬وكذا رواه رزين بن معاوية ف كتابه مرفوعا عن النب صلى ال عليه وسلم قال «الدعاء‬
‫موقوف ب ي ال سماء والرض ل ي صعد ح ت ي صلى علي‪ ,‬فل تعلو ن كغ مر الرا كب‪ ,‬صلوا علي أول‬
‫الدعاء وآخره وأوسطه» وهذه الزيادة إنا تروى من رواية جابر بن عبد ال ف مسند المام عبد بن حيد‬
‫الكشي حيث قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عون‪ ,‬أخبنا موسى بن عبيدة عن إِبراهيم بن ممد بن إِبراهيم عن‬
‫أبيه قال‪ :‬قال جابر‪ :‬قال لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تعلون كقدح الراكب إذا علق تعاليقه‬
‫أ خذ قد حه فمله من الاء‪ ,‬فإذا كان له حا جة ف الوضوء تو ضأ‪ ,‬وإِن كان له حا جة ف الشرب شرب‬
‫وإِل أهرق ما ف يه‪ ,‬اجعلو ن ف أول الدعاء و ف و سط الدعاء و ف آ خر الدعاء» وهذا حد يث غر يب‪,‬‬
‫وموسططططططى بططططططن عططططططبيدة ضعيططططططف الديططططططث‪.‬‬
‫ومن آكد ذلك دعاء القنوت لا رواه أحد وأهل السنن وابن خزية وابن حبان والاكم من حديث أب‬
‫الوزاء عن السن بن علي رضي ال عنهما قال‪ :‬علمن رسول ال صلى ال عليه وسلم كلمات أقولن‬
‫ف الوتر‪ :‬اللهم اهدن فيمن هديت‪ ,‬وعافن فيمن عافيت‪ ,‬وتولن فيمن توليت‪ ,‬وبارك ل فيما أعطيت‪,‬‬
‫وق ن شر ما قض يت‪ ,‬فإ نك تق ضي ول يق ضى عل يك‪ ,‬وإِ نه ل يذل من وال يت‪ ,‬ول ي عز من عاد يت‪,‬‬
‫تباركططت ربنططا وتعاليططت‪ ,‬وزاد النسططائي فطط سططننه بعططد هذا وصططلى ال على ممططد‪.‬‬
‫و من ذلك أ نه ي ستحب الكثار من ال صلة عل يه يوم الم عة وليلة الم عة‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا‬
‫حسي بن علي العفي عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر عن أب الشعث الصنعان عن أوس الثقفي‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من أفضل أيامكم يوم المعة‪ ,‬فيه خلق آدم‬
‫وفيه قبض‪ ,‬وفيه النفخة‪ ,‬وفيه الصعقة‪ ,‬فأكثروا علي من الصلة فيه‪ ,‬فإِن صلتكم معروضة علي» قالوا‪:‬‬
‫يا ر سول ال‪ ,‬وك يف تعرض عل يك صلتنا و قد أر مت ؟ يع ن و قد بل يت‪ ,‬قال‪« :‬إِن ال حرم على‬
‫الرض أن تأ كل أج ساد ال نبياء» ورواه أ بو داود والن سائي وا بن ما جه من حد يث ح سي بن علي‬
‫العفطي‪ ,‬وقطد صطحح هذا الديطث ابطن خزيةط وابطن حبان والدارقطنط والنووي فط الذكار‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال أبو عبد ال بن ماجه‪ :‬حدثنا عمرو بن سواد الصري‪ ,‬حدثنا عبد ال بن وهب عن‬
‫عمرو بن الارث عن سعيد بن أب هلل‪ ,‬عن زيد بن أين عن عبادة بن نسي‪ ,‬عن أب الدرداء قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أكثروا ال صلة علي يوم الم عة‪ ,‬فإ نه مشهود تشهده اللئ كة‪ ,‬وإِن‬
‫أَحدا ل يصلي علي فيه إِل عرضت علي صلته حت يفرغ منها» قال‪ :‬قلت وبعد الوت ؟ «قال إِن ال‬
‫‪597‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حرم على الرض أن تأكل أجساد النبياء فنب ال حي يرزق» هذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه‬
‫انقطاع بيططط عبادة بطططن نسطططي وأبططط الدرداء فإنطططه ل يدركطططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد روى البيهقي من حديث أب أمامة وابن مسعود عن النب صلى ال عليه وسلم ف المر بالكثار‬
‫من ال صلة عل يه ليلة الم عة ويوم الم عة‪ ,‬ول كن ف إِ سنادها ض عف‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وروي مر سلً عن‬
‫السن البصري يقول‪ :‬قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ,‬حدثنا جرير بن حازم‪ ,‬سعت‬
‫السن البصري فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل تأكل الرض جسد من كلمه روح القدس»‬
‫مرسل حسن‪ ,‬وقال القاضي وقال الشافعي‪ :‬أخبنا إِبراهيم بن ممد‪ ,‬أخبنا صفوان بن سليم أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال «إذا كان يوم المعة وليلة المعة‪ ,‬فأكثروا الصلة علي» هذا مرسل‪ ,‬وهكذا‬
‫يب على الطيب أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم يوم المعة على النب ف الطبتي‪ ,‬ول تصح‬
‫الطبتان إل بذلك لن ا عبادة‪ ,‬وذ كر ال شرط في ها فو جب ذ كر الر سول صلى ال عل يه و سلم في ها‬
‫كالذان والصططططلة‪ ,‬هذا مذهططططب الشافعططططي وأحدطططط رحهمططططا ال‪.‬‬
‫ومن ذلك أنه يستحب الصلة والسلم عليه عند زيارة قبه صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال أبو داود‪ :‬حدثنا‬
‫ابن عوف هو ممد حدثنا القري‪ ,‬حدثنا حيوة عن أب صخر حيد بن زياد عن يزيد بن عبد ال بن‬
‫قسيط عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬مامنكم من أحد يسلم علي إِل رد ال‬
‫علي رو حي ح ت أرد عل يه ال سلم» تفرد به أ بو داود و صححه النووي ف الذكار‪ :‬ث قال أ بو داود‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن صال قال‪ :‬قرأت على عبد ال بن نافع‪ ,‬أخبن ابن أب ذئب عن سعيد القبي عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬ل تعلوا بيوتكطم قبورا‪ ,‬ول تعلوا قطبي عيدا‪,‬‬
‫وصلوا علي‪ ,‬فإن صلتكم تبلغن حيثما كنتم» تفرد به أبو داود أيضا‪ .‬وقد رواه المام أحد عن سريج‬
‫عطططن عبطططد ال بطططن نافطططع وهطططو الصطططائغ بطططه‪ ,‬وصطططححه النووي أيضا‪.‬‬
‫وقد روي من وجه آخر متصلً قال القاضي إِساعيل بن إِسحاق ف كتابه فضل الصلة على النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬حدثنا إساعيل بن أب أويس‪ ,‬حدثنا جعفر بن إِبراهيم بن ممد بن علي بن عبد ال بن‬
‫ل كان يأت كل غداة‬ ‫جعفر بن أب طالب عمن أخبه من أهل بيته‪ ,‬عن علي بن السي بن علي أن رج ً‬
‫فيزور قب النب صلى ال عليه وسلم ويصلي عليه ويصنع من ذلك ما اشتهر عليه علي بن السي‪ ,‬فقال‬
‫له علي بن ال سي‪ :‬ما يملك على هذا ؟ قال‪ :‬أ حب ال سلم على ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال له‬
‫علي بن السي‪ :‬هل لك أن أحدثك حديثا عن أب ؟ قال‪ :‬نعم‪ :‬قال له علي بن السي‪ :‬أخبن أب عن‬
‫جدي أ نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لتعلوا قبي عيدا‪ ,‬ول تعلوا بيوت كم قبورا‬
‫‪598‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وصلوا علي وسلموا حيثماكنتم‪ ,‬فتبلغن صلتكم وسلمكم» ف إسناده رجل مبهم ل يسم‪ ,‬وقد روي‬
‫من وجه آخر مرسلً قال عبد الرزاق ف مصنفه عن الثوري عن ابن عجلن عن رجل يقال له سهيل‪,‬‬
‫عن السن بن السن بن علي قال‪ :‬رأى قوما عند القب فنهاهم وقال‪ :‬إِن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«ل تتخذوا قبي عيدا‪ ,‬ول تتخذوا بيوتكم قبورا‪ ,‬وصلوا علي حيثما كنتم‪ ,‬فإن صلتكم تبلغن» فلعله‬
‫ل ينتاب القب فقال‪ :‬يا‬‫رآهم يسيئون الدب برفع أصواتم فوق الاجة فنهاهم‪ .‬وقد روي أنه رأى رج ً‬
‫هذا ما أ نت ور جل بالندلس م نه إل سواء‪ ,‬أي الم يع يبل غه صلوات ال و سلمه عل يه دائما إل يوم‬
‫الديطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططن‪.‬‬
‫وقال الطبان ف معجمه الكبي‪ :‬حدثنا أحد بن رشدين الصري‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ,‬حدثنا‬
‫ممد بن جعفر‪ ,‬أخبن حيد بن أب زينب عن حسن بن حسن بن علي بن أب طالب رضي ال عنهم‬
‫عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬صلوا علي حيثما كنتم‪ ,‬فإن صلتكم تبلغن» ث قال‬
‫ال طبان‪ :‬حدث نا العباس بن حدان ال صبهان‪ ,‬حدث نا شع يب بن ع بد الم يد الطحان‪ ,‬أخب نا يز يد بن‬
‫هارون بن أب شيبان عن الكم بن عبد ال بن خطاب عن أم أنيس بنت السن بن علي عن أبيها قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أرأيت قول ال عز وجل {إِن ال وملئكته يصلون على النب} ط‬
‫فقال ط «إن هذا من الكتوم‪ ,‬ولول أنكم سألتمون عنه ما أخبتكم‪ ,‬إِن ال عز وجل وكل ب ملكي‬
‫ل أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إِل قال ذانك اللكان غفر ال لك‪ ,‬وقال ال وملئكته جوابا لذينك‬
‫اللك ي‪ :‬آم ي‪ ,‬ول ي صلي علي أ حد إِل قال ذا نك اللكان‪ :‬غ فر ال لك‪ ,‬ويقول ال وملئك ته جوابا‬
‫ططد‪.‬‬ ‫ططف شديط‬ ‫ططه ضعط‬ ‫ططناده بط‬ ‫ططب جدا‪ ,‬وإِسط‬ ‫طط» غريط‬ ‫طط‪ :‬آميط‬ ‫ططك اللكيط‬ ‫لذينط‬
‫و قد قال المام أح د‪ :‬حدث نا وك يع عن سفيان عن عبد ال بن ال سائب‪ ,‬عن زاذان عن ع بد ال بن‬
‫م سعود أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال «إِن ل ملئ كة سياحي ف الرض يبلغو ن عن أم ت‬
‫السلم» وهكذا رواه النسائي من حديث سفيان الثوري وسليمان بن مهران العمش كلها عن عبد‬
‫ال بن السائب به‪ .‬فأما الديث الَخر «من صلى علي عند قبي سعته‪ ,‬ومن صلى علي من بعيد بلغته»‬
‫ففي إِسناده نظر تفرد به ممد بن مروان السدي الصغي وهو متروك عن العمش عن أب صال عن أب‬
‫هريرة مرفوعا‪ .‬قال أ صحابنا‪ :‬وي ستحب للمحرم إِذا ل ب وفرغ من تلبي ته أن ي صلي على ال نب صلى ال‬
‫عليه وسلم لا رواه الشافعي والدارقطن من رواية صال بن ممد بن زائدة عن القاسم بن ممد بن أب‬
‫بكر الصديق قال‪ :‬كان يؤمر الرجل إِذا فرغ من تلبيته أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم على كل‬
‫حال‪ ,‬وقال إساعيل القاضي‪ :‬حدثنا عارم بن الفضل حدثنا عبد ال بن البارك‪ ,‬حدثنا زكريا عن الشعب‬
‫‪599‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن وهب بن الجدع قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول‪ :‬إِذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا‬
‫وصلوا عند القام ركعتي‪ ,‬ث ائتوا الصفا فقوموا عليه من حيث ترون البيت فكبوا سبع مرات تكبيا‬
‫بي حد ال وثناء عليه وصلة على النب صلى ال عليه وسلم ومسألة لنفسك‪ ,‬وعلى الروة مثل ذلك‪,‬‬
‫إسناد جيد حسن قوي‪ ,‬قالوا‪ :‬ويستحب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم مع ذكر ال عند الذبح‪,‬‬
‫وا ستأنسوا بقوله تعال‪{ :‬ورفع نا لك ذكرك} قال ب عض الف سرين‪ :‬يقول ال تعال‪ :‬ل أذ كر إل ذكرت‬
‫معي‪ ,‬وخالفهم ف ذلك المهور وقالوا‪ :‬هذا موطن يفرد فيه ذكر ال تعال كما عند الكل والدخول‬
‫طلم‪.‬‬‫طه وسط‬ ‫طلى ال عليط‬‫طب صط‬ ‫طلة على النط‬‫طنة بالصط‬
‫طه السط‬
‫ط ل ترد فيط‬ ‫ط ذلك ماط‬‫والوقاع وغيط‬
‫(حديث آخر) قال إِساعيل القاضي‪ :‬حدثنا ممد بن أب بكر القدمي‪ ,‬حدثنا عمرو بن هارون عن‬
‫موسى بن عبيدة عن ممد بن ثابت‪ ,‬عن أب هريرة‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬صلوا‬
‫على أ نبياء ال ور سله فإن ال بعث هم ك ما بعث ن»‪ ,‬ف إ سناده ضعيفان‪ ,‬وه ا عمرو بن هارون وشي خه‪,‬‬
‫وال أعلم‪ .‬وقد رواه عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة الربذي به‪ ,‬و من ذلك أنه يستحب‬
‫الصلة عليه عند طني الذن إِن صح الب ف ذلك على أن المام أبا بكر ممد بن إِسحاق بن خزية قد‬
‫رواه ف صحيحه فقال‪ :‬حدثنا زياد بن يي‪ ,‬حدثنا معمر بن ممد بن عبيد ال عن علي بن أب رافع عن‬
‫أبيه عن أب رافع قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا طنت أذن أحدكم فليذكرن وليصل‬
‫طر‪ ,‬وال علم‪.‬‬‫طه نظط‬‫طب‪ ,‬وفط ثبوتط‬ ‫طناده غريط‬
‫ط»‪ ,‬إِسط‬
‫طن ذكرنط بيط‬ ‫طل ذكطر ال مط‬ ‫علي وليقط‬
‫(مسألة) وقد استحب أهل الكتابة أن يكرر الكاتب الصلة على النب صلى ال عليه وسلم كلما كتبه‪,‬‬
‫وقد ورد ف الديث من طريق كادح بن رحة عن نشل عن الضحاك‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من صلى علي ف كتاب ل تزل ال صلة جار ية له ما دام ا سي ف ذلك‬
‫الكتاب» وليس هذا الديث بصحيح من وجوه كثية وقد روي من حديث أب هريرة ول يصح أيضا‪,‬‬
‫قال الا فظ أ بو ع بد ال الذ هب شيخ نا أح سبه موضوعا‪ ,‬و قد روي نوه عن أ ب ب كر وا بن عباس ول‬
‫يصح من ذلك شيء وال أعلم‪ .‬وقد ذكر الطيب البغدادي ف كتابه(الامع لَداب الراوي والسامع)‬
‫قال‪ :‬رأيت بط المام أحد بن حنبل رحه ال كثيا ما يكتب اسم النب صلى ال عليه وسلم من غي‬
‫ططه لفظا‪.‬‬ ‫ططلي عليط‬ ‫ططه كان يصط‬ ‫طط أنط‬ ‫ططة قال‪ :‬وبلغنط‬‫ططه كتابط‬ ‫ططلة عليط‬ ‫ططر الصط‬ ‫ذكط‬
‫(فصل) وأما الصلة على غي النبياء فإن كانت على سبيل التبعية كما تقدم ف الديث اللهم صل‬
‫على ممد وآله وأزواجه وذريته‪ ,‬فهذا جائز بالجاع وإنا وقع الناع فيما إذا أفرد غي النبياء بالصلة‬
‫عليهم فقال قائلون‪ :‬يوز ذلك‪ ,‬واحتجوا بقول ال تعال‪{ :‬هو الذي يصلي عليكم وملئكته}‪ ,‬وبقوله‪:‬‬
‫‪600‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{أولئك عليهم صلوات من ربم ورحة}‪ ,‬وبقوله‪{ :‬خذ من أموالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با وصل‬
‫علي هم} الَ ية‪ ,‬وبد يث ع بد ال بن أ ب أو ف قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا أتاه قوم‬
‫ب صدقتهم قال «الل هم صل علي هم» فأتاه أ ب ب صدقته فقال «الل هم صل على آل أ ب أو ف» أخرجاه ف‬
‫الصحيحي‪ ,‬وبديث جابر أن امرأته قالت يا رسول ال صل علي وعلى زوجي‪ ,‬فقال«صلى ال عليك‬
‫وعلى زوجطك» قال المهور مطن العلماء ل يوز إِفراد غيط النطبياء بالصطلة لن هذا قطد صطار شعارا‬
‫لل نبياء إذ ذكروا‪ ,‬فل يل حق ب م غي هم فل يقال‪ :‬قال أ بو ب كر صلى ال عل يه أو قال علي صلى ال‬
‫عليه‪ ,‬وإِن كان العن صحيحا‪ ,‬كما ل يقال‪ :‬قال ممد عز وجل‪ ,‬وإِن كان عزيزا جليلً لن هذا من‬
‫شعار ذ كر ال عز و جل وحلوا ما ورد ف ذلك من الكتاب وال سنة على الدعاء ل م‪ ,‬ولذا ل يث بت‬
‫شعارا لَل أبطططط أوفطططط ول لابر وامرأتططططه‪ ,‬وهذا مسططططلك حسططططن‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ل يوز ذلك لن ال صلة على غ ي ال نبياء قد صارت من شعار أ هل الهواء‪ ,‬ي صلون‬
‫على من يعتقدون في هم‪ ,‬فل يقتدى ب م ف ذلك وال أعلم‪ ,‬ث اختلف الانعون من ذلك‪ :‬هل هو من‬
‫باب التحري أو الكراهة التنيهية أو خلف الول ؟ على ثلثة أقوال‪ ,‬حكاه الشيخ أبوزكريا النووي ف‬
‫كتاب الذكار‪ .‬ث قال‪ :‬وال صحيح الذي عل يه الكثرون أ نه مكروه كرا هة تن يه ل نه شعار أ هل البدع‬
‫وقد نينا عن شعارهم‪ ,‬والكروه هو ما ورد فيه ني مقصود‪ .‬قال أصحابنا والعتمد ف ذلك أن الصلة‬
‫صارت مصوصة ف لسان السلف بالنبياء‪ ,‬كما أن قولنا عز وجل مصوص بال تعال فكما ل يقال‬
‫م مد عز و جل وإِن كان عزيزا جليلً ل يقال أ بو ب كر أو علي صلى ال عل يه‪ ,‬هذا ل فظ برو فه‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وأما السلم ؟ فقال الشيخ أبو ممد الوين من أصحابنا‪ :‬هو ف معن الصلة فل يستعمل ف الغائب ول‬
‫يفرد به غي النبياء فل يقال علي عليه السلم وسواء ف هذا الحياء والموات‪ ,‬وأما الاضر فيخاطب‬
‫به فيقال‪ :‬سلم عل يك‪ ,‬و سلم علي كم أو ال سلم عل يك أو علي كم‪ ,‬وهذا م مع عل يه انت هى ما ذكره‬
‫(قلت) وقد غلب هذا ف عبارة كثي من النساخ للكتب أن ينفرد علي رضي ال عنه بأن يقال عليه‬
‫السلم من دون سائر الصحابة أو كرم ال وجهه‪ ,‬وهذا وإِن كان معناه صحيحا‪ ,‬لكن ينبغي أن يسوى‬
‫بي الصحابة ف ذلك فإِن هذا من باب التعظيم والتكري‪ ,‬فالشيخان وأمي الؤمني عثمان أول بذلك منه‬
‫رضطططططططططططي ال عنهطططططططططططم أجعيططططططططططط‪.‬‬
‫قال ِإ ساعيل القا ضي حدث نا ع بد ال بن ع بد الوهاب بن زياد حدث ن عثمان بن حك يم بن عبادة بن‬
‫حنيف عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال‪ :‬ل تصح الصلة على أحد إِل على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ولكن يدعى للمسلمي والسلمات بالغفرة‪ ,‬وقال أيضا حدثنا أبو بكر بن أب شيبة حدثنا حسي بن‬
‫‪601‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي عن جعفر بن برقان قال كتب عمر بن عبد العزبز رحه ال‪ :‬أما بعد فإِن ناسا من الناس قد التمسوا‬
‫الدنيا بعمل الَخرة‪ ,‬وإِن ناسا من القصاص قد أحدثوا ف الصلة على خلفائهم وأمرائهم عدل الصلة‬
‫على ال نب صلى ال عل يه و سلم فإِذا جاءك كتا ب هذا فمر هم أن تكون صلتم على ال نبيي ودعاؤ هم‬
‫للمسططططلمي عامططططة ويدعوا مططططا سططططوى ذلك‪ .‬أثططططر حسططططن‪.‬‬
‫قال إِساعيل القاضي حدثنا معاذ بن أسد حدثنا عبد ال بن البارك أخبنا ابن ليعة حدثن خالد بن‬
‫يزيد عن سعيد بن أب هلل عن نبيه بن وهب أن كعبا دخل على عائشة رضي ال عنها فذكروا رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم فقال ك عب‪ :‬ما من ف جر يطلع إِل نزل سبعون ألفا من اللئ كة ح ت يفون‬
‫بال قب يضربون بأجنحت هم وي صلون على ال نب صلى ال عل يه و سلم سبعون ألفا بالل يل و سبعون ألفا‬
‫بالنهار حتطط إذا انشقططت عنططه الرض خرج فطط سططبعي ألفا مططن اللئكططة يزفونططه‪.‬‬
‫(فرع) قال النووي إذا صلى على النب صلى ال عليه وسلم فليجمع بي الصلة والتسليم فل يقتصر‬
‫على أحدها فل يقول‪ :‬صلى ال عليه فقط ول عليه السلم فقط‪ ,‬وهذا الذي قاله منتزع من هذه الَية‬
‫الكري ة و هي قوله‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا صلوا عل يه و سلموا ت سليما} فالول أن يقال صلى ال عل يه‬
‫وسطططططططططططططططططططلم تسطططططططططططططططططططليما‪.‬‬

‫** إِ نّ الّذِي نَ ُيؤْذُو نَ اللّ َه وَرَ سُولَهُ َل َعَنهُ مُ اللّ هُ فِي ال ّدنْيَا وَالَ ِخ َرةِ َوَأعَدّ َلهُ ْم عَذَابا ّمهِينا * وَالّذِي نَ ُيؤْذُو نَ‬
‫الْ ُم ْؤمِنِيَطططط وَالْ ُم ْؤمِنَاتططططِ ِب َغيْرِ مَططططا ا ْكتَسططططَبُواْ َفقَدِ ا ْحتَ َملُواْ ُب ْهتَانا َوِإثْما ّمبِينا‬
‫يقول تعال متهددا ومتوعدا مطن آذاه بخالفطة أوامره وارتكاب زواجره وإِصطراره على ذلك وإِيذاء‬
‫ر سوله بع يب أو بن قص ط عياذا بال من ذلك ط قال عكر مة ف قوله تعال‪{ :‬إن الذ ين يؤذون ال‬
‫ورسوله} نزلت ف الصورين ‪ .‬وف الصحيحي من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن‬
‫السيب عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يقول ال عز وجل‪ :‬يؤذين ابن آدم‪,‬‬
‫يسب الدهر وأنا الدهر أقلب ليله وناره» ومعن هذا أن الاهلية كانوا يقولون يا خيبة الدهر فعل بنا‬
‫كذا وكذا فيسندون أفعال ال وتعال إل الدهر ويسبونه وإنا الفاعل لذلك هو ال عز وجل فنهى عن‬
‫ذلك‪ .‬هكذا قرره الشافعطططي وأبطططو عطططبيدة وغيهاططط مطططن العلماء رحهطططم ال‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬إن الذين يؤذون ال ورسوله} نزلت ف الذين طعنوا على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف تزويه صفية بنت حيي بن أخطب‪ .‬والظاهر أن الَية عامة ف كل من آذاه‬

‫‪602‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بشيء ومن آذاه فقدآذى ال كما أن من أطاعه فقد أطاع ال كما قال المام أحد حدثنا يونس حدثنا‬
‫إبراهيم بن سعد عن عبيدة بن أب رائطة الذاء التميمي عن عبد الرحن بن زياد عن عبد ال بن الغفل‬
‫الز ن قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ال ال ف أ صحاب ل تتخذو هم غرضا بعدي ف من‬
‫أحبهم فبحب أحبهم‪ ,‬ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم‪ ,‬ومن آذاهم فقد آذان ومن آذان فقد آذى ال‪,‬‬
‫ومن آذى ال يوشك أن يأخذه وقد رواه الترمذي من حديث عبيدة بن أب رائطة عن عبد الرحن بن‬
‫زياد عطن عبطد ال بطن الغفطل بطه‪ ,‬ثط قال وهذا حديطث غريطب ل نعرفطه إل مطن هذا الوجطه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما اكتسبوا} أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه ل‬
‫يعملوه ول يفعلوه {فقد احتملوا بتانا وإثا مبينا} وهذا هو البهت الكبي أن يكى أو ينقل عن الؤمني‬
‫والؤمنات ما ل يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لم‪ ,‬ومن أكثر من يدخل ف هذا الوعيد الكفرة بال‬
‫ورسوله ث الرافضة الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونم با قد برأهم ال منه ويصفونم بنقيض ما أخب ال‬
‫عنهم فإن ال عز وجل قد أخب أنه قد رضي عن الهاجرين والنصار ومدحهم وهؤلء الهلة الغبياء‬
‫يسبونم وينتقصونم ويذكرون عنهم ما ل يكن ول فعلوه أبدا فهم ف القيقة منكسو القلوب يذمون‬
‫المدوحيططططططططططططططط ويدحون الذموميططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقال أبو داود حدثنا القعنب حدثنا عبد العزيز يعن ابن ممد عن العلء عن أبيه عن أب هريرة أنه قيل‬
‫يا رسول ال ما الغيبة ؟ قال‪« :‬ذكرك أخاك با يكره» قيل أفرأيت إن كان ف أخي ما أقول ؟ قال‪« :‬إن‬
‫كان ف يه ما تقول ف قد اغتب ته‪ ,‬وإن ل ي كن ف يه ما تقول ف قد ب ته» وهكذا رواه الترمذي عن قتي بة عن‬
‫الدراوردي به ث قال حسن صحيح‪ ,‬وقد قال ابن أب حات حدثنا أحد بن سلمة حدثنا أبو كريب حدثنا‬
‫معاوية بن هشام عن عمار بن أنس عن ابن أب مليكة عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم ل صحابه «أي الر با أر ب ع ند ال ؟» قالوا ال ور سوله أعلم قال «أر ب الر با ع ند ال ا ستحلل‬
‫عرض امرىء مسلم» ث قرأ {والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما اكتسبوا فقد احتملوا بتانا وإثا‬
‫مططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططبينا}‪.‬‬

‫ك َونِسَآءِ الْ ُمؤْ ِمنِيَ يُ ْدنِيَ عََلْيهِ ّن مِن َجلَبِيِبهِنّ ذَلِكَ أَ ْدَنىَ أَن ُيعْرَفْنَ َف َ‬
‫ل‬ ‫ك َوَبنَاتِ َ‬
‫** َيَأّيهَا الّنبِيّ قُل ل ْزوَاجِ َ‬
‫ض وَالْمُ ْر ِجفُو نَ فِي‬ ‫ُيؤْ َذيْ َن وَكَا نَ اللّ هُ غَفُورا ّرحِيما * ّلئِن لّ ْم يَنتَ هِ الْ ُمنَاِفقُو َن وَالّذِي نَ فِي قُلُوِبهِ ْم مّرَ ٌ‬

‫‪603‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الْمَدِيَنةِ َلُنغْ ِرَينّ كَ ِبهِ ْم ثُ مّ َل ُيجَاوِرُونَ كَ فِيهَآ إِلّ قَلِيلً * مّ ْلعُونِيَ َأيْنَمَا ُث ِق ُفوَاْ أُخِذُوْا وَُقتّلُواْ َت ْقتِيلً * ُسّنةَ‬
‫ط َتبْدِيلً‬
‫طّنةِ اللّهططط ِ‬ ‫طططن َقبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسططط ُ‬ ‫طططي الّذِينططططَ خََل ْواْ مِط‬ ‫اللّهططططِ فِط‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم تسليما أن يأمر النساء الؤمنات ط خاصة أزواجه وبناته‬
‫لشرفهن ط بأن يدني عليهن من جلبيبهن ليتميزن عن سات نساء الاهلية وسات الماء‪ ,‬واللباب‬
‫هو الرداء فوق المار‪ ,‬قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والسن البصري وسعيد بن جبي وإبراهيم النخعي‬
‫وعطاء الرا سان وغ ي وا حد و هو بنلة الزار اليوم‪ .‬قال الوهري‪ :‬اللباب اللح فة‪ ,‬قالت امرأة من‬
‫هذيططططططططططططل ترثططططططططططططي قتيلً لاطططططططططططط‪:‬‬
‫تشطططي النسطططور إليطططه وهطططي لهيةمشطططي العذارى عليهطططن اللبيطططب‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس أمر ال نساء الؤمني إذا خرجن من بيوتن ف حاجة أن يغطي‬
‫وجوههطن مطن فوق رؤوسطهن باللبيطب ويبديطن عينا واحدة‪ ,‬وقال ممطد بطن سطيين سطألت عطبيدة‬
‫السلمان عن قول ال عز وجل‪{ :‬يدني عليهن من جلبيبهن} فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى‬
‫وقال عكرمة تغطي ثغرة نرها بلبابا تدنيه عليها‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو عبد ال الطهران فيما‬
‫كتب إلّ حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمر عن ابن خيثم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة قالت لا نزلت‬
‫هذه الَية {يدني عليهن من جلبيبهن} خرج نساء النصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة‬
‫وعليهططططططططن أكسططططططططية سططططططططود يلبسططططططططنها‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا أبو صال حدثنا الليث حدثنا يونس بن يزيد قال وسألناه يعن‬
‫الزهري هل على الوليدة خار متزوجة أو غي متزوجة ؟ قال عليها المار إن كانت متزوجة وتنهى عن‬
‫اللباب ل نه يكره ل ن أن يتشب هن بالرائر الح صنات و قد قال ال تعال‪ { :‬يا أي ها ال نب قل لزوا جك‬
‫وبناتك ونساء الؤمني يدني عليهن من جلبيبهن}‪ ,‬وروي عن سفيان الثوري أنه قال‪ :‬ل بأس بالنظر‬
‫إل زي نة ن ساء أ هل الذ مة وإن ا ن ى عن ذلك لوف الفت نة ل لرمت هن وا ستدل بقوله تعال‪{ :‬ون ساء‬
‫الؤمني} وقوله‪{ :‬ذلك أدن أن يعرفن فل يؤذين} أي إذا فعلن ذلك عرفن أنن حرائر‪ ,‬لسن بإماء ول‬
‫عواهر‪ .‬قال السدي ف قوله تعال‪{ :‬يا أيها النب قل لزواجك وبناتك ونساء الؤمني يدني عليهن من‬
‫جلبيب هن ذلك أد ن أن يعر فن فل يؤذ ين} قال كان ناس من ف ساق أ هل الدي نة يرجون بالل يل ح ي‬
‫يتلظ الظلم إل طرق الدينة يتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل الدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج‬
‫النساء إل الطرق يقضي حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن‪ ,‬فإذا رأوا الرأة عليها جلباب‬

‫‪604‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قالوا هذه حرة فكفوا عن ها‪ ,‬وإذا رأوا الرأة ل يس علي ها جلباب قالوا هذه أ مة فوثبوا علي ها‪ ,‬وقال ما هد‬
‫يتجلببطططط فيعلم أننطططط حرائر فل يتعرض لنطططط فاسططططق بأذى ول ريبططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكان ال غقورا رحيما} أي لاط سطلف فط أيام الاهليطة حيطث ل يكطن عندهطن علم‬
‫بذلك‪ ,‬ث قال تعال متوعدا للمنافق ي و هم الذ ين يظهرون اليان ويبطنون الك فر {والذ ين ف قلوب م‬
‫مرض} قال عكرمطة وغيه هطم الزناة ههنطا {والرجفون فط الدنيطة} يعنط الذيطن يقولون جاء العداء‬
‫وجاءت الروب وهو كذب وافتراء لئن ل ينتهوا عن ذلك ويرجعوا إل الق {لنغرينك بم} قال علي‬
‫بن أب طلحة عن ابن عباس أي لنسلطنك عليهم‪ .‬وقال قتادة لنحرشنك بم‪ ,‬وقال السدي لنعلمنك بم‬
‫{ث ل ياورونك فيها} أي ف الدينة {إل قليلً * ملعوني} حال منهم ف مدة إقامتهم ف الدينة مدة‬
‫ط ثقفوا} أي وجدوا {أخذوا} لذلتهطم وقلتهطم {وقتلوا تقتيلً} ثط قال‬ ‫قريبطة مطروديطن مبعديطن {أينم ا‬
‫تعال‪{ :‬سنة ال ف الذين خلوا من قبل} أي هذه سنته ف النافقي إذا تردوا على نفاقهم وكفرهم ول‬
‫يرجعوا عما هم فيه أن أهل اليان يسلطون عليهم ويقهرونم {ولن تد لسنة ال تبديلً} أي وسنة ال‬
‫طططططططططططططططط‪.‬‬ ‫طططططططططططططططط ذلك ل تبدل ول تغيط‬ ‫فط‬

‫س عَ ِن السّا َعةِ قُلْ ِإنّمَا عِلْ ُمهَا عِندَ اللّ ِه َومَا يُدْرِيكَ َلعَ ّل السّا َعةَ َتكُونُ َقرِيبا * إِنّ اللّهَ َلعَ َن‬ ‫ك النّا ُ‬ ‫سأَلُ َ‬
‫** يَ ْ‬
‫ب وُجُو ُههُ مْ فِي‬ ‫جدُو َن وَِليّا وَ َل نَ صِيا * َيوْ َم ُتقَلّ ُ‬ ‫الْكَافِرِي َن َوَأعَدّ َل ُه مْ َسعِيا * خَالِدِي نَ فِيهَآ َأبَدا ّل يَ ِ‬
‫سبِيلْ *‬ ‫النّا ِر َيقُولُو نَ يََلْيَتنَآ َأ َطعْنَا اللّ َه َوأَ َط ْعنَا الرّ سُولَ * وَقَالُواْ َرّبنَآ ِإنّآ َأطَ ْعنَا سَا َدَتنَا وَكُبَرَآ َءنَا َفأَضَلّونَا ال ّ‬
‫ط اْلعَذَابططططِ وَاْلعَْنهُمططططْ َلعْنا َكبِيا‬ ‫ط مِنططط َ‬ ‫ض ْع َفيْنططط ِ‬ ‫َربّنَططططآ آِتهِمططططْ ِ‬
‫يقول تعال م با لر سوله صلوات ال و سلمه عل يه أ نه ل علم له بال ساعة وإن سأله الناس عن ذلك‪,‬‬
‫وأرشده أن يرد علم ها إل ال عز و جل ك ما قال ال تعال ف سورة العراف و هي مك ية وهذه مدن ية‬
‫فاستمر الال ف رد علمها إل الذي يقيمها لكن أخبه أنا قريبة بقوله‪{ :‬وما يدريك لعل الساعة تكون‬
‫قريبا} ك ما قال تعال‪{ :‬اقتر بت ال ساعة وان شق الق مر} وقال‪{ :‬اقترب للناس ح سابم و هم ف غفلة‬
‫معرضون} وقال‪{ :‬أتى أمر ال فل تستعجلوه} ث قال‪{ :‬إن ال لعن الكافرين} أي أبعدهم من رحته‬
‫{وأعد لم سعيا} أي ف الدار الَخرة {خالدين فيها أبدا} أي ماكثي مستمرين فل خروج لم منها‬
‫ول زوال ل م عن ها {ل يدون وليا ول ن صيا} أي ول يس ل م مغ يث ول مع ي ينقذ هم م ا هم ف يه ث‬
‫قال‪{ :‬يوم تقلب وجوههم ف النار يقولون ياليتنا أطعنا ال وأطعنا الرسول} أي يسحبون ف النار على‬

‫‪605‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وجوههم وتلوى وجوههم على جهنم يقولون وهم كذلك يتمنون أن لو كانوا ف الدار الدنيا من أطاع‬
‫ال وأطاع الر سول ك ما أ خب ال عن هم ف حال العر صات بقوله‪{ :‬ويوم ي عض الظال على يد يه يقول‬
‫ياليت ن اتذت مع الر سول سبيلً * يا ويل تا ليت ن ل أت ذ فلنا خليلً * ل قد أضل ن عن الذ كر ب عد إذ‬
‫جاءن وكان الشيطان للنسان خذولً} وقال تعال‪{ :‬ربا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمي} وهكذا‬
‫أخب عنهم ف حالتهم هذه أنم يودون أن لو كانوا أطاعوا ال وأطاعوا الرسول ف الدنيا {وقالوا ربنا إنا‬
‫أطعنا سادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل} وقال طاوس‪ ,‬سادتنا يعن الشراف وكباءنا يعن العلماء‪ ,‬رواه‬
‫ابن أب حات أي اتبعنا السادة وهم المراء والكباء من الشيخة وخالفنا الرسل واعتقدنا أن عندهم شيئا‬
‫وأنم على شيء فإذا هم ليسوا على شيء {ربنا آتم ضعفي من العذاب} أي بكفرهم وإغوائهم إيانا‬
‫{والعنهم لعنا كبيا} قرأ بعض القراء بالباء الوحدة‪ ,‬وقرأ آخرون بالثاء الثلثة وها قريبا العن كما ف‬
‫حديث عبد ال بن عمرو أن أبا بكر قال يا رسول ال علمن دعاء أدعو به ف صلت قال‪« :‬قل اللهم‬
‫إن ظلمت نفسي ظلما كثيا‪ ,‬ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر ل مغفرة من عندك وارحن إنك أنت‬
‫الغفور الرحيم» أخرجاه ف الصحيحي‪ ,‬يروى كثيا وكبيا وكلها بعن صحيح واستحب بعضهم أن‬
‫ط أن‬‫ي مع الداعطي ب ي اللفظيط ف دعائه وفط ذلك ن ظر‪ ,‬بطل الول أن يقول هذا تارة وهذا تارة كم ا‬
‫القارىء ميطط بيطط القراءتيطط أيهمططا قرأ فَحَسططَن وليططس له المططع بينهمططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا ضرار بن صرد‪ ,‬حدثنا علي بن‬
‫هاشم عن عبيد ال بن أب رافع عن أبيه ف تسمية من شهد مع علي رضي ال عنه الجاج بن عمرو بن‬
‫غزية وهو الذي كان يقول عند اللقاء يامعشر النصار أتريدون أن تقولوا لربنا إذا لقيناه {ربنا إنا أطعنا‬
‫سطادتنا وكباءنطا فأضلونطا السطبيل* ربنطا آتمط ضعفيط مطن العذاب والعنهطم لعنا كطبيا ؟»‪).‬‬

‫** َيَأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ َل َتكُونُواْ كَالّذِي نَ آ َذ ْوْا مُو َسىَ فَ ّبأَهُ اللّ ُه مِمّا قَالُوْا وَكَا نَ عِندَ اللّ ِه وَجِيها‬
‫قال البخاري عند تف سي هذه الَ ية‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا روح بن عبادة‪ ,‬حدثنا عوف‬
‫عن ال سن وم مد وخلس عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إن‬
‫ل حييا وذلك قوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين آذوا موسى فبأه ال‬ ‫موسى كان رج ً‬
‫ما قالوا وكان عند ال وجيها} هكذا أورد هذا الديث ههنا متصرا جدا وقد رواه ف أحاديث النبياء‬
‫بذا السند بعينه عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن موسى عليه السلم كان‬

‫‪606‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل حييا ستيا ل يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بن إسرائيل فقالوا ما يتستر هذ‬ ‫رج ً‬
‫التستر إل من عيب ف جلده إما برص وإما أدرة وإما آفة‪ .‬وإن ال عز وجل أراد أن يبئة ما قالوا لوسى‬
‫عل يه ال سلم فخل يوما وحده فخلع ثيا به على ح جر ث اغت سل فل ما فرغ أق بل إل ثيا به ليأخذ ها وإن‬
‫الجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الجر فجعل يقول‪ :‬ثوب حجر ثوب حجر حت انتهى إل‬
‫مل من بن إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق ال عز وجل وأبرأه ما يقولون وقام الجر فأخذ ثوبه‬
‫فلبسه وطفق بالجر ضربا بعصاه فوال إن بالجر لندبا من أثر ضربه ثلثا أو أربعا أو خسا ط قال ط‬
‫فذلك قوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل تكونوا كالذ ين آذوا مو سى فبأه ال م ا قالوا وكان ع ند ال‬
‫ططلم‪.‬‬ ‫ططن إفراد البخاري دون مسط‬ ‫ططث مط‬ ‫ططن مطول وهذا الديط‬ ‫ططياق حسط‬ ‫وجيها} وهذا سط‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا روح‪ ,‬حدث نا عوف عن ال سن عن ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ .‬وخلس‬
‫وممد عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ف هذه الَية {يا أيها الذين آمنوا ل تكونوا‬
‫كالذ ين آذوا مو سى فبأه ال م ا قالوا وكان ع ند ال وجيها} قال‪ :‬قال ر سول ال‪« :‬إن مو سى كان‬
‫ل حييا ستيا ل يكاد يرى من جلده ش يء ا ستحياء م نه‪ ».‬ث ساق الد يث ك ما رواه البخاري‬ ‫رج ً‬
‫مطولً ورواه ع نه ف تف سيه عن روح عن عوف به‪ .‬ورواه ا بن جر ير من حد يث الثوري عن جابر‬
‫العفي عن عامر الشعب عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم بنحو هذا‪ .‬وهكذا رواه من حديث‬
‫سليمان بن مهران العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي وعبد ال بن الارث عن ابن عباس‬
‫ف قوله‪{ :‬ل تكونوا كالذ ين آذوا مو سى} قال‪ :‬قال قو مه له إ نك آدر فخرج ذات يوم يغت سل فو ضع‬
‫ثيابه على صخرة فخرجت الصخرة تشد بثيابه وخرج يتبعها عريانا حت انتهب به مالس بن إسرائيل‬
‫فرأوه ل يس بآدر فذلك قوله‪ { :‬فبأه ال م ا قالوا} وهكذا رواه العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططواء‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا روح بن حات وأحد بن العلى الَدمي قال‪ :‬حدثنا يي بن حاد‪,‬‬
‫حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬قال‪« :‬كان موسى عليه‬
‫ل حييا وإنه أتى ط أحسبه قال الاء ط ليغتسل فوضع ثيابه على صخرة وكان ل يكاد تبدو‬ ‫السلم رج ً‬
‫عورته فقال بنو إسرائيل إن موسى آدر أو به آفة ط يعنون أنه ل يضع ثيابه ط فاحتملت الصخرة ثيابه‬
‫ح ت صارت بذاء مالس ب ن إ سرائيل‪ ,‬فنظروا إل مو سى كأح سن الرجال ط أو ك ما قال ط فذلك‬
‫قوله‪{ :‬فططططططططبأه ال ماطططططططط قالوا وكان عنططططططططد ال وجيها}‪.‬‬

‫‪607‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ,‬حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسي‬
‫عن الكم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس عن علي بن أب طالب رضي ال عنهم ف قوله‪{ :‬فبأه ال‬
‫م ا قالوا} قال‪ :‬صعد مو سى وهارون ال بل فمات هارون عل يه ال سلم فقال ب نو إ سرائيل لو سى عل يه‬
‫السلم أنت قتلته كان ألي لنا منك وأشد حياء فآذوه من ذلك فأمر ال اللئكة فحملته فمروا به على‬
‫مالس بن إسرائيل فتكلمت بوته فما عرف موضع قبه إل الرخم وإن ال جعله أصم أبكم وهكذا رواه‬
‫ا بن جر ير عن علي بن مو سى الطو سي عن عباد بن العوام به ث قال وجائز أن يكون هذا هو الراد‬
‫بالذى وجائز أن يكون الول هطو الراد فل قول أول مطن قول ال عطز وجطل (قلت) يتمطل أن يكون‬
‫الكطططططططططططططل مرادا وأن يكون معطططططططططططططه غيه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن شقيق عن عبد ال قال قسم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ذات يوم قسما فقال رجل من النصار إن هذه القسمة ما أريد با وجه ال قال‪ :‬فقلت‬
‫ياعدو ال أما لخبن رسول ال صلى ال عليه وسلم با قلت فذكرت ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫فاحر وجهه ث قال «رحة ال على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصب» أخرجاه ف الصحيحي من‬
‫حديططططططث سططططططليمان بططططططن مهران العمططططططش بططططططه‪.‬‬
‫(طريق أخرى) ط قال المام أحد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬سعت إسرائيل بن يونس عن الوليد بن أب هشام‬
‫مول المدا ن عن ز يد بن زائدة عن ع بد ال بن م سعود قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫لصحابه‪« :‬ل يبلغن أحد عن أحد من أصحاب شيئا فإن أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر»‬
‫فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم مال فقسمه‪ ,‬قال‪ :‬فمررت برجلي وأحدها يقول لصاحبه وال ما‬
‫أراد ممد بقسمته وجه ال ول الدار الَخرة‪ ,‬قال‪ :‬فتثبت حت سعت ما قال ث أتيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال إنك قلت لنا «ل يبلغن أحد عن أصحاب شيئا» وإن مررت بفلن‬
‫وفلن وها يقولن كذا وكذا‪ ,‬فاحر وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم وشق عليه ث قال «دعنا منك‬
‫لقططططططد أوذي موسططططططى بأكثططططططر مططططططن هذا فصططططططب»‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود ف الدب عن ممد بن يي الذهلي عن ممد بن يوسف الفرياب عن إسرائيل عن‬
‫الوليد بن أب هشام به متصرا «ل يبلغن أحد من أصحاب عن أحد شيئا إن أحب أن أخرج إليكم وأنا‬
‫سليم الصدر» وكذا رواه الترمذي ف الناقب عن الذهلي سواء إل أنه قال زيد بن زائدة‪ ,‬ورواه أيضا‬
‫عن ممد بن إساعيل عن عبد ال بن ممد عن عبيد ال بن موسى وحسي بن ممد كلها عن إسرائيل‬

‫‪608‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن ال سدي عن الول يد بن أ ب هشام به مت صرا أيضا فزاد ف إ سناده ال سدي‪ ,‬ث قال غر يب من هذا‬
‫الوجططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وكان ع ند ال وجيها} اي له وجا هة وجاه ع ند ر به عز و جل‪ .‬قال ال سن الب صري‬
‫كان مستجاب الدعوة عند ال‪ ,‬وقال غيه من السلف ل يسأل ال شيئا إل أعطاه‪ ,‬ولكن منع الرؤية لا‬
‫يشاء عز وجل‪ .‬وقال بعضهم من وجاهته العظيمة عند ال أنه شفع ف أخيه هارون أن يرسله ال معه‬
‫طططبيا}‪.‬‬ ‫فأجاب ال سططططؤاله فقال {ووهبنططططا له مططططن رحتنططططا أخاه هارون نط‬

‫** َيَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوْا اتّقُواْ اللّ َه وَقُولُواْ َقوْلً سَدِيدا * يُصْلِحْ َلكُمْ َأعْمَاَلكُمْ َوَي ْغفِرْ َلكُمْ ُذنُوَبكُ ْم َومَن يُطِ ِع‬
‫ط وَرَسطططططططططططططططُولَهُ َفقَدْ فَازَ َفوْزا عَظِيما‬ ‫اللّهطططططططططططططط َ‬
‫يقول تعال آمرا عباده الؤمن ي بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأ نه يراه وأن يقولوا {قولً سديدا} أي‬
‫مستقيما ل اعوجاج فيه ول انراف ووعدهم أنم إذا فعلوا ذلك أثابم عليه بأن يصلح لم أعمالم أي‬
‫يوفقهم للعمال الصالة وأن يغفر لم الذنوب الاضية‪ .‬وما قد يقع منهم ف الستقبل يلهمهم التوبة منها‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ومن يطع ال ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} وذلك أنه يار من نار الحيم ويصي إل‬
‫النعيم القيم‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عمرو بن عوف‪ ,‬حدثنا خالد عن ليث عن أب بردة‪,‬‬
‫عن أب موسى الشعري قال صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الظهر‪ ,‬فلما انصرف أومأ‬
‫إلينا بيده فجلسنا فقال‪« :‬إن ال تعال أمرن أن آمركم أن تتقوا ال وتقولوا قولً سديدا» ث أتى النساء‬
‫فقال‪« :‬إن ال أمرنطططط أن آمركططططن أن تتقيطططط ال وتقلن قولً سططططديدا»‪.‬‬
‫وقال ا بن أ ب الدن يا ف كتاب التقوى حدثنا م مد بن عباد بن مو سى‪ ,‬حدثنا عبد العز يز بن عمران‬
‫الزهري حدث نا عي سى بن سرة عن هشام بن عروة عن أب يه عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬ما قام‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم على ال نب إل سعته يقول‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا اتقوا ال وقولوا قولً‬
‫سديدا} الَية‪ ,‬غريب جدا‪ ,‬وروى من حديث عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن ممد بن كعب‬
‫عن ابن عباس موقوفا‪ :‬من سره أن يكون أكرم الناس فليتق ال‪ ,‬قال عكرمة القول السديد ل إله إل ال‬
‫وقال غيه السطديد الصطدق وقال ماهطد‪ ,‬هطو السطداد‪ .‬وقال غيه‪ :‬هطو الصطواب والكطل حطق‪.‬‬

‫‪609‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حمِ ْلَنهَا َوَأ ْش َفقْ َن ِمْنهَا وَحَ َمَلهَا ا ِلنْسَانُ‬
‫جبَالِ فَأَبيْنَ أَن يَ ْ‬‫ضنَا المَاَن َة عَلَى السّمَاوَاتِ وَالرْضِ وَالْ ِ‬ ‫** ِإنّا عَ َر ْ‬
‫ت َوَيتُو بَ اللّ ُه عَلَى‬‫شرِكَا ِ‬ ‫شرِكِيَ وَالْمُ ْ‬ ‫ِإنّ هُ كَا َن ظَلُوما َجهُولً * ّليُعَذّ بَ اللّ ُه الْ ُمنَاِفقِيَ وَالْ ُمنَافِقَا تِ وَالْمُ ْ‬
‫ط َغفُورا ّرحِيما‬ ‫الْ ُم ْؤمِنِيَطططططط وَالْ ُم ْؤ ِمنَاتططططططِ وَكَانططططططَ اللّهططططط ُ‬
‫قال العوف عن ابن عباس‪ :‬يعن بالمانة الطاعة وعرضها عليهم قبل أن يعرضها على آدم فلم يطقنها‬
‫فقال لَدم‪ :‬إن قد عرضت المانة على السموات والرض والبال فلم يطقنها فهل أنت آخذ با فيها ؟‬
‫قال‪ :‬يا رب وما فيها ؟ قال‪ :‬إن أحسنت جزيت وإن أسأت عوقبت فأخذها آدم فتحملها فذلك قوله‬
‫تعال‪{ ,‬وحلهطا النسطان إنطه كان ظلوما جهولً} قال علي بطن أبط طلحطة عطن ابطن عباس‪ :‬المانطة‬
‫الفرائض‪ ,‬عرضها ال على السموات والرض والبال إن أدوها أثابم وإن ضيعوها عذبم فكرهوا ذلك‪,‬‬
‫وأشفقوا عليه من غي معصية‪ ,‬ولكن تعظيما لدين ال أن ل يقوموا با ث عرضها على آدم فقبلها با فيها‬
‫وهططو قوله تعال‪{ :‬وحلهططا النسططان إنططه كان ظلوما جهولً} يعنطط غرا بأمططر ال‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس أنه قال ف هذه الَية {إنا عرضنا المانة على السموات والرض والبال فأبي أن يملنها‬
‫وأشف قن من ها} قال‪ :‬عر ضت على آدم‪ ,‬فقال‪ :‬خذ ها ب ا في ها‪ ,‬فإن أط عت غفرت لك‪ ,‬وإن ع صيت‬
‫عذبتك‪ ,‬قال‪ :‬قبلت فما كان إل مقدار ما بي العصر إل الليل من ذلك اليوم حت أصاب الطيئة‪ ,‬وقد‬
‫روى الضحاك عن ا بن عباس قريبا من هذا‪ ,‬وفيه ن ظر وانقطاع ب ي الضحاك وبي نه‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وهكذا‬
‫قال ما هد و سعيد بن جبي والضحاك وال سن الب صري وغ ي وا حد‪ :‬إن الما نة هي الفرائض‪ ,‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬هي الطاعة‪ ,‬وقال العمش عن أب الضحى عن مسروق قال‪ :‬قال أب بن كعب‪ :‬من المانة أن‬
‫الرأة اؤتنت على فرجها‪ .‬وقال قتادة‪ :‬المانة الدين والفرائض والدود‪ ,‬وقال بعضهم الغسل من النابة‪,‬‬
‫وقال مالك عن ز يد بن أ سلم قال‪ :‬الما نة ثل ثة‪ :‬ال صلة وال صوم والغت سال من النا بة و كل هذه‬
‫القوال ل تناف بينها بل متفقة وراجعة إل أنا التكليف وقبول الوامر والنواهي بشرطها وهو أنه إن قام‬
‫بذلك أثيب وإن تركها عوقب فقبلها النسان على ضعفه وجهله وظلمه إل من وفق ال وبال الستعان‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن الغية البصري‪ ,‬حدثنا حاد بن واقد‪ ,‬يعن أبا عمر‬
‫ال صفار سعت أ با مع مر يع ن عون بن مع مر يدث عن ال سن‪ ,‬يع ن الب صري أ نه تل هذه الَ ية {إ نا‬
‫عرضنطا المانطة على السطموات والرض والبال} قال عرضهطا على السطبع الطباق الطرائق التط زينطت‬
‫بالنجوم‪ ,‬وحلة العرش العظيم‪ ,‬فقيل لا‪ :‬هل تملي المانة وما فيها ؟ قالت‪ :‬وما فيها ؟ قال‪ :‬قيل لا إن‬
‫أح سنت جز يت‪ ,‬وإن أ سأت عوق بت قالت‪ :‬ل ث عرض ها على الرض ي ال سبع الشداد‪ ,‬ال ت شدت‬
‫‪610‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالوتاد‪ ,‬وذللت بالهاد‪ ,‬قال‪ :‬فقيل لا هل تملي المانة وما فيها ؟ قالت‪ :‬وما فيها ؟ قال‪ :‬قيل لا‪ :‬إن‬
‫أحسنت جزيت وإن أسأت عوقبت‪ ,‬قالت‪ :‬ل ث عرضها على البال الشم الشوامخ الصعاب الصلب‪,‬‬
‫قال قيل لا‪ :‬هل تملي المانة وما فيها ؟ قالت‪ :‬وما فيها ؟ قال لا‪ :‬إن أحسنت جزيت‪ ,‬وإن أسأت‬
‫عوقبططططططططططططططططططططططططططططططططططططت قالت‪ :‬ل‪.‬‬
‫وقال مقاتل بن حيان إن ال تعال حي خلق خلقه جع بي النس والن والسموات والرض والبال‬
‫فبدأ بالسموات فعرض عليهن المانة‪ ,‬وهي الطاعة‪ ,‬فقال لن‪ :‬أتملن هذه المانة‪ ,‬ولكن على الفضل‬
‫والكرامة والثواب ف النة ؟ فقلن‪ :‬يا رب إنا لنستطيع هذا المر وليس بنا قوة ولكنا لك مطيعون‪ ,‬ث‬
‫عرض المانة على الرضي فقال لن‪ :‬أتملن هذه المانة وتقبلنها من‪ ,‬وأعطيكن الفضل والكرامة ف‬
‫الدنيا ؟ فقلن‪ :‬ل صب لنا على هذا يا رب‪ ,‬ول نطيق ولكنا لك سامعون مطيعون ل نعصيك ف شيء‬
‫أمرت نا به‪ .‬ث قرب آدم فقال له‪ :‬أت مل هذه الما نة وترعا ها حق رعايت ها ؟ فقال ع ند ذلك آدم‪ :‬مال‬
‫عندك ؟ قال‪ :‬يا آدم إن أحسنت وأطعت ورعيت المانة‪ ,‬فلك عندي الكرامة والفضل‪ ,‬وحسن الثواب‬
‫ف النة‪ ,‬وإن عصيت‪ ,‬ول ترعها حق رعاتا‪ ,‬وأسأت فإن معذبك ومعاقبك وأنزلك النار‪ ,‬قال‪ :‬رضيت‬
‫يا رب‪ ,‬وأتملها‪ ,‬فقال ال عز وجل عند ذلك قد حلتكها فذلك قوله تعال‪{ :‬وحلها النسان} رواه‬
‫ا بن أ ب حا ت‪ .‬و عن ما هد أ نه قال‪ :‬عرض ها على ال سموات فقالت‪ :‬يا رب حلت ن الكوا كب و سكان‬
‫السماء وما ذكر وما أريد ثوابا ول أحل فريضة‪ .‬قال‪ :‬وعرضها على الرض فقالت‪ :‬يا رب غرست ف‬
‫الشجار وأجر يت ف النار و سكان الرض و ما ذ كر وما أريد ثوابا ول أح ل فري ضة‪ ,‬وقالت البال‬
‫مثطل ذلك قال ال تعال‪{ :‬وحلهطا النسطان إنطه كان ظلوما جهولً} فط عاقبطة أمره‪ ,‬وهكذا قال ابطن‬
‫جريج‪ .‬وعن ابن أشوع أنه قال‪ :‬لا عرض ال عليهن حل المانة ضججن إل ال ثلثة أيام ولياليهن‪,‬‬
‫وقلن‪ :‬ربنطططططا ل طاقطططططة لنطططططا بالعمطططططل ول نريطططططد الثواب‪.‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هارون بن زيد بن أب الزرقاء الوصلي‪ ,‬حدثنا أب حدثنا هشام‬
‫بن سعد عن زيد بن أسلم ف هذه الَية {إنا عرضنا المانة على السموات والرض} الَية‪ ,‬قال النسان‬
‫بي أذن وعاتقي‪ ,‬فقال ال عز وجل‪ :‬إن معينك عليها‪ ,‬إن معينك على عينيك بطبقتي‪ ,‬فإذا نازعاك إل‬
‫ما أكره فأط بق‪ ,‬ومعي نك على ل سانك بطبقت ي‪ ,‬فإذا ناز عك إل ما أكره فأط بق‪ ,‬ومعينك على فر جك‬
‫بلباس فل تكشفه إل ما أكره‪ .‬ث روي عن أب حازم نو هذا‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يونس‪ ,‬حدثناء‬
‫ا بن و هب قال‪ :‬قال ا بن ز يد ف قول ال تعال‪{ :‬إ نا عرض نا الما نة على ال سموات والرض والبال}‬
‫الَيطة‪ ,‬قال‪ :‬إن ال تعال عرض عليهطن المانطة أن يفترض عليهطن الديطن ويعطل لنط ثوابا وعقابا‪,‬‬
‫‪611‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وي ستأمنهن على الدين‪ ,‬فقلن ل‪ ,‬نن م سخرات لمرك ل نريد ثوابا ول عقابا‪ ,‬قال‪ :‬وعرض ال تبارك‬
‫وتعال على آدم فقال‪ :‬بي أذن وعاتقي‪ ,‬قال ابن زيد‪ :‬قال ال تعال له‪ :‬أما إذا تملت هذا فسأعينك‪,‬‬
‫أج عل لب صرك حجابا فإذا خش يت أن تن ظر إل ما ل ي ل لك‪ ,‬فأرخ عل يه حجابه واج عل للسانك بابا‬
‫وغلقا‪ ,‬فإذا خشيططت فأغلق‪ ,‬وأجعططل لفرجططك لباسططا فل تكشفططه إل على مططا أحللت لك‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن سعيد بن عمرو السكون‪ ,‬حدثنا بقية‪ ,‬حدثنا عيسى بن إبراهيم عن موسى بن‬
‫أب حبيب عن الكم بن عمي رضي ال عنه‪ ,‬وكان من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن الما نة والوفاء نزل على ا بن آدم مع ال نبياء فأر سلوا به‪ ,‬فمن هم‬
‫ر سول ال‪ ,‬ومن هم نب ‪ ,‬ومن هم نب ر سول‪ ,‬ونزل القرآن و هو كلم ال‪ ,‬وأنزلت العجم ية والعرب ية‪,‬‬
‫فعلموا أمر القرآن‪ ,‬وعلموا أمر السنن بألسنتهم‪ ,‬ول يدع ال تعال شيئا من أمره ما يأتون وما يتنبون‬
‫وهي الجج عليهم إل بينه لم‪ ,‬فليس أهل لسان إل وهم يعرفون السن والقبيح‪ ,‬ث المانة أول شيء‬
‫ير فع ويب قى أثر ها ف جذور قلوب الناس‪ ,‬ث ير فع الوفاء والع هد والذ مم وتب قى الك تب‪ ,‬فعال يع مل‬
‫وجاهل يعرفها وينكرها ول يملها‪ ,‬حت وصل إلّ وإل أمت‪ ,‬ول يهلك على ال إل هالك‪ ,‬ول يغفله‬
‫إل تارك‪ ,‬فالذر أيها الناس‪ ,‬وإياكم والوسواس الناس‪ ,‬فإنا يبلوكم أيكم أحسن عملً» هذا حديث‬
‫غريطططططططططب جدا‪ ,‬وله شواهطططططططططد مطططططططططن وجوه أخرى‪.‬‬
‫ث قال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن خلف العسقلن‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن عبد الجيد النفي‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫العوام القطان‪ ,‬حدثنا قتادة وأبان بن أب عياش عن خليد العصري‪ ,‬عن أب الدرداء رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬خس من جاء بن يوم القيامة مع إيان دخل النة‪ :‬من حافظ‬
‫على الصلوات المس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن‪ ,‬وأعطى الزكاة من ماله طيب‬
‫النفس با ط وكان يقول ط واي ال ل يفعل ذلك إل مؤمن وأدى المانة»‪ .‬قالوا‪ :‬يا أبا الدرداء وما‬
‫أداء المانة ؟ قال رضي ال عنه‪ :‬الغسل من النابة‪ ,‬فإن ال تعال ل يأمن ابن آدم على شيء من دينه‬
‫غيه‪ ,‬وهكذا رواه أ بو داود عن م مد بن ع بد الرح ن الع نبي‪ ,‬عن أ ب علي عب يد ال بن ع بد الج يد‬
‫النفطططططي‪ ,‬عطططططن أبططططط العوام عمران بطططططن داود القطان بطططططه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير أيضا‪ :‬حدثنا تيم بن النتصر‪ ,‬أخبنا إسحاق عن شريك عن العمش‪ ,‬عن عبد ال بن‬
‫السائب عن زاذان عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬القتل‬
‫ف سبيل ال يكفر الذنوب كلها ط أو قال ط يكفر كل شيء إل المانة‪ ,‬يؤتى بصاحب المانة فيقال‬
‫له‪ :‬أد أمانتك‪ ,‬فيقول أن يا رب وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال له‪ :‬أد أمانتك‪ ,‬فيقول أن يارب وقد ذهبت‬
‫‪612‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدن يا ؟ فيقال له‪ :‬أد أمان تك‪ ,‬فيقول أ ن يا رب و قد ذه بت الدن يا ؟ فيقول‪ :‬اذهبوا به إل أ مه الاو ية‪,‬‬
‫فيذهب به إل الاوية‪ ,‬فيهوي فيها حت ينتهي إل قعرها فيجدها هنالك كهيئتها‪ ,‬فيحملها فيضعها على‬
‫عاتقه فيصعد با إل شفي جهنم‪ ,‬حت إذا رأى أنه قد خرج زلت قدمه فهوى ف أثرها أبد الَبدين»‬
‫قال‪ :‬والما نة ف ال صلة‪ ,‬والما نة ف ال صوم والما نة ف الوضوء‪ ,‬والما نة ف الد يث‪ ,‬وأ شد ذلك‬
‫ططدق‪.‬‬ ‫ططد ال ؟ فقال‪ :‬صط‬ ‫ططا يقول أخوك عبط‬ ‫ططمع مط‬ ‫ططت الباء فقلت‪ :‬أل تسط‬ ‫الودائع‪ ,‬فلقيط‬
‫وقال شريك‪ :‬وحدثنا عياش العامري عن زاذان عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬ول يذكر المانة ف الصلة وف كل شيء‪ ,‬إسناده جيد‪ ,‬ول يرجوه‪ .‬وما يتعلق‬
‫بالمانة الديث الذي رواه المام أحد‪ .‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬حدثنا العمش عن زيد بن وهب عن حذيفة‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم حديثي قد رأيت أحدها وأنا أنتظر الَخر‪,‬‬
‫حدث نا أن الما نة نزلت ف جذر قلوب الرجال‪ ,‬ث نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من ال سنة‪ .‬ث‬
‫حدثنا عن رفع المانة فقال‪ :‬ينام الرجل النومة فتقبض المانة من قلبه‪ ,‬فيظل أثرها مثل أثر الجل كجمر‬
‫دحرجته على رجلك‪ ,‬تراه منتبا وليس فيه شيء ط قال‪ :‬ث أخذ حصى فدحرجه على رجله قال ط‬
‫فيصطبح الناس يتبايعون ل يكاد أحطد يؤدي المانطة حتط يقال إن فط بنط فلن رجلً أمينا‪ ,‬حتط يقال‬
‫للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله وما ف قلبه حبة خردل من إيان‪ ,‬ولقد أتى علي زمان وما أبال أيكم‬
‫بايعت إن كان مسلما ليدنه علي دينه‪ ,‬وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليدنه علي ساعيه‪ ,‬فأما اليوم فما‬
‫كنطت أبايطع منكطم إل فلنا وفلنا‪ .‬وأخرجاه فط الصطحيحي مطن حديطث العمطش بطه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة عن الارث بن يزيد الضرمي عن عبد ال بن عمرو‬
‫رضي ال عنه ما أن ر سول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬أر بع إذا كن فيك فل عليك ما فاتك من‬
‫الدنيا‪ .‬حفظ أمانة‪ ,‬وصدق حديث‪ ,‬وحسن خليقة‪ ,‬وعفة طعمة» هكذا رواه المام أحد ف مسند عن‬
‫عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال تعال عنه ما‪ ,‬وقد قال الطبان ف مسنده عبد ال بن ع مر بن‬
‫الطاب رضي ال عنهما‪ ,‬حدثنا يي بن أيوب العلف الصري‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب مري‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫لي عة عن الارث بن يز يد عن ا بن حجية عن ع بد ال بن ع مر قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪« :‬أربع إذا كن فيك فل عليك ما فاتك من الدنيا‪ :‬حفظ أمانة‪ ,‬وصدق حديث‪ ,‬وحسن خليقة‪,‬‬
‫وعفطة طعمطة» فزاد فط السطناد ابطن حجية وجعله فط مسطند ابطن عمطر رضطي ال عنهمطا‪.‬‬
‫و قد ورد الن هي عن اللف بالمانة‪ ,‬قال ع بد ال بن البارك ف كتاب الز هد‪ :‬حدثنا شر يك عن أ ب‬
‫إسحاق الشيبان عن خناس بن سحيم أو قال‪ :‬جبلة بن سحيم‪ ,‬قال‪ :‬أقبلت مع زياد بن حدير من الابية‬
‫‪613‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقلت ف كلمي ل والما نة‪ ,‬فج عل زياد يبكي ويب كي فظننت أ ن أتيت أمرا عظيما‪ ,‬فقلت له‪ :‬أكان‬
‫يكره هذا ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ,‬كان ع مر بن الطاب ين هى عن اللف بالما نة أ شد الن هي‪ ,‬و قد ورد ف ذلك‬
‫حديث مرفوع قال أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن ع بد ال بن يو نس‪ ,‬حدثنا زهي‪ ,‬حدثنا الول يد بن ثعلبة‬
‫الطائي عن ا بن بريدة عن أب يه ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من حلف‬
‫بالمانططططة فليططططس منططططا» تفرد بططططه أبططططو داود رحهطططط ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ليعذب ال النافق ي والنافقات والشرك ي والشركات} أي إن ا ح ل ب ن آدم الما نة‬
‫وهطي التكاليطف‪ ,‬ليعذب ال النافقيط منهطم والنافقات‪ ,‬وهطم الذيطن يظهرون اليان خوفا مطن أهله‬
‫ويبطنون الك فر متاب عة لهله {والشرك ي والشركات} و هم الذ ين ظاهر هم وباطن هم على الشرك بال‬
‫ومالفطة رسطله {ويتوب ال على الؤمنيط والؤمنات} أي وليحطم الؤمنيط مطن اللق الذيطن آمنوا بال‬
‫وملئك ته وكت به ور سله العامل ي بطاع ته {وكان ال غفورا رحيما}‪ .‬آ خر تف سي سورة الحزاب ول‬
‫المطططططططططططططططططططد والنطططططططططططططططططططة‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططططططورة سططططططططططططططططططططططبأ‬

‫وهططططططططططططططططططططي مكيططططططططططططططططططططة‬
‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫خبِيُ *‬ ‫حكِي مُ الْ َ‬


‫حمْدُ فِي الَخِ َرةِ وَ ُه َو الْ َ‬ ‫حمْدُ للّ ِه الّذِي لَ ُه مَا فِي ال سّمَاوَاتِ َومَا فِي الرْ ضِ وَلَ ُه الْ َ‬
‫** الْ َ‬
‫ج ِمنْهَا وَمَا يَنِ ُل مِ َن ال سّمَآ ِء وَمَا َيعْ ُر جُ فِيهَا َو ُهوَ الرّحِي ُم الْ َغفُورُ‬
‫خرُ ُ‬
‫ض وَمَا يَ ْ‬
‫َيعْلَ ُم مَا يَلْ جُ فِي الرْ ِ‬
‫يب تعال عن نفسه الكرية أن له المد الطلق ف الدنيا والَخرة‪ ,‬لنه النعم التفضل على أهل الدنيا‬
‫والَخرة‪ ,‬الالك لميع ذلك‪ ,‬الاكم ف جيع ذلك‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وهو ال ل إله إل هو له المد ف‬
‫الول والَخرة وله ال كم وإل يه ترجعون} ولذا قال تعال هه نا‪{ :‬ال مد ل الذي له ما ف ال سموات‬
‫ومطا فط الرض} أي الميطع ملكطه وعطبيده وتتط تصطرفه وقهره‪ ,‬كمطا قال تعال‪{ :‬وإن لنطا للَخرة‬
‫والول}‪ ,‬ثط قال عطز وجطل‪{ :‬وله المطد فط الَخرة} فهطو العبود أبدا‪ ,‬الحمود على طول الدى‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬هو الك يم} أي ف أقواله وأفعاله وشر عه وقدره {ال بي} الذي ل ت فى عل يه خاف ية‬
‫ول يغيب عنه شيء‪ ,‬وقال مالك عن الزهري‪ :‬خبي بلقه‪ ,‬حكيم بأمره‪ ,‬ولذا قال عز وجل‪{ :‬يعلم ما‬
‫يلج ف)الرض وما يرج منها} أي يعلم عدد القطر النازل ف أجزاء الرض‪ ,‬والب البذور‪ ,‬والكامن‬
‫فيها‪ ,‬ويعلم ما يرج من ذلك عدده وكيفيته وصفاته {وما ينل من السماء} أي من قطر ورزق‪ ,‬وما‬
‫يعرج فيها‪ ,‬أي من العمال الصالة وغي ذلك‪{ ,‬وهو الرحيم الغفور} أي الرحيم بعباده‪ ,‬فل يعاجل‬
‫عصطططاتم بالعقوبطططة‪ ,‬الغفور عطططن ذنوب التائبيططط إليطططه التوكليططط عليطططه‪.‬‬

‫ب عَنْ هُ ِمْثقَالُ ذَ ّرةٍ فِي‬


‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ َل َت ْأتِينَا ال سّا َعةُ قُ ْل بََل َى وَ َربّي َلَتأِْتَينّكُ ْم عَالِ ِم اْل َغيْ بِ َل َيعْزُ َ‬
‫ي الّذِي نَ آ َمنُواْ‬
‫ب ّمبِيٍ * ّلَيجْزِ َ‬ ‫صغَ ُر مِن ذَلِ كَ وَلَ أَ ْكبَرُ إِلّ فِي ِكتَا ٍ‬ ‫ض وَلَ أَ ْ‬ ‫ال سّمَاوَاتِ وَلَ فِي الرْ ِ‬
‫َوعَمِلُواْ ال صّالِحَاتِ ُأوْلَـئِكَ َلهُ ْم ّم ْغفِ َرةٌ وَ ِرزْ قٌ َك ِريٌ * وَالّذِي نَ َس َعوْا فِ َي آيَاِتنَا ُمعَا ِجزِي نَ ُأوْلَـئِكَ َلهُ مْ‬
‫صرَاطِ‬‫عَذَا بٌ مّن رّجْزٍ أَلِي مٌ * َويَرَى الّذِي نَ أُوتُواْ اْلعِلْ مَ الّذِ يَ أُن ِزلَ إَِليْ كَ مِن ّربّ كَ ُه َو الْحَ ّق َوَيهْدِ يَ إَِلىَ ِ‬
‫الْعَزِي ِز الْحَمِيدِ‬
‫هذه إحدى الَيات الثلث الت ل رابع لن ما أمر ال تعال رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقسم بربه‬
‫العظ يم على و قع‪ :‬العاد‪ ,‬ل ا أنكره من أنكره من أ هل الك فر والعناد‪ ,‬فإحدا هن ف سورة يو نس عل يه‬
‫السلم‪ ,‬وهي قوله تعال‪{ :‬ويستنبئونك أحق هو قل إي ورب إنه لق وما أنتم بعجزين} والثانية هذه‬
‫{وقال الذين كفروا ل تأتينا الساعة قل بلى ورب لتأتينكم}‪ ,‬والثالثة ف سورة التغابن‪ ,‬وهي قوله تعال‪:‬‬
‫{زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى ورب لتبعثن ث لتنبؤن با عملتم وذلك على ال يسي} فقال‬
‫تعال‪ { :‬قل بلى ور ب لتأتين كم} ث و صفه ب ا يؤ كد ذلك ويقرره‪ ,‬فقال‪{ :‬عال الغ يب ل يعزب ع نه‬
‫مثقال ذرة ف ال سموات ول ف الرض ول أ صغر من ذلك ول أ كب إل ف كتاب مبي} قال ما هد‬
‫وقتادة‪ :‬ل يعزب ع نه ل يغ يب ع نه‪ ,‬أي الم يع مندرج ت ت عل مه‪ ,‬فل ي فى عل يه ش يء‪ ,‬فالعظام وإن‬
‫تلشت وتفرقت وتزقت‪ ,‬فهو عال أين ذهبت ‪ ,‬أين تفرقت‪ ,‬ث يعيدها كما بدأها أول مرة‪ ,‬فإنه بكل‬
‫ش يء عل يم‪ .‬ث ب ي حكم ته ف إعادة البدان وقيام ال ساعة‪ ,‬بقوله تعال‪{ :‬ليجزي الذ ين آمنوا وعملوا‬
‫ال صالات أولئك ل م مغفرة ورزق كر ي * والذ ين سعوا ف آيات نا معاجز ين} أي سعوا ف ال صد عن‬
‫سبيل ال تعال وتكذ يب ر سله‪{ ,‬أولئك ل م عذاب من ر جز أل يم} أي لين عم ال سعداء من الؤمن ي‬
‫ويعذب الشقياء من الكافرين‪ ,‬كما قال عز وجل‪{ :‬ل يستوي أصحاب النار وأصحاب النة أصحاب‬

‫‪615‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫النة هم الفائزون} وقال تعال‪{ :‬أم نعل الذين آمنوا وعملوا الصالات كالفسدين ف الرض أم نعل‬
‫التقيطططططططططططططططططططططططططططططططططططط كالفجار}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ويرى الذيطن أوتوا العلم الذي أنزل إليطك مطن ربطك هطو القط} هذه حكمطة أخرى‬
‫معطو فة على ال ت قبل ها‪ ,‬و هي أن الؤمن ي ب ا أنزل على الر سل إذا شاهدوا قيام ال ساعة ومازاة البرار‬
‫والفجار بالذي كانوا قد علموه من ك تب ال تعال ف الدن يا‪ ,‬رأوه حينئذ ع ي اليق ي‪ ,‬ويقولون يؤمئذ‬
‫أيضا {لقد جاءت رسل ربنا بالق} يقال أيضا {هذا ما وعد الرحن وصدق الرسلون} {لقد لبثتم ف‬
‫كتاب ال إل يوم البعث فهذا يوم البعث} {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الق‬
‫ويهدي إل صراط العز يز الم يد} العز يز هو الن يع الناب الذي ل يغالب ول يا نع‪ ,‬بل قد ق هر كل‬
‫ش يء وغل به‪ ,‬الم يد‪ ,‬ف ج يع أقواله وأفعاله وشر عه وقدره‪ ,‬و هو الحمود ف ذلك كله جل وعل‪.‬‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ هَ ْل نَدُّلكُ ْم عََلىَ رَجُ ٍل ُيَنّبئُكُ مْ إِذَا ُمزّ ْقتُ مْ كُ ّل ُممَزّ قٍ ِإّنكُ مْ لَفِي َخلْ قٍ جَدِيدٍ *‬
‫ضلَ ِل اْلبَعِيدِ * أَفََل ْم يَ َر ْواْ إِلَىَ‬ ‫ب وَال ّ‬
‫ى عَلَى اللّهِ َكذِبا أَم بِهِ ِجّن ٌة بَ ِل الّذِينَ لَ ُي ْؤ ِمنُو َن بِالَخِ َرةِ فِي الْعَذَا ِ‬
‫أَ ْفتَرَ َ‬
‫سقِطْ عََلْيهِمْ كِسَفا مّ نَ‬ ‫ف ِبهِمُ الرْضَ َأ ْو نُ ْ‬ ‫شأْ َنخْسِ ْ‬ ‫مَا بَيْ نَ َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ ْم مّ نَ السّمَآءِ وَالرْضِ إِن نّ َ‬
‫طططططٍ‬ ‫طططططَ َلَيةً ّلكُلّ َعبْ ٍد ّمنِيبط‬ ‫طططططّ فِطططططي ذَلِكط‬ ‫طططططّمَآءِ إِنط‬ ‫السط‬
‫هذا إخبار من ال عز وجل عن استبعاد الكفرة اللحدين قيام الساعة‪ ,‬واستهزائهم بالرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم ف إخباره بذلك {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل مزق} أي‬
‫تفرقت أجسادكم ف الرض وذهبت فيها كل مذهب وتزقت كل مزق {إنكم} أي بعد هذا الال‬
‫{لفي خلق جديد} أي تعودون أحياء ترزقون بعد ذلك‪ ,‬وهو ف هذا الخبار ل يلو أمره من قسمي‪:‬‬
‫إما أن يكون قد تعمد الفتراء على ال تعال أنه قد أوحي إليه ذلك‪ ,‬أو أنه ل يتع مد‪ ,‬لكن لبس عليه‬
‫كما يلبس على العتوه والجنون‪ ,‬ولذا قالوا‪{ :‬أفترى على ال كذبا أم به جنة} قال ال عز وجل رادا‬
‫عليهم {بل الذين ل يؤمنون بالَخرة ف العذاب والضلل البعيد} أي ليس المر كما زعموا‪ ,‬ول كما‬
‫ذهبوا إليه‪ ,‬بل ممد صلى ال عليه وسلم هو الصادق البار الراشد‪ ,‬الذي جاء بالق‪ ,‬وهم الكذبة الهلة‬
‫الغبياء {ف العذاب} أي‪ :‬الكفر الفضي بم إل عذاب ال تعال {والضلل البعيد} من الق ف الدنيا‪,‬‬
‫ث قال تعال منبها لم على قدرته ف خلق السموات والرض‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬أفلم يروا إل ما بي أيديهم‬

‫‪616‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و ما خلف هم من ال سماء والرض} أي حيث ما توجهوا وذهبوا‪ ,‬فال سماء مطلة علي هم‪ ,‬والرض تت هم‪,‬‬
‫كمطا قال عطز وجطل ‪{ :‬والسطماء بنيناهطا بأيطد وإنطا لوسطعون * والرض فرشناهطا فنعطم الاهدون}‪.‬‬
‫قال عبد بن حيد‪ :‬أخبنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {أفلم يروا إل ما بي أيديهم وما خلفهم من‬
‫ال سماء والرض} قال‪ :‬إ نك إن نظرت عن يي نك‪ ,‬أو عن شالك‪ ,‬أو من ب ي يد يك‪ ,‬أو من خل فك‪,‬‬
‫رأيت السماء والرض‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن نشأ نسف بم الرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء}‬
‫أي لو شئنا لفعلنا بم ذلك بظلمهم وقدرتنا عليهم‪ ,‬ولكن نؤخر ذلك للمنا وعفونا‪ ,‬ث قال‪{ :‬إن ف‬
‫ذلك لَية لكل عبد منيب} قال معمر عن قتادة‪{ :‬منيب} تائب‪ .‬وقال سفيان عن قتادة‪ :‬النيب القبل‬
‫إل ال تعال‪ ,‬أي إن ف الن ظر إل خلق ال سموات والرض لدللة ل كل ع بد ف طن لب يب رجاع إل ال‪,‬‬
‫على قدرة ال تعال على بعطث الجسطاد ووقوع العاد‪ ,‬لن مطن قدر على خلق هذه السطموات فط‬
‫ارتفاع ها وات ساعها‪ ,‬وهذه الرض ي ف انفاض ها‪ ,‬وأطوال ا وأعراض ها‪ ,‬إ نه لقادر على إعادة الج سام‬
‫ون شر الرم يم من العظام‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬أول يس الذي خلق ال سموات والرض بقادر على أن يلق‬
‫مثلهم بلى} وقال تعال‪{ :‬للق السموات والرض أكب من خلق الناس ولكن أكثر الناس ل يعلمون}‪.‬‬

‫ت وَقَدّرْ فِي‬
‫جبَالُ َأ ّوبِي َمعَ هُ وَال ّطيْ َر َوأََلنّا لَ ُه الْحَدِيدَ * أَ نِ اعْمَلْ سَابِغَا ٍ‬
‫ل يَ ِ‬
‫ضً‬‫** وََلقَ ْد آَتْينَا دَاوُو َد ِمنّا َف ْ‬
‫ططططِيٌ‬ ‫ط بَصط‬ ‫ططط َ‬ ‫ططططَالِحا إِنّططططي بِمَططططا َتعْ َملُونط‬ ‫ططططّرْ ِد وَاعْمَلُواْ صط‬ ‫السط‬
‫يب تعال عما أنعم به على عبده ورسوله داود عليه الصلة والسلم ما آتاه من الفضل البي‪ ,‬وجع له‬
‫ب ي النبوة واللك التم كن‪ ,‬والنود ذوي العدد والعدد‪ ,‬و ما أعطاه ومن حه من ال صوت العظ يم‪ ,‬الذي‬
‫كان إذا سبح به تسبح معه البال الراسيات‪ ,‬الصم الشامات‪ ,‬وتقف له الطيور السارحات‪ ,‬والغاديات‪,‬‬
‫والرائحات‪ ,‬وتاوبه بأنواع اللغات‪ .‬وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬سع صوت أب‬
‫موسى الشعري رضي ال عنه يقرأ من الليل‪ ,‬فوقف فاستمع لقراءته‪ ,‬ث قال صلى ال عليه وسلم «لقد‬
‫أوت هذا مزمارا من مزامي آل داود» وقال أبو عثمان النهدي‪ :‬ما سعت صوت صنج ول بربط ول وتر‬
‫أحسن من صوت أب موسى الشعري رضي ال عنه‪ ,‬ومعن قوله تعال‪{ :‬أوب} أي سبحي‪ ,‬قاله ابن‬
‫عباس وماهد وغي واحد‪ ,‬وزعم أبو ميسرة أنه بعن سبحي بلسان البشة‪ ,‬وف هذا نظر‪ ,‬فإن التأويب‬
‫فطط اللغططة هططو الترجيططع‪ ,‬فأمرت البال والطيطط أن ترجططع معططه بأصططواتا‪.‬‬

‫‪617‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال أبو القاسم عبد الرحن بن إسحاق الزجاجي ف كتابه ط المل ط ف باب النداء منه {ياجبال‬
‫أوب معه} أي سيي معه بالنهار كله‪ ,‬والتأويب سي النهار كله‪ ,‬والسآد سي الليل كله‪ ,‬وهذا لفظه‪,‬‬
‫وهو غريب جدا ل أره لغيه‪ ,‬وإن كان له مساعدة من حيث اللفظ ف اللغة‪ ,‬لكنه بعيد ف معن الَية‬
‫هه نا‪ ,‬وال صواب أن الع ن ف قوله تعال‪{ :‬أو ب م عه} أي رج عي م سبحة م عه ك ما تقدم‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وألنطا له الديطد} قال السطن البصطري وقتادة والعمطش وغيهطم‪ :‬كان ل يتاج أن‬
‫يدخله نارا ول يضر به بطر قة‪ ,‬بل كان يفتله بيده م ثل اليوط‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أن اع مل سابغات}‬
‫و هي الدروع قال قتادة‪ ,‬و هو أول من عمل ها من اللق‪ ,‬وإن ا كا نت ق بل ذلك صفائح‪ .‬وقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا ابن ساعة حدثنا ابن ضمرة عن ابن شوذب قال‪ :‬كان داود عليه‬
‫السلم يرفع ف كل يوم درعا فيبيعها بستة آلف درهم‪ ,‬ألفي له‪ ,‬ولهله‪ ,‬وأربعة آلف درهم يطعم با‬
‫بن إسرائيل خبز الواري {وقدر ف السرد} هذا إرشاد من ال تعال لنبيه داود عليه السلم ف تعليمه‬
‫صنعة الدروع وقال ماهد ف قوله تعال‪{ :‬وقدر ف السرد} ل تدق السمار فيقلق ف اللقة‪ ,‬ول تغلظه‬
‫فيقصمها واجعله بقدر‪ ,‬وقال الكم بن عيينة‪ :‬ل تغلظه فيقصم‪ ,‬ول تدقه فيقلق‪ ,‬وهكذا روي عن قتادة‬
‫وغ ي وا حد‪ ,‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪ :‬ال سرد حلق الد يد‪ .‬وقال بعض هم‪ :‬يقال درع‬
‫مسططططرودة إذا كانططططت مسططططمورة اللق‪ ,‬واسططططتشهد بقول الشاعططططر‪:‬‬
‫وعليهمطططططا مسطططططرودتان قضاهاداود أو صطططططنع السطططططوابغ تبطططططع‬
‫وقد ذكر الافظ ابن عساكر ف ترجة داود عليه الصلة والسلم من طريق إسحاق بن بشر‪ ,‬وفيه‬
‫كلم‪ ,‬عن أ ب إلياس عن و هب بن من به ما مضمو نه أن داود عل يه ال سلم كان يرج متنكرا‪ ,‬في سأل‬
‫الركبان عنه وعن سيته‪ ,‬فل يسأل أحدا إل أثن عليه خيا ف عبادته وسيته وعدله عليه السلم‪ .‬قال‬
‫وهب‪ :‬حت بعث ال تعال ملكا ف صورة رجل‪ ,‬فلقيه داود عليه الصلة والسلم فسأله كما كان يسأل‬
‫غيه‪ ,‬فقال‪ :‬هو خي الناس لنفسه ولمته‪ ,‬إل أن فيه خصلة لو ل تكن فيه كان كاملً‪ .‬قال‪ :‬ما هي قال‪:‬‬
‫يأ كل ويطعم عياله من مال ال سلمي‪ ,‬يع ن ب يت الال‪ ,‬فعند ذلك ن صب داود عليه السلم إل ربه عز‬
‫ل بيده ي ستغن به ويغ ن به عياله‪ ,‬فألن ال عز و جل له الد يد‪ ,‬وعل مه‬
‫و جل ف الدعاء أن يعل مه عم ً‬
‫صطنعة الدروع‪ ,‬فعمطل الدروع‪ ,‬وهطو أول مطن عملهطا‪ ,‬فقال ال تعال‪{ :‬أن اعمطل سطابغات وقدر فط‬
‫السرد} يعن مسامي اللق‪ ,‬قال‪ :‬وكان يعمل الدرع‪ ,‬فإذا ارتفع من عمله درع باعها فتصدق بثلثها‪,‬‬
‫واشترى بثلثها ما يكفيه وعياله‪ ,‬وأمسك الثلث يتصدق به يوما بيوم إل أن يعمل غيها‪ ,‬وقال‪ :‬إن ال‬
‫أعطى داود شيئا ل يعطه غيه من حسن الصوت‪ ,‬إنه كان إذا قرأ الزبور تتمع الوحوش إليه حت يؤخذ‬
‫‪618‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بأعناقها وما تنفر‪ ,‬وما صنعت الشياطي الزامي والبابط والصنوج‪ ,‬إل على أصناف صوته عليه السلم‪,‬‬
‫وكان شد يد الجتهاد‪ ,‬وكان إذا افت تح الزبور بالقراءة كأن ا ين فخ ف الزام ي‪,‬وكان قد أع طي سبعي‬
‫مزمارا ف حل قه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬واعملوا صالا} أي ف الذي أعطا كم ال تعال من الن عم {إ ن ب ا‬
‫تعملون بصطي} أي مراقطب لكطم بصطي بأعمالكطم وأقوالكطم‪ ,‬ل يفطى علي مطن ذلك شيطء‪.‬‬

‫** وَلِسَُليْمَانَ الرّي َح غُ ُد ّوهَا َشهْ ٌر وَ َروَا ُحهَا َشهْ ٌر َوأَسَ ْلنَا لَ ُه َعيْ َن اْلقِطْ ِر َومِ َن الْجِ ّن مَن َيعْمَلُ بَيْ َن يَ َديْ ِه بِإِذْ ِن‬
‫سعِيِ * َيعْ َملُو نَ لَ ُه مَا يَشَآ ُء مِن مّحَارِي بَ َوتَمَاثِيلَ‬ ‫غ ِمْنهُ ْم عَ نْ َأمْرِنَا نُذِقْ ُه مِ ْن عَذَا بِ ال ّ‬ ‫َربّ ِه وَمَن يَزِ ْ‬
‫ط ِعبَادِيططَ الشّكُورُ‬ ‫طيَاتٍ اعْمَُل َواْ آلَ دَاوُو َد ُشكْرا وَقَلِي ٌل مّنط ْ‬ ‫جوَابططِ وَقُدُورٍ رّاسط ِ‬ ‫وَ ِجفَانططٍ كَالْ َ‬
‫لا ذكر تعال ما أنعم به على داود‪ ,‬عطف بذكر ما أعطى ابنه سليمان عليهما الصلة والسلم من‬
‫تسخي الريح له‪ ,‬تمل بساطه غدوها شهر ورواحها شهر‪ .‬قال السن البصري‪ :‬كان يغدو على بساطه‬
‫من دمشق‪ ,‬فينل باصطخر يتغذى با ويذهب رائحا من اصطخر فيبيت بكابل‪ ,‬وبي دمشق واصطخر‬
‫شهططر كامططل للمسططرع وبيطط اصطططخر وكابططل شهططر كامططل للمسططرع‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وأسلنا له عي القطر} قال ابن عباس رضي ل عنهما وماهد وعكرمة وعطاء الراسان‬
‫وقتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم‪ ,‬وعبد الرحن بن زيد بن أسلم وغي واحد‪ :‬القطر النحاس‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬وكانت باليمن‪ ,‬فكل ما يصنع الناس ما أخرج ال تعال لسليمان عليه السلم قال السدي‪:‬‬
‫وإنا أسيلت له ثلثة أيام‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ومن الن من يعمل بي يديه بإذن ربه} أي وسخرنا له الن‬
‫يعملون بي يديه بإذن ربه‪ .‬أي بقدره وتسخيه لم بشيئته ما يشاء من البنايات وغي ذلك {ومن يزغ‬
‫من هم عن أمر نا} أي و من يعدل ويرج من هم عن الطا عة {نذ قه من عذاب ال سعي} و هو الر يق‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن أب حات ههنا حديثا غريبا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا أب حدثنا أبو صال‪ ,‬حدثنا معاوية بن صال‬
‫عن أب الزاهرية عن جبي بن نفي‪ ,‬عن أب ثعلبة الشن رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬الن على ثلثة أصناف‪ :‬صنف لم أجنحة يطيون ف الواء‪ ,‬و صنف حيات وكلب‪ ,‬و صنف‬
‫يلون ويظعنون» رفعه غريب جدا‪ .‬وقال أيضا‪ :‬حدثناأب‪ ,‬حدثنا حرملة‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬أخبن بكر‬
‫بن مضر عن ممد بن بي عن ابن أنعم أنه قال‪ :‬الن ثلثة أصناف‪ :‬صنف لم الثواب وعليهم العقاب‪,‬‬
‫وصنف طيارون فيما بي السماء والرض‪ ,‬وصنف حيات وكلب‪ .‬قال بكر بن مضر‪ :‬ول أعلم إل أنه‬

‫‪619‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪ :‬حدثن أن النس ثلثة أصناف‪ :‬صنف يظلهم ال بظل عرشه يوم القيامة‪ ,‬وصنف كالنعام بل هم‬
‫ططط‪.‬‬ ‫طططورة الناس على قلوب الشياطيط‬ ‫ططط صط‬ ‫طططنف فط‬ ‫طططبيلً‪ ,‬وصط‬ ‫طططل سط‬ ‫أضط‬
‫وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب حدثنا علي بن هاشم بن مرزوق‪ ,‬حدثنا سلمة يعن ابن الفضل عن إساعيل عن‬
‫السطن قال‪ :‬النط ولد إبليطس‪ ,‬والنطس ولد آدم‪ ,‬ومطن هؤلء مؤمنون ومطن هؤلء مؤمنون‪ ,‬وهطم‬
‫شركاؤ هم ف الثواب والعقاب‪ ,‬و من كان من هؤلء وهؤلء مؤمنا‪ ,‬ف هو ول ال تعال‪ ,‬و من كان من‬
‫هؤلء وهؤلء كافرا فهطططططططططططططططططططططططططططططو شيطان‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬يعملون له ما يشاء من ماريب وتاثيل} أما الحاريب فهي البناء السن‪ ,‬وهو أشرف‬
‫ش يء ف ال سكن و صدره‪ .‬وقال ما هد‪ :‬الحار يب بنيان دون الق صور‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬هي ال ساجد‪,‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬هي الق صور وال ساجد‪ .‬وقال ا بن ز يد‪ :‬هي ا ل ساكن‪ .‬وأ ما التماث يل‪ ,‬فقال عط ية العو ف‬
‫والضحاك وال سدي‪ :‬التماث يل ال صور‪ .‬قال ما هد‪ :‬وكا نت من ناس‪ .‬وقال قتادة‪ :‬من ط ي وزجاج‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجفان كالواب وقدور راسيات} الواب جع جابية‪ ,‬وهي الوض الذي يب فيه الاء‪,‬‬
‫طططططططس‪:‬‬ ‫طططططططن قيط‬ ‫طططططططى ميمون بط‬ ‫طططططططا قال العشط‬ ‫كمط‬
‫طططططق‬ ‫طططططي تفهط‬ ‫طططططخ العراقط‬ ‫طططططة الشيط‬ ‫تروح على آل الحلق جفنةكجابيط‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما {كالواب} أي كالوبة من الرض‪ .‬وقال‬
‫العوفط عنطه كالياض‪ ,‬وكذا قال ماهطد والسطن وقتادة والضحاك وغيهطم‪ .‬والقدور الراسطيات‪ ,‬أي‬
‫الثابتات ف أماكنها ل تتحرك ول تتحول عن أماكنها لعظمها‪ ,‬كذا قال ماهد والضحاك وغيها‪ .‬وقال‬
‫عكرمة‪ :‬أثافيها منها‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬اعملوا آل داود شكرا} أي وقلنا لم‪ :‬اعملوا شكرا على ما أنعم‬
‫به عليكم ف الدين والدنيا‪ ,‬وشكرا مصدر من غي الفعل‪ ,‬أو أنه مفعول له‪ ,‬وعلى التقديرين فيه دللة‬
‫ططر‪:‬‬ ‫ططا قال الشاعط‬ ‫ططة‪ ,‬كمط‬ ‫ططا يكون بالقول والنيط‬‫ططل كمط‬ ‫ططر يكون بالفعط‬ ‫على أن الشكط‬
‫ططططا‬ ‫طططط الحجبط‬ ‫ططططان والضميط‬ ‫طططط ثلثةيدي ولسط‬ ‫ططططم النعماء منط‬ ‫أفادتكط‬
‫قال أبو عبد الرحن البلي‪ :‬الصلة شكر والصيام شكر‪ ,‬وكل خي تعمله ل عز وجل شكر‪ ,‬وأفضل‬
‫الشكر المد‪ ,‬رواه ابن جرير‪ ,‬وروى هو وابن أب حات عن ممد بن كعب القرظي قال‪ :‬الشكر تقوى‬
‫ال تعال والعمل الصال‪ ,‬وهذا لن هو متلبس بالفعل‪ ,‬وقد كان آل داود عليهم السلم كذلك قائمي‬
‫بشكر ال تعال قولً وعملً قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا عبد ال بن أب بكر‪ ,‬حدثنا جعفر يعن‬
‫ا بن سليمان عن ثا بت البنا ن‪ ,‬قال‪ :‬كان داود عل يه ال سلم قد جزأ على أهله وولده ون سائه ال صلة‪,‬‬
‫فكان ل تأ ت علي هم ساعة من الل يل والنهار إل وإن سان من آل داود قائم ي صلي‪ ,‬فغمرت م هذه الَ ية‬
‫‪620‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} وف الصحيحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أ نه قال‪« :‬إن أحب الصلة إل ال تعال صلة داود‪ ,‬كان ينام نصف الليل‪ ,‬ويقوم ثلثه‪ ,‬وينام سدسه‪,‬‬
‫وأحطب الصطيام إل ال تعال صطيام داود‪ ,‬كان يصطوم يوما ويفططر يوما‪ ,‬ول يفطر إذا لقطى»‪.‬‬
‫وقد روى أبو عبد ال بن ماجه من حديث سنيد بن داود‪ :‬حدثنا يوسف بن ممد بن النكدر عن أبيه‬
‫عن جابر ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬قالت أم سليمان بن داود علي هم‬
‫السلم‪ ,‬لسليمان‪ ,‬يابن ل تكثر النوم بالليل‪ ,‬فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيا يوم القيامة» وروى‬
‫ابن أب حات عن داود عليه الصلة والسلم ههنا أثرا غريبا مطولً جدا وقال أيضا‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا‬
‫عمران بن موسى‪ ,‬حدثنا أبو زيد فيض بن إسحاق الرقي قال‪ :‬قال فضيل ف قوله تعال‪{ :‬اعملوا آل‬
‫داود شكرا} قال داود‪ :‬يا رب ك يف أشكرك والش كر نع مة م نك ؟ قال «الَن شكرت ن ح ي قلت إن‬
‫ططع‪.‬‬ ‫ططن الواقط‬
‫ططن عبادي الشكور} إخبار عط‬ ‫ططل مط‬ ‫طط»‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وقليط‬ ‫ططة منط‬ ‫النعمط‬

‫ت الْجِنّ أَن ّل ْو‬


‫ت مَا دَّلهُ ْم عََل َى َم ْوتِهِ إِلّ دَاّبةُ الرْضِ َتأْكُ ُل مِنسََأتَهُ فَلَمّا خَ ّر َتَبّينَ ِ‬
‫ضْينَا عََليْ ِه الْ َموْ َ‬
‫** َفلَمّا َق َ‬
‫كَانُوْا َيعْلَمُونططططَ اْل َغيْبططططَ مَططططا َلِبثُواْ فِططططي اْلعَذَابططططِ الْ ُمهِيِطططط‬
‫يذ كر تعال كيف ية موت سليمان عل يه ال سلم‪ ,‬وك يف ع مى ال مو ته على الان ال سخرين له ف‬
‫العمال الشا قة‪ ,‬فإ نه م كث متوكئا على ع صاه‪ ,‬و هي من سأته‪ ,‬ك ما قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‬
‫وماهد والسن وقتادة وغي واحد‪ :‬مدة طويلة نوا من سنة‪ ,‬فلما أكلتها دابة الرض‪ ,‬وهي الرضة‪,‬‬
‫ضع فت و سقطت إل الرض‪ ,‬وعلم أ نه قد مات ق بل ذلك بدة طويلة‪ .‬و تبينت ال ن وال نس أيضا أن‬
‫النط ل يعلمون الغيطب كمطا كانوا يتوهون ويوهون الناس ذلك‪ .‬وقطد ورد فط ذلك حديطث مرفوع‬
‫غريطططططططططب وفططططططططط صطططططططططحته نظطططططططططر‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحد بن منصور‪ ,‬حدثنا موسى بن مسعود‪ ,‬حدثنا أبو حذيفة‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫طهمان عن عطاء عن السائب عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنهما عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪« :‬كان نب ال سليمان عليه السلم إذا صلى رأى شجرة نابتة بي يديه‪ ,‬فيقول لا‪ :‬ما‬
‫ا سك ؟ فتقول كذا‪ ,‬فيقول‪ :‬لي ش يء أ نت ؟ فإن كا نت تغرس غر ست‪ ,‬وإن كا نت لدواء كت بت‪,‬‬
‫فبينما هو يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة بي يديه فقال لا‪ :‬ما اسك ؟ قالت‪ :‬الروب‪ ,‬قال‪ :‬لي شيء‬
‫أنت ؟ قالت‪ :‬لراب هذا البيت‪ ,‬فقال سليمان عليه السلم‪ :‬اللهم عم على الن موت حت يعلم النس‬

‫‪621‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أن ال ن ل يعلمون الغ يب فنحت ها ع صا فتو كأ علي ها حو ًل ميتا وال ن تع مل‪ ,‬فأكلت ها الر ضة ف تبينت‬
‫النس أن الن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولً ف العذاب الهي» قال‪ :‬وكان ابن عباس يقرؤها‬
‫كذلك‪ ,‬قال‪ :‬فشكرت الن للرضة‪ ,‬فكانت تأتيها بالاء‪ ,‬وهكذا رواه ابن أب حات من حديث إبراهيم‬
‫بن طهمان به‪ .‬و ف رف عه غرابة ونكارة‪ ,‬والقرب أن يكون موقوفا‪ ,‬وعطاء بن أ ب م سلم الرا سان له‬
‫غرابات وفطططططططططط بعططططططططططض حديثططططططططططه نكارة‪.‬‬
‫وقال السدي ف حديث ذكره عن أب مالك عن أب صال عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬وعن مرة‬
‫المدان عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬وعن ناس من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم رضي ال‬
‫عنهطم‪ .‬قال‪ :‬كان سطليمان عليطه الصطلة والسطلم يتحنطث فط بيطت القدس السطنة والسطنتي‪ ,‬والشهطر‬
‫والشهرين‪ ,‬وأقل من ذلك وأكثر‪ ,‬فيدخل فيه ومعه طعامه وشرابه‪ ,‬فأدخله ف الرة الت توف فيها‪ ,‬فكان‬
‫بدء ذلك أ نه ل ي كن يوم ي صبح ف يه إل ين بت ال ف ب يت القدس شجرة‪ ,‬فيأتي ها في سألا‪ :‬فيقول ما‬
‫اسك ؟ فتقول الشجرة‪ :‬اسي كذا وكذا‪ ,‬فإن كانت لغرس غرسها‪ ,‬وإن كانت تنبت دواء قالت‪ :‬نبت‬
‫دواء كذا وكذا‪ ,‬فيجعل ها كذلك‪ ,‬ح ت نب تت شجرة يقال ل ا الرو بة‪ ,‬ف سألا‪ :‬ما ا سك ؟ قالت‪ :‬أ نا‬
‫الروبة‪ ,‬قال ولي شي نبت ؟ قالت‪ :‬نبت لراب هذا السجد‪ ,‬قال سليمان عليه الصلة والسلم‪ :‬ما‬
‫كان ال ليخر به وأ نا حي‪ ,‬أ نت ال ت على وج هك هل كي وخراب ب يت القدس‪ ,‬فنع ها وغر سها ف‬
‫حائط له‪ ,‬ث د خل الحراب فقام ي صلي متكئا على ع صاه‪ ,‬فمات ول تعلم به الشياط ي‪ ,‬و هم ف ذلك‬
‫يعملون له يافون أن يرج عليهم فيعاقبهم‪ ,‬وكانت الشياطي تت مع حول الحراب‪ ,‬وكان الحراب له‬
‫كوى بي يديه وخلفه‪ ,‬فكان الشيطان الذي يريد أن يلع يقول‪ :‬ألست جلدا إن دخلت فخرجت من‬
‫ذلك الانب‪ ,‬فيدخل حت يرج من الانب الَخر‪ ,‬فدخل شيطان من أولئك فمر ول يكن شيطان ينظر‬
‫إل سليمان عليه السلم ف الحراب إل احترق‪ ,‬فمر ول يسمع صوت سليمان‪ ,‬ث رجع فلم يسمع‪ ,‬ث‬
‫رجع فوقع ف البيت ول يترق‪ ,‬ون ظر إل سليمان عليه السلم قد سقط ميتا‪ ,‬فخرج فأخب الناس أن‬
‫سليمان قد مات‪ ,‬ففتحوا عل يه فأخرجوه‪ .‬ووجدوا من سأته‪ ,‬و هي الع صا بل سان الب شة‪ ,‬قد أكلت ها‬
‫الرضة‪ ,‬ول يعلموا منذ كم مات‪ ,‬فوضعوا الرضة على العصا فأكلت منها يوما وليلة‪ ,‬ث حسبوا على‬
‫ذلك النحو‪ ,‬فوجدوه قد مات منذ سنة‪ ,‬وهي ف قراءة ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬فمكثوا يدينون له من‬
‫ب عد مو ته حو ًل كاملً‪ ,‬فأي قن الناس ع ند ذلك أن ال ن كانوا يكذبون م ولو أن م يطلعون على الغ يب‪,‬‬
‫لعلموا بوت سليمان ول يلبثوا ف العذاب سنة يعملون له‪ ,‬وذلك قول ال عز وجل‪{ :‬ما دلم على موته‬
‫إل دابة الرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا ف العذاب الهي}‬
‫‪622‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول‪ :‬تبي أمر هم للناس أن م كانوا يكذبون م‪ ,‬ث إن الشياط ي قالوا للر ضة‪ :‬لو ك نت تأكل ي الطعام‬
‫أتيناك بأطيطب الطعام‪ ,‬ولو كنطت تشربيط الشراب سطقيناك أطيطب الشراب‪ ,‬ولكنطا سطننقل إليطك الاء‬
‫والطيط‪ ,‬قال‪ :‬فهطم ينقلون إليهطا ذلك حيطث كانطت‪ ,‬قال‪ :‬أل تطر إل الطيط الذي يكون فط جوف‬
‫الشب ؟ فهو ما تأتيها به الشياطي شكرا لا‪ ,‬وهذا الثر ط وال أعلم ط إنا هو ما تلقي من علماء‬
‫أهل الكتاب‪ ,‬وهي وقف ل يصدق منه إل ما وافق الق‪ ,‬ول يكذب منها إل ما خالف الق‪ ,‬والباقي‬
‫ل يصططططططططططططططططططططططططططططططططططدق ول يكذب‪.‬‬
‫وقال ابن وهب وأسبغ بن الفرج عن عبد الرحن بن زيد بن أسلم ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬ما دلم‬
‫على موتطه إل دابطة الرض تأكطل منسطأته} قال‪ :‬قال سطليمان عليطه السطلم للك الوت‪ :‬إذا أمرت بط‬
‫فأعلمن فأتاه فقال‪ :‬يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة‪ ,‬فدعا الشياطي فبنوا عليه صرحا من‬
‫قوار ير ول يس له باب‪ ,‬فقام ي صلي فات كأ على ع صاه‪ ,‬قال‪ :‬فد خل عل يه ملك الوت فق بض رو حه و هو‬
‫متكىء على ع صاه‪ ,‬ول ي صنع ذلك فرارا من ملك الوت‪ ,‬قال‪ :‬وال ن تع مل ب ي يد يه وينظرون إل يه‬
‫ي سبون أ نه حي‪ ,‬قال‪ :‬فب عث ال عز و جل دا بة الرض‪ ,‬قال‪ :‬والدا بة تأ كل العيدان يقال ل ا القادح‪,‬‬
‫فدخلت فيها فأكلتها حت إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتا‪ ,‬فلما رأت ذلك الن‪,‬‬
‫انفضوا وذهبوا‪ ,‬قال‪ :‬فذلك قوله تعال‪{ :‬ما دلم على موته إل دابة الرض تأكل منسأته} قال أصبغ‪:‬‬
‫بلغن عن غيه أنا قامت سنة تأكل منها قبل أن ير‪ ,‬وذكر غي واحد من السلف نوا من هذا‪ ,‬ال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫س َكِنهِمْ آَيةٌ َجّنتَانِ عَن يَ ِميٍ َوشِمَالٍ كُلُوْا مِن ّرزْقِ َربّكُ ْم وَا ْشكُرُواْ لَ ُه بَلْ َدٌة َطيَّب ٌة‬ ‫سبَإٍ فِي مَ ْ‬ ‫** َلقَدْ كَانَ لِ َ‬
‫ط َوَأثْلٍ‬ ‫جنّاِتهِ مْ َجّنتَيْ نِ َذوَاتَ يْ أُكُلٍ خَمْ ٍ‬ ‫ب َغفُورٌ * َفأَعْ َرضُواْ َفأَرْ سَ ْلنَا عََلْيهِ مْ َسيْلَ الْعَرِ ِم َوبَدّْلنَاهُ ْم بِ َ‬ ‫وَرَ ّ‬
‫جزِيططَ إِ ّل اْلكَفُورَ‬ ‫ط بِمَططا َكفَرُواْ َوهَ ْل نُ ْ‬ ‫َوشَيْءٍ مّططن سططِدْرٍ َقلِيلٍ * ذَلِكططَ جَ َزْينَاهُمط ْ‬
‫كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها‪ ,‬وكانت التبابعة منهم وبلقيس صاحبة سليمان عليه الصلة والسلم من‬
‫جلت هم‪ ,‬وكانوا ف نع مة وغب طة ف بلد هم وعيش هم وات ساع أرزاق هم وزروع هم وثار هم‪ ,‬وب عث ال‬
‫تبارك وتعال إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه ويشكروه بتوحيده وعبادته‪ ,‬فكانوا كذلك ما شاء‬
‫ال تعال‪ ,‬ث أعرضوا عما أمروا به‪ ,‬فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق ف البلد أيدي سبأ‪ ,‬شذر مذر‪ ,‬كما‬
‫سطططططيأت إن شاء ال تعال تفصطططططيله وبيانطططططه قريبا وبطططططه الثقطططططة‪.‬‬

‫‪623‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحن حدثنا ابن ليعة عن عبد ال بن هبية عن عبد الرحن‬
‫بن وعلة قال‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬إن رجلً سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن سبأ‪ :‬ما هو‬
‫أر جل أم امرأة أم أرض ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬بل هو ر جل ولد له عشرة‪ ,‬ف سكن الي من من هم‬
‫ستة‪ ,‬والشام منهم أربعة‪ ,‬فأما اليمانيون‪ ,‬فمذحج وكندة والزد والشعريون وأنار وحي‪ ,‬وأما الشامية‪:‬‬
‫فلخم وجذام وعاملة وغسان» ورواه عبد عن السن بن موسى عن ابن ليعة به‪ .‬وهذا إسناد حسن‪,‬‬
‫ول يرجوه‪ ,‬وقد رواه الافظ أبو عمر بن عبد الب ط ف كتاب القصد والمم‪ ,‬بعرفة أصول أنساب‬
‫العرب والعجم ط من حديث ابن ليعة عن علقمة بن وعلة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬فذكر نوه‪.‬‬
‫وقططططططططد روي نوه مططططططططن وجططططططططه آخططططططططر‪.‬‬
‫وقال المام أح د أيضا وع بد بن ح يد‪ :‬حدث نا يز يد بن هارون‪ ,‬حدث نا أ بو جناب ي ي بن أ ب ح ية‬
‫الكلب عن يي بن هانء بن عروة عن فروة بن مسيك رضي ل عنه قال‪ :‬أتيت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال أقاتل بقبل قومي مدبرهم‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «نعم»‬
‫فقاتل بق بل قومك مدبرهم» فل ما وليت دعا ن فقال‪« :‬ل تقاتل هم حت تدعو هم إل السلم» فقلت‪:‬‬
‫يارسول ال أرأيت سبأ‪ ,‬واد هو أو جبل أو ما هو ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ل بل هو رجل من‬
‫العرب‪ ,‬ولد له عشرة فتيامن ستة‪ ,‬وتشاءم أربعة‪ ,‬تيامن الزد والشعريون وحي وكندة ومذحج وأنار‪,‬‬
‫الذين يقال لم بيلة وخثعم‪ ,‬وتشاءم لم وجذام وعاملة وغسان» وهذا أيضا إسناد حسن وإن كان فيه‬
‫أبو جناب الكلب‪ ,‬وقد تكلموا فيه لكن رواه ابن جرير عن أب كريب عن العنقري عن أسباط بن نصر‬
‫عن يي بن هانء الرادي عن عمه أو عن أبيه ط شك ط أسباط ط قال‪ :‬قدم فروة بن مسيك رضي‬
‫ال عنطططططه على رسطططططول ال صطططططلى ال عليطططططه وسطططططلم فذكره‪.‬‬
‫(طريق أخرى) لذا الديث‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬حدثن‬
‫ابن ليعة عن توبة بن نر عن عبد العزيز بن يي أنه أخبه قال‪ :‬كنا عند عبيدة بن عبد الرحن بأفريقية‪,‬‬
‫فقال يوما‪ :‬ما أ ظن قوما بأرض إل و هم من أهل ها‪ ,‬فقال علي بن أ ب رباح‪ :‬كل قد حدث ن فلن أن‬
‫فروة بن مسيك الغطيفي رضي ال عنه قدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫سبأ قوم كان لم عز ف الاهلية‪ ,‬وإن أخشى أن يرتدوا عن السلم‪ ,‬أفأقاتلهم ؟ فقال صلى ال عليه‬
‫وسلم «ما أمرت فيهم بشيء بعد» فأنزلت هذه الَية {لقد كان لسبأ من مسكنهم آية} الَيات‪ ,‬فقال‬
‫له رجل‪ :‬يا رسول ال ما سبأ ؟ فذكر مثل هذا الديث الذي قبله أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سئل عن سبأ ما هو‪ :‬أبلد أم رجل أم امرأة ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بل رجل ولد له عشرة‪ ,‬فسكن‬
‫‪624‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الي من من هم ستة‪ ,‬والشام أرب عة‪ ,‬أ ما اليمانيون فمذ حج وكندة والزد الشعريون وأنار وح ي غ ي ما‬
‫حلها‪ ,‬وأما الشام فلخم وجذام وغسان وعاملة» فيه غرابة من حيث ذكر نزول الَية بالدينة‪ ,‬والسورة‬
‫مكيطططططططططة كلهطططططططططا‪ ,‬وال سطططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا أبو أسامة‪ ,‬حدثنا السن بن الكم‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫سبة النخعي عن فروة بن مسيك الغطيفي رضي ال عنه قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول ال أخبن عن سبأ‬
‫ما هو‪ :‬أرض أم امرأة ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل يس بأرض ول امرأة‪ ,‬ولك نه ر جل ولد له عشرة‬
‫من الولد‪ ,‬فتيا من ستة وتشاءم أرب عة‪ ,‬فأ ما الذ ين تشاءموا فل خم وجذام وعاملة وغ سان‪ ,‬وأ ما الذ ين‬
‫تيامنوا فكندة والشعريون والزد ومذحطج وحيط وأنار» فقال رجطل‪ :‬مطا أنار ؟ قال صطلى ال عليطه‬
‫وسلم‪« :‬الذين منهم خثعم وبيلة» ورواه الترمذي ف جامعه عن أب كريب وعبد بن حيد قال‪ :‬حدثنا‬
‫أبططو أسططامة فذكره أبسططط مططن هذا‪ ,‬ثطط قال‪ :‬هذا حديططث حسططن غريططب‪.‬‬
‫وقال أ بو ع مر بن عبد الب‪ :‬حدث نا عبد الوارث بن سفيان‪ ,‬حدث نا قا سم بن أ صبغ‪ ,‬حدث نا أح د بن‬
‫زهي‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب بن ندة الوطي‪ ,‬حدثنا ابن كثي هو عثمان بن كثي عن الليث بن سعد عن‬
‫موسى بن علي‪ ,‬عن يزيد بن حصي عن تيم الداري رضي ال عنه قال‪ :‬إن رجلً أتى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فسأله عن سبأ‪ ,‬فذكر مثله‪ ,‬فقوي هذا الديث وحسن‪ .‬قال علماء النسب ط منهم ممد‬
‫بن إسحاق ط‪ :‬اسم سبأ عبد شس بن يشجب بن يعرب بن قحطان‪,‬وإنا سي سبأ لنه أول من سبأ ف‬
‫العرب‪ ,‬وكان يقال له الرائش لنه أول من غنم ف الغزو‪ ,‬فأعطى قومه فسمي الرائش‪ ,‬والعرب تسمي‬
‫الال ريشا ورياشا‪ .‬وذكروا أ نه ب شر بر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف زما نه التقدم‪ ,‬وقال ف ذلك‬
‫شعرا‪:‬‬
‫سطططططيملك بعدنطططططا ملكا عظيمانطططططب ل يرخطططططص فططططط الرام‬
‫ويلك بعده منهطططططططططططططم ملوكيدينوه العباد بغيططططططططططططط ذام‬
‫ويلك بعدهطططططم منطططططا ملوكيصطططططي اللك فينطططططا باقتسطططططام‬
‫ويلك بعطططططططد قحطان نطططططططبيتقي مبطططططططت خيططططططط النام‬
‫طططططه بعام‬ ‫طططططد مبعثط‬ ‫طططططر بعط‬ ‫طططططت أنيأعمط‬ ‫طططططمى أحدا ياليط‬ ‫يسط‬
‫ططططططططل رام‬ ‫ططططططططج وبكط‬ ‫ططططططططريبكل مدجط‬ ‫فأعضده وأحبوه بنصط‬
‫متططططط يظهطططططر فكونوا ناصطططططريهومن يلقاه يبلغطططططه سطططططلمي‬

‫‪625‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ذ كر ذلك المدا ن ف كتاب ط الكل يل ط واختلفوا ف قحطان على ثل ثة أقوال (أحد ها) أ نه من‬
‫سللة إرم بن سام بن نوح‪ ,‬واختلفوا ف كيفية اتصال نسبه به على ثلثة طرائق‪( .‬والثان) أنه من سللة‬
‫عابر‪ ,‬وهطو هود عليطه الصطلة والسطلم‪ ,‬واختلفوا أيضا فط كيفيطة نسطبه بطه على ثلثطة طرائق أيضا‪.‬‬
‫(والثالث) أنه من سللة إساعيل بن إبراهيم الليل عليهما الصلة والسلم‪ ,‬واختلفوا ف كيفية اتصال‬
‫نسبه على ثلث طرائق أيضا‪ .‬وقد ذكر ذلك مستقصى المام الافظ أبو عمر بن عبد الب النمري رحة‬
‫ال تعال عليطططه فططط كتابطططه السطططمى النباه على ذكطططر أصطططول القبائل الرواة‪.‬‬
‫ومعن قوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬كان رجلً من العرب» يعن العرب العاربة الذين كانوا قبل الليل‬
‫عليه الصلة والسلم من سللة سام بن نوح‪ ,‬وعلى القول الثالث كان من سللة الليل عليه السلم‪,‬‬
‫وليس هذا الشهور عندهم‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ولكن ف صحيح البخاري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر‬
‫بنفر من أسلم ينتضلون‪ ,‬فقال‪« :‬ارموا بن إساعيل ؟ فإن أباكم كان راميا» فأسلم قبيلة من النصار ط‬
‫والنصار أوسها وخزرجها من غسان من عرب اليمن من سبأ ط نزلوا بيثرب لا تفرقت سبأ ف البلد‬
‫حي بعث ال عز وجل عليهم سيل العرم‪ ,‬ونزلت طائقة منهم بالشام‪ ,‬وإنا قيل باليمن وقيل لم غسان‬
‫باء نزلوا عليطه قيطل إنطه قريطب مطن الشلل‪ ,‬كمطا قال حسطان بطن ثابطت رضطي ال عنطه‪:‬‬
‫إمططططا سططططألت فإنططططا معشططططر نبالزد نسططططبتنا والاء غسططططان‬
‫ومعن قوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬ولد له عشرة من العرب» أي كان من نسله هؤلء العشرة الذين‬
‫ير جع إلي هم أ صول القبائل من عرب الي من ل أن م ولدوا من صلبه‪ ,‬بل من هم من بي نه وبي نه البوان‬
‫والثلثة‪ ,‬والقل والكثر‪ ,‬كما هو مقرر مبي ف مواضعه من كتب النسب‪ .‬ومعن قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة» أي بعد ما أرسل ال تعال عليهم سيل العرم‪ ,‬منهم من‬
‫أقام ببلدهم‪ ,‬ومنهم من نزح عنها إل غيها‪ .‬وكان من أمر السد أنه كان الاء يأيتهم من بي جبلي‪,‬‬
‫وتتمع إليه أيضا سيول أمطارهم وأوديتهم‪ ,‬فعمد ملوكهم القادم فبنوا بينهما سدا عظيما مكما‪ ,‬حت‬
‫ارت فع الاء وح كم على حافات ذي نك البل ي‪ ,‬فغر سوا الشجار وا ستغلوا الثمار ف غا ية ما يكون من‬
‫الكثرة والسن‪ ,‬كما ذكر غي واحد من السلف منهم قتادة أن الرأة كانت تشي تت الشجار‪ ,‬وعلى‬
‫رأسها مكتل أو زنبيل وهو الذي تترف فيه الثمار‪ ,‬فيتساقط من الشجار ف ذلك ما يلؤه من غي أن‬
‫يتاج إل كل فة ول قطاف لكثر ته ونض جه وا ستوائه‪ ,‬وكان هذا ال سد بأرب‪ .‬بلدة بين ها وب ي صنعاء‬
‫ثلث مراحل‪ ,‬ويعرف بسد مأرب‪ ,‬وذكر آخرون أنه ل يكن ببلدهم شيء من الذباب ول البعوض ول‬
‫الباغيث‪ ,‬ول شيء من الوام‪,‬وذلك لعتدال الواء وصحة الزاج وعناية ال بم ليوحدوه ويعبدوه‪ ,‬كما‬
‫‪626‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال تبارك وتعال‪{ :‬ل قد كان ل سبأ ف م سكنهم آ ية} ث ف سرها بقوله عز و جل‪{ :‬جنتان عن ي ي‬
‫وشال} أي من ناحي ت البل ي والبلدة ب ي ذلك {كلوا من رزق رب كم واشكروا له بلدة طي بة ورب‬
‫غفور} أي غفور لكططططططططم إن اسططططططططتمررت على التوحيططططططططد‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأعرضوا} أي عن توحيد ال وعبادته وشكره على ما أنعم به عليهم‪ ,‬وعدلوا إل عبادة‬
‫الشمس من دون ال‪ ,‬كما قال الدهد لسليمان عليه الصلة والسلم {وجئتك من سبأ بنبأ يقي * إن‬
‫وجدت امرأة تلكهم وأوتيت من كل شيء ولا عرش عظيم * وجدتا وقومها يسجدون للشمس من‬
‫دون ال وز ين لم الشيطان أعمالم ف صدهم عن ال سبيل فهم ل يهتدون} وقال ممد بن إسحاق عن‬
‫وهب بن منبه‪ :‬بعث ال تعال إليهم ثلثة عشر نبيا وقال السدي‪ :‬أرسل ال عز وجل إليهم اثن عشر‬
‫ألف نطططططططططططططططططططططططططططططططططططب‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فأرسطلنا عليهطم سطيل العرم} الراد بالعرم الياه‪ ,‬وقيطل الوادي‪ ,‬وقيطل الرذ‪ ,‬وقيطل الاء‬
‫الغزير‪ ,‬فيكون من باب إضافة السم إل صفته مثل مسجد الامع وسعيد كرز‪ ,‬حكى ذلك السهيلي‪.‬‬
‫وذكر غي واحد منهم ابن عباس ووهب بن منبه وقتادة والضحاك‪ :‬إن ال عز وجل لا أراد عقوبتهم‬
‫بإر سال العرم علي هم‪ ,‬ب عث على ال سد دا بة من الرض يقال ل ا الرذ نقب ته‪ .‬قال و هب بن من به‪ :‬و قد‬
‫كانوا يدون ف كتب هم أن سبب خراب هذا ال سد هو الرذ فكانوا ير صدون عنده ال سناني بر هة من‬
‫الز من فل ما جاء القدر غل بت الفأر ال سناني‪ ,‬وول ت إل ال سد فنقب ته فانار علي هم‪ ,‬وقال قتادة وغيه‪:‬‬
‫الرذ هو اللد‪ ,‬نق بت أ سافله ح ت إذا ض عف وو هى‪ ,‬وجاءت أيام ال سيول صدم الاء البناء ف سقط‪,‬‬
‫فان ساب الاء ف أ سفل الوادي وخرب ما ب ي يد يه من البن ية والشجار وغ ي ذلك‪ ,‬ون ضب الاء عن‬
‫الشجار الت ف البلي عن يي وشال‪ ,‬فيبست وتطمت وتبدلت تلك الشجار الثمرة النيقة النضرة‪,‬‬
‫كما قال ال تبارك وتعال‪{ :‬وبدلناهم بنتيهم جنتي ذوات أكل خط} قال ابن عباس وماهد وعكرمة‬
‫وعطاء الراسان والسن وقتادة والسدي‪ :‬وهو الراك وأكلة البير {وأثل} قال العوف عن ابن عباس‪:‬‬
‫هططو الطرفاء‪ .‬وقال غيه هططو شجططر يشبططه الطرفاء‪ ,‬وقيططل هططو السططمر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله‪{ :‬وشيء من سدر قليل} لا كان أجود هذه الشجار البدل با هو السدر قال‪{ :‬وشيء من‬
‫سدر قل يل} فهذا الذي صار أ مر تي نك النت ي إل يه ب عد الثمار النضي جة‪ ,‬والنا ظر ال سنة‪ ,‬والظلل‬
‫العمي قة‪ ,‬والنار الار ية‪ ,‬تبدلت إل ش جر الراك والطرفاء وال سدر ذي الشوك الكث ي والت مر القل يل‪,‬‬
‫وذلك بسبب كفرهم وشركهم بال وتكذيبهم الق وعدولم عنه إل الباطل‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ذلك‬
‫جزيناهم با كفروا وهل نازي إل الكفور} أي عاقبناهم بكفرهم‪ .‬قال ماهد‪ :‬ول يعاقب إل الكفور‪.‬‬
‫‪627‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال السطن البصطري‪ :‬صطدق ال العظيطم ل يعاقطب بثطل فعله إل الكفور‪ .‬وقال طاوس‪ :‬ل يناقطش إل‬
‫الكفور‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا أبو عمر بن النحاس الرملي‪ ,‬حدثنا حجاج‬
‫بن ممد‪ ,‬حدثنا أبو البيداء عن هشام بن صال التغلب عن ابن خية‪ ,‬وكان من أصحاب علي رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬قال‪ :‬جزاء العصية الو هن ف العبادة‪ ,‬والضيق ف العيشة‪ ,‬والتعسر ف اللذة‪ ,‬ق يل‪ :‬وما التع سر ف‬
‫اللذة ؟ قال‪ :‬ل يصطططططادف لذة حلل إل جاءه مطططططن ينغصطططططه إياهطططططا‪.‬‬

‫سيْرَ سِيُواْ فِيهَا َليَالِ َي َوَأيّاما‬ ‫** وَ َج َع ْلنَا َبْيَنهُ ْم َوبَيْ َن اْلقُرَى اّلتِي بَارَ ْكنَا فِيهَا ُقرًى ظَاهِ َرةً وَقَ ّد ْرنَا فِيهَا ال ّ‬
‫جعَ ْلنَاهُ مْ أَحَادِي ثَ َومَزّ ْقنَاهُ مْ كُ ّل مُ َمزّ قٍ إِ نّ فِي‬‫سهُمْ فَ َ‬‫آ ِمنِيَ * َفقَالُواْ َرّبنَا بَاعِ ْد َبيْ نَ أَ ْسفَا ِرنَا َوظَلَ ُم َواْ أَنفُ َ‬
‫طبّا ٍر َشكُورٍ‬ ‫ذَلِكططططططططططَ َليَاتططططططططططٍ ّلكُلّ صططططططططط َ‬
‫يذ كر تعال ما كانوا ف يه من النع مة والغب طة والع يش ال ن الرغ يد‪ ,‬والبلد الرخ ية‪ ,‬والما كن الَم نة‪,‬‬
‫والقرى التواصلة التقاربة بعضها من بعض مع كثرة أشجارها وزروعها وثارها بيث أن مسافرهم ل‬
‫يتاج إل ح ل زاد ول ماء‪ ,‬بل ح يث نزل و جد ماء وثراو ويق يل ف قر ية و يبيت ف أخرى بقدار ما‬
‫يتاجون إليه ف سيهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وجعلنا بينهم وبي القرى الت باركنا فيها} قال وهب بن‬
‫منبه‪ :‬هي قرى بصنعاء‪ ,‬وكذا قال أبو مالك‪ ,‬وقال ماهد والسن وسعيد بن جبي ومالك عن زيد بن‬
‫أسلم وقتادة والضحاك والسدي وابن زيد وغيهم‪ :‬يعن قرى الشام‪ ,‬يعنون أنم كانوا يسيون من اليمن‬
‫إل اليمطططططططططن إل الشام فططططططططط قرى ظاهرة متواصطططططططططلة‪.‬‬
‫وقال العو ف عن ا بن عباس‪ :‬القرى ال ت بارك نا في ها ب يت القدس‪ ,‬وقال العو ف ع نه أيضا‪ :‬هي قرى‬
‫عربية بي الدينة والشام {قرى ظاهرة} أي بينة واضحة يعرفها السافرون يقيلون ف واحدة ويبيتون ف‬
‫أخرى‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقدرنا فيها السي} أي جعلناها بسب ما يتاج السافرون إليه {سيوا فيها‬
‫ل ونارا {فقالوا ربنا باعد بي أسفارنا وظلموا‬ ‫ليال وأياما آمني} أي المن حاصل لم ف سيهم لي ً‬
‫أنف سهم} وقرأ آخرون {ب عد ب ي أ سفارنا} وذلك أن م بطروا هذه النع مة ك ما قاله ا بن عباس وما هد‬
‫وال سن وغ ي وا حد‪ ,‬وأحبوا مفاوز ومها مة يتاجون ف قطع ها إل الزاد والروا حل وال سي ف الرور‬
‫والخاوف‪ ,‬كما طلب بنو إسرائيل من موسى أن يرج ال لم ما تنبت الرض من بقلها وقثائها وفومها‬
‫وعد سها وب صلها‪ ,‬مع أن م كانوا ف ع يش رغ يد ف م ّن و سلوى و ما يشتهون من مآ كل ومشارب‬
‫وملبس مرتفعة‪ ,‬ولذا قال لم‪{ :‬أتستبدلون الذي هو أدن بالذي هو خي اهبطوا مصرا فإن لكم ما‬

‫‪628‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سألتم وضربت عليهم الذلة والسكنة وباؤوا بغضب من ال} وقال عز وجل‪{ :‬وكم أهلكنا من قرية‬
‫بطرت معيشت ها} وقال تعال‪{ :‬وضرب ال مثلً قر ية كا نت آم نة مطمئ نة يأيت ها رزق ها رغدا من كل‬
‫مكان فكفرت بأنعطم ال فأذاقهطا ال لباس الوع والوف باط كانوا يصطنعون}‪ .‬وقال تعال فط حطق‬
‫هؤلء‪{ :‬فقالوا ربنا باعد بي أسفارنا وظلموا أنفسهم} أي بكفرهم {فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل‬
‫مزق} أي جعلناهم حديثا للناس وسرا يتحدثون به من خبهم‪ ,‬وكيف مكر ال بم وفرق شلهم بعد‬
‫الجتماع والل فة والع يش الن ء‪ ,‬تفرقوا ف البلد هه نا وهه نا‪ ,‬ولذا تقول العرب ف القوم إذا تفرقوا‪:‬‬
‫تفرقوا أيدي سططططططططططططبأ وأيادي سططططططططططططبأ‪ ,‬وتفرقوا شذر مذر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد بن يي بن سعيد القطان‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد‬
‫قال‪ :‬سعت أ ب يقول‪ :‬سعت عكر مة يدث بد يث أ هل سبأ قال‪{ :‬ل قد كان ل سبأ ف م سكنهم آ ية‬
‫جنتان عن ي ي وشال ط إل قوله تعال ط فأر سلنا علي هم سيل العرم} وكا نت في هم كه نة‪ ,‬وكا نت‬
‫الشياط ي ي سترقون ال سمع‪ ,‬فأ خبوا الكه نة بش يء من أخبار ال سماء‪ ,‬فكان فيهم ر جل كا هن شر يف‬
‫كثي الال وأنه أخب أن زوال أمرهم قد دنا وأن العذاب قد أظلهم‪ ,‬فلم يدر كيف يصنع لنه كان له‬
‫مال كثي من عقار‪ ,‬فقال لرجل من بنيه وهو أعزهم أخوالً‪ :‬يا بن إذا كان غدا وأمرتك بأمر فل تفعله‪,‬‬
‫فإذا انتهرتك فانتهرن‪ ,‬فإذا لطمتك فالطمن‪ ,‬قال‪ :‬يا أبت ل تفعل إن هذا أمر عظيم وأمر شديد‪ ,‬قال‪:‬‬
‫يا بن قد حدث أمر ل بد منه‪ ,‬فلم يزل به حت وافاه على ذلك‪ ,‬فلما أصبحوا واجتمع الناس قال‪ :‬يابن‬
‫افعل كذا وكذا‪ ,‬فأب فانتهره أبوه‪ ,‬فأجابه فلم يزل ذلك بينهما حت تناوله أبوه فلطمه‪ ,‬فوثب على أبيه‬
‫فلط مه‪ ,‬فقال‪ :‬اب ن يلطم ن ؟ علي بالشفرة‪ ,‬قالوا‪ :‬ما ت صنع بالشفرة ؟ قال‪ :‬أذب ه‪ ,‬قالوا تر يد أن تذ بح‬
‫اب نك ؟ الط مه أو ا صنع ما بدا لك‪ ,‬قال‪ :‬فأ ب‪ ,‬قال‪ :‬فأر سلوا إل أخواله فأعلمو هم ذلك‪ ,‬فجاء أخواله‬
‫فقالوا‪ :‬خذ م نا ما بدا لك فأ ب إل أن يذب ه‪ ,‬قالوا‪ :‬فلتمو تن ق بل أن تذب ه‪ ,‬قال‪ :‬فإذا كان الد يث‬
‫هكذا‪ ,‬فإن ل أرى أن أقيم ببلد يال بين وبي ابن فيه‪ ,‬اشتروا من دوري‪ ,‬اشتروا من أرضي‪ ,‬فلم يزل‬
‫ح ت باع دوره وأر ضه وعقاره‪ ,‬فل ما صار الث من ف يده وأحرزه قال‪ :‬أي قوم إن العذاب قد أظل كم‬
‫وزوال أمر كم قد د نا‪ ,‬ف من أراد من كم دارا جديدا وح ى شديدا و سفرا بعيدا‪ ,‬فليل حق بعمان‪ ,‬و من‬
‫أراد من كم ال مر والم ي والع صي‪ .‬وكل مة قال إبراه يم ل أحفظ ها ط فليل حق بب صرى‪ ,‬و من أراد‬
‫الرا سخات ف الو حل‪ :‬الطعمات ف ال حل‪ ,‬القيمات ف الض حل‪ ,‬فليل حق بيثرب ذات ن ل‪ ,‬فأطا عه‬
‫قومه‪ ,‬فخرج أهل عمان إل عمان‪ .‬وخرجت غسان إل بصرى‪ ,‬وخرجت الوس والزرج وبنو عثمان‬
‫إل يثرب ذات النخطل‪ ,‬قال‪ :‬فأتوا على بططن مطر‪ ,‬فقال بنطو عثمان هذا مكان صطال ل نبغطي بطه بدلً‪,‬‬
‫‪629‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأقاموا به ف سموا لذلك خزا عة‪ ,‬لن م انزعوا من أ صحابم‪ ,‬وا ستقامت الوس والزرج ح ت نزلوا‬
‫الدينة‪ ,‬وتوجه أهل عمان إل عمان وتوجهت غسان إل بصرى‪ .‬هذا أثر غريب عجيب‪ ,‬وهذا الكاهن‬
‫هو عمرو بن عامر أحد رؤوساء اليمن وكباء سبأ وكهانم‪ ,‬وقد ذكر ممد بن إسحاق بن يسار ف‬
‫أول السية ما كان من أمر عمرو بن عامر الذي كان أول من خرج من بلد اليمن بسبب استشعاره‬
‫بإر سال العرم علي هم‪ ,‬فقال‪ :‬وكان سبب خروج عمرو بن عا مر من الي من في ما حدث ن به أ بو ز يد‬
‫الن صاري أ نه رأى جرذا ي فر ف سد مأرب الذي كان ي بس عن هم الاء في صرفونه ح يث شاؤوا من‬
‫أرض هم‪ ,‬فعلم أنه ل بقاء لل سد على ذلك‪ ,‬فاعتزم على النقلة عن الي من‪ ,‬وكان قو مه‪ ,‬فأ مر أ صغر ولده‬
‫إذا أغلظ له ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه‪ ,‬ففعل ابنه ما أمره به‪ ,‬فقال عمرو‪ :‬ل أقيم ببلد لطم وجهي فيها‬
‫أصطغر ولدي وعرض أمواله‪ .‬فقال أشراف مطن أشراف اليمطن اغتنموا غضبطة عمرو‪ ,‬فاشتروا منطه أمواله‬
‫وانت قل هو ف ولده وولد ولده‪ ,‬وقالت الزد‪ :‬ل نتخلف عن عمرو بن عا مر‪ ,‬فباعوا أموال م وخرجوا‬
‫معه‪ ,‬فساروا حت نزلوا بلد عك متازين يرتادون البلدان‪ ,‬فحاربتهم عك وكانت حربم سجالً‪ ,‬ففي‬
‫ذلك يقول عباس بططططططن مرداس السططططططلمي رضططططططي ال عنططططططه‪:‬‬
‫ططط طردوا كططططل مطرد‬ ‫طططك بططططن عدنان الذيططططن تلعبوابغسططططان حتط‬ ‫وعط‬
‫وهذا البيت من قصيدة له‪ .‬قال‪ :‬ث ارتلوا عنهم فتفرقوا ف البلدان‪ ,‬فنل آل جفنة بن عمرو بن عامر‬
‫الشام‪ ,‬ونزلت الوس والزرج يثرب‪ ,‬ونزلت خزا عة مرا‪ ,‬ونزلت أزد ال سراة ال سراة‪ ,‬ونزلت أزدعمان‬
‫عمان‪ ,‬ث أرسل ال تعال على السد السيل فهدمه‪ ,‬وف ذلك أنزل ال عز وجل هذه الَيات‪ .‬وقد ذكر‬
‫السدي قصة عمرو بن عامر بنحو ما ذكر ممد بن إسحاق‪ ,‬إل أنه قال‪ :‬فأمر ابن أخيه مكان ابنه ط‬
‫إل قوله فباع ماله وارتلططططط بأهله فتفرقوا‪ ,‬رواه ابطططططن أبططططط حاتططططط‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬أخبنا سلمة عن ابن إسحاق قال‪ :‬يزعمون أن عمرو بن عامر وهو‬
‫عم القوم‪ ,‬كان كاهنا فرأى ف كهانته أن قومه سيمزقون ويباعد بي أسفارهم‪ ,‬فقال لم‪ :‬إن قد علمت‬
‫أنكم ستمزقون‪ ,‬فمن كان منكم ذا هم بعيد وحل شديد‪ ,‬ومزاد جديد‪ ,‬فليلحق بكاس أو كرود‪ .‬قال‪:‬‬
‫فكانت وادعة بن عمرو‪ .‬ومن كان منكم ذا هم مدن‪ ,‬وأمر دعن‪ ,‬فليلحق بأرض شن‪ ,‬فكانت عوف‬
‫بن عمرو‪ ,‬و هم الذين يقال ل م بارق‪ ,‬ومن كان منكم ير يد عيشا آنيا‪ ,‬وحرما آمنا فلل حق بالرز ين‪,‬‬
‫فكا نت خزا عة‪ ,‬و من كان من كم ير يد الرا سيات ف الو حل‪,‬الطعمات ف ال حل‪ ,‬فيل حق بيثرب ذات‬
‫النخل‪ ,‬فكانت الوس والزرج‪ ,‬وها هذان اليان من النصار ومن كان منكم يريد خرا وخيا وذهبا‬
‫وحريرا‪ ,‬وملكا وتأميا‪ ,‬فليلحق بكوثى وبصرى‪ ,‬فكانت غسان بنو جفنة ملوك الشام ومن كان منهم‬
‫‪630‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالعراق‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬وقد سعت بعض أهل العلم يقول إنا قالت هذه القالة طريفة امرأة عمرو بن‬
‫عامطر‪ ,‬وكانطت كاهنطة فرأت فط كهانتهطا ذلك‪ ,‬فال أعلم أي ذلك كان‪ ,‬وقال سطعيد عطن قتادة عطن‬
‫الشعب‪ :‬أما غسان فلحقوا بالشام‪ ,‬وأما النصار فلحقوا بيثرب‪ ,‬وأما خزاعة فلحقوا بتهامة‪ ,‬وأما الزد‬
‫فلحقوا بعمان فمزقهم ال كل مزق‪ .‬رواه ابن أب حات وابن جرير‪ ,‬ث قال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن أبو‬
‫عططبيدة قال‪ :‬قال العشططى أعشططى بنطط قيططس بططن ثعلبططة واسططه ميمون بططن قيططس‪:‬‬
‫وفططططط ذاك للمؤتسطططططي أسطططططوةومأرب قفطططططى عليهطططططا العرم‬
‫رخام بنتطططططططططه لمططططططططط حيإذا جاء ماؤهطططططططططم ل يرم‬
‫فأروى الزروع وأعناباعلى سططططططططعة ماؤهططططططططم إذا قسططططططططم‬
‫فصطططططاروا أيادي مطططططا يقدرون منطططططه على شرب طفطططططل فططططططم‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن فط ذلك لَيات لكطل صطبار شكور} أي إن فط هذا الذي حطل بؤلء مطن النقمطة‬
‫والعذاب وتبديل النعمة وتويل العافية عقوبة على ما ارتكبوه من الكفر والَثام‪ ,‬لعبة ودللة لكل عبد‬
‫صبار على ال صائب شكور على الن عم‪ .‬قال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد الرح ن وع بد الرزاق الع ن قال‪:‬‬
‫أخبنا سفيان عن أب إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد عن أبيه هو سعد بن أب وقاص‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬عجبت من قضاء ال تعال للمؤمن إن أصابه‬
‫خي حد ربه وشكر‪ ,‬وإن أصابته مصيبة حد ربه وصب‪ ,‬يؤجر الؤمن ف كل شيء حت ف اللقمة يرفعها‬
‫إل ف امرأته»‪ .‬وقد رواه النسائي ف اليوم والليلة من حديث أب إسحاق السبيعي به‪ ,‬وهو حديث عزيز‬
‫من رواية عمر بن سعد عن أبيه‪ ,‬ولكن له شاهد ف الصحيحي من حديث أب هريرة رضي ال عنه‬
‫«عجبا للمؤمن ل يقضي ال تعال له قضاء إل كان خيا له‪ ,‬إن أصابته سراء شكر فكان خيا له‪ ,‬وإن‬
‫أصابته ضراء صب فكان خيا له‪ ,‬وليس ذلك لحد إل للمؤمن»‪ .‬قال عبد‪ :‬حدثنا يونس عن شيبان عن‬
‫قتادة {إن ف ذلك لَيات لكل صبار شكور} قال‪ :‬كان مطرف يقول‪ :‬نعم العبد الصبار الشكور الذي‬
‫إذا أعطططططططططططي شكططططططططططر‪ ,‬وإذا ابتلي صططططططططططب‪.‬‬

‫س َظنّ هُ فَاّتَبعُو هُ إِلّ َفرِيقا مّ نَ الْ ُمؤْ ِمنِيَ * َومَا كَا نَ لَ ُه عََلْيهِ ْم مّن سُلْطَانٍ إِلّ‬
‫ص ّدقَ عََلْيهِ مْ ِإبْلِي ُ‬
‫** وََلقَدْ َ‬
‫ط ُهوَ مِنْهَطا فِطي شَكططّ َو َربّكططَ عَلَى كُ ّل َشيْءٍ َحفُيظططٌ‬ ‫ِلَنعْلَمططَ مَطن ُي ْؤمِنططُ بِالَخِ َر ِة مِمّنطْ‬

‫‪631‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لا ذكر تعال قصة سبأ وما كان من أمرهم ف اتباعهم الوى والشيطان‪ ,‬أخب عنهم وعن أمثالم من‬
‫ات بع إبل يس والوى وخالف الرشاد والدى‪ ,‬فقال‪{ :‬ول قد صدق علي هم إبل يس ظ نه} قال ا بن عباس‬
‫ر ضي ال عنه ما وغيه‪ :‬هذه الَ ية كقوله تعال إخبارا عن إبل يس ح ي امت نع من ال سجود لَدم عل يه‬
‫الصلة والسلم‪ ,‬ث قال‪{ :‬أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إل يوم القيامة لحتنكن ذريته إل‬
‫قليلً} وقال‪ { :‬ث لَتين هم من ب ي أيدي هم و من خلف هم و عن أيان م و عن شائل هم ول ت د أكثر هم‬
‫شاكرين} والَيات ف هذا كثية‪ ,‬وقال السن البصري‪ :‬لا أهبط ال آدم عليه الصلة والسلم من النة‬
‫ومعه حواء‪ ,‬هبط إبليس فرحا با أصاب منهما‪ ,‬وقال‪ :‬إذا أصبت من البوين ما أصبت فالذرية أضعف‬
‫وأض عف‪ ,‬وكان ذلك ظنا من إبل يس‪ ,‬فأنزل ال عز و جل {ول قد صدق علي هم إبل يس ظ نه فاتبعوه إل‬
‫فريقا من الؤمن ي} فقال ع ند ذلك إبل يس‪ :‬ل أفارق ا بن آدم ما دام ف يه الروح أعده وأمن يه وأخد عه‪,‬‬
‫فقال ال تعال‪« :‬وعز ت وجلل ل أح جب ع نه التو بة ما ل يغر غر بالوت‪ ,‬ول يدعو ن إل أجبته‪ ,‬ول‬
‫يسطططألن إل أعطيتطططه‪ ,‬ول يسطططتغفر إل غفرت له»‪ ,‬رواه ابطططن أبططط حاتططط‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وما كان له عليهم من سلطان} قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬أي من حجة‪.‬‬
‫وقال السن البصري‪ :‬وال ما ضربم بعصا ول أكرهم على شيء‪ ,‬وما كان إل غرورا وأمان‪ ,‬دعاهم‬
‫إلي ها فأجابوه‪ ,‬وقوله عز و جل‪{ :‬إل لنعلم من يؤ من بالَخرة م ن هو من ها ف شك} أي إن ا سلطناه‬
‫عليهم ليظهر أمر من هو مؤمن بالَخرة وقيامها والساب فيها والزاء‪ ,‬فيحسن عبادة ربه عز وجل ف‬
‫الدنيططططططا منطططططط هططططططو منهططططططا فطططططط شططططططك‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وربك على كل شيء حفيظ} أي ومع حفظه ضل من ضل من أتباع إبليس‪ ,‬وبفظه‬
‫وكلءتططططه سططططلم مططططن سططططلم مططططن الؤمنيطططط أتباع الرسططططل‪.‬‬

‫** ُقلِ ا ْدعُوْا الّذِي نَ َزعَ ْمتُ ْم مّن دُو نِ اللّ هِ َل يَ ْمِلكُو نَ ِمُثقَالَ َذ ّرةٍ فِي ال سّمَاوَاتِ وَلَ فِي الرْ ضِ َومَا َل ُه ْم‬
‫ع عَن‬ ‫شفَاعَ ُة عِندَ هُ إِلّ ِلمَ نْ أَذِ نَ لَ هُ َحتّىَ إِذَا فُزّ َ‬
‫فِيهِمَا مِن شِرْ كٍ وَمَا لَ ُه ِمْنهُ ْم مّن َظهِيٍ * وَ َل تَنفَ عُ ال ّ‬
‫قُلُوِبهِمطططططْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ َرّبكُمطططططْ قَالُواْ الْحَقطططططّ وَ ُه َو اْلعَلِيطططططّ اْلكَبِيُ‬
‫بي تبارك وتعال أنه الله الواحد الحد الفرد الصمد‪ ,‬الذي ل نظي له ول شريك له‪ ,‬بل هو الستقل‬
‫بالمر وحده من غي مشارك ول منازع ول معارض‪ ,‬فقال‪{ :‬قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال} أي‬
‫من الَل ة ال ت عبدت من دو نه {ل يلكون مثقال ذرة ف ال سموات ول ف والرض} ك ما قال تبارك‬

‫‪632‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتعال‪{ :‬والذين يدعون من دونه ما يلكون من قطمي} وقوله تعال‪{ :‬وما لم فيها من شرك} أي ل‬
‫يلكون شيئا استقللً ول على سبيل الشركة {وما له منهم من ظهي} أي وليس ل من هذه النداد من‬
‫ظهي يستظهر به ف المور‪ ,‬بل اللق كلهم فقراء إليه عبيد لديه‪ ,‬قال قتادة ف قوله عز وجل‪{ :‬وماله‬
‫منهطططططم مطططططن ظهيططططط} مطططططن عون يعينطططططه بشيطططططء‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬ول تنفع الشفاعة عنده إل لن أذن له} أي لعظمته وجلله وكبيائه ل يترىء أحد أن‬
‫يشفع عنده تعال ف شيء إل بعد إذنه له ف الشفاعة‪ ,‬كما قال عز وجل‪{ :‬من ذا الذي يشفع عنده إل‬
‫بإذنه} وقال جل وعل‪{ :‬وكم من ملك ف السموات ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن‬
‫يشاء وير ضى} وقال تعال‪{ :‬ول يشفعون إل ل ن ارت ضى و هم من خشي ته مشفقون} ولذا ث بت ف‬
‫الصحيحي من غي وجه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو سيد ولد آدم‪ ,‬وأكب شفيع عند ال‬
‫تعال أنه حي يقوم القام الحمود ليشفع ف اللق كلهم أن يأت ربم لفصل القضاء قال‪« :‬فأسجد ل‬
‫تعال فيدعن ما شاء ال أن يدعن‪ ,‬ويفتح علي بحامد ل أحصيها الَن‪ ,‬ث يقال‪ :‬يا ممد ارفع رأسك‬
‫وقطططل تسطططمع‪ ,‬وسطططل تعططططه‪ ,‬واشفطططع تشفطططع» الديطططث بتمامطططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ح ت إذا فزع عن قلوب م قالوا ماذا قال رب كم ؟ قالوا ال ق} وهذا أي ضا مقام رف يع ف‬
‫العظمة‪ ,‬وهو أنه تعال إذا تكلم بالوحي فسمع أهل السموات كلمه‪ ,‬أرعدوا من اليبة حت يلحقهم‬
‫مثل الغشي‪ ,‬قاله ابن مسعود رضي ال عنه ومسروق وغيها {حت إذا فزع عن قلوبم} أي زال الفزع‬
‫عن ها‪ ,‬قال ا بن عباس وا بن ع مر ر ضي ال عن هم وأ بو ع بد الرح ن ال سلمي والش عب وإبراه يم النخ عي‬
‫والضحاك وال سن وقتادة ف قوله عز و جل‪{ :‬ح ت إذا فزع عن قلوب م قالوا ماذا قال رب كم ؟ قالوا‬
‫ال ق} يقول‪ :‬خلى عن قلوب م‪ ,‬وقرأ ب عض ال سلف‪ ,‬وجاء مرفوعا إذا فرغ بالغ ي العج مة وير جع إل‬
‫الول فإذا كان كذلك سأل بعض هم بعضا ماذا قال رب كم ؟ في خب بذلك حلة العرش للذ ين يلون م ث‬
‫الذ ين يلون م ل ن تت هم‪ ,‬ح ت ينت هي ال ب إل أ هل ال سماء الدن يا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬قالوا ال ق} أي‬
‫أخطططبوا باططط قال مطططن غيططط زيادة ول نقصطططان {وهطططو العلي الكطططبي}‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع ن قوله تعال‪{ :‬ح ت إذا فزع عن قلوب م} يع ن الشرك ي ع ند الحتضار ويوم‬
‫القيامة إذا استيقظوا ما كانوا فيه من الغفلة ف الدنيا ورجعت إليهم عقولم يوم القيامة قالوا‪ :‬ماذا قال‬
‫ربكم ؟ فقيل لم الق وأخبوا به ما كانوا عنه لهي ف الدنيا‪ ,‬قال ابن أب نيح عن ماهد {حت إذا‬
‫فزع عن قلوبم} كشف عنها الغطاء يوم القيامة‪ .‬وقال السن {حت إذا فزع عن قلوبم} يعن ما فيها‬
‫من الشك والتكذيب‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم {حت إذ فزع عن قلوبم} يعن ما فيها من‬
‫‪633‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الشك قال‪ :‬فزع الشيطان عن قلوبم وفارقهم وأمانيهم وما كان يضلهم {قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا‬
‫الق وهو العلي الكبي} قال‪ :‬وهذا ف بن آدم هذا عند الوت‪ ,‬أقروا حي ل ينفعهم القرار‪ ,‬وقد اختار‬
‫ابن جرير القول الول‪ :‬إن الضمي عائد على اللئكة‪ ,‬وهذا هو الق الذي ل مرية فيه لصحة الحاديث‬
‫فيططططططططه والَثار‪ ,‬ولنذكططططططططر منهططططططططا طرفا يدل على غيه‪.‬‬
‫قال البخاري عند تفسي هذه الَية الكرية ف صحيحه‪ ,‬حدثنا الميدي‪ ,‬حدثنا سفيان‪ ,‬حدثنا عمرو‬
‫قال‪ :‬سعت عكر مة قال‪ :‬سعت أ با هريرة ر ضي ال ع نه يقول‪ :‬إن نب ال صلى ال عل يه و سلم قال‪:‬‬
‫«إذا قضى ال تعال المر ف السماء ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان‪,‬‬
‫فإذا فزع عن قلوب م قالوا‪ :‬ماذا قال رب كم ؟ قالوا للذي قال ال ق و هو العلي ال كبي‪ ,‬في سمعها م سترق‬
‫السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ط ووصف سفيان بيده فحرفها‪ ,‬ونشر بي أصابعه ط‬
‫في سمع الكل مة فيلقي ها إل من ت ته‪ ,‬ث يلقي ها الَ خر إل من ت ته‪ ,‬ح ت يلقي ها على ل سان ال ساحر أو‬
‫الكاهن‪ ,‬فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها‪ ,‬وربا ألقاها قبل أن يدركه‪ ,‬فيكذب معها مائه كذبة فيقال‬
‫أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا‪ ,‬كذا وكذا فيصد بتلك الكلمة الت سعت من السماء» انفرد بإخراجه‬
‫البخاري دون م سلم من هذا الو جه‪ ,‬و قد رواه أ بو داود والترمذي وا بن ما جه من حد يث سفيان بن‬
‫عيينططططططططططططططططططة بططططططططططططططططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر وعبد الرزاق قال‪ :‬حدثنا معمر‪ ,‬أخبنا الزهري‬
‫عن علي بن السي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ف‬
‫نفر من أصحابه‪ ,‬قال عبد الرزاق‪ :‬من النصار‪ ,‬فرمي بنجم فاستنار‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما‬
‫كنتم تقولون إذا كان مثل هذا ف الاهلية» قالوا‪ :‬كنا نقول يولد عظيم أو يوت عظيم‪ .‬قلت للزهري‪:‬‬
‫أكان يرمى ب ا ف الاهل ية‪ ,‬قال‪ :‬ن عم ول كن غل ظت حي ب عث ال نب صلى ال عليه و سلم‪ ,‬قال‪ :‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فإنا ل يرمى با لوت أحد ول لياته‪ ,‬ولكن ربنا تبارك وتعال إذا‬
‫ق ضى أمرا سبح حلة العرش‪ ,‬ث سبح أ هل ال سماء الذي يلون م ح ت يبلغ الت سبيح ال سماء الدن يا‪ ,‬ث‬
‫يسطتخب أهطل السطماء الذيطن يلون حلة العرش‪ ,‬فيقول الذيطن يلون حلة العرش لملة العرش‪ :‬ماذا قال‬
‫ربكم ؟ فيخبونم‪ ,‬ويب أهل كل ساء ساء‪ ,‬حت ينتهي الب إل هذه السماء وتطف الن السمع‬
‫فيمون‪ ,‬فما جاؤوا به على وجهه فهو حق‪ ,‬ولكنهم يفرقون فيه ويزيدون» هكذا رواه المام أحد‪ ,‬وقد‬
‫أخرجه مسلم ف صحيحه من حديث صال بن كيسان والوزاعي ويونس ومعقل بن عبيد ال‪ ,‬أربعتهم‬
‫عن الزهري عن علي بن السي عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬عن رجل من النصار به‪ .‬وقال يونس‬
‫‪634‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن رجال من النصار رضي ال عنهم‪ ,‬وكذا رواه النسائي ف التفسي من حديث الزبيدي عن الزهري‬
‫به‪ ,‬ورواه الترمذي فيه عن السي بن حريث عن الوليد بن مسلم عن الوزاعي‪ ,‬عن الزهري عن عبيد‬
‫ال بطن ع بد ال عطن ابطن عباس رضطي ال عنهمطا عن ر جل من الن صار رضطي ال عنطه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عوف وأحد بن منصور بن سيار الرمادي‪ ,‬والسياق‬
‫لحمد بن عوف‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا نعيم بن حاد‪ ,‬حدثنا الوليد هو ابن مسلم عن عبد الرحن بن يزيد بن‬
‫جابر عن عبد ال بن أب زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سعان رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذا أراد ال تبارك وتعال أن يو حي بأمره تل كم بالو حي‪ ,‬فإذا تكلم أخذت‬
‫ال سموات م نه رج فة ط أو قال رعدة ط شديدة من خوف ال تعال‪ ,‬فإذا سع بذلك أ هل ال سموات‬
‫صعقوا وخروا ل سجدا‪ ,‬فيكون أول من يرفع رأسه جبيل عليه الصلة والسلم‪ ,‬فيكلمه ال من وحيه‬
‫با أراد‪ ,‬فيمضي به جبيل عليه الصلة والسلم على اللئكة‪ ,‬كلما مر بسماء ساء يسأله ملئكتها ماذا‬
‫قال ربنا يا جبيل ؟ فيقول عليه السلم‪ :‬قال الق وهو العلي الكبي‪ ,‬فيقولون كلهم مثل ما قال جبيل‪,‬‬
‫فينتهي جبيل بالوحي إل حيث أمره ال تعال من السماء والرض» وكذا رواه ابن جرير وابن خزية‬
‫عن زكريا بن أبان الصري عن نعيم بن حاد به‪ .‬وقال ابن أب حات سعت أب يقول‪ :‬ليس هذا الديث‬
‫بالتام عن الوليد بن مسلم رحه ال‪ ,‬وقد روى ابن أب حات من حديث العوف عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما‪ ,‬وعن قتادة أنما فسرا هذه الَية بابتداء إياء ال تعال إل ممد صلى ال عليه وسلم بعد الفترة‬
‫ال ت كا نت بي نه وب ي عي سى عل يه ال صلة وال سلم‪ ,‬ول شك أن هذا أول ما د خل ف هذه الَ ية‪.‬‬

‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * قُل لّ‬ ‫ت وَال ْرضِ ُقلِ اللّ ُه َوِإنّآ َأوْ ِإيّاكُمْ َلعََل َى هُدًى َأوْ فِي َ‬ ‫** ُق ْل مَن يَ ْرزُُقكُ ْم مّ َن السّمَاوَا ِ‬
‫ح ّق َوهُ َو اْلفَتّاحُ الْعَلِيمُ‬
‫جمَ ُع َبْينَنَا َرّبنَا ثُ ّم َيفْتَ ُح َبْينَنَا بِالْ َ‬
‫سأَ ُل عَمّا َتعْمَلُونَ * قُ ْل يَ ْ‬
‫تُسْأَلُونَ عَمّآ أَ ْج َر ْمنَا وَ َل نُ ْ‬
‫حكِيمطُ‬ ‫ط اْلعَزِي ُز الْ ْ‬ ‫ل بَ ْل ُهوَ اللّه ُ‬ ‫ط شُرَكَآءَ َك ّ‬ ‫ط بِه ِ‬ ‫ح ْقتُم ْ‬‫* قُلْ أَرُونِيطَ الّذيِنطَ أَْل َ‬
‫يقول تعال مقررا تفرده باللق والرزق وانفراده بالليطة أيضا‪ ,‬فكمطا كانوا يعترفون بأنمط ل يرزقهطم‬
‫من ال سماء والرض‪ ,‬أي ب ا ينل من ال طر وين بت من الزرع إل ال‪ ,‬فكذلك فليعلموا أ نه ل إله غيه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإ نا أو إيا كم لعلى هدى أو ف ضلل مبي} هذا من باب اللف والن شر أي وا حد من‬
‫الفريقي مبطل‪ ,‬والَخر مق ل سبيل إل أن تكونوا أنتم ونن على الدى أو على الضلل‪ ,‬بل واحد منا‬
‫مصيب‪ ,‬ونن قد أقمنا البهان على التوحيد فدل على بطلن ما أنتم عليه من الشرك بال تعال‪ ,‬ولذا‬

‫‪635‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال‪{ :‬وإنا أو إياكم لعلى هدى أو ف ضلل مبي}‪ .‬قال قتادة‪ :‬قد قال ذلك أصحاب ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم للمشركي وال ما نن وإياهم على أمر واحد إن أحد الفريقي لهتد‪ .‬وقال عكرمة وزياد بن‬
‫أبططط مريططط‪ :‬معناهطططا إنطططا ننططط لعلى هدى وإنكطططم لفطططي ضلل مطططبي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬قل ل تسألون ع ما أجرمنا ول نسأل عما تعملون} معناه التبي من هم‪ ,‬أي ل ستم منا‬
‫ول ننط منكطم‪ ,‬بطل ندعوكطم إل ال تعال وإل توحيده وإفراد العبادة له‪ ,‬فإن أجبتطم فأنتطم منطا وننط‬
‫منكم‪ ,‬وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬وإن كذبوك فقل ل عملي ولكم‬
‫عملكم أنتم بريئون ما أعمل وأنا بريء ما تعملون}‪ .‬وقال عز وجل‪{ :‬قل يا أيها الكافرون * ل أعبد‬
‫ما تعبدون ول أنتم عابدون ما أعبد * ول أنا عابد ما عبدت * ول أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم‬
‫ول ديطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططن}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬قل ي مع بين نا رب نا} أي يوم القيا مة ي مع ب ي اللئق ف صعيد وا حد‪ ,‬ث يف تح بين نا‬
‫بالق‪ ,‬أي يكم بيننا بالعدل‪ ,‬فيجزي كل عامل بعمله إن خيا فخي وإن شرا فشر‪ ,‬وستعلمون يومئذ‬
‫لن العزة والنصر والسعادة البدية كما قال تعال‪{ :‬ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا‬
‫وعملوا ال صالات ف هم ف رو ضة ي بون * وأ ما الذ ين كفروا وكذبوا بآيات نا ولقاء الَخرة فأولئك ف‬
‫العذاب مضرون} ولذا قال عز و جل‪{ :‬و هو الفتاح العل يم} أي الا كم العادل العال بقائق المور‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪ { :‬قل أرو ن الذ ين ألق تم به شركاء} أي أرو ن هذه الَل ة ال ت جعلتمو ها ل‬
‫أندادا و صيتوها له عد ًل {كل} أي ل يس له نظ ي ول ند يد ول شر يك ول عد يل‪ .‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{بل هو ال} أي الواحد الحد الذي ل شريك له {العزيز الكيم} أي ذو العزة الذي قد قهر با كل‬
‫شيء وغلبت كل شيء‪ ,‬الكيم ف أفعاله وأقواله وشرعه وقدره‪ ,‬تبارك وتعال وتقدس عما يقولون علوا‬
‫كططططططططططططططططططططططططططططططططططططبيا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫س بَشِيا َونَذِيرا وَلَـكِنّ أَكْثَ َر النّا سِ َل َيعْلَمُو نَ * َويَقُولُو َن َمَتىَ هَـذَا‬‫** َومَآ أَرْ سَ ْلنَاكَ إِلّ كَآّفةً لّلنّا ِ‬
‫طَتقْ ِدمُونَ‬
‫ط سطَا َع ًة وَلَ تَس ْ‬
‫طتَأْ ِخرُو َن َعنْه ُ‬
‫ط ّل تَس ْ‬ ‫ط صطَادِقِيَ * قُطل لّكُطم مّيعَا ُد َيوْم ٍ‬ ‫اْلوَعْدُ إِن كُنتُم ْ‬
‫يقول تعال لعبده ور سوله م مد صلى ال عل يه و سلم ت سليما {و ما أر سلناك إل كا فة للناس بشيا‬
‫ونذيرا} أي إل إل ج يع اللئق من الكلف ي كقوله تبارك وتعال‪ { :‬قل يا أي ها الناس إ ن ر سول ال‬
‫إليكطم جيعا} {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعاليط نذيرا}‪{ ,‬بشيا ونذيرا} أي تبشطر‬

‫‪636‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من أطاعك بالنة وتنذر من عصاك بالنار {ولكن أكثر الناس ل يعلمون} كقوله عز وجل‪{ :‬وما أكثر‬
‫طبيل ال}‪.‬‬‫طن سط‬ ‫طن فط الرض يضلوك عط‬ ‫طر مط‬‫طع أكثط‬ ‫ط} {وإن تطط‬ ‫طت بؤمنيط‬ ‫الناس ولو حرصط‬
‫قال ممد بن كعب ف قوله تعال‪{ :‬وما أرسلناك إل كافة للناس} يعن إل الناس عامة‪ .‬وقال قتادة ف‬
‫هذه الَيطة‪ :‬أرسطل ال تعال ممدا صلى ال عل يه و سلم إل العرب والع جم‪ ,‬فأكرمهطم على ال تبارك‬
‫وتعال أطوعهم ل عز وجل‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبد ال الظهران‪ ,‬حدثنا حفص بن عمر‬
‫العدن‪ ,‬حدثنا الكم يعن ابن أبان عن عكرمة‪ ,‬قال‪ :‬سعت ابن عباس رضي ال عنهما يقول‪ :‬إن ال‬
‫تعال ف ضل ممدا صلى ال عل يه و سلم على أ هل ال سماء وعلى ال نبياء‪ .‬قالوا‪ :‬يا ا بن عباس ف بم فضله‬
‫على النبياء ؟ قال رضي ال عنه‪ :‬إن ال تعال قال‪{ :‬وما أرسلنا من رسول إل بلسان قومه ليبي لم}‬
‫وقال لل نب صلى ال عل يه و سلم‪{ :‬و ما أر سلناك إل كا فة للناس} فأر سله ال تعال إل ال ن وال نس‪.‬‬
‫وهذا الذي قاله ابن عباس رضي ال عنهما قد ثبت ف ال صحيحي رفعه عن جابر رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أعطيت خسا ل يعطهن أحد من النبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب‬
‫مسية شهر‪ ,‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا‪ ,‬فأيا رجل من أمت أدركته الصلة فليصل‪ ,‬وأحلت‬
‫ل الغنائم ول تل لحد قبلي‪ ,‬وأعطيت الشفاعة‪ ,‬وكان النب يبعث إل قومه خاصة وبعثت إل الناس‬
‫عا مة» و ف ال صحيح أيضا أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬بع ثت إل ال سود والح ر» قال‬
‫ماهططد‪ :‬يعنطط النطط والنططس‪ .‬وقال غيه‪ :‬يعنطط العرب والعجططم‪ ,‬والكططل صططحيح‪.‬‬
‫ث قال عز و جل م با عن الكفار ف ا ستبعادهم قيام ال ساعة‪{ :‬ويقولون م ت هذا الو عد إن كن تم‬
‫صادقي} وهذه الَية كقوله عز وجل‪{ :‬ي ستعجل با الذين ل يؤمنون ب ا والذين آمنوا مشفقون منها‬
‫ويعلمون أنا الق} الَية‪ ,‬ث قال تعال‪{ :‬قل لكم ميعاد يوم ل تستأخرون عنه ساعة ول تستقدمون}‬
‫أي لكم ميعاد مؤجل معدود مرر ل يزاد ول ينقص‪ ,‬فإذا جاء فل يؤخر ساعة ول يقدم كما قال تعال‪:‬‬
‫{إن أجل ال إذا جاء ل يؤخر} وقال عز وجل‪{ :‬وما نؤخره إل لجل معدود * يوم يأ تِ ل تلكم‬
‫نفططططططس إل بإذنططططططه فمنهططططططم شقططططططي وسططططططعيد}‬

‫** وَقَالَ الّذِي نَ َكفَرُواْ لَن ّنؤْمِ َن ِبهَـذَا اْلقُرْآ ِن وَلَ بِالّذِي بَيْ َن يَ َديْ ِه وََل ْو تَرَىَ إِذِ الظّالِمُو نَ َموْقُوفُو َن عِن َد‬
‫ض الْ َقوْ َل َيقُو ُل الّذِي َن ا ْسُتضْ ِعفُواْ لِّلذِي َن ا سَْت ْكبَرُواْ َلوْلَ أَنتُ مْ َلكُنّا ُمؤْ ِمنِيَ *‬ ‫ضهُ مْ إِلَ َى َبعْ ٍ‬ ‫َرّبهِ ْم َيرْجِ ُع َبعْ ُ‬
‫ى َبعْدَ إِذْ جَآءَ ُك ْم بَلْ كُنتُ ْم ّمجْ ِرمِيَ *‬ ‫ح نُ صَدَدنَاكُ ْم عَ ِن اْلهُدَ َ‬ ‫ض ِعفُ َواْ أَنَ ْ‬
‫قَا َل الّذِي نَ ا سَْت ْكبَرُواْ ِللّذِي َن ا سُْت ْ‬

‫‪637‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جعَلَ لَ هُ أَندَادا‬
‫ضعِفُواْ ِللّذِي َن ا ْستَ ْكبَرُواْ بَ ْل َمكْ ُر الّْليْ ِل وَالّنهَارِ ِإ ْذ َتأْمُرُوَننَآ أَن ّنكْفُ َر بِاللّ ِه َونَ ْ‬‫وَقَا َل الّذِي َن ا سُْت ْ‬
‫ج َزوْنَ إِ ّل مَا كَانُوْا َيعْمَلُونَ‬ ‫ق الّذِينَ َكفَرُواْ هَ ْل يُ ْ‬ ‫ب وَ َجعَ ْلنَا الغْلَلَ فِيَ َأعْنَا ِ‬ ‫َوأَسَرّوْا النّدَا َمةَ لَمّا َرَأوُْا اَْلعَذَا َ‬
‫يب تعال عن تادي الكفار ف طغيانم وإصرارهم على عدم اليان بالقرآن الكري‪ ,‬وبا أخببه من أمر‬
‫العاد‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وقال الذين كفروا لن نؤمن بذا القرآن ول بالذي بي يديه} قال ال عز وجل‬
‫متهددا لم ومتوعدا ومبا عن مواقفهم الذليلة بي يديه ف حال تاصمهم وتاجهم {يرجع بعضهم إل‬
‫بعض القول يقول الذين استضعفوا} وهم التباع {للذين استكبوا} منهم وهم قادتم وسادتم {لول‬
‫أنتم لكنا مؤمني} أي لول أنتم تصدوننا لكنا اتبعنا الرسل وآمنا با جاؤونا به فقال لم القادة والسادة‬
‫وهم الذين استكبوا {أنن صددناكم عن الدى بعد إِذ جاءكم ؟} أي نن ما فعلنا بكم أكثر من أنا‬
‫دعوناكم فاتبعتمونا من غي دليل ول برهان‪ ,‬وخالفتم الدلة والباهي والجج الت جاءت با الرسل‬
‫لشهوت كم واختيار كم لذلك‪ ,‬ولذا قالوا { بل كن تم مرم ي وقال الذ ين ا ستضعفوا للذ ين ا ستكبوا بل‬
‫مكر الليل والنهار} أي بل كنتم تكرون بنا ليلً نارا وتغروننا وتنوننا وتبوننا أنا على هدى وأنا على‬
‫شيطططططططء‪ ,‬فإذا جيطططططططع ذلك باططططططططل وكذب وميططططططط‪.‬‬
‫قال قتادة وابن زيد {بل مكر الليل والنهار} يقول‪ :‬بل مكركم بالليل والنهار‪ ,‬وكذا قال مالك عن‬
‫زيد بن أسلم بالليل والنهار {إذ تأمروننا أن نكفر بال ونعل له أندادا} أي نظراء وآلة معه وتقيمون‬
‫لنا شبها وأشياء من الحال تضلوننا با {وأسروا الندامة لا رأوا العذاب} أي الميع من السادة والتباع‬
‫كل ندم على ما سلف منه {وجعلنا الغلل ف أعناق الذين كفروا} وهي السلسل الت تمع أيديهم‬
‫مع أعناق هم { هل يزون إِل ما كانوا يعملون} أي إِن ا نازي كم بأعمال كم كل ب سبه للقادة عذاب‬
‫ب سبهم وللتباع ب سبهم {قال ل كل ض عف ول كن ل تعلمون} قال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا‬
‫فروة بن أب الغراء‪ ,‬حدثنا ممد بن سليمان بن الصبهان عن أب سنان ضرار بن صرد عن عبد ال بن‬
‫أب الذيل عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إِن جهنم لا سيق‬
‫إليها أهلها تلقاهم لبها‪ ,‬ث لفحتهم لفحة ل يبق لم إل سقط على العرقوب»‪ .‬وحدثنا أب‪ ,‬حدثنا أحد‬
‫بن أب الواري‪ ,‬حدث نا الطيب أبو السن عن ال سن بن ي ي الش ن قال‪ :‬ما ف جه نم دار ولمغار‬
‫ولغل ولقيد ولسلسلة إِل اسم صاحبها عليها مكتوب‪ ,‬قال‪ :‬فحدثته أبا سليمان‪ ,‬يعن الداران رحة‬
‫ال عليه‪ ,‬فبكى ث قال‪ :‬ويك فكيف به لو جع هذا كله عليه‪ ,‬فجعل القيد والغل ف يديه‪ ,‬والسلسلة ف‬
‫عنقططططه‪ ,‬ثطططط أدخططططل النار وأدخططططل الغار ؟ اللهططططم سططططلم‪.‬‬

‫‪638‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫َومَآ أَرْ َس ْلنَا فِي َق ْرَيةٍ مّن نّذِيرٍ إِلّ قَا َل ُمتْرَفُوهَآ ِإنّا بِمَآ أُرْ سِ ْلتُ ْم بِ هِ كَافِرُو نَ * وَقَالُواْ َنحْ نُ أَ ْكثَطرُ َأ ْموَالً‬
‫ح ُن بِ ُمعَ ّذبِيَ * ُقلْ إِنّ َربّي يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ َويَقْدِ ُر وَلَـكِنّ أَ ْكثَ َر النّاسِ َل َيعَْلمُونَ‬ ‫َوَأوْلَدا َومَا نَ ْ‬
‫* َومَآ َأ ْموَالُكُ ْم وَلَ َأوْلَدُكُ ْم بِاّلتِي تُقَ ّرُبكُ ْم عِن َدنَا زُْل َفىَ إِ ّل مَ نْ آمَ َن َوعَمِلَ صَالِحا َفُأوْلَـئِكَ َلهُمْ جَزَآءُ‬
‫س َعوْنَ فِ َي آيَاِتنَا ُمعَاجِزِي نَ ُأوْلَـئِكَ فِي اْلعَذَا بِ‬ ‫ف بِمَا عَمِلُوْا َوهُ مْ فِي اْلغُرُفَا تِ آ ِمنُو نَ * وَالّذِي َن يَ ْ‬‫ضعْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫حضَرُو نَ * قُلْ إِ نّ َربّي َيبْ سُطُ الرّزْ قَ لِمَن يَشَآ ُء مِ ْن ِعبَادِ ِه َويَقْ ِدرُ لَ ُه َومَآ أَن َفقْتُ ْم مّن َشيْءٍ َف ُهوَ يُخِْلفُ هُ‬ ‫مُ ْ‬
‫َوهُوَ َخْيرُ الرّازِقِيَططططططططططططططططططططططططططططططططططط‬
‫يقول تعال مسليا لنبيه صلى ال عليه وسلم وآمرا بالتأسي بن قبله من الرسل‪ ,‬ومبه بأنه ما بعث نبيا‬
‫ف قرية إِل كذبه مترفوها واتبعه ضعفاؤهم‪ ,‬كما قال قوم نوح عليه الصلة والسلم {أنؤمن لك واتبعك‬
‫الرذلون} {و ما نراك اتب عك إِل الذ ين هم أراذل نا بادي الرأي} وقال ال كباء من قوم صال {للذ ين‬
‫استضعفوا ل ن آمن من هم أتعلمون أن صالا مرسل من ربه ؟ قالوا إِنا ب ا أرسل به مؤمنون قال الذين‬
‫استكبوا إِنا بالذي آمنتم به كافرون} وقال عز وجل‪{ :‬وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلء م نّ‬
‫ال عليهم من بيننا أليس ال بأعلم بالشاكرين} وقال تعال‪{ :‬وكذلك جعلنا ف كل قرية أكابر مرميها‬
‫ليمكروا فيها} وقال جل وعل‪{ :‬وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول‬
‫فدمرنا ها تدميا} وقال جل وعل هه نا‪{ :‬و ما أر سلنا ف قر ية من نذ ير} أي نب أو ر سول {إِل قال‬
‫مترفوها} وهم أولو النعمة والشمة والثروة والريا سة‪ ,‬قال قتادة‪ :‬هم جبابرت م وقادت م ورؤوسهم ف‬
‫الشطططر {إِنطططا باططط أرسطططلتم بطططه كافرون} أي ل نؤمطططن بطططه ول نتبعطططه‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي‪ ,‬حدثنا هارون بن إِسحاق‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد الوهاب عن‬
‫سفيان بن عاصم عن أب رزين قال‪ :‬كان رجلن شريكان خرج أحدها إل الساحل وبقي الَخر‪ ,‬فلما‬
‫بعث النب صلى ال عليه وسلم كتب إِل صاحبه يسأله ما فعل‪ .‬فكتب إِليه أنه ل يتبعه أحد من قريش‬
‫إِن ا اتب عه أراذل الناس وم ساكينهم‪ ,‬قال‪ :‬فترك تار ته ث أ تى صاحبه فقال‪ :‬دل ن عل يه‪ ,‬قال‪ :‬وكان يقرأ‬
‫الك تب أو ب عض الك تب‪ ,‬قال فأ تى ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬إِلم تد عو ؟ قال «أدعوا إل كذا‬
‫وكذا» قال‪ :‬أشهد أنك رسول ال‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم «وما علمك بذلك ؟» قال‪ :‬إِنه ل يبعث‬
‫نب إِل اتب عه أراذل الناس وم ساكينهم‪ ,‬قال‪ :‬فنلت هذه الَ ية {و ما أر سلنا ف قر ية من نذ ير إِل قال‬
‫مترفوها إِنا با أرسلتهم به كافرون} الَية‪ ,‬قال‪ :‬فأرسل إليه النب صلى ال عليه وسلم إِن ال عز وجل‬
‫قد أنزل تصديق ما قلت‪ ,‬وهكذا قال هرقل لب سفيان حي سأله عن تلك السائل قال فيها‪ :‬وسألتك‬
‫أضعفاء الناس اتبعططه أم أشرافهططم ؟ فزعمططت بططل ضعفاؤهططم وهططم أتباع الرسططل‪.‬‬
‫‪639‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال تبارك وتعال إِخبارا عن الترف ي الكذب ي‪{ :‬وقالوا ن ن أك ثر أموالً وأولدا و ما ن ن بعذب ي}‬
‫أي افتخروا بكثرة الموال والولد‪ ,‬واعتقدوا أن ذلك دليل على مبة ال تعال لم واعتنائه بم‪ ,‬وأنه ما‬
‫كان ليعطيهم هذا ف الدنيا ث يعذبم ف الَخرة وهيهات لم ذلك قال ال تعال‪{ :‬أيسبون أنا ندهم‬
‫به من مال وبني نسارع لم ف اليات بل ل يشعرون} وقال تبارك وتعال‪{ :‬فل تعجبك أموالم ول‬
‫أولدهم إِنا يريد ال ليعذبم با ف الياة الدنياوتزهق أنفسهم وهم كافرون} وقال عز وجل {ذرن‬
‫و من خل قت وحيدا وجعلت له مالً مدودا وبن ي شهودا ومهدت له تهيدا ث يط مع أن أز يد كل إِ نه‬
‫كان لَياتنا عنيدا سأرهقه صعودا} وقد أخب ال عز وجل عن صاحب تينك النتي أنه كان ذا مال‬
‫وثر وولد‪ ,‬ث ل يغن عنه شيئا بل سلب ذلك كله ف الدنيا قبل الَخرة‪ ,‬ولذا قال عز وجل ها هنا‪:‬‬
‫{قل إن رب يبسط الرزق لن يشاء ويقدر} أي يعطي الال لن يب ومن ل يب‪ ,‬فيفقر من يشاء ويغن‬
‫مطن يشاء‪ ,‬وله الكمطة التامطة البالغطة والجطة القاطعطة الدامغطة {ولكطن أكثطر الناس ل يعلمون}‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وما أموالكم ول أولدكم بالت تقربكم عندنا زلفى} أي ليست هذه دليلً على مبتنا‬
‫لكم ول إعتنائنا بكم‪ .‬قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا كثي‪ ,‬حدثنا جعفر‪ ,‬حدثنا يزيد بن الصم عن‬
‫أ ب هريرة ر ضي ال ع نه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إِن ال تعال ل ين ظر إل صوركم‬
‫وأموالكم‪ ,‬ولكن إِنا ينظر إل قلوبكم وأعمالكم» ورواه مسلم وابن ماجه من حديث كثي بن هشام‬
‫عن جعفر بن برقان به‪ ,‬ولذا قال ال تعال‪{ :‬إل من آمن وعمل صالا} أي إِنا يقربكم عندنا زلفى‬
‫اليان والعمل الصال {فأولئك لم جزاء الضعف با عملوا} أي تضاعف لم السنة بعشرة أمثالا إل‬
‫سبعمائة ضعف {وهم ف الغرفات آمنون} أي ف منازل النة العالية آمنون منن كل بأس وخوف وأذى‬
‫ومطططططططططن كطططططططططل شطططططططططر يذر منطططططططططه‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا فروة بن أب الغراء الكندي‪ ,‬حدثنا القاسم وعلي بن مسهر عن‬
‫عبد الرحن بن إِسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬إِن ف النة لغرفا ترى ظهورها من بطونا‪ ,‬وبطونا من ظهورها» فقال أعراب‪ :‬لن هي ؟ قال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ل ن ط يب الكلم‪ ,‬وأط عم الطعام‪ ,‬وأدام ال صيام‪ ,‬و صلى بالل يل والناس نيام»‬
‫{والذين يسعون ف آياتنا معاجزين} أي يسعون ف الصد عن سبيل اللهواتباع رسله والتصديق بآياته‬
‫{فأولئك فطط العذاب مضرون} أي جيعهططم مزيون بأعمالمطط فيهططا بسططبهم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬قل إِن ر ب يب سط الرزق ل ن يشاء من عباده ويقدر له} أي ب سب ماله ف ذلك من‬
‫الكمة يبسط على هذا من الال كثيا‪ .‬ويضيق على هذا ويقتر على رزقه جدا‪ .‬وله ف ذلك من الكمة‬
‫‪640‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫مال يدركها غيه‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللَخرة أكب درجات وأكب‬
‫تفضيلً} أي كما هم متفاوتون ف الدنيا هذا فقي وهذا غن موسع عليه‪ ,‬فكذلك هم ف الخرة هذا ف‬
‫الغرفات ف أعلى الدرجات‪ ,‬وهذا ف الغمرات ف أ سفل الدركات‪ ,‬وأط يب الناس ف الدن يا ك ما قال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه ال با آتاه» رواه مسلم من حديث ابن‬
‫عمرو رضطططططططططططططططططي ال عنهمطططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما أنفقتم من شيء فهو يلفه} أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم‪,‬‬
‫فهو يلفة عليكم ف الدنيا بالبدل‪ ,‬وف الخرة بالزاء والثواب‪ ,‬كما ثبت ف الديث «يقول ال تعال‬
‫أن فق‪ ,‬أن فق عل يك» و ف الد يث أن ملك ي ي صبحان كل يوم يقول أحده ا‪ :‬الل هم أ عط م سكا تلفا‪,‬‬
‫ويقول الخر‪ :‬اللهم أعط منفقا خلفا‪ ,‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم «أنفق بللً‪ ,‬ول تشى من‬
‫ذي العرش إِقللً»‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب عن يزيد بن عبد العزيز الفلس‪ ,‬حدثنا هشيم عن‬
‫الكوثر بن حكيم عن مكحول قال‪ :‬بلغن عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬قال سول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬أل إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض‪ ,‬يعض الوسر ما ف يده حذار النفاق» ث تل هذه الَية‬
‫{ومطططا أنفقتطططم مطططن شيطططء فهطططو يلفطططه وهطططو خيططط الرازقيططط}‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلي الوصلي‪ :‬حدثنا روح بن حات‪ ,‬حدثنا هشيم عن الكوثر بن حكيم عن مكحول‬
‫قال‪ :‬بلغن عن حذيفة رضي ال عنه أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أل إن بعد زمانكم‬
‫هذا زمان عضوض‪ ,‬ي عض الو سر على ما ف يده حذار النفاق» قال ال تعال‪{ :‬وما أنفق تم من شيء‬
‫فهو يلفه وهو خي الرازقي} وف الديث «شرار الناس يبايعون كل مضطر أل إن بيع الضطرين حرام‪,‬‬
‫أل إن ب يع الضطر ين حرام‪ ,‬ال سلم أ خو ال سلم ليظل مه وليذله إن كان عندك معروف ف عد به على‬
‫أخيك‪ ,‬وإل فل تزده هلكا إل هلكه» هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ,‬وف إسناده ضعف‪ .‬وقال‬
‫سفيان الثوري عن أب يونس السن بن يزيد قال‪ :‬قال ماهد ل يتأولن أحدكم هذه الَية {وما أنفقتم‬
‫مطن شيطء فهطو يلفطه} إذا كان عنطد أحدكطم مطا يقيمطه‪ ,‬فليقصطد فيطه‪ ,‬فإن الرزق مقسطوم‪.‬‬

‫لِئ َكةِ َأهَـؤُلَءِ ِإيّاكُمْ كَانُواْ َي ْعبُدُونَ * قَالُواْ ُسبْحَانَكَ أَنتَ وَِلّينَا‬ ‫ش ُرهُمْ َجمِيعا ثُ ّم َيقُولُ ِللْ َم َ‬ ‫** َوَيوْ َم يَحْ ُ‬
‫ك َب ْعضُكُ مْ ِلَبعْ ضٍ ّنفْعا وَلَ‬ ‫ج نّ أَكْطثَ ُرهُم ِبهِم ّم ْؤ ِمنُو نَ * فَاْليَوْ مَ َل يَ ْملِ ُ‬ ‫مِن دُوِنهِ ْم بَلْ كَانُواْ َي ْعبُدُو نَ الْ ِ‬
‫ططا ُتكَ ّذبُونطططَ‬ ‫ططم بِهَط‬ ‫ط ظََلمُواْ ذُوقُوْا عَذَابطططَ النّا ِر الّتِطططي كُنتُط‬ ‫ضَرّا َوَنقُولُ لِلّذِينطط َ‬

‫‪641‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ي ب تعال أ نه يقرع الشرك ي يوم القيا مة على روؤس اللئق‪ ,‬في سأل اللئ كة الذ ين كان الشركون‬
‫يزعمون أن م يعبدون النداد ال ت هي على صورهم ليقربو هم إل ال زل فى‪ ,‬فيقول للملئ كة {أهؤلء‬
‫إيا كم كانوا يعبدون} أي أن تم أمر ت هؤلء بعبادت كم‪ ,‬ك ما قال تعال ف سورة الفرقان {أأن تم أضلل تم‬
‫عبادي هؤلء أم هم ضلوا السبيل} وكما يقول لعيسى عليه الصلة والسلم {أأنت قلت للناس اتذون‬
‫وأ مي إِل ي من دون ال قال سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ل يس ل ب ق} وهكذا تقول اللئ كة‬
‫{سبحانك} أي تعاليت وتقدست عن أن يكون معك إله {أنت ولينا من دونم} أي نن عبيدك ونبأ‬
‫إل يك من هؤلء { بل كانوا يعبدون ال ن} يعنون الشياط ي‪ ,‬لن م هم الذ ين زينوا ل م عبادة الوثان‬
‫وأضلوهم {أكثرهم بم مؤمنون} كما قال تبارك وتعال‪{ :‬إن يدعون من دونه إل إناثا وإن يدعون إل‬
‫شيطانا مريدا لع نه ال} قال ال عز و جل {فاليوم ل يلك بعض كم لب عض نفعا‪ ,‬ول ضرا} أي ل ي قع‬
‫لكم نفع من كنتم ترجون نفعه اليوم من النداد والوثان الت ادخرت عبادتا لشدائدكم وكربكم «اليوم‬
‫ليلكون لكم نفعا ول ضرا» {ونقول للذين ظلموا} وهم الشركون {ذوقوا عذاب النار الت كنتم با‬
‫تكذبون} أي يقال لمططططططططططططططططططططططططط ذلك تقريعا وتوبيجا‪.‬‬

‫** َوإِذَا ُتتَْلىَ عََلْيهِ ْم آيَاُتنَا بَّينَاتٍ قَالُواْ مَا هَـذَا إِلّ رَجُ ٌل ُيرِيدُ أَن يَصُدّكُ ْم عَمّا كَانَ يَ ْعبُ ُد آبَآؤُكُ ْم وَقَالُوْا‬
‫ك ّم ْفتَرًى وَقَا َل الّذِي نَ َكفَرُواْ لِ ْلحَ قّ لَمّا جَآ َءهُمْ إِ ْن هَـذَآ إِلّ سِحْرٌ مّبِيٌ * َومَآ آتَْينَاهُمْ‬ ‫مَا هَـذَآ إِلّ إِفْ ٌ‬
‫ب الّذِي نَ مِن قَبِلهِ ْم َومَا بََلغُوْا ِمعْشَا َر مَآ‬‫ك مّن نّذِيرٍ * وَكَذّ َ‬ ‫ب يَدْرُ سُوَنهَا َومَآ أَرْ سَ ْلنَا إَِلْيهِ مْ َقبْلَ َ‬
‫مّ نْ ُكتُ ٍ‬
‫ط َنكِيِ‬ ‫آتَْينَاهُمطططططططْ َفكَ ّذبُواْ رُسطططططططُلِي َف َكيْفطططططططَ كَانطططططط َ‬
‫يب ال عن الكفار أنم يستحقون منه العقوبة والليم من العذاب‪ ,‬لنم كانوا إذا تتلى عليهم آياته‬
‫بينات ي سمعونا غ ضة طر ية من ل سان ر سوله صلى ال عل يه و سلم {قالوا ما هذا إل ر جل ير يد أن‬
‫ي صدكم ع ما كان يع بد آباؤ كم} يعنون أن د ين آبائ هم هو ال ق‪ ,‬وأن ما جاء هم به الر سول عند هم‬
‫باطل‪ ,‬عليهم وعلى آبائهم لعائن ال تعال‪{ :‬وقالوا ما هذا إل إفك مفترى} يعنون القرآن {وقال الذين‬
‫كفروا للحق ل ا جاءهم إن هذا إل سحر مبي} قال ال تعال‪{ :‬وما آتينا هم من كتب يدرسونا و ما‬
‫أرسلنا إليهم قبلك من نذير} أي ما أنزل ال على العرب من كتاب قبل القرآن وما أرسل إليهم نبيا قبل‬
‫م مد صلى ال عل يه و سلم و قد كانوا يودون ذلك ويقولون‪ :‬لو جاء نا نذ ير أو أنزل عليناكتاب لك نا‬
‫أهدى مطططن غينطططا‪ ,‬فلمطططا منطططّ ال عليهطططم بذلك كذبوه وجحدوه وعاندوه‪.‬‬

‫‪642‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬وكذب الذين من قبلهم} أي من المم {وما بلغوا معشار ماآتيناهم} قال ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما‪ :‬أي من القوة ف الدنيا‪ .‬وكذلك قال قتادة والسدي وابن زيد‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ولقد‬
‫مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لم سعا وأبصارا وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول أبصارهم ول‬
‫أفئدت م من ش يء إذ كانوا يحدون بآيات ال وحاق ب م ما كانوا به ي ستهزئون} {أفلم ي سيوا ف‬
‫الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة} أي وما دفع ذلك عنهم‬
‫عذاب ال ول رده‪ ,‬بل د مر ال علي هم لاكذبوا ر سله‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬فكذبوا ر سلي فك يف كان نك ي}‬
‫أي فكيططططططف كان عقابطططططط ونكال وانتصططططططاري لرسططططططلي‪.‬‬

‫ى ثُ ّم َتَتفَكّرُوْا مَا بِ صَا ِحبِكُ ْم مّن ِجّنةٍ إِ نْ هُوَ إِ ّل‬


‫** ُقلْ ِإنّمَآ َأعِ ُظكُ ْم ِبوَاحِ َدةٍ أَن َتقُومُواْ ِللّ ِه َمثَْنىَ وَُفرَادَ َ‬
‫ط عَذَابططططططططٍ شَدِيدٍ‬ ‫ط َبيْنططططططططَ يَدَيططططططط ْ‬ ‫نَذِيرٌ ّلكُمططططططط ْ‬
‫يقول تبارك وتعال‪ :‬قل يا م مد لؤلء الكافر ين الزاعم ي أ نك منون {إن ا أعظ كم بواحدة} أي‬
‫إناآمركم بواحدة وهي {أن تقوموا ل مثن وفرادى ث تتفكروا ما بصاحبكم من جنة} أي تقوموا قياما‬
‫خال صا ل عز و جل من غ ي هوى ول ع صبية‪ ,‬في سأل بعض كم بعضا هل بح مد من جنون‪ .‬فين صح‬
‫بعضكم بعضا {ث تتفكروا} أي ينظر الرجل لنفسه ف أمر ممد صلى ال عليه وسلم ويسأل غيه من‬
‫الناس عطن شأنطه إن أشكطل عليطه‪ ,‬ويتفكطر فط ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أن تقوموا ل مثنط وفرادى ثط‬
‫تتفكروا ما بصاحبكم من جنة} هذا معن ما ذكره ماهد وممد بن كعب والسدي وقتاده وغيهم‪,‬‬
‫وهذا هطططططططططططو الراد مطططططططططططن الَيطططططططططططة‪.‬‬
‫فأ ما الد يث الذي رواه ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا هشام بن عمار‪ ,‬حدث نا صدقة بن خالد‪,‬‬
‫حدثنا عثمان بن أب العاتكة عن علي بن زيد عن القاسم عن أب أمامة رضي ال عنه قال‪ :‬إن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يقول‪« :‬أعطيت ثلثا ل يعطهن أحد قبلي ول فخر‪ :‬أحلت ل الغنائم ول تل‬
‫لن قبلي‪ ,‬كانوا قبلي يمعون غنائمهم فيحرقونا‪ ,‬وبعثت إل كل أحر وأسود‪ ,‬وكان كل نب يبعث إل‬
‫قومه خاصة‪ ,‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا أتيمم بالصعيد وأصلي فيها حيث أدركتن الصلة‪,‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬أن تقوموا ل مثن وفراد} وأعنت بالرعب مسية شهر بي يدي» فهو حديث ضعيف‬
‫ال سناد‪ ,‬وتف سي الَ ية بالقيام ف ال صلة ف جا عة وفرادى بع يد‪ ,‬ولعله مق حم ف الد يث من ب عض‬
‫ططططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫ططططحاح وغيهط‬ ‫طططط الصط‬ ‫ططططت فط‬ ‫ططططله ثابط‬ ‫الرواة‪ ,‬فإن أصط‬

‫‪643‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن هو إل نذير لكم بي يدي عذاب شديد} قال البخاري عندها‪ :‬حدثنا علي بن عبد‬
‫ال‪ ,‬حدثنا ممد بن خازم حدثنا العمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبي‪ ,‬عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما أنه قال‪ :‬صعد النب صلى ال عليه وسلم الصفا ذات يوم فقال‪« :‬يا صباحاه» فاجتمعت إليه‬
‫قريش‪ ,‬فقالوا‪ :‬مالك ؟ فقال‪« :‬أرأيتم لو أ خبتكم أن العدو يصبحكم أو يسيكم أما كنتم تصدقون»‬
‫قالوا‪ :‬بلى‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فإن نذير لكم بي يدي عذاب شديد» فقال أبو لب‪ :‬تبا لك‬
‫ألذا جعتنا‪ .‬فأنزل ال عز وجل {تبت يدا أب لب وتب} وقد تقدم عند قوله تعال‪{ :‬وأنذر عشيتك‬
‫القربيططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ .‬حدثنا بشي بن الهاجر‪ ,‬حدثن عبد ال بن بريدة عن أبيه رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬خرج إلينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما فنادى ثلث مرات‪ ,‬فقال‪« :‬أيها الناس أتدرون‬
‫ما مثلي ومثلكم ؟» قالوا‪ :‬ال تعال ورسوله أعلم قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إنا مثلي ومثلكم مثل قوم‬
‫خافوا عدوا يأتي هم‪ ,‬فبعثوا رجلً يتراءى ل م فبين ما هو كذلك أب صر العدو‪ ,‬فأق بل لينذر هم وخ شي أن‬
‫يدركه العدو قبل أن ينذر قومه‪ ,‬فأهوى بثوبه‪ ,‬أيها الناس أوتيتم أيها الناس أوتيتم» ثلث مرات‪ ,‬وبذا‬
‫ال سناد قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬بع ثت أ نا وال ساعة جيعا إن كادت لت سبقن» تفرد به‬
‫طططططططططططنده‪.‬‬ ‫ططططططططططط مسط‬ ‫ططططططططططط فط‬ ‫المام أحدط‬

‫** ُق ْل مَا سَأَْلُتكُم مّن أَجْرٍ َف ُهوَ َلكُ مْ إِ نْ أَ ْجرِ يَ إِ ّل عَلَى اللّ ِه َو ُه َو عََلىَ كُ ّل َشيْ ٍء َشهِيدٍ * قُلْ إِ نّ َربّي‬
‫ضلَلْ تُ فَِإنّمَآ أَضِلّ‬
‫ح ّق َومَا ُيبْدِى ُء اْلبَاطِلُ َومَا ُيعِيدُ * قُلْ إِن َ‬ ‫ح ّق َعلّ ُم اْلغُيُو بِ * قُلْ جَآ َء الْ َ‬ ‫ف بِالْ َ‬
‫َيقْذِ ُ‬
‫عََلىَ َنفْسططِي َوإِنططِ ا ْهتَ َديْتططُ َفبِمَططا يُوحِططي إِلَيططّ رَبّططي ِإنّهططُ سططَمِيعٌ قَرِيبططٌ‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقول للمشركي {ما سألتكم من أجر فهو لكم} أي‬
‫ل أر يد من كم جعلً ول عطاء على أداء ر سالة ال عز و جل إلي كم ون صحي إيا كم وأمر كم بعبادة ال‬
‫{إن أجري إل على ال} أي إنا أطلب ثواب ذلك من عند ال {وهو على كل شيء شهيد} أي عال‬
‫طه‪.‬‬ ‫طم عليط‬ ‫طا أنتط‬ ‫طم ومط‬ ‫طاله إياي إليكط‬ ‫طه بإرسط‬ ‫طن إخباري عنط‬ ‫طه مط‬ ‫طا عليط‬ ‫طع المور با ط أنط‬ ‫بميط‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬قل إن رب يقذف بالق علم الغيوب} كقوله تعال‪{ :‬يلقي الروح من أمره على‬
‫من يشاء من عباده} أي ير سل اللك إل من يشاء من عباده من أ هل الرض‪ ,‬و هو علم الغيوب فل‬
‫ت فى عل يه خافية ف السموات ول ف الرض‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪ { :‬قل جاء ال ق وما يبدىء الباطل‬

‫‪644‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وما يعيد} أي‪ :‬جاء الق من ال والشرع العظيم‪ ,‬وذهب الباطل وزهق واضمحل‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬بل‬
‫نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} ولذا لا دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم السجد‬
‫الرام يوم الفتح‪ ,‬ووجد تلك الصنام منصوبة حول الكعبة جعل يطعن الصنم منها بسية قوسه ويقرأ‬
‫{وقل جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {قل جاء الق وما يبدىء الباطل وما يعيد}‬
‫رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وحده عند هذه الَية‪ ,‬كلهم من حديث الثوري عن ابن أب‬
‫نيح عن ماهد عن أب معمر عبد ال بن سخبة‪ ,‬عن ابن مسعود رضي ال عنه به‪ ,‬أي ل يبق للباطل‬
‫مقالة ول رياسة ول كلمة وزعم قتاده والسدي أن الراد بالباطل ههنا إبليس‪ ,‬أي أنه ل يلق أحدا ول‬
‫يعيده ول يقدر على ذلك‪ ,‬وهذا وإن كان حقا ولكططن ليططس هططو الراد ههنططا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬قل إن ضللت فإناأضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إل رب} أي الي‬
‫كله من عند ال‪ ,‬وفيما أنزل ال عز وجل من الوحي والق البي فيه الدى والبيان والرشاد‪ ,‬ومن ضل‬
‫فإن ا ي ضل من تلقاء نف سه‪ ,‬ك ما قال ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه ل ا سئل عن تلك ال سألة ف‬
‫الفو ضة أقول في ها برأ يي‪ ,‬فإن ي كن صوابا ف من ال‪ ,‬وإن ي كن خ طأ فم ن و من الشيطان وال ور سوله‬
‫بريئان منه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إنه سيع قريب} أي سيع لقوال عباده قريب ييب دعوة الداعي إذا دعاه‪,‬‬
‫و قد روى الن سائي ه نا حد يث أ ب مو سى ف ال صحيحي «إن كم لتدعون أ صم ول غائبا‪ ,‬إن ا تدعون‬
‫سططططططططططططططططططططططططططططططططططططيعا قريبا ميبا»‪.‬‬

‫** وََل ْو تَرَىَ ِإذْ فَ ِزعُواْ َفلَ َفوْتَ َوأُ ِخذُواْ مِن ّمكَانٍ َقرِي بٍ * وَقَاُل َواْ آ َمنّا بِ ِه َوأَّنىَ َلهُ ُم الّتنَاوُشُ مِن ّمكَانِ‬
‫شَتهُو نَ‬
‫َبعِيدٍ * وَقَدْ كَطفَرُوْا بِ هِ مِن قَطبْ ُل َويَقْذِفُو َن بِاْلغَيْ بِ مِن ّمكَا نٍ َبعِيدٍ * َوحِيلَ بَْيَنهُ ْم َوبَيْ َن مَا يَ ْ‬
‫ط مّرِيبطططِ‬ ‫كَمَطططا ُفعِ َل بَِأ ْشيَاعِهِطططم مّطططن َقبْلُ ِإّنهُمطططْ كَانُواْ فِطططي شَكطط ّ‬

‫يقول تبارك وتعال‪ :‬ولو ترى يا م مد إذ فزع هؤلء الكذبون يوم القيا مة‪ ,‬فل فوت أي فل م فر ل م‬
‫ول وزر لم ول ملجأ {وأخذوا من مكان قريب} أي ل يكنوا أن يعنوا ف الرب بل أخذوا من أول‬
‫وهلة‪ .‬قال ال سن الب صري‪ :‬ح ي خرجوا من قبور هم‪ .‬وقال ما هد وعط ية العو ف وقتاده‪ :‬من ت ت‬
‫أقدامهم‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما والضحاك‪ :‬يعن عذابم ف الدنيا‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد‪:‬‬
‫يع ن قتل هم يوم بدر‪ ,‬وال صحيح أن الراد بذلك يوم القيا مة‪ ,‬و هو الطا مة العظ مى‪ ,‬وإِن كان ما ذ كر‬

‫‪645‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫متصلً بذلك‪ ,‬وحكى ابن جرير عن بعضهم قال‪ :‬إن الراد بذلك جيش يسف بم بي مكة والدينة ف‬
‫أيام بن العباس رضي ال عنهم‪ .‬ث أورد ف ذلك حديثا موضوعا بالكلية‪ ,‬ث ل ينبه على ذلك‪ ,‬وهذا أمر‬
‫عجيب غريب منه {وقالوا آمنا به} أي يوم القيامة يقولون آمنا بال وملئكته وكتبه ورسله كما قال‬
‫تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربم ربنا أبصرنا وسعنا فارجعنا نعمل صالا إنا‬
‫موقنون} ولذا قال تعال‪{ :‬وأن لم التناوش من مكان بعيد} أي وكيف لم تعاطي اليان وقد بعدوا‬
‫عن مل قبوله منهم‪ ,‬وصاروا إل الدار الخرة وهي دار الزاء ل دار البتلء‪ ,‬فلو كانوا آمنوا ف الدنيا‬
‫لكان ذلك نافعهم ولكن بعد مصيهم إل الدار الخرة ل سبيل لم إل قبول اليان‪ ,‬كما ل سبيل إل‬
‫حصططططططول الشيططططططء لنطططططط يتناوله مططططططن بعيططططططد‪.‬‬
‫قال ماهطد {وأنط لمط التناوش} قال‪ :‬التناول لذلك‪ .‬وقال الزهري‪ :‬التناوش تناولمط اليان وهطم فط‬
‫الَخرة وقد انقطعت عنهم الدنيا‪ ,‬وقال السن البصري‪ :‬أما إنم طلبوا المر من حيث ل ينال تعاطوا‬
‫اليان من مكان بعيد‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬طلبوا الرجعة إل الدنيا والتوبة ما هم فيه وليس‬
‫بيطط رجعططة ول توبططة‪ ,‬وكذا قال ممططد بططن كعططب القرظططي رحهطط ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و قد كفروا به من ق بل} أي ك يف ي صل ل م اليان ف الَخرة و قد كفروا بال ق ف‬
‫الدنيطا وكذبوا الرسطل {ويقذفون بالغيطب مطن مكان بعيطد} قال مالك عطن زيطد بطن أسطلم {ويقذفون‬
‫بالغيب} قال‪ :‬بالظن‪ ,‬قلت‪ :‬كما قال تعال‪{ :‬رجا بالغيب} فتارة يقولون شاعر‪ ,‬وتارة يقولون كاهن‪,‬‬
‫وتارة يقولون ساحر‪ ,‬وتارة يقولون منون إل غ ي ذلك من القوال الباطلة‪ ,‬ويكذبون بالب عث والنشور‬
‫والعاد {ويقولون إن ن ظن إل ظنا و ما ن ن ب ستيقني} قال قتادة وما هد‪ :‬يرجون بال ظن ل ب عث ول‬
‫جنططططططططططططططططططططططططططططططططططططططة ولنار‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وح يل بين هم وب ي ما يشتهون} قال ال سن الب صري والضحاك وغيه ا‪ :‬يع ن اليان‬
‫وقال ال سدي {وح يل بين هم وب ي ما يشتهون} و هي التو بة‪ ,‬وهذا اختيار ا بن جر ير رح ه ال‪ .‬وقال‬
‫ماهد {وحيل بينهم وبي مايشتهون} من هذه الدنيا من مال وزهرة وأهل‪ ,‬وروي نوه عن ابن عمر‬
‫وا بن عباس والرب يع بن أ نس ر ضي ال عن هم‪ ,‬و هو قول البخاري وجا عه‪ ,‬وال صحيح أ نه ل منافاة ب ي‬
‫القوليط‪ ,‬فإنطه قطد حيطل بينهطم وبيط شهواتمط فط الدنياوبيط مطا طلبوه فط الخرة فمنعوا منطه‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن أب حات ههنا أثرا غريبا عجيبا جدا فنذكره بطوله‪ ,‬فإنه قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي حدثنا‬
‫بشر بن حجر السامي‪ ,‬حدثنا علي بن منصور النباري عن الشرقي بن قطامي عن سعد بن طريف عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قول ال عز وجل‪{ :‬وحيل بينهم وبي ما يشتهون} إل آخر‬
‫‪646‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬كان ر جل من ب ن إ سرائيل فاتا أي ف تح ال تعال له مالً‪ ,‬فمات فور ثه ا بن له تا فه أي‬
‫فاسد‪ ,‬فكان يعمل ف مال ال تعال بعاصي ال تعال عز وجل‪ ,‬فلما رأى ذلك أخوات أبيه‪ ,‬أتوا الفت‬
‫فعذلوه ولموه‪ ,‬فض جر الف ت فباع عقاره ب صامت‪ ,‬ث ر حل فأ تى عينا ثجا جة ف سرح في ها ماله وابت ن‬
‫قصرا‪ ,‬فبينما هو ذات يوم جالس إذ حلت عليه ريح بامرأة من أحسن الناس وجها وأطيبهم أرجا‪ ,‬أي‬
‫ريا‪ ,‬فقالت‪ :‬من أنت يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬أنا امرؤ من بن إسرائيل‪ ,‬قالت‪ :‬فلك هذا القصر وهذا الال ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ .‬قالت‪ :‬فهل لك من زوجة ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قالت‪ :‬فكيف يهنيك العيش ول زوجة لك ؟ قال‪ :‬قد‬
‫كان ذاك‪ ,‬قال‪ :‬ف هل لك من ب عل ؟ قالت‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬ف هل لك إل أن أتزو جك ؟ قالت‪ :‬إ ن امرأة م نك‬
‫على م سية م يل‪ ,‬فإذا كان ال غد فتزود زاد يوم وائت ن‪ ,‬وإِن رأ يت ف طري قك هولً فل يهول نك‪ ,‬فل ما‬
‫كان من ال غد تزود زاد يوم وانطلق‪ ,‬فانت هى إل ق صر فقرع رتا جه‪ ,‬فخرج إل يه شاب من أح سن الناس‬
‫وجها وأطيبهم أرجا‪ ,‬أي ريا‪ ,‬فقال‪ :‬من أنت يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬أنا السرائيلي‪ ,‬قال‪ :‬فما حاجتك ؟‬
‫قال‪ :‬دعتن صاحبة القصر إل نفسها‪ ,‬قال‪ :‬صدقت‪ ,‬قال‪ :‬فهل رأيت ف الطريق هولً ؟ قال‪ :‬نعم ولول‬
‫أنا أخبتن أن لبأس علي لالن الذي رأيت‪ ,‬قال‪ :‬ما رأيت ؟ قال‪ :‬أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل إذا‬
‫أنا بكلبة فاتة فاها‪ ,‬ففزعت فوثبت فإذا أنا من ورائها‪ ,‬وإذا جراؤها ينبحن من بطنها‪ ,‬فقال له الشاب‪:‬‬
‫لست تدرك هذا‪ ,‬هذا يكون ف آخر الزمان يقاعد الغلم الشيخة ف ملسهم ويسرهم حديثه‪ ,‬قال‪ :‬ث‬
‫أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل إذا أنا بائة عن حفّل‪ ,‬وإذا فيها جدي يصها‪ ,‬فإذا أتى عليها وظن أنه ل‬
‫يترك شيئا فتح فاه يلتمس الزيادة‪ ,‬فقال‪ :‬لست تدرك هذا‪ ,‬هذا يكون ف آخر الزمان ملك يمع صامت‬
‫الناس كل هم ح ت إذا ظن أ نه ل يترك شيئا ف تح فاه يلت مس الزيادة‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت ح ت إذا انفرج ب‬
‫السبيل إذا أنا بشجر فأعجبن غصن من شجرة منها ناضرة‪ ,‬فأردت قطعه فنادتن شجرة أخرى‪ :‬يا عبد‬
‫ال منا فخذ حت نادان الشجر أجع يا عبد ال من فخذ‪ ,‬فقال‪ :‬لست تدرك هذا‪ ,‬هذا يكون ف آخر‬
‫الزمان ي قل الرجال ويك ثر الن ساء ح ت أن الر جل ليخ طب الرأة فتدعوه الع شر والعشرون إل أنف سهن‪,‬‬
‫قال‪ :‬ث أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل‪ ,‬فإذا أنا برجل قائم على عي يغرف لكل إنسان من الاء‪ ,‬فإذا‬
‫تصدعوا عنه صب ف جرته فلم تعلق جرته من الاء بشيء‪ ,‬فال‪ :‬لست تدرك هذا‪ ,‬هذا يكون ف آخر‬
‫الزمان القاص يعلم الناس العلم ث يالفهم إل معاصي ال تعال‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل‬
‫إذا أنا بعن وإذا بقوم قد أخذوا بقوائمها‪ ,‬وإذا رجل قد أخذ بقرنيها‪ ,‬وإذا رجل قد أخذ بذنبها‪ ,‬وإذا‬
‫راكب قد ركبها‪ ,‬وإذا رجل يتلبها‪ ,‬فقال‪ :‬أما العن فهي الدنيا‪ ,‬والذين أخذوا بقوائمها يتساقطون من‬
‫عيشها‪ ,‬وأما الذي أخذ بقرنيها فهو يعال من عيشها ضيقا‪ ,‬وأما الذي أخذ بدنبها فقد أدبرت عنه‪ ,‬وأما‬
‫‪647‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الذي ركب ها ف قد ترك ها‪ ,‬وأ ما الذي يلب ها ف بخ بخ ذ هب ذلك ب ا‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت ح ت إذا انفرج ب‬
‫السبيل إذا أنا برجل يتح على قليب كلما أخرج دلوه صبه ف الوض فانساب الاء راجعا إل القليب‪,‬‬
‫قال‪ :‬هذا رجل رد ال عليه صال عمله فلم يقبله‪ ,‬قال‪ :‬ث أقبلت حت إذا انفرج ب السبيل إذا أنا برجل‬
‫يبذر بذرا في ستحصد فإذا حن طة طي بة‪ ,‬قال‪ :‬هذا ر جل ق بل ال صال عمله وأزكاه له‪ .‬قال‪ :‬ث أقبلت‬
‫حت إذا انفرج ب السبيل إذا أنا برجل مستلق على قفاه‪ ,‬قال‪ :‬يا عبد ال ادن من فخذ بيدي وأقعدن‪,‬‬
‫فوال ما قعدت م نذ خلق ن ال تعال‪ ,‬فأخذت بيده‪ ,‬فقام ي سعى ح ت ما أراه‪ ,‬فقال له الف ت هذاع مر‬
‫الب عد ن فد‪ ,‬أنا ملك الوت‪ ,‬وأنا الرأة ال ت أتتك أمر ن ال تعال بقبض روح الب عد ف هذا الكان‪ ,‬ث‬
‫أصيه إل نار جهنم‪ ,‬قال‪ :‬ففيه نزلت هذه الَية {وحيل بينهم وبي مايشتهون} الَية‪ ,‬هذا أثر غريب‬
‫و ف صحته ن ظر‪ ,‬وتن يل الَ ية عل يه و ف ح قه بع ن أن الكفار كل هم يتوفون وأرواح هم متعل قة بالياة‬
‫الدنيا‪ ,‬كما جرى لذا الغرور الفتون‪ ,‬ذهب يطلب مراده فجاءه ملك الوت فجأة بغتة وحيل بينه وبي‬
‫طططططططططططططططططططي‪.‬‬ ‫طططططططططططططططططططا يشتهط‬ ‫مط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬كما فعل بأشياعهم من قبل} أي كما جرى للمم الاضية الكذبة بالرسل لا جاءهم‬
‫بأس ال تنوا أن لو آمنوا فلم يقبطل منهطم {فلمطا رأوا بأسطنا قالوا آمنطا بال وحده وكفرنطا باط كنطا بطه‬
‫مشركي فلم يك ينفعهم إيانم لا رأوا بأسنا سنة ال الت قد خلت ف عباده وخسر هنالك الكافرون}‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إنم كانوا ف شك مريب} أي كانوا ف الدنيا ف شك ريبة‪ ,‬فلهذا ل يتقبل منهم‬
‫اليان ع ند معاينة العذاب‪ ,‬قال قتاده إيا كم وال شك والري بة‪ ,‬فإن من مات على شك ب عث عليه‪ ,‬و من‬
‫مات على يقيط بعطث عليطه‪ .‬آخطر تفسطي سطورة سطبأ وال سطبحانه وتعال الوفطق للصطواب‪.‬‬

‫طططططططططططططططططططططر‬
‫طططططططططططططططططططططورة فاطط‬
‫سط‬
‫وهطططططططططططططططططططي مكيطططططططططططططططططططة‬
‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫ع يَزِيدُ فِي‬‫ث وَ ُربَا َ‬


‫ح ٍة ّمْثنَ َى َوُثلَ َ‬
‫لِئكَةِ رُ ُسلً ُأوْلِيَ أَ ْجنِ َ‬
‫ت وَالرْضِ جَاعِ ِل الْ َم َ‬
‫حمْدُ للّهِ فَاطِ ِر السّمَاوَا ِ‬
‫** الْ َ‬
‫ط عََلىَ كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ‬‫الْخَلْقطططططططِ مَططططططا يَشَآءُ إِنطططططططّ اللّهطططططط َ‬

‫‪648‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن ماهد عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬كنت ل‬
‫أدري ما فاطر السموات والرض حت أتان أعربيان يتصمان ف بئر‪ ,‬فقال أحدها لصاحبه‪ :‬أنا فطرتا‬
‫أي بدأتاط‪ .‬وقال ابطن عباس رضطي ال عنهمطا أيضا {فاططر السطموات والرض} أي بديطع السطموات‬
‫والرض‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬كل شيء ف القرآن فاطر السموات والرض‪ ,‬فهو خالق السموات والرض‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬جاعل اللئكة رسلً} أي بينه وبي أنبيائه {أول أجنحة} أي يطيون با ليبلغوا ما أمروا‬
‫به سريعا {مث ن وثلث ورباع} أي من هم من له جناحان‪ ,‬ومن هم من له ثل ثة‪ ,‬ومن هم من له أرب عة‪,‬‬
‫ومنهم من له أكثر من ذلك‪ ,‬كما جاء ف الديث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى جبيل عليه‬
‫السلم ليلة السراء وله ستمائة جناح‪ ,‬بي كل جناحي كما بي الشرق والغرب‪ ,‬ولذا قال جل وعل‪:‬‬
‫{يزيد ف اللق ما يشاء إن ال على كل شيء قدير} قال السدي‪ :‬يزيد ف الجنحة وخلقهم ما يشاء‬
‫وقال الزهري وابن جريج ف قوله تعال‪{ :‬يزيد ف اللق ما يشاء} يعن حسنالصوت‪ ,‬رواه عن الزهري‬
‫البخاري ف الدب‪ ,‬وا بن أ ب حا ت ف تف سيه‪ ,‬وقرىء ف الشاذ {يز يد ف اللق} بالاء الهلة‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫حكِيمُ‬
‫ل مُرْسِلَ لَ ُه مِن َبعْدِ ِه َو ُهوَ اْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫ل مُمْسِكَ َلهَا َومَا يُمْسِكْ َف َ‬
‫س مِن رّحْ َمةٍ َف َ‬
‫** مّا َيفْتَحِ اللّهُ لِلنّا ِ‬
‫يب تعال أنه ما شاء كان‪ ,‬وما ل يشأ ل يكن‪ ,‬وأنه ل مانع لا أعطى ول معطي ول منع‪ .‬قال المام‬
‫أحد‪ :‬حدثنا علي بن عاصم‪ ,‬حدثنا مغية‪ ,‬أخبنا عامر عن وراد مول الغية بن شعبة قال‪ :‬إن معاوية‬
‫كتب إل الغية بن شعبة اكتب ل با سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فدعان الغية فكتبت‬
‫إل يه‪ :‬إ ن سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول إذا ان صرف من ال صلة «ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له‪ ,‬له اللك وله المد‪ ,‬وهو على كل شيء قدير‪ ,‬اللهم ل مانع لا أعطيت ول معطي لا منعت‬
‫ول ين فع ذا ال د م نك ال د» و سعته ين هى عن ق يل وقال‪ :‬وكثرة ال سؤالن وإضا عة الال‪ ,‬و عن وأد‬
‫البنات‪ ,‬وعقوق المهات‪ ,‬ومنع وهات‪ ,‬وأخرجاه من طرق عن ورّاد به‪ .‬وثبت ف صحيح م سلم عن‬
‫أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع‬
‫يقول‪« :‬سع ال ل ن حده‪ ,‬اللهم ربنا لك المد ملء السماء والرض‪ ,‬وملء ما شئت من شيء بعد‪,‬‬
‫الل هم أ هل الثناء وال جد‪ ,‬أ حق ما قال الع بد وكل نا لك ع بد‪ ,‬الل هم ل ما نع ل ا أعط يت ول مع طي ل ا‬
‫منعطت‪ ,‬ول ينفطع ذا الدط منطك الدط» وهذه الَيطة كقوله تبارك وتعال‪{ :‬وإن يسطسك ال بضطر فل‬

‫‪649‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كا شف له إل هو وإن يردك ب ي فل راد لفضله} ول ا نظائر كثية‪ .‬وقال المام مالك رح ة ال عل يه‪:‬‬
‫كان أبو هريرة رضي ال عنه إذا مطروا يقول‪ :‬مطرنا بنوء الفتح‪ ,‬ث يقرأ هذه الَية {ما يفتح ال للناس‬
‫من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم} ورواه ابن أب حات عن‬
‫يونطططططططس عطططططططن ابطططططططن وهطططططططب عنطططططططه‪.‬‬

‫** َيَأّيهَا النّاسُ اذْكُرُواْ ِنعْ َمةَ اللّ ِه عََليْكُ ْم هَ ْل مِ نْ خَالِ قٍ غَيْرُ اللّ ِه يَرْزُُقكُ ْم مّ َن السّمَآ ِء وَالرْ ضِ لَ إِلَـهَ إِ ّل‬
‫ُهوَ َفَأّنىَ ُتؤَْفكُونططططططططططططططططططططططططططططططططططططَ‬
‫ينبطه تعال عباده ويرشدهطم إل السطتدلل على توحيده فط إفراد العبادة له كمطا أنطه السطتقل باللق‬
‫والرزق‪ ,‬فكذلك فليفرد بالعبادة ول يشرك به غيه من الصنام والنداد والوثان‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ل‬
‫إله إل هطو فأنط تؤفكون} أي فكيطف تؤفكون بعطد هذا البيان‪ ,‬ووضوح هذا البهان‪ ,‬وأنتطم بعطد هذا‬
‫تعبدون النداد والوثان‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫ك َوإِلَى اللّ ِه تُرْجَعُ ا ُلمُورُ * َيَأّيهَا النّاسُ إِ ّن َوعْدَ اللّهِ حَقّ َف َ‬


‫ل‬ ‫** َوإِن ُيكَ ّذبُوكَ َفقَدْ ُك ّذبَتْ رُسُ ٌل مّن َقبْلِ َ‬
‫حيَاةُ ال ّدْنيَا وَ َل َيغُ ّرنّكُ ْم بِاللّ هِ الْغَرُورُ * إِ نّ الشّيْطَا نَ َلكُ ْم عَ ُدوّ فَاتّخِذُو هُ عَ ُدوّا ِإنّمَا يَ ْدعُو حِ ْزبَ هُ‬
‫َتغُ ّرنّكُ ُم الْ َ‬
‫طعِيِ‬ ‫ِليَكُونُوْا مِنطططططططططططْ أَصطططططططططططْحَابِ السطططططططططط ّ‬
‫ويقول تبارك وتعال‪ :‬وإِن يكذبوك يطا ممطد هؤلء الشركون بال ويالفوك فيمطا جئتهطم بطه مطن‬
‫التوحيطد‪ ,‬فلك فيمطن سطلف قبلك مطن الرسطل أسطوة‪ ,‬فإنمط كذلك جاؤوا قومهطم بالبينات وأمروهطم‬
‫بالتوح يد فكذبو هم وخالفو هم {وإل ال تر جع المور} أي و سنجزيهم على ذلك أو فر الزاء ث قال‬
‫تعال‪{ :‬يا أيها الناس إن وعد ال حق} أي العاد كائن ل مالة {فل تغرنكم الياة الدنيا} أي العيشة‬
‫الدنيئة بالن سبة إل ما أ عد ال لوليائه وأتباع ر سله من ال ي العظ يم‪ ,‬فل تتلهوا عن ذلك البا قي بذه‬
‫الزهرة الفانية {ول يغرنكم بال الغرور} وهو الشيطان قاله ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬أي ل يفتننكم‬
‫الشيطان ويصرفنكم عن اتباع رسل ال وتصديق كلماته‪ ,‬فإنه غرار كذاب أفاك‪ ,‬وهذه الَية كالَية الت‬
‫ف آ خر لقمان {فل تغرن كم الياة الدن يا ول يغرن كم بال الغرور} وقال مالك عن ز يد بن أ سلم هو‬
‫الشيطان‪ ,‬ك ما قال الؤمنون للمنافق ي يوم القيا مة ح ي يضرب {بين هم ب سور له باب باط نه ف يه الرح ة‬

‫‪650‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وظاهره من قبله العذاب ينادون م أل ن كن مع كم قالوا بلى ولكن كم فتن تم أنف سكم وترب صتم وارتب تم‬
‫ططططم بال الغرور}‬ ‫ططططر ال وغركط‬ ‫طططط جاء أمط‬ ‫طططط حتط‬ ‫ططططم المانط‬ ‫وغرتكط‬
‫ث بي تعال عداوة إبليس لبن آدم فقال‪{ :‬إن الشيطان لكم عدو فاتذوه عدوا} أي هو مبارز لكم‬
‫بالعداوة فعادوه أنتم أشد العداوة وخالفوه وكذبوه فيما يغركم به {إنا يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب‬
‫السعي} أي إنا يقصد أن يضلكم حت تدخلوا معه إل عذاب السعي‪ ,‬فهذا هو العدو البي ن سأل ال‬
‫القوي العز يز أن يعل نا أعداء الشيطان وأن يرزق نا اتباع كتاب ال‪ ,‬والقتفاء بطر يق ر سله‪ ,‬إ نه على ما‬
‫يشاء قد ير وبالجا بة جد ير‪ ,‬وهذه كقوله تعال‪{ :‬وإذ قل نا للملئ كة ا سجدوا لَدم ف سجدوا إل إبل يس‬
‫كان من الن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دون وهم لكم عدو بئس للظالي بدلً}‪.‬‬

‫** الّذِينَ َكفَرُواْ َلهُ ْم عَذَابٌ َشدِي ٌد وَالّذِينَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا الصّالِحَاتِ َلهُم ّم ْغفِ َرةٌ َوأَ ْجرٌ َكبِيٌ * أَفَمَن ُزيّ َن‬
‫ب َنفْسُكَ عََلْيهِمْ حَسَرَاتٍ إِنّ‬ ‫ل تَ ْذهَ ْ‬ ‫لَهُ ُسوَءَ عَ َملِهِ فَرَآهُ حَسَنا فَإِنّ اللّ َه يُضِ ّل مَن يَشَآ ُء َوَيهْدِي مَن يَشَآءُ َف َ‬
‫ططططططططا يَصطططططططططَْنعُونَ‬ ‫ط بِمَط‬ ‫ط عَلِيمطططططططط ٌ‬ ‫اللّهطططططططط َ‬
‫لا ذكر تعال أن أتباع إبليس مصيهم إل السعي‪ ,‬ذكر بعد ذلك أن الذين كفروا لم عذاب شديد‪,‬‬
‫لنم أطاعوا الشيطان وعصوا الرحن‪ ,‬وأن الذين آمنوا بال ورسله {وعملوا الصالات لم مغفرة} أي‬
‫لا كان منهم من ذنب {وأجر كبي} على ما عملوه من خي‪ .‬ث قال تعال‪{ :‬أفمن زين له سوء عمله‬
‫فرآه حسنا} يعن كالكفار والفجار يعملون أعمالً سيئة وهم ف ذلك يعتقدون ويسبون أنم يسنون‬
‫صنعا‪ ,‬أي أفمن كان هكذا قد أضله ال ألك فيه حيلة‪ ,‬لحيلة لك فيه {فإن ال يضل من يشاء ويهدي‬
‫من يشاء} أي بقدره كان ذلك {فل تذهب نفسك عليهم حسرات} أي ل تأسف على ذلك‪ ,‬فإن ال‬
‫حكيم ف قدره إنا يضل من يضل ويهدي من يهدي‪ ,‬لا له ف ذلك من الجة البالغة والعلم التام‪ ,‬ولذا‬
‫طططططططططنعون}‬ ‫ططططططططط يصط‬ ‫طططططططططم باط‬ ‫قال تعال‪{ :‬إن ال عليط‬
‫وقال ابن أب حات عند هذه الَية‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا ممد بن عوف المصي‪ ,‬حدثنا ممد بن كثي‬
‫عن الوزاعي عن يي بن أب عمرو السيبان أو ربيعة عن عبد ال بن الديلمي قال‪ :‬أتيت عبد ال بن‬
‫عمرو ر ضي ال عنه ما و هو ف حائط بالطائف يقال له الو هط‪ ,‬قال‪ :‬سعت ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم يقول‪« :‬إن ال تعال خلق خلقه ف ظلمة‪ ,‬ث ألقى عليهم من نوره‪ ,‬فمن أصابه من نوره يومئذ‬
‫ف قد اهتدى و من أخطأه م نه ضل‪ ,‬فلذلك أقول جف القلم على ما علم ال عز و جل» ث قال‪ :‬حدث نا‬

‫‪651‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ممد بن عبدة القزوين‪ ,‬حدثنا حسان بن حسان البصري‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن بشي‪ ,‬حدثنا يي بن معن‪,‬‬
‫حدثنا إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أب أوف رضي ال عنه قال‪ :‬خرج علينا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال «المدل الذي يهدي من الضللة‪ ,‬ويلبس الضللة على من أحب» وهذا‬
‫أيضا حديططططططططططططططططث غريططططططططططططططططب جدا‪.‬‬

‫س ْقنَاهُ إَِلىَ بََل ٍد ّميّ تٍ َفأَ ْحَييْنَا بِ هِ الرْ ضَ َبعْ َد َم ْوتِهَا كَذَلِ كَ‬
‫** وَاللّ ُه الّذِ يَ أَرْ سَلَ ال ّريَا حَ َفتُثِيُ َسحَابا فَ ُ‬
‫صعَ ُد اْلكَلِ مُ ال ّطيّ بُ وَاْلعَمَ ُل ال صّالِحُ َيرَْفعُ هُ وَالّذِي نَ‬
‫النّشُورُ * مَن كَا َن يُرِي ُد اْلعِ ّزةَ فَِللّ ِه الْعِ ّزةُ َجمِيعا إَِليْ ِه يَ ْ‬
‫ب ثُ ّم مِن نّ ْط َف ٍة ثُ مّ‬
‫ب شَدِي ٌد َو َمكْرُ ُأوَْلئِ كَ ُه َو يَبُورُ * وَاللّ هُ خََل َقكُ ْم مّن تُرَا ٍ‬ ‫سّيئَاتِ َلهُ ْم عَذَا ٌ‬ ‫يَ ْمكُرُو نَ ال ّ‬
‫ص مِ ْن عُ ُمرِ هِ إِلّ فِي‬ ‫َجعََلكُ مْ أَ ْزوَاجا َومَا تَحْ ِم ُل مِ نْ ُأنَْثىَ وَ َل َتضَ عُ إِ ّل ِبعِلْمِ ِه َومَا ُيعَمّ ُر مِن ّمعَمّ ٍر وَ َل يُنقَ ُ‬
‫ططططططِيٌ‬ ‫ط يَسط‬ ‫ططططط ِ‬ ‫ط عَلَى اللّهط‬ ‫ططططط َ‬ ‫ططططططّ ذَلِكط‬ ‫ططططططٍ إِنط‬ ‫ِكتَابط‬
‫كثيا ما ي ستدل تعال على العاد بإحيائه الرض ب عد موت ا‪ ,‬ك ما ف أول سورة ال ج ين به عباده أن‬
‫يعتبوا بذا على ذلك فإن الرض تكون ميتة هامدة ل نبات فيها‪ ,‬فإذا أرسل إليها السحاب تمل الاء‬
‫وأنزله عليهطا {اهتزت وربطت وأنبتطت مطن كطل زوج بيطج} كذلك الجسطاد إذا أراد ال تعال بعثهطا‬
‫ونشورها‪ ,‬أنزل من تت العرش مطرا يعم الرض جيعا‪ ,‬ونبتت الجساد ف قبورها كما تنبت البة ف‬
‫الرض ولذا جاء ف الصحيح «كل ابن آدم يبلى إل عجب الذنب‪ ,‬منه خلق ومنه يركب» ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬كذلك النشور} وتقدم ف الج حديث أب رزين قلت‪ :‬يا رسول ال كيف ييي ال الوتى ؟‬
‫وما آية ذلك ف خلقه ؟ قال صلى ال عليه وسلم «يا أبا رزين أما مررت بوادي قومك محلً ث مررت‬
‫بططه يهتططز خضرا» قلت‪ :‬بلى‪ ,‬قال صططلى ال عليططه وسططلم‪« :‬فكذلك ييططي ال الوتططى»‬
‫وقوله تعال‪{ :‬مطن كان يريطد العزة فلله العزة جيعا} أي مطن كان يبط أن يكون عزيزا فط الدنيطا‬
‫والخرة فليلزم طاعطة ال تعال‪ ,‬فإنطه يصطل له مقصطوده لن ال تعال مالك الدنيطا والخرة وله العزة‬
‫جيعا‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون الؤمني أيبتغون عندهم العزة فإن العزة‬
‫ل جيعا} وقال عطز وجطل‪{ :‬ول يزنطك قولمط‪ ,‬إن العزة ل جيعا} وقال جطل جلله {و ل العزة‬
‫ولرسوله وللمؤمني ولكن النافقي ل يعلمون} قال ماهد {من كان يريد العزة} بعبادة الوثان {فلله‬
‫العزة جيعا} وقال قتادة { من كان ير يد العزة فلله العزة جيعا} أي فليتعزز بطاعة ال عز و جل‪ ,‬وقيل‬
‫مطططن كان يريطططد علم العزة لنططط هطططي {فلله العزة جيعا} وحكاه ابطططن جريطططر‪.‬‬

‫‪652‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إل يه ي صعد الكلم الط يب} يع ن الذ كر والتلوة والدعاء‪ ,‬قاله غ ي وا حد من‬
‫السلف‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحسي‪ ,‬أخبن جعفر بن عون عن عبد الرحن بن‬
‫ع بد ال ال سعودي عن ع بد ال بن الخارق عن أب يه الخارق بن سليم قال‪ :‬قال ل نا ع بد ال هو ا بن‬
‫مسعود رضي ال عنه‪ :‬إذا حدثناكم بديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب ال تعال‪ ,‬إن العبد السلم‬
‫إذا قال سبحان ال وبمده والمد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أكب تبارك ال‪ ,‬أخذهن ملك فجعلهن تت‬
‫جناحه ث صعد بن إل السماء فل ير بن على جع من اللئكة إل واستغفروا لقائلهن حت ييء بن‬
‫و جه ال عز و جل‪ ,‬ث قرأ ع بد ال ر ضي ال ع نه {إل يه ي صعد الكلم الط يب والع مل ال صال يرف عه}‬
‫وحدث نا يعقوب بن إبراه يم ‪ ,‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬أخب نا سعيد الريري عن ع بد ال بن شق يق قال‪ :‬قال‬
‫كعب الحبار‪ :‬إن لسبحان ال‪ ,‬والمد ل‪ ,‬ول إله إل ال‪ ,‬وال أكب لدويا حول العرش كدوي النحل‬
‫يذكرن لصاحبهن والعمل الصال ف الزائن‪ ,‬وهذا إسناد صحيح إل كعب الحبار رحة ال عليه‪ ,‬وقد‬
‫روي مرفوعا‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا ابن ني‪ ,‬حدثنا موسى يعن ابن مسلم الطحان عن عون بن عبد ال عن أبيه أو‬
‫عن أخيه عن النعمان بن بشي رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬الذين يذكرون‬
‫مطن جلل ال مطن تسطبيحه وتكطبيه وتميده وتليله‪ ,‬يتعاطفطن حول العرش لنط دوي كدوي النحطل‪,‬‬
‫يذكرن بصاحبهن‪ ,‬أل يب أحدكم أن ل يزال له عند ال شيء يذكر به» وهكذا رواه ابن ماجه عن‬
‫أب بشر خلف عن يي بن سعيد القطان عن موسى بن أب عيسى الطحان‪ ,‬عن عون بن عبد ال بن‬
‫عتبطة بطن مسطعود عطن أبيطه أو عطن أخيطه‪ ,‬عطن النعمان بطن بشيط رضطي ال عنطه بطه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والعمل الصال يرفعه} قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنه ما‪ :‬الكلم‬
‫الطيب ذكر ال تعال‪ ,‬يصعد به إل ال عز وجل‪ ,‬والعمل الصال أداء الفريضة‪ ,‬فمن ذكر ال تعال ف‬
‫أداء فرائ ضه ح ل عمله وذ كر ال تعال به إل ال عز و جل‪ ,‬و من ذ كر ال تعال ول يؤد فرائ ضه رد‬
‫كل مه على عمله‪ ,‬فكان أول به‪ ,‬وكذا قال ما هد‪ :‬الع مل ال صال يرف عه الكلم الط يب‪ ,‬وكذا قال أ بو‬
‫العالية وعكرمة وإبراهيم النخعي والضحاك والسدي والربيع بن أنس وشهر بن حوشب وغي واحد‪.‬‬
‫وقال إياس بن معاوية القاضي‪ ,‬لول العمل الصال ل يرفع الكلم‪ .‬وقال السن وقتادة‪ :‬ل يقبل قول إل‬
‫بعمطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬والذين يكرون السيئات} قال ماهد وسعيد بن جبي وشهر بن حوشب‪ :‬هم الراؤون‬
‫بأعمال م‪ ,‬يع ن يكرون بالناس يوهون أن م ف طا عة ال تعال‪ ,‬و هم بغضاء إل ال عز و جل يراؤون‬
‫‪653‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بأعمالم {ول يذكرون ال إل قليلً} وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬هم الشركون‪ ,‬والصحيح أنا‬
‫عا مة‪ ,‬والشركون داخلون بطر يق الول‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ل م عذاب شد يد وم كر أولئك هو يبور}‬
‫أي يفسد ويبطل ويظهر زيفهم عن قريب لول البصائر والنهى‪ ,‬فإنه ما أسر أحدٌ سريرة إل أبداها ال‬
‫تعال على صفحات وجهه وفلتات لسانه‪ ,‬وما أسر أحد سريرة إل كساه ال تعال رداءها إن خيا فخي‬
‫وإن شرا فشطر‪ ,‬فالرائي ل يروج أمره ويسطتمر إل على غطب‪ ,‬أمطا الؤمنيط التفرسطون فل يروج ذلك‬
‫عليهططم‪ ,‬بططل ينكشططف لمطط عططن قريططب وعال الغيططب ل تفططى عليططه خافيططة‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وال خلقكم من تراب ث من نطفة} أي ابتدأ خلق أبيكم من تراب‪ ,‬ث جعل‬
‫ن سله من سللة من ماء مه ي { ث جعل كم أزواجا} أي ذكرا وأن ثى‪ ,‬لطفا م نه ورح ة أن ج عل ل كم‬
‫أزواجا من جنسكم لتسكنواإليها‪ .‬وقوله عز وجل‪{ :‬وما تمل من أنثى ول تضع إل بعلمه} أي هو‬
‫عال بذلك ل يفى عليه من ذلك شيء بل {ما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة ف ظلمات الرض‬
‫ول ر طب ول يا بس إل ف كتاب مبي} و قد تقدم الكلم على قوله تعال‪ { :‬ال يعلم ما ت مل كل‬
‫أنثطى ومطا تغيطص الرحام ومطا تزداد وكطل شيطء عنده بقدار عال الغيطب والشهادة الكطبي التعال}‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬وما يعمّر من معمر ول ينقص من عمره إل ف كتاب} أي ما يعطي بعض النطف‬
‫من العمر الطويل يعلمه وهو عنده ف الكتاب الول {وما ينقص من عمره} الضمي عائد على النس ل‬
‫على العي‪ ,‬لن الطويل العمر ف الكتاب وف علم ال تعال ل ينقص من عمره‪ ,‬وإنا عاد الضمي على‬
‫النس قال ابن جرير‪ :‬وهذا كقولم عندي ثوب ونصفه أي هو ونصف ثوب آخر‪ ,‬وروي من طريق‬
‫العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل ف‬
‫كتاب إن ذلك على ال يسي} يقول‪ :‬ليس أحد قضيت له بطول العمر والياة إل وهو بالغ ما قدرت له‬
‫من العمر وقد قضيت ذلك له‪ ,‬فإنا ينتهي إل الكتاب الذي قدرت ل يزاد عليه‪ ,‬وليس أحد قدرت له‬
‫أ نه ق صي الع مر والياة ببالغ الع مر‪ ,‬ول كن ينت هي إل الكتاب الذي كت بت له‪ ,‬فذلك قوله تعال‪{ :‬ول‬
‫ين قص من عمره إل ف كتاب إن ذلك على ال ي سي} يقول‪ :‬كل ذلك ف كتاب عنده‪ ,‬وهكذا قال‬
‫الضحاك بططططططططططططططططططن مزاحططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقال ع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم عن أب يه {ول ين قص من عمره إل ف كتاب} قال‪ :‬ما لف ظت‬
‫الرحام من الولد من غي تام وقال عبد الرحن ف تفسيها‪ :‬أل ترى الناس يعيش النسان مائة سنة‬
‫وآخر يوت حي يولد فهذا هذا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬والذي ينقص من عمره فالذي يوت قبل ستي سنة‪ .‬وقال‬
‫ماهد {وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل ف كتاب} أي ف بطن أمه يكتب له ذلك ل يلق‬
‫‪654‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫على عمر واحد‪ ,‬بل لذا عمر‪ ,‬ولذا عمر هو أنقص من عمره‪ .‬فكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ‪,‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬بل معناه {وما يعمر من معمر} أي ما يكتب من الجل {ول ينقص من عمره} وهو‬
‫ذهابه قليلً قليلً‪ ,‬الميع معلوم عند ال تعال سنة بعد سنة‪ ,‬وشهرا بعد شهر‪ ,‬وجعة بعد جعة‪ ,‬ويوما‬
‫بعد يوم‪ ,‬وساعة بعد ساعة‪ ,‬الميع مكتوب عند ال تعال ف كتابه‪ ,‬نقله ابن جرير عن أب مالك‪ ,‬وإليه‬
‫ذهططب السططدي وعطاء الراسططان‪ ,‬واختار ابططن جريططر الول‪ ,‬وهططو كمططا قال‪.‬‬
‫وقال النسائي عند تفسي هذه الَية الكرية‪ :‬حدثنا أحد بن يي بن أب زيد بن سليمان قال‪ :‬سعت‬
‫ابن وهب يقول‪ :‬حدثن يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من سره أن يبسط له ف رزقه وينسأ له ف أثره فليصل رحه»‪ .‬وقد رواه‬
‫ططه‪.‬‬ ‫ططد اليلي بط‬ ‫ططن يزيط‬ ‫ططس بط‬ ‫ططث يونط‬ ‫ططن حديط‬ ‫ططو داود مط‬ ‫ططلم وأبط‬‫البخاري ومسط‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا علي بن ال سي‪ ,‬حدث نا الول يد بن الول يد بن ع بد اللك بن عب يد ال أ بو‬
‫سرح‪ ,‬حدثنا عثمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد ال عن عمه أب مشجعة بن ربعي عن أب الدرداء‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬ذكرنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬إن ال تعال ل يؤخر نفسا إذا‬
‫جاء أجلها‪ ,‬وإنا زيادة العمر بالذرية الصالة يرزقها العبد‪ ,‬فيدعون له من بعده فيلحقه دعاؤهم ف قبه‪,‬‬
‫فذلك زيادة العمر»‪ .‬وقوله عز وجل‪{ :‬إن ذلك على ال يسي} أي سهل عليه‪ ,‬يسي لديه علمه بذلك‬
‫وبتفصطيله فط جيطع ملوقاتطه‪ ,‬فإن علمطه شامطل للجميطع‪ ,‬ل يفطى عليطه شيطء منهطا‪.‬‬

‫ج َومِن كُ ّل َتأْكُلُو نَ لَحْما‬


‫حرَا ِن هَـذَا عَذْ بٌ ُفرَا تٌ سَآئِغٌ َشرَابُ ُه َوهَـذَا مِلْ حٌ أُجَا ٌ‬ ‫سَتوِي اْلبَ ْ‬
‫** َومَا يَ ْ‬
‫ُونط‬
‫ُمط تَشْكُر َ‬ ‫ِهط وََلعَّلك ْ‬
‫ِيهط َموَا ِخرَ ِلَتبَْتغُوْا م ِن َفضْل ِ‬
‫ْكط ف ِ‬
‫َسطتَخْرِجُونَ ِح ْلَيةً تَ ْلبَسطُونَهَا َوتَرَى اْلفُل َ‬
‫طَ ِريّا َوت ْ‬
‫يقول تعال منبها على قدر ته العظي مة ف خل قه لشياء الختل فة خلق البحر ين العذب الزلل ‪ ,‬و هو‬
‫هذه النار ال سارحة ب ي الناس من كبار و صغار ب سب الا جة إلي ها ف القال يم والم صار والعمران‬
‫والباري والقفار‪ ,‬وهي عذبة سائغ شرابا لن أراد ذلك {وهذا ملح أجاج} أي مر وهو البحر الساكن‬
‫الذي ت سي ف يه ال سفن الكبار‪ ,‬وإن ا تكون مال ة زعافا مرة‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬وهذا ملح أجاج} أي مر‪ .‬ث‬
‫قال تعال‪{ :‬ومن كل تأكلون لما طريا} يعن السمك {وتستخرجون حلية تلبسونا} كما قال عز‬
‫وجططططططل‪{ :‬يرج منهططططططا اللؤلؤ والرجان فبأي آلء ربكمططططططا تكذبان}‬

‫‪655‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله جل وعل‪{ :‬وترى الفلك ف يه موا خر} أي تخره وتش قه بيزوم ها و هو مقدم ها ال سنم الذي‬
‫يشبه جؤجؤ الطي وهو صدره‪ ,‬وقال ماهد‪ :‬تخر الريح السفن ول يخر الريح من السفن إل العظام‬
‫وقوله جطل وعل‪{ :‬لتبتغوا مطن فضله} أي بأسطفاركم بالتجارة مطن قططر إل قططر وإقليطم إل إقليطم‬
‫{ولعلكم تشكرون} أي تشكرون ربكم على تسخيه لكم هذا اللق العظيم‪ ,‬وهو البحر‪ ,‬تتصرفون فيه‬
‫كيف شئتم‪ ,‬تذهبون أين أردت‪ ,‬ول يتنع عليكم شيء منه‪ ,‬بل بقدرته قد سخر لكم ما ف السموات‬
‫طططططه‪.‬‬ ‫طططططن فضله ورحتط‬ ‫طططططع مط‬ ‫ططططط الرض‪ ,‬الميط‬ ‫طططططا فط‬ ‫ومط‬

‫س وَاْلقَمَرَ كُ ّل َيجْرِي ل َج ٍل مّ سَمّى ذَِلكُ ُم‬‫** يُولِ ُج الّْليْلَ فِي الّنهَا ِر َويُولِ ُج الّنهَارَ فِي الّْليْ ِل وَ سَخّرَ الشّمْ َ‬
‫ك وَالّذِي َن تَ ْدعُو َن مِن دُونِ ِه مَا يَمِْلكُو نَ مِن قِ ْطمِيٍ * إِن تَ ْدعُوهُ مْ َل يَ سْ َمعُواْ ُدعَآءَكُ مْ‬ ‫اللّ هُ َرّبكُ مْ لَ ُه الْمُلْ ُ‬
‫ط ِمثْلُ َخبِيٍ‬
‫ط َوَيوْمطَ اْل ِقيَا َمةِ َي ْكفُرُونطَ بِشِرْكِططكُ ْم وَ َل ُيَنبّئُك َ‬ ‫طتَجَابُواْ َلكُم ْ‬ ‫وََلوْ سطَ ِمعُواْ مَطا اس ْ‬
‫وهذا أيضا من قدرته التامة وسلطانه العظيم ف تسخيه الليل بظلمه‪ ,‬والنهار بضيائه‪ ,‬ويأخذ من طول‬
‫هذا فيزيده ف قصر هذا فيعتدلن‪ ,‬ث يأخذ من هذا ف هذا‪ ,‬فيطول هذا ويقصر هذا‪ ,‬ث يتقارضان صيفا‬
‫وشتاء {وسطخر الشمطس والقمطر} أي والنجوم السطيارات‪ ,‬والثوابطت الثاقبات‪ ,‬بأضوائهطن أجرام‬
‫ال سموات‪ ,‬الم يع ي سيون بقدار مع ي‪ ,‬وعلى منهاج مق نن مرر‪ ,‬تقديرا من عز يز عل يم { كل يري‬
‫لجل مسمى} أي إل يوم القيامة {ذلكم ال ربكم} أي الذي فعل هذا هو الرب العظيم الذي ل إله‬
‫غيه {والذين تدعون من دونه} أي من الصنام والنداد الت هي على صورة من تزعمون من اللئكة‬
‫القربي {ما يلكون من قطمي} قال ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وعكرمة وعطاء وعطية العوف‬
‫وال سن وقتاده وغي هم‪ :‬القطم ي هو اللفا فة ال ت تكون على نواة التمرة‪ ,‬أي ل يلكون من ال سموات‬
‫ططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬ ‫والرض شيئا ول بقدار هذا القطميط‬
‫ثط قال تعال‪{ :‬إن تدعوهطم ل يسطمعوا دعاءكطم} يعنط الَلةط التط تدعوناط مطن دون ال ل تسطمع‬
‫دعاءكم‪ ,‬لنا جاد ل أرواح فيها‪{ ,‬ولو سعوا ما استجابوا لكم} أي ل يقدرون على شيء ما يطلبون‬
‫منها {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} أي يتبؤون منكم‪ ,‬كما قال تعال‪{ :‬ومن أضل من يدعو من‬
‫دون ال من ل ي ستجيب له إل يوم القيا مة و هم عن دعائ هم غافلون وإذا ح شر الناس كانوا ل م أعداء‬
‫وكانوا بعبادتمط كافريطن} وقال تعال‪{ :‬واتذوا مطن دون ال آلةط ليكونوا لمط عزا كل سطيكفرون‬

‫‪656‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بعبادت م ويكونون علي هم ضدا}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ول ينبئك م ثل خبي} أي ول ي بك بعوا قب المور‬
‫ومآل ا و ما ت صي إل يه م ثل خبي ب ا‪ .‬قال قتادة‪ :‬يع ن نف سه تبارك وتعال‪ ,‬فإ نه أ خب بالوا قع ل مالة‪.‬‬

‫ت بِخَ ْل قٍ جَدِيدٍ *‬ ‫شأْ يُ ْذ ِهْبكُط ْم َوَيأْ ِ‬


‫** َيَأّيهَا النّا سُ أَنتُ مُ الْ ُفقَرَآءُ إِلَى اللّ ِه وَاللّ ُه ُه َو الْ َغنِ ّي الْحَمِيدُ * إِن يَ َ‬
‫حمَ ْل ِمنْ هُ َشيْءٌ‬ ‫ع ُمْثقََلةٌ إَِلىَ ِحمْلِهَا َل يُ ْ‬‫ى َوإِن تَدْ ُ‬‫ك عَلَى اللّ ِه ِبعَزِيزٍ * وَ َل تَزِ ُر وَازِ َرٌة وِزْرَ ُأخْرَ َ‬ ‫وَمَا ذَلِ َ‬
‫لةَ َومَن تَزَ ّكىَ فَِإنّمَا َيتَزَ ّكىَ ِلَنفْ سِهِ‬
‫صَ‬ ‫شوْ نَ َرّبهُ ْم بِاْلغَيْ بِ َوأَقَامُوْا ال ّ‬
‫وََلوْ كَا نَ ذَا قُ ْرَبىَ ِإنّمَا تُنذِ ُر الّذِي َن يَخْ َ‬
‫ط الْمَصططططططططططططططططططِيُ‬ ‫َوإِلَى اللّهططططططططططططططططط ِ‬
‫يب تعال بغناه عما سواه‪ ,‬وبافتقار الخلوقات كلها وتذللها بي يديه‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬يا أيهاالناس أنتم‬
‫الفقراء إل ال} أي هم متاجون إل يه ف ج يع الركات وال سكنات‪ ,‬و هو تعال الغ ن عن هم بالذات‪,‬‬
‫ولذا قال عز وجل‪{ :‬وال هو الغن الميد} أي هو النفرد بالغن وحده ل شريك له‪ ,‬وهو الميد ف‬
‫ج يع ما يفعله ويقوله ويقدره ويشر عه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ي شأ يذهب كم ويأت بلق جد يد} أي لو شاء‬
‫لذهب كم أي ها الناس وأ تى بقوم غي كم‪ ,‬و ما هذا عل يه ب صعب ول مت نع‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬و ما ذلك‬
‫على ال بعزيططططططططططططططططططططططططططططططططططططز}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول تزر وازرة وزر أخرى} أي يوم القيامطة {وإن تدع مثقلةٌ إل حلهطا} أي وإن تدع‬
‫نفس مثقلة بأوزارها إل أن تساعد على حل ما عليها من الوزار أو بعضه {ل يمل منه شيء ولو كان‬
‫ذا قرب} أي وإن كان قريبا إليها حت ولو كان أباها أو ابنها‪ ,‬كل مشغول بنفسه وحاله‪ .‬قال عكرمة‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬وإن تدع مثقلة إل حلها} الَية‪ ,‬قال هو الار يتعلق باره يوم القيامة‪ ,‬فيقول‪ :‬يا رب‬
‫سل هذا ل كان يغلق بابه دون‪ ,‬وإن الكافر ليتعلق بالؤمن يوم القيامة‪ ,‬فيقول له‪ :‬يا مؤمن إن ل عندك‬
‫يدا قد عرفت كيف كنت لك ف الدنيا وقد احتجت إليك اليوم‪ ,‬فل يزال الؤمن يشفع له عند ربه حت‬
‫يرده إل منل دون منله‪ ,‬وهو ف النار‪ ,‬وإن الوالد ليتعلق بولده يوم القيامة فيقول‪ :‬يا بن أي والد كنت‬
‫لك‪ ,‬فيثن خيا‪ ,‬فيقول له‪ :‬يا بن إن قد احتجت إل مثقال ذرة من حسناتك أنو با ما ترى‪ ,‬فيقول له‬
‫ولده‪ :‬يا أبت ما أيسر ما طلبت‪ ,‬ولكن أتوف مثلما تتخوف‪ ,‬فل أستطيع أن أعطيك شيئا‪ ,‬ث يتعلق‬
‫بزوجته فيقول‪ :‬يا فلنة‪ ,‬أو يا هذه أي زوج كنت لك ؟ فتثن خيا‪ ,‬فيقول لا‪ :‬إن أطلب إليك حسنة‬
‫واحدة تبينها ل لعلي أن و ب ا م ن تر ين‪ ,‬قال‪ :‬فتقول‪ :‬ما أي سر ما طل بت‪ ,‬ولك ن ل أط يق أن أعط يك‬
‫شيئا‪ ,‬إ ن أتوف م ثل الذي تتخوف‪ .‬يقول ال تعال‪{ :‬وإن تدع مثقلة إل حل ها} الَ ية‪ ,‬ويقول تبارك‬

‫‪657‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وتعال‪{ :‬ل يزي والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده شيئا} ويقول تعال‪{ :‬يوم يفر الرء من‬
‫أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه} رواه ابن أب حات رحه ال عن أب‬
‫طه‪.‬‬‫طة بط‬
‫طن عكرمط‬ ‫طن أبان عط‬
‫طم بط‬ ‫طن الكط‬ ‫طر عط‬‫طن عمط‬ ‫طص بط‬ ‫طن حفط‬ ‫طد ال الطهران ط عط‬ ‫عبط‬
‫ث قال تبارك وتعال‪{ :‬إنا تنذر الذين يشون ربم بالغيب وأقاموا الصلة} أي إنا يتعظ با جئت به‬
‫أولو البصائر والنّهى‪ ,‬الائفون من رب م‪ ,‬الفاعلون ما أمر هم به {ومن تز كى فإنا يتزكى لنف سه} أي‬
‫و من ع مل صالا فإن ا يعود نف عه على نف سه {وإل ال ال صي} أي وإل يه الر جع والآب‪ ,‬و هو سريع‬
‫السطططاب‪ ,‬وسطططيجزي كطططل عامطططل بعمله إن خيا فخيططط‪ ,‬وإن شرا فشطططر‪.‬‬

‫ستَوِي‬‫ت وَلَ النّورُ * وَلَ الظّ ّل وَ َل الْحَرُورُ * َومَا يَ ْ‬ ‫سَتوِي العْ َمىَ وَاْلبَ صِيُ * وَلَ الظّلُمَا ُ‬ ‫** َومَا يَ ْ‬
‫ت بِمُ سْ ِم ٍع مّن فِي اْل ُقبُورِ * إِ نْ أَن تَ إِ ّل نَذِيرٌ * ِإنّآ‬
‫ال ْحيَآءُ وَ َل المْوَا تُ إِ نّ اللّ َه يُ سْمِ ُع مَن يَشَآ ُء َومَآ أَن َ‬
‫ح ّق بَشِيا َونَذِيرا َوإِن مّنْ ُأمّةٍ إِلّ َخلَ فِيهَا نَذِيرٌ * َوإِن ُيكَ ّذبُوكَ َفقَدْ كَذّبَ الّذِينَ مِن َقْبِلهِمْ‬ ‫أَرْسَ ْلنَاكَ بِالْ َ‬
‫َانط َنكِيِ‬
‫ْفط ك َ‬‫ِينط َكفَرُواْ َف َكي َ‬
‫ْتط الّذ َ‬ ‫ُمط أَخَذ ُ‬ ‫َابط الْ ُمنِيِ * ث ّ‬
‫َاتط َوبِال ّزبُ ِر َوبِاْلكِت ِ‬
‫ُسطُلهُم بِالَْبّين ِ‬
‫ُمط ر ُ‬ ‫جَآ َءْته ْ‬
‫يقول تعال‪ :‬ك ما ل ت ستوي هذه الشياء التباي نة الختل فة كالع مى والب صي ل ي ستويان‪ ,‬بل بينه ما‬
‫فرق وبون كث ي‪ ,‬وك ما ل ت ستوي الظلمات ول النور ول ل ظل ول الرور‪ ,‬كذلك ل ت ستوي الحياء‬
‫ول الموات‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬أو من كان ميتا فأحيييناه وجعلنا له نورا يشي به ف الناس كمن ف مثله‬
‫الظلمات ل يس بارج من ها} وقال عز و جل‪{ :‬م ثل الفريق ي كالع مى وال صم والب صي وال سميع هل‬
‫يستويان مثلً} فالؤمن بصي سيع ف نور يشي على صراط مستقيم ف الدنيا والَخرة حت يستقر به‬
‫الال ف النات ذات الظلل والعيون‪ ,‬والكافر أعمى وأصم ف ظلمات يشي ل خروج له منها‪ ,‬بل هو‬
‫يتيه ف غيه وضلله ف الدنيا والَخرة حت يفضي به ذلك إل الرور والسموم والميم‪ ,‬وظل من يموم‬
‫ل بارد ول كريطططططططططططططططططططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن ال يسمع من يشاء} أي يهديهم إل ساع الجة وقبولا والنقياد لا‪{ .‬وما أنت‬
‫بسمع من ف القبور} أي كما ل ينتفع الموات بعد موتم وصيورتم إل قبورهم وهم كفار بالداية‬
‫والدعوة إليهطا‪ ,‬كذلك هؤلء الشركون الذيطن كتطب عليهطم الشقاوة ل حيلة لك فيهطم ول تسطتطيع‬
‫هدايتهم {إن أنت إل نذير} أي إنا عليك البلغ والنذار‪ ,‬وال يضل من يشاء ويهدي من يشاء‪{ ,‬إنا‬
‫أرسلناك بالق بشيا ونذيرا} أي بشيا للمؤمني ونذيرا للكافرين‪{ ,‬وإن من أمة إل خل فيها نذير}‬

‫‪658‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أي و ما من أ مة خلت من ب ن آدم إل و قد ب عث ال تعال إلي هم النذر‪ ,‬وأزاح عن هم العلل‪ ,‬ك ما قال‬
‫تعال‪{ :‬إنا أنت منذر ولكل قوم هاد} وكما قال تعال‪{ :‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال‬
‫واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى ال ومنهم من حقت عليه الضللة} الَية‪ ,‬والَيات ف هذا كثية‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وإن يكذبوك فقطد كذب الذيطن مطن قبلهطم جاءتمط رسطلهم بالبينات} وهطي‬
‫العجزات الباهرات والدلة القاطعات {وبالزبر} وهي الكتب {وبالكتاب الني} أي الواضح البي {ث‬
‫أخذت الذ ين كفروا} أي و مع هذا كله كذب أولئك ر سلهم في ما جاؤو هم به‪ ,‬فأخذت م أي بالعقاب‬
‫والنكال {فكيطف كان نكيط} أي فكيطف رأيطت إنكاري عليهطم عظيما شديدا بليغا‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫جبَالِ جُ َد ٌد بِيضٌ وَ ُحمْ ٌر‬


‫ختَلِفا أَْلوَاُنهَا َومِ َن الْ ِ‬
‫** أَلَ ْم تَرَ أَنّ اللّ َه أنَ َز َل مِ َن السّمَآ ِء مَآءً َفأَخْرَ ْجنَا بِ ِه ثَمَرَاتٍ مّ ْ‬
‫ختَلِ فٌ أَْلوَانُ هُ كَذَلِ كَ إِنّمَا يَخْشَى اللّ هَ‬
‫ختَلِ فٌ أَْلوَاُنهَا َوغَرَابِي بُ سُودٌ * َومِ نَ النّا سِ وَال ّدوَآ بّ وَالْنعَا مِ ُم ْ‬ ‫مّ ْ‬
‫ط عَزِي ٌز َغفُورٌ‬
‫ط ِعبَادِهطططططططِ اْلعُلَمَاءُ إِنطططططططّ اللّهطططططط َ‬ ‫مِنطططططط ْ‬
‫يقول تعال منبها على كمال قدر ته ف خل قه الشياء التنو عة الختل فة من الش يء الوا حد‪ ,‬و هو الاء‬
‫الذي ينله من السماء‪ ,‬يرج به ثرات متلفا ألوانا من أصفر وأحر وأخضر وأبيض إل غي ذلك من‬
‫ألوان الثمار‪ ,‬ك ما هو الشا هد من تنوع ألوان ا وطعوم ها وروائح ها‪ ,‬ك ما قال تعال ف الَ ية الخرى‪:‬‬
‫{وف الرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونيل صنوان وغي صنوان يسقى باء واحد‬
‫ونفضطططل بعضهطططا على بعطططض فططط الكطططل إن فططط ذلك لَيات لقوم يعقلون}‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬ومطن البال جدد بيطض وحرط متلف ألواناط} أي وخلق البال كذلك متلفطة‬
‫اللوان‪ ,‬كما هو الشاهد أيضا من بيض وحر‪ ,‬وف بعضها طرائق وهي الدد جع جدة‪ ,‬متلفة اللوان‬
‫أيضا قال ابطن عباس رضطي ال عنهمطا‪ :‬الدد الطرائق‪ ,‬وكذا قال أبطو مالك والسطن وقتاده والسطدي‪,‬‬
‫ومنها غرابيب سود‪ .‬قال عكرمة‪ :‬الغرابيب البال الطوال السود‪ ,‬وكذا قال أبو مالك وعطاء الراسان‬
‫وقتادة‪ :‬وقال ابن جرير‪ :‬والعرب إذا وصفوا السود بكثرة السواد قالوا‪ :‬أسود غربيب‪ ,‬ولذا قال بعض‬
‫الفسرين ف هذه الَية‪ :‬هذا من القدم والؤخر ف قوله تعال‪{ :‬وغرابيب سود} أي سود غرابيب‪ ,‬وفيما‬
‫قاله نظطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و من الناس والدواب والنعام متلف ألوا نه كذلك} أي كذلك اليوانات من النا سي‬
‫والدواب‪ ,‬وهو كل ما دب على القوائم‪ ,‬والنعام‪ ,‬من باب عطف الاص على العام كذلك هي متلفة‬

‫‪659‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أيضا‪ ,‬فالناس منهم بربر وحبوش وطماطم ف غاية السواد وصقالبة وروم ف غاية البياض‪ ,‬والعرب بي‬
‫ذلك والنود دون ذلك‪ ,‬ولذا قال تعال ف الَ ية الخرى‪{ :‬واختلف أل سنتكم وألوان كم إن ف ذلك‬
‫لَيات للعالي} وكذلك الدواب والنعام متلفة اللوان حت ف النس الواحد بل النوع الواحد منهن‬
‫متلف اللوان‪ ,‬بل اليوان الواحد يكون أبلق فيه من هذا اللون وهذا اللون‪ ,‬فتبارك ال أحسن الالقي‪.‬‬
‫وقد قال الافظ أبو بكر البزارف مسنده‪ :‬حدثنا الفضل بن سهل‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عمر بن أبان بن‬
‫صال‪ ,‬حدثنا زياد بن عبد ال عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال‪ :‬جاء ر جل إل ال نب صلى ال عل يه و سلم فقال‪ :‬أي صبغ ر بك ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن عم‬
‫ل وموقوفا‪ ,‬وال أعلم‪ .‬ولذا قال تعال بعد هذا‪{ :‬إنا‬ ‫صبغا ل ينفض أحر وأصفر وأبيض» وروي مرس ً‬
‫ي شى ال من عباده العلماء} أي إن ا يشاه حق خشي ته العلماء العارفون به‪ ,‬ل نه كل ما كا نت العر فة‬
‫للعظ يم القد ير العل يم الو صوف ب صفات الكمال النعوت بال ساء ال سن‪ ,‬كل ما كا نت العر فة به أ ت‬
‫والعلم بططططه أكمططططل كانططططت الشيططططة له أعظططططم وأكثططططر‪.‬‬
‫قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ف قوله تعال‪{ :‬إن ا ي شى ال من عباده العلماء} قال‪ :‬الذ ين‬
‫يعلمون أن ال على كل ش يء قد ير وقال ا بن لي عة عن ا بن أ ب عمرة عن عكر مة عن ا بن عباس قال‪:‬‬
‫العال بالرح ن من عباده من ل يشرك به شيئا‪ ,‬وأ حل حلله وحرم حرا مه‪ ,‬وح فظ و صيته وأي قن أ نه‬
‫ملقيه وماسب بعمله‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬الشية هي ال ت تول بي نك وب ي مع صية ال عز و جل‪.‬‬
‫وقال السن البصري‪ :‬العال من خشي الرحن بالغيب‪ ,‬ورغب فيما رغب ال فيه‪ ,‬وزهد فيما سخط ال‬
‫فيططه‪ ,‬ثطط تل السططن {إناطط يشططى ال مططن عباده العلماء إن ال عزيططز غفور}‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي ال عنه أنه قال‪ :‬ليس العلم عن كثرة الديث‪ ,‬ولكن العلم عن كثرة الشية‪.‬‬
‫وقال أحد بن صال الصري عن ابن وهب عن مالك قال‪ :‬إن العلم ليس بكثرة الرواية‪ ,‬وإنّما العلم نور‬
‫يعله ال ف القلب‪ .‬قال أح د بن صال ال صري‪ :‬معناه أن الش ية ل تدرك بكثرة الروا ية‪ ,‬وإن ا العلم‬
‫الذي فرض ال عز وجل أن يتبع‪ ,‬فإنا هو الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة رضي ال عنهم ومن‬
‫بعدهم من أئمة السلمي‪ ,‬فهذا‪ ,‬ل يدرك إل بالرواية‪ ,‬ويكون تأويل قوله‪ :‬نور يريد به فهم العلم ومعرفة‬
‫معانيه‪ .‬وقال سفيان الثوري عن أب حيان التيمي عن رجل قال‪ :‬كان يقال العلماء ثلثة‪ :‬عال بال‪ ,‬عال‬
‫بأمطر ال‪ ,‬وعال بال ليطس بعال بأمطر ال‪ ,‬وعال بأمطر ال‪ ,‬ليطس بعال بال‪ ,‬فالعال بال وبأمطر ال الذي‬
‫يشطى ال تعال ويعلم الدود والفرائض‪ ,‬والعال بال ليطس بعال بأمطر ال الذي يشطى ال ول يعلم‬

‫‪660‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الدود ول الفرائض‪ ,‬والعال بأمطر ال ليطس العال بال الذي يعلم الدود والفرائض ول يشطى ال عطز‬
‫وجطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططل‪.‬‬

‫لِنَيةً يَ ْرجُونَ تِجَا َرةً لّن تَبُورَ *‬


‫صلَ َة َوأَن َفقُوْا مِمّا رَزَ ْقنَاهُمْ سِرّا َوعَ َ‬
‫** ِإ ّن الّذِينَ َيتْلُونَ ِكتَابَ اللّ ِه َوأَقَامُواْ ال ّ‬
‫ط َغفُورٌ َشكُورٌ‬ ‫طططن َفضْلِهططططِ ِإنّهططط ُ‬ ‫طططم مّط‬ ‫ط َويَزِيدَهُط‬ ‫ِلُيوَفَّيهُمططططْ أُجُو َرهُمططط ْ‬
‫يب تعال عن عباده الؤمني الذين يتلون كتابه ويؤمنون به‪ ,‬ويعملون با فيه من إقام الصلة والنفاق‬
‫ما رزقهم ال تعال ف الوقات الشروعة ليلً ونارا‪ ,‬سرا وعلنية {يرجون تارة لن تبور} أي يرجون‬
‫ثوابا عند ال ل بد من حصوله‪ ,‬كما قدمنا ف أول التفسي عند فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه‪ :‬إن كل‬
‫تاجر من وراء تارته وإنك اليوم من وراء كل تارة‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من‬
‫فضله} أي ليوفيهطم ثواب مطا عملوه ويضاعفطه لمط بزيادات ل تططر لمط {إنطه غفور} أي لذنوبمط‬
‫{شكور} للقليل من أعمالم قال قتادة‪ :‬كان مطرف رحه ال إذا قرأ هذه الية يقول‪ :‬هذه آية القراء‪.‬‬
‫قال المام أح د‪ :‬حدث نا أ بو ع بد الرح ن‪ ,‬حدثناحيوة‪ ,‬حدث نا سال بن غيلن قال‪ :‬إ نه سع دراجا أ با‬
‫السمح يدث عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬إنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫«إن ال تعال إذا رضي عن العبد أثن عليه بسبعة أصناف من الي ل يعمله‪ ,‬وإذا سخط على العبد أثن‬
‫عليطططططه بسطططططبعة أضعاف مطططططن الشطططططر ل يعمله» غريطططططب جدا‪.‬‬

‫خبِيٌ بَ صِيٌ‬
‫** وَالّذِ يَ َأوْ َحيْنَآ إَِليْ كَ مِ َن اْلكِتَا بِ ُه َو الْحَ ّق مُ صَدّقا لّمَا َبيْ َن يَ َديْ هِ إِ نّ اللّ َه ِبعِبَادِ هِ لَ َ‬
‫يقول تعال‪{ :‬والذي أوحينا إليك} ياممد من الكتاب وهو القرآن {هو الق مصدقا لا بي يديه}‬
‫أي من الكتب التقدمة بصدقها كما شهدت له بالتنويه‪ ,‬وأنه منل من رب العالي {إن ال بعباده لبي‬
‫بصي} أي هو خبي بم بصي بن يستحق ما يفضله به على من سواه‪ ,‬ولذا فضل النبياء والرسل على‬
‫جيع البشر‪ ,‬وفضل النبيي بعضهم على بعض‪ ,‬ورفع بعضهم درجات وجعل منلة ممد صلى ال عليه‬
‫وسططططلم فوق جيعهططططم‪ ,‬صططططلوات ال وسططططلمه عليهططططم أجعيطططط‪.‬‬

‫‪661‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫خيْرَاتِ‬ ‫ب الّذِينَ اصْ َط َفيْنَا مِ ْن عِبَا ِدنَا فَ ِمْنهُ ْم ظَالِمٌ ّلَنفْسِ ِه َو ِمْنهُ ْم ّم ْقتَصِ ٌد َومِْنهُمْ سَابِ ٌق بِالْ َ‬
‫** ثُمّ َأوْ َرْثنَا الْ ِكتَا َ‬
‫بِإِذُنططططططططططِ اللّهططططططططططِ ذَلِكططططططططططَ هُ َو اْلفَضْ ُل اْل َكبِيُ‬
‫يقول تعال‪ :‬ث جعلنا القائم ي بالكتاب العظ يم ال صدق ل ا ب ي يديه من الك تب الذين ا صطفينا من‬
‫عباد نا و هم هذه ال مة‪ ,‬ث ق سمهم إل ثل ثة أنواع‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬فمن هم ظال لنف سه} و هو الفرط ف‬
‫فعطل بعطض الواجبات الرتكطب لبعطض الحرمات {ومنهطم مقتصطد} وهطو الؤدي للواجبات‪ ,‬التارك‬
‫للمحرمات‪ ,‬و قد يترك ب عض ال ستحبات ويف عل ب عض الكروهات‪{ ,‬ومن هم سابق باليات بإذن ال}‬
‫وهططو الفاعططل للواجبات والسططتحبات‪ ,‬التارك للمحرمات والكروهات وبعططض الباحات‪.‬‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}‬
‫قال‪ :‬هم أمة ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ورثهم ال تعال كل كتاب أنزله‪ ,‬فظالهم يغفر له‪ ,‬ومقتصدهم‬
‫ياسب حسابا يسيا‪ ,‬وسابقهم يدخل النة بغي حساب‪ .‬وقال أبو القاسم الطبان‪ :‬حدثنا يي بن‬
‫عثمان بن صال وعبد الرحن بن معاوية العتب قال‪ :‬حدثنا أبو الطاهر بن السرح‪ ,‬حدثنا موسى بن عبد‬
‫الرحن الصنعان‪ .‬حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‬
‫ذات يوم‪« :‬شفاعت لهل الكبائر من أمت»‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‪« :‬السابق باليات يدخل‬
‫ال نة بغ ي ح ساب‪ ,‬والقت صد يد خل ال نة برح ة ال‪ ,‬والظال لنف سه وأ صحاب العراف يدخلون ال نة‬
‫بشفاعة ممد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وكذا روي عن غي واحد من السلف أن الظال لنفسه من هذه المة‬
‫من الصطفي على ما فيه من عوج وتقصي‪ .‬وقال آخرون‪ :‬بل الظال لنفسه ليس من هذه المة ول من‬
‫الصطططططططططططططططططفي الوارثيطططططططططططططططط للكتاب‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أ ب حدثنا علي بن هاشم بن مرزوق‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما فمنهم ظال لنفسه قال هو الكافر وكذا روى عنه عكرمة‪ ,‬وبه قال عكرمة أيضا‬
‫في ما رواه ا بن جر ير‪ .‬وقال ا بن أ ب ن يح عن ما هد ف قوله تعال‪{ :‬فمن هم ظال لنف سه} قال‪ :‬هم‬
‫أصحاب الشأمة‪ .‬وقال مالك عن زيد بن أسلم والسن وقتاده‪ :‬هو النافق‪ ,‬ث قد قال ابن عباس والسن‬
‫وقتاده‪ :‬وهذه الق سام الثل ثة كالق سام الثل ثة الذكورة ف أول سورة الواق عة وآخر ها‪ ,‬وال صحيح أن‬
‫الظال لنفسه من هذه المة‪ ,‬وهذا اختيار ابن جرير‪ ,‬كما هو ظاهر الية‪ ,‬وكما جاءت به الحاديث عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من طرق يشد بعضها بعضا ونن إن شاء ال تعال نورد منها ما تيسر‪.‬‬
‫(الديث الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر‪ ,‬حدثنا شعبة عن الوليد بن العيزار أنه سع‬
‫رجلً من ثقيف يدث عن رجل من كنانة عن أب سعيد الدري رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه‬
‫‪662‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و سلم أ نه قال ف هذه ال ية { ث أورث نا الكتاب الذ ين ا صطفينا من عباد نا فمن هم ظال لنف سه ومن هم‬
‫مقتصد ومنهم سابق باليات بإذن ال} قال «هؤلء كلهم بنلة واحدة‪ ,‬وكلهم ف النة» هذا حديث‬
‫غريب من هذا الوجه‪ ,‬وف إسناده من ل يسم‪ ,‬وقد رواه ابن جرير وابن أب حات من حديث شعبه به‬
‫نوه‪ .‬ومعن قوله بنلة واحدة‪ ,‬أي ف أنم من هذه المة‪ ,‬وأنم من أهل النة وإن كان بينهم فرق ف‬
‫ططططططططططططططططططة‪.‬‬ ‫طططططططططططططططططط النط‬ ‫النازل فط‬
‫(الديث الثان) قال المام أحد‪ :‬حدثنا إسحاق بن عيسى‪ ,‬حدثنا أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة‬
‫عن موسى بن عقبة‪ ,‬عن علي بن عبد ال الزدي عن أب الدرداء رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم يقول «قال ال تعال‪ { :‬ث أورث نا الكتاب الذ ين ا صطفينا من عباد نا فمن هم ظال‬
‫لنف سه ومن هم مقت صد ومن هم سابق باليات بإذن ال} فأ ما الذ ين سبقوا فأولئك الذ ين يدخلون ال نة‬
‫بغ ي ح ساب‪ ,‬وأ ما الذ ين اقت صدوا فأولئك الذ ين يا سبون ح سابا ي سيا وأ ما الذ ين ظلموا أنف سهم‬
‫فأولئك الذي يبسون ف طول الحشر‪ ,‬ث هم الذين تلقاهم ال برحته‪ ,‬فهم الذين يقولون {المد ل‬
‫الذي أذ هب ع نا الزن إن رب نا لغفور شكور الذي أحل نا دار القا مة من فضله لي سنا في ها ن صب ول‬
‫يسططططططططططططططططططنا فيهططططططططططططططططططا لغوب}‪.‬‬
‫(طريق أخرى) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أسيد بن عاصم‪ ,‬حدثنا السي بن حفص‪ ,‬حدثنا سفيان عن‬
‫العمش‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن أب ثابت‪ ,‬عن أب الدرداء رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم يقول‪ « :‬ث أورث نا الكتاب ا صطفينا من عباد نا‪ ,‬فمن هم ظال لنف سه ط قال ط فأ ما الظال لنف سه‬
‫فيح بس ح ت ي صيبه ال م والزن‪ ,‬ث يد خل ال نة» ورواه ا بن جر ير من حد يث سفيان الثوري عن‬
‫العمش قال‪ :‬ذكر أبو ثابت أنه دخل السجد‪ ,‬فجلس إل جنب أب الدرداء رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬اللهم‬
‫آنس وحشت‪ ,‬وارحم غربت ويسر ل جليسا صالا‪ ,‬فقال أبو الدرداء رضي ال عنه‪ :‬لئن كنت صادقا‬
‫لنا أسعد بك منك‪ ,‬سأحدثك حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ل أحدث به منذ سعته‬
‫م نه وذ كر هذه الَ ية { ث أورث نا الكتاب الذ ين ا صطفينا من عباد نا فمن هم ظال لنف سه ومن هم مقت صد‬
‫ومن هم سابق باليات}‪ ,‬فأ ما ال سابق باليات فيدخل ها بغ ي ح ساب‪ ,‬وأ ما القت صد فيحاسب ح سابا‬
‫يسيا‪ ,‬وأما الظال لنفسه فيصيبه ف ذلك الكان من الغم والزن‪ ,‬وذلك قوله تعال‪{ :‬وقالوا ال مد ل‬
‫الذي أذهطططططططططططططططططب عنطططططططططططططططططا الزن}‪.‬‬
‫(الد يث الثالث) قال الا فظ أ بو القاسم ال طبان‪ :‬حدثنا ع بد ال بن ممد بن العباس‪ ,‬حدثنا ا بن‬
‫مسعود‪ ,‬أخبنا سهل بن عبد ربه الرازي‪ ,‬حدثنا عمرو بن أب قيس عن ابن أب ليلى عن أخيه عن عبد‬
‫‪663‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الرحن بن أب ليلى‪ ,‬عن أسامة بن زيد رضي ال عنهما {فمنهم ظال لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق‬
‫باليات بإذن ال} الَيطة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬كلهطم مطن هذه المطة»‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عزيز‪ ,‬حدثنا سلمة عن عقيل عن ابن شهاب عن‬
‫عوف بن مالك رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬أمت ثلثة أثلث‪ :‬فثلث‬
‫يدخلون النة بغي حساب ول عذاب‪ ,‬وثلث ياسبون حسابا يسيا ث يدخلون النة‪ ,‬وثلث يحصون‬
‫ويكشفون‪ ,‬ث تأ ت اللئ كة فيقولون وجدنا هم يقولون‪ :‬ل إله إل ال وحده‪ ,‬يقول ال تعال صدقوا ل‬
‫إله إل أنا أدخلوهم النة بقولم ل إله إل ال وحده‪ ,‬واحلوا خطاياهم على أهل النار‪ ,‬وهي الت قال ال‬
‫تعال‪{ :‬وليحملن أثقال م وأثقالً مع أثقال م} وت صديقها ف ال ت فيهاذ كر اللئ كة‪ ,‬قال ال تعال‪ { :‬ث‬
‫أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فجعلهم ثلثة أنواع‪ ,‬وهم أصناف كلهم‪ ,‬فمنهم ظال لنفسه‪,‬‬
‫فهذا الذي يحطططططططططص ويكشطططططططططف» غريطططططططططب جدا‪.‬‬
‫(أثر عن ابن مسعود) رضي ال عنه‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثن ابن حيد‪ ,‬حدثنا الكم بن بشي عن عمرو‬
‫بن قيس عن عبد ال بن عيسى رضي ال عنه عن يزيد بن الارث‪ ,‬عن شقيق أب وائل عن عبد ال بن‬
‫م سعود ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إن هذه ال مة ثل ثة أثلث يوم القيا مة‪ :‬ثلث يدخلون ال نة بغ ي ح ساب‪,‬‬
‫وثلث يا سبون ح سابا ي سيا‪ ,‬وثلث ييئون بذنوب عظام ح ت يقول ال عز و جل‪ :‬ما هؤلء ؟ و هو‬
‫أعلم تبارك وتعال فتقول اللئكطة‪ :‬هؤلء جاؤوا بذنوب عظام إل أنمط ل يشركوا بطك شيئا‪ ,‬فيقول‬
‫الرب عز وجل‪ :‬أدخلوا هؤلء ف سعة رحت وتل عبد ال رضي ال عنه هذه الية {ث أورثنا الكتاب‬
‫الذيططططططن اصطططططططفينا مططططططن عبادنططططططا} الَيططططططة‪.‬‬
‫(أثر آخر) قال أبو داود الطيالسي عن الصلت بن دينار بن الشعث عن عقبة بن صهبان النائي قال‪:‬‬
‫سألت عائشة رضي ال عنها عن قول ال تعال‪{ :‬ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم‬
‫ظال لنفسه} الَية‪ ,‬فقالت ل‪ :‬يا بن هؤلء ف النة‪ ,‬أما السابق باليات فمن مضى على عهد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬شهد له رسول ال صلى ال عليه وسلم بالياة والرزق‪ ,‬وأما القتصد فمن اتبع‬
‫أثره من أ صحابه ح ت ل ق به‪ ,‬وأ ما الظال لنف سه فمثلي ومثل كم‪ ,‬قال‪ :‬فجعلت نف سها ر ضي ال عنها‬
‫مع نا‪ ,‬وهذا من ها ر ضي ال عن ها من باب ال ضم والتوا ضع‪ ,‬وإل ف هي من أ كب ال سابقي باليات لن‬
‫فضل ها على الن ساء كف ضل الثر يد على سائر الطعام‪ .‬وقال ع بد ال بن البارك رح ه ال تعال‪ :‬قال أم ي‬
‫الؤمن ي عثمان بن عفان ر ضي ال ع نه ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬فمن هم ظال لنف سه} قال‪ :‬هي ل هل‬
‫بدونططا ومقتصططدنا أهططل حضرنططا‪ ,‬وسططابقنا أهططل الهاد‪ ,‬رواه ابططن أبطط حاتطط‪.‬‬
‫‪664‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال عوف العراب‪ :‬حدثنا عبد ال بن الارث بن نوفل قال‪ :‬حدثنا كعب الحبار رحة ال عليه‪,‬‬
‫قال‪ :‬إن الظال لنفسه من هذه المة والقتصد والسابق باليات كلهم ف النة‪ ,‬أل تر أن ال تعال قال‪:‬‬
‫{ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باليات‬
‫بإذن ال ذلك هو الفضل الكبي جنات عدن يدخلونا ط إل قوله عز وجل ط والذين كفروا لم نار‬
‫جهنطم} قال‪ :‬فهؤلء أ هل النار‪ ,‬رواه ا بن جر ير مطن طرق عن عوف به ثط قال‪ :‬حدث ن يعقوب بطن‬
‫إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬أخبنا حيد عن إسحاق بن عبد ال بن الارث عن أبيه قال‪ :‬إن ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما سأل كعبا عن قوله تعال‪{ :‬ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ط إل قوله ط‬
‫طط‪.‬‬ ‫ططل بأعمالمط‬ ‫طط أعطوا الفضط‬ ‫ططب‪ ,‬ثط‬ ‫ططم ورب كعط‬ ‫ططت مناكبهط‬ ‫بإذن ال} قال‪ :‬تاسط‬
‫ث قال ابن جر ير‪ :‬حدث نا ا بن ح يد‪ ,‬حدثنا ال كم بن بش ي‪ ,‬حدثنا عمرو بن قيس عن أ ب إ سحاق‬
‫ال سبيعي ف هذه ال ية { ث أورث نا الكتاب الذ ين ا صطفينا من عباد نا} الَ ية‪ ,‬قال أ بو إ سحاق‪ :‬أ ما ما‬
‫سعت من ذي ستي سنة فكلهم ناج‪ ,‬ث قال‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا الكم‪ ,‬حدثنا عمرو عن ممد بن‬
‫النف ية ر ضي ال ع نه قال‪ :‬إن ا أ مة مرحو مة‪ ,‬الظال مغفور له‪ ,‬والقت صد ف النان ع ند ال‪ ,‬وال سابق‬
‫باليات ف الدرجات عند ال‪ .‬ورواه الثوري عن إساعيل بن سيع عن رجل عن ممد بن النفية رضي‬
‫ال عنطططططططططططططططططططططططططططططططططططططه بنحوه‪.‬‬
‫وقال أبو الارود‪ :‬سألت ممد بن علي ط يعن الباقر ط رضي ال عنهما عن قول ال تعال {فمنهم‬
‫ظال لنفسه} فقال‪ :‬هو الذي خلط عملً صالا وآخر سيئا‪ .‬فهذا ما تيسر من إيراد الحاديث والَثار‬
‫التعلقة بذا القام‪ .‬وإِذا تقرر هذا‪ ,‬فإِن الَية عامة ف جيع القسام الثلثة ف هذه المة‪ ,‬فالعلماء أغبط‬
‫الناس بذه النعمة‪ ,‬وأول الناس بذه الرحة‪ ,‬فإنم كما قال المام أحد رحه ال حدثنا ممد بن يزيد‪,‬‬
‫حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثي قال‪ :‬قدم رجل من أهل الدينة إل أب الدرداء رضي‬
‫ال عنه وهو بدمشق‪ ,‬فقال‪ :‬ما أقدمك أي أخي ؟ قال‪ :‬حديث بلغن أنك تدث به عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه و سلم‪ ,‬قال‪ :‬أما قدمت لتجارة ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬أما قدمت لا جة ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬أما قدمت‬
‫إل ف طلب هذا الديث ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال رضي ال عنه‪ :‬فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول‪« :‬مطن سطلك طريقا يطلب فيهطا علما‪ ,‬سطلك ال تعال بطه طريقا إل النطة‪ ,‬وإن اللئكطة لتضطع‬
‫أجنحتها رضا لطالب العلم‪ ,‬وإنه ليستغفر للعال من ف السموات والرض حت اليتان ف الاء‪ ,‬وفضل‬
‫العال على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب‪ ,‬إن العلماء هم ورثة النبياء‪ ,‬وإن النبياء ل يورثوا‬
‫دينارا ول درها‪ ,‬وإن ا ورثوا العلم‪ ,‬ف من أ خذ به أ خذ ب ظ وا فر» وأخر جه أ بو داود والترمذي وا بن‬
‫‪665‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ماجه من حديث كثي بن قيس‪ ,‬ومنهم من يقول قيس بن كثي عن أب الدرداء رضي ال عنه وقد ذكرنا‬
‫طر قه واختلف الرواة ف يه ف شرح كتاب العلم من صحيح البخاري‪ ,‬ول ال مد وال نة‪ ,‬و قد تقدم ف‬
‫أول سورة طه حديث ثعلبة بن الكم رضي ال عنه‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬يقول‬
‫ال تعال يوم القيامة للعلماء‪ :‬إن ل أضع علمي وحكمت فيكم إل وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان‬
‫منكططططططططططططططططططططططططططططططططططططم ول أبال»‪.‬‬

‫حمْ ُد‬
‫ب وَُلؤْلُؤا وَِلبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُواْ الْ َ‬ ‫ت عَدْ ٍن يَدْ ُخلُوَنهَا يُحَّلوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِ َر مِن َذهَ ٍ‬‫** َجنّا ُ‬
‫سنَا فِيهَا‬‫حزَ نَ إِ نّ َربّنَا َل َغفُو ٌر َشكُورٌ * الّذِ يَ أَحَلّنَا دَا َر الْ ُمقَا َمةِ مِن َفضْلِ هِ لَ يَمَ ّ‬
‫للّ ِه الّذِ يَ أَ ْذهَ بَ عَنّا الْ َ‬
‫طنَا فِيهَططططططططا ُلغُوبططططططططٌ‬ ‫طبٌ وَ َل يَمَسططططططط ّ‬ ‫نَصططططططط َ‬
‫يب تعال أن مأوى هؤلء الصطفي من عباده الذين أورثوا الكتاب النل من رب العالي يوم القيامة‪,‬‬
‫مأواهم جنات عد نٍ‪ ,‬أي جنات القامة يدخلونا يوم معادهم وقدومهم على ال عز وجل {يلون فيها‬
‫من أساور من ذهب ولؤلؤا} كما ثبت ف الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬أنه قال «تبلغ اللية من الؤمن حيث يبلغ الوضوء»‪{ .‬ولباسهم فيها حرير} ولذا كان‬
‫مظورا عليهم ف الدنيا‪ ,‬فأباحه ال تعال لم ف الَخرة‪ ,‬وثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬من لبس الرير ف الدنيا ل يلبسه ف الَخرة» وقال«هي لم ف الدنيا‪ ,‬ولكم ف الَخرة»‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عمرو بن سواد السرحي‪ ,‬أخبنا ابن وهب عن ابن ليعة عن عقيل بن خالد‬
‫عن السن عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬إن أبا أمامة رضي ال عنه حدث أن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم حدث هم‪ ,‬وذ كر حلي أ هل ال نة فقال «م سورون بالذ هب والف ضة مكللة بالدر‪ ,‬وعلي هم‬
‫أكاليل من در وياقوت متواصلة‪ ,‬وعليهم تاج كتاج اللوك‪ ,‬شباب جرد مرد مكحولون» {وقالوا المد‬
‫ل الذي أذ هب ع نا الزن} و هو الوف من الحذور‪ ,‬أزا حه ع نا وأرح نا م ا ك نا نتخو فه ونذره من‬
‫هوم الدنيا والَخرة‪ .‬وقال عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ليس على أهل ل إله إل ال وحشة ف قبورهم ول ف نشورهم‪,‬‬
‫وكأن بأهل لإله إل ال ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون المد ل الذي أذهب عنا الزن» رواه‬
‫ابطططططططن أبططططططط حاتططططططط مطططططططن حديثطططططططه‪.‬‬

‫‪666‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال الطبان‪ :‬حدثنا جعفر بن ممد الفرياب‪ ,‬حدثنا موسى بن يي الروزي‪ ,‬حدثنا سليمان بن عبد‬
‫ال بن وهب الكوف عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬ليس على أهل ل إله إل ال وحشة ف الوت ول ف القبور ول ف النشور‪ ,‬وكأن أنظر‬
‫إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون المد ل الذي أذهب عنا الزن‪ ,‬إن ربنا لغفور‬
‫شكور» قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وغيه‪ :‬غ فر ل م الكث ي من ال سيئات‪ ,‬وش كر ل م الي سي من‬
‫السنات {الذي أحلنا دار القامة من فضله} يقولون الذي أعطانا هذه النلة وهذا القام من فضله و َمنّه‬
‫ورحته‪ ,‬ل تكن أعمالنا تساوي ذلك‪ ,‬كما ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫«لن يدخل أحدا منكم عمله النة» قالوا‪ :‬ول أنت يارسول ال ؟ قال «ول أنا إل أن يتغمدن ال تعال‬
‫ط عناء ول إعياء‪.‬‬‫ط لغوب} أي ل يسطنا فيه ا‬ ‫برحةط منطه وفضطل» {ل يسطنا فيهطا نصطب ول يسطنا فيه ا‬
‫والنصب واللغوب كل منهما يستعمل ف التعب‪ ,‬وكأن الراد بنفي هذا وهذا عنهم‪ ,‬أنم ل تعب على‬
‫أبدانم ول أرواحهم‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬فمن ذلك أنم كانوا يدئبون أنفسهم ف العبادة ف الدنيا‪ ,‬فسقط عنهم‬
‫التكليطف بدخولاط‪ ,‬وصطاروا فط راحطة دائمطة مسطتمرة قال ال تبارك وتعال‪{ :‬كلوا واشربوا هنيئا باط‬
‫أسطططططططططططلفتم فططططططططططط اليام الاليطططططططططططة}‪.‬‬

‫ك َنجْزِي‬ ‫خفّ فُ عَْنهُ ْم مّ ْن عَذَاِبهَا كَذَلِ َ‬ ‫** وَالّذِي نَ َكفَرُواْ َلهُ ْم نَارُ َج َهنّ مَ َل ُي ْقضَ َى عََلْيهِ مْ َفيَمُوتُوْا وَلَ ُي َ‬
‫كُلّ َكفُورٍ * َوهُ ْم يَ صْطَرِخُونَ فِيهَا َرّبنَآ أَ ْخرِ ْجنَا َنعْمَلْ صَالِحا غَيْ َر الّذِي كُطنّا َنعْمَلُ َأوَلَ ْم ُنعَمّرْ ُك ْم مّا‬
‫ططِيٍ‬ ‫ط النّذِيرُ َفذُوقُواْ فَمَططا لِلظّالِمِيَطط مِططن نّصط‬ ‫ط ُ‬ ‫ططِ مَططن تَذَكّ َر وَجَآءَكُمط‬ ‫َيتَذَكّرُ فِيهط‬
‫لا ذكر تبارك وتعال حال السعداء‪ ,‬شرع ف بيان مآل الشقياء‪ ,‬فقال‪{ :‬والذين كفروا لم نار جهنم‬
‫ل يقضى عليهم فيموتوا} كما قال تعال‪{ :‬ل يوت فيها ول يي} وثبت ف صحيح مسلم أن رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم قال «أ ما أ هل النار الذ ين هم أهل ها‪ ,‬فل يوتون في ها ول ييون» وقال عز‬
‫و جل‪{ :‬ونادوا يا مالك لي قض علي نا ر بك قال إن كم ماكثون} ف هم ف حال م ذلك يرون موت م را حة‬
‫ل م‪ ,‬ول كن ل سبيل إل ذلك‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ل يق ضى علي هم فيموتوا ول ي فف عن هم من عذاب ا}‬
‫كما قال عز وجل‪{ :‬إن الجرمي ف عذاب جهنم خالدون ل يفتر عنهم وهم فيه مبلسون} وقال جل‬
‫وعل‪{ :‬كل ما خ بت زدنا هم سعيا} { فذوقوا فلن نزيد كم إل عذابا} ث قال تعال‪{ :‬كذلك نزي‬
‫ططط‪.‬‬ ‫طططه وكذب القط‬ ‫طططر بربط‬ ‫طططن كفط‬ ‫طططل مط‬ ‫طططل كفور} أي هذا جزاء كط‬ ‫كط‬

‫‪667‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله جلت عظم ته‪{ :‬و هم ي صطرخون في ها} أي ينادون في ها يأرون إل ال عز و جل بأ صواتم‬
‫{رب نا أخرج نا نع مل صالا غ ي الذي ك نا نع مل} أي ي سألون الرج عة إل الدن يا ليعملوا غ ي عمل هم‬
‫الول‪ ,‬وقد علم الرب جل جلله أنه لو ردهم إل الدار الدنيا لعادوا لا نوا عنه‪ ,‬وإنم لكاذبون فلهذا ل‬
‫ييبهم إل سؤالم‪ ,‬كما قال تعال مبا عنهم ف قولم {فهل إل خروج من سبيل ؟ ذلكم بأنه إذا دعي‬
‫ال وحده كفرت وإن يشرك به تؤمنوا} أي ل ييبكم إل ذلك لنكم كنتم كذلك‪ ,‬ولو رددت لعدت إل‬
‫ما نيتم عنه‪ ,‬ولذا قال ههنا‪{ :‬أول نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ؟} أي أو ما عشتم‬
‫ف الدنيا أعمارا لو كنتم من ينتفع بالق لنتفعتم به ف مدة عمركم ؟ وقد اختلف الفسرون ف مقدار‬
‫العمر الراد ههنا‪ ,‬فروي عن علي بن السي زين العابدين رضي ال عنهما أنه قال‪ :‬مقدار سبع عشرة‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططنة‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬اعلموا أن طول الع مر ح جة‪ ,‬فنعوذ بال أن نع ي بطول الع مر قد نزلت هذه الَ ية {أول‬
‫نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} وإن فيهم لبن ثان عشرة سنة‪ ,‬وكذا قال أبو غالب الشيبان‪ .‬وقال‬
‫عبد ال بن البارك عن معمر عن رجل عن وهب بن منبه ف قوله تعال‪{ :‬أول نعمركم ما يتذكر فيه من‬
‫تذكر} قال‪ :‬عشرين سنة وقال هشيم عن منصور عن زاذان عن السن ف قوله تعال‪{ :‬أول نعمركم‬
‫ما يتذكر فيه من تذكر} قال‪ :‬أربعي سنة‪ ,‬وقال هشيم أيضا عن ماهد عن الشعب عن مسروق أنه كان‬
‫يقول‪ :‬إذا بلغ أحدكم أربعي سنة‪ ,‬فليأخذ حذره من ال عز وجل‪ ,‬وهذه رواية عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما فيما قال ابن جرير حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬حدثنا بشر بن الفضل‪ ,‬حدثنا عبد ال بن عثمان بن‬
‫خُث يم عن ما هد قال‪ :‬سعت ا بن عباس ر ضي ال عنه ما يقول‪ :‬الع مر الذي أعذر ال تعال ل بن آدم‬
‫{أول نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} أربعون سنة‪ ,‬هكذا رواه من هذا الوجه عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما به‪ ,‬وهذا القول هو اختيار ابن جرير‪ ,‬ث رواه من طريق الثوري وعبد ال بن إدريس‪ ,‬كلها عن‬
‫عبد ال بن عثمان بن خُثيم عن ماهد عن ابن عباس رضي ال عنهما قال العمر الذي أعذر ال فيه لبن‬
‫آدم ف قوله‪{ :‬أول نعمر كم ما يتذ كر ف يه من تذ كر} ستون سنة‪ ,‬فهذه الروا ية أ صح عن ا بن عباس‬
‫رضي ال عنهما‪ ,‬وهي الصحيحة ف نفس المر أيضا‪ ,‬لا ثبت ف ذلك من الديث كما سنورده‪ ,‬ل‬
‫كما زعمه ابن جرير من أن الديث ل يصح ف ذلك‪ ,‬لن ف إسناده من يب التثبت ف أمره‪ ,‬وقد‬
‫روى أصبغ بن نباتة عن علي رضي ال عنه أنه قال‪ :‬العمر الذي عيهم ال به ف قوله {أول نعمركم ما‬
‫يتذكطططططر فيطططططه مطططططن تذكطططططر} سطططططتون سطططططنة‪.‬‬

‫‪668‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال ا بن أ ب حا ت‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا دح يم‪ ,‬حدث نا ا بن أ ب فد يك‪ ,‬حدث ن إبراه يم بن الف ضل‬
‫الخزومي عن ابن أب حسي الكي‪ ,‬أنه حدثه عن عطاء هو ابن رباح عن ابن عباس رضي ال عنهما أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إذا كان يوم القيامة‪ ,‬قيل‪ :‬أين أبناء الستي ؟ وهو العمر الذي قال ال‬
‫تعال ف يه{أول نعمر كم مايتذ كر ف يه من تذ كر وجاء كم النذ ير}» وكذا رواه ا بن جر ير عن علي بن‬
‫شعيب عن ممد بن إساعيل بن أب فديك به‪ ,‬وكذا رواه الطبان من طريق ابن أب فديك به‪ ,‬وهذا‬
‫الديططططث فيططططه نظططططر لال إبراهيططططم بططططن الفضططططل‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(حديث آخر) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬حدثنا معمر عن رجل من بن غفار عن سعيد‬
‫القبي‪ ,‬عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬ل قد أعذر ال تعال إل‬
‫عبد أحياه حت بلغ الستي أو سبعي سنة‪ ,‬لقد أعذر ال تعال إليه‪ ,‬لقد أعذر ال تعال إليه» وهكذا رواه‬
‫المام البخاري ف كتاب الرقاق من صحيحه‪ :‬حدثنا عبد السلم بن مطهر عن عمر بن علي عن معن‬
‫بن م مد الغفاري‪ ,‬عن سعيد ال قبي عن أ ب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬أعذر ال عز وجل إل إمرىء أخر عمره حت بلغ ستي سنة» ث قال البخاري‪ :‬تابعه أبو حازم‬
‫وابن عجلن عن سعيد القبي‪ ,‬فأما أبو حازم فقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو صال الفزاري‪ ,‬حدثنا ممد‬
‫بن سوار‪ ,‬أخبنا يعقوب بن ع بد الرح ن بن ع بد القادر أي ال سكندري‪ ,‬حدثنا أبو حازم عن سعيد‬
‫القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من عمره ال تعال ستي‬
‫سنة فقد أعذر إليه ف العمر» وقد رواه المام أحد والنسائي ف الرقاق جيعا عن قتيبة عن يعقوب بن‬
‫طططططططططططط بطططططططططططططه‪.‬‬ ‫عبطططططططططططططد الرحنط‬
‫ورواه البزار قال‪ :‬حدثنا هشام بن يونس‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن أب حازم عن أبيه عن سعيد القبي‬
‫عن أب هريرة رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬العمر الذي أعذر ال تعال فيه إل ابن‬
‫آدم ستون سنة» يع ن {أول نعمر كم ما يتذ كر ف يه من تذ كر} وأ ما متاب عة ا بن عجلن فقال ا بن أ ب‬
‫حات‪ :‬حدثنا أبو السفر يي بن ممد بن عبد اللك بن قرعة بسامراء‪ ,‬حدثنا أبو عبد الرحن القري‪,‬‬
‫حدثنا سعيد بن أب أيوب‪ ,‬حدثنا ممد بن عجلن عن سعيد القبي عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر ال عز وجل إليه ف العمر»‬
‫وكذا رواه المام أحد عن أب عبد الرحن هو القري به‪ ,‬ورواه أحد أيضا عن خلف عن أب معشر عن‬
‫أبطططططططططططط سططططططططططططعيد القططططططططططططبي‪.‬‬

‫‪669‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫(طريق أخرى) عن أب هريرة رضي ال عنه‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثن أحد بن الفرج أبو عتبة المصي‪,‬‬
‫حدثنا بقية بن الوليد‪ ,‬حدثنا الطرف بن مازن الكنان‪ ,‬حدثن معمر بن راشد قال‪ :‬سعت ممد بن عبد‬
‫الرحن الغفاري يقول‪ :‬سعت أبا هريرة رضي ال عنه يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لقد‬
‫أعذر ال عز وجل ف العمر إل صاحب الستي والسبعي» فقد صح هذا الديث من هذه الطرق‪ ,‬فلو‬
‫ل يكن إل الطريق الت ارتضاها أبو عبد ال البخاري شيخ هذه الصناعة لكفت وقول ابن جرير‪ :‬إن ف‬
‫رجاله بعض من يب التثبت ف أمره ل يلتفت إليه مع تصحيح البخاري‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وذكر بعضهم أن‬
‫العمر الطبيعي عند الطباء مائة وعشرون سنة‪ ,‬فالنسان ل يزال ف ازدياد إل كمال الستي‪ ,‬ث يشرع‬
‫بعطططططد هذا فططططط النقطططططص والرم‪ ,‬كمطططططا قال الشاعطططططر‪.‬‬
‫إذا بلغ الفتططططط سطططططتي عامافقطططططد ذهطططططب السطططططرة والفتاء‬
‫ولا كان هذا هو العمر الذي يعذر ال تعال إل عباده به ويزيح به عنهم العلل‪ ,‬كان هو الغالب على‬
‫أعمار هذه المة‪ ,‬كما ورد بذلك الديث‪ .‬قال السن بن عرفة رحه ال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن ممد‬
‫الحارب‪ ,‬حدثنا ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬أعمار أمت ما بي الستي إل السبعي‪ ,‬وأقلهم من يوز ذلك» وهكذا رواه الترمذي وابن‬
‫ما جه جيعا ف كتاب الز هد عن ال سن بن عر فة به‪ .‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حد يث ح سن غر يب‪ ,‬ل‬
‫نعرفه إل من هذا الوجه‪ .‬وهذا عجيب من الترمذي‪ ,‬فإنه قد رواه أبو بكر بن أب الدنيا من وجه آخر‬
‫وطر يق أخرى عن أ ب هريرة ح يث قال‪ :‬حدث نا سليمان بن عمرو عن م مد بن ربي عة عن كا مل أ ب‬
‫العلء عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أعمار أمت‬
‫ما بي الستي إل السبعي‪ ,‬وأقلهم من يوز ذلك» وقد رواه الترمذي ف كتاب الزهد أيضا عن إبراهيم‬
‫بن سعيد الوهري عن ممد بن ربيعة به‪ ,‬ث قال‪ :‬هذا حديث حسن غريب من حديث أب صال عن‬
‫أبط هريرة رضطي ال عنطه‪ ,‬وقطد روي مطن غيط وجطه هذا نصطه بروفطه فط الوضعيط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو موسى النصاري‪ ,‬حدثنا ابن أب فديك‪ ,‬حدثن إبراهيم بن الفضل‬
‫مول ب ن مزوم عن ال قبي‪ ,‬عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ل صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫«معترك النايا ما بي الستي إل السبعي» وبه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أقل أمت أبناء‬
‫سطططططططططططبعي» إسطططططططططططناده ضعيطططططططططططف‪.‬‬
‫(حديث آخر) ف معن ذلك‪ .‬قال الافظ أبو بكر البزار ف مسنده‪ :‬حدثنا إبراهيم بن هانء‪ ,‬حدثنا‬
‫إبراه يم بن مهدي عن عثمان بن م طر عن أ ب مالك عن رب عي عن حذيفة ر ضي ال ع نه أ نه قال‪ :‬يا‬
‫‪670‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رسول ال أنبئنا بأعمار أمتك‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬ما بي المسي إل الستي» قالوا‪:‬‬
‫يا رسول ال فأبناء السبعي ؟ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬قل من يبلغها من أمت‪ ,‬رحم ال أبناء السبعي‪,‬‬
‫ورحم ال أبناء الثماني» ث قال البزار‪ :‬ل يروى بذا اللفظ إل بذا ال سناد‪ ,‬وعثمان بن مطر من أهل‬
‫البصرة ليس بقوي‪ ,‬وقد ثبت ف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم عاش ثلثا وستي سنة‪,‬‬
‫وقيططططل سططططتي‪ ,‬وقيططططل خسططططا وسططططتي‪ ,‬والشهور الول‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجاءكم النذير} روي عن ابن عباس رضي ال عنهما وعكرمة وأب جعفر الباقر رضي‬
‫ال عنه وقتادة وسفيان بن عيينة أنم قالوا‪ :‬يعن الشيب وقال السدي وعبد الرحن بن زيد بن أسلم‪:‬‬
‫يعن به رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وقرأ ابن زيد {هذا نذير من النذر الول} وهذا هو الصحيح‬
‫عن قتادة في ما رواه شيبان ع نه أ نه قال‪ :‬اح تج علي هم بالع مر والر سل‪ ,‬وهذا اختيار ا بن جر ير‪ ,‬و هو‬
‫الظ هر لقوله تعال‪{ :‬ونادوا يا مالك لي قض علي نا ر بك قال إن كم ماكثون ل قد جئنا كم بال ق ول كن‬
‫أكثركم للحق كارهون} أي لقد بينا لكم الق على ألسنة الرسل فأبيتم وخالفتهم‪ ,‬وقال تعال‪{ :‬وما‬
‫كنا معذبي حت نبعث رسولً} وقال تبارك وتعال‪{ :‬كلما ألقي فيها فوج سألم خزنتها أل يأتكم نذير‬
‫قالوا بلى قد جاء نا نذ ير فكذب نا وقل نا ما نزل ال من ش يء إن أن تم إل ف ضلل كبي}‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{فذوقوا فما للظالي من نصي} أي فذوقوا عذاب النار جزاء على مالفتكم للنبياء ف مدة أعمالكم‪,‬‬
‫فمططا لكططم اليوم ناصططر ينقذكططم ماطط أنتططم فيططه مططن العذاب والنكال والغلل‪.‬‬

‫لئِ فَ فِي‬ ‫ت ال صّدُورِ * ُهوَ الّذِي َج َعَلكُ مْ َخ َ‬ ‫** إِ نّ اللّ َه عَالِ ُم َغيْ بِ ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضِ ِإنّ هُ عَلِي ٌم بِذَا ِ‬
‫الرْ ضِ َفمَن َكفَرَ َفعََليْ هِ ُكفْرُ ُه وَلَ َيزِي ُد الْكَافِرِي نَ ُكفْ ُرهُ ْم عِندَ َرّبهِ مْ إِ ّل َمقْتا وَ َل يَزِي ُد اْلكَافِرِي نَ ُكفْ ُرهُ مْ‬
‫إِلّ خَسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططَارا‬
‫ي ب تعال بعل مه غ يب ال سموات والرض‪ ,‬وإ نه يعلم ما تك نه ال سرائر و ما تنطوي عل يه الضمائر‪,‬‬
‫و سيجازى كل عا مل بعمله‪ ,‬ث قال عز و جل { هو الذي جعل كم خلئف ف الرض} أي يلف قوم‬
‫لَخرين قبلهم وجيل ليل قبلهم‪ .‬كما قال تعال‪{ :‬ويعلكم خلفاء الرض} {فمن كفر فعليه كفره}‬
‫أي فإنا يعود وبال ذلك على نفسه دون غيه {ول يزيد الكافرون كفرهم عند ربم إل مقتا} أي كلما‬
‫استمروا على كفرهم أبغضهم ال تعال‪ ,‬وكلما استمروا فيه خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة بلف‬

‫‪671‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمني‪ ,‬فإنم كلما طال عمر أحدهم وحسن عمله‪ ,‬ارتفعت درجته ومنلته ف النة وزاد أجره وأحبه‬
‫خالقططططططططططططططططه وبارئه رب العاليطططططططططططططططط‪.‬‬

‫** ُقلْ أَ َرَأيْتُ ْم شُرَكَآءَكُ ُم الّذِي َن تَ ْدعُو نَ مِن دُو نِ اللّ هِ أَرُونِي مَاذَا خََلقُواْ مِ نَ الرْ ضِ أَ مْ َلهُ ْم شِرْ كٌ فِي‬
‫ال سّمَاوَاتِ أَ ْم آتَْينَاهُ مْ ِكتَابا َفهُ ْم عََل َى َبيَّن ٍة ّمنْ ُه بَلْ إِن َيعِدُ الظّالِمُو نَ َب ْعضُهُم َبعْضا إِ ّل غُرُورا * إِ نّ اللّ هَ‬
‫س َكهُمَا مِ نْ أَحَ ٍد مّن َبعْدِ هِ ِإنّ هُ كَا نَ َحلِيما َغفُورا‬
‫ك ال سّمَاوَاتِ وَالرْ ضَ أَن تَزُو َل وََلئِن زَالَتَآ إِ نْ َأمْ َ‬ ‫يُمْ سِ ُ‬
‫يقول تعال لر سوله صلى ال عل يه و سلم أن يقول للمشرك ي‪{ :‬أرأي تم شركاء كم الذ ين تدعون من‬
‫دون ل} أي من الصنام والنداد {أرون ماذا خلقوا من الرض أم لم شرك ف السموات} أي ليس‬
‫لم شيء من ذلك ما يلكون من قطيمر‪ .‬وقوله {أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه} أي أم أنزلنا عليهم‬
‫كتابا با يقولون من الشرك والكفر ؟ ليس المر كذلك {بل إن يعد الظالون بعضهم بعضا إل غرورا}‬
‫أي بل إن ا اتبعوا ف ذلك أهواء هم وآراء هم وأماني هم ال ت ينو ها لنف سهم و هي غرور وبا طل وزور‪.‬‬
‫ث أ خب تعال عن قدر ته العظي مة ال ت ب ا تقوم ال سماء والرض عن أمره و ما ج عل فيه ما من القوة‬
‫الا سكة ل ما‪ ,‬فقال {إن ال ي سك ال سموات والرض أن تزول} أي أن تضطر با عن أماكنه ما‪ ,‬ك ما‬
‫قال عز وجل‪{ :‬ويسك السماء أن تقع على الرض إل بإذنه} وقال تعال‪{ :‬ومن آياته أن تقوم السماء‬
‫والرض بأمره} {ولئن زال تا إن أم سكهما من أ حد من بعده} أي ل يقدر على دوامه ما وإبقائه ما إل‬
‫هو‪ ,‬و هو مع ذلك حل يم غفور أي يرى عباده و هم يكفرون به ويع صونه‪ ,‬و هو يلم فيؤ خر‪ ,‬وين ظر‬
‫ويؤجططل ول يعجططل‪ ,‬ويسططتر آخريططن ويغفططر‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬إنططه كان حليما غفورا}‪.‬‬
‫وقد أورد ابن أب حات ههنا حديثا غريبا بل منكرا‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا علي بن السي بن النيد‪ ,‬حدثن‬
‫إسحاق بن إبراهيم‪ ,‬حدثن هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الكم بن أبان عن عكرمة عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يكي عن موسى عليه الصلة والسلم‬
‫على النب قال‪ :‬وقع ف نفس موسى عليه الصلة والسلم‪ :‬هل ينام ال عز وجل ؟ فأرسل ال إليه ملكا‬
‫فأر قه ثلثا‪ ,‬وأعطاه قارورت ي ف كل يد قارورة‪ ,‬وأمره أن يت فظ ب ما‪ ,‬قال‪ :‬فج عل ينام وتكاد يداه‬
‫تلتقيان‪ ,‬ث يستيقظ فيحبس إحداها عن الخرى حت نام فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ضرب ال له مثلً أن ال عز وجل لو كان ينام ل تستمسك السماء والرض‪ ,‬والظاهر أن هذا الديث‬
‫ل يس برفوع بل من ال سرائيليات النكرة‪ ,‬فإن مو سى عل يه ال صلة وال سلم أ جل من أن يوز على ال‬

‫‪672‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سبحانه وتعال النوم‪ ,‬وقد أخب ال عز وجل ف كتابه العزيز بأنه {الي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم له‬
‫ما ف السموات وما ف الرض} وثبت ف الصحيحي عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ال تعال ل ينام‪ ,‬ول ينب غي له أن ينام‪ ,‬ي فض الق سط ويرف عه‪,‬‬
‫وير فع إل يه ع مل الل يل ق بل)النهار‪ ,‬وع مل النهار ق بل الل يل‪ ,‬حجا به النور أو النار‪ ,‬لو كش فه لحر قت‬
‫سطططبحات وجهطططه مطططا انتهطططى إليطططه بصطططره مطططن خلقطططه»‪.‬‬
‫وقد قال أبو جعفر بن جرير‪ :‬حدثنا ابن بشار‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان عن العمش عن أب‬
‫وائل قال‪ :‬جاء رجل إل عبد ال هو ابن مسعود رضي ال عنه فقال‪ :‬من أين جئت ؟ قال‪ :‬من الشام‪,‬‬
‫قال‪ :‬من لق يت ؟ قال‪ :‬لق يت كعبا‪ ,‬قال‪ :‬ما حد ثك ؟ قال‪ :‬حدث ن أن ال سموات تدور على من كب‬
‫ملك‪ ,‬قال‪ :‬أفصدقته أو كذبته ؟ قال‪ :‬ما صدقته ول كذبته‪ ,‬قال‪ :‬لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه‬
‫براحلتطك ورحلهطا‪ ,‬كذب كعطب إن ال تعال يقول {إن ال يسطك السطموات أن تزول ولئن زالتطا إن‬
‫أمسطكهما مطن أحطد مطن بعده} وهذا إسطناد صطحيح إل كعطب وإل ابطن مسطعود رضطي ال عنطه‪.‬‬
‫ث رواه ابن جرير عن ابن حيد عن جرير عن مغية عن إبراهيم قال‪ :‬ذهب جندب البجلي إل كعب‬
‫بالشام فذكر نوه‪ .‬وقد رأيت ف مصنف للفقيه يي بن إبراهيم بن مزين الطليطلي ساه ط سي الفقهاء‬
‫ط أورد هذا الثر عن ممد بن عيسى بن الطباع عن وكيع عن العمش به‪ ,‬ث قال‪ :‬وأخبنا زونان يعن‬
‫عبد اللك بن السن عن ابن وهب عن مالك أنه قال‪ :‬السماء لتدور‪ ,‬واحتج بذه الَية‪ ,‬وبديث «إن‬
‫بالغرب بابا للتوبطة ل يزال مفتوحا حتط تطلع الشمطس منطه» قلت‪ :‬وهذا الديطث فط الصطحيح‪ ,‬وال‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫** َوأَقْ سَمُوْا بِاللّ هِ َجهْدَ َأيْمَاِنهِ مْ َلئِن جَآ َءهُ ْم نَذِيرٌ ّليَكُونُ نّ َأهْدَىَ مِ نْ إِحْدَى ا ُلمَ مِ فََلمّا جَآ َءهُ ْم نَذِي ٌر مّا‬
‫سيّىءُ إِلّ ِبَأهْلِ هِ َفهَ ْل يَنظُرُو نَ‬‫سيّى ِء وَ َل يَحِي ُق الْ َمكْ ُر ال ّ‬
‫زَا َدهُ مْ إِ ّل ُنفُورا * ا ْسِتكْبَارا فِي الرْ ضِ َو َمكْ َر ال ّ‬
‫حوِيلً‬ ‫ط تَ ْ‬‫طّنةِ اللّهطط ِ‬ ‫ل وَلَن تَجِدَ لِسطط ُ‬ ‫ط َتبْدِي ً‬
‫طّنةِ اللّهطط ِ‬ ‫طط فَلَن تَجِدَ لِسطط ُ‬ ‫طّن َة آلوّلِيَط‬ ‫إِلّ سطط ُ‬
‫يب تعال عن قريش والعرب‪ ,‬أنم أقسموا بال جهد أيانم قبل إرسال الرسول إليهم {لئن جاءهم‬
‫نذ ير ليكو نن أهدى من إحدى ال مم}‪ ,‬أي من ج يع ال مم الذ ين أر سل إلي هم الر سل‪ ,‬قاله الضحاك‬
‫وغيه كقوله تعال‪{ :‬أن تقولوا إنا أنزل الكتاب على طائفي من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلي أو‬
‫تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحة فمن أظلم‬

‫‪673‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫من كذب بآيات ال وصدف عنها} وكقوله تعال‪{ :‬وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الولي‬
‫لك نا عباد ال الخل صي فكفروا به ف سوف يعلمون} قال ال تعال‪{ :‬فل ما جاء هم نذ ير} و هو م مد‬
‫صلى ال عليه وسلم با أنزل معه من الكتاب العظيم‪ ,‬وهو القرآن البي {ما زادهم إل نفورا} أي ما‬
‫ازدادوا إل كفرا إل كفرهم‪ ,‬ث بي ذلك بقوله‪{ :‬استكبارا ف الرض} أي‪ :‬استكبوا عن اتباع آيات‬
‫ال {وم كر ال سيء} أي ومكروا بالناس ف صدهم إيا هم عن سبيل ال {ول ي يق ال كر ال سيء إل‬
‫بأهله} أي ومطططططا يعود وبال ذلك إل عليهطططططم أنفسطططططهم دون غيهطططططم‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬ذكر علي بن السي‪ ,‬حدثنا ابن أب عمر‪ ,‬حدثنا سفيان عن أب زكريا الكوف عن‬
‫رجل حدثه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إياك ومكر السيء‪ ,‬فإنه لييق الكر السيء إل‬
‫بأهله‪ ,‬ول م من ال طالب» وقال ممد بن كعب القرظي‪ :‬ثلث من فعل هن ل ي نج ح ت ينل به‪ :‬من‬
‫م كر أو ب غى أو ن كث‪ ,‬وت صديقها ف كتاب ال تعال‪{ :‬ولي يق ال كر ال سيء إل بأهله} {إن ا بغي كم‬
‫على أنفسكم} {ومن نكث فإنا ينكث على نفسه} وقوله عز وجل‪{ :‬فهل ينظرون إل سنة الولي}‬
‫يعن عقوبة ال لم على تكذيبهم رسله ومالفتهم أمره {ولن تد لسنة ال تبديلً} أي لتغي ول تبدل‪,‬‬
‫بل هي جارية كذلك ف كل مكذب {ولن تد لسنة ال تويلً} أي {وإذا أراد ال بقوم سوءا قل مرد‬
‫له} ول يكشطططططف ذلك عنهطططططم ويوله عنهطططططم أحطططططد‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫** َأوَلَ ْم يَسِيُواْ فِي ال ْرضِ َفيَنظُرُواْ َكيْفَ كَانَ عَاِقَبةُ الّذِينَ مِن َقْبِلهِ ْم وَكَاُنوَاْ َأشَ ّد ِمنْهُمْ ُق ّو ًة َومَا كَانَ اللّ ُه‬
‫سبُواْ‬
‫س بِمَا كَ َ‬ ‫ِلُيعْجِ َز ُه مِن َشيْءٍ فِي السّمَاوَاتِ وَلَ فِي ال ْرضِ ِإنّهُ كَانَ عَلِيما َقدِيرا * وََل ْو ُيؤَا ِخذُ اللّ ُه النّا َ‬
‫مَا تَرَ كَ عََل َى َظهْرِهَا مِن دَآّب ٍة وَلَ ـكِن ُيؤَ ّخ ُرهُ مْ إَِلىَ أَ َج ٍل مّ سَمّى فَِإذَا جَآءَ أَجَُلهُ مْ فَإِ نّ اللّ هَ كَا َن ِبعِبَادِ هِ‬
‫بَصططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططِيا‬
‫يقول تعال‪ :‬قل يا ممد لؤلء الكذين با جئتهم به من الرسالة‪ :‬سيوا ف الرض فانظروا كيف كان‬
‫عاق بة الذ ين كذبوا الر سل‪ ,‬ك يف د مر ال علي هم وللكافر ين أمثال ا‪ ,‬فخلت من هم منازل م‪ ,‬و سلبوا ما‬
‫كانوا فيه من نعيم بعد كمال القوة وكثرة العدد والعدد‪ ,‬وكثرة الموال والولد‪ ,‬فما أغن ذلك شيئا‪,‬‬
‫ول د فع عن هم من عذاب ال من ش يء‪ ,‬ل ا جاء أ مر ر بك ل نه تعال ليعجزه ش يء إذا أراد كو نه ف‬
‫السموات والرض {إنه كان عليما قديرا} أي عليم بميع الكائنات قدير على مموعها‪ ,‬ث قال تعال‪:‬‬

‫‪674‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ولو يؤاخذ ال الناس با كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} أي لو آخذهم بميع ذنوبم لهلك‬
‫جيطططططع أهطططططل الرض ومطططططا يلكونطططططه مطططططن دواب وأرزاق‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أحد بن سنان‪ ,‬حدثنا عبد الرحن‪ ,‬حدثنا سفيان الثوري عن أب إسحاق عن‬
‫أب الحوص عن عبد ال قال‪ :‬كاد العل أن يعذب ف جحره بذنب ابن آدم‪ ,‬ث قرأ {ولو يؤاخذ ال‬
‫الناس با كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}‪ .‬وقال سعيد بن جبي والسدي ف قوله تعال‪{ :‬ما ترك‬
‫على ظهرها من دابة} أي لا سقاهم الطر فماتت جيع الدواب‪{ ,‬ولكن يؤخرهم إل أجل مسمى} أي‬
‫ولكن ينظرهم إل يوم القيامة فيحاسبهم يومئذ‪ ,‬ويوف كل عا مل بعمله‪ ,‬فيجازي بالثواب أهل الطاعة‬
‫وبالعقاب أهطل العصطية‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬فإذا جاء أجلهطم فإن ال كان بعباده بصطيا}‪ .‬آ خر‬
‫تفسططططططي سططططططورة فاطططططططر و ل المططططططد والنططططططة‪.‬‬

‫سططططططططططططططططططططططورة يططططططططططططططططططططططس‬

‫وهططططططططططططططططططططي مكيططططططططططططططططططططة‬
‫قال أبو عيس الترمذي‪ :‬حدثنا قتيبة وسفيان بن وكيع‪ ,‬حدثنا حيد بن عبد الرحن الرواسي عن السن‬
‫بن صال عن هارون أب ممد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن لكل شيء قلبا‪ ,‬وقلب القرآن يس‪ ,‬ومن قرأ يس كتب ال له بقراءتا قراءة‬
‫القرآن عشر مرات» ث قال‪ :‬هذا حديث غريب لنعرفه إل من حديث حيد بن عبد الرحن‪ ,‬وهارون‬
‫أبو ممد شيخ مهول‪ .‬وف الباب عن أب بكر الصديق رضي ال عنه‪ :‬ول يصح لضعف إسناده‪ .‬وعن‬
‫أب هريرة رضي ال عنه‪ :‬منظور فيه‪ ,‬أما حديث الصديق رضي ال عنه فرواه الكيم الترمذي ف كتابه‬
‫نوادر الصول‪ ,‬وأما حديث أب هريرة رضي ال عنه فقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن الفضل‪,‬‬
‫حدثنا زيد هو ابن الباب‪ ,‬حدثنا حيد هو الكي مول آل علقمة عن عطاء بن أب رباح عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس» ث قال‪:‬‬
‫ططططططططططد‪.‬‬ ‫ططططططططططن حيط‬ ‫ططططططططططد عط‬ ‫ل نعلم رواه إل زيط‬
‫وقال الافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا إسحاق بن أب إسرائيل‪ ,‬حدثنا حجاج بن ممد عن هشام بن زياد عن‬
‫السن قال‪ :‬سعت أبا هريرة رضي ال عنه يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من قرأ يس ف‬
‫ليلة أ صبح مغفورا له‪ ,‬و من قرأ حم ال ت يذ كر في ها الدخان أ صبح مغفور له» إ سناده ج يد‪ .‬وقال ا بن‬
‫‪675‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حبان ف صحيحه‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق بن إبراهيم مول ثقيف‪ ,‬حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد‬
‫السكون‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا زياد بن خيمثة‪ ,‬حدثنا ممد بن جحادة عن السن عن جندب بن عبد ال‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من قرأ يس ف ليلة ابتغاء وجه ال عز وجل‬
‫غفطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططر له»‪.‬‬
‫وقد قال المام أحد‪ :‬حدثنا عارم حدثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬البقرة سنام القرآن وذروته‪ ,‬نزل مع كل آية منها‬
‫ثانون ملكا‪ ,‬واستخرجت{ ال ل إله إل هو الي القيوم} من تت العرش فوصلت با ط أو فوصلت‬
‫ب سورة البقرة ط و يس قلب القرآن ل يقرؤ ها ر جل ير يد ال والدار الَخرة إل غفرله‪ ,‬واقرؤو ها على‬
‫موتا كم» وكذا رواه الن سائي ف اليوم والليلة عن م مد بن ع بد العلى عن معت مر بن سليمان به‪.‬‬
‫ث قال المام أح د‪ :‬حدث نا عارم‪ ,‬حدث نا ا بن البارك‪ ,‬حدث نا سليمان التي مي عن أ ب عثمان ول يس‬
‫بالنهدي‪ ,‬عن أبيه عن معقل بن يسار رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬اقرؤوها‬
‫على موتاكم» يعن يس‪ ,‬ورواه أبو داود والنسائي ف اليوم والليلة وا بن ماجه من حديث عبد ال بن‬
‫البارك به‪ ,‬إل أن ف رواية النسائي عن أب عثمان عن معقل بن يسار رضي ال عنه‪ ,‬ولذا قال بعض‬
‫العلماء‪ :‬من خصائص هذه السورة أنا ل تقرأ عند أمر عسي إل يسره ال تعال‪ ,‬وكأن قراءتا عند اليت‬
‫لتنل الرحةطططط والبكططططة‪ ,‬وليسططططهل عليططططه خروج الروح‪ ,‬وال تعال أعلم‪.‬‬
‫قال المام أحد رحه ال‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا صفوان قال‪ :‬كان الشيخة يقولون‪ :‬إذا قرئت ط‬
‫يعن يس ط عند اليت خفف ال عنه با‪ .‬وقال البزار‪ :‬حدثنا سلمة بن شبيب‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن الكم‬
‫بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬لوددت أنا ف قلب‬
‫كطططططل إنسطططططان مطططططن أمتططططط» يعنططططط يطططططس‪.‬‬

‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫سَتقِيمٍ * تَنِيلَ اْلعَزِيزِ ال ّرحِي مِ *‬ ‫ط مّ ْ‬ ‫حكِي مِ * إِنّ كَ لَ ِم َن الْمُرْ سَِليَ * عََلىَ صِرَا ٍ‬‫** ي سَ * وَاْلقُرْآ نِ الْ َ‬
‫ط‬
‫ط لَ يُؤ ِمنُون َ‬ ‫ط َفهُم ْ‬ ‫ط الْ َقوْ ُل عََلىَ أَكْثَ ِرهِم ْ‬
‫ط * َلقَدْ حَق ّ‬
‫ط غَافِلُون َ‬ ‫ط َفهُم ْ‬‫ِلتُن ِذرَ َقوْما مّطآ أُنذِ َر آبَآ ُؤهُم ْ‬

‫‪676‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد تقدم الكلم على الروف القط عة ف أول سورة البقرة‪ .‬وروي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‬
‫وعكرمة والضحاك والسن وسفيان بن عيينة أن يس بعن يا إنسان‪ .‬وقال سعيد بن جبي‪ :‬هو كذلك‬
‫ف ل غة الب شة‪ ,‬وقال مالك عن ز يد بن أ سلم‪ :‬هو ا سم من أ ساء ال تعال‪{ :‬والقرآن الك يم} أي‬
‫الحكم الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه {إنك} أي يا ممد{لن الرسلي على صراط‬
‫م ستقيم} أي على من هج ود ين قو ي وشرع م ستقيم {تن يل العز يز الرح يم} أي هذا ال صراط والن هج‬
‫والد ين الذي جئت به تن يل من رب العزة الرح يم بعباده الؤمن ي‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإ نك لتهدي إل‬
‫صطراط مسطتقيم صطراط ال الذي له مطا فط السطموات ومطا فط الرض أل إل ال تصطي المور}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون} يعن بم العرب‪ ,‬فإنه ما أتاهم من نذير من‬
‫قبله‪ ,‬وذكرهم وحدهم ل ينفي من عداهم‪ ,‬كما أن ذكر بعض الفراد ل ينفي العموم‪ ,‬وقد تقدم ذكر‬
‫الَيات والحاديث التواترة ف عموم بعثته صلى ال عليه وسلم عند قوله تعال‪{ :‬قل يا أيها الناس إن‬
‫ر سول ال إلي كم جيعا}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ل قد حق القول على أكثر هم} قال ا بن جر ير‪ :‬ل قد و جب‬
‫العذاب على أكثر هم بأن ال تعال قد ح تم علي هم ف أم الكتاب أن م ل يؤمنون {ف هم ليؤمنون} بال‬
‫ول يصططططططططططططططططططدقون رسططططططططططططططططططله‪.‬‬

‫** ِإنّا َجعَ ْلنَا فِ يَ َأعْناِقهِ مْ َأ ْغلَلً َف ِهىَ إِلَى الذْقَا نِ َفهُم ّمقْمَحُو نَ * وَ َجعَ ْلنَا مِن َبيْ نِ َأيْدِيهِ مْ سَدّا ومِ ْن‬
‫شْينَاهُ مْ َفهُ مْ َل ُيبْ صِرُونَ * وَ َسوَآ ُء عََلْيهِ مْ َأأَنذَ ْرَتهُ مْ أَ مْ لَ مْ تُنذِ ْرهُ مْ َل يُؤ ِمنُو نَ * ِإنّمَا‬
‫خَ ْل ِفهِ مْ َسدّا فَأغْ َ‬
‫تُنذِ ُر مَ ِن اّتبَ عَ الذِكْ َر وَخشِ يَ الرّحْم ـ َن بِاْل َغيْ بِ َفبَشّرْ ُه بِ َم ْغفِ َر ٍة َوأَجْرٍ كَرِيٍ * إِنّا نَحْ ُن نُحْيِي الْ َم ْوتَىَ‬
‫طْينَاهُ فِيطططَ ِإمَامطططٍ ّمبِيٍططط‬ ‫ط وَكُ ّل شيْءٍ أَحْصطط َ‬ ‫ط مَاَ قَ ّدمُواْ وَآثَا َرهُمطط ْ‬ ‫َونَ ْكتُبطط ُ‬
‫يقول تعال‪ :‬إنا جعلنا هؤلء الحتوم عليهم بالشقاء نسبتهم إل الوصول إل الدى كنسبة من جعل‬
‫ف عن قه غل‪ ,‬فج مع يد يه مع عن قه ت ت ذق نه‪ ,‬فارت فع رأ سه ف صار مقمحا‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ف هم‬
‫مقمحون} والقمطح هطو الرافطع رأسطه‪ ,‬كمطا قالت أم زرع فط كلمهطا‪ :‬وأشرب فأتقمطح‪ ,‬أي أشرب‬
‫فأروي‪ ,‬وأر فع رأ سي تنيئا وترويا‪ ,‬واكت فى بذ كر ال غل ف الع نق عن ذ كر اليد ين وإن كان تا مرادت ي‪,‬‬
‫كمططططططططططططططططططا قال الشاعططططططططططططططططططر‪:‬‬
‫فماأدري إذا يمطططططت أرضاأريطططططد اليططططط أيهمطططططا يلينططططط‬
‫أأليطططططط الذي أنططططططا أبتغيهأم الشططططططر الذي ل يأتلينطططططط ؟‬

‫‪677‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فاكتفى بذكر الي عن الشر‪ ,‬لا دل الكلم والسياق عليه‪ ,‬وهكذا هذا لا كان الغل إنا يعرف فيما‬
‫جع اليدين مع العنق‪ ,‬اكتفى بذكر العنق عن اليدين‪ .‬قال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬إنا جعلنا ف أعناقهم أغللً فهي إل الذقان فهم مقمحون} قال‪ :‬هو كقوله عز وجل‪{ :‬ول‬
‫تعل يدك مغلولة إل عنقك} يعن بذلك أن أيديهم موثقة إل أعناقهم ل يستطيعون أن يبسطوها بي‪.‬‬
‫وقال ماهد {فهم مقمحون} قال‪ :‬رافعي رؤوسهم‪ ,‬وأيديهم موضوعة على أفواههم‪ ,‬فهم مغلولون عن‬
‫كططططططططططططططططططططل خيطططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وجعلنا من بي أيديهم سدا} قال ماهد‪ :‬عن الق {ومن خلفهم سدا} قال ماهد‪:‬‬
‫عن الق فهم يترددون‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ف الضللت‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فأغشيناهم} أي أغشينا أبصارهم عن‬
‫ال ق {ف هم ل يب صرون} أي ل ينتفعون ب ي ول يهتدون إل يه‪ .‬قال ا بن جر ير‪ :‬وروي عن ا بن عباس‬
‫ر ضي ال عنه ما أ نه كان يقرأ {فأعشينا هم} بالع ي الهملة من الع شا‪ ,‬و هو داء ف الع ي‪ ,‬وقال ع بد‬
‫الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬جعل ال تعال هذا السد بينهم وبي السلم واليان‪ ,‬فهم ل يلصون إليه‪,‬‬
‫وقرأ {إن الذ ين حقت علي هم كل مة ربك ل يؤمنون ولو جاءت م كل آية ح ت يروا العذاب الليم} ث‬
‫قال‪ :‬مطن منعطه ال تعال ل يسطتطيع‪.‬وقال عكرمطة‪ :‬قال أبطو جهطل‪ :‬لئن رأيطت ممدا لفعلن ولفعلن‪,‬‬
‫فأنزلت {إنا جعلنا ف أعناقهم أغللً ط إل قوله ط فهم ل يبصرون} قال‪ :‬وكانوا يقولون هذا ممد‪,‬‬
‫طططر‪.‬‬ ‫طططن جريط‬ ‫طططره‪ ,‬رواه ابط‬ ‫طططو ؟ ل يبصط‬ ‫طططن هط‬ ‫طططو أيط‬ ‫طططن هط‬ ‫فيقول‪ :‬أيط‬
‫وقال ممد بن إسحاق‪ :‬حدثن يزيد بن زياد عن ممد بن كعب قال‪ :‬قال أبو جهل وهم جلوس‪ :‬إن‬
‫ممدا يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكا فإذا متم بعثتم بعد موتكم‪ ,‬وكانت لكم جنان خي من جنان‬
‫الردن‪ ,‬وأن كم إن خالفتموه كان ل كم م نه ذ بح‪ ,‬ث بعث تم ب عد موت كم وكا نت ل كم نار تعذبون ب ا‪.‬‬
‫وخرج علي هم ر سول ال صلى ال عليه و سلم ع ند ذلك و ف يده حف نة من تراب‪ ,‬و قد أ خذ ال تعال‬
‫على أعين هم دو نه‪ ,‬فج عل يذر ها على رؤو سهم ويقرأ { يس والقرآن الك يم ط ح ت انت هى إل قوله‬
‫تعال ط وجعلنا من بي أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ليبصرون} وانطلق رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لاجته‪ ,‬وباتوا رصداء على بابه حت خرج عليهم بعد ذلك خارج من الدار‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫مالكم ؟ قالوا‪ :‬ننتظر ممدا‪ ,‬قال‪ :‬قد خرج عليكم فما بقي منكم من رجل إل وضع على رأسه ترابا‪,‬‬
‫ث ذهب لاجته‪ ,‬فجعل كل رجل منهم ينفض ما على رأسه من التراب‪ .‬قال‪ :‬وقد بلغ النب صلى ال‬
‫طم»‪.‬‬ ‫طه أحدهط‬ ‫طا أقول ذلك إن لمط منط لذبا وإنط‬ ‫طل فقال‪« :‬وأنط‬ ‫طلم قول أبط جهط‬ ‫طه وسط‬‫عليط‬

‫‪678‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وسطواء عليهطم أأنذرتمط أم ل تنذرهطم ليؤمنون} أي فقطد ختطم ال عليهطم‬
‫بالضللة فما يفيد فيهم النذار ول يتأثرون به‪ ,‬وقد تقدم نظيها ف أول سورة البقرة‪ ,‬وكما قال تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة ربك ل يؤمنون‪ ,‬ولو جاءتم كل آية حت يروا العذاب الليم}‬
‫{إن ا تنذر من ات بع الذ كر} أي إن ا ينت فع بإنذارك الؤمنون الذ ين يتبعون الذ كر و هو القرآن العظ يم‬
‫{وخشي الرحن بالغيب} أي حيث ل يراه أحد إل ال تبارك وتعال يعلم أن ال مطلع عليه وعال با‬
‫يفعل {فبشره بغفرة } أي لذنوبه {وأجر كري} أي كثي واسع حسن جيل‪ ,‬كما قال تبارك وتعال‪:‬‬
‫{إن الذين يشون ربم بالغيب لم مغفرة وأجر كبي} ث قال عز وجل‪{ :‬إنا نن نيي الوتى} أي يوم‬
‫القيا مة‪ ,‬وف يه إشارة إل أن ال تعال ي يي قلب من يشاء من الكفار‪ ,‬الذ ين قد ما تت قلوب م بالضللة‬
‫فيهديهم بعد ذلك إل الق‪ ,‬كما قال تعال بعد ذكر قسوة القلوب‪{ :‬اعلموا أن ال ييي الرض بعد‬
‫طططططم تعقلون}‪.‬‬ ‫طططططم الَيات لعلكط‬ ‫طططططا لكط‬ ‫طططططد بينط‬ ‫ططططط قط‬ ‫موتاط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ونكتطب ماقدموا} أي مطن العمال‪ ,‬وفط قوله تعال‪{ :‬وآثارهطم} قولن‪( :‬أحدهاط)‬
‫نك تب أعمال م ال ت باشرو ها بأنف سهم‪ ,‬وآثار هم ال ت آثرو ها من بعد هم فنجزي هم على ذلك أيضا إن‬
‫خيا فخي وإن شرا فشر‪ ,‬كقوله صلى ال عليه وسلم‪« :‬من سن ف السلم سنة حسنة كان له أجرها‪,‬‬
‫وأجر من عمل با من بعده من غي أن ينقص من أجورهم شيئا‪ ,‬ومن سن ف السلم سنة سيئة كان‬
‫عل يه وزر ها ووزر من ع مل ب ا من بعده من غ ي أن ين قص من أوزار هم شيئا» رواه م سلم من روا ية‬
‫شعبة عن عون بن أب جحيفة عن النذر بن جرير عن أبيه جرير بن عبد ال البجلي رضي ال عنه‪ ,‬وفيه‬
‫قصة متاب النّمار الضريي‪ ,‬ورواه ابن أب حات عن أبيه عن يي بن سليمان العفي‪ ,‬عن أب الحياة‬
‫يي بن يعلى عن عبد اللك بن عمي عن جرير بن عبد ال رضي ال عنه فذكر الديث بطوله‪ ,‬ث تل‬
‫هذه الية {ونكتب ما قدموا وآثارهم} وقد رواه مسلم من رواية أب عوانة عن عبداللك بن عمي عن‬
‫النذر بططططططططن جريططططططططر عططططططططن أبيططططططططه فذكره‪.‬‬
‫وهكذا الديث الَخر الذي ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث‪ :‬من علم ينتفع به‪ ,‬أو ولد صال يدعو له‪,‬‬
‫أو صدقة جارية من بعده»‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن أب سعيد رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬سعت ماهدا يقول‬
‫ف قوله تعال‪{ :‬إنا نن نيي الوتى ونكتب ما قدموا وآثارهم} قال‪ :‬ما أورثوا من الضللة‪ .‬وقال ابن‬
‫ليعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبي ف قوله تعال‪{ :‬ونكتب ما قدموا وآثارهم} يعن ما أثروا‪,‬‬
‫يقول‪ :‬ما سنوا من سنة فعمل با قوم من بعد موتم‪ ,‬فإن كانت خيا فلهم مثل أجورهم لينقص من‬
‫‪679‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أ جر من ع مل به شيئا‪ ,‬وإن كا نت شرافعلي هم م ثل أوزار هم ول ين قص من أوزار من ع مل ب ا شيئا‪,‬‬
‫ذكرهاططططط ابطططططن أبططططط حاتططططط‪ ,‬وهذا القول هطططططو اختيار البغوي‪.‬‬
‫(والقول الثا ن) أن الراد بذلك آثار خطا هم إل الطا عة أو الع صية‪ ,‬قال ا بن أ ب ن يح وغيه عن‬
‫ما هد{ ما قدموا} أعمال م {وآثار هم} قال‪ :‬خطا هم بأرجل هم‪ ,‬وكذا قال ال سن وقتاده {وآثار هم}‬
‫ل شيئا من شأنك يا ابن آدم أغفل ما تعفي الرياح‬ ‫يعن خطاهم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬لو كان ال عز وجل مغف ً‬
‫من هذه الَثار‪ ,‬ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله حت أحصى هذا الثر فيما هو من طاعة ال‬
‫تعال أو من معصيته‪ ,‬فمن استطاع منكم أن يكتب أثره ف طاعة ال تعال فليفعل‪ .‬وقد وردت ف هذا‬
‫العنططططططططططططططططططط أحاديطططططططططططططططططططث‪:‬‬
‫(الديث الول) قال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا الريري عن أب نضرة عن‬
‫جابر بن ع بد ال ر ضي ال عنه ما‪ ,‬قال‪ :‬خلت البقاع حول ال سجد‪ ,‬فأراد ب نو سلمة أن ينتقلوا قرب‬
‫السجد‪ ,‬فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال لم‪« :‬إنه بلغن أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب‬
‫السجد ؟» قالوا‪ :‬نعم يارسول ال قد أردنا ذلك‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا بن سلمة‪ ,‬دياركم‬
‫تكتب آثاركم‪ ,‬دياركم تكتب آثاركم»‪ ,‬وهكذا رواه مسلم من حديث سعيد الريري وكهمس بن‬
‫السطن‪ ,‬كلهاط عطن أبط نضرة واسطه النذر بطن مالك بطن قطعطة العبدي‪ ,‬عطن جابر رضطي عنطه بطه‪.‬‬
‫(الديث الثان) قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن الوزير الواسطي‪ ,‬حدثنا إسحاق الزرق عن سفيان‬
‫الثوري عن أب سفيان عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد الدري رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬كانت بنو سلمة ف‬
‫ناحية من الدينة‪ ,‬فأرادوا أن ينتقلوا إل قريب من السجد‪ ,‬فنلت {إنا نن نيي الوتى ونكتب ما قدموا‬
‫وآثارهم} فقال لم النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن آثاركم تكتب» فلم ينتقلوا‪ ,‬تفرد بإخراجه الترمذي‬
‫عند تفسيه هذه الَية الكرية عن ممد بن الوزير به‪ ,‬ث قال‪ :‬حسن غريب من حديث الثوري‪ ,‬ورواه‬
‫ابن جرير عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي‪ ,‬عن ابن البارك عن سفيان الثوري عن طريف ط وهو‬
‫ابطططن شهاب أبطططو سطططفيان السطططعدي طططط عطططن أبططط نضرة بطططه‪.‬‬
‫و قد روي من غ ي طر يق الثوري فقال الا فظ أ بو ب كر البزار‪ :‬حدث نا عباد بن زياد ال ساجي‪ ,‬حدث نا‬
‫عثمان بن عمر‪ ,‬حدثنا شعبة عن سعيد الريري عن أب نضرة‪ ,‬عن أب سعيد رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬إن بن‬
‫سلمة شكوا إل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب عد منازل م من ال سجد‪ ,‬فنلت{ونك تب ماقدموا‬
‫وآثارهم} فأقاموا ف مكانم‪ .‬وحدثنا ممد بن الثن‪ ,‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬حدثنا الريري عن أب نضرة‬

‫‪680‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن أب سعيد رضي ال عنه‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه‪ ,‬وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه‬
‫الَيطططططططة‪ ,‬والسطططططططورة بكمالاططططططط مكيطططططططة‪ ,‬فال أعلم‪.‬‬
‫(الد يث الثالث) قال ا بن جر ير‪ :‬حدث نا ن صر بن علي الهض مي‪ ,‬حدثنا أبو أح د الزبيي‪ ,‬حدث نا‬
‫إسرائيل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬كانت منازل النصار متباعدة من‬
‫السجد‪ ,‬فأرادوا أن ينتقلوا إل السجد‪,‬فنلت {ونكتب ماقدموا وآثارهم} فقالوا‪ :‬نثبت مكاننا‪ ,‬هكذا‬
‫رواه‪ ,‬وليس فيه شيء مرفوع‪ .‬ورواه الطبان عن عبد ال بن ممد بن سعيد بن أب مري عن ممد بن‬
‫يوسف الفرياب عن إسرائيل‪ ,‬عن ساك عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬كانت‬
‫النصار بعيدة منازلم من السجد‪ ,‬فأرادوا أن يتحولوا إل السجد‪ ,‬فنلت {ونكتب ما قدموا وآثارهم}‬
‫فثبتوا فطططططططططططططططططط منازلمطططططططططططططططططط‪.‬‬
‫(الديث الرابع) قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن‪ ,‬حدثنا ابن ليعة‪ ,‬حدثن حيي بن عبد ال عن أب عبد‬
‫الرحن البلي عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬توف رجل ف الدينة فصلى عليه النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪ :‬وقال « يا لي ته مات ف غ ي مولده»‪ ,‬فقال ر جل من الناس‪ :‬ول يا ر سول ال ؟ فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن الرجل إذا توف ف غي مولده‪ ,‬قيس له من مولده إل منقطع أثره ف‬
‫النة»‪ ,‬ورواه النسائي عن يونس بن عبد العلى وابن ماجه عن حرملة‪ ,‬كلها عن ابن وهب عن حيي‬
‫بن عبد ال به‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن حيد‪ ,‬حدثنا أبو نيلة‪ ,‬حدثنا السي عن ثابت قال‪ :‬مشيت‬
‫مع أنس رضي ال عنه فأسرعت الشي فأخذ بيدي فمشينا رويدا‪ ,‬فلما قضينا الصلة قال أنس‪ :‬مشيت‬
‫مع زيد بن ثابت فأسرعت الشي‪,‬فقال‪ :‬يا أنس أما شعرت أن الَثار تكتب ؟ وهذا القول ل تناف بينه‬
‫وبيط الول‪ ,‬بطل فط هذا تنطبيه ودللة على ذلك بطريطق الول والحرى‪ ,‬فإنطه إذا كانطت هذه الَثار‬
‫تكتطب‪ ,‬فلن تكتطب تلك التط فيهطا قدوة بمط مطن خيط أو شطر بطريطق الول‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و كل ش يء أح صيناه ف إمام مبي} أي وج يع الكائنات مكتوب ف كتاب م سطور‬
‫مضبوط ف لوح مفوظ‪ ,‬والمام البي ههنا هو أم الكتاب‪ ,‬قاله ماهد وقتاده وعبد الرحن بن زيد بن‬
‫أسلم‪ ,‬وكذا ف قوله تعال‪{ :‬يوم ندعو كل أناس بإمامهم} أي بكتاب أعمالم الشاهد عليهم با عملوه‬
‫من خي أو شر‪ ,‬كما قال عز وجل‪{ :‬ووضع الكتاب وجيء بالنبيي والشهداء} وقال تعال‪{ :‬ووضع‬
‫الكتاب فترى الجرمي مشفقي ما فيه ويقولون يا ويلنتنا ما لذا الكتاب ل يغادر صغية ولكبية إل‬
‫ططططططك أحدا}‪.‬‬ ‫ططططططا عملوا حاضرا ول يظلم ربط‬ ‫ططططططاها ووجدوا مط‬ ‫أحصط‬

‫‪681‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ب القَ ْرَيةِ إِذْ جَآ َءهَا الْمُرْ سَلُونَ * إِذْ أَرْ سَ ْلنَآ إَِليْهِ ُم اثَْنيْ نِ َفكَ ّذبُوهُمَا َفعَ ّز ْزنَا‬
‫صحَا َ‬
‫** وَاضْرِ بْ َلهُ مْ مَّثلً أَ ْ‬
‫ِبثَالِ ثٍ َفقَاُلوَاْ ِإنّآ إَِلْيكُ ْم مّرْ سَلُونَ * قَالُواْ مَآ أَنتُ مْ إِلّ بَشَ ٌر ّمثُْلنَا َومَآ َأنَزلَ ال ّرحْمَـنُ مِن شَيْءٍ إِ نْ أَنتُ مْ إِلّ‬
‫تَكْ ِذبُون طَ * قَالُواْ َربّنَطا َيعْلَم طُ إِنّطآ إَِليْكُم طْ لَ ُمرْس طَلُونَ * وَمَطا عََليْنَطآ إِ ّل الَْبلَغ طُ الْ ُمبِيُط‬
‫ويقول تعال‪ :‬واضرب يا ممد لقومك الذين كذبوك {مثلً أصحاب القرية إذ جاءها الرسلون} قال‬
‫ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي ال عنهما وكعب الحبار ووهب بن منبه‪ :‬إنا مدينة أنطاكية‬
‫وكان با ملك يقال له أنطيخس بن أنطيخس وكان يعبد الصنام‪ ,‬فبعث ال إليه ثلثة من الرسل‪ ,‬وهم‬
‫صادق و صدوق وشلوم‪ ,‬فكذب م‪ ,‬وهكذا روي عن بريدة بن ال صيب وعكر مة وقتادة والزهري أن ا‬
‫أنطاك ية‪ ,‬و قد ا ستشكل ب عض الئ مة كون ا أنطاك ية ب ا سنذكره ب عد تام الق صة إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذ أرسلنا إليهم إثني فكذبوها} أي بادروها بالتكذيب {فعززنا بثالث} أي قويناها‬
‫وشددنا إزرها برسول ثالث‪ .‬قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب البائي قال‪ :‬كان اسم‬
‫الرسولي الولي شعون ويوحنا‪ ,‬واسم الثالث بوليس‪ ,‬والقرية أنطاكية {فقالوا} أي لهل تلك القرية‬
‫{إنا إليكم مرسلون} أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده ل شريك له‪ ,‬قاله أبو العالية‪,‬‬
‫وزعم قتادة بن دعامة أنم كانوا رسل السيح عليه السلم إل أهل أنطاكية {قالوا ما أنتم إل بشر مثلنا}‬
‫ل لكنتم ملئكة‪,‬‬ ‫أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونن بشر‪ ,‬فلم ل أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رس ً‬
‫وهذه شبهة كث ي من المم الكذبة‪ ,‬ك ما أ خب ال تعال عن هم ف قوله عز و جل‪{ :‬ذلك بأنم كانت‬
‫تأتيهططم رسططلهم بالبينات فقالوا أبشططر يهدوننططا} أي اسططتعجبوا مططن ذلك وأنكروه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالوا إن أن تم إل ب شر مثل نا تريدون أن ت صدونا ع ما كان يع بد آباؤ نا فأتو نا ب سلطان‬
‫مبي}‪ .‬وقوله تعال حكا ية عن هم ف قوله جل وعل‪{ :‬ولئن أطع تم بشرا مثل كم إن كم إذا لا سرون}‬
‫وقوله تعال‪{ :‬و ما م نع الناس أن يؤمنوا إذ جاء هم الدى إل أن قالوا أب عث ال بشرا ر سولً ؟} ولذا‬
‫قال هؤلء { ما أن تم إل ب شر مثل نا و ما أنزل الرح ن من ش يء إن أن تم إل تكذبون قالوا رب نا يعلم إ نا‬
‫إليكم لرسلون} أي أجابتهم رسلهم الثلثة قائلي ال يعلم أنا رسله إليكم‪ ,‬ولوكنا كذبة عليه ل نتقم‬
‫م نا أ شد النتقام‪ ,‬ولك نه سيعزنا وين صرنا علي كم و ستعلمون ل ن تكون عاق بة الدار‪ ,‬كقوله تعال‪ { :‬قل‬
‫ك فى بال بي ن وبين كم شهيدا يعلم ما ف ال سموات و ما ف الرض والذ ين آمنوا بالبا طل وكفروا بال‬
‫أولئك هم الاسرون} {وما علينا إل البلغ البي} يقولون‪ :‬إنا علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم‪,‬‬
‫غبط ذلك‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬ ‫فإذا أطعتطم كانطت لكطم السطعادة فط الدنيطا والَخرة‪ ,‬وإن ل تيبوا فسطتعلمون ّ‬

‫‪682‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫سنّكُ ْم ّمنّا عَذَا بٌ أَلِي مٌ * قَالُوْا طَائِرُكُم ّم َعكُ مْ َأإِن‬


‫** قَاُل َواْ ِإنّا تَ َطيّ ْرنَا ِبكُ مْ َلئِن ّل ْم تَنَتهُواْ َلنَرْجُ َمّنكُ مْ وََليَمَ ّ‬
‫ط مّسططططططططْرِفُونَ‬ ‫ذُ ّكرْتُططططططططم بَلْ أَنتُمططططططططْ َقوْمططططططط ٌ‬
‫فعند ذلك قال لم أهل القرية{إنا تطينا بكم} أي ل نر على وجوهكم خيا ف عيشنا‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫يقولون إن أ صابنا شر فإن ا هو من أجل كم‪ .‬وقال ما هد‪ :‬يقولون ل يد خل مثل كم إل قر ية إل عذب‬
‫ط عذاب‬ ‫أهلهطا {لئن ل تنتهوا لنرجنكطم} قال قتادة‪ :‬بالجارة‪ .‬وقال ماهطد‪ :‬بالشتطم‪{ ,‬وليمسطنكم من ا‬
‫أليم} أي عقوبة شديدة‪ ,‬فقالت لم رسلهم {طائركم معكم} أي مردود عليكم‪ ,‬كقوله تعال ف قوم‬
‫فرعون {فإذا جاءتم السنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيوا بوسى ومن معه أل إنا طائرهم عند‬
‫ال} وقال قوم صال {اطي نا بك وب ن م عك قال طائر كم ع ند ال} وقال قتادة وو هب بن من به‪ :‬أي‬
‫أعمالكم معكم‪ .‬وقال عز وجل‪{ :‬وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال‪ ,‬وإن تصبهم سيئة يقولون‬
‫هذه مطن عندك‪ ,‬قطل كطل مطن عنطد ال فمطا لؤلء القوم ليكادون يفقهون حديثا} وقوله تعال‪{ :‬أئن‬
‫ذكر ت بل أن تم قوم م سرفون} أي من أ جل أ نا ذكرنا كم وأمرنا كم بتوح يد ال وإخلص العبادة له‪,‬‬
‫قابلتمو نا بذا الكلم وتوعدتو نا وتددتو نا‪ ,‬بل أن تم قوم م سرفون‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أي إن ذكرنا كم بال‬
‫تطيتطططططط بنططططططا بططططططل أنتططططططم قوم مسططططططرفون‪.‬‬

‫سأَُلكُمْ أَجْرا َوهُ ْم‬ ‫ي * اّتبِعُواْ مَن لّ يَ ْ‬


‫س َعىَ قَا َل َيقَوْ مِ اّتِبعُوْا الْمُرْ سَِل َ‬
‫** وَجَآءَ مِ نْ أَقْ صَى الْمَدِيَنةِ َرجُ ٌل يَ ْ‬
‫ّمهْتَدُونَ * َومَا لِيَ لَ َأ ْعبُ ُد الّذِي فَ َط َرنِي َوإَِليْهِ تُ ْر َجعُونَ * َأَأتّخِ ُذ مِن دُونِهِ آِل َهةً إِن ُيرِدْنِ الرّحْمَـ ُن ِبضُرّ‬
‫ت بِ َرّبكُ مْ فَا سْ َمعُونِ‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍ * ِإنّ يَ آمَن ُ‬ ‫ّل ُتغْ نِ عَنّي َشفَا َعتُهُ ْم َشيْئا وَلَ يُنقِذُو نَ * إِنّ يَ إِذا لّفِي َ‬
‫قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي ال عنهما وكعب الحبار ووهب بن منبه‪ :‬إن أهل‬
‫القرية هوا بق تل ر سلهم‪ ,‬فجاء هم ر جل من أق صى الدي نة ي سعى‪ ,‬أي لين صرهم من قو مه‪ ,‬قالوا‪ :‬و هو‬
‫حبيب‪ ,‬وكان يع مل الر ير و هو البال وكان رجلً سقيما قد أ سرع ف يه الذام‪ ,‬وكان كث ي ال صدقة‬
‫يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة‪ .‬وقال ابن إسحاق عن رجل ساه عن الكم عن مقسم أو عن‬
‫ماهد عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬اسم صاحب يس حبيب‪ ,‬وكان الذام قد أسرع فيه‪ .‬وقال‬
‫الثوري عن عاصم الحول عن أب ملز‪ :‬كان اسه حبيب بن سري‪ .‬وقال شبيب بن بشر عن عكرمة‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬اسم صاحب يس حبيب النجار‪ ,‬فقتله قومه‪ .‬وقال السدي‪ :‬كان‬
‫‪683‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ق صارا‪ .‬وقال ع مر بن ال كم‪ :‬كان إ سكافا‪ .‬وقال قتادة‪ :‬كان يتع بد ف غار هناك‪{ ,‬قال يا قوم اتبعوا‬
‫الرسطلي} يضط قومطه على اتباع الرسطل الذيطن أتوهطم {اتبعوا مطن ليسطألكم أجرا} أي على إبلغ‬
‫الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة ال وحده ل شريك له {ومال ل أعبد الذي فطرن}‬
‫أي ومطا ينعنط مطن إخلص العبادة للذي خلقنط وحده لشريطك له {وإليطه ترجعون} أي يوم العاد‪,‬‬
‫فيجازي كم على أعمال كم إن خيا فخ ي وإن شرا ف شر {أأت ذ من دو نه آل ة} ا ستفهام إنكار وتوب يخ‬
‫وتقريع {إن يردن الرحن بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون} أي هذه الَلة الت تعبدونا من‬
‫دونه ليلكون من المر شيئا‪ ,‬فإن ال تعال لو أرادن بسوء {فل كاشف له إل هو} وهذه الصنام ل‬
‫تلك دفع ذلك ول منعه‪ ,‬ول ينقذونن ما أنا فيه{إن إذا لفي ضلل مبي} أي إن اتذتا آلة من دون‬
‫ال‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن آمنت بربكم فاسعون} قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫وكعب ووهب‪ :‬يقول لقومه {إن آمنت بربكم} الذي كفرت به {فاسعون} أي فاسعوا قول ويتمل‬
‫أن يكون خطا به للر سل بقوله‪{ :‬إ ن آم نت برب كم} أي الذي أر سلكم {فا سعون} أي فاشهدوا ل‬
‫بذلك عنده‪ ,‬وقد حكاه ابن جرير فقال‪ :‬وقال آخرون‪ :‬بل خاطب بذلك الرسل‪ ,‬وقال لم‪ :‬اسعوا قول‬
‫لتشهدوا ل با أقول لكم عند رب‪ ,‬إن آمنت بربكم واتبعتكم‪ ,‬وهذا القول الذي حكاه عن هؤلء أظهر‬
‫ف العن‪ ,‬وال أعلم‪ .‬قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي ال عنهما وكعب ووهب رضي ال‬
‫عنه ما‪ :‬فل ما قال ذلك‪ ,‬وثبوا عل يه وث بة ر جل وا حد فقتلوه‪ ,‬ول ي كن له أ حد ي نع ع نه‪ .‬وقال قتادة‪:‬‬
‫جعلوا يرجونه بالجارة وهو يقول‪ :‬اللهم اهد قومي فإنم ليعلمون‪ ,‬فلم يزالوا به حت أقعصوه‪ ,‬وهو‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططط ال‪.‬‬ ‫يقول كذلك‪ ,‬فقتلوه رحهط‬

‫جّنةَ قَا َل يََليْ تَ َق ْومِي َيعْلَمُو نَ * بِمَا َغفَرَ لِي َربّي وَ َجعََلنِي مِ َن الْ ُمكْ َرمِيَ * َومَآ أَنزَْلنَا‬
‫** قِيلَ ا ْدخُ ِل الْ َ‬
‫ح ًة وَاحِ َدةً فَِإذَا هُمْ خَامِدُونَ‬‫صيْ َ‬
‫عََلىَ َق ْومِ ِه مِن َبعْدِهِ مِن جُن ٍد مّ َن السّمَآ ِء َومَا ُكنّا مُنِلِيَ * إِن كَانَتْ إِلّ َ‬
‫قال ممد بن إ سحاق عن ب عض أ صحابه عن ابن م سعود ر ضي ال عنه‪ ,‬أن م وطئوه بأرجلهم حت‬
‫خرج قصبه من دبره‪ ,‬وقال ال له‪{ :‬ادخل النة} فدخلها فهو يرزق فيها قد أذهب ال عنه سقم الدنيا‬
‫وحزن ا ون صبها‪ .‬وقال ما هد‪ :‬ق يل ل بيب النجار‪ :‬اد خل ال نة‪ ,‬وذلك أ نه ق تل فوج بت له‪ ,‬فل ما رأى‬
‫الثواب {قال يا ل يت قو مي يعلمون} قال قتادة‪ :‬ل تل قى الؤ من إل نا صحا ل تلقاه غاشا‪ .‬ل ا عا ين ما‬

‫‪684‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عاين من كرامة ال تعال‪{ :‬قال يا ليت قومي يعلمون با غفر ل رب وجعلن من الكرمي} تن على‬
‫ال أن يعلم قومه با عاين من كرامة ال وما هجم عليه‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬نصح قومه ف حياته بقوله {يا‬
‫قوم اتبعوا الرسلي} وبعد ماته ف قوله {يا ليت قومي يعلمون با غفر ل رب وجعلن من الكرمي}‬
‫رواه ابططططططططططططن أبطططططططططططط حاتطططططططططططط‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري عن عاصم الحول عن أب ملز {با غفر ل رب وجعلن من الكرمي} بإيان‬
‫بر ب وت صديقي الر سلي ومق صودة أن م لو اطلعوا على ما ح صل ل من هذا الثواب والزاء والنع يم‬
‫القيم‪ ,‬لقادهم ذلك إل اتباع الرسل فرحه ال ورضي عنه‪ ,‬فلقد كان حريصا على هداية قومه‪ .‬قال ابن‬
‫أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا هشام بن عبيد ال‪ ,‬حدثنا ابن جابر هو ممد عن عبد اللك يعن ابن عمي‬
‫قال‪ :‬قال عروة بن مسعود الثقفي رضي ال عنه للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ابعثن إل قومي أدعوهم إل‬
‫ال سلم‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إ ن أخاف أن يقتلوك» فقال‪ :‬لو وجدو ن نائما ما‬
‫أيقظونط‪ ,‬فقال له رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم‪« :‬انطلق» فانطلق‪ ,‬فمطر على اللت والعزى‪,‬‬
‫فقال‪:‬لصبحنك غدا با يسوؤك‪ ,‬فغضبت ثقيف‪ ,‬فقال‪ :‬يا معشر ثقيف إن اللت للت وإن العزى ل‬
‫عزى‪ ,‬أ سلموا ت سلموا‪ ,‬يا مع شر الحلف إن العزى ل عزى وإن اللت للت‪ ,‬أ سلموا ت سلموا‪ ,‬قال‬
‫ذلك ثلث مرات‪ ,‬فرماه رجل فأصاب أكحله فقتله‪ ,‬فبلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬هذا‬
‫مثله كمثطل صطاحب يطس» { قال يطا ليطت قومطي يعلمون باط غفطر ل ربط وجعلنط مطن الكرميط}‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن عبد ال بن عبد الرحن بن معمر بن حزم أنه حدث عن كعب الحبار‪ ,‬أنه‬
‫ذ كر له حبيب بن ز يد بن عا صم أ خو ب ن مازن بن النجار الذي كان م سيلمة الكذاب قط عه باليما مة‬
‫ح ي ج عل ي سأله عن ر سول ل صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فج عل يقول له‪ :‬أتش هد أن ممدا ر سول ال ؟‬
‫فيقول‪ :‬نعم‪ ,‬ث يقول‪ :‬أتشهد أن رسول ال ؟ فيقول‪ :‬ل أسع‪ ,‬فيقول له مسيلمة لعنه ال‪ :‬أتسمع هذا‪,‬‬
‫ول ت سمع ذاك ؟ فيقول‪ :‬ن عم‪ ,‬فج عل يقط عه عضوا عضوا كل ما سأله ل يزده على ذلك ح ت مات ف‬
‫يديطه‪ ,‬فقال كعطب حيط قيطل له اسطه حطبيب‪ :‬وكان وال صطاحب يطس اسطه حطبيب‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منلي} يب تعال‬
‫أنه انتقم من قومه بعد قتلهم إياه غضبا منه تبارك وتعال عليهم‪ ,‬لنم كذبوا رسله وقتلوا وليه‪ ,‬ويذكر‬
‫عز وجل أنه ما أنزل عليهم وما احتاج ف إهلكه إياهم إل إنزال جند من اللئكة عليهم‪ ,‬بل المر كان‬
‫أي سر من ذلك‪ .‬قاله ابن م سعود في ما رواه ا بن إ سحاق عن ب عض أ صحابه ع نه أ نه قال ف قوله تعال‪:‬‬
‫{وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منلي} أي ما كاثرناهم بالموع‪ ,‬المر‬
‫‪685‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كان أي سر علي نا من ذلك {إن كا نت إل صيحة واحدة فإذا هم خامدون} قال‪ :‬فأهلك ال تعال ذلك‬
‫اللك البار‪ ,‬وأهلك أهل أنطاكية‪ ,‬فبادوا عن وجه الرض فلم يبق منهم باقية‪ ,‬وقيل {وما كنا منلي}‬
‫أي وما كنا ننل اللئكة على المم إذا أهلكناهم بل نبعث عليهم عذابا يدمرهم‪ ,‬وقيل العن ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬و ما أنزل نا على قو مه من بعده من ج ند من ال سماء} أي من ر سالة أخرى إلي هم‪ ,‬قاله ما هد‬
‫وقتادة‪ .‬قال قتادة‪ :‬فل وال ما عاتب ال قومه بعد قتله {إن كانت إل صيحة واحدة فإذا هم خامدون}‬
‫قال ابن جرير‪ :‬والول أصح‪ ,‬لن الرسالة ل تسمى جندا‪ .‬قال الفسرون‪ .‬بعث ال تعال إليهم جبيل‬
‫عليه الصلة والسلم‪ ,‬فأخذ بعضادت باب بلدهم‪ ,‬ث صاح بم صيحة واحدة‪ ,‬فإذا هم خامدون عن‬
‫آخرهم ل تبق بم روح تتردد ف جسد وقد تقدم عن كثي من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية‪ ,‬وأن‬
‫هؤلء الثلثة كانوا رسلً من ع ند ال سيح عي سى بن مري عليه ال صلة والسلم‪ ,‬ك ما نص عل يه قتادة‬
‫وغيه‪ ,‬وهطو الذي ل يذكطر عطن واحطد مطن متأخري الفسطرين غيه‪ ,‬وفط ذلك نظطر مطن وجوه‪:‬‬
‫(أحدها) أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلء كانوا رسل ال عز وجل‪ ,‬ل من جهة السيح عليه السلم‬
‫كما قال تعال‪{ :‬إذ أرسلنا إليهم اثني فكذبوها فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون ط إل أن قالوا‬
‫ط رب نا يعلم إ نا إلي كم لر سلون و ما علي نا إل البلغ ال بي} ولو كان هؤلء من الواري ي لقالوا عبارة‬
‫تناسب أنم من عند السيح عليه السلم‪ .‬وال تعال أعلم‪ ,‬ث لو كانوا رسل السيح لا قالوا لم {إن أنتم‬
‫إل بشطططططططططططططططططططر مثلنطططططططططططططططططططا}‪.‬‬
‫(الثان) أن أهل أنطاكية آمنوا برسل السيح إليهم‪ ,‬وكانوا أول مدينة آمنت بالسيح‪ ,‬ولذا كانت‬
‫عندالن صارى إحدى الدائن الربعة اللت في هن بتار كة‪ ,‬و هن‪ :‬القدس لن ا بلد ال سيح‪ ,‬وأنطاكية لن ا‬
‫أول بلدة آمنت بالسيح عن آخر أهلها‪ ,‬والسكندرية لن فيها اصطلحوا على اتاذ البتاركة والطارنة‬
‫وال ساقفة والق ساوسة والشمام سة والرهاب ي‪ ,‬ث روم ية لن ا مدن ية اللك ق سطنطي الذي ن صر دين هم‬
‫وأوطده‪ ,‬ولا ابتن القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها‪ ,‬كما ذكره غي واحد من ذكر تواريهم‪,‬‬
‫كسعيد بن بطريق وغيه من أهل الكتاب والسلمي‪ ,‬فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت‪ ,‬فأهل هذه‬
‫القريطة ذكطر ال تعال أنمط كذبوا رسطله وأنطه أهلكهطم بصطيحة واحدة أخدتمط‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫(الثالث) أن قصة أنطاكية مع الواريي أصحاب السيح بعد نزول التوراة‪ ,‬وقد ذكر أبو سعيد الدري‬
‫رضي ال عنه وغي واحد من السلف أن ال تبارك وتعال بعد إنزاله التوراة ل يهلك أمة من المم عن‬
‫آخرهم بعذاب يبعثه عليهم‪ ,‬بل أمر الؤمني بعد ذلك بقتال الشركي‪ ,‬ذكروه عند قوله تبارك وتعال‪:‬‬
‫{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الول} فعلى هذا يتعي أن هذه القرية الذكورة‬
‫‪686‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ف القرآن قرية أخرى غي أنطاكية‪ ,‬كما أطلق ذلك غي واحد من السلف أيضا‪ .‬أو تكون أنطاكية إن‬
‫كان لفظهطا مفوظا فط هذه القصطة مدينطة أخرى غيط هذه الشهورة العروفطة‪ ,‬فإن هذه ل يعرف أناط‬
‫أهلكطططت ل فططط اللة النصطططرانية ول قبطططل ذلك‪ ,‬وال سطططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫فأ ما الد يث الذي رواه الا فظ أ بو القا سم ال طبان‪ :‬حدث نا ال سي بن إ سحاق الت ستري‪ ,‬حدث نا‬
‫السي بن أب السري العسقلن‪ ,‬حدثنا حسي الشقر‪ ,‬حدثنا ابن عيينة عن ابن أب نيح عن ماهد عن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬السبق ثلثة‪ :‬فالسابق إل موسى عليه‬
‫الصلة والسلم يوشع بن نون‪ ,‬والسابق إل عيسى عليه الصلة والسلم صاحب يس‪ ,‬والسابق إل ممد‬
‫صلى ال عل يه و سلم علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه» فإ نه حد يث من كر‪ ,‬ل يعرف إل من طر يق‬
‫حسطططي الشقطططر‪ ,‬وهطططو شيعطططي متروك‪ ,‬وال سطططبحانه وتعال أعلم بالصطططواب‪.‬‬

‫سَتهْ ِزئُونَ * أَلَ ْم يَ َر ْواْ كَ مْ أَهَْل ْكنَا َقبَْلهُ ْم مّ َن‬


‫س َر ًة عَلَى اْل ِعبَا ِد مَا َيأْتِيهِ ْم مّن رّ سُولٍ إِلّ كَانُوْا بِ هِ يَ ْ‬
‫** يَحَ ْ‬
‫حضَرُونططَ‬ ‫الْقُرُونططِ َأّنهُمططْ إِلَْيهِمططْ لَ يَرْ ِجعُونططَ * َوإِن كُلّ لّمّططا جَمِيعططٌ لّ َديْنَططا مُ ْ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله تعال‪{ :‬يا حسرة على العباد} أي يا ويل العباد‪ .‬وقال‬
‫قتادة {يا حسرة على العباد} أي يا حسرة العباد على أنفسهم على ما ضيعت من أمر ال‪ ,‬وفرطت ف‬
‫ج نب ال‪ ,‬و ف ب عض القراءات‪ :‬يا ح سرة العباد على أنف سهم‪ ,‬ومع ن هذا يا ح سرتم وندامت هم يوم‬
‫القيامة إذا عاينوا العذاب‪ ,‬كيف كذبوا رسل ال‪ ,‬وخالفوا أمر ال‪ ,‬فإنم كانوا ف الدار الدنيا الكذبون‬
‫منهم {ما يأتيهم من رسول إل كانوا به يستهزئون} أي يكذبونه ويستهزئون به ويجدون ما أرسل به‬
‫مططططططططططططططططططططن القطططططططططططططططططططط‪.‬‬
‫ث قال تعال‪{ :‬أل يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنم إليهم ل يرجعون} أي أل يتعظوا بن أهلك‬
‫ال قبل هم من الكذب ي للر سل‪ ,‬ك يف ل ي كن ل م إل هذه الدن يا كرة ول رج عة‪ ,‬ول ي كن ال مر ك ما‬
‫زعم كثي من جهلتهم وفجرتم من قولم {إن هي إل حياتنا الدنيا نوت وني} وهم القائلون بالدور‬
‫ل من هم أن م يعودون إل الدن يا‪ ,‬ك ما كانوا في ها‪ ,‬فرد ال تبارك‬ ‫من الدهر ية‪ ,‬و هم الذ ين يعتقدون جه ً‬
‫وتعال عليهطم باطلهطم‪ ,‬فقال تبارك وتعال‪{ :‬أل يروا كطم أهلكنطا قبلهطم مطن القرون أنمط إليهطم ل‬
‫يرجعون}‪.‬‬

‫‪687‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬وإن كل ل ا ج يع لدي نا مضرون} أي وإن ج يع ال مم الاض ية والَت ية ستحضر‬
‫للحساب يوم القيامة بي يدي ال جل وعل‪ ,‬فيجازيهم بأعمالم كلها خيها وشرها‪ ,‬ومعن هذا كقوله‬
‫ل لا ليوفينهم ربك أعمالم} وقد اختلف القراء ف أداء هذا الرف‪ ,‬فمنهم من قرأ‬
‫جل وعل‪{ :‬وإن ك ً‬
‫{وإن كلً لا} بالتخفيف فعنده أن إن للثبات‪ ,‬ومنهم من شدد {لا} وجعل أن نافية‪ ,‬ولا بعن إل‪,‬‬
‫تقديره ومطا كطل إل جيطع لدينطا مضرون‪ ,‬ومعنط القراءتيط واحطد‪ ,‬وال سطبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫ت مّن نّخِي ٍل‬‫** وَآَيةٌ ّلهُ مُ الرْ ضُ الْ َمْيَتةُ أَ ْحيَْينَاهَا َوأَخْ َر ْجنَا ِمْنهَا َحبّا فَ ِمنْ ُه يَأْكُلُو نَ * َو َجعَ ْلنَا فِيهَا َجنّا ٍ‬
‫شكُرُو نَ * ُسبْحَانَ الّذِي‬ ‫ج ْرنَا فِيهَا مِ َن اْل ُعيُو نِ * ِلَيأْكُلُوْا مِن ثَمَرِ ِه َومَا عَمَِلتْ هُ َأيْدِيهِ مْ أََفلَ يَ ْ‬‫ب وَفَ ّ‬ ‫َوأَ ْعنَا ٍ‬
‫طهِمْ َومِمّططا لَ َيعَْلمُونططَ‬ ‫خَلَق ال ْزوَاجططَ ُكلّهَططا مِمّططا تُنبِتططُ الرْضططُ َومِنططْ أَنفُسط ِ‬
‫يقول تبارك وتعال‪{ :‬وآيطة لمط} أي دللة لمط على وجود الصطانع وقدرتطه التامطة وإحيائه الوتطى‬
‫{الرض الي تة} أي إذا كا نت مي تة هامدة ل ش يء في ها من النبات‪ ,‬فإذا أنزل ال تعال علي ها الاء‪,‬‬
‫اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون}‬
‫أي جعلناه رزقا ل م ولنعام هم {وجعل نا في ها جنات من ن يل وأعناب وفجر نا في ها من العيون} أي‬
‫جعلنا فيها أنارا سارحة ف أمكنة يتاجون إليها ليأكلوا من ثره‪ ,‬لا امت على خلقه بإياد الزروع لم‪,‬‬
‫عططططططططف بذكطططططططر الثمار وتنوعهطططططططا وأصطططططططنافها‪.‬‬
‫وقوله جل وعل‪{ :‬و ما عمل ته أيدي هم} أي و ما ذاك كله إل من رح ة ال تعال ب م ل ب سعيهم ول‬
‫كدهم ول بولم وقوتم‪ ,‬قاله ابن عباس رضي ال عنهما وقتاده‪ :‬ولذا قال تعال‪{ :‬أفل يشكرون} أي‬
‫فهل يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النعم الت ل تعد ول تصى‪ ,‬واختار ابن جرير ط بل جزم‬
‫به‪ ,‬ول ي ك غيه إل احتمالً ط أن { ما} ف قوله تعال‪{ :‬و ما عمل ته أيدي هم} بع ن الذي تقديره‬
‫ليأكلوا من ثره وما عملته أيديهم أي غرسوه ونصبوه‪ ,‬قال‪ :‬وهي كذلك ف قراءة ابن مسعود رضي ال‬
‫عنطه {ليأكلوامطن ثره ومطا عملتطه أيديهطم أفل يشكرون}‪ ,‬ثط قال تبارك وتعال‪{ :‬سطبحان الذي خلق‬
‫الزواج كلها ما تنبت الرض} أي من زروع وثار ونبات {ومن أنفسهم} فجعلهم ذكرا وأنثى {وما‬
‫ل يعلمون} أي من ملوقات شت ل يعرفونا‪ ,‬كما قال جلت عظمته‪{ :‬ومن كل شيء خلقنا زوجي‬
‫لعلكططططططططططططططططططططططططططططططططططططم تذكرون}‬

‫‪688‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك َتقْدِيرُ‬
‫سَتقَرّ ّلهَطا ذَلِ َ‬
‫س تَجْرِي لِمُ ْ‬
‫** وَآَيةٌ ّلهُ ُم الّْليْ ُل نَ سْلَ ُخ ِمنْ هُ الّنهَارَ فَإِذَا هُم مّ ْظلِمُو نَ * وَالشّمْ ُ‬
‫الْعَزِي ِز الْعَلِي مِ * وَاْلقَمَرَ َقدّ ْرنَا ُه َمنَازِلَ َحّت َى عَادَ كَالعُرجُو نِ اْلقَدِيِ * لَ الشّمْ سُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِ كَ‬
‫طبَحُونَ‬‫ط يَسططططط ْ‬ ‫القَ َم َر وَ َل الّْليْلُ سططططططَابِقُ الّنهَا ِر وَكُلّ فِطططططي َفلَكططططط ٍ‬
‫يقول تعال و من الدللة ل م على قدر ته تبارك وتعال العظي مة‪ ,‬خلق الل يل والنهار هذا بظل مه وهذا‬
‫بضيائه‪ ,‬وجعله ما يتعاقبان ي يء هذا فيذ هب هذا‪ ,‬ويذ هب هذا فيج يء هذا‪ ,‬ك ما قال تعال‪{ :‬يغ شي‬
‫الليل النهار يطلبه حثيثا} ولذا قال عز وجل ههنا‪{ :‬وآية لم الليل نسلخ منه النهار} أي نصرمه منه‪,‬‬
‫فيذهب فيقبل الليل‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬فإذا هم مظلمون} كما جاء ف الديث «إذا أقبل الليل‬
‫من هه نا وأدبر النهار من ههنا وغربت الش مس‪ ,‬فقد أف طر الصائم» هذا هو الظا هر من الَية‪ ,‬وزعم‬
‫قتادة أن ا كقوله تعال‪{ :‬يول الل يل ف النهار ويول النهار ف الل يل} و قد ض عف ا بن جر ير قول قتادة‬
‫ههنا‪ ,‬وقال‪ :‬إنا معن اليلج الخذ من هذا ف هذا‪ ,‬وليس هذا مرادا ف هذه الَية‪ ,‬وهذا الذي قاله ابن‬
‫طططططططططططططططططططق‪.‬‬ ‫طططططططططططططططططططر حط‬ ‫جريط‬
‫وقوله جل جلله‪{ :‬والشمس تري لستقر لا ذلك تقدير العزيز العليم} ف معن قوله‪{ :‬لستقر لا}‬
‫قولن(أحدها) أن الراد مستقرها الكان‪ ,‬وهو تت العرش ما يلي الرض من ذلك الانب‪ ,‬وهي أينما‬
‫كانت فهي تت العرش هي وجيع الخلوقات‪ ,‬لنه سقفها‪ ,‬وليس بكرة كما يزعمه كثي من أرباب‬
‫اليئة‪ ,‬وإنا هو قبة ذات قوائم تمله اللئكة‪ ,‬وهو فوق العال ما يلي رؤوس الناس‪ ,‬فالشمس إذا كانت‬
‫ف قبة الفلك وقت الظهية تكون أقرب ما تكون إل العرش‪ ,‬فإذا استدارت ف فلكها الرابع إل مقابلة‬
‫هذا القام وهو وقت نصف الليل‪ ,‬صارت أبعد ما تكون إل العرش‪ ,‬فحينئذ تسجد وتستأذن ف الطلوع‬
‫كمططططططططططططططططا جاءت بذلك الحاديططططططططططططططططث‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬حدثنا العمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب ذر رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬كنت مع النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ف السجد عند غروب الشمس‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‬
‫«يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فإنا‬
‫تذهطب ح ت ت سجد ت ت العرش‪ ,‬فذلك قوله تعال‪{ :‬والش مس تري لسطتقر ل ا ذلك تقد ير العز يز‬
‫العليطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم}»‪.‬‬
‫حدثنا عبد ال بن الزبي الميدي‪ ,‬حدثنا وكيع‪ ,‬حدثنا العمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب ذر‬
‫ر ضي ال ع نه‪ :‬قال‪ :‬سألت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم عن قوله تبارك وتعال‪{ :‬والش مس تري‬

‫‪689‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ل ستقر ل ا} قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬م ستقرها ت ت العرش» هكذا أورده هه نا‪ ,‬و قد أخر جه ف‬
‫أماكططن متعددة‪ ,‬ورواه بقيططة الماعططة إل ابططن ماجططه مططن طرق عططن العمططش بططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد عن العمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب ذر قال‪ :‬كنت‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد حي غربت الشمس‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا أبا‬
‫ذر أتدري أين تذهب الشمس ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬فإنا تذهب حت‬
‫ت سجد ب ي يدي رب ا عز وجل‪ ,‬فت ستأذن ف الرجوع فيؤذن لا‪ ,‬وكأن ا قد ق يل لا ارجعي من حيث‬
‫جئت‪ ,‬فتر جع إل مطلع ها وذلك م ستقرها ط ث قرأ ط {والش مس تري ل ستقر ل ا} وقال سفيان‬
‫الثوري عن العمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم لب ذر حي غربت الشمس‪« :‬أتدري أين تذهب ؟» قلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ,‬قال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬فإنا تذهب حت تسجد تت العرش‪ ,‬فتستأذن فيؤذن لا‪ ,‬ويوشك أن تسجد‪ ,‬فل يقبل‬
‫منها ؟ وتستأذن فل يؤذن لا‪ ,‬ويقال لا ارجعي من حيث جئت‪ ,‬فتطلع من مغربا‪ ,‬فذلك قوله تعال‪:‬‬
‫{والشمطططس تري لسطططتقر لاططط ذلك تقديطططر العزيطططز العليطططم}»‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن أب إسحاق عن وهب بن جابر عن عبد ال بن عمرو رضي ال‬
‫عنهما‪ ,‬قال ف قوله تعال‪{ :‬والشمس تري لستقر لا} قال‪ :‬إن الشمس تطلع فتردها ذنوب بن آدم‪,‬‬
‫ح ت إذا غر بت سلمت و سجدت وا ستأذنت يؤذن ل ا‪ ,‬ح ت إذا كان يوم غر بت ف سلمت و سجدت‬
‫واستأذنت فل يؤذن لا‪ ,‬فتقول إن السي بعيد‪ ,‬وإن إن ل يؤذن ل ل أبلغ فتحبس ماشاء ال أن تبس‪,‬‬
‫ث يقال لا اطلعي من حيث غربت‪ ,‬قال‪ :‬فمن يومئذ إل يوم القيامة ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت‬
‫من ق بل‪ ,‬أو ك سبت ف إيان ا خيا‪ .‬وق يل‪ :‬الراد ب ستقرها هو انتهاء سيها‪ ,‬و هو غا ية ارتفاع ها ف‬
‫طض‪.‬‬ ‫طو الضيط‬ ‫طا ف ط الشتاء وهط‬‫طة انفاضهط‬ ‫طا‪ ,‬ث ط غايط‬
‫طو أوجهط‬ ‫طيف وهط‬ ‫طماء ف ط الصط‬ ‫السط‬
‫(والقول الثان) أن الراد بستقرها هو منتهى سيها وهو يوم القيامة‪ ,‬يبطل سيها وتسكن حركتها‬
‫وتكور‪ ,‬وينت هي هذا العال إل غاي ته‪ ,‬وهذا هو م ستقرها الزما ن‪ .‬قال قتادة {ل ستقر ل ا} أي لوقت ها‬
‫ولجل ل تعدوه‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد أنا ل تزال تنتقل ف مطالعها الصيفية إل مدة ل تزيد عليها‪ ,‬ث تنتقل ف‬
‫مطالع الشتاء إل مدة ل تزيد عليها‪ ,‬يروى هذا عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما‪ .‬وقرأ ابن مسعود‬
‫وابن عباس رضي ال عنهم {والشمس تري لستقر لا} أي ل قرار لا ول سكون‪ ,‬بل هي سائرة ليلً‬
‫ونارا‪ ,‬ل تف تر ول ت قف‪ ,‬كماقال تبارك وتعال‪{ :‬و سخر ل كم الش مس والق مر دائب ي} أي ل يفتران‬
‫ول يقفان إل يوم القيامة {ذلك تقدير العز يز} أي الذي ل يالف ول يانع {العليم} بميع الركات‬
‫‪690‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وال سكنات‪ ,‬و قد قدر ذلك ووق ته على منوال ل اختلف ف يه ول تعا كس‪ ,‬ك ما قال عز و جل‪{ :‬فالق‬
‫الصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم} وهكذا ختم آية حم‬
‫السططططططجدة بقوله تعال‪{ :‬ذلك تقديططططططر العزيططططططز العليططططططم}‪.‬‬
‫ث قال جل وعل‪{ :‬والقمر قدرناه منازل} أي جعلناه يسي سيا آخر يستدل به على مضي الشهور‪,‬‬
‫ك ما أن الش مس يعرف ب ا الل يل والنهار‪ ,‬ك ما قال عز و جل‪{ :‬ي سألونك عن الهلة قل هي مواق يت‬
‫للناس والجط}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬هطو الذي جعطل الشمطس ضياء والقمطر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد‬
‫السني والساب} الَية‪ ,‬وقال تبارك وتعال‪{ :‬وجعلنا الليل والنهار آيتي فمحونا آية الليل وجعلنا آية‬
‫النهار مبصرة لتبتغوا فضلً من ربكم ولتعلموا عدد السني والساب وكل شيء فصلناه تفصيلً} فجعل‬
‫الش مس ل ا ضوء ي صها‪ ,‬والق مر له نور ي صه‪ ,‬وفاوت ب ي سي هذه وهذا‪ ,‬فالش مس تطلع كل يوم‬
‫وتغرب ف آخره على ضوء وا حد‪ ,‬ول كن تنت قل ف مطالع ها ومغارب ا صيفا وشتاء‪ ,‬يطول ب سبب ذلك‬
‫النهار ويق صر الل يل‪ ,‬ث يطول الل يل ويق صر النهار‪ ,‬وج عل سلطانا بالنهار ف هي كو كب ناري‪ ,‬وأ ما‬
‫القمر فقدره منازل يطلع ف أول ليلة من الشهر ضئيلً قليل النور‪ ,‬ث يزداد نورا ف الليلة الثانية ويرتفع‬
‫منلة‪ ,‬ث كلما ارتفع ازداد ضيا ًء وإن كان مقتبسا من الشمس حت يتكامل نوره ف الليلة الرابعة عشرة‪,‬‬
‫ث يشرع ف النقص إل آخر الشهر حت يصي كالعرجون القدي‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬وهو‬
‫أ صل العذق‪ .‬وقال ما هد‪ :‬العرجون القد ي أي العذق اليا بس يع ن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أ صل‬
‫العنقود من الر طب إذا ع تق وي بس وان ن‪ ,‬وكذا قال غيه ا‪ ,‬ث ب عد هذا يبد يه ال تعال جديدا أول‬
‫الش هر الَ خر‪ ,‬والعرب ت سمي كل ثلث ليال من الش هر با سم باعتبار الق مر‪ ,‬في سمون الثلث الول‬
‫غرر‪ ,‬واللوات بعدها نقل واللوات بعدها تسع‪ ,‬لن أخراهن التاسعة واللوات بعهدها عشر‪ ,‬لن أولهن‬
‫العشرة‪ ,‬واللوات بعدها البيض‪ ,‬لن ضوء القمر فيهن إل آخرهن‪ ,‬واللوات بعدهن درع جع درعاء‪ ,‬لن‬
‫أولن أسود لتأخر القمر ف أولن منه‪ ,‬ومنه الشاة الدرعاء وهي الت رأسها أسود‪ ,‬وبعدهن ثلث ظلم‪,‬‬
‫ث ثلث حنادس‪ ,‬وثلث دآدى‪ ,‬وثلث ماق لنحاق القمر أو الشهر فيهن‪ .‬وكان أبو عبيدة رضي ال‬
‫عنطططه ينكطططر التسطططع والعشطططر‪ .‬كذا قال فططط كتاب غريطططب الصطططنف‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر} قال ماهد‪ :‬لكل منهما حد ل يعدوه ول‬
‫يقصطر دونطه‪ ,‬إذا جاء سطلطان هذا ذهطب هذا‪ ,‬وإذا ذهطب سطلطان هذا جاء سطلطان هذا‪ ,‬وقال عبطد‬
‫الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن السن ف قوله تعال‪{ :‬ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر} قال‪ :‬ذلك ليلة‬
‫اللل‪ .‬وروى ابن أب حات ههنا عن عبد ال بن البارك أنه قال‪ :‬إن للريح جناحا‪ ,‬وإن القمر يأوي إل‬
‫‪691‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫غلف من الاء‪ .‬وقال الثوري عن إساعيل بن أب خالد عن أب صال‪ :‬ل يدرك هذا ضوء هذا ول هذا‬
‫ضوء هذا‪ .‬وقال عكرمة ف قوله عز وجل‪{ :‬ل الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر} يعن أن لكل منهما‬
‫سطططططططلطانا! فل ينبغطططططططي للشمطططططططس أن تطلع بالليطططططططل‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ول الل يل سابق النهار} يقول‪ :‬ل ينب غي إذا كان الل يل أن يكون ل يل آ خر ح ت يكون‬
‫النهار‪ ,‬ف سلطان الش مس بالنهار و سلطان الق مر بالل يل‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬ل يذ هب الل يل من هه نا ح ت‬
‫ييء النهار من ههنا‪ ,‬وأومأ بيده إل الشرق‪ .‬وقال ماهد {ول الليل سابق النهار} يطلبان حثيثي يسلخ‬
‫أحدها من الَخر‪ ,‬والعن ف هذا أنه ل فترة بي الليل والنهار‪ ,‬بل كان منهما يعقب الَخر بل مهلة ول‬
‫تراخ‪ ,‬لنمططططططططا مسططططططططخران دائبيطططططططط يتطالبان طلبا حثيثا‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وكل ف فلك يسبحون} يعن الليل والنهار والشمس والقمر‪ ,‬كلهم يسبحون‬
‫أي يدورون ف فلك السماء‪ ,‬قاله ابن عباس وعكرمة والضحاك والسن وقتادة وعطاء الراسان‪ .‬وقال‬
‫عبد الرحن بن زيد بن أسلم‪ :‬ف فلك بي السماء والرض‪ ,‬ورواه ابن أب حات‪ ,‬وهو غريب جدا بل‬
‫من كر‪ .‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وغ ي وا حد من ال سلف‪ :‬ف فل كة كفل كة الغزل‪ .‬وقال ما هد‪:‬‬
‫الفلك كحديدة الرحطططى أو كفلكطططة الغزل‪ ,‬ل يدور الغزل إل باططط‪ ,‬ول تدور إل بطططه‪.‬‬

‫شأْ‬
‫ك الْمَشْحُو نِ * وَ َخَل ْقنَا َل ُه ْم مّن ّمثْلِ ِه مَا يَرْ َكبُو نَ * َوإِن نّ َ‬
‫** وَآَيةٌ ّلهُ مْ َأنّا حَ َم ْلنَا ذُ ّرّيَتهُ مْ فِي اْلفُلْ ِ‬
‫ط يُنقَذُونططَ * إِلّ َرحْ َم ًة مّنّططا َومَتَاعا إِلَىَ حِيٍطط‬ ‫ُنغْرِ ْقهُمططْ َفلَ صططَرِيخَ َلهُمططْ وَلَ هُمط ْ‬
‫يقول تبارك وتعال‪ :‬ودللة لم أيضا على قدرته تبارك وتعال تسخيه البحر ليحمل السفن‪ ,‬فمن ذلك‬
‫بل أوله سفينة نوح عليه الصلة والسلم‪ ,‬الت أناه ال تعال فيها بن معه من الؤمني الذين ل يبق على‬
‫و جه الرض من ذر ية آدم عل يه ال صلة وال سلم غي هم‪ ,‬ولذا قال عز و جل‪{ :‬وآ ية ل م أ نا حل نا‬
‫ذريتهم} أي آباءهم {ف الفلك الشحون} أي ف السفينة الملوءة من المتعة واليوانات‪ ,‬الت أمره ال‬
‫تبارك وتعال أن ي مل في ها من كل زوج ي اثن ي‪ .‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ :‬الشحون الو قر‪,‬‬
‫وكذا قال سعيد بن جبي والش عب وقتادة وال سدي‪ .‬وقال الضحاك وقتادة وابن زيد‪ :‬و هي سفينة نوح‬
‫عليططططططططططططه الصططططططططططططلة والسططططططططططططلم‪.‬‬
‫وقوله جل وعل‪{ :‬وخلقنا لم من مثله ما يركبون} قال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬يعن‬
‫بذلك ال بل‪ ,‬فإن ا سفن الب يملون علي ها ويركبون ا‪ ,‬وكذا قال عكر مة وما هد وال سن وقتادة ف‬

‫‪692‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رواية‪ ,‬وعبد ال بن شداد وغيهم‪ :‬وقال السدي ف رواية‪ :‬هي النعام‪ .‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا الفضل‬
‫بن الصباح‪ ,‬حدثنا ممد بن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أتدرون ما قوله تعال‪{ :‬وخلق نا ل م من مثله ما يركبون} قل نا‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬هي ال سفن جعلت من ب عد‬
‫سفينة نوح عليه الصلة والسلم على مثلها‪ ,‬وكذا قال أبو مالك والضحاك وقتادة وأبو صال والسدي‬
‫أيضا الراد بقوله تعال‪{ :‬وخلق نا ل م من مثله ما يركبون} أي ال سفن‪ ,‬ويقوي هذا الذ هب ف الع ن‬
‫قوله جطل وعل‪{ :‬إنطا لاط طغطى الاء حلناكطم فط الاريطة لنجعلهطا لكطم تذكرة وتعيهطا أذن واعيطة}‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬وإن نشأ نغرقهم} يعن الذين ف السفن {فل صريخ لم} أي ل مغيث لم ما هم‬
‫فيه{ول هم ينقذون} أي ما أصابم {إل رحة منا} وهذا استثناء منقطع تقديره ولكن برحتنا نسيكم‬
‫ف الب والب حر‪ ,‬ون سلمكم إل أ جل م سمى‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬ومتاعا إل ح ي} أي إل و قت معلوم‬
‫عنططططططططططططد ال عططططططططططططز وجططططططططططططل‪.‬‬

‫** َوإِذَا قِيلَ َلهُمُ اّتقُواْ مَا بَيْنَ َأيْدِيكُ ْم َومَا َخ ْل َفكُمْ َلعَّلكُمْ تُرْحَمُونَ * َومَا َتأْتِيهِم مّ ْن آَيةٍ مّ ْن آيَاتِ َرّبهِ ْم‬
‫إِلّ كَانُواْ َعْنهَا ُمعْرِضِيَ * َوإِذَا قِيلَ َل ُه مْ أَن ِفقُوْا مِمّا رِزََقكُ مُ ال قَا َل الّذِي نَ َكفَرُواْ لِلّذِي نَ آ َمُن َواْ َأنُ ْطعِ ُم مَن‬
‫ضلَ ٍل ّمبِيٍطططط‬ ‫ّلوْ يَشَآءُ اللّهططططُ َأ ْطعَمَهططططُ إِنططططْ أَنتُمططططْ إِلّ فِططططي َ‬
‫يقول تعال م با عن تادي الشرك ي ف غي هم وضلل م وعدم اكتراث هم بذنوب م ال ت أ سلفوها‪ ,‬و ما‬
‫ي ستقبلون ب ي أيدي هم يوم القيا مة {وإذا ق يل ل م اتقوا ما ب ي أيدي كم و ما خلف كم} قال ما هد‪ :‬من‬
‫الذنوب‪ ,‬وقال غيه بالعكطس‪{ ,‬لعلكطم ترحون} أي لعطل ال باتقائكطم ذلك يرحكطم ويؤمنكطم مطن‬
‫عذا به‪ ,‬وتقد ير الكلم أن م ل ييبون إل ذلك بل يعرضون ع نه‪ ,‬واكت فى عن ذلك بقوله تعال‪{ :‬و ما‬
‫تأتي هم من آ ية من آيات رب م} أي على التوح يد و صدق الر سل {إل كانوا عن ها معرض ي} أي ل‬
‫يتأملوناطططططططططط ول يقبلوناطططططططططط ول ينتفعون باطططططططططط‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬وإذا قيل لم أنفقوا ما رزقكم ال} أي إذا أمروا بالنفاق ما رزقهم ال على الفقراء‬
‫والحاو يج من ال سلمي {قال الذ ين كفروا للذ ين آمنوا} أي عن الذ ين آمنوا من الفقراء أي قالوا ل ن‬
‫أمرهم من الؤمني بالنفاق ماجي لم فيما أمروهم به{أنطعم من لو يشاء ال أطعمه} أي هؤلء الذين‬
‫أمرتونا بالنفاق عليهم لو شاء ال لغناهم ولطعمهم من رزقه‪ ,‬فنحن نوافق مشيئة ال تعال فيهم {إن‬
‫أنتم إل ف ضلل مبي} أي ف أمركم لنا بذلك‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬ويتمل أن يكون من قول ال عز وجل‬

‫‪693‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫للكفار حي ناظروا الؤمني وردوا عليهم‪ ,‬فقال لم‪{ :‬إن أنتم إل ف ضلل مبي} وف هذا نظر‪ ,‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬

‫خصّمُونَ *‬
‫حةً وَا ِح َدةً َتأُخُ ُذهُ ْم َوهُ ْم يَ ِ‬
‫صْي َ‬
‫** َوَيقُولُو َن َمتَ َى هَذَا اْل َوعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِِقيَ * مَا يَنظُرُونَ إِلّ َ‬
‫ط يَ ْر ِجعُونططططططَ‬ ‫طَيةً وَلَ إَِلىَ َأهِْلهِمططططط ْ‬ ‫َفلَ يَسططططططْتَطِيعُو َن َتوْصططططط ِ‬
‫يب تعال عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة ف قولم‪{ :‬مت هذا الوعد} {يستعجل با الذين ل يؤمنون‬
‫ب ا} قال ال عز و جل‪ { :‬ما ينظرون إل صيحة واحدة تأخذ هم و هم ي صمون} أي ما ينتظرون إل‬
‫صيحة واحدة‪ ,‬وهذه وال أعلم ط نف خة الفزع‪ ,‬ين فخ ف ال صور نف خة الفزع‪ ,‬والناس ف أ سواقهم‬
‫ومعايشهم يتصمون ويتشاجرون على عادتم‪ ,‬فبينما هم كذلك إذ أمر ال عز وجل إسرافيل فنفخ ف‬
‫ال صور نف خة يطول ا ويد ها‪ ,‬فل يب قى أ حد على و جه الرض إل أ صغى ليتا ور فع ليتا‪ ,‬و هي صفحة‬
‫العنق يتسمع الصوت من قبل السماء‪ ,‬ث يساق الوجودون من الناس إل مشر القيامة بالنار تيط بم من‬
‫جوانبهم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬فل يستطيعون توصية} أي على ما يلكونه‪ ,‬المر أهم من ذلك {ول إل‬
‫أهل هم يرجعون} و قد وردت هه نا آثار وأحاد يث ذكرنا ها ف مو ضع آ خر‪ ,‬ث يكون ب عد هذا نف خة‬
‫الصطعق التط توت باط الحياء كلهطم مطا عدا اليط القيوم‪ ,‬ثط بعطد ذلك نفخطة البعطث‪.‬‬

‫** َوُنفِ خَ فِي ال صّورِ فَِإذَا هُم مّ نَ الجْدَا ثِ إَِلىَ َرّبهِ مْ يَن سِلُونَ * قَالُوْا َيوَيَْلنَا مَن َب َعثَنَا مِن مّرَْق ِدنَا هَذَا مَا‬
‫ضرُو نَ *‬ ‫حَ‬ ‫ح ًة وَاحِ َدةً فَِإذَا هُ مْ جَمِي عٌ ّل َديْنَا مُ ْ‬ ‫صْي َ‬
‫ق الْمُرْ سَلُونَ * إِن كَانَ تْ إِلّ َ‬ ‫َوعَدَ الرّحْم ـ ُن وَ صَ َد َ‬
‫ط َتعْمَلُونطططَ‬ ‫ج َزوْنطططَ إِلّ مَطططا ُكنْتُمطط ْ‬ ‫ط َنفْسطططٌ َشيْئا وَ َل تُ ْ‬ ‫فَاْلَيوْمطططَ َل تُظْلَمطط ُ‬
‫هذه هطي النفخطة الثالثطة‪ ,‬وهطي نفخطة البعطث والنشور للقيام مطن الجداث والقبور‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{فإذا هم من الجداث إل ربم ينسلون} والنسلن هو الشي السريع كما قال تعال‪{ :‬يوم يرجون‬
‫من الجداث سراعا كأنم إل نصب يوفضون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ؟} يعنون قبورهم الت‬
‫كانوا يعتقدون ف الدار الدنيا أنم ل يبعثون منها‪ ,‬فلما عاينوا ما كذبوا به ف مشرهم {قالوا يا ويلنا‬
‫من بعثنا من مرقدنا} وهذا ل ينفي عذابم ف قبورهم‪ ,‬لنه بالنسبة إل مابعده ف الشدة كالرقاد‪ .‬قال‬
‫أ ب بن ك عب ر ضي ال ع نه وما هد وال سن وقتادة‪ :‬ينامون نو مة ق بل الب عث‪ .‬قال قتادة‪ :‬وذلك ب ي‬
‫ط مطن مرقدنطا‪ ,‬فإذا قالوا ذلك أجابمط الؤمنون‪ ,‬قاله غيط واحطد مطن‬ ‫النفختيط‪ ,‬فلذلك يقولون مطن بعثن ا‬
‫‪694‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫السلف {هذا ما وعد الرحن وصدق الرسلون} وقال السن‪ :‬إنا ييبهم بذلك اللئكة‪ ,‬ول منافاة إذ‬
‫المطططططططططع مكطططططططططن‪ ,‬وال سطططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬
‫وقال عبد الرحن بن زيد‪ :‬الميع من قول الكفار {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ؟ هذا ما وعد الرحن‬
‫وصدق الرسلون} نقله ابن جرير‪ ,‬واختار الول‪ ,‬وهو أصح‪ ,‬وذلك لقوله تبارك وتعال ف الصافات‪:‬‬
‫{وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون} وقال ال عز وجل‪{ :‬ويوم‬
‫تقوم ال ساعة يق سم الجرمون ما لبثوا غ ي ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذ ين أوتوا العلم واليان‬
‫لقططد لبثتططم فطط كتاب ال إل يوم البعططث فهذا يوم البعططث ولكنكططم كنتططم ل تعلمون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إن كانت إل صيحة واحدة فإذا هم جيع لدينا مضرون} كقوله عز وجل‪{ :‬فإنا هي‬
‫زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} وقال جلت عظمته‪{ :‬وما أمر الساعة إل كلمح البصر أو هو أقرب}‬
‫وقال جطل جلله‪{ :‬يوم يدعوكطم فتسطتجيبون بمده وتظنون إن لبثتطم إل قليلً} أي إناط نأمرهطم أمرا‬
‫واحدا‪ ,‬فإذا الميطع مضرون {فاليوم لتظلم نفطس شيئا} أي مطن عملهطا {ول تزون إل مطا كنتطم‬
‫تعملون}‪.‬‬

‫جّن ِة الَيوْمَ فِي ُشغُلٍ فَا ِكهُونَ * هُ ْم َوأَ ْزوَا ُجهُمْ فِي ِظلَ ٍل عَلَى الرَآئِكِ ُمّتكِئُونَ * َلهُ ْم‬
‫ب الْ َ‬
‫** إِنّ أَصْحَا َ‬
‫ططن رّبطططّ رّحِيمطططٍ‬ ‫لمٌ َقوْلً مّط‬‫طَ‬ ‫ططا يَ ّدعُونطططَ * سطط َ‬ ‫ططا فَا ِك َه ٌة وََلهُمطططْ مّط‬ ‫فِيهَط‬
‫يب تعال عن أهل النة أنم يوم القيامة إذا ارتلوا من العَرَصات‪ ,‬فنلوا ف روضات النات‪ ,‬أنم ف‬
‫شغل عن غيهم با هم فيه من النعيم القيم والفوز العظيم‪ .‬قال السن البصري وإساعيل بن أب خالد‪:‬‬
‫ف شغل عما فيه أهل النار من العذاب‪ .‬وقال ماهد {ف شغل فاكهون} أي ف نعيم معجبون أي به‪,‬‬
‫وكذا قال قتادة‪ ,‬وقال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪ :‬فاكهون أي فرحون‪ .‬قال ع بد ال بن م سعود وا بن‬
‫عباس رضي ال عنهما وسعيد السيب وعكرمة والسن وقتادة والعمش وسليمان التيمي والوزاعي ف‬
‫قوله تبارك وتعال‪{ :‬إن أ صحاب ال نة اليوم ف ش غل فاكهون} قالوا‪ :‬شغل هم افتضاض البكار‪ ,‬وقال‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما ف رواية عنه {ف شغل فاكهون} أي بسماع الوتار‪ ,‬وقال أبو حات‪ :‬لعله‬
‫غلط مطططططططططن السطططططططططتمع‪ ,‬وإناططططططططط هوافتضاض البكار‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬هم وأزواجهم} قال ماهد‪ :‬وحلئلهم‪{ ,‬ف ظلل} أي ف ظلل الشجار {على‬
‫الرائك متكئون}‪ .‬قال ابن عباس وماهد وعكرمة وممد بن كعب والسن وقتادة والسدي وخصيف‬

‫‪695‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{الرائك} هي السرر تت الجال‪( .‬قلت) نظيه ف الدنيا هذه التخوت تت البشاخي‪ ,‬وال سبحانه‬
‫وتعال أعلم‪ .‬وقوله عز و جل‪{ :‬ل م في ها فاك هة} أي من ج يع أنواع ها {ول م ما يدّعون} أي مه ما‬
‫طلبوا وجدوا من جيع أصناف اللذ‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن عوف المصي‪ ,‬حدثنا عثمان‬
‫بن سعيد بن كثي بن دينار‪ ,‬حدثنا ممد بن مهاجر عن الضحاك العافري عن سليمان بن موسى‪ .‬حدثن‬
‫كر يب أ نه سع أسامة بن ز يد ر ضي ال عنه ما يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أل) هل‬
‫مشمر إل النة ؟ فإن النة ل خطر لا‪ ,‬هي ورب الكعبة نور كلها يتلل‪ ,‬وريانه تتز‪ ,‬وقصر مشيد‬
‫ون ر مطرد‪ ,‬وثرة نضي جة‪ ,‬وزو جة ح سناء جيلة وحلل كثية‪ ,‬ومقام ف أ بد ف دار سلمة‪ ,‬وفاك هة‬
‫خضرة وخي ونعمة ف ملة عالية بية» قالوا‪ :‬نعم يا رسول ال نن الشمرون لا‪ ,‬قال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬قولوا إن شاء ال» فقال القوم‪ :‬إن شاء ال‪ ,‬وكذا رواه ابن ماجه ف كتاب الزهد من سننه من‬
‫حديطططث الوليطططد بطططن مسطططلم عطططن ممطططد بطططن مهاجطططر بطططه‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬سلم قولً من رب رح يم} قال ا بن جر يج‪ :‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ف قوله‬
‫تعال‪{ :‬سلم قولً من رب رحيم} فإن ال تعال نفسه سلم على أهل النة‪ ,‬وهذا الذي قاله ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬تيتهم يوم يلقونه سلم}‪ .‬وقد روى ابن أب حات ههنا حديثا‪ ,‬وف‬
‫إسناده نظر‪ ,‬فإنه قال‪ :‬حدثنا موسى بن يوسف‪ ,‬حدثنا ممد بن عبد اللك بن أب الشوارب‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫عاصم العبادان‪ ,‬حدثنا الفضل الرقاشي عن ممد بن النكدر عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينا أهل النة ف نعيمهم‪ ,‬إذ سطع لم نور‪ ,‬فرفعوا رؤوسهم‪ ,‬فإذا‬
‫الرب تعال قد أشرف عليهم من فوقهم‪ ,‬فقال‪ :‬السلم عليكم يا أهل النة‪ ,‬فذلك قوله تعال‪{ :‬سلم‬
‫قولً من رب رح يم} قال‪ :‬فين ظر إليهم وينظرون إل يه‪ ,‬فل يلتفتون إل شيء من النعيم ماداموا ينظرون‬
‫إليه حت يتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم وف ديارهم»‪ .‬ورواه ابن ماجه ف كتاب السنة من‬
‫سطططننه عطططن ممطططد بطططن عبطططد اللك بطططن أبططط الشوارب بطططه‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ,‬أخبنا ابن وهب‪ ,‬حدثنا حرملة عن سليمان بن حيد‬
‫قال‪ :‬سعت ممد بن كعب القرظي يدث عن عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه قال‪ :‬إذا فرغ ال تعال‬
‫من أ هل ال نة والنار‪ ,‬أق بل ف ظلل من الغمام واللئ كة‪ ,‬قال‪ :‬في سلم على أ هل ال نة‪ ,‬فيدون عل يه‬
‫ال سلم‪ ,‬قال القر ظي‪ ,‬وهذا ف كتاب ال تعال‪ { :‬سلم قولً من رب رح يم} فيقول ال عز و جل‪:‬‬
‫سلون‪ ,‬فيقولون‪ :‬ماذا نسألك أي رب ؟ قال‪ :‬بلى سلون‪ ,‬قالوا‪ :‬نسألك أي رب رضاك‪ ,‬قال‪ :‬رضائي‬
‫أحل كم دار كرام ت‪ ,‬قالوا‪ :‬يا رب ف ما الذي ن سألك‪ ,‬فوعز تك وجللك وارتفاع مكا نك لو ق سمت‬
‫‪696‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫علي نا رزق الثقل ي لطعمنا هم ول سقيناهم وللب سناهم ولخدمنا هم لينق صنا ذلك شيئا‪ .‬قال تعال إن‬
‫لدي مزيدا‪ ,‬قال‪ :‬فيفعل ذلك بم ف درجهم حت يستوي ف ملسه‪ ,‬قال‪ :‬ث تأتيهم التحف من ال عز‬
‫وجل‪ ,‬تملهم إليهم اللئكة‪ ,‬ث ذكر نوه‪ .‬وهذا خب غريب‪ ,‬أورده ابن جرير من طرق‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫** وَا ْمتَازُوْا اْليَ ْومَ َأّيهَا الْ ُمجْ ِرمُونَ * أَلَمْ َأعْهَدْ إَِلْيكُ ْم يََبِنيَ آ َدمَ أَن ّل َتعْبُدُواْ الشّيطَانَ ِإنّهُ َلكُ ْم عَ ُد ّو ّمبِيٌ *‬
‫ط‬
‫ط َتكُونُواْ َت ْعقِلُون َ‬‫ط ِجِبلّ َكثِيا أَفَلَم ْ‬ ‫طَتقِيمٌ * وََلقَدْ أَضَ ّل ِمنْكُم ْ‬ ‫طرَاطٌ مّس ْ‬ ‫ط ا ْعبُدُونِطي هَـطذَا ص ِ‬ ‫َوأَن ِ‬
‫يقول تعال مبا عما يؤول إليه الكفار يوم القيامة من أمره لم أن يتازوا بعن ييزون عن الؤمني ف‬
‫موقف هم‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬ويوم نشر هم جيعا ث نقول للذ ين أشركوا مكان كم أن تم وشركاؤ كم فزيل نا‬
‫بينهم} وقال عز وجل‪{ :‬ويوم تقوم الساعة يومئذن يتفرقون} {يومئذ يصدعون} أي يصيون صدعي‬
‫فرقتي {احشرواالذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون ال فاهدوهم إل صراط الحيم}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أل أعهد إليكم يا بن آدم أن لتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي} هذا تقريع من ال‬
‫تعال للكفرة من بن آدم‪ ,‬الذين أطاعوا الشيطان وهو عدو لم مبي‪ ,‬وعصوا الرحن وهو الذي خلقهم‬
‫ورزق هم‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وأن اعبدو ن هذا صراط م ستقيم} أي قد أمرت كم ف دار الدن يا بع صيان‬
‫الشيطان‪ ,‬وأمرتكم بعبادت‪ ,‬وهذا هو الصراط الستقيم‪ ,‬فسلكتم غي ذلك واتبعتم الشيطان فيما أمركم‬
‫ل بكسر اليم وتشديد اللم‪ ,‬ويقال‬ ‫ل كثيا} يقال‪ :‬جب ً‬ ‫به ولذا قال عز وجل‪{ :‬ولقد أضل منكم جب ً‬
‫جبلً ب ضم ال يم والباء وتف يف اللم‪ ,‬ومن هم من ي سكن الباء‪ ,‬والراد بذلك اللق الكث ي‪ ,‬قاله ما هد‬
‫وقتادة والسططططططططدي وسططططططططفيان بططططططططن عيينططططططططة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أفلم تكونوا تعقلون} أي أفما كان لكم عقل ف مالفة ربكم فيما أمركم به من عبادته‬
‫وحده ل شريك له‪ ,‬وعدولكم إل اتباع الشيطان‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا عبدالرحن‬
‫بن ممد الحارب عن إساعيل بن رافع عمن حدثه عن ممد بن كعب القرظي عن أب هريرة رضي ال‬
‫عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة‪ ,‬أمر ال تعال جهنم‪ ,‬فيخرج منها عنق‬
‫ساطع مظلم يقول {أل أعهد إليكم يا بن آدم أن لتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي وأن اعبدون هذا‬
‫صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلً أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم الت كنتم توعدون} {وامتازوا‬
‫اليوم أيها الجرمون} فيتميز الناس ويثون‪ ,‬وهي الت يقول ال عز وجل‪{ :‬وترى كل أمة جاثية كل أمة‬
‫تدعططططططى إل كتاباطططططط اليوم تزون مططططططا كنتططططططم تعلمون}»‪.‬‬

‫‪697‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ختِ ُم عََلىَ أَ ْفوَاهِهِ ْم‬


‫** هَـ ِذهِ َج َهنّ ُم اّلتِي كُنتُ ْم تُوعَدُو نَ * ا صَْل ْوهَا الَْيوْ َم بِمَا كُنتُ ْم تَ ْكفُرُو نَ * الَْيوْ َم نَ ْ‬
‫سنَا عََلىَ َأ ْعيُِنهِ مْ فَا ْسَتبَقُواْ ال صّرَاطَ‬
‫شهَدُ أَرْجُُل ُه ْم بِمَا كَانُوْا َيكْ سِبُونَ * وََلوْ نَشَآءُ لَ َطمَ ْ‬
‫َوتُكَّل ُمنَآ َأيْدِيهِ ْم َوتَ ْ‬
‫طتَطَاعُوْا ُمضِيّا وَلَ يَرْ ِجعُونطَ‬ ‫طاَنِتهِمْ فَمَطا اس ْ‬ ‫خنَاهُ ْم عََلىَ مَكَطط‬ ‫َفأَّن َى يُبْصطِرُونَ * وََل ْو نَشَآءُ َلمَسطَ ْ‬
‫يقال للكفرة من ب ن آدم يوم القيا مة و قد برزت الح يم ل م تقريعا وتوبيخا {هذه جه نم ال ت كن تم‬
‫توعدون} أي هذه التط حذرتكطم الرسطل‪ ,‬فكذبتموهطم {اصطلوها اليوم باط كنتطم تكفرون} كمطا قال‬
‫تعال‪{ :‬يوم يدعون إل نار جهنم دعا هذه النار الت كنتم با تكذبون أفسحر هذا أم أنتم ل تبصرون}‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬اليوم ن تم على أفواه هم وتكلم نا أيدي هم وتش هد أرجل هم ب ا كانوا يك سبون} هذا حال‬
‫الكفار والنافق ي يوم القيا مة ح ي ينكرون ما اجترحوه ف الدن يا‪ ,‬ويلفون ما فعلوه‪ ,‬فيخ تم ال على‬
‫أفواههطططططططم ويسطططططططتنطق جوارحهطططططططم باططططططط عملت‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد ال بن أب شيبة‪ ,‬حدثنا منجاب بن الارث التميمي‪,‬‬
‫حدثنا أبو عامر الزدي‪ ,‬حدثنا سفيان عن عبيد الكتب عن الفضيل بن عمرو عن الشعب عن أنس بن‬
‫مالك رضي ال عنه قال‪ :‬كنا عند النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فضحك حت بدت نواجذه‪ ,‬ث قال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬أتدرون ممّ أضحك ؟» قلنا‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪ ,‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من مادلة‬
‫العبد ربه يوم القيامة‪ ,‬يقول رب أل ترن من الظلم ؟ فيقول‪ :‬بلى‪ ,‬فيقول‪ :‬ل أجيز علي إل شاهدا من‬
‫نف سي‪ ,‬فيقول‪ :‬ك فى بنف سك اليوم عل يك ح سيبا‪ ,‬والكرام الكا تبي شهودا‪ ,‬فيخ تم على ف يه‪ ,‬ويقال‬
‫لركا نه‪ :‬انط قي فتن طق بعمله‪ ,‬ث يلى بي نه وب ي الكلم‪ ,‬فيقول‪ :‬بعدا ل كن و سحقا‪ ,‬فعن كن ك نت‬
‫أناضل» وقد رواه مسلم والنسائي‪ ,‬كلها عن أب بكر بن أب النضر عن أب النضر‪ ,‬عن عبيد ال بن‬
‫عبد الرحن الشجعي‪ ,‬عن سفيان هو الثوري به‪ .‬ث قال النسائي‪ :‬ل أعلم أحدا روى هذا الديث عن‬
‫سفيان غي الشجعي‪ ,‬وهو حديث غريب‪ ,‬وال تعال أعلم‪ ,‬كذا قال‪ .‬وقد تقدم من رواية أب عامر عبد‬
‫اللك بطططططن عمرو السطططططدي وهطططططو العقدي عطططططن سطططططفيان‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبنا معمر عن بز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النب صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫قال‪« :‬إنكطم تدعون مفدما على أفواهكطم بالفدام‪ ,‬فأول مطا يسطأل عطن أحدكطم فخذه وكتفطه‪ ,‬رواه‬
‫النسائي عن ممد بن رافع عن عبد الرزاق به‪ ,‬وقال سفيان بن عيينة عن سهيل عن أبيه عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حديث القيامة الطويل‪ ,‬قال فيه‪« :‬ث يلقى الثالث‬

‫‪698‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فيقول‪ :‬ما أنت ؟ فيقول‪ :‬أنا عبدك آمنت بك وبنبيك وبكتابك‪ ,‬وصمت وصليت وتصدقت‪ ,‬ويثن بي‬
‫ما استطاع ط قال ط فيقال له‪ :‬أل نبعث عليك شاهدنا ؟ ط قال ط فيفكر ف نفسه من الذي يشهد‬
‫عليه‪ ,‬فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي ط قال ط فتنطق فخذه ولمه وعظامه با كان يعمل وذلك‬
‫النافق‪ ,‬وذلك ليعذر من نفسه‪ ,‬وذلك الذي سخط ال تعال عليه» ورواه مسلم وأبو داود من حديث‬
‫ططططططططه بطوله‪.‬‬ ‫ططططططططة بط‬ ‫ططططططططن عيينط‬ ‫ططططططططفيان بط‬ ‫سط‬
‫ث قال ا بن أ ب حا ت رح ه ال‪ :‬حدث نا أ ب‪ ,‬حدث نا هشام بن عمار‪ ,‬حدث نا إ ساعيل بن عياش‪ ,‬حدث نا‬
‫ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عقبة بن عامر رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪« :‬إن أول عظم من النسان يتكلم يوم يتم على الفواه‪ ,‬فخذه من الرجل اليسرى» وروى‬
‫ابن جرير عن ممد بن عوف عن عبد ال بن البارك عن إساعيل بن عياش به مثله‪ .‬وقد جود إسناده‬
‫المام أحد رحه ال‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا الكم بن نافع‪ ,‬حدثنا إساعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن‬
‫شريح بن عبيد الضرمي عمن حدثه‪ ,‬عن عقبة بن عامر رضي ال عنه أنه سع رسول ال يقول‪« :‬إن‬
‫أول عظططم مططن النسططان يتكلم يوم يتططم على الفواه فخذه مططن الرجططل الشمال»‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬حدثنا ابن علية‪ ,‬حدثنا يونس بن عبيد عن حيد بن هلل‬
‫قال‪ :‬قال أ بو بردة‪ :‬قال أ بو مو سى هو الشعري ر ضي ال ع نه‪ :‬يد عى الؤ من للح ساب يوم القيا مة‪,‬‬
‫فيعرض عليه ربه عمله فيما بينه وبينه‪ ,‬فيعترف فيقول‪ :‬نعم أي رب عملت عملت عملت‪ ,‬قال‪ :‬فيغفر‬
‫ال تعال له ذنوبه ويستره منها‪ ,‬قال‪ :‬فما على الرض خليقة ترى من تلك الذنوب شيئا وتبدو حسناته‪,‬‬
‫فود أن الناس كلهم يرونا‪ ,‬ويدعى الكافر والنافق للحساب‪ ,‬فيعرض عليه ربه عمله فيجحد ويقول‪ :‬أي‬
‫رب وعزتك لقد كتب علي هذا اللك ما ل أعمل‪ ,‬فيقول له اللك‪ :‬أما علمت كذا يوم كذا ف مكان‬
‫كذا ؟ فيقول‪ :‬ل وعزتك أي رب ما عملته‪ ,‬فإذا فعل ذلك ختم ال على فيه‪ ,‬قال أبو موسى الشعري‬
‫رضي ال عنه‪ :‬فإن أحسب أول ما ينطق منه الفخذ اليمن‪ ,‬ث تل {اليوم نتم على أفواههم وتكلمنا‬
‫أيديهطططططم وتشهطططططد أرجلهطططططم باططططط كانوا يكسطططططبون}‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأن يبصرون} قال علي بن أب‬
‫طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف تفسيها‪ :‬يقول ولو نشاء لضللناهم عن الدى‪ ,‬فكيف يهتدون‬
‫؟ وقال مرة‪ :‬أعمينا هم‪ :‬وقال ال سن الب صري‪ :‬لو شاء ال لط مس على أعين هم فجعل هم عميا يترددون‪.‬‬
‫وقال السطدي‪ :‬يقول ولو نشاء أعمينطا أبصطارهم‪ .‬وقال ماهطد وأبطو صطال وقتادة والسطدي‪ :‬فاسطتبقوا‬

‫‪699‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصراط‪ ,‬يعن الطريق‪ .‬وقال ابن زيد‪ :‬يعن بالصراط ههنا الق‪ ,‬فأن يبصرون وقد طمسنا على أعينهم‪.‬‬
‫ط‪.‬‬
‫طرون القط‬ ‫طرون} ل يبصط‬ ‫طا‪{ :‬فأن ط يبصط‬ ‫طي ال عنهمط‬ ‫طن عباس رضط‬ ‫طن ابط‬‫وقال العوف ط عط‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬ولو نشاء ل سخناهم على مكانت هم} قال العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما‪:‬‬
‫أهلكناهم‪ .‬وقال السدي‪ :‬يعن لغينا خلقهم‪ .‬وقال أبو صال‪ :‬لعلناهم حجارة‪ .‬وقال السن البصري‬
‫وقتادة‪ :‬لقعدهطم على أرجلهطم‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬فمطا اسطتطاعوا مضيا} أي إل أمام {ول‬
‫يرجعون} إل وراء بططططططططططططططل يلزمون حالً واحدا ل يتقدمون و ل يتأخرون‪.‬‬

‫شعْ َر َومَا يَنَبغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلّ ذِ ْك ٌر وَقُرْآنٌ‬


‫** َومَن ّنعَمّرْ ُه ُنَنكّطسْهُ فِي الْخَ ْلقِ أََفلَ َي ْعقِلُونَ * َومَا عَّل ْمنَاهُ ال ّ‬
‫ط اْل َقوْلُ عَلَى اْلكَافِرِينططططَ‬ ‫ّمبِيٌطططط * ّليُنذِرَ مَططططن كَانططططَ َحيّا َويَحِقططط ّ‬
‫يب تعال عن ابن آدم أنه كلما طال عمره‪ ,‬رد إل الضعف بعد القوة‪ ,‬والعجز بعد النشاط‪ ,‬كما قال‬
‫تبارك وتعال‪{ :‬ال الذي خلق كم من ض عف ث ج عل من ب عد ض عف قوة ث ج عل من ب عد قوة ضعفا‬
‫وشيبة يلق ما يشاء وهو العليم القدير} وقال عز وجل‪{ :‬ومنكم من يرد إل أرذل العمر لكيل يعلم من‬
‫بعد علم شيئا} والراد من هذا ط وال أعلم الخبار عن هذه الدار بأنا دار زوال وانتقال‪ ,‬ل دار دوام‬
‫واسقرار‪ ,‬ولذا قال عز وجل‪{ :‬أفل يعقلون} أي يتفكرون بعقولم ف ابتداء خلقهم‪ ,‬ث صيورتم إل‬
‫سن الشيبة‪ ,‬ث إل الشيخوخة ليعلموا أنم خلقوا لدار أخرى ل زوال لا ول انتقال منها ول ميد عنها‪,‬‬
‫وهطططططططططططططططططططططططططططططططططططي الدار الَخرة‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وما علمناه الشعر وما ينبغي له} يقول عز وجل مبا عن نبيه ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه ما علمه الشعر {وما ينبغي له} أي ما هو ف طبعه فل يسنه ول يبه ول تقتضيه جبلته‪,‬‬
‫ولذا ورد أنه صلى ال عليه وسلم كان ل يفظ بيتا على وزن منتظم بل إن أنشده زحفه أو ل يتمه‪.‬‬
‫وقال أبو زرعة الرازي‪ :‬حدثنا إساعيل بن مالد عن أبيه عن الشعب أنه قال‪ :‬ما ولد عبد الطلب ذكرا‬
‫ول أنثى إل يقول الشعر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ذكره ابن عساكر ف ترجة عتبة بن أب‬
‫لبططططططططططططططط الذي أكله السطططططططططططططططد بالزرقاء‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب‪ ,‬حدثنا أبو سلمة حدثنا حاد بن سلمة عن علي بن زيد عن السن هو‬
‫البصططري قال‪ :‬إن رسططول ال صططلى ال عليططه وسططلم كان يتمثططل بذا البيططت‪:‬‬
‫كفططططططططططى بالسططططططططططلم والشيططططططططططب للمرء ناهيا‬

‫‪700‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقال أبطططططو بكطططططر رضطططططي ال عنطططططه‪ :‬يطططططا رسطططططول ال‬
‫كفططططططططططى الشيططططططططططب والسططططططططططلم للمرء ناهيا‬

‫قال أبو ب كر أو ع مر رضي ال عنه ما‪ :‬أش هد أنك ر سول ال‪ ,‬يقول تعال‪{ :‬و ما علمناه الش عر و ما‬
‫ينب غي له} وهكذا روى البيه قي ف الدلئل أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال للعباس بن مرداس‬
‫السطططططططلمي رضطططططططي ال عنطططططططه «أنطططططططت القائل‪:‬‬
‫أتعطططططل نبططططط ونبططططط العبيطططططد بيططططط القرع وعيينطططططة‬

‫فقال‪ :‬إنا هو عيي نة والقرع‪ ,‬فقال صلى ال عليه وسلم‪« :‬الكل سواء» يع ن ف الع ن‪ ,‬صلوات ال‬
‫وسطططططططططططططططططلمه عليطططططططططططططططططه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫وقد ذكر السهيلي ف الروض النف لذا التقدي والتأخي الذي وقع ف كلمه صلى ال عليه وسلم ف‬
‫هذا البيت مناسبة أغرب فيها‪ ,‬حاصلها شرف القرع بن حابس على عيينة بن بدر الفزاري لنه ارتد‬
‫أيام الصديق رضي ال عنه بلف ذاك‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وهكذا روى الموي ف مغازيه أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم ج عل ي شي ب ي القتلى يوم بدر و هو يقول «نفلق هاما» فيقول ال صديق ر ضي ال ع نه‬
‫متمما للبيططططططططططططططططططططططططططططططططططططططت‪:‬‬
‫ططططططا‬ ‫ططططططق وأظلمط‬ ‫ططططططم كانوا أعط‬ ‫ططططططن رجال أعزة عليناوهط‬ ‫مط‬
‫وهذا لب عض الشعراء العرب ف قصيدة له و هي ف الما سة‪ .‬وقال المام أح د‪ :‬حدث نا هش يم‪ :‬حدثنا‬
‫مغية عن الش عب عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إذا ا ستراث‬
‫ال ب ت ثل ف يه ببيت طر فة‪ :‬ويأت يك بالخبار من ل تزود ط وهكذا رواه الن سائي ف اليوم والليلة من‬
‫طريق إبراهيم بن مهاجر عن الشعب عنها‪ .‬ورواه الترمذي والنسائي أيضا من حديث القدام بن شريح‬
‫بن هانء عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها كذلك‪ ,‬ث قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ,‬وقال‬
‫الافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ,‬حدثنا أسامة عن زائدة عن ساك عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما‪ ,‬قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمثل من الشعار‪ * :‬ويأتك بالخبار‬
‫من ل تزود * ث قال‪ ,‬ورواه غي زائدة عن ساك عن عطية عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬هذا ف شعر طرفة‬
‫ططططا أوله‪:‬‬ ‫ططططه الشهورة‪ ,‬وهذا الذكور منهط‬ ‫طططط معلقتط‬ ‫ططططد فط‬ ‫ططططن العبط‬ ‫بط‬
‫سططططتبدي لك اليام مططططا كنططططت جاهلًويأتيططططك بالخبار مططططن ل تزود‬

‫‪701‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ويأتيططططك بالخبار مططططن ل تبططططع لبتاتا ول تضرب له وقططططت موعططططد‬
‫وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة‪ :‬قيل لعائشة رضي ال عنها‪ :‬هل كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت رضي ال عنها‪ :‬كان أبغض الديث إليه‪ ,‬غي أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يتمثل ببيت أخي بن قيس‪ ,‬فيجعل أوله آخره‪ ,‬وآخره أوله‪ ,‬فقال أبو بكر رضي ال عنه‪:‬‬
‫ليس هذا هكذا يا رسول ال‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إن وال ما أنا بشاعر وما ينبغي‬
‫ل» رواه ابن أب حات وابن جرير‪ ,‬وهذا لفظه‪ .‬وقال معمر عن قتادة‪ :‬بلغن أن عائشة رضي ال عنها‬
‫سئلت‪ :‬هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ فقالت رضي ال عنها‪ :‬ل‪.‬‬
‫إل بيطططططططططططططططططططت طرفطططططططططططططططططططة‪.‬‬
‫سططططتبدي لك اليام مططططا كنططططت جاهلًويأتيططططك بالخبار مططططن ل تزود‬
‫فجعل صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬من ل تزود بالخبار» فقال أبو بكر‪ :‬ليس هذا هكذا‪ ,‬فقال صلى‬
‫ال عل يه و سلم‪« :‬إ ن ل ست بشا عر ول ينب غي ل» وقال الا فظ أ بو ب كر البيه قي‪ :‬أخب نا أ بو ع بد ال‬
‫الافظ‪ ,‬حدثنا أبو حفص عمر بن أحد بن نعيم وكيل التقي ببغداد‪ ,‬حدثنا أبو ممد عبد ال بن هلل‬
‫النحوي الضر ير‪ ,‬حدث نا علي بن عمرو الن صاري‪ ,‬حدث نا سفيان بن عيي نة عن الزهري عن عروة عن‬
‫عائ شة ر ضي ال عن ها قالت‪ :‬ما ج ع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب يت ش عر قط إل بيتا واحدا‪.‬‬
‫تفاءل باطططططط توى يكططططططن فلقلمايقال لشيططططططء كان إِل تققططططططا‬
‫سألت شيخنا الافظ أبا الجاج الزي عن هذا الديث فقال‪ :‬هو منكر‪ ,‬ول يعرف شيخ الاكم و ل‬
‫الضر ير‪ ,‬وث بت ف ال صحيح أ نه صلى ال عل يه و سلم تثل يوم ح فر الندق بأبيات ع بد ال بن روا حة‬
‫ر ضي ال ع نه‪ ,‬ول كن تبعا لقول أ صحابه ر ضي ال عن هم‪ ,‬فإن م كانوا يرتزون و هم يفرون فيقولون‪:‬‬
‫ل همطططططّ لول أنطططططت مطططططا اهتديناول تصطططططدقنا ول صطططططلينا‬
‫فأنزلن سطططططططططكينة عليناوثبطططططططططت القدام إن لقينطططططططططا‬
‫إن الُل قطططططططططد بغوا عليناإذا أرادوا فتنطططططططططة أبينطططططططططا‬
‫وير فع صلى ال عل يه و سلم صوته بقوله أبي نا ويد ها‪ ,‬و قد روى هذا بزحاف ف ال صحيحي أيضا‪,‬‬
‫وكذا ثبطت أنطه صطلى ال عليطه وسطلم قال يوم حنيط وهطو راكطب البغلة يقدم باط فط نور العدو‪:‬‬
‫)شعأنطططططا النطططططب ل كذبأنطططططا ابطططططن عبطططططد الطلب)‬

‫‪702‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لكن قالوا هذا وقع اتفاقا من غي قصد لوزن شعر‪ ,‬بل جرى على اللسان من غي قصد إليه‪ ,‬وكذلك‬
‫ما ثبت ف الصحيحي عن جندب بن عبد ال رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسطططلم فططط غار‪ ,‬فنكبطططت أصطططبعه‪ ,‬فقال صطططلى ال عليطططه وسطططلم‪:‬‬
‫هططططل أنططططت إل أصططططبع دميتوفطططط سططططبيل ال مططططا لقيططططت‬
‫ططططططططم} إنشاد‪:‬‬ ‫ططططططططد قوله تعال {إل اللمط‬ ‫ططططططططيأت عنط‬ ‫وسط‬
‫إن تغفطططططر اللهطططططم تغفطططططر جاوأي عبطططططد لك مطططططا ألاططططط‬
‫وكل هذا ل يناف كونه صلى ال عليه وسلم ما علم شعرا وما ينبغي له‪ ,‬فإن ال تعال إنا علمه القرآن‬
‫العظيم الذي {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد} وليس هو بشعر كما‬
‫زع مه طائ فة من جهلة كفار قر يش‪ ,‬ول كها نة‪ ,‬ول مفت عل‪ ,‬ول سحر يؤ ثر‪ ,‬ك ما تنو عت ف يه أقوال‬
‫الضلل وآراء الهال‪ ,‬و قد كا نت سجيته صلى ال عل يه و سلم تأ ب صناعة الش عر طبعا وشرعا‪ ,‬ك ما‬
‫رواه أبو داود قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن عمر‪ ,‬حدثنا عبد ال بن يزيد‪ ,‬حدثنا سعيد بن أب أيوب‪ ,‬حدثنا‬
‫شرحبيل بن يزيد العافري عن ع بد الرحن بن رافع التنو خي قال‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو رضي ال‬
‫عنهما يقول‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬ما أبال ما أوتيت إن أنا شربت ترياقا‪ ,‬أو‬
‫ططو داود‬ ‫ططه أبط‬ ‫ططي» تفرد بط‬ ‫ططل نفسط‬ ‫ططة‪ ,‬أو قلت الشعطططر مطططن قبط‬ ‫ططت تيمط‬ ‫تعلقط‬
‫وقال المام أح د رح ه ال‪ :‬حدث نا ع بد الرح ن بن مهدي عن ال سود بن شيبان عن أ ب نو فل قال‪:‬‬
‫سألت عائشة رضي ال عنها‪ :‬هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بسائغ عنده الشعر ؟ فقالت‪ :‬قد‬
‫كان أب غض الد يث إل يه‪ .‬وقال عن عائ شة ر ضي عن ها‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يعج به‬
‫الوا مع من الدعاء‪ ,‬ويدع ما ب ي ذلك‪ :‬وقال أ بو داود‪ :‬حدث نا أ بو الول يد الطيال سي‪ :‬حدث نا شع بة عن‬
‫العمش عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم «لن يتلىء جوف‬
‫أحد كم قيحا خ ي له من أن يتلىء شعرا» انفرد به من هذا الو جه‪ ,‬وإ سناده على شرط الشيخ ي‪ ,‬ول‬
‫يرجاه‪.‬‬
‫وقال المام أح د‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬حدث نا قز عة بن سويد الباهلي عن عاص بن ملد عن أ ب الش عث‬
‫الصنعان (ح) وحدثنا الشيب‪ ,‬فقال عن أب عاصم عن أب الشعث عن شداد بن أوس رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬من قرض بيت شعر بعد العشاء الَخرة‪ ,‬ل تقبل له صلة‬
‫تلك الليلة‪ »,‬وهذا حد يث غر يب من هذا الو جه‪ ,‬ول ير جه أ حد من أ صحاب الك تب ال ستة‪ ,‬والراد‬
‫بذلك نظمطه ل إنشاده‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬على أن الشعطر مطا هطو مشروع‪ ,‬وهطو هجاء الشركيط الذي كان‬
‫‪703‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يتعاطاه شعراء السلم‪ ,‬كحسان بن ثابت رضي ال عنه‪ ,‬وكعب بن مالك وعبد ال بن رواحة وأمثالم‬
‫وأضرابم رضي ال عنهم أجعي‪ ,‬ومنه ما فيه حكم ومواعظ وآداب‪ ,‬كما يوجد ف شعر جاعة من‬
‫الاهلية‪ ,‬ومنهم أمية بن أب الصلت الذي قال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬آمن شعره‪ ,‬وكفر‬
‫قلبه» وقد أنشد بعض الصحابة رضي ال عنهم للنب صلى ال عليه وسلم مائة بيت يقول عقب كل‬
‫بيت «هيه» يعن يستطعمه‪ ,‬فيزيده من ذلك‪ ,‬وقد روى أبو داود من حديث أب بن كعب وبريده بن‬
‫ال صيب وع بد ال بن عباس ر ضي ال عن هم أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إن من البيان‬
‫سحرا‪ ,‬وإن من الشعر حكما» ولذا قال تعال‪{ :‬وما علمناه الشعر} يعن ممدا صلى ال عليه وسلم‬
‫ما عل مه ال الش عر «و ما ينب غي له} أي و ما ي صلح له {إن هو ذ كر وقرآن مبي} أي ما هذا الذي‬
‫علمناه {إل ذكر وقرآن مبي} أي بيّن واضح جلي لن تأمله وتدبره‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬لينذر من كان‬
‫حيا} أي لينذر هذا القرآن ال بي كل حي على و جه الرض‪ ,‬كقوله‪{ :‬لنذر كم به و من بلغ} وقال‬
‫جل وعل‪{ :‬ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده} وإنا ينتفع بنذارته من هو حي القلب مستني‬
‫البصطية‪ ,‬كمطا قال قتادة‪ :‬حطي القلب حطي البصطر‪ .‬وقال الضحاك يعنط عاقلً {ويقط القول على‬
‫الكافريططططن} أي هططططو رحةطططط للمؤمنيطططط وحجططططة على الكافريططططن‪.‬‬

‫** َأوَلَ ْم يَ َر ْواْ َأنّا خََل ْقنَا َلهُم مِمّا عَ ِملَ تْ َأيْدِينَآ َأنْعاما َف ُه مْ َلهَا مَالِكُو نَ * وَذَلّ ْلنَاهَا َلهُ مْ فَ ِمْنهَا رَكُوُبهُ ْم‬
‫شكُرُونطططَ‬ ‫ط َومَشَارِبطططُ أََفلَ يَ ْ‬ ‫َومِنْهَطططا َيأْكُلُونطططَ * وََلهُمطططْ فِيهَطططا َمنَافِعطط ُ‬
‫يذ كر تعال ما أن عم به على خل قه من هذه النعام ال ت سخرها ل م {ف هم ل ا مالكون} قال قتادة‪:‬‬
‫مطيقون‪ ,‬أي جعلهم يقهرونا وهي ذليلة لم‪ ,‬ل تتنع منهم‪ ,‬بل لو جاء صغي إل بعي لناخه‪ ,‬ولوشاء‬
‫لقامه وساقه‪ ,‬وذاك ذليل منقاد معه‪ ,‬وكذا لو كان القطار مائة بعي أو أكثر لسار الميع بسي الصغي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فمنها ركوبم ومنها يأكلون} أي منها ما يركبون ف السفار ويملون عليه الثقال إل‬
‫سطائر الهات والقطار {ومنهطا يأكلون} إذا شاؤوا ونروا واجتزروا {ولمط فيهطا منافطع} أي مطن‬
‫أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إل حي {ومشارب} أي من ألبانا وأبوالا لن يتداوى ونو‬
‫ذلك‪{ ,‬أفل يشكرون} أي أفل يوحدون خالق ذلك ومسططططخره ول يشركون بططططه غيه ؟‪.‬‬

‫‪704‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫حضَرُونَ * َفلَ‬
‫ستَطِيعُونَ نَصْ َرهُ ْم َوهُمْ َلهُمْ جُن ٌد مّ ْ‬
‫** وَاتّخَذُوْا مِن دُونِ اللّهِ آِل َهةً ّلعَّل ُه ْم يُنصَرُونَ * َل يَ ْ‬
‫يَحْزُنكطططَ َقوُْلهُمطططْ إِنّطططا َنعْلَمطططُ مَطططا يُسطططِرّونَ وَمَطططا ُيعِْلنُونطططَ‬
‫يقول تعال منكرا على الشرك ي ف اتاذهم النداد آل ة مع ال يبتغون بذلك أن تن صرهم تلك الَل ة‬
‫وترزقهطم وتقربمط إل ال زلفطى‪ ,‬قال ال تعال‪{ :‬ليسطتطيعون نصطرهم} أي لتقدر الَلةط على نصطر‬
‫عابديها بل هي أضعف من ذلك وأقل وأحقر وأدحر‪ ,‬بل ل تقدر على الستنصار لنفسها‪ ,‬ول النتقام‬
‫منطططط أرادهططططا بسططططوء‪ ,‬لناطططط جاد ل تسططططمع ول تعقططططل‪.‬‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وهم لم جند مضرون} قال ماهد‪ :‬يعن عند الساب يريد أن هذه الصنام‬
‫مشورة ممو عة يوم القيا مة مضرة ع ند ح ساب عابدي ها‪ ,‬ليكون ذلك أبلغ ف حزن م وأدل علي هم ف‬
‫إقامطة الجطة عليهطم‪ .‬وقال قتادة {ليسطتطيعون نصطرهم} يعنط الَلةط {وهطم لمط جنطد مضرون}‬
‫والشركون يغضبون للَل ة ف الدنيا‪ ,‬وهي ل تسوق إلي هم خيا ول تدفع عن هم شرا‪ ,‬إنا هي أصنام‪,‬‬
‫وهكذا قال ال سن الب صري‪ ,‬وهذا القول ح سن‪ ,‬و هو اختيار ا بن جر ير رح ه ال تعال‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{فل يزنك قولم} أي تكذيبهم لك وكفرهم بال {إنا نعلم مايسرون وما يعلنون} أي نن نعلم جيع‬
‫ما هم ف يه‪ ,‬و سنجزيهم و صفهم ونعامل هم على ذلك يوم ل يفقدون من أعمال م جليلً ول حقيا ول‬
‫صطططغيا ول كطططبيا بطططل يعرض عليهطططم جيطططع مطططا كانوا يعملون قديا وحديثا‪.‬‬

‫سيَ خَ ْلقَ هُ قَا َل مَن‬


‫ل َونَ ِ‬
‫ضرَ بَ َلنَا َمَث ً‬
‫** َأوَلَ ْم يَ َر الِن سَانُ َأنّا خََل ْقنَا ُه مِن نّ ْط َفةٍ فَِإذَا ُهوَ خَ صِي ٌم ّمبِيٌ * وَ َ‬
‫شأَهَآ َأوّ َل مَ ّرةٍ وَ ُه َو ِبكُلّ خَلْ قٍ عَلِي مٌ * الّذِي َجعَلَ َلكُم‬
‫حيِيهَا الّذِ يَ أَن َ‬‫يُحيِي اْلعِظَا َم َوهِ يَ َرمِي مٌ * قُلْ يُ ْ‬
‫مّنططططططَ الشّجَرِ ال ْخضَ ِر نَارا فَِإذَآ أَنتُططططططم مّنْططططططه تُوقِدُونططططططَ‬
‫قال ماهد وعكرمة وعروة بن الزبي والسدي وقتادة‪ :‬جاء أب بن خلف لعنه ال إل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وف يده عظم رميم‪ ,‬وهو يفته ويذروه ف الواء‪ ,‬وهو يقول‪ :‬يا ممد أتزعم أن ال يبعث‬
‫هذا ؟ قال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬ن عم يي تك ال تعال‪ ,‬ث يبع ثك‪ ,‬ث يشرك إل النار» ونزلت هذه‬
‫الَيات من آخر يس {أول ير إلنسان أنا خلقناه من نطفة} إل آخرهن‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي‬
‫بن السي بن النيد‪ ,‬حدثنا ممد بن العلء‪ ,‬حدثنا عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أب بشر عن‬
‫سعيد بن جبي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬إن العاص بن وائل أ خذ عظما من البطحاء فف ته‬
‫بيده‪ ,‬ث قال لر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬أي يي ال هذا ما ب عد أرى ؟ فقال ر سول ال صلى ال‬

‫‪705‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه وسلم‪« :‬نعم ييتك ال‪ ,‬ث يييك‪ ,‬ث يدخلك جهنم» قال‪ :‬ونزلت الَيات من آخر يس‪ ,‬ورواه ابن‬
‫جرير عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم عن أب بشر عن سعيد بن جبي فذكرهو ول يذكر ابن عباس‬
‫رضططططططططططططططططططي ال عنهمططططططططططططططططططا‪.‬‬
‫وروي من طريق العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬جاء عبد ال بن أب بعظم ففته وذكر نو‬
‫ما تقدم‪ ,‬وهذا منكر‪ ,‬لن السورة مكية وعبد ال بن أب بن سلول إنا كان بالدينة‪ ,‬وعلى كل تقدير‬
‫سواء كانت هذه الَيات قد نزلت ف أب بن حلف أو العاص بن وائل أو فيهما‪ ,‬فهي عامة ف كل من‬
‫أنكر البعث‪ ,‬واللف واللم ف قوله تعال‪{ :‬أول ير النسان} للجنس يعم كل منكر للبعث {أنا خلقناه‬
‫من نطفة فإذا هو خصيم مبي} أي أول يستدل من أنكر البعث بالبدء على العادة‪ ,‬فإن ال ابتدأ خلق‬
‫النسان من سللة من ماء مهي‪ ,‬فخلقه من شيء حقي ضعيف مهي‪ ,‬كماقال عز وجل‪{ :‬أل نلقكم‬
‫مطن ماء مهيط فجعلناه فط قرار مكيط إل قدر معلوم} وقال تعال‪{ :‬إنطا خلقنطا النسطان مطن نطفطة‬
‫أمشاج} أي من نطفة من أخلط متفرقة‪ ,‬فالذي خلقه من هذه النطفة الضعيفة أليس بقادر على إعادته‬
‫بعططططططططططططططططططططد موتططططططططططططططططططططه‪.‬‬
‫كما قال المام أحد ف مسنده‪ :‬حدثنا أبو الغية‪ ,‬حدثنا جرير‪ ,‬حدثن عبد الرحن بن ميسرة عن‬
‫جبي بن نفي عن بشر بن جحاش قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬بصق يوما ف كفه‪ ,‬فوضع‬
‫عليها أصبعه‪ ,‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «قال ال تعال‪ :‬ابن آدم أن تعجزن وقد خلقتك‬
‫من مثل هذه‪ ,‬حت إذا سويتك وعدلتك مشيت بي برديك وللرض منك وئيد‪ ,‬فجمعت ومنعت حت‬
‫إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأن أوان الصدقة ؟» ورواه ابن ماجه عن أب بكر بن أب شيبة عن يزيد‬
‫بن هارون عن جرير بن عثمان به‪ ,‬ولذا قال تعال‪{ :‬وضرب لنا مثلً ونسي خلقه قال من ييي العظام‬
‫و هي رم يم} أي ا ستبعد إعادة ال تعال ذي القدرة العظي مة ال ت خل قت ال سموات والرض للج سام‬
‫والعظام الرميمة‪ ,‬ونسي نفسه‪ ,‬وأن ال تعال خلقه من العدم إل الوجود‪ ,‬فعلم من نفسه ما هو أعظم ما‬
‫استبعده وأنكره وجحده‪ ,‬ولذا قال عز وجل‪{ :‬قل يييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}‬
‫طت‪.‬‬ ‫طت وتزقط‬ ‫طن تفرقط‬ ‫طت وأيط‬ ‫طن ذهبط‬ ‫طا‪ ,‬أيط‬
‫طائر أقطار الرض وأرجائهط‬
‫أي يعلم العظام ف ط سط‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا عفان‪ ,‬حدثنا أبو عوانة عن عبد اللك بن عمي عن ربعي قال‪ :‬قال عقبة بن‬
‫عمرو لذيفة رضي ال عنهما‪ :‬أل تدثنا ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ فقال‪ :‬سعته‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن رجلً حضره الوت فلما يئس من الياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجعوا‬
‫ل حطبا كثيا جزلً‪ ,‬ث أوقدوا فيه نارا حت إذ أكلت لمي وخلصت إل عظمي فامتحشت‪ ,‬فخذوها‬
‫‪706‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فدقو ها فذرو ها ف ال يم‪ ,‬ففعلوا‪ ,‬فجم عه ال تعال إل يه ث قال له‪ :‬ل فعلت ذلك ؟ قال‪ :‬من خشي تك‪,‬‬
‫فغ فر ال عز و جل له» فقال عقبة بن عمرو‪ :‬وأنا سعته صلى ال عل يه و سلم يقول ذلك وكان نباشا‪,‬‬
‫وقد أخرجاه ف الصحيحي من حديث عبد اللك بن عمي بألفاظ كثية منها أنه أمر بنيه أن يرقوه ث‬
‫ي سحقوه ث يذروا نصفه ف الب‪ ,‬ونصفه ف الب حر ف يوم رائح‪ ,‬أي كثي الواء‪ ,‬ففعلوا ذلك‪ ,‬فأ مر ال‬
‫تعال الب حر‪ ,‬فج مع ما ف يه وأ مر الب فج مع ما ف يه‪ ,‬ث قال له‪ :‬كن‪ ,‬فإذا هو ر جل قائم‪ ,‬فقال له‪ :‬ما‬
‫ططر له‪.‬‬ ‫ططا تلفاه أن غفط‬ ‫ططك وأنطططت أعلم‪ ,‬فمط‬ ‫ططنعت ؟ قال‪ :‬مافتط‬ ‫ططا صط‬ ‫حلك على مط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} أي الذي بدأ خلق هذا‬
‫الش جر من ماء ح ت صار خضرا نضرا ذا ث ر وي نع‪ ,‬ث أعاده إل أن صار حطبا ياب سا تو قد به النار‪,‬‬
‫كذلك هو فعال ل ا يشاء‪ ,‬قادر على ما ير يد لين عه ش يء‪ .‬قال قتادة ف قوله {الذي ج عل ل كم من‬
‫الش جر الخ ضر نارا فإذا أن تم م نه توقدون} يقول الذي أخرج هذه النار من هذا الش جر قادر على أن‬
‫يبعثه‪ ,‬وقيل‪ :‬الراد بذلك شجر الرخ والعفار ينبت ف أرض الجاز‪ ,‬فيأت من أراد قدح نار وليس معه‬
‫زناد‪ ,‬فيأخذ منه عودين أخضرين‪ ,‬ويقدح أحدها بالَخر‪ ,‬فتتولد النار من بينهما‪ ,‬كالزناد سواء‪ ,‬وروي‬
‫هذا عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ .‬وف الثل‪ :‬لكل شجر نار واستمجد الرخ والعفار‪ .‬وقال الكماء‪:‬‬
‫فططططططططططط كطططططططططططل شجطططططططططططر نار إل الغاب‪.‬‬

‫خلّقُ اْلعَلِيمُ * ِإنّمَآ‬ ‫س الَذِي خََل َق السّمَاواتِ وَالرْضَ ِبقَا ِد ٍر عََلىَ أَن يَخُْل َق ِمثَْلهُم بََلىَ وَ ُه َو الْ َ‬
‫** َأوَلَطْي َ‬
‫سبْحَا َن الّذِي ِبيَدِ هِ مََلكُو تُ كُ ّل َشيْءٍ َوإِلَيْ ِه تُرْ َجعُو نَ‬ ‫َأمْرُ هُ ِإذَآ أَرَا َد َشيْئا أَن َيقُولَ لَ هُ كُن َفَيكُو نُ * فَ ُ‬
‫يقول تعال م با منبها على قدر ته العظي مة ف خلق ال سموات ال سبع ب ا في ها من الكوا كب ال سيارة‬
‫والثوابت والرضي السبع‪ ,‬وما فيه من جبال ورمال وبار وقفار‪ ,‬وما بي ذلك‪ ,‬ومرشدا إل الستدلل‬
‫على إعادة الج ساد بلق هذه الشياء العظي مة‪ ,‬كقوله تعال‪{ :‬للق ال سموات والرض أ كب من خلق‬
‫الناس} وقال عز وجل ههنا‪{ :‬أوليس الذي خلق السموات والرض بقادر على أن يلق مثلهم ؟} أي‬
‫مثل البشر‪ ,‬فيعيدهم كما بدأهم‪ ,‬قاله ابن جرير‪ :‬وهذه الَية الكرية كقوله عز وجل‪{ :‬أول يروا أن ال‬
‫الذي خلق السموات والرض ول يعي بلقهن بقادر على أن ييي الوتى ؟ بل إنه على كل شيء قدير}‬
‫وقال تبارك وتعال هه نا {بلى و هو اللق العل يم إن ا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} أي‬
‫إناططططط يأمطططططر بالشيطططططء أمرا واحدا ل يتاج إل تكرار أو تأكيطططططد‪:‬‬

‫‪707‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إذا مطططططططططططططا أراد ال أمرا فإنايقول له كطططططططططططططن فيكون‬
‫وقال المام أحد‪ :‬حدثنا ممد بن ني‪ ,‬حدثنا موسى بن السيب عن شهر عن عبد الرحن بن غنْم عن‬
‫أب ذر رضي ال عنه قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن ال تعال يقول‪ :‬يا عبادي كلكم‬
‫مذنب إل من عافيت‪ ,‬فاستغفرون أغفر لكم‪ ,‬وكلكم فقي إل من أغنيت‪ ,‬إن جواد ماجد واجد أفعل‬
‫مطططا أشاء‪ ,‬عطائي كلم وعذابططط كلم‪ ,‬إذا أردت شيئا فإناططط أقول له كطططن فيكون»‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ف سبحان الذي بيده ملكوت كل ش يء وإل يه ترجعون} أي تن يه وتقد يس و تبئة من‬
‫السوء للحي القيوم الذي بيده مقاليد السموات والرض‪ ,‬وإليه يرجع المر كله‪ ,‬وله اللق والمر وإليه‬
‫يرجع العباد يوم العاد‪ ,‬فيجازي كل عامل بعمله وهو العادل النعم التفضل‪ .‬ومعن قوله سبحانه وتعال‪:‬‬
‫{فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء} كقوله عز وجل {قل من بيده ملكوت كل شيء ؟} وكقوله‬
‫تعال‪{ :‬تبارك الذي بيده اللك} فاللك واللكوت وا حد ف الع ن كرح ة ورحوت‪ ,‬وره بة ورهبوت‪,‬‬
‫وجطب وجطبوت‪ ,‬ومطن الناس مطن زعطم أن اللك هطو عال الجسطاد‪ ,‬واللكوت هطو عال الرواح‪,‬‬
‫والصطططحيح الول‪ ,‬وهطططو الذي عليطططه المهور مطططن الفسطططرين وغيهطططم‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا سريج بن النعمان‪ ,‬حدثنا حاد عن عبد اللك بن عمي‪ ,‬حدثن ابن عم لذيفة‬
‫عن حذيفة وهو ابن اليمان ط رضي ال عنه‪ ,‬قال‪ :‬قمت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة‪,‬‬
‫فقرأ السبع الطوال ف سبع ركعات‪ ,‬وكان صلى ال عليه وسلم إذا رفع رأسه‪ ,‬من الركوع قال‪ :‬سع ال‬
‫ل ن حده ث قال‪« :‬ال مد ل ذي اللكوت وال بوت وال كبياء والعظ مة» وكان ركو عه م ثل قيا مه‪,‬‬
‫وسجوده مثل ركوعه‪ ,‬فأنصرف وقد كادت تنكسر رجلي‪ .‬وقد روى أبو داود والترمذي ف الشمائل‬
‫والنسائي من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن أب حزة مول النصار‪ ,‬عن رجل من بن عبس عن‬
‫حذيفة رضي ال عنه أنه رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي من الليل‪ ,‬وكان يقول‪« :‬ال أكب‬
‫ط ثلثا ط ذي اللكوت والبوت والكبياء والعظمة» ث استفتح فقرأ البقرة‪ ,‬ث ركع فكان ركوعه‬
‫نوا من قيامه‪ ,‬وكان يقول ف ركوعه «سبحان رب العظيم» ث رفع رأسه من الركوع‪ ,‬فكان قيامه نوا‬
‫من ركوعه وكان يقول ف قيامه «لرب المد» ث سجد فكان سجوده نوا من قيامه‪ ,‬وكان يقول ف‬
‫سجوده‪ « :‬سبحان ر ب العلى» ث ر فع رأ سه من ال سجود وكان يق عد في ما ب ي ال سجدتي نوا من‬
‫سجوده‪ ,‬وكان يقول رب اغفر ل‪ ,‬رب اغفر ل» فصلى أربع ركعات فقرأ فيهن البقرة‪ ,‬وآل عمران ‪,‬‬
‫والنساء والائدة أو النعام ط شك شعبة ط هذا لفظ أب داود وقال النسائي‪ :‬أبو حزة عندنا طلحة بن‬
‫يزيد‪ ,‬وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة‪ ,‬كذا قال‪ ,‬والشبه أن يكون ابن عم حذيفة‪ ,‬كما تقدم ف رواية‬
‫‪708‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫المام أحد‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وأما رواية صلة بن زفر عن حذيفة رضي ال عنه‪ ,‬فإنا ف صحيح مسلم‪ ,‬ولكن‬
‫ليططططس فيهططططا ذكططططر اللكوت والبططططوت والكططططبياء والعظمططططة‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا أحد بن صال‪ ,‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬حدثن معاوية بن صال عن عمرو بن قيس‬
‫عن عاصم بن حيد عن عوف بن مالك الشجعي رضي ال عنه قال‪ :‬قمت مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ليلة‪ ,‬فقام فقرأ سورة البقرة ل ير بآية رحة إل وقف وسأل‪ ,‬ول ير بآية عذاب إل وقف وتعوذ‪,‬‬
‫قال‪ :‬ث ركع بقدر قيامه يقول ف ركوعه «سبحان ذي البوت واللكوت والكبياء والعظمة» ث سجد‬
‫بقدر قيامه‪ ,‬ث قال ف سجوده مثل ذلك‪ ,‬ث قام فقرأ بآل عمران‪ ,‬ث قرأ سورة سورة‪ ,‬ورواه الترمذي ف‬
‫طططه‪.‬‬ ‫طططال بط‬ ‫طططن صط‬ ‫طططة بط‬ ‫طططث معاويط‬ ‫طططن حديط‬ ‫طططائي مط‬‫الشمائل والنسط‬

‫سطططططططططططططططططططططورة الصطططططططططططططططططططططافات‬
‫وهططططططططططططططططططططي مكيططططططططططططططططططططة‬
‫قال الن سائي أخب نا إ ساعيل بن م سعود حدث نا خالد ط يع ن ا بن الارث ط عن ا بن أ ب ذئب قال‬
‫أخبنا الارث بن ع بد الرحن عن سال بن عبد ال عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬كان‬
‫رسطول ال صطلى ال عليطه وسطلم يأمرنطا بالتخفيطف ويؤمطن بالصطافات‪ ,‬تفرد بطه النسطائي‪.‬‬
‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫ب ال سّمَاوَا ِ‬
‫ت‬ ‫صفّا * فَالزّا ِجرَا تِ َزجْرا * فَالتّالِيَا تِ ذِكْرا * إِ نّ إِلَـ َهكُمْ َلوَاحِدٌ * رّ ّ‬
‫** وَال صّافّاتِ َ‬
‫ط الْمَشَارِقططططططِ‬ ‫وَالرْضططططططِ وَمَططططططا َبيَْنهُمَططططططا وَرَبططططط ّ‬
‫قال سفيان الثوري عن العمش عن أب الضحى عن مسروق عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه‬
‫أ نه قال‪{ :‬وال صافات صفا} و هي اللئ كة {فالزاجرات زجرا} هي اللئ كة {فالتاليات ذكرا} هي‬
‫اللئ كة‪ ,‬وكذا قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وم سروق و سعيد بن جبي وعكر مة وما هد وال سدي‬
‫وقتادة والربيع بن أنس قال قتادة‪ :‬اللئكة صفوف ف السماء‪ .‬وقال مسلم حدثنا أبو بكر بن أب شيبة‬
‫حدثنا ممد بن فضيل عن أب مالك الشجعي عن ربعي عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬

‫‪709‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬فضلنا على الناس بثلث‪ :‬جعلت صفوفنا كصفوف اللئكة وجعلت لنا الرض‬
‫كلها مسجدا وجعل لنا ترابا طهورا إذا ل ند الاء» وقد روى مسلم أيضا وأبو داود والنسائي وابن‬
‫ماجه من حديث العمش عن السيب بن رافع عن تيم بن طرفة عن جابر بن سرة رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أل تصفون كما تصف اللئكة عند ربم ؟» قلنا وكيف تصف‬
‫اللئ كة ع ند رب م ؟ قال صلى ال عل يه و سلم «يتمون ال صفوف التقد مة ويترا صون ف ال صف» وقال‬
‫السطدي وغيه معنط قوله تعال‪{ :‬فالزاجرات زجرا} أناط تزجطر السطحاب‪ ,‬وقال الربيطع بطن أنطس‬
‫{فالزاجرات زجرا} مازجر ال تعال عنه ف القرآن‪ ,‬وكذا روى مالك عن زيد بن أسلم {فالتاليات‬
‫ذكرا} قال السطدي اللئكطة ييئون بالكتاب والقرآن مطن عنطد ال إل الناس وهذه الَيطة كقوله تعال‪:‬‬
‫{فاللقيات ذكرا عذرا أو نذرا}‪ .‬وقوله عز وجل‪{ :‬إن إلكم لواحد رب السموات والرض} هذا هو‬
‫القسطم عليطه أنطه تعال لإله إلهطو رب السطموات والرض {ومابينهمطا} أي مطن الخلوقات {ورب‬
‫الشارق} أي هو الالك الت صرف ف اللق بت سخيه ب ا ف يه من كوا كب ثوا بت و سيارات تبدو من‬
‫الشرق وتغرب من الغرب‪ .‬واكتفى بذكر الشارق عن الغارب لدللتها عليه وقد صرح بذلك ف قوله‬
‫عطز وجطل‪{ :‬فل أقسطم برب الشارق والغارب إنطا لقادرون} وقال تعال فط الَيطة الَخرى‪{ :‬رب‬
‫الشرقيططط ورب الغربيططط} يعنططط فططط الشتاء والصطططيف للشمطططس والقمطططر‪.‬‬

‫** ِإنّا َزيّنّا ال سّمَآءَ ال ّدْنيَا بِزِيَنةٍ اْل َكوَاكِ بِ * وَ ِحفْظا مّن كُ ّل َشيْطَا نٍ مّا ِردٍ * ّل يَ سّ ّمعُونَ إَِلىَ الْ َم ِ‬
‫ل‬
‫ف الْخَ ْط َفةَ َفَأتَْبعَ ُه ِشهَابٌ‬
‫ب وَاصِبٌ * إِ ّل مَنْ َخطِ َ‬ ‫العَْل َى َوُيقْذَفُو َن مِن كُلّ جَانِبٍ * دُحُورا وََلهُ ْم عَذا ٌ‬
‫ثَاقِبطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططٌ‬
‫ي ب تعال أ نه ز ين ال سماء الدن يا للناظر ين إلي ها من أ هل الرض بزي نة الكوا كب‪ ,‬قرىء بالضا فة‬
‫وبالبدل وكلها بعن واحد فالكواكب السيارة والثوابت يثقب ضوؤها جرم السماء الشفاف فتضيء‬
‫ل هل الرض ك ما قال تبارك وتعال‪{ :‬ول قد زينا ال سماء الدن يا بصابيح وجعلناها رجوما للشياط ي *‬
‫وأعتدنطا لمط عذاب السطعي} وقال عطز وجطل {ولقطد جعلنطا فط السطماء بروجا وزيناهطا للناظريطن *‬
‫وحفظناها من كل شيطان رجيم * إل من استرق السمع فأتبعه شهاب مبي} فقوله جل وعل ههنا‪:‬‬
‫{وحفظا} تقديره وحفظنا ها حفظا { من كل شيطان مارد} يع ن التمرد العا ت إذا أراد أن ي سترق‬
‫السمع أتاه شهاب ثاقب فأحرقه ولذا قال جل جلله {ل يسمعون إل الل العلى} أي لئل يصلوا إل‬

‫‪710‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الل العلى و هي ال سموات و من في ها من اللئ كة إذا تكلموا ب ا يوح يه ال تعال م ا يقوله من شر عه‬
‫وقدر ته ك ما تقدم بيان ذلك ف الحاد يث ال ت أوردنا ها ع ند قوله تبارك وتعال‪{ :‬ح ت إذا فزع عن‬
‫قلوبمط قالوا ماذا قال ربكطم ؟ قالوا القط وهطو العلي الكطبي} ولذا قال تعال‪{ :‬ويقذفون} أي يرمون‬
‫{من كل جانب} أي من كل جهة يقصدون السماء منها {دحورا} أي رجا يدحرون به ويزجرون‬
‫وينعون مطن الوصطول إل ذلك ويرجون {ولمط عذاب واصطب} أي فط الدار الَخرة لمط عذاب دائم‬
‫موجع مستمر كما قال جلت عظمته {وأعتدنا لم عذاب السعي} وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إل من خطف‬
‫الطفة} أي إل من اختطف من الشياطي الطفة وهي الكلمة يسمعها من السماء فيلقيها إل الذي تته‬
‫ويلقيها الَخر إل الذي تته فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربا ألقاها بقدر ال تعال قبل أن يأتيه‬
‫الشهاب فيحرقه فيذهب با الخر إل الكاهن كما تقدم ف الديث ولذا قال {إل من خطف الطفة‬
‫فأتبعه شهاب ثاقب} أي مستني‪ .‬قال ا بن جر ير حدثنا أ بو كريب حدثنا وكيع عن إ سرائيل عن أ ب‬
‫إسحاق عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬كان للشياطي مقاعد ف السماء قال‬
‫فكانوا يستمعون الوحي قال وكانت النجوم ل تري وكانت الشياطي ل ترمى قال فإذا سعوا الوحي‬
‫نزلوا إل الرض فزادوا ف الكلمة تسعا قال فلما بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل الشيطان إذا‬
‫قصد مقعده جاءه شهاب فلم يطئه حت يرقه قال فشكوا ذلك إل إبليس لعنه ال فقال ما هو إل من‬
‫أمر حدث قال فبعث جنوده فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قائم يصلي بي جبلي نلة قال وكيع‬
‫يعنط بططن نلة قال‪ :‬فرجعوا إل إبليطس فأخطبوه فقال هذا الذي حدث‪ ,‬وسطتأت إن شاء ال تعال‬
‫الحاديث الواردة مع الَثار ف هذا العن عند قوله تعال إخبارا عن الن أنم قالوا {وأنا لسنا السماء‬
‫فوجدنا ها ملئت حر سا شديدا وشهبا * وأ نا ك نا نق عد من ها مقا عد لل سمع ف من ي ستمع الَن ي د له‬
‫شهابا رصططدا * وأنططا ل ندري أشططر أريططد بنطط فطط الرض أم أراد بمطط ربمطط رشدا}‪.‬‬

‫جبْتَ َويَسْخُرُونَ * َوإِذَا‬ ‫** فَا ْسَت ْفِتهِمْ َأهُمْ َأشَدّ َخلْقا أَم مّنْ خََل ْقنَآ ِإنّا خََل ْقنَاهُم مّن طِيٍ لّزِبٍ * بَ ْل عَ ِ‬
‫ستَسْخِرُونَ * وَقَاُل َواْ إِن هَ ـذَآ إِلّ سِحْ ٌر ّمبِيٌ * َأإِذَا ِمتْنَا وَكُنّا‬ ‫ذُ ّكرُواْ َل يَذْكُرُو نَ * َوإِذَا َرَأوْْا آَيةً يَ ْ‬
‫تُرَابا َوعِظَاما َأإِنّا لَ َمْبعُوثُو نَ * َأ َو آبَآؤُنَا الوّلُو نَ * قُ ْل َنعَ ْم َوأَنتُ مْ دَاخِرُو نَ * فَِإنّمَا هِ يَ زَجْ َرٌة وَاحِ َدةٌ‬
‫ط يَنظُرُونططططططططططططططططططَ‬ ‫فَإِذَا هُمططططططططططططططططط ْ‬

‫‪711‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول تعال‪ :‬ف سل هؤلء النكر ين للب عث أي ا أ شد خلقا هم أم ال سموات والرض و ما بينه ما من‬
‫اللئكة والشياطي والخلوقات العظيمة ؟ وقرأ ابن مسعود رضي ال عنه أم من عددنا فإنم يقرون أن‬
‫هذه الخلوقات أ شد خلقا من هم‪ ,‬وإذا كان ال مر كذلك فلم ينكرون الب عث ؟ و هم يشاهدون ما هو‬
‫أعظم ما أنكروا كما قال عز وجل‪{ :‬للق السموات والرض أكب من خلق الناس ولكن أكثر الناس ل‬
‫يعلمون} ث بي أنم خلقوا من شيء ضعيف فقال‪{ :‬إنا خلقناهم من طي لزب} قال ماهد وسعيد‬
‫بن جبي والضحاك‪ :‬هوال يد الذي يلتزق بع ضه بب عض‪ ,‬وقال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وعكرمة هو‬
‫اللزج اليد‪ ,‬وقال قتادة هوالذي يلزق باليد‪ ,‬وقوله عز وجل‪{ :‬بل عجبت ويسخرون} أي بل عجبت‬
‫يا ممد من تكذيب هؤلء النكرين للبعث وأنت موقن مصدق با أخب ال تعال من المر العجيب وهو‬
‫إعادة الج سام ب عد فنائ ها و هم بلف أمرك من شدة تكذيب هم وي سخرون م ا تقول ل م من ذلك‪.‬‬
‫قال قتادة‪ :‬عجب ممد صلى ال عليه وسلم وسخر ضلّل بن آدم {وإذا رأوا آية} أي دللة واضحة‬
‫على ذلك {يسطتسخرون} قال ماهطد وقتادة يسطتهزئون {وقالوا إن هذا إل سطحر مطبي} أي إن هذا‬
‫الذي جئت به إل سحر مبي {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لبعوثون * أو آباؤنا الولون} يستبعدون‬
‫ذلك ويكذبون به {قل نعم وأنتم داخرون} أي قل لم يا ممد نعم تبعثون يوم القيامة بعدما تصيون‬
‫ترابا وعظاما وأنتطم داخرون أي حقيون تتط القدرة العظيمطة كمطا قال تبارك وتعال‪{ :‬وكطل أتوه‬
‫داخرين}‪ .‬ث قال جلت عظمته‪{ :‬فإنا هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون} أي فإنا هو أمر واحد من‬
‫ال عز و جل‪ ,‬يدعو هم دعوة واحدة أن يرجوا من الرض‪ ,‬فإذا هم ب ي يد يه ينظرون إل أهوال يوم‬
‫القيامطططططططططططططططططططططططططططططططططة‪ ,‬وال تعال أعلم‪.‬‬

‫شرُوْا الّذِي َن ظَلَمُوْا‬‫** وَقَالُوْا َيوَيَْلنَا هَـذَا َيوْمُ الدّي نِ * هَـذَا َيوْمُ اْلفَصْ ِل الّذِي كُنتُ ْم بِ ِه ُتكَ ّذبُونَ * احْ ُ‬
‫سئُولُونَ *‬ ‫جحِيمِ * وَِقفُوهُمْ ِإنّهُ ْم مّ ْ‬‫ط الْ َ‬ ‫َوأَ ْزوَا َجهُ ْم َومَا كَانُواْ َي ْعبُدُونَ * مِن دُونِ اللّهِ فَاهْدُوهُمْ إَِلىَ صِرَا ِ‬
‫طتَسْلِمُونَ‬ ‫ط مُسططط ْ‬ ‫ط اْلَيوْمططط َ‬ ‫مَططططا َلكُمططططْ لَ َتنَاصططططَرُونَ * بَ ْل هُمططط ُ‬
‫يب تعال عن قيل الكفار يوم القيامة أنم يرجعون على أنفسهم باللمة ويعترفون بأنم كانوا ظالي‬
‫لنفسهم ف الدار الدنيا‪ ,‬فإذا عاينوا أهوال القيامة ندموا كل الندم حيث ل ينفعهم الندم {وقالوا يا ويلنا‬
‫هذا يوم الدين} فتقول اللئكة والؤمنون {هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون} وهذا يقال لم على‬
‫وجطه التقريطع والتوبيطخ ويأمطر ال تعال اللئكطة أن تيطز الكفار مطن الؤمنيط فط الوقطف فط مشرهطم‬

‫‪712‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومنشرهم ولذا قال تعال‪{ :‬احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال النعمان بن بشي رضي ال عنه يعن‬
‫بأزواجهم أشباههم وأمثالم‪ ,‬وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبي وعكرمة وماهد والسدي وأبو صال‬
‫وأبو العالية وزيد بن أسلم‪ ,‬وقال سفيان الثوري عن ساك عن النعمان بن بشي عن عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال إخوانم‪ .‬وقال شريك عن ساك عن النعمان قال‪:‬‬
‫سعت ع مر يقول {احشروا الذ ين ظلموا وأزواج هم} قال‪ :‬أشباه هم‪ .‬قال ي يء أ صحاب الز نا مع‬
‫أصحاب الزنا وأصحاب الربا مع أصحاب الربا‪ ,‬وأصحاب المر مع أصحاب المر‪ ,‬وقال خصيف عن‬
‫مق سم عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أزواج هم ن ساؤهم وهذا غر يب والعروف ع نه الول ك ما رواه‬
‫ماهد وسعيد بن جبي عنه أزواجهم قرناؤهم وما كانوا يعبدون من دون ال أي من الصنام والنداد‬
‫تشر معهم ف أماكنهم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فاهدوهم إل صراط الح يم} أي أرشدوهم إل طر يق جهنم‬
‫وهذا كقوله تعال‪{ :‬ونشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت‬
‫زدناهم سعيا} وقوله تعال‪{ :‬وقفوهم إنم مسؤولون} أي قفوهم حت يسألوا عن أعمالم وأقوالم‬
‫الت صدرت عنهم ف الدار الدنيا كما قال الضحاك عن ابن عباس يعن احبسوهم إنم ماسبون‪ .‬وقال‬
‫ابن أب حات حدثنا أب حدثنا النفيلي حدثنا العتمر بن سليمان قال سعت ليثا يدث عن بشي عن أنس‬
‫بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أيا داع دعا إل شيء كان موقوفا‬
‫معه إل يوم القيامة ل يغادره ول يفارقه وإن دعا رجل رجلً» ث قرأ {وقفوهم إنم مسؤولون} ورواه‬
‫الترمذي من حديث ليث بن أب سليم‪ ,‬ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم عن معتمر عن ليث عن‬
‫رجل عن أنس رضي ال عنه مرفوعا‪ .‬وقال عبد ال بن البارك‪ :‬سعت عثمان بن زائدة يقول إن أول ما‬
‫يسأل عنه الرجل جلساؤه‪ ,‬ث يقال لم على سبيل التقريع والتوبيخ {ما لكم ل تناصرون ؟} أي كما‬
‫زعمتم أنكم جع منتصر {بل هم اليوم مستسلمون} أي ينقادون لمر ال ل يالفونه ول ييدون عنه‪,‬‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫ض َيتَ سَآءَلُونَ * قَاُل َواْ ِإّنكُ مْ كُنتُ ْم َت ْأتُوَننَا عَ ِن اْليَمِيِ * قَالُوْا بَلْ لّ مْ تَكُونُوْا‬
‫ضهُ ْم عََلىَ َبعْ ٍ‬
‫** َوأَ ْقبَ َل َبعْ ُ‬
‫ح ّق عََليْنَا َقوْلُ َربّنَآ ِإنّا لَذَآِئقُو نَ *‬‫ُم ْؤمِنِيَ * َومَا كَا نَ َلنَا عََليْكُ ْم مّن ُسلْطَانٍ بَلْ كُنتُ مْ َقوْما طَاغِيَ * فَ َ‬
‫ج ِرمِيَ * ِإّنهُ مْ‬ ‫ك َن ْفعَ ُل بِالْمُ ْ‬
‫شتَرِكُو نَ * ِإنّا كَذَلِ َ‬ ‫ب مُ ْ‬
‫َفأَ ْغ َوْينَاكُ مْ ِإنّا ُكنّا غَاوِي نَ * فَِإّنهُ مْ َيوْ َمئِذٍ فِي الْعَذَا ِ‬

‫‪713‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫جنُو نٍ * بَلْ جَآءَ‬
‫سَتكْبِرُونَ * َوَيقُولُو نَ َأإِنّا َلتَارِ ُكوَ آِل َهتِنَا لِشَاعِ ٍر مّ ْ‬
‫كَاُنوَاْ إِذَا قِيلَ َلهُ مْ لَ إِلَ ـهَ إِلّ اللّ ُه يَ ْ‬
‫ق الْ ُمرْسطططططططططططَلِيَ‬ ‫ط وَصطططططططططططَ ّد َ‬ ‫بِالْحَقطططططططططط ّ‬
‫يذكر تعال أن الكفار يتلومون ف عرصات القيامة كما يتخاصمون ف دركات النار {فيقول الضعفاء‬
‫للذين استكبوا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين استكبوا إنا كل فيها‬
‫إن ال قد ح كم ب ي العباد} وقال تعال‪{ :‬ولو ترى إذ الظالون موقوفون ع ند رب م ير جع بعض هم إل‬
‫بعض القول * يقول الذين استضعفوا للذين استكبوا لول أنتم لكنا مؤمني * قال الذين استكبوا للذين‬
‫ا ستضعفوا أَن ن صددناكم عن الدى ب عد إذ جاء كم بل كن تم مرم ي‪ ,‬وقال الذ ين ا ستضعفوا للذ ين‬
‫استكبوا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بال ونعل له أندادا وأسروا الندامة لا رأوا العذاب‬
‫وجعلنا الغلل ف أعناق الذين كفروا هل يزون إل ما كانوا يعملون} وهكذا قالوا لم ههنا {إنكم‬
‫كن تم تأتون نا عن اليم ي} قال الضحاك عن ا بن عباس يقولون كن تم تقهرون نا بالقدرة من كم علي نا ل نا‬
‫كناأذلء وكنتطم أعزاء‪ ,‬وقال ماهطد يعنط عطن القط والكفار تقوله للشياطيط‪ .‬وقال قتادة قالت النطس‬
‫للجن إنكم كنتم تأتوننا عن اليمي قال من قبل الي فتنهونا عنه وتبطئونا عنه‪ ,‬وقال السدي تأتوننا من‬
‫ق بل ال ق وتزينو نا ل نا البا طل وت صدونا عن ال ق وقال ال سن ف قوله تعال‪{ :‬إن كم كن تم تأتون نا عن‬
‫اليم ي} إي وال يأت يه ع ند كل خ ي يريده في صده ع نه‪ ,‬وقال ا بن ز يد معناه تولون بين نا وب ي ال ي‬
‫ورددتو نا عن ال سلم واليان والع مل بال ي الذي أمر نا به‪ ,‬وقال يز يد الشرك من ق بل ل إله إل ال‬
‫وقال خ صيف يعنون من ق بل ميامن هم‪ ,‬وقال عكر مة {إن كم كن تم تأتون نا عن اليم ي} قال من ح يث‬
‫نأمنكططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قالوا بطل ل تكونوا مؤمنيط} تقول القادة مطن النط والنطس للتباع مطا المطر كمطا‬
‫تزعمون بل كانت قلوبكم منكرة لليان قابلة للكفر والعصيان {وما كان لنا عليكم من سلطان} أي‬
‫من حجة على صحة ما دعوناكم إليه {بل كنتم قوما طاغي} أي بل كان فيكم طغيان وماوزة للحق‬
‫فلهذا استجبتم لنا وتركتم الق الذي جاءتكم به النبياء وأقاموا لكم الجج على صحة ما جاؤوكم به‬
‫فخالفتموه {فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين} يقول الكباء للمستضعفي‬
‫ح قت علي نا كل مة ال أ نا من الشقياء الذائق ي للعذاب يوم القيا مة {فأغوينا كم} أي دعونا كم إل‬
‫الضللة {إ نا ك نا غاو ين} أي فدعونا كم إل ما ن ن ف يه فا ستجبتم ل نا‪ ,‬قال ال تبارك وتعال‪{ :‬فإن م‬
‫يومئذٍ ف العذاب مشتركون} أي الميع ف النار كل بسبه {إنا كذلك نفعل بالجرمي * إنم كانوا}‬
‫أي ف الدار الدنيا {إذا قيل لم ل إله إل ال يستكبون} أي يستكبون أن يقولوها كما يقولا الؤمنون‬
‫‪714‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ابن أب حات حدثنا عبيد ال بن أخي بن وهب حدثنا عمي حدثنا الليث عن ابن مسافر يعن عبد‬
‫الرحن بن خالد عن ابن شهاب عن سعيد بن السيب عن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فمن قال ل إله إل ال فقد عصم‬
‫منط ماله ونفسطه إل بقطه وحسطابه على ال عطز وجطل» وأنزل ال تعال فط كتابطه العزيطز وذكطر قوما‬
‫استكبوا فقال تعال‪{ :‬إنم كانوا إذا قيل لم ل إله إل ال يستكبون} وقال ابن أب حات أيضا حدثنا‬
‫أب حدثنا أبو سلمة موسى بن إساعيل حدثنا حاد عن سعيد الريري عن أب العلء قال‪ :‬يؤتى باليهود‬
‫يوم القيا مة فيقال ل م ما كن تم تعبدون ؟ فيقولون نع بد ال وعزيرا فيقال ل م‪ :‬خذوا ذات الشمال‪ ,‬ث‬
‫يؤتى بالنصارى فيقال لم ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون نعبد ال والسيح فيقال لم‪ :‬خذوا ذات الشمال‪,‬‬
‫ث يؤتى بالشركي فيقال لم ل إله إل ال فيستكبون ث يقال لم ل إله إل ال فيستكبون ث يقال لم‬
‫ل إله إل ال في ستكبون فيقال ل م خذوا ذات الشمال‪ .‬قال أ بو نضرة فينطلقون أ سرع من الط ي‪ .‬قال‬
‫أ بو العلء ث يؤ تى بال سلمي فيقال ل م ما كن تم تعبدون ؟ فيقولون ك نا نع بد ال تعال فيقال ل م هل‬
‫تعرفو نه إذا رأيتموه ؟ فيقولون ن عم‪ ,‬فيقال ل م فك يف تعرفو نه ول تروه ؟ فيقولون نعلم أ نه ل عدل له‪.‬‬
‫قال فيتعرف لم تبارك وتعال وتقدس وينجي ال الؤمني {ويقولون أئنا لتاركو آلتنا لشاعر منون} أي‬
‫أن ن نترك عبادة آلتنا وآل ة آبائنا عن قول هذا الشا عر الجنون يعنون ر سول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫قال ال تعال تكذيبا لم وردا عليهم‪{ :‬بل جاء بالق} يعن رسول ال صلى ال عليه وسلم جاء بالق‬
‫ف ج يع شر عة ال تعال له من الخبار والطلب {و صدق الرسلي} أي صدقهم في ما أ خبوا عنه من‬
‫الصفات الميدة‪ ,‬والناهج السديدة‪ ,‬وأخب عن ال تعال ف شرعه وأمره كما أخبوا {ما يقال لك إل‬
‫مطططططا قطططططد قيطططططل للرسطططططل مطططططن قبلك} الَيطططططة‪.‬‬

‫خلَصِيَ * ُأوْلَئِكَ‬‫ب اللِيمِ * َومَا تُجْ َزوْنَ إِ ّل مَا ُكْنتُ ْم َتعْمَلُونَ * إِلّ ِعبَادَ اللّ ِه الْمُ ْ‬
‫** ِإّنكُمْ لَذَآِئقُو اْلعَذَا َ‬
‫ف عََلْيهِ مْ‬
‫ت الّنعِي مِ * عََلىَ سُرُ ٍر ّمَتقَابِلِيَ * يُطَا ُ‬ ‫ق ّمعْلُو مٌ * َفوَاكِ هُ وَهُم ّمكْ َرمُو نَ * فِي َجنّا ِ‬ ‫َلهُ مْ رِزْ ٌ‬
‫بِ َكأْ سٍ مّن ّمعِيٍ * بَْيضَآءَ لَ ّذةٍ لّلشّا ِربِيَ * لَ فِيهَا َغوْ ٌل وَ َل هُ ْم َعنْهَا يُنَفُو نَ * َوعِن َدهُ مْ قَا صِرَاتُ‬
‫ط ّم ْكنُونططططططٌ‬ ‫ط َبيْضططططط ٌ‬ ‫ططططط * َكأَّنهُنططططط ّ‬ ‫ط عِيٌط‬ ‫الطّرْفططططط ِ‬
‫يقول تعال ماطبا للناس‪{ :‬إن كم لذائ قو العذاب الل يم * و ما تزون إل ما كن تم تعملون} ث ا ستثن‬
‫من ذلك عباده الخل صي ك ما قال تعال‪{ :‬والع صر إن الن سان ل في خ سر * إل الذ ين آمنوا وعملوا‬

‫‪715‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الصالات} وقال عز وجل‪{ :‬لقد خلقنا النسان ف أحسن تقوي * ث رددناه أسفل سافلي * إل الذين‬
‫آمنوا وعملوا الصالات} وقال تعال‪{ :‬وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا * ث ننجي‬
‫الذ ين اتقوا ونذر الظال ي في ها جثيا} وقال تعال‪ { :‬كل ن فس ب ا ك سبت رهي نة إل أ صحاب اليم ي}‬
‫ولذا قال جل وعل هه نا {إل عباد ال الخل صي} أي لي سوا يذوقون العذاب الل يم ول يناقشون ف‬
‫الساب بل يتجاوز عن سيئاتم إن كان لم سيئات ويزون السنة بعشر أمثالا إل سبعمائة ضعف إل‬
‫أضعاف كثية إل ما شاء ال تعال من التضعيف‪ .‬وقوله جل وعل‪{ :‬أولئك لم رزق معلوم} قال قتادة‬
‫والسدي يعن النة ث فسره بقوله تعال‪{ :‬فواكه} أي متنوعة {وهم مكرمون} أي يدمون ويرفهون‬
‫وينعمون {ف جنات النعيم * على سرر متقابلي} قال ماهد ل ينظر بعضهم إل قفا بعض‪ .‬وقال ابن‬
‫أب حات حدثنا يي بن عبدك القزوين حدثنا حسان بن حسان حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يي بن‬
‫معي حدثنا إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أب أوف رضي ال عنه قال‪ :‬خرج علينا‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فتل هذه الَ ية {على سرر متقابل ي} ين ظر بعض هم إل ب عض حد يث‬
‫غريب‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬يطاف عليهم بكأس من معي * بيضاء لذة للشاربي * ل فيها غول ول هم عنها‬
‫ينفون} كما قال عز وجل ف الَية الخرى {يطوف عليهم ولدان ملدون بأكواب وأباريق وكأس من‬
‫معي * ل يصدعون عنها ول ينفون} نزه ال سبحانه وتعال خر النة عن الَفات الت ف خر الدنيا‬
‫من صداع الرأس ووجع البطن وهو الغول وذهابا بالعقل جلة فقال تعال ههنا‪{ :‬يطاف عليهم بكأس‬
‫من معي} أي بمر من أنار جارية ل يافون انقطاعها ول فراغها قال مالك عن زيد بن أسلم‪ :‬خر‬
‫جارية بيضاء أي لونا مشرق حسن بي ل كخمر الدنيا ف منظرها البشع الرديء من حرة أو سواد أو‬
‫ا صفرار أو كدورة إل غ ي ذلك م ا ين فر الط بع ال سليم‪ .‬وقوله عز و جل‪{ :‬لذة للشارب ي} أي طعم ها‬
‫طيب كلونا وطيب الطعم دليل على طيب الريح بلف خر الدنيا ف جيع ذلك وقوله تعال‪{ :‬ل فيها‬
‫غول} يعن ل تؤثر فيها غولً وهو وجع البطن قاله ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وقتادة وابن زيد‬
‫ك ما تفعله خ ر الدن يا من القول نج ونوه لكثرة مائيت ها‪ ,‬وق يل الراد بالغول هه نا صداع الرأس وروي‬
‫هكذا عن ابن عباس رضي ال عنهما وقال قتادة هو صداع الرأس ووجع البطن وعنه وعن السدي ل‬
‫تغتال عقولمطططططططططط كمططططططططططا قال الشاعططططططططططر‪:‬‬
‫فمططططططططططططا زالت الكأس تغتالناوتذهططططططططططططب بالول الول‬
‫وقال سعيد بن جبي ل مكروه في ها ول أذى‪ ,‬وال صحيح قول ما هد أ نه و جع الب طن‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{ول هم عنها ينفون} قال ماهد ل تذهب عقولم وكذا قال ابن عباس وممد بن كعب والسن‬
‫‪716‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وعطاء بن أ ب م سلم الرا سان وال سدي وغي هم وقال الضحاك عن ابن عباس ف ال مر أر بع خ صال‬
‫ال سكر وال صداع والق يء والبول فذ كر ال خ ر ال نة فنه ها عن هذه ال صال ك ما ذ كر ف سورة‬
‫ال صافات وقوله تعال‪{ :‬وعند هم قا صرات الطرف} أي عفيفات ل ينظرن إل غ ي أزواج هن كذا قال‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وزيد بن أسلم وقتادة والسدي وغيهم‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪{ :‬عي}‬
‫أي حسان العي وقيل ضخام العي وهو يرجع إل الول وهي النجلء العيناء فوصف عيونن بالسن‬
‫والع فة كقول زلي خا ف يو سف عل يه ال صلة وال سلم ح ي جل ته وأخرج ته على تلك الن سوة فأعظم نه‬
‫وأكبنه وظنن أنه ملك من اللئكة لسنه وباء منظره قالت‪{ :‬فذلكن الذي لتنن فيه ولقد راودته عن‬
‫نفسه فاستعصم} أي هو مع هذا المال عفيف تقي نقي وهكذا الور العي {خيات حسان}‪ .‬ولذا‬
‫قال عز و جل‪{ :‬وعند هم قا صرات الطرف ع ي} وقوله جل جلله‪{ :‬كأن ن ب يض مكنون} و صفهن‬
‫بترا فة البدان بأح سن اللوان قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما {كأن ن ب يض‬
‫مكنون} يقول اللؤلؤ الكنون وينشطد ههنطا بيطت أبط دهبطل الشاعطر وهطو قوله فط قصطيدة له‪:‬‬
‫ططططططططططططططططل لؤلؤة الغوا‬ ‫ططططططططططططططططي زهراء مثط‬ ‫هط‬
‫ص ميزت مططططططططططططططططن جوهططططططططططططططططر مكنون‬
‫وقال ال سن‪{ :‬كأن ن ب يض مكنون} يع ن م صون ل ت سه اليدي‪ ,‬وقال ال سدي‪ :‬الب يض ف ع شه‬
‫مكنون وقال سعيد بن جبي {كأنن بيض مكنون} يعن بطن البيض وقال عطاء الراسان هو السحاء‬
‫الذي يكون ب ي قشر ته العل يا ولباب البي ضة‪ ,‬وقال ال سدي {كأن ن ب يض مكنون} يقول بياض الب يض‬
‫ح ي نزع قشر ته واختاره ا بن جر ير لقوله مكنون قال والقشرة العل يا ي سها جناح الط ي وال عش وتنال ا‬
‫اليدي بلف داخلها وال أعلم‪ .‬وقال ابن جرير حدثنا أحد بن عبد الرحن بن وهب حدثنا ممد بن‬
‫الفرج الصدف الدمياطي عن عمرو بن هاشم عن ابن أب كرية عن هشام عن السن عن أمه عن أم‬
‫سلمة رضي ال عنها قالت قلت يا رسول ال أخبن عن قول ال عز وجل‪{ :‬حور عي} قال‪« :‬العي‬
‫الضخام العيون شفطر الوراء بنلة جناح النسطر» قلت يطا رسطول ال أخطبن عطن قول ال عطز وجطل‬
‫{كأن ن ب يض مكنون} قال‪ :‬رقت هن «كر قة اللدة ال ت رأ سها ف دا خل البي ضة ال ت تلي الق شر و هي‬
‫الغرقىء»‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا أبو غسان النهدي حدثنا عبد السلم بن حرب عن ليث‬
‫عن الربيع بن أنس عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬أنا أول الناس‬
‫خروجا إذا بعثوا‪ ,‬وأنا خطيبهم إذا وفدوا‪ ,‬وأنا مبشرهم إذا حزنوا‪ ,‬وأنا شفيعهم إذا حبسوا‪ ,‬لواء المد‬

‫‪717‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليط ألف خادم كأننط البيطض‬
‫يومئذ بيدي‪ ,‬وأنطا أكرم ولد آدم على ال عطز وجطل ول فخطر‪ ,‬يطوف ّ‬
‫الكنون ططططططط أو اللؤلؤ الكنون ططططططط»‪ ,‬وال تعال أعلم بالصططططططواب‪.‬‬

‫ض َيتَ سَآءَلُونَ * قَالَ قَآئِلٌ مّْنهُ مْ إِنّي كَا نَ لِي َقرِي نٌ * َيقُولُ َأِإنّ كَ لَ ِم َن‬ ‫ضهُ ْم عََل َى َبعْ ٍ‬
‫** َفأَ ْقبَ َل َبعْ ُ‬
‫الْمُصَدّقِيَ * َأإِذَا ِمتْنَا وَ ُكنّا ُترَابا َوعِظَاما َأِإنّا َلمَدِينُونَ * قَا َل هَلْ أَنتُ ْم مّطِّلعُونَ * فَاطَّلعَ َفرَآهُ فِي َسوَآءِ‬
‫حضَرِي نَ * أَفَمَا نَحْ ُن بِ َمّيتِيَ *‬ ‫الْجَحِي مِ * قَا َل تَاللّ هِ إِن كِد تّ َلتُرْدِي نِ * وََلوْلَ ِنعْ َمةُ َربّي َلكُن تُ مِ َن الْمُ ْ‬
‫إِلّ َم ْوَتتَنَا الُوَلىَ وَمَا نَحْ ُن بِ ُمعَ ّذبِيَ * إِ ّن هَ ـذَا َل ُه َو الْ َفوْ ُز اْلعَظِي مُ * لِ ِمثْ ِل هَ ـذَا فَ ْلَيعْمَلِ الْعَامِلُو نَ‬
‫يب تعال عن أهل النة أنه أقبل بعضهم على بعض يتساءلون أي عن أحوالم وكيف كانوا ف الدنيا‬
‫وماذا كانوا يعانون فيها وذلك من حديثهم على شرابم واجتماعهم ف تنادمهم ومعاشرتم ف مالسهم‬
‫وهطم جلوس على ال سرر والدم بيط أيديهطم ي سعون وييئون بكطل خ ي عظيطم من مآكطل ومشارب‬
‫وملبس وغي ذلك ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر {قال قائل منهم إن كان‬
‫ل قرين} قال ماهد يعن شيطانا‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما هو الرجل الشرك يكون‬
‫له صاحب من أهل اليان ف الدنيا‪ ,‬ول تناف بي كلم ماهد وابن عباس رضي ال عنهما فإن الشيطان‬
‫يكون من الن فيوسوس ف النفس ويكون من النس فيقول كلما تسمعه الذنان وكلها يتعاونان قال‬
‫ط يوسطوس كمطا قال ال عطز‬ ‫ال تعال‪{ :‬يوحطي بعضهطم إل بعطض زخرف القول غرورا} وكطل منهم ا‬
‫و جل‪ { :‬من شر الو سواس الناس الذي يو سوس ف صدور الناس من ال نة والناس} ولذا {قال قائل‬
‫منهم إن كان ل قرين يقول أئنك لن الصدقي} أي أأنت تصدق بالبعث والنشور والساب والزاء‬
‫يعن يقول ذلك على وجه التعجب والتكذيب والستبعاد والكفر والعناد‪{ ,‬أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما‬
‫أئنا لدينون} قال ماهد والسدي لحاسبون‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما وممد بن كعب القرظي‬
‫لجزيون بأعمالنطا وكلهاط صطحيح قال تعال‪{ :‬قال هطل أنتطم مطلعون} أي مشرفون يقول الؤمطن‬
‫لصحابه وجلسائه من أهل النة {فاطلع فرآه ف سواء الحيم} قال ابن عباس رضي ال عنهما وسعيد‬
‫بن جبي وخليد العصري وقتادة والسدي وعطاء الراسان يعن ف وسط الحيم‪ ,‬وقال السن البصري‬
‫ف وسط الحيم كأنه شهاب يتقد‪ ,‬وقال قتادة ذكر لنا أنه اطلع فرأى جاجم القوم تغلي‪ ,‬وذكر لنا أن‬
‫ك عب الحبار قال ف ال نة كوى إذا أراد أ حد من أهل ها أن ين ظر إل عدوه ف النار اطلع في ها فازداد‬
‫شكرا {قال تال إن كدت لترديطن} يقول الؤمطن ماطبا للكافطر وال إن كدت لتهلكنط لو أطعتطك‬

‫‪718‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ولول نعمة رب لكنت من الحضرين} أي ولول فضل ال عل يّ لكن تُ مثلك ف سواء الحيم حيث‬
‫أنت مضر معك ف العذاب ولكنه تفضل عل يّ ورحن فهدان لليان وأرشدن إل توحيده {وما كنا‬
‫لنهتدي لول أن هدانا ال}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أفما نن بيتي * إل موتتنا الول وما نن بعذبي} هذا من‬
‫كلم الؤمن مغبطا نفسه لا أعطاه ال تعال من اللد ف النة والقامة ف دار الكرامة بل موت فيها ول‬
‫عذاب ولذا قال عز وجل‪{ :‬إن هذا لو الفوز العظيم}‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو عبد ال الظهران‬
‫حدثنا حفص بن عمر العدن حدثنا الكم بن أبان عن عكرمة قال‪ :‬قال ابن عباس رضي ال عنهما ف‬
‫قول ال تبارك وتعال لهطل النطة‪{ :‬كلوا واشربوا هنيئا باط كنتطم تعملون} قال ابطن عباس رضطي ال‬
‫عنهما قوله عز وجل‪{ :‬هنيئا} أي ل يوتون فيها فعندها قالوا‪{ :‬أفما نن بيتي * إل موتتنا الول وما‬
‫نن بعذبي} وقال السن البصري‪ :‬علموا أن كل نعيم فإن الوت يقطعه فقالوا‪{ :‬أفما نن بيتي * إل‬
‫موتتنا الول وما نن بعذبي} قيل ل {إن هذا لو الفوز العظيم} وقوله جل جلله {لثل هذا فليعمل‬
‫العاملون} قال قتادة هذا من كلم أ هل ال نة‪ ,‬وقال ا بن جر ير هو من كلم ال تعال ومعناه ل ثل هذا‬
‫ط ليصطيوا إليطه ف الَخرة و قد ذكروا قصطة رجليط كا نا‬ ‫النعيطم وهذا الفوز فليع مل العاملون ف الدني ا‬
‫شريكي ف بن إسرائيل تدخل ف ضمن عموم هذه الَية الكرية‪ ,‬قال أبو جعفر بن جرير حدثن إسحاق‬
‫بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا عتاب بن بشي عن خصيف عن فرات بن ثعلبة النهران ف قوله‪:‬‬
‫{إن كان ل قرين} قال إن رجلي كانا شريكي فاجتمع لما ثانية آلف دينار‪ ,‬وكان أحدها له حرفة‬
‫والَ خر ل يس له حر فة‪ ,‬فقال الذي له حر فة للَ خر ل يس عندك حر فة ما أرا ن إل مفار قك ومقا سك‬
‫فقاسه وفارقه ث إن الرجل اشترى دارا بألف دينار كانت للك مات فدعا صاحبه فأراه فقال كيف ترى‬
‫هذه الدار ابتعت ها بألف دينار ؟ قال ما أح سنها‪ ,‬فل ما خرج قال الل هم إن صاحب هذا ابتاع هذه الدار‬
‫بألف دينار وإن أسألك دارا من دور النة فتصدق بألف دينار‪ ,‬ث مكث ما شاء ال تعال أن يكث‪ ,‬ث‬
‫إ نه تزوج بامرأة بألف دينار فدعاه وصنع له طعاما فل ما أتاه قال إ ن تزو جت هذه الرأة بألف دينار قال‬
‫ما أحسن هذا فلما انصرف قال يا رب إن صاحب تزوج امرأة بألف دينار‪ ,‬وإن أسألك امرأة من الور‬
‫العي فتصدق بألف دينار‪ ,‬ث إنه مكث ما شاء ال تعال أن يكث ث اشترى بستاني بألفي دينار ث دعاه‬
‫فأراه فقال إن ابتعت هذين البستاني بألفي دينار قال ما أحسن هذا فلما خرج قال يا رب إن صاحب‬
‫قد اشترى ب ستاني بأل في دينار وأ نا أ سألك ب ستاني ف ال نة فت صدق بأل في دينار‪ ,‬ث إن اللك أتاه ا‬
‫فتوفاها ث انطلق بذا التصدق فأدخله دارا تعجبه وإذا بامرأةٍ تطلع يضيء ما تتها من حسنها ث أدخله‬
‫ب ستاني وشيئا ال به عل يم فقال ع ند ذلك ما أش به هذا بر جل كان من أمره كذا وكذا قال فإ نه ذاك‬
‫‪719‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولك هذا النل والب ستانان والرأة‪ ,‬قال فإ نه كان ل صاحب يقول أئ نك ل ن ال صدقي ق يل له فإ نه ف‬
‫الحيم قال هل أنتم مطلعون ؟ فاطلع فرآه ف سواء الحيم فقال عند ذلك {تا ل إن كدت لتردين *‬
‫ولول نع مة ر ب لك نت من الحضر ين} الَيات قال ا بن جر ير وهذا يقوي قراءة من قرأ {أئ نك ل ن‬
‫ال صدقي} بالتشد يد‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت حدث نا ال سن بن عر فة حدث نا عمرو بن ع بد الرح ن البار‬
‫أخبنا أبو حفص قال سألت إساعيل السدي عن هذه الَية {قال قائل منهم إن كان ل قرين * يقول‬
‫أئنطك لنط الصطدقي} قال فقال ل مطا ذكرك هذا قلت قرأتطه آنفا فأحببطت أن أسطألك عنطه فقال‪ :‬أمطا‬
‫فاح فظ‪ ,‬كان شريكان ف ب ن إ سرائيل أحده ا مؤ من والَ خر كا فر فافتر قا على ستة آلف دينار ل كل‬
‫واحد منهما ثلثة آلف دينار ث افترقا فمكثا ما شاء ال تعال أن يكثا‪ ,‬ث التقيا فقال الكافر للمؤمن ما‬
‫صنعت ف مالك ؟ أضربت به شيئا أترت ف شيء ؟ فقال له الؤمن ل فما صنعت أنت ؟ فقال اشتريت‬
‫به أرضا ونلً وثارا وأنارا بألف دينار ط قال‪ :‬فقال له الؤمن أو فعلت ؟ قال نعم‪ ,‬قال فرجع الؤمن‬
‫حت إذا كان الليل صلى ما شاء ال تعال أن يصلي فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بي يديه ث‬
‫قال‪ :‬الل هم إن فلنا ط يع ن شري كه الكا فر ط اشترى أرضا ونلً وثارا وأنارا بألف دينار ث يوت‬
‫غدا ويترك ها الل هم إ ن اشتر يت م نك بذه اللف دينار أرضا ونلً وثارا وأنارا ف ال نة ط قال‪ :‬ث‬
‫أصبح فقسمها ف الساكي ط قال ط ث مكثا ما شاء ال تعال أن يكثا ث التقيا فقال الكافر للمؤمن ما‬
‫صنعت ف مالك أضربت به ف شيء ؟ أترت به ف شيء ؟ قال ل قال فما صنعت أنت ؟ قال كانت‬
‫ضيعت قد اشتد علي مؤنتها فاشتريت رقيقا بألف دينار يقومون ل فيها ويعملون ل فيها فقال له الؤمن‬
‫أو فعلت ؟ قال نعم ط قال ط فرجع الؤمن حت إذا كان الليل صلى ما شاء ال تعال أن يصلي فلما‬
‫انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بي يديه ث قال اللهم إن فلنا ط يعن شريكه الكافر ط اشترى رقيقا‬
‫من رقيق الدنيا بألف دينار يوت غدا فيتركهم أو يوتون فيتركونه‪ ,‬اللهم إن اشتريت منك بذه اللف‬
‫الدينار رقيقا ف النة ط قال ط ث أصبح فقسمها ف الساكي ط قال ط ث مكثا ما شاء ال تعال أن‬
‫يكثا ث التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت ف مالك أضربت به ف شيء أترت به ف شيء ؟ قال ل‬
‫فما صنعت أنت ؟ قال كان أمري كله قد ت إل شيئا واحدا فلنة قد مات عنها زوجها فأصدقتها ألف‬
‫دينار فجاءتن با ومثلها معها فقال له الؤمن أو فعلت ؟ قال نعم قال فرجع الؤمن حت إذا كان الليل‬
‫صلى ما شاء ال تعال أن يصلي فلما انصرف أخذ اللف الدينار الباقية فوضعها بي يديه وقال اللهم إن‬
‫فلنا ط يعن شريكه الكافر ط تزوج زوجة من أزواج الدنيا بألف دينار فيموت غدا فيتركها أو توت‬
‫غدا فتتر كه الل هم وإ ن أخ طب إل يك بذه اللف الدينار حوراء عيناء ف ال نة ط قال ط ث أ صبح‬
‫‪720‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فقسمها بي الساكي ط قال ط فبقي الؤمن ليس عنده شيء‪ .‬قال فلبس قميصا من قطن وكساء من‬
‫صوف ث أخذ مرا فجعله على رقبته يعمل الشيء ويفر الشيء بقوته‪ .‬قال فجاءه رجل فقال له يا عبد‬
‫ال أتؤاجر ن نف سك مشاهرة شهرا بش هر تقوم على دواب ل تعلف ها وتك نس سرقينها قال أف عل قال‬
‫فواجره نفسه مشاهرة شهرا بشهر يقوم على دوابه‪ ,‬قال وكان صاحب الدواب يغدو كل يوم ينظر إل‬
‫دوابه فإذا رأى منها دابة ضامرة أخذ برأسه فوجأ عنقه ث يقول له سرقت شعي هذه البارحة قال فلما‬
‫رأى الؤ من هذه الشدة قال لَت ي شري كي الكا فر فلعملن ف أر ضه فليطعم ن هذه الك سرة يوما بيوم‬
‫ويكسون هذين الثوبي إذا بليا‪ ,‬قال فانطلق يريده فانتهى إل بابه وهو مس فإذا قصر مشيد ف السماء‬
‫وإذا حوله البوابون فقال ل م ا ستأذنوا ل على صاحب هذا الق صر فإن كم إذا فعل تم سره ذلك‪ ,‬فقالوا له‬
‫انطلق إن كنت صادقا ف نم ف ناح ية فإذا أ صبحت فتعرض له‪ .‬قال فانطلق الؤمن فألقى ن صف ك سائه‬
‫تته ونصفه فوقه ث نام فلما أصبح أتى شريكه فتعرض له فخرج شريكه الكافر وهو راكب فلما رآه‬
‫عر فه فو قف و سلم عل يه و صافحه ث قال له أل تأ خذ الال م ثل ما أخذت ؟ قال بلى قال وهذه حال‬
‫وهذه حالك ؟ قال بلى قال أ خبن ما صنعت ف مالك ؟ قال ل ت سألن ع نه‪ ,‬قال ف ما جاء بك ؟ قال‬
‫جئت أع مل ف أر ضك هذه فتطعم ن هذه الك سرة يوما بيوم وتك سون هذ ين الثوب ي إذا بل يا‪ ,‬قال ل‬
‫ولكن أصنع بك ما هو خي من هذا ولكن ل ترى من خيا حت تبن ما صنعت ف مالك قال أقرضته‬
‫قال من ؟ قال الليء الوف قال من ؟ قال ال رب قال وهو مصافحه فانتزع يده من يده ث قال {أئنك‬
‫لنط الصطدقي * أئذا متنطا وكنطا ترابا وعظاما أئنطا لدينون} قال السطدي ماسطبون قال فانطلق الكافطر‬
‫وتر كه‪ ,‬قال فل ما رآه الؤ من ول يس يلوي عل يه ر جع وتر كه‪ ,‬يع يش الؤ من ف شدة من الزمان ويع يش‬
‫الكا فر ف رخاء من الزمان قال فإذا كان يوم القيا مة وأد خل ال تعال الؤ من ال نة ي ر فإذا هو بأرض‬
‫ونل وثار وأنار فيقول لن هذا ؟ فيقال هذا لك فيقول يا سبحان ال أو بلغ من فضل عملي أن أثاب‬
‫بثل هذا ؟ قال ث ير فإذ هو برقيق ل تصى عدتم فيقول لن هذا ؟ فيقال هؤلء لك‪ ,‬فيقول يا سبحان‬
‫ال أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بثل هذا‪ ,‬قال ث ير فإذا هو بقبة من ياقوتة حراء موفة فيها حوراء‬
‫عيناء فيقول لن هذه فيقال هذه لك فيقول يا سبحان ال أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بثل هذا‪ ,‬قال‬
‫ث يذكر الؤمن شريكه الكافر فيقول‪{ :‬إن كان ل قرين * يقول أئنك لن الصدقي‪ .‬أئذا متنا وكنا ترابا‬
‫وعظاما أئنا لدينون} قال فالنة عالية والنار هاوية قال فييه ال تعال شريكه ف وسط الحيم من بي‬
‫أهل النار فإذا رآه الؤمن عرفه فيقول‪{ :‬تا ل إن كدت لتردين * ولول نعمة رب لكنت من الحضرين *‬
‫أفمطا ننط بيتيط إل موتتنطا الول ومطا ننط بعذبيط * إن هذا لوط الفوز العظيطم * لثطل هذا فليعمطل‬
‫‪721‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫العاملون} بثل ما قد م نّ عليه‪ .‬قال فيتذكر الؤمن ما مر عليه ف الدنيا من الشدة فل يذكر ما مر عليه‬
‫فططططط الدنيطططططا مطططططن الشدة أشطططططد عليطططططه مطططططن الوت‪.‬‬

‫خرُجُ فِيَ أَصْ ِل الْجَحِي ِم‬ ‫ج َرةُ الزّقّومِ * ِإنّا َجعَ ْلنَاهَا ِفْتَنةً لّلظّالِ ِميَ * ِإّنهَا َشجَ َرٌة تَ ْ‬‫** َأذَلِكَ َخيْ ٌر نّزُلً أَ ْم شَ َ‬
‫شوْبا‬‫شيَاطِيِ * فَِإّنهُمْ لَكِلُونَ ِمْنهَا فَمَاِلئُونَ ِمْنهَا الْبُطُونَ * ثُمّ إِنّ َلهُ ْم عََلْيهَا لَ َ‬ ‫* طَ ْل ُعهَا َكأَنّهُ رُءُوسُ ال ّ‬
‫جحِي مِ * ِإّنهُ مْ أَْل َفوْْا آبَآ َءهُ مْ ضَآلّيَ * َف ُه ْم عََلىَ آثَا ِرهِ ْم ُيهْ َرعُو نَ‬ ‫مِ نْ حَمِي مٍ * ثُ مّ إِ نّ َمرْ ِج َعهُ مْ لِلَى الْ َ‬
‫يقول ال تعال أهذا الذي ذكره من نعيم النة وما فيها من مآكل ومشارب ومناكح وغي ذلك من‬
‫اللذ خي ضيافة وعطاء {أم شجرة الزقوم} أي الت ف جهنم وقد يتمل أن يكون الراد بذلك شجرة‬
‫واحدة معينة كما قال بعضهم إنا شجرة تتد فروعها إل جيع مال جهنم كما أن شجرة طوب ما من‬
‫دار ف النة إل وفيها منها غصن‪ ,‬وقد يتمل أن يكون الراد بذلك جنس شجر يقال له الزقوم كقوله‬
‫تعال‪{ :‬وشجرة ترج من طور سيناء تن بت بالد هن و صبغ للَكل ي} يع ن الزيتو نة ويؤ يد ذلك قوله‬
‫تعال‪{ :‬ث إنكم أيها الضالون الكذبون * لَكلون من شجر من زقوم} وقوله عز وجل‪{ :‬إنا جعلناها‬
‫فتنة للظالي} قال قتادة ذكرت شجرة الزقوم فافتت با أهل الضللة وقالوا صاحبكم ينبئكم أن ف النار‬
‫شجرة والنار تأكل الشجر فأنزل ال تعال‪{ :‬إنا شجرة ترج ف أصل الحيم} غذيت من النار ومنها‬
‫خلقت‪ .‬وقال ماهد {إنا جعلناها فتنة للظالي} قال أبو جهل لعنه ال‪ :‬إنا الزقوم التمر والزبد أتزقمه‪.‬‬
‫قلت ومعن الَية إنا أخبناك يا ممد بشجرة الزقوم اختبارا نتب به الناس من يصدق منهم من يكذب‬
‫كقوله تبارك وتعال‪{ :‬وما جعلنا الرؤيا الت أريناك إل فتنة للناس والشجرة اللعونة ف القرآن ونوفهم‬
‫ف ما يزيد هم إل طغيانا كبيا}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إن ا شجرة ترج ف أ صل الح يم} أي أ صل منبت ها ف‬
‫قرار النار {طلعهطا كأنطه رؤوس الشياطيط} تبشيطع لاط وتكريطه لذكرهطا‪ .‬قال وهطب بطن منبطه شعور‬
‫الشياطي قائمة إل السماء‪ ,‬وإنا شبهها {برؤوس الشياطي} وإن ل تكن معروفة عند الخاطبي لنه قد‬
‫استقر ف النفوس أن الشياطي قبيحة النظر‪ ,‬وقيل الراد بذلك ضرب من اليات رؤوسها بشعة النظر‪,‬‬
‫وقيل جنس من النبات طلعه ف غاية الفحاشة وف هذين الحتمالي نظر‪ ,‬وقد ذكرها ابن جرير والول‬
‫أقوى وأول‪ ,‬وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬فإنمط لَكلون منهطا فمالئون منهطا البطون}‪ .‬ذكطر تعال أنمط‬
‫يأكلون من هذه الشجرة الت ل أبشع منها ول أقبح من منظرها مع ما هي عليه من سوء الطعم والريح‬
‫والطبع فإنم ليضطرون إل الكل منها لنم ل يدون إل إياها وما هو ف معناها كما قال تعال‪{ :‬ليس‬

‫‪722‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫لم طعام إل من ضريع * ل يسمن ول يغن من جوع} وقال ابن أب حات رحه ال حدثنا أب حدثنا‬
‫عمرو بن مرزوق حدث نا شع بة عن الع مش عن ما هد عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أن ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم تل هذه الَ ية وقال‪« :‬اتقوا ال حق تقا ته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت ف بار‬
‫الدنيا لف سدت على أهل الرض معايشهم فكيف بن يكون طعامه ؟» ورواه الترمذي والنسائي وابن‬
‫ماجه من حديث شعبة وقال الترمذي حسن صحيح‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬ث إن لم عليها لشوبا من حيم}‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما يعن شرب الميم على الزقوم‪ ,‬وقال ف رواية عنه شوبا من حيم‪ ,‬مزجا‬
‫من حيم‪ ,‬وقال غيه يزج لم الميم بصديد وغساق ما يسيل من فروجهم وعيونم وقال ابن أب حات‬
‫حدثنا أب حدثنا حيوة بن شريح الضرمي حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو وأخبن عبيد ال‬
‫بن بسر عن أب أمامة الباهلي رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول «يقرب‬
‫ط يعن إل أهل النار ط ماء فيتكرهه فإذا أدن منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فيه فإذا شربه قطع‬
‫أمعاءه حت ترج من دبره» وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا عمرو بن رافع حدثنا يعقوب بن عبد‬
‫ال عن جع فر وهارون بن عنترة عن سعيد بن جبي قال إذا جاع أ هل النار ا ستغاثوا بشجرة الزقوم‬
‫فأكلوا من ها فاختل ست جلود وجوه هم فلو أن مارا مر ب م يعرف هم لعرف هم بوجوه هم في ها ث ي صب‬
‫عليهم الع طش فيستغيثون فيغاثون باء كال هل وهو الذي قد انتهى حره فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى‬
‫من حره لوم وجوه هم ال ت قد سقطت عن ها اللود وي صهر ما ف بطون م فيمشون ت سيل أمعاؤ هم‬
‫وتتساقط جلودهم ث يضربون بقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعو بالثبور‪ .‬وقوله عز‬
‫وجل‪{ :‬ث إن مرجعهم لل الحيم} أي ث إن مردهم بعد هذا الفصل لل نار تتأجج وجحيم تتوقد‬
‫وسعي تتوهج فتارة ف هذا وتارة ف هذا كما قال تعال‪{ :‬يطوفون بينها وبي حيم آن} هكذا تل قتادة‬
‫هذه الَ ية و هو تف سي ح سن قوي‪ ,‬وقال ال سدي ف قراءة ع بد ال ر ضي ال ع نه { ث إن مقيل هم لل‬
‫الحيم} وكان عبد ال رضي ال عنه يقول والذي نفسي بيده ل ينتصف النهار يوم القيامة حت يقيل‬
‫أهل النة ف النة وأهل النار ف النار‪ ,‬ث قرأ {أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيلً} وروى‬
‫الثوري عن ميسرة عن النهال بن عمرو عن أب عبيدة عن عبد ال رضي ال عنه قال‪ :‬ل ينتصف النهار‬
‫يوم القيا مة ح ت يق يل هؤلء ويق يل هؤلء قال سفيان أراه ث قرأ {أ صحاب ال نة يومئذ خ ي م ستقرا‬
‫وأحسن مقيلً} ث إن مقيلهم لل الحيم قلت على هذا التفسي تكون ث عاطفة لب على خب‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إنم ألفوا آباءهم ضالي} أي إنا جازيناهم بذلك لنم وجدوا آباءهم على الضللة فاتبعوهم‬
‫في ها بجرد ذلك من غ ي دل يل ول برهان‪ ,‬ولذا قال‪{ :‬ف هم على آثار هم يهرعون} قال ما هد شبي هة‬
‫‪723‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫بالرولة‪ ,‬وقال سطططططططعيد بطططططططن جطططططططبي يسطططططططفهون‪.‬‬

‫ضلّ َقبَْلهُ مْ أَ ْكثَ ُر الوّلِيَ * وََلقَدْ أَرْ سَ ْلنَا فِيهِ ْم مّنذِرِي نَ * فَان ُظرْ َكيْ فَ كَا َن عَاِقَبةُ الْمُنذَرِي نَ *‬
‫** وََلقَدْ َ‬
‫ط الْ ُمخْلَصطططططططططططططططططِيَ‬ ‫إِلّ ِعبَادَ اللّهطططططططططططططططط ِ‬
‫يب تعال عن المم الاضية أن أكثرهم كانوا ضالي يعلون مع ال آلة أخرى‪ ,‬وذكر تعال أنه أرسل‬
‫فيهم منذرين ينذرون بأس ال ويذرونم سطوته ونقمته من كفر به وعبد غيه وأنم تادوا على مالفة‬
‫رسلهم وتكذيبهم فأهلك الكذبي ودمرهم ونى الؤمني ونصرهم وظفرهم ولذا قال تعال‪{ :‬فان ظر‬
‫كيططططططف كان عاقبططططططة النذريططططططن إل عباد ال الخلصططططططي}‪.‬‬

‫ب اْلعَظِيمِ * وَ َج َع ْلنَا ذُ ّرّيتَهُ هُمُ الْبَاقِيَ *‬


‫جْينَا ُه َوأَهْلَ ُه مِ نَ الْكَرْ ِ‬
‫** وََلقَ ْد نَادَانَا نُو حٌ فََلِنعْ َم الْ ُمجِيبُونَ * َونَ ّ‬
‫سنِيَ * ِإنّ ُه مِ نْ‬‫ك َنجْزِي الْ ُمحْ ِ‬ ‫ل ٌم عََلىَ نُو حٍ فِي اْلعَالَمِيَ * إِنّا كَذَلِ َ‬ ‫َوتَرَكْنَا عََليْ هِ فِي الَخِرِي نَ * َس َ‬
‫طططططا الَخَرِينططططططَ‬ ‫ططططط * ثُمططططططّ َأغْرَقْنَط‬ ‫طططططا الْ ُم ْؤمِنِيَط‬ ‫عِبَادِنَط‬
‫لا ذكر تعال عن أكثر الولي أنم ضلوا عن سبيل النجاة شرع يبي ذلك مفصلً فذكر نوحا عليه‬
‫الصلة والسلم وما لقي من قومه من التكذيب‪ ,‬وأنه ل يؤمن منهم إل القليل مع طول الدة لبث فيهم‬
‫ألف سنة إل خسي عاما فلما طال عليه ذلك واشتد عليه تكذيبهم‪ ,‬وكلما دعاهم ازدادوا نفرة فدعا‬
‫ربه أن مغلوب فانتصر‪ ,‬فغضب ال تعال لغضبه عليهم‪ ,‬ولذا قال عز وجل‪{ :‬ولقد نادانا نوح فلنعم‬
‫الجيبون} أي فلن عم الجيبون له {ونيناه وأهله من الكرب العظ يم} و هو التكذ يب والذى {وجعل نا‬
‫ذريته هم الباق ي} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس رضي ال عنه ما يقول‪ :‬ل تبق إل ذرية نوح‬
‫عليه السلم‪ .‬وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬وجعلنا ذريته هم الباقي} قال‬
‫الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلم‪ ,‬وقد روى الترمذي وابن جرير وابن أب حات من حديث سعيد‬
‫بن بش ي عن قتادة عن ال سن عن سرة ر ضي ال ع نه عن ال نب صلى ال عل يه و سلم ف قوله تعال‪:‬‬
‫{وجعلنا ذريته هم الباقي} قال سام وحام ويافث وقال المام أحد‪ :‬حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن‬
‫قتادة عن السن عن سرة رضي ال عنه أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬سام أبو العرب وحام أبو‬
‫البش ويافث أبو الروم» ورواه الترمذي عن بشر بن معاذ العقدي عن يزيد بن زريع عن سعيد وهو ابن‬
‫أب عروبة عن قتادة به‪ ,‬قال الافظ أبو عمر بن عبد الب‪ ,‬وقد روي عن عمران بن حصي رضي ال عنه‬
‫‪724‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم مثله‪ ,‬والراد بالروم ههنا هم الروم الول وهم اليونان النتسبون إل رومي‬
‫بن ليطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلم ث روي من حديث إساعيل بن عياش عن يي بن‬
‫سعيد عن سعيد بن السيب قال‪ :‬ولد نوح عليه السلم ثلثة‪ :‬سام ويافث وحام‪ ,‬وولد كل واحد من‬
‫هؤلء الثلثطة فولد سطام العرب وفارس والروم‪ ,‬وولد يافطث الترك والصطقالبة ويأجوج ومأجوج‪ ,‬وولد‬
‫حام القبط والسودان والببر‪,‬وروي عن وهب بن منبه نو هذا وال أعلم‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪{ :‬وتركنا‬
‫عل يه ف الَخر ين} قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما يذ كر ب ي‪ ,‬وقال ما هد يع ن ل سان صدق لل نبياء‬
‫كلهطم‪ ,‬وقال قتادة والسطدي أبقطى ال عليطه الثناء السطن فط الَخريطن‪ .‬وقال الضحاك السطلم والثناء‬
‫السن‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬سلم على نوح ف العالي} مفسر لا أبقى عليه الذكر الميل والثناء السن أنه‬
‫يسلم عليه ف جيع الطوائف والمم {إنا كذلك نزي الحسني} أي هكذا نزي من أحسن من العباد‬
‫ف طاعة ال تعال ونعل له لسان صدق يذكر به بعده بسب مرتبته ف ذلك ث قال تعال‪{ :‬إنه من‬
‫عبادنا الؤمني} أي الصدقي الوحدين الوقني {ث أغرقنا الَخرين} أي أهلكناهم فلم يبق منهم عي‬
‫تطرف ول ذكطططر ول عيططط ول أثطططر‪ ,‬ول يعرفون إل بذه الصطططفة القبيحطططة‪.‬‬

‫** َوإِنّ مِن شِي َعتِهِ ِلبْرَاهِيمَ * إِذْ جَآءَ َربّ ُه ِبقَلْبٍ َسلِيمٍ * إِذْ قَا َل لبِي ِه وََق ْومِهِ مَاذَا تَ ْعبُدُونَ * َأإِفْكا آِل َه ًة‬
‫ططط‬ ‫طططم بِرَبططططّ الْعَالَمِيَط‬ ‫طططا َظنّكُط‬ ‫ط تُرِيدُونططططَ * فَمَط‬ ‫دُونططططَ اللّهططط ِ‬
‫قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما {وإن من شيعته لبراهيم} يقول من أهل دينه‪,‬‬
‫وقال ماهد على منهاجه وسنته {إذ جاء ربه بقلب سليم} قال ابن عباس رضي ال عنهما يعن شهادة‬
‫أن ل إله إل ال‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو سعيد الشج حدثنا أبو أسامة عن عوف قلت لحمد بن‬
‫سيين ما القلب ال سليم ؟ قال يعلم أن ال حق وأن ال ساعة آت ية ل ر يب في ها وأن ال يب عث من ف‬
‫القبور‪ ,‬وقال السططططططن‪ :‬سططططططليم مططططططن الشرك وقال عروة ل يكون لعانا‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذ قال لبيطه وقومطه ماذا تعبدون} أنكطر عليهطم عبادة الصطنام والنداد ولذا قال عطز‬
‫وجل {أئفكا آلة دون ال تريدون * فما ظنكم برب العالي} قال قتادة يعن ما ظنكم أنه فاعل بكم‬
‫إذا لقيتموه وقططططططططططد عبدتطططططططططط معططططططططططه غيه‪.‬‬

‫‪725‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** َفنَ َظ َر نَظْ َرةً فِي النّجُومِ * َفقَالَ ِإنّي َسقِيمٌ * َفَتوَّل ْواْ َعنْ ُه مُ ْدبِرِينَ * َفرَاغَ إَِلىَ آِل َهتِهِمْ َفقَالَ أَل َتأْكُلُونَ‬
‫حتُو نَ *‬ ‫ضرْبا بِاْليَمِيِ * َفأَ ْقبَُلوَاْ إَِليْ ِه يَزِفّو نَ * قَالَ َأتَ ْعبُدُو َن مَا َتنْ ِ‬
‫غ عََلْيهِ مْ َ‬
‫* مَا َلكُ مْ َل تَن ِطقُونَ * فَرَا َ‬
‫جعَ ْلنَاهُمُط‬
‫جحِيمِط * َفأَرَادُواْ بِهِط َكيْدا َف َ‬ ‫وَاللّهُط َخَل َقكُم ْط وَمَا َتعْمَلُونَط * قَالُواْ اْبنُواْ لَهُطُبْنيَانا َفأَْلقُوهُط فِي الْ َ‬
‫طفَلِيَ‬
‫السطططططططططططططططططططططططططططططططططططططط ْ‬
‫إنا قال إبراهيم عليه الصلة والسلم لقومه ذلك ليقيم ف البلد إذا ذهبوا إل عيدهم فإنه كان قد أزف‬
‫خروجهم إل عيد لم فأحب أن يتلي بآلتهم ليكسرها فقال لم كلما هو حق ف نفس المر فهموا‬
‫منه أنه سقيم على مقتضى ما يعتقدونه {فتولوا عنه مدبرين} قال قتادة والعرب تقول لن تفكر نظر ف‬
‫النجوم‪ ,‬يع ن قتادة أ نه ن ظر إل ال سماء متفكرا في ما يلهي هم به فقال {إ ن سقيم} أي ضع يف‪ ,‬فأ ما‬
‫الديث الذي رواه ابن جرير ههنا حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثن هشام عن ممد عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ل يكذب إبراهيم عليه الصلة والسلم‬
‫غي ثلث كذبات‪ :‬ثنتي ف ذات ال تعال‪ ,‬قوله {إن سقيم} وقوله {بل فعله كبيهم هذا} وقوله ف‬
‫سارة هي أخ ت» ف هو حد يث مرج ف ال صحاح وال سنن من طرق ول كن ل يس هذا من باب الكذب‬
‫القيقي الذي يذم فاعله حاشا وكل ولا‪ ,‬وإنا أطلق الكذب على هذا توزا وإنا هو من العاريض ف‬
‫الكلم لقصد شرعي دين كما جاء ف الديث «إن ف العاريض لندوحة عن الكذب» وقال ابن أب‬
‫حات حدثنا أب حدثنا ابن أب عمر حدثنا سفيان عن علي بن زيد بن جدعان عن أب نضرة عن أب‬
‫سعيد رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف كلمات إبراهيم عليه الصلة والسلم‬
‫الثلث ال ت قال ما من ها كل مة إل ما حل ب ا عن د ين ال تعال‪{ :‬فقال إ ن سقيم} وقال { بل فعله‬
‫كبيهم هذا} وقال للملك ح ي أراد امرأ ته هي أخ ت‪ .‬قال سفيان ف قوله {إ ن سقيم} يع ن طع ي‬
‫وكانوا يفرون من الطعون فأراد أن يلو بآلت هم‪ ,‬وكذا قال العو ف عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬فن ظر نظرة ف النجوم فقال إ ن سقيم} فقالوا له و هو ف ب يت آلت هم‪ :‬اخرج فقال إ ن‬
‫مطعون فتركوه مافة الطاعون‪ .‬وقال قتادة عن سعيد بن السيب رأى نما طلع فقال {إن سقيم} كابد‬
‫نب ال عن دينه {فقال إن سقيم}‪ .‬وقال آخرون {فقال إن سقيم} بالنسبة إل ما يستقبل يعن مرض‬
‫الوت‪ ,‬وقيل أراد {إن سقيم} أي مريض القلب من عبادتكم الوثان من دون ال تعال‪ ,‬وقال السن‬
‫الب صري‪ :‬خرج قوم إبراه يم إل عيد هم فأرادوه على الروج فاضط جع على ظهره وقال {إ ن سقيم}‬
‫وج عل ين ظر ف ال سماء فل ما خرجوا أق بل إل آلت هم فك سرها‪ .‬ورواه ا بن أ ب حا ت‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{فتولوا عنه مدبرين} أي ذهب إليها بعد ما خرجوا ف سرعة واختفاء {فقال أل تأكلون ؟} وذلك‬
‫‪726‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أنم كانوا قد وضعوا بي أيديها طعاما قربانا لتبارك لم فيه‪ .‬وقال السدي‪ :‬دخل إبراهيم عليه السلم‬
‫إل بيت الَلة فإذا هم ف بو عظيم وإذا مستقبل باب البهو صنم عظيم إل جنبه أصغر منه بعضها إل‬
‫جنب بعض كل صنم يليه أصغر منه حت بلغوا باب البهو وإذا هم قد جعلوا طعاما ووضعوه بي أيدي‬
‫الَل ة وقالوا إذا كان ح ي نر جع و قد بار كت الَل ة ف طعام نا أكلناه‪ ,‬فل ما ن ظر إبراه يم عل يه ال صلة‬
‫والسطلم إل مطا بيط أيديهطم مطن الطعام قال {أل تأكلون * مطا لكطم ل تنطقون} وقوله تعال‪{ :‬فراغ‬
‫علي هم ضربا باليم ي} قال الفراء معناه مال علي هم ضربا باليم ي‪ .‬وقال قتادة والوهري فأق بل علي هم‬
‫ضربا باليم ي‪ .‬وإن ا ضرب م باليم ي لن ا أ شد وأن كى ولذا ترك هم جذادا إل كبيا ل م لعل هم إل يه‬
‫يرجعون كما تقدم ف سورة النبياء عليهم الصلة والسلم تفسي ذلك‪ .‬وقوله تعال ههنا‪{ :‬فأقبلوا إليه‬
‫يزفون} قال ماهد وغي واحد أي يسرعون‪ ,‬وهذه القصة ههنا متصرة وف سورة النبياء مبسوطة فإنم‬
‫لا رجعوا ما عرفوا من أول وهلة من فعل ذلك حت كشفوا واستعلموا فعرفوا أن إبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم هو الذي فعل ذلك‪ .‬فلما جاءوا ليعاتبوه أخذ ف تأنيبهم وعيبهم فقال {أتعبدون ما تنحتون}‬
‫أي أتعبدون من دون ال من الصنام ما أنتم تنحتونا وتعلونا بأيدي كم {وال خلق كم وما تعملون}‬
‫يتمل أن تكون ما مصدرية فيكون تقدير الكلم خلقكم وعملكم ويتمل أن تكون بعن الذي تقديره‬
‫وال خلقكم والذي تعملونه وكل القولي متلزم‪ ,‬والول أظهر لا رواه البخاري ف كتاب أفعال العباد‬
‫عن علي بن الدين عن مروان بن معاوية عن أب مالك عن ربعي بن حراش عن حذيفة رضي ال عنه‬
‫مرفوعا قال‪« :‬إن ال تعال ي صنع كل صانع وصنعته» وقرأ بعض هم {وال خلق كم و ما تعملون} فع ند‬
‫ذلك لا قامت عليهم الجة عدلوا إل أخذه باليد والقهر فقالوا {ابنوا له بنيانا فألقوه ف الحيم} وكان‬
‫من أمرهم ما تقدم بيانه ف سورة النبياء عليهم الصلة والسلم وناه ال من النار وأظهره عليهم وأعلى‬
‫حجتطططه ونصطططرها ولذا قال تعال‪{ :‬فأرادوا بطططه كيدا فجعلناهطططم السطططفلي}‪.‬‬

‫ب هَبْ لِي مِ َن الصّالِحِيِ * َفبَشّ ْرنَاهُ ِب ُغلَمٍ حَلِيمٍ * فَلَمّا َبلَ َغ‬ ‫** وَقَالَ إِنّي ذَاهِبٌ إَِلىَ َربّي َسَيهْدِينِ * رَ ّ‬
‫ت افْعَ ْل مَا تُؤمَرُ َستَجِ ُدِنيَ‬‫س ْعيَ قَا َل يَُبنَ يّ ِإنّ يَ أَرَىَ فِي الْ َمنَا مِ َأنّي أَ ْذَبحُ كَ فَان ُظ ْر مَاذَا تَرَىَ قَالَ يََأبَ ِ‬
‫َمعَ ُه ال ّ‬
‫جبِيِ * َونَا َدْينَا هُ أَن يَِإبْرَاهِي مُ * قَدْ صَدّ ْقتَ ال ّر ْؤيَآ ِإنّا‬
‫إِن شَآءَ اللّ ُه مِ َن ال صّابِرِينَ * َفلَمّا أَ سْلَمَا َوتَلّ هُ لِ ْل َ‬
‫سنِيَ * إِ نّ هَ ـذَا َل ُهوَ اْلَبلَءُ الْ ُمبِيُ * وَفَ َدْينَا ُه بِ ِذبْ ٍح عَظِي مٍ * َوتَرَكْنَا عََليْ هِ فِي‬ ‫ك َنجْزِي الْ ُمحْ ِ‬ ‫كَذَلِ َ‬

‫‪727‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سنِيَ * ِإنّ هُ مِ ْن ِعبَادِنَا الْ ُم ْؤ ِمنِيَ * َوبَشّ ْرنَا هُ‬
‫جزِي الْمُحْ ِ‬ ‫ك نَ ْ‬‫ل ٌم عََلىَ ِإبْرَاهِي مَ * َكذَلِ َ‬
‫الَخِرِي نَ * َس َ‬
‫ق وَمِن ذُ ّرّيِتهِمَا ُمحْ سِ ٌن َوظَالِ مٌ ّلَنفْ سِ ِه ُمبِيٌ‬
‫ق َنِبيّا مّ َن ال صّالِحِيَ * َوبَارَكْنَا عََليْ ِه َوعََلىَ إِ سْحَا َ‬
‫بِإِ سْحَا َ‬
‫يقول تعال مبا عن خليله إبراهيم عليه الصلة والسلم أنه بعد ما نصره ال تعال على قومه وأيس‬
‫من إيانم بعد ما شاهدوا من الَيات العظيمة هاجر من بي أظهرهم وقال {إن ذاهب إل رب سيهدين‬
‫* رب هب ل من الصالي} يع ن أولدا مطيعي عوضا من قومه وعشي ته الذ ين فارقهم‪ ,‬قال ال‬
‫تعال‪{ :‬فبشرناه بغلم حليم} وهذا الغلم هو إساعيل عليه السلم فإنه أول ولد بشر به إبراهيم عليه‬
‫السلم وهو أكب من إسحاق باتفاق السلمي وأهل الكتاب بل ف نص كتابم أن إساعيل عليه السلم‬
‫ولد ولبراه يم عل يه ال سلم ست وثانون سنة وولد إ سحاق وع مر إبراه يم عل يه ال صلة وال سلم ت سع‬
‫وت سعون سنة‪ ,‬وعند هم أن ال تبارك وتعال أ مر إبراه يم أن يذ بح اب نه وحيده و ف ن سخة أخرى بكره‬
‫فأقحموا هه نا كذبا وبتانا إ سحاق ول يوز هذا ل نه مالف ل نص كتا به وإن ا أقحموا إ سحاق ل نه‬
‫أبو هم وإسطاعيل أبطو العرب فح سدوهم فزادوا ذلك وحرفوا وحيدك بعنط الذي ل يس عندك غيه فإن‬
‫إ ساعيل كان ذ هب به وبأ مه إل م كة و هو تأو يل وتر يف با طل فإ نه ل يقال وحيدك إل ل ن ل يس له‬
‫غيه‪ ,‬وأيضا فإن أول ولد له معزة ما ليس لن بعده من الولد فالمر بذبه أبلغ ف البتلء والختبار‪.‬‬
‫وقد ذهب جاعة من أهل العلم إل أن الذبيح هو إسحاق وحكي ذلك عن طائفة من السلف حت نقل‬
‫عن ب عض ال صحابة ر ضي ال عن هم أيضا ول يس ذلك ف كتاب ول سنة و ما أ ظن ذلك تل قي إل عن‬
‫أحبار أهل الكتاب وأخذ ذلك مسلم من غي حجة وهذا كتاب ال شاهد ومرشد إل أنه إساعيل فإنه‬
‫ذكر البشارة بغلم حليم وذكر أنه الذبيح ث قال بعد ذلك {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالي} ولا‬
‫بشرت اللئكة إبراهيم بإسحاق قالوا {إ نا نبشرك بغلم عليم}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وبشرناه بإ سحاق و من‬
‫وراء إ سحاق يعقوب} أي يولد له ف حيات م ولد ي سمى يعقوب فيكون من ذري ته ع قب ون سل و قد‬
‫قدمنا هناك أنه ل يوز بعد هذا أن يؤمر بذبه وهو صغي لن ال تعال قد وعدها بأنه سيعقب ويكون‬
‫له نسل فكيف يكن بعد هذا أن يؤمر بذبه صغيا وإساعيل وصف ههنا بالليم لنه مناسب لذا القام‬
‫؟ وقوله تعال‪{ :‬فل ما بلغ م عه ال سعي} أي كب وترعرع و صار يذ هب مع أب يه وي شي م عه و قد كان‬
‫إبراهيم عليه الصلة والسلم يذهب ف كل وقت يتفقد ولده وأم ولده ببلد فاران وينظر ف أمرها وقد‬
‫ذ كر أ نه كان ير كب على الباق سريعا إل هناك وال أعلم‪ .‬و عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد‬
‫وعكرمة وسعيد ين جبي وعطاء الراسان وزيد بن أسلم وغيهم {فلما بلغ معه السعي} بعن شب‬
‫وارتل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل {فلما بلغ معه السعي قال يا بن إن أرى ف النام أن‬
‫‪728‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أذبك فانظر ماذا ترى} قال عبيد بن عمي رؤيا النبياء وحي ث تل هذه الَية {قال يا بن إن أرى ف‬
‫النام أن أذبك فانظر ماذا ترى}‪ .‬وقد قال ابن أب حات حدثنا علي بن السي بن النيد حدثنا أبو عبد‬
‫اللك الكرندي حدثنا سفيان بن عيينة عن إسرائيل بن يونس عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬رؤيا النبياء ف النام وحي» ليس هو ف شيء من‬
‫الك تب ال ستة من هذا الو جه وإن ا أعلم اب نه بذلك ليكون أهون عل يه وليخ تب صبه وجلده وعز مه ف‬
‫صغره على طا عة ال تعال وطا عة أب يه {قال يا أَ بت اف عل ما تؤ مر} أي ا مض ل ا أمرك ال من ذب ي‬
‫{ستجدن إن شاء ال من الصابرين} أي سأصب وأحتسب ذلك عند ال عز وجل وصدق صلوات ال‬
‫وسلمه عليه فيما وعد ولذا قال ال تعال‪{ :‬واذكر ف الكتاب إساعيل إنه كان صادق الوعد وكان‬
‫رسولً نبيا * وكان يأمر أهله بالصلة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}‪ .‬وقال تعال‪{ :‬فلما أسلما وتله‬
‫للجطبي} أي فلمطا تشهدا وذكرا ال تعال إبراهيطم على الذبطح والولد شهادة الوت وقيطل أسطلما يعنط‬
‫اسطتسلما وانقادا‪ ,‬إبراهيطم امتثطل أمطر ال تعال)وإسطاعيل طاعطة ل ولبيطه قاله ماهطد وعكرمطة وقتادة‬
‫وال سدي وا بن إ سحاق وغي هم ومع ن تله لل جبي أي صرعه على وج هه ليذب ه من قفاه ول يشا هد‬
‫وجهه عند ذبه ليكون أهون عليه‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما وماهد وسعيد بن جبي والضحاك‬
‫وقتادة {وتله لل جبي} أكبّه على وج هه‪ .‬وقال المام أح د حدث نا سريج ويو نس قال حدث نا حاد بن‬
‫سلمة عن أب عاصم الغنوي عن أب الطفيل عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال لا أمر إبراهيم عليه‬
‫الصلة والسلم بالناسك عرض له الشيطان عند السعي فسابقه فسبقه إبراهيم عليه الصلة والسلم ث‬
‫ذهب به جبيل عليه الصلة والسلم إل جرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حت ذهب‬
‫ث عرض له عند المرة الوسطى فرماه بسبع حصيات ث تله للجبي وعلى إساعيل عليه الصلة والسلم‬
‫قم يص أب يض فقال يا أ بت إ نه ل يس ل ثوب تكفن ن ف يه غيه فاخل عه ح ت تكفن ن ف يه فعال ه ليخل عه‬
‫فنودي من خلفه {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أبيض أقرن أعي قال ابن‬
‫عباس لقد رأيتنا نتتبع ذلك الضرب من الكباش‪ ,‬وذكر هشام الديث ف الناسك بطوله‪ .‬ث رواه أحد‬
‫بطوله من يونس عن حاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما فذكره إل أنه قال إسحاق فعن ابن عباس رضي ال عنهما ف تسمية الذبيح روايتان والظهر عنه‬
‫إساعيل لا سيأت بيانه إن شاء ال تعال‪ .‬وقال ممد بن إسحاق عن السن بن دينار عن قتادة عن جعفر‬
‫بن إياس عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬وفديناه بذبح عظيم} قال خرج عليه‬
‫كبش من النة قد رعى قبل ذلك أربعي خريفا فأرسل إبراهيم عليه الصلة والسلم ابنه واتبع الكبش‬
‫‪729‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأخرجه إل المرة الول فرماه بسبع حصيات ث أفلته عندها فجاء إل المرة الوسطى فأخرجه عندها‬
‫فرماه بسبع حصيات ث أفلته فأدركه عند المرة الكبى فرماه بسبع حصيات فأخرجه عندها ث أخذه‬
‫فأتى به النحر من من فذبه فو الذي نفس ابن عباس بيده لقد كان أول السلم وأن رأس الكبش لعلق‬
‫ب الكعبة حت وحش يعن يبس‪ .‬وقال عبد الرزاق أخبنا معمر عن الزهري أخبنا القاسم‬ ‫بقرنيه ف ميزا ِ‬
‫قال اجتمع أبو هريرة وكعب فجعل أبو هريرة رضي ال عنه يدث عن النب صلى ال عليه وسلم فجعل‬
‫ك عب يدث عن الك تب فقال أ بو هريرة ر ضي ال ع نه قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ل كل نب‬
‫دعوة م ستجابة وإ ن قد خبأت دعو ت شفا عة لم ت يوم القيا مة» فقال له ك عب أ نت سعت هذا من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال نعم قال فداك أب وأمي ط أو فداه أب وأمي ط أفل أخبك عن‬
‫إبراهيم عليه الصلة والسلم ؟ إنه لا أري ذبح ابنه إسحاق قال الشيطان إن ل أفت هؤلء عند هذه ل‬
‫أفتنهم أبدا فخرج إبراهيم عليه الصلة والسلم بابنه ليذبه فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال أين‬
‫ذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت غدا به لبعض حاجته قال فإنه ل يغد به لاجة إنا ذهب به ليذبه قالت ول‬
‫يذب ه ؟ قال ز عم أن ر به أمره بذلك قالت ف قد أح سن أن يط يع ر به فذ هب الشيطان ف أثره ا فقال‬
‫للغلم أين يذهب بك أبوك‪ ,‬قال لبعض حاجته قال فإنه ل يذهب بك لاجة ولكنه يذهب بك ليذبك‬
‫قال ول يذبنط ؟ قال يزعطم أن ربطه أمره بذلك قال فطو ال لئن كان ال تعال أمره بذلك ليفعلن قال‬
‫فيئس منه فتركه ولق بإبراهيم عليه الصلة والسلم فقال أين غدوت بابنك‪ ,‬قال لاجة قال فإنك ل‬
‫تغد به لاجة وإنا غدوت به لتذبه قال ول أذبه ؟ قال تزعم أن ربك أمرك بذلك قال فوال لئن كان‬
‫ال تعال أمر ن بذلك لفعلن قال فتركه ويئس أن يطاع و قد رواه ا بن جرير عن يونس عن ا بن وهب‬
‫عن يونس عن ابن يزيد عن ابن شهاب قال إن عمرو بن أب سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي أخبه أن‬
‫كعبا قال لبط هريرة فذكره بطوله وقال فط آخره وأوحطى ال تعال إل إسطحاق أنط أعطيتطك دعوة‬
‫استجبت لك فيها قال إسحاق اللهم إن أدعوك أن تستجيب ل أيا عبد لقيك من الولي والَخرين ل‬
‫يشرك بك شيئا فأدخله ال نة‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت حدث نا أ ب حا ت حدث نا أ ب حدث نا م مد بن الوز ير‬
‫الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عليه و سلم «إن ال تبارك وتعال خي ن ب ي أن يغ فر لن صف أم ت‬
‫وب ي أن ي يب شفاع ت فاخترت شفاع ت ورجوت أن تكون أ عم لم ت ولول الذي سبقن إل يه الع بد‬
‫الصال لتعجلت فيها دعوت إن ال تعال لا فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له يا إسحاق سل تعط‬
‫فقال أما والذي نفسي بيده لتعجلنها قبل نزغات الشيطان‪ ,‬اللهم من مات ل يشرك بك شيئا فاغفر له‬
‫‪730‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وأدخله ال نة» هذا حد يث غر يب من كر وع بد الرح ن بن ز يد بن أ سلم ضع يف الد يث وأخ شى أن‬
‫يكون ف الديث زيادة مدرجة وهي قوله إن ال تعال لا فرج عن إسحاق إل آخره وال أعلم فهذا إن‬
‫كان مفوظا فالشبه أن السياق إنا هو عن إساعيل وإنا حرفوه بإسحاق حسدا منهم كما تقدم وإل‬
‫فالناسك والذبائح إنا ملها بن من أرض مكة حيث كان إساعيل لإسحاق فإنه إنا كان ببلد كنعان‬
‫من أرض الشام‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وناديناه أن يا إبراه يم قد صدقت الرؤ يا} أي قد ح صل الق صود من‬
‫رؤياك واضجاعك ولدك للذبح وذكر السدي وغيه أنه أم ّر السكي على رقبته فلم تقطع شيئا بل حال‬
‫بينها وبينه صفحة من ناس ونودي إبراهيم عليه الصلة والسلم عند ذلك {قد صدقت الرؤيا}‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إ نا كذلك نزي الح سني} أي هكذا ن صرف ع من أطاع نا الكاره والشدائد ون عل ل م من‬
‫أمر هم فرجا ومرجا كقوله تعال‪{ :‬و من ي تق ال ي عل له مرجا ويرز قه من ح يث ل يت سب و من‬
‫يتوكل على ال فهو حسبه إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شيء قدرا} وقد استدل بذه الَية والقصة‬
‫جاعة من علماء الصول على صحة النسخ قبل التمكن من الفعل خلفا لطائفة من العتزلة والدللة من‬
‫هذه ظاهرة لن ال تعال شرع لبراهيم عليه الصلة والسلم ذبح ولده ث نسخه عنه وصرفه إل الفداء‬
‫وإن ا كان الق صود من شر عه أو ًل إثا بة الل يل على ال صب على ذ بح ولده وعز مه على ذلك ولذا قال‬
‫تعال‪{ :‬إن هذا لوط البلء البطي} أي الختبار الواضطح اللي حيطث أمطر بذبطح ولده فسطارع إل ذلك‬
‫م ستسلما ل مر ال تعال منقادا لطاع ته ولذا قال تعال‪{ :‬وإبراه يم الذي و ف}‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وفديناه‬
‫بذبح عظيم} قال سفيان الثوري عن جابر العفي عن أب الطفيل عن علي رضي ال عنه {وفديناه بذبح‬
‫عظيم} قال بكبش أبيض أعي أقرن قد ربط بسمرة قال أبو الطفيل‪ :‬وجدوه مربوطا بسمرة ف ثبي‪,‬‬
‫وقال الثوري أيضا عن عبد ال بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال‪ :‬ك بش قد ر عى ف ال نة أربع ي خريفا‪ .‬وقال ا بن أ ب حا ت حدث نا أ ب حدث نا يو سف بن يعقوب‬
‫الصفار حدثنا داود العطار عن ابن خثيم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال الصخرة‬
‫الت بن بأصل ثبي هي الصخرة الت ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه هبط عليه من ثبي كبش أعي‬
‫أقرن له ثغاء فذبه وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه فكان مزونا حت فدي به إسحاق وروي‬
‫أيضا عن سعيد بن جبي أنه قال كان الكبش يرتع ف النة حت فدي به إسحاق‪ ,‬وروي أيضا عن سعيد‬
‫بن جبي أ نه قال كان الك بش ير تع ف ال نة ح ت ش قق ع نه ثبي وكان عل يه ع هن أح ر‪ ,‬و عن ال سن‬
‫البصري أنه قال كان اسم كبش إبراهيم عليه الصلة والسلم جرير وقال ابن جريج قال عبيد بن عمي‬
‫ذبه بالقام وقال ماهد ذبه بن عند النحر‪ .‬وقال هشيم عن سيار عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال‬
‫‪731‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عنه ما كان أف ت الذي ج عل عليه نذرا أن ين حر نف سه فأمره بائة من ال بل‪ .‬ث قال ب عد ذلك لو كنت‬
‫أفتيه بكبش لجزأه أن يذبح كبشا فإن ال تعال قال ف كتابه‪{ :‬وفديناه بذبح عظيم} والصحيح الذي‬
‫عل يه الكثرون أ نه فُدي بك بش‪ .‬وقال الثوري عن ر جل عن أ ب صال عن ا بن عباس ف قوله تعال‪:‬‬
‫{وفديناه بذبح عظيم} قال وعل وقال ممد بن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن السن أنه كان يقول ما‬
‫فدي إساعيل عليه السلم إل بتيس من الروى أهبط عليه من ثبي‪ .‬وقد قال المام أحد حدثنا سفيان‬
‫حدثن منصور عن خاله مسافع عن صفية بنت شيبة قالت‪ :‬أخبتن امرأة من بن سليم ولدت عامة أهل‬
‫دارنا أرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل عثمان بن طلحة رضي ال عنه‪ ,‬وقالت مرة أنا سألت‬
‫عثمان ل دعاك ال نب صلى ال عليه و سلم ؟ قال‪ :‬قال ل ر سول ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬إ ن كنت‬
‫رأيت قرن الكبش حي دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تمرها فخمرها فإنه ل ينبغي أن يكون ف‬
‫البيت شيء يشغل الصلي» قال سفيان ل يزل قرنا الكبش معلقي ف البيت حت احترق البيت فاحترقا‬
‫وهذا دليل مستقل على أنه إساعيل عليه الصلة والسلم فإن قريشا توارثوا قرن الكبش الذي فدى به‬
‫إبراهيطم خلفا عطن سطلف وجيلً بعطد جيطل إل أن بعطث ال رسطوله صطلى ال عليطه وسطلم وال أعلم‪.‬‬

‫(فصططل) فطط ذكططر الَثار الورادة عططن السططلف فطط أن الذبيططح مططن هططو‬
‫(ذكر من قال هو إسحاق عليه الصلة والسلم) قال حزة الزيات عن أب ميسرة رحه ال قال‪ :‬قال‬
‫يوسف عليه الصلة والسلم للملك ف وجهه ترغب أن تأكل معي وأنا وال يوسف بن يعقوب نب ال‬
‫ابن إسحاق ذبيح ال ابن إبراهيم خليل ال‪ ,‬وقال الثوري عن أب سنان عن ابن أب الذيل أن يوسف‬
‫عل يه ال سلم قال للملك كذلك أيضا وقال سفيان الثوري عن ز يد بن أ سلم عن ع بد ال بن عب يد بن‬
‫عمي عن أبيه قال‪ :‬قال موسى عليه الصلة والسلم يا رب يقولون بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب فبم‬
‫قالوا ذلك ؟ قال‪« :‬إن إبراهيم ل يعدل ب شيء قط إل اختارن عليه‪ ,‬وإن إسحاق جاد ل بالذبح وهو‬
‫بغي ذلك أجود‪ ,‬وإن يعقوب كلما زدته بلء زادن حسن ظن»‪ .‬وقال شعبة عن أب إسحاق عن أب‬
‫الحوص قال افت خر رجل عند ا بن م سعود رضي ال ع نه فقال‪ :‬أنا فلن بن فلن بن الشياخ الكرام‪,‬‬
‫فقال عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح ال بن إبراهيم خليل‬
‫ال‪ .‬وهذا صحيح عن ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬وكذا روى عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه‬
‫إسحاق‪ ,‬وعن أبيه العباس وعن علي بن أب طالب مثل ذلك‪ ,‬وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبي وماهد‬
‫والشعب وعبيد بن عمي وأبو ميسرة وزيد بن أسلم وعبد ال بن شقيق والزهري والقاسم بن أب برزة‬

‫‪732‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ومكحول وعثمان بن حاضر والسدي والسن وقتادة وأبو الذيل وابن سابط وهذا اختيار ابن جرير‪,‬‬
‫وتقدم رواي ته عن ك عب الحبار أ نه إ سحاق‪ ,‬وهكذا روى ا بن إ سحاق عن ع بد ال بن أ ب ب كر عن‬
‫الزهري عن أب سفيان ابن العلء بن حارثة عن أب هريرة رضي ال عنه عن كعب الحبار أنه قال هو‬
‫إسحاق وهذه القوال وال أعلم كلها مأخوذة عن كعب الحبار فإنه لا أسلم ف الدولة العمرية جعل‬
‫يدث عمر رضي ال عنه عن كتبه قديا فربا استمع له عمر رضي ال عنه فترخص الناس ف استماع ما‬
‫عنده ونقلوا ما عنده عنه غثها وسينها وليس لذه المة وال أعلم حاجة إل حرف واحد ما عنده وقد‬
‫حكى البغوي القول بأنه إسحاق عن عمر وعلي وابن مسعود والعباس رضي ال عنهم ومن التابعي عن‬
‫كعطب الحبار وسطعيد بطن جطبي وقتادة ومسطروق وعكرمطة وعطاء ومقاتطل والزهري والسطدي قال‬
‫وهوإحدى الروايت ي عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما و قد ورد ف ذلك حد يث لو ث بت لقل نا به على‬
‫الرأس و العي ولكن ل يصح سنده‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬حدثنا أبو كريب حدثنا زيد بن حباب عن السن‬
‫بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن السن عن الحنف بن قيس عن العباس بن عبد الطلب رضي‬
‫ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ف حديث ذكره قال هو إسحاق ففي إسناده ضعيفان وها السن‬
‫بن دينار البصري متروك وعلي بن زيد بن جدعان منكر الديث‪ .‬وقد رواه ابن أب حات عن أبيه عن‬
‫مسلم بن إبراهيم عن حاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان به مرفوعا‪ ,‬ث قال قد رواه مبارك بن‬
‫فضالة عطن السطن عطن الحنطف عطن العباس رضطي ال عنطه وهذا أشبطه وأصطح وال أعلم‪.‬‬
‫(ذكر الَثار الواردة بأنه إساعيل عليه الصلة والسلم وهو الصحيح القطوع به) قد تقدمت الرواية‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه إسحاق عليه الصلة والسلم وال تعال أعلم وقال سعيد بن جبي‬
‫وعامر الشعب ويوسف بن مهران وماهد وعطاء وغي واحد عن ابن عباس رضي ال عنهما هو إساعيل‬
‫عليه الصلة والسلم وقال ابن جرير حدثن يونس أخبنا ابن وهب أخبن عمرو بن قيس عن عطاء بن‬
‫أب رباح عن ابن عباس أنه قال الفدى إساعيل عليه السلم وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود‪,‬‬
‫وقال إسرائيل عن ثور عن ماهد عن ابن عمر رضي ال عنهما قال الذبيح إساعيل وقال ابن أب نيح‬
‫عن ماهد هو إساعيل عليه السلم وكذا قال يوسف بن مهران وقال الشعب هو إساعيل عليه الصلة‬
‫والسلم وقد رأيت قرن الكبش ف الكعبة‪ .‬وقال ممد بن إسحاق عن السن بن دينار وعمرو بن عبيد‬
‫عن السن البصري أنه كان ليشك ف ذلك أن الذي أمر بذبه من ابن إبراهيم إساعيل عليه السلم‬
‫قال ابن إسحاق وسعت ممد بن كعب القرظي وهو يقول إن الذي أمر ال تعال إبراهيم بذبه من ابنيه‬
‫إ ساعيل وإ نا لن جد ذلك ف كتاب ال تعال وذلك أن ال تعال ح ي فرغ من ق صة الذبوح من اب ن‬
‫‪733‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إبراه يم قال ال تعال‪{ :‬وبشرناه بإ سحاق نبيا من ال صالي} ويقول ال تعال‪{ :‬فبشرنا ها بإ سحاق‬
‫ومن وراء إسحاق يعقوب} يقول بابن وابن ابن فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه الوعد با وعده‬
‫وما الذي أمر بذبه إل إساعيل قال ابن إسحاق سعته يقول ذلك كثيا‪ ,‬وقال ابن إسحاق عن بريدة بن‬
‫سفيان بن فروة السلمي عن ممد بن كعب القرظي أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز رضي‬
‫ال عنه وهو خليفة إذ كان معه بالشام فقال له عمر إن هذا لشيء ما كنت أنظر فيه‪ ,‬وإن لراه كما‬
‫قلت ث أرسل إل رجل كان عنده بالشام كان يهوديا فأسلم وحسن إسلمه وكان يرى أنه من علمائهم‬
‫فسأله عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه عن ذلك قال ممد بن كعب وأنا عند عمر بن عبد العزيز فقال‬
‫له ع مر أي اب ن إبراه يم أ مر بذب ه فقال إ ساعيل وال يا أم ي الؤمن ي وإن يهود لتعلم بذلك ولكن هم‬
‫ي سدونكم مع شر العرب على أن يكون أبا كم الذي كان من أ مر ال فيه والفضل الذي ذ كر ال تعال‬
‫منه لصبه لا أمر به فهم يحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لكون إسحاق أباهم وال أعلم أيهما كان‬
‫وكل قد كان طاهرا طيبا مطيعا ل عز وجل وقال عبد ال بن المام أحد بن حنبل رحه ال سألت أب‬
‫عن الذبيح هل هو إساعيل أو إسحاق فقال إساعيل ذكره ف كتاب الزهد‪ .‬وقال ابن أب حات وسعت‬
‫أب يقول الصحيح أن الذبيح إساعيل عليه الصلة والسلم قال وروي عن علي وابن عمر وأب هريرة‬
‫وأب الطفيل وسعيد بن السيب وسعيد بن جبي والسن وماهد والشعب وممد بن كعب القرظي وأب‬
‫جعفر ممد بن علي وأب صال رضي ال عنهم أنم قالوا الذبيح إساعيل‪ .‬وقال البغوي ف تفسيه وإليه‬
‫ذهب عبد ال بن عمر وسعيد بن السيب والسدي والسن البصري وماهد والربيع بن أنس وممد بن‬
‫ك عب القرظي والكلب وهو رواية عن ابن عباس وحكاه أيضا عن أب عمرو بن العلء وقد روى ابن‬
‫جر ير ف ذلك حديثا غريبا فقال حدث ن م مد بن عمار الرازي حدث نا إ ساعيل بن عب يد بن أ ب كري ة‬
‫حدثنا عمر بن عبد الرحيم الطاب عن عبيد ال بن ممد العتب من ولد عتبة بن أب سفيان عن أبيه‬
‫حدثن عبد ال بن سعيد عن الصنابي قال كنا عند معاوية بن أب سفيان فذكروا الذبيح إساعيل أو‬
‫إسحاق فقال على البي سقطتم‪ :‬كنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاءه رجل فقال‪ :‬يارسول‬
‫ال عد علي ما أفاء ال عليك يا ابن الذبيحي فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقيل له يا أمي‬
‫الؤمني وما الذبيحان ؟ فقال إن عبد الطلب لا أمر بفر زمزم نذر ل إن سهل ال له أمرها عليه ليذبن‬
‫أ حد ولده قال فخرج ال سهم على ع بد ال فمن عه أخواله وقالوا ا فد اب نك بائة من ال بل ففداه بائة من‬
‫البل والثان إساعيل‪ .‬وهذا حديث غريب جدا وقد رواه الموي ف مغازيه حدثنا بعض أصحابنا أخبنا‬
‫إساعيل بن عبيد بن أب كرية حدثنا عمرو بن عبد الرحن القرشي حدثنا عبيد ال بن ممد العتب من‬
‫‪734‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ولد عتبة بن أب سفيان حدثنا عبد ال بن سعيد حدثنا الصنابي قال حضرنا ملس معاوية رضي ال عنه‬
‫فتذاكر القوم إساعيل وإسحاق وذكره‪ ,‬كذا كتبته من نسخة مغلوطة وإنا عول ابن جرير ف اختياره أن‬
‫الذب يح إ سحاق على قوله تعال‪{ :‬فبشرناه بغلم حل يم} فج عل هذه البشارة هي البشارة بإ سحاق ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬وبشروه بغلم عليم} وأجاب عن البشارة بيعقوب بأنه قد كان بلغ معه السعي أي العمل‪,‬‬
‫ومن المكن أنه قد كان ولد له أولد مع يعقوب أيضا قال وأما القرنان اللذان كانا معلقي بالكعبة فمن‬
‫الائز أنما نقل من بلد الشام قال وقد تقدم أن من الناس من ذهب إل أنه ذبح إسحاق هناك هذا ما‬
‫اعتمد عليه ف تفسيه وليس ما ذهب إليه بذهب ول لزم بل هو بعيد جدا والذي استدل به ممد بن‬
‫كعب القرظي على أنه إساعيل أثبت وأصح وأقوى وال أعلم‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وبشرناه بإسحاق نبيا من‬
‫الصالي} لا تقدمت البشارة بالذبيح وهو إساعيل عطف بذكر البشارة بأخيه إسحاق وقد ذكرت ف‬
‫سورت هود والجر‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬نبيا} حال مقدرة أي سيصي منه نب صال‪ .‬وقال ابن جرير حدثن‬
‫يعقوب حدثنا ابن علية عن داود عن عكرمة قال‪ :‬قال ابن عباس رضي ال عنهما الذبيح إسحاق قال‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وبشرناه بإ سحاق نبيا من ال صالي} قال ب شر بنبو ته قال وقوله تعال‪{ :‬ووهب نا له من‬
‫رحتنا أخاه هارون نبيا} قال كان هارون أكب من موسى ولكن أراد وهب له نبوته‪ .‬وحدثنا ابن عبد‬
‫العلى حدثنا العتمر بن سليمان قال سعت داود يدث عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما ف‬
‫هذه الَية {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالي} قال إنا بشر به نبيا حي فداه ال عز وجل من الذبح‬
‫ول تكن البشارة بالنبوة عند مولده‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أب حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان الثوري‬
‫عن داود عن عكرمة عن ابن عباس {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالي} قال بشر به حي ولد وحي‬
‫نبء وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة ف قوله تعال‪{ :‬وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالي} قال بعد‬
‫ما كان من أمره لا جاد ل تعال بنفسه وقال ال عز وجل {وباركنا عليه وعلى إسحاق} وقوله تعال‪:‬‬
‫{وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما مسن وظال لنفسه مبي} كقوله تعال‪{ :‬قيل يا نوح اهبط‬
‫بسطلم منطا وبركات عليطك وعلى أمطم منط معطك وأمطم سطنمتعهم ثط يسطهم منطا عذاب أليطم}‪.‬‬

‫ب الْعَظِي مِ * َونَ صَ ْرنَاهُمْ َفكَانُوْا هُ ُم‬‫جْينَاهُمَا وََق ْو َمهُمَا مِ َن اْلكَرْ ِ‬


‫** وََلقَ ْد َمَننّا عََل َى مُو َسىَ َوهَارُو نَ * َونَ ّ‬
‫سَتقِيمَ * َوتَرَ ْكنَا عََلْيهِمَا فِي الَ ِخرِي نَ‬ ‫ط الْمُ ْ‬
‫سَتبِيَ * َوهَ َدْينَاهُمَا ال صّرَا َ‬ ‫الْغَاِلبُو نَ * وَآَتْينَاهُمَا اْل ِكتَا بَ الْمُ ْ‬
‫سنِيَ * ِإّنهُمَا مِ ْن ِعبَادِنَا الْ ُم ْؤمِنِيَ‬ ‫ك َنجْزِي الْ ُمحْ ِ‬ ‫لمٌ عََل َى مُو َسىَ َوهَارُو نَ * إِنّا كَذَلِ َ‬ ‫* َس َ‬

‫‪735‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يذكر تعال ما أنعم به على موسى وهارون من النبوة والنجاة بن آمن معهما من قوم فرعون وقومه‬
‫و ما كان يعت مد ف حق هم من ال ساءة العظي مة من ق تل البناء وا ستحياء الن ساء وا ستعمالم ف أ خس‬
‫الشياء ث بعد هذا كله نصرهم عليهم وأقر أعينهم منهم فغلبوهم وأخذوا أرضهم وأموالم وما كانوا‬
‫جعوه طول حياتم ث أنزل ال عز وجل على موسى الكتاب العظيم الواضح اللي الستبي وهو التوراة‬
‫ك ما قال تعال‪{ :‬ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء} وقال عز وجل ههنا‪{ :‬وآتيناها الكتاب‬
‫الستبي وهديناها الصراط الستقيم} أي ف القوال والفعال {وتركنا عليهما ف الَخرين} أي أبقينا‬
‫ل ما من بعده ا ذكرا جيلً وثناء ح سنا ث ف سره بقوله تعال‪ { :‬سلم على مو سى وهارون إ نا كذلك‬
‫ططططط}‪.‬‬ ‫طططططا الؤمنيط‬ ‫طططططن عبادنط‬ ‫طططططا مط‬ ‫طططططني إنمط‬ ‫نزي الحسط‬
‫َوإِ نّ إِْليَا سَ َلمِ نَ الْمُرْ َسلِيَ * ِإذْ قَالَ ِل َق ْومِ هِ أَ َل تَّتقُو نَ * َأتَ ْدعُو نَ َب ْعلً َوتَ َذرُو نَ َأحْ سَ َن الْخَاِلقِيَ * اللّ هَ‬
‫حضَرُو نَ * إِ ّل ِعبَادَ اللّ ِه الْ ُمخْلَ صِيَ * َوتَرَ ْكنَا عََليْ هِ فِي‬‫ب آبَآئِكُ مُ الوّلِيَ * َفكَ ّذبُو هُ فَِإّنهُ مْ لَ ُم ْ‬ ‫َرّبكُ ْم وَرَ ّ‬
‫ِنط عِبَادِن َا الْ ُم ْؤ ِمنِي َ‬
‫ّهط م ْ‬
‫ْسطنِيَ * ِإن ُ‬ ‫ِكط َنجْزِي الْ ُمح ِ‬ ‫َاسطيَ * إِن ّا كَذَل َ‬ ‫ل ٌم عََلىَ إِ ْل ي ِ‬‫سط َ‬
‫ِينط * َ‬‫الَخِر َ‬
‫قال قتادة وم مد بن إ سحاق يقال إلياس هو إدر يس‪ ,‬وقال ا بن أ ب حا ت حدث نا أ ب حدث نا أ بو نع يم‬
‫حدثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬إلياس هو‬
‫إدريس‪ ,‬وكذا قال الضحاك وقال وهب بن منبه هو إلياس بن ياسي بن فنحاص بن العيزار بن هارون‬
‫بن عمران بعثه ال تعال ف بن إسرائيل بعد حزقيل عليهما السلم وكانوا قد عبدوا صنما يقال له بعل‬
‫فدعا هم إل ال تعال ونا هم عن عبادة ما سواه‪ ,‬وكان قد آ من به ملك هم ث ار تد وا ستمروا على‬
‫ضللتهم ول يؤمن به منهم أحد فدعا ال عليهم فحبس عنهم القطر ثلث سني ث سألوه أن يكشف‬
‫ذلك عن هم ووعدوه اليان به إن هم أ صابم ال طر‪ ,‬فد عا ال تعال ل م فجاء هم الغ يث فا ستمروا على‬
‫أخبث ما كانوا عليه من الكفر ف سأل ال أن يقبضه إل يه‪ ,‬وكان قد نشأ على يديه الي سع بن أخطوب‬
‫عليهما الصلة والسلم فأمر إلياس أن يذهب إل مكان كذا وكذا فمهما جاءه فليكبه ول يهبه فجاءته‬
‫فرس من نار فر كب وألب سه ال تعال النور وك ساه الر يش وكان يط ي مع اللئ كة ملكا إن سيا ساويا‬
‫أرضيا هكذا حكاه وهب بن منبه عن أهل الكتاب وال أعلم بصحته {إذ قال لقومه أل تتقون} أي أل‬
‫تافون ال عز وجل ف عبادتكم غيه {أتدعون بعلً وتذرون أحسن الالقي} قال ابن عباس رضي ال‬
‫عنهماوماهد وعكرمة وقتادة والسدي بعلً يعن ربا‪ .‬قال عكرمة وقتادة وهي لغة أهل اليمن‪ ,‬وف رواية‬
‫ل يع ن ربا‪ .‬قال عكر مة وقتادة و هي ل غة أ هل الي من‪ ,‬و ف روا ية عن قتادة قال‪:‬‬ ‫عن قتادة وال سدي بع ً‬
‫وهي لغة أزد شنوءة‪ .‬وقال ابن إسحاق أخبن بعض أهل العلم أنم كانوا يعبدون امرأة اسها بعل‪ :‬وقال‬
‫‪736‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد الرحن بن زيد بن أسلم عن أبيه هو اسم صنم كان يعبده أهل مدينة يقال لا بعلبك غرب دمشق‪,‬‬
‫وقال الضحاك هطو صطنم كانوا يعبدونطه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬أتدعون بعلً ؟} أي أتعبدون صطنما {وتذرون‬
‫أحسن الالقي * ال ربكم ورب آبائكم الولي} أي هو الستحق للعبادة وحده ل شريك له‪ ,‬قال ال‬
‫تعال‪{ :‬فكذبوه فإنمط لحضرون} أي للعذاب يوم السطاب {إل عباد ال الخلصطي} أي الوحديطن‬
‫من هم وهذا ا ستثناء منق طع من مث بت‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وترك نا عل يه ف الَخر ين} أي ثناء جيلً { سلم‬
‫على إلياسي} كما يقال ف إساعيل إساعي وهي لغة بن أسد‪ ,‬وأنشد بعض بن ني ف ضب صاده‪:‬‬
‫يقول رب السططططططوق لاطططططط جيناهذا ورب البيططططططت إسططططططرائينا‬
‫ويقال ميكال وميكائ ي وإبراه يم وإبراهام وإ سرائيل وإ سرائي وطور سيناء وطور سيني و هو مو ضع‬
‫واحد وكل هذا سائغ وقرأ آخرون {سلم على إدراسي} وهي قراءة ابن مسعود رضي ال عنه‪ ,‬وقرأ‬
‫آخرون { سلم على آل يا سي} يع ن آل م مد صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬إ نا كذلك نزي‬
‫الحسطططني * إنطططه مطططن عبادنطططا الؤمنيططط} قطططد تقدم تفسطططيه‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

‫جْينَاهُ َوَأهْلَهُ أَجْ َم ِعيَ * إِ ّل عَجُوزا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمّ َدمّ ْرنَا الَخَرِينَ‬
‫** َوإِنّ لُوطا لّمِ َن الْ ُمرْسَلِيَ * إِ ْذ نَ ّ‬
‫طبِحِيَ * َوبِالّْليْلِ أََفلَ َت ْعقِلُونططَ‬
‫ط مّصط ْ‬ ‫* َوِإنّكُمططْ ّلتَمُرّونططَ عََلْيهِمط ْ‬
‫يبط تعال عطن عبده ورسطوله لوط عليطه السطلم أنطه بعثطه إل قومطه فكذبوه فنجاه ال تعال مطن بيط‬
‫أظهر هم هو وأهله إل امرأ ته فإن ا هل كت مع من هلك من قوم ها فإن ال تعال أهلك هم بأنواع من‬
‫العقوبات وجعل ملتهم من الرض بية منتنة قبيحة النظر والطعم والريح وجعلها بسبيل مقيم ير با‬
‫ل ونارا ولذا قال تعال‪{ :‬وإنكم لتمرون عليهم مصبحي * وبالليل أفل تعقلون} أي أفل‬ ‫السافرون لي ً‬
‫تعتطططبون بمططط كيطططف دمطططر ال عليهطططم وتعلمون أن للكافريطططن أمثالاططط‪.‬‬

‫ك الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ َفكَانَ مِ َن الْ ُمدْ َحضِيَ * فَاْلتَقَمَ ُه‬ ‫** َوإِنّ يُونُسَ لَمِ َن الْ ُمرْسَلِيَ * إِذْ َأبَقَ إِلَى اْلفُلْ ِ‬
‫سبّحِيَ * لََلبِ ثَ فِي بَ ْطنِ هِ إَِلىَ َيوْ مِ ُيْب َعثُو نَ * َفَنبَ ْذنَا هُ بِاْلعَرَآءِ‬ ‫ت َوهُ َو مُلِي مٌ * فََلوْلَ َأنّ هُ كَا َن مِ َن الْمُ َ‬‫الْحُو ُ‬
‫ج َر ًة مّن َيقْطِيٍ * َوأَرْسَ ْلنَاهُ إِلَ َى ِمَئةِ أَلْفٍ َأ ْو يَزِيدُونَ * فَآ َمنُواْ فَ َمّت ْعنَاهُمْ إَِلىَ‬ ‫َوهُوَ َسقِيمٌ * َوأَنَبْتنَا عََليْ ِه شَ َ‬
‫حِيٍططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط‬

‫‪737‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قد تقدمت قصة يونس عليه الصلة والسلم ف سورة النبياء‪ ,‬وف الصحيحي عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه قال‪« :‬ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خي من يونس بن مت» ونسبه إل أمه وف رواية إل‬
‫أب يه‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬إذ أ بق إل الفلك الشحون} قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما هو الو قر أي الملوء‬
‫بالمتعة {فساهم} أي قارع {فكان من الدحضي} أي الغلوبي‪ ,‬وذلك أن السفينة تلعبت با المواج‬
‫من كل جانب وأشرفوا على الغرق فساهوا على من تقع عليه القرعة يلقي ف البحر لتخف بم السفينة‬
‫فوقعت القرعة على نب ال يونس عليه الصلة والسلم ثلث مرات وهم يضنون به أن يلقى من بينهم‬
‫فتجرد من ثيا به ليل قي نف سه و هم يأبون عل يه ذلك‪ ,‬وأ مر ال تعال حوتا من الب حر الخ ضر أن ي شق‬
‫البحار وأن يلت قم يو نس عل يه ال سلم فل يه شم له لما ول يك سر له عظما فجاء ذلك الوت وأل قى‬
‫يونس عليه السلم نفسه فالتقمه الوت وذهب به فطاف به البحار كلها‪ .‬ولا استقر يونس ف بطن‬
‫الوت ح سب أ نه قد مات ث حرك رأ سه ورجل يه وأطرا فه فإذا هو حي فقام ف صلى ف ب طن الوت‪,‬‬
‫وكان من جلة دعائه يا رب اتذت لك مسجدا ف موضع ل يبلغه أحد من الناس‪ ,‬واختلفوا ف مقدار‬
‫ما لبث ف بطن الوت فقيل ثلثة أيام قاله قتادة‪ .‬وقيل سبعة قاله جعفر الصادق رضي ال عنه‪ ,‬وقيل‬
‫أربعي يوما قاله أبو مالك‪ .‬وقال ماهد عن الشعب‪ :‬التقمه ضحى ولفظه عشية‪ ,‬وال تعال أعلم بقدار‬
‫ذلك‪ ,‬وفططططط شعطططططر أميطططططة بطططططن أبططططط الصطططططلت‪:‬‬
‫وأنطططت بفضطططل منطططك نيطططت يونسطططاوقد بات فططط أضعاف حوت لياليطططا‬
‫وقوله تعال‪{ :‬فلول أنه كان من السبحي * للبث ف بطنه إل يوم يبعثون} قيل لول ما تقدم له من‬
‫الع مل ف الرخاء قاله الضحاك بن ق يس وأ بو العال ية وو هب بن من به وقتادة وغ ي وا حد‪ ,‬واختاره ا بن‬
‫جريطر‪ ,‬وقطد ورد فط الديطث الذي سطنورده إن شاء ال تعال مطا يدل على ذلك إن صطح البط‪ ,‬وفط‬
‫حديث ابن عباس «تعرف إل ال ف الرخاء يعرفك ف الشدة»‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما وسعيد‬
‫بن جبي والضحاك وعطاء بن ال سائب وال سدي وال سن وقتادة {فلول أ نه كان من ال سبحي} يع ن‬
‫ال صلي‪ ,‬و صرح بعض هم بأ نه كان من ال صلي ق بل ذلك‪ ,‬وقال بعض هم كان من ال سبحي ف جوف‬
‫أبويه‪ ,‬وقيل الراد {فلول أنه كان من السبحي} هو قوله عز و جل {فنادى ف الظلمات أن ل إله إل‬
‫أنت سبحانك إن كنت من الظالي * فاستجبنا له ونيناه من الغم وكذلك ننجي الؤمني} قاله سعيد‬
‫بن جبي وغيه‪ .‬وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو عبيد ال ابن أخي بن وهب حدثنا عمي حدثنا أبو صخر‬
‫أن يزيد الرقاشي حدثه أنه سع أنس بن مالك رضي ال عنه ط ول أعلم إل أن أنسا يرفع الديث إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم «إن يونس النب عليه الصلة والسلم حي بدا له أن يدعو بذه الكلمات‬
‫‪738‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫و هو ف ب طن الوت فقال الل هم ل إله إل أ نت سبحانك إ ن ك نت من الظال ي‪ ,‬فأقبلت الدعوة ت ف‬
‫بالعرش‪ ,‬قالت اللئكطة يطا رب هذا صطوت ضعيطف معروف مطن بلد بعيدة غريبطة فقال ال تعال أمطا‬
‫تعرفون ذلك ؟ قالوا يا رب ومن هو ؟ قال عز وجل عبدي يونس قالوا عبدك يونس الذي ل يزل يرفع‬
‫له عمل متقبل ودعوة مستجابة قالوا يا رب أول ترحم ما كان يصنع ف الرخاء فتنجيه ف البلء‪ ,‬قال‬
‫بلى فأمر الوت فطرحه بالعراء» ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب به‪ ,‬زاد ابن أب حات قال أبو‬
‫صخر حيد بن زياد فأخبن ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الديث أنه سع أبا هريرة رضي ال عنه يقول‪:‬‬
‫طرح بالعراء وأنبت ال عز وجل عليه اليقطينة قلنا يا أبا هريرة وما اليقطينة‪ ,‬قال شجرة الدباء‪ .‬قال أبو‬
‫هريرة رضي ال عنه‪ :‬وهيأ ال له أروية وحشية تأكل من حشائش الرض ط قال فتتفسخ عليه فترويه‬
‫مطن لبنهطا كطل عشيطة وبكرة حتط نبطت وقال أميطة بطن أبط الصطلت فط ذلك بيتا مطن شعره وهطو‪:‬‬
‫فأنبطططططت يقطينا عليطططططه برحةمطططططن ال لول ال ألقطططططى ضاحيطططططا‬
‫و قد تقدم حد يث أ ب هريرة ر ضي ال ع نه م سندا مرفوعا ف تف سي سورة ال نبياء‪ ,‬ولذا قال تعال‪:‬‬
‫{فنبذناه} أي ألقيناه {بالعراء} قال ابن عباس رضي ال عنهما وغيه وهو الرض الت ليس با نبت ول‬
‫بناء قيطل على جانطب دجلة وقيطل بأرض اليمطن فال أعلم {وهطو سطقيم} أي ضعيطف البدن‪ ,‬قال ابطن‬
‫مسعود رضي ال عنه كهيئة الفرخ ليس عليه ريش‪ ,‬وقال السدي كهيئة الصب حي يولد وهو النفوس‬
‫وقاله ابن عباس رضي ال عنهما وابن زيد أيضا {وأنبتنا عليه شجرة من يقطي} قال ابن مسعود وابن‬
‫عباس رضي ال عنهم وماهد وعكرمة وسعيد بن جبي ووهب بن منبه وهلل بن يساف وعبد ال بن‬
‫طاوس وال سدي وقتادة والضحاك وعطاء الرا سان وغ ي وا حد قالوا كل هم‪ :‬اليقط ي هو القرع‪ .‬وقال‬
‫هشيم عن القاسم بن أب أيوب عن سعيد بن جبي وكل شجرة ل ساق لا فهي من اليقطي وف رواية‬
‫عنه كل شجرة تلك من عامها فهي من اليقطي‪ ,‬وذكر بعضهم ف القرع فوائد منها سرعة نباته وتظليل‬
‫ورقه لكبه ونعومته وأنه ل يقربا الذباب وجودة تغذية ثره‪ ,‬وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا بلبه وقشره أيضا‬
‫وقد ثبت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يب الدباء ويتتبعه من نواحي الصحفة‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{وأرسلناه إل مائة ألف أو يزيدون} روى شهر بن حوشب عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال‪ :‬إنا‬
‫كانت رسالة يونس عليه الصلة والسلم بعد ما نبذه الوت‪ ,‬رواه ابن جرير حدثن الارث حدثنا أبو‬
‫هلل عن شهر به‪ ,‬وقال ابن أب نيح عن ماهد أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الوت (قلت)‪ :‬ول مانع أن‬
‫يكون الذين أرسل إليهم أولً أمر بالعود إليهم بعد خروجه من الوت فصدقوه كلهم وآمنوا به‪ ,‬وحكى‬
‫البغوي أ نه أر سل إل أ مة أخرى ب عد خرو جه من الوت كانوا مائة ألف أو يزيدون وقوله تعال‪{ :‬أو‬
‫‪739‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يزيدون} قال ابن عباس رضي ال عنهما ف رواية عنه‪ :‬بل يزيدون وكانوا مائة وثلثي ألفا وعنه مائة‬
‫ألف وبض عة وثلث ي ألفا وع نه مائة ألف وبض عة وأربع ي ألفا وال أعلم‪ ,‬وقال سعيد بن جبي يزيدون‬
‫سطبعي ألفا‪ .‬وقال مكحول كانوا مائة ألف وعشرة آلف رواه ابطن أ ب حا ت وقال ابطن جر ير حدثنطا‬
‫ممد بن عبد الرحيم البقي حدثنا عمرو بن أب سلمة قال سعت زهيا يدث عمن سع أبا العالية يقول‬
‫حدثن أب بن كعب رضي ال عنه أنه سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن قوله تعال‪{ :‬وأرسلناه‬
‫إل مائة ألف أو يزيدون} قال يزيدون عشر ين ألفا ورواه الترمذي عن علي بن ح جر عن الول يد بن‬
‫م سلم عن زهي عن رجل عن أ ب العالية عن أ ب بن كعب به وقال غريب‪ .‬ورواه ا بن أ ب حات من‬
‫حديث زهي به‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول ف ذلك معناه إل الائة‬
‫اللف أو كانوا يزيدون عندكم‪ ,‬يقول كذلك كانوا عندكم ولذا سلك ابن جرير ههنا ما سلكه عند‬
‫قوله تعال‪ { :‬ث ق ست قلوب كم من ب عد ذلك ف هي كالجارة أو أ شد ق سوة} وقوله تعال‪{ :‬إذا فر يق‬
‫منهم يشون الناس كخشية ال أو أشد خشية} وقوله تعال‪{ :‬فكان قاب قوسي أو أدن} الراد ليس‬
‫أن قص من ذلك بل أز يد وقوله تعال‪{ :‬فآمنوا} أي فآ من هؤلء القوم الذ ين أر سل إلي هم يو نس عل يه‬
‫ال سلم جيع هم {فمتعنا هم إل ح ي} أي إل و قت آجال م كقوله جلت عظم ته {فلول كا نت قر ية‬
‫آم نت فنفع ها إيان ا إل قوم يو نس ل ا آمنوا كشف نا عن هم عذاب الزي ف الياة الدن يا ومتعنا هم إل‬
‫حيطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط}‪.‬‬

‫لِئ َكةَ ِإنَاثا وَهُ ْم شَاهِدُونَ * أَلَ ِإنّهُم مّنْ إِ ْف ِكهِمْ‬ ‫ت وََلهُ ُم اْلَبنُونَ * أَمْ خََل ْقنَا الْ َم َ‬
‫** فَا ْسَتفِْتهِمْ أَلِ َربّكَ اْلَبنَا ُ‬
‫حكُمُو نَ * أََفلَ‬ ‫َلَيقُولُو نَ * وَلَدَ اللّ ُه َوِإنّهُ مْ َلكَا ِذبُو نَ * أَ صْ َطفَى اْلَبنَا تِ عََل َى اْلبَنِيَ * مَاَلكُ مْ َكيْ فَ تَ ْ‬
‫جّن ِة نَ سَبا‬ ‫تَذَكّرُو نَ * أَ مْ َلكُ مْ ُسلْطَانٌ ّمبِيٌ * َف ْأتُوْا ِبكِتَاِبكُ مْ إِن كُنتُ مْ صَادِقِيَ * وَ َجعَلُواْ بَْينَ هُ َوَبيْ َن الْ ِ‬
‫َصطيَ‬
‫ّهط الْ ُمخْل ِ‬ ‫َصطفُونَ * إِلّ ِعبَادَ الل ِ‬ ‫ّهط عَم ّا ي ِ‬ ‫سطبْحَانَ الل ِ‬ ‫ُونط * ُ‬ ‫حضَر َ‬ ‫ُمط َلمُ ْ‬
‫لّنةُ ِإنّه ْ‬
‫َتط ا ِ‬ ‫وََلقَ ْد عَلِم ِ‬
‫يقول تعال منكرا على هؤلء الشرك ي ف جعل هم ل تعال البنات سبحانه ول م ما يشتهون أي من‬
‫الذكور أي يودون لنف سهم ال يد {وإذا ب شر أحد هم بالن ثى ظل وج هه م سودا و هو كظ يم} أي‬
‫يسطوؤه ذلك ول يتار لنفسطه إل البنيط‪ ,‬يقول عطز وجطل فكيطف نسطبوا إل ال تعال القسطم الذي ل‬
‫يتارو نه لنف سهم ولذا قال تعال‪{ :‬فا ستفتهم} أي سلهم على سبيل النكار علي هم {ألر بك البنات‬
‫ولم البنون} كقوله عز وجل‪{ :‬ألكم الذكر وله النثى * تلك إذا قسمة ضيزى}‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪:‬‬

‫‪740‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{أم خلقنا اللئكة إناثا وهم شاهدون}أي كيف حكموا على اللئكة أنم إناث وما شاهدوا خلقهم‬
‫كقوله جطل وعل {وجعلوا اللئكطة الذيطن هطم عباد الرحنط إناثا أشهدوا خلقهطم سطتكتب شهادتمط‬
‫ويسألون} أي يسألون عن ذلك يوم القيامة‪ .‬وقوله جلت عظمته‪{ :‬أل إنم من إفكهم} أي من كذبم‬
‫{ليقولون ولد ال} أي صدر منه الولد {وإنم لكاذبون} فذكر ال تعال عنهم ف اللئكة ثلثة أقوال‬
‫ف غاية الكفر والكذب‪ ,‬فأولً جعلوهم بنات ال فجعلوا ل ولدا تعال وتقدس‪ ,‬وجعلوا ذلك الولد أنثى‬
‫ث عبدو هم من دون ال تعال وتقدس و كل من ها كاف ف التخل يد ف نار جه نم‪ .‬ث قال تعال منكرا‬
‫ي ش يء يمله على أن يتار البنات دون البن ي كقوله عز‬ ‫علي هم {أ صطفى البنات على البن ي} أ يْ أ ّ‬
‫وجل‪{ :‬أفأصفاكم ربكم بالبني واتذ من اللئكة إناثا ؟ إنكم لتقولون قولً عظيما} ولذا قال تبارك‬
‫ط تقولون {أفل تذكرون * أم لكطم‬ ‫وتعال‪{ :‬مالكطم يكطف تكمون} أي مالكطم عقول تتدبرون باط م ا‬
‫سلطان مبي} أي حجة على ما تقولونه‪{ ,‬فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقي} أي هاتوا برهانا على ذلك‬
‫يكون م ستندا إل كتاب منل من ال سماء عن ال تعال أ نه ات ذ ما تقولو نه فإن ما تقولو نه ل ي كن‬
‫استناده إل عقل بل ل يوزه العقل بالكلية‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وجعلوا بينه وبي النة نسبا} قال ماهد‪:‬‬
‫قال الشركون اللئ كة بنات ال تعال فقال أ بو ب كر ر ضي ال ع نه ف من أمهات ن‪ ,‬قالوا بنات سروات‬
‫ال ن وكذا قال قتادة وا بن ز يد ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬ول قد عل مت ال نة} أي الذ ين ن سبوا إلي هم‬
‫ذلك {إنمط لحضرون} أي إن الذيطن قالوا ذلك لحضرون فط العذاب يوم السطاب لكذبمط فط ذلك‬
‫وافترائهم وقولم الباطل بل علم‪ ,‬وقال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬وجعلوا‬
‫بينه وبي النة نسبا} قال زعم أعداء ال أنه تبارك وتعال هو وإبليس أخوان تعال ال عن ذلك علوا‬
‫كبيا‪ ,‬حكاه ا بن جر ير‪ .‬وقوله جلت عظمته‪{ :‬سبحان ال ع ما يصفون} أي تعال وتقدس وتنه عن‬
‫ط يصطفه بطه الظالون اللحدون علوا كطبيا‪ .‬قوله تعال‪{ :‬إل عباد ال الخلصطي}‬ ‫أن يكون له ولد وعم ا‬
‫استثناء منقطع وهو من مثبت إل أن يكون الضمي قوله تعال‪{ :‬عما يصفون} عائد إل الناس جيعهم ث‬
‫استثن منهم الخلصي وهم التبعون للحق النل على كل نب مرسل‪ ,‬وجعل ابن جرير هذا الستثناء من‬
‫قوله تعال‪{ :‬إنم لحضرون إل عباد ال الخلصي} و ف هذا الذي قاله ن ظر وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫‪741‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫** فَِإّنكُ ْم َومَا َتعْبُدُونَ * مَآ أَنتُ ْم عََليْ ِه ِبفَاتِنِيَ * إِلّ مَ ْن ُهوَ صَا ِل الْجَحِيمِ * َومَا ِمنّآ إِلّ لَهُ َمقَا ٌم ّمعْلُومٌ‬
‫سبّحُونَ * َوإِن كَانُواْ َلَيقُولُونَ * َلوْ أَ ّن عِن َدنَا ذِكْرا مّ َن الوّلِيَ‬ ‫ح ُن الْمُ َ‬ ‫* َوِإنّا َلنَحْ ُن الصّآفّونَ * َوِإنّا َلنَ ْ‬
‫ف َيعْلَمُونططَ‬
‫طوْ َ‬‫ط الْ ُمخْلَصططِيَ * َف َكفَرُوْا بِهططِ فَسط َ‬ ‫* َلكُنّططا ِعبَادَ اللّهط ِ‬
‫يقول تعال ماطبا للمشركي‪{ :‬فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتني إل من هو صال الحيم} أي‬
‫إن ا ينقاد لقالت كم و ما أن تم عليه من الضللة والعبادة الباطلة من هو أ ضل من كم م ن ذرىء للنار {ل م‬
‫قلوب ل يفقهون با ولم أعي ل يبصرون با‪ ,‬ولم آذان ل يسمعون با‪ ,‬أولئك كالنعام بل هم أضل‬
‫أولئك هطم الغافلون} فهذا الضرب مطن الناس هطو الذي ينقاد لديطن الشرك والكفطر والضللة كمطا قال‬
‫تبارك وتعال‪{ :‬إنكم لفي قول متلف يؤفك عنه من أفك} أي إنا يضل به من هو مأفوك ومبطل‪ ,‬ث‬
‫قال تبارك وتعال منها للملئكة ما نسبوا إليهم من الكفر بم والكذب عليهم أنم بنات ال {وما منا‬
‫إل له مقام معلوم} أي له موضع مصوص ف السموات ومقامات العبادات ل يتجاوزه ول يتعداه‪ .‬وقال‬
‫ابن عساكر ف ترجته لحمد بن خالد بسنده إل عبد الرحن بن العلء بن سعد عن أبيه وكان بايع يوم‬
‫الفتح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوما للسائه‪« :‬أطّت السماء وحق لا أن تئط ليس فيها‬
‫موضع قدم إل عليه ملك راكع أو ساجد» ث قرأ صلى ال عليه وسلم {وما منا إل له مقام معلوم * وإنا‬
‫لنحن الصافون * وإنا لنحن السبحون} وقال الضحاك ف تفسيه {وما منا إل له مقام معلوم} قال كان‬
‫م سروق يروي عن عائ شة ر ضي ال عن ها أن ا قالت‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬ما من‬
‫ال سماء الدن يا مو ضع إل عل يه ملك ساجد أو قائم» فذلك قوله تعال‪{ :‬و ما م نا إل له مقام معلوم}‪.‬‬
‫وقال العمش عن أب إسحاق عن مسروق عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬إن ف السموات لسماء‬
‫ما في ها مو ضع شب إل عل يه جب هة ملك أو قدماه ث قرأ ع بد ال ر ضي ال ع نه {و ما م نا إل له مقام‬
‫معلوم} وكذا قال سعيد بن جبي وقال قتادة كانوا يصلون الرجال والنساء جيعا حت نزلت {وما منا‬
‫إل له مقام معلوم} فتقدم الرجال وتأخر النساء {وإنا لنحن الصافون} أي نقف صفوفا ف الطاعة كما‬
‫تقدم عند قوله تبارك وتعال‪{ :‬والصافات صفا} قال ابن جريج عن الوليد بن عبد ال بن أب مغيث قال‬
‫كانوا ل يصفون ف الصلة حت نزل {وإنا لنحن الصافون} فصفوا وقال أبو نضرة كان عمر رضي ال‬
‫ع نه إذا أقي مت ال صلة ا ستقبل الناس بوج هه ث قال‪ :‬أقيموا صفوفكم ا ستووا قياما ير يد ال تعال ب كم‬
‫هدي اللئكة ث يقول {وإنا لنحن الصافون} تأخر يا فلن تقدم يا فلن ث يتقدم فيكب‪ .‬رواه ابن أب‬
‫حات وابن جرير‪ ,‬وف صحيح مسلم عن حذيفة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«فضل نا على الناس بثلث‪ :‬جعلت صفوفنا ك صفوف اللئ كة‪ ,‬وجعلت ل نا الرض م سجدا‪ ,‬وتربت ها‬
‫‪742‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫طهورا» الديث {وإنا لنحن السبحون} أي نصطف فنسبح الرب ونجده ونقدسه وننهه عن النقائص‬
‫فنحن عبيد له فقراء إليه خاضعون لديه‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما وماهد {وما منا إل له مقام‬
‫معلوم} اللئكة {وإنا لنحن الصافون} اللئكة {وإنا لنحن السبحون} اللئكة تسبح ال عز وجل‪.‬‬
‫وقال قتادة {وإ نا لن حن ال سبحون} يع ن ال صلون يثبتون بكان م من العبادة ك ما قال تبارك وتعال‪:‬‬
‫{وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما‬
‫بي أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته مشفقون * ومن يقل منهم إن إله‬
‫من دونه فذلك نزيه جهنم كذلك نزي الظالي} وقوله جل وعل‪{ :‬وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا‬
‫ذكرا من الولي لكنا عباد ال الخلصي} أي قد كانوا يتمنون قبل أن تأتيهم يا ممد لو كان عندهم‬
‫من يذكرهم بأمر ال وما كان من أمر القرون الول ويأتيهم بكتاب ال كما قال جل جلله {وأقسموا‬
‫بال جهد أيانم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى المم فلما جاءهم نذير ما زادهم إل نفورا}‬
‫وقال تعال‪{ :‬أن تقولوا إن ا أنزل الكتاب على طائفت ي من قبل نا وإن ك نا عن درا ستهم لغافل ي * أو‬
‫تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحة فمن أظلم‬
‫من كذب بآيات ال وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب با كانوا يصدفون}‬
‫ولذا قال تعال هاهنا‪{ :‬فكفروا به فسوف يعلمون} وعيد أكيد وتديد شديد على كفرهم بربم عز‬
‫ططططلم‪.‬‬ ‫ططططه وسط‬ ‫ططططلى ال عليط‬ ‫ططططوله صط‬ ‫ططططم رسط‬ ‫ططططل وتكذيبهط‬ ‫وجط‬

‫** وََلقَدْ َسبَ َقتْ كَلِ َمُتنَا ِل ِعبَا ِدنَا الْ ُمرْ سَِليَ * ِإّنهُ مْ َل ُه ُم الْمَن صُورُونَ * َوإِ نّ جُن َدنَا َلهُ ُم الْغَاِلبُو نَ * َفَتوَ ّل‬
‫سَتعْجِلُونَ * فَإِذَا نَ َز َل بِ سَا َحِتهِمْ فَ سَآءَ‬ ‫ف يُبْ صِرُونَ * أََفِبعَذَابِنَا يَ ْ‬ ‫سوْ َ‬‫عَْنهُ مْ َحّتىَ حِيٍ * َوَأبْ صِ ْرهُمْ فَ َ‬
‫ف ُيبْصططِرُونَ‬ ‫طوْ َ‬ ‫ح الْ ُمنْذَرِينططَ * َوتَوَ ّل َعْنهُمططْ َحتّىَ حِيٍطط * َوأَبْصططِرْ فَسط َ‬ ‫طبَا ُ‬
‫صط َ‬
‫ط الرسطلي} أي تقدم فط الكتاب الول أن العاقبطة‬ ‫يقول تبارك وتعال‪{ :‬ولقطد سطبقت كلمتنطا لعبادن ا‬
‫للر سل وأتباع هم ف الدن يا والَخرة ك ما قال تعال‪{ :‬ك تب ال لغل ب أ نا ور سلى إن ال قوي عز يز}‬
‫وقال عز و جل‪{ :‬إ نا لنن صر ر سلنا والذ ين آمنوا ف الياة الدن يا ويوم يقوم الشهاد} ولذا قال جل‬
‫جلله‪{ :‬ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي إنم لم النصورون} أي ف الدنيا والَخرة كما تقدم بيان‬
‫نصرتم على قومهم من كذبم وخالفهم كيف أهلك ال الكافرين ونى عباده الؤمني {وإن جندنا لم‬
‫الغالبون} أي تكون ل م العاق بة‪ .‬وقوله جل وعل‪{ :‬فتول عن هم ح ت ح ي} أي ا صب على أذا هم لك‬

‫‪743‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وانتظر إل وقت مؤجل فإنا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر‪ ,‬ولذا قال بعضهم غيا ذلك إل يوم بدر‬
‫وما بعدها أيضا ف معناها‪ ,‬وقوله جلت عظمته {وأبصرهم فسوف يبصرون} أي أنظرهم وارتقب ماذا‬
‫يل بم من العذاب والنكال بخالفتك وتكذيبك ولذا قال تعال على وجه التهديد والوعيد {فسوف‬
‫يبصرون} ث قال عز وجل‪{ :‬أفبعذابنا يستعجلون} أي هم إنا يستعجلون العذاب لتكذيبهم وكفرهم‬
‫بك فإن ال تعال يغضب عليهم بذلك ويع جل ل م العقو بة و مع هذا أيضا كانوا من كفر هم وعنادهم‬
‫يستعجلون العذاب والعقوبة‪ .‬قال ال تبارك وتعال‪{ :‬فإذا نزل بساحتهم فساء صباح النذرين} أي فإذا‬
‫نزل العذاب بحلتهم فبئس ذلك اليوم يومهم بإهلكهم ودمارهم‪ ,‬وقال السدي {فإذا نزل بساحتهم}‬
‫يعن بدارهم {فساء صباح النذرين} أي فبئس ما يصبحون أي بئس الصباح صباحهم‪ .‬ولذا ثبت ف‬
‫الصحيحي من حديث إساعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬صبح‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خ يب فل ما خرجوا بفؤو سهم وم ساحيهم ورأوا ال يش رجعوا و هم‬
‫يقولون‪ :‬ممد وال ممد والميس فقال النب صلى ال عليه وسلم‪« :‬ال أكب خربت خيب إنا إذا نزلنا‬
‫بساحة قوم فساء صباح النذرين» ورواه البخاري من حديث مالك عن حيد عن أنس رضي ال عنه‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن أب طلحة رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬لا صبح رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب وقد أخذوا مساحيهم وغدوا إل حروثهم وأرضهم‪,‬‬
‫فل ما رأوا ال نب صلى ال عل يه و سلم نكصوا مدبرين فقال نب ال صلى ال عليه و سلم‪« :‬ال أ كب ال‬
‫أكب إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح النذرين» ل يرجوه من هذه الوجه وهو صحيح على شرط‬
‫الشيخ ي‪ ,‬وقوله تعال‪{ :‬وتول عن هم ح ت ح ي * وأب صر ف سوف يب صرون} تأك يد ل ا تقدم من ال مر‬
‫بذلك وال سططططططططططططططططططططططططططططططبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫ب الْعَالَمِيَ‬
‫حمْدُ للّ هِ رَ ّ‬
‫ل ٌم عََلىَ الْ ُمرْ سَِليَ * وَالْ َ‬
‫صفُونَ * وَ سَ َ‬
‫ب الْعِ ّز ِة عَمّا يَ ِ‬
‫** ُسبْحَانَ َربّ كَ رَ ّ‬
‫ينه تبارك وتعال نفسه ويقدسها ويبئها عما يقول الظالون الكذبون العتدون تعال وتنه وتقدس عن‬
‫قول م علوا كبيا ولذا قال تبارك وتعال‪ { :‬سبحان ر بك رب العزة} أي ذي العزة ال ت ل ترام {ع ما‬
‫ي صفون} أي عن قول هؤلء العتد ين الفتر ين {و سلم على الر سلي} أي سلم ال علي هم ف الدن يا‬
‫والَخرة ل سلمة ما قالوه ف رب م و صحته وحقيّ ته {وال مد ل رب العال ي} أي له ال مد ف الول‬
‫والَخرة ف كل حال‪ ,‬ولا كان التسبيح يتضمن التنيه من النقص قرن بينهما ف هذا الوضع وف مواضع‬

‫‪744‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كثية من القرآن ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلم على الرسلي‬
‫والمد ل رب العالي}‪ ,‬وقال سعيد بن أب عروبة عن قتادة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إذا سلمتم عل يّ فسلموا على الرسلي فأنا رسول من الرسلي»‪ .‬هكذا رواه ابن جرير وابن أب حات‬
‫من حديث سعيد عنه كذلك‪ ,‬وقد أسنده ابن أب حات رحه ال فقال حدثنا علي بن السي بن النيد‬
‫حدثنا أبو بكر العي وممد بن عبد الرحيم صاعقة قال‪ :‬حدثنا حسي بن ممد حدثنا شيبان عن قتادة‬
‫قال حدثنا أنس بن مالك عن أب طلحة رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا‬
‫سلمتم عليّ فسلموا على الرسلي» وقال الافظ أبو يعلى حدثنا ممد بن أب بكر حدثنا نوح حدثنا أبو‬
‫هارون عن أب سعيد رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان إذا أراد أن يسلم قال‪:‬‬
‫«سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل رب العالي» ث يسلم‪ ,‬إسناده‬
‫ضعيف‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا عمار بن خالد الواسطي حدثنا شبابة عن يونس بن أب إسحاق عن‬
‫الش عب قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬من سره أن يكتال بالكيال الو ف من ال جر يوم‬
‫القيا مة فلي قل آ خر مل سه ح ي ير يد أن يقوم { سبحان ر بك رب العزة ع ما ي صفون * و سلم على‬
‫الرسلي * والمد ل رب العالي}‪ .‬وروي من وجه آخر متصل موقوف على علي رضي ال عنه قال‬
‫أبو ممد البغوي ف تفسيه‪ :‬أخبنا أبو سعيد أحد بن إبراهيم الشريي أخبنا أبو إسحاق الثعلب أخبن‬
‫ابن منجويه حدثنا أحد بن جعفر بن حدان حدثنا إبراهيم بن سهلويه حدثنا علي بن ممد الطنافسي‬
‫حدث نا وك يع عن ثا بت بن أ ب صفية عن ال صبغ بن نبا تة عن علي ر ضي ال ع نه قال‪ :‬من أ حب ان‬
‫يكتال بالكيال الوف من الجر يوم القيامة فليكن آخر كلمه ف ملسه {سبحان ربك رب العزة عما‬
‫يصفون * وسلم على الرسلي * والمد ل رب العالي} ‪ .‬وروى الطبان من طريق عبد ال بن صخر‬
‫بن أنس عن عبد ال بن زيد بن أرقم عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه قال «من قال دبر‬
‫كل صلة { سبحان ر بك رب العزة ع ما ي صفون * و سلم على الر سلي * وال مد ل رب العال ي}‬
‫ثلث مرات فقد اكتال بالريب الوف من الجر» وقد وردت أحاديث ف كفارة الجلس‪ :‬سبحانك‬
‫اللهطم وبمدك ل إله إل أنطت أسطتغفرك وأتوب إليطك‪ .‬وقطد أفردت لاط جزءا على حدة وال سطبحانه‬
‫وتعال أعلم‪.‬‬

‫‪745‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫سطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططورة ص‬
‫بِسططططططططْمِ اللّهططططططططِ الرّحْمـططططططططنِ الرّحِيمططططططططِ‬

‫** صَ وَاْلقُرْآنِ ذِي الذّكْرِ * بَ ِل الّذِينَ َكفَرُواْ فِي ِع ّزةٍ َو ِشقَاقٍ * َكمْ َأهَْل ْكنَا مِن َقبِْلهِم مّن قَرْنٍ َفنَادَواْ‬
‫وّلَتططططططططططططَ حِيَطططططططططططط َمنَاصططططططططططططٍ‬
‫أما الكلم على الروف القطعة فقد تقدم ف أول سورة البقرة با أغن عن إعادته ههنا‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫{والقرآن ذي الذ كر} أي والقرآن الشت مل على ما ف يه ذ كر للعباد ون فع ل م ف العاش والعاد قال‬
‫الضحاك ف قوله تعال‪{ :‬ذي الذكر} كقوله تعال‪{ :‬لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم} أي تذكيكم‬
‫وكذا قال قتادة واختاره ابن جرير‪ .‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما وسعيد بن جبي وإساعيل بن أب‬
‫خالد وابن عيينة وأبو ح صي وأبو صال وال سدي {ذي الذ كر} ذي الشرف أي ذي الشأن والكا نة‪,‬‬
‫ول منافاة بي القولي فإنه كتاب شريف مشتمل على التذكي والعذار والنذار واختلفوا ف جواب هذا‬
‫القسم فقال بعضهم هو قوله تعال‪{ :‬إن كل إل كذب الرسل فحق عقاب} وقيل قوله تعال‪{ :‬إن ذلك‬
‫لق تاصم أهل النار} حكاها ابن جرير وهذا الثان فيه بعد كبي وضعفه ابن جرير‪ ,‬وقال قتادة جوابه‬
‫{بل الذين كفروا ف عزة وشقاق} واختاره ابن جرير ث حكى ابن جرير عن بعض أهل العربية أنه قال‬
‫جوابه {ص} بعن صدق حق {والقرآن ذي الذكر} وقيل جوابه ما تضمنه سياق السورة بكمالا وال‬
‫أعلم‪ ,‬وقوله تبارك وتعال‪ { :‬بل الذ ين كفروا ف عزة وشقاق} أي ا ستكبار ع نه وح ية {وشقاق} أي‬
‫ومالفطة له ومعاندة ومفارقطة‪ ,‬ثط خوفهطم مطا أهلك بطه المطم الكذبطة قبلهطم بسطبب مالفتهطم للرسطل‬
‫وتكذيبهم الكتب النلة من السماء‪ ,‬فقال تعال‪{ :‬كم أهلكنا من قبلهم من قرن} أي من أمة مكذبة‬
‫{فنادوا} أي حي جاءهم العذاب استغاثوا وجأروا إل ال تعال وليس ذلك بجد عنهم شيئا كما قال‬
‫عز وجل‪{ :‬فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون} أي يهربون {ل تركضوا وارجعوا إل ما أترفتم‬
‫فيه ومساكنكم لعلكم تسألون} قال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن أب إسحاق عن التميمي قال‪:‬‬
‫سألت ابن عباس رضي ال عنهما عن قول ال تبارك وتعال‪{ :‬فنادوا ولت حي مناص} قال ليس بي‬
‫نداء ول نزو ول فرار‪ .‬وقال علي بن أ ب طل حة عن ابن عباس رضي ال عنه ما ليس بي مغاث وقال‬
‫شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس نادوا النداء حي ل ينفعهم وأنشد‪ :‬ط تذكر ليلى لت حي‬
‫تذ كر ط وقال م مد بن ك عب ف قوله تعال‪{ :‬فنادوا ولت ح ي مناص} يقول نادوا بالتوح يد ح ي‬

‫‪746‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫تولت الدنيا عنهم‪ ,‬واستناصوا للتوبة حي تولت الدنيا عنهم‪ ,‬وقال قتادة لا رأوا العذاب أرادوا التوبة ف‬
‫غي حي النداء‪ ,‬وقال ماهد {فنادوا ولت حي مناص} ليس بي فرار ول إجابة وقد روي نو هذا‬
‫عن عكرمة وسعيد بن جبي وأب مالك والضحاك وزيد بن أسلم والسن وقتادة‪ ,‬وعن مالك عن زيد‬
‫بن أسلم {ولت حي مناص} ول نداء ف غي حي النداء‪ ,‬وهذه الكلمة وهي لت هي ل الت للنفي‬
‫زيدت معها التاء كما تزاد ف ث فيقولون ثت ورب فيقولون ربت وهي مفصولة والوقف عليها‪ ,‬ومنهم‬
‫من حكى عن الصحف المام فيما ذكره ابن جرير أنا متصلة بي ول تي مناص والشهور الول ث‬
‫قرأ المهور بنصطب حيط تقديره وليطس اليط حيط مناص ومنهطم مطن جوز النصطب باط‪ ,‬وأنشطد‪:‬‬
‫تذكطططر حطططب ليلى لت حيناوأضحطططى الشيطططب قطططد قططططع القرينطططا‬
‫ومنهططططططم مططططططن جوز الرطططططط باطططططط وأنشططططططد‪:‬‬
‫طلبوا صططططططلحنا ولت أوانفأجبنططططططا أن ليططططططس حيطططططط بقاء‬
‫وأنشطططططططططططططططططد بعضهطططططططططططططططططم أيضا‪:‬‬
‫ولت سططططططططططططططططططططططططططططططططططططاعة مندم‬
‫بفطض السطاعة وأهطل اللغطة يقولون النوص التأخطر والبوص التقدم‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬ولت‬
‫طواب‪.‬‬‫طق للصط‬ ‫طبحانه وتعال الوفط‬ ‫طس الي ط حي ط فرار ول ذهاب وال سط‬ ‫حيط مناص} أي ليط‬

‫جُب َواْ أَن جَآ َءهُم مّن ِذ ٌر ّمنْهُ ْم وَقَا َل اْلكَافِرُو َن هَـذَا سَاحِرٌ كَذّابٌ * أَ َجعَ َل الَِل َهةَ إِلَـها وَاحِدا إِنّ‬ ‫** َوعَ ِ‬
‫شيْ ٌء يُرَادُ * مَا‬
‫صبِرُواْ عََلىَ آِل َهِتكُ مْ إِ ّن هَـذَا لَ َ‬
‫ل ِمْنهُ مْ أَ ِن امْشُوْا َواْ ْ‬
‫شيْءٌ عُجَا بٌ * وَانطََل َق الْ َم ُ‬‫هَـذَا لَ َ‬
‫ك مّن‬ ‫سَ ِم ْعنَا ِبهَـذَا فِى الْمِّل ِة الَ ِخ َرةِ إِ نْ هَـذَا إِلّ ا ْخِتلَ قٌ * َأاُنزِ َل عََليْ هِ الذّكْرُ مِن َبْينِنَا بْل هُ مْ فَي شَ ّ‬
‫ك السّمَاوَاتِ‬ ‫ذِ ْكرِي بَل لّمّا يَذُوقُواْ عَذَابِ * أَ ْم عِن َدهُمْ خَزَآئِنُ رَحْ َمةِ َربّكَ اْلعَزِي ِز اْل َوهّابِ * أَمْ َلهُم مّلْ ُ‬
‫ط‬
‫ط مّطن الحَزَاب ِ‬ ‫ط َمهْزُوم ٌ‬ ‫طبَابِ * جُندٌ مّطا ُهنَالِك َ‬ ‫ط وَمَطا َبيََنهُمَطا فَ ْليَ ْرَتقُواْ فِطى الس ْ‬ ‫وَالرْض ِ‬
‫يقول تعال مبا عن الشركي ف تعجبهم من بعثة رسول ال صلى ال عليه وسلم بشيا ونذيرا كما‬
‫قال عز و جل‪{ :‬أكان للناس عجبا أن أوحي نا إل ر جل من هم أن أنذر الناس وب شر الذ ين آمنوا أن ل م‬
‫قدم صدق ع ند رب م قال الكافرون إن هذا ل ساحر مبي} وقال جل وعل هه نا‪{ :‬وعجبوا أن جاء هم‬
‫منذر منهم} أي بشر مثلهم وقال الكافرون {هذا ساحر كذاب * أجعل الَلة إلا واحدا} أي أزعم أن‬
‫العبود وا حد ل إله إل هو ؟ أن كر الشركون ذلك قبح هم ال تعال وتعجبوا من ترك الشرك بال فإن م‬

‫‪747‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫كانوا قد تلقوا عن آبائ هم عبادة الوثان وأشربته قلوب م فل ما دعا هم الر سول صلى ال عليه و سلم إل‬
‫خلع ذلك من قلوب م وإفراد الله بالوحدان ية أعظموا ذلك وتعجبوا وقالوا {أج عل الَل ة إلا واحدا إن‬
‫هذا لشيء عجاب * وانطلق الل من هم} و هم سادتم وقادت م ورؤساؤهم و كباؤهم قائل ي {امشوا}‬
‫أي استمروا على دينكم {واصبوا على آلتكم} ول تستجيبوا لا يدعوكم إليه ممد من التوحيد‪ ,‬وقوله‬
‫تعال‪{ :‬إن هذا لش يء يراد} قال ا بن جر ير إن هذا الذي يدعو نا إل يه م مد صلى ال عل يه و سلم من‬
‫التوحيطد لشيطء يريطد بطه الشرف عليكطم والسطتعلء وأن يكون له منكطم أتباع ولسطنا نيبطه إليطه‪.‬‬

‫(ذكر سبب نزول هذه الَيات الكريات) قال السدي إن ناسا من قريش اجتمعوا فيهم أبو جهل بن‬
‫هشام والعاص بن وائل وال سود بن الطلب وال سود بن ع بد يغوث ف ن فر من مشي خة قر يش فقال‬
‫بعضهم لبعض انطلقوا بنا إل أب طالب فلنكلمه فيه فلينصفنا منه فليكف عن شتم آلتنا وندعه وإله‬
‫الذي يعبده فإنا ناف أن يوت هذا الشيخ فيكون منا إليه شيء فتعينا به العرب يقولون تركوه حت إذا‬
‫ل منهطم يقال له الطلب فاسطتأذن لمط على أبط طالب فقال هؤلء مشيخطة‬ ‫مات عنطه تناولوه فبعثوا رج ً‬
‫قو مك و سراتم ي ستأذنون عل يك قال أدخل هم فل ما دخلوا عل يه قالوا يا أ با طالب أ نت كبي نا و سيدنا‬
‫فأنصفنا من ابن أخيك فمره فليكف عن شتم آلتنا وندعه وإله‪ ,‬قال فبعث إليه أبو طالب فلما دخل‬
‫عليه رسول ال صلى ال عليه و سلم قال‪ :‬يا ا بن أخي هؤلء مشي خة قومك وسراتم وقد سألوك أن‬
‫تكف عن شتم آلتهم ويدعوك وإلك قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا عم أفل أدعوهم إل ما هو خي‬
‫ل م» قال وإلم تدعو هم ؟ قال صلى ال عل يه و سلم «أدعو هم أن يتكلموا بكل مة تد ين ل م ب ا العرب‬
‫ويلكون با العجم» فقال أبو جهل لعنه ال من بي القوم ما هي وأبيك لنعطينكها وعشرا أمثالا قال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬تقولون ل إله إل ال» فنفروا وقالوا سلنا غيها قال صلى ال عليه و سلم‪« :‬لو‬
‫جئتمون بالشمس حت تضعوها ف يدي ما سألتكم غيها» فقاموا من عنده غضابا وقالوا وال لنشتمك‬
‫وإل ك الذي أمرك بذا {وانطلق الل من هم أن امشوا وا صبوا على آلت كم إن هذا لش يء يراد} ورواه‬
‫ابن أب حات وابن جرير وزاد فلما خرجوا دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم عمه إل قوله ل إله إل‬
‫ططت}‪.‬‬ ‫ططن أحببط‬ ‫ططك ل تدي مط‬ ‫ططن الشياخ ونزلت {إنط‬ ‫ططل على ديط‬ ‫طط وقال بط‬ ‫ال فأبط‬
‫قال أبو جعفر بن جرير حدثنا أبو كريب وابن وكيع قال حدثنا أبو أسامة حدثنا العمش حدثنا عباد‬
‫عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬لا مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش‬
‫فيهم أبو جهل فقالوا‪ :‬إن ابن أخيك يشتم آلتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول‪ ,‬فلو بعثت إليه فنهيته فبعث‬

‫‪748‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫إليه فجاء النب صلى ال عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبي أب طالب قدر ملس رجل قال فخشي أبو‬
‫ج هل لع نه ال إن جلس إل ج نب أ ب طالب أن يكون أرق له عل يه فو ثب فجلس ف ذلك الجلس ول‬
‫يد رسول ال صلى ال عليه وسلم ملسا قرب عمه فجلس عند الباب فقال له أبو طالب أي ابن أخي‬
‫ما بال قومك يشكونك ويزعمون أنك تشتم آلتهم وتقول وتقول ؟ قال وأكثروا عليه من القول وتكلم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪« :‬يا عم إن أريدهم على كلمة واحدة يقولونا تدين لم با العرب‬
‫وتؤدي إليهم با العجم الزية» ففزعوا لكلمته ولقوله فقال القوم كلمة واحدة نعم وأبيك عشرا فقالوا‬
‫وما هي ؟ وقال أبو طالب وأي كلمة هي يا ابن أخي ؟ قال صلى ال عليه وسلم «ل إله إل ال» فقاموا‬
‫فزعي ينفضون ثيابم وهم يقولون‪{ :‬أجعل الَلة إلا واحدا ؟ إن هذا لشيء عجاب} قال ونزلت من‬
‫هذا الو ضع إل قوله { بل ل ا يذوقوا عذاب} ل فظ أ ب كر يب وهكذا رواه المام أح د والن سائي من‬
‫حديث م مد بن ع بد ال بن ني كله ا عن أ ب أسامة عن الع مش عن عباد غ ي منسوب به نوه‪,‬‬
‫ورواه الترمذي والنسائي وابن أب حات وابن جرير أيضا كلهم ف تفاسيهم من حديث سفيان الثوري‬
‫عن العمش عن يي بن عمارة الكوف عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما فذكر نوه‪.‬‬
‫وقال الترمذي حسن‪ .‬وقولم {ما سعنا بذا ف اللة الَخرة} أي ما سعنا بذا الذي يدعونا إليه ممد‬
‫مطططططططططططن التوحيطططططططططططد فططططططططططط اللة الَخرة‪.‬‬
‫قال ماهطد وقتادة وأبطو زيطد يعنون ديطن قريطش وقال غيهطم يعنون النصطرانية قاله ممطد بطن كعطب‬
‫والسدي‪ .‬وقال العوف عن ابن عباس رضي ال عنهما ما سعنا بذا ف اللة الَخرة يعن النصرانية قالوا لو‬
‫كان هذا القرآن حقا لخبتنطا بطه النصطارى {إن هذا إل اختلق} قال ماهطد وقتادة كذب وقال ابطن‬
‫عباس ترص‪ .‬وقولم {أأنزل عليه الذكر من بيننا} يعن أنم يستبعدون تصيصه بإنزال القرآن عليه من‬
‫بينهم كلهم ك ما قال ف الَ ية الخرى‪{ :‬لول نزل هذا القرآن على رجل من القريتي عظيم} قال ال‬
‫تعال‪{ :‬أهم يقسمون رحة ربك ؟ نن قسمنا بينهم معيشتهم ف الياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض‬
‫درجات} ولذا لا قالوا هذا الذي دلّ على جهلهم وقلة عقلهم ف استبعادهم إنزال القرآن على الرسول‬
‫مططططططططططططططططططططن بينهططططططططططططططططططططم‪.‬‬
‫قال ال تعال‪{ :‬بل لا يذوقوا عذاب} أي إن ا يقولون هذا لن م ما ذاقوا إل حي قول م ذلك عذاب‬
‫ال تعال ونقمته سيعلمون غب ما قالوا وما كذبوا به يوم يدعون إل نار جهنم دعا‪ .‬ث قال تعال مبينا‬
‫أ نه الت صرف ف مل كه الفعال ل ا يشاء الذي يع طي من يشاء ما يشاء وي عز من يشاء ويذل من يشاء‬
‫ويهدي من يشاء وي ضل من يشاء وينل الروح من أمره على من يشاء من عباده وي تم على قلب من‬
‫‪749‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يشاء فل يهديه أحد من بعد ال‪ ,‬وإن العباد ل يلكون شيئا من المر وليس إليهم من التصرف ف اللك‬
‫ططططططططط‪.‬‬ ‫طططططططططن قطميط‬ ‫طططططططططا يلكون مط‬ ‫ول مثقال ذرة ومط‬
‫ولذا قال تعال منكرا علي هم {أم عند هم خزائن رح ة ر بك العز يز الوهاب} أي العز يز الذي ل يرام‬
‫جنابه الوهاب الذي يعطي ما يريد لن يريد‪ ,‬وهذه الَية الكرية شبيهة بقوله تعال‪{ :‬أم لم نصيب من‬
‫اللك فإذا ل يؤتون الناس نقيا * أم ي سدون الناس على ما آتا هم ال من فضله ف قد آتي نا آل إبراه يم‬
‫الكتاب والكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من ص ّد عنه وكفى بهنم سعيا}‬
‫وقوله تعال‪{ :‬قل لو أنتم تلكون خزائن رح ة ر ب إذا لم سكتم خشية النفاق وكان الن سان قتورا}‬
‫وذلك ب عد الكا ية عن الكفار أن م أنكروا بع ثة الر سول البشري صلى ال عل يه و سلم وك ما أ خب عز‬
‫وجل عن قوم صال عليه السلم حي قالوا {أألقي الذكر عليه من بيننا‪ ,‬بل هو كذاب أشر * سيعلمون‬
‫ططططططططططططططططر}‪.‬‬ ‫ططططططططططططططططن الكذاب الشط‬ ‫غدا مط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬أم لم ملك السموات والرض وما بينهما فليتقوا ف السباب} أي إن كان لم ذلك‬
‫فلي صعدوا ف ال سباب‪ .‬قال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما وما هد و سعيد بن جبي وقتادة وغي هم يع ن‬
‫طرق السطططماء‪ ,‬وقال الضحاك رحهططط ال تعال فليصطططعدوا إل السطططماء السطططابعة‪.‬‬
‫ث قال عز وجل‪{ :‬جند ما هنالك مهزوم من الحزاب} أي هؤلء الند الكذبون الذين هم ف عزة‬
‫وشقاق سيهزمون ويغلبون ويكبتون كما كبت الذين من قبلهم من الحزاب الكذبي وهذه الَية كقوله‬
‫جلت عظمتطه‪{ :‬أم يقولون ننط جيطع منتصطر سطيهزم المطع ويولون الدبر} كان ذلك يوم بدر {بطل‬
‫السططططططاعة موعدهططططططم والسططططططاعة أدهططططططى وأمططططططر}‪.‬‬

‫ب الْي َكةِ ُأوْلَـئِكَ‬


‫ط َوأَ صْحَا ُ‬‫ح َوعَا ٌد وفِ ْر َعوْ نُ ذُو ال ْوتَادِ * َوثَمُو ُد وََقوْ مُ لُو ٍ‬
‫** كَ ّذبَ تْ َقبَْل ُه مْ َقوْ مُ نُو ٍ‬
‫ح ًة واحِ َدةً مّا لَهَا مِن‬
‫صْي َ‬
‫الحْزَا بُ * إِن كُلّ إِلّ كَذّ بَ الرّ سُلَ َفحَ ّق ِعقَا بِ * وَمَا يَنظُ ُر هَ ـؤُلَءِ إِلّ َ‬
‫طططَابِ‬ ‫ط الْحِسط‬ ‫طط ِ‬ ‫طططٍ * وَقَالُواْ َربّنَطططا عَجّطططل لّنَطططا قِطّنَطططا َقبْ َل َيوْمط‬ ‫َفوَاقط‬
‫يقول تعال مبا عن هؤلء القرون الاضية وما حل بم من العذاب والنكال والنقمات ف مالفة الرسل‬
‫وتكذيب النبياء عليهم الصلة والسلم‪ .‬وقد تقدمت قصصهم مبسوطة ف أماكن متعددة وقوله تعال‪:‬‬
‫{أولئك الحزاب} أي كانوا أكثر منكم وأشد قوة وأكثر أموالً وأولدا فما دفع ذلك عنهم من عذاب‬

‫‪750‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ال من شيء لا جاء أمر ربك ولذا قال عز وجل‪{ :‬إن كل إل كذب الرسل فحق عقاب} فجعل علة‬
‫إهلكهطططم هطططو تكذيبهطططم بالرسطططل فليحذر الخاطبون مطططن ذلك أشطططد الذر‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وما ينظر هؤلء إل صيحة واحدة ما لا من فواق} قال مالك عن زيد بن أسلم‪ :‬أي‬
‫ليس لا مثنوية أي ما ينظرون إل الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها أي فقد اقتربت ودنت وأزفت‬
‫وهذه الصيحة هي نفخة الفزع الت يأمر ال تعال إسرافيل أن يطولا فل يبقى أحد من أهل السموات‬
‫ططططططل‪.‬‬ ‫ططططططز وجط‬ ‫ططططططتثن ال عط‬ ‫ططططططن اسط‬ ‫والرض إل فزع إل مط‬
‫وقوله جطل جلله‪{ :‬وقالوا ربنطا عجطل لنطا قطنطا قبطل يوم السطاب} هذا إنكار مطن ال تعال على‬
‫الشركي ف دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب فإن القط هو الكتاب وقيل هو الظ والنصيب‪ .‬قال‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما وماهد والضحاك والسن وغي واحد سألوا تعجيل العذاب‪ ,‬زاد قتادة كما‬
‫قالوا {اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} وقيل‬
‫سألوا تعج يل ن صيبهم من ال نة إن كا نت موجودة ليلقوا ذاك ف الدن يا وإن ا خرج هذا من هم مرج‬
‫الستبعاد والتكذيب‪ .‬وقال ابن جرير سألوا تعجيل ما يستحقونه من الي أو الشر ف الدنيا وهذا الذي‬
‫قاله جيد وعليه يدور كلم الضحاك وإساعيل بن أب خالد وال أعلم‪ .‬ولا كان هذا الكلم منهم على‬
‫وجه الستهزاء والستبعاد‪ .‬قال ال تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم آمرا له بالصب على أذاهم ومبشرا‬
‫له على صطططططططبه بالعاقبطططططططة والنصطططططططر والظفطططططططر‪.‬‬

‫ح َن بِاْلعَشِ ّي‬
‫سبّ ْ‬
‫لبَا َل َمعَهُ يُ َ‬
‫خ ْرنَا ا ِ‬
‫صبِر عََل َى مَا َيقُولُونَ وَاذْ ُك ْر عَبْ َدنَا دَاوُودَ ذَا اليْدِ ِإنّهُ َأوّابٌ * ِإنّا سَ ّ‬
‫** ا ْ‬
‫َابط‬
‫َصطلَ الْخِط ِ‬ ‫حكْ َم َة وَف ْ‬ ‫َاهط الْ ِ‬
‫َهط وَآَتْين ُ‬
‫ّابط * َوشَ َددْن َا مُ ْلك ُ‬
‫ّهط َأو ٌ‬ ‫َاقط * وَال ّطيْ َر َمحْشُو َرةً كُلّ ل ُ‬ ‫وَا ِلشْر ِ‬
‫يذكر تعال عن عبده ورسوله داود عليه الصلة والسلم أنه كان ذا أيد واليد القوة ف العلم والعمل‪.‬‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما والسدي وابن زيد‪ ,‬اليد القوة‪ ,‬وقرأ ابن زيد {والسماء بنيناها بأيد وإنا‬
‫لوسعون} وقال ماهد اليد القوة ف الطاعة‪ .‬وقال قتادة أعطي داود عليه الصلة والسلم قوة ف العبادة‬
‫وفقها ف ال سلم‪ ,‬و قد ذكر لنا أنه عليه الصلة والسلم كان يقوم ثلث الليل ويصوم ن صف الد هر‪,‬‬
‫وهذا ثابت ف الصحيحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال «أحب الصلة إل ال تعال صلة‬
‫داود‪ ,‬وأحب الصيام إل ال عز وجل صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه‪ ,‬وكان‬

‫‪751‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يصوم يوما ويفطر يوما ول يفر إذا لقى وأنه كان أوابا» وهو الرجاع إل ال عز وجل ف جيع أموره‬
‫طططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه‪.‬‬ ‫وشؤونط‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إنا سخرنا البال معه يسبحن بالعشي والشراق} أي أنه تعال سخر البال تسبح معه‬
‫عند إشراق الشمس وآخر النهار كما قال عز وجل‪{ :‬يا جبال أوب معه والطي} وكذلك كانت الطي‬
‫ت سبح بت سبيحه وتر جع بترجي عه إذا مر الط ي و هو سابح ف الواء ف سمعه و هو يتر ن بقراءة الزبور ل‬
‫يستطيع الذهاب بل يقف ف الواء ويسبح معه وتيبه البال الشامات ترجع معه وتسبح تبعا له‪ .‬قال‬
‫ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا ممد بن بشر عن مسعر عن عبد الكري عن موسى بن أب كثي عن‬
‫ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أ نه بل غه أن أم هانء ر ضي ال عن ها ذكرت أن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم يوم ف تح م كة صلى الض حى ثان ركعات فقال ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قد ظن نت أن لذه‬
‫الساعة صلة يقول عز وجل‪{ :‬يسبحن بالعشى والشراق} ث رواه من حديث سعيد بن أب عروبة عن‬
‫أب التوكل عن أيوب بن صفوان عن موله عبد ال بن الارث بن نوفل أن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫كان ل ي صلي الض حى فأدخل ته على أم هانء ر ضي ال عن ها فقلت أ خبي هذا ما أ خبتن به فقالت‪:‬‬
‫دخل علي ر سول ال صلى ال عليه وسلم يوم الف تح ف بي ت ث أ مر باء صب ف قصعة ث أمر بثوب‬
‫فأخذ بين وبينه فاغتسل ث رش ناحية البيت فصلى ثان ركعات وذلك من الضحى قيامهن وركوعهن‬
‫وسجودهن وجلوسهن سواء قريب بعضهن من بعض فخرج ابن عباس رضي ال عنهما وهو يقول‪ :‬لقد‬
‫قرأت ما بي اللوحي ما عرفت صلة الضحى إل الَن {يسبحن بالعشي والشراق} وكنت أقول أين‬
‫صلة الشراق وكان ب عد يقول صلة الشراق ولذا قال عز و جل‪{ :‬والط ي مشورة} أي مبو سة ف‬
‫الواء { كل له أواب} أي مط يع ي سبح تبعا له‪ ,‬وقال سعيد بن جبي وقتادة ومالك عن ز يد بن أ سلم‬
‫وابطططططططن زيطططططططد {كطططططططل له أواب} أي مطيطططططططع‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وشدد نا مل كه} أي جعل نا له ملكا كاملً من ج يع ما يتاج إل يه اللوك‪ ,‬قال ا بن أ ب‬
‫ني عن ماهد كان أشد أهل الدنيا سلطانا‪ ,‬وقال السدي كان يرسه كل يوم أربعة آلف‪ ,‬وقال بعض‬
‫ال سلف بلغ ن أ نه كان ير سه ف كل ليلة ثل ثة وثلثون ألفا ل تدور علي هم النو بة إل مثل ها من العام‬
‫القابل‪ ,‬وقال غيه أربعون ألفا مشتملون بالسلح‪ ,‬وقد ذكر ابن جرير وابن أب حات من رواية علباء بن‬
‫أحر عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما أن نفرين من بن إسرائيل استعدى أحدها على الَخر‬
‫إل داود عليه الصلة وال سلم أنه اغتصبه بقرا فأن كر الَ خر ول ي كن للمدعي بينة فأر جأ أمره ا فل ما‬
‫كان الل يل أ مر داود عل يه ال صلة وال سلم ف النام بق تل الد عي‪ ,‬فل ما كان النهار طلبه ما وأ مر بق تل‬
‫‪752‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الد عي فقال يا نب ال علم تقتل ن و قد اغت صبن هذا بقري ؟ فقال له إن ال تعال أمر ن بقتلك فأ نا‬
‫قاتلك ل مالة‪ ,‬فقال وال إن ال ل يأ مر بقتلي ل جل هذا الذي ادع يت عل يه وإ ن ل صادق في ما ادع يت‬
‫ولكن كنت قد اغتلت أباه وقتلته ول يشعر بذلك أحد فأمر به داود عليه السلم فقتل‪ ,‬قال ابن عباس‬
‫ر ضي ال عنه ما‪ :‬فاشتدت هيب ته ف ب ن إ سرائيل و هو الذي يقول ال عز و جل {وشدد نا مل كه}‪.‬‬
‫وقوله عز وعل‪{ :‬وآتيناه الكمة} قال ماهد يعن الفهم والعقل والفطنة‪ ,‬وقال مرة‪ :‬الكمة والعدل‪,‬‬
‫وقال مرة‪ :‬الصطواب‪ ,‬وقال قتادة كتاب ال واتباع مطا فيطه‪ ,‬فقال السطدي {الكمطة} النبوة وقوله جطل‬
‫جلله {وفصطل الطاب} قال شريطح القاضطي والشعطب‪ :‬فصطل الطاب الشهود واليان وقال قتادة‬
‫شاهدان على الدعطي أو ي ي الدعطى عليطه هطو فصطل الطاب الذي فصطل بطه النطبياء والرسطل أو قال‬
‫الؤمنون والصالون وهو قضاء هذه المة إل يوم القيامة‪ ,‬وكذا قال أبو عبد الرحن السلمي وقال ماهد‬
‫والسدي هو إصابة القضاء وفهم ذلك وقال ماهد أيضا هو الفصل ف الكلم وف الكم وهذا يشمل‬
‫هذا كله وهو الراد واختاره ابن جرير وقال ابن أب حات حدثنا عمر بن شيبة النميي حدثنا إبراهيم بن‬
‫النذر حدثن عبد العزيز بن أب ثابت عن عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه عن بلل بن أب بردة عن أبيه‬
‫عن أب موسى رضي ال عنه قال‪ :‬أول من قال‪ :‬أما بعد داود عليه السلم وهو فصل الطاب‪ ,‬وكذا‬
‫طططططططد‪.‬‬ ‫طططططططا بعط‬ ‫طططططططل الطاب‪ :‬أمط‬ ‫طططططططب فصط‬ ‫قال الشعط‬

‫سوّرُواْ الْ ِمحْرَا بَ * ِإذْ دَ َخلُواْ عََلىَ دَاوُودَ َف َفزِ عَ ِمْنهُ مْ قَالُواْ لَ تَخَ ْ‬
‫ف‬ ‫** َوهَلْ َأتَا كَ َنبَُا الْخَ صْمِ إِ ْذ تَ َ‬
‫ط وَاهْدِنَآ إَِلىَ َسوَآ ِء ال صّرَاطِ * إِ ّن هَذَآ‬ ‫ح ّق وَ َل تُشْطِ ْ‬ ‫خَ صْمَانِ َب َغىَ َب ْعضُنَا عََلىَ َبعْ ضٍ فَا ْحكُ ْم َبيْنَنَا بِالْ َ‬
‫خطَا بِ * قَالَ َلقَ ْد ظَلَمَ كَ‬ ‫ج ٌة وَا ِح َدةٌ َفقَالَ أَ ْكفِ ْلنِيهَا َوعَزّنِي فِي الْ ِ‬ ‫ج ًة وَلِي نَعْ َ‬
‫أَخِي لَ ُه تِ سْعٌ َوتِ سْعُونَ َنعْ َ‬
‫جتِ كَ إَِلىَ ِنعَاجِ ِه َوإِ نّ َكثِيا مّ َن الْخُلَطَآءِ َلَيْبغِ َي َب ْعضُهُ ْم عََل َى َبعْ ضٍ إِ ّل الّذِي نَ آ َمنُواْ وَعَ ِملُواْ‬ ‫سؤَا ِل َنعْ َ‬
‫بِ ُ‬
‫ك َوإِنّ لَهُ‬
‫الصّالِحَاتِ وَقَلِي ٌل مّا هُ ْم َوظَنّ دَاوُودُ َأنّمَا َفتَنّاهُ فَا ْستَ ْغفَرَ َربّهُ وَ َخرّ رَاكِعا َوأَنَابَ * َف َغفَ ْرنَا لَهُ ذَلِ َ‬
‫عِندَنَططططططططططا لَزُْل َفىَ َوحُسطططططططططططْ َن مَططططططططططططآبٍ‬
‫قد ذكر الفسرون ها هنا قصة أكثرها مأخوذ من السرائيليات ول يثبت فيها عن العصوم حديث‬
‫يب اتباعه ولكن روى ابن أب حات حديثا ل يصح سنده لنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس رضي‬
‫ال عنه ويزيد وإن كان من الصالي لكنه ضعيف الديث عند الئمة فالول أن يقتصر على مرد تلوة‬
‫هذه الق صة وأن يرد علم ها إل ال عز و جل فإن القرآن حق و ما تض من ف هو حق أيضا‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬

‫‪753‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫{ففزع منهم} إنا كان ذلك لنه كان ف مرابه وهو أشرف مكان ف داره وكان قد أمر أن ل يدخل‬
‫عليه أحد ذلك اليوم فلم يشعر إل بشخصي قد تسورا عليه الحراب أي احتاطا به يسألنه عن شأنما‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬وعزن ف الطاب} أي غلبن يقال عز يعز إذا قهر وغلب‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬وظن داود‬
‫أن ا فتناه} قال علي بن أ ب طل حة عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أي اخ تبناه‪ .‬وقوله تعال {و خر‬
‫راكعا} أي ساجدا {وأناب} ويتمل أنه ركع أولً ث سجد بعد ذلك‪ ,‬وقد ذكر أنه استمر ساجدا‬
‫أربع ي صباحا {فغفر نا له ذلك} أي ما كان م نه م ا يقال ف يه إن ح سنات البرار سيئات القرب ي‪.‬‬
‫و قد اختلف الئ مة ف سجدة {ص} هل هي من عزائم ال سجود ؟ على قول ي الد يد من مذ هب‬
‫الشافعي رضي ال عنه أنا ليست من عزائم السجود بل هي سجدة شكر‪ ,‬والدليل على ذلك ما رواه‬
‫المام أحد حيث قال حدثنا إساعيل هو ابن علية عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫أنه قال السجدة ف {ص} ليست من عزائم السجود‪ ,‬وقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسجد‬
‫فيها‪ .‬ورواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي ف تفسيه من حديث أيوب به وقال الترمذي حسن‬
‫صحيح‪ .‬وقال النسائي أيضا عند تفسي هذه الَية أخبن إبراهيم بن السن هو القسمي حدثنا حجاج‬
‫بن ممد عن عمرو بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬إن النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم سجد ف {ص} وقال‪ « :‬سجدها داود عل يه ال صلة وال سلم تو بة ون سجدها شكرا»‬
‫تفرد بروايتططططططه النسططططططائي ورجال إسططططططناده كلهططططططم ثقات‪.‬‬
‫وقد أخبن شيخنا الافظ أبو الجاج الزي قراءة عليه وأنا أسع‪ ,‬أخبنا أبو إسحاق الدرجي أخبنا‬
‫زا هر بن أ ب طا هر الثق في حدثنا زا هر بن أ ب طا هر الشحامي أخبنا أ بو سعيد الكنجدروذي أخب نا‬
‫الاكم أبو أحد ممد بن ممد الافظ أخبنا أبو العباس السراج حدثنا هارون بن عبد ال حدثنا ممد‬
‫بن يزيد بن خنيس عن السن بن ممد بن عبيد ال بن أب يزيد قال‪ :‬قال ل ابن جريج يا حسن حدثن‬
‫جدك عبيد ال بن أب يزيد عن ابن عباس رضي ال عنهما قال جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال يا ر سول ال إ ن رأ يت في ما يرى النائم كأ ن أ صلي خلف شجرة فقرأت ال سجدة ف سجدت‪,‬‬
‫ف سجدت الشجرة ب سجودي ف سمعتها تقول و هي ساجدة‪ :‬الل هم اك تب ل عندك أجرا‪ ,‬واجعل ها ل‬
‫عندك ذخرا‪ ,‬وضططع باطط عنطط وزرا‪ ,‬واقبلهططا منطط كمططا قبلتهططا مططن عبدك داود‪.‬‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما فرأيت النب صلى ال عليه وسلم قام فقرأ السجدة ث سجد فسمعته‬
‫يقول وهو ساجد كما حكى الرجل عن كلم الشجرة‪ ,‬رواه الترمذي عن قتيبة وابن ماجه عن أب بكر‬
‫بن خلد كلها عن ممد بن يزيد بن خنيس نوه‪ ,‬وقال الترمذي غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪.‬‬
‫‪754‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقال البخاري عند تفسيها أيضا حدثنا ممد بن عبد ال حدثنا ممد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال‬
‫سألت ماهدا عن سجدة {ص} فقال‪ :‬سألت ابن عباس رضي ال عنهما من أين سجدت فقال أو ما‬
‫تقرأ {و من ذري ته داود و سليمان} {أولئك الذ ين هدى ال فبهدا هم اقتده} فكان داود عل يه ال صلة‬
‫والسلم من أمر نبيكم صلى ال عليه وسلم أن يقتدي به فسجدها داود عليه الصلة والسلم فسجدها‬
‫رسططططططططول ال صططططططططلى ال عليططططططططه وسططططططططلم‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عفان حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حيد حدثنا بكر هو ابن عبد ال الزن أنه‬
‫أخبه أن أبا سعيد الدري رضي ال عنه رأى رؤيا أنه يكتب {ص} فلما بلغ إل الَية الت يسجد با‬
‫رأى الدواة والقلم وكل شيء بضرته انقلب ساجدا قال فقصها على النب صلى ال عليه وسلم فلم يزل‬
‫يسجد با بعد‪ ,‬تفرد به أحد‪ ,‬وقال أبو داود حدثنا أحد بن صال حدثنا ابن وهب أخبن عمرو بن‬
‫الارث عن سعيد بن أ ب هلل عن عياض بن ع بد ال بن سعد بن أ ب سرح عن أ ب سعيد الدري‬
‫ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و هو على ال نب {ص} فل ما بلغ ال سجدة نزل‬
‫فسجد وسجد الناس معه فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشرف الناس للسجود فقال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪« :‬إنا هي توبة نب ولكن رأيتكم تشرفتم» فنل وسجد وتفرد به أبو داود وإسناده على‬
‫شرط الصططططططططططططططططططططططططططططططططططططحيحي‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} أي وإن له يوم القيامة لقربة يقربه ال عز وجل با‬
‫وحسطن مرجطع وهطو الدرجات العاليطة فط النطة لتوبتطه وعدله التام فط ملكطه كمطا جاء فط الصطحيح‬
‫«القسطون على منابر من نور عن يي الرحن وكلتا يديه يي الذين يقسطون ف أهليهم وما ولوا»‬
‫وقال المام أحد حدثنا يي بن آدم حدثنا فضيل عن عطية عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن أ حب الناس إل ال يوم القيا مة وأقرب م م نه مل سا إمام عادل‪ ,‬وإن أب غض‬
‫الناس إل ال يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر» ورواه الترمذي من حديث فضيل وهو ابن مرزوق‬
‫الغر عن عطية به‪ ,‬وقال ل نعرفه مرفوعا إل من هذا الوجه‪ .‬وقال ابن أب حات حدثنا أبو زرعة حدثنا‬
‫عبد ال بن أب زياد حدثنا سيار حدثنا جعفر بن سليمان سعت مالك بن دينار ف قوله تعال‪{ :‬وإن له‬
‫عند نا لزل فى وح سن مآب} قال يقام داود يوم القيا مة ع ند ساق العرش ث يقول يا داود مد ن اليوم‬
‫بذلك الصوت السن الرخيم الذي كنت تجدن به ف الدنيا فيقول وكيف وقد سلبته ؟ فيقول ال عز‬
‫و جل إ ن أرده عل يك اليوم قال في فع داود عل يه ال صلة وال سلم ب صوت ي ستفرغ نع يم أ هل النان‪.‬‬

‫‪755‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬

‫ك عَن َسبِيلِ اللّهِ‬


‫س بِالْحَ ّق وَ َل تَّتبِعِ الْ َهوَىَ َفُيضِلّ َ‬
‫** يَدَاوُودُ ِإنّا َجعَ ْلنَاكَ خَلِي َفةً فِي الرْضِ فَا ْحكُ ْم َبيْ َن النّا ِ‬
‫ط عَذَاب طٌ شَدِي ُد بِمَطا نَس طُوْا َيوْم طَ الْحِس طَابِ‬ ‫طبِيلِ اللّه طِ َلهُم ْ‬ ‫ط َيضِلّون طَ عَطن س َ‬ ‫إِن طّ الّذِين َ‬
‫هذه وصية من ال عز وجل لولة المور أن يكموا بي الناس بالق النل من عنده تبارك وتعال ول‬
‫يعدلوا ع نه فيضلوا عن سبيل ال‪ ,‬و قد تو عد تبارك وتعال من ضل عن سبيله وتنا سى يوم ال ساب‬
‫بالوعيد الكيد والعذاب الشديد‪ .‬قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أب حدثنا هشام بن خالد حدثنا الوليد حدثنا‬
‫مروان بن جناح حدثن إبراهيم أبو زرعة وكان قد قرأ الكتاب أن الوليد بن عبد اللك قال له‪ :‬أياسب‬
‫الليفة فإنك قد قرأت الكتاب الول وقرأت القرآن وفقهت فقلت يا أمي الؤمني أقول ؟ قال‪ :‬قل ف‬
‫أمان ال‪ ,‬قلت يا أم ي الؤمن ي أ نت أكرم على ال أو داود عل يه ال صلة وال سلم‪ ,‬إن ال تعال ج ع له‬
‫النبوة واللفة ث توعده ف كتابه فقال تعال‪{ :‬يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض فاحكم بي الناس‬
‫بالقط ول تتبطع الوى فيضلك عطن سطبيل ال} الَيطة وقال عكرمطة {لمط عذاب شديطد باط نسطوا يوم‬
‫ال ساب} هذا من القدم والؤ خر ل م عذاب شد يد يوم ال ساب ب ا ن سوا‪ ,‬وقال ال سدي ل م عذاب‬
‫شديد با تركوا أن يعملوا ليوم الساب وهذا القول أم شى على ظاهر الَية وال سبحانه وتعال الوفق‬
‫للصطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططواب‪.‬‬

‫ك ظَ ّن الّذِينَ َكفَرُواْ َف َويْلٌ ّللّذِينَ َكفَرُوْا مِ َن النّارِ * َأمْ‬ ‫ض َومَا َبْيَنهُمَا بَا ِطلً ذَلِ َ‬
‫** َومَا َخَل ْقنَا السّمَآ َء وَال ْر َ‬
‫جعَ ُل الْ ُمّتقِيَ كَاْلفُجّارِ * ِكتَا بٌ‬ ‫جعَ ُل الّذِي نَ آ َمنُواْ َوعَمِلُوْا ال صّالِحَاتِ كَالْ ُمفْ سِدِينَ فِي الرْ ضِ أَ مْ نَ ْ‬ ‫نَ ْ‬
‫ططططِ‬ ‫ط وَِليَتَذَ ّكرَ ُأوْلُو الْلبَابط‬ ‫ططط ِ‬ ‫ططططٌ ّليَ ّدبّ ُر َواْ آيَاتِهط‬ ‫ططططَ ُمبَارَكط‬ ‫ططططُ إَِليْكط‬ ‫أَنزَْلنَاهط‬
‫ي ب تعال أ نه ما خلق اللق عبثا وإن ا خلق هم ليعبدوه ويوحدوه ث يمع هم يوم ال مع فيث يب الط يع‬
‫ويعذب الكافر ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬وما خلقنا السماء والرض وما بينهما باطلً ذلك ظن الذين‬
‫كفروا} أي الذين ل يرون بعثا ول معادا وإنا يعتقدون هذه الدار فقط {فويل للذين كفروا من النار}‬
‫أي ويل لم يوم معادهم ونشورهم من النار العدة لم‪ ,‬ث بي تعال أنه عز وجل من عدله وحكمته ل‬
‫ي ساوي ب ي الؤمن ي والكافر ين فقال تعال‪{ :‬أم ن عل الذ ين آمنوا وعملوا ال صالات كالف سدين ف‬
‫الرض * أم ن عل التق ي كالفجار} أي ل نف عل ذلك ول ي ستوون ع ند ال وإذا كان ال مر كذلك فل‬
‫بد من دار أخرى يثاب فيها هذا الطيع ويعاقب فيها هذا الفاجر وهذا الرشاد يدل على العقول السليمة‬

‫‪756‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫والفطر الستقيمة على أنه ل بد من معاد وجزاء فإنا نرى الظال الباغي يزداد ماله وولده ونعيمه ويوت‬
‫كذلك ونرى الط يع الظلوم يوت بكمده فل بد ف حك مة الك يم العل يم العادل الذي ل يظلم مثقال‬
‫ذرة مطن إنصطاف هذا مطن هذا‪ ,‬وإذا ل يقطع هذا فط هذه الدار فتعيط أن هناك دارا أخرى لذا الزاء‬
‫والوا ساة‪ .‬ول ا كان القرآن ير شد إل القا صد ال صحيحة والآ خذ العقل ية ال صرية قال تعال‪{ :‬كتاب‬
‫أنزلناه إل يك مبارك ليدبروا آيا ته وليتذ كر أولو اللباب} أي ذوو العقول و هي اللباب ج ع لب و هو‬
‫الع قل‪ ,‬قال ال سن الب صري وال ما تدبره ب فظ حرو فه وإضا عة حدوده ح ت إن أحد هم ليقول قرأت‬
‫القرآن كله مطططا يرى له القرآن فططط خلق ول عمطططل‪ ,‬رواه ابطططن أبططط حاتططط‪.‬‬

‫جيَادُ * َفقَالَ ِإنّ يَ‬


‫ت الْ ِ‬
‫** َو َو َهبْنَا لِدَاوُودَ سَُليْمَا َن ِنعْ َم اْل َعبْدُ ِإنّ هُ َأوّا بٌ * إِ ْذ عُرِ ضَ عََليْ ِه بِاْلعَشِ يّ ال صّافِنَا ُ‬
‫حجَابِ * ُردّوهَا عَلَيّ فَ َطفِ َق مَسْحا بِالسّوقِ وَالعْنَاقِ‬ ‫ت بِالْ ِ‬
‫خيْ ِر عَن ذِكْرِ َربّي َحّتىَ َتوَارَ ْ‬ ‫ب الْ َ‬
‫أَ ْحَببْتُ حُ ّ‬
‫يقول تعال مبا أنه وهب لداود سليمان أي نبيا كما قال عز وجل‪{ :‬وورث سليمان داود} أي ف‬
‫النبوة وإل فقطد كان له بنون غيه فإنطه قطد كان عنده مائة امرأة حرائر‪ .‬وقوله تعال‪{ :‬نعطم العبطد إنطه‬
‫أواب} ثناء على سليمان بأنه كثي الطاعة والعبادة والنابة إل ال عز وجل‪ .‬قال ابن أب حات حدثنا أب‬
‫حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الوليد حدثنا ابن جابر حدثنا مكحول قال لا وهب ال تعال لداود سليمان‬
‫قال له يا بن ما أحسن ؟ قال سكينة ال واليان ؟ قال فما أقبح ؟ قال كفر بعد إيان قال فما أحلى‪,‬‬
‫قال روح ال بي عباده قال فما أبرد ؟ قال عفو ال عن الناس وعفو الناس بعضهم عن بعض قال داود‬
‫عليطططططططططه السطططططططططلم فأنطططططططططت نطططططططططب‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬إذ عرض عليطه بالعشطي الصطافنات الياد} أي إذ عرض على سطليمان عليطه الصطلة‬
‫والسلم ف حال ملكته وسلطانه اليل الصافنات قال ماهد وهي الت تقف على ثلث وطرف حافر‬
‫الرابعة والياد ال سراع وكذا قال غ ي وا حد من ال سلف‪ ,‬وقال ا بن جر ير حدثنا م مد بن بشار حدثنا‬
‫مؤمل حدثنا سفيان عن أبيه سعيد بن مسروق عن إبراهيم التيمي ف قوله عز وجل‪{ :‬إذ عرض عليه‬
‫بالعشطي الصطافنات الياد} قال كانطت عشريطن فرسطا ذات أجنحطة كذا رواه ابطن جريطر‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات حدثنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا ابن أب زائدة أخبن إسرائيل عن‬
‫سعيد بن مسروق عن إبراهيم التيمي قال كانت اليل الت شغلت سليمان عليه الصلة والسلم عشرين‬
‫ألف فرس فعقرها وهذا أشبه‪ ,‬وال أعلم‪ ,‬وقال أبو داود حدثنا ممد بن عوف حدثنا سعيد بن أب مري‬

‫‪757‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫أخبنا يي بن أيوب حدثنا عمارة بن غزية أن ممد بن إبراهيم حدثه عن أب سلمة بن عبد الرحن عن‬
‫عائ شة ر ضي ال عن ها قالت قدم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من غزوة تبوك أو خ يب و ف سهوتا‬
‫ستر فهبت الريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة رضي ال عنها لعب فقال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«ما هذا يا عائشة ؟» قالت رضي ال عنها بنات ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪« :‬ما هذا الذي أرى وسطهن ؟» قالت رضي ال عنها فرس‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪« :‬ما هذا الذي عليه ؟» قالت رضي ال عنها جناحان قال رسول ال صلى ال عليه وسلم «فرس‬
‫له جناحان ؟» قالت ر ضي ال عن ها أ ما سعت أن سليمان عل يه ال صلة وال سلم كا نت له خ يل ل ا‬
‫أجن حة قالت ر ضي ال عن ها فض حك صلى ال عل يه و سلم ح ت رأ يت نواجذه‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪:‬‬
‫{فقال إ ن أحب بت حب ال ي عن ذ كر ر ب ح ت توارت بالجاب} ذ كر غ ي وا حد من ال سلف‬
‫والف سرين أ نه اشت غل بعرض ها ح ت فات و قت صلة الع صر والذي يق طع به أ نه ل يترك ها عمدا بل‬
‫نسيانا كما شغل النب صلى ال عليه وسلم يوم الندق عن صلة العصر حت صلها بعد الغروب وذلك‬
‫ثا بت ف ال صحيحي من غ ي و جه من ذلك عن جابر ر ضي ال عنه قال جاء ع مر رضي ال ع نه يوم‬
‫الندق بعدما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش ويقول يا رسول ال ما كدت أصلي العصر حت‬
‫كادت الشمس تغرب فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬وال ما صليتها» فقال‪ :‬فقمنا إل بطحان‬
‫فتوضأ نب ال صلى ال عليه وسلم للصلة وتوضأنا لا فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ث صلى‬
‫بعد ها الغرب‪ .‬ويت مل أ نه كان سائغا ف ملت هم تأخ ي ال صلة لعذر الغزو والقتال‪ ,‬وال يل تراد للقتال‬
‫وقد ادعى طائفة من العلماء أن هذا كان مشروعا فنسخ ذلك بصلة الوف‪ ,‬ومنهم من ذهب إل ذلك‬
‫ف حال ال سايفة والضاي قة ح يث ل ت كن صلة ول ركوع ول سجود ك ما ف عل ال صحابة ر ضي ال‬
‫عنهم ف فتح تستر وهو منقول عن مكحول والوزاعي وغيها والول أقرب لنه قال بعده {ردوها‬
‫علي فطفق مسحا بالسوق والعناق} قال السن البصري‪ :‬ل‪ ,‬قال‪ :‬وال ل تشغلين عن عبادة رب آخر‬
‫مطا عليطك‪ ,‬ثط أمطر باط فعقرت وكذا قال قتادة‪ ,‬وقال السطدي‪ :‬ضرب أعناقهطا وعراقيبهطا بالسطيوف‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما جعل يسح أعراف اليل وعراقيبها حبا لا‬
‫وهذا القول اختاره ا بن جر ير قال ل نه ل ي كن ليعذب حيوانا بالعرق بة ويهلك مالً من ماله بل سبب‬
‫سوى أنه اشتغل عن صلته بالنظر إليها ول ذنب لا وهذا الذي رجح به ابن جرير فيه نظر لنه قد‬
‫يكون ف شرعهم جواز مثل هذا ول سيماإذا كان غضبا ل تعال بسبب أنه اشتغل با حت خرج وقت‬
‫الصلة ولذا لا خرج عنها ل تعال عوضه ال عز وجل ما هو خي منها وهو الريح ال ت تري بأمره‬
‫‪758‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫رخاء حيث أ صاب غدوها شهر ورواحها شهر فهذا أ سرع وخي من ال يل‪ ,‬قال المام أح د‪ :‬حدثنا‬
‫إساعيل حدثنا سليمان بن الغية عن حيد بن هلل عن أب قتادة وأب الدهاء وكانا يكثران السفر نو‬
‫البيت قال أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي‪ :‬أخذ بيدي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فج عل يعلم ن م ا عل مه ال عز و جل وقال‪« :‬إ نك ل تدع شيئا اتقاء ال تعال إل أعطاك ال عز و جل‬
‫ططططططططططططططططططططططططططططططططططططططه»‪.‬‬ ‫خيا منط‬

‫ب ا ْغفِرْ لِي َوهَبْ لِي مُلْكا ّل يَنَبغِي‬ ‫** وََلقَدْ َفَتنّا سَُليْمَانَ َوأَلْ َقْينَا عََلىَ كُرْ ِسيّهِ جَسَدا ثُمّ أَنَابَ * قَالَ رَ ّ‬
‫شيَاطِيَ‬ ‫جرِي ِبَأمْرِ هِ رُخَآءً َحيْ ثُ أَ صَابَ * وَال ّ‬ ‫سخّ ْرنَا لَ هُ الرّي َح تَ ْ‬
‫ت اْلوَهّا بُ * فَ َ‬
‫لحَ ٍد مّن َبعْدِ يَ ِإنّ كَ أَن َ‬
‫ك ِبغَيْرِ حِ سَابٍ *‬ ‫صفَادِ * هَ ـذَا عَطَآؤُنَا فَا ْمنُ نْ َأوْ َأمْ سِ ْ‬ ‫كُ ّل َبنّآءٍ َو َغوّا صٍ * وَآخَرِي َن ُمقَ ّرنِيَ فِي ال ْ‬
‫ط عِندَنَططططططا َلزُْلفَ َى وَحُسططططططْنَ مَآبططططططٍ‬ ‫َوإِنططططططّ لَهططططط ُ‬
‫يقول تعال‪{ :‬ولقد فتنا سليمان} أي اختبناه بأن سلبناه اللك {وألقينا على كرسيه جسدا} قال ابن‬
‫عباس ر ضي ال عنه ما وما هد و سعيد بن جبي وال سن وقتادة وغي هم يع ن شيطانا { ث أناب} أي‬
‫رجع إل ملكه وسلطانه وأُبته‪ .‬قال ابن جرير‪ ,‬وكان اسم ذلك الشيطان صخرا قاله ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما وقتادة وقيل آصف قاله ماهد وقيل صرد قاله ماهد أيضا وقيل حقيق قاله السدي وقد ذكروا‬
‫هذه الق صة مب سوطة ومت صرة‪ ,‬و قد قال سعيد بن أ ب عرو بة عن قتادة قال أ مر سليمان عل يه ال صلة‬
‫والسلم ببناء بيت القدس فقيل له ابنه ول يسمع فيه صوت حديد‪ ,‬قال فطلب ذلك فلم يقدر عليه فقيل‬
‫إن شيطانا ف البحر يقال له صخر شبه الارد قال فطلبه وكانت ف البحر عي يردها ف كل سبعة أيام‬
‫مرة فنح ماء ها وج عل في ها خرا فجاء يوم وروده فإذا هو بال مر فقال‪ :‬إ نك لشراب ط يب إل أ نك‬
‫تصبي الليم وتزيدين الاهل جهلً‪ ,‬قال ث رجع حت عطش عطشا شديدا ث أتاها فقال‪ :‬إنك لشراب‬
‫طيب إل أنك تصبي الليم وتزيدين الاهل جهلً‪ ,‬قال ث شربا حت غلب على عقله قال فأري الات‬
‫أو ختم به بي كتفيه فذل‪ ,‬قال وكان ملكه ف خاته فأتى به سليمان عليه الصلة والسلم فقال إنا قد‬
‫أمرنا ببناء هذا البيت وقيل لنا ل يسمعن فيه صوت حديد قال فأتى ببيض الدهد فجعل عليه زجاجة‬
‫فجاء الدهد فدار حولا فجعل يرى بيضه ول يقدر عليه فذهب فجاء بالاس فوضعه عليها فقطعها به‬
‫ح ت أف ضى إل بي ضه فأ خذ الاس فجعلوا يقطعون به الجارة وكان سليمان عل يه ال صلة وال سلم إذا‬
‫أراد أن يدخطل اللء أو المام ل يدخطل بالاتط فانطلق يوما إل المام‪ ,‬وذلك الشيطان صطخر معطه‬

‫‪759‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وذلك ع ند مقار فة قارف في ها ب عض ن سائه قال فد خل المام وأع طى الشيطان خات ه فألقاه ف الب حر‬
‫فالتقم ته سكة ونزع ملك سليمان م نه وأل قي على الشيطان ش به سليمان قال فجاء فق عد على كر سيه‬
‫و سريره و سلط على ملك سليمان كله غ ي ن سائه فج عل يق ضي بين هم وجعلوا ينكرون م نه أشياء ح ت‬
‫قالوا فت نب ال وكان فيهم رجل يشبهونه بعمر بن الطاب رضي ال عنه ف القوة فقال وال لجربنه‬
‫قال‪ :‬فقال يا نب ال وهو ل يرى إل أنه نب ال أحدنا تصيبه النابة ف الليلة الباردة فيدع الغسل عمدا‬
‫حت تطلع الشمس أترى عليه بأسا قال‪ :‬ل فبينما هو كذلك أربعي ليلة إذ وجد نب ال خاته ف بطن‬
‫سكة فأقبل فجعل ل يستقبله جن ول طي إل سجد له حت انتهى إليهم {وألقينا على كرسيه جسدا}‬
‫قال هطططططططططططططططططو الشيطان صطططططططططططططططططخر‪.‬‬
‫وقال السدي {ولقد فتنا سليمان} أي ابتلينا سليمان {وألقينا على كرسيه جسدا} قال شيطانا جلس‬
‫على كرسيه أربعي يوما قال كان لسيمان عليه الصلة والسلم مائة امرأة وكانت امرأة منهم يقال لا‬
‫جرادة وهي آثر نسائه وآمنهن عنده وكان إذا أجنب أو أتى حاجة نزع خاته ول يأمن عليه أحدا من‬
‫الناس غيها فأعطاها يوما خاته ودخل اللء‪ ,‬فخرج الشيطان ف صورته فقال هات الات فأعطته فجاء‬
‫ح ت جلس على ملس سليمان عل يه ال صلة وال سلم وخرج سليمان ب عد ذلك ف سألا أن تعط يه خات ه‬
‫فقالت‪ :‬أل تأخذه ق بل ؟ قال‪ :‬ل وخرج وكأ نه تائه وم كث الشيطان ي كم ب ي الناس أربع ي يوما قال‬
‫فأنكر الناس أحكامه فاجتمع قراء بن إسرائيل وعلماؤهم فجاءوا حت دخلوا على نسائه فقالوا لن إنا قد‬
‫أنكر نا هذا فإن كان سليمان ف قد ذ هب عقله وأنكر نا أحكا مه قال فب كى الن ساء ع ند ذلك قال فأقبلوا‬
‫يشون ح ت أتوه فأحدقوا به ث نشروا يقرءون التوارة قال فطار من ب ي أيدي هم ح ت و قع على شر فة‬
‫والات معه ث طار حت ذهب إل البحر فوقع الات منه ف البحر فابتلعه حوت من حيتان البحر وقال‬
‫وأقبل سليمان عليه الصلة والسلم ف حاله الت كان فيها حت انتهى إل صياد من صيادي البحر وهو‬
‫جائع وقد اشتد جوعه فسألم من صيدهم وقال إن أنا سليمان فقام إليه بعضهم فضربه بعصى فشجه‬
‫فجعل يغ سل دمه وهو على شاطىء البحر فلم الصيادون صاحبهم الذي ضربه فقالوا بئس ما صنعت‬
‫حيث ضربته قال إنه زعم أنه سليمان‪ ,‬قال فأعطوه سكتي ما قد مذر عندهم ول يشغله ما كان به من‬
‫الضرب ح ت قام إل شاطىء الب حر ف شق بطون ما فج عل يغ سل فو جد خات ه ف ب طن إحداه ا فأخذه‬
‫فلب سه فردّ ال عل يه باءه ومل كه فجاءت الط ي ح ت حا مت عل يه فعرف القوم أ نه سليمان عل يه ال صلة‬
‫وال سلم فقام القوم يعتذرون م ا صنعوا فقال ما أحد كم على عذر كم ول ألوم كم على ما كان من كم‬
‫كان هذا ال مر ل بد م نه قال فجاء ح ت أ تى مل كه وأر سل إل الشيطان فج يء به فأ مر به فج عل ف‬
‫‪760‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صندوق من حديد ث أطبق عليه وقفل عليه بقفل وختم عليه باته ث أمر به فألقي ف البحر فهو فيه حت‬
‫تقوم الساعة وكان اسه حقيق قال وسخر ال له الريح ول تكن سخرت له قبل ذلك وهو قوله‪{ :‬وهب‬
‫ططططت الوهاب}‪.‬‬ ‫ططططك أنط‬ ‫ططططن بعدي إنط‬ ‫ططططد مط‬ ‫ططططي لحط‬ ‫ل ملكا ل ينبغط‬
‫وقال ابن أب نيح عن ماهد ف قوله تبارك وتعال‪{ :‬وألقينا على كرسيه جسدا} قال شيطانا يقال له‬
‫آصف فقال له سليمان عليه الصلة والسلم كيف تفتنون الناس ؟ قال أرن خاتك أخبك فلما أعطاه‬
‫إياه نبذه آصف ف البحر فساح سليمان عليه الصلة والسلم وذهب ملكه وقعد آصف على كرسيه‬
‫ومنعه ال تبارك وتعال من نساء سليمان فلم يقرب نّ ول يقربنه وأنكرنه قال فكان سليمان عليه الصلة‬
‫وال سلم ي ستطعم فيقول أتعرفو ن ؟ أطعمو ن أ نا سليمان فيكذبو نه ح ت أعط ته امرأة يوما حوتا فف تح‬
‫بطنه فوجد خاته ف بطنه فرجع إليه ملكه وفر آصف فدخل البحر‪ .‬وأرى هذه كلها من السرائيليات‪,‬‬
‫ومن أنكرها ما قاله ابن أب حات‪ :‬حدثنا علي بن السي حدثنا ممد بن العلء وعثمان بن أب شيبة‬
‫وعلي بن ممد قالوا‪ :‬حدثنا أبو معاوية أخبنا العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس ر ضي ال عنه ما ف قوله تعال‪{ :‬وألقي نا على كر سيه ج سدا ث أناب} قال أراد سليمان عل يه‬
‫الصلة والسلم أن يدخل اللء فأعطى الرادة خاته وكانت الرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه‬
‫فجاء الشيطان ف صورة سليمان فقال ل ا ها ت خات ي فأعط ته إياه فل ما لب سه دا نت له ال نس وال ن‬
‫والشياطي فلما خرج سليمان عليه السلم من اللء قال لا هات خاتي قالت أعطيته سليمان قال أنا‬
‫سليمان قال كذ بت ما أ نت ب سليمان فج عل ل يأ ت أحدا يقول له أ نا سليمان إل كذ به ح ت ج عل‬
‫الصبيان يرمونه بالجارة فلما رأى ذلك سليمان عرف أنه من أمر ال عز وجل قال وقام الشيطان يكم‬
‫بيط الناس فلمطا أراد ال تبارك وتعال أن يرد على سطليمان سطلطانه ألقطى فط قلوب الناس إنكار ذلك‬
‫الشيطان قال فأر سلوا إل ن ساء سليمان فقالوا ل ن‪ :‬أتنكرن من سليمان شيئا‪ ,‬قلن ن عم إ نه يأتي نا ون ن‬
‫حيض وما كان يأتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها‬
‫سحر وكفر فدفنوها تت كرسي سليمان ث أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بذا كان يظهر سليمان‬
‫على الناس ويغلبهم فأكفر الناس سليمان عليه الصلة والسلم فلم يزالوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان‬
‫بالات فطرحه ف البحر فتلقته سكة فأخذته‪ ,‬وكان سليمان عليه السلم يمل على شط البحر بالجر‬
‫فجاء رجل فاشترى سكا فيه تلك السمكة الت ف بطنها الات فدعا سليمان عليه الصلة والسلم فقال‪:‬‬
‫ت مل ل هذا ال سمك ؟ فقال ن عم قال ب كم ؟ قال ب سمكة من هذا ال سمك قال فح مل سليمان عل يه‬
‫الصلة والسلم السمك ث انطلق إل منله فلما انتهى الرجل إل بابه أعطاه تلك السمكة الت ف بطنها‬
‫‪761‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الات فأخذها سليمان عليه الصلة والسلم فشق بطنها فإذا بالات ف جوفها فأخذه فلبسه‪ ,‬قال فلما‬
‫لبسه دانت له الن والنس والشياطي وعاد إل حاله وهرب الشيطان حت لق بزيرة من جزائر البحر‬
‫فأرسل سليمان عليه الصلة والسلم ف طلبه وكان شيطانا مريدا فجعلوا يطلبونه ول يقدرون عليه حت‬
‫وجدوه يوما نائما فجاؤوا فبنوا عل يه بنيانا من ر صاص فا ستيقظ فو ثب فج عل ل ي ثب ف مكان من‬
‫البيت إل اناط معه من الرصاص‪ ,‬قال فأخذوه فأوثقوه وجاؤوا به إل سليمان عليه الصلة والسلم فأمر‬
‫به فنقر له تت من رخام ث أدخل ف جوفه ث س ّد بالنحاس ث أمر به فطرح ف البحر فذلك قوله تبارك‬
‫وتعال‪{ :‬ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ث أناب} يعن الشيطان الذي كان سلط عليه‪,‬‬
‫إسناده إل ابن عباس رضي ال عنهما قوي‪ ,‬ولكن الظاهر أنه إنا تلقاه ابن عباس رضي ال عنهما إن‬
‫صح ع نه من أ هل الكتاب وفي هم طائ فة ل يعتقدون نبوة سليمان عل يه ال صلة وال سلم فالظا هر أن م‬
‫يكذبون عليه‪ ,‬ولذا كان ف السياق منكرات من أشدها ذكر النساء فإن الشهور عن ماهد وغي واحد‬
‫من أئ مة ال سلف أن ذلك ال ن ل ي سلط على ن ساء سليمان بل ع صمهن ال عز و جل م نه تشريفا‬
‫وتكريا لنبيه عليه السلم‪ .‬وقد رويت هذه القصة مطولة عن جاعة من السلف رضي ال عنهم كسعيد‬
‫بن السيب وزيد بن أسلم وجاعة آخرين وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب‪ ,‬وال سبحانه وتعال‬
‫أعلم بالصطططططططططططططططططططططططططططططططططططططواب‪.‬‬
‫قال يي بن أب عروبة الشيبان‪ :‬وجد سليمان خاته بعسقلن فمشى ف خرقة إل بيت القدس تواضعا‬
‫ل عز وجل‪ ,‬رواه ابن أب حات‪ .‬وقد روى ابن أب حات عن كعب الحبار ف صفة كرسي سليمان عليه‬
‫الصلة والسلم خبا عجيبا فقال حدثنا أب رحه ال حدثنا أبو صال كاتب الليث أخبن أبو إسحاق‬
‫الصري عن كعب الحبار أنه لا فرغ من حديث إرم ذات العماد قال له معاوية‪ :‬يا أبا إسحاق أخبن‬
‫عن كرسي سليمان عليه الصلة والسلم وما كان عليه ومن أي شيء هو‪ ,‬فقال كان كرسي سليمان‬
‫مطن أنياب الفيلة مرصطعا بالدر والياقوت والزبرجطد واللؤلؤ‪ ,‬وقطد جعطل له درجطة منهطا مفصطصا بالدر‬
‫والياقوت والزبر جد ث أ مر بالكر سي ف حف من جا نبيه بالن خل ن ل من ذ هب شاري ها من ياقوت‬
‫وزبر جد ولؤلؤ‪ ,‬وج عل على رؤوس الن خل ال ت على ي ي الكر سي طواو يس من ذ هب ث ج عل على‬
‫رؤوس الن خل ال ت على ي سار الكر سي ن سورا من ذ هب مقابلة الطواو يس‪ ,‬وج عل على ي ي الدر جة‬
‫الول شجر ت صنوبر من ذ هب وعلى ي سارها أ سدان من ذ هب وعلى رؤوس ال سدين عمودان من‬
‫زبرجد‪ ,‬وجعل من جانب الكرسي كرم من ذهب قد أظلتا الكرسي وجعل عناقيدها درا وياقوتا أحر‪,‬‬
‫ث جعل فوق درج الكرسي أسدان عظيمان من ذهب موفان مشوان مسكا وعنبا‪ ,‬فإذا أراد سليمان‬
‫‪762‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عليه السلم أن يصعد على كرسيه استدار السدان ساعة ث يقعان فينضحان ما ف أجوافهما من السك‬
‫والع نب حول كر سي سليمان عل يه ال صلة وال سلم ث يو ضع م نبان من ذ هب وا حد لليف ته والَ خر‬
‫لرئيس أحبار بن إسرائيل ذلك الزمان‪ ,‬ث يوضع أمام كرسيه سبعون منبا من ذهب عليها سبعون قاضيا‬
‫من ب ن إ سرائيل وعلمائ هم وأ هل الشرف من هم والطول‪ ,‬و من خلف تلك النابر كل ها خ سة وثلثون‬
‫م نبا من ذ هب ل يس علي ها أ حد فإذا أراد أن ي صعد على كر سيه و ضع قدم يه على الدر جة ال سفلى‬
‫فاستدار الكرسي كله با فيه وما عليه ويبسط السد يده اليمن وينشر النسر جناحه اليسر ث يصعد‬
‫سليمان عليه الصلة والسلم على الدرجة الثانية فيبسط السد يده اليسرى وينشر النسر جناحه الين‬
‫فإذا ا ستوى سليمان عل يه ال صلة وال سلم على الدر جة الثال ثة وق عد على الكر سي أ خذ ن سر من تلك‬
‫النسور عظيم تاج سليمان عليه الصلة والسلم فوضعه على رأسه فإذا وضعه على رأسه استدار الكرسي‬
‫با فيه كما تدور الرحى السرعة‪ ,‬فقال معاوية رضي ال عنه‪ :‬وما الذي يديره يا أبا إسحاق ؟ قال‪ :‬تني‬
‫من ذهب ذلك الكرسي عليه وهو عظيم ما عمله صخر الن فإذا أحست بدورانه دارت تلك السود‬
‫والنسور والطواويس الت ف أسفل الكرسي دُرْ َن إل أعله فإذا وقف وقفن كلهن منكسات رؤوسهن‬
‫على رأس سليمان عليه الصلة والسلم وهو جالس ث ينضحن جيعا ما ف أجوافهن من السك والعنب‬
‫على رأس سليمان بن داود عليه ما ال صلة وال سلم‪ .‬ث تتناول حا مة من ذ هب واق فة على عمود من‬
‫جوهر التوارة فتجعلها ف يده فيقرؤها سليمان عليه الصلة والسلم على الناس‪ .‬وذكر تام الب وهو‬
‫غريطب جدا {قال رب اغفطر ل وهطب ل ملكا ل ينبغطي لحطد مطن بعدي إنطك أنطت الوهاب} قال‬
‫بعضهم ل ينبغي لحد من بعدي أي ل يصلح لحد أن يسلبنيه بعدي كما كان من قضية السد الذي‬
‫ألقي على كرسيه ل أنه يجر على من بعده من الناس والصحيح أنه سأل من ال تعال ملكا ل يكون‬
‫لحد من بعده من البشر مثله وهذا هو ظاهر السياق من الَية وبذلك وردت الحاديث الصحيحة من‬
‫طططططلم‪.‬‬ ‫طططططه وسط‬ ‫طططططلى ال عليط‬ ‫طططططول ال صط‬ ‫طططططن رسط‬ ‫طرق عط‬
‫قال البخاري عند تفسي هذه الَية‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبنا روح وممد بن جعفر عن شعبة‬
‫عن ممد بن زياد عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إن عفريتا من الن‬
‫تفلت عل يّ البارحة ط أو كلمة نوها ط ليقطع علي الصلة فأمكنن ال تبارك وتعال منه وأردت أن‬
‫أربطه إل سارية من سواري السجد حت تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان عليه‬
‫الصلة والسلم {رب اغفر ل وهب ل ملكا ل ينبغي لحد من بعدي} قال روح فرده خاسئا وكذا‬
‫رواه مسلم والنسائي من حديث شعبة به‪ .‬وقال مسلم ف صحيحه حدثنا ممد بن سلمة الرادي حدثنا‬
‫‪763‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫عبد ال بن وهب عن معاوية بن صال حدثن ربيعة بن زيد عن أب إدريس الولن عن أب الدرداء‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬قام ر سول ال صلى ال عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول‪« :‬أعوذ بال منك ط ث‬
‫قال ط ألع نك بلع نة ال» ثلثا وب سط يده كأ نه يتناول شيئا فل ما فرغ من ال صلة قل نا‪ :‬يا ر سول ال‬
‫سعناك تقول ف الصلة شيئا ل نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫«إن عدو ال إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله ف وجهي فقلت أعوذ بال منك ثلث مرات ث قلت‬
‫ألع نك بلع نة ال التا مة فلم يتأ خر ثلث مرات ث أردت أن آخذه وال لول دعوة سليمان ل صبح موثقا‬
‫ططططططة»‪.‬‬ ‫ططططططل الدينط‬ ‫ططططططبيان أهط‬ ‫ططططططه صط‬ ‫ططططططب بط‬ ‫يلعط‬
‫وقال المام أحد حدثنا أبو أحد حدثنا ميسرة بن معبد حدثنا أبو عبيد حاجب سليمان قال رأيت‬
‫عطاء بن يزيد الليثي قائما يصلي فذهبت أمر بي يديه فردن ث قال حدثن أبو سعيد الدري رضي ال‬
‫عنه أن ر سول ال صلى ال عليه و سلم قام ي صلي صلة ال صبح و هو خل فه فقرأ فالتب ست عل يه القراءة‬
‫فلما فرغ من صلته قال‪« :‬لو رأيتمون وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حت وجدت برد لعابه‬
‫بي أصبعي هاتي ط البام والت تليها ط ولول دعوة أخي سليمان لصبح مربوطا بسارية من سواري‬
‫السجد يتلعب به صبيان الدينة فمن استطاع منكم أن ل يول بينه وبي القبلة أحد فليفعل» وقد روى‬
‫أبو داود منه «من استطاع منكم أن ل يول بينه وبي القبلة أحد فليفعل» عن أحد بن أب سريج عن‬
‫أبطططططططططططط أحدطططططططططططط الزبيي بططططططططططططه‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا إبراهيم بن ممد الفزاري حدثنا الوزاعي حدثن ربيعة‬
‫بن يز يد بن ع بد ال الديل مي قال دخلت على ع بد ال بن عمرو ر ضي ال عنه ما و هو ف حائط له‬
‫بالطائف يقال له الوهط وهو ماصر فت من قريش يُزَنّ بشرب المر فقلت بلغن عنك حديث أنه «من‬
‫شرب شربة من المر ل يقبل ال عز وجل له توبة أربعي صباحا‪ ,‬وإن الشقي من شقي ف بطن أمه‪,‬‬
‫وإنه من أتى البيت القدس ل ينهزه إل الصلة فيه خرج)من خطيئته مثل يوم ولدته أمه» فلما سع الفت‬
‫ذكر المر اجتذب يده من يده ث انطلق فقال عبد ال بن عمرو رضي ال عنهما إن ل أحل لحد أن‬
‫يقول علي ما ل أقل سعت رسول ال يقول‪« :‬من شرب المر شربة ل تقبل له صلة أربعي صباحا‬
‫فإن تاب تاب ال عليطه فإن عاد كان حقا على ال تعال أن يسطقيه مطن طينطة البال يوم القيامطة» قال‬
‫وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إن ال عز وجل خلق خلقه ف ظلمة ث ألقى عليهم من‬
‫نوره فمطن أصطابه مطن نوره يومئذ اهتدى ومطن أخطأه ضطل فلذلك أقول جطف القلم على علم ال عطز‬
‫و جل» و سعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬إن سليمان عل يه ال سلم سأل ال تعال ثلثا‬
‫‪764‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫فأعطاه اثنتي ونن نرجو أن تكون لنا الثالثة‪ ,‬سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا ل‬
‫ينب غي ل حد من بعده‪ ,‬فأعطاه إياه و سأله أي ا ر جل خرج من بي ته ل ير يد إل ال صلة ف هذا ال سجد‬
‫خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فنحن نرجو أن يكون ال عز وجل قد أعطانا إياها» وقد روى هذا‬
‫الفصل الخي من هذا الديث النسائي وابن ماجه من طرق عن عبد ال بن فيوز الديلمي عن عبد ال‬
‫بن عمرو رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال‪« :‬إن سليمان عليه الصلة والسلم لا بن بيت القدس‬
‫سأل ر به عز و جل خل ًل ثلثا» وذكره و قد روي من حد يث را فع بن عم ي ر ضي ال ع نه بإ سناد‬
‫وسياق غريبي‪ .‬فقال الطبان حدثنا ممد بن السن بن قتيبة العسقلن حدثنا ممد بن أيوب بن سويد‬
‫حدثن أب حدثنا إبراهيم بن أب عبلة عن أب الزاهرية عن رافع بن عمي قال سعت رسول ال يقول‪:‬‬
‫«قال ال عز وجل لداود عليه الصلة والسلم ابن ل بيتا قي الرض فبن داود بيتا لنفسه قبل البيت‬
‫الذي أمر به فأوحى ال إليه يا داود نصبت بيتك قبل بيت قال يا رب هكذا قضيت من ملك استأثر ث‬
‫أخذ ف بناء السجد فلما ت السور سقط ثلثا فشكا ذلك إل ال عز وجل فقال يا داود إنك ل تصلح‬
‫أن تب ن ل بيتا قال ول يا رب ؟ قال ل ا جرى على يد يك من الدماء‪ ,‬قال يا رب أو ما كان ذلك ف‬
‫هواك ومب تك ؟ قال بلى ولكن هم عبادي وأ نا أرح هم ف شق ذلك عل يه فأو حى ال إل يه ل تزن فإ ن‬
‫سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان فلما مات داود أخذ سليمان ف بنائه ولا تّ قرّب القرابي وذبح‬
‫الذبائح وجع بن إسرائيل فأوحى ال إليه قد أرى سرورك ببنيان بيت فسلن أعطك قال أسألك ثلث‬
‫خصال حكما يصادف حكمك وملكا ل ينبغي لحد من بعدي ومن أتى هذا البيت ل يريد إل الصلة‬
‫فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ط قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ط أما الثنتان فقد أعطيهما‬
‫وأ نا أر جو أن يكون قد أع طي الثال ثة» وقال المام أح د‪ :‬حدث نا ع بد ال صمد حدث نا ع مر بن را شد‬
‫اليمامي حدثنا إياس بن سلمة الكوع عن أبيه رضي ال عنه قال‪ :‬ما سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم دعا إل استفتحه بط «سبحان ال رب العلي العلى الوهاب» وقد قال أبو عبيد‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫ثا بت عن جع فر بن برقان عن صال بن سار قال ل ا مات نب ال داود عليه ال سلم أو حى ال تبارك‬
‫وتعال إل ابنه سليمان عليه الصلة والسلم أن سلن حاجتك قال أسألك أن تعل ل قلبا يشاك كما‬
‫كان قلب أ ب وأن ت عل قل ب ي بك ك ما كان قلب أ ب فقال ال عز و جل‪ :‬أر سلت إل عبدي و سألته‬
‫حاجته فكانت حاجته أن أجعل قلبه يشان وأن أجعل قلبه يبن‪ ,‬لهب له ملكا ل ينبغي لحد من‬
‫بعده‪.‬‬

‫‪765‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قال ال جلت عظمته‪{ :‬فسخرنا له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب} والت بعدها قال فأعطاه ما‬
‫أعطاه و ف الَخرة ل ح ساب عل يه هكذا أورده أ بو القا سم بن ع ساكر ف ترج ة سليمان عل يه ال صلة‬
‫والسلم ف تاريه‪ ,‬وروي عن بعض السلف أنه قال بلغن عن داود عليه الصلة والسلم أنه قال‪ :‬إلي‬
‫كن لسليمان كما كنت ل‪ ,‬فأوحى ال عز وجل إليه‪ :‬أن قل لسليمان أن يكون ل كما كنت ل أكن‬
‫له كما كنت لك‪ .‬وقوله تبارك وتعال‪{ :‬فسخرنا له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب} قال السن‬
‫البصري رحه ال لا عقر سليمان عليه الصلة والسلم اليل غضبا ل عز وجل عوضه ال تعال ما هو‬
‫ططر‪.‬‬ ‫ططا شهط‬ ‫ططر ورواحهط‬ ‫ططا شهط‬ ‫طط غدوهط‬ ‫ططح التط‬ ‫ططرع‪ ,‬الريط‬‫ططا وأسط‬ ‫طط منهط‬ ‫خيط‬
‫وقوله جل وعل‪{ :‬حيث أصاب} أي حيث أراد من البلد‪ .‬وقوله جل جلله‪{ :‬والشياطي كل بناء‬
‫وغواص} أي منهطم مطا هطو مسطتعمل فط البنيطة الائلة مطن ماريطب وتاثيطل وجفان كالواب وقدور‬
‫راسطيات إل غيط ذلك مطن العمال الشاقطة التط ل يقدر عليهطا البشطر‪ ,‬وطائفطة غواصطون فط البحار‬
‫يستخرجون ما فيها من اللَلء والواهر والشياء النفيسة الت ل توجد إل فيها {وآخرين مقرني ف‬
‫الصفاد} أي موثقون ف الغلل والكبال من قد ترد وعصى وامتنع من العمل وأب‪ ,‬أو قد أساء ف‬
‫صطططططططططططططططططططططططططططططططططططططنيعه واعتدى‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغي ح ساب} أي هذا الذي أعطيناك من اللك التام‬
‫والسلطان الكامل كما سألتنا فأعط من شئت واحرم من شئت ل حساب عليك أي مهما فعلت فهو‬
‫جائز لك احكم با شئت فهو صواب وقد ثبت ف الصحيحي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا‬
‫خي بي أن يكون عبدا رسولً ط وهو الذي يفعل ما يؤمر به وإنا هو قاسم يقسم بي الناس كما أمره‬
‫ال تعال به ط وب ي أن يكون نبيا ملكا يع طي من يشاء وي نع من يشاء بل ح ساب ول جناح‪ ,‬اختار‬
‫النلة الول بعدما استشار جب يل عليه الصلة والسلم فقال له توا ضع فاختار النلة الول لن ا أر فع‬
‫قدرا عند ال عز وجل وأعلى منلة ف العاد وإن كانت النلة الثانية وهي النبوة مع اللك عظيمة أيضا‬
‫ف الدنيا والَخرة‪ ,‬ولذا لا ذكر تبارك وتعال ما أعطى سليمان عليه الصلة والسلم ف الدنيا نبه تعال‬
‫على أنه ذو حظ عند ال يوم القيامة أيضا فقال تعال‪{ :‬وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} أي ف الدنيا‬
‫والَخرة‪.‬‬

‫‪766‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ك هَ ـذَا‬ ‫ض بِرِ ْجلِ َ‬
‫صبٍ َوعَذَا بٍ * ارْكُ ْ‬ ‫سنِيَ الشّيْطَا نُ ِبنُ ْ‬ ‫** وَاذْ ُك ْر عَبْدَنَآ َأيّو بَ ِإ ْذ نَادَىَ َربّ هُ أَنّي مَ ّ‬
‫ُمغْتَ سَ ٌل بَا ِر ٌد َوشَرَا بٌ * َو َوهَْبنَا لَ هُ َأهْلَ هُ َومِثَْلهُ ْم ّم َعهُ مْ َرحْ َم ًة ّمنّا وَذِكْرَىَ ُلوْلِي اللْبَا بِ * َوخُ ْذ ِبيَدِ كَ‬
‫ط الْ َعبْدُ ِإنّهططُ َأوّابططٌ‬ ‫حنَثططْ إِنّططا وَجَ ْدنَاهططُ صططَابِرا ّنعْمط َ‬ ‫ط وَلَ تَ ْ‬
‫ضرِب بّهط ِ‬ ‫ضغْثا فَا ْ‬ ‫ِ‬
‫يذ كر تبارك وتعال عبده ور سوله أيوب عل يه ال صلة وال سلم و ما كان ابتله تعال به من ال ضر ف‬
‫ج سده وماله وولده ح ت ل ي بق ف ج سده مغرز إبرة سليما سوى قل به‪ ,‬ول ي بق له من الدن يا ش يء‬
‫يستعي به على مرضه وما هو فيه غي أن زوجته حفظت وده ليانا بال تعال ورسوله فكانت تدم‬
‫الناس بالجرة وتطعمه وتدمه نوا من ثان عشرة سنة‪ ,‬وقد كان قبل ذلك ف مال جزيل وأولد وسعة‬
‫طائلة ف الدن يا‪ ,‬ف سلب ج يع ذلك ح ت آل به الال إل أن أل قي على مزبلة من مزا بل البلدة هذه الدة‬
‫بكمالا ورفضه القريب والبعيد سوى زوجته رضي ال عنها فإنا كانت ل تفارقه صباحا ومساء إل‬
‫بسبب خدمة الناس ث تعود إليه قريبا‪ ,‬فلما طال الطال‪ ,‬واشتد الال‪ ,‬وانتهى القدر‪ ,‬وت الجل القدر‬
‫تضرع إل رب العالي وإله الرسلي فقال {إن مسن الضر وأنت أرحم الراحي} وف هذه الية الكرية‬
‫قال‪{ :‬واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أن مسن الشيطان بنصب وعذاب} قيل بنصب ف بدن وعذاب‬
‫ف مال وولدي فع ند ذلك ا ستجاب له أر حم الراح ي وأمره أن يقوم من مقا مه وأن ير كض الرض‬
‫برجله ففعل فأنبع ال تعال عينا وأمره أن يغتسل منها فأذهبت جيع ما كان ف بدنه من الذى‪ ,‬ث أمره‬
‫فضرب الرض ف مكان آخر فأنبع له عينا أخرى وأمره أن يشرب منها فأذهبت جيع ما كان ف باطنه‬
‫من ال سوء وتكاملت العاف ية ظاهرا وباطنا‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬ار كض برجلك هذا مغت سل بارد‬
‫وشراب} قال ابن جرير وابن أب حات جيعا حدثنا يونس بن عبد العلى أخبنا ابن وهب أخبن نافع‬
‫بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬إن نب ال أيوب عليه الصلة والسلم لبث به بلؤه ثان عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد‬
‫إل رجل ي كانا من أ خص إخوانه به كانا يغدوان إليه ويروحان‪ ,‬فقال أحده ا لصاحبه تعلم وال ل قد‬
‫أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالي قال له صاحبه وما ذاك ؟ قال منذ ثان عشرة سنة ل يرحه‬
‫ال فيكشف ما به فلما راحا إليه ل يصب الرجل حت ذكر ذلك له‪ ,‬فقال أيوب عليه الصلة والسلم ل‬
‫أدري ما تقول غي أن ال عز وجل يعلم أن كنت أمر على الرجلي يتنازعان فيذكران ال تعال فأرجع‬
‫إل بي ت فأك فر عنه ما كراه ية أن يذ كر ال تعال إل ف حق‪ ,‬قال وكان يرج إل حاج ته فإذا قضا ها‬
‫أم سكت امرأ ته بيده ح ت يبلغ فل ما كان ذات يوم أب طأ علي ها فأو حى ال تبارك وتعال إل أيوب عل يه‬
‫ال صلة وال سلم أن {ار كض برجلك هذا مغت سل بارد وشراب} فا ستبطأته فالتف تت تن ظر فأق بل علي ها‬
‫‪767‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقد أذهب ال ما به من البلء وهو على أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك ال فيك هل رأيت نب‬
‫ل أشبه به منك إذ كان صحيحا قال فإن أنا هو‪,‬‬ ‫ال هذا البتلى‪ ,‬فوال القدير على ذلك ما رأيت رج ً‬
‫قال وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعي فبعث ال تعال سحابتي فلما كانت إحداها على أندر‬
‫القمح أفرغت فيه الذهب حت فاض وأفرغت الخرى ف أندر الشعي حت فاض‪ ,‬هذا لفظ ابن جرير‬
‫رحهططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط ال‪.‬‬
‫وقال المام أحد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن هام بن منبه قال‪ :‬هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه جراد من ذهب‬
‫فجعل أيوب عليه الصلة والسلم يثو ف ثوبه فناداه ربه عز وجل يا أيوب أل أكن أغنيتك عما ترى‬
‫قال عليه الصلة والسلم بلى يا رب ولكن ل غن ب عن بركتك» انفرد بإخراجه البخاري من حديث‬
‫عبطد الرزاق بطه‪ ,‬ولذا قال تبارك وتعال‪{ :‬ووهبنطا له أهله ومثلهطم معهطم رحةط منطا وذكرى لول‬
‫اللباب} قال السططن وقتادة أحياهططم ال تعال له بأعيانمطط وزادهططم مثلهططم معهططم‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬رح ة م نا} أي به على صبه وثبا ته وإناب ته وتواض عه وا ستكانته {وذكرى لول‬
‫اللباب} أي لذوي العقول ليعلموا أن عاقبطة الصطب الفرج والخرج والراحطة‪ .‬وقوله جلت عظمتطه‪:‬‬
‫{وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ول تنث} وذلك أن أيوب عليه الصلة والسلم كان قد غضب على‬
‫زوجته ووجد عليها ف أمر فعلته قيل باعت ضفيتا ببز فأطعمته إياه فلمها على ذلك وحلف إن شفاه‬
‫ال تعال ليضربن ها مائة جلدة‪ ,‬وق يل لغ ي ذلك من ال سباب فل ما شفاه ال عز و جل وعافاه ما كان‬
‫جزاؤ ها مع هذه الد مة التا مة والرح ة والشف قة والح سان أن تقا بل بالضرب فأفتاه ال عز و جل أن‬
‫يأخذ ضغثا وهو الشمراخ فيه مائة قضيب فيضربا به ضربة واحدة وقد برت يينه وخرج من حنثه ووف‬
‫بنذره‪ ,‬وهذا من الفرج والخرج لن اتقى ال تعال وأناب إليه‪ ,‬ولذا قال جل وعل‪{ :‬إنا وجدناه صابرا‬
‫نعم العبد إنه أواب} أثن ال تعال عليه ومدحه بأنه {نعم العبد إنه أواب} أي رجاع منيب‪ ,‬ولذا قال‬
‫جل جلله‪{ :‬و من ي تق ال ي عل له مرجا * ويرز قه من ح يث ل يت سب و من يتو كل على ال ف هو‬
‫حسبه إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شيء قدرا*} واستدل كثي من الفقهاء بذه الَية الكرية على‬
‫مسطططائل فططط اليان وغيهطططا‪ .‬وقطططد أخذوهطططا بقتضاه وال أعلم بالصطططواب‪.‬‬

‫‪768‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫صةٍ ذِكْرَى الدّارِ *‬
‫صنَاهُ ْم بِخَالِ َ‬
‫ق َوَيعْقُو بَ ُأوْلِي اليْدِي وَالبْ صَارِ * ِإنّآ أَ ْخلَ ْ‬ ‫** ِعبَا َدنَآ ِإبْرَاهِي َم َوإِ سْحَا َ‬
‫َوإِّنهُ ْم عِن َدنَا لَمِ َن الْمُ صْ َط َفيْنَ ال ْخيَارِ * وَاذْكُرْ إِ سْمَاعِي َل وَالْيَ سَ َع َوذَا اْل ِكفْلِ وَكُ ّل مّ نَ ال ْخيَارِ * هَـذَا‬
‫ط َن مَآبططططططططٍ‬ ‫ططططططط َلحُسططططططط ْ‬ ‫ذِ ْك ٌر َوإِنططططططططّ ِللْ ُمّتقِيَط‬
‫يقول تبارك وتعال مبا عن فضائل عباده الرسلي وأنبيائه العابدين {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق‬
‫ويعقوب أول اليدي والبصطار} يعنط بذلك العمطل الصطال والعلم النافطع والقوة فط العبادة والبصطية‬
‫النافذة‪ ,‬قال علي بن أب طلحة عن ابن عباس رضي ال عنهما {أول اليدي} يقول أول القوة والعبادة‬
‫{والبصار} يقول الفقه ف الدين‪ .‬وقال ماهد {أول اليدي} يعن القوة ف طاعة ال تعال والبصار‬
‫طن‪.‬‬ ‫طرا ف ط الديط‬ ‫طدي‪ :‬أعطوا قوة ف ط العبادة وبصط‬ ‫طر ف ط الق ط وقال قتادة والسط‬ ‫يعن ط البصط‬
‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬إ نا أخلصطناهم بالصطة ذكرى الدار} قال ماهطد أي جعلناهطم يعملون للَخرة‬
‫ليس لم غيها وكذا قال السدي ذكرهم للَخرة وعملهم لا‪ .‬وقال مالك بن دينار نزع ال تعال من‬
‫قلوبم حب الدنيا وذكرها وأخلصهم بب الَخرة وذكرها‪ ,‬وكذا قال عطاء الراسان‪ .‬وقال سعيد بن‬
‫جبي يعن بالدار النة يقول أخلصناها لم بذكرهم لا‪ ,‬وقال ف رواية أخرى ذكرى الدار عقب الدار‪,‬‬
‫وقال قتادة كانوا يذكرون الناس الدار الَخرة والعمل لا‪ ,‬وقال ابن زيد جعل لم خاصة أفضل شيء ف‬
‫الدار الَخرة‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬وإنمط عندنطا لنط الصططفي الخيار} أي لنط الختاريطن الجتطبي الخيار فهطم أخيار‬
‫متارون‪.‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬واذ كر إ ساعيل والي سع وذا الك فل و كل من الخيار} قد تقدم الكلم على ق صصهم‬
‫وأخبارهطم مسطتقصاة فط سطورة النطبياء عليهطم الصطلة والسطلم باط أغنط عطن إعادتطه ههنطا‪.‬‬
‫وقوله عز و جل‪{ :‬هذا ذ كر} أي هذا ف صل ف يه ذ كر ل ن يتذ كر‪ ,‬قال ال سدي يع ن القرآن العظ يم‪.‬‬

‫حةً ّلهُ ُم البْوَا بُ * مُّت ِكئِيَ فِيهَا يَ ْدعُو نَ فِيهَا ِبفَا ِك َهةٍ‬
‫ت عَدْ ٍن ّمفَتّ َ‬
‫** َوإِ نّ لِ ْل ُمّتقِيَ لَحُ سْ َن مَآ بٍ * َجنّا ِ‬
‫َكثِيَ ٍة َوشَرَا بٍ * َوعِن َدهُ مْ قَا صِرَاتُ الطّ ْر فِ َأتْرَا بٌ * هَـذَا مَا تُوعَدُو نَ ِلَيوْ مِ الْحِ سَابِ * إِ نّ هَـذَا‬
‫لَرِزْقُنَطططططططططا مَطططططططططا لَهطططططططططُ مِطططططططططن ّنفَادٍ‬
‫يب تعال عن عباده الؤمني السعداء أن لم ف الدار الَخرة لسن مآب وهو الرجع والنقلب ث فسره‬
‫بقوله تعال‪{ :‬جنات عدن} أي جنات إقامة مفتحة لم البواب واللف واللم ههنا بعن الضافة كأنه‬

‫‪769‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يقول مفتحة لم أبوابا أي إذا جاءوها فتحت لم أبوابا‪ ,‬قال ابن أب حات حدثنا ممد بن ثواب الباري‬
‫حدثنا عبد ال بن ني حدثنا عبد ال بن مسلم يعن ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد ال بن عمرو رضي‬
‫ال عنه ما قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إن ف ال نة ق صرا يقال له عدن حوله البوج‬
‫والروج له خسة آلف باب عند كل باب خسة آلف حبة ل يدخله ط أو ل يسكنه ط إل نب أو‬
‫صديق أو شهيد أو إمام عدل» وقد ورد ف ذكر أبواب النة الثمانية أحاديث كثية من وجوه عديدة‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬متكئي فيها} قيل متربعي على سرر تت الجال {يدعون فيها بفاكهة كثية}‬
‫أي مهمطا طلبوا وجدوا وأحضطر كمطا أرادوا {وشراب} أي مطن أي أنواعطه شاؤوا أتتهطم بطه الدام‬
‫{بأكواب وأباريق وكأس من معي} {وعندهم قاصرات الطرف} أي عن غي أزواجهن فل يلتفت إل‬
‫غي بعولتهن {أتراب} أي متساويات ف السن والعمر هذا معن قول ابن عباس رضي ال عنهما وماهد‬
‫وسعيد بن جبي وممد بن كعب والسدي {هذا ما توعدون ليوم الساب} أي هذا الذي ذكرنا من‬
‫صفة النة هي الت وعدها لعباده التقي الت يصيون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلمتهم‬
‫من النار‪ .‬ث أخب تبارك وتعال عن النة أنه ل فراغ لا ول زوال ول انقضاء ول انتهاء فقال تعال‪{ :‬إن‬
‫هذا لرزق نا ماله من نفاد} كقوله عز و جل { ما عند كم ين فد و ما ع ند ال باق} وكقوله جل وعل‬
‫{عطاء غي مذوذ} وكقوله تعال‪{ :‬لم أجر غي منون} أي غي مقطوع وكقوله عز وجل‪{ :‬أكلها‬
‫دائم وظلهططا تلك عقططب الذيططن اتقوا وعقططب الكافريططن النار} والَيات فطط هذا كثية جدا‪.‬‬

‫س الْ ِمهَادُ * هَـذَا فَ ْليَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسّاقٌ *‬ ‫ش ّر مَآبٍ * َج َهنّمَ يَصَْل ْوَنهَا َفِبئْ َ‬ ‫** هَـذَا َوإِنّ لِلطّاغِيَ لَ َ‬
‫ج ّم ْقتَحِ ٌم ّم َعكُ مْ َل مَرْحَبا ِبهِ مْ ِإنّهُ مْ صَالُو النّارِ * قَالُوْا بَلْ أَنتُ مْ لَ‬ ‫وَآخَ ُر مِن َشكْلِ هِ أَ ْزوَا جٌ * هَـذَا َف ْو ٌ‬
‫ضعْفا فِي النّارِ *‬ ‫مَرْحَبا ِبكُ مْ أَنتُ مْ َق ّدمْتُمُو هُ َلنَا َفبِئْ سَ اْلقَرَارُ * قَالُواْ َرّبنَا مَن قَدّ مَ َلنَا هَـذَا فَ ِزدْ ُه عَذَابا ِ‬
‫ت عَْنهُ ُم البْصَطرُ * إِنّ‬ ‫خ ْذنَاهُمْ سِخْ ِريّا أَمْ زَاغَ ْ‬‫وَقَالُوْا مَا َلنَا َل نَرَىَ ِرجَالً ُكنّا َنعُ ّدهُ ْم مّنَ الشْرَارِ * أَتّ َ‬
‫طمُ َأهْلِ النّارِ‬‫ط تَخَاصطططططططططط ُ‬ ‫ذَلِكطططططططططططَ َلحَقطططططططططط ّ‬
‫لا ذكر تبارك وتعال مآل السعداء ثن بذكر حال الشقياء ومرجعهم ومآبم ف دار معادهم وحسابم‬
‫فقال عز وجل‪{ :‬هذا وإن للطاغي} وهم الارجون عن طاعة ال عز وجل الخالفون لرسل ال صلى‬
‫ال عليه وسلم {لشر مآب} أي لسوء منقلب ومرجع‪ .‬ث فسره بقوله جل وعل‪{ :‬جهنم يصلونا} أي‬

‫‪770‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫يدخلونا فتغمرهم من جيع جوانبهم {فبئس الهاد * هذا فليذوقوه حيم وغساق} أما الميم فهو الار‬
‫الذي قطد انتهطى حره‪ ,‬وأمطا الغسطاق فهطو ضده وهطو البارد الذي ل يسطتطاع مطن شدة برده الؤل‪.‬‬
‫ولذا قال عز وجل‪{ :‬وآخر من شكله أزواج} أي وأشياء من هذا القبيل‪ :‬الشيء وضده يعاقبون با‪.‬‬
‫قال المام أحد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن ليعة حدثنا دراج عن أب اليثم عن أب سعيد رضي‬
‫ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪« :‬لو أن دلوا من غساق يهراق ف الدنيا لنت أهل‬
‫الدنيا» ورواه الترمذي عن سويد بن نصر عن ابن البارك عن رشدين بن سعد عن عمرو بن الارث عن‬
‫دراج به ث قال ل نعرفه إل من حديث رشدين كذا قال وقد تقدم ف غي حديثه‪ ,‬ورواه ابن جرير عن‬
‫يونططس بططن عبططد العلى عططن ابططن وهططب عططن عمرو بططن الارث بططه‪.‬‬
‫وقال كعب الحبار‪ :‬غساق عي ف جهنم يسيل إليها حة كل ذات حة من حية وعقرب وغي ذلك‬
‫في ستنقع فيؤ تى بالَد مي فيغ مس في ها غم سة واحدة فيخرج و قد سقط جلده ول مه عن العظام ويتعلق‬
‫جلده ولمه ف كعبيه وعقبيه وي ر ل مه كله ك ما ي ر الرجل ثوبه‪ ,‬رواه ابن أ ب حات‪ .‬وقال ال سن‬
‫الب صري ف قوله تعال‪{ :‬وآ خر من شكله أزواج} ألوان من العذاب‪ ,‬وقال غيه كالزمهر ير وال سموم‬
‫وشرب الم يم وأ كل الزقوم وال صعود والوي إل غ ي ذلك من الشياء الختل فة التضادة والم يع م ا‬
‫يعذبون بططططططططططططططططه‪ ,‬ويهانون بسططططططططططططططططببه‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪{ :‬هذا فوج مقتحم معكم ل مرحبا بم إنم صالوا النار} هذا إخبار من ال تعال عن‬
‫قيطل أهطل النار بعضهطم لبعطض كمطا قال تعال‪{ :‬كلمطا دخلت أمطة لعنطت أختهطا} يعنط بدل السطلم‬
‫يتلعنون ويتكاذبون ويكفر بعضهم ببعض فتقول الطائفة الت تدخل قبل الخرى إذا أقبلت الت بعدها‬
‫مع الزنة من الزبانية {هذا فوج مقتحم} أي داخل {معكم ل مرحبا بم إنم صالوا النار} أي لنم‬
‫من أ هل جه نم {قالوا بل أن تم ل مرحبا ب كم} أي فيقول ل م الداخلون { بل أن تم ل مرحبا ب كم أن تم‬
‫قدمتموه لنا} أي أنتم دعوتونا إل ما أفضى بنا إل هذا الصي {فبئس القرار} أي فبئس النل والستقر‬
‫وال صي {قالوا رب نا من قدم ل نا هذا فزده عذابا ضعفا ف النار} ك ما قال عز و جل‪{ :‬قالت أخرا هم‬
‫لولهم ربنا هؤلء أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار * قال لكل ضعف ولكن ل تعلمون} أي لكل‬
‫من كم عذاب ب سبه {وقالوا مال نا ل نرى رجالً ك نا نعد هم من الشرار * أتذنا هم سخريا أم زا غت‬
‫عن هم الب صار ؟} هذا إخبار عن الكفار ف النار أن م يفقدون رجا ًل كانوا يعتقدون أن م على الضللة‬
‫وهم الؤمنون ف زعمهم قالوا مالنا ل نراهم معنا ف النار‪ .‬قال ماهد‪ :‬هذا قول أب جهل يقول مال ل‬
‫أرى بللً وعمارا وصطهيبا وفلنا وفلنا وهذا ضرب مثطل وإل فكطل الكفار هذا حالمط يعتقدون أن‬
‫‪771‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫الؤمن ي يدخلون النار‪ ,‬فل ما د خل الكفار النار افتقدو هم فلم يدو هم فقالوا {مال نا ل نرى رجالً ك نا‬
‫نعد هم من الشرار * أتذنا هم سخريا} أي ف الدار الدن يا {أم زا غت عن هم الب صار ؟} ي سألون‬
‫أنفسهم بالحال يقولون أو لعلهم معنا ف جهنم ولكن ل يقع بصرنا عليهم‪ ,‬فعند ذلك يعرفون أنم ف‬
‫الدرجات العاليات وهو قوله عز وجل‪{ :‬ونادى أصحاب النة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا‬
‫ربنا حقا فهل وجدت ما وعد ربكم حقا ؟ قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة ال على الظالي ط إل‬
‫قوله ط ادخلوا النة ل خوف عليكم ول أنتم تزنون} وقوله تعال‪{ :‬إن ذلك لق تاصم أهل النار}‬
‫أي إن هذا الذي أخبناك به يا ممد من تاصم أهل النار بعضهم ف بعض ولعن بعضهم لبعض لق ل‬
‫مريططططططططططططة فيططططططططططططه ول شططططططططططططك‪.‬‬

‫ت وَالرْ ضِ َومَا َبيَْنهُمَا اْلعَزِيزُ‬


‫ب ال سّمَاوَا ِ‬ ‫** ُقلْ ِإنّمَآ َأنَ ْا مُنذِ ٌر َومَا مِ نْ إِلَـهٍ إِلّ اللّ هُ الْوَاحِ ُد اْل َقهّارُ * رَ ّ‬
‫ختَصِمُونَ *‬ ‫ل العَْلىَ إِ ْذ َي ْ‬
‫الْ َغفّارُ * قُ ْل ُهوَ َنَبأٌ عَظِيمٌ * أَنتُ ْم َعنْ ُه ُمعْرِضُونَ * مَا كَانَ لِ َي مِنْ عِلْ ٍم بِالْمَـ ِ‬
‫إِن يُو َحىَ إِلَيططططططططططّ إِلّ أَنّمَطططططططططآ َأنَ ْا نَذِي ٌر ّمبِيٌططططططططط‬
‫يقول تعال آمرا رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقول للكفار بال الشركي به الكذبي لرسوله إنا أنا‬
‫منذر لست كما تزعمون {وما من إله إل ال الواحد القهار} أي هو وحده قد قهر كل شيء وغلبه‬
‫{رب السموات والرض وما بينه ما} أي هو مالك جي مع ذلك ومت صرف فيه {العزيز الغفار} أي‬
‫غفار مع عظمته وعزته {قل هو نبأ عظيم} أي خب عظيم وشأن بليغ وهو إرسال ال تعال إياي إليكم‬
‫{أنتم عنه معرضون} أي غافلون‪ ,‬قال ماهد وشريح القاضي والسدي ف قوله عز وجل‪{ :‬قل هو نبأ‬
‫عظيططططططططططططططططططم} يعنطططططططططططططططططط القرآن‪.‬‬
‫وقوله تعال‪ { :‬ما كان ل من علم بالل العلى إذ يت صمون} أي لول الو حي من أ ين ك نت أدري‬
‫باختلف الل العلى ؟ يعن ف شأن آدم عليه الصلة والسلم وامتناع إبليس من ال سجود له وماجته‬
‫ربه ف تفضيله عليه‪ .‬فأما الديث الذي رواه المام أحد ح يث قال‪ :‬حدثنا أبو سعيد مول بن هشام‬
‫حدثنا جهضم اليمامي عن يي بن أب كثي عن زيد بن أب سلم عن أب سلم عن عبد الرحن بن‬
‫عائش عن مالك بن يا مر عن معاذ ر ضي ال ع نه قال‪ :‬احت بس علي نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫ذات غداة من صلة ال صبح ح ت كد نا نتراءى قرن الش مس فخرج صلى ال عل يه و سلم سريعا فثوب‬
‫بالصلة فصلى وتوز ف صلته فلما سلم قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬كما أنتم» ث أقبل إلينا فقال‪« :‬إن‬

‫‪772‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫قمت من الليل فصليت ما قدر ل فنعست ف صلت حت استيقظت فإذا أنا برب عز وجل ف أحسن‬
‫صورة فقال‪ :‬يا م مد أتدري ف يم يت صم الل العلى‪ ,‬قلت ل أدري يا رب ط أعاد ها ثلثا ط فرأي ته‬
‫وضع كفه بي كتفي حت وجدت برد أنامله بي صدري فتجلى ل كل شيء وعرفت فقال‪ :‬يا ممد‬
‫ف يم يت صم الل العلى ؟ قلت‪ :‬ف الكفارات‪ .‬قال‪ :‬و ما الكفارات ؟ قلت‪ :‬ن قل القدام ف الماعات‬
‫واللوس ف الساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء عند الكريهات‪ .‬قال‪ :‬وما الدرجات ؟ قلت‪ :‬إطعام‬
‫الطعام ولي الكلم والصلة والناس نيام‪ ,‬قال‪ :‬سل‪ ,‬قلت‪ :‬اللهم إن أسألك فعل اليات وترك النكرات‬
‫وحب الساكي وأن تغفر ل وترحن‪ ,‬وإذا أردت فتنة بقوم فتوفن غي مفتون‪ ,‬وأسألك حبك وحب‬
‫من يبك وحب عمل يقربن إل حبك ط وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ط إنا حق فادرسوها‬
‫وتعلموهطا» فهطو حديطث النام الشهور‪ ,‬ومطن جعله يقظطة فقطد غلط وهطو ف السطنن مطن طرق‪ ,‬وهذا‬
‫الديث بعينه قد رواه الترمذي من حديث جهضم بن عبد ال اليمامي به‪ ,‬وقال السن صحيح وليس‬
‫هذا الختصام هو الختصام الذكور ف القرآن فإن هذا قد ف سر‪ ,‬وأ ما الخت صام الذي ف القرآن ف قد‬
‫فسططططططططر بعططططططططد هذا وهططططططططو فطططططططط قوله تعال‪):‬‬

‫لئِ َكةِ إِنّي خَالِ ٌق بَشَرا مّن طِيٍ * فَِإذَا َس ّوْيتُهُ َوَنفَخْ تُ فِي هِ مِن رّوحِي َف َقعُواْ لَ ُه‬ ‫** ِإذْ قَالَ َربّ كَ لِ ْل َم َ‬
‫سَاجِدِينَ * فَ سَجَدَ الْ َملَِئ َكةُ كُطّلهُمْ أَجْ َمعُو نَ * إِلّ ِإبْلِي سَ ا ْستَ ْكبَ َر وَكَا نَ مِ َن اْلكَافِرِي نَ * قَا َل يَِإبْلِي سُ‬
‫ت ِبيَدَ يّ أَسَْت ْكبَرْتَ أَ مْ كُنتَ مِ َن اْلعَالِيَ * قَالَ َأنَاْ َخيْ ٌر ّمنْهُ خََل ْقَتنِي مِن نّارٍ‬ ‫مَا َمَنعَ كَ أَن تَسْجُدَ ِلمَا خََلقْ ُ‬
‫ج ِمنْهَا فَِإنّ كَ رَجِي مٌ * َوإِ ّن عََليْ كَ َل ْعَنتِ يَ إَِلىَ َيوْ مِ الدّي نِ * قَالَ رَ بّ‬ ‫وَخََل ْقتَ ُه مِن طِيٍ * قَالَ فَا ْخرُ ْ‬
‫ت الْ َمعْلُومِ * قَالَ َفِبعِ ّزتِكَ ُل ْغ ِويَّنهُمْ‬
‫َفأَن ِظ ْرنِيَ إَِلىَ َيوْ ِم ُيبْ َعثُونَ * قَالَ فَِإنّكَ مِ َن الْمُنظَرِينَ * إَِل َى َيوْ ِم اْلوَقْ ِ‬
‫ك َومِمّن تَِبعَ كَ‬ ‫خلَ صِيَ * قَالَ فَاْلحَ ّق وَالْحَ قّ أَقُولُ * لمْل نّ َج َهنّ َم مِن َ‬ ‫أَجْ َمعِيَ * إِ ّل ِعبَادَ َك ِمْنهُ ُم الْمُ ْ‬
‫طططططططططططططططططط‬ ‫ِمنْهُمطططططططططططططططططططْ أَجْ َمعِيَط‬
‫هذه القصطة ذكرهطا ال تبارك وتعال فط سطورة البقرة وفط أول سطورة العراف وفط سطورة الجطر‬
‫وسبحان والكهف وههنا وهي أن ال سبحانه وتعال أعلم اللئكة قبل خلق آدم عليه الصلة والسلم‬
‫بأنه سيخلق بشرا من صلصال من حأ مسنون وتقدم إليهم بالمر مت فرغ من خلقه وتسويته فليسجدوا‬
‫له إكراما وإعظاما واحتراما وامتثالً لمر ال عز وجل فامتثل اللئكة كلهم ذلك سوى إبليس ول يكن‬
‫منهم جنسا‪ .‬كان من الن فخانه طبعه وجبلته أحوج ما كان إليه فاستنكف عن السجود لَدم وخاصم‬

‫‪773‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫ربه عز وجل فيه وادعى أنه خي من آدم فإنه ملوق من نار وآدم خلق من طي والنار خي من الطي ف‬
‫زعمه‪ ,‬وقد أخطأ ف ذلك وخالف أمر ال تعال وكفر بذلك فأبعده ال عز وجل وأرغم أنفه وطرده عن‬
‫باب رحته ومل أنسه‪ ,‬وحضرة قدسه‪ ,‬وساه إبليس إعلما له بأنه قد أبلس من الرحة وأنزله من السماء‬
‫مذموما مدحورا إل الرض فسطأل ال النظرة إل يوم البعطث فأنظره الليطم الذي ل يعجطل على مطن‬
‫عصطططططاه‪ .‬فلمطططططا أمطططططن اللك إل يوم القيامطططططة ترد وطغطططططى‬
‫وقال‪{ :‬فبعز تك لغزين هم أجع ي * إل عبادك من هم الخل صي} ك ما قال عز و جل‪{ :‬أرأي تك هذا‬
‫الذي كرمت علي * لئن أخرتن إل يوم القيامة لحتنكن ذريته إل قليلً} وهؤلء هم الستثنون ف الَية‬
‫الخرى وهططي قوله تعال‪{ :‬إن عبادي ليططس لك عليهططم سططلطان وكفططى بربططك وكيلً}‪.‬‬

‫وقوله تبارك وتعال‪{ :‬قال فالق والق أقول * لملن جهنم منك ومن تبعك منهم أجعي} قرأ ذلك‬
‫جاعة منهم ماهد برفع الق الول وفسره ماهد بأن معناه أنا الق والق أقول‪ ,‬وف رواية عنه‪ :‬الق‬
‫م ن وأقول ال ق‪ ,‬وقرأ آخرون بن صبهما قال ال سدي هو ق سم أق سم ال به (قلت) وهذه الَ ية كقوله‬
‫تعال‪{ :‬ولكن حق القول من لملن جهنم من النة والناس أجعي} وكقوله عز وجل‪{ :‬قال اذهب‬
‫فمطططططن تبعطططططك منهطططططم فإن جهنطططططم جزاؤكطططططم جزاء موفورا}‪.‬‬
‫قُ ْل مَآ أَ ْسأَُلكُ ْم عََليْ ِه مِنْ أَجْ ٍر َومَآ َأنَآ مِ َن الْ ُمَتكَّلفِيَ * إِ ْن ُهوَ إِلّ ذِ ْكرٌ لّ ْلعَالَ ِميَ * وََلَتعْلَ ُم ّن َنَبأَهُ َبعْدَ ِحيِ‬
‫يقول تعال قل يا م مد لؤلء الشرك ي ما أ سألكم على هذا البلغ وهذا الن صح أجرا تعطون يه من‬
‫عرض الياة الدنيا {وما أنا من التكلفي} أي وما أريد على ما أرسلن ال تعال به ول أبتغي زيادة عليه‬
‫بل ما أمرت به أديته ل أزيد عليه ول أنقص منه‪ ,‬وإنا أبتغي بذلك وجه ال عز وجل والدار الَخرة‪,‬‬
‫قال سفيان الثوري عن العمش ومنصور عن أب الض حى عن مسروق قال‪ :‬أتينا عبد ال بن مسعود‬
‫ر ضي ال ع نه فقال يا أي ها الناس من علم شيئا فلي قل به و من ل يعلم فلي قل ال أعلم فإن من العلم أن‬
‫يقول الرجل لا ل يعلم‪ ,‬ال أعلم‪ ,‬فإن ال عز وجل قال لنبيكم صلى ال عليه وسلم‪{ :‬قل ما أسألكم‬
‫عل يه من أ جر و ما أ نا من التكلف ي} أخرجاه من حد يث الع مش‪ ,‬به وقوله تعال‪{ :‬إن هو إل ذ كر‬
‫للعالي} يعن القرآن ذكر لميع الكلفي به من النس والن‪ ,‬قاله ابن عباس رضي ال عنهما‪ ,‬وروى‬
‫ابن أب حات عن أبيه عن أب غسان مالك بن إساعيل‪ :‬حدثنا قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس رضي ال عنهما ف قوله تعال‪{ :‬للعالي} قال‪ :‬الن والنس‪ ,‬وهذه الَية الكرية‬
‫كقوله تعال‪{ :‬لنذركم به ومن بلغ} وكقوله عز وجل‪{ :‬ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده}‬

‫‪774‬‬
‫ملتقى أهل الحديث‬
‫‪www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫وقوله تعال‪{ :‬ولتعل من نبأه} أي خبه و صدقه {ب عد ح ي} أي عن قر يب قال قتادة ب عد الوت وقال‬
‫عكرمة يعن يوم القيامة‪ ,‬ول منافاة بي القولي فإن من مات فقد دخل ف حكم القيامة‪ ,‬وقال قتادة ف‬
‫قوله تعال‪{ :‬ولتعلمطن نبأه بعطد حيط} قال السطن يطا ابطن آدم عنطد الوت يأتيطك البط اليقيط‪.‬‬

‫‪775‬‬

You might also like